النقد الكتابي ج5 أسئلة سفر التكوين الاستاذ حلمي القمص يعقوب

Page 1

‫كﻨ�ﺴﺔ اﻟﻘد�ﺴﻴن‬ ‫ﻤﺎر ﻤرﻗس واﻟ�ﺎ�ﺎ �طرس‬

‫ﺨﺎﺘم اﻟﺸﻬداء‪ -‬اﺴكﻨدر�ﺔ‬

‫ﺍﻗﺭﺃ ﻭﺍﻓﻬﻡ‬ ‫ﻣﻠﻑ ﻣﻔﺗﻭﺡ‬

‫ت ‪03/ 5508395 :‬‬ ‫‪03/ 5487728‬‬

‫) ﺍﻟﺟﺯء ﺍﻟﺧﺎﻣﺱ (‬ ‫ﺳﻔﺭ ﺍﻟﺗﻛﻭﻳﻥ )‪(3‬‬

‫) ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ (‬ ‫ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ‬ ‫ﻧﻴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺒﺮ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺍﻷﻧﺒﺎ ﻣﻜﺎﺭﻳﻮﺱ ﺍﻷﺳﻘﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪1‬‬


‫اﻟﻘدس ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ اﻋﺘﺒر ﻴﻬود ﻓﻠﺴطﻴن أن اﻟﻴوم اﻟذي ﺘﻤت ﻓ�ﻪ ﻫذﻩ اﻟﺘرﺠﻤﺔ ﻴوم أﺴود ﻷن ﺸر�ﻌﺔ‬

‫اﻷﻤــﺔ اﻟﻴﻬود�ــﺔ ﺘﺴ ـر�ت إﻟــﻰ اﻷﻤــم ‪ ،‬وﻓ ـرح ﻴﻬــود اﻟﺸــﺘﺎت ﺒﻬــذﻩ اﻟﺘرﺠﻤــﺔ كﺜﻴ ـ اًر ﻓﺠــﺎء ﻓــﻲ داﺌ ـرة‬

‫اﻟﻤﻌﺎرف ﻟﻠ�ﺴﺘﺎﻨﻲ " أن اﻹﺴراﺌﻴﻠﻴﻴن اﻟذﻴن كﺎﻨت ﻟﻐﺘﻬم ﻴوﻨﺎﻨ�ﺔ ‪ ،‬كﺎﻨوا �ﻘرأون ﺘﻠك اﻷﺴﻔﺎر ﻓـﻲ‬ ‫إﺠﺘﻤﺎﻋــﺎﺘﻬم ﻓــﻲ زﻤــﺎن ﺸــﺘﺎت ﺸــﻤﻠﻬم ‪ ،‬وكﺎﻨــت ﻤﻌﺘﺒ ـرة ﻋﻨــدﻫم ‪ ،‬وكــﺎﻨوا �ﺴــﻤوﻨﻬﺎ كﺘ� ـﺎً ﻤﻘﱠدﺴــﺔ‬

‫كﺎﻟﻛﺘب اﻟﻌﺒراﻨ�ﺔ " )‪0(3‬‬ ‫‪F25‬‬

‫س‪ : 312‬ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ كﻠﻤﺔ " ﺘوراة " ‪ ،‬و " أﺒو كر�ﻔﺎ " ‪ ،‬و " ﺒﻴﺒﻠ�ﺎ " ؟‬ ‫ج ‪ -1 :‬كﻠﻤﺔ " ﺘوراة " ‪ Tourah‬كﻠﻤﺔ ﻋﺒر�ﺔ ﻤن أﺼﻞ " ﻴراﻩ " ‪ Yurah‬وﻤﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﺤرﻓﻲ "‬ ‫ﻴرﻤﻲ أو ﻴوﺠﻪ " ﻓﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘوراة اﻟﺘﻌﻠ�م أو اﻹرﺸـﺎد ‪ ،‬واﻟﻤﻌﻨـﻰ اﻟﻌـﺎم ﻫـو اﻟﺸـر�ﻌﺔ أو اﻟوﺼـ�ﺔ أو‬

‫ودﻋﻴ ــت ﻓ ــﻲ اﻟﻴوﻨﺎﻨ� ــﺔ " اﻟﺒﻨﺘــــﺎﺘوكس "‬ ‫اﻟﻨ ــﺎﻤوس ‪ ،‬وﺘﺸ ــﻤﻞ اﻟﺘ ــوراة أﺴ ــﻔﺎر ﻤوﺴ ــﻰ اﻟﺨﻤﺴ ــﺔ ‪ُ ،‬‬

‫‪ Pentateuck‬أي اﻷﺴــﻔﺎر اﻟﺨﻤﺴــﺔ ) ﺘﻛــو�ن – ﺨ ــروج – ﻻو�ــﻴن – ﻋــدد – ﺘﺜﻨ�ــﺔ ( ودﻋ ــﻲ‬

‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻓﻲ اﻟﻌﺒر�ﺔ كﻤﺎ رأﻴﻨﺎ " ﺒﻴراﺸﻴت " و�ﻌﻨﻲ " ﻓﻲ اﻟﺒـدء " ‪ ،‬كﻤـﺎ دﻋـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺨـروج‬

‫ﻓﻲ اﻟﻌﺒر�ﺔ " ﺸﻤوت " أي " اﻷﺴﻤﺎء " ‪ ،‬وﺴﻔـر اﻟﻼو�ﻴن " و�ﻘ ار " أي " ودﻋﺎ " ‪ ،‬وﺴﻔر اﻟﻌـدد‬

‫" �ﻤدﺒر " ) أو و�دﺒر ( أي " ﻓﻲ اﻟﺒر�ﺔ " ‪ ،‬وﺴﻔر اﻟﺘﺜﻨ�ﺔ " دﺒر�م " أي " ﻫـذا ﻫـو اﻟﻛـﻼم " أﻤـﺎ‬

‫" اﻟﻨﺘ ارﺘوكس " ﻓﺘﻌﻨﻲ اﻷﺴﻔـﺎر اﻷر�ﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻤـن اﻟﺘﻛـو�ن ﻟﻠﻌـدد ‪ ،‬و " اﻟﻬكﺴـﺎﺘوكس " ﺘﻌﻨـﻲ‬ ‫اﻷﺴــﻔﺎر اﻟﺴــﺘﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻤــن اﻟﺘﻛــو�ن ﻟ�ﺸــوع ‪ ،‬و " اﻟﻬﺒﺘــﺎﺘوكس " ﺘﻌﻨــﻲ اﻷﺴــﻔﺎر اﻟﺴــ�ﻌﺔ اﻷوﻟــﻰ‬

‫ﻤن اﻟﺘﻛو�ن ﻟﻠﻘﻀﺎة‪0‬‬

‫‪ -2‬كﻠﻤﺔ " أﺒو كر�ﻔﺎ " أطﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻴﻬود واﻟﻤﺴ�ﺤﻴون ﻋﻠﻰ ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬اﻷﻤور اﻟﻐﺎﻤﻀﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻴدركﻬﺎ إﻻﱠ اﻟﻌﻠﻤﺎء‪0‬‬ ‫ب‪ -‬اﻟﺤﻘﺎﺌق اﻟﺘﻲ ﻻ ُ�ﻌرف أﺼﻠﻬﺎ ﺘﻤﺎﻤﺎً‪0‬‬ ‫ﺠـ‪ -‬اﻷﺴﻔﺎر اﻟﺘﻲ ﺘﺸﻤﻞ ﻋﻠﻰ أﻤور كﺄﻨﻬﺎ ﺨﻔ�ﺔ ﻤﺜﻞ اﻵﺴﻔﺎر اﻟرؤو�ﺔ‪0‬‬ ‫وﻓـﻲ أواﺨــر اﻟﻘــرن اﻟﺜـﺎﻨﻲ اﻟﻤــ�ﻼدي أﺼــ�ﺤت كﻠﻤـﺔ " أﺒــو كر�ﻔــﺎ " ﻤرادﻓــﺔ ﻟﻛﻠﻤــﺔ �ﺎطــﻞ أو‬

‫ـزور ‪ ،‬وﻟــذﻟك رﻓﻀــت اﻟﻛﻨ�ﺴــﺔ اﻷرﺜوذكﺴــ�ﺔ واﻟﻛﺎﺜوﻟ�ك�ــﺔ دﻋــوة اﻷﺴــﻔﺎر اﻟﺴــ�ﻌﺔ اﻟﺘــﻲ ﺤــذﻓﻬﺎ‬ ‫ُﻤـ َ‬ ‫اﻟﺒروﺘﺴﺘﺎﻨت �ﺎﺴم أﺒو كر�ﻔﺎ ‪ 0‬إﻨﻤﺎ �طﻠﻘﺎﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺴﻔﺎر ﻏﻴر اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ اﻟﺘﻲ ﻟم ُﻴوﺤﻰ ﺒﻬﺎ‪0‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪90‬‬

‫‪- 30 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪30‬‬


‫‪ -3‬كﻠﻤﺔ " ﺒﻴﺒﻠ�ﺎ " ‪ Biblia‬كﻠﻤﺔ ﻴوﻨﺎﻨ�ﺔ ﻤﺸـﺘﻘﺔ ﻤـن ‪ Biblos‬اﻹﺴـم اﻟـذي ُ�طﻠـق ﻋﻠـﻰ‬ ‫ورق اﻟﺒردي �ﺎﻹﻨﺠﻠﻴز�ﺔ ‪ ،‬وكﺎﻨـت ﺘُﺘـرﺠم إﻟـﻰ كﻠﻤـﺔ " ُكﺘـب " ‪ ،‬وﻤﻨـذ اﻟﻘـرن اﻟﺜﺎﻟـث ﻋﺸـر ﺒـدأت‬ ‫ﺘﺘرﺠم ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ " كﺘﺎب " ‪ ،‬ﺜم ُﻋرﻓت اﻟﺒﻴﺒﻠ�ﺎ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ " كﻠﻤ ـﺔ ﷲ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻹﻨﺴـﺎن "‬ ‫اﻟﻤﻌﱠﺒــر ﻋﻨﻬــﺎ ﺒﻠﻐــﺔ �ﺸ ـر�ﺔ " )‪ 0(2‬وﺘﻌﺘﺒــر اﻟﺒﻴﺒﻠ�ــﺎ اﻟﺘﺴــﻤ�ﺔ اﻟﻐر��ــﺔ ﻟﻠﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس )‬ ‫كﻠﻤــﺔ ﷲ ُ‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪F26‬‬

‫أو "‬

‫‪F27‬‬

‫ﺘﻌرف إﻟﻰ اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ﻤﻊ اﻵ�ﺎء واﻷﻨﺒ�ﺎء ( ‪0‬‬ ‫ﺒوﻟس اﻟﻔﻐﺎﻟﻲ – ﱠ‬

‫و�ﻘوﻝ اﻟﻛﺎردﻴﻨـﺎﻝ " ﺠوز�ـﻴ راﺘزﻨﺠـر " ﻓـﻲ ﺘﻘد�ﻤـﻪ ﻟرﺴـﺎﻟﺔ " ﺘﻔﺴـﻴر اﻟﺒﻴﺒﻠﻴ ـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻛﻨ�ﺴـﺔ "‬

‫‪ " 00‬ﺘﺴــﺘﻤد كﻠﻤــﺔ اﻟﺒﻴﺒﻠ�ــﺎ أﺼــﻠﻬﺎ ﻤــن ﻤــﺎض واﻗﻌــﻲ ‪ ،‬و�ــﺎﻷﺨص ﻤــن أزﻟ�ــﺔ ﷲ‪ 0‬ﺘرﺸــدﻨﺎ كﻠﻤــﺔ‬ ‫اﻟﺒﻴﺒﻠ�ﺎ إﻟﻰ أزﻟ�ﺔ ﷲ ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬﺎ ﺘﻔﻌﻞ ذﻟك ﻋﺒر اﻟزﻤن ‪� ،‬ﻤﺎﻀ�ﻪ وﺤﺎﻀرﻩ وﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻪ " )‪0(3‬‬ ‫‪F28‬‬

‫و�رى اﻷﺨوة اﻟﻛﺎﺜوﻟ�ك أن اﻟﺘﻔﺎﺴﻴر اﻟﺘﻘﻠﻴد�ﺔ اﻟﺨﺎﻟ�ﺔ ﻤن روح اﻟﻨﻘـد ) ﻟﻠـﻨص اﻟﻛﺘـﺎﺒﻲ ( ﻻ‬

‫ﺘﻌﺘﺒــر اﻵن كﺎﻓ�ــﺔ‪ " 0‬أﻤــﺎ اﻟد ارﺴــﺎت اﻟﺒﻴﺒﻠ�ــﺔ ﻓﺘﻨظــر ﻟﻠﻨﺼــوص اﻟﻤﻘﱠدﺴــﺔ �ﻌــﻴن ﻤﺘطــورة ‪ ،‬وﺘﺄﺨــذ‬ ‫ﻓـ ــﻲ ﺤﺴـ ــﺎ�ﺎﺘﻬﺎ اﻟﻨظ ـ ـرات اﻟﻔﻠﺴـ ــﻔ�ﺔ واﻟﻌﻠﻤ�ـ ــﺔ واﻟﻨﻔﺴـ ــ�ﺔ واﻹﺠﺘﻤﺎﻋ�ـ ــﺔ واﻟﺴ�ﺎﺴـ ــ�ﺔ ‪ ،‬وﻟﻛـ ــن اﻵراء‬

‫إﺨﺘﻠﻔــت �ﺸــﺄن ﻫــذﻩ اﻟد ارﺴــﺎت اﻟﺒﻴﺒﻠ�ــﺔ ‪ ،‬ﻓﺒﻴﻨﻤــﺎ رآﻫــﺎ اﻟــ�ﻌض ﻤﺼــدر ﻏﻨــﻲ ‪ ،‬رآﻫــﺎ آﺨــرون أﻨﻬــﺎ‬ ‫ﻤﺼــدر ﺘﺸــك�ك ﻓــﻲ كﻠﻤــﺔ ﷲ ‪ ،‬ﻓﻘــﺎﻟوا إن " ﻫــذﻩ اﻟﺘﻌدد�ــﺔ ﻓــﻲ اﻟطــرق واﻟﻤﻘﺎرﻨــﺎت ) اﻟﺘــﻲ ﺘــدﻋو‬

‫إﻟﻴﻬﺎ اﻟدراﺴﺎت اﻟﺒﻴﺒﻠ�ﺔ ( إﻋﺘﺒرﻫـﺎ اﻟـ�ﻌض ﻤﺼـدر ﻏﻨـﻲ ‪ ،‬كﻤـﺎ رأى ﻓﻴﻬـﺎ اﻵﺨـرون ﻤﻼﻤـﺢ ﺒﻠﺒﻠـﺔ‬

‫كﺒﻴرة ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻟﺒﻠﺒﻠﺔ ‪ 00‬ﺘﻘدم ﺤﺠﺠﺎً ﺠدﻴدة ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺨﺼوم اﻟﺘﻔﺴﻴر اﻟﻌﻠﻤﻲ ‪ ) 00‬اﻟـذي ﻴـرون (‬ ‫أن ﻻ ﻓﺎﺌــدة ﻤــن إﺨﻀــﺎع اﻟﻨﺼــوص اﻟﺒﻴﺒﻠ�ــﺔ ﻟﻤﺴــﺘﻠزﻤﺎت اﻟطــرق اﻟﻌﻠﻤ�ــﺔ ‪ ،‬ﺒــﻞ �ــﺎﻟﻌكس ﻓﻬﻨــﺎك‬

‫ﺨﺴﺎرة كﺒرى ‪ ،‬و�ﺸﻴرون إﻟﻰ أن اﻟﺘﻔﺴﻴر اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻴؤدي إﻟﻰ اﻹرﺘ�ﺎك واﻟﺸك ﺤوﻝ ﻨﻘﺎط كﺜﻴرة ‪،‬‬ ‫كﺎﻨــت ﻤﻘﺒوﻟــﺔ ﺤﺘــﻰ اﻵن �طﻤﺄﻨﻴﻨــﺔ ‪ ،‬كﻤــﺎ ﻴــدﻓﻊ ﻤﻔﺴ ـر�ن كﺜﻴ ـر�ن إﻟــﻰ إﺘﺨــﺎذ ﻤواﻗــﻒ ﻤﻨﺎﻗﻀــﺔ‬

‫ﻹ�ﻤــﺎن اﻟﻛﻨ�ﺴ ــﺔ ‪ ،‬ﺤ ــوﻝ ﻤﺴ ــﺎﺌﻞ ﻫﺎﻤ ــﺔ ﻤﺜ ــﻞ اﻟﺤﺒ ــﻞ اﻟﺒﺘ ــوﻟﻲ ﺒ�ﺴ ــوع وﻋﺠﺎﺌ� ــﻪ ‪ ،‬وﺤﺘ ــﻰ ﻗ�ﺎﻤﺘ ــﻪ‬

‫واﻟوﻫﻴﺘﻪ‪0‬‬

‫واﻟﺘﻔﺴ ــﻴر اﻟﻌﻠﻤ ــﻲ ٕوان ﻟ ــم ﻴ ــؤد ﺤﺘﻤـ ـﺎً إﻟ ــﻰ ﻤﺜ ــﻞ ﻫ ــذﻩ اﻟﺴ ــﻠﺒ�ﺎت ﻴﺘﻤﻴ ــز ﻓ ــﻲ ﻨظ ــر أوﻟﺌ ــك‬ ‫اﻟﻤﻔﺴـر�ن �ﻌﻘﻤــﻪ ﻓــﻲ ﺘطـ ﱡـور اﻟﺤ�ــﺎة اﻟﻤﺴــ�ﺤ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻬــو ﺒــدﻻً أن ﻴوطـد اﻟطر�ــق و�ﺴــﻬﻠﻬﺎ ﻟﻠوﺼــوﻝ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺒﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ – ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺒﻴﺒﻠﻲ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﺹ ‪19‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪36‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪10‬‬

‫‪- 31 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪31‬‬


‫إﻟــﻰ ﻴﻨــﺎﺒ�ﻊ كﻠﻤــﺔ ﷲ اﻟﺤﱠ�ــﺔ ‪� ،‬ﺤـ ّـوﻝ اﻟﺒﻴﺒﻠ�ــﺎ إﻟــﻰ كﺘــﺎب ُﻤﻐﻠــق ‪ ،‬ﺸــﺎﺌك اﻟﺘﻔﺴــﻴر ‪" 00‬‬ ‫ﻨ�ﺴـﺎن ‪1993‬م أﺼـدر اﻟ�ﺎ�ـﺎ ﺒـوﻟس اﻟﺜـﺎﻨﻲ رﺴــﺎﻟﺘﻪ " ﺘﻔﺴـﻴر اﻟﺒﻴﺒﻠ�ـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻛﻨ�ﺴـﺔ " ﻟ�ﺸـﺠﻊ ﻋﻠــﻰ‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪F29‬‬

‫وﻓــﻲ‬

‫اﻟدراﺴﺎت اﻟﺒﻴﺒﻠ�ﺔ‪0‬‬

‫وﻨﻨﺘﻬــز ﻫــذﻩ اﻟﻔرﺼــﺔ ﻟﻠﺘﻌــرف ﻋﻠــﻰ �ﻌــض اﻟﻤﺼــطﻠﺤﺎت اﻷﺨــرى اﻟﻤرﺘ�طــﺔ �ﺎﻟﻛﺘــﺎب‬

‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘدس ‪:‬‬

‫‪ -4‬اﻟﻤوﻨوﺘﺎو�ﺔ ‪ :‬أي اﻟﺘوﺤﻴد واﻹﻋﺘراف �ﺎﻟ اﻟواﺤد‪0‬‬ ‫‪ -5‬اﻟﻤوﻨوﻻﺘر�ﺎ ‪ :‬أي ﻋ�ﺎدة إﻟﻪ ﻓوق ﺴﺎﺌر اﻵﻟﻬﺔ‪0‬‬

‫‪ -6‬اﻟﻬﻴﻨوﺘﺎو�ﺔ ‪ :‬أي ﻗﺒوﻝ ﻴﻬوﻩ اﻹﻟﻪ اﻟواﺤد وﻤﻌﻪ آﻟﻬﺔ أﺨرى‪0‬‬

‫‪ -7‬اﻷﻨﺘرو�وﻤورﻓ�ﺔ ‪ :‬أي ﺘﺸ�ﻪ ﷲ �ﺎﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﻓ�كون ﻟﻪ اﻟﺼﻔﺎت اﻟ�ﺸر�ﺔ‪0‬‬

‫‪ -8‬اﻟﻤوﻨوﺠﻴﻨ�ــﺔ ‪ :‬أي وﺤــدة اﻷﺼــﻞ اﻟ�ﺸــري ‪ ،‬ﻓــﻼ ﻴوﺠــد ﻏﻴــر أب واﺤــد وﻫــو آدم وأم واﺤــدة‬ ‫ﻫﻲ ﺤواء‪0‬‬

‫‪ -9‬اﻟﺒوﻟﻴﺠﻴﻨ�ﺔ ‪ :‬أي ﺘﻌدد اﻷﺼﻞ اﻟ�ﺸري ‪ ،‬ﻓﻴوﺠد آ�ﺎء كﺜﻴر�ن ﻟﻠ�ﺸر�ﺔ كﺎن آدم واﺤـداً ﻤـﻨﻬم‬ ‫‪ ،‬وكذﻟك كﺎﻨت ﺘوﺠد أﻤﻬﺎت كﺜﻴرات كﺎﻨت ﺤواء واﺤدة ﻤﻨﻬن‪0‬‬

‫‪ -10‬اﻷركﻴوﻟوﺠﻲ ‪ :‬أي ﻋﻠم اﻵﺜﺎر‪0‬‬

‫‪ -11‬اﻟﻛروﻨوﻟـــوﺠﻲ ‪ ) :‬أو اﻟﻛروﻨوﻟوﺠ� ــﺎ ( أي ﻋﻠ ــم اﻷزﻤﻨـ ـﺔ واﻷوﻗ ــﺎت اﻟﺘ ــﻲ ﺘﺘﻨ ــﺎوﻝ ﺘﺴﻠﺴ ــﻞ‬

‫اﻷﺤداث اﻟﺘﺎر�ﺨ�ﺔ ‪ ،‬و�ﻘوﻝ اﻷب ﺴـﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸـﺎ " ﻓﻤـن اﻷﻗـواﻝ اﻟﻤـﺄﺜورة ﻓـﻲ ﺠﺎﻤﻌـﺔ ﻓرﻨﺴـﺎ‬

‫أن اﻟﺠﻐراﻓ�ﺎ واﻟﻛروﻨوﻟوﺠ�ﺎ ﻫﻤﺎ ﻋكﺎزﺘﺎ اﻟﺘﺎر�ﺦ " )‪0(1‬‬ ‫‪F30‬‬

‫س‪ُ : 313‬كﺘﺒــت اﻟﺘــوراة �ﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌﺒر�ــﺔ اﻟﻘد�ﻤــﺔ �ــﺄﺤرف أﺒﺠد�ــﺔ ﺨﺎﻟ�ــﺔ ﻤــن اﻟﺘﺸــكﻴﻞ‬ ‫واﻟﺤروف اﻟﻤﺘﺤركﺔ واﻟﺘﻨﻘ�ط ‪ٕ ،‬وان ﻫذﻩ اﻟﻠﻐﺔ ﺨرﺠت ﻋن اﻹﺴﺘﻌﻤﺎﻝ اﻟﺤﻲ ﻓـﻲ اﻟﻘـرن‬ ‫اﻟﺴﺎدس ﻗﺒﻞ اﻟﻤ�ﻼد ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ﺠـﺎء اﻟﻤـﺄزور�ون ) ‪ 900 – 500‬م ( وﻀـﻌوا اﻟﺘﻨﻘـ�ط‬

‫واﻟﺘﺸكﻴﻞ ‪ 00‬أﻻ ﺘﻛون اﻟﺘوراة اﻟﺤﺎﻟ�ﺔ ﻗد ﺘﻌرﻀت ﻟﻠﺘﺤر�ﻴ ﻓﻲ �ﻌـض ﻤواﻀـﻌﻬﺎ ﻋـن‬ ‫اﻷﺼﻞ ؟‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺒﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ – ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺒﻴﺒﻠﻲ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﺹ ‪14‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﺹ ‪16‬‬

‫‪- 32 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪32‬‬


‫�ﻘــوﻝ ﻓ ـراس اﻟﺴ ـواح " و�ﻤــﺎ أن اﻟﺘــوراة ﻋ�ــﺎرة ﻋــن ﻨﺼــوص �ﺎﻟﻐــﺔ اﻟﻘــدم ُكﺘﺒــت أﺼـﻼً‬

‫�ــﺄﺤرف أﺒﺠد�ــﺔ ﺨﺎﻟ�ــﺔ ﻤــن اﻟﺤركــﺎت واﻟﻀـوا�ط ‪ ،‬وﻷن ﻟﻐــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻨﺼــوص ﺨرﺠــت ﻋــن إطــﺎر‬

‫اﻹﺴﺘﻌﻤﺎﻝ اﻟﻌﺎم ﻤن زﻤن �ﻌـود إﻟـﻰ ﻤـﺎ ﻗﺒـﻞ اﻟﻘـرن اﻟﺴـﺎدس واﻟﺨـﺎﻤس ﻗﺒـﻞ اﻟﻤـ�ﻼد ‪ 00‬ﻓﺄﻨـﻪ ﻻ‬

‫�ﻤكــن ﻷﺤــد أن �ﻌــرف كﻴــﻒ كﺎﻨــت ﻫــذﻩ اﻟﻠﻐــﺔ ﺘﻠﻔــظ وﺘﺼـ ﱠـوت ﻓــﻲ اﻷﺼــﻞ ﻟــدى اﻟﺸــﻌب اﻟــذي‬

‫ﺘﻛﻠﻤﻬﺎ ‪ 00‬ﻓﺄن اﻟﻨص اﻟﻤكﺘوب �ﺎﻷﺤرف اﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﻟﻠﺘوراة اﻟﻌﺒر�ﺔ وﺼﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﻤن اﻟﻘـدم دون أن‬

‫ُ�ﻤس ﺘﻘر��ﺎً ‪ ،‬رﻏم أن إدﺨﺎﻝ اﻟﺤركـﺎت واﻟﻀـوا�ط ﻋﻠ�ـﻪ ‪� ،‬ﺼـورة إﻋﺘ�ﺎط�ـﺔ ﻓـﻲ أﺤ�ـﺎن كﺜﻴـرة ‪،‬‬ ‫اﻟﺠﻤـﻞ وﺤ ﱠـور اﻟﻤﻌـﺎﻨﻲ ‪ ،‬وأدﺨــﻞ ﻋﻠـﻰ اﻟـﻨص ﺘﺤر�ﻔـﺎت ﻫـﻲ أﻀـﺨم �كﺜﻴـر ﻤﻤــﺎ‬ ‫ﻗـد ﻏﱠﻴـر إﻋـراب ُ‬

‫ﻴﺘﺼـ ﱠـورﻩ ﻋﻠﻤــﺎء اﻟﺘــوراة‪ 0‬ذﻟــك أن ﻋﻤــﻞ اﻟﻤﺎﺴــور�ﻴن ﻗــد ﺒــدأ �ﻌــد ﻤﻀــﻲ أﻟــﻒ ﺴــﻨﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟوﻗــت‬ ‫اﻟــذي كﺎﻨــت ﻓ�ــﻪ اﻟﻌﺒر�ــﺔ ﻟﻐــﺔ ﺤﱠ�ــﺔ وﻤﺘداوﻟــﺔ "‬

‫اﻟﺨﻠق أو ﻤﻨﺎ�ﻊ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ص ‪0( 9 ، 8‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪F31‬‬

‫) ارﺠــﻊ أ�ﻀ ـﺎً دكﺘــور ﺴــﻴد اﻟﻘﻤﻨــﻲ – ﻗﺼــﺔ‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟم ﻴﻨﻘطﻊ اﻟﺸﻌب اﻟﻴﻬودي ﻋن ﻗراءة اﻟﺘوراة ﺴواء ﻗﺒـﻞ اﻟﺴـﺒﻲ أو ﺨـﻼﻝ ﻓﺘـرة اﻟﺴـﺒﻲ‬ ‫أو �ﻌد اﻟﻌودة ﻤن اﻟﺴﺒﻲ ‪ ،‬وﻟم ﻴﺠدوا أي ﺼﻌو�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻘراءة ‪ ،‬ﻓﻼ �ﺼﺢ اﻟﺤكم ﻋﻠـﻰ اﻟﻤرﺤﻠـﺔ‬

‫ﻗﺒﻞ إﺨﺘراع اﻟﺘﺸكﻴﻞ واﻟﺤروف اﻟﻤﺘﺤركﺔ واﻟﺘﻨﻘ�ط �ﻤﻌ�ﺎر اﻟﻴوم ‪ ،‬ﻓ�ﺎﻟرﻏم ﻤن أﻨﻪ ﻟـم �كـن ﻫﻨـﺎك‬ ‫ﺘﺸــكﻴﻞ وﻻ ﺘﻨﻘــ�ط ﻟﻛــﻨﻬم أﺠــﺎدوا اﻟﻘ ـراءة �ﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌﺒر�ــﺔ ‪ ،‬وﻫــذا ﻤــﺎ ﻓﻌﻠــﻪ ﻋــز ار اﻟﻛﺎﺘــب اﻟﻤــﺎﻫر "‬

‫وﻗـ أروا ﻓــﻲ اﻟﺴــﻔر ﻓــﻲ ﺸــر�ﻌﺔ ﷲ ﺒﺒ�ــﺎن وﻓﺴــروا اﻟﻤﻌﻨــﻰ وأﻓﻬﻤــوﻫم اﻟﻘـراءة " ) ﻨــﺢ ‪( 8 : 8‬‬ ‫وﺤﺘﻰ ﻋﻨدﻤﺎ دﺨـﻞ اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ ﻟـﻪ اﻟﻤﺠـد ﻤﺠﻤـﻊ اﻟﻨﺎﺼـرة " ﻓـدﻓﻊ إﻟ�ـﻪ ﺴـﻔر أﺸـﻌ�ﺎء‪ 0‬وﻟﻤـﺎ‬

‫ﻓﺘﺢ اﻟﺴﻔر وﺠد اﻟﻤوﻀﻊ اﻟذي كﺎن ﻤكﺘو�ـﺎً ﻓ�ـﻪ روح اﻟـرب ﻋﻠـﻰ ‪ ) " 00‬ﻟـو ‪20 – 17 : 4‬‬ ‫(‪0‬‬ ‫و�ﻘ ــوﻝ ﺠــــوش ﻤكــــدو�ﻞ " كﺎﻨ ــت اﻟﻤﺨطوط ــﺎت اﻟﻴوﻨﺎﻨ� ــﺔ ﺘﻛﺘ ــب ﺒ ــدون ﻓواﺼ ــﻞ ﺒ ــﻴن‬ ‫اﻟﻛﻠﻤـﺎت ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ كﺎﻨــت اﻟﻨﺼــوص اﻟﻌﺒر�ــﺔ ﺘﻛﺘــب ﺒـدون ﺤــروف ﱠ‬ ‫ﻋﻠــﺔ ﺤﺘــﻰ أﻀــﺎﻓﻬﺎ اﻟﻤــﺎزور�ون‬

‫ﺒﻴن اﻟﻘرن اﻟﺨﺎﻤس واﻟﻘرن اﻟﻌﺎﺸر اﻟﻤ�ﻼدي‪ 0‬وﻗد ﻴﺒدو ﻫذا ﻤﺴﺘﻐر�ﺎً �ﺎﻟﻨﺴـ�ﺔ ﻟﻠﻘـﺎرئ اﻟﺤـدﻴث ‪،‬‬ ‫وﻟﻛــن �ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻟﻠﻘــدﻤﺎء ﻤﻤــن كــﺎﻨوا ﻴﺘﺤــدﺜون اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ــﺔ أو اﻟﻌﺒر� ـﺔ كــﺎن ﻫــذا أﻤـ اًر ﻋﺎد�ـﺎً ‪ ،‬وكﺎﻨــت‬ ‫اﻟﻛﺘﺎ�ــﺎت ﻤﻔﻬوﻤــﺔ وواﻀــﺤﺔ ‪ ،‬وﻟــم �كــن اﻟﻴﻬــود �ﺤﺎﺠــﺔ إﻟــﻰ كﺘﺎ�ــﺔ ﺤــروف ﱠ‬ ‫اﻟﻌﻠــﺔ إذ أﻨﻬــم ﺘﻌﻠﻤـوا‬ ‫ﻟﻐﺘﻬم وﺘﻌﻠﻤوا كﻴﻒ ﻴﻨطﻘوﻨﻬﺎ و�ﻔﺴروﻨﻬﺎ‪ 0‬كذﻟك ﻟم �كـن ﻟـدى اﻟﺸـﻌوب اﻟﻤﺘﺤدﺜـﺔ �ﺎﻟﻴوﻨﺎﻨ�ـﺔ أي‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻲ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪9 ، 8‬‬

‫‪- 33 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪33‬‬


‫ﻤﺸكﻠﺔ ﻓﻲ ﻗراءة ﻟﻐﺘﻬﺎ ﺒدون ﻤﺴﺎﻓﺎت ﻓﺎﺼﻠﺔ ﺒﻴن اﻟﻛﻠﻤﺎت " )‪0(1‬‬ ‫‪F32‬‬

‫‪ -2‬ﺘم ﺘرﺠﻤﺔ اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺜﺎﻟث ﻗﺒﻞ اﻟﻤـ�ﻼد ﻤـن اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌﺒر�ـﺔ ﻟﻠﻴوﻨﺎﻨ�ـﺔ ﻟﻐـﺔ‬

‫اﻟﻌﺎﻟم كﻠﻪ ‪ ،‬كﻤﺎ ﺘُرﺠم اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م أ�ﻀﺎً ﻟﻠﻠﻐﺔ اﻵراﻤ�ﺔ ﺨﻼﻝ اﻟﻤرﺤﻠﺔ اﻷﺨﻤﻴﻨ�ﺔ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻟم ﺘوﻀـﻊ اﻟﺘـوراة ﻓـﻲ ركـن ﻤﻬﻤـﻞ ‪ ،‬ﺒـﻞ كـﺎن ﻴوﺠـد ﻤﻨﻬـﺎ ﻤﺌـﺎت اﻟﻨﺴـﺦ اﻟﺘـﻲ إﻨﺘﺸـرت‬

‫ﻓـﻲ طـوﻝ اﻟـ�ﻼد وﻋرﻀـﻬﺎ ‪ ،‬وكﺎﻨــت ﻓـﻲ كـﻞ ﻤﺠﻤـﻊ ﻤـن ﻤﺠــﺎﻤﻊ اﻟﻴﻬـود ‪ ،‬وكﺎﻨـت ﻤﺤـﻞ إﻫﺘﻤــﺎم‬

‫كﻞ اﻟﻴﻬود وﻤوﻀﻊ دراﺴﺘﻬم اﻟﻌﻤ�ﻘﺔ ‪ ،‬وﻻ ﻨﻨﺴـﻰ ﻤـﺜﻼً " اﻟﻬكﺴـﺎ�ﻼ " ذﻟـك اﻟﻌﻤـﻞ اﻟﻌظـ�م اﻟـذي‬ ‫ﻗﺎم �ﻪ اﻟﻌﻼﻤﺔ أور�ﺠﺎﻨوس ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺜﺎﻟث اﻟﻤ�ﻼدي ‪ ،‬إذ وﻀـﻊ اﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م ﻓـﻲ ﺴـﺘﺔ أﻋﻤـدة‬

‫ﺘﺸﻤﻞ ‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻨص اﻟﻌﺒري �ﺤروف ﻋﺒر�ﺔ‬

‫‪ -4‬ﺘرﺠﻤﺔ أﻛو�ﻼ‬

‫‪ -2‬اﻟﻨص اﻟﻌﺒري �ﺤروف ﻴوﻨﺎﻨ�ﺔ‬

‫‪ -5‬ﺘرﺠﻤﺔ ﺜﻴؤدوﺜﻴون‬

‫‪ -3‬اﻟﺘرﺠﻤﺔ اﻟﺴ�ﻌﻴﻨ�ﺔ‬

‫‪ -6‬ﺘرﺠﻤﺔ ﺴ�ﻤﺎﺨوس‬

‫‪ -4‬اﻟدكﺘور ﺴﻴد اﻟﻘﻤﻨﻲ اﻟذي ﻗﺎﻝ �ﺄن ﻏ�ﺎب اﻟﺘﺸكﻴﻞ واﻟﺘﻨﻘ�ط واﻟﺤـروف اﻟﻤﺘﺤركـﺔ أدى‬

‫إﻟﻰ ﻟـ�س وأﺨطـﺎء ‪� ،‬ﻌﺘـرف �ﺄﻨـﻪ ﻗـد ﺘـم ﻤﻌﺎﻟﺠـﺔ ﻫـذا اﻷﻤـر ﻋﻠـﻰ أﻴـدي اﻟﺤﺸـﻤوﻨﻴﻴن ﻓـﻲ اﻟﻘـرن‬

‫اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻗﺒﻞ اﻟﻤ�ﻼد ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ " ﻤدوﻨﺎت اﻟﺘوراة ﻗد ظﻠت زﻤﺎﻨﺎً طو�ﻼً ﺨﺎﻟ�ﺔ ﻤن اﻟﺘﻨﻘ�ط واﻟﺘﺸكﻴﻞ ‪،‬‬ ‫إﻀــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ إﺨــﺘﻼف اﻟﻨطــق ﻓــﻲ اﻟﺤــروف اﻟﻌﺒر�ــﺔ ذات اﻟﻤﺨــرج اﻟواﺤــد ‪ :‬اﻟﺸــﻔﺎﻩ ‪ ،‬اﻷﺴــﻨﺎن ‪،‬‬

‫اﻟﺤﻨﺠـرة ‪ ،‬اﻟﻠﺴــﺎن ‪ ،‬اﻟﺤﻠــق ‪ ،‬ﻤــﻊ ﻏ�ــﺎب اﻷزﻤﻨــﺔ ‪ 00‬ﻨﺎﻫ�ــك ﻋــن ﻏ�ــﺎب اﻟﺤــروف اﻟﻤﺘﺤركــﺔ ‪،‬‬ ‫وﻟم ﻴﺘم وﻀﻊ ذﻟك كﻠﻪ إﻻﱠ ﻓﻲ أ�ﺎم اﻟﺤﺸﻤوﻨﻴﻴن ﻗﺒﻞ اﻟﻤـ�ﻼد �ﺤـواﻟﻲ ﻗـرﻨﻴن ﻤـن اﻟزﻤـﺎن " ) د‪0‬‬

‫ﺤﺴ ــن ﺤﻨﻔ ــﻲ – ﻫواﻤﺸ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﺘرﺠﻤ ــﺔ ﻟﻛﺘ ــﺎب اﺴ ــﺒﻴﻨو از – رﺴ ــﺎﻟﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻼﻫ ــوت واﻟﺴ�ﺎﺴ ــﺔ –‬ ‫ﻤراﺠﻌﺔ د‪ 0‬ﻓؤاد زكر�ﺎ ص ‪0(1) ( 38‬‬ ‫‪F3‬‬

‫‪ -5‬ﻓــﻲ ﻤﺠﻤ ــﻊ " ﺠﺎﻤﻨ� ــﺎ " ﺴ ــﻨﺔ ‪90‬م ﺘــم إﻋﺘﻤ ــﺎد اﻟ ــﻨص اﻟﻌﺒ ــري اﻟﺴــﺎﻛن ﻤ ــن ﺒ ــﻴن ﻋـ ـﱠدة‬

‫ﻨﺼــوص وﺘرﺠﻤــﺎت ‪ ،‬وﻫــذا دﻟﻴــﻞ ﻋﻠــﻰ كﻔــﺎءة وﻓﺎﻋﻠ�ــﺔ ﻫــذا اﻟــﻨص ‪ ،‬ﻓﻠــو كﺎﻨــت ﺜﻤــﺔ ﻤﺸــﺎﻛﻞ‬ ‫ﻤﺘﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟﻨص ‪ ،‬ﻤﺎ كﺎن ﻫذا اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﺘﺎر�ﺨﻲ أﻛد ﻋﻠﻰ أﻫﻤ�ﺔ ﻫذا اﻟﻨص اﻟﻌﺒري‪0‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪65‬‬ ‫ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪129 ، 128‬‬

‫‪- 34 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪34‬‬


‫‪ -6‬ﺒ ــدأ اﻟﻤ ــﺎزور�ون ﻋﻤﻠﻬ ــم ﻨﺤ ــو ﺴ ــﻨﺔ ‪500‬م ‪ ،‬ﻓ ــﺄﻨﺘﺠوا ﻟﻨ ــﺎ اﻟ ــﻨص اﻟﻤ ــﺎزوري ‪ ،‬وكﻠﻤ ــﺔ‬

‫ﻤــﺎزوري ﻤﺸــﺘﻘﺔ ﻤــن كﻠﻤــﺔ " ﻤــﺎزو ار " أي ﺘﻘﻠﻴــد ‪ ،‬و�ــذﻟك وﻀــﻊ اﻟﻤــﺎزور�ون اﻟﺼــ�ﻐﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴد�ــﺔ‬

‫ﻟﻘـ ـراءة اﻟﺘ ــوراة ‪ ،‬ﻓﻌﻨ ــدﻤﺎ ﺒ ــدأ اﻟﻤ ــﺎزور�ون ﻋﻤﻠﻬ ــم ك ــﺎن أﻤ ــﺎﻤﻬم اﻟ ــﻨص اﻟﻌﺒ ــري ‪ ،‬وك ــﺎن أﻤ ــﺎﻤﻬم‬ ‫ﺘرﺠﻤﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﺜـﻞ اﻟﺘرﺠﻤﺎت اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ﺔ ‪ ،‬اﻟﺴ�ﻌﻴﻨ�ﺔ اﻟﺘـﻲ ﺘﻤـت ﻓـﻲ اﻟﻘـرن اﻟﺜﺎﻟـث ﻗﺒـﻞ اﻟﻤـ�ﻼد‬

‫‪ ،‬وﺘرﺠﻤ ــﺔ أﻛ ــو�ﻼ وﺘرﺠﻤ ــﺔ ﺴ ــ�ﻤﺎﺨوس وﺘرﺠﻤ ــﺔ ﺜﻴؤدوﺴ ــﻴون و�رﺠ ــﻊ ك ــﻞ ﻤ ــﻨﻬم ﻟﻠﻘ ــرن اﻟﺜ ــﺎﻨﻲ‬

‫اﻟﻤــ�ﻼدي ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً اﻟﺘرﺠﻤــﺎت اﻟﺴ ـر�ﺎﻨ�ﺔ ﻤﺜــﻞ ﺘرﺠﻤــﺔ اﻟ�ﺸــﻴﺘﺎ اﻟﺘــﻲ ﻴرﺠــﻊ ﺘﺎر�ﺨﻬــﺎ ﻟﻠﻘــرن اﻷوﻝ‬ ‫اﻟﻤ�ﻼدي ‪ ،‬وﻏﻴرﻫم ﻤن اﻟﺘرﺠﻤﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪0‬‬

‫اﻟﻤﺤـ ﱠـرك ﻗــد إﻛﺘﻤــﻞ ﻓﻌ ـﻼً ﻋﻠــﻰ ﻴــد‬ ‫و�ﻘــوﻝ ﻓـــراس اﻟﺴـــواح " واﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ أن اﻟــﻨص اﻟﻌﺒــري ُ‬ ‫اﻟﻤﺎزور�ﻴن ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺎﺸر اﻟﻤـ�ﻼدي ‪ ،‬ﻏﻴر أن اﻟﻨص اﻟﺴﺎﻛن ﻗـد ﺘـم ﺘﺤر�كـﻪ �ﺼـورة ﻏﻴـر‬

‫ﻤﺼـوﺘﻪ كﺎﻟﻴوﻨﺎﻨ�ـﺔ ‪ ،‬اﻟﺘـﻲ ﺘُـرﺠم‬ ‫ﻤ�ﺎﺸرة ﻓﻲ وﻗت ﻤ�كر ‪ ،‬وذﻟك ﻋن طر�ق اﻟﺘرﺠﻤﺔ إﻟﻰ ﻟﻐـﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫إﻟﻴﻬــﺎ أواﺴــط اﻟﻘــرن اﻟﺜﺎﻟــث ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد ‪ 00‬وﻹﻋطــﺎء ﻤﺜــﻞ ﻤ�ﺴــط ﻋﻤــﺎ ﻨﻌﻨ�ــﻪ �ﺎﻟﺘﺼــو�ت ﻏﻴــر‬ ‫اﻟﻤ�ﺎﺸر ‪ ،‬ﻨﻘوﻝ أن كﻠﻤﺔ " كﺘـب " �ﺎﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌر��ـﺔ ‪ ،‬إذا وردت ﻫكـذا ﺒـدون ﺘﺤر�ـك ٕواﻟـﻰ ﺠﺎﻨﺒﻬـﺎ‬

‫ـب " ﻻ " ُكﺘـ ْـب " كﺠﻤــﻊ ﻟﻛﻠﻤــﺔ‬ ‫ﺘرﺠﻤﺘﻬــﺎ اﻹﻨﺠﻠﻴز�ــﺔ " ‪ " Wrote‬ﻓــﺈن اﻟﻛﻠﻤــﺔ ﺘﻌﻨــﻲ اﻟﻔﻌــﻞ " َكﺘَـ َ‬ ‫كﺘــﺎب ‪ 00‬ﻟﻘــد كــﺎن ﺒــﻴن أﻴــدي اﻟﻤــﺎزور�ﻴن ﻋــدد ﻻ �ــﺄس �ــﻪ ﻤــن اﻟﺘرﺠﻤــﺎت إﻟــﻰ ﻟﻐــﺎت ﻤﺼـ ﱠـوﺘﺔ‬ ‫ﺘرﺸ ــدﻫم ﻓ ــﻲ ﻤواﻀ ــﻊ اﻷﺸ ــكﺎﻝ ‪ ،‬وﻫ ــذﻩ اﻟﺘرﺠﻤ ــﺎت ﻗ ــد ﺼ ــ�ﻐت ﻓ ــﻲ وﻗ ــت ﻤ�ك ــر ك ــﺎن ﺨﻼﻟ ــﻪ‬

‫واﻀﻌوﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺼﻠﺔ ﻤ�ﺎﺸرة �ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺤ�ﱠﺔ أﻛﺜر ﻤن زﻤﻼﺌﻬم اﻟﻤﺎزور�ﻴن " )‪0(2‬‬ ‫‪F34‬‬

‫و�ﻘوﻝ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ " اﻟﻤﺎزور�ون ﻫم ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻴﻬود اﻟذﻴن ﻗﺎﻤوا ﻓ�ﻤﺎ ﺒـﻴن ‪900 – 500‬‬

‫م ﺒﺈﺨراج اﻟﺸـكﻞ اﻟﻨﻬـﺎﺌﻲ ﻟـﻨص اﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م ‪ 00‬أوﻻً ‪ :‬ﻟوﻀـﻊ ﻨظـﺎم ﺜﺎﺒـت ﻟﻠـﻨص اﻟـذي �ﻌﺘﻤـد‬ ‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺤــروف اﻟﺴــﺎﻛﻨﺔ ‪ ،‬وﺜﺎﻨ� ـﺎً ‪ :‬ﻟوﻀــﻊ ﻨظــﺎم ﺜﺎﺒــت ﻟﻠﺘ ـرﻗ�م ٕواﺴــﺘﺨدام ﺤــروف ﱠ‬ ‫اﻟﻌﻠــﺔ ﻟﻀــ�ط‬

‫ﻋﻤﻠ�ﺔ اﻟﻨطق واﻟﻘراءة ‪ 00‬وﻗد أُطﻠق ﻋﻠﻴﻬم إﺴم اﻟﻤﺎزور�ﻴن ﻷﻨﻬم ﻗﺎﻤوا �ﺤﻔظ اﻟﺘﻘﻠﻴد اﻟﺸﻔﻬﻲ )‬ ‫اﻟﻤﺎزو ار ( ﻤكﺘو�ﺎً ‪00‬‬

‫وﻫﻨــﺎك ﻤدرﺴــﺘﺎن أو ﻤركـزان رﺌ�ﺴــ�ﺎن ﻟﻠﻨﺸــﺎط اﻟﻤــﺎزوري – ﻤﺴــﺘﻘﻞ أﺤــدﻫﻤﺎ ﻋــن اﻵﺨــر –‬ ‫اﻟﻤدرﺴﺔ اﻟ�ﺎﺒﻠ�ﺔ واﻟﻤدرﺴﺔ اﻟﻔﻠﺴطﻴﻨ�ﺔ ‪ ،‬وأﺸـﻬر اﻟﻤـﺎزور�ﻴن ﻫـم ﻋﻠﻤـﺎء اﻟﻴﻬـود اﻟـذﻴن ﻋﺎﺸـوا ﻓـﻲ‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻲ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪216 ، 215‬‬

‫‪- 35 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪35‬‬


‫طﺒر�ﺔ �ﺎﻟﺠﻠﻴﻞ ‪ ،‬ﻤوﺴﻰ ﺒن أﺸﻴر ) ٕواﺒﻨﻪ ﻫﺎرون ( وﻤوﺴﻰ ﺒن ﻨﻔﺘﺎﻟﻲ ﻓﻲ أواﺨر اﻟﻘرن اﻟﺘﺎﺴـﻊ‬ ‫دوﻨــﻪ إﺒــن أﺸــﻴر ﻫــو اﻟــﻨص اﻟﻌﺒــري اﻟﻘ�ﺎﺴــﻲ اﻟﻴــوم ‪ 00‬كــﺎن‬ ‫واﻟﻘــرن اﻟﻌﺎﺸــر ‪ 0‬واﻟــﻨص اﻟــذي ﱠ‬

‫اﻟﻤ ــﺎزور�ون ﻋﻠ ــﻰ درﺠ ــﺔ ﻋﺎﻟ� ــﺔ ﻤ ــن اﻟﻌﻠ ــم ‪ ،‬وﺘﻌ ــﺎﻤﻠوا ﻤ ــﻊ اﻟ ــﻨص �ﺄﻗﺼ ــﻰ درﺠ ــﺎت اﻹﺤﺘـ ـرام‬ ‫واﻟﺘﺒﺠﻴـﻞ ووﻀـﻌوا ﻨظﺎﻤـﺎً ﻤﻌﻘـداً ﻟﺤﻔظــﻪ ﻤـن زﻻت اﻟﻛﻬﻨـﺔ ‪ ،‬ﻓﻌﻠــﻰ ﺴـﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜــﺎﻝ ﻗـﺎﻤوا ﺒﺈﺤﺼــﺎء‬ ‫ﻋــدد اﻟﻤ ـرات اﻟﺘــﻲ ورد ﻓﻴﻬــﺎ كــﻞ ﺤــرف ﻤــن ﺤــروف اﻟﻬﺠــﺎء ﻓــﻲ كــﻞ ﺴــﻔر ‪ ،‬وﺤ ـﱠددوا اﻟﺤــرف‬ ‫اﻷوﺴط ﻤن اﻷﺴﻔﺎر اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬واﻟﺤرف اﻷوﺴط ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس اﻟﻌﺒري كﻠﻪ ‪ ،‬كﻤﺎ‬

‫ﻗﺎﻤوا �ﺤﺴـﺎ�ﺎت أﺨـرى أﻛﺜـر دﻗـﺔ وﺘﻔﺼـ�ﻼً ﻤـن ﻫـذﻩ ‪ ،‬و�ﻘـوﻝ " و�ﻠـر رو�ﻨﺴـون " أﻨﻬـم أﺤﺼـوا‬ ‫كﻞ ﻤﺎ ﻫو ﻗﺎﺒﻞ ﻟﻺﺤﺼﺎء ‪ ،‬وﻗد ﱠأﻟﻔوا ﻋ�ﺎرات ﻗﺼﻴرة ﺘ�ﺴر ﻟﻬم ﺘـذكر اﻹﺤﺼـﺎءات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ "‬ ‫)‪0(1‬‬

‫‪F35‬‬

‫‪ -7‬ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗﺎﺒــﻞ ﻋﻠﻤــﺎء اﻟﻠﻐــﺎت اﻟﺘ ـراﺠم اﻟﻘد�ﻤــﺔ ﻟﻠﻴوﻨﺎﻨ�ــﺔ واﻟﺴ ـر�ﺎﻨ�ﺔ واﻟﻼﺘﻴﻨ�ــﺔ واﻟﻘ�ط�ــﺔ‬ ‫واﻷرﻤﻴﻨ�ﺔ واﻟﺤ�ﺸ�ﺔ واﻟﻌر��ﺔ ‪ 00‬إﻟﺦ ﻟم ﻴﺠدوا أ�ﺔ إﺨﺘﻼﻓﺎت إﻻﱠ ﻓﻲ أﻤـور ﻋرﻀـ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻤـﺜﻼً ﻗـد‬

‫ﺘﺠد اﻟﻠﻔظ ُﻤﻌ ﱠرﻓﺎً وﻓﻲ اﻷﺨرى �ﻼ ﺘﻌر�ﻒ ‪ ،‬أو ﻴرد اﻟﺤدﻴث ﻓﻲ �ﻌﻀﻬﺎ ﺒﻠﻔظ اﻟﻔﻌﻞ وﻓﻲ ﻏﻴرﻫﺎ‬ ‫ﺒﻠﻔظ اﻹﺴم ‪ ،‬أو وﺠود ﺤرف اﻟﻌطـﻒ ﻓـﻲ اﻟواﺤـدة وﺤذﻓـﻪ ﻓـﻲ اﻷﺨـرى ) ارﺠـﻊ اﻟﻘـس ﺼـﻤوﺌﻴﻞ‬ ‫ﻤﺸرﻗﻲ – ﻤﺼﺎدر اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ص ‪0( 85‬‬

‫‪ -8‬أﻗوﻝ ﻷﺨوﺘﻲ ﻤن اﻟﻛﺘﱠﺎب اﻟﻤﺴـﻠﻤﻴن اﻟـذﻴن ﻴﻬـﺎﺠﻤون اﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م اﻟـذي طﺎﻟﻤـﺎ ﺸـﻬد‬

‫ﻟﻪ اﻟﻘرآن ‪ 00‬ﻟﻤﺎذا ﻟم ﺘﺴﺄﻟوا أﻨﻔﺴكم ‪ :‬ﻫﻞ ﻤﺸكﻠﺔ اﻟﺘﻨﻘ�ط واﺠﻬت اﻟﻘـرآن أ�ﻀـﺎً أم ﻻ ؟ ‪ 00‬ﻻ‬ ‫أظن أﻨﻬم ﻴﺠﻬﻠون إن ﺘﻨﻘ�ط اﻟﻘرآن ﺘم �ﻌد كﺘﺎﺒﺘﻪ �ﻤﺎﺌﺔ وﺨﻤﺴﻴن ﺴﻨﺔ ‪ ،‬وكﺎﻨت اﻟﺼﻌو�ﺔ أﻛﺜر‬

‫�ﻤﺎ ﻻ �ﻘﺎس �ﺎﻟﻨﺴـ�ﺔ ﻟﺘﻨﻘـ�ط اﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م‪ 00‬ﻟﻤـﺎذا ؟ ﻷن ﻋﻠﻤـﺎء اﻟﻴﻬـود ﻋﻨـدﻤﺎ ﺸـ ﱠكﻠوا اﻟﺤـروف‬ ‫ووﻀ ــﻌوا ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ اﻟﺘﻨﻘ ــ�ط ﻟ ــم �ك ــن أﻤ ــﺎﻤﻬم اﻟ ــﻨص ﻤﻨﻔ ــرداً ‪ ،‬ﺒ ــﻞ كﻤ ــﺎ رأﻴﻨ ــﺎ ك ــﺎن أﻤ ــﺎﻤﻬم أ�ﻀـ ـﺎً‬

‫اﻟﺘرﺠﻤــﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ إﻟــﻰ ﻟﻐــﺎت ﺤ�ــﺔ ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﺘﻼﺸــﻰ إﺤﺘﻤــﺎﻝ اﻟﺨطــﺄ ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً ‪ 0‬أﻤــﺎ اﻟﻘ ـرآن ﻓﻠــم‬ ‫ﺘﺘوﻓر ﻟﻪ ﻫذﻩ اﻟﻔرﺼﺔ ‪ ،‬وﻟذﻟك وﻗﻒ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴن أﻤﺎم ﻨص ﻋﺜﻤﺎن �ﻤﻔردﻩ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻗد ﺴـﺒق‬

‫ﺤــرق ﻗـرآن ﻋﺒــد ﷲ ﺒــن ﻤﺴــﻌود ‪ ،‬وكــذﻟك ﻗـرآن أﺒــﻲ ﺒــن كﻌــب ‪ ،‬وﻗـرآن ﻋﻠــﻲ ﺒــن أﺒــﻲ طﺎﻟــب ‪،‬‬

‫وﻗرآن إﺒن ﻋ�ﺎس ‪ 0‬كﻤﺎ إﻨﻪ ﻟم �كن ﻤﺴﻤوﺤﺎً ﺒﺘرﺠﻤﺔ ﻨﺼوص اﻟﻘرآن ﻷي ﻟﻐﺔ أﺨـرى ‪ ،‬وأﺘـرك‬ ‫اﻟﺤكم ﻟﻤـﺎ ﺠـﺎء ﻓـﻲ ﺼـﺤ�ﺢ اﻟﺒﺨـﺎري " ﺤـدﺜﻨﺎ ﻤوﺴـﻰ ﺤـدﺜﻨﺎ إﺒـراﻫ�م ﺤـدﺜﻨﺎ إﺒـن ﺸـﻬﺎب أن أﻨـس‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪115 ، 114‬‬

‫‪- 36 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪36‬‬


‫ﺒن ﻤﺎﻟك ﺤدﺜﻪ أن ﺤذ�ﻘﺔ ﺒن اﻟ�ﻤـﺎن ﻗـدم ﻋﻠـﻰ ﻋﺜﻤـﺎن ‪ ،‬وكـﺎن �ﻐـﺎزي ) أي �ﻘـوم �ﻐـزوة ( أﻫـﻞ‬

‫اﻟﺸـﺎم ﻓـﻲ ﻓـﺘﺢ أرﻤﻴﻨ�ـﺔ وأذر�ﻴﺠـﺎن ﻤـﻊ أﻫـﻞ اﻟﻌـراق ‪ ،‬ﻓـﺄﻓزع ﺤذ�ﻘـﺔ إﺨـﺘﻼﻓﻬم ﻓـﻲ اﻟﻘـ ارءة ‪ ،‬ﻓﻘـﺎﻝ‬

‫ﺤذ�ﻘﺔ ﻟﻌﺜﻤﺎن ‪� :‬ﺎ أﻤﻴر اﻟﻤؤﻤﻨﻴن أدرك ﻫذﻩ اﻷﻤﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻴﺨﺘﻠﻔوا ﻓـﻲ اﻟﻛﺘـﺎب إﺨـﺘﻼف اﻟﻴﻬـود‬

‫واﻟﻨﺼﺎرى ‪ ،‬ﻓﺄرﺴﻞ ﻋﺜﻤﺎن إﻟﻰ ﺤﻔظﺔ ‪ ،‬أن أرﺴﻠﻲ إﻟﻴﻨﺎ �ﺎﻟﺼـﺤﻒ ﻨﻨﺴـﺨﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﻤﺼـﺎﺤﻒ ﺜـم‬ ‫ﻨردﻫﺎ ِ‬ ‫إﻟ�ك ‪ ،‬ﻓﺄرﺴﻠت ﺒﻬﺎ ﺤﻔظﺔ إﻟﻰ ﻋﺜﻤﺎن ‪ ،‬ﻓـﺄﻤر ز�ـد ﺒـن ﺜﺎﺒـت وﻋﺒـد ﷲ ﺒـن اﻟز�ﻴـر وﺴـﻌﻴد‬

‫ﺒن اﻟﻌﺎص وﻋﺒد اﻟرﺤﻤن ﺒن اﻟﺤﺎرث ﺒن ﻫﺸﺎم ﻓﻨﺴﺨوﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺼـﺎﺤﻒ‪ 0‬وﻗـﺎﻝ ﻋﺜﻤـﺎن ﻟﻠـرﻫط‬

‫اﻟﻘرﺸــﻴﻴن اﻟﺜﻼﺜــﺔ ‪ :‬إذا إﺨﺘﻠﻔــﺘم أﻨــﺘم وز�ــد ﺒــن ﺜﺎﺒــت ﻓــﻲ ﺸــﺊ ﻤــن اﻟﻘ ـرآن ﻓــﺎﻛﺘﺒوﻩ ﺒﻠﺴــﺎن ﻗ ـر�ش‬

‫ﻓﺈﻨﻤــﺎ ﻨــزﻝ ﺒﻠﺴــﺎﻨﻬم ‪ ،‬ﻓﻔﻌﻠ ـوا ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ إذا ﻨﺴــﺨوا اﻟﺼــﺤﻒ ﻤــن اﻟﻤﺼــﺎﺤﻒ رد ﻋﺜﻤــﺎن اﻟﺼــﺤﻒ‬

‫إﻟــﻰ ﺤﻔظــﺔ ‪ ،‬وأرﺴــﻞ إﻟـﻰ كــﻞ أﻓــق �ﺼــﺤﻒ ﻤــﺎ ﻨﺴــﺨوا ‪ ،‬وأﻤــر �ﻤــﺎ ﺴـواﻩ ﻤــن اﻟﻘـرآن ﻓــﻲ كــﻞ‬

‫ﺤرق " )‪0(1‬‬ ‫ﺼﺤ�ﻔﺔ أو ﻤﺼﺤﻴ أن ُ� َ‬ ‫‪F36‬‬

‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘدس ﻟﻠﺘﺤر�ﻴ كﻤﺎ ﻴدﻋﻲ اﻟﻛﺜﻴرون ؟‬ ‫ﺘﻌرض اﻟﻛﺘﺎب‬ ‫س‪ : 314‬ﻫﻞ ﱠ‬ ‫وﻨﻌــرض ﻫﻨــﺎ ﺒﺈﺨﺘﺼــﺎر ﻵراء �ﻌــض اﻟﻨﻘــﺎد واﻟﻛ ﱠﺘــﺎب ‪ ،‬ﺜــم ﻨــرد ﺒﻨﻌﻤــﺔ اﻟﻤﺴـ�ﺢ ﻋﻠــﻰ‬

‫ﻫذﻩ اﻟﺘﻬم اﻟ�ﺎطﻠﺔ ‪ ،‬ﺨﻼﻝ إﺠﺎ�ﺔ ﻫذا اﻟﺴؤاﻝ ‪� ،‬ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﻹﺠﺎ�ـﺎت اﻷﺴـﺌﻠﺔ اﻷر�ﻌـﺔ اﻟﺘﺎﻟ�ـﺔ ‪،‬‬

‫ﺤﺘــﻰ ﺘﺘﻀــﺢ اﻷﻤــور ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﷴ ﺒﻴــوﻤﻲ ﻤﻬ ـران " أن ﻫــذﻩ اﻟﺘــوراة اﻷﺼــﻠ�ﺔ‬ ‫ﺒﺒﻨودﻫــﺎ وﻨﺼوﺼــﻬﺎ وﺘﻌﺎﻟ�ﻤﻬــﺎ وﻤوادﻫــﺎ اﻟﻛﺎﻤﻠــﺔ ﻻ وﺠــود ﻟــﻪ ﺒﻬــذﻩ اﻟﺼــورة اﻹﻟﻬ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ كﺎﻨــت‬

‫ﻓﺤرﻓت و�ﱠدﻟت ﺜم ُكﺘﺒت ﺴواﻫﺎ �ﻤﺎ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻗت ﻤوﺴﻰ ‪ ،‬ﻓﻠﻘد إﻤﺘدت إﻟﻴﻬﺎ أﻴد أﺜ�ﻤﺔ ﻤن ﻴﻬود ‪ ،‬ﱠ‬ ‫ﻴﺘﻼءم ﻤﻊ اﻟﻴﻬود ‪ ،‬و�ﺘواءم ﻤن ﻤﺨططﺎﺘﻬم ‪ ،‬ﺜم زﻋﻤوا – �ﻌد كﻞ ﻫذا – أﻨﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺘوارة اﻟﺘﻲ‬

‫أﻨزﻟﻬﺎ اﻹﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻤوﺴﻰ " )‪0(1‬‬ ‫‪F37‬‬

‫و�ﻘوﻝ د‪ 0‬ﻤور�س ﺒوكﺎي " أن ﻤؤﻟﻔﺎً ﻤﺜﻞ ﺴﻔـر اﻟﺘﻛو�ن ﻗد ُﻋّدﻝ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻤرﺘﻴن ‪،‬‬ ‫وﻫــذا ﻋﻠــﻰ ﻤــدى ﺜﻼﺜــﺔ ﻗــرون ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ ﻨــدﻫش ﺤــﻴن ﻨﺠــد ﻓ�ــﻪ أﻤــو اًر ﻏﻴــر ﻤﻌﻘوﻟــﺔ أو روا�ــﺎت‬

‫�ﺴ ــﺘﺤﻴﻞ أن ﺘﺘﻔ ــق ﻤ ــﻊ واﻗ ــﻊ اﻷﺸ ــ�ﺎء ‪ٕ 00‬واﻨ ــﻪ ﻟﻤ ــن اﻟﻤؤﺴ ــﻒ أﻻ �ﺄﺨ ــذ ﺒﻬ ــذا اﻟﺘﻔﺴ ــﻴر ﻋﺎﻤ ــﺔ‬ ‫اﻟﻤﻌﻠﻘﻴن ﻤﺴ�ﺤﻴﻴن كﺎﻨوا أو ﻴﻬود " )‪0(2‬‬ ‫‪F38‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺟـ ‪ 3‬ﺹ ‪226 ، 225‬‬ ‫ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ – ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ – ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺳﻨﺔ ‪1972‬ﻡ ﺹ ‪215‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪54‬‬

‫‪- 37 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪37‬‬


‫كﻤﺎ �ﻌﻠـق د ‪ 0‬ﻤـور�س ﺒوكـﺎي ﻋﻠـﻰ ﺘﺼـر�ﺢ اﻟﻤﺠﻤـﻊ اﻟﻔﺎﺘ�كـﺎﻨﻲ اﻟﺜـﺎﻨﻲ �ﺸـﺄن اﻟﻌﻬـد‬

‫اﻟﻘد�م ﻓ�ﻘوﻝ " وﻫﻨﺎك ﺠﻤﻠﺘﺎن ﻤن ﻫذﻩ اﻟوﺜ�ﻘـﺔ اﻟﺨﺎﺼـﺔ �ﺎﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م ) اﻟﻔﺼـﻞ اﻟ ار�ـﻊ ص ‪53‬‬

‫( ‪ 00‬ﺘﻘــوﻝ } �ــﺎﻟﻨظر إﻟــﻰ اﻟوﻀــﻊ اﻹﻨﺴــﺎﻨﻲ اﻟﺴﺎﺒـ ـق ﻋﻠــﻰ اﻟﺨــﻼص اﻟــذي وﻀــﻌﻪ اﻟﻤﺴــ�ﺢ ‪،‬‬

‫ﺘﺴﻤﺢ أﺴﻔﺎر اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ﻟﻠﻛﻞ �ﻤﻌرﻓﺔ ﻤن ﻫو ﷲ وﻤـن ﻫـو اﻹﻨﺴـﺎن ‪ 00‬ﻏﻴـر أن ﻫـذﻩ اﻟﻛﺘـب‬

‫ﺘﺤﺘوي ﻋﻠﻰ ﺸواﺌب وﺸﺊ ﻤن اﻟـ�طﻼن ‪ ،‬ﻤـﻊ ذﻟـك ﻓﻔﻴﻬـﺎ ﺸـﻬﺎدة ﻋـن ﺘﻌﻠـ�م إﻟﻬـﻲ { ﻟـ�س ﻫﻨـﺎك‬

‫إذاً أﺤﺴن ﻤن كﻠﻤﺘﻲ } اﻟﺸواﺌب { و } اﻟ�طﻼن { اﻟﻠﺘﻴن ﺘﻨط�ﻘﺎً ﻋﻠﻰ �ﻌض اﻟﻨﺼوص ‪ 00‬إن‬ ‫ﺼ ّـوت ﻋﻠ�ـﻪ ﻨﻬﺎﺌ�ـﺎً �ﺄﻏﻠﺒ�ـﺔ ‪ 2344‬ﺼـوﺘﺎً ﻀـد ‪ 6‬أﺼـوات‬ ‫ﻫذا اﻟﻨص ﺠزء ﻤن ﺘﺼر�ﺢ ﺸـﺎﻤﻞ ُ‬ ‫‪ 00‬إن اﻟﻤﺠﻤ ــﻊ اﻟﻤﺴ ــكوﻨﻲ ﻟﻠﻔﺎﺘ�ك ــﺎن اﻟﺜ ــﺎﻨﻲ ) ‪1965 – 1962‬م ( ﻗ ــد ﺨﻔ ــﻒ ﺸ ــدة ﻤ ــن ﻫ ــذا‬

‫اﻟﺘﺼﻠب ) اﻟﺘﻤﺴك �ﺼﺤﺔ ﻨﺼوص اﻟﺘوراة ( وذﻟك ﺒﺈدﺨـﺎﻝ ﺘﺤﻔظ ﻋﻠﻰ " أﺴﻔﺎر اﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م "‬ ‫اﻟﺘﻲ " ﺘﺤﺘوي ﻋﻠﻰ اﻟﺸواﺌب وﺸﺊ ﻤن اﻟ�طﻼن " ‪0(3) " 00‬‬ ‫‪F39‬‬

‫و�ك ـرر ﺒوكـﺎي ﻨﻔس اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ كﺘﺎب آﺨـر ) راﺠﻊ ﻤﺎ أﺼﻞ اﻹﻨﺴـﺎن ؟ ص ‪( 155‬‬

‫و�ؤكــد ﺒوكــﺎي أن اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس �ﻌﻬد�ــﻪ ﻗــد ﺤــوى ﻤﻘــﺎطﻊ �ﺎطﻠــﺔ ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ " ٕواﻨﻨــﺎ ﻨﺄﺴــﻒ ﺤﻘـﺎً‬ ‫ﻟذﻟك اﻟﻤوﻗﻒ اﻟذي ﻴﻬدف إﻟـﻰ ﺘﺒر�ـر اﻹﺤﺘﻔـﺎظ ﻓـﻲ ﻨﺼـوص اﻟﺘـوراة واﻹﻨﺠﻴـﻞ ﺒـ�ﻌض اﻟﻤﻘـﺎطﻊ‬

‫اﻟ�ﺎطﻠﺔ ﺨﻼﻓـﺎً ﻟﻛـﻞ ﻤﻨطـق ‪ 0‬إن ذﻟـك ﻤوﻗـﻒ �ﺴـﺊ كﺜﻴـ اًر إﻟـﻰ اﻹ�ﻤـﺎن �ـﺎﻟ ﻟـدى �ﻌـض اﻟﻌﻘـوﻝ‬

‫اﻟﻤﺜﻘﻔﺔ ‪ 0‬وﻤﻊ ذﻟك ﻓﻘد أﺜﺒﺘت اﻟﺘﺠر�ﺔ أﻨﻪ إذا كﺎن �ﻌﻀـﻬم ﻗـﺎد اًر ﻋﻠـﻰ ﻓﻀـﺢ ﻤـواطن اﻟﻀـﻌﻒ‬

‫ﻤن ﻫذا اﻟﻨوع ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻐﺎﻟﺒ�ﺔ ﻤن اﻟﻤﺴ�ﺤﻴﻴن ﻟـم ﺘـدرك ﺤﺘـﻰ اﻵن وﺠـود ﻫـذا اﻟﻀـﻌﻒ ‪ ،‬وظﻠـت‬

‫ﻓﻲ ﺠﻬﺎﻟﺔ ﺘﺎﻤﺔ ﻤن أﻤر ذﻟك اﻟﺘﻨﺎﻗض " )‪0(1‬‬ ‫‪F40‬‬

‫وأ�ﻀﺎً ﻗﺎﻝ ﺒوكﺎي " ﺒﻬذا ﻴﺘﻀﺢ ﻀﺨﺎﻤﺔ ﻤـﺎ أﻀـﺎﻓﻪ اﻹﻨﺴـﺎن إﻟـﻰ اﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م و�ﻬـذا‬ ‫أ�ﻀ ـﺎً ﻴﺘﺒـ ّـﻴن اﻟﻘــﺎرئ اﻟﺘﺤــوﻻت اﻟﺘــﻲ أﺼــﺎﺒت ﻨــص اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م ﻤــن ﻨﻘــﻞ إﻟــﻰ ﻨﻘــﻞ آﺨــر وﻤــن‬ ‫ﺘرﺠﻤﺔ إﻟﻰ ﺘرﺠﻤﺔ أﺨرى ‪� ،‬كﻞ ﻤـﺎ ﻴـﻨﺠم ﺤﺘﻤـﺎً ﻋـن ذﻟـك ﺘﺼـﺤ�ﺤﺎت ‪ ،‬ﺠـﺎءت ﻋﻠـﻰ أﻛﺜـر ﻤـن‬ ‫أﻟﻔﻲ ﻋﺎم " )‪0(2‬‬ ‫‪F41‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻟﺴــﻴد ﺴــﻼﻤﺔ ﻏﻨﻤــﻲ " و�ﺜﻴــر اﻟدﻫﺸــﺔ ﺤﻘـﺎً ﺘﻨــوع ردود اﻷﻓﻌــﺎﻝ ﻟــدى اﻟﻤﻌﻠﻘــﻴن‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪62 - 59‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪10‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ‪19‬‬

‫‪- 38 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪38‬‬


‫اﻟﻤﺴ�ﺤﻴﻴن إزاء ﻫذا اﻟﻛم اﻟﻤﺘراﻛم ﻤن اﻷﺨطﺎء واﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎت واﻷﻤور ﻏﻴر اﻟﻤﻌﻘوﻟﺔ ‪:‬‬

‫) أ ( �ﻌﻀﻬم �ﻘﺒﻞ �ﻌض اﻷﺨطﺎء وﻻ ﻴﺘردد ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻟﻤﺴﺎﺌﻞ اﻟﺸﺎﺌكﺔ ﻓ�ﻤﺎ �كﺘب‪0‬‬

‫)ب( اﻟــ�ﻌض اﻵﺨــر �ﺼــرف اﻟﻨظــر ﺒرﺸــﺎﻗﺔ ﻋــن دﻋــﺎوي ﻏﻴــر ﻤﻘﺒوﻟــﺔ ‪ ،‬و�ﺘﻘﻴــد �ﺎﻟــدﻓﺎع كﻠﻤــﺔ‬ ‫كﻠﻤــﺔ ﻋــن اﻟــﻨص و�ﺤــﺎوﻝ اﻹﻗﻨــﺎع ﻋــن طر�ــق ﺘﺼ ـر�ﺤﺎت ﻤد�ﺤ� ـﺔ ‪� ،‬ﺄﻤــﻞ ﺒــذﻟك أن �ﻀــﻔﻲ‬

‫ﻀ�ﺎ�ﺎً ﻤن اﻟﻨﺴ�ﺎن ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴرﻓﻀﻪ اﻟﻤﻨطق‪0‬‬

‫ﻓﻤــﺜﻼً اﻷب " د�ﻔــو " ﻓــﻲ ﻤﻘدﻤــﺔ ﺘرﺠﻤﺘــﻪ ﻟﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن �ﻘﺒــﻞ وﺠــود ﻫــذﻩ اﻹﻨﺘﻘــﺎدات ‪00‬‬

‫و�ﻘوﻝ ﻓﻲ ﻤﻼﺤظﺎﺘـﻪ ‪ 00‬إﻨـﻪ إذا كـﺎن اﻟﺘـراث ﻗـد ﻀـﺨم أ�ﻌـﺎد كﺎرﺜـﺔ ﻋﺎﻟﻤ�ـﺔ ) اﻟطوﻓـﺎن ( ﻓـﺈن‬

‫ذﻟك ﻻ ﻴﻬم ‪ 0‬إﻨﻤﺎ ﺠـوﻫر اﻟﻤﺴـﺄﻟﺔ ﻫـو أن اﻟﻛﺎﺘـب اﻟـدﻴﻨﻲ ﺤ ﱠﻤـﻞ ﻫـذﻩ اﻟـذكرى ﺒﺘﻌـﺎﻟ�م أزﻟ�ـﺔ ﻋـن‬

‫ﻋــدﻝ ورﺤﻤــﺔ ﷲ ‪ 00‬ﺒﻬــذا ﻴﺒــرر ﺘﺤـ ﱡـوﻝ أﺴــطورة ﺸــﻌﺒ�ﺔ إﻟــﻰ ﺤــدﻴث إﻟﻬــﻲ ‪ 00‬إن ﻫــذا اﻟﻤوﻗــﻒ‬

‫اﻟﻤد�ﺤﻲ ‪:‬‬

‫)‪ (1‬ﻴﺒرر كﻞ ﺘﻌﺴﻔﺎت اﻟ�ﺸر ﻓ�ﻤﺎ ﻴﺨﺘص �ﺎﻷﻤور اﻹﻟﻬ�ﺔ‪0‬‬ ‫)‪� (2‬ﻐطﻲ ﺘﻌد�ﻼت اﻟ�ﺸر ﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻨﺼوص اﻟﺘوراة ‪00‬‬

‫ﻟﻘد رأى ﻋدد كﺒﻴر ﻤن اﻟﻤﻌﻠﻘﻴن اﻟﻤﺴ�ﺤﻴﻴن أﻨـﻪ ﻤـن اﻟﻠ�ﺎﻗـﺔ أن �ﺸـرﺤوا اﻷﺨطـﺎء واﻷﻤـور ﻏﻴـر‬

‫اﻟﻤﻌﻘوﻟﺔ وﺘﻨﺎﻗﻀﺎت روا�ـﺎت اﻟﺘـوراة ‪ ،‬وذﻟـك ﺒﺘﻘـد�م اﻹﻋﺘـذار اﻟـذي �ﻘـوﻝ أن كﺘﱠـﺎب اﻟﺘـوراة كـﺎﻨوا‬ ‫ﻤﻌذور�ن ﻓﻲ ﺘﻘد�م ﺘﺼر�ﺤﺎت ﺘرﺘ�ط �ﻌواﻤﻞ إﺠﺘﻤﺎﻋ�ﺔ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ أو ﻟﻌﻘﻠ�ﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ " )‪0(3‬‬ ‫‪F42‬‬

‫و�ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴم ﻋن اﻟﺘوراة " إن اﻟدارﺴﻴن ﻟﻬﺎ ﻗد أﺜﺒﺘوا ﺒﻬﺎ ﺘﺤر�ﻔﺎت �ﺎﻟز�ـﺎدة‬

‫واﻟــﻨﻘض ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻫــذا ﻻ �ﻤﻨــﻊ ﻤــن وﺠــود اﻟوﻗــﺎﺌﻊ اﻟﺼــﺤ�ﺤﺔ أ�ﻀـﺎً ‪ ،‬ﻓﺈﻀــﺎﻓﺔ آ�ــﺎت وﻤﻌﻠوﻤــﺎت‬ ‫ﻏﻴر ﺼﺤ�ﺤﺔ ‪ ،‬وﺤذف ﻤﻌﻠوﻤﺎت أﺨرى كﺎن ﻟﺘﺤﻘﻴق أﻏراض ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻫـدف إﻟﻴﻬـﺎ ﻤـدوﻨوا اﻟﺘـوراة‬ ‫‪ ،‬وﻟو ﺘﺄﻤﻠﻨﺎ أﺴﻠوب اﻟﺘدو�ن واﻟﻬدف اﻟذي ﺴـﻌﻰ إﻟ�ـﻪ ﻤـدوﻨو اﻟﺘـوراة ﻟوﺠـدﻨﺎ ﻀـوءاً �كﺸـﻒ ﻋـن‬

‫اﻟﺠزء اﻟﺼﺤ�ﺢ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺨﻠ�ط ﻤن اﻹﺨﺘﻼﻓﺎت واﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎت " )‪0(1‬‬ ‫‪F43‬‬

‫أﻤﺎ اﻟدكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود ﻓ�ﻘوﻝ " و�ؤﻤن اﻟﻤﺴﻠﻤون �ﺄن اﻟﺘوراة ﻨزﻟت ﻋﻠﻰ ﻤوﺴﻰ‬

‫ﺒوﺤﻲ ﺴﻤﺎوي ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬم �ﻘوﻟون أن اﻟﺘوراة اﻟﻤوﺠودة اﻟﻤﺘداوﻟﺔ ﻗد دﺨﻞ ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻟﺘﺒـدﻴﻞ واﻟﺘﺤر�ـﻒ‬ ‫‪ 00‬واﻟﻘرآن ﻴؤكد ﻫذا اﻟﻛﻼم �ﻤﺎ ذكرﻩ ﻤن اﻟﻴﻬود وكﺘﺎﺒﻬم " �كﺘﺒون اﻟﻛﺘﺎب �ﺄﻴدﻴﻬم و�ﻘوﻟون ﻫو‬

‫)‪(3‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪117 ، 116‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻣﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻲ ﺑﺎﺑﻞ ﺹ ‪507‬‬

‫‪- 39 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪39‬‬


‫ﻤن ﻋﻨد ﷲ وﻤﺎ ﻫو ﻤن ﻋﻨد ﷲ " ورواﺌﻪ ﻋﻨﻬم ‪ 00‬إﻨﻬم " �ﺤرﻓون اﻟﻛﻠم ﻋن ﻤوﻀﻌﻪ " ‪" 00‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫اﻟﺘﻐﻴﻴـر واﻟﺘﺒـدﻴﻞ ﻓـﻲ اﻟﺘـوراة إﻟـﻰ أدﻟـﺔ ﻤـن‬ ‫‪ 0‬كﻤﺎ �ﻘوﻝ " ﻻ �ﺤﺘﺎج ﻤن ﻴر�د إﺜ�ﺎت اﻟﺘﺤر�ﻒ و ّ‬ ‫اﻟﺨــﺎرج ‪ 00‬ﻓــﺎﻟﺘوراة ذاﺘﻬــﺎ ﺘﻌط�ــﻪ اﻟﻤﻔﺘــﺎح ‪ ،‬وﺘﻌط�ــﻪ اﻷدﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺘﺤر�ﻔﻬــﺎ �ﺼ ـر�ﺢ آ�ﺎﺘﻬــﺎ ‪00‬‬

‫‪F4‬‬

‫إﺴﻤﻊ داود ﻓﻲ اﻟﻤزاﻤﻴـر ‪ 00‬اﻹﺼـﺤﺎح ‪� 5 ، 4 : 56‬ﻘـوﻝ } ﻤـﺎذا �ﺼـﻨﻌﻪ ﺒـﻲ اﻟ�ﺸـر ‪ 0‬اﻟﻴـوم‬ ‫ﺤرﻓــون كﻼﻤــﻲْ وأرﻤ�ــﺎ } ﻗــﺎﻝ اﻟــرب ﻟــﻲ‪� 0‬ﺎﻟﻛــذب ﻴﺘﻨ�ــﺄ اﻷﻨﺒ�ــﺎء ﺒﺈﺴــﻤﻲ‪ 0‬ﻟــم أرﺴــﻠﻬم وﻻ‬ ‫كﻠــﻪ ُ� ّ‬ ‫أﻤرﺘﻬم وﻻ كﻠﻤﺘﻬم ‪ 0‬ﺒرؤ�ﺎ كﺎذ�ﺔ وﻋراﻓﺔ �ﺎطﻠﺔ وﻤكر ﻗﻠو�ﻬم ﻫم ﻴﺘﻨ�ﺄون ﻟﻛم { ) أر ‪14 : 14‬‬

‫( ‪ } 00‬أﻤﺎ وﺤﻲ اﻟرب ﻓﻼ ﺘـذكروﻩ �ﻌـد‪ 0‬ﻷن كﻠﻤـﺔ كـﻞ إﻨﺴـﺎن ﺘﻛـون وﺤ�ـﻪ إذ ﻗـد ﺤـرﻓﺘم كـﻼم‬

‫اﻹﻟﻪ اﻟﺤﻲ رب اﻟﺠﻨود إﻟﻬﻨﺎ { ) أر ‪ } – ( 36 : 23‬ﻫﺎآﻨذا ﻋﻠﻰ اﻟذﻴن ﻴﺘﻨ�ـﺄون �ـﺄﺤﻼم كﺎذ�ـﺔ‬

‫{ ) أر ‪0(3) " ( 32 : 23‬‬ ‫‪F45‬‬

‫وأ�ﻀ ـﺎً �ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﻤﺼــطﻔﻰ ﻤﺤﻤــود " �ﻘــوﻝ آدم كــﻼرك ﻓــﻲ اﻟﻤﺠﻠــد اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﻤــن‬

‫ﺘﻔﺴﻴرﻩ ﻓﻲ ﺸرح آ�ﺎت ﻤن ﺴﻔر ﺼﻤوﺌﻴﻞ ﻤﺎ ﻨﺼﻪ } وﻗﻌت ﻓﻲ كﺘب اﻟﺘوار�ﺦ ﻤن اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺘﻴق‬

‫ﺘﺤر�ﻔﺎت كﺜﻴرة ‪ 00‬واﻷﺤﺴن أن ُﻨﺴّﻠم ﻤن أوﻝ وﻫﻠﺔ �ﺎﻷﻤر اﻟـذي ﻻ ﺴـﺒﻴﻞ إﻟـﻰ إﻨكـﺎرﻩ وﻫـو أن‬

‫ﻤﺼﻨﻔوا اﻟﺘوراة ٕوان كﺎﻨوا ذوي إﻟﻬﺎم ﻓﺈن اﻟﻨﺎﻗﻠﻴن ﻟم �كوﻨوا كذﻟك { وﻗﺎﻝ ﺠﺎن ﻤﻠز ﻓﻲ اﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫‪ 115‬ﻤن كﺘﺎ�ﻪ اﻟذي ط�ﻊ ﻓﻲ ﺒﻠدة در�ﻲ ﺴﻨﺔ ‪1343‬م } إﺘﻔق أﻫﻞ اﻟﻌﻠـم ﻋﻠـﻰ أن ﻨﺴـﺦ اﻟﺘـوراة‬ ‫اﻷﺼــﻠ�ﺔ وكــذا ﻨﺴــﺦ كﺘــب اﻟﻌﻬــد اﻟﻌﺘﻴــق ﻀــﺎﻋت ﻤــن أﻴــدي ﻋﺴــكر ﺒﺨﺘﻨﺼــر ‪ ،‬وﻟﻤــﺎ ظﻬــرت‬

‫اﻟﻨﻘوﻝ أ�ﻀﺎً ﻓﻲ ﺤﺎدﺜﺔ أﻨﺘﻴﺒوكس { ‪ 00‬وﻻ �ﻌﻨـﻲ‬ ‫ُﻨُﻘوﻟﻬﺎ اﻟﺼﺤ�ﺤﺔ ﺒواﺴطﺔ ﻋز ار ﻀﺎﻋت ﺘﻠك ُ‬ ‫ﻫــذا رﻓــض اﻟﺘــوراة ﺒرﻤﺘﻬــﺎ ‪ ،‬ﻓﻬــذا أﻤــر ﻻ ﻨــدﻋو إﻟ�ــﻪ ‪ ،‬وﺴــوف ﺘظــﻞ اﻟﺘــوراة ﻤﺼــدر إﻟﻬــﺎم دﻴﻨــﻲ‬

‫�ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤن اﻟﻌدﻴد ﻤن اﻷﺴﻔﺎر واﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﻤﻀﻴﺌﺔ اﻟﻤﺸرﻗﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F46‬‬

‫و�ﻘوﻝ اﻟدكﺘور أﺤﻤد ﺤﺠﺎزي اﻟﺴﻘﺎ أﺴﺘﺎذ ﻤﻘﺎرﻨﺔ اﻷد�ﺎن ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ اﻷزﻫر " ﻟﻤـﺎ ﺤ ﱠـرف‬

‫" ﻋــز ار " وﺸــ�ﻌﺘﻪ ﺸ ـر�ﻌﺔ ﻤوﺴــﻰ ﺒــن ﻋﻤ ـران – ﻋﻠ�ــﻪ اﻟﺴــﻼم – ﻓــﻲ ﻤدﻴﻨــﺔ �ﺎﺒــﻞ أ�ــﺎم اﻟﻤﻠــك "‬ ‫ﻨﺒوﺨــذ ﻨﺼ ــر " ورﺠﻌـ ـوا إﻟ ــﻰ أورﺸــﻠ�م � ــﺎﻟﺘوراة اﻟﺘ ــﻲ كﺘﺒوﻫ ــﺎ �ﺄﻴــدﻴﻬم أﺸ ــﺎﻋوا ﻓ ـ ـﻲ اﻟﻨ ــﺎس ‪ :‬أن‬ ‫ﺸر�ﻌﺔ ﻤوﺴﻰ ﻗد ﻀﺎﻋت أﺜﻨﺎء ﺘدﻤﻴر " أورﺸﻠ�م " و " ﻫ�كﻞ ﺴـﻠ�ﻤﺎن " ﻋﻠـﻰ ﻴـد ﺠﻨـود " ﻨﺒوﺨـذ‬

‫ـﺎء ﺸـدﻴداً ﻋﻠـﻰ ﻀـ�ﺎﻋﻬﺎ ‪ ،‬وﺘﺄﺴـﻒ ﻓـﻲ ﻗﻠ�ـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻓﻘـداﻨﻬﺎ ‪ ،‬وﻟﻤـﺎ‬ ‫ﻨﺼر " وأن " ﻋز ار " �كـﻰ �ك ً‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪12 ، 11‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪96 ، 95‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪103 ، 102‬‬

‫‪- 40 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪40‬‬


‫ﻌﺒد ﻓﻲ اﻷرض ‪ ،‬ﺘﺤـﱠﻨن ﻋﻠ�ـﻪ وأرﺴـﻞ إﻟ�ـﻪ اﻟـذي‬ ‫رأى ﷲ ﺸﻔﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ دﻴﻨﻪ ‪ ،‬وﺤرﺼﻪ ﻋﻠﻰ أن ُ� َ‬ ‫ﻴﻠﻘﻨـﻪ اﻟﺘــوراة ﻋﻠــﻰ اﻷﺼــﻞ اﻟــذي ﺘركــﻪ ﻤوﺴــﻰ ‪ 0‬وأﺸــﺎﻋوا أن " ﻋــز ار " ﻟﻤــﺎ ﺘﻠﻘــﻰ اﻟﺘــوراة وأﺨﺒــر‬ ‫اﻟﻨــﺎس ﺒﻬــﺎ ‪ ،‬طﻠ�ــﻪ ﻋﻠﻤــﺎء ﺒﻨــﻲ إﺴ ـراﺌﻴﻞ – اﻟــذﻴن كــﺎﻨوا ﻗــد وﺠــدوا اﻟﺘــوراة اﻷﺼــﻠ�ﺔ ُﻤﺨ�ــﺄة ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﺠ�ــﺎﻝ ‪ ،‬ﻤــن أ�ــﺎم " ﻨﺒوﺨذﻨﺼــر " كﻤــﺎ ﻴزﻋﻤــون – وﻗــﺎﻟوا ﻟــﻪ ‪ :‬أﺘــﻞ ﻋﻠﻴﻨــﺎ اﻟﺘــوراة اﻟﺘــﻲ ﻟﻘﻨــك ﷲ‬ ‫إ�ﺎﻫــﺎ ‪ ،‬ﻓﺘﻼﻫــﺎ ‪ ،‬ﻓوﺠــدوﻫﺎ ﻤﺜــﻞ اﻟﺘــوراة اﻟﺘــﻲ ﺘركﻬــﺎ ﻤوﺴــﻰ ﺒــدون ز�ــﺎدة وﻻ ﻨﻘﺼــﺎن‪ 0‬ﻫــذا ﻤــﺎ‬

‫أﺸﺎﻋﻪ " ﻋز ار " وﺸ�ﻌﺘﻪ " )‪0(2‬‬ ‫‪F47‬‬

‫و�ﻘوﻝ أ�ﻀﺎً اﻟدكﺘور أﺤﻤد ﺤﺠﺎزي اﻟﺴﻘﺎ " وﻤن ﻋ�ﺎرة " وﻝ ‪ 0‬دﻴو ارﻨـت " وﻫـﻲ " أن‬

‫ﺴﻔر اﻟﺘﺜﻨ�ﺔ ﻤن كﺘﺎ�ﺔ ﻋـز ار " ﻴﺘﺒـﻴن أن اﻟـذي ﺤ ﱠـرف اﻟﺘـوراة ﻋﻤـداً ﻓـﻲ �ﺎﺒـﻞ ﻤـن �ﻌـد ﺴـﻨﺔ ‪586‬‬ ‫ق‪0‬م ﻫــو " ﻋــز ار " اﻟــذي ﺠــﺎء ذكـرﻩ ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﻛــر�م �ﺎﺴــم " ﻋز�ــز " ‪ 00‬أن ﷲ ﺼـ ﱠﻐر إﺴــﻤﻪ‬ ‫إﺤﺘﻘــﺎ اًر ﻟﺸــﺄﻨﻪ ‪ 00‬وكــﻞ اﻟﻴﻬــود إﻟــﻰ ﻴوﻤﻨــﺎ ﻫــذا �ﻌظﻤوﻨــﻪ و�وﻗروﻨــﻪ و�ﻘوﻟــون ﻫــو إﺒــن ﷲ ‪00‬‬

‫�ﻘوﻟون ﻫو إﺒن �ﻤﻌﻨﻰ اﻟﻘـرب واﻟﻤﺤ�ـﺔ كﺴـﺎﺌر ﺒﻨـﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ ‪ 00‬وﻋـز ار ﻫـذا اﻟـذي ﺤ ﱠـرف اﻟﺘـوراة‬

‫ﻋﻤداً – �ﺴﺘﺤق اﻟﻠﻌﻨﺔ – ‪ 00‬إن كﺎﺘب اﻟﺘوراة ﻫو ﻋز ار اﻟذي ﺠﺎء ذكرﻩ ﻓﻲ اﻟﻘرآن �ﺎﺴم ﻋز�ـز‬ ‫ﺤرﻓوا كﻼم ﷲ " )‪0(3‬‬ ‫‪ٕ ،‬واﻨﻪ ﻟ�س ﻨﺒ�ﺎً وﻻ وﻟ�ﺎً ‪ ،‬ﺒﻞ كﺎن ﻤن اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻔﺎﺴﻘﻴن اﻟذﻴن ﱠ‬ ‫‪F48‬‬

‫ﺤرﻓــﺔ ﻋﻤــداً ‪،‬‬ ‫كﻤــﺎ �ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور اﻟﺴــﻘﺎ أ�ﻀ ـﺎً " واﻟﻘ ـرآن اﻟﻛ ـر�م �ﺸــﻬد �ــﺄن اﻟﺘــوراة ُﻤ ﱠ‬

‫ﺘﻐﻴﻴ ـرﻩ ‪ 0‬وﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﺸــﻬﺎدة ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻤــن ﻗــﺎم ﺒﻬــذا‬ ‫ﺒﺘﻐﻴﻴــر اﻟﻠﻔــظ ‪ ،‬و�ﺎﻟﺘﺄو�ــﻞ اﻟﻔﺎﺴــد ﻟﻠﻔــظ �ﻌــد ّ‬ ‫اﻟﻌﻤــﻞ �ﻌﺘﺒ ــر ﻤﻠﻌوﻨـﺎً ﻤــن ﷲ واﻟﻤﻼﺌكــﺔ واﻟﻨــﺎس أﺠﻤﻌــﻴن ‪ ،‬واﻟــذي ﻗــﺎم ﺒﻬــذا اﻟﻌﻤــﻞ ﻫــو ﻋــز ار "‬ ‫)‪0(1‬‬

‫‪F49‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ اﻟــدكﺘور ﻋﺒــد اﻟﻘــﺎدر ﺴــﻴد أﺤﻤــد " أﻨــزﻝ ﷲ اﻟﺘــوراة ﻋﻠــﻰ ﻗﻠــب ﻤوﺴــﻰ‬

‫ﺤرﻓﻬــﺎ ﻋﻠﻤــﺎء ﺒﻨــﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ ‪ ،‬ﻓﺼــﺎرت ظﻠﻤــﺎت وﻗــد‬ ‫رﺴــوﻝ ﷲ )ﺼــﻠﻌم( و�ﻌــد زﻤــﺎن ﻤــن ﻤوﺘــﻪ ﱠ‬ ‫كﺎﻨت ﻨو اًر " )‪0(2‬‬ ‫‪F50‬‬

‫ج ‪� -1 :‬ــﺎدئ ذي ﺒــدء ﻨﺤــن ﻨﺸــكر ﻫــؤﻻء اﻟﻤﺸــككون وأوﻟﺌــك اﻟﻤﻬــﺎﺠﻤون ﻟﻛﺘﺎﺒﻨــﺎ اﻟﻤﻘــﱠدس‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪178‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪158 - 155‬‬ ‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪179‬‬ ‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺩ‪ 0‬ﺃﺣﻤﺪ ﺣﺠﺎﺯﻱ ﺍﻟﺴﻘﺎ – ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪3‬‬

‫‪- 41 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪41‬‬


‫اﻟﻤﻌﺼوم ‪ ،‬ﻷﻨﻬم ﺤﻔزوﻨﺎ ﻟدراﺴﺔ كﻠﻤﺔ ﷲ �ﻌﻤق وﺘﻤﻌن ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫـذا �ﻘـوﻝ اﻷب ﺠـورج ﺴـﺎ�ﺎ "‬

‫ﺘﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻗـد ﻋـﺎدت ﻋﻠﻴﻨـﺎ �ـﺄﺠزﻝ اﻟﻔواﺌـد ‪ ،‬ﻓﻠـ�س ﻓـﻲ اﻟﺘـﺎر�ﺦ‬ ‫اﻟﺤﻤﻼت اﻟﺘﻲ ﱠ‬ ‫ﻤــن ﻋﺼــر كﻌﺼ ـرﻨﺎ ﻫــذا ‪ ،‬أﻗﺒــﻞ ﻓ�ــﻪ اﻟﻌﻠﻤــﺎء ﻋﻠــﻰ درس اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس �ﻤﻨﺘﻬــﻰ اﻟﺘﻤﺤــ�ص‬

‫اﻟﻌﻠﻤــﻲ وأﺸــد اﻟدﻗــﺔ ‪ ،‬ﻤﺴــﺘﺨدﻤﻴن ﻓــﻲ ﺴــﺒﻴﻞ ذﻟــك ﻤــﺎ أوﻀــﺤﺘﻪ اﻟﺤﻔر�ــﺎت اﻟﻤﺘﺘﺎﻟ�ــﺔ ‪ ،‬واﻹطــﻼع‬

‫اﻟﺠـ ّـد ّي ﻋﻠــﻰ ﻟﻐــﺎت اﻟﻌــﺎﻟم اﻟﻘــد�م وآدا�ــﻪ وﻋﺎداﺘــﻪ ‪ 0‬ﺤﺘــﻰ إﻨــﻪ �ﻤكــن اﻟﻘــوﻝ أن كــﻞ كﻠﻤــﺔ ﻤــن‬ ‫اﻟﻛﺘﺎب ﻗد ُدرﺴت وﻤﺎزاﻟت ﺘُدرس وﻓق أرﻓﻊ ﻗواﻋد اﻟﻨﻘد اﻷدﺒﻲ ﺸﺄﻨﺎً " )‪0(3‬‬ ‫‪F51‬‬

‫كﻤﺎ إﻨﻨﺎ ﻨﺸكر ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴن اﻟﻤﺴﺘﻨﻴر�ن اﻟذﻴن ﻴﺘرﻓﻌون ﻋن اﻟﺒذاءات واﻹﺴﺘﻔ اززات‬

‫واﻟﺴــﺨر�ﺔ وﻋــدم اﻟﻠ�ﺎﻗــﺔ ‪ ،‬وﺨﻴــر ﻤﺜــﺎﻝ ﻋﻠــﻰ ذﻟــك اﻷﺴــﺘﺎذ " أﺤﻤــد ﻨــون دﻨﻔــر " اﻟــذي ﻗــﺎﻝ " إن‬

‫أﻫﻤ�ــﺔ ﺤﺎﺠــﺔ اﻟﻤﺴــﻠم ﻷن ﻴــدرس اﻟﻤﺴ�ﺤﻴ ـﺔ ﻻ ﺘﺤﺘــﺎج ﻟﺘﺄﻛﻴــد ‪ ،‬ﻓﺒ�ﻤــﺎ ﻴــدرس كﺜﻴــر ﻤــن اﻟﺘﻼﻤﻴــذ‬ ‫اﻟﻤﺴــ�ﺤﻴﻴن اﻹﺴــﻼم ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻗﻠﻴﻠــﻴن ﻤــن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴـ ـن ﻗــد أﺨــذوا ﻋﻠــﻰ ﻋــﺎﺘﻘﻬم أن ﻴدرﺴـوا اﻟﻤﺴــ�ﺤ�ﺔ‬

‫ﺒﺠد�ﺔ‪ 0‬إن اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﺠد اﻟﻤﺴﻠﻤون أﻨﻔﺴﻬـم ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻴوم ﺘﺘطﻠب ﻤﻨﻬ ـم أن ﻴدرﺴـوا اﻟﻤﺴـ�ﺤ�ﺔ ‪،‬‬

‫و�ﺎﻟﺘﺄﻛﻴــد ﻓــﺈن أﺤﺴــن طر�ﻘــﺔ ﻟد ارﺴــﺔ اﻟﻤﺴــ�ﺤ�ﺔ ﻫــﻲ أن ﻨﺴﺘﺸﻴ ـ ـر ﻤﻨﺎ�ﻌﻬـ ـﺎ ‪ ،‬وأن ﻨﺤﻠــﻞ أﻓك ـ ـﺎر‬

‫وآراء ﻤﻌﺘﻨﻘﻴﻬـ ـ ـﺎ ‪ ،‬ﺒ ــدﻻً ﻤ ــن اﻟﺨ ــوض ﻓ ــﻲ ﺠـ ـ ـدﻝ رﺨ ــ�ص كﻤـ ـ ـﺎ ﻓﻌـ ـ ـﻞ ﻟﻸﺴ ــﻒ �ﻌـ ـ ـض اﻟﻛﺘﱠـ ــﺎب‬

‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴ ـن ﻓــﻲ اﻟﻤﺎﻀـﻲ " ) ‪) ( General And Introductor, Books And Christianit P. 4‬‬

‫راﺠﻊ ﺠون ﺠﻠﻛرا�ﺴت – ﻨﻌم اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻫو كﻠﻪ ﷲ (‪0‬‬

‫‪ -2‬إﺨﺘﻠــﻒ اﻷﺨــوة اﻟﻤﺴــﻠﻤون ﻓ�ﻤــﺎ ﺒﻴــﻨﻬم ﻓــﻲ ك�ﻔ�ــﺔ ﺘﺤر�ــﻒ اﻟﺘــوراة ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ‬

‫أﺤﻤد أﻤﻴن " وﻗد إﺨﺘﻠﻴ أﻨظﺎر اﻟﻤﺴﻠﻤﻴن ﻓﻲ اﻟﺘوراة ﻋﻠﻰ أﺤواﻝ ﺜﻼﺜﺔ ‪:‬‬

‫ﻓﻘﺎﻝ ﻗوم ‪ :‬إﻨﻬﺎ كﻠﻬﺎ أو أﻛﺜرﻫﺎ ﻤﺒﱠدﻟﺔ ﻤﻐﱠﻴرة ‪ ،‬ﻟ�ﺴت ﻫﻲ اﻟﺘوراة اﻟﺘﻲ أﻨزﻟﻬﺎ ﷲ ﻋﻠـﻰ ﻤوﺴـﻰ ‪،‬‬

‫وﺘﻌـ ّـرض ﻫــؤﻻء ﻟﺘﻨﺎﻗﻀ ـﻬﺎ وﺘﻛــذﻴب �ﻌﻀــﻬﺎ �ﻌــض ) إﺒــن ﺤــزم ﻓــﻲ اﻟﻔﺼــﻞ ( وذﻫﺒــت طﺎﺌﻔـــﺔ‬ ‫أﺨرى ﻤن أﺌﻤﺔ اﻟﺤدﻴث واﻟﻔﻘﻪ واﻟﻛﻼم ‪ ،‬إﻟﻰ أن اﻟﺘﺒدﻴﻞ وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺘﺄو�ﻞ ﻻ ﻓﻲ اﻟﺘﻨز�ﻞ ‪ ،‬وﻫذا‬

‫ﻤذﻫب اﻟﺒﺨﺎري ‪ 0‬ﻗﺎﻝ ﻓـﻲ ﺼـﺤ�ﺤﻪ ) �ﺤرﻓـون اﻟﻛﻠـم ﻋـن ﻤواﻀـﻌﻪ ( ﻴز�ﻠـون وﻟـ�س أﺤـد ﻴز�ـﻞ‬

‫ﻟﻔظ ُكﺘب ﻤن كﺘب ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬم ﻴﺘﺄوﻟوﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴر ﺘﺄو�ﻠﻪ ‪ ،‬وﻫـذا ﻫـو ﻤـﺎ إﺨﺘـﺎرﻩ اﻟـرازي‬ ‫ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴرﻩ ‪ 0‬وﻤن ﺤﺠﺔ ﻫـؤﻻء ‪ :‬أن اﻟﺘوراة ﻗد ط�ﻘت ﻤﺸﺎرق اﻷرض وﻤﻐﺎر�ﻬﺎ وﻻ �ﻌﻠم ﻋدد‬

‫)‪(3‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪13‬‬

‫‪- 42 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪42‬‬


‫ﻨﺴﺨﻬﺎ إﻻﱠ ﷲ ‪ 0‬وﻤن اﻟﻤﻤﺘﻨﻊ أن �ﻘﻊ اﻟﺘواطؤ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒدﻴﻞ واﻟﺘﻐﻴﻴر ﻓـﻲ ﺠﻤ�ـﻊ ﺘﻠـك اﻟﻨﺴـﺦ‬

‫ﻤﻐﻴرة ‪ ،‬واﻟﺘﻐﻴﻴر ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻬﺎج واﺤـد ‪ ،‬وﻫـذا ﻤـﺎ‬ ‫‪� ،‬ﺤﻴث ﻻ ﻴ�ﻘـﻰ ﻓﻲ اﻷرض ﻨﺴﺨﺔ إﻻﱠ ّ‬ ‫ﻤﺒدﻟﺔ ّ‬ ‫ﻴﺨﻴﻠــﻪ اﻟﻌﻘــﻞ و�ﺸــﻬد ﺒ�طﻼﻨــﻪ ‪ 0‬ﻗــﺎﻟوا ‪ :‬وﻗــد ﺒـﻴﱠن ﷲ ﺘﻌــﺎﻟﻰ ﻟﻨﺒ�ــﻪ ﻋﻠ�ــﻪ اﻟﺴــﻼم ﻤﺤﺘﺠـﺎً ﻋﻠــﻰ‬

‫اﻟﻴﻬود ﺒﻬﺎ } ﻗﻞ ﻓﺄﺘوا �ﺎﻟﺘوراة ﻓﺄﺘﻠوﻫﺎ إن كﻨﺘم ﺼﺎدﻗﻴن { وذﻫﺒت طﺎﺌﻔﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ :‬إﻟﻰ أﻨﻪ ﻗد ز�ـد‬

‫وﻏّﻴرت أﻟﻔﺎظ �ﺴـﻴرة ‪ ،‬وﻟﻛـن أﻛﺜرﻫـﺎ �ـﺎق ﻋﻠـﻰ ﻤـﺎ أﻨـزﻝ ﻋﻠ�ـﻪ ‪ ،‬واﻟﺘﺒـدﻴﻞ ﻓـﻲ �ﺴـﻴر ﻤﻨﻬـﺎ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ‪ُ ،‬‬ ‫ﺠــداً ‪ 0‬وﻤــن إﺨﺘــﺎر ﻫــذا اﻟﻘــوﻝ " إﺒــن ﺘ�ﻤ� ـﺔ " ﻓــﻲ كﺘﺎ�ــﻪ " اﻟﺠ ـواب اﻟﺼــﺤ�ﺢ ﻟﻤــن ﺒ ـﱠدﻝ دﻴــن‬

‫اﻟﻤﺴ�ﺢ " وﻤﺜﻞ ذﻟك �ﻤـﺎ ﺠـﺎء ﻓﻴﻬـﺎ ‪ :‬أن ﷲ – ﺴـ�ﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌـﺎﻟﻰ – ﻗـﺎﻝ ﻹﺒـراﻫ�م ﻋﻠ�ـﻪ اﻟﺴـﻼم }‬

‫أذ�ﺢ وﻟدك �كرك – أو وﺤﻴدك – إﺴﺤق { ﻓﺎﺴﺤق ز�ﺎدة ﻤﻨﻬم ﻓﻲ ﻟﻔـظ اﻟﺘـوراة ﻷدﻟـﺔ ذكروﻫـﺎ )‬ ‫ﻀﺤﻰ اﻹﺴﻼم ﺠـ‪ 1‬ص ‪ 328 ، 327‬ﻤط�ﻌﺔ اﻹﻋﺘﻤﺎد �ﻤﺼر ﺴﻨﺔ ‪" ( 1934‬‬

‫)‪(1‬‬

‫‪F52‬‬

‫اﻟُﻨﱠﻘﺎد اﻟﻤﺴﻠﻤون ﻋن ﺘﺤر�ﻴ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘدس ‪ ،‬ﻓﺄي ﺘﺤر�ﻴ �ﻘﺼدون ؟!‬

‫ﻓﺈن ﺘﺤدث‬

‫‪ -3‬اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس �ﻌﻬد�ــﻪ ﻫــو كﻠﻤــﺔ ﷲ �ﺸــﻬﺎدة اﻟﺠﻤ�ــﻊ ﻤﺴــ�ﺤﻴﻴن وﻏﻴــر ﻤﺴــ�ﺤﻴﻴن ‪،‬‬

‫وﻤﻤــﺎ ﻻ ﺸــك ﻓ�ــﻪ أن ﷲ ﻴﻬــﺘم �كﻠﻤﺘــﻪ ‪ ،‬وﻫــو ﻗــﺎدر �ــﻼ ﺸــك ﻋﻠــﻰ اﻟﺤﻔــﺎظ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ‪ ،‬ﻓﻠــو ﺤــدث‬ ‫ﺘﻐﻴﻴر وﺘﺒـدﻴﻞ وﺘﺤر�ـﻒ ‪ ،‬ﻓﻤﻌﻨـﻰ ﻫـذا أن ﷲ ﻀـﻌﻴﻒ وﻋـﺎﺠز ﻋـن ﺤﻤﺎ�ـﺔ كﻠﻤﺘـﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻟـذي ﻴـﺘﻬم‬

‫�ﺎﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس �ﺎﻟﺘﺤر�ﻒ ﻫو ﻓﻲ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ ﻴﺘﻬم ﷲ �ﺎﻟﻌﺠز واﻟﻀﻌﻒ واﻟﺘﻘﺼﻴر واﻹﻫﻤﺎﻝ‪0‬‬

‫ـدي أﻤﺘ ــﻴن ﻫﻤ ــﺎ اﻟﻴﻬ ــود واﻟﻤﺴ ــ�ﺤﻴﻴن ‪ ،‬وك ــﺎن اﻟﻴﻬ ــود ﻴﻨﺎﺼ ــﺒون‬ ‫‪ -4‬اﻟﻌﻬ ــد اﻟﻘ ــد�م ﻓ ــﻲ ﻴ ـ ّ‬ ‫اﻟﻤﺴ�ﺤﻴون اﻟﻌداء ‪ ،‬ﻓﻠو ﺘﺠ أر ﻓر�ق ﻤن اﻟﻴﻬود أو ﻤن اﻟﻤﺴ�ﺤﻴﻴن ﻋﻠـﻰ اﻟﺘﺤر�ـﻒ ‪ 00‬ﺘُـرى ﻫـﻞ‬

‫و�ﺸـ ّـﻬر ﺒﻬــذا اﻟﺘﺤر�ــﻒ اﻟــذي ﻓﻌﻠــﻪ‬ ‫كــﺎن اﻟﻔر�ــق اﻵﺨــر �ﺼــﻤت ‪ ،‬أم أﻨــﻪ �ﺸــﻬد أﻤــﺎم اﻟﺘــﺎر�ﺦ ُ‬ ‫اﻟطـرف اﻵﺨــر ؟! ‪00‬إذاً اﻟﻌﻬــد اﻟﻘـد�م ﺼــﺤ�ﺢ ﺘﻤﺎﻤـﺎً ‪ ،‬وأ�ﻀـﺎً اﻟﻌﻬــد اﻟﺠدﻴــد ﻤﺴـﺘو اًر ﻓــﻲ اﻟﻌﻬــد‬ ‫اﻟﻘد�م ‪ ،‬ﻓﻼﺒد أن �كون ﺼﺤ�ﺢ ﺘﻤﺎﻤﺎً‪0‬‬ ‫‪ -5‬ﻟــو كــﺎن اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻗــد ﺘﻌـ ﱠـرض ﻟﻠﺘﺤر�ــﻒ ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ أﻋطــﻰ ﷲ اﻟﻤﺴــ�ﺤ�ﺔ اﻟﻨﺼـرة‬

‫ﻋﻠــﻰ أﻋظــم ﻓﻠﺴــﻔﺔ وﻫــﻲ اﻟﻔﻠﺴــﻔﺔ اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ــﺔ ‪ ،‬وأﻋظــم ﻤدرﺴــﺔ وﺜﻨ�ــﺔ وﻫــﻲ ﻤدرﺴــﺔ إﺴــكﻨدر�ﺔ ؟‬

‫وأﻋظم ﻗوة ﻋﺴكر�ﺔ وﻫﻲ اﻹﻤﺒراطور�ﺔ اﻟروﻤﺎﻨ�ﺔ ؟!‬

‫‪ -6‬ﻨﺸﺄت اﻟﻤﺴ�ﺤ�ﺔ وﻫﻲ ﻤﺤﺎطﺔ �ﺄر�ﻌﺔ أﻋداء ﻴﺘر�ﺼـون ﺒﻬـﺎ ‪ ،‬وﻫـم اﻟﻴﻬـود ‪ ،‬واﻟوﺜﻨﻴـون‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺩ‪ 0‬ﺃﺣﻤﺪ ﺣﺠﺎﺯﻱ ﺍﻟﺴﻘﺎ – ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﺯﻫﺮ – ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪ 213‬ﺟـ ‪ 2005 1‬ﻡ‬

‫‪- 43 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪43‬‬


‫‪ ،‬واﻟﻤﻠوك واﻷ�ﺎطرة ‪ ،‬واﻟﻬراطﻘﺔ واﻟﻤﺒﺘدﻋﻴن ‪ ،‬وكـﻞ ﻤـﻨﻬم ﻴر�ـد ﻟـو �ﺴـﺘط�ﻊ أن ﻴﻬـدم اﻟﻤﺴـ�ﺤ�ﺔ‬

‫‪ 00‬ﺘُرى ‪ ،‬ﻫﻞ ﻟو ﺘﺠ أر اﻟﻤﺴ�ﺤﻴون ﻋﻠﻰ ﺘﺤر�ﻒ اﻹﻨﺠﻴﻞ ‪ ،‬ﻫﻞ كﺎن �ﺼﻤت كﻞ ﻫؤﻻء ؟!‬

‫‪ -7‬ﻟو كﺎن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس كﺘﺎب ُﻤزﱠ�ـﻒ ُﻤﺤ ﱠـرف ‪ ،‬ﻓكﻴـﻒ ﻗـدم اﻟﻤﻼﻴـﻴن دﻤـﺎﺌﻬم رﺨ�ﺼـﺔ‬ ‫ﺤرف ؟ وكﻴﻒ أﻴدت اﻟﺴﻤﺎء كﺜﻴر ﻤـن ﻫؤﻻء اﻟﺸﻬداء �ﺎﻟﻤﻌﺠزات اﻟﻌﺠﻴ�ﺔ ؟!‬ ‫ﻤن أﺠﻞ كﺘﺎب ُﻤ ﱠ‬ ‫ﺤرف اﻟﻤﺴ�ﺤﻴون كﺘﺎﺒﻬم ‪ ،‬أﻤﺎ كـﺎن �ﺎﻷﺠـدر أن �ﺤـذﻓوا كـﻞ ﻤـﺎ ﻟﺤـق ﺒـﺈﻟﻬﻬم ﻤـن‬ ‫‪ -8‬ﻟو ﱠ‬

‫ﻋــﺎر وﻟطــم و�ﺼــﺎق وﻀــرب ﻋﻠــﻰ اﻟـرأس وﺴــﻘطﺎت ﺤﺘــﻰ اﻟﺼــﻠﻴب ‪ ،‬وﻋــري وﺼــﻠب وﺴــﺨر�ﺔ‬

‫ﺤرف اﻟﻴﻬـود اﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م ‪ ،‬أﻤـﺎ كـﺎن اﻷوﻟـﻰ ﺒﻬـم ﺤـذف ﺨطﺎ�ـﺎ اﻵ�ـﺎء واﻷﻨﺒ�ـﺎء‬ ‫وﻤوت ؟! وﻟو ﱠ‬

‫؟! و�ﻘــوﻝ ﻨ�ﺎﻓــﺔ اﻷﻨ�ــﺎ ﻤكــﺎر�وس اﻷﺴــﻘﻴ اﻟﻌــﺎم " �ﻘــﻊ اﻟﻤﺴــﻠﻤون – ﻓــﻲ ﻤﻬــﺎﺠﻤﺘﻬم ﻟﻠﻛﺘــﺎب‬

‫اﻟﻤﻘﱠدس ﺘﺤت ﺘﺄﺜﻴر اﻟرﻏ�ﺔ ﻓﻲ إﺜ�ﺎت أن اﻟﻛﺘﺎب ﺘﻨ�ﺄ �ﻤﺠﺊ ﻨﺒـﻲ اﻹﺴـﻼم ! ٕواذا ُﺤ ّـرف اﻟﻛﺘـﺎب‬ ‫ﻓﻠﻘــد كــﺎن �ــﺎﻷوﻟﻰ اﻟــﺘﺨﻠص ﻤــن ﺴــﻘطﺎت ﻨــوح ‪ ،‬وﻟــوط ‪ ،‬وداود ‪ ،‬وﺴــﻠ�ﻤﺎن ‪ ،‬وﻗﻀــ�ﺔ اﻟــﻼوي‬ ‫واﻟﺴر�ﺔ ‪ 000‬إﻟﺦ " ‪0‬‬

‫‪ -9‬اﻟذﻴن ﻴﻨﺎدون �ﺎﻟﺘﺤر�ﻒ ‪ ،‬ﻫﻞ ﻴﺨﺒروﻨﻨﺎ ‪ :‬ﻤـن اﻟـذي ﻗـﺎم �ـﺎﻟﺘﺤر�ﻒ ؟ وﻤﺘـﻰ ؟ وﻟﻤـﺎذا‬ ‫؟ وكﻴﻒ ؟ ﻫﻞ أﻤكن ﺠﻤﻊ ﺠﻤ�ﻊ اﻟﻨﺴﺦ ﻤن ﺠﻤ�ﻊ أرﺠـﺎء اﻟﻌـﺎﻟم وﺤرﻗﻬـﺎ ٕواﻋـداد ﻨﺴـﺦ ﺠدﻴـدة ؟‬ ‫أﻟــم ﺘﻨﺠ ـوا ﻨﺴــﺨﺔ واﺤــدة ﺘﻔﻀــﺢ ﻤــﺎ ﺤــدث ؟! وﻫــﻞ ﺼــﻤت اﻟﺘــﺎر�ﺦ ﻋــن ﺘﺴــﺠﻴﻞ ﻫــذﻩ اﻟﺤﺎدﺜــﺔ‬

‫اﻟﻤﺂﺴــو�ﺔ ؟ وﻫــﻞ ﺼــﻤت اﻟﻤﺴــ�ﺤﻴون اﻷ�طــﺎﻝ اﻟﺸــﺠﻌﺎن اﻟــذﻴن ﺴــﺒق وﺘﺤــدوا اﻟﻨــﺎر واﻟوﺤــوش‬

‫اﻟﻀﺎر�ﺔ ؟! وﻫﻞ ﻏﱠﻴر اﻟﻤﺴ�ﺤﻴون ﻤﻌﺘﻘداﺘﻬم اﻟﺠوﻫر�ﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺴد اﻹﻟﻬـﻲ ‪ ،‬واﻟوﻫ�ـﺔ اﻟﻤﺴـ�ﺢ ‪،‬‬

‫وﺼﻠ�ﻪ وﻗ�ﺎﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻟﺤظﺔ ﻓﻲ ﻏﻤﻀﺔ ﻋﻴن وﻻ ﻴوﺠد ﻤن �ﺤﺘﺞ وﻻ ﻤن �ﻘﺎوم ؟! وﻤن اﻟذي ﻗﺎم‬

‫ﺒﺘﺤر�ﻒ اﻟﻨﺴﺦ اﻟﻛﺎﺌﻨﺔ ﻓﻲ ﺠوف اﻷرض ) واﻹرادة اﻹﻟﻬ�ﺔ ﺘﻛﺸﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻴوﻤﺎً ﻓﻴوﻤﺎً ‪ ،‬ﻓـﺈذ ﻫـﻲ‬ ‫ﻤطﺎ�ﻘﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻟﻤﺎ ﺒﻴن أﻴدﻴﻨﺎ ( ؟!‬

‫‪ -10‬إن كــﺎن ﻋﻠــﻰ اﻟﻤــدﻋﻲ إﻗﺎﻤــﺔ اﻟﺒﻴﻨــﺔ ‪ ،‬أﻻ �ظﻬــر ﻟﻨــﺎ ُﻤــدﻋﻲ اﻟﺘﺤر�ــﻒ اﻟﺒﻴﻨــﺔ ﻋﻠــﻰ‬ ‫ّ‬ ‫ﺤــدوث ﻫــذا اﻟﺘﺤر�ــﻒ ؟! ‪ 00‬وﻤــﺎ ﻫــﻲ ﻫـ ـذﻩ اﻟﺒﻴﻨــﺔ إﻻﱠ اﻟﻨﺴــﺨﺔ اﻷﺼــﻠ�ﺔ اﻟﺘــﻲ ﻟــم ﺘطﻠﻬــﺎ أﻴــدي‬

‫اﻟﻤﺤرﻓﻴن اﻟﻤزور�ن اﻟذي �ﺎﻋوا ﻀﻤﺎﺌرﻫم ﻟﻠﺸ�طﺎن ؟! و�ﻘـوﻝ ﻨ�ﺎﻓـﺔ اﻷﻨ�ـﺎ ﻤكـﺎر�وس اﻷﺴـﻘﻴ‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﻌﺎم " ﺜم أﻴن اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺤﻘ�ﻘ�ﺔ اﻟﺘـﻲ ﻟـدﻴﻬم ﻟ�ﻤكﻨﻨـﺎ ﻤـن ﺨﻼﻟﻬـﺎ ﻨﻘـد وﻤﻘﺎرﻨـﺔ اﻟﻨﺴـﺦ اﻟﻤﺤرﻓـﺔ !!‬ ‫"‪0‬‬ ‫‪- 44 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪44‬‬


‫‪ -11‬اﻟــذﻴن ﻴﻨــﺎدون �ــﺎﻟﺘﺤر�ﻒ ﻟــ�س ﻋﻠــﻴﻬم إﻻﱠ اﻟﺘﺄﻤــﻞ ﻓــﻲ اﻟﻔــن اﻟﻤﺴــ�ﺤﻲ ﻤﻨــذ اﻟﻘــرون‬

‫اﻷوﻟــﻰ إن كــﺎن ﻟوﺤــﺎت ﻓﻨ�ــﺔ أو أﻗﻤﺸــﺔ وﻤﻨﺴــوﺠﺎت أو كﺘﺎ�ــﺎت زﺨرﻓ� ـﺔ ‪ 00‬إﻟــﺦ ﻟﻴﺠــدوا ﻓﻴﻬــﺎ‬

‫ﺠﻤ�ﻊ اﻟﻌﻘﺎﺌد اﻟﻤﺴ�ﺤ�ﺔ ﻤن ﺘﺜﻠﻴث وﺘوﺤﻴد ‪ ،‬إﻟﻰ ﺘﺠﺴد إﻟﻬـﻲ ‪ ،‬إﻟﻰ اﻟوﻫ�ﺔ اﻟﻤﺴ�ﺢ ﻟـﻪ اﻟﻤﺠـد ‪،‬‬ ‫إﻟﻰ رﺤﻠﺔ اﻟﺼﻠﻴب واﻟﻘ�ﺎﻤﺔ ‪ ،‬إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺊ اﻟﺜﺎﻨﻲ واﻟدﻴﻨوﻨﺔ‪ 00‬إﻟﺦ‪0‬‬

‫‪ -12‬إن كﺎن ﻤﺸﻬود ﻟﻠﻤﺴ�ﺤﻴﻴن �ﺎﻷﻤﺎﻨﺔ ﻓﻲ كﻞ ﺸﺊ ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ ﻻ �كوﻨوا أﻤﻨﺎء ﻓﻲ أﻏﻠـﻰ‬

‫وأﻋز ﻤﺎ ﻟدﻴﻬم ‪ ،‬وﻫو كﻠﻤﺔ ﷲ ؟!‬

‫‪ -13‬اﻟذﻴن ﻴﱠدﻋون اﻟﺘﺤر�ﻒ ‪� ،‬ﺎﻟﻴﺘﻬم ﻴدرﺴون إﻗﺘ�ﺎﺴﺎت اﻵ�ﺎء ﻤﻨذ اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻓﻤﺎ‬

‫زاﻟت كﺘﺎ�ﺎت اﻵ�ﺎء ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻟﻶن ﺘﺸﻬد �ﺄن ﻤﺎ إﻗﺘ�ﺴـﻪ ﻫـؤﻻء اﻵ�ـﺎء ﻤـن اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻤطـﺎﺒق‬

‫ﺘﻤﺎﻤﺎً ﺘﻤﺎﻤﺎً ﻟﻤﺎ ﺒﻴن أﻴدﻴﻨﺎ‪0‬‬

‫ـزور ؟ أﻟــم �ﻌﺘــرف اﻟﻘ ـرآن �ــﺄن‬ ‫‪ -14‬كﻴــﻒ �ﺸــﻬد اﻟﻘ ـرآن و�ﺼــدق ﻋﻠــﻰ كﺘــﺎب ُﻤﺤـ ﱠـرف ُﻤـ ﱠ‬ ‫اﻟﺘوراة واﻹﻨﺠﻴﻞ ﻨور وﻫدى ﻟﻠﻨﺎس ؟ ‪ 00‬ﺒﻠﻰ ) راﺠﻊ اﻟﺴور اﻟﻘرآﻨ�ﺔ اﻟﻨﺤﻞ ‪ ، 43‬آﻝ ﻋﻤران ‪3‬‬

‫‪ ،‬اﻟﻤﺎﺌدة ‪0( 46 ، 44‬‬

‫أﻟـم ﻴؤكــد اﻟﻘـرآن ﻋﻠــﻰ إﺴــﺘﺤﺎﻟﺔ ﺘﺤر�ـﻒ كــﻼم ﷲ ؟ ‪ 00‬ﺒﻠــﻰ ) ارﺠـﻊ ﻴــوﻨس ‪ ، 64‬اﻷﻨﻌــﺎم‬

‫‪ ، 115 ، 34‬اﻟﺤﺠر ‪0( 19‬‬

‫أﻟم ﻴدﻋو اﻟﻘرآن اﻟﻴﻬود واﻟﻨﺼﺎرى ﻟﻠﻌﻤﻞ �ﺄﺤكﺎم اﻟﺘوراة واﻹﻨﺠﻴﻞ ؟ ‪ 00‬ﺒﻠﻰ ) اﻟﻤﺎﺌدة ‪43‬‬

‫‪ ، 68 ، 47 ،‬اﻟﻨﺴﺎء ‪ ، 36‬اﻷﻨﻌﺎم ‪0( 156‬‬

‫أﻟم �ﺸﻬد اﻟﻘرآن ﻷﻤﺎﻨﺔ أﻫﻞ اﻟﻛﺘﺎب ؟ ‪ 00‬ﺒﻠﻰ ) اﻟ�ﻘرة ‪0( 146‬‬ ‫) راﺠﻊ كﺘﺎﺒﻨﺎ ‪ :‬أﺴﺌﻠﺔ ﺤوﻝ ﺼﺤﺔ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ص ‪0( 116 – 102‬‬ ‫ﺤرف اﻟﻴﻬود اﻟﺘوراة ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ ﻴﺘركون وﺼﻒ ﷲ ﻟﻬم �ﺄﻨﻬم ﺸﻌب ﺼﻠب اﻟرﻗ�ﺔ ‪،‬‬ ‫‪ -15‬ﻟو ﱠ‬

‫ﻗﺴــﺎة اﻟﻘﻠــوب ‪ ،‬أﻤــﺔ ﺨﺎطﺌــﺔ ‪ ،‬ﺜﻘﻴﻠــﺔ اﻹﺜــم ‪ ،‬ﻨﺴــﻞ ﻓــﺎﻋﻠﻲ اﻟﺸــر ‪ ،‬أوﻻد ﻤﻔﺴــدون ‪� ،‬ﺴــﻠﻛون ﻓــﻲ‬

‫ﻋﻨــﺎد ﻗﻠــو�ﻬم ‪ ،‬ﻋﺼــﺎة ﻤﺘﻤــردون ؟! ‪ 00‬وكﻴــﻒ ﻴﺘرك ـون ﺴــﻘطﺎت آ�ــﺎؤﻫم وأﻨﺒ�ــﺎﺌﻬم ‪ ،‬وﺴــﻘوطﻬم‬

‫ﻓ ــﻲ ﻋ� ــﺎدة اﻷﺼ ــﻨﺎم ﻤـ ـ ار اًر وﺘﻛـ ـ ار اًر ‪ ،‬وﺘ ــذﻤرﻫم اﻟﻤﺴ ــﺘﻤر ﻋﻠ ــﻰ ﷲ ؟! وكﻴ ــﻒ ﻴﺘرك ــون اﻟﻨﺒـ ـؤات‬ ‫اﻟواﻀﺤﺔ اﻟﺼر�ﺤﺔ ﻋن اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ وآﻻﻤﻪ وﻗ�ﺎﻤﺘﻪ ؟!‬ ‫‪- 45 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪45‬‬


‫‪ -16‬ﻨﺤن ﻻ ﻨواﻓق اﻟﻛﻨ�ﺴﺔ اﻟﻛﺎﺜوﻟ�ك�ﺔ ﻋﻠﻰ إﻨﻔﺘﺎﺤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤدرﺴﺔ اﻟﻨﻘد اﻷﻋﻠﻰ ‪ ،‬وﺘﺒﻨﻲ‬

‫آراءﻫﺎ اﻟﺨﺎطﺌﺔ ‪ ،‬ﻤﺜﻞ إﺘﻬﺎﻤﻬـﺎ ﻟﻠﻌﻬـد اﻟﻘـد�م أﻨـﻪ �ﺤـوي ﺸـواﺌب وﺸـﺊ ﻤـن اﻟـ�طﻼن ‪ٕ ،‬وادﻋﺎءﻫـﺎ‬ ‫� ــﺄن ﻤوﺴ ــﻰ اﻟﻨﺒ ــﻲ ﻟ ــم �كﺘ ــب اﻟﺘ ــوراة ‪ ،‬وأن اﻟﺘ ــوراة ﺤ ــوت �ﻌ ــض اﻷﺴ ــﺎطﻴر ‪ ،‬وﻻ ﻨﻌﺠ ــب ﻤ ــن‬

‫اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺘ�كﺎﻨﻲ اﻟﺜﺎﻨﻲ اﻟذي ﺒـ أر اﻟﻴﻬـود ﻤـن دم اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ ‪ ،‬وﻨـﺎدى �ﻌﻘﻴـدة ﺨـﻼص ﻏﻴـر‬

‫اﻟﻤؤﻤﻨﻴن ﺤﺘﻰ وﻟو كﺎﻨوا ﻤن ﻋﺒدة اﻷﺼﻨﺎم !!‬

‫ٕوان كﻨﺎ ﻨﺴﺠﻞ إﻋﺘراﻀﻨﺎ ﻋﻠﻰ �ﻌـض آراء اﻟﻤﺠﻤـﻊ اﻟﻔﺎﺘ�كـﺎﻨﻲ واﻟﺘـﻲ إﺘﺨـذﻫﺎ �ﻌـض اﻟﻨﻘـﺎد‬ ‫زر�ﻌــﺔ �طﻌﻨــون ﺒﻬــﺎ إ�ﻤﺎﻨﻨــﺎ اﻷﻗــدس �كﻠﻤــﺔ ﷲ ‪ ،‬ﻓﺈﻨــﻪ ﻤــن اﻷﻤﺎﻨــﺔ أن ﻨــذكر أﻨــﻪ ﻓــﻲ ﻤواﻀــﻊ‬

‫أﺨرى أﻛد اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺘ�كﺎﻨﻲ اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوﺤﻲ اﻟﻤطﻠق ﻟﻸﺴﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴـﺔ ‪ ،‬ﻓﺠـﺎء ﻓـﻲ دﺴـﺘور‬

‫ﻠﻬﻤـﻴن ‪،‬‬ ‫اﻟﻤ َ‬ ‫اﻟوﺤﻲ اﻹﻟﻬﻲ – اﻟﻘﺴم اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤن اﻟﻔﻘرة ‪ " 11‬ﻟﻤﺎ كﺎن ﻴﻨ�ﻐﻲ أن ﺘُﻌـد ﺠﻤ�ـﻊ أﻗـواﻝ ُ‬ ‫أو كﺘﱠﺎب اﻷﺴﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴﺔ ‪ ،‬أﻗواﻝ اﻟروح اﻟﻘدس ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻪ ﻤن اﻟواﺠب اﻹﻗـرار �ـﺄن أﺴـﻔﺎر اﻟﻛﺘـﺎب‬ ‫اﻟﻤﻘﱠدس ﺘُﻌّﻠم ﺒﺜ�ﺎت وأﻤﺎﻨﺔ ﻤن ﻏﻴر ﺨطﺄ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ اﻟﺘﻲ أراد ﷲ أن ﺘُودع ﻤن أﺠﻞ ﺨﻼﺼﻨﺎ ﻓﻲ‬ ‫اﻷﺴﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴﺔ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓكﻞ ﻤﺎ ُكﺘب ﻫو ﻤن وﺤـﻲ ﷲ " )‪ (1‬كﻤـﺎ أﺸـﺎد ﻫـذا اﻟﻤﺠﻤـﻊ اﻟﻔﺎﺘ�كـﺎﻨﻲ‬ ‫‪F53‬‬

‫ﺒﺘﻌــﺎﻟ�م اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م اﻟﺴــﺎﻤ�ﺔ وكﻨــوزﻩ اﻟراﺌﻌــﺔ ‪ ،‬وﺼــرح �ــﺄن أﺴــﻔﺎر اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م " ﺘﺒــﻴن إﺴــﻠو�ﺎً‬

‫ﺘر�و�ﺎً إﻟﻬ�ﺎً ﺤﻘ�ﻘ�ﺎً ‪ ،‬ﻟذا ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴ�ﺤﻴﻴن أن �ﻘﺒﻠوﻫـﺎ �كـﻞ إﺤﺘـرام ﻓﻬـﻲ ﺘﻌﺒـر ﻋـن إﺤﺴـﺎس ﺤـﻲ‬ ‫�ــﺎﻟ ‪ ،‬وﺘﺸــﻤﻞ ﺘﻌــﺎﻟ�م ﺴــﺎﻤ�ﺔ ﻋــن ﷲ ‪ ،‬وﺤكﻤــﺔ ﻤﻔﻴــدة ﻋــن ﺤ�ــﺎة اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وكﻨــو اًز راﺌﻌــﺔ ﻤــن‬

‫اﻟﺼﻠوات ‪ ،‬وﻓﻲ ط�ﺎﺘﻬﺎ أﺨﻴ اًر �ﺤﺘﺠـب ﺴر ﺨﻼﺼﻨﺎ " ) اﻟﻔﻘرة ‪0(2) ( 15‬‬ ‫‪F54‬‬

‫و�ﻘوﻝ ﻨ�ﺎﻓﺔ اﻷﻨ�ﺎ ﻤكﺎر�وس اﻷﺴﻘﻴ اﻟﻌﺎم " كﻠﻤﺔ ﷲ ﺼﺎدﻗﺔ ‪ ،‬وكﻞ اﻟﻛﺘﺎب ﻫو ُﻤوﺤﻰ‬

‫�ﻪ ‪ 00‬وﻟﻛن ﻴﺠب ﻤﻼﺤظﺔ أن ﻫﻨﺎك ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬ﺘﻌﺒﻴر ﷲ ﻋن ﻨﻔﺴﻪ ‪ " :‬أﻨﺎ ﻫو ‪ 00‬أﻨﺎ ﻗﻠت ‪ 00‬ﻴﻬوﻩ ‪" 00‬‬

‫ب‪ -‬كﻠﻤﺔ ﷲ إﻟﻰ اﻟ�ﺸر ‪ " :‬ﻫكذا �ﻘوﻝ اﻟرب ‪ 00‬ﻗﻞ ﻟﺒﻨﻲ ﻴﻬوذا ‪" 00‬‬

‫ﺠ ـ ـ‪ -‬أﺤ ــداث وﻗﺼ ــص واردة ﺤ ــدﺜت �ﺎﻟﻔﻌ ــﻞ ) ﻷﻨ ــﻪ كﺘ ــﺎب ﻤﻌﺼ ــوم ( وﻤﻨﻬ ــﺎ �ﻌ ــض اﻟﺨطﺎ� ــﺎ‬ ‫كﺎﻟزﻨﻰ واﻟﻘﺘﻞ ‪ ،‬و�ؤكد اﻟﻛﺘﺎب واﻟوﺤﻲ أﻨﻬﺎ ﺤدﺜت �ﺎﻟﻔﻌﻞ ٕوان كﺎن ﻻ ﻴؤ�د اﻟﺨط�ﺔ ‪0" 00‬‬

‫وﻓــﻲ اﻟــرد ﻋﻠــﻰ اﻷب " د�ﻔــو " اﻟــذي �ظــن أن اﻟطوﻓــﺎن ﻤﺠــرد أﺴــطورة ‪ ،‬وﺘﻤﺴــك اﻟﺴــﻴد‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻷﺏ ﺟﻮﺭﺝ ﺳﺎﺑﺎ – ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪152‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪22‬‬

‫‪- 46 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪46‬‬


‫ﺴﻼﻤﺔ ﻏﻨﻤﻲ �ﻤﺜﻞ ﻫذﻩ اﻟﺸﻬﺎدة ‪ ،‬ﻨﻘوﻝ ﻟﻬﻤﺎ ﻟﻘد ﺴﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻤوﻀوع اﻟطوﻓﺎن وﻋﻤﺎ إذا كﺎن‬

‫أﺴطورة أم ﺤﻘ�ﻘـﺔ ) راﺠﻊ كﺘﺎﺒﻨﺎ ‪ :‬ﻤدارس اﻟﻨﻘـد واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ 4‬ص ‪0 ( 223 – 172‬‬

‫‪ -17‬رداً ﻋﻠــﻰ د‪ 0‬ﻤـــور�س ﺒوكـــﺎي اﻟــذي إدﻋــﻰ �ــﺄن اﻹﻨﺴــﺎن أﻀــﺎف اﻟﻛﺜﻴــر واﻟﻛﺜﻴــر‬

‫ﺘﻌرض ﻟﻛﺜﻴر ﻤن اﻟﺘﺤو�رات واﻟﺘﺤـوﻻت ﻋﻠـﻰ أﻴـدي اﻟﻨﺴـﺎخ‬ ‫ﻟﻠﻌﻬد اﻟﻘد�م ‪ ،‬كﻤﺎ أن اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ﱠ‬

‫واﻟﻤﺘرﺠﻤﻴن ﺨﻼﻝ أﻟﻔﻲ ﻋﺎم ‪ ،‬ﻨﻘوﻝ ﻟﻪ وﻤﺎ رأ�ك ﻓﻲ ﺘطﺎﺒق اﻟﻤﺨطوطﺎت اﻟﻘد�ﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺒـﻴن‬

‫أﻴــدﻴﻨﺎ ﺘﻤــﺎم اﻟﻤطﺎ�ﻘــﺔ ‪ ،‬وﻻ أظــن أﻨــﻪ ﻴﺠﻬــﻞ اﻹﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت اﻟﻌظ�ﻤــﺔ ﻟﻤﺨطوطــﺎت وادي ﻗﻤ ـران ‪،‬‬

‫ﻓ�ﻌد أن كﺎﻨت أﻗدم ﻨﺴﺨﺔ ﻟﻠﻌﻬد اﻟﻘد�م ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم كﻠﻪ ﺘرﺠﻊ إﻟﻰ اﻟﻘرن اﻟﺘﺎﺴـﻊ اﻟﻤـ�ﻼدي ﻋـﺎدت‬ ‫ﺒﻨﺎ ﻤﺨطوطﺎت وادي ﻗﻤران ﻟﻠﺨﻠﻒ أﻛﺜر ﻤن أﻟﻒ ﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﺤﻴث ﻴرﺠﻊ ﺘﺎر�ﺨـﺎ إﻟـﻰ اﻟﻘـرن اﻟﺜﺎﻟـث‬

‫واﻟﺜﺎﻨﻲ ﻗﺒﻞ اﻟﻤ�ﻼد ‪ ،‬وﺘطﺎ�ﻘﻬﺎ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺒـﻴن أﻴـدﻴﻨﺎ ُ�ﺴـكت اﻟﻘـﺎﺌﻠﻴن �ـﺎﻟﺘﺤر�ﻒ واﻟﺘﺤـو�ر واﻟﺤـذف‬ ‫واﻹﻀﺎﻓﺎت ‪ 00‬إﻟﺦ ‪ 0‬وﻟﻨدع اﻷﺴﺘﺎذ ﺴﻠ�م ﺤﺴن ﻴرد ﻋﻠﻰ ﺒوكﺎي ﺤﻴـث �ﻘـوﻝ " ُكﺘﺒـت اﻟﺘـوراة‬

‫ﻓــﻲ اﻷﺼــﻞ �ﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌﺒر�ــﺔ ‪ ،‬وﻓــﻲ ﺨــﻼﻝ اﻟﻘــرن اﻟﺜﺎﻟــث ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد أﻤــر " �طﻠ�ﻤــوس " اﻟﺜﺎﻟــث‬

‫ﻋﻠ ــﻰ ﻤ ــﺎ ُ�ﻘ ــﺎﻝ ﺒﺘرﺠﻤ ــﺔ ﻫ ــذا اﻟﻛﺘ ــﺎب إﻟ ــﻰ اﻟﻠﻐ ــﺔ اﻹﻏر�ﻘ� ــﺔ ‪ ،‬وﻫ ــذﻩ اﻟﺘرﺠﻤ ــﺔ ﺘُﻌ ــرف �ﺎﻟﺘرﺠﻤ ــﺔ‬ ‫اﻟﺴ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ﻨﺴ�ﺔ إﻟﻰ اﻟﻛﻬﻨﺔ اﻟﺴ�ﻌﻴن اﻟذﻴن ﺘرﺠﻤوﻫﺎ ‪ ،‬وﻤﻤﺎ ﻴؤﺴﻒ ﻟﻪ ﺠد اﻷﺴﻒ أﻨﻪ ﻟـم ﺘﺼـﻞ‬ ‫إﻟﻴﻨﺎ ﻨﺴﺨﺔ واﺤدة ﻤن اﻷﺼﻞ اﻟﻘد�م اﻟذي ﺘُرﺠم ﻋﻨﻪ ‪ ،‬وأﻗدم ﻨﺴﺨﺔ ﻟدﻴﻨﺎ �ﺎﻟﻌﺒر�ﺔ ﻴرﺠﻊ ﻋﻬـدﻫﺎ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻘرن اﻟﻌﺎﺸر اﻟﻤ�ﻼدي )‪(1‬و�ﺎﻟﻤوازﻨﺔ ﺒﻴن اﻟﻨﺴﺨﺘﻴن ُوﺠد أﻨﻪ ﻟم ﺘﺤدث إﺨﺘﻼﻓﺎت كﺒﻴرة ﺒﻴن‬ ‫‪F5‬‬

‫ﻨﺴﺨﺔ اﻟﻘرن اﻟﺜﺎﻟث ﻗﺒﻞ اﻟﻤ�ﻼد اﻟﻤﺘرﺠﻤـﺔ وﻨﺴـﺨﺔ اﻟﻘـرن اﻟﻌﺎﺸـر �ﻌـد اﻟﻤـ�ﻼد ‪ 0‬وﺤﻴﻨﻤـﺎ وﺠـدت‬

‫ﻓــروق ﻓﺈﻨﻬــﺎ أﺘــت ﻋــن طر�ــق اﻟﻤﺘــرﺠﻤﻴن اﻟــذﻴن أرادوا أن ﻴﺘﺼـرﻓوا ﻓــﻲ ﺘــرﺠﻤﺘﻬم ﺒــدﻻً ﻤــن ﺘﺘ�ــﻊ‬ ‫اﻟﺘرﺠﻤﺔ اﻟﺤرﻓ�ﺔ " )‪0(2‬‬ ‫‪F56‬‬

‫‪� -18‬ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟﻺدﻋﺎء �ﺄن ﻫﻨـﺎك ﻨﺼـوص ﻗرآﻨ�ـﺔ ﺘﺜﺒـت ﺘﺤر�ـﻒ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻨﻔـرد ﻟـﻪ‬

‫ﺴؤاﻻً ﺨﺎﺼﺎً وﻫو اﻟﺴؤاﻝ رﻗم ‪ ، 276‬وأﻤﺎ �ﺎﻟﻨﺴـ�ﺔ ﻟﻺدﻋـﺎء �ـﺄن ) ﻤـز ‪ ، 5 ، 4 : 56‬ار ‪14‬‬

‫‪ ( 32 : 23 ، 36 : 23 ، 14 :‬ﻴﺜﺒـت اﻟﺘﺤر�ﻒ ‪ ،‬ﻓﻬذا ﻗوﻝ ﺠﺎﻨ�ﻪ اﻟﺼواب ‪ 00‬ﻟﻤﺎذا ؟‬

‫أ ‪ -‬ﻗــوﻝ اﻟــدكﺘور ﻤﺼــطﻔﻰ ﻤﺤﻤــود �ــﺄن ﻻ �ﺤﺘــﺎج ﻤــن ﻴر�ــد إﺜ�ــﺎت اﻟﺘﺤر�ــﻒ واﻟﺘﻐﻴﻴــر‬ ‫)‪ (1‬ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻗﺒﻞ ﺇﻛﺘﺸﺎﻑ ﻣﺨﻄﻮﻁﺎﺕ ﻭﺍﺩﻱ ﻗﻤﺮﺍﻥ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﻧﺴﺦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺗﺮﺟﻊ ﻟﻠﻘﺮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ‪ ،‬ﻭﻭﺟﺪﺕ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ‪0‬‬ ‫)‪ (2‬ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺟـ ‪ 7‬ﺹ ‪128 ، 127‬‬

‫‪- 47 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪47‬‬


‫واﻟﺘﺒــدﻴﻞ ﻓــﻲ اﻟﺘــوراة إﻟــﻰ أدﻟــﺔ ﻤــن اﻟﺨــﺎرج ‪ 00‬ﻓــﺎﻟﺘوراة ذاﺘﻬــﺎ ﺘﻌط�ــﻪ اﻟﻤﻔﺘــﺎح ‪ ،‬وﺘﻌط�ــﻪ اﻷدﻟــﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺘﺤر�ﻔﻬﺎ �ﺼر�ﺢ آ�ﺎﺘﻬﺎ ‪ 00‬إﺴﻤﻊ داود ﻓـﻲ اﻟﻤزاﻤﻴـر ‪ 00‬اﻹﺼـﺤﺎح ‪� 5 ، 4 : 56‬ﻘـوﻝ "‬ ‫ﻤﺎذا �ﺼﻨﻌﻪ ﺒﻲ اﻟ�ﺸر ‪ 0‬اﻟﻴوم كﻠﻪ �ﺤرﻓون كﻼﻤﻲ " ‪00‬‬

‫ﺘﻌﻠﻴق ‪ :‬اﻟﺴؤاﻝ ﻫﻨﺎ " �ﺤرﻓون كﻼﻤﻲ " ‪ 00‬كـﻼم ﻤـن ؟ ﻴـرى اﻟـدكﺘور ﻤﺼـطﻔﻰ أﻨﻬـم �ﺤرﻓـون‬

‫كـﻼم ﷲ ‪ 00‬وﻤــﺎ اﻟــدﻟﻴﻞ ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ؟ ‪ 00‬ﻻ دﻟﻴــﻞ ‪ ،‬واﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ أن اﻟﻛــﻼم ﻫــو كــﻼم داود وﻟــ�س‬ ‫كــﻼم ﷲ ‪ ،‬وﻤــﺎ اﻟــدﻟﻴﻞ ؟ اﻟــدﻟﻴﻞ أن ﻫــذا اﻟﻤزﻤــور �ﻤﺜــﻞ ﺘﻀــرع ﻤــن داود اﻟﻨﺒــﻲ ﻟ ﻟﻴﻨﺠ�ــﻪ ﻤــن‬ ‫اﻷﻋداء ‪ ،‬وﻓ�ﻪ ﺘﻛﻠم داود ﻋن كﻼم ﷲ ﻋﻨدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ " ﷲ أﻓﺘﺨر �كﻼﻤﻪ " أﻤـﺎ ﻤـﺎ ﻗﺼـدﻩ داود ﺒ ـ‬

‫" كﻼﻤــﻲ " ﻓﻬــو كــﻼم داود ذاﺘــﻪ ‪ 00‬أﻨظــر إﻟــﻰ اﻟــﻨص اﻟﻛﺎﻤــﻞ ﻟﺘــدرك �ﺎﺼــد�ﻘﻲ ﻤــدى ﺘﻼﻋــب‬ ‫اﻟﻨﻘﺎد ‪ ،‬وﻤﺤﺎوﻻﺘﻬم إﺜ�ﺎت ﺘﺤر�ﻒ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ‪ " 00‬إرﺤﻤﻨـﻲ �ـﺎﷲ ﻷن اﻹﻨﺴـﺎن ﻴﺘﻬﻤﻨـﻲ‬

‫واﻟﻴوم كﻠﻪ ﻤﺤﺎر�ﺎً �ﻀﺎ�ﻘﻨﻲ‪ 0‬ﺘﻬﻤﻤﻨﻲ أﻋداﺌﻲ اﻟﻴوم كﻠـﻪ ﻷن كﺜﻴـر�ن �ﻘـﺎوﻤوﻨﻨﻲ �كﺒر�ـﺎء ‪0‬‬

‫ﻓﻲ ﻴوم ﺨوﻓﻲ أﻨﺎ أﺘﻛﻞ ﻋﻠ�ﻪ‪ 0‬ﷲ أﻓﺘﺨر �كﻼﻤﻪ‪ 0‬ﻋﻠﻰ ﷲ ﺘوكﻠت ﻓﻼ أﺨﺎف‪ 0‬ﻤـﺎذا �ﺼـﻨﻌﻪ‬

‫ـﻲ كــﻞ أﻓﻛــﺎرﻫم �ﺎﻟﺸــر ‪ 0‬ﻴﺠﺘﻤﻌــون ﻴﺨﺘﻔــون‬ ‫ﺒــﻲ اﻟ�ﺸــر‪ 0‬اﻟﻴــوم كﻠ ــﻪ �ﺤرﻓ ــون كﻼﻤــﻲ‪ 0‬ﻋﻠـ ﱠ‬ ‫�ﻼﺤظــون ﺨطـواﺘﻲ ‪ ) " 00‬ﻤــز ‪ ( 6 – 1 : 56‬وﻻ �ﻤكــن أن اﻟﻨﺎﻗــد اﻟــذي إﺴــﺘﻘطﻊ ﻫــذﻩ اﻵ�ــﺔ‬ ‫ﺤﺴن اﻟﻨ�ﺔ ﻷن اﻵ�ﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﺴ�ﻘﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﺘﻠﻴﻬﺎ ﺘﻌﺒـر ﻋـن داود وﻟـ�س ﷲ ‪ 00‬وأﻟـم ﻴﻠﺘﻔـت ﻟﻛـﻞ‬

‫ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻤﺎت ) أرﺤﻤﻨﻲ – ﻴﺘﻬﻤﻨﻲ – �ﻀﺎ�ﻘﻨﻲ – ﺘﻬﻤﻤﻨﻲ – أﻋداﺌﻲ – �ﻘﺎوﻤوﻨﻨﻲ – ﺨوﻓﻲ –‬

‫كﻼﻤﻲ – ﺨطواﺘﻲ ‪ 00‬إﻟﺦ ( و�درك أﻨﻬﺎ ﺘﻌﺒر ﻋن داود وﻟ�س ﻋن ﷲ ؟!!‬ ‫ب‪ -‬اﻟدﻟﻴﻞ اﻟﺜﺎﻨﻲ اﻟذي ﺴﺎﻗﻪ اﻟدكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود ﻹﺜ�ﺎت ﺘﺤر�ﻒ اﻟﺘوراة ﻗـوﻝ أرﻤ�ـﺎ‬

‫اﻟﻨﺒـﻲ " ﻗﺎﻝ اﻟرب ﻟـﻲ �ﺎﻟﻛـذب ﻴﺘﻨ�ـﺄ اﻷﻨﺒ�ـﺎء ﺒﺈﺴـﻤﻲ ‪ 0‬ﻟـم أرﺴـﻠﻬم وﻻ أﻤـرﺘﻬم وﻻ كﻠﻤـﺘﻬم ‪0‬‬

‫ﺒرؤ�ﺎ كﺎذ�ﺔ وﻋراﻓﺔ �ﺎطﻠﺔ وﻤكر ﻗﻠو�ﻬم ﻫم ﻴﺘﻨ�ﺄون ﻟﻛم " ) آر ‪0( 14 : 14‬‬

‫ﺘﻌﻠﻴــق ‪ :‬ﻗــد ﺴــﺒق اﻟــرد ﻋﻠ�ــﻪ ﻓــﻲ إﺠﺎ�ــﺔ اﻟﺴـؤاﻝ ‪ 107‬ﻓــﻲ اﻟﺠــزء اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﻤــن ﻤــدارس اﻟﻨﻘــد ص‬ ‫‪ 227 ، 226‬وﻟﺘﺠﻨ ــب اﻟﺘﻛـ ـرار ﻨﻘ ــوﻝ أن اﻟﻤﻘﺼ ــود �ﺎﻷﻨﺒ� ــﺎء اﻟ ــذي ﻴﺘﻨ� ــﺄون �ﺎﻟﻛ ــذب و�ﻨﺴ ــﺒون‬

‫كﻼﻤﻬم ﻟ ﻫم اﻷﻨﺒ�ﺎء اﻟﻛذ�ﺔ ‪ ،‬واﻟدﻟﻴﻞ واﻀﺢ ﺘﻤﺎﻤـﺎً إذا أﺨـذﻨﺎ اﻟﻤﻘطـﻊ ) أر ‪18 – 13 : 14‬‬

‫( ‪ 0‬ﻨﻨظــر إﻟــﻰ كــﻼم أرﻤ�ــﺎ ﻟ وﺠـواب ﷲ ﻋﻠ�ــﻪ " ﻓﻘﻠــت أﻩ أﻴﻬــﺎ اﻟﺴــﻴد اﻟــرب‪ 0‬ﻫــوذا اﻷﻨﺒ�ــﺎء‬

‫�ﻘوﻟون ﻟﻬم ) ﻟﻠﺸﻌب ( ﻻ ﺘرون ﺴ�ﻔﺎً وﻻ �كون ﻟﻛم ﺠوع ﺒـﻞ ﺴـﻼﻤﺎً ﺜﺎﺒﺘـﺎً أﻋطـ�كم ﻓـﻲ ﻫـذا‬

‫اﻟﻤوﻀوع‪ 0‬ﻓﻘﺎﻝ اﻟرب ﻟﻲ ‪� :‬ﺎﻟﻛذب ﺘﺘﻨ�ـﺄ اﻷﻨﺒ�ـﺎء �ﺎﺴـﻤﻲ ‪ 0‬ﻟـم أرﺴـﻠﻬم وﻻ أﻤـرﺘﻬم ‪) " 00‬‬ ‫‪- 48 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪48‬‬


‫أر ‪ ( 14 ، 13 : 14‬وﻗــد ﻋﺎﻗــب ﷲ ﻫــؤﻻء اﻷﻨﺒ�ــﺎء اﻟﻛذ�ــﺔ " ﻫكــذا ﻗــﺎﻝ اﻟــرب ﻋــن اﻷﻨﺒ�ــﺎء‬

‫اﻟذﻴن ﻴﺘﻨ�ﺄون �ﺎﺴﻤﻲ وأﻨﺎ ﻟم أرﺴﻠﻬم ‪� 00‬ﺎﻟﺴﻴﻴ واﻟﺠوع �ﻔﻨﻰ أوﻟﺌك اﻷﻨﺒ�ﺎء " ) أر ‪: 14‬‬ ‫‪ ( 15‬ﻫﻞ �ﻌد ﻫذا وﻀوح ؟!!‬

‫ﺠـ ـ‪ -‬اﻟــدﻟﻴﻞ اﻟﺜﺎﻟــث اﻟــذي ﺴــﺎﻗﻪ اﻟــدكﺘور ﻤﺼــطﻔﻰ ﻤﺤﻤــود ﻹﺜ�ــﺎت ﺘﺤر�ــﻒ اﻟﺘــوراة " أﻤــﺎ‬

‫وﺤﻲ اﻟرب ﻓﻼ ﺘذكروﻩ �ﻌد ﻷن كﻠﻤﺔ كـﻞ إﻨﺴـﺎن ﺘﻛـون وﺤ�ـﻪ إذ ﻗـد ﺤـرﻓﺘم كـﻼم اﻹﻟـﻪ اﻟﺤـﻲ‬ ‫رب اﻟﺠﻨود إﻟﻬﻨﺎ " ) أر ‪0( 36 : 23‬‬

‫كﻤﺎ �ﻘوﻝ اﻟدكﺘور أﺤﻤد ﺤﺠـﺎزي اﻟﺴـﻘﺎ " ﺜـم أن ﺸـرذﻤﺔ ﻤﻨﻬ ـم ﺠـرؤت ﻋﻠـﻰ كﺘـﺎب ﷲ ‪،‬‬

‫ﻓﺄﻋﺎدوا كﺘﺎﺒﺘﻪ ﻤن ﺠدﻴد ‪ ،‬و�دﻟوﻩ ﺘﺒد�ﻼً ‪ ،‬وﻟ�ﱠﺴوا اﻟﺤق �ﺎﻟ�ﺎطﻞ ‪ 00‬ﻋﻤدوا إﻟﻰ ﺼ�ﺎﻏﺔ اﻟﺘـوراة‬ ‫�ﺤﻴــث ﺘﻛــون ﺸ ـر�ﻌﺔ ﻟﻬــم وﺤــدﻫم ‪ ،‬ﻤﺴــﺘ�ﻌدﻴن اﻷﻤــم ﻤــن اﻟــدﺨوﻝ ﻓــﻲ دﻴــﻨﻬم ‪ ،‬ﻟ�ﺤــﺎﻓظوا ﻋﻠــﻰ‬

‫ك�ﺎﻨﻬم أﺒد اﻟدﻫر ‪ 0‬وﻗد إﻋﺘرف أﻨﺒ�ـﺎؤﻫم ﺒـذﻟك اﻟﺘﺤر�ـﻒ اﻟﻤﺘﻌﻤـد ‪ ،‬ﻓﻘـد كﺘـب أرﻤ�ـﺎ ﻓـﻲ ﺴـﻔرﻩ }‬

‫ﻗد ﺤرﻓﺘم كﻼم اﻹﻟﻪ اﻟﺤﻲ { ) أر ‪ ( 36 : 23‬وكﺘب } ﻤن ﻋﻨد أﻨﺒ�ﺎء أورﺸﻠ�م ﺨرج ﻨﻔـﺎق ﻓـﻲ‬ ‫كﻞ اﻷرض { ) أر ‪0(1) " ( 15 : 23‬‬ ‫‪F57‬‬

‫ﺘﻌﻠﻴــق ‪ :‬اﻟﻤﻘطــﻊ ككــﻞ ) أر ‪ ( 40 – 33 : 23‬ﻴﺘﺤــدث ﻋــن اﻟــوﺤﻲ اﻟﻛــﺎذب واﻷﻨﺒ�ــﺎء اﻟﻛذ�ــﺔ‬ ‫ﺤرﻓـوا كــﻼم ورﺴــﺎﻟﺔ ﷲ ﻟﻠﺸــﻌب ‪ ،‬ﻓﺒﻴﻨﻤــﺎ كــﺎن أرﻤ�ــﺎ‬ ‫‪ 00‬ﻤـﺎذا ﻓﻌــﻞ ﻫــؤﻻء اﻷﻨﺒ�ــﺎء اﻟﻛذ�ــﺔ ؟ ﻟﻘــد ﱠ‬ ‫ﻴﻨذر اﻟﺸﻌب �ﺎﻟﻌﻘـﺎب اﻹﻟﻬـﻲ ووﻗـوع اﻟﺴـﺒﻲ وﺤـدد ﻤكـﺎن اﻟﺴـﺒﻲ وﻫـو �ﺎﺒـﻞ ‪ ،‬وﺤـدد ﻤـدة اﻟﺴـﺒﻲ‬ ‫وﻫﻲ ﺴـ�ﻌﻴن ﺴـﻨﺔ ‪ ،‬وكـﺎن �طﺎﻟـب اﻟﺸـﻌب �ﺎﻟﺘو�ـﺔ ‪ ،‬ﻓـﺈن ﻫـؤﻻء اﻷﻨﺒ�ـﺎء اﻟﻛذ�ـﺔ كـﺎﻨوا �طﻤﺌﻨـون‬ ‫اﻟﺸــﻌب ﻗــﺎﺌﻠﻴن ﺴــﻼم ﺴــﻼم ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ إن اﻟﺸــﻌب إﻨﺴــﺎق إﻟــﻴﻬم و�ــدأوا �ﺴــﺨرون ﻤــن أرﻤ�ــﺎ اﻟﻨﺒــﻲ‬

‫ﻤﺘﻬكﻤــﻴن ﻋﻠ�ــﻪ وﻫــم �ﺴــﺄﻟوﻨﻪ ‪ :‬ﻤــﺎ ﻫــو وﺤــﻲ ﻗﻀــﺎء اﻟــرب ؟ ﻓﻘــﺎﻝ ﻟــﻪ اﻟــرب " إذا ﺴــﺄﻟك ﻫــذا‬

‫أي وﺤﻲ‪ 0‬إﻨﻲ أرﻓﻀكم ‪ 00‬أﻤﺎ وﺤﻲ اﻟرب ﻓﻼ ﺘذكروﻩ‬ ‫اﻟﺸﻌب ‪ 00‬ﻤﺎ وﺤﻲ اﻟرب ؟ ﻓﻘﻞ ﻟﻬم ﱡ‬ ‫" ) أر ‪ ( 35 – 33 : 23‬أي ﻻ ﺘـ ــذكروا وﺤـ ــﻲ اﻟـ ــرب ﻤـ ــﺎدﻤﺘم ﺘﺒـ ــدﻟون ﻓ�ـ ــﻪ ﻟﻴواﻓـ ــق ﻫ ـ ـواﻛم ‪،‬‬ ‫ﻓواﻀــﺢ أن اﻟﻤﻘﺼــود ﺒــوﺤﻲ اﻟــرب ﻫﻨــﺎ ﻫــو رﺴــﺎﻟﺔ ﷲ ﻟﻠﺸــﻌب‪ 00‬أﻤــﺎ اﻟــوﺤﻲ اﻟﺤﻘ�ﻘﻴ ـﻲ اﻟــذي‬ ‫أﺒﻠﻐﻪ أرﻤ�ﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﻟﻠﺸﻌب ﻓﻬو اﻟذي ﺴﺠﻠﻪ ﻓﻲ ﺴﻔرﻩ وﻫو اﻟذي ﺘﺤﻘق ﺘﻤﺎﻤﺎً‪0‬‬

‫أﻤﺎ اﻵ�ـﺔ اﻟﺘـﻲ إﺴـﺘﻘطﻌﻬﺎ اﻟـدكﺘور اﻟﺴـﻘﺎ ) أر ‪ ( 15 : 23‬ﻤـن ﺴـ�ﺎﻗﻬﺎ ‪ ،‬ﻓـﺈن اﻷﻤﺎﻨـﺔ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪24 ، 23‬‬

‫‪- 49 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪49‬‬


‫اﻟﻌﻠﻤ�ﺔ كﺎﻨت ﺘﻘﺘﻀﻲ ذكر ﻤﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ وﻤـﺎ �ﻌـدﻫﺎ ﻟﻛ�ﻤـﺎ ﻴﺘﻀـﺢ اﻟﻤﻌﻨـﻰ اﻟﻤﻘﺼـود ‪ ،‬وﻫـو اﻷﻨﺒ�ـﺎء‬

‫ــﻌر ﻤﻨـــﻪ ‪� 0‬ﻔﺴـــﻘون‬ ‫ــت ﻤـــﺎ �ﻘﺸـ ﱡ‬ ‫اﻟﻔﺎﺴــﻘﻴن اﻟﻛذ�ــﺔ اﻟــداﻋﻴن ﻟﻠﺸــر " وﻓـــﻲ أﻨﺒ�ـــﺎء أورﺸـــﻠ�م رأﻴـ ُ‬ ‫و�ﺴﻠﻛون �ﺎﻟﻛذب و�ﺸددون أ�ـﺎدي ﻓـﺎﻋﻠﻲ اﻟﺸـر ﺤﺘـﻰ ﻻ ﻴرﺠﻌـوا اﻟواﺤـد ﻋـن ﺸـرﻩ‪ 0‬ﺼـﺎروا‬

‫ﻟﻲ كﻠﻬم كﺴدوم وﺴكﺎﻨﻬﺎ كﻌﻤورة ‪ 0‬ﻟذﻟك ﻫكذا ﻗﺎﻝ رب اﻟﺠﻨود ﻋن اﻷﻨﺒ�ﺎء‪ 0‬ﻫﺄﻨذا أطﻌﻤﻬم‬

‫أﻓﺴـﻨﺘﻴﻨﺎً وأﺴـﻘﻴﻬم ﻤـﺎء اﻟﻌﻠﻘـم ﻷﻨـﻪ ﻤـن ﻋﻨــد أﻨﺒ�ـﺎء أورﺸـﻠ�م ﺨـرج ﻨﻔـﺎق ﻓـﻲ كــﻞ اﻷرض ‪0‬‬ ‫ﻫكذا ﻗﺎﻝ رب اﻟﺠﻨود ﻻ ﺘﺴﻤﻌوا ﻟﻛﻼم اﻷﻨﺒ�ﺎء اﻟذﻴن ﻴﺘﻨ�ﺄون ﻟﻛم ‪ 0‬ﻓﺈﻨﻬم ﻴﺠﻌﻠوﻨكم �ﺎطﻼً ‪0‬‬ ‫ﻴﺘﻛﻠﻤون ﺒرؤ�ﺎ ﻗﻠﺒﻬم ﻻ ﻋن ﻓم اﻟرب " ) أر ‪0( 16 – 14 : 23‬‬

‫د – اﻟدﻟﻴﻞ اﻟرا�ﻊ اﻟذي ﺴﺎﻗﻪ اﻟدكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤـود ﻹﺜ�ـﺎت ﺘﺤر�ـﻒ اﻟﺘـوراة " ﻫـﺎ أﻨـذا‬

‫ﻋﻠـــﻰ اﻟـــذﻴن ﻴﺘﻨ�ـــﺄون �ـــﺄﺤﻼم كﺎذ�ـــﺔ " ) أر ‪ ( 32 : 23‬ﻓﻬــذﻩ اﻵ�ــﺔ ﻤﺴــﺘﻘطﻌﺔ ﻤــن اﻟﻤﻘطــﻊ‬

‫اﻟﺴــﺎﺒق ﻟﻠﻤﻘطــﻊ اﻟــذي ﻨﺎﻗﺸــﻨﺎﻩ ﻋﺎﻟ�ــﻪ ‪ ،‬واﻟﻤﻘطــﻊ ككــﻞ ) أر ‪ ( 32 – 23 : 23‬ﻴﺘﺤــدث ﻋــن‬

‫اﻟرؤى اﻟﻛﺎذ�ﺔ ورﻓض ﷲ ﻟﻬﺎ ‪ ،‬ﻓذات اﻵ�ﺔ اﻟﺘﻲ أوردﻫﺎ اﻟدكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود ﻻ ﺘﻌد دﻟ�ﻼً‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤر�ﻒ ‪ ،‬ﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌكس ﺘﻌد دﻟ�ﻼً ﻋﻠﻰ وﻗوف ﷲ ﻀد اﻷﻨﺒ�ـﺎء اﻟﻛذ�ـﺔ اﻟـذي �ﺤرﻓـون‬ ‫رﺴــﺎﻟﺔ ﷲ ﻟﻠﺸــﻌب ‪ ،‬و�ﻌﻠــن ﻟﻬــم ذاﺘــﻪ ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ اﻟﻌــﺎﻟم �كــﻞ ﺸــﺊ " إذا إﺨﺘ�ــﺄ إﻨﺴــﺎن ﻓــﻲ أﻤــﺎﻛن‬

‫ﻤﺴﺘﺘرة أﻓﻤﺎ آراﻩ أﻨﺎ �ﻘـوﻝ اﻟـرب‪ 0‬أﻤـﺎ أﻤـﻸ أﻨـﺎ اﻟﺴﻤـــوات واﻷرض �ﻘـوﻝ اﻟـرب " ) أر ‪: 23‬‬

‫‪ ( 24‬ﺜــم �ﻘــوﻝ ﷲ ﻋــن ﻫــؤﻻء اﻷﻨﺒ�ــﺎء اﻟﻛذ�ــﺔ " ﻗــد ﺴــﻤﻌت ﻤــﺎ ﻗﺎﻟﺘــﻪ اﻷﻨﺒ�ــﺎء اﻟــذﻴن ﺘﻨ�ــﺄوا‬

‫�ﺎﺴــﻤﻲ �ﺎﻟﻛــذب ﻗــﺎﺌﻠﻴن ﺤﻠﻤــت ﺤﻠﻤــت ‪ 00‬ﺒــﻞ ﻫــم أﻨﺒ�ــﺎء ﺨــداع ﻗﻠــﺒﻬم‪ 0‬اﻟــذﻴن �ﻔكــرون أن‬ ‫ﻴﻨﺴـوا ﺸــﻌﺒﻲ إﺴــﻤﻲ �ــﺄﺤﻼﻤﻬم ‪ 00‬اﻟﻨﺒــﻲ ) اﻟﻛــﺎذب ( اﻟــذي ﻤﻌــﻪ ﺤﻠــم ﻓﻠــ�ﻘص ﺤﻠﻤـﺎً واﻟــذي‬ ‫ﱡ‬

‫ﻤﻌﻪ كﻠﻤﺘﻲ ) اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺼﺎدق ( ﻓﻠﻴﺘﻛﻠم �كﻠﻤﺘﻲ �ﺎﻟﺤق‪ 0‬ﻤﺎ ﻟﻠﺘﺒن ﻤﻊ اﻟﺤﻨطﺔ �ﻘوﻝ اﻟـرب ‪00‬‬

‫ﻟذﻟك ﻫﺄﻨذا ﻋﻠﻰ اﻷﻨﺒ�ﺎء ) اﻟﻛذ�ﺔ ( �ﻘوﻝ اﻟرب اﻟـذﻴن �ﺴـرﻗون كﻠﻤﺘـﻲ �ﻌﻀـﻬم ﻤـن �ﻌـض‪0‬‬

‫ﻫﺄﻨذا ﻋﻠﻰ اﻷﻨﺒ�ﺎء ) اﻟﻛذ�ﺔ ( �ﻘوﻝ اﻟرب اﻟذﻴن �ﺄﺨذون ﻟﺴﺎﻨﻬم و�ﻘوﻟون ﻗﺎﻝ‪ 0‬ﻫﺄﻨذا ﻋﻠـﻰ‬

‫�ﻘﺼـــوﻨﻬﺎ و�ﻀـــﱡﻠون ﺸـــﻌﺒﻲ �ﺄﻛـــﺎذﻴﺒﻬم‬ ‫اﻟـــذﻴن ﻴﺘﻨ�ـــﺄون �ـــﺄﺤﻼم كﺎذ�ـــﺔ �ﻘـــوﻝ اﻟـــرب اﻟـــذﻴن ﱡ‬ ‫وﻤﻔﺎﺨراﺘﻬم وأﻨﺎ ﻟم أرﺴﻠﻬم وﻻ أﻤرﺘﻬم ‪ ) " 00‬أر ‪0( 33 – 25 : 23‬‬

‫‪ -19‬ﺘﻘ ــوﻝ اﻷﺨـــت اﻹﻛﻠﻴر�ك�ـــﺔ ﺴـــﺎﻤ�ﺔ ﺼـــﺎدق ﺴـــﻤﻌﺎن – إﻛﻠﻴر�ك� ــﺔ طﻨط ــﺎ " �ﺴ ــﺘﻨد‬

‫اﻟــ�ﻌض ﻓــﻲ دﻋــوى ﺘﺤر�ــﻒ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ﻋﻠــﻰ ﻗــوﻝ ﷲ ﻋﻠــﻰ ﻟﺴــﺎن أرﻤ�ــﺎ اﻟﻨﺒــﻲ } كﻴـــﻴ‬

‫ﺘﻘوﻟون ﻨﺤن ﺤكﻤﺎء وﺸر�ﻌﺔ اﻟرب ﻤﻌﻨﺎ ‪ 0‬ﱠ‬ ‫ﺤوﻟﻬﺎ ﻗﻠم اﻟﻛﺘ�ﺔ اﻟﻛـﺎذب { )‬ ‫ﺤﻘﺎً إﻨﻪ إﻟﻰ اﻟﻛذب ﱠ‬ ‫‪- 50 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪50‬‬


‫أر ‪ ( 8 : 8‬واﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ أن اﻟﻛﺘ�ــﺔ كــﺎن ﻟﻬــم دورﻫــم اﻟ�ــﺎرز ﻓــﻲ ﻋﺼــر ﻴوﺸــ�ﺎ اﻟﻤﻠــك وأرﻤ�ــﺎ اﻟﻨﺒــﻲ‬

‫ﺤﻴث كﺎﻨوا ﻴﺘوﻟون اﻟﺴـﺠﻼت اﻟرﺴـﻤ�ﺔ ﻟﻤﻠـوك ﻴﻬـوذا ‪ 0‬كﻤـﺎ كـﺎن ﻟﻬـم ﻨﺸـﺎطﻬم ﻓـﻲ ﺘﻌﻠـ�م اﻟﺘـوراة‬

‫ﺤوﻟــوا اﻟﺤــق اﻹﻟﻬــﻲ إﻟــﻰ‬ ‫وﻨﺴــﺎﺨﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻟﻛــن ﺨــﻼﻝ ﺘﻌــﺎﻟ�ﻤﻬم اﻟﺨﺎطﺌــﺔ وﺘﻔﺴــﻴراﺘﻬم اﻟﻤﻐرﻀــﺔ ﱠ‬

‫اﻟﻛــذب ‪ ،‬ﻓﻘــد إﻫﺘﻤ ـوا �ــﺎﻟﺘوراة ككﺘــﺎب أﻛﺜــر ﻤــن إﻫﺘﻤــﺎﻤﻬم �ــﺎﻟ ﺼــﺎﺤب اﻟﻛﺘــﺎب ‪ ،‬وﻗــد أﻋﻤــﻰ‬

‫اﻟطﻤﻊ ﻋﻴون ﻗﻠو�ﻬم ‪ ،‬ﻓﺘﺠﺎﻫﻠوا اﻟوﺼـ�ﺔ اﻹﻟﻬ�ـﺔ ‪ ،‬وﺘﻨ�ـﺄوا ﺒﻨﺒـوات كﺎذ�ـﺔ وكﻠﻤـﺎت ﻨﺎﻋﻤـﺔ ) أش‬ ‫‪ ( 10 : 30‬ﺤﺘ ــﻰ ﻴﻬ ــدأوا ﻤﺨ ــﺎوف اﻟﺸ ــﻌب و�كﺴ ــﺒوا اﻟﻘ� ــﺎدات ﻟﺼ ــﻔﻬم ‪ ،‬واﻟﻤﻘﺼ ــود ﺒﺘﺤو� ــﻞ‬ ‫ﺸـر�ﻌﺔ ﷲ �ﻘﻠــم اﻟﻛﺘ�ــﺔ إﻟــﻰ اﻟﻛـذب ﻟــ�س ﺘﺤر�ــﻒ اﻟﻨﺼــوص اﻹﻟﻬ�ـﺔ ‪ ،‬ﺒــﻞ اﻟﻤﻘﺼــود ﻫــو ﺘﻔﺴــﻴر‬

‫اﻟﻛﺘ�ﺔ ﻟﻠﻨﺼوص اﻹﻟﻬ�ﺔ ﺘﻔﺴﻴ اًر كﺎذ�ﺎً ﻋﻠﻰ ﻫواﻫم ‪00‬‬

‫دﻋﻲ اﻟﺘﺤر�ﻒ أ�ﻀﺎً ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓـﻲ ﺴـﻔر أرﻤ�ـﺎ } ﻫﺂﻨـذا ﻋﻠـﻰ اﻟـذﻴن ﻴﺘﻨ�ـﺄون‬ ‫وﻤن أﺴﺎﻨﻴد ُﻤ ّ‬ ‫�ﻘﺼ ـوﻨﻬﺎ و�ﻀــﻠون ﺸــﻌﺒﻲ �ﺄﻛــﺎذﻴﺒﻬم وﻤﻔــﺎﺨراﺘﻬم وأﻨــﺎ ﻟــم‬ ‫�ــﺄﺤﻼم كﺎذ�ــﺔ �ﻘــوﻝ اﻟــرب اﻟــذﻴن ﱡ‬

‫أرﺴــﻠﻬم وﻻ أﻤــرﺘﻬم { ) أر ‪ ( 32 : 23‬ﻓﻘــد ﺒــدأ اﻟﻤﻘطــﻊ ﻤــن ) أر ‪ ( 24 ، 23 : 23‬ﺒﺘــو�ﻴﺦ‬ ‫اﻷﻨﺒ�ﺎء اﻟﻛذ�ﺔ اﻟذي ﻴﱠدﻋون أن ﷲ ﻴﺘﺤدث ﻤﻌﻬم ﻓﻲ اﻷﺤـﻼم ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﷲ اﻟﺴـﺎﻛن ﻓـﻲ اﻷﻋـﺎﻟﻲ‬

‫ﻴﺘطﻠﻊ إﻟﻴﻬم و�درك كذﺒﻬم ‪ ،‬ﻓﺄﺤﻼﻤﻬم اﻟﻛﺎذ�ﺔ كﺎﻟﻘش ﻟ�س ﻟﻪ ﻓﺎﻋﻠ�ﺔ أﻤﺎ كﻠﻤـﺔ ﷲ ﻓﻨـﺎر ﺘﺤـرق‬

‫اﻟﺸر ‪ 0‬ﻟﻘد ﻨﺴﺒوا ﻟ كﻠﻤﺎﺘﻬم وأﻓكﺎرﻫم ﻗـﺎﺌﻠﻴن } ﻗﺎﻝ اﻟرب ‪ { 00‬واﻟـرب ﻟـم �ﻘـﻞ ‪ ،‬ﺒـﻞ أﻨـﻪ ﻴؤكـد‬ ‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌدد أﻨﻪ ﻀد اﻷﻨﺒ�ﺎء اﻟذﻴن ﻴﺨﺒرون �ﺄﺤﻼم �ﺎطﻠﺔ " ] ﻤن أ�ﺤﺎث اﻟﻨﻘد اﻟﻛﺘﺎﺒﻲ [‪0‬‬

‫‪ -20‬إﻋﺘﻤ ــد اﻟ ــ�ﻌض ﻓ ــﻲ ﻗﻀ ــ�ﺔ اﻟﺘﺤر� ــﻒ ﻋﻠ ــﻰ ﻀ ــ�ﺎع اﻟﻨﺴ ــﺦ اﻷﺼ ــﻠ�ﺔ ﻟﻠﺘ ــوراة ‪ ،‬ﻓﻬ ــﻞ‬

‫�ﻌﻠﻤوﻨﻨﺎ أﻴن اﻟﻨﺴﺦ اﻷﺼﻠ�ﺔ ﻟﻤؤﻟﻔﺎت ﺴﻘراط وأﻓﻼطون ؟ وأﻴن اﻟﻨﺴﺦ اﻷﺼﻠ�ﺔ ﻟﻠﺸﻌر اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ‬

‫؟ وأﻴن اﻟﻨﺴﺦ اﻷﺼﻠ�ﺔ ﻟﻠﻘرآن ؟! ) راﺠﻊ كﺘﺎﺒﻨﺎ ‪ :‬أﺴـﺌﻠﺔ ﺤـوﻝ ﺼـﺤﺔ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ص ‪40‬‬

‫‪0( 41 ،‬‬

‫و�ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴم أن ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻟم �كﺘب ﻨﺴـﺨﺔ واﺤـدة ‪ ،‬ﺒـﻞ كﺘـب ﺜﻼﺜـﺔ ﻋﺸـرة‬

‫ﻨﺴﺨﺔ ‪ ،‬وأﻋطﻰ كﻞ ﺴ�ط ﻨﺴﺨﺔ – كﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻤود ﻨﻘﻼً ﻋن آدم كـﻼرك – وﻟﻤـﺎ كـﺎن ﻓـﻲ‬

‫أﻴــدي اﻟﻼو�ــﻴن ﻨﺴــﺦ ﻤــن اﻟﺘــوراة ﻓﻠــذﻟك ﻟــم ﻴﺘــﺄﺜروا ﻟﻀــ�ﺎع ﻨﺴــﺨﺔ ﻤوﺴــﻰ ‪ٕ ،‬وان اﻟﻼو�ــﻴن كــﺎﻨوا‬ ‫ﻤﺘﻔـرﻗﻴن ﻓــﻲ اﻷرض ﺒــﻴن اﻷﺴــ�ﺎط ﻟﺘﻌﻠــ�م اﻟﺘــوراة وظﻠــت اﻟﺘــوراة ﻤﺘداوﻟــﺔ ﻤﻌﻬــم إﻟــﻰ زﻤــن اﻟﺴــﺒﻲ‬

‫اﻟ�ﺎﺒﻠﻲ ) راﺠﻊ اﻟﺘﻨﺎﻗض ﻓﻲ ﺘوار�ﺦ وأﺤداث اﻟﺘوراة ص ‪0( 554 ، 553‬‬ ‫‪- 51 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪51‬‬


‫وﺨــﻼﻝ اﻷﺴــﺌﻠﺔ اﻷر�ﻌــﺔ اﻟﺘﺎﻟ�ــﺔ ٕواﺠﺎ�ﺎﺘﻬــﺎ ﻨواﺼــﻞ اﻟــرد ﻋﻠــﻰ ﻗﻀــ�ﺔ اﻟﺘﺤر�ــﻴ ﻤــن‬

‫وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻟﻘرآن ‪ ،‬ﻟﻴدرك اﻷﺨوة اﻟﻤﺴﻠﻤون اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ ‪0‬‬

‫س‪ : 315‬ﻫﻞ كﺎﻨت اﻟﺘوراة ﻓﻲ زﻤن اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ ﻟﻪ اﻟﻤﺠد ﺼﺤ�ﺤﺔ ؟‬

‫ج ‪ :‬ط�ﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻨﺠد أن اﻟﺘوراة ﺼﺤ�ﺤﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎً ﻓﻲ زﻤن اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ ﺒـدﻟﻴﻞ‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻗــوﻝ ﷲ " �ــﺎ�ﺤﻴﻰ ﺨــذ اﻟﻛﺘــﺎب �ﻘــوة وأﺘﻴﻨــﺎﻩ �ﺤكــم ﺼــﺒ�ﺎً " ) ﻤ ـر�م ‪ ( 12‬ﻓ�ﺤﻴــﻰ ﻫــو‬ ‫ﻴوﺤﻨــﺎ اﻟﻤﻌﻤــدان اﻟــذي ﻋﺎﺼــر اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ ‪ ،‬واﻟﻤﻘﺼــود �ﺎﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م ‪ ،‬وكــون ﷲ‬

‫�ﺄﻤر ﻴوﺤﻨﺎ اﻟﻤﻌﻤدان �ﺄن �ﺄﺨذ اﻟﻛﺘﺎب �ﻘوة ‪ ،‬ﻓـذﻟك ﻷن اﻟﻛﺘـﺎب ﺼـﺤ�ﺢ وﺨـﺎﻟﻲ ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻤـن أي‬

‫ﺘﺤر�ﻒ‪ 0‬أﻤﺎ ﻟو كﺎن اﻟﻛﺘﺎب أﺼﺎ�ﻪ اﻟﺘﺤر�ﻒ ﻷﻤر ﷲ ﻴوﺤﻨﺎ �ﺎﻹﺒﺘﻌﺎد ﻋﻨﻪ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻗﺎﻝ ﷲ " ﻤر�م إﺒﻨﺔ ﻋﻤران ‪ 00‬ﺼدﻗت �كﻠﻤﺎت ر�ﻬﺎ وكﺘ�ﻪ " ) اﻟﺘﺤـر�م ‪ ( 12‬وﻤـر�م‬

‫ﻫــﻲ اﻟﻘد�ﺴــﺔ اﻟﻌــذراء ﻤ ـر�م أم اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ ﻟــﻪ اﻟﻤﺠــد ‪ ،‬وﻗــد ﻤــدح اﻟﻘ ـرآن ﻤ ـر�م ﻷﻨﻬــﺎ آﻤﻨــت‬ ‫اﻟﻤدوﻨــﺔ ﻓــﻲ أﺴــﻔﺎر اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م ‪ ،‬وﻟــو كﺎﻨــت اﻟﻌــذراء ﻤـر�م ﺘﻌﺘﻘــد �كﺘــب‬ ‫وﺼــدﻗت �كﻠﻤــﺎت ﷲ ﱠ‬

‫ﻤﺤرﻓﻪ ‪ ،‬ﻤﺎ كﺎن اﻟﻘرآن �ﺸﻴد ﺒﻬﺎ و�ﺘﺼد�ﻘﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻛﺘب‪0‬‬ ‫ﱠ‬

‫و�ﻌّﻠﻤﻪ ) ﷲ ( اﻟﻛﺘـﺎب واﻟﺤكﻤﺔ واﻟﺘوراة واﻹﻨﺠﻴﻞ " )‬ ‫‪ -3‬ﻗﺎﻝ اﻟﻘرآن ﻋن اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ " ُ‬

‫آﻝ ﻋﻤران ‪ ( 48‬ﻓ�ﺤﺴب ﻫـذا اﻟـﻨص ﻨﺠـد أن ﷲ ُ�ﻌّﻠـم اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ اﻟﺘـوراة اﻟﺘـﻲ دوﻨﻬـﺎ أﻨﺒ�ـﺎء‬ ‫اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م ‪ 0‬أﻤــﺎ ﻟــو كﺎﻨــت ﻫــذﻩ اﻟﺘــوراة ﻗــد ﺘﻌرﻀــت ﻟﺸــﺊ ﻤــن اﻟﺘﺤر�ــﻒ ‪ ،‬ﻓــﺄظن أﻨــﻪ ﷲ‬ ‫ﺴﻴﻠﻔظﻬﺎ ‪ ،‬وﻻ �ﻌﻠﻤﻬﺎ ﻷﺤد ﻗط‪0‬‬

‫‪ -4‬ﺼرح اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ �ﺄن ﷲ ﺼـدق ﻋﻠـﻰ اﻟﺘـوراة اﻟﺘـﻲ كﺎﻨـت ﻓـﻲ ذاك اﻟزﻤـﺎن ‪ ،‬ﻓﺠـﺎء‬

‫ـدي ﻤــن اﻟﺘــوراة " ) آﻝ ﻋﻤـران ‪ " 00 ( 50‬وﻗﻔﻴﻨــﺎ ﻋﻠــﻰ أﺜــﺎرﻫم‬ ‫وﻤﺼـ ّـدﻗﺎً ﻟﻤــﺎ ﺒــﻴن ﻴـ ﱠ‬ ‫ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن " ُ‬ ‫وﻤﺼ ّـدﻗﺎً ﻟﻤـﺎ‬ ‫�ﻌ�ﺴﻰ إﺒن ﻤر�م ُﻤ ّ‬ ‫ﺼدﻗﺎً ﻟﻤﺎ ﺒﻴن ﻴد�ﻪ ﻤن اﻟﺘوراة وآﺘﻴﻨﺎﻩ اﻹﻨﺠﻴـﻞ ﻓ�ـﻪ ﻫـدى وﻨـور ً‬

‫ﺒــﻴن ﻴد�ــﻪ ﻤــن اﻟﺘــوراة وﻫــدى وﻤوﻋظــﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘــﻴن ‪ٕ 00‬واذ ﻋﻠﻤﺘــك اﻟﻛﺘــﺎب واﻟﺤكﻤــﺔ واﻹﻨﺠﻴــﻞ " )‬ ‫اﻟﻤﺎﺌدة ‪ ( 110 ، 46‬ﻓﻠو كﺎﻨت اﻟﺘوراة ﻓﻲ زﻤن اﻟﻤﺴ�ﺢ ﻗـد ﺘﻌرﻀـت ﻟﻠﺘﺤر�ـﻒ ‪ ،‬ﻓﻬـﻞ كـﺎن ﷲ‬

‫ﺤرﻓـﺔ وكـﻼم ﻤﻐﺸـوش أﻻ �ﻀـﻞ ﺒﻬـذا‬ ‫ﺼدق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺘﺤر�ﻒ ؟ وﻟو ﺼـﱠدق ﷲ ﻋﻠـﻰ ﺘـوراة ُﻤ ﱠ‬ ‫ُ� ّ‬ ‫اﻟﻨــﺎس و�ﻌرﻀــﻬم ﻟﻠﻬــﻼك ؟! ‪ 00‬ﺤﻘ ـﺎً إن ﷲ ﻻ �ﺸــﺎء ﻫــﻼك اﻟﺨــﺎطﺊ ‪ ،‬ﺒــﻞ ﻴر�ــد أن اﻟﺠﻤ�ــﻊ‬ ‫‪- 52 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪52‬‬


‫ﻴﺨﻠﺼون ٕواﻟﻰ ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺤق �ﻘﺒﻠون‪0‬‬ ‫‪ -5‬و�ﻌﺘــرف اﻟــدكﺘور أﺤﻤــد ﺤﺠــﺎزي اﻟﺴــﻘﺎ أﺴــﺘﺎذ ﻤﻘﺎرﻨــﺔ اﻷد�ــﺎن ﺒﺠﺎﻤﻌــﺔ اﻷزﻫــر � ــﺄن‬

‫اﻟﺘوراة اﻟﺘﻲ كﺎﻨت أ�ﺎم ﻋز ار ﻫﻲ ﻫﻲ اﻟﻤوﺠودة ﺒـﻴن أﻴـدﻴﻨﺎ اﻟﻴـوم ﻓ�ﻘـوﻝ " ﺜـم أن اﻟﺘـوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ـﺔ‬

‫– اﻟﺘــﻲ كﺘﺒﻬــﺎ ﻋــز ار – ﺘُرﺠﻤــت إﻟــﻰ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟﺜﺎﻟــث ﻗﺒــﻞ ﻤــ�ﻼد ﻋ�ﺴــﻰ ﻋﻠ�ــﻪ‬

‫اﻟﺴﻼم‪ٕ 0‬واﻨﺘﺸرت اﻟﺘوراة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺒﺠﻤ�ﻊ اﻟﻠﻐﺎت‪ 0‬وﻟم �ﺤدث ﺘﻐﻴﻴر ﻟﻔظـﻲ ﻓـﻲ ﺘـوراة ﻤوﺴـﻰ‬

‫‪ ،‬ﻴذكر ﻓﻲ ذﻟك اﻟزﻤﺎن إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻴوم " )‪0(1‬‬ ‫‪F58‬‬

‫أﻟ�ﺴت ﻫـذﻩ أدﻟـﺔ كﺎﻓ�ـﺔ وواﻀـﺤﺔ وﺼـر�ﺤﺔ ‪ ،‬وﻗﺎطﻌـﺔ وﺤﺎﺴـﻤﺔ ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ أن اﻟﺘـوراة‬

‫ﻓﻲ زﻤن اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ ﻟﻪ اﻟﻤﺠد كﺎﻨت ﺼﺤ�ﺤﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎً ﺘﻤﺎﻤﺎً ﺘﻤﺎﻤﺎً ؟!‬

‫س ‪ : 316‬ﻫﻞ ﺨﻼﻝ اﻟﻔﺘرة ﻤـن اﻟﻘـرن اﻷوﻝ اﻟﻤـ�ﻼدي ) زﻤـن اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ ( إﻟـﻰ‬

‫اﻟﻘرن اﻟﺴﺎ�ﻊ اﻟﻤ�ﻼدي ) كﺘﺎ�ﺔ اﻟﻘرآن ( ﻋﺎش إﻨﺎس ﻗد�ﺴون أﺘﻘ�ﺎء ‪ ،‬آﻤﻨوا �ﺎﻟﺘوراة‬

‫واﻹﻨﺠﻴﻞ اﻟﺼﺤ�ﺤﺎن ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬أﺸﺎد اﻟﻘرآن �ﺎﻟﻤﺴ�ﺤﻴﻴن أﺘ�ﺎع اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ ﻓﻘـﺎﻝ " وﻗﻔﻴﻨـﺎ �ﻌ�ﺴـﻰ إﺒـن ﻤـر�م وآﺘﻴﻨـﺎﻩ‬ ‫اﻹﻨﺠﻴﻞ وﺠﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﻠوب اﻟذﻴن أﺘ�ﻌوﻩ رأﻓﺔ ورﺤﻤﺔ ورﻫ�ﺎﻨ�ﺔ اﺒﺘدﻋوﻫﺎ وﻤﺎ كﺘﺒﻨﺎﻫـﺎ ﻋﻠـﻴﻬم ‪" 00‬‬

‫) اﻟﺤدﻴــد ‪ ( 27‬ﻟﻘــد ﺼــﺎر أﺘ� ــﺎع اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ ذوي أرﻓــﺔ ورﺤﻤ ــﺔ ﻹ�ﻤــﺎﻨﻬم �كﺘــﺎﺒﻬم اﻟﻤﻘـ ـﱠدس‬

‫اﻟﺼﺤ�ﺢ ‪ ،‬وظﻞ ﻫذا اﻟوﻀﻊ ﺴﺎر�ﺎً ﺤﺘﻰ ظﻬور اﻟرﻫﺒﻨﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـرن اﻟ ار�ـﻊ اﻟﻤـ�ﻼدي ‪ ،‬واﻟﺘـﻲ ﻟـم‬ ‫ﻴواﻓق ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻹﺴﻼم‪0‬‬

‫‪ -2‬ذكر اﻟﻘـرآن ﻗﺼـﺔ أﻫـﻞ اﻟﻛﻬـﻒ " إذ أوى اﻟﻔﺘ�ـﺔ إﻟـﻰ اﻟﻛﻬـﻒ ﻓﻘـﺎﻟوا ر�ﻨـﺎ آﺘﻨـﺎ ﻤـن ﻟـدﻨك‬

‫رﺤﻤــﺔ وﻫﻴــﺊ ﻟﻨــﺎ ﻤــن أﻤرﻨــﺎ رﺸــداً ‪ 00‬وﻟﺒﺜ ـوا ﻓــﻲ كﻬﻔﻬــم ﺜﻼﺜ ـ ـﺔ ﻤﺎﺌــﺔ ﺴــﻨﻴن ٕوازدادوا ﺘﺴــﻌﺎً " )‬ ‫اﻟﻛﻬﻒ ‪ ( 25 ، 10‬وﻗﺎﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺘوﻓﻴق اﻟﺤك�م ﻓﻲ ﻗﺼﺔ أﻫـﻞ اﻟﻛﻬـﻒ أﻨﻬـم كـﺎﻨوا ﻤﺴـ�ﺤﻴون ‪،‬‬

‫وﻓﻌ ـﻼً كــﺎﻨوا ﻫكــذا ‪ ،‬وﻫــم ﻤــن أﻫ ـﻞ أﻓﺴــس ) ﺘرك�ــﺎ اﻵن ( ﻋــﺎم ‪450‬م أي ﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟﺨــﺎﻤس‬ ‫اﻟﻤ�ﻼدي ‪ ،‬وﻗد آﻤﻨوا �كﺘﺎب ﺼﺤ�ﺢ ﺘﻤﺎﻤﺎً ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺴﺎدس اﻟﻤ�ﻼدي اﺴﺘﺸﻬد كﺜﻴر ﻤن ﻤﺴ�ﺤﻲ اﻟ�ﻤن وأﺸﺎد ﺒﻬم اﻟﻘـرآن ﻓﻘـﺎﻝ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪182‬‬

‫‪- 53 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪53‬‬


‫" ُﻗﺘــﻞ أﺼــﺤﺎب اﻷﺨــدود ‪ 0‬اﻟﻨــﺎر ذات اﻟوﻗــود‪ -‬إذ ﻫــم ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻗﻌــود ‪ 0‬وﻫــم ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ �ﻔﻌﻠــون‬ ‫�ﺎﻟﻤؤﻤﻨﻴن ﺸﻬود‪ 0‬وﻤﺎ ﻨﻘﻤوا ﻤﻨﻬم إﻻﱠ أن ﻴؤﻤﻨوا �ﺎﻟ اﻟﻌز�ـز اﻟﺤﻤﻴـد ‪ 0‬اﻟـذي ﻟـﻪ ُﻤﻠـك اﻟﺴـﻤوات‬ ‫واﻷرض وﷲ ﻋﻠﻰ كﻞ ﺸﺊ ﺸـﻬﻴد " ) اﻟﺒـرج ‪ ( 9 – 4‬ﻓكـون اﻟﻘـرآن �ﺼـﻔﻬم �ـﺎﻟﻤؤﻤﻨﻴن ‪ ،‬ﻓﻬـذا‬ ‫ﻴﺘﻌرض ﻟﻠﺘﺤر�ﻒ‪0‬‬ ‫دﻟﻴﻞ ﻗﺎطﻊ ﻋﻠﻰ إ�ﻤﺎﻨﻬم �كﺘﺎب ﺼﺤ�ﺢ ﻟم ﱠ‬

‫أﻟ�ﺴــت ﻫــذﻩ أدﻟــﺔ كﺎﻓ�ــﺔ وواﻀــﺤﺔ وﺼــر�ﺤﺔ ‪ ،‬وﻗﺎطﻌــﺔ وﺤﺎﺴــﻤﺔ ﻋﻠــﻰ أن اﻟﺘــوراة‬

‫واﻹﻨﺠﻴﻞ كﺎﻨﺎ ﺼﺤ�ﺤﺎن ﺘﻤﺎﻤﺎً ﺨﻼﻝ اﻟﻔﺘرة ﻤن اﻟﻘرن اﻷوﻝ ﻟﻠﻘرن اﻟﺴﺎ�ﻊ اﻟﻤ�ﻼدي ؟!‬

‫س‪ : 317‬ﻫﻞ اﻟﺘوراة واﻹﻨﺠﻴﻞ كﺎﻨﺎ ﺼـﺤ�ﺤﻴن ﻓـﻲ زﻤـن ﺘـدو�ن اﻟﻘـرآن ؟ وﻫـﻞ أوﺼـﻰ‬

‫اﻟﻘرآن ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ أﺤكﺎﻤﻬﻤﺎ ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻗﺎﻝ اﻟﻘرآن ﻋن اﻟﺘوراة أﻨﻬﺎ رﺤﻤﺔ ﻟﻠﻌـﺎﻟﻤﻴن " كﺘـﺎب ﻤوﺴـﻰ إﻤﺎﻤـﺎً ورﺤﻤـﺔ وﻫـذا كﺘـﺎب‬ ‫ِ‬ ‫و�ﺸــرى ﻟﻠﻤﺤﺴــﻨﻴن " ) اﻷﺤﻘ ـﺎف ‪ ( 12‬ﻓﻠــو كﺎﻨــت‬ ‫ُﻤﺼــد ُق ُ◌ ﻟﺴــﺎﻨﺎً ﻋر�� ـﺎً ﻟﻴﻨــذر اﻟــذي ظﻠﻤ ـوا ُ‬ ‫ﻤﺤرﻓﺔ ﻓﻬﻞ كﺎن اﻟﻘرآن �ﺸﻴد ﺒﻬﺎ ؟!‬ ‫اﻟﺘوراة ﱠ‬ ‫‪� -2‬ﻌد أن أﺸﺎد اﻟﻘرآن �ﺎﻟﺘوراة ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﻫدى ورﺤﻤﺔ ‪ � ،‬ﱠكت أﻫـﻞ ﻤكـﺔ اﻟـذﻴن ﻟـم ﻴؤﻤﻨـوا‬

‫ﺒﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ " ﺜم آﺘﻴﻨﺎ ﻤوﺴﻰ اﻟﻛﺘﺎب ﺘﻤﺎﻤﺎً ﻋﻠﻰ اﻟذي أﺤﺴـن وﺘﻔﺼـ�ﻼً ﻟﻛـﻞ ﺸـﺊ وﻫـدى ورﺤﻤـﺔ‬ ‫ﻟﻌﻠﻬم ﺒﻠﻘﺎء ر�ﻬم ﻴؤﻤﻨون ‪ 00‬إن ﺘﻘوﻟوا إﻨﻤﺎ أُﻨزﻝ اﻟﻛﺘـﺎب ﻋﻠـﻰ طـﺎﺌﻔﺘﻴن ﻤـن ﻗﺒﻠﻨـﺎ ٕوان كﻨـﺎ ﻋـن‬

‫دراﺴﺘﻬم ﻟﻐﺎﻓﻠﻴن‪ 0‬أو ﺘﻘوﻟوا ﻟو إﱠﻨﺎ أُﻨزﻝ ﻋﻠﻴﻨـﺎ اﻟﻛﺘﺎب ﻟﻛﻨﺎ أﻫدى ﻤـﻨﻬم ‪ ) " 00‬اﻷﻨﻌـﺎم ‪– 154‬‬ ‫‪ ( 157‬ﻓﻠو كﺎن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس �ﻌﻬد�ـﻪ ﺘﻌـرض ﻟﻠﺘﺤر�ـﻒ ﻓﻬـﻞ كـﺎن اﻟﻘـرآن �ﻤدﺤـﻪ و�ﻠـوم أﻫـﻞ‬ ‫ﻤكﺔ ﻷﻨﻬم ﻟم ﻴؤﻤﻨوا ﺒﻬﻤﺎ ؟!‬ ‫ﺼرح اﻟﻘـرآن أﻨـﻪ ﺠـﺎء " ُﻤﺼ ّـدﻗﺎً ﻟﻤـﺎ ﺒـﻴن ﻴد�ـﻪ ﻤـن اﻟﻛﺘـﺎب وﻤﻬ�ﻤﻨـﺎً ﻋﻠ�ـﻪ " ) اﻟﻤﺎﺌـدة‬ ‫‪ -3‬ﱠ‬ ‫‪ " – ( 48‬ﻗوﻟ ـوا آﻤﻨــﺎ �ــﺎﻟ وﻤــﺎ أُﻨــزﻝ إﻟﻴﻨــﺎ وﻤــﺎ أُﻨــزﻝ إﻟــﻰ إﺒ ـراﻫ�م ٕواﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ٕواﺴــﺤق و�ﻌﻘــوب‬

‫واﻷﺴــ�ﺎط وﻤــﺎ أُوﺘــﻲ ﻤوﺴــﻰ وﻋ�ﺴــﻰ وﻤــﺎ أُوﺘــﻲ اﻟﻨﺒﻴــون ﻤــن ر�ﻬـ ـم ﻻ ﻨﻔــرق ﺒــﻴن أﺤــد ﻤــﻨﻬم " )‬

‫اﻟ�ﻘ ـرة ‪ " 00 ( 136‬وﻤــن �كﻔــر �ــﺎﻟ وﻤﻼﺌكﺘــﻪ وكﺘ�ــﻪ ورﺴــﻠﻪ واﻟﻴــوم اﻵﺨــر ﻓﻘــد ﻀــﻞ ﻀــﻼﻻً‬

‫�ﻌﻴداً " ) اﻟﻨﺴﺎء ‪ ( 136‬ﻓﻬﻞ ﺼﺎدق اﻟﻘرآن ﻋﻠﻰ كﺘﺎب �ﺎطﻞ ؟!‬

‫‪ -4‬أوﻀﺢ اﻟﻘرآن أن اﻟﻴﻬود ﻴرﻓﻀون اﻹ�ﻤﺎن �ﻪ رﻏـم أﻨـﻪ ُ�ﺼـدق ﻋﻠـﻰ كﺘـﺒﻬم " ٕواذ ﻗﻴـﻞ‬ ‫‪- 54 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪54‬‬


‫ﻟﻬم ) ﻟﻠﻴﻬود ( آﻤﻨوا �ﻤﺎ أﻨزﻝ ﷲ ) اﻟﻘرآن ( ﻗﺎﻟوا ﻨؤﻤن �ﻤﺎ أﻨزﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ) اﻟﺘوراة ( و�كﻔرون �ﻤﺎ‬

‫ﺼدﻗﺎً ﻟﻤﺎ ﻤﻌﻬم ) اﻟﺘوراة ( " ) اﻟ�ﻘرة ‪0( 91‬‬ ‫وراء ) اﻟﻘرآن ( وﻫو اﻟﺤق ُﻤ ّ‬

‫‪ -5‬ﻫﱠدد اﻟﻘرآن اﻟذﻴن ﻻ ﻴؤﻤﻨون �ﻪ وﻻ ﻴؤﻤﻨون �ـﺎﻟﺘوراة �ﺎﻟﻘﻴـد �ـﺎﻷﻏﻼﻝ " أم ﺘ َـر ) �ـﺎ ﷴ‬ ‫( أن اﻟذﻴن ﻴﺠﺎدﻟون ﻓﻲ آ�ﺎت ﷲ إﻨﻬـم �ﺼـرﻓون اﻟـذﻴن ك ﱠـذﺒوا �ﺎﻟﻛﺘـﺎب ) �ـﺎﻟﻘرآن ( و�ﻤـﺎ أرﺴـﻠﻨﺎ‬

‫�ﻪ رﺴﻠﻨﺎ ) أﺴﻔﺎر اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ( ﻓﺴوف �ﻌﻠﻤون إذ اﻷﻏـﻼﻝ ﻓـﻲ أﻋﻨـﺎﻗﻬم واﻟﺴﻼﺴـﻞ ُ�ﺴـﺤﺒون "‬

‫) ﻏﺎﻓر ‪0( 71 – 69‬‬

‫‪ -6‬أوﺼﻰ اﻟﻘـرآن أﻫـﻞ اﻟﻛﺘـﺎب ﺒﺈﻗﺎﻤـﺔ أﺤكـﺎم اﻟﺘـوراة واﻹﻨﺠﻴـﻞ " ﻗـﻞ �ـﺎ أﻫـﻞ اﻟﻛﺘـﺎب ﻟﺴـﺘم‬

‫ﻋﻠــﻰ ﺸــﺊ ﺤﺘــﻰ ﺘﻘ�ﻤـوا اﻟﺘــوراة واﻹﻨﺠﻴــﻞ وﻤــﺎ أُﻨــزﻝ إﻟــ�كم ﻤــن ر�كــم " ) اﻟﻤﺎﺌــدة ‪ ( 68‬وﺠــﺎء ﻓــﻲ‬

‫أﺴ�ﺎب ﻨزوﻝ ﻫذﻩ اﻵ�ﺔ ﻟﺠﻼﻝ اﻟدﻴن اﻟﺴﻴوطﻲ روى إﺒن ﺠر�ر ٕواﺒن أﺒﻲ ﺤﺎﺘم ﻋـن إﺒـن ﻋ�ـﺎس‬

‫أﻟﺴت ﺘزﻋم أﻨـك ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ‪ :‬ﺠﺎء راﻓﻊ وﺴﻼم ﺒن ﻤﺸكم وﻤﺎﻟك اﺒن اﻟﺼﻴﻒ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟوا ‪� :‬ﺎﷴ ‪0‬‬ ‫َ‬ ‫ﻤﻠﺔ إﺒراﻫ�م ودﻴﻨﻪ ‪ ،‬وﺘؤﻤن �ﻤﺎ ﻋﻨدﻨﺎ ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ ‪ :‬ﺒﻠﻰ ‪ ،‬وﻟﻛﻨكم أﺤدﺜﺘم وﺠﺤدﺘم �ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬وكﺘﻤﺘم ﻤﺎ أُﻤرﺘم أن ﺘﺒﻴﻨوﻩ ﻟﻠﻨﺎس‪0‬‬

‫ﻗﺎﻟوا ‪ :‬ﻓﺈﱠﻨﺎ ﻨﺄﺨذ �ﻤﺎ ﻓﻲ أﻴدﻴﻨﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﱠﻨـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻬـدى واﻟﺤـق ‪ ،‬ﻓـﺄﻨزﻝ ﷲ ﻗـﻞ �ـﺎ أﻫـﻞ اﻟﻛﺘـﺎب‬

‫ﻟﺴــﺘم ﻋﻠــﻰ ﺸــﺊ ﺤﺘــﻰ ﺘﻘ�ﻤـوا اﻟﺘــوراة واﻹﻨﺠﻴــﻞ وﻤــﺎ أُﻨــزﻝ ﻋﻠــ�كم ﻤــن ر�كــم ‪ 0‬وﻫــذا اﻟﺤــدﻴث ﻴــدﻝ‬

‫ﻋﻠﻰ أن ﷴاً آﻤن �ﺎﻟﺘوراة كﻤﺎ كﺎﻨت ﺒﻴد ﻴﻬود اﻟﻤدﻴﻨﺔ‪0‬‬

‫وﻤــﺎ أﻛﺜــر اﻟﻨﺼــوص اﻟﻘرآﻨ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘؤكــد ﺼــﺤﺔ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس �ﻌﻬد�ــﻪ ﻤــن اﻟﺘﺤر�ــﻒ ‪،‬‬

‫ﺤﺘﻰ أن " وﻟ�م كﺎﻤﺒﻞ " أورد ﻓﻲ كﺘﺎ�ﻪ " اﻟﻘرآن واﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻓـﻲ ﻨـور اﻟﺘـﺎر�ﺦ واﻟﻌﻠـم " ‪55‬‬

‫ﺸــﺎﻫداً ‪ ،‬كﻤــﺎ أورد ﺨﻤﺴــﺔ ﻨﺼــوص ) اﻟﺸــورى ‪ ، 14 ، 13‬واﻟﺒﻴﻨـ ـﺔ ‪ ، 14‬واﻟ�ﻘ ـرة ‪ ، 253‬وآﻝ‬

‫ﻋﻤران ‪ ، 19‬واﻟﻤﺎﺌدة ‪ ( 15 ، 14‬ﺘﺒﻴن أن اﻟﻤﺴ�ﺤﻴﻴن أﺨﺘﻠﻔوا ﻓ�ﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬم ‪ ،‬وﻤـن اﻟطﺒ�ﻌـﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ظﻞ ﻫذﻩ اﻟﺨﻼﻓﺎت أن ﻻ ﻴﺠرؤ أﺤد ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻴﻴر أﻗﻞ ﺸﺊ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس‪0‬‬

‫‪ -7‬أوﻀ ــﺢ اﻟﻘـ ـرآن أن اﻟ ارﺴ ــﺨﻴن ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻠ ــم ﻤ ــن اﻟﻴﻬ ــود ﻴؤﻤﻨ ــون � ــﺎﻟﻘرآن واﻟﺘ ــوراة " ﻟﻛ ــن‬

‫اﻟراﺴﺨون ﻓﻲ اﻟﻌﻠم ﻤﻨﻬم ) ﻤن اﻟﻴﻬود ( واﻟﻤؤﻤﻨون ﻴؤﻤﻨون �ﻤﺎ أُﻨزﻝ إﻟ�ك ) �ﺎ ﷴ ( وﻤﺎ أُﻨزﻝ‬ ‫ﻤــن ﻗﺒﻠــك ‪ 00‬إﻨــﺎ أوﺤﻴﻨــﺎ إﻟ�ــك كﻤــﺎ أوﺤﻴﻨــﺎ إﻟــﻰ ﻨــوح واﻟﻨﺒﻴــﻴن ﻤــن �ﻌــدﻩ وأوﺤﻴﻨــﺎ إﻟــﻰ إﺒ ـراﻫ�م‬

‫ٕواﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ٕواﺴــﺤﺎق و�ﻌﻘــوب واﻷﺴــ�ﺎط وﻋ�ﺴــﻰ وأﻴــوب و�ــوﻨس وﻫــﺎرون وﺴــﻠ�ﻤﺎن وآﺘﻴﻨــﺎ داود‬ ‫‪- 55 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪55‬‬


‫ز� ــو اًر " ) اﻟﻨﺴ ــﺎء ‪ ( 163 ، 162‬و ارﺠ ــﻊ أ�ﻀـ ـﺎً ﺴ ــ�ﺎ ‪ ، 31‬واﻷﺤﻘـ ـﺎف ‪ ، 30‬واﻟﺘو�ـــﺔ ‪، 111‬‬ ‫واﻟـ ــﻨﺠم ‪ ، 37 – 33‬وطـ ــﻪ ‪ ، 133‬واﻟﺸـ ــﻌراء ‪ ، 197 – 192‬واﻹﺴ ـ ـراء ‪ ، 109 – 107‬وآﻝ‬

‫ﻋﻤران ‪ ، 79‬واﻷﻋراف ‪ ، 159‬واﻷﻨﺒ�ﺎء ‪0( 7‬‬

‫‪ -8‬أوﺼﻰ اﻟﻘـرآن �ﺎﺴـﺘﻔﺘﺎء اﻟﻴﻬـود واﻟﻤﺴـ�ﺤﻴﻴن " وﻤـﺎ أرﺴـﻨﺎ ﻗﺒﻠـك إﻻﱠ رﺠـﺎﻻً ﻨـوﺤﻲ إﻟـﻴﻬم‬ ‫ﻓﺎﺴﺄﻟوا أﻫﻞ اﻟذكر إن كﻨﺘم ﻻ ﺘﻌﻠﻤون " ) اﻷﻨﺒ�ﺎء ‪0( 7‬‬

‫كﻨت ﻓﻲ ﺸك ) �ﺎ ﷴ ( ﻤﻤﺎ أﻨزﻟﻨﺎ إﻟ�ك ﻓﺎﺴﺌﻞ اﻟذﻴـن �ﻘرأون اﻟﻛﺘـﺎب ﻤـن ﻗﺒﻠـك " )‬ ‫" ﻓﺈن َ‬ ‫ﻴوﻨس ‪0( 94‬‬ ‫" وﻗد آﺘﻴﻨﺎ ﻤوﺴﻰ ﺘﺴﻊ ٍ‬ ‫آ�ﺎت ﺒﻴﻨﺎت ﻓﺎﺴﺄﻝ ) �ﺎ ﷴ ( ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ " ) اﻹﺴراء ‪0( 101‬‬ ‫" وﻤــﺎ أرﺴــﻠﻨﺎ ﻤــن ﻗﺒﻠــك إﻻﱠ رﺠــﺎﻻً ﻨــوﺤﻲ إﻟــﻴﻬم ﻓﺎﺴــﺄﻟوا أﻫــﻞ اﻟــذكر إن كﻨــﺘم ﻻ ﺘﻌﻠﻤــون‬ ‫�ﺎﻟﺒﻴﻨﺎت و ﱡ‬ ‫اﻟز�ر " ) اﻟﻨﺤﻞ ‪0( 44 ، 43‬‬

‫" ٕواﻨﻪ ﻟذكر ﻟك وﻟﻘوﻤك وﺴوف ﺘﺴﺄﻟون وﺴﺌﻞ ﻤن أرﺴﻠﻨﺎ ﻤن ﻗﺒﻠك ﻤن ُرُﺴـﻠﻨﺎ أﺠﻌﻠﻨـﺎ ﻤـن‬ ‫دون اﻟرﺤﻤ ــﺔ آﻟﻬ ــﺔ ُ�ﻌﺒ ــدون " ) اﻟزﺨ ــرف ‪ ( 45 ، 44‬وﻗ ــﺎﻝ اﻟﺒ�ﻀ ــﺎوي واﻟﺠﻼﻟ ــﻴن ﻓ ــﻲ ﺘﻔﺴ ــﻴر‬ ‫واﺴــﺄﻝ ﻤــن أرﺴــﻠﻨﺎ ﻤــن ﻗﺒﻠــك ‪ 0‬أي إﺴــﺄﻝ ﻤــن �ﻌرﻓــون كﺘــﺒﻬم وﻋﻘﺎﺌــدﻫم ‪ ،‬وﻫــذا �ﻌﻨــﻲ أن ﺘﻠــك‬

‫اﻟﻛﺘب واﻟﻌﻘﺎﺌد كﺎﻨت ﻤﻌروﻓﺔ ﻓﻲ زﻤن ﷴ‪0‬‬

‫‪� -9‬ﻌﺘــرف اﻟـــدكﺘور أﺤﻤـــد ﺤﺠـــﺎزي اﻟﺴـــﻘﺎ أﺴــﺘﺎذ ﻤﻘﺎرﻨــﺔ اﻷد�ــﺎن ﺒﺠﺎﻤﻌــﺔ اﻷزﻫــر �ــﺄن‬

‫اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻟم �ﺤدث �ﻪ أي ﺘﺤر�ـﻒ ﻤﻨـذ اﻟﻘـرن اﻟﺴـﺎ�ﻊ وﻟـﻶن ‪ ،‬ﻓ�ﻘـوﻝ " ﻓﺎﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس‬ ‫اﻟﻤﺘــداوﻝ اﻵن ﻓــﻲ أﻴــدي اﻟﻨﺼــﺎرى ‪ ،‬اﻟــذي �ﺤﺘــوي ﻋﻠــﻰ كﺘــب اﻟﻌﻬــدﻴن ‪ :‬اﻟﻌﻬــد اﻟﻘـد�م ‪ ،‬وﻫــﻲ‬

‫أﺴ ــﻔﺎر اﻟﺘ ــوراة اﻟﺨﻤﺴ ــﺔ ‪ ،‬وأﺴ ــﻔﺎر اﻷﻨﺒ� ــﺎء ‪ ،‬واﻟﻌﻬ ــد اﻟﺠدﻴ ــد ‪ ،‬وﻫ ــو اﻷﻨﺎﺠﻴ ــﻞ اﻷر�ﻌ ــﺔ وأﻋﻤ ــﺎﻝ‬

‫اﻟرﺴﻞ ورﺴﺎﺌﻞ اﻟﺤوار�ﻴن وﺴﻔر اﻟرؤ�ﺎ ‪ ،‬ﻫو اﻟذي كﺎن ﻤﻨﺘﺸ اًر ﻓـ ـﻲ زﻤـﺎن اﻟﻨﺒـﻲ ﷴ ) ﺼـﻠﻌم (‬

‫وﻤﺘداوﻻً ﻓﻲ أﻨﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟم " )‪0(1‬‬ ‫‪F59‬‬

‫أﻟ�ﺴــت ﻫــذﻩ أدﻟــﺔ كﺎﻓ�ــﺔ وواﻀــﺤﺔ وﺼــر�ﺤﺔ ‪ ،‬وﻗﺎطﻌــﺔ وﺤﺎﺴــﻤﺔ ﻋﻠــﻰ أن اﻟﺘــوراة‬

‫واﻹﻨﺠﻴﻞ كﺎﻨﺎ ﺼﺤ�ﺤﻴن ﻓﻲ زﻤن ﺘدو�ن اﻟﻘرآن ‪ٕ ،‬وان اﻟﻘرآن أوﺼﻰ ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ أﺤكﺎﻤﻬﻤﺎ ؟ وﻓﻲ‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘـدس ﻗـد إﻨﺘﺸـر ﻓـﻲ كﺎﻓـﺔ أرﺠـﺎء اﻟﻌـﺎﻟم ‪ ،‬ﻤﻤـﺎ �ﺴـﺘﺤﻴﻞ ﻤﻌــﻪ‬ ‫اﻟﻘـرن اﻟﺴـﺎ�ﻊ كـﺎن اﻟﻛﺘـﺎب‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪183‬‬

‫‪- 56 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪56‬‬


‫ﺠﻤﻌﻪ وﺘﺤر�ﻔﻪ‪0‬‬

‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘدس ؟‬ ‫س‪ : 318‬ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﻨﺼوص ﻗرآﻨ�ﺔ ﺘﺜﺒت ﺘﺤر�ﻴ اﻟﻛﺘﺎب‬ ‫ﻨﻨ ــﺎﻗش ﻫﻨ ــﺎ اﻟﻨﺼ ــوص اﻟﻘرآﻨ� ــﺔ اﻟﺘ ــﻲ ُذك ــر ﻓﻴﻬ ــﺎ اﻟﺘﺤر� ــﻒ ) اﻟ�ﻘـ ـرة ‪ ، 76 ، 75‬آﻝ‬ ‫ﻋﻤـ ـ ـران ‪ ، 78‬اﻟﻨﺴ ـ ــﺎء ‪ ، 46‬اﻟﻤﺎﺌ ـ ــدة ‪ ، 13 ، 12‬اﻟﻤﺎﺌ ـ ــدة ‪ ( 41‬ﻟﻨﺘ�ﺼ ـ ــر اﻷﻤ ـ ــور وﻨ ـ ــرى أن‬ ‫اﻟﻤﻘﺼــود ﻤــن ﻫــذﻩ اﻟﻨﺼــوص ﻟــ�س ﺘﺤر�ــﻒ اﻟﺘــوراة ﻋﻠــﻰ اﻹطــﻼق كﻘــوﻝ �ﻌــض اﻷﺨــوة ﻤــن‬

‫اﻟﻛﺘﱠﺎب اﻟﻤﺴﻠﻤﻴن‪0‬‬

‫‪ " -1‬أﻓﺘطﻤﻌ ــون ) أﻴﻬ ــﺎ اﻟﻤؤﻤﻨ ــون ( أن ﻴؤﻤﻨـ ـوا ) اﻟﻴﻬ ــود ( ﻟﻛ ــم وﻗ ــد ك ــﺎن ﻓر� ــق ﻤ ــﻨﻬم‬

‫�ﺴﻤﻌون كـﻼم ﷲ ﺜـم �ﺤرﻓـوﻩ ﻤـن �ﻌـد ﻤـﺎ ﻋﻘﻠـوﻩ وﻫـم �ﻌﻠﻤـون‪ٕ 0‬واذا ﻟﻘـوا اﻟـذﻴن آﻤﻨـوا ﻗـﺎﻟوا آﻤﱠﻨـﺎ‬ ‫ٕواذا ﺨـﻼ �ﻌﻀـﻬم إﻟـﻰ �ﻌـض ﻗــﺎﻟوا أﺘﺤـدﺜوﻨﻬم �ﻤـﺎ ﻓـﺘﺢ ﷲ ﻋﻠـ�كم ﻟ�ﺤــﺎﺠوكم �ـﻪ ﻋﻨـد ر�كـم أﻓــﻼ‬

‫ﺘﻌﻘﻠــون " ) اﻟ�ﻘ ـرة ‪ ( 76 ، 75‬ﻓﻬﻨــﺎ ﻓر�ــق ﻤــن اﻟﻴﻬــود ﺴــﻤﻌوا اﻟﻘ ـرآن وﺨــدﻋوا اﻟﻤﺴــﻠﻤﻴن ﻗــﺎﺌﻠﻴن‬ ‫ﺤرﻓ ـوا كــﻼم اﻟﻘ ـرآن �ﻌــد أن ﻋﻘﻠــوﻩ ‪ ،‬وﻋﻨــدﻤﺎ إﺠﺘﻤﻌ ـوا ﺒ�ﻌﻀــﻬم و�ــﺦ أﺤــدﻫم اﻵﺨــر‬ ‫آﻤﱠﻨــﺎ ‪ ،‬ﺜــم ﱠ‬

‫ﻗﺎﺌﻠﻴن ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ﺘﺨﺒرون اﻟﻤﺴﻠﻤﻴن �كﻠﻤﺎت اﻟﺘوراة ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻬم ﺴ�ﺴﺘﺨدﻤوﻨﻬﺎ ﻀـدكم ؟ وﻗـﺎﻝ اﻟطﺒـري‬ ‫ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴر ﻫذا اﻟﻨص " �ﺤرﻓوﻨﻪ ‪ 00‬أي ﻴﺒدﻟون ﻤﻌﻨﺎﻩ وﺘﺄو�ﻠﻪ "‪0‬‬

‫‪ٕ " -2‬وان ﻤﻨﻬم ﻟﻔر�ﻘﺎً ﻴﻠوون أﻟﺴﻨﺘﻬم �ﺎﻟﻛﺘـﺎب ﻟﺘﺤﺴـﺒوﻩ ﻤـن اﻟﻛﺘـﺎب وﻤـﺎ ﻫـو ﻤـن اﻟﻛﺘـﺎب‬ ‫و�ﻘوﻟــون ﻫــو ﻤــن ﻋﻨــد ﷲ وﻤــﺎ ﻫــو ﻤــن ﻋﻨــد ﷲ و�ﻘوﻟــون ﻋﻠ ـﻰ ﷲ اﻟﻛــذب وﻫــم �ﻌﻠﻤــون " ) آﻝ‬

‫ﻋﻤران ‪ ( 78‬وﻫـذا �ﻌﻨـﻲ أن اﻟﻴﻬـود ﻟـووا ﻨطـق اﻟﻛﻠﻤـﺎت وﻫـم �ﻘرأوﻨﻬـﺎ ‪ ،‬ﻟـ�ﻔﻬم اﻟﻤﺴـﻠﻤون ﻤﻌﻨـﻰ‬ ‫ﻴﺨﺘﻠﻒ ﻋن اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻷﺼﻠﻲ‪0‬‬

‫اﺴ َـﻤ ْﻊ ﻏﻴـر‬ ‫‪ " -3‬ﻤن اﻟذﻴن ﻫﺎدوا ُ� ّ‬ ‫ﺤرﻓـون اﻟﻛﻠـم ﻋـن ﻤوﻀـﻌﻪ و�ﻘوﻟـون ﺴـﻤﻌﻨﺎ وﻋﺼـﻴﻨﺎ و ْ‬ ‫اﺴ َـﻤﻊ واﻨظرﻨـﺎ ﻟﻛـﺎن‬ ‫ُﻤ ْﺴ َﻤ ٍﻊ وراﻋﻨﺎ ّﻟ�ﺎً �ﺄﻟﺴﻨﺘﻬم وطﻌﻨﺎً ﻓﻲ اﻟدﻴن وﻟـو أﻨﻬـم ﻗـﺎﻟوا ﺴـﻤﻌﻨﺎ وأطﻌﻨـﺎ و ْ‬ ‫ﺨﻴ ـ اًر ﻟﻬــم وأﻗـ ﱠـوم وﻟﻛــن ﻟﻌــﻨﻬم ﷲ �كﻔــرﻫم ﻓــﻼ ﻴؤﻤﻨـ ـون إﻻﱠ ﻗﻠــ�ﻼً " ) اﻟﻨﺴــﺎء ‪ ( 46‬ﻓﺎﻹﺘﻬــﺎم ﻫﻨــﺎ‬

‫ﺤوروا كﻼم اﻟﻘرآن وﷴ ‪ ،‬وﻗﺎﻝ اﻟطﺒري ﻓـﻲ ﺘﻔﺴـﻴرﻩ " إن اﻟﻴﻬـود‬ ‫ﻤوﺠﻪ إﻟﻰ �ﻌض اﻟﻴﻬود اﻟذﻴن ﱠ‬ ‫كــﺎﻨوا �ﺴــﺒون ﷴاً و�ؤذوﻨــﻪ �ﺄﻗﺒـ ـﺢ اﻟﻘ ـوﻝ و�ﻘوﻟــون ﻟــﻪ " إﺴــﻤﻊ ﻤﻨــﺎ ﻏﻴ ـر ﻤﺴــﻤﻊ " كﻘـ ـوﻝ اﻟﻘﺎﺌــﻞ‬

‫ﻟﻠرﺠﻞ �ﺴ�ﻪ " إﺴﻤﻊ ﻻ أﺴﻤﻌك ﷲ " أﻤﺎ كﻠﻤﺔ " راﻋﻨﺎ " ﻓﻘد ﻓﺴرﻫﺎ �ﺎﻹﺴﻨﺎد ﻋن إﺒن وﻫـب �ـﺄن‬

‫اﻟراﻋن ﻫو اﻟﺨطﺄ ﻓﻲ اﻟﻛﻼم ‪ 00‬و�ﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا ﻻ �كـون اﻟﻴﻬـود ﻗـد ﺤـذﻓوا ﺸـﻴﺌﺎً ﻤـن ﻨﺼـوص‬ ‫‪- 57 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪57‬‬


‫اﻟﻛﺘــﺎب ‪ ،‬أو زادوا ﻋﻠ�ــﻪ ﺸــﻴﺌﺎً ‪ ،‬ﺒــﻞ ﺤـ ﱠـوروا ﻤﻌﻨــﻰ اﻟﻛــﻼم ﺒﻠــﻲ اﻟﻠﺴــﺎن " ) اﻟطﺒــري ‪( 433 : 8‬‬ ‫وﻓﺴــر اﻟ ـرازي ﻫــذا اﻟــﻨص �ــﺄن ﻗوﻤ ـﺎً ﻤــن اﻟﻴﻬــود إﻋﺘــﺎدوا أن ﻴــدﺨﻠوا ﻋﻠــﻰ ﷴ ﻟ�ﺴــﺄﻟوﻩ اﻟﻤﺴــﺄﻟﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﻴﺠﻴﺒﻬم ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬وﻤﺘﻰ ﺨرﺠوا ﻤن ﻋﻨدﻩ �ﺤرﻓون كﻼﻤﻪ‪0‬‬

‫وﻗﺎﻝ ﻋﺒد ﷲ ﻴوﺴﻴ ﻋﻠﻲ ﻤﺘرﺠم اﻟﻘرآن ﻟﻺﻨﺠﻠﻴز�ﺔ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴر ﻫذا اﻟـﻨص كـﺎن ﻤـن ﻤكـر‬

‫اﻟﻴﻬــود أﻨﻬــم ﻴﻠ ـوون اﻟﻛﻠﻤــﺎت واﻟﺘﻌﺒﻴ ـرات ﻟ�ﺴــﺨروا ﻤــن ﺠد�ــﺔ ﺘﻌــﺎﻟ�م اﻹﺴــﻼم ‪ ،‬ﻓﺒــدﻝ أن �ﻘوﻟ ـوا‬ ‫ﺴﻤﻌﻨﺎ وأطﻌﻨﺎ �ﻘوﻟون �ﺼوت ٍ‬ ‫ﻋﺎﻝ ﺴﻤﻌﻨﺎ ﺜم �ﺼوت ﺨﻔ�ض وﻋﺼﻴﻨﺎ ‪ ،‬وكﺎن ﻴﺠب أن �ﻘوﻟوا‬ ‫� ــﺎﺤﺘرام ﻨﺴ ــﻤﻊ ‪ ،‬وﻟﻛ ــﻨﻬم �ﻘوﻟ ــون ﻓ ــﻲ ﺴ ــﺨر�ﺔ ﻏﻴ ــر ُﻤ َﺴ ـ ْـﻤ ٍﻊ ‪ 00‬إﻨﻬ ــم اﺴ ــﺘﺨدﻤوا كﻠﻤ ــﺔ ﻤﺒﻬﻤ ــﺔ‬ ‫ظﺎﻫرﻫﺎ طﻴب ‪ ،‬ﺒﻨ�ﺔ ﺴـﻴﺌﺔ ‪ ،‬ﻓكﻠﻤـﺔ ر ِ‬ ‫اﻋﻨـﺎ ﻋر��ـﺔ ﺘﻘـدم اﻹﺤﺘـرام ‪ ،‬وﻟﻛـن ﺒﻠـﻲ اﻟﻠﺴـﺎن ﻓـﻲ ﻨطﻘﻬـﺎ‬

‫�ﺼﻴر ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺴﻴﺌﺎً وﻫو ُﺨذﻨﺎ ﻟﻤﺤ ـﻞ اﻟراﻋـﻲ أو ﻓﻲ اﻟﻌﺒر�ﺔ أﻨت اﻟﺴﺊ ﻓﻴﻨﺎ ) راﺠﻊ وﻟ�م كﺎﻤﺒـﻞ‬ ‫– اﻟﻘرآن واﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻓﻲ ﻨور اﻟﺘﺎر�ﺦ واﻟﻌﻠم – اﻟﻔﺼﻞ اﻷوﻝ ﻤن اﻟﻘﺴم اﻟﺜﺎﻨﻲ (‪0‬‬

‫‪ " -4‬وﻟﻘــد أﺨــذ ﷲ ﻤﻴﺜــﺎق ﺒﻨــﻲ إﺴ ـراﺌﻴﻞ و�ﻌﺜﻨــﺎ ﻤــﻨﻬم إﺜﻨــﻰ ﻋﺸــر ﻨﻘﻴ� ـﺎً ‪ 00‬ﻓ�ﻤــﺎ ﻨﻘﻀــﻬم‬ ‫ﺤرﻓون اﻟﻛﻠم ﻋن ﻤواﻀﻌﻪ وﻨﺴـوا ﺨطـﺄ ﻤﻤـﺎ ُذ ّكـروا �ـﻪ وﻻ‬ ‫ﻤﻴﺜﺎﻗﻬم ﻟﻌﱠﻨﺎﻫم وﺠﻌﻠﻨﺎ ﻗﻠو�ﻬم ﻗﺎﺴ�ﺔ ُ� ّ‬ ‫ﺘــزﻝ ﱠ‬ ‫ـب اﻟﻤﺤﺴــﻨﻴن " )‬ ‫ﺘطﻠــﻊ ﻋﻠــﻰ ﺨﺎﺌﻨــﺔ ﻤــﻨﻬم إﻻﱠ ﻗﻠــ�ﻼ ﻤــﻨﻬم ﻓــﺎﻋﻒ ﻋــﻨﻬم واﺼــﻔﺢ إن ﷲ ُ�ﺤـ ﱡ‬ ‫اﻟﻤﺎﺌدة ‪0( 13 ، 12‬‬ ‫وﺤرﻓـوا اﻟﻛﻠــم‬ ‫ﻓــﺎﻟﻨص ﻴﺘﺤــدث ﻋــن اﻟﻴﻬــود أﺼــﺤﺎب اﻟﻘﻠــوب اﻟﻘﺎﺴــ�ﺔ اﻟــذﻴن ﻨﻘﻀـوا اﻟﻤﻴﺜــﺎق ﱠ‬

‫ﻋن ﻤواﻀـﻌﻪ ‪ ،‬وﻨﺴـوا ﻋﻤـداً ﺠـزءاً ﻤـن ﺸـر�ﻌﺘﻬم إذ أﺨﻔـوا �ﻌـض اﻵ�ـﺎت وﻗـ أروا اﻟـ�ﻌض اﻵﺨـر‬ ‫ﻤﻨﻔﺼــﻼ ﻋــن ﻗر�ﻨﺘــﻪ ‪ ،‬وﻫــذا اﻟﺘﺤر�ــﻒ ﺘﺤر�ــﻒ ﻤﻌﻨــوي أي ﺘﺤر�ــﻒ ﻓــﻲ اﻟﻤﻌﻨــﻰ ‪ ،‬وﻟــ�س ﺘﺤر�ﻔـﺎً‬

‫ﻟﻔظ�ﺎً أي ﺘﻐﻴﻴر ﻓﻲ اﻷﻟﻔﺎظ ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﻴﻬود ﻟم �ﻐﻴروا ﺸﻴﺌﺎً ﻤن اﻟﻨص‪0‬‬

‫اﻟﻛﻔـر ﻤـن اﻟـذﻴن ﻗـﺎﻟوا آﻤﱠﻨـﺎ �ـﺄﻓواﻫﻬم‬ ‫‪� " -5‬ﺎ أﻴﻬﺎ اﻟرﺴوﻝ ﻻ �ﺤزﻨـك اﻟـذﻴن �ﺴـﺎرﻋون ﻓـﻲ ُ‬

‫وﻟــم ﺘــؤﻤن ﻗﻠــو�ﻬم وﻤــن اﻟــذﻴن ﻫــﺎدوا ﺴـ ﱠﻤﺎﻋون ﻟﻠﻛــذب ﺴـ ﱠﻤﺎﻋون ﻟﻘــوم آﺨـر�ن ﻟــم �ــﺄﺘوك �ﺤرﻓــون‬

‫اﻟﻛﻠم ﻤن �ﻌد ﻤواﻀﻌﻪ ﻟ�ﻘوﻟون ﻗد أُوﺘﻴﺘـم ﻫذا ﻓﺨذوﻩ ٕوان ﻟم ﺘؤﺘـوﻩ ﻓﺎﺤـذروا ‪ ) " 00‬اﻟﻤﺎﺌـدة ‪41‬‬

‫ﺤرﻓـوا اﻟﻛـﻼم كـﻼم اﻟﻘـرآن أو اﻟرﺴـوﻝ‬ ‫( ﻓ�ﻌض اﻟﻴﻬود ﺴـﻤﻌوا كـﻼم اﻟﻛـذب وروﺠـوا ﻟـﻪ ‪ ،‬و�ﻬـذا ﱠ‬

‫ﻋــن اﻟﻘﺼــد ﻤﻨــﻪ ‪ ،‬ﻓــﺎﻟﺘﺤر�ﻒ ﻫﻨــﺎ ﺘﺤر�ــﻒ اﻟﻤﻌﻨــﻰ وﻟــ�س ﺘﺤر�ــﻒ اﻷﻟﻔــﺎظ ‪ ،‬وﻗــﺎﻝ اﻟ ـرازي ﻓــﻲ‬

‫اﻟﺸــ�ﻪ اﻟ�ﺎطﻠــﺔ واﻟﺘــﺄو�ﻼت‬ ‫اﻟﻤﺠﻠــد اﻟﺜﺎﻟــث ﻋــن ﺘﻔﺴــﻴر اﻟﻘ ـرآن " إن اﻟﻤ ـراد �ــﺎﻟﺘﺤر�ﻒ ﻫــو إﻟﻘ ـﺎء ُ‬ ‫‪- 58 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪58‬‬


‫اﻟﻔﺎﺴدة ‪ ،‬وﺼرف اﻟﻠﻔظ ﻋن ﻤﻌﻨﺎﻩ اﻟﺤق إﻟﻰ ﻤﻌﻨﻰ �ﺎطﻞ ﺒوﺠوﻩ اﻟﺤﻴﻞ اﻟﻠﻔظ�ﺔ كﻤﺎ �ﻔﻌﻞ أﻫـﻞ‬ ‫اﻟﺒدع ﻓﻲ كﻞ زﻤﺎن �ﺎﻵ�ﺎت اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻤذاﻫﺒﻬم "‪0‬‬

‫وﻤــن أﻗـواﻝ أﺌﻤــﺔ اﻟﻤﺴــﻠﻤﻴن ﻓــﻲ إﺴــﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﺤر�ــﻒ ﻗــوﻝ ﻓﺨــر اﻟــدﻴن اﻟـرازي " إن ﺘﺤر�ــﻒ‬

‫اﻟﺘوراة واﻹﻨﺠﻴﻞ ﻤﻤﺘﻨﻊ ﻷﻨﻬﻤﺎ كﺎﻨﺎ كﺘﺎﺒﻴن ﺒﻠﻐﺎ ﻤن اﻟﺸﻬرة واﻟﺘواﺘر إﻟﻰ ﺤﻴث ﻴﺘﻌذر ذﻟـك ﻓﻴﻬﻤـﺎ‬ ‫"‪0‬‬ ‫وﻗﺎﻝ اﻟﺒ�ﻀﺎوي " وﻤﻬ�ﻤﻨﺎً ﻋﻠ�ﻪ أي رﻗﻴ�ـﺎً �ﺤﻔظـﻪ ﻤـن اﻟﺘﻐﻴﻴـر " ‪ ،‬وﻓـﻲ ﺘﻔﺴـﻴر اﻟﺒ�ﻀـﺎوي‬

‫ﻟﻠﻨص " واﻨزﻟﻨﺎ إﻟ�ك اﻟﻛﺘﺎب �ﺎﻟﺤق ﻤﺼدﻗﺎً ﻟﻤـﺎ ﺒﻴن ﻴد�ﻪ ﻤن اﻟﻛﺘﺎب وﻤﻬ�ﻤﻨـﺎً ﻋﻠ�ـﻪ " ) اﻟﻤﺎﺌـدة‬

‫‪ ( 48‬ﻗــﺎﻝ " ﻤﻬ�ﻤﻨ ـﺎً " أي رﻗﻴ� ـﺎً ﻋﻠــﻰ ﺴــﺎﺌر اﻟﻛﺘــب �ﺤﻔظﻬــﺎ ﻤــن اﻟﺘﻐﻴﻴــر و�ﺸــﻬد ﻟﻬــﺎ �ﺎﻟﺼــﺤﺔ‬

‫واﻟﺜ�ﺎت‪0‬‬

‫س‪ : 319‬ﻫــﻞ إﺴــﺘﺨدام إﺴــﻤﻴن ﻟﻠﻔــظ اﻟﺠﻼﻟــﺔ ) اﻴﻠــوﻫ�م ‪ ،‬و�ﻬــوﻩ ( ﻴــدﻝ ﻋﻠــﻰ أن‬

‫اﻟﺘوراة ُﺠﻤﻌت ﻤن ﻋدة ﻤﺼﺎدر ؟‬

‫�ﻘــوﻝ د‪ 0‬ﻋﺒــد اﻟﺤﻤﻴــد زاﻴــد " أن اﻷﺴــﻔﺎر اﻟﺨﻤﺴــﺔ ﻟ�ﺴــت ﻟﻤوﺴــﻰ أوﻻً ‪ ،‬وﻻ ﻟﻤؤﻟــﻒ‬

‫واﺤد ‪ ،‬ﺒﻞ ﻫﻲ ﻋ�ﺎرة ﻋن كﺘﺎب ‪ ،‬ﻴرﺠﻊ إﻟﻰ ﻤﺼﺎدر ﻋدﻴدة وﻋﺼور ﻤﺘ�ﺎﻴﻨﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F60‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻟـــدكﺘور ﷴ ﺒﻴـــوﻤﻲ ﻤﻬـــران " اﻟﺘ ــوراة كﻠﻤ ــﺔ ﻋﺒراﻨ� ــﺔ ﺘﻌﻨ ــﻲ اﻟﻬدا� ــﺔ واﻹرﺸ ــﺎد‬

‫و�ﻘﺼد ﺒﻬﺎ اﻷﺴﻔﺎر اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺘﻲ ﺘﻨﺴب – ظﻠﻤﺎً وﻋدواﻨﺎً – إﻟﻰ ﻤوﺴﻰ ﻋﻠ�ﻪ اﻟﺴﻼم "‬ ‫)‪0(2‬‬

‫‪F61‬‬

‫و�ﻘوﻝ " وﻝ دﻴوراﻨت " ‪ " 00‬كﻴﻒ ُكﺘﺒت ﻫذﻩ اﻷﺴﻔﺎر ؟ وﻤﺘﻰ ُكﺘﺒت ؟ وأﻴن ُكﺘﺒت ؟‬ ‫ذﻟك اﻟﺴؤاﻝ ﺒرئ ﻻ ﻀﻴر ﻤﻨﻪ وﻟﻛﻨﻪ ﺴؤاﻝ ُكﺘب ﻓ�ﻪ ﺨﻤﺴون أﻟﻒ ﻤﺠﻠد ‪ ،‬و�ﺠب أن ﻨﻔرغ ﻤﻨﻪ‬

‫ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﻘرة واﺤدة ﻨﺘركﻪ �ﻌدﻫﺎ ﻤن ﻏﻴر ﺠواب ‪ 0‬إن اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻴﺠﻤﻌون ﻋﻠـﻰ أن أﻗـدم ﻤـﺎ ُكﺘـب‬

‫ﻤن أﺴﻔﺎر اﻟﺘوراة ﻫﻤﺎ اﻟﻘﺼﺘﺎن اﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺘﺎن اﻟﻤﻨﻔﺼﻠﺔ كﻠﺘﺎﻫﻤﺎ ﻋن اﻷﺨرى ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ‪،‬‬

‫ﺘﺘﺤــدث أﺤــداﻫﺎ ﻋــن اﻟﺨــﺎﻟق �ﺎﺴــم " ﻴﻬــوﻩ " ﻋﻠــﻰ ﺤــﻴن ﺘﺘﺤــدث اﻷﺨــرى ﻋﻨــﻪ �ﺎﺴــم " إﻴﻠــوﻫ�م "‬

‫و�ﻌﺘﻘــد ﻫــؤﻻء اﻟﻌﻠﻤــﺎء أن اﻟﻘﺼــص اﻟﺨﺎﺼــﺔ ﺒﻴﻬــوﻩ ُكﺘﺒــت ﻓــﻲ ﻴﻬــوذا ‪ ،‬وأن اﻟﻘﺼــص اﻟﺨﺎﺼــﺔ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﺠﻴﻤﺲ ﺑﺮﻳﺘﺸﺎﺭﺩ ﺹ ‪3‬‬ ‫ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ – ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺹ ‪213‬‬

‫‪- 59 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪59‬‬


‫�ــﺄﻴﻠوﻫ�م ُكﺘﺒــت ﻓــﻲ أﻓ ـرا�م ‪ٕ ،‬وان ﻫــذﻩ وﺘﻠــك ﻗــد إﻤﺘزﺠﺘــﺎ ﻓــﻲ ﻗﺼــﺔ واﺤ ـدة �ﻌــد ﺴــﻘوط اﻟﺴــﺎﻤرة‪0‬‬

‫وﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺸ ـراﺌﻊ ﻋﻨﺼــر ﺜﺎﻟــث ُ�ﻌ ـرف �ﺎﻟﺘﺜﻨ�ــﺔ أﻛﺒــر اﻟظــن أن كﺎﺘ�ــﻪ أو كﺘﺎ�ــﻪ ﻏﻴــر ُكﺘــﺎب‬ ‫اﻷﺴــﻔﺎر اﻟﺴــﺎ�ﻘﺔ اﻟــذكر‪ 0‬وﺜﻤــﺔ ﻋﻨﺼــر ار�ــﻊ ﻴﺘــﺄﻟﻒ ﻤــن ﻓﺼــوﻝ أﻀــﺎﻓﻬﺎ اﻟﻛﻬﻨــﺔ ﻓ�ﻤــﺎ �ﻌــد ‪0‬‬

‫واﻟـرأي اﻟﻐﺎﻟــب أن ﻫــذﻩ اﻟﻔﺼــوﻝ ﺘﻛــون اﻟﺠ ـزء اﻷﻛﺒــر ﻤــن " ﺴــﻔر اﻟﺸـر�ﻌﺔ " اﻟــذي أذاﻋــﻪ ﻋــز ار‬ ‫و�ﺒدو أن ﻫذﻩ اﻷﺠزاء اﻷر�ﻌﺔ ﻗد إﺘﺨذت ﺼورﺘﻬﺎ اﻟﺤﺎﻀرة ﺤواﻟﻲ ﻋﺎم ‪ 300‬ق‪0‬م " )‪0(1‬‬ ‫‪F62‬‬

‫و�ﻘوﻝ د‪ 0‬ﻤور�س ﺒوكﺎي " وﻨﺤن ﻻ ﻨﺠد ﻫﻨﺎ ﻗﺼﺔ واﺤدة ﻟﺨﻠق اﻹﻨﺴﺎن ﺒﻞ ﻗﺼﺘﻴن‬

‫‪ ،‬اﻟﻘﺼﺔ اﻷﺤدث ﻤﺴﺘﻘﺎة ﻤن " اﻟط�ﻌﺔ اﻟﻛﻬﻨوﺘ�ﺔ " وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺘظﻬر ﻓﻲ ﺒدا�ـﺔ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس‬

‫اﻟﻤﻌﺎﺼر ‪ 0‬أﻤﺎ اﻟـﻨص اﻷﺴـﺒق ‪ ،‬وﻫ ـو اﻟـﻨص اﻟﻴﻬـودي ‪ Yahvist‬ﻓ�ـﺄﺘﻲ �ﻌـد ﻨـص " اﻟط�ﻌـﺔ‬

‫اﻟﻛﻬﻨوﺘ� ــﺔ " ‪ Sacerdotal‬وﻫ ــو ﻤﺘﻨ ــﺎﻫﻲ اﻟﻘﺼ ــر ‪ 0‬و�ظ ــن كﺜﻴ ــر ﻤ ــن اﻟﻨ ــﺎس ﺨط ــﺄ أن ﻗﺼ ــﺔ‬

‫اﻟﺨﻠق واﺤدة ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ُ�ﺴـﻠم اﻟﻤﻔﺴـرون اﻟﻤﺴـ�ﺤﻴون �ﺎﻷﺼـﻠﻴن اﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﻴن ﻟﻠﻘﺼـﺔ‬ ‫‪ ،‬وأﺸﻬر ﻫـؤﻻء ﻫـو اﻷب " دي ﻓـو " ‪ De Vawx‬اﻟـذي كـﺎن رﺌ�ﺴـﺎً ﻟﻤدرﺴـﺔ اﻟﺘـوراة واﻹﻨﺠﻴـﻞ‬

‫�ﺎﻟﻘــدس‪ 0‬و�ﺸــﻴر اﻷب " دي ﻓــو " ﺒوﻀــوح ﻓــﻲ ﺘﻌﻠ�ﻘــﻪ ﻋﻠــﻰ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن إﻟــﻰ أﺠ ـزاء اﻟــﻨص‬

‫اﻟﺘــﻲ ﺘﺨــص كــﻞ ﻨﺴــﺨﺔ �ﺎﻟﺘرﺘﻴــب ‪ 0‬وﻨﺠــد أن اﻟﻔكـرة اﻟﻘد�ﻤــﺔ ﻋــن أن ﻤوﺴــﻰ كــﺎن ﻤؤﻟــﻒ ﺴــﻔر‬ ‫اﻟﺘﻛــو�ن ﻏﻴــر ﻤﻘﺒوﻟــﺔ �ــﺎﻟط�ﻊ ‪ ،‬ﻓــﻼ أﺤــد �ﻌــرف ﻤــن اﻟــذي كﺘــب اﻟﻨﺴــﺨﺘﻴن اﻟﻴﻬود�ــﺔ ‪Yahvist‬‬

‫واﻷﻴﻠوﻫﺴت ‪0(2) " Elohist‬‬ ‫‪F63‬‬

‫و�ﻌﻠق اﻟـدكﺘور ﺴـﻴد اﻟﻘﻤﻨـﻲ ﻋﻠـﻰ إﺴـﺘﺨدام إﺴﻤﻴ ـن ﻟﻠﻔـظ اﻟﺠﻼﻟـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺘـوراة ﻓ�ﻘـوﻝ "‬

‫أﻤﺎ ﻨﺤن ﻓﻨرى ﻓﻲ ذﻟك ﺘﺄﻟ�ﻔﺎً ﺒﻴن ﻗﺼﺘﻴن ﻟﻠﺘﻛو�ن أﺤـدﻫﻤﺎ ﻗﺼـﺔ ﻋﺘ�ﻘـﺔ ﻗـﺎم ﺒﻬـﺎ ﺒـدور اﻟ�طوﻟـ ـﺔ‬

‫ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻷ�طﺎﻝ ﻤن اﻵﻟﻬﺔ اﻟﻘد�ﻤﺔ ﻋﱠﺒرت ﻋﻨﻬـم اﻟﺘوراة �ﺎﺴم اﻟﺠﻤﻊ ) اﻴﻠوﻫ�م ( كﻞ ﻤﻨﻬﺎ‬

‫) إﻴــﻞ ( وﻫــﻲ اﻵﻟﻬــﺔ اﻟﺘــﻲ راﻓﻘــت اﻟﻌﻬــد اﻹﺒراﻫ�ﻤــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺘــوراة ‪ ،‬وﻗﺼــﺔ أﺨــرى أﺤــدث ﻗــﺎم ﺒﻬــﺎ‬ ‫ﺒدور اﻟ�طوﻟﺔ اﻹﻟﻪ ) ﻴﻬـوﻩ ( اﻹﻟـﻪ اﻟـذي أرﻓﻘﺘـﻪ اﻟﺘـوراة �ﺎﻟﻌﻬـد اﻟﻤوﺴـوي وﻤـﺎ �ﻌـدﻩ ﺤﺘـﻰ اﻟﻴـوم "‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪F64‬‬

‫) راﺠﻊ أ�ﻀﺎً ﻗﺼﺔ اﻟﺨﻠق أو ﻤﻨﺎ�ﻊ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ص ‪0 ( 193‬‬

‫و�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " واﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤرﻓﻲ ﻟﻛﻠﻤﺔ " اﻟوﻫ�م " ﻫو آﻟﻬﺔ ‪ ،‬وأﻨﻪ ﻤـن اﻟﻐر�ـب ﺤﻘـﺎً‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﺯﻛﻲ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻤﻮﺩ ‪ ،‬ﻭﷴ ﺑﺪﺭﺍﻥ – ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ ﺍﻷﻭﻝ )‪ (2‬ﺹ ‪368 ، 367‬‬ ‫ﻣﺎ ﺃﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ؟ ﺹ ‪151‬‬ ‫ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪149‬‬

‫‪- 60 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪60‬‬


‫أن ﺘُ ِ‬ ‫ﺴﻤﻲ اﻟﺘوراة ﺴﻴداً واﺤداً ﺒﻬذا اﻹﺴم " )‪0(1‬‬ ‫‪F65‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور أﺤﻤــد ﺤﺠــﺎزي اﻟﺴــﻘﺎ " ﻤــن ﺠﻬــﺔ ر�ــط اﻟﻤوﻀــوﻋﺎت �ﻌﻀــﻬﺎ ﺒــ�ﻌض‬

‫ﻓذﻟك ﻟم ﻴﺘ�ﺴر ﻟﻠﻛﺎﺘب ﻓﻲ كﺜﻴر ﻤـن اﻟﻤواﻀـ�ﻊ ‪ ،‬ﻷﻨـﻪ – كﻤـﺎ �ﻘـوﻝ كﺜﻴـرون ﻤـن ﻨﺎﻗـدي اﻟﺘـوراة‬

‫– ﺠﻤـﻊ ﻤﻌﻠوﻤــﺎت ﻗد�ﻤــﺔ وﺤدﻴﺜــﺔ ‪ ،‬ورﺼـﻬﺎ ﺒﺠـوار �ﻌﻀــﻬﺎ ‪ ،‬وﻟــم �ﺴـﻌﻔﻪ اﻟوﻗــت أن �ﻌﻴــد ﻨظـرﻩ‬ ‫ﻓ�ﻤﺎ ﺠﻤﻊ ‪ ،‬ﻟ�ﺤﺴن ﺘﻨظ�ﻤﻪ و�ز�ﻞ ﻤﺎ �ﻪ ﻤن ﺘﻨﺎﻗﻀﺎت " )‪0(2‬‬ ‫‪F6‬‬

‫اﻟﻨﻘــﺎد ) ﺴ ـواء ﻤــن أﺼــﺤﺎب ﻤدرﺴــﺔ اﻟﻨﻘــد اﻷﻋﻠــﻰ ‪ ،‬أو ﻤــن اﻟﻨــﺎﻗﻠﻴن‬ ‫ج ‪ -1 :‬كﺜﻴــر ﺠــداً ﻤــن ُ‬ ‫آراءﻫــم ( ﻴركــزون ﻋﻠــﻰ ﻨظر�ــﺔ اﻟﻤﺼــﺎدر ‪ ،‬ﺤﻴــث ﻴ ـﱠدﻋون أن اﻟﺘــوراة إﺘﺨــذت ﺼــورﺘﻬﺎ اﻟﺤﺎﻟ�ــﺔ‬ ‫ﺴـﻨﺔ ‪ 400‬ق‪0‬م ﻋﻠــﻰ ﻴــد ﻋــز ار ‪� ،‬ﻌــد أن ُﺠﻤﻌــت ﻤـن ﻤﺼــﺎدر ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ‪ ،‬وﻟﻸﺴــﻒ اﻟﺸــدﻴد ﻓــﺈن‬ ‫ﻫــذﻩ اﻵراء وﺠــدت ﻗﺒــوﻻً ﻟــدى اﻟﻛﻨ�ﺴــﺔ اﻟﻛﺎﺜوﻟ�ك�ــﺔ وﻫــذا ﻤــﺎ ﻨﺠـدﻩ ﻓــﻲ كﺘﺎ�ــﺎت اﻟﻌدﻴــد ﻤــن رﺠــﺎﻝ‬ ‫اﻟﻛﻨ�ﺴﺔ اﻟﻛﺎﺜوﻟ�ك�ـﺔ ) ارﺠـﻊ ﻤـﺜﻼً اﻟﺨـوري ﺒـوﻟس اﻟﻔﻐـﺎﻟﻲ – ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ص ‪، 358 ، 347‬‬

‫‪ ، ( 433 ، 431‬وأ�ﻀﺎً إﻨﺘﺸر ﻫذا اﻟﻔكر ﻟدى أﺼﺤﺎب اﻟﻼﻫوت اﻟﻠﻴﺒراﻟﻲ ﻤن اﻟﺒروﺘﺴﺘﺎﻨت‪0‬‬

‫واﻟﺤﻘ�ﻘ ــﺔ أن ﻤوﺴ ــﻰ اﻟﻨﺒ ــﻲ إﺴـ ـﺘﺨدم اﻹﺴ ــﻤﻴن ﻤﻨﻔ ــردﻴن ك ــﻞ ﻋﻠ ــﻰ ﺤ ــدة ‪ٕ ،‬واﺴ ــﺘﺨدم‬

‫اﻹﺴـﻤﻴن ﻤﺠﺘﻤﻌـﻴن ‪ ،‬ﻓﻔـﻲ أوﻝ ‪ 34‬آ�ـﺔ ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن إﺴـﺘﺨدم ﻤوﺴـﻰ إﺴـم " إﻴﻠـوﻫ�م " ‪33‬‬

‫ﻤرة ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟـ ‪ 46‬آ�ﺔ اﻟﺘﺎﻟ�ﺔ إﺴـﺘﺨدم ﻤوﺴـﻰ " ﻴﻬـوﻩ اﻴﻠـوﻫ�م " ‪ 20‬ﻤـرة ‪ ،‬وﻓـﻲ اﻟ ـ ‪ 25‬آ�ـﺔ اﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺘﻠﻴﻬﺎ إﺴﺘﺨدم ﻤوﺴﻰ إﺴم " ﻴﻬوﻩ " ‪ 10‬ﻤرات ) راﺠﻊ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ – ﺒرﻫﺎن ﻴﺘطﻠب ﻗ ار اًر ص‬

‫‪ ( 427‬واﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أ�ﻀﺎً أن ﻟﻛﻞ إﺴم دﻻﻟﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﺈﺴم " اﻴﻠوﻫ�م " ﻫو اﻹﺴم اﻟﺸﺎﺌﻊ ﻟ ‪ ،‬و�ﺸﻴر ﻟ‬ ‫اﻟﺨﺎﻟق ﻓﻲ كﻤﺎﻝ ﻗوﺘﻪ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻋﻨدﻤﺎ ﺘﻛﻠم ﻤوﺴـﻰ اﻟﻨﺒـﻲ ﻋـن ﺨﻠﻘـﺔ اﻟﻛـون ذكـر إﺴـم اﻴﻠـوﻫ�م ‪،‬‬

‫ـدث ﺨــﺎص �ﺸــﺨص ﻏﻴــر ﻴﻬــودي‬ ‫وأ�ﻀـﺎً ﻋﻨــدﻤﺎ كــﺎن ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﻴﺘﻨــﺎوﻝ ﺘﻘﻠﻴــداً ﻋﺎﻟﻤ�ـﺎً أو ﺤـ ْ‬ ‫كﺎن �ﺴـﺘﺨدم أ�ﻀـﺎً إﺴـم اﻴﻠـوﻫ�م‪ 0‬أﻤـﺎ إﺴـم " ﻴﻬـوﻩ " ﻓﻬـو �ﺸـﻴر ﻟ اﻟﻘـوي ﻤـن ﺠﻬـﺔ ﻋﻼﻗﺘـﻪ ﻤـﻊ‬ ‫ﺸﻌ�ﻪ ‪ ،‬ﻓﻬو ﺼدﻴق اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬وﻫو اﻹﻟﻪ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻶ�ﺎء ‪ ،‬ﻓﻬو اﻹﺴـم اﻟﺨـﺎص ﺒﺈﻟـﻪ إﺴـراﺌﻴﻞ‬

‫‪ ،‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ كﺎن ﻴﺘﺤدث ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻋـن ﻋﻼﻗـﺎت ﷲ ﻤـﻊ ﺸـﻌ�ﻪ كـﺎن ﻴـذكر إﺴـم ﻴﻬـوﻩ ‪ ،‬وﻋﻨـدﻤﺎ‬ ‫كــﺎن ﻴﺘﻨ ــﺎوﻝ اﻟﻤوﻀ ــوع اﻟﺤ ــدﻴث ﻋ ــن ﺘﻘﺎﻟﻴ ــد إﺴـ ـراﺌﻴﻞ ك ــﺎن �ﺴ ــﺘﺨدم أ�ﻀـ ـﺎً إﺴ ــم ﻴﻬ ــوﻩ ‪ ،‬ﻓ�ﻘـ ـوﻝ‬

‫ﻤــﺎﻛﻨﺘوش " ﻟﻘــب ﷲ – ﺘ�ــﺎرك إﺴــﻤﻪ – كﻤــن ﻫــو " اﻴﻠــوﻫ�م " ﻫــو اﻟﻠﻘــب أو اﻹﺴــم اﻟﻛـر�م اﻟــذي‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪5‬‬ ‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪73‬‬

‫‪- 61 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪61‬‬


‫ﻌﺒر ﻋن ﷲ اﻟﻛﺎﺌن ‪ ،‬أﺼـﻞ كـﻞ اﻟﻛﺎﺌﻨـﺎت‬ ‫ﻴﺘﻔق ﻤﻊ ﻋﻤﻠ�ﺔ اﻟﺨﻠق ﻓﻲ ذاﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻬو اﻹﺴم اﻟذي ُ� ّ‬ ‫‪ ،‬ﻤــن ﻟــﻪ ﻤــﻞء اﻟﻘــوة ﻤﺘﺠﻠ�ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺤكﻤــﺔ واﻟﺼــﻼح‪ 0‬وذﻟــك ﻓــﻲ ﻤﻔﺎرﻗــﺔ ﻤــﻊ ﻀــﻌﻒ اﻹﻨﺴــﺎن‬

‫اﻟﻤﺨﻠــوق ‪ ،‬وذﻟــك كﻠــﻪ رأﻴﻨــﺎﻩ ﻓــﻲ ﻤﺸــﺎﻫد اﻹﺼــﺤﺎح اﻷوﻝ ‪ 0‬أﻤــﺎ ﻓــﻲ إﺼــﺤﺎﺤﻨﺎ اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﻓﻬﻨﺎﻟــك‬ ‫ﻤﺸــﺎﻫد أﺨــرى ‪ ،‬ﻓــﺈن ﷲ اﻟﺨﺎﻟـ ـق اﻟﻌظــ�م ﻫــو ﻨﻔﺴــﻪ اﻟﺨــﺎﻟق اﻷﻤــﻴن ‪ ،‬وﻗــد ﺸــﺎء أن ﻴــدﺨﻞ ﻓــﻲ‬ ‫ﻋﻼﻗــﺔ ﻤــﻊ رأس اﻟﺨﻠ�ﻘــﺔ ‪ ،‬وﻤــن ﻤﻨطــق ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ظﻬــر اﻹﺴــم اﻟــودود " اﻟــرب اﻹﻟــﻪ " و "‬

‫اﻟـرب " ﻫــو اﻹﺴــم اﻟــذي �ﻌﺒــر ﻋﻨ ـﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰ كﺎﻟواﺠــب اﻟوﺠــود ‪ ،‬اﻟﺴــرﻤدي اﻹﻟــﻪ اﻟﺤﻘ�ﻘـﻲ ﻷوﻟﺌــك‬ ‫اﻟــذﻴن ﻋﻠــﻰ اﻷرض ‪ ،‬واﻟــذﻴن ﻋـ ﱠـرف ﻟﻬــم ﻨﻔﺴــﻪ كﺈﻟــﻪ اﻟﻌﻬــد اﻟــذﻴن ﻋﻠــﻴﻬم أن �ﺴــﻴروا أﻤﺎﻤــﻪ ‪00‬‬

‫وﻤـن ﻫﻨـﺎ ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ وﺼـﻒ اﻟﺨﻠ�ﻘــﺔ إﺒﺘـداء ٕواﻨﺘﻬــﺎء ﻨﻘـ أر ﻋـن " اﻴﻠــوﻫ�م " ﻓﻘـط ‪ ،‬كﻤــن �ﻤـﻨﺢ اﻟوﺠــود‬

‫ﻟﻠﺴﻤوات واﻷرض وكﻞ ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ‪ 0‬وﺤﻴﻨﻤﺎ ﺸﺎء ﺘ�ﺎرك إﺴﻤﻪ أن �ﻘـ�م روا�ـط أﺒد�ـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻷرض‬

‫ﻨﻘـ أر ﻋﻨــﻪ كﻤــن ﻫــو " اﻟــرب اﻹﻟــﻪ " أي " ﻴﻬــوﻩ اﻴﻠــوﻫ�م " ذﻟــك أﻨﻨــﺎ ﻓــﻲ اﻹﺼــﺤﺎح اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﻻ ﻨﺠــد‬

‫ﺴوى اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﻟ�س ﻓﻘط كﻤﺨﻠوق ‪ ،‬ﺒﻞ كﻤن ﺠﺒﻠـﻪ اﻟـرب اﻹﻟـﻪ ﻓـﻲ ﺸـركﺔ ﻤ�ﺎﺸـرة ﻤﻌـﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰ‬ ‫وﻟو كﺎن ﺠﺴدﻩ ﻤن ﺘراب " )‪0(1‬‬ ‫‪F67‬‬

‫و�ﻘوﻝ " د�ﻔﻴد أﺘﻛﻨﺴون " ‪ " 00‬ﻓﻲ اﻹﺼﺤﺎح اﻷوﻝ ‪ ،‬ﻨﻘ أر أﻨـﻪ " ﷲ " وﻓـﻲ ) ﺘـك ‪2‬‬

‫‪ ( 4 :‬ﻨ ـ ـراﻩ " اﻟـ ــرب اﻹﻟـ ــﻪ " وكﻠﻤـ ــﺔ " اﻟـ ــرب " ﺠـ ــﺎءت ﺘﻤﺜـ ــﻞ إﺴـ ــم ﷲ �ﺤﺴـ ــب اﻟﻌﻬـ ــد " ﻴﻬـ ــوﻩ "‬ ‫‪ Yahweh‬و�ﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻤركز إﻫﺘﻤﺎﻤﻨﺎ ﻟم �ﻌد اﻟﻤﻨظـور اﻟﻛـوﻨﻲ ﻋـن ) اﻟواﺤـد ( اﻟـذي ﺨﻠـق‬

‫اﻟﻨﺠوم ‪ ،‬ﺒﻞ أُﻟﻔﺔ اﻟﺸركﺔ ﻤﻊ ) اﻟواﺤد ( اﻟذي ﻴدﻋو اﻹﻨﺴﺎن ﺒﺈﺴﻤﻪ " )‪0(2‬‬ ‫‪F68‬‬

‫و�ﻘــوﻝ ﺠــوش ﻤكــدو�ﻞ " ﻋﻤوﻤ ـﺎً ‪ ،‬ﻓــﺈن " ﻴﻬــوﻩ " ُ�ﺴــﺘﺨدم ﻋﻨــدﻤﺎ �كــون ﷲ ﻫــو اﻹﻟــﻪ‬ ‫اﻟﺨﺎص ﺒﺈﺴراﺌﻴﻞ و�ﺸﺎر إﻟ�ﻪ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻓوق اﻵﻟﻬﺔ اﻟﻐر��ﺔ ‪ ،‬وﻋﻨد اﻟﺘﺤـدث ﻋـن ﺘـﺎر�ﺦ اﻵ�ـﺎء ‪،‬‬

‫ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﻤــن اﻟﻨﺎﺤ�ــﺔ اﻷﺨــرى ﻓــﺈن اﻴﻠــوﻫ�م �ﻌطــﻲ ﺼــورة كوﻨ�ــﺔ ﻤﺠــردة ﻟ "‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪F69‬‬

‫كﻤــﺎ �ﻘــوﻝ ﺠــوش‬

‫ﻤكدو�ﻞ أ�ﻀﺎً " وﻟﻘد طﺒق أرﺸر ﻫذا ﻋﻠﻰ اﻹﺼﺤﺎﺤﺎت اﻷوﻟﻰ ﻤن ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن‪ 0‬إن اﻟدراﺴﺔ‬ ‫�ﻌﻨﺎ�ــﺔ ﻹﺴــﺘﺨدام ﻴﻬــوﻩ واﻴﻠــوﻫ�م ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ﺴــوف ﺘﻛﺸــﻒ اﻟﻐــرض اﻟــذي كــﺎن ﻓــﻲ ذﻫــن‬

‫اﻟﻛﺎﺘب ‪ 0‬اﻴﻠوﻫ�م ﺘﺸﻴر إﻟﻰ ﷲ اﻟﺨﺎﻟق اﻟﻌظ�م وﺴـﻴد اﻟﻛـون ‪ ،‬ﻫكـذا �كـون إﺴـم اﻴﻠـوﻫ�م ﻤﻨﺎﺴـ�ﺎً‬ ‫ﻟﺘﻛو�ن اﻹﺼﺤﺎح اﻷوﻝ ‪ ،‬ﻷن ﷲ �كـون ﻓـﻲ دور اﻟﺨـﺎﻟق اﻟﻌظـ�م ‪ 0‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻴﻬـوﻩ �كـون إﺴـم ﷲ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪58 ، 57‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﻜﻠﺲ ﻧﺴﻴﻢ – ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪71 ، 70‬‬ ‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪431‬‬

‫‪- 62 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪62‬‬


‫ﻋﻨــدﻤﺎ �كــون ﻤرﺘ�ط ـﺎً �ﺎﻟﻌﻬــد ‪ ،‬ﻫكــذا ﻓــﻲ ﺘﻛــو�ن اﻹﺼــﺤﺎح اﻟﺜــﺎﻨﻲ ‪�ُ ،‬ﺴــﺘﺨدم إﺴــم ﻴﻬــوﻩ ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﻨطــﺎق واﺴــﻊ ﻷن ﷲ ﻴﺘﻌﺎﻤــﻞ ﻤــﻊ آدم وﺤ ـواء ﻓــﻲ ﻋﻼﻗــﺔ ﻋﻬــد‪ 0‬ﻓــﻲ ﺘﻛــو�ن اﻹﺼــﺤﺎح اﻟﺜﺎﻟــث‬

‫ﻋﻨ ـدﻤﺎ ظﻬــر اﻟﺸــ�طﺎن ﻴﺘﻐﻴــر إﺴــم ﷲ ﻤ ـرة أﺨــرى إﻟــﻰ اﻴﻠــوﻫ�م ‪ ،‬ﻷن ﷲ ﻻ ﻴ ـرﺘ�ط �ﺎﻟﺸــ�طﺎن‬ ‫�ﻌﻼﻗﺔ ﻋﻬد ‪ ،‬ﻫكذا ﻓﺈن كﻼ ﻤن اﻟﺸ�طﺎن وﺤـواء ُ�ﺸـﻴران ﻟ ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ اﻴﻠـوﻫ�م ‪ ،‬و�ﺘﻐﻴـر اﻹﺴـم‬

‫ﻤــرة أﺨــرى إﻟــﻰ ﻴﻬ ـ ـوﻩ ﻋﻨــدﻤﺎ ﻴﻨــﺎدي ﻋﻠــﻰ آدم ) ﺘــك ‪ ( 9 : 3‬و�ؤﻨــب ﺤ ـواء ) ﺘــك ‪( 13 : 3‬‬

‫وﻋﻬد ﷲ ﻫو اﻟذي وﻀـﻊ اﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤ�ﱠﺔ ) ﺘك ‪0 ( Archer, SOTI, 112 ) " ( 14 : 3‬‬

‫‪ -2‬أوﻀــﺤت أﺜــﺎر راس ﺸ ــﻤ ار وأوﻏﺎر�ــت أن إﺴــﻤﻲ " اﻴﻠ ــوﻫ�م " و " ﻴﻬــوﻩ " كﺎﻨــﺎ ﺸ ــﺎﺌﻌﺎ‬

‫اﻹﺴﺘﺨدام ﻤﻨذ أ�ﺎم ﻤوﺴﻰ ‪ ،‬وﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎر�ﺦ اﻟـذي ﺤـددﻩ اﻟﻨﻘـﺎد ﻟﻠﻤﺼـدر اﻟﻴﻬـوي ) ‪850 – 950‬‬

‫ق‪0‬م ( كﺄﻗدم اﻟﻤﺼﺎدر‪0‬‬

‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد ﻗــد إﺨﺘﻠﻔ ـوا ﻓــﻲ ﻋــدد اﻟﻤﺼــﺎدر ‪،‬‬ ‫‪ -3‬ﺴــﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸــﺔ ﻨظر�ــﺔ اﻟﻤﺼــﺎدر ‪ ،‬وﻋرﻓﻨــﺎ أن ُ‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﻤ ــﺎ ﻗ ــﺎﻝ اﻟ ــ�ﻌض �ﻤﺼ ــدر�ن ﻓﻘ ــط إرﺘﻔ ــﻊ اﻟ ــ�ﻌض �ﺎﻟﻤﺼ ــﺎدر إﻟ ــﻰ ﺜﻼﺜ ــﻴن ﻤﺼ ــد اًر ‪ ،‬وﻫ ــﺎك‬

‫ﺒﺈﺨﺘﺼﺎر ﺸدﻴد ﻓﺤوى ﻫذﻩ اﻟﻨظر�ﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪:‬‬

‫أ – ﻨظر�ـــﺔ اﻟﻤﺼـــﺎدر اﻟﻘد�ﻤـــﺔ ‪ :‬وﻗﺎﻟــت �ــﺄن اﻟﺘــوراة أﺴــﺘﻤدت ﻤﺎدﺘﻬــﺎ ﻤــن ﻤﺼــدر�ن ‪ ،‬وﻫﻤــﺎ‬ ‫اﻟﻴﻬوي " ‪ " J‬واﻹﻴﻠوﻫ�ﻤﻲ " ‪ " E‬وﻤن روادﻫﺎ " ﻫﻴـﻨﺞ ﻓﻴﺘـر " ‪ H. B. Witter‬ﻓـﻲ ﺒدا�ـﺔ اﻟﻘـ ـرن‬

‫اﻟﺜﺎﻤ ـن ﻋﺸـر ‪ ،‬و " ﺠﺎن اﺴﺘروك " ‪1766 – 1684 ) Jeen Istruc‬م ( و " اﻴﺨﻬـورن " ‪J.‬‬ ‫‪1827 – 1752 ) G. Eichern‬م ( و " اﻟﻛﺴــﻨدر ﺠﻴــدس " ‪ Alexander Geddes‬ﻓــﻲ‬

‫ﻨﻬﺎ�ﺔ اﻟﻘرن اﻟﺜﺎﻤن ﻋﺸر‪0‬‬

‫ب‪ -‬ﻨظر�ﺔ اﻟﻤﺼﺎدر ﻏﻴر اﻟﻛﺎﻤﻠﺔ ‪ :‬اﻟﺘﻲ ﺘوﺴﻌت ﻓﻲ ﻋدد اﻟﻤﺼﺎدر إﻟﻰ ﻨﺤو ﺜﻼﺜـﻴن ﻤﺼـد اًر‬ ‫‪ ،‬وﻤــن روادﻫــﺎ " ﻓــﺎﺘﻴر " ‪ Vater‬ﻓــﻲ ﺒدا�ــﺔ اﻟﻘــرن اﻟﺘﺎﺴــﻊ ﻋﺸــر ‪ ،‬و " ﻫﺎرﺘ�ﻤــﺎن " ‪Hartman‬‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺜﻴﻨ�ﺎت ﻤن اﻟﻘرن اﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸر‪0‬‬

‫ﺠــ‪ -‬ﻨظر�ـﺔ اﻟﺘﻛﻤﻴـﻞ ‪ :‬ﻟﺼـﺎﺤﺒﻬﺎ اﻴوﻟـد ‪1875 – 1803 ) H. G. Ewold‬م ( واﻟـذي إﻋﺘﻘـد‬

‫� ــﺄن اﻟﺘ ــوراة ُكﺘﺒ ــت ﻤ ــن ﻤﺼ ــدر واﺤ ــد ﺜ ــم أُدﺨ ــﻞ إﻟﻴﻬ ــﺎ إﻀ ــﺎﻓﺎت وﺘﻛﻤ ــ�ﻼت ﻓﻌرﻓ ــت ﺒﻨظر� ــﺔ‬ ‫اﻹﻀ ــﺎﻓﺎت ‪ 0‬ﺜ ــم ﻫ ــدﻤﻬﺎ إﻴواﻟ ــد ﻨﻔﺴ ــﻪ ﺴ ــﻨﺔ ‪1855‬م ﻤﻌﺘﺒـ ـ اًر أن اﻟﺘ ــوراة إﺴ ــﺘﻤدت ﻤﺎدﺘﻬ ــﺎ ﻤ ــن‬ ‫اﻟﻤﺼدر�ن اﻹﻴﻠوﻫ�ﻤﻲ واﻟﻴﻬوي ﻓﻘط ‪ ،‬و�ذﻟك ﻋﺎد إﻟﻰ ﻨظر�ﺔ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻘد�ﻤﺔ ‪0‬‬ ‫‪- 63 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪63‬‬


‫د – ﻨظر�ــﺔ اﻟوﺜــﺎﺌق اﻟﺤدﻴﺜــﺔ ‪ :‬واﻟﺘــﻲ أﻀــﺎﻓت ﻤﺼــدر�ن آﺨ ـر�ن ﻟﻠﻴﻬــوي واﻹﻴﻠــوﻫ�ﻤﻲ ‪ ،‬وﻫﻤــﺎ‬ ‫اﻟﺘﺜﻨوي " ‪ " D‬واﻟﻛﻬﻨوﺘﻲ " ‪ ، " P‬وﻤن روادﻫﺎ رو�رﺘﺴون ‪ ، E. Robertson‬و " ﻓـون راد "‬

‫‪ ، G. Von Rad‬و " و�ﻠﻬﻠﻬ ـم دي ﻓﻴت " ‪1849 – 1780 ) W. Wette‬م ( و " ر�م " ‪E.‬‬

‫‪ Riehm‬ور�طـوا ﺒــﻴن ﺴــﻔر اﻟﺘﺜﻨ�ــﺔ وﺴــﻔر أرﻤ�ــﺎ اﻟﻨﺒــﻲ ‪ ،‬ﻤﻤــﺎ دﻓــﻊ اﻟــ�ﻌض إﻟــﻰ اﻟﻘــوﻝ أن اﻟــذي‬ ‫كﺘب ﺴﻔر اﻟﺘﺜﻨ�ﺔ ﻫو أرﻤ�ﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ،‬وﻗد كﺘ�ﻪ وأﺨﻔﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻬ�كﻞ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ إﻛﺘﺸﻔﻪ ﺤﻠﻘ�ﺎ اﻟﻛﺎﻫن )‬

‫‪ 2‬ﻤﻞ ‪ ( 8 : 22‬وذﻟك ﻟ�ﺴـ�ﻎ اﻟﺼـﻔﺔ اﻟﺸـرﻋ�ﺔ ﻋﻠـﻰ اﻹﺼـﻼﺤﺎت اﻟﺘـﻲ �ﻘـوم ﺒﻬـﺎ ﻴوﺸـ�ﺎ اﻟﻤﻠـك‬ ‫اﻟﺼــﺎﻟﺢ ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﺘﺼـ ﱠـور اﻟــ�ﻌض ﻤﺜــﻞ " ﺠــ�ﻤس ﻓر�ـزر " أن اﻟﻛﺎﺘــب ﻤﺠﻬــوﻝ ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ " كﻤــﺎ إﻨﻬــم‬ ‫�ﻘوﻟون أﻨﻪ ﻤﻬﻤﺎ ﺒﻠﻎ ﺠﻬﻠﻨﺎ �ﻤؤﻟﻒ ﺴﻔر اﻟﺘﺜﻨ�ﺔ إﻻﱠ أﻨﻪ ﻻﺸك أﻨﻪ كﺎن ُﻤﺼـﻠﺤﺎً ﻨز�ﻬـﺎً ‪ ،‬ﻤـدﻓوﻋﺎً‬ ‫ﺒــداﻓﻊ اﻟﺤــب اﻟﺼــﺎدق ﻟﺒﻠــدﻩ ‪ ،‬ورﻏ�ــﺔ ﻤﺨﻠﺼــﺔ ﻓــﻲ اﻹﺼــﻼح اﻟــدﻴﻨﻲ واﻷﺨﻼﻗــﻲ اﻟﺨــﺎﻟص أﻨــﻪ‬ ‫ﻠﻬم �ك�ﺎر أﻨﺒ�ﺎء اﻟﻘرن اﻟﺜﺎﻤن وﻫم ﻋﺎﻤوس وﻫوﺸﻊ وأﺸﻌ�ﺎء ‪ 00‬وﻗد كﺎن‬ ‫اﻟﻤ َ‬ ‫كﺘ�ﻪ ﺒداﻓﻊ اﻟﺘﺄﺜﻴر ُ‬ ‫ﻤــن اﻟطﺒ�ﻌــﻲ ‪ ،‬ﻟﻛــﻲ ُ�ﻘﻨــﻊ ﺴــﺎﻤﻌ�ﻪ وﻗ ـراءﻩ ﺒﻬــذﻩ اﻟﻤ�ــﺎدئ أن �ﺴــﺘﻐرق ﻓــﻲ اﻹﻨﻔﻌــﺎﻝ اﻟﺠــﺎد ﺒــﻞ‬

‫اﻟــدﻓﺎع اﻟﺸــﺠوي اﻟــذي ﻫــو أﻗــرب إﻟــﻰ ﺤﻴو�ــﺔ اﻟﺨطﻴــب وﺤﻤﺎﺴــﻪ ﻤﻨــﻪ إﻟــﻰ ﻫــدوء رﺠــﻞ اﻟﻘــﺎﻨون‬

‫وﺼ ـراﻤﺘﻪ‪ 00‬ﺘﻛــﺎد ﺘــرى ﻋﻴﻨ�ــﻪ اﻟﻤﻀــطرﻤﺘﻴن وﻤﻼﻤﺤــﻪ اﻟﻤﺘﻠﻬﻔــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘﻼﺤــق ﻨﺒــرات ﺼــوﺘﻪ‬

‫اﻟﺠﻬوري ‪ 00‬وﻟ�س ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻘـد�م ﻤﻨـﺎﻓس �ﻘـﻒ ﻤـﻊ ﻫـذا اﻟﺨطﻴـب ﻋﻠـﻰ ﻗـدم اﻟﻤﺴـﺎواة " )‪0(1‬‬ ‫‪F70‬‬

‫أﻤﺎ اﻟﻘﺎﺌﻠﻴـن �ﺎﻟﻤﺼدر اﻟﻛﻬﻨوﺘﻲ وﻤـن ﺒﻴـﻨﻬم " ادوارد ر�ـوس " ‪ E. Reuss‬ﻓﻘـد ر�طـوا ﺒـﻴن ﺴـﻔر‬ ‫اﻟﻼو�ﻴن وﺴﻔر ﺤزﻗ�ﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ،‬وﻗﺎﻟوا أن كﺎﺘب ﺴﻔر اﻟﻼو�ﻴن ﻫو ﺤزﻗ�ﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ‪0‬‬

‫وظﻬــرت ﻨظر�ــﺔ ﻴوﻟﻴــوس ﻓﻠﻬــﺎوزن ‪ ( 1918 – 1844 ) J. Wellhausen‬واﻟﺘــﻲ‬

‫اﻟﻨﱠﻘ ــﺎد ‪ ،‬وﻗــد وﻀــﻊ‬ ‫ﺴــﺎدت ﻟــزﻤن طو�ــﻞ وﻤــﺎزاﻝ ﺼــداﻫﺎ ﻴﺘــردد ﺤﺘــﻰ اﻵن ﻓــﻲ ﺠﻨ�ــﺎت كﺘــب ُ‬ ‫ﻓﻠﻬﺎوزن ﻨظر�ﺘﻪ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﺘـﺎر�ﺨﻲ ‪ ،‬ﻓـﺄرﺠﻊ اﻟﻤﺼـدر اﻟﻴﻬـوي " ‪ " J‬إﻟـﻰ ‪ 850 – 950‬ق‪0‬م‬

‫‪ ،‬وﻗــﺎﻝ أن اﻟــذي وﻀــﻌﻪ ﺸــﺨص ﻤــن ﻤﻤﻠﻛــﺔ ﻴﻬــوذا �ﻘﺼــد ﺘﻤﺠﻴــد ُﻤﻠــك داود وﺘﻌظــ�م ﻤكﺎﻨــﺔ‬ ‫أورﺸﻠ�م وكﻬﻨوت ﻫﺎرون ‪ ،‬وﻨﺎدى ﻫذا اﻟﻤﺼدر �ﻤركز�ﺔ اﻟﻌ�ﺎدة ﻓﻲ ﻫ�كﻞ ﺴﻠ�ﻤﺎن ‪ ،‬وﻓ�ﻪ ﻨـرى‬

‫اﻟﻛﺎﺘــب ُ�ظﻬــر ﻴﻬــوﻩ �ﺎﻟﺼــﻔﺎت اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻴﺘﻤﺸــﻰ ﻓــﻲ اﻟﺠﻨــﺔ ‪ ،‬و�ــﺘﻛﻠم ﻤــﻊ آدم ‪ ،‬و�ﺄﻛــﻞ ﻤــﻊ‬

‫إﺒ ـراﻫ�م ‪ 00‬إﻟــﺦ‪ 0‬كﻤــﺎ أرﺠــﻊ ﻓﻠﻬــﺎوزن اﻟﻤﺼــدر اﻹﻴﻠــوﻫ�ﻤﻲ " ‪ " E‬إﻟــﻰ ‪ 750 – 850‬ق‪0‬م ‪،‬‬

‫وﻗــﺎﻝ أن اﻟــذي وﻀــﻌﻪ ﺸــﺨص أو أﻛﺜــر ﻤــن ﻤﻤﻠﻛــﺔ اﻟﺴــﺎﻤرة �ﻘﺼــد إظﻬــﺎر إﻤكﺎﻨ�ــﺔ اﻟﻌ�ــﺎدة ﻓــﻲ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮﺭ ﺟـ ‪ 3‬ﺹ ‪29 ، 28‬‬

‫‪- 64 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪64‬‬


‫أي ﻤكـﺎن ‪ ،‬وﻗـد أظﻬـر اﻟﻛﺎﺘـب اﻴﻠـوﻫ�م اﻟﻤﺘﺴـﺎﻤﻲ اﻟــذي ﻴﺘﻌﺎﻤـﻞ ﻤـﻊ اﻹﻨﺴـﺎن ﻤـن ﺨـﻼﻝ اﻟــرؤى‬

‫واﻷﺤــﻼم أو اﻟﻤﻼﺌكــﺔ ‪ ،‬وأرﺠــﻊ ﻓﻠﻬــﺎوزن اﻟﻤﺼــدر اﻟﺘﺜﻨــوي " ‪ " D‬إﻟــﻰ ‪ 623‬ق‪0‬م ﻓــﻲ ﻋﺼــر‬

‫ﻴوﺸ�ﺎ اﻟﻤﻠك ‪ ،‬وذﻟك ﻟوﺠود �ﻌض اﻟﺘﺸﺎ�ﻪ ﺒﻴن ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﺜﻨ�ـﺔ ) ﺘـث ‪( 7 – 1 : 12‬‬ ‫وﻤﻊ ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﻤﻠوك اﻟﺜﺎﻨﻲ ) ‪ 2‬ﻤﻞ ‪ ( 6 – 4 : 23‬وأرﺠﻊ ﻓﻠﻬﺎوزن اﻟﻤﺼدر اﻟﻛﻬﻨوﺘﻲ " ‪p‬‬

‫" إﻟﻰ ‪ 450 – 500‬ق‪0‬م واﻟذي ﻴﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺠزء اﻷﺨﻴر ﻤـن ﺴـﻔر اﻟﺨـروج ) إﺼـﺤﺎﺤﺎت ‪25‬‬

‫‪� ( 40 ، 35 ، 31 ،‬ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﻟﺴﻔر اﻟﻼو�ﻴن واﻟﺠزء اﻷﻛﺒر ﻤن ﺴﻔر اﻟﻌدد ‪ٕ ،‬وادﻋﻰ ﻓﻠﻬﺎوزن‬ ‫أن ﺤزﻗ�ﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﻫو اﻟـذي كﺘـب ﺴـﻔر اﻟﻼو�ـﻴن ‪ ،‬وﻓـﻲ ﺴـﻨﺔ ‪ 400‬ق‪0‬م ﺠـﺎء ﻋـز ار ودﻤـﺞ ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﻤﺼﺎدر اﻷر�ﻌﺔ ﻓظﻬرت اﻟﺘوراة ﻓﻲ ﺼورﺘﻬﺎ اﻟﺤﺎﻟ�ﺔ‪0‬‬

‫ﻫـ‪ -‬ﻨظر�ﺔ اﻟﻨﻘـد اﻟﺘﻘﻠﻴـدي اﻟﺘـﺎر�ﺨﻲ ‪ :‬وظﻬـرت ﻓـﻲ ﺒدا�ـﺔ اﻟﻘـرن اﻟﻌﺸـر�ن ‪ ،‬وﻋـﺎدت ﺒﻨـﺎ إﻟـﻰ‬ ‫اﻷﺼــﻞ ‪ ،‬ﻓﻨــﺎدت �ــﺎﻟﻌودة إﻟــﻰ اﻟﻔكــر اﻟﺘﻘﻠﻴــدي اﻷﺼــﻴﻞ �ــﺄن ﻤوﺴـ ـﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﻫــو كﺎﺘــب اﻟﺘــوراة ‪،‬‬

‫وﻤن رواد ﻫذﻩ اﻟﻨظر�ﺔ " إﻴﻨﺠﻴﻞ " ‪ Engell‬ﺴﻨﺔ ‪1945‬م‪0‬‬

‫وﻟﺨص ﻟ�ﻔﻨﺠﺴﺘون ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻨظر�ﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻵﺘﻲ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻫﻨﺎك أﺠزاء ﺼﻐﻴرة ﻤن اﻟﺘوراة ﺘرﺠﻊ ﻟﻠﻌﺼر اﻟﻤوﺴوي‪0‬‬

‫‪ -2‬اﻟــذﻴن �ﻘﺒﻠــون ﻨظر�ــﺔ ﻓﻠﻬــﺎوزن �ﻌﺘﻘــدون أن أﺴــﻤﺎء اﻟرﺠــﺎﻝ واﻟﻨﺴــﺎء ﻓــﻲ أﺴــﻔﺎر اﻟﺘــوراة‬ ‫ﻟ�ﺴت أﺴﻤﺎء ﻷﺸﺨﺎص ﺤﻘ�ﻘﻴﻴن ‪ ،‬ﺒﻞ أﺴﻤﺎء أ�طﺎﻝ ﻤﺜﺎﻟﻴﻴن‪0‬‬

‫‪ -3‬اﻟﺘوار�ﺦ اﻟﺘﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﺘوراة ﻟ�ﺴت ﺘوار�ﺦ ﺤﻘ�ﻘ�ﺔ إﻨﻤﺎ ﺘُظﻬر ﺘـﺎر�ﺦ ﻤﻤﻠﻛـﺔ إﺴـراﺌﻴﻞ‬ ‫ﻗﺒﻞ اﻹﻨﻘﺴﺎم‪0‬‬ ‫‪ -4‬ﻟـم �ﻌﺘﻘــد اﻟﻴﻬــود ﺒوﺤداﻨ�ــﺔ ﷲ ‪ ،‬وﻟﻛــن كﻬﻨــﺔ ﻤـﺎ �ﻌــد اﻟﺴــﺒﻲ ﻫــم اﻟــذﻴن ﺠﻌﻠــوﻫم وكــﺄﻨﻬم‬ ‫ﻴؤﻤﻨون ﺒﺈﻟﻪ واﺤد‪0‬‬

‫‪ -5‬ﻟـ ــم ﻴـ ــﺘﻛﻠم ﷲ ﻤـ ــﻊ أي ﺸـ ــﺨص ﻓـ ــﻲ اﻟﺘـ ــوراة ‪ ،‬وﻟﻛـ ــن اﻟﻛﻬﻨـ ــﺔ ﻫـ ــم اﻟـ ــذﻴن أﻋط ـ ـوا ﻫـ ــذا‬ ‫اﻹﻨط�ﺎع‪0‬‬

‫‪ -6‬ﻋدد ﻗﻠﻴﻞ ﺠداً ﻤن ﻗواﻨﻴن اﻟﺘوراة ﻴرﺠﻊ إﻟﻰ ﻓﺘرة ﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﺼر اﻟﻤﻠوك�ﺔ‪0‬‬

‫‪ -7‬ﻋدد ﻗﻠﻴﻞ ﺠداً ﻤن اﻟﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻟدﻴﻨ�ﺔ ﻴرﺠﻊ إﻟﻰ ﻓﺘرة ﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﺼر اﻟﻤﻠوك�ﺔ‪0‬‬ ‫‪ -8‬ﻟم �كن ﻟدى اﻟﻴﻬود ﺨ�ﻤﺔ إﺠﺘﻤﺎع كﻤﺎ ذكر ﺴﻔر اﻟﺨروج‪0‬‬

‫‪ -9‬كﻞ اﻟﻤﻌﺠزات اﻟﺘﻲ ذكرت ﻟﺨﻼص ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ﻤن أرض ﻤﺼر ﻏﻴر ﺼﺤ�ﺤﺔ‪0‬‬ ‫‪- 65 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪65‬‬


‫‪ -10‬ﻻ ﺘوﺠد وﺤدة ﺒﻴن أﺴﻔﺎر اﻟﺘوراة اﻟﺨﻤﺴـﺔ ) ارﺠـﻊ ﺠـوش ﻤكـدو�ﻞ – ﺒرﻫـﺎن ﻴﺘطﻠـب‬ ‫ﻗ ار اًر ص ‪0( 360 ، 359‬‬

‫وﻗد إﻨﺘﻬﻴﻨﺎ إﻟﻰ رﻓض ﻨظر�ﺔ اﻟﻤﺼﺎدر ﻟﻸﺴ�ﺎب اﻵﺘ�ﺔ ‪:‬‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘـدس ﻋﻠـﻰ أن ﻤوﺴـﻰ اﻟﻨﺒـﻲ‬ ‫‪ -1‬ﻴﺘﺠﺎﻫﻞ أﺼﺤﺎب ﻨظر�ـﺔ اﻟﻤﺼـﺎدر ﺘﺄﻛﻴـدات اﻟﻛﺘـﺎب‬

‫ﻫــو كﺎﺘــب اﻟﺘــوراة �ﺸــﻬﺎدة اﻟﻨﺼــوص اﻟ ـواردة ﻓــﻲ اﻟﺘــوراة ذاﺘﻬــﺎ ‪ ،‬و�ﺸــﻬﺎدة رﺠــﺎﻝ اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م‬

‫واﻟﻌﻬــد اﻟﺠدﻴــد ‪ ،‬وﻓــوق كــﻞ ﺸــﺊ ﺸــﻬﺎدة رب اﻟﻤﺠــد �ﺴــوع اﻟــذي ﻨﺴــب اﻟﺘــوراة إﻟــﻰ ﻤوﺴــﻰ ﻤـ ار اًر‬

‫وﺘﻛـ ار اًر ‪ ،‬وﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﻫــو اﻟــذي ﻟد�ــﻪ ﺨﺒـرة ﺒﺠﻐراﻓ�ــﺔ ﻤﺼــر وﺴــﻴﻨﺎء ‪ ،‬ﻓﺄﺸــﺎر ﻟــ�ﻌض اﻟﻤــدن‬ ‫اﻟﻤﺼـر�ﺔ وﻤواﻗﻌﻬــﺎ اﻟﺠﻐراﻓ�ــﺔ ﻤﺜــﻞ ﻤــدﻴﻨﺘﻲ ﻓﻴﺜــوم ورﻋﻤﺴــ�س ) ﺨــر ‪ ( 11 : 1‬وﺴــكوت ) ﺨــر‬

‫‪ٕ ( 37 : 12‬واﻴﺜــﺎم اﻟﺘــﻲ ﻓــﻲ طــرف ﺒر�ــﺔ ﺴــﻴﻨﺎء ) ﺨــر ‪ ( 20 : 13‬وﻓــم اﻟﺤﻴــروث ﺒــﻴن ﻤﺠــدﻝ‬ ‫واﻟ�ﺤر أﻤﺎم �ﻌﻞ ﺼﻔون ) ﺨر ‪ ( 2 : 14‬واﺴـﺘﺨدم �ﻌـض اﻟﻛﻠﻤـﺎت اﻟﻤﺼـر�ﺔ ﻤﺜـﻞ " أُﺒـرك " )‬

‫ﺘك ‪ ( 43 : 41‬أي " أركﻌوا " واﺴﺘﺨدم �ﻌض اﻟﻤواز�ن و�ﻌض اﻟﻤكﺎﻴﻴﻞ اﻟﻤﺼر�ﺔ ﻤﺜـﻞ اﻷ�ﻔـﺔ‬ ‫‪ ،‬واﺴــﺘﺨدم �ﻌــض اﻷﺴــﻤﺎء اﻟﻤﺼـر�ﺔ ﻤﺜــﻞ " ﻓوط�ﻔــﺎر " ) ﺘــك ‪ ( 1 : 39‬و " ﺼــﻔﻨﺎت ﻓﻌﻨـ�ﺢ "‬

‫و " أﺴـﻨﺎت " و " ﻓــوطﻲ ﻓـﺎرع " ) ﺘــك ‪ ( 45 : 41‬وذكـر �ﻌــض اﻟﻌـﺎدات اﻟﻤﺼـر�ﺔ ﻤﺜـﻞ ﻋــﺎدة‬

‫ﻤن ﻴر�د أن �كرﻤﻪ اﻟﻤﻠك �ﻤﻨﺤﻪ اﻟﺨﺎﺘم اﻟﻤﻠﻛﻲ و�ﻠ�ﺴﻪ ﺜ�ﺎب ﺒوص و�ﺠﻌﻞ طوﻗﺎً ﻤن ذﻫب ﻓﻲ‬ ‫رﻗﺒﺘﻪ ) ﺘك ‪ ( 42 : 41‬وأن اﻟﻤﺼر�ﻴن ﻻ �ﺄﻛﻠون ﻤﻊ اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن ) ﺘك ‪00( 41 : 43‬‬ ‫‪ -2‬إﻋﺘﻤـــد أﺼـــﺤﺎب ﻨظر�ـــﺔ اﻟﻤﺼـــﺎدر ﻋﻠـــﻰ اﻹﻓﺘراﻀـــﺎت واﻹﺤﺘﻤـــﺎﻻت واﻟﺘﺨﻤﻴﻨـــﺎت ‪،‬‬

‫ﻓﺄﺼ ــ�ﺢ ﻤﺠ ــﺎﻝ د ارﺴ ــﺔ ﻫ ــذا اﻟﻤوﻀ ــوع �ﻌﺘﻤ ــد أﺴﺎﺴـ ـﺎً ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺘﺨﻤ ــﻴن ‪ ،‬ﻓ ــﻼ ﻴوﺠ ــد رأي واﻀ ــﺢ‬

‫وﺼر�ﺢ ﻟدﻴﻬم ﻋﻤن ﻫو اﻟذي كﺘب اﻟﺘوراة ‪ ،‬أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻤن ﻫم اﻟـذﻴن كﺘﺒـوا اﻟﻤﺼـﺎدر اﻟﺘـﻲ‬

‫ﺘﻬﻴؤﻫﺎ ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎﻝ ﻨﻼﺤظ اﻵﺘﻲ ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬أﻨك ــر " ﺘوﻤــــﺎس ﻫــــو�ز " ﺴ ــﻨﺔ ‪1658‬م و " ﺴــــﺒﻴﻨو از " ﺴ ــﻨﺔ ‪1670‬م ﻨﺴ ــ�ﺔ اﻟﺘ ــو ارة‬

‫ﻟﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ،‬وﻗﺎﻻ أن اﻷﺴﻔﺎر ﻤن اﻟﺘﻛو�ن ﺤﺘﻰ اﻟﻤﻠوك ﻤن وﻀﻊ ﻋز ار اﻟﻛﺎﻫن‪0‬‬

‫ب‪ -‬إدﻋﻰ " ر�ﺘﺸﺎرد ﺴ�ﻤون " �ﺄن اﻟﺘوراة كﺘﺒﻬﺎ إﻨﺴﺎن إﺴﺘﻌﺎن �ﻤذكرات ﻟﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ‪0‬‬

‫ﺠ ـ‪ -‬ﻗــﺎﻝ " ﺠــﺎن اﺴــﺘروك " أن ﻤوﺴــﻰ ﻫــو اﻟــذي كﺘــب اﻟﺘــوراة ‪ ،‬وﻟﻛﻨــﻪ إﺴــﺘﻌﺎن �ﻤﺼــدر�ن‬

‫ﺴﺎ�ﻘﻴن‪0‬‬

‫د ‪ -‬ﻗ ــﺎﻝ " اﻴﺨﻬـــورن " أن ﻤوﺴ ــﻰ اﻟﻨﺒ ــﻲ كﺘ ــب ﺴ ــﻔري اﻟﺘﻛ ــو�ن واﻟﺨ ــروج ﻤﻌﺘﻤ ــداً ﻋﻠ ــﻰ‬ ‫‪- 66 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪66‬‬


‫ﻤﺼدر�ن ‪ ،‬ﺜم ﺠﺎء ﺸﺨص آﺨر ﻓﺄﻋﺎد ﺼ�ﺎﻏﺔ ﻤﺎ كﺘ�ﻪ ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ‪0‬‬

‫ﻫـ ـ‪ -‬ﻗــﺎﻝ " ﺠﻴــدس " ﺴــﻨﺔ ‪1792‬م إن اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس وﺼــﻞ إﻟﻴﻨــﺎ كــﺄﺠزاء ﻤﺘﻔرﻗــﺔ ‪ ،‬وأن‬

‫اﻟﺘوراة ُكﺘﺒت ﻓﻲ ﻋﺼر ﺴﻠ�ﻤﺎن ﻓﻲ أورﺸﻠ�م ‪0‬‬

‫و – ﺘوﺴــﻊ " ﻓـــﺎﺘﻴر " ﺴــﻨﺔ ‪1805‬م و " ﻫﺎرﺘ�ﻤـــﺎن " ﺴــﻨﺔ ‪1831‬م ﻓــﻲ ﻨظر�ــﺔ اﻟﻤﺼــﺎدر‬

‫ﺤﺘﻰ وﺼﻼ إﻟﻰ ﺜﻼﺜﻴن ﻤﺼد اًر إﻋﺘﻤد ﻋﻠﻴﻬﺎ كﺎﺘب اﻟﺘوراة‪0‬‬

‫ز – وﻀﻊ " أﻴوﻟـد " ﺴـﻨﺔ ‪1838‬م ﻨظر�ـﺔ اﻟﺘﻛﻤﻴـﻞ ‪ ،‬وﻫـدﻤﻬﺎ ﺴـﻨﺔ ‪1855‬م وﻋـﺎد وأﻗ ﱠـر أن‬

‫ﻤوﺴﻰ ﻫو اﻟذي كﺘب اﻟﺘوراة ﻤﻌﺘﻤداً ﻋﻠﻰ ﻤﺼدر�ن‪0‬‬

‫ح – أﻀــﺎف " ر�ــم " ﺴــﻨﺔ ‪1854‬م اﻟﻤﺼــدر اﻟﺘﺜﻨــوي وأرﺠــﻊ ﺘﺎر�ﺨــﻪ إﻟــﻰ ﻗﺒــﻞ ﺴــﻨﺔ ‪621‬‬

‫ق‪0‬م �ﻘﻠﻴﻞ‪0‬‬

‫ط – أﻀﺎف " ر�وس " ﺴﻨﺔ ‪1854‬م اﻟﻤﺼدر اﻟﻛﻬﻨوﺘﻲ‪0‬‬

‫ى‪ -‬وﻀــﻊ " ﻓﻠﻬــﺎوزن " ﻨظر�ﺘــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻤﺼــﺎدر اﻷر�ﻌــﺔ ‪ ،‬وﻗــﺎﻝ أن ﻋــز ار ﻗــﺎم ﺒﺠﻤــﻊ ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﻤﺼﺎدر ﺴﻨﺔ ‪ 400‬ق‪0‬م‪0‬‬

‫ﺤرر اﻟﺘـوراة ﻓـﻲ ﺼـورﺘﻬﺎ‬ ‫‪ -3‬اﻟ�ﺴﺎطﺔ اﻟواﻀﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘوراة ﺘُﻛذب اﻟرأي اﻟﻘﺎﺌﻞ �ﺄن اﻟذي ﱠ‬ ‫اﻟﻨﻬﺎﺌ�ﺔ أﺨذ ﻤن أر�ﻌﺔ ﻤﺼـﺎدر ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ‪ ،‬وكـﻞ ﻤﺼـدر كﺘ�ـﻪ ﺸـﺨص ﻏﻴـر اﻵﺨـر ‪ ،‬وﻓـﻲ زﻤـن‬

‫ﻤﺨﺘﻠﻒ ﻋن اﻵﺨر‪0‬‬

‫‪ -4‬كﺜﻴــــر ﻤــــن ﻋﻠﻤــــﺎء اﻟﻛﺘـــــﺎب إﻨﺘﻘــــدوا ﻨظر�ــــﺔ اﻟﻤﺼـــﺎدر ﻤﺜ ــﻞ " ﻓﻴﺠ ــوركس "‬

‫‪F.‬‬

‫‪ ، Vigouroux‬و " كورﻨﻴﻠﻲ " ‪ ، R. Cornely‬و " داﻫس " ‪ ، Dahse‬و " ﻟـور " ‪، Lohr‬‬

‫و " كﻴﺘﻴ ـ ـﻞ " ‪ G. Kittle‬و " ﺴﺘرﻨﺒ ـ ـرج " ‪ ، Sternberg‬و " ب‪ 0‬ﻓــوﻟز " ‪ ، P. Volz‬و "‬

‫رودﻟــﻒ " ‪ ، W. Rudolph‬و " كﺎﺴــﻴﺘو " ‪ ، U. Casuto‬و " إﻴﻨﺠﻴــﻞ " ‪ ) Engell‬ارﺠــﻊ‬ ‫ﻤدارس اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ 1‬ص ‪0( 132 – 79‬‬

‫‪ -5‬ﺴﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤت ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻨظر�ﺔ اﻟﻤﺼﺎدر ﺴواء اﻷدﻟﺔ اﻟﻠﻐو�ﺔ كﺈﺨﺘﻼف‬

‫اﻷﺴـ ــﻤﺎء اﻹﻟﻬ�ـ ــﺔ ‪ٕ ،‬واﺨـ ــﺘﻼف اﻷﺴـ ــﻠوب اﻷدﺒـ ــﻲ ‪ٕ ،‬واﺨـ ــﺘﻼف اﻷﻟﻔـ ــﺎظ واﻷﺴـ ــﻤﺎء ‪ ،‬أو اﻷدﻟــــﺔ‬ ‫اﻟﻤوﻀوﻋ�ﺔ ﻤﺜﻞ اﻟﺘﻛ اررات ‪ ،‬واﻷﻤور اﻟﺘـﻲ ﺘﺒـدو ﻤﺘﻨﺎﻗﻀـﺔ ‪ ،‬أو اﻷدﻟـﺔ اﻟﺘﺸـر�ﻌ�ﺔ اﻟﺘـﻲ ﺘﺸـﻤﻞ‬ ‫ﻤركز�ــﺔ اﻟﻌ�ــﺎدة ‪ ،‬ووﺤــدة اﻟﻤﻌﺒــد ‪ ،‬واﻷﻋ�ــﺎد ‪ ،‬واﻟــذ�ﺎﺌﺢ واﻟﺘﻘــدﻤﺎت ‪ ،‬واﻟﻨظــﺎم اﻟﻛﻬﻨــوﺘﻲ ‪ ،‬ﻓﻤــن‬ ‫‪- 67 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪67‬‬


‫ﻴرﻏـب اﻟﺘوﺴــﻊ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻤوﻀــوع ﻟــﻪ أن ﻴرﺠــﻊ إﻟﻴﻬــﺎ ) ارﺠــﻊ ﻤــدارس اﻟﻨﻘــد واﻟﺘﺸــك�ك ﺠ ـ‪ 1‬ص‬ ‫‪0( 185 – 133‬‬ ‫‪ -6‬ﻻ ﻴﻨ�ﻐﻲ اﻟﺤكم ﻋﻠﻰ اﻷدب اﻟﺸـرﻗﻲ اﻟﻘـد�م �ﻘواﻋـد اﻷدب اﻟﻐر�ـﻲ اﻟﺤـدﻴث كﻤـﺎ ﻓﻌـﻞ‬

‫اﻟﻨﻘــﺎد ‪ ،‬وﻗــد ﺠــﺎء ﻓــﻲ داﺌ ـرة اﻟﻤﻌــﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ــﺔ أن " ﻤﺤﺎوﻟــﺔ د ارﺴــﺔ اﻷدب اﻟﺸ ـرﻗﻲ ﻓــﻲ‬ ‫ﻫــؤﻻء ُ‬ ‫اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﺒﺘطﺒﻴق ﻗواﻋد وﻤﻌﺎﻴﻴر اﻷدب اﻟﻐر�ـﻲ ﻻ ﺘﻘـﻞ ﺨطـورة ﻋـن ﻤﺤﺎوﻟـﺔ اﻟﺤكـم ﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻷدب اﻟﻐر�ﻲ ﺒﺘﻠك اﻟﺨﺼﺎﺌص اﻟﻤﻤﻴزة ﻟﻸدب اﻟﺸرﻗﻲ اﻟﻘد�م ‪ 00‬إن ﻤﻌﻨﻰ اﻟﻠﻐـﺔ ﻓـﻲ أي أدب‬ ‫إﻨﻤــﺎ ﻫــو اﻟﻤﻌﻨــﻰ اﻟــذي ﻓﻬﻤــﻪ �ــﻪ اﻟــذﻴن ﻗــﺎﻟوﻩ ‪ ،‬وﻟﻬــذا ﻓطــرق اﻟﻨﻘــد اﻟﺤدﻴﺜــﺔ ﻤــن ﺘﺤﻠﻴــﻞ اﻟﻛﻠﻤــﺎت‬

‫وﺘركﻴ ــب اﻟﺠﻤ ــﻞ وأﺴ ــﺎﻟﻴب اﻟﺘﻔكﻴ ــر ‪ ،‬ﻟﻛ ــﻲ ﺘﻛ ــون ﺠ ــدﻴرة �ﺎﻟﺜﻘ ــﺔ ‪ ،‬ﻻﺒ ــد ﻟﻬ ــﺎ ﻤ ــن اﻟرﺠ ــوع إﻟ ــﻰ‬ ‫اﻷﺴﺎﻟﻴب اﻟﺘﺎر�ﺨ�ﺔ واﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻬﺎ " )‪0(1‬‬ ‫‪F71‬‬

‫‪ -7‬ﻟﻘد ﺴﺎﻫﻤت اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ﺔ �ﻘدر كﺒﻴر ﻓﻲ ﻫدم آراء اﻟُﻨﻘﺎد ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ " ﻤﻴر ﺒدﻴث‬ ‫كﻼﻴن " ‪ " 00‬ﻗﺼـﺔ اﻟﻘـرن اﻟﻌﺸـر�ن اﻟﺨﺎﺼـﺔ �ﺎﻹﻛﺘﺸـﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ـﺔ اﻟﺘوراﺘ�ـﺔ ﻫـﻲ ﻗﺼـﺔ إﺴـكﺎت‬ ‫اﻟﺠﻌﺠﻌﺔ اﻟﺼوﺘ�ﺔ اﻟﻌﺎﻟ�ﺔ ﻟﻤؤ�دي ﻓﻠﻬـﺎوزن ﻓـﻲ اﻟﻌﺼـر اﻟﺤـدﻴث ‪ ،‬ﻤـن ﺨـﻼﻝ اﻟﺼـوت اﻟﻬـﺎدئ‬

‫اﻟــذي ظﻬــر ﻤــن ﺸــﻬﺎدة اﻟد ارﺴــﺎت اﻷﺜر�ــﺔ اﻟﻘد�ﻤــﺔ ‪ 00‬اﻟﺠﻤ�ــﻊ اﻵن ﻤﻀــطر أن �ﻌﺘــرف �ــﺄن‬

‫اﻟﺴــرد اﻟﺘــوراﺘﻲ ﻋــن اﻵ�ــﺎء واﻟﻌﻬــد اﻟﻤوﺴــوي ﻤــﻼزم ﻟﻸﻟﻔ�ــﺔ اﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد ‪ ،‬وﻟــ�س اﻷﻟﻔ�ــﺔ‬

‫اﻟﻨﻘــﺎد ( وأن اﻟﺘﺘــﺎ�ﻊ اﻟزﻤﻨــﻲ ﻷﺴــﻔﺎر اﻟﺸ ـر�ﻌﺔ واﻷﻨﺒ�ــﺎء ﻗــد ﺘﺄﻛــد ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً و�ــﺎت‬ ‫اﻷوﻟــﻰ ) كﻘــوﻝ ُ‬ ‫واﻀﺤﺎً �ﻼ ﺸك " ) ‪0(2) ( Kline, CITMB. 139‬‬ ‫‪F72‬‬

‫و�ﻘ ــوﻝ " كﺘﺸـــــن " اﻟﻤﺤﺎﻀ ــ ـر ﺒﺠﺎﻤﻌــ ـﺔ ﻟ�ﻔر�ـــوﻝ " ﻟﻘ ــد ﻨﺸـــﺄت ﻨظر�ـــﺔ اﻟﻨﻘـــد اﻷدﺒـــﻲ‬

‫ﺒﺨﺼـوص ‪ J , E , P , D‬ﻤـن ﻓـراغ ‪ ،‬وﻫ ـﻲ �ـﻼ ﻗ�ﻤ ـﺔ ﻟـو ﻗﺎرﻨﺎﻫ ـﺎ �ﺎﻟطر�ﻘـﺔ اﻟﺘ ـﻲ ك ـﺎن اﻟﻨـﺎس‬

‫�كﺘﺒون ﺒﻬﺎ زﻤن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس‪ 0‬إﻨﻬﺎ ﻨظر�ﺔ وﻫﻤ�ﺔ ﻻ ﺘﺘﻤﺎﺸﻰ ﻤﻊ ﺒﻴﺌـﺔ اﻟﻛﺘـ ـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻓـ ـﻲ‬

‫اﻟﺸــرق اﻷوﺴــط ‪ ،‬وﻋﻨــدﻤﺎ ُ�ﻌــﺎد ﺘﻘﻴــ�م كﺘﺎ�ــﺎت اﻟﺘــوراة ﻓــﻲ ﻀــوء اﻟﻤﺤــ�ط اﻟــذي ﺘﺼــﻔﻪ اﻟﺘ ـ ـوراة ‪،‬‬ ‫ﺴﻨﺠـ ـد أﻨﻬــﺎ ﻤﺘﻨﺎﺴــ�ﺔ ﻤــﻊ ﻗراءﺘﻬــﺎ ‪ 0‬أﻤــﺎ اﻟﻨظر�ــﺎت اﻟﻤﺒﻨ�ـﺔ ﻋﻠــﻰ أﻓﺘ ارﻀــﺎت وﻫﻤ�ــﺔ ﻻ �ﺴﺎﻨدﻫ ــﺎ‬

‫اﻟواﻗ ـﻊ اﻟﻘدﻴـم ﻓﻬﻲ ﻻﺒد ﺴـﺎﻗطﺔ " ‪( K. A. Kitchen, The Old Testament in its Context, P.‬‬

‫) ‪ ) 15‬راﺠﻊ وﻟ�م كﺎﻤﺒـﻞ – اﻟﻘـرآن واﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻓﻲ ﻨور اﻟﺘﺎر�ﺦ واﻟﻌﻠم – اﻟﻔﺼـﻞ اﻷوﻝ –‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪174‬‬ ‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺟﻮﺵ ﻣﻜﺪﻭﻳﻞ – ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪354‬‬

‫‪- 68 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪68‬‬


‫اﻟﻘﺴم اﻟﺜﺎﻟث (‪0‬‬ ‫وﻗــد رد اﻟﻌـ ِ‬ ‫ـﺎﻟم اﻟﻴﻬــودي " أوﻤﺒﻴروﺘــو كﺎﺴــوﺘو " ﻋﻠــﻰ أﻫ ـم ﺨﻤــس ﺤﺠــﺞ ﺘﻘــوم ﻋﻠﻴﻬــﺎ‬

‫ﻨظر�ــﺔ اﻟوﺜــﺎﺌق ﺨــﻼﻝ ﺴــﺘﺔ ﻓﺼــوﻝ ﻤــن كﺘﺎ�ــﻪ " ﻨظر�ــﺔ اﻟوﺜــﺎﺌق " ﺤﻴــث �ﻘــوﻝ " ﻟــم أﺒــرﻫن أن‬

‫اﻟﺤﺠــﺞ اﻟﺨﻤــس واﻫ�ــﺔ ‪ ،‬أوﻻً أن أي واﺤــد ﻤﻨﻬــﺎ ﻓﺸــﻞ ﻓــﻲ أن �ﺴــﻨد اﻟﺒﻨــﺎء ‪ ،‬وﻟﻛﻨــﻲ ﺒرﻫﻨــت أﻨﻬــﺎ‬ ‫ﻟ�ﺴــت أﻋﻤـ ـدة �ﺎﻟﻤـ ـرة ‪ٕ ،‬واﻨــﻪ ﻻ وﺠــود ﻟﻬــﺎ إﻻﱠ ﻓــﻲ ﻋﻘــوﻝ أﺼــﺤﺎﺒﻬﺎ ‪ٕ ،‬واﻨﻬــﺎ ﻤﺤــض ﺨ�ــﺎﻝ " (‬

‫) ‪ ) Cassuto, Op. Cit , Magnes Press Jerusalem, 1941, P. 100‬ارﺠـﻊ وﻟـ�م كﺎﻤﺒـﻞ –‬ ‫اﻟﻘرآن واﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻓﻲ ﻨور اﻟﺘﺎر�ﺦ واﻟﻌﻠم – اﻟﻔﺼﻞ اﻷوﻝ – اﻟﻘﺴم اﻟﺜﺎﻟث (‪0‬‬

‫‪ -8‬ﻨﻘــوﻝ ﻹﺨوﺘﻨــﺎ ﻤــن اﻟﻛﺘﱠــﺎب اﻟﻤﺴــﻠﻤﻴن ﻟﻤــﺎذا ﻻ ﺘط�ﻘــون ﻨظر�ــﺔ اﻟﻤﺼــﺎدر ﻋﻠــﻰ ﺴــور‬

‫اﻟﻘ ـرآن ‪ ،‬ﻓﻘــد ورد إﺴــم " ﷲ " ) و�ﺘﻤﺎﺜــﻞ ﻤــﻊ إﺴــم اﻴﻠــوﻫ�م ( ﻓــﻲ ﺴــور ﻋدﻴــدة دون أن �ﺴــﺘﺨدم‬

‫إﺴم " اﻟرب " ‪ ،‬وﺤدث اﻟﻌكس أ�ﻀﺎً إذا إﺴـﺘﺨدﻤت ﺴـور أﺨـ ـرى إﺴـم " اﻟـرب " دون إﺴـم " ﷲ‬

‫" ﻓﻤـﺜﻼً ﻟـم ﻴـذكر إﺴـم " اﻟـرب " ﻓـﻲ اﻟﺼـور اﻵﺘ�ــﺔ ‪، 57 ، 49 ، 48 ، 33 ، 24 ، 9 ، 4 :‬‬

‫‪، 107 ، 104 ، 103 ، 102 ، 101 ، 95 ، 88 ، 86 ، 64 ، 63 ، 62 ، 61 ، 59‬‬ ‫‪ ، 112 ، 111 ، 109‬وأ�ﻀـ ـﺎً ﻟ ــم ﻴ ــذكر إﺴ ــم " ﷲ " ﻓ ــﻲ اﻟﺴ ــور اﻵﺘ� ــﺔ ‪، 54 ، 32 ، 15 :‬‬

‫‪، 105 ، 100 ، 99 ، 94 ، 93 ، 92 ، 89 ، 87 ، 83 ، 78 ، 75 ، 68 ، 56 ، 55‬‬ ‫‪ 0 114 ، 113 ، 108 ، 106‬ﺒــﻞ ﻨﻘــوﻝ أن ﻫــذا دﻟﻴــﻞ ﺤﺎﺴــم وﻤﻘﻨــﻊ ﻋﻠــﻰ أن أدب اﻟﻠﻐــﺎت‬ ‫اﻟﺴــﺎﻤ�ﺔ اﻟﻘدﻴ ــم كـ ـﺎن ﻗـ ـﺎد اًر أن �ﺴﺘﺨ ـ ـدم إﺴــﻤﻴن ﻤــن أﺴــﻤﺎء ﷲ ﻓــﻲ ﻤؤﻟــﻒ واﺤــد )‬

‫‪Archer,‬‬

‫‪ – SOTI. 111‬راﺠﻊ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ – ﺒرﻫﺎن ﻴﺘطﻠب ﻗ ار اًر ص ‪0( 434‬‬

‫س‪ : 320‬ﻤن أﻴن ﻋﻠم ﻤوﺴﻰ ﻗﺼﺔ اﻟﺨﻠق وﺠﻐراﻓ�ﺔ اﻟﻤﻨطﻘﺔ وأﺴﻤﺎء أﺴﻼﻓﻪ ؟ وﻫﻞ‬

‫ﺘوراة ﻤوﺴﻰ كﺎﻨت أﻗﻞ �كﺜﻴر ﻤن اﻟﺘوراة اﻟﺘﻲ ﺒﻴن أﻴدﻴﻨﺎ ؟‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ﻟو أن اﻟﺘوراة �ﺎﻟﻛﺎﻤﻞ ُﻨﻘﺸت ﻋﻠﻰ أﻟواح ﺤﺠر�ﺔ ﻟﺠـﺎءت ﻫـذﻩ اﻷﻟـواح‬ ‫ﻗﺎﻝ �ﻌض ُ‬ ‫ﻓﻲ ﺤﺠم اﻟﻬـرم اﻷﻛﺒـر ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ ﺤﻤﻠﻬﺎ ﻤوﺴـﻰ وﺸـﻌ�ﻪ ﻓـﻲ اﻟﺒر�ـﺔ طﻴﻠـﺔ ﻫـذﻩ اﻟﺴـﻨﻴن ؟! ‪ ،‬وأورد‬

‫اﻟدكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود �ﻌـض اﻟﻤﻘـﺎطﻊ ﻤـن ﺴـﻔر اﻟﺠﺎﻤﻌـﺔ وأﻴـوب واﻷﻤﺜـﺎﻝ وﻗـﺎﻝ " ﻫـذﻩ ﻫـﻲ‬

‫اﻟﺘوراة ‪ 00‬كﻠﻤﺎت ﺘﻠﻤﻊ وﺤﻴدة كﻔﺼوص اﻟﻤﺎس ‪ ،‬وﺴـط دﺸـت كﺜﻴـﻒ ﻤـن ﺼـﻔﺤﺎت كﺒﻴـرة ﻤـن‬

‫اﻟﻘﺼص واﻟﺘﺎر�ﺦ ‪ 00‬ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﺘﺄﻟق كﺎﻟﻤﺎس ‪ ،‬وﻫـذﻩ اﻟﻠﻤﻌـﺎت اﻟﺨﺎطﻔـﺔ ﻤـن اﻟﺤكﻤـﺔ‬ ‫‪- 69 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪69‬‬


‫ﻴﺠدﻫﺎ ﻗﺎرئ اﻟﺘوراة ﻏﺎرﻗﺔ ﻓﻲ ﺨﻀم ﻤن اﻟﺘﺸو�ش ‪ 00‬و�ﻌد ﻋدة ﻤﺌﺎت ﻤن اﻟﺼﻔﺤﺎت ُ�ﺼـﺎب‬

‫�ﺎﻟدوار و�ﺘﺴﺎءﻝ ‪ 00‬أﻫذا اﻟﻛﺘﺎب �ﺼورﺘﻪ اﻟﺤﺎﻟ�ﺔ ﻫو ﻤﺎ أﻨزﻟـﻪ ﷲ ﻤﻨـذ ﺜﻼﺜـﺔ آﻻف ﺴـﻨﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻤوﺴﻰ " )‪0(1‬‬ ‫‪F73‬‬

‫وﻗــﺎﻝ ﻨــﺎﺠﺢ اﻟﻤﻌﻤــوري ﻋــن ﺒﻨــﻲ إﺴ ـراﺌﻴﻞ أﻨﻬــم " كــﺎﻨوا ﻓــﻲ ﻋﺠﻠــﺔ ﻤــن أﻤــرﻫم ﻟوﻀــﻊ‬

‫كﺘﺎب ﻤﻘﱠدس ‪ ،‬ﺠﻤﻌوا ﻟﻪ ﺤﺸداً ﻤن كﻞ ﻤﺎ وﻗـﻊ ﺘﺤـت أﻴـدﻴﻬم ﻤـن ﻤﻴﺜوﻟوﺠ�ـﺎ اﻟﻤﻨطﻘـﺔ وﺘراﺜﻬـﺎ ‪،‬‬ ‫ﻤﻊ اﻟﺘدﺨﻞ �ﻤﺎ ﻴﻠزم وﻗﺘﻤﺎ ﻟزم اﻷﻤر ‪ ،‬ﻓكﺎن ﻫذا اﻟﻛﺘﺎب ﻤﺄﺜرﺘﻬم اﻟوﺤﻴدة "‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪F74‬‬

‫‪0‬‬

‫و�ﻘوﻝ ﻋﺎطﻴ ﻋﺒد اﻟﻐﻨﻲ " كﻠﻤﺎت ﻫذﻩ اﻟﺘوراة اﻟﻤوﺴو�ﺔ كﺎﻨت أﻗـﻞ �كﺜﻴـر ﻤﻤـﺎ وﺼـﻞ‬

‫إﻟﻴﻨــﺎ اﻵن ‪ 00‬ﻤوﺴــﻰ طﻠــب ﻤــن اﻟﺸــﻌب ﻓــﻲ وﺼــﻴﺘﻪ اﻷﺨﻴ ـرة أﻨﻬــم ﺤــﻴن �ﻌﺒــرون ﻨﻬــر اﻷردن‬

‫و�كّﻠوﺴﻨﻬﺎ �ﺎﻟﺸﻴد و�كﺘﺒون ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺠﻤ�ﻊ كﻠﻤﺎت اﻟﻨﺎﻤوس ﻨﻘﺸﺎً ﺠﻴداً ) ﺘث‬ ‫ّ‬ ‫�ﺸﻴدون ﺤﺠﺎرة كﺒﻴرة ُ‬ ‫‪ ( 8 -1 : 27‬كﻤﺎ أن ﺘﺎﺒوت اﻟﻌﻬد ﻟم �كن �ﺤوي ﻓﻲ اﻷﺴـﺎس أﻛﺜـر ﻤـن ﻟـوﺤﻲ اﻟﺤﺠـر اﻟـذي‬ ‫ﻨﻘﺸت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟوﺼﺎ�ﺎ اﻟﻌﺸر ‪ 00‬أﻤﺎ ﻋز ار ﺼﺎﺤب اﻟﺘوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ﺔ ﻓـﻲ ﺼـورﺘﻬﺎ اﻷﺨﻴـرة ﻓﻬـو‬

‫رﺠــﻞ ﺼــﺎﺤب أﻴدﻴوﻟوﺠ�ــﺔ ﺴ�ﺎﺴــ�ﺔ دﻴﻨ�ــﺔ كــﺎن ك ـﻞ ﻫــدﻓﻬﺎ أن ﺘﺠﻤــﻊ ﺸــﺘﺎت ﺒﻨــﻲ إﺴ ـراﺌﻴﻞ ﻤــن‬

‫اﻟﻤﻨﻔــﻰ ‪ 00‬ﺘﺠﻤﻌﻬــم ﻨﻔﺴــ�ﺎً ﻗﺒــﻞ أن ﺘﺠﻤﻌﻬــم ﻋــدد�ﺎً ‪ 00‬كــﺎن ﻋــز ار ﻴﺠﻤــﻊ اﻷﺴــﻔﺎر واﻟﻤــدوﻨﺎت‬ ‫اﻟﺘــﻲ �ﺸــﺘ�ﻪ ﻓــﻲ ﻗدﺴــﻴﺘﻬﺎ وﺘﺘﻔــق ﻤــﻊ ﻓك ـرة وﺘﻘﺒــﻞ ﻫــوى اﻟﺠﻤﺎﻋــﺔ اﻟﻴﻬود�ــﺔ ﻓﻴــﻨﻘﺢ ﻓﻴﻬــﺎ و�ﺤــذف‬ ‫و�ﻀــﻴﻒ �ﻤﻘــدار ‪ ،‬وﻟــم ﻴﻠــق ﻤﻌﺎرﻀــﺔ ﺤﻴــث كــﺎن أﻛﺜــر اﻟﺸــﻌب اﻟﻤﻨﻔــﻲ ﻗ ـد إﺒﺘﻌــد ﻋــن د�ﺎﻨﺘــﻪ‬

‫وأﻛﺜرﻫم ﻟم �ﻌـد ﻴﺘﺤـدث اﻟﻌﺒر�ـﺔ ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻋـز ار كـﺎن ﻗـد أُﺸـﺘﻬر ﺒﻴـﻨﻬم �ﺄﻨـﻪ كﺎﺘـب ﻤـﺎﻫر ﻓـﻲ ﺸـر�ﻌﺔ‬

‫ﻤوﺴﻰ‪ 0‬وﻋﻠﻰ اﻷﺴس اﻟﺴﺎ�ﻘﺔ ﻨﺴﺘط�ﻊ أن ﻨﻔﺴـر ذﻟـك اﻟﺨﻠـ�ط ﻏﻴـر اﻟﻤﺘﻨـﺎﻏم ﻓـﻲ ﻟﻐـﺔ اﻷﺴـﻔﺎر‬ ‫وﻓﻲ ﻤﺤﺘواﻫﺎ " )‪0(1‬‬ ‫‪F75‬‬

‫و�ﻘوﻝ اﻟدكﺘور أﺤﻤد ﺤﺠﺎزي اﻟﺴﻘﺎ " إن ﺘوراة ﻤوﺴﻰ كﺎﻨت ﺼﻐﻴرة ﺠداً �ﺤﻴث ﺘُﻛﺘـب‬

‫ﻋﻠــﻰ إﺜﻨــﻰ ﻋﺸــر ﺤﺠـ اًر ﺒﺨــط واﻀــﺢ ) وﻟــو ﻨظرﻨــﺎ ﻟﺤﺠــم اﻟﺘــوراة اﻵن ( ﻷدركﻨــﺎ اﻟز�ــﺎدة اﻟﻛﺜﻴـرة‬ ‫اﻟﺘــﻲ أﻀــﺎﻓﻬﺎ اﻟﻛﺎﺘــب ﻤــن �ﻌــد ﻤوﺴــﻰ‪ 0‬ﻓﻔــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﺜﻨ�ــﺔ } وأوﺼــﻰ ﻤوﺴــﻰ وﺸــﻴوخ إﺴ ـراﺌﻴﻞ‬

‫اﻟﺸﻌب ﻗﺎﺌﻼً ‪ :‬أﺤﻔظوا ﺠﻤ�ﻊ اﻟوﺼﺎ�ﺎ اﻟﺘﻲ أﻨﺎ أوﺼ�كم ﺒﻬـﺎ اﻟﻴـوم ‪ 0‬ﻓﻴـوم ﺘﻌﺒـرون اﻷردن إﻟـﻰ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪8 ، 6‬‬ ‫ﺃﻗﻨﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪213‬‬ ‫ﺃﺳﺎﻁﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪28 ، 27‬‬

‫‪- 70 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪70‬‬


‫ﺸﻴدﻫﺎ �ﺎﻟﺸﻴد‪ 0‬وﺘﻛﺘب ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺠﻤﻊ‬ ‫اﻷرض اﻟﺘﻲ �ﻌط�ك اﻟرب إﻟﻬك ﺘﻘ�م ﻟﻨﻔﺴك ﺤﺠﺎرة كﺒﻴرة وﺘُ ّ‬ ‫كﻠﻤﺎت ﻫذا اﻟﻨﺎﻤوس ‪ 00‬وﺘﻛﺘب ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠﺎرة ﺠﻤ�ـﻊ كﻠﻤـﺎت ﻫـذا اﻟﻨـﺎﻤوس ﻨﻘﺸـﺎً ﺠﻴـداً " ) ﺘـث‬

‫‪ ( 38 – 1 : 27‬وﻓـﻲ ﺴـﻔر �ﺸـوع } ‪ 00‬وكﺘـب ﻫﻨـﺎك ﻋﻠـﻰ اﻟﺤﺠـﺎرة ﻨﺴـﺨﺔ ﺘـوراة ﻤوﺴـﻰ اﻟﺘـﻲ‬ ‫كﺘﺒﻬﺎ أﻤﺎم ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ { ) �ش ‪0(2) " ( 32 – 30 : 8‬‬ ‫‪F76‬‬

‫ج ‪ -1 :‬أرﺸد اﻟوﺤﻲ ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ كﺘﺎ�ﻪ ﻤﺎ ﻟم �كن ﻴدركﻪ ﺒﻨﻔﺴـﻪ ﻤﺜـﻞ أ�ـﺎم اﻟﺨﻠﻘـﺔ ‪ ،‬كﻤـﺎ‬

‫أن اﻟﺘﻘﻠﻴــد ﻗــد ﻟﻌــب دو اًر ﻫﺎﻤـ ـﺎً ‪ ،‬إذ ﻋــرف آدم ﻤــن ﷲ اﻟــذي طﺎﻟﻤــﺎ ﺘﻛﻠــم ﻤﻌــﻪ ﻗﺼــﺔ اﻟﺨﻠــق ‪،‬‬

‫وﺴـﻠﻤﻬﺎ ﻷوﻻدﻩ وأﺤﻔـﺎدﻩ ‪ ،‬وﻫكــذا وﺼـﻠت اﻟﻘﺼــﺔ ﻟﻤوﺴـﻰ اﻟﻨﺒـﻲ ‪ ،‬وﻻﺴــ�ﻤﺎ أﻨـﻪ ﻟــم �كـن ﺒــﻴن آدم‬ ‫وﻤوﺴﻰ إﻻﱠ ﻋدد ﻗﻠﻴﻞ ﻤن اﻟﺤﻠﻘﺎت ‪ ،‬ﻓﻤﺘوﺸـﺎﻟﺢ اﻟـذي ﻋـﺎش ‪ 969‬ﺴـﻨﺔ ﻋﺎﺼـر آدم ‪ 243‬ﺴـﻨﺔ‬ ‫‪ ،‬وﺴــﺎم اﻟــذي ﻋــﺎش ‪ 600‬ﺴــﻨﺔ ﻋﺎﺼــر ﻤﺘوﺸــﺎﻟﺢ ‪ 98‬ﺴــﻨﺔ ‪ٕ ،‬واﺴــﺤق اﻟــذي ﻋــﺎش ‪ 180‬ﺴــﻨﺔ‬

‫ﻋﺎﺼر ﺴﺎم ‪ 50‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬وﻻوي ﻋﺎﺼر إﺴﺤق ‪ 34‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬وﻗﻬﺎت ﺒـن ﻻوي ﻋـﺎش ‪ 133‬ﺴـﻨﺔ ‪0‬‬ ‫كﻤﺎ أن اﻟروح اﻟﻘدس ﻋﺼم ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻤن اﻟﺨطـﺄ ﻓـﻲ ﺘﺴـﺠﻴﻞ أي ﻤﻌﻠوﻤـﺔ‪ 0‬أﻤـﺎ ﻋـن ﻤﻌرﻓـﺔ‬

‫ﻤوﺴﻰ ﺒﺠﻐراﻓ�ﺔ اﻟﻤﻨطﻘﺔ وأﺴﻤﺎء �ﻼد وﺸﻌوب ﻤﺎ ﺒﻴن اﻟﻨﻬر�ن واﻟﻤﻤﺎﻟك اﻟﻤﺠﺎورة ‪ ،‬ﻓﻴﻨ�ﻐـﻲ أن‬

‫ﻻ ﻨﺘﺠﺎﻫــﻞ أن ﻤوﺴــﻰ ﺘر�ــﻰ ﻓــﻲ ﻗﺼــر ﻓرﻋــون ‪ ،‬وﺘﺤ ﱠكــم �كــﻞ ﺤكﻤــﺔ اﻟﻤﺼـر�ﻴن ‪ ،‬كﻤــﺎ ﻴــذكر "‬

‫ﻴوﺴــ�ﻔوس " اﻟﻤــؤرخ اﻟﻴﻬ ـودي أن ﻤوﺴــﻰ كــﺎن ﻗﺎﺌــداً ﺤر�� ـﺎً ‪ ،‬وﻗــﺎد ﺤﻤــﻼت ﻋﺴــكر�ﺔ ﻀــد ﻟﻴﺒ�ــﺎ‬ ‫واﻟﻨو�ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻼﺒــد أﻨــﻪ درس ﺠﻐراﻓ�ــﺔ اﻟﻤﻨطﻘــﺔ ‪ ،‬كﻤــﺎ أن ﻫﻨــﺎك ﻤ ارﺴــﻼت كﺎﻨــت ﺘــﺘم ﺒــﻴن ﻗﺼــر‬

‫ﻓرﻋون و�ﻴن أﻤراء وﻤﻠوك �ﻼد ﻤﺎ ﺒﻴن اﻟراﻓدﻴن‪0‬‬

‫وﺠﺎءت ﻤﻌرﻓﺔ ﻤوﺴﻰ ﻷﺴﻼﻓﻪ ﻤﻨذ آدم ﻋن طر�ق اﻟﺘﻘﻠﻴد ‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎك أﻨﺎس ﻤﻤﻴزون ﻟﻬم‬

‫ﻤﻘدرة ﻓـذة ﻋﻠـﻰ ﺤﻔـظ اﻷﻨﺴـﺎب ‪ ،‬وروا�ـﺔ اﻟﺠـذور ﻟﻠﻛﺎﺘـب " اﻟـ�كس ﻫـﺎﻟﻲ " ﺘﺠﺴـد ﻗـدرة اﻹﻨﺴـﺎن‬

‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺤﻔــظ ‪ ،‬ﻓﻘــد كــﺎن " ُكﻨﺘــﺎ " ﺠــد ﻫــﺎﻟﻲ اﻷﻛﺒــر �ﺴــكن ﻓــﻲ ﻏﺎﻤﺒ�ــﺎ �ﺄﻓر�ﻘ�ــﺎ ‪ ،‬وذﻫــب ﻟﻠﻐﺎ�ــﺔ‬ ‫�ﻔـﺘش ﻋـن ﺸــﺠرة �ﺼـﻠﺢ ﺨﺸـﺒﻬﺎ ﻟﻌﻤــﻞ طﺒﻠـﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﺨﺘطﻔـﻪ ﺘــﺎﺠر ﻋﺒﻴـد و�ﺎﻋـﻪ ﻋﺒــداً ﻓـﻲ أﻤر�كــﺎ ‪،‬‬ ‫وكﺎن ُكﻨﺘﺎ ﻓﺨو اًر ﺒﺠﻨﺴﻪ اﻷﻓر�ﻘﻲ ﻓكﺎن �ﺤكﻲ ﻷوﻻدﻩ ﻗﺼـﺘﻪ ‪ ،‬وﻋﻠـم إﺒﻨﺘـﻪ أن كﻠﻤـﺔ ﻨﻬـر ﺘﻌﻨـﻲ‬ ‫ﻨﻬـر ﻏﺎﻤﺒ�ـﺎ ‪ٕ Kamby Bolonge‬وان كﻠﻤـﺔ ﻗﻴﺜـﺎرة ‪ ، Ko‬وﻋـن طر�ـق ﻫـذﻩ اﻟﻤﻌﻠوﻤـﺎت ﺘﻤكـن‬

‫ﻫﺎﻟﻲ ﻤن اﻟوﺼوﻝ إﻟﻰ ﻗر�ﺔ " ﺠوﻓور " اﻟﺘﻲ ﻋـﺎش ﻓﻴﻬـﺎ ﺠـدﻩ ُكﻨﺘـﺎ ‪ٕ ،‬واﻟﺘﻘـﻰ ﻤـﻊ ﺤﻔـﺎظ اﻟﺘـﺎر�ﺦ‬

‫ﻓﻲ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ‪ٕ ،‬واﺴﻤﻬم ‪ griots‬ﺤﺘﻰ أن اﻟواﺤد ﻤﻨﻬم �ﺴﺘط�ﻊ أن ﻴروي كـﻞ ﺘـﺎر�ﺦ اﻟﻘﺒﻴﻠـﺔ ﺒﺠﻤ�ـﻊ‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪98‬‬

‫‪- 71 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪71‬‬


‫اﻷﺴﻤﺎء واﻷﺤداث ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ﺒدأ أﺤدﻫم �ﻘص ﻗﺼﺔ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ‪ ،‬و�ﻌد ﺴـﺎﻋﺘﻴن ﺠـﺎء ذكـر " ُكﻨﺘـﺎ "‬

‫اﻟذي ذﻫب ﻟﻠﻐﺎ�ﺔ ﻟ�ﺤﻀـر ﺨﺸـ�ﺎً ‪ ،‬وﻟـم �ﻌـد أﺤـد ﻴـراﻩ ‪ ،‬ﻓﻔـرح ﻫـﺎﻟﻲ ﺠـداً ﻷﻨـﻪ ﺘوﺼـﻞ إﻟـﻰ ﻫـذﻩ‬

‫اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت �ﻌد ﻤﺎﺌﺘﻲ ﺴﻨﺔ ﻤن إﺨﺘطﺎف ﺠدﻩ ‪ ،‬وذﻫب إﻟﻰ ﻟﻨدن ﻴ�ﺤث ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻼت ﻋن إﺴم‬ ‫اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ اﻟﺘـﻲ ﱠ‬ ‫أﻗﻠـت ﺠـدﻩ إﻟـﻰ أﻤر�كـﺎ ‪ ،‬وﻋـرف أﻨﻬـﺎ رﺴـت ﻓـﻲ ﻨـﺎﺒﻠس ‪ ،‬كﻤـﺎ كﺎﻨـت ﺠدﺘـﻪ ﺘﻨطـق‬

‫اﻷﺴم أّﻨﺎ ﺒـوﻟ�س ‪ 00‬ﻓـﺈن كـﺎن ﻫـؤﻻء اﻷﻓﺎرﻗـﺔ إﺴـﺘطﺎﻋوا أن �ﺤﻔظـوا ﺘـﺎر�ﺦ اﻟﻘﺒﻠ�ـﺔ �كـﻞ أﺴـﻤﺎء‬ ‫اﻟرﺠﺎﻝ واﻟﺴﻴدات ﻷﻛﺜر ﻤن ﻤﺎﺌﺘﻲ ﻋﺎم ‪ 00‬ﺘُرى ﻫﻞ َ�ﺼﻌب ﻋﻠﻰ ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ﺤﻔـظ اﻷﺴـﻤﺎء‬ ‫اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻤن آدم إﻟـﻰ إﺒـراﻫ�م إﻟـﻰ ﻤوﺴـﻰ ؟! أﻟـم �ﺤﻔـظ ﺤﻔظـﺔ اﻟﻘـرآن كـﻞ اﻟﻘـرآن واﻷﺤﺎدﻴـث ﻟﻤـدة‬

‫أر�ﻌﻴن ﺴﻨﺔ ﺤﺘﻰ ﺘم ﺘدو�ﻨﻬﺎ ؟!‬

‫‪ -2‬ﺒﻴﻨﻤﺎ رأى ﻨﺎﺠﺢ اﻟﻌﻤوري أن ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ وﻀﻌوا كﺘﺎﺒﻬـم اﻟﻤﻘـﱠدس ﻓـﻲ وﻗـت ﻤ�كـر ‪،‬‬

‫رأى ﻋــﺎطﻒ ﻋﺒــد اﻟﻐﻨــﻲ أن اﻟــذي أﻀــﺎف ﻟﻠﺘــوراة ﻫــو ﻋــز ار ﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟﺨــﺎﻤس ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد ‪،‬‬ ‫وﻫكذا ﻴﺨﺘﻠﻒ اﻟﻨﻘﺎد ﻓ�ﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬم ‪ٍ ،‬‬ ‫كﻞ �ﺤﺴب ﺘﻔكﻴـرﻩ وﺘﺼ ﱡـورﻩ ‪ ،‬ﻓﻤ ـن ﻤﻨ ـﻬم ﻨﺼـدق ؟! أﻤـﺎ ﻗـوﻝ‬

‫ﻨــﺎﺠﺢ اﻟﻤﻌﻤــوري �ــﺄن اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس إﺴــﺘﻤد ﻗﺼﺼــﻪ ﻤــن اﻷﺴــﺎطﻴر ﻓﺴــﺘﺠد �ﺎﺼــد�ﻘﻲ اﻟــرد‬ ‫اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﻲ كﺘﺎﺒﻨﺎ اﻟﺴﺎﺒق " ﻤدارس اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ " 4‬واﻟذي ﻴدور كﻠﻪ ﺤوﻝ اﻟـرد‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺌﻠﻴن �ﺄن ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن أُﺨذ ﻤن أﺴﺎطﻴر اﻷوﻟﻴن‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻤﺎ ُﻨﻘش ﻋﻠﻰ ﻟوﺤﻲ اﻟﺤﺠر ﻫو اﻟوﺼﺎ�ﺎ اﻟﻌﺸر اﻟﺘﻲ ُكﺘﺒت ﺒﺈﺼ�ﻊ ﷲ " ﺜم أﻋطﻰ )‬ ‫ﺤﺠر ﻤكﺘو�ﻴن‬ ‫ﷲ ( ﻤوﺴﻰ ﻋﻨد ﻓراﻏﻪ ﻤن اﻟﻛﻼم ﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﺠﺒﻞ ﺴﻴﻨﺎء ﻟوﺤﻲ اﻟﺸﻬﺎدة ﻟوﺤﻲ ٍ‬

‫ﺒﺈﺼ�ﻊ ﷲ " ) ﺨر ‪ ( 18 : 31‬وﻋﻨدﻤﺎ ﻨزﻝ ﻤوﺴﻰ ﻤن ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﻞ ورأى ﻓﺴﺎد ﺸﻌ�ﻪ " ﻓﺤﻤﻰ‬

‫ﻏﻀب ﻤوﺴﻰ وطرح اﻟﻠـوﺤﻴن ﻤـن ﻴد�ـﻪ وكﺴـرﻫﻤﺎ ﻓـﻲ أﺴـﻔﻞ اﻟﺠﺒـﻞ " ) ﺨـر ‪ ( 19 : 22‬ﺜـم‬ ‫طﻠب ﷲ ﻤـن ﻤوﺴـﻰ ﺤﺠـر�ن ﻤﺜـﻞ اﻷوﻟـﻴن وكﺘـب ﻋﻠﻴﻬﻤ ـﺎ ﷲ ﻨﻔـس اﻟوﺼـﺎ�ﺎ ) ﺨـر ‪، 1 : 34‬‬

‫‪ ( 28‬وﻫذﻴن اﻟﻠوﺤﻴن ﻫﻤﺎ اﻟﻠذان إﺤﺘﻔظ ﺒﻬﻤﺎ ﻤوﺴﻰ داﺨﻞ ﺘﺎﺒوت اﻟﻌﻬد ‪ ،‬أﻤﺎ �ﻘ�ﺔ اﻟﺘوراة ﻤن‬ ‫اﻷﺴﻔﺎر اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻓﻘد كﺘﺒﻬﺎ ﻤوﺴﻰ كﻤﺎ كﺎﻨت ﺘُﻛﺘـب اﻟﻤﺨطوطـﺎت ﺤﻴﻨـذاك ﻋﻠـﻰ ورق اﻟﺒـردي ‪،‬‬ ‫أو ر�ﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﻠود اﻟﺤﻴواﻨﺎت اﻟطﺎﻫرة اﻟﺘﻲ ذ�ﺤوﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺒر�ﺔ‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ ﷲ ﻟﻤوﺴــﻰ " ﺘﻘــ�م ﻟﻨﻔﺴــك ﺤﺠــﺎرة كﺒﻴـرة وﺘﺸــﻴدﻫﺎ �ﺎﻟﺸــﻴد ‪ 0‬وﺘﻛﺘــب ﻋﻠﻴﻬــﺎ‬

‫ﺠﻤ�ــﻊ كﻠﻤــﺎت ﻫــذا اﻟﻨــﺎﻤوس " ) ﺘــث ‪ ( 3 ، 2 : 27‬ﻓﺎﻟﻤﻘﺼــود �كﺘﺎ�ــﺔ اﻷﻗ ـواﻝ اﻷﺨﻴ ـرة اﻟﺘــﻲ‬ ‫أوﺼﻰ ﺒﻬﺎ ﻤوﺴﻰ ‪ ،‬واﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒر ﺨﻼﺼﺔ اﻟﺸر�ﻌﺔ ﻟﻛ�ﻤـﺎ ﺘﻛـون ﻨﺼـب أﻋﻴـﻨﻬم ‪ ،‬وﻫـذا رد ﻋﻠـﻰ‬ ‫‪- 72 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪72‬‬


‫اﻟﻘﺎﺌﻠﻴن كﻴﻒ أﻤكن كﺘﺎ�ﺔ اﻟﺘوراة �ﺼورﺘﻬﺎ اﻟﺤﺎﻟ�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠﺎرة ؟‬ ‫‪ -5‬ﻟﻘد إﻗﺘ�س اﻟﻘرآن اﻟﻛﺜﻴـر واﻟﻛﺜﻴـر ﻤﻤـﺎ ورد ﻓـﻲ اﻟﺘـوراة ﻤﺜـﻞ ﻗﺼ ـﺔ اﻟﺨﻠـق ‪ ،‬واﻟﺴـﻘوط ‪،‬‬

‫واﻟطــرد ﻤــن اﻟﺠﻨــﺔ ‪ ،‬وﻗﺘــﻞ ﻗــﺎﻴﻴن ﻷﺨ�ــﻪ ﻫﺎﺒﻴــﻞ ‪ ،‬وﻗﺼــﺔ ﻨــوح واﻟطوﻓــﺎن ‪ ،‬وﻗﺼــص إﺒ ـراﻫ�م ‪،‬‬

‫ٕواﺴــﺤق ٕواﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ‪ ،‬وﻟــوط ‪ ،‬و�وﺴــﻒ وﺤﻘــد أﺨوﺘــﻪ ﻋﻠﻴـ ـﻪ �ﺴــﺒب أﺤﻼﻤــﻪ ‪ ،‬ووﺼــوﻟﻪ ﻟﻤرﺘ�ــﺔ‬ ‫اﻟرﺠﻞ اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺼر ‪ ،‬وﻤوﺴﻰ ﻓرﻋون ‪ ،‬وﻗﺘﻞ ﻤوﺴﻰ ﻟﻠﻤﺼري وﻫرو�ﻪ إﻟﻰ أرض ﻤد�ﺎن ‪،‬‬ ‫وﻗﺼﺔ اﻟﻌﻠ�ﻘﺔ واﻟﻌودة إﻟﻰ ﻤﺼر وﻤﻌﺠزات ﷲ ﻓﻲ أرض ﻤﺼر ‪ ،‬وﻋﺒـور ﺒﻨـﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ ﻟﻠ�ﺤـر‬

‫اﻷﺤﻤر وﻏرق ﻓرﻋون وﺠﻨـودﻩ ‪ ،‬وﺤﻔظ اﻟﺴﺒت ‪ ،‬وﻗﺼﺔ اﻟﻤن واﻟﺴـﻠوى ‪ ،‬واﻟﺸـرب ﻤـن اﻟﺼـﺨرة‬

‫اﻟﺼﻤﺎء ‪ ،‬وﺼﻨﻊ ﻫرون ﻟﻠﻌﺠـﻞ اﻟـذﻫﺒﻲ وﻋ�ـﺎدة ﺒﻨـﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ ﻟـﻪ ‪ ،‬وﺴـﺤق ﻤوﺴـﻰ ﻟﻬـذا اﻟﻌﺠـﻞ‬ ‫اﻟــذﻫﺒﻲ وﺘذر�ﺘــﻪ ﻟﻠرﻤــﺎد ﻋﻠــﻰ وﺠــﻪ اﻟﻤ�ــﺎﻩ ‪ ،‬وﺸـر�ﻌﺔ اﻟﻌــﻴن �ــﺎﻟﻌﻴن واﻟﺴــن �ﺎﻟﺴــن ‪ ،‬واﻟﻨﻬــﻲ ﻋــن‬

‫اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟﺴكر ‪ ،‬وﻗﺼص اﻟﺠواﺴ�س ‪ ،‬وﻗورح وداﺜﺎن وأﺒﻴرام وﺨﺴوف اﻷرض ﺒﻬم ‪،‬‬

‫وﻗﺼـﺔ ذﺒ�ﺤـﺔ اﻟ�ﻘـرة ‪ ،‬وﻗﺼـﺔ ﺒﻠﻌـﺎم ‪ 000‬إﻟـﺦ‪ 00‬ﻓﻬـﻞ كـﻞ ﻫـذﻩ اﻟﻘﺼـص اﻟﺘـﻲ إﻗﺘ�ﺴـﻬﺎ اﻟﻘـرآن‬

‫ﻤــن اﻟﺘــوراة ﻻ ﺘــدﺨﻞ ﻓــﻲ ﺼــﻤ�م اﻟﺘــوراة ﺒــﻞ ﺘﻌﺘﺒــر إﻀــﺎﻓﺎت وﺘزو�ــر وﺘﺤر�ــﻒ ؟! ﻓكﻴــﻒ ﺼـﱠدق‬

‫ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻟﻘرآن ؟!!‬ ‫وﻓ�ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﻨذكر �ﻌض اﻹﻗﺘ�ﺎﺴﺎت اﻟﻘرآﻨ�ﺔ ﻤن كﻞ ﺴﻔر ﻤن أﺴﻔﺎر اﻟﺘوراة اﻟﺨﻤﺴـﺔ‬ ‫‪:‬‬ ‫أ – اﻹﻗﺘ�ﺎﺴﺎت ﻤن ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ‪:‬‬

‫ ﻗﺼﺔ ﺨﻠق اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﺴﺘﺔ أ�ﺎم ‪ ،‬وﺨﻠـق آدم ﻤـن اﻟﺘـراب ‪ ،‬وﻋﺼـ�ﺎن آدم وﺤـواء �ﺎﻷﻛـﻞ ﻤـن‬‫اﻟﻤﻨﻬــﻰ ﻋﻨﻬــﺎ ‪ ،‬وطردﻫﻤــﺎ ﻤــن اﻟﺠﻨــﺔ ‪ ،‬واﻟوﻋــد �ــﺎﻟﺨﻼص ) اﻟﺤدﻴــد ‪ ، 4‬ص ‪، 71‬‬ ‫اﻟﺸــﺠرة ُ‬ ‫طﻪ ‪ ، 124 – 115‬اﻷﻋراف ‪ ، 26 – 19‬اﻟ�ﻘرة ‪0( 38 – 35‬‬

‫ ﺘﻘــد�م ﻗــﺎﻴﻴن وﻫﺎﺒﻴــﻞ ﻗراﺒﻴﻨﻬﻤــﺎ ﻟ وﻗﺒــوﻝ ﻗ ـراﺒﻴن ﻫﺎﺒﻴــﻞ ورﻓــض ﻗ ـراﺒﻴن ﻗــﺎﻴﻴن ‪ ،‬وﻗﺘــﻞ ﻗــﺎﻴﻴن‬‫ﻟﻬﺎﺒﻴﻞ ) اﻟﻤﺎﺌدة ‪0( 30 – 27‬‬

‫وﺼﻨﻊ اﻟﻔﻠك وﺴﺨر�ﺔ ﻗوﻤﻪ ﻤﻨﻪ ‪ٕ ،‬وادﺨـﺎﻝ زوﺠـﻴن ﻤـن اﻟﺤﻴواﻨـﺎت ﻟﻠﻔﻠـك‬ ‫ إﻨذار ﻨوح ﻟﻘوﻤﻪ ‪ُ ،‬‬‫‪ ،‬وﺤ ــدوث اﻟطوﻓ ــﺎن إذا إﻨﻔﺘﺤ ــت أﺒـ ـواب اﻟﺴ ــﻤﺎء ﻤ ــﺎء ﻤﻨﻬﻤ ــر ‪ ،‬وﺘﻔﺠ ــرت اﻷرض ﻋﻴوﻨـ ـﺎً ‪،‬‬ ‫وﻨﺠــﺎة ﻨــوح وﻤــن ﻤﻌــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻔﻠــك وﻏــرق اﻟ�ــﺎﻗﻴن ‪ ،‬ﺜــم ﺘوﻗــﻒ اﻟﻔ�ﻀــﺎن ‪ ،‬وﺠﻔــﺎف اﻷرض ‪،‬‬

‫ورﺴو اﻟﻔﻠك ﻋﻠﻰ ﺠﺒﻞ ) اﻟﺠودي ( وﻨزوﻝ ﻨوح ﻤن اﻟﻔﻠك وﻨواﻝ ﻨوح اﻟﺒركﺔ ) اﻷﻋـراف ‪59‬‬ ‫‪- 73 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪73‬‬


‫– ‪ ، 64‬ﻴ ـ ــوﻨس ‪ ، 73 – 71‬ﻫــ ــود ‪ ، 49 – 25‬اﻷﻨﺒ� ـ ــﺎء ‪ ، 77 – 76‬اﻟﺸــ ــﻌراء ‪– 105‬‬

‫‪ 122‬اﻟﻌﻨكﺒـــوت ‪ ، 15 ، 14‬اﻟﺼـــﺎﻓﺎت ‪ ، 82 – 74‬ﻨـــوح ‪ ، 28 – 1‬اﻟﻘﻤـ ــر ‪، 16 – 9‬‬

‫اﻟﻤؤﻤﻨون ‪0( 30 – 23‬‬

‫ ﻗﺼـﺔ إﺒـراﻫ�م ٕوا�ﻤﺎﻨـﻪ ‪ ،‬وذﻫﺎ�ـﻪ إﻟـﻰ أرض كﻨﻌـﺎن اﻟﻤ�ﺎركـﺔ ‪ ،‬ووﻻدة إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ ) آﻝ ﻋﻤـران‬‫‪ ، 95‬ﻤر�م ‪ ، 49‬إﺒراﻫ�م ‪0( 39‬‬

‫ إﺴﺘﻀــﺎﻓﺔ إﺒـراﻫ�م ﻟﻠﻤﻼﺌكــﺔ وذ�ــﺢ ﻋﺠـﻼً ﻟﻬــم ‪ ،‬وﺘ�ﺸــﻴرﻫم ﻹﺒـراﻫ�م ﺒﺈﺴــﺤق ‪ ،‬وﻀــﺤك ﺴــﺎرة‬‫ﻟﻛﺒــر ﺴــﻨﻬﺎ ‪ ،‬ووﻻدة إﺴــﺤق ‪ٕ ،‬واﻤﺘﺤــﺎن ﷲ ﻹﺒـراﻫ�م ‪ ،‬وﺸــروع إﺒـراﻫ�م ﻓــﻲ ذ�ــﺢ إﺒﻨـ ـﻪ إﺴــﺤق‬

‫واﻓﺘداؤﻩ �ك�ش ) ﻫود ‪ ، 73 – 69‬اﻟﺤﺠر ‪ ، 56 – 51‬اﻟذار�ﺎت ‪ ، 30 – 24‬اﻷﻨﻌـﺎم ‪84‬‬ ‫‪ ،‬اﻟﺼﺎﻓﺎت ‪0( 113 – 100‬‬

‫‪ -‬ﺘ�كﻴ ــت ﻟ ــوط ﻷﻫ ــﻞ ﻤدﻴﻨﺘ ــﻪ �ﺴ ــﺒب ﻓﺴ ــﺎدﻫم ‪ ،‬وذﻫ ــﺎب اﻟﻤﻼﺌك ــﺔ ﻟﻠ ــوط ‪ ،‬وﻤﺤ ــﺎوﻻت اﻟﻘ ــوم‬

‫اﻟﺘﻌــدي ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﻼﺌكــﺔ ٕواﻏﺘﺼــﺎﺒﻬم ‪ ،‬وﻤﺤﺎوﻟــﺔ ﻟــوط ﺘﻘــد�م إﺒﻨﺘ�ــﻪ ﻟﻠﻘــوم ﻟﻌﻠﻬــم �كﻔــون ﻋــن‬

‫ﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻹﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻼﺌكﺔ ‪ ،‬ودﻋوة اﻟﻤﻼﺌكـﺔ ﻟﻠـوط ﻟﺘـرك اﻟﻤكـﺎن ﻫـو وأوﻻدﻩ وزوﺠـﺎﺘﻬم‬ ‫‪ٕ ،‬واﻫﻼك ﺸﻌب ﺴدوم �ﺄﻤطﺎر ﺤﺠﺎرة ﻤن ﺴـﺠﻴﻞ ﻤﻨﻀـود ﻋﻠـﻴﻬم زﺠـ اًر ﻤـن اﻟﺴـﻤﺎء ‪ ،‬وﻨﺠـﺎة‬ ‫ﻟــوط ‪ ،‬وﻫــﻼك زوﺠــﺔ ﻟــوط ) اﻷﻋ ـراف ‪ ، 84 – 80‬اﻟﻨﻤــﻞ ‪ ، 58 – 54‬اﻟﻌﻨكﺒــوت ‪– 28‬‬ ‫‪ ، 35‬اﻟﺸﻌراء ‪ ، 174 – 160‬اﻷﻨﺒ�ـﺎء ‪ ، 75– 74‬اﻟﻘﻤ ـر ‪ ، 39 – 33‬ﻫـود ‪، 83 – 74‬‬ ‫اﻟﺤﺠر ‪0( 77 – 57‬‬

‫‪ -‬ﻗﺼــﺔ ﻴوﺴــﻒ وأﺤﻼﻤــﻪ وﺤﺴــد إﺨوﺘــﻪ ﻟــﻪ ‪ ،‬وطــرﺤﻬم إ�ــﺎﻩ ﻓــﻲ اﻟﺠــب ‪ ،‬وكــذﺒﻬم ﻋﻠــﻰ أﺒــﻴﻬم‬

‫ٕوادﻋﺎﺌﻬم �ﺄن اﻟـذﺌب اﻓﺘرﺴـﻪ ‪ ،‬وﺠـﺎءوا ﻟـﻪ �ﻘﻤ�ﺼـﻪ وﻋﻠ�ـﻪ اﻟـدم ‪ ،‬و��ﻌـﻪ ﻟﻘﺎﻓﻠـﺔ ﺘﻘﺼـد ﻤﺼـر‬ ‫ﺒدراﻫم �ﺴ�طﺔ ‪ٕ ،‬واﺘﻬﺎم زوﺠﺔ ﻓوط�ﻔﺎر ﻟﻴوﺴﻒ وﺴﺠﻨﻪ ) ﻴوﺴﻒ ‪0( 35 – 1‬‬

‫ ﺘﻔﺴــﻴر ﻴوﺴــﻒ ﺤﻠﻤــﺎ اﻟﺴــﺎﻗﻲ واﻟﺨ�ــﺎز ‪ٕ ،‬واﺨ�ﺎرﻫﻤــﺎ �ــﺄن اﻟﺴــﺎﻗﻲ ﺴــ�ﻌود و�ﺴــﻘﻲ اﻟﻤﻠــك ‪ ،‬أﻤــﺎ‬‫اﻟﺨ�ﺎز ﻓﺴ�ﺼﻠب وﺘﺄﻛﻞ اﻟطﻴر ﺠﺴدﻩ ‪ ،‬وطﻠب ﻴوﺴﻒ ﻤن اﻟﺴـﺎﻗﻲ أن ﻴـذكرﻩ ﻟـدى ﻓرﻋـون )‬

‫ﻴوﺴﻒ ‪0 ( 42 – 36‬‬

‫ ﺤﻠــم ﻓرﻋــون إذ رأى ﺴــ�ﻊ �ﻘ ـرات ﻋﺠــﺎف �ــﺄﻛﻠن ﺴــ�ﻊ �ﻘ ـرات ﺴــﻤﺎن ‪ ،‬وﺴــ�ﻊ ﺴــﻨ�ﻼت �ﺎ�ﺴــﺔ‬‫ﺘﺄﻛﻞ ﺴ�ﻊ ﺴﻨ�ﻼت ﺨﻀر ‪ ،‬وﺘﻔﺴﻴر ﻴوﺴﻒ اﻟﺤﻠم ﻟﻔرﻋون ) ﻴوﺴﻒ ‪( 49 – 43‬‬

‫ب‪ -‬اﻹﻗﺘ�ﺎﺴﺎت ﻤن ﺴﻔر اﻟﺨروج ‪:‬‬ ‫‪- 74 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪74‬‬


‫ ذ�ــﺢ ﻓرﻋــون ﻷطﻔــﺎﻝ اﻟﻌﺒـراﻨﻴﻴن ‪ٕ ،‬واﻟﻘــﺎء أم ﻤوﺴــﻰ �ﺎﻟطﻔــﻞ ﻤوﺴــﻰ ﻓــﻲ اﻟــ�م ‪ ،‬وﻋﺜــور إﻤـرأة‬‫ﻓرﻋ ــون ) اﻷﺼ ــﻞ ﺒﻨ ــت ﻓرﻋ ــون ( ﻋﻠ� ــﻪ ‪ٕ ،‬وارﺸ ــﺎد أﺨ ــت ﻤوﺴ ــﻰ زوﺠ ــﺔ ﻓرﻋ ــون ﻟﻤرﻀ ــﻌﺔ‬

‫ﻹرﻀــﺎع ﻤوﺴــﻰ وﻫــﻲ أم ﻤوﺴــﻰ ‪ ،‬وﻗﺘــﻞ ﻤوﺴ ـﻰ ﻟﻠﻤﺼــري ‪ ،‬ﺜــم رؤ�ــﺔ ﻤوﺴــﻰ ﻷﺜﻨــﻴن ﻤــن‬

‫أﺨوﺘــﻪ �ﻘﺘـﺘﻼن وﻤﺤﺎوﻟﺘــﻪ اﻟﺼــﻠﺢ ﺒﻴﻨﻬﻤــﺎ ﻓﻘــﺎﻝ أﺤــدﻫﻤﺎ أﺘر�ــد أن ﺘﻘﺘﻠﻨــﻲ كﻤــﺎ ﻗﺘﻠــت اﻟﻤﺼــري‬

‫�ــﺎﻷﻤس ‪ ،‬ﻓﻬــرب ﻤوﺴــﻰ إﻟــﻰ ﻤــدﻴن ) ﻤــد�ﺎن ( وﺴــﻘﻰ ﻤوﺴــﻰ ﻏــﻨم ﺤﻤــﺎﻩ ﻴﺜــرون ‪ ،‬وزواﺠــﻪ‬

‫ﺒﺈﺒﻨﺔ ﻴﺜرون ) اﻟﻘﺼص ‪0( 27 – 1‬‬

‫ ظﻬــور ﷲ ﻟﻤوﺴــﻰ ﻓــﻲ اﻟﻨــﺎر ‪ ،‬وﺤــدﻴث ﷲ ﻤﻌــﻪ ‪ٕ ،‬وارﺴــﺎﻟﻪ إﻟــﻰ ﻤﺼــر ‪ٕ ،‬واﻋطــﺎءﻩ ﻤﻌﺠ ـزة‬‫اﻟﻌﺼﺎ اﻟﺘـﻲ ﺘﺘﺤ ـوﻝ إﻟﻰ ﺜﻌﺒ ـﺎن ‪ ،‬ووﻀﻊ ﻤوﺴﻰ ﻴدﻩ ﻓﻲ ﻋ�ﻪ وﺨروﺠﻬﺎ ﺒ�ﻀﺎء ) ﺒرﺼـﺎء (‬

‫وﻤﺤﺎوﻟــﺔ ﻤوﺴــﻰ اﻹﻋﺘــذار ﻋــن ﻫــذﻩ اﻹرﺴــﺎﻟ�ﺔ ‪ ،‬ﺜــم طﻠـب ﻤوﺴــﻰ ﻤــن ﷲ أن ﻴرﺴــﻞ ﻫــرون‬

‫ﻤﻌﻪ ‪ ،‬وظﻬورﻫﻤﺎ أﻤﺎم ﻓرﻋون اﻟذي إﺘﻬﻤﻬﻤﺎ �ﺎﻟﺴﺤر ) اﻟﻘﺼص ‪0( 38 – 29‬‬

‫ ﺘﺤو�ﻞ ﻤوﺴﻰ اﻟﻌﺼﺎ إﻟﻰ ﺜﻌ�ﺎن أﻤﺎم ﻓرﻋون ‪ ،‬وﻫكـذا ﻓﻌـﻞ اﻟﺴـﺤرة ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻋﺼـﻰ ﻤوﺴـﻰ‬‫إﻟﺘﻬﻤت ﻋﺼﻴﻬم ‪ٕ ،‬واﻋﺘـراف اﻟﺴـﺤرة ﺒﺈﻟـﻪ إﺴـراﺌﻴﻞ ‪ ،‬وﺨـروج ﺒﻨـﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ ‪ ،‬وﻀـرب ﻤوﺴـﻰ‬

‫اﻟ�ﺤر �ﻌﺼـﺎﻩ ﻓـﺈﻨﻔﻠق اﻟ�ﺤـر ‪ ،‬وﻏـرق ﻓرﻋـون وﻤـن ﻤﻌـﻪ ‪ ،‬وﻨﺠـﺎة ﻤوﺴـﻰ وﻗوﻤـﻪ ) طـﻪ ‪– 9‬‬

‫‪ ، 98‬اﻟﺸﻌراء ‪ ، 68 – 10‬ﻤر�م ‪0( 53‬‬

‫ ﺘﺤو�ﻞ ﻋﺼﺎ ﻤوﺴﻰ إﻟﻰ ﺤ�ﺔ ‪ ،‬وﻫكذا ﻓﻌﻞ اﻟﺴﺤرة ‪ٕ ،‬واﺒﺘﻼع ﻋﺼﺎ ﻤوﺴﻰ ﻋﺼﻰ اﻟﺴـﺤرة‬‫) اﻷﻋراف ‪0( 119 – 103‬‬

‫ ﻗﺘﻞ أطﻔﺎﻝ ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ اﻟذكور ٕواﺴﺘﺤ�ﺎء اﻹﻨﺎث ‪ ،‬وﻀرب اﻟﻤﺼر�ﻴن ) اﻷﻋراف ‪– 123‬‬‫‪0( 136‬‬

‫ ﻋﺒور ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ اﻟ�ﺤر اﻷﺤﻤر وﻏرق ﻓرﻋون وﺠﻨودﻩ ) اﻷﻋراف ‪ ، 138 – 136‬ﻴـوﻨس‬‫‪0( 92 – 90‬‬ ‫ طﻠب ﻤوﺴﻰ رؤ�ﺔ ﷲ ‪ ،‬وظﻬور ﷲ ﻋﻠﻰ ﺠﺒﻞ ﺴﻴﻨﺎء ‪ ،‬وكﺘﺎ�ﺔ ﷲ اﻟوﺼﺎ�ﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻟواح )‬‫اﻷﻋراف ‪0( 145 – 143‬‬

‫‪ -‬ﻋ� ــﺎدة ﺒﻨ ــﻲ إﺴـ ـراﺌﻴﻞ اﻟﻌﺠ ــﻞ اﻟ ــذﻫﺒﻲ ‪ ،‬وﺘﻛﺴ ــﻴر ﻤوﺴ ــﻰ ﻟ ــوﺤﻲ اﻟﺸـ ـر�ﻌﺔ ‪ ،‬وﺴ ــﺤق ﻤوﺴ ــﻰ‬

‫اﻟﻌﺠــﻞ وﺘذر�ﺘــﻪ ﻋﻠــﻰ وﺠــﻪ اﻟﻤ�ــﺎﻩ ‪ ،‬وكﺘﺎ�ــﺔ اﻟﻠــوﺤﻴن ﻤ ـرة ﺜﺎﻨ�ــﺔ ) اﻷﻋ ـراف ‪، 154 – 148‬‬

‫طﻪ ‪ ، 94 – 87‬اﻟ�ﻘرة ‪0( 93 ، 92‬‬ ‫‪- 75 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪75‬‬


‫‪ -‬ﺤﻔظ ﻴوم اﻟﺴﺒت ) اﻟ�ﻘرة ‪ ، 65‬اﻷﻋراف ‪0( 163‬‬

‫‪ -‬ﻨزوﻝ اﻟﻤن واﻟﺴﻠوى ) اﻷﻋراف ‪0( 160‬‬

‫ ﺸرب ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ اﻟﻤﺎء ﻤن اﻟﺼﺨرة ) اﻟ�ﻘرة ‪0( 60‬‬‫ ﺘﺎﺒوت اﻟﻌﻬد ) اﻟ�ﻘرة ‪0( 248‬‬‫ﺠـ‪ -‬اﻹﻗﺘ�ﺎﺴﺎت ﻤن ﺴﻔر اﻟﻼو�ﻴن ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺸر�ﻌﺔ اﻟﻌﻴن �ﺎﻟﻌﻴن واﻟﺴن �ﺎﻟﺴن ) اﻟﻤﺎﺌدة ‪0( 45‬‬

‫ اﻟﺘﻘرب ﻟ ﺒواﺴطﺔ اﻟذ�ﺎﺌﺢ ) اﻟﻛوﺜر ‪ ، 2‬اﻟﺤﺞ ‪0( 34‬‬‫ اﻟﻨﻬﻲ ﻋن اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟﺴكر ) اﻟﻨﺴﺎء ‪0( 43‬‬‫د ‪ -‬اﻹﻗﺘ�ﺎﺴﺎت ﻤن ﺴﻔر اﻟﻌدد ‪:‬‬

‫ إرﺴــﺎﻝ اﻟﺠواﺴــ�س ﻷرض كﻨﻌــﺎن ‪ٕ ،‬واﻓـ ـﺎدة اﻟﺠواﺴــ�س �ــﺄن ﺴــكﺎن اﻷرض ﺠ�ــﺎﺒرة أﻗو�ــﺎء ‪،‬‬‫وﻟﻛــن إﺜﻨــﻴن ﻤــن اﻟﺠواﺴــ�س ﺸــﺠﻌوﻫم ﻋﻠــﻰ دﺨــوﻝ اﻷرض ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ رﻓــض �ﻘ�ــﺔ اﻟﺸــﻌب ‪،‬‬ ‫ﻓﺄﺘﺎﻫﻬم ﷲ ﻓﻲ ﺼﺤراء ﺴﻴﻨﺎء ‪ 40‬ﺴﻨﺔ ) اﻟﻤﺎﺌدة ‪0( 26 – 21‬‬

‫ ﻗﺼﺔ ﻗورح وﺨﺴوف اﻷرض �ﻪ وﺘﺎ�ﻌ�ﻪ ) اﻟﻌﻨكﺒوت ‪ ، 40‬اﻟﻘﺼص ‪0( 83 – 76‬‬‫ ﻗﺼﺔ ذﺒ�ﺤﺔ اﻟ�ﻘرة ) اﻟ�ﻘرة ‪0( 71 – 67‬‬‫ ﻗﺼﺔ ﺒﻠﻌﺎم ) اﻷﻋراف ‪0( 174‬‬‫ﻫـ‪ -‬اﻹﻗﺘ�ﺎﺴﺎت ﻤن ﺴﻔر اﻟﺘﺜﻨ�ﺔ ‪:‬‬

‫ اﻟرب إﻟﻬﻨﺎ رب واﺤد ) اﻟﺤﺞ ‪0( 34‬‬‫ كﺘﺎ�ﺔ ﻤوﺴﻰ ﻟﻠﺘوراة ) اﻟﻨﺠم ‪0( 36‬‬‫ﻨﺎﻫ�ك ﻋن �ﻘ�ﺔ اﻹﻗﺘ�ﺎﺴﺎت ﻤن �ﻘ�ﺔ اﻷﺴـﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴـﺔ ‪ ،‬ﻓكﻴـﻒ ﻴﺘﻔـق اﻟﻘـوﻝ �ـﺄن ﺘـوراة‬

‫ﻤوﺴﻰ كﺎﻨت أﻗﻞ كﺜﻴ اًر ﻤن اﻟﺘوراة اﻟﺤﺎﻟ�ﺔ ؟!!‬

‫س‪ : 321‬ﻫﻞ ﺘﻌرﻀت اﻟﺘوراة ﻟﻠﻀ�ﺎع ﺨﻼﻝ اﻷﺤداث اﻵﺘ�ﺔ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺘﺴﻠط اﻷﻋداء ﻋﻠﻰ ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ﺨﻼﻝ ﻓﺘرة اﻟﻘﻀﺎة ﻤ ار اًر وﺘﻛ ار اًر‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻓﻲ أ�ﺎم ﺴﻠ�ﻤﺎن كﺎﻨـت اﻟﺘـوراة ﻗـد ﻓﻘـدت ﺒﺈﺴـﺘﺜﻨﺎء ﻟـوﺤﻲ اﻟﻌﻬـد " ﻟـم �كـن ﻓـﻲ اﻟﺘـﺎﺒوت‬ ‫‪- 76 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪76‬‬


‫إﻻﱠ ﻟوﺤـﺎ اﻟﺤﺠـر اﻟﻠـذان وﻀـﻌﻬﻤﺎ ﻤوﺴـﻰ ﻫﻨـﺎك ﻓـﻲ ﺤور�ـب ﺤـﻴن ﻋﺎﻫـد اﻟـرب ﺒﻨـﻲ‬

‫إﺴراﺌﻴﻞ ﻋﻨد ﺨروﺠﻬم ﻤن أرض ﻤﺼر " ) ‪1‬ﻤﻞ ‪0( 9 : 8‬‬

‫‪ -3‬ﺴــﻘط اﻟﺸــﻌب ﻤ ـ ار اًر وﺘﻛـ ار اًر ﻓــﻲ ﻋ�ــﺎدة اﻷوﺜــﺎن ‪ ،‬وﻻﺴــ�ﻤﺎ أن كﺜﻴـر ﻤــن ﻤﻠــوكﻬم كــﺎﻨوا‬ ‫أﺸ ار اًر‪0‬‬

‫ﺘﻌرض اﻟﻬ�كﻞ ﻟﻠﻐزو ﻤن ﻗﺒـﻞ ﺸ�ﺸـق ﻤﻠـك ﻤﺼـر‬ ‫‪ -4‬ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻤﻠك رﺤ�ﻌﺎم ﺒن ﺴﻠ�ﻤﺎن ﱠ‬

‫" وﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻟﻠﻤﻠك رﺤ�ﻌـﺎم ﺼﻌد ﺸ�ﺸق ﻤﻠك ﻤﺼر إﻟﻰ أورﺸﻠ�م ‪ 0‬وأﺨذ‬

‫ﺨزاﺌن ﺒﻴت اﻟرب وﺨزاﺌن ﺒﻴت اﻟﻤﻠك وأﺨذ كﻞ ﺸﺊ وأﺨـذ ﺠﻤ�ـﻊ أﺘـراس اﻟـذﻫب اﻟﺘـﻲ‬

‫ﻋﻤﻠﻬﺎ ‪ 0‬ﻓﻌﻤﻞ اﻟﻤﻠـك رﺤ�ﻌــﺎم ﻋوﻀـﺎً ﻋﻨﻬـﺎ أﺘـراس ﻨﺤـﺎس " ) ‪ 1‬ﻤـﻞ ‪– 25 : 14‬‬ ‫‪0( 27‬‬

‫‪ -5‬ﻋﻨـدﻤﺎ ﻏـ از ﻨﺒوﺨـذ ﻨﺼـر ﻤﻠـك �ﺎﺒـﻞ أورﺸـﻠ�م ﺤـرق ﻫ�كﻠﻬـﺎ �ﻤـﺎ ﻓ�ـﻪ " وأﺤرﻗـوا ﺒﻴــت ﷲ‬

‫وﻫدﻤوا أﺴوار أورﺸﻠ�م وأﺤرﻗوا ﺠﻤ�ﻊ ﻗﺼورﻫﺎ �ﺎﻟﻨﺎر وأﻫﻠﻛوا ﺠﻤ�ﻊ أﻨﻴﺘﻬﺎ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ‪0‬‬

‫وﺴﺒﻰ اﻟذﻴن �ﻘوا ﻤن اﻟﺴﻴﻴ إﻟﻰ �ﺎﺒﻞ " ) ‪ 2‬أي ‪0( 20 ، 19 : 26‬‬

‫‪ -6‬ﻓﻲ أ�ﺎم اﻟﻤكﺎﺒﻴﻴن إﻀطﻬد أﻨطﻴوﺨس اﻟرا�ﻊ ﻤﻠـك ﺴـور�ﺎ اﻟﻴﻬـود وﺨ ﱠـرب ﻫـ�كﻠﻬم " وﻤـﺎ‬

‫وﺠدوﻩ ﻤن أﺴﻔﺎر اﻟﺸر�ﻌﺔ ﱠ‬ ‫ﻤزﻗوﻩ �ﺎﻟﻨﺎر‪ 0‬وكﻞ ﻤن وﺠد ﻋﻨدﻩ ﺴـﻔر ﻤـن اﻟﻌﻬـد إﺘ�ـﻊ‬

‫اﻟﺸر�ﻌﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻤﻘﺘوﻝ �ﺄﻤر اﻟﻤﻠك " ) ‪ 1‬ﻤك ‪0( 59 : 1‬‬

‫‪ -7‬ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪70‬م ﺤﺎﺼر ﺘ�طس اﻟﻘﺎﺌد اﻟروﻤﺎﻨﻲ أورﺸﻠ�م ‪ٕ ،‬واﻗﺘﺤم ﺠﻨودﻩ اﻟﻬ�كﻞ وأﺤرﻗوﻩ‬ ‫�كﻞ ﻤﺎ ﻓ�ﻪ ‪ ،‬ﺒﻞ ﻫدﻤوﻩ ﻓﻠم ﻴﺒق ﺤﺠر ﻋﻠﻰ ﺤﺠر ﻟم ﻴﻨﻘض‪0‬‬ ‫ج ‪ -1 :‬كﺎﻨت اﻟﺘوراة ﻤﺤور إﻫﺘﻤﺎم ﷲ وﻤوﺴﻰ رﺌ�س اﻷﻨﺒ�ﺎء ‪ ،‬وﻟذﻟك ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬أوﺼﻰ ﻤوﺴﻰ ﺼراﺤﺔ أﻛﺜر ﻤن ﻤرة �ـﺄن �كﺘـب اﻟﺸـراﺌﻊ ) ﺨـر ‪( 27 : 34 ، 14 : 17‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ب‪ -‬أﻤر ﻤوﺴﻰ اﻟﻼو�ﻴن �ﺄن �ﻀﻌوا اﻟﺘوراة ﺒﺠوار ﺘﺎﺒ ـوت اﻟﻌﻬد ) ﺘث ‪0( 26 ، 24 : 31‬‬ ‫ﺠـ‪ -‬أوﺼﻰ ﷲ اﻟﺸﻌب ﻋﻠﻰ ﻓم ﻤوﺴـﻰ " وﻟﺘﻛن ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ أﻨﺎ أوﺼ�ك ﺒﻬـﺎ اﻟﻴـوم ﻓـﻲ‬

‫ﻗﻠ�ك ‪ 0‬وﻗﺼﻬﺎ ﻋﻠﻰ أوﻻدك وﺘﻛﻠم ﺒﻬﺎ ﺤﻴن ﺘﺠﻠس ﻓﻲ ﺒﻴﺘك وﺤﻴن ﺘﻤﺸﻲ ﻓﻲ اﻟطر�ق وﺤﻴن‬ ‫ﺘﻨﺎم وﺤﻴن ﺘﻘوم‪ 0‬وأر�طﻬﺎ ﻋﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻴدك وﻟﺘﻛن ﻋﺼﺎﺌب ﺒﻴن ﻋﻴﻨ�ك‪ 0‬واﻛﺘﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗـواﺌم‬ ‫‪- 77 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪77‬‬


‫ﺒﻴﺘك وﻋﻠﻰ أﺒوا�ك " ) ﺘث ‪0 ( 8 – 6 : 6‬‬ ‫د – أﻤــر ﻤوﺴــﻰ اﻟﻛﻬﻨــﺔ �ﻘـراءة اﻟﺘــوراة ﻋﻠــﻰ اﻟﺸــﻌب كﻠــﻪ ﻓــﻲ ﻋﻴــد اﻹﺒـراء اﻟــذﻴن �ﻘــﻊ كــﻞ ﺴـ�ﻊ‬

‫ﺴﻨوات ) ﺘث ‪0( 12- 9 : 31‬‬

‫ﻫـ ـ‪ -‬أوﺼــﻰ ﻤوﺴــﻰ ﺸــﻴوخ إﺴ ـراﺌﻴﻞ ﻤﺘــﻰ ﻋﺒــروا اﻷردن �ﻘ�ﻤ ـوا ﺤﺠــﺎرة كﺒﻴ ـرة و�ﺸــﻴدوﻫﺎ �ﺎﻟﺸــﻴد‬

‫و�كﺘﺒون ﻋﻠﻴﻬﺎ كﻠﻤﺎت اﻟﻨﺎﻤوس ) ﺘث ‪0( 8 -1 : 7‬‬

‫و – أوﺼــﻰ ﻤوﺴــﻰ ﺒﻨﺴــﺦ ﻨﺴــﺦ ﻤــن اﻟﺘــوراة ﻟﺘﻛــون ﻟــدى اﻟﻛﻬﻨــﺔ ‪ ،‬وأن �ﺤــﺘﻔظ كــﻞ ﻤﻠــك ﺒﻨﺴــﺨﺔ‬ ‫ﻤـ ــن اﻟﺘـ ــوراة ) ﺘـ ــث ‪ ( 20 – 18 : 17‬وﻗـ ــﺎﻝ ﻴوﺴـ ــ�ﻔوس اﻟﻤـ ــؤرخ اﻟﻴﻬـ ــودي ﻓـ ــﻲ اﻟﻘـ ــرن اﻷوﻝ‬ ‫اﻟﻤ�ﻼدي �ـﺄن ﻤوﺴـﻰ اﻟﻨﺒـﻲ أﻤـر ﺒﺘوز�ـﻊ ﻨﺴـﺨﺔ ﻤـن اﻟﺘـوراة ﻋﻠـﻰ كـﻞ ﺴـ�ط ﻤـن اﻷﺴـ�ﺎط اﻹﺜﻨـﻰ‬

‫ﻋﺸر ‪0‬‬

‫وﺠﻬوا ﻗﻠو�كم إﻟـﻰ ﺠﻤ�ـﻊ اﻟﻛﻠﻤـﺎت اﻟﺘـﻲ أﻨـﺎ‬ ‫ز – ﺨﺘم ﻤوﺴﻰ ﺨطﺎ�ﻪ اﻟوداﻋﻲ �ﻘوﻟﻪ ﻟﻠﺸﻌب " ّ‬ ‫أﺸــﻬد ﻋﻠــ�كم ﺒﻬــﺎ اﻟﻴــوم ﻟﻛــﻲ ﺘوﺼ ـوا ﺒﻬــﺎ أوﻻدكــم ﻟ�ﺤرﺼ ـوا أن �ﻌﻤﻠ ـوا ﺒﺠﻤ�ــﻊ كﻠﻤــﺎت ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟﺘوراة " ) ﺘث ‪0( 46 : 32‬‬

‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘدﺴﺔ ‪:‬‬ ‫ح ‪ -‬ﻤﺎ أﻛﺜر ﺘﺤذﻴرات ﷲ ﻤن أي ز�ﺎدة أو ﺤذف ﻟﻛﻠﻤﺘﻪ‬ ‫‪ " ‬ﻻ ﺘز�دوا ﻋﻠﻰ اﻟﻛـﻼم اﻟـذي أﻨـﺎ أوﺼـ�كم �ـﻪ وﻻ ﺘﻨﻘﺼـوا ﻤﻨـﻪ ﻟﻛـﻲ ﺘﺤﻔظـوا وﺼـﺎ�ﺎ‬ ‫اﻟرب إﻟﻬكم اﻟﺘﻲ أﻨﺎ أوﺼ�كم ﺒﻬﺎ " ) ﺘث ‪0( 2 : 4‬‬

‫‪ " ‬كﻞ اﻟﻛﻼم اﻟذي أوﺼ�كم �ﻪ إﺤرﺼوا ﻟﺘﻌﻤﻠـوﻩ‪ 0‬ﻻ ﺘزد ﻋﻠ�ﻪ وﻻ ﺘﻨﻘص ﻤﻨﻪ " ) ﺘث‬ ‫‪0( 32 : 1‬‬ ‫‪ " ‬كﻞ كﻠﻤﺔ ﻤن ﷲ ﻨﻘ�ﺔ‪ 0‬ﺘرس ﻫو ﻟﻠﻤﺤﺘﻤﻴن �ﻪ‪ 0‬ﻻ ﺘـزد ﻋﻠـﻰ كﻠﻤﺎﺘـﻪ ﻟـﺌﻼ ﻴو�ﺨـك‬ ‫ﻓﺘﻛ ﱠذب " ) أن ‪0( 6 ، 5 : 30‬‬ ‫ُ‬ ‫ﻔﻘـد ‪ 0‬ﻻ �ﻐـﺎدر ﺸـﺊ ﺼـﺎﺤ�ﻪ‬ ‫‪ " ‬ﻓﺘﺸوا ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟـرب واﻗـ أروا ‪ 0‬واﺤـدة ﻤـن ﻫـذﻩ ﻻ ُﺘ َ‬ ‫ﻷن ﻓﻤﻪ ﻫو ﻗد أﻤر وروﺤﻪ ﻫو ﺠﻤﻌﻬﺎ " ) أش ‪0( 16 : 34‬‬

‫‪ " ‬إن كﺎن أﺤد ﻴز�د ﻋﻠﻰ ﻫذا ﻴز�ـد ﷲ ﻋﻠ�ـﻪ اﻟﻀـر�ﺎت اﻟﻤكﺘو�ـﺔ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻛﺘـﺎب ‪0‬‬

‫ٕوان كﺎن أﺤد �ﺤذف ﻤن أﻗواﻝ كﺘﺎب ﻫذﻩ اﻟﻨﺒؤة �ﺤذف ﷲ ﻨﺼﻴ�ﻪ ﻤن ﺴـﻔر اﻟﺤ�ـﺎة‬ ‫‪- 78 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪78‬‬


‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘدﺴﺔ وﻤن اﻟﻤكﺘوب ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺘﺎب " ) رؤ ‪0( 19 ، 18 : 22‬‬ ‫وﻤن اﻟﻤدﻴﻨﺔ‬ ‫‪� -2‬ﻌد ﻤوت ﻤوﺴﻰ أوﺼﻰ ﷲ �ﺸوع ﻗﺎﺌ ـﻼً " ﻻ ﻴﺒرح ﺴﻔر ﻫذﻩ اﻟﺸـر�ﻌﺔ ﻤـن ﻓﻤـك ‪0‬‬

‫ﺒــﻞ ﺘﻠﻬــﺞ ﻓ�ــﻪ ﻨﻬــﺎ اًر وﻟــ�ﻼً " ) �ــش ‪ 0( 8 : 1‬وكﺘــب �ﺸــوع اﻟﺘــوراة ﻋﻠــﻰ اﻟﺤﺠــﺎرة أﻤــﺎم ﺒﻨــﻲ‬ ‫إﺴراﺌﻴﻞ ‪ ،‬وﻗرأﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌب ) �ش ‪0( 35 – 32 : 8‬‬ ‫‪ -3‬كﺎﻨت اﻟﺘوراة ﻗﺎﺌﻤﺔ أ�ﺎم اﻟﻘﻀﺎة ‪ ،‬ﻓكﺎن اﻷﻋداء " ﻹﻤﺘﺤﺎن إﺴراﺌﻴﻞ ﺒﻬﺎ ﻟﻛﻲ �ﻌﻠم ﻫﻞ‬

‫�ﺴﻤﻌون وﺼﺎ�ﺎ اﻟرب اﻟﺘﻲ أوﺼﻰ ﺒﻬﺎ أ�ﺎءﻫم ﻋن ﻴد ﻤوﺴﻰ " ) ﻗض ‪0( 4 : 3‬‬

‫‪ -4‬كﺎﻨــت اﻟﺘــوراة ﻗﺎﺌﻤــﺔ أ�ــﺎم داود اﻟﻨﺒــﻲ اﻟــذي ﺘﻐﻨــﻰ �ﺸـر�ﻌﺔ اﻟــرب ﻓــﻲ اﻟﻤزﻤــور اﻟﻛﺒﻴــر )‬

‫ﻤ ــز ‪ ( 97 : 119‬وﻤ ــدح ﻤ ــن ﻴﻠﻬ ــﺞ ﻟﻴ ــﻞ ﻨﻬ ــﺎر ﺒﻨ ــﺎﻤوس اﻟ ــرب ) ﻤ ــز ‪ ( 1 : 1‬وأوﺼ ــﻰ إﺒﻨ ــﻪ‬

‫ﺴﻠ�ﻤﺎن �ﺤﻔظﻬﺎ ) ‪1‬ﻤﻞ ‪0( 3 : 2‬‬

‫‪ -5‬اﻟﻘــوﻝ �ــﺄن ﻟــوﺤﻲ اﻟﻌﻬــد ُوﻀــﻌﺎ �ﺎﻟﺘــﺎﺒوت أ�ــﺎم ﺴــﻠ�ﻤﺎن ﻻ �ﻌﻨــﻲ ﻀــ�ﺎع �ﻘ�ــﺔ اﻟﺘــوراة ‪،‬‬ ‫ﻓ�ﺤﺴــب وﺼــ�ﺔ ﷲ أن ﻴوﻀــﻊ ﻟــوﺤﻲ اﻟﻌﻬــد ﻓــﻲ اﻟﺘــﺎﺒوت ) ﺨــر ‪ ( 16 : 25‬وﺘوﻀــﻊ اﻟﺘــوراة‬ ‫ﺒﺠ ـ ـوار اﻟﺘـ ــﺎﺒوت ) ﺘـ ــث ‪ ( 26 – 24 : 31‬ﻓﻀ ـ ـﻼً ﻋـ ــن أﻨﻬـ ــﺎ كﺎﻨـ ــت ﻤﺤﻔوظـ ــﺔ ﻟـ ــدى اﻟﻛﻬﻨـ ــﺔ‬

‫واﻟﻼو�ﻴن ‪0‬‬

‫‪ -6‬كﺎﻨــت اﻟﺘــوراة ﻤوﺠــودة ﻓــﻲ ﻓﺘـرة ﺤكــم اﻟﻤﻠــوك ‪ ،‬ﻓﻘــد ﻨـﱠدد اﻟﻛﺘــﺎب ﺒرﺤ�ﻌــﺎم ﺒــن ﺴــﻠ�ﻤﺎن‬

‫اﻟذي ﺘرك اﻟﻌﻤﻞ �ﺸر�ﻌﺔ اﻟرب ) ‪ 2‬أي ‪ ، ( 1 : 12‬وﻤدح اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس أ�ﻀﺎً آﺴﺎ ﺒـن أﺒ�ـﺎ‬

‫ﺒن رﺤ�ﻌـﺎم اﻟـذي ﺤ ﱠـرض اﻟﺸـﻌب ﻟﻠﻌﻤـﻞ �ﺤﺴـب اﻟﺸـر�ﻌﺔ واﻟوﺼـ�ﺔ ) ‪ 2‬أي ‪ ، ( 4 : 14‬وأﻤـر‬

‫اﻟﻤﻠك ﻴﻬوﺸﺎﻓﺎط اﻟﻛﻬﻨﺔ أن ﻴﺠوﻟوا ﻓﻲ ﺠﻤ�ﻊ اﻟﻤدن و�ﻌﻠﻤـوا اﻟﺸـﻌب اﻟﺸـر�ﻌﺔ ) ‪ 2‬أي ‪7 : 17‬‬

‫– ‪ ، ( 9‬وﻗطـﻊ ﻴـواش اﻟﻤﻠــك ﺒــن أﺨز�ــﺎ ﺒــن ﻴﻬــورام ﺒــن ﻴﻬوﺸــﺎﻓﺎط و�ﻬو�ـﺎراع اﻟﻛــﺎﻫن ﻋﻬــداً ﻤــﻊ‬ ‫اﻟﺸﻌب ﻟﻠﻌﻤﻞ �كﻞ ﻤﺎ ﻫو ﻤكﺘوب ﻓﻲ ﺸـر�ﻌﺔ اﻟـرب ) ‪ 2‬أي ‪ ، ( 18 : 23‬وأﻤﺼـ�ﺎ ﺒـن ﻴـواش‬

‫ﻗﺘﻞ اﻟذي ﻗﺘﻠوا أﺒ�ﻪ " وأﻤﺎ ﺒﻨوﻫم ﻓﻠم �ﻘﺘﻠﻬم ﺒﻞ كﻤﺎ ﻫو ﻤكﺘوب ﻓﻲ اﻟﺸر�ﻌﺔ ﻓﻲ ﺴﻔر ﻤوﺴﻰ‬

‫ﺤﻴث أﻤر اﻟرب ﻗﺎﺌﻼً ﻻ ﺘﻤوت اﻷ�ﺎء ﻷﺠﻞ اﻟﺒﻨﻴن وﻻ اﻟﺒﻨون �ﻤوﺘـون ﻷﺠـﻞ اﻷ�ـﺎء " ) ‪ 2‬أي‬ ‫‪ ، ( 4 : 25‬وكﺎﻨت اﻟﺘوراة ﻤوﺠودة أ�ﺎم ﺤزﻗ�ﺎ اﻟﻤﻠـك اﻟ ار�ـﻊ �ﻌـد أﻤﺼـ�ﺎ ) ‪ 2‬أي ‪4 ، 3 : 31‬‬ ‫(‪0‬‬ ‫‪� -7‬ﻌد ﺴﺒﻲ ﻤﻤﻠﻛـﺔ إﺴـراﺌﻴﻞ ٕواﺤـﻼﻝ ﺸﻠﻤﻨﺎﺼـر ﻟﺸـﻌوب ﻏر��ـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺴـﺎﻤرة ‪ ،‬ﻫـﺎﺠﻤﺘﻬم‬ ‫‪- 79 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪79‬‬


‫اﻟوﺤوش ﻓﺄﻤر ﺒﺈرﺴﺎﻝ أﺤد اﻟﻛﻬﻨﺔ ﻟ�ﻌﻠﻤﻬ ـم ﺸر�ﻌﺔ ﷲ ) ‪ 2‬ﻤﻞ ‪0( 28 – 26 : 17‬‬ ‫‪ -8‬ﱠ‬ ‫كﻠــﻒ ﷲ أرﻤ�ــﺎ اﻟﻨﺒــﻲ �ﺎﻟﻛﺘﺎ�ـﺔ ﻗــﺎﺌﻼً " ﺨــذ ﻟﻨﻔﺴــك ّدْرج ﺴــﻔر وأُﻛﺘــب ﻓ�ــﻪ كــﻞ اﻟﻛــﻼم‬ ‫اﻟــذي كﻠﻤﺘــك �ــﻪ " ) أر ‪ ( 2 : 36‬وﻋﻨــدﻤﺎ وﺼــﻞ ﻫــذا اﻟﺴــﻔر إﻟــﻰ ﻴﻬو�ـﺎﻗ�م ﻤﻠــك ﻴﻬــوذا إﺴــﺘﺎء‬ ‫ﺠداً ﻤن ﻨﺒؤة أرﻤ�ﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﻤـن ﻤﺠـﺊ ﻤﻠـك �ﺎﺒـﻞ إﻟـﻰ أورﺸـﻠ�م ‪ ،‬ﻓـﺄﺤرق اﻟﺴـﻔر ‪ ،‬وﻟـم �ﺼـﻤت ﷲ‬ ‫إﻨﻤﺎ أﻤر أرﻤ�ﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﺒﺈﻋﺎدة اﻟﻛﺘﺎ�ﺔ ﺜﺎﻨ�ـﺔ ) أر ‪ ( 28 – 27 : 36‬وﻋﺎﻗـب ﷲ ﻴﻬو�ـﺎﻗ�م �ـﺄن ﻻ‬

‫�ﻘوم ﻤن ﻨﺴﻠﻪ ﻤﻠوك �ﻌد ﺒﻞ �كوﻨوا ﻋﺒﻴـداً ‪ ،‬وأن ﺘُطـرح ﺠﺜﺘـﻪ ﻟﺤـر اﻟﻨﻬـﺎر و�ـرد اﻟﻠﻴـﻞ ) أر ‪36‬‬ ‫‪0( 31 – 30 :‬‬ ‫‪ -9‬أﺜﻨ ــﺎء ﺘ ــرﻤ�م اﻟﺒﻴـ ـت ﻓ ــﻲ ﻋﺼ ــر ﻴوﺸ ــ�ﺎ اﻟﻤﻠ ــك اﻟﺼ ــﺎﻟﺢ ﺴ ــﻨﺔ ‪ 623‬ق‪0‬م ﻋﺜ ــر ﺤﻠﻘ� ــﺎ‬ ‫اﻟﻛــﺎﻫن ﻋﻠــﻰ ﻨﺴــﺨﺔ اﻟﺘــوراة اﻟﺘــﻲ كﺘﺒﻬــﺎ ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﺒﻴــدﻩ ﻓﺴــﻠﻤﻬﺎ ﻟﺸــﺎﻓﺎن اﻟﻛﺎﺘــب اﻟــذي ﺴـﱠـﻠﻤﻬﺎ‬

‫ﻟﻠﻤﻠك ‪ ،‬وﻋﻨـدﻤﺎ ﻗـ أر ﻓﻴﻬـﺎ ﻤـزﱠق ﺜ�ﺎ�ـﻪ ‪ ،‬وﻗطـﻊ ﻋﻬـداً ﻤـﻊ ﷲ ﻟـ�ﺤﻔظ وﺼـﺎ�ﺎﻩ ) ‪ 2‬أي ‪19 : 34‬‬ ‫– ‪ ( 30‬وﻟ�س ﻤﻌﻨﻰ ﻫذا أﻨـﻪ ﻟـم �كـن ﻫﻨـﺎك ﻨﺴـﺦ أﺨـرى ﺒﻴـد اﻟﻛﻬﻨـﺔ واﻟﻤﻠـوك ‪ ،‬ﺒـﻞ كـﺎن ﻤﻌﻬـم‬

‫ﻨﺴﺦ أﺨرى وﻟﻛن ﻟم ﺘﻛﺘب ﺒﻴد ﻤوﺴﻰ إﻨﻤﺎ ﺒﻴد اﻟﻨﺴﺎخ‪0‬‬

‫اﻟﻐزاة ﻤﺜﻞ ﺸ�ﺸق ﻤﻠـك ﻤﺼـر ‪ ،‬وﻨﺒوﺨـذ ﻨﺼـر ﻤﻠـك �ﺎﺒـﻞ ﺴـﻠب‬ ‫‪ -10‬كﺎن إﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﻠوك ُ‬ ‫اﻟﻛﻨوز اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻤن آﻨ�ﺔ اﻟذﻫب واﻟﻔﻀﺔ ) ‪ 2‬أي ‪ ( 28 : 26 ، 9 : 12‬وﻟ�س اﻹﺴﺘ�ﻼء ﻋﻠـﻰ‬

‫اﻟﻐـزاة ﻋﻠـﻰ ﻨﺴـﺦ اﻟﺘـوراة اﻟﺘـﻲ كﺎﻨـت ﻓـﻲ اﻟﻬ�كـﻞ ‪،‬‬ ‫اﻟﻛﺘـب أو ﺤرﻗﻬـﺎ ‪ ،‬وﺤﺘـﻰ ﻟـو إﺴـﺘوﻟﻰ ﻫـؤﻻء ُ‬ ‫ﻓــﺈن ﻫﻨــﺎك ﻨﺴــﺦ أﻛﺜــر وأﻛﺜــر ﺨــﺎرج اﻟﻬ�كــﻞ ‪ ،‬واﻟــدﻟﻴﻞ ﻋﻠــﻰ ذﻟــك أن اﻟﺸــﻌب ﺤﻤــﻞ كﺘــب اﻟﺘــوراة‬

‫ﻤﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﺒﻲ ‪ ،‬و�ﻘوﻝ داﻨ�ـﺎﻝ " أﻨﺎ داﻨ�ﺎﻝ ﻓﻬﻤت ﻤن اﻟﻛﺘب ﻋـدد اﻟﺴـﻨﻴن اﻟﺘـﻲ كﺎﻨـت ﻤﻨﻬـﺎ‬

‫كﻠﻤﺔ اﻟرب إﻟﻰ أرﻤ�ﺎ اﻟﻨﺒﻲ " ) دا ‪ ( 2 : 9‬وﻗﺎﻝ أ�ﻀﺎً " كﻤﺎ ُكﺘب ﻓﻲ ﺸر�ﻌﺔ ﻤوﺴﻰ ﻗد ﺠﺎء‬ ‫ﻋﻠﻴﻨﺎ كﻞ ﻫذا اﻟﺸر " ) دا ‪0( 13 : 9‬‬ ‫‪ -11‬ﻋﻨــدﻤﺎ ﻋــﺎد اﻟﻔــوج اﻷوﻝ ﻤــن ﺴــﺒﻲ �ﺎﺒــﻞ �ﻘ�ــﺎدة زر�ﺎﺒــﻞ " و�ﻨ ـوا ﻤــذ�ﺢ إﻟــﻪ إﺴ ـراﺌﻴﻞ‬

‫ﻟ�ﺼﻌدوا ﻋﻠ�ﻪ ﻤﺤرﻗﺎت كﻤﺎ ﻫو ﻤكﺘوب ﻓﻲ ﺸر�ﻌﺔ ﻤوﺴﻰ رﺠﻞ ﷲ " ) ﻋز ‪ ( 2 : 3‬وﻋﻨدﻤﺎ‬

‫كﻤﻞ ﺒﻨﺎء ﺒﻴت اﻟرب " أﻗﺎﻤوا اﻟﻛﻬﻨﺔ ﻓﻲ ﻓرﻗﻬم واﻟﻼو�ﻴن ﻓـﻲ أﻗﺴـﺎﻤﻬم ﻋﻠـﻰ ﺨدﻤـﺔ ﷲ اﻟﺘـﻲ‬

‫ﻓﻲ أورﺸﻠ�م كﻤﺎ ﻫو ﻤكﺘوب ﻓﻲ ﺴﻔر ﻤوﺴﻰ " ) ﻋـز ‪ ( 18 : 6‬وكـﺎن ﻋـز ار كﺎﺘ�ـﺎً ﻤـﺎﻫ اًر ﻓـﻲ‬ ‫ﺸر�ﻌﺔ اﻟرب ) ﻋز ‪ ( 6 : 7‬وﻗ أر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺌدﻴن ﻤن اﻟﺴﺒﻲ اﻟﺸر�ﻌﺔ ) ﻨﺢ ‪0( 3 – 1 : 8‬‬ ‫‪- 80 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪80‬‬


‫‪ -12‬إﻨﺘﺸرت اﻟﻤﺠﺎﻤﻊ اﻟﻴﻬود�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻤـدن اﻟﻴﻬود�ـﺔ ‪ ،‬و�ـﻴن اﻟﺠﺎﻟ�ـﺎت اﻟﻴﻬود�ـﺔ ﻓـﻲ ﺸـﺘﻰ‬

‫اﻷﻤﺎﻛن اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺸـوا ﻓﻴﻬـﺎ ‪ ،‬وكـﺎن �كـﻞ ﻤﺠﻤـﻊ ﺘوﺠـد ﻨﺴـﺨﺔ ﻤـن اﻟﺘـوراة ﺘﻘـ أر ﻋﻠـﻰ ﻤـدار اﻟﻌـﺎم ‪،‬‬

‫وذكر ﺴﻔر اﻷﻋﻤﺎﻝ �ﻌض ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﺎﻤﻊ ﻓـﻲ دﻤﺸـق ) أع ‪ ( 20 : 9‬وﺴـ�ﻼﻤ�س �ﻘﺒـرص ) أع‬

‫‪ ( 5 : 13‬وأﻨطﺎﻛ� ــﺔ �ﺴ ــﻴد�ﺔ ) أع ‪ ( 14 : 13‬وﺘﺴ ــﺎﻟوﻨ�كﻲ ) أع ‪ ( 1 : 17‬وكورﻨﺜ ــوس ) أع‬

‫‪ ( 4 : 18‬وأ�ﻘوﻨﻴـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ ) أع ‪ ( 1 : 14‬و�ﻴر�ـ ـ ـ ـ ــﻪ ) أع ‪ ( 10 : 17‬وأﻓﺴـ ـ ـ ـ ــس ) أع ‪( 19 : 18‬‬ ‫وأﺸــﻬرﻫﺎ ﺠﻤ�ﻌـﺎً ﻤﺠﻤــﻊ كﻔــر ﻨــﺎﺤوم ﺤﻴــث ذﻫــب إﻟ�ــﻪ اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ كﺜﻴـ اًر وﻓــﻲ ﻤﺠﻤــﻊ اﻟﻨﺎﺼـرة‬

‫ُدﻓﻊ إﻟ�ﻪ ﺴﻔر أﺸﻌ�ﺎء ) ﻟو ‪ ( 16 : 4‬و�ﻘوﻝ �طرس اﻟرﺴوﻝ " ﻵن ﻤوﺴـﻰ ﻤﻨـذ أﺠ�ـﺎﻝ ﻗد�ﻤـﺔ‬ ‫ﻟــﻪ ﻓــﻲ كــﻞ ﻤدﻴﻨــﺔ ﻤــن �كــرز �ــﻪ إذ �ﻘـ أر ﻓــﻲ اﻟﻤﺠــﺎﻤﻊ ﻓــﻲ كــﻞ ﺴــﺒت " ) أع ‪ ( 21 : 15‬ﺒــﻞ‬ ‫كﺎﻨت اﻟﺘوراة ﻓﻲ ﻤﺘﻨﺎوﻝ ﻴد اﻟﺸﻌب‪0‬‬

‫‪ -13‬ﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟﺨــﺎﻤس ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد ﻗــﺎم ﻋــز ار �ﺎﻹﺸــﺘراك ﻤــﻊ اﻷﻨﺒ�ــﺎء زكر�ــﺎ وﺤﺠــﻲ‬

‫وﻤﻼﺨﻲ ﺒﺠﻤﻊ اﻷﺴﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴﺔ ‪ ،‬ﻓﺘم ﺠﻤـﻊ اﻷﺴﻔﺎر �ﺎﺴﺘﺜﻨﺎء أﺴـﻔﺎر ﻋـز ار وﻨﺤﻤ�ـﺎ وﻤﻼﺨـﻲ ‪،‬‬ ‫وﻫذﻩ ﻗد أُﻀ�ﻔت �ﻤﻌرﻓﺔ ﺸﻤﻌون اﻟورع أﺤد أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻴﻬودي‪0‬‬

‫‪ -14‬ﺘُرﺠﻤــت اﻷﺴــﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴــﺔ إﻟــﻰ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻛﻠداﻨ�ــﺔ ﺜــم اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟﺜﺎﻟــث ﻗﺒــﻞ‬

‫اﻟﻤ�ﻼد ‪ ،‬وﻤن أﺸﻬر اﻟﺘرﺠﻤﺎت اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ﺔ ﻫﻲ اﻟﺘرﺠﻤﺔ اﻟﺴ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ‪ ،‬واﻟﺘﻲ إﻨﺘﺸرت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم كﻠﻪ‬ ‫وﻓرح ﺒﻬﺎ ﻴﻬود اﻟﺸﺘﺎت اﻟﻨﺎطﻘﻴن �ﺎﻟﻴوﻨﺎﻨ�ﺔ ‪ ،‬ﻤﻤﺎ أدى إﻟﻰ إﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﺘﺤر�ﻔﻬﺎ‪0‬‬

‫‪ -15‬وﻗــد أﻤــر أﻨطﻴــوﺨس اﻟ ار�ــﻊ ﺴــﻨﺔ ‪ 170‬ق‪0‬م �ﺤــرق اﻷﺴــﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴــﺔ ) ‪ 1‬ﻤــك ‪: 1‬‬ ‫ِ‬ ‫ﺘﺨﺘﻒ ﻤن اﻟوﺠود ‪ ،‬ﺒﻞ ظﻠت ﻓﻲ أﻴدي اﻟﺸﻌب ) ‪ 1‬ﻤك‬ ‫‪ ( 59‬وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻷﺴﻔﺎر اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟم‬ ‫‪ ( 9 : 12‬وﻗــد أﺨﻔــﻰ اﻟﻴﻬــود كﺘــﺒﻬم ﻓــﻲ اﻟﻛﻬــوف ‪ ،‬وأﻏﻠﻘـوا ﻋﻠﻴﻬــﺎ ‪ ،‬ﻓﻠــم ﻴــﺘﻤكن أﻨطﻴــوﺨس ﻤــن‬ ‫اﻟﺘوﺼﻞ إﻟﻴﻬﺎ ‪ ،‬وﺨﻴر ﺸﺎﻫد ﻋﻠﻰ ﻫذا ﻤﺨطوطﺎت وادي ﻗﻤران اﻟﺘﻲ أُﻛﺘﺸﻔت ﺴﻨﺔ ‪1947‬م‪0‬‬

‫‪ -16‬ﻻ �ﻤكن أن ﻨﺘﻐﺎﻓﻞ دور اﻷﻨﺒ�ﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﺴﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴﺔ ‪ ،‬ودورﻫم أ�ﻀﺎً‬

‫ﻓﻲ اﻟﺤض ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ �ﺎﻟﺸر�ﻌﺔ اﻹﻟﻬ�ﺔ‪0‬‬

‫‪ -17‬ﺸــﻬد اﻟﺴ ــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ ﻟﻬ ــذﻩ اﻷﺴ ــﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴــﺔ ‪ ،‬ﺒ ــﻞ وأﻴ ــدﻫﺎ ٕواﻗﺘــ�س ﻤﻨﻬ ــﺎ ‪ ،‬وك ــذﻟك‬ ‫اﻟرﺴــﻞ اﻷطﻬــﺎر‪ 0‬وﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟﺴــﺎ�ﻊ اﻟﻤــ�ﻼدي ﺸــﻬد اﻟﻘ ـرآن ﻟﻠﺘــوراة وﺼــﺤﺘﻬﺎ ‪ ،‬وأﻨﻬــﺎ كﺎﻨــت‬ ‫ﻤﺘ ــوﻓرة ﻟ ــدى اﻟﺸ ــﻌب اﻟﻴﻬ ــودي كﻤ ــﺎ رأﻴﻨ ــﺎ ﻤ ــن ﻗﺒ ــﻞ ‪ ،‬ﻤﻤ ــﺎ �ﻘط ــﻊ اﻟطر� ــق ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘ ــﺎﺌﻠﻴن أﻨﻬ ــﺎ‬ ‫‪- 81 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪81‬‬


‫ﺘﻌرﻀــت ﻟﻠﺘﺤر�ــﻒ " كﻴ ـ ـﻒ �ﺤكﻤوﻨــك وﻋﻨــدﻫم اﻟﺘــوراة ﻓﻴﻬــﺎ ﺤكــم ﷲ " )‬ ‫ﺘﻌرﻀــت ﻟﻠﻀــ�ﺎع أو ﱠ‬

‫اﻟﻤﺎﺌدة ‪0( 43‬‬

‫‪ -18‬ﻗﺎﻝ ﻴوﺴ�ﻔوس اﻟﻤؤرخ " ﻟ�س ﻟدﻴﻨﺎ ﻤن اﻟﻛﺘب ﻤـﺎ ﻻ �ﺤﺼـﻰ ‪ ،‬أو ﻴﺘﻨـﺎﻗض �ﻌﻀـﻬﺎ‬

‫�ﻌﻀﺎً ‪ ،‬وكﻞ ﻤﺎ ﻟدﻴﻨﺎ إﺜﻨﺎن وﻋﺸرون كﺘﺎ�ﺎً ﺘﺤوي ﺴﺠﻼً كﺎﻤﻼً ﻋـن اﻷزﻤﻨـﺔ اﻟﻘد�ﻤـﺔ ﻨـؤﻤن ﺒﻬـﺎ‬ ‫ﻋن ﺤق‪ 0‬وﻟﻘد ُكﺘﺒت ﺴﺠﻼت كﺜﻴرة ﻤﻨذ أ�ـﺎم اﻟﻤﻠـك أﺤﺸـو�روش ﺤﺘـﻰ ﻴوﻤﻨـﺎ ﻫـذا ‪ ،‬إﻻﱠ أﻨﻨـﺎ ﻻ‬ ‫ﻨﺴﺘط�ﻊ أن ﻨﺘﺨـذ ﻤﻨﻬـﺎ ﻤرﺠﻌـﺎً ﻟﻨـﺎ ﻷن ﻫـذﻩ اﻟﻛﺘﺎ�ـﺎت ﻟـم ﺘﺼـﻞ إﻟﻴﻨـﺎ ﻨﻘـﻼً ﻋـن ﻨﺒـﻲ إﻟـﻰ آﺨـر ‪،‬‬

‫وﻤﻨذ أﺠ�ﺎﻝ ﻋدﻴدة ﻟم ﻴﺠﺴر أﺤد أن �ﻀﻴﻒ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻛﺘب أو �ﺤذف ﻤﻨﻬﺎ أو ﻴﺜﻴﱡر ﻓﻴﻬﺎ ﺸﻴﺌﺎً‬

‫ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻌﺘﺒر ﺤﺎو�ﺔ ﺘﻌﺎﻟ�م ﺴﻤﺎو�ﺔ ﻻ ر�ب ﻓﻲ أﻨﻬﺎ ﻤن وﺤﻲ ﷲ ‪ ،‬وﻗد ُكﺘﺒت ﺠﻤ�ﻌﻬـﺎ ﻓـﻲ زﻤـن‬ ‫اﻷﻨﺒ�ــﺎء ﻓﻬــﻲ وﺤــدﻫﺎ اﻟﻤﻘﱠدﺴــﺔ واﻟﺘــﻲ ﻻ ﺘُﻨﺘﻬــك ﺤرﻤﺘﻬــﺎ " )‪ (1‬وﻟﻘــد أﺤﺼ ـﻰ ﻴوﺴــ�ﻔوس اﻷﺴــﻔﺎر‬ ‫‪F7‬‬

‫ﺒــﺈﺜﻨﻴن وﻋﺸـر�ن ﺴــﻔ اًر وذﻟــك ﻟـدﻤﺞ �ﻌــض اﻷﺴــﻔﺎر ﻤﻌـﺎً ‪ ،‬ﻓــﺎﻹﺜﻨﻰ ﻋﺸــر ﺴــﻔ اًر ﻟﻸﻨﺒ�ــﺎء اﻟﺼــﻐﺎر‬ ‫ُد ِﻤﺠ ـوا ﻓــﻲ ﺴــﻔر واﺤــد ‪ ،‬وﻋﻨــدﻤﺎ ﺨـ ﱠـرب ﺘــ�طس اﻟﻘﺎﺌــد اﻟروﻤــﺎﻨﻲ أورﺸــﻠ�م ﺴــﻨﺔ ‪ 70‬م إﺴــﺘﺄذن‬ ‫ﻴوﺴــ�ﻔوس ﻤــن ﺒــ�ﻼطس ﻟﻠﺤﺼــوﻝ ﻋﻠــﻰ اﻟﻨﺴــﺨﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤــدة ﻟﻸﺴــﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴــﺔ واﻟﺘــﻲ كﺎﻨــت ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻬ�كﻞ‪0‬‬ ‫‪ -19‬ﻤﻊ ﻨﻬﺎ�ﺔ اﻟﻘرن اﻷوﻝ ﺴﻨﺔ ‪90‬م إﺠﺘﻤـﻊ ﻤﺎ ﺘ�ﻘ ـﻰ ﻤن اﻟﻔر�ﺴﻴﻴن ﻓﻲ ﻤﺠﻤـﻊ " ﺠﻤﻴﻨـﺎ‬

‫" ﺠﻨــوب ﺸــرق �ﺎﻓــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟ�ﺤــر اﻟﻤﺘوﺴــط ‪ ،‬وﻗــد أﻨﺸــﺄوا �ﺎﻟﻘر�ــﺔ ﻤدرﺴــﺔ ﺒﻬــدف إﻨﻘــﺎذ اﻟﺘ ـراث‬ ‫اﻟﻴﻬــودي ﻤــن اﻟﻀــ�ﺎع ‪ ،‬وﻻﺴــ�ﻤﺎ أﻤــﺎم إﻤﺘــداد اﻟﻤﺴــ�ﺤ�ﺔ �ﻘــوة ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ ﺴــﻨﺔ ‪ 50‬م ﻗــرر اﻟر�ﻴــون‬

‫ﺒرﺌﺎﺴﺔ ﺤﻨﺎﻨ�ﺎ ﺒن زكـﺎ اﻷﺴـﻔﺎر اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ـﺔ ‪ ،‬وﺤـذروا كـﻞ ﻤـن ُﻴـدﺨﻞ ﺒﻴﺘـﻪ كﺘ�ـﺎً ﻏﻴـر ﻫـذﻩ اﻷﺴـﻔﺎر‬ ‫ﻓﺈﻨﻪ �ﺄﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴـﻪ وﻋﻠـﻰ ﺒﻴﺘـﻪ �ﺎﻟﺒﻠ�ـﺔ ) ﻤـدراش اﻟﺠﻤﻌـﺔ ‪ ) ( 12 : 12‬ارﺠـﻊ زكـﻲ ﻓﻠﺘـﺎؤوس‬ ‫– اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻋﺒر اﻟﻌﺼور ﺠـ ‪ 1‬ص ‪0( 68 ، 67‬‬

‫‪ -20‬أﻨﺸــﺄ اﻟﻴﻬــود اﻟﻤــدارس اﻟﺘــﻲ ﺘﻬــﺘم ﺒد ارﺴــﺔ اﻟﺘــوراة ﺒدﻗــﺔ ‪ ،‬ﻤﺜــﻞ ﻤدرﺴــﺔ طﺒر�ــﺔ اﻟﺘــﻲ‬

‫أُﻨﺸ ــﺌت ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــرن اﻟﺜ ــﺎﻨﻲ اﻟﻤ ــ�ﻼدي ‪ ،‬وﺸ ــﻬد اﻟﻘ ــد�س ﺠﻴ ــروم أﻨﻬ ــﺎ كﺎﻨ ــت ﻗﺎﺌﻤ ــﺔ ﺤﺘ ــﻰ اﻟﻘ ــرن‬

‫اﻟﺨﺎﻤس اﻟﻤ�ﻼدي ‪ ،‬وﻗد أﻗرت ﻗﺎﻨون اﻟﻨﺴﺎﺨﺔ ‪ ،‬ﻓﺤـددت ﻋـدد اﻟﺤﻘـوﻝ ﻓـﻲ اﻟﺼـﻔﺤﺔ ‪ ،‬وﻋـرض‬

‫ك ــﻞ ﺤﻘـ ـﻞ ) ﻋﻤ ــود ( ‪ ،‬وﻋ ــدد اﻟﺴ ــطور ﻓ ــﻲ ك ــﻞ ﺤﻘ ــﻞ ‪ ،‬وﻋ ــدد اﻟﻛﻠﻤ ــﺎت ﻓ ــﻲ ك ــﻞ ﺴ ــطر‪ 0‬ﺜ ــم‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺃ‪ 0‬ﺯﻛﻲ ﻓﻠﺘﺎﺅﻭﺱ – ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪46‬‬

‫‪- 82 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪82‬‬


‫ﺨﺼﺼت ﻟﺠﻨﺔ ﻟﻠﻤراﺠﻌﺔ واﻟﺘﺼﺤ�ﺢ واﻟﺤكم �ﻘﺒوﻝ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺠدﻴدة أو رﻓﻀﻬﺎ‪0‬‬

‫س‪ : 322‬ﻫﻞ دارت أﺤداث اﻟﺘوراة ﻓﻲ اﻟﺠز�رة اﻟﻌر��ﺔ كﻤﺎ زﻋم أﺤد اﻟﻛ ﱠﺘﺎب ؟‬ ‫�ﻘوﻝ كﻤﺎﻝ اﻟﺼـﻠﻴﺒﻲ أن إﺒـراﻫ�م ٕواﺴـﺤق و�ﻌﻘـوب ﻋﺎﺸـ ـوا ﻓـﻲ اﻟﺠز�ـرة اﻟﻌر��ـﺔ ) ارﺠـﻊ‬ ‫ﺨﻔﺎ�ﺎ اﻟﺘوراة وأﺴرار ﺸﻌب ﷲ ص ‪ ، 133 – 131‬ص ‪ ( 146 – 141‬كﻤﺎ �ﻘـوﻝ ﻋـن ﻗﺼـﺔ‬

‫ﻴوﺴــﻒ " �ﻤكﻨﻨــﺎ ﻓــﻲ اﻟواﻗــﻊ ‪ ،‬أن ﻨﺘﺘ�ــﻊ أﺤــداث اﻟروا� ـﺔ اﻟﺘوراﺘ�ــﺔ ﻟﻘﺼــﺔ ﻴوﺴــﻒ ﻋﻠــﻰ ﺨر�طــﺔ‬

‫ﻋﺴﻴر �كﻞ ﺴﻬوﻟﺔ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟروا�ـﺔ ﻤـن أﺴـﻤﺎء أﻤـﺎﻛن ﻤﺎ ازﻟـت ﻫﻨـﺎك ‪ 00‬ﻟـ�س ﻫﻨـﺎك ﻓـﻲ‬

‫اﻟروا�ــﺔ اﻟﺘوراﺘ�ــﺔ ﻟﻘﺼــﺔ ﻴوﺴــﻒ ‪ ،‬إذاً ‪ ،‬أي ﻟ ـ�س ﻤــن ﻨﺎﺤ�ــﺔ ﺠﻐراﻓﻴﺘﻬــﺎ إذا ﻨﺤــن إﻋﺘﺒرﻨــﺎ أﻨﻬــﺎ‬ ‫ﺘﺘﻌﻠق �ﺄرض ﺴﻌﻴر ‪ ،‬وﻟ�س �ﺄرض ﻓﻠﺴطﻴن وﻤﺼر وادي اﻟﻨﻴﻞ " )‪0(2‬‬ ‫‪F78‬‬

‫كﻤﺎ �ﻘوﻝ كﻤﺎﻝ اﻟﺼﻠﻴﺒﻲ " أﻤﺎ ﻨﺤن ﻓﻘـد ﺘﺤﻘﻘﻨـﺎ ﻤـن ﺨـﻼﻝ ﺘﺤﻠﻴﻠﻨـﺎ ﻟﻘﺼـﺔ ﻴوﺴـﻒ �ـﺄن‬

‫أرض ﻤﺼ ـرا�م اﻟﺘــﻲ ﻨزﻟﻬــﺎ ﺒﻨــو إﺴ ـراﺌﻴﻞ وأﻗــﺎﻤوا ﺒﻬــﺎ ﻟــم ﺘﻛــن �ــﻼد ﻤﺼــر اﻷم ‪ ،‬ﺒــﻞ اﻟﻤﺴــﺘﻌﻤرة‬

‫اﻟﻤﺼر�ﺔ اﻟﻘد�ﻤﺔ اﻟﻤﻌروﻓﺔ �ﺎﺴم ﻤﺼرا�م ‪ ،‬وﻫـﻲ اﻵن ﻗر�ـﺔ اﻟﻤﺼـرﻤﺔ �ﺤـوض وادي ﺒ�ﺸـﺔ ﻤـن‬

‫داﺨــﻞ ﻋﺴــﻴر " )‪ (1‬وأ�ﻀـﺎً �ﻘـوﻝ كﻤــﺎﻝ اﻟﺼــﻠﻴﺒﻲ �ــﺄن ﺒﻨــﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ ﺨرﺠـوا ﻤــن اﻟﺠز�ـرة اﻟﻌر��ــﺔ‬ ‫إﻟﻰ اﻟ�ﻤن " و�ﻌد أن أذن اﻟﻤﺼر�ون ﻟﻠﻌﺒراﻨﻴﻴن �ﺎﻟﺨروج ﻤن أرﻀﻬم ‪ ،‬ﺤﺎوﻝ ﻫؤﻻء أن ﻴﺘﺠﻬـوا‬ ‫‪F79‬‬

‫ﻨﺤــو اﻟ�ﻤﺎﻤ ــﺔ ﻋ ــن طر� ــق اﻟﺨﻤﺎﺴــﻴن ﺒـ ـوادي اﻟدواﺴ ــر ‪ ،‬ﻓوﺠ ــدوا ﻫــذا اﻟطر� ــق ﻤﻘﻔـ ـﻼً أﻤ ــﺎﻤﻬم ‪،‬‬

‫ﻓﺎﺘﺠﻬوا ﻤن ﺠوار اﻟﺨﻤﺎﺴﻴن ﻨﺤو اﻟﺠﻨوب ﻓـﻲ ﻤﺤﺎوﻟـﺔ ﺜﺎﻨ�ـﺔ ﻟﻠوﺼـوﻝ إﻟـﻰ اﻟ�ﻤﺎﻤـﺔ ﻋـن طر�ـق‬ ‫وادي ﺤﺒوﻨﺎ ‪ ،‬وﻟﺤق ﺒﻬم اﻟﻤﺼر�ون إﻟﻰ ﻫﻨﺎك ﻟ�ﻤﻨﻌوﻫم ﻤن اﻟﺨروج ﻋن ﻫذا اﻟطر�ـق أ�ﻀـﺎً ‪،‬‬ ‫وﻟﻛن اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن كﺎﻨوا ﻗد ﺘﻤكﻨوا ﻤن اﻟﺨروج ﻤـن ﻫﻨـﺎك ﻗﺒـﻞ وﺼـوﻝ اﻟﻤﺼـر�ﻴن‪ 0‬وكـﺎن اﻟطﻘـس‬

‫ﻤﻤط اًر آﻨذاك ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺒدو ‪ ،‬وﻓوﺠﺊ اﻟﻤﺼر�ون وﻫم ﻓﻲ طر�ق ﻋودﺘﻬم ﻤن وادي ﺤﺒوﻨﺎ �ﺴﻴﻞ‬

‫ﻋظ�م أﻫﻠـك أﻋـداداً ﻤـﻨﻬم ‪ 00‬وكـﺎن ﻤوﺴـﻰ ﻋﻠـﻰ ﻋﻠـم �ـﺎﻷﻤر ‪ ،‬ﻓﻠـم �ﺴـﺘﻤر ﻓـﻲ اﻹﺘﺠـﺎﻩ �ﺸـﻌ�ﻪ‬ ‫ﻨﺤو اﻟ�ﻤﺎﻤﺔ ‪ 00‬ﻓﺎﺘﺠﻪ ﺒﻬم ﺠﻨو�ﺎً ﻤن �ﻼد �ﺎم إﻟـﻰ داﺨـﻞ اﻟـ�ﻤن ‪ 0‬ﺜ ـم ﻋـرج ﺒﻬـم ﻨﺤـو اﻟﺸـﻤﺎﻝ‬ ‫ﺤﺘـﻰ وﺼـﻠوا إﻟـﻰ ﻤﻨطﻘـﺔ ﺠﻴـزان �ـﺄرض ﺘﻬﺎﻤـﺔ "‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪F80‬‬

‫ﺒـﻞ أﻛﺜـر ﻤـن ﻫـذا إن كﻤـﺎﻝ اﻟﺼـﻠﻴﺒﻲ ﻗــﺎﻝ‬

‫�ــﺄن ﺠﻨــﺔ ﻋــدن كﺎﻨــت ﻓــﻲ اﻟﺠز� ـرة اﻟﻌر��ــﺔ ‪ ،‬وأن آدم ﻋــﺎش ﻓــﻲ ﻤﻨطﻘــﺔ ﺠﺒــﻞ آدم �ــﺎﻟ�ﻤن إﻟــﻰ‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺧﻔﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭ ﺷﻌﺐ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺹ ‪163 ، 159‬‬ ‫ﺧﻔﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭ ﺷﻌﺐ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺹ ‪213‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪263 ، 262‬‬

‫‪- 83 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪83‬‬


‫اﻟﺠﻨوب ﻤن ﺼﻨﻌﺎء ) راﺠﻊ ﺨﻔﺎ�ﺎ اﻟﺘوراة وأﺴرار ﺸﻌب إﺴراﺌﻴﻞ ص ‪0( 43 ، 28‬‬ ‫ج ‪ :‬دار كﺘﺎب " ﺨﻔﺎ�ـﺎ اﻟﺘـوراة وأﺴـرار ﺸـﻌب إﺴـراﺌﻴﻞ " ﻟﻛﺎﺘ�ـﻪ كﻤـﺎﻝ اﻟﺼـﻠﻴﺒﻲ ﺤـوﻝ ﻤوﻀـوع‬ ‫واﺤد ‪ ،‬وﻫو أن أﺤداث اﻟﺘوراة دارت ﻓﻲ اﻟﺠز�رة اﻟﻌر��ﺔ ‪ ،‬ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻋﺎش إﺒراﻫ�م وﻤن �ﻌدﻩ إﺴﺤق‬

‫و�ﻌﻘــوب و�وﺴــﻒ وﺸــﻌب ﺒﻨــﻲ إﺴ ـراﺌﻴﻞ ‪ ،‬وأﺨــذ ﻤﻨــﻪ �ﻌــض اﻟﻛﺘﱠــﺎب ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﻋﺎرﻀــﻪ اﻟﻛﺜﻴــرون‬

‫ﻟﻸﺴ�ﺎب اﻵﺘ�ﺔ ‪:‬‬

‫‪�ُ -1‬ﺴــﻘط كﻤــﺎﻝ اﻟﺼــﻠﻴﺒﻲ ﻤــن اﻋﺘ�ــﺎرﻩ كــﻞ ﻤــﺎ ﻗــﺎم �ــﻪ ﻋﻠﻤــﺎء اﻵﺜــﺎر ﻓــﻲ أرض ﻓﻠﺴــطﻴن ‪،‬‬ ‫وﻤطﺎ�ﻘﺔ ﻤﺎ وﺼﻠوا إﻟ�ﻪ ﻤن إﻛﺘﺸﺎﻓﺎت أﺜر�ﺔ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﺘوراة‪0‬‬

‫‪�ُ -2‬ﺴﻘط كﻤﺎﻝ اﻟﺼﻠﻴﺒﻲ ﻤن اﻋﺘ�ﺎرﻩ كﻞ اﻟﺠﻬود اﻟﺘﻲ ﻗـﺎم ﺒﻬـﺎ ﻋﻠﻤـﺎء اﻟﻠﻐـﺎت اﻟﻘد�ﻤـﺔ ‪ ،‬وكـﻞ‬ ‫ﺠﻬود ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺘﺎر�ﺦ ‪ ،‬اﻟذﻴن أﻛدوا ﻋﻠﻰ أن أﺤداث اﻟﺘـوراة ﺘﻤـت ﻓـﻲ ﻓﻠﺴـطﻴن وﻟـ�س �ـﻼد‬ ‫اﻟﻐرب‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻟــو كﺎﻨــت اﻟﺴــﺠﻼت اﻷﺸــور�ﺔ واﻟﻤﺼ ـر�ﺔ ﺘﺘﺤــدﺜﺎن ﻋــن اﻟﺠز� ـرة اﻟﻌر��ــﺔ ‪ ،‬وﻗــد ُﻓ ِﻬــم ﺨطــﺄ‬ ‫أﻨﻬــﺎ ﺘﺘﺤــدث ﻋــن �ــﻼد اﻟﺸــﺎم ‪ ،‬ﻓــﺄﻴن اﻟﺴــﺠﻼت اﻷﺸــور�ﺔ واﻟﻤﺼـر�ﺔ اﻟﻠﺘــﺎن ﺘﺘﺤــدﺜﺎن ﻋــن‬

‫�ــﻼد اﻟﺸــﺎم ؟! وﻤــن �ﻘــدر أن �ﻐﻔــﻞ أﻫﻤ�ــﺔ �ــﻼد اﻟﺸــﺎم �ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻵﺸــور وﻤﺼــر وﻫــﻲ أﻛﺜــر‬

‫كﺜﻴ اًر ﻤن �ﻼد اﻟﺠز�رة اﻟﻌر��ﺔ ؟!‬

‫‪ -4‬ﻟﻘﻞ ﻨﻘﻞ كﻤﺎﻝ اﻟﺼﻠﻴﺒﻲ ﻟ�س ﺘﺎر�ﺦ اﻟﻴﻬـود ﻓﻘـط ﺒـﻞ وﺘـﺎر�ﺦ كـﻞ اﻟﺸـﻌوب اﻟﻤﺤ�طـﺔ ﺒﻬـم ‪،‬‬

‫اﻟﻌﻤوﻨﻴﻴن إﻟﻰ ﻏرب اﻟﺠز�ـرة اﻟﻌر��ـﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﺘـﺎر�ﺦ‬ ‫اﻷرﻤﻴﻴن واﻟﻤوآﺒﻴﻴن و‬ ‫ﻤﺜﻞ اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻴﻴن و ا‬ ‫ّ‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﺸﻌوب اﻟﻘد�ﻤﺔ ﺜﺎﺒت ﻓﻲ ﻤﻨطﻘﺔ ﻤﺼر واﻟﻬﻼﻝ اﻟﺨﺼﻴب‪0‬‬

‫‪ -5‬ﺨﺎﻟﻒ كﻤﺎﻝ اﻟﺼﻠﻴﺒﻲ اﻟﻘرآن اﻟذي أوﻀﺢ �ﺄﺠﻠﻰ ﺒ�ﺎن أن ﻗﺼﺔ ﻴوﺴﻒ ﺤدﺜت ﻓﻲ ﻤﺼر‬ ‫‪ ،‬وكذﻟك إﻗﺎﻤﺔ ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ‪ ،‬وﺨروﺠﻬم ﻋﻠـﻰ ﻴـد ﻤوﺴـﻰ اﻟﻨﺒـﻲ ‪ ،‬كﻤـﺎ رأﻴﻨـﺎ ﻓـﻲ س ‪278‬‬

‫ﻤن إﻗﺘ�ﺎﺴﺎت اﻟﻘرآن ﻤن اﻟﺘوراة‪0‬‬

‫‪ -6‬ﻤن اﻟﺜﺎﺒت ﺘﺎر�ﺨ�ـﺎً أن ﻤﻌركـﺔ ﻗـﺎدش ﺴـﻨﺔ ‪ 1286‬ق‪0‬م ﻗـد دارت رﺤﺎﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻀـﻔﺔ ﻨﻬـر‬

‫اﻟﺤﺜﻴ ـﻴن ‪ ،‬وﻗــد إﻨﺘﺼــر‬ ‫اﻟﻌﺎﺼــﻲ ﺒــﻴن رﻤﺴــ�س اﻟﺜــﺎﻨﻲ ) ‪ 1224 – 1290‬ق‪0‬م ( و�ــﻴن‬ ‫ّ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ رﻤﺴ�س اﻟﺜﺎﻨﻲ ‪� ،‬ﺎﻟرﻏم ﻤن أن اﻟﺤﺜﻴﻴن كـﺎﻨوا ﻗـد أرﺴـﻠوا ﺠﺎﺴوﺴـﻴن ﻟرﻤﺴـ�س اﻟﺜـﺎﻨﻲ‬

‫اﻟﺤﺜﻴ ـﻴن �ﻌﺴــكر ﻓــﻲ اﻟﺸــﻤﺎﻝ ﻓــﻲ " ﺘرﻨﻴــب " ) ﺤﻠــب ( ﻷﻨــﻪ‬ ‫ﻓﺨدﻋـ ـﺎﻩ ‪ ،‬وأﺒﻠﻐــﺎﻩ أن ﻤﻠــك‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﺤﻴﺜﻴ ـﻴن ﺘــدق أﺒ ـواب‬ ‫ﻴﺨﺸــﻰ ﻟﻘــﺎء ﻓرﻋــون ﻤﺼــر رﻤﺴــ�س اﻟﺜــﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ كﺎﻨــت ﺠﻴــوش‬ ‫ّ‬ ‫‪- 84 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪84‬‬


‫اﻟﻤﻌرك ــﺔ ‪ ،‬وﻤ ــﻊ ﻫ ــذا ﻓﺈﻨ ــﻪ �ﻔﻀ ــﻞ ﺸ ــﺠﺎﻋﺔ رﻤﺴ ــ�س اﻟﺜ ــﺎﻨﻲ ٕواﻗداﻤ ــﻪ إﺴ ــﺘطﺎع أن �ﺤ ــرز‬ ‫اﻟﻨﺼ ـ ـ ـرة ﻋﻠـ ـ ــﻴﻬم ‪ ،‬وأﻟﻘـ ـ ــﻰ ﺒﺠﺜـ ـ ــﺜﻬم ﻓـ ـ ــﻲ ﻨﻬـ ـ ــر اﻟﻌﺎﺼـ ـ ــﻲ ‪ٕ ،‬واﺴـ ـ ــﺘﻤرت اﻟﻤﻨﺎوﺸـ ـ ــﺎت ﺒـ ـ ــﻴن‬ ‫اﻹﻤﺒ ارط ــور�ﺘﻴن ﻟﻤ ــدة ﺴ ــﺘﺔ ﻋﺸ ــر ﺴ ــﻨﺔ إﻨﺘﻬ ــت �ﻌﻘ ــد ﻤﻌﺎﻫ ــدة ﺒﻴﻨﻬﻤ ــﺎ ‪ ،‬وﻗ ــد ﺘ ــم إﻛﺘﺸ ــﺎف‬

‫ﻨﺴـﺨﺘﻴن ﻤــن اﻟﻤﻌﺎﻫــدة إﺤـدﻫﻤﺎ �ﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻟﺤﻴﺜ�ــﺔ ﻓــﻲ ﻤدﻴﻨـﺔ " ﺤﺎﺘوﺴــس " ﻋﺎﺼــﻤﺔ اﻟﺤﻴ ّﺜﻴـﻴن‬

‫ﺤﻴﻨـ ــذاك ‪ ،‬واﻟﺜﺎﻨ�ـ ــﺔ ُﺴـ ــﺠﻠت ﻨﻘﺸ ـ ـﺎً ﻋﻠـ ــﻰ ﺠـ ــدار ﻤﻌﺒـ ــد أﻤـ ــون ﻓـ ــﻲ طﻴ�ـ ــﺔ �ﻤﺼـ ــر �ﺎﻟﻠﻐـ ــﺔ‬ ‫اﻟﻬﻴروﻏﻠ�ﻔ�ــﺔ ‪ ،‬وأﻋﻘــب ﻫــذﻩ اﻟﻤﻌﺎﻫــدة زواج رﻤﺴــ�س اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﻤــن " ﺤﺎﺘوﺸــﻴﻠﻲ " إﺒﻨــﺔ ﻤﻠــك‬

‫اﻟﺤﻴﺜﻴﻴن ) راﺠﻊ ﻓراس اﻟﺴـواح – اﻟﺤـدث اﻟﺘـوراﺘﻲ واﻟﺸـرق اﻷدﻨـﻰ اﻟﻘـد�م ص ‪69 – 66‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪0‬‬

‫‪ -7‬ﻤـن اﻟﻨﺼـوص اﻷدﺒ�ـﺔ اﻟﻤﺼـر�ﺔ رﺴـﺎﻟﺔ كﺎﺘـب اﻟﻘﺼـر اﻟﻤﻠﻛـﻲ واﻟـذي �ﻌـد �ﻤﺜﺎ�ـﺔ ﺴــكرﺘﻴر‬ ‫ﺨﺎرﺠ�ﺔ ‪ ،‬و�دﻋﻰ " أﻤﻴن – رام – أو�ت " و�وﺠﻪ ﻫـذﻩ اﻟرﺴـﺎﻟﺔ إﻟـﻰ ﻤوظـﻒ رﺴـﻤﻲ ﺘﺤـت‬

‫اﻟﺘــدر�ب ﻴﺘﻬ�ــﺄ ﻟﻠﺴــﻔر ﺨــﺎرج أ ارﻀــﻲ اﻟﻤﻤﻠﻛــﺔ ‪ ،‬ﻓ�ﺤدﺜــﻪ ﻋــن ﺠﻐراﻓ�ــﺔ �ــﻼد اﻟﺸــﺎم وﻤــدﻨﻬﺎ‬

‫وﻤواﻗﻌﻬﺎ اﻟﺘ ـﻲ �ﻔﺘرض كﻤﺎﻝ اﻟﺼﻠﻴﺒﻲ أﻨﻬـﺎ ﺘﻘـﻊ ﻓـﻲ ﻏـرب اﻟﺠز�ـرة اﻟﻌر��ـﺔ ) ارﺠـﻊ ﻓـراس‬

‫اﻟﺴواح – اﻟﺤدث اﻟﺘوراﺘﻲ واﻟﺸرق اﻷدﻨﻰ اﻟﻘد�م ص ‪0( 72 – 69‬‬

‫‪ -8‬ﻤن أﻤﺜﻠﺔ إدﻋﺎءات كﻤـﺎﻝ اﻟﺼﻠﻴﺒﻲ اﻟﻛﺜﻴـرة أﻨـﻪ إدﻋـﻰ أن " ﺒﻴـت ﺸـﺎن " ) �ـش ‪11 : 17‬‬

‫‪ ،‬ﻗـ ــض ‪1 ، 27 : 1‬ﺼـ ــم ‪ 1 ، 10 : 31‬ﻤـ ــﻞ ‪ 1 ، 12 : 4‬أي ‪ ( 29 : 7‬ﻟ�ﺴـ ــت ﻓـ ــﻲ‬ ‫أرض ﻓﻠﺴطﻴن ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﺘﻤﺜﻞ ﻤﻨطﻘـﺔ " اﻟﺸﻴﻨﺔ " ﻓـﻲ ﻤﻨطﻘـﺔ اﻟطـﺎﺌﻒ �ـﺎﻟﺠز�رة اﻟﻌر��ـﺔ ‪ ،‬ﻓـرد‬ ‫ﻋﻠ�ـﻪ ﻓـراس اﻟﺴـواح ﻤﻌﻠﻘـﺎً ﻋﻠـﻰ اﻟﻨﺼـب اﻟﺘـذكﺎري اﻟـذي ﺘـم إﻛﺘﺸـﺎﻓﻪ ﻓـﻲ ﻓﻠﺴـطﻴن و�ﺤﻤــﻞ‬

‫أﺨ�ــﺎر إﻨﺘﺼــﺎر ﺴــﻴﺘﻲ اﻷوﻝ ﻋﻠــﻰ أﻋداﺌــﻪ اﻟــذﻴن ﺘﺠﻤﻌـوا ﻓــﻲ ﺒﻴــت ﺸــﺎن ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ " و�ــذﻟك‬

‫�ﻘدم ﻟﻨﺎ ﻨص ﺴﻴﺘﻲ اﻷوﻝ دﻟ�ﻼً ﻗﺎطﻌﺎً ﻤزدوﺠﺎً ‪ ،‬ﻓﻤدﻴﻨﺔ ﺒﻴت ﺸﺎن اﻟﺘوراﺘ�ﺔ ﻗد ﺘـم اﻟﻌﺜـور‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ أرض كﻨﻌ ـﺎن ‪ ،‬واﻟﺒﻴﻨ ـﺔ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻟ�ﺴـت أركﻴوﻟوﺠ�ـﺔ ) أﺜر�ـﺔ ( ﻓﺤﺴـب ﺒـﻞ وكﺘﺎﺒ�ـﺔ‬

‫أ�ﻀﺎً ‪ ،‬إذ �ظﻬر ﺒوﻀـوح إﺴـم اﻟﻤدﻴﻨـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻨص اﻟﻤكﺘﺸـﻒ ﺒـﻴن أﻨﻘﺎﻀـﻬﺎ ‪ ،‬وﻤـن ﻨﺎﺤ�ـﺔ‬ ‫أﺨــرى ﻴﺜﺒــت ﻫــذا اﻟــﻨص أن اﻟﺤﻤــﻼت اﻟﻤﺼ ـر�ﺔ كﺎﻨــت ﻤوﺠﻬــﺔ ﻨﺤــو ﺴــور�ﺔ وﻓﻠﺴــطﻴن ﻻ‬ ‫ﻨﺤ ــو ﻏ ــرب ﺸ ــ�ﻪ اﻟﺠز�ـ ـرة اﻟﻌر�� ــﺔ ‪ٕ ،‬واﻻﱠ كﻴ ــﻒ ﻴﺘ ــرك ﻓرﻋ ــون ﻤﺼ ــر ﺤﺠـ ـ اًر ﺘ ــذكﺎر�ﺎً ﻓ ــﻲ‬

‫ﻓﻠﺴطﻴن ﻴﺨﻠد ﻓ�ﻪ إﻨﺘﺼﺎر ﺤﱠﻘﻘﻪ ﻓﻲ " ﻋﺴﻴر " ) �ﺎﻟﺠز�رة اﻟﻌر��ـﺔ ( إﻀـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ذﻟـك ﻓﻘـد‬

‫ﺘم اﻟﻌﺜور ﻓﻲ ﻤوﻗﻊ ﺒﻴت ﺸﺎن ﻋﻠﻰ ﻨﺼـب ﺘـذكﺎري ﺜ ٍ‬ ‫ـﺎن ﺘركـﻪ ﺴـﻴﺘﻲ اﻷوﻝ ‪ 00‬ﻨﻔﻬـم ﻤﻨـﻪ‬ ‫‪- 85 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪85‬‬


‫أن اﻟﻔرﻋون ﻗد ﺼﱠد ﻫﻨﺎك ﻫﺠﻤﺎت اﻟﻌﺎﺒﻴرو اﻟﻘﺎدﻤﻴن ﻤن اﻷردن ‪ 0‬كﻤﺎ ُﻋﺜر ﻋﻠـﻰ ﺘﻤﺜـﺎﻝ‬ ‫ﻟﻠﻔرﻋ ــون " رﻤﺴ ــ�س اﻟﺜﺎﻟ ــث " وﻋﻠ ــﻰ ﻨ ــص ﺘرك ــﻪ أﺤ ــد اﻟﻘ ــﺎدة اﻟﻌﺴ ــكر�ﻴن ﻓ ــﻲ ﺤﻤﻠ ــﺔ ﻫ ــذا‬ ‫اﻟﻔرﻋون ﻀـد ﺸـﻌوب اﻟ�ﺤـر ‪� ،‬ﺤكـﻲ ﻋـن وﺼـوﻝ اﻟﺠـ�ش اﻟﻤﺼـري إﻟـﻰ ﺸـﻤﺎﻝ ﻓﻠﺴـطﻴن‬

‫ﺴﻌ�ﺎً وراء ﻓﻠوﻝ اﻟﻘوات اﻟﻤﺘراﺠﻌﺔ‪0‬‬

‫أﻤـــﺎم كـــﻞ ﻫـــذﻩ اﻟﺤﻘـــﺎﺌق اﻟﺘﺎر�ﺨ�ـ ــﺔ واﻷركﻴوﻟوﺠ�ـــﺔ ‪ ،‬ﻻ ﻨﺴـــﺘط�ﻊ اﻹﺘﻔـــﺎق ﻤـــﻊ كﻤـ ــﺎﻝ‬

‫وﺠ ـَد ﻤكﺎﻨﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻤوﻗــﻊ "‬ ‫اﻟﺼــﻠﻴﺒﻲ ﻓــﻲ ﻨﻘــﻞ " ﺒﻴــت ﺸــﺎن " إﻟــﻰ ﻏــرب اﻟﺠز�ـرة اﻟﻌر��ــﺔ ‪ ،‬ﺤﻴــث َ‬ ‫اﻟﺸـ ــﻴﻨﺔ " ﻓـ ــﻲ ﻤﻨطﻘـ ــﺔ اﻟطـ ــﺎﺌﻒ ) ص ‪ ( 210 – 209‬وﻻ ﻨﺴـ ــﺘط�ﻊ ﻤﺠﺎ ارﺘـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﻘـ ــوﻝ �ـ ــﺄن‬ ‫اﻟ�ﺎﺤﺜﻴن ﻓﻲ ﺸﺘﻰ اﻟﻤﺸـﺎرب ﻗـد أﺴـﺎؤوا ﺘﻔﺴـﻴر اﻟﺴـﺠﻼت اﻟطﺒوﻏراﻓ�ـﺔ اﻟﻤﺼـر�ﺔ ‪ ،‬وﻫـو ﻗـوﻝ ﻤـﺎ‬

‫رددﻩ ﻋﺒر كﺘﺎ�ﻪ " )‪0(1‬‬ ‫أﻨﻔك ُﻴ ّ‬ ‫‪ -9‬ﻤن أﻤﺜﻠﺔ إدﻋﺎءات كﻤﺎﻝ اﻟﺼﻠﻴﺒﻲ أ�ﻀﺎً أﻨﻪ إدﻋـﻰ �ـﺄن " كـركﻤ�ش ) ‪ 2‬أي ‪35‬‬ ‫‪F81‬‬

‫‪ ، 20 :‬أش ‪ ، 9 : 10‬أر ‪ ( 2 : 46‬ﻫﻲ " ﻗر – ﻗﻤﺎﺸﺔ " اﻟﺘﻲ ﺘﻘـﻊ ﻏ ـرب اﻟﺠز�ـرة اﻟﻌر��ـﺔ ‪،‬‬

‫ﻓــرد ﻋﻠ�ــﻪ ﻓ ـراس اﻟﺴ ـواح ﻗــﺎﺌﻼً " ﻴــﺘم ﻋﺒــور اﻟﻔ ـرات إذاً ﻤــن ﺒﻴــت ﻋــدﻴﻨﻲ ﻋﻠــﻰ اﻟﺠﻬــﺔ اﻟﺸ ـرﻗ�ﺔ‬ ‫ﻟﻠﻔـرات إﻟــﻰ كــركﻤ�ش اﻟواﻗﻌــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺠﻬــﺔ اﻟﻐر��ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻤــﺎ �ﺴــﺘﺘ�ﻊ أن ﺘﻛــون كــركﻤ�ش ﻫــذﻩ ﻫــﻲ‬

‫كركﻤ�ش اﻟﺸﺎم ‪ ،‬ﻷن " ﻗر – ﻗﻤﺎﺸﺔ " ﻏرب اﻟﻌر��ﺔ اﻟﺘﻲ وﺠدﻫﺎ اﻟﺼﻠﻴﺒﻲ ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟطـﺎﺌﻒ‬

‫)‪(2‬‬ ‫ـﺎﺒﻠﻴﻴن اﻟـواردة‬ ‫�ﺎﻟﺤﺠﺎز " ‪ " 00‬و�ﺴﺘﺘ�ﻊ ذﻟك أ�ﻀﺎً أن اﻟﻤواﺠﻬـﺔ ﺒـﻴن اﻟﻔرﻋـون " ﻨﻨﺨـو " واﻟ� ّ‬ ‫ﻓﻲ ﺴﻔر أﺨ�ﺎر اﻷ�ﺎم اﻟﺜﺎﻨﻲ ‪ 20 : 35‬وأﺸـﻌ�ﺎء ‪ 9 : 10‬وأرﻤ�ـﺎ ‪ 2 : 46‬ﻗـد ﺠـرت ﻋﻨـد ﻓـرات‬ ‫‪F82‬‬

‫وكركﻤ�ش اﻟﺸﺎم ﻻ ﻗرب اﻟطﺎﺌﻒ ﻓﻲ ﺠﻨوب اﻟﺤﺠﺎز "‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪F83‬‬

‫ﻨﻘ أر ﻓﻲ أرﻤ�ﺎ ‪ } 2 ، 1 : 46‬كﻠﻤـﺔ‬

‫اﻟرب ﺼﺎرت إﻟﻰ أرﻤ�ﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ اﻷﻤم ‪ 0‬ﻋن ﻤﺼر ﻋن ﺠ�ش ﻓرﻋون ﻨﺨو ﻤﻠك ﻤﺼر اﻟذي‬

‫كﺎن ﻋﻠﻰ ﻨﻬر اﻟﻔرات ﻓﻲ كركﻤ�ش اﻟذي ﻀر�ﻪ ﻨﺒوﺨذ راﺼر ﻤﻠك �ﺎﺒﻞ ‪0(4) { 00‬‬ ‫‪F84‬‬

‫س‪ : 323‬ﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﻤﻼﺤظﺎت اﻟﺘﻲ ﻴﺠب ﻤراﻋﺎﺘﻬﺎ ﻋﻨـد اﻟﺘﻌـرض ﻟﻠﻤﺸـكﻼت اﻟﻛﺘﺎﺒ�ـﺔ‬

‫؟‬

‫وكﺘـب اﻟﻌﻬـد‬ ‫ج ‪ُ -1 :‬كﺘﺒت ﻤﻌظم أﺴﻔﺎر اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م �ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺒر�ﺔ ‪ ،‬و�ﻌﻀﻬﺎ �ﺎﻷراﻤ�ـﺔ ‪ُ ،‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻲ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪64 ، 63‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪37‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪37‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪89‬‬

‫‪- 86 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪86‬‬


‫اﻟﺠدﻴــد �ﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ــﺔ ‪ ،‬وﺘــرﺠم اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس إﻟــﻰ آﻻف اﻟﻠﻐــﺎت ‪ ،‬ﻓﺄﺤ�ﺎﻨ ـﺎً ﺘظﻬــر �ﻌــض‬ ‫اﻟﺼ ــﻌو�ﺎت ﻓ ــﻲ �ﻌ ــض اﻟﺘرﺠﻤ ــﺎت ‪ ،‬وأﺤ�ﺎﻨـ ـﺎً ﺘﻛ ــون اﻟﺼ ــﻌو�ﺎت ﻓ ــﻲ اﻷﺼ ــوﻝ ‪ ،‬وﻟ ــذﻟك ﻤ ــن‬

‫اﻷﻓﻀﻞ ﻋﻨد ﻤواﺠﻬـﺔ ﺼـﻌو�ﺔ ﻤﻌﻴﻨـﺔ اﻟرﺠـوع ﻟﻸﺼـوﻝ اﻟﻌﺒر�ـﺔ واﻟﺘرﺠﻤـﺔ اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ـﺔ ﻟﻠﻌﻬـد اﻟﻘـد�م‬

‫ﻷﻨﻬــﺎ ﻤــن أﻗــدم وأدق اﻟﺘرﺠﻤــﺎت ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً اﻟرﺠــوع ﻟﻸﺼــوﻝ اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ــﺔ �ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻟﻠﻌﻬــد اﻟﺠدﻴــد ‪،‬‬

‫وﻟ�كن ﻟﻲ ﺜﻘﺔ كﺎﻤﻠﺔ �ﺄن اﻟﻛﺘﺎب ﻤﻌﺼوم ﺘﻤﺎﻤﺎً ﻓﻲ أﺼـوﻟﻪ ‪ ،‬وﻟـذﻟك �ﻘـوﻝ اﻟﺸـﻬﻴد ﻴوﺴـﺘﻴن ﻓـﻲ‬ ‫ﺒدا� ــﺔ اﻟﻘ ــرن اﻟﺜ ــﺎﻨﻲ ‪ ،‬وﻫ ــو ك ــﺎن أﻗ ــرب ﻟﻸﺼ ــوﻝ و�ﻔﻬ ــم ﻟﻐﺎﺘﻬ ــﺎ " إذا ﺒ ــدأ أن ﻫﻨ ــﺎك ﻨﺼوﺼـ ـﺎً‬

‫ﺘﺘﻌــﺎرض ﻤــﻊ أﺨــرى ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ‪ ،‬ﻓﺎﻷﻓﻀــﻞ أن أﻋﺘــرف أﻨﻨــﻲ ﻟــم أﻓﻬــم ﺠﻴــداً ﻤــﺎ ﻫــو‬ ‫ﻤكﺘوب " )‪ (1‬وﻗﺎﻝ اﻟﻘد�س أﻏﺴطﻴﻨوس " إن ﻤؤﻟﻔﺎت اﻟﻛﺘب اﻟﻤﻘﱠدﺴﺔ ﻫذﻩ اﻟﺘﻲ ﺘُﻌرف �ﺎﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ‬ ‫‪F85‬‬

‫ﻫﻲ ﻓﻘط اﻟﺘـﻲ ﺘﻌﻠﻤـت أن أﻋطﻴﻬـﺎ إﻨﺘ�ﺎﻫـﺎً ٕواﺤﺘ ارﻤـﺎً كﺈﻋﺘﻘـﺎدي اﻟﺠـﺎزم �ﺄﻨـﻪ ﻟـ�س ﻫﻨـﺎك أﺤـد ﻤـن‬ ‫كﺘﺎﺒﻬﺎ ﻗد أﺨطﺄ ‪ 0‬ﻓﻌﻨـدﻤﺎ أﻟﺘﻘـﻲ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﻛﺘـب ﺒـدﻋوى ﺘﺒـدو ﻤﻨﺎﻗﻀـﺔ ﻟﻠﺤﻘ�ﻘـﺔ ‪ ،‬ﻓـﺈﻨﻨﻲ ﻋﻨدﺌـذ‬

‫ﻻ أﺸــك ﻓــﻲ أن ‪ 00‬اﻟﻤﺘــرﺠم ﻟــم ﻴﺘــرﺠم اﻟــﻨص اﻷﺼــﻠﻲ �ﺸــكﻞ ﺼــﺤ�ﺢ ‪ ،‬أو أن ﻤﻘــدرﺘﻲ ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻟﻔﻬم ﺘﺘﺴم �ﺎﻟﻀﻌﻒ " )‪0(2‬‬ ‫‪F86‬‬

‫‪� -2‬ﻌض اﻷﺸﺨﺎص ﻟﻬم أﻛﺜر ﻤن إﺴم وكذﻟك �ﻌض اﻟﻤدن واﻷﻤﺎﻛن ‪ ،‬ﻓﻴﺠب اﻟرﺠـوع‬

‫إﻟﻰ آراء اﻟدارﺴﻴن ﻓﻲ ﻫذا‪0‬‬

‫‪� -3‬ﺴﺘﺨدم اﻟﻛﺎﺘب أﺤ�ﺎﻨﺎً أﺴﻠوب اﻟﻤﺎﻀﻲ �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻷﻤـور ﻤﺴـﺘﻘﺒﻠ�ﺔ وذﻟـك ﻟﻠﺘﺄﻛﻴـد ﻋﻠـﻰ‬

‫أﻨﻬﺎ ﺴوف ﺘﺤدث ‪ ،‬ﻓﻴﺠب ﻤراﻋﺎة ذﻟك ‪ ،‬وﻗد ﺘﺸﻴر �ﻌـض اﻟﻨﺒـؤات إﻟـﻰ أﻤـور ﺴـﺘﻘﻊ ﻓـﻲ اﻟـزﻤن‬

‫اﻟﻘر�ــب ‪ ،‬وأﺨــرى ﺴــﺘﻘﻊ ﻓــﻲ اﻟــزﻤن اﻟ�ﻌﻴــد ‪ ،‬ﻤﺜﻠﻤــﺎ ﺘﺤــدث اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ ﻋــن ﻋﻼﻤــﺎت ﺨ ـراب‬

‫أورﺸــﻠ�م ﻓــﻲ ﻨﻔــس اﻹﺼــﺤﺎح ﻤــﻊ ﻋﻼﻤــﺎت ﻤﺠﻴﺌــﻪ اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﻓــﻲ إﻨﺠﻴــﻞ ﻤﻌﻠﻤﻨ ـﺎ ﻤﺘــﻰ اﻹﺼــﺤﺎح‬

‫اﻟرا�ﻊ واﻟﻌﺸر�ن واﻟﺨﺎﻤس واﻟﻌﺸر�ن‪0‬‬

‫‪� -4‬ﺤــوي اﻟﻛﺘــﺎب ﺘﺸــﺒﻴﻬﺎت ٕواﺴــﺘﻌﺎرات ورﻤــوز وﻤﺠــﺎز �ﻤــﺎ �ﺴــﺘﻠزم اﻟرﺠــوع إﻟــﻰ ﻗواﻋــد‬

‫اﻟﻠﻐﺔ واﻟ�ﻼﻏﺔ‪0‬‬

‫‪ -5‬دراﺴﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ُكﺘب ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻔر وﻤﺠر�ﺎت اﻷﻤور ﺤﻴﻨ ـذاك وﻤﻼ�ﺴـﺎت اﻟﻤوﻗـﻒ ‪،‬‬ ‫ﺘﺴﺎﻋدﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻔﻬم اﻷﻤور �ﺼورة أﻓﻀﻞ‪0‬‬

‫‪ -6‬ﻟ�س ﻤﻌﻨﻰ وﺠود ﺨﻼﻓﺎت ﺒﻴن اﻟﻛﺘﺎب وآراء �ﻌض اﻟﻨﻘﺎد أن ﻫؤﻻء اﻟﻨﻘﺎد ﻋﻠـﻰ ﺤـق‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺩ‪ 0‬ﺟﻮﺯﻳﻒ ﻣﻮﺭﻳﺲ ﻓﻠﺘﺲ – ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺹ ‪135‬‬ ‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺩ‪ 0‬ﻣﻮﺭﻳﺲ ﺑﻮﻛﺎﻱ – ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪57‬‬

‫‪- 87 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪87‬‬


‫‪ ،‬واﻟﻛﺘ ــﺎب ﻫ ــو اﻟﺨط ــﺄ ‪ ،‬ﻓطﺎﻟﻤ ــﺎ إﺨﺘﻠ ــﻒ اﻟﻨﻘ ــﺎد ﻓ�ﻤ ــﺎ ﺒﻴ ــﻨﻬم ‪ ،‬وﻟ ــذﻟك ﻴﺠ ــب اﻟﺜﻘ ــﺔ اﻟﻛﺎﻤﻠ ــﺔ ﻓ ــﻲ‬

‫ﻋﺼﻤﺔ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس‪0‬‬

‫‪ -7‬ﻋﻨد اﻟوﻗوف أﻤﺎم ﺼﻌو�ﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻴﺠب ﻤراﻋﺎة اﻷﻤور اﻵﺘ�ﺔ ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬ﺘﻔﺴﻴر اﻟﻨﺼوص اﻟﺼﻌ�ﺔ ﻓﻲ ﻀوء اﻟﻨﺼوص اﻟواﻀﺤﺔ اﻟﻤ�ﺎﺸرة ‪ ،‬وﻟ�س ﻓﻲ ﻀوء‬

‫اﻟﻨﺼوص اﻟﻐﺎﻤﻀﺔ‪0‬‬

‫ب‪ -‬ﻴﺠب ﻤراﻋﺎة أن رﺠﺎﻝ اﻟﻌﻬد اﻟﺠدﻴد كﺎﻨوا �ﻘﺘ�ﺴون ﻤن اﻟﻌﻬد اﻟﻘـد�م إﻗﺘ�ﺎﺴـﺎً ﺤرﻓ�ـﺎً ‪،‬‬

‫أو إﻗﺘ�ﺎﺴﺎً ﻀﻤﻨ�ﺎً �ﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ) ﻻﺴ�ﻤﺎ اﻟﻘد�س ﺒوﻟس (‪0‬‬ ‫ﺠـ‪ -‬ﻟم �ﺴـﺘﺨدم اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌﻠﻤ�ـﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼـﺔ واﻟﻤﺼـطﻠﺤﺎت اﻟﻌﻠﻤ�ـﺔ ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ‬ ‫إﺴﺘﺨدم ﻟﻐﺔ اﻟﺤ�ﺎة ﻏﻴر اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ‪0‬‬

‫د ‪ -‬إﺴﺘﺨدم اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس اﻷﻋداد أﺤ�ﺎﻨﺎً �ﺼورة دﻗ�ﻘﺔ ‪ ،‬وأﺤ�ﺎﻨﺎً �ﺼورة ﺘﻘر�ﺒ�ﺔ‪0‬‬ ‫‪ -8‬ﻋﻨدﻤﺎ ﻨﻘ أر ﻟﻠ�ﻌض ﻤﺜﻞ أﺤﻤد دﻴدات ﻓﻲ كﺘﺎ�ـﻪ " ﻫـﻞ اﻟﻛﺘ ـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس كﻠﻤـﺔ ﷲ ؟ "‬

‫أو د‪ 0‬ﷴ ﻋﻤــﺎرة ﻓــﻲ ﻤﻘﺎﻟــﻪ ﺒﺠر�ــدة اﻟﻤﺼــري أﻛﺘــو�ر ‪ 2007‬ﺘﺤــت ﻋﻨ ـوان " ﷴ ﻋﻤــﺎرة �ﺸــن‬

‫ﻫﺠوﻤﺎً ﻋﻠﻰ أﻗ�ﺎط اﻟﻤﻬﺠر ﻹﺜﺎرﺘﻬم اﻟﺸـﺒﻬﺎت ﺤـوﻝ اﻟﻘـرآن " ﺤﻴـث ﻴـﱠدﻋون أن اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس‬ ‫�ﺤوي ‪ 150‬أﻟﻒ ﺨطﺄ وﺘﻨـﺎﻗض ‪ ،‬ﻻ ﻨﻨـزﻋﺞ وﻻ ﻨﺘﻀـﺎﻴق ‪ ،‬ﺒـﻞ ﻴﺠـب إﺤكـﺎم اﻟﻌﻘـﻞ ‪ ،‬ﻓـﺈن كـﺎن‬ ‫اﻟﻛﺘ ـ ــﺎب اﻟﻤﻘـ ـ ـﱠدس �ﺤﺘ ـ ــوي ‪ 1345‬إﺼ ـ ــﺤﺎﺤﺎً ) اﻟﻌﻬ ـ ــد اﻟﻘ ـ ــد�م ك ـ ــﺎﻤﻼً �ﺎﻷﺴ ـ ــﻔﺎر اﻟﺘ ـ ــﻲ ﺤ ـ ــذﻓﻬﺎ‬

‫اﻟﺒروﺘﺴــﺘﺎﻨت ‪ 1085‬واﻟﻌﻬــد اﻟﺠدﻴــد ‪ 260‬إﺼــﺤﺎح ( ﻓﻬــﻞ ﻴوﺠــد أﻛﺜــر ﻤــن ‪ 110‬ﺨطــﺄ ﻓــﻲ كــﻞ‬

‫إﺼــﺤﺎح ‪ٕ ،‬واذا كــﺎن ﻫﻨــﺎك اﻟﻛﺜﻴــر ﻤــن اﻹﺼــﺤﺎﺤﺎت واﻟﻤزاﻤﻴــر ﺘﻘــﻞ كﻠﻤﺎﺘﻬــﺎ ﻋــن ﻫــذا اﻟﻌــدد ‪،‬‬ ‫ﻓﻬــﻞ ﻤﻌﻨــﻰ ﻫــذا أﻨــﻪ ُﻴوﺠــد أﻛﺜــر ﻤــن ﺨطــﺄ ﻓــﻲ اﻟﻛﻠﻤــﺔ اﻟواﺤــدة ؟!! ﻴﺠــب أن ﻨــدرك أن ﻫﻨــﺎك‬

‫ﻗــراءات ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ وﻟــ�س أﺨطــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ‪ ،‬ﻓﻨﺘﻴﺠــﺔ اﻟﻨﺴــﺎﺨﺔ ﻟﻤﺌــﺎت اﻟﺴــﻨﻴن ظﻬــرت‬

‫�ﻌض اﻹﺨﺘﻼﻓﺎت اﻟ�ﺴ�طﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺘـؤﺜر ﻋﻠـﻰ أي ﻋﻘﻴـ ـدة إ�ﻤﺎﻨﻴـ ـﺔ ‪ ،‬ﻓﻤـﺜﻼً إﺴـم " آﺴـﺎف " ورد‬

‫ﻓﻲ �ﻌض اﻟﻨﺴﺦ �ﺎﺴم " آﺴﺎ " ﻓﻔﻲ اﻟط�ﻌﺔ اﻟﺒﻴروﺘ�ﺔ " أﺒ�ﺎ وﻟـد آﺴـﺎ ‪ 0‬وآﺴـﺎ وﻟـد ﻴﻬوﺴـﺎﻓﺎط " )‬

‫ﻤت ‪ ( 8 ، 7 : 1‬ﻓﻬذﻩ ﺘﻌﺘﺒر ﻗراءة ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ وﻻ ﺘﺤﺘﺴـب �ﻘـراءة واﺤـدة ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ ﻷن اﻷﺴـم ﺘﻛـرر‬ ‫ﻤـرﺘﻴن وﺠــﺎء ﻫكــذا ﻓــﻲ ‪ 1000‬ﻤﺨطوطــﺔ ﻤــﺜﻼً ‪ ،‬ﻓﻌــدد اﻟﻘـراءات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻫﻨــﺎ ‪= 1000 × 2‬‬

‫‪ 2000‬ﻗراءة ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻻ ﻨﺴـﺘﻌﺠب ﻋﻨـدﻤﺎ ﻨﺴـﻤﻊ أن ﻫﻨـﺎك ﻗـراءات ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ �ـﺎﻵﻻف ﻻ‬

‫ﻨﻨزﻋﺞ ‪ ،‬ﻓﻼ واﺤدة ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻤس أي ﻋﻘﻴدة إ�ﻤﺎﻨ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺄي ﻋﻘﻴدة إ�ﻤﺎﻨ�ﺔ ﻻ ﺘﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ آ�ﺔ واﺤـدة‬ ‫‪- 88 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪88‬‬


‫‪ 0‬كﻤﺎ أن ﻤدرﺴـﺔ اﻟﻨﻘـد اﻷدﻨـﻰ ﺘﻌﻤـﻞ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻤﺠـﺎﻝ �ﺄﺴـﻠوب ﻋﻠﻤـﻲ ﻟﻛ�ﻤـﺎ ﺘﺼـﻞ إﻟـﻰ ﻀـ�ط‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻘراءات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋن طر�ق ﻤﻘﺎرﻨﺔ اﻷﺠ�ﺎﻝ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤن اﻟﻤﺨطوطﺎت ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً ﻤﻘﺎرﻨﺘﻬـﺎ‬ ‫ﻤﻊ إﻗﺘ�ﺎﺴﺎت اﻵ�ﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬و�ﺘم ﻤراﻋﺎة اﻷﻤور اﻵﺘ�ﺔ ﻓﻲ ﻀ�ط ﻫذﻩ اﻟﻘراءات ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬ﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﻘراءة اﻷﻗدم ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً اﻟﻤﻨﺴوﺨﺔ ﻤن ﻤﺨطوط أﻗدم‪0‬‬

‫ب‪ -‬ﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﻘراءة اﻷﻛﺜر ﺼﻌو�ﺔ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻨﻀﻤن أن اﻟﻨﺎﺴﺦ ﻟم ﻴﻠﺠﺄ إﻟﻰ إﺨﺘ�ﺎر أﻟﻔﺎظ‬

‫أﺴﻬﻞ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ اﻟﻘراءة واﻟﻔﻬم‪0‬‬

‫ﺠـ‪ -‬ﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﻘراءة اﻟﻤﺨﺘﺼرة ‪ ،‬ﻷن اﻟﻨﺎﺴﺦ ﻗد �ﻀﻴﻒ كﻠﻤﺔ ﺘوﻀ�ﺤ�ﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻴﺠـرؤ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺤذف ﺤرف واﺤد‪0‬‬

‫د – ﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﻘراءة اﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺸﻰ ﻤﻊ أﺴﻠوب اﻟﻛﺎﺘب وﻤﻊ اﻟﻤﻔردات اﻷﺨرى‪0‬‬ ‫ﻫـ‪ -‬ﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﻘراءة اﻷﻛﺜر إﻨﺘﺸﺎ اًر ﺠﻐراﻓ�ﺎً‪0‬‬

‫و ‪ -‬ﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﻘراءة اﻟﺘﻲ ﺘﺘواﻓق ﻤﻊ إﻗﺘ�ﺎﺴﺎت اﻵ�ﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ‪0‬‬ ‫) ارﺠ ــﻊ كﺘﺎﺒﻨ ــﺎ ‪ :‬أﺴ ــﺌﻠﺔ ﺤ ــوﻝ ﺼ ــﺤﺔ اﻟﻛﺘ ــﺎب اﻟﻤﻘـ ـﱠدس ص ‪ ، 191 – 188‬وك ــذﻟك‬ ‫ﻤدارس اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ 1‬ص ‪0( 78 – 75‬‬ ‫و�ﻘوﻝ " ﺠون ﺠﻠﻛرا�ﺴت " ‪ " 00‬ﻨﻌم ﻫﻨﺎك ﻗراءات ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ﻟﻠﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ‪ ،‬وﻨﺤـن‬

‫كﻤﺴ�ﺤﻴﻴن ﻨؤﻤن �ﺎﻟﻨزاﻫﺔ اﻟﺘﺎﻤﺔ ﻓﻲ كﻞ وﻗت ‪ ،‬وﻻ �ﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﻀﻤﻴرﻨﺎ أن ﻨﺘﺤﺎﺸﻰ اﻟﺤﻘﺎﺌق ‪00‬‬

‫وﻨﺤـن ﻻ ﻨـرى أن ﻫــذﻩ اﻟﻘـراءات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ﺘﺜﺒــت أن اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻗــد ﺘﻐﱠﻴـر ‪ 0‬إن أﺜرﻫـﺎ ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻟﻛﺘﺎب ﻗﻠﻴﻞ و�ﻤكن ﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ‪ ،‬و�ﻤكﻨﻨﺎ ﺒﺜﻘﺔ أن ﻨؤكـد أن اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس �ﺸـكﻞ ﻋـﺎم ﺴـﻠ�م وﻟـم‬

‫ﺘﻐﻴﻴر �ﺄي طر�ﻘﺔ "‪0‬‬ ‫�ﺤدث �ﻪ أي ّ‬

‫‪ -9‬أﻗوﻝ ﻷﺨوﺘﻲ ﻤن اﻟﻛﺘﱠﺎب اﻟﻤﺴﻠﻤﻴن ﻟﻤﺎذا ﺘﺘﻌﺠﺒون ﻤن اﻟﻘراءات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓـﻲ اﻟﻛﺘـﺎب‬

‫اﻟﻤﻘﱠدس وﺘدﻋون أﻨﻬﺎ أﺨطﺎء ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ُﻗ أر اﻟﻘرآن ﻋﻠﻰ ﺴ�ﻌﺔ أﺤرف ؟ ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﻗ أر ﻫﺸﺎم ﺒن ﺤك�م‬ ‫ﺴورة اﻟﻔرﻗﺎن �ﺼورة ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻤﺎ ﱠ‬ ‫ﺘﻌﻠﻤﻪ ﻋﻤـر ﺤـدﺜت ﻤﺸـﺎدة ﺒﻴﻨﻬﻤـﺎ ‪ٕ ،‬واﺤﺘﻛﻤـﺎ ﻟﻠرﺴـوﻝ ‪ ،‬اﻟـذي‬

‫أﻴﱠد ﻗراءة كـﻞ ﻤﻨﻬﻤـﺎ رﻏـم إﺨـﺘﻼف اﻟﻘـراءﺘﻴن ‪ ،‬ﻤوﻀـﺤﺎً ﻟﻬﻤـﺎ ‪ ،‬أن اﻟﻘـرآن ﻨـزﻝ �ﺴـ�ﻌﺔ أﺤـرف ‪،‬‬ ‫وﺠﺎء ﻓﻲ ﺼﺤ�ﺢ اﻟﺒﺨﺎري " ﺤدﺜﻨﺎ ﺴﻌد ﺒن ﻋﻔﻴر ‪ 00‬أن اﻟﺴـور ﺒـن ﻤﺨرﻤـﺔ وﻋﺒـد اﻟـرﺤﻤن ﺒـن‬

‫ﻋﺒــد اﻟﻘــﺎري ﺤــدﺜﺎﻩ أﻨﻬﻤــﺎ ﺴــﻤﻌﺎ ﻋﻤــر ﺒــن اﻟﺨطــﺎب �ﻘــوﻝ ﺴــﻤﻌت ﻫﺸــﺎم ﺒــن ﺤكــ�م �ﻘ ـ أر ﺴــورة‬ ‫اﻟﻔرﻗــﺎن ﻓــﻲ ﺤ�ــﺎة رﺴــوﻝ ﷲ ) ﺼــﻠﻌم ( ﻓﺎﺴــﺘﻤﻌت ﻟﻘراءﺘــﻪ ﻓــﺈذا ﻫــو �ﻘـ أر ﻋﻠــﻰ ﺤــروف كﺜﻴـرة ﻟــم‬ ‫‪- 89 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪89‬‬


‫�ﻘرﺌﻨﻴﻬﺎ رﺴوﻝ ﷲ ) ﺼﻠﻌم ( ﻓكدت أُﺴﺎورﻩ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻓﺘﺼﺒرت ﺤﺘﻰ ﱠ‬ ‫ﺴﻠم ‪ ،‬ﻓﻠﺒﱠﺒﺘﻪ ﺒرداﺌﻪ ‪،‬‬ ‫ﻓﻘﻠت ﻤن أﻗرأك ﻫذﻩ اﻟﺴورة اﻟﺘﻲ ﺴﻤﻌﺘك ﺘﻘ أر ‪ ،‬ﻗﺎﻝ أﻗ أرﻨﻴﻬـﺎ رﺴـوﻝ ﷲ ) ﺼـﻠﻌم ( ﻓﻘﻠـت كـذﺒت‬

‫أت ‪ ،‬ﻓﺎﻨطﻠﻘـت �ـﻪ أﻗـودﻩ إﻟـﻰ رﺴـوﻝ ﷲ )‬ ‫ﻓﺈن رﺴوﻝ ﷲ ) ﺼﻠﻌم ( ﻗد أﻗ أرﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴر ﻤﺎ ﻗر َ‬ ‫ﻓﻘﻠت ‪ :‬إﻨﻲ ﺴﻤﻌت ﻫذا �ﻘ أر �ﺴورة اﻟﻔرﻗﺎن ﻋﻠﻰ ﺤروف ﻟم ﺘﻘرﺌﻨﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻘـﺎﻝ رﺴـوﻝ ﷲ‬ ‫ﺼﻠﻌم ( ُ‬

‫) ﺼﻠﻌم ( أرﺴﻠﻪ ‪ ،‬أﻗ أر �ﺎﻫﺸﺎم ‪ ،‬ﻓﻘ أر ﻋﻠ�ﻪ اﻟﻘراءة اﻟﺘﻲ ﺴﻤﻌﺘﻪ �ﻘ أر ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ رﺴـوﻝ ﷲ ) ﺼـﻠﻌم‬

‫( كذﻟك أُﻨزﻟت‪ 0‬ﺜـم ﻗـﺎﻝ إﻗـ أر �ـﺎﻋﻤر ‪ ،‬ﻓﻘـرأت اﻟﻘـراءة اﻟﺘـﻲ أﻗ ارﻨـﻲ ‪ ،‬ﻓﻘـﺎﻝ رﺴـوﻝ ﷲ ) ﺼـﻠﻌم (‬

‫كذﻟك أُﻨزﻟت ‪ ،‬إن ﻫذا اﻟﻘرآن أُﻨزﻝ ﻋﻠﻰ ﺴ�ﻌﺔ ﺤروف " ) ﺼﺤ�ﺢ اﻟﺒﺨﺎري ﺠـ ‪ 3‬ص ‪، 226‬‬ ‫‪0( 227‬‬ ‫و�ﻘوﻝ " وﻟ�م كﺎﻤﺒﻞ " ﻤن أﻤﺜﻠﺔ اﻟﻘراءات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ﻓـﻲ ﺴـورة اﻟﻔﺎﺘﺤـﺔ " ﻓـﻲ اﻵ�ـﺔ ‪: 3‬‬

‫ِ​ِ‬ ‫ﻤﺎﻟك‬ ‫َﻤﺎﻟك ﻴوم اﻟدﻴن ‪ ،‬ﻗرﺌت َﻤﻠك ﻴوم اﻟدﻴن ‪ ،‬وﻗ أر أﺒو ﺤﻨ�ﻔﺔ َﻤَﻠ َك ﻴوم اﻟدﻴن ‪ ،‬وﻗ أر أﺒو ﻫر�رة َ‬ ‫وﻫﱠ�ــﺎك ‪ 00‬ﻓــﻲ اﻵ�ــﺔ ‪ 6‬أﻫــدﻨﺎ‬ ‫‪ 00‬ﻓــﻲ اﻵ�ــﺔ ‪ 5‬إﱠ�ــﺎك ﻗرﺌــت إ�ــﺎك ) ﺒﺘﺨﻔﻴــﻒ اﻟ�ــﺎء ( وأﱠ�ــﺎك ‪َ ،‬‬

‫اﻟﺼراط ﻗ أر ﻋﺒد ﷲ أرﺸدﻨﺎ ‪ ،‬واﻟﺼراط ﺘُﻛﺘب �ﺎﻟﺼﺎد و�ﺎﻟﺴـﻴن ‪ ،‬وﺼـراط اﻟـذﻴن أﻨﻌﻤـت ﻋﻠـﻴﻬم‬ ‫أﻨﻌﻤت ‪ 00‬ﻓﻲ اﻵ�ﺔ ‪ 7‬ﻏﻴر اﻟﻤﻐﻀوب ﻋﻠﻴﻬم وﻻ اﻟﻀﺎﻟﻴن ﻗ أر ﻋﻤر وﻋﻠﻰ‬ ‫ﻗ أر ﺒن ﻤﺴﻌود ﻤن‬ ‫َ‬

‫وﻏﻴر اﻟﻀﺎﻟﻴن ‪ 00‬وﻓﻲ آﺨر ﺴورة اﻟﻔﺎﺘﺤﺔ آﻤﻴن ‪ 0‬ﻗﺎﻝ أﺒو ﺤﻨ�ﻔﺔ أن اﻟواﺠب ﻋدم اﻟﺠﻬر ﺒﻬﺎ‬

‫‪ ،‬ﻷﻨﻬـﺎ ﻟ�ﺴـت ﻤـن اﻟﻘـرآن " ) ارﺠـﻊ اﻟﻘـرآن واﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻓـﻲ ﻨـور اﻟﺘـﺎر�ﺦ واﻟﻌﻠـم – اﻟﻔﺼــﻞ‬ ‫اﻟﺜﺎﻟث – اﻟﻘﺴم اﻟﺜﺎﻟث ( ‪0‬‬

‫�ﺸ ٍـر‬ ‫كﻤﺎ �ﻘوﻝ وﻟ�م كﺎﻤﺒﻞ أ�ﻀﺎً " ﻟﻨﺘﺄﻤﻞ آ�ﺔ ‪ 60‬ﻤن ﺴـورة اﻟﻤﺎﺌـدة } ﻗـﻞ ﻫـﻞ أُﻨﺒـﺌكم ّ‬

‫وﻋَﺒ ــد‬ ‫ﻤ ــن ذﻟ ــك ُﻤ َﺜو� ــﺔ ﻋﻨ ــد ﷲ ﻤ ــن ﻟﻌﻨـ ـﻪ ﷲُ وﻏﻀ ــب ﻋﻠ� ــﻪ وﺠﻌ ـ َـﻞ ﻤ ــﻨﻬم اﻟﻘ ـ َ‬ ‫ـردة واﻟﺨﻨ ــﺎز�ر َ‬ ‫اﻟطﺎﻏوت { ﻴﺒدو ﻤن اﻟﻘراءة اﻟﺴطﺤ�ﺔ أن اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻟﻠﻔﻌﻞ " َﻋَﺒَد " ﻫو ﷲ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻤن اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ‬

‫أن �ﻌﺒــد ﷲ اﻟﺼــﻨم اﻟﻤﻌــروف �ﺎﻟطــﺎﻏوت ‪ ،‬وﻫﻨــﺎك ‪ 19‬ﻗـراءة ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻟﻬ ـذﻩ اﻵ�ــﺔ ‪ :‬ﺴــ�ﻊ ﻤﻨﻬــﺎ‬

‫ﻟﻌﺒﻴـد ﺒـن ُﻋﻤﻴـر ‪ ،‬وواﺤـدة‬ ‫ﻹﺒن ﻤﺴﻌود ‪ ،‬وأر�ﻊ ﻷﺒﻲ ﺒن كﻌب ‪ ،‬وﺴـت ﻹﺒـن ﻋ�ـﺎس ‪ ،‬وواﺤـدة ُ‬ ‫ـﺎﻏوت ‪0‬‬ ‫ﻷﻨــس ﺒــن ﻤﺎﻟــك ‪ٕ 0‬واﻟ�ــك ﻗ ـراءات إﺒــن ﻤﺴــﻌود اﻟﺴــ�ﻊ ﻟﻬــذﻩ اﻵ�ــﺔ ‪ :‬وﻤــن َﻋَﺒــدوا اﻟطـ َ‬ ‫ِ‬ ‫وﻋِﺒ ـ ـ َـدت‬ ‫ـﺎﻏوت – َو َﻋُﺒ ـ ــد اﻟط ـ ـ ُ‬ ‫وﻋَﺒ ـ ـ َـد اﻟط ـ ـ ُ‬ ‫وﻋَﺒ ـ ـ َ‬ ‫وﻋُﺒ ـ ـ َـد اﻟﻀ ـ ــﺎﻏوت – ُ‬ ‫ـﺎﻏوت – ُ‬ ‫ـدة اﻟط ـ ــﺎﻏوت ‪ُ 0‬‬ ‫َ‬ ‫ـﺎﻏوت ‪ 00‬ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﻘـ ـراءات ُﺠﻌ ــﻞ اﻟﻔﻌ ــﻞ ﻓ ــﻲ ﺼ ــ�ﻐﺔ اﻟﺠﻤ ــﻊ ﻟ�ك ــون‬ ‫ـﺎﻏوت – ُﻋﱠﺒ ـ َـد اﻟط ـ َ‬ ‫اﻟط ـ ُ‬

‫وﺠﻌــﻞ اﻟﻔﻌــﻞ ﻓــﻲ ﺼــ�ﻐﺔ اﻟﻤﺒﻨــﻲ‬ ‫اﻟﻤﻌﻨــﻰ أن اﻟﻘــردة واﻟﺨﻨــﺎز�ر ﻫــم اﻟــذﻴن ﻋﺒــدوا اﻟطــﺎﻏوت ‪ُ ،‬‬ ‫‪- 90 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪90‬‬


‫ِ‬ ‫وﺠﻌﻞ ﻋﺒد إﺴﻤﺎً ﻟ�كون اﻟﻤﻌﻨﻰ أن اﻟﻘردة‬ ‫ﻟﻠﻤﺠﻬوﻝ ُﻟ� َ‬ ‫ﻌﺒد اﻟطﺎﻏوت ﻤن ﻗﺒﻞ اﻟﻘردة واﻟﺨﻨﺎز�ر ‪ُ ،‬‬ ‫واﻟﺨﻨــﺎز�ر ﻤــن َﻋَﺒــدة اﻟطــﺎﻏوت " ) اﻟﻘـرآن واﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻓــﻲ ﻨــور اﻟﺘــﺎر�ﺦ واﻟﻌﻠــم – اﻟﻔﺼــﻞ‬ ‫اﻟﺜﺎﻟث – اﻟﻘﺴم اﻟﺜﺎﻟث (‪0‬‬

‫‪- 91 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪91‬‬


‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻋﻠﻢ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‬ ‫ﻤﻨذ اﻟﻘرن اﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸر وﻗد أﻀﺤﻰ ﻟﻌﻠم اﻵﺜﺎر دو اًر �ﺎر اًز ﻓـﻲ ﺘﺄﻛﻴـد اﻟﺤﻘـﺎﺌق اﻟﻛﺘﺎﺒ�ـﺔ‬

‫‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺼﻞ ﻨﻠﻘﻲ اﻟﻀوء ﻗﻠ�ﻼً ﻋﻠﻰ �ﻌض اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ﺔ اﻟﺘﻲ ﻤﺤﻀت ودﺤﻀـت‬ ‫آراء اﻟﻨﻘد اﻟﻛﺘﺎﺒﻲ ﻓﻲ �ﻌض اﻟﺤﻘـﺎﺌق اﻟﻛﺘﺎﺒ�ـﺔ اﻟﺘـﻲ وردت ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ‪ ،‬ﻤﺜـﻞ اﻟطوﻓـﺎن ‪،‬‬

‫اﻟﺤﺜﻴــﻴن ‪،‬‬ ‫و�ــرج �ﺎﺒــﻞ ‪ ،‬وﺸﺨﺼــ�ﺔ إﺒ ـراﻫ�م اﻟﺘﺎر�ﺨ�ــﺔ ‪ ،‬وﻫــﻼك ﺴــدوم وﻋﻤــورة ‪ ،‬وﺤﻘ�ﻘــﺔ ﺸــﻌب‬ ‫ّ‬ ‫وأ�ﻀـ ـﺎً ﻨﺴ ــﺘﻌرض �ﻌ ــض اﻹﻛﺘﺸ ــﺎﻓﺎت اﻷﺜر� ــﺔ اﻟﺘ ــﻲ أﻛ ــدت كﺜﻴـ ـ اًر ﻤ ــن اﻟﺤﻘ ــﺎﺌق اﻟﻛﺘﺎﺒ� ــﺔ ﻤﺜ ــﻞ‬

‫إﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت أوﻏﺎر�ــت ‪ٕ ،‬وا�ــﻼ ‪ ،‬وﻤــﺎري ‪ ،‬وﻨــوزي ‪ ،‬وﻤﺠــدو ‪ ،‬وﺠــﺎزر ‪ ،‬وﺘــﻞ اﻟﻌﻤﺎرﻨــﺔ ‪ ،‬وأﺨﻴ ـ اًر‬ ‫ﻨﺴﺘﻌرض �ﻌض آراء ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺜﺎر ﻓ�ﻤﺎ آﺜﺎرﻩ أﺼﺤﺎب اﻟﻨﻘد اﻟﻛﺘﺎﺒﻲ ‪0‬‬

‫س‪ : 324‬ﻤﺘﻰ أﻀﺤﻰ ﻟﻌﻠم اﻵﺜﺎر دو اًر ﻓﻌﺎﻻً ﻓﻲ ﺘﺄﻛﻴد اﻟﺤﻘﺎﺌق اﻟﻛﺘﺎﺒ�ﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺤكم‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨظر�ﺎت اﻟﺨﺎطﺌﺔ ؟‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﻓﻲ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﻔرﻨﺴ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺼر ﺴﻨﺔ ‪1798‬م أﺤﻀر ﻨﺎﺒﻠﻴون ﻤﻌﻪ ﻨﺤو ﻤﺎﺌـﺔ ﻋ ِ‬ ‫ـﺎﻟم‬

‫‪ ،‬ﻓكﺘﺒوا اﻟﻛﺜﻴر ﻋن ﻋﺠﺎﺌب ﻤﺼرﻨﺎ وآﺜﺎرﻫﺎ ‪ ،‬كﻤﺎ ﻨﻘﻠوا ﻤﻌﻬم اﻟﻛﺜﻴر ﻤـن اﻟﻤﺨطوطـﺎت اﻟﻘد�ﻤـﺔ‬

‫وﺼور اﻵﺜﺎر ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ُدرﺴت ﻫذﻩ اﻷﻤور ﻓﻲ أور�ـﺎ ‪ ،‬أﺜـﺎرت اﻟﻔﻀـوﻝ ﻟﻺﻫﺘﻤـﺎم �ﺂﺜـﺎر اﻟﺸـرق‬ ‫وﻻﺴــ�ﻤﺎ ﻤﺼــر ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻤﻨﺘﺼــﻒ اﻟﻘــرن اﻟﺘﺎﺴــﻊ ﻋﺸــر ُﻓﺤﺼ ـت ﻤﻌﺎﺒــد وﻗﺒــور ﻗــدﻤﺎء اﻟﻤﺼ ـر�ﻴن‬

‫�ﻤﻌرﻓﺔ ﺸﺎﻤﺒﻠﻴون وروزﻟﻴﻨﻲ ‪ ،‬و�دأ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻔرﻨﺴﻴون ﻴﺘـﺎ�ﻌون ﺘﻨﻘﻴ�ـﺎﺘﻬم ﺨـﻼﻝ ﺨﻤﺴـﻴن ﻋﺎﻤـﺎً ‪،‬‬ ‫و�ﻘــوﻝ ﻓـراس اﻟﺴـواح إﻨــﻪ ﻗﺒــﻞ ﺤﻤﻠــﺔ ﻨــﺎﺒﻠﻴون ﻋﻠــﻰ ﻤﺼــر كﺎﻨــت ﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻨــﺎ ﻋــن اﻟﺸــرق اﻷدﻨــﻰ‬

‫اﻟﻘــد�م ﺘﻌﺘﻤــد ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﺼــﺎدر اﻹﻏر�ﻘ�ــﺔ واﻟروﻤﺎﻨ�ــﺔ �ﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻟﺘــوراة‪ 0‬وﻟﻛــن ﺤﻤﻠــﺔ ﻨــﺎﺒﻠﻴون‬

‫إﺴ ــﺘطﺎﻋت ﺤ ــﻞ رﻤ ــوز اﻟﻛﺘﺎ� ــﺎت اﻟﻬﻴروﻏﻠ�ﻔ� ــﺔ اﻟﻤﺼـ ـر�ﺔ ‪ ،‬واﻟﺤﺜ� ــﺔ ‪ ،‬واﻟﻤﺴ ــﻤﺎر�ﺔ اﻟﺴ ــوﻤر�ﺔ ‪،‬‬

‫واﻷﻛﺎد�ــﺔ ‪ ،‬واﻵﺸــور�ﺔ ‪ ،‬واﻷوﻏﺎر�ﺘ�ــﺔ ‪ ،‬واﻵراﻤ�ــﺔ ‪ ،‬وﺨــﻼﻝ ﻗــرن وﻨﺼــﻒ ﺒــذﻝ ﻋﻠﻤــﺎء اﻵﺜــﺎر‬ ‫واﻟﺘــﺎر�ﺦ واﻟﻠﻐــﺎت ﺠﻬــد ارﺌــﻊ ﻟﻠﻛﺸــﻒ ﻋــن ﺤﻀــﺎرات ذﻟــك اﻟﺸــرق اﻷدﻨــﻰ اﻟﻘــد�م ) ارﺠــﻊ اﻟﺤــدث‬

‫اﻟﺘوراﺘﻲ واﻟﺸرق اﻷدﻨﻰ اﻟﻘد�م ص ‪ ( 29‬ﺜم ﺒدأت أﻟﻤﺎﻨ�ﺎ ﺘﻬﺘم �ﺎﻹﻛﺘﺸـﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ـﺔ ﻓـﻲ ﻤﺼـر‬

‫‪ ،‬وﻓــﻲ ﺴــﻨﺔ ‪1883‬م ﺘﺄﺴﺴــت اﻟﺠﻤﻌ�ــﺔ اﻹﻨﺠﻠﻴز�ــﺔ ﻟﻠﻤﺼـر�ﺎت ٕواﻨﻀــم ﻟﻠﻌﻠﻤــﺎء اﻹﻨﺠﻠﻴــز �ﻌــض‬ ‫اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷﻤر�كﺎن‪0‬‬

‫‪- 93 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪92‬‬


‫‪ -2‬ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــرن اﻟﺘﺎﺴ ــﻊ ﻋﺸ ــر ﺒ ــدأت أﻋﻤ ــﺎﻝ اﻟﺘﻨﻘﻴ ــب ﻓ ــﻲ ﻤﻨ ــﺎطق أر�ﺤ ــﺎ ‪ ،‬واﻟﺴ ــﺎﻤرة ‪،‬‬

‫وﻗﻤران ‪ ،‬وأورﺸﻠ�م ‪ ،‬وﺠﺎزر ‪ ،‬وﺘﻌﻨﺎك ‪ ،‬وﻤﺠدو ‪ ،‬و��ﺴﺎن ‪ ،‬و�ﻴت ﺸﻤس ‪ ،‬وﺤﺎﺼور ‪ 00‬أﻟﺦ‬

‫‪ ،‬و�دأت أ�ﻀﺎً إﻛﺘﺸﺎﻓﺎت �ﺎﺒﻞ وآﺸور ‪ ،‬ﺤﻴـث كﺸـﻒ " �ـﺎرد " وزﻤﻼﺌـﻪ ﻋـن اﻟﻤكﺘ�ـﺔ اﻟﻤﺴـﻤﺎر�ﺔ‬

‫ﻟﻠﻤﻠك " آﺸور ﻨﻴ�ﺎﻝ " ) ‪ 626 – 668‬ق‪0‬م ( اﻟﺘﻲ ﺘﻀﻤﻨت ‪ 30‬أﻟﻒ ﻟوح ﺼﻠﺼـﺎﻝ ‪ ،‬ﻓكﺎﻨـت‬ ‫اﻟﺤﺜﻴـﻴن ‪ ،‬وﻓـﻲ " ﺒ�ﺴـﺎن "‬ ‫أﻋظم إﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻘرن اﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸر وﻓﻲ كركﻤ�ش ﺘم إﻛﺘﺸﺎف آﺜﺎر‬ ‫ّ‬ ‫إﻛﺘﺸﻔوا ﻨﺼب اﻟﻤﻠك ﻤ�ﺸﻊ ‪ ،‬وﺘﻌﻬدت اﻟ�ﻌﺜﺎت اﻟﻔرﻨﺴ�ﺔ واﻨﺠﻠﻴز�ﺔ ﻫذﻩ اﻟﻤﻨطﻘـﺔ ‪ ،‬ﻓكﺸـﻔوا ﻋـن‬

‫ﻗدم ﻤدﻴﻨﺔ " أورك " وﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪1838‬م ﻗﺎم اﻷﻤر�كﻲ " رو�ﻨﺴون " ﻤﻊ " ﻋﺎﻟﻲ ﺴﻤﻴث " ﺒد ارﺴـﺔ‬

‫طﺒوﻏراﻓ�ﺔ ﻓﻠﺴطﻴن �ﻘﺼد وﻀﻊ ﺨراﺌط دﻗ�ﻘﺔ �ظﻬر ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺴﻤﺎء ﻤﺌﺎت اﻟﻤدن اﻟﺘﻲ ورد ذكرﻫﺎ‬

‫ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ‪ ،‬و�ﻬــذا وﺠﻬــﺎ اﻷﻨظــﺎر ﻟد ارﺴــﺔ آﺜــﺎر ﻫــذﻩ اﻟﻤﻨطﻘــﺔ ‪ ،‬وﻓــﻲ ﺴــﻨﺔ ‪1896‬م‬

‫إﻛﺘﺸﻒ " ﺒﺘري " رﺴﺎﻟﺔ ﺘرﺠﻊ إﻟﻰ ﺴﻨﺔ ‪ 1220‬ق‪0‬م ﺘﺤوي أﻨﺸودة ﻨﺼر ﻟﻤرﻨﺒﺘﺎح ﻤﻠـك ﻤﺼـر‬ ‫ﻋﻠﻰ �ﻼد ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﻤﻨﻬﺎ إﺴراﺌﻴﻞ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻋﻨدﻤﺎ ظﻬرت ﺜﻤﺎر اﻟﺤﻔر�ﺎت إﻫﺘم ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ‪ ،‬وﻗد ﺸﻌروا أﻨﻪ ﻗـد‬ ‫ﺤــﺎن اﻟوﻗــت ﻹطــﻼق اﻟﻤﻨﺠــﻞ ﻟﺤﺼــﺎد اﻟﻘﻤــﺢ ‪ ،‬إذ كﺸــﻔت ﻋــن ﻤــدى اﻟﺘطــﺎﺒق ﺒــﻴن اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م‬

‫واﻟﺤﻔر�ــﺎت ‪ ،‬وﻗــﺎم " إﺒ ارﻫــﺎرد ﺸــﻴردر " ﺒﺈﺴــﺘﺨراج اﻷﻗ ـواﻝ اﻟﺘــﻲ وﺠــدت ﻋﻠــﻰ اﻵﺜــﺎر واﻟﻤواز�ــﺔ‬

‫ﻷﻗـواﻝ اﻟﺘــوراة ‪ ،‬وأﻗﺎﻤــت اﻟﺠﺴــور ﺒــﻴن ﻋﻠــم اﻵﺜــﺎر واﻟﺘــوراة ‪ ،‬وﻗﺎﺒــﻞ اﻟﻛﺘﺎ�ــﺎت اﻟﻤﺴــﻤﺎر�ﺔ �ــﺄﻗواﻝ‬

‫اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ‪ ،‬وأﺼدر كﺘﺎ�ﺎً ﻀﺨﻤﺎً ﻴر�ط ﻓ�ﻪ ﺒﻴن اﻵﺜﺎر واﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م ﻤﺜـﻞ ﻗﺼـﺔ ﺨﻠـق اﻟﻛـون‬ ‫واﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬وﺠﻨﺔ ﻋدن ‪ ،‬واﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬و�رج �ﺎﺒﻞ ‪ ،‬واﻟﻤﻠـوك اﻟـذﻴن ﺠـﺎء ذكـرﻫم ﻓـﻲ اﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م‬

‫‪ ،‬وكذﻟك اﻷﺤداث واﻟﻛﻠﻤﺎت اﻟﻤﺸﺘركﺔ ) راﺠﻊ زاﻟﻤﺎن ﺸﺎزار – ﺘﺎر�ﺦ ﻨﻘد اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ﻤن أﻗـدم‬ ‫اﻟﻌﺼور ﺤﺘﻰ اﻟﻌﺼر اﻟﺤدﻴث ص ‪0( 154 ، 153‬‬

‫ﺤﻘﺎً إن ﻟﻛﻞ ﺸﺊ ﺘﺤت اﻟﺴﻤﺎء وﻗت ‪ ،‬ﻓﻘد كﺎﻨت اﻟﻨﻘـوش اﻷﺜر�ـﺔ كﻨـو اًز ﻓﻘـدت ﻤﻔﺎﺘ�ﺤﻬـﺎ‬

‫‪ ،‬ﻷﻨﻬــﺎ ُدّوﻨــت ﺒﻠﻐــﺎت ﻗــد إﻨــدﺜرت ﺘﻤﺎﻤـﺎً ‪ ،‬وﻋﻨــدﻤﺎ ﺸــﺎءت اﻟﻌﻨﺎ�ــﺔ اﻹﻟﻬ�ــﺔ ﺒــدأ اﻹﻨﺴــﺎن �كﺘﺸــﻒ‬ ‫ﻤﻔﺎﺘ�ﺢ ﻫذﻩ اﻟﻛﻨوز ‪ ،‬ﻤﻔﺘﺎﺤﺎً �ﻌد اﻵﺨر ‪ ،‬وﻤن أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻤﻔﺎﺘ�ﺢ ‪:‬‬ ‫أ – ﺤﺠر رﺸﻴد ‪ :‬اﻟذي إﻛﺘﺸﻔﻪ اﻟﻤﻬﻨدس اﻟﻔرﻨﺴﻲ " ﺒروﺴﺎر " ‪ Broussard‬ﻗرب ﻤﺼب ﻓـرع‬

‫اﻟﻨﻴﻞ ﺒرﺸﻴد ‪ ،‬وذﻟك ﺴﻨﺔ ‪1789‬م ‪ ،‬وﻗد كﺸﻒ ﻫذا اﻟﺤﺠر اﻟﻘﻨﺎع ﻋن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻬﻴروﻏﻠ�ﻔ�ـﺔ اﻟﺘـﻲ‬

‫دوﻨت ﺒﻬﺎ اﻵﺜﺎر اﻟﻤﺼر�ﺔ‪0‬‬ ‫ّ‬

‫‪- 94 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪93‬‬


‫ب‪ -‬ﺼــﺨرة كردﺴــﺘﺎن ‪ :‬وﻗــد إﻛﺘﺸــﻔﻬﺎ اﻟﺴــﻴر " ﻫﻨــري رادﻟﻴﻨﺴــون " ﺴــﻨﺔ ‪1835‬م ‪ ،‬وﻫــو �ﻌﻤــﻞ‬

‫كﻤوظــﻒ �ﺴــ�ط ﻓــﻲ ﺸــركﺔ اﻟﻬﻨــد اﻟﺸـرﻗ�ﺔ ‪ ،‬ووﺠــد ﻋﻠﻴﻬــﺎ إﻋــﻼن ﻟﻠﻤــك دار�ــوس اﻟﻌظــ�م ُﻤﺴـ ﱠﺠﻞ‬

‫ﺒــﺜﻼث ﻟﻐــﺎت �ــﺎﻟﺨط اﻟﻤﺴــﻤﺎري ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟﻔﺎرﺴــ�ﺔ اﻟﻘد�ﻤــﺔ واﻵﺸــور�ﺔ واﻟ�ﺎﺒﻠ�ــﺔ وﻗــد كﺸــﻔت ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﺼــﺨرة اﻟﻘﻨــﺎع ﻋــن كﻨــوز ﻤكﺘ�ــﺔ ﻨﻴﻨــوى اﻟﻤﻠﻛ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ إﻛﺘﺸــﻔﻬﺎ اﻟﺴــﻴر " ﻫﻨــري ﻻ�ــﺎرد " ‪Sir‬‬

‫‪ Henry Layard‬ﻨﺤو ﺴﻨﺔ ‪1845‬م‪0‬‬

‫ﺠـــ‪ -‬اﻟﺤﺠــر اﻟﻤــوآﺒﻲ ‪ :‬اﻟــذي إﻛﺘﺸــﻔﻪ اﻟــدكﺘور " كﻼﻴــن " ‪ Dr. Klein‬أﺤــد ﻤرﺴــﻠﻲ ﺠﻤﻌ�ــﺔ‬ ‫اﻹرﺴ ــﺎﻟ�ﺔ اﻹﻨكﻠﻴز� ــﺔ ‪ C.M.S‬ﺴ ــﻨﺔ ‪1869‬م ‪ ،‬وﻗ ــد كﺸ ــﻒ ﻫ ــذا اﻟﺤﺠ ــر اﻟﻘﻨ ــﺎع ﻋ ــن اﻟﺤ ــروف‬ ‫اﻟﻔﻴﻨ�ﻘ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ إﺴــﺘﻌﻤﻠﻬﺎ اﻷﻨﺒ�ــﺎء اﻷوﻟــون ﻤــن ﺒﻨــﻲ إﺴ ـراﺌﻴﻞ ‪ ،‬وﻗــد ﺘﺄﻴــد إﻛﺘﺸــﺎف ﺤــروف ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﻛﺘﺎ�ﺔ ﺴﻨﺔ ‪1880‬م ﻋن طر�ـق ﺘـدﺒﻴر إﻟﻬـﻲ ﻋﺠﻴـب ‪ ،‬إذ كـﺎن أﺤـد اﻟﺼـﺒ�ﺔ ﻴﺨـوض ﻓـﻲ ﺒركـﺔ‬

‫ـدون ﻋﻠ�ـﻪ كﺘﺎ�ـﺔ ﻏر��ـﺔ ‪،‬‬ ‫ﺴﻠوام ﻓزﻟت ﻗدﻤﻪ ﻓﻬـوى ﻓﻲ ﻤكﺎن أﻋﻤـق ‪ ،‬وﺸـﺎﻫد ﻤﺠـرى ﺼـﺨري ُﻤ ﱠ‬ ‫ﻓﺄﺨﺒر ﻤﻌﻠﻤﻪ " ﻫﻴر ﺸ�ك " ‪ Herr Schick‬و�ﻌد ﺘﻔﺴﻴر ﻫذﻩ اﻟﻛﺘﺎ�ﺔ ُوﺠدت أﻨﻬﺎ ﺘﺼﻒ ك�ﻔ�ﺔ‬ ‫ﺤﻔــر ﻫــذا اﻟﻨﻔــق ﻤــن ﺠﺎﻨﺒ�ــﻪ ‪ ،‬وكﻴــﻒ ﺴــﻤﻊ كــﻞ ﻓر�ــق ﺼــوت ﻤﻌــﺎوﻝ اﻟﻔر�ــق اﻵﺨــر ‪ ،‬وﻋﻨــدﻤﺎ‬

‫ﻫــدﻤوا اﻟﺤــﺎﺠز اﻟــذي كــﺎن ﺒﻴــﻨﻬم إﻟﺘﻘ ـوا ﻤﻌ ـﺎً ‪ ،‬وﻫــذا ﻴوﻀــﺢ ﻤــﺎ ﻓﻌﻠــﻪ ﺤزﻗ�ــﺎ اﻟﻤﻠــك ﻟﻛ�ﻤــﺎ �ﻤﻨــﻊ‬

‫ﺴـــﻘوط ﻤـ ـوارد ﻤ�ـــﺎﻩ اﻟﻤدﻴﻨـــﺔ ﻓـــﻲ أﻴـــدي اﻟﻐـ ـزاة ) ‪ 2‬أي ‪ ) ( 30 : 32‬ارﺠـــﻊ أ‪0‬م ﻫـــودﺠكن –‬

‫ﺘﻌر�ب ﺤﺎﻓظ داود – ﺸﻬﺎدة ﻋﻠم اﻵﺜﺎر ﻟﻠﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس (‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻟﻘــد أﻟﻘــت اﻹﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ــﺔ اﻟﻀــوء ﻋﻠــﻰ ﻨﺼــوص اﻷﺴــﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴــﺔ ‪ ،‬ﻓﻤــﺎ إﺤــﺘﺞ‬

‫اﻟﻨﱠﻘـﺎد �ﻌﺘﺒـرون أن‬ ‫ﻋﻠ�ﻪ أﺼﺤﺎب اﻟﻨﻘد اﻟﻛﺘﺎﺒﻲ أﻴدﻩ ﻋﻠم اﻵﺜﺎر اﻟﺤدﻴث ‪ ،‬و�ﻌد أن كﺎن �ﻌـض ُ‬ ‫اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ﻤؤَﻟﻔ ـﺎً ﻤز�ﻔ ـﺎً ﻤــﺎ ﻟــم ﻴﺜﺒــت اﻟﻌكــس �ﺎﻷدﻟــﺔ اﻟﺨﺎرﺠ�ــﺔ ‪ ،‬ﺘﻐﱠﻴــر ﻤــﻨطﻘﻬم ‪ ،‬و�ــدأوا‬

‫�ﻌﺘﺒرون أن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﺼﺎدﻗﺎً ﻤﺎ ﻟم ﻴﺜﺒت اﻟﻌكس ‪ ،‬وﻫذا �ﻌـد ﺨطـوة ﻓـﻲ طر�ـق رﺠـوﻋﻬم‬ ‫إﻟﻰ ﺠﺎدة اﻟﺼواب‪ 0‬وﻤﺎ أﺠﻤﻞ ﻤﺎ ﺴﺠﻠﻪ " ﻨﺎﺒﻠﻴون ﺒوﻨﺎﺒرت " ﻓﻲ كﺘـﺎب " ﻏـزو ﻤﺼـر وﺴـور�ﺎ‬

‫" اﻟﺠــزء اﻟﺜــﺎﻨﻲ إذ �ﻘــوﻝ " ﻋﻨــدﻤﺎ ﻋﺴــكرﻨﺎ ﺒــﻴن أطـﻼﻝ اﻟﻤــدن اﻟﻘد�ﻤــﺔ ‪ ،‬كــﺎن أﺤــدﻫم – ﻓــﻲ كــﻞ‬ ‫أﻤﺴ�ﺔ – �ﻘ أر اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس �ﺼوت ٍ‬ ‫ﻋﺎﻝ ﻓﻲ ﺨ�ﻤﺔ اﻟﺠﻨراﻝ ‪ 0‬إن اﻹﺤﺘﻤﺎﻻت واﻟﺤﻘﺎﺌق اﻟﺘﻲ‬ ‫ﺘﻨطق ﺒﻬﺎ اﻷطﻼﻝ ﺘﺄﺨـذ �ﺎﻷﻟ�ـﺎب ‪ ،‬ﻓﻤـﺎ ازﻟـت ﻓـﻲ ﻤوﻗﻌﻬـﺎ ﻤـن اﻷرض �ﻌـد كـﻞ ﻫـذﻩ اﻟﻌﺼـور‬

‫واﻟﺘﻘﻠ�ﺎت " )‪0(1‬‬ ‫‪F0‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪177‬‬

‫‪- 95 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪94‬‬


‫ﻟﻘد أﻴدت اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ﺔ ﺼـﺤﺔ �ﻌـض اﻟﻨظر�ـﺎت ‪ ،‬ودﺤﻀـت ﻨظر�ـﺎت ﺨﺎطﺌـﺔ كﺜﻴـرة‬

‫‪ ،‬وﻟﻨﺄﺨذ أﻤﺜﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺠداً ﻤن ﻫذﻩ وﺘﻠك ‪ ،‬ﻓﻤن اﻟﻨظر�ﺎت اﻟﺘﻲ أﻴدﻫﺎ ﻋﻠم اﻵﺜﺎر ‪:‬‬

‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘدس ‪ :‬ﻓﻘد أﺜﺒﺘت اﻟدراﺴﺎت اﻷﺜر�ﺔ ﺼﺤﺔ ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس‬ ‫أ – ﺠﻐراﻓ�ﺔ اﻟﻛﺘﺎب‬

‫ﻤن ﻤواﻗـﻊ اﻷﻤـﺎﻛن واﻟﺸـﻌوب واﻷﺤـداث " وأﺼـ�ﺤت ﺼـﺤﺔ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ودﻗﺘـﻪ أﻤـ اًر ﻤﻘﺒـوﻻً‬ ‫ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﺴ ــﺘوى اﻟﻌــﺎﻟﻤﻲ‪ 0‬ﻗ ــد ﺒــذﻝ اﻷركﻴوﻟوﺠﻴ ــون ) رﺠ ــﺎﻝ اﻵﺜــﺎر ( اﻟﻛﺜﻴ ــر ﻤــن اﻟﺘﻨﻘﻴ ــب ﻓ ــﻲ‬ ‫اﻷﻤﺎﻛن اﻟﻤذكورة ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ‪ ،‬ووﺼـﻠوا إﻟـﻰ إﻛﺘﺸـﺎﻓﺎت ﻋظ�ﻤـﺔ ﺘﺜﺒـت ﺠﻤ�ﻌﻬـﺎ كــﻞ ﻤـﺎ‬

‫ﺠـﺎء ﻓـﻲ اﻟﻛﺘﺎب ﻤـن ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺠﻐراﻓ�ﺔ وطﺒوﻏراﻓ�ﺔ ﻓﻲ أدق اﻟﺘﻔﺎﺼﻴﻞ " )‪0(2‬‬ ‫‪F1‬‬

‫ب‪ -‬اﻟدراﺴــﺎت اﻷﻨﺜرو�وﻟوﺠ�ــﺔ ‪ :‬ﻓﻘــد أﺜﺒــت ﻋﻠــم اﻵﺜــﺎر أن ﻤــﺎ ذكـرﻩ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻋــن ﻋﻠــم‬ ‫اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬واﻟﻌﻼﻗﺎت ﺒﻴن اﻟﻘ�ﺎﺌﻞ و�ﻴن اﻟﺸﻌوب كﻤﺎ ﺠﺎءت ﻓـﻲ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻫـﻲ ﺼـﺤ�ﺤﺔ‬

‫ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً ‪ ،‬و�ﻘــوﻝ " كــوﺘزش " ‪ " 00‬إن ﻤــﺎ ُ�ﺴــﻤﻰ ﺠــدوﻝ اﻷﻤــم ) ﺘــك ‪� ( 10‬ظــﻞ – ط�ﻘ ـﺎً ﻟﻛــﻞ‬ ‫اﻟﻨﺘﺎﺌﺞ اﻟﺘﻲ أﺴﻔرت ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻛﺸوف اﻷﺜر�ﺔ اﻟﻛﺜﻴرة – وﺜ�ﻘﺔ أﺜﻨوﺠراﻓ�ﺔ أﺼﻴﻠﺔ ﻤن اﻟطـراز اﻷوﻝ‬ ‫‪ ،‬وﻻ �ﻤك ــن أن �ﺤ ــﻞ ﻤﺤﻠﻬ ــﺎ ﺸ ــﺊ آﺨ ــر ‪ 00‬ﻤ ــن ﺤﻴ ــث أن اﻟﻨظر� ــﺔ اﻟﻌﺎﻤ ــﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ــﺔ �ﺼ ــﺤﺔ‬ ‫اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺒﻴن اﻟﻘ�ﺎﺌﻞ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻗد وﺠدت وﺘﺠـد ﻤـﺎ ﻴؤ�ـدﻫﺎ ‪ ،‬ﻓﻘـد أﺼـ�ﺢ ﻫـذا أﻤـ اًر ﻻ‬

‫�ﻘﺒﻞ اﻟﺠدﻝ " )‪0(3‬‬ ‫‪F2‬‬

‫ﺠ ــ‪ -‬اﻟدراﺴــﺎت اﻟﺘﺎر�ﺨ�ــﺔ ‪ :‬ﻓﻘــد ﺜﺒــت �ﺎﻟــدﻟﻴﻞ اﻟﻘــﺎطﻊ ﺼــﺤﺔ ودﻗــﺔ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس " وﺤﻴﺜﻤــﺎ‬ ‫أﻤكن إﺨﺘ�ﺎر أﻗواﻝ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻓﻲ ﺒ�ﺎﻨﺎﺘﻪ ٕواﺸﺎراﺘﻪ اﻟﺘﺎر�ﺨ�ﺔ اﻟﻌدﻴـدة ‪ ،‬ﻓـﺈن ﻋﻠـم اﻵﺜـﺎر ﻗـد‬ ‫أﺜﺒت أﻨﻬﺎ ﺼﺤ�ﺤﺔ إﻟﻰ درﺠﺔ راﺌﻌﺔ ‪ ،‬وذﻟك ﻓﻲ ﺼ�ﻐﺘﻬﺎ اﻟﺤﺎﻟ�ﺔ ﺒـﻞ وﻓـﻲ أدق اﻷﻤـور وأﻛﺜرﻫـﺎ‬

‫ﻏرا�ﺔ " )‪0(4‬‬ ‫‪F3‬‬

‫وﻤن اﻟﻨظر�ﺎت اﻟﺘﻲ ﻫدﻤﻬﺎ ﻋﻠم اﻵﺜﺎر ‪:‬‬ ‫أ – كﻨﻌﺎن ﻏﻴر ﻤﺘﻤدﻴﻨﺔ ‪ :‬ﻟﻘد ظن اﻟ�ﻌض أن إﺒراﻫ�م ﺘرك أور اﻟﻛﻠداﻨ�ﺔ اﻟﻤﺘﻤدﻴﻨﺔ إﻟﻰ كﻨﻌﺎن‬

‫اﻟﻬﻤﺠ� ــﺔ اﻟﻤﺘﺨﻠﻔ ــﺔ ‪ ،‬وﻟﻛ ــن �ﻌ ــد ﻤز� ــد ﻤ ــن اﻟد ارﺴ ــﺎت إﺘﻀ ــﺢ أن � ــﻼد كﻨﻌ ــﺎن كﺎﻨ ــت ﻤﺘﻘدﻤ ــﺔ‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪178‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪178‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪179‬‬

‫‪- 96 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪95‬‬


‫وﺼــﺎﺤ�ﺔ ﺤﻀــﺎرة ‪ ،‬وﺠــﺎء ﻓــﻲ داﺌ ـرة اﻟﻤﻌــﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ� ـﺔ " أن إﻛﺘﺸــﺎف اﻟﺴــور اﻟﻘــد�م وأﺤ ـواض‬

‫اﻟﻤ�ﺎﻩ ﻓﻲ " ﺘﻌﻨك " واﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﻬﻨدﺴ�ﺔ اﻟﻔذة ﻓﻲ إﻗﺎﻤﺔ اﻟﺤﺼون وأﺸﻐﺎﻝ اﻟري ﻓﻲ ﺠﺎزر وﺴور‬ ‫اﻟﻤﺼور ﻓﻲ اﻟرﺴوم اﻟﻤﺼر�ﺔ ﻋن اﻟﺤرب اﻟﻛﻨﻌﺎﻨ�ـﺔ ‪ ،‬وكـذﻟك ﻗﺎﺌﻤـﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤدﻴﻨﺔ ذي اﻷر�ﻌﻴن ﻗدﻤﺎً‬

‫اﻟﻐﻨﺎﺌم اﻟﺜﻤﻴﻨـﺔ اﻟﺘـﻲ أﺨـذﻫﺎ ﺘﺤـﺘﻤس اﻟﺜﺎﻟـث ‪ 00‬كـﻞ ﻫـذﻩ ﺘﺸـﻬد ﻋﻠـﻰ اﻟﺤﻀـﺎرة اﻟﻤﺘرﻓـﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬

‫اﻟﻤﺘﻘدﻤﺔ اﻟﺘﻲ كﺎﻨت ﻓﻲ ﺘﻠـك اﻷزﻤﻨـﺔ ‪ 0‬وﻫـذا كﻠـﻪ إﻟـﻰ ﺠﺎﻨـب اﻟﺤﺸـد اﻟﻬﺎﺌـﻞ ﻤـن اﻷدﻟـﺔ ﻀـد }‬

‫اﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ ﻋﺼر اﻵ�ﺎء { ‪ 00‬ﻤﻤﺎ ﻴؤ�ـد إﻟﻰ أ�ﻌد ﻤدى رأي " ﻤﺎﻛس ﻤوﻟر " ﻤن أن ] ﺤﻀﺎرة‬ ‫ﻓﻠﺴطﻴن ﻓﻲ ﻋﺼر اﻵ�ﺎء كﺎﻨ ـت ﺘﻌﺎدﻝ ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً ﺤﻀﺎرة ﻤﺼر [ " )‪0(1‬‬ ‫‪F4‬‬

‫ب‪ -‬ﺸﺨﺼ�ﺔ ﻤﻠﻛﻲ ﺼﺎدق أﺴـطور�ﺔ ‪ :‬ظـن اﻟـ�ﻌض أن ﺸﺨﺼـ�ﺔ ﻤﻠﻛـﻲ ﺼـﺎدق اﻟـذي إﻟﺘﻘـﻰ‬

‫ﺒﺈﺒراﻫ�م ‪ ،‬وﺠﺎء ذكرﻩ ﻓﻲ اﻟرﺴﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن ) ﻋـب ‪ ( 7 – 1 : 7‬دون أن ُﻴـذكر إﺴـم أﺒ�ـﻪ‬ ‫أو أﻤﻪ ‪ ،‬أﻨﻪ ﺸﺨﺼ�ﺔ أﺴطور�ﺔ وﻗﺎﻝ " ﻨوﻟدكﻪ " ‪ " 0‬ﻫكذا ﺘﺘراﻛم اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻗﺼﺘﻨﺎ ) ﻓـﻲ‬

‫ﺘك ‪ ( 14‬ﻟ�ﺴت ﺒذات ﻗ�ﻤﺔ ﺘﺎر�ﺨ�ﺔ ‪ ،‬وﺤﺘﻰ ﻟو كﺎن ﺴـﺎﺌر اﻹﺼـﺤﺎح ﺘﺎر�ﺨ�ـﺎً ‪ ،‬ﻓﺴـﻨظﻞ ﻋﻠـﻰ‬ ‫إﻋﺘﻘﺎدﻨﺎ �ﺄن ﻤﻠﻛﻲ ﺼﺎدق ﺸﺨﺼ�ﺔ ﺸﻌر�ﺔ "‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪F5‬‬

‫وﻟﻛـن إﻛﺘﺸـﺎﻓﺎت ﺘـﻞ اﻟﻌﻤﺎرﻨـﺔ أوﻀـﺤت ﻤوﻗـﻊ‬

‫ﻤﻠﻛﻲ ﺼﺎدق ﻤن ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻠوك ﻓﻲ أورﺸﻠ�م ذوي ﻟﻘب ﻓر�د‪0‬‬

‫ﺠـــ‪ -‬اﻟﻤﻠــوك اﻷر�ﻌــﺔ ) ﺘــك ‪ ( 14‬ﺸﺨﺼــ�ﺎت ﺨراﻓ�ــﺔ ‪ :‬ﻓظــن " ﻨوﻟدكــﻪ " أن ﻤــﺎ ورد ﻓــﻲ ﻫــذا‬

‫اﻹﺼﺤﺎح ﻻ �ﻌﺘﺒر ﺘﺎر�ﺨﺎً ‪ ،‬إﻨﻤﺎ �ﻌﺘﺒر إﺒداع ﺤر ‪ ،‬وأن ﺸﺨﺼ�ﺔ ﻤﻠﻛﻲ ﺼـﺎدق ﻫـﻲ ﺸﺨﺼـ�ﺔ‬

‫ﺸﻌر�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻘـﺎﻝ " إن اﻹﺼـﺤﺎح اﻟ ار�ـﻊ ﻋﺸـر ﻤـن اﻟﺘﻛـو�ن ﻴﺒـدأ �ﻘﺎﺌﻤـﺔ ﻤﻬﻴ�ـﺔ ﻤـن أﺴـﻤﺎء اﻟﻤﻠـوك‬

‫اﻟﻤـروي ‪ 00‬ﻤـﺎ ﻓﺎﺌـدة ذكـر اﻟﺘـﺎر�ﺦ ﻟﻤﻠـوك ﻻ ﻨﻌـرف‬ ‫اﻟذﻴن ُ�ﻘﺎﻝ أﻨﻪ ﻓﻲ زﻤﺎﻨﻬم ﻗد وﻗﻊ اﻟﺤـﺎدث ُ‬ ‫ﺸـﻴﺌﺎً ﻤــن زﻤــن ﺤكﻤﻬــم ؟ ‪ 00‬و�ﻨــﺎء ﻋﻠ�ــﻪ ﻓــﺈن ذكــر اﻟﺘــﺎر�ﺦ ﻫﻨــﺎ ﻏﻴــر ﻀــروري وﻻ ﻴــدﻟﻨﺎ ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﻓ�ﻘــﺎﻝ ﻋﻨﻬﻤــﺎ إﻨﻬﻤــﺎ ﻻ ﺠــداﻝ ﻏﻴــر ﺘــﺎر�ﺨﻴﻴن ‪ 00‬ﻓﺎﻟﺠﻨــﺎس‬ ‫ﺸــﺊ ‪ 00‬أﻤــﺎ " �ــﺎرع " و " ﺒرﺸــﺎع " ُ‬ ‫اﻟﻠﻔظﻲ اﻟﻤزدوج ﻓﻲ إﺴﻤﻴﻬﻤﺎ ﻴدﻝ ﻋﻠﻰ كوﻨﻬﻤﺎ وﻫﻤﻴﻴن أﻛﺜر ﻤﻤـﺎ ﻴـدﻝ ﻋﻠـﻰ أﺼـﻠﻬﻤﺎ اﻟﺘـﺎر�ﺨﻲ‬ ‫‪ 00‬وﻤﻤ ــﺎ ﻴﻠﻔ ــت اﻟﻨظـ ـ ـ ـر أن اﻟﻤدﻴﻨ ــﺔ اﻟﺘﺎر�ﺨ� ــﺔ اﻟوﺤﻴ ــدة " ﺼ ــوﻏر " ﻻ ﻴ ــذكر إﺴ ــم ﻤﻠﻛﻬ ــﺎ ‪00‬‬

‫اﻟﻤــروي كــﺎن �ﻤكــن أن �ﻘــﻊ‬ ‫ﻋــﻼوة ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﻓــﻨﺤن ﻏﻴــر ﻤﻘﻴــدﻴن ﺒــزﻤن ﻤﻌــﻴن ‪ ،‬ﻷن اﻟﺤــﺎدث ُ‬ ‫ﺴــﻨﺔ ‪ ، 4000‬ﺘﻤﺎﻤـﺎً كﻤــﺎ كــﺎن �ﻤكــن أن �ﻘــﻊ ﻓــﻲ ﺴــﻨﺔ ‪ 00 2000‬ﻓــﺈن أﻗﺼــﻰ ﻤــﺎ ﻨﺴــﺘط�ﻊ أن‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪180‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪182‬‬

‫‪- 97 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪96‬‬


‫ﻨﺴ ــﻠم � ــﻪ ﻫ ــو أن اﻟـ ـراوي ﻗ ــد إﺴ ــﺘﺨدم ﻗﻠ ــﺔ ﻤ ــن اﻷﺴ ــﻤﺎء اﻟﺼ ــﺤ�ﺤﺔ ﻤﻤزوﺠ ــﺔ �ﺄﺴ ــﻤﺎء زاﺌﻔ ــﺔ أو‬

‫ﻤﺨﺘرﻋ ــﺔ ‪ ،‬وﻤظﻬ ــر اﻟﺘﺎر�ﺨ� ــﺔ ‪� 00‬ﺎﻟﺸ ــكﻞ اﻟ ــذي وردت � ــﻪ ‪� ،‬ﻤك ــن أن ﻴﺨ ــدﻋﻨﺎ وﻟﻛ ــن ﻟﻔﺘـ ـرة‬

‫ﻗﺼﻴرة ‪ ،‬كﻤﺎ ﻫو اﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ اﻷﺴـﻤﺎء واﻟﺘـوار�ﺦ اﻟـواردة ﻓـﻲ ﺴـﻔر أﺴـﺘﻴر "‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F6‬‬

‫وﻗـﺎﻝ " ﻓﻠﻬـﺎوزن "‬

‫أن " ﻨوﻟدكﻪ " ﻗد وﺠﻪ ﻀر�ﺔ ﻗﺎﻀ�ﺔ ﻟﺘﺎر�ﺨ�ﺔ اﻟﻘﺼﺔ ‪ ،‬وأﻴد " ﻤﺎﻴر " رأي " ﻤوﻟدكﻪ " ‪ ،‬وﻗﺎﻝ "‬

‫ﻫﺘـ ــزج " أن ﺤﻤﻠـ ــﺔ كـ ــدرﻟﻌوﻤر ﻤﺠـ ــرد ظـ ــﻼﻝ ﻟﻐـ ــزوة ﺴـ ــﻨﺤﺎر�ب ) ‪ 2‬ﻤـ ــﻞ ‪ ، ( 35 : 19‬وﻟﻛـ ــن‬ ‫اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ﺔ أﺜﺒﺘت ﺘﺎر�ﺨ�ﺔ اﻟﻤﻠوك اﻷر�ﻌﺔ‪0‬‬

‫د – أدوم وﻤوآب ‪ :‬ﻗﺎﻟوا أﻨﻪ ﺠﺎء ذكر ﺸﻌب آدوم وﺸﻌب ﻤوآب ﻓـﻲ ﻗﺼـﺔ اﻟﺨـروج ﻤ�كـ اًر ﺠـداً‬ ‫‪ ،‬وﺸــكك اﻟــ�ﻌض ﻓــﻲ ﻫو�ــﺔ ﺸ ـﻌب ﻤــوآب " ﻟﻛــن ﻀــﺎ�طﺎً ﻤـ ـن ﻀــ�ﺎط ﺴــﻴﺘﻲ ﻤرﻨﺒﺘــﺎح اﻟﺜــﺎﻨﻲ ‪،‬‬

‫ﺤواﻟﻲ زﻤن اﻟﺨروج ‪ ،‬ﻴـذكر ﻓـﻲ ﺘﻘر�ـر رﺴـﻤﻲ ﺸـﻌب " آدوم " ورﻏﺒـﺘﻬم ﻓـﻲ أن ﺘرﻋـﻰ ﻗطﻌـﺎﻨﻬم‬ ‫ﻓﻲ ﺠﺎﺴﺎن ‪ ،‬و�ﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻨﻬم ﻗد وﺠدوا طر�ﻘﻬم ﻓﻲ ذﻟك اﻟزﻤﺎن اﻟﻤ�كر ﻋﺒر ﺸ�ﻪ ﺠز�رة ﺴـﻴﻨﺎء‪0‬‬

‫ﺜــم أن " ﻤــوآب " اﻟﺘــﻲ ظﻠــت طــو�ﻼً ﻏﻴــر ﻤﺤـﱠددة اﻟﻬو�ــﺔ ‪ ،‬وﻗــد أﺤﺎطــت اﻟﺸــكوك ﺒوﺠودﻫــﺎ ﻓــﻲ‬ ‫وﻗـت ﻤ�كــر كﺎﻟــذي ذكــرت ﻓ�ــﻪ ﻷوﻝ ﻤـرة ﻓــﻲ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ‪ 0‬ﻟﻛــن ﻫــذﻩ أ�ﻀـﺎً ) ﻤــوآب ( ﻗــد‬ ‫ظﻬرت ﻓﻲ ﻨﻘش ﻴرﺠﻊ إﻟﻰ ﻋﺼر رﻤﺴـ�س اﻟﺜـﺎﻨﻲ اﻟﻘر�ـب ﻤـن زﻤـن اﻟﺨـروج ‪ ،‬وأﻨﻬـﺎ ﺘﻘـﻊ ﻓـﻲ "‬

‫روﺘن " وﻫو اﻷﺴم اﻟﻤﺼري اﻟﻘد�م ﻟﺴور�ﺎ وﻓﻠﺴطﻴن وﺸﻤﺎﻟﻲ وﻏر�ﻲ اﻟﺠز�رة اﻟﻌر��ﺔ " )‪0(2‬‬ ‫‪F7‬‬

‫ﻟﻘد ﻗدم ﻟﻨﺎ ﻋﻠـم اﻵﺜـﺎر اﻟﺨﻠﻔ�ـﺔ اﻟﺘﺎر�ﺨ�ـﺔ اﻟﺼـﺤ�ﺤﺔ ﻟﻠﺤﻘـﺎﺌق اﻟﻛﺘﺎﺒ�ـﺔ ‪ ،‬ﻓﺄﻋـﺎد اﻷﻤـور‬

‫إﻟﻰ ﻨﺼﺎﺒﻬﺎ �ﻌد أن ﻗﻠﺒﻬﺎ أﺼـﺤﺎب اﻟﻨﻘـد اﻟﻌـﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﺠـﺎء ﻓـﻲ داﺌـرة اﻟﻤﻌـﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ـﺔ أن " ﻋﻠـم‬

‫اﻵﺜــﺎر ُ�ﻘــدم ﻟﻨــﺎ اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ اﻟﺘﺎر�ﺨ�ــﺔ اﻟﺤﻘ�ﻘ�ــﺔ ﻟﻠﻛﺘــﺎب ‪ 0‬ﻓﻤــﺜﻼً ﻋــن ﻨﻘــد أي ﺼــورة ﻴﻠــزم ﺘﻌﻠﻴــق‬ ‫اﻟﺼورة �طر�ﻘﺔ ﺼﺤ�ﺤﺔ أوﻻً ‪ ،‬ﻗﺒﻞ اﻟﺸـروع ﻓـﻲ ﻨﻘـدﻫﺎ ‪ 00‬وﻋﻠـم اﻵﺜـﺎر وﺤـدﻩ ﻫـو اﻟﻘـﺎدر ﻋﻠـﻰ‬ ‫أن ُ�ﻌﻠــق اﻟﺼــورة ﻓــﻲ وﻀــﻌﻬﺎ اﻟﺼــﺤ�ﺢ ‪�ُ ،‬ﻤ ّك ــن ﻋﻠﻤــﺎء اﻟﻨﻘــد أن �ﻘوﻤ ـوا �ﻌﻤﻠﻬــم ‪ ،‬واﻟﻨﻘــد ﻻ‬ ‫�ﻌﺘﺒر ﻨﻘداً ﺼﺤ�ﺤﺎً إﻻﱠ ﻤﺘﻰ ﻋﻠق ﻋﻠم اﻵﺜﺎر اﻟﺼورة ﻓﻲ وﻀﻌﻬﺎ اﻟﺼﺤ�ﺢ " )‪0(1‬‬ ‫‪F8‬‬

‫‪� -5‬ﻘﺎرن اﻷﺴﺘﺎذ " ﺴﺎ�س " ﺒﻴن ﻤﺎ ﻗدﻤـﻪ ﻋﻠـم اﻵﺜـﺎر وﻤـﺎ ﻗدﻤـﻪ اﻟﻨﻘـد اﻟﻌـﺎﻟﻲ ﻓ�ﻘـوﻝ "‬

‫ﻋﻨــد �ﺤــث اﻟﺘــﺎر�ﺦ اﻟﻘــد�م ﺘواﺠﻬﻨــﺎ طر�ﻘﺘــﺎن ﺘﺨﺘﻠﻔﺘــﺎن ﻋــن �ﻌﻀــﻬﻤﺎ كــﻞ اﻹﺨــﺘﻼف ‪ ،‬اﻷوﻟــﻰ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪182‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪181‬‬ ‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪173‬‬

‫‪- 98 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪97‬‬


‫إﻴﺠﺎﺒ�ــﺔ ﺘﺴــﺘﻘر ﻋﻠــﻰ ﺤﻘــﺎﺌق واﻗﻌ�ــﺔ أﻛﻴــدة ‪ ،‬واﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ ﺴــﻠﺒ�ﺔ ﺘﺴــﺘﻘر ﻋﻠــﻰ اﻟﻨظر�ــﺎت اﻟﻔرﻀــ�ﺔ‬

‫اﻹﺴــﺘﻘراﺌ�ﺔ اﻟﻌﺼ ـر�ﺔ اﻟﻤزﻋزﻋــﺔ ‪ ،‬ﻓــﺎﻷوﻟﻰ طر�ــق اﻟ�ﺤــث اﻷﺜـ ـري واﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ ﻤــﺎ �ﺴــﻤوﻨﻪ طر�ﻘ ـ ـﺔ‬

‫اﻟﻨﻘـد اﻟﻌﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﻟﺴت أظن أن اﻟﻌﺎﻗﻞ اﻟﻤﺜﻘﻒ ﻴﺘردد ﻓﻲ إﺨﺘ�ﺎر أي اﻟطر�ﻘﺘﻴن " ‪( Monument‬‬ ‫) ‪0 (2) Facto and Higher Critical Fancies, Prof. Suyce, P. 17 , 18‬‬ ‫‪F9‬‬

‫س‪ : 325‬ﻤﺎ ﻫو رأي ﻋﻠم اﻵﺜـﺎر وﻋﻠـم اﻟﺠﻴوﻟوﺠ�ـﺎ ﻓـﻲ ﻗـوﻝ �ﻌـض اﻟُﻨﱠﻘـﺎد �ـﺄن ﻗﺼـﺔ‬ ‫اﻟطوﻓﺎن اﻟﺘﻲ وردت ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻤﺠرد ﺨراﻓﺔ ؟‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﺤـدث اﻟطوﻓـﺎن ﻟـ�س أﻤـ اًر ﻤﺴـﺘﺤ�ﻼً ‪ ،‬ﺒـﻞ �ﻤكـن أن ﻴﺘﻛــرر ﺜﺎﻨ�ـﺔ ‪ ،‬واﻟﻀـﻤﺎن اﻟوﺤﻴــد‬ ‫ﻟﻌدم ﺘﻛ اررﻩ ﻫـو اﻟوﻋد اﻹﻟﻬﻲ ﻟﻨﺎ " ﻻ أﻋود أ�ﻀﺎً أﻤﻴت كﻞ ﺤﻲ كﻤـﺎ ﻓﻌﻠـت " ) ﺘـك ‪( 21 : 8‬‬ ‫وﻻ ﻨﻨﺴﻰ اﻟزﻟـزاﻝ اﻟﻤـدﻤر اﻟـذي ﻀـرب ﺜﻤﺎﻨ�ـﺔ دوﻝ ﻤـن ﺸـرق آﺴـ�ﺎ ﻓـﻲ اﻷﺤـد اﻷﺨﻴـر ﻤـن ﻋـﺎم‬ ‫‪2004‬م �ﻘــوة ‪ 9‬ر�ﺨﺘــر وﻤــﺎ ﻨــﺘﺞ ﻋﻨــﻪ ﻤــن أﻤـواج اﻟﻤــد اﻟﻌﺎﺘ�ــﺔ ) ﺴــوﻨﺎﻤﻲ ( اﻟﺘــﻲ إرﺘﻔﻌــت إﻟـﻰ‬ ‫أﻛﺜــر ﻤــن ﺜﻼﺜــﻴن ﻤﺘـ اًر ‪ ،‬و�ﻠﻐــت ﺴــرﻋﺘﻬﺎ إﻟــﻰ أﻛﺜــر ﻤــن ‪ 500‬كــم ‪ /‬ﺴــﺎﻋﺔ ‪ ،‬ﻓﺘزﺤزﺤــت �ﻌــض‬

‫اﻟﺠزر ﻋن ﻤوﻗﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﻤﺴﺎﻓﺔ وﺼﻠت إﻟﻰ ﻨﺤو ﺜﻼﺜﻴن كﻴﻠو ﻤﺘ اًر ‪ٕ ،‬وارﺘﺠت ﻟﻪ اﻟﻛـرة اﻷرﻀـ�ﺔ‬ ‫‪ ،‬وأﺜــر ﻋﻠــﻰ دوراﻨﻬــﺎ ﺤــوﻝ ﻤﺤورﻫــﺎ ‪ ،‬إذ ﺒﻠﻐــت ﻗوﺘــﻪ ﻗــوة ﺘﻔﺠﻴــر ﻤﻠﻴــون ﻗﻨﺒﻠــﺔ ذر�ــﺔ ‪ ،‬وأطــﺎح‬ ‫�ﺎﻟﺴﻔن اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ إﻟﻰ اﻟﺸط وكﺄﻨﻬﺎ ﻋﻠب ﻤن ورق ‪ ،‬واﺨﺘﻔت ﻤﺌﺎت اﻟﻘرى ‪ ،‬وﻗﺘﻞ أﻛﺜر ﻤن ر�ـﻊ‬

‫ﻤﻠﻴون ﻨﻔـس ‪ ،‬ﻓﺤـدوث ذﻟـك اﻟزﻟـزاﻝ ﻴؤكـد إﻤكﺎﻨ�ـﺔ ﺤـدوث اﻟطوﻓـﺎن ﺜﺎﻨ�ـﺔ ‪ ،‬وﻻ ﻨﻨﺴـﻰ ﻤـﺎ ﺘﻛﺘﻨـزﻩ‬

‫اﻷرض ﻤــن ﺜﻠــوج ‪ ،‬ﻓﻬﻨــﺎك اﻟﻤﺤــ�ط اﻟﻤﺘﺠﻤــد اﻟﺸــﻤﺎﻟﻲ ‪ ،‬واﻟﻤﺤــ�ط اﻟﻤﺘﺠﻤــد اﻟﺠﻨــو�ﻲ ‪ ،‬وﺘﺒﻠــﻎ‬ ‫اﻟﻤﻨطﻘﺔ اﻟﺠﻨو��ﺔ ﺴﺘﺔ ﻤﻼﻴﻴن ﻤﻴﻞ ﻤر�ﻊ ‪ ،‬وﻤﺘوﺴط إرﺘﻔﺎﻋﻬﺎ ﺴﺘﺔ آﻻف ﻗدم ‪ ،‬وﺘﻌﺘﺒر ﻤن أﺸد‬

‫ﻤﻨــﺎطق اﻟﻌــﺎﻟم ﺒــرودة ‪ ،‬ﻓﺘﺼـ ﱠـور �ﺎﺼــد�ﻘﻲ ﻟــو أن درﺠــﺔ اﻟﺤ ـ اررة إرﺘﻔﻌــت ﻓــﻲ ﺘﻠــك اﻷﻤــﺎﻛن ‪،‬‬

‫ٕواﻨﺤﻞ ﻫذا اﻟﺠﻠﻴد وﻋﺎد إﻟﻰ ﺼورﺘﻪ اﻟﺴﺎﺌﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻤﺎذا ﺴ�ﺤدث ؟!!‬

‫‪ -2‬إن اﻟطوﻓــﺎن ﺤﻘ�ﻘــﺔ ُﻤﺴـ ﱠـﻠم ﺒﻬــﺎ ‪ ،‬أﻛــدﺘﻬﺎ اﻷ�ﺤــﺎث اﻟﺘــﻲ ﺘﻨﺎوﻟــت ﻓﺤــص آﺜــﺎر ﻫــذا‬ ‫اﻟطوﻓﺎن ﻓﻲ اﻟﺠ�ﺎﻝ واﻟود�ﺎن ‪ ،‬ﻓﻘد إﻛﺘﺸﻒ ﺴﻴر " ﻟﻴﻨور ووﻟﻲ " ط�ﻘـﺔ ﺴـﻤ�كﺔ ﻤـن اﻟطﻤـﻲ ﻓـﻲ‬ ‫أﺴﻔﻞ وادي اﻟﻔرات ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟط�ﻘﺔ ﺘﺨﻔﻲ أﺴﻔﻠﻬﺎ آﺜﺎر ﺤﻀﺎرة إﻨﺴـﺎﻨ�ﺔ كﺎﻤﻠـﺔ ‪ ،‬ﱠ‬ ‫ﻓﻌﻠـﻞ وﺠـود ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟط�ﻘــﺔ �ﺤــدوث كﺎرﺜــﺔ اﻟطوﻓــﺎن ‪ ،‬و�ﻘــوﻝ " وﻝ دﻴو ارﻨــت " ‪ " 00‬وﺘﻨﺎﻗــﻞ اﻟ�ــﺎﺒﻠﻴون واﻟﻌﺒراﻨﻴــون‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺃ‪ 0‬ﻡ ﻫﻮﺩﺟﻜﻦ – ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺣﺎﻓﻆ ﺩﺍﻭﺩ – ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪29‬‬

‫‪- 99 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪98‬‬


‫ﻗﺼﺔ ﻫذا اﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬وأﺼ�ﺤت �ﻌدﺌذ ﺠزءاً ﻤن اﻟﻌﻘﻴدة اﻟﻤﺴ�ﺤ�ﺔ ‪ ،‬و�ﻴﻨﻤﺎ كﺎن اﻷﺴﺘﺎذ " ووﻟﻲ‬

‫" ُﻴﻨّﻘب ﻓﻲ ﺨ ارﺌب أور ﻋﺎم ‪1929‬م إذ كﺸﻒ ﻓﻲ ﻋﻤق ﻋظ�م ﻤن ﺴطﺢ اﻷرض ‪ ،‬ﻋن ط�ﻘـﺔ‬ ‫ﻤــن اﻟﻐـر�ن ﺴــﻤكﻬﺎ ﺜﻤﺎﻨ�ــﺔ أﻗــدام ‪ُ ،‬رّﺴــﺒت – إذا أﺨــذﻨﺎ �ﻘوﻟــﻪ – ﻋﻠــﻰ أﺜــر ﻓ�ﻀــﺎن ﻤــروع ﻟﻨﻬــر‬ ‫اﻟﻔرات ظﻞ ﻋﺎﻟﻘﺎً �ﺄذﻫﺎن اﻷﺠ�ﺎﻝ اﻟﺘﺎﻟ�ﺔ وﻤﻌروﻓﺎً ﻟدﻴﻬم �ﺎﺴم اﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬وﻗد ُوﺠدت ﺘﺤت ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟط�ﻘــﺔ �ﻘﺎ�ــﺎ ﺤﻀــﺎرة ﻗﺎﻤــت ﻤــن ﻗﺒــﻞ ﻫــذا اﻟطوﻓــﺎن ‪ ،‬وﺼــﻔﻬﺎ اﻟﺸــﻌراء ﻓ�ﻤــﺎ �ﻌــد �ﺄﻨﻬــﺎ اﻟﻌﺼــر‬ ‫اﻟذﻫﺒﻲ ﻟﺘﻠك اﻟ�ﻼد " )‪0(1‬‬ ‫‪F10‬‬

‫‪ -3‬ﺤــدث ﺘﻐﱡﻴــر ﻓــﻲ ﺘركﻴــب ﻗﺸ ـرة اﻷرض ﻓــﻲ �ﻌــض اﻟﻤﻨــﺎطق ‪ ،‬ﻓﻤــن اﻟﻤﻌــروف أن‬

‫اﻟﺼــﺨور اﻷﻗــدم ﺘوﺠــد ﺘﺤــت اﻟﺼ ـﺨور اﻷﺤــدث ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻓــﻲ �ﻌــض اﻷﻤــﺎﻛن وﺠــدت ﺼــﺨور‬

‫ﻋﻤرﻫ ــﺎ ﻤﻠﻴ ــون ﺴ ــﻨﺔ ‪ ،‬ﺘﻌﻠوﻫ ــﺎ ﺼ ــﺨور ﻋﻤرﻫ ــﺎ ﻤﺎﺌ ــﺔ ﻤﻠﻴ ــون ﺴ ــﻨﺔ ‪ ،‬أي ﺤ ــدث إﻨكﺴ ــﺎر ﻟﻠﻘﺸـ ـرة‬ ‫اﻷرﻀــ�ﺔ ‪ ،‬وﺘزﺤﻠــق ﺠــزء ﻤــن اﻟﻘﺸ ـرة اﻟﻤكﺴــورة اﻷﻗــدم ٕواﻋﺘﻠــﻰ اﻟﺠــزء اﻵﺨــر اﻷﺤــدث ‪ ،‬وﻫــذا‬

‫ُ�ﺴﻤﻰ ﻋﻠﻤ�ﺎً ‪ Upheaval‬ﻓظﻬرت ط�ﻘﺎت اﻷرض وكﺄﻨﻬﺎ ﻤﻘﻠو�ﺔ ‪ ،‬وﻗد رﺼد ﻋﻠـم اﻟﺠﻴوﻟوﺠ�ـﺎ‬ ‫كﺴ ـران ﻤﺜــﻞ ﻫــذا ) ارﺠــﻊ ﻨﺒــذة اﻟﺘواﻓــق ﺒــﻴن اﻟﻌﻠــم اﻟﺤــدﻴث واﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس – إﺼــدار كﻨ�ﺴــﺔ‬ ‫ﻤﺎرﺠرﺠس اﺴﺒورﺘﻨﺞ ص ‪0( 24 – 22‬‬ ‫‪ -4‬ﺠ ــﺎء ﻓ ــﻲ ﺠر�ـــدة اﻷﺨ�ـــﺎر اﻟﻘﺎﻫر� ــﺔ ﻓ ــﻲ ‪ 1945/6/9‬م " كﻠﻨ ــﺎ ﻨﻌ ــرف ﻗﺼ ــﺔ ﻨ ــوح‬

‫وﻗﺼﺔ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ‪ 00‬كﺎن ذﻟك ﻤﻨذ ﻨﺤو ‪ 5000‬ﻋﺎم ﻋﻨدﻤﺎ ﺨرﺠت ﺤﻤﺎﻤﺔ اﻟﺴﻼم ﻟﺘﻌـود �ﻐﺼـن‬ ‫اﻟز�ﺘــون إﺸــﺎرة إﻟــﻰ زواﻝ اﻟﻤــﺎء وﻋــودة اﻟﺴــﻼم وﻋﻔــو ﷲ‪ 0‬وﻤﻨــذ أﺸــﻬر كــﺎن اﻟط�ــﺎر اﻟروﺴــﻲ "‬

‫ﻓﻼد�ﻤﻴر رﺴكوﻓﺘﺴكﻲ " �ﺤﻠق �طﺎﺌرﺘﻪ ﺤوﻝ ﻗﻤﺔ آ اررات ﻓﻲ أرﻤﻴﻨ�ﺎ ﻋﻨدﻤﺎ ﺼﺎح �ﻪ ﻤﺴﺎﻋدﻩ ‪:‬‬

‫أﻨظر إﻟﻰ أﺴﻔﻞ ‪ 00‬ﻫﻞ ﺘرى ﻫذا اﻟﺸـﺊ اﻟﻌﺠﻴـب ؟ ودار ﻓ�ﻼد�ﻤﻴـر �طﺎﺌرﺘـﻪ ﻟﻴﺘﺒـﻴن ﻫـذا اﻟﺒﻨـﺎء‬ ‫اﻟﻀــﺨم اﻟﺠــﺎﺜم ﻋﻠــﻰ اﻟــﺜﻠﺞ ﺒﺠ ـوار �ﺤﻴ ـرة ﻤﺘﺠﻤــدة ‪ 00‬وﻟــم �كــن ﻫــذا اﻟﺒﻨــﺎء ﺴــوى ﺴــﻔﻴﻨﺔ ﻨــوح‬ ‫اﻟﺘﺎر�ﺨ�ﺔ‪ 0‬وﻋﻨدﻤﺎ ﻋﺎد إﻟﻰ ﻗﺎﻋدﺘﻪ وروى ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﺴﺨر ﻤﻨﻪ ﺠﻤ�ﻊ زﻤﻼﺌﻪ إﻻﱠ اﻟﻘﺎﺌـد ‪ ،‬ﻓﻘـد‬

‫ﱠأﻟﻒ ﻫﻴﺌﺔ ﻤن اﻹﺨﺼﺎﺌﻴﻴن ﻟﻠﻛﺸﻒ ﻋن ﻫـذا اﻟﺴـر ‪ 0‬وﻨﻌـود اﻵن إﻟـﻰ اﻟﻤﺎﻀـﻲ اﻟﻘر�ـب ﻋﻨـدﻤﺎ‬ ‫كﺎﻨــت روﺴــ�ﺎ ﺘﺤــت ﺤكــم اﻟﻘ�ﺎﺼـرة كــﺎن أﺤــد اﻟرﺤــﺎﻟﻴن ﻗــد ﻋﺜــر ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﺴــﻔﻴﻨﺔ ﻓﺄرﺴــﻞ ﻓــﻲ‬

‫طﻠب �ﻌض اﻷﺨﺼﺎﺌﻴﻴن ﻟﻔﺤﺼﻬﺎ ‪ 00‬وذﻫﺒت إﻟ�ﻪ �ﻌﺜـﺔ إﺨﺼـﺎﺌ�ﺔ ﻟﺘﺼـو�ر اﻟﺴـﻔﻴﻨﺔ ٕواﻟ�ـك ﻤـﺎ‬ ‫ﺠﺎء ﻓﻲ ﺘﻘر�رﻫﺎ ‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﺯﻛﻲ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻤﻮﺩ ‪ ،‬ﻭﷴ ﺑﺪﺭﺍﻥ – ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ ﺍﻷﻭﻝ )‪ (2‬ﺹ ‪16‬‬

‫‪- 100 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪99‬‬


‫ﺘﺤﺘوي اﻟﺴـﻔﻴﻨﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤﺌـﺎت ﻤـن اﻟﺤﺠـرات ﻋﻠو�ـﺔ وﺴـﻔﻠ�ﺔ �ﻌﻀـﻬﺎ كﺒﻴـر اﻟﺤﺠـم ﺒدرﺠـﺔ‬

‫و�ــرﺠﺢ أن ﻫــذﻩ اﻟﺤﺠـرات اﻟﻤرﺘﻔﻌــﺔ اﻟﺴــﻘوف ﻗــد‬ ‫ﺘﺴــﺘدﻋﻲ اﻹﻨﺘ�ــﺎﻩ ‪ ،‬و�ﻌﻀــﻬﺎ ﻤرﺘﻔــﻊ اﻟﺴــﻘﻒ ‪ُ ،‬‬ ‫ﺨﺼﺼت ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ أو �ﻌض اﻟﺤﻴواﻨﺎت اﻟطو�ﻠـﺔ اﻟﻌﻨـق ‪ ،‬وﺘوﺠـد ﺤﺠـرات أﺤ�طـت �ﻘﻀـ�ﺎن ﻤـن‬

‫اﻟﺤدﻴد ﺘﺨﺘﻠـﻒ طـوﻻً وﻋرﻀـﺎً ‪ ،‬وأﻗﻔـﺎص ﻟﺤﻔـظ اﻟﺤﻴواﻨـﺎت اﻟﻀـﺎر�ﺔ ‪ 0‬وﻟﻠﺴـﻔﻴﻨﺔ �ـﺎب واﺤـد ﻤـن‬

‫طﻠﻴــت ﺠــدراﻨﻬﺎ �ﺎﻟﻘــﺎر‪ 0‬ﻫــذﻩ ﻫــﻲ اﻟﻤﻌﻠوﻤــﺎت اﻟﺘــﻲ‬ ‫اﻟﺠﺎﻨــب ‪ ،‬وطﺎﻗــﺔ ﻓــﻲ أﻋﻠــﻰ اﻟﺴــطﺢ ‪ ،‬وﻗــد ُ‬ ‫وﺼــﻠت إﻟــﻰ ﻤوﺴــكو ‪ ،‬ﻏﻴــر أن اﻟﺜــورة إﻀــطرﻤت �ﻌــد ذﻟــك ‪ ،‬وﺤــرق اﻟﺸــﻴوﻋﻴون ﺠﻤ�ــﻊ اﻟﻛﺘــب‬ ‫اﻟدﻴﻨ�ﺔ اﻟﺘـﻲ وﻗﻌـت ﻓـﻲ أﻴـدﻴﻬم ‪ ،‬وﻤـن ﺒﻴﻨﻬـﺎ وﺜـﺎﺌق ﺴـﻔﻴﻨﺔ ﻨـوح ‪ ،‬ﺜـم ﻨﺴـﻰ اﻟﻨـﺎس كـﻞ ﺸـﺊ ﻋـن‬

‫ﻫذا اﻟﺤﺎدث اﻟﻔذ‪0‬‬

‫و�ﻌد ﺴﻨوات أرﺴﻞ �ﻌض اﻷﺘراك �ﻌﺜﺔ ﻋﻠﻤ�ﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤﻨطﻘﺔ ﻟﻤﻌﺎﻴﻨﺔ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ‪ ،‬وﻗـد‬

‫ﻗــرر أﺤــد رﺠــﺎﻝ اﻟ�ﻌﺜــﺔ أن اﻟﺴــﻔﻴﻨﺔ ﻤﺼــﻨوﻋﺔ ﻤــن ﺨﺸــب اﻟﺠــوز ‪ ،‬وﻫــو ﻤــن ﻓﺼــﻴﻠﺔ اﻟﺨﺸــب‬

‫اﻟﻘﺒرﺼﻲ اﻟﻌﺘﻴق وﻗد ﻗ�ﺴت أ�ﻌﺎد اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ‪ ،‬ﻓﺒﻠﻎ طـوﻝ اﻟﺴـﻔﻴﻨﺔ ‪ 300‬ذراع وﻋرﻀـﻬﺎ ‪ 50‬ذ ارﻋـﺎً‬

‫ٕوارﺘﻔﺎﻋﻬﺎ ‪ 300‬ذراﻋﺎً ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻷرﻗﺎم ﻗد وردت ﻓﻲ �ﻌض اﻟﻛﺘب اﻟدﻴﻨ�ﺔ ‪ 00‬وﻟﻛن ﻫﻨﺎك �ﻌض‬ ‫اﻷﺴــﺌﻠﺔ اﻟﻤﺤﻴ ـرة وﻫــﻲ ‪ :‬أن ﺨﺸــب اﻟﺠــوز أو اﻟﻘﺒ ـرص ﻟــم �ظﻬــر ﻋﻠــﻰ ﺴــطﺢ اﻷرض إﻻﱠ ﻤﻨــذ‬ ‫أﻟﻒ ﺴﻨﺔ ﻓﻘط ‪ ،‬ﺜم أن ﻫذﻩ اﻟﻤدة اﻟطو�ﻠﺔ كﺎﻓ�ﺔ ﻷن ﺘﻐﻤر اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ �ﺄﻛوام وأطﻨـﺎن ﻤـن اﻟﺜﻠــﺞ ﻻ‬ ‫�ﻤكــن إزاﻟﺘﻬــﺎ إﻻﱠ �ﻤﺠﻬــود ﺸــﺎق طو�ــﻞ ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ ظﻬــرت اﻟﺴــﻔﻴﻨﺔ ﻋﻠــﻰ وﺠــﻪ اﻷرض ﻫكــذا ﻤــن‬

‫ﻏﻴر ﻤﺠﻬود ؟‬

‫وﻗـد أﺠــﺎب �ﻌــض اﻟﻤــؤرﺨﻴن ﻋﻠـﻰ ﻫــذﻩ اﻷﺴــﺌﻠﺔ ﻓﻘــﺎﻟوا أن ﻨـوع ﺨﺸــب �ﻌــض اﻷﺸــﺠﺎر‬

‫ﺼﻨﻌت ﻤﻨﻪ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻗد إﻨﻘرض ﺜم ﻋﺎد ﻟﻠظﻬـور ﻤﻨـذ أﻟـﻒ ﻋـﺎم‪ 0‬وﻗ ﱠـرروا أن اﻟزﻟـزاﻝ اﻟـذي‬ ‫اﻟذي ُ‬ ‫ﺤــدث ﻋــﺎم ‪1883‬م ودكــت �ﻌــض ﻗﻤــم اﻟﺠ�ــﺎﻝ وﺨﻔﻀــت �ﻌــض اﻷﺠ ـزاء ‪ ،‬ﻫــﻲ اﻟﺘــﻲ أظﻬــرت‬ ‫اﻟﺴــﻔﻴﻨﺔ �ﺤﺎﻟﺘﻬــﺎ اﻟراﻫﻨــﺔ ‪ 0‬ﻓﺎﻟﺴــﻔﻴﻨﺔ إذاً ﻟــم ﺘﺘﻌــرض ﻟﻠﺠــو اﻟﺨــﺎرﺠﻲ إﻻﱠ ﻤﻨــذ ﻨﺤــو ‪ 60‬ﻋﺎﻤ ـﺎً ‪،‬‬

‫وظﻠــت أﻛﺜــر ﻤــن ‪ 4500‬ﻋــﺎم وﻫــﻲ ﻓــﻲ �ــﺎطن اﻷرض �ﺤــ�ط ﺒﻬــﺎ اﻟــﺜﻠﺞ ﻏﻴــر ﻤﺘــﺄﺜرة �ــﺎﻟﻬواء ‪،‬‬ ‫وﻫذا ﻫو اﻟﺴـﺒب ﻓـﻲ ﺤﻔـظ ك�ﺎﻨﻬـﺎ ‪ ،‬وﻗـد أﻛـد ﻫـذﻩ اﻵراء أﺤـد رﺠـﺎﻝ اﻟﻛﻬﻨـوت ﻓـﻲ ﻓﻠﺴـطﻴن ‪00‬‬

‫وﻫكذا �ﻌد ﺨﻤﺴﺔ آﻻف ﻋﺎم ﺘظﻬر اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F1‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻭﺭﺩ ﺑﻨﺒﺬﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪27 - 24‬‬

‫‪- 101 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪100‬‬


‫س‪ : 326‬ﻤﺎ ﻫو رأي ﻋﻠم اﻵﺜﺎر ﻓﻲ ﻗوﻝ اﻟُﻨﱠﻘﺎد �ﺄن ﺒرج �ﺎﺒﻞ ﺨراﻓﺔ ؟‬ ‫ج ‪ -1 :‬إﻛﺘﺸﻒ " ﺠـورج ﺴـﻤﻴث " ﺸـكﻼً ﻫرﻤ�ـﺎً ﻨﻘـش ﻋﻠ�ـﻪ �ـﺎﻟﺨط اﻟﻤﺴـﻤﺎري ﻤـﺎ ﺘرﺠﻤﺘـﻪ "‬

‫اﻟﺒﻨﺎء اﻷﻛﺒر ﻟﻨﺒوﺨذ ﻨﺼر ﻤﻠك �ﺎﺒـﻞ اﻷوﻝ ‪ 00‬اﻟطﻠـﻞ اﻷﻛﺒـر اﻟـذي ﻓـﻲ �ﺎﺒـﻞ أﻨـﺎ ﺒﻨﻴﺘـﻪ وﻫ�ﺄﺘـﻪ‬ ‫وﻗد رﻓﻌت رأﺴﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﻼء �ﺎﻟﻘرﻤﻴد اﻟﻤﻐﺸـﻰ �ﺎﻟﻨﺤـﺎس ‪ 00‬ﺒﻨـﺎﻩ ﻤﻠـك ﻗـد�م ﻟﻛﻨـﻪ ﻟـم ﻴـﺘم أرﺴـﻪ ‪،‬‬

‫ﻓﺘركﻪ اﻟﻨﺎس ﻤﻨذ أ�ﺎم اﻟطوﻓﺎن ﻤﺘﻛﻠﻤﻴن كﻼﻤﺎً ﻤﺸوﺸﺎً ‪ ،‬وزﻻزﻝ اﻷرض واﻟرﻋود زﻋزﻋـت اﻟﻠـﺒن‬ ‫وﺸﻘﻘت اﻷﺠر اﻟﻤﺴﺘوي اﻟﻤﻠ�س �ﻪ اﻟﺒﻨﺎء ‪ ،‬ﻓﺘﻬدم اﻟﻠﺒن وﺘﻛـون ﻤﻨـﻪ ﺘـﻼﻝ ‪ ،‬ﻓـﺄﻟﻬم ﻤـردوخ ﻗﻠﺒـﻲ‬ ‫ﻷﺠـدد ﺒﻨــﺎءﻩ ‪ 00‬وكــذﻟك أﻋــدت ﺘﺸــﻴﻴد ﻤـﺎ كــﺎن ‪ ،‬ووﺼــﻒ ﻫﻴــرودت ) ‪ 460‬ق‪0‬م ( ﻫــذا اﻟﺒﻨــﺎء‬

‫�ﻘوﻟ ــﻪ } إﻨ ــﻪ ﻤؤﻟ ــﻒ ﻤ ــن ﺴ ــ�ﻌﺔ ﺒ ــروج اﻟواﺤ ــد ﻤﺒﻨ ــﻲ ﻓ ــوق اﻵﺨ ــر ﺒ ــدرﺠﺎت ﻀ ــﺨﻤﺔ ك ــﻞ درﺠ ــﺔ‬ ‫ﻤﺤﺼــورة ﻋﻤــﺎ ﺘﺤﺘﻬــﺎ ‪ 00‬وﻓــﻲ أﻋــﻼﻩ ﻤـزار ﻤﻘـﱠدس ﻟﻨﺒـو { "‬ ‫‪ 288‬ﻗدﻤﺎً ‪ ،‬وأُﺴﺘﺨدم ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺌﻪ ﻨﺤو ‪ 58‬ﻤﻠﻴون طو�ﺔ‪0‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪F12‬‬

‫ﻟﻘــد ﺒﻠــﻎ إرﺘﻔــﺎع اﻟطواﺒــق اﻟﺴــ�ﻊ‬

‫‪ -2‬ﻓﻲ ﺴـﻨﺔ ‪1876‬م أُﻛﺘﺸـﻒ ﻓـﻲ �ﺎﺒـﻞ اﻟﻘد�ﻤـﺔ ﻟـوح ُﻋ ِـرف �ﺎﺴـم " أﻴـزاﺠ�ﻼ " ‪Esagila‬‬ ‫ﻓﺘرﺠﻤــﻪ " ﺠــورج ﺴــﻤﻴث " ووﺠ ــد أن ﺘﺎر�ﺨــﻪ ﻴرﺠــﻊ إﻟ ــﻰ ‪ 229‬ق‪0‬م ‪ ،‬وﻫــو ﻤﺤﻔــوظ اﻵن ﻓ ــﻲ‬

‫ﻤﺘﺤﻒ اﻟﻠوﻓر ) ‪ ) ( Jacques Vicari – La Tour de Babel‬ارﺠـﻊ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﺒـﻴن‬

‫اﻟﺘﺎر�ﺦ واﻵﺜﺎر ص ‪ ( 6‬كﻤﺎ �ﻘوﻝ ﻗﻠﻴﻨـﻲ ﻨﺠﻴـب " أﺴـﻔرت أﻋﻤـﺎﻝ اﻟﺤﻔـر اﻟﺘـﻲ أُﺠر�ـت ﻤـن ﻋـﺎم‬ ‫‪ 1917 – 1899‬م ﻋن إﻛﺘﺸﺎف ﺴور ﻤدﻴﻨﺔ �ﺎﺒـﻞ اﻟﻘد�ﻤـﺔ ‪ 00‬وﻫـو ﻤـﺎ ﻴواﻓـق وﺼـﻒ اﻷﻨﺒ�ـﺎء‬

‫وﻋﺜر ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ أطﻼﻝ أﻟﻒ ﻤﻌﺒـد ‪ ،‬و�ﻌـد ﻤﻌﺒـد أﻴـزاﺠ�ﻼ أﻋظﻤﻬـﺎ و�رﺠـﻊ‬ ‫ﻟﻬﺎ ) �ﺎﺒﻞ اﻟﻌظ�ﻤﺔ ( ُ‬ ‫ﺘﺎر�ﺦ إﻨﺸﺎءﻩ إﻟﻰ أﻟﻔﻲ ﺴﻨﺔ ﻗﺒ ـﻞ اﻟﻤ�ﻼد ‪ ،‬وﻗد ُو ِﺠد �ﻪ ﺒرج ﻴﺒﻠﻎ إرﺘﻔﺎﻋﻪ ‪ 90‬ﻤﺘ اًر ‪ ،‬و�ﻌﺘﻘد إﻨﻪ‬ ‫ﺒرج �ﺎﺒﻞ اﻟﺸـﻬﻴر ‪ ،‬ور�ﻤ ـﺎ ﺘﻌـرض ﻟﻠﺘـرﻤ�م ٕواﻋـﺎدة اﻟﺒﻨـﺎء " ‪( Jean Pettero La Mesopatamile‬‬

‫) ‪0(1) p. , 93‬‬ ‫‪F13‬‬

‫‪ -3‬ﻟﻘد كﺎﻨت ﻫﻨﺎك ﻟﻐﺔ واﺤدة ﻟﻠﻌﺎﻟم كﻠﻪ ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ " ﻫﻨﺎك أدﻟﺔ ﻗو�ـﺔ اﻵن‬

‫ﺘؤكــد أن اﻟﻌــﺎﻟم كــﺎن ﻴــﺘﻛﻠم ﺒﻠﻐــﺔ واﺤــدة ﻓــﻲ ﻴــوم ﻤــن اﻷ�ــﺎم ‪ ،‬واﻷدب اﻟﺴــوﻤري �ﺸــﻴر إﻟــﻰ ذﻟــك‬

‫كﺜﻴ اًر ‪ ،‬كﻤﺎ �ﻌﺘﺒر اﻟﻠﻐو�ون أن ﻫذﻩ اﻟﻨظر�ﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﺎﺌدة كﺒرى ﻓﻲ ﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﻠﻐﺎت " )‪0(2‬‬ ‫‪F14‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻭﺭﺩﻩ ﻗﻠﻴﻨﻲ ﻧﺠﻴﺐ – ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﺹ ‪7‬‬ ‫ﺍﻭﺭﺩﻩ ﻗﻠﻴﻨﻲ ﻧﺠﻴﺐ – ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﺹ ‪7 ، 6‬‬ ‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪346‬‬

‫‪- 102 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪101‬‬


‫‪ -4‬كﺸــﻔت اﻵﺜــﺎر ﻋــن ﻟوﺤــﺔ �ظﻬــر ﻓﻴﻬــﺎ ﺒﻨــﺎء اﻟﺒــرج كﺘﻌﻠ�ﻤــﺎت " ﻨﺎﻨــﺎت " إﻟﻬــﺔ اﻟﻘﻤــر ‪،‬‬

‫وﻟوﺤﺔ أﺨرى ﺘﺴﺠﻞ ﻏﻀب اﻹﻟﻬﺔ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟﻌﻤـﻞ ‪ ،‬ﻓ�ﻘـوﻝ ﺠـوش ﻤكـدو�ﻞ " ﻤـﺎذا ﻋـن اﻟﺒـرج‬

‫واﻟﺒﻠﺒﻠـﺔ اﻟﺘـﻲ ﺤـدﺜت ﻋﻨـد ﺒـرج �ﺎﺒــﻞ ؟ ) ﺘـك ‪ 0 ( 11‬ﻋﻠﻤـﺎء اﻵﺜـﺎر إﻛﺘﺸـﻔوا أن اﻟﻤﻠــك " أور –‬

‫ﻨــﺎﻤو " ﻤﻠــك " أور " ﻤﻨــذ ﺴــﻨﺔ ‪ 2007 – 2044‬ق‪0‬م إﻋﺘﻘــد أن ﻫﻨــﺎك أواﻤــر ﺼــدرت ﻟــﻪ ﻟﺒﻨــﺎء‬

‫ز�ﺠورات ﻋظ�م ) ﻤﻌﺒد ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺒرج ( كﻤظﻬر ﻋ�ﺎدة ﻹﻟﻬﺔ اﻟﻘﻤـر ﻨﺎﻨـﺎت ‪ ،‬و�ﺴـﺠﻞ ﻟﻨـﺎ أﺤـد‬ ‫اﻷﻋﻤدة اﻟﺤﺠر�ﺔ اﻟذي ﻴﺒﻠﻎ ﻋرﻀﻪ ﺨﻤﺴـﺔ أﻗـدام وطوﻟـﻪ ﻋﺸـرة أﻗـدام ﻨوﻋ�ـﺔ ﻋﻤـﻞ اﻟﻤﻠـك " أور‬

‫– ﻨﺎﻤو " ﺤﻴث ﺘوﺠد ﻋﻠ�ﻪ ﻟوﺤﺔ ﺘﺒﻴن ﻫذا اﻟﻤﻠك وﻫو ﺠﺎﻟس و�ﻴن ﻴد�ﻪ ﺴﻠﺔ ﺒﻬﺎ طﻴن ﻟﻴﺒدأ ﺒﻬﺎ‬ ‫ﺒﻨــﺎء اﻟﺒــرج اﻟﻌظــ�م ‪ ،‬وﻫــذا ﻴوﻀــﺢ أ�ﻀـﺎً ﻤــدى ﺨﻀــوﻋﻪ ﻟﻺﻟﻬــﺔ ﺤﻴــث ﻴﺒــدو ﻓــﻲ ﻤظﻬــر اﻟﻌـ ِ‬ ‫ـﺎﻟم‬

‫اﻟ�ﺴــ�ط ‪ 0‬وﻗــد ُﻋﺜــر أ�ﻀـﺎً ﻋﻠــﻰ ﻟوﺤــﺔ ﻤكﺘــوب ﻋﻠﻴﻬــﺎ إن إﻨﺸــﺎء اﻟﺒــرج ﻗــد أﻏﻀــب اﻹﻟﻬــﺔ ‪ ،‬ﻟــذا‬ ‫ﻗﺎﻤــت اﻹﻟﻬــﺔ ) ﻨﺎﻨــﺎت ( ﺒ�ﻌﺜـرة وﺘــدﻤﻴر ﻤــﺎ ﺒﻨــﺎﻩ ﻫــؤﻻء اﻟﻌﻤــﺎﻝ ‪ ،‬وﺠﻌﻠـوا كﻼﻤﻬــم ﻏر��ـﺎً ‪ ،‬وﻫــذا‬ ‫ﻤﺸﺎ�ﻪ �ﺸكﻞ ﻤدﻫش ﻟﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس " )‪0(3‬‬ ‫‪F15‬‬

‫س‪ : 327‬ﻤــﺎ ﻫــو رأي ﻋﻠــم اﻵﺜــﺎر ﻓــﻲ ﻗــوﻝ اﻟُﻨﱠﻘــﺎد �ــﺄن إﺒــراﻫ�م ﻟــم �كــن ﺸﺨﺼــ�ﺔ‬

‫ﺘﺎر�ﺨ�ﺔ ؟‬

‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد أن أﺴــﻤﺎء اﻵ�ــﺎء اﻟ�طﺎركــﺔ إﺒ ـراﻫ�م ٕواﺴــﺤق و�ﻌﻘــوب ﻫــم ﻓــﻲ‬ ‫ﻟﻘــد إدﻋــﻰ �ﻌــض ُ‬ ‫اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ أﺴــﻤﺎء ﻗ�ﺎﺌــﻞ ‪ ،‬وﻗــﺎﻝ " و�ــﻞ " ‪ H. Weill‬أﻨﻬــم أ�طــﺎﻝ كﻨﻌــﺎﻨﻴون أدﺨﻠﻬــم اﻟﻴﻬــود إﻟــﻰ‬ ‫ﺘﺎر�ﺨﻬم ‪ ،‬وﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬم " ﻓﻠﻬﺎوزن " و " اﺴﺘﺎد " ‪ Stade‬و " ﻤﺎﻴر " ‪ E. Meger‬أﻨﻬم ﻤن ﻨﺴﺞ‬

‫اﻟﺨ�ــﺎﻝ ‪ ،‬وﻗــﺎﻝ " ﺠرﻫــﺎردوس ﻨــوس " أﻨﻬــم ﻤﺠــرد أﺴــﻤﺎء ﻷﺸــ�ﺎح كﻨﻌﺎﻨ�ــﺔ ‪ُ ،‬وﻟــدت ﻋــن طر�ــق‬ ‫ﺘـزاوج أﻨﺼــﺎف آﻟﻬــﺔ اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴﻴن ‪ ،‬وﻗــﺎﻝ اﻟــ�ﻌض أن إﺒـراﻫ�م أﺤــد آﻟﻬــﺔ اﻟ�ــﺎﺒﻠﻴﻴن ) ارﺠــﻊ ﻤــدارس‬

‫اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ 1‬ص ‪0( 239 – 236‬‬

‫ج ‪ُ -1 :‬ﻋﺜر ﻋﻠﻰ ﻟـوح أﺜـري ﻓـﻲ ﺨ ارﺌـب �ﺎﺒـﻞ �ﺤﻤـﻞ إﺴـم " إﺒـرام " أو " إﺒ ارﻤـﺎ " و�ﺸـﻴر إﻟـﻰ‬ ‫أﻨﻪ دﻓﻊ اﻟﻀراﺌب اﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠ�ﻪ‪0‬‬ ‫‪� -2‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺴﻠ�م ﺤﺴن " ﻓﻤن اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أن إﺒراﻫﺎم ﻫو " ﻫﺎﻋﺒري " أي اﻟﺒـدوي‬

‫ﺼّور ﻴزور ﻤﺼر ﻓﻲ رﺤﻠﺔ ﺴﻠﻤ�ﺔ ‪ 0‬واﻟواﻗﻊ أﻨﻪ ﻗد ُﻗرِن ﻏﺎﻟ�ﺎً ﺒﻴن رﺤﻠﺘﻪ ورﺤﻠﺔ " إ�ﺸﺎ "‬ ‫‪ ،‬ﻗد ً‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ‪346‬‬

‫‪- 103 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪102‬‬


‫اﻟذي ﺴﺎر ﻋﻠﻰ رأس ﻗﺎﻓﻠﺔ ﻟز�ﺎرة ﻤﺼر ﻓﻲ ﻋﻬد " ﺴﻨوﺴرت اﻷوﻝ " ‪ 00‬و�ﻌد ﻓﺘـرة ﻤـن اﻟـزﻤن‬

‫دﺨﻠت كﻞ أﺴرة �ﻌﻘوب ﻤﺼر ‪ٕ ،‬واﺘﺨذوﻫﺎ ﻤوطﻨﺎً ﻟﻬم "‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F16‬‬

‫‪ -3‬كﺸــﻔت اﻵﺜــﺎر ﻋــن اﻟﻤــدن واﻟﻤﻨــﺎطق اﻟﺘــﻲ ﻋــﺎش ﻓﻴﻬــﺎ إﺒ ـراﻫ�م أو ﻋﺒــر ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻤﺜــﻞ‬

‫أور اﻟﻛﻠداﻨﻴﻴن ‪ ،‬وﺤﺎران ‪ ،‬وﺤﺒرون ‪ ،‬وﻗﻤران " ﻓﺎﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ﺔ اﻟﺤدﻴﺜﺔ ﺘﺜﺒـت أن اﻷﻤـﺎﻛن‬

‫اﻟﺠﻐراﻓﻴـﺔ اﻟوارد أﺴﻤﺎؤﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﺎر�ﺦ إﺒراﻫ�م كﺎﻨت ﻤﺄﻫوﻟﺔ �ﺎﻟﺴكﺎن ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﺼر ‪ ،‬ﻓﻘد كﺎﻨت‬

‫ﻤدﻴﻨــﺔ " أور " ﻓــﻲ وادي اﻟﻔ ـرات اﻷﺴــﻔﻞ ﻤرك ـ اًز ﺴــكﺎﻨ�ﺎً كﺒﻴ ـ اًر ‪ ،‬وﻗــد ﺤﺼــﻠﻨﺎ ﻋﻠــﻰ ﻓــ�ض ﻤــن‬

‫اﻟﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻤن اﻟﻘﺒور اﻟﻤﻠﻛ�ﺔ اﻟﺘﻲ إﻛﺘﺸﻔﺘﻬﺎ اﻟ�ﻌﺜ ـﺎت اﻷﺜر�ـﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎدﻫﺎ ﺴﻴر " ﻟﻴوﻨﺎرد ووﻟﻲ "‬ ‫ﺘﺤت إﺸراف اﻟﻤﺘﺤﻒ اﻟﺒر�طﺎﻨﻲ وﻤﺘﺤﻒ ﺠﺎﻤﻌـﺔ ﺒﻨﺴﻠﻔﺎﻨﻴ ـﺎ ‪ 00‬أن ﺘـﺎر�ﺦ " أور " �ﻤﺘـد إﻟـﻰ ﻤـﺎ‬ ‫ﻗﺒــﻞ إﺒـ ـراﻫ�م �كﺜﻴــر ‪ ،‬وكﺎﻨــت ﻟــدﻴﻬم ﻤﻌرﻓــﺔ كﺒﻴــرة �ﺎﻟﻛﺘﺎﺒـ ـﺔ واﻟﺘﻌﻠــ�م ‪ ،‬واﻟﺤﺴــﺎ�ﺎت اﻟر�ﺎﻀــ�ﺔ ‪،‬‬

‫واﻟﺴــﺠﻼت اﻟﺨﺎﺼــﺔ �ﺎﻷﻋﻤــﺎﻝ واﻟد�ﺎﻨـﺔ واﻟﻔــن ‪ ،‬ﻤﻤــﺎ ﻴــدﻝ ﻋﻠــﻰ أن " أور " كﺎﻨــت إﺤــدى اﻟﻤــدن‬

‫اﻟﻛﺒــرى اﻟﻐﻨ�ــﺔ ﻓــﻲ وادي اﻟدﺠﻠــﺔ واﻟﻔ ـرات ﻋﻨــدﻤﺎ ﻫــﺎﺠر ﻤﻨﻬــﺎ إﺒ ـراﻫ�م إﻟــﻰ " ﺤــﺎران " و�ﺒــدو أن‬

‫�ﻘﻌﺔ " ﺤﺒرون " ﻋﻠـﻰ �ﻌـد ﻨﺤـو ﺘﺴـﻌﺔ ﻋﺸـر ﻤـ�ﻼً ﺠﻨـو�ﻲ أورﺸـﻠ�م كﺎﻨـت ﻤكﺎﻨـﺎً ﻤﻼﺌﻤـﺎً ﻟﺴـكﻨﻰ‬ ‫إﺒـراﻫ�م ﻓﻴﻬــﺎ ‪ ،‬و�ظﻬــر أن ﺘﻠــك اﻟﻤدﻴﻨــﺔ اﻟﺘــﻲ كﺎﻨــت ﺘُﻌــرف ﻓــﻲ ﻋﻬــد اﻷ�ــﺎء �ﺎﺴــم " ﻗر�ــﺔ أر�ــﻊ "‬ ‫ﻤﻨ ــذ ﺘﺄﺴﺴ ــت ﻓ ــﻲ زﻤ ــن ﻤ�ك ــر كﻤ ــﺎ �ظﻬ ــر ﻤ ــن إﻛﺘﺸ ــﺎﻓﺎت اﻟ�ﻌﺜ ــﺔ اﻷﻤر�ك� ــﺔ )‪1964‬م( اﻟﺘ ــﻲ‬

‫إﻛﺘﺸــﻔت أﺴـوار ﻤــن اﻟﻠــﺒن ﻋﻠــﻰ أﺴــﺎس ﻤــن اﻟﺼــﺨر �ﻌــود إﻟــﻰ ﺴــﻨﺔ ‪ 3000‬ق‪0‬م ‪ ،‬وكﺜﻴـ اًر ﻤــﺎ‬

‫�طﻠق اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟ�ﻘﻌﺔ إﺴم " ﻗﻤران ‪0(2) " 00‬‬ ‫‪F17‬‬

‫‪ -4‬ﻟﻘد ﻋﺎش إﺒراﻫ�م كﺸﺨﺼ�ﺔ ﺘﺎر�ﺨ�ﺔ ﻓﻲ ﻤدﻴﻨـﺔ " أور " وﻋﺎﺼ ـر ﺤﻀـﺎرة ﻤﺘﻘدﻤـﺔ ‪،‬‬

‫كﺸﻔت ﻋﻨﻬﺎ أﻟواح " ﺘﻞ اﻟﻌﻤﺎرﻨﺔ " اﻟﺘﻲ ﺠﺎء ﻓﻴﻬﺎ " ذكر اﻟﻌواﺼـم واﻟﻤـدن اﻹﻗﻠ�ﻤ�ـﺔ واﻟﺤﺼـون‬

‫واﻟﻤدن اﻟﺼﻐﻴرة واﻟﻘـرى ﻤـﻊ اﻟﻤﻌﺴـكرات واﻷﻤـﺎﻛن اﻟﻤﺴ ﱠـورة ) ﺤﺎﺼـور ( كﻤـﺎ ذكـرت أ�ﻀـﺎً ري‬ ‫اﻟﺤ ــداﺌق وﻨ� ــﺎت اﻟﺒ ــردي اﻟﻤ ــزروع ﻓ ــﻲ ﺠﺒﻴ ــﻞ ‪ ،‬وك ــذﻟك اﻟﻨﺤ ــﺎس واﻟﻘﺼ ــدﻴر واﻟ ــذﻫب واﻟﻔﻀ ــﺔ‬

‫واﻟﻌﻘﻴــق واﻟﻨﻘــود ‪ ،‬واﻟﻛﺜﻴــر ﻤــن اﻷﺸــ�ﺎء اﻟﺜﻤﻴﻨــﺔ ‪ ،‬واﻟﺘــوت واﻟز�ﺘــون واﻟﺤﻨطــﺔ واﻟﺴــﻔن واﻟﻤرك�ــﺎت‬

‫‪ 00‬وﺘوﻀﺢ اﻟﻨﻘوش اﻟ�ﺎﺒﻠ�ﺔ أن إرﺘﺤﺎﻝ إﺒراﻫ�م كﺎن ﺠزءاً ﻤن ﺤركﺔ ﻫﺠرة ﻤن اﻟوطن اﻷم إﻟﻰ‬

‫أﻗﻠ�م ﻋﻠﻰ اﻟﺤدود �ﻪ ﻨﻔس اﻟﻘواﻨﻴن وﻗدر كﺒﻴر ﻤن ﻨﻔس اﻟﺤﻀﺎرة ‪ ،‬وﺘوﻀﺢ اﻟﺼـور اﻟﻤﺼـر�ﺔ‬

‫)‪ (1‬ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺟـ ‪ 4‬ﺹ ‪197 ، 196‬‬ ‫)‪ (2‬ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪22‬‬

‫‪- 104 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪103‬‬


‫اﻟﻤﻨﺤوﺘﺔ أن ﻓﻠﺴطﻴن ﻓﻲ أ�ﺎم اﻵ�ﺎء كﺎن ﻟﻬﺎ ﻨﻔس اﻟﻘدر ﻤن اﻟﺤﻀﺎرة ﻓﻲ ﻤﺼر ‪ ،‬وﻤﺎ كﺸﻔت‬

‫ﻋﻨﻪ أﻟواح ﺘﻞ اﻟﻌﻤﺎرﻨﺔ ‪ 00‬أن ﻫذﻩ اﻷﺸـ�ﺎء ) اﻟﺘﺤـﻒ واﻟﻬـدا�ﺎ ( اﻟﺘـﻲ ﺘـﻨم ﻋـن اﻷﻨﺎﻗـﺔ واﻟﺒ ارﻋـﺔ‬

‫‪ ،‬ﻟم ﺘﻛن ﻤﺠرد زﺨﺎرف أو ﺤﻠﻲ " ﺤﻀﺎرة ﺒر�ر�ﺔ " ﻤﻤﺎ �ﻘطﻊ �ﺄن ﺘﻠك اﻟـ�ﻼد ﻟـم ﺘﻛـن ﻓـﻲ ﺘﻠـك‬ ‫اﻟﺤﻘ�ﺔ ﻤن اﻟﺘﺎر�ﺦ ‪ ،‬إﻻﱠ ﻤوطﻨﺎً ﻟﺤﻀﺎرة ﻤﺘﻘدﻤﺔ " )‪0 (1‬‬ ‫‪F18‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻟﻘـــس ﻤكﺴـــ�ﻤوس وﺼـــﻔﻲ " ﺘﻘ ــﻊ أور ﻋﻠــﻰ ُ�ﻌ ــد ‪ 6‬أﻤ� ــﺎﻝ ) ‪ 10‬ك ــم ( ﻤ ــن‬ ‫اﻟﺸ ــﺎطﺊ اﻟﻐر� ــﻲ ﻟﻨﻬ ــر اﻟﻔـ ـرات ‪ 00‬وكﺎﻨ ــت اﻟﻤدﻴﻨ ــﺔ ﻤزدﻫـ ـرة ﻓ ــﻲ أ� ــﺎم أﺴ ــﻼف إﺒـ ـراﻫ�م ‪ ،‬وﺘُﻌ ــد‬

‫ﺤﻀﺎرﺘﻬﺎ ﻤن أﻋرق اﻟﺤﻀﺎرات اﻟﻘد�ﻤﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤدﻴﻨﺔ كﺎﻨت ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎت ﺘﺠﺎر�ﺔ ﺘﻤﺘد إﻟﻰ ﻤﻨـﺎطق‬

‫�ﻌﻴـدة وﺘــﻨﻌم �ﺤﻀــﺎرة وﺜﻘﺎﻓـﺔ وﺘﻨﺘﺸـر ﻓﻴﻬــﺎ ﺒﻴـوت ذات طــﺎ�ﻘﻴن و�ﻬــﺎ طـرق ﻀــ�ﻘﺔ‪ 0‬وكﺎﻨــت أور‬

‫ﺘﺸﺘﻬر �ﻌ�ﺎدة اﻟﻘﻤر ‪ ،‬ور�ﻤﺎ كﺎﻨت ذاﺘﻬـﺎ ﻫـﻲ ﻋ�ـﺎدة ﺘـﺎرح أﺒـﻰ إﺒـراﻫ�م ﻨﻔﺴـﻪ ﺤﻴـث كـﺎن أﺠـدادﻩ‬

‫�ﺴــكﻨون ﻤدﻴﻨــﺔ أور ‪ 0‬وﻗــد كﺸــﻒ ﺴــﻴر ﻟﻴﻨــﺎرد ووﻟــﻲ ﺴــﻨﺔ ‪1922‬م ﻓــﻲ أطــﻼﻝ ﻤﻐﻴــر ‪ ،‬وﻫــﻲ‬

‫ﻤكﺎن أور ﻋن اﻟﻤﻘـﺎﺒر اﻟﻤﻠﻛ�ـﺔ وأﺨـرج اﻟﻛﺜﻴـر ﻤـن اﻟﻛﻨـوز واﻟﺘﺤـﻒ اﻟﻤﻠﻛ�ـﺔ واﻟﻤﺠـوﻫرات وأواﻨـﻲ‬ ‫ﻓﺨﺎر�ﺔ وأﺴﻠﺤﺔ ‪ ،‬ووﺠد ﻟوﺤﺎت ﻤن اﻟﻔﺨﺎر ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺴﺠﻴﻞ ﻟﻘواﺌم ﻤـواز�ن وﻤكﺎﻴﻴـﻞ وﻤﺼـطﻠﺤﺎت‬

‫طﺒ�ــﺔ ‪ 00‬وﻗــد زودﺘﻨــﺎ ﺘﻠــك اﻹﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت �ﻔــ�ض ﻤــن اﻟﻤﻌﻠوﻤــﺎت اﻟﺘــﻲ ﺴــﺎﻋدت ﻓــﻲ ﻓﻬــم اﻟﺨﻠﻔ�ــﺔ‬ ‫اﻟﺘﺎر�ﺨ�ﺔ ﻋن اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓ�ﺔ واﻹﺠﺘﻤﺎﻋ�ﺔ ﻟذﻟك اﻟﻌﺼر اﻟذي ﻋﺎش ﻓ�ﻪ إﺒراﻫ�م ‪ 00‬ورﺴﻤت ﻟﻨﺎ‬

‫ﻫــذﻩ اﻹﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت ﺼــورة واﻀــﺤﺔ ﻋــن اﻟﻤدﻴﻨــﺔ اﻟﺘــﻲ كﺎﻨــت ﻤركـ اًز ﺴــكﺎﻨ�ﺎً ﻀــﺨﻤﺎً ‪ ،‬وكــﺎن أﻫﻠﻬــﺎ‬ ‫ﻴﻨﻌﻤون �ﻤﻌرﻓﺔ ﻤﺘﻘدﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎ�ﺔ ٕوازدﻫرت ﻓﻴﻬﺎ اﻟر�ﺎﻀﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻨون " )‪0(1‬‬ ‫‪F19‬‬

‫وﻟﻨﺎ ﻋودة ﻟﻬذا اﻟﻤوﻀوع ﻋﻨد اﻟﺤدﻴث ﻋن إﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻤﺎرى وﻨوزي‪0‬‬

‫س‪ : 328‬ﻤﺎ ﻫو رأي ﻋﻠم اﻵﺜﺎر ﻓﻲ ﻗوﻝ اﻟُﻨﱠﻘﺎد أن ﻫـﻼك ﺴـدوم ﺒﻨـﺎر وكﺒر�ـت ﻤﺠـرد‬ ‫ﺨراﻓﺔ ؟‬ ‫ﺘﺼور ﻫـﻼك �ﻌـض اﻟﻤـدن ﺒواﺴـطﺔ اﻟﺤﻤـم اﻟﺒركﺎﻨ�ـﺔ ‪ ،‬ﻓ�ﻘـوﻝ د‪0‬‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﻟ�س ﻤن اﻟﺼﻌب ﱡ‬ ‫زكر�ـــﺎ ﺤﺒﻴـــب ﻨﺼـــرﷲ أﻨ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﺴ ــﻨﺔ ‪1748‬م ﺘ ــم إﻛﺘﺸ ــﺎف آﺜ ــﺎر ﻤدﻴﻨ ــﺔ " ﺒ ــوﻤﺒﻲ " وﻤدﻴﻨ ــﺔ "‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 2‬ﺹ ‪393 ، 392‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪48‬‬

‫‪- 105 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪104‬‬


‫ﻫركوﻟﻴﻨ�م " ‪ ،‬ﻓﻘد ﺜﺎر ﺒركﺎن " ﻓﻴزوف " ﺴﻨﺔ ‪ 79‬م ﻓدﻓن كﻠﺘﺎ اﻟﻤـدﻴﻨﺘﻴن ﺘﺤـت اﻟرﻤـﺎد ﺤﺘـﻰ أن‬

‫اﻟﺠﺜث ُوﺠدت ﻤﺘﺤﺠرة ) راﺠﻊ ﻤﻌﺠزة اﻷﺠ�ﺎﻝ ﺠـ ‪ 1‬ﺴﻨﺔ ‪1958‬م ص ‪0( 129‬‬

‫‪ -2‬أظﻬــرت اﻹﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ــﺔ أن اﻷرض اﻟواﻗﻌــﺔ ﺠﻨــو�ﻲ اﻟ�ﺤــر اﻟﻤﻴــت كﺎﻨــت ﻤﺄﻫوﻟــﺔ‬

‫�ﺎﻟﺴــكﺎن ‪ ،‬ﺜــم ﺼــﺎرت ﺨ ارﺌــب ﻻ �ﺴــكﻨﻬﺎ أﺤــد ‪ ،‬وﻗــﺎﻝ " كﺎﻴــﻞ " ‪ Kyle‬و " اﻟﻛﺴــ�س ﻤـﺎﻟون "‬

‫‪ Alexis Mallon‬اﻟﻠــذان ﻗﺎﻤــﺎ �ﺎﻟﺤﻔر�ــﺎت ﻓــﻲ ﺘﻠــك اﻟﻤﻨطﻘــﺔ أن ﻤﻨطﻘــﺔ ﺴــدوم ﻗــد ﺘﻌرﻀــت‬

‫ﻟﺤر�ق ﻫﺎﺌﻞ ‪ ،‬وأﺒﻴدت ﺒﻬذﻩ اﻟﻨﻴران ‪ ،‬ﻓﻠم ﺘُﺴكن ﻤن �ﻌد‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ " ﺠون اﻟدر " أﻨﻪ �ﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻛ�ﻤ�ﺎﺌﻲ ﻟﺘر�ﺔ ﻤﻨطﻘﺔ ﺴدوم ُو ِﺠد ﺒﻬﺎ آﺜﺎر ﻋﻨﺼـر‬ ‫اﻟﻛﺒر� ــت واﻟﺤﻤ ــم اﻟﺒركﺎﻨ� ــﺔ ) ارﺠ ــﻊ اﻷﺤﺠ ــﺎر ﺘـ ـﺘﻛﻠم ص ‪ ( 55‬ﻟﻘ ــد أﺜﺒﺘ ــت اﻷ�ﺤ ــﺎث ﻓﻌـ ـﻼً أن‬

‫اﻟﻤﺤ ﱠﻤﻞ �ﺎﻟﻛﺒر�ت‪0‬‬ ‫ﻤﻨطﻘﺔ ﺴدوم ﻤﻐطﺎة �ط�ﻘﺔ ﻤن اﻟﻤﻠﺢ اﻟﺼﺨري ‪ ،‬واﻟطﻔﻞ ُ‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ اﻟﻤﺘﻨ�ﺢ اﻷﺴﻘﻴ أ�ﺴﻴذورس " ُو ِﺠدت روا�ﺔ ﻤكﺘو�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻟوﺤﺔ أﺸـور�ﺔ ﺒﻠﻐﺘـﻴن‬ ‫‪ ،‬ﺘوﺼﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ ﻗراءة �ﻌض ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ �ﻌد اﻟﻌﻨﺎء وﻫو ‪:‬‬ ‫إﻨﻘﻼب أﺘﻰ ﻤن وﺴط اﻟﻌﻤـ ـق‬

‫اﻟﻘﺼﺎص اﻟﻤﻘﱠدر ﻤن وﺴط اﻟﺴﻤﺎء ﻨـ ـزﻝ‬

‫ﻨﺤو اﻟر�ﺎح اﻷر�ﻊ اﻟطوﻓﺎن اﻟﻤﺒﻴد كﻨﺎر َﺤ َر َق‬ ‫ﻨوء ﻤﺜﻞ ﻨﻘ ـﻞ اﻷرض )ﻏﻤر (‬ ‫ﺴكﺎن اﻟﻤدﻴﻨﺔ ﺠﻌﻠﻬم أن ﻴﺘﻌذﺒوا ‪ 0‬أﺠﺴﺎدﻫم أﻓﻨﺎﻫﺎ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻤدﻴﻨﺔ وﻓﻲ اﻟ�ﻼد ﻤﱠد اﻟﻤوت واﻟﻠﻬب إذ ﺼﻌدت ﺨر�ت‪ 00‬إﻟﺦ "‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪F20‬‬

‫اﻟﺤﺜﻴـﻴن اﻟـذي ﺠـﺎء ذكـرﻩ‬ ‫س‪ : 329‬ﻤﺎ ﻫو رأي ﻋﻠم اﻵﺜﺎر ﻓﻲ ﻗوﻝ اﻟُﻨﱠﻘﺎد �ـﺄن ﺸـﻌب‬ ‫ّ‬ ‫ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻤﺠرد ﺨراﻓﺔ ؟‬ ‫اﻟﺤﺜﻴﻴن ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن إﺸﺘرى إﺒرام ﻗطﻌﺔ أرض‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﺠﺎء ذكر‬ ‫ّ‬ ‫ﻤــن ﻋﻔــرون اﻟﺤﺜــﻲ ) ﺘــك ‪ٕ ( 18 – 7 : 23‬واﺘﺨــذ ﻋ�ﺴــو زوﺠــﺔ وﻫــﻲ إﺒﻨــﺔ ﺒﻴــري اﻟﺤﺜــﻲ ) ﺘــك‬ ‫اﻟﺤﺜﻴــﻴن ) �ــش ‪ ( 29 – 3 : 11‬وﻓــﻲ ﺼــﻤوﺌﻴﻞ‬ ‫‪ ( 34 : 26‬وﻓــﻲ ﺴــﻔر �ﺸــوع ﺤــﺎرب �ﺸــوع‬ ‫ّ‬ ‫اﻷوﻝ كــﺎن أﺨ�ﻤﺎﻟــك اﻟﺤﺜــﻲ ﻤــن ﺠــ�ش داود ) ‪1‬ﺼــم ‪ ( 6 : 26‬وﺘــزوج داود ﻤــن إﻤ ـرأة أور�ــﺎ‬

‫اﻟﺤﺜﻲ ) ‪ 2‬ﺼم ‪ ( 11‬وﺘزوج ﺴﻠ�ﻤﺎن ﻤـن ﺤﺜ�ـﺎت ) ‪ 1‬ﻤـﻞ ‪ ( 1 : 11‬وﻓـﻲ ﻤﻠـوك اﻟﺜـﺎﻨﻲ كـﺎن‬ ‫ﻟﻬم ﻤﻠوك ) ‪ 2‬ﻤﻞ ‪ ( 6 : 7‬وﻗد ﺸكك اﻟ�ﻌض ﻓﻲ وﺠود ﻫذا اﻟﺸﻌب ﻓﻲ اﻟﺘﺎر�ﺦ ) راﺠﻊ اﻷب‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺹ‪501‬‬

‫‪- 106 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪105‬‬


‫ﺴــﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸــﺎ – اﻟﺘــوراة اﻟ�ﺎﺒﻠ�ــﺔ ص ‪ ( 17‬وﻟﻛــن اﻵﺜــﺎر اﻟﻤﺼـر�ﺔ واﻷﺸــور�ﺔ كﺸــﻔت ﻋــن ﺤﻘ�ﻘــﺔ‬

‫اﻟﺤﺜﻴﻴن ﺴﻨﺔ ‪ 1269‬ق‪0‬م ‪ ،‬و�ﺒدو‬ ‫ﻫذا اﻟﺸﻌب ‪ ،‬ﻓﻘد ﻨﺸﺒت ﻤﻌركﺔ ﻗﺎدش ﺒﻴن رﻤﺴ�س اﻟﺜﺎﻨﻲ و ّ‬ ‫أن ﻨﺘﻴﺠــﺔ اﻟﻤﻌركــﺔ ﻟــم ﺘُﺤﺴــم ﻷي طــرف ﻤــن اﻟطـرﻓﻴن ‪ ،‬ﻤــﻊ أن رﻤﺴــ�س اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﻨﻘــش إﻨﺘﺼــﺎرﻩ‬

‫ﻋﻠــﻰ ﺠــدران ﻤﻌﺎﺒــدﻩ ﻓــﻲ طﻴ�ــﺔ ‪ ،‬وكــذﻟك ﻨﺴــب اﻟﺤﻴﺜﻴــون اﻟﻨﺼــر ﻷﻨﻔﺴــﻬم ‪ٕ ،‬واﻨﺘﻬــت اﻷﻤــور‬

‫ﺒﺘوﻗ�ــﻊ ﻤﻌﺎﻫــدة ﺼــﻠﺢ ‪ ،‬وﺘـ ـزوج رﻤﺴــ�س اﻟﺜﺎﻨـ ـ ـﻲ ﻤــن " ﺨﻴﺘــﺎ " ) ﺨﺎﺘوﺴــﻴﻠﻲ ( وﺘﺴــﻤت �ﺎﻷﺴــم‬

‫اﻟﻤﺼري ) ﻤﺎﻋت – ﻨﻔرو – رع ( ) راﺠﻊ ﻗﻠﻴﻨﻲ ﻨﺠﻴب – اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﺒﻴن اﻟﺘﺎر�ﺦ واﻵﺜﺎر‬ ‫ص ‪0 ( 24 ، 23‬‬ ‫اﻟﺤﺜﻴــﻴن أﻨﻬــم " ُ�ﻌـﱡدون ﻀــﻤن اﻟﻘ�ﺎﺌــﻞ اﻟﺴــور�ﺔ اﻟﺼــﻐﻴرة‬ ‫و�ﻘــوﻝ د‪ 0‬ﺴــﻠ�م ﺤﺴــن ﻋــن‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﺘﻲ ُذكرت ﻓﻲ اﻟﺘوراة ‪ ،‬وكﺎن كﻞ ﻤﺎ ُ�ﻌرف ﻋﻨﻬم ُﻤﺴﺘﻘﻰ ﻤن كﺘﺎب اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ‪ 00‬ﻏﻴـر أن‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺤﺜﻴـﻴن ( وﺼـﻠﺘﻨﺎ‬ ‫ﻋﻠم اﻵﺜﺎر اﻟﺤﻴﺜ�ﺔ ﻟم ﻴﺒﺘدي ﻓﻌﻼً إﻻ ﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪1886‬م ‪ 00‬وﻟﻔظـﺔ ﺨﻴﺘﻴـﻴن ) ّ‬ ‫ﻤن كﺘﺎب اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م وﻗد ُو ِﺠدت ﻓﻲ اﻟﺨط اﻟﻤﺴﻤﺎري ﺒﻠﻔظﺔ " ﺨـﺎﺘﻲ " وﻓـﻲ اﻟﻤﺼـر�ﺔ " ﺨﺘـﻲ‬

‫" ) ﻤوﺴوﻋﺔ ﻤﺼر اﻟﻘد�ﻤﺔ ﺠـ ‪ 5‬ص ‪0(1) ( 639‬‬ ‫‪F21‬‬

‫ﻟﻠﺤﺜﻴـﻴن ﺘظﻬــر ﻤﻼﻤﺤﻬــم اﻟﺘــﻲ ﺘﻘﺘــرب ﻤــن ﻤﻼﻤــﺢ اﻷرﻤــن ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ‬ ‫وﻗــد ُوﺠــدت ﺼــور‬ ‫ّ‬ ‫ظن �ﻌض اﻟﻌﻠﻤﺎء �ﺄﻨﻬم �ﻤﺜﻠـون اﻟﺠـدود اﻟﻘـداﻤﻰ ﻟﻠﺠـﻨس اﻷرﻤﻨـﻲ ‪ ،‬وﻤـن أواﺌـﻞ اﻟـذﻴن إﻛﺘﺸـﻔوا‬ ‫ـﺎﻟم اﻷﺜــري " د‪ 0‬ﺴــﺎ�س " ‪ ،‬واﻟﻌـ ِ‬ ‫آﺜــﺎر اﻟﺤﺜﻴــﻴن اﻟﻌـ ِ‬ ‫ـﺎﻟم اﻷﺜــري " د‪ 0‬وﻟــ�م ارﻴــت " ﺤﻴــث ﻨﱠﻘ�ــﺎ ﻓــﻲ‬ ‫ّ‬ ‫ﺘرك�ﺎ ‪ ،‬وأﺼدر " د‪ 0‬ﺴﺎ�س " كﺘﺎ�ﻪ " اﻟﺤﺜﻴون ﻗﺼﺔ إﻤﺒراطور�ﺔ ﻤﻨﺴ�ﺔ "‪0‬‬ ‫‪ -2‬ﻓــﻲ ﺴــﻨﺔ ‪1906‬م ﻨﱠﻘــب " د‪ 0‬ﻫﻴــو وﻨكﻠــر " ﻓــﻲ ﻤﻨطﻘــﺔ ﺸــرق أﻨﻘ ـرة ﺒﻨﺤــو ‪ 90‬ﻤــ�ﻼً‬

‫اﻟﺤﺜﻴــﻴن ‪ ،‬وﻤــﺎ ﺤوﺘــﻪ ﻤــن ﻟوﺤــﺎت �ــﺎﻟﻠﻐﺘﻴن اﻟ�ﺎﺒﻠ�ــﺔ واﻟﺤﺜ�ــﺔ و�ﻘــوﻝ " وﻟــ�م‬ ‫ﻓﺎﻛﺘﺸــﻒ ﻋﺎﺼــﻤﺔ‬ ‫ّ‬ ‫كﺎﻤﺒــﻞ " ‪ " 00‬إن " ﻫوﺠــو وﻨكﻠــر " كــﺎن ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪1906‬م ﻗــد أﻛﺘﺸــﻒ " ﺒوﻏــﺎز كــوي " ) ﻓ ـﻲ‬

‫اﻟﺤﺜﻴﻴن ‪ ،‬وﻗد وﺠـد وﻨكﻠـر ﻓـﻲ ﺴـﺠﻼت اﻷﻟـواح اﻟﻔﺨﺎر�ـﺔ ﻤﻌﺎﻫـدة ﺤر��ـﺔ‬ ‫ﺘرك�ﺎ ( وﻫﻲ ﻋﺎﺼﻤﺔ‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﺤﺜﻴﻴن واﻟﻤﺼرّ�ﻴن ﻴرﺠﻊ ﺘﺎر�ﺨﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﺎم ‪ 1300‬ق‪0‬م ﺘﻘر��ﺎً‪ 0‬كﻤﺎ أﻨﻪ ﺘـم إﻛﺘﺸـﺎف ﻟـوح‬ ‫ﺒﻴن‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﺤﺜﻴﻴن ﻓﻲ ﻗﺎدش ﻋﻠﻰ ﻨﻬر اﻷورﻨﺘس " (‬ ‫�ﺴﺠﻞ ﻤﻌركﺔ ﺤﺎﻤ�ﺔ اﻟوط�س ﺒﻴن رﻤﺴ�س اﻟﺜﺎﻨﻲ و ّ‬

‫) ‪Me Dowell, More Evidence, P 309 – 311‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(1‬‬

‫‪F2‬‬

‫وﻓـﻲ ﺴـﻨﺔ ‪1911‬م أﺸـﺘرك اﻟﻌ ِ‬ ‫ـﺎﻟم اﻷﺜـري‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﻗﻠﻴﻨﻲ ﻧﺠﻴﺐ – ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﺹ ‪24‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻓﻲ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ – ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ – ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫‪- 107 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪106‬‬


‫ﺴﻴر " ﻟﻴوﻨﺎرد ووﻟﻲ " ﻤﻊ " ﻟـورﻨس " ) اﻟـذي ُدﻋـﻲ ﻟـوراﻨس اﻟﻌـرب ‪ ،‬واﻟـذي كﺘـب كﺘﺎ�ـﻪ أﻋﻤـدة‬ ‫اﻟﺤكﻤـ ــﺔ اﻟﺴـ ــ�ﻌﺔ ( ﻓـ ــﻲ اﻟﺘﻨﻘﻴـ ــب �ﻤﻨطﻘـ ــﺔ كـ ــركﻤ�ش ﺤﻴـ ــث ﺘـ ــم إﻛﺘﺸـ ــﺎف ﻤـ ــدى ﻋظﻤـ ــﺔ ﺘﻠـ ــك‬ ‫اﻹﻤﺒراطور�ﺔ اﻟﺤﺜ�ﺔ اﻟﺘﻲ طواﻫﺎ اﻟﺘﺎر�ﺦ‪0‬‬

‫وﻗ ــﺎﻝ ز�ﻨـــون كوﺴﻴدوﻓﻛﺴـــﻲ أﻨ ــﻪ ﻤ ــﻊ ﺒدا� ــﺔ اﻟﻘ ــرن اﻟﻌﺸـ ـر�ن إﻛﺘﺸ ــﻒ ﻋﺎﻟﻤ ــﺎ اﻵﺜ ــﺎر‬

‫اﻟﺤﻴﺜﻴــﻴن ﻓــﻲ ﺘرك�ــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻨﻬــر اﻟﺠرﻤــﺎن‬ ‫اﻷﻟﻤﺎﻨ�ــﺎن " و�ﻨكﻠــر " و " ﺒوﻫﺸــﺘﻴن " أﻨﻘــﺎض ﻋﺎﺼــﻤﺔ‬ ‫ّ‬ ‫ـﺎر ‪ ،‬وﺘـم إﻛﺘﺸـﺎف ﻗﺼـر اﻟﻤﻠـك ذو اﻷ�ﻌـﺎد‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﺘﺸﻐﻞ اﻟﻌﺎﺼـﻤﺔ " ﺤﺎﺘوﺸـﺎش "‪ 170‬ﻫكﺘ اً‬ ‫اﻟﻬﺎﺌﻠﺔ ‪ ،‬وﻤﻌﺎﺒد وأﺴـوار اﻟﻘـﻼع و�ﻌـض اﻟﺘﻤﺎﺜﻴـﻞ ﻤـن اﻟ�ﺎزﻟـت اﻷﺴـود ﻟرﺠـﺎﻝ ذو ﺸـﻌور طو�ﻠـﺔ‬

‫ﺘﺘدﻟﻰ ﻋﻠﻰ ظﻬورﻫم ﻴﻠ�ﺴون ﻗ�ﻌﺎت ﻋﺎﻟ�ﺔ ‪ ،‬ﻤﻊ ﺜ�ـﺎب ﻗﺼـﻴرة وأﺤذ�ـﺔ ﺤـﺎدة اﻟﻤﻘدﻤـﺔ ‪ ،‬وﻗـد ﻓـك‬ ‫ِ‬ ‫اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺘﺸ�كﻲ " ﺒﻲ ﻏروزﻨﻲ " رﻤوز اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺤﺜ�ﺔ ‪ ،‬وﻫﻲ ﻀـﻤن ﻤﺠﻤوﻋـﺎت اﻟﻠﻐـﺎت اﻟﻬﻨـدو –‬ ‫أور��ﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﻴدﻝ ﻋﻠـﻰ أﺼـﻞ اﻟﺤﻴﺜﻴـﻴن اﻟﻬﻨـدو – أور�ـﻲ ‪ ،‬و�ﻔﻀـﻞ " ﺒـﻲ ﻏروزﻨـﻲ " ﻤـﻊ ﻋ ِ‬ ‫ـﺎﻟم‬ ‫ّ‬ ‫اﻵﺜﺎر اﻹﻨﺠﻠﻴزي " ﻓوﻟﻲ " ﺘم رﺴم ﺼورة ﺸ�ﻪ كﺎﻤﻠـﺔ ﻟﺘـﺎر�ﺦ وﺤﻀـﺎرة ود�ﺎﻨـﺔ وﺤ�ـﺎة اﻟﺤﻴﺜﻴـﻴن )‬ ‫راﺠﻊ اﻷﺴطورة واﻟﺤﻘ�ﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺼص اﻟﺘوراﺘ�ﺔ ص ‪0( 121 ، 120‬‬

‫وﺠﺎء ﻓﻲ داﺌرة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ـﺔ " ﻟﻛـن �ﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﻤﻌﺎﻫـدة رﻤﺴـ�س اﻟﺜـﺎﻨﻲ ﻤـﻊ "‬

‫ﺨﻴﺘــﺎ " واﻟﻤﻌﺘﻘــد ﺒوﺠــﻪ ﻋــﺎم – ﻤﻨــذ وﻗــت طو�ــﻞ – أن اﻟﻤﻘﺼــود ﺒﻬــﺎ ﻫــم اﻟﺤﺜﻴــون ‪ ،‬واﻹﺸــﺎرات‬

‫إﻟــﻰ " ﺤــﺎﺘﻲ " ﻓــﻲ ﺨطﺎ�ــﺎت ﺘــﻞ اﻟﻌﻤﺎرﻨــﺔ ‪ ،‬و�رﺠــﻊ أ�ﻀـﺎً أﻨﻬــﺎ إﺸــﺎرة إﻟــﻰ ذﻟــك اﻟﺸــﻌب ﻨﻔﺴــﻪ ‪،‬‬

‫اﻟﺤﺜﻴــﻴن ﻓــﻲ "‬ ‫ﻓ�ﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ كــﻞ ذﻟــك ‪ ،‬ﻟــدﻴﻨﺎ اﻵن اﻹﻛﺘﺸــﺎف اﻟﻌظــ�م " ﻟــوﻨكﻠر " ﻟﻌﺎﺼــﻤﺔ‬ ‫ّ‬ ‫ﺒوﻏــﺎز كــوي " واﻟﻨﺴــﺨﺔ اﻟﺤﺜ�ــﺔ ﻤــن اﻟﻤﻌﺎﻫــدة ﻤــﻊ رﻤﺴــ�س اﻟﺜــﺎﻨﻲ �ــﺎﻟﺨط اﻟﻤﺴــﻤﺎري ‪ ،‬وﻫكــذا‬ ‫�ظﻬر اﻟﺤﺜﻴون كﺄﻤﺔ ﻋظ�ﻤﺔ ‪ ،‬ﻫﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻊ اﻷﻤﺘﻴن اﻟﻤﺼر�ﺔ واﻟ�ﺎﺒﻠ�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F23‬‬

‫‪ -3‬ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪1928‬م ﻋﻨدﻤﺎ أُﻛﺘﺸﻔت آﺜﺎر أوﻏﺎر�ت ‪ ،‬ﺘم اﻟﻌﺜـور ﻋﻠـﻰ أﻟـواح أﺜر�ـﺔ ُدّوﻨـت‬

‫اﻟﺤﺜﻴــﻴن ﻗــد‬ ‫اﻟﺤﺜﻴــﻴن ‪ ،‬وﺠــﺎء ﻓﻴﻬــﺎ أن ﻤدﻴﻨــﺔ‬ ‫ّ‬ ‫ـوو�ﻴن و ّ‬ ‫�ﻌــدة ﻟﻐــﺎت ‪ ،‬ﺠــﺎء ﻓﻴﻬــﺎ ذكــر ﺸــﻌب اﻟﺤـ ّ‬ ‫ُﺨ ّر�ت ﺴﻨﺔ ‪ 1400‬ق‪0‬م ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎً �ﺄن آﺜﺎر " ﺤﺎﻨوﺴﺎ " ﻋﺎﺼﻤﺔ اﻟﻤﻤﻠﻛـﺔ اﻟﺤﺜ�ـﺔ �ﺂﺴـ�ﺎ اﻟﺼـﻐرى‬

‫ﻗــد كﺸــﻔت أﻨﻬــﺎ أﺴــﺘوﻟت ﻋﻠــﻰ �ﺎﺒــﻞ ﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟﺴــﺎدس ﻋﺸــر ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد ‪ ،‬وأﻨﻬــﺎ إﻤﺘــدت إﻟــﻰ‬

‫ﺴور�ﺎ ‪ ،‬وأﺠﺒرت اﻟﻤﺼر�ﻴن ﻋﻠﻰ اﻟﺘراﺠﻊ إﻟﻰ �ﻼدﻫم‪0‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪181‬‬

‫‪- 108 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪107‬‬


‫اﻟﺤﺜﻴــﻴن كــﺎﻨوا ﻤــن أﻗــوى‬ ‫و�ﻘــوﻝ " ﻫﻨــري م‪ 0‬ﻤــور�س " ‪�ُ " 00‬ﻌﻠﻤﻨــﺎ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس أن‬ ‫ّ‬ ‫اﻨﻴﻴن ﻤـواﺠﻬﺘﻬم ﻓــﻲ أرض اﻟﻤ�ﻌــﺎد ‪ ،‬وﻗــد كـ ﱠـرر اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس‬ ‫اﻟﺸــﻌوب اﻟﺘــﻲ كــﺎن ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﺒـر ّ‬

‫ذﻟك أﻛﺜر ﻤن ﻤرة ‪ ،‬وﻟﻛن ﺤﺘﻰ ﻨﻬﺎ�ﺔ اﻟﻘـرن اﻟﺘﺎﺴـﻊ ﻋﺸـر ﻟـم �كـن ﻫﻨـﺎك أي دﻟﻴـﻞ ﻤـﺎدي ﻋﻠـﻰ‬

‫اﻟﺤﺜﻴــﻴن " كﻤــﺎ �ﺴــﻤوﻨﻬﺎ ﻟــﻨﻘض اﻟﻛﺘــﺎب‬ ‫وﺠـودﻫم ‪ ،‬ﻓﻠﻌــدة أﻋـوام إﺴــﺘﺨدم ﻏــﻼة اﻟﻨﺎﻗــدﻴن " ﺨ ارﻓــﺔ‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﻤﻘﱠدس ٕواﺜ�ﺎت أﻨﻪ ﻟم ُﻴوﺤﻰ �ﻪ ﻤن اﻟروح اﻟﻘـدس‪ 0‬وﻟﻛـن اﻵﺜـﺎر اﻟﺘـﻲ أُﻛﺘﺸـﻔت ﺤـدﻴﺜﺎً ﻓـﻲ ﺘﻠـك‬ ‫اﻟﻤﻨطﻘﺔ ‪ ،‬ﺘﺜﺒت أن ﻫؤﻻء اﻟﻘوم كﺎﻨوا ﻴؤﻟﻔون واﺤدة ﻤن أﺸد اﻷﻤم ﻗوة وأﻋظﻤﻬﺎ ﺘﺄﺜﻴ اًر ﻓﻲ وﻗت‬

‫ﻤــن اﻷوﻗــﺎت ‪ ،‬و�ــذﻟك ﺘﻀــﻴﻒ دﻟــ�ﻼً ﺠدﻴــداً ﻋﻠــﻰ ﺼــﺤﺔ ﻤــﺎ ورد �ﺎﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ‪ 00‬ﻨﻔــس‬ ‫اﻟﻘﺼــﺔ �ﻤكــن أن ﺘُﻘــﺎﻝ ﻋــن " أدوم واﻷدوﻤﻴــﻴن " اﻟــذﻴن ُذكــروا ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ‪ ،‬وﻟﻛــﻨﻬم‬ ‫ارﺤـوا ﻓــﻲ ط�ــﺎت اﻟﻨﺴــ�ﺎن ﻋﺒــر اﻟﺘــﺎر�ﺦ ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ ﺠــﺎء اﻟﻘــرن اﻟﺘﺎﺴــﻊ ﻋﺸــر ﺤــﻴن ُﻋﺜــر ﻋﻠــﻰ آﺜــﺎر‬ ‫ﻤﺼر�ﺔ وأﺸور�ﺔ ﻟﻬم ‪ ،‬ﺒﻞ وﻓﻲ اﻟﺴﻨوات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﻤﺎﻀ�ﺔ ‪ ،‬ﺘـم إﻛﺘﺸـﺎف ﻋﺎﺼـﻤﺘﻬم " ﺒﺘـ ار " ﻓـﻲ‬

‫ﻟﻠﻨﱠﻘــﺎد اﻟــذﻴن ﻨظــروا إﻟــﻰ ﻗﺼــﺔ اﻷدوﻤﻴــﻴن ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﺤﺎﻟــﺔ ﻤﻤﺘــﺎزة ‪ ،‬وكــﺎن ذﻟــك �ﻤﺜﺎ�ــﺔ ﻫز�ﻤــﺔ ﺠدﻴــدة ُ‬ ‫أﻨﻬﺎ ﺨراﻓﺔ " )‪0(2‬‬ ‫‪F24‬‬

‫ﻓﺴر ﻋﻠم اﻵﺜﺎر ﻋرض ﻋﻔرون اﻟﺤﺜﻲ ﻋﻠﻰ إﺒراﻫ�م إﺴﺘﻼم اﻟﺤﻘﻞ ﻤﻊ ﻤﻐﺎرة اﻟﻤكﻔﻴﻠـﺔ‬ ‫‪ -4‬ﱠ‬

‫اﻟﺤﺜﻴــﻴن ﺘﻠﻘــﻲ‬ ‫) ﺘــك ‪ ( 11 : 23‬ﻓﻘــد ﺠــﺎء ﻓــﻲ داﺌ ـرة اﻟﻤﻌــﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ــﺔ أن " ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻗ ـواﻨﻴن‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﻀــوء ﻋﻠــﻰ ﻤوﻀــوع ﺸ ـراء إﺒ ـراﻫ�م ﻟﻠﻤﻘﺒ ـرة ﻤــن ﻋﻔــرون ) إﺼــﺤﺎح ‪ ( 23‬وﻤــﻊ أن ﻤﺠﻤوﻋــﺔ‬ ‫اﻟﺤﺜﻴــﻴن ﻓــﻲ آﺴــ�ﺎ اﻟﺼــﻐرى ﺘرﺠــﻊ‬ ‫اﻟﻘـواﻨﻴن اﻟﺤﺜ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ أُﻛﺘﺸــﻔت ﻓــﻲ " ﺒوﻏــﺎز كــوي " ﻋﺎﺼــﻤﺔ‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﺤﺜﻴـﻴن ﻤﻨـذ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻘرن اﻟ ار�ـﻊ ﻋﺸـر ﻗﺒـﻞ اﻟﻤـ�ﻼد ‪ ،‬إﻻﱠ أﻨـﻪ ﻤـن اﻟواﻀـﺢ أﻨﻬـﺎ كﺎﻨـت ﺴـﺎﺌدة ﻋﻨـد‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﻘــرن اﻟﺘﺎﺴــﻊ ﻋﺸــر ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد‪ 0‬وﺘﺒــﻴن ﻫــذﻩ اﻟﻘـواﻨﻴن اﻹﻟﺘ ازﻤــﺎت اﻹﻗطﺎﻋ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ كﺎﻨــت ﺘُﺘ�ــﻊ‬ ‫ﻋﻨد ﺒ�ﻊ ﻗطﻌﺔ أرض �كﺎﻤﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻓكﺎﻨت ﺘﺨﺘﻠﻒ ﻋن ﺘﻠك اﻟﺘﻲ كﺎﻨت ﺘُﺘ�ـﻊ ﻋﻨـد ﺒ�ـﻊ ﺠـزء ﻤﻨﻬـﺎ ‪،‬‬ ‫وﻤﻊ أن إﺒـراﻫ�م كـﺎن ﻴر�ـد ﺸـراء اﻟﻤﻐـﺎرة ﻓﻘـط ‪ ،‬إﻻﱠ أن ﻋﻔـرون إﺸـﺘرط ﺒ�ـﻊ اﻟﺤﻘـﻞ كﻠـﻪ ‪ ،‬و�ـذﻟك‬

‫ﻨﻘﻞ ﺠﻤ�ﻊ اﻟﻤﺴﺌوﻟ�ﺎت واﻹﻟﺘزاﻤﺎت اﻹﻗطﺎﻋ�ﺔ إﻟﻰ إﺒراﻫ�م‪ 0‬كﻤﺎ أﻨﻨـﺎ ﻨﻼﺤـظ ﻨﻘـﻞ ﻤﻠﻛ�ـﺔ اﻟﺸـﺠر‬

‫‪ ،‬وﻫذا �طﺎﺒق ﻤﺎ ﻴﺠري ﻓﻲ ﻤﺜﻞ ﻫذﻩ اﻟﺤﺎﻻت ﻋﻨد‬ ‫اﻟﺤﺜﻴﻴن ) ﺘك ‪0(1) " ( 17 : 23‬‬ ‫ّ‬ ‫‪F25‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﻈﻴﺮ ﻋﺮﻳﺎﻥ ﻣﻴﻼﺩ – ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺹ ‪97 ، 96‬‬ ‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪24‬‬

‫‪- 109 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪108‬‬


‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد ﻓــﻲ أن اﻟﺸــﻌب اﻟﺤﻴﺜــﻲ ﻤﺠــرد ﺨ ارﻓـﺔ ‪ ،‬ﻋــﺎد‬ ‫‪ -5‬وﺤﺘــﻰ �ﻌــد أن ﻤﺤﻘــت اﻵﺜــﺎر آراء ُ‬ ‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ﻴدﻋون �ﺄﻨﻪ ﺤﺘﻰ ﻟو كﺎن ﻫﻨﺎك وﺠود ﻓﻌﻠﻲ ﻟﻠﺤﺜﻴﻴن ‪ ،‬ﻟﻛن ﻟم �كن ﻟﻬـم أي وﺠـود‬ ‫�ﻌض ُ‬ ‫ﻓـﻲ ﻓﻠﺴــطﻴن إﻻﱠ �ﻌــد دﺨــوﻝ ﺒﻨــﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ أرض اﻟﻤوﻋــد ‪ ،‬وﻟـ�س أ�ــﺎم إﺒـراﻫ�م ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور‬

‫ﷴ ﺒﻴوﻤﻲ ﻤﻬران " ﻤﺎ ﺘرو�ﻪ اﻟﺘوراة ﻤن أن إﺒراﻫ�م اﻟﺨﻠﻴﻞ – ﻋﻠ�ـﻪ اﻟﺴـﻼم – ﻗـد إﺸـﺘرى ﻤﻐـﺎرة‬

‫اﻟﻤكﻔﻴﻠﺔ ﻤن ﻋﻔرون اﻟﺤﺜﻲ – ﻤن ﺒﻨﻲ ﺤث – وﻤﺎ ﺘرو�ﻪ ﻋن زوﺠﺎت ﻋ�ﺴو اﻟﺤﻴﺜ�ـﺎت ‪ ،‬ﻓﻤـن‬

‫اﺌﻴﻠﻴﻴن إﻟﻴﻬـﺎ‪ 0‬ﺼـﺤ�ﺢ‬ ‫اﻟﻤﻌروف ﺘﺎر�ﺨ�ﺎً أن‬ ‫اﻟﺤﺜﻴـﻴن ﻟـم �ظﻬـروا ﻓـﻲ ﻓﻠﺴـطﻴن ﻗﺒـﻞ دﺨـوﻝ اﻹﺴـر ّ‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﺤﺜﻴﻴن كﺎﻨوا ﻋﻠـﻰ ﻋﻼﻗـﺔ �ﺴـور�ﺎ ﻓـﻲ ﻋﺼـر اﻹﻤﺒ ارطور�ـﺔ اﻟﺤﻴﺜ�ـﺔ ‪ ،‬وأن اﻟﺠﻴـوش اﻟﺤﻴﺜ�ـﺔ‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫إﻟــﻰ ﻋﻬــد " ﺸــو�ﻴﻠو ﻟﻴوﻤــﺎ " ) ‪ 1350 – 1375‬ق‪0‬م ( ﻗــد وﺼــﻠت إﻟــﻰ دﻤﺸــق ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬــﺎ ﻟــم‬ ‫ﺘــدﺨﻞ ﻓﻠﺴــطﻴن ﻨﻔﺴــﻬﺎ ﻋﻠــﻰ اﻹطــﻼق ‪ ،‬وﻟــم ﺘوﺠــد ﺒــﻴن اﻟــدوﻝ اﻟﺤﺜ�ــﺔ دوﻟــﺔ واﺤــدة ﺘﻘــﻊ ﺠﻨــوب‬

‫ﺤﻤــﺎة ‪ ،‬وﻟــم ﺘﻛــن ﻫــذﻩ اﻷﺨﻴ ـرة ﻀــﻤن أي ﺠــزء ﻤــن أﻗــﺎﻟ�م ﻓﻠﺴــطﻴن ‪ ،‬إذ كﺎﻨــت ﺘﻔﺼــﻠﻬﺎ ﻋــن‬

‫اﻟﺤﺜﻴﻴن ﻓﻲ ﻓﻠﺴطﻴن ﻗﺒﻞ اﻟﻐزو اﻹﺴراﺌﻴﻠﻲ‬ ‫اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ اﻵراﻤ�ﺔ ﻓﻲ دﻤﺸق ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن وﺠود‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ﻤن ﺘﻌﻠﻴﻞ ﺴـوى ﻨﺴـ�ﺔ ﻨﺼـوص اﻟﺘـوراة ﻫـذﻩ اﻟﺘـﻲ ﺘﺘـردد‬ ‫ﻴﺜﻴر ﻤﺸكﻠﺔ ﻋﺠﻴ�ﺔ ‪ ،‬ﻟم ﻴﺠد ﻟﻬﺎ ُ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ كﻠﻤﺔ " ﺒﻨﻲ ﺤث " و " ﺤﺜ�ﺎت " إﻻﱠ إﻟﻰ اﻟﻛﺎﺘب اﻟﻛﻬﻨوﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻠﻨص " )‪0(1‬‬ ‫‪F26‬‬

‫ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﻴؤكــد أ‪ 0‬م‪ 0‬ﻫــودﺠكن " أن ﻫــذﻩ اﻹﻤﺒراطور�ــﺔ ) اﻟﺤﻴﺜ�ــﺔ ( اﻟﻤﺠﻬوﻟــﺔ ﻗــد أظﻬرﺘﻬــﺎ‬

‫اﻟﻛﺘﺎ�ـﺎت اﻟﻬﻴروﻏﻠ�ﻔ�ــﺔ واﻟﻨﻘــوش اﻟﻤكﺘو�ـﺔ �ــﺎﻟﺨط اﻟﻤﺴــﻤﺎري ‪ ،‬ﻓﻘــد كﺸـﻔت ﻟﻨــﺎ اﻟﺼــور اﻟﻤﻨﻘوﺸــﺔ‬

‫اﻟﺤﺜﻴــﻴن ) أو " ﺨﻴﺘــﺎ " كﻤــﺎ كــﺎن �ﺴــﻤﻴﻬم اﻟﻤﺼ ـر�ون ( ذوي اﻟوﺠــوﻩ‬ ‫ﻋﻠــﻰ اﻵﺜــﺎر ﻋــن ﺤﻘ�ﻘــﺔ‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﻘﺒ�ﺤ ــﺔ �ﻘ�ﻌ ــﺎﺘﻬم اﻟﻤﺤدود� ــﺔ ‪ ،‬وأﺤ ــذﻴﺘﻬم اﻟواﻗ� ــﺔ ﻤ ــن اﻟﺜﻠ ــوج ذات ﻤﻘ ـ ـدم ﻤ ــﻨﺤن إﻟ ــﻰ أﻋﻠ ــﻰ ‪،‬‬ ‫وﻗﻔ ــﺎزاﺘﻬم اﻟﺘ ــﻲ ﻻ أﺼ ــﺎ�ﻊ ﻟﻬ ــﺎ دﻻﻟ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺒ ــرودة اﻟطﻘ ــس ﻓ ــﻲ ﻤـ ـواطﻨﻬم اﻟﺸ ــﻤﺎﻟ�ﺔ ﺒ ــﻴن ﺠ� ــﺎﻝ‬

‫ك�ﺎدوك�ﺔ وطوروس‪ 0‬أﻤﺎ ﻨﻘوﺸﻬم اﻟﺘﻲ أُﻛﺘﺸﻔت ﻓﻲ آﺴ�ﺎ اﻟﺼﻐرى وﻓﻲ ﻋـدة �ﻘـﺎع أﺨـرى ﻓﺈﻨﻬـﺎ‬

‫ﺘدﻝ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﺼرّ�ﻴن ﻟم ﻴﺨطﺌوا ﻓﻲ ﺘﺼو�رﻫم �ﺎﻟﺼورة اﻟﺘﻲ ﻤﺜﻠـوﻫم ﺒﻬـﺎ ‪ 0‬ﻫـذﻩ اﻷﻤـﺔ اﻟﺘـﻲ‬ ‫ظﻠت ﻤﺠﻬوﻟﺔ زﻤﻨﺎً طو�ﻼً كﺎﻨت ﻤوﺠودة ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺴ�ﺢ ﺒﺘﺴﻌﺔ ﻋﺸر ﻗرﻨﺎً وداﻤت ﻨﺤو أﻟـﻒ ﺴـﻨﺔ‬

‫‪ ،‬وكﺎﻨت ﻤﻤﺘدة ﻤن �ﺤـر اﻟﻴوﻨـﺎن ﻏر�ـﺎً إﻟـﻰ �ﺤﻴـرة " ﻓـﺎن " ﺸـرﻗﺎً وكﺎﻨـت ﻋﺎﺼـﻤﺘﻬﺎ كـركﻤ�ش ‪،‬‬

‫وﻗد �ﺴطت ﻨﻔوذﻫﺎ ﺠﻨو�ﺎً ﻓﺎﻛﺘﺴـﺤت ﺴـور�ﺎ ) آرام ( وﻓﻠﺴـطﻴن ووﻗﻔـت أﻤـﺎم ﻤﺼـر ﻋـدواً ﺨطـ اًر‬

‫‪ 0‬وﻓﻲ أ�ﺎم ﺤكم رﻤﺴ�س اﻷﻋظم اﻟطو�ﻠﺔ كﺎﻨت ﻫﻨﺎك ﺤروب ﻤﺴﺘﻤرة ﺒﻴن اﻷﻤﺘـﻴن ﻤﻤـﺎ ﺴـﺒب‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ – ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ – ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺹ ‪271 ، 270‬‬

‫‪- 110 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪109‬‬


‫كﺜﻴ اًر ﻤن اﻟﺘدﻤﻴر ﻟﻤدن كﻨﻌﺎن إذ ﺨر�ﺘﻬﺎ ﺠﻴوش اﻷﻋداء‪ 0‬وﻤن ﻫذا ﻨﺴﺘط�ﻊ أن ﻨﻔﻬـم ﻟﻤـﺎذا ﻟـم‬ ‫�ﻘــﺎوم اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴون ﺸــﻌب إﺴ ـراﺌﻴﻞ إﻻﱠ ﻤﻘﺎوﻤــﺔ ﻀــﻌ�ﻔﺔ ﻋﻨــدﻤﺎ ﻏ ـ از �ﻼدﻫــم ‪ٕ ،‬واذ إﻨﺘﻬــت اﻟﺤــرب‬ ‫اﻟﺤﺜﻴـﻴن اﻟﻌظـ�م ﻋﻠـﻰ ﻗـدم اﻟﻤﺴـﺎواة ﻤـﻊ‬ ‫�ﺎﻟﺼﻠﺢ ﻤﻊ رﻤﺴ�س ﺘدﻝ ﺸروط اﻟﺼـﻠﺢ ﻋﻠـﻰ أن ﻤﻠـك‬ ‫ّ‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ﻤﻠك ﻤﺼر اﻟﻌظ�م ‪ ،‬وﺨﺘﻤت اﻟﻤﻌﺎﻫدة ﺒزواج ﻓرﻋون ﺒﺈﺒﻨﺔ ﻤﻠك‬ ‫اﻟﺤﺜﻴﻴن " ‪0‬‬ ‫ّ‬ ‫‪F27‬‬

‫س‪ : 330‬ﻫﻞ �ﻤكن إﻟﻘﺎء اﻟﻀوء ﻋﻠﻰ �ﻌض اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ﺔ اﻟﺘﻲ أﻛدت اﻟﺤﻘﺎﺌق‬ ‫اﻟﻛﺘﺎﺒ�ﺔ ؟‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد أﺤداث اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م �ﺄﻨﻬﺎ ﻤن وﺤـﻲ اﻟﺨ�ـﺎﻝ ‪ ،‬وأن �ﻌـض اﻟﻘ�ﺎﺌـﻞ‬ ‫ﺘﺼور‬ ‫ﱠ‬ ‫ج ‪ :‬ﻟﻘد ﱠ‬ ‫وﺼور ُ‬ ‫اﻟﻌﺒراﻨ�ــﺔ اﻟﺒدو�ــﺔ أرادت أن ﺘﻨﺴــب ﻟﻨﻔﺴــﻬﺎ اﻟﺸــرف اﻟﻌظــ�م ‪ ،‬ﻓﺘﺨﻴﻠــت ﻤﻌــﺎرك وﻤــدن ٕواﻨﺘﺼــﺎرات‬ ‫وﻫﻤ� ــﺔ ‪ ،‬وﻟﻛ ــن إن ﺼ ــﻤت اﻹﻨﺴ ــﺎن ﻓﺎﻟﺤﺠ ــﺎرة ﺘ ــﺘﻛﻠم ‪ ،‬وﺘﻛﻠﻤ ــت اﻷﺤﺠ ــﺎر ٕواﻨﻔﺠ ــرت اﻟﺤﻘ ــﺎﺌق‬ ‫ﻨﺎﺼــﻌﺔ اﻟﺒ�ــﺎض ﻤــن ﻗﻠــب اﻵﺜــﺎر اﻟﺘــﻲ طﻤرﺘﻬــﺎ اﻟرﻤــﺎﻝ واﻷﺘر�ــﺔ واﻟركــﺎم ‪ ،‬ﻓﺄﻛــدت ﻤــﺎ ورد ﻓــﻲ‬

‫اﻟﻛﺘ ــﺎب اﻟﻤﻘـ ـﱠدس ﻤ ــن أﺤ ــداث وﻤ ــدن وﻤﻠ ــوك وﻤﻌ ــﺎرك ‪ 00‬إﻟ ــﺦ ‪ 0‬وﻓ�ﻤـــﺎ ﻴﻠـــﻲ ﻨـــذكر �ﻌـــض‬

‫اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ﺔ اﻟﺘﻲ أﻛدت �ﻌض اﻟﺤﻘﺎﺌق اﻟﻛﺘﺎﺒ�ﺔ ‪:‬‬

‫‪ -1‬إﻛﺘﺸﺎﻓﺎت أوﻏﺎر�ت ) راس ﺸﻤ ار ( ‪:‬‬

‫ﺘﻘ ــﻊ رأس ﺸ ــﻤ ار ﺸ ــﻤﺎﻝ اﻟﻼذﻗ� ــﺔ �ﺴ ــور�ﺎ ﺒﻨﺤ ــو ﻋﺸـ ـرة كﻴﻠ ــوﻤﺘرات ‪ ،‬وﻗ ــد ﺠ ــﺎءت ﻫ ــذﻩ‬

‫اﻹﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت �ﻤﺤــض اﻟﺼــدﻓﺔ ﻓﻔــﻲ ر��ــﻊ ﺴــﻨﺔ ‪1928‬م كــﺎن أﺤــد اﻟﻔﻼﺤــﻴن اﻟﺴــور�ﻴن �ﺤــرث‬

‫أرﻀــﻪ اﻟﺘــﻲ ﺘﻘــﻊ ﻋﻠــﻰ �ﻌ ــد ‪ 12‬كــم ﺸــﻤﺎﻝ ﻤدﻴﻨــﺔ اﻟﻼذﻗ� ــﺔ ﻓــﻲ ﻤﻨطﻘــﺔ ﺘُــدﻋﻰ " راس ﺸ ــﻤ ار "‬ ‫اﻟﻤﻼﺼﻘﺔ ﻟﻠﻤﻨ�ﺔ اﻟﺒ�ﻀﺎء ‪ ،‬ﻓﺈﺼطدﻤت ﺴـكﻴﻨﺔ اﻟﻤﺤـراث �ﺤﺠـر ﻋﻠـﻰ ﻓوﻫـﺔ ﻤـدﻓن أﺜـري ‪ ،‬وﻟـم‬

‫ﻴــدري اﻟﻔــﻼح أﻨــﻪ أﻤــﺎم كﺸــﻒ أﺜــري ﻋظــ�م ﺠــداً ‪ ،‬و�ــدأت ﻤﻨــذ ﺴــﻨﺔ ‪1929‬م ﻤﺼــﻠﺤﺔ اﻵﺜــﺎر‬

‫اﻟﻔرﻨﺴــ�ﺔ ﻓــﻲ اﻟﺘﻨﻘﻴــب ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﻤــدار ﺜﻼﺜــﻴن ﺴــﻨﺔ ﻗــﺎم اﻟﺴــﻴد " كﻠــود ف‪0‬أ ﺸــ�ﻔر " ﺒﺈﻛﺘﺸــﻔﺎت‬

‫ﻤذﻫﻠــﺔ إذ إﺘﻀــﺢ أن ﻫــذا اﻟﻤكــﺎن �ﻤﺜــﻞ ﻋﺎﺼــﻤﺔ ﻟﻤﻤﻠﻛــﺔ أوﻏﺎر�ــت اﻟﺘــﻲ ورد إﺴــﻤﻬﺎ ﻤ ـ ار اًر ﻓــﻲ‬

‫ﻟوﺤﺎت ﺘـﻞ اﻟﻌﻤﺎرﻨﺔ �ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻵﻛﺎد�ﺔ ‪ ،‬وﺘم اﻟﻛﺸﻒ ﻋن ﻤﻌﺒد ﻟﻺﻟـﻪ " �ﻌـﻞ " ﻋﻠـﻰ اﻟﺘـﻞ اﻟرﺌ�ﺴـﻲ‬

‫‪ ،‬وﻓﻲ اﻷﻗداس وﻀﻌت ﺘﻤﺎﺜﻴﻞ اﻵﻟﻬﺔ ‪ ،‬وﻗد ﺘم ﺘرﻤ�م ﻫذا اﻟﻤﻌﺒد ‪ ،‬وﺸرق اﻟﻬ�كﻞ ﺘﻘﻊ اﻟﻤكﺘ�ـﺔ‬

‫اﻟﺘﻲ زﺨرت �ﺎﻟﻔﺨﺎر اﻟﻤﺸوي وﻋﻠﻴﻬﺎ كﺘﺎ�ﺔ ﻤﺴﻤﺎر�ﺔ ‪ ،‬ﺜم ﺘم إﻛﺘﺸﺎف ﻤﻌﺒد ﺜﺎن ﻟﻺﻟﻪ " داﻏﺎن "‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺣﺎﻓﻆ ﺩﺍﻭﺩ – ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪28 ، 27‬‬

‫‪- 111 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪110‬‬


‫ﻋﻠــﻰ �ﻌــد ‪ 52‬ﻤﺘ ـ اًر ﺠﻨــوب ﺸــرق اﻟﻤﻌﺒــد اﻷوﻝ ‪ ،‬وﻤﻨــذ ﺴــﻨﺔ ‪1938‬م إﻨﺼــﺒت اﻷ�ﺤــﺎث ﺤــوﻝ‬

‫ﻗﺼــر اﻟﻤدﻴﻨــﺔ اﻟــذي ﺸــﻐﻞ ﻤﺴــﺎﺤﺔ ‪ 900‬ﻤﺘــر ﻤر�ــﻊ وﺤــوى ‪ 90‬ﻏرﻓــﺔ ‪ ،‬وﺘﺴــﻊ ﺴــﺎﺤﺎت داﺨﻠ�ــﺔ‬

‫اﻟﻤكﺴوة أرﻀﻴﺘﻬﺎ �ﺎﻟ�ﻼط " وكـﺎن اﻟـدﺨوﻝ إﻟ�ـﻪ ﻴـﺘم ﺒواﺴـطﺔ ﺨﻤﺴـﺔ ﻤـداﺨﻞ‬ ‫ﻤﻨﻬﺎ ﺴﺎﺤﺔ اﻟﺸرف‬ ‫ﱠ‬ ‫‪� ،‬ﺤﻤﻞ كﻞ واﺤد ﻤﻨﺎ ﻋﻤودان وﻋﺸر درﺠﺎت كﺎﻨت ﺘوﺼﻞ إﻟﻰ اﻟطﺎﺒق اﻟﻌﻠوي ‪ ،‬وﺘﺤﺘﻪ كﺎﻨت‬

‫ﺘوﺠ ــد ﻤ ــداﻓن اﻟﻤ ــوﺘﻰ ‪ ،‬أﻤ ــﺎ أرض اﻟﻘﺼ ــر ﻓكﺎﻨ ــت ﻤزروﻋ ــﺔ �ﻘط ــﻊ ﻤ ــن أواﻨ ــﻲ اﻟ ــذﻫب واﻟﻌ ــﺎج‬

‫واﻷﻟ�ﺎﺘر‪ 0‬وﻟﻛـن أﻫـم إﻛﺘﺸـﺎف كـﺎن إﻛﺘﺸـﺎف اﻟوﺜـﺎﺌق اﻟﺘـﻲ كﺎﻨـت ﺘﻤـﻸ ﻋـدة ﻏـرف وﻫـﻲ وﺜـﺎﺌق‬ ‫رﺴــﻤ�ﺔ ﺘﺘــﺄﻟﻒ ﻤــن ﻗـواﺌم ورﺴــﺎﺌﻞ وﻋﻘــود ﻤكﺘو�ــﺔ �ﺎﻷوﻏﺎرﺘ�ــﺔ واﻷﻛﺎد�ــﺔ واﻟﺤور�ــﺔ ‪ ،‬وﺘﺤﻤــﻞ ﻓــﻲ‬

‫أﻏﻠب اﻷﺤ�ﺎن أﺨﺘﺎم اﻟﻤﻠك‪ 0‬وأﻛﺜرﻫﺎ �ﻌود ﺘﺎر�ﺨﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﻬد اﻟﻤﺴـﻤﻰ �ﺎﻟﻌﻤﺎرﻨـﺔ أﻋﻨـﻲ اﻟﻨﺼـﻒ‬

‫اﻷوﻝ ﻤن اﻟﻘرن اﻟرا�ﻊ ﻋﺸر وﻫﻲ ﺘﺸﻬد ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﻤﺴﺘﻤرة ﺒﻴن ﻤﻤﻠﻛﺔ أوﻏﺎر�ت و�ﻼد اﻟﻔراﻋﻨﺔ‬ ‫" )‪0(1‬‬ ‫‪F28‬‬

‫وﻫذا اﻟﻘﺼر ﺘﺤﻤ�ﻪ ﻗﻠﻌﺔ ﻀﺨﻤﺔ ﺒﻬـﺎ ﻤ ارﻛـز ﺴـكﻨ�ﺔ ﻟﻠﺠﻨـود وﻤﺴـكن ﻟﻠﺤـﺎﻛم اﻟﻌﺴـكري‬

‫‪ ،‬ﺜــم ﺘــم اﻟﻛﺸــﻒ ﻋــن ﻗﺼــر آﺨــر أﺼــﻐر ﺤﺠﻤـﺎً ‪ ،‬ﺜــم ﻗﺼـ اًر ﺜﺎﻟﺜـﺎً أﻗــدم ﻤــن اﻷﺜﻨــﻴن ﻓﻴرﺠــﻊ إﻟــﻰ‬ ‫اﻷﻟﻒ اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻗﺒﻞ اﻟﻤ�ﻼد‪ 0‬كﻤـﺎ ﺘـم اﻟﻛﺸـﻒ ﻋـن ﻤﻌﺒـدﻴن �ﺎﺴـم اﻹﻟـﻪ " �ﻌـﻞ " واﻹﻟـﻪ " داﺠـون "‬

‫ﻴ�ﻌد أﺤدﻫﻤﺎ ﻋن اﻵﺨر ﻨﺤو ﺨﻤﺴﻴن ﻤﺘ اًر ‪ ،‬و�ﺎﻟﻘرب ﻤن اﻟﻤﻌﺒدﻴن ﺘوﺠد ﺒﻴـوت ﺨﺎﺼـﺔ ﺒرﺠـﺎﻝ‬ ‫اﻟدﻴن وﺨدام اﻟﻤﻌﺒد ‪ ،‬وﻤﻨﻬﺎ ﺒﻴت اﻟﻛﺎﻫن اﻷﻛﺒر اﻟذي �ﺤﺘوي ﻋﻠﻰ ﻤكﺘ�ﺔ راﺌﻌﺔ ‪ ،‬وﺘﺤت ﻋﺘ�ـﺔ‬

‫ﺒﻴت اﻟﻛﺎﻫن اﻷﻛﺒـر ﻋﺜـروا ﻋﻠـﻰ ﻤﺴـﺘودع ﻟﻸﺴـﻠﺤﺔ واﻟﺨﻨـﺎﺠر واﻟرﻤـﺎح واﻟﺒﻠطـﺎت واﻟﻤﻨﺎﺠـﻞ ‪00‬‬

‫إﻟــﺦ وﻋﻠــﻰ �ﻌــض اﻷدوات ﻤﺜــﻞ اﻟﻔــؤوس ‪ ،‬كﻤــﺎ ﻋﺜــروا ﺘﺤــت اﻟﻌﺘ�ــﺔ أ�ﻀـﺎً ﻋﻠــﻰ �ﻌــض اﻷواﻨــﻲ‬ ‫اﻟﻔﺨﺎر�ﺔ ‪ ،‬واﻟﺘﻤﺎﺜﻴﻞ اﻟﻛﺒﻴرة ‪ ،‬واﻟﻤﺴﻼت ‪ 00‬كﻞ ﻫذا ُو ِﺠد ﺘﺤت ﻋﺘ�ﺔ ﺒﻴت اﻟﻛﺎﻫن اﻷﻛﺒر‪0‬‬ ‫وﺘم اﻟﻛﺸﻒ ﻋن �ﻌض أﺤ�ﺎء اﻟﻤدﻴﻨﺔ ‪ ،‬ﻤﻨﻬﺎ ﺤﻲ ﺒﺠﻨوب اﻟﻤدﻴﻨﺔ ﻟﻠﻔﻨﺎﻨﻴن اﻟذﻴن كﺎﻨوا‬

‫ﻴؤﻟﻔون ﺠﻤﺎﻋﺎت أﺸ�ﻪ �ﺎﻟﻨﻘﺎ�ﺎت ‪ ،‬وﺤﻲ �ﺸرق اﻟﻤدﻴﻨﺔ �ﺴكﻨﻪ رﺠﺎﻝ اﻟ�ﻼط ‪ ،‬وﺘم اﻟﻌﺜـور ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻤ ــداﻓن اﻟﻤدﻴﻨـ ـﺔ اﻟﻤﺒﻨ� ــﺔ � ــﺎﻟﺤﺠر اﻟﻤﻨﺤ ــوت ‪ ،‬و�ﺤ ــﺘﻔظ ﻤﺘﺤ ــﻒ اﻟﻠ ــوﻓر �ﻔرﻨﺴ ــﺎ �كﺜﻴ ــر ﻤ ــن ﻫ ــذﻩ‬

‫اﻹﻛﺘﺸ ــﺎﻓﺎت ﻤﺜ ــﻞ ﻋﻠ� ــﺔ اﻟﻌ ــﺎج اﻟﺘ ــﻲ ُﻨﻘـ ـش ﻋﻠ ــﻰ ﻏطﺎﺌﻬ ــﺎ اﻹﻟﻬ ــﺔ اﻟﻌﺎر� ــﺔ اﻟﺜ ــدﻴﻴن اﻟﺘ ــﻲ ﺘﺒﺘﺴ ــم‬ ‫اﻟﻤــزدان �ﺼــورة ﻤﺸــﻬد ﺼــﻴد ﻤﻠﻛــﻲ ﻋﻠــﻰ ﻋر�ــﺔ ‪،‬‬ ‫و�ﺼــﺤﺒﺘﻬﺎ ﺠــدي ﻤــﺎﻋز ‪ ،‬وﻤﺸــﺠب اﻟــذﻫب ُ‬ ‫وﻤﺸــﺠب ذﻫــب آﺨــر ﻹﻟﻬــﺔ ﻋﺎر�ــﺔ ﺘﻘــﻒ ﻓــوق أﺴــد وﺘﻤﺴــك ﺒﻴــدﻫﺎ ﺠــدي ﻤــﺎﻋز و�ﻠﺘــﻒ ﺤوﻟﻬــﺎ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺃﺩﻣﻮﻥ ﺟﺎﻛﻮﺏ – ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺟﻮﺭﺝ ﻛﻮﺳﻲ – ﺭﺃﺱ ﺷﻤﺮﺍ ﻭﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪12‬‬

‫‪- 112 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪111‬‬


‫ﺤﻴﺘﺎن ‪ ،‬وﺘﻤﺜﺎﻝ اﻟﺒروﻨز ﻟﻺﻟﻬﺔ اﻟﺠﺎﻟﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﻠﺘـﻒ ﺤوﻟﻬـﺎ اﻟﺤ�ـﺎت ‪ ،‬وﺘﻤﺜـﺎﻝ اﻹﻟـﻪ �ﻌـﻞ ﺸـﺎﻫ اًر‬ ‫اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺤرب وﻤﺼـﻨوع ﻤـن اﻟﺤﺠـر اﻟﺠﻴـر ‪ ،‬واﻟﻔـﺄس اﻟﻤدﻫﺸـﺔ �ﺸـكﻞ رأس اﻷﺴـد ‪،‬‬

‫وأ�ﻀ ـﺎً إﻨﺘﺸــرت ﻤﺜــﻞ ﻫــذﻩ اﻵﺜــﺎر ﻓــﻲ ﻤﺘﺤــﻒ دﻤﺸــق وﻤــدن ﺴــور�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ ﺤﻠــب ﺘوﺠــد ﻤﺴــﻠﺔ‬ ‫ﺤﻠزوﻨ�ــﺔ ﺘﺤﻤــﻞ ﻤﺸــﻬد ﺘﻘــد�م ﻗـراﺒﻴن ﻟﻺﻟــﻪ ﺸــﻤس وﻫــو ﺠــﺎﻟس ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــرش و�ﻠــ�س ﺘﺎﺠـﺎً �ﻌﻠــوﻩ‬

‫ﻗرﻨﺎن ‪ ،‬وﻤن ﻫذﻩ اﻵﺜﺎر اﻟﻔﺄس اﻟﻤﻔﺨﻤﺔ ﻓﻲ ﻏﻼف اﻟﺒروﻨز اﻟﻤرﺼﻌﺔ �ﺎﻟذﻫب و�ﺤﻤﻞ اﻟﻐﻼف‬

‫رأﺴﻲ أﺴد �ﻘذﻓﺎن ﻟﻬ�ﺎً ‪ ،‬و�ﻌض ﻟوﺤﺎت اﻟﻌﺎج اﻟﺘﻲ ُﻨﻘش ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺸـﺎﻫد ﻓـﻲ اﻟﺤ�ـﺎة اﻟﻤﻠﻛ�ـﺔ ﻤﺜـﻞ‬ ‫اﻟﺤرب أو اﻟﺼﻴد ‪ ،‬واﻟﺤ�ﺎة اﻟدﻴﻨ�ﺔ ‪ ،‬واﻟﺤ�ﺎة اﻟﻌﺎﻤﺔ‪0‬‬

‫أﻤــﺎ ﻨﺼــوص أوﻏﺎر�ــت ﻓﻘــد ُكﺘﺒــت ﺒﻠﻐــﺔ ﻟــم ﺘﻛــن ﻤﻌروﻓــﺔ وﻗــت اﻹﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت ‪ ،‬وﻟﻛــن‬ ‫أﻨكــب ﻋﻠــﻰ د ارﺴــﺘﻬﺎ " ﻫــﺎﻨس ﺒــو�ر " اﻷﻟﻤــﺎﻨﻲ ‪ ،‬وكــﻞ ﻤــن " إدوار دورم " و " ﺸــﺎرﻝ ﻓﻴرﻟــو "‬

‫اﻟﻔرﻨﺴ�ﺎن ‪ ،‬ﻓﺘﻛﺸﻔوا أﻨﻬﺎ أﺒﺠد�ﺔ ﺘﺘﻛون ﻤن ‪ 30‬ﺤرف ‪0‬‬

‫و�ﻌــود ﺘــﺎر�ﺦ أوﻏﺎر�ــت إﻟــﻰ اﻷﻟــﻒ اﻟرا�ﻌــﺔ ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد ﺤﻴــث إﻤﺘــزج ﺸــﻌب ﻤــﺎ ﺒــﻴن‬

‫اﻟﻨﻬر�ن �ﺎﻟﺸﻌوب اﻷﺨرى ‪ ،‬وﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪ 2300‬ق‪0‬م ﻗﺎم ﺴرﺠون اﻟﺸﻴﺦ وﻨﺎرام �ﻔﺘوﺤﺎت وﺼﻠت‬ ‫إﻟﻰ ﺠز�رة ﻗﺒرص ‪ ،‬وكﺎﻨت ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺎت ﻤﺴﺘﻤرة ﺒـﻴن أوﻏﺎر�ـت وﻤﺼـر ‪ ،‬ﻓﻤـن ﻀـﻤن اﻵﺜـﺎر‬

‫اﻟﺘــﻲ ُوﺠــدت ﻓــﻲ أوﻏﺎر�ــت ﺘﻤﺜــﺎﻝ اﻷﻤﻴـرة ﺸــﻨوﻤﻴت زوﺠــﺔ ﺴﻨوﺴـر�ت اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﻤﻠــك ﻤﺼــر ‪ ،‬ﻤﻤــﺎ‬ ‫ُ�ﻐﻠــب �ﺄﻨﻬــﺎ ﻤــن أﺼــﻞ ﺴــوري ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً ُو ِﺠــد ﻀــﻤن آﺜــﺎر أوﻏﺎر�ــت ﻨﺼــب ﺴﻴﺘوﺴ ـر�ت ﻋــﻨﺦ‬ ‫اﻟﺤﺎﻛم واﻟﻘﺎﻀﻲ ‪ ،‬و�رﻓﻘﺘﻪ زوﺠﺘ�ﻪ ‪ ،‬وﻗد �كون ﻨﺤﺘﻪ ﻤﺼر�ون �ﻘ�ﻤون ﻓﻲ أوﻏﺎر�ت‪0‬‬ ‫وﺸــﻤﻞ اﻟﻌﺼــر اﻟــذﻫﺒﻲ ﻷوﻏﺎر�ــت اﻟﻔﺘ ـرة ﻤــن ‪ 1360 – 1440‬ق‪0‬م ﺤﻴــث إزدﻫــرت‬

‫اﻟﻤ� ــﺎﻨﻲ ٕوازداﻨ ــت اﻟﻘﺼ ــور � ــﺎﻟﺘﺤﻒ ‪ ،‬وﺨﻴ ــر ﻤﺜ ــﺎﻝ ﻋﻠ ــﻰ ذﻟ ــك اﻟﻘﺼ ــر اﻟﻤﻠﻛ ــﻲ ‪ ،‬و�ﻘﺎﺒ ــﻞ ﻫ ــذا‬ ‫اﻟﻌﺼــر اﻟــذﻫﺒﻲ ﻋﻬــد ﺘــﻞ اﻟﻌﻤﺎرﻨــﺔ ﻓــﻲ ﻤﺼــر ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﺠــﺎء إﺴــم أوﻏﺎر�ــت ﻤ ـ ار اًر وﺘﻛ ـ ار اًر ﻓــﻲ‬

‫ﻤراﺴﻼت ﻓرﻋون ﻤﻊ ﻤﻠوك ﺴور�ﺎ ‪ 0‬وﺘﻌﺘﺒر أوﻏﺎر�ت ﻤدﻴﻨﺔ ﺠﺎﻤﻌ�ﺔ ﺤﻴث كﺎن أﻫﻠﻬـﺎ ﻴﺘﺤـدﺜون‬

‫ﺒﺠ ـوار ﻟﻐــﺘﻬم اﻟوطﻨ�ــﺔ اﻟﻠﻐــﺎت اﻷﺨــرى ﻤﺜــﻞ اﻟﺤور�ــﺔ ‪ ،‬واﻟﻤﺼ ـر�ﺔ ‪ ,‬واﻟﻘﺒرﺼــ�ﺔ ‪ ،‬واﻷﻛﺎد�ــﺔ ‪،‬‬

‫ٕواﻨﺘﻬﻰ اﻟﻌﺼر اﻟذﻫﺒﻲ ﺴﻨﺔ ‪ 1360‬ق‪0‬م �ﺤر�ق ﻤدﻤر ﻟﻤدﻴﻨﺔ أوﻏﺎر�ت‪0‬‬

‫وﻗد ﺴﺎﻋدت ﻫذﻩ اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻓﻲ ﻓﻬم أﻋﻤق ﻟﺼور وﺘﻌﺒﻴرات اﻟﺘوراة ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ د‪ 0‬ﺴـﻴد‬

‫اﻟﻘﻤﻨﻲ " وﻓﻲ أﻨﻘﺎض ﻤدﻴﻨﺔ " أوﻏﺎر�ت " اﻟﻛﻨﻌﺎﻨ�ﺔ اﻟﻘد�ﻤﺔ ) ﺘﻞ ﺸـﻤ ار ﺤﺎﻟ�ـﺎً ( ﺘـم اﻟﻌﺜـور ﻋﻠـﻰ‬ ‫ـدوﻨﺎت اﻟﻛﻨﻌﺎﻨ�ــﺔ ‪ ،‬اﻟﺘــﻲ أﻟﻘــت ﻀــوءاً ﻤ�ﺎﺸـ اًر ﻋﻠــﻰ أﺼــﻞ ﻤﻴﺜوﻟوﺠ�ــﺎ‬ ‫ﺜــروة ﻻ ﺘُﻘـﱠدر ﺒــﺜﻤن ﻤــن اﻟﻤـ ﱠ‬ ‫‪- 113 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪112‬‬


‫اﻟﺨﻠق اﻟﺘوراﺘ�ﺔ ‪ ،‬وكﺎن أﻫم ﻤﺎ ورد ﻓﻴﻬﺎ ﺘطﺎﺒق اﻷﺤداث ‪ ،‬ﺤﺘﻰ إﺴم أﺒﻲ اﻟ�ﺸـر ) دم ( ﺒﻠﻔظـﻪ‬

‫ورﺴﻤﻪ ‪ ،‬وﻫو كﻤﺎ ورد " أب آدم و�ﻘرب " أي " و�ﻘﺘرب أﺒـو اﻟ�ﺸـر " ) ﻓـراس اﻟﺴـواح – ﻤﻐـﺎرة‬

‫اﻟﻌﻘﻞ اﻷوﻝ ص ‪" ( 88‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F29‬‬

‫‪0‬‬

‫و�ﻘوﻝ اﻟﺨوري ﺒوﻟس اﻟﻔﻐﺎﻟﻲ " ﻏﻴر أن أوﻏﺎر�ت ) رأس ﺸـﻤ ار ( اﻟﺘـﻲ أُﻛﺘﺸـﻔت ﺴـﻨﺔ‬

‫‪1929‬م ﺘركت ﻟﻨﺎ ﻤكﺘ�ﺔ واﺴـﻌﺔ ﺘﺤﺘـوي ﻋﻠـﻰ رﺴـﺎﺌﻞ ووﺜـﺎﺌق دﺒﻠوﻤﺎﺴـ�ﺔ ٕوادار�ـﺔ ‪ ،‬وﻋﻠـﻰ ﻟـواﺌﺢ‬ ‫اﻵﻟﻬﺔ واﻟﻤﻠوك ‪ ،‬وﻋﻠﻰ كﺘب طﻘوس ﺤوﻝ اﻟوﻻدة واﻟزواج ‪ ،‬وﺨﺎﺼﺔ أﺴطورة ﻤﻠﺤﻤ�ﺔ ﻋﻨواﻨﻬﺎ "‬

‫�ﻌﻞ وﻋﻨﺎت "‪ 0‬إن ﻤﻌرﻓﺘﻨﺎ �ﺎﻟﻨﺼوص اﻷوﻏﺎر�ﺘ�ﺔ ﺴﺎﻋدﺘﻨﺎ كﺜﻴ ار ﻋﻠﻰ ﻓﻬم ﺼور وﺘﻌـﺎﺒﻴر ﻤـن‬ ‫اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﺒر�ـﺔ واﻷوﻏﺎر�ﺘ�ـﺔ ﻟﻐﺘـﺎن ﺸـﻘ�ﻘﺘﺎن ﺘﺘﻔرﻋـﺎن ﻤـن اﻟﻛﻨﻌﺎﻨ�ـﺔ وﻫـﻲ إﺤـدى‬ ‫اﻟﻠﻐﺎت اﻟﺴﺎﻤ�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F30‬‬

‫وﻗــد ﺘــم إﻛﺘﺸــﺎف ﻗطــﻊ ﺸــﻌر�ﺔ ﺘﺼــﻞ إﻟــﻰ ‪ 5000‬ﺒﻴــت ‪ ،‬وﻫــذﻩ ﺤطﻤــت ﻨظر�ــﺔ ﺠﻨكــﻞ‬

‫‪ Gunkle‬اﻟذي إدﻋﻰ أن اﻟﻤﻘﺎطﻊ اﻟﺸﻌر�ﺔ اﻟطو�ﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﺴﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴﺔ ) ﻤﺜﻞ أﺴﻔﺎر أﺸﻌ�ﺎء‬ ‫وأرﻤ�ـ ــﺎ وﺤزﻗ�ـ ــﺎﻝ ( ﺘرﺠـ ــﻊ إﻟـ ــﻰ وﻗـ ــت ﻤﺘـ ــﺄﺨر ﻋـ ــن اﻟوﻗـ ــت اﻟـ ــذي ﻨﺴـ ــﺒت إﻟ�ـ ــﻪ ) ارﺠـ ــﻊ ﻤركـ ــز‬

‫اﻟﻤطﺒوﻋـ ــﺎت اﻟﻤﺴـ ــ�ﺤ�ﺔ – ﺘﻔﺴـ ــﻴر اﻟﻛﺘـ ــﺎب اﻟﻤﻘ ـ ـﱠدس ﺠـ ـ ـ ‪ 1‬ص ‪ ( 70 ، 69‬ﺒـ ــﻞ أن اﻷﺴـ ــﻠوب‬

‫اﻟﺸﻌري اﻟذي أُﺴﺘﺨدم ﻓﻲ أوﻏﺎر�ت �ﺸ�ﻪ اﻟﺸﻌر اﻟذي ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﺘـوراة ﻤﺜـﻞ ﺘرﻨ�ﻤـﺔ ﻤـر�م ) ﺨـر‬ ‫‪ ( 15‬وﺘرﻨ�ﻤﺔ دﺒورة ) ﻗض ‪0( 5‬‬

‫‪ -2‬إﻛﺘﺸﺎﻓﺎت إ�ﻼ ‪:‬‬

‫وﺘﻤﺜــﻞ ﻋﺎﺼــﻤﺔ دوﻟــﺔ ﻤﺘﺴــﻌﺔ اﻷط ـراف ﺘﻤﺘــد ﻤــن ﺤــوض اﻟﻔ ـرات ﺸ ـرﻗﺎً إﻟــﻰ ﺤــوض‬

‫اﻟﻌﺎﺼﻲ ﻏر�ﺎً ‪ ،‬وﻤن ﺠ�ﺎﻝ طرﺴوس ﺸﻤﺎﻻً إﻟﻰ ﺤدود ﻤﻤﻠﻛﺔ ﺤﻤﺎة ﺠﻨو�ﺎً ‪ ،‬و�ﻠﻎ ﻋدد ﺴـكﺎﻨﻬﺎ‬ ‫ودﻤـرت‬ ‫‪ 620‬أﻟﻒ ﻨﺴﻤﺔ ‪ ،‬و�ﻠﻐت أﻗﺼـﻰ ﺘﻘـدﻤﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﻘـرن اﻟﺨـﺎﻤس واﻟﻌﺸـر�ن ﻗﺒـﻞ اﻟﻤـ�ﻼد ‪ُ ،‬‬

‫ﺴـﻨﺔ ‪ 2250‬ق‪0‬م ﻋﻠــﻰ ﻴــد " ﻨــﺎرام ﺸــن " ﺤﻔﻴــد اﻟﻤﻠـك " ﺴــرﺠون " اﻟﻌظــ�م ‪ ،‬ﻓكﺎﻨــت إ�ــﻼ ﻤدﻴﻨــﺔ‬

‫ﻤﻠﻛ�ــﺔ ﻤزدﻫ ـرة ‪ ،‬ﺘﻘــﻊ ﻓــﻲ ﺘــﻞ اﻟﻤ ـر�ﺦ ﺠﻨــو�ﻲ ﻤدﻴﻨــﺔ ﺤﻠــب �ﺴــور�ﺎ ﺒﻨﺤــو ‪ 50‬كــم ‪ ،‬وﻓــﻲ ﺴــﻨﺔ‬ ‫ِ‬ ‫وﻤﺤّﻠـﻞ اﻟﻨﻘـوش " ﺠﻴوﻓـﺎﻨﻲ �ﺎﺘﻴﻨـﺎﻨو " �ﺄﻋﻤـﺎﻝ اﻟﺤﻔـر ‪،‬‬ ‫‪1964‬م ﻗﺎم ﻋﺎﻟم اﻵﺜﺎر " �ـﺎوﻟو ﻓﺎﺜ�ـﺎ " ُ‬ ‫وﻓــﻲ ﺴــﻨﺔ ‪1968‬م إﻛﺘﺸــﻔﺎ ﺘﻤﺜــﺎﻝ " إﺒﻴــت – ﻟــ�م " وﻋﻠ�ــﻪ ﻨﻘــش �ﺸــﻴر إﻟــﻰ ﻋﺸــﺘﺎر اﻟﺘــﻲ " ﻨورﻫــﺎ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺹ ‪205‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪50‬‬

‫‪- 114 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪113‬‬


‫�ﺴــطﻊ ﻓــﻲ إ�ــﻼ " ﺜــم أﻛﺘﺸــﻔت اﻟ�ﻌﺜــﺔ اﻹ�طﺎﻟ�ــﺔ ‪ 16‬أﻟــﻒ ﻟو�ﺤــﺔ ﻤــن أرﺸــﻴﻒ اﻟﻤدﻴﻨــﺔ ‪ ،‬ﻴرﺠــﻊ‬

‫ﺘﺎر�ﺨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﺘـرة ‪ 2250 – 2500‬ق‪0‬م ‪ ،‬و�ﺤـوي أﺤـد اﻷﻟـواح ﻗﺼـﺔ اﻟﺨﻠـق ‪ ،‬كﻤـﺎ ﻋرﻀـﻬﺎ‬

‫أﻫﻞ إ�ﻼ ‪ ،‬وﻫﻲ ﻗر��ـﺔ ﺠـداً ﻤـن ﻗﺼـﺔ اﻟﺨﻠـق اﻟﺘوراﺘ�ـﺔ اﻟﺘـﻲ ذكرﻫـﺎ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ‪ ،‬و�ﻌﻴـدة ﻋـن‬ ‫ﻗﺼــص اﻟﺨﻠــق اﻟﺘــﻲ ﺠــﺎءت ﻓــﻲ اﻷﺴــﺎطﻴر اﻟﺴــوﻤر�ﺔ واﻟ�ﺎﺒﻠ�ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺘﺤكــﻲ ﻋــن اﻹﻟــﻪ اﻟواﺤــد‬

‫وو ِﺠد ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻟواح أ�ﻀـﺎً أﺴـﻤﺎء‬ ‫اﻟذي ﺨﻠق ﻤن اﻟﻌدم اﻟﺴﻤوات واﻷرض واﻟﻘﻤر واﻟﻨﺠوم ‪ُ ،‬‬ ‫�ﻌ ــض اﻟﻤ ــدن اﻟﺘ ــﻲ ﺠ ــﺎء ذكرﻫ ــﺎ ﻓـ ـﻲ ﺴ ــﻔر اﻟﺘﻛ ــو�ن ﻤﺜ ــﻞ " أور " و " ﺴ ــدوم " و " ﻋﻤ ــورة " ‪،‬‬ ‫و�ﻌــض اﻷﺴــﻤﺎء ﻤﺜــﻞ " آدم " و " ﺤـواء " و " ﻨــوح " ‪ ،‬وﻗﻀــت إﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت " إ�ــﻼ " ﻋﻠــﻰ اﻟــزﻋم‬ ‫�ــﺄن إﻨﺘﺼــﺎر إﺒ ـراﻫ�م ﻋﻠــﻰ كــدر ﻟﻌــوﻤر واﻟﻤﻠــوك اﻷر�ﻌــﺔ ﻗﺼــﺔ أﺴــطور�ﺔ ‪ ،‬ﻷن أﺴــﻤﺎء اﻟﻤــدن‬

‫اﻟﺨﻤﺴ ــﺔ ﺴ ــدوم ‪ ،‬وﻋﻤ ــورة ‪ ،‬وأدﻤ ــﺔ ‪ ،‬وﺼ ــﺒوﺌ�م ‪ ,‬وﺼ ــوﻏر وردت ﻓ ــﻲ أﻟـ ـواح " إ� ــﻼ " و� ــﻨﻔس‬ ‫اﻟﺘرﺘﻴــب ‪ ،‬كﻤــﺎ ورد ﻓــﻲ اﻷﻟـواح اﻷﺜر�ــﺔ �ﻌــض اﻷﺴــﻤﺎء اﻟﺘـ ـﻲ ورد ذكرﻫــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م ﻤﺜــﻞ‬

‫إﺴراﺌﻴﻞ ٕواﺴﻤﺎﻋﻴﻞ وﻤﻴﺨﺎ ) راﺠﻊ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ – ﺒرﻫﺎن ﻴﺘطﻠب ﻗ ار اًر ص ‪0( 137 ، 136‬‬

‫وأ�ﻀﺎً ﺤوت أﻟواح " إ�ﻼ " ﻋﻠﻰ �ﻌض اﻷﻤور اﻟﺘﺸـر�ﻌ�ﺔ واﻟﻘﻀـﺎﺌ�ﺔ اﻟﺘـﻲ ﺘﺘﺸـﺎ�ﻪ ﻟﻤـﺎ‬

‫ﺠــﺎء ﻓــﻲ اﻟﺘــوراة ‪ ،‬و�ﻬــذا ﻗﻀــت ﻋﻠــﻰ اﻟــزﻋم اﻟﻘﺎﺌــﻞ �ــﺄن ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﻟــم �كﺘــب اﻟﺘــوراة ‪ ،‬ﻷن‬ ‫ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻨﻴن اﻟﻛﻬﻨوﺘ�ﺔ واﻟﺘﺸر�ﻌ�ﺔ اﻟﺘﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﺘوراة ‪ ،‬ﺘرﺠﻊ إﻟﻰ ﻋﺼر ﻤﺘﺄﺨر ﺨﻼﻝ‬

‫اﻟﺤكــم اﻟﻔﺎرﺴــﻲ ) ‪ 331 – 538‬ق‪0‬م ( كﻤــﺎ ﻗﻀــت أﻟ ـواح إ�ــﻼ أ�ﻀ ـﺎً ﻋﻠــﻰ اﻟــزﻋم اﻟﻘﺎﺌــﻞ � ـﺄن‬ ‫اﻟﻛﺘﺎ�ــﺔ ﻟــم ﺘﻛــن ُﻋرﻓــت أ�ــﺎم ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ‪ ،‬وﻗــد كـ ﱠـذﺒت إﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت إ�ــﻼ أ�ﻀـﺎً �ﻌــض اﻟﻨظر�ــﺎت‬ ‫اﻟﺨﺎطﺌﺔ ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً ﻗـﺎﻝ اﻟـ�ﻌض أن اﻟـذ�ﺎﺌﺢ وطﻘـوس اﻟﻌ�ـﺎدة ظﻬـرت �ﻌـد ﻋـودة ﺒﻨـﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ ﻤـن‬ ‫اﻟﺴــﺒﻲ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ أﺜﺒﺘــت إﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت ﻤدﻴﻨــﺔ إ�ــﻼ اﻟﺘــﻲ ﺘرﺠــﻊ إﻟــﻰ اﻷﻟﻔ�ــﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜــﺔ ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد �ــﺄن‬

‫اﻟــذ�ﺎﺌﺢ واﻟطﻘــوس كﺎﻨــت ﺘﻘــدم ﻓــﻲ اﻟﺸــرق اﻷدﻨــﻰ ﻤﻨــذ أﻗــدم اﻟﻌﺼــور ‪ ،‬وردت إﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت إ�ــﻼ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺌﻠﻴن �ﺄن �ﻌض اﻟﻛﻠﻤﺎت اﻟﻤﺴﺘﺨدﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ﺘﺜﺒت أﻨـﻪ ُكﺘـب ﻓـﻲ وﻗـت ﻤﺘـﺄﺨر‬

‫‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ " إن اﻟز�ـﺎدة اﻟﻛﺒﻴـرة ﻓـﻲ ﻤﻌرﻓﺘﻨـﺎ �ﺎﻟﺘـﺎر�ﺦ اﻟﻘـد�م ﻟﻠﻛﻠﻤـﺎت اﻟﻌﺒر�ـﺔ ﻟﻠﻌﻬـد‬

‫اﻟﻘــد�م أدى إﻟــﻰ ﺘﻐﻴﻴــر ﻫــذا اﻟﻤوﻗــﻒ ‪ ،‬ﻓــﺈذا إﺴــﺘﺨدﻤت كﻠﻤــﺔ ﻤﻌﻴﻨــﺔ ﻓــﻲ ﻤدﻴﻨــﺔ إ�ــﻼ ﻋــﺎم ‪2300‬‬

‫ق‪0‬م وﻓﻲ ﻤدﻴﻨﺔ أوﻏﺎر�ت ﻋﺎم ‪ 1300‬ق‪0‬م ‪ ،‬ﻓﻼ �ﻤكن ﺘﺼـور أﻨﻬـﺎ كﻠﻤـﺔ ﻤـن ﻋﺼـر ﻤﺘـﺄﺨر‬

‫) ‪ 300‬ق‪0‬م ( أو أﻨﻬﺎ ﻤﺼطﻠﺢ آراﻤﻲ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻟم ﺘﻛن ﻓ�ﻪ اﻟﻠﻐﺔ اﻵراﻤ�ـﺔ اﻟﻘ�ﺎﺴـ�ﺔ ﻗـد‬ ‫ﺘطورت �ﻌد ‪ ،‬ﺒﻞ أﻨﻬﺎ ﺘﺼ�ﺢ ﺤﻴﻨﺌذ كﻠﻤﺔ ﻤن ﻋﺼر ﻤ�كر ‪ ،‬وﺠزءاً ﻤن اﻟﺘراث اﻷ�ﺎﺌﻲ ﻟﻠﻌﺒر�ﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪- 115 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪114‬‬


‫اﻟﻛﺘﺎﺒ�ــﺔ ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﻨﺤــو أﻛﺜــر إﻴﺠﺎﺒ�ــﺔ ‪ ،‬ﻓــﺈن إزد�ــﺎد أﻋــداد اﻟﻨﺼــوص اﻟﺘــﻲ ﻨﺤﺼــﻞ ﻋﻠﻴﻬــﺎ واﻟﺘــﻲ‬

‫ﺘﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻠﻤﺎت اﻷﻛﺜر ﻨدرة �ﻤكن أن ﺘؤ�د – أو ﺘﻌدﻝ – ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻤﺎت " (‬

‫) ‪0(1) Kitcen, BIW, 50‬‬ ‫‪F31‬‬

‫‪ -3‬إﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻤﺎري ‪:‬‬ ‫ﺘﻘﻊ ﻤدﻴﻨﺔ ﻤﺎري ﻋﻠﻰ �ﻌد ﺴ�ﻌﺔ أﻤ�ﺎﻝ ﺘﻘر��ﺎً إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎﻝ اﻟﻐر�ﻲ ﻤن " ﺘﻞ اﻟﺤر�ـري "‬

‫وكﺎﻨت ﺘﻘـﻊ ﻋﻨـد ﻤﻠﺘﻘـﻰ طـر�ﻘﻴن رﺌ�ﺴـﻴﻴن ﻟﻠﻘواﻓـﻞ ‪،‬اﻷوﻝ ﻫـو اﻟطر�ـق اﻟﻤﻤﺘـد ﻤـن ﺴـﺎﺤﻞ اﻟ�ﺤـر‬

‫اﻟﻤﺘوﺴــط و�ﻤــر �ﺼــﺤراء ﺴــور�ﺎ إﻟــﻰ ﻨﻬــر اﻟﻔــرات ‪ ،‬واﻟﺜــﺎﻨﻲ ﻫــو اﻟــذي ﻴﺒــدأ ﻓــﻲ ﺸــﻤﺎﻝ �ــﻼد‬

‫اﻟﻨﻬ ـر�ن و�ﻤﺘــد ﺠﻨو� ـﺎً إﻟــﻰ وادي ﻨﻬــر ﺨــﺎﺒور ﺜــم إﻟــﻰ وادي اﻟﻔ ـرات ‪ ،‬وﺘﻤﻴــزت اﻟﻤدﻴﻨــﺔ �ــﺎﻟﺜراء‬ ‫اﻟﻔــﺎﺤش ‪ ،‬وكﺎﻨــت ﺘﻌﺘﺒــر ﻋﺎﺼــﻤﺔ اﻟﻤﻤﻠﻛــﺔ اﻷﻤور�ــﺔ ﺨــﻼﻝ اﻟﻔﺘـرة ‪ 1700 – 1800‬ق‪0‬م ‪ ،‬ﺜــم‬

‫إﻨﺘﻬــت ﺤﻀــﺎرﺘﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﻴــد اﻟﻘ ـوات اﻟ�ﺎﺒﻠ�ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘــرن ‪ 11‬ق‪0‬م ‪ ،‬وﺘرﺠــﻊ أﻫﻤ�ــﺔ ﻤدﻴﻨــﺔ ﻤــﺎري‬

‫ﻟﻺﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤـت ﺒﻬـﺎ اﻟ�ﻌﺜـﺔ اﻟﻔرﻨﺴـ�ﺔ ‪ ،‬ﻓـﻲ ﻤﻨطﻘـﺔ " ﺘـﻞ اﻟﺤر�ـري " �ـﺎﻟﻘرب ﻤـ ـن‬

‫ﻤدﻴﻨﺔ " أﺒ ـو كﻤﺎﻝ " ﺨﻼﻝ اﻟﻔﺘرة ‪1939 – 1933‬م ‪� ،‬ﻘ�ﺎدة " أﻨدر�ﻪ �ـﺎرو " ‪Andre Parrot‬‬ ‫وﻗــد ﺘوﻗﻔــت اﻟ�ﻌﺜــﺔ ﻋــن اﻟﻌﻤــﻞ �ﺴــﺒب اﻟﺤــرب اﻟﻌﺎﻟﻤ�ــﺔ اﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ ‪ ،‬وﻋــﺎدت ﻟﻠﻌﻤــﻞ ﺨــﻼﻝ اﻟﻔﺘ ـرة‬

‫‪1956 – 1951‬م ‪ ،‬وﺠﺎءت أﻫم اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬ﻤﻌﺒد اﻹﻟﻬﺔ " أﺸﺘﺎر "‪0‬‬

‫ب‪ -‬ﺒرج ﻤدرج ) ز�ﺠورات (‪0‬‬

‫ﺠـ ـ‪ -‬ﻗﺼــر ُﻤﻘــﺎم ﻋﻠــﻰ ‪ 15‬ﻓــدان �ﺤﺘــوي ﻋﻠــﻰ ‪ 300‬ﺤﺠ ـرة ‪ ،‬و�رﺠــﻊ ﻟﻸﺴ ـرة اﻟ�ﺎﺒﻠ�ــﺔ اﻷوﻟ ـﻰ )‬ ‫‪ 1750 – 1850‬ق‪0‬م ( وﻋﺜــرت اﻟ�ﻌﺜــﺔ ﻓــﻲ ﻤﻨطﻘــﺔ اﻟﻘﺼــر ﻋﻠــﻰ ﻨﺤــو ‪ 20‬أﻟــﻒ ﻟوﺤــﺔ �ــﺎﻟﺨط‬ ‫اﻟﻤﺴــﻤﺎري ‪ ،‬ﺘﻤﺜــﻞ ﺴــﺠﻼت ﺘﺠﺎر�ــﺔ ‪ ،‬وﺴ�ﺎﺴــ�ﺔ ‪ٕ ،‬وادار�ــﺔ ‪ ،‬ورﺴــﺎﺌﻞ ﻤﺘ�ﺎدﻟــﺔ ﺒــﻴن ﻤﻠــوك ﻤــﺎري‬

‫واﻟﻤﻠــوك اﻵﺨ ـر�ن ‪ ،‬كﻤــﺎ ورد ﺒﻬــذﻩ اﻷﻟ ـواح أﺴــﻤﺎء ﻟــ�ﻌض اﻟﻤــدن اﻟﺘــﻲ ﺠــﺎء ذكرﻫــﺎ ﻓــﻲ ﺴــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن ﻤﺜﻞ ﻤدﻴﻨﺔ " ﺤﺎران " اﻟﺘﻲ كﺎﻨت ﻤزدﻫرة ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺜﺎﻤن ﻋﺸر ﻗﺒـﻞ اﻟﻤـ�ﻼد ‪ ،‬وﻤدﻴﻨـﺔ‬

‫أﺨرى �ﺎﺴم " ﻨﺎﺤور " ﺸﻘﻴق إﺒراﻫ�م ‪ ،‬وﻤدﻴﻨﺔ " ﺘﻞ اﻟﺘوارﺤﻲ " وﻗد �كون ﻫـذا اﻷﺴـم ﻨﺴـ�ﺔ إﻟـﻰ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪137‬‬

‫‪- 116 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪115‬‬


‫" ﺘــﺎرح " واﻟــد إﺒ ـراﻫ�م ‪ ،‬وﻤدﻴﻨــﺔ " ﺴــروج " وﻫــو ﺠــد إﺒـراﻫ�م ‪ ،‬و " دوﺜــﺎن " و " ﺒﻴــت إﻴــﻞ " و "‬

‫ﺸك�م " وﻗﺎﻝ " �ﺎورز " ‪ " Burrows‬ﺘؤكد كﻞ اﻟﺤﻘﺎﺌق أن إﺒراﻫ�م ﺸﺨص ﺘﺎر�ﺨﻲ ﻋﺎش ﻓﻌﻼً‬ ‫و�ﺠﺊ إﺴﻤﻪ ﻓﻲ آﺜﺎر �ﺎﺒﻞ كﺈﺴم ﺸﺨص كﺎن �ﻌ�ش ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟﺤﻘ�ﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ "‪0‬‬

‫و�رﺠ ــﻊ ﻤﻌظ ــم اﻟﻠو�ﺤ ــﺎت اﻟﻤكﺘﺸ ــﻔﺔ إﻟ ــﻰ ﻋﺼ ــر " �ﺴ ــﻤﺎح ﺤ ــدد " ) ﻨﺤ ــو ‪– 1796‬‬

‫‪1780‬ق‪0‬م ( اﻟــذي ﺒــدأ ﻓــﻲ ﻋﻬــدﻩ ﺒﻨــﺎء اﻟﻘﺼــر ‪ ،‬واﻛﺘﻤــﻞ اﻟﺒﻨــﺎء ﻓــﻲ ﻋﺼــر " وزﻤــري ﻟــ�م " )‬

‫ﻨﺤو ‪1761 – 1779‬ق‪0‬م ( وﻋﺎﺼر ﻫذان اﻟﻤﻠﻛﺎن " ﺤﻤوراﺒﻲ " ﻤﻠـك �ﺎﺒـﻞ ) ﻨﺤـو ‪– 1792‬‬ ‫‪ 1750‬ق‪0‬م ( ‪ٕ " 00‬وان كﺎﻨــت ﻤدﻴﻨــﺔ " ﻤــﺎري " ﻻ ﺘُــذكر ﻓــﻲ اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م إﻻﱠ أﻨــﻪ ﻤــن وﺠﻬــﺔ‬ ‫اﻟﻨظر اﻟﻠﻐو�ﺔ ‪ ،‬ﺴﺎﻋدت اﻟوﺜﺎﺌق اﻟﺘﻲ أُﻛﺘﺸﻔت ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ دراﺴﺔ أﺴـﻤﺎء اﻷﻋـﻼم اﻷﻤور�ـﺔ اﻟﺘـﻲ‬

‫ﺘﺸ�ﻪ إﻟﻰ ﺤد كﺒﻴر أﺴﻤﺎء اﻷﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م‪ 0‬كﻤﺎ أن ﻫذﻩ اﻟوﺜﺎﺌق ﺘﻘدم ﺘﻔﺼ�ﻼت واﻓ�ﺔ‬

‫ﻋن اﻟﺤ�ﺎة اﻟﻴوﻤ�ﺔ واﻟﻌواﺌد اﻟﺘﻲ كﺎﻨت ﺴﺎر�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨطﻘﺔ ﻓﻲ ﻋﻬود اﻷ�ﺎء ‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﻴﻠﻘـﻲ اﻟﻀـوء‬ ‫ﻋﻠﻰ أﺴﺎﻟﻴب اﻟﺤ�ﺎة ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟﻌﺼور ‪ ،‬كﻤﺎ ﻨﺠدﻫﺎ ﻓﻲ أﺴﻔﺎر اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م " )‪0(1‬‬ ‫‪F32‬‬

‫و�ﻘـوﻝ ز�ﻨون كوﺴﻴدوﻓﺴكﻲ أﻨـﻪ أُﻛﺘﺸـﻒ ﺘﻤﺜـﺎﻝ رﺠـﻞ ﻤﻠـﺘﺢ ﻤكﺘـوب ﻋﻠ�ـﻪ " أﻨـﺎ ﻻﻤـﻲ‬

‫– ﻤﺎري ﻤﻠك دوﻟﺔ ﻤﺎري " وﻫو �ﻀﻊ ﻴد�ﻪ ﻓﻲ وﻀﻊ �ﺸ�ﻪ اﻟﺼﻼة ‪ٕ ،‬واﺘﻀﺢ أن ﻤدﻴﻨـﺔ ﺤـﺎران‬ ‫كﺎﻨ ــت ﺘﺘ�ـــﻊ ﺘﻠـــك اﻟﻤﻤﻠﻛـــﺔ ‪ ،‬وﺘ ــم إﻛﺘﺸـــﺎف أﺴـــﻤﺎء �ﻌـــض اﻟﻤ ــدن ﻤﺜـــﻞ ﻨـــﺎﺤور ‪ ،‬وﺘـــﺎر�ﺤﻲ ‪،‬‬ ‫وﺴﺎروﺠﻲ ‪ ،‬وﻓﺎﻟﻛﻲ ‪ ،‬وﻫﻲ ﺘﺘﺸﺎ�ﻪ ﻤﻊ أﺴﻤﺎء أﻗر�ﺎء إﺒراﻫ�م ﻨﺎﺤور ‪ ،‬وﺘﺎرح ‪ ،‬وﺴروح ‪ ،‬وﻓﺎﻟك‬

‫‪ ،‬وظﻬر أﺴﻤﺎء إﺒراﻫ�م وﺤﻔﻴدﻩ �ﻌﻘـوب ٕواﺒﻨـﻪ ﺒﻨ�ـﺎﻤﻴن ) ارﺠـﻊ اﻷﺴـطورة واﻟﺤﻘ�ﻘـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘﺼـص‬

‫اﻟﺘوراﺘ�ــﺔ ص ‪ ( 57‬وﻗــد أُﻛﺘﺸــﻔت ﻟوﺤــﺔ ﻓــﻲ " ﻤــﺎري " ﺘﺤﻤــﻞ إﺘﻔﺎﻗ�ــﺔ ﻤــن ﻋﺼــر إﺒـراﻫ�م ُﻴــؤﺠر‬ ‫ﻓﻴﻬــﺎ ﺼــﺎﺤب ﻋر�ـ ـﺔ ﻋر�ﺘــﻪ ﻟﻤــدة ﺴــﻨﺔ ‪� ،‬ﺸــرط أﻻﱠ �ﺴــﺎﻓر ﻓﻴﻬــﺎ اﻟﻤﺴــﺘﺄﺠر إﻟــﻰ " كﺘــ�م " ﺸــﻤﺎﻝ‬

‫ﻓﻠﺴــطﻴن ﻋﻠــﻰ اﻟ�ﺤ ـ ـر اﻷﺒــ�ض ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻟوﺤــﺔ أﺨــرى وﺠــدوا إﺴــم رﺠــﻞ ﻴــدﻋﻰ " أ�ــﺎ ارﻤــﺎ " وﻫــذا‬

‫ُﻴﺜﺒت أن إﺴم " إﺒرام " كﺎن ﻤﺴﺘﺨدﻤﺎً ﺤﻴﻨذاك‪0‬‬

‫وﺘُﻌﺘﺒــر آﺜــﺎر ﻤــﺎري ﻓــﻲ ﻏﺎ�ــﺔ اﻷﻫﻤ�ــﺔ ﻷﻨﻬــﺎ ﺘﻠﻘــﻲ اﻟﻀــوء ﻋﻠــﻰ ﻋﺼــر اﻷ�ــﺎء اﻟــذﻴن‬ ‫إﻋﺘﺒرﻫم ﻓﻠﻬﺎوزن ﺸﺨﺼ�ﺎت وﻫﻤ�ﺔ ‪ ،‬و�ﻘوﻝ اﻟذﻴن �ﺸـﺎ�ﻌون ﻓﻠﻬـﺎوزن " ﻻ ﻴﻨ�ﻐـﻲ أن ﻨﺘﺸـدد ﻓـﻲ‬

‫اﻟﺤكــم ﻋﻠ�ــﻪ ) ﻋﻠــﻰ ﻓﻠﻬــﺎوزن ( إذ ﻟــم ﺘﻛــن ﻓــﻲ أ�ﺎﻤــﻪ إﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت ﻨــوزي ‪ ،‬وﻤــﺎري ‪ ،‬اﻟﺘــﻲ ﺘطــﺎﺒق‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 7‬ﺹ ‪75 ، 74‬‬

‫‪- 117 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪116‬‬


‫إﻟﻰ اﻟﺤد اﻟﻤﺜﻴر ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن "‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪F3‬‬

‫ﺒﻴﻨﻤﺎ �ﻘوﻝ " ﻴوﻨﺞ " ‪ " 00‬إن إﻋﺘراﻀﻨﺎ اﻷﻛﺒر‬

‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺼــورة اﻟﺘــﻲ رﺴــﻤﻬﺎ ﻓﻠﻬــﺎزن ‪ 00‬ﻋﻠــﻰ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘــﻪ اﻟﺘﺎﻤــﺔ ﻟﻠﺤﻘــﺎﺌق اﻟواﻀــﺤﺔ ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب‬

‫اﻟﻤﻘﱠدس ‪ ،‬ﻷﻨﻪ إذا كﺎﻨت اﻟﺼورة اﻟﺘﻲ رﺴﻤﻬﺎ ﻋن إﺴراﺌﻴﻞ ﺼﺤ�ﺤﺔ ‪ ،‬ﻓﻤﻌﻨﻰ ذﻟك أن اﻟﻛﻠﻤﺎت‬

‫اﻟﻤــوﺤﻰ ﺒﻬــﺎ ﻏﻴــر ﺼــﺤ�ﺤﺔ‪ 0‬إن ﻨﻬــﺞ ﻓﻠﻬــﺎوزن ﻓــﻲ أﺴﺎﺴــﻪ ﻤﻀــﺎد ﻟﻺ�ﻤــﺎن اﻟﺼــﺤ�ﺢ �ــﺎﻟ ‪ ،‬إذ‬ ‫ُ‬ ‫أﻨﻪ ﻴﻨﺎزع ﻓﻲ اﻹﻋﻼن اﻹﻟﻬﻲ ‪ ،‬وﻤن ﺜم ﻴﻠزم طرﺤﻪ وﻫﺠرﻩ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن ﻫذا اﻟـﻨﻬﺞ اﻟـذي‬ ‫ط ــرح ﻓ ــﻲ زوا� ــﺎ اﻹﻫﻤ ــﺎﻝ واﻟﻨﺴ ــ�ﺎن إﺜ ــر‬ ‫أﺨ ــذ ﺸ ــﻬرﺘﻪ ﻓ ــﻲ وﻗ ــت ﻤ ــن اﻷوﻗ ــﺎت ‪ ،‬ﻟ ــم ﻴﻠﺒ ــث أن ُ‬

‫اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻤﺘواﻟ�ﺔ " )‪0(2‬‬ ‫‪F34‬‬

‫‪ -4‬إﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻨوزي ‪:‬‬ ‫ﺘﻘﻊ ﻤدﻴﻨﺔ " ﻨوزي " �ﺎﻟﻘرب ﻤـن ﻤدﻴﻨـﺔ ﻨﻴﻨـوى اﻟﻘد�ﻤـﺔ ﻋﻠـﻰ �ﻌـد ‪ 13‬كـم ﺠﻨـوب ﻏـرب‬

‫ﻤدﻴﻨﺔ كركوك �ﺎﻟﻌراق ‪ ،‬وﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪ 1925‬م ﺘم إﻛﺘﺸﺎف ﻨﺤو ‪ 4000‬ﻟو�ﺤﺔ ﻴرﺠﻊ ﺘﺎر�ﺨﻬﺎ إﻟـﻰ‬

‫اﻟﻘــرن اﻟﺨــﺎﻤس ﻋﺸــر واﻟ ار�ــﻊ ﻋﺸــر ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد ‪ ،‬وأوﻀــﺤت ﻫــذﻩ اﻹﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت ﻨظــﺎم اﻟﺘﺒﻨــﻲ‬ ‫ﺤﻴﻨــذاك ‪ ،‬ﻓــ�ﻤكن ﻟﻠﺴــﻴد أن ﻴﺘﺒﻨــﻰ إﺒﻨ ـﺎً وﻟــو كــﺎن ﻋﺒــداً ‪ ،‬ﻓ�ﺼــﻴر إﺒﻨ ـﺎً ﻟــﻪ اﻟﺤــق ﻓــﻲ اﻟﻤﻴ ـ ارث ‪،‬‬

‫وﻫذا ﻤﺎ ﻋﺒر ﻋﻨﻪ إﺒراﻫ�م ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ " أﻴﻬﺎ اﻟﺴﻴد اﻟرب ﻤﺎذا ﺘﻌطﻴﻨﻲ وأﻨﺎ ﻤﺎض ﻋﻘ�ﻤﺎً وﻤﺎﻟك‬

‫ﺒﻴﺘﻲ ﻫو اﻟ�ﻌﺎزر اﻟدﻤﺸﻘﻲ‪ 0‬وﻗﺎﻝ إﺒرآم أ�ﻀﺎً أﻨك ﻟم ﺘﻌطﻨﻲ ﻨﺴﻼً وﻫوذا إﺒن ﺒﻴﺘﻲ وارث ﻟـﻲ‬ ‫" ) ﺘك ‪ ( 3 ، 2 : 15‬وﻟﻛن إن أﻨﺠب ﻫذا اﻷب اﻟﻌﺎﻗر ﻓﺄن إﺒﻨﻪ �ﺼ�ﺢ ﻫـو اﻟور�ـث اﻟﺸـرﻋﻲ‬ ‫ﻟــﻪ وﻟــذﻟك ﻗــﺎﻝ ﷲ ﻷﺒ ـرام " ﻓــﺈذا كــﻼم اﻟــرب إﻟ�ــﻪ ﻗــﺎﺌﻼً ﻻ ﻴرﺜــك ﻫــذا‪ 0‬ﺒــﻞ اﻟــذي ﻴﺨــرج ﻤــن‬ ‫أﺤﺸﺎﺌك ﻫو ﻴرﺜك " ) ﺘك ‪( 4 : 15‬‬

‫و�ﻘوﻝ " س‪0‬ﻫــ‪ 0‬ﻫـورن " إن إﻛﺘﺸـﺎﻓﺎت ﻨـوزي ﻗـد أﻟﻘـت اﻟﻀـوء ﻋﻠـﻰ �ﻌـض أﺤـداث‬

‫اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ﻤﺜﻞ ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬اﻷب ﻫو اﻟذي ﻴﺨﺘﺎر اﻟﻌروس ﻹﺒﻨﻪ كﻤﺎ ﺤدث ﻓﻲ زواج إﺴﺤق‪0‬‬

‫ب‪ -‬ﻴدﻓﻊ اﻟﻌر�س ﻤﻬ اًر ﻟﺤﻤﺎﻩ ‪ٕ ،‬وان ﻟم �ﺴﺘطﻊ ﺘوﻓﻴر اﻟﻤﻬر �ﻌﻤﻞ ﻟدى ﺤﻤﺎﻩ ‪ ،‬كﻤﺎ ﺤدث ﻤـﻊ‬ ‫�ﻌﻘوب اﻟذي ﻋﻤﻞ أر�ﻌﺔ ﻋﺸر ﺴﻨﺔ ﻤﻘﺎﺒﻞ زواﺠﻪ ﻤن ﻟﻴﺌﺔ وراﺤﻴﻞ‪0‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺩ‪ 0‬ﺍﺩﻭﺍﺭ ﺝ‪ 0‬ﻳﻮﻧﺞ – ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺍﻟﻘﺲ ﺍﻟﻴﺎﺱ ﻣﻘﺎﺭ – ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ‪223‬‬ ‫ﺩ‪ 0‬ﺍﺩﻭﺍﺭ ﺝ‪ 0‬ﻳﻮﻧﺞ – ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺍﻟﻘﺲ ﺍﻟﻴﺎﺱ ﻣﻘﺎﺭ – ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪224‬‬

‫‪- 118 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪117‬‬


‫ﺠـ‪ -‬ﻻ �ﻤكـن ﻨﻘض اﻟوﺼ�ﺔ اﻟﺸﻔﻬ�ﺔ ﻟـﻸب كﻤـﺎ ﺤـدث ﻤـﻊ إﺴـﺤق ﻓـﻲ ﻤﻨﺤـﻪ اﻟﺒركـﺔ ﻟ�ﻌﻘـوب ‪،‬‬ ‫وﻋدم ﺘراﺠﻌﻪ رﻏم إﻛﺘﺸﺎف ﺨداﻋﻪ‪0‬‬

‫د ‪ -‬كﺎن اﻷب ﻴﻬدي إﺒﻨﺘﻪ اﻟﻌروس إﺤدى اﻹﻤﺎء ‪ ،‬كﻤﺎ ﺤدث ﻓﻲ زواج �ﻌﻘوب‪0‬‬ ‫ﻫـ ـ‪� -‬ﺤكــم ﻋﻠــﻰ ﺴــﺎرق اﻟﻤﺘﻌﻠﻘــﺎت اﻟدﻴﻨ�ــﺔ �ــﺎﻟﻤوت ‪ ،‬وﻫــذا ﻤــﺎ ﺤــدث ﻤــﻊ �ﻌﻘــوب ﻋﻨــدﻤﺎ ﺤكــم‬

‫�ﻤوت ﻤن ﺴرق آﻟﻬﺔ ﺤﻤ�ﻪ ) راﺠﻊ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ – ﺒرﻫﺎن ﻴﺘطﻠب ﻗ ار اًر ص ‪0( 143‬‬

‫وكــﺎن ﻤــن ﻋــﺎدات ذﻟــك اﻟﻌﺼــر أ�ﻀ ـﺎً أن اﻟزوﺠــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻻ ﺘﻨﺠــب ﺘﺴــﺘط�ﻊ أن ﺘــزوج‬

‫زوﺠﻬــﺎ ﻟﺠﺎر�ﺘﻬــﺎ ‪ ،‬كﻤــﺎ ﺤــدث ﻤــﻊ ﺴــﺎرة وﻫــﺎﺠر ‪ ،‬وﻤﺘــﻰ وﻟــدت اﻟﺠﺎر�ــﺔ ﻻ ﺘﺴــﺘط�ﻊ ﺴــﻴدﺘﻬﺎ أن‬

‫ﺘطردﻫﺎ ‪ ،‬وﻫذا �ﻔﺴر ﻟﻨﺎ ﻟﻤـﺎذا كـﺎن إﺒـراﻫ�م ﻤﺴـﺘﺎء ﺠـداً ﻤـن طـرد ﺴـﺎرة ﻟﻬـﺎﺠر ‪ ،‬وأ�ﻀـﺎً ﻗـواﻨﻴن‬ ‫ﺤﻤوراﺒﻲ ﻟم ﺘﺴﻤﺢ ﻟﻠﺠﺎر�ﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨﺠب ﻤن ﺴـﻴدﻫﺎ أن ﺘﺤـﻞ ﻤﺤـﻞ ﺴـﻴدﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻤـن ﺘﻠـك اﻟﻌـﺎدات‬

‫أ�ﻀـﺎً ﺒ�ــﻊ اﻟ�كور�ــﺔ كﻤــﺎ ﺤــدث ﻤــﻊ ﻋ�ﺴــو إذ �ــﺎع �كور�ﺘــﻪ ﻟ�ﻌﻘــوب ‪ ،‬و�ﻘــوﻝ ﺠــوش ﻤكــدو�ﻞ "‬ ‫ﻫﻨﺎك ﺤﺎدث ﻤﻤﺎﺜﻞ ﻟﺒ�ﻊ ﻋ�ﺴو �كور�ﺘﻪ ﻟ�ﻌﻘوب ﻓﻲ أﻟواح ﻨوزي اﻟﺘﻲ ﺘذكر أن أﺤد اﻷﺸﺨﺎص‬ ‫�ـﺎع ﻷﺨ�ــﻪ �ﺴــﺘﺎﻨﺎً كــﺎن ﻗــد ورﺜـﻪ ﻤﻘﺎﺒــﻞ ﺜﻼﺜــﺔ ﻤــن اﻷﻏﻨــﺎم ‪ 0‬وﻗـد ﺘﺒــدو ﻫــذﻩ ﺼــﻔﻘﺔ ﻏﻴــر ﻋﺎدﻟــﺔ‬ ‫كﻤــﺎ ﻓــﻲ ﺤﺎدﺜــﺔ ﻋ�ﺴــو ‪ 00‬و�وﻀــﺢ " ﻓــري " ﻗــﺎﺌﻼً ‪ :‬ﻓــﻲ أﺤــد أﻟـواح ﻨــوزي ‪ ،‬ﻫﻨــﺎك ﻗﺼــﺔ ﻋــن‬

‫رﺠــﻞ ﻴــدﻋﻰ ﺘــو�كﻴﺘ�ﻼ ﻨﻘــﻞ ﺤﻘــوق ﻤﻴ ارﺜــﻪ ﻓــﻲ �ﺴــﺘﺎن إﻟــﻰ أﺨ�ــﻪ كور�ــﺎ از ﻓــﻲ ﻤﻘﺎﺒــﻞ ﺜﻼﺜــﺔ ﻤــن‬

‫اﻷﻏﻨﺎم ‪ ،‬وﻗد ﻓﻌﻞ ﻋ�ﺴو اﻟﺸﺊ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎ�ض ﺤﻘوق ﻤﻴ ا‬ ‫رﺜﻪ ﺒوﺠ�ﺔ طﻌﺎم ‪( Free, ABH,‬‬

‫) ‪ 00 68 , 69‬ﻴرﺴم " س‪0‬ﻫـ‪ 0‬ﻫورن " ﺼورة ﻤﻌﺒرة ﻗﺎﺌﻼً ‪� :‬ﺎع ﻋ�ﺴو ﺤﻘوﻗﻪ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻞ وﺠ�ﺔ‬ ‫طﻌﺎم ﺠﺎﻫزة ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ �ﺎع ﺘو�كﻴﺘ�ﻼ ﺤﻘوﻗﻪ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻞ وﺠ�ﺔ طﻌﺎم ﻟم ﺘﺠﻬز �ﻌد ‪( Horn, RIOT‬‬

‫) ‪0(1) 14 , 15‬‬ ‫‪F35‬‬

‫ر�ﻴن ﻓــﻲ ﺠــﺒﻠﻬم ﺴــﻌﻴر إﻟــﻰ‬ ‫وطﺎﻟﻤــﺎ ﻫــﺎﺠم ُ‬ ‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ " واﻟﺤـ ُـو ّ‬ ‫ﻋﻴن أﻨﻪ ﻟم ﻴوﺠد ﺸﻌب ُﻴدﻋﻰ �ﺎﻟﺤورّ�ﻴن ‪،‬‬ ‫�طﻤﺔ ﻓﺎران اﻟﺘﻲ ﻋﻨد اﻟﺒر�ﺔ " ) ﺘك ‪ ( 6 : 14‬ﻤﱠد ّ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓوﺠـدت أﻟـواح ﺨزﻓ�ـﺔ ﺘﺤكـﻲ ﻋـن اﻟﺤـور�ﻴن ‪ ،‬و�ﻌـد‬ ‫إﻻ أن إﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻨوزي ﻗد أﺴكﺘﺘﻬم ﺘﻤﺎﻤﺎً ‪ُ ،‬‬ ‫أن ظ ـن اﻟــ�ﻌض أن اﻟﺤــور�ﻴن ) ﺘــك ‪ ( 20 : 36‬ﻤــن ﻨﺴــﻞ ﻋ�ﺴــو ‪ ،‬وﻫــم ﺴكـ ـﺎن اﻟﻛﻬــوف ‪،‬‬ ‫ﻤﻌﺘﻤـ ــدﻴن ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺘﺸـ ــﺎ�ﻪ ﺒـ ــﻴن إﺴـ ــم " ﺤـ ــوران " وكﻠﻤـ ــﺔ " كﻬـ ــﻒ " �ﺎﻟﻠﻐـ ــﺔ اﻟﻌﺒر�ـ ـ ـﺔ ‪ " ،‬وﻟﻛـ ـ ـن‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪141 ، 140‬‬

‫‪- 119 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪118‬‬


‫اﻹﻛﺘﺸﺎﻓـﺎت أﺜﺒﺘ ـت أن اﻟﺤـورّ�ﻴن ﻫـم ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤﺘﻤﻴـزة ﻤـن اﻟﻤﺤـﺎر�ﻴن اﻷﺸـداء اﻟـذي ﻋﺎﺸـوا ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻨطﻘﺔ اﻟﺸرق اﻷدﻨـﻰ ﻓـﻲ زﻤـن اﻷ�ـﺎء اﻟ�طﺎركـﺔ " ) ‪ (2) (Free, ABH , 72‬ﺒـﻞ أن ﻫـذﻩ اﻷﻟـواح‬ ‫‪F36‬‬

‫اﻟﺨزﻓ�ــﺔ ﻗــد ﺤكــت ﻋــن ﺤ�ــﺎة ﻫــؤﻻء اﻟﺤــورّ�ﻴن ‪ ،‬وﻋﻘــودﻫم ‪ٕ ،‬واﺘﻔﺎﻗ�ــﺎﺘﻬم ‪ ،‬و�ﻌــض أﺴــﻤﺎﺌﻬم ‪،‬‬ ‫وﻤﻨﻬﺎ ﻋرف اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺤور�ﺔ اﻟﻘد�ﻤﺔ ‪ٕ ،‬واﻛﺘﺸﻔوا أن ﻤن ﻋﺎدات اﻟﺤورّ�ﻴن أﻨﻬم ﻻ ﻴﺒ�ﻌـون‬ ‫أراﻀﻴﻬم ‪ ،‬ﻓﺈذا أراد إﻨﺴﺎن أن �ﺄﺨذ ﻗطﻌﺔ أرض ﻤن آﺨـر ‪ ،‬ﻓـﺈن اﻟﻤﺎﻟـك ﻴﺘﺒﻨـﻰ ﻫـذا اﻹﻨﺴـﺎن ‪،‬‬

‫اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﺒﺘﻘـد�م ﻫد�ـﺔ ﻟواﻟد�ـﻪ اﻟﺠدﻴـدﻴن )‬ ‫و�ﻌط�ﻪ اﻷرض كﻤﻴراث ﻟﻺﺒن اﻟﺸرﻋﻲ ‪ ،‬و�ﻘوم اﻹﺒن ُ‬ ‫كﻤﻘﺎﺒــﻞ ﻟــﻸرض ( ٕواذا رﻏــب إﻨﺴــﺎن ﻓــﻲ اﻟﺘﺨﻠــﻲ ﻋــن أرﻀــﻪ ﻓﺈﻨــﻪ �ﻌﻬــد ﺒﻬــﺎ إﻟــﻰ ﺸــﺨص آﺨــر‬

‫ﻴﻬﺘم �ﻪ ‪ ،‬و�ﺤرص ﻋﻠﻰ دﻓﻨﻪ �ﻌد ﻤوﺘﻪ �ﺄﺴﻠوب ﻤﺤﺘـرم ‪ ،‬ﺜـم �ﺼـ�ﺢ ﻫـو اﻟور�ـث اﻟﺸـرﻋﻲ �ﻌـد‬ ‫ﻤــوت اﻟﻤﺎﻟــك اﻷﺼــﻠﻲ ‪ ،‬وﻫــذا �ﻔﺴــر ﻟﻨــﺎ ﺤــدﻴث ﷲ ﻤــﻊ إﺒـراﻫ�م ﻋــن ﻋﺒــدﻩ اﻟ�ﻌــﺎزر اﻟدﻤﺸــﻘﻲ )‬

‫راﺠﻊ دكﺘور ادوارد ج‪ 0‬ﻴوﻨﺞ – أﺼﺎﻟﺔ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ص ‪0( 221 – 219‬‬

‫كﻤ ــﺎ أوﻀ ــﺤت ﻫ ــذﻩ اﻹﻛﺘﺸ ــﺎﻓﺎت أ�ﻀـ ـﺎً أن ﻤ ــن �ﺤ ــوز اﻷﺼ ــﻨﺎم اﻟﺒﻴﺘ� ــﺔ اﻟﺼ ــﻐﻴرة ﻟ ــﻪ‬ ‫ﻨﺼﻴب ﻓﻲ اﻟﻤﻴراث ‪ٕ ،‬وان ﻫذﻩ اﻵﻟﻬﺔ ﺘﺠذب ﻟﻪ اﻟﺜراء واﻟﻨﺠـﺎح ‪ ،‬ﻓﺤكـت آﺜـﺎر ﻨـوزي ﻋـن رﺠـﻞ‬

‫وزوﺠﻪ إﺒﻨﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﺄﻀﺤﻰ " ووﻟﻠو " وارﺜﺎَ ً◌ ﻟﻨﺸوى ﻤـن‬ ‫َﻴدﻋﻲ " ﻨﺸوي " ﺘﺒﻨﻰ إﺒﻨﺎً إﺴﻤﻪ " ووﻟﻠو " ﱠ‬ ‫ﺠﻬﺔ اﻷﻤﻼك أو ﻤن ﺠﻬﺔ اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺼﻐﻴرة اﻟﺘـﻲ �ﻌﺒـدﻫﺎ " ﻨﺸـوى " ‪ ،‬ﻓﻴﺒـدو أن إﻤـﺘﻼك أﻨﺼـﺎب‬

‫اﻵﻟﻬــﺔ اﻟﺒﻴﺘ�ــﺔ ﺘﻌطــﻲ ﻤــن �ﻤﺘﻠﻛﻬــﺎ اﻟﺤــق ﻓــﻲ رﺌﺎﺴــﺔ اﻟﻌﺎﺌﻠــﺔ واﻟﻤﻴ ـراث ‪ ،‬وﻫــذا �ﻔﺴــر ﻟﻨــﺎ ﻟﻤــﺎذا‬ ‫أﺨــذت راﺤﻴــﻞ ﻫــذﻩ اﻷﺼــﻨﺎم ‪ ،‬وﻏﻀــب ﻻ�ــﺎن ﻋﻨــدﻤﺎ إﻛﺘﺸــﻒ إﺨﺘﻔــﺎء آﻟﻬﺘــﻪ ‪ ،‬وﺘﻔ ﱡﻬ ـم �ﻌﻘــوب‬

‫ﻟﻐﻀــب ﻻ�ــﺎن ﺤﺘــﻰ ﻗـ ـﺎﻝ ﻟــﻪ " اﻟــذي ﺘﺠــد آﻟﻬﺘــك ﻤﻌــﻪ ﻻ �ﻌــ�ش " ) ﺘــك ‪ ( 32 : 31‬و�ﻘــوﻝ‬

‫ﺠــوش ﻤكــدو�ﻞ " وﻟطﺎﻟﻤــﺎ ﺘﺴــﺎءﻝ اﻟﻤﻔﺴــرون ﻟﻤــﺎذا ﻴﺘﻛﺒــد ) ﻻ�ــﺎن ( ﻤﺜــﻞ ﻫــذا اﻟﻌﻨــﺎء ﻹﺴــﺘﻌﺎدة‬

‫أﺼــﻨﺎم �ﻤكــن أن �ﺤﺼــﻞ ﻋﻠــﻰ ﻏﻴرﻫــﺎ �ﺴــﻬوﻟﺔ ‪ ،‬وﺘﺴــﺠﻞ أﻟ ـواح ﻨــوزي ﻗﺼــﺔ ﻷﺤــد اﻷﺸــﺨﺎص‬ ‫أﺴــﺘﺤوذ ﻋﻠــﻰ أﺼــﻨﺎم اﻟﻌﺎﺌﻠــﺔ ﻓكــﺎن ﻟــﻪ اﻟﺤــق ﻓــﻲ اﻟﻤطﺎﻟ�ــﺔ اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ــﺔ �ﻤﻤﺘﻠﻛــﺎت ﺤﻤ�ــﻪ ‪ ،‬وﻫــذا‬

‫�ﻔﺴــر ﻤوﻗــﻒ ﻻ�ــﺎن ‪ ،‬وﻫــذﻩ اﻟﻘﺼــﺔ وﻏﻴرﻫــﺎ ﻤﻤــﺎ ﻨﺠــدﻩ ﻓــﻲ أﻟـواح ﻨـوزي ﺘوﻀــﺢ ﻤواﻓﻘــﺔ اﻟﺨﻠﻔ�ـﺔ‬

‫اﻟﻨﱠﻘـﺎد �ــﺄن‬ ‫اﻟﺘﺎر�ﺨ�ـﺔ ﻟﻘﺼــص اﻵﺒ ـﺎء اﻷوﻟــﻴن ﻟﻠﻌﺼـر اﻟﻤ�كــر اﻟـذي ﻋﺎﺸـوا ﻓ�ـﻪ ‪ ،‬وﺘﻨــﺎﻗض رأي ُ‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪349‬‬

‫‪- 120 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪119‬‬


‫ﻫـذﻩ اﻟرواﻴـ ـﺎت دوﻨـ ـت �ﻌـد ‪ 1000‬ﻋـﺎم ﻤـن ذﻟـك اﻟوﻗـت ) ‪ (Free, AB , 20‬أو �ﻔﻀـﻞ ﻋﻠـم‬ ‫اﻵﺜﺎر ‪ ،‬ﻓﻘد ﺒدأﻨﺎ ﻨﺘﻔﻬم اﻟﺨﻠﻔ�ﺔ اﻟﺘﺎر�ﺨ�ﺔ ﻟﻤﻌظم أﺠزاء اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس " )‪0(1‬‬ ‫‪F37‬‬

‫وأ�ﻀﺎً أوﻀﺤت ﻫذﻩ اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت إﺤﺘرام كﻠﻤﺎت رب اﻟﺒﻴت وﻫو ﻋﻠﻰ ﻓـراش اﻟﻤـوت ‪،‬‬ ‫ﺤﺘﻰ ﺘﻌﺘﺒر كﻠﻤﺎﺘﻪ كوﺜ�ﻘﺔ ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻤﻠزﻤﺔ ‪ ،‬ﻓﺠﺎء ﻓﻲ آﺜﺎر ﻨوزي أن ﺸﺨﺼﺎً ﻴدﻋﻰ " ﺘرﻤ�ـﺎ " ﻟـﻪ‬ ‫ﺸــﻘ�ﻘﺎن ‪ ،‬ﻓﺘــدﺜر ﺒﺜــوب وﺤﺼــﻞ ﻋﻠــﻰ ﺒركــﺔ أﺒ�ــﻪ كﻤــﺎ ﺤــدث ﻤــﻊ �ﻌﻘــوب ﻋﻨــدﻤﺎ أﺨــذ اﻟﺒركــﺔ ﻤــن‬

‫أﺒ�ﻪ إﺴﺤق ‪ ،‬وﻫذا ﻴوﻀﺢ أ�ﻀﺎً أﻫﻤ�ﺔ كﻠﻤﺎت �ﻌﻘوب وﻫو ﻋﻠﻰ ﻓراش اﻟﻤوت ‪ ،‬و�ﻘـوﻝ ﺠـوش‬ ‫ﻤكدو�ﻞ " �ﺸﻴر ﺠوز�ﻒ ﻓري إﻟﻰ أﻨﻪ ﻗد ﻴﺒدو أﻤ اًر ﻏر��ﺎً أﻻﱠ ﻴﺘراﺠﻊ إﺴﺤق ﻋـن ﺒركﺘـﻪ اﻟﺸـﻔﻬ�ﺔ‬ ‫ﻟ�ﻌﻘوب ﻋﻨدﻤﺎ أﻛﺘﺸﻒ ﺨداﻋﻪ ‪ ،‬إﻻﱠ أن أﻟواح ﻨوزي ﺘﺨﺒرﻨﺎ أن ﻤﺜﻞ ﻫذا اﻟﺘﺼر�ﺢ اﻟﺸـﻔﻬﻲ كـﺎن‬

‫ﻤﻠزﻤـﺎً ﺘﻤﺎﻤــﺎ‪ 0‬وﻤــن ﺜـ ﱠم ﻟــم �ﺴــﺘطﻊ إﺴــﺤق اﻟﺘ ارﺠــﻊ ﻋــن ﺒركﺘــﻪ اﻟﺸــﻔﻬ�ﺔ‪ 0‬و�ﺴــﺠﻞ ﻟﻨــﺎ أﺤــد أﻟـواح‬ ‫ﻨوزي ﻗﺼـﺔ ﻟﻘﻀـ�ﺔ إﻤـرأة كﺎﻨـت ﺴـﺘﺘزوج ﻤـن أﺤـد اﻷﺸـﺨﺎص ‪ ،‬وﻟﻛـن اﻟﻐﻴـرة دﻓﻌـت إﺨوﺘـﻪ إﻟـﻰ‬ ‫ﻤﻘﺎوﻤــﺔ اﻷﻤــر ‪ ،‬إﻻﱠ أن اﻟرﺠـﻞ ر�ــﺢ اﻟﻘﻀــ�ﺔ ﻷن أ�ــﺎﻩ كــﺎن ﻗــد ﻗـﱠدم وﻋــداً ﺸــﻔﻬ�ﺎً ﻟــﻪ �ــﺄن ﻴزوﺠــﻪ‬ ‫ﻫــذﻩ اﻟﻤ ـرأة‪ 0‬كﺎﻨــت اﻟﺘﺼ ـر�ﺤﺎت اﻟﺸــﻔﻬ�ﺔ آﻨــذاك ﺘﺤﻤــﻞ أﻫﻤ�ــﺔ ﺨﺎﺼــﺔ وﻟــ�س كﻤــﺎ ﻫــو اﻟﺤــﺎﻝ‬

‫اﻟﻴـوم‪ 0‬ﻟﻘـد أﺘـت ﻨﺼـوص ﻨـوزي ﻤـن ﺜﻘﺎﻓـﺔ ﻤﻤﺎﺜﻠـﺔ ﻟﺘﻠـك اﻟﻤـذكورة ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ‪( Free ,‬‬

‫) ‪ AL , 322 , 323‬و�ﺼـﻒ ج‪ 0‬إرﻨﺴـت ارﻴـت ﻫـذا اﻷﻤـر ﻗـﺎﺌﻼً ‪ :‬كﺎﻨـت ﺘﺼـر�ﺤﺎت اﻟﺒركـﺔ‬

‫اﻟﺸــﻔﻬ�ﺔ أو وﺼــﺎ�ﺎ ﻤــﺎ ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــوت ﻤﻌروﻓــﺔ وﻤﻘﺒوﻟــﺔ ﻓــﻲ ﻨــوزي ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻵ�ــﺎء اﻷوﻟــﻴن‪0‬‬

‫وكﺎﻨت ﻫذﻩ اﻟﺘﺼر�ﺤﺎت ذات أﻫﻤ�ﺔ كﺒﻴرة ﺤﺘﻰ أﻨﻪ ﻻ �ﻤكن اﻟرﺠﻌـﺔ ﻓﻴﻬـﺎ ‪ ،‬وﻨﺤـن ﻨـذكر كﻴـﻒ‬

‫أن إﺴــﺤق ﺼ ـﱠدق ﻋﻠــﻰ كﻠﻤﺘــﻪ ﺤﺘــﻰ �ﻌــد أن أﻏﺘﺼــب �ﻌﻘــوب ﻫــذﻩ اﻟﺒركــﺔ �ﺄﺴــﺎﻟﻴب اﻟﺨ ـ ـداع }‬

‫إﻟـﻲ ﻓﺄﻛﻠـت‬ ‫ﻓﺎرﺘﻌد إﺴﺤق إرﺘﻌﺎداً ﻋظ�ﻤﺎً ﺠداً ‪ 0‬وﻗﺎﻝ ﻓﻤن ﻫـو اﻟذي اﺼطﺎد ﺼـﻴداً وأﺘـﻰ �ـﻪ ﱠ‬ ‫‪ 00‬ﻨﻌم و�كون ﻤ�ﺎركﺎً { ) ﺘك ‪( Wright, PSBA , as Cited in Willoughby, " ( 33 : 27‬‬ ‫) ‪0(1) SBTT , 43‬‬ ‫‪F38‬‬

‫وأوﻀــﺤت ﻫــذﻩ اﻹﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت اﻟــدور اﻟﻬــﺎم ﻟﻺﺒــن اﻟ�كــر ﻓــﻲ اﻷﺴـرة ‪ ،‬إذ ﻫــو �ﻤﺜــﻞ رب‬

‫اﻷﺴرة ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻏ�ﺎب اﻷب اﻟﺤﻘ�ﻘﻲ ﻟﻬﺎ‪0‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪141‬‬ ‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪140‬‬

‫‪- 121 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪120‬‬


‫‪ -5‬إﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﺘﻞ اﻟﻌﻤﺎرﻨﺔ ‪:‬‬

‫كﺎﻨت ﺘﻞ اﻟﻌﻤﺎرﻨﺔ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﻤؤﻗﺘﺔ ﻟﻠﻤﻠك أﻤﻴﻨـوﻓ�س اﻟ ار�ـﻊ ﻓـﻲ اﻟﻘـرن اﻟ ار�ـﻊ ﻋﺸـر ﻗﺒـﻞ‬

‫اﻟﻤــ�ﻼد ‪ ،‬وﻓــﻲ ﺴــﻨﺔ ‪1887‬م ﺘــم إﻛﺘﺸــﺎف أرﺸــﻴﻒ أﻤﻴﻨــوﻓ�س اﻟﺜﺎﻟــث واﻟ ار�ــﻊ ‪ ،‬ووﺠــد �ــﻪ رﺴــﺎﺌﻞ‬ ‫ﻤﺴﻤﺎر�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎك ‪ 380‬وﺜ�ﻘﺔ ﺘﻀم �ﻌض اﻟﻤكﺎﺘ�ﺎت ﺒﻴن ﻓرﻋون ﻤﺼر وﻤﻠـوك �ﺎﺒـﻞ وآﺸـور ‪،‬‬

‫واﻟﺤﺜﻴــون ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً اﻟرﺴــﺎﺌﻞ إﻟــﻰ ﻤﻠــوك ﺴــور�ﺎ وﻟﺒﻨــﺎن وﻓﻠﺴــطﻴن اﻟﺘــﺎ�ﻌﻴن ﻟــﻪ ﺤﻴﻨــذاك ‪ ،‬و�ﻘــوﻝ‬ ‫اﻟﺨـــوري ﺒـــوﻟس اﻟﻔﻐـــﺎﻟﻲ " وﻓــﻲ �ﻌــض ﻫــذﻩ اﻟرﺴــﺎﺌﻞ ﻴــروي ﺤــﺎﻛم أورﺸــﻠ�م ﻋــن أﺴــ�ﺎط ﺴــﺎم‬ ‫اﻟﻤﺘﺠوﻟــﺔ اﻟﻤﻌروﻓــﺔ �ﺎﺴ ـم " اﻟﺨﺒﻴــرو " واﻟﻤﻬــﺎﺠر�ن ﻤــن اﻟﺼــﺤراء إﻟــﻰ كﻨﻌــﺎن ‪ ،‬و�ﻨﺎﺸــد ﺤﺎﻛﻤــﻪ‬

‫اﻟﺤﻀور ﻟﻤﺴﺎﻋدة رﻋﺎ�ﺎﻩ اﻟﻤﻘﻬور�ن " )‪0(1‬‬ ‫‪F39‬‬

‫وكﺸــﻔت ﻟوﺤــﺎت ﺘــﻞ اﻟﻌﻤﺎرﻨــﺔ أن أﺤــد اﻟرؤﺴــﺎء إﻨﺤﻨــﻰ أﻤــﺎم أﺤــد اﻟﻤﻠــوك ﺴــ�ﻊ ﻤ ـرات‬

‫كﻨوع ﻤن اﻹﺤﺘرام اﻟزاﺌد ‪ ،‬وﻫذا �ﻔﺴر ﻟﻨﺎ ﺴﺠود �ﻌﻘوب أﻤﺎم ﻋ�ﺴـو ﺴـ�ﻊ ﻤـرات ) ﺘـك ‪3 : 33‬‬

‫( وﺘم إﻛﺘﺸﺎف ﻟوح طﻴﻨﻲ وارد ﻤن �ﺎﺒﻞ �ﺤكﻲ ﻗﺼﺔ ﺴﻘوط اﻹﻨﺴﺎن وكﻴـﻒ ﻓﻘـد اﻟﺤ�ـﺎة اﻟﺨﺎﻟـدة‬

‫‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ اﻷب ﺴﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸﺎ " ﻓﺈن ﻤﺘﺤﻒ ﺒرﻟﻴن �ﺤـﺘﻔظ �كﻨـز ﻓر�ـد ﻨﻔـ�س ﺠـداً ‪ ،‬وﻫـو ﻟـوح طﻴﻨـﻲ‬ ‫ﻋﻠ�ﻪ أﺴطورة �ﺎﺒﻠ�ﺔ ﺘروي كﻴﻒ ﻓﻘد اﻹﻨﺴﺎن اﻟﺤ�ﺎة اﻟﺨﺎﻟدة ‪ ،‬إن ﻤوﻀﻊ إﻛﺘﺸـﺎف ﻫـذا اﻟﻠـوح –‬ ‫وﻫــو ﺘــﻞ اﻟﻌﻤﺎرﻨــﺔ – واﻟﻨﻘــﺎط اﻟﻤﻨﺘﺸـرة ﻋﻠ�ــﻪ �ﺤﺒــر ﻤﺼــري أﺤﻤــر ﺘــدﻝ ﻋﻠــﻰ اﻟﺠﻬــد اﻟــذي ﺒذﻟــﻪ‬ ‫اﻟﻌـ ِ‬ ‫ـﺎﻟم اﻟﻤﺼ ــري ﻟﻔﻬ ــم اﻟ ــﻨص اﻟﻤكﺘــوب ﺒﻠﻐ ــﺔ أﺠﻨﺒ� ــﺔ ‪ ،‬وﻫ ــو ﺸــﺎﻫد ﻋ� ــﺎن ﻋﻠ ــﻰ د ارﺴ ــﺔ اﻷدب‬

‫اﻟ�ــﺎﺒﻠﻲ �ﺤﻤــﺎس ﻤﻨــذ ﺘﻠــك اﻟﻌﺼــور اﻟﻘد�ﻤــﺔ ﺤﺘــﻰ ﻓــﻲ �ــﻼد اﻟﻔراﻋﻨــﺔ " )‪ 0(2‬وﻋﻨـ ـد ﺒﻴـ ـﻊ ﻴوﺴــﻒ‬ ‫‪F40‬‬

‫�ﻌﺸر�ن ﻤن اﻟﻔﻀﺔ كـﺎن ﻫذا اﻟﺜﻤن ﻴواﻓق ذاك اﻟﻌﺼر ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ " و�ﺸـﻴر ك‪ 0‬أ‬

‫كﻴﺘﺸــن ﻓــﻲ كﺘﺎﺒ ـﻪ " اﻟﺸــرق اﻟﻘدﻴـ ـم واﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م " إﻟـﻰ أن ) ﺘــك ‪ ( 28 : 37‬ﻴــورد ﺜﻤﻨـﺎً واﻗﻌ�ـﺎً‬ ‫ﻟﻠﻌﺒد ﻓـﻲ اﻟﻘـرن اﻟﺜﺎﻤن ﻋﺸر ﻗﺒﻞ اﻟﻤ�ﻼد ‪ 0‬إن اﻟﺜﻤن اﻟذي ﺒ�ﻊ �ﻪ ﻴوﺴﻒ ﻓﻲ ) ﺘك ‪28 : 37‬‬

‫( واﻟـذي ﺒﻠـﻎ ﻋﺸرون ﺸﺎﻗﻼً ﻤن اﻟﻔﻀـﺔ ﻫـو ﺜﻤـن ﻤﻌﻘـوﻝ �ﺎﻟﻨﺴـ�ﺔ ﻟﻌﺒـد ﻓـﻲ اﻟﻘـرن اﻟﺜـﺎﻤن ﻋﺸـر‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪155‬‬ ‫ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪264‬‬

‫‪- 122 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪121‬‬


‫ق‪0‬م ‪ 0‬وﻗﺒـﻞ ذﻟك كﺎن ﺜﻤن اﻟﻌﺒد أﻗﻞ ) ﻤن ﻋﺸر إﻟﻰ ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸر ﺸـﺎﻗﻼً ﻓـﻲ اﻟﻤﺘوﺴـط ( ﺜـم‬ ‫أﺨذ ﺜﻤن اﻟﻌﺒ ـد ﻴرﺘﻔ ـﻊ ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد ) ‪0(3) " ( Kitchen – AOOT 52 – 53‬‬ ‫‪F41‬‬

‫و�ﻘوﻝ " ﻤﻴﻠﻠر �ﺎروز " أن ﻫﻨﺎك ﺸواﻫد ﻓﻲ اﻵﺜﺎر اﻟﻤﺼر�ﺔ ﺘﺸﻴر إﻟﻰ ز�ﺎرة اﻟﺴﺎﻤﻴﻴن‬

‫ﻟﻤﺼر كﻤﺎ ﻫو واﻀﺢ ﻤن ﺠـدار اﻟﻤﻌﺒـد اﻟﻘـﺎﺌم ﻓـﻲ ﺒﻨـﻲ ﺤﺴـن ‪ ،‬واﻟﺼـور اﻟﻤرﺴـوﻤﺔ ﻋﻠـﻰ ﻗﺒـر‬

‫أﺨﻨﺎﺘون ‪ 0‬كﻤﺎ �ﻘوﻝ " ﻫوارد ﻓوس " أن اﻟﻬكﺴوس ﺒدأوا ﻴﺘﺴﻠﻠون إﻟﻰ وادي اﻟﻨﻴـﻞ ﺴـﻨﺔ ‪1900‬‬

‫ق‪0‬م ‪ ،‬وﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪ 1730‬ق‪0‬م ﺠﺎءت ﻤﻨﻬم ﻤﺠﻤوﻋﺎت ٕواﺴﺘوﻟت ﻋﻠﻰ اﻟﺤكم ﻓﻲ ﻤﺼـر ‪ ،‬ﻓـﺈذا‬ ‫إﻓﺘرﻀ ــﻨﺎ أن اﻟﻌﺒـ ـراﻨﻴﻴن دﺨﻠـ ـوا إﻟ ــﻰ ﻤﺼ ــر ﺨ ــﻼﻝ اﻟﻔﺘـ ـرة ‪ 1650 – 1700‬ق‪0‬م ‪ ،‬ﻓﻬ ــﻞ ك ــﺎن‬

‫اﻟﻬكﺴــوس �ﺤكﻤــون ﻤﺼــر ﺤﻴﻨــذاك ‪ ،‬وﻟﻌﻠﻬــم إﺴﺘﻀــﺎﻓوا ﺸــﻌو�ﺎً أﺠﻨﺒ�ــﺔ أﺨــرى ﻟﺴــكﻨﻰ ﻤﺼــر )‬ ‫راﺠﻊ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ – ﺒرﻫﺎن ﻴﺘطﻠب ﻗ ار اًر ص ‪ ( 141‬و�رى ﺠوش ﻤكدو�ﻞ أن ﻫﻨﺎك إرﺘ�ﺎطـﺎً‬ ‫ﺒ ــﻴن اﻟﻬكﺴ ــوس وأﺤ ــداث ﺴ ــﻔر اﻟﺘﻛ ــو�ن ﻓ�ﻘ ــوﻝ " ﻴ ــرى ﻓ ــوس أن ﻫﻨ ــﺎك إرﺘ�ﺎطـ ـﺎً ﺒ ــﻴن ﻋﺸ ــﺎﺌر‬ ‫اﻟﻬكﺴوس واﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻓﻲ أر�ﻌﺔ أوﺠﻪ أوﻻً ‪ :‬أن اﻟﻤﺼر�ﻴن إﻋﺘﺒـروا اﻟﻬكﺴـوس واﻟﻌﺒـراﻨﻴﻴن‬

‫ﺸﻌﺒﻴن ﻤﺨﺘﻠﻔ�ـﺔ‪ 0‬ﺜﺎﻨ�ـﺎً ‪ :‬ﻫﻨـﺎك إﺤﺘﻤـﺎﻝ أن اﻟﻤﻠـك اﻟﻤﺼـري اﻟـذي كـﺎن �ﻌـﺎدي ﺸـﻌب ﻴوﺴـﻒ )‬ ‫ﺨــر ‪ ( 8 : 1‬كــﺎن ﻤﻠﻛ ـﺎً ﻤﺼ ـر�ﺎً وطﻨ� ـﺎً ‪ ،‬وﻤــن اﻟطﺒ�ﻌــﻲ أﻻ ﺘﻛــون ﻫــذﻩ اﻟﻨزﻋــﺔ اﻟوطﻨ�ــﺔ ﻓــﻲ‬ ‫ﺼﺎﻟﺢ أي أﺠﻨﺒـﻲ ‪ 0‬ﺜﺎﻟﺜـﺎً ‪� :‬ـﺄﺘﻲ ذكـر اﻟﺨﻴـوﻝ ﻷوﻝ ﻤـرة ﻓـﻲ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻓـﻲ ) ﺘـك ‪: 47‬‬

‫‪ ( 17‬واﻟﻬكﺴــوس ﻫــم اﻟــذﻴن أدﺨﻠـوا اﻟﺨﻴــوﻝ إﻟــﻰ ﻤﺼــر‪ 0‬را�ﻌـﺎً ‪� :‬ﻌــد طــرد اﻟﻬكﺴــوس ﺘركــزت‬ ‫ﻤﻌظم اﻷراﻀﻲ ﻓﻲ أﻴـدي اﻟﻤﻠ ـوك ‪ 0‬وﻫ ـذا ﻴواﻓ ـق أﺤ ـداث اﻟﻤﺠﺎﻋ ـﺔ اﻟﺘ ـﻲ ﺘﻨﺒ ـﺄ ﻋﻨﻬـﺎ ﻴوﺴـﻒ ﺜـم‬

‫دﻋم ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻤركز اﻟﻤﻠك ) ‪0(1) " ( VOS – GA , 104‬‬ ‫‪42F‬‬

‫س‪ : 331‬ﻤــﺎ ﻫــو رأي ﻋﻠﻤــﺎء اﻵﺜــﺎر ﻓــﻲ آراء أﺼــﺤﺎب اﻟﻨﻘــد اﻟﻛﺘــﺎﺒﻲ ‪ ،‬وﻓــﻲ اﻟﺤكــم‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨظر�ﺎت اﻟﺨﺎطﺌﺔ ؟‬

‫ج ‪ :‬إن كﺎﻨت اﻟﺘوراة ذكرت أﺴﻤﺎء كﺜﻴرة ﺠداً ﻷﻤﺎﻛن ﻗﺎﻤت ﻓﻴﻬﺎ ﺤﻀﺎرات ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ﻓـﻲ أرض‬

‫ﻓﻠﺴــطﻴن ﻤﺜــﻞ ﻤﺠــدو ‪ ،‬وﺤﺎﺼــور ‪ ،‬وﻟﺨــ�ش ‪ ،‬وﺘرﺼــﺔ ‪ ،‬واﻟﺴــﺎﻤرة ‪ ،‬وﺸــك�م ‪ ،‬و�ﻴــت ﺸــﺎن ‪00‬‬

‫إﻟﺦ ﻓﺈن ﺠﻤ�ﻊ اﻟﺤﻔر�ﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﻤت ﻟﻶن ﻟم ﺘﺠد أي دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺨطﺄ واﺤد ﻟﻠﺘوراة ﻓﻲ ذكر ﻫذﻩ‬

‫)‪(3‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪141‬‬ ‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪142‬‬

‫‪- 123 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪122‬‬


‫اﻷﻤﺎﻛن وﻤواﻗﻌﻬﺎ وﺤﻀﺎرﺘﻬﺎ وأﺤداﺜﻬﺎ ‪ ،‬وﻓ�ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﻨذكر ﺒﺈﺨﺘﺼﺎص �ﻌض آراء ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺜﺎر‬

‫ﻓ�ﻤﺎ أﺒداﻩ أﺼﺤﺎب اﻟﻨﻘد اﻟﻛﺘﺎﺒﻲ ‪:‬‬

‫‪ -1‬زاﻟﻤـــﺎن ﺸـــﺎزار ‪� :‬ﻘــوﻝ " ﻓﻘــد كﺸــﻔت اﻟﺤﻔر�ــﺎت ﻨﺘﺎﺌﺠﻬــﺎ ﻓــﻲ �ــﻼد اﻟﻤﺸــرق أﻤﺎﻤﻨــﺎ ﻓﺘ ـرات‬

‫ﺘﺎر�ﺨ�ﺔ ﻗد�ﻤﺔ ﻟم ﺘﻛن‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻤﺘﺼورة ﻤن ﻗﺒﻞ ‪ ،‬وﻤﺎ ﻗد إﻋﺘﺒرﻨﺎﻩ إرﺜﺎً ﻟﻸﺴطورة إﻛﺘﻤﻞ ﻤﻀﻤوﻨﺎً ﺤﻴو�ﺎً‬

‫وواﻗﻌ�ﺎً ﺒوﺠود وﺜﺎﺌق ﺘﻠك اﻟﻌﺼور اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﻓﻬم ﺠدﻴد ﻟﺒدا�ﺔ ﺘﺎر�ﺦ ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ " )‪0(1‬‬ ‫‪F43‬‬

‫‪ -2‬ز�ﻨون كوﺴﻴدوﻓﺴكﻲ ‪� :‬ﻘوﻝ " إﻨﻨﺎ ﻨﺼﺎدف ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛـو�ن أﺴـﻤﺎء ﻤـدن أُﻋﺘﺒـرت ﻟوﻗـت‬

‫طو�ﻞ ﺨ�ﺎﻟ�ﺔ ﻏﻴر أن اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ﺔ اﻟﻌظ�ﻤﺔ ﻓﻲ ﻨﻬﺎ�ﺔ اﻟﻘـرن اﻟﺘﺎﺴـﻊ ﻋﺸـر و�دا�ـﺔ اﻟﻘـرن‬ ‫اﻟﻌﺸ ـر�ن ‪ ،‬أﺜﺒﺘــت أن ﺘﻠــك اﻟﻤــدن كﺎﻨــت ﻤوﺠــودة �ﺎﻟﻔﻌــﻞ وأن اﻟﺘــوراة ﺼــﺎدﻗﺔ ﻓــﻲ ذكرﻫــﺎ‪ 0‬ﻫــذا‬

‫اﻟﺤــدﻴث ﻴﻨطﺒــق �ﺸــكﻞ ﺨــﺎص ﻋﻠــﻰ ﻤدﻴﻨــﺔ " أور " اﻟﺘــﻲ ﻫــﺎﺠر ﻤﻨﻬــﺎ واﻟــد إﺒـراﻫ�م إﻟــﻰ ﺤــﺎران ‪،‬‬

‫ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ‪1922‬م ﺒدأ اﻷﺜري اﻹﻨﺠﻠﻴزي اﻟﻛﺒﻴر " ﻓوﻟﻲ " اﻟﺘﻨﻘﻴب ﻓﻲ ﺘﻠﺔ �ﺴـﻤﻴﻬﺎ اﻟﻌـرب " ﺠﺒـﻞ‬

‫اﻟﻘطران " ﻓﻌﺜر ﻋﻠﻰ أﻨﻘﺎض ﻤدﻴﻨﺔ كﺒﻴرة ﺒﻨﺎﻫﺎ اﻟﺴـوﻤر�ون ﻗﺒـﻞ ﺜﻼﺜـﺔ آﻻف ﺴـﻨﺔ ﻤـن اﻟﻤـ�ﻼد‪0‬‬ ‫كﻤــﺎ ﻋﺜــر ﻋﻠــﻰ ﺒﻨــﺎء �ﺸــ�ﻪ اﻟﺒــرج اﻟﻬرﻤــﻲ كــﺎن �ﻘ�ــﻊ ﻓ�ــﻪ ﻤﻌﺒــد إﻟــﻪ اﻟﻘﻤــر‪ 00‬و�كﺘــب ﻫــذا اﻟﻌـ ِ‬ ‫ـﺎﻟم‬ ‫ُ‬ ‫�ﺎﻟﻤﻨﺎﺴ ــ�ﺔ ﻓ ــﻲ كﺘﺎ� ــﻪ " أور اﻟﻛﻠ ــداﻨﻴﻴن " } ﻴﺠ ــب ﻋﻠﻴﻨ ــﺎ أن ﻨﻌﻴ ــد اﻟﻨظ ــر إﻟ ــﻰ رؤ�ﺘﻨ ــﺎ وﺘﺼ ــورﻨﺎ‬ ‫ﻟﻠ�طر�ــرك اﻟﺘــوراﺘﻲ ) إﺒ ـراﻫ�م ( وذﻟــك �ﻌــد أن ﻋرﻓﻨــﺎ ﻓــﻲ أ�ــﺔ ظــروف ﺤﻀــﺎر�ﺔ ﻗﻀــﻰ ﺴــﻨوات‬

‫ﺸــ�ﺎ�ﻪ ‪ 0‬ﻟﻘــد كــﺎن ﻤواطﻨ ـﺎً ﻓــﻲ ﻤدﻴﻨــﺔ كﺒﻴ ـرة وور�ــث ﻟﺤﻀــﺎرة ﻗد�ﻤــﺔ ﻤﺘطــورة ﺠــداً ‪ ،‬و�ــدﻝ ﻨﻤــط‬ ‫ﻤﺴكﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺤ�ﺎة ﺠﻴدة ﺒﻞ وﻓﺨﻤﺔ ‪0{ 00‬‬

‫ﺘوﺠـ ــﻪ اﻷﺜـ ــري اﻟﺒر�طـ ــﺎﻨﻲ " داﻓﻴـ ــد ﺴـ ــﺘروم ار�ـ ــس " ﻋـ ــﺎم ‪1957‬م إﻟـ ــﻰ ﺠﻨـ ــوب ﺘرك�ـ ــﺎ‬

‫ٕواﻛﺘﺸــﻒ ﻫﻨــﺎك أﻨﻘــﺎض ﻤدﻴﻨــﺔ ﺤــﺎران وكﺎﻨــت واﻗﻌــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻨﻬــر ‪ :‬ﻨﺎور�ــﺎﻟﻲ ‪ ،‬أﺤــد رواﻓــد اﻟﻔـرات‬ ‫اﻷﻋﻠــﻰ ﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﺎﻓﺔ ﺨﻤﺴــﻤﺎﺌﺔ كﻴﻠــو ﻤﺘــر ﺸــﻤﺎﻝ ﻤدﻴﻨــﺔ أور ‪ ،‬وﻋرﻓﻨــﺎ ﻤــن اﻟﻨﺼــوص اﻟ�ﺎﺒﻠ�ــﺔ‬

‫اﻟﻘد�ﻤـ ــﺔ أن ﺤـ ــﺎران كﺎﻨـ ــت ﻤرك ـ ـ اًز ﻟﻌ�ـ ــﺎدة إﻟـ ــﻪ اﻟﻘﻤـ ــر وأن ﺴـ ــكﺎﻨﻬﺎ إﺸـ ــﺘﻬروا ﺒﺘﻌﺼـ ــﺒﻬم اﻟـ ــدﻴﻨﻲ‬

‫اﻟﺸدﻴد‪00‬‬

‫واﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴطﻴن ﺘﻌطﻲ ﺸﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﻨﺘﺎﺌﺞ أﻓﻀﻞ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﻔﺘرة اﻷﺨﻴـرة‬

‫ﺘــم اﻟﻛﺸــﻒ ﻋــن أﻨﻘــﺎض �ﻌــض اﻟﻤــدن اﻟﺼــﻐﻴرة اﻟﻤــذكورة ﻓــﻲ اﻟﺘــوراة ‪ ،‬ﻓﻘــد أُﻛﺘﺸــﻒ ﻗــرب أﺤــد‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻦ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺹ ‪152‬‬

‫‪- 124 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪123‬‬


‫اﻟــﺘﻼﻝ أﻨﻘــﺎض ﻤدﻴﻨــﺔ اﻟﻤﻠــك ﺤﻤــور ‪ ،‬ﺤﻴــث ﻨﻔــذ أﺒﻨــﺎء �ﻌﻘــوب ﺠ ـر�ﻤﺘﻬم اﻟ�ﺸــﻌﺔ ‪ 0‬وﻟﻘــد دﻟــت‬

‫اﻷ�ﺤﺎث ﻋﻠﻰ أن أﻗدم ط�ﻘﺔ ﻤن اﻟﺤﻔر�ﺎت ﺘﻌود إﻝ اﻟﻘرن اﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸر ﻗﺒـﻞ اﻟﻤـ�ﻼد ‪ ،‬ووﺠـدت‬

‫�ﻘﺎ�ﺎ ﺠـدار ﺤﺼـﻴن ﻤﻨ�ـﻊ ُ�ﻔﺘـرض أن �كـون ﻗﺼـ اًر أو ﻤﻌﺒـداً ‪ ،‬ﻤﻤـﺎ ﻴـدﻝ ﻋﻠـﻰ أن اﻟﻤﻠـك ﺤﻤـور‬ ‫كﺎن ﻏﻨ�ﺎً وﻗو�ﺎً ‪� 0‬ﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟك أن ﻤﻨطﻘﺔ ﻤﻤ ار اﻟﺘﻲ ﻨﻌم إﺒراﻫ�م ٕواﺴﺤق �ظﻞ ﺒﻠوطﺎﺘﻬـﺎ ﻟـم‬ ‫ﺘﺨﺘﻒ ﻤن اﻟوﺠـود ﺘﻤﺎﻤـﺎً‪ 0‬ﻓﻬـﻲ ﺘﻘـﻊ ﻋﻠـﻰ ﻤﺴـﺎﻓﺔ ﺜﻼﺜـﺔ كﻴﻠـو ﻤﺘـرات ﺸـﻤﺎﻝ ﺤﺒـرون ‪ ،‬و�ﺴـﻤﻴﻬﺎ‬

‫اﻟﻌرب ﻤﻘﺎم اﻟﺨﻠﻴﻞ ‪ 00‬ﻓﻘد ﺒﻴﻨـت اﻟﻤكﺘﺸـﻔﺎت اﻷﺜر�ـﺔ وﺠـود ﺒﺌـر ﻗـد�م وأﺴـﺎس ﻤـذ�ﺢ ﺒﻨـﻰ ﻋﻠ�ـﻪ‬

‫اﻟﻤﺴ�ﺤﻴون ﻻﺤﻘﺎً ﻤذ�ﺤﺎً ﻤﺴ�ﺤ�ﺎً ‪ ،‬وﻋدا ذﻟك ‪ ،‬ﻓﻘد كﺸﻔت اﻟﺘﻨﻘﻴ�ﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺎور اﻟﻤﺠﺎورة ﻋن‬

‫وﺠود اﻟﻛﺜﻴر ﻤن �ﻘﺎ�ﺎ اﻷﺠﺴﺎد اﻟ�ﺸر�ﺔ ‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﻴدﻝ ﻋﻠﻰ أن ﻤﻘﺒرة كﺒﻴرة كﺎﻨـت ﻤوﺠـودة ﻫﻨـﺎك )‬

‫ﻓﻲ ﻤﻤ ار ( وﻓوق ﻤﻐﺎرة اﻟﻤكﻔﻠ�ﺔ ﺤﻴث ُدﻓـن – ﺤﺴـ�ﻤﺎ ﺘﻘـوﻝ اﻟﺘـوراة – اﻟ�طﺎركـﺔ إﺒـراﻫ�م ٕواﺴـﺤق‬ ‫و�ﻌﻘوب ‪ ،‬ﻴوﺠد اﻟﻴوم واﺤد ﻤن أﻗدم اﻟﻤﺴـﺎﺠد ﻋﻨـد اﻟﻤﺴـﻠﻤﻴن‪ٕ 0‬واﻨﻨـﺎ ﻨﻌﻠـم اﻟﻴـوم أ�ﻀـﺎً أﻴـن ﺘﻘـﻊ‬

‫ﺠرار – ﻤدﻴﻨﺔ أﺒ�ﻤﺎﻟك – ﻓﻘد أُﻛﺘﺸﻔت أﻨﻘﺎﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺘـﻞ ﺠﻤﻠـﺔ ﻋﻠـﻰ �ﻌـد ﺜﻼﺜـﺔ ﻋﺸـر كﻴﻠـو ﻤﺘـ اًر‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺠﻨوب اﻟﺸرﻗﻲ ﻤن ﻏزة ‪ ،‬وذﻟك ﻋﺎم ‪1927‬م ‪0(1) " 00‬‬ ‫‪F4‬‬

‫‪ -3‬دكﺘور أور ‪� : Dr. Orr‬ﻘوﻝ " ﻤن اﻟﻤدﻫش ﺤﻘﺎً أن ﻨﻼﺤظ ﻨدرة وﺠود ﺤﺎدﺜﺔ واﺤدة ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻓــﻲ ﻋﺼــر اﻟﻤﻠــوك ﻤــن اﻟﺤـوادث اﻟﺘــﻲ ﻟﻬــﺎ إﺘﺼــﺎﻝ �ﺎﻟﻤﻤﺎﻟــك اﻷﺨــرى دون أن‬ ‫ﻨﺠد ﺘﺄﻴﻴداً ﻟﻬﺎ ﻤن اﻵﺜﺎر ‪ ،‬وﻋﻨـدﻤﺎ ﻨﺘﺄﻤـﻞ ﻓـﻲ اﻷﺸـﺨﺎص واﻟﺤـوادث اﻟﺘـﻲ ﻻ ﺤﺼـر ﻟﻬـﺎ واﻟﺘـﻲ‬ ‫ﻤــرت ﻓــﻲ اﻟﻌﺼــور اﻟﻐــﺎﺒرة ﻨــدﻫش ﻋﻨــدﻤﺎ ﻨﻌــرف أﻨــﻪ ﻴﻨــدر أن ﻨﺠــد ﺸﺨﺼـﺎً ﻤــن اﻷﺸــﺨﺎص أو‬ ‫ﺤﺎدﺜــﺔ ﻤــن اﻟﺤـوادث اﻟﻤــذكورة ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـ ﱠدس ﻻ ﺘؤ�ــدﻫﺎ أ�ﺤــﺎث ﻋﻠــم اﻵﺜــﺎر اﻟﺤدﻴﺜــﺔ " (‬

‫) ‪0(2) The Deciding Voice of the Monuments p 107‬‬ ‫‪F45‬‬

‫كﻤﺎ �ﻘوﻝ د‪ 0‬أور أ�ﻀﺎً " ﺨـذ ﻤﺜﻼً اﻹﺼﺤﺎح اﻟﻌﺎﺸر ﻤن ﻫذا اﻟﺴﻔر ) ﺴﻔر اﻟﺘﻛـو�ن‬

‫( وﻫــو اﻟــذي �ﺴــﻤ�ﻪ اﻟــ�ﻌض ) ﻗﺎﺌﻤــﺔ أو ﺠــدوﻝ اﻷﻤــم ( واﻟــذي كﺘــب ﻋﻨــﻪ اﻷﺴــﺘﺎذ كــﺎوﺘش ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻨﱠﻘـﺎد ﻗـﺎﺌﻼً } إن ﻫـذا‬ ‫ﻤدﻴﻨـﺔ ﻫـﺎﻝ ) ‪ ( Professor Kautzsch of Halle‬وﻫـو ﻤـن أﺸـﻬر ُ‬

‫اﻹﺼــﺤﺎح اﻟــذي �طﻠــق ﻋﻠ�ــﻪ ﻗﺎﺌﻤــﺔ اﻷﻤــم اﻟﻘد�ﻤــﺔ ﻫــو ﺴــﺠﻞ ﻻ ﻨظﻴــر ﻟــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻹطــﻼق ﻟﺒ�ــﺎن‬

‫أﺼــﻞ اﻷﻤــم وﻤﻨﺸــﺌﻬﺎ ‪ ،‬وﻗــد أﻴدﺘــﻪ كــﻞ اﻹﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ــﺔ اﻟﺴــﺎﻟﻔﺔ { ‪ 00‬ﺜــم ﻗــﺎﻝ اﻟــدكﺘور أور‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪67 - 65‬‬ ‫ﺃ‪ 0‬ﻡ ﻫﻮﺩﺟﻜﻦ – ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺣﺎﻓﻆ ﺩﺍﻭﺩ – ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪33‬‬

‫‪- 125 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪124‬‬


‫أ�ﻀــﺎً " وﻗــد أﺤ ــدﺜت ﻫــذﻩ اﻟﺤﻘﺎﺌـ ـق إﻨﻘﻼ� ــﺎت ﻓكر�ــﺔ ظﻬ ــر ﺘﺄﺜﻴرﻫــﺎ ﻓــﻲ ﻋﻠﻤ ــﺎء اﻵﺜــﺎر أﻨﻔﺴ ــﻬم‬

‫ﻓﺴﺎ�س وﻫوﻤﻞ وﻫﺎﻟ�ﻔﻲ اﻟذﻴـن كﺎﻨت ﻟﻬم إﻨﺘﻘﺎدات ﺸـدﻴدة ﻋـدﻟوا ﻋﻨﻬـﺎ ﻨﻬﺎﺌ�ـﺎً " ‪( Dr Orr, The‬‬

‫) ‪0(1) Problam of the Old Testament P. 397‬‬ ‫‪F46‬‬

‫‪ -4‬اﻷﺴــﺘﺎذ ﺴــﺎ�س ‪� :‬ﻌﻠــق ﻋﻠــﻰ ﺘﺤﻘﻴــق اﻵﺜــﺎر ﻟﺤﻤﻠــﺔ كــدرﻟﻌوﻤر اﻟ ـواردة ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن‬

‫اﻹﺼــﺤﺎح ‪ ، 14‬وأن " أﻤ ارﻓــﻞ " اﻟﻤــذكور ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ﻫــو ﺤﻤــوراﺒﻲ ﻤﻠــك �ﺎﺒــﻞ ‪ ،‬وكــﺎن‬

‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد ﻤــن‬ ‫�ﺤﻤــﻞ ﻟﻘــب " ﻨﻤــرود " ﻓ�ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﺴــﺎ�س " ﻫــذا دﻟﻴــﻞ آﺨــر ﻋﻠــﻰ أن ﻤــﺎ ﻴﺒد�ــﻪ ُ‬ ‫إﻋﺘ ارﻀ ــﺎت ﻴﺘﻀ ــﺢ ﻓ ــﻲ اﻟﻨﻬﺎ� ــﺔ أﻨ ــﻪ ﻨ ــﺎﺘﺞ ﻋ ــن ﻗﺼ ــور ﻓ ــﻲ ﻤﻌﻠوﻤ ــﺎﺘﻬم ﻓ ــﺈﻨﻬم ﻴﻨك ــرون ﺼ ــﺤﺔ‬ ‫اﻟروا�ﺎت أو اﻟﻨﺼوص اﻟﻘد�ﻤﺔ ﻟﻌدم إﻟﻤﺎﻤﻬم �كﻞ اﻟﺤﻘﺎﺌق اﻟﻛﺸﻔ�ﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺜﺒﺘﻬﺎ " )‪0(2‬‬ ‫‪F47‬‬

‫‪ -5‬ﻨﻠﺴون ﺠﻠو�ك ‪ :‬رﺌـ�س اﻟﻛﻠ�ـﺔ اﻟﻼﻫوﺘ�ـﺔ اﻟﻴﻬود�ـﺔ ﻓـﻲ ﺴﻨﺴـﻨﺎﺘﻲ �ﺄﻤر�كـﺎ ‪ ،‬وﻫـو واﺤـد ﻤـن‬

‫أﻋظ ــم ﺜﻼﺜ ــﺔ رﺠ ــﺎﻝ ﻤﺘﺨﺼﺼ ــﻴن ﻓ ــﻲ اﻟﺤﻔر� ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨ ــﺎ اﻟﻴ ــوم ‪� ،‬ﻘ ــوﻝ " ﻓ ــﻲ ك ــﻞ أ�ﺤ ــﺎث‬

‫اﻟﺤﻔر�ـﺔ ﻟ ـم أﺠ ـد ﺸـﻴﺌﺎً واﺤـداً ﻴﻨـﺎﻗض أ�ـﺔ ﻋ�ـﺎرة وردت ﻓـﻲ كﻠﻤـﺔ ﷲ ) �ﻌﻨـﻲ اﻟﺘـوراة ( " ‪( Jash‬‬

‫) ‪ Ml Dawell , Evidence, P 22‬كﻤـﺎ �ﻘ ـوﻝ أ�ﻀـﺎً " اﻷﻤـر �ﺴـﺘﺤق أن ﻨؤكـد أي كﺸ ـﻒ أﺜ ـري‬ ‫ﻟ ـم ﻴﻨـﺎﻗض أﺒـداً ﺠﻤﻠ ـﺔ واﺤـ ـدة ﻤﻔﻬوﻤـ ـﺔ ﻤـن ﺠﻤـﻞ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـ ﱠدس " ‪( Gluesk, as Cited in‬‬ ‫) ‪0(3) montgomery , CFTM , 6‬‬ ‫‪F48‬‬

‫‪ -6‬ﺘﺸﺎرﻟس ﺘري در�ك ‪ : Charles Terry Drake‬وكـﺎن �ﻌﻤـﻞ ﻓـﻲ ﺠﻤﻌ�ـﺔ اﻹﻛﺘﺸـﺎﻓﺎت‬

‫ﺼرح ﻟﻠﻘس " ﺠ�ﻤس ﻨﻴﻞ " ‪ James Neil‬ﻗـﺎﺌﻼً "‬ ‫اﻟﻔﻠﺴطﻴﻨ�ﺔ ﻓـﻲ ﻤطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﻌﺸر�ن ‪ ،‬وﻗد ّ‬ ‫ﻌﻬـد ﻤـن ﻗﺒـﻞ وكﺜﻴـ اًر‬ ‫�ﺎﻟﻪ ﻤن أﻤر ﺒد�ﻊ ‪ ،‬ﻓﻨﺤن ﻫﻨﺎ ﻨﻤﺘﺤن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس �طر�ﻘـﺔ ﻋﻤﻠ�ـﺔ ﻟـم ﺘُ َ‬ ‫ﻤﺎ كﻨﺎ ﻨظن �ﺄﻨﻨﺎ ﺴﻨﺠدﻩ كﻠﻪ ﺨطﺄ ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻤـﺎ كﻨـﺎ ﻨﻤكـث ﻓـﻲ أي ﻤكـﺎن ﻨﺤـو ﺜﻼﺜـﺔ أﺴـﺎﺒ�ﻊ إﻻﱠ‬ ‫وﻨﺘﺤﻘق دﻗﺔ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس دﻗﺔ ﻤﺘﻨﺎﻫ�ﺔ " )‪0(4‬‬ ‫‪F49‬‬

‫‪ -7‬اﻟﻘس ﻨﻴﻞ ‪� :‬ﻘوﻝ " إن اﻷرض اﻟﻤﻘﱠدﺴﺔ واﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس �ﺸﻬد كﻞ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻟﻶﺨـر كـﺄﻤر�ن‬

‫ﻤﺘﻤﻤﻴن ﻟ�ﻌﻀﻬﻤﺎ ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺤ�ﺎة اﻟﻘد�ﻤـﺔ اﻟﺜﺎﺒﺘـﺔ ﻟـﻸرض اﻟﻤﻘﱠدﺴـﺔ وﻋﺎداﺘﻬـﺎ وأوﻀـﺎﻋﻬﺎ اﻟطﺒ�ﻌ�ـﺔ‬

‫)‪ (1‬ﺃ‪ 0‬ﻡ ﻫﻮﺩﺟﻜﻦ – ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺣﺎﻓﻆ ﺩﺍﻭﺩ – ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪17 ، 16‬‬ ‫)‪ (2‬ﺍﻟﻘﺲ ﺻﻤﻮﺋﻴﻞ ﻣﺸﺮﻗﻲ – ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪97‬‬ ‫)‪ (3‬ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪340‬‬ ‫)‪ (4‬ﺃ‪0‬ﻡ ﻫﻮﺩﺟﻜﻦ – ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺣﺎﻓﻆ ﺩﺍﻭﺩ – ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪12‬‬

‫‪- 126 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪125‬‬


‫وﻟﻐﺘﻬﺎ اﻟدارﺠﺔ ﻫﻲ �ﻤﺜﺎ�ﺔ ﺘﻔﺴﻴر إﻟﻬﻲ ﺜﺎﺒت ‪ ،‬وﻫﻲ ﺘﺴطﻊ ﺒﻨورﻫﺎ ﻋﻠﻰ روا�ـﺔ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس‬

‫وﺘؤ�د دﻗﺔ ﺘﻌﺎﺒﻴرﻩ وﺘوﻀﺢ ﻤﻌﺎﻨ�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F50‬‬

‫‪ -8‬وﻟــ�م‪0‬ف اﻟﺒراﻴــت ‪� :‬ﻘــوﻝ " ﻟــ�س ﻫﻨــﺎك أدﻨــﻰ ﺸــك ﻓــﻲ أن ﻋﻠــم اﻵﺜــﺎر ﻗــد أﺜﺒــت اﻟﻤوﺜوﻗ�ــﺔ‬ ‫اﻟﺘﺎر�ﺨ�ـﺔ ﻟﻠﻌﻬـد اﻟﻘـد�م " ) ‪ 0(2) ( Albright, ARI 176‬كﻤـﺎ �ﻘـوﻝ " اﻟﺒ ارﻴـت " ﻓـﻲ كﺘﺎ�ـﻪ " ﻋﻠـم‬ ‫‪F51‬‬

‫اﻵﺜـ ــﺎر ﻴواﺠـ ــﻪ اﻟﻨﻘـ ــد اﻟﻛﺘـ ــﺎﺒﻲ " ‪ " 00‬أﻴـ ــدت اﻟﻤﻌﻠوﻤـ ــﺎت واﻟﻨﻘـ ــوش اﻷﺜر�ـ ــﺔ اﻟﻤكﺘﺸـ ــﻔﺔ اﻟﺼـ ــدق‬

‫اﻟﺘـﺎر�ﺨﻲ ﻟﻌـدد ﻏﻴـر ﻤﺤـدود ﻤـن ﻨﺼـوص اﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م " ) ‪( Albright, ACBC , 181‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪F52‬‬

‫كﻤـﺎ‬

‫�ﻘ ــوﻝ " اﻟﺒ ارﻴ ــت " أ�ﻀـ ـﺎً " إن اﻟﺘﻘﻠﻴ ــد اﻟﻌﺒ ــري ﻓ ــﻲ ﻤﺴ ــﻴرة اﻷ�ـ ـﺎء ﻤ ــن � ــﻼد اﻟﻌـ ـراق ﻗ ــد أﺜﺒﺘ ــت‬ ‫اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ﺔ ﺼﺤﺘﻪ " ) ‪0(4) ( Albright, BPFAE, 2‬‬ ‫‪F53‬‬

‫اﻟﻨﱠﻘـﺎد ﻗوﻟـﻪ ‪ :‬ﺤﺘـﻰ وﻗـت ﻗر�ـب‬ ‫و�ﻘوﻝ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ " و�ﻌﻠق اﻟﺒراﻴت ﻋﻠـﻰ ﻤـﺎ إﻋﺘـﺎد ُ‬ ‫اﻟﻛﺘﺎﺒﻴﻴن ﻋﻠﻰ إﻋﺘ�ﺎر ﻗﺼص اﻵ�ﺎء ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ﻤـن إﺨـﺘﻼق‬ ‫ﺴرت اﻟﻌﺎدة �ﺄن اﻟﻤؤرﺨﻴن‬ ‫ّ‬

‫اﻟﻛﺘ�ﺔ اﻹﺴراﺌﻴﻠّﻴﻴن ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ اﻟﻤﻨﻘﺴـﻤﺔ أو أﻨﻬـﺎ ﻗﺼﺼـﺎً رواﻫـﺎ اﻟـرواة ذوي اﻟﺨ�ـﺎﻝ اﻟواﺴـﻊ ﻓـﻲ‬ ‫ﺤﻔــﻼت اﻟﺴــﻤر اﻹﺴ ـراﺌﻴﻠ�ﺔ آ�ــﺎن اﻟﻘــرون اﻟﺘــﻲ أﻋﻘﺒــت إﺤــﺘﻼﻟﻬم ﻟﻠــ�ﻼد ‪ ،‬و�ﻤكــن ذكــر أﺴــﻤﺎء‬

‫ﻟﻌﻠﻤﺎء �ﺎرز�ن كﺎﻨوا ﻴﻨظرون إﻟﻰ كﻞ أﺤداث ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ‪ 50 – 11‬ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﺘﻌكـس ﺘـدو�ﻨﺎً‬

‫ﻷﺤــداث ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ كﺘﺒــت ﻓـﻲ ﻓﺘـرة ﻤﺘــﺄﺨرة أو ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــﻞ أﻨﻬــﺎ ﺘﺼـ ﱡـور ﻟﻸﺤــداث واﻟظــروف اﻟﺘــﻲ‬

‫وﻗﻌــت ﻓــﻲ اﻟﻤﺎﻀــﻲ اﻟ�ﻌﻴــد ﻓــﻲ ظــﻞ اﻟﻤﻤﻠﻛــﺔ اﻟﺤﺎﻟ�ــﺔ ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻷﺤــداث اﻟﺘــﻲ ﻻ �ﻌــرف ﻋﻨﻬــﺎ‬

‫اﻟﻛﺘﱠﺎب اﻟﻼﺤﻘون ﺸﻴﺌﺎً " ) ‪0 ( Albright , BPFAEI, 2‬‬ ‫إﻻﱠ أن ﻫــذا كﻠــﻪ ﺘﻐﻴــر اﻵن ‪� ،‬ﻘــوﻝ اﻟﺒ ارﻴــت } ﻏﻴــرت اﻹﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ـﺔ اﻟﺘــﻲ ﺠــرت‬ ‫ﻤﻨذ ﻋﺎم ‪1925‬م كﻞ ﻫذا ‪ ،‬وﻓ�ﻤﺎ ﻋدا �ﻌض اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻘﻼﺌﻞ اﻟﻤﺘﻌﻨﺘﻴن ﻓ�ﻤﺎ ﻤﻀﻰ ﻟ�س ﻫﻨﺎك‬

‫ﻤؤرخ كﺘﺎﺒﻲ واﺤد ﻟم ﻴﺘﺄﺜر �ـﺎﻟﺘراﻛم اﻟﺴـر�ﻊ ﻟﻠﻤﻌﻠوﻤـﺎت اﻟﺘـﻲ ﺘؤ�ـد اﻟﻤوﺜوﻗ�ـﺔ اﻟﺘﺎر�ﺨ�ـﺔ ﻟﻘﺼـص‬

‫اﻵ�ــﺎء‪ 0‬ﻓط�ﻘ ـﺎً ﻟﻤــﺎ ورد ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن كــﺎن اﻵ�ــﺎء اﻹﺴ ـراﺌﻴﻠﻴﻴن اﻷواﺌــﻞ ﻋﻠــﻰ ﺼــﻠﺔ وﺜ�ﻘــﺔ‬ ‫�ﺎﻟﺸﻌوب ﺸ�ﻪ اﻟﺒدو�ﺔ ﻓﻲ ﻋﺒر اﻷردن وﺴور�ﺎ وﺤوض ﻨﻬر اﻟﻔرات وﺸﻤﺎﻝ اﻟﺠز�رة اﻟﻌر��ﺔ ﻓـﻲ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫ﺃ‪0‬ﻡ ﻫﻮﺩﺟﻜﻦ – ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺣﺎﻓﻆ ﺩﺍﻭﺩ – ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪13 ، 12‬‬ ‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪133‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪134‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪349‬‬

‫‪- 127 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪126‬‬


‫اﻟﻘ ــرون اﻷﺨﻴـ ـرة ﻤ ــن اﻷﻟﻔ� ــﺔ اﻟﺜﺎﻨ� ــﺔ ق‪0‬م ‪ 0‬واﻟﻘ ــرون اﻷوﻟ ــﻰ ﻤ ــن اﻷﻟﻔ� ــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ ق‪0‬م "‬

‫(‬

‫) ‪0(5) Albright, BPFAEI , 2‬‬ ‫‪F54‬‬

‫‪ -9‬ﻫـــ‪ 0‬ﻫـــ‪ 0‬روﻟــﻲ ‪� :‬ﻘــوﻝ " َ�كـ ْـن اﻟﻌﻠﻤــﺎء اﻟﻴــوم إﺤﺘ ارﻤـﺎً أﻛﺒــر ﻟﻘﺼــص اﻵ�ــﺎء أﻛﺜــر ﻤــن ذي‬ ‫ر أﻛﺜر إﻋﺘداﻻً ‪ ،‬وﻟﻛن ﻷن اﻟﺒراﻫﻴن أﻛدت ذﻟك " (‬ ‫ﻗﺒﻞ ‪ ،‬وﻻ ﻴرﺠﻊ ذﻟك إﻟﻰ أﻨﻬم �ﻌﺘﻨﻘون أﻓكﺎ اً‬ ‫) ‪0(1) Rowley, as cited in Wiseman, ACOT, in Henry, RB , 305‬‬ ‫‪F5‬‬

‫‪ -10‬ﺒﻴر�ــﻞ أوﻨﺠــر ‪� :‬ﻘــوﻝ " ﻟﻘــد أﻋــﺎد ﻋﻠــم آﺜــﺎر اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م إﻛﺘﺸــﺎف أﻤــم �ﺄﻛﻤﻠﻬــﺎ ‪ ،‬وأﺤ� ـﺎ‬

‫ﺼورة ﺸﻌوب ﻫﺎﻤﺔ و�ﺼورة ﻤذﻫﻠﺔ ﺠداً ﺴد ﺜﻐـرات ﺘﺎر�ﺨ�ـﺔ ﻤﻀـ�ﻔﺎً اﻟﺸـﺊ اﻟﻛﺜﻴـر إﻟـﻰ اﻟﺼـورة‬

‫اﻟﻛﺘﺎﺒ�ﺔ " ) ‪0(2) ( Unger, AOT, 15‬‬ ‫‪F56‬‬

‫‪ -11‬اﻟﺴﻴر ﻓر�در�ك كﻨﻴـون ‪� :‬ﻘـوﻝ " وﻤـن ﺜـم �ﻤكﻨﻨـﺎ اﻟﻘـوﻝ �ﺄﻨـﻪ ﻓ�ﻤـﺎ ﻴﺘﻌﻠـق ﺒﻬـذا اﻟﺠـزء ﻤـن‬

‫اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م اﻟــذي كــﺎن ﻴوﺠــﻪ إﻟ�ــﻪ �ﺸــكﻞ رﺌ�ﺴــﻲ اﻟﻨﻘــد اﻟــﻼذع ﻓــﻲ اﻟﻨﺼــﻒ اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﻤــن اﻟﻘــرن‬

‫اﻟﺘﺎﺴــﻊ ﻋﺸــر ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﺒ ـراﻫﻴن اﻟﺘــﻲ أﺘــﻰ ﺒﻬــﺎ ﻋﻠــم اﻵﺜــﺎر ﻗــد أﻋﺎدﺘــﻪ إﻟــﻰ وﻀــﻌﻪ اﻷوﻝ ‪ ،‬كﻤــﺎ‬ ‫رﻓﻌت ﻤن ﻗ�ﻤﺘﻪ ﻓﺄﺼ�ﺢ أﻛﺜر وﻀوﺤﺎً ﻓﻲ ﻀوء ﻤﻌرﻓـﺔ ﺨﻠﻔ�ﺎﺘـﻪ وأطـرﻩ ‪ 0‬وﻟـم �ﻘـﻞ ﻋﻠـم اﻵﺜ ـﺎر‬ ‫كﻠﻤﺘـﻪ اﻷﺨﻴرة �ﻌـد ‪ ،‬وﻟﻛـن اﻟﻨﺘﺎﺌﺞ اﻟﺘـﻲ ﺤﱠﻘﻘﻬﺎ ﺤﺘـﻰ اﻵن ﺘؤك ـد ﻤـﺎ ﻴـدﻝ ﻋﻠﻴ ـﻪ اﻹ�ﻤ ـﺎن ﻤ ـن أن‬

‫اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻻ ﻴﻠﻘﻰ ﺴـوى اﻟﺘﺄﻴﻴد ﻤن اﻟﻤﻌرﻓﺔ اﻟﻤﺘزاﻴدة " ) ‪0(3) ( Kenyon, B-A, 279‬‬ ‫‪57F‬‬

‫‪ -12‬ﻝ‪ 0‬ﺠروﻟﻨﺒــــرج ‪� :‬ﻘ ــوﻝ إن اﻹﻛﺘﺸ ــﺎﻓﺎت اﻷﺜر� ــﺔ ﺘﻨﻴ ــر اﻟﺨﻠﻔ�ـ ـﺔ اﻷﺜر� ــﺔ ﻟﻌ ــدد كﺒﻴ ــر ﻤ ــن‬

‫ﻤكﻨــت اﻟﻌﻠﻤــﺎء ﻓـﻲ اﻟﻌﺼــر اﻟﺤــدﻴث أن‬ ‫اﻟﻔﻘـرات اﻟﻛﺘﺎﺒ�ــﺔ ‪ 00‬وﺸــك اًر ﻟﺠﻬــود رﺠــﺎﻝ اﻵﺜــﺎر اﻟﺘــﻲ ْ‬ ‫�كوﻨـوا ﻋﻠــﻰ ﺼــﻠﺔ ﻟﺼــ�ﻘﺔ �ﺎﻟﻌــﺎﻟم اﻟـواﻗﻌﻲ ﺤﻴــث ﺘــم إﻨﺸــﺎء إﺴـراﺌﻴﻞ اﻟﻘد�ﻤــﺔ ‪ ،‬وﻫــذﻩ اﻷ�ــﺎم ‪00‬‬

‫كﺜﻴـر ﻤــن اﻟدارﺴــﻴن �ﺸـﻌرون ﺒﺜﻘــﺔ ﻤﺘﺠــددة ﻟﻠﺴــرد اﻟ�ـﺎرع اﻟﻤوﺠــود ﻓــﻲ اﻹﺼــﺤﺎﺤﺎت ‪50 – 12‬‬

‫ﻤن ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ‪ 00‬و�دأ اﻹﻋﺘﻘﺎد �ﺴود أن ﻗﺼص اﻵ�ﺎء اﻷوﻟﻴن ﻻﺒد أن ﺘﻛـون ﻤﺒﻨ�ـﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫وﻗﺎﺌـﻊ ﺘﺎر�ﺨﻴـﺔ ) ‪ ) ( Grollenbery, AB , 35‬راﺠ ـﻊ ﺒرﻫـﺎن ﻴﺘطﻠب ﻗ ار اًر ص ‪0( 340‬‬

‫‪ -13‬را�ﻤوﻨد ﻴوﻤﺎن ‪ :‬اﻷﺴﺘﺎذ ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ﺸ�كﺎﻏو ﻴرى أن ﻋﻠم اﻵﺜﺎر أﻛد ﻋﻠـﻰ ﺼـﺤﺔ اﻟروا�ـﺎت‬ ‫)‪(5‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪134‬‬ ‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪133‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪133‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪133‬‬

‫‪- 128 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪127‬‬


‫اﻟﻛﺘﺎﺒ�ــﺔ ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ " أدى ﺘﺄﻛﻴــد اﻟروا�ــﺎت اﻟﻛﺘﺎﺒ�ــﺔ ﻓــﻲ ﻤﻌظــم ﻨﻘﺎطﻬــﺎ إﻟــﻰ ﺘﺤﻘﻴــق إﺤﺘ ـرام أﻋظــم‬

‫ﻟﻠﺘﻘﻠﻴد اﻟﻛﺘﺎﺒﻲ ٕواﻟﻰ ﻤﻔﻬوم ﻤﺤﺎﻓظ أﻛﺜر ﻟﺘﺎر�ﺦ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس " )‪0(1‬‬ ‫‪F58‬‬

‫‪ -14‬ﻤﻴﻠر �ﺎروز ‪� :‬ﻘوﻝ " اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻴدﻋﻤـﻪ اﻟ�ﺤـوث اﻷﺜر�ـﺔ اﻟﻤـرة ﺘﻠـو اﻷﺨـرى‪ 0‬ﺒوﺠـﻪ‬ ‫ﻋﺎم ﻻ ﺸك أن اﻟﻨﺘﺎﺌﺞ اﻹﺴﺘﻛﺸـﺎﻓ�ﺔ ﻗـد زادت ﻤـن إﺤﺘـرام ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻟﺘﺴـﺠ�ﻼت اﻟﺘﺎر�ﺨ�ـﺔ‪0‬‬

‫وﺤﻘ�ﻘﺔ أن اﻟوﺜﺎﺌق اﻟﻛﺘﺎﺒ�ﺔ �ﻤكن ﺘﻔﺴﻴرﻫﺎ �ﺎﻟﺒ�ﺎﻨﺎت اﻷﺜر�ﺔ ﻓﺈن ﻫذا ﻤﺘﻨﺎﺴـب ﻤـﻊ اﻹطـﺎر اﻟﻌـﺎم‬

‫ﻟﻠﺘــﺎر�ﺦ‪ 0‬و�ﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻟﺘوﺜﻴــق اﻟﻌــﺎم ‪ ،‬ﻤــﻊ ذﻟــك ‪ ،‬ﻨﺠــد أن اﻟﺘﺴــﺠﻴﻞ اﻟﻛﺘــﺎﺒﻲ ﻴﺘﺄﻛــد ﻤ ـ ار اًر‬ ‫وﺘﻛ ار اًر ﻓﻲ ﻨﻘﺎط ﻤﻌﻴﻨﺔ‪ 0‬ﻓﺄﺴﻤﺎء اﻷﻤﺎﻛن واﻷﺸﺨﺎص ﻴﺘﻀﺢ أﻨﻬﺎ ﻓﻌـﻼً ﻫـﻲ اﻟﺼـﺤ�ﺤﺔ ‪ ،‬وﺘﻘـﻊ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻔﺘرة اﻟزﻤﻨ�ﺔ اﻟﺼﺤ�ﺤﺔ " )‪0(2‬‬ ‫‪F59‬‬

‫‪ -15‬ﺠوز�ﻴ ﻓري ‪ :‬ﻴؤكد أﻨﻪ ﺘﺼﻔﺢ ﻴوﻤﺎً ﺴﻔر اﻟﺘﻛـو�ن وﺘﺄﻛـد ﻟـﻪ أن كـﻞ اﻟﺨﻤﺴـﻴن إﺼـﺤﺎﺤﺎً‬ ‫ﺘﺠــد ﻤــﺎ ﻴؤكــدﻫﺎ ﻓــﻲ �ﻌــض اﻹﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ــﺔ ‪ ،‬و�ﻌﺘﺒــر ﻨﻔــس اﻟﺸــﺊ ﺤﻘ�ﻘــﻲ �ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻟ�ــﺎﻗﻲ‬

‫أﺴﻔﺎر اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس �ﻌﻬد�ـﻪ اﻟﻘـد�م واﻟﺠدﻴـد ) ‪ ) ( Free, AB , 340‬ارﺠـﻊ ﺒرﻫـﺎن ﻴﺘطﻠـب ﻗـ ار اًر‬ ‫ص ‪ 0( 340‬كﻤﺎ �ﻘوﻝ " ﺠوز�ﻒ ﻓري " أ�ﻀﺎً ﻓﻲ كﺘﺎ�ﻪ " ﻋﻠم اﻵﺜﺎر وﺘﺎر�ﺦ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس‬

‫" ‪ " 00‬ﻟﻘد أﺸرﻨﺎ ﺴﺎ�ﻘﺎً أن ﻫﻨـﺎك اﻟﻌدﻴـد ﻤـن ﻓﻘـرات اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس اﻟﺘـﻲ ﺤﱠﻴـرت اﻟﺨﺒـراء ‪ ،‬ﻗـد‬

‫أﻓﺼﺤت ﻋن ﻤدﻟوﻻﺘﻬﺎ ﻋﻨد ظﻬور ﺒوادر �ﻌض اﻹﻛﺘﺸـﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ـﺔ واﻟﺘـﻲ أﻟﻘـت ﻀـوءاً ﺠدﻴـداً‬ ‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد ﺒﺈﻋﺘ�ﺎرﻫــﺎ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬــﺎ ‪ 00‬ﺴــﺎﻫم ﻫــذا اﻟﻌﻠــم ﻓــﻲ ﺘﺄﻛﻴــد ﺼــﺤﺔ ﻋــدد ﻤــن اﻟﻔﻘـ ـرات اﻟﺘـ ـﻲ رﻓﻀــﻬﺎ ُ‬ ‫ﻟ�ﺴت ﺘﺎر�ﺨ�ﺔ أو أﻨﻬﺎ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺤﻘﺎﺌق اﻟﻤﻌروﻓﺔ " ) ‪0(3) ( Free, ABH . I‬‬ ‫‪F60‬‬

‫‪ -16‬ﻫﻨـــري ﻤـــور�س ‪� :‬ﻘ ــوﻝ " ﻻ ﻴوﺠــد اﻟﻴــوم أن إﻛﺘﺸــﺎف أﺜــري أﺜﺒــت أن اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـ ـﱠدس‬ ‫ﻤﺨطﺊ ﻓﻲ أي ﻨﻘطﺔ " ) ‪0(4) ( Morris, BUS, 95‬‬ ‫‪F61‬‬

‫‪ -17‬ﺠ�ﺴﻠر ‪� :‬ﻘوﻝ " ﻓﻲ كﻞ ﻓﺘرة ﻤن ﻓﺘرات ﺘﺎر�ﺦ اﻟﻛﺘﺎب ‪ ،‬ﻨﺠد أن ﻫﻨﺎك أدﻟﺔ ﺠدﻴدة �ﻤـدﻨﺎ‬ ‫ﺒﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــم اﻵﺜ ــﺎر وﺘ ــدﻝ ﻋﻠ ــﻰ أن اﻟﻛﺘ ــﺎب ﻴ ــدﻟﻲ � ــﺎﻟﺤق ‪ ،‬وﻓ ــﻲ أﺤ� ــﺎن كﺜﻴـ ـرة ‪� ،‬ﻌك ــس اﻟﻛﺘ ــﺎب‬

‫ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻗ�ﻤﺔ ﺘﺠﻌﻠﻨﺎ ﻨﻔﻬم اﻟزﻤن واﻟﻌﺎدات اﻟﺘﻲ �ﺸرﺤﻬﺎ ‪ ،‬وﻓ�ﻤﺎ ﺸك اﻟﻛﺜﻴـرون ﻓـﻲ ﻤـدى دﻗـﺔ‬ ‫اﻟﺘـوراة ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻤــرور اﻟــزﻤن ٕواﺴــﺘﻤرار اﻟ�ﺤــوث ﻗــد ﱠ‬ ‫دﻟــت ﻋﻠــﻰ أن كﻠﻤــﺔ ﷲ ﻗــد ﺘــم دﻋﻤﻬــﺎ أﻓﻀــﻞ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪340‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪340‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪343‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪350‬‬

‫‪- 129 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪128‬‬


‫ﻤن دﺤﻀﻬﺎ‪ 0‬ﻓﻲ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻨﺎك اﻵﻻف ﻤن اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ �ﺎﻟﻌﺎﻟم اﻟﻘـد�م‬ ‫وﻗــد ُد ّﻋﻤــت ﺒوﺠــﻪ ﻋــﺎم ‪ ،‬وﻏﺎﻟ�ـﺎً ﻓــﻲ ﺘﻔﺎﺼــﻴﻞ ﺘﺨــﺘص �ﺼــورة اﻟﻛﺘــﺎب ‪ ،‬ﻤــﻊ ذﻟــك ﻻ ﻴوﺠــد أي‬ ‫ﺘﻌﺎرض ﺒﻴﻨﻬﺎ و�ﻴن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس " ) ‪0(1) ( Geisler, BECA , 52‬‬ ‫‪F62‬‬

‫‪ -18‬ﺠوش ﻤكدو�ﻞ ‪� :‬ﻘوﻝ " وﻟﻠﺘﻠﺨ�ص ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ اﻵﺘﻲ ‪:‬‬

‫)‪ (1‬ﻋﻠــم اﻵﺜــﺎر ﻻ ﻴﺒــرﻫن ﻋﻠــﻰ ﺼــﺤﺔ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ‪ ،‬ﻟﻛﻨــﻪ ﻴؤكــد ﻋﻠــﻰ ﺘﺎر�ﺨﻴﺘــﻪ‬

‫و�ﺸرح ﻋدداً ﻤن ﻨﺼوﺼﻪ‪0‬‬

‫)‪ (2‬ﻋﻠـم اﻵﺜــﺎر ﻟــم ُ� ّﻔﻨــد �ﺸــكﻞ كﺎﻤــﻞ آراء اﻟﻨﻘـﺎد اﻟراد�كــﺎﻟﻴﻴن ‪ ،‬ﻟﻛﻨــﻪ ﺘﺤــدي كﺜﻴـ اًر ﻤــن‬ ‫ﻓروﻀﻬم " )‪0(2‬‬ ‫‪F63‬‬

‫كﻤــﺎ ﻴــرى ﺠــوش ﻤكــدو�ﻞ أ�ﻀ ـﺎً أن ﻋﻠــم اﻵﺜــﺎر �ﻔﻴــدﻨﺎ ﻓــﻲ اﻟﺘﺄﻛــد ﻤــن دﻗــﺔ اﻷﺤــداث‬

‫اﻟﺘﺎر�ﺨ�ﺔ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻻ �ﻔﻴد ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ اﻟـوﺤﻲ �ﺎﻟﻛﺘـﺎب ‪ ،‬و�ﻀـرب ﻤكـدو�ﻞ ﻤـﺜﻼً ﻋﻠـﻰ ﻫـذا ﻓ�ﻘـوﻝ‬

‫ﻟو أن ﻋﻠم اﻵﺜﺎر أﻛﺘﺸﻒ ﻟوﺤـﻲ اﻟﻌﻬد ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻪ ﺒﻬذا ﻴؤكد ﺤﻘ�ﻘﺔ اﻟﻘﺼﺔ كﺤدث ﺘﺎر�ﺨﻲ ‪ ،‬وﻟﻛﻨـﻪ‬

‫ﻻ �ﻘــدر أن ﻴؤكــد أن ﻤﺼــدر ﻫــذﻩ اﻟوﺼــﺎ�ﺎ ﻫــو ﷲ ذاﺘــﻪ ‪ ،‬و�ﻘــوﻝ " ﻤﻴﻠــر � ـﺎروز " ‪ " 00‬ﻋﻠــم‬

‫اﻵﺜــﺎر �ﺴــﺘط�ﻊ أن ﻴﺨﺒرﻨــﺎ اﻟﻛﺜﻴــر ﻋــن طﺒوﻏراﻓ�ــﺔ ﺤﻤﻠــﺔ ﻋﺴــكر�ﺔ ﻟﻛﻨــﻪ ﻻ �ﺴــﺘط�ﻊ أن ﻴﺨﺒرﻨــﺎ‬

‫ﺸــﻴﺌﺎً ﻋــن طﺒ�ﻌــﺔ ﷲ " ) ‪ 0(3) ( Burrows WMTS, 290‬و�ﻘــوﻝ " ﻤﻴﻠــور �ــﺎورز " أ�ﻀـﺎً "‬ ‫‪F64‬‬

‫�ـﺎﻟرﻏم ﻤﻨــﻪ أﻨــﻪ ﻟــ�س ﻤــن اﻟﻤﺘوﻗــﻊ أن ﻨﺼــﻞ إﻟـﻰ ﻤﻌﻠوﻤــﺎت أﺜر�ــﺔ ﺘــدﻝ ﻋﻠــﻰ اﻟﻘﺼــص اﻟﻤــذكورة‬ ‫ﻋن اﻵ�ﺎء ‪ ،‬إﻻﱠ أن اﻟﻌﺎدات اﻹﺠﺘﻤﺎﻋ�ﺔ اﻟواردة ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟﻘﺼص ﺘﺘواﻓق ﺘﻤﺎﻤﺎً ﻤﻊ اﻟﻔﺘـرة اﻟﺘـﻲ‬ ‫ظﻬر ﻓﻴﻬﺎ ﻫؤﻻء اﻵ�ﺎء " ) ‪0(4) ( Burrows, WMTS, 2 75 – 79‬‬ ‫‪F65‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪350‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪341‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪343‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪349‬‬

‫‪- 130 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪129‬‬


‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ‬ ‫) ﺗﻚ ‪( 2 ، 1‬‬ ‫ﺴﺒق اﻹﺠﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ كﺜﻴـر ﻤـن اﻷﺴـﺌﻠﺔ اﻟﻤﺜـﺎرة ﺤـوﻝ ﻗﺼـﺔ اﻟﺨﻠـق ﻓـﻲ اﻟ�ـﺎب اﻷوﻝ ﻤـن‬

‫اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﺜﺎﻟــث ﻤــن ﻫــذﻩ اﻟﺴﻠﺴــﻠﺔ ) أﺼــﻞ اﻟﻛــون – أﺼــﻞ اﻹﻨﺴــﺎن ( ﻓﻤــن اﻷﺴــﺌﻠﺔ اﻟﺘــﻲ ﺴــﺒق‬ ‫اﻹﺠﺎ�ﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬ ‫س‪ " : 1‬ﻓــﻲ اﻟﺒــدء ﺨﻠــق ﷲ اﻟﺴــﻤوات واﻷرض " ) ﺘــك ‪ ( 1 : 1‬ﻓﻬــﻞ ﺘــم ﺨﻠــق اﻟﺴــﻤوات‬ ‫واﻷرض ﻓﻲ وﻗت واﺤـد ؟ ) ﻤدارس اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ - 3‬س‪ 166‬ص ‪0( 104 – 101‬‬

‫س‪ : 2‬ﻫﻞ اﻟﺴﻤﺎء واﺤـدة أم أن ﻫﻨـﺎك ﺴـ�ﻊ ﺴـﻤوات وﺴـ�ﻌﺔ أراض ؟ ) س ‪ 167‬ص ‪104‬‬ ‫– ‪0( 105‬‬ ‫س‪ : 3‬ﻤــﺎ ﻤﻌﻨــﻰ " وكﺎﻨــت اﻷرض ﺨر�ــﺔ وﺨﺎﻟ�ــﺔ " ) ﺘــك ‪ 00 ( 2 : 1‬ﻫــﻞ ﺨﻠــق ﷲ أرض‬ ‫ﺨر�ﺔ ؟ ) س ‪ 169‬ص ‪0( 112 – 109‬‬

‫س‪ " : 4‬وﻋﻠﻰ وﺠـﻪ اﻟﻐﻤـر ظﻠﻤـﺔ " ) ﺘـك ‪ 00 ( 2 : 1‬ﻤـن أﻴـن ﺠـﺎءت ﻫـذﻩ اﻟظﻠﻤـﺔ ؟ ﻫـﻞ‬ ‫ﺨﻠق ﷲ اﻟظﻠﻤﺔ ﺜم ﺨﻠق اﻟﻨور ؟ ) س ‪ 170‬ص ‪0( 112‬‬

‫س‪ " : 5‬روح ﷲ ﻴرف ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻟﻤ�ﺎﻩ " ) ﺘك ‪ 00 ( 2 : 1‬ﻟﻤﺎذا ﻗﺼر اﻟﻛﺘﺎب ﺤﻠوﻝ روح‬

‫ﷲ ﻋﻠــﻰ اﻟﻤ�ــﺎﻩ ؟ وﻤــن أﻴــن ﺠــﺎءت ﻫــذﻩ اﻟﻤ�ــﺎﻩ ؟ ‪ 00‬ﻟــم �ﻘــﻞ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن أن ﷲ ﺨﻠــق‬

‫اﻟﻤ�ﺎﻩ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﻫﻲ ازﻟ�ﺔ ؟ ) س ‪ 171‬ص ‪0( 118 – 113‬‬

‫س‪ : 6‬ﻫﻞ ﺨﻠق ﷲ اﻟﻨور ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻷوﻝ ) ﺘك ‪ ( 5 – 3 : 1‬أم ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟرا�ﻊ ) ﺘك ‪: 1‬‬

‫‪ ( 19 – 14‬؟ ) س ‪ 172‬ص ‪0( 124 – 118‬‬

‫س‪ : 7‬كﻴــﻴ �كــون ﻫﻨــﺎك ﻨﻬــﺎ اًر وﻟــ�ﻼً ‪ ،‬واﻟﺸــﻤس ﻟــم ُﺘﺨﻠــق �ﻌــد ؟ ) س ‪ 173‬ص ‪– 124‬‬ ‫‪0( 126‬‬ ‫س‪ : 8‬ﻫﻞ أ�ﺎم اﻟﺨﻠق أ�ﺎم ﻋﺎد�ﺔ كﻞ ﻤﻨﻬﺎ �ﻤﺜﻞ ‪ 24‬ﺴﺎﻋﺔ ‪ ،‬أم أﻨﻬﺎ أﺤﻘـﺎب زﻤﻨ�ـﺔ ؟ ) س‬ ‫‪ 174‬ص ‪0( 134 – 127‬‬

‫‪- 131 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪130‬‬


‫اﻟﺠﻠد �ﻌﻨﻲ ﺠﺴم كﺜﻴﻴ ﺼﻠب ؟ ) س ‪ 176‬ص ‪0( 138 – 136‬‬ ‫س‪ : 9‬ﻫﻞ َ‬ ‫س‪ : 10‬كﻴﻴ �ﻤكن ﺘﻘﺴ�م اﻟﻤﺎء إﻟﻰ كﺘﻠﺘﻴن ؟ ) س ‪ 177‬ص ‪0( 141 – 139‬‬ ‫س‪ : 11‬كﻴﻴ إﺠﺘﻤﻌت اﻟﻤ�ﺎﻩ ﻓﻲ ﻤكﺎن واﺤد ؟ ) س‪ 182‬ص ‪0( 154 – 151‬‬ ‫س‪ : 12‬ﺨﻠق ﷲ اﻟﻨ�ﺎﺘﺎت ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺜﺎﻟث ) ﺘك ‪ ( 13 – 11 : 1‬وﺨﻠق اﻟﺸﻤس ﻓﻲ اﻟﻴوم‬

‫اﻟرا�ﻊ ) ﺘك ‪ ( 16 : 1‬ﻓﻛﻴﻴ ﻴﺨﻠق ﷲ اﻟﻨ�ﺎﺘﺎت ﻗﺒـﻞ ﺨﻠـق اﻟﺸـﻤس ؟ وكﻴـﻴ ﺘﻨﻤـو اﻟﻨ�ﺎﺘـﺎت‬

‫ﺒـــدون أﺸـــﻌﺔ اﻟﺸـــﻤس ؟ ) س ‪ 185‬ص ‪ ] 0( 161 – 159‬ﻤ ــﻊ ﻤﻼﺤظ ــﺔ أن ﺘﻌﺒﻴ ــر ﺨﻠ ــق‬ ‫اﻟﺸﻤس ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟرا�ﻊ ﺘﻌﺒﻴر ﻏﻴر ﺼﺤ�ﺢ [‪0‬‬

‫س‪: 13‬‬

‫" ودﻋﺎ ﷲ اﻟ�ﺎ�ﺴﺔ أرﻀﺎً " ) ﺘك ‪ 00 ( 10 : 1‬ﻫـﻞ اﻷرض ﻤﻨ�ﺴـطﺔ أم كرو�ـﺔ‬

‫؟ ) س ‪ 187‬ص ‪0( 163‬‬

‫س‪ : 14‬كﻴــﻴ �ﺸــﻴر ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن إﻟــﻰ اﻷرض ﻋﻠــﻰ أﻨﻬــﺎ ﻤركــز اﻟﻛــون ‪ ،‬وأن اﻟﺸــﻤس‬ ‫واﻟﻘﻤر ُﺨﻠﻘﺎ �ﻌدﻫﺎ ؟ ) س ‪ 189‬ص ‪0( 175 – 173‬‬

‫س‪ : 15‬ﻫﻞ ﺨﻠـق ﷲ اﻷﻨوار ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻷوﻝ أو اﻟرا�ﻊ ؟ ) س ‪ 190‬ص ‪0( 176 – 175‬‬ ‫س‪ : 16‬كﻴــﻴ �ﻘــوﻝ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ﻋﻠــﻰ اﻷﻨ ـوار أﻨﻬــﺎ ﺘﻛــون ﻵ�ــﺎت ﻤــﻊ أن ﷲ وﻀــﻊ ﻟﻬــﺎ‬

‫ﻨظﺎﻤﺎً ﻻ ﺘﺨﺎﻟﻔﻪ ؟ وكﻴـﻴ �ﻘـوﻝ ﻋـن اﻟﻘﻤـر أﻨـﻪ ﻴﻨﻴـر ) ﺘـك ‪ ( 16 : 1‬ﻤـﻊ أﻨـﻪ ﻤـن‬ ‫اﻟﻤﻌروف أن اﻟﻘﻤر ﺠﺴم ﻤﻌﺘم ؟ ) س ‪ 191‬ص ‪0( 179 – 177‬‬

‫س‪ : 17‬كﻴــﻴ ﻴ�ــﺎرك ﷲ اﻟﺘﻨــﺎﻨﻴن اﻟﻌظــﺎم ) ﺘــك ‪ ( 22 : 1‬ﺜــم ﺘﺘﻌـﱠـرض ﻟﻺﻨﻘ ـراض ؟ وكﻴــﻴ‬ ‫ﺘﻌرﻀت ﻫذﻩ اﻟﺘﻨﺎﻨﻴن ﻟﻺﻨﻘراض ؟ ) س ‪ 193‬ص ‪0( 183 – 181‬‬ ‫ّ‬

‫س‪ : 18‬ﻫﻞ ظﻬور اﻟﺤﻴواﻨﺎت اﻟﺒر�ﺔ ) ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺴﺎدس ( �ﻌد ظﻬور اﻟطﻴور ﻴﺨﺎﻟﻴ اﻟﻌﻠم‬ ‫؟ ) س ‪ 194‬ص ‪0( 185 – 183‬‬

‫س‪ : 19‬ﻤﺘﻰ ﺨﻠـق ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ؟ أو �ﻤﻌﻨـﻰ آﺨــر كـم ﻫـو ﻋﻤـر اﻹﻨﺴـﺎن ﻋﻠـﻰ اﻷرض ؟ )‬ ‫س‪ 195‬ص ‪0( 190 – 186‬‬

‫‪- 132 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪131‬‬


‫س‪ : 20‬ﻋﻨـــدﻤﺎ ﻗـــﺎﻝ ﷲ " ﻨﻌﻤـــﻞ اﻹﻨﺴـــﺎن ﻋﻠـــﻰ ﺼـــورﺘﻨﺎ كﺸـــﺒﻬﻨﺎ " ) ﺘـــك ‪ ( 26 : 1‬ﻫـــﻞ‬ ‫اﻟﺼورة واﻟﺸ�ﻪ ﺘﻌﺘﺒر أﻟﻔﺎظﺎً ﻤﺘرادﻓﺔ ‪ ،‬أم أن ﻫﻨﺎك ﻓرﻗﺎً ﺒﻴن اﻟﺼورة واﻟﺸـ�ﻪ ؟ وﻤـﺎ‬ ‫اﻟﻔرق ﺒﻴﻨﻨﺎ ‪ ،‬و�ﻴن اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ ﺼورة ﷲ ؟ ) س ‪ 197‬ص ‪0( 192 – 191‬‬

‫س‪ : 21‬ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ أن ﷲ ﺨﻠق اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺼـورﺘﻪ ؟ ﻫـﻞ ﷲ ﻟـﻪ اﻟﺼـورة اﻵدﻤ�ـﺔ ؟ وﻫـﻞ‬ ‫ﺨﻠــق ﷲ اﻹﻨﺴــﺎن ﺜﻨــﺎﺌﻲ اﻟﺠــﻨس ؟ وﻫــﻞ ﷲ ظﻬــر ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن أﻨــﻪ ﺜﻨــﺎﺌﻲ‬

‫اﻟﺠـﻨس وﻫـذا ﻤــﺎ أﻋطـﻰ اﻟـداﻓﻊ ﻹﻨﺘﺸــﺎر ﺨراﻓـﺔ اﻵﻟﻬـﺔ اﻟﺜﻨﺎﺌ�ــﺔ ؟ وكﻴـﻴ �ﻌطــﻲ ﷲ‬ ‫اﻟﺴــــﻠطﺎن ﻟﻺﻨﺴــــﺎن " ﻋﻠــــﻰ كــــﻞ ﺤﻴــــوان ﻴــــدب ﻋﻠــــﻰ اﻷرض " ) ﺘــــك ‪( 28 : 1‬‬ ‫ﺘﻬدد ﺤ�ﺎﺘﻪ ؟ ) س ‪ 198‬ص ‪0( 195 – 192‬‬ ‫واﻟﺤﻴواﻨﺎت ّ‬

‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘـدس اﻟﻤﻌﺼـوم ﻋﺼـﻤﺔ كﺎﻤﻠـﺔ ﺘﺎﻤـﺔ ﻓـﻲ كـﻞ آ�ﺎﺘـﻪ‬ ‫وﺤﻘ�ﻘﺔ أﻨﻨـﺎ ﻨﺜـق ﻓـﻲ كﺘﺎﺒﻨـﺎ‬

‫وكﻠﻤﺎﺘﻪ ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻻ أﺘـردد ﻋﻠـﻰ اﻹطـﻼق ﻓـﻲ طـرح أي إﻋﺘـراض ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸـﺔ ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ وﻟـو كـﺎن‬

‫ﻫــذا اﻹﻋﺘ ـراض ﻗــد أُﺜﻴــر �طر�ﻘــﺔ ﺴــﺎﺨرة ‪ ،‬ﻓﻤــن اﻟﻤﺴــﺘﺤﻴﻞ أن ﺘﺼــﻤد اﻟظﻠﻤــﺔ أﻤــﺎم اﻟﻨــور‬

‫اﻹﻟﻬــﻲ ‪ ،‬وأن ﻟﻛــﻞ ﺘﺴــﺎؤﻝ ﺒﻨﻌﻤــﺔ اﻟﻤﺴــ�ﺢ إﺠﺎ�ــﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻛﺘــﺎب ﻫــو كﺘــﺎب ﷲ اﻟﺤﻘ�ﻘــﻲ ‪ ،‬وﻫــو‬ ‫اﻟذي ﻴداﻓﻊ ﻋﻨﻪ ‪ ،‬وﻤﺎ ﻨﺤن إﻻﱠ أداة ﻓـﻲ ﻴـدﻩ �ﻌﻠـن ﺒواﺴـطﺘﻬﺎ ﺼـوت اﻟﺤـق ‪ 00‬ﻓﻠ�ﻌطﻨـﺎ ﷲ‬

‫ﻨﻌﻤﺔ ٕواﺘﻀﺎﻋﺎً وﻓﻛ اًر ﱠ‬ ‫ﻤﻘدﺴﺎً ‪ ،‬و��ﺎرك ﺘﻠك اﻵﻨ�ﺔ اﻟﻀﻌ�ﻔﺔ ﻟﻛ�ﻤﺎ �كـون ﻓﺨـر اﻟﻘـوة ﻟ ﻻ ﻤﻨـﺎ‬

‫‪ ،‬وﻓ�ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﻨﺘﺎ�ﻊ ﻤﻌﺎً �ﺎﺼد�ﻘﻲ طرح اﻷﺴﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺘدور ﺤوﻝ ﻗﺼﺔ اﻟﺨﻠق ‪:‬‬

‫س‪ : 332‬ﻫﻞ إﺴﺘﻤد ﻤوﺴـﻰ أﻓﻛـﺎر ﻗﺼـﺔ اﻟﺨﻠـق ﻤـن أﺴـﺎطﻴر اﻷوﻟـﻴن ‪ٕ ،‬وان ﻟـم �كـن‬ ‫ﻫكذا ‪ ،‬ﻓﻤن أﻴن ﺠﺎء ﺒﻬﺎ ؟‬ ‫ج ‪ -1 :‬اﻹدﻋﺎء �ﺄن ﻤوﺴﻰ إﺴﺘﻤد ﻗﺼﺔ اﻟﺨﻠق ﻤن أﺴـﺎطﻴر اﻷوﻟـﻴن ﺴـﺒق ﺘﻨﺎوﻟـﻪ �ﺎﻟﺘﻔﺼـﻴﻞ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﺴﺎﺒق ) ﻫﻞ أُﺨذ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻤن اﻷﺴﺎطﻴر ؟ (‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻗد ﺤﻔظ اﻟﺘﻘﻠﻴد ﻟﻨﺎ ﻗﺼﺔ اﻟﺨﻠق ﻤن آدم إﻟﻰ ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ،‬ﻓكﺘﺒﻬﺎ ﺒﺈرﺸـﺎد ﻤـن اﻟـروح‬

‫وﻋرﻓ ــﻪ ﻤ ــﺎ ﺨﻔ ـ ـﻰ ﻋﻨ ـ ـﻪ ‪ ،‬و�ﻘ ــوﻝ أ‪ 0‬ف‪ 0‬كــــ�ﻔن " إن‬ ‫اﻟﻘ ــدس اﻟ ــذي ﻋﺼ ــﻤﻪ ﻤ ــن أي ﺨط ــﺄ ‪ ،‬ﱠ‬

‫اﻹﺼﺤﺎح اﻷوﻝ ﻤن ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻴﺠب أن �ﻌﺘﺒر إﻋﻼﻨﺎً إﻟﻬ�ﺎً ‪ 0‬أﻤﺎ أن ﻫذا اﻹﻋـﻼن كـﺎن ﻗـد‬

‫أُﻋطﻲ ﻗﺒﻞ أ�ﺎم ﻤوﺴﻰ ﺒوﻗت طو�ﻞ ﻓذﻟك واﻀﺢ ﻤـن اﻟروا�ـﺎت اﻟﻌدﻴـدة اﻟﺘـﻲ كﺎﻨـت ﺸـﺎﺌﻌﺔ ﺒـﻴن‬ ‫ـﺎﺒﻠﻴﻴن أو‬ ‫ﻋﺒدة اﻷوﺜﺎن ﻓـﻲ اﻟﻘـد�م‪ 0‬ﻓﻤـﺎ كﺘ�ـﻪ ﻤوﺴـﻰ ﻟـ�س ﺘﺼـﺤ�ﺤﺎً ﻟﻤﻌﺘﻘـدات‬ ‫اﻟﻔﻴﻨ�ﻘﻴـﻴن أو اﻟ� ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪- 133 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪132‬‬


‫ﻏﻴرﻫم ﻤن ﻋﺒدة اﻷﺼﻨﺎم‪ 0‬ﻓﻼ ﺒد أن ﷲ ﻓﻲ وﻗت ﻤـﺎ ﻗـد ذكـر ﺒﻨﻔﺴـﻪ ﻗﺼـﺔ ﺨﻠـق اﻟﻌـﺎﻟم ‪ ،‬وﻗـد‬

‫ُﺤﻔظ ﻫذا اﻹﻋﻼن �ك�ﻔ�ﺔ إﻟﻬ�ﺔ ﺤﺘـﻰ ﻻ ﺘﻨﺠﺴـﻪ ﻤﻌﺘﻘـدات أوﻟﺌـك اﻟـذﻴن ﻴؤﻤﻨـون ﺒﺘﻌـدد اﻵﻟﻬـﺔ ‪،‬‬ ‫وﻏﻴرﻫم ﻤن أﺼﺤﺎب اﻷوﻫﺎم واﻟﺨراﻓﺎت ‪ ،‬وﻗد ﻗﺼد ﷲ ﺒـوﺤﻲ ﻤﻨـﻪ أن ﺘﺴـﺠﻞ ﻫـذﻩ اﻟﻘﺼـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫كﺘﺎب ﻤوﺴﻰ ذي اﻷﺴﻔﺎر اﻟﺨﻤﺴﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F6‬‬

‫س‪ : 333‬ﻫﻞ ﺨﻠق ﷲ اﻟﻌﺎﻟم ﻤن اﻟﻌدم أم ﻤن ﻤﺎدة ﺴﺎ�ﻘﺔ ؟‬ ‫ﻴرى ﻓراس اﻟﺴـواح أن ﷲ ﺨﻠـق اﻟﻌـﺎﻟم ﻤـن ﻤـﺎدة ﺴـﺎ�ﻘﺔ ﻓ�ﻘـوﻝ " ٕواﻟـﻰ ﻴوﻤﻨـﺎ ﻫـذا ‪ ،‬ﻟـم‬

‫�ﻘﺒــﻞ اﻟﻌﻠــم اﻟﺤــدﻴث ﻓك ـرة اﻟﻌــدم اﻟﻤطﻠــق ‪ ،‬ﻓكــﻞ ﻨظر�ــﺎت اﻟﺘﻛــو�ن اﻟﻌﻠﻤ� ـﺔ ﺘﺘﺤــدث ﻋ ـن ﻨﺸــوء‬

‫اﻟﻛون ﻤن ﻤﺎدة ﻤﺎ ﺒداﺌ�ﺔ ‪ ،‬ووﺠود ﺴﺎﺒق ‪ 0‬كﻤﺎ أﺜﺒت اﻟﻘـرآن اﻟﻛـر�م ﻓكـرة اﻟوﺠـود اﻟﺴـﺎﺒق ﻋﻠـﻰ‬

‫اﻟﺨﻠق ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ } وﻫو اﻟذي ﺨﻠق اﻟﺴﻤوات واﻷرض ﻓﻲ ﺴﺘﺔ أ�ﺎم وكﺎن ﻋرﺸﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﻤـﺎء {‬

‫) ﺴــورة ﻫــود ‪ ( 6‬كﻤــﺎ أﺸــﺎر ﷴ )ﺼــﻠﻌم( ﻓــﻲ اﻟﺤــدﻴث اﻟﺸ ـر�ﻒ إﻟــﻰ ﻨﻔــس اﻟﻤوﻀــوع ﻋﻨــدﻤﺎ‬

‫أﺠﺎب ﻋن ﺴؤاﻝ ‪ :‬أﻴن كﺎن ر�ﻨﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻴﺨﻠـق اﻟﺨﻠـق ؟ ﻓﻘـﺎﻝ ‪ :‬كـﺎن ﻓـﻲ ﻋﻤـﺎء ) واﻟﻌﻤـﺎء ﻫـو‬ ‫اﻟﻐ�م اﻟرﻗﻴق اﻟذي �ﺤوﻝ ﺒﻴن اﻟﻨﺎظر و�ﻴن اﻟﺸﻤس ( " )‪0(2‬‬ ‫‪F67‬‬

‫ج ‪ -1 :‬إن ك ــﺎن أﺤ ــد �ظ ــن أن ﷲ ﺨﻠ ــق اﻟﻌ ــﺎﻟم ﻤ ــن اﻟﻤ ــﺎء ‪ٕ ،‬وان اﻟﻤ ــﺎء أزﻟ�ـ ـﺎً ‪ ،‬ﻓﻬ ــذا ﺨط ــﺄ‬

‫ﺨطﻴر ﻷن اﻟوﺤﻴد اﻷزﻟﻲ اﻟذي ﻻ ﺒدا�ﺔ ﻟﻪ ﻫو ﷲ ‪ ،‬وﻗد ﺴﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﻤﺎ إذا كﺎن اﻟﻤﺎء أزﻟ�ﺎً‬

‫�ﺎﻟﺘﻔﺼ ــﻴﻞ ﻓ ــﻲ إﺠﺎ� ــﺔ اﻟﺴـ ـؤاﻝ رﻗ ــم )‪ (171‬ص ‪ 118 – 113‬ﻤ ــدارس اﻟﻨﻘ ــد واﻟﺘﺸ ــك�ك ﺠ ـ ـ ‪3‬‬ ‫ﻓﻴرﺠﻰ اﻟرﺠوع إﻟ�ﻪ‪0‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -2‬ﻗ ــﺎﻝ اﻟﻛﺘ ــﺎب " ﻓــــﻲ اﻟﺒــــدء ﺨﻠــــق ﷲ اﻟﺴــــﻤوات واﻷرض " ) ﺘ ــك ‪ ( 1 : 1‬واﻟﻔﻌ ــﻞ‬

‫اﻟﻤﺴﺘﺨدم " ﺨﻠق " ﻓﻲ اﻟﻌﺒر�ﺔ " �ﺎ ار " ‪ bara‬و�ﻌﻨﻲ إﻴﺠﺎد اﻟﺸﺊ ﻤن اﻟﻌدم ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌـﺎﻟم ﻟـم ﻴﺘﻛـون‬ ‫ﻤــن ﻤــﺎدة ﺴــﺎ�ﻘﺔ ‪ ،‬وﻟﻛــن ﷲ ﺨﻠﻘــﻪ ﻤــن اﻟﻌــدم ‪ ،‬وﻟﻬــذا ﻟــم �ﺴــﺘﺨدم اﻟﻛﺘــﺎب ﻓﻌــﻞ " أﺴــﺎ " ‪asa‬‬

‫�ﻤﻌﻨــﻰ ﺼــﻨﻊ ‪ ،‬ﻷن ﷲ ﻟــم �ﺼــﻨﻊ اﻟﻌــﺎﻟم ﻤــن ﻤــﺎدة ﺴــﺎ�ﻘﺔ ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ﺨﻠﻘــﻪ ﻤــن اﻟﻌــدم ‪ ،‬وﻋﻨــدﻤﺎ‬ ‫إﺴـﺘﺨدم اﻟﻛﺘــﺎب ﻓﻌــﻞ " �ــﺎ ار " أي ﻴﺨﻠــق ﻤــن اﻟﻌــدم رد ﻋﻠــﻰ اﻟﻛﺜﻴــر ﻤــن اﻷﺴــﺎطﻴر اﻟ�ﺎﺒﻠ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ‬ ‫ظﻨــت أن اﻟﻤــﺎدة أزﻟ�ــﺔ ‪ ،‬ورد ﻋﻠــﻰ اﻹدﻋــﺎء اﻟــذي ﻨــﺎدى �ــﺄن اﻟﻌــﺎﻟم ُو ِﺠــد �ﻤﺠــرد اﻟﺼــدﻓﺔ ‪ ،‬ورد‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪144‬‬ ‫ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺹ ‪75‬‬

‫‪- 134 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪133‬‬


‫ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﺸــركﻴن ﻷن اﻟﻔﻌــﻞ ﺠــﺎء ﻓــﻲ ﺼــ�ﻐﺔ اﻟﻤﻔــرد ‪ ،‬ورد ﻋﻠــﻰ اﻟــذﻴن ﻴﻨــﺎدون ﺒوﺤــدة اﻟوﺠــوﻩ‬

‫ﻓ�ﻌﺘﺒرون أن ﷲ واﻟطﺒ�ﻌﺔ ﺸﺊ واﺤد ‪ ،‬ورد ﻋﻠـﻰ اﻟﻼدر�ـﻴن اﻟـذﻴن ﻻ ﻴـدرون ﻤـن ﺨﻠـق اﻟﻛـون )‬

‫ارﺠــﻊ اﻷﺴــﺌﻠﺔ ‪ 166 ، 155 ، 145 ، 144 ، 143‬ﻤــدارس اﻟﻨﻘــد واﻟﺘﺸــك�ك – اﻟﺠــزء اﻟﺜﺎﻟــث‬ ‫(‪0‬‬ ‫اﻟﻨﱠﻘـﺎد أن ﷲ ﺨﻠـق اﻟﻌـﺎﻟم اﻟﻤـﺎدي ﻤـن ﻤـﺎدة ﺴـﺎ�ﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﻤـﺎذا �ﻘوﻟـون ﻋـن‬ ‫‪ -3‬ﻟو ﻗﺎﻝ ﻫـؤﻻء ُ‬ ‫ﺨﻠــق اﻟﺴــﻤوات وﻤﻼﺌكﺘﻬــﺎ وطﻐﻤﺎﺘﻬــﺎ ‪ ،‬وﻫــﻲ أﻤــور روﺤ�ــﺔ �ﻌﻴــدة ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً ﻋــن اﻟﻤــﺎدة ‪ 00‬كﻴــﻒ‬

‫ُو ِﺠدت ؟! ﻓﻬﻞ ﷲ اﻟذي ﺨﻠق اﻟﺴﻤوات وﺴكﺎﻨﻬﺎ ﻤن اﻟﻌدم �ﻌﺠز ﻋن ﺨﻠـق اﻟﻛـون اﻟﻤـﺎدي ﻤـن‬ ‫اﻟﻌدم ؟! ‪ 00‬إن اﻟذي �ﺼر أن ﷲ ﺨﻠق اﻟﻛون ﻤن ﻤﺎدة ﺴـﺎ�ﻘﺔ ﺒداﺌ�ـﺔ ‪ ،‬ﻓـﻲ اﻟﺤﻘ�ﻘـﺔ ﻻ ﻴـؤﻤن‬ ‫�ﻘدرة ﷲ اﻟﻤطﻠﻘﺔ‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘ ــوﻝ اﻟﻘــــد�س أﺜﻨﺎﺴــــﻴوس اﻟرﺴــــوﻟﻲ " ﻫ ــذﻩ إذاً أﺴ ــﺎطﻴرﻫم ‪ 0‬أﻤ ــﺎ اﻟﺘﻌﻠ ــ�م اﻹﻟﻬ ــﻲ‬

‫واﻹ�ﻤﺎن �ﺎﻟﻤﺴ�ﺢ ﻓﺈﻨﻬﻤﺎ ُ�ظﻬـران أن ﻫـذﻩ اﻷﺴـﺎطﻴر أﻨﻬـﺎ كﻔـر ‪ 0‬ﻓﺎﻟﻛﺎﺌﻨـﺎت ﻟـم ﺘوﺠـد ﻤـن ﺘﻠﻘـﺎء‬

‫ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻷن ﻫﻨﺎك ﺘدﺒﻴ اًر ﺴﺎ�ﻘﺎً ﻋﻠﻰ وﺠودﻫﺎ‪ 0‬كﻤﺎ أﻨﻬﺎ ﻟم ﺘُﺨﻠـق ﻤـن ﻤـﺎدة ﻤوﺠـودة ﺴـﺎ�ﻘﺎً ‪ ،‬ﻷن‬ ‫ﷲ ﻟ�س ﻀﻌ�ﻔﺎً ‪ ،‬ﻟﻛن ﷲ ﺨﺎﻟق كﻞ ﺸﺊ �ﺎﻟﻛﻠﻤﺔ ﻤن اﻟﻌـدم و�ـدون ﻤـﺎدة ﻤوﺠـودة ﺴـﺎ�ﻘﺎً ‪ ،‬كﻤـﺎ‬ ‫�ﻘوﻝ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن ﻤوﺴﻰ } ﻓﻲ اﻟﺒدء ﺨﻠق ﷲ اﻟﺴﻤوات واﻷرض { وأ�ﻀ ـﺎً ﻓـﻲ كﺘـﺎب " اﻟ ارﻋـﻲ‬

‫" ) ﻟﻬرﻤــﺎس ( اﻟﻛﺜﻴــر اﻟﻨﻔــﻊ } ﻗﺒــﻞ كــﻞ ﺸــﺊ آﻤــن �ــﺎﻟ اﻟواﺤــد اﻟــذي ﺨﻠــق ورﺘــب كــﻞ اﻟﻛﺎﺌﻨــﺎت‬ ‫وأﺤﻀرﻫﺎ ﻤن اﻟﻌدم إﻟﻰ اﻟوﺠود { " )‪0(1‬‬ ‫‪F68‬‬

‫س‪ : 334‬ﻫـﻞ ﺨﻠق ﷲ اﻟﻌﺎﻟـم واﻟ�ﺸر ‪ ،‬واﻟﻤﻼﺌكﺔ ﻟ�ﺴﻠﻲ وﺤدﺘﻪ ﻷﻨﻪ ﺸﻌر �ﺎﻟﻤﻠﻞ ؟‬

‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ﺴﺎﺨ اًر ﻤن ﺨﻠﻘﺔ اﻟﻌﺎﻟم " وكﺎن ) اﻟوﻫ�م ( ﻗد أﺤس ﻤﻠﻠﻼً ﻗﺎﺘﻼً ﻓﻲ‬

‫ﺨرا�ﻪ اﻟﻛوﻨﻲ ‪ ،‬وأطﻠﻘت اﻟﺘوراة ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺨراب اﻟﻛوﻨﻲ إﺴم " ﺘوﻏو ﺒوﻏـو " ] ﺨر�ـﺔ وﺨﺎﻟ�ـﺔ [‬

‫وﻫــو ﺘﻌﺒﻴــر ﻤﻌﻨــﺎﻩ ﺒﺘﺼــرف " ﻻ ﻗــﺎع وﻻ ﺴــﻘﻒ " و�ﻤــﺎ أن اﻷزﻝ �ﻤﺘــد إﻤﺘــداداً ﻻ ﻨﻬﺎﺌ�ــﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻨــﺎ‬ ‫ﻨﻌﺘﻘد أن ﻤﻠﻞ " اﻟوﻫ�م " إﻤﺘد ﻤﻼﻴﻴن ‪ ،‬ﻻ ﺒﻞ ﻤﻠ�ﺎرات اﻟﻘـرون ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻓكـرة ﻟﻤﻌـت ﻓـﻲ ذﻫﻨـﻪ ‪،‬‬

‫ﻓ�ﻤﺎ أﻨﻪ ﻫو ﷲ اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻘدرة ‪ ،‬إذاً ‪ ،‬ﻟﻤﺎذا �ﻀـﻨﻲ ﻨﻔﺴـﻪ ﻤﻠﻠـﻼً وﺴـﺂﻤﺔ ‪ ،‬ﻟﻤـﺎذا ﻻ �ﻔﻌـﻞ ﺸـﻴﺌﺎً ﻤـﺎ‬

‫‪ ،‬وﻫكذا ﻗرر ‪ 00‬ﻴﻬوﻩ أن �طﻠق ﻗدراﺘﻪ اﻹﺒداﻋ�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F69‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮﺱ – ﺗﺠﺴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﺺ ‪ 3‬ﻓﻘﺮﺓ ‪ 1‬ﺹ ‪7‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺣﺴﺎﻥ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ﺇﺳﺤﻖ – ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪5‬‬

‫‪- 135 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪134‬‬


‫و�ﻌﺘﻘد ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ أن ﷲ ﺨﻠق اﻟﻤﻼﺌكﺔ �ﻌد ﺨﻠﻘﻪ اﻟ�ﺸر ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﺸﻌر �ﺎﻟوﺤـدة ‪ ،‬ﻓ�ﻘـوﻝ‬

‫ﺴﺎﺨ اًر " ﻓﺤﺴب ﺘﻌﺎﻟ�م اﻟﻼﻫوت اﻟﻤﺴ�ﺤﻲ ‪ ،‬أن ﺴﻴد اﻟﺴﻤﺎء ) ﷲ ( ﻗﺎﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻴوﻤﺎً ‪ :‬ﻻ ﻴﻠﻴـق‬ ‫ﺒــﻲ وأﻨــﺎ اﻟﻛﻠــﻲ اﻟﻘــدرة ‪ ،‬أن أﻗــﻒ ﻋﻨــد ﺨﻠــق اﻟﺴــﻤﺎء واﻷرض ﻓﻘــط ‪ ،‬و�ﻤــﺎ أﻨﻨــﻲ ﻋﻤــرت اﻷرض‬

‫�ﺎﻟ�ﺸــر ‪ ،‬ﻓﻠﻤــﺎذا ﻻ أُﻋﻤــر اﻟﺴــﻤﺎء أ�ﻀ ـﺎً ؟ وﻓــﻲ ﻴــوم ﻤــن اﻷ�ــﺎم رأﻴﻨــﺎ ‪ ،‬أن ﻴﻬــوﻩ ﻀــﺎق ذرﻋ ـﺎً‬

‫�ﺎﻟﺨراب اﻟﻛوﻨﻲ ‪ ،‬وﻫـﺎ ﻫـو �ﻀـﻴق اﻵن ذرﻋـﺎً �ـﺎﻟﻌ�ش وﺤﻴـداً ﻓـﻲ اﻟﺠﻨـﺔ ‪ ،‬و�ﻤـﺎ أﻨـﻪ كـﺎن ﻤـﺎﻫ اًر‬

‫ﻓﻲ ﺼﻨﻊ كﻞ ﻤﺎ ﻴﺨطر �ﺎﻟ�ﺎﻝ ﻤن أﺸ�ﺎء ﻤﺴﻠ�ﺔ ‪ ،‬وكﺎﺌﻨﺎت ﺤ�ـﺔ ‪ ،‬ﻓﻘـد ﺨﻠـق ﻟﻨﻔﺴـﻪ اﻟﻤﻼﺌكـﺔ ‪،‬‬ ‫وﻟم �كن ﻟﻬؤﻻء إﻻﱠ ﻤﻬﻤﺔ واﺤدة ﻫﻲ ‪ ،‬ﺨﻠق ﺠو ﻤن اﻟﻤرح �ﻤﻨﻊ ﺘﺴرب اﻟﻤﻠﻞ إﻟﻰ ﻨﻔس ) ﻴﻬـوﻩ‬

‫ـروح‬ ‫( ‪ 0‬ﺜــم أﻋ ـﱠد ﻴﻬــوﻩ ﻟﻨﻔﺴــﻪ ﻋرﺸ ـﺎً ﻴﺠﻠــس ﻓوﻗــﻪ أﺜﻨــﺎء ﻗ�ﺎدﺘــﻪ اﻹﺠﺘﻤﺎﻋ�ــﺔ اﻟﺴــﻤﺎو�ﱠﺔ ‪ ،‬وﻟﻛــﻲ ﻴـ ّ‬ ‫اﻟﻤﻼﺌكﺔ ﻋـن ﻨﻔـس اﻟﺴـﻴد ﻴﻬـوﻩ ‪ ،‬ﻓـﺄﻨﻬم ﻻ ﻴﺘوﻗﻔـون ﻋـن اﻟﻐﻨـﺎء ‪ ،‬و�ﻤـﺎ أﻨﻬـم ﻤﺨﻠوﻗـﺎت ﺨﺎرﻗـﺔ ‪،‬‬ ‫ﻓﻬم ﻻ ﻴﺘﻌﺒون " )‪0(2‬‬ ‫‪F70‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﷲ كﺎﻤﻞ ﻓﻲ ذاﺘﻪ ﻤﺘﻛﺎﻤﻞ ﻓﻲ ﺼﻔﺎﺘﻪ ‪ ،‬ﻟـ�س ﻓـﻲ ﺤﺎﺠـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻹطـﻼق ﻷي كـﺎﺌن ‪،‬‬ ‫وﻗد ﺨﻠق اﻟﻤﻼﺌكﺔ واﻟ�ﺸر ﻤن ﺠودﻩ وﻤﺤﺒﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﺴواء اﻟﻤﻼﺌكﺔ أو اﻟ�ﺸر ﻓكﻼﻫﻤـﺎ ﻨﺘـﺎج اﻟﻤﺤ�ـﺔ‬ ‫اﻹﻟﻬ�ﺔ ‪ ،‬وﻟم ﻴﺨﻠق ﻻ اﻟﻤﻼﺌكﺔ وﻻ اﻟ�ﺸر ﻗـط ﻤـن أﺠـﻞ ﺘﺴـﺒ�ﺢ ﷲ اﻟﺨـﺎﻟق وﺘﻤﺠﻴـدﻩ ‪ ،‬ﻷﻨﻨـﺎ ﻟـو‬ ‫ﻗﻠﻨــﺎ ﻫــذا ‪ ،‬ﻓﻤﻌﻨــﻰ ﻫــذا أن ﷲ كــﺎن ﻴﻨﻘﺼــﻪ ﺸــﻴﺌﺎً وﻫــو ﺘﺴــﺒ�ﺢ اﻟﻤﻼﺌكــﺔ أو اﻟ�ﺸــر وﻋ�ــﺎداﺘﻬم ‪،‬‬

‫وﻟﻛن اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن ﷲ كﻤﺎﻝ ﻤطﻠق ﻟـم ‪ ،‬وﻻ ‪ ،‬وﻟـن ﻴﻨﻘﺼـﻪ ﺸـﺊ ﻗـط ﻤـن اﻷزﻝ ٕواﻟـﻰ اﻷﺒـد ‪" 00‬‬ ‫ﻤــن أﺠــﻞ اﻟﺼــﻼح وﺤــدﻩ ﻤﻤــﺎ ﻟــم �كــن كوﻨــت اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وﺠﻌﻠﺘــﻪ ﻓــﻲ ﻓــردوس اﻟﻨﻌــ�م " ‪" 00‬‬

‫ﺨﻠﻘﺘﻨﻲ إﻨﺴﺎﻨﺎً كﻤﺤب ﻟﻠ�ﺸر ‪ ،‬وﻟم ﺘﻛـن أﻨـت ﻤﺤﺘﺎﺠـﺎً إﻟـﻰ ﻋﺒـودﻴﺘﻲ ‪ ،‬ﺒـﻞ أﻨـﺎ اﻟﻤﺤﺘـﺎج إﻟـﻰ‬ ‫ر�و�ﻴﺘك ‪ ،‬ﻤن أﺠﻞ ﺘﻌطﻔﺎﺘك اﻟﺠز�ﻠﺔ كوﻨﺘﻨﻲ إذ ﻟم أﻛن " ) اﻟﻘداس اﻟﻐر�ﻐوري (‪0‬‬ ‫‪ -2‬ﻤرﺠﻌﻨﺎ ﻓـﻲ اﻷﻤـور اﻟﻼﻫوﺘ�ـﺔ ﻫـو اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس اﻟﻤـوﺤﻰ ﺒ ـﻪ ﻤـن ﷲ ‪ ،‬ﻓﻠ�ﻘـﻞ ﻟﻨـﺎ "‬

‫ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ﻤﺎ ﻫﻲ اﻵ�ﺎت اﻟﺘﻲ إﻋﺘﻤد ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬أو إﺴﺘﺸﻒ ﻤﻨﻬﺎ ‪ ،‬إﺘﻬﺎﻤﺎﺘﻪ اﻟ�ﺎطﻠـﺔ �ـﺄن ﷲ ﻗـد‬

‫أُﺼــﻴب �ﺎﻟﻀــﺠر واﻟﻤﻠــﻞ ﻓﺨﻠــق اﻟﻤﻼﺌكــﺔ واﻟ�ﺸــر ﻟﻠﺘﺴــﻠ�ﺔ ؟ ‪ 00‬إن اﻟﺤﺠــﺔ اﻟﺘــﻲ إﻋﺘﻤــد ﻋﻠﻴﻬــﺎ "‬

‫ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ﻫﻲ ﻗوﻟﻪ " إﻨﻨـﺎ ﻨﻌﺘﻘـد " ‪ 00‬إذاً ﻫـذﻩ إﻋﺘﻘـﺎدات ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـﻞ اﻟﺨﺎﺼـﺔ ‪ ،‬وﻫـﻲ ﺘﺨـ�ﻼت‬ ‫ﻤر�ﻀﺔ ﻨﺎ�ﻌﺔ ﻤن ﻗﻠب ﻤر�ض ﺠﺎﺤد ‪ ،‬ﻻ ﻴﻬﺎب ﷲ ‪ ،‬وﻋﻘﻞ ‪ ،‬ﻫو أداة ﻓﻲ ﻴد اﻟﺸ�طﺎن‪0‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪52‬‬

‫‪- 136 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪135‬‬


‫‪ -3‬ﺴﻘط ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ ﻓﻲ ﻋدة أﺨطﺎء رﻫﻴ�ﺔ ﻤﺜﻞ اﻟﺘطﺎوﻝ ﻋﻠﻰ اﻟـذات اﻹﻟﻬ�ـﺔ ‪ 00‬ﻤﺴـكﻴن‬

‫ﻤﺜــﻞ ﻫــذا اﻹﻨﺴــﺎن اﻟــذي ﻨطــق ﺒﻠﺴــﺎن اﻟﺸــ�طﺎن ‪ ،‬ﻓﻌﻨــدﻤﺎ �ﻘــﻒ أﻤــﺎم كرﺴــﻲ اﻟﻤﺴــ�ﺢ اﻟﻤرﻫــوب‬

‫ﻋﻠﻲ وﻟﻶﻛﺎم ﻏطﻴﻨﻲ ؟!! ‪00‬‬ ‫اﻟﻤﻤﻠوء ﻤﺠداً ‪ ،‬ﻓ�ﺄي وﺠﻪ ﺴ�ﻘﻒ ؟! ﻫﻞ ﺴ�ﻘوﻝ ﻟﻠﺠ�ﺎﻝ أﺴﻘطﻲ ﱠ‬ ‫ﻨﺤن ﻨﺼﻠﻲ ﻤن أﺠﻞ ﻫؤﻻء ﻟ�ﻔﺘﺢ ﷲ ﻋﻴون أذﻫـﺎﻨﻬم ﻟﻴـدركوا اﻟﺤﻘ�ﻘـﺔ ﺠﻠ�ـﺔ ﻗﺒـﻞ ﻓـوات اﻷوان ‪،‬‬ ‫وأ�ﻀﺎً ﻤن ﻀﻤن أﺨطﺎء ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ إﻋﺘﻘﺎدﻩ �ﺄن ﷲ ﺨﻠـق اﻟﻤﻼﺌكـﺔ �ﻌـد ﺨﻠـق اﻟ�ﺸـر ‪ ،‬واﻟﺤﻘ�ﻘـﺔ‬ ‫أﻨــﻪ ﷲ ﺨﻠــق اﻟﻤﻼﺌكــﺔ ﻗﺒــﻞ اﻟ�ﺸــر ‪ ،‬وﻗــد ﺠــﺎزت اﻟﻤﻼﺌكــﺔ ﻓــﻲ إﺨﺘ�ــﺎر ﻓﺜﺒــت ﻤــﻨﻬم ﻤــن ﺜﺒــت ‪،‬‬

‫وﺴﻘط �ﻌﻀﻬم ﻓﺼﺎروا ﻤﺼدر اﻟﺸر ﻓﻲ اﻟﻛون‪0‬‬

‫‪ -4‬إن كﻨت ﻻ أﺘﻌﺠب ﻤن إﻨﺴﺎن ُﻤﻠﺤد ﻤﺜﻞ ﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻨﻲ أﺘﻌﺠب ﺠداً ﻤن اﻟﻤﺘرﺠم‬ ‫واﻟﻨﺎﺸــر " ﺤﺴــﺎن ﻤﻴﺨﺎﺌﻴــﻞ إﺴــﺤق " ‪ ،‬و�ﻌــض اﻟﻛﺘﱠــﺎب اﻟــذﻴن �ﺴﺘﺸــﻬدن �ــﺄﻗواﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ ﻤﺜــﻞ‬

‫اﻟﺴــﻴد ﺴــﻼﻤﺔ ﻏﻨﻤــﻲ ﻓــﻲ كﺘﺎ�ــﻪ " اﻟﺘــوراة واﻹﻨﺎﺠﻴــﻞ ﺒــﻴن اﻟﺘﻨــﺎﻗض واﻷﺴــﺎطﻴر " ﻷﻨﻬ ـم ﻴﺘﺒﻨــون‬ ‫وﺠﻬــﺎت ﻨظــر إﻟﺤﺎد�ــﺔ ‪ ،‬ﻀــد ﻤــﺎ �ﻌﺘﻘــدون �ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻬــﻞ اﻹﻨﺴــﺎن ﻴﺘﻨكــر ﻟﻌﻘﻴدﺘــﻪ ﻤــن أﺠــﻞ اﻟﻬﺠــوم‬

‫ﻋﻠﻰ دﻴن اﻵﺨر ؟!!‬

‫س‪ : 335‬أ ‪ -‬ﺠﺎء ﻓـﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن " ﻓﻲ اﻟﺒدء ﺨﻠق ﷲ اﻟﺴﻤوات " ) ﺘـك ‪( 1 : 1‬‬

‫اﻟﺠﻠد ﺴﻤﺎء " ) ﺘـك ‪ ( 8 : 1‬ﻓﻬـﻞ ﺨﻠـق‬ ‫و�ﻌد أن ﻓﺼﻞ ﷲ ﺒﻴن ﻤ�ﺎﻩ وﻤ�ﺎﻩ " دﻋﺎ ﷲ َ‬ ‫ﷲ اﻟﺴﻤﺎء ﻤرﺘﻴن ؟‬ ‫�ﻘـوﻝ اﻷب ﺴـﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸـﺎ " ﻋﻠـﻰ أن اﻟﻘـراءة اﻟﻤﺘﺄﻨ�ـﺔ ﻟـﻨص اﻟﺘﻛـو�ن اﻟﺘـوراﺘﻲ ﺘظﻬـر ﻟﻨـﺎ‬

‫ﺘﻨﺎﻗﻀﺎً واﻀﺤﺎً ﻓﻲ أﺤداﺜﻪ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﺒدء ﺨﻠـق اﻟـرب اﻟﺴـﻤوات واﻷرض ‪ ،‬ﺜـم ﻨﺠـدﻩ ﻴﺨﻠﻘﻬﻤـﺎ ﻤـرة‬ ‫ﺜﺎﻨ�ﺔ �ﻔﺼﻞ اﻟﻤ�ﺎﻩ ﻋن �ﻌﻀﻬﺎ ‪0(1) " 00‬‬ ‫‪F71‬‬

‫ب – ﻫﻞ ﺨﻠق ﷲ ﺴﻤﺎء واﺤدة أم ﺴﻤﺎوات ؟‬ ‫ﻓﻘــد ورد ﻓــﻲ �ﻌــض اﻟﺘرﺠﻤــﺎت ) ﻤﺜــﻞ ‪ ، Webster 1822‬و ‪ ، KJV‬و ‪ ( Vulgat‬أن‬

‫ﷲ ﺨﻠــق ﺴــﻤﺎء ) �ــﺎﻟﻤﻔرد ( ‪ ،‬وورد ﻓــﻲ �ﻌــض اﻟﺘرﺠﻤــﺎت ) ﻤﺜــﻞ ‪ ، World eng‬و ‪ ، RSV‬و‬ ‫‪ ( NLT‬أن ﷲ ﺨﻠق ﺴﻤوات ) �ﺎﻟﺠﻤﻊ (‪0‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪146‬‬ ‫ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﱠ‬

‫‪- 137 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪136‬‬


‫ج ‪ :‬أ – �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟﻠﺠزﺌ�ﺔ اﻷوﻟﻰ ﻤن اﻟﺴؤاﻝ ﻨﻘوﻝ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻟﻤـﺎذا ﻴـﱠدﻋﻲ اﻷب ﺴـﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸـﺎ أن ﻤـﺎ ﺠـﺎء ﻓـﻲ ) ﺘـك ‪� ( 8 : 1‬ﻌﺘﺒـر ﺘﻨـﺎﻗض واﻀـﺢ ﻤــﻊ‬ ‫ﻤ ــﺎ ﺠ ــﺎء ﻓ ــﻲ ) ﺘ ــك ‪ ( 1 : 1‬؟! ﻫ ــﻞ ﺠ ــﺎء ﻓ ــﻲ أﺤ ــد اﻟﺸ ــﺎﻫدﻴن أن ﷲ ﺨﻠ ــق اﻟﺴ ــﻤوات ‪ ،‬وﻓـ ـﻲ‬

‫اﻷﺨــرى ﻨﻔــﻰ ذﻟــك وﺼـ ﱠـرح �ــﺄن ﷲ ﻟــم ﻴﺨﻠــق اﻟﺴــﻤوات ؟! ‪ 00‬ط�ﻌـﺎً ﻫــذا ﻟــم �ﺤــدث ‪ ،‬ﻓﻠﻤــﺎذا ﻟــم‬ ‫�ﻘﻞ اﻷب ﺴﻬﻴﻞ أﻨﻪ ﻴﺒدو أن ﻫﻨﺎك ﺘﻛ ار اًر ﺒـدﻻً ﻤـن أن �كـون ﻫﻨـﺎك ﺘﻨﺎﻗﻀـﺎً ؟! واﻟﺤﻘ�ﻘـﺔ أﻨـﻪ ﻻ‬ ‫ﻴوﺠد ﻻ ﺘﻨﺎﻗض وﻻ ﺘﻛرار‪0‬‬

‫اﻟﺠﻠــد ﺴــﻤﺎء " ) ﺘــك ‪ ( 8 : 1‬ﻓﺎﻟﻤﻘﺼــود �ﺎﻟﺴــﻤﺎء‬ ‫‪ -2‬ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " ودﻋــﺎ ﷲ َ‬ ‫اﻟﻐــﻼف اﻟﺠــوي ﺴــﻤﺎء اﻟطﻴــور ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﻫﻨــﺎك ﺴــﻤوات أﺨــرى ﻤﺜــﻞ ﺴــﻤﺎء اﻷﻓــﻼك ‪ ،‬واﻟﺴــﻤﺎء‬ ‫اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ اﻟﻔردوس ‪ ،‬وﺴﻤﺎء اﻟﺴﻤوات ‪ ،‬وكﻞ ﻫذﻩ اﻟﺴﻤوات ﺠﺎء ذكرﻫﺎ ﻓﻲ اﻵ�ﺔ اﻷوﻟﻰ‬

‫ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " ﻓــﻲ اﻟﺒــدء ﺨﻠــق ﷲ اﻟﺴــﻤوات " و�ــدﺨﻞ ﺘﺤــت ﺒﻨــد ﺨﻠــق اﻟﺴــﻤوات أ�ﻀـﺎً‬ ‫ﺨﻠق كﻞ اﻟطﻐﻤﺎت اﻟﻤﻼﺌك�ﺔ ‪ ،‬وكﻞ اﻷﺠرام اﻟﺴﻤﺎﺌ�ﺔ‪0‬‬

‫اﻟﺠﻠــد ؟ ﻓﻬــو أوﻻً ﻟــ�س ﺸــﻴﺌﺎً ﻤ�ﺴــوطﺎً ﻨظﻴــر‬ ‫‪� -3‬ﻘــوﻝ ﺘﺸــﺎرﻟس ﻤــﺎﻛﻨﺘوش " أﻤــﺎ ﻤــﺎ ﻫــو َ‬ ‫اﻟﺴﻘﻒ كﻤﺎ ﺠﺎء ﻓـﻲ اﻷﺴـﺎطﻴر اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ـﺔ ‪ ،‬ﺒـﻞ ﻫـو إﻤﺘـداد ﻓـﻲ اﻟﻔﻀـﺎء ‪ ،‬ﻏـﻼف أو ﺤـزام زودﻩ‬

‫ﷲ �كــﻞ ﻤــﺎ ﻴﻠــزم ﻟﺼــون اﻟﻨ�ﺎﺘــﺎت واﻟﺤﻴواﻨــﺎت واﻟﻨ ـﺎس ‪ 00‬ﻫكــذا أﻋ ـﱠد ﷲ ﻫــذا اﻟﻐــﻼف اﻟﺠــوي‬

‫اﻟﺠﻠـد‬ ‫ﻟﺼون اﻟﺤ�ﺎة ‪ ،‬ﻓ�ﻌد أن ﺘﻨﺎزﻝ وأﻤر ﺒﺈﺸراق اﻟﻨور ﻓﻲ اﻟﻴـوم اﻷوﻝ ‪ ،‬ﺘﻨـﺎزﻝ أ�ﻀـﺎً وﻋﻤـﻞ َ‬ ‫‪ ،‬اﻟﺴﻤوات اﻟﺠو�ﺔ اﻟﺘﻲ ﻻﺒد ﻤﻨﻬﺎ ﻟﻠﻀوء واﻟﺼوت واﻟﻛﻬر��ﺔ ﻓﻲ ﺨدﻤﺔ اﻟﺤ�ﺎة ﻟﻠﻨ�ﺎت واﻟﺤﻴوان‬

‫ﻓﺎﻟﺠﻠـ ــد ﻫـ ــو ﺴـ ــﻤﺎء اﻷرض ‪ ،‬وﻟـ ــ�س ﺴـ ــﻤوات اﻟﻌـ ــدد اﻷوﻝ ﻤـ ــن‬ ‫" ودﻋــــﺎ ﷲ َ‬ ‫اﻟﺠﻠــــد ﺴــــﻤﺎء " َ‬ ‫إﺼﺤﺎﺤﻨﺎ ) ﺘك ‪� ( 1 : 1‬ﺼﻔﺔ ﻤطﻠﻘﺔ ‪ ،‬ﺒﻞ ﻫﻲ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺘﻲ �طﻴر ﻓﻴﻬﺎ اﻟطﻴر " )‪0(1‬‬ ‫‪F72‬‬

‫ب‪� -‬ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟﻠﺠزﺌ�ﺔ اﻟﺜﺎﻨ�ﺔ ﻤن اﻟﺴؤاﻝ ﻨﻘوﻝ ‪:‬‬

‫أﻨﻪ ﺴﺒق اﻹﺠﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺘﺴﺎؤﻝ ﻓﻴرﺠﻰ اﻟرﺠوع إﻟﻰ ﻤـدارس اﻟﻨﻘـد ﺠ ـ ‪ 3‬إﺠﺎ�ـﺔ اﻟﺴـؤاﻝ‬

‫‪ 0 167‬كﻤﺎ �ﻘـوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﻤﻌوض ﺤﻨﺎ ﻤﻌوض ﺤﻨﺎ – إﻛﻠﻴر�ك�ـﺔ طﻨطـﺎ " �ـﺎﻟرﺠوع إﻟـﻰ اﻟـﻨص‬

‫اﻷﺼﻠﻲ أي اﻟﻨص اﻟﻌﺒري ﻨﺠـد اﻵ�ـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻤـن ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ﺠـﺎءت } ﺒﻴرﺸـﻴت �ـﺎ ار اﻴﻠـوﻫ�م‬ ‫إت ﻫﺎﺸــﻤﺎ�م ﻓﻴﺌﻴــت ﻫــﺎ آرﺘــس " أي } ﻓــﻲ اﻟﺒــدء ﺨﻠــق ﷲ ) ﻤــن ﺼــ�ﻐﺔ اﻟﺠﻤــﻊ ( اﻟﺴــﻤوات )‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ – ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪25 ، 24‬‬

‫‪- 138 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪137‬‬


‫ﻫﺎﺸﻤﺎ�م ( واﻷرض { ﻓكﻠﻤﺔ ﻫﺎﺸﻤﺎ�م ﺘﺘﻛون ﻤن ﻤﻘطﻌﻴن أوﻟﻬﻤﺎ " ﻫﺎﺸﻤﺎ " أي ﺴﻤﺎ ‪ ،‬واﻟﺜﺎﻨ�ـﺔ‬

‫" �ــم " أداة اﻟﺠﻤــﻊ ﻓــﻲ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌﺒر�ــﺔ ‪ 0‬إذاً أﺼــﻞ اﻵ�ــﺔ ﺴﻤـ ـوات وﻟــ�س ﺴــﻤﺎء " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت‬ ‫أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪� 336‬ﻌد أن ﻗﺎﻝ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن " ﻓﻲ اﻟﺒدء ﺨﻠق ﷲ اﻟﺴﻤوات واﻷرض " ) ﺘـك ‪: 1‬‬

‫‪ ( 1‬ﻋﺎد وﻗﺎﻝ " ودﻋﺎ ﷲ اﻟ�ﺎ�ﺴﺔ أرﻀﺎً " ) ﺘـك ‪ 00 ( 10 : 1‬ﻓﻬـﻞ ﺨﻠـق ﷲ اﻷرض‬ ‫ﻤرﺘﻴن ؟‬

‫ج ‪ :‬اﻟﻤﻘﺼود �ﺎﻷرض ﻓـﻲ اﻵ�ﺔ اﻷوﻟﻰ ﻫو ﺨﻠـق اﻟﻤـﺎدة اﻷوﻟـﻰ أو اﻟﻌﻨﺎﺼـر اﻷوﻟـﻰ ﻟـﻸرض‬ ‫‪ ،‬ﻋﻨـدﻤﺎ كﺎﻨـت ﺠـزءاً ﻤـن أﺼـﻞ ﻨﺠﻤـﻲ ‪ ،‬ﻓكﺎﻨـت كﺘﻠـﺔ ﻤﻨﺼـﻬرة ﻤـن اﻟﻐـﺎزات واﻟﻤﻌـﺎدن ‪ ،‬ﻋ�ـﺎرة‬

‫ﻋن أﺒﺨرة ﻻ ﺸكﻞ ﻟﻬﺎ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻛﺘﺎب " وكﺎﻨت اﻷرض ﺨر�ـﺔ وﺨﺎﻟ�ـﺔ " ‪Formless‬‬

‫‪ and empty‬أي �ــﻼ ﺸــكﻞ ﻤﺤ ـﱠدد ‪ ،‬وكﻠﻤــﺔ " ﺨر�ــــﺔ وﺨﺎﻟ�ـــﺔ " ﻓــﻲ اﻟﻌﺒر�ــﺔ " ﺘوﻫــو و�وﻫــو "‬

‫و�ظﻬ ـر ﻤـن ﻨطـق اﻟﻛﻠﻤﺘـﻴن أﻨﻬﻤــﺎ �ﻌﻨ�ـﺎن أرﻀـﺎً �ـﻼ ﻤﻼﻤــﺢ واﻀـﺤﺔ ‪ 0‬أﻤـﺎ اﻟﻤﻘﺼـود �ــﺎﻷرض‬

‫وﺘﺤوﻟــت إﻟــﻰ كﺘﻠــﺔ‬ ‫ﻓــﻲ ) ﺘــك ‪ ( 10 : 1‬ﻓﻬــو اﻹﺸــﺎرة ﻟــﻸرض ﻋﻨــدﻤﺎ ﺒــردت وأﺨــذت ﺸــكﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﱠ‬ ‫ﺼﻠدة ﻤﻐﻤورة �ﺎﻟﻤ�ـﺎﻩ ‪ٕ ،‬واﻋﺘﻘـد كﺜﻴـر ﻤـن اﻟﻌﻠﻤـﺎء أن اﻟ�ﺎ�ﺴـﺔ كﺎﻨـت ﻓـﻲ اﻟﺒدا�ـﺔ ﻋ�ـﺎرة ﻋـن ﻗـﺎرة‬ ‫واﺤدة كرو�ﺔ ﻤﻐﻤورة �ﺎﻟﻤ�ﺎﻩ ‪ ،‬دﻋوﻫﺎ �ﺎﺴم " �ﺎﻨﺠ�ﺎ " أي أم اﻟﻘﺎرات ‪ ،‬ﺜم إﻨﻘﺴﻤت إﻟﻰ اﻟﻘـﺎرات‬ ‫اﻟﺴــﺘﺔ ‪ ،‬ﻟﻘــد ﻓﺼــﻞ ﷲ اﻟﻤ�ــﺎﻩ ﻋــن اﻟ�ﺎ�ﺴــﺔ ‪ ،‬ﻓﺘﺠﻤﻌــت اﻟﻤ�ــﺎﻩ ﻓــﻲ اﻟ�ﺤــﺎر واﻟﻤﺤ�طــﺎت وظﻬــرت‬

‫اﻟ�ﺎ�ﺴﺔ ‪ ،‬ﻓدﻋﺎﻫﺎ ﷲ أرﻀﺎً‪0‬‬

‫واﻵ�ﺔ اﻟﺜﺎﻨ�ﺔ ﻤكﻤﻠﺔ ﻟﻶ�ﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻵ�ﺔ اﻷوﻟﻰ ﻨرى كﻴﻒ ﺨﻠـق ﷲ اﻷرض ﻓـﻲ‬

‫ﺒـذرﺘﻬﺎ اﻷوﻟـﻰ ﻋﻨـدﻤﺎ كﺎﻨـت ﺠـزءاً ﻤـن أﺼـﻞ ﻨﺠﻤـﻲ ‪ ،‬وﻫـذا اﻷﺼـﻞ اﻟﻨﺠﻤـﻲ ُﺨﻠـق ﻤـن اﻟﻌــدم ‪،‬‬ ‫وﻓ ــﻲ اﻵ� ــﺔ اﻟﺜﺎﻨ� ــﺔ ﻨ ــرى ﷲ ﻋﻤ ــﻞ أو ﺼ ــﻨﻊ اﻷرض إذ أﻋطﺎﻫ ــﺎ ﺸ ــكﻠﻬﺎ اﻟﺤ ــﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﻟ ــذﻟك ﻗ ــﺎﻝ‬

‫ﺼور اﻷرض وﺼﺎﻨﻌﻬﺎ " ) أش ‪ ( 18 : 45‬ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫اﻟﻛﺘﺎب " اﻟرب ﺨﺎﻟق اﻟﺴﻤوات ﻫـو ﷲ ‪ُ 0‬ﻤ ّ‬ ‫وﺼﻨﻌت‪0‬‬ ‫ﺼّورت ُ‬ ‫ﻋن اﻟﺴﻤوات أﻨﻬﺎ ُﺨﻠﻘت وﻋن اﻷرض أﻨﻬﺎ ً‬

‫س‪ : 337‬ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن " وروح ﷲ ﻴـرف ﻋﻠﻰ وﺠـﻪ اﻟﻤ�ـﺎﻩ " ) ﺘـك ‪( 2 : 1‬‬

‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘدس ؟‬ ‫ﻓﻬﻞ اﻟروح اﻟﻘدس ﻏﺎﻤض ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب‬ ‫‪- 139 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪138‬‬


‫�ﻘ ــوﻝ أﺤﻤـــد دﻴـــدات " وﺘﻌﺒﻴ ــر " اﻟ ــروح اﻟﻘ ــدس " ﻫ ــو أ�ﻀـ ـﺎً ﺘﻌﺒﻴ ــر ﻏ ــﺎﻤض ﺨ ــﻼﱠب‬ ‫ﻓﻀﻔﺎض ِﺨْﻠّو ﻤن اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﺤـﱠدد ‪ 00‬ﻤـﺎ ﻫـو اﻟـروح اﻟﻘـدس ﻋﻠـﻰ وﺠ ـﻪ اﻟﺘﺤدﻴـد ؟! إن أﻤـور "‬

‫اﻟــروح " أﻤــور وﺸــﺌون ﺘﺠـ ﱡـﻞ وﺘﺴــﻤو ﻋــن ﻤﻌرﻓــﺔ اﻟ�ﺸــر‪ 0‬إن أﻤــر " اﻟــروح " ﻤــن أﻤــر ﷲ ‪ ،‬ﻓﻤــﺎ‬ ‫�ﺎﻟﻨﺎ ﻋﻨدﻤﺎ �ﻀ�ﻔون " اﻟﻘداﺴﺔ وﻫﺎﻟﺘﻬﺎ " إﻟﻰ ﻏﻤوض ﺸﺌون اﻟروح وﻋدم ﻤﻌرﻓﺔ اﻟ�ﺸـر أﺴـرارﻫﺎ‬

‫اﻟﻤﻀـّﻠﻠﻴن داﺌﻤـﺎً ﻴﻬر�ـون ﻤـن اﻟوﻀـوح و�ﻌﺘﻤـدون‬ ‫‪ 0‬وﻟﻛن اﻟﻐﻤوض ﻫدف ﻤﻘﺼود ﻟذاﺘﻪ ‪ ،‬وأن ُ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻤوض ‪ ،‬وﻋﻠ�ك أﻨت أن ﺘﺴـﻤو �ﻤـداركك ﻟﺘﻛﺸـﻒ اﻟﻐﻤـوض ‪ ،‬وﺘﻔﻬـم اﻟطﻼﺴـم ‪ ،‬وﺘﺤـﻞ‬ ‫اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎت ‪ ،‬وﺘﺤﺎوﻝ اﻟﺘوﻓﻴق ﺒﻴﻨﻬﺎ " )‪0(1‬‬ ‫‪F73‬‬

‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘـدس �طوﻟـﻪ وﻋرﻀــﻪ واﻀـﺢ ﺘﻤـﺎم اﻟوﻀـوح ‪،‬‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﻤﻔﻬوم اﻟروح اﻟﻘدس ﻓﻲ اﻟﻛﺘـﺎب‬

‫ﺤﺘﻰ أﻨك ﻟو ﺴﺄﻟت طﻔﻼً ﻤﺴ�ﺤ�ﺎً ‪ :‬ﻤن ﻫو اﻟروح اﻟﻘدس ؟ ﻷﺠﺎ�ك �ﺄﻨﻪ روح ﷲ اﻟﻘدوس ‪،‬‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘدس ﻟﻠروح اﻟﻘدس اﻷﻟﻘﺎب اﻹﻟﻬ�ﺔ ﻤﺜﻞ ‪:‬‬ ‫ﻓﺄﻴن اﻟﻐﻤوض إذاً ؟!! ‪ 00‬ﻟﻘد ﻨﺴب اﻟﻛﺘﺎب‬ ‫أ ‪ -‬ﷲ ) أع ‪0( 43 : 5‬‬

‫ب ‪ -‬روح ﷲ ) ﺘــك ‪ ، 2 : 1‬أش ‪ ، 10 : 63‬رو ‪1 ، 14 : 8‬كــو ‪2 ، 16 : 3‬كــو ‪2 : 3‬‬ ‫‪0( 3 ،‬‬

‫ﺠـ‪ -‬اﻟرب وروح اﻟرب ) ‪2‬كو ‪0(17 : 3‬‬

‫د ‪ -‬اﻟروح اﻟﻤﺤﻴﻲ ) ﺤز ‪0( 4 -1 : 37‬‬ ‫ﻫـ‪ -‬روح اﻵب ) ﻤت ‪0( 20 : 10‬‬

‫و ‪ -‬روح اﻹﺒن ) ﻏﻞ ‪0( 6 : 4‬‬

‫ز ‪ -‬روح اﻟﺤق ) ﻴو ‪0( 13 : 16 ، 26 : 15‬‬ ‫ح ‪ -‬اﻟﺤق ) ‪ 1‬ﻴو ‪0( 6 : 5‬‬

‫ط ‪ -‬روح اﻟﺤكﻤﺔ واﻟﻔﻬم واﻟﻤﺸورة واﻟﻘوة واﻟﻤﻌرﻓﺔ واﻟﺼﻼح ) أش ‪0( 2 ، 1 : 11‬‬

‫ى ‪ -‬اﻟروح اﻟﺼﺎﻟﺢ ) ﻤز ‪0( 10 : 143‬‬

‫ك ‪ -‬اﻟروح اﻟﻨﺎري ) ﻤت ‪ 00 ( 11 : 3‬إﻟﺦ‪0‬‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘدس ﻟﻠروح اﻟﻘدس أ�ﻀﺎً اﻟﺼﻔﺎت اﻹﻟﻬﱠ�ﺔ ﻤﺜﻞ ‪:‬‬ ‫كﻤﺎ ﻨﺴب اﻟﻛﺘﺎب‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ – ﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺹ ‪28‬‬

‫‪- 140 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪139‬‬


‫أ ‪ -‬اﻟﺴرﻤد�ﺔ ) ﻋب ‪ ، 12 : 9‬ﻴو ‪0( 16 : 14‬‬

‫ب‪ -‬اﻟﻤﺴﺎواة ﻤﻊ اﻵب واﻹﺒن ) ﻴو ‪ ، 16 : 14‬ﻤت ‪0( 19 : 28‬‬

‫ﺠـ‪ -‬اﻟﻘداﺴﺔ ) ﻤز ‪ ، 11 : 51‬إف ‪ ، 30 : 4‬رو ‪0( 4 : 1‬‬

‫د ‪ -‬اﻟﻘـ ــدرة ﻋﻠـ ــﻰ كـ ــﻞ ﺸـ ــﺊ ) زك ‪ ، 6 : 45‬ﻤـ ــﻲ ‪ ، 18 : 3‬أع ‪ ، 8 : 1‬رو ‪، 10 : 15‬‬ ‫‪2‬ﺘﻲ ‪0( 7 : 1‬‬

‫ﻫـ‪ -‬اﻟﻔﺎﺤص كﻞ ﺸﺊ ) ﻴو ‪1 ، 26 : 14‬كو ‪0( 11 : 2‬‬ ‫ز ‪ -‬ﻏﻴر اﻟﻤﺤدود�ﺔ ) ﻤز ‪0( 10 – 7 : 139‬‬

‫ح – ﻤﻌطﻲ اﻟﺤ�ﺎة ) أي ‪0( 4 : 33‬‬

‫ط‪ -‬اﻟﻌﺎﻟم �كﻞ ﺸﺊ ) ‪1‬كو ‪0( 10 : 2‬‬ ‫ى – ﻏﺎﻓر اﻟﺨطﺎ�ﺎ ) ‪1‬كو ‪0( 11 : 6‬‬ ‫‪ -2‬إﺘﻬﺎم دﻴـدات ﻟﻠﻤﺴـ�ﺤﻴﻴن �ـﺄﻨﻬم ُﻤﻀـّﻠﻠﻴن ﻴﻬر�ـون ﻤـن اﻟوﻀـوح ﻟﻠﻐﻤـوض واﻟطﻼﺴـم ‪،‬‬ ‫إﺘﻬﺎم �ﺎطﻞ ظﺎﻟم ٍ‬ ‫ﺨﺎﻝ ﻤن اﻟدﻟﻴﻞ واﻟﺤﺠﺔ ‪ ،‬وﻫو ﻤن ﻗﺒﻴﻞ إﻟﻘﺎء اﻟﻛﻼم ﻋﻠﻰ ﻋواﻫﻨﻪ ‪ٕ ،‬وان كﺎن‬ ‫ﻴﺘﺼور أن ﻤﻔﻬوم اﻟروح اﻟﻘدس ﻓﻲ اﻟﻤﺴ�ﺤ�ﺔ ﻤﻔﻬوم ﻏﺎﻤض ‪ ،‬و�واﻓﻘـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا‬ ‫أﺤﻤد دﻴدات‬ ‫ﱠ‬

‫ﻋﻠـﻲ اﻟﺠوﻫري اﻟذي ﻗﺎم �ﺎﻟﺘرﺠﻤﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﻴﺨﺒرﻨﺎ أﺤدﻫﻤﺎ ‪ :‬ﻤن ﻫو اﻟروح اﻟﻘدس ؟ وﻫﻞ ﻤﻔﻬـوم‬ ‫اﻟروح اﻟﻘدس ﻤﺴﺘﻘر ﻟدﻴﻬم ؟! ‪ 00‬ﻟﻘد ﻗﺎﻟوا ﻋن اﻟروح اﻟﻘدس أﻨﻪ ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬ﺠﺒر�ﻞ ) ﺴورة اﻟﻨﺤﻞ ‪0( 102 ، 1010‬‬

‫ب‪ -‬ﻤﻠك ﻋظ�م ‪ ،‬ﺒﻞ وأﻋظم اﻟﻤﻼﺌكﺔ ﻗد اًر ‪ ،‬وﻗد ُﺨﻠق ﻋﻠﻰ ﺼورة آدم ) اﻟﻛﺸﺎف ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴرﻩ‬ ‫ﻟﺴورة اﻟﻨ�ﺄ ‪0( 38‬‬

‫ﺠـ‪ -‬أﻋظم ﻤن اﻟﻤﻼﺌكـﺔ �ﺴـ�ﺢ كـﻞ ﻴـوم ‪ 12‬أﻟـﻒ ﺘﺴـ�ﺤﺔ ﻴﺨﻠـق ﷲ ﻤـن كـﻞ ﺘﺴـ�ﺤﺔ ﻤﻠﻛـﺎً ﻤـن‬ ‫اﻟﻤﻼﺌكﺔ ) اﻟطﺒري ﺠـ ‪ 30‬ص ‪ ( 14 ، 13‬واﻟﺒ�ﻀﺎوي اﻟﻤﺠﻠد ‪ 2‬ص ‪0( 355‬‬

‫د – اﻟذي �ﺤﻲ اﻷﻤوات واﻟﻘﻠوب ) اﻟﺒ�ﻀﺎوي ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴرﻩ ﺴورة اﻟ�ﻘرة ‪0( 87‬‬ ‫ﻫـ‪ -‬روح ﷲ ) اﻟرازي ﺠـ ‪ 5‬ص ‪0( 521‬‬

‫و ‪ -‬درﺠﺔ ﻨزوﻝ اﻷﻨـوار ) اﻟطﺒـري ﻓـﻲ ﺘﻔﺴـﻴرﻩ ﻟﺴـورة اﻟﻨ�ـﺄ ‪ ، 38‬واﻟﺠﻼﻟـﻴن ﻓـﻲ ﺘﻔﺴـﻴرﻩ ﺴـورة‬ ‫اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ ‪0( 22‬‬

‫ز ‪ -‬ﻫو رﺤﻤﺔ ) اﻟﺒ�ﻀﺎوي ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴرﻩ اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ ‪0( 22‬‬ ‫‪- 141 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪140‬‬


‫ح – ﻫو اﻟﻛﺘب اﻟﺘﻲ أُﻨزﻟت ﻋﻠﻰ اﻷﻨﺒ�ﺎء ) اﻟطﺒري ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴرﻩ ﻟﺴورة ﻏﺎﻓر ‪0( 15‬‬

‫ط – ﻫو اﻟذي إﺨﺘﺼﻪ ﷲ �ﻤﻌرﻓﺘﻪ ) اﻟﺒ�ﻀﺎوي ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴرﻩ ﻟﺴورة اﻹﺴراء ‪0( 85‬‬

‫ى – ﻫــو إﻨﺠﻴــﻞ ﻋ�ﺴــﻰ ) اﻟﺒ�ﻀــﺎوي ﻓــﻲ ﺘﻔﺴــﻴرﻩ ﻟﺴــورة اﻟ�ﻘ ـرة ‪ ، 87‬واﻟزﻤﺨﺸــري ﺠـ ـ ‪ 1‬ص‬ ‫‪0( 162‬‬ ‫ك – ﻫــو روح ﻋ�ﺴــﻰ ) اﻟ�ﻘـرة ‪ ، 253‬اﻟﻤﺎﺌــدة ‪ ، 110‬واﻟـرازي ﻓــﻲ ﺘﻔﺴــﻴرﻩ ﻟﺴــورة اﻹﺴـراء ‪85‬‬ ‫(‪0‬‬ ‫ﻝ – ﻫو إﺴم ﷲ اﻷﻋظم ) اﻟﺒ�ﻀﺎوي ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴرﻩ ﻟﺴورة اﻟ�ﻘرة ‪0( 87‬‬

‫م ‪ -‬ﻫو اﻟذي ﺨﻠق ﻋﻘوﻝ اﻟﺨﻠق ) اﻹﺴراء ‪0( 85‬‬

‫ن ‪ -‬اﻟذي ﻻ �ﻤكن إدراﻛﻪ ) اﻟﺴﻴد ﻗطب ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴرﻩ ﻟﺴورة اﻟ�ﻘرة ‪0( 87‬‬

‫س – روح ﷲ اﻷزﻟﻲ ﻏﻴر اﻟﻤﺨﻠوق ) اﻟﺸﻴﺦ ﷴ اﻟﺤر�ري اﻟﺒﻴوﻤﻲ ﻓﻲ كﺘﺎ�ﻪ اﻟروح (‪0‬‬

‫ع – ﻫــو ﷲ ) اﻟﺤﺠــر ‪ ، 29‬واﻟﺴــﺠدة ‪ ، 9‬واﻟﺴــﻴد ﻋﺒــد اﻟﻛـر�م اﻟﺠﺒﻠــﻲ – ﻤﺠﻠــﺔ كﻠ�ــﺔ اﻵداب‬ ‫ﻤﺎﻴو ‪1934‬م (‪0‬‬

‫ف – ﻗﺎﻝ إﺒن ﺤﻨﺒﻞ أن اﻟﻘوﻝ �ﺄن اﻟروح ) اﻟﻘدس ( ﻤﺨﻠوق ﺒدﻋﺔ ‪0‬‬ ‫راﺠﻊ كﺘﺎﺒﻨﺎ ‪ :‬أﺴﺌﻠﺔ ﺤوﻝ اﻟﺘﺜﻠﻴث س ‪ 61‬ص ‪0( 183 – 177‬‬

‫س‪ : 338‬كﻴﻴ ﺨﻠق ﷲ اﻷرض ﻗﺒﻞ ﺨﻠق اﻟﺸﻤس ؟‬ ‫أ – ﺨﻠق اﻷرض ‪ " :‬وكﺎﻨت اﻷرض ﺨر�ﺔ وﺨﺎﻟ�ﺔ ‪ 00‬وكﺎن ﻤﺴﺎء وكـﺎن ﺼـ�ﺎح ﻴوﻤـﺎً واﺤـداً‬ ‫" ) ﺘك ‪0( 5 – 2 : 1‬‬

‫ب‪ -‬ﺨﻠق اﻟﺸﻤس ‪ " :‬وﻗﺎﻝ ﷲ ﻟﺘﻛن أﻨوار ﻓﻲ ﺠﻠـد اﻟﺴـﻤﺎء ‪ 00‬اﻟﻨـور اﻷﻛﺒـر ﻟﺤكـم اﻟﻨﻬـﺎر‬

‫‪ 00‬واﻟﻨور اﻷﺼﻐر ﻟﺤكم اﻟﻠﻴﻞ ‪ 00‬وكﺎن ﻤﺴﺎء وكﺎن ﺼ�ﺎح ﻴوﻤﺎً را�ﻌﺎً " ) ﺘك ‪14 : 1‬‬ ‫– ‪0( 19‬‬

‫أﻟ�س ﻫذا ﻀـد اﻟﻌﻠـم اﻟذي � ِ‬ ‫ﻌﻠﻤﻨـﺎ أن اﻟﺸـﻤس ﻫـﻲ اﻷﺼـﻞ ‪ ،‬واﻷرض واﻟﻘﻤـر إﻨﻔﺼـﻼ ﻋﻨﻬـﺎ‬ ‫ُ‬ ‫؟!‬

‫‪- 142 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪141‬‬


‫ج ‪ :‬ﺴﺒق طرح ﻫذا اﻟﺴؤاﻝ ﻓﻲ ﺼورة أﺨـرى ‪ ،‬وﻫـﻲ ‪ :‬كﻴـﻒ �ﺸـﻴر ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن إﻟـﻰ اﻷرض‬ ‫ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﻤركـز اﻟﻛـون ‪ ،‬وأن اﻟﺸـﻤس واﻟﻘﻤـر ُﺨﻠﻘـﺎ �ﻌـدﻫﺎ ؟ ﻓﻴرﺠـﻰ اﻟرﺠـوع إﻟـﻰ إﺠﺎ�ـﺔ اﻟﺴـؤاﻝ‬

‫)‪ (89‬ص ‪ 175 – 173‬ﻤـ ــدارس اﻟﻨﻘـ ــد واﻟﺘﺸـ ــك�ك ﺠـ ـ ـ ‪ ( 3‬وﻨﻀـ ــﻴﻒ ﻋﻠـ ــﻰ اﻹﺠﺎ�ـ ــﺔ اﻟﺴـ ــﺎ�ﻘﺔ‬ ‫اﻷﻗواﻝ اﻵﺘ�ﺔ ‪:‬‬

‫‪� -1‬ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸـﻨودة اﻟﺜﺎﻟـث " كـﻼم اﻟﻌﻠﻤـﺎء ﻻ �ﻘـوﻝ أن اﻷرض كﺎﻨـت ﺠـزءاً‬ ‫ﻤــن اﻟﺸــﻤس ٕواﻨﻔﺼــﻠت ﻋﻨﻬــﺎ ‪ٕ ،‬واﻻﱠ ﻓــﺈن اﻟﺸــﻤس ﺘﻛــون ﺤﺎﻟ� ـﺎً ﻨﺎﻗﺼــﺔ ﻫــذا اﻟﺠــزء ‪ 00‬إﻨﻤــﺎ ﻤــﺎ‬ ‫�ﻘوﻟــﻪ اﻟﻌﻠﻤــﺎء أن اﻷرض كﺎﻨــت ﺠــزءاً ﻤــن اﻟﻤﺠﻤوﻋــﺔ اﻟﺸﻤﺴــ�ﺔ ‪ ،‬وﻟــ�س ﻤــن اﻟﺸــﻤس ‪ ،‬كﺎﻨــت‬

‫ﺠزءاً ﻤن اﻟﺴد�م ‪ ،‬ﻤن ﺘﻠك اﻟﻛﺘﻠﺔ اﻟﻤﻠﺘﻬ�ﺔ ﻤن اﻟﻨﺎر ‪ ،‬اﻟﺘﻲ كﺎﻨت ﻤﻨﻴرة �ﻼ ﺸك‪ 0‬وﻫـذﻩ اﻟﻛﺘﻠـﺔ‬ ‫اﻟﻤﻠﺘﻬ�ﺔ ﻤن اﻟﺴـد�م ‪ ،‬ﻫـﻲ اﻟﺘـﻲ ﻋﻨﺎﻫـﺎ اﻟﻛﺘـﺎب �ﻘـوﻝ اﻟـرب ﻓـﻲ اﻟﻴـوم اﻷوﻝ " ﻟـ�كن ﻨـور ﻓﻛـﺎن‬

‫ﻨور "‪0‬‬

‫ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻛﺘﻠﺔ إﻨﻔﺼﻠت اﻷرض ‪ 0‬ﺜم أﺨـذت ﺘﺒـرد �ﺎﻟﺘـدر�ﺞ ‪ ،‬إﻟـﻰ أن ﺒـرد ﺴـطﺤﻬﺎ ﺘﻤﺎﻤـﺎً‬

‫‪ 0‬وأﺼ�ﺢ ﺼﺎﻟﺤﺎً ﻷن ﺘﻨﻤو ﻋﻠ�ﻪ اﻟﻨ�ﺎﺘﺎت ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺜﺎﻟث ﻤﺴﺘﻔﻴدة ﻤن ﻫذا اﻟﻨور‪ 0‬وﻓﻲ اﻟﻴوم‬ ‫اﻟرا�ﻊ ‪ ،‬ﺼﻨﻊ اﻟرب ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻛﺘﻠﺔ اﻟﺸﻤس واﻟﻘﻤر واﻟﻨﺠـوم واﻟﻛواﻛـب واﻟﺸـﻬب واﻟﻤﺠـرات وكـﻞ‬

‫اﻷﺠـ ـرام اﻟﺴ ــﻤﺎﺌ�ﺔ ‪ ،‬وﻨظ ــم ﺘﻌﺎﻤﻠﻬ ــﺎ ‪ 00‬و�ﻘﻴ ــت اﻟﺸ ــﻤس ﺒوﻀ ــﻌﻬﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻴ ــوم اﻟ ار� ــﻊ كﺎﻤﻠ ــﺔ ﻟ ــم‬ ‫ﺘﻨﻔﺼﻞ ﻋﻨﻬﺎ اﻷرض‪ 0‬إﻨﻤﺎ ﻨظم اﻟرب ﻋﻼﻗﺔ اﻷرض �ﺎﻟﺸﻤس واﻟﻘﻤر ﺒ�ـﺎﻗﻲ اﻟﻨﺠـوم واﻟﻛواﻛـب‬ ‫‪ ،‬ﻓﻲ ﻗواﻨﻴن اﻟﻔﻠك اﻟﺘﻲ وﻀﻌﻬﺎ اﻟرب ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟرا�ﻊ " )‪0(1‬‬ ‫‪F74‬‬

‫‪ -2‬اﻷرض ﻫــﻲ اﻟﻛوكــب اﻟــذي �ﺴــكﻨﻪ اﻹﻨﺴــﺎن ﺼــورة ﷲ ‪ ،‬وﻫــو اﻟﻛوكــب اﻟــذي ﺸــﻬد‬

‫اﻟﺘﺠﺴد اﻹﻟﻬﻲ وﻗﺼﺔ اﻟﻔداء ‪ ،‬ﻓﻬﻲ أﻫم ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻛون كﻠﻪ ‪ ،‬ﻟ�س �ﺤﺴب ﺤﺠﻤﻬـﺎ ‪ ،‬وﻻ ﻋﻤرﻫـﺎ‬

‫‪ ،‬وﻟﻛن �ﺤﺴب ﻤﺎ ﺸﻬدﺘﻪ ﻤن أﺤداث ‪ ،‬و�ﻘوﻝ " أوزوﻟدت " ﻋن اﻷرض " اﻷﻤر اﻟذي ﻴﺠﻌﻠﻬـﺎ‬

‫ﻻ ﺘُﻀﺎرع ﻓﻲ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻟو واﺠﻬﺘﻬﺎ ﺠﻤ�ﻊ اﻷﺠرام اﻟﺴﻤﺎو�ﺔ ﻤﺘﺤدة ‪ 0‬وﻟ�ﺴت ﻓكرة ﺒ�ﺎن ﺴﻔر‬

‫اﻟﺘﻛــو�ن ﺒﺠدﻴــد إذا ﻗﻠﻨــﺎ أﻨــﻪ ﻤﺘﻌﻠــق �ﻤركــز اﻷرض‪ 0‬إﻨــﻪ ﻫك ـذا ﻷن اﻷرض ﻤــوطن اﻹﻨﺴــﺎن ‪،‬‬

‫وﻤﺸﻬد اﻟﻔداء واﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﻴرو�ﻬﺎ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس " )‪0(2‬‬ ‫‪F75‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻊ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪9‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺃﺩﻳﺒﺔ ﺷﻜﺮﻱ ﻳﻌﻘﻮﺏ – ﷲ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻤﻮﺳﻰ ﺹ ‪18‬‬

‫‪- 143 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪142‬‬


‫‪� -3‬ﻘــوﻝ اﻷﺴـــﺘﺎذ اﻟـــدكﺘور ﻴوﺴـــﻴ ر�ـــﺎض �كﻠ�ــﺔ اﻟﻌﻠــوم ﺠﺎﻤﻌــﺔ اﻹﺴــكﻨدر�ﺔ " اﻟﺴ ـؤاﻝ‬

‫ﺨﺎطﺊ ‪ ،‬ﻷن اﻷرض إﻨﻔﺼﻠت ﻋن ﺠﺴم ﻤﺸﺘﻌﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪ ،‬وﻟ�س �ﺎﻟﻀرورة أن �كـون ﻫـذا‬

‫اﻟﺠﺴــم ﻫــو اﻟﺸــﻤس ‪ ،‬وﺘــم ﻫــذا ﻓــﻲ اﻟﻴــوم اﻷوﻝ ﺤﻴــث ُﺨﻠﻘــت اﻷرض واﻟﺸــﻤس ﻤﻌــﺎً " ] ﻤــن‬

‫إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [ )‪0(3‬‬ ‫‪F76‬‬

‫‪� -4‬ﻘـوﻝ اﻟﻘـس ﻤ�ﺼــﺎﺌﻴﻞ ﺼـﺎدق ارﻋــﻲ كﻨ�ﺴـﺔ اﻟﻘد�ﺴـﻴن ﻤــﺎرﻤرﻗس واﻟ�ﺎ�ـﺎ �طـرس ﺨــﺎﺘم‬

‫اﻟﺸﻬداء " ﻤﺎ �ﻘوﻟﻪ اﻟﻌﻠـم إﻨﻤـﺎ ﻫـو ﻤﺤﺎوﻟـﺔ ﻟﻔﻬـم ﻤـﺎ ﻴـدور ﺤوﻟﻨـﺎ ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻤـﺎ اﻟـدﻟﻴﻞ ﻋﻠـﻰ أن ﻤـﺎ‬

‫�ﻌﻠﻤــﻪ اﻹﻨﺴــﺎن ﻫــو اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ ؟ ‪ 00‬أﻟــم ﺘﻘــﻞ اﻟﻨظر�ــﺔ اﻟذر�ــﺔ اﻟﻘد�ﻤــﺔ أن اﻟــذرة ﻤﺼــﻤﺘﺔ ‪ ،‬ﺜــم �ﻌــد‬

‫ذﻟك أُﻛﺘﺸﻒ أﻨﻬـﺎ ﻓـراغ ؟! ‪ 00‬وﻤـن �ﻌﻠـم ﻤـﺎذا ﺴ�كﺘﺸـﻒ ﻓ�ﻤـﺎ �ﻌـد " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ ﺴـﻔر‬ ‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪ -5‬ﺘﻘوﻝ اﻟدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤﺎ �ﺎﺤﺜﺔ وﻤؤﻟﻔـﺔ �كﻨ�ﺴـﺔ ﻤـﺎرﻤرﻗس ﻤﺼـر اﻟﺠدﻴـدة " إن ﺴـﻔر‬

‫اﻟﺘﻛ ــو�ن ﻴ ــذكر ﻋﻤﻠ� ــﺔ ﺨﻠ ــق اﻟﺴ ــﻤوات ﻗﺒ ــﻞ أن ﻴﺘﺤ ــدث ﻋ ــن اﻷرض ‪ ،‬وﻫ ــذا ﻴﺘواﻓ ــق ﻤ ــﻊ ﻗ ــوﻝ‬

‫اﻟﻛﺘﺎب } ﻓﻲ اﻟﺒـدء ﺨﻠـق ﷲ اﻟﺴـﻤوات واﻷرض { ) ﺘـك ‪ ( 1 : 1‬ﻓـﺎﻷرض أُﺨـذت ﻤـن أﺼـﻞ‬

‫ﻨﺠﻤــﻲ ﻤوﺠــود ‪ ،‬ﺤﻴــث ﺘــم إﻨﻔﺼــﺎﻟﻬﺎ ﻋﻨــﻪ ﻤﻤــﺎ ﻴؤكــد وﺠــود ﻓﺎﺼــﻞ زﻤﻨــﻲ ﺒــﻴن ﺘﻛــو�ن اﻟﺸــﻤس‬

‫واﻷرض " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 339‬ﺠــﺎء ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن " وﻗــﺎﻝ ﷲ ﻟــﺘﻔض اﻟﻤ�ــﺎﻩ زﺤﺎﻓــﺎت ذات ﻨﻔــس ﺤﱠ�ــﺔ‬

‫وﻟ�طــر طﻴــر ﻓــوق اﻷرض ﻋﻠــﻰ وﺠــﻪ َﺠﻠــد اﻟﺴــﻤﺎء " ) ﺘــك ‪ ( 20 : 1‬ﻓﻬــﻞ اﻟطﻴــور‬ ‫ﻓﺎﻀت ﻤن اﻟﻤ�ﺎﻩ ‪ ،‬أم أﻨﻬﺎ ُﺠﺒﻠت ﻤن اﻷرض ؟‬ ‫ج ‪ :‬ﻟــم ﺘﻔــض اﻟﻤ�ــﺎﻩ طﻴــو اًر ‪ ،‬ﻷن اﻟطﻴــور ﻟــم ﺘﺨــرج ﻤــن اﻟﻤــﺎء ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ُﺨﻠﻘــت ﻤــن اﻷرض ‪،‬‬ ‫ﻓﺎﻵ�ــﺔ اﻟﺴــﺎ�ﻘﺔ ﺘﺤــوي ﺨﺒـر�ن ‪ ،‬أوﻟﻬﻤــﺎ اﻟﺨــﺎص �ﺎﻟزﺤﺎﻓــﺎت ‪ ،‬وﻗــد أوﻀــﺤت اﻵ�ــﺔ ﺼـراﺤﺔ أﻨﻬــﺎ‬

‫ﻓﺎﻀت ﻤن اﻟﻤ�ﺎﻩ‪ 0‬أﻤﺎ اﻟﺨﺒر اﻟﺜﺎﻨﻲ اﻟﺨﺎص �ﺎﻟطﻴور وطﻴرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠـوي ‪ ،‬وﻟـم ﻴـذكر‬

‫اﻟﻛﺘــﺎب ﻤــن أﻴــن ُﺠﺒﻠــت ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ ﻤــن اﻟواﻀــﺢ أﻨﻬــﺎ ﺠﺒﻠــت ﻤــن اﻷرض وﻟــم ﺘﻔــض ﻤــن اﻟﻤ�ــﺎﻩ ‪00‬‬

‫)‪ (3‬ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻨﻤﻮﺫﺝ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭﺓ ﺣﻮﻝ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺑﺎء ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ ‪،‬‬ ‫ﻓﺘﻔﻀﻠﻮﺍ ﻣﺸﻜﻮﺭﻳﻦ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻟﻀﻴﻖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻭﺗﺠﻨﺐ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ‪ ،‬ﺳﺄﻗﺪﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﻣﻊ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ] ﻣﻦ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ [ ‪0‬‬

‫‪- 144 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪143‬‬


‫ﻟﻤﺎذا ؟ ﻷﻨﻪ ﻓﻲ آ�ﺔ أﺨرى أوﻀﺢ ﻫذﻩ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ ﻋﻨدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ " وﺠﺒﻞ اﻟرب اﻹﻟﻪ ﻤـن اﻷرض كـﻞ‬

‫ﺤﻴواﻨﺎت اﻟﺒر�ﺔ وكﻞ طﻴور اﻟﺴﻤﺎء " ) ﺘك ‪0( 19 : 2‬‬

‫و�ﻘوﻝ ﺘﺸﺎرﻟز ﻤﺎﻛﻨﺘوش " كﻞ طﺎﺌر ذي ﺠﻨﺎح " كﺠﻨﺴﻪ " وﻫﻨـﺎ ﻴﺠـب أﻻ �ﻐﻴـب ﻋـن‬

‫ذﻫﻨﻨﺎ ﻤﺎ ﻏﺎب ﻋن ذﻫن اﻟ�ﻌض أن ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺠﻌﻞ ﻫذﻩ اﻟطﻴور ﺘطﻴر ﻋﻠﻰ وﺠﻪ َﺠﻠـد اﻟﺴـﻤﺎء‬ ‫‪ ،‬وﻟ�س أن اﻟﻤ�ﺎﻩ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻓﺎﻀت ﺒﻬﺎ ‪ ،‬كﻤﺎ ﻴﺨطﺊ اﻟـ�ﻌض ﻓﻬـم اﻟﻤﻘﺼـود‪ 0‬وﻟـو رﺠﻌﻨـﺎ إﻟـﻰ‬ ‫) ﺘــك ‪ ( 19 : 2‬ﻟوﺠــدﻨﺎ �كــﻞ وﻀــوح أن ﻫــذﻩ اﻟطﻴــور ﻗــد ُﺠﺒﻠــت ﻤــن اﻷرض ﻨظﻴــر ﺤﻴواﻨــﺎت‬ ‫اﻟﺒر�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F7‬‬

‫س ‪ :‬ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن " وﻗـﺎﻝ ﷲ ﻟﺘﻨﺒـت اﻷرض ﻋﺸـ�ﺎً و�ﻘـﻼً ﻴﺒـزر ﺒـذ اًر وﺸـﺠ اًر‬ ‫ذا ﺜﻤر �ﻌﻤـﻞ ﺜﻤـ اًر كﺠﻨﺴـﻪ " ) ﺘـك ‪ ( 11 : 1‬وﻫـذا اﻟﻘـﺎﻨون " �ﻌﻤـﻞ ﺜﻤـ اًر كﺠﻨﺴـﻪ " ﻻ‬ ‫ﻴﺘﻔق ﻤﻊ ﻨظر�ﺔ اﻟﻨﺸوء واﻹرﺘﻘﺎء ؟‬

‫ج ‪ :‬ﻟﻘد ﺴﺒق وﺨﻀﻨﺎ ﻏﻤﺎر ﻨظر�ﺔ اﻟﻨﺸوء واﻹرﺘﻘـﺎء ‪ ،‬وأﺴـﻬﺒﻨﺎ ﻓـﻲ ﻤﻨﺎﻗﺸـﺘﻬﺎ ٕواظﻬـﺎر �طﻼﻨﻬـﺎ‬ ‫) راﺠﻊ ﻤدارس اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ 3‬ص ‪0( 463 – 196‬‬

‫س‪ : 340‬ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ أن ﷲ ﺨﻠق اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺼـورﺘﻪ كﺸـﺒﻬﻪ ؟ وﻫـﻞ ﻴوﺠـد ﺘﻌـﺎرض‬

‫ﺒﻴن ﻗوﻝ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن " ﻨﻌﻤﻞ اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺼورﺘﻨﺎ كﺸﺒﻬﻨﺎ " ) ﺘك ‪ ( 26 : 1‬و�ـﻴن‬ ‫أي ﺸـ�ﻪ ﺘﻌـﺎدﻟون �ـﻪ " ) أش ‪: 40‬‬ ‫ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴﻔر أﺸﻌ�ﺎء " �ﻤن ﺘﺸﺒﻬون ﷲ ‪ 0‬و ﱠ‬ ‫‪ ( 18‬؟ وﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﻓرق ﺒﻴن اﻟﺼورة واﻟﺸ�ﻪ ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘــد ﺨﻠــق ﷲ اﻹﻨﺴــﺎن ﻋﻠــﻰ ﺼــورﺘﻪ اﻟﻌﻘﻠ�ــﺔ واﻷدﺒ�ــﺔ واﻟروﺤ�ــﺔ ‪ ،‬كﺸــﺒﻬﻪ ﻓــﻲ اﻟﺨﻠــود‬ ‫واﻟﻘــدرة ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﻔكﻴــر واﻟﺴــﻠطﺔ ‪� 00‬ﻘــوﻝ اﻟﻘــد�س أﺜﻨﺎﺴــﻴوس " ﻓﻠــم �كﺘــﻒ ) ﷲ ( ﺒﺨﻠــق اﻟ�ﺸــر‬

‫ﻤﺜﻞ �ﺎﻗﻲ اﻟﻛﺎﺌﻨﺎت ﻏﻴر اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ‪ ،‬ﺒﻞ ﺨﻠﻘﻬم ﻋﻠﻰ ﺼورﺘﻪ ‪ 00‬وﻗد ﺼﺎروا ﻋﻘﻼء‬

‫‪ ،‬أن ﻴ�ﻘوا ﻓﻲ ﺴﻌﺎدة و�ﺤﻴوا اﻟﺤ�ﺎة اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ ‪ ،‬ﺤ�ﺎة اﻟﻘد�ﺴـﻴن ﻓـﻲ اﻟﻔـردوس "‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F78‬‬

‫وﻗـﺎﻝ اﻟﻤزﻤـور‬

‫ﻋن اﻹﻨﺴﺎن " ﺘﺴﻠطﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻴد�ك ‪ 0‬ﺠﻌﻠت كﻞ ﺸﺊ ﺘﺤت ﻗدﻤ�ﻪ " ) ﻤـز ‪" 00 ( 6 : 8‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪37‬‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮﺱ – ﺗﺠﺴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﺼﻞ ‪ 3‬ﻓﻘﺮﺓ ‪ 3‬ﺹ ‪8‬‬

‫‪- 145 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪144‬‬


‫ﻵن كﻞ ط�ﻊ ﻟﻠوﺤوش واﻟطﻴور واﻟزﺤﺎﻓﺎت واﻟ�ﺤر�ﺎت ُﻴذﱠﻟﻞ ‪ 0‬وﻗد ﺘذﱠﻟﻞ ﻟﻠط�ﻊ اﻟ�ﺸري " ) �ﻊ‬ ‫‪0( 7 : 3‬‬ ‫أي ﺸ�ﻪ ﺘﻌـﺎدﻟون �ـﻪ " ﻓﻬـو ﻤوﺠـﻪ ﻟﻠـوﺜﻨﻴﻴن‬ ‫‪ -2‬ﻗوﻝ أﺸﻌ�ﺎء اﻟﻨﺒـﻲ " �ﻤن ﺘﺸﺒﻬون ﷲ و ﱠ‬ ‫اﻟــذﻴن �ﺼــﻨﻌون أﺼــﻨﺎﻤﺎً ﻤــن ذﻫــب أو ﻓﻀــﺔ أو ﺨﺸــب ‪ ،‬و�ﻌﺒــدوﻨﻬﺎ كﺂﻟﻬــﺔ ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﺠــﺎء ﻓــﻲ‬ ‫اﻵ�ﺔ اﻟﺘﺎﻟ�ﺔ " اﻟﺼﻨم �ﺴ�كﻪ اﻟﺼﺎﻨﻊ واﻟﺼـﺎﺌﻎ �ﻐﺸـ�ﻪ ﺒـذﻫب و�ﺼـوغ ﺴﻼﺴـﻞ ﻓﻀـﺔ‪ 0‬اﻟﻔﻘﻴـر‬

‫ﻋـن اﻟﺘﻘدﻤﺔ ﻴﻨﺘﺨب ﺨﺸ�ﺎً ﻻ �ﺴوس‪� 0‬طﻠب ﻟﻪ ﺼـﺎﻨﻌﺎً ﻤـﺎﻫ اًر ﻟﻴﻨﺼـب ﺼـﻨﻤﺎً ﻻ ﻴﺘزﻋـزع " )‬ ‫أش ‪0( 20 ، 19 : 40‬‬

‫‪ -3‬أوﻀ ــﺢ " ﻤوﻟﺘﻤـــﺎن " ‪ Moltmann‬ﻤﻌﻨ ــﻰ ﺨﻠـ ـ ـق اﻹﻨﺴ ـ ـﺎن ﻋﻠ ــﻰ ﺼ ــورة ﷲ ﻓﻘ ــﺎﻝ "‬

‫�ﺎﻋﺘ� ــﺎر اﻹﻨﺴ ــﺎن ﺼ ــورة ﷲ وﺸ ــﺒﻬﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﻷرض ‪ ،‬ﻓﻘ ــد دﺨ ــﻞ اﻹﻨﺴ ــﺎن ﻓ ــﻲ ﺜ ــﻼث ﻋﻼﻗ ــﺎت‬

‫أﺴﺎﺴــ�ﺔ ‪ :‬ﻓﻬــو �ﺴــ�طر ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﺨﻠوﻗــﺎت اﻷرﻀــ�ﺔ اﻷﺨــرى ‪� ،‬ﺎﻋﺘﺒ ـ ـﺎرﻩ ﻤﻤــﺜﻼً ﻟ وﻓــﺎﻋﻼً ذﻟــك‬

‫ﺒﺈﺴﻤ ـ ـ ـﻪ ‪ ،‬وﻫ ـ ــو ﻨظﻴ ـ ــر ﷲ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷرض ‪ ،‬اﻟ ـ ــذي ﻴر� ـ ــد ﷲ أن ﻴ ـ ــﺘﻛﻠم ﻤﻌ ـ ــﻪ ‪ ،‬واﻟﻤﻔ ـ ــروض أن‬

‫�ﺴﺘﺠﻴـ ـب ﻟـ ـﻪ ‪ ،‬كﻤ ـ ـﺎ إﻨـ ـﻪ ﻤظﻬ ـر ﺒﻬ ـﺎء ﷲ وﻤﺠــدﻩ ﻋﻠ ــﻰ اﻷرض " ‪( Moltmann, God in‬‬

‫) ‪0(2) Creation P. 221‬‬ ‫‪F79‬‬

‫‪ -4‬أﻤﺎ ﻋن اﻟﻔرق ﺒﻴن اﻟﺼورة واﻟﺸ�ﻪ ‪ ،‬ﻓﻘد ﺴﺒق اﻹﺠﺎ�ـﺔ ﻋﻠﻴﻬـﺎ �ـﺎﻟﺠزء اﻟﺜﺎﻟـث ﻤـن ﻫـذﻩ‬

‫اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ‪ ،‬وﻗد أوﻀﺤﻨﺎ أن اﻟﺼورة ﻫﻲ ﻫ�ـﺔ ﷲ ﻟﻺﻨﺴـﺎن ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ �ﺤﺼـﻞ اﻹﻨﺴـﺎن ﻋﻠـﻰ اﻟﺸـ�ﻪ‬ ‫ﻤن ﺨﻼﻝ ﻋﻤﻠ�ﺔ ﺘدر�ﺠ�ﺔ ﻟﻠوﺼوﻝ ﻟﻠﻛﻤﺎﻝ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺼورة ﺘﻤﺜﻞ اﻟوﺠﻪ اﻟﺜﺎﺒت ‪ ،‬واﻟﺸ�ﻪ �ﻤﺜﻞ اﻟوﺠﻪ‬

‫اﻟدﻴﻨﺎﻤ�كﻲ كﻘوﻝ اﻟﻘـد�س أﻛﻠ�ﻤـﻨض اﻟﺴـكﻨدري واﻟﻘـد�س أﻴر�ﻨﻴـؤس ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ رأى اﻟﻘـد�س كﻴـرﻟس‬

‫اﻟﻛﺒﻴر أﻨﻪ ﻻ ﻓرق ﺒﻴن اﻟﺼورة واﻟﺸ�ﻪ ‪ ،‬ﻓﻼ �ﺼﺢ أن ﺘﻘوﻝ أن ﷲ ﺨﻠق اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺼـورﺘﻪ‬

‫وﻟم ﻴﺨﻠﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺸﺒﻬﻪ ) راﺠﻊ س ‪ 198 ، 197‬ص ‪ 195 – 191‬ﻤـدارس اﻟﻨﻘـد واﻟﺘﺸـك�ك ﺠ ـ‬ ‫‪0( 3‬‬ ‫‪ -5‬ﻨﻀﻴﻒ ﻟﻺﺠﺎ�ﺔ ﻤﺎ ورد ﻓﻲ داﺌرة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ﺔ �ﺄن اﻟﺼورة واﻟﺸ�ﻪ كﻼﻫﻤﺎ �ﻌﺘﺒر‬

‫اﻟﻨﺴـﺨﺔ أو اﻟﻤﺜــﺎﻝ ﻟﻸﺼــﻞ " ﻓﻔـﻲ اﻟﻌــدد اﻟﺴــﺎ�ﻊ واﻟﻌﺸـر�ن ﻨﺴــﺘﺨدم " ﺼــورة " ﻓﻘـط ﻟﻠﺘﻌﺒﻴــر ﻋــن‬

‫كﻞ ﻤﺎ �ﻔﺼﻞ اﻹﻨﺴـﺎن ﻋ ـن اﻟﺤﻴـ ـوان ‪ ،‬و�ر�طـﻪ ﺒﺨﺎﻟﻘـﻪ ‪ ،‬وﻟﻬـذا ﺠـﺎء اﻟﺘﻌﺒﻴـر " ﻋﻠـﻰ ﺼـورﺘﻨﺎ "‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﻜﻠﺲ ﻧﺴﻴﻢ – ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪46‬‬

‫‪- 146 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪145‬‬


‫وﻤﻊ ﻫ ـذا ﻓﻔ ـﻲ اﻟﻌـدد اﻟﺴـﺎدس واﻟﻌﺸـر�ن وردت كﻠﻤـﺔ " ﺼـورة " ﺜـم " كﺸـﺒﻬﻨﺎ " كﺄﻨـﻪ �ﺸـﻴر إﻟـﻰ‬ ‫أن اﻟﻤﺨﻠـ ـوق اﻟــذي �ﺤﻤـ ـﻞ رﺴــم ﺼــورة ﷲ ‪ ،‬ﻤطــﺎﺒق ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً ﻓــﻲ " اﻟﺸــ�ﻪ " ﻟﻺﺼــﻞ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺼــورة‬

‫اﻟﻤطﺒوﻋــﺔ ﺘﻤﺜــﻞ ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً اﻟﻨﻤــوذج اﻷﺼــﻠﻲ ‪ 00‬وﻟﻬــذا ﻓﺎﻟﻛﻠﻤﺘــﺎن �ﻤكــن إﻋﺘ�ﺎرﻫﻤــﺎ ‪ ،‬اﻟﻨﺴــﺨﺔ أو‬ ‫اﻟﻤﺜــﺎﻝ ﻤــن اﻷﺼــﻞ ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ اﻟﻛﻠﻤــﺔ اﻷوﻟــﻰ ‪� ،‬ﻐﻠــب ﻤﻔﻬــوم اﻟﺼــورة اﻷﺼــﻠ�ﺔ ‪ ،‬أﻤــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ‬

‫ﻓﺎﻟﻤﺜﺎﻝ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ أي ﺤﺎﻝ ﻓﺈن ﻟدﻴﻨﺎ ﻤﺒر اًر ﻤن اﻟﻛﺘﺎب ﻨﻔﺴﻪ ) و�ﺨﺎﺼﺔ ﺘك ‪� ، 6 : 9‬ﻊ ‪9 : 3‬‬ ‫( ﻹﻋﺘ�ــﺎران } اﻟﺼــورة ﻫــﻲ اﻟﺨﺎﺼــ�ﺔ ﻏﻴــر اﻟﻘﺎﺒﻠــﺔ ﻟﻠﺘﺤـ ﱡـوﻝ ‪ ،‬ﻓــﻲ اﻟﺠــﻨس اﻟ�ﺸــري { وﻟﻬــذا ﻓﻤــن‬ ‫اﻹﻫﺎﻨﺔ ﻷي إﻨﺴﺎن ﺘدﻨ�س اﻟﺼورة اﻹﻟﻬ�ﺔ اﻟﻤطﺒوﻋﺔ ﻋﻠ�ﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F80‬‬

‫س‪ : 341‬ﺠــﺎء ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ﻋــن ﷲ " ﻓﺎﺴــﺘراح ﻓــﻲ اﻟﻴــوم اﻟﺴــﺎ�ﻊ ﻤــن ﺠﻤ�ــﻊ‬

‫ﻋﻤﻠﻪ اﻟذي ﻋﻤﻞ " ) ﺘك ‪ ( 2 : 2‬وﺠﺎء ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺨروج " ﻷﻨـﻪ ﻓـﻲ ﺴـﺘﺔ أ�ـﺎم ﺼـﻨﻊ‬

‫اﻟرب اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض وﻓﻲ اﻟﻴـوم اﻟﺴـﺎ�ﻊ إﺴـﺘراح وﺘـﻨﻔس " ) ﺨـر ‪ ( 17 : 31‬ﻓﻛﻴـﻴ‬

‫ﻴﺘﻌــب ﷲ و�ﺴــﺘر�ﺢ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ ُكﺘــب ﻋﻨــﻪ ﻓــﻲ ﻤوﻀــﻊ آﺨــر " إﻟــﻪ اﻟــدﻫر اﻟــرب ﺨــﺎﻟق‬ ‫أطراف اﻷرض ﻻ �ك ﱡﻞ وﻻ �ﻌ�ﺎ " ) أش ‪ ( 28 : 40‬؟‬

‫و�ــرى اﻟــدكﺘور أﺤﻤــد ﺤﺠــﺎزي اﻟﺴــﻘﺎ أن اﻟﺘــوراة ﺼـ ﱠـرﺤت �ــﺄن ﷲ إﺴــﺘراح ‪ ،‬ﻟﺘﺜﺒــت أن‬

‫اﻹﻨﺴﺎن اﻟذي �ﺤﺘﺎج ﻟﻠ ارﺤـﺔ ﻗـد ﺨﻠـق ﻋﻠـﻰ ﺼـورﺘﻪ ‪ ،‬ﻓ�ﻘـوﻝ اﻟـدكﺘور اﻟﺴـﻘﺎ ﻋـن كﺎﺘـب اﻟﺘـوراة "‬

‫ﺼور ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ �ﺼورة إﻨﺴـﺎن ‪ } 00‬ﻓﺨﻠق ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺼورﺘﻪ ‪ 0‬ﻋﻠﻰ ﺼورة ﷲ‬ ‫ﻓﺈﻨﻪ ﱠ‬

‫ﺨﻠﻘﻪ { ) ﺘك ‪ ( 27 : 1‬ﻟﻘد ﺒﻴن أن اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠـﻰ ﺼـورة ﷲ ‪ 00‬وﻟﻛـﻲ ُ�ﻘ ّـرب ﺼـورة اﻹﻨﺴـﺎن‬ ‫ﻤــن ﷲ ‪ ،‬أﺜﺒــت ﻟ ﺼــﻔﺎت ﻫــﻲ ﻤــن ﻟ ـوازم اﻹﻨﺴــﺎن اﻟﺘــﻲ ﻻ �ﺴــﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬــﺎ ‪ ،‬وﻟ�ﺴــت ﻫــﻲ ﻤــن‬

‫ﻟوازم ﷲ أﻨﻪ �ﻘوﻝ } وﻓرغ ﷲ ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺴﺎ�ﻊ ﻤـن ﻋﻤﻠـﻪ اﻟـذي ﻋﻤﻠـﻪ ﻓﺎﺴـﺘراح { ) ﺘـك ‪: 2‬‬

‫‪ ( 2‬وﻟ�ﺴــت اﻟ ارﺤــﺔ ﻤــن ﻟـوازم ﷲ ﻋــز ﺸــﺄﻨﻪ وﺠــﻞ ﺜﻨــﺎؤﻩ ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻻ ﻴدركــﻪ اﻟﻛــﻼﻝ ‪ٕ ،‬واﻨﻤــﺎ اﻟــذي‬ ‫ﻴدركﻪ اﻟﻛﻼﻝ ﻫو اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬وﺼﺎر ﻓـﻲ ﺘﺄﻛﻴـد ﺸـ�ﻪ ﷲ ﻟﻺﻨﺴـﺎن ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟﻨﺤـو ‪ 0‬ﻓﻘـﺎﻝ ‪ :‬إن‬

‫ﷲ ﻗﺎﻝ ﻋن آدم ﻋﻠ�ﻪ اﻟﺴﻼم } ﻫوذا اﻹﻨﺴﺎن ﻗد ﺼﺎر كواﺤد ﻤﻨـﺎ ‪ 0‬ﻋﺎرﻓـﺎً اﻟﺨﻴـر واﻟﺸـر { )‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺟـ ‪ 6‬ﺹ ‪430‬‬

‫‪- 147 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪146‬‬


‫ﺘــك ‪ ( 22 : 3‬أي أﻨــﻪ ﻤــن ﻓﺼــﻴﻠﺔ ﷲ ‪ ،‬وﻻ ﻴﺨﺘﻠــﻒ ﻋﻨــﻪ ﻻ ﻓــﻲ ﻫﻴﺌــﺔ اﻟﺠﺴــم وﻻ ﻓــﻲ اﻟﻌﻠــم ‪0‬‬ ‫وﻫو ﻴذكر أن ﷲ �ﺤزن كﻤﺎ �ﺤزن اﻹﻨﺴﺎن " )‪0(1‬‬ ‫‪F81‬‬

‫و�ﻘــوﻝ أﺤﻤـــد دﻴـــدات " اﻟﺴــﺒت ‪ :‬ﺠﻌﻠ ـوا ﻤــن ﻴــوم اﻟﺴــﺒت ﻴــوم ارﺤــﺔ ﻟ ‪ ،‬ﻓ�ــﺎﻟﻬم ﻤــن‬

‫ﻤﺘﻌﺒــﻴن ! ‪ ) 00‬ﺨــر ‪ ( 17 : 31‬وﻟ�ﻘــﺎرن ﻤــن �ﺸــﺎء ﺠــﻼﻝ ﷲ وﻋظﻤــﺔ ﻗدرﺘــﻪ ﺴــ�ﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌــﺎﻟﻰ‬ ‫إذ �ﻘ ــوﻝ ﷲ ﺴ ــ�ﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌ ــﺎﻟﻰ ﻓ ــﻲ اﻟﻘـ ـرآن اﻟﻛـ ـر�م } وﺴ ــﻊ كرﺴ ــ�ﻪ اﻟﺴ ــﻤوات واﻷرض وﻻ ﻴﺌ ــودﻩ‬

‫ﺤﻔظﻬﻤﺎ وﻫو اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻌظ�م { " )‪0(2‬‬ ‫‪F82‬‬

‫‪ -1‬ﷲ روح ﻗدﻴر ﻏﻴر ﻤﺤدود وﻏﻴـر ﻤﺘﻐﻴـر ﻤﻨ ﱠـزﻩ ﻋـن اﻟﺘﻌـب واﻟﻛﻠـﻞ ‪ ،‬وﻗـد أﻨﺠـز أﻋﻤ ـﺎﻝ‬

‫اﻟﺨﻠق �ﺎﻟﻛﻠﻤﺔ ﺒدون أي ﺘﻌب " وﻗﺎﻝ ﷲ ﻟـ�كن ﻨـور ﻓﻛـﺎن ﻨـور " ) ﺘـك ‪� " 00 ( 3 : 1‬كﻠﻤـﺔ‬

‫ﺼﻨﻌت اﻟﺴﻤوات و�ﻨﺴﻤﺔ ﻓ�ﻪ كﻞ ﺠﻨودﻫﺎ ‪ 00‬ﻷﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻛﺎن ‪ 0‬ﻫو أﻤر ﻓﺼﺎر " ) ﻤـز‬ ‫اﻟرب ُ‬ ‫‪ " 00 ( 9 ، 6 : 33‬ﻟﺘﺴ�ﺢ إﺴم اﻟرب ﻷﻨﻪ أﻤر ﻓﺨﻠﻘت " ) ﻤز ‪ ( 5 : 148‬وﻟـم ﻴـذكر ﺴـﻔر‬ ‫ﺘﺼورﻫم وﻟ�س‬ ‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ﻫذا ‪ ،‬ﻓﻬذا ﱡ‬ ‫اﻟﺘﻛو�ن أن ﷲ ﺘﻌب ﻤن اﻟﺨﻠق ٕواﺤﺘﺎج ﻟﻠراﺤﺔ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ �ﻔﺘرض ُ‬ ‫ﺘﺼور اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس‪0‬‬ ‫ﱡ‬

‫‪ -2‬ﻓﻌ ــﻞ " إﺴ ــﺘراح " �ﺎﻟﻌﺒر� ــﺔ " ﺸ ــﺎ�ﺎت " وﻤﻨﻬ ــﺎ أُﺸ ــﺘﻘت كﻠﻤ ــﺔ " ﺴ ــﺒت " وﻤﻌﻨﺎﻫ ــﺎ ط�ﻘـ ـﺎً‬ ‫ـﻒ ﻋــن ﻋﻤــﻞ اﻟﺨﻠﻘــﺔ ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻗــﺎﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " و�ــﺎرك‬ ‫ﻟﻠﻘــﺎﻨون اﻟﻌﺒــري " اﻟوﻗــوف واﻟﻛــﻒ " ﻓــﺎﻟ كـ ﱠ‬ ‫ﷲ اﻟﻴوم اﻟﺴﺎ�ﻊ ﱠ‬ ‫وﻗدﺴﻪ‪ 0‬ﻷﻨﻪ ﻓ�ﻪ إﺴﺘراح ﻤن ﺠﻤ�ﻊ ﻋﻤﻠﻪ اﻟذي ﻋﻤـﻞ ﷲ ﺨﺎﻟﻘـﺎً " ) ﺘـك ‪2‬‬

‫‪ ( 3 :‬ﻓﻘوﻟﻪ " ﺨﺎﻟﻘﺎً " أي أﻨﻪ ﺘوﻗﻒ ﻋن اﻟﺨﻠق ٕواﺒداع اﻟﻤوﺠودات ﻤن اﻟﻌـدم ‪ ،‬وﻟﻛﻨـﻪ ﻟـم �كـﻒ‬ ‫ﻤطﻠﻘ ـﺎً ﻋــن ﻋﻤــﻞ اﻟرﻋﺎ�ــﺔ واﻟﻌﻨﺎ�ــﺔ واﻟﺘــدﺒﻴر ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً اﻟﻤﻌﻨــﻰ اﻟﻌﺒــري ﻟﻔﻌــﻞ " إﺴــﺘراح " �ﺤﻤــﻞ‬ ‫ﻤﻌﻨﻰ اﻟرﻀﻰ واﻟﺴرور �ﻤﺎ أُﻨﺠز ﻤن اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬وﻫذا ﻤـﺎ ﻋﱠﺒـر ﻋﻨـﻪ ﷲ �ﻌـدﻤﺎ ﺨﻠـق اﻹﻨﺴـﺎن ﺒ ـ "‬

‫كﻒ ﻋن اﻟﻌﻤﻞ ككﻞ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ �ﻘـوﻝ "‬ ‫ﺤﺴن ﺠداً " وﻟ�س ﻤﻌﻨﻰ أن ﷲ إﺴﺘراح أي أﻨﻪ ﱠ‬

‫أﺒﻲ �ﻌﻤﻞ ﺤﺘـﻰ اﻵن وأﻨـﺎ أﻋﻤـﻞ " ) ﻴـو ‪ ( 17 : 5‬واﻟﻘـوﻝ أن ﷲ ﺘـﻨﻔس ‪ ،‬ﻤﻌﻨﺎﻫـﺎ اﻟﺤرﻓـﻲ أن‬ ‫ﷲ ﺘﻨﻔس ﺒﺈرﺘ�ﺎح ‪ ،‬واﻟﻤﻘﺼود أن ﷲ أﺘم وأﻛﻤﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻟذي ﻗﺼد إﺘﻤﺎﻤﻪ ﻋﻠﻰ أﺤﺴن وﺠﻪ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻫﻨــﺎك ﻤﺜــﺎﻝ ﺘوﻀــ�ﺤﻲ ﻟﻤــﺎ ﻨﺤــن �ﺼــددﻩ ‪ ،‬إذ ﻗــﺎﻝ ﺼــﻔﻨ�ﺎ اﻟﻨﺒــﻲ " اﻟــرب إﻟﻬــك ﻓــﻲ‬

‫وﺴطك ﺠ�ﺎر‪ُ 0‬ﻴﺨّﻠص‪ 0‬ﻴﺒﺘﻬﺞ �ك ﻓرﺤﺎً‪� 0‬ﺴكت ﻓﻲ ﻤﺤﺒﺘﻪ‪ 0‬ﻴﺒـﺘﻬﺞ �ـك ﺒﺘـرﻨم " ) ﺼـﻒ ‪3‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪75 ، 74‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ – ﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺹ ‪62‬‬

‫‪- 148 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪147‬‬


‫‪ ( 17 :‬ﻓﻬﻞ ﻤﻌﻨﻰ أن ﷲ �ﺴكت ﻓﻲ ﻤﺤﺒﺘﻪ أي �كﻒ ﻋن اﻟﻌﻤﻞ ؟ كـﻼﱠ ‪ ،‬ﻷﻨـﻪ ﻗـﺎﻝ ﻓـﻲ ﻨﻔـس‬

‫اﻵ� ــﺔ أن اﻟ ــرب �ﻘ ــوم �ﻌﻤ ــﻞ اﻟﺨ ــﻼص " ُﻴﺨّﻠ ــص " وﻟﻛ ــن ﻤﻌﻨ ــﻰ �ﺴ ــكت ﻫﻨ ــﺎ أي �ﺴ ــﺘر�ﺢ ﻓ ــﻲ‬ ‫ﻤﺤﺒﺘﻪ‪0‬‬ ‫‪� -4‬ﻘـوﻝ ﻤﺎﻛﻨﺘوش " اﻟﻠﻔـظ اﻟﻌﺒـري ﻻ �ﻌﻨـﻲ اﻟﻛـﻒ ﻋـن اﻟﻌﻤـﻞ ﺒـﻞ اﻟ ارﺤـﺔ ‪ ،‬اﻹﺴـﺘﻘرار ‪،‬‬

‫اﻟرﻀﻰ ‪ 0‬راﺤﺔ اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ ﺠﺴﻤﻪ ‪ ،‬ﻓﻲ ﻗﻠ�ـﻪ ‪ ،‬ﻓـﻲ روﺤـﻪ ‪ 0‬ذﻟـك أن ﷲ " ﻻ �كـﻞ وﻻ �ﻌ�ـﺎ "‬ ‫ﺤﺘﻰ أﻨﻪ �ﺤﺘﺎج إﻟﻰ راﺤﺔ ﻤن ﻫذا اﻟﻨوع‪ 0‬ﺒﻞ ﻫﻲ راﺤﺔ اﻟﻤﺤ�ﺔ ‪ ،‬كﻤﺎ ﻨﻘ أر اﻟﻘوﻝ " �ﺴـكت " أو‬

‫" ﻴرﺘﺎح ﻓﻲ ﻤﺤﺒﺘﻪ " ) ﺼﻒ ‪� " ( 17 : 3‬ﻔرح اﻟرب �ﺄﻋﻤﺎﻟﻪ " ) ﻤز ‪0( 31 : 104‬‬

‫ﻟــو وﻀــﻌﻨﺎ ﻓــﻲ �ﺎﻟﻨــﺎ أن " اﻟﻴــوم اﻟﺴــﺎ�ﻊ " ﻻ ﻴــدﺨﻞ ﻓــﻲ ﻨطــﺎق " ﻴــوم اﻟ�ﺸــر " ﺒــﻞ �ــﺎﻟﺤرف‬

‫ﻫو " ﻴوم اﻟدﻫر " ﺤﻴﻨﺌذ �ﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻨﻔﻬم ﻤﻌﻨﻰ " إﺴـﺘراح ﻓـﻲ اﻟﻴـوم اﻟﺴـﺎ�ﻊ " ﻓﻔـﻲ ﺨـﻼﻝ "‬

‫ﻴوم اﻟ�ﺸر " ﻻ �ﻤكن أن ﻴرﺘﺎح كﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺴﻴدﻨﺎ �ﻔﻤﻪ اﻟﻛـر�م " أﺒﻲ �ﻌﻤﻞ ﺤﺘﻰ اﻵن وأﻨﺎ أﻋﻤﻞ "‬

‫وأﻛﺜر ﻤـن ذﻟـك �ﻘـوﻝ ﷲ " أﺴـﺘﺨدﻤﺘﻨﻲ ﺒﺨطﺎ�ـﺎك وأﺘﻌﺒﺘﻨـﻲ �ﺂﺜﺎﻤـك " ) أش ‪ ( 24 : 43‬وﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺸﻬد اﻟﺨط�ﺔ كﻴﻒ �ﺤدد ﷲ راﺤﺘـﻪ ؟ ‪ 00‬وﻤﺠـرد اﻟﻨظـر إﻟـﻰ ﻤـﺎ ﺤوﻟﻨـﺎ �كﻔـﻲ ﻟﻛـﻲ ﻨﺘﺤﻘـق أن‬

‫ﷲ ﻻ �ﺴﺘط�ﻊ أن �ﺴﺘر�ﺢ اﻵن وﺴـط اﻟﺨﻠ�ﻘـﺔ اﻟﺤﺎﻀـرة ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺸـوك واﻟﺤﺴـك ور�ـوات اﻟﻤﺼـﺎﺌب‬ ‫واﻷﺤـزان اﻟﺘــﻲ ﺘــﺌن ﻤــن ﺠراﺌﻬــﺎ اﻟﺨﻠ�ﻘــﺔ وﺘﻤﺜــﻞ أدوارﻫــﺎ أﻤــﺎم �ﺼ ـرﻨﺎ ﺘؤكــد ﻟﻨــﺎ أن ﷲ إﻟــﻰ اﻵن‬

‫�ﻌﻤﻞ وأﻨﻪ ﻟم �ﺴﺘرح ﺒﻬـذﻩ‪ 0‬إذ كﻴﻒ �ﺴﺘر�ﺢ ﷲ وﺴط اﻟﺤﺴك واﻟﺸوك ‪ ،‬وﺴط اﻟدﻤوع واﻟزﻓرات‬

‫‪ ،‬وﺴط اﻟ�ﻼ�ﺎ ‪ ،‬وﺴط اﻟﻤرض واﻟﻤوت ‪ ،‬وﺴط إﻨﺤطﺎط وﺘﺸو�ش وﺨراب اﻟﻌـﺎﻟم ﺒواﺴـطﺔ اﻹﺜـم‬

‫ﻴﺘﺼور أن ﷲ ﻴﺠﻠس اﻵن ﻋﻠﻰ ﻋرﺸﻪ ﻤﺴﺘر�ﺢ اﻟ�ﺎﻝ ُﻤﻌﻴداً �ﺎﻟﺴﺒت ) إذا ﺠﺎز اﻟﺘﻌﺒﻴر‬ ‫؟ وﻫﻞ‬ ‫ﱠ‬ ‫( وﺴط ظروف كﻬذﻩ ؟ " )‪0(1‬‬ ‫‪F83‬‬

‫‪ -5‬اﻟﺤﺠﺔ اﻟﺘﻲ إﻋﺘﻤد ﻋﻠﻴﻬﺎ " أﺤﻤد دﻴدات " ﻋﻠﻰ ﺠﻼﻝ وﻋظﻤـﺔ وﻗـدرة ﷲ ﺘؤكـد أن ﷲ‬

‫ﻻ ﻴﺘﻌب ﻤن ﺤﻔظ اﻟﺴﻤوات واﻷرض " وﺴﻊ كرﺴ�ﻪ اﻟﺴﻤوات واﻷرض وﻻ ﻴؤدﻩ ﺤﻔظﻬﻤﺎ " ﻓﺎﻟ‬ ‫إن كﺎن ﻗد ﺘوﻗﻒ ﻋن اﻟﺨﻠق ‪ ،‬إﻻﱠ أﻨﻪ ﻟم ﻴﺘوﻗﻒ ﻋن ﺤﻔظ وﺘدﺒﻴر اﻟﺴﻤوات واﻷرض‪0‬‬

‫‪ -6‬ر�ﻤﺎ �ﻌﻠم كﺜﻴر ﻤن اﻷﺨوة اﻷﺤ�ﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴن إن ﻗﺼﺔ ﺨﻠق اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺼـورة ﷲ‬

‫ﻤﻌﺘرف ﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘراث اﻹﺴﻼﻤﻲ ‪ ،‬ﻓﻘد ﺠﺎء ﻓـﻲ اﻷﺤﺎدﻴـث أن ﷲ ﺨﻠـق آدم ﺴـﺘون ذ ارﻋـﺎً ﻋﻠـﻰ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪54 - 52‬‬

‫‪- 149 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪148‬‬


‫ﺼورﺘﻪ ‪ ،‬وأن اﻹﻨﺴﺎن ُﺨﻠق ﻋﻠﻰ ﺼورة ﷲ ﻓﻲ اﻟوﺠﻪ ﻟذﻟك ﻨﻬﻰ ﻋن ﻀرب اﻟوﺠوﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎﻝ‬ ‫‪ 00‬ﻓﻠﻴ�ﺤث اﻟدكﺘور اﻟﺴﻘﺎ ﻟﻴرى و�ﻌﻠم‪0‬‬ ‫‪� -7‬ﻘ ــوﻝ أﺤـــد اﻵ�ـــﺎء اﻟرﻫ�ـــﺎن ﺒ ــدﻴر ﻤﺎرﻤﻴﻨ ــﺎ اﻟﻌ ــﺎﻤر " اﻟﻘ ــوﻝ أن ﷲ " إﺴ ــﺘراح " ﻗ ــوﻝ‬

‫كﻒ ﻋن إﺒداع ﻤﺨﻠوﻗـﺎت ﺠدﻴـدة ‪ ،‬وﻫـذا ﻤـﺎ ﻫـو ﻤـذكور‬ ‫ﻤﺴﺘﻌﺎر ﻤن ﻟﻐﺔ اﻟ�ﺸر ‪� ،‬ﻘﺼد �ﻪ أﻨﻪ ﱠ‬

‫ﻓﻲ ) ﺘك ‪ " ( 3 : 2‬إﺴﺘراح ﻤن ﺠﻤ�ﻊ ﻋﻤﻠـﻪ اﻟـذي ﻋﻤـﻞ ﺨﺎﻟﻘـﺎً " وﻤﻌﻨـﻰ إﺴـﺘراح أن ﷲ أراد‬ ‫أن �ﻌطﻴﻨﺎ ﺘﻌﻠ�ﻤﺎً ‪ ،‬وﻫو أن ﺘﻔرز ﻴوﻤﺎً ﻤـن اﻷﺴـﺒوع ﻟﻌﻤـﻞ اﻟروﺤ�ـﺎت ‪ ،‬وﻤـن اﻟﻤﺴ ﱠـﻠم �ـﻪ أن ﷲ‬ ‫روح وﻟــ�س ﻟـ ـﻪ ﺠﺴــد ‪ ،‬ﻟــذا ﻓﻤــن اﻟﺒــدﻴﻬﻲ أﻨــﻪ ﻻ ﻴﺘﻌــب و�ﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﻻ �ﺤﺘــﺎج إﻟــﻰ ارﺤــﺔ " ] ﻤــن‬ ‫إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [ ‪0‬‬

‫‪� -8‬ﻘــوﻝ اﻟﻘـــس ﻤ�ﺼـــﺎﺌﻴﻞ ﺼـــﺎدق " ﺘﻌﺒﻴــر اﻟ ارﺤــﺔ ﻻ �ﻌﻨــﻲ اﻹﺴــﺘرﺨﺎء ‪ ،‬وﻟﻛﻨــﻪ �ﻌﻨــﻲ‬

‫رﻀــﻰ ﷲ ﻋــن ﺨﻠ�ﻘﺘــﻪ ‪ٕ ،‬وارﺘ�ﺎﺤــﻪ ﻟﻬــﺎ ‪ ،‬وﻫــذﻩ ﺘﻌﺒﻴـرات ﺘﻨﺎﺴــب ﻋﻘــﻞ اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﻓــﻼ �ﻤكــن أن‬ ‫ﻴدرك اﻹﻨﺴـﺎن إﻻﱠ ﻤـﺎ ﻴﻨﺎﺴـب ﻓكـرﻩ ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ ﻴـﺘﺨﻠص ﻤـن ﻀـﻌﻔﻪ ﺤﻴﻨﺌـذ ﻴـدرك ﻤـﺎ ﻟـم �كـن ﻴدركـﻪ‬ ‫ﻤن ﻗﺒﻞ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -9‬ﻘـوﻝ أﺒوﻨــﺎ ﻴـؤاﻨس اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ " ﻫــﻞ إﺴـﺘﺨدام اﻟﺘﻌﺒﻴــر ﻋــن ﷲ �ﻤـﺎ ﻴﻨﺎﺴــب اﻷﺴــﻠوب‬

‫اﻟ�ﺸري ﻗﺎﺼر ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻓﻘط ‪ ،‬أم أن اﻟﻘرآن أﺴﺘﺨدم ﻨﻔس اﻟﺘﻌﺒﻴرات ﻤﺜﻞ ﻗوﻟﻪ ﻋن‬

‫ﷲ " ﻫــو اﻟــذي ﺨﻠــق اﻟﺴــﻤوات واﻷرض ﻓــﻲ ﺴــﺘﺔ أ�ــﺎم ﺜــم أﺴــﺘوى ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــرش " ) اﻟﺤدﻴــد ‪( 4‬‬ ‫وﻏﻴرﻫﺎ " ] ﻤن إﺠﺎﺒ ـﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔـر اﻟﺘﻛو�ن [ وﻓﻌﻼً ﻟﻘ ـد ﻨﺴـب اﻟﻘـرآن ﻟ اﻟﺤﺴـرة " ﺤﺴـرة ﻋﻠـﻰ‬

‫اﻟﻌ�ﺎد " ) �س ‪ ( 3‬واﻟﻨﺴ�ﺎن " ﻨﺴـوا ﷲ ﻓﻨﺴﻴﻬم " ) اﻟﺘو�ﺔ ‪ " ( 67‬إﻨﺎ ﻨﺴـﻴﻨﺎﻛم " ) اﻟﺴـﺠدة ‪14‬‬

‫( واﻟﻤكر " وﻤكروا وﻤكر ﷲ وﷲ ﺨﻴر اﻟﻤﺎﻛر�ن " ) آﻝ ﻋﻤران ‪ ( 54‬واﻟﻐﻀب " وﻏﻀب ﷲ‬

‫ﻋﻠﻴﻬم " ) اﻟﻔﺘﺢ ‪ ( 6‬وﻓﻲ ﺼﺤ�ﺢ اﻟﺒﺨﺎري ﻴﻨﺴب ﻟ اﻟﻀﺤك ﻋﻠـﻰ آﺨـر رﺠـﻞ ﻴ�ﻘـﻰ ﻓـﻲ اﻟﻨـﺎر‬ ‫وﻫو �ﻘوﻝ ﻟ " ﻻ ﺘﺠﻌﻠﻨﻲ أﺸﻘﻰ ﺨﻠﻘك ﻓ�ﻀﺤك ﷲ ﻋز وﺠﻞ ﻤﻨﻪ " ‪0‬‬

‫‪� -10‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ـﺎ ﺒـوﻻ " ﻟـ�س ﻟ ﺠﺴـد ﻤﺜﻠﻨـﺎ ﻓ�ﻌﺘـب و�ﺤﺘـﺎج ﻟﻠ ارﺤـﺔ ‪،‬‬

‫ﻓﻔﻌــﻞ " إﺴــﺘراح " ﻫﻨــﺎ ﻻ �ﻌﻨــﻲ ﻨﻬﺎ�ــﺔ اﻟﺘﻌــب ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ﻟــﻪ ﻤﻌــﺎن أﺨــرى ‪ ،‬ﻓﻬــو �ﻌﻨــﻲ ﺴــرور ﷲ‬

‫ﻹﻋطﺎﺌﻪ اﻟﺒركﺔ ﻟﻠﺨﻠ�ﻘﺔ اﻟﺘﻲ �ﺤﺒﻬﺎ } ﻷن اﻟرب ﻗد إﺨﺘﺎر ﺼﻬﻴون إﺸﺘﻬﺎﻫﺎ ﻤﺴـكﻨﺎً ﻟـﻪ‪ 0‬ﻫـذﻩ‬

‫ﻫـﻲ ﻓرﺤﺘــﻲ إﻟـﻰ اﻷﺒــد ﻫﻬﻨـﺎ أﺴــكن ﻷﻨـﻲ إﺸــﺘﻬﻴﺘﻬﺎ ‪ 0‬طﻌﺎﻤﻬـﺎ أُ�ــﺎرك ﺒركـﺔ ﻤﺴــﺎﻛﻴﻨﻬﺎ أﺸــ�ﻊ‬ ‫‪- 150 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪149‬‬


‫ﺨﺒـ اًز { ) ﻤــز ‪ ( 15 – 13 : 132‬و�ـﺎرك ﷲ اﻟﻴــوم اﻟﺴـﺎ�ﻊ ‪ ،‬وأ�ﻀـﺎً �ﻌﻨـﻲ ﺴــرور ﷲ ﺒﺈﻛﺘﻤــﺎﻝ‬

‫اﻟﺨﻠ�ﻘﺔ } إﺴﺘراح ﻤن ﺠﻤ�ﻊ ﻋﻤﻠﻪ اﻟذي ﻋﻤﻞ ﷲ ﺨﺎﻟﻘﺎً { ) ﺘـك ‪ ( 3 : 2‬ورأى �ﻌـض ﻋﻠﻤـﺎء‬

‫اﻟﻛﺘــﺎب أن ﻫــذﻩ اﻵ�ــﺔ ﻨﺒــؤة ﻋــن اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ اﻹﻟــﻪ اﻟﻤﺘﺠﺴــد اﻟــذي إﺘﺨــذ ﺠﺴــداً �ﺸ ـر�ﺎً ﻴﺘﻌــب‬ ‫و�ﺴ ــﺘر�ﺢ و�ﺄﻛ ــﻞ و�ﺸ ــرب و�ﻨ ــﺎم ‪ ،‬وك ــﺎن ﻴ ــوم راﺤﺘ ــﻪ ﻴ ــوم ﻗ�ﺎﻤﺘ ــﻪ ﻤ ــن اﻷﻤـ ـوات وﻨﺼـ ـرﺘﻪ ﻋﻠ ــﻰ‬

‫اﻟﺸــ�طﺎن واﻟﺨط�ــﺔ واﻟﻤــوت ‪ ،‬وﺘﺠدﻴــد اﻟ�ﺸـر�ﺔ ﻤـرة أﺨــرى ‪ ،‬وﻟﻬــذا ﺼــﺎر ﻴــوم اﻟ ارﺤــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌﻬــد‬

‫اﻟﺠدﻴد ﻴوم اﻷﺤد ﺒدﻻً ﻤن اﻟﺴﺒت " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -11‬ﻘـوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ اﻟــدكﺘور ﻴوﺴــﻴ ر�ــﺎض " ﷲ ﻤﻨـ ﱠـزﻩ ﻋــن ﺠﻤ�ــﻊ اﻟﺼــﻔﺎت اﻟﺘــﻲ ﺘطﻠــق‬

‫ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺴﺎن ﻤﺜﻞ اﻟﺘﻌب واﻟراﺤﺔ ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس إﺴﺘﺨدم اﻹﺼـطﻼﺤﺎت اﻟﺘـﻲ �ﻔﻬﻤﻬـﺎ‬

‫اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﻓﺈذا ُكﺘب أن اﻟرب إﺴﺘراح ﻤن ﺠﻤ�ﻊ ﻋﻤﻠﻪ ‪ ،‬أي أن اﻟرب إﻨﺘﻬﻰ ﻤن ﺠﻤ�ﻊ ﻋﻤﻠﻪ ‪،‬‬ ‫ﻓ ـﺎﻟرب ﻤﻨـ ﱠـزﻩ ﻋــن اﻟﺘﻌــب ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻟــ�س كﺎﻹﻨﺴــﺎن اﻟــذي �كــﻞ و�ﻌ�ــﺎ " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ ﺴــﻔر‬ ‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -12‬ﻘ ــوﻝ اﻟ�ﺎﺤـــث اﻟـــدكﺘور ﻤـــﻼك ﺸـــوﻗﻲ أﺴـــكﺎروس اﻟﺨ ــﺎدم �ﺎﻹﺴ ــكﻨدر�ﺔ " أن ﷲ‬

‫إﺴﺘراح ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺴﺎ�ﻊ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻴوم اﻟﺴﺎ�ﻊ ﻴﺘﻤﻴز ﻋـن اﻷ�ـﺎم اﻟﺘـﻲ ﺴـ�ﻘﺘﻪ ‪ ،‬ﺤﻴـث ﻟـم ﺘﻛـن اﻟﺨﻠ�ﻘـﺔ‬

‫ﻗد أُﻛﺘﻤﻠت �ﻌد ‪ ،‬أﻤﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻴوم ﻓﻘد أﻛﺘﻤـﻞ ﻋﻤـﻞ اﻟﺨﻠﻘـﺔ ‪ ،‬وﻨﻌﻤـت اﻟﺨﻠ�ﻘـﺔ �ـﺎﻟوﺠود واﻟ ارﺤـﺔ‬ ‫‪ ،‬وﺼﺎر اﻹﻨﺴﺎن ﺘﺎﺠﺎً ﻟﻬذﻩ اﻟﺨﻠ�ﻘﺔ اﻟراﺌﻌﺔ ‪ ،‬ﻓﻬوذا اﻟﻛـﻞ ﻗـد أﻛﺘﻤـﻞ وﻟـذﻟك �ـﺎرك ﷲ ﻫـذا اﻟﻴـوم‬ ‫وﻗدﺴ ــﻪ ‪ ،‬وﺠ ـ ـﺎء ﻓـ ـ ـﻲ كﺘ ــﺎب " ﺘ ــﺎر�ﺦ اﻟطﺒ ــري " ‪ } 00‬أن اﻟرﺴ ــوﻝ ﻗ ــﺎﻝ ‪ :‬وﺨﻠ ــق ) ﷲ ( ﻴ ــوم‬ ‫اﻟﺨﻤــ�س اﻟﺴــﻤﺎء ‪ ،‬وﺨﻠــق ﻴــوم اﻟﺠﻤﻌــﺔ اﻟﻨﺠــوم واﻟﺸــﻤس واﻟﻘﻤــر واﻟﻤﻼﺌكــﺔ إﻟــﻰ ﺜــﻼث ﺴــﺎﻋﺎت‬

‫�ﻘﻴــت ﻤﻨــﻪ ‪ ،‬ﻓﺨﻠــق ﻓــﻲ أوﻝ ﺴــﺎﻋﺔ ﻤــن ﻫــذﻩ اﻟــﺜﻼث ﺴــﺎﻋﺎت " اﻵﺠــﺎﻝ " ﻤــن �ﺤ�ــﺎ وﻤــن �ﻤــوت‬

‫‪ 00‬وﻓــﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜــﺔ ﺨﻠــق آدم وأﺴــكﻨﻪ اﻟﺠﻨــﺔ ‪ ،‬وأﻤــر إﺒﻠــ�س �ﺎﻟﺴــﺠود ﻟــﻪ ‪ ،‬وأﺨرﺠــﻪ ﻤﻨﻬــﺎ ﻓــﻲ آﺨــر‬

‫ﺴــﺎﻋﺔ‪ 0‬ﺜــم ﻗﺎﻟــت اﻟﻴﻬــود ‪ :‬ﺜــم ﻤــﺎذا �ــﺎ ﷴ ؟ ﻗــﺎﻝ ‪ :‬ﺜــم إﺴــﺘوى ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــرش‪ 0‬ﻗــﺎﻟوا أﺼــﺒت ‪،‬‬

‫أﺘﻤﻤ ــت‪ 0‬ﻗ ــﺎﻟوا ‪ :‬ﺜ ــم إﺴ ــﺘراح " ) ﺘ ــﺎر�ﺦ اﻟطﺒ ــري ص ‪ ] ( 23 ، 22‬ﻤ ــن إﺠﺎ� ــﺎت أﺴ ــﺌﺔ ﺴ ــﻔر‬ ‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 342‬ﻫﻞ ﺨﻠق ﷲ اﻟﻛون وﻤﺎ ﻓ�ﻪ ﻓﻲ ﺴﺘﺔ أ�ﺎم ) ﺘك ‪ ( 3- 1 : 1‬أم ﺨﻠﻘـﻪ ﻓـﻲ‬

‫ﻴوم واﺤد ) ﺘك ‪ ( 4 : 2‬؟‬

‫‪- 151 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪150‬‬


‫ج ‪ :‬ﻫــذﻩ اﻷﺴــﺌﻠﺔ ﺘظﻬــر ﻤــدى ﺴــطﺤ�ﺔ اﻟﻨﺎﻗــد ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ اﻹﺼــﺤﺎح اﻷوﻝ ) ﺘــك ‪( 3 – 1 : 1‬‬

‫ﺤــدﺜﻨﺎ ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﻋــن ﺘﻔﺼــﻴﻞ اﻟﺨﻠﻘــﺔ ﺨــﻼﻝ ﺴــﺘﺔ أ�ــﺎم ) أو ﺴــﺘﺔ أﺤﻘــﺎب ( وﻓــﻲ اﻹﺼــﺤﺎح‬

‫اﻟﺜﺎﻨﻲ أﺠﻤﻞ ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻘـوﻝ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ " ﻴوم ﻋﻤﻞ اﻟرب اﻷرض واﻟﺴـﻤوات " ) ﺘـك ‪( 4 : 2‬‬ ‫ﺒــﻞ أن ﻓــﻲ اﻵ�ــﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻤــن اﻹﺼــﺤﺎح اﻷوﻝ ﺒــدأت �ﻌ�ــﺎرة إﺠﻤﺎﻟ�ــﺔ " ﻓـــﻲ اﻟﺒـــدء ﺨﻠـــق ﷲ‬

‫اﻟﺴــﻤوات واﻷرض " ) ﺘــك ‪ ( 1 : 1‬وﻫكــذا إﻨﺘﻬــﻰ �ﻌ�ــﺎرة إﺠﻤﺎﻟ�ــﺔ " ﻴــوم ﻋﻤــﻞ اﻟــرب اﻷرض‬

‫واﻟﺴـــﻤﺎء " ) ﺘــك ‪ ( 4 : 2‬ﻤــﻊ ﻤﻼﺤظــﺔ أن ﻤوﺴــﻰ ﻋﻨــدﻤﺎ كﺘــب ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن كﺘ�ــﻪ كوﺤــدة‬ ‫واﺤدة ‪ ،‬أﻤﺎ اﻟﺘﻘﺴ�م إﻟﻰ إﺼﺤﺎﺤﺎت وآ�ﺎت ﻓﻘد ﺠﺎء ﻓﻲ وﻗـت ﻤﺘـﺄﺨر‪ 0‬و�ـﻴن ﺘـك ‪ ، 1 : 1‬ﺘـك‬

‫‪ 4 : 2‬ذكــر ﻤوﺴــﻰ ﺘﻔﺼــ�ﻼت أ�ــﺎم اﻟﺨﻠﻘــﺔ‪ 0‬ﺜــم �ﻌــد اﻵ�ــﺔ ‪ 4 : 2‬أراد أن �ﺄﺨــذ ﻟﻘطــﺔ ﻤكﱠﺒ ـرة‬

‫و�ركــز اﻟﻀ ــوء ﻋﻠــﻰ ﺨﻠ ــق اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وﻤوطﻨ ــﻪ ‪ ،‬وﻋﻼﻗﺘــﻪ �ﺎﻟﻨ�ﺎﺘ ــﺎت ‪ ،‬وﺘﺴــﻤﻴﺘﻪ ﻟﻠﺤﻴواﻨ ــﺎت ‪،‬‬

‫وﺨﻠﻘﺔ ﺤواء ﻤن ﻀﻠﻊ ﻤﻨﻪ‪0‬‬

‫كرر ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻗﺼﺔ ﺨﻠق اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ إﺼﺤﺎﺤﻴن ﻤﺘﺘﺎﻟﻴﻴن ؟‬ ‫س‪ : 343‬ﻟﻤﺎذا ﱠ‬ ‫�ﻘ ــوﻝ " ﺠــــ�ﻤس ﻓر�ــــزر " ‪ " 00‬أن اﻟﻘﺼ ــﺘﻴن ﻗ ــد إﺴ ــﺘﻤدﻫﻤﺎ اﻟﻛﺎﺘ ــب ﻤ ــن ﻤﺼ ــدر�ن‬

‫ﻤﺨﺘﻠﻔﻴن وﻤﺴﺘﻘﻠﻴن أﺼﻼً ‪ ،‬ﺜم ﺠﻤﻊ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ كﺘﺎب واﺤد وﻨﻘﻠﻬﻤﺎ ﻤﻌـﺎً ‪ ،‬دون أن ﻴﺠﻬـد ﻨﻔﺴـﻪ‬ ‫ﻓــﻲ أن ﻴﺨﻔــﻒ ﻤــن ﺤــدة اﻟﺘﻨــﺎﻗض ﻓﻴﻬﻤــﺎ أو ﻴـواﺌم ﺒﻴﻨﻬﻤــﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺼــﺔ اﻟﺨﻠــق ﻓــﻲ اﻹﺼــﺤﺎح اﻷوﻝ‬

‫ﻤﺴﺘﻤدة ﻤﻤﺎ �ﺴﻤوﻨﻪ �ﺎﻟﻤﺼدر اﻟﻛﻬﻨوﺘﻲ اﻟذي أﻟﻔﻪ كﺘﱠﺎب كﻬﻨوﺘﻴون ﻓﻲ أﺜﻨﺎء اﻟﺴﺒﻲ اﻟ�ﺎﺒﻠﻲ أو‬

‫�ﻌدﻩ ‪ 00‬أﻤﺎ ﻗﺼﺔ اﻟﺨﻠق اﻹﺼـﺤﺎح اﻟﺜـﺎﻨﻲ ﻓﻤﺴـﺘﻤدة ﻤﻤـﺎ ُ�ﺴـﻤﻰ �ﺎﻟﻤﺼـدر اﻟﻴﻬـوي اﻟـذي أُﻟـﻒ‬ ‫‪ 00‬وﻓ�ﻤــﺎ ﻴﺒــدو – ﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟﺘﺎﺴــﻊ أو اﻟﺜــﺎﻤن ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد‪ 0‬ﻓﺎﻟﻛﺎﺘــب اﻟﻤﺘــﺄﺨر أو اﻟﻛﻬﻨــوﺘﻲ‬

‫ُ�ﺼـ ّـور اﻹﻟــﻪ ﻓــﻲ ﺼــورة ﻤﺠــردة ﻋﻠــﻰ ﻨﺤــو ﻤــﺎ ﻗ ـد ﻴﺘﺼـ ﱠـورﻩ اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وأﻨــﻪ ﻗــد ﺨﻠــق اﻟﻛﺎﺌﻨــﺎت‬ ‫ﺠﻤ�ﻌﺎً �ﺄن أﻤرﻫﺎ ﻓـﻲ �ﺴـﺎطﺔ أن ﺘﻛـون ﻓكﺎﻨـت ‪ 0‬أﻤـﺎ اﻟﻛﺎﺘـب اﻟﻤﺘﻘـدم أو اﻟﻴﻬـودي ‪ ،‬ﻓﻘـد ﺼ ﱠـور‬

‫اﻹﻟﻪ ﻓﻲ ﺼورة ﺤﺴ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻬو ﻴﺘﺼرف أو ﻴـﺘﻛﻠم ‪� 00‬ﺸـكﻞ اﻹﻨﺴـﺎن ﻤـن اﻟطـﻴن ‪ 00‬ﻴـزرع ﺠﻨـﺔ‬

‫و�ﺴﻴر ﻓﻴﻬﺎ ‪� 00‬طﻠب ﻤن اﻟرﺠﻞ واﻟﻤرأة أن �ظﻬ ار ﻤن ﺒـﻴن اﻷﺸـﺠﺎر ‪� ،‬ﺼـﻨﻊ ﻟﻬﻤـﺎ أرد�ـﺔ ﻤـن‬

‫اﻟﺠﻠد ‪ 00‬ﻓﺎﻟ�ﺴﺎطﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺒﻞ اﻟﻤـرح ﻓـﻲ اﻟﻘﺼـﺔ اﻟﻤﺘﻘدﻤـﺔ ‪ ،‬ﺘﺘﻌـﺎرض ﻤـﻊ اﻟﺠد�ـﺔ اﻟ�ﺎﻟﻐـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻤﺘﺄﺨرة " )‪0(1‬‬ ‫‪F84‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ – ﺍﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮﺭ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪110 ، 109‬‬

‫‪- 152 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪151‬‬


‫ج ‪ -1 :‬ﺴﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻨظر�ﺔ اﻟﻤﺼﺎدر �ﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺠزء اﻷوﻝ ﻤـن ﻫـذﻩ اﻟﺴﻠﺴـﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻴرﺠـﻰ‬

‫طرح ﻫذا اﻟﻤوﻀوع ﺒﺈﺨﺘﺼـﺎر ﻓﻴرﺠـﻰ اﻟرﺠـوع إﻟـﻰ إﺠﺎ�ـﺔ‬ ‫اﻟرﺠوع إﻟ�ﻪ ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺘﺎب ُ‬ ‫اﻟﺴؤاﻝ ‪0 319‬‬

‫‪ -2‬ﺘﻛـ ـ ﱠـررت ﻗﺼـ ــﺔ ﺨﻠـ ــق اﻹﻨﺴـ ــﺎن ﻓـ ــﻲ ﺴـ ــﻔر اﻟﺘﻛـ ــو�ن ﻓـ ــﻲ اﻹﺼـ ــﺤﺎح اﻷوﻝ واﻟﺜـ ــﺎﻨﻲ ‪،‬‬

‫واﻟﻘﺼﺘﺎن ﺘﻛﻤﻞ أﺤدﻫﻤﺎ اﻷﺨرى ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﻘﺼـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻨﻠﺘﻘـﻲ �ﻘﺼـﺔ ﺨﻠـق اﻟﻛـون ﻤﺠﻤﻠـﺔ ) ﺘـك‬

‫‪ ( 3 : 2 -1 : 1‬ﻓــﻲ اﻟﻴــوم اﻷوﻝ ) أو اﻟﺤﻘ�ــﺔ اﻷوﻟــﻰ ( رأﻴﻨــﺎ ﺤﺎﻟــﺔ اﻟﻔوﻀــﻰ واﻟﺨـراب أﻋﻘﺒﻬــﺎ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ ﺒﻴن اﻟﻨور واﻟظﻠﻤﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺜﺎﻨﻲ رأﻴﻨـﺎ اﻟﻔﺼـﻞ ﺒـﻴن اﻟﻤ�ـﺎﻩ ﻓـﻲ اﻟ�ﺤـﺎر واﻟﻤﺤ�طـﺎت‬

‫واﻟﻤ�ــﺎﻩ اﻟﺘــﻲ ﺘﺘﺠﻤــﻊ كﺒﺨــﺎر ﻓــﻲ اﻟﻐــﻼف اﻟﺠــوي ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً اﻟﻔﺼــﻞ ﺒــﻴن اﻟﻤ�ــﺎﻩ واﻟ�ﺎ�ﺴــﺔ ‪ ،‬وﻓــﻲ‬

‫اﻟﻴوم اﻟﺜﺎﻟث رأﻴﻨﺎ ﻨﺸﺄة اﻟﺤ�ﺎة اﻟﻨ�ﺎﺘ�ﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟرا�ﻊ رأﻴﻨﺎ ﻋﻤﻞ اﻟﺸﻤس واﻟﻘﻤر ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻴوم‬ ‫اﻟﺨﺎﻤس رأﻴﻨﺎ ﻨﺸﺄة اﻟﻛﺎﺌﻨﺎت اﻟ�ﺤر�ﺔ وطﻴور اﻟﺴـﻤﺎء ‪ ،‬وﻓـﻲ اﻟﻴـوم اﻟﺴـﺎدس رأﻴﻨـﺎ ﺨﻠـق ﺤﻴواﻨـﺎت‬

‫اﻷرض ‪ ،‬ﺜم ﺨﻠـق اﻹﻨﺴـﺎن كﺘـﺎج ﻟﻠﺨﻠ�ﻘـﺔ كﻠﻬـﺎ ‪ ،‬و�ﻴﻨﻤـﺎ ظﻬـرت ﺴـﺎﺌر اﻟﻤﺨﻠوﻗـﺎت كﺄﺠﻨﺎﺴـﻬﺎ ‪،‬‬

‫ﻓﺈن ﺨﻠق آدم ظﻬر �ﺼورة ﻓر�دة ﻤﻤﻴزة إذ ﺨﻠﻘﻪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺼورﺘﻪ كﺸﺒﻬﻪ ﻤﻊ ﺘﻤﻴﻴز ﺠﻨﺴﻪ ذكـ اًر‬

‫وأﻨﺜﻰ أﻤﺎ ﻓﻲ اﻹﺼﺤﺎح اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺠﺎء اﻟﺘركﻴز ﻋﻠﻰ ﺨﻠق اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬وﻋﻼﻗﺘﻪ �ﺎﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ �ﻌـ�ش‬

‫ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬و�زوﺠﺘﻪ ﺤواء‪0‬‬

‫وﺠﺎء ﻓـﻲ داﺌرة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ﺔ " ﻴﺨﺘﻠـﻒ اﻟﺴـ�ﺎق ﻓ ـﻲ اﻟﻘﺼـﺔ اﻟﺜﺎﻨ�ـﺔ ﻋﻨـﻪ ﻓـﻲ اﻷوﻟـﻰ )‬

‫ﺘــك ‪ ( 25 – 2 : 2‬ﻓﺎﻹﻨﺴــﺎن ﻫﻨــﺎ ﻟــ�س ﻫــو ذروة اﻟﺨﻠ�ﻘــﺔ ‪ ،‬وﻟﻛﻨــﻪ ﻤركزﻫــﺎ ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻤﺨﻠــوق ﻤــن‬

‫اﻟﺘراب وﻟﻛن ﻓﻲ أﻨﻔﻪ ﻨﺴﻤﺔ ﺤ�ﺎة ﻤـن ﷲ ) ﺘـك ‪ ( 7 : 2‬ﻴﺘﺴـﻠط ﻋﻠـﻰ كـﻞ اﻷﺸـ�ﺎء كﻨﺎﺌـب ﻋـن‬

‫ﷲ ﻋﻠ ــﻰ اﻷرض ‪ ،‬ﺘ ــدور اﻟﺨﻠ�ﻘ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻓﻠﻛ ــﻪ وﺘﺨﻀ ــﻊ ﻟﺴ ــﻠطﺎﻨﻪ‪ 0‬و�ﻀ ــﺎف إﻟ ــﻰ ذﻟ ــك وﺼ ــﻒ‬

‫ﻟﻠﻤــوطن اﻷوﻝ ﻟﻺﻨﺴــﺎن وﻋﻼﻗﺎﺘــﻪ اﻟﻌﺎﺌﻠ�ــﺔ ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﺘﺒــدو اﻟﻘﺼــﺔ اﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ – ﺒوﻀــوح – ﺘﻛﻤﻠــﺔ‬

‫ﻟﻸوﻟﻰ وﻟ�ﺴت ﻤﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻬﺎ ‪ ،‬ﻓوﺠوﻩ اﻹﺘﻔﺎق ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ‪ ،‬أﻛﺜر ﻤن وﺠوﻩ اﻹﺨـﺘﻼف ‪00‬‬

‫ﻓﺎﻷوﻟﻰ ﻗد ﺘُﺴﻤﻰ ﻨﻤوذﺠ�ـﺔ واﻟﺜﺎﻨ�ـﺔ ﻓﺴـﻴوﻟوﺠ�ﺔ‪ 0‬اﻷوﻟـﻰ ﻫـﻲ اﻟﻘﺼـﺔ اﻟﺸـﺎﻤﻠﺔ ﻟﺨﻠـق اﻹﻨﺴـﺎن ‪،‬‬ ‫اﻟﺠــﻨس اﻟ�ﺸــري ‪ ،‬اﻟﻨﻤــوذج ‪ ،‬أﻤــﺎ اﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ ﻓﻬــﻲ ﻨﺸــﺄة اﻹﻨﺴــﺎن ﻓــﻲ اﻟواﻗــﻊ ‪ ،‬ﻨﺸــﺄة آدم اﻟﺘــﺎر�ﺨﻲ "‬ ‫)‪0(1‬‬

‫‪F85‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪431 ، 430‬‬

‫‪- 153 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪152‬‬


‫‪� -3‬ﻘــوﻝ ﺒوﻨﻬـــوﻓر ‪ " Bonhoffer‬إذا كﻨــﺎ ﻓــﻲ ) اﻹﺼــﺤﺎح اﻷوﻝ ( ﻗــد رأﻴﻨــﺎ اﻹﻨﺴــﺎن‬

‫�ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻟ ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻨــﺎ ﻫﻨــﺎ ) ﻓــﻲ اﻹﺼــﺤﺎح اﻟﺜــﺎﻨﻲ ( ﻨــرى ﷲ �ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻟﻺﻨﺴــﺎن ‪ ،‬و�ﻌ�ــﺎرة أﺨــرى‬

‫ﻫﻨﺎك ﻓﻲ اﻹﺼﺤﺎح اﻷوﻝ ﺼورة ﺤ�ﺎة اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬كﺠزء ﻤن ﻤﻘﺎﺼد ﷲ �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟﻠﻛون ﺒرﻤﺘﻪ ‪،‬‬

‫أﻤﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ) اﻹﺼﺤﺎح اﻟﺜﺎﻨﻲ ( ﻓﻨرى ﷲ �ﻌﻤﻞ ﻨ�ﺎ�ﺔ ﻋن اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﻤن أﺠﻞ ﺨﻴـرﻩ‪ 0‬ﻫﻨـﺎك ‪،‬‬

‫ﻨراﻩ اﻟﺨﺎﻟق واﻟرب اﻟ�ﻌﻴد ﻋﻨﺎ ‪ ،‬أﻤﺎ ﻫﻨﺎ ‪ ،‬ﻓﻨراﻩ ﷲ اﻷب اﻟﻘر�ب ﻤﻨﺎ ‪ ،‬إﻟﻪ اﻟﻌﻬـد } ﻴﻬـوﻩ إﻴﻠـوﻫ�م‬

‫{ " ) ‪0(2) ( Dietrich Benhoffer in Geation and Fall‬‬ ‫‪F86‬‬

‫‪ -4‬ﻟو ﺼﺢ رأي " ﺠ�ﻤس ﻓر�زر " �ﺄن اﻟﻛﺎﺘب إﺴﺘﻤد ﻗﺼﺔ اﻟﺨﻠـق اﻷوﻟـﻰ ﻤـن اﻟﻤﺼـدر‬

‫اﻟﻛﻬﻨــوﺘﻲ اﻟــذي ﻴرﺠــﻊ ﻟﻠﻘــرن اﻟﺨــﺎﻤس ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد وﻗﺼــﺔ اﻟﺨﻠــق اﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ ﻤــن اﻟﻤﺼــدر اﻟﻴﻬــوي‬

‫اﻟذي ﻴرﺠﻊ ﻟﻠﻘـرن اﻟﺘﺎﺴـﻊ ﻗﺒـﻞ اﻟﻤـ�ﻼد ‪ ،‬ووﻀـﻌﻬﻤﺎ كﻤـﺎ ﻫﻤـﺎ ‪ ،‬ﻓﻠﻤـﺎذا ﻟـم �ﻀـﻊ اﻟﻛﺎﺘـب اﻟﻘﺼـﺔ‬ ‫اﻟﻴﻬود�ﺔ وﻫﻲ اﻷﻗدم أوﻻً ﻓﻲ اﻹﺼـﺤﺎح اﻷوﻝ ‪ ،‬ﺜـم �ﻀـﻊ اﻟﻘﺼـﺔ اﻟﻛﻬﻨوﺘ�ـﺔ وﻫـﻲ اﻷﺤـدث ﻓـﻲ‬

‫اﻹﺼﺤﺎح اﻟﺜﺎﻨﻲ ؟!!‬

‫س‪ : 344‬ﻫﻞ ﺨﻠق ﷲ اﻷﺸﺠﺎر ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺜﺎﻟث وﻗﺎﻝ ﷲ ﻟﺘﻨﺒت اﻷرض ﻋﺸ�ﺎً و�ﻘـﻼً‬ ‫ﻴﺒذر ﺒذ اًر وﺸﺠ اًر ذا ﺜﻤـر �ﻌﻤـﻞ ﺜﻤـ اًر ﻓ�ـﻪ كﺠﻨﺴـﻪ ‪ 00‬وكـﺎن ﻤﺴـﺎء وكـﺎن ﺼـ�ﺎح ﻴوﻤـﺎً‬ ‫ﺜﺎﻟﺜ ـﺎً " ) ﺘــك ‪ ( 13 – 11 : 1‬أم أﻨــﻪ ﺨﻠــق اﻷﺸــﺠﺎر ﻓــﻲ اﻟﻴــوم اﻟﺴــﺎ�ﻊ " كــﻞ ﺸــﺠر‬

‫اﻟﺒر�ﺔ ﻟم �كن �ﻌد ﻓﻲ اﻷرض وكﻞ ﻋﺸب اﻟﺒر�ــﺔ ﻟم ﻴﻨﺒت �ﻌد ﻷن اﻟرب اﻹﻟﻪ ﻟم �كـن‬

‫ﻗـد أﻤطـر ﻋﻠـﻰ اﻷرض ‪ 0‬وﻻ كـﺎن إﻨﺴﺎن ﻟﻌﻤﻞ اﻷرض " ) ﺘك ‪ ( 5 : 2‬؟‬

‫اﻟﺒﻴن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘوراﺘ�ـﺔ �ﺸـﺄن اﻟﺘﻛـو�ن ‪ ،‬أن ﻫﻨـﺎك‬ ‫�ﻘوﻝ د‪ 0‬ﺴﻴد اﻟﻘﻤﻨﻲ " ﻤن ّ‬ ‫رواﻴﺘﻴن أﺼﻠﻴﺘﻴن ﺘم دﻤﺠﻬﻤﺎ ﻓـﻲ ﻗﺼـﺔ واﺤـدة ‪ ،‬وﺘﺸـﻴر إﻟـﻰ ذﻟـك دﻻﺌـﻞ ﺸـﺎﻫدة ‪ 00‬ﻓـﻲ ﻤﺸـﻬد‬ ‫�ﻘوم ﻤن ُﻟّﻘب ﺒـ ) ﷲ ( أو ﻴﻬوﻩ ﺒﺈﻨ�ﺎت اﻟﻨ�ﺎت ﻓﻲ اﻷرض ‪ ،‬و�ﻀﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﻴواﻨﺎﺘﻬﺎ ود�ﺎ�ﺎﺘﻬـﺎ ‪،‬‬ ‫ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺸﻬد آﺨر ﻨﺠد ﺒر�ﺔ �ﻼ ﻋﺸب �ﻘوم اﻟرب اﻹﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺨﻠق آدم ‪ ،‬ﺜم ﻓﺠﺄة �ﻀﻌﻪ ﻓﻲ‬ ‫و�ﻔّﻠﺤﻬـﺎ و�ﻌﻤﻠﻬـﺎ و�ﺤﻔظﻬـﺎ ‪ ،‬وﻓ�ـﻪ ﻨ�ﺎﺘـﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ‪ ،‬أﻫﻤﻬـﺎ‬ ‫ﻤكﺎن أرﻀﻲ ُ�ﺴﻤﻰ اﻟﺠﻨﺔ ﻟﻴزرﻋﻬـﺎ ُ‬ ‫ﺸﺠرﺘﻴن ﺸﺠرة اﻟﻤﻌرﻓﺔ وﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة " )‪0(1‬‬ ‫‪F87‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﻜﻠﺲ ﻧﺴﻴﻢ – ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪71 ، 70‬‬ ‫ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪194 ، 193‬‬

‫‪- 154 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪153‬‬


‫و�ــرى دكﺘــور " ﻤـــور�س ﺒوكـــﺎي " أن اﻹﻨﺘﻘــﺎد اﻟوﺤﻴ ــد اﻟــذي �ﻤكــن أن ﻴوﺠــﻪ ﻟﻘﺼ ــﺔ‬

‫اﻟﺨﻠق اﻟﺘوراﺘ�ﺔ ﻫو ظﻬور اﻟﻨ�ﺎﺘﺎت واﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ آن واﺤد ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ " زرع ﷲ �ﺴﺘﺎﻨﺎً ﻓﻲ ﻨﻔـس‬

‫اﻟوﻗــت اﻟــذي ﺨﻠــق ﻓ�ــﻪ اﻹﻨﺴــﺎن " ) ﺘــك ‪ ( 8 : 2‬وﻫكــذا �ظﻬـر ﻋــﺎﻟم اﻟﻨ�ــﺎت ﻓــﻲ ﻨﻔــس وﻗــت‬ ‫ظﻬور اﻷﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻷرض ‪ ،‬وﻫذا ﻋﻠﻤ�ﺎً ﺨطﺄ ‪ :‬ﻓﻘد ظﻬر اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺤﻴن كﺎﻨـت‬

‫اﻷرض ﻤﻨــذ زﻤــن �ﻌﻴــد ﺤﺎﻤﻠــﺔ ﻟﻠﻨ�ﺎﺘــﺎت ‪ٕ ،‬وان كﻨــﺎ ﻻ ﻨﺴــﺘط�ﻊ أن ﻨﻘــوﻝ كــم ﻤــن ﻤﺌــﺎت ﻤﻼﻴــﻴن‬ ‫اﻟﺴﻨﻴن ﻗد ﻤرت ﺒﻴن اﻟﺤدﺜﻴن ‪ 0‬ذﻟك ﻫو اﻹﻨﺘﻘﺎد اﻟوﺤﻴد اﻟذي �ﻤكن ﺘوﺠﻴﻬﻪ إﻟﻰ اﻟﻨص اﻟﻴﻬوي‬

‫ﻟﻠﺨﻠــق ‪ ،‬ﻓ�ﻤــﺎ أﻨــﻪ ﻻ �ﺤــدد ﻓــﻲ اﻟــزﻤن ﻟﺤظــﺔ ﺨﻠــق اﻹﻨﺴــﺎن �ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ إﻟــﻰ ﺘﺸــكﻴﻞ اﻟﻌــﺎﻟم وﺘﺸــكﻞ‬

‫اﻷرض ‪ 00‬ﻓﺈﻨﻪ �ﻔﻠت ﻤن إﻨﺘﻘﺎد ﺨطﻴر كﺎن ﻴوﺠﻪ ﻟﻬذا اﻷﺨﻴر " )‪0(2‬‬ ‫‪F8‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻓﻲ اﻹﺼـﺤﺎح اﻷوﻝ ذكـر ﻤوﺴـﻰ اﻟﻨﺒـﻲ ﺨﻠـق اﻹﻨﺴـﺎن ) ﺘـك ‪ – 1 : 1‬ﺘـك ‪( 3 : 2‬‬

‫كﺠــزء ﻤــن ﻗﺼــﺔ اﻟﺨﻠــق ككــﻞ ‪ ،‬وﻷن اﻟﻬــدف ﻤــن اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘــﱠدس ﻫــو وﻀــﻊ أُﺴــس ﻟﻌﻼﻗــﺔ‬

‫اﻹﻨﺴــﺎن ﻤــﻊ ﷲ ‪ ،‬ﻟــذﻟك ﺒــدأ ﻤــن ﺘــك ‪� 4 : 2‬ﻘــص ﺒﺘﻔﺼــﻴﻞ أﻛﺜــر ﻗﺼــﺔ اﻹﻨﺴــﺎن آدم اﻷوﻝ ‪،‬‬

‫وكﻴــﻒ ﻋــﺎش ﻓــﻲ ﺠﻨــﺔ ﻋــدن ﻟ�ﻌﻤﻠﻬــﺎ و�ﺤﻔظﻬــﺎ ‪ ،‬ووﺼــ�ﺔ اﻟــرب ﻟــﻪ �ــﺄن ﻻ �ﺄﻛــﻞ ﻤــن ﺸــﺠرة‬

‫ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ‪ ،‬وﺘﺴﻤ�ﺔ آدم ﻟﻠﺤﻴواﻨﺎت واﻟطﻴور ‪ ،‬وﺨﻠﻘﺔ ﺤواء ﻤن ﻀﻠﻊ آدم ﻟﺘﻛن ﻤﻌﻴﻨـﺎً‬

‫ﻨظﻴ ـ اًر ﻟــﻪ ‪ ،‬ﻓﻌﻨــدﻤﺎ أﻋــﺎد ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﺨﺒــر إﻨ�ــﺎت اﻷﺸــﺠﺎر كــﺎن �ﻘﺼــد ذكــر ﺸــﺠرﺘﻲ اﻟﺤ�ــﺎة‬ ‫وﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸـر " وأﻨﺒت اﻟرب اﻹﻟﻪ ﻤن اﻷرض كﻞ ﺸـﺠرة ﺸـﻬ�ﺔ ﻟﻠﻨظـر وﺠﻴـدة ﻟﻸﻛـﻞ‪0‬‬

‫وﺸــﺠرة اﻟﺤ�ــﺎة ﻓــﻲ وﺴــط اﻟﺠﻨــﺔ وﺸــﺠرة ﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر " ) ﺘــك ‪ ( 9 : 2‬كﻤــﺎ أوﻀــﺢ‬

‫ﻤﺴﺌوﻟ�ﺔ اﻹﻨﺴﺎن ﺘﺠﺎﻩ ﻫـذﻩ اﻟﻨ�ﺎﺘـﺎت " وأﺨـذ اﻟـرب اﻹﻟـﻪ آدم ووﻀـﻌﻪ ﻓـﻲ ﺠﻨـﺔ ﻋـدن ﻟ�ﻌﻤﻠﻬـﺎ‬

‫و�ﺤﻔظﻬﺎ " ) ﺘك ‪ ( 15 : 2‬وواﻀﺢ ﻤن اﻹﺼـﺤﺎح اﻷوﻝ ‪ ،‬ﺒـﻞ واﻟﺜـﺎﻨﻲ أن ﷲ ﺨﻠـق اﻟﻨ�ﺎﺘـﺎت‬ ‫ﻗﺒــﻞ ﺨﻠــق اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻗــﺎﻝ اﻟــوﺤﻲ اﻹﻟﻬــﻲ " ووﻀــﻊ ) ﷲ ( ﻫﻨــﺎك ) أي ﻓــﻲ ﺠﻨــﺔ ﻋــدن‬

‫اﻟﺘﻲ ﺴﺒق وأﻋدﻫﺎ ﷲ ( آدم اﻟذي ﺠﺒﻠﻪ " ) ﺘك ‪0( 8 : 2‬‬

‫‪ -2‬ﷲ ﻟم ﻴﺨﻠق ﺸﻴﺌﺎً ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺴﺎ�ﻊ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ كﺎن ﻗد إﻨﺘﻬـﻰ ﻤـن أﻋﻤـﺎﻝ اﻟﺨﻠـق ﻓـﻲ اﻟﻴـوم‬ ‫اﻟﺴﺎدس ‪ٕ ،‬واﺴﺘراح ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺴﺎ�ﻊ ) ﺘك ‪ ( 3 ، 2 : 2‬واﻟذﻴن ﻴﺘوﻫﻤون أن ﷲ ﺨﻠـق اﻟﻨ�ﺎﺘـﺎت‬ ‫ﻓــﻲ اﻟﻴــوم اﻟﺴــﺎ�ﻊ �ﻌــد ﺨﻠﻘــﺔ اﻹﻨﺴــﺎن ﻓــﻲ اﻟﻴــوم اﻟﺴــﺎدس ﻴﺘﻐــﺎﻓﻠون كﻴــﻒ كــﺎن ﻤــن اﻟﻤﻤكــن أن‬

‫�ﻌــ�ش اﻹﻨﺴــﺎن واﻟﺤﻴـوان ﺒــدون أﻛﺴــﺠﻴن ؟! ‪ 00‬ﻟﻘــد رﺘــب ﷲ أن ﻴﺨﻠــق اﻟﻨ�ﺎﺘــﺎت أوﻻً ‪ ،‬وﺠﻌــﻞ‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪46‬‬

‫‪- 155 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪154‬‬


‫ﺘﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋكس ﺘﻨﻔس اﻹﻨﺴﺎن واﻟﺤﻴوان ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻨ�ﺎﺘﺎت ﺘﺄﺨذ ﺜﺎﻨﻲ أﻛﺴـﻴد اﻟﻛر�ـون ﻟﺘﺤـﺘﻔظ �ـﺎﻟﻛر�ون‬

‫وﺘطرد اﻷﻛﺴﺠﻴن أوكﺴﻴد اﻟﺤ�ﺎة ﻟﻺﻨﺴﺎن ) واﻟﺤﻴـوان أ�ﻀـﺎً ( اﻟـذي �ﺤﺼـﻞ ﻋﻠ�ـﻪ و�طـرد ﺜـﺎﻨﻲ‬ ‫أﻛﺴﻴد اﻟﻛر�ون اﻟذي ﺘﺤﺘﺎﺠﻪ اﻟﻨ�ﺎﺘﺎت ‪ ،‬وﻫكذا ﺘﺴﺘﻤر دورة اﻟﺤ�ﺎة‪0‬‬ ‫‪� -3‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤـﺎر ﻤﻴﻨـﺎ اﻟﻌـﺎﻤر " اﻟـﻨص واﻀـﺢ أن اﻷﺸـﺠﺎر ُﺨﻠﻘـت‬

‫ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺜﺎﻟث ) ﺘك ‪ ( 13 – 11 : 1‬أﻤﺎ اﻟﻨص " كﻞ ﺸﺠر اﻟﺒر�ﺔ ﻟم �كن �ﻌد ﻓـﻲ اﻷرض‬ ‫‪ ) " 00‬ﺘــك ‪ ( 5 : 2‬ﻓــﻼ ﻴــﺘﻛﻠم ﻋــن اﻟﻴــوم اﻟﺴــﺎ�ﻊ ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ﻴــﺘﻛﻠم ﻋــن اﻟﻴــوم اﻷوﻝ } ﻴــوم ﻋﻤ ــﻞ‬

‫اﻟرب اﻹﻟـﻪ اﻷرض واﻟﺴﻤوات { ) ﺘك ‪ ] " ( 4 : 2‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘـوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ اﻟدكﺘور ﻴوﺴﻴ ر�ـﺎض " ﻟﻘـد ﺨﻠـق ﷲ اﻷرض ﻟﻺﻨﺴـﺎن ‪ ،‬ﻟـذا أﺨـذ ﷲ‬

‫ﻓﻲ إﻋداد ﻫذﻩ اﻷرض ‪ ،‬وكﺎن ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻤراﺤﻞ ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬إﻨﻔﺼﺎﻟﻬﺎ ﻋن اﻟﺠﺴم اﻟﻤﺸﺘﻌﻞ ﻟﺘﺒدأ ﻓﻲ اﻟﺒرودة ﺘدر�ﺠ�ﺎً‪0‬‬ ‫ب – ظﻬور اﻟ�ﺎ�ﺴﺔ وﺘﺠﻤﻊ اﻟﻤ�ﺎﻩ ﻓﻲ ﻤكﺎن واﺤد‪0‬‬

‫ﺠـ‪ -‬إﻨﻘﺸﺎع اﻷﺒﺨرة ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻠﻀوء – دﻋﺎﻤﺔ اﻟﺤ�ﺎة – �ﺎﻟدﺨوﻝ إﻟﻴﻬﺎ‪0‬‬

‫وﺨﻠﻘـت اﻟﻨ�ﺎﺘـﺎت ﺘـدر�ﺠ�ﺎً أوﻻً اﻟﻌﺸـب ‪ ،‬ﺜـم �ﻌـد‬ ‫د ‪� -‬ﻌد ذﻟك كـﺎن ﻟﻠﻨ�ﺎﺘـﺎت أن ﺘظﻬـر ‪ُ ،‬‬ ‫ذﻟك اﻟﻨ�ﺎﺘﺎت ذات اﻟﺒذور ‪ ،‬وأﺨﻴ اًر اﻷﺸﺠﺎر‪0‬‬ ‫أﻤﺎ ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ) ﺘك ‪ ( 5 – 4 : 2‬ﻓﻴﺘﺤدث ﻋن اﻟﻴوم اﻷوﻝ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤدﻴث ﻋن ﻤ�ـﺎدئ‬

‫اﻟﺴ ــﻤوات واﻷرض ﺤ ــﻴن ُﺨﻠﻘ ــت ‪ ،‬أي ﻓ ــﻲ اﻟﺒ ــدء ﻋﻨ ــدﻤﺎ كﺎﻨ ــت اﻷرض ﻋ� ــﺎرة ﻋ ــن كﻤ� ــﺔ ﻤ ــن‬ ‫اﻷﺒﺨ ـرة اﻟﻤﻠﺘﻬ�ــﺔ ‪ ،‬ﻓﺒــدﻴﻬﻲ ﻟــم ﺘوﺠــد أي ﻨ�ﺎﺘــﺎت وﻟــم ﺘﻛــن اﻷرض ﻤﺠﻬ ـزة ﺤﻴﻨــذاك ﻟﻠز ارﻋــﺔ ‪،‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻤــﺎء اﻟــذي كــﺎن ﻴﻨــزﻝ ﻟ�ﻐﻠــﻒ اﻷرض كــﺎن ﻤــﺎءاً ﺴــﺎﺨﻨﺎً ﺠــداً ‪ ،‬ﻓﻬــو ﺒﺨــﻼف اﻟﻤطــر اﻟﻌــﺎدي‬

‫اﻟذي ﺴﻘط �ﻌد ذﻟك ‪ ،‬ﻓﻤن أﻴن أﺘﻰ اﻟﻤﻌﺘـرض �ﻘوﻟـﻪ �ـﺄن اﻟﻨ�ﺎﺘـﺎت ُﺨﻠﻘـت ﻓـﻲ اﻟﻴـوم اﻟﺴـﺎ�ﻊ " ]‬ ‫ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺘوﻓﻴق ﻓرج ﻨﺨﻠﺔ " ﻤﺘﻰ ﺨﻠق ﷲ اﻷﺸﺠﺎر ؟ ‪ 00‬ﺒـدأت اﻟﺤ�ـﺎة اﻟﻨ�ﺎﺘ�ـﺔ‬

‫ﻓــﻲ اﻟﻴــوم اﻟﺜﺎﻟــث ) ﺘــك ‪ ( 15 – 13 : 1‬ﻋﻠــﻰ ﺜــﻼث درﺠــﺎت ‪ ،‬ﻋﺸــب ‪� ،‬ﻘــوﻝ ‪ ،‬أﺸﺠـ ـﺎر ‪،‬‬ ‫وكﺎﻨت ﻟوازم اﻟﻨ�ﺎﺘﺎت ﻗد ﺘوﻓرت وﻫﻲ اﻟﺘر�ـﺔ واﻟﻬـواء واﻟﻤـﺎء واﻟﻨـور ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻓـﻲ ) ﺘـك ‪( 5 : 2‬‬

‫ﻟ ـم �كــن اﻟﻘﺼــد ﻤــن إﻋــﺎدة ﻨ�ــﺄ ﺨﻠــق اﻟﻨ�ﺎﺘــﺎت ﻨ�ــﺄ اﻟﺨﻠــق اﻷﺼــﻠﻲ ) ﺘــك ‪ ( 12 : 1‬وﻟﻛــن كــﺎن‬ ‫‪- 156 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪155‬‬


‫اﻟﻘﺼــد ذكـ ْـر ﻤــﺎ ﻤﻀــﻰ ﻤــن أﻋﻤــﺎﻝ اﻟﺨﻠــق " ) اﻟﺴــﻨن اﻟﻘــو�م ﻓــﻲ ﺘﻔﺴــﻴر ﺘــك ‪ ] ( 5 : 2‬ﻤــن‬ ‫إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪ -6‬وﺘﻌﻠ�ﻘـ ـﺎً ﻋﻠ ــﻰ ﻤ ــﺎ ﺠ ــﺎء ﻓ ــﻲ اﻹﺼ ــﺤﺎح اﻟﺜ ــﺎﻨﻲ ) ﺘ ــك ‪� ( 6 – 5 : 2‬ﻘ ــوﻝ " ﺘﺸ ــﺎرﻟز‬

‫ﻤﺎﻛﻨﺘوش " ‪� " 00‬ﺤدﺜﻨﺎ روح ﷲ ﻋـن اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ اﻟﻨ�ﺎﺘ�ﺔ وظروﻓﻬﺎ ﻗﺒﻞ ظﻬـور آدم ﻓـﻲ اﻟﻤﺸـﻬد ‪0‬‬ ‫وواﻀﺢ أن ﻤﺎ ﻨﻘرؤﻩ ﻫو وﺼﻒ ﻟﻨ�ﺎﺘﺎت وأﻋﺸﺎب ﻫﻲ ﻨﺘـﺎج اﻟﻴـوم اﻟﺜﺎﻟـث ‪ ،‬ﻴـوم أﻨﺒﺘﺘﻬـﺎ اﻷرض‬

‫وأﺨرﺠﺘﻬﺎ كﺎﻤﻠﺔ اﻟﻨﻤـو ‪ ،‬وﻟـ�س ﻨﺘـﺎج اﻟﺒـذر كﻤـﺎ ﻓـﻲ ﻴوﻤﻨـﺎ ‪ٕ ،‬واﻨﻤـﺎ ﻗﺼـد اﻟـروح اﻟﻘـدس أن �ﻘـدم‬ ‫ﻟﻨﺎ ﻫذا اﻟوﺼﻒ ‪ 00‬ﻓﻘـد كـﺎن ﻤـن اﻷﻫﻤ�ـﺔ �ﻤكـﺎن أن �ﻌـرف اﻹﻨﺴـﺎن أن اﻟـرب اﻹﻟـﻪ ﻟـم �ﻌﻤـﻞ‬

‫ﻓﻘط اﻷرض واﻟﺴﻤوات ‪ 00‬ﺒﻞ أﻨﻪ كذﻟك ﻋﻤﻞ كـﻞ ﺸـﺠر اﻟﺒر�ـﺔ ﻗﺒـﻞ أن ﺘﻛـون ﻋﻠـﻰ اﻷرض ‪،‬‬ ‫وكذﻟك كﻞ ﻋﺸب اﻟﺒر�ﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺘﻨﺒت " )‪0(1‬‬ ‫‪F89‬‬

‫س‪ : 345‬ﻫﻞ ﺨﻠق ﷲ اﻟﺤﻴواﻨـﺎت ﻗﺒـﻞ اﻹﻨﺴـﺎن ) ﺘـك ‪ ( 31 – 24 : 1‬أم أﻨـﻪ ﺨﻠـق‬

‫اﻟﺤﻴواﻨﺎت �ﻌـد اﻹﻨﺴـﺎن ) ﺘـك ‪ ( 9 – 7 : 2‬وﻫـﻞ ﻴﺘﺴـﺎوى اﻹﻨﺴـﺎن ﻤـﻊ اﻟﺤﻴـوان ﻷن‬

‫ﻟﻛﻞ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻨﻔس ﺤ�ﺔ ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬كﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻤ ار اًر وﺘﻛ ار اًر أﻨـﻪ ﻓـﻲ ) ﺘـك ‪ ( 31 – 24 : 1‬ذكـر ﻤوﺴـﻰ اﻟﻨﺒـﻲ ﻗﺼـﺔ ﺨﻠـق‬

‫اﻹﻨﺴ ــﺎن كﺠ ــزء ﻤ ــن ﻗﺼ ــﺔ اﻟﺨﻠ�ﻘ ــﺔ كك ــﻞ ‪ ،‬وﻓ ــﻲ اﻹﺼ ــﺤﺎح اﻟﺜ ــﺎﻨﻲ ﺒ ــدأ �ﺸ ــرح و�ﻔﺼ ــﻞ ﺨﻠ ــق‬

‫اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬وﻓ�ﻪ أﻋﺎد ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺨﻠـق ﷲ ﻟﻠﺤﻴواﻨـﺎت ‪ 00‬ﻟﻤـﺎذا ؟ ﻷﻨـﻪ كـﺎن �ﻘﺼـد أن ﻴﺨﺒرﻨـﺎ‬ ‫�ﻘﺼﺔ ﺘﺴﻤ�ﺔ آدم ﻟﻬذﻩ اﻟﺤﻴواﻨﺎت وﺘﻠك اﻟطﻴور ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً ﻟﻴوﻀﺢ ﻟﻨﺎ أﻨﻪ ﻻ ﻴوﺠـد أي كـﺎﺌن ﻤـن‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻛﺎﺌﻨﺎت كﺎن ﻤﻌﺎدﻻً وﻨظﻴ ـ اًر ﻹﺒﻴﻨﺎ آدم ) ﺘك ‪ ( 20 ، 19 : 2‬وﻋﻨدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ " وﺠﺒـﻞ اﻟـرب‬

‫اﻹﻟﻪ ﻤن اﻷرض كﻞ ﺤﻴواﻨﺎت اﻟﺒر�ﺔ وكﻞ طﻴور اﻟﺴﻤﺎء " ) ﺘـك ‪ ( 19 : 2‬ﺠـﺎء ﻓﻌـﻞ " ﺠﺒـﻞ‬

‫" ﻓــﻲ اﻟﻤﺎﻀــﻲ اﻟﺘــﺎم ‪ ،‬ﻓﻬــو �ﻌﻨــﻲ أن ﷲ كــﺎن ﻗــد ﺠﺒــﻞ ‪ ،‬كﻤــﺎ ﺠــﺎء ﻓــﻲ ﺘرﺠﻤــﺔ كﻠﻤــﺔ اﻟﺤ�ــﺎة "‬

‫وكﺎن اﻟرب اﻹﻟﻪ ﻗد ﺠﺒـﻞ ﻤـن اﻟﺘـراب كـﻞ وﺤـوش اﻟﺒر�ـﺔ وطﻴـور اﻟﺴـﻤﺎء وأﺤﻀـرﻫﺎ إﻟـﻰ آدم‬ ‫ﻟﻴرى �ﺄي أﺴﻤﺎء ﻴدﻋوﻫﺎ " ) ﺘك ‪0( 19 : 2‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " اﻟذي ظن أن ﷲ ) �ﺤﺴب ﺘك ‪ ( 19 : 2‬ﺨﻠق‬

‫اﻟﺤﻴـوان �ﻌــد اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﻗــد ظــن ذﻟــك ﻷﻨــﻪ ﻗـ أر اﻹﺼــﺤﺎح ﺒــدون وﻋــﻲ وﻻ إﻨﺘ�ــﺎﻩ ‪ ،‬ﻓــﺎﻟوﺤﻲ ﻫﻨــﺎ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪59 ، 58‬‬

‫‪- 157 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪156‬‬


‫�ﺼــﻒ �ﻌــض اﻟﺘﻔﺎﺼــﻴﻞ ﻋﻤــﺎ ﺴــﺒق ذك ـرﻩ ﻓــﻲ ) ﺘــك ‪ ( 25 ، 24 : 1‬إذ ﻴــﺘﻛﻠم ﻋــن ﺨﻠﻘــﺔ آدم‬ ‫وﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﻟﻠﺤﻴواﻨﺎت " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻻ ﻴﺘﺴــﺎوى اﻹﻨﺴــﺎن ﻤــﻊ اﻟﺤﻴـوان ﻷن كــﻞ ﻤﻨﻬﻤــﺎ ﻨﻔــس ﺤ�ــﺔ ‪ ،‬إذ أن ﺨﻠــق اﻹﻨﺴــﺎن ﻴﺨﺘﻠــﻒ‬

‫ﻋــن ﺨﻠــق اﻟﺤﻴـوان ‪ 00‬كﻴــﻒ ُﺨﻠﻘــت اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ؟ ‪ " 00‬وﻗــﺎﻝ ﷲ ﻟﺘﺨــرج اﻷرض ذوات أﻨﻔــس‬ ‫ﺤ�ــــﺔ كﺠﻨﺴــــﻬﺎ ﺒﻬــــﺎﺌم ودﱠ�ﺎ�ــــﺎت ووﺤــــوش أرض كﺄﺠﻨﺎﺴــــﻬﺎ ‪ 0‬ﻓﻌﻤــــﻞ ﷲ وﺤــــوش اﻷرض‬

‫كﺄﺠﻨﺎﺴﻬﺎ واﻟﺒﻬﺎﺌم كﺄﺠﻨﺎﺴﻬﺎ وﺠﻤ�ﻊ دﱠ�ﺎ�ﺎت اﻷرض كﺄﺠﻨﺎﺴـﻬﺎ " ) ﺘـك ‪ ( 25 ، 24 : 1‬أﻤـﺎ‬

‫اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻠم ُﻴﺨﻠق ﺒﻬذﻩ اﻟطر�ﻘﺔ ﻷﻨﻪ ٕوان ﺘﺴﺎوى ﻤﻊ اﻟﺤﻴواﻨﺎت ﻤن ﺠﻬﺔ اﻟﺠﺴد ﻷﻨـﻪ ُﺠﺒـﻞ ﻤـن‬ ‫ﺘراب اﻷرض ‪ ،‬إﻻﱠ أﻨﻪ ﺤﻤﻞ ﻨﻔﺨﺔ إﻟﻬ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟ " ﻨﻔﺦ ﻓﻲ أﻨﻔﻪ ﻨﺴﻤﺔ ﺤ�ﺎة‪ 0‬ﻓﺼﺎر آدم ﻨﻔﺴـﺎً‬ ‫ﺤ�ﺔ " ) ﺘـك ‪ ( 7 : 2‬ﻓـﺂدم ﻟـم �ﺼـر ذو ﻨﻔـس ﺤﱠ�ـﺔ إﻻﱠ ﺒﻨﻔﺨـﺔ ﷲ اﻟﻘـدﻴر ‪ ،‬إذاً اﻟﻔـﺎرق ﻫﻨـﺎ ﺒـﻴن‬ ‫اﻹﻨﺴﺎن واﻟﺤﻴوان اﻟﻨﻔﺨﺔ اﻹﻟﻬ�ـﺔ " ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻨﺎس روﺤﺎً وﻨﺴـﻤﺔ اﻟﻘـدﻴر ﺘﻌّﻘﻠﻬـم " ) أي ‪: 32‬‬

‫‪0( 8‬‬

‫س‪ : 346‬ﻫﻞ ﺨﻠق ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻴـوم اﻟﺴـﺎدس " وﻗـﺎﻝ ﷲ ﻨﻌﻤـﻞ اﻹﻨﺴـﺎن ﻋﻠـﻰ‬

‫ﺼــورﺘﻨﺎ كﺸــﺒﻬﻨﺎ ‪ 00‬ﻓﺨﻠــق ﷲ اﻹﻨﺴــﺎن ﻋﻠــﻰ ﺼــورﺘﻪ ‪ 0‬ﻋﻠــﻰ ﺼــورة ﷲ ﺨﻠﻘــﻪ ذكـ اًر‬ ‫وأﻨﺜﻰ ﺨﻠﻘﻬم ‪ 00‬وكﺎن ﻤﺴﺎء وكـﺎن ﺼـ�ﺎح ﻴوﻤـﺎً ﺴﺎدﺴـﺎً " ) ﺘـك ‪ ( 31 – 26 : 1‬أم‬

‫أﻨﻪ ﺨﻠق اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺴﺎ�ﻊ " ﻓﺄﻛﻤﻠت اﻟﺴﻤوات واﻷرض وكﻞ ﺠﻨدﻫﺎ ‪ 00‬وﻓـرغ‬

‫ﷲ ﻓـﻲ اﻟﻴــوم اﻟﺴـﺎ�ﻊ ﻤــن ﻋﻤﻠـﻪ اﻟــذي ﻋﻤـﻞ ‪ 0‬ﻓﺎﺴــﺘراح ﻓـﻲ اﻟﻴــوم اﻟﺴـﺎ�ﻊ ‪ 00‬وﺠﺒــﻞ‬ ‫اﻟرب اﻹﻟﻪ آدم ﺘرا�ﺎً ﻤن اﻷرض وﻨﻔﺦ ﻓﻲ أﻨﻔﻪ ﻨﺴﻤﺔ ﺤ�ـﺎة ﻓﺼـﺎر آدم ﻨﻔﺴـﺎً ﺤﱠ�ـﺔ " )‬

‫ﺘك ‪ ( 7 -1 : 2‬؟‬

‫و�ﻘــوﻝ دكﺘــور ﺴــﻴد اﻟﻘﻤﻨــﻲ " ﺜــم ظﻬــر ﺘﻀــﺎرب آﺨــر ﺒــﻴن اﻟﻘﺼــﺘﻴن ‪ ،‬ﻓــﻲ كﻨــﻪ ﻋﻤﻠ�ــﺔ‬

‫اﻟﺨﻠــق ذاﺘﻬــﺎ ‪ ،‬ﻓــﺎﻟ ﻴﺘﺨــذ ﻓــﻲ كــﻞ ﻤـرة ﻗـ ار اًر ﻟﻠﺨﻠــق �ﺎﻟﻛﻠﻤــﺔ ﻓﻘــط ‪ ،‬ﻟﻛﻨــﻪ ﻓــﻲ كــﻞ ﻤـرة كــﺎن ﻴﺘ�ــﻊ‬ ‫كﻠﻤﺘﻪ اﻟﺨﺎﻟﻘﺔ �ﻌﻤﻞ ﻴدوي ﻤن ﺼﻨﻊ ﻴد�ـﻪ ﻹﻴﺠـﺎد اﻟﺸـﺊ اﻟﻤـراد ﺨﻠﻘـﻪ } وﻗـﺎﻝ ﷲ ﻟـ�كن ﺠﻠـد ‪00‬‬

‫ﻓﻌﻤﻞ ﷲ اﻟﺠﻠد ‪ ،‬وﻗﺎﻝ ﷲ ﻟﺘﻛن أﻨوار ‪ 00‬ﻓﻌﻤﻞ ﷲ اﻟﻨور�ن اﻟﻌظ�ﻤﻴن‪ 00‬إﻟﺦ { " )‪0(1‬‬ ‫‪F90‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪195‬‬

‫‪- 158 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪157‬‬


‫ج ‪ -1 :‬ﺨﻠق ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺴﺎدس ‪ ،‬وﻫـذا ﻤـﺎ ذكـرﻩ اﻹﺼـﺤﺎح اﻷوﻝ ) ﺘـك ‪26 : 1‬‬

‫– ‪ ( 31‬أﻤ ــﺎ ﻤ ــﺎ ذكـ ـرﻩ اﻟﻨﺎﻗ ــد � ــﺄن ﺴ ــﻔر اﻟﺘﻛ ــو�ن ﺼ ــرح ﻓ ــﻲ اﻹﺼ ــﺤﺎح اﻟﺜ ــﺎﻨﻲ � ــﺄن ﷲ ﺨﻠ ــق‬ ‫اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺴﺎ�ﻊ ‪ ،‬ﻓذﻟك ﻤﻐﺎﻟطﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻔﻘرة اﻟﺘﻲ أوردﻫﺎ ) ﺘـك ‪ ( 7 – 1 : 2‬ﺘﺸـﻤﻞ‬

‫‪:‬‬ ‫أوﻻً ‪ :‬إﻨﺘﻬﺎء ﷲ ﻤن اﻟﺨﻠق وﻟذﻟك ﻗﺎﻝ " وﻓـرغ ﷲ ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺴﺎ�ﻊ ﻤن ﻋﻤﻠﻪ اﻟذي ﻋﻤـﻞ "‬ ‫) ﺘك ‪0( 2 : 2‬‬

‫ﺜﺎﻨ�ﺎً ‪ :‬إﻋﺎدة ﺘﻔﺼﻴﻠ�ﺔ ﻟ�ﻌض أﺤداث اﻟﺨﻠق اﻟﺘﻲ ﺠﺎءت ﻤﺠﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﺼﺤﺎح اﻷوﻝ ‪ ،‬و�ﺒدأ‬ ‫ﻫـذا اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻤن ) ﺘك ‪ ( 4 : 2‬ﻟﻨﻬﺎ�ﺔ اﻹﺼـﺤﺎح ‪ ،‬ﻓﻤـﺜﻼً ﻓـﻲ ) ﺘـك ‪27 ، 26 : 1‬‬

‫( ذكر ﺨﻠق ﷲ ﻟﻺﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺼورﺘﻪ كﺸﺒﻬﻪ ‪ ،‬أﻤﺎ ﻓﻲ اﻹﺼﺤﺎح اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻘدم ﻤوﺴﻰ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ﺘوﻀ�ﺤﺎً أﻛﺜر إذ �ﻘوﻝ " وﺠﺒﻞ اﻟـرب اﻹﻟـﻪ آدم ﺘراﺒــﺎً ﻤـن اﻷرض ‪ 0‬وﻨﻔـﺦ ﻓـﻲ‬

‫أﻨﻔﻪ ﻨﺴﻤﺔ ﺤ�ﺎة ﻓﺼﺎر آدم ﻨﻔﺴﺎً ﺤﱠ�ﺔ " ) ﺘك ‪0( 7 : 2‬‬

‫ﻟﻘــد ﻀــم اﻟﻨﺎﻗــد اﻟﺨﺒ ـر�ن ﻤﻌ ـﺎً ﺴ ـواء �ﻘﺼــد أو ﺒــدون ‪ ،‬وﺨــرج ﺒﻨﺘﻴﺠــﺔ وﻫــﻲ أن ﻫﻨــﺎك‬ ‫اﻟﻨﱠﻘ ــﺎد إﱠدﻋـ ـوا أن ﺴ ــﻔر اﻟﺘﻛ ــو�ن ﺼ ــرح � ــﺄن ﷲ ﺨﻠ ــق آدم ﻓ ــﻲ اﻟﻴ ــوم‬ ‫ﺘﻨ ــﺎﻗض ‪ ،‬ﺒ ــﻞ أن �ﻌ ــض ُ‬

‫اﻟﺨﺎﻤس ‪ ،‬وﻟﻛ�ﻤﺎ ﻴﺜﺒت دﻋواﻩ اﻟ�ﺎطﻠﺔ إﻗﺘطﻊ اﻵ�ـﺔ " وكـﺎن ﻤﺴﺎء وكﺎن ﺼ�ﺎح ﻴوﻤـﺎً ﺨﺎﻤﺴـﺎً "‬

‫) ﺘـ ــك ‪ ( 23 : 1‬وأﻀـ ــﺎف إﻟﻴﻬـ ــﺎ اﻵ�ـ ــﺎت ) ﺘـ ــك ‪ ( 27 – 24 : 1‬اﻟﺘـ ــﻲ ﺘﺘﺤـ ــدث ﻋـ ــن ﺨﻠـ ــق‬ ‫اﻟﺤﻴواﻨﺎت واﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬وﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋن ﻋﻤد اﻵﻴـﺔ " وكـﺎن ﻤﺴﺎء وكﺎن ﺼ�ﺎح ﻴوﻤﺎً ﺴﺎدﺴﺎً " ) ﺘك‬

‫‪0( 31 : 1‬‬ ‫‪� -2‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ ﺘ�ﻤوﺜﺎوس اﻟﺴر�ﺎﻨﻲ " ﻓﻲ اﻹﺼﺤﺎح اﻷوﻝ أوﻀﺢ أن ﷲ ﺨﻠـق اﻹﻨﺴـﺎن‬

‫ﻋﻠــﻰ ﺼــورﺘﻪ كﺸــﺒﻬﻪ ‪ ،‬أي ﻟــﻪ روح ﺨﺎﻟــدة ﻋﺎﻗﻠــﺔ ﻤر�ــدة ‪ ،‬ﻟﻬــﺎ ﺤر�ــﺔ وﺴــﻠطﺔ ﻋﻠــﻰ ﻏﻴرﻫــﺎ ﻤــن‬

‫اﻟﻛﺎﺌﻨﺎت ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻹﺼﺤﺎح أﺠﻤﻞ ﷲ ﺨﻠﻘﺔ اﻹﻨﺴﺎن كﺠزء ﻤن ﻗﺼﺔ اﻟﺨﻠ�ﻘﺔ كﻠﻬﺎ‪ 0‬أﻤـﺎ ﻓـﻲ‬

‫اﻹﺼﺤﺎح اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻘد أوﻀﺢ ﺨﻠق آدم ﻤن ﺘـراب اﻷرض ‪ ،‬ﺜـم كﻴـﻒ ﻨﻔـﺦ ﷲ ﻓ�ـﻪ ﻨﺴـﻤﺔ ﺤ�ـﺎة ‪،‬‬

‫وأ�ﻀﺎً طر�ﻘﺔ ﺨﻠق ﺤواء ﻤن ﻀﻠﻊ ﻤن ﻀﻠوع آدم ‪ ،‬وﺸﻌور آدم ﻗﺒﻞ ﺨﻠق ﺤواء و�ﻌـدﻩ ‪ 0‬كﻤـﺎ‬

‫ورد ﻓﻲ اﻹﺼﺤﺎح اﻟﺜﺎﻨﻲ ﺘﺴﻤ�ﺔ آدم ﻟﻠﺤﻴواﻨﺎت واﻟطﻴور ‪ ،‬وﺘﺴﻤ�ﺔ ﺤواء ‪ ،‬واﻟﻤكﺎن اﻟذي ﻋﺎش‬

‫‪- 159 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪158‬‬


‫ﻓ�ــﻪ ‪ ،‬واﻟﻌﻤــﻞ اﻟــذي أُﺴــﻨد ﻟــﻪ ‪ ،‬واﻟوﺼــ�ﺔ اﻟﺘــﻲ أُﻋطﻴــت ﻟــﻪ ‪ ،‬وﻫــذا رد ﻋﻠــﻰ اﻟﻘــﺎﺌﻠﻴن �ــﺄن ﻫﻨــﺎك‬

‫ﺘﻛرار ﻟﻠﻘﺼﺔ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور اﻟ�ﺎﺤــث ﻤــﻼك ﺸــوﻗﻲ اﺴــكﺎروس " أن ﷲ ﺨﻠــق اﻹﻨﺴــﺎن ﻓــﻲ اﻟﻴــوم‬

‫اﻟﺴﺎدس ) ﺘك ‪ ( 31 – 26 : 1‬أﻤﺎ ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻹﺼـﺤﺎح اﻟﺜـﺎﻨﻲ ) ﺘـك ‪ ( 7 : 2‬ﻓﻘـد أوﻀـﺢ‬ ‫كﻴــﻒ ﺨﻠــق ﷲ آدم ) ﻓــﻲ اﻟﻴــوم اﻟﺴــﺎدس ( ﻤــن ﺘـراب اﻷرض اﻟــذي �ﺤﺘــوي ﻋﻠــﻰ كــﻞ اﻟﻌﻨﺎﺼــر‬ ‫اﻟداﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﺘركﻴب اﻟﺠﺴد اﻟ�ﺸري ‪ ،‬وﻟم �ﺄﻤر ﷲ اﻷرض ﺒﺈﺨراج آدم كﻤﺎ ﺤدث ﻤﻊ اﻟﺤﻴواﻨﺎت‬

‫‪ ،‬ﺒﻞ أﺨذ ﺒذاﺘﻪ اﻟﺘراب ‪ ،‬وﻨﻔﺦ ﻓ�ﻪ ﻨﺴـﻤﺔ ﺤ�ـﺎة ‪ ،‬ﻓﺨـرج آدم ﻤﺨﺘﻠﻔـﺎً ﻋﻤـﺎ ﺴـ�ﻘﻪ ﻤـن ﻤﺨﻠوﻗـﺎت ‪،‬‬

‫ﻷن ﺠﻤ�ﻌﻬﺎ إﻟﻰ زواﻝ‪ 0‬أﻤﺎ آدم ﻓﻠﻪ روح ﺨﺎﻟـدة ﻻ ﺘﻔﻨـﻰ وﻻ ﺘـزوﻝ " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ ﺴـﻔر‬ ‫اﻟﺘﻛو�ن [ ‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘــوﻝ اﻷﺴـــﺘﺎذ اﻟـــدكﺘور ﻴوﺴـــﻴ ر�ـــﺎض إن " اﻟﺴ ـؤاﻝ ُﻤﻘــﱠدم �ﺴــوء ﻨ�ــﺔ ﻷن اﻟﻛﺘــﺎب‬ ‫اﻟﻤﻘﱠدس ﻟم ﻴذكر أن اﻹﻨﺴﺎن ُﺨﻠق ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺴﺎ�ﻊ ‪ 0‬ﻟﻘـد ﺨﻠق ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ﻓـﻲ اﻟﻴـوم اﻟﺴـﺎدس‬ ‫‪ ،‬وﻟم ﺘﻛن ﻫﻨﺎك ﺨﻠﻘﺔ ﻗط ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺴـﺎ�ﻊ ‪ ،‬ﻓﻬـو ﺴـﺒت ﻟﻠـرب ‪ ،‬وﻤـﺎ ﺠـﺎء ﻓـﻲ ) ﺘـك ‪( 7 : 2‬‬ ‫ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺨﺒرﻨﺎ �ك�ﻔ�ﺔ ﺨﻠق اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬و�ﺠـب أن ﻨﻼﺤـظ أن ﻤوﺴـﻰ اﻟﻨﺒـﻲ إذ �ﺴـرد أﺤـداث اﻟﺨﻠﻘـﺔ‬

‫ﻴذكر أوﻻً ﺨطﺔ ﷲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬ﺜم �ﻌد ذﻟك ﻴذكر اﻟﻌﻤ ـﻞ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً ﻓﻲ ) ﺘـك ‪" ( 26 : 1‬‬

‫وﻗﺎﻝ ﷲ ﻨﻌﻤﻞ اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺼورﺘﻨﺎ كﺸﺒﻬﻨﺎ " ‪ ،‬وﻓﻲ ) ﺘـك ‪ " ( 27 : 1‬ﻓﺨﻠق ﷲ اﻹﻨﺴﺎن‬

‫ﻋﻠﻰ ﺼورﺘﻪ " ‪ 0‬أﻤـﺎ ك�ﻔ�ـﺔ ﺨﻠـق اﻹﻨﺴـﺎن ﻓﻘ ـد ﺠـ ـﺎء ﻓـﻲ ) ﺘـك ‪ 0 ( 7 : 2‬وﻤﺜـﺎﻝ آﺨـر ﻓـﻲ )‬

‫ﺘك ‪ " ( 18 : 2‬وﻗﺎﻝ اﻟرب اﻹﻟﻪ ﻟ�س ﺠﻴــداً أن �كون آدم وﺤدﻩ ‪ 0‬ﻓﺄﺼﻨﻊ ﻟﻪ ﻤﻌﻴﻨﺎً ﻨظﻴرﻩ "‬

‫أﻤﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻓكﺎن ﻓﻲ ) ﺘـك ‪ " ( 21 : 2‬ﻓﺄوﻗﻊ اﻟرب اﻹﻟﻪ ﺜ�ﺎﺘـﺎً ﻋﻠـﻰ آدم ﻓﻨـﺎم ‪ 0‬ﻓﺄﺨـذ واﺤـدة‬ ‫ﻤــن أﻀــﻼﻋﻪ وﻤــﻸ ﻤكﺎﻨﻬــﺎ ﻟﺤﻤ ـﺎً " ‪ ] " 00‬ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن [‪ 0‬و�ﻬــذا �كــون‬ ‫اﻷﺴﺘﺎذ اﻟدكﺘور ﻴوﺴﻴ ر�ﺎض ﻗد رد ﻋﻠﻰ إﻋﺘراض د‪ 0‬ﺴـﻴد اﻟﻘﻤﻨـﻲ �ﺸـﺄن ﺘﻛـرار اﻟﻌﻤـﻞ ﺘـﺎرة‬

‫�ﺎﻟﻛﻠﻤــﺔ وأﺨــرى �ﺎﻟﻔﻌــﻞ ‪ ،‬ﻤــﻊ ﻤﻼﺤظــﺔ أن اﻟــدكﺘور ﻴوﺴــﻴ ﻟــم �طﻠــﻊ ﻤــن ﻗﺒــﻞ ﻋﻠــﻰ إﻋﺘ ـراض‬ ‫اﻟدكﺘور اﻟﻘﻤﻨﻲ‪0‬‬

‫س‪ : 347‬ﻤﺎدام ﷲ روح ‪ ،‬ﻓﻛﻴﻴ �ﻤﺴك اﻟطﻴن و�ﻨﻔﺦ ﻓ�ﻪ ﻟﻴﺨﻠق اﻹﻨﺴﺎن ؟‬

‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬ﺜم أﺨذ ﻴﻬوﻩ ﻗ�ﻀﺔ ﺘراب رطب ‪ ،‬وﺸرع �ﺼـﻨﻊ ﻤﻨﻬـﺎ إﻨﺴـﺎﻨﺎً‬

‫‪ ،‬وﻟﻛن ﻫﻞ �ﺴﺘﻘ�م �ﻌد ﻫذا ‪ ،‬ﻗوﻟﻨﺎ ‪ :‬أن ﷲ روح ﻓﻘط ‪ ،‬وﻟـ�س ﻟـﻪ ﻴـدان ؟ وﺘﻘـوﻝ اﻟﺘـوراة أ�ﻀـﺎً‬ ‫‪- 160 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪159‬‬


‫أن ﻴﻬوﻩ �ﻌد أن ﺼﻨﻊ اﻹﻨﺴﺎن } ﻨﻔﺦ ﻓﻲ أﻨﻔﻪ ﻨﺴﻤﺔ ﺤ�ﺎة ﻓﺼﺎر آدم ﻨﻔﺴﺎً ﺤﱠ�ﺔ { ) ﺘك ‪: 2‬‬ ‫‪0(1) " ( 7‬‬ ‫‪F91‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻫﻞ رأى " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ﷲ وﻫو �ﺄﺨذ ﻗ�ﻀﺔ ﺘراب ؟ وﻫﻞ ﺘﺄﻤﻞ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺘـراب ﻓوﺠـدﻩ‬ ‫ﺘرا�ﺎً رط�ﺎً ؟ وﻫﻞ رأى ﷲ ‪ ،‬ﻓﺈذ ﻫـو روح �ـﻼ ﻴـدﻴن ؟ ‪ 00‬كـﻞ ﻤـﺎ ﺠـﺎء ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ﻫـو "‬

‫وﺠﺒﻞ اﻟرب اﻹﻟﻪ آدم ﺘرا�ﺎً ﻤن اﻷرض وﻨﻔﺦ ﻓﻲ أﻨﻔﻪ ﻨﺴﻤﺔ ﺤ�ﺎة‪ 0‬ﻓﺼﺎر آدم ﻨﻔﺴﺎً ﺤﱠ�ﺔ " )‬

‫ﺘك ‪ ( 7 : 2‬وﻨﺤن ﻨﻌﺘرف أن ﷲ ﻗـﺎدر ﻋﻠـﻰ كـﻞ ﺸـﺊ ‪ ،‬أﻤـﺎ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـﻞ ﻓـ�ظن أن ﷲ روح �ـﻼ‬ ‫ﻗدرة ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻪ �ﻌﺠز ﻋن أن �ﻘ�ض ﻋﻠﻰ كﺘﻠﺔ ﻤن ﺘراب اﻷرض‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻟﻘد إﺴﺘﺨدم اﻟوﺤﻲ اﻹﻟﻬﻲ أﻟﻔﺎظﺎً �ﺸر�ﺔ ‪ ،‬ﻟﻛ�ﻤﺎ �ﻌﻴﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬـم ﻤﺤ�ـﺔ ﷲ ‪ ،‬إذ أﻫـﺘم‬

‫ﺒذاﺘ ــﻪ � ــﺄن ﻴﺨﻠﻘﻨ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﺼ ــورﺘﻪ وﻤﺜﺎﻟ ــﻪ ‪ ،‬وﻟ ــم ﻴﺨﻠﻘﻨ ــﺎ �كﻠﻤ ــﺔ ك ــن ‪ ،‬إﻨﻤ ــﺎ ﻨﺤ ــن ﻋﻤ ــﻞ ﻴد� ــﻪ ‪0‬‬

‫إﺴــﺘﺨدم ﷲ اﻷﻟﻔــﺎظ اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ ﻟﻴﻨﻘــﻞ ﻟﻨــﺎ اﻟﻤﻌــﺎﻨﻲ اﻟروﺤ�ــﺔ ‪ ،‬وﻋﻨــدﻤﺎ أراد ﷲ أن �ﻌﺒــر ﻟﻨــﺎ ﻋــن‬

‫ﻗدرﺘــﻪ ‪ ،‬ﻗــﺎﻝ ﺒﻠﺴــﺎن أﺸــﻌ�ﺎء اﻟﻨﺒــﻲ " ﻤــن كــﺎﻝ �كﻔــﻪ اﻟﻤ�ــﺎﻩ وﻗــﺎس اﻟﺴــﻤوات �ﺎﻟﺸــﺒر ‪ 0‬وكــﺎﻝ‬

‫�ﺎﻟﻛﻴــــﻞ ﺘــــراب اﻷرض ووزن اﻟﺠ�ــــﺎﻝ �ﺎﻟﻘ�ـــــﺎن واﻵﻛــــﺎم �ــــﺎﻟﻤﻴزان " ) أش ‪ ( 12 : 40‬أﻤـ ــﺎ‬ ‫اﻟﺠﺴــدﻴون ﻓ�ﻘﻔــون ﻋﻨــد ﺤــد اﻟﺘﺴــﺎؤﻝ ‪ :‬كﻴــﻒ �كﻴــﻞ ﷲ اﻟﻤ�ــﺎﻩ �كﻔــﻪ ؟ وكﻴــﻒ �ﻘــ�س اﻟﺴــﻤوات‬ ‫�ﺸﺒرﻩ ؟ وكﻴﻒ ﻴزن اﻟﺠ�ﺎﻝ �ﺎﻟﻘ�ﺎن ؟ كﻞ ﻫذا وﻫو ﻻ �ﻤﻠك ﻴدان !!‬

‫‪ٕ -3‬وان كﻨ ــت أﻋﺠ ــب ﻤ ــن ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴ ــﻞ وأﻓك ــﺎرﻩ اﻟﺸ ــ�طﺎﻨ�ﺔ ‪ ،‬ﻓ ــﺈﻨﻨﻲ أﺘﻌﺠ ــب � ــﺎﻷﻛﺜر ﻤ ــن‬

‫اﻟﻨﱠﻘ ــﺎد اﻟﻤﺴ ــﻠﻤﻴن اﻟ ــذﻴن �ﺤﻤﻠ ــون ﻓكـ ـرﻩ ‪ ،‬و�ﺘﺠ ــﺎﻫﻠون أن ﻤ ــﺎ ﻴﻨﺘﻘدوﻨ ــﻪ ﻫ ــو ﻤ ــن ﺼ ــﻤ�م‬ ‫اﻷﺨ ــوة ُ‬ ‫ﻋﻘﻴدﺘﻬم ‪ 00‬أﻟم �ﺄﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن أن ﷲ ﺨﻠق اﻹﻨﺴﺎن ﻤن اﻟطـﻴن ) اﻷﻨﻌـﺎم ‪ ، 2‬واﻷﻋـراف ‪12‬‬

‫‪ ،‬اﻟﺤــﺞ ‪ 00 5‬إﻟــﺦ ( ‪ 00‬أﻟــم �ــﺄﺘﻲ ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن " ٕواذ ﻗــﺎﻝ ر�ــك ﻟﻠﻤﻼﺌكــﺔ إﻨــﻲ ﺨــﺎﻟق �ﺸ ـ اًر ﻤــن‬ ‫ﺼﻠﺼﺎن ﻤن ﺤﻤﺎء ﻤﺴﻨون ‪ 0‬ﻓﺈذا ﺴو�ﺘﻪ وﻨﻔﺨت ﻓ�ﻪ ﻤن روﺤـﻲ ‪ ) " 00‬اﻟﺤﺠـر ‪( 29 ، 28‬‬ ‫و�ﻌد ﻫذا ﻴﺘﺴﺎءﻟون ‪ :‬كﻴﻒ �ﻤﺴك ﷲ ﺒﻴد�ﻪ اﻟطﻴن ؟! وكﻴﻒ ﻴﻨﻔﺦ وﻫو روح �ﻼ ﺠﺴد ؟!!‬

‫س‪ : 348‬ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺠﻨﺔ ﻋدن ؟ وأﻴن ﺘﻘﻊ ؟ وﻫﻞ ﺘﻤﺘد ﻤن ﻨﻬر اﻟﻔرات إﻟﻰ ﻨﻬر اﻟﻨﻴـﻞ‬

‫؟‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪11‬‬

‫‪- 161 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪160‬‬


‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـﻞ " ﺴـﺎﺨ اًر " واﻵن ﻓﻠﻨﺴـﺎﻓر ﻤﻌـﺎً �ﺤﺜـﺎً ﻋـن اﻟﺠﻨـﺔ ‪ 00‬اﻟﺠﻨـﺔ اﻷرﻀـ�ﺔ‬

‫واﻟﺸــﺠرة اﻟﻌﺠﻴ�ــﺔ ﻤوﺠودﺘــﺎن ﻓــﻲ ﻤكــﺎن ﻤــﺎ ‪ٕ 0‬واذا ﻤــﺎ �ﺤﺜﻨــﺎ ﺠﻴــداً ﻓــﻲ ﻤﻨطﻘــﺔ دﺠﻠــﺔ واﻟﻔ ـ ارت ‪،‬‬ ‫ورأﻴﻨــﺎ ﻤﻼﻛ ـﺎً �ﺤﻤــﻞ ﺴــ�ﻔﺎً ﻤﻠﺘﻬ� ـﺎً ‪ ،‬و�ﻘــﻒ ﺤﺎرﺴ ـﺎً أﻤــﺎم ﺒوا�ــﺎت ﻤــﺎ ‪ ،‬ﻋﻨدﺌــذ ﻨﺴــﺘط�ﻊ أن ﻨﻨــﺎدي‬

‫�ﺄﻋﻠﻰ ﺼوت ‪ :‬ﻫﺎ ﻗد وﺼﻠﻨﺎ ! إﻨﻬﺎ ﻫﻲ ‪ ،‬اﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺨﻠﻘﻬﺎ ﻴﻬوﻩ " )‪0(1‬‬ ‫‪F92‬‬

‫كﻤــﺎ �ﻘــوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ " أ�ﻀ ـﺎً " أﻤــﺎ ﻓ�ﻤــﺎ ﻴﺘﺼــﻞ �ــﺎﻟﻨﻬر اﻟــذي ﻴــدﻋوﻩ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن‬ ‫ﺠ�ﺤــون ‪ ،‬ﻓــﺈن ﺨطــﺄ اﻟﻤؤِﻟــﻒ " اﻟﻤﻘـﱠدس " �ﻌﺘﺒــر ﺨ�ﺎﻟ�ـﺎً‪ 0‬إن ﻫــذا اﻟﻨﻬــر } �ﺤــ�ط ﺒﺠﻤ�ــﻊ أرض‬ ‫كوش { ‪ 00‬أﺜﻴو��ﺎ �ﻌﻴﻨﻬﺎ‪ 0‬أي أن ﻨﻬر ﺠ�ﺤـون ﻫـو اﻟﻨﻴـﻞ اﻟـذي ﻤـن اﻟﻤﻌـروف أﻨـﻪ ﻴﺠـري ﻓـﻲ‬

‫أﻓر�ﻘ�ــﺎ ‪ ،‬وﻓــﻲ إﺘﺠــﺎﻩ ﻤﻌــﺎﻛس ﻟﻺﺘﺠــﺎﻩ اﻟــذي ﻴﺠــري ﻓ�ــﻪ دﺠﻠــﺔ واﻟﻔ ـرات ‪ ،‬أي ﻤــن اﻟﺠﻨــوب إﻟــﻰ‬

‫اﻟﺸــﻤﺎﻝ ‪ٕ ،‬واذا أﺨــذﻨﺎ ﻨﻘطــﺔ إﻨﺒﺜﺎﻗــﻪ ﻓــﻲ أﻓر�ﻘ� ـﺎ اﻹﺴــﺘواﺌ�ﺔ ‪ ،‬ﻤــن ﻤﻨطﻘــﺔ �ﺤﻴ ـرة ﻓ�كﺘور�ــﺎ ‪ ،‬ﻓــﺈن‬ ‫اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻔﺼﻞ ﻫذﻩ اﻟﻨﻘطﺔ ﻋن اﻟﻤﻨطﻘﺔ ‪ ،‬اﻟﺘـﻲ ﺘﻘـﻊ ﻓﻴﻬـﺎ ﻤﻨـﺎ�ﻊ اﻷﻨﻬـﺎر اﻟﺜﻼﺜـﺔ اﻷوﻟـﻰ ‪،‬‬

‫ﻫﻲ ﺜﻼﺜﺔ آﻻف كﻴﻠو ﻤﺘر‪ 0‬أﻤﺎ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن‪ ،‬ﻓـ�ﻌﻠن ﻋـن اﻷﻨﻬـﺎر اﻷر�ﻌـﺔ ﺘـروي �ﺴـﺘﺎﻨﺎً واﺤـداً‬

‫ﻫو ﺠﻨﺔ ﻋدن " )‪0(1‬‬ ‫‪F93‬‬

‫و�ــرى اﻟــدكﺘور ﺴــﻴد اﻟﻘﻤﻨــﻲ أن ﻗﺼــﺔ ﺠﻨــﺔ ﻋــدن ر�ﻤــﺎ كﺎﻨــت ﺼــدى ﻟﺨــروج أﺴــﻼف‬

‫اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن ﻤن أرﻤﻴﻨ�ﺎ ٕواﺘﺠـﺎﻫﻬم ﺠﻨو� ـﺎً ‪ ،‬ﻓ�ﻘـوﻝ د‪ 0‬كـﺎرم ﻤﺤﻤـود ﻋز�ـز " ﻴـرى " ﺴـﻴد اﻟﻘﻤﻨـﻲ "‬

‫أﻨــﻪ �ﻌــد اﻟ�ﺤــث ‪ ،‬ﻓﺈﻨــﻪ ﻻ �ﻤكــن اﻟﻌﺜــور ﻋﻠــﻰ ﻤوﻀــﻊ ﺘﻨ�ــﻊ ﻤﻨــﻪ أر�ﻌــﺔ أﻨﻬــﺎر ‪ -‬وﻓﻘ ـﺎً ﻟﻠــﻨص‬ ‫اﻟﺘــوراﺘﻲ ‪ -‬ﺴــوى ﻗﻤــم أرﻤﻴﻨ�ــﺎ ‪ ،‬ﺤﻴــث ﻴﻨ�ــﻊ ﻤــن ﻨﻔــس اﻟﻤكــﺎن ﻨﻬ ـران آﺨ ـران �ﺼــ�ﺎن ﻓــﻲ �ﺤــر‬ ‫ﻗ ــزو�ن ‪ ،‬ﻫﻤ ــﺎ ﻨﻬ ــر " أ ارﻛ ــس " و " ك ــو ار " وﻤ ــن ﻫﻨ ــﺎ ﻓﺈﻨ ــﻪ ﻴ ــرى أن ﻗﺼ ــﺔ اﻟﺘ ــوراة ﻋ ــن ﺨ ــروج‬

‫اﻹﻨﺴــﺎن اﻷوﻝ ﻤــن ﺠﻨــﺔ ﻋــدن ر�ﻤــﺎ كﺎﻨــت ﺼــدى ﻟﻘﺼــﺔ ﺨــروج أﺴــﻼف اﻟﻌﺒـراﻨﻴﻴن ﻤــن ﻤﻨطﻘــﺔ‬ ‫ﻤﻨﺎ�ﻊ اﻷﻨﻬﺎر اﻷر�ﻌﺔ ٕواﺘﺠﺎﻫﻬم ﺠﻨو�ـﺎً ﻟ�ﺴـﺘوطﻨوا ﻫﻨـﺎك ‪ 00‬ﺤﻴـث أﻨـﻪ �ﻔﺘـرض أن ﻗﻤـم أرﻤﻴﻨ�ـﺎ‬ ‫ﻫﻲ ﻤوطن اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن اﻷﺼﻠ ـﻲ ) اﻟﻨﺒـﻲ إﺒراﻫ�م واﻟﺘﺎر�ﺦ اﻟﻤﺠﻬوﻝ ص ‪0(2) " ( 75‬‬ ‫‪F94‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻤﻌﻨﻰ إﺴم " ﻋدن " رﻀﻰ أو ﻤﺴرة ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻨطﻘﺔ ﺘدﻋﻰ ﻋدن ‪ ،‬واﻟﺠﻨﺔ ﻫﻲ ﻤكﺎن ﻓﻲ‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻤﻨطﻘﺔ ‪ ،‬وﻋﻤوﻤﺎً ﻓﺈن اﻟﺠﻨﺔ ﻫﻲ اﻟﻤكﺎن اﻟزاﺨر �ﺎﻷﺸﺠﺎر اﻟﻤﺜﻤرة ‪ ،‬وﺘﺼﻐﻴرﻫﺎ ﺠﻨﻴﻨﺔ‪0‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪39‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪14‬‬ ‫ﺃﺳﺎﻁﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪163‬‬

‫‪- 162 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪161‬‬


‫‪ -2‬ﻻ ﻴوﺠد ﻤن �ﻌرف ﻤكﺎن اﻟﺠﻨﺔ �ﺎﻟﺘﺤدﻴد ‪ ،‬ﻓكﻤﺎ ﻗﺼد ﷲ أن ﻴﺨﻔﻲ ﻗﺒر ﻤوﺴﻰ ﺤﺘﻰ‬

‫ﻻ ﻴﺘﻌﺒد ﻟﻪ ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ ‪ ،‬ﻫكذا ﻗﺼد أﻨﻲ ﻴﺨﻔﻲ ﺠﻨﺔ ﻋدن ﻟﺤكﻤﺔ ﻻ ﻨﻌﻠﻤﻬﺎ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻟم ﻴذكر اﻟوﺤﻲ اﻹﻟﻬـﻲ اﻟﻨﻬـر اﻟرﺌ�ﺴـﻲ اﻟـذي كـﺎن ﻴـروي اﻟﺠﻨـﺔ ‪ ،‬وﻟﻛﻨـﻪ ذكـر رؤوﺴـﻪ‬

‫اﻷر�ﻌﺔ اﻟﻨﻲ إﻨﻘﺴم إﻟﻴﻬﺎ ‪ ،‬وﻤﻨﻬﻤﺎ ﻨﻬران ﻤﻌروﻓﺎن ﺠﻴداً ‪ ،‬وﻤﺎزﻻ ﻗﺎﺌﻤﻴن ﻟﻶن ‪ ،‬وﻫﻤﺎ ﺤداﻗﻞ )‬

‫دﺠﻠﺔ ( واﻟﻔرات‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻗﺎﻝ اﻟدارﺴون أن ﺠﻨﺔ ﻋدن ﺘﻘﻊ ﻓﻲ �ﻘﺎع أ ارراط ﺸرﻗﺎً كﻤﺎ أﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ اﻟـوﺤﻲ اﻹﻟﻬـﻲ‬

‫" وﻏرس اﻟرب ﺠﻨﺔ ﻓﻲ ﻋدن ﺸرﻗﺎً " ) ﺘك ‪0( 8 : 2‬‬

‫‪ -5‬ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب ﻋن أوﻝ أﻨﻬﺎر اﻟﺠﻨﺔ " ﻓ�ﺸون " وﻫو اﻟﻤﺤ�ط ﺒﺠﻤ�ﻊ أرض ﺤو�ﻠﺔ ﺤﻴث‬

‫اﻟذﻫب " ) ﺘك ‪ ( 11 : 2‬وﻤﻌﻨ ـﻰ " ﻓ�ﺸون " أي اﻟﻨﻬر اﻟﺠﺎري ‪ ،‬وﻏﺎﻟ�ﺎً ﻫو ﻗﻨﺎة " �ﺎﻻﻛو�ﺎس‬

‫" اﻟﺘﻲ ﺘﺨرج ﻏر�ﺎً ﻤن ﻨﻬر اﻟﻔرات ﻟﺘﺼب ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌر�ﻲ ﺸرﻗﺎً ‪ ،‬ﻓـﺄرض ﺤو�ﻠـﺔ ﺘﻘـﻊ ﻏر�ـﻲ‬ ‫اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌر�ﻲ ‪ ،‬وﺘﻨﺴب إﻤﺎ إﻟﻰ ﺤو�ﻠﺔ ﺒن كوش ﺒن ﺤﺎم " و�ﻨو ﺤـﺎم كـوش وﻤﺼـﺎر�م وﻓـوط‬

‫وكﻨﻌــﺎن و�ﻨــو كــوش ﺴــ�ﺎ وﺤو�ﻠــﺔ ‪ ) " 00‬ﺘــك ‪ ( 7 ، 6 : 10‬أو ﻗــد ﺘُﻨﺴــب إﻟــﻰ ﺤو�ﻠــﺔ ﺒــن‬

‫�ﻘطﺎن ﻤن ﻨﺴﻞ ﺴﺎم ) ﺘك ‪ ( 29 : 10‬واﻟﻨﻬر اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤن أﻨﻬﺎر اﻟﺠﻨﺔ " ﺠ�ﺤـون ﻫـو اﻟﻤﺤـ�ط‬

‫ﺒﺠﻤ�ـــﻊ أرض كـــوش " ) ﺘــك ‪ ) ( 13 : 2‬ارﺠــﻊ أﺴــﺎﻤﺔ ﻴوﺴــﻒ ﻋزﻤــﻲ – ورأى ﷲ ذﻟــك أﻨــﻪ‬ ‫ﺤﺴن ص ‪0( 168‬‬

‫‪� -6‬ﺴﺘ�ﻌد اﻷب " ﺴﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸﺎ " أن �كون اﻟﻤﻘﺼود ﺒﻨﻬر ﺠ�ﺤون ﻫـو ﻨﻬـر اﻟﻨﻴـﻞ ‪ ،‬وأن‬

‫اﻟﻤﻘﺼــود �ــﺄرض كــوش ﻫــﻲ أرض اﻟﺤ�ﺸــﺔ ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ " ﻻ ﻨﺴــﺘط�ﻊ ﺘﺸــﺨ�ص اﻟﻨﻬ ـر�ن ﻓ�ﺸــون‬

‫وﺠ�ﺤــون ‪ ،‬ﻓﻤــن اﻟﻤﻬــم أن ﻨﻼﺤــظ أن اﻟﻨﻬــر اﻷﺨﻴــر كــﺎن �ﺤــ�ط ﺒﺠﻤ�ــﻊ اﻷرض كــوش ‪Kush‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﺤد ﺘﻌﺒﻴر اﻟﺘوراة‪ 0‬إن كﻠﻤﺔ كوش ﻫذﻩ ُ�ﻘﺼد ﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب �ﻼد اﻟﻛﺎﺸﻴﻴن ‪) Kassites‬‬ ‫أﺴﺴـوا ﻓـﻲ اﻟﻌـراق ﺴـﻼﻟﺔ �ﺎﺒـﻞ اﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ ‪،‬‬ ‫ﻓﺎﻀﻞ ﻋﺒد اﻟواﺤد – اﻟطوﻓـﺎن ص ‪ ( 24 ، 19‬اﻟـذﻴن ﱠ‬ ‫ٕواﺘﺨذوا ﻤن �ﺎﺒﻞ ﻋﺎﺼـﻤﺔ ﻟﻬـم أوﻝ اﻷﻤـر ‪ ،‬وﻟـ�س �ـﻼد " اﻟﻨو�ـﺔ " اﻟﺘـﻲ ﻴـرد ذكرﻫـﺎ ﺒﻬـذا اﻹﺴـم‬ ‫أ�ﻀﺎً ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎ�ﺎت اﻟﻤﺴﻤﺎر�ﺔ واﻟﻬﻴروﻏﻠ�ﻔ�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F95‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪161‬‬ ‫ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﱠ‬

‫‪- 163 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪162‬‬


‫‪� -7‬ﻘوﻝ " أرﻤﺴﺘروﻨﺞ " ﻓـﻲ كﺘﺎ�ـﻪ " اﻟطﺒ�ﻌـﺔ واﻹﻋـﻼن " ‪" Nature & Revelation‬‬

‫ﻤــن أﻴــن ﺒــدأ اﻟﺠــﻨس اﻟ�ﺸــري طر�ﻘــﻪ ؟ إن اﻟﻌﻠﻤــﺎء ﻴﺘﻔﻘــون ﺘﻤﺎﻤــﺎ ﻓ�ﻤــﺎ ﻴﺨــﺘص ﺒﻬــذا اﻟﻤوﻀــوع‬

‫وﻓ�ﻤــﺎ ﻴﺨــﺘص ﺒوﺤــدة اﻟﺠــﻨس ‪ ،‬إن اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻤﻌروﻓــﺔ ﻟﻨــﺎ ﺠزﺌ� ـﺎً ﺒﺈﺴــم أرﻤﻴﻨ�ــﺎ ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟﻤﻨطﻘــﺔ‬ ‫اﻟﻌﺎﻟ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻓﻴﻬــﺎ رؤوس أﻨﻬــﺎر اﻟﻔ ـرات واﻟدﺠﻠــﺔ واﻟﺴــد ‪ ،‬ﺘﻌﺘﺒــر ﻤﻬــد اﻟﺠــﻨس اﻟ�ﺸــري ‪ ،‬وﻤــن‬ ‫اﻷﺴ�ﺎب اﻟﺘﻲ ﺘدﻋو إﻟﻰ ﻫذا اﻹﻋﺘﻘﺎد ﻫو أن كﻞ اﻟﺘراث اﻟﻘد�م �ﺸﻴر إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟ�ﻘﻌﺔ كﺎﻟﻤوطن‬

‫اﻷوﻝ ﻟﻺﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ ﻫﻲ اﻟﻤﻨطﻘﺔ اﻟﺘﻲ أﻤدت اﻹﻨﺴـﺎن �ﺎﻟطﻌـﺎم ‪ 00‬واﻷ�ﺤـﺎث اﻟﺘـﻲ �ﻘـوم ﺒﻬـﺎ‬ ‫ﻋﻠﻤﺎء " ﻋﻠم اﻷﺠﻨﺎس " كﻠﻬﺎ ﺘؤدي إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ " )‪0(2‬‬ ‫‪F96‬‬

‫‪� -8‬ﻘـ ـوﻝ ِ‬ ‫ﻋﺎﻟـ ـم اﻟطﺒ�ﻌـ ـﺔ " ﻫﻴﺠـــﻞ " ﻓـ ـﻲ كﺘﺎ�ـﻪ " ﺘـﺎر�ﺦ اﻟﺨﻠ�ﻘـﺔ " ‪The History of‬‬

‫‪ " Creation‬إن ﻤﻬد اﻟﺠﻨس اﻟ�ﺸري ‪ ،‬ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ أُﺴـس ﻋﻠﻤ�ـﺔ ‪ ،‬ﻻ �ﻤكـن أن ﻨﺠـدﻩ ﻓـﻲ أور�ـﺎ‬ ‫أو أﻤر�كﺎ أو إﺴﺘراﻟ�ﺎ ‪ ،‬وﻟﻛن أﻏﻠب اﻟظروف ﺘﺸﻴر إﻟﻰ آﺴ�ﺎ اﻟﺠﻨو��ﺔ كﻤوطن اﻟﺠـﻨس اﻟ�ﺸـري‬

‫اﻷﺼﻠﻲ " )‪0(1‬‬ ‫‪F97‬‬

‫‪� -9‬ﻘــوﻝ اﻟﻤﺘﻨــ�ﺢ ﻨ�ﺎﻓــﺔ اﻷﺴــﻘﻴ ا�ﺴـــﻴذورس إن " اﻟﻌﻠﻤــﺎء ز�ــﺎدة ﻋﻠــﻰ ﺸــﻬﺎدة اﻵﺜــﺎر‬ ‫اﻟﻤــذكورة ﺴـ ﱠـﻠﻤوا �ﻤــﺎ ﺤ ـواﻩ ﺘﻘر�ــر " دﻴﻠﺘﺸــك " أﺴــﺘﺎذ اﻟﻠﻐــﺔ اﻵﺸــور�ﺔ ﻓــﻲ كﻠ�ــﺔ " ﻟ�ﺴــك " ﺘﺤــت‬

‫ﻋﻨـوان " أﻴــن ﻤوﻗــﻊ اﻟﻔــردوس " ﻨﺸـرﻩ ﻋــﺎم ‪1881‬م أﺜﺒــت ﻓ�ــﻪ أن اﻟ�ﻘﻌــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻓﻴﻬــﺎ ﻋـدن كﺎﻨــت‬

‫ذﻟك اﻟﻘﺴم اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻤن ﻤدﻴﻨﺔ �ﺎﺒﻞ اﻟﻛﺎﺌن ﺒﻴن دﺠﻠﺔ واﻟﻔرات ‪� ،‬ﺴﻘﻴﻬﺎ اﻷﺨﻴر ) اﻟﻔرات ( ﻷﻨـﻪ‬

‫و�ـرﺠﺢ أن‬ ‫�ﺤ�ط ﺒﻬﺎ إﺤﺎطـﺔ اﻟﺴـور �ﺎﻟﻤﻌﺼـم ‪ ،‬ﺜـم ﻴﺘﻔـرع ﻤﻨﻬـﺎ ﻓـﻲ �ﺤـﺎر و�ﺼـب ﻓـﻲ دﺠﻠـﺔ ‪ُ ،‬‬ ‫أﺤد ﻫذﻩ اﻟﻔروع وﻫو اﻟﺘرﻋﺔ اﻟﻤﻌروﻓﺔ " �ﺎﻷﻛوﻨ�ﺎس " كﺎﻨت ﻓ�ﺸون اﻟﺘـﻲ ﺘﺴـﻘﻲ " أور " ﻤﺴـﻘط‬ ‫رأس أﺒﻴﻨﺎ إﺒراﻫ�م وﻗﺼب ﻓـﻲ اﻟﺨﻠـﻴﺞ اﻟﻌﺠﻤـﻲ ‪ ،‬وﺠ�ﺤـون وﻫـو اﻟـذي �ﺴـﻤ�ﻪ اﻟﻌـرب ﺸـط اﻟﻨﻴـﻞ‬

‫ﻓــرع آﺨــر ﻟﻠﻔ ـرات ﻴﺒﺘــدئ ﻤــن �ﺎﺒــﻞ و�ﺤــ�ط �ــﺄرض كــوش اﻟﺘــﻲ ﻫــﻲ أرض اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻌ�ﻼﻤ�ــﺔ ‪،‬‬

‫وكﺎﻨت ﺘﺘﺎﺨم �ﺎﺒﻞ وﺘُدﻋﻰ كﺎﺸﻲ ‪ ،‬وﻻ ﺸـك أن ﻫـذا اﻟوﺼـﻒ اﻟﺠﻐ ارﻓـﻲ �طـﺎﺒق وﺼـﻒ ﻤوﺴـﻰ‬ ‫ﻟﻤكﺎن اﻟﻔردوس ووﺼﻒ اﻟﻨﻬر اﻟذي كـﺎن �ﺴـﻘ�ﻪ و�ﺘﻔـرع ﻤﻨـﻪ إﻟـﻰ أر�ﻌـﺔ رؤوس ‪ ،‬وﻋﻠ�ـﻪ أﺠﻤـﻊ‬

‫أﻏﻠب اﻟﻌﻠﻤﺎء " )‪0(2‬‬ ‫‪F98‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺑﺮﺳﻮﻡ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ – ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪192‬‬ ‫ﺑﺮﺳﻮﻡ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ – ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪192‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺹ ‪478‬‬

‫‪- 164 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪163‬‬


‫‪� -10‬ﻘــوﻝ ﻨ�ﺎﻓــﺔ اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ أﺴــﻘﻒ طﻨطــﺎ " ﻟﻘــد ﺤــﺎوﻝ اﻟﻛﺜﻴــر ﻤــن اﻟ�ــﺎﺤﺜﻴن ﻓــﻲ اﻟ�ﺤــث‬

‫ﻋ ــن � ــﺎﻗﻲ اﻷﻨﻬ ــﺎر ﻋﺒ ــر اﻟﺘ ــﺎر�ﺦ ‪ ،‬وكﺎﻨ ــت آراء كﺜﻴـ ـرة ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﺼ ــدد ‪ ،‬ﻓ ــﺎﻟ�ﻌض أﻋﻠ ــن أن‬

‫اﻟﻤﻘﺼود �ﺎﻟﻨﻬر�ن ﻓ�ﺸون وﺠ�ﺤون ﻫو ﻨﻬر اﻟﻨﻴﻞ ‪ ،‬وآﺨرون �ﻘوﻟـون أﻨﻬﻤـﺎ " ﻨﻬـر آراس " أو "‬

‫ﻨﻬر اﻟﻬﻨدوس " وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﺘﺨﻤﻴﻨﺎت ﻻ ﺘﺘﻔق ﻤﻊ ﻤـﺎ ﻴـذكرﻩ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻟ�ﻌـد اﻟﻤﺴـﺎﻓﺔ ﺒـﻴن‬ ‫ﻫذﻩ اﻵﻨﻬﺎر و�ﻴن ﻨﻬري دﺠﻠﺔ )ﺤداﻗﻞ ( واﻟﻔرات‪0‬‬

‫ٕواﺨﺘرع اﻟ�ﻌض إﺴم ﻨﻬر " كوﺨﺎ " ﻓﻲ ﺠﻨوب إﻴران ‪ ،‬ﺤﻴث كـﺎن ﻫـذا اﻟﻨﻬـر �ﺼـب ﻗـد�ﻤﺎً‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌر�ﻲ ) اﻟﻔﺎرﺴﻲ ( ﻤﻊ ﻨﻬري دﺠﻠﺔ واﻟﻔرات ‪ ،‬إﻟﻰ أن أﺘﻰ ِ‬ ‫اﻟﻌﺎﻟم واﻟ�ﺎﺤث اﻷﻟﻤﺎﻨﻲ‬

‫) دﻟﺘش ( ٕواﻛﺘﺸﻒ ﻓﻲ �ﺎﺒﻞ ﻗﺎﺌﻤﺔ �ﺄﺴﻤﺎء اﻷﻨﻬـﺎر اﻟﻘد�ﻤـﺔ اﻟرﺌ�ﺴـ�ﺔ اﻟﺘـﻲ كﺎﻨـت ﻤﻌروﻓـﺔ وﻗﺘﺌـذ‬ ‫‪ ،‬ﻓوﺠــد ﻤ ـن ﺒﻴﻨﻬـ ـﺎ أﺴــﻤﺎء ) ﻓ�ﺸــﺎﻨو ( وﻫــو ﻗر�ــب ﻤــن ) ﻓ�ﺸــون ( و ) ﺠ�ﺤــﺎﻨو ( وﻫــو ﻤﺘﺸــﺎ�ﻪ‬ ‫ﻤﻊ ) ﺠ�ﺤون ( ووﺠد أﻨﻬﻤﺎ كﺎﻨﺎ ﻗر�ﺒﻴن ﺠداً ﻤن دﺠﻠﺔ واﻟﻔرات‪0‬‬

‫وﻤــن اﻟﻤﻼﺤــظ ﻋﻤﻠ�ـﺎً ﻷي ﻨﻬــر أﻨــﻪ ﻓــﻲ ﺒداﻴﺘــﻪ �كــون كﺜﻴــر اﻟﻔــروع ﺜــم ﻴﻨﺤﺼــر ﻋــدد ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﻔروع ﺘدر�ﺠ�ﺎً ‪ ،‬وﻫذا واﻀـﺢ أ�ﻀـﺎً �ﺎﻟﻨﺴـ�ﺔ ﻟﻨﻬـر اﻟﻨﻴـﻞ اﻟـذي �ﺤكـﻲ ﻟﻨـﺎ ﺘﺎر�ﺨـﻪ أﻨـﻪ كـﺎن ﻗـ�ﻼً‬ ‫كﺜﻴر اﻟﻔروع ‪ ،‬وﻻزﻟﻨﺎ ﻨكﺘﺸﻒ آﺜﺎر ﻟﺘﻠك اﻟﻔروع اﻟﻘد�ﻤـﺔ ﻟﻠﻨﻴـﻞ‪ 0‬وﻤـن ﻫﻨـﺎ ﻴﺘﻀـﺢ أن ﺠﻨـﺔ ﻋـدن‬ ‫كﺎﻨت ﻓﻲ أرض اﻟﻌراق ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ ﺘؤكدﻩ ﻋدة ﻨﻘﺎط ﻤﻨﻬﺎ ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬أن اﻟﻌراق ﻤن اﻟ�ﻼد ﻗد�ﻤﺔ اﻟﺘﺎر�ﺦ ﺠداً‪0‬‬

‫ب – أن أراﻀﻲ اﻟﻌراق ﻤن أﺨﺼب اﻷراﻀﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‪0‬‬

‫ﺠـ ـ‪ -‬اﻟوﺜﺎﺌـ ـق اﻷﺜر� ـ ـﺔ ﺘﺸــﻴر إﻟــﻰ ﺴــﻬوﻝ اﻟﻌ ـراق اﻟﻛﺎﺌﻨــﺔ ﻏــرب �ﺎﺒــﻞ كﺎﻨــت ﺘــدﻋﻰ ﻋــدن "‬ ‫)‪0(1‬‬

‫‪F9‬‬

‫) راﺠـﻊ أ�ﻀـﺎً د‪ 0‬ﺠ ـون أﻟـدر – ﺘرﺠﻤﺔ د‪ 0‬ﻋزت زكﻲ – اﻷﺤﺠـﺎر ﺘـﺘﻛﻠم ص ‪38 ، 37‬‬ ‫(‪0‬‬

‫س‪ : 349‬ﻫﻞ ﺨﻠق ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ذك اًر وأﻨﺜﻰ دﻓﻌﺔ واﺤدة ) ﺘك ‪ ( 27 : 1‬أم أﻨـﻪ ﺨﻠـق‬

‫آدم أوﻻً ) ﺘك ‪ ( 7 : 2‬ﺜم ﺨﻠق ﺤواء ﻤن ﻀﻠﻊ آدم ) ﺘك ‪ ( 22 ، 21 : 2‬؟‬

‫�ﻘـوﻝ اﻷب ﺴـﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸـﺎ " ﻋﻠـﻰ أن اﻟﻘـراءة اﻟﻤﺘﺄﻨ�ـﺔ ﻟـﻨص اﻟﺘﻛـو�ن اﻟﺘـوراﺘﻲ ﺘُظﻬـر ﻟﻨـﺎ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ‪76 ، 75‬‬

‫‪- 165 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪164‬‬


‫ﺘﻨﺎﻗﻀ ـﺎً واﻀــﺤﺎً ﻓــﻲ أﺤداﺜــﻪ ‪ 00‬ﻤ ـرة ﻨﺠــدﻩ ﻴﺨﻠــق اﻟ�ﺸــر دﻓﻌــﺔ واﺤــدة ‪ 00‬وﻓــﻲ اﻟﻤ ـرة اﻷﺨــرى‬

‫ﻴﺨﻠق اﻟرب اﻹﻨﺴﺎن ﺒدءاً ﻤن زوﺠﻴن أوﻟﻴ ـن ‪ ،‬ﻤﻘﺘﻔ�ـﺎً ﺒـذﻟك أﺜـر اﻷﺴـﺎطﻴر اﻟ�ﺎﺒﻠ�ـﺔ واﻟﺴـوﻤر�ﺔ ‪،‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻨص وﻨﺼوﺼﺎً أﺨرى كﺜﻴرة ﻓﻲ اﻟﺘوراة ﻗد ُكﺘﺒت �ﻌد اﻟﺘوﻓﻴق ﺒﻴن رواﻴﺘﻴن‬

‫ﺘوراﺘﻴﺘﻴن ‪ 00‬وﻗـد ﺠـرى اﻟﻤـزج ﺒـﻴن اﻟـرواﻴﺘﻴن �ﻌـد اﻟﻌـودة ﻤـن اﻷﺴـر اﻟ�ـﺎﺒﻠﻲ ﻋـﺎم ‪ 538‬ق‪0‬م "‬ ‫)‪0(2‬‬

‫‪F10‬‬

‫و�ﻘوﻝ د‪ 0‬ﺴﻴد اﻟﻘﻤﻨﻲ " أﻤـﺎ أﺒـرز اﻟﺸـواﻫد ﻋﻠـﻰ ﻤـزج رواﻴﺘـﻴن ﻤﺨﺘﻠﻔﺘـﻴن ﻓـﻲ اﻟﺘﻛـو�ن‬

‫اﻟﺘــوراﺘﻲ ﻓﻬــﻲ اﻟﻛ�ﻔ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺒﻬــﺎ ُﺨﻠــق اﻹﻨﺴــﺎن اﻷوﻝ ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ ﻤواﻀــﻊ ﻤــن اﻟﻘﺼــﺔ ﻨﺠــد اﻟﺨــﺎﻟق‬ ‫ﻴﺨﻠــق اﻹﻨﺴــﺎن دﻓﻌــﺔ واﺤــدة ‪ ،‬ككــﺎﺌن واﺤــد ﻴﺠﻤــﻊ ﻓــﻲ ذاﺘــﻪ اﻟواﺤــدة اﻟــذكورة ﻤــﻊ اﻷﻨوﺜــﺔ } ذكـ اًر‬

‫ٕواﻨﺜــﻰ ﺨﻠﻘــﻪ و�ﺎركــﻪ ‪ 0‬ودﻋــﺎ إﺴــﻤﻪ آدم { ﺜــم �ﻔﺼــﻞ ﻋﻨـﻪ اﻟﻌﻨﺼــر اﻷﻨﺜــوي ﻤــن ﺨــﻼﻝ اﻟﻤ ـرأة‬ ‫اﻟﻀﻠﻊ أو اﻟﻀﻠﻊ اﻟﻤ ـرأة ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻨﺠد ﻓﻲ ﻤوﻀﻊ آﺨر إﺸﺎرة ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎً ﺘﻘـوﻝ } ﻋﻠـﻰ ﺼـورة‬

‫ﷲ ﺨﻠﻘــﻪ ذك ـ اًر وأﻨﺜــﻰ ﺨﻠﻘﻬــم { ﻓﻬﻨــﺎ ﺸﺨﺼــﺎن ﻤﻨﻔﺼــﻼن ﻤﺘﻤــﺎﻴزان ﻋــن �ﻌﻀــﻬﻤﺎ ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً ﻋــن‬

‫اﻷﺼﻞ " )‪0(1‬‬ ‫‪F10‬‬

‫و�دﻋﻲ اﻟدكﺘور كـﺎرم ﻤﺤﻤـود ﻋز�ـز أن ﷲ ﺨﻠـق آدم أوﻻً �ﻤﻔـردﻩ ظﻨـﺎً ﻤﻨـﻪ أﻨـﻪ ﺴـﻴﺠد‬

‫راﺤﺘﻪ ﻤﻊ اﻟﺤﻴواﻨﺎت ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ إﻛﺘﺸﻒ أن آدم ﻻ ﻴﺠد ﻟـﻪ ﻤﻌﻴﻨـﺎً ﻨظﻴـرﻩ إﻀـطر إﻟـﻰ ﺨﻠـق ﺤـواء‬

‫ﻗرر أن ﻴﺨﻠق ﻨظﻴ اًر ﻤﻌﻴﻨـﺎً ﻟﻺﻨﺴـﺎن ‪ ،‬ﻟـم �كـن ﻤـدركﺎً ﻤـدى اﻷﺜـر‬ ‫ﻟﻪ ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ " إن اﻟرب ﻋﻨدﻤﺎ ﱠ‬ ‫اﻟــذي ﺤﻘﻘــﻪ ﺨﻠــق اﻟﺤﻴواﻨــﺎت واﻟطﻴــور ﻟﻺﻨﺴــﺎن ‪ 0‬ﻓﻘــد ﺨﻠــق ﻫــذﻩ اﻟﻛﺎﺌﻨــﺎت ﻟﺘﺼــ�ﺢ ذﻟــك اﻟﻨظﻴــر‬

‫اﻟﻤﻌﻴن ﻏﻴـر أن وﺠودﻫﺎ ﻓﻲ ﺤد ذاﺘﻪ ﻟم ُ�ﺤّﻘق اﻟﻬدف اﻟﻤﻨﺸود ﻤـن ﺨﻠﻘﻬـﺎ ‪ ،‬ﻟـذا ﻓﻘـد ﻟﺠـﺄ اﻟـرب‬ ‫‪ ،‬وكﺄﻨﻪ ﻓﻲ ﻤرﺤﻠﺔ ﺘﺠر�ب ‪ ،‬إﻟﻰ ﺨﻠق اﻟﻤرأة ﻟﺘﺤﻘق اﻟﻬدف اﻟذي ﻓﺸﻠت ﻓـﻲ ﺘﺤﻘ�ﻘـﻪ اﻟﺤﻴواﻨـﺎت‬

‫واﻟطﻴــور ‪ 00‬ﻟــم �كــن ﻟــدى اﻟــرب ﺘﺼـ ﱡـور ﻤﺜــﺎﻟﻲ كﺎﻤــﻞ ﻋــن ﺨﻠــق اﻟﻌــﺎﻟم ‪ ،‬ﻓكــﺎن ﺨﻠﻘــﻪ �ﻤﺜﺎ�ــﺔ‬ ‫ﺘﺠر�ب ﻋﺸواﺌﻲ " )‪0(2‬‬ ‫‪F102‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻋﻨــدﻤﺎ ذكــر ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ أوﻻً ﻗﺼــﺔ ﺨﻠــق اﻹﻨﺴــﺎن ﺒﺈﻴﺠــﺎز كﺠــزء ﻤــن ﻗﺼــﺔ ﺨﻠــق‬

‫اﻟﻛون ككﻞ ﻗﺎﻝ " ﻓﺨﻠق ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺼورﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺼورة ﷲ ﺨﻠﻘﻪ‪ 0‬ذك اًر وأﻨﺜـﻰ ﺨﻠﻘﻬـم‬

‫ﻓﺼ ــﻠﻪ ﻓ ــﻲ‬ ‫" ) ﺘ ــك ‪ ( 27 : 1‬ﻟﻛ ــن كﻴ ــﻒ ﺨﻠ ــق ﷲ اﻹﻨﺴ ــﺎن ؟ ﻤ ــن أي ﻤ ــﺎدة ؟ ‪ 00‬ﻓﻬ ــذا ﻤ ــﺎ ﱠ‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪146‬‬ ‫ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪196‬‬ ‫ﺃﺳﺎﻁﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪93 ، 92‬‬

‫‪- 166 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪165‬‬


‫اﻹﺼــﺤﺎح اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﺤﻴــث أوﻀــﺢ ك�ﻔ�ــﺔ ﺨﻠـ ـق آدم ‪ ،‬وك�ﻔ�ــﺔ ﺨﻠ ـق ﺤـواء ‪ ،‬ﻓﻌـن آدم ﻗــﺎﻝ " وﺠﺒــﻞ‬

‫اﻟرب اﻹﻟﻪ آدم ﺘرا�ﺎً ﻤـن اﻷرض ‪ 0‬وﻨﻔﺦ ﻓﻲ أﻨﻔﻪ ﻨﺴﻤﺔ ﺤ�ﺎة ﻓﺼـﺎر آدم ﻨﻔﺴـﺎً ﺤﱠ�ـﺔ " ) ﺘـك‬ ‫‪ ( 7 : 2‬وﻋن ﺨﻠق ﺤواء ﻗـﺎﻝ " ﻓـﺄوﻗﻊ اﻟـرب اﻹﻟـﻪ ﺴـ�ﺎﺘﺎً ﻋﻠـﻰ آدم ﻓﻨـﺎم ‪ 0‬ﻓﺄﺨـذ واﺤـدة ﻤـن‬

‫أﻀﻼﻋﻪ وﻤﻸ ﻤكﺎﻨﻬﺎ ﻟﺤﻤـﺎً‪ 0‬و�ﻨـﻰ اﻟـرب اﻹﻟـﻪ اﻟﻀـﻠﻊ اﻟﺘـﻲ أﺨـذﻫﺎ ﻤـن آدم إﻤـرأة وأﺤﻀـرﻫﺎ‬

‫إﻟﻰ آدم " ) ﺘك ‪ ( 22 ، 21 : 2‬كﻤﺎ أوﻀـﺢ ﻤﺸـﺎﻋر آدم ﻗﺒـﻞ ﺨﻠﻘـﻪ ﺤـواء " وأﻤـﺎ ﻟﻨﻔﺴـﻪ ﻓﻠـم‬ ‫ﻴﺠد ﻤﻌﻴﻨﺎً ﻨظﻴرﻩ " ) ﺘك ‪ ( 20 : 2‬وﻤﺸﺎﻋرﻩ �ﻌد ﺨﻠﻘﺔ ﺤواء " ﻓﻘﺎﻝ آدم ﻫـذﻩ اﻵن ﻋظـم ﻤـن‬

‫ﻋظـﺎﻤﻲ وﻟﺤـم ﻤــن ﻟﺤﻤـﻲ‪ 0‬ﻫــذﻩ ُﺘـدﻋﻰ اﻤـرأة ﻷﻨﻬـﺎ ﻤـن إﻤــرء أُﺨـذت " ) ﺘــك ‪00 ( 23 : 2‬‬ ‫ﻓـﺄﻴن اﻟﺘﻛـرار ؟!! إن ﻤــﺎ ﺠــﺎء ﻓـﻲ اﻹﺼــﺤﺎح اﻷوﻝ �ﻤﺜــﻞ ﺠــزء ﻤـن ﺤﻘ�ﻘــﺔ ﺨﻠــق اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وﻤــﺎ‬

‫ُذكــر ﻓــﻲ اﻹﺼــﺤﺎح اﻟﺜــﺎﻨﻲ �ﻤﺜــﻞ �ﻘ�ــﺔ اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺼــﺘﺎن ﻤﺘﻛﺎﻤﻠﺘــﺎن ‪ ،‬وﻟــ�س ﻓــﻲ ﻫــذا أ�ــﺔ‬ ‫دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ إﺴﺘﻤد روا�ﺔ اﻟﺨﻠق ﻤن ﻤﺼدر�ن ﻤﺨﺘﻠﻔﻴن‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻟﻤﺎذا إﱠدﻋﻰ اﻷب ﺴﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸﺎ �ﺄن ﻫﻨﺎك ﺘﻨـﺎﻗض ﺒـﻴن اﻹﺼـﺤﺎح اﻷوﻝ واﻟﺜـﺎﻨﻲ �ﺸـﺄن‬

‫ﻤــﺎ ﺠ ــﺎء ﻓ ــﻲ ﻗﺼ ــﺔ اﻹﻨﺴ ــﺎن ؟! ﻫ ــﻞ ذكــر أﺤ ــد اﻹﺼ ــﺤﺎﺤﻴن أن ﷲ ﺨﻠ ــق اﻹﻨﺴ ــﺎن ‪ ،‬وﺼـ ـ ﱠرح‬ ‫اﻹﺼــﺤﺎح اﻵﺨــر أن ﷲ ﻟــم ﻴﺨﻠــق اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ �ﻘــوﻝ أﻨــﻪ ﻴوﺠــد ﺘﻨــﺎﻗض ؟ ‪ 00‬كــﻼﱠ ‪ 00‬إذاً‬ ‫ﻟﻤﺎذا ﻟم �ﻘﻞ اﻷب ﺴﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸﺎ ﻴﺒدو أن ﻫﻨﺎك ﺘﻛ ار اًر ) وﻟ�س ﺘﻨﺎﻗض ( ﻟﻠﺤدث ‪ ،‬ﺜـم ﻴـﺘﻤﻌن ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد اﻟﻐر�ﻴﻴن ﻓ�ﺼﻞ ﻟﻠﺤﻘ�ﻘﺔ ؟!‬ ‫اﻟﻘراءة دون أن ﻴﺘﺄﺜر �ﺂراء ُ‬ ‫‪ -3‬ﻤﺎ آﺜﺎرﻩ اﻷب ﺴﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸﺎ واﻟدكﺘور ﺴﻴد اﻟﻘﻤﻨﻲ �ﺸﺄن اﻟﺘوﻓﻴق ﺒـﻴن رواﻴﺘـﻴن ﻤﺨﺘﻠﻔﺘـﻴن‬ ‫ﺘﺼورﻫم ( ‪ ،‬ﻗد ﺴﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﺒﺈﺴﺘﻔﺎﻀﺔ ﻓﻴرﺠﻰ اﻟرﺠوع ﻹﺠﺎ�ﺔ اﻟﺴؤاﻝ ‪0 319‬‬ ‫) ﺤﺴب ﱡ‬

‫و�ﻘـوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟـث " ﻗﺼـﺔ ﺨﻠـق اﻹﻨﺴـﺎن ﻫـﻲ ﻗﺼـﺔ واﺤـدة ﻹﻨﺴـﺎن‬

‫واﺤـ ــد ‪ 00‬وردت ﻤﺠﻤﻠـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻹﺼـ ــﺤﺎح اﻷوﻝ و�ﺎﻟﺘﻔﺼـ ــﻴﻞ ﻓـ ــﻲ اﻹﺼـ ــﺤﺎح اﻟﺜـ ــﺎﻨﻲ ‪ 00‬ﻓـ ــﻲ‬ ‫اﻹﺼ ــﺤﺎح اﻷوﻝ ﺨﻠ ــق اﻹﻨﺴ ــﺎن كﺠ ــزء ﻤ ــن ﻗﺼ ــﺔ اﻟﺨﻠ�ﻘ ــﺔ كﻠﻬ ــﺎ ‪ ،‬ﺜ ــم وردت اﻟﺘﻔﺎﺼ ــﻴﻞ ﻓ ــﻲ‬

‫اﻹﺼﺤﺎح اﻟﺜﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﺤﻴـث ذكـرت ﻓ�ـﻪ طر�ﻘـﺔ ﺨﻠـق آدم ﻤـن ﺘـراب ‪ ،‬ﺜـم كﻴـﻒ ﻨﻔـﺦ ﷲ ﻓ�ـﻪ ﻨﺴـﻤﺔ‬

‫ﺤ�ﺎة ‪ ،‬ﺜم طر�ﻘﺔ ﺨﻠـق ﺤـواء ﻤـن ﻀـﻠﻊ ﻤـن ﻀـﻠوع آدم ‪ 0‬وﺸـﻌور آدم ﻗﺒـﻞ ﺨﻠـق ﺤـواء ‪ ،‬و�ﻌـد‬

‫ﺨﻠﻘﻬــﺎ ‪ 0‬كﻤــﺎ وردت ﻓــﻲ ﻫــذا اﻹﺼــﺤﺎح ﺘﺴــﻤ�ﺔ آدم وﺘﺴــﻤ�ﺔ ﺤ ـواء ‪ 00‬اﻟﻘﺼــﺘﺎن ﻤﺘﻛﺎﻤﻠﺘــﺎن ‪،‬‬

‫‪- 167 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪166‬‬


‫ﻨﺠــد ﻓــﻲ اﻷوﻟــﻰ اﻟﺒركــﺔ اﻟﻤﻌطــﺎة ‪ ،‬واﻟطﻌــﺎم اﻟﻤﺴــﻤوح �ــﻪ ‪ ،‬وﻓــﻲ اﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ طر�ﻘــﺔ اﻟﺨﻠــق ‪ ،‬ﻤــﻊ‬

‫اﻟﺘﺴﻤ�ﺔ ‪ ،‬ﻤﻊ ذكر اﻟﺠﻨﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F103‬‬

‫‪ -4‬أﻤــﺎ ﺤــدﻴث اﻟــدكﺘور كــﺎرم ﻋــن ﷲ ﻓــﻼ ﻴﻠﻴــق أﺒــداً �ﺎﻟﻌﺒــد أن ﻴﻨﻌــت ﺠﺎﺒﻠــﻪ �ﺄﻨــﻪ ﻟــم �كــن‬

‫ﻴدرك ﻤﺎذا �ﻔﻌﻞ ‪ ،‬وأﻨـﻪ كـﺎن ﻴﺠـرب اﻷﻤـر وكﺄﻨـﻪ ﻻ �ﻌـرف اﻟﻤﺴـﺘﻘﺒﻞ ‪ ،‬وﻤـن أﻴـن أﺘـﻰ اﻟـدكﺘور‬

‫كﺎرم �ﺄن ﷲ ﺨﻠق ﻫذﻩ اﻟﻛﺎﺌﻨﺎت ﻟﺘﺼـ�ﺢ ذﻟـك اﻟﻨظﻴـر اﻟﻤﻌـﻴن ﻵدم ؟! وﻤـن أي ﻤﺼـدر إﺴـﺘﻘﻰ‬

‫ﻫذﻩ اﻟﺘراﻫﺎت ؟! أو ﻤﺎ ﻫـﻲ ﺤﺠﺘـﻪ ﻓـﻲ ﻫـذا ؟! أم أﻨﻬـﺎ ﻤﺠـرد ﺨ�ـﺎﻻت ﻤر�ﻀـﺔ وأوﻫـﺎم ﺤﻴـرى ؟‬ ‫وﻗرب إﻟ�ـﻪ ﺠﻤ�ـﻊ اﻟﺤﻴواﻨـﺎت واﻟطﻴـور ‪ ،‬ﻟﻴـدرك أﻨـﻪ ﻻ‬ ‫‪ 00‬ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻨﻘﻞ �ﺄن ﷲ ﺨﻠق آدم أوﻻً ‪ ،‬ﱠ‬ ‫ﻴوﺠــد ﻤﺜﻴــﻞ ﻟــﻪ ﻗــط ‪ ،‬ﻓﻬــو ﺘــﺎج اﻟﺨﻠ�ﻘــﺔ كﻠﻬــﺎ ؟! ﺜــم �ﻌــد ذﻟــك ﺨﻠــق ﻟــﻪ ﺤـواء اﻟﺘــﻲ ﻻ ﻴوﺠــد ﻟﻬــﺎ‬

‫ﺸﺒ�ﻪ ﻗط ﺒﻴن اﻟﻛﺎﺌﻨﺎت اﻷﺨرى‪0‬‬

‫س‪ : 350‬ﻫــــﻞ ﺨﻠــــق ﷲ ﺤــــواء �ﻌــــد ﺨﻠــــق اﻟﺤﻴواﻨــــﺎت " ﻓﻌﻤــــﻞ ﷲ وﺤــــوش اﻷرض‬

‫كﺄﺠﻨﺎﺴــﻬﺎ واﻟﺒﻬــﺎﺌم كﺄﺠﻨﺎﺴــﻬﺎ‪ 0‬ورأى ﷲ ذﻟــك أﻨــﻪ ﺤﺴــن ‪ 0‬وﻗــﺎﻝ ﷲ ﻨﻌﻤــﻞ اﻹﻨﺴــﺎن‬

‫ﻋﻠــﻰ ﺼــورﺘﻨﺎ كﺸــﺒﻬﻨﺎ ‪ 00‬ﻓﺨﻠــق ﷲ اﻹﻨﺴــﺎن ﻋﻠــﻰ ﺼــورﺘﻪ ‪ ) " 00‬ﺘــك ‪– 25 : 1‬‬ ‫‪ ( 27‬أم أﻨﻪ ﺨﻠق ﺤواء ﻗﺒﻞ ﺨﻠق اﻟﺤﻴواﻨﺎت " وﻗـﺎﻝ اﻟـرب اﻹﻟـﻪ ﻟـ�س ﺠﻴـداً أن �كـون‬

‫آدم وﺤــدﻩ ‪ 0‬ﻓﺄﺼــﻨﻊ ﻟــﻪ ﻤﻌﻴﻨـﺎً ﻨظﻴــرﻩ ‪ 0‬وﺠﺒــﻞ اﻟــرب اﻹﻟــﻪ ﻤــن اﻷرض كــﻞ اﻟﺤﻴواﻨــﺎت‬ ‫اﻟﺒر�ﺔ وكﻞ طﻴور اﻟﺴﻤﺎء " ) ﺘك ‪ ( 19 ، 18 : 2‬؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺨﻠــق ﷲ اﻟﺤﻴواﻨــﺎت أوﻻً ‪ ،‬ﺜــم ﺨﻠــق آدم وﺤ ـواء ‪ ،‬وﻫــذا واﻀــﺢ ﻓــﻲ ) ﺘــك ‪– 25 : 1‬‬ ‫‪ ( 27‬أﻤــﺎ ﻤــﺎ ذكـرﻩ اﻟﻨﺎﻗــد " وﻗــﺎﻝ اﻟــرب اﻹﻟــﻪ ﻟــ�س ﺠﻴــداً أن �كــون آدم وﺤــدﻩ ‪ 0‬ﻓﺄﺼــﻨﻊ ﻟــﻪ‬

‫ﻤﻌﻴﻨﺎً ﻨظﻴـرﻩ " ) ﺘـك ‪ ( 18 : 2‬ﻓﻬـذا ﻻ �ﻌـد ﺨﻠﻘـﺎً ﻟﺤـواء ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ �ﻌـد ‪ -‬كﻘـوﻝ اﻷﺴـﺘﺎذ اﻟـدكﺘور‬ ‫ﻴوﺴــﻒ ر�ــﺎض – �ﻤﺜﺎ�ــﺔ ﻋــرض اﻟﻛﺎﺘــب ﻟﻠﺨطــﺔ اﻹﻟﻬ�ــﺔ ‪ ،‬أﻤــﺎ اﻟﺘﻨﻔﻴــذ ﻓﺠــﺎء ﻓــﻲ " ﻓــﺄوﻗﻊ اﻟــرب‬

‫اﻹ ﻟﻪ ﺴ�ﺎﺘﺎً ﻋﻠﻰ آدم ﻓﻨﺎم ‪ 0‬ﻓﺄﺨذ واﺤدة ﻤن أﻀﻼﻋﻪ وﻤـﻸ ﻤكﺎﻨﻬـﺎ ﻟﺤﻤـﺎً " ) ﺘـك ‪( 21 : 2‬‬ ‫أي �ﻌد ﺨﻠق اﻟﺤﻴواﻨﺎت‪0‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻊ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪10‬‬

‫‪- 168 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪167‬‬


‫‪ -2‬ﻤــن اﻟﻤﻼﺤــظ أن اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس إﺴــﺘﺨدم ﺜﻼﺜــﺔ أﻓﻌــﺎﻝ ﻋﺒر�ــﺔ ﻓــﻲ ﺨﻠــق اﻹﻨﺴــﺎن ‪،‬‬

‫ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب " ﻓﺨﻠق ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺼورﺘﻪ ‪ 0‬ﻋﻠﻰ ﺼـورة ﷲ ﺨﻠﻘـﻪ ‪ 0‬ذكـ اًر وأﻨﺜـﻰ‬

‫ﺨﻠﻘﻬــم " ﻓﺈﺴــﺘﺨدم ﺜــﻼث ﻤـرات ﻓﻌــﻞ " �ــﺎ ار " أي ﺨﻠــق ﻤــن اﻟﻌــدم ‪ ،‬وﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ " وﺠﺒــﻞ اﻟــرب‬

‫اﻹﻟــﻪ آدم ﺘرا� ـﺎً ﻤــن اﻷرض " ) ﺘــك ‪ ( 7 : 2‬إﺴــﺘﺨدم ﻓﻌــﻞ " �ﺴــﺎ ار " أي ﺼـ ﱠـور أو ﺴـ ﱠـوى أو‬

‫ﺠﺒﻞ ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ " و�ﻨﻰ اﻟـرب اﻹﻟـﻪ اﻟﻀـﻠﻊ اﻟﺘـﻲ أﺨـذﻫﺎ ﻤـن آدم اﻤـرأة " ) ﺘـك ‪( 22 : 2‬‬

‫إﺴﺘﺨدم ﻓﻌﻞ " ﺒﻨﻰ " إﺸﺎرة ﻟﺨﻠق ﺤواء‪0‬‬

‫‪ -3‬ﺘﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﻨﺒﻴﻠــﺔ ﺘوﻤــﺎ " إن ﻤــﺎ ﺠـ ـﺎء ﻋــن ﺨﻠــق اﻹﻨﺴــﺎن ﻓــﻲ اﻹﺼــﺤﺎح اﻷوﻝ "‬

‫ذك اًر وأﻨﺜﻰ ﺨﻠﻘﻬم " ) ﺘك ‪ ( 27 : 1‬ﻋ�ﺎرة ﻤﺨﺘﺼرة ودﻗ�ﻘﺔ ﻟﻠﻐﺎ�ﺔ ﺘُظﻬر أن ﻟﻠ�ﺸر�ﺔ أب واﺤد‬ ‫وأم واﺤدة ‪ ،‬ﻓﺎﻟ�ﺸر�ﺔ كﻠﻬﺎ ﻤرﺘ�طﺔ ﻤﻌﺎً ﺒدم واﺤد ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً ﺘؤكد اﻟﻌ�ﺎرة ﺘﻘد�س ﺴـر اﻟز�ﺠـﺔ ﺒـﻴن‬ ‫اﻟرﺠﻞ واﻟﻤرأة ‪ 0‬أﻤﺎ ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ) ﺘك ‪ ( 22 ، 21 : 2‬ﻓﻴوﻀﺢ كﻴﻒ أوﻗﻊ ﷲ ﺴ�ﺎﺘﺎً ﻋﻠﻰ آدم‬ ‫وأﺨذ ﻀﻠﻌﺔ ﻤﻨﻪ و�ﻨﺎﻫﺎ اﻤرأة " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن[‪0‬‬

‫س‪ : 351‬ﻫﻞ ﺨﻠق ﷲ ﺤواء �ﻌد ﺨﻠق كﻞ ﺸﺊ ﻟ�ظﻬر إﻨﺤطﺎط ﻗدرﻫﺎ ؟‬ ‫�ﻘوﻝ " ﺠ�ﻤس ﻓر�زر " واﻀﺢ أن ﻨظﺎم ﺨﻠق اﻟﻛﺎﺌﻨﺎت ﻤن ﺤﻴث ﻗ�ﻤﺘﻬـﺎ ﻤﻌكـوس ﻓـﻲ‬

‫كﻠﺘﺎ اﻟﺤﺎﻟﺘﻴن ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﺤكﺎ�ﺔ اﻷوﻟﻰ ﻴﺒدأ ﻋﻤﻞ اﻹﻟﻪ �ﻌﻤﻠ�ﺔ ﺨﻠق اﻟﺴﻤك ‪ ،‬ﺜم �ﻤﻀﻲ �ﻌـد ذﻟـك‬

‫ﻓــﻲ ﺨﻠــق اﻟطﻴــور واﻟوﺤــوش ﺤﺘــﻰ ﻴﻨﺘﻬــﻲ إﻟــﻰ ﺨﻠــق اﻟرﺠــﻞ واﻟﻤـرأة ‪ 00‬أﻤــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺤكﺎ�ــﺔ اﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ‬

‫ﻓﻬﻨـﺎ ﻴﺒــدأ ﺒﺨﻠــق اﻟرﺠــﻞ ‪ ،‬و�ﻤﻀــﻲ �ﻌــد ﻫــذا إﻟــﻰ ﺨﻠــق اﻟﺤﻴواﻨــﺎت اﻟــدﻨ�ﺎ ‪ ،‬ﺜــم ﻴﺨﻠــق ﻓــﻲ اﻟﻨﻬﺎ�ــﺔ‬ ‫اﻟﻤرأة ‪ ،‬اﻟﺘﻲ ﺘﺸﻴر ﺒوﻀوح إﻟﻰ أدﻨﻰ أﻋﻤﺎﻝ اﻟﺼﻔﺔ اﻹﻟﻬ�ﺔ ‪ 0‬وﻟ�س ﻫﻨﺎك ﻓـﻲ اﻟﺤكﺎ�ـﺔ اﻟﺜﺎﻨ�ـﺔ‬

‫أدﻨــﻰ إﺸــﺎرة إﻟــﻰ أن كــﻼ ﻤــن اﻟرﺠــﻞ واﻟﻤـرأة ﻗــد ُﺨﻠــق ﻋﻠــﻰ ﺼــورة اﻹﻟــﻪ ‪ 00‬أراد ﷲ أن ﻴﺨﻔــﻒ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟرﺠـﻞ وﺤﺸـﺘﻪ ‪ 00‬ﻓﺨﻠـق ﻟـﻪ اﻟطﻴـور واﻟوﺤـوش ‪ ،‬وﻗـدﻤﻬﺎ إﻟ�ـﻪ ﻓ�ﻤـﺎ ﻴﺒـدو ﻟﺘﺴـﻠﻴﺘﻪ ‪ ،‬وﻟﻛـﻲ‬

‫ﺘ ـؤﻨس وﺤﺸــﺘﻪ ‪ 0‬وﻋﻨــد ذﻟــك ﻨظــر اﻟرﺠــﻞ إﻟﻴﻬــﺎ وﺴــﻤﺎﻫﺎ �ﺄﺴــﻤﺎﺌﻬﺎ ‪ ،‬وﻟﻛﻨــﻪ كــﺎن ﻻ ﻴ ـزاﻝ ﻏﻴــر‬

‫ر ٍ‬ ‫اض ﻋن رﻓﻘﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺨﻠق ﷲ ﻟـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻨﻬﺎ�ـﺔ – وكﺄﻨـﻪ ﻗـد ﻴـﺌس ﻤـن أﻤـرﻩ – اﻟﻤـرأة ﻤـن ﺠـزء ﻤـن‬ ‫ﺠﺴﻤﻪ ﻻ أﻫﻤ�ﺔ ﻟﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F104‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ – ﺍﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮﺭ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪109 - 107‬‬

‫‪- 169 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪168‬‬


‫كﻤــﺎ �ﻘــوﻝ " ﺠــ�ﻤس ﻓر�ــزر " أ�ﻀـﺎً " وﻟــم �ﺴـﺘطﻊ ﻫــذا اﻟﻔﻨــﺎن �ﻌــد كــﻞ ﻫــذا أن ﻴﺨﻔــﻲ‬

‫اﻟﻤﺸرﻓﺔ اﻟﺘﻲ ُﺨﻠﻘت ﺒﻬﺎ‬ ‫إﺤﺘﻘﺎرﻩ اﻟﺸدﻴد ﻟﻠﻤرأة ‪ ،‬ﻓﺄﺨر ﺨﻠﻘﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻀﻼً ﻋﻠﻰ اﻟطر�ﻘﺔ اﻟﺸﺎذة ﻏﻴر‬ ‫ّ‬ ‫– إذ ﺸ ـ ﱠكﻠﻬﺎ اﻹﻟــﻪ ﻤــن ﺠــزء ﻤــن ﺠﺴــم ﺴــﻴدﻫﺎ آدم ‪� ،‬ﻌــد أن ُﺨﻠﻘــت ﺼ ـﻨوف اﻟﺤﻴ ـوان �طر�ﻘــﺔ‬

‫طﺒ�ﻌ�ﺔ ﻻﺌﻘﺔ – كﻞ ﻫذا �ﺸﻴر إﺸﺎرة كﺎﻓ�ﺔ إﻟﻰ رأ�ﻪ ﻓﻲ ﺤﻘﺎرة ﺸﺄن اﻟﻤرأة ‪ 00‬وﺘرﺘﻴ�ﺎً ﻋﻠﻰ ﻫذا‬ ‫ﻓﺈن كرﻫﻪ ﻟﻠﻤرأة – كﻤـﺎ �ﻤكـن أن ﻨﺴـﻤ�ﻪ �ﺤـق – �ﻀـﻔﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﻘﺼـﺔ ﻟوﻨـﺎً ﻗﺎﺘﻤـﺎً ‪ ،‬وذﻟـك ﺤـﻴن‬ ‫�ﻌ ــزو اﻟﻛﺎﺘ ــب ﻤﺤﻨ ــﺔ اﻟﺠ ــﻨس اﻟ�ﺸ ــري وأﺤ ازﻨ ــﻪ إﻟ ــﻰ ﺴ ــﻠوك اﻷم اﻷوﻟ ــﻰ اﻟ ــذي ﻴﺘﺴ ــم �ﺎﻟﺤﻤﺎﻗ ــﺔ‬

‫اﻟﺴﺎذﺠﺔ ‪ٕ ،‬واﻟﻰ ﺸﻬوﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ أطﻠﻘت ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻨﺎن ‪0(2) " 00‬‬ ‫‪F105‬‬

‫ج ‪ -1 :‬كﻤﺎ رأﻴﻨﺎ ﻤ ار اًر وﺘﻛ ار اًر ﻓﺈن ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻹﺼﺤﺎح اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﺎ ﻫـو إﻻﱠ ﺘوﻀـ�ﺢ وﺘﻔﺼـﻴﻞ‬ ‫اﻟﻨﱠﻘـﺎد‬ ‫ﻟ�ﻌض اﻷﻤور اﻟﺘـﻲ ﺠـﺎءت ﻓـﻲ اﻹﺼـﺤﺎح اﻷوﻝ ‪ ،‬ﻓـﺎﻷﻤر ﻟـ�س كﻤـﺎ �ﻘـوﻝ ﻓر�ـزر و�ﻘ�ـﺔ ُ‬ ‫�ﺄن ﻫﻨﺎك رواﻴﺘﺎن ﻤﺘواز�ﺘﺎن ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻟو كﺎن ﻫﻨﺎ رواﻴﺘﺎن ﻤﺘواز�ﺘﺎن ﻓﻠﻤﺎذا ﺨﻠت اﻟروا�ﺔ اﻟﺜﺎﻨ�ﺔ )‬

‫واﻟﺘــﻲ ﺠــﺎءت ﻓــﻲ اﻹﺼــﺤﺎح اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﺤﺴــب رأي ُﱠ‬ ‫اﻟﺠﻠـ ـد ‪ ،‬وﻓﺼــﻞ‬ ‫اﻟﻨﻘــﺎد ( ﻤــن ﺨﻠــق اﻟﻨــور ‪ ،‬و َ‬ ‫اﻟﻤ�ﺎﻩ ﻋن اﻟ�ﺎ�ﺴﺔ ‪ ،‬وﻋﻤﻞ اﻟﻨﻴر�ن اﻟﻌظ�ﻤﻴن ‪ ،‬وﺨﻠق اﻟزواﺤﻒ واﻟطﻴور ؟!‬ ‫‪ -2‬ﻟم ﻴﺨﻠق ﷲ آدم ﻗﺒﻞ اﻟﻨ�ﺎﺘﺎت واﻟﺤﻴواﻨﺎت ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ُﺨﻠﻘت اﻟﻨ�ﺎﺘﺎت ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻴواﻨﺎت ﻟﻛ�ﻤـﺎ‬ ‫وﺨﻠـق آدم �ﻌـد ﺘﻬﻴﺌـﺔ كـﻞ ﺸـﺊ ‪ ،‬ﺜـم ﺨﻠـق ﷲ ﺤـواء ﻤـن ﻀـﻠﻊ ﻤﻨـﻪ ‪،‬‬ ‫ﺘﺠد اﻟﺤﻴواﻨﺎت طﻌﺎﻤﻬﺎ ‪ُ ،‬‬

‫ﻓﻠ�ﺴت ﺤواء إذاً أدﻨﻰ ﻤﻨﻪ ‪ ،‬ﻷﻨﻬـﺎ ﻟـم ﺘﺨﻠـق ﻤـن ﻗدﻤـﻪ ‪ ،‬وﻟـو كﺎﻨـت أدﻨـﻰ ﻤﻨـﻪ ﻤـﺎ كـﺎن ﺠﻤﻌﻬـﺎ‬ ‫ﷲ ﻤــﻊ آدم ﻓــﻲ اﻹﺼــﺤﺎح اﻷوﻝ ﻗــﺎﺌﻼً " ذكـــ اًر وأﻨﺜـــﻰ ﺨﻠﻘﻬـــم " ) ﺘــك ‪ ( 27 : 1‬إﻨﻤــﺎ ُﺨﻠﻘــت‬

‫ﺤ ـواء ﻤن ﺠﻨب آدم ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻤﺴﺎو�ﺔ ﻟﻪ ‪ ،‬وﻗد إﻋﺘرف آدم ﺒﻬذﻩ اﻟﻤﺴﺎواة ﻋﻨدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ " ﻫـذﻩ اﻵن‬

‫ﻋظم ﻤن ﻋظﻤﻲ وﻟﺤم ﻤن ﻟﺤﻤﻲ ‪ 0‬ﻫذﻩ ُﺘدﻋﻰ اﻤرأة ﻷﻨﻬﺎ ﻤن إﻤرء أُﺨذت " ) ﺘـك ‪23 : 2‬‬ ‫( ﻓﻬو إﻤرء وﻫﻲ إﻤرأة ‪0‬‬ ‫‪ -3‬ﻤــن ﻗــﺎﻝ أن ﺤ ـواء ُﺨﻠﻘــت �ﻌــد ﺨﻠــق اﻟﻨ�ﺎﺘــﺎت واﻟﺤﻴواﻨــﺎت ؟ كــﻶﱠ ‪ 00‬إﻨﻤــﺎ ﺨﻠــق ﷲ‬ ‫اﻟﻨ�ﺎﺘــﺎت ﻓــﻲ اﻟﻴــوم اﻟﺜﺎﻟــث ‪ ،‬وﺨﻠــق اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ﻓــﻲ اﻟﻴــوم اﻟﺴــﺎدس ﻗﺒــﻞ ﺨﻠــق آدم ‪ ،‬و�ﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﻟــم‬

‫ﺘﻛن ﺤواء ﻗد ُﺨﻠﻘت �ﻌد‪0‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪111 ، 110‬‬

‫‪- 170 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪169‬‬


‫‪ -4‬إﻨﻨﻲ أﻋﺠب ﻤـن آراء " ﺠـ�ﻤس ﻓر�ـزر " �ـﺄن ﺤـواء ُﺨﻠﻘـت �طر�ﻘـﺔ ﻏﻴـر ُﻤﺸ ّـرﻓﺔ ﻷﻨﻬـﺎ‬ ‫أُﺨــذت ﻤــن ﺠﺴــم آدم ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﺼــﻨوف اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ُﺨﻠﻘــت �طر�ﻘــﺔ ﻻﺌﻘــﺔ ‪ ،‬ﻓﻬــو ﺒﻬــذا ﻴﻬــ�ط �ﺄﻤﻨــﺎ‬

‫ﺤواء إﻟﻰ درﺠﺔ أدﻨﻰ ﻤـن اﻟﺘـ ارب ‪ 0‬ﻟﻘـد ُﺨﻠﻘـت اﻟﺤﻴواﻨـﺎت ﻤـن ﺘـراب اﻷرض أﻤـﺎ آدم ﻓﻘـد ﺘﻤﻴـز‬ ‫ﻋﻨﻬــﺎ ‪ ،‬ﺒﻨﻔﺨــﺔ اﻟﺤﻴ ـﺎة �ــﺎﻟروح اﻟﺨﺎﻟــدة ‪ ،‬و�ــذﻟك ﺴــﻤﻰ آدم ﻓــوق اﻟﺘـراب ﺒروﺤــﻪ اﻟﺨﺎﻟــدة ‪ ،‬وﺸــﺎ�ﻪ‬ ‫َ‬ ‫اﻟﻤﻼﺌكﺔ ﺒﻬذﻩ اﻟروح اﻟ�ﺸر�ﺔ ‪ 0‬إذاً اﻟﺤﻴواﻨـﺎت ُﺨﻠﻘـت ﻤـن ﺘـراب ﻻ ﻏﻴـر ‪ ،‬أﻤـﺎ ﺤـواء ﻓﻘـد ُﺨﻠﻘـت‬ ‫ﻤــن ﺠﺴــم آدم اﻟــذي ﻫــو ﺘ ـراب �ﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ روح ﺨﺎﻟــدة ‪ 00‬ﻓﻤــﺎ �ــﺎﻝ ﻓر�ــزر ﻴﻬــ�ط �ﻤﺴــﺘوى‬

‫اﻹﻨﺴــﺎن إﻟــﻰ درﺠــﺔ أﻗــﻞ ﻤــن اﻟﺘـراب ؟!! ٕواﻨﻨــﻰ أﻋﺠــب أﻛﺜــر ﻤــن أﻤــر اﻟﻤﺘرﺠﻤــﺔ اﻟــدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠــﺔ‬ ‫إﺒراﻫ�م اﻟﺘﻲ ﻟم ﺘﺒدي أي إﻋﺘراض أو ﻤﻼﺤظﺔ أو ﺘﻌﻘﻴـب ﻋﻠـﻰ آراء ﻓر�ـزر ‪ ،‬ﻓكﻴـﻒ ﺘﻘﺒـﻞ وﻫـﻲ‬ ‫اﻟﻤرأة أن ﺘﻛون ﻓﻲ درﺠﺔ أدﻨﻰ ﻤن اﻟﺤﻴواﻨﺎت ؟ وكﻴﻒ ﺘواﻓق ﻓر�زر آراءﻩ ‪ ،‬وﻫﻲ ﺘﻌﻠم أن ﻫـذﻩ‬ ‫اﻵراء ﺘﺨﺎﻟﻒ ﻋﻘﻴدﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺘُﻘر �ﺄن ﺤواء ُﺨﻠﻘت ﻤن ﻀﻠﻊ آدم ؟!!‬

‫س‪ " : 352‬وكــﺎن كﻼﻫﻤــﺎ ﻋر� ـﺎﻨﻴن آدم ٕواﻤرأﺘــﻪ وﻫﻤــﺎ ﻻ ﻴﺨﺠــﻼن " ) ﺘــك ‪( 25 : 2‬‬

‫ﻓﻬﻞ اﻟﻌري ﻋﻼﻤﺔ اﻟﻛﻤﺎﻝ ؟‬

‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪� " 00‬ﻔﻴدﻨﺎ اﻟﺸﺎرﺤون اﻷﺘﻘ�ﺎء ﻫﻨـﺎ ‪� ،‬ـﺄن ذﻟـك اﻟﻌـري ﻫـو ﻋﻼﻤـﺔ‬

‫اﻟﻛﻤﺎﻝ اﻷﺨﻼﻗﻲ ‪ ،‬كﻤﺎ ﻴرى اﻟﻼﻫوﺘﻴون ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذا ﻴﻨﺴﺤب أ�ﻀﺎً ﻋﻠـﻰ �ﺸـر اﻟﺜﻘﺎﻓـﺎت اﻟﺒداﺌ�ـﺔ‬ ‫كﻠﻬﺎ ‪ 00‬إن اﻟﺒرد ﻫو اﻟذي أرﻏم اﻟﻨﺎس ﻋﻠـﻰ إرﺘـداء اﻟﻤﻼ�ـس ‪ ،‬وﻟـم �ﻌـش اﻟﻨـﺎس ﻋـراة إﻻﱠ ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻤﻨﺎطق اﻟﺤﺎرة ‪ 0‬أﻀﻒ إﻟﻰ ذﻟك ‪ ،‬أﻨﻪ ﻋﻨدﻤﺎ �كون كﻠﻬم ﻋرا�ﺎ ‪ ،‬ﻻ ﻴﺨﺠﻞ ﻤن اﻟﻌري أﺤـد "‬ ‫)‪0(1‬‬

‫‪F106‬‬

‫ج ‪ :‬ﻗﺒــﻞ أن �ﺴــﻘط آدم ﻓــﻲ اﻟﺨط�ــﺔ كــﺎن �ﻌــ�ش ﻓــﻲ �ﺴــﺎطﺔ وطﻬــﺎرة كﺎﻤﻠــﺔ وﻗداﺴــﺔ ﻋظ�ﻤــﺔ ‪،‬‬

‫ﻓكﺎن �ﻌ�ش ﻤﻊ زوﺠﺘـﻪ ﻋر�ـﺎﻨﻴن ‪ ،‬دون أن �ﺸـﻌر أﺤـدﻫﻤﺎ �ﺎﻟﺨﺠـﻞ ‪ ،‬وﻟـم ﻴﺘطـرق إﻟـﻰ أﺤـدﻫﻤﺎ‬

‫ﻗـط ﻓكـر اﻟﺸــﻬوة اﻟﺠﻨﺴـ�ﺔ ‪ ،‬أﻤـﺎ �ﻌــد اﻟﺴـﻘوط ﻓﻘـد ﻓﺴــدت اﻟطﺒ�ﻌـﺔ اﻟ�ﺸـر�ﺔ وﺘﻠــوث اﻟﻔكـر ‪ ،‬و�ــدأ‬

‫اﻹﻨﺴــﺎن �ﺸــﻌر �ﺎﻟﺨﺠــﻞ ‪ ،‬ﻓﺸــﺘﺎن ﺒــﻴن اﻟﻌــري ﻗﺒــﻞ اﻟﺴــﻘوط و�ﻌــدﻩ ‪ ،‬ﻓﻘﺒــﻞ اﻟﺴــﻘوط كــﺎن �ﻌﺘﺒــر‬

‫دﻟ�ﻼً ﻋﻠﻰ ﺤ�ﺎة اﻟطﻬﺎرة اﻟﻛﺎﻤﻠﺔ ‪ ،‬أﻤﺎ �ﻌد اﻟﺴﻘوط ﻓﺄﺼ�ﺢ اﻟﻌري ﻋﻼﻤﺔ ﺨﺠـﻞ وﻋـﺎر ‪ ،‬وﻟـذﻟك‬ ‫ﻴﻬــﺘم اﻹﻨﺴــﺎن �ﺴــﺘر ﻋورﺘــﻪ �ﻐــض اﻟﻨظــر ﻋــن اﻟطﻘــس إذا كــﺎن ﺤــﺎ اًر أو �ــﺎرداً‪ 0‬و�ﻌــد اﻟﻘ�ﺎﻤــﺔ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻭ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪19‬‬

‫‪- 171 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪170‬‬


‫ﺘﺘﻐﻴــر أﺠﺴــﺎدﻨﺎ إﻟــﻰ أﺠﺴــﺎد ﻤﻤﺠــدة ‪ ،‬ﻨﻌــ�ش ﻓــﻲ ﺒ ـ اررة كﺎﻤﻠــﺔ ‪ ،‬ﻻ ﻨﺤﺘــﺎج إﻟــﻰ ﻤﻼ�ــس ‪ ،‬وﻟــن‬ ‫ﻨﻌﺎﻨﻲ ﻤن ﺨﺠﻞ أو ﻋﺎر ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻨﺎ ﻨكون كﻤﻼﺌكﺔ ﷲ‪0‬‬

‫س‪ : 353‬ﻫﻞ ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﺠدﻴد " أﻨت ﻤﻨﻔﺼﻞ ﻋن اﻤـرأة ﻓـﻼ ﺘطﻠـب اﻤـرأة " )‬

‫‪1‬كو ‪ ( 27 : 7‬ﻴﻨـﺎﻗض ﻤـﺎ ﺠـﺎء ﻓـﻲ اﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م " وﻗـﺎﻝ اﻟـرب اﻹﻟـﻪ ﻟـ�س ﺠﻴـداً أن‬ ‫�كون آدم وﺤدﻩ ﻓﺄﺼﻨﻊ ﻟﻪ ﻤﻌﻴﻨﺎً ﻨظﻴرﻩ " ) ﺘك ‪ ( 18 : 2‬؟‬

‫ج ‪ -1 :‬أﺤـ ﱠـﻞ ﷲ ﺴــر اﻟز�ﺠــﺔ ‪ ،‬ﻓﺠــﺎء ﻓــﻲ ﻨﻔــس اﻹﺼــﺤﺎح ﻤــن ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن " ﻟــذﻟك ﻴﺘــرك‬

‫اﻟرﺠـــﻞ أ�ـــﺎﻩ وأﻤـــﻪ و�ﻠﺘﺼـــق ﺒﺈﻤرأﺘـــﻪ و�كوﻨـــﺎن ﺠﺴـــداً واﺤـــداً " ) ﺘــك ‪ ( 24 : 2‬وﻗــﺎﻝ اﻟﺴــﻴد‬ ‫اﻟﻤﺴــ�ﺢ " أﻤــﺎ ﻗـرأﺘم أن اﻟــذي ﻤــن اﻟﺒــدء ﺨﻠﻘﻬﻤـﺎ ذك ـ اًر وأﻨﺜــﻰ ‪ 00‬ﻓﺎﻟــذي ﺠﻤﻌــﻪ ﷲ ﻻ �ﻔرﻗــﻪ‬

‫إﻨﺴﺎن " ) ﻤت ‪0( 6 – 4 : 19‬‬

‫‪ -2‬ﻗﺒﻞ ﺨﻠﻘﺔ ﺤواء ﻟم �كن ﻫﻨﺎك ﻓﻲ اﻟﻌـﺎﻟم كﻠـﻪ ﻏﻴـر آدم �ﻤﻔـردﻩ ‪ ،‬وﺤﻴـث أن ﷲ وﻀـﻊ‬

‫ﻓﻲ ﺨطﺘﻪ أن ﺘﻨﻤو اﻟ�ﺸر�ﺔ وﺘﻛﺜر ﻟذﻟك كﺎن ﻫﻨﺎك ﻀرورة ﻟﺨﻠق ﺤواء ‪ ،‬ﻟﺘﻛـون ﻤﻌﻴﻨـﺎً وﻤؤﻨﺴـﺎً‬ ‫ﻵدم ﻤن ﻨﺎﺤ�ﺔ ‪ ،‬وﻤن ﻨﺎﺤ�ﺔ أﺨرى ﻟﻛ�ﻤﺎ ﺘﻨﺠب وﺘُﻌﻤر اﻷرض ‪ ،‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﷲ " ﻟ�س ﺠﻴداً‬

‫أن �كــون آدم وﺤــدﻩ " ﻟــم �كــن ﻫﻨــﺎك ﻏﻴــر آدم واﺤــد ﻓﻘــط ‪ ،‬أﻤــﺎ ﻋﻨــدﻤﺎ ﺸــﺠﻊ ﺒــوﻟس اﻟرﺴــوﻝ‬ ‫اﻟ�ﻌض ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺘوﻟ�ﺔ كﺎن ﻫﻨﺎك ﻤﻼﻴﻴن ﻤن اﻟﻨﺎس ﻴﺘزاﺤﻤون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺤ�ﺎة‪0‬‬

‫‪ -3‬إﻗﺘطﻊ اﻟﻤﻌﺘرض ﺠزءاً و�ﻨﻰ ﻋﻠ�ﻪ إﺴﺘﻨﺘﺎﺠﻪ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻟو أﻛﻤﻞ اﻵ�ﺔ اﻟﺘﺎﻟ�ﺔ " ﻟﻛﻨـك إن‬

‫ﺘزوﺠت ﻟـم ﺘﺨطـﺊ " ) ‪1‬كـو ‪ ( 28 : 7‬ﻟﻔﻬـم اﻟﻤﻌﻨـﻰ ‪ ،‬ﻓﺒـوﻟس اﻟرﺴـوﻝ ﻟـم ُ�ﺤـرم اﻟـزواج ‪ ،‬وﻟـم‬ ‫ّ‬ ‫ﻤﺤرم أو ﻏﻴر ﻤرﻏوب ﻓ�ﻪ ﺒﻞ ﻗ ـﺎﻝ أن " ﻫـذا اﻟﺴـر ﻋظـ�م " ) أف ‪5‬‬ ‫ﻴﻨظر ﻟﺴر اﻟز�ﺠﺔ كﺄﻤر ﱠ‬

‫‪ ( 32 :‬وأوﺼــﻰ اﻟﻨﺴــﺎء �ﺎﻟﺨﻀــوع ﻷزواﺠﻬــن ‪ ،‬وأوﺼــﻰ اﻟرﺠــﺎﻝ �ﻤﺤ�ــﺔ ﻨﺴــﺎءﻫم كﻤــﺎ أﺤــب‬ ‫اﻟﻤﺴـ ــ�ﺢ اﻟﻛﻨ�ﺴـ ــﺔ وأﺴﻠـ ـ ـم ﻨﻔﺴـ ــﻪ ﻷﺠﻠﻬـ ــﺎ ) ارﺠـ ــﻊ أف ‪ 0( 32 – 22 : 5‬وﻋﻨـ ــدﻤﺎ ﻗـ ــﺎﻝ " أﻨــــت‬

‫ﻤﻨﻔﺼﻞ ﻋـن اﻤـرأة ﻓـﻼ ﺘطﻠـب اﻤـرأة " ﻓـذﻟك ﻟﺴـﺒب اﻹﻀـطﻬﺎد اﻟﺸـدﻴد اﻟـذي ﻟﺤـق �ﺎﻟﻤﺴـ�ﺤﻴﻴن‬

‫اﻷواﺌﻞ ‪ ،‬ﻓﻤن اﻷﺴـﻬﻞ أن ﻴواﺠـﻪ اﻹﻨﺴـﺎن اﻹﻀـطﻬﺎد �ﻤﻔـردﻩ ‪ ،‬أﻤـﺎ ﻟـو كـﺎن ﻟد�ـﻪ زوﺠـﺔ وأوﻻداً‬

‫ﻓــﺈن ﻤﻌﺎﻨﺎﺘــﻪ ﺴﺘ ـ ـزداد ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻗــﺎﻝ ﻤﻌﻠﻤﻨــﺎ ﺒــوﻟس اﻟرﺴــوﻝ ﻓــﻲ اﻵ�ــﺔ اﻟﺴــﺎ�ﻘﺔ " ﻟﺴــﺒب اﻟﻀــﻴق‬

‫اﻟﺤﺎﻀـــر أﻨـــﻪ ﺤﺴـــن ﻟﻺﻨﺴـــﺎن أن �كـــون ﻫكـــذا " ) ‪ 1‬كــوﻝ ‪ ( 26 : 7‬وأ�ﻀ ـﺎً ﺸــﺠﻊ ﺒــوﻟس‬ ‫اﻟرﺴوﻝ اﻟﺸ�ﺎب واﻟﻌذارى ﻋﻠﻰ ﺤ�ﺎة اﻟﺒﺘوﻟ�ﺔ ﻟﻴﺘﻔرﻏوا ﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺼﻼة واﻟﻛ ارزة واﻟﺨدﻤﺔ ‪ ،‬وﻟذﻟك‬ ‫‪- 172 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪171‬‬


‫ﻗﺎﻝ " ﻏﻴر اﻟﻤﺘزوج ﻴﻬﺘم ﻓ�ﻤﺎ ﻟﻠرب كﻴﻴ ﻴرﻀﻲ اﻟرب‪ 0‬وأﻤﺎ اﻟﻤﺘزوج ﻓﻴﻬﺘم ﻓ�ﻤﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟم كﻴﻴ‬

‫ﻴرﻀﻲ إﻤرأﺘﻪ " ) ‪ 1‬كو ‪ ( 33 : 7‬ﻓﺎﻹﻨﺴﺎن اﻟﺒﺘوﻝ ﻟﻪ ﺤر�ـﺔ أﻛﺒـر ﻟﻺﻨطـﻼق ﻓـﻲ ﺤﻘـﻞ اﻟﻛـ ارزة‬ ‫واﻟﺨدﻤﺔ �ﻼ ﻗﻴود وﻻ ﺤدود‪0‬‬

‫س‪ : 354‬ﻫﻞ ﻟم �كن ﻫﻨﺎك آدم وﺤواء ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻫﻤﺎ رﻤزان ﻟﻠذكورة واﻷﻨوﺜﺔ ؟‬ ‫�ﻘــوﻝ اﻷب ﺴــﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸــﺎ " و�رﻤــز �ــﺂدم إﻟــﻰ اﻟــذكور ﻤــن اﻟ�ﺸــر ‪ ،‬و�رﻤــز �ﺤ ـواء إﻟــﻰ‬

‫اﻹﻨــﺎث ﻤــﻨﻬم ‪ ،‬كﻤــﺎ ﻴرﻤــز �ﻘــﺎﻴﻴن إﻟــﻰ ط�ﻘــﺔ اﻟﻔﻼﺤــﻴن ‪ ،‬وﻫﺎﺒﻴــﻞ إﻟــﻰ ط�ﻘــﺔ اﻟرﻋــﺎة ‪ ،‬وﻫــذﻩ ﻫــﻲ‬

‫اﻟطر�ﻘــﺔ اﻟﺸ ـرﻗ�ﺔ ﻓــﻲ ﺘﺴــﺠﻴﻞ اﻟﺤﻘــﺎﺌق أو ﺴــرد اﻟﺤ ـوادث ‪ ،‬ﻓﻘــوﻟﻬم ﻤــﺜﻼً " كــوش وﻟــد ﻨﻤــرود "‬ ‫ﻤﻌﻨﺎﻩ أن اﻷﺴرة اﻟ�ﺎﺒﻠ�ﺔ أﻋﻘﺒت اﻷﺴرة اﻟﻛوﺸ�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F107‬‬

‫ج ‪ :‬كﺎن كﻞ ﻤن آدم وﺤواء ﺸﺨﺼ�ﺔ ﺘﺎر�ﺨ�ـﺔ ﺤﻘ�ﻘ�ـﺔ ‪ ،‬وكﻼﻫﻤـﺎ �ﻤـﺜﻼن أب وأم كـﻞ اﻟ�ﺸـر�ﺔ‬

‫‪ ،‬وﻟذﻟك أﺸـﺎر إﻟﻴﻬﻤـﺎ اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ ﻋﻨـدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ " أﻤـﺎ ﻗـرأﺘم أن اﻟـذي ﻤـن اﻟﺒـدء ﺨﻠﻘﻬﻤـﺎ ذكـ اًر‬

‫وأﻨﺜــﻰ " ) ﻤــت ‪ ( 4 : 19‬وﻗ ـد ورد إﺴــم آدم ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ﻤـ ار اًر وﺘﻛـ ار اًر ‪ ،‬وُذكــرت ﺴﻠﺴــﻠﺔ‬

‫أﻨﺴـﺎﻝ آدم ﺤﺘــﻰ ﻨـوح " ﻫــذا كﺘــﺎب ﻤواﻟﻴــد آدم ‪ 0‬ﻴــوم ﺨﻠــق ﷲ اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ) " 00‬ﺘــك ‪-1 : 5‬‬

‫‪ ( 32‬ﻓﻠو كﺎن إﺴم آدم رﻤ اًز ﻟوﺠـب أن �كـون �ﻘ�ـﺔ أﺴـﻤﺎء ﻨﺴـﻠﻪ رﻤـوز ‪ ،‬وأ�ﻀـﺎً ﺠـﺎء ﻓـﻲ ﺴـﻔر‬ ‫أﺨ�ﺎر اﻷ�ﺎم اﻷوﻝ ﻓﻲ ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻷﻨﺴﺎب " آدم ﺸﻴت أﻨوش ‪ 1 ) " 00‬أي ‪0( 42 – 1 : 1‬‬

‫وﻗﺎﻝ ﷲ ﻋن ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ " وﻟﻛﻨﻬم كﺂدم ﺘﻌدوا اﻟﻌﻬـد ﻫﻨـﺎك ﻏـدروا ﺒـﻲ " ) ﻫـو ‪: 6‬‬

‫ـك اﻟﻤـوت ﻤـن‬ ‫‪ ( 7‬وﻗﺎرن ﺒوﻟس اﻟرﺴوﻝ ﺒـﻴن آدم و�ـﻴن اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ آدم اﻟﺜـﺎﻨﻲ " ﻟﻛـن ﻗـد َﻤَﻠ َ‬ ‫آدم إﻟــﻰ ‪ ) " 00‬رو ‪ " 00 ( 21 – 14 : 5‬كﻤــﺎ ﻓــﻲ آدم �ﻤــوت اﻟﺠﻤ�ــﻊ ﻫكــذا ﻓــﻲ اﻟﻤﺴــ�ﺢ‬

‫ﺴــ�ﺤ�ﺎ اﻟﺠﻤ�ــﻊ " ) ‪ 1‬كــو ‪ " 00 ( 22 : 15‬ﺼــﺎر آدم اﻷوﻝ ﻨﻔﺴـﺎً ﺤﱠ�ــﺔ وآدم اﻷﺨﻴــر روﺤـﺎً‬

‫ﻤﺤﻴ�ﺎً " ) ‪ 1‬كو ‪ ( 45 : 15‬وذكـر إﺴـم آدم وﺤـواء أ�ﻀـﺎً ﻋﻨـدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ " ﻷن آدم ُﺠﺒـﻞ أوﻻً ﺜـم‬ ‫ﺤـــواء " ) ‪ 1‬ﺘــﻲ ‪ ( 12 : 2‬وذكــر ﻴﻬــوذا اﻟرﺴــوﻝ أ�ﻀ ـﺎً إﺴــم آدم " وﺘﻨ�ـــﺄ ﻋـــن ﻫـــؤﻻء أ�ﻀـــﺎً‬ ‫أﺨﻨوخ اﻟﺴﺎ�ﻊ ﻤن آدم ﻗﺎﺌﻼً " ) �ﻪ ‪0( 14‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﺹ ‪80‬‬

‫‪- 173 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪172‬‬


‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ‪ :‬ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ) ﺗﻚ ‪( 3‬‬ ‫س‪ : 355‬ﻟﻤــﺎذا وﻀــﻊ ﷲ ﺸــﺠرة ﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر ﻓــﻲ اﻟﺠﻨــﺔ ‪ ،‬وﻫــو �ﻌﻠــم أﻨﻬــﺎ‬

‫ﺴﺘﻛون ﺴﺒ�ﺎً ﻓﻲ ﺘﻌﺎﺴﺔ اﻟ�ﺸر�ﺔ ؟‬

‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬ﻓﺎﻟﻼﻫوﺘﻴون ﻴؤكدون ﺘﺄﻛﻴداً ﻗﺎطﻌﺎً �ﺄن ﷲ �ﻌرف كﻞ ﺸﺊ ‪،‬‬

‫وأن اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻤكﺸوف أﻤﺎﻤﻪ كراﺤﺔ اﻟﻛﻒ ‪ٕ ،‬واذا كﺎن اﻷﻤـر كـذﻟك ‪ ،‬أﻟـم �كـن ﻋﻠ�ـﻪ أن �ﻌـرف‬

‫ﻤﺎذا ﺴ�ﺤدث ؟ أﻓﻼ �ﻘﻊ كﻞ ﺸﺊ ﺒﺈرادﺘﻪ ﻓﻘط ؟ أﻟ�س ﷲ ﻨﻔﺴﻪ ﻫو ﻤن أراد ﻟﻺﻨﺴـﺎن أن �ﺴـﻘط‬

‫ﻓﻲ اﻟﺨطﻴﺌﺔ ؟ " )‪0(1‬‬ ‫‪F0‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘــد وﻫــب ﷲ ﻵدم ﻫ�ــﺎت ﻋظ�ﻤــﺔ ‪ ،‬إذ ﻫ�ــﺄ ﻟــﻪ ﺠﻨــﺔ ﻋــدن ﻟ�ﻌــ�ش ﻓﻴﻬــﺎ ‪ ،‬وﺠﻌﻠــﻪ ﻤﻠﻛـﺎً‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠ�ﻘﺔ اﻟﻤﻨظورة ‪ ،‬وﺨﻠـق ﻟـﻪ ﺤـواء وأﻗرﻨـﻪ ﺒﻬـﺎ ‪ ،‬ﻓـﺄراد ﷲ أي ﻴﻬﻴـﺊ اﻟﻔرﺼـﺔ ﻵدم ﻟﻠﺘﻌﺒﻴـر‬ ‫ﻋن ﺤ�ﻪ اﻟﻤﺘ�ﺎدﻝ ﻟ ‪ ،‬و�ﻬذا أوﺠد ﻫذﻩ اﻟﺸﺠرة ‪ ،‬ﻓطﺎﻟﻤﺎ أن آدم ﻟم �ﻤـد ﻴـدﻩ إﻟﻴﻬـﺎ ‪ ،‬ﻓﻤﺤ�ـﺔ ﷲ‬ ‫كﺎﺌﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﻠ�ﻪ ‪ ،‬أﻤﺎ إن ﺘﺠ أر وأﻛﻞ ﻤﻨﻬﺎ ﺤﻴﻨﺌذ ﺘﻛون ﻤﺤ�ﺔ ﷲ ﺘﻛون ﻗد إﻫﺘزت ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻪ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻻ �ظن أﺤد أن ﻤﺤ�ﺔ ﷲ ﻵدم كﺎﻨت ﻨﺎﻗﺼﺔ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻨﺼب ﻟﻪ ﻫذا اﻟﻔﺦ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﻘ�ﻘـﺔ‬

‫أن ﷲ أراد أن ﻴﺘﻤﺘــﻊ آدم �ﺤر�ﺘــﻪ اﻟﺸﺨﺼــ�ﺔ ‪ ،‬و�ﻤــﺎرس ﺤر�ــﺔ اﻹرادة ‪ ،‬وﻟــذﻟك وﻀــﻊ ﻟــﻪ ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﺸــﺠرة ‪ ،‬وﺘــرك ﻟــﻪ ﺤــق اﻹﺨﺘ�ــﺎر ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ رﺸــدي اﻟﺴ�ﺴــﻲ " أن ﷲ وﻀــﻊ آدم وﺤـواء‬

‫ﻓــﻲ اﻟﺠﻨــﺔ وﻤﻨﺤﻬﻤــﺎ اﻟﻬ�ــﺔ اﻟﻛﺒــرى ‪ ،‬وﻫــﻲ ﺤر�ــﺔ اﻹﺨﺘ�ــﺎر أو ﺤر�ــﺔ اﻹرادة ‪ ،‬و�ــدﻴﻬﻲ أن ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟﺤر�ــﺔ ﻻ ﺘﺘ�ﺴــر ﺤ�ﺎزﺘﻬــﺎ وﻤﻤﺎرﺴــﺘﻬﺎ إﻻﱠ إذا كــﺎن ﻫﻨــﺎك ﺸــﻴﺌﺎن ﻤﺘﻌﺎرﻀــﺎن أﻤــﺎم اﻟﺤــﺎﺌز ﻋﻠــﻰ‬

‫ﻫــذﻩ اﻟﺤر�ــﺔ ﺤﺘــﻰ ﻴ ـوازن ﺒﻴﻨﻬﻤــﺎ و�ﺘﺨﱠﻴــر أﺤــدﻫﻤﺎ �ﻤﺤــض إرادﺘــﻪ ‪ ،‬وﻟﻬــذا كــﺎن ﻤــن اﻟﻤﺤــﺘم أن‬ ‫�ﻀــﻊ ﷲ ﻓــﻲ اﻟﺠﻨــﺔ ﺸــﺠرة ﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر ‪ ،‬كــﻲ �ﻤــﺎرس اﻹﻨﺴــﺎن ﻫــذﻩ اﻟﻬ�ــﺔ اﻟﻌظﻤــﻰ‬ ‫اﻟﻤﻤﻨوﺤــﺔ ﻟــﻪ ﻤــن ﺨﺎﻟﻘــﻪ اﻟﻌظــ�م ‪ ،‬أﻋﻨــﻲ ﺤر�ــﺔ اﻹرادة ‪ ،‬وكــﺎن ﻫــذا دﻟــ�ﻼً ﻋﻤﻠ�ـﺎً راﺌﻌـﺎً ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ‬

‫ﺨص ﷲ �ﻪ اﻹﻨﺴﺎن ﻤن ﺘﻘدﻴر ﻟﺸﺨﺼﻪ ٕواﺤﺘرام ﻟرأ�ﻪ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻤن ﺴـﻘطﺘﻪ وﻋﺼـ�ﺎﻨﻪ ! أﻤـﺎ‬

‫ﺤب ﷲ ﻟﻺﻨﺴﺎن ﻓﻘد ﺘﺠﻠـﻰ �ﺼورة راﺌﻌﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻘوط و�ﻌدﻩ ‪ ،‬ﻓﻘد وﻀـﻊ ) ﷲ ( ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة‬ ‫ﺒﺠﺎﻨــب ﺸــﺠرة اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ﻗﺒــﻞ اﻟﺴــﻘوط ‪ ،‬ﻟ�ﺄﻛــﻞ ﻤﻨﻬــﺎ و�ﻌــ�ش ‪ ،‬وﻟﻛﻨــﻪ أﻏﻔﻠﻬــﺎ وأﻛــﻞ ﻤــن اﻟﺸــﺠرة‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻼﻣﺔ ﻏﻨﻤﻲ – ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪126‬‬

‫‪- 176 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪173‬‬


‫ﺤرﻤــﺔ ﺒﺈرادﺘــﻪ ﻓﺴــﻘط ! ‪ 00‬وﻫكــذا ﺘﺠﻠــﻰ ﺤــب ﷲ ﻟﻺﻨﺴــﺎن ﺤﺘــﻰ �ﻌــد اﻟﻌﺼــ�ﺎن واﻟﺴــﻘوط‬ ‫اﻟﻤ ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ﺒﺘدﺒﻴرﻩ أﻤر اﻟﻔداء اﻟﻌﺠﻴب ! " )‪0(1‬‬ ‫‪F1‬‬

‫‪ -3‬ﻫﻨ ــﺎك ﻓ ــرق ﺒ ــﻴن ﻋﻠ ــم ﷲ اﻟﺴ ــﺎﺒق ‪ ،‬و� ــﻴن ﺤر� ــﺔ اﻹﻨﺴ ــﺎن ﻓ ــﻲ اﻹﺨﺘ� ــﺎر ‪ ،‬وﺘﺤﻤﻠ ــﻪ‬

‫ﻤﺴﺌوﻟ�ﺔ ﻫذا اﻹﺨﺘ�ﺎر ‪ ،‬ﻓﺈذا ﱠ‬ ‫�ﺸر اﻟﻤﻌﻠم طﺎﻟ�ﺎً ﺠﺎداً �ﺄﻨﻪ ﺴﻴﺘﻔوق ‪ ،‬وأﻨذر طﺎﻟب آﺨـر ﻤﺘﻬـﺎون‬ ‫�ﺄﻨﻪ ﺴ�ﻔﺸﻞ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ �كون ﻫذا اﻟﻤﻌﻠم ﻫو اﻟﺴﺒب ﻓﻲ ﺘﻔوق اﻟواﺤد وﻓﺸﻞ اﻵﺨر ؟ كﻼﱠ ‪ 00‬وﻫﻞ‬ ‫ﻴﺘﺤﻤﻞ اﻟﻤﻌﻠم ﻤﺴﺌوﻟ�ﺔ ﻓﺸـﻞ اﻟطﺎﻟـب اﻟﻤﺘﻬـﺎون ؟ كـﻼﱠ ‪ 00‬ﻟﻘـد أﻨـذرﻩ ﻟ�ﺴـﺘدرك اﻷﻤـر ﻗﺒـﻞ ﻓـوات‬ ‫اﻷوان وﻟﻛن اﻟطﺎﻟب ﻟـم ﻴﻨﺘ�ـﻪ ﻟﻬـذا اﻹﻨـذار ‪ ،‬وﻫـذا ﻤـﺎ ﻓﻌﻠـﻪ ﷲ ﺘ�ـﺎرك إﺴـﻤﻪ ﻤـﻊ أﺒوﻨـﺎ آدم ‪ ،‬إذ‬

‫أﻨــذرﻩ وﻨﻬــﺎﻩ ﻋــن اﻷﻛــﻞ ﻤــن ﺸﺠ ـرة اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ‪ ،‬ﻤوﻀــﺤﺎً ﻟــﻪ ﻋﻘو�ــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔــﺔ ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟﻤــوت‬

‫اﻷﺒدي ‪ ،‬وﻤﻊ ذﻟك ﺴﻘط آدم ﻓﻲ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ‪ ،‬وﻤﻊ ﻫذا ﻓـﺈن ﻤﺤ�ـﺔ ﷲ ﺘﺠﻠـت أ�ﻀـﺎً �ﻌـد اﻟﺴـﻘوط‬

‫‪ ،‬إذ أﻟ�س ﷲ آدم وﺤواء أﻗﻤﺼﺔ ﻤن ﺠﻠد ‪ ،‬وﺘﻌﻬد ذر�ﺘﻬﻤﺎ �ﺎﻷﻨﺒ�ـﺎء واﻟﻨـﺎﻤوس ‪ ،‬وأﺨﻴـ اًر ﺘﺠﺴـد‬

‫‪ ،‬وﺤﻤﻞ ﻓـﻲ ﺠﺴـدﻩ ﻋﻘو�ـﺔ ﻤﺨﺎﻟﻔـﺔ آدم و�ﻨ�ـﻪ ‪ ،‬وﻤـﺎت ﻫـو �ﺎﻟﺠﺴـد ﻟﻛـﻲ �ﺤ�ـﺎ آدم ‪ ،‬ورﻓﻌـﻪ ﻤـن‬ ‫اﻟﻔــردوس اﻷرﻀــﻲ اﻟــذي ﻋــﺎش ﻓ�ــﻪ ﻗﺒــﻞ اﻟﺴــﻘوط إﻟــﻰ ﻤﻠﻛــوت اﻟﺴــﻤوات ‪ 00‬ﻓﻤــﺎ أﻋظــم ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﻤﺤ�ﺔ ؟! ‪ 00‬وﻟﻛن اﻟ�ﻌض ﻴرى أن ﷲ ﻨﺼب ﻓﺨﺎً ﻵدم ﻋن طر�ـق ﺸـﺠرة اﻟﻤﻌرﻓـﺔ ﻟ�ﺼـطﺎدﻩ‬ ‫ﻟﻠﻤوت اﻷﺒدي و�طردﻩ ﺒدون رﺠﻌﺔ ﻤن اﻟﻔردوس‪0‬‬ ‫‪ -4‬ﻫﻨــﺎك ﻓــرق ﺒــﻴن إرادة ﷲ ‪ ،‬وﺴــﻤﺎح ﷲ ‪ 0‬ﻓــﺈرادة ﷲ ﺨﻴ ـرة ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻻ �ﺸــﺎء إﻻﱠ اﻟﺨﻴــر‬

‫واﻟﺼــﻼح ‪ ،‬وﻟﻛــن إن أﺼـ ﱠـر اﻹﻨﺴــﺎن ﻋﻠــﻰ اﻟﺨطــﺄ ‪ ،‬ﻓــﺈن ﷲ اﻟــذي �ﺤﺘــرم اﻟﺤر�ــﺔ اﻟﺸﺨﺼــ�ﺔ‬ ‫ﻟﻺﻨﺴــﺎن ‪� ،‬ﺴــﻤﺢ ﻟــﻪ �ﺎﻟﺴــﻘوط‪ 0‬أﻤــﺎ ﻟــو ﻤﻨﻌــﻪ ﻤــن اﻟﺴــﻘوط ﻓــﻲ اﻟﺨطــﺄ ‪ -‬اﻟــذي ﻴر�ــدﻩ اﻹﻨﺴــﺎن‬

‫�ﻤطﻠق ﺤر�ﺘﻪ ‪ -‬ﻷﺼ�ﺢ اﻹﻨﺴﺎن ُﻤﺼﱠﻴ اًر ﻓﺎﻗداً ﻟﺤر�ﺘﻪ ﻤﺸﺎﺒﻬﺎً اﻟﺤﻴوان اﻷﻋﺠم ‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘــوﻝ اﻟﻘــس ﻤ�ﺼــﺎﺌﻴﻞ ﺼــﺎدق ﻋــن ﺸــﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة " وﻟﻤــﺎذا ﻴﺨﻔﻴﻬــﺎ ﷲ إذا كﺎﻨــت ﻫــﻲ‬

‫وﺴـﻴﻠﺔ إﺨﺘ�ــﺎر آدم وطﺎﻋﺘــﻪ ‪ ،‬ﻓﺈﺨﻔﺎﺌﻬـﺎ ﻴﺘﻌــﺎرض ﻤــﻊ اﻟﻐــرض ﻤﻨﻬـﺎ ‪ٕ ،‬واﺨﻔﺎءﻫــﺎ ﻴﺠﻌــﻞ اﻹﻨﺴــﺎن‬

‫ﻤﺴﻴ اًر وﻟ�س ُﻤﺨﱠﻴ اًر " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -6‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨـــﺎ أﻏﺴـــطﻴﻨوس اﻷﻨ�ـــﺎ ﺒـــوﻻ " ﷲ �ﺴــﺎﺒق ﻋﻠﻤــﻪ كــﺎن �ﻌــرف ط�ﻌ ـﺎً أن آدم‬

‫ﺴــ�ﺄﻛﻞ ﻤــن ﺸــﺠرة ﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر ‪ ،‬وﻟﻛــن ﷲ أﻋطــﺎﻩ اﻟﺤر�ــﺔ ‪ ،‬وﻻ �ﻤكــن أن �ﺴــﻠﺒﻬﺎ ﻤﻨــﻪ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﺯﺓ ﻓﻲ ‪1975/9/19‬ﻡ ﺹ ‪7‬‬

‫‪- 177 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪174‬‬


‫ﺜﺎﻨ�ﺔ‪ 0‬ﷲ ﻴر�د أن �ﺴﻴر اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ طر�ق اﻟﺨﻴر ﺒﺈرادﺘﻪ اﻟﺤرة وﻟ�س �ﺎﻹﻛراﻩ " ] ﻤن إﺠﺎ�ـﺎت‬

‫أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ ﻴؤاﻨس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﺨﻠق ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ﺤ اًر ﻤر�داً ‪ ،‬وﷲ �ﺤﺘرم ﻫذﻩ اﻟﺤر�ﺔ‬

‫‪ ،‬ﻓﻠذﻟك ُ�ﻘدم ﻟﻪ وﺼﺎ�ﺎ وﻟ�س أواﻤر ‪ ،‬وﻟﻬذا أُطﻠق ﻋﻠﻰ ﻟوﺤﻲ اﻟﺸر�ﻌﺔ اﻟوﺼـﺎ�ﺎ اﻟﻌﺸـر وﻟـ�س‬ ‫اﻷواﻤــر اﻟﻌﺸــر ‪ ،‬وﻗــﺎﻝ اﻟــرب ﻹﺒـراﻫ�م } ﻷﻨــﻲ ﻋرﻓﺘــﻪ ﻟﻛــﻲ ﻴوﺼــﻲ ﺒﻨ�ــﻪ و�ﻴﺘــﻪ ﻤــن �ﻌــدﻩ أن‬

‫�ﺤﻔظوا طر�ـق اﻟرب ﻟ�ﻌﻤﻠـوا ﺒـ اًر وﻋـدﻻً ﻟﻛـﻲ �ـﺄﺘﻲ اﻟـرب ﻹﺒـراﻫ�م �ﻤـﺎ ﺘﻛﻠـم �ـﻪ { ) ﺘـك ‪: 18‬‬ ‫‪ ] " ( 19‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -8‬ﻘــوﻝ أﺤــد اﻵ�ــﺎء اﻟرﻫ�ــﺎن ﺒــدﻴر ﻤــﺎر ﻤﻴﻨــﺎ اﻟﻌــﺎﻤر " أﻋطــﻰ ﷲ اﻹﻨﺴــﺎن ﺤر�ــﺔ اﻹرادة‬

‫ﻟﻛﻲ ﻴﺨﺘﺎر اﻟﺨﻴر ﻟﻛﻲ �ﺤ�ﺎ أو ﻴﺨﺘﺎر اﻟﺸر ﻓ�ﻤـوت ‪ ،‬وﻟـم ﻴﺨﻠـق اﻹﻨﺴـﺎن كﺎﻟﺒﻬـﺎﺌم اﻟﻌﺠﻤـﺎوات‬

‫و�ﻌﺎﻗـب اﻟﺸـر�ر ﻴﺠـب أن �كـون ﻫﻨـﺎك ﺤر�ـﺔ اﻹﺨﺘ�ـﺎر‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻟ�س ﻟﻬﺎ ﻋﻘﻞ‪ 0‬وﻟﻛﻲ ُﻴﺜﺎب ّ‬ ‫اﻟﺨﻴـر ُ‬ ‫ﺒــﻴن اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر ‪ ،‬ﻓﻬﻨــﺎك وﺼــ�ﺔ إذا أطﻌﻨﺎﻫــﺎ ُﻨﺜــﺎب ٕواذا ﺨﺎﻟﻔﻨﺎﻫــﺎ ُﻨﻌﺎﻗــب ‪ٕ ،‬واﻻﱠ ﻓﻤــﺎ ﻤﻌﻨــﻰ‬ ‫و�ﻤــدح اﻟﺼــدﻴق ؟! ‪ 00‬وأ�ﻀـﺎً‬ ‫اﻟﺤﺴــﺎب ﻓــﻲ اﻟﻴــوم اﻷﺨﻴــر ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ أي أﺴــﺎس ُ�ﻌﺎﻗــب اﻟﺸـر�ر ُ‬ ‫إﺨﻔﺎء ﺸﺠرة ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ﻟم �كن �ﻤﻨﻊ ﺠﻨوح آدم وﺤـواء إﻟـﻰ اﻟﺨطـﺄ ‪ ،‬وﻫـﺎ اﻟﺸـ�طﺎن ﻟـم‬

‫�كن أﻤﺎﻤﻪ ﻤﺠﺎﻝ ﻟﻠﺨطﺄ ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻪ ﻨزح ﺒﺈرادﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺼ�ﺎن " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن‬

‫[‪0‬‬ ‫‪� -9‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ ﺘ�ﻤوﺜــﺎوس اﻟﺴــر�ﺎﻨﻲ " ﻟــم �ﺸــﺎء ﷲ ﺴــﻘوط اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وﻟﻛﻨــﻪ ﺴــﻤﺢ �ــﻪ‬

‫ﻟﻐرض ﺤك�م وﻋظ�م ‪ ،‬ﻓﻤﺎ كﺎن اﻹﻨﺴﺎن �ﻤكﻨﻪ أن �ﻌرف ﷲ ﺤـق اﻟﻤﻌرﻓـﺔ ﻋـن طر�ـق اﻟﺨﻠ�ﻘـﺔ‬ ‫وﺤــدﻫﺎ ‪ ،‬ﺒــﻞ ﻗــدﻤت اﻟﺨط�ــﺔ ﻓرﺼــﺔ ﻹﻋــﻼن ﻨﻌﻤــﺔ ﷲ اﻟﻌﺠﻴ�ــﺔ ‪ ،‬وﺤكﻤﺘــﻪ اﻟﺴــرﻤد�ﺔ ‪ ،‬وﻤﺤﺒﺘــﻪ‬

‫اﻷزﻟ�ــﺔ ‪ ،‬ﻓــﻨﺤن ﻻ ﻨﻨكــر أن اﻟﺨط�ــﺔ أﻓﺴــدت وﺸــوﻫت اﻟﺠﻤــﺎﻝ اﻟــذي ﻋﻤﻠــﻪ اﻟﺨــﺎﻟق ‪ ،‬ﻟﻛــن ﻫــذا‬

‫اﻟﺘﺸو�ﻪ ﻋﻴﻨﻪ ‪ ،‬واﻟﻘ�ﺢ اﻟذي أﺼﺎب اﻟﺨﻠ�ﻘﺔ �ﺴﺒب اﻟﺴﻘوط ‪ ،‬أﻋطـﻰ ﻟﻠﺠﻤـﺎﻝ ﻗ�ﻤـﺔ ﻤﻀـﺎﻋﻔﺔ ‪0‬‬

‫إن ﻤـداﻓﻊ ﻨـﺎﺒﻠﻴون اﻟﺘـﻲ ﺸـوﻫت وﺠـﻪ " أﺒـو اﻟﻬــوﻝ " أظﻬـرت ﻓـﻲ ﻨﻔـس اﻟوﻗـت ﻗوﺘـﻪ وﺼــﻼﺒﺘﻪ ‪،‬‬

‫ﻫكــذا ﻓﻌﻠــت اﻟﺨط�ــﺔ ‪ 00‬ﻓكﻴــﻒ �ﻤكــن أن ﺘظﻬــر ﻗــوة ﷲ وﺤكﻤﺘــﻪ و� ـرﻩ وﻨﻌﻤﺘــﻪ وﻤﺤﺒﺘــﻪ ﻟــوﻻ‬

‫اﻟﺨط�ــﺔ ‪ ،‬ﻫــذا أوﻻً ‪ 0‬أﻤــﺎ اﻟﺴــﺒب اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﻟﻌــدم ﻤﻨــﻊ آدم ﻤــن اﻷﻛــﻞ ﻫــو أن آدم ﻗــد ُﺨﻠــق ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﺼ ــورة ﷲ وﻤﺜﺎﻟ ــﻪ ‪ ،‬وأﻫـ ـم ﺸ ــﺊ ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﺼ ــورة ﻫ ــﻲ ﺤر� ــﺔ اﻹرادة ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻨﺴ ــﺎن ﻤﺨﻠ ــوق ﺤ ــر‬

‫اﻟﻤﻘﱠدم ﻟﻪ } ﻗـد ﺠﻌﻠـت ﻗـداﻤك اﻟﺤ�ـﺎة واﻟﻤـوت‬ ‫ﻴﺘﺼرف �ﺤر�ﺘﻪ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻟو رﻓض اﻟﺤب اﻹﻟﻬﻲ ُ‬ ‫‪- 178 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪175‬‬


‫واﻟﺒركــﺔ واﻟﻠﻌﻨــﺔ ﻓــﺎﺨﺘر اﻟﺤ�ــﺎة ﻟﻛــﻲ ﺘﺤ�ــﺎ أﻨــت وﻨﺴــﻠك { ) ﺘــث ‪ ] " ( 19 : 30‬ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت‬ ‫أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪ -10‬ﺘﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤﺎ " ﺨﻠق ﷲ اﻹﻨﺴـﺎن ﺤـ اًر وﻤر�ـداً وﻋـﺎﻗﻼً ‪ٕ ،‬واﺤﺘـرم ﷲ ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﺤر�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻠﻺﻨﺴﺎن اﻟﺤق ﻓﻲ أن ﻴﺨﺘﺎر اﻹﻟﺘﺼﺎق �ﺎﻟ دون إﻛراﻩ أو ﺨـوف ‪ ،‬وﻟـﻪ أن ﻴـرﻓض ‪،‬‬

‫ﻓﺎﻟ ﻴر�د أﺒﻨﺎء وﻟ�س ﻋﺒﻴد ‪ ،‬ﻓﺎﻹﺒن ﻟﻪ اﻟداﻟـﺔ واﻟﺤر�ـﺔ واﻟﻤﻴـراث ‪ ،‬أﻤـﺎ اﻟﻌﺒـد ﻓﻠـ�س ﻟـﻪ كـﻞ ذﻟـك‬

‫‪ 00‬ﻟﻘد وﻓر ﷲ ﻟﻺﻨﺴﺎن اﻟﻤﻨﺎخ اﻟذي ﻴﺘ�ﺢ ﻟﻪ اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻔرح واﻹﺒداع ‪ ،‬وﺘﺤﺎور ﻤﻌـﻪ كﺼـدﻴق‬ ‫‪ ،‬وﻤﻨﺤﻪ ﺴﻠطﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠ�ﻘـﺔ ‪ ،‬وطﻠـب ﻤﻨـﻪ أن �ﻌﻤـﻞ و�ﺤﻔـظ اﻟﺠﻨـﺔ كﺈﻨﺴـﺎن ﻤﺴـﺌوﻝ ‪ ،‬ﻓﺎﻟـذي‬

‫ﺴ ــﺄﻝ ﻫ ــذا اﻟﺴـ ـؤاﻝ ﻤ ــﺎزاﻝ ﻋﺒ ــداً وﻟ ــ�س إﺒﻨـ ـﺎً ‪ ،‬ﻴر� ــد اﻷواﻤ ــر واﻟﻨـ ـواﻫﻲ وﻟ ــ�س اﻟﻨﺼ ــﺢ واﻹرﺸ ـ ـﺎد‬

‫واﻟﺘوﺠ�ــﻪ واﻟﺤــب واﻟداﻟــﺔ ‪ ،‬ﻟﻛــن ﷲ ﻴر�ــدﻨﺎ أﺒﻨــﺎء وورﺜــﺔ ﻟﻤﻠﻛوﺘــﻪ " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ ﺴــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -11‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻴوﺴﻴ ر�ﺎض " ﺨﻠق ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺼورﺘﻪ ﻓﻲ أﻤور كﺜﻴرة ﻤﻨﻬﺎ‬

‫اﻟﺤر�ﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟ ﻴر�د أن اﻹﻨﺴﺎن ﻴـﺘﻤم اﻟوﺼـ�ﺔ �كﺎﻤـﻞ إرادﺘـﻪ ‪ ،‬وﻟـ�س ﻋـن طر�ـق إﺨﻔـﺎء‬

‫ﺸﺠرة ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ‪ 00‬ﷲ �ﺴـﺎﺒق ﻋﻠﻤـﻪ �ﻌـرف أن اﻹﻨﺴـﺎن ﺴـﻴﺨطﺊ ‪ ،‬وﻟـذﻟك رﺘـب ﻟـﻪ‬

‫طر�ق اﻟﺨﻼص ﻗﺒﻞ إﻨﺸﺎء اﻟﻌﺎﻟم " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [ ‪0‬‬

‫‪� -12‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺘوﻓﻴق ﻓرج ﻨﺨﻠﺔ " ﷲ �ﻌﻠم كﻞ ﺸﺊ ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻋﻠﻤـﻪ اﻟﺴـﺎﺒق ﻻ �ﻌطـﻞ‬ ‫ﺤر�ﺔ اﻹﻨﺴﺎن ٕواﺨﺘ�ﺎرﻩ ‪ 0‬ﻋﻠم اﻟﻌ ِ‬ ‫ـﺎﻟم ﻟـ�س ﺴـﺒ�ﺎً ﻓـﻲ ﻓﻌـﻞ اﻟﻔﺎﻋـﻞ ‪ ،‬ﻓﻘـد �ﻌـرف اﻟطﺒﻴـب أن ﻫـذا‬ ‫اﻟﻤــرض ﺴــ�ﻘﺘﻞ ذﻟــك اﻟﺸــﺨص ‪ ،‬وﻻ �ﻌﺘﺒــر اﻟطﺒﻴــب ﺴــﺒ�ﺎً ﻟﻠﻤــرض " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ ﺴــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن[ ‪0‬‬

‫‪� -13‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﻼك ﺸوﻗﻲ إﺴكﺎروس " أن ﷲ وﻀﻊ ﻫـذﻩ اﻟﺸـﺠرة وﻟـم ﻴﺨﻔﻬـﺎ ﻋـن‬

‫آدم ﻷﻨﻬﺎ كﺎﻨت �ﻤﺜﺎ�ﺔ إﺨﺘ�ﺎر ﻷﻤﺎﻨﺔ اﻹﻨﺴﺎن وطﺎﻋﺘـﻪ ﻟﺨﺎﻟﻘـﻪ ‪ ،‬ﻟﻘـد ﺴـﻤﺢ ﷲ ﻟﻺﻨﺴـﺎن �ﺎﻷﻛـﻞ‬ ‫ﻤــن ﺸــﺠر اﻟﺠﻨــﺔ وﻟــم �ﻤﻨــﻊ ﻋﻨــﻪ إﻻﱠ ﺸــﺠرة واﺤــدة ‪ ،‬ﻤﺜــﻞ ﻤﻠــك ﻏﺎﺌــب ﻓــﻲ ﺴــﻔر وﺘــرك ﻗﺼ ـرﻩ‬

‫اﻟواﺴــﻊ ﻟﺨﺎدﻤــﻪ �ﺴــﺘﺨدﻤﻪ كﻤــﺎ �ﺸــﺎء ﺒﺠﻤ�ــﻊ ﺤﺠ ارﺘــﻪ وﺼــﺎﻻﺘﻪ وﺤداﺌﻘــﻪ ‪ ،‬وطﻠــب ﻤﻨــﻪ أن ﻻ‬

‫ﻴدﺨﻞ ﺤﺠرة واﺤدة ﺤﻴث ﻴوﺠد ﺴر�رﻩ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﻴوﺠد ﻋـذر ﻟـذاك اﻟﺨـﺎدم ﻟـو إﻗـﺘﺤم ﺤﺠـرة ﺴـﻴدﻩ ؟!‬

‫‪- 179 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪176‬‬


‫أو ﻫــﻞ �كــون اﻟﻤﻠــك ﻤﺴــﺌوﻻً ﻋــن ﺨطــﺄ اﻟﺨــﺎدم اﻟــذي ﻟــم �طــﻊ ﻫــذﻩ اﻟوﺼــ�ﺔ اﻟ�ﺴــ�طﺔ ﺠــداً ؟!! ]‬ ‫ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [ ‪0‬‬

‫س‪ : 356‬ﻫــﻞ ﺜﻤــﺎر ﺸــﺠرة ﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر كﺎﻨ ـت ُﻤﻬﻠﻛــﺔ ﻓــﻲ ﺤــد ذاﺘﻬــﺎ �ﻐــض‬ ‫اﻟﻨظر ﻋن ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟوﺼ�ﺔ ؟‬

‫ﺤرﻤــﺔ كﺎﻨــت ﻓــﻲ اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ ﺸــﺠرة ﻓﻨــﺎء ﻻ ﺸــﺠرة‬ ‫اﻟﻤ ﱠ‬ ‫�ﻘــوﻝ ﺠــ�ﻤس ﻓر�ــزر " إن اﻟﺸــﺠرة ُ‬

‫اﻟﻤﻬﻠﻛـﺔ ‪� ،‬ﻐـض اﻟﻨظـر ﻋـن ﻤوﻀـوع طﺎﻋـﺔ اﻷﻤـر اﻹﻟﻬـﻲ‬ ‫ﻤﻌرﻓﺔ ‪ ،‬وأن ﻤﺠـرد ﺘﻨـﺎوﻝ ﻓﺎﻛﻬﺘﻬـﺎ ُ‬

‫أو ﻋﺼ�ﺎﻨﻪ ‪ ،‬كﺎن كﻔ�ﻼً �ﺄن �ﻔﻀﻲ �ﺎﻹﻨﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﻤوت " )‪0(1‬‬ ‫‪F2‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟــم ﺘﻛ ــن ﻓﺎﻛﻬ ــﺔ ﺸــﺠرة اﻟﻤﻌرﻓ ــﺔ ﺴ ــﺎﻤﺔ وﻗﺎﺘﻠــﺔ ﻓ ــﻲ ﺤ ــد ذاﺘﻬــﺎ ‪ٕ ،‬واﻻﱠ ﺘﻌ ــرض اﻹﻨﺴ ــﺎن‬ ‫ﻟﻠﻤوت ﻤ�ﺎﺸرة ‪ٕ ،‬واﻨﻤﺎ ﺠوﻫر اﻟﻘﻀ�ﺔ ﻫو طﺎﻋـﺔ آدم ﻟﻠﺨـﺎﻟق ‪ ،‬وﻋﻼﻤـﺔ ﻫـذﻩ اﻟطﺎﻋـﺔ ﻫـﻲ اﻟ�ﻌـد‬ ‫ﻋن اﻷﻛﻞ ﻤن ﻫذﻩ اﻟﺸﺠرة ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻤــﺎ ﻤﻌﻨــﻰ اﻷﻛــﻞ ﻤــن ﺸــﺠرة ﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر ؟ ﻨﻘــوﻝ أن اﻷﻛــﻞ ﻤــن ﻫــذﻩ اﻟﺸــﺠرة‬

‫�ﻌﻨﻲ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟوﺼ�ﺔ اﻹﻟﻬ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺸﺠرة اﻟﻤﻌرﻓﺔ ﻤﺜﻠﻬﺎ ﻤﺜﻞ أي ﺸﺠرة ﻋﺎد�ـﺔ ‪ ،‬وﺜﻤﺎرﻫـﺎ ﻤﺜـﻞ أ�ـﺔ‬

‫ﺜﻤﺎر أﺨرى ‪ ،‬واﻷﻛﻞ ﻤن ﺜﻤﺎرﻫﺎ ﻟم �كن �ﻤﺜﻞ أ�ﺔ ﻤﺸكﻠﺔ ﻓﻲ ﺤـد ذاﺘـﻪ ﻟـو أن ﷲ ﺴـﻤﺢ �ﺎﻷﻛـﻞ‬ ‫ﻤﻨﻬــﺎ ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﻤﺸــكﻠﺔ ﻨﺸــﺄت أﺴﺎﺴ ـﺎً ﻤــن أن ﷲ ﻨﻬــﻰ اﻹﻨﺴــﺎن ﻋــن اﻷﻛــﻞ ﻤــن ﻫــذﻩ اﻟﺸــﺠرة ‪،‬‬

‫ﻓﻤﻌﻨﻰ اﻷﻛﻞ ﻤﻨﻬﺎ ﻫو ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟوﺼ�ﺔ اﻹﻟﻬ�ﺔ ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ أﻛـﻞ اﻹﻨﺴـﺎن ﻤـن اﻟﺸـﺠرة كـﺎن �طﻤـﻊ‬

‫ﻓﻲ أن �ﺼﻴر ﻤﺜﻞ ﷲ ‪ ،‬ﻤﺼدﻗﺎً كﻼم اﻟﺤ�ﱠﺔ " ﻴوم ﺘﺄﻛﻼن ﻤﻨﻪ ﺘﺘﻔﺘﺢ أﻋﻴﻨكﻤﺎ وﺘﻛوﻨﺎن كﺎﻟ "‬ ‫) ﺘــك ‪ 00 ( 5 : 3‬ﺤﻘـﺎً إﻨــﻪ ﻗﺒــﻞ أن �ﺄﻛــﻞ اﻹﻨﺴــﺎن ﻤــن ﻫــذﻩ اﻟﺸــﺠرة ﻟــم �كــن �ﻌــرف إﻻﱠ اﻟﺨﻴــر‬

‫واﻟﺼﻼح ﻓﻘط ‪ ،‬وﻟﻛن ﻋﻨدﻤﺎ ﺨﺎﻟﻒ اﻟوﺼ�ﺔ اﻹﻟﻬ�ﺔ إﻨﻔﺘﺤت ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺠﺤ�م اﻟﺸر ‪ ،‬ﻓﺤﻘ�ﻘـﺔ‬

‫أن اﻟﺨﻴر كﻞ اﻟﺨﻴر كﺎن ﻓﻲ طﺎﻋﺔ اﻟوﺼ�ﺔ ‪ ،‬واﻟﺸر كﻞ اﻟﺸر ﻓﻲ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ‪ ،‬واﻷﻤر اﻟﻌﺠﻴب‬ ‫أن اﻹﻨﺴــﺎن أراد أن ﻴرﺘﻔــﻊ إﻟــﻰ ﻤرﺘ�ــﺔ ﷲ ﻓﺴــﻘط وﺘﺤطﻤــت آﻤﺎﻟــﻪ وﻋــﺎش ﻓــﻲ ﺘﻌﺎﺴــﺔ ﻤــﺎ �ﻌــدﻫﺎ‬

‫ﺘﻌﺎﺴــﺔ واﻟﻨﻬﺎ�ــﺔ اﻟﻤــوت اﻷﺒــدي ‪ 0‬أﻤــﺎ ﷲ ﻓــﻲ ﻤــﻞء اﻟزﻤــﺎن ﻓﻘــد ﺘﻨــﺎزﻝ إﻟــﻰ ﻤرﺘ�ــﺔ اﻹﻨﺴــﺎن ‪،‬‬ ‫وأﺨرﺠﻪ ﻤن ورطﺘﻪ ‪ ،‬ورﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﻠﻛوت اﻟﺴﻤﺎﺌﻲ‪0‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ – ﺍﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮﺭ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪146‬‬

‫‪- 180 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪177‬‬


‫س‪ : 357‬ﻟﻤــﺎذا ﻨﻬــﻰ ﷲ اﻹﻨﺴــﺎن ﻋــن اﻷﻛــﻞ ﻤــن ﺸــﺠرة ﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر ؟ ﻫــﻞ‬ ‫كــﺎن ﻴر�ــدﻩ أن �ﻌــ�ش ﻤﺜــﻞ اﻟــدواب ﻻ �ﻌــرف اﻟﻔــرق ﺒــﻴن اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر ‪ ،‬أم أﻨــﻪ رب‬

‫اﻟﺠﻬﺎﻝ ؟ وكﻴﻴ ﺴ�ﺤﺎﺴب ﷲ اﻹﻨﺴﺎن إن ﻟم �كن �ﻌرف اﻟﻔرق ﺒﻴن اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ؟‬ ‫ُ‬

‫�ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﺴﻴد اﻟﻘﻤﻨﻲ " ﺘﺨﱠﻴر اﻟرب اﻟﺘوراﺘﻲ ﻤكﺎﻨـﺎً ﻋﻠـﻰ �ﺎ�ﺴـﺔ اﻷرض ‪ ،‬أﺴـﻤﺘﻪ‬

‫اﻟﺨﻠد ‪ ،‬ﻷﻨﻪ كﺎن ﻴﺘﻌﺎطﻰ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺠﻨﺔ ﻤن ﺸﺠرة‬ ‫اﻟﺘوراة } ﺠﻨﺔ ﻋدن { وﻗد إﺘﺴم اﻹﻟﻪ �ﺼﻔﺔ ُ‬ ‫اﻟﺤ�ﺎة اﻟﺘﻲ ﺘﻤﻨﺢ اﻟﺤ�ﺎة اﻷﺒد�ﺔ ‪ ،‬كﻤﺎ إﺘﺴم �ﺎﻟﻤﻌرﻓﺔ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ كﺎن ﻴﺘﻐذى ﻤن ﺸﺠرة أﺨرى ﻫﻨﺎك‬

‫ﻗرر اﻟرب ﺨﻠـق اﻹﻨﺴـﺎن اﻟﻤـدﻋو ) آدم ( ﺜـم ﺨﻠـق ﻟـﻪ ﻤـن ﻀـﻠﻌﻪ‬ ‫‪ ،‬ﻫﻲ ﺸﺠرة اﻟﻤﻌرﻓﺔ‪ 0‬و�وﻤﺎً ﱠ‬

‫أﻨ�ﺴﺎً ﻫﻲ ) ﺤواء ( زوﺠﺘﻪ ‪ ،‬ووﻀﻌﻬﺎ ﻤﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻪ ﺤ ﱠـرم ﻋﻠﻴﻬﻤـﺎ ﺜﻤـرة ﺸـﺠرة اﻟﻤﻌرﻓـﺔ‬ ‫‪ ،‬ﻓﻔﻀـﻞ أن �كـون رب اﻟﺠـﺎﻫﻠﻴن ﻻ رب اﻟﻌـﺎرﻓﻴن ‪ 00‬و�ـرﻏم ﻤﺤﺎوﻟـﺔ اﻟـرب إﻴﻬـﺎم اﻟـزوﺠﻴن أن‬ ‫ﺜﻤـرة اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ﺜﻤـرة ﺴــﺎﻤﺔ وﻗﺎﺘﻠــﺔ ‪ ،‬ﻓﻘــد ﻓﻀــﻞ اﻟزوﺠــﺎن اﻟﻌﻠــم �ﺎﻟﺸــﺊ ﻋﻠــﻰ اﻟﺠﻬــﻞ �ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻐﻀــب‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻤــﺎ اﻟــرب ﻟﻔﻀــوﻟﻬﻤﺎ اﻟﻤﻌرﻓــﻲ ‪ ،‬وﺨﺸــﻰ أن ﻴــدﻓﻌﻬﻤﺎ اﻟﻔﻀــوﻝ إﻟــﻰ ﻤــﺎ ﻫــو أﻛﺜــر ﺘرو�ﻌ ـﺎً ‪،‬‬

‫ور�ﻤــﺎ �ــﺄﻛﻼن ﻤــن ﺜﻤـرة اﻟﺨﻠــد ﻓ�كﺘﺴــ�ﺎن اﻷﻟوﻫ�ــﺔ ‪ ،‬ﻤﻤــﺎ ﻗــد ﻴــؤدي إﻟــﻰ ﻤﻨﺎﻓﺴــﺔ ﻏﻴــر ﻤﻀــﻤوﻨﺔ‬

‫اﻟﻨﺘﺎﺌﺞ " )‪0(1‬‬ ‫‪F3‬‬

‫اﻟﻤﺴ ﱠـﻠم‬ ‫و�رى " ﺠ�ﻤس ﻓر�زر " أﻨﻪ كﺎن ﻫﻨﺎك رواﻴﺘﺎن ﻟﻘﺼﺔ اﻟﺴﻘوط ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ " وﻤـن ُ‬

‫�ﻪ ﺒوﺠﻪ ﻋﺎم ‪ ،‬ﻓ�ﻤـﺎ ﻴﺒـدو ‪ ،‬أن ﺤكﺎ�ـﺔ اﻟﺸـﺠرﺘﻴن ﻗـد إﻋﺘ ارﻫـﺎ �ﻌـض اﻟﺨﻠـط ‪ ،‬وأن ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة‬ ‫ﻟم ﺘﻠﻌب ﻓﻲ اﻟﺤكﺎ�ﺔ اﻷﺼﻠ�ﺔ ﻫذا اﻟدور اﻟﻤﺜﻴـر اﻟﺴـﻠﺒﻲ اﻟﺼـرف اﻟـذي ﻟﻌﺒﺘـﻪ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺤكﺎ�ـﺔ‬

‫ﺼ ّـورت‬ ‫‪ 0‬وﻤن ﺜم ﻓﻘد إﻋﺘﻘد اﻟـ�ﻌض أن ﻫﻨـﺎك ﻓـﻲ اﻷﺼـﻞ ﺤكﺎﻴﺘـﺎن ﻤﺨﺘﻠﻔﺘـﺎن ﻋـن اﻟﺴـﻘوط ‪ُ ،‬‬

‫ﺼـ ّـورت ﻓــﻲ اﻷﺨــرى ﺸــﺠرة اﻟﺤ�ــﺎة ﻤﻨﻔــردة‪ٕ 0‬وان‬ ‫ﻓــﻲ أﺤــدﻴﻬﻤﺎ ﺸــﺠرة اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺤــدة ‪ ،‬كﻤــﺎ ُ‬ ‫كﺎﺘ�ـﺎً ﻤــزج ﺒﻴ ـن اﻟﺤكــﺎﻴﺘﻴن ﻤ ـن ﻏﻴــر ﺤــزق ‪ ،‬وﺠﻌــﻞ ﻤﻨﻬﻤــﺎ ﺤكﺎ�ــﺔ واﺤــدة ‪ 0‬وﻋﻠــﻰ ﺤــﻴن إﺤــﺘﻔظ‬ ‫ﺒﺈﺤــداﻫﻤﺎ ﻓــﻲ ﺸــكﻠﻬﺎ اﻷﺼــﻠﻲ ﻋﻠــﻰ وﺠــﻪ اﻟﺘﻘر�ــب ‪ ،‬إﺨﺘﺼــر اﻟﺤكﺎ�ــﺔ اﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ وﺸـ ﱠـذ ﺒﻬــﺎ ﺤﺘــﻰ‬ ‫كﺎدت ﺘﻔﻘد ﻤﻌﺎﻟﻤﻬﺎ " )‪0(2‬‬ ‫‪F4‬‬

‫و�ﻘــوﻝ دكﺘــور كــﺎرم ﻤﺤﻤــود ﻋز�ــز " وﺘﺒــدو ﺼــﻔﺔ اﻷﻨﺎﻨ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ أﺴــ�ﻐﺘﻬﺎ اﻟروا�ــﺔ ﻋﻠــﻰ‬

‫اﻟرب ﻓﻲ ﺤظرﻩ ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺴﺎن أن �ﺄﻛﻞ ﻤـن ﺸﺠرة ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﻴوﺤﻲ �ﺄن " ﻴﻬـوﻩ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺹ ‪199 ، 198‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ – ﺍﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮﺭ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪145 - 144‬‬

‫‪- 181 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪178‬‬


‫" أراد أن ﺘ�ﻘــﻰ اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ﻗﺎﺼ ـرة ﻋﻠ�ــﻪ وﺤــدﻩ ‪ ،‬دون اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر ﻀــرور�ﺔ‬ ‫ﻟﻺﻨﺴﺎن ﺤﺘﻰ �ﺴﻤوا �ﺴﻠوكﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F5‬‬

‫ورأى " ﻓوﻟﺘﻴر " أن ﷲ اﻟذي �ﻤﻨﺢ اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻘﻼً �ﻔكر كﺎن ﻻﺒد أن �ﺄﻤرﻩ �ﺎﻷﻛﻞ ﻤن‬

‫ﺸﺠرة اﻟﻤﻌرﻓﺔ ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ " إﻨﻨﺎ ﻨﻌﺘﻘد أﻨﻪ كﺎن ﻴﻨ�ﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴد اﻟرب أن �ﺄﻤر اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﻤﺨﻠوﻗﻪ ‪،‬‬

‫�ــﺄن �ﺄﻛــﻞ ﻤــن ﺸــﺠرة اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ﻗــدر ﻤــﺎ �ﺴــﺘط�ﻊ ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ �ﻤــﺎ أن ﷲ ﻤﻨﺤــﻪ أرﺴـﺎً ﺘﻔكــر ﻓﻘــد كــﺎن ﻤــن‬

‫اﻟﻀــروري ﺘﻌﻠ�ﻤــﻪ ‪ ،‬وكــﺎن أﻛﺜــر ﻀــرورة إرﻏﺎﻤــﻪ ﻋﻠــﻰ إدراك اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر ‪ ،‬كــﻲ �ﺴــﺘط�ﻊ اﻟﻘ�ــﺎم‬ ‫ﺒﺈﻟﺘزاﻤﺎﺘــﻪ ﻋﻠــﻰ أﻛﻤــﻞ وﺠــﻪ ‪ ،‬ﻟــذﻟك كــﺎن ذاك اﻟﺘﺤـر�م ﻏﺒ�ـﺎً وﻗﺎﺴــ�ﺎً ‪ ،‬ﻟﻘــد كــﺎن أﺴـوأ �ــﺄﻟﻒ ﻤـرة ﻤــن‬

‫ﻤﻨﺢ اﻹﻨﺴﺎن ﻤﻌدة ﻻ ﺘﻬﻀم اﻟطﻌﺎم " )‪0(2‬‬ ‫‪F6‬‬

‫و�ﻨﻘ ـﻞ أ�ﻀ ـﺎً اﻟﺴـــﻴد ﺴـــﻼﻤﺔ ﺘﺼـ ﱡـور " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـــﻞ " ﻟﺤــدﻴث ﺨ ارﻓــﻲ دار ﺒــﻴن آدم وﷲ ‪،‬‬

‫ﻓ�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن آدم " إذاً أﻤﻨﺤﻨـﻲ اﻟﻘـدرة ﻋﻠـﻰ ﻤﻌرﻓـﺔ اﻟﺸـر ﺤﺘـﻰ أﺴـﺘط�ﻊ ﺘﻔﺎد�ـﻪ ‪ ،‬ﺜـم‬

‫ـﻲ أن أﻗﺘــرب ﻤﻨﻬــﺎ وأﻟﻤﺴــﻬﺎ ؟ و�ﺠﻴﺒﻨــﺎ‬ ‫ﻤــﺎ ﻫــو ﻤﻐــزى وﺠــود ﻫــذﻩ اﻟﺸــﺠرة ﻫﻨــﺎ ‪ ،‬إذا كــﺎن ُﻤ ﱠ‬ ‫ﺤرﻤـﺎً ﻋﻠـ ﱠ‬

‫ﻨ�ﺎ�ﺔ ﻋن ﷲ أوﻟﺌـك اﻟـذﻴن ﻴﺘﺴـﺘرون وراء إﺴـﻤﻪ ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻟـون ‪ :‬أن ﷲ وﻀـﻊ اﻹﻨﺴـﺎن اﻟـذي ُوِﻟـد ﻟﺘـوﻩ‬

‫ﻓﻲ اﻟﺘﺠر�ـﺔ‪ 0‬ﻟﻘد أراد أن ﻴرى ﻤﺎ إذا كﺎن آدم ﺴ�ﻤﺜُﻞ ﻹرادﺘﻪ و�ﻠﺘزم ﺒذﻟك اﻟﺘﺤر�م اﻟ�ﺴ�ط " )‪0(3‬‬ ‫‪F7‬‬

‫ج ‪ -1 :‬رداً ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ ﻗﺎﻟــﻪ اﻟــدكﺘور ﺴــﻴد اﻟﻘﻤﻨــﻲ �ــﺄن ﷲ كــﺎن ﻴﺘﻌــﺎطﻰ ﻤــن ﺸــﺠرة اﻟﺤ�ــﺎة وﺸــﺠرة‬ ‫اﻟﻤﻌرﻓﺔ ‪ ،‬وأﻨﻪ ﻨﻬﻰ آدم ﻋن ﺸﺠرة اﻟﻤﻌرﻓﺔ ﻤﻔﻀﻼً أن �كون رب اﻟﺠﺎﻫﻠﻴن ﻨﻘوﻝ ﻟﻪ ‪:‬‬

‫أ – ﻤن ﻗﺎﻝ أن اﻟرب اﻹﻟﻪ كﺎن �ﺄﻛﻞ ﻤن ﺜﻤﺎر ﺸﺠرﺘﻲ اﻟﺤ�ﺎة واﻟﻤﻌرﻓﺔ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﺨﻠــود واﻟﻤﻌرﻓــﺔ ؟! ‪ 00‬أﻴــن اﻟﺴــﻨد اﻟﻛﺘــﺎﺒﻲ ﻋﻠــﻰ ﻫــذا ؟! ‪ 00‬أم أﻨﻬــﺎ ﺘﻬ�ــﺎؤات ﺘﺘﻬ�ــﺄ ﻟﻠﻛﺎﺘــب ﻓــﻲ‬ ‫ﻤﻨﺎﻤﻪ ﻓ�ﺴـﺠﻠﻪ ﻓـﻲ �ﻘظﺘـﻪ ؟! ‪ 00‬ﻟـو ﺴـﺄﻟت طﻔـﻼً ﺼـﻐﻴ اًر ﻴـؤﻤن ﺒوﺠـود ﷲ ﻷﺨﺒـرك ﻋـن اﻟﺼـﻔﺎت‬

‫اﻹﻟﻬ�ﺔ وﻤﻨﻬﺎ اﻟﺴرﻤد�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟ ﺴرﻤدي أي أزﻟﻲ ﻟ�س ﻟﻪ ﺒدا�ﺔ كﺎﺌن ﻗﺒﻞ اﻷﻛوان وﻫو ﺨﺎﻟق ﺠﻤ�ﻊ‬ ‫اﻟﻤﺨﻠوﻗﺎت ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً ﻫو أﺒدي �ﻼ ﻨﻬﺎ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟ أزﻟﻲ كﺎﺌن ﻗﺒﻞ كﻞ اﻟـدﻫور ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﺸـﺠرﺘﻲ اﻟﺤ�ـﺎة‬

‫واﻟﻤﻌرﻓــﺔ أوﺠــدﻫﻤﺎ ﷲ ﻓــﻲ زﻤــن ﻤﻌــﻴن ‪ ،‬ﻓﻬــﻞ ﻗﺒــﻞ أن ﻴوﺠــدﻫﻤﺎ ﷲ كــﺎن �ــﻼ ﺨﻠــود وﻻ ﻤﻌرﻓــﺔ ؟!!‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺃﺳﺎﻁﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪93‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻼﻣﺔ ﻏﻨﻤﻲ – ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪126‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪126‬‬

‫‪- 182 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪179‬‬


‫وﻤن اﻟﺼﻔﺎت اﻹﻟﻬ�ﺔ أ�ﻀﺎً اﻟﻌﻠم �كـﻞ ﺸـﺊ ‪ ،‬ﻓـﺎﻟ ﻫـو اﻟوﺤﻴـد اﻟﻌـﺎرف ﺒﺨ�ﺎ�ـﺎ اﻟﻘﻠـوب واﻷﻓكـﺎر ‪0‬‬

‫ﻟ�س ﻟد�ﻪ ﻤﺎض وﺤﺎﻀر وﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ‪ ،‬ﺒﻞ اﻟﻛﻞ ﺤﺎﻀر أﻤﺎﻤﻪ ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﺤﺎﺠﺘﻪ ﻟﻸﻛﻞ ﻤن ﺸﺠرة ‪0‬‬

‫ﺘﻔوﻩ �ﻪ اﻟدكﺘور اﻟﻘﻤﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " ﻴﺘﻌﺎطﻰ " ؟ أﻨﻪ ﻟﻔظ‬ ‫ب‪ -‬ﻫﻞ ﻴﻠﻴق اﻟﻠﻔظ اﻟذي ﱠ‬

‫ﻴﺨﻔﻲ وراءﻩ ﻋدم اﻟﻠ�ﺎﻗﺔ ‪ ،‬ﺒـﻞ ﺴـوء اﻟﻨ�ـﺔ ‪ ،‬ﺒـﻞ إﺤﺘﻘـﺎر اﻟـذات اﻹﻟﻬ�ـﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻟـذي " ﻴﺘﻌـﺎطﻰ " ﻫـو‬ ‫اﻹﻨﺴﺎن اﻟﻤدﻤن اﻟﻤر�ض اﻟﻤﺴﻠوب اﻹرادة ‪ ،‬ﻓﻬﻞ �ﺼﺢ أن �طﻠﻘﻬﺎ إﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﷲ ؟!!‬

‫ﺠـ‪ -‬كﻴﻒ �ﺴﺘﻨكر اﻟدكﺘور اﻟﻘﻤﻨﻲ ﺘﺤر�م ﷲ ﻋﻠـﻰ آدم اﻷﻛـﻞ ﻤـن ﺸـﺠرة اﻟﻤﻌرﻓـﺔ ‪ ،‬ﻤـﻊ أن‬

‫اﻟﻘـرآن �ﻘــوﻝ ﻟــﻪ " و�ــﺎآدم أﺴــكن أﻨــت وزوﺠــك اﻟﺠﻨــﺔ ﻓكــﻼ ﻤــن ﺤﻴــث ﺸــﺌﺘﻤﺎ وﻻ ﺘﻘر�ــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﺸــﺠرة‬

‫ﻓﺘﻛوﻨﺎ ﻤن اﻟظﺎﻟﻤﻴن ‪ 0‬ﻓوﺴوس ﻟﻬﻤﺎ اﻟﺸ�طﺎن ﻟﻴﺒدي ﻟﻬﻤﺎ ﻤﺎ ُووري ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻤن ﺴوءاﺘﻬﻤﺎ وﻗﺎﻝ ﻤﺎ‬ ‫ﻨﻬﺎﻛﻤــﺎ ر�كﻤــﺎ ﻋــن ﻫــذﻩ اﻟﺸــﺠرة إﻻﱠ أن ﺘﻛوﻨــﺎ ﻤﻠﻛــﻴن أو ﺘﻛوﻨــﺎ ﻤــن اﻟﺨﺎﻟــدﻴن‪ 0‬وﻗﺎﺴــﻤﻬﻤﺎ إﻨــﻲ ﻟﻛﻤــﺎ‬ ‫ﻤن اﻟﻨﺎﺼﺤﻴن ‪ 0‬ﻓدﻻﻫﻤﺎ �ﻐرور ﻓﻠﻤـﺎ ذاﻗـﺎ اﻟﺸـﺠرة ﺒـدت ﻟﻬﻤـﺎ ﺴـوءاﺘﻬﻤﺎ وطﻔﻘـﺎ ﻴﺨﺼـﻔﺎن ﻋﻠﻴﻬﻤـﺎ‬

‫ﻤــن ورق اﻟﺠﻨــﺔ وﻨﺎداﻫﻤــﺎ ر�ﻬﻤــﺎ أﻟــم أﻨﻬﺎﻛﻤــﺎ ﻋــن ﺘﻠﻛﻤــﺎ اﻟﺸــﺠرة وأﻗــﻞ ﻟﻛﻤــﺎ أن اﻟﺸــ�طﺎن ﻟﻛﻤــﺎ ﻋــدو‬ ‫ﻤﺒــﻴن " ) اﻷﻋـراف ‪ ( 22 – 19‬ﻓــﺈذاً اﻟواﻗﻌــﺔ ﺜﺎﺒﺘــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن اﻟــذي �ﻌﺘــرف �ــﻪ اﻟــدكﺘور اﻟﻘﻤﻨــﻲ ‪،‬‬

‫ﻓﺈن كﺎن ﻤﺤﻞ إﻋﺘراﻀﻪ ﻋﻠﻰ إﺴم اﻟﺸﺠرة ‪ ،‬ﻓﺄﻨﻨﻲ أﻗوﻝ ﻟﻪ أن اﻟﻘرآن ﻟم ﻴﻨﻔﻲ أن إﺴـم اﻟﺸـﺠرة ﻫـو‬

‫ﺸﺠرة اﻟﻤﻌرﻓﺔ‪0‬‬

‫د – ﻤـن أﻴــن ﺠـﺎء اﻟــدكﺘور اﻟﻘﻤﻨــﻲ �ــﺄن اﻟـرب ﺤــﺎوﻝ إﻴﻬـﺎم اﻟــزوﺠﻴن أن ﺜﻤـرة اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ﺜﻤـرة‬

‫ﺴـﺎﻤﺔ وﻗﺎﺘﻠـﺔ ؟ ﻫـﻞ ﻗـﺎﻝ ﷲ ﻫـذا ؟! ‪ 00‬ﻫـﻞ أﺸـﺎر اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﺒﻬـذا ﻤـن ﻗر�ـب أو �ﻌﻴــد ؟ ‪00‬‬ ‫ﻫــﻞ ﺸـ ﱠﻤﻤت راﺌﺤــﺔ اﻟﺴــم أو ذﻗــت طﻌﻤــﻪ وﺴــط ﺴــطور اﻟﺘــوراة ؟!! ‪ٕ 00‬وان كــﺎن ﻻ ‪ 00‬ﻓﻠﻤــﺎذا ﻫــذا‬

‫اﻟﺘﺠﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﺒﻞ وﻋﻠﻰ ﷲ ذاﺘﻪ ؟!!‬

‫ﻫـ‪ -‬رداً ﻋﻠﻰ اﻟدكﺘور ﺴﻴد اﻟﻘﻤﻨﻲ وأ�ﻀﺎً اﻟدكﺘور كﺎرم ﻤﺤﻤـود ﻨﻘـوﻝ أﻟـ�س اﻟﺠﻬـﻞ واﻟﺸـر‬

‫أﻓﻀﻞ ﻤن ﻤﻌرﻓﺘﻪ �كﺜﻴر ؟! ٕوان كﺎن أﺤدﻫﻤﺎ ﻻ ﻴواﻓق ﻋﻠﻰ ﻫذا ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎذا ﻟم ﻴﺨﺘﺒر اﻹدﻤﺎن واﻟزﻨـﺎ‬ ‫واﻟﻤو�ﻘﺎت ‪ 00‬إﻟﺦ ؟!‬

‫‪ -2‬رداً ﻋﻠﻰ " ﺠ�ﻤس ﻓر�زر " اﻟذي إدﻋﻰ �ﺄن ﻫﻨﺎك رواﻴﺘـﺎن ﻟﻠﺴـﻘوط ‪ ،‬ﻀـﻤت أﺤـدﻫﻤﺎ‬

‫ﺸ ــﺠرة اﻟﻤﻌرﻓ ــﺔ ‪ ،‬واﻷﺨ ــرى ﺸ ــﺠرة اﻟﺤ� ــﺎة ﻨﻘ ــوﻝ أﻨ ــﻪ ﻋ ــﺎد ٕواﻋﺘ ــرف أن اﻟﻘﺼ ــﺔ اﻷﺼ ــﻠ�ﺔ ﺤ ــوت‬

‫اﻟﺸــﺠرﺘﻴن ﻓﻘــﺎﻝ " �ﻤكﻨﻨــﺎ أن ﻨﻔﺘــرض أن اﻟﻘﺼــﺔ اﻷﺼــﻠ�ﺔ أﺸــﺎرت إﻟــﻰ ﺸــﺠرﺘﻴن ‪ :‬ﺸــﺠرة اﻟﺤ�ــﺎة ‪،‬‬ ‫‪- 183 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪180‬‬


‫وﺸﺠرة اﻟﻔﻨﺎء ‪ ،‬وأﻨﻪ كـﺎن ﻟﻺﻨﺴـﺎن اﻟﺨ�ـﺎر ﻓـﻲ أن �ﺄﻛـﻞ ﻤـن اﻟﺸـﺠرة اﻷوﻟـﻰ وأن �ﻌـ�ش ﺨﺎﻟـداً إﻟـﻰ‬

‫اﻷﺒد ‪ ،‬أو أن �ﺄﻛﻞ ﻤـن اﻟﺸـﺠرة اﻟﺜﺎﻨ�ـﺔ و�ﺼـ�ﺢ إﻨﺴـﺎﻨﺎً ﻓﺎﻨ�ـﺎً " )‪ 0(1‬كﻤـﺎ ﻗـﺎﻝ " ﻓر�ـزر " أ�ﻀـﺎً " أن‬ ‫‪F8‬‬

‫اﻟرب رﺤﻤﺔ �ﻤﺨﻠوﻗﺎﺘﻪ ‪ ،‬ﻨﺼـﺤﻪ أن �ﺄﻛـﻞ ﻤـن ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة وﺤـذرﻩ أن �ﺄﻛـﻞ ﻤـن ﺸـﺠرة اﻟﻔﻨـﺎء ‪00‬‬

‫وﻤن ﺸﺄن ﻫذا اﻹﻓﺘراض ‪ 00‬أﻨﻪ �ﻘدم ﺤﻼً ﻟﻀرورة وﺠود ﻗﺼﺘﻴن أﺼﻠﻴﺘﻴن ﻤﺘﻤﻴزﺘﻴن ﻤزج ﺒﻴﻨﻬﻤـﺎ‬ ‫كﺎﺘب ﺴﻘ�م اﻟﺘﻔكﻴر ﻓﺄﻓﺴدﻫﻤﺎ ‪0(2) " 00‬‬ ‫‪F9‬‬

‫أﻟ�س ﻫذا ﻤﺎ ذكرﻩ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎذا اﻟﻠﻒ واﻟدوران ؟! " وأوﺼﻰ اﻟرب اﻹﻟﻪ آدم ﻗﺎﺌﻼً‬ ‫ﻤن ﺠﻤ�ﻊ ﺸﺠر اﻟﺠﻨﺔ ) �ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ( ﺘﺄﻛﻞ أﻛﻼً ‪ 0‬وأﻤﺎ ﺸﺠرة ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ﻓﻼ‬ ‫ﺘﺄﻛﻞ ﻤﻨﻬﺎ‪ 0‬ﻷﻨك ﻴوم ﺘﺄﻛﻞ ﻤﻨﻬـﺎ ﻤوﺘـﺎً ﺘﻤـوت " ) ﺘـك ‪ ( 17 ، 16 : 2‬ﻟﻤـﺎذا ﻻ ﻨﺼـدق كـﻼم ﷲ‬ ‫وﻨوﻓر ﻋﻠﻰ أﻨﻔﺴﻨﺎ ﻋﻨﺎء اﻟﺸك واﻟﻌﻨﺎء ؟!‪0‬‬

‫‪ -3‬رداً ﻋﻠ ــﻰ " ﻓ ــوﻟﺘﻴر " ﻨﻘ ــوﻝ ﻟ ــﻪ ‪ :‬أﻻ ﺘ ــرى أن ﻤﻘﺎرﻨﺘ ــك اﻟﺸ ــر �ﺎﻟطﻌ ــﺎم ﻤﻘﺎرﻨ ــﺔ ظﺎﻟﻤ ــﺔ‬

‫إﻨﺤرﻓت ﻋـن ﺠـﺎدة اﻟﺼـواب ؟! ‪ 00‬إن اﻟطﻌـﺎم ﻀـرورة ﻟﺤ�ـﺎة اﻹﻨﺴـﺎن ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻤـﻨﺢ ﷲ اﻹﻨﺴـﺎن‬

‫ﻤﻌدة ﺘﻬﻀم ﻫذا اﻟطﻌﺎم‪ 0‬أﻤﺎ اﻟﺸر ﻓﻠ�س ﻀرور�ﺎً ﻟﺤ�ﺎة اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﺒﻞ أﻨﻪ ﻀﺎر وﻤدﻤر وﺴـﺊ ‪0‬‬

‫وأ�ﻀـﺎً ﻨﻘــوﻝ أن ﷲ وﻫــب اﻹﻨﺴــﺎن ﻋﻘـﻼً �ﻔكــر ‪ ،‬وأن �كــون ﻤﺠــﺎﻝ ﺘﻔكﻴـرﻩ اﻷﻤــور اﻟﺼــﺎﻟﺤﺔ ‪ ،‬وﻤــﺎ‬ ‫أﻛﺜرﻫﺎ ؟!! ‪ 00‬إذاً اﻹﻨﺴﺎن ﻟ�س ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﻟﻠﺸر ﻹﻋﻤﺎﻝ ﻋﻘﻠﻪ‪ 0‬أﻟم ُ� ِﻌﻤﻞ آدم ﻋﻘﻠﻪ ﻋﻨـدﻤﺎ أطﻠـق‬ ‫ﻋﻠــﻰ ﺠﻤ�ــﻊ اﻟﺤﻴواﻨــﺎت واﻟطﻴــور أﺴــﻤﺎﺌﻬﺎ ) ﺘــك ‪ ( 20 ، 19 : 2‬؟! ﻗــﺎﻝ اﻟﺤكــ�م " أﻨظـــر‪ 0‬ﻫـــذا‬

‫وﺠدت ﻓﻘط أن ﷲ ﺼﻨﻊ اﻹﻨﺴﺎن ﻤﺴﺘﻘ�ﻤﺎً ‪ ،‬أﻤـﺎ ﻫـم ﻓطﻠﺒـوا إﺨﺘراﻋـﺎت كﺜﻴـرة " ) ﺠـﺎ ‪( 29 : 7‬‬ ‫ﻓﻘوﻝ اﻟﻛﺘﺎب أن ﷲ ﺼﻨﻊ اﻹﻨﺴﺎن ﻤﺴﺘﻘ�ﻤﺎً أي ﻻ �ﻌرف إﻻﱠ اﻟﺨﻴر ﻓﻘط‪0‬‬

‫ﺘﺼور ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ اﻟﺴﺎﺨر أﺤﺎدﻴث ﺨراﻓ�ﺔ ﻟم ﺘﺤدث ﻗط ﻋﻠﻰ اﻷرض ‪ ،‬وﻟ�س ﻟﻬﺎ أي‬ ‫‪ -4‬ﱠ‬

‫ﺴـﻨد كﺘـﺎﺒﻲ ‪ 00‬كـﺎن آدم ﻗﺒـﻞ اﻟﺴـﻘوط �ﻌـرف اﻟﺘﻤﻴﻴـز ﺒـﻴن اﻟﺨﻴـر ) ﻓـﻲ طﺎﻋـﺔ اﻟوﺼـ�ﺔ ( واﻟﺸـر )‬

‫ﻓﻲ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟوﺼ�ﺔ ( وﻟﻛن ﻋﻨدﻤﺎ أﺨطـﺄ إذ أراد أن ﻴﺠ ـرب اﻟﺸـر ‪ ،‬ﺴـﻘط ﺘﺤـت ﺴـﻠطﺎﻨﻪ ‪ ،‬وكﺎﻨـت‬

‫ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫـذا اﻟﺴـﻘوط اﻟﻤـوت واﻟﻀـﻼﻝ ‪ ،‬وﻤﺜ ـﺎﻝ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـﻞ وﻤﻨطﻘـﻪ اﻟﻔﺎﺴـد وﻤـن �ﺴـﻴرون‬

‫ﻋﻠــﻰ در�ــﻪ ‪ ،‬أﻤــﺎ اﻟﻤﻐــزى ﻤــن وﺠــود ﺸــﺠرة ﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر ﻓﻘــد ﻨﺎﻗﺸــﻨﺎﻩ ﻤــن ﻗﺒــﻞ ﻓــﻲ اﻹﺠﺎ�ــﺔ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ – ﺍﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮﺭ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪146‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪146‬‬

‫‪- 184 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪181‬‬


‫ﻋﻠﻰ اﻟﺴؤاﻝ ‪ 0 355‬ﺜم إن اﻹﻨﺴﺎن ﻟم " ﻴوﻟـد " ﻟﻛﻨـﻪ ُﺨﻠـق ﻤـن اﻟﺘـراب ‪ ،‬وﻻ أﺤـد �ﻌـرف كـم ﻋـﺎش‬ ‫آدم ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻘوط ‪ ،‬أﻤﺎ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـﻞ ﻓ�ﻘـوﻝ ﻋن آدم " اﻟذي ُوِﻟد ﻟﺘوﻩ "‪0‬‬

‫ٕواﻨﻨﻲ أﻋﺠب ﻤـن اﻟﺴﻴد ﺴﻼﻤﺔ ﻏﻨﻤﻲ اﻟـذي راح ﻴﻨﻘـﻞ ﻤـﺎ ﺴـطرﻩ " ﻓـوﻟﺘﻴر " ﺤﺘـﻰ ﻟـو كـﺎن‬

‫ﺴــ�ﺎً وﻗــذﻓﺎً ﻓــﻲ اﻟــذات اﻹﻟﻬ�ــﺔ ‪ 00‬ﻓــوﻟﺘﻴر ﻴــﺘﻬم ﷲ ﺘ�ــﺎرك إﺴــﻤﻪ �ﺎﻟﻘﺴــوة و ‪ 00‬وﻤــن ﺨﻠﻔــﻪ ﻤــن‬

‫ﻴــرددون ﺘﺠﺎد�ﻔــﻪ �ــﻼ وﻋــﻲ ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ ﻴﻬر�ــون ﻤــن ﻗ�ﻀــﺔ اﻟﻌــدﻝ اﻹﻟﻬــﻲ ؟! ‪ 00‬ﺤﺘــﻰ ﻟــو إﻓﺘرﻀــﻨﺎ‬

‫ﺠــدﻻً أن ﻋﻘﻴــدﺘﻨﺎ ﺨﺎطﺌــﺔ ‪ ،‬ﻓﻬــﻞ �ﺤــق ﻟﻔــوﻟﺘﻴر وﻻ ﻟﻠﻐﻨﻤــﻲ وﻻ ﻟﻐﻴرﻫﻤــﺎ أن �ﺴــﺨروا ﺒﻬــذﻩ اﻟﺼــورة‬

‫اﻟﻔظﺔ ﻤن إﻟﻬﻨﺎ اﻟذي ﻨﻌﺒدﻩ ؟!‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘـوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث " } ﺘﺼﻴران ﻤﺜﻞ ﷲ ﻋﺎرﻓﻴن اﻟﺨﻴر واﻟﺸر { ‪} 00‬‬

‫ﺘﻨﻔﺘﺢ أﻋﻴﻨكﻤﺎ { ‪ 00‬ﻟﻘد ﻗدم اﻟﺸ�طﺎن ﻟﻺﻨﺴﺎن ﻫـذا اﻹﻏـراء ‪ ،‬إﻏـراء اﻟﻤﻌرﻓـﺔ ‪ 00‬إﻟـﻰ ﻤﺘـﻰ ﺘظـﻞ‬

‫ُﻤﻘﻘﻞ اﻟﻌﻴﻨﻴن ﻻ ﺘﻌـرف ؟ ﻟﻴﺘـك ﺘﺄﻛـﻞ ﻟﻛـﻲ ﺘﻨﻔـﺘﺢ ﻋﻴﻨـﺎك اﻟﻤﻐﻤﻀـﺘﺎن ‪ ،‬وﺘـذوق اﻟـدﻨ�ﺎ وﺘﻌرﻓﻬـﺎ ‪00‬‬

‫إﻟــﻰ ﻤﺘــﻰ �ﻐﻠــق ﷲ ﻋﻠ�كﻤــﺎ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟ�ﺴــﺎطﺔ أو اﻟﺴــذاﺠﺔ ‪ ،‬اﻟﺘــﻲ �ﺴــﻤوﻨﻬﺎ اﻟﻨﻘــﺎوة أو اﻟﺒ ـراءة !!‬ ‫ﻓــﺘظﻼن ﻫكــذا ﻻ ﺘــدر�ﺎن وﻻ ﺘﻔﻬﻤــﺎن اﻟﺠﻤــﺎﻝ اﻟﻤوﺠــود ﻓــﻲ اﻟــدﻨ�ﺎ ‪ ،‬واﻟﻠــذة اﻟﻤوﺠــودة ﻓــﻲ اﻟﺜﻤ ـرة ؟!‬ ‫ﻟﻤﺎذا �ﺤرﻤكﻤﺎ ﷲ ﻤن ﻫـذﻩ اﻟﻤﻌرﻓـﺔ ؟! ‪ 00‬أ�ـﺔ ﻤﻌرﻓـﺔ �ﻘﺼـدﻫﺎ اﻟﺸـ�طﺎن ؟ ﻟﻘـد وﻫﺒﻬﻤـﺎ ﷲ ﻓﻀـﻞ‬ ‫ﻤﻌرﻓﺘﻪ ‪ ،‬وﺠﻌﻠﻬﻤـﺎ �ﻌرﻓـﺎن اﻟﺨﻴ ـر واﻟﺒـر و�ـذوﻗﺎن ﻤـﺎ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﻤﻌرﻓـﺔ ﻤـن ﻟـذة ‪ 0‬ﻴﺠﻴـب اﻟﺸـ�طﺎن‬

‫إﻨﻬﻤﺎ ﺤرﻤﺎ ﻤن ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر‪ 0‬وﻫﻨﺎ ﺘﺒدو اﻟﺨدﻋﺔ اﻟﻛﺒـرى اﻟﺘـﻲ إﻨطﻠـت ﻋﻠـﻰ ﺤـواء ‪ 00‬ﻓﻤـﺎ‬

‫ﻫﻲ ؟ إﻨﻬﻤﺎ �ﻌرﻓﺎن اﻟﺨﻴــر ﻓﻘط ‪ ،‬واﻟﺸ�طﺎن ﻴر�ـد ﻟﻬﻤـﺎ اﻵن } ﻤﻌرﻓـﺔ اﻟﺨﻴـر واﻟﺸـر { ‪ ،‬أي أن‬

‫ﺘﻀﺎف إﻟﻰ ﻤﻌرﻓﺘﻬﻤﺎ اﻟﻨﻘ�ﺔ ‪ ،‬ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺸر ‪� ! 00‬ﺎﻟﻠﺨدﻋﺔ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ‪ 00‬وأﻛﻞ اﻹﻨﺴﺎن ﻤن ﺸـﺠرة‬

‫اﻟﻤﻌرﻓﺔ ﻓﺼﺎر ﺠﺎﻫﻼً ‪ 00‬ﻷﻨﻪ أﺨذ ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺸر إﻟﻰ ﺠـوار ﻤﻌرﻓـﺔ اﻟﺨﻴـر ‪ 00‬كـﺎن ﷲ ﻫـو اﻟﻤﻌﻠـم‬

‫اﻷوﻝ واﻟوﺤﻴــد ﻟﻺﻨﺴــﺎن ‪� ،‬ﻌط�ــﻪ ﻤــن اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ﻤــﺎ �ﻔﻴــدﻩ وﻤــﺎ ُﻴ�ﻘــﻲ ﻋﻠــﻰ ﻨﻘﺎوﺘــﻪ ‪ 0‬ﺜــم ﺒــدأ اﻹﻨﺴــﺎن‬

‫ﻴﺘﺨــذ ﻟــﻪ ﻤرﺸــداً ﻏﻴــر ﷲ ‪� ،‬ﺸــﻴر ﻋﻠ�ــﻪ �ﻤــﺎ �ﻔﻌــﻞ ‪ ،‬و�ﻌط�ــﻪ ﻤﻌرﻓــﺔ أﺨــرى ‪ 0‬وكــﺎن ﻫــذا اﻟﻤرﺸــد‬

‫ﻟﻸﺴﻒ ‪ ،‬ﻫو اﻟﺸ�طﺎن اﻟذي دﺨﻞ اﻟﺤ�ﱠﺔ ‪ ،‬وأرﺸد اﻹﻨﺴﺎن إﻟﻰ ﻤﺎ ﻓ�ﻪ ﻫﻼﻛﻪ ‪0(1) " 00‬‬ ‫‪F10‬‬

‫‪� -6‬ﻘوﻝ اﻟﻘس ﻤ�ﺼﺎﺌﻴﻞ ﺼـﺎدق " ﻨﻘـﺎوة اﻟـذﻫن ﻻ ﺘﻌﻨـﻲ أن اﻹﻨﺴـﺎن �ﺸـ�ﻪ اﻟـدواب ‪ ،‬ﺒـﻞ‬

‫أن اﻟدواب اﻟﺘﻲ ﺘﺠﻬﻞ اﻟﺸر �ﺎﻟطﺒ�ﻌـﺔ ‪ ،‬ﺼﺎرت ﻤﻤﻴزة ﻋـن اﻹﻨﺴـﺎن اﻟـذي ﻋـرف اﻟﺸـر وﻤﺎرﺴـﻪ ‪،‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ‪ -1‬ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍء ﺹ ‪25 ، 24‬‬

‫‪- 185 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪182‬‬


‫ﻓــﺈن ﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺸــر ﺘﻤﺜــﻞ ﺨطــورة ﺸــدﻴدة ﻋﻠــﻰ اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬واﻟــدﻟﻴﻞ واﻀــﺢ ﺠــداً ‪ ،‬وﻫــو اﻟــدﻤﺎر اﻟــذي‬

‫ﺘﻌﺎﻨ�ـﻪ اﻟ�ﺸـر�ﺔ اﻵن ‪ ،‬ﻟـ�س �ﺴــﺒب اﻟﺘﻤّﻴﻴـز ﺒـﻴن اﻟﺨﻴــر واﻟﺸـر ‪ ،‬وﻟﻛـن �ﺴــﺒب ﻤﻤﺎرﺴـﺔ اﻟﺸـر اﻟــذي‬

‫ﻋرﻓﺘﻪ اﻟ�ﺸر�ﺔ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " ﻟـم �كـن ﻴر�ـد ﷲ أن �ﻌـرف اﻹﻨﺴـﺎن‬

‫اﻟﺸر ﺤﺘﻰ �ﻌـ�ش �ﻔكـر طـﺎﻫر ‪ 00‬كﺎﻨـت إرادة ﷲ ﻫـﻲ ﺤﻔـظ وﺼـﻴﺘﻪ واﻟﺨﻀـوع ﻟـﻪ ‪ ،‬ﻓـﺎﻟ أﻋطـﺎﻩ‬

‫ﺴﻠطﺎﻨﺎً ﻋﻠﻰ ﺠﻤ�ﻊ اﻟﻤﺨﻠوﻗﺎت وﺠﻌﻠﻪ ﺴﻴداً ﻋﻠﻴﻬـﺎ ‪ ،‬وﻟﻛـﻲ �ﻌﻠـم آدم أن ﻟـﻪ ﻫـو أ�ﻀـﺎً ﺴـﻴداً أﻋطـﺎﻩ‬

‫وﺼــ�ﺔ واﺤــدة وﻫــﻲ أن �ﻤﺘﻨــﻊ ﻋــن اﻷﻛــﻞ ﻤــن اﻟﺸــﺠرة ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻟﻸﺴــﻒ ﻟــم �ﺤــﺎﻓظ ﻋﻠــﻰ ﺤﻔــظ ﻫــذﻩ‬

‫اﻟوﺼ�ﺔ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫ﺨﻴـ اًر �طﺒ�ﻌﺘـﻪ ‪ ،‬وﻟـذﻟك‬ ‫‪� -8‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ ﻴؤاﻨس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻋﻨدﻤﺎ ﺨﻠـق ﷲ اﻹﻨﺴـﺎن ﺨﻠﻘـﻪ ّ‬

‫�ﺤن و�ﺸﺘﺎق إﻟﻰ ﻓﻌﻞ اﻟﺨﻴر ‪ ،‬وﷲ أراد أن ﻴ�ﻌد اﻹﻨﺴﺎن ﻋن اﻟﺸر واﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬وﻟذﻟك �ﻘوﻝ �ﺸوع‬ ‫ﺒن ﺴﻴراخ " إﻫرب ﻤن اﻟﺨطﻴﺌﺔ ﻫر�ـك ﻤـن اﻟﺤﱠ�ـﺔ ﻓﺈﻨﻬـﺎ إن دﻨـوت ﻤﻨـك ﻟـدﻏﺘك ‪ 0‬أﻨ�ﺎﺒﻬـﺎ أﻨ�ـﺎب‬

‫أﺴد ﺘﻘﺘﻞ ﻨﻔوس اﻟﻨﺎس‪ 0‬كــﻞ إﺜم كﺴﻴﻴ ذي ﺤدﻴن ﻟ�س ﻤن ﺠرﺤﻪ ﺸﻔﺎء " ) إﺒن ﺴﻴراخ ‪: 21‬‬ ‫‪ ] ( 4 – 2‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -9‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﺨﻠق ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ﻤﻤﻠـوءاً ﺨﻴـ اًر ﻓﻘـط ‪ ،‬وﻟـم ﻴﺨﻠـق‬

‫ﻓــﻲ اﻹﻨﺴــﺎن ﺸ ـ اًر وﻻ ﻤﻌرﻓــﺔ ﻟﻠﺸــر ‪ ،‬و�ــرﻏم ذﻟــك ﻟــم ﻴــرد أن �ﺴــﻠب اﻹﻨﺴــﺎن ﺤر�ﺘــﻪ ﻓــﻲ أن �ﻌــرف‬ ‫و�ﻌﻤﻞ ﻤﺎ ﻴر�د ‪ 0‬ﻓﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺸر دﺨﻠت إﻟـﻰ اﻟﻌـﺎﻟم �ﺤﺴـد إﺒﻠـ�س دون أن �كـون ﷲ ﻤﺼـد اًر ﻟﻤﻌرﻓـﺔ‬

‫اﻟﺸر ﺒ ـﻞ كﺎن ﻤﺼد اًر ﻟﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر ﻓﻘط " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫اﻟﺘﻤﻴﻴـز ﺒـﻴن‬ ‫‪� -10‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ ﺘ�ﻤوﺜﺎوس اﻟﺴر�ﺎﻨﻲ " ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ‪ ،‬ﻻ �ﻘﺼـد ﺒﻬـﺎ ّ‬

‫اﻟﺘﻤﻴﻴز ﻤﻨﺤﻪ ﷲ ﻟﻺﻨﺴﺎن وﻫذا واﻀﺢ ﻤن ﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﻟﻠﺤﻴواﻨﺎت وكﻼﻤﻪ ﻤﻊ‬ ‫اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ‪ ،‬ﻷن ﻫذا ّ‬

‫اﻟﺤ�ﱠﺔ ‪ ،‬وﻟﻛـن �ﻘﺼـد �ﺎﻟﻤﻌرﻓـﺔ ﻫﻨـﺎ اﻟﻤﻌرﻓـﺔ اﻟﻤطﻠﻘـﺔ اﻟﺘـﻲ ﻻ ﺘﻨﻔﺼـﻞ ﻋـن اﻟﻘـدرة اﻟﺘـﻲ ﺘﺘـرادف ﻤـﻊ‬

‫ﺴﻠطﺎن �ﻌﺎدﻝ اﻟﺴﻠطﺎن اﻹﻟﻬﻲ ‪ ،‬ﻤن ﻫﻨﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻨص " ‪ 00‬ﺘﻛوﻨﺎن كﺎﻟ ﻋﺎرﻓﻴن اﻟﺨﻴر واﻟﺸر‬

‫" ) ﺘــك ‪ ( 5 : 3‬أي أﻨﻬــﺎ ﻤﺤﺎوﻟــﺔ اﻹﻨﺴــﺎن �ــﺄن ﻴـﱠدﻋﻲ ﻟﻨﻔﺴــﻪ ﺴــﻠطﺎﻨﺎً إﻟﻬ� ـﺎً �ــﻪ �ﺼــ�ﺢ ﻗــﺎد اًر ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﺼﻨﻊ ﻤﺼﻴرﻩ �ﻤﻌزﻝ ﻋن ﷲ و�ﺎﻹﺴﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻷﻛﻞ ﻤـن ﺸـﺠرة ﻤﻌرﻓـﺔ اﻟﺨﻴـر واﻟﺸـر ﻓـﻲ ﻨظـر‬

‫أﺒوﻨﺎ آدم وﻓﻲ إﺸﺘ�ﺎﻗﻪ ﻫو أن �ﺴـﺘﺤوذ ﺒﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻷﻟوﻫ�ـﺔ ‪ ،‬و�ﻤﺘﻠﻛﻬـﺎ ﻓـﻲ ذاﺘـﻪ و�ﺘﺼـرف ﺒﻬـﺎ كﻤـﺎ‬ ‫‪- 186 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪183‬‬


‫ﺸــﺎء ﻫ ـواﻩ ‪ ،‬ﻴر�ــد أن �كﺘﻔــﻲ ﺒذاﺘــﻪ ‪ ،‬وﻫــذا ﻟــم ﻴــردﻩ ﷲ ﻷﻨــﻪ ﺴــﻴؤدي إﻟــﻰ اﻹﻨﻔﺼــﺎﻝ ﻋﻨــﻪ " ] ﻤــن‬ ‫إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [ ‪0‬‬

‫‪� -11‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ اﻟـدكﺘور ﻴوﺴـﻴ ر�ـﺎض " كـﺎن اﻹﻨﺴـﺎن اﻷوﻝ ﻓـﻲ اﻟﺠﻨـﺔ ﻓـﻲ ﺼـورة‬

‫اﻟﻤطﻠـق واﻟﺒـراءة اﻟﻛﺎﻤﻠـﺔ واﻟ�ﺴـﺎطﺔ اﻟﻤﺘﻨﺎﻫ�ـﺔ ‪ ،‬وكـﺎن ﺨﺎﻟـداً‪ 0‬ﻫـذﻩ اﻟﺼـورة اﻟﻛﺎﻤﻠـﺔ ﺘﺴـﺘﻠزم‬ ‫اﻟﻛﻤﺎﻝ ُ‬

‫أن �كون اﻹﻨﺴـﺎن �ﻌﻴـداً ﻋـن ﻤﻌرﻓـﺔ اﻟﺨﻴـر واﻟﺸـر ‪ ،‬كﺎﻷطﻔـﺎﻝ ﻓـﻲ �ﺴـﺎطﺘﻬم ‪ 0‬ﻤﻨﺘﻬـﻰ اﻟﺠﻬـﻞ أن‬

‫�ﻘوﻝ أﺤد أن ﻫذﻩ اﻟ�ﺴﺎطﺔ اﻟﻛﺎﻤﻠﺔ ﻤﺜﻞ اﻟدواب " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 358‬ﻟﻤﺎذا أوﺠد ﷲ " ﺸﺠرة اﻟﺤﻴـﺎة " وﻟﻤﺎذا ﻤﻨﻊ آدم ﻤن اﻷﻛﻞ ﻤﻨﻬﺎ �ﻌد اﻟﺴﻘوط ؟‬

‫ﻴﺒـد ﷲ ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة �ﻌـد اﻟﺴـﻘوط ‪ ،‬ﻋوﻀـﺎً‬ ‫ﻫﻞ ﺨﺸﻰ أن �ﺼﻴر آدم ﻨداً ﻟـﻪ ؟ وﻟﻤﺎذا ﻟـم ْ‬

‫ﻋن أن �كﻠﻴ كﺎرو��م �ﺤراﺴﺘﻬﺎ ؟ وﻫﻞ إﻗﺎﻤﺔ كـﺎرو��م ﻟﺤراﺴـﺔ ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة �ﻌﻨـﻲ ﻋـدم‬ ‫ﻗدرة ﷲ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻊ آدم وﺤواء ﻤن اﻷﻛﻞ ﻤﻨﻬﺎ ؟‬

‫�ﻘـوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـﻞ " إﻨﻬـﺎ ﻗطﻌـﺎً " ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة " اﻟﻌﺘ�ﻘـﺔ ﻨﻔﺴـﻬﺎ اﻟﺘـﻲ كﺎﻨـت ﺘﺸـﻐﻞ �ــﺎﻝ ‪00‬‬

‫اﻟوﻫ�م أﻛﺜر ﻤن أي ﺸﺨص آﺨر ‪ ،‬ﻓﻴﻨ�ﻐﻲ ﻤﻨﻊ آدم وﺤواء ﻤن اﻟوﺼوﻝ إﻟﻴﻬﺎ �ﺄي طر�ﻘﺔ كﺎﻨـت ‪،‬‬

‫وﻤﻬﻤــﺎ كﻠ ــﻒ اﻷﻤ ــر ‪ ،‬وﻟﻛ ــن أي ﻓكـ ـرة وﺤﺸ ــ�ﺔ ﻫ ــﻲ ﻓكـ ـرة ﺨﻠ ــق ﻫ ــذﻩ اﻟﺸ ــﺠرة ؟ ‪ 00‬أﻟ ــم �ك ــن ﻤ ــن‬

‫اﻷﻓﻀــﻞ ﻟــو ﻟــم ﻴزرﻋﻬــﺎ ؟ وذﻟــك اﻟﻛــرو��م وﻟﻬﻴــب اﻟﺴــﻴﻒ اﻟﻤﺘﻘﻠــب ﻋﻨــد ﺒوا�ــﺔ ﺠﻨــﺔ ﻋــدن ‪ ،‬ﻤــﺎ ﻫــذا‬ ‫اﻟﻬراء أ�ﻀﺎً ؟ أﻟم �ﺴﺘطﻊ ﻴﻬوﻩ اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻘدرة أن �ﻘﻀﻲ �كﻠﻤﺔ واﺤـدة ﻋﻠـﻰ ﺘﻠـك اﻟﺸـﺠرة ‪ ،‬اﻟﺘـﻲ ﻓﻘـد‬ ‫وﺠودﻫﺎ كﻞ ﻤﻐزى " )‪0(1‬‬ ‫‪F1‬‬

‫و�ﻘـ ــوﻝ ز�ﻨــــون كوﺴﻴدوﻓﺴــــكﻲ " ﻓـ ــﺎﻟ طـ ــرد آدم وﺤ ـ ـواء ﻤـ ــن اﻟﺠﻨـ ــﺔ ﻟـ ــ�س ﻓﻘـ ــط ﻟﻌـ ــدم‬

‫إﻨﺼ�ﺎﻋﻬﻤﺎ ﻷواﻤرﻩ ‪ ،‬ﺒﻞ ﻟﺨوﻓﻪ ﻤن أن �ﺄﻛﻼ ﻤن ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ﻓﻴﺨﻠدون " )‪0(2‬‬ ‫‪F12‬‬

‫ـﻒ اﻟـﻨص اﻟﺘـوراﺘﻲ اﻟـرب �ﻤﺤدود�ـﺔ اﻟﻘـدرة ‪ ،‬و�ﺘﻤﺜـﻞ ذﻟـك‬ ‫ﺼَ‬ ‫و�ﻘـوﻝ د‪ 0‬كﺎرم ﻤﺤﻤـود " َو َ‬

‫ﻓﻲ إﻗﺎﻤﺔ اﻟﻛرو��م واﻟﺴﻴﻒ ذا اﻟﻠﻬﻴب اﻟﻤﺘﻘﻠب ﻟﺤراﺴﺔ طر�ق ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ‪ ،‬ﺨﺸـ�ﺔ أن �ﻌـود إﻟﻴﻬـﺎ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪39‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﷴ ﻣﺨﻠﻮﻑ – ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪14‬‬

‫‪- 187 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪184‬‬


‫اﻹﻨﺴــﺎن ﻓ�ﺴــﺘﻠب اﻟﺨﻠــود كﻤــﺎ ﺴــﻠب اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ‪ ،‬واﻟــرب ﻫكــذا ﻻ �كــون ﻗــﺎد اًر ﻋﻠــﻰ ﺤﻤﺎ�ــﺔ ﻤﻠﻛوﺘــﻪ‬ ‫وﺼﻔﺎﺘﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F13‬‬

‫ج ‪ -1 :‬إﺠﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠزء اﻷوﻝ ﻤن اﻟﺴؤاﻝ ‪� ،‬ﻘوﻝ اﻟﻛﺘﺎب " وأﻨﺒت اﻟرب اﻹﻟـﻪ ﻤـن اﻷرض كـﻞ‬

‫ﺸﺠرة ﺸﻬ�ﺔ ﻟﻠﻨظر وﺠﻴدة ﻟﻸﻛﻞ‪ 0‬وﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ﻓﻲ وﺴط اﻟﺠﻨﺔ " ) ﺘك ‪ 00 ( 9 : 2‬ﻟﻘد أوﺠـد‬

‫ﷲ ﺸــﺠرة اﻟﺤ�ــﺎة ‪ ،‬وﺠﻌﻠﻬــﺎ ﻓــﻲ وﺴــط اﻟﺠﻨــﺔ ‪ ،‬وﻟ�ﺴــت �ﻌﻴــدة ﻋﻨﻬــﺎ ‪ ،‬ﻟﻛ�ﻤــﺎ �ﺄﻛــﻞ ﻤﻨﻬــﺎ اﻹﻨﺴــﺎن ‪،‬‬ ‫ﺤرﻤـﺔ‬ ‫اﻟﻤ ﱠ‬ ‫وﻟﻛن ﻋﻠـﻰ ﻤـﺎ ﻴﺒـدو أن اﻹﻨﺴـﺎن ﻗـد إﻨﺼـرف ﻋﻨﻬـﺎ ‪ ،‬و�ﻌـد أن أﻛـﻞ اﻹﻨﺴـﺎن ﻤـن اﻟﺸـﺠرة ُ‬

‫اﻟﺘﻲ ﻨﻬﻰ ﷲ ﻋن اﻷﻛﻞ ﻤﻨﻬﺎ وﻫﻲ ﺸﺠرة ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر " ﻗﺎﻝ اﻟرب اﻹﻟﻪ ﻫوذا اﻹﻨﺴﺎن ﻗـد‬

‫ﺼﺎر كواﺤد ﻤﻨﺎ ﻋﺎرﻓﺎً اﻟﺨﻴر واﻟﺸر‪ 0‬واﻵن ﻟﻌﻠﻪ �ﻤد ﻴدﻩ و�ﺄﺨذ ﻤن ﺸﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة أ�ﻀـﺎً و�ﺄﻛـﻞ‬

‫طــرد‬ ‫و�ﺤ�ــﺎ إﻟــﻰ اﻷﺒــد‪ 0‬ﻓﺄﺨرﺠــﻪ اﻟــرب اﻹﻟــﻪ ﻤــن ﺠﻨــﺔ ﻋــدن ﻟ�ﻌﻤــﻞ اﻷرض اﻟﺘــﻲ أُﺨــذ ﻤﻨﻬــﺎ ‪ 0‬ﻓ ُ‬

‫اﻹﻨﺴﺎن وأﻗﺎم ﺸرﻗﻲ ﺠﻨﺔ ﻋدن اﻟﻛرو��م وﻟﻬﻴب ﺴﻴﻴ ﻤﺘﻘﻠب ﻟﺤراﺴـﺔ طر�ـق ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة " )‬

‫ﺘك ‪ ( 24 – 22 : 3‬وكرو��م إﺴم ﺠﻤﻊ ﻤﻔردﻩ " كـروب " وﻫـﻲ كﻠﻤـﺔ ﻋﺒر�ـﺔ ﺘﻌﻨـﻲ " ذو اﻟﺤكﻤـﺔ "‬

‫وكﺎن اﻟﻛﺎروب �ﺤﻤﻞ ﻟﻬﻴب ﺴﻴﻒ ﻤﺘﻘﻠب أي ﺴﻴﻒ ﻻﻤﻊ �ﺸﻊ ﻤﻨﻪ اﻟﻠﻬب ﻓﻲ ﺠﻤ�ﻊ اﻹﺘﺠﺎﻫﺎت ‪،‬‬ ‫وﻋﻨدﻤﺎ ﻨﺘﻤﻌن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻨدرك ﺤﻘ�ﻘـﺔ ﻤﺤ�ـﺔ ﷲ ﻟﻺﻨﺴـﺎن ‪ ،‬ﻓﻤـن ﻤﺤﺒﺘـﻪ ﻟـم �ﺴـﻤﺢ ﻟـﻪ �ﺎﻷﻛـﻞ‬ ‫ﺘﺘﺼور اﻷرض‬ ‫ﻤن ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة �ﻌد اﻟﺴﻘوط ﻟﺌﻼ �ﺤ�ﺎ إﻟﻰ اﻷﺒد ﻓﻲ ﺨطﻴﺘﻪ ‪ ،‬وﻟك �ﺎﺼد�ﻘﻲ أن‬ ‫ﱠ‬

‫‪ ،‬وﻗد أﻤﺴﻲ ﺴكﺎﻨﻬﺎ ﻻ �ﻤوﺘون ‪ ،‬وﻫم ﻤﻐروﺴون ﻓﻲ اﻟﺸر ﺤﺘﻰ أﺼ�ﺤوا ﻋﺘﺎة ﻓ�ـﻪ ‪ 00‬أﻟـ�س ﻫـذا‬ ‫ﻫو اﻟﺠﺤ�م �ﻌﻴﻨﻪ ؟! ‪ 00‬أﻨظر إﻟﻰ ﻤﺎ �ﻌﺎﻨ�ﻪ اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ ﺸﻴﺨوﺨﺘﻪ ﻤن ﻤﺘﺎﻋب وأﻤراض وآﻻم ‪،‬‬

‫ﺤﺘﻰ أن اﻟﺸﺎﻋر �ﻘوﻝ ‪:‬‬

‫اﻟﻤرء �ﺄﻤﻞ أن �ﻌ�ش‬

‫ﺘﻔﻨﻰ �ﺸﺎﺸﺘﻪ و��ﻘـﻰ‬ ‫وﺘﺨوﻨﻪ اﻷ�ﺎم ﺤﺘـﻰ‬

‫وطوﻝ ﻋ�ش ﻗد �ﻀرﻩ‬ ‫�ﻌد ﺤﻠو اﻟﻌ�ش ﻤـرﻩ‬ ‫ﻻ ﻴرى ﺸﻴﺌﺎً �ﺴــرﻩ‬

‫ﻟذﻟك طرد ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ﻤـن اﻟﻔـردوس ‪ ،‬ﻟﺤـﻴن إﺼـﻼح اﻟﺨطـﺄ ‪ ،‬وﺘﻘـد�م اﻟﻔد�ـﺔ ‪ ،‬ﺜـم أﻋـﺎدﻩ‬

‫إﻟ�ــﻪ ﺜﺎﻨ�ــﺔ ‪ ،‬ﻓ�ﺸــر اﻟﻠــص اﻟ�ﻤــﻴن وﻫــو ﻋﻠــﻰ ﻋــود اﻟﺼــﻠﻴب ﻗــﺎﺌﻼً ﻟــﻪ " اﻟﻴـــوم ﺘﻛـــون ﻤﻌـــﻲ ﻓـــﻲ‬

‫اﻟﻔردوس " ) ﻟو ‪0 ( 43 : 23‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺃﺳﺎﻁﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪182 ، 181‬‬

‫‪- 188 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪185‬‬


‫و�ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث " ﻫﻞ كﺎن ﷲ ﻴﺨﺎف أن آدم �ﺼﻴر ﻨداً ﻟﻪ �ﺄﻛﻠﻪ ﻤـن‬

‫ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻤﻨﻌﻪ ﻋﻨﻬﺎ وﺠﻌـﻞ ﻤﻼﻛـﺎً �ﺤرﺴـﻬﺎ ) ﺘـك ‪ ( 22 : 3‬؟ ط�ﻌـﺎً إن ﷲ ﻻ �ﻤكـن‬

‫أن ﻴﺨﺸﻰ ﻫذا اﻟﻤﺨﻠوق اﻟﺘراﺒﻲ ﻨداً ﻟﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻟ ﻏﻴر ﻤﺤدود ﻓﻲ كﻤﺎﻻﺘـﻪ ‪ ،‬ﻓﻠﻤـﺎذا ﻤﻨـﻊ اﻹﻨﺴـﺎن ﻋـن‬

‫ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ؟ ﻟﻘد ﻤﻨﻌـﻪ ﻋـن ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة ‪ ،‬ﻷن اﻟﺤ�ـﺎة ﻻ ﺘﺘﻔـق ﻤـﻊ ﺤﺎﻟـﺔ اﻟﺨط�ـﺔ اﻟﺘـﻲ كـﺎن‬

‫ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻨﺴﺎن‪ 0‬اﻟﺨط�ﺔ ﻫﻲ ﻤوت روﺤﻲ ‪ ،‬وﺠزاؤﻫﺎ ﻫو اﻟﻤوت اﻷﺒدي ‪ ،‬ﻴﺠـب اﻟـﺘﺨﻠص أوﻻً ﻤـن‬

‫ﺤﺎﻟﺔ اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬وﻤن ﻋﻘو�ﺔ اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ �ﺤ�ﺎ اﻹﻨﺴﺎن اﻟﺤ�ﺎة اﻟﺤﻘ�ﻘ�ـﺔ إﻟـﻰ اﻷﺒـد ‪ 00‬وكـﺄن ﷲ‬

‫�ﻘــوﻝ ﻵدم ‪ :‬ﻤــﺎ دﻤــت ﻓــﻲ ﺤﺎﻟــﺔ اﻟﺨط�ــﺔ ‪ ،‬ﻓﺄﻨــت ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺤﺎﻟــﺔ ﻤﻤﻨــوع ﻤــن اﻟﺤ�ــﺎة ‪ ،‬ﻷن " أﺠــرة‬

‫اﻟﺨط�ﺔ ﻫﻲ ﻤوت " ) رو ‪ ( 23 : 6‬أﻨت ﻻ ﺘﺴﺘﺤق اﻟﺤ�ﺎة ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻀﻊ ‪ ،‬وﻟ�س ﻤـن ﺼـﺎﻟﺤك‬ ‫أن ﺘﺴﺘﻤر ﺤﱠ�ﺎً ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻀﻊ ‪ 00‬إﻨﻤﺎ إﻨﺘظـر اﻟﺘو�ـﺔ واﻟﻔـداء ‪ ،‬و�ﻌـد ذﻟـك ﺴـﺘﺤ�ﺎ إﻟـﻰ اﻷﺒـد‪ 0‬إﻨـﻪ‬ ‫ﻤﻨﻊ اﻟﺤ�ﺎة ﻋن اﻟﻤﺤكوم ﻋﻠ�ﻪ �ﺎﻟﻤوت‪ 0‬وﻋدم ر�ط اﻟﺤ�ﺎة اﻷﺒد�ﺔ �ﺎﻟﺨط�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F14‬‬

‫‪ -2‬إﺠﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠزء اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤن اﻟﺴؤاﻝ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ﻟم �ﻔ ِـن ﷲ ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة و�ﺒـدﻫﺎ ‪ ،‬ﺒـﻞ أﻗـﺎم‬

‫كـﺎرو��م وﻟﻬﻴــب ﺴــﻴﻒ ﻤﺘﻘﻠـب ﻟﺤ ارﺴــﺔ طر�ــق ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ــﺎة ؟ ‪ 00‬ﻟﻘــد ﺤـدث ﻫــذا ﻟﻛ�ﻤــﺎ ﻴﺘطﻠــﻊ آدم‬

‫طــرد ﻤﻨــﻪ ‪ٕ ،‬واﻟــﻰ ﺸــﺠرة اﻟﺤ�ــﺎة اﻟﺘــﻲ ُﻤﻨــﻊ ﻤــن اﻷﻛــﻞ ﻤﻨﻬــﺎ ‪،‬‬ ‫ﻤــن �ﻌﻴــد إﻟــﻰ ﻤوطﻨــﻪ اﻟﺴــﻌﻴد اﻟــذي ُ‬

‫ﻓ�ﺴـﺘﺒد �ــﻪ اﻟﺤﻨـﻴن ﻟــذاك اﻟـوطن اﻟﻘر�ــب اﻟﻤكـﺎن اﻟ�ﻌﻴــد اﻟﻤﻨـﺎﻝ ‪ ،‬ﻓﻴﻨــدم ﻋﻠـﻰ ﻤــﺎ ﺒـدر ﻤﻨــﻪ و�ﺤــزن ‪،‬‬ ‫و�ﺸﻌر �ﺤﺎﺠﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺨﻠص اﻟذي ﻴﺨﻠﺼﻪ و�ﻨﺘﺸﻠﻪ ﻤن اﻟﺘﻌﺎﺴﺔ واﻟﺸﻘﺎء‪ 0‬أﻤﺎ ﻟو أﻓﻨـﻰ ﷲ ﺸـﺠرة‬

‫طـرد ﻤﻨـﻪ ‪،‬‬ ‫اﻟﺤ�ﺎة ‪ ،‬وآﺘﺎﻩ آدم ﻋن ﺠﻨﺔ ﻋـدن ‪ ،‬ﻓﻤـﻊ ﻤـرور اﻷ�ـﺎم واﻟﺴـﻨون ﺴﻴﻨﺴـﻰ آدم ﺒﻴﺘـﻪ اﻟـذي ُ‬

‫واﻟﺼورة اﻟراﺌﻌﺔ اﻟﺘـﻲ ُﺠﺒـﻞ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ‪ ،‬واﻟﺤ�ـﺎة اﻟﻤﻠوك�ـﺔ اﻟﺘـﻲ ﻋـﺎش ﻓﻴﻬـﺎ ‪ 00‬ﻟﻘـد ﻗﺼـد ﷲ أن ﺘﻛـون‬ ‫ﺼورة ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ﻤﺤﻔورة �ﻘوة ﻓﻲ ذﻫن اﻟ�ﺸر�ﺔ ﻟذﻟك ذكرﻫ ـﺎ ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟرؤ�ـﺎ ‪ ،‬ﻤﺸـﺠﻌﺎً اﻹﻨﺴـﺎن‬

‫اﻟــذي ﺘﻌــب ﻤــن اﻟﻬز�ﻤــﺔ أن �ﺴــﻌﻰ إﻟــﻰ اﻟﻨﺼـرة ﺒﺈﺴــم إﻟﻬــﻪ " ﻤــن �ﻐﻠــب ﻓﺴ ـﺄﻋط�ﻪ أن �ﺄﻛــﻞ ﻤــن‬

‫ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة اﻟﺘﻲ ﻓﻲ وﺴط ﻓردوس ﷲ " ) رؤ ‪ ( 7 : 2‬وﻋﻨدﻤﺎ ﺠﺎء ذكر أورﺸـﻠ�م اﻟﺴـﻤﺎﺌ�ﺔ ﻓـﻲ‬

‫ﺴﻔر اﻟرؤ�ﺎ ﻗﺎﻝ " وﻓﻲ وﺴط ﺴوﻗﻬﺎ وﻋﻠﻰ اﻟﻨﻬر ﻤن ﻫﻨـﺎ وﻤـن ﻫﻨـﺎك ﺸـﺠرة ﺤ�ـﺎة ﺘﺼـﻨﻊ إﺜﻨﺘـﻰ‬

‫ﻋﺸرة ﺜﻤرة‪ 0‬وﺘﻌطﻲ كﻞ ﺸﻬر ﺜﻤرﻫﺎ‪ 0‬وورق اﻟﺸﺠرة ﻟﺸﻔﺎء اﻷﻤم " ) رؤ ‪0 ( 2 : 22‬‬

‫‪ -3‬إﺠﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠزء اﻟﺜﺎﻟـث ﻤـن اﻟﺴـؤاﻝ ﻨﻘـوﻝ أن ﷲ كﻠـﻲ اﻟﻘـدرة ‪ ،‬وﻤـن ﻤظـﺎﻫر ﻗـدرة ﷲ‬

‫أﻨﻪ �ﺴﺘﺨدم ﻤﻼﺌكﺘﻪ ﻓﻲ أداء رﺴﺎﺌﻠﻪ ‪ ،‬و�ﻤد كﻞ ﻤﻼك �ﺎﻟﻘوة اﻟﺘﻲ �ﺤﺘﺎج إﻟﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻤﻼك واﺤد ﻗﺘـﻞ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻊ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪11‬‬

‫‪- 189 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪186‬‬


‫كـﻞ أ�كـﺎر اﻟﻤﺼـر�ﻴن ‪ ،‬وﻤـﻼك واﺤـد أﻫﻠـك ‪ 185‬أﻟﻔـﺎً ﻤـن ﺠـ�ش ﺴـﻨﺤﺎر�ب ‪ ،‬ﻓﺈﺴـﺘﺨدام اﻟﻛــﺎرو��م‬

‫ﻟﻬذﻩ اﻟرﺴﺎﻟﺔ ﻻ ﻴﻨم ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﻋـن ﻋﺠـز ﷲ أو ﻤﺤدود�ـﺔ ﻗدرﺘـﻪ ‪ٕ ،‬وان اﻟﻛـﺎرو��م �ﻔـوق ﺨﺎﻟﻘـﻪ‬

‫ﻗــوة ‪ ،‬ﻓﻬــذﻩ ﻫــﻲ اﻷﻓكــﺎر اﻟﻤﻐﻠوطــﺔ ‪ 00‬ﻟﻘــد ﻗﺼــد ﷲ ﺘ�ــﺎرك إﺴــﻤﻪ أن ﻴــرى أﺒوﻨــﺎ آدم اﻟﻛــﺎرو��م‬

‫�ﺎﻟﺴ ــﻴﻒ �ﻘ ــﻒ ﻓ ــﻲ طر� ــق ﺸ ــﺠرة اﻟﺤ� ــﺎة ﻟﻴ ــﺘﻌﻠم أن ﻤﻌﺼ ــﻴﺘﻪ ﺠﻠﺒ ــت ﻋﻠ� ــﻪ أ�ﻀـ ـﺎً اﻟﺨﺼ ــوﻤﺔ ﻤ ــﻊ‬ ‫اﻟطﻐﻤﺎت اﻟﺴﻤﺎﺌ�ﺔ‪0‬‬

‫س‪ : 359‬ﻫـﻞ ﺸﺠرﺘﻲ اﻟﺤ�ﺎة وﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ﻤﺴﺘﻤدﺘﺎن ﻤن اﻟﺤكﺎ�ﺎت اﻟﺸﻌﺒ�ﺔ ؟‬ ‫�ﻘــوﻝ د‪ 0‬كــﺎرم ﻤﺤﻤــود ﻋز�ــز " ﻟﻤــﺎذا أُﺨﺘﻴــرت اﻷﺸــﺠﺎر �ﺎﻟﺘﺤدﻴــد دون �ــﺎﻗﻲ ﻤظــﺎﻫر‬

‫اﻟﺤ�ــﺎة اﻟﻨ�ﺎﺘ�ــﺔ ﻟﺘﺘﻌﻠــق �ﻤﺴــﺄﻟﺔ ﺴــﻘوط اﻹﻨﺴــﺎن ؟ ‪ 00‬ﺘُﻘــدم ﻟﻨــﺎ اﻟﺤكﺎ�ــﺎت اﻟﺸــﻌﺒ�ﺔ إﺠﺎ�ــﺎت ﻋﻠ�ــﻪ ‪،‬‬

‫ﻤﺤرﻤـﺔ ‪ ،‬وﺤﻴـث ﻴ�ـﺎح اﻷﻛـﻞ ﻤـن أي ﺜﻤـرة أو أي ﺸـﺠرة ﻓ�ﻤـﺎ ﻋـدا ﻨـوع‬ ‫ﺤﻴث أن ﻓكرة وﺠـود ﺸـﺠرة ﱠ‬

‫واﺤــد ‪ ،‬ﻫــﻲ ﻓكـرة ﺸــﺎﺌﻌﺔ ﻓــﻲ اﻟﺤكﺎ�ــﺎت اﻟﺸــﻌﺒ�ﺔ ﻋﻨــد أﻏﻠــب ﺸــﻌوب اﻟﻌــﺎﻟم ‪ 0‬كــذﻟك ر�ﻤــﺎ أُﺨﺘﻴــرت‬

‫اﻷﺸــﺠﺎر ﻟﺸــﻤوﺨﻬﺎ وﻗــوة ﺠــذورﻫﺎ اﻟﻀــﺎر�ﺔ ﻓــﻲ اﻷرض ‪ ،‬ﻤﻤــﺎ ُ�ﻀــﻔﻲ ﻋﻤﻘـﺎً وأﺼــﺎﻟﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻔك ـرة‬ ‫اﻟﻤﺠردة اﻟﺘﻲ ﺘﺠﺴدﻫﺎ اﻟﺸﺠرة " )‪0(1‬‬ ‫‪F15‬‬

‫اﻟﻤﺤرﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺤكﺎ�ﺎت اﻟﺸﻌﺒ�ﺔ ﻋﻨد أﻏﻠـب‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﺸﻴوع ﻗﺼﺔ اﻟﺴﻘوط �ﺴﺒب اﻷﻛﻞ ﻤن اﻟﺸﺠرة‬ ‫ﱠ‬

‫ﺸ ــﻌوب اﻟﻌ ــﺎﻟم ‪� ،‬ﻌ ــد دﻟ ــ�ﻼً ﻋﻠ ــﻰ أﺼ ــﺎﻟﺔ اﻟﻘﺼ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻘ ــد ﻗﺼ ــﻬﺎ آدم ﻋﻠ ــﻰ أوﻻدﻩ وأﺤﻔ ــﺎدﻩ ‪ ،‬و�ﻌ ــد‬ ‫اﻟطوﻓــﺎن وﺘﻔــرق ﺒﻨــﻲ ﻨــوح إﻟــﻰ ﻗ�ﺎﺌــﻞ وﺸــﻌوب ﻨﻘﻠـوا ﻤﻌﻬــم اﻟﻘﺼــﺔ ‪ ،‬ﻓﺄﻀــﺎﻓت إﻟﻴﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﺸــﻌوب‬

‫وأزادت ‪ ،‬ﻓكﺎﻨــت اﻷﺴــﺎطﻴر واﻟﺤكﺎ�ــﺎت اﻟﺸــﻌﺒ�ﺔ‪ 0‬أﻤــﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴــد ﻓــﺈﺤﺘﻔظ ﻟﻨــﺎ �ﺎﻟﻘﺼــﺔ ﻨﻘ�ــﺔ ﻤــن كــﻞ‬

‫ﺸواﺌب وﺴﺠﻠﻬﺎ اﻟوﺤﻲ ﺒواﺴطﺔ ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ‪0‬‬

‫‪ -2‬كﻴﻒ ﻴواﻓق اﻟدكﺘور كﺎرم ﻤﺤﻤود ﻋﻠﻰ ﻤﺜـﻞ ﻫـذﻩ اﻷﻓكـﺎر وﻫـﻲ ﻀـد ﻋﻘﻴدﺘـﻪ ؟! أﻟـم �ﻘـﻞ‬

‫اﻟﻘرآن " وﻗﻠﻨﺎ �ﺎ آدم أﺴكن أﻨت وزوﺠك اﻟﺠﻨﺔ وكﻼ ﻤﻨﻬـﺎ رﻏـداً ﺤﻴـث ﺸـﺌﺘﻤﺎ وﻻ ﺘﻘر�ـﺎ ﻫـذﻩ اﻟﺸـﺠرة‬

‫ﻓﺘﻛوﻨﺎ ﻤن اﻟظﺎﻟﻤﻴن‪ 0‬ﻓﺄزﻟﻬﻤﺎ اﻟﺸ�طﺎن ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺄﺨرﺠﻬﻤﺎ ﻤﻤﺎ كﺎﻨﺎ ﻓ�ـﻪ " ) اﻟ�ﻘـرة ‪" 00 ( 36 ، 35‬‬ ‫وﻤﻠـك ﻻ ﻴﺒﻠـﻰ ‪ 0‬ﻓـﺄﻛﻼ ﻤﻨﻬـﺎ ﻓﺒـدت‬ ‫ﻓوﺴوس إﻟ�ﻪ اﻟﺸ�طﺎن ﻗﺎﻝ �ﺎ آدم ﻫﻞ أ ُ​ُدﻟـك ﻋﻠـﻰ ﺸـﺠرة اﻟﺨﻠـد ُ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪172‬‬

‫‪- 190 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪187‬‬


‫ﻟﻬﻤــﺎ ﺴــوءاﺘﻬﻤﺎ وطﻔﻘــﺎ ﻴﺨﺼــﻔﺎن ﻋﻠﻴﻬﻤـ ـﺎ ﻤــن ورق اﻟﺠﻨ ـﺔ وﻋﺴــﻰ آدم ر�ــﻪ ﻓﻐــوى " ) طــﻪ ‪، 120‬‬ ‫‪0( 121‬‬

‫س‪ : 360‬ﻫﻞ ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ﻤﺄﺨوذة ﻤن ﻗﺼﺔ ﻤﺒﺘورة ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ " ﻓوﻟﺘﻴر " أن ﻗﺼﺔ اﻟﺴﻘوط ﻫﻲ ﻤز�ﺞ ﻤن رواﻴﺘﻴن ‪ ،‬أﺤدﻴﻬﻤﺎ ﻟم ﻴـرد ﻓﻴﻬـﺎ إﻻﱠ ﺸـﺠرة‬ ‫ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ‪ ،‬واﻷﺨرى ﻟم ﻴرد ﻓﻴﻬﺎ إﻻﱠ ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ‪ ،‬وأن اﻟرب ﻟم ﻴﺘذكر ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة إﻻﱠ‬

‫�ﻌد اﻟﺴﻘطوط ‪ 00‬أﻟﺦ‪0‬‬

‫ج ‪ -1 :‬اﻟﻘــوﻝ �ﺄﻨــﻪ كــﺎن ﻫﻨــﺎك ﻗﺼــﺘﺎن ﻟﻠﺴــﻘوط ‪ ،‬ﺤــوت أﺤــدﻫﻤﺎ ﺸــﺠرة اﻟﻤﻌرﻓــﺔ واﻷﺨــرى ﺸــﺠرة‬ ‫رﺴ ـﻞ ‪ ،‬ﻻ �ﻌﺘﻤــد ﻋﻠــﻰ أي ﺴــﻨد كﺘــﺎﺒﻲ ‪ ،‬وﻗــد ﺴــﺒق وﻨﺎﻗﺸــﻨﺎ ﻫــذا‬ ‫اﻟﻤ َ‬ ‫اﻟﺤ�ــﺎة ‪ ،‬ﻫــو ﻤــن ﻗﺒﻴــﻞ اﻟﻘــوﻝ ُ‬

‫اﻟﻤوﻀــوع ﻤ ـ ار اًر وﺘﻛ ـ ار اًر ﻋﻨــد ﺤــدﻴﺜﻨﺎ ﻋــن ﻨظر�ــﺔ اﻟﻤﺼــﺎدر‪ ) 0‬ﻴرﺠــﻰ اﻟرﺠــوع إﻟــﻰ إﺠﺎ�ــﺔ اﻟﺴ ـؤاﻝ‬ ‫‪0( 319‬‬ ‫‪� -2‬ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ رﺸــدي اﻟﺴ�ﺴــﻲ " وﻗــد ذﻫﺒــت اﻟﻌﻘﻼﻨ�ــﺔ ‪ ،‬ذات اﻟﻔكــر اﻟﻤﺘﻌــﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﺒﻬــذا‬

‫اﻟ�ﺎﺤث ) ﻓوﻟﺘﻴر ( إﻟـﻰ ﺤـد اﻹﻨﺤـراف اﻟﻔكـري اﻟﺼـر�ﺢ ‪ ،‬كﻤـﺎ ﻫـو واﻀـﺢ ﻤـن ﻗوﻟـﻪ ﻏﻴـر اﻟﻛـر�م }‬

‫ﺒﻞ أن اﻟـرب ﻨﻔﺴـﻪ ﻟـم ﻴﺘـذكر ﻫـذﻩ اﻟﺸـﺠرة ) ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة ( اﻟﻌﺠﻴ�ـﺔ ‪ ،‬اﻟﺘـﻲ ﺘﻘـﻒ ﺒﺈﻤكﺎﻨ�ﺎﺘﻬـﺎ ﻏﻴـر‬ ‫اﻟﻤﺤــدودة ‪ ،‬ﻤﻬﻤﻠــﺔ وﺴــط اﻟﺠﻨــﺔ إﻻﱠ �ﻌــد أن ﻗﻀــﻲ اﻷﻤــر ٕواﻨﺘﻬــﻰ كــﻞ ﺸــﺊ { ﺜــم ﻴﺘﻤــﺎدى ﻓــﻲ ﻫــذا‬

‫اﻟﻔكــر اﻟﻤﺘﻌــﺎﻟﻲ – اﻟﻘــﺎﺌم ﻋﻠــﻰ ﻤﺠــرد اﻹﻓﺘـراض – ﻓ�ﻘــوﻝ } ﻴﺒــدو أن ﺤكﺎ�ــﺔ اﻟﺸــﺠرﺘﻴن ﻗــد إﻋﺘ ارﻫــﺎ‬

‫�ﻌض اﻟﺨﻠط ‪ ،‬وأن ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ﻟم ﺘﻠﻌب ﻓﻲ اﻟﺤكﺎ�ﺔ اﻷﺼﻠ�ﺔ ﻫذا اﻟدور اﻟﻤﺜﻴر اﻟﺴﻠﺒﻲ اﻟﺼرف‬

‫اﻟ ــذي ﻟﻌﺒﺘ ــﻪ ﻫ ــذﻩ اﻟﺤكﺎ� ــﺔ ‪ ،‬وﻤ ــن ﺜ ــم ﻓﻘ ــد إﻋﺘﻘ ــد اﻟ ــ�ﻌض أﻨ ــﻪ ك ــﺎن ﻫﻨ ــﺎك ﻓ ــﻲ اﻷﺼ ــﻞ ﺤكﺎﻴﺘ ــﺎن‬ ‫ﺼـورت ﻓـﻲ اﻷﺨـرى‬ ‫ﻤﺨﺘﻠﻔﺘﺎن ﻋن اﻟﺴﻘوط ‪ ،‬ﺤوت ﻓﻲ إﺤـدﻴﻬﻤﺎ ﺸـﺠرة اﻟﻤﻌرﻓـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺤـدة ‪ ،‬كﻤـﺎ ُ‬

‫ﺸــﺠرة اﻟﺤ�ــﺎة ﻋﻠــﻰ ﺤــدة ‪ ،‬وأن كﺎﺘ� ـﺎً ﻤــزج ﺒــﻴن اﻟﺤكــﺎﻴﺘﻴن { وﻫــذﻩ اﻵراء اﻟرﻋﻨــﺎء ‪ ،‬وﻤﺜ�ﻼﺘﻬــﺎ ﻫــﻲ‬

‫اﻟﺜﻤرة اﻟﻤرة ﻟﻠﻔكر اﻟﻌﻘﻼﻨﻲ اﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻲ ‪ ،‬اﻟـذي ﻻ �ﻤكـن أن ﻴﻬﺘـدي إﻟـﻰ اﻟﺤـق ‪ ،‬وذﻟـك ﻷن اﻟﺤـق ﻻ‬ ‫�كﺸــﻒ ﻋــن ﻨﻔﺴــﻪ إﻻﱠ ﻟﻤــن ﻴﻨﺸــدﻩ ﺒــروح ﻤﺘواﻀــﻌﺔ كﻤــﺎ ﻫــو اﻟﺤــﺎﻝ ﻤــﻊ ﺠﻤ�ــﻊ اﻟﻘد�ﺴــﻴن ‪ ،‬اﻟــذﻴن ﻻ‬

‫ﺘُﺴﺘﻐﻠق ﻋﻠﻰ أﻓﻬﺎﻤﻬم أ�ﺔ ﻋ�ﺎرة أو ﻤﻌﻨﻰ ﻤﻤﺎ ﺠﺎء �ﺎﻷﺴﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F16‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﺯﺓ ﻓﻲ ‪1975/9/19‬ﻡ‪0‬‬

‫‪- 191 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪188‬‬


‫س‪ : 361‬ﻫﻞ أﻛﻞ اﻹﻨﺴـﺎن ﻓﻌـﻼً ﻤـن ﺸـﺠرة ﺘـدﻋﻰ ﻤﻌرﻓـﺔ اﻟﺨﻴـر واﻟﺸـر ‪ ،‬أم أن اﻟﻛﺎﺘـب‬

‫أراد أن �ﺼـ ﱡـور ﻤوﻗــﻴ اﻹﻨﺴــﺎن اﻟﻤﺘﻛﺒــر ‪ ،‬ﻓــذكر ﻫــذﻩ اﻟﻘﺼــﺔ اﻟرﻤز�ــﺔ ؟ وﻫــﻞ اﻟﻌﻘو�ــﺎت‬

‫كﺎﻨت ﺤﻘ�ﻘ�ﺔ أم أﻨﻬﺎ ﺘﻌﺒﻴرات رﻤز�ﺔ ﻗﺼد ﻤﻨﻬﺎ اﻟﻛﺎﺘب ﻫدف ﻤﻌﻴن ؟‬

‫ـر ﻋﻨــدﻤﺎ‬ ‫�ﻘــوﻝ اﻟﺨــوري ﺒــوﻟس اﻟﻔﻐــﺎﻟﻲ " �ﺸــدد اﻟﻛﺎﺘــب أوﻻً ﻋﻠــﻰ أن اﻹﻨﺴــﺎن كــﺎن ﺤـ ﱠاً‬

‫إﺨﺘــﺎر اﻟطر�ــق اﻟﺘــﻲ ﺘﺼـرﻓﻪ ﻋــن ﷲ ‪ ،‬وﺸــﺠرة ﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر ﻫــﻲ رﻤــز ﻋــن ﻫــذا اﻹﺨﺘ�ــﺎر‬

‫اﻟﺤــر ‪� 00‬ﺴــﺘط�ﻊ اﻹﻨﺴــﺎن أن ﻴﺨﺘــﺎر طر�ــق ﷲ أو طر�ــق اﻟﺸــر ﻓ�ﺼــ�ﺢ ﻀــﻤﻴرﻩ ﺴــﺎﺤﺔ ﺤــرب‬

‫ﺴــﺘﻨﺘﻬﻲ ﻤــﻊ آدم �ــﺎﻟوﻗوف ﺒوﺠــﻪ ﷲ واﻟﺘﻤــرد ﻋﻠ�ــﻪ وﻋﺼــ�ﺎن أواﻤ ـرﻩ ‪ ،‬وﻫــذا ﻤــﺎ ﻋﱠﺒــر ﻋﻨــﻪ اﻟﻛﺎﺘــب‬ ‫اﻟﻤ ﱠ‬ ‫ﺤرﻤـﺔ ‪ ،‬ﻓﺼ ﱠـور ﻤوﻗﻔـﺎً داﺨﻠ�ـﺎً‬ ‫اﻟﻤﻠﻬم ﻋﻨـدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ أن اﻹﻨﺴـﺎن أﻛـﻞ ﻤـن ﺸـﺠرة اﻟﻤﻌرﻓـﺔ ‪ ،‬اﻟﺸـﺠرة ُ‬ ‫ُ‬

‫ﻨﺎ�ﻌـ ـﺎً ﻤ ــن أﻋﻤ ــﺎق ﻀ ــﻤﻴر اﻹﻨﺴ ــﺎن �طر�ﻘ ــﺔ �ﻔﻬﻤﻬ ــﺎ اﻹﻨﺴ ــﺎن‪ 0‬و�ﺘﺴ ــﺎءﻝ اﻟﻛﺎﺘ ــب ‪ :‬ﻟ ــو ﻟ ــم �ك ــن‬

‫اﻟﺸــ�طﺎن ﻫﻨــﺎ ﻟﻴــدﻓﻊ اﻹﻨﺴــﺎن إﻟــﻰ اﻟﺨطﻴﺌــﺔ ‪ ،‬ﻫــﻞ كــﺎن اﻹﻨﺴــﺎن رﻓــض ﷲ ﻫــذا اﻟـرﻓض اﻟﻘــﺎطﻊ ‪،‬‬

‫ﻓﻴﺘﺼور ﺤوار اﻹﻨﺴﺎن ﺒﻴﻨﻪ و�ﻴن ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻪ و�ﻴن ﻗوى اﻟﺸـر �ﺸـكﻞ د ارﻤـﺎﺘ�كﻲ ﺠﻌـﻞ ﻓ�ـﻪ اﻟﺤﱠ�ـﺔ‬ ‫ﱠ‬

‫ﺘﻛﻠم ﺤواء‪ 0‬ﻓﺎﻟﺨط�ﺔ اﻷوﻟـﻰ اﻟﺘـﻲ ﻫـﻲ أﺼـﻞ كـﻞ اﻟﺨطﺎ�ـﺎ ﻫـﻲ واﻗـﻊ وﺤﻘ�ﻘـﺔ وﻫـﻲ ﺨطﻴﺌـﺔ كﺒر�ـﺎء‬

‫ٕواﻛﺘﻔﺎء ذاﺘ ـﻲ وﻋدم إ�ﻤﺎن �ﺎﻟ وﻋﺼ�ﺎن ﻷواﻤـرﻩ ‪ ،‬وﻟﻬذا ﻨﺴﻤﻴﻬﺎ اﻟﺨط�ﺔ اﻷﺼﻠ�ﺔ " )‪0(2‬‬ ‫‪F17‬‬

‫كﻤــﺎ �ﻘــوﻝ اﻟﺨــوري ﺒــوﻟس اﻟﻔﻐــﺎﻟﻲ ﻋــن اﻟﻌﻘو�ــﺎت " ﺜــم �ﺼـ ّـور اﻟﻛﺎﺘــب اﻟﺤكــم ﻋﻠــﻰ آدم‬

‫وﺤـواء ‪ ،‬وﻋﻠـﻰ اﻟﺤﱠ�ـﺔ واﻷرض ‪� ،‬طر�ﻘـﺔ ﺘﻌﺒﻴر�ـﺔ ‪� :‬ﻌـرق ﺠﺒﻴﻨـك ﺘﺄﻛـﻞ ﺨﺒـزك ‪� ،‬ـﺎﻵﻻم ﺘﺤﺒﻠـﻴن ‪،‬‬

‫ﻋﻠــﻰ ﺼــدرك ﺘﺴــﻠﻛﻴن ‪ ،‬ﻤﻠﻌوﻨــﺔ ﻫــﻲ اﻷرض‪ 0‬وﻨﺘﺴــﺎءﻝ ‪ :‬ﻫــﻞ كــﺎن اﻟرﺠــﻞ �ﻌﻤــﻞ �ــﻼ ﺘﻌــب ﻗﺒــﻞ‬

‫اﻟﺨطﻴﺌــﺔ اﻷﺼــﻠ�ﺔ ‪ ،‬وﻫــﻞ كﺎﻨــت اﻟﻤ ـرأة ﺘﺤﺒــﻞ ﺒــدون أن ﺘﺤــس �ــﺄﻟم اﻟﺤﺒــﻞ واﻟــوﻻدة ؟ ﻫــﻞ ﺼــﺎرت‬

‫اﻷرض ﻤﻠﻌوﻨــﺔ �ﻌــد أن كﺎﻨــت ﻤ�ﺎركــﺔ ‪ ،‬وﻫــﻞ كــﺎن ﻟﻠﺤﱠ�ــﺔ ﻗـواﺌم ُﻗطﻌــت �ﺴــﺒب اﻟﺨطﻴﺌــﺔ ﻓﺼــﺎرت‬

‫اﻟﻤﻠﻬـم‬ ‫ﺘﺴﻴر ﻋﻠﻰ �طﻨﻬﺎ وﺘﺄﻛﻞ ﻤن ﺘراب اﻷرض ﻤن أﻋﺸﺎﺒﻬﺎ ؟ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺴﺌﻠﺔ أﺠﺎب اﻟﻛﺎﺘـب ُ‬

‫ﻟ�ﻌﺒــر ﻋــن ﺤﺎﻟــﺔ اﻟــدﻤﺎر واﻟﺨ ـراب اﻟﺘــﻲ ﻟﺤﻘــت‬ ‫�طر�ﻘــﺔ رﻤز�ــﺔ ﺘﻌﺒﻴر�ــﺔ ‪ 00‬ﻟﺠــﺄ إﻟــﻰ ﻫــذﻩ اﻟرﻤــوز ّ‬ ‫�ﺎﻹﻨﺴﺎن ﻤن ﺠراء اﻟﺨطﻴﺌﺔ‪ 0‬ﻻﺸك ﻓﻲ أن اﻹﻨﺴﺎن ﻴﺘﻌب وﻫو �ﺤرث ﺤﻘﻠﻪ ‪ ،‬كﻤﺎ أن اﻟﻤرأة ﺘﺘـﺄﻟم‬

‫ﻋﻨدﻤﺎ ﺘﺤﺒﻞ وﺘﻠد ‪ ،‬ﻏﻴر أن اﻟﻛﺎﺘب أراد أن ﻴﺒﻴن ﻟﻨﺎ أن اﻟﻌﺎﻟم اﻟذي ﻨراﻩ ﻻ �ﺸ�ﻪ اﻟﻌﺎﻟم اﻟذي ﺨﻠﻘـﻪ‬

‫ﷲ " )‪0(1‬‬ ‫‪F18‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪93 ، 92‬‬ ‫ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪94 ، 93‬‬

‫‪- 192 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪189‬‬


‫ي‬ ‫اﻟﻤﻠﻬـم ﻫـذﻩ اﻟﻤﻌﻠوﻤـﺎت اﻟﺘـﻲ كﺎﻨـت‬ ‫وأ�ﻀﺎً �ﻘـوﻝ اﻟﺨور ﺒـوﻟس اﻟﻔﻐـﺎﻟﻲ " ذكـر اﻟﻛﺎﺘـب ُ‬

‫ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓـﻲ أذﻫـﺎن اﻟﻨـﺎس ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻫدﻓـﻪ ﻟـم �كـن كﺘﺎ�ـﺔ اﻟﺘـﺎر�ﺦ اﻟﻘـد�م ‪ ،‬ﺒـﻞ ﻤﺴـﺎﻋدة اﻟﻤـؤﻤﻨﻴن ﻋﻠـﻰ‬ ‫إﻛﺘﺸﺎف أﺴ�ﺎب اﻟﺸر وﻨﺘﺎﺌﺠﻪ ﻓﻲ ﺘﺎر�ﺦ اﻟ�ﺸر ‪ :‬أخ �ﻘﺘﻞ أﺨﺎﻩ ‪ ،‬رﺠﻞ ﺘﺘﻌدد زوﺠﺎﺘﻪ أو ﻴﻨﺘﻘم ﻓـﻼ‬

‫�ﻀــﻊ ﺤ ـداً ﻹﻨﺘﻘﺎﻤــﻪ ‪ 0‬ﻓــﻲ كــﻞ ﻫــذﻩ اﻟﻠوﺤــﺎت ﻴﻨطﻠ ـق اﻟﻛﺎﺘــب ﻤــن أﺤــداث اﻟــزﻤن اﻟﺤﺎﻀــر إﻟــﻰ‬ ‫اﻟﻤﺎﻀﻲ اﻟﺴﺤﻴق ‪ ،‬ﻓﻴر�ط ﺒﻴن ﻗﺼﺔ اﻟﺨﻠق ﻤﻊ آدم وﻤﺴﻴرة اﻹ�ﻤﺎن ﻤﻊ إﺒراﻫ�م " )‪0(2‬‬ ‫‪F19‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘــد ﺴــﺠﻞ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ﻗﺼــﺔ ﺨﻠــق اﻹﻨﺴــﺎن وﺴــﻘوطﻪ ‪ ،‬وﻟــم �ﺴــﺘﺨدم ﺘﻌﺒﻴـرات رﻤز�ــﺔ ‪،‬‬ ‫ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ " وﺠﺒﻞ اﻟرب اﻹﻟﻪ آدم ﺘرا�ﺎً ﻤـن اﻷرض " ) ﺘـك ‪ ( 7 : 2‬ﻓﻬـذﻩ ﺤﻘ�ﻘـﺔ ﺒـدﻟﻴﻞ أن ﺠﺴـد‬ ‫اﻹﻨﺴﺎن �ﻌد ﻤوﺘﻪ �ﻌود إﻟﻰ اﻟﺘـراب ‪ ،‬اﻷﺼـﻞ اﻟـذي أُﺨـذ ﻤﻨـﻪ ‪ ،‬وﻋﻨـدﻤﺎ ﺘﻛﻠـم ﻋـن اﻟﻨ�ﺎﺘـﺎت ﻗـﺎﺌﻼً "‬

‫وأﻨﺒت اﻟرب اﻹﻟﻪ ﻤن اﻷرض كﻞ ﺸﺠرة ﺸـﻬ�ﺔ ﻟﻠﻨظـر وﺠﻴـدة ﻟﻸﻛـﻞ‪ 0‬وﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة ﻓـﻲ وﺴـط‬

‫اﻟﺠﻨـــﺔ وﺸـــﺠرة ﻤﻌرﻓـــﺔ اﻟﺨﻴـــر واﻟﺸـــر " ) ﺘ ــك ‪ ( 9 : 2‬ﻓﻬ ــذﻩ ﺤﻘ�ﻘ ــﺔ ﻷن اﻷرض ﻤﺎ ازﻟ ــت ﺘﻨﺒ ــت‬ ‫اﻷﺸﺠﺎر " وﺸﺠ اًر ذا ﺜﻤر �ﻌﻤﻞ ﺜﻤ اًر كﺠﻨﺴﻪ‪ 0‬ﺒزرﻩ ﻓ�ـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻷرض " ) ﺘـك ‪ ( 11 : 1‬و�ﻤـﺎ أن‬ ‫اﻷﺸﺠﺎر ﺤﻘ�ﻘﺔ واﻗﻌـﺔ ‪ ،‬إذاً ﻻﺒـد أن ﺸـﺠرﺘﻲ اﻟﺤ�ـﺎة واﻟﻤﻌرﻓـﺔ ﺸـﺠرﺘﺎن ﺤﻘ�ﻘﻴﺘـﺎن ‪ ،‬ﻓﻘـد ورد ذكرﻫـﺎ‬

‫ﻓــﻲ ﺴــ�ﺎق اﻟﺤــدﻴث ﻋــن أﺸــﺠﺎر اﻟﺠﻨــﺔ ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً اﻟﻌﻘو�ــﺎت كﺎﻨــت ﺤﻘ�ﻘ�ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ اﻟﻔــردوس كــﺎن‬ ‫اﻹﻨﺴﺎن �ﻌﻤﻞ وﻟﻛن ﺒدون ﺘﻌب ﻷن اﻟﺘﻌب كﺎن ﻤن ﻨﺘﺎج اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬ﺜم أن اﻹﻨﺴﺎن وﺠد ﻨﻔﺴﻪ ﻓـﻲ‬

‫ﺠﻨﺔ ﻏﻨﺎء دون أن ﻴﺘﻌب ﻓﻲ زراﻋﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺤﺘﻰ ﻟو كﺎن ﻴﺘﻌب ﺘﻌ�ﺎً �ﺴ�طﺎً ﻓﻴﺨﻠـد إﻟـﻰ اﻟ ارﺤـﺔ و�ﺠـدد‬

‫ﻘدﺴـﺎً ﻤﺜﻤـ اًر ‪ 0‬كﻤـﺎ أن اﻟﻤـرأة ﻟــم ﺘﺠــرب اﻟــوﻻدة ﻓــﻲ اﻟﺠﻨــﺔ ‪ ،‬واﻟﺤﱠ�ــﺔ‬ ‫ﻨﺸـﺎطﻪ ‪ ،‬ﻓﺈﻨــﻪ كــﺎن ﺘﻌ�ـﺎً ﺤﻠـواً ُﻤ ّ‬ ‫كﺎﻨــت ﺘﻤﺸــﻲ ﻋﻠــﻰ أرﺠــﻞ ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﺤكــم اﻹﻟﻬــﻲ ﺴــرى ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻓﺘﻼﺸــت أﻗــداﻤﻬﺎ �ﺤكــم إﻟﻬــﻲ وﻟــ�س‬

‫�ﺤﺴــب ﻨـواﻤ�س اﻟطﺒ�ﻌــﺔ ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ ﻟــو أن ﻤﻼﻛـﺎً ﻗطــﻊ ﻗواﺌﻤﻬــﺎ ﻓــﺈن ﻫــذا ﻟــن ﻴــؤﺜر ﻋﻠــﻰ اﻟﻨﺴـﻞ اﻟــذي‬ ‫�ﺄﺘﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﺼﺤ�ﺤﺎً ﺘﻤﺎﻤﺎً ‪ ،‬وﻟﻛن ﻫذا ﺤكم إﻟﻬﻲ ﺴرى ﻋﻠﻴﻬـﺎ ‪ ،‬ﻓﻬـﻞ ﷲ اﻟـذي ﺨﻠﻘﻬـﺎ ﻤـن اﻟﻌـدم ﻻ‬ ‫�ﻘدر أن ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ �ﻼ ﻗواﺌم ﺘﺴﻌﻰ ﻋﻠﻰ �طﻨﻬﺎ ؟!!‬

‫‪ -2‬ﻴﺘﺒﻨــﻰ اﻟﺨـــوري ﺒـــوﻟس اﻟﻔﻐـــﺎﻟﻲ أﻓكــﺎر ﻤدرﺴــﺔ اﻟﻨﻘــد اﻷﻋﻠــﻰ ﻓ�ﻤــﺎ ُﻋــرف ﺒـ ـ " اﻟﺘــﺎر�ﺦ‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ﻟﻸﺤداث اﻟﺘﺎر�ﺨ�ﺔ اﻟﺘﻲ ﺴـﺠﻠﻬﺎ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻋﻠـﻰ أﻨﻬـﺎ ﻤﺠـرد‬ ‫اﻟﻤﻘﱠدس " ﻓﻘد ﻨظر ﻫؤﻻء ُ‬

‫رﻤــوز ‪ ،‬ﻓﻠــم �كــن ﻫﻨــﺎك – ﺤﺴــب ﺘﺼـ ﱡـورﻫم – ﺠﻨــﺔ ﻋــدن ‪ ،‬وﻻ آدم وﺤ ـواء ‪ ،‬وﻻ ﺸــﺠرﺘﻲ اﻟﺤ�ــﺎة‬

‫وﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر ‪ ،‬وﻻ اﻟطوﻓــﺎن ‪ 00‬إﻟــﺦ وﻗــﺎﻟوا أن اﻹﺼــﺤﺎﺤﺎت اﻷوﻟــﻰ ﻤــن ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪97‬‬

‫‪- 193 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪190‬‬


‫ﺘﻌﺒر ﻋن أﺤداث ﺤـدﺜت ﻓـﻲ ﻋﺼـور ﻤـﺎ ﻗﺒـﻞ اﻟﺘـﺎر�ﺦ ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ أﺤـداث ﺤـدﺜت ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎﻟم اﻟروﺤـﻲ ‪،‬‬ ‫و�ﻤكن إﻋﺘ�ﺎرﻫﺎ ﻤن اﻟﻐﻴﺒ�ﺎت‪0‬‬

‫و�ﻘـ ــوﻝ دكﺘـــــور " إدوارد ج‪ 0‬ﻴـــــوﻨﺞ " أن اﻟﺠ ـ ـواب ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــك ﻋﻨـ ــد �ﻌﻀـ ــﻬم أن ﻫـ ــذﻩ‬

‫اﻹﺼــﺤﺎﺤﺎت كﺎﻨــت ﻓــﻲ ﻋﺼــور ﻤــﺎ ﻗﺒــﻞ اﻟﺘــﺎر�ﺦ ‪ ،‬وﻫــﻲ أﺤــداث ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎﻟم اﻟروﺤــﻲ ‪ ،‬و�ﻤكــن‬

‫إﻋﺘ�ﺎرﻫــﺎ ﻤــن اﻟﻐﻴﺒ�ــﺎت ‪ 00‬واﻟﻤﻌﻨــﻰ اﻟﻤﺴــﺘﻔﺎد ﻤــن ﻫــذا ‪ ،‬إذا ﺼــﺢ ﻫــذا اﻟﺘﻌر�ــﻒ أن اﻹﺼــﺤﺎﺤﺎت‬

‫اﻟﺜﻼﺜــﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻤــن ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ﻟــم ﺘﺤــدث ﻋﻠــﻰ اﻷرض ‪ ،‬إذ أﻨﻬــﺎ ﺤــدﺜت ﻓــﻲ ﻤﻨطﻘــﺔ ﻤــﺎ ﻤــن "‬ ‫اﻟﻌﺎﻟم اﻟروﺤﻲ " وﺼ�ﻐت ﻓﻲ ﺼورة ﻗﺼـﺔ ﻓـﻲ ﻟﻐـﺔ اﻟوﻗـﺎﺌﻊ اﻷرﻀـ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ٕوان كﺎﻨـت ﻗـد رو�ـت‬

‫ﻓــﻲ ﺼــ�ﻐﺔ ﻗﺼــﺔ وﻗﻌــت ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻷرض ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟواﻗــﻊ ﻟــم ﺘﺤــدث ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻷرض ‪ ،‬ﺒــﻞ‬ ‫ﺤدﺜت ﻓﻲ ﻤﻨطﻘﺔ ﻤﺎ ﻤـن " اﻟﻌـﺎﻟم اﻟروﺤـﻲ " ‪ 00‬وﻨﺴـﺄﻝ ﻫـذا اﻟﺴـؤاﻝ ‪ :‬ﻤـن ﻫـو اﻟﺠـدﻴر �ـﺄن �ﻀـﻊ‬

‫ﺤدوداً ﻟﻬذﻩ اﻟﻐﻴﺒ�ﺎت ‪ ،‬وأﻴن ﺘﺒـدو وأﻴـن ﺘﻨﺘﻬـﻲ ؟!! وﻤـﺎ ﻫـﻲ اﻟﻤﻘـﺎﻴ�س أو اﻟﻤﻌـﺎﻴﻴر اﻟﺘـﻲ �ﻤكـن أن‬ ‫ﻨﻘ�س ﺒﻬﺎ ﻤﺎ ﻫو ﻏﻴﺒﻲ وﻤﺎ ﻫـو ﺘـﺎر�ﺨﻲ ﻓـﻲ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘ ٍّـدس ؟! " )‪ ) (1‬ارﺠـﻊ كﺘﺎﺒﻨـﺎ ﻤـدارس اﻟﻨﻘـد‬ ‫واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ 2‬ص ‪0( 148 – 145‬‬ ‫‪F20‬‬

‫س‪ : 362‬ﻫﻞ ﻗﺼﺔ اﻟﺴﻘوط ﻫﻲ ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻤن اﻟﻛﺎﺘب ﻟﺘﻔﺴﻴر ﺤﻘ�ﻘﺔ ﻓﻨﺎء اﻹﻨﺴﺎن ؟‬ ‫�ﻘــوﻝ " ﺠــ�ﻤس ﻓر�ــزر " ‪ " 00‬ﻓﺎﻟﻬــدف ﻤــن ﺤكﺎ�ــﺔ اﻟﺴــﻘوط ‪ ،‬ﻓ�ﻤــﺎ ﻴﺒــدو ‪ ،‬ﻫــﻲ ﻤﺤﺎوﻟــﺔ‬

‫ﻟﺘﻔﺴـﻴر ﻓﻨـﺎء اﻹﻨﺴـﺎن ‪ ،‬وﻟﺘﻘـد�م اﻟﺴـﺒب اﻟـذي ﻤ ـن أﺠﻠـ ـﻪ أﺼـ�ﺢ اﻟﻤـوت ﺠـزءاً ﻤـن ك�ﺎﻨﻨـﺎ اﻟــدﻨﻴوي "‬ ‫)‪0(2‬‬

‫‪F21‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻗﺼﺔ اﻟﺴـﻘوط ﻗﺼـﺔ ﺤﻘ�ﻘ�ـﺔ ‪ ،‬ﻷﻨﻬـﺎ ﻟ�ﺴـت ﻤﺠـرد ﻗﺼـﺔ ﺘﺎﺌﻬـﺔ ﻴﺘ�ﻤـﺔ ﺒـﻴن ط�ـﺎت اﻟﻛﺘـﺎب‬ ‫اﻟﻤﻘﱠدس ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻫو ﺨط ﻋﺎم ُﺤﻔر ﻋﻠﻰ ﺼﻔﺤﺎت اﻟﻛﺘﺎب كﻤﺎ ُﺤﻔر ﻓﻲ ﺘﺎر�ﺦ اﻟ�ﺸر�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺤﻀﺎرات‬

‫اﻟﺸﻌوب اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﻨﺎﻗﻠـت ﻗﺼـﺔ اﻟﺴـﻘوط ‪ ،‬وُذكـرت ﻓـﻲ اﻟﺘـوراة واﻹﻨﺠﻴـﻞ ‪ ،‬ﺒـﻞ ﻫـﻲ ﺤﺠـر اﻷﺴـﺎس‬

‫ﺼﻠب اﻟﻤﺴ�ﺤ�ﱠﺔ‪0‬‬ ‫ﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﺠﺴد واﻟﻔداء اﻟﻠذان ﻫﻤﺎ ُ‬

‫‪ -2‬إﻨظر ﻟﻘـوﻝ " ﺠ�ﻤس ﻓر�ـزر " ‪ " 00‬ﻓ�ﻤـﺎ ﻴﺒـدو " ﻓﺎﻟﻤوﻀـوع �ﺎﻟﻨﺴـ�ﺔ ﻟـﻪ ﻤﺠـرد ﺘﺨﻤـﻴن ‪،‬‬

‫ﺒﻞ ﻫو إدﻋﺎء ﻻ �ﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ أي ﺴﻨد كﺘﺎﺒﻲ ‪ ،‬وﻗوﻝ " ﻓر�زر " ‪ " 00‬ﻓﻨﺎء اﻹﻨﺴﺎن " ﻻ �ﺼدﻗﻪ أي‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻘﺲ ﺍﻟﻴﺎﺱ ﻣﻘﺎﺭ – ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪286 - 283‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ ‪0‬ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ – ﺍﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮﺭ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪145‬‬

‫‪- 194 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪191‬‬


‫إﻨﺴﺎن ﻤؤﻤن ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ٕوان كﺎن ﺠﺴد اﻹﻨﺴﺎن �ﻌود إﻟـﻰ اﻟﺘـراب اﻟـذي أُﺨـذ ﻤﻨـﻪ ‪ ،‬إﻻﱠ أن روﺤـﻪ ﺘ�ﻘـﻰ‬ ‫ﺨﺎﻟدة ‪ ،‬و�ﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺘﻌﺒﻴر " ﻓﻨﺎء اﻹﻨﺴﺎن " ﻋﺎري ﻤن اﻟﺼﺤﺔ ‪ ،‬ﻻ �ﻌﺘﻘد �ﻪ إﻻﱠ اﻟﻤﻠﺤدون‪0‬‬ ‫‪ -3‬ﻋﺠ�ﺎً ﻟﻠدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠﺔ إﺒراﻫ�م اﻟﺘﻲ إﻓﺘﺨـرت ﺒﺘرﺠﻤﺘﻬـﺎ ﻟﻬـذا اﻟﻛﺘـﺎب ) اﻟﻔوﻟﻛﻠـور ( وﻋﺠ�ـﺎً‬

‫ﻟﻠﻨﺎﺸر اﻟذي ﻴﺘ�ﺎﻫﻰ �ﺎﻟﻛﺎﺘـب واﻟﻤﺘرﺠﻤـﺔ ‪ ،‬ﻓﻘـد ﺘﻐﺎﻓـﻞ كـﻞ ﻤﻨﻬﻤـﺎ ) اﻟﻤﺘرﺠﻤـﺔ واﻟﻨﺎﺸـر ( ﻋﻘﻴـدﺘﻬﻤﺎ‬

‫اﻟﻤﺤرﻤــﺔ ) ارﺠــﻊ ﺴــورة طــﻪ ‪، 121 ، 120‬‬ ‫اﻟﺘــﻲ ﺘﺤكــﻲ ﻗﺼ ـﺔ اﻟﺴــﻘوط �ﺴــﺒب اﻷﻛــﻞ ﻤــن اﻟﺸــﺠرة ُ‬ ‫وﺴورة اﻷﻋراف ‪ ( 22 – 19‬ﻤﻘﺎﺒﻞ اﻟﻬﺠوم ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس اﻟﺨﺎﻟد‪0‬‬

‫س‪ : 363‬ﻫﻞ ﻗﺼد اﻟﻛﺎﺘب �ﺸﺠرﺘﻲ اﻟﺤ�ﺎة واﻟﻤﻌرﻓﺔ اﻹﺸـﺎرة إﻟـﻰ اﻟﺼـﻔﺘﻴن اﻹﻟﻬﻴﺘـﻴن )‬

‫اﻟﺨﻠود واﻟﻤﻌرﻓﺔ ( ؟‬

‫�ﻘ ــوﻝ د‪ 0‬كـــﺎرم ﻤﺤﻤـــود ﻋز�ـــز " ﻟﻤ ــﺎذا اﻟﺨﻠ ــود واﻟﻤﻌرﻓ ــﺔ �ﺎﻟ ــذات ؟ ‪ 00‬ر�ﻤ ــﺎ أُﺨﺘﻴ ــرت‬

‫اﻟﻤﻌرﻓﺔ واﻟﺨﻠود �ﺎﻟﺘراث ﻷﻨﻬﻤﺎ أﻛﺜر اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺘـﻲ ﻴﺠـب أن ﻴﺘﺼـﻒ ﺒﻬـﺎ اﻹﻟـﻪ ‪ ،‬وﻤﺠـرد ﺤﺼـوﻝ‬

‫اﻹﻨﺴــﺎن ﻋﻠــﻰ كﻠﺘﻴﻬﻤــﺎ أو إﺤــداﻫﻤﺎ – وﻓﻘ ـﺎً ﻟﻤــﺎ ورد ﻓــﻲ اﻟﻘﺼــﺔ اﻟﺘوراﺘ�ــﺔ – �ﻌﺘﺒــر إﺨﺘ ارﻗ ـﺎً ﻟﻠﻌــﺎﻟم‬

‫اﻹﻟﻬــﻲ �ﻤــﺎ �ﺴــﺘوﺠب اﻟﻌﻘــﺎب ‪ ،‬وﻫــذا ﻤــﺎ ﺘﺒــرر ﺤدوﺜــﻪ اﻟﻘﺼــﺔ اﻟﻌﺒراﻨ�ــﺔ‪ 0‬كــذﻟك ﻨــرى أن إﺨﺘ�ــﺎر "‬

‫اﻟﻤﻌرﻓــﺔ " و " اﻟﺨﻠــود " ﺠﻨ� ـﺎً إﻟــﻰ ﺠﻨــب ﻴرﺠــﻊ إﻟــﻰ إﺸــﺘراﻛﻬﻤﺎ ﻓــﻲ ﺼــﻔﺔ " اﻟﻤطﻠــق " ﻓــﺎﻟﺨﻠود ﻫــو‬

‫اﻟﺤ�ــﺎة اﻷﺒد�ــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻻ ﻨﻬﺎ�ــﺔ وﻻ ﺤــدود ﻟﻬــﺎ ‪ ،‬وﻤــن ﺜـ ﱠم ﻓﻬــﻲ " ﻤطﻠــق " ‪ 0‬وكــذﻟك ﺘﻌﺘﺒــر اﻟﻤﻌرﻓــﺔ "‬ ‫ﻤطﻠﻘﺎً " وﻓﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ �ﻪ ﻓﻼﺴﻔﺔ اﻟﻴوﻨﺎن ﻤـن أن } اﻟﻤﻌرﻓـﺔ ﻫـﻲ اﻟﻘـدرة اﻟوﺤﻴـدة اﻟﺘـﻲ ّﺘوﺤـد اﻹﻨﺴـﺎن‬

‫إﻟﻰ اﻷﺒد ﻤﻊ وﺠود اﻟﻤطﻠق { " )‪0(1‬‬ ‫‪F2‬‬

‫ج ‪ -1 :‬إن ﻗﺼﺔ ﺠﻨﺔ ﻋدن وﺸﺠرﺘﻲ اﻟﺤ�ﺎة ‪ ،‬وﻤﻌرﻓـﺔ اﻟﺨﻴـر واﻟﺸـر ﺤﻘـﺎﺌق كﺘﺎﺒ�ـﺔ ﺜﺎﺒﺘـﺔ ﻻ ﺸـك‬

‫ﻓﻴﻬ ــﺎ ‪ٕ ،‬وان ك ــﺎن اﻟ ــدكﺘور ك ــﺎرم ﻻ ﻴ ــؤﻤن �كﺘﺎﺒﻨ ــﺎ اﻟﻤﻘـ ـﱠدس ﻓﻠﻴرﺠ ــﻊ إﻟ ــﻰ كﺘﺎ� ــﻪ ﻟﻴﺠ ــد ﻓ� ــﻪ اﻟﺠﻨ ــﺔ ‪،‬‬ ‫اﻟﻤﻨﻬﻰ ﻋﻨﻬﺎ ‪ ،‬وﻤﺨﺎﻟﻔﺔ آدم وﺴﻘوطﻪ‪0‬‬ ‫واﻟﺸﺠرة ُ‬

‫‪ -2‬ﻗــوﻝ اﻟــدكﺘور كــﺎرم ﻤﺤﻤــود " ﻤﺠــرد ﺤﺼــوﻝ اﻹﻨﺴــﺎن ﻋﻠــﻰ كﻠﺘﻴﻬﻤــﺎ أو أﺤــدﻫﻤﺎ �ﻌﺘﺒــر‬

‫إﺨﺘراﻗﺎً ﻟﻠﻌـﺎﻟم اﻹﻟﻬـﻲ �ﻤـﺎ �ﺴـﺘوﺠب اﻟﻌﻘـﺎب " ﻗـوﻝ ﺠﺎﻨ�ـﻪ اﻟﺼـواب ‪ ،‬ﻷن ﷲ ﻨﻬـﻰ آدم ﻋـن اﻷﻛـﻞ‬

‫ﻤـن ﺸــﺠرة اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ﻓﻘــط ‪ ،‬أﻤــﺎ ﺸــﺠرة اﻟﺤ�ــﺎة ﻓكــﺎن ﻤﺴــﻤوﺤﺎً ﻵدم أن �ﺄﻛــﻞ ﻤﻨﻬــﺎ دون أن ﻴﺘﻠﻘــﻰ أ�ــﺔ‬ ‫ﻋﻘو�ﺔ ‪ ،‬ﺒﻞ أن ﷲ ﺨﻠق اﻹﻨﺴﺎن ﺨﺎﻟداً ‪ ،‬ورﻏم ﺴﻘوط اﻹﻨﺴﺎن واﻟﺤكم ﻋﻠ�ﻪ �ﺎﻟﻤوت إﻻﱠ أن روﺤـﻪ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪174 ، 173‬‬

‫‪- 195 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪192‬‬


‫ﺨﺎﻟــدة ﻻ ﺘُﻔﻨــﻰ ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً اﻟﻤﻼﺌكــﺔ ﺨﺎﻟــدون ‪ ،‬وﻻ �ﻌﺘﺒــر ﺨﻠــود اﻹﻨﺴــﺎن أو اﻟﻤﻼﺌكــﺔ إﺨﺘ ـراق ﻟﻠﻌــﺎﻟم‬

‫اﻹﻟﻬــﻲ ‪ 0‬إﻨﻤــﺎ اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ أن ﷲ ﻤــن ﻓــرط ﻤﺤﺒﺘــﻪ وﺠــودﻩ ٕواﺤﺴــﺎﻨﻪ أﻨﻌــم ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﻼﺌكــﺔ واﻟ�ﺸــر أن‬ ‫�ﺸﺎركوﻨﻪ اﻟﺨﻠود إﻟﻰ اﻷﺒد ‪ ،‬ﻤﻊ اﻟﻔﺎرق ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺨﻠود ﻓﻲ ﷲ ﺼﻔﺔ ذاﺘ�ﺔ ‪ ،‬أﻤﺎ ﺨﻠود اﻟﻤﻼﺌكﺔ واﻟ�ﺸـر‬

‫ﻓﻬو ﻋط�ﺔ وﻫ�ﺔ وﻤﻨﺤﺔ ﻤﺠﺎﻨ�ﺔ ﻤن ﷲ اﻟﻤﺤب‪0‬‬

‫س‪ : 364‬ﻫﻞ �كﻤن وراء ﻗﺼﺔ اﻟﺴﻘوط ﻤﻌﻨﻰ ﺠﻨﺴﻲ ؟‬ ‫�ﻘوﻝ د‪ 0‬كﺎرم ﻤﺤﻤود ﻋز�ز " ﻟم ﺘﻛن اﻟﺸﺠرة ﺸﺠرة ﻤﻌرﻓﺔ ‪ ،‬وﻤن ﻫﻨﺎ ﻓﻤن اﻟﻤﺤﺘﻤـﻞ أن‬

‫اﻟﻤﺴـﺄﻟﺔ ﻟ�ﺴــت ﻟﻬــﺎ ﻋﻼﻗــﺔ �ﺎﻟﻤﻌرﻓــﺔ ‪ٕ ،‬واﻨﻤــﺎ �ﻤكــن اﻟﻘــوﻝ �ﺄﻨــﻪ ﻤﺎداﻤــت اﻟﺜﻤــﺎر كﺎﻨــت ﻤﺸــﺎركﺔ ﺒــﻴن‬

‫اﻟﻤـرأة واﻟرﺠــﻞ ‪ ،‬ﺒوﺴــﺎطﺔ اﻟﺤﱠ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘﺤﻤــﻞ رﻤـ اًز ﺠﻨﺴــ�ﺎً ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﻤﺴــﺄﻟﺔ ﺘﺘﻌﻠــق �ﺎﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟﺠﻨﺴــ�ﺔ‬

‫ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ‪ 0‬ور�ﻤﺎ كﺎن إﺤﻼﻝ اﻟﻤﻌرﻓﺔ ﻤكﺎن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺠﻨﺴـ�ﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘﺼـﺔ اﻟﺘوراﺘ�ـﺔ ﻓﻬﻤـﺎً ﺨﺎطﺌـﺎً ﻟﻔكـرة‬

‫اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﻴن اﻟﻤﻌرﻓــﺔ واﻟﺠــﻨس اﻟﺘــﻲ ﺘﻘــدﻤﻬﺎ ﻤﻠﺤﻤــﺔ ﺠﻠﺠــﺎﻤش ﻓــﻲ ﺤــدﻴﺜﻬﺎ ﻋــن " أﻨكﻴــدو " اﻟــذي‬ ‫إﻛﺘﺴب اﻟﻤﻌرﻓﺔ �ﻌد ﻤﻀﺎﺠﻌﺘﻪ ﻟﻠ�ﻐﻲ ﻟﻤدة ﺴﺘﺔ أ�ﺎم وﺴـ�ﻊ ﻟ� ٍ‬ ‫ـﺎﻝ ‪ ،‬أو ﻤزﺠـﺎ ﺒـﻴن اﻟﻤﻌرﻓـﺔ واﻟﺠـﻨس‬ ‫كﺎﻨت ﺘﻌوزﻩ اﻟﺒراﻋﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F23‬‬

‫كﻤﺎ ﻴﻨﻘﻞ اﻟدكﺘور كﺎرم ﻋز�ز رأي ﻋ�ـﺎس ﻤﺤﻤـود اﻟﻌﻘـﺎد ﻓـﻲ ﻫـذا اﻷﻤـر ﻓ�ﻘـوﻝ " و�ﻘـدم "‬

‫اﻟﻌﻘــﺎد " إﺠﺎ�ــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﺘﺴــﺎؤﻝ ‪ ،‬ﺤﻴــث ﻴــرى أن اﻟﺤﱠ�ــﺔ أُﺨﺘﻴــرت ﻟﻬــذا اﻟــدور ﺠر� ـﺎً ﻋﻠــﻰ ﺴــﻨن‬

‫اﻟﻘدﻤﺎء ‪ ،‬ﺤﻴث كﺎﻨوا ﻴوﺤدون ﺒن اﻟﻀـرر اﻟﺤﺴـﻲ و�ـﻴن اﻟﺨطﻴﺌـﺔ اﻷﺨﻼﻗ�ـﺔ‪ 0‬وﻓـﻲ إﺤـدى ﻤ ارﺤـﻞ‬ ‫ﺘﻤﻴﻴز اﻹﻨﺴﺎن ﺒﻴن اﻟﻨﻔﻊ واﻟﻀرر اﻟﺼﺎدر ﻋن اﻟط�ﺎع اﻟﺨﺒﻴﺜـﺔ ٕواﻋﺘﻘـﺎدﻩ ﻓـﻲ ﻗـوى اﻟﺸـر ‪ ،‬ﻟـم �كـن‬

‫أﻤﺎﻤــﻪ – ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻤرﺤﻠــﺔ – ﻤﺜــﺎﻝ ﻋﻠــﻰ اﻟﺸــر اﻟﺨﺒﻴــث اﻟــذي �ﻀــﻤر اﻟﺴــوء و�ﺘـوارى ﻋــن اﻟﻨظــر‬ ‫أﻗرب إﻟﻰ اﻟﺤس واﻟﺨ�ـﺎﻝ ﻤـن اﻟﺤﱠ�ـﺔ اﻟﺘـﻲ ﺘزﺤـﻒ ﻋﻠـﻰ اﻟﺘـراب وﺘﻨـدس ﻓـﻲ اﻟﺠﺤـور ﻤكـ اًر وﺨد�ﻌـﺔ‬

‫‪ 00‬و�ــذﻫب " اﻟﻌﻘــﺎد " إﻟــﻰ أن اﻟﺤﱠ�ــﺔ ﺼــﺎرت – ﻓــﻲ ﻤرﺤﻠــﺔ ﻤــﺎ – رﻤ ـ اًز ﻟﻠﺸــ�طﺎن ﺤﻴــث ﻟوﺤظــت‬

‫اﻟﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﻨﻔـث اﻟﺴـم وﻨﻔـث اﻟﺸـر وﻓﻘـﺎً ﻟﻸﺴـﻠوب اﻟﻤﺠـﺎزي ‪ 00‬ﻋـﻼوة ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ اﻟرﻤـوز ‪ ،‬ﻓـﺈن‬

‫اﻟزواﺤﻒ – وﻤن ﺒﻴﻨﻬﺎ اﻟﺤ�ﱠﺔ �ﺎﻟط�ﻊ – ﻟﻬﺎ رﻤـز ﺠﻨﺴـﻲ ‪ ،‬وﺘـرﺘ�ط اﻟﺤﱠ�ـﺔ ﻓـﻲ ذﻟـك �ـﺎﻟﺘﻨﻴن ‪ ،‬ﺤﻴـث‬ ‫ﻴرﻤزان ﻟﻠﺸﻬوات اﻟﺠﻨﺴ�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F24‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺃﺳﺎﻁﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪180 ، 179‬‬ ‫ﺃﺳﺎﻁﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪175 ، 174‬‬

‫‪- 196 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪193‬‬


‫ج ‪ -1 :‬ﻤﺎ �ﺴوﻗﻪ اﻟدكﺘور كﺎرم ﻫو ﻨوع ﻤن اﻟﺘﺨﻤﻴن وﻟذﻟك ﻓﺈﻨـﻪ �ﻘـوﻝ " ﻓﻤـن اﻟﻤﺤﺘﻤـﻞ " ﻓﻬـو ﻻ‬

‫ﻴﺠــد أي ﺴــﻨد كﺘــﺎﺒﻲ ﻟﻺدﻋــﺎء �ــﺄن ﺸــﺠرة اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ﺘﻌﻨــﻲ اﻟﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺠﻨﺴــ�ﺔ‪ 0‬كﻤــﺎ ﺴــﺒق ﻟﻨــﺎ ﻤﻨﺎﻗﺸــﺔ‬

‫أﺴــطورة ﺠﻠﺠــﺎﻤش �ﺎﻟﺘﻔﺼــﻴﻞ ﻓــﻲ اﻟﺠــزء اﻟ ار�ــﻊ ﻤــن ﻫــذﻩ اﻟﺴﻠﺴــﻠﺔ ‪ ،‬ورأﻴﻨــﺎ ﻤــدى �ﻌــدﻫﺎ ﻋــن روح‬

‫اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس وﻨﺼــﻪ ‪ ،‬ﻓــﻼ �ﻤكــن اﻹﺴــﺘدﻻﻝ ﺒﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ أن ﺸــﺠرة اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ﺘﺨﻔــﻲ وراءﻫــﺎ ﻤﻌﻨ ـﺎً‬

‫ﺠﻨﺴ�ﺎً‪0‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻘوﻝ �ﺄن ﻗﺼﺔ اﻟﺴﻘوط ﺘﺨﻔﻲ وراءﻫﺎ ﻤﻌﻨﺎً ﺠﻨﺴ�ﺎً ﻗوﻝ ﻗد�م ‪ ،‬ﻗﺎﻝ �ﻪ ﻤﻨذ اﻟﻘـرن اﻟﺜﺎﻟـث‬

‫اﻟﻤــ�ﻼدي اﻟﻌﻼﻤــﺔ أور�ﺠــﺎﻨوس ‪ ،‬وﻻ أﺠــد رداً ﺒﻠ�ﻐـﺎً ﻓــﻲ ﻫــذا اﻷﻤــر ﻤﺜــﻞ رد ﻗداﺴــﺔ اﻟ�ﺎ�ــﺎ ﺸــﻨودة‬

‫اﻟﺜﺎﻟث اﻟذي �ﻘوﻝ " �ﻘوﻝ اﻟ�ﻌض أن ﺨط�ﺔ آدم وﺤواء ﻫﻲ اﻟزﻨﻰ‪ 0‬وﻟﻤﺎ كﺎن اﻟﻛﺘﺎب ﻟم ﻴذكر ﻫذا‬

‫‪ ،‬ﻓﻤن أﻴن ﻨﺸﺄ ﻫذا اﻟرأي ؟ وﻤﺎ اﻟرد ﻋﻠ�ﻪ إن كﺎن ﺨطﺄ ؟‬

‫ﻟﻌﻠــﻪ ﻴرﺠــﻊ إﻟــﻰ أور�ﺠــﺎﻨوس ‪ ،‬اﻟــذي ﻏــﺎﻟﻰ ﻓــﻲ طر�ﻘــﺔ اﻟﺘﻔﺴــﻴر اﻟرﻤــزي‪ 0‬وﻗــد ﺤــﺎوﻝ أن‬

‫ﻴﺠﻌــﻞ اﻟرﻤــز �ﺸــﻤﻞ كــﻞ ﺸــﺊ ﺤﺘــﻰ ﺨط�ــﺔ آدم ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ أﺸــﺠﺎر اﻟﺠﻨــﺔ ‪ 0‬ﻓﻘــﺎﻝ إن ﺨط�ــﺔ آدم ﻫــﻲ‬ ‫اﻟزﻨﻰ ‪ٕ ،‬واﺴﺘدﻝ ﻋﻠﻰ رأ�ﻪ �ﺎﻟﻨﻘط اﻵﺘ�ﺔ ‪:‬‬

‫ﻗﺎﻝ إن ﺸﺠرة ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ‪ ،‬كﺎﻨت ﻓﻲ وﺴط اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬كﻤﺎ أن اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺘﻨﺎﺴﻠ�ﺔ ﻓﻲ‬

‫وﺴط ﺠﺴم اﻹﻨﺴﺎن‪ 0‬وﻗﺎﻝ �ﺎﻷﻛﻞ ﻤن اﻟﺸﺠرة ﻗﻴﻞ " وﻋرف آدم ﺤواء إﻤرأﺘـﻪ ﻓﺤﺒﻠـت ووﻟـدت " )‬

‫ﺘك ‪ ( 1 : 4‬وﻗﺎﻝ إﻨﻬﻤﺎ �ﺎﻟﺨط�ﺔ ﻋرﻓﺎ اﻟﺨﺠﻞ وﻋﻠﻤﺎ أﻨﻬﻤﺎ ﻋر�ﺎﻨﺎن ‪ ،‬وﺨﺎطﺎ ﻷﻨﻔﺴﻬﻤﺎ ﻤـﺂزر ﻤـن‬ ‫ورق اﻟﺘﻴن ) ﺘك ‪ٕ ( 7 : 3‬واﺴﺘدﻝ أور�ﺠﺎﻨوس ﻋﻠﻰ رأ�ﻪ أ�ﻀﺎً ﻤن ﺴ�طرة اﻟزﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم ‪0‬‬ ‫وﻋن أور�ﺠﺎﻨوس ُﻨﻘﻞ ﻫذا اﻟرأي ‪ ،‬ﺤﺘﻰ وﺼﻞ إﻟﻰ ﺼﺎﺤب اﻟﺴؤاﻝ‪0‬‬

‫وﻟﻛن ﻫذا اﻟرأي ﻋﻠ�ﻪ ردود كﺜﻴرة ﻤﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺤص ﻫذا اﻟرﻤز ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻗﻴﻞ أن ﺸﺠرة ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴـر واﻟﺸـر ‪ ،‬كﺎﻨـت ﻓـﻲ وﺴـط اﻟﺠﻨـﺔ ‪ ،‬واﻷﻋﻀـﺎء اﻟﺘﻨﺎﺴـﻠ�ﺔ ﻓـﻲ‬

‫وﺴط ﺠﺴم اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﻓﻠو إﻋﺘﺒرﻨـﺎ ﻫـذﻩ اﻷﻋﻀـﺎء ﻫـﻲ اﻟﺸـﺠرة ‪ ،‬ﻷﺼـ�ﺢ ﺠﺴـم اﻹﻨﺴـﺎن‬ ‫ﻫو اﻟﺠﻨﺔ‪0‬‬

‫وﻫﻨﺎ ﻨﻘﻴ أﻤﺎم ﺠﻨﺘﻴن ) آدم وﺤواء ( ‪ ،‬وﺸﺠرﺘﻴن ) ﻓﻲ كﻞ ﻤﻨﻬﻤـﺎ واﺤـدة ( ﻫـذا ﻟـو ط�ﻘﻨـﺎ‬

‫ﺘﻔﺎﺼﻴﻞ اﻟﺘﻔﺴﻴر اﻟرﻤزي ﺤﺴب ﻤﻔﻬوم أور�ﺠﺎﻨوس ‪ 0‬و�كون آدم �ﻘطﻒ ﻤن ﺸﺠرة ﺤواء ‪ ،‬وﺤـواء‬

‫ﺘﻘطﻒ ﻤن ﺸﺠرة آدم‪ 0‬وﻻ �ك ـون ﷲ ﻗد وﻀﻊ آدم ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ – ﺤﺴب ﻗوﻝ اﻟﻛﺘـﺎب ) ﺘـك ‪15 : 2‬‬ ‫‪- 197 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪194‬‬


‫( – ٕواﻨﻤﺎ �كون ﻫو ﻨﻔﺴﻪ ﺠﻨﺔ ﺤواء !! وﻟﻛن اﻟﻛﺘﺎب ﻗﺎﻝ إن ﷲ وﻀﻌﻪ ﻓـﻲ ﺠﻨـﺔ ﻋـدن " ﻟ�ﻌﻤﻠﻬـﺎ‬ ‫و�ﺤﻔظﻬﺎ " ) ﺘك ‪0( 15 : 2‬‬

‫ﻓﺤﺴب اﻟرﻤز ‪ ،‬ﻤﺎذا ﺘﻛون ﻋدن ‪ ،‬وﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ �ﻌﻤﻠﻬﺎ و�ﺤﻔظﻬﺎ ؟‬ ‫‪ -2‬وﻤﺎذا ﺘﻛون �ﺎﻗﻲ رﻤوز كﻞ ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ؟‬ ‫ﻤﺎذا �كون اﻟﻨﻬر اﻟذي ﻴﺨرج ﻤن ﻋـدن ﻟ�ﺴـﻘﻲ اﻟﺠﻨـﺔ وﻤـن ﻫﻨـﺎك ﻴﻨﻘﺴـم إﻟـﻰ أر�ﻌـﺔ رؤوس ؟‬

‫وﻤــﺎ ﻫــﻲ ﺘﻠــك اﻷر�ﻌــﺔ أﻨﻬــﺎر و�ﻼدﻫــﺎ ) ﺘــك ‪ ( 14 – 10 : 2‬؟ وﻤــﺎذا ﺘﻛــون �ــﺎﻗﻲ أﻋﻀــﺎء ﺠﺴــم‬

‫اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ رﻤوزﻫﺎ ؟ ﻫﻞ ﺘرﻤز إﻟﻰ أﺸﺠﺎر أﺨرى ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ؟ وﻫﻞ كﺎن ﻤﺼرﺤﺎً ﺒﻬﺎً ؟‬ ‫‪ -3‬ﺜم أن ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة أ�ﻀﺎً كﺎﻨت ﻓﻲ وﺴط اﻟﺠﻨﺔ ) ﺘك ‪( 9 : 2‬‬

‫وﻟم ﺘﻛن ﺸـﺠرة ﻤﻌرﻓـﺔ اﻟﺨﻴـر واﻟﺸـر وﺤـدﻫﺎ ﻓـﻲ وﺴـط اﻟﺠﻨـﺔ‪ 0‬ﻓﻬـﻞ ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة ﻫـﻲ أ�ﻀـﺎً‬

‫ﺘرﻤــز إﻟــﻰ ﺸــﺊ إذا ﺘﻤﺎدﻴﻨــﺎ ﻤــﻊ أور�ﺠــﺎﻨوس ؟ وﺤﻴﻨﺌــذ كﻴــﻒ ﻨﻔﻬــم ﻤﻌﻨــﻰ أن اﻟﻛــﺎرو��م ﻓــﻲ ﺤ ارﺴــﺔ‬ ‫ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ﺒﻠﻬﻴب ﺴﻴﻒ ) ﺘك ‪0( 24 : 3‬‬ ‫‪ -4‬ﺜم كﻴﻴ ﻨﻔﻬم طرد اﻹﻨﺴﺎن ﻤن اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬إن كﺎﻨت ﺘرﻤز إﻟﻰ ﺠﺴﻤﻪ ؟‬

‫كﻴــﻒ ﻓﺎرﻗﻬــﺎ ‪ ،‬وﻋــﺎش ﺨﺎرﺠﻬــﺎ ؟ وكﻴــﻒ ﻓــﺎرق ﺸــﺠرة ﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺨﻴ ـرة واﻟﺸــر اﻟﺘــﻲ ﻓــﻲ وﺴــط‬

‫اﻟﺠﻨﺔ ؟ إن اﻟرﻤز ﻫﻨﺎ ‪� ،‬ﻼ ﺸك ‪ ،‬ﻴدﺨﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺒﻠﺒﻠﺔ ﻻ ﻨﻬﺎ�ﺔ ﻟﻬﺎ‪0‬‬

‫ﻋﻠﻰ أن ﻫﻨﺎك ﺴؤاﻻً ﻫﺎﻤﺎً ﺠداً ‪ ،‬ﻨﻀﻌﻪ أﻤﺎﻤﻨﺎ إن كﺎﻨت اﻟﺨط�ﺔ زﻨﻰ‪0‬‬ ‫‪ -5‬إن كﺎﻨت اﻟﺨط�ﺔ زﻨﻰ ‪ ،‬ﻓﻤﺎذا كﺎﻨت اﻟوﺼ�ﺔ إذاً ؟ وﻫﻞ ﻓﻬﻤﻬﺎ آدم ؟‬

‫ﻫﻞ كﺎﻨت اﻟوﺼـ�ﺔ " ﻻ ﺘـزن " وﺨﺎﻟﻔﻬ ـﺎ آدم ؟ ﻤـﺎذا �ﻔﻬـم آدم ‪ ،‬وﻤـﺎذا ﺘﻔﻬـم ﺤـواء ﻋـن ﻋ�ـﺎرة "‬

‫ﻻ ﺘــزن " ؟! وﻫﻤــﺎ ﺒر�ﺌــﺎن �ﺴــ�طﺎن ﻻ �ﻌرﻓــﺎن ﻤــن ﻫــذﻩ اﻷﻤــور ﺸــﻴﺌﺎً ‪ ،‬ﺒــدﻟﻴﻞ أﻨﻬﻤــﺎ كﺎﻨــﺎ ﻋر�ــﺎﻨﻴن‬ ‫وﻫﻤﺎ ﻻ ﻴﺨﺠﻼن ) ﺘك ‪ ( 25 : 2‬ﻫﻞ ﺸرح ﻟﻬﻤﺎ ﷲ ﻤﻌﻨﻰ اﻟوﺼ�ﺔ وﻤﺎذ اﻟذي �ﻤﻨﻌﻬﻤﺎ ﻋﻨﻪ ؟!‬ ‫�ﺴﺘﺤﻴﻞ ‪ٕ ،‬واﻻﱠ �كون ﷲ ﻫو اﻟذي ﻓﺘﺢ أﻋﻴﻨﻬﻤﺎ ‪ ! 00‬ﺤﺎﺸﺎ ‪00‬‬

‫أم ﻟم ﺘﻛن ﻫﻨﺎك وﺼ�ﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﻀد اﻟﻛﺘﺎب ؟‬

‫أم أﻨﻬﻤـ ــﺎ ﻟـ ــم �ﻔﻬﻤـ ــﺎ اﻟوﺼـ ــ�ﺔ ‪ ،‬وﺤﻴﻨﺌـ ــذ ﻻ ﺘﻛـ ــون ﻫﻨـ ــﺎك ﻋﻘو�ـ ــﺔ ؟ وﻻ ﻤﻌﻨـ ــﻰ ﻟوﺼـ ــ�ﺔ ﻏﻴـ ــر‬

‫ﻤﻔﻬوﻤﺔ‪0‬‬

‫‪- 198 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪195‬‬


‫‪ٕ -6‬وان كﺎﻨت اﻟﺨط�ﺔ زﻨﻰ ‪ ،‬ﻻرﺘﻛﺒﻬﺎ اﻹﺜﻨﺎن ﻓﻲ وﻗت واﺤد‪0‬‬

‫ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ أن ﺤواء ﻗطﻔت أوﻻً وأﻛﻠت ‪ ،‬ﺜم أﻋطت آدم ) ﺘـك ‪ ( 6 : 3‬ﻟـو كﺎﻨـت اﻟﺨط�ـﺔ زﻨـﻰ‬

‫‪ ،‬ﻟﻘﻴﻞ أﻨﻬﻤﺎ أﻛﻼ ﻓﻲ وﻗت واﺤد ﻤن اﻟﺸﺠرة ‪ ،‬ﻗﺎﻝ " ﻓﺎﻨﻔﺘﺤت أﻋﻴﻨﻬﻤﺎ وﻋﻠﻤﺎ أﻨﻬﻤﺎ ﻋر�ﺎﻨـﺎن " )‬ ‫ﺘك ‪0( 7 : 3‬‬

‫ﻟــو كﺎﻨــت اﻟﺨط�ــﺔ زﻨــﻰ ‪ ،‬ﻻﻨﻔﺘﺤــت أﻋﻴﻨﻬﻤــﺎ أوﻻً ‪ ،‬وﻋرﻓــﺎ أﻨﻬﻤــﺎ ﻋر�ﺎﻨــﺎن ‪ ،‬ﺜــم �ﻌــد ذﻟــك �ــﺄﺘﻲ‬

‫إرﺘﻛﺎب اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻤن ﻏﻴر اﻟﻤﻌﻘوﻝ أن ﻴرﺘﻛ�ﺎ ﺨط�ﺔ كﻬذﻩ ‪ ،‬وﻋﻴوﻨﻬﻤﺎ ﻤﻐﻠﻘﺔ‪00‬‬

‫‪ -8‬أﻤﺎ اﻟﺨﺠﻞ ‪ ،‬وﻤﻌرﻓﺔ آدم ﻟﺤواء ‪ ،‬ﻓﻠم ﺘﻛن ﻫﻲ اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ كﺎﻨـت ﻨﺘﻴﺠـﺔ ﻟﻨزوﻟﻬﻤـﺎ‬

‫إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘوى اﻟﺠﺴداﻨﻲ ﻓﻲ إﺸﺘﻬﺎء اﻷﻛﻞ ‪00‬‬

‫وﻟذﻟك ﻗﻴﻞ " وﻋرف آدم ﺤـواء " �ﻌـد طردﻫﻤـﺎ ﻤـن اﻟﺠﻨـﺔ ) ﺘـك ‪ ( 1 : 4‬وﻟـم �كـن ذﻟـك وﻫﻤـﺎ‬

‫ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬وﻋ�ﺎرة اﻟﺨﺠﻞ وردت �ﻌد اﻷﻛﻞ ﻤن اﻟﺸﺠرة ‪ ،‬وﻟ�س أﺜﻨﺎء ذﻟك وﻻ ﻗﺒﻠﻪ‪0‬‬

‫كﺎن آدم روﺤ�ﺎً �ﻌﻴداً ﻋن ﺸﻬوة اﻟﻤﺎدة وﺸﻬوة اﻷﻛﻞ وﺸﻬوة اﻟﺤس ‪ 0‬ﻓﻠﻤﺎ وﻗـﻊ ﻓـﻲ ذﻟـك كﻠـﻪ‬

‫�ﺎﻷﻛــﻞ ﻤــن اﻟﺸــﺠرة ‪ ،‬ﻫــ�ط إﻟــﻰ اﻟﻤﺴــﺘوى اﻟﺠﺴــداﻨﻲ ‪ ،‬وأﺼــ�ﺢ ﺴــﻬﻼً �ﻌــد ﻫــذا أن �كﻤــﻞ طر�ــق‬ ‫اﻟﺠﺴد ﻓﻲ ﻤوﻀوع اﻟﺠﻨس‪ 0‬ﻫذا اﻷﻤر ﺘم ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺴﻘوط ‪ ،‬وﻟم �كن ﻫو ﻋﻤﻠ�ﺔ اﻟﺴﻘوط‪0‬‬

‫‪ٕ -9‬واذا إﻋﺘﺒرﻨﺎ اﻟﺠﻨس ﺒﻴن آدم وﺤواء ﻫو ﺨط�ﺔ زﻨﻰ ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ إذاً ﻗوﻝ اﻟـرب ﻟﻬﻤـﺎ "‬

‫إﺜﻤروا وأﻛﺜروا وأﻤﻸ وا اﻷرض " ) ﺘك ‪( 28 : 1‬‬

‫وردت ﻫــذﻩ اﻟﺒركــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻴــوم اﻟﺴــﺎدس ‪ ،‬ﻗﺒــﻞ أن �ﻘــوﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " وكــﺎن ﻤﺴــﺎء وكــﺎن ﺼــ�ﺎح‬

‫ﻴوﻤﺎً ﺴﺎدﺴﺎً " ) ﺘك ‪ ( 31 : 1‬ورأى ﷲ ذﻟك ﻓﺈذا ﻫو ﺤﺴن ﺠداً ‪00‬‬

‫‪ٕ -10‬وان كﺎﻨت اﻟﺨط�ﺔ زﻨﻰ ‪ ،‬ﻓﻼ داﻋﻲ إذاً ﻹﻏراءات اﻷﻟوﻫ�ﺔ واﻟﻤﻌرﻓﺔ‪0‬‬

‫واﻟﻤﻌــروف أن إﻏ ـراء اﻟﺤﱠ�ــﺔ ﻟﺤ ـواء ‪ ،‬ﻟــم �كــن ﻫــو اﻟزﻨــﻰ ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ " ﺘﻛوﻨــﺎن ﻤﺜــﻞ ﷲ ﻋــﺎرﻓﻴن‬

‫اﻟﺨﻴر واﻟﺸر " ) ﺘك ‪ ( 5 : 3‬إذاً ﻫﻲ ﺨط�ﺔ كﺒر�ﺎء ‪ ،‬وﺸﻬوة اﻟﻤﺴﺎواة �ﺎﻟ‪0‬‬

‫وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺨط�ﺔ وﻗﻊ اﻟﺸ�طﺎن ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﻠ�ﻪ " أﺼـﻴر ﻤﺜـﻞ اﻟﻌﻠـﻲ " ) أش ‪14‬‬

‫‪ ( 14 :‬و�ﻨــﺎء ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻹﻏـراء " ﺸــﻬوة اﻟﺘﺄﻟــﻪ " ﺴــﻘطت ﺤـواء ‪ ،‬ﺜــم ﺴــﻘط آدم ‪ ،‬وﻟــم �ﻘــﻞ اﻟﻛﺘــﺎب‬ ‫ﻤطﻠﻘﺎً إن اﻹﻏراء كﺎن ﻫو اﻟزﻨﻰ اﻟذي ﻟم ﺘﻛن ﺘﻔﻬﻤﻪ ﺤواء‪0‬‬ ‫‪- 199 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪196‬‬


‫‪ -11‬أﻤﺎ إﻨﺘﺸـﺎر ﺨط�ـﺔ اﻟزﻨـﻰ ‪ ،‬ﻓ�ﺸـﺒﻬﻪ إﻨﺘﺸـﺎر ﺨطﺎ�ـﺎ أﺨـرى ‪ 00‬ﻤﺜـﻞ ﻤﺤ�ـﺔ اﻟﻌظﻤـﺔ ‪،‬‬

‫وﻤﺤ�ــﺔ اﻟــذات ‪ ،‬وﻤﺤ�ــﺔ اﻟﻐﻨــﻰ ‪ ،‬وﺸــﻬوة اﻹﻤــﺘﻼك ‪ ،‬وﺸــﻬوة اﻷﻛــﻞ ‪ٕ ،‬واﻨﻔﻌــﺎﻝ اﻟﻐﻀــب ‪ ،‬وﺨط�ــﺔ‬

‫اﻟﻛــذب ‪ 00‬وكــﻞ ﻫــذا ﻤﻨﺘﺸــر ﺠــداً ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ ﻓــﻲ اﻟﺴــن اﻟﻤ�ك ـرة اﻟﺘــﻲ ﻻ ﺘﻌــرف اﻟزﻨــﻰ ‪ ،‬وﻓــﻲ ﺴــن‬

‫اﻟﺸﻴﺨوﺨﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌﺠز ﻓﻴﻬﺎ ﻋن اﻟزﻨﻰ‪0‬‬

‫‪ -12‬اﻟﻘوﻝ إذاً �ـﺄن ﺨط�ـﺔ آدم وﺤـواء زﻨـﻰ ‪ ،‬ﻻ �ﺴـﻨدﻩ اﻟﻛﺘـﺎب ‪ 00‬إﻨﻤـﺎ ﻫـو اﻟﺘﻤـﺎدي ﻓـﻲ‬

‫اﻟﺘﻔﺴﻴر اﻟرﻤزي �طر�ﻘﺔ ﻏﻴر ﻤﻘﺒوﻟﺔ ‪00‬‬

‫إن اﻟﺘﻔﺴﻴر اﻟرﻤزي ﻋﻤوﻤﺎً ‪ ،‬ﻟﻪ ﺠﻤﺎﻟﻪ وﻋﻤﻘﻪ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن �كون ﻓـﻲ ﺤـدود اﻟﻤﻌﻘـوﻝ ‪ ،‬و�كـون‬

‫ﻟﻪ ﻤﺎ �ﺴﻨدﻩ ﻤن ﻨﺼوص اﻟﻛﺘﺎب " )‪0(1‬‬ ‫‪F25‬‬

‫س‪ : 365‬ﻗﺎﻝ �ﻌض اﻟُﻨﱠﻘﺎد أن آدم وﺤواء وﻫﻤـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺠﻨـﺔ وﺴـوس ﻟﻬﻤـﺎ اﻟﺸـ�طﺎن‪ 0‬ﺜـم‬

‫ﺘﺴــﺎءﻟوا ‪ :‬ﻤــﺎذا كــﺎن �ﻔﻌـﻞ اﻟﺸــ�طﺎن ﻓــﻲ اﻟﺠﻨــﺔ ؟ وﻫــﻞ ﷲ كﺎﻓــﺄﻩ ﻋﻠــﻰ ﻋﺼــ�ﺎﻨﻪ ﻓﺄدﺨﻠــﻪ‬ ‫اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬أم أﻨﻪ دﺨﻞ ﺒدون ﻋﻠم ﷲ ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬إن ﻓكرة وﺴوﺴـﺔ اﻟﺸـ�طﺎن ﻵدم وﺤـواء ﻓكـرة ﻏﻴـر كﺘﺎﺒ�ـﺔ ‪ ،‬ﻷن ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن أوﻀـﺢ أن‬ ‫اﻟﺤ�ﱠﺔ ﻟـم ﺘﻬﻤـس وﻟـم ﺘوﺴـوس ﻟﺤـواء ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ ﺘﻛﻠﻤـت ﻤﻌﻬـﺎ ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ أﺴـﻘطﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﺜـم ﺘﻛﻠﻤـت ﺤـواء ﻤـﻊ‬

‫آدم ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﱠ� ــﺔ ﻟ ــم ﺘ ــﺘﻛﻠم ﻤ ــﻊ آدم ‪ ،‬أﻤ ــﺎ ﻓكـ ـرة وﺴوﺴ ــﺔ اﻟﺸ ــ�طﺎن ﻵدم ﻓﻬـ ـ ـﻲ ﻤﺴ ــﺘﻤدة ﻤ ــن اﻟﻘـ ـرآن "‬

‫وﻤﻠــك ﻻ ﻴﺒﻠــﻰ‪ 0‬ﻓــﺄﻛﻼ ﻤﻨﻬــﺎ ﻓﺒــدت‬ ‫ﻓوﺴــوس إﻟ�ــﻪ اﻟﺸــ�طﺎن ﻗــﺎﻝ �ــﺎآدم ﻫــﻞ ُأدﻟــك ﻋﻠــﻰ ﺸــﺠرة اﻟﺨﻠـد ُ‬ ‫ﻟﻬﻤﺎ ﺴوءاﺘﻬﻤﺎ وطﻔﻘﺎ ﻴﺨﺼﻔﺎن ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻤن ورق اﻟﺠﻨﺔ وﻋﺼﻰ آدم ر�ﻪ ﻓﻐوى " ) ﺴورة طﻪ ‪، 12‬‬

‫‪ ، 121‬وﺘﻛــرر اﻟﻤﻌﻨــﻰ ﻓــﻲ ﺼــورة اﻷﻋ ـراف ‪ ( 22 – 19‬ﻓﻤــﺎ �ــﺎﻝ اﻟﻨﺎﻗــد ُﻴﻬــﺎﺠم اﻟﺘــوراة �ﻤــﺎ ﻟــ�س‬

‫ﻓﻴﻬﺎ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻗﺒﻞ أن �ﺴﻘط اﻟﺸ�طﺎن كﺎن ﻤﻼﻛﺎً ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪ ،‬وﻟم �كن ﻓﻲ ﺠﻨﺔ ﻋـدن ‪ ،‬وﻋﻨـدﻤﺎ ﺴـﻘط‬

‫طــرد ﻤــن اﻟﺴــﻤﺎء وﻟــ�س ﻤــن ﺠﻨــﺔ ﻋــدن ‪ ،‬ﻓﻬــو ُﻤﻨــﻊ ﻤــن اﻟرﺠــوع إﻟــﻰ اﻟﺴــﻤﺎء ‪ ،‬وﻋﻨــدﻤﺎ ﻏــرس ﷲ‬ ‫ُ‬

‫اﻟﺠﻨــﺔ وﺨﻠــق ﻓﻴﻬـﺎ اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﻟــم �ﺼــدر ﻟﻠﺸــ�طﺎن أﻤـ اًر إﻟﻬ�ـﺎً �ﻌــدم اﻹﻗﺘـراب ﻤــن ﻫــذﻩ اﻟﺠﻨــﺔ ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ‬

‫ﺴﻤﺢ ﷲ ﺒﺘﺠر�ﺔ اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا ﺴﻤﺎح ﻀﻤﻨﻲ ﺒدﺨوﻟﻪ إﻟﻰ ﺠﻨـﺔ ﻋـدن ﺤﻴـث اﻹﻨﺴـﺎن ‪ ،‬وﻤـن‬ ‫أﺠﻞ ﺘﺠر�ﺔ اﻹﻨﺴﺎن دﺨﻞ اﻟﺸ�طﺎن إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺠﻨﺔ‪0‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻊ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪30 - 27‬‬

‫‪- 200 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪197‬‬


‫‪ -3‬اﻟﺸ�طﺎن روح وﺠﻨﺔ ﻋدن كﺎﻨت ﺠﻨﺔ ﻤﺎد�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺸ�طﺎن ﻟم �ﺴﺘﻔد ﻤن دﺨوﻟﻪ ﻟﻬذﻩ اﻟﺠﻨـﺔ‬

‫‪ ،‬ﻓﻠــم �ﺄﻛــﻞ ﻤــن ﺜﻤﺎرﻫــﺎ ‪ ،‬وﻟــم �ﺸــرب ﻤــن أﻨﻬﺎرﻫــﺎ ‪ ،‬وﻟــم ﻴﺘﻤﺘــﻊ �ظﻼﻟﻬــﺎ ‪ ،‬ﻓدﺨوﻟــﻪ اﻟﺠﻨــﺔ ﻻ �ﻌﺘﺒــر‬ ‫ﻤكﺎﻓﺄة إﻟﻬ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺼ�ﺎﻨﻪ‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻋﻨدﻤﺎ �ﻘوﻝ أﺤد أن اﻟﺸ�طﺎن ﻗد أﺨطﺄ واﻟرب كﺎﻓﺄﻩ ‪ ،‬ﻓﻬو ﻴﺘﻬم ﷲ �ﻌدم اﻟﺘﻤﻴﻴـز ‪ ،‬وﻫـذا‬

‫ﻤﺎ ﻴﺠب أن �ﻌﻒ ﻋﻨﻪ اﻟﻠﺴﺎن‪0‬‬

‫س‪ : 366‬ﻫﻞ كﺎن ﷲ ﺴﺒ�ﺎً ﻓﻲ ﺴﻘوط اﻹﻨﺴﺎن ﻷﻨﻪ ﺠﻌﻞ اﻟﺤﱠ�ﺔ ﺘﻨطق ؟‬ ‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬و�ﻬـوﻩ ؟ أﻟـ�س ﻫـذا ﺴـﺒب اﻟﺨطﻴﺌـﺔ اﻷوﻟـﻰ ‪ ،‬ﻟﻤـﺎذا وﻫـب اﻟﺤﱠ�ـﺔ‬

‫ﻨﻌﻤﺔ اﻟﻛﻼم ؟ ﻓﻠوﻻ ذﻟك ﻟﻤﺎ إﺴﺘطﺎﻋت أن ﺘﺘﻔﺎﻫم ﻤﻊ اﻟﻤرأة " )‪0(1‬‬ ‫‪F26‬‬

‫ج ‪ :‬ﻤن ﻗﺎﻝ أن ﷲ وﻫب ﻨﻌﻤﺔ اﻟﻛﻼم ﻟﻠﺤ�ﱠﺔ ؟! ‪ 00‬ﻫذﻩ ﺘﻬ�ﺎؤات ‪ ،‬ﻻ ﺴﻨد ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﻤن‬ ‫اﻟﻛﺘ ــﺎب اﻟﻤﻘـ ـﱠدس‪ 0‬ﻟﻘ ــد ﻤﱠﻴ ــز ﷲ اﻹﻨﺴ ــﺎن ﻋ ــن اﻟﺤﻴواﻨ ــﺎت اﻟﻌﺠﻤ ــﺎوات � ــﺎﻟﻨطق ‪ ،‬ﺤﺘ ــﻰ ﻗﻴ ــﻞ ﻋ ــن‬

‫اﻹﻨﺴﺎن أﻨﻪ ﺤﻴوان ﻨﺎطق ‪ ،‬وﻟﻛن إﺒﻠ�س ﻫـو اﻟـذي ﻨطـق ﻋﻠـﻰ ﻟﺴـﺎن اﻟﺤﱠ�ـﺔ ‪ ،‬وﺤـواء ﺴـﻘطت ﺒﻬـذﻩ‬ ‫اﻟﺤﻴﻠﺔ ‪ ،‬و�ﻤﺎ أن اﻟﺤ�ـﺔ ﻻ ﺘـﺘﻛﻠم اﻟﻴـوم وﻻ أﻤـس وﻻ ﻗﺒـﻞ ﻤـن أﻤـس ‪ ،‬و�ﻤـﺎ أن ﷲ ﻟـم �ﻔـرض ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬

‫ﻋﻘو�ــﺔ اﻟﺼــﻤت ‪ ،‬إذاً اﻟﺤ�ــﺔ ﻤﻨــذ ﺨﻠﻘﺘﻬــﺎ وﻫــﻲ ﻻ ﺘﻨطــق ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ﺘﻌﺒــر ﻋــن ﻨﻔﺴــﻬﺎ �ــﺎﻟﻔﺤ�ﺢ اﻟــذي‬ ‫ﺘﺼدرﻩ‪0‬‬

‫س‪ : 367‬ﻟﻤﺎذا أﻏوت اﻟﺤﱠ�ﺔ اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻟم �ﻌد ﻫذا ﻋﻠﻴﻬﺎ �ﺄي ﻓﺎﺌدة ‪ ،‬ﺒﻞ �ـﺎﻟﻌكس‬

‫ﺴﻘطت ﺘﺤت اﻟﻌﻘﺎب اﻹﻟﻬﻲ ؟‬

‫�ﻘوﻝ ﺠ�ﻤس ﻓر�ـزر " ﻟﻤـﺎذا دﺒـرت اﻟﺤﱠ�ـﺔ ﺘﻠـك اﻟﻤكﻴـدة ﻟﻺﻨﺴـﺎن ؟ وﻤـﺎذا كـﺎن ﻫـدﻓﻬﺎ ﻤـن‬

‫وراء ﺤرﻤﺎن اﻟﺠﻨس اﻟ�ﺸري ﻤن اﻟﻤﻤﻴزات اﻟﻛﺒﻴرة اﻟﺘﻲ كﺎﻨت اﻟرب �ﻌﺘـزم أن ﻴﺨﻠﻌﻬـﺎ ﻋﻠ�ـﻪ ؟ ﻓﻬـﻞ‬

‫كــﺎن ﺘــدﺨﻠﻬﺎ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻷﻤــر ﻤﺠــرد ﻓﻀــوﻝ ؟ أم أﻨﻬــﺎ كﺎﻨــت ﺘﻛــن ﻫــدﻓﺎً أ�ﻌــد ﻤــن ﻫــذا ؟ كــﻞ ﻫــذﻩ‬

‫اﻷﺴـﺌﻠﺔ ﻻ ﻴﺠﻴــب ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن أدﻨـﻰ إﺠﺎ�ــﺔ ؟ ﻓﺎﻟﺤﱠ�ــﺔ ﻟـم ﺘﻐــﻨم ﺸــﻴﺌﺎً ﻤـن وراء اﻟﻤكﻴــدة ‪ ،‬ﺒــﻞ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻼﻣﺔ ﻏﻨﻤﻲ – ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪129‬‬

‫‪- 201 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪198‬‬


‫أﻨﻬـﺎ كﺎﻨـت ﻋﻠـﻰ ﻋكـس ﻫــذا ‪ ،‬ﻤـن اﻟﺨﺎﺴـر�ن ‪ ،‬إذ ﺤﻠـت ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﻟﻠﻌﻨـﺔ اﻹﻟﻬ�ـﺔ ‪ ،‬وﻗﻀـﻲ ﻋﻠﻴﻬــﺎ أن‬

‫ﺘزﺤﻒ ﻋﻠﻰ �طﻨﻬﺎ ‪ ،‬وأن ﺘﻠﻌق اﻟﺘراب " )‪0(1‬‬ ‫‪F27‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟــم ﺘــدﺒر اﻟﺤﱠ�ــﺔ اﻟﻤكﻴــدة ﻟﻺﻨﺴــﺎن كﻘــوﻝ " ﺠــ�ﻤس ﻓر�ــزر " ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﺸــ�طﺎن اﻟﻤﻨــﺎوئ ﻟ‬ ‫واﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﻋدو كـﻞ ﺨﻴـر ‪ ،‬ﻫـو اﻟـذي دﺒـر ﻫـذﻩ اﻟﻤكﻴـدة ﻟﻺﻨﺴـﺎن ‪ ،‬وﻗـد إﺨﺘـﺎر اﻟﺤﱠ�ـﺔ ﻟﻤـﺎ ﻟﻬـﺎ ﻤـن‬

‫ﺒﻬﺎء وﻟﻤﻌـﺎن ‪ ،‬وﻷﻨﻬﺎ أﺤﻴﻞ ﺠﻤ�ﻊ ﺤﻴواﻨـﺎت اﻟﺒر�ـﺔ ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ أﻛﺜـر اﻟﺤﻴواﻨـﺎت ﺠﺎذﺒ�ـﺔ ٕواﺜـﺎرة وذكـﺎء ‪،‬‬

‫وﻫﻨــﺎك ﺘﺸــﺎ�ﻪ ﺒــﻴن اﻟﺸــ�طﺎن واﻟﺤﱠ�ــﺔ وﻟــذﻟك �ﻘــوﻝ ﻤﻌﻠﻤﻨــﺎ ﺒــوﻟس اﻟرﺴــوﻝ " أﺨــﺎف أﻨــﻪ كﻤـﺎ ﺨــدﻋت‬

‫اﻟﺤﱠ�ﺔ ﺤواء �ﻤكرﻫﺎ ﻫكذا ﺘﻔﺴد أذﻫﺎﻨكم ﻋن اﻟ�ﺴﺎطﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴـ�ﺢ " ) ‪2‬كـو ‪ ( 3 : 11‬وﻗـد‬

‫ُدﻋــﻲ اﻟﺸــ�طﺎن �ﺎﻟﺤﱠ�ــﺔ اﻟﻘد�ﻤــﺔ ) رؤ ‪ ( 9 : 12‬وﻗــد ﻋﺎﻗــب ﷲ اﻟﺤﱠ�ــﺔ ﻷﻨﻬــﺎ كﺎﻨــت وﺴــﻴﻠﺔ ﻓــﻲ ﻴــد‬ ‫اﻟﺸ�طﺎن ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺤرض اﻷوﻝ ﻫو إﺒﻠ�س ‪ ،‬وﻗد أﻏﻔﻞ " ﺠ�ﻤس ﻓر�زر " دورﻩ ‪ ،‬ﺒﻞ أﻏﻔـﻞ ذكـرﻩ ﺘﻤﺎﻤـﺎً‬

‫‪ ،‬ﻓك ــﺎن ﻤ ــن اﻟﻤﻔ ــروض أن ﻴﺘﺴ ــﺎءﻝ ﻓر� ــزر ‪ :‬ﻟﻤ ــﺎذا أﺴ ــﻘط اﻟﺸ ــ�طﺎن اﻹﻨﺴ ــﺎن ؟! ﻓﻨﻘ ــوﻝ ﻟ ــﻪ ﻷن‬ ‫اﻟﺸ�طﺎن ﻨﺎﻗم ﻋﻠﻰ ﷲ اﻟذي طردﻩ ﻤن ﻤﺴكﻨﻪ ‪ ،‬وﺠردﻩ ﻤن رﺘﺒﺘﻪ‪ 0‬وﺤكم ﻋﻠ�ﻪ �ﺎﻟﻌـذاب اﻷﺒـدي ‪،‬‬

‫ﻓﻬو داﺌﻤﺎً �ﻘﺎوم ﷲ ‪ ،‬و�ﻘﺎوم اﻹﻨﺴﺎن ﻷﻨﻪ ﻤﺨﻠوق ﻋﻠﻰ ﺼورة ﷲ‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻘ ــوﻝ اﻷﺴـــﺘﺎذ رﺸـــدي اﻟﺴ�ﺴـــﻲ " اﻟواﻗ ــﻊ أن ﺠﻤ� ــﻊ ﻫ ــذﻩ اﻷﺴ ــﺌﻠﺔ ﻟ�ﺴ ــت ﻓ ــﻲ ﺼ ــﻤ�م‬

‫اﻟﻤوﻀــوع ‪ ،‬أو ﺒﺘﻌﺒﻴــر أﻛﺜــر دﻗــﺔ ﻫــﻲ ﺨﺎرﺠــﺔ ﻋــن اﻟﻤوﻀــوع ‪ ،‬وذﻟــك ﻷن اﻟﻤﺤــرض واﻟﻤﺴــﺌوﻝ‬

‫اﻷوﻝ وﻫــو إﺒﻠــ�س ﻗــد أﻏﻔــﻞ ﻫــؤﻻء اﻟ�ــﺎﺤﺜون ذك ـرﻩ ‪ ،‬وﻟــذﻟك كــﺎن ﻤــن اﻟﻌﺴــﻴر اﻟــرد ﻋﻠــﻰ أﺴــﺌﻠﺔ‬

‫ظﺎﻫرﻫــﺎ اﻟــ�طﻼن ‪ ،‬وﻗﺎﺌﻤ ــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻏﻴ ــر أﺴــﺎس ‪ ،‬ﻓ ــﺈذا ﺼــﺢ ﻫ ــذا اﻷﺴــﺎس �ﻤﻌﻨـ ـﻰ أن ﺘﺄﺨــذ ﻫ ــذﻩ‬ ‫اﻷﺴﺌﻠﺔ ﻤﺴﺎرﻫﺎ اﻟطﺒ�ﻌﻲ ‪ ،‬ﻓﺘدور ﺤوﻝ إﺒﻠ�س ﻓﻲ ﺼورة اﻟﺤ�ﱠﺔ ‪ ،‬ﻟﺴﻬﻠت اﻹﺠﺎ�ﺔ إﻟـﻰ أﻗﺼـﻰ ﺤـد‬

‫‪ ،‬و�دت ﻤﻌﻘوﻟﺔ وﻤﻘﻨﻌﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﺒﻠ�س ﻫو اﻟذي دﺒر ﻤكﻴدة ﺴﻘوط آدم وﺤواء ‪ ،‬وﺘدﺨﻠـﻪ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻷﻤـر‬ ‫ﻟم �كن ﺒداﻓﻊ اﻟﻔﻀوﻝ إﻨﻤﺎ ﺒداﻓﻊ اﻟﺤﺴد اﻟﻤﺘﺄﺼﻞ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻨذ ﺴﻘطﺘﻪ ﻤن ﻤركزﻩ اﻟﺴﺎﻤﻲ " )‪0(1‬‬ ‫‪F28‬‬

‫ﺤرك اﻟﺤﱠ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎذا ﻋﺎﻗب ﷲ اﻟﺤﱠ�ﺔ ؟‬ ‫س‪ : 368‬إذا كﺎن اﻟﺸ�طﺎن ﻫو اﻟذي ﱠ‬ ‫�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " إن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘو�ـﺔ اﻟﺘـﻲ أُﻨزﻟـت �ﺎﻟﺤﱠ�ـﺔ ﺘؤكـد ﺘﺄﻛﻴـداً ﻗﺎطﻌـﺎً أن اﻟﻼﻫـوﺘﻴﻴن‬

‫�كذﺒون �ﻔظﺎظﺔ ﻋﻨدﻤﺎ ﻴرون اﻟﺸ�طﺎن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﻰ ‪ ،‬و�ﻨﺴﺒون إﻟ�ﻪ ﻏوا�ـﺔ اﻟﻤـرأة ‪ 00‬ﻓﻠـو كـﺎن‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ – ﺍﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮﺭ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪148‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﺯﺓ ﻓﻲ ‪ 1975/9/19‬ﺹ ‪6‬‬

‫‪- 202 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪199‬‬


‫اﻟﺸــ�طﺎن ﻫــو اﻟﻤــذﻨب ﻟﻨزﻟــت اﻟﻌﻘو�ــﺔ �ــﻪ وﻟــ�س �ﺎﻟﺤﱠ�ــﺔ ‪ 00‬ﻫــﻞ ﻨﻔﺘــرض إذاً أن ذاك اﻟﻤﺴﺘﺸــﺎر‬

‫اﻟﺸـر�ر كـﺎن �ﺴـﻌﻰ ﻴوﻤـﺎً ﻤـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻗـﺎﺌﻤﺘﻴن أو أر�ـﻊ ‪ ،‬ﺜـم ﺴـﻠ�ﻪ ﻴﻬـوﻩ إ�ﺎﻫـﺎ وأرﻏﻤـﻪ أن ﻴزﺤـﻒ ﻋﻠــﻰ‬

‫�طﻨـﻪ ؟ ٕوان كــﺎن ذﻟــك ﻓﻌـﻼً ﻓـﺈن ﻫــذﻩ اﻟﻌﻘو�ــﺔ ) �ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻟﻠﺤﱠ�ــﺔ ( ﻏﻴـر ﻋﺎدﻟــﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻟﺤﱠ�ــﺔ ﻟــم ﺘﻛــن‬

‫طرﻓﺎً ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ كﻠﻬﺎ ‪ 00‬ﻨﻔﺘرض ﻤﺜﻼً أن أﺤد اﻟﻤﺤﺘـﺎﻟﻴن ﺘﻨكـر ﻴوﻤـﺎً ﻓـﻲ ﺼـورة كـﺎﻫن اﻟﻘر�ـﺔ أو‬ ‫اﻟﺤﻲ ‪ ،‬ﺜم ﻨﻔذ ﻋﻤﻼً ﻤن أﻋﻤﺎﻝ اﻟﻐش واﻟﻨﺼب ‪ ،‬ﻓﻤـﺎ اﻟـذي ﺴـ�ﺤدث ﻟـو أُﻟﻘـﻲ ﻋﻠ�ـﻪ اﻟﻘـ�ض وﺠـﺊ‬

‫�ــﻪ إﻟــﻰ اﻟﻤﺤكﻤــﺔ ؟ ﻫــﻞ ﺴـ ُـ� َﻘدم اﻟﻛــﺎﻫن ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤــﺔ ؟ �ــﺎﻟط�ﻊ ﻻ ‪ 00‬ﻷن اﻟﻘﺼــﺎص ﻴﺠــب أن ﻴﻨــزﻝ‬ ‫�ﺎﻟﻤذﻨب اﻟﺤﻘ�ﻘﻲ " )‪0(2‬‬ ‫‪F29‬‬

‫ج ‪� -1 :‬ﻘوﻝ اﻷرﺸﻴد�ﺎﻛون " ﻨﺠﻴب ﺠرﺠس " أن اﻟﺤ�ﱠﺔ كﺎﻨت أداة ﻓﻲ ﻴد اﻟﺸ�طﺎن ‪ ،‬وﷲ �ﺤب‬

‫أن ُ�ﻌّﻠــم اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ أن كــﻞ أداة �ﺴــﺘﺨدﻤﻬﺎ اﻟﺸــ�طﺎن ﻟﺘﻨﻔﻴــذ ﻤﻘﺎﺼــدﻩ ﺘﺴــﺘﺤق اﻟﻌﻘو�ــﺔ ‪ ،‬وﷲ اﻟﺤــر‬

‫اﻟﺘﺼــرف ﻓــﻲ ﺨﻼﺌﻘــﻪ كﺜﻴ ـ اًر ﻤــﺎ �ﺴــﺘﻌﻤﻞ ﺨﻼﺌﻘــﻪ وﺴــﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌﻠــ�م اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬كﻤــﺎ ﻟﻌــن ﺸــﺠرة اﻟﺘﻴﻨــﺔ‬

‫اﻟﻌد�ﻤﺔ اﻟﺜﻤر ) ﻤـر ‪ ( 24 – 12 : 11‬ﻓﻀـﻼً ﻋـن ﻫـذا ﻓـﺈن ﻋﻘو�ـﺔ اﻟﺤﱠ�ـﺔ كﺎﻨـت ﻋﻘو�ـﺔ ﻤﺎد�ـﺔ ﻻ‬

‫ﺘﺘﻌــدى طﺒ�ﻌﺘﻬــﺎ‪ 0‬أﻤــﺎ اﻟﻌﻘــﺎب اﻟﺤﻘ�ﻘــﻲ ﻓكــﺎن ﻤوﺠﻬـﺎً إﻟــﻰ اﻟﺸــ�طﺎن ﻨﻔﺴــﻪ ‪ ،‬ﺒــدﻟﻴﻞ أن اﻟﻛﺜﻴــر ﻤــن‬ ‫أﻨواع اﻟﺤ�ﺎت ﻏﻴر ﻤؤذ وﻻ ﻴﻠدغ اﻹﻨﺴﺎن " )‪0(1‬‬ ‫‪F30‬‬

‫‪ -2‬أﻤــﺎ اﻟﺸــ�طﺎن اﻟــذي ﻫــو ﺴــﺒب اﻟﺴــﻘوط ﻓﻠــم �ﺤكــم ﷲ ﻋﻠ�ــﻪ ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ كــﺎن ﻗــد ﺴــﺒق وﻋﺎﻗ�ــﻪ‬ ‫وﺤكــم ﻋﻠ�ــﻪ ﻤــن ﻗﺒــﻞ ‪ ،‬ﻋﻨــدﻤﺎ ﺴــﻘط ﻓــﻲ ﺨط�ــﺔ اﻟﻛﺒر�ــﺎء وأراد أن �ﺼــﻴر ﻤﺴــﺎو�ﺎً ﻟ ‪ ،‬ﻓﻔﻘــد رﺘﺒﺘــﻪ‬

‫طرح ﻤن اﻟﺴﻤﺎء ‪ ،‬وﺘﺤ ﱠـوﻝ ﻤـن ﻤـﻼك ﻤﻨﻴـر ﻗر�ـب ﻤـن اﻟﻌـرش اﻹﻟﻬـﻲ إﻟـﻰ ﺸـ�طﺎن رﺠـ�م ﻴﻨﺘظـر‬ ‫وُ‬

‫ﻋﻘو�ﺘﻪ ﻓﻲ ﻨﻬﺎ�ﺔ اﻷ�ﺎم ﺤﻴث ُ�طرح ﻓﻲ �ﺤﻴرة اﻟﻨﺎر واﻟﻛﺒر�ت ‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘـوﻝ اﻟــدكﺘور ﻤــﻼك ﻟوﻗــﺎ اﺴــكﺎروس " ورد ﻓـﻲ كﺘــﺎب ﺘـﺎر�ﺦ اﻟطﺒــري ﺠ ـ‪ 1‬ص ‪، 107‬‬

‫‪ " 108‬ﺤـدﺜﻨﺎ إﺒــن ﺤﻤــد ﻗــﺎﻝ ﺤــدﺜﻨﺎ ﻤﺴـﻠﻤﺔ ﻋــن إﺒــن إﺴــﺤﺎق ﻋــن ﻟﻴـث إﺒــن أﺒــﻲ ﺴــﻠ�م ﻋــن طــﺎوس‬ ‫اﻟ�ﻤــﺎﻨﻲ ﻋــن إﺒــن ﻋ�ــﺎس ﻗــﺎﻝ ‪ :‬إن ﻋــدو ﷲ إﺒﻠــ�س ﻋ ـرض ﻨﻔﺴــﻪ ﻋﻠ ـﻰ دواب اﻷرض ‪ ،‬أﻴﻬــﺎ أن‬

‫ﺘﺤﻤﻠﻪ ﺤﺘﻰ ﺘدﺨﻞ �ﻪ اﻟﺠﻨﺔ ﺤﺘﻰ �كﻠم آدم وزوﺠﻪ ‪ ،‬ﻓكﻞ اﻟدواب أﺒﻰ ذﻟك ‪ ،‬ﺤﺘﻰ كﻠـم اﻟﺤﱠ�ـﺔ ﻓﻘـﺎﻝ‬

‫ﻟﻬﺎ ‪ :‬أﻤﻨﻌك ﻤن ﺒﻨﻲ آدم ﻓﺄﻨت ﻓﻲ ذﻤﺘﻲ إن أﻨت أدﺨﻠﺘﻴﻨﻲ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠﺘﻪ ﺒﻴن ﻨـﺎﺒﻴن ﻤـن أﻨ�ﺎﺒﻬـﺎ‬

‫ﺜم دﺨﻠت �ﻪ ﻓكﻠﻤﻬﻤﺎ ﻤن ﻓﻤﻬﺎ ‪ ،‬وكﺎﻨت كﺎﺴ�ﺔ ﺘﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ أر�ﻊ ﻓﺄﻋراﻫﺎ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ وﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﻤﺸﻲ‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻼﻣﺔ ﻏﻨﻤﻲ – ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪236‬‬ ‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪77‬‬

‫‪- 203 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪200‬‬


‫ﻋﻠﻰ �طﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ �ﻘوﻝ إﺒن ﻋ�ﺎس ‪ :‬أﻗﺘﻠوﻫﺎ ﺤﻴث وﺠدﺘﻤوﻫﺎ " ] ﻤن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن‬ ‫[‪0‬‬

‫س‪ : 369‬ﻟﻤﺎذا أﺴﻘطت اﻟﺤﱠ�ﺔ ﺤواء وﻟم ُﺘﺴﻘط آدم ؟‬ ‫�ﻘــوﻝ دكﺘــور كــﺎرم ﻤﺤﻤــود ﻋز�ــز " ور�ﻤــﺎ كــﺎن إﺨﺘ�ــﺎر اﻟﺤﱠ�ــﺔ ﻟﻠﻤ ـرأة ﻤﺒﻨ� ـﺎً ﻋﻠــﻰ ﻓك ـرة "‬

‫ﺘﺤﻤﻞ اﻟﻤرأة ﻤﺴـﺌوﻟ�ﺔ اﻟﺴـﻘوط ﺘـﺄﺜ اًر ﻤـن كﺎﺘـب اﻟﻘﺼـﺔ �ﻤﻌﺘﻘـدات وأﺴـﺎطﻴر ﺸـﺎﻋت ﻗـد�ﻤﺎً ‪ ،‬ﺤﻴـث‬ ‫ﻴذكر " ﻓراس اﻟﺴواح " أن أﺴﺎطﻴر اﻟﻛﺜﻴر ﻤن اﻟﺸﻌوب ﺘﺘﻔق ﻓﻲ اﻟﻘوﻝ �ﻤﺴﺌوﻟ�ﺔ اﻟﻤرأة ﻋن ﻓﻘـدان‬

‫اﻟﺨﻠــود ٕواﺒــﺘﻼء اﻹﻨﺴــﺎن �ــﺎﻷﻤراض واﻷو�ﺌــﺔ ‪ 0‬أو ر�ﻤــﺎ ﺘــﺄﺜر كﺎﺘــب اﻟﻘﺼــﺔ �ــﺎﻟﻔكرة اﻟﺸــﻌﺒ�ﺔ ﻋــن "‬

‫ﺨ�ﺎﻨــﺔ اﻟــزوج " ﺤﻴــث ﻴــذكر " ﻤﺼــطﻔﻰ ﺼــﻘر " أﻨــﻪ ﻤــن اﻟﻤﺤﺘﻤــﻞ أن اﻟﻤ ـرأة أﺨﻔــت ﻋــن اﻟرﺠــﻞ‬ ‫ﻤﺼدر اﻟﺜﻤرة ﻋﻨدﻤﺎ كﺎﻨت ﺘﻘدﻤﻬﺎ ﻟﻪ " )‪0(2‬‬ ‫‪F31‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻤن اﻟﻤﻌروف أن ﻤﺸﺎﻋر اﻟﻤرأة وﻋواطﻔﻬﺎ ﺘﺘﻐﻠ�ﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬أﻤﺎ اﻟرﺠﻞ ﻓﺈﻨﻪ �ﻌﻤﻞ �ﺎﻷﻛﺜر‬

‫ﻋﻘﻠــﻪ ‪ ،‬وﻟــذﻟك إﺘﺠــﻪ إﺒﻠــ�س إﻟــﻰ ﺤـواء ﻟ�ﺼــطﺎدﻫﺎ و�وﻗﻌﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻓــﺦ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔـﺔ ‪ ،‬وﻟــم ﻴﺘﺠــﻪ ﻟﻬــﺎ ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻌﻠن ﺒﻞ إﺘﺨذ اﻟﺤ�ﱠﺔ وﺴﻴﻠﺔ ‪ ،‬ﻓ�ﻤكرﻩ أﺴﻘط ﺤواء ‪ ،‬وﻋن طر�ق ﺤواء إﺴﺘطﺎع أن ُ�ﺴﻘط آدم‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻤــﺎ ﻫــو ﻤﻨﺘﺸــر ﻓــﻲ أﻗﺎﺼــ�ص اﻟﺸــﻌوب ُ�ﻌﺒــر ﻋــن أﺼــﻞ اﻟﻘﺼــﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺼــﺔ ﺤﻘ�ﻘ�ــﺔ ‪،‬‬

‫وﻟذﻟك ﺸﺎﻋت ﺒﻴن اﻟﺸﻌوب اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻟم ﻴذكر اﻟﻛﺎﺘب أن ﺤواء أﺨﻔت ﻋن آدم ﻤﺼدر اﻟﺜﻤرة ‪ ،‬ﻓﺤواء ﻟـم ﺘﻛـذب ﻋﻠـﻰ آدم وﻟـم‬ ‫ﺘﺨﻨــﻪ وﻟــم ﺘﺨدﻋــﻪ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻷﻤــر ‪ ،‬ﺒــﻞ أﻋطﺘــﻪ اﻟﺜﻤـرة اﻟﻤﺤرﻤــﺔ ‪ ،‬وﻗــد أﻛــﻞ ﻤﻨﻬــﺎ ﺒــرﻏم ﻋﻠﻤــﻪ ‪ ،‬ﻓﻤــﺎ‬

‫�ﻘــوﻝ �ــﻪ " ﻤﺼـــطﻔﻰ ﺼـــﻘر " �ــﺄن اﻟﻤ ـرأة أﺨﻔــت ﻋــن اﻟرﺠــﻞ ﻤﺼــدر اﻟﺜﻤ ـرة ﻤــن ﻗﺒﻴــﻞ اﻹﺴــﺘﻨﺘﺎج‬ ‫اﻟﺨﺎطﺊ ‪ ،‬اﻟذي ﻻ �ﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ أي دﻟﻴﻞ كﺘﺎﺒﻲ ﻗﺎطﻊ أو ﺤﺘﻰ و ٍاﻩ‪0‬‬

‫س‪ : 370‬ﻟﻤﺎذا ﻟم �ﺄﻛﻞ اﻹﻨﺴﺎن ﻤن ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ﻋﻘب اﻟﺴـﻘوط ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ ﻻ �ﺴـري ﻋﻠ�ـﻪ‬

‫ﺤكم اﻟﻤوت ؟‬

‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬ﻟﻘد ﻓﺎت ﺠدﻴﻨﺎ أن �ﺄﻛﻼ ﻤـن ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة اﻟﺘـﻲ ﻟـم ﺘﻛـن ﺜﻤﺎرﻫـﺎ‬

‫ُﺤرﻤــت ﻋﻠﻴﻬﻤــﺎ ‪� ،‬ــﺎ ﻟﻸﺒﻠﻬــﻴن ! ﻓﻠــو ﺨطــرت ﻟﻬﻤــﺎ ﻓك ـرة أن �ــﺄﻛﻼ ﻤﻨﻬــﺎ ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﻴﻬــوﻩ ﻴﺨــ�ط ﻟﻬﻤــﺎ‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺃﺳﺎﻁﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪178‬‬

‫‪- 204 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪201‬‬


‫اﻟﻤﻼ�ــس اﻟﺠﻠد� ـﺔ ﻟﺤﻘﻘــﺎ ﻋﻠ�ــﻪ إﻨﺘﺼــﺎر اﻷزﻤﻨــﺔ كﻠﻬــﺎ ‪ ،‬وﻟﻤــﺎ كــﺎن �ﻤﻘــدورﻩ أن ُﻴﻨﻔــذ ﻓﻴﻬﻤــﺎ ﺤكﻤــﻪ‬ ‫اﻟﺼﺎرم " )‪0(1‬‬ ‫‪F32‬‬

‫و�ﻘوﻝ " ﺠ�ﻤس ﻓر�زر " ‪ " 00‬وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻤن أﻨﻪ ﻟم �كن �ﺤوﻝ ﺒﻴن اﻹﻨﺴﺎن و�ﻴن ﻫذﻩ‬

‫اﻟﺜﻤﺎر أي ﺘﺤر�م إﻟﻬﻲ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻋكس ﻤﺎ ﺤدث ﻤﻊ ﺸﺠرة اﻟﻤﻌرﻓﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن أﺤداً ﻤن اﻷﺒو�ن ﻟـم �ﻔكـر‬

‫ﻓــﻲ ﻗ�ﻤــﺔ ﺘﻨــﺎوﻝ ﺸــﺊ ﻤــن ﻓﺎﻛﻬﺘﻬــﺎ اﻟﻠذﻴــذة ‪ ،‬ﻓ�ﻌــ�ش إﻟــﻰ اﻷﺒــد ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻴﺒــدو أن ﺸــﺨوص اﻟﻤﺄﺴــﺎة‬ ‫اﻟﻛﺒﻴرة وﻗـد ﺘركـزت أ�ﺼﺎرﻫم ﺤـوﻝ ﺸﺠرة اﻟﻤﻌرﻓﺔ ‪ ،‬ﻟم ﻴ�ﺼروا ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة " )‪0(2‬‬ ‫‪F3‬‬

‫ج ‪ -1 :‬كﺎن اﻟﺴﻘوط ﺼدﻤﺔ ﻗﺎﺴ�ﺔ ﺠداً ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺴﺎن أﻓﻘدﺘﻪ ﺘوازﻨﻪ ‪ ،‬ﻓ�ﻤﺠرد أن أﻛﻞ ﻤن اﻟﺜﻤﺎر‬

‫ﺤرﻤﺔ ﺸﻌر �ﻔﺴﺎد طﺒ�ﻌﺘﻪ ‪ ،‬وأﻨـﻪ ﺴـﻘط ﺘﺤـت ﺴـطوة اﻟﺸـر ‪ ،‬وأﻨـﻪ ﺼـﺎر ﻋﺒـداً ﻷﺒﻠـ�س ‪ ،‬وأﺤـس‬ ‫اﻟﻤ ﱠ‬ ‫ُ‬

‫طﺎرد �ﻼ ﻤ ِ‬ ‫طﺎرد ‪ 00‬وﻟﺤﺴن اﻟﺤـظ أن آدم ﻟم �ﺄﻛﻞ ﻤن ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة �ﻌد اﻟﺴﻘوط ‪ ،‬ﻷﻨﻪ كﺎن‬ ‫أﻨﻪ ُﻤ َ‬ ‫ُ‬

‫ﺴ�ﻌ�ش إﻟﻰ اﻷﺒد ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟﺨطﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺴﻘط ﺘﺤت ﺴطوﺘﻬﺎ ﺒﺈرادﺘﻪ اﻟﺸﺨﺼ�ﺔ‪0‬‬

‫ﺼورﻩ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ ﻗﺼﺔ ﺼراع ﺒﻴن اﻹﻨﺴـﺎن وﷲ ‪� ،‬ﺤﻴـث ﻟـو أﻛـﻞ ﻤـن‬ ‫‪ -2‬ﻟ�س اﻟﻤوﻗﻒ كﻤﺎ ﱠ‬

‫ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ﻟﺤﻘق إﻨﺘﺼﺎ اًر ﻋﻠﻰ ﷲ ‪ 00‬ﻟ�س اﻷﻤر ﻫكذا ‪ ،‬وﻟﻛن ﺤﻘ�ﻘـﺔ اﻷﻤـر أن اﻟﺼـراع كـﺎﺌن‬

‫ﺒﻴن اﻟﺸ�طﺎن وﷲ ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬وﷲ ﻤدﺒر كﻞ ﺸﺊ ﺴﻤﺢ أن �ﺸﻌر آدم ﻋﻘب اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ �ﺎﻟﺨزي‬ ‫اﻟﻌظ�م ‪ ،‬ﺤﺘﻰ أﻨﻪ ﻓﻘد اﻟـداﻓﻊ ﻟﻸﻛـﻞ ﻤـن ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة ‪ ،‬وﻓﻌـﻼَ ً◌ ﻗـد أﺤـس آدم أﻨـﻪ دﺨـﻞ ﻓـﻲ داﺌـرة‬ ‫اﻟﻤوت وﻻ ﻓكﺎك ‪ ،‬وﻗﺒﻞ أن �ﻔوق آدم ﻤن ﺤﺎﻟﺘﻪ ﻫذﻩ كـﺎن ﷲ ﻗـد إﻟﺘﻘـﻰ �ـﻪ ‪ ،‬ووﱠﻗـﻊ اﻟﻌﻘو�ـﺔ ﻋﻠ�ـﻪ ‪،‬‬

‫وأﻋطﺎﻩ اﻟوﻋد �ﺎﻟﻔداء ‪ ،‬وﺘم طردﻩ ﻤن اﻟﻔردوس ﻟﻛ�ﻤـﺎ ﻻ �ﺄﻛـﻞ ﻤـن ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة ﻓ�ﻌـ�ش إﻟـﻰ اﻷﺒـد‬

‫ﻓــﻲ ﺨطﻴﺘــﻪ ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻤــﻞء اﻟزﻤــﺎن ﺘﺠﺴــد وﻓــداﻩ ‪ ،‬ﻓﻌﻼﻗــﺔ ﷲ ﻤــﻊ اﻹﻨﺴــﺎن ﻋﻼﻗــﺔ أﺒــوة وﻟــ�س كﻤــﺎ‬ ‫ﻴﺘﺼور ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ أﻨﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺼراع وﺘﺤدي ‪ ،‬ﻷن ﻤن ﻫو اﻹﻨﺴﺎن ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺤدى ﷲ ؟!!‪0‬‬ ‫ﱠ‬

‫س‪ : 371‬ﻗﺎﻝ ﷲ ﻵدم " وأﻤﺎ ﺸﺠرة ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ﻓﻼ ﺘﺄﻛﻞ ﻤﻨﻬـﺎ‪ 0‬ﻷﻨـك ﻴـوم ﺘﺄﻛـﻞ‬

‫ﻤﻨﻬﺎ ﻤوﺘﺎً ﺘﻤوت " ) ﺘك ‪ ( 17 : 2‬وﻗﺎﻝ اﻟﺸ�طﺎن " ﻟن ﺘﻤوﺘﺎ " ) ﺘك ‪ ( 4 : 3‬وﻋـﺎش آدم‬

‫وﻟم �ﻤت إﻻﱠ �ﻌد وﻗـت طو�ـﻞ ﺠـداً " ﻓﻛﺎﻨـت كـﻞ أ�ـﺎم آدم اﻟﺘـﻲ ﻋﺎﺸـﻬﺎ ﺘﺴـﻊ ﻤﺌـﺔ وﺜﻼﺜـﻴن‬ ‫ﺴﻨﺔ وﻤﺎت " ) ﺘك ‪ 00 ( 5 : 5‬ﻓﻠﻤﺎذا ﻟم �ﺼدق ﷲ ﻓﻲ وﻋﻴدﻩ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺼدق اﻟﺸ�طﺎن ؟‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻼﻣﺔ ﻏﻨﻤﻲ – ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪140‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ – ﺍﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮﺭ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪143‬‬

‫‪- 205 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪202‬‬


‫و�ﻌﻠــق " أﺤﻤــد دﻴــدات " ﻋﻠــﻰ ﻫــذا ﻗــﺎﺌﻼً " وﻫــذا اﻟــﻨص ﻗــﺎطﻊ اﻟدﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ كــذب اﻟﻨﺒــؤة‬

‫اﻹﻟﻬ�ــﺔ كﻤــﺎ أوردﺘﻬــﺎ اﻟﺘــوراة ﻓــﻲ اﻟــﻨص اﻟﺴﺎﺒ ـق ‪ ،‬و�ــدﻝ ﻫــذا اﻟــﻨص ﻋﻠــﻰ أن آدم أﻛــﻞ ﻤــن اﻟﺸــﺠرة‬

‫اﻟﺘﻲ ﻨﻬﺎﻩ ﷲ وﻟم �ﻤت ﻤوﺘﺎً ‪ 00‬ﻟﻘد كﺎﻨت اﻟﺤ�ﱠﺔ اﻟﺘﻲ إﺘﺨذ اﻟﺸ�طﺎن ﻫﻴﺌﺘﻬﺎ أﻛﺜر ﺼـدﻗﺎً ﻤـن ﷲ "‬ ‫)‪0(1‬‬

‫‪F34‬‬

‫وﻗﺎﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " واﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن ﻴﻬـوﻩ ﻨﺴـﻰ ﺘﺤـذﻴرﻩ اﻟﺴـﺎﺒق ‪ ،‬وﻫـو أن ﻤـن �ﺄﻛـﻞ ﻤـن اﻟﺜﻤـرة‬

‫ﺤرﻤﺔ �ﻤوت ﻓﻲ اﻟﻴـوم ﻨﻔﺴـﻪ ‪ ،‬وﻗـد ﻤـﻨﺢ ﻫـذا اﻟﻨﺴـ�ﺎن اﻟﻤـذﻨﺒﻴن ﺤ�ـﺎة ﻤدﻴـدة ‪ ،‬أو ﻋـﺎش آدم �ﻌـد‬ ‫اﻟﻤ ﱠ‬ ‫ُ‬

‫ذﻟك ‪ 930‬ﺴﻨﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F35‬‬

‫ﺤرﻤﺔ ﺴرى ﻋﻠ�ﻪ ﺤكم اﻟﻤوت اﻵﺘﻲ ‪:‬‬ ‫اﻟﻤ ﱠ‬ ‫ج ‪� -1 :‬ﻤﺠرد أن أﻛﻞ آدم ﻤن اﻟﺸﺠرة ُ‬

‫أ – اﻟﻤوت اﻟروﺤﻲ ‪ :‬ﺤﻴث إﻨﻔﺼﻠت ﺤ�ﺎﺘﻪ ﻋـن ﷲ ﻤﺼدر اﻟﺤ�ﺎة كﺈﻨﻔﺼﺎﻝ اﻟظﻠﻤﺔ ﻋن اﻟﻨـور ‪،‬‬

‫وﺤرم ﻤن اﻟﺴرور واﻟﻔـرح ﺒرؤ�ـﺔ ﷲ‬ ‫ﻓﻤﻨذ ﻟﺤظﺔ ﺴﻘوطﻪ ﻓﻘد ﺼورﺘﻪ اﻟﻤﻘﱠدﺴﺔ ‪ ،‬وﻓﻘد ﻏﻨﺎﻩ واﻓﺘﻘر ‪ُ ،‬‬

‫‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﺼﺎر ﷲ �ﺎﻟﻨﺴـ�ﺔ ﻟـﻪ ﻤﺨ�ﻔـﺎً وﻤرﻋ�ـﺎً ‪ 0‬ﻟﻘـد ﻤـﺎت اﻹﻨﺴـﺎن �ﺎﻟﺨط�ـﺔ ﻤوﺘـﺎً روﺤ�ـﺎً ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻤﺜـﻞ‬ ‫اﻹﺒن اﻟﻀﺎﻝ ﻗﺎﻝ اﻷب ﻋن إﺒﻨﻪ اﻟذي ﻀﻞ ﺜم ﻋﺎد " إﺒﻨﻲ ﻫذا كﺎن ﻤﻴﺘﺎً ﻓﻌﺎش " ) ﻟـو ‪24 : 15‬‬

‫( أي أﻨﻬﺎ دﻋﻰ اﻟﻀﻼﻝ ﻤوﺘﺎً ‪ ،‬وﻗﺎﻝ ﻤﻌﻠﻤﻨﺎ ﺒوﻟس اﻟرﺴـوﻝ " أﻤﺎ اﻟﻤرأة اﻟﻤﺘﻨﻌﻤﺔ ﻓﻘد ﻤﺎﺘت وﻫﻲ‬ ‫ﺤﱠ�ﺔ " ) ‪1‬ﺘﻲ ‪ ( 6 : 5‬وﻗﺎﻝ ﷲ ﻟﻤﻼك كﻨ�ﺴﺔ ﺴـﺎروس " ﻟك إﺴﻤﺎً إﻨك ﺤﻲ وأﻨـت ﻤﻴـت " ) رؤ ‪3‬‬

‫‪ ( 1 :‬كﻤﺎ ﻗﺎﻝ أ�ﻀـﺎً ﻤﻌﻠﻤﻨﺎ ﺒـوﻟس اﻟرﺴـوﻝ ﻷﻫـﻞ أﻓﺴـس " إذ كﻨـﺘم أﻤواﺘـﺎً �ﺎﻟـذﻨوب واﻟﺨطﺎ�ـﺎ " )‬ ‫أف ‪ ( 1 : 2‬ﻓﺎﻟذﻨوب واﻟﺨطﺎ�ﺎ ﺘﻤﻴت اﻹﻨﺴﺎن ﻤوﺘﺎً روﺤ�ﺎً ‪ ،‬وﻗﺎﻝ اﻟﺸﺎﻋر ‪:‬‬ ‫ﻟ�س ﻤن ﻤﺎت ﻓﺎﺴﺘراح �ﻤﻴت‬

‫إﻨﻤﺎ اﻟﻤﻴت ﻤﻴت اﻷﺤﻴــﺎء‬

‫إﻨﻤﺎ اﻟﻤﻴت ﻤن �ﻌ�ش ﺸﻘﻴـﺎً كﺎﺴﻔﺎً �ﺎﻟﻪ ﻗﻠﻴﻞ اﻟرﺠـــﺎء‬

‫ب‪ -‬اﻟﻤوت اﻷدﺒﻲ ‪ :‬إذ ﺒدأ آدم �ﺸﻌر �ـﺎﻟﻌري واﻟﺨـزي وكـذﻟك ﺤـواء ) ﺘـك ‪ ( 11 : 3‬وﻗـﺎﻝ �ﺸـوع‬ ‫إ�ك ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻴت ﻷﻨﻪ ﻓﻘد اﻟﻨور ٕوا ِ‬ ‫ﺒن ﺴﻴراخ " ِ‬ ‫�ك ﻋﻠﻰ اﻷﺤﻤق ﻷﻨﻪ ﻓﻘد اﻟﻌﻘﻞ‪ 0‬أﻗﻠﻞ ﻤن اﻟ�كﺎء‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻴت ﻓﺈﻨﻪ ﻓﻲ راﺤﺔ‪ 0‬أﻤﺎ اﻷﺤﻤق ﻓﺤ�ﺎﺘﻪ أﺸﻘﻰ ﻤن ﻤوﺘﻪ‪ 0‬اﻟﻨوح ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻴت ﺴ�ﻌﺔ أ�ﺎم‬ ‫واﻟﻨوح ﻋﻠﻰ اﻷﺤﻤق واﻟﻤﻨﺎﻓق ﺠﻤ�ﻊ أ�ﺎم ﺤ�ﺎﺘﻪ " ) إﺒن ﺴﻴراخ ‪0( 13 – 10 : 22‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ – ﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺹ ‪60 ، 59‬‬ ‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻼﻣﺔ ﻏﻨﻤﻲ – ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪138‬‬

‫‪- 206 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪203‬‬


‫ﺠـ‪ -‬اﻟﻤوت اﻟﺠﺴـدي ‪ :‬ﻓﻤـن اﻟﻠﺤظـﺔ اﻟﺘـﻲ أﻛـﻞ ﻓﻴﻬـﺎ آدم ﻤـن اﻟﺜﻤـرة ﺒـدأت ﻋواﻤـﻞ اﻹﻨﺤـﻼﻝ ﺘـدب‬

‫ﻓﻲ ﺠﺴدﻩ ‪ ،‬ﻓﺄﺼﺎ�ﻪ اﻟوﻫن وأﺼﺎﺒﺘﻪ اﻷﻤراض واﻷوﺠﺎع واﻵﻻم اﻟﺘﻲ ﺴـﻠﻤﺘﻪ ﻟﻠﻤـوت اﻟﺠﺴـدي ﻓـﻲ‬

‫ﻨﻬﺎ�ﺔ اﻟﻤطﺎف‪ 0‬إن ﷲ ﻓﻲ رﺤﻤﺘﻪ أﻤﻬﻞ اﻹﻨﺴﺎن ﺤﺘﻰ �ﺄﺘﻲ ﻤﻨﻪ اﻟﻨﺴﻞ اﻟذي ﺴ�ﺄﺘﻲ ﻤﻨـﻪ ﻤﺨﻠـص‬

‫اﻟ�ﺸر�ﺔ ‪ ،‬و�ﺘم اﻟوﻋد اﻹﻟﻬﻲ " إﺜﻤروا وأﻛﺜروا وأﻤﻸ وا اﻷرض وأﺨﻀـوﻋﻬﺎ " ) ﺘـك ‪ ( 28 : 1‬ﻓﻔـﻲ‬

‫ﺤرﻤـﺔ ﺼـدر ﻋﻠ�ـﻪ ﺤكـم اﻟﻤـوت ‪ ،‬أﻤـﺎ اﻟﺘﻨﻔﻴـذ ﻓﻘـد ﺘـم �ﻌـد‬ ‫اﻟﻤ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﺤظﺔ اﻟﺘﻲ أﻛﻞ ﻓﻴﻬـﺎ آدم ﻤـن اﻟﺜﻤـرة ُ‬

‫ﺤﻴن ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ ﻨﻌﺎ�ﺸﻪ اﻵن إذ �ﺤكم اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠرم �ﺎﻹﻋدام ‪ ،‬و�ﻨﻔذ اﻟﺤكم �ﻌد ﺤﻴن‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻨﻘوﻝ ﻟدﻴدات أن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻴوﻀﺢ أن ﷲ ﺼﺎدق وأﻤـﻴن ﻓـﻲ كـﻞ أﻗواﻟـﻪ وﻋﻬـودﻩ ‪،‬‬

‫ﻓ�ﻘــوﻝ ﻨﺤﻤ�ــﺎ ﻟ " وﻗــد أﻨﺠــزت وﻋــدك ﻷﻨــك ﺼــﺎدق " ) ﻨــﺢ ‪ ( 8 : 9‬وﻗــﺎﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " ﺒــﻞ ﻟــ�كن ﷲ‬

‫ﺼﺎدﻗﺎً وكﻞ إﻨﺴﺎن كﺎذ�ﺎً " ) رو ‪ ( 4 : 3‬أﻤﺎ اﻟﺸ�طﺎن ﻓﻬـو " كذاب وأﺒـو اﻟﻛـذاب " ) ﻴـو ‪44 : 8‬‬ ‫(‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ ﻗداﺴـﺔ اﻟ�ﺎ�ـﺎ ﺸـﻨودة اﻟﺜﺎﻟـث " وﻟﻛـن ﻟـم �كـن ﻤﻤكﻨـﺎً أن �ﻤـوت أﺒواﻨـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺘـو‬ ‫واﻟﻠﺤظﺔ ‪ٕ 00‬واﻻﱠ ﺘﻛون اﻟ�ﺸر�ﺔ كﻠﻬﺎ ﻗد إﻨﺘﻬت وزاﻟت ‪ ،‬و�كون اﻟﺸـ�طﺎن ﻗـد إﻨﺘﺼـر ﻓـﻲ اﻟﻤﻌركـﺔ‬

‫إﻨﺘﺼﺎ اًر ﺴﺎﺤﻘﺎً ‪ ،‬وﻻ �كون ﻫﻨﺎك ﺨﻼص ‪ ،‬اﻟﺨﻼص اﻟذي أﻋدﻩ اﻟرب ﻵدم و�ﻨ�ـﻪ ‪ 00‬ﻟـذﻟك ﺘﺄﺠـﻞ‬ ‫ﻫذا اﻟﻤوت إﻟﻰ ﺤﻴن ‪ ،‬ر�ﺜﻤﺎ ﺘﻠـد ﺤـواء ﺒﻨـﻴن وﺘـر�ﻴﻬم ‪ 0‬ﻷﻨـﻪ ﻓ�ﻤـﺎ �ﻌـد ﺴـ�ﺄﺘﻲ ﻤـن ﻨﺴـﻞ اﻟﻤـرأة ﻤـن‬

‫�ﺴﺤق رأس اﻟﺤ�ﱠﺔ ‪ ،‬و�طﻠب و�ﺨﻠص ﻤﺎ ﻗد ﻫﻠك‪0‬‬

‫وﻤﻊ ﺘﺄﺠﻴﻞ ﻫذا اﻟﻤوت اﻟﺠﺴدي ‪ ،‬كﺎﻨت ﻫﻨـﺎك أﻨـواع أﺨـرى ﻤـن اﻟﻤـوت ‪ ،‬ﺘـم �ﻌﻀـﻬﺎ ﻓـﻲ‬

‫اﻟﺘو واﻟﻠﺤظﺔ ‪:‬‬

‫ﻫﻨﺎك اﻟﻤوت اﻟروﺤﻲ ‪ ،‬وكﻤـﺎ ﻗـﺎﻝ اﻟﻘـد�س أوﻏﺴـطﻴﻨوس } ﻤـوت اﻟﺠﺴـد ﻫـو إﻨﻔﺼـﺎﻝ اﻟـروح‬

‫ﻋن اﻟﺠﺴد‪ 0‬أﻤﺎ ﻤوت اﻟروح ‪ ،‬ﻓﻬو إﻨﻔﺼﺎﻝ اﻟروح ﻋن ﷲ { ‪ 00‬وآدم وﺤواء ﻗد ﻤﺎﺘﺎ ﻫذا اﻟﻤوت‬

‫اﻟروﺤﻲ ﻴوم أﻛﻼ ﻤن اﻟﺸﺠرة ‪ ،‬وﻤﺎﺘﺎ أ�ﻀﺎً ﻤوﺘﺎً آﺨر أدﺒ�ﺎً ‪:‬‬

‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻤوت اﻷدﺒـﻲ ‪ ،‬ﻀـﺎﻋت ك ارﻤـﺔ ﻫـذا اﻹﻨﺴـﺎن اﻷوﻝ ‪ ،‬وﻓﻘـد اﻟﺤﺎﻟـﺔ اﻟﻔﺎﺌﻘـﺔ اﻟطﺒ�ﻌ�ـﺔ‬

‫اﻟﺘـﻲ ُﺨﻠــق ﻋﻠﻴﻬــﺎ ‪ 00‬وأﻛﺒـر ﺘﻌﺒﻴــر ﻋﻠــﻰ ﻫـذا اﻟﻤــوت اﻷدﺒــﻲ ‪ ،‬أن ﷲ طـردﻩ ﻤــن اﻟﺠﻨــﺔ ‪ ،‬وﻋ�ــﺎرة "‬

‫طرد " ﺘﻌﻨﻲ كﺜﻴ اًر ﻤن ﺠﻬﺔ اﻟﻤوﺘﻴن اﻷدﺒﻲ واﻟروﺤﻲ‪00‬‬

‫‪- 207 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪204‬‬


‫�ﻘﻰ اﻟﻤوت اﻷﺒـدي ‪ ،‬وﻫـو أﺨطـر ﻤـﺎ ﻓـﻲ ﺤكـم اﻟﻤـوت ‪ :‬وﻫـو اﻟـذي ﺨﻠﺼـﻨﺎ ﻤﻨـﻪ اﻟﻤﺴـ�ﺢ‬

‫�ﺎﻟﻔداء ‪ ،‬ﺤﻴث ﻤﺎت ﻋﻨﺎ ‪" 00‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F36‬‬

‫‪� -4‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ ﻴ ـؤاﻨس اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ " ﻫﻨــﺎك اﻟﻤــوت اﻷدﺒــﻲ واﻟﻤــوت اﻟروﺤــﻲ ‪ ،‬أﻤــﺎ اﻟﻤــوت‬

‫اﻟﺠﺴدي ﻓﻘد ﺘﺤﻘق أ�ﻀﺎً ‪ ،‬وﻟﻛن ﻟ�س ﻓﻲ اﻟﺘو واﻟﻠﺤظﺔ ‪ٕ ،‬واﻨﻤﺎ ﺒدأ اﻟﻤوت واﻟﻔﺴﺎد ﻴدب ﻓﻲ ﺠﺴد‬

‫اﻹﻨﺴﺎن ﻤن وﻗت اﻟﺴﻘوط ‪ ،‬و�ﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﺈن ﷲ ﻻ �ﺤﻘق وﻋﻴدﻩ ودﻴﻨوﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﻟﺤظـﺔ اﻟﻨطـق ﺒﻬـﺎ‬ ‫‪ٕ ،‬واﻨﻤـﺎ �ﻌطــﻲ اﻹﻨﺴــﺎن ﻤﻬﻠــﺔ ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ ﻟــو أﻤــﺎت ﷲ اﻹﻨﺴـﺎن ﻤوﺘـﺎً ﺠﺴــد�ﺎً ﻓــﻲ اﻟﻠﺤظـﺔ اﻟﺘــﻲ ﻋﺼــﻰ‬

‫وﺼــﻴﺘﻪ ﻓﻴﻬــﺎ ﻓﻠﻤــﺎذا ﺨﻠﻘــﻪ أﺴﺎﺴ ـﺎً ؟ وﻫــﻞ ﷲ �ﺼــﻨﻊ ﻋﻤ ـﻼً ﻋظ�ﻤ ـﺎً كﻬــذا ﺜــم �ﺴــﻤﺢ ﻟﻠﺸــ�طﺎن �ــﺄن‬

‫ﻴﺘدﺨﻞ و�ﻔﺴدﻩ ؟! " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨـــﺎ أﻏﺴـــطﻴﻨوس اﻷﻨ�ـــﺎ ﺒـــوﻻ " ﻟﻘــد ﻨﻔــذ ﷲ كﻼﻤــﻪ ﻓﻌ ـﻼً ‪ ،‬ودﺨــﻞ اﻟﻤــوت إﻟــﻰ‬

‫اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ ‪ ،‬وﻤــﺎت آدم ﻤوﺘ ـﺎً أدﺒ� ـﺎً إذ ﺼــﺎر ﺴــﺎﻗطﺎً ‪ ،‬وﻋﺒــداً ﻟﻠﺨط�ــﺔ ‪ ،‬وﺠــرى ﻟ�ﻐطــﻲ ﺨز�ــﻪ ﺒــورق‬ ‫اﻟﺘﻴن ‪ ،‬وﻤﺎت ﻤوﺘﺎً روﺤ�ﺎً وﺼﺎر �ﺤﺎوﻝ أن ﻴﻬرب ﻤن ﷲ ‪ ،‬وﻟﻛن ﷲ ﺘﺤﻨن ﻋﻠﻰ آدم وأﺠﻞ ﻤوﺘﻪ‬

‫اﻟﺠﺴــدي ﻟﻛــﻲ ﺘوﺠــد ﻓرﺼــﺔ ﻹ�ﻘــﺎء اﻟﻨﺴــﻞ اﻟ�ﺸــري ﻋﻠــﻰ اﻷرض ‪ ،‬وﻟﻛــن ﺘﺤﻘــق ﻤــوت آدم ﻓﻌﻠ� ـﺎً‬ ‫وﻤﻌﻨو�ﺎً وﺤرﻓ�ﺎً �ﻌـد ذﻟك‪ 0‬وﻟو كﺎن اﻟﺸ�طﺎن ﺼﺎدﻗﺎً ﻓﻲ كﻼﻤﻪ ‪ ،‬ﻓﻠﻤـﺎذا ﻤـﺎت آدم �ﻌـد ذﻟـك ؟!! "‬

‫] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -6‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ـﺎن ﺒـدﻴر ﻤـﺎر ﻤﻴﻨـﺎ اﻟﻌـﺎﻤر " ط�ﻌـﺎً ﻫـذا اﻟﺴـؤاﻝ ﻻ ﻴﺠـب أن ُ�ﺴـﺄﻝ‬

‫!! ﻷن ﷲ ﺼﺎدق ‪ ،‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ " ﻤوﺘﺎً ﺘﻤوت " ﻓﻬذا ﺼدق ﺒدﻟﻴﻞ أﻨﻪ ﻗـﺎﻝ " ﻷﻨك ﺘراب ٕواﻟﻰ ﺘراب‬ ‫ﺘﻌود " ) ﺘك ‪ ( 19 : 3‬وﻫكذا ﻴرﺠﻊ اﻟﺠﺴد اﻟ�ﺸري إﻟﻰ اﻷرض " ﻓﻴرﺠﻊ اﻟﺘراب إﻟـﻰ اﻷرض كﻤـﺎ‬

‫كﺎن وﺘرﺠﻊ اﻟروح إﻟﻰ ﷲ اﻟذي أﻋطﺎﻫﺎ " ) ﺠﺎ ‪ ( 7 : 12‬وﺸﻬﺎدة اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس واﻀﺤﺔ ﺠﻠ�ﺔ‬ ‫�ﺄن اﻟﻤوت ﻨﺘﺞ ﻋن ﺘﻌدي آدم ‪ ،‬وأﻨﻪ أﺠرة اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬وﻟم �كن ﺠزءاً أﺼ�ﻼً ﻓـﻲ طﺒ�ﻌـﺔ اﻹﻨﺴ ـﺎن )‬

‫ﺘــك ‪ ، 19 : 3 ، 17 : 2‬رو ‪1 ، 23 : 6 ، 12 : 5‬كــو ‪ ( 22 : 15‬ﻓــﺂدم كــﺎن ﺴــوف �ﺤ�ــﺎ إﻟــﻰ‬ ‫اﻷﺒد ﻟوﻻ اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬وآدم �ﻌد أن ﻋﺎش ‪ 930‬ﺴﻨﺔ ﻤﺎت �ﻌـد ذﻟـك‪ 0‬وأ�ﻀـﺎً " ﻤوﺘـﺎً ﺘﻤـوت " ﻷﻨـﻪ ﻟـم‬

‫�ﺤﻔظ كﻼم ﷲ ‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺎﻝ اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ " اﻟﺤق اﻟﺤق أﻗوﻝ ﻟﻛـم إن كـﺎن أﺤـد �ﺤﻔـظ كﻼﻤـﻲ ﻓﻠـن‬ ‫ﻴرى اﻟﻤوت إﻟﻰ اﻷﺒد ‪ 00‬إن كﺎن أﺤد �ﺤﻔظ كﻼﻤﻲ ﻓﻠن ﻴذوق اﻟﻤوت إﻟﻰ اﻷﺒـد " ) ﻴـو ‪51 : 8‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ‪ -1‬ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍء ﺹ ‪0 38 ، 37‬‬

‫‪- 208 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪205‬‬


‫‪ ( 52 ،‬واﻟﻤﻘﺼــود ﺒـ ـ " ﻟـــن ﻴـــرى اﻟﻤـــوت " ‪ " ،‬ﻟـــن ﻴـــذوق اﻟﻤـــوت " أي اﻟﻤــوت اﻟروﺤــﻲ " ] ﻤــن‬ ‫إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻴوﺴﻴ ر�ﺎض " ﻗﺎﻝ ﻟ " ﻴوم ﺘﺄﻛـﻞ ﻤﻨﻬـﺎ ﻤوﺘـﺎً ﺘﻤـوت " ) ﺘـك ‪( 17 : 2‬‬

‫وﻫذا ﻤﺎ ﺘم ﻓﻌﻼً ‪ ،‬وﻤﺎت اﻹﻨﺴﺎن ﻤوﺘﺎً روﺤ�ﺎً ‪ ،‬وﻤوﺘـﺎً أدﺒ�ـﺎً ‪ ،‬وﻤوﺘـﺎً ﺠﺴـد�ﺎً ‪ 00‬اﻟﻤـوت ﻫـو اﻟ�ﻌـد‬

‫ﻋــن ﷲ ‪ ،‬واﻟﺤرﻤــﺎن ﻤــن اﻟﺘﻤﺘــﻊ �ﻌﺸ ـرﺘﻪ ‪ ،‬وﻗ�ــﺎم ﺤــﺎﺠز ﺒــﻴن اﻹﻨﺴــﺎن وﷲ ‪ 00‬كــﺎن آدم ﻤﺨﻠوﻗ ـﺎً‬

‫ﻟﻠﺨﻠــود ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻹﻨﺴــﺎن ﻤــﺎت �ﻔﻌــﻞ اﻟﺨط�ــﺔ " أﺠـــرة اﻟﺨط�ـــﺔ ﻫـــﻲ ﻤـــوت " ) رو ‪ ( 23 : 6‬إذاً‬

‫اﻟﺸ�طﺎن ﻫو اﻟﻛذاب وأﺒو اﻟﻛذاب " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -8‬ﻘـوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺘوﻓﻴـق ﻓـرج ﻨﺨﻠـﺔ " ﻟﻘـد ﻤـﺎت آدم ﻤوﺘـﺎً روﺤ�ـﺎً ﺒﺈﻨﻔﺼـﺎﻟﻪ ﻋـن ﷲ ‪ ،‬وﻤوﺘـﺎً‬

‫أدﺒ�ﺎً �ﻔﻘدﻩ ﻤركزﻩ ‪ ،‬كﻤﺎ أن طﺒ�ﻌﺘﻪ أﺼ�ﺤت ﺘﺤـت ﺤكـم اﻟﻤـوت اﻟﺠﺴـدي أ�ﻀـﺎً ‪ ،‬كﻤـﺎ أﻨـﻪ أﺼـ�ﺢ‬

‫ﻗــﺎ�ﻼً ﻟﻠﺘﻌــب واﻷﻟــم واﻷﻤـراض ) ﺘــك ‪ ( 19 : 3‬وﻟﻘــد أ�ﻘــﻰ ﷲ اﻷﺜــﺎر اﻟﺠﺎﻨﺒ�ــﺔ ﻟﻬــذا اﻟﺤكــم �ــﺎﻟرﻏم‬

‫ﻤــن إﺘﻤــﺎم اﻟﻔــداء ‪ ،‬وﻻ ﺘ ـزاﻝ ﻟــﻶن ﺴــﺎر�ﺔ ﻟﻠﺘــذكﻴر واﻟﺘﺤــذﻴر واﻟﺒرﻫــﺎن ﻋﻠــﻰ ﺼــدق و ارﺜــﺔ اﻟﺠــﻨس‬

‫اﻟ�ﺸــري ﻟﻠﺤكــم اﻟــذي ُﺤكــم �ــﻪ ﻋﻠــﻰ آدم وﻋﻠــﻰ ﺤـواء ) رو ‪ ] " ( 12 : 5‬ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ ﺴــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -9‬ﻘــوﻝ اﻟـــدكﺘور ﻤـــﻼك ﺸـــوﻗﻲ إﺴـــكﺎروس " ﻟﻘ ـ ـد ﺒـ ـﺎرك ﷲ اﻹﻨﺴــﺎن �ﻌــد ﺨﻠﻘﺘــﻪ ﻗــﺎﺌﻼً "‬

‫إﺜﻤـروا وأﻛﺜـروا ٕواﻤـﻸ وا اﻷرض " ) ﺘـك ‪ ( 28 : 1‬وكـﺎن ﻫـذا اﻟوﻋـد اﻹﻟﻬـﻲ ﻻﺒـد أن ﻴﺘﺤﻘـق ‪ ،‬ﻓﻠــو‬ ‫ﺤرﻤـﺔ ﻻﺴـﺘﺤﺎﻝ ﺘﺤﻘﻴـق ﻫـذا اﻟوﻋـد ‪ ،‬وﻤـﻊ ﻫـذا ﻓـﺈن ﻨﺘﻴﺠـﺔ‬ ‫اﻟﻤ ﱠ‬ ‫أﻤﺎت ﷲ آدم ﻋﻘب أﻛﻠﻪ ﻤن اﻟﺸـﺠرة ُ‬

‫اﻷﻛﻞ ﻤن ﺸﺠرة ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ﻫﻲ اﻟﻤوت ‪ ،‬وﻓﻌﻼً ﻋﻤﻠ�ﺔ إﻨﺤﻼﻝ اﻟﺠﺴد ﺒدأت ﻓﻲ ) ﺘك ‪3‬‬

‫( ٕواﻨﺘﻬت ﺤ�ﺎة آدم ﻓﻲ ) ﺘك ‪ ( 5‬واﻟﻤـوت ﻻ �ﻌﻨﻲ اﻟﻔﻨﺎء ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻫو ﺘﻐﻴﻴر ﻟﻤكﺎن آدم ‪ ،‬ﻤـن داﺨـﻞ‬

‫وﺘﻐﻴﻴــر ﻟﻤوﻗــﻊ آدم �ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻟ ‪ ،‬ﻤــن ﺸــركﺔ ﻤــﻊ ﷲ إﻟــﻰ إﻗﺼــﺎء ﻋﻨــﻪ ‪ ،‬وكــﻞ‬ ‫اﻟﺠﻨــﺔ إﻟــﻰ ﺨﺎرﺠﻬــﺎ ‪ّ ،‬‬

‫ﻤــوت �ﻤكــن أن �ﻔﻬــم ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﻨﺤــو ‪ ،‬ﻓــﺎﻟﻤوت ﻫــو اﻟﺘﺤـ ﱡـوﻝ ﻤــن ﺤ�ــﺎة اﻟﺒركــﺔ واﻟﺤﻴو�ــﺔ واﻟﺤر�ــﺔ‬

‫واﻟﺸركﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ إﻟﻰ ﺤ�ﺎة اﻟﻌﺒود�ﺔ واﻟﺘﻌب واﻹﻗﺼﺎء ﻋـن ﷲ ﺨـﺎرج ﺠﻨـﺔ ﻋـدن " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت‬

‫أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪ -10‬أود اﻹﺸﺎرة ﻫﻨﺎ إﻟﻰ أن آدم أﺨطﺄ وﺴرى ﻋﻠ�ﻪ ﺤكم اﻟﻤوت ‪ ،‬وورﺜـت اﻟ�ﺸـر�ﺔ ﻋـن آدم‬

‫اﻟﺨط�ــﺔ اﻟﺠد�ــﺔ وﺴــرى ﻋﻠﻴﻬــﺎ �ﺎﻟﺘ�ﻌ�ــﺔ ﺤكــم اﻟﻤــوت ‪ ،‬وﺘﻘــوﻝ اﻷﺨــت اﻹﻛﻠﻴر�ك�ــﺔ ﻤﺎر�ﻬــﺎم رﻓﻌــت‬ ‫‪- 209 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪206‬‬


‫أﻤـــﻴن – إﻛﻠﻴر�ك�ــﺔ ﺸــﺒﻴن اﻟﻛــوم " إن اﻟﻔــﺎرق ﺒــﻴن ﺨط�ــﺔ آدم ‪ ،‬وﺨط�ــﺔ اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ ‪ ،‬أن آدم إرﺘﻛــب‬ ‫اﻟﺨط�ــﺔ اﻟﻔﻌﻠ�ــﺔ �ﺄﻛﻠــﻪ ﻤــن اﻟﺸــﺠرة اﻟﻤﻨﻬــﺎﻩ ﻋﻨﻬــﺎ‪ 0‬أﻤــﺎ ذر�ﺘــﻪ ﻓﻘــد ُو ِﺠ ـدوا ﻓــﻲ ﺤﺎﻟــﺔ آدم اﻟﺨــﺎطﺊ ‪،‬‬ ‫و�ﻤكن ﺘوﻀ�ﺢ وﺠﻬﺔ اﻟﻨظر ﻫذﻩ ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً ‪ ،‬ﻟو إﻓﺘرﻀﻨﺎ أن أﺤـد اﻟﺴـﺎدة اﻟﻛرﻤـﺎء ﻤـﻨﺢ أﺤـد اﻟرﺠـﺎﻝ‬

‫ﺒﻴﺘ ـﺎً ﻟ�ﺴــكن ﻓ�ــﻪ ﻤــﻊ أﺴ ـرﺘﻪ ‪� ،‬ﺸــرط أن �ﺤ ـﺎﻓظ ﻋﻠ�ــﻪ و�ﺤﺴــن ﻨظﺎﻓﺘــﻪ ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻫــذا اﻟرﺠــﻞ أﺴــﺎء‬

‫إﺴــﺘﺨدام اﻟﺒﻴــت ‪ ،‬ﻓطــردﻩ اﻟﺴــﻴد ﻤﻨــﻪ ﻫــو وأوﻻدﻩ ‪ 0‬ﻓﺼــﺎر اﻟﺠﻤ�ــﻊ ﺨﺎرﺠ ـﺎً ‪ ،‬واﻟﻔــﺎرق ﺒــﻴن اﻟرﺠــﻞ‬

‫وأوﻻدﻩ ﻓﻲ ﻫذا اﻷﻤر ‪ ،‬أن اﻟرﺠﻞ ﻓﻘد اﻟﺒﻴت �ﺴﺒب ﺘﻘﺼﻴرﻩ ٕواﻫﻤﺎﻟـﻪ ‪ ،‬أي ﻟﺠـرم إرﺘﻛ�ـﻪ ﻓﻌـﻼً ‪ ،‬أﻤـﺎ‬

‫ط ـ ِردوا ﻤــن اﻟﺒﻴــت ‪ ،‬ﻻ ﻟــذﻨب إرﺘﻛﺒــوﻩ ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ﻟــذﻨب إرﺘﻛ�ــﻪ أﺒــوﻫم ‪ ،‬وﻫــم ُو ِﺠ ـدوا ﻓــﻲ ﻫــذا‬ ‫اﻷﺒﻨــﺎء ﻓ ُ‬

‫اﻟوﻀﻊ " } ﻤن أ�ﺤﺎث ﻤﺎدة اﻟﻨﻘد اﻟﻛﺘﺎﺒﻲ [‪0‬‬

‫س‪ : 372‬كﻴﻴ ﻴﻨذر ﷲ آدم �ﺎﻟﻤوت ‪ ،‬واﻟﻤوت ﻟم �كن ﻗد ُﻋـرف �ﻌـد ‪ ،‬ﻷﻨـﻪ ﺠـﺎء ﻨﺘﻴﺠـﺔ‬

‫ﻟﻠﺨط�ﺔ ؟‬

‫ج ‪ :‬ﺨﻠق ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﻗدر كﺒﻴر ﻤن اﻟﺤكﻤـﺔ واﻹدراك ‪ ،‬وﻫـذا واﻀـﺢ ﻤـن ﺘﺴـﻤ�ﺔ آدم ﻟﺠﻤ�ـﻊ‬

‫اﻟﺤﻴواﻨــﺎت واﻟطﻴــور ‪ ،‬وﻻﺒــد أن ﻫــذﻩ اﻷﺴــﻤﺎء ﺘــﻨم ﻋــن ﺼــﻔﺎت أﺼــﺤﺎﺒﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺒﻬــذﻩ اﻟﺤكﻤــﺔ وذاك‬

‫اﻹدراك ﻻﺒد أن آدم ﻗد ﻓﻬم وأدرك أن اﻟﻤوت اﻟﻨﺎﺘﺞ ﻤـن ﻤﺨﺎﻟﻔـﺔ اﻟوﺼـ�ﺔ اﻹﻟﻬ�ـﺔ �ﻌﻨـﻲ اﻹﻨﻔﺼـﺎﻝ‬

‫ﻋن ﷲ ‪ ،‬واﻟﻌودة إﻟﻰ اﻷﺼﻞ وﻫو اﻟﺘراب‪0‬‬

‫و�ﻘـوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟـث " ﻨﺤـن ﻨﻌﺠـب ﻤـن ﻫـذﻩ اﻟﻤﻌرﻓـﺔ اﻟﺘـﻲ كﺎﻨـت ﻵدم‬

‫‪ 00‬كﻴﻒ ﻋرف أن ﺤواء ‪ ،‬ﻗد أُﺨذت ﻤن ﻟﺤﻤﻪ وﻋظﺎﻤﻪ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ كﺎن ﻓﻲ ﺴ�ﺎت ‪ 00‬؟! ﻫﻞ أﺨﺒـرﻩ‬

‫ﷲ �ﻤﺎ ﺤدث ‪ ،‬ﻓﻲ ظﻞ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻤﺤ�ﺔ ﺒﻴﻨﻪ و�ﻴن ﷲ ؟ أم كﺎن ﻫذا اﻟﻠون ﻤن اﻟﻤﻌرﻓﺔ ‪ ،‬ﻤن ﻀﻤن‬ ‫ﻤواﻫ�ﻪ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ‪ ،‬اﻟذي ُﺨﻠق ﻓ�ﻪ ﺒوﻀـﻊ ﻓـﺎﺌق ﻟﻠطﺒ�ﻌـﺔ ‪ 00‬؟! كﻤـﺎ إﻨﻨـﺎ ﻨﻌﺠـب �ـﺂدم إذ أﻨـﻪ‬

‫أﻋطﻰ ﺤواء إﺴﻤﺎً ﻟﻪ دﻻﻟﺔ وﻟﻪ ﻋﻤق ‪ ،‬ﻓﺴﻤﺎﻫﺎ إﻤرأة ‪ ،‬ﻷﻨﻬـﺎ ﻤـن إﻤـرء ﻗـد أُﺨـذت ‪ ،‬وﻓ�ﻤـﺎ �ﻌـد ‪00‬‬ ‫�ﻌد اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬ﺤﻴﻨﻤﺎ وﻟدت إﻤرأﺘﻪ إﺒﻨﺎً ‪ ،‬أﻋطﺎﻫﺎ إﺴﻤﺎً آﺨر " ودﻋﺎ آدم إﺴم إﻤرأﺘﻪ ﺤواء ﻷﻨﻬﺎ أم‬

‫كﻞ ﺤﻲ " ) ﺘـك ‪ ( 20 : 3‬إﻨﻬـﺎ ﺤكﻤـﺔ إﺘﺼـﻒ ﺒﻬـﺎ آدم ﻓـﻲ إطـﻼق اﻷﺴـﻤﺎء‪ 0‬وﻟﻌﻠـﻪ إﺴـﺘﺨدم ﻫـذﻩ‬

‫اﻟﺤكﻤﺔ ذاﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺴـﻤ�ﺔ اﻟﺤﻴواﻨـﺎت واﻟطﻴـور وكـﻞ ذوات اﻷﻨﻔـس اﻟﺤﱠ�ـﺔ ‪ 00‬كـﺎن آدم أ�ﻀـﺎً �ﻌﻤـﻞ‬

‫ﻓ ــﻲ اﻟﺠﻨ ــﺔ و�ﺤﻔظﻬ ــﺎ ) ﺘ ــك ‪ ( 15 : 3‬ﻓﻤ ــن أﻴ ــن أوﺘ ــﻲ آدم ﻫ ــذﻩ اﻟﻤﻌرﻓ ــﺔ �ﺸ ــﺌون ك ــﻞ اﻟﻨ�ﺎﺘ ــﺎت‬

‫‪- 210 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪207‬‬


‫اﻟﻤوﺠــودة ﻓــﻲ اﻟﺠﻨــﺔ ‪ ،‬أﺘـراﻩ أ�ﻀـﺎً ﻟــون ﻤــن اﻟﻛﺸــﻒ اﻹﻟﻬــﻲ ‪ ،‬أو كﺎﻨــت ﻤﻌرﻓــﺔ آدم ﻤــن ﻨــوع ﻓــﺎﺌق‬ ‫ﻟﻤﻌرﻓﺘﻨﺎ ؟! " )‪0(1‬‬ ‫‪F37‬‬

‫س‪ : 373‬ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ أن ﷲ كﺎن �ﻤﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ " وﺴـﻤﻌﺎ ﺼـوت اﻟـرب اﻹﻟـﻪ ﻤﺎﺸـ�ﺎً ﻓـﻲ‬

‫اﻟﺠﻨﺔ ﻋﻨد ﻫﺒوب ر�ﺢ اﻟﻨﻬﺎر " ) ﺘك ‪ ( 8 : 3‬؟ وكﻴﻴ ﺴﻤﻊ آدم ﺼوت اﻟرب اﻹﻟﻪ ؟‬

‫�ﻘــوﻝ " ﺠـــ�ﻤس ﻓر�ـــزر " أﺨــذ اﻟــرب ﻴﺘﻤﺸــﻰ ‪ ،‬كﻤــﺎ كﺎﻨــت ﻋﺎدﺘــﻪ ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺴــﺎﻋﺔ اﻟﻌﺼــر‬

‫اﻟرط�ــﺔ ‪ ،‬وﺴــﻤﻊ اﻟرﺠــﻞ واﻟﻤ ـرأة وﻗــﻊ ﺨطواﺘــﻪ ‪ ،‬ور�ﻤــﺎ ﺴــﻤﻌﺎ كــذﻟك ﺤﻔﻴــﻒ اﻷوراق وﻫــﻲ ﺘﺘﺴــﺎﻗط‬

‫ﺘﺤت ﻗدﻤ�ﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F38‬‬

‫و�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ﻟﻛن ﺴﻌﺎدﺘﻬﻤﺎ ﻟم ﺘدم طو�ﻼً ‪ ،‬ﻓﻘـد } ﺴﻤﻌﺎ ﺼوت اﻟرب اﻹﻟﻪ ﻤﺎﺸـ�ﺎً‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ) { 00‬ﺘك ‪ ( 8 : 3‬وﻤرة أﺨـرى ﻨرى أن اﻹﻟﻪ اﻟﺘوراﺘﻲ كﺎﺌن ﺠﺴدي ﺘﻤﺎﻤﺎً ‪ ،‬ﻓﻬو ﻴﺘﻨـزﻩ‬

‫وﻗت اﻟﺒـرود ‪ ،‬و�ﺘﺤـدث كـﺄي إﻨﺴـﺎن آﺨـر‪ 0‬إذاً �ﻘـدم ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن إﻟﻬـﻪ ﻟﻨـﺎ ‪ ،‬كﻤـﺎ ﺘﻔﻌـﻞ اﻟﺨ ارﻓـﺎت‬

‫ﺘﺼورات ﻤﺘﻤﺎﺜﻠﺔ ﻋن اﻵﻟﻬـﺔ ككﺎﺌﻨـﺎت‬ ‫اﻟوﺜﻨ�ﺔ‪ 0‬واﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن ﻤﺨﺘﻠﻒ اﻟﺸﻌوب اﻟﻘد�ﻤﺔ كﺎﻨت ﺘﻤﻠك ﱡ‬

‫ﺘﺸ�ﻪ اﻟ�ﺸر‪0‬‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ﻋن اﻟﺼورة ‪ ،‬اﻟﺘﻲ ظﻬر ﷲ ﻓﻴﻬﺎ ﻵدم ‪ 00‬ﻓﻴؤكد اﻟﻛﻨﺴﻴون ‪ ،‬أﻨﻬﺎ كﺎﻨت‬ ‫و�ﺘﺴﺎءﻝ ُ‬

‫ﺼــورة �ﺸـر�ﺔ ‪ 00‬ﻷن ﷲ } ﺼــﻨﻊ اﻹﻨﺴــﺎن ﻋﻠــﻰ ﺼــورﺘﻪ وﻤﺜﺎﻟــﻪ { إذاً ﻤــﺎ اﻟــذي �ﻤﻴــز اﻟﺘﺼـ ﱡـور‬

‫اﻟﻴﻬـ ــودي ﻟ ‪ ،‬ﻋـ ــن ﺘﺼـ ـ ﱡـور اﻟـ ــد�ﺎﻨﺎت اﻷﺨـ ـ ـرى ﻟ ـ ـ ـﻪ ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـﻲ اﻟـ ــد�ﺎﻨﺎت ﻨﻔﺴـ ــﻬﺎ اﻟﺘـ ــﻲ " وﺼـ ــﻤﺘﻬﺎ "‬ ‫اﻟﻤﺴ�ﺤ�ﱠﺔ �ﺎﻟوﺜﻨ�ـﺔ ؟ ﻓﺎﻟروﻤـﺎن اﻟـذﻴن أﺨـذوا ﻤﻌﺘﻘـداﺘﻬم ﻤـن اﻹﻏر�ـق ‪ ،‬ﻟـم ﻴﺘﺼ ﱠـوروا اﻵﻟﻬـﺔ إﻻﱠ ﻓـﻲ‬ ‫ﺼورة �ﺸر�ﺔ ‪ ،‬اﻷﻤر اﻟذي ﻴرﻏﻤﻨـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻘـوﻝ ‪ :‬ﻟـ�س ﷲ ﻫـو اﻟـذي ﺼـﻨﻊ اﻹﻨﺴـﺎن ﻋﻠـﻰ ﺼـورﺘﻪ‬ ‫وﻤﺜﺎﻟﻪ ‪ ،‬ﺒﻞ اﻹﻨﺴﺎن ﻫو اﻟذي ﺘﺨﻴﻞ اﻵﻟﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﺼورﺘﻪ وﻤﺜﺎﻟﻪ " )‪0(2‬‬ ‫‪F39‬‬

‫وﺘطــﺎوﻝ اﻟــ�ﻌض �ﺎﻟﺘﺴــﺎؤﻝ ‪ :‬ﻫــﻞ كــﺎن ﷲ ﻴرﺘــدي ﺤــذاءاً أو ﻗ�ﻘﺎ� ـﺎً و�ﺴــﻴر ﻋﻠــﻰ أرﻀــ�ﺔ‬

‫ﺴــﻴراﻤ�ك ‪ ،‬أم أﻨــﻪ كــﺎن �ﻐﻨــﻲ و�ﺼـّﻔر أﺜﻨــﺎء ﺴــﻴرﻩ ؟ ) ارﺠــﻊ ﻋــﻼء أﺒــو �كــر – اﻟﺒﻬر�ــز ﻓــﻲ اﻟﻛــﻼم‬ ‫اﻟﻠﻲ �ﻐ�ظ ﺠـ ‪ 1‬س‪ ، 68‬س‪ ، 240‬س‪0( 267‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ‪ -1‬ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍء ﺹ ‪17 ، 16‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ – ﺍﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮﺭ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪142‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪32 ، 31‬‬

‫‪- 211 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪208‬‬


‫ج ‪� -1 :‬ﻘوﻝ أ‪0‬ف ك�ﻔن " إن وﺼﻒ اﻟﻤﺸﻲ اﻟﻤذكور ﻫﻨﺎ ﻻ ﻴﺠب أن �ﻌﺘﺒـر كﻤﺸـﻲ اﻹﻨﺴـﺎن ‪،‬‬ ‫كﻤﺎ أﻨﻪ كﺎﻨت ﻫﻨﺎك ك�ﻔ�ﺔ ﻓر�دة ﻟﻠﺤدﻴث ﺒﻴن ﷲ واﻹﻨﺴﺎن " )‪0(3‬‬ ‫‪F40‬‬

‫‪ -2‬ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب أن آدم وﺤواء " ﺴﻤﻌﺎ ﺼوت اﻟرب اﻹﻟﻪ ﻤﺎﺸ�ﺎً " ﻤﻊ أن اﻟﺼـوت ﻻ �ﻤﺸـﻲ‬

‫‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻘﺼود ﺒﻬذا اﻟﺘﻌﺒﻴر ﻫو اﻟﺤﻀرة اﻹﻟﻬ�ﺔ اﻟﻤﺤﺴوﺴﺔ ‪ ،‬وﻟـم �ﺼـﻒ ﻟﻨـﺎ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟطر�ﻘـﺔ اﻟﺘـﻲ‬ ‫كﺎﻨت ﺘﺘﺠﻠﻰ ﺒﻬﺎ اﻟﺤﻀرة اﻹﻟﻬ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺘﺼ�ﺢ ﻤﺤﺴوﺴﺔ ﻟدى آدم وﺤـواء ‪ ،‬وﻤـﺎدام اﻟﻛﺘـﺎب ﻟـم ﻴـذكر‬

‫ك�ﻔ�ﺔ ﺴﻤﺎع ﻫذا اﻟﺼوت ‪ ،‬ﻓﻼ ﻤﺠـﺎﻝ ﻟﻠﺘﺼ ﱡـورات واﻟﺘﻬ�ـﺄوات ‪ ،‬ﻤﺜـﻞ اﻟﻘـوﻝ �ـﺄن ﺤﻔﻴـﻒ اﻷﺸـﺠﺎر‬ ‫كﺎﻨت ﺘﺘﺴﺎﻗط ﺘﺤت ﻗدﻤ�ﻪ ‪ ،‬وكﺄﻨﻪ ﻋﻤﻼق ﺨراﻓﻲ ﻴدوس اﻷﺸﺠﺎر �ﻘدﻤ�ﻪ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﺨﻠﻊ اﻟﺼـﻔﺎت اﻟ�ﺸـر�ﺔ ﻋﻠـﻰ ﷲ ﺘ�ـﺎرك إﺴـﻤﻪ ﻤﺜـﻞ اﻟﻤﺸـﻲ أو اﻟﺤـزن أو اﻟﻨـدم أو اﻟ�ﻘظـﺔ‬

‫‪ 00‬إﻟﺦ ﻏﻴر ﻤﺴﺘﻤد ﻤن اﻟد�ﺎﻨﺎت اﻟوﺜﻨ�ﺔ ‪ ،‬وﻟﻛن �ﻤﺜﻞ ﺘﻨﺎزﻝ اﻟوﺤﻲ اﻹﻟﻬـﻲ ﻟﻤﺴـﺘوى اﻹﻨﺴـﺎن ‪-‬‬

‫طﻤﺴت �ﺼﻴرﺘﻪ اﻟروﺤ�ﱠﺔ ‪ -‬ﻟﻛ�ﻤﺎ �ﻔﻬم ﻤﺎ ﻴر�د ﷲ أن �ﻘوﻟﻪ ‪ ،‬وﻗد أﻗ ﱠـر اﻟﻘـرآن ﻫـذا ‪،‬‬ ‫اﻟذي ﺴﻘط و ُ‬

‫كﻤــﺎ رأﻴﻨــﺎ ﻓــﻲ إﺠﺎ�ــﺔ اﻟﺴ ـؤاﻝ رﻗــم ‪ ، 341‬وأ�ﻀ ـﺎً أﻗـ ﱠـر اﻟﻘ ـرآن ﺤــدﻴث ﷲ ﻤــﻊ آدم ﻋﻘــب اﻟﺴــﻘوط "‬

‫ﻓﺘﻠﻘــﻰ آدم ﻤــن ر�ــﻪ كﻠﻤــﺎت ﻓﺘــﺎب ﻋﻠ�ــﻪ أﻨــﻪ اﻟﺘـواب اﻟــرﺤ�م " ) اﻟ�ﻘـرة ‪ " 00 ( 37‬ﻗــﺎﻻ ر�ﻨــﺎ ظﻠﻤﻨــﺎ‬

‫أﻨﻔﺴـﻨﺎ ‪ 00‬ﻗـﺎﻝ أﻫ�طـوا �ﻌﻀـكم ﻟـ�ﻌض ﻋـدو ﻟﻛـم ﻓـﻲ اﻷرض ﻤﺴـﺘﻘر وﻤﺘـﺎع إﻟـﻰ ﺤـﻴن ﻗـﺎﻝ ﻓﻴﻬـﺎ‬

‫ﺘﺤﻴون وﻓﻴﻬﺎ ﺘﻤوﺘون وﻤﻨﻬﺎ ﺘﺨرﺠون " ) اﻷﻋراف ‪0( 25 – 23‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ اﻷرﺸﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴب ﺠرﺠس " كﺎن ﷲ ﻴﺘﺠﻠـﻰ ﻟﻬﻤـﺎ ‪ ،‬و�ﺘﺤـدث إﻟﻴﻬﻤـﺎ ﻟﺸـدة ﺤ�ـﻪ‬

‫ﻟﻬﻤــﺎ ‪ 00‬وﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺘﺠﻠ�ــﺎت اﻹﻟﻬ�ــﺔ ﺘﻘر�ــب ﻟﻔﻬــم ﺴــر اﻟﺘﺠﺴــد اﻟﻌﺠﻴــب ‪ ،‬وﻓــﺘﺢ أذﻫــﺎن اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ‬ ‫ﻟﻺ�ﻤﺎن ﺒﺘﺄﻨس إﺒن ﷲ اﻟذي كﺎن ﻓﻲ ﻗﺼدﻩ اﻹﻟﻬﻲ ﻤﻨذ اﻟدﻫر " )‪0(1‬‬ ‫‪F41‬‬

‫‪� -5‬ﻘــوﻝ اﻟﻘـــس ﻤ�ﺼـــﺎﺌﻴﻞ ﺼـــﺎدق " كــﺎن �ﺴــﺘﻌﻠن ﷲ ﻵدم �طر�ﻘــﺔ �ﺤﺴــﻬﺎ آدم و�ﻌﻴﻬــﺎ ‪،‬‬

‫�طر�ﻘﺔ ﺘﻨﺎﺴب إﻤكﺎﻨ�ﺎﺘﻪ ‪ ،‬وﻫذا ﻻ �ﻌﻨﻲ أن ﷲ كﺎن ﻴرﺘدي ﺤذاءاً أو أﻨﻪ كﺎن �ﻐﻨـﻲ أﺜﻨـﺎء اﻟﺴـﻴر‬ ‫‪ٕ 00‬واذا إﺴﺘﻨكرﻨﺎ ذﻟك ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ ﻨﻘﺒﻞ أن ﷲ كﺎن ﻴوﺤﻲ ﻟﻺﻨﺴـﺎن �ـﺎﻟوﺤﻲ ‪ ،‬وﻤـن أدراك ﻓﻘـد �كـون‬

‫اﻟﺸ�طﺎن ﻫو اﻟذي ﺘﻛﻠم " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﱠﺔ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪150‬‬ ‫ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪76‬‬

‫‪- 212 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪209‬‬


‫‪� -6‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " ﻻ ﻨﻤﻠك اﻵن ﺘﻔﺼـ�ﻼت ﺤ�ـﺎة آدم ﻓـﻲ‬

‫اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬وﻤـن ﺠﻬـﺔ أﺨـرى ﻓـﺈن ﷲ ﻴﺘﻌﺎﻤـﻞ ﻤـﻊ اﻹﻨﺴـﺎن ط�ﻘـﺎً ﻟﻤـدركﺎت اﻹﻨﺴـﺎن ‪ 00‬ﷲ روح ﻫـو‬

‫و�ﺴــﻤﻊ ﺼــوﺘﻪ ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً‬ ‫وﻟــ�س ﻟــﻪ ﺠﺴــد وﻟﻛــن ﻟﻛــﻲ ﻴﺘﻌﺎﻤــﻞ ﻤــﻊ اﻟ�ﺸــر ﻓﻬــو ﻴﺘﺠﺴــد ﻓــﻲ ﺸــكﻞ ُ‬

‫اﻟﻤﻼﺌكﺔ } أﻟ�س ﺠﻤ�ﻌﻬم أرواﺤﺎً ﺨﺎدﻤﺔ ُﻤرﺴﻠﺔ ﻟﻠﺨدﻤﺔ ﻷﺠﻞ اﻟﻌﺘﻴـدﻴن أن ﻴرﺜـوا اﻟﺨـﻼص { )‬

‫ﻋــب ‪ ( 14 : 1‬ﻓﻬــﻲ أ�ﻀـﺎً ﺘﺄﺨــذ أﺠﺴــﺎداً ﻟﻛــﻲ ﺘﺘﻌﺎﻤــﻞ ﻤــﻊ اﻟ�ﺸــر وﻫــذا ﻴوﺠــد ﻟــﻪ أﻤﺜﻠــﺔ كﺜﻴـرة ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [ ‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ أﻏﺴــطﻴﻨوس اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ " ر�ﻤــﺎ ﻴﺠﻬــﻞ اﻟﺴــﺎﺌﻞ أن آدم كﺎﻨــت ﻟــﻪ أذﻨــﺎن ﻤﺜــﻞ‬

‫اﻟ�ﺸر ور�ﻤﺎ ﻴﺠﻬﻞ أ�ﻀﺎً أن ﷲ ﻗـﺎدر ﻋﻠـﻰ اﻟـﺘﻛﻠم ‪ ،‬ﺒـﻞ أﻨـﻪ ﻫـو واﻫـب اﻟﻨطـق ﻟﻺﻨﺴـﺎن ‪ ،‬وﷲ ﻻ‬ ‫�ﻌﺠــز ﻋــن أن ُ�ﺸـ ِـﻌر اﻹﻨﺴــﺎن �ﺤﻀــورﻩ أو �ظﻬــورﻩ ﻟــﻪ ‪ ،‬ﻓﻘــد أﺘﺨــذ ﻋﻼﻤــﺎت ﻤﻨظــورة ﻤﺜــﻞ اﻟـر�ﺢ‬ ‫واﻟﺴﺤﺎب واﻟﻨﺎر ﻟﺘﻨﺒ�ﻪ اﻹﻨﺴﺎن ﻟﺤﻀور ﷲ اﻟﻐﻴر ﻤﻨظور ‪ ،‬ﻓ�ﻤكن أن �كـون ﺴـﻤﺎع آدم ﻟﺼـوت‬ ‫اﻟرب ﻤﺎﺸـ�ﺎً ﻓـﻲ اﻟﺠﻨـﺔ ‪ ،‬أن �كـون �ﺄ�ـﺔ وﺴـﻴﻠﺔ ﻴﺨﺘﺎرﻫـﺎ ﷲ و�ﻔﻬﻤﻬـﺎ آدم ‪ ،‬ﻤﺜـﻞ ﺤركـﺔ اﻟـر�ﺢ ‪ ،‬أو‬

‫ﺼوت ﻗـد ﺴـﻤﻌﻪ آدم ٕواﻋﺘـﺎد ﻋﻠ�ـﻪ ﻴـدﻝ ﻋﻠـﻰ وﺠـود ﷲ ‪ ،‬أو أي ﺸـﺊ آﺨـر " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ‬

‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -8‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ اﻟـدكﺘور ﻴوﺴـﻴ ر�ـﺎض " اﻟـرب �ﻌﻠـن ﻋـن وﺠـودﻩ ﻟﻺﻨﺴـﺎن �ـﺄﻨواع وطـرق‬

‫كﺜﻴرة ‪ ،‬ﻓ�ﺴﺘط�ﻊ اﻹﻨﺴﺎن أن �ﻌﻠم �ﺎﻟﺤﻀور اﻹﻟﻬﻲ ‪ ،‬ﻤﻊ أن ﷲ ﻤوﺠود ﻓﻲ كﻞ ﻤكﺎن �ـﺎﻟﻛون ‪،‬‬

‫وﻟﻛن �طر�ﻘﺔ ﻏﻴر ﻤﻨظورة " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -9‬ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﺘوﻓﻴــق ﻓــرج ﻨﺨﻠــﺔ " ﻟﻤــﺎذا ﻫــذا اﻟــﺘﻬكم ﻋﻠــﻰ ﷲ ‪ ،‬إن اﻟﻛﺘــﺎب �ﻘــوﻝ أﻨﻬﻤــﺎ‬

‫ﺴﻤﻌﺎ ﺼوت اﻟرب اﻹﻟـﻪ ﻤﺎﺸـ�ﺎً ﻓـﻲ اﻟﺠﻨـﺔ ‪ 00‬ﻫـﻞ �ﻌﺠـز ﷲ ﻋـن أن ﻴﻨ�ـﻪ اﻹﻨﺴـﺎن إﻟـﻰ ﺤﻀـورﻩ‬ ‫�ﺎﻟطر�ﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻴراﻫﺎ ؟! " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -10‬ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﻤــﻼك ﺸــوﻗﻲ اﺴــكﺎروس " أن آدم وﺤ ـواء ﺴــﻤﻌﺎ ﺼــوت اﻟــرب اﻹﻟــﻪ‬

‫ﻤﺎﺸ�ﺎً ‪ 00‬ﻫذﻩ ﻨﺒؤة ﻋن ﷲ ﻓﻲ ﻤﻞء اﻟزﻤﺎن أﻨﻪ ﺴﻴﺘﺠﺴـد و�ﻤﺸـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻷرض ﻤﺜـﻞ اﻟ�ﺸـر وﻫـو‬

‫اﻹﻟﻪ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن ﻻﻫوت ﷲ �ﻤـﻸ اﻟﺴـﻤوات واﻷرض ‪ ،‬ﻓـﻼ �ﻤﺸـﻲ ‪ ،‬وﻻ �ﺼـﻌد وﻻ ﻴﻨـزﻝ ‪،‬‬

‫ﻓﻬو ﻤﺎﻟﺊ كﻞ ﻤكﺎن وزﻤﺎن ‪ ،‬وﻤﻊ ذﻟك ﻓﺄﻨﻪ ﺠﺎء ﻓﻲ ﺘﺎر�ﺦ اﻟطﺒري ﺠـ‪ 1‬ص ‪ 135‬ﻋن ﻋﻤر ﻗﺎﻝ‬

‫‪ :‬ﺴﻤﻌت رﺴوﻝ ﷲ ﻗﺎﻝ " أن ﷲ ﺨﻠق آدم ﺜم ﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ ظﻬرﻩ ﺒ�ﻤﻴﻨﻪ ٕواﺴﺘﺨرج ﻤﻨـﻪ ذر�ـﺔ ﻓﻘـﺎﻝ ‪:‬‬ ‫‪- 213 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪210‬‬


‫ﻠﻘت ﻫؤﻻء ﻟﻠﺠﻨﺔ ‪ ،‬و�ﻌﻤﻞ أﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ �ﻌﻤﻠون‪ 0‬ﺜم ﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ ظﻬرﻩ ﻓﺎﺴﺘﺨرج ﻤﻨﻪ ذر�ـﺔ ﻓﻘـﺎﻝ ‪:‬‬ ‫َﺨ ُ‬ ‫ﺨﻠﻘت ﻫؤﻻء ﻟﻠﻨﺎر و�ﻌﻤﻞ أﻫﻞ اﻟﻨﺎر �ﻌﻤﻠون " } ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [ ‪0‬‬ ‫ُ‬ ‫واﻟﺴـؤاﻝ اﻵن ﻟﻸﺴﺘﺎذ ﻋﻼء أﺒو �كر "‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F42‬‬

‫كﻴـﻒ �كـون ﻟ ﻴـد ﻤﺤـددة وﻤﺤـدودة ﺘﻤﺴـﺢ ﻋﻠـﻰ‬

‫ظﻬر آدم ؟!!‪0‬‬

‫)‪ (1‬ﻗﺎﻡ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻼء ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﺠﻤﻊ ﻛﺜﻴﺮ ﻣ�ﻦ ﺛﻤ�ﺎﺭ ﻣﺪﺭﺳ�ﺔ ﺍﻟﻨﻘ�ﺪ ﺍﻷﻋﻠ�ﻰ ‪ ،‬ﻭﻣ�ﺎ ﺳ�ﺒﻖ ﺳ�ﺠﻠﺘﻪ ﺍﻟﻜﺘ�ﺐ ﺍﻟﺘ�ﻲ ﺗﻬ�ﺎﺟﻢ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺤﻖ ﻵﻳﺔ ﷲ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ‪ ،‬ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺒﺬﻝ ﺍﻟﺴ�ﻴﺪ ﻋ�ﻼء ﺃﻱ ﻣﺠﻬ�ﻮﺩ ﻳُ�ﺬﻛﺮ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﺤﺴ�ﺐ ﺗﺴﻠﺴ�ﻞ ﺍﻷﺳ�ﻔﺎﺭ ﻓ�ﻲ ﺍﻟﻜﺘ�ﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘ�ﺪﱠﺱ ‪ ،‬ﻓﺠ�ﺎء‬ ‫ﻋﻤﻠﻪ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺎ ً ‪ ،‬ﻭﻛﺮﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺳﻮﺍء ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ‪ ،‬ﻭﻁﺒﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴ�ﻪ ﻳ�ﺪﺍﻩ ﻣ�ﻦ‬ ‫ﻫﺐ ﻭﺩﺏ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻛﺘﺐ ﺗﺤﺖ ﻋﻨ�ﻮﺍﻥ " ﺍﻟﺒﻬﺮﻳ�ﺰ ﻓ�ﻲ ﺍﻟﻜ�ﻼﻡ ﺍﻟﻠ�ﻲ ﻳﻐ�ﻴﻆ " ‪ ،‬ﻭﺗﻜﻠﻔ�ﺔ ﺍﻟﻜﺘ�ﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌ�ﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌ�ﺔ ﻻ‬ ‫ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺟﻨﻴﻬﺎ ً ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗُﺒﺎﻉ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﻨﻴﻬﺎ ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻕ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻜﺘﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺤ�ﺪﺩﺓ ﺍﻟﺴ�ﻌﺮ ‪ ،‬ﻭﻛ�ﻞ ﻣﺸ�ﺘﺮﻱ‬ ‫ﻭﺷﻄﺎﺭﺗﻪ ‪ 00‬ﺣﻘﺎ ً ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺘﻬﺠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪﺗﻨﺎ ‪ ،‬ﻭﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻭﺇﻟﻬﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ً ‪ ،‬ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻳ�ﺔ ﺧﻄ�ﻮﻁ ﺣﻤ�ﺮﺍء ‪،‬‬ ‫ﻭﻳﺘﺮﺑﺤﻮﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﺍء ﻫﺬﺍ‪0‬‬ ‫ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻅﻬﺮ ﺃﻏﻠﻔﺔ ﻛﺘﺒ�ﻪ ﺍﻷﺭﺑﻌ�ﺔ ﻋﺒ�ﺎﺭﺍﺕ ﻏﻴ�ﺮ ﺻ�ﺎﺩﻗﺔ ﻭﻻ ﺃﻣﻴﻨ�ﺔ ﻋﻠ�ﻰ ﺍﻹﻁ�ﻼﻕ ‪ ،‬ﺗﻌﺒ�ﺮ ﻋ�ﻦ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﱠ‬ ‫ﺳﻮء ﺍﻟﻨﻴ�ﺔ ﻣ�ﻦ ﺟﺎﻧ�ﺐ ‪ ،‬ﻭﻋ�ﻦ ﻣﻨﻬﺠ�ﻪ ﺍﻟﻼﻋﻠﻤ�ﻲ ﻣ�ﻦ ﻧﺎﺣﻴﱠ�ﺔ ﺃﺧ�ﺮﻯ ‪ ،‬ﻓﻜﺘ�ﺐ ﻳﻘ�ﻮﻝ " ﺇﻋﺘ�ﺮﻑ ﺍﻟﻘﻤ�ﺺ ﺣﻠﻤ�ﻲ ﻓ�ﻲ‬ ‫ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﻮﻡ ﻋﺎﻡ ‪2004‬ﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﻪ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻟﻮ ﻋ�ﺎﺵ ﻋﻤ�ﺮﻩ ﻛﻠ�ﻪ ‪ ،‬ﻓﻠ�ﻦ ﻳﺠ�ﺪ ﻟﻬ�ﺎ‬ ‫ﺣﻼً ‪ ،‬ﺑﻞ ﻁﺎﻟﺐ ﺍﻷﻧﺒﺎ ﺷﻨﻮﺩﺓ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻟﻮ ﺳﺆﺍﻝ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺎ ً ‪ ،‬ﻭﻣﺎﺯﻟﻨﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻭﻣﻌﻨ�ﺎ ﻣﻼﻳ�ﻴﻦ ﻣ�ﻦ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 8100‬ﺳﺆﺍﻻً "‬ ‫ﺃﻭﻻً ‪ :‬ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺘﻨﺎ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻘ�ﺪ ﻣ�ﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻴ�ﺪﺓ ﺃﻱ ﻛ�ﺎﻫﻦ ﺑﺄﺳ�ﻢ ﺣﻠﻤ�ﻲ ‪ ،‬ﻭﺃﻧ�ﺖ ﺗﻌﻠ�ﻢ ﺍﻷﺳ�ﻢ‬ ‫ﺟﻴﺪﺍ ً ﺃﻧﻪ " ﺣﻠﻤﻲ ﺍﻟﻘﻤﺺ " ﻭﻟﻴﺲ " ﺍﻟﻘﻤﺺ ﺣﻠﻤﻲ " ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﻟﺘﻌﻄﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻹﺩﻋﺎءﺍﺗﻚ‪0‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ً ‪ :‬ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺃﺳﻘﻔﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ‪ ،‬ﻭﻣﻮﻗﻊ ﺩﻳﺮ ﺍﻷﻧﺒﺎ‬ ‫ﺇﺑﺮﺁﻡ ‪ ،‬ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﻗﻂ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑ�ﻪ ﺃﺳ�ﺌﻠﺔ ﻟ�ﻮ ﻋﺸ�ﺖ ﻋﻤ�ﺮﻱ ﻛﻠ�ﻪ ﻓﻠ�ﻦ ﺃﺟ�ﺪ ﻟﻬ�ﺎ ﺣ�ﻼً ‪ ،‬ﺇﻧﻤ�ﺎ ﻗﻠ�ﺖ ﺃﻥ ﻫﻨ�ﺎﻙ ﺛﻼﺛ�ﺔ‬ ‫ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻟﻠﻨﻘﺪ ‪ ،‬ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻟﺤ�ﺎﺩ ﻭﻫ�ﺬﻩ ﺃﺭﺍﺣﻨ�ﺎ ﷲ ﻣﻨﻬ�ﺎ ﻛﺜﻴ�ﺮﺍ ً ﺑﻌ�ﺪ ﺳ�ﻘﻮﻁ ﺍﻟﺸ�ﻴﻮﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴ�ﺔ ﺃﺻ�ﺤﺎﺏ‬ ‫ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﻟﻨ�ﺎ ﺑ�ﻴﻦ ﻛ�ﻞ ﺁﻳ�ﺔ ﻭﺁﻳ�ﺔ ﻣﺸ�ﻜﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻠ�ﻮ ﻛ�ﺮﺯﺕ ﻋﻤ�ﺮﻱ ﻛﻠ�ﻪ ﻓﻠ�ﻦ ﺃﻧﺘﻬ�ﻲ ﻣ�ﻦ ﻫ�ﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﺭﻋﻬﺎ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻘﺪ ) ﻭﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﻗﻂ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻻ ﺣﻞ ﻟﻬﺎ ( ﻭﺣﻔﺰﺕ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻌﻲ ﻓ�ﻲ‬ ‫ﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ‪ ،‬ﻓﻬﻢ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ‪ 0‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﺪﻋ ّ‬ ‫ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻓﻜﺮ ﺇﻧﻤﺎ ﻧﺎﻗﻠﻮﺍ ﻓﻜﺮ ‪ ،‬ﺃﻱ ﻏﺸﺎﺷﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺃﺣﻤﺪ ﺩﻳﺪﺍﺕ ﻭﻏﻴﺮﻩ‪0‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ً ‪ :‬ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﺷﻨﻮﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻴﺘﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻁﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻟﻴﺴ�ﻬﻞ ﻟ�ﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘ�ﺔ ) ﺑﻤ�ﺎ ﻟﺪﻳ�ﻪ ﻣ�ﻦ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻏﺰﻳﺮ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ ( ﻭﻟﻢ ﺃﻁﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻗﻂ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺳﺆﺍﻝ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺎ ً‪0‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻌﺎ ً ‪ :‬ﺃﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻚ ﺍﻷﻭﻝ ‪ 523‬ﺳﺆﺍﻻً ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘ�ﺪﻳﻢ ‪ ،‬ﻭﺃﻭﺭﺩﺕ ﻓ�ﻲ ﺍﻷﺟ�ﺰﺍء ﺍﻟﺜﻼﺛ�ﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴ�ﺔ ‪1782‬‬ ‫ﺳﺆﺍﻻً ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ) ﺣﻮﻯ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ، 441‬ﻭﺍﻟﺜﺎﻟ�ﺚ ‪ ، 851‬ﻭﺍﻟﺮﺍﺑ�ﻊ ‪ 490‬ﺳ�ﺆﺍﻻً ( ﻭﻫﻜ�ﺬﺍ ﺧﺘﻤ�ﺖ‬ ‫ﺍﻟﻤﻜ�ﺮﺭ ﻣ�ﺮﺍﺭﺍ ً‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻳ�ﺪﻙ ﻣ�ﻦ ﺇﻋﺘﺮﺍﺿ�ﺎﺕ ﺍﻟﺴ�ﺎﺑﻘﻴﻦ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺠﻤ�ﻮﻉ ﺍﻟﻜﻠ�ﻲ ‪ 2305‬ﺳ�ﺆﺍﻻً ‪ ،‬ﺑﻤ�ﺎ ﻓﻴﻬ�ﺎ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍ ً ‪ 00‬ﻓﻜﻴ�ﻒ ﺗﻘ�ﻮﻝ ﻓ�ﻲ ﻅﻬ�ﺮ ﻛﺘﺒ�ﻚ ﺍﻷﺭﺑﻌ�ﺔ " ﻭﻣﺎﺯﻟﻨ�ﺎ ﻧﻨﺘﻈ�ﺮ ﻭﻣﻌﻨ�ﺎ ﺍﻟﻤﻼﻳ�ﻴﻦ ﻣ�ﻦ ﺍﻟﻤﺴ�ﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺼ�ﺎﺭﻯ‬ ‫ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 8100‬ﺳﺆﺍﻻً " ‪ 00‬ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻨﺎ ‪ ،‬ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ؟!‬ ‫ﺧﺎﻣﺴﺎ ً ‪ :‬ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ‪ /‬ﻋﻼء ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻦ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻻ ﺗﻤﺲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻓﻘ�ﻂ ‪،‬‬ ‫ﺑﻞ ﺗﻤﺲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ً ‪ ،‬ﻓﺒﺄﻱ ﺷﺊ ﻳﺆﻣﻦ ‪ :‬ﻫﻞ ﺑﺂﺭﺍء ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺃﻡ ﺑﻌﻘﻴﺪﺗﻪ ؟! ‪ ،‬ﺃﻡ ﺗﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻘﻴﺪﺗ�ﻪ‬ ‫ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ؟!!‪0‬‬ ‫ﺳﺎﺩﺳ �ﺎ ً ‪ :‬ﻫ��ﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﺴ��ﻠﺔ ﻣ��ﻦ " ﻣ��ﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻨﻘ��ﺪ ﻭﺍﻟﺘﺸ��ﻜﻴﻚ ﻭﺍﻟ��ﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬ��ﺎ " ﻫ��ﻲ ﺭﺩ ﻋﻤﻠ��ﻲ ﻋﻠ��ﻰ ﺗﻠ��ﻚ ﺍﻹﻓﺘ��ﺮﺍءﺍﺕ ‪،‬‬ ‫ﻭﺑﺤﺴﺒﻤﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﷲ ﺃﻭﺍﺻﻞ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻭﻗﺘﻲ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﺛﻘﺎ ً ﺃﻥ ﷲ ﺳﻴﺪﺑﺮ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﻫ�ﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤ�ﻞ‬ ‫‪ ،‬ﻭﻟﻜﻞ ﺷﺊ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻭﻗﺖ ‪ ،‬ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻳ�ﺎﺃﺥ ﻋ�ﻼء ﺟﻤﻴ�ﻊ ﺃﺳ�ﺌﻠﺘﻚ ُ‬ ‫ﻁﺮﺣ�ﺖ ﻣ�ﻦ ﻗﺒ�ﻞ ‪ ،‬ﻭﻗ�ﺪ ﺃﺟﻴ�ﺐ ﻋﻠﻴﻬ�ﺎ ﻓ�ﻲ‬

‫‪- 214 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪211‬‬


‫س‪ : 374‬ﻫﻞ كﺎن ﷲ ﻴﺠﻬﻞ ﻤكﺎن إﺨﺘﻔﺎء آدم " ﻓﻨﺎدى اﻟرب اﻹﻟﻪ آدم وﻗﺎﻝ ﻟﻪ أﻴن أﻨـت‬

‫" ) ﺘــك ‪ ( 9 : 3‬؟ وﻫــﻞ كــﺎن ﻴﺠﻬــﻞ إﻨــﻪ أﻛــﻞ ﻤــن اﻟﺸــﺠرة " ﻫــﻞ أﻛﻠــت ﻤــن اﻟﺸــﺠرة اﻟﺘــﻲ‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘـدس "‬ ‫أوﺼﻴﺘك أن ﻻ ﺘﺄﻛﻞ ﻤﻨﻬﺎ " ) ﺘك ‪ ( 10 : 3‬؟ وكﻴﻴ ﻴﺘﻔق ﻫذا ﻤﻊ ﻗوﻝ اﻟﻛﺘﺎب‬

‫ﻓﻲ كﻞ ﻤكﺎن ﻋﻴﻨﺎ اﻟرب ﻤراﻗﺒﺘﻴن اﻟطﺎﻟﺤﻴن واﻟﺼﺎﻟﺤﻴن " ) أم ‪ ( 3 : 15‬؟‬

‫ج ‪ -1 :‬إن ﷲ ﻋﺎﻟم �كﻞ ﺸـﺊ و�ﺴﺘﺤﻴﻞ أن ُﻴﺨﻔﻰ ﻋﻨﻪ ﺸﺊ ‪ ،‬ﻓﻬو ﻻ ﻴﺠﻬـﻞ ﺸـﻴﺌﺎً ﻋﻠـﻰ اﻹطـﻼق‬

‫‪ ،‬إﻨﻤــﺎ كــﺎن ﺴ ـؤاﻝ ﷲ ﻋــن ﻤكــﺎن آدم ﻟــﻪ ﻤﻐــزى ‪ ،‬ﻓــﺎﻟ ﻴ�ﺤــث ﻋــن ﺨﻠ�ﻘﺘــﻪ اﻟﺘــﻲ ﻀــﻠت وﺘﺎﻫــت ‪،‬‬ ‫واﻟﻘﺼد ﻤن اﻟﺴؤاﻝ ﻫـو ﻓـﺘﺢ �ـﺎب ﻟﻠﺤـدﻴث ﻤـﻊ آدم ﻟﻛ�ﻤـﺎ �ﻘـر ﺒﺨطﻴﺘـﻪ ‪ 00‬إﻨـﻪ ﻨـداء أﺒـوي ‪ ،‬ﻴـدﻋو‬

‫ﻓ�ﻪ اﻹﻨﺴﺎن ﻟﻺﻋﺘراف واﻟﺘو�ﺔ ‪ ،‬وﻫكذا اﻟﺴؤاﻝ ﻋن اﻷﻛﻞ ﻤن اﻟﺸـﺠرة كـﺎن ﻟـﻪ ﻤﻐـزاﻩ ‪ ،‬وﻫـو إﺘﺎﺤـﺔ‬ ‫اﻟﻔرﺼﺔ ﻵدم ﻟﺘﻘد�م اﻹﻋﺘذار‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ اﻟﻘد�س أﻏﺴـطﻴﻨوس " إن اﻟﺸـر�ر ﻴﺨـرج �ﺸـرﻩ ﻤـن داﺌـرة ﻨـور ﷲ ‪ ،‬ﻓ�ﺼـ�ﺢ كﻤـن‬

‫ﻫو ﺨﺎرج ﻤﻌرﻓﺔ ﷲ ‪ ،‬ﻻ �ﻤﻌﻨﻰ أن ﷲ ﻻ �ﻌرﻓﻪ ‪ٕ ،‬واﻨﻤﺎ ﻻ �ﻌرﻓﻪ ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺼداﻗﺔ واﻟﺸركﺔ ﻤﻌـ ـﻪ ‪،‬‬

‫ﻟﻬـذا �ﻘوﻝ ﻟﻠﺠﺎﻫﻼت " اﻟﺤق أﻗوﻝ ﻟﻛن إﻨﻲ ﻤﺎ أﻋرﻓﻛن " ) ﻤت ‪0 (1) " ( 12 : 15‬‬ ‫‪F43‬‬

‫‪� -3‬ﻘـوﻝ اﻟﻘد�س ﺠﻴروم " ﺴـﻤﻌﻨﺎ أن ﷲ ﻻ �ﻌـرف اﻟﺨطـﺎة ‪ ،‬ﻟﻨﺘﺄﻤـﻞ كﻴـﻒ �ﻌـرف اﻷﺒـرار "‬ ‫)‪0(2‬‬

‫‪F4‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ اﻷرﺸـﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴـب ﺠـرﺠس " أﻴـن أﻨـت ؟ ﻟـ�س ﻤﻌﻨـﺎﻩ أن ﷲ ﻻ �ﻌـرف ﻤكﺎﻨـﻪ ‪،‬‬

‫وﻟﻛﻨــﻪ ﺴـؤاﻝ �ﺤﻤــﻞ ﻤﻌــﺎﻨﻲ اﻟﻌﺘــﺎب واﻟﺘــو�ﻴﺦ واﻟرﺜــﺎء ‪ ،‬وكﺄﻨــﻪ �ﺴــﺄﻟﻪ ﻻ ﻋــن ﻤكﺎﻨــﻪ ﺒــﻞ ﻋــن ﺤﺎﻟــﻪ‬

‫اﻟــذي وﺼــﻞ إﻟ�ــﻪ‪ 0‬وكــﺎن ﺠ ـواب آدم �ﻌﻨــﻲ اﻟﺨــوف ) ﻓﺨﺸــﻴت ( أي ﺨﻔــت وﻓزﻋــت ‪ ،‬ﺨــﺎف ﻤــن‬

‫ﻋﻘﺎب ﷲ ﻋـن ﻤﻌﺼـﻴﺘﻪ ‪ ،‬كﻤـﺎ كـﺎن �ﺤﻤـﻞ ﻤﻌﻨـﻰ اﻟﺨﺠـﻞ واﻟﻨـدم ) ﻷﻨـﻲ ﻋر�ـﺎن ﻓﺎﺨﺘ�ـﺄت ( وﻫـﻞ‬ ‫كﺎن إﺨﺘ�ﺎء آدم ﻴؤﻤﻨﻪ ﻤن ﻋﻘﺎب ﷲ ‪ ،‬أو ﻴﺨﻔﻒ ﻤن ﺨﺠﻠﻪ ‪ ،‬أو ُ�ﺼﻠﺢ ﻤن ﺤﺎﻟﻪ " )‪0(3‬‬ ‫‪F45‬‬

‫ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ‪ 00‬ﻭﻟﺘﻄﻤﺌﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺳ�ﺆﺍﻝ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺇﺟﺎﺑﺔ‪0‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻘﻤﺺ ﺗﺎﺩﺭﺱ ﻳﻌﻘﻮﺏ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪73‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪73‬‬ ‫ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪76‬‬

‫‪- 215 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪212‬‬


‫‪� -5‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " كﺎن ﷲ �ﻌرف ﻤكﺎن آدم ﻷن ﷲ �ﻌﻠم‬

‫كــﻞ ﺸــﺊ ‪ ،‬وﻫــو ﻻ �ﺤﺘــﺎج أن ﻴ�ﺤــث ﻋ ــن آدم أو ﻴﻨﺎد�ــﻪ ‪ ،‬وﻨــﺎدى ﷲ آدم كﻤــﺎ ﻴﻨــﺎدي اﻟﻘﺎﻀ ــﻲ‬

‫اﻟﻤــﺘﻬم ﻟﻠﻤﺜــوﻝ أﻤﺎﻤــﻪ ‪ ،‬وكــﺄن ﷲ �ﻘــوﻝ ﻵدم ‪ :‬أﻴــن أﻨــت ﻤﻤــﺎ ﺨﻠﻘﺘــك ﻓ�ــﻪ ﻤــن اﻟﺒـ اررة ؟ ﻟﻤــﺎذا أﻨــت‬

‫ﺤﺎﺴس �ﺎﻟﻌري واﻟﺨوف ؟ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -6‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ أﻏﺴــطﻴﻨوس اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ " ﻓــﻲ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟ�ﺸـر�ﺔ ﻋﻤوﻤـﺎً ﻟــ�س كــﻞ ﺴـؤاﻝ �ﻌﻨــﻲ‬

‫ﻋــدم ﻤﻌرﻓــﺔ اﻟﺴــﺎﺌﻞ �ﺎﻹﺠﺎ�ــﺔ ‪� ،‬ﺤــدث أﺤ�ﺎﻨ ـﺎً أن ﻴﺨطــﺊ اﻟطﻔــﻞ ﻓ�ﺴــرع إﻟــﻰ ﺤﺠرﺘــﻪ و�ﺨﺘﺒــﺊ ‪،‬‬ ‫وﺘﻛون أﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠم �ﻤﺎ ﺤدث ‪ ،‬و�ﺎﻟﻤكﺎن اﻟذي أﺨﺘ�ﺄ ﻓ�ﻪ ‪ ،‬وﻤﻊ ﻫذا ﺘﻨﺎد�ﻪ ‪ :‬أﻴـن أﻨـت ؟ ‪ ،‬وﻗـد‬

‫ﻴوﺠﻪ اﻟﻤدرس ﺴؤاﻻً إﻟﻰ ﺘﻠﻤﻴذﻩ ‪ ،‬وﻫو ﻻ �ﻌﻨﻲ أن اﻟﻤدرس ﻴﺠﻬﻞ إﺠﺎ�ﺔ ﻫـذا اﻟﺴـؤاﻝ ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻫـذﻩ‬

‫اﻵ�ﺔ ﻟ�س ﺴؤاﻝ ﷲ ﻵدم �ﻌﻨﻲ أن ﷲ ﻴﺠﻬﻞ ﻤكﺎﻨﻪ ‪ ،‬ﺒﻞ ﻫو ﺴؤاﻝ ﻟﻠﻌﺘﺎب ‪ ،‬وكﺄﻨﻪ ﻴر�د أن �ﻘوﻝ‬

‫ﻟﻪ ‪ :‬ﻟﻤﺎذا إﻨﻔﺼﻠت ﻋﻨـﻲ �ﺎﻟﺨط�ﺔ واﻟﻌﺼ�ﺎن ‪ ،‬ﺒرﻏم كﻞ ﻤﺤﺒﺘـﻲ وﻋطﺎ�ـﺎي ﻟـك ؟! ﻟﻤـﺎذا ﺸـ ﱠككت‬

‫ﻓﻲ كﻼﻤﻲ ﻟك ؟ ﺒﻞ �ﺎﻟﻌكس �ﺤﻤﻞ ﻤﻌﻨﻰ ﻤﻌرﻓﺔ ﷲ �ﺤﺎﻟﺔ آدم وﻤﺸﺎﻋرﻩ وأﻓكـﺎرﻩ " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت‬ ‫أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -7‬ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﺘوﻓﻴــق ﻓــرج ﻨﺨﻠــﺔ " ﻋﻨــدﻤﺎ �ﺴــﺄﻝ ﷲ ‪ ،‬ﻓﻬــو �ﻌﻠــم ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ �ﺴــﺄﻝ ﻟﺤكﻤــﺔ ‪،‬‬

‫�ﻘدم ﻨﻔﺴـﻪ كـﺄب ﻴﻨﺘظـر إﻋﺘـراف إﺒﻨـﻪ �ﺎﻟﺨطـﺄ اﻟـذي أرﺘﻛ�ـﻪ ‪ ،‬ﺘﻤﺎﻤـﺎً كﻤـﺎ �ﺴـﺄﻝ اﻟﻤﻌﻠـم ﺘﻼﻤﻴـذﻩ ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻔﺼﻞ وﻫو �ﻌﻠم ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﻬدف ﻫو أن �ﻘودﻫم إﻟﻰ اﻟﻤﻌرﻓﺔ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن‬ ‫[‪0‬‬

‫‪ -8‬ﺘﻘوﻝ اﻷﺨت اﻹﻛﻠﻴر�ك�ﺔ ﻤﺎرﻟﻴن ﺠورج ﻤ�ﺸﻴﻞ – إﻛﻠﻴر�ك�ـﺔ طﻨطـﺎ " ﺴـؤاﻝ اﻟـرب ﻵدم "‬

‫أﻴن أﻨت ؟ ﻻ �ﻌﻨﻲ أﻨﻪ ﻻ �ﻌرف ﻤكﺎﻨﻪ ‪ ،‬وﻟﻛـن اﻟﺴـؤاﻝ �ﺤﻤـﻞ ﻤﻌـﺎﻨﻲ اﻟﻌﺘـﺎب واﻟﺘـو�ﻴﺦ واﻟرﺜـﺎء ‪،‬‬

‫ﻓﻬو ﻻ �ﻘﺼد أن �ﺴـﺄﻝ ﻋـن ﻤكﺎﻨـﻪ ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ �ﻘﺼـد أن �ﺴـﺄﻝ ﻋـن ﻤـﺎ آﻝ إﻟ�ـﻪ ﺤﺎﻟـﻪ ‪ ،‬وأ�ﻀـﺎً ﻋﻨـدﻤﺎ‬

‫ﺴــﺄﻟﻪ " ﻤــن أﻋﻠﻤــك أﻨــك ﻋر�ــﺎن " ﻓﻬــو ﺴ ـؤاﻝ إﺴــﺘﻨكﺎري ‪ ،‬ﻓﺄﻨــت �ــﺎآدم كﻨــت ﻋر�ﺎﻨ ـﺎً ﻗﺒــﻞ اﻟﺴــﻘوط‬ ‫وﻋﺸت ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟﺒ اررة ‪ ،‬أﻤﺎ اﻵن ﻓﺈﻨك ﺘﺸﻌر �ﺎﻟﻌري " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 375‬أﻻ ﻴوﺠـــد ﺘﻨـــﺎﻗض ﺒـــﻴن ﻤوﻗـــﻴ آدم اﻟﻬـــﺎرب ﻤـــن وﺠـــﻪ ﷲ " ﺴـــﻤﻌت ﺼـــوﺘك‬

‫ﻓﺨﺸﻴت ﻷﻨﻲ ﻋر�ﺎن أﺨﺘ�ﺄت " ) ﺘـك ‪ ( 10 : 3‬و�ـﻴن ﻤـﺎ ﺠـﺎء ﻓـﻲ اﻟﻤزﻤـور " أﻴـن أذﻫـب‬

‫‪- 216 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪213‬‬


‫ﻤــن روﺤــك وﻤــن وﺠﻬــك أﻴــن أﻫــرب " ) ﻤــز ‪ ( 7 : 139‬وﻤــﺎ ﺠــﺎء ﻓــﻲ اﻷﻤﺜــﺎﻝ " ﻓــﻲ كــﻞ‬ ‫ﻤكﺎن ﻋﻴﻨﺎ اﻟرب ﻤراﻗﺒﺘﻴن اﻟطﺎﻟﺤﻴن واﻟﺼﺎﻟﺤﻴن " ) أم ‪ ( 3 : 15‬؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻤن اﻟﺼﻔﺎت اﻹﻟﻬ�ﺔ أن ﷲ ﻏﻴر ﻤﺤدود وﻏﻴر ﻤﺘﻨﺎﻩ ‪ ،‬كﺎﺌن ﻓﻲ كـﻞ ﻤكـﺎن ‪ ،‬وكـﻞ زﻤـﺎن‬

‫‪ ،‬ﻓﻲ أﻤﺎﻛن اﻟﺨﻴر وأﻤﺎﻛن اﻟﺸر أ�ﻀﺎً ‪ ،‬ﻴؤﺜر وﻻ ﻴﺘﺄﺜر ‪ ،‬كﻞ ﺸﺊ ﻋر�ﺎن وﻤكﺸوف أﻤﺎﻤﻪ ‪ ،‬وﻫذا‬

‫واﻀــﺢ ﻓــﻲ طــوﻝ اﻟﻛﺘــﺎب وﻋرﻀــﻪ ) ﻤــز ‪ ، 7 : 139‬أم ‪ 3 : 15‬وﻏﻴرﻫﻤــﺎ اﻟﻛﺜﻴــر واﻟﻛﺜﻴــر ( وﻻ‬

‫ﻴوﺠــد آ�ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس كﻠــﻪ ﺘــﻨم ﻋــن أن ﻫﻨــﺎك ﻤكــﺎن ﻴﺨﻠــو ﻤــن اﻟوﺠــود اﻹﻟﻬــﻲ ‪ ،‬أو أن‬

‫ﻤﻌرﻓﺔ ﷲ ﻤﺤـدودة ‪ ،‬و�ﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻓـﺈن ﻫـذﻩ ﺤﻘ�ﻘـﺔ كﺘﺎﺒ�ـﺔ ﺜﺎﺒﺘـﺔ ‪ ،‬ﻻ ﻴوﺠـد ﻤـﺎ ﻴﻨﺎﻗﻀـﻬﺎ وﻻ ﻤـن �ﺸـكك‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ إﻻﱠ اﻟﻤﻠﺤدون‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻤوﻗﻒ اﻹﻨﺴﺎن اﻟﺨﺎطﺊ اﻟﺴﺎﻗط اﻟﺨﺎﺌﻒ اﻟﻬﺎرب ﻤن وﺠﻪ ﷲ ﻻ �ﻌﺘد �ﻪ كﺤﻘ�ﻘﺔ إ�ﻤﺎﻨ�ﺔ‬

‫ﺜﺎﺒﺘﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻟﺨط�ﺔ ﺘطﻤس اﻟ�ﺼﻴرة ﻋن اﻟﺒـدﻴﻬ�ﺎت ‪ ،‬ﻓﻬكـذا ﻴﺘﺼ ﱠـور اﻟﺨـﺎطﺊ اﻟﻤﺴـكﻴن أﻨـﻪ �ﻘـدر‬

‫أن ﻴﺨﺘﺒــﺊ ﻤــن أﻤــﺎم وﺠــﻪ ﷲ ‪ ،‬وﻫــذا ﻤــﺎ ﻓﻌﻠــﻪ آدم وﺤ ـواء ‪ ،‬إذ ﺤــﺎوﻻ اﻟﻬــرب ﻋﻨــد ظﻬــور ﷲ ﻟﻬﻤــﺎ‬

‫�ﺼورة ﻤﺤﺴوﺴﺔ ‪ ،‬وﻗد �كوﻨﺎ إﺒﺘﻌدا ﻋن اﻟﻤكﺎن اﻟذي إﻋﺘﺎد اﻟرب أن ﻴﺘﺤدث إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻓ�ﻪ‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث " أﺼ�ﺢ ﻫﻨﺎك ﺘ�ﺎﻋد ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ و�ـﻴن ﷲ ‪ 00‬وﺠـدت ﻫـوة‬

‫ﻓﺎﺼــﻠﺔ ‪ 00‬ﻟــم �ﻌــودا �ﻔرﺤــﺎن ﻓــﻲ ﺤﻀ ـرة اﻟــرب ‪ ،‬ﻓﺤﺎﻟﻤــﺎ ﺴــﻤﻌﺎ ﺼــوﺘﻪ ﻤﻘــ�ﻼً ‪ ،‬ﻫر�ــﺎ ﻤــن وﺠﻬــﻪ‬ ‫ٕواﺨﺘﻔ�ﺎ ‪ 00‬وﺼﺎر اﻟﻬـرب ﻤـن ﷲ ﺨط�ـﺔ ﻤوروﺜـﺔ ﻓـﻲ ﻨﺴـﻞ آدم وﺤـواء‪ 0‬ﻓﻤـﺎ أن �ﻘـﻊ اﻹﻨﺴـﺎن ﻓـﻲ‬

‫اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻴﺒدأ ﻓﻲ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤن اﻟﻬروب ‪ :‬ﻴﻬرب ﻤن اﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻴﺨﺠﻞ ﻤـن اﻟﻛـﻼم ﻤـﻊ ﷲ‬ ‫وﻫو ﻓﻲ اﻟﺨط�ﺔ ! ﻴﻬرب ﻤن اﻟﻛﻨ�ﺴـﺔ ‪ ،‬وﻤـن أب اﻹﻋﺘـراف ‪ ،‬وﻤـن اﻹﺠﺘﻤﺎﻋـﺎت اﻟروﺤﱠ�ـﺔ ‪ ،‬وﻤـن‬

‫اﻷﺼدﻗﺎء اﻟروﺤﻴﻴن ‪ ،‬إﻟﻰ أن �ﻘطﻊ كﻞ ﺼﻠﺔ ﻟﻪ �ﺎﻟ ‪ ! 00‬وﻟﻌﻞ اﻟﻬروب ﻤن ﷲ ‪� ،‬ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ إﻟﻰ‬ ‫آدم وﺤواء ‪ ،‬ﻗد دﻓﻌت إﻟ�ﻪ ﺨط�ﺔ أﺨرى وﻫﻲ اﻟﺨوف ‪00‬‬

‫إﻟــﻰ أﻴــن ﻴﻬــرب ﻫــذان اﻟﻤﺴــكﻴﻨﺎن ﻤــن وﺠــﻪ اﻟــرب ؟ وأﻴــن ﻴﺨﺘﻔ�ــﺎن ؟ ﻟﻘــد كــﺎن ﺤﻔﻴــدﻫﻤﺎ داود‬

‫أﻛﺜر ﻤﻌرﻓﺔ �ﺎﻟ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻗـﺎﻝ " أﻴن أذﻫب ﻤـن وﺠﻬـك ؟ ﻤـن وﺠﻬـك أﻴـن أﻫـرب ؟ إن ﺼـﻌدت إﻟـﻰ‬

‫اﻟﺴﻤوات ﻓﺄﻨت ﻫﻨﺎك ‪ٕ 0‬وان ﻓرﺸـت ﻓـﻲ اﻟﻬﺎو�ـﺔ ﻓﻬـﺎ أﻨـت ‪ ) " 00‬ﻤـز ‪ 00 ( 8 ، 7 : 139‬ﻓﻤـﺎ‬ ‫ﻤﻌﻨﻰ اﻹﺨﺘ�ﺎء وﺴط اﻟﺸﺠر إذاً ؟!‬

‫‪- 217 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪214‬‬


‫ﻫﻞ اﻟﺸـﺠر ﻴﺨﻔﻴﻬﻤـﺎ ﻋـن ﻋـﻴن ﷲ اﻟﻔﺎﺤﺼـﺔ اﻟﺨﻔ�ـﺎت واﻟظـﺎﻫرات ؟ أم أﻨﻬﻤـﺎ ﺠﻬـﻼ ﻗـدرة ﷲ‬

‫ﻋﻠﻰ كﻞ ﺸﺊ ‪ 00‬ﺤﻘﺎً إن اﻹﻨﺴﺎن ﻟﻤﺎ أﻛﻞ ﻤن ﺸﺠرة اﻟﻤﻌرﻓـﺔ ﺼـﺎر ﺠـﺎﻫﻼً ‪ ،‬ﻟﻘـد وﻋـدﻩ اﻟﺸـ�طﺎن‬ ‫وﻋداً زاﺌﻔﺎً ﻟم ﻴﺒر �ﻪ ‪0(1) " 00‬‬ ‫‪F46‬‬

‫س‪ : 376‬ﻫــﻞ رأﻴــﺘم أو ﺴــﻤﻌﺘم ﻋــن ﺜﻌ�ــﺎن �ﺄﻛــﻞ اﻟﺘـراب " ﻓﻘــﺎﻝ اﻟــرب اﻹﻟــﻪ ﻟﻠﺤﱠ�ــﺔ ﻷﻨــك‬ ‫ﻓﻌﻠت ﻫذا ﻤﻠﻌوﻨﺔ ِ‬ ‫أﻨت ﻤن ﺠﻤ�ﻊ اﻟﺒﻬﺎﺌم وﻤن ﺠﻤ�ﻊ وﺤوش اﻟﺒر�ﺔ‪ 0‬ﻋﻠﻰ �طﻨـك ﺘﺴـﻌﻴن‬ ‫وﺘرا�ﺎً ﺘﺄﻛﻠﻴن كﻞ أ�ﺎم ﺤ�ﺎﺘك " ) ﺘك ‪ ( 14 : 3‬وكﻴﻴ َﺘﻠﻌن اﻟﺒﻬـﺎم ووﺤـوش اﻟﺒر�ـﺔ اﻟﺤﱠ�ـﺔ‬

‫؟ ٕوان كﺎن اﻟﻠﻌن ﻫو اﻟطرد ﻤن رﺤﻤﺔ ﷲ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ كﺎﻨت اﻟﺤﱠ�ﺔ ﻤـن ﻗﺒـﻞ ﺘﻤﻠـك ﻫـذﻩ اﻟرﺤﻤـﺔ‬

‫؟‬

‫�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ﻨﺒدأ ﻓﻲ ﻨـص ﻗـرار اﻟﻌﻘو�ـﺔ ‪ ،‬ﻻ ﺘﻠﺘـزم اﻷﻓـﺎﻋﻲ ﺒﺘﻨﻔﻴـذﻩ ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﻻ ﺘﺄﻛـﻞ‬

‫اﻟﺘراب ‪ ،‬وﻟم ﺘﻨﻔذ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘو�ﺔ ﻓﻲ أي ﻴوم ﻤن اﻷ�ﺎم ‪ ،‬ﻓﻬﻞ كﺎن ﻗرار ﻴﻬوﻩ ﻤؤﻗﺘﺎً ؟ ٕوان كﺎن اﻷﻤر‬ ‫كذﻟك ‪ ،‬ﺘﻛون اﻟﺘوراة ﻗد ﺴﻬت ﻋن اﻟﺘﻨو�ﻪ إﻟ�ﻪ ‪ ،‬وﻫذا أﻤر ﻏر�ب " )‪0(1‬‬ ‫‪F47‬‬

‫كﻤــﺎ �ﻘــوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ " وﺜﻤــﺔ ﺴـؤاﻝ آﺨــر ‪ ،‬أي ﺤﱠ�ـﺔ ﻤــن اﻟﺤﱠ�ــﺎت ﻟﻌﺒــت دور اﻟﻐوا�ــﺔ ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﺤﻔــث ‪ ،‬اﻟﺒ ـواء ‪ ،‬اﻟرﻗطــﺎء ؟ ‪ 00‬ﻓﺄﻨواﻋﻬــﺎ كﺜﻴ ـرة ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻟﻨﻔﺘــرض أن ِ‬ ‫ﻗﺼــﺘﻨﺎ ﻫــذﻩ ؟ ِ‬ ‫اﻟﺤﻔــث ﻫــﻲ‬

‫اﻟﺘــﻲ أﻏــوت ﻤــدام آدم ‪ ،‬وأﻨﻬــﺎ إﺴــﺘﺤﻘت اﻟﻌﻘــﺎب اﻟﻌــﺎدﻝ ﻫــﻲ وذر�ﺘﻬــﺎ كﻠﻬــﺎ ‪ ،‬ﻨوﻋﻬــﺎ كﻠــﻪ ‪ 0‬أﻤــﺎ‬ ‫اﻟﺤﱠ�ــﺎت ﻓﻠــم �ــﺄﺜم ﻤﻨﻬــﺎ ﺴــوى ِ‬ ‫اﻟﺤﻔــث ‪ ،‬وﻤــﻊ ذﻟــك ﻓــﺈن أﻨـواع اﻟﺤﱠ�ــﺎت كﻠﻬــﺎ ﺘﻨــؤ ﺘﺤــت وطــﺄة اﻟﻌﻘــﺎب‬

‫دون وﺠﻪ ﺤق ! " )‪0(3‬‬ ‫‪F48‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻗوﻝ اﻟرب ﻟﻠﺤ�ﱠﺔ " ﻋﻠﻰ �طﻨـك ﺘﺴـﻌﻴن وﺘرا�ـﺎً ﺘـﺄﻛﻠﻴن " ﻓ�ـﻪ إﺸـﺎرة ﻟﻠﻤذﻟـﺔ واﻟﺘـدﻨﻲ ‪ ،‬وﻫـذا‬ ‫اﻟﻤﻌﻨﻰ واﻀﺢ ﻓﻲ ﻤواﻀﻊ أﺨرى ﻤن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ‪ ،‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﺘﺤدث أﺸﻌ�ﺎء اﻟﻨﺒـﻲ ﻋـن اﻟﻌﺼـر‬

‫اﻟﻤﺴــ�ﺎﻨﻲ اﻟــذي ﺘﺘﺤـ ﱠـوﻝ ﻓ�ــﻪ اﻟــذﺌﺎب اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ إﻟــﻰ ﺤﻤــﻼن ود�ﻌــﺔ ‪ ،‬واﻹﻨﺴــﺎن اﻟﺸــرس إﻟــﻰ إﻨﺴــﺎن‬ ‫ُﻤﺴﺎﻟم ﻗـﺎﻝ " اﻟذﺌب واﻟﺤﻤﻞ ﻴرﻋ�ﺎن ﻤﻌﺎً واﻷﺴد �ﺄﻛﻞ اﻟﺘﺒن كﺎﻟ�ﻘر‪ 0‬أﻤﺎ اﻟﺤﱠ�ﺔ ﻓـﺎﻟﺘراب طﻌﺎﻤﻬـﺎ "‬

‫) أش ‪ ( 25 : 65‬وﻗــﺎﻝ ﻋــن اﻷﺸ ـرار اﻟﻤﻌﺎﻨــدﻴن " ﻴﻠﺤﺴـــون اﻟﺘـــراب كﺎﻟﺤﱠ�ـــﺔ كزواﺤـــﻴ اﻷرض‬ ‫ﻴﺨرﺠون �ﺎﻟرﻋدة ﻤن ﺤﺼوﻨﻬم �ﺄﺘون �ﺎﻟرﻋب إﻟـﻰ اﻟـرب إﻟﻬﻨـﺎ و�ﺨـﺎﻓون ﻤﻨـك ‪ ) " 00‬ﻤـﻲ ‪: 7‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ‪ -1‬ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍء ﺹ ‪31 - 29‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪34‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪35 ، 34‬‬

‫‪- 218 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪215‬‬


‫‪ ( 17‬وﻗﺎﻝ اﻟﻤرﻨم ﻋن ﺨﻀوع اﻷﺸرار ﻟ " أﻤﺎﻤﻪ ﺘﺠﺜو أﻫﻞ اﻟﺒر�ﺔ وأﻋداؤﻩ ﻴﻠﺤﺴون اﻟﺘراب " )‬ ‫ﻤز ‪0( 9 : 72‬‬

‫‪ -2‬ﺤﺘ ــﻰ ﻟ ــو أﺨ ــذﻨﺎ � ــﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤرﻓ ــﻲ ‪ ،‬ﻓ ــﺈن اﻟﺤﱠ� ــﺎت وﻫ ــﻲ ﺘزﺤ ــﻒ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺘـ ـراب ﺘﺼ ــطﺎد‬

‫ﻓراﺌﺴــﻬﺎ ‪ ،‬وﺘﺤــﺎوﻝ اﻟﻔر�ﺴــﺔ اﻟــﺘﺨﻠص ﻤﻨﻬ ـﺎ ﻓﺘﺜﻴــر اﻟﺘ ـراب ﺤوﻟﻬــﺎ ‪ ،‬أﻤــﺎ اﻟﺤﱠ�ــﺔ ﻓﺈﻨﻬــﺎ ﺘﺴــرع ﺒﺈﻟﺘﻬــﺎم‬ ‫اﻟﻔر�ﺴﺔ ‪� ،‬ﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﺜر ﺤوﻟﻬﺎ ﻤن ﺘراب اﻷرض‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث " وﻋ�ـﺎرة " ﺘرا�ﺎً ﺘﺄﻛﻠﻴن كﻞ أ�ﺎم ﺤ�ﺎﺘك " ﻓﻴﻬـﺎ ﺘﻌـر�ض‬

‫�ﺎﻹﻨﺴﺎن اﻟذي ﻗﺎﻝ ﻟﻪ اﻟرب ﻓﻲ ﻨﻔس اﻟﻤﻨﺎﺴ�ﺔ " أﻨت ﺘراب ٕواﻟﻰ اﻟﺘراب ﺘﻌود " ) ﺘـك ‪0 ( 19 : 4‬‬

‫اﻹﻨﺴﺎن اﻟ�ﺎر ‪ ،‬ﻫو ﺼورة ﷲ وﻤﺜﺎﻟﻪ ‪ ،‬أﻤﺎ اﻹﻨﺴﺎن اﻟﺨﺎطﺊ ﻓﻬو ﺘراب ‪ ،‬أو كﺘراب �ﺼﻴر طﻌﺎﻤﺎً‬ ‫ﻟﻠﺤﱠ� ــﺔ ‪ ،‬ﻷﻨﻬ ــﺎ ﺘﺄﻛ ــﻞ ﺘ ار�ـ ـﺎً ك ــﻞ أ� ــﺎم ﺤ�ﺎﺘﻬ ــﺎ ‪ 00‬ﻫ ــذا ﻫ ــو اﻟﻤﻌﻨ ــﻰ اﻟرﻤ ــزي كﻤ ــﺎ ﺘﺄﻤﻠ ــﻪ اﻟﻘ ــد�س‬

‫أﻏﺴطﻴﻨوس " )‪0(1‬‬ ‫‪F49‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺒﻴﻨﺎ اﻟﺤﺒﻴب اﻟﻘﻤص ﺘﺎدرس �ﻌﻘوب " ﻫكذا كﻞ إﻨﺴـﺎن �ﻘﺒـﻞ أن �كـون أداة ﻟﻠﻌـدو‬

‫اﻟﺸر�ر �ﺼﻴر كﺎﻟﺤ�ﱠﺔ ‪� ،‬ﺴﻌﻰ ﻋﻠﻰ �طﻨـﻪ ﻤﺤ�ـﺎً ﻟﻸرﻀـ�ﺎت ‪ ،‬ﻟـ�س ﻟـﻪ أﻗـدام ﺘرﻓﻌـﻪ ﻋـن اﻟﺘـراب ‪،‬‬ ‫وﻻ أﺠﻨﺤﺔ ﺘﻨطﻠق �ﻪ ﻓوق اﻟزﻤﻨ�ﺎت ‪� ،‬ﺼﻴر ﻤﺤ�ﺎً أن �ﻤﻸ �طﻨﻪ �ﺎﻟﺘراب ‪ ،‬و�زﺤﻒ ﺒﺠﺴدﻩ ﻟﺘﺸـ�ﻊ‬

‫أﺤﺸﺎؤﻩ �ﻤﺎ �ﺸﺘﻬ�ﻪ ‪ 0‬ﻫذا وﻤن ﺠﺎﻨب آﺨر ﻓﺈن ﻤن �ﻘﺒﻞ ﻤﺸورة اﻟﺤﱠ�ﺔ �ﺸﺘﻬﻲ اﻷرﻀ�ﺎت ﻓ�ﺼﻴر‬

‫ﻫـو ﻨﻔﺴـﻪ أرﻀـﺎً وﺘ ار�ـﺎً ‪ ،‬أي �ﺼــﻴر ﻤـﺄﻛﻼً ﻟﻠﺤﱠ�ــﺔ اﻟﺘـﻲ ﺘزﺤــﻒ ﻟﺘﻠﺘﻬﻤـﻪ‪ 0‬أﻤــﺎ ﻤـن ﻟــﻪ أﺠﻨﺤـﺔ اﻟــروح‬

‫اﻟﻘــدس ﻓﻴرﺘﻔــﻊ ﻓــوق اﻟﺘـراب ﻤﻨطﻠﻘـﺎً ﻨﺤــو اﻟﺴــﻤﺎء ﻋﻴﻨﻬــﺎ ﻓــﻼ ﺘﻘــدر اﻟﺤﱠ�ــﺔ اﻟزاﺤﻔــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷرض أن‬

‫ﺘﻘﺘرب إﻟ�ﻪ وﺘﻠﺘﻬﻤﻪ " )‪0(2‬‬ ‫‪F50‬‬

‫‪� -5‬ﻘـوﻝ اﻟﻘس أﻨطوﻨﻴوس ﻓﺨري ﻋـن اﻟﺤﱠ�ـﺔ " وكﺜﻴـ اًر ﻤـﺎ ﺘﺒﺘﻠـﻊ �ﻌـض اﻟﺘـراب ﻤـﻊ اﻟﻔرﺴـﺔ‪0‬‬

‫وﻫذا ﻤوﺠود ﻓﻲ ﻋﻤﻠ�ﺔ اﻟﻬﻀم ﻟ�ﻌض اﻟﺤﻴواﻨﺎت واﻟطﻴور ﻤﺜﻞ اﻟدﺠﺎج " )‪0(3‬‬ ‫‪F51‬‬

‫‪� -6‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " �ﺎﻟط�ﻊ ﻟ�س اﻟﺘراب ﺘﻐذ�ﺔ ﻟﻠﺤﱠ�ﺎت ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﺤﱠ�ﺎت‬

‫ﺘﺒﺘﻠﻊ اﻟﺘراب ﻤﻊ طﻌﺎﻤﻬﺎ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺘزﺤﻒ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻟﺘﺼطﺎد ﻓراﺌﺴـﻬﺎ ﻤـن اﻟﻔﺌـران أو ﻤـﺎ ﺸـﺎ�ﻪ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ‪ -1‬ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍء ﺹ ‪35 ، 34‬‬ ‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪74‬‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻳﺘﺤﺪﻯ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺹ ‪139‬‬

‫‪- 219 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪216‬‬


‫‪ ،‬ﺨﺼوﺼـﺎً وأﻨﻬــﺎ ﺘﻔــﺘﺢ ﻓﻤﻬــﺎ كﺜﻴ ـ اًر ﻟﺘﺨــرج ﻟﺴــﺎﻨﻬﺎ ﻟﺘﺴﺘﺸــﻌر �ــﻪ ﻤــﺎ ﺤوﻟﻬــﺎ " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ‬ ‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ اﻟدكﺘور ﻴوﺴﻴ ر�ﺎض " ﻤﺎ �ﺄﻛﻠـﻪ اﻟﺜﻌ�ـﺎن ﻓـﻲ ﺤﻘ�ﻘﺘـﻪ ﻫـو ﺘـراب ‪ ،‬ﺒـﻞ أن‬

‫اﻹﻨﺴﺎن ﺘﺎج اﻟﺨﻠ�ﻘﺔ ﻤكﺘوب ﻋﻨﻪ أﻨﻪ ﺘراب ٕواﻟﻰ اﻟﺘراب �ﻌود " ] ﻤن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن‬ ‫[‪0‬‬ ‫‪� -8‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﻼك ﺸوﻗﻲ اﺴكﺎروس ورد ﻓﻲ ﺘﺎر�ﺦ اﻟطﺒري ﺠـ ‪ 1‬ص ‪" 108 ، 107‬‬

‫ﺤدﺜﻨﺎ اﻟﺤﺴن ﺒن �ﺤﻴﻰ ﻗﺎﻝ أﺨﺒرﻨﺎ ﻋﺒد اﻟـرازق ﻗـﺎﻝ أﺨﺒرﻨـﺎ ﻋﻤـر ﺒـن ﻋﺒـد اﻟـرﺤﻤن ﺒـن ُﻤﻬـرب ﻗـﺎﻝ‬

‫ﺴﻤﻌت وﻫب ﺒن ﻤﻨ�ﻪ ‪ 00‬ﻓﻠﻤﺎ أراد إﺒﻠ�س أن �ﺴﺘﻨزﻝ آدم وﺤواء ﻤن اﻟﺠﻨﺔ دﺨﻞ ﻓﻲ ﺠوف اﻟﺤﱠ�ـﺔ‬

‫وكــﺎن ﻟﻠﺤﱠ�ــﺔ أر�ﻌــﺔ ﻗـواﺌم كﺄﻨﻬــﺎ ﺒﺨﺘ�ــﺔ ﻤــن أﺤﺴــن دا�ــﺔ ﺨﻠﻘﻬــﺎ ﷲ ﺘﻌــﺎﻟﻰ ﻓﻠﻤــﺎ دﺨﻠــت اﻟﺤﱠ�ــﺔ اﻟﺠﻨــﺔ‬

‫ﺨرج اﻟﺸ�طﺎن ﻤن ﺠوﻓﻬﺎ ‪ 00‬ﻓﺄﺨذ ﻤن اﻟﺸـﺠرة اﻟﺘـﻲ ﻨﻬـﻰ ﷲ ﻋﻨﻬـﺎ آدم وزوﺠﺘـﻪ ﻓﺠـﺎء ﺒﻬـﺎ ﻟﺤـواء‬

‫ﻓﻘــﺎﻝ أﻨظــري إﻟــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﺸــﺠرة ﻤــﺎ أطﻴــب ر�ﺤﻬــﺎ وأطﻴــب طﻌﻤﻬــﺎ وأﺤﺴــن ﻟوﻨﻬــﺎ ‪ ،‬ﻓﺄﺨــذت ﺤ ـواء‬ ‫ﻓﺄﻛﻠــت ﻤﻨﻬــﺎ ‪ ،‬ﺜــم ذﻫﺒــت ﻵدم ﻓﻘﺎﻟ ـت أﻨظــر إﻟــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﺸــﺠرة ﻤــﺎ أطﻴــب ر�ﺤﻬــﺎ وأطﻴــب طﻌﻤﻬــﺎ‬ ‫وأﺤﺴن ﻟوﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺄﻛﻞ ﻤﻨﻬﺎ آدم ﻓﺒدت ﻟﻬﻤﺎ ﺴوأﺘﻬﻤﺎ ﻓدﺨﻞ آدم ﻓﻲ ﺠوف اﻟﺸﺠرة ﻓﻨﺎداﻩ ر�ـﻪ ‪� :‬ـﺎآدم‬

‫‪ :‬أﻴــن أﻨــت ؟ ﻗــﺎﻝ ‪ :‬أﻨــﺎ ﻫﻨــﺎ �ــﺎرب‪ 0‬ﻗــﺎﻝ ‪ :‬أﻻ ﺘﺨــرج ؟ ﻗــﺎﻝ ‪ :‬أﺴــﺘﺤﻲ ﻤﻨــك �ــﺎرب‪ 0‬ﻗــﺎﻝ ‪ :‬ﻤﻠﻌوﻨــﺔ‬ ‫اﻷرض اﻟﺘــﻲ ﺨﻠﻘــت ﻤﻨﻬــﺎ ﻟﻌﻨــﺔ ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ ﻴﺘﺤـ ﱠـوﻝ ﺜﻤرﻫــﺎ ﺸــوكﺎً ‪ 00‬ﺜــم ﻗــﺎﻝ ‪� :‬ــﺎ ﺤ ـواء أﻨـ ِ‬ ‫ـت ﻏـ ﱠـررت‬ ‫ﻋﺒدي ﻓﺈﻨك ﻻ ﺘﺤﻤﻠﻴن ﺤﻤﻼً إﻻﱠ ﺤﻤﻠﺘ�ﻪ كرﻫﺎً ‪ ،‬ﻓﺈذا أردت أن ﺘﻀﻌﻲ ﻤﺎ ﻓـﻲ �طﻨـك أﺸـرﻓت ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻏر ﻋﺒدي ﻤﻠﻌوﻨﺔ ِ‬ ‫اﻟﻤوت ﻤ ار اًر ‪ ،‬وﻗﺎﻝ ﻟﻠﺤ�ﱠﺔ ‪ِ :‬‬ ‫ِ‬ ‫أﻨت ﻟﻌﻨﺔ‬ ‫أﻨت اﻟﺘﻲ دﺨﻞ اﻟﻤﻠﻌون ﻓﻲ‬ ‫�طﻨك ﺤﺘﻰ ﱠ‬

‫ﺘﺘﺤوﻝ ﻗواﺌﻤك ﻓﻲ �طﻨـك وﻻ �كـن ﻟ ِـك رزق إﻻﱠ اﻟﺘـراب ‪ 0‬أﻨ ِ‬ ‫ـت ﻋـدوة ﺒﻨـﻲ آدم وﻫـم أﻋـداؤك ‪،‬‬ ‫ﺤﺘﻰ ﱠ‬

‫ﺤﻴث ﻟﻘﻴت أﺤداً ﻤﻨﻬم أﺨذت �ﻌﻘ�ﻪ ‪ ،‬وﺤﻴث ﻟﻘ�ك ﺸدخ رأﺴك " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن‬

‫[‪0‬‬ ‫‪� -9‬ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﺴــﻴد اﻟﻘﻤﻨــﻲ " كــذﻟك ﻨﺠــد ﻓــﻲ اﻹﺴــﻼم ﺤــدﻴﺜﺎً ﻤﻨﺴــو�ﺎً ﻟﻺﻤــﺎم ) ﻋﻠــﻲ (‬

‫�ﻘوﻝ } ﻗﻠت ‪� :‬ﺎرﺴوﻝ ﷲ – ﻓﺘﻠﻘﻰ آدم ﻤن ر�ﻪ كﻠﻤﺎت – ﻓﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﻛﻠﻤﺎت ؟ ﻗـﺎﻝ ‪� :‬ـﺎﻋﻠﻲ إن ﷲ‬ ‫أﻫ�ط آدم �ﺎﻟﻬﻨـد ‪ ،‬وأﻫـ�ط ﺤـواء ﺒﺠـدة ‪ ،‬واﻟﺤﱠ�ـﺔ �ﺄﺼـﺒﻬﺎن ‪ٕ ،‬واﺒﻠـ�س �ﻤ�ﺴـﺎن ‪ ،‬وﻟـم �كـن ﻓـﻲ اﻟﺠﻨـﺔ‬

‫ﺸﺊ أﺤﺴن ﻤن اﻟﺤ�ﱠﺔ واﻟطﺎووس ‪ ،‬وكﺎن ﻟﻠﺤ�ﱠﺔ ﻗـواﺌم كﻘـواﺌم اﻟ�ﻌﻴـر ﻓـدﺨﻞ إﺒﻠـ�س ﻓـﻲ ﺠوﻓﻬـﺎ ﻓﻐ ﱠـر‬ ‫آدم وﺨدﻋــﻪ ‪ ،‬ﻓﻐﻀــب ﷲ ﻋﻠــﻰ اﻟﺤﱠ�ــﺔ وأﻟﻘــﻰ ﻋﻨﻬــﺎ ﻗواﺌﻤﻬــﺎ وﻗــﺎﻝ ‪ :‬ﺠﻌﻠــت رزﻗـ ِـك اﻟﺘـراب وﺠﻌﻠﺘـ ِـك‬ ‫‪- 220 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪217‬‬


‫ﺘﻤﺸــﻴن ﻋﻠــﻰ �طﻨــك ‪ ،‬ﻻ رﺤــم ﷲ ﻤــن رﺤﻤــك " ) أﺒــو ﷴ اﻟﺤ ارﻨــﻲ ‪ :‬ﺘﺤــﻒ اﻟﻌﻘــوﻝ ﻋــن اﻟرﺴــوﻝ ‪،‬‬ ‫ﻤؤﺴﺴﺔ اﻷﻋﻠﻤﻲ ﺒﻴروت ‪ ،‬ط ‪ 5‬ﺴﻨﺔ ‪1974‬م ص ‪0(1) ( 16‬‬ ‫‪F52‬‬

‫‪ -10‬ﻤﻌﻨﻰ ﻗـوﻝ ﷲ " ﻤﻠﻌوﻨـﺔ ِ‬ ‫أﻨـت ﻤـن ﺠﻤ�ـﻊ اﻟﺒﻬـﺎﺌم وﻤـن ﺠﻤ�ـﻊ وﺤـوش اﻟﺒر�ـﺔ " ﻟـ�س‬

‫ﻤﻌﻨﺎﻩ أن اﻟﺒﻬﺎﺌم ووﺤوش اﻟﺒر�ﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺴﺘﻠﻌن اﻟﺤ�ﱠﺔ ‪ ،‬ﺒﻞ ﻤﻌﻨﺎﻩ أن اﻟﺤ�ﱠﺔ ﻤﻠﻌوﻨﺔ ﻟوﺤـدﻫﺎ دون‬

‫ﺠﻤ�ﻊ اﻟﺒﻬﺎﺌم ووﺤوش اﻟﺒر�ﺔ ‪ ،‬ﻷﻨﻬﺎ كﺎﻨت وﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺸ�طﺎن دون ﻏﻴرﻫﺎ‪0‬‬

‫س‪ : 377‬ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ ﷲ ﻟﺤ ـواء " ٕواﻟــﻰ رﺠﻠــك �كــون إﺸــﺘ�ﺎﻗك " ) ﺘــك ‪ ( 16 : 3‬وﻤــن‬ ‫اﻟطﺒ�ﻌﻲ أن اﻟﻤرأة ﺘﺸﺘﺎق ﻟﻠرﺠﻞ ‪ ،‬واﻟرﺠﻞ أ�ﻀﺎ �ﺸﺘﺎق ﻟﻠﻤرأة ‪ ،‬ﻓﺄﻴن اﻟﻌﻘو�ﺔ ﻫﻨﺎ ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬اﻟﻨﺎﻗد ﺴﻴﺊ اﻟﻨ�ﺔ ﺒدﻟﻴﻞ أﻨﻪ ذكر ﻨﺼﻒ اﻵ�ﺔ وﺘرك اﻟﻨﺼﻒ اﻵﺨر ‪ ،‬أي أﻨﻪ ذكر ﻨﺼﻒ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋﻠ�ـك " ) ﺘـك‬ ‫اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ دون اﻟﻨﺼﻒ اﻵﺨر ‪ ،‬ﻓﺎﻵ�ﺔ ﺘﻘوﻝ " ٕواﻟﻰ رﺠﻠك �كون إﺸﺘ�ﺎﻗك وﻫو �ﺴود‬

‫‪ ( 16 : 3‬ﻓﺎﻟﻌﻘو�ﺔ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺴ�ﺎدة وﺘﺴﻠط اﻟرﺠﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤرأة ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ ﺘراﻩ اﻟﻌﻴن ذي اﻟ�ﺼﻴرة ‪ ،‬إذ‬ ‫كﻴﻒ ﻋﺎﻨت اﻟﻤرأة ﻤن ﺘﺴﻠط اﻟرﺠﻞ ﻋﻠﻰ ﻤر اﻟﻌﺼور ؟! وﻋﻨدﻤﺎ ُ�ﺴـﻤﺢ ﻟﻠرﺠـﻞ �ـﺎﻟزواج ﻤـن أﻛﺜـر‬

‫ﻤــن زوﺠــﺔ ‪ ،‬كــم ﻴﺠــرح ﻤﺸــﺎﻋر زوﺠﺘــﻪ ‪ 00 !.‬أﻟ�ﺴــت ﻫــذﻩ ﻋﻘو�ــﺔ ﻗﺎﺴــ�ﺔ ؟ وﻋﻨــدﻤﺎ ُ�طﻠــق اﻟرﺠ ـﻞ‬

‫إﻤرأﺘﻪ و�طوح ﺒﻬﺎ و�ﺄوﻻدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ‪ 00‬أﻟ�ﺴت ﻫذﻩ ﻋﻘو�ﺔ ؟! ‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ د‪ 0‬كﺎرم ﻤﺤﻤود ﻋز�ز " ٕواﺴﺘﻛﻤﺎﻻً ﻟﻤﺴﻠﺴـﻞ اﻟﻌﻘو�ـﺔ اﻟﺘـﻲ ﻗـﱠدرﻫﺎ اﻟـرب اﻹﻟـﻪ ﻋﻠـﻰ‬

‫أﻗطــﺎب اﻟﺴــﻘوط اﻟﺜﻼﺜــﺔ ‪ ،‬ﻗ ـﱠدر ﻋﻠــﻰ اﻟﻤ ـرأة أن ﺘﺤﺒــﻞ وﺘﻠــد �ــﺎﻟوﺠﻊ واﻵﻻم ‪ ،‬وأن �كــون إﺸــﺘ�ﺎﻗﻬﺎ‬ ‫ﻟﻠرﺠﻞ أﻛﺜر ﻤن إﺸـﺘ�ﺎﻗﻪ إﻟﻴﻬـﺎ‪ 0‬ور�ﻤـﺎ �ﻘﺼـد اﻟـﻨص أن اﻟـرب ﻀـﺎﻋﻒ اﻟﺸـﻬوة اﻟﺠﻨﺴـ�ﺔ واﻟﻌﺎطﻔـﺔ‬

‫ﻟدى اﻟﻤرأة ‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﻴؤدي إﻟﻰ ﺴ�ﺎدة اﻟرﺠﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬ور�ﻤﺎ �ﺸﻴر اﻟﻨص �ﺸـكﻞ ﻀـﻤﻨﻲ إﻟـﻰ أن اﻟـرب‬

‫ﻋﻨــدﻤﺎ ﺨﻠــق اﻟرﺠــﻞ واﻟﻤـرأة ﺠﻌﻠﻬﻤــﺎ ﻤﺘﺴــﺎو�ﻴن ﺤﺘــﻰ وﻗﻌــت اﻟﻌﻘو�ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻌﺎﻗــب اﻟﻤـرأة �ﺴــ�ﺎدة اﻟرﺠــﻞ‬

‫ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻷﻨﻬـﺎ أﻏوﺘــﻪ وﻷن دورﻫـﺎ ﻓـﻲ ﻋﻤﻠ�ــﺔ اﻟﺴـﻘوط كـﺎن إﻴﺠﺎﺒ�ـﺎً ‪ ،‬ور�ﻤـﺎ ﺠﻌـﻞ اﻟــرب ﺴـ�ﺎدة اﻟرﺠــﻞ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤرأة ﻋﻘﺎ�ﺎً ﻟﻬﺎ ‪ ،‬ﻷﻨﻬﺎ �ﻐواﻴﺘﻪ ﺴﺎدت ﻫﻲ ﻋﻠ�ﻪ ﻟﻠﺤظﺎت وﺘﺴـﻠطت ﻋﻠ�ـﻪ ﺤﺘـﻰ أﻨـﻪ ﻟـم �ﻤﻠـك‬

‫ﻟﻬــﺎ ﻤﻌﺼــ�ﺔ ‪ ،‬وﻤــن ﺜـ ﱠم ﻓﻘــد أطﺎﻋﻬــﺎ وﻋﺼــﻰ اﻷﻤــر اﻹﻟﻬــﻲ ‪ ،‬وﻤــن ﻫﻨــﺎ كــﺎن ﻋﻘﺎﺒﻬــﺎ �ﺴــﺘوﺠب أن‬

‫�ﺴود ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤدى اﻟﺤ�ﺎة ﻤن ﺴﺎدت ﻋﻠ�ﻪ ﻟﻠﺤظﺎت " )‪0(1‬‬ ‫‪F53‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺹ ‪59‬‬ ‫ﺃﺳﺎﻁﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺭﺓ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪161‬‬

‫‪- 221 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪218‬‬


‫ِ‬ ‫ﻋﻠ�ـك " ) ﺘـك ‪: 3‬‬ ‫س‪ : 378‬كﻴﻴ �ﻘوﻝ ﷲ ﻟﻠﻤرأة " إﻟﻰ رﺠﻠك �كون إﺸﺘ�ﺎﻗك وﻫو �ﺴود‬

‫‪ ( 16‬ﻤــﻊ أن �ﻌــض اﻟﻨﺴــﺎء ﻻ ﻴﺨﻀــﻌن ﻟرﺠــﺎﻟﻬن ؟ وﻗــد �ﺤــدث اﻟﻌكــس ‪ 00‬أﻟــم ﻴﺨﻀــﻊ‬

‫�ﺎراق ﻟدﺒورة اﻟﻨﺒ�ﺔ ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻗــﺎﻝ اﻟﻨﺎﻗــد أن ﻟــ�س كــﻞ اﻟﻨﺴــﺎء ﻴﺨﻀــﻌن ﻟرﺠــﺎﻟﻬن ‪ 0‬ﻫــذﻩ ﺤﻘ�ﻘــﺔ ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬــﺎ ﻋــدم ﺨﻀــوع‬

‫اﻟﻨﺴــﺎء ﻟرﺠــﺎﻟﻬن ﻻ �ﻤﺜــﻞ اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ﺘﻤﺜــﻞ اﻹﺴــﺘﺜﻨﺎء ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻨﺴــﺎء اﻟﻠ ـواﺘﻲ ﻻ ﻴﺨﻀــﻌن‬ ‫ﻟرﺠﺎﻟﻬن �ﻌﺘﺒرن ﻨﺸﺎذ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ‪ ،‬واﻟﻌﻘو�ﺔ ﺘﻨطﺒق �ﺎﻷﻛﺜر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻤﺔ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻋﻨدﻤﺎ ﻋﻤﻞ ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ اﻟﺸر �ﺎﻋﻬم اﻟـرب إﻟـﻰ �ـﺎﺒﻴن ﻤﻠـك كﻨﻌـﺎن اﻟـذي أذﻟﻬـم ﻋﺸـر�ن‬

‫ﺴﻨﺔ ‪ ،‬وﻟﻤﺎ ﺼرﺨوا ﻟﻠـرب ‪ ،‬ﺤـرك اﻟـرب ﻗﻠـب دﺒـورة اﻟﻨﺒ�ـﺔ واﻟﻘﺎﻀـ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺤﻔـزت �ـﺎراق ﻟ�ﺄﺨـذ ﻋﺸـرة‬

‫آﻻف رﺠــﻞ و�ﺘﺼــدى ﻟﻠﻛﻨﻌــﺎﻨﻴﻴن ‪ ،‬وﻟﻛ ــن �ﺴــﺒب ﻗــوة اﻟﺠــ�ش اﻟﻛﻨﻌ ــﺎﻨﻲ إذ كــﺎن ﻟــدﻴﻬم ﺘﺴ ــﻌﻤﺎﺌﺔ‬ ‫ﻤرك�ﺔ ﺤدﻴـد ‪ ،‬ﺨﺸـﻰ �ـﺎراق ﻟﻘـﺎء ﺴ�ﺴـ ار ﻗﺎﺌـد اﻟﺠـ�ش ﺒﺠ�ﺸـﻪ اﻟﺠـرار ‪ ،‬ﻓﻘـﺎﻝ ﻟﻬـﺎ " إن ذﻫﺒـت ﻤﻌـﻲ‬

‫أذﻫــب‪ٕ 0‬وان ﻟــم ﺘــذﻫﺒﻲ ﻤﻌــﻲ ﻓــﻼ أذﻫــب " ) ﻗــض ‪ ( 8 : 4‬ﻓــﺄﻴن ﺨﻀــوع �ــﺎراق ﻟــدﺒورة ؟ ﻓﺎﻟــذي‬ ‫ﺤدث اﻟﻌكس أن دﺒورة أﺼﻐت إﻟﻰ كﻼﻤﻪ وذﻫﺒـت ﻤﻌـﻪ ‪ ،‬ﻓﻘـط ﻨﺒﻬﺘـﻪ �ـﺄن ﺸـرف اﻟﻨﺼـر ﺴﻴﻨﺴـب‬ ‫إﻟﻴﻬﺎ وﻟ�س ﻟﻪ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻟــم �كــن �ــﺎراق زوﺠـﺎً ﻟــدﺒورة ‪ ،‬ﻷن دﺒــورة كﺎﻨــت زوﺠــﺔ ﻟﻔﻴــدوت ‪ ،‬ودﺒــورة ﻗﺎﻀــ�ﺔ اﻟﺸــﻌب‬

‫اﻟﻌﺎﻤﻠﺔ �ﺸر�ﻌﺔ رب اﻟﺴﻤﺎء ‪ ،‬ﻻﺒد أﻨﻬﺎ كﺎﻨت ﻓﻲ ﺒﻴﺘﻬﺎ ﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟزوﺠﻬﺎ ﻟﻔﻴدوت‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻌــد أن ﺘــم اﻟﻔــداء ‪ ،‬أﺼــ�ﺢ ﺨﻀــوع اﻟﻤ ـرأة ﻟﻠرﺠــﻞ ﻟــﻪ ﻤﻌﻨــﻰ ﺠدﻴــد ﻓ�ﻘــوﻝ ﻤﻌﻠﻤﻨــﺎ ﺒــوﻟس‬

‫اﻟرﺴــوﻝ " أﻴﻬــﺎ اﻟﻨﺴــﺎء إﺨﻀــﻌن ﻟرﺠــﺎﻟﻛن كﻤــﺎ ﻟﻠــرب ‪ 00‬كﻤــﺎ ﺘﺨﻀــﻊ اﻟﻛﻨ�ﺴــﺔ ﻟﻠﻤﺴــ�ﺢ كــذﻟك‬

‫اﻟﻨﺴﺎء ﻟرﺠﺎﻟﻬن ﻓﻲ كﻞ ﺸﺊ " ) أف ‪ ( 24 ، 22 : 5‬واﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ ﻟم ﻴﺘﺴﻠط ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻨ�ﺴـﺔ ﺒـﻞ‬ ‫أﺤﺒﻬﺎ و�ذﻝ ﻨﻔﺴﻪ ﻤن أﺠﻠﻬﺎ‪0‬‬

‫س‪ : 379‬ﻋﻨدﻤﺎ ﻋﺎﻗب ﷲ اﻟﻤرأة " وﻗﺎﻝ ﻟﻠﻤرأة أﻛ ّﺜر أﺘﻌﺎب ﺤﺒﻠك‪� 0‬ﺎﻟوﺠﻊ ﺘﻠدﻴن أوﻻداً "‬

‫) ﺘك ‪ ( 16 : 3‬ﻓﻤﺎ ذﻨـب كـﻞ اﻟﻨﺴـﺎء ﻟﺘﺴـري ﻋﻠـﻴﻬن ﻫـذﻩ اﻟﻌﻘو�ـﺔ ؟ وﻫـﻞ ﺘﻐﱠﻴـر اﻟﺘركﻴـب‬ ‫اﻟداﺨﻠﻲ ﻟﻠﻤرأة ﺤﺘﻰ أﻤكﻨﻬﺎ أن ﺘﻠد ؟ وﻤﺎ رأ�ك ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺌﻲ ﻴﻠدن �ﻌﻤﻠ�ـﺎت ﻗ�ﺼـر�ﺔ‬

‫ﻓﻼ �ﻌﺎﻨون آﻻم اﻟﻤﺨﺎض ؟‬

‫‪- 222 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪219‬‬


‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬ﻴﺘﻔق ﺸﺎرﺤو اﻟﺘوراة كﻠﻬم ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘو�ﺔ ﺘﻨﺴﺤب ﻋﻠـﻰ‬

‫ﺠــﻨس اﻟﻨﺴــﺎء كﻠــﻪ ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ ﻨﻬﺎ�ــﺔ اﻟﻌــﺎﻟم ‪ ،‬وﻟــ�س ﻋﻠــﻰ ﻤــدام آدم وﺤــدﻫﺎ ‪ ،‬وﻨﺤــن ﻟــن ﻨﺘوﻗــﻒ ﻋﻨــد‬ ‫اﻟﺠور واﻟﺘﻌﺴﻒ اﻟﻠذﻴن ﻴﺘﺴم ﺒﻬﻤﺎ ﻗرار ﻴﻬوﻩ وﺤدﻩ ‪ ،‬ﺒﻞ ﺴﻨﺸﻴر ﻓـﻲ اﻟﻤﻘـﺎم اﻷوﻝ إﻟـﻰ أﻨـﻪ ﻓ�ﻤـﺎ ﻟـو‬ ‫إﺴﺘطﺎﻋت اﻟﻤرأة ﻤﻘﺎوﻤﺔ ﻏوا�ﺔ اﻟﺤ�ﱠﺔ ﻟﻬﺎ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ وﻟدت أﺒﻨﺎءﻫـﺎ ﻓـﻲ اﻷوﺠـﺎع ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ أرﺠـﺢ ﺘﻘدﻴ ـر ‪،‬‬

‫وﻫــذا ﻴﺠﻌﻠﻨــﺎ ﻨﻔﺘــرض أن ﺘركﻴﺒﻬــﺎ اﻟﻌﻀــوي كــﺎن ﻤﺨﺘﻠﻔـﺎً ﻗﺒــﻞ اﻟﺴــﻘوط ﻓــﻲ اﻟﺨط�ــﺔ ‪ 0‬وﻓــﻲ اﻟﻠﺤظـﺔ‬

‫اﻟﺘﻲ ﻨطق ﻓﻴﻬﺎ ﻴﻬوﻩ �ﺤكﻤﻪ ‪ ،‬ﺘﺒﱠدﻝ ذﻟك اﻟﺘركﻴب ﺘﺒد�ﻼً ﺠوﻫر�ﺎً‪ 0‬إﻨﻬﺎ ﻴد إﻟﻬ�ﺔ ﺤﻘﺎً !‬

‫و�ﺠــدر ﺒﻨــﺎ أن ﻨﺸــﻴر ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺸــﺄن ‪ ،‬إﻟــﻰ أﻨــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻤــن اﻟﺠﺒــروت اﻟﻛﻠــﻲ ‪ ،‬اﻟــذي‬ ‫ﻴﺘﻤﺘﻊ ﷲ �ﻪ ‪ ،‬إﻻﱠ أﻨﻪ ﻻ �ﺴـﺘط�ﻊ ﺘﺤﻘﻴـق اﻟﻘﺼـﺎص اﻟـذي أﻨزﻟـﻪ �ـﺎﻟﺠﻨس اﻷﻨﺜـوي كﻠـﻪ ‪ ،‬ﻷن كﺜﻴـ اًر‬ ‫ﻤن اﻟﻨﺴﺎء ﻴﻠدن �ﻐﻴر أﻟم‪ 0‬ﺜﺎﻨ�ﺎ ‪ :‬ﺜﻤﺔ ﻨﺴﺎء كﺜﻴرات ﺠداً ﻻ ﻴﺨﻀﻌن ﻷزواﺠﻬن " )‪0(1‬‬ ‫‪F54‬‬

‫ج ‪ -1 :‬كﻞ اﻟ�ﺸـر�ﺔ كﺎﻨـت ﻓـﻲ ﺤـواء وآدم ‪ ،‬ﻓكـﻞ اﻟ�ﺸـر�ﺔ ورﺜـت اﻟﺨط�ـﺔ اﻟﺠد�ـﺔ ‪ ،‬و�ﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﺤـق‬

‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺠﻤ�ــﻊ اﻟﻌﻘو�ــﺔ اﻹﻟﻬ�ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻬــذا ﻫــو اﻟواﻗــﻊ اﻟﻌﻤﻠــﻲ اﻟــذي ﻋﺎﻴﻨــﺎن ﻓــﻲ اﻹﻨﺤــدار اﻷﺨﻼﻗــﻲ‬

‫ﻟﻺﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وﺴ ـ�طرة اﻟﺨطﻴﺌــﺔ ﻋﻠ�ــﻪ ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ إﻨــﻪ ﻟــ�س ﻤوﻟــود إﻤ ـرأة �ــﻼ ﺨط�ــﺔ ﻏﻴــر اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ‬ ‫وﺤدﻩ ‪ 00‬ﻟﻘد كﺎن آدم وﺤواء ﻤﺜﻞ ﺸﺠرة ﻓﺴدت طﺒ�ﻌﺘﻬﺎ ‪ ،‬وأﺼﻴﺒت �ﻤرض ‪ ،‬ﻓكﻞ ﺜﻤﺎرﻫﺎ ﻓﺴـدت‬

‫‪ ،‬وكﻞ ﻤﺎ ﻴؤﺨذ ﻤﻨﻬﺎ ﺴواء ﺒذار أو ﻓﺴﺎﺌﻞ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺴﺘﻨﻤو كﺄﺸﺠﺎر ﻓﺎﺴـدة ‪ ،‬وكـﻞ ﻤـﺎ ﺘﻨﺘﺠـﻪ ﻤـن ﺜﻤـر‬ ‫ﻓﻬو ﻓﺎﺴد ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻻ �ﻤكن أن ﻨﺠﻨﻲ ﻤن اﻟﻔﺴﺎد إﻻﱠ اﻟﻔﺴﺎد ﻨﻔﺴﻪ‪0‬‬ ‫‪ -2‬ﻟم ﻴﺘﻐﻴﱠر اﻟﺘركﻴب اﻟداﺨﻠﻲ ﻟﻠﻤرأة ﺤﺘﻰ أﻤكﻨﻬﺎ أن ﺘﻠد ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻋـﺎش آدم وﺤـواء ﻤﻌـﺎً‬

‫ﻓــﻲ ﺒـراءة وطﻬــﺎرة ﻓــﻲ ﺤ�ــﺎة اﻟﺒﺘوﻟ�ــﺔ‪ 0‬أﻤــﺎ �ﻌــد اﻟﺴــﻘوط ﻓﻘــد إﻨﻔﺘﺤــت أﻋﻴﻨﻬﻤــﺎ ‪ ،‬وﻋــرف آدم زوﺠﺘــﻪ‬ ‫ﻓﺤﺒﻠت �ﺎﻷﺘﻌﺎب ووﻟدت �ﺎﻷوﺠﺎع‪0‬‬

‫‪ -3‬اﻟﺤكــم ﻴﻨطﺒــق ﻋﻠــﻰ اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻌﺎﻤــﺔ وﻟــ�س اﻹﺴــﺘﺜﻨﺎءات ‪ ،‬ﻓﺠﻤ�ــﻊ اﻟﻨﺴــوة كﻘﺎﻋــدة ﻋﺎﻤــﺔ‬

‫�ﻌــﺎﻨﻴن ﺨــﻼﻝ ﻓﺘ ـرة اﻟﺤﻤــﻞ ‪ ،‬ﺜــم ﻴ�ــﺎﻏﺘﻬن ﻤﺨــﺎض اﻟــوﻻدة ‪ ،‬ﻓﻴﺠــزن ﻓــﻲ أﻟــم ﺸــدﻴد ُﻴــذكرﻫن �ﻐوا�ــﺔ‬

‫أﻤﻬــن ﺤ ـواء‪ 0‬أﻤــﺎ اﻟﻼﺘــﻲ ﻴﻠــدن �ﻌﻤﻠ�ــﺎت ﻗ�ﺼ ـر�ﺔ ‪ ،‬ﻓــﺈﻨﻬن �ﻌــﺎﻨﻴن ﻤــن أﺘﻌــﺎب اﻟﺤﻤــﻞ ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً‬ ‫�ﻌﺎﻨﻴن �ﻌد إﺠراء ﻋﻤﻠ�ﺔ اﻟوﻻدة إذ ﺘﺸق �طـوﻨﻬن ‪ ،‬وﻤـﻊ ﻫـذا ﻓـﺈﻨﻬن ﻻ �ﻤـﺜﻠن إﻻﱠ اﻹﺴـﺘﺜﻨﺎء وﻟـ�س‬

‫اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌر�ﻀﺔ‪0‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪31‬‬

‫‪- 223 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪220‬‬


‫س‪ : 380‬ﻋﻨدﻤﺎ ﻋﺎﻗب ﷲ آدم ﻗﺎﻝ ﻟـﻪ " ﺸـوكﺎً وﺤﺴـكﺎً ُﺘﻨﺒـت ﻟـك " ) ﺘـك ‪ ( 18 : 3‬ﻓﻬـﻞ‬

‫ﻫذﻩ ﺘﻤﺜﻞ ﻋﻘو�ﺔ ؟ ‪ 00‬أﻟ�س اﻹﻨﺴﺎن ﻴﺠﻨﻲ ﻤـﺎ ﻗـد زرﻋـﻪ ؟ ﻓﻠـو زرع ﺘﻴﻨـﺎً ﻓﺈﻨـﻪ ﺴـﻴﺠﻨﻲ‬ ‫ﺘﻴﻨﺎً وﻟو زرع ﻋﻨ�ﺎً ﻓﺈﻨﻪ ﺴﻴﺠﻨﻲ ﻋﻨ�ﺎً وﻫﻠم ﺠ ار ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻗﺒــﻞ اﻟﺴــﻘوط ﻟــم �كــن ﻓــﻲ ﺠﻨــﺔ ﻋــدن ﺸــوكﺎً وﻻ ﺤﺴــكﺎً ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ كــﻞ ﻤــﺎ ﻓﻴﻬــﺎ كــﺎن ﺸــﺠ اًر ذو‬ ‫ﻓﺎﺌدة ‪ 0‬أﻤﺎ �ﻌد اﻟﺴﻘوط ﻓﻘد ﻟﻌن ﷲ اﻷرض ‪ ،‬ﻓﺒدأت ﺘﻨﺒـت اﻟﺸـوك واﻟﺤﺴـك ‪ ،‬وﻋﻠـﻰ اﻹﻨﺴـﺎن أن‬ ‫ﻴﺘﻌب ﻓﻲ ﺘﻨﻘ�ﺔ اﻷرض ﻤﻨﻬﺎ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻨﻌم ﻟو زرع اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻨ�ـﺎً أو ﺘﻴﻨـﺎً ﻓﺈﻨـﻪ ﺴـﻴﺠﻨﻲ ﻋﻨ�ـﺎً أو ﺘﻴﻨـﺎً ‪ ،‬وﻟﻛـن �ـﺎﻟرﻏم أن اﻹﻨﺴـﺎن‬ ‫ﻻ ﻴــزرع اﻷﺸ ـواك واﻟﺤﺴــك إﻻﱠ أﻨﻬﻤــﺎ ﻴﻨﻤ�ــﺎن ﺒــوﻓرة ‪ ،‬و�ﺤﺘــﺎج اﻹﻨﺴــﺎن إﻟــﻰ ﻤﺠﻬــود ﻀــﺨم ﻟﻛ�ﻤــﺎ‬ ‫�ﻘﺘﻠﻊ ﻫذﻩ اﻷﺸواك وذاك اﻟﺤﺴك ﺤﺘﻰ ﺘﺼـﻠﺢ اﻷرض ﻟﻠز ارﻋـﺔ ‪ ،‬وﻻ ﺘﺨﻨـق اﻷﺸـواك اﻟﻨ�ـﺎت كﻘـوﻝ‬

‫اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ ﻓﻲ ﻤﺜﻞ اﻟزارع واﻟﺒذار " وﺴﻘط آﺨر ﻋﻠﻰ اﻟﺸوك ﻓطﻠﻊ اﻟﺸوك وﺨﻨﻘﻪ " ) ﻤت ‪13‬‬

‫‪ 00 ( 7 :‬أﻟ�ﺴــت ﻫــذﻩ ﻋﻘو�ــﺔ ؟! وﻫــﻞ ﺘﺴــﺘوي اﻷرض اﻟﻤﻬ�ــﺄة ﻟﻠﺒــذار �ــﻼ ﻋواﺌــق �ــﺎﻷرض اﻟﺘــﻲ‬ ‫ﺘﻨﻤو ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺸواك واﻟﺤﺴك ؟!! ﻓﻬذا ﻤـﺎ �ﻔﻌﻠـﻪ اﻟﻨﻘـد اﻷﻋﻤـﻰ �ﺎﻟﻨﺎﻗـد اﻟﻤﺘﺤّﻴـز ‪ ،‬ﻓ�ﻔﻘـد ﺘﻤﻴﻴـزﻩ ‪ ،‬ﺒـﻞ‬ ‫و�ﺼﻴرﺘﻪ أ�ﻀﺎً‪0‬‬

‫س‪ : 381‬ﻋﻨدﻤﺎ ﻋﺎﻗب ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ﻗﺎﺌﻼً " �ﻌرق وﺠﻬك ﺘﺄﻛﻞ ﺨﺒ اًز " ) ﺘك ‪ ( 19 : 3‬ﻫﻞ‬

‫كﺎن اﻹﻨﺴﺎن اﻟﺒداﺌﻲ �ﻌرف اﻟﺨﺒز ؟ وﻫﻞ كﻞ اﻟﺒﻠـدان ﺘﺄﻛـﻞ اﻟﺨﺒـز ؟ وﻫـﻞ اﻷﻏﻨ�ـﺎء اﻟـذﻴن‬

‫ﻻ �ﻌﻤﻠون وﻻ ﻴﺘﻌﺒون �ﺄﻛﻠون ﺨﺒزﻫم �ﻌرق ﺠﺒﻴﻨﻬم ؟‬

‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـﻞ " ‪ " 00‬وﺜﻤـﺔ ﻤﻼﺤظـﺔ أﺨـرى ﺘﺒـرز أﻤﺎﻤﻨـﺎ �ﺼـورة ﺘﻠﻘﺎﺌ�ـﺔ ‪ ،‬وﻫـﻲ ﺘﻠـك‬

‫اﻟﻤﺘﻌﻠﻘــﺔ �ــﺎﻟﺨﺒز وﻋــرق اﻟﺠﺒــﻴن ‪ ،‬ﻓﻌﻠــﻰ اﻟ ـراﺠﺢ أن اﻷزﻤﻨــﺔ اﻟﺒداﺌ�ــﺔ ﻟــم ﺘﻌــرف اﻟﺨﺒــز ‪ 00‬ﻟﻛــن‬

‫اﻟﻛﻨﺴﻴﻴن ﻴؤكدون أن اﻟﺘـوراة ﻟـم ﺘُﻛﺘـب ﻟﻠﻴﻬـود ﻓﻘـط ‪ ،‬ﺒـﻞ ﻫـﻲ ﻗـﺎﻨون ﻟﺴـكﺎن اﻷرض كﻠﻬـﺎ ‪ ،‬ﺒﻴـد أن‬ ‫ّ‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﺨﺒــز ﻻ ﻴؤكــﻞ إﻻ ﻓــﻲ اﻟﺒﻠــدان اﻟﺘــﻲ ﻴــزرع ﻓﻴﻬــﺎ اﻟﻘﻤــﺢ ‪ ،‬ﻓﺎﻷﺴــك�ﻤو ﻻ �ﻌرﻓــون اﻟــدﻗﻴق ‪ ،‬و�ﻌــ�ش‬

‫كﺜﻴــر ﻤــن اﻟ�ﺸــر ﻓــﻲ ﻤﻨــﺎطق ﻤــن اﻟﻬﻨــد وأﻤر�كــﺎ وأﻓر�ﻘ�ــﺎ اﻟوﺴــطﻰ واﻟﺠﻨو��ــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺜﻤــﺎر وﻟﺤــوم‬

‫اﻟطراﺌد اﻟﺘﻲ �ﺼﻴدون‪0‬‬

‫‪- 224 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪221‬‬


‫ﻗد �ﻘوﻝ ﻗﺎﺌـﻞ أن ﻴﻬـوﻩ إﺴـﺘﺨدم كﻠﻤـﺔ ﺨﺒـز �ـﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﺠـﺎزي ‪ ،‬ﻗﺎﺼـداً ﻓـﻲ ﺤﻘ�ﻘـﺔ اﻷﻤـر‬

‫ﺼﻨوف اﻟطﻌﺎم كﻠﻬﺎ‪ 00‬ﻓﺈن ﻫذا ﻻ ﻴﻨﺴﺤب ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻨ�ـﺎء اﻟـذﻴن ﻴﻨﻌﻤـون �ـﺎﻟﻤﻼﻴﻴن اﻟﺘـﻲ ورﺜوﻫـﺎ‬ ‫‪ ،‬ورﺠﺎﻝ اﻟدﻴن اﻟﻤكﺘﻨزون ؟ ﻫﻞ ﺘﺘﺼﺒب ﺠ�ﺎﻫﻬم ﻋرﻗﺎً إﻻﱠ ﻤن كﺜرة اﻟدﻫن ؟ " )‪0(1‬‬ ‫‪F5‬‬

‫ج ‪ :‬ﻤن اﻟطﺒ�ﻌﻲ أن اﻟﻤﻘﺼود " �ﻌرق وﺠﻬك ﺘﺄﻛﻞ ﺨﺒ اًز " ) ﺘك ‪ ( 19 : 3‬ﻫو ﺘﻌب اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ‬ ‫ﺤﺼوﻟﻪ ﻋﻠﻰ طﻌﺎﻤﻪ أي كﺎن ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻨﺴﺎن اﻟﺒداﺌﻲ كﺎن ﻋﻠ�ـﻪ أن �ﺤـرث اﻷرض و�زرﻋﻬـﺎ و�رو�ﻬـﺎ‬

‫و�ﺤرﺴــﻬﺎ و�ﻨﻘﻴﻬــﺎ ﻤــن اﻷﺸـواك واﻟﺤﺴــك واﻵﻓــﺎت ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ أن اﻹﻨﺴــﺎن اﻟﺒــداﺌﻲ كــﺎن ﻴﺘﻌــب ﻤــن‬

‫أﺠﻞ اﻟطﻌﺎم أﻛﺜر ﻤن اﻹﻨﺴﺎن اﻟﻌﺼري ‪ 00‬و�ﻌد أن كﺎن اﻟطﻌﺎم ﻤﺘـوﻓر ﻟﻺﻨﺴـﺎن ﺒـدون ﺘﻌـب وﻻ‬ ‫ﻤﺸﻘﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻘوط ‪ ،‬إذ ُو ِﺠـد ﻓـﻲ ﺠﻨـﺔ ﻤﺜﻤـرة ‪ ،‬ﺘﻐﻴـر اﻟﺤـﺎﻝ �ﺴـﺒب اﻟﻌﺼـ�ﺎن ‪ ،‬وأﺼـ�ﺢ ﻟ ازﻤـﺎً ﻋﻠـﻰ‬

‫اﻹﻨﺴﺎن أن �ﺸﻘﻰ و�ﺘﻌب ﻟﻛ�ﻤﺎ ﻴﺠد ﻗوﺘـﻪ ‪ ،‬وﻫـو �ﺼـﺎرع ﻀـد أرض ﺘﻨﺒـت ﺸـوكﺎً وﺤﺴـداً ‪ ،‬وﻀـد‬

‫وﺤوش ﺘﺴﻌﻰ ﻹﻟﺘﻬﺎﻤﻪ ‪ ،‬وﻀد طﺒ�ﻌﺔ إﻨﻌكﺴت ﻋﻠﻴﻬﺎ آﺜﺎر اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺼﺎرت ﺘﺜور ﻋﻠ�ﻪ ‪ 00‬إذاً‬

‫اﻟﻤﻘﺼود ﻫو اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم‪ٕ 0‬وان كﺎﻨت ﻟ�ﺴت كﻞ ﺒﻠدان اﻟﻌﺎﻟم ﺘﺄﻛﻞ ﺨﺒ اًز ‪ ،‬ﻟﻛن كـﻞ ﺴـكﺎن اﻟﻌـﺎﻟم‬

‫�ﺸﻘون و�كدون و�كدﺤون ﻤـن أﺠـﻞ ﻟﻘﻤـﺔ اﻟﻌـ�ش وﺘﺤﺴـﻴن ﻤﺴـﺘواﻫم ‪ٕ ،‬وان كـﺎن اﻷﻏﻨ�ـﺎء اﻟﻛﺴـﺎﻟﻰ‬

‫اﻟذﻴن ﻻ �ﻌﻤﻠون ﻻ �ﺄﻛﻠون ﺨﺒ اًز �ﻌرق ﺠﺒﻴﻨﻬم ‪ ،‬ﻓﻬم �ﻤﺜﻠون اﻹﺴﺘﺜﻨﺎء وﻟ�س اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻤـﺔ ‪ ،‬ﺒـﻞ‬

‫ﻟﻴﻨظر اﻟﻨﺎﻗد إﻟﻰ ﻨﺴ�ﺔ اﻷﻏﻨ�ﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ‪ ،‬وﻨﺴ�ﺔ اﻟذﻴن �ﻌ�ﺸون ﻓﻲ ﻤﺴﺘوى ﺨط اﻟﻔﻘـر أو ﺘﺤـت‬ ‫ﻤﺴﺘواﻩ ‪ ،‬و�ﻘﺎرن ﺒﻴن ﻫذﻩ وﺘﻠك ﻟﻴدرك اﻹﺴﺘﺜﻨﺎء ﻤن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌر�ﻀﺔ‪0‬‬

‫س‪ : 382‬ﻫﻞ ﻟﻌن ﷲ ﺤواء وآدم ﻋﻘب اﻟﺴﻘوط ؟‬ ‫�ﻘوﻝ " ﺠ�ﻤس ﻓر�زر " ‪ " 00‬وﻟﻤﺎ ﻋﻠـم ) ﷲ ( ﻤـن اﻟـزوﺠﻴن اﻟﺨﺠـوﻟﻴن أﻨﻬﻤـﺎ ﻗـد ﻋﺼـ�ﺎ‬

‫أﻤ ـرﻩ وأﻛــﻼ ﻤــن ﺸــﺠرة اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ﺜــﺎرت ﺜــورة ﻏﻀــ�ﻪ وﻟﻌــن اﻟﺤﱠ�ــﺔ ‪ ،‬وﺤكــم ﻋﻠﻴﻬــﺎ �ــﺄن ﺘزﺤــﻒ ﻋﻠــﻰ‬

‫�طﻨﻬﺎ ‪ ،‬وأن ﺘﺄﻛﻞ اﻟﺘراب ‪ ،‬وأن ﺘﻛون ﻋدو ﻟﻺﻨﺴـﺎن إﻟـﻰ اﻷﺒـد ‪ ،‬وﻟﻌـن اﻷرض وﻗﻀـﻰ ﻋﻠﻴﻬـﺎ أن‬

‫ﺘﻨﺒــت اﻟﺸــوك واﻟﺤﺴــك ‪ ،‬وﻟﻌــن اﻟﻤ ـرأة وﺤكــم ﻋﻠﻴﻬــﺎ أن ﺘﻠــد أوﻻدﻫــﺎ ﻓــﻲ أﻟــم ‪ ،‬وأن ﺘﻛــون ﺨﺎﻀــﻌﺔ‬

‫ﻟزوﺠﻬﺎ‪ 0‬وﻟﻌن اﻟرﺠﻞ وﻗﻀﻰ ﻋﻠ�ﻪ أن �ﺴـﺘﺨرج ﺨﺒـز ﻴوﻤـﻪ ﻤـن اﻷرض �ﻌـرق ﺠﺒﻴﻨـﻪ ‪ ،‬وأن �ﻌـود‬ ‫ﻓﻲ ﻨﻬﺎ�ﺔ ﺤ�ﺎﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﺘراب ‪ ،‬كﻤﺎ ُﺨِﻠق ﻤن اﻟﺘراب‪ 0‬وﺨﻔت ﺜورة ﻏﻀـب اﻟـرب �ﻌـد أن ﻨطـق ﺒﻬـذﻩ‬ ‫اﻟﻠﻌﻨﺎت اﻟﻤﺘﻌددة " )‪0(1‬‬ ‫‪F56‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪37 ، 36‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ – ﺍﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮﺭ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪143 ، 142‬‬

‫‪- 225 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪222‬‬


‫ج ‪ -1 :‬ﻤﺎ ﻴذكرﻩ " ﺠ�ﻤس ﻓر�زر " ﻴﺜﺒـت أﻤـر ﻤـن أﺜﻨـﻴن ‪ ،‬أوﻟﻬﻤـﺎ ‪ :‬ﻤـدى ﺴـطﺤ�ﺔ ﻗراءاﺘـﻪ ‪ ،‬ﻷن‬

‫ﷲ ﻟــم ﻴﻠﻌــن ﺤ ـواء وﻻ آدم ‪ ،‬وﻫــوذا اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس �كﺎﻤﻠــﻪ ﻤــن اﻟﺘﻛــو�ن إﻟــﻰ اﻟرؤ�ــﺎ ‪ ،‬ﻓﻠﻴﺜﺒــت ﻟﻨــﺎ‬ ‫ﻓر�زر أو ﻏﻴرﻩ ﻟﻌﻨﺔ ﷲ ﻟﺤواء أو آدم ‪ ،‬واﻷﻤر اﻟﺜـﺎﻨﻲ ‪ :‬أن " ﻓر�ـزر " �ﻌﻠـم اﻟﺤﻘ�ﻘـﺔ و�ﺘﻐﺎﻓـﻞ ﻋﻨﻬـﺎ‬

‫‪ ،‬وﻫﻨﺎ ُ�ﺤﺴب أﻨﻪ ﻤﺘﺠﻨ�ﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ ‪ ،‬وﺴواء اﻷﻤر اﻷوﻝ أو اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺈن " ﻓر�زر " �ﻘﻒ ﻤدﻴوﻨﺎً‬ ‫أﻤﺎم اﻟﻌدﻝ اﻹﻟﻬﻲ "‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻫﻨ ــﺎك ﻓ ــرق ﺒ ــﻴن اﻟﻌﻘو� ــﺔ واﻟﻠﻌﻨ ــﺔ ‪ 0‬ﻨﻌ ــم ﻋﺎﻗ ــب ﷲ ﺤـ ـواء ﻓﺼ ــﺎرت ﺘﻌ ــﺎﻨﻲ آﻻم اﻟﺤﺒ ــﻞ‬

‫وأوﺠـﺎع اﻟوﻻدة ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻪ ﻟم ﻴﻠﻌﻨﻬﺎ ﻗط ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﺴﻴﺘﺠﺴد ﻤـن ﻨﺴـﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻓكﻴـﻒ ﻴﺘﺠﺴـد ﻤـن ﻨﺴـﻞ ﻤﻠﻌـون‬

‫؟! ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً ﻋﺎﻗب ﷲ آدم ﻓﺼﺎر �ﺄﻛـﻞ ﺨﺒـزﻩ �ﻌـرق وﺠﻬـﻪ ‪ ،‬و�ﻌـود إﻟـﻰ اﻷرض اﻟﺘـﻲ أُﺨـذ ﻤﻨﻬـﺎ ‪،‬‬

‫وﻟﻛــن ﷲ ﻟــم ﻴﻠﻌﻨــﻪ ﻗــط ‪ 00‬ﻟﻘــد ﺴــﺒق ﷲ و�ــﺎرك آدم وﺤ ـواء ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ �ﻌــود ﻤ ـرة أﺨــرى و�ﻠﻌﻨﻬﻤــﺎ ‪،‬‬ ‫وكﺄن اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻗد أُﺨﻔﻲ ﻋﻠ�ـﻪ ‪ ،‬ﻓﻠـم �ﻌﻠـم ﻗﺒـﻞ أن ﻴﺨﻠﻘﻬﻤـﺎ أﻨﻬﻤـﺎ ﺴ�ﺴـﻘطﺎن !! ‪ 00‬ﷲ ﻋ ِ‬ ‫ـﺎﻟم �كـﻞ‬

‫ﺸﺊ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟد�ﻪ ﻤﺜﻞ اﻟﻤﺎﻀﻲ واﻟﺤﺎﻀـر ‪ ،‬ورﻏـم ﻋﻠﻤـﻪ أﻨﻬﻤـﺎ ﺴ�ﺴـﻘطﺎن إﻻﱠ أﻨـﻪ �ﺎركﻬﻤـﺎ ﻋـن‬ ‫ﻋﻠم ﻓكﻴﻒ �ﻌود و�ﻠﻌﻨﻬﻤﺎ ؟!!‬

‫‪ -3‬ﻋﻨدﻤﺎ أﺨطﺄ اﻹﻨﺴﺎن دﻋﺎﻩ ﷲ �ﺄﺨطﺄ اﻹﻨﺴﺎن دﻋﺎﻩ ﷲ ﺒﺈﺴﻤﻪ ‪ :‬آدم أﻴن أﻨـت ؟ ﻟ�ﻔـﺘﺢ‬

‫ﻤﻌــﻪ ﻤﺠــﺎﻻً ﻟﻠﺤــدﻴث ‪ ،‬ﻓﻠــم �كــن ﷲ ﻓــﻲ ﺜــورة ﻏﻀــب كﻤــﺎ �ﺼـ ﱠـورﻩ " ﻓر�ــزر " ‪ ،‬وﺤﺘــﻰ ﻋﻨــدﻤﺎ أوﱠﻗــﻊ‬

‫ﻋﻠ�ــﻪ اﻟﻌﻘو�ــﺔ ﻟــم ﻴﻨطــق ﺒﻬــﺎ �ﻌﺼــﺒ�ﺔ وﻏﻀــب ‪ ،‬ﺒــﻞ وﻟــم ﻴﻨــزع رﺤﻤﺘــﻪ ﻗــط ﻋــن اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﺒــﻞ كــﺎن‬ ‫كﺄب ﻴؤدب إﺒﻨـﻪ ﻫكـذا أدب ﷲ اﻹﻨﺴـﺎن ‪ ،‬و�ـﻴن اﻟﺴـطور ﻤﻨﺤـﻪ اﻟرﺠـﺎء إذ أﻋطـﺎﻩ اﻟوﻋـد �ـﺄن ﻨﺴـﻞ‬

‫اﻟﻤرأة �ﺴﺤق رأس اﻟﺤ�ﱠﺔ ‪ ،‬ﻓﻠم �كن ﷲ ﻗط ﻓﻲ ﺜورة ﻏﻀ�ﻪ ‪ٕ ،‬وان ﻫذﻩ اﻟﺜورة ﻗـد ﻫـدأت �ﻌـد اﻟﻨطـق‬

‫�ﺎﻟﻌﻘو�ﺎت ‪ ،‬واﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن ﻤﺸـكﻠﺔ " ﻓر�ـزر " اﻟرﺌ�ﺴـ�ﺔ وﻤـن ﻨﺴـﺞ ﻋﻠـﻰ ﻤﻨواﻟـﻪ ‪ ،‬أﻨﻬـم ﻟـم ﻴﻠﺘﻘـوا �ـﺄﺒوة‬

‫ﷲ ﻟﻺﻨﺴ ــﺎن ‪ ،‬ﻓﻨظـ ـرة ﻓر� ــزر اﻟﺨﺎطﺌ ــﺔ ﻟ ﺘﻘ ــﻒ ﺨﻠ ــﻒ ﻫﻴﺠﺎﻨ ــﻪ وﺜورﺘ ــﻪ اﻟﻌﺎرﻤ ــﺔ ﻀ ــد ﷲ وكﺘﺎ� ــﻪ‬ ‫اﻟﻤﻘﱠدس‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث " اﻟﻠﻌﻨﺔ ﻟم ﺘﺼب آدم وﺤواء ﻟﺴﺒﺒﻴن ‪:‬‬ ‫أوﻻً ‪ :‬ﻷن ﷲ كـﺎن ﻗد �ﺎركﻬﻤﺎ ﻗ�ﻼً ) ﺘك ‪ ( 28 : 1‬وﻫ�ـﺎت ﷲ �ـﻼ ﻨداﻤـﺔ ) رو ‪( 9 : 11‬‬

‫وﻻ ﻴرﺠﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﺤدث‪ 0‬إﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺘوﻗﻒ ﻋﻠﻰ أﻤﺎﻨﺘﻨﺎ ‪� ،‬ﻘدر ﻤﺎ ﺘﺘوﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺠودﻩ ﻫو وكرﻤﻪ‪0‬‬

‫‪- 226 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪223‬‬


‫ﺜﺎﻨ�ﺎً ‪ :‬ﻷﻨﻪ ﻟو ﻟﻌن آدم وﺤواء ‪ ،‬ﻟﻛﺎﻨت اﻟﻠﻌﻨﺔ ﻗد أﺼﺎﺒت اﻟﺠﻨس اﻟ�ﺸري كﻠﻪ ‪ ،‬اﻟﻤوﺠود ﻓﻲ‬

‫ﺼﻠﺒﻬﻤﺎ ‪ ،‬كﻤﺎ ﻟﻌن ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد كﻨﻌﺎن ﻓﻠﻌن كﻞ ﻨﺴﻠﻪ ‪ ،‬وكذﻟك ﻗﺎﻴﻴن وكﻞ ﻨﺴﻠﻪ ‪ ،‬وﻻ �ﻤكن أن ﻴﻠﻌن‬

‫اﻟﺠﻨس اﻟ�ﺸري كﻠﻪ ‪ ،‬وﻤﻨﻪ ﺴـ�ﺄﺘﻲ أﻨﺒ�ـﺎء وأﺒـرار ﻴ�ـﺎركﻬم ﷲ و�كوﻨـون ﺒركـﺔ ‪ 00‬ﺒـﻞ ﻤـن ﻨﺴـﻞ آدم‬

‫ﺴـ�ﺄﺘﻲ اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ – ﺤﺴــب اﻟﺘﺠﺴــد – اﻟــذي ﺴ�ﺴــﺤق رأس اﻟﺤﱠ�ــﺔ ‪ ،‬و�ــﻪ } ﺘﺘ�ــﺎرك ﻓ�ــﻪ ﺠﻤ�ــﻊ‬

‫ﻗ�ﺎﺌﻞ اﻷرض { ) ﺘك ‪0(1) " ( 18 : 22‬‬ ‫‪F57‬‬

‫س‪ : 383‬ﻫﻞ ﻋﻨدﻤﺎ أﻛـﻞ آدم ﻤـن اﻟﺸـﺠرة ﺼـﺎر إﻟﻬـﺎً " وﻗـﺎﻝ اﻟـرب اﻹﻟـﻪ ﻫـوذا اﻹﻨﺴـﺎن‬

‫ﺼﺎر كواﺤد ﻤﻨﺎ " ) ﺘك ‪ ( 22 : 3‬وﻫـﻞ ﺨﺸـﻰ ﷲ ﻤـن آدم وﺤـواء �ﻌـد أﻛﻠﻬﻤـﺎ ﻤـن ﺸـﺠرة‬ ‫اﻟﻤﻌرﻓﺔ وﻟذﻟك طردﻫﻤﺎ ﻤن اﻟﺠﻨﺔ ؟‬

‫ﻗﺎﻝ " ﺠ�ﻤس ﻓر�زر " ‪ " 00‬ﺒﻞ أن اﻟرب ﻨﻔﺴﻪ ﻟم ﻴﺘذكر ﻫذﻩ اﻟﺸﺠرة اﻟﻌﺠﻴ�ـﺔ اﻟﺘـﻲ ﺘﻘـﻒ‬ ‫ﺒﺈﻤكﺎﻨ�ﺎﺘﻬﺎ ﻏﻴر اﻟﻤﺤدودة ﻤﻬﻤﻠﺔ وﺴط اﻟﺠﻨﺔ ‪ 00‬إﻻﱠ �ﻌد أن ُﻗﻀﻲ اﻷﻤـر ٕواﻨﺘﻬـﻰ كـﻞ ﺸـﺊ‪ 0‬وﻗـد‬

‫ـﻨوﻩ ﻓـﻲ اﻟﻤﻌرﻓـﺔ ﻋﻨـدﻤﺎ أﻛـﻞ ﻤـن ﺜﻤـﺎر ﺸـﺠرة اﻟﻤﻌرﻓـﺔ ‪ ،‬أن‬ ‫ﺨﺸﻰ اﻟرب �ﻌد أن أﺼ�ﺢ اﻹﻨﺴﺎن ﺼ ﱡ‬

‫�ﺼ�ﺢ كذﻟك ﺨﺎﻟداً ﻤﺜﻠﻪ إذا ﻤﺎ أﻛﻞ ﻤن ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﻘد أﺴرع �طـردﻩ ﻤـن اﻟﺠﻨـﺔ ‪ ،‬وﻋـﻴﱠن‬

‫ﻓر�ﻘﺎً ﻤن اﻟﻤﻼﺌكـﺔ اﻟـذي �ﺤﻤﻠـون ﺴـﻴوﻓﺎً ﻻﻤﻌـﺔ ﻟﺘﺤـرس اﻟﺸـﺠرة ﻤـن كـﻞ ﻤـن �ﻘﺘـرب ﻤﻨﻬـﺎ ﺤﺘـﻰ ﻻ‬ ‫ﻴﺘﺴﻨﻰ ﻷﺤد أن �ﺄﻛﻞ ﻤن ﻓﺎﻛﻬﺘﻬﺎ اﻟﺴﺤر�ﺔ ‪ ،‬ﻓ�ﻌ�ش إﻟﻰ اﻷﺒد " )‪0(2‬‬ ‫‪F58‬‬

‫وﻗﺎﻝ دكﺘور " ﺴﻴد اﻟﻘﻤﻨﻲ " ‪ " 00‬وﻨﺎﻫ�ك ﻋن اﻟﻔﻬم اﻟﻔـﺞ ﻟﻤﺴـﺄﻟﺔ اﻟﺨﻠـود ‪ ،‬وﻋـن ﺨﺸـ�ﺔ‬

‫اﻟرب ﻤن إﺴﺘﻐﻼﻝ ) آدم ( ﻟﻐﻔﻠﺘﻪ ٕواﺤﺘﻤﺎﻝ أﻛﻠﻪ ﻤن ﺸﺠرة اﻟﺨﻠـود ﻓﻴﺨُﻠـد كﺎﻵﻟﻬـﺔ ‪ ،‬ﻓـﺈن اﻟﺘﻌﺒﻴـر }‬

‫كواﺤد ﻤﻨـﺎ { ﻴـوﺤﻲ أن اﻟـرب اﻹﻟـﻪ ﻫﻨـﺎ ﻻ ﻴﺘﺤـدث ﻋـن ﻨﻔﺴـﻪ ﻓﻘـط ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ ﻴﺘﺤـدث ﻋـن ﻨﻔﺴـﻪ وﻋـن‬

‫آﺨر�ن ﻤﺜﻠﻪ ‪ ،‬وأن اﻟﺤدﻴث ﻤوﺠﻪ إﻟﻰ ﻫؤﻻء اﻵﺨـر�ن ‪ ،‬وﻫـو ﻤـﺎ ﻴؤكـد اﻟﻔﻬـم �ـﺄن اﻟـرب اﻹﻟـﻪ ‪ ،‬إﻟـﻪ‬

‫ﻤﻤﻴز ﻀﻤن ﻤﺠﻤﻊ ﻤن اﻵﻟﻬﺔ ‪ ،‬و�دﻋم ﻫذا اﻟﻔﻬم أﻛﺜر وأﻛﺜر ﻨـص آﺨـر ﻴﺘﺤـدث ﻋـن ﺒﻨـﺎء اﻟ�ﺸـر‬ ‫ﻟﺒرج ٍ‬ ‫ﻋﺎﻝ ‪ ،‬ذﻟك اﻟﺒرج اﻟﻤﺸﻬور ﻓﻲ اﻷﺴﺎطﻴر ﺒﺒرج �ﺎﺒﻞ ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ اﻟﻨص ‪ } 00‬ﻫﻠم ﻨﻨـزﻝ وﻨﺒﻠﺒـﻞ‬

‫ﻫﻨــﺎك أﻟﺴــﻨﺘﻬم ‪ { 00‬وﻤـرة أﺨــرى �ﺸــﻌر اﻟــرب �ـﺎﻟﺨوف ﻤــن ذكــﺎء ﻤﺨﻠوﻗﺎﺘــﻪ ‪ ،‬وأﻨﻬــم ﻗــد ﻴﺘﻤكﻨــون‬

‫ﻤــن اﻟوﺼــوﻝ ﺒﺒــرﺠﻬم إﻟــﻰ اﻟﺴــﻤﺎء ٕواﻗــﻼق راﺤﺘــﻪ ‪ ،‬ﻓﻴﺘــدﺨﻞ �ــﺄن �ﺤـ ّـوﻝ ﻟﻐــﺘﻬم اﻟواﺤــدة إﻟــﻰ ﻟﻐــﺎت‬ ‫ﻤﺘﻌــددة ﺤﺘــﻰ ﻻ �ﻔﻬــم �ﻌﻀــﻬم �ﻌﻀ ـﺎً ‪ ،‬وﻤــن ﺜـ َـم ﻻ ﻴﺘﺤــدون ﻤﺴــﺘﻘ�ﻼً ﻓــﻲ ﻋﻤــﻞ ﻴزﻋﺠــﻪ ‪ 0‬إﻻﱠ أن‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ‪ -1‬ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍء ﺹ ‪34‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ – ﺍﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮﺭ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪145 ، 143‬‬

‫‪- 227 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪224‬‬


‫اﻷﻫم ﻤن ﻫذا وﻤﺎ �ﻌﻨﻴﻨﺎ ‪ 0‬أن ﻫذا ) اﻟرب ( إﻨﻤﺎ ﻫو ﻓرد ﻀﻤن ﻤﺠﻤـﻊ إﻟﻬـﻲ‪ 0‬ﻤﺘﻀـﻤﻨﺎً ﻓـﻲ ﻗـوﻝ‬ ‫اﻟﻨص } ﻫﻠم ﻨﻨزﻝ وﻨﺒﻠﺒﻞ أﻟﺴﻨﺘﻬم { " )‪0(1‬‬ ‫‪F59‬‬

‫ج ‪ -1 :‬أورد اﻟﻨﺎﻗــد ﺠــزء ﻤــن اﻵ�ــﺔ وﺘﻐﺎﻓــﻞ �ﻘ�ــﺔ اﻵ�ــﺔ " وﻗــﺎﻝ اﻟــرب اﻹﻟــﻪ ﻫــوذا اﻹﻨﺴــﺎن ﺼــﺎر‬

‫كواﺤد ﻤﻨﺎ ﻋﺎرﻓﺎً اﻟﺨﻴر واﻟﺸر " ) ﺘك ‪ ( 22 : 3‬ﻓﺂدم ﻟم �ﺼر إﻟﻬﺎً ﻷن ﷲ ﻏﻴر ﻤﺤدود ﺒﻴﻨﻤﺎ آدم‬ ‫ﻤﺤدود ‪ ،‬وﷲ روح وآدم روح وﺠﺴد ‪ ،‬وﷲ كﻠﻲ اﻟﻘدرة وآدم ﻤﺤدود اﻟﻘدرة ‪ 00‬إﻟﺦ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻫﻨﺎك آ�ﺎت ﻋدﻴدة ﺠداً ﻟوﺤداﻨ�ﺔ ﷲ ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ‪ ،‬ﻓﻼ ﻴوﺠد إﻨﺴﺎن ﻋﺎﻗﻞ �ﺸكك ﻓﻲ‬

‫إ�ﻤـﺎن اﻟﻴﻬــود ﺒوﺤداﻨ�ــﺔ ﷲ ‪ ،‬ووﺤداﻨ�ــﺔ ﷲ ﻟ�ﺴــت وﺤداﻨ�ــﺔ ﺼــﻤﺎء ﺠﺎﻤــدة ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻬــﺎ وﺤداﻨ�ــﺔ ﺠﺎﻤﻌــﺔ‬ ‫‪ 00‬وﺤداﻨ�ﺔ ﻤوﺠودة ﻋﺎﻗﻠﺔ ﺤ�ﱠﺔ ‪ ،‬وﺤداﻨ�ﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺒـوة واﻟﺒﻨـوة واﻟﺤ�ـﺎة ‪ ،‬وﻫﻨـﺎك إﺸـﺎرات ﻓـﻲ اﻟﻌﻬـد‬

‫اﻟﻘــد�م ﻟﻬــذﻩ اﻟوﺤداﻨ�ــﺔ اﻟﺠﺎﻤﻌــﺔ ‪ ،‬وﻫــﻲ ﻤــﺎ أﻓﺼــﺢ ﻋﻨﻬــﺎ اﻟﻌﻬــد اﻟﺠدﻴــد ﻋﻨــدﻤﺎ ﺘﺠﺴــد اﻹﺒــن اﻟوﺤﻴــد‬ ‫وﻋرﻓﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﺠدﻴد أن كﻞ أﻗﻨوم �ﻌﺒر ﻋن ﻨﻔﺴـﻪ ‪،‬‬ ‫اﻟﺠﻨس وﺤدﺜﻨﺎ ﻋن اﻵب واﻟروح اﻟﻘدس ‪ ،‬ﱠ‬

‫و�ﺘﺸﺎور ﻤﻊ اﻷﻗﻨوﻤﻴن اﻵﺨر�ن ‪ ،‬وﻻ ﻴﺘﺴﻊ اﻟﻤﺠﺎﻝ ﻫﻨﺎ ﻟﺸرح ﻤوﻀوع اﻟﺘوﺤﻴد واﻟﺘﺜﻠﻴـث ‪ ،‬و�ﻤكـن‬

‫ﻟﻠﻘﺎرئ أن ﻴرﺠﻊ إﻟﻰ كﺘﺎﺒﻨﺎ " أﺴﺌﻠﺔ ﺤوﻝ اﻟﺘﺜﻠﻴث "‪0‬‬

‫إذاً اﻟﻤوﻀــوع �ﻌﻴــد ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً ﻋــن ﺘﻌــدد اﻵﻟﻬــﺔ كﻤــﺎ �ظــن اﻟــدكﺘور ﺴــﻴد اﻟﻘﻤﻨــﻲ ‪ٕ ،‬وان كــﺎن ﻓــﻲ‬

‫اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م إﺸﺎرات ﻟﺘﺜﻠﻴث اﻷﻗـﺎﻨ�م ﻓـﻲ اﻟـذات اﻹﻟﻬ�ـﺔ ‪ ،‬ﻓـﺈن ﻫﻨـﺎك ﺘﺼـر�ﺤﺎت واﻀـﺤﺔ وﺤﺎﺴـﻤﺔ‬

‫ﺘؤكــد ﻋﻠــﻰ وﺤداﻨ�ــﺔ ﷲ‪ 0‬إن ﻋ�ــﺎدة اﻟﺸــﻌب اﻟﻴﻬـودي ﻟ اﻟواﺤــد وﺴــط ﺸــﻌوب ﺘﺎﻫــت ﻓــﻲ ﻏ�ﺎﻫــب‬ ‫اﻟوﺜﻨ�ﺔ ﺤﻘ�ﻘﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ‪0‬‬

‫ﻴﺨش ﷲ ﻤﺨﻠوﻗﺎﺘﻪ ﻗط ‪ ،‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﺤكم �ﺎﻟطرد ﻋﻠﻰ آدم ‪ ،‬كﺎن �ﻘﺼـد أن ﻻ �ﺄﻛـﻞ ﻤـن‬ ‫‪ -3‬ﻟم َ‬

‫ﺸﺠرة اﻟﺤ�ﺎة ﻓ�ﻌ�ش إﻟﻰ اﻷﺒد ﻓﻲ ﺨطﻴﺘﻪ ‪ ،‬وكﺎن ﻻﺒد ﻤن إﺼﻼح اﻟﺨطﺄ أوﻻً ﺜم اﻟﻌودة ﻟﻠﻔردوس‬

‫ﺜﺎﻨ�ــﺔ‪ 0‬وﻋﻨــدﻤﺎ ﺤكــم ﷲ ﻋﻠــﻰ اﻟ�ﺸـر�ﺔ ﺒﺒﻠﺒﻠــﺔ اﻷﻟﺴــن ﻋﻠــﻰ أدراج ﺒــرج �ﺎﺒــﻞ كــﺎن رداً ﻋﻠــﻰ كﺒر�ــﺎء‬

‫اﻹﻨﺴﺎن وﻋدم ﺜﻘﺘﻪ ﻓﻲ اﻟوﻋد اﻹﻟﻬﻲ �ﺄن ﷲ ﻟن ﻴﺠﻠب اﻟطوﻓﺎن ﺜﺎﻨ�ﺔ‪0‬‬

‫ـش أن �كــون ﻫــذا‬ ‫‪� -4‬ﻘــوﻝ ﻗداﺴـــﺔ اﻟ�ﺎ�ـــﺎ ﺸـــﻨودة اﻟﺜﺎﻟـــث " ط�ﻌــﺎً أن ﷲ ﻻ �ﻤكــن أن ﻴﺨـ َ‬

‫اﻟﻤﺨﻠــوق اﻟﺘ ارﺒــﻲ ﻨــداً ﻟــﻪ ‪ ،‬ﻓــﺎﻟ ﻏﻴــر ﻤﺤــدود ﻓــﻲ كــﻞ كﻤﺎﻻﺘــﻪ ‪ ،‬ﻓﻠﻤــﺎذا ﻤﻨــﻊ اﻹﻨﺴــﺎن ﻋــن ﺸــﺠرة‬ ‫اﻟﺤ�ﺎة ؟‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺹ ‪170 ، 169‬‬

‫‪- 228 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪225‬‬


‫ﻟﻘد ﻤﻨﻌﻪ ﻋـن ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة ‪ ،‬ﻷن اﻟﺤ�ـﺎة ﻻ ﺘﺘﻔـق ﻤـﻊ ﺤﺎﻟـﺔ اﻟﺨط�ـﺔ اﻟﺘـﻲ كـﺎن ﻓﻴﻬـﺎ اﻹﻨﺴـﺎن‬

‫‪ 00‬اﻟﺨط� ــﺔ ﻫ ــﻲ ﻤ ــوت روﺤ ــﻲ ‪ ،‬وﺠزاؤﻫ ــﺎ ﻫ ــو اﻟﻤ ــوت اﻷﺒ ــدي ‪ ،‬ﻴﺠ ــب اﻟ ــﺘﺨﻠص أوﻻً ﻤ ــن ﺤﺎﻟ ــﺔ‬

‫اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬وﻤن ﻋﻘو�ﺔ اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ �ﺤ�ﺎ اﻹﻨﺴﺎن اﻟﺤ�ﺎة اﻟﺤﻘ�ﻘـﺔ إﻟـﻰ اﻷﺒـد ‪ ،‬ﺒـدﻟﻴﻞ أن ﷲ وﻋـد‬

‫اﻟﻐﺎﻟﺒﻴن ﻓـﻲ اﻟﺠﻬـﺎد اﻟروﺤـﻲ �ـﺄن �ـﺄﻛﻠوا ﻤـن ﺸـﺠرة اﻟﺤ�ـﺎة ‪ ،‬ﺒـدﻟﻴﻞ أﻨـﻪ ﻗـﺎﻝ ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟر�ـﺎ ‪ " :‬ﻤـن‬

‫�ﻐﻠــب ﻓﺴــﺄﻋط�ﻪ أن �ﺄﻛــﻞ ﻤــن ﺸــﺠرة اﻟﺤ�ــﺎة اﻟﺘــﻲ ﻓــﻲ ﻓــردوس ﷲ " ) رؤ ‪ ( 7 : 2‬وﻤــﺎ أﻛﺜــر‬

‫اﻟوﻋــود اﻷﺒد�ــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـ ـﱠدس ‪ 00‬وﻟﻛﻨﻬــﺎ وﻋــود ﻟﻠﺘــﺎﺌﺒﻴن وﻟﻠﻤﻨﺘﺼــر�ن ﻓــﻲ ﺤ� ــﺎﺘﻬم‬ ‫اﻟروﺤ�ﺔ ‪ ،‬وﻟ�س ﻟﻠﻨﺎس وﻫـم ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟﺨط�ﺔ كﻤﺎ كﺎن أﺒوﻨﺎ آدم وﻗﺘذاك ‪ ،‬وكﺄن ﷲ �ﻘوﻝ ﻵدم ‪:‬‬ ‫ﻤﺎ دﻤت ﻓﻲ ﺤﺎﻟـﺔ اﻟﺨط�ـﺔ ‪ ،‬ﻓﺄﻨـت ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺤﺎﻟـﺔ ﻤﻤﻨـوع ﻤـن اﻟﺤ�ـﺎة ‪ ،‬ﻷن " أﺠـرة اﻟﺨط�ـﺔ‬

‫ﻫــﻲ ﻤــوت " ) رو ‪ ( 23 : 6‬أﻨــت ﻻ ﺘﺴــﺘﺤق اﻟﺤ�ــﺎة ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻤوﻀــﻊ ‪ ،‬وﻟــ�س ﻤــن ﺼــﺎﻟﺤك أن‬ ‫ﺘﺴﺘﻤر ﺤﱠ�ﺎً ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻀﻊ ‪ 00‬إﻨﻤﺎ إﻨﺘظر اﻟﺘو�ﺔ واﻟﻔداء ‪ ،‬و�ﻌد ذﻟك ﺴﺘﺤ�ﺎ إﻟـﻰ اﻷﺒـد‪ 0‬إﻨـﻪ ﻤﻨـﻊ‬ ‫اﻟﺤ�ﺎة ﻋن اﻟﻤﺤكوم ﻋﻠ�ﻪ �ﺎﻟﻤوت " )‪0(1‬‬ ‫‪F60‬‬

‫‪� -5‬ﻘـوﻝ اﻟﻘس ﻤ�ﺼﺎﺌﻴﻞ ﺼـﺎدق " ﻟـم �ﺼـر اﻹﻨﺴـﺎن إﻟﻬـﺎً ‪ ،‬وﻟﻛﻨـﻪ ﻓﻘـد �ﺴـﺎطﺘﻪ ‪ ،‬و�ﻌـد أن‬

‫كﺎﻨت ﻤﻌرﻓﺘﻪ ﻟﻠﺨﻴر ﻓﻘط ‪ ،‬ﻓ�ﺎﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺠﻤﻊ إﻟﻰ ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺸر ﻤﻤـﺎ أﺘﻌ�ـﻪ وأﻓﺴـد ذﻫﻨـﻪ‬

‫‪ ،‬وﻗــد ﻗﺼــد اﻟﻤﺘﺴــﺎﺌﻞ إﺨﻔــﺎء اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ �ــﺄن ﺤــذف �ﻘ�ــﺔ اﻟــﻨص " ﻋﺎرﻓـﺎً اﻟﺨﻴــر واﻟﺸــر " ‪ ] " 00‬ﻤــن‬ ‫إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -6‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ ﻴؤاﻨس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻫﻨﺎ اﻟذي ﺴﺄﻝ اﻟﺴؤاﻝ ﺒﺘر اﻵ�ﺔ ‪ ،‬ﺤﻴث ﺘﻛﻤﻠﺘﻬـﺎ " ﺼـﺎر‬

‫كواﺤد ﻤﻨﺎ ﻋﺎرﻓﺎً اﻟﺨﻴر واﻟﺸـر " ﻓـﺎﻟ ﻴـﺘﻛﻠم ﻫﻨـﺎ ﻋـن ﺘﻤﻴﻴـز اﻷﻤـور وﻟـ�س ﻋـن اﻷﻟوﻫ�ـﺔ ‪ ،‬وﷲ ﻻ‬

‫ـش آدم وﺤ ـواء ‪ ،‬وﻟﻛــن كﻴــﻒ ﺘﻌــ�ش اﻟﺨط�ــﺔ ﻓــﻲ ﺤﻀ ـرة ﷲ ؟! " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ ﺴــﻔر‬ ‫ﻴﺨ ـ َ‬ ‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﺘوﻓﻴــق ﻓــرج ﻨﺨﻠــﺔ " ﻗﺒــﻞ اﻟﺴــﻘوط كــﺎن آدم ﻻ �ﻌــرف إﻻﱠ طر�ــق اﻟﺨﻴــر ‪،‬‬

‫وﻟﻛﻨــﻪ �ﻌــد اﻟﻤﻌﺼــ�ﺔ ﻋــرف اﻟﺸــر وﻋواﻗ�ــﻪ اﻟوﺨ�ﻤــﺔ ‪ 0‬ﷲ �ﻌطــﻲ اﻹﻨﺴــﺎن ﻤــن اﻟﻤﻌرﻓــﺔ ﻤــﺎ �ﻔﻴــدﻩ‬ ‫وﻟﻛن اﻟﺸ�طﺎن �ﻌطﻲ ﻟﻺﻨﺴﺎن اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻀﺎرة ‪ ،‬وﻗوﻝ ﷲ " ﺼـﺎر كواﺤـد ﻤﻨـﺎ " أﺴـﻠوب ﺘﻬكﻤـﻲ‬

‫�ﻌﺒر ﻋﻤﺎ وﺼﻞ إﻟ�ﻪ اﻹﻨﺴﺎن ﻤن اﻟﻤﻌرﻓﺔ اﻟﻤﺸﺌوﻤﺔ ﻋن طر�ق اﻟﺤ�ﱠﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟت ﻟﻪ " ﻴوم ﺘﺄﻛﻼن‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻊ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻻﻫﻮﺗﻴﺔ ﻭﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ) ﺃ ( ﺹ ‪29 ، 28‬‬

‫‪- 229 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪226‬‬


‫ﻤﻨﻪ ﺘﻨﻔﺘﺢ أﻋﻴﻨكﻤﺎ وﺘﻛوﻨﺎن كﺎﻟ ﻋﺎرﻓﻴن اﻟﺨﻴر واﻟﺸـر " ) ﺘـك ‪ ( 15 : 3‬وكﻠﻤـﺔ " ﻤﻨـﺎ " ﺘﺸـﻴر‬ ‫ﻟﺘﺜﻠﻴث اﻷﻗﺎﻨ�م ‪ 0‬أﻤﺎ �ﺎﻟﻨﺴـ�ﺔ إﻟـﻰ اﻟﺨـوف ‪ ،‬ﻓـﺈن آدم ﻫـو اﻟـذي ﺨـﺎف ٕوارﺘﻌـب ٕواﻨـزﻋﺞ وﺤـﺎوﻝ أن‬

‫ﻴﻬرب ﻤن ﷲ ‪ ،‬وﻗﺎﻝ ﻟﻠرب " ﺴﻤﻌت ﺼوﺘك ﻓﺨﺸﻴت ﻷﻨﻲ ﻋر�ﺎن ﻓﺎﺨﺘ�ﺄت " ) ﺘك ‪] " ( 10 : 3‬‬ ‫ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫�ﻐـو ﻟﻛـن اﻟﻤـرأة‬ ‫�ﻐـو ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ ﺤـواء ﻫـﻲ اﻟﺘـﻲ أُﻏو�ـت " وآدم ﻟـم َ‬ ‫س‪ : 384‬إذا كﺎن آدم ﻟم َ‬

‫أُﻏو�ت ﻓﺤﺼﻠت ﻓـﻲ اﻟﺘﻌـدي " ) ‪1‬ﺘـﻲ ‪ ( 14 : 2‬ﻓﻬـﻞ �ﻌﺘﺒـر ﷲ ظـﺎﻟم ﻷﻨـﻪ طـرد آدم ﻤـن‬

‫اﻟﻔردوس ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺤﺴــد اﻟﺸــ�طﺎن اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﻓﺈﺘﺨــذ اﻟﺤﱠ�ــﺔ وﺴــﻴﻠﺔ وأﻏــوى ﺤ ـواء ‪ ،‬ﻓﺴــﻘطت ﻓــﻲ اﻟﺘﻌــدي ‪،‬‬

‫ﻓﺎﻟﻌﺼــ�ﺎن وﻤﺨﺎﻟﻔــﺔ اﻟوﺼــ�ﺔ ﺠــﺎء ﻋــن طر�ــق ﺤـواء أوﻻً ‪ ،‬و�ﻌــد أن ﺴــﻘطت ﺤـواء أﻋطــت زوﺠﻬــﺎ‬

‫ﺤرﻤــﺔ وﺴــﻘط ﻫــو أ�ﻀـﺎً ﻓــﻲ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔــﺔ ‪ ،‬ﻓــﺂدم ﻟــم �ﻘــﻊ ﺘﺤــت ﻏوا�ــﺔ اﻟﺤﱠ�ــﺔ كﻤــﺎ‬ ‫اﻟﻤ ﱠ‬ ‫ﻓﺄﻛــﻞ ﻤــن اﻟﺸــﺠرة ُ‬ ‫ﺤدث ﻤﻊ ﺤواء ‪ ،‬ﺒﻞ أﻛﻞ آدم ﺒرﻀﻰ وﻫـو �ﻌﻠـم أﻨـﻪ ﻴﺨـﺎﻟﻒ اﻟوﺼـ�ﺔ اﻹﻟﻬ�ـﺔ ‪ ،‬ﻓـذﻨب آدم أﺼـﻌب‬

‫ﻤن ذﻨب ﺤواء ‪ ،‬ﻷﻨﻪ إرﺘﻛب اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ وﻫو ﻓﻲ كﺎﻤﻞ وﻋ�ﻪ ‪ ،‬أﻤﺎ ﺤـواء ﻓﺄﻛﻠـت وﻫـﻲ ﻤﺨدوﻋـﺔ وﻗـد‬

‫ُﻏ ّـرر ﺒﻬــﺎ ﻤـن ﻗﺒــﻞ اﻟﺤﱠ�ـﺔ ‪ ،‬وﻟــذﻟك إﺴـﺘﺤق آدم اﻟطــرد ﻤـن اﻟﻔــردوس ‪ ،‬وﻗـﺎﻝ ﷲ ﻟــﻪ " ﻷﻨــك ﺴــﻤﻌت‬

‫ﻏرﺘﻨــﻲ‬ ‫ﻟﻘــوﻝ إﻤرأﺘــك وأﻛﻠــت ﻤــن اﻟﺸــﺠرة ‪ ) " 00‬ﺘــك ‪ ( 17 : 3‬كﻤــﺎ أن ﺤـواء ﻗﺎﻟــت ﻟ " اﻟﺤﱠ�ــﺔ ﱠ‬

‫ﻓﺄﻛﻠت " ) ﺘك ‪0( 13 : 3‬‬

‫‪ -2‬ذكــر ﺒــوﻟس اﻟرﺴــوﻝ ﻫــذﻩ اﻟﺤﺎدﺜــﺔ ‪ ،‬وﻫــو ﻴﻨﻬــﻲ اﻟﻤ ـرأة ﻋــن ﺘﻌﻠــ�م اﻟرﺠــﻞ ﻷﻨﻬــﺎ ﻋرﻀــﺔ‬ ‫ﻟﻠﺴﻘوط واﻟﻐوا�ﺔ أﻛﺜر ﻤن اﻟرﺠﻞ‪0‬‬ ‫�ﻐو ‪ ،‬أي أﻨﻪ ﻟـم ﻴﺨـﺎﻟﻒ ‪،‬‬ ‫‪� -3‬ﻘوﻝ اﻟﻘد�س ﻴوﺤﻨﺎ ذﻫﺒﻲ اﻟﻔم " ﻫﻞ �ﻤكن اﻟﻘوﻝ أن آدم ﻟم َ‬

‫ﻏرﺘﻨـﻲ " ﺒـﻞ ﻗـﺎﻝ " أﻋطﺘﻨـﻲ ﻤـن‬ ‫ﻏرﺘﻨﻲ " ) ﺘك ‪ ( 13 : 3‬آدم ﻟم �ﻘﻞ " اﻟﻤرأة ﱠ‬ ‫اﻟﻤرأة ﻗﺎﻟت " اﻟﺤﱠ�ﺔ ﱠ‬

‫اﻟﺸﺠرة ﻓﺄﻛﻠت " ) ﺘك ‪ ( 12 : 3‬اﻟﺠر�ﻤﺔ ﻟ�ﺴت ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻹﻏـراء وﻗـﻊ ﻋﻠـﻰ آدم ﻤـن كـﺎﺌن‬

‫ﻤن ﻨﻔس اﻟطﺒ�ﻌﺔ واﻟﺠﻨس‪ 0‬أﻤﺎ ﺤواء ﻓﻘد أُﻏو�ت ﻤن ﺤﻴوان ‪ 00‬ﻤن كﺎﺌن ذي طﺒ�ﻌﺔ أﻗﻞ ﻤﻨﻬـﺎ ‪،‬‬ ‫ﻫﻨــﺎ اﻟﻐوا�ــﺔ اﻟﺤﻘ�ﻘ�ــﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟرﺴــوﻝ إذاً ﻟﻤــﺎ ﻗــﺎﻝ أن آدم ﻟــم �ﻐـ َـو ‪ ،‬ﻗــﺎﻝ ﻫــذا �ﻤﻘﺎرﻨﺘــﻪ �ــﺎﻟﻤرأة ‪ ،‬ﻷﻨﻬــﺎ‬

‫ﺘركت ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺘُﺨدع ‪ 00‬ﻤن كﺎﺌن ذي طﺒ�ﻌﺔ أﻗﻞ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ آدم ﻓﻘد ُﺨدع ﻤـن كـﺎﺌن ﺤـر ‪ ،‬وﻟـ�س ﻋـن‬ ‫‪- 230 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪227‬‬


‫آدم ُكﺘب " ﻓرأت أن اﻟﺸﺠرة ﺠﻴدة ﻟﻸﻛﻞ " ﺒﻞ اﻟﻤرأة ﻫﻲ اﻟﺘﻲ " أﻛﻠـت وأﻋطـت رﺠﻠﻬـﺎ " ) ﺘـك ‪: 3‬‬ ‫ﻴﺘﻌد ﺴوء ﻨ�ﺔ ‪ ،‬ﺒﻞ ﻤﺠﺎﻤﻠﺔ ﻟزوﺠﺘﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪ ( 6‬أي أﻨﻪ ﻟم َ‬ ‫‪F61‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ ﻨ�ﺎﻓﺔ اﻟﻤﺘﻨ�ﺢ اﻷﻨ�ﺎ ﻏر�ﻐور�ـوس أﺴـﻘﻴ اﻟ�ﺤـث اﻟﻌﻠﻤـﻲ " أن آدم ﻟـم �كـن اﻟـذي‬

‫أُﻏوي ﻟﻛن اﻟﻤرأة أُﻏو�ت ﻓوﻗﻌت ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺼ�ﺔ‪ 0‬وﻫذﻩ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ ﺘﺤﱠدث ﻋﻨﻬـﺎ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ‪ ،‬ﻓـﺎﻟﻤرأة‬

‫اﻟﻤﻨﻬــﻲ ﻋﻨﻬــﺎ ‪ 00‬وﻟﻤــﺎ ﺴــﺄﻝ ﷲ ﺤ ـواء ﻋــن‬ ‫ﺤ ـواء أﻏواﻫــﺎ اﻟﺸــ�طﺎن ﻓــﻲ اﻟﺤﱠ�ــﺔ ﻟﺘﺄﻛــﻞ ﻤــن اﻟﺸــﺠرة ُ‬ ‫ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ " ﻓﻘﺎﻟت اﻟﻤرأة ‪ 0‬اﻟﺤﱠ�ﺔ ﻏوﺘﻨﻲ ﻓﺄﻛﻠت " ) ﺘك ‪ ( 13 : 3‬ﻓﻌﺎﻗـب اﻟـرب اﻟﻤـرأة ‪00‬ﺜـم ﻗـﺎﻝ‬

‫ﷲ ﻵدم " ﻷﻨك ﺴﻤﻌت ﻟﻘوﻝ إﻤرأﺘك ﻓﺄﻛﻠت ﻤن اﻟﺸﺠرة اﻟﺘﻲ أوﺼﻴﺘك ﻗﺎﺌﻼً ﻻ ﺘﺄﻛﻞ ﻤﻨﻬﺎ ‪) " 00‬‬ ‫ﺘك ‪ ( 17 : 3‬وﻫذا ﻤﻌﻨﺎﻩ أن آدم ﻫو اﻟﻤﺴـﺌوﻝ اﻷوﻝ ‪ ،‬وﻗـد و�ﺨـﻪ اﻟـرب ﻷﻨـﻪ ﺴـﻤﻊ ﻟﻘـوﻝ إﻤ أرﺘـﻪ ‪،‬‬ ‫ﻨﺎﺴ�ﺎً وﻀﻌﻪ �ﺼﻔﺘﻪ اﻟرأس ‪ٕ ،‬واﻨﻘﺎد ﻟﻘوﻝ إﻤرأﺘﻪ " )‪0(2‬‬ ‫‪F62‬‬

‫س‪ : 385‬ﻫــﻞ ﻋﻘــﺎب آدم وﺤ ـواء ﻴﺘﻨﺎﺴــب ﻤــﻊ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﻤــﺎ اﻟ�ﺴــ�طﺔ ‪ ،‬وﻫــﻞ ﻤﺠــرد ﻫﻔــوة‬

‫ﺘﺎﻓﻬــﺔ ﺘﺘﻤﺜــﻞ ﻓــﻲ أﻛــﻞ ﺘﻔﺎﺤــﺔ ﺘﺴــﺘوﺠب اﻟﺤكــم ﻋﻠﻴﻬﻤــﺎ �ــﺎﻟﻤوت اﻷﺒــدي واﻟﺘطــو�ﺢ ﺒﻬﻤــﺎ‬ ‫ﺨﺎرج اﻟﺠﻨﺔ ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘد ﺤذر ﷲ آدم ﻗﺎﺌﻼً " وأﻤﺎ ﺸﺠرة ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺨﻴر واﻟﺸر ﻓﻼ ﺘﺄﻛﻞ ﻤﻨﻬﺎ‪ 0‬ﻷﻨك ﻴوم ﺘﺄﻛـﻞ‬

‫ﻤﻨﻬــﺎ ﻤوﺘ ـﺎً ﺘﻤــوت " ) ﺘــك ‪ ( 17 : 2‬وﻟــذﻟك ﻟــم ﺘﻛــن اﻟﻌﻘو�ــﺔ ﻤﻔﺎﺠﺌــﺔ أو ﻤ�ﺎﻏﺘــﺔ ﻵدم ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ كــﺎن‬

‫ﻋﻠـﻰ ﻋﻠـم ﺒﻬـﺎ ‪ ،‬وكـﺎن كـﻼم ﷲ ﻻﺒـد أن ﻴﻨﻔـذ ‪ ،‬ﻓ�ﻘـوﻝ اﻟﻘـد�س أﺜﻨﺎﺴـﻴوس اﻟرﺴـوﻟﻲ " ﻟـن �كــون ﷲ‬ ‫ﺼﺎدﻗﺎً إن ﻟم �ظﻞ اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ ﻗ�ﻀﺔ اﻟﻤوت " ) ف ‪0(3) ( 3 : 7‬‬ ‫‪F63‬‬

‫وﺘوﺠــﻪ‬ ‫‪ -2‬اﻟﻌﻘو�ــﺔ ﺘﺘﻨﺎﺴــب ﻤــﻊ ﻋظــم ﻋطﺎ�ــﺎ ﷲ ﻟﻺﻨﺴــﺎن ‪ ،‬إذ ﺨﻠــق كــﻞ اﻟﻌــﺎﻟم ﻤــن أﺠﻠــﻪ ‪ ،‬ﱠ‬

‫ﻤﻠﻛﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠ�ﻘﺔ كﻠﻬﺎ ‪ ،‬و�ﻘوﻝ اﻟﻘد�س أﺜﻨﺎﺴﻴوس اﻟرﺴوﻟﻲ ﻋن ﷲ " وﻟﻛـن ﻟﻌﻠﻤـﻪ أ�ﻀـﺎً أن إرادة‬

‫اﻟ�ﺸــر �ﻤكــن أن ﺘﻤﻴــﻞ إﻟــﻰ أﺤــد اﻹﺘﺠــﺎﻫﻴن ) اﻟﺨﻴــر أو اﻟﺸــر ( ﺴــﺒق ﻓــﺄ ﱠﻤن �ﺎﻟﻨﻌﻤــﺔ اﻟﻤﻌطــﺎة ﻟﻬــم‬

‫ﺒوﺼ ــ�ﺔ وﻤك ــﺎن ‪ ،‬ﻓ ــﺄدﺨﻠﻬم إﻟ ــﻰ ﻓردوﺴ ــﻪ ‪ ،‬وأﻋط ــﺎﻫم وﺼ ــ�ﺔ ﺤﺘ ــﻰ إذا ﺤﻔظـ ـوا اﻟﻨﻌﻤ ــﺔ ٕواﺴ ــﺘﻤروا‬ ‫ﺼﺎﻟﺤﻴن ﻋﺎﺸوا ﻓﻲ اﻟﻔردوس �ﻐﻴر ﺤزن وﻻ أﻟم وﻻ ﻫم‪� 0‬ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟوﻋد �ﺎﻟﺨﻠود ﻓـﻲ اﻟﺴـﻤﺎء‬

‫‪ 0‬أﻤﺎ إذا ﺘﻌدوا اﻟوﺼ�ﺔ ٕوارﺘدوا ﻋن اﻟﺨﻴر ‪ ،‬وﺼﺎروا أﺸـ ار اًر ﻓﻠ�ﻌﻠﻤـوا أﻨﻬـم ﺴـﻴﺠﻠﺒون اﻟﻤـوت ﻋﻠـﻰ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺳﻌﺎﺩ ﺳﻮ﷼ – ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺗﻴﻤﻮﺛﺎﻭﺱ ﺹ ‪91 ، 90‬‬ ‫ﺗﺄﻣﻼﺕ ﻭﺗﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﻴﻤﻮﺛﺎﻭﺱ ﺹ ‪38 ، 37‬‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮﺱ – ﺗﺠﺴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺹ ‪19‬‬

‫‪- 231 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪228‬‬


‫�ﺤﻴو �ﻌد ﻓﻲ اﻟﻔردوس ‪ ،‬ﺒـﻞ �ﻤوﺘـون ﺨﺎرﺠـﺎً ﻋﻨـﻪ و��ﻘـون إﻟـﻰ اﻷﺒـد‬ ‫أﻨﻔﺴﻬم ﺤﺴب طﺒ�ﻌﺘﻬم‪ 0‬وﻟم ّ‬

‫ﻓﻲ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﻤوت " ) ف ‪0(1) ( 4 / 3‬‬ ‫‪F64‬‬

‫‪ -3‬اﻟﻌﻘو�ﺔ ﺴﻘطت �ﺎﻷﻛﺜر ﻋﻠﻰ اﻷرض واﻟﺤ�ﱠﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻷرض ُﻟﻌﻨـت �ﺴﺒب ﺨط�ـﺔ اﻹﻨﺴـﺎن ‪،‬‬

‫ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻟم ﻴﻠﻌن ﷲ آدم ‪ ،‬ﺒﻞ ﺴﺒق و�ﺎركﻪ ‪ ،‬وﻟم ﻴﻨزع ﺒركﺘﻪ ﻋﻨﻪ ﺤﺘﻰ �ﻌد اﻟﺴﻘوط‪0‬‬

‫س‪ : 386‬ﻫﻞ ﻴﻬوﻩ ﻫو أوﻝ ﻗﺎﺘﻞ ﻟﻠﺤﻴواﻨﺎت ؟‬ ‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬وﻟﻤﺎ رأى ) ﻴﻬوﻩ ( أن ﺜ�ﺎﺒﻬﻤﺎ اﻟﻤﺼﻨوﻋﺔ ﻤن ورق اﻟﺘﻴن ﺨﻔ�ﻔـﺔ‬

‫‪ ،‬ﺠﻌــﻞ ﻤــن ﻨﻔﺴــﻪ ﺨ�ﺎطـﺎً و } ﺼــﻨﻊ ﻵدم ٕواﻤرأﺘــﻪ أﻗﻤﺼــﺔ ﻤــن ﺠﻠــد وأﻟ�ﺴــﻬﻤﺎ { ) ﺘـك ‪( 21 : 3‬‬ ‫وﻏﻨــﻲ ﻋــن اﻟﻘــوﻝ ‪ ،‬أن ﺼﻨﺎﻋ ـﺔ اﻷردﱠ�ــﺔ اﻟﻤــذكورة ﺘﺘطﻠــب ﻗﺘــﻞ ﺤﻴواﻨــﺎت ﺒر�ﺌــﺔ ﻻ ذﻨــب ﻟﻬــﺎ ‪ ،‬وﻫــذا‬

‫�ﻌﻨﻲ أن ﻴﻬوﻩ كﺎن أوﻝ ﻗﺎﺘﻞ ﻟﻠﺤﻴواﻨﺎت " )‪0(2‬‬ ‫‪F65‬‬

‫ج ‪ :‬ﻗﺼــد ﷲ أن ُ�ﻌﻠــم اﻹﻨﺴــﺎن أن اﻟﻌــري اﻟﻨــﺎﺘﺞ ﻋــن اﻟﺨط�ــﺔ ﻟــن ﺘﺴــﺘرﻩ أوراق اﻷﺸــﺠﺎر ‪ ،‬اﻟﺘــﻲ‬ ‫ﺘﺸرق ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺸﻤس ﻓﺘﺠﻒ وﺘﺘﺴﺎﻗط ‪ ،‬إﻨﻤﺎ �ﺴﺘرﻩ ﻗﻤ�ص اﻟﺠﻠد اﻟذي أﺘﻰ ﻋن طر�ق ذ�ـﺢ ﺤﻴـوان‬

‫ﺒــرئ ‪ ،‬وﻫــذا ﻫــو ﻤﺒــدأ اﻟﻔد�ــﺔ اﻟــذي أراد ﷲ أن ﻴزرﻋــﻪ ﻓــﻲ ﻓكــر اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻨــﻪ ﺒــدون ﺴــﻔك دم ﻻ‬

‫ﺘﺤدث ﻤﻐﻔرة ‪ 00‬ﻟﻘد ﻤﻬد ﷲ ﻟﺘﻘﺒﻞ ﻓكرة ﺘﺠﺴدﻩ وﻤوﺘﻪ اﻟﻔداﺌﻲ ﻟﻺﻨﺴﺎن ‪0‬‬

‫و�ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ اﻟﻤﺤﺒــوب اﻟﻘﻤــص ﺘــﺎدرس �ﻌﻘــوب " واﻵن إذ ﺴــﻘط اﻷﺒـوان اﻷوﻻن ﺘﺤــت‬

‫اﻟﺘﺄدﻴــب اﻹﻟﻬــﻲ أﻋﻠــن ﷲ ﻤﺤﺒﺘــﻪ ﻟﻬــم ﻗﺒــﻞ طردﻫﻤــﺎ ﻤــن اﻟﺠﻨــﺔ ‪ ،‬إذ ﺼــﻨﻊ ﻟﻬﻤــﺎ أﻗﻤﺼــﺔ ﻤــن ﺠﻠــد‬

‫وأﻟ�ﺴــﻬﻤﺎ ) ع ‪ ( 21‬ﻋــوض أوراق اﻟﺘــﻴن اﻟﺘــﻲ ﺼــﻨﻌﺎﻫﺎ ﻷﻨﻔﺴــﻬﻤﺎ ﻤــﺂزر ‪ 0‬ﻫــذﻩ اﻷﻗﻤﺼــﺔ ر�ﻤــﺎ‬

‫ﻟﺘﻌﻠن ﻋن كﺸﻒ ﷲ ﻟﻺﻨﺴﺎن اﻷوﻝ ﻋن أﻫﻤ�ﺔ اﻟذﺒ�ﺤﺔ كرﻤز ﻟذﺒ�ﺤﺔ اﻟﺨﻼص ‪ 00‬وكﺄن ﷲ ﺴﻠم‬ ‫آدم وﺤواء طﻘس اﻟذﺒ�ﺤﺔ اﻟدﻤو�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F6‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮﺱ – ﺗﺠﺴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺹ ‪9‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪37‬‬ ‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪78‬‬

‫‪- 232 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪229‬‬


- 233 -

230

http://Coptic-Treasures.com


‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ‪ :‬ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﻗﺼﺔ ﻗﺎﻳﻴﻦ ﻭﻫﺎﺑﻴﻞ‬ ‫ﻭﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﺁﺩﻡ ) ﺗﻚ ‪( 5 ، 4‬‬ ‫س‪ : 387‬ﻫﻞ ﻴوﺠد ﺘﻨﺎﻗض ﺒﻴن ﻗوﻝ ﺤواء �ﻌد وﻻدﺘﻬﺎ ﻗﺎﻴﻴن " أﻗﺘﻨﻴت رﺠﻼً ﻤن ﻋﻨـد‬ ‫اﻟرب ) ﻴﻬوﻩ ( " ) ﺘك ‪ ( 1 : 4‬و�ﻴـن ﻗـــوﻝ ﷲ ﻟﻤوﺴــﻰ " وأﻤـﺎ �ﺄﺴـﻤﻲ ) ﻴﻬـوﻩ ( ﻓﻠـم‬ ‫أُﻋرف ﻋﻨدﻫم " ) ﺨر ‪ ( 3 : 6‬؟‬

‫ﺝ ‪ -1 :‬ﺴــﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸــﺔ ﻫــذا اﻟﻤوﻀــوع ﺒﺈﺴﺘﻔﺎﻀــﺔ ﻓــﻲ إﺠﺎ�ــﺔ اﻟﺴ ـؤاﻝ رﻗــم ‪ ) 23‬ارﺠــﻊ ﻤــدارس‬ ‫اﻟﻨﻘ ـد واﻟﺘﺸــك�ك ﺠ ـ ‪ 1‬ص ‪ ( 143 – 141‬وأ�ﻀـﺎً ﻓــﻲ إﺠﺎ�ــﺔ اﻟﺴـؤاﻝ ‪ 319‬ﻤــن ﻫــذا اﻟﻛﺘــﺎب ‪،‬‬ ‫ﻓﻴرﺠﻰ اﻟرﺠوع إﻟﻴﻬﻤﺎ‪0‬‬

‫‪� -2‬ــﺎﻟرﻏم ﻤــن أن اﻵ�ــﺎء ﻗﺒــﻞ ﻤوﺴــﻰ إﺴــﺘﺨدﻤوا إﺴــم " ﻴﻬــوﻩ " إﻻﱠ أﻨﻬــم ﻟــم �ﻌرﻓ ـوا ﻤﻌﻨــﺎﻩ‬

‫وﻤﻐزاﻩ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ظﻬر اﻟرب ﻟﻤوﺴﻰ ﻓـﻲ اﻟﻌﻠ�ﻘـﺔ ‪ ،‬ﺤﻴـث أﻋﻠـن ﻋـن ذاﺘـﻪ أﻨـﻪ ﻫـو " ﻴﻬـوﻩ " اﻟﻛـﺎﺌن‬ ‫اﻟﺴرﻤدي وﺤدﻩ اﻟذي ﻻ ﺸر�ك ﻟﻪ ‪ ،‬اﻟواﺠب اﻟوﺠود اﻟـذي ﻻﺒـد أن �كـون ‪ ،‬اﻟﻘـﺎﺌم ﺒذاﺘـﻪ ‪ ،‬اﻟـذي‬

‫ﻻ �ﻌﺘﻤد ﻓﻲ وﺠودﻩ ﻋﻠﻰ أﺤد‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺠرﺠس إﺒراﻫ�م ﺼﺎﻟﺢ أﺴﺘﺎذ اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م " أن ﷲ ﺤﻴﻨﻤﺎ أﻋﻠن ﻟﻤوﺴﻰ‬

‫ﻋن إﺴﻤﻪ اﻟﻤﻤﺠد ) ﻴﻬوﻩ ( ﻟم �كن إﺴﻤﺎً ﺠدﻴداً وﻟﻛﻨﻪ إﻋﻼﻨـﺎً ﻋـن إﺘﻤـﺎم ﻋﻬـدﻩ اﻟـذي ﻗطﻌـﻪ ﻤـﻊ‬

‫إﺒـراﻫ�م أب اﻵ�ــﺎء وأﻛــدﻩ ﻹﺴــﺤق و�ﻌﻘــوب ‪ 00‬ﻓﻬــو ﻫﻨــﺎ �ﻌﻠــن ﻋــن ﻨﻔﺴــﻪ أﻨــﻪ ﺤــﺎﻓظ اﻟﻌﻬــد ٕواﻟــﻪ‬ ‫اﻟﻌﻬد وﻤﺘﻤم اﻟﻌﻬد ) ﺘك ‪0(1) " ( 15‬‬ ‫‪F0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ " روﻟﻲ " ‪ " 00‬إﻨﻪ ﻫﻨﺎك آ�ﺎت كﺜﻴرة ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن اﻟﺘـﻲ ﺘُﻌﻠـن أن ﷲ كـﺎن‬ ‫ﻤﻌروﻓـ ـﺎً ﻟﻶ� ــﺎء �ﺎﺴ ــم اﻟ ـ ـرب ) ﻴﻬ ــوﻩ ( وﻫ ــذا اﻷﺴ ــم ك ــﺎن ﻤﻌروﻓـ ـﺎً ﻷﺒـ ـرام ) ﺘ ــك ‪( 8 ، 2 : 15‬‬

‫وﻟﺴــﺎرة ) ﺘــك ‪ ( 2 : 16‬وﻟﻼ�ــﺎن ) ﺘــك ‪ ( 31 : 24‬وأُﺴــﺘﺨدم ﺒواﺴط ـ ـﺔ اﻟﻤﻼﺌكــﺔ اﻟــذﻴن زاروا‬

‫إﺒراﻫﻴـ ـم ) ﺘك ‪ ( 14 : 18‬وزاروا ﻟ ـوط ) ﺘك ‪ ( 13 : 19‬وﷲ أﻋﻠن ﻨﻔﺴﻪ ﻹﺒرام ﻋﻨدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ ﻟﻪ‬

‫} أﻨـﺎ ﻴﻬـوﻩ { ) ﺘـك ‪ ( 17 : 14‬وﻟ�ﻌﻘـوب ) ﺘـك ‪( ROWLEY, GOT, 20 , 21 ) " ( 13 : 28‬‬

‫)‪0(1‬‬

‫‪F1‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺃﺳﻤﺎء ﷲ ﺹ ‪13‬‬ ‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺟﻮﺵ ﻣﻜﺪﻭﻳﻞ – ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪431‬‬

‫‪- 235 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪231‬‬


‫‪� -5‬ﻘوﻝ " ﻤﺎرﺘن " ﻋن اﻵ�ﺎء ﻗﺒﻞ ﻋﺼر ﻤوﺴﻰ " ﻫم ﻋرﻓوا ﷲ ﺒﺈﺴﻤﻪ " ﻴﻬوﻩ " وﻟﻛن ﻟـ�س‬

‫�ﺎﻟﺴــﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼــ�ﺔ اﻟﺨﺎﺼــﺔ ﺒﻴﻬــوﻩ ‪ 00‬إن ﻤﺠــﺎﻝ ﻤﻌﻨــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﻛﻠﻤــﺔ �ﻐطــﻲ ﻟــ�س ﻓﻘــط " اﻷﺴــم "‬

‫وﻟﻛﻨﻪ أ�ﻀﺎً ُ�ﺸﻴر إﻟﻰ اﻟﺼـﻔﺎت اﻟﻤﻤﻴـزة ﻟﻠﺸـﺊ اﻟـذي أُﻋطـﻲ ﻟـﻪ ﻫـذا اﻷﺴـم ‪ ،‬ر�ﻤـﺎ ﻴرﻤـز ﻟﻠﺴـﻤﻌﺔ ‪،‬‬

‫اﻟﺸﺨﺼ�ﺔ ‪ ،‬اﻟﻛراﻤﺔ واﻟﺸﻬرة " ) ‪0(2) 0 ( MARTIN – SCAP – 17 – 18‬‬ ‫‪2F‬‬

‫‪� -6‬ﻘــوﻝ " راﻓــﻴن " ‪ " 00‬إن كﻠﻤــﺔ } ُﻟ�ﻌــرف { ﻓــﻲ اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م ﻋــﺎدة ﻤــﺎ ﺘﺘﻀــﻤن ﻓكـرة ﻓﻬــم‬

‫ٕوادراك ‪ ،‬وﺘﻌﺒﻴر } ﻟ�ﻌرﻓوا إﺴم ﻴﻬوﻩ { أُﺴﺘﺨدم ﻋـدة ﻤـرات ﺒﻬـذا اﻟﻤﻌﻨـﻰ ‪ ،‬وﻫـو ﻓﻬـم ٕوادراك اﻟﺼـﻔﺔ‬

‫اﻹﻟﻬ�ــﺔ اﻟﻤﻤﻴ ـزة ) ‪ 1‬ﻤــﻞ ‪ ، 43 : 8‬ﻤــز ‪ ، 11 : 9‬ﺨــر ‪ ( 7 ، 6 : 39‬كــﻞ ﻫــذا ﻴﺒــﻴن ﻤﻌﻨــﻰ أن‬

‫إﺒراﻫ�م ٕواﺴﺤق و�ﻌﻘوب ﻋرﻓ ـوا ﷲ كﺎﻹﻟﻪ اﻟﻘ ـوي ‪ ،‬وﻟﻛ ـن ﻟ�س كﺈﻟﻪ اﻟﻌﻬـد " ‪( RAVEN, OII, 121‬‬

‫) )‪0(3‬‬ ‫‪F3‬‬

‫‪ -7‬ﻴــرى " ﻫﻴرﺘــز " اﻟ ـرﺌ�س اﻟﺴــﺎﺒق ﻟﻠﺤﺎﺨﺎﻤــﺎت ﻓــﻲ ﻟﻨــدن ﻓــﻲ ﺘﻌﻠ�ﻘــﻪ ﻋﻠــﻰ أﺴــﻔﺎر ﻤوﺴــﻰ‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد اﻋﺘﺒروا ) ﺨر ‪ ( 3 : 6‬اﻟﻨﻘطﺔ اﻟﻤﺤور�ﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤدوا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻘـوﻟﻬم �ـﺄن اﻵ�ـﺎت‬ ‫اﻟﺨﻤﺴﺔ أن ُ‬

‫اﻟﺘــﻲ ﺠــﺎءت ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن واﻟﺨــروج – ﻗﺒــﻞ ﺨــر ‪ – 3 : 6‬وورد ﻓﻴﻬــﺎ إﺴــم ﻴﻬــوﻩ ﺘرﺠــﻊ إﻟ ـﻰ‬ ‫ﻤﺼدر آﺨر ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻓﻲ ﻨظرﻫم أن إﺴم ﻴﻬوﻩ ﻟم �كن ﻤﻌروﻓﺎً ﻗﺒﻞ ظﻬور اﻟرب ﻟﻤوﺴﻰ ‪ ،‬ورد ﻋﻠﻴﻬم‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ﻴﺠﻬﻠون اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺒر�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب ﻋن إﺴراﺌﻴﻞ } ﺴـوف‬ ‫" ﻫﻴرﺘز " ﻗﺎﺌﻼً �ﺄن ﻫؤﻻء ُ‬

‫�ﻌرﻓــون أن ﷲ ﻫــو اﻟﺴــﻴد { ﻓﻠــ�س ﻤﻌﻨــﻰ ﻫــذا أﻨﻬــم ﻻ �ﻌرﻓــون أن ﷲ ﻫــو اﻟﺴــﻴد ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﻤﻌﻨــﻰ‬

‫اﻟﻤﻘﺼود أﻨﻬم ﺴوف ﻴرون كﻴﻒ ﻴوﻓﻲ ﻴﻬوﻩ �ﻌﻬدﻩ ﻟﻶ�ﺎء و�ﺨرج ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ﻤن ﻤﺼر ﺒﻴد ﻗو�ﺔ‬

‫وذراع رﻓ�ﻌــﺔ ‪ ،‬وﻫكــذا ﻗــﺎﻝ ﷲ ﻓــﻲ ﺴــﻔر أرﻤ�ــﺎ ﻟﻠﻌﺎﺌــدﻴن ﻤــن اﻟﺴــﺒﻲ } ﻫﺂﻨــذا أُﻋـ ﱠـرﻓﻬم ﻫــذﻩ اﻟﻤــرة‬

‫أُﻋـ ّـرﻓﻬم ﻴــدي وﺠﺒروﺘــﻲ ﻓ�ﻌرﻓــون أن إﺴــﻤﻲ ﻴﻬــوﻩ { ) أر ‪ ( 21 : 16‬وﻫــذﻩ اﻟﻌ�ــﺎرة ﻗﻴﻠــت �ﻌــد‬ ‫ﻤوﺴﻰ �ﻤﺌﺎت اﻟﺴﻨﻴن ‪ ،‬ﻓﻬﻞ إﺴم ﻴﻬوﻩ ﻟم �كن ﻤﻌروﻓﺎً ﻟﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻠﺤظـﺔ ؟ �ـﺎﻟﻘطﻊ ﻻ‬

‫‪ ،‬وﻟﻛن ﻤﻌﻨﻰ اﻵ�ـﺔ أﻨﻬـم ﺴـﻴرون وﻓـﺎء ﻴﻬـوﻩ إﻟـﻪ اﻟﻌﻬـد ﺒوﻋـدﻩ ‪ ،‬إذ �ﺤـرك ﻗﻠـب كـورش ﻤﻠـك ﻓـﺎرس‬

‫ﻓ�ﺄﻤر ﺒرﺠوع اﻟﻤﺴﺒﻴﻴن ﻤن �ﺎﺒﻞ �ﻌد ﺘﻤﺎم اﻟﺴ�ﻌﻴن ﺴﻨﺔ ‪ ،‬وﻫﻲ ﻓﺘرة اﻟﺴﺒﻲ كﻤﺎ ﺴﺒق وﺤددﻫﺎ ﷲ ‪،‬‬ ‫كﻤﺎ أن ﻋﺒ ـﺎرة } ﻓﺘﻌﻠﻤون إﻨـﻲ أﻨﺎ اﻟرب ) ﻴﻬوﻩ ( { ) ﺨر ‪00 ، 27 ، 9 ، 4 : 7 ، 14 ، 7 : 6‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪422‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪432‬‬

‫‪- 236 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪232‬‬


‫إﻟﺦ ( وردت ﻤرات ﻋدﻴـدة ﻓـﻲ ﺴـﻔر ﺤزﻗ�ـﺎﻝ ‪ ،‬وﻟـم ﺘﻌﻨـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻹطـﻼق أن ﺒﻨـ ـﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ ﺤﻴﻨ ـذاك‬

‫ﻟ ـم �ﻌرﻓوا ﷲ �ﺎﺴم ﻴﻬوﻩ ) راﺠﻊ ‪ – HERTZ , PH , 104‬ﺒرﻫﺎن ﻴﺘطﻠب ﻗ ار اًر ص ‪0( 432‬‬

‫س‪ 388‬إذا كــﺎن اﻹﻨﺴــﺎن ﺤﺘــﻰ ﻋﺼــر ﻨــوح كــﺎن �ﻌــ�ش ﻨ�ﺎﺘ� ـﺎً ﻻ �ﺄﻛــﻞ ﻟﺤﻤ ـﺎً ‪ ،‬ﻓﻠﻤــﺎذا‬

‫إﺸﺘﻐﻞ ﻫﺎﺒﻴﻞ ﺒرﻋﻲ اﻟﻐﻨم " وكﺎن ﻫﺎﺒﻴـﻞ راﻋ�ـﺎً ﻟﻠﻐـﻨم " ) ﺘـك ‪ ( 2 : 4‬؟ ﻫـﻞ كـﺎن ﻫـذا ﻤـن‬

‫ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺘﺴﻠ�ﺔ ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻨﻌم كﺎن اﻹﻨﺴﺎن ﻤﻨذ آدم وﺤﺘﻰ ﻋﺼـر اﻟطوﻓـﺎن ﻨ�ﺎﺘ�ـﺎً ﻻ �ﺄﻛـﻞ اﻟﻠﺤـوم ‪ ،‬وﻤـﻊ ﻫـذا ﻓﺈﻨـﻪ‬

‫كــﺎن ﻴر�ــﻲ اﻷﻏﻨــﺎم ﻤــن أﺠــﻞ ﺘﻘــد�ﻤﻬﺎ ذ�ــﺎﺌﺢ ﻤﻘﺒوﻟــﺔ ﻟ ‪ ،‬وأ�ﻀـﺎً كــﺎن �ﺴــﺘﻔﻴد ﻤــن أﻟ�ﺎﻨﻬــﺎ وﺼــوﻓﻬﺎ‬

‫وﺠﻠودﻫﺎ‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ اﻟﻘس ﻤ�ﺼـﺎﺌﻴﻞ ﺼـﺎدق " كـﺎن اﻹﻨﺴـﺎن ﻴرﻋـﻰ اﻷﻏﻨـﺎم ﻤـن ﻗﺒﻴـﻞ اﻟﻌﻨﺎ�ـﺔ �ﺎﻟﺒﻴﺌـﺔ ‪،‬‬

‫واﻹﻫﺘﻤـﺎم �ﺎﻟﺤﻴواﻨــﺎت ‪ ،‬وأ�ﻀـﺎً ﻟﺘﻘــد�م أﻓﻀـﻞ اﻷﻨـواع ﻤﻨﻬـﺎ كــذ�ﺎﺌﺢ ﻟ " ] ﻤـن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴـﺌﻠﺔ ﺴــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻤـن أن اﻹﻨﺴـﺎن ﻟـم �ﺄﻛـﻞ ﻟﺤﻤـﺎً إﻟـﻰ ﻤـﺎ‬

‫�ﻌــد اﻟطوﻓــﺎن ‪ ،‬ﻟﻛﻨــﻪ كــﺎن �ﺴــﺘﺨدم اﻷﻏﻨــﺎم ﻓــﻲ أﺸــ�ﺎء أﺨــرى ﻫﺎﻤــﺔ ‪ ،‬ﻓﻘــد أﻟــ�س ﷲ آدم وﺤ ـواء‬

‫أﻗﻤﺼﺔ ﻤـن ﺠﻠـد كـﺎن ﻤﺼـدرﻫﺎ ذﺒ�ﺤـﺔ ﺤﻴواﻨ�ـﺔ‪ 0‬وكﺎﻨـت ﺘر��ـﺔ اﻷﻏﻨـﺎم ﻫﺎﻤـﺔ ﻷﺠـﻞ ﺘﻘـد�م اﻟـذ�ﺎﺌﺢ‬

‫اﻟدﻤو�ــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘﻌﻠــم اﻹﻨﺴــﺎن ﻤﻨــذ اﻟﺒدا�ــﺔ أﻨﻬــﺎ ﺘﺴــﺘر ﺨطﻴﺘــﻪ وﻋر�ــﻪ‪ 0‬وﻤــن ﺠﻬــﺔ اﻟﺘﻐذ�ــﺔ �ﻤكــن أن‬

‫ُﻴؤﺨذ اﻟﻠﺒن ﻤن اﻷﻏﻨﺎم " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " ﻟم �كـن ﻫﺎﺒﻴـﻞ راﻋ�ـﺎً ﻟﻠﻐـﻨم ﻋﻠـﻰ ﺴـﺒﻴﻞ‬

‫اﻟﺘﺴــﻠ�ﺔ ﺤﺴـب ﻤــﺎ ورد ﻓــﻲ اﻟﺴـؤاﻝ ‪ ،‬ﺒــﻞ كــﺎن ﻫــذا ﺒﻬــدف ﻫــﺎم ﻓــﻲ ﻋﻼﻗﺘــﻪ �ــﺎﻟرب‪ 0‬ﻟﻘــد كــﺎن ﻴر�ــﻲ‬

‫اﻟﻐﻨم ﻟ�ﻘدﻤﻪ ﻗر�ﺎﻨﺎً ﻟﻠرب ‪ ،‬ﻓﻬذا ﻫو اﻟﻘر�ﺎن اﻟذي ﻫو ﺤﺴب ﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟرب ‪ ،‬ﻟذا ﻟﻤﺎ ﻗدم ﻤﻨـﻪ } ﻨظر‬

‫اﻟرب إﻟﻰ ﻫﺎﺒﻴﻞ وﻗر�ﺎﻨﻪ { ) ﺘك ‪ 00 ( 4 : 4‬وأ�ﻀﺎً ﻤن اﻷﻏﻨﺎم ﻴؤﺨـذ اﻟﺼـوف واﻟﺠﻠـود اﻟﻼزﻤـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺜ�ﺎب " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘـوﻝ أﺒوﻨﺎ ﺘ�ﻤوﺜﺎوس اﻟﺴـر�ﺎﻨﻲ " ﻟـ�س ﻫـذا اﻟﻌﻤـﻞ ﻤـن ﻗﺒـﻞ اﻟﺘﺴـﻠ�ﺔ ﺒـﻞ ذكرﻫـﺎ اﻟﻛﺘـﺎب‬

‫اﻟﻤﻘ ـﱠدس ﻟﻛــﻲ �ظﻬــر ﻤﺴــﺌوﻟﺔ اﻹﻨﺴــﺎن وﺴــﻠطﺎﻨﻪ } وﺠﺒــﻞ اﻟــرب اﻹﻟــﻪ ﻤــن اﻷرض كــﻞ ﺤﻴواﻨــﺎت‬ ‫‪- 237 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪233‬‬


‫اﻟﺒر�ﺔ وكﻞ طﻴور اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺄﺤﻀرﻫﺎ إﻟﻰ آدم ﻟﻴرى ﻤﺎذا ﻴدﻋوﻫﺎ وكـﻞ ﻤـﺎ دﻋـﺎ �ـﻪ آدم ذات ﻨﻔـس‬ ‫ﺤﱠ�ﺔ ﻓﻬـو إﺴـﻤﻬﺎ { ) ﺘـك ‪ ( 19 : 2‬ﻤـن ﻫـذا اﻟـﻨص اﻟﻤﻘـﱠدس ﻨكﺘﺸـﻒ ﺴـ�ﺎدة اﻹﻨﺴـﺎن وﻤﺴـﺌوﻟﻴﺘﻪ‬

‫ﻋــن اﻟﺤﻴ ـوان ‪ ،‬و�ﺸــكﻞ أﻋــم ﺴــ�ﺎدﺘﻪ وﻤﺴــﺌوﻟﻴﺘﻪ ﻋــن اﻟطﺒ�ﻌــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘﻨﺘﻤــﻲ إﻟﻴﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ‪،‬‬ ‫وﺴ�ﺎدة اﻹﻨﺴﺎن ﻴﺠب أن ﺘﻛون ﻋﻠﻰ ﻨﻤط ﺴ�ﺎدة ﷲ ‪ ،‬ﻷن اﻹﻨﺴﺎن ﻤﺨﻠوق ﻋﻠـﻰ ﺼـورة ﷲ ) ﺘـك‬ ‫‪ ( 26 : 1‬وﺴ�ﺎدة ﷲ ﻫﻲ ﺴ�ﺎدة اﻟﻤﺤ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻬو ﻴرﻋﻰ اﻟﻛﺎﺌﻨﺎت �ﺤﻨﺎن و�ﺤﻔظﻬﺎ و�ﻨﻤﻴﻬﺎ ‪ ،‬و�ﺤﺘرم‬

‫ك�ﺎﻨﻬﺎ اﻟذاﺘﻲ وطﺒ�ﻌﺘﻬﺎ وﻨواﻤ�ﺴﻬﺎ ‪ ،‬وﻻ ﻴﺘﺤكم ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ طر�ﻘﺔ ﻤن �ﺤرك ﺨﻴـوط ُدﻤـﻲ اﻟﻤﺴـرح "‬

‫] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -6‬ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﻤــﻼك ﺸــوﻗﻲ إﺴــكﺎروس " ﺠــﺎء ﻓــﻲ ﺘــﺎر�ﺦ اﻟطﺒــري ﺠ ـ‪ 1‬ص ‪ 137‬ﻗــﺎﻝ‬

‫�ﻌﻀﻬم ﻓﻲ ذﻟك ﻤـﺎ ﺤـدﺜﻨﻲ �ـﻪ ﻤوﺴـﻰ ﺒـن ﻫـﺎرون اﻟﻬﻤ ازﻨـﻲ ‪ُ 00‬وﻟـد ﻟـﻪ ) ﻵدم ( إﺒﻨـﺎن �ﻘـﺎﻝ ﻟﻬﻤـﺎ‬

‫ﻗﺎﺒﻴﻞ وﻫﺎﺒﻴﻞ ‪ ،‬وكﺎن ﻗﺎﺒﻴﻞ ﺼـﺎﺤب زرع ‪ ،‬وكـﺎن ﻫﺎﺒﻴـﻞ ﺼـﺎﺤب ﻀـرع ‪ ،‬وذكـر أ�ﻀـﺎً ﻓـﻲ ﺘـﺎر�ﺦ‬ ‫اﻟطﺒري ﺠـ ‪ 1‬ص ‪ 140‬ﻋن ﺤدﻴث إﺒن ﺤﻤﻴد أن ﻫﺎﺒﻴﻞ كﺎن راﻋﻲ ﻤﺎﺸ�ﺔ ‪ ،‬و�ذكر إﺒـن كﺜﻴـر ﻓـﻲ‬

‫ﻗﺼص اﻷﻨﺒ�ﺎء ط�ﻌﺔ دار إﺒن ﺨﻠدون ص ‪ 38‬أن ﻫﺎﺒﻴﻞ كﺎن ﺼﺎﺠب ﻏﻨم ‪ ،‬وﻓﻲ ﺘﺎر�ﺦ اﻟطﺒري‬

‫ﺠـ ‪ 1‬ص ‪ 141‬ﻋن ﺤدﻴث ﷴ ﺒن ﺴﻌد أن أﺤد أوﻻد آدم كﺎن راﻋ�ﺎً واﻵﺨر ﺤﺎرﺜﺎً " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت‬ ‫أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 389‬أﻴن ﻗﺘﻞ ﻗﺎﻴﻴن أﺨ�ﻪ ﻫﺎﺒﻴﻞ ؟ ﻓـﻲ اﻟﺘـوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ـﺔ " وﺤـدث إذ كـﺎن ﻓـﻲ اﻟﺤﻘـﻞ‬

‫أن ﻗﺎﻴﻴن ﻗﺎم ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺒﻴﻞ أﺨ�ﻪ وﻗﺘﻠـﻪ " ) ﺘـك ‪ ( 8 : 4‬أﻤـﺎ ﻓــﻲ اﻟﺘـوراة اﻟﺴـﺎﻤر�ﺔ ﻓﺘـذكر "‬

‫وﻗﺎﻝ ﻗﺎﻴﻴن ﻟﻬﺎﺒﻴﻞ أﺨ�ﻪ ﻟﻨﺨرج إﻟﻰ اﻟﺼﺤراء ‪ 0‬ﻓﻠﻤﺎ كﺎﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺼـﺤراء وﺜـب ﻗـﺎﻴﻴن ﻋﻠـﻰ‬

‫ﻫﺎﺒﻴﻞ أﺨ�ﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ " ) ﺘك ‪ ( 8 : 4‬؟‬

‫اﻟﻨﱠﻘـﺎد أن اﻟﺘـوراة اﻟﺴـﺎﻤر�ﺔ ذكـرت " ﻟﻨﺨـرج إﻟـﻰ اﻟﺼـﺤراء " ﻓـﺈن اﻟـ�ﻌض‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ �ﻌض ُ‬

‫ـﺎﻝ ﻨﺨـرج إﻟـﻰ اﻟﺤﻘـﻞ " وﻤـﻊ‬ ‫اﻵﺨر ﻗـﺎﻝ أن اﻟﺘـوراة اﻟﺴـﺎﻤر�ﺔ وأ�ﻀـﺎً اﻟﺴـ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ﻗـد أزادت ﻋ�ـﺎرة " ﺘﻌ َ‬

‫أﻨﻨــﻲ ﻟــم أﺘﻤكــن ﻤــن اﻟوﺼــوﻝ إﻟــﻰ اﻟﺘــوراة اﻟﺴــﺎﻤر�ﺔ ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﻌ�ــﺎرة اﻷﺨﻴ ـرة ﻫــﻲ اﻷﻗــرب ﻟﻠﻤﻌﻨــﻰ ‪،‬‬

‫ـﺎﻝ ﻨﺨــرج إﻟــﻰ اﻟﺤﻘــﻞ " وﻫــو ﻴﺨﻔــﻲ ﻤــﺎ‬ ‫وﻟــ�س ﻫﻨــﺎك ﻤﺸــكﻠﺔ ﻷن ﻗــﺎﻴﻴن ﻗــﺎﻝ ﻷﺨ�ــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺒداﻴ ـﺔ " ﺘﻌـ َ‬

‫�كﻨﻪ ﻓﻲ ﻗﻠ�ﻪ ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ وﺼﻼ إﻟـﻰ اﻟﺤﻘـﻞ ﻗﺘﻠـﻪ ‪ ،‬واﻟﻤﻌـوﻝ اﻷﺴﺎﺴـﻲ ﻫـو اﻟﺘـوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ـﺔ ‪ ،‬أﻤـﺎ ﻤـﺎ‬

‫ﻋداﻫﺎ ‪ ،‬ﻓﻬو ﺘرﺠﻤﺎت ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘوراة اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ ﻤﺠرد ﺘرﺠﻤﺔ ﻤن اﻟﻌﺒراﻨ�ﺔ ‪ ،‬وﺘرﺠـﻊ ﻟﻠﻘـرن اﻟﺨـﺎﻤس ﻗﺒـﻞ‬ ‫‪- 238 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪234‬‬


‫اﻟﻤــ�ﻼد وﻋﻨــدﻤﺎ ذكــرت اﻟﺘرﺠﻤـ ـﺔ اﻟ�ﺴــوﻋ�ﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻌ�ــﺎرة " ﻟﻨﺨــرج إﻟــﻰ اﻟﺤﻘــﻞ " أﺸــﺎرت ﻓــﻲ اﻟﻬــﺎﻤش‬

‫إﻟﻰ أﻨﻬﺎ " ﻏﻴـر ﻤوﺠـودة ﻓـﻲ اﻟـﻨص اﻷﺼـﻠﻲ ‪ ،‬وﻤـذكورة ﻓـﻲ اﻟﺘرﺠﻤـﺎت اﻟﻘد�ﻤـﺔ " وﻫـذا دﻟﻴـﻞ ﻋﻠـﻰ‬ ‫أﻨﻬﺎ ﻤز�دة ﻟﻛﻨﻬﺎ ﻟم ﺘﺨﻞ �ﺎﻟﺘرﺠﻤﺔ‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻘــوﻝ " زاﻟﻤــﺎن ﺸــﺎزار " أن اﻟــذي ﻏﱠﻴــر اﻟــﻨص اﻟﻌﺒــري ﻓــﻲ ) ﺘــك ‪ ( 8 : 4‬ﻫــو " ﻤﺸــدي‬

‫ﻫﻔﺨﻴري " اﻟذي أﺴس طﺎﺌﻔـﺔ ﻴﻬود�ـﺔ ﺠدﻴـدة ﻓـﻲ ﻓﻠﺴـطﻴن ﻓـﻲ اﻟﻨﺼـﻒ اﻟﺜـﺎﻨﻲ ﻤـن اﻟﻘـرن اﻟﺘﺎﺴـﻊ ‪،‬‬

‫ﻓﻐﻴر اﻟﻨص ﻤن " وكﻠم ﻗﺎﻴﻴن ﻫﺎﺒﻴﻞ أﺨﺎﻩ وﺤدث أن كﺎﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻞ " إﻟﻰ " وﻗـﺎﻝ ﻗـﺎﻴﻴن ﻟﻬﺎﺒﻴـﻞ ﻗـم‬ ‫ﻨﺨرج ﻟﻠﺤﻘﻞ وﺤـدث أن كﺎﻨـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺤﻘـﻞ " ﻤﻌﺘﻤـداً ﻋﻠـﻰ أن ﻋ�ـﺎرة " ﻨـذﻫب إﻟـﻰ اﻟﺤﻘـﻞ " وردت ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺘرﺠﻤﺔ اﻟﺴ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ‪ ،‬واﻟﺴر�ﺎﻨ�ﺔ ‪ ،‬واﻷﺜﻴو��ﺔ واﻟﻔوﻟﺠﺎﺘﺎ ) راﺠﻊ ﺘﺎر�ﺦ ﻨﻘد اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ص ‪0( 46‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ـﺎ ﺒـوﻻ " ٕواذا كﺎﻨـت اﻟﺘ ـوراة اﻟﺴـﺎﻤر�ﺔ ﺘﻘـوﻝ ﻓـﻲ اﻟﺼـﺤراء ‪،‬‬

‫ﻓﻨﺤن ﻻ ﻨﻌﺘﻤد ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻨص ﻓﻴﻬﺎ ُ�ﻤﺜﻞ ﻨﺼﺎً ﻤﻨﻘﺤﺎً ﻟﻠﺘوراة اﻟﻌﺒر�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻬو أﺤ�ﺎﻨﺎً ﻴﺨﺘﻠﻒ ﻋـن‬

‫اﻟﻌﺒر�ــﺔ أو ﻋــن اﻟﺴــ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ‪ ،‬وأﺤ�ﺎﻨ ـﺎً ﻴﺨﺘﻠــﻒ ﻋــن اﻷﺜﻨﺘــﻴن ‪ ،‬و�ﻌــض اﻹﺨﺘﻼﻓــﺎت ﺒــﻴن اﻟﺴــﺎﻤر�ﺔ‬ ‫واﻟﻌﺒر�ﺔ اﻟﻤﺎﺴور�ﺔ ﺘرﺠﻊ إﻟﻰ ﺘﻐﻴﻴرات ﻤﻘﺼودة ﻟﺘﺄﻴﻴد �ﻌض ﻋﻘﺎﺌدﻫم ﻤﺜﻞ ﺘﻐﻴﻴر " ﻋﻴ�ـﺎﻝ " إﻟـﻰ "‬

‫ﺠرز�م " ) ﺘث ‪ ] " ( 4 : 27‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﻼك ﺸوﻗﻲ إﺴكﺎروس " كﻠﻤﺔ " ﺤﺼـﻞ " ﻓـﻲ اﻟﻌﺒر�ـﺔ " ﺴـﺎدة " وﻤﻌﻨﺎﻫـﺎ‬

‫ﻤﺴورة ‪ ،‬ﺘﻘﻊ ﺨﺎرج‬ ‫أرض ﻤﺴﺘو�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺘﺴﺘﺨدم ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أي أرض ﻏﻴر ﱠ‬

‫ﺤ ـدود اﻟﻤﻨطﻘﺔ اﻟﺴكﻨ�ﺔ ‪ ،‬ﺴـواء كﺎﻨـت ﺘُﺴـﺘﺨدم ﻟﻠز ارﻋـﺔ أو اﻟرﻋـﻲ ‪ ،‬أو ﻤﺠ ـرد ﺒر�ـﺔ ) ﺘـك ‪، 8 : 4‬‬

‫‪ ، 20 : 47 ، 63 : 24 ، 9 : 23‬ﺨر ‪ ، 3 : 9‬ﺘـث ‪ ، 1 : 21‬ﻤـز ‪ ] " ( 6 : 132‬ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت‬

‫أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪َ : 390‬ﻤن ِﻤن اﻷﺜﻨﻴن ﻨﻔذ اﻟوﺼ�ﺔ اﻹﻟﻬ�ﺔ �ﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻷرض ) ﺘك ‪ ( 23 : 3‬ﻗـﺎﻴﻴن‬

‫اﻟذي ﻋﻤـﻞ ﻓـﻲ اﻷرض " وكـﺎن ﻗـﺎﻴﻴن ﻋـﺎﻤﻼً ﻓـﻲ اﻷرض " ) ﺘـك ‪ ( 2 : 4‬أم ﻫﺎﺒﻴـﻞ اﻟـذي‬

‫رﻋﻰ اﻷﻏﻨﺎم ؟ ﻓﻠﻤﺎذا ﺤﺎﺒﻰ ﷲ ﻫﺎﺒﻴﻞ ؟ وﻫﻞ ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﷲ ﻗراﺒﻴن ﻫﺎﺒﻴﻞ ورﻓـض ﻗـراﺒﻴن‬

‫ﻗﺎﻴﻴن كﺎن ﻫو اﻟﺴﺒب ﻓﻲ إرﺘﻛﺎب ﺠر�ﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ؟‬

‫‪- 239 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪235‬‬


‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـﻞ " ‪ " 00‬دﻋوﻨـﺎ ﻨﻌـود إﻟـﻰ ﻤﺸـﻬد اﻟﺨﻠـق ﻟﻨـرى َﻤـن ِﻤـن وﻟـدي آدم إﻤﺘﺜـﻞ‬

‫ﻟرﻏ�ــﺔ ﻴﻬــوﻩ ﻋﻨــد إﺨﺘ�ــﺎر ﻤﻬﻨــﺔ ﺤ�ﺎﺘــﻪ ؟ إﻨــﻪ ﻗــﺎﻴﻴن �ــﺎﻟط�ﻊ ‪ ،‬ﻷن ﻴﻬــوﻩ أﻤــر اﻹﻨﺴــﺎن أن �ﺤــرث‬

‫اﻷرض ‪ ،‬و�ﺄﻛــﻞ ﻤــن إﻨﺘــﺎج اﻷرض ﺨﻀـ اًر‪ 0‬أﻤــﺎ ﻫﺎﺒﻴــﻞ ‪ ،‬ﻓﻘــد إﻤــﺘﻬن اﻟرﻋــﻲ وﺘر��ــﺔ اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ‪،‬‬

‫ٕواذا كﺎن ﻗد ﺴرح �ﺎﻟﻐﻨم واﻟﻤـﺎﻋز ‪ ،‬ﻓﺈﻨـﻪ ﻟـم �ﻔﻌـﻞ ذﻟـك ﻟ�ﻤﺘـﻊ ﻨظـرﻩ �ﻤرآﻫـﺎ وﻫـﻲ ﺘرﻋـﻰ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻫـو‬

‫�ﻌزف ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺜﺎرﺘﻪ ‪ 0‬ﻟﻘد ر�ﺎﻫﺎ ﻟ�ﺴﺘﻔﻴد ﻤن ﻟﺤﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻏذاﺌﻪ ‪ ،‬وﻤﻊ ذﻟك ﻓﻘد ﻏدا ﻫو ﻨﻔﺴﻪ ﺤﺒﻴب‬

‫ﻴﻬوﻩ " )‪0(1‬‬ ‫‪F4‬‬

‫و�ﻘــوﻝ " ز�ﻨــون " ‪ " 00‬ﻋﻨــدﻤﺎ ﺘﻔﺘــﺘﺢ اﻟﻘﺼــﺔ ‪� ،‬ﻔﻌــﻞ ﻗــﺎﻴﻴن ﻤــﺎ ﻫــو ﻻﺌــق �ﻤ ـزارع ‪ 0‬ﻤــن‬

‫اﻟﻤﻬـم أن ﻨﻌﺘــرف �ــﺄن ﻗـﺎﻴﻴن ﻻ �ﻔﻌــﻞ ﺸــﻴﺌﺎً ﺨﺎطﺌـﺎً ﻋﻨـد ﻫــذﻩ اﻟﻨﻘطــﺔ ‪ 0‬إﻨـﻪ �ﻘــدم ﻤﺤﺎﺼــﻴﻠﻪ كﻘر�ــﺎن‬ ‫و�ؤدي اﻟﺘﺒﺠﻴﻞ ﻹﻟﻬﻪ‪ 0‬إن ﻴﻬوﻩ ﻫو اﻟذي ﻻ �ﻌﺘرف أو �ﻘﺒﻞ �ﻘﺎﻴﻴن وﺘﻘدﻤﺘﻪ " )‪0(2‬‬ ‫‪F5‬‬

‫كﻤﺎ �ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " أ�ﻀﺎً إﻨﻪ ﻋﻨدﻤﺎ رﻓض ﻴﻬوﻩ ﺘﻘدﻤـﺔ ﻗـﺎﻴﻴن " أدرك ) ﻗـﺎﻴﻴن ( أن )‬

‫ﻴﻬوﻩ ( �ﺴﺨر ﻤﻨﻪ ‪ ،‬ﻓﺄﺤس �طﻌﻨﺔ ﻋﻤ�ﻘﺔ أﻓﻘدﺘﻪ ﺘوازﻨﻪ ﻟ�ﻌض اﻟوﻗت ‪ ،‬و�دﻻً ﻤن أن �ﻐﻀب ﻤـن‬ ‫ﻫذا اﻹﻟﻪ اﻟﻔظ ‪ 00‬إﻨﻘض ﻋﻠﻰ أﺨ�ﻪ وﻗﺘﻠﻪ " )‪0(3‬‬ ‫‪F6‬‬

‫و�ﻘوﻝ ﻨﺎﺠﺢ اﻟﻌﻤوري " و�ﻨطوي اﻟـﻨص اﻟﺘـوراﺘﻲ ﻋﻠـﻰ ﻤﻐﺎﻟطـﺔ وأﻛذو�ـﺔ وﻫـﻲ أن اﻟـرب‬

‫�ﺴــﺄﻝ ﻗــﺎﻴﻴن ﻋــن ﻫﺎﺒﻴــﻞ ‪ ،‬وﻫــو اﻟﻌــﺎرف �ﺎﻟــذي ﺤﺼــﻞ ﻤﻨــذ ﻟﺤظﺎﺘــﻪ اﻷوﻟــﻰ ‪ 0‬ﻻ أدري ﻤــﺎ ﻫــﻲ‬ ‫أﺴ�ﺎب وأﻫداف ﻫذا اﻟﺴؤاﻝ اﻟـذي ﻻ �كﺸـﻒ إﻻﱠ ﻋـن ﻨزﻋـﺔ " ﻴﻬـوﻩ " ﻟﻠﻛـذب واﻟﺘﺸـﺠ�ﻊ ﻋﻠ�ـﻪ وﺘر��ـﺔ‬

‫ﻗوﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺴﻠوكﻪ واﻟﺘﻌود ﻋﻠ�ﻪ " )‪0 (4‬‬ ‫‪F7‬‬

‫كﻤﺎ �ﻘوﻝ ﻨﺎﺠﺢ اﻟﻌﻤوري أ�ﻀﺎً " إن اﻟﺨـﻼف اﻟﺤﺎﺼـﻞ ﺒـﻴن اﻟـرب ﻴﻬـوﻩ وﻗـﺎﻴﻴن وﺤﻤـﺎس‬

‫اﻟـرب ﻟﺘﻘدﻤــﺔ ﻫﺎﺒﻴـﻞ ‪ٕ ،‬واﻫﻤﺎﻟــﻪ ﺘﻘدﻤــﺔ ﻗـﺎﻴﻴن ‪ ،‬ﻗــﺎد إﻟــﻰ أوﻝ ﺠر�ﻤـﺔ ﻗﺘــﻞ ﻓــﻲ اﻟﺘـﺎر�ﺦ ‪ ،‬كــﺎن ﺒﺈﻤكــﺎن‬

‫اﻟــرب ﻴﻬــوﻩ اﻟﺘﺤــوط ﻟﻬــﺎ وﻤﻨﻌﻬــﺎ ﻤــن اﻟوﻗــوع ‪ 0‬ﻷﻨﻨــﺎ ﻨﻔﺘــرض ﺒــرب ﺴــﻤﺎوي ﻤﺜــﻞ اﻟــرب اﻟﻴﻬــودي ‪/‬‬ ‫اﻟﻴﻬوي ﻤﻌرﻓﺘﻪ �كﻞ ﻤﺎ ﻴﺠري وﻤﺎ ﺴ�ﻘﻊ ‪ ،‬ﻟذا ﺒﺈﻤكﺎﻨﻪ أن �ﻤﻨﻊ ﺤدوﺜـﻪ ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻤـن ﻫـذا ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻨـﺎ ﻨﻔﻬـم‬

‫ﻤــن ذﻟــك أن اﻟــرب اﻟﻴﻬــودي ‪ /‬اﻟﻴﻬــوي ر ٍ‬ ‫اض �ﺎﻟــذي وﻗــﻊ ‪ ،‬وكــﺎن ﻋﺎرﻓ ـﺎً �ــﻪ ﻗﺒــﻞ وﻗوﻋــﻪ ‪ ،‬وأراد أن‬

‫�كــون‪ 0‬و�ﺒــدو ﻟــﻲ �ــﺄن ﻫــذﻩ اﻷﻤــور ﺠﻤ�ﻌﻬــﺎ ‪ ،‬ر�ﻤــﺎ ﺘﻘــدم ﻟﻨــﺎ ﻓرﺼــﺔ ﻟﻘ ـراءة ) ﻟﻤﻌرﻓــﺔ ( " ﻴﻬــوﻩ "‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪43 ، 42‬‬ ‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺗﻮﻣﺎﺱ ﻁﻤﺴﻦ – ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺪﻧﺎﻥ ﺣﺴﻦ – ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺹ ‪497‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪44‬‬ ‫ﺃﻗﻨﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪298 - 296‬‬

‫‪- 240 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪236‬‬


‫وﻨزوﻋﻪ ﺒوﻗت ﻤ�كر إﻟﻰ اﻟﻘراﺒﻴن اﻟ�ﺸر�ﺔ ‪ 00‬و�ﺎﻟﻬـﺎ ﻤـن ﺘﻀـﺤ�ﺔ ‪ 00‬أن اﻟـرب ﻴﻬـوﻩ ﻤـﻊ اﻟﺠر�ﻤـﺔ‬

‫واﻟﻘﺘﻞ ‪ 00‬أن ﻴﻬوﻩ وﻫو ﻤن أﻛﻠﺔ اﻟﻠﺤوم ‪ ،‬أﻟﺘﻬم ﺸـواء ﻫﺎﺒﻴـﻞ ﻓـﻲ اﻟﺘﻠـذذ ‪ ،‬وطـوى أﻨﻔـﻪ اﻟﻠـدﻨﻲ ﻋـن‬ ‫اﻟﻛرات واﻟ�ﺼﻞ واﻟﺜوم وﻤﺎ ﺒﻬﺎ ﻤن أﻟوان اﻟﺨﻀر " )‪0(1‬‬ ‫‪F8‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻋﻨدﻤﺎ ﻋﻤﻞ ﻗﺎﻴﻴن �ﺎﻷرض ﻟم ﻴﺨﺎﻟﻒ اﻟوﺼ�ﺔ ‪ ،‬وﻟم ﻴرﺘﻛب ﺠرﻤﺎً ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً ﻋﻨـدﻤﺎ ﻋﻤـﻞ‬ ‫ﻫﺎﺒﻴﻞ ﺒرﻋﻲ اﻷﻏﻨﺎم ﻟـم ﻴﺨـﺎﻟﻒ اﻟوﺼـ�ﺔ ‪ ،‬وﻟـم ﻴرﺘﻛـب ﺠرﻤـﺎً ‪ ،‬وﻤـن اﻟﻤﻌـروف أن اﻹﻨﺴـﺎن ﻋـﺎش‬

‫ﺼرح‬ ‫ﻨ�ﺎﺘ�ﺎً ﺤﺘﻰ ﻓﺘرة اﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬وﻟﻛن �ﻌد أن زاد ﺸر اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬وأﺼ�ﺢ ﻻ �ﻘدر أن �ﻌ�ش ﻨ�ﺎﺘ�ﺎً ﱠ‬

‫دﻓﻌـت إﻟـ�كم اﻟﺠﻤ�ـﻊ " )‬ ‫ﻟﻪ ﷲ �ﺄﻛﻞ اﻟﻠﺤوم " كﻞ دا�ﺔ ﺤﱠ�ﺔ ﺘﻛون ﻟﻛم طﻌﺎﻤﺎً‪ 0‬كﺎﻟﻌﺸب اﻷﺨﻀر‬ ‫ُ‬

‫ﺘك ‪ ( 3 : 9‬وﻤﻌﻨﻰ ﻫذا أن ﻫﺎﺒﻴﻞ ﻟم �ﺄﻛﻞ ﻟﺤوم اﻷﻏﻨﺎم اﻟﺘﻲ كﺎن ﻴر�ﻴﻬﺎ ‪ ،‬وﻟو ﺘﺴﺎءﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ‬

‫ﻋن ﺴﺒب ﺘر��ﺔ ﻫﺎﺒﻴﻞ ﻟﻸﻏﻨﺎم إن كـﺎن ﻻ �ﺄﻛـﻞ ﻟﺤﻤﻬـﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻨـﺎ ﻗـد ﺴـﺒق وأﺠﺒﻨـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟﺘﺴـﺎؤﻝ‬

‫ﻓﻲ إﺠﺎ�ﺔ اﻟﺴؤاﻝ اﻟﺴﺎﺒق ‪0 388‬‬

‫‪ -2‬ﻟم �ﺤﺎﺒﻲ ﷲ ﻫﺎﺒﻴﻞ وﻟم ﻴـرﻓض ﻗـﺎﻴﻴن ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ ﺴـﻠك ﻫﺎﺒﻴـﻞ ﻋﻠـﻰ ذات اﻟـدرب اﻟـذي ﻋﻠﻤـﻪ‬

‫ﷲ ﻷﺒﻴﻨﺎ آدم ‪ ،‬إن اﻟﺘﻘدﻤﺔ ﻴﺠب أن ﺘﻛون دﻤو�ﺔ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﺒـدون ﺴـﻔك دم ﻻ ﺘﺤـدث ﻤﻐﻔـرة ‪ ،‬ﻓﺈﺨﺘـﺎر‬

‫ﻫﺎﺒﻴــﻞ ﻤــن ﺴــﻤﺎن ﻏﻨﻤــﻪ وأ�كﺎرﻫــﺎ وﻗــدﻤﻬﺎ ذﺒ�ﺤــﺔ ﻤﻘﺒوﻟــﺔ ﻟ ‪ ،‬وأﻨظــر ﻤــﺎذا �ﻘـ ـوﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " وﻗــدم‬

‫ﻫﺎﺒﻴﻞ أ�ﻀﺎً ﻤن أ�كﺎر ﻏﻨﻤﻪ وﻤن ﺴﻤﺎﻨﻬﺎ ‪ 0‬ﻓﻨظر اﻟرب إﻟﻰ ﻫﺎﺒﻴﻞ وﻗر�ﺎﻨﻪ ‪ 0‬وﻟﻛـن إﻟـﻰ ﻗـﺎﻴﻴن‬

‫وﻗر�ﺎﻨــﻪ ﻟــم ﻴﻨظــر " ) ﺘــك ‪ ( 5 ، 4 : 3‬ﻟﻘــد ﺴـ ﱠـر ﷲ �ﻘﻠــب ٕواﻫﺘﻤﺎﻤــﺎت وﻤﺤ�ــﺔ ﻫﺎﺒﻴــﻞ ‪ ،‬ﻓﺎﺴــﺘﺤق‬ ‫ﻫﺎﺒﻴﻞ اﻟ�ﺎران ﻴﻨظر ﷲ إﻟ�ﻪ ٕواﻟﻰ ﺘﻘدﻤﺘﻪ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻋﻨدﻤﺎ ﻏﻀب ﻗـﺎﻴﻴن ٕواﻏﺘـﺎظ ﻟـم ﻴﺘركـﻪ ﷲ ﺒـﻞ ﺘﺤـدث إﻟ�ـﻪ ﻗـﺎﺌﻼً " ﻟﻤـﺎذا إﻏﺘظـت وﻟﻤـﺎذا‬

‫ﺴﻘط وﺠﻬك ‪ 00‬أن أﺤﺴﻨت أﻓﻼ رﻓﻊ ٕوان ﻟم ﺘﺤﺴن ﻓﻌﻨـد اﻟ�ـﺎب ﺨط�ـﺔ را�ﻀـﺔ ٕواﻟ�ـك إﺸـﺘ�ﺎﻗﻬﺎ‬ ‫وأﻨت ﺘﺴـود ﻋﻠﻴﻬـﺎ " ) ﺘـك ‪ ( 7 ، 6 : 4‬ﻓكـﺎن أﻤـﺎم ﻗـﺎﻴﻴن اﻟﻔرﺼـﺔ ﻟﺘﺤﺴـﻴن ﻤوﻗﻔـﻪ وﻗﺒـوﻝ ﺘﻘدﻤﺘـﻪ‬

‫وﻟﻛن ﻟم ُ�ﺤﺴن إﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ‪ ،‬وكﺎن ﻫﻨﺎك ﺘﺤذﻴ اًر إﻟﻬ�ﺎً ﻟﻘﺎﻴﻴن ﻤـن اﻟﺨط�ـﺔ اﻟﺘـﻲ ﺘﻨﺘظـرﻩ ‪ ،‬وﻟـم ﻴ�ـﺎﻟﻲ‬

‫ﻗﺎﻴﻴن ﺒﻬذا اﻟﺘﺤذﻴر ‪ ،‬ﻓﺄﻴﻬﻤﺎ اﻟﻤﺨطﺊ ﻗﺎﻴﻴن أم ﷲ ؟!!‬

‫‪ -4‬ﻻ ﻴوﺠــد أي ﻤﺠــﺎﻝ ﻟﻘــوﻝ ﻨــﺎﺠﺢ اﻟﻤﻌﻤــوري �ــﺄن ﷲ ﻴﺠــﻨﺢ ﺘﺠــﺎﻩ اﻟﻘ ـراﺒﻴن اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ ‪ ،‬ﻷن‬

‫ﻗﺎﻴﻴن ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﻫﺎﺒﻴﻞ كـﺎن ذﻟـك ﺤﺴـداً وﻏﻴـرة ‪ ،‬وﻟـم �كـن ﻗـط �ﻘﺼـد ﺘﻘدﻤـﺔ ﻗـراﺒﻴن ﻟ ‪ ،‬وﻟـو كـﺎن‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺃﻗﻨﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪298 - 296‬‬

‫‪- 241 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪237‬‬


‫ﷲ ﻴﺠﻨﺢ ﻟﻠﻘراﺒﻴن اﻟ�ﺸر�ﺔ ﻟﺘرك أﺒﻴﻨﺎ إﺒراﻫ�م ﻴذ�ﺢ إﺒﻨﻪ ‪ ،‬وﻟﻛن أرﺴﻞ ﻤﻼﻛﻪ ﻴﻨﻬﺎﻩ ﻋن أﺘ�ﺎن اﻟدﻤﺎء‬ ‫اﻟ�ﺸر�ﺔ ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ رﺴم ﷲ ﻟﺸﻌ�ﻪ طﻘس اﻟذ�ﺎﺌﺢ ﻟم �ـﺄﻤر ﻗـط ﺒﺘﻘـد�م أي ذ�ـﺎﺌﺢ �ﺸـر�ﺔ ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ ﺤـدث‬

‫اﻟﻌكس إذ أدان اﻟﺸﻌوب اﻟوﺜﻨ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻘد�ﻤﻬﺎ ﻟﻠذ�ﺎﺌﺢ اﻟ�ﺸر�ﺔ ‪ ،‬وﺤذر ﺸﻌ�ﻪ ﻤن اﻹﻨزﻻق ﻓﻲ ﻫذﻩ‬

‫اﻟﻬﺎو�ﺔ ‪ ،‬ﻗﺎﺌﻼً " ﻻ ﻴوﺠد ﻓ�ك ﻤن ﻴﺠﻴز إﺒﻨﻪ أو إﺒﻨﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ‪ 00‬ﻷن كﻞ ﻤن �ﻔﻌﻞ ذﻟك ﻤكروﻩ‬

‫ﻋﻨد اﻟرب ‪ 0‬و�ﺴﺒب ﻫذﻩ اﻷرﺠﺎس اﻟرب إﻟﻬـك طﺎردﻫـــم ﻤـن أﻤﺎﻤـك " ) ﺘـث ‪( 12 – 10 : 18‬‬

‫أﻤﺎ إن كـﺎن ﻨـﺎﺠﺢ اﻟﻤﻌﻤـوري ﻴﻨﺒـر ﻋﻠـﻰ ذﺒ�ﺤـﺔ اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ ﻋﻠـﻰ اﻟﺼـﻠﻴب ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ذﺒ�ﺤـﺔ ﻓر�ـدة‬

‫ﻓﻲ ﺘﺎر�ﺦ اﻟ�ﺸر�ﺔ ‪ ،‬كﺎﻨت ﻻزﻤﺔ وﻀرور�ﺔ ﻟﻔداء اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ كﻞ زﻤﺎن وكـﻞ ﻤكـ ـﺎن ‪ ،‬و�ـدوﻨﻬﺎ ﻻ‬ ‫ﺨﻼص ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﻷي إﻨﺴﺎن‪ 00‬ﻓﻠﻤﺎذا ﺨﻠط اﻷوراق ؟!‬

‫‪� -5‬ﻘــوﻝ ﻗداﺴــﺔ اﻟ�ﺎ�ــﺎ ﺸــﻨودة اﻟﺜﺎﻟــث " ﻗــﺎﻴﻴن وﺠــد أن ﻗر�ﺎﻨــﻪ ﻏﻴــر ﻤﻘﺒــوﻝ كﺄﺨ�ــﻪ ‪ ،‬ﻓدﺨﻠــﻪ‬

‫اﻟﺤﺴد ‪ 00‬وكﺎن ﻫذا اﻟﺤﺴد ﺒدء اﻟﺸر اﻟـذي دﺨـﻞ ﻗﻠ�ـﻪ ‪ٕ ،‬واﻨﺘﻬـﻰ �ـﻪ إﻟـﻰ ﻗﺘـﻞ أﺨ�ـﻪ ‪ 00‬إذاً ﻗـﺎﻴﻴن‬

‫ﻟــم �كــن �ﺴــﻌﻰ إﻟــﻰ ﻤﺤ�ــﺔ ﷲ ‪ٕ ،‬واﻟــﻰ إرﻀــﺎء ﻗﻠــب ﷲ ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ كــﺎن ﻴ�ﺤــث ﻋــن كراﻤﺘــﻪ اﻟﺸﺨﺼــ�ﺔ‬ ‫ورﻀﺎﻩ ﻋن ﻨﻔﺴﻪ وﻋن ﻤركزﻩ‪ 0‬ﻟو كﺎن ﻴ�ﺤث ﻋن ﻤﺤ�ﺔ ﷲ ‪ ،‬ﻟﻛﺎن ﻓـﻲ ﺤﺎﻟـﺔ رﻓـض ﷲ ﻟﻘر�ﺎﻨـﻪ ‪،‬‬

‫�ﻔ ــﺘش كﻴ ــﻒ ﻴرﻀ ــﻲ اﻟ ــرب ‪ ،‬وﻻ ﻤ ــﺎﻨﻊ ﻤ ــن أن �ﻐﻴ ــر ﻗر�ﺎﻨ ــﻪ ‪ ،‬و�ﻘ ــدم ذﺒ�ﺤ ــﺔ كﻬﺎﺒﻴ ــﻞ ‪ ،‬و�ﺤﺴ ــن‬

‫ﺘﺼـرﻓﻪ‪ 0‬وﻟﻌــﻞ ﻫــذا ﻤــﺎ ﻗﺼــدﻩ اﻟــرب �ﻘوﻟــﻪ ﻟــﻪ " إن أﺤﺴــﻨت أﻓــﻼ رﻓــﻊ " ) ع ‪ ( 7‬أي أﻓــﻼ ﻴرﺘﻔــﻊ‬ ‫وﺠﻬك ‪ ،‬إن أﺤﺴﻨت اﻟﺘﺼرف ‪ٕ ،‬وان أﺤﺴـﻨت اﻟﺘﻘدﻤـﺔ ‪ٕ ،‬وان أﺤﺴـﻨت اﻟﺘﻔكﻴـر واﻟﺸـﻌور ‪ 00‬كﺎﻨـت‬

‫أﻤﺎﻤﻪ ﻓرﺼﺔ ﻟﺘﺤﺴﻴن ﻤوﻗﻔﻪ ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻪ ﻟم �ﺴﺘﻐﻠﻬﺎ ‪ ،‬وﻟم �ﺴﺘﻔد ﻤن ﺘوﺠ�ﻪ اﻟرب ‪ ،‬اﻟذي ﺘﻨﺎزﻝ وكﻠﻤﻪ‬

‫‪ 00‬كﺎن أﻤﺎﻤﻪ أن ﻴﺘﻀﻊ ‪ ،‬و�ﺸﻌر أن ﻗر�ﺎﻨﻪ " ﻤن ﺜﻤﺎر اﻷرض " ﻟ�س ﻫو ﺤﺴب ﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟرب ‪،‬‬

‫ٕواﻨﻤﺎ ﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟرب ﻫﻲ أن �ﻘدم ذﺒ�ﺤﺔ ‪ ،‬ﻤﺤرﻗﺔ ﺴرور ﻟﻠرب ‪ ،‬كﻤﺎ ﻓﻌـﻞ أﺨـوﻩ اﻟ�ـﺎر ﻫﺎﺒﻴـﻞ‪ 0‬وﻟﻛـن‬

‫ﻗﺎﻴﻴن ﻟم �ﺸﺄن أن �ﻌﺘرف ﺒﻴﻨﻪ و�ﻴن ﻨﻔﺴﻪ أﻨﻪ ﻤﺨطﺊ ﻓﻲ ﺘﻘدﻤﺘﻪ ‪ ،‬وأﻨـﻪ ﻴﺠـب أن �ﺴـﻠك كﺄﺨ�ـﻪ ‪0‬‬

‫إﻨﻤﺎ ركز ﻋﻠﻰ كراﻤﺘـﻪ ‪ 0‬كﺎﻨـت ذاﺘـﻪ ﺘﺘﻌ�ـﻪ ‪ 0‬وﻟﻴﺘـﻪ كـﺎن �ﺤـب ذاﺘـﻪ ﻤﺤ�ـﺔ ﺴـﻠ�ﻤﺔ ‪ 00‬وﻫكـذا كـﺎن‬

‫ﻗﺎﻴﻴن ‪ ،‬ﻤﺤﺒﺘﻪ ﻟذاﺘﻪ ‪ ،‬ﺤطﻤت ﻫذﻩ اﻟذات ‪00‬‬

‫ﻗﺎﻴﻴن أ�ﻀﺎً ركز كﻞ ﺘﻔكﻴرﻩ ﻓﻲ ذاﺘﻪ ‪ ،‬كﻴﻒ ﻴﺘﻔوق ﻋﻠﻰ أﺨوﻩ و�ﺤظﻰ ﺒرﻀـﻰ اﻟـرب ؟! ‪00‬‬

‫ﻓرأى أن ﻴﺘﺨﻠص ﻤن أﺨ�ﻪ ‪ 00‬كﺎﻨت كﺒر�ﺎء اﻟذات ‪ ،‬أﻫم ﻋﻨدﻩ ﻤن ﻨﻘﺎء اﻟذات ‪00‬‬

‫‪- 242 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪238‬‬


‫ﺤﻨ ــو ﻤ ــن ﷲ ‪ ،‬أن �ظﻬ ــر ﻟﻠﺨ ــﺎطﺊ ‪ ،‬و�ﺸ ــرح ﻟ ــﻪ ‪ ،‬و�ﺤ ــذرﻩ ﻗﺒ ــﻞ أن �ﺴ ــﻘط ‪ ،‬و�ر� ــﻪ طر� ــق‬

‫اﻟﺘﺨﻠص ﻤن ﺨطﻴﺘﻪ ‪ ،‬و�ﺴﻨدﻩ ﺒﻨﺼﺎﺌﺤﻪ ﻓﻲ وﻗت ﺘﺠر�ﺘﻪ وﻤﺤﺎر�ﺔ اﻟﻌدو ﻟﻪ ‪ 0‬ﻗد ﻴﺨطﺊ اﻟ�ﻌض‬ ‫‪ ،‬و�ظن أن ﷲ ﻻ �ظﻬـر إﻻﱠ ﻟﻠﻘد�ﺴﻴن ! إن ظﻬورﻩ ﻟﻘﺎﻴﻴن ﻗﺒﻞ ﺴﻘوطﻪ ﻓﻲ ﺨط�ﺔ اﻟﻘﺘـﻞ ‪ ،‬وﺘﺤـذﻴرﻩ‬

‫ﻟــﻪ ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ﻫــو ﻤﺜــﺎﻝ ﻋﺠﻴــب ﻟﻤﺤ�ــﺔ ﷲ وطــوﻝ أﻨﺎﺘــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م ‪ ،‬ﺒــﻞ ﻤﻨــذ ﺒــدء اﻟﺨﻠ�ﻘــﺔ ‪00‬‬

‫وكﺄﻨــﻪ �ﻘــوﻝ ﻟﻘــﺎﻴﻴن ‪ :‬ﺘﻌــﺎﻝ �ــﺎﺤﺒﻴﺒﻲ ‪ ،‬ﻟﻤــﺎذا أﻨــت ﻤﻐﺘــﺎظ ‪ ،‬وﻟﻤــﺎذا �ﺴــﻘط وﺠﻬــك ؟ أﻨــﺎ أر�ــد أن‬

‫أﺨﻠﺼك ﻤن ﻏﻤك ‪ ،‬وأﻋﻴد إﻟ�ك ﺴﻼﻤك‪ 0‬إن اﻟﺨط�ـﺔ ﻫـﻲ اﻟﺘـﻲ أﻓﻘـدﺘك ﺴـﻼﻤك‪ 0‬ﺘﺨﻠـص ﻤﻨﻬـﺎ ‪،‬‬ ‫ﻴرﺠــﻊ إﻟ�ــك ﺴــﻼﻤك ‪ 00‬ﻻ ﺘظــن أن ﻫﺎﺒﻴــﻞ ﺴــﺒب ﻤﺘﺎﻋ�ــك ‪ 00‬كــﻼﱠ إن ﻤﺘﺎﻋ�ــك ﺴــﺒﺒﻬﺎ اﻟﺨط�ــﺔ‬

‫اﻟرا�ﻀــﺔ ‪ ،‬ﻓــﺄﻓﺤص ﻨﻔﺴــك ﺠﻴــداً ‪ 00‬ﻟــو كﺎﻨــت ﻓــﻲ ﻗﻠ�ــك ﻤﺤ�ــﺔ ‪ ،‬ﻟﻛﻨــت ﺘﻔــرح وﺘﺴــر ‪ ،‬إن رﻀــﻰ‬

‫اﻟرب ﻋﻠﻰ أﺨ�ك ‪ ،‬ﻓﻼ ﺘﻐﺘم وﻻ ﺘﻐﺘﺎظ‪� 0‬ﺎﻟﻤﺤ�ﺔ ﺘﻔرح ﻟﻔرح أﺨ�ك ‪ ،‬وﻟﻘﺒوﻝ ﻗر�ﺎﻨﻪ ‪ 0‬واﻟﻌﺠﻴـب أن‬

‫ﻗﺎﻴﻴن ‪� ،‬ﻌد أن كﻠﻤـﻪ ﷲ ‪ ،‬ﻟـم �ﺴـﺘﺠب ﻟﻛﻠﻤـﺔ ﷲ ‪ ،‬وﻟـم �ﻔـﺘﺢ ﻗﻠ�ـﻪ ‪ ،‬ﺒـﻞ ﻓﺘﺤـﻪ ﻟﻠﺨط�ـﺔ ‪� 00‬ﻌـد أن‬

‫ﻨﺼﺤﻪ اﻟرب ‪ ،‬ﻟم �ﺴﺘﻔد ﻤن اﻟﻨﺼ�ﺤﺔ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﺘورط ﻓﻲ اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬و�ﺎﻷﻛﺜر ‪ ،‬ﻗﺎم ﻋﻠـﻰ أﺨ�ـﻪ ﻓﻘﺘﻠـﻪ‬ ‫" )‪0(1‬‬ ‫‪F9‬‬

‫س‪ : 391‬ﻫــﻞ رﻓــض ﷲ ﻗ ـراﺒﻴن ﻗــﺎﻴﻴن ﻷﻨــﻪ ﻤــن اﻟﻠــواﺤم ‪ ،‬وﻷﻨــﻪ �ﺸــﺠﻊ اﻟﻴﻬــود اﻟﺒــدو‬

‫واﻟرﻋﺎة ؟‬

‫�ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﺴﻴد اﻟﻘﻤﻨﻲ " ﻓﻘدم ﻫﺎﺒﻴﻞ ﻤـن ﻟﺤ ـم ﻏﻨﻤـﻪ ‪ ،‬وﻗـدم ﻗـﺎﻴﻴن ﻤـن زرع أرﻀـﻪ ‪،‬‬

‫وكﻤﺎ ﺴﻴﺘﻀﺢ ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد ‪ ،‬ﻓﺈن اﻹﻟﻪ كﺎن ﻋﻠﻰ ﻤـﺎ ﻴﺒ ـدو ﻤـن اﻟﻠـواﺤم ‪ ،‬ﻓﻘِﺒـﻞ ﻗر�ـﺎن ﻫﺎﺒﻴـﻞ ‪ ،‬ورﻓـض‬

‫ﻗر�ــﺎن ﻗــﺎﻴﻴن ) واﻟﺘﻤﱡﻴــز ﻫﻨــﺎ واﻀــﺢ ﻟﻠﺒـداوة واﻟﻨظــﺎم اﻟرﻋــوي ‪ ،‬وﻟﻨﺘــذكر أن اﻟﻴﻬــود ﺒــدو رﻋــﺎة ( ﻤﻤــﺎ‬

‫أوﻋر ﺼدر ﻗﺎﻴﻴن اﻟﻔﻼح ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﺨ�ﻪ اﻟراﻋﻲ ‪ ،‬ﻓﻘﺘﻠﻪ " )‪0(2‬‬ ‫َ‬ ‫‪F10‬‬

‫كﻤﺎ �ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﺴﻴد اﻟﻘﻤﻨﻲ أ�ﻀﺎً " ورﻏم أن ﻫﻨﺎك أﻤو اًر ﻏﻴر ﻤﻨطﻘ�ﺔ كﺜﻴرة �ﺎﻟﻛﺘـﺎب‬ ‫اﻟﻤــذكور ) اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ( إﻻﱠ أن ﻤﺴــﺄﻟﺔ ﻗﺒــوﻝ اﻹﻟ ـﻪ ﻟﻠﺤــم ) ﻫﺎﺒﻴــﻞ ( ورﻓﻀــﻪ ﻟﺜﻤــﺎر ) ﻗــﺎﻴﻴن (‬ ‫�ﺼﻌب ﻗﺒوﻟﻬـﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﺘﻬﺎ ‪ ،‬أو اﻹﻓﺘراض أن اﻹﻟـﻪ ر�ﻤـﺎ كـﺎن ﻤـن ) اﻟﻠـواﺤم ( وكﻔـﻰ ‪ ،‬ﻓـﻼ ر�ـب‬

‫ﻓﻲ أن ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻤوﻀـوﻋ�ﺔ اﻟﺘـﻲ أﺤﺎطـت �ﺎﻟﺸـﻌب اﻟﻌﺒـري – وﻫـو ﺸـﻌب رﻋـوي – ﺼـﺎﺤب‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ‪ -1‬ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍء ﺹ ‪46 - 42‬‬ ‫ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪132 ، 131‬‬

‫‪- 243 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪239‬‬


‫وﻤؤِﻟﻒ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس أﺴ�ﺎ�ﺎً دﻓﻌﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﺘﺄﻛﻴد ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻟـرب اﻟود�ـﺔ �ـﺎﻟراﻋﻲ ‪ ،‬ﻤﻘﺎﺒـﻞ ﻨﻔـورﻩ‬

‫ﻤن اﻟﻤزارع ‪ ،‬دوﻨﻤﺎ ﺴﺒب واﻀﺢ ﻏﻴر أن ﻫذا ر ٍاع وذاك ﻤزارع ‪ ،‬ﺘﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﱠﺘوﺠﺒﻬﺎ اﻟﻤوﻗﻒ‬

‫اﻟﻤﺄﺴــوي اﻟﻤﺘﻤﺜــﻞ ﻓــﻲ ﻤﻘﺘــﻞ اﻟ ارﻋــﻲ ﻋﻠــﻰ ﻴــد اﻟﻤـزارع ‪ ،‬ﻹﺒـراز اﻟﺸــر اﻟﻛﺎﻤ ـن ﻓــﻲ اﻟﻤـزارع ‪ ،‬ﻤﻘﺎﺒــﻞ‬

‫طﻴ�ﺔ اﻟراﻋﻲ ‪ 00‬وﻤن ﺜ ﱠم ﺘﻘﱠدس ﻗر�ﺎن ) ﻫﺎﺒﻴﻞ ( اﻟراﻋﻲ ‪ ،‬واﻟذي ﻤﺎ كﺎن ﻤﻤكﻨﺎً ﻗﺒوﻟﻪ أو وﺼوﻟﻪ‬

‫إﻟ ــﻰ اﻟ ــرب دون ذ�ﺤ ــﻪ وﺤرﻗ ــﻪ ﻟﺘﺘﺼ ــﺎﻋد ﻤﺎدﺘ ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻴﺘﻨﺴ ــﻤﻬﺎ اﻟ ــرب ﻓﺘﻬ ــدأ ﻨﻔﺴ ــﻪ وﺘﺴ ــﺘر�ﺢ ‪ 0‬وﻫﻨ ــﺎ‬

‫�ﺎﻟﻀــ�ط أﺘﺼـ ﱠـور اﻟﺴــر اﻟﻛــﺎﻤن وراء اﻟــدم واﻟــذ�ﺢ واﻟﺤــرق واﻟﺘﻘــرب �ــﺎﻟﺨروف واﻟﺘــ�س ‪ ،‬كوﺴــﺎﺌﻞ‬

‫ﺘواﺼﻞ ﺒﻴن اﻟراﻋﻲ ورب اﻟرﻋﺎة ‪ٕ ،‬وان ﻫﻨﺎ �كﻤن اﻟﺴر ﻓﻲ ﺘﻨﺎﻓس اﻟﻌرب واﻟﻴﻬود ) وكﻼﻫﻤـﺎ ر ٍاع (‬

‫ﻓﻲ ﺘﺄﻛﻴد اﻟﻔﺨر ﻟﻨﻔﺴ ـﻪ �ﺄﻨﻪ كﺎن اﻟﻤذﺒوح ﻟﻠرب ) ﺸﺨﺼﻴن ﻓﻲ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ٕواﺴﺤق ( " )‪0(1‬‬ ‫‪F1‬‬

‫وأ�ﻀﺎً �ﻘوﻝ اﻟـدكﺘور ﺴـﻴد اﻟﻘﻤﻨـﻲ " وﻫكـذا ﱠ‬ ‫وﻀـﺢ ) اﻟﻛﺎﺘـب ( أن اﻟـرب ﻗـد ﻤﱠﻴـز اﻟ ارﻋـﻲ‬

‫ﻋﻠــﻰ اﻟﻤـزارع ‪ 0‬أو " اﻟﻌﺒ ارﻨــﻲ " ﻋﻠــﻰ " اﻟﻤﺼــري واﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻲ واﻟ ارﻓــدي " ﻤﻨــذ ﺒدا�ــﺔ اﻟﺨﻠ�ﻘــﺔ ‪ ،‬دوﻨﻤــﺎ‬

‫ﺴــﺒب واﻀ ـﺢ ﺴــوى أن اﻟﻔــﻼح إﺠﺘﻬــد ‪ ،‬وﻋــرق ‪ ،‬وزرع ‪ ،‬وﺤﺼــد ‪ ،‬وﻗــدم ﺘوﻤ ـﻪ و�ﺼــﻠﻪ وك ارﺘ ـﻪ ‪،‬‬

‫ﻗر�ﺎﻨ ـﺎً ﻤرو� ـﺎً �ﻌــرق ﺠﻬــدﻩ اﻟ�طــوﻟﻲ ﻓــﺄذى أﻨــﻒ اﻟــرب ‪ ،‬اﻟــذي كــﺎن دوﻤ ـﺎً ﻴﺘــوق إﻟــﻰ راﺌﺤــﺔ اﻟﻠﺤــم‬

‫اﻟﻤﺤ ــروق ‪ ،‬و�ﻠ ــﺢ داﺌﻤـ ـﺎً ﻓ ــﻲ طﻠ� ــﻪ ‪ ،‬وﻫ ــو ﻤ ــﺎ ﻗدﻤ ــﻪ ﻟ ــﻪ اﻟ ارﻋ ــﻲ ﻟﺘﻬ ــدأ ﻨﻔﺴ ــﻪ وﺘﺴ ــﺘر�ﺢ‪ 0‬واﻟﺴ ــﺒب‬

‫اﻷوﻀﺢ أن ﻗﺎﻴﻴن ﻓﻼح ﻤن أﻫﻞ اﻟﺨﺼب واﻟزرع ‪ ،‬وﻤن ﺜم كﺎن ﻻﺒد ﻤن إﺒـراز اﻟﺸـر اﻟﻛـﺎﻤن ﻓ�ـﻪ‬

‫‪ ،‬ﻤﻘﺎﺒــﻞ طﻴ�ــﺔ اﻟ ارﻋــﻲ اﻟﺴــﻤﺢ اﻟــذكﻲ ‪ ،‬اﻟــذي ﻟــم ﻴﺒــذﻝ ﺠﻬــداً ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ إﻛﺘﻔــﻰ �ﺎﻹﺴــﺘرﺨﺎء إﻟــﻰ ﺠـوار‬

‫ﻗطﻌﺎﻨـﻪ وﻫــﻲ ﺘــﺘﻼﻗﺢ ‪ ،‬ﺜــم أﺨــذ ﻤــن ﻨﺘوﺠﻬــﺎ ﻟر�ـﻪ ﻗر�ﺎﻨـﺎً ‪ ،‬ﻓ�ﻘﺘــﻞ اﻟﻤـزارع أﺨــﺎﻩ اﻟ ارﻋــﻲ اﻟطﻴــب ﻏﻴـرة‬

‫وﺤﺴــداً ‪ ،‬وﻻ ﻴ�ﻘــﻰ ﻟﻠ ـزارع ﻤﻴ ـزة �كــﻞ ﺠﻬــودﻩ وﺤﻀــﺎرﺘﻪ وﻤﻨﺸــﺂﺘﻪ وﺘ ارﺜــﻪ و�طوﻻﺘــﻪ ‪ ،‬إزاء اﻟﺘﻔﻀــﻴﻞ‬ ‫اﻟر�ﺎﻨﻲ ﻟﻬﺎﺒﻴﻞ اﻟﻌﺒراﻨﻲ ‪ ،‬وﻤﺎ ﻋﻠ�ﻪ إﻻﱠ أن ﻴﺘرك اﻷرض وﺘﺎر�ﺨـﻪ ﻓﻴﻬـﺎ ﻟﻠ ارﻋـﻲ اﻟطﻴـب ‪ ،‬وﻤـﺎ ﺸـﺎء‬

‫ﷲ ﻗدر " )‪0(2‬‬ ‫‪F12‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺴﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻹﺘﻬﺎم اﻟﻤوﺠـﻪ ﻟ ﺘ�ـﺎرك إﺴـﻤﻪ ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ �ﺤـﺎﺒﻲ اﻟ ارﻋـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﻤـزارع ‪ ،‬أو‬

‫أن اﻟﻘﺼــﺔ ﻤﺴــﺘﻤدة ﻤــن أﺴــﺎطﻴر اﻟ ارﻋــﻲ واﻟﻤ ـزارع اﻟﺘــﻲ كﺎﻨــت ﻤﻌروﻓــﺔ ﺤﻴﻨــذاك ‪ ،‬أو أن اﻟﻘﺼــﺔ‬ ‫ﻟ�ﺴ ــت ﺤﻘ�ﻘ� ــﺔ وﻟﻛﻨﻬ ــﺎ ُوﻀ ــﻌت ﺒﻬ ــدف ﺘﻤﻴﻴ ــز ﺒﻨ ــﻲ إﺴـ ـراﺌﻴﻞ ﻋ ــن ﻏﻴ ــرﻫم ) ارﺠ ــﻊ ﻤ ــدارس اﻟﻨﻘ ــد‬ ‫واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ 4‬إﺠﺎ�ﺔ اﻟﺴؤاﻝ رﻗم ‪0( 286‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺹ ‪123 ، 122‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪207‬‬

‫‪- 244 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪240‬‬


‫‪ -2‬ﺴ ـ ﱠـﻠم ﷲ ﻟﻺﻨﺴ ــﺎن طﻘ ــس اﻟذﺒ�ﺤ ــﺔ ‪ ،‬وﺸ ــرح ﷲ ﻓ�ﻤ ــﺎ �ﻌ ــد ﻟﻤوﺴ ــﻰ اﻟﻨﺒ ــﻲ ذﻟ ــك اﻟطﻘ ــس‬

‫�ﺎﻟﺘﻔﺼــﻴﻞ ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺨــروج ‪ ،‬واﻹﺼــﺤﺎﺤﺎت اﻟﺴــ�ﻌﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻤــن ﺴــﻔر اﻟﻼو�ــﻴن وﻏﻴرﻫﻤــﺎ اﻟﻛﺜﻴــر‬ ‫واﻟﻛﺜﻴــر ‪ 00‬ﻟﻤــﺎذا ؟ ﻷﻨــﻪ أراد أن ُﻴرﺴــﺦ ﻓــﻲ ذﻫــن اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ أﻨــﻪ ﺒــدون ﺴــﻔك دم ﻻ ﺘﺤــدث ﻤﻐﻔ ـرة ‪،‬‬

‫وكﻞ ذ�ﺎﺌﺢ اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م كﺎﻨت ﺘﺸﻴر ﻟﻠذﺒ�ﺢ اﻷﻋظم اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ اﻟذي ﺤﻤـﻞ ﻋﻘـﺎب ﺨطﺎ�ﺎﻨـﺎ ﻓـﻲ‬

‫ﺠﺴدﻩ ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻟم ﻴﺨﺘرع ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺼﺔ ﻗﺎﻴﻴن وﻫﺎﺒﻴﻞ ‪ ،‬وﻗﺒوﻝ ﷲ ﻟﻘراﺒﻴن ﻫﺎﺒﻴـﻞ ‪ ،‬ورﻓﻀـﻪ ﻟﻘـراﺒﻴن‬ ‫ﻗــﺎﻴﻴن ‪ ،‬وﻗﺘــﻞ ﻗــﺎﻴﻴن ﻷﺨ�ــﻪ ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ كــﻞ ﻫــذﻩ ﺤﻘــﺎﺌق ﺴــﺠﻠﻬﺎ ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﺒواﺴــطﺔ اﻟــوﺤﻲ اﻹﻟﻬــﻲ‬ ‫اﻟﻨﱠﻘـﺎد �ـﺄن اﻟﻛﺎﺘـب ﺴـﺠﻞ اﻟﻘﺼـﺔ‬ ‫اﻟذي ﻋﺼﻤﻪ ﻤن أدﻨـﻰ ﺨطـﺄ ﻤﻤكـن وﻗوﻋـﻪ ‪ ،‬وﻟـ�س كﻤـﺎ ﺘﺼ ﱠـور ُ‬

‫اﻟﻐﻴر واﻗﻌ�ﺔ وﻫﻲ ﺘرﻤﻲ إﻟﻰ ﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﻌﺒراﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼري واﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻲ واﻟراﻓدي ‪ ،‬وأن ﻟﻠﻌﺒـراﻨﻴﻴن‬

‫اﻟرﻋــﺎة اﻟﺤــق ﻓــﻲ أ ارﻀــﻲ وﻤﻴـراث اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴﻴن اﻟﻤـزارﻋﻴن ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺼــﺔ اﻟﺘــﻲ ُذكــرت ﺒ�ﺴــﺎطﺔ ﻓــﻲ ﺴــﻔر‬

‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد ﻤــﺎ ﻫــو �ﻌﻴــد ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻋــن أرض‬ ‫اﻟﺘﻛــو�ن ﺒﻬــدف إظﻬــﺎر ﻨﻬﺎ�ــﺔ اﻟﻐﻴـرة واﻟﺤﺴــد ‪ ،‬أﺴــﺘﻨﺘﺞ ﻤﻨﻬــﺎ ُ‬

‫اﻟواﻗﻊ‪0‬‬

‫‪ -4‬إن كــﺎن اﻟــدكﺘور ﺴــﻴد اﻟﻘﻤﻨــﻲ ﻻ ﻴــؤﻤن �ﻌﺼــﻤﺔ كﺘﺎﺒﻨــﺎ اﻟﻤﻘـﱠدس ‪ ،‬ﻓﻠﻴــؤﻤن �كﺘﺎ�ــﻪ اﻟــذي‬

‫ﻗر�ﺎ ﻗر�ﺎﻨﺎً ﻓﺘﻘﺒﻞ ﻤن أﺤدﻫﻤﺎ وﻟم ﻴﺘﻘﺒـﻞ ﻤـن‬ ‫روى ﻨﻔس اﻟﻘﺼﺔ " وأﺘﻞ ﻋﻠﻴﻬم ﻨ�ﺄ إﺒﻨﻲ آدم �ﺎﻟﺤق إذ ﱠ‬ ‫اﻵﺨر وﻗﺎﻝ ﻷﻗﺘﻠﻨك ﻗﺎﻝ إﻨﻤﺎ ﻴﺘﻘﺒﻞ ﷲ ﻤن اﻟﻤﺘﻘﻴن ‪ ) " 00‬ﺴورة اﻟﻤﺎﺌدة ‪0( 31 – 27‬‬

‫ٕوان كﺎن اﻟدكﺘور ﺴﻴد ﻻ �ﻘر �ﻘﺒوﻝ ﷲ ﻟﻠـذ�ﺎﺌﺢ اﻟﺤﻴواﻨ�ـﺔ ‪ ،‬دون ﻏﻴرﻫـﺎ ‪ ،‬ﻓﻠﻤـﺎذا ﻻ �ﻀـﺤﻲ‬

‫اﻟدكﺘور اﻟﻌز�ـز ﻓـﻲ ﻋﻴـد اﻷﻀـﺤﻰ ﺒـ�ﻌض ﺜﻤـﺎر اﻟﻔﺎﻛﻬـﺔ واﻟﺨﻀـروات واﻟﺜـوم واﻟ�ﺼـﻞ واﻟﻛـرات ‪،‬‬ ‫إﻨﻤﺎ �ﺼر ﻋﻠﻰ ﺘﻘد�م ذﺒ�ﺤﺔ ﺤﻴواﻨ�ﺔ كـﻞ ﻋـﺎم ‪ 00‬وﻫـﻞ إﻟﻬـﻪ اﻟـذي ﻴﺘﻘﺒـﻞ ﻫـذﻩ اﻷﻀـﺎﺤﻲ ﻫـو ﻤـن‬

‫اﻟﻠواﺤم ؟!!‬

‫س‪ : 392‬كﻴــﻴ �ﺴــﺄﻝ اﻟــرب ﻗــﺎﻴﻴن " أﻴــن ﻫﺎﺒﻴــﻞ أﺨــوك " ) ﺘــك ‪ ( 9 : 3‬؟ وﻫــﻞ كــﺎن ﷲ‬

‫ﻴﺠﻬﻞ ﻤﺎ ﺤدث ؟ وﻟو كﺎن ﻴﺠﻬﻞ ﻓﻛﻴﻴ �ﻘوﻝ ﻟﻘﺎﻴﻴن " ﻤﺎذا ﻓﻌﻠت ﺼوت دم أﺨ�ـك ﺼـﺎرخ‬ ‫إﻟﻲ ﻤن اﻷرض " ) ﺘك ‪ ( 10 : 4‬؟‬ ‫ﱠ‬

‫‪- 245 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪241‬‬


‫ج ‪ :‬ﻴﺠﻴــب ﻗداﺴــﺔ اﻟ�ﺎ�ــﺎ ﺸــﻨودة اﻟﺜﺎﻟــث ﻓ�ﻘــوﻝ " ﻟــ�س ﻤﻌﻨــﻰ اﻟﺴ ـؤاﻝ ‪ :‬أن ﻤــن �ﺴــﺄﻝ ﻴﺠﻬــﻞ ﻤــﺎ‬ ‫�ﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ !!! ﻓﻌﻠم ) اﻟﺒ�ﺎن ( �ﺸرح كﻴﻒ أن اﻟﺴؤاﻝ ﻴﺨرج ﻋن ﻤﻌﻨﺎﻩ اﻷﺼﻠﻲ إﻟـﻰ ﻤﻌ ٍ‬ ‫ـﺎن أﺨـرة‪0‬‬ ‫واﻷﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك كﺜﻴرة ﺠداً ﻤﻨﻬﺎ ﻗوﻝ اﻟﺸﺎﻋر ‪:‬‬ ‫وأﺒﻲ كﺴري ﻋﻼ إﻴواﻨﻪ‬

‫أﻴن ﻓﻲ اﻟﻨﺎس أب ﻤﺜﻞ أﺒﻲ‬

‫ﻓﻬــو ﻫﻨــﺎ ﻻ �ﺴــﺄﻝ " أﻴــن ؟ " ‪ٕ 00‬واﻨﻤــﺎ اﻟﻤﻘﺼــود �ﺎﻟﺴــؤاﻝ اﻹﻓﺘﺨــﺎر ‪ ،‬وأﻨــﻪ ﻻ �ﻤكــن أن‬

‫ﻴوﺠد ﻤﺜﻞ أﺒ�ﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻠو ‪0‬‬

‫وكذﻟك ﺴؤاﻝ آﺨر �ﻘﺼد �ﻪ اﻟﺸﺎﻋر اﻟﺘﺤﻘﻴر ‪� ،‬ﻘوﻟﻪ ‪:‬‬ ‫ودع اﻟوﻋﻴد ﻓﻤﺎ وﻋﻴدك ﻀﺎﺌري‬

‫أطﻨﻴن أﺠﻨﺤﺔ اﻟذ�ﺎب �ﻀﻴر ؟!‬

‫ﻓﻬ ــو ﻻ �ﻘﺼ ــد أن �ﺴ ــﺄﻝ ‪ :‬ﻫ ــﻞ طﻨ ــﻴن أﺠﻨﺤ ــﺔ اﻟ ــذ�ﺎب �ﺴ ــﺒب ﻀ ــر اًر أم ﻻ ‪ ،‬ﻓﺎﻹﺠﺎ� ــﺔ‬

‫ﻤﻌروﻓﺔ‪ 0‬إﻨﻤﺎ �ﻘﺼد ﺘﺸﺒ�ﻪ ﺘﻬدﻴد ﻋدو ﻟﻪ �طﻨﻴن أﺠﻨﺤـﺔ اﻟـذ�ﺎب اﻟـذي ﻻ �ﻤكـن أن �ﻀـر ‪ 0‬وﻓـﻲ‬

‫ﻋﻠم اﻟﺒ�ـﺎن ُ�ﻘـﺎﻝ أن ﻫـذا اﻟﺴـؤاﻝ ﺨـرج ﻋـن ﻤﻌﻨـﺎﻩ اﻷﺼـﻠﻲ إﻟـﻰ اﻹﺴـﺘﻬزاء أو اﻟـﺘﻬكم أو اﻟﺘﺤﻘﻴـر ‪،‬‬ ‫وﻟ�س اﻟﻤﻘﺼود �ﻪ ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺠواب‪0‬‬

‫وكذﻟك ﻴﺨرج ﻋن ﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴؤاﻝ ﻟﻠﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺒﻴت اﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬ ‫أﻨت ﻓﻲ اﻷﺼﻞ ﺘراب ﺘﺎﻓﻪ‬

‫ﻫﻞ ﺴﻴﻨﺴﻰ أﺼﻠﻪ ﻤن ﻗﺎﻝ إﻨﻲ‬

‫ﻓكﻞ إﻨﺴﺎن ﻻ ﻴﻨﺴﻰ أﻨﻪ ﻤﺨﻠوق ﻤن ﺘراب ‪ ،‬وﻻ �ﻤكـن أن ﻴﻨﺴﻰ ذﻟك‪ 0‬إﻨﻤﺎ اﻟﺴؤاﻝ " ﻫﻞ‬

‫ﺴﻴﻨﺴﻰ " ﻤﻘﺼود �ﻪ اﻹﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ‪ ،‬إﺴﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﻨﺴ�ﺎن ‪ ،‬ﻓﻬو ﺘﻌﺒﻴر ﺒ�ﺎﻨﻲ‪0‬‬

‫و�ﻨﻔس اﻟوﻀوح ﺴﺄﻝ ﷲ ﺘ�ﺎرك إﺴﻤﻪ ﻗﺎﻴﻴن �ﻌـد ﻗﺘﻠـﻪ ﻷﺨ�ـﻪ ﻫﺎﺒﻴـﻞ ‪ ،‬ﻗـﺎﺌﻼً " أﻴـن ﻫﺎﺒﻴـﻞ‬

‫أﺨوك ؟ " ) ﺘك ‪0( 9 : 4‬‬

‫إﻟـﻲ ﻤـن‬ ‫ﺴﺄﻟﻪ وﻫو �ﻌرف أﻴن ﻫو ‪ 00‬ﺒدﻟﻴﻞ أﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻤﺎ أﻨكـر " ﺼوت دم أﺨ�ك ﺼـﺎرخ ﱠ‬

‫اﻷرض ‪ 0‬ﻓﺎﻵن ﻤﻠﻌون أﻨت ﻤن اﻷرض اﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤت ﻓﺎﻫﺎ ﻟﺘﻘﺒـﻞ دم أﺨ�ـك ﻤـن ﻴـدك " ) ﺘـك ‪: 4‬‬ ‫‪0( 11 ، 10‬‬

‫إﻨﻤﺎ ﺴﺄﻟﻪ ﻟﻴوﻗﻔﻪ أﻤﺎم ﺠر�ﻤﺘﻪ اﻟﺘﻲ إرﺘﻛﺒﻬﺎ ‪ ،‬ﻟﻴﺘذكر ﻤﺎذا ﻓﻌﻞ ‪ ،‬ﻟ�ﻌﺘرف �ﺎﻟﺠرم ‪00‬‬

‫‪- 246 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪242‬‬


‫و�ﻨﻔس اﻟوﻀوح ﺴﺄﻝ أ�ﺎﻨﺎ آدم " أﻴن أﻨت ؟ ﻫﻞ أﻛﻠت ؟ " ﻟﻛﻲ �ﺸﻌرﻩ �ﻤـﺎ ﻓﻌﻠـﻪ ﻤـن ذﻨـب‬

‫ﺤرﻤــﺔ ‪ 00‬وﻻ �ﻤكــن أن �كــون ﺴــﺒب‬ ‫اﻟﻤ ﱠ‬ ‫‪ ،‬و�ﺄﻨــﻪ ﺨــﺎف ٕواﺨﺘ�ــﺄ �ﻌــد ﻋﺼــ�ﺎﻨﻪ ﻟ وأﻛﻠــﻪ ﻤــن اﻟﺜﻤ ـرة ُ‬ ‫اﻟﺴؤاﻝ ﻫو ﻋدم اﻟﻤﻌرﻓﺔ ! ﺤﺎﺸﺎ ‪ 00‬اﻟﺴؤاﻝ ﻗﺼـدﻩ ﻓـﺘﺢ اﻟﺤـدﻴث ﻤـﻊ آدم ﻟﻛـﻲ �ﻌﺘـرف �ﻤـﺎ ﻓﻌـﻞ ‪،‬‬ ‫وﻟﻛﻲ �ﺸﻌر �ﺄن ﷲ ﻟن ﻴﺘرك ﻋﺼ�ﺎن آدم �ﻼ �ﻼ ﻤﺤﺎﺴ�ﺔ و�ﻼ ﻤﺤﺎﻛﻤﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F13‬‬

‫س‪ : 393‬ﻟﻤــﺎذا ﻟــم ُ�ﻌّﻠــق اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـ ﱠـدس ﻋﻠــﻰ ﺴــوء رد ﻗــﺎﻴﻴن ﻋﻠــﻰ ر�ــﻪ " ﻓﻘــﺎﻝ اﻟــرب‬ ‫ﻟﻘــﺎﻴﻴن ‪ 0‬أﻴــن ﻫﺎﺒﻴــﻞ أﺨــوك ‪ 0‬ﻓﻘــﺎﻝ ﻻ أﻋﻠــم ‪ 0‬أﺤــﺎرس أﻨــﺎ ﻷﺨــﻲ " ) ﺘــك ‪ ( 9 : 4‬وﻤــﺎ‬

‫اﻟﻬدف ﻤن ذكر ﻤﺜﻞ ﻫذا اﻟﺨﺒر دون أن ﻴوﻀﺢ ﻋﺎﻗ�ﺔ اﻟﻤذﻨب اﻟﻤﺘﺒﺠﺢ ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬واﻀﺢ ﻤن اﻟﺘﺴﺎؤﻝ اﻟﺴﺎﺒق ﺴوء ﻨ�ﺔ اﻟﺴﺎﺌﻞ ‪ ،‬ﻓﺎﻟذي ﺼﺎغ اﻟﺴؤاﻝ ﻏﺎﻟ�ﺎً ﻤﺎ ﻴﺘﺠﻨﻰ ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﺤــق ‪ ،‬واﻟﺤــق ﻫــو ﷲ ‪ ،‬و�ﺨــﺎﻟﻒ ﻀــﻤﻴرﻩ ‪ ،‬و�رﻤــﻲ إﻟــﻰ ﺒﻠﺒﻠــﺔ اﻟ�ﺴــطﺎء ‪ 00‬ﻟﻤــﺎذا ؟ ﻷن اﻟﻛﺘــﺎب‬

‫اﻟﻤﻘـﱠدس أوﻀــﺢ ﻓــﻲ ﻨﻔــس اﻟﻠﺤظــﺔ واﻟﺘــو ﻋﻘو�ــﺔ ﷲ ﻟﻘــﺎﻴﻴن ﺴـواء ﻋﻠــﻰ ﺠر�ﻤﺘــﻪ أو ﻋﻠــﻰ ردﻩ ﻏﻴــر‬ ‫اﻟﻤ ﱠ‬ ‫ﻬذب ‪ ،‬ﻓﻘد أﺠﺎ�ﻪ ﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﻓﻲ اﻟﻌدد اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤ�ﺎﺸرة " ﻓﺎﻵن ﻤﻌﻠون أﻨـت ﻤـن اﻷرض " )‬ ‫ُ‬ ‫ﺘ ــك ‪ ( 11 : 4‬وﻤﻤ ــﺎ ﻻ ﺸ ــك ﻓ� ــﻪ أن ﻗ ــﺎﻴﻴن ﻟ ــو إﻋﺘ ــرف ﺒﺨطﻴﺘ ــﻪ ﻤﻨ ــذ اﻟﻠﺤظ ــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ ‪ ،‬وﺼ ــرخ‬ ‫ﺼرﺨﺘﻪ ﻤ�ك اًر ﻗﺎﺌﻼً ذﻨﺒﻲ أﻋظم ﻤـن أن ُ�ﺤﺘﻤـﻞ ﻟﺘﻐﻴـرت اﻟﻌﻘو�ـﺔ ‪ ،‬وﻨﺠـﻰ ﻤـن اﻟﻠﻌﻨـﺔ اﻟﺘـﻲ ﺴـﻘطت‬

‫ﻋﻠ�ﻪ ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﺘﻘوﻝ دكﺘـورة ﻨﺒﻴﻠـﺔ ﺘوﻤـﺎ " كـﺎن ﷲ ﻴر�ـد أن ﻴﺘﻐﻠـب ﻗـﺎﻴﻴن ﻋﻠـﻰ اﻟﺨط�ـﺔ ﺒﺈرادﺘـﻪ ‪ ،‬وﻟﻛـن‬

‫ﻗــﺎﻴﻴن ﻗﺘــﻞ أﺨــﺎﻩ وظــن أﻨــﻪ إﺴــﺘراح‪ 0‬ﻟــم �ﺴــﺘﺠب ﻹﻨــذار ﷲ ‪ ،‬وﺴــﻠم ﻨﻔﺴــﻪ ﻟﻠﺨط�ــﺔ ‪ ،‬ﻓﺠــﺎء إﻟ�ــﻪ ﷲ‬

‫ﺜﺎﻨ�ــﺔ كطﺒﻴــب روﺤــﻲ ﻟ�ﺴــﺄﻟﻪ ﻋــن أﺨ�ــﻪ ‪ ،‬ﻟﻛــﻲ ﻴﺜﻴــر ﻓ�ــﻪ ﻤﺸــﺎﻋر اﻟﺘو�ــﺔ ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻗــﺎﻴﻴن اﻟــذي ﺴــﺒق‬

‫واﺴــﺘﻬﺎن �ﺤ�ــﺎة أﺨ�ــﻪ اﻟوﺤﻴــد ‪ ،‬إﺴــﺘﻬﺎن �ــﺎﻟ ﻗــﺎﺌﻼً ‪ :‬أﺤــﺎرس أﻨــﺎ ﻷﺨــﻲ ؟ ﻓﻠﻌﻨــﻪ ﷲ ‪ ،‬وﻋﺎﻗﺒــﻪ �ــﺄن‬

‫اﻷرض ﻟن ﺘﻌود ﺘﻌط�ﻪ ﻗوﺘﻬﺎ ‪ ،‬وأن �ﻌ�ش ﺘﺎﺌﻬﺎً وﻫﺎر�ﺎً " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 394‬ﻟﻤﺎذا ﻟﻌن ﷲ ﻗﺎﻴﻴن ﻋﻨدﻤﺎ أﺨطـﺄ " ﻤﻠﻌـون أﻨـت ﻤـن اﻷرض " ) ﺘـك ‪( 11 : 4‬‬

‫ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻟم ﻴﻠﻌن آدم ﻋﻨدﻤﺎ أﺨطﺄ ‪ ،‬ﺒﻞ ﻟﻌن اﻷرض " ﻤﻠﻌوﻨﺔ اﻷرض �ﺴﺒ�ك " ) ﺘك ‪17 : 3‬‬

‫(؟‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻊ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻻﻫﻮﺗﻴﺔ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ " ﺃ " ﺹ ‪30 ، 29‬‬

‫‪- 247 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪243‬‬


‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘد ﺴﺒق ﷲ و�ﺎرك آدم " و�ﺎركﻬم ﷲ وﻗﺎﻝ ﻟﻬم إﺜﻤـروا وأﻛﺜــروا ٕواﻤـﻸ وا اﻷرض " ) ﺘـك‬ ‫‪ ( 28 : 1‬ﻓﻤﺎ �ﺎركـﻪ ﷲ اﻟﻌ ِ‬ ‫ـﺎﻟم �كـﻞ ﺸـﺊ ﻻ �ﻌـود و�ﻠﻌﻨـﻪ ‪ ،‬وكـﺄن ﷲ ﻋﻨـدﻤﺎ �ﺎركـﻪ ﻟـم �كـن �ﻌـرف‬ ‫أﻨﻪ ﺴﻴﺨطﺊ !! ‪ 00‬اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟ ﻤكﺸوف ﺘﻤﺎﻤﺎً كﺎﻟﻤﺎﻀﻲ واﻟﺤﺎﻀر ‪ ،‬ﻓـﺎﻟ ﻓـوق اﻟزﻤـﺎن‬ ‫واﻟﻤكﺎن‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻟ ــو ﻟﻌ ــن ﷲ آدم اﻹﻨﺴ ــﺎن اﻷوﻝ ‪ ،‬ﻓﻤﻌﻨ ــﻰ ﻫ ــذا أن ك ــﻞ اﻟ�ﺸـ ـر�ﺔ ﺴ ــﺘﻛون ﻤﻠﻌوﻨ ــﺔ ‪ ،‬ﻷن‬

‫اﻟ�ﺸـر�ﺔ كﺎﻨــت ﻓــﻲ ﺼــﻠب آدم ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ �ــﺄﺘﻲ ﻤﻨﻬــﺎ أﻨــﺎس ﻤ�ــﺎركﻴن ﻤﺜــﻞ ﻨــوح وأوﻻدﻩ اﻟــذﻴن ﺠــدد ﷲ‬

‫ﺒركﺘــﻪ ﻟﻬــم " و�ــﺎرك ﷲ ﻨوﺤ ـﺎً و�ﻨ�ــﻪ وﻗــﺎﻝ ﻟﻬــم أﺜﻤــروا وأﻛﺜــروا ٕواﻤــﻸ وا اﻷرض " ) ﺘــك ‪( 1 : 9‬‬ ‫وﻤﺜﻞ أﺒﻴﻨﺎ إﺒراﻫ�م اﻟذي ﻗﺎﻝ ﻟـﻪ ﷲ " وأ�ﺎركك وأﻋظم إﺴﻤك‪ 0‬وﺘﻛون ﺒركﺔ ‪ 0‬وأ�ـﺎرك ﻤ�ﺎرك�ـك " )‬

‫ﺘــك ‪ ( 3 ، 2 : 12‬ﺒــﻞ ﻟــو ﻟﻌــن ﷲ آدم و�ﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﺘﻨﺼــب اﻟﻠﻌﻨــﺔ ﻋﻠــﻰ كــﻞ ذر�ﺘــﻪ ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ � ــﺄﺘﻲ‬ ‫اﻟﻤﺨﻠص اﻟﻔﺎدي اﻟذي ﺴ�ﺴﺤق رأس اﻟﺤ�ﱠﺔ ﻤن ﻨﺴﻞ ﻤﻠﻌون ؟!‬

‫‪� -3‬ﻤﺜﻞ ﻗﺎﻴﻴن ﻓرﻋﺎً ﻤن ﻓروع اﻟ�ﺸر�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻠﻌﻨﻪ ﻻ �ﻤﺜـﻞ ﻟﻌـن ﻟﻛـﻞ اﻟ�ﺸـر�ﺔ ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻟﻌﻨـﻪ ﷲ‬ ‫‪ ،‬وﻓﻲ اﻟطوﻓﺎن إﻨﻘرﻀت ذر�ﺘﻪ ﺘﻤﺎﻤﺎً ‪ ،‬ﻓﻠم ﻴﺨﻠص إﻻﱠ ﻨوح اﻟ�ﺎر وﻫو ﻨﺴﻞ ﺸﻴث وﻟ�س ﻗﺎﻴﻴن‪0‬‬ ‫‪� -4‬ﻘــوﻝ ﻗداﺴــﺔ اﻟ�ﺎ�ــﺎ ﺸــﻨودة اﻟﺜﺎﻟــث " وﻓــﻲ اﻟﻤﻘﺎرﻨــﺔ ﺒــﻴن آدم وﻗــﺎﻴﻴن ‪ ،‬ﻨﻘــوﻝ أن آدم ﻗــد‬

‫أُﻏــوي �ﻐﻴ ـرﻩ ‪ ،‬وكــذﻟك ﺤ ـواء‪ 0‬أﻤــﺎ ﻗــﺎﻴﻴن ﻓﻠــم �ﻐـ ّـوﻩ أﺤــد ‪ ،‬ﺒــﻞ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌكــس ﺤــذرﻩ ﷲ ﺤﻴﻨﻤــﺎ راودﻩ‬ ‫اﻟﻔكر وﻗﺒﻞ أن ﻴرﺘﻛب ﺨط�ﺔ اﻟﻘﺘﻞ‪ 0‬وﻗﺎﻝ ﻟـﻪ " ﻋﻨد اﻟ�ﺎب ﺨط�ﺔ را�ﻀـﺔ‪ٕ 0‬واﻟ�ـك إﺸـﺘ�ﺎﻗﻬﺎ وأﻨـت‬

‫ﺘﺴود ﻋﻠﻴﻬﺎ " ) ﺘك ‪ ( 7 : 4‬ﻨﻼﺤظ أ�ﻀﺎً أﻨﻪ ﻓﻲ ﺨط�ﺔ ﺤﺎم ﺒن ﻨوح ‪ ،‬ﻟـم ُﻴﻠﻌـن ﺤـﺎم ‪ 0‬أوﻻً ﻷﻨـﻪ‬

‫ُﺒورك ﻗ�ﻼً ) ﺘك ‪ ( 1 : 9‬وﺜﺎﻨ�ﺎً ﻟﻛـﻲ ﻻ ُﻴﻠﻌـن ﻨﺴـﻠﻪ كﻠـﻪ ﺒﻠﻌﻨﺘـﻪ‪ 0‬ﺒـﻞ ُﻟﻌـن ﻓـرع واﺤـد ﻤـن ﻨﺴـﻠﻪ ﻫـو‬

‫كﻨﻌــﺎن ) ﺘــك ‪ ( 25 : 9‬و�ﻘﻴــت ﻫــذﻩ اﻟﻠﻌﻨــﺔ ﺤﺘــﻰ أ�ــﺎم اﻟﻤﺴــ�ﺢ ‪ ،‬ﻓــﻲ اﻟﻤـرأة اﻟﻛﻨﻌﺎﻨ�ــﺔ ) ﻤــت ‪: 15‬‬

‫‪0(1) " ( 26‬‬ ‫‪F14‬‬

‫س‪ : 495‬ﻤﻤن ﺨﺎف ﻗﺎﻴﻴن وﻟم �كن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺴواﻩ ﻫو ﻤﻊ واﻟد�ﻪ ؟‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻊ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪13 ، 12‬‬

‫‪- 248 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪244‬‬


‫�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ﻟﻘد أﺨذ ﻗﺎﻴﻴن ﻫذا كﻠـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻤﺤﻤـﻞ اﻟﺠـد ‪ ،‬ﻓـذﻋر ذﻋـ اًر ﺸـدﻴداً ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ‬

‫أﻨﻪ ﻨﺴﻰ أن اﻹﻨﺴﺎﻨ�ﺔ كﻠﻬـﺎ كﺎﻨـت ﺘﺘـﺄﻟﻒ ﻋﻨدﺌـذ ﻤـن ﺜﻼﺜـﺔ أﺸـﺨﺎص ﻓﻘـط ‪ ،‬ﻫـو واﺤـد ﻤـﻨﻬم ‪ٕ ،‬وان‬ ‫أﺤداً ﻻ ﻴﺘر�ص �ﻪ ﻋﻨد اﻟزاو�ﺔ ﻟ�ﻘﺘﻠﻪ " )‪0(2‬‬ ‫‪F15‬‬

‫طرد ﻤن أﻤﺎم وﺠﻪ اﻟرب ‪ ،‬ﻓﺈرﺘـﺎع وﺸﻌ ـر أن ﺤ�ﺎﺘـﻪ ﺼـﺎرت ﻤﻬـددة ‪،‬‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘد ﺸﻌر ﻗﺎﻴﻴن إﻨﻪ ُ‬ ‫وﻫذا ﻤﺎ أوﻀﺤﻪ ﺴﻔر اﻟﺘﻛـو�ن " ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺎﻴﻴن ﻟﻠرب ذﻨﺒﻲ أﻋظم ﻤن أن ُ�ﺤﺘﻤﻞ ‪ 0‬إﻨـك ﻗـد طردﺘﻨـﻲ‬

‫اﻟﻴــوم ﻋــن وﺠــﻪ اﻷرض وﻋــن وﺠﻬــك أﺨﺘﻔــﻲ وأﻛــون ﺘﺎﺌﻬـﺎً وﻫﺎر�ـﺎً ﻓــﻲ اﻷرض ﻓ�كــون كــﻞ ﻤــن‬ ‫وﺠدﻨﻲ �ﻘﺘﻠﻨﻲ " ) ﺘك ‪0( 14 ، 13 : 4‬‬

‫‪ -2‬ﻟﻘــد ﺴــﻘطت ﻟﻌﻨــﺔ ﷲ ﻋﻠــﻰ ﻗــﺎﻴﻴن ﻓﺎرﺘﻌــد ‪ 00‬ﻫــﻞ ﺘــدرك أﻴﻬــﺎ اﻟﺴــﺎﺌﻞ ﻤﻌﻨــﻰ أن �ﺼــﻴر‬

‫اﻹﻨﺴﺎن ﻤﻠﻌوﻨﺎً ﻤن ﷲ ؟ ‪ 00‬ﻟﻘد ﻓﻘـد ﺴـﻼﻤﻪ ﺘﻤﺎﻤـﺎً ‪ٕ ،‬واﻨطﺒـق ﻋﻠ�ـﻪ ﻗـوﻝ اﻟﻛﺘـﺎب " اﻟﺸـر�ر ﻴﻬـرب‬

‫وﻤﻬــدد �ﺎﻟﻤﺨــﺎطر ‪،‬‬ ‫وﻻ طـــﺎرد " ) أم ‪ ( 1 : 28‬ﻓﺒــدون أن �طــﺎردﻩ أﺤــد �ﺸــﻌر ﻟوﻗﺘ ـﻪ أﻨــﻪ ُﻤطــﺎرد ُ‬ ‫وﻟر�ﻤﺎ ﺘوﻫم ﻗﺎﻴﻴن أن أﺒ�ﻪ ﺴ�ﻘﺘﻠﻪ كﻤﺎ ﺘﺠ أر ﻫو وﻗﺘﻞ أﺨ�ﻪ ‪ ،‬أو ﻟر�ﻤﺎ ﺘوﻫم أن ﻫﻨﺎك أﻨﺎﺴﺎً آﺨـرون‬

‫�ﻌ�ﺸــون ﻓــﻲ ﻤكــﺎن آﺨــر �ــﺎﻷرض اﻟﻤﺘﺴــﻌﺔ ‪ ،‬وأﻨﻬــم ﺴــﻴﻨﺘﻘﻤون ﻤﻨــﻪ ﻷﻨــﻪ ﺼــﺎر ﻤﻠﻌوﻨ ـﺎً ﻤــن إﻟــﻪ‬

‫اﻟﺴــﻤﺎء واﻷرض ‪ 00‬ﻻﺒــد أن ﻗــﺎﻴﻴن ﺼــﺎر ﻴﺘﻠــوى ﻤــن اﻵﻻم اﻟﻨﻔﺴــ�ﺔ اﻟﺘــﻲ وﻗﻌــت ﻋﻠ�ــﻪ ‪ٕ ،‬واﻨطﺒــق‬

‫ﻋﻠ�ﻪ أ�ﻀﺎً ﻗوﻝ اﻟﻛﺘﺎب " اﻟﺸـر�ر ﻫـو ﻴﺘﻠـوى ﻓـﻲ كـﻞ أ�ﺎﻤـﻪ " ) أي ‪ ( 20 : 15‬وﺸـﻌر ﻗـﺎﻴﻴن أن‬

‫ﻨﻬﺎﻴﺘــﻪ ﺼــﺎرت وﺸــ�كﺔ " ﺒـﱡـر اﻟﻛﺎﻤــﻞ �ﻘـ ّـوم طر�ﻘــﻪ ‪ 0‬أﻤــﺎ اﻟﺸــر�ر ﻓ�ﺴــﻘط �ﺸــرﻩ " ) أم ‪( 5 : 11‬‬ ‫وﺤــذر اﻟــرب ﻓ�ﻤــﺎ �ﻌــد ﺸــﻌ�ﻪ إن رﻓﻀ ـوا وﺼــﺎ�ﺎﻩ ﻗــﺎﺌﻼً " وأﺠﻌــﻞ وﺠﻬــﻲ ﻀــدكم ﻓﺘﻨﻬزﻤــون أﻤــﺎم‬

‫أﻋــداﺌكم و�ﺘﺴــﻠط ﻋﻠــ�كم ﻤ�ﻐﻀــوكم وﺘﻬر�ــون وﻟــ�س ﻤــن �طــردكم " ) ﻻ ‪ ( 17 : 26‬وﻗــﺎﻝ داود‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ ﻋن ﻓﺎﻋﻠﻲ اﻹﺜـم " ﻫﻨﺎك ﺨﺎﻓوا ﺨوﻓﺎً ‪ 0‬وﻟم �كن ﺨوف " ) ﻤز ‪ ( 5 : 53‬أي ﻟم �كن ﻫﻨـﺎك‬

‫ﺜﻤﺔ ﺸﺊ ﻴدﻋو ﻟﻠﺨوف‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ اﻟﻘس ﻤ�ﺼﺎﺌﻴﻞ ﺼﺎدق " �ﺎﻟﺨط�ﺔ ﻓﻘد اﻹﻨﺴـﺎن ﻫﻴﺒﺘـﻪ أﻤـﺎم اﻟﺨﻠ�ﻘـﺔ اﻷﺨـرى ‪ ،‬ﻓﻠـم‬

‫ﺘﻌــد اﻟوﺤــوش ﺘُﻘـ ّـدر اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﻓــ�ﻤكن أن ﺘﻔﺘــرس ﻗــﺎﻴﻴن ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً ﻋــﺎش ﻗــﺎﻴﻴن �ﻌــد أن زاد ﻋــدد‬ ‫اﻟ�ﺸر�ﺔ ﻋن اﻟﻌدد اﻟﻤﺤدد اﻟذي ورد ﻓﻲ اﻟﺴؤاﻝ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪45‬‬

‫‪- 249 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪245‬‬


‫‪ -4‬ﺘﻘوﻝ اﻟدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤﺎ " ﻨﻌـم ﻟم �كن ﻏﻴرﻩ ﻓـﻲ اﻷرض ﻤـﻊ أﺒو�ـﻪ ‪ ،‬إﻟـﻰ ﻫـذا اﻟوﻗـت ‪،‬‬

‫وﻟﻛن اﻟﺨط�ﺔ ﺘﻔﻘد اﻹﻨﺴﺎن ﺴﻼﻤﻪ اﻟداﺨﻠﻲ ‪ ،‬ﻟﻘد ﻗﺘﻞ ﻗﺎﻴﻴن أﺨ�ﻪ ﻓـﻲ ﻟﺤظـﺔ ‪ ،‬وﻟﻛـن اﻟﺨـوف ظـﻞ‬

‫�ﻘﺘﻠﻪ كﻞ ﻴوم وكﻞ ﺴﺎﻋﺔ وكﻞ ﻟﺤظﺔ ‪ ،‬واﻟﻛﺘﺎب �ﻘـوﻝ } اﻟﺸر�ر ﻴﻬرب وﻻ طـﺎرد { ) أم ‪( 1 : 28‬‬

‫" ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﻼك ﺸوﻗﻲ إﺴكﺎروس ﺠـﺎء ﻓـ ـﻲ ﺘـﺎر�ﺦ اﻟطﺒـري ﺠ ـ‪ 1‬ص ‪ " 141‬ﻗـﺎﻝ ‪:‬‬

‫ٕوان ﻗــﺎﻴﻴن ﻗــﺎﻝ ﻟ ﻋظﻤــت ﺨطﻴﺘــﻲ ﻤــن أن ﺘﻐﻔرﻫــﺎ ﻗــد أﺨرﺠﺘﻨــﻲ ﻋــن وﺠــﻪ اﻷرض وأﺘ ـوارى ﻤــن‬

‫ﻗداﻤك وأﻛون ﻓزﻋﺎً ﺘﺎﺌﻬﺎً ﻓـﻲ اﻷرض وكـﻞ ﻤـن ﻟﻘﻴﻨـﻲ �ﻘﺘﻠﻨـﻲ ‪ ،‬ﻓﻘـﺎﻝ ﷲ ﻋـز وﺠـﻞ ‪ :‬ﻟـ�س كـذﻟك ‪،‬‬

‫ﻓــﻼ �كــون كــﻞ ﻤــن ﻗﺘــﻞ ﻗﺘﻴـ ـﻼً ﻴﺠــزى ﺒواﺤ ـد ﺴــ�ﻌﺔ ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻤــن ﻗﺘــﻞ ﻗﻴﻨـﺎً ) ﻗــﺎﻴﻴن ( ﻴﺠــزى ﺴــ�ﻌﺔ ‪،‬‬ ‫وﺠﻌﻞ ﷲ ﻓﻲ ﻗﻴن ) ﻗﺎﻴﻴن ( آ�ﺔ ﻟﺌﻼ �ﻘﺘﻠﻪ كﻞ ﻤـن وﺠـدﻩ ‪ ،‬وﺨـرج ﻗـﻴن ﻤـن ﻗـدام ﷲ ﻋـز وﺠـﻞ ﻤـن‬

‫ﺸرق ﻋدن " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [ ‪0‬‬

‫وﻟـﺘﻼﺤظ أن ﻤــﺎ دﻋــﺎﻩ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن �ﻌﻼﻤــﺔ ﺠﻌﻠﻬ ـﺎ اﻟــرب ﻟﻘــﺎﻴﻴن دﻋﺎﻫــﺎ اﻟﺘـراث اﻹﺴــﻼﻤﻲ "‬

‫آ�ﺔ " ‪ ،‬كﻤﺎ ﺼرح اﻟطﺒري أ�ﻀﺎً ﺒدون وﺠﻞ أن ﻗﺎﻴﻴن ﺨرج ﻤن ﻗدام ﷲ ‪ ،‬دون أن ﻴﺘﺴـﺎءﻝ ‪ :‬وﻫـﻞ‬ ‫ﻴوﺠد ﻤكﺎن ﻴﺨﻠو ﻤن وﺠود ﷲ ؟!‬

‫س‪ : 396‬كﻴــﻴ ﻴــداﻓﻊ ﷲ ﻋــن ﻗــﺎﻴﻴن اﻟﻘﺎﺘــﻞ " ﻓﻘــﺎﻝ ﻟــﻪ اﻟــرب ﻟــذﻟك كــﻞ ﻤــن ﻗﺘــﻞ ﻗــﺎﻴﻴن‬

‫�ﺴ�ﻌﺔ أﻀﻌﺎف ﻴﻨﺘﻘم ﻤﻨﻪ ‪ 0‬وﺠﻌـﻞ اﻟرب ﻟﻘﺎﻴﻴــن ﻋﻼﻤـ ًﺔ ﻟﻛـﻲ ﻻ �ﻘﺘﻠـﻪ كـﻞ ﻤـن وﺠـدﻩ " )‬

‫ﺘــك ‪ ( 15 ، 14 : 4‬؟ أﻟــ�س ﻫــذا ﻀــد اﻟﻘــﺎﻨون اﻹﻟﻬــﻲ " ﺴــﺎﻓك دم اﻹﻨﺴــﺎن �ﺎﻹﻨﺴــﺎن‬ ‫ُ�ﺴﻔك دﻤﻪ " ) ﺘك ‪ ( 6 : 9‬؟ وﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﻼﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺠﻌﻠﻬﺎ اﻟرب ﻟﻘﺎﻴﻴن ﺤﺘﻰ ﻻ �ﻘﺘﻠـﻪ كـﻞ‬ ‫ﻤن وﺠدﻩ ؟ وﻤﺎ ﺸكﻠﻬﺎ ؟ ﻫﻞ كﺎن ﻤكﺘـوب ﻋﻠﻴﻬـﺎ ‪ :‬ﻻ ﺘﻘﺘـﻞ ﺼـﺎﺤب ﻫـذﻩ اﻟﻌﻼﻤـﺔ ؟ وﻫـﻞ‬

‫كﺎن أﺤد وﻗﺘﻬﺎ �ﻌرف اﻟﻘراءة واﻟﻛﺘﺎ�ﺔ ؟‬

‫�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " إﻻﱠ أن ﻏﻀب اﻟرب ﺴرﻋـﺎن ﻤـﺎ ﺘ ارﺠـﻊ ‪ ،‬و�ﻌـد أن ﻓﻘـد ﺤﺴـن اﻟواﻗﻌـﺔ ‪،‬‬

‫أﺨذ ﻗﺎﻴﻴن ﺘﺤت ﺤﻤﺎﻴﺘﻪ ﻀد اﻟﻘﺘﻠﺔ اﻟـذﻴن ﻻ وﺠـود ﻟﻬـم أﺼـﻼً ‪ 0‬ﻓـﺈذا ﻟـم �كـن ﻫـذا ﻤﺠـرد ﻫز�ـﺎن ‪،‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﻫو إذاً ؟ " )‪0(1‬‬ ‫‪F16‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪45‬‬

‫‪- 250 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪246‬‬


‫ج ‪ -1 :‬ﻟ ــم ﺘﺘﻘ ــرر ﺸـ ـر�ﻌﺔ اﻟﻘﺘ ــﻞ إﻻﱠ �ﻌ ــد اﻟطوﻓ ــﺎن ) ﺘ ــك ‪ ( 6 ، 5 : 9‬ﺒﻴﻨﻤ ــﺎ ﻋ ــﺎش ﻗ ــﺎﻴﻴن ﻗﺒ ــﻞ‬ ‫اﻟطوﻓﺎن �ﻤﺌﺎت اﻟﺴﻨﻴن ‪ ،‬وﻻ �ﻤكن ﺘطﺒﻴق اﻟﻘﺎﻨون ﻗﺒﻞ أن ُ�ﺴن ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻟـم �ﺴـﻤﺢ ﷲ �ﻘﺘـﻞ ﻗـﺎﻴﻴن‬

‫ﻷن ﺸر�ﻌﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﻟم ﺘﻛن ﻗد ُﻋرﻓت �ﻌد‪0‬‬

‫‪ -2‬ر�ﻤــﺎ ﻟــم ﻴــدرك ﻗــﺎﻴﻴن ﻤﻐ�ــﺔ ﻋﻤﻠــﻪ ‪ ،‬وﻋﻨــدﻤﺎ ﺸــﺎﻫد أﺨ�ــﻪ ﻗــد ﻓــﺎرق اﻟﺤ�ــﺎة ‪ ،‬أراد أن ﻴﺘﺒــرر‬

‫ﻤــن ﻓﻌﻠﺘــﻪ ‪ ،‬وﺨــﺎف أن ُ�ﻔﻌــﻞ �ــﻪ كﻤــﺎ ﻓﻌــﻞ ﻫــو �ﺄﺨ�ــﻪ ‪ ،‬وﻗــد ظﻬــرت ﻤﺸــﺎﻋر اﻷﺒــوة اﻹﻟﻬ�ــﺔ ﻓــﻲ‬

‫اﻟﻌﻨﺎ�ﺔ �ﺎﻟﺨﺎطﺊ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻨظــر ﷲ �ﻌــﻴن اﻟرﺤﻤــﺔ ﻵدم وﺤ ـواء ‪ ،‬ﻓﻠــم �ﺸــﺄ أن �ﻔﻘــدا إﺒﻨﻴﻬﻤــﺎ اﻹﺜﻨــﻴن ﻤﻌ ـﺎً ‪ ،‬ﻓ�كﻔــﻲ‬

‫ﻤﻌﺎﻨﺎﺘﻬﻤﺎ ﻤن ﻓﻘـد إﺒﻨﻬﻤـﺎ ﻫﺎﺒﻴـﻞ ‪ ،‬وﻻﺒـد أﻨﻬﻤـﺎ ﺸـﻌ ار �ﻔظﺎﻋـﺔ ﺠرﻤﻬﻤـﺎ ﻋﻨـدﻤﺎ ﺨﺎﻟﻔـﺎ اﻟوﺼـ�ﺔ وأﻛـﻼ‬ ‫طردا ﻤن اﻟﻔردوس ‪ ،‬ووﻗﻌﺎ ﻓر�ﺴﺔ ﻟﻌدو اﻟﺨﻴر‪0‬‬ ‫ﻤن اﻟﺸﺠرة و ُ‬ ‫‪ -4‬ﻻ ﻨﻌرف ﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﻼﻤﺔ اﻟﺘـﻲ ﺠﻌﻠﻬـﺎ ﷲ ﻟﻘـﺎﻴﻴن ﺤﺘـﻰ ﻻ �ﻘﺘﻠـﻪ أﺤـد ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻨـﺎ ﻨﺼـدق ﻤـﺎ‬

‫ﻗﺎﻟﻪ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ‪ ،‬وﻻ ﻨطﻤﻊ ﻓـﻲ أﻛﺜـر ﻤﻤـﺎ ﻗﻴـﻞ ‪ ،‬واﺜﻘـﻴن ﻓـﻲ ﻗـدرة ﷲ ﻏﻴـر اﻟﻤﺤـدودة ٕواﻟﺘ ازﻤـﻪ‬ ‫�ﻌﻬودﻩ‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ اﻷﺴـﺘﺎذ اﻟـدكﺘور ﻴوﺴـﻴ ر�ـﺎض " إرﺘﻛـب ﻗـﺎﻴﻴن ﺠر�ﻤـﺔ اﻟﻘﺘـﻞ ﻓﺎﺴـﺘﺤق اﻟﻌﻘـﺎب ‪،‬‬

‫ﻓﻠﻌﻨﻪ ﷲ ‪ ،‬كﻤـﺎ ﻟﻌـن ﷲ اﻷرض أ�ﻀـﺎً ﻓـﻼ ﺘﻌـود ﺘﻌط�ـﻪ ﻗوﺘﻬـﺎ ‪ ،‬ﻷﻨـﻪ كـﺎن ﻤزارﻋـﺎً ‪ ،‬و�كـون ﺘﺎﺌﻬـﺎً‬

‫وﻫﺎر�ـﺎً ﻓــﻲ اﻷرض ‪ 0‬ﻓﻠﻤــﺎ ﻨــدم ﻗــﺎﻴﻴن ﻋﻠــﻰ ﺨطﻴﺘــﻪ ٕواﻋﺘــرف ﺒﻬــﺎ وﺸــﻌر ﺒذﻨ�ــﻪ ﻗــﺎﺌﻼً ‪ :‬ذﻨﺒــﻲ أﻋظــم‬ ‫ﻤن أن ُ�ﺤﺘﻤﻞ ‪ ،‬وكﻞ ﻤن وﺠدﻨﻲ �ﻘﺘﻠﻨﻲ ‪ ،‬ﻓﺘرأف اﻟرب ﻋﻠ�ﻪ وأﻋطﺎﻩ ﻋﻼﻤﺔ ﻟﻛﻲ ﻻ �ﻘﺘﻠﻪ كﻞ ﻤـن‬

‫ﻴﺠدﻩ ‪ 0‬أﻤﺎ ﻋن اﻟﻌﻼﻤﺔ اﻟﺘﻲ أُﻋطﻴت ﻟﻪ ﻓﻼ ﻨﻌﻠم ﻋﻨﻬﺎ ﺸﻴﺌﺎً " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن‬ ‫[‪0‬‬

‫س‪ : 397‬كﻴﻴ ﺨرج ﻗﺎﻴﻴن ﻤن ﻟدن اﻟرب " ﻓﺨرج ﻗﺎﻴﻴن ﻤن ﻟـدن اﻟـرب وﺴـكن ﻓـﻲ أرض‬

‫ﻨود ﺸرﻗﻲ ﻋدن " ) ﺘك ‪ ( 16 : 4‬؟ وﻫﻞ اﻟرب ﻏﻴر ﻤوﺠود ﻓﻲ أرض ﻨود ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻤــن اﻟﻤﻌــروف أن ﷲ ﻏﻴــر ﻤﺤــدود وﻏﻴــر ﻤﺘﻨــﺎﻩ ‪ ،‬ﻻ ﻴﺨﻠــو ﻤﻨــﻪ ﻤكــﺎن وﻻ زﻤــﺎن ‪ 0‬أﻤــﺎ‬

‫ﻤﻌﻨــﻰ " ﺨــرج ﻗــﺎﻴﻴن ﻤــن ﻟــدن اﻟــرب " أي أﻨــﻪ ﻟــم �ﺤﺘﻤــﻞ ﻤواﺠﻬــﺔ ﻨــور اﻟــرب �ﻌــد أن إرﺘﻛــب ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﺨط�ــﺔ اﻟﺸــﻨ�ﻌﺔ ‪ ،‬واﻟﺨط�ــﺔ ظﻠﻤــﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟظﻠﻤــﺔ ﻏﺸــﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﻠــم �ﻘــدر أن ﻴﺘ ـراءى أﻤــﺎم ﷲ ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ ﻤــن‬ ‫‪- 251 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪247‬‬


‫طــرح ﻤــن أﻤــﺎم‬ ‫اﻟﻤﺴـﺘﺤﻴﻞ أن ﺘﺜﺒــت اﻟظﻠﻤــﺔ أﻤــﺎم اﻟﻨــور ‪ ،‬ﻓﺨــرج ﻗــﺎﻴﻴن ﻤــن ﻟــدن اﻟــرب ‪ ،‬أو ﻗــﻞ أﻨــﻪ ُ‬ ‫وﺠﻪ اﻟرب ‪ ،‬وﺴكن ﻓﻲ أرض " ﻨود " أي أرض اﻟﺘ�ﻪ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻤن اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ أن �ﺴكن اﻟﺨﺎطﺊ ﻓـﻲ‬

‫ﺤﻀرة اﻟرب‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ اﻟﻘد�س دﻴد�ﻤوس اﻟﻀر�ر " ﻻ ﻨﻔﻬم أن ﻗﺎﻴﻴن ﺨرج �ﻌﻴداً ﻋن اﻟرب ﻤكﺎﻨ�ﺎً ‪ ،‬إﻨﻤﺎ‬

‫ﻨﻘــوﻝ أن كــﻞ ﺨــﺎطﺊ ﻫــو ﺨــﺎرج اﻟــرب ﺒــﻨﻔس اﻟﻤﻌﻨــﻰ اﻟـ ـذي �ﺤﻤﻠــﻪ اﻟﺘﻌﺒﻴــر " أدﺨــﻞ ﻨﺤــو اﻟــرب "‬ ‫ﻋﻨدﻤﺎ �ﻘوﻝ اﻟﻤزﻤور " أدﺨﻠوا إﻟﻰ ﺤﻀرﺘﻪ ﺒﺘـرﻨم " ) ﻤـز ‪ ( 2 : 100‬ﻓﻌﻨـدﻤﺎ ﻨـدﺨﻞ إﻟـﻰ ﺤﻀـرﺘﻪ‬

‫ﻨﺘرك ﻋﻨﺎ كﻞ ﻤﺎ ﻫو ﺨـﺎرﺠﻲ أي اﻟﺨطﺎ�ـﺎ وكـﻞ اﻟﻤﻠﻤوﺴـﺎت ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ ﻨـﻨﻌم �ـﺄﻤور أﺨـرى ﻟ�ﺴـت ﻤـن‬

‫ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم ‪ 00‬ﻟﻘد ﺨرج ﻗﺎﻴﻴن ﻷﻨﻪ ﺤﺴب ﻨﻔﺴﻪ ﻏﻴر ﻤﺴـﺘﺤق ﻟﻤﻌﺎﻴﻨـﺔ وﺠـﻪ اﻟـرب ‪� ،‬ﻤﻌﻨـﻰ أﻨـﻪ ﻟـم‬

‫�ﻌد ﻟﻪ ﻓكر اﻟرب " )‪0(1‬‬ ‫‪F17‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻤن أن ﻤﻌرﻓﺘﻨﺎ �ﺄن ﷲ ﻤوﺠود ﻓـﻲ كـﻞ‬

‫ﻤكﺎن ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻨﺎ ﻨﺴﺘﺨدم اﻟﺘﻌﺒﻴر ) ﻓﻲ ﺤﻀرة اﻟرب ( ﻟﻠﺘﻌﺒﻴر ﻋن ﻗﻀﺎﺌﻨﺎ ﻓﺘرة ﺼـﻼة ﻨـﺘﻛﻠم ﻓﻴﻬـﺎ ﻤـﻊ‬

‫ﷲ ‪ 0‬وﻫﻨــﺎ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ﻴــﺘﻛﻠم ﻋــن اﻟﺤ ـوار اﻟــذي دار ﺒــﻴن ﷲ وﻗــﺎﻴﻴن ‪ ،‬و�ر�ــد أن ﻴوﻀــﺢ ﻟﻨــﺎ‬ ‫ﻨﻬﺎ�ﺔ اﻟﺤوار ‪ ،‬وﻤﺎذا ﺤدث �ﻌدﻩ ‪ ،‬ﻓﺎﺴﺘﺨدم ﻫذا اﻟﺘﻌﺒﻴـر ﻟﻛـﻲ �ﻤكﻨﻨـﺎ أن ﻨﻔﻬـم ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﺘﻌﺒﻴـر‬

‫إﺸﺎرة إﻟﻰ أﻨﻨﺎ �ﺎﻟﺨط�ﺔ ﻨكون ﻓ ـﻲ ﺤﺎﻟﺔ ظﻠﻤﺔ إذ ﻨﺨرج ﻤن ﺤﻀرة ﷲ وﻨورﻩ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴـﺌﻠﺔ‬

‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺤد اﻷ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " اﻟﻘوﻝ أن ﻗﺎﻴﻴن ﺨرج " ﻤن ﻟدن اﻟرب "‬

‫ﻓﻬذا ر�ﻤﺎ �ﻌﻨﻲ أﻨﻪ كﺎن ﻴوﺠد ﻤكﺎن ُﻤﺤﱠدد ﻴﺘﻛﻠم أو ﻴﺘراءى ﻓ�ﻪ اﻟرب ﻟﻪ �طر�ﻘﺔ ﻤـﺎ ‪ ،‬ور�ﻤـﺎ �كـون‬

‫ﻫذا اﻟﻤكﺎن ﻫو اﻟذي ﻗدم ﻓ�ﻪ كﻞ ﻤن ﻗﺎﻴﻴن وﻫﺎﺒﻴـﻞ ﻗر�ﺎﻨﻬﻤـﺎ ) ﺘـك ‪ ( 4 ، 3 : 4‬وﻋﻠـﻰ ﻫـذا �كـون‬

‫اﻟﻘوﻝ أﻨﻪ ﺨرج ﻤن ﻟدن اﻟرب ‪ ،‬أي أﻨﻪ ﻏﺎدر ﻫذا اﻟﻤكﺎن ‪ 00‬ﺨرج ﻗﺎﻴﻴن ﻤن أﻤﺎم ﺤﻀرة اﻟـرب ‪،‬‬

‫أي أن اﻟﺤدﻴث ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ إﻨﺘﻬﻰ " وكﺎن ﻤوﺴﻰ ﻋﻨد دﺨوﻟﻪ أﻤﺎم اﻟرب ﻟﻴﺘﻛﻠم ﻤﻌﻪ ﻴﻨزع اﻟﺒرﻗﻊ ﺤﺘـﻰ‬

‫ﻴﺨرج ‪ 0‬ﺜم ﻴﺨرج و�كﻠم ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ �ﻤﺎ ﻴوﺼﻰ " ) ﺨر ‪ ( 34 : 34‬ﷲ ﻤوﺠود ﻓﻲ كﻞ ﻤكﺎن ‪،‬‬

‫و " ﻨود " ﺘﻌﻨﻲ اﻟﺘﺎﺌﻪ أو اﻟﻤﻨﻔﻲ ‪ ،‬وﻗوﻝ اﻟﻛﺘﺎب أﻨﻪ ﺴكن ﻓﻲ أرض ﻻ �ﻌﻨـﻲ أن ﷲ ﻟـ�س ﻤوﺠـوداً‬

‫ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﺒﻞ أﻨﻪ ﺨرج ﻤن ﺤﻀن اﻟرب وﻤن ﺴﻼﻤﻪ إﻟﻰ اﻟﺘ�ﻪ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻘﻤﺺ ﺗﺎﺩﺭﺱ ﻳﻌﻘﻮﺏ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪88‬‬

‫‪- 252 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪248‬‬


‫طرد ﻤن أﻤﺎم وﺠﻪ اﻟرب‬ ‫‪ -5‬ﺘﻘوﻝ اﻟدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤﺎ " ﺨرج ﻗﺎﻴﻴن ﻤن ﻟدن اﻟرب ‪ ،‬أي أﻨﻪ ُ‬

‫وﻤن ﺤﻀرﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺨط�ﺔ ﺘﺼﻨﻊ ﺤﺎﺠز ﺒﻴن اﻹﻨﺴﺎن اﻟﺨﺎطﺊ وﷲ ‪ ،‬ﻓ�ﻔﻘد اﻟﺨﺎطﺊ ﻤﺸﺎﻋر اﻟﺤب‬

‫واﻟداﻟــﺔ ﺒﻴﻨــﻪ و�ــﻴن ﷲ ‪ ،‬ﻓــﺎﻟﺨروج ﻫﻨــﺎ ﻟــ�س ﺨروﺠ ـﺎً ﻤكﺎﻨ�ـﺎً ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ﻫــو ﺨــروج ﻋــن اﻟﺸــركﺔ ﻤــﻊ ﷲ‬

‫واﻟﺘﻤﺘﻊ �ﺎﻟﺘواﺠد ﻓﻲ ﺤﻀرﺘﻪ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 398‬ﻤن أﻴن ﺤﺼﻞ ﻗﺎﻴﻴن ﻋﻠﻰ زوﺠﺘﻪ ؟ وكﻴﻴ ﺒﻨﻰ ﻤدﻴﻨﺔ وﻫو �ﻤﻔردﻩ ؟‬ ‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬إذاً ‪ ،‬ﻟﻘد ﺘزوج ﻗﺎﻴﻴن ‪ ،‬ﻟﻛن اﻟﻤؤﻟﻒ ﻻ �ﻘوﻝ ﻟﻨﺎ ﻤن ﻫﻲ زوﺠﺘﻪ‬

‫ﻫذﻩ ؟ ﻓﻬﻞ كﺎﻨت ﻵدم وﺤواء ﺒﻨﺎت ؟ ‪ 00‬ﻨﻌم ‪ ،‬ﻏﻴر أن اﻟﺘوراة ﻟم ﺘﺠد إﻨﻬ ﱠـن �ﺴـﺘﺤﻘﻘن اﻟـذكر ‪00‬‬ ‫ﻟﻛن ﻤﺎ ﻴﺜﻴر اﻟدﻫﺸﺔ ﻓﻲ ﻫذا كﻠﻪ ﻫو ‪ ،‬اﻟﻤدﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺒﻨﺎﻫﺎ ﻗﺎﻴﻴن ‪ 0‬اﻟﺤﻘ�ﻘـﺔ أن اﻟﻛﻴـﻞ طﻔـﺢ اﻵن ‪،‬‬

‫ﺘﺼور �ﺎرﻋﺎك ﷲ ‪ ،‬أن ﻤﺘﺸرداً ﻴﺒﻨﻲ ﻤدﻴﻨﺔ ! ﻤن أﻴن أﺘـﻰ �ﺎﻟﻌﻤـﺎﻝ ؟ وﻤـﺎ ﻫـﻲ أدوات اﻟﺒﻨـﺎء اﻟﺘـﻲ‬ ‫ﱠ‬ ‫إﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ؟ وأﺨﻴ اًر ‪ ،‬ﻤن أﻴن ﺠﺎء ﻗﺎﻴﻴن �ﺎﻟﺴكﺎن ﻟﻤدﻴﻨﺘﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F18‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟــ�س ﻤﻌﻨــﻰ ﻋــدم ذكــر اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس أﺴــﻤﺎء ﺒﻨــﺎت آدم أن آدم ﻟــم ﻴﻨﺠــب ﺒﻨﺎﺘ ـﺎً ‪ٕ ،‬واﻻﱠ‬ ‫ُ‬ ‫كﻴﻒ ﺘﻨﺎﺴـﻠت اﻟﺨﻠ�ﻘـﺔ ؟! كـﻞ ﻤـﺎ ﻓـﻲ اﻷﻤـر أن اﻟﺘﻘﻠﻴـد اﻟﻴﻬـودي ﺘﻌـود ﻋﻠـﻰ ﺤﻔـظ ﺴﻠﺴـﻠﺔ اﻷﻨﺴـﺎب‬

‫�ﺤﺴب اﻷ�ﺎء وﻟ�س �ﺤﺴب اﻷﻤﻬﺎت ‪ ،‬وﻫذا ﺨط واﻀﺢ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس طواﻝ ﻓﺘرة ﺘﺴﺠﻴﻠﻪ‪0‬‬ ‫‪� -2‬ﻘوﻝ " ﻫﻨري م‪ 0‬ﻤور�س " ﻋن زواج ﻗﺎﻴﻴن و�ﻨﺎﺌﻪ ﻟﻤدﻴﻨﺔ " ﻴﻨظر اﻟـ�ﻌض ﻟﻬـذﻩ اﻟواﻗﻌـﺔ‬

‫ﻋﻠ ــﻰ أﻨﻬ ــﺎ ﺘﻀ ــﺎرب ﺼ ــﺎرخ ‪ ،‬إذ ﻤ ــن اﻟﻤﻔ ــروض أن ﻗ ــﺎﻴﻴن ﻫ ــو اﻟﺸ ــﺨص اﻟوﺤﻴ ــد اﻟﻤوﺠ ــود ﻋﻠ ــﻰ‬ ‫اﻷرض ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﻤﻊ أﺒو�ـﻪ آدم وﺤـواء‪ 0‬ﻟﻛـن ﻫـﻞ ﺤﻘـﺎً أن ﻫـذا اﻟﻔـرض ﻻ �ﺤﻤـﻞ ﺒـﻴن ط�ﺎﺘـﻪ‬ ‫اﻟدﻟﻴﻞ واﻟﺒرﻫﺎن ﻋﻠﻰ أن آدم ﻟم ﻴﻨﺠـب إﺒﻨـﺎً و�ﻨﺘـﺎً أﺨـرى‪ 0‬ﻟﻘـد ذكـر ﻓـﻲ ﻤوﻀـﻊ آﺨـر أن آدم ﻋـﺎش‬ ‫‪ 800‬ﻋﺎم �ﻌد وﻻدة ﺸﻴث ) ﺘك ‪ ( 4 : 5‬اﻹﺒن اﻟﺜﺎﻟث ﻵدم ‪ ،‬وﻤن اﻟواﻀﺢ أن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ‬

‫ﺘﻠك اﻷ�ﺎم ﻫﻲ طوﻝ اﻟﻌﻤر ﻤن ﻨﺎﺤ�ﺔ ‪ ،‬واﻟذي وﺼﻞ إﻟﻰ ‪ 969‬ﻋﺎﻤﺎً ﻫﻲ ﻋﻤر ﻤﺘوﺸـﺎﻟﺢ ‪ ،‬وكﺜـرة‬

‫اﻷوﻻد ﻤــن ﻨﺎﺤ�ــﺔ أﺨــرى " إذ كــﺎن ذﻟــك أوﻝ أﻤــر �ــﺄﻤرﻩ ﷲ ﻵدم وﺤ ـواء " إﺜﻤــروا وأﻛﺜــروا ٕواﻤــﻸ وا‬

‫اﻷرض " ) ﺘك ‪ ( 28 : 1‬كذﻟك ﺜﻤـﺔ ﻤﻼﺤظـﺔ ﻫﻨـﺎ أن اﻟﻘـدرة ﻋﻠـﻰ اﻹﻨﺠـﺎب ﻟـم ﺘﻛـن ﺘﺘـﺄﺜر �ﺎﻟﺘﻘـدم‬

‫ﻓــﻲ اﻟﺴــن ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﺴــﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜــﺎﻝ ﻓــﺈن ﻨــوح أﻨﺠــب ﺴــﺎم وﺤــﺎم و�ﺎﻓــث �ﻌــد أن ﺘﺨطــﻰ ﻋﻤـرﻩ اﻟ ـ ‪500‬‬ ‫ﻋﺎم ‪ ،‬وﻻ �ﻤكن إﻓﺘراض أن اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﻀﻲ ﺘﺨﺘﻠﻒ ﻋن اﻟﺴﻨﺔ ﻓـﻲ وﻗﺘﻨـﺎ اﻟﺤﺎﻀـر ﻷن كﻠﻴﻬﻤـﺎ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪46‬‬

‫‪- 253 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪249‬‬


‫ُ�ﻘﺎس ﺒﻨﻔس اﻟﻘ�ﺎس وﻫو ﺘﺘﺎ�ﻊ اﻟﻔﺼوﻝ اﻷر�ﻌﺔ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺴﻠﻤﻨﺎ �طوﻝ اﻟﻌﻤر ﻟﻠرﺠﺎﻝ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺤ�ـﺎة آدم‬

‫اﻟﺘﻲ إﺴﺘﻤرت ‪ 930‬ﺴﻨﺔ ) ﺘك ‪ ( 7 : 5‬ﻻﺒد وأﻨﻬﺎ أﺴﻔرت ﻋـن ﻤـ�ﻼد اﻟﻌدﻴـد ﻤـن اﻟﺒﻨـﻴن واﻟﺒﻨـﺎت‪0‬‬

‫ﻓــﺈذا كﺎﻨــت ﻤﻌــدﻻت اﻟــزواج واﻹﻨﺠــﺎب ﻫــﻲ ﻨﻔــس اﻟﻤﻌــدﻻت اﻟﺤﺎﻟ�ــﺔ ‪ ،‬ﻓــﺈن ‪ 930‬ﺴــﻨﺔ كﺎﻓ�ــﺔ ﻷن‬

‫�كــون ﻋﻠــﻰ ﺴــطﺢ اﻷرض ﻋﺸ ـر�ن ﻤﻠﻴوﻨ ـﺎً ﻤــن اﻟ�ﺸــر ‪ ،‬و�ــذﻟك ﺘﻛــون ﻫﻨــﺎك ﻓرﺼــﺔ كﺒﻴ ـرة ﻟﻘــﺎﻴﻴن‬ ‫ﻹﺨﺘ�ﺎر زوﺠﺔ ووﻗت ٍ‬ ‫كﺎف ﻟﺒﻨﺎء ﻤدن ﻋدﻴدة‪ 0‬و�دﻴﻬ�ﺎً ﻟم �كن أﻤﺎم �ﻌض أﺒﻨﺎء آدم اﻷواﺌﻞ إﻻﱠ أن‬ ‫ﻴﺘزوﺠوا ﻤن أﺨواﺘﻬم " )‪0(1‬‬ ‫‪F19‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ أﺤد اﻷ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر أﻨ�ﺎ ﻤﻘﺎر " وﻫﻨﺎك ﻓﻲ اﻷرض اﻟﻐر��ﺔ ﺒﻨﻰ ﻤدﻴﻨﺔ ‪ ،‬ودﻋﺎ‬

‫إﺴــﻤﻬﺎ ﻋﻠــﻰ إﺴــم إﺒﻨـﻪ ﺤﻨــوك ‪ ،‬وﻤﻌﻨــﺎﻩ " إﻓﺘﺘــﺎح " أو " ﺘدﺸــﻴن " وﻫكــذا إﺨﺘــﺎر ﻗــﺎﻴﻴن طر�ــق اﻟﻌــﺎﻟم‬

‫ٕواﻤﺘﻼك اﻷرض ‪ ،‬وَﻟ ِﻬﻲ ﻋن ﻨﻔﺴـﻪ وﺨﻼﺼـﻪ �ﻐـرور اﻟﻐﻨـﻰ وﻫﻤـوم اﻟﺤ�ـﺎة ‪ 00‬وﻟـم �ﻌـد �ﻔكـر ﻓـﻲ‬ ‫َ‬ ‫ﷲ وﻓﻲ ﻋ�ﺎدﺘﻪ ‪ٕ 00‬واﻨﻬﻤك ﻫو و�ﻨوﻩ ﻓﻲ ﺘﺄﻤﻴن ﺤ�ﺎﺘﻬم ﻋﻠﻰ اﻷرض واﻟﺘﻤﺘـﻊ �ﻤﻠـذاﺘﻬﺎ �ﻌﻴـداً ﻋـن‬ ‫ﷲ ‪ 00‬وﻷوﻝ ﻤـرة ﻴــذكر اﻟﻛﺘــﺎب زواج رﺠــﻞ ﻤــن إﻤـرأﺘﻴن " ٕواﺘﺨــذ ﻻﻤــك ﻟﻨﻔﺴــﻪ إﻤـرأﺘﻴن " ! وذﻟــك‬ ‫ﺒﺨﻼف اﻟطﺒ�ﻌﺔ اﻟﺘﻲ ُﺠﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻹﻨﺴﺎن ‪ 00‬ﺜم ظﻬـرت أﻨـواع اﻹﺨﺘ ارﻋـﺎت ‪ ،‬ﻤـن ﻀـﺎرب �ـﺎﻟﻌود‬

‫واﻟﻤزﻤﺎر إﻟـﻰ ﻀـﺎرب ﻋﻠـﻰ كـﻞ آﻟـﺔ ﻤـن ﻨﺤـﺎس وﺤدﻴـد ‪ 00‬وﻨﻤـﺎ ﻤﻌﻬـﺎ اﻟﺸـﻌور �ﺎﻟـذات واﻹﻓﺘﺨـﺎر‬

‫�ﻘوة اﻟ�طش واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺘﻘﺎم ‪ ،‬ﺤﺘﻰ أن ﻻﻤـك ﻗـﺎﻝ ﻹﻤرأﺘ�ـﻪ ﻤﻔﺘﺨـ اًر ‪ " :‬إﺴـﻤﻌﺎ ﻗـوﻟﻲ �ـﺎﻤرأﺘﻲ‬

‫ﻻﻤك ٕواﺼـﻐ�ﺎ ﻟﻛﻼﻤـﻲ ﻓـﺈﻨﻲ ﻗﺘﻠـت رﺠـﻼً ﻟﺠرﺤـﻲ وﻓﺘـﻰ ﻟﺸـدﺨﻲ " ) ﺘـك ‪ ( 23 : 4‬وﻫكـذا �ظﻬـر‬

‫ﻤﻘـدار ﻤــوت اﻟﻀــﻤﻴر ٕواﺴــﺘﻤراء اﻟﺸــر ٕواﺴﺘﺸـراء اﻟﺨط�ــﺔ ‪ 00‬ﻫــذا ﻫــو اﻟطر�ــق اﻟــذي إﺨﺘــﺎرﻩ ﻗــﺎﻴﻴن‬

‫وذر�ﺘﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F20‬‬

‫س‪ : 399‬ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ كﻼم ﻻﻤك ﻹﻤرأﺘ�ﻪ ؟‬ ‫�ﻘــوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ " ‪ " 00‬ﻟﻘــد كــﺎن ﻻﻤــك اﻟﻤــزواج ‪ ،‬ذا رأس ﻻ ﻤﻠــﻞ ﻓ�ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻘــد ﺴـﺎق ﻟﻨــﺎ‬

‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن واﺤدة ﻤن ُﺨط�ﻪ ‪ ،‬أﻓﻀﻞ ﺴﻤﺎﺘﻬﺎ أﻨﻬﺎ ﻗﺼﻴرة ‪ ،‬وﻟم �ﺴﺘطﻊ ﺸﺎرﺤﻲ اﻟﺘـوراة أن �ﻔﻬـم‬

‫ﺸــﻴﺌﺎً ﻤﻨﻬــﺎ } وﻗــﺎﻝ ﻻﻤــك ﻹﻤرأﺘ�ــﻪ ﻋــﺎدة وﺼــﻠﺔ إﺴــﻤﻌﺎ ﻗــوﻟﻲ �ــﺎإﻤرأﺘﻲ ﻻﻤــك ﻓــﺈﻨﻲ ﻗﺘﻠــت رﺠ ـﻼً‬ ‫ﻟﺠرﺤﻲ وﻓﺘﻰ ﻟﺸدﺨﻲ‪ 0‬إﻨﻪ ُﻴﻨﺘﻘم ﻟﻘﺎﻴﻴن ﺴ�ﻌﺔ أﻀﻌﺎف وأﻤﺎ ﻻﻤك ﻓﺴ�ﻌﻴن ﻤرة ﺴـ�ﻊ ﻤـرات { )‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﻧﻈﻴﺮ ﻋﺮﻳﺎﻥ – ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺹ ‪40 ، 39‬‬ ‫ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺹ ‪150‬‬

‫‪- 254 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪250‬‬


‫ﺘك ‪ ( 24 ، 23 : 4‬و�ﻌﺜت ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻤﺎت اﻟذﻋر ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﻤرأﺘﻴن وأﺼﺎﺒﻬﻤﺎ ﻤﻨﻬﺎ ذﻫوﻝ أﻨﺴﺎﻫﻤﺎ‬

‫طﻠب أي ﺘﻔﺴﻴر ﻷﻟﻐﺎز اﻟﻐطرﺴﺔ ﻫذﻩ " )‪0(2‬‬ ‫‪F21‬‬

‫ج ‪� -1 :‬ﻘوﻝ أﺒﻴﻨـﺎ اﻟﻤﺤﺒـوب اﻟﻘﻤـص ﺘـﺎدرس �ﻌﻘـوب " ﺨـﻼﻝ ﻫـذﻩ اﻷﻏﻨ�ـﺔ ﻨﺸـﺘم روح اﻹﻓﺘﺨـﺎر‬

‫واﻹﻋﺘــداد �ﺎﻟــذات �ﺎﻟــدﻓﺎع ﻋــن اﻟــﻨﻔس واﻟﺜﻘــﺔ ﻓــﻲ ﻗــوة اﻹﻨﺴــﺎن وﻋﻨﻔــﻪ ‪ ،‬إذ ﻴــرى اﻟــ�ﻌض أن ﻻﻤــك‬

‫�ﻌﻠن ﻹﻤرأﺘ�ﻪ أن �ﺴﺘﺨدم اﻟﺴﻴﻒ اﻟذي إﺨﺘرﻋﻪ إﺒﻨﻪ ﺘو�ﺎﻝ واﻟذي ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻪ } اﻟﻀﺎرب كﻞ آﻟﺔ ﻤـن‬

‫ﻨﺤــﺎس وﺤدﻴــد { ) ع ‪� ( 22‬ﺴــﺘﺨدﻤﻪ ﻓــﻲ دﻓﺎﻋــﻪ ﻋــن ﻨﻔﺴــﻪ ‪ ،‬ﻟﻬــذا ﻓ�ﺤﺴــب ﻨﻔﺴــﻪ ﺒر�ﺌ ـﺎً إن ﻗﺘــﻞ‬ ‫إﻨﺴﺎﻨﺎً ﻤﺎدام ﻟ�س �ﻘﺼد اﻟﻘﺘﻞ ٕواﻨﻤﺎ دﻓﺎﻋﺎً ﻋن ﻨﻔﺴﻪ ‪ 0‬إن كﺎن ﻗﺎﻴﻴن كﻘﺎﺘﻞ ﻷﺨ�ﻪ ُﻴﻨـﺘﻘم ﻟـﻪ ﺴـ�ﻌﺔ‬

‫أﻀﻌﺎف ﻓﺈن ﻻﻤك كﻤداﻓﻊ ﻋن ﻨﻔﺴﻪ ُﻴﻨﺘﻘم ﻟﻪ ﺴ�ﻌﺔ وﺴ�ﻌﻴن‪0‬‬

‫ﺘوﺠد ﺘﻔﺎﺴﻴر كﺜﻴرة ﻟﻬذﻩ اﻷﻏﻨ�ـﺔ ﻓـﺎﻟ�ﻌض ﻴـرى أن ﻻﻤـك ﺸـﺎخ ﺠـداً وﺼـﺎر ﻀـﻌﻴﻒ اﻟ�ﺼـر‬

‫ٕواذ كـﺎن ﺤﻔﻴـدﻩ �ﻘـودﻩ وكـﺎن ﻤﺤ�ـﺎً ﻟﻠﺼـﻴد أﺸـﺎر ﻟـﻪ ﺤﻔﻴـدﻩ ﻋـن ﺼـﻴد ﻓﻀـرب �ﺎﻟﺴـﻬم ﻓـﺈذا �ـﻪ �ﻘﺘــﻞ‬

‫ﺠدﻩ ﻗﺎﻴﻴن ﻋـن ﻏﻴـر ﻗﺼـد ‪ٕ ،‬واذ ﺼـرخ اﻟﺤﻔﻴـد ﻤﻌﻠﻨـﺎً ﻗﺘـﻞ ﻗـﺎﻴﻴن ﻀـرب ﻻﻤـك اﻟﻔﺘـﻰ ﻓﻘﺘﻠـﻪ ‪ ،‬ﻟـذﻟك‬

‫ﻗﺎﻝ " ﻗﺘﻠـت رﺠـﻼً ) ﻗـﺎﻴﻴن ( ﻟﺠرﺤـﻲ وﻓﺘـﻰ ﻟﺸـدﺨﻲ "‪ 0‬وأدرك أﻨـﻪ كﻘﺎﺘـﻞ ﻻﺒـد أن ُ�ﻘﺘـﻞ ‪ ،‬ﻟﻛﻨـﻪ إذ‬

‫ﻗﺘﻞ �ﻐﻴر ﻋﻤد ﻴﻨﺘﻘم ﻟﻪ اﻟرب ﺴ�ﻌﺔ وﺴ�ﻌﻴن " )‪0(3‬‬ ‫‪F2‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ اﻷرﺸﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴب ﺠـرﺠس " ﻗـﺎﻝ ﻻﻤـك ﻫـذا اﻟﻛـﻼم ﺸـﻌ اًر ‪ ،‬وﻤـن اﻟﻤﻌـروف أن‬

‫اﻟﺸــﻌوب اﻟﺘــﻲ ﺘﻌــ�ش ﻓــﻲ أﺤﻀــﺎن اﻟطﺒ�ﻌــﺔ ﻴﻨﺴــﺎب اﻟﺸ ـﻌر ﻤــن أﺒﻨﺎﺌﻬــﺎ �ﺎﻟﺴــﻠ�ﻘﺔ �ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻟطﺒ�ﻌــﺔ‬

‫اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺘﻲ �ﻘوﻤون ﺒﻬﺎ ‪ ،‬وﻗد ﻨظﻤوا اﻟﺸﻌر ‪ ،‬إﻤـﺎ ﻟﺘﻤﺠﻴـد ﷲ أو ﻟﻠﺘﻐﻨـﻲ واﻟﺘﺴـﻠ�ﺔ أو ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻨﺎﺴ�ﺎت أﻓراﺤﻬم وأﺤزاﻨﻬم أو ﻟﻤﻨﺎﻏـﺎة اﻷطﻔـﺎﻝ أو ﻟﺤـداء اﻷﺒـﻞ ورﻋـﻲ اﻷﻏﻨـﺎم أو ﻟﻐﻴـر ذﻟـك ‪00‬‬

‫إن ﻻﻤك كﺎن ﻴﺘ�ﺎﻫﻰ �ﻘوﺘﻪ و�ﻔﺘﺨر �ﺄﺴﻠﺤﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺼﻨﻌﻬﺎ ﻟﻪ إﺒﻨـﻪ ) ﺘو�ـﺎﻝ ( ور�ﻤـﺎ كﺎﻨـت زوﺠﺘـﺎﻩ‬ ‫ﺘﺒـد�ﺎن ﺨوﻓﻬﻤـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺤ�ﺎﺘـﻪ �ﺴـﺒب ﻤ�ﺎﻫﺎﺘـﻪ �ﻘوﺘـﻪ ‪ ،‬ﻤﻤـﺎ ﺠﻌـﻞ ﻻﻤـك �ﻘـوﻝ ﻟﻬﻤـﺎ ﻫـذا ﻟﻛـﻲ �طﻤﺌﻨـﺎ‬

‫ﻋﻠ�ــﻪ ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ ﻴﺘﺤــدى أي إﻨﺴــﺎن ﻴﺠــرح ﺸــﻌورﻩ أو ﻴﺨــدش كراﻤﺘــﻪ ﺴ ـواء كــﺎن رﺠ ـﻼً أو ﻓﺘــﻰ ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ‬

‫�ﺴ�ﻔﻪ وﺴﻼﺤﻪ �ﺴﺘط�ﻊ أن �ﻘﺘﻞ كﻞ ﻤن ﻴﺘﻌرض ﻟﻪ �ﺴوء‪ 0‬وﻤﻌﻨـﻰ اﻟﻘـوﻝ أﻨـﻪ ُﻴﻨـﺘﻘم ﻟﻘـﺎﻴﻴن ﺴـ�ﻌﺔ‬

‫أﻀﻌﺎف وأﻤﺎ ﻟﻼﻤك ﻓﺴ�ﻌﺔ وﺴـ�ﻌﻴن ‪ ،‬إﻨـﻪ إذا كـﺎن ﷲ ﻴﻨـﺘﻘم ﻟﻘﺎﺘـﻞ ﻗـﺎﻴﻴن ﺴـ�ﻌﺔ أﻀـﻌﺎف ‪ ،‬ﻓـﺈﻨﻨﻲ‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪46‬‬ ‫ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪91‬‬

‫‪- 255 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪251‬‬


‫أﻨــﺘﻘم ﻟﻨﻔﺴــﻲ �ﺴــ�ﻔﻲ وﺴــﻼﺤﻲ ﺴــ�ﻌﺔ وﺴــ�ﻌﻴن ‪ ،‬وﻫــذا ﻤــﺎ ﻴــدﻝ ﻋﻠــﻰ ﺘﺠﺒ ـرﻩ ٕواﻋﺘﻤــﺎدﻩ ﻋﻠــﻰ ﻗوﺘــﻪ‬ ‫ٕواﻋﺘ اززﻩ ﺒذاﺘﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F23‬‬

‫س‪ : 400‬ﻫﻞ ﻗﺼد ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن إطﺎﻟﺔ ﻋﻤر اﻵ�ﺎء كﻨوع ﻤن اﻟﻤﻬﺎ�ﺔ واﻟوﻗﺎر ؟‬ ‫�ﺴـ ــﺘﻛﺜر د‪ 0‬ﻤــــور�س ﺒوكــــﺎي أن �ﺼـ ــﻞ ﻋﻤ ـ ـ ـر ﻤﺘوﺸﺎﻟ ـ ـ ـﺢ إﻟـ ــﻰ ‪ 969‬ﺴـ ــﻨﺔ ‪ ،‬و�ﻘـ ــوﻝ "‬

‫ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ " ‪ " 00‬ﻟﻛــن ﻤــﺎ ﻴﺜﻴــر اﻟﻔﻀــوﻝ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻹﺼــﺤﺎح ﻫــو طــوﻝ ﻋﻤــر ﻫــؤﻻء اﻷﺤ�ــﺎر ‪00‬‬

‫وﻟﻤــﺎ رأى ﻋﻠﻤــﺎء اﻟﻼﻫــوت اﻟﻛﺎﺜوﻟ�ــك أﻨــﻪ �ﺼــﻌب كﺜﻴـ اًر ﺘﻐﻴﻴــر ﻫــذﻩ اﻟﺨزﻋﺒﻠــﺔ ﺤــﺎوﻟوا إﻨﻘــﺎذ روا�ــﺔ "‬ ‫اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس " ﻤـن اﻟﺴـﺨر�ﺔ �ﻘـوﻟﻬم ‪ :‬إن ﻤـﺎ �ﻘﺼـد إﻟ�ـﻪ ﺒﻬـذﻩ اﻷﻋـوام اﻟﻛﺜﻴـرة ﻫـو ‪ ،‬دورة اﻟﻘﻤـر‬

‫وﺤﺴــب ‪ ،‬ﻷﻨﻬــم كــﺎﻨوا ﻓــﻲ ذﻟــك اﻟزﻤــﺎن �ﺤﺴــﺒون اﻷﺸــﻬر ﻓﻘــط ‪ ،‬وﻟﻛــن إذا أﺨــذﻨﺎ ﻫــذا اﻟــزﻋم ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﻤﺤﻤﻞ اﻟﺠد ﻓﺈن ﻤﺘوﺸﺎﻟﺢ ﻟم �ﻌش ﺴوى ﺜﻤﺎﻨﻴن ﻋﺎﻤـﺎً ‪ 00‬ﻓﺤﺴـب ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن أن إﺒـراﻫ�م ﻋـﺎش‬

‫ﺤوﻟﻨــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﺴــﻨوات إﻟــﻰ دورات ﻗﻤر�ــﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻨــﺎ ﻨﺤﺼــﻞ ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﻤﺎﺌــﺔ وﺨﻤﺴــﺔ وﺴــ�ﻌﻴن ﻋﺎﻤ ـﺎً ‪ٕ ،‬واذا ﱠ‬

‫أر�ﻌــﺔ ﻋﺸــر ﻋﺎﻤ ـﺎً وﺴــ�ﻌﺔ أﺸــﻬر ‪ ،‬ﻫــﻲ اﻟﻌﻤــر اﻟــذي ﻋﺎﺸــﻪ إﺒ ـراﻫ�م ‪ 0‬ﺜــم ﺘﻘــوﻝ اﻟﺘــوراة أن أﺨﻨــوخ‬ ‫وﻗﻴﻨــﺎن وﻤﻬﻠﻠﻴﺌــﻞ أﻨﺠﺒـوا أ�كــﺎرﻫم ﻓــﻲ ﺴــن اﻟﺘﺴــﻌﻴن ‪ ،‬اﻟﺴــ�ﻌﻴن ‪ ،‬اﻟﺨﺎﻤﺴــﺔ واﻟﺴــﺘﻴن ‪ٕ 0‬واذا ﺤﺴــﺒﻨﺎ‬

‫ﻫــذﻩ اﻟﺴــﻨﻴن وﻓــق اﻟــدورة اﻟﻘﻤر�ــﺔ ﻓﺈﻨــﻪ ﻴﻨ�ﻐــﻲ ﻋﻠﻴﻨــﺎ أن ﻨﻌﺘــرف ﻋﻨــدذ �ــﺄن اﻟﻤــذكور�ن أﻨﺠﺒـوا أوﻻداً‬

‫وﻫــم ﻓــﻲ ﺴــن اﻟﺴــﺎ�ﻌﺔ واﻟﻨﺼــﻒ ‪ ،‬اﻟﺨﺎﻤﺴــﺔ وﻋﺸ ـرة أﺸــﻬر ‪ ،‬اﻟﺨﺎﻤﺴــﺔ وﺨﻤﺴــﺔ أﺸــﻬر ‪ ،‬وأﺨﻴ ـ اًر ‪،‬‬

‫ﺤﺴب اﻟﻨص اﻟﺘوراﺘﻲ ‪ ،‬أن ﻨـﺎﺤور أﻨﺠـب ﻓـﻲ ﺴـن اﻟﺘﺎﺴـﻌﺔ واﻟﻌﺸـر�ن ‪ ،‬أي ﺤﺴـب اﻟـدورة اﻟﻘﻤر�ـﺔ‬

‫ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻨ�ﺔ وﺨﻤﺴﺔ أﺸﻬر ﻓﻬﻞ ﻫذا ﻤﻌﻘوﻝ ؟ " )‪0(1‬‬ ‫‪F24‬‬

‫و�رى اﻟﺨوري ﺒوﻟس اﻟﻔﻐﺎﻟﻲ أن ﻋﻤـر اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻴﺒﻠﻎ ﻨﺼـﻒ ﻤﻠﻴـون ﺴـﻨﺔ ‪،‬‬

‫ﻤﻤــﺎ ﺠﻌــﻞ كﺎﺘــب ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن أن ﻴز�ــد ﻤــن ﻋﻤــر اﻵ�ــﺎء ﻓ�ﻘــوﻝ " وﻟــن �كﺘﺸــﻒ ﻋــﺎﻟم اﻟﺘــﺎر�ﺦ ﺸــﻴﺌﺎً‬ ‫ﻋﻨـدﻤﺎ �ﻘﺎﺒـﻞ أﻟﻔـﺎً أو أﻟﻔـﻲ ﺴــﻨﺔ ) ﺴـ ﱠﺠﻞ اﻟﻛﺘـﺎب ﺘﺎر�ﺨﻬﻤـﺎ ( ﺒﻨﺼـﻒ ﻤﻠﻴــون ﺴـﻨﺔ أو أﻛﺜـر ﻤﻨـذ ﺒــدء‬ ‫اﻹﻨﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷرض ‪ 00‬واﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻟ�س كﺘﺎب ﺘﺎر�ﺦ وﻓﻴز�ﺎء ‪ ،‬ﺒﻞ ﻫو كﺘﺎب ﷲ ﻓﻘـد‬

‫أراد اﻟﻛﺎﺘب أن �ﺴ�ﻎ ﺜو�ﺎً ﻤن اﻟﻬﺎﻤﺔ واﻟوﻗﺎر ﻋﻠﻰ اﻵ�ﺎء ﻓﺄﻋطﺎﻫم اﻟﻌﻤر اﻟطو�ﻞ ‪ ،‬ﻓﻔﻌﻞ كﺎﻟرﺴﺎم‬ ‫اﻟــذي ﺘﺼـ ﱠـور ﷲ ‪� ،‬ﻘﺎﻤــﺔ كﺒﻴـرة وﻟﺤ�ـﺔ كﺜﱠــﺔ ﺒ�ﻀــﺎء ‪ ،‬وﺸــﻌر ﻤﺴــﺘﻔ�ض ‪ ،‬وﻫكــذا أﻋطــﻰ اﻟﻛﺎﺘــب )‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪92 ، 91‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪49 - 47‬‬

‫‪- 256 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪252‬‬


‫اﻟﻛﻬﻨــوﺘﻲ ( اﻵ�ــﺎء ﻫــذا اﻟﻌﻤــر اﻟطو�ــﻞ ﻟــ�ﻤﻸ ﻋﻘــﻞ ﻤﻌﺎﺼــر�ﻪ وﻗﻠــﺒﻬم �ــﺎﻹﺤﺘرام اﻟواﺠــب ﻟﻶ�ــﺎء‬ ‫واﻷﺠداد " )‪0(2‬‬ ‫‪F25‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻻ ﻴﺒﻠـ ــﻎ ﻋﻤـ ــر اﻹﻨﺴـ ــﺎن ﻋﻠـ ــﻰ اﻷرض ﻨﺼـ ــﻒ ﻤﻠﻴـ ــون ﺴـ ــﻨﺔ ‪ ،‬وﻗـ ــد ﺴـ ــﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸـ ــﺔ ﻫـ ــذا‬ ‫اﻟﻤوﻀوع �ﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ) راﺠﻊ ﻤدارس اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ 3‬إﺠﺎ�ﺔ س ‪0(195‬‬

‫‪ -2‬اﻟذي كﺘب اﻟﺘوراة ﻫو ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘوﻝ �ﺄن ﻫﻨﺎك كﺎﺘ�ﺎً كﻬﻨوﺘ�ﺎً كﺘب ﺴﻔر اﻟﺘﻛـو�ن‬

‫أو ﺠــزًء ﻤﻨــﻪ ‪ ،‬ﻫــو ﺘردﻴــد ﻟﻨظر�ــﺔ اﻟﻤﺼــﺎدر اﻟﺘــﻲ ﺴــﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸــﺘﻬﺎ ﺒﺈﺴﺘﻔﺎﻀــﺔ ﻓــﻲ اﻟ�ــﺎب اﻷوﻝ ‪،‬‬ ‫ﻓﻴرﺠﻰ اﻟﻌودة إﻟﻴﻬﻤﺎ‪0‬‬ ‫وأ�ﻀﺎً ﻓﻲ إﺠﺎ�ﺔ اﻟﺴؤاﻝ س‪ 319‬ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺘﺎب ‪ُ ،‬‬

‫‪ -3‬ﻟم ﻴ�ﺎﻟﻎ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻓﻲ أﻋﻤﺎر اﻵ�ﺎء ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ كـﺎن ﻟ ﻏﺎ�ـﺔ وﻫـدﻓﺎً ﻤـن ﻫـذا ‪ ،‬ﻓﻘـد أطـﺎﻝ‬

‫ﷲ أﻋﻤــﺎر اﻵ�ــﺎء ‪ ،‬ﻟﺘﻌﻤﻴــر اﻷرض ‪ ،‬وﻟﻛ�ﻤــﺎ �ﺼــﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴــد اﻟﻤﻘ ـﱠدس ﻟﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﻓــﻲ أﻗــﻞ ﻋــدد‬

‫ﻤﻤكـن ﻤـن اﻵ�ـﺎء اﻟـذﻴن ﻋﺎﺼــروا �ﻌﻀـﻬم اﻟـ�ﻌض ‪ ،‬وﻫـذﻩ اﻟﺴـﻨﻴن اﻟﺘــﻲ ذكرﺘﻬـﺎ اﻟﺘـوراة ﻫـﻲ ﺴـﻨﻴن‬

‫ﺤﻘ�ﻘ�ﺔ وﻟ�ﺴت أﺸﻬر كﻤﺎ إﻋﺘﻘد اﻟ�ﻌض‪0‬‬

‫‪� -4‬ﺼﻌب ﺘﻘدﻴر ﻋﻤر اﻟ�ﺸر�ﺔ ﺒﺈﺠﻤﺎﻟﻲ أﻋﻤﺎر اﻵ�ﺎء ‪ ،‬ﻷن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﺘﻐﺎﻀـﻰ ﻋـن‬

‫ذكر �ﻌض اﻵ�ﺎء �ﺴﺒب ﺸرﻫم أو ﻷي ﺴﺒب آﺨر ﻓﻨﺴب اﻵ�ﺎء ﻟﻠﺠدود أو ﻟﺠدود اﻟﺠدود‪0‬‬

‫‪ -5‬إذا كــﺎن دكﺘــور ﻤــور�س ﺒوكــﺎي �ﺴــﺘﻛﺜر أن �ﺼــﻞ ﻋﻤــر ﻤﺘوﺸــﺎﻟﺢ إﻟــﻰ ‪ 969‬ﻋﺎﻤ ـﺎً ‪،‬‬

‫ﻓكﻴـﻒ �ﺼـدق أن ﻋﻤــر ﻨـوح ﻋﻨـدﻤﺎ أﻨــذر ﻗوﻤـﻪ كـﺎن ‪ 950‬ﺴــﻨﺔ �ﺤﺴـب ﻤـﺎ ﺠــﺎء ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن " وﻟﻘــد‬ ‫أرﺴﻠﻨﺎ ُﻨوﺤﺎً إﻟﻰ ﻗوﻤﻪ ﻓﻠﺒث ﻓﻴﻬم أﻟﻒ ﺴﻨﺔ إﻻﱠ ﺨﻤﺴﻴن ﻋﺎﻤﺎً " ) اﻟﻌﻨكﺒوت ‪0( 14 : 29‬‬

‫س‪ : 401‬ﻟﻤﺎذا أﻫﻤﻞ اﻟﻛﺎﺘب ﻨﺴﻞ ﻗﺎﻴﻴن وركز ﻋﻠﻰ ﻨﺴﻞ ﺸﻴث ؟‬ ‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬أﻤﺎ اﻹﺼﺤﺎح اﻟﺨﺎﻤس ﻤن ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻗد ُك ّرس كﻠﻪ ﻟﺴﻠﺴـﻠﺔ‬

‫ﻨﺴب ﻨوح ‪ ،‬اﻟـذي ﺨـرج ﻤـن آدم ﻋﺒـر ﺸـﻴث ‪ 0‬وﺘُركـت ذر�ـﺔ ﻗـﺎﻴﻴن ﺠﺎﻨ�ـﺎً ‪ ،‬ﺜـم أﻫﻤﻠـت ﺘﻤﺎﻤـﺎً ‪ ،‬وﻟـم‬ ‫ﻴذكر �ﻌد ذﻟك ﻗط " )‪0(1‬‬ ‫‪F26‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪14 - 11‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪47‬‬

‫‪- 257 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪253‬‬


‫ج ‪ :‬ﻤــﺎ ذك ـرﻩ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـــﻞ ﻫــو ﺼــﺤ�ﺢ ‪ ،‬وﻟﻛﻨــﻪ ﻟــم �ﻔكــر ﻟﻤــﺎذا إﺨﺘﻔــﻰ ﻨﺴــﻞ ﻗــﺎﻴﻴن ﻤــن ﺼــﻔﺤﺎت‬ ‫اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ؟‬

‫ٕواﻟ�ك �ﺎﺼد�ﻘﻲ �ﻌض اﻷﺴ�ﺎب ‪:‬‬ ‫‪ -1‬كﺎن اﻟﺘركﻴز ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م كﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴ�ﺎ اﻟﻤﻨﺘظر اﻟذي ﺴﻴﺨﻠص اﻟ�ﺸر�ﺔ ﻤن ﺤكم‬

‫اﻟﻤوت ‪ ،‬وﺠﺎء اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ اﻟﻤﺴ�ﺎ اﻟﻤﻨﺘظر ﻤن ﻨﺴﻞ ﺴﺎم ﺒن ﻨوح ﻤن ﻨﺴﻞ ﺸـﻴث ‪ ،‬وكـذﻟك كـﺎن‬ ‫اﻟﺘركﻴز ﻋﻠﻰ ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻷﻨﺴﺎب اﻟﺘﻲ ﺘﺼﻞ ﺒﻴن آدم و�ﻴن ﻴوﺴﻒ أب اﻟﻤﺴ�ﺢ �ﺎﻟﺘﺒﻨﻲ‪0‬‬

‫‪ -2‬أُﺒﻴد ﻨﺴﻞ ﻗﺎﻴﻴن �ﺎﻟﻛﺎﻤﻞ ﻓﻲ اﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬و�ﻌد اﻟطوﻓﺎن ﻟم �كن ﻫﻨﺎك إﻨﺴﺎﻨﺎً ﻋﻠﻰ اﻷرض‬

‫ﻤن ﻨﺴﻞ ﻗﺎﻴﻴن‪0‬‬

‫‪ -3‬كــﺎن ﻗــﺎﻴﻴن ﺸ ـر� اًر ‪ ،‬وكــﺎن ﺸــﻴث ﺼــد�ﻘﺎً ‪ ،‬واﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس أراد أن �ﻌﻠﻤﻨــﺎ أن " ذكـــر‬

‫اﻟﺼــدﻴق ﻟﻠﺒركــﺔ " ) أم ‪ ( 7 : 10‬أﻤــﺎ أﺴــﻤﺎء اﻷﺸـرار ﻓﻠــ�س ﻟﻬــم ﻤكﺎﻨـﺎً ﻻ ﻋﻠــﻰ ﺼــﻔﺤﺎت اﻟﻛﺘـﺎب‬ ‫اﻟﻤﻘﱠدس وﻻ ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻛوت اﻟﺴﻤﺎﺌﻲ‪0‬‬

‫س‪ : 402‬كﻴﻴ �ﻘوﻝ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن " وﺴـﺎر أﺨﻨـوخ ﻤــﻊ ﷲ وﻟـم ﻴوﺠـد ﻷن ﷲ أﺨـذﻩ " )‬

‫ﺘك ‪ ( 24 : 5‬و�ﻘوﻝ ﺴﻔر اﻟﻤﻠوك اﻟﺜﺎﻨﻲ " وكﺎن ﻋﻨد إﺼﻌﺎد اﻟرب إﻴﻠ�ﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺼﻔﺔ إﻟﻰ‬

‫اﻟﺴﻤﺎء " ) ‪ 2‬ﻤﻞ ‪ ( 1 : 2‬ﻤﻊ أن اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ ﻗـﺎﻝ " ﻟـ�س أﺤـد ﺼـﻌد إﻟـﻰ اﻟﺴـﻤﺎء إﻻﱠ‬

‫اﻟذي ﻨزﻝ ﻤن اﻟﺴﻤﺎء إﺒن اﻹﻨﺴﺎن اﻟذي ﻫو ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء " ) ﻴو ‪ ( 13 : 3‬؟‬

‫ج ‪ :‬ﻤن ﻴﺘﺄﻤﻞ أﻗواﻝ اﻟﻛﺘـﺎب ﻴـدرك ﻋﻠـﻰ اﻟﻔـور أﻨـﻪ ﻻ ﻴوﺠـد أي ﺘﻌـﺎرض ﻋﻠـﻰ اﻹطـﻼق ﺒـﻴن ﺘﻠـك‬ ‫اﻟﻨﺼوص ‪ ،‬ﻓﻴﺠب اﻹﻟﺘﻔﺎت إﻟﻰ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺴ ـواء أﺨﻨــوخ أو إﻴﻠ�ــﺎ ﻓﺈﻨﻬﻤــﺎ أُﺼــﻌدا إﻟــﻰ اﻟﺴــﻤﺎء ‪ ،‬أي أن ﷲ أﺼــﻌدﻫﻤﺎ ‪ ،‬وﻟــم �ﺼــﻌد‬

‫أﺤد ﻤﻨﻬﻤﺎ �ﻘوﺘﻪ اﻟذاﺘ�ﺔ ‪ ،‬أﻤﺎ اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ ﻓﻘد ﺼﻌد إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء �ﻘوة ﻻﻫوﺘﻪ‪0‬‬

‫‪ -2‬اﻟﺴــﻤﺎء اﻟﺘــﻲ أُﺼــﻌد إﻟﻴﻬــﺎ كــﻞ ﻤــن أﺨﻨــوخ ٕواﻴﻠ�ــﺎ ﻫــﻲ اﻟﺴــﻤﺎء اﻟﺜﺎﻟﺜــﺔ ) اﻟﻔــردوس ( أﻤــﺎ‬

‫اﻟﺴ ــﻤﺎء اﻟﺘ ــﻲ ﺼ ــﻌد إﻟﻴﻬ ــﺎ اﻟﺴ ــﻴد اﻟﻤﺴ ــ�ﺢ ﻓ ــﻲ ﺴ ــﻤﺎء اﻟﺴ ــﻤوات ‪ ،‬وﻗ ــﺎﻝ اﻟﻛﺘ ــﺎب ﻋ ــن ﷲ " ﻫـــوذا‬

‫اﻟﺴــﻤوات وﺴــﻤﺎء اﻟﺴــﻤوات ﻻ ﺘﺴــﻌك " ) ‪1‬ﻤــﻞ ‪ ( 27 : 8‬كﻤــﺎ ﻗــﺎﻝ ﺒــوﻟس اﻟرﺴــوﻝ ﻋــن اﻟﺴــﻴد‬ ‫‪- 258 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪254‬‬


‫اﻟﻤﺴ�ﺢ " وأﻤﺎ أﻨﻪ ﺼﻌد ﻓﻤﺎ ﻫو إﻻﱠ أﻨﻪ ﻨـزﻝ أ�ﻀـﺎً أوﻻً إﻟـﻰ أﻗﺴـﺎم اﻷرض اﻟﺴـﻔﻠﻰ‪ 0‬اﻟـذي ﻨـزﻝ‬

‫ﻫو اﻟذي ﺼﻌد أ�ﻀﺎً ﻓوق ﺠﻤ�ﻊ اﻟﺴﻤوات ﻟﻛﻲ �ﻤﻸ اﻟﻛﻞ " ) أف ‪ ( 10 ، 9 : 4‬كﻤﺎ ﻗـﺎﻝ أ�ﻀـﺎً‬

‫ﻋن اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ " ﻗد إﺠﺘﺎز اﻟﺴﻤوات �ﺴوع إﺒن ﷲ " ) ﻋب ‪0( 14 : 4‬‬

‫‪ -3‬أُﺼﻌد أﺨﻨوخ ٕواﻴﻠ�ﺎ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ‪ ،‬وﻫﻤـﺎ ﻻ �ﻌرﻓـﺎ أﺴـرار اﻟﺴـﻤﺎء‪ 0‬أﻤـﺎ اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ ﻓﻘـد‬

‫ﺼﻌد إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﻫو �ﻌرف أﺴرارﻫﺎ ﻷﻨﻪ ﻤﺒدﻋﻬﺎ وكﺎﺌن ﻓﻴﻬﺎ‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻟﻤﺎذا ﻟم �ﻌﻠق اﻟﻨﺎﻗـد ﻋﻠـﻰ ﻋـدم ﻤﺤدود�ـﺔ اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ ‪ ،‬ﻓﻬـو ﻨـزﻝ ﻤـن اﻟﺴـﻤﺎء وﻤـﺎزاﻝ‬

‫ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻏﻴر ﻤﺤدود وﻏﻴر ﻤﺘﻨﺎﻩ ﻓوق اﻟزﻤﺎن واﻟﻤكﺎن ؟!‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﺘﺸـﻤﻞ " اﻟﺴـﻤﺎء "‬

‫ﻋــدة ﺴــﻤوات ‪ ،‬ﻓﻤﻌﻠﻤﻨــﺎ ﺒــوﻟس اﻟرﺴــوﻝ ﻴــذكر أﻨــﻪ أُﺨﺘطــﻒ إﻟــﻰ اﻟﺴــﻤﺎء اﻟﺜﺎﻟﺜــﺔ ) ‪2‬كــو ‪( 4 : 12‬‬ ‫وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈن أﺨﻨوخ ٕواﻴﻠ�ﺎ ﺼﻌدا إﻟﻰ ﺴﻤﺎء ﻏﻴر اﻟﺘﻲ ﻨزﻝ ﻤﻨﻬﺎ وﺼﻌد إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ اﻟﺘﻲ‬

‫ﻫﻲ " ﺴﻤﺎء اﻟﺴﻤوات " ) ﻤز ‪ ( 4 : 148‬وكﻘوﻝ اﻟﻘـد�س ﺒـوﻟس اﻟرﺴـوﻝ " ﻫـو اﻟـذي ﺼـﻌد أ�ﻀـﺎً‬ ‫ﻓوق ﺠﻤ�ﻊ اﻟﺴﻤوات " ) أف ‪ ( 10 : 4‬وﻗوﻝ اﻟﻤرﻨم " رﻨﻤوا ﻟﻠﺴﻴد ﻟﻠراﻛب ﻋﻠﻰ ﺴﻤﺎء اﻟﺴﻤوات‬

‫" ) ﻤز ‪ 00 ( 33 ، 32 : 68‬كﻤﺎ أن اﻟﻛﺘـﺎب ﻟـم ﻴـذكر أن أﺨﻨـوخ أُﺼـﻌد إﻟـﻰ اﻟﺴـﻤﺎء ‪ ،‬ﺒـﻞ ﻗـﺎﻝ "‬

‫وﻟــم ﻴوﺠــد ﻷن ﷲ أﺨــذﻩ " ﻓﻘــد �كــون اﻟــرب أﺨــذﻩ ﻓــﻲ ﻤكــﺎن ﻻ �ﻌﻠﻤــﻪ ﺴ ـواﻩ ‪ ،‬وذﻟــك ﻷﻨــﻪ ﻋــﺎش‬ ‫اﻟﻘداﺴﺔ وﻤﺎرس اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ �طر�ﻘﺔ ﺨﺎرﻗﺔ ‪ ،‬ﻓﻨﻘﻠﻪ اﻟرب ﺤﱠ�ﺎً " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -6‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ أﻏﺴــطﻴﻨوس اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ " كﻠﻤــﺔ ) اﻟﺴــﻤﺎء ( ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ﺘﺴــﺘﺨدم‬

‫ﻟﻠﺘﻌﺒﻴــر ﻋــن اﻟﺴــﻤﺎء اﻷوﻟــﻰ وﻫــﻲ ) ﺴــﻤﺎء اﻟطﻴــور ( وﻋــن اﻟﺴــﻤﺎء اﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ ) اﻷﻓــﻼك واﻟﻛواﻛــب (‬

‫واﻟﺴﻤﺎء اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) اﻟﻔردوس ( وﻫو اﻟذي أُﺼـﻌد إﻟﻴﻬـﺎ أﺨﻨـوخ ٕواﻴﻠ�ـﺎ ‪ ،‬وﻫﻨـﺎك أ�ﻀـﺎً ﺴـﻤﺎء اﻟﺴﻤ ـوات‬

‫أي ﻋرش ﷲ وﻫذﻩ اﻟﺘﻲ ﺼﻌد إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﺘوﻓﻴــق ﻓــرج ﻨﺨﻠــﺔ " ﻗــﺎﻝ اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ ﻟــ�س أﺤــد ﺼــﻌد إﻟــﻰ اﻟﺴــﻤﺎء إﻻﱠ‬

‫اﻟــذي ﻨــزﻝ ﻤــن اﻟﺴــﻤﺎء ‪ ،‬وأﺨﻨــوخ ٕواﻴﻠ�ــﺎ ﻟــم ﻴﻨــزﻝ أﺤــدﻫﻤﺎ ﻤــن اﻟﺴــﻤﺎء ﻟ�ﻌرﻓﻨــﺎ أﺴـرار اﻟﻤﻠﻛــوت كﻤــﺎ‬

‫ﻓﻌــﻞ اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ اﻟﻛــﺎﺌن ﻓــﻲ اﻟﺴــﻤوات وﻋﻠــﻰ اﻷرض وﻓــﻲ كــﻞ ﻤكــﺎن ﻓــﻲ ﻨﻔــس اﻟوﻗــت " ] ﻤــن‬ ‫إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪- 259 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪255‬‬


‫‪� -8‬ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﻤــﻼك ﺸــوﻗﻲ إﺴــكﺎروس " إن ﺼــﻌود أﺨﻨــوخ ٕواﻴﻠ�ــﺎ ﻟﻠﺴــﻤﺎء ﻻ ﻴﺘﻌــﺎرض‬ ‫ﻤﻊ ﻗوﻝ اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ أﻨﻪ ﻟ�س أﺤد ﺼـﻌد إﻟـﻰ اﻟﺴـﻤﺎء إﻻﱠ اﻟـذي ﻨـزﻝ ﻤـن اﻟﺴـﻤﺎء ‪ ،‬ﻓـﺄﺨﻨوخ ٕواﻴﻠ�ـﺎ‬ ‫ﺼﻌدا إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ) اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ( وﻫﻤﺎ ﻴﺠﻬﻼن أﺴرارﻫﺎ ‪ 0‬أﻤﺎ اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ ﻓﻬـو اﻟوﺤﻴـد اﻟـذي ﺼـﻌد‬ ‫إﻟﻴﻬــﺎ ‪ ،‬وﻫــو ﻋـ ِ‬ ‫ـﺎﻟم ﺒﻬــﺎ ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ ﻤﺒــدﻋﻬﺎ ‪ ،‬وﻟــم �ظﻬــر أﺨﻨــوخ وﻻ إﻴﻠ�ــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺴــﻤﺎء �ﺴــﻠطﺎن اﻟﺴــﻴد‬

‫اﻟﻤﺴ�ﺢ وﻤﻘﺎﻤﻪ وﻋﻤﻠﻪ ﺤﻴث إﺴﺘرﻀﻰ اﻵب ﺒذﺒ�ﺤﺘﻪ اﻟﻛﻔﺎر�ﺔ وﻓﺘﺢ طر�ق اﻟﻔداء أﻤﺎم اﻟ�ﺸـر�ﺔ " ]‬ ‫ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 403‬ﻫﻞ ﺠﺎء ﺘرﺘﻴب ﻻﻤـك �ﺤﺴب اﻟﻤﺼدر اﻟﻴﻬوي اﻟﺴﺎ�ﻊ ﻤن آدم ) ﺘك ‪( 18 : 4‬‬

‫و�ﺤﺴب اﻟﻤﺼدر اﻟﻛﻬﻨوﺘﻲ اﻟﺘﺎﺴﻊ ﻤن آدم ) ﺘك ‪ ( 28 : 5‬؟‬

‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد ﻟﻠﺤﻘــﺎﺌق ‪ ،‬ﻓﺈﻤــﺎ اﻟﻨﺎﻗــد ﻻ �ﻌــرف اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ ‪ ،‬وﻫــذا ﻤﺜــﻞ‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﻫــذا ﻤﺜــﻞ ﺼــﺎرخ ﻋﻠــﻰ ﻗﻠــب ُ‬ ‫ﻓﺎﻀــﺢ ﻋﻠــﻰ ﺴــطﺤﻴﺘﻪ ‪ٕ ،‬واﻤــﺎ اﻟﻨﺎﻗــد �ﻌــرف اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ و�ــدﻋﻲ اﻟﺠﻬــﻞ ﺒﻬــدف إﻋﺜ ـﺎر اﻟ�ﺴــطﺎء ﻓــﻲ‬ ‫ﻋﻘﻴدﺘﻬم ‪ ،‬وﻫذﻩ ﺠر�ﻤﺔ ﻻ ﻴﺘﺒرر ﻤﻨﻬﺎ إﻨﺴﺎن أﻤﺎم اﻟﻌداﻟﺔ اﻹﻟﻬ�ﺔ ‪ 0‬وأي ﻗﺎرئ �طﻠﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟﻛﺘـﺎب‬

‫اﻟﻤﻘﱠدس �ﺸﺊ ﻤن اﻹﻫﺘﻤﺎم ﻴدرك ﺒدون أي ﺠﻬد أن ﻻﻤك اﻷوﻝ ﻫـو إﺒـن ﻤﺘوﺸـﺎﺌﻴﻞ ﺒـن ﻤﺤو�ﺎﺌﻴـﻞ‬

‫ﺒن ﻋﻴراد ﺒن ﺤﻨوك ﺒن ﻗﺎﻴﻴن ﺒن آدم ) ﺘك ‪ 0 ( 18 ، 17 : 4‬أﻤﺎ ﻻﻤك اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻬو إﺒن ﻤﺘوﺸﺎﻟﺢ‬ ‫ﺒن أﺨﻨوخ ﺒن �ﺎرد ﺒن ﻤﻬﻠﻠﺌﻴﻞ ﺒن ﻗﻴﻨﺎن ﺒـن أﻨـوش ﺒـن ﺸـﻴث ﺒـن آدم ) ﺘـك ‪ ( 28 – 1 : 5‬وﻻﻤـك‬

‫ﺒن ﻤﺘوﺸﺎﻟﺢ ﻫو اﻟذي وﻟد ﻨوح وﻫو إﺒن ‪ 182‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬وكﺎن ﻴﺘطﻠﻊ إﻟﻰ ﻤﺠـﺊ اﻟﻨﺴـﻞ اﻟﻤوﻋـود �ـﻪ ‪،‬‬

‫ﻓدﻋﻲ إﺒﻨﻪ ﻨوﺤﺎً ﻗـﺎﺌﻼً " ﻫذا �ﻌز�ﻨﺎ ﻋن ﻋﻤﻠﻨﺎ وﺘﻌب أﻴدﻴﻨﺎ ﻤن ﻗﺒﻞ اﻷرض اﻟﺘﻲ ﻟﻌﻨﻬـﺎ اﻟـرب " )‬ ‫ﺘك ‪ ( 29 : 5‬و�ﻌﺘﺒر ﻻﻤك ﻫذا أﺤد أﺠداد اﻟرب �ﺴوع ) ﻟو ‪0 ( 36 : 3‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ ﻴؤاﻨس اﻷﻨ�ـﺎ ﺒـوﻻ " ﻫﻤـﺎ ﺸﺨﺼـﺎن ﻟﻬﻤـﺎ ﻨﻔـس اﻷﺴـم ) ﻻﻤـك ( أﺤـدﻫﻤﺎ ﻤـن‬

‫ﻨﺴــﻞ ﻗــﺎﻴﻴن واﻵﺨــر ﻤــن ﻨﺴــﻞ ﺸــﻴث ‪ ،‬أم ﻤﻤﻨــوع أن ُ�ﺴــﻤﻰ ﺸﺨﺼــﺎن ﺒﺈﺴــم واﺤــد ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺸﺨﺼــﺎن‬ ‫ﻤﺨﺘﻠﻔﺎن ‪ ،‬وﻤن ﻋﺸﻴرﺘﻴن ﻤﺨﺘﻠﻔﺘﻴن ‪ ،‬وﺤ�ﺎة كﻞ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ﻋـن اﻵﺨـر " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ‬

‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " أﺨﻲ اﻟﻛر�م ‪ 00‬ﻻﻤك ﻫذا ﻏﻴر ﻻﻤك‬

‫ذاك ‪ 0‬ﻻﻤــك ﻓــﻲ ) ﺘــك ‪ ( 18 ، 17 : 4‬ﻫــو ﻻﻤــك إﺒــن ﻗــﺎﻴﻴن اﻟــذي ﺘــزوج ﺒــﺈﻤرأﺘﻴن ﻫﻤــﺎ ﻋــﺎدة‬

‫‪- 260 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪256‬‬


‫وﺼﻠﺔ ‪ ،‬وﻫو اﻟذي ُﻗﺘﻞ ‪ 0‬أﻤﺎ ﻻﻤك ﻓـﻲ ) ﺘـك ‪ ( 28 – 1 : 5‬ﻓﻬـو إﺒـن ﺸـﻴث وواﻟـد ﻨـوح اﻟ�ـﺎر " ]‬ ‫ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 404‬ﻤــﺎ اﻟﺴــﺒب ﻓــﻲ إﺨــﺘﻼف إﺠﻤــﺎﻟﻲ اﻟﻤــدة ﻤــن آدم إﻟــﻰ ﻨــوح ‪ ،‬ﻓ�ﺤﺴــب اﻟــﻨص‬ ‫اﻟﻌﺒري ﺘﺒﻠﻎ ‪ 1656‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬و�ﺤﺴب اﻟﻨص اﻟﺴﺎﻤري ﺘﺒﻠﻎ ‪ 1307‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬و�ﺤﺴـب اﻟـﻨص‬

‫اﻟﻴوﻨﺎﻨﻲ ﺘﺒﻠﻎ ‪ 2262‬ﺴﻨﺔ ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬كﺎن ﻫﻨﺎك ﻋدة ﺘﻘو�ﻤﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﺎر�ﺦ اﻟ�ﺸري ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً كﺎن اﻟﺘﻘو�م اﻟﻤﺼري ﺸﻤﺴﻲ أﻋﺘﻤد‬ ‫وﺤﺴــﺒت اﻟﺴــﻨﺔ ﻋﻠــﻰ أﺴــﺎس ‪ 365‬ﻴوﻤ ـﺎً أي �ﻔــﺎرق ر�ــﻊ ﻴــوم ﻤــن‬ ‫ﻋﻠــﻰ ﻨﺠــم اﻟﺸــﻌري اﻟ�ﻤــﺎﻨﻲ ‪ُ ،‬‬

‫اﻟﺘﻘــو�م اﻟﺤــﺎﻟﻲ ‪ 0‬أﻤــﺎ اﻟﺘﻘــو�م اﻟﻌﺒــري ﻓكــﺎن �ﻌﺘﻤــد ﻋﻠــﻰ اﻟﻘﻤــر �ﻔــﺎرق ‪ 11‬ﻴــوم ﻓــﻲ اﻟﺴــﻨﺔ ‪ ،‬وﻟــذﻟك‬ ‫كﺎن �ﻀﺎف إﻟﻴﻬﺎ ﺸﻬ اًر كﻞ ﺜﻼث ﺴﻨوات ‪ 00‬وكﺎن ﻫﻨﺎك اﻟﺘﻘو�م اﻟﻤـدﻨﻲ اﻟـذي ﻴﺒـدأ �ﺸـﻬر ﺘﺴـرى‬

‫) أﻴﺜــﺎﻨ�م ( واﻟﺘﻘــو�م اﻟــدﻴﻨﻲ وكــﺎن ﻴﺒــدأ �ﺸــﻬر ‪ - 1‬أﺒﻴــب ) ﺨــر ‪ ( 2 : 12‬و�ﻘﺎﺒــﻞ ﺸــﻬري ﻤــﺎرس‬

‫وأﺒر�ــﻞ ‪ -2 ،‬ز�ــو ) ‪ 1‬ﻤــﻞ ‪ -3 ( 1 : 6‬ﺴــﻴوان ) أس ‪ -4 ( 9 : 8‬ﺘﻤــوز ) ﺨــر ‪-5 ( 14 : 8‬‬

‫أب ‪ -6‬اﻟﻤــوﻝ ) اﻴﻠــوﻝ ( ) ﻨــﺢ ‪ -7 ( 15 : 6‬ﺘﺴ ـرى ) إﻴﺜــﺎﻨ�م ( ) ‪ 1‬ﻤــﻞ ‪ -8 ( 2 : 8‬ﻤــوﻝ ) ‪1‬‬ ‫ﻤﻞ ‪ -9 ( 38 : 6‬كﺴﻠو زك ‪ -10 ( 1 : 7‬طﺒﻴت ) أس ‪ -11 ( 16 : 2‬ﺸـ�ﺎط ) زك ‪( 1 : 1‬‬

‫‪ -12‬أذار ) أس ‪ ( 7 : 3‬و�ﻀــﺎف ﺸﻬ ـ ـر أذار ﺜــﺎﻨﻲ كــﻞ ﺜــﻼث ﺴــﻨوات ) ﷴ ﻗﺎﺴــم – اﻟﺘﻨ ـﺎﻗض‬

‫ﻓﻲ ﺘوار�ﺦ وأﺤداث اﻟﺘوراة ﻤن آدم ﺤﺘﻰ ﺴﺒﻲ �ﺎﺒﻞ (‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻓ�ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﻨورد ﺒ�ﺎن �ﺴن اﻹﻨﺠﺎب ﻟﻛﻞ ﻤن اﻵ�ﺎء ﻤن آدم إﻟﻰ ﺴﺎم ‪ ،‬واﻟﻤدة اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺸﻬﺎ‬

‫كــﻞ ﻤــﻨﻬم ﻤــن ﺴــن اﻹﻨﺠــﺎب إﻟــﻰ ﻤوﺘــﻪ ‪ٕ ،‬واﺠﻤــﺎﻟﻲ ﻋﻤــر كــﻞ ﻤــﻨﻬم ‪ ،‬وﺘوﻗ�ــﻊ ﺤ�ﺎﺘــﻪ ﻋﻠــﻰ ﺨر�طــﺔ‬

‫ﺘ ــﺎر�ﺦ اﻟ�ﺸـ ـر�ﺔ ‪ ،‬كﻤ ــﺎ ورد ﻓ ــﻲ اﻟ ــﻨص اﻟﻌﺒ ــري اﻟﻤﺎﺴ ــوري اﻟ ــذي ﺒ ــﻴن أﻴ ــدﻴﻨﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻠﻐ ــﺎت اﻟﻌﺒر� ــﺔ‬ ‫واﻟﺴر�ﺎﻨ�ﺔ واﻟﻌر��ﺔ ) اﻟﺒﻴروﺘ�ﺔ واﻟ�ﺴوﻋ�ﺔ وﻏﻴرﻫﻤﺎ ( ‪ 00‬إﻟﺦ‪0‬‬

‫م‬

‫اﻵ�ﺎء‬

‫‪1‬‬

‫آدم‬

‫ﺴن‬

‫اﻹﻨﺠﺎب‬ ‫‪130‬‬

‫اﻟﻤدة اﻟﺘﻲ‬

‫ﻋﺎﺸﻬﺎ �ﻌد‬ ‫اﻹﻨﺠﺎب‬ ‫‪800‬‬

‫إﺠﻤﺎﻟﻲ‬

‫ﺘﺎر�ﺦ اﻟ�ﺸر�ﺔ‬

‫اﻟﻌﻤر‬

‫ﺘﺎر�ﺦ اﻟوﻻدة‬

‫ﺘﺎر�ﺦ اﻟﻤوت‬

‫‪930‬‬

‫ﺼﻔر‬

‫‪930‬‬

‫‪- 261 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪257‬‬


‫‪2‬‬

‫ﺸﻴث‬

‫‪105‬‬

‫‪807‬‬

‫‪912‬‬

‫‪130‬‬

‫‪1042‬‬

‫‪3‬‬

‫أﻨوش‬

‫‪90‬‬

‫‪815‬‬

‫‪905‬‬

‫‪235‬‬

‫‪1140‬‬

‫‪4‬‬

‫ﻗﻴﻨﺎن‬

‫‪70‬‬

‫‪840‬‬

‫‪910‬‬

‫‪325‬‬

‫‪1235‬‬

‫‪5‬‬

‫ﻤﻬﻠﻠﺌﻴﻞ‬

‫‪65‬‬

‫‪830‬‬

‫‪895‬‬

‫‪395‬‬

‫‪1290‬‬

‫‪6‬‬

‫�ﺎرد‬

‫‪162‬‬

‫‪800‬‬

‫‪962‬‬

‫‪460‬‬

‫‪1422‬‬

‫‪7‬‬

‫أﺨﻨوخ‬

‫‪65‬‬

‫‪300‬‬

‫‪365‬‬

‫‪622‬‬

‫‪987‬‬

‫‪8‬‬

‫ﻤﺘوﺸﺎﻟﺢ‬

‫‪187‬‬

‫‪782‬‬

‫‪969‬‬

‫‪687‬‬

‫‪1656‬‬

‫‪9‬‬

‫ﻻﻤك‬

‫‪182‬‬

‫‪595‬‬

‫‪777‬‬

‫‪874‬‬

‫‪1651‬‬

‫‪10‬‬

‫ﻨوح‬

‫‪502‬‬

‫‪448‬‬

‫‪950‬‬

‫‪1056‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪11‬‬

‫ﺴﺎم‬

‫‪100‬‬

‫‪500‬‬

‫‪600‬‬

‫‪1556‬‬

‫‪2156‬‬

‫‪ -3‬ﻓــﻲ اﻟﺘرﺠﻤــﺔ اﻟﺴــﺎﻤر�ﺔ واﻟﻴوﻨﺎﻨ�ــﺔ إﺨﺘﻠــﻒ ﺴــن اﻹﻨﺠــﺎب ‪ ،‬وﻓ�ﻤــﺎ ﻴﻠــﻲ ﺒ�ــﺎن �ﺴــن اﻹﻨﺠــﺎب‬

‫واﻟﻌﻤر اﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻨص اﻟﻌﺒري وكﻞ ﻤن اﻟﺘرﺠﻤﺔ اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ واﻟﻴوﻨﺎﻨ�ﺔ ‪:‬‬ ‫م‬

‫اﻵ�ﺎء‬

‫‪1‬‬

‫آدم‬

‫اﻟﺘوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ﺔ‬ ‫ﺴن‬

‫اﻟﺘرﺠﻤﺔ اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ‬

‫إﺠﻤﺎﻟﻲ‬

‫ﺴن‬

‫إﺠﻤﺎﻟﻲ‬

‫اﻟﺘرﺠﻤﺔ اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ﺔ‬ ‫ﺴن‬

‫إﺠﻤﺎﻟﻲ‬

‫اﻹﻨﺠﺎب‬ ‫‪230‬‬

‫اﻟﻌﻤر‬ ‫‪930‬‬

‫اﻹﻨﺠﺎب‬ ‫‪130‬‬

‫اﻟﻌﻤر‬ ‫‪930‬‬

‫اﻹﻨﺠﺎب‬ ‫‪130‬‬

‫اﻟﻌﻤر‬ ‫‪930‬‬

‫‪912‬‬

‫‪912‬‬

‫‪205‬‬

‫‪2‬‬

‫ﺸﻴث‬

‫‪105‬‬

‫‪912‬‬

‫‪105‬‬

‫‪190‬‬

‫‪905‬‬

‫‪3‬‬

‫أﻨوش‬

‫‪90‬‬

‫‪905‬‬

‫‪90‬‬

‫‪905‬‬

‫‪910‬‬

‫‪4‬‬

‫ﻗﻴﻨﺎن‬

‫‪70‬‬

‫‪910‬‬

‫‪70‬‬

‫‪910‬‬

‫‪170‬‬

‫‪5‬‬

‫ﻤﻬﻠﻠﺌﻴﻞ‬

‫‪65‬‬

‫‪895‬‬

‫‪65‬‬

‫‪895‬‬

‫‪165‬‬

‫‪895‬‬

‫‪6‬‬

‫�ﺎرد‬

‫‪162‬‬

‫‪962‬‬

‫‪62‬‬

‫‪847‬‬

‫‪162‬‬

‫‪962‬‬

‫‪7‬‬

‫أﺨﻨوخ‬

‫‪65‬‬

‫‪365‬‬

‫‪65‬‬

‫‪365‬‬

‫‪165‬‬

‫‪365‬‬

‫‪- 262 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪258‬‬


‫‪8‬‬

‫ﻤﺘوﺸﺎﻟﺢ‬

‫‪187‬‬

‫‪969‬‬

‫‪67‬‬

‫‪720‬‬

‫‪187‬‬

‫‪969‬‬

‫‪9‬‬

‫ﻻﻤك‬

‫‪182‬‬

‫‪777‬‬

‫‪53‬‬

‫‪653‬‬

‫‪188‬‬

‫‪753‬‬

‫‪10‬‬

‫ﻨوح‬

‫‪500‬‬

‫‪500‬‬

‫‪500‬‬

‫‪11‬‬

‫ﺴﺎم‬

‫‪100‬‬

‫‪100‬‬

‫‪100‬‬

‫‪1656‬‬

‫‪1307‬‬

‫‪2262‬‬

‫‪� -4‬ﻌﻠــق اﻟﺨــوري ﺒــوﻟس اﻟﻔﻐــﺎﻟﻲ ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻹﺨﺘﻼﻓــﺎت ﻗــﺎﺌﻼً " اﻟﻔروﻗــﺎت ) ﻓــﻲ اﻟﺘرﺠﻤــﺔ‬

‫اﻟﺴ ــﺎﻤر�ﺔ واﻟﻴوﻨﺎﻨ� ــﺔ ‪ ،‬ﻟ ــم ﺘﻛ ــن وﻟﻴ ــدة ﺨط ــﺄ ﻓ ــﻲ اﻟﻨﻘ ــﻞ واﻟﻛﺘﺎ� ــﺔ ‪ ،‬ﺒ ــﻞ ﺼ ــﺤﺤت ﻟﻐﺎ� ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻨﻔ ــس‬

‫اﻟﻤﺘــرﺠﻤﻴن‪ 0‬ﻨــود أن ﻨﻘــوﻝ ﻟﻠﺘــذكﻴر أن اﻟﺴــﺎﻤر�ﻴن إﻨﻔﺼــﻠوا ﻋــن اﻟﻴﻬــود ﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟ ار�ــﻊ ق‪0‬م ‪،‬‬

‫وأﺨــذوا �ﺴــﻠطﺔ كﺘــب اﻟﺘــوراة اﻟﺨﻤﺴــﺔ دون ﺴ ـواﻫﺎ‪ 0‬أﻤــﺎ اﻟﻤﺨطــوط اﻟــذي ﻋﻠ�ــﻪ �ﺴــﺘﻨدون ﻓﻬــو ﻤــن‬

‫اﻟﻘــرن اﻷوﻝ ب‪0‬م ‪ 0‬وﻗــد ُكﺘــب �ﺤــرف ﻗر�ــب ﻤــن اﻟﺤــرف اﻟﻔﻴﻨ�ﻘــﻲ ٕواﺨﺘﻠــﻒ ﻨﺼــﻪ ﻋــن اﻟــﻨص‬ ‫اﻟﻤﺎﺴوري وﻨص اﻟﺴ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ) ‪ 6000‬إﺨﺘﻼف ( وﻗد ُو ِﺠد ﻓﻲ ﻤﻐـﺎور ﻗﻤـران ﻨـص ﻗر�ـب ﻤﻨـﻪ‪ 0‬أﻤـﺎ‬

‫اﻟﻛﺘﱠــﺎب ﻴﺘرﺠﻤوﻨــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟﺜﺎﻟــث ق‪0‬م ٕواﻨﺘﻬـوا ﻤﻨــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻘــرن‬ ‫ﻨــص اﻟﺘرﺠﻤــﺔ اﻟﺴــ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ﻓﻘــد ﺒــدأ ُ‬

‫اﻟﺜــﺎﻨﻲ ق‪0‬م ‪ 0‬وﻗــد ﻫــدﻓوا ﻤــن ﻫــذﻩ اﻟﺘرﺠﻤــﺔ إﻟــﻰ ﺘﻌر�ــﻒ اﻟــوﺜﻨﻴن �ﺎﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ‪ٕ ،‬واﻟــﻰ ﺘﻬﻴﺌــﺔ‬

‫ﻨـص �ﻔﻬﻤـﻪ ﻴﻬـود اﻟﺸـﺘﺎت اﻟــذي ﻻ ﻴﻠ ﱡﻤـون �ﺎﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌﺒراﻨ�ـﺔ واﻟــﻨص اﻟﻤﺎﺴـوري ﻫـو اﻟـﻨص اﻟﻌﺒ ارﻨــﻲ‬ ‫اﻟــذي أﺜﺒﺘــﻪ ﻋﻠﻤــﺎء اﻟﻴﻬــود ﻓــﻲ ﻨﻬﺎ�ــﺔ اﻟﻘــرن اﻟﺜــﺎﻤن و�دا�ــﺔ اﻟﻘــرن اﻟﺘﺎﺴــﻊ ب‪0‬م ﻓﺤﱠﻘﻘ ـوا ﻓــﻲ كﺘﺎ�ــﺔ‬

‫اﻟﻛﻠﻤــﺎت ووﻀــﻌوا اﻟﺤركــﺎت واﻟﻌﻼﻤــﺎت اﻟﺘــﻲ ﺘﺴــﺎﻋد اﻟﻘــﺎرئ ﻋﻠــﻰ ﺘــﻼوة كــﻼم ﷲ وﻓﻬﻤــﻪ ﻓﻬﻤ ـﺎً‬

‫ﺼﺤ�ﺤﺎً‪0‬‬

‫إذا ﺘطﻠﻌﻨـﺎ إﻟـﻰ اﻟــﻨص اﻟﻴوﻨـﺎﻨﻲ وﺠــدﻨﺎ أن اﻵ�ـﺎء اﻟﺨﻤﺴـﺔ اﻷُوﻝ ُوﻟــد ﻟﻬـم اﻟوﻟــد اﻟـذي ﻴﺨﻠﻔﻬــم‬

‫ﺤــﻴن كــﺎن ﻋﻤــر اﻟواﺤــد ﻤﻨــﻪ ﺴــﻨﺔ أﻛﺜــر ﻤﻤــﺎ ﻓـﻲ اﻟــﻨص اﻟﻤﺎﺴــوري ‪ ،‬كﻤــﺎ ﻨﺠــد ﻓــﻲ اﻟــﻨص اﻟﻴوﻨــﺎﻨﻲ‬ ‫ﻓروﻗﺎت ﺼﻐﻴرة ﺘﻤﻴـزﻩ ﻋـن اﻟـﻨص اﻟﻤﺎﺴـوري ) اﻟـﻨص اﻟﺴـر�ﺎﻨﻲ ﻴﺘواﻓـق واﻟـﻨص اﻟﻤﺎﺴـوري ( وﻫـذا‬

‫�ﻌﻨﻲ أﻨﻨﺎ ‪ ،‬إذا وﻀـﻌﻨﺎ ﺠﺎﻨ�ـﺎً اﻟﻤﺌـﺔ ﺴـﻨﺔ اﻟﺘـﻲ ز�ـدت ﺨﻤـس ﻤ ﱠـرات ‪ ،‬ﻨـرى أن اﻟـﻨص اﻟﻌﺒ ارﻨـﻲ ﻨﻘـﻞ‬ ‫�ﺄﻤﺎﻨﺔ إﻟﻰ اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ﺔ ‪ 0‬وﻫذا ﻤﺎ ﻴدﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﺴﺎؤﻝ ‪ :‬ﻫﻞ ُﺤذﻓت اﻟﻤﺌـﺔ ﺴـﻨﺔ ﻤـن اﻟـﻨص اﻟﻌﺒ ارﻨـﻲ ‪،‬‬

‫أم ز�ــدت ﻓــﻲ اﻟــﻨص اﻟﻴوﻨــﺎﻨﻲ ؟ ﻴﺒــدو أن اﻟــﻨص اﻟﻴوﻨــﺎﻨﻲ زاد ﻤﺌــﺔ ﺴــﻨﺔ ﻋﻠــﻰ ﻋﻤــر اﻵ�ــﺎء اﻷُوﻝ ‪،‬‬ ‫ﻷﻨـﻪ أﻋﺘﺒــر أن ﺘــﺎر�ﺦ اﻟﻤدﻨﱠ�ـﺔ أﻗــدم ﻤﻤــﺎ ﺘﺼـ ﱠـورﻩ اﻟــﻨص اﻟﻌﺒ ارﻨــﻲ ‪ ،‬وﻷﻨــﻪ أراد أن ﻴﺠﻌــﻞ ﺘﻨﺎﺴــ�ﺎً ﺒــﻴن‬ ‫أﻋﻤﺎر اﻵ�ﺎء‪0‬‬

‫‪- 263 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪259‬‬


‫اﻟـﻨص اﻟﺴـﺎﻤري ﻴﺘواﻓـق واﻟـﻨص اﻟﻤﺎﺴـوري ﻓـﻲ ﻋﻤـر اﻵ�ـﺎء اﻟﺨﻤﺴـﺔ اﻷُوﻝ وﻓـﻲ ﻋﻤـر اﻷب‬

‫اﻟﺴﺎ�ﻊ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻋﻤر �ﺎرد ﻓﻲ اﻟـﻨص اﻟﺴـﺎﻤري ﻤﺌـﺔ ﺴـﻨﺔ ‪ ،‬وﻤﺘوﺸـﺎﻟﺢ ﻤﺌـﺔ وﻋﺸـرون ﺴـﻨﺔ ‪ ،‬وﻻﻤـك‬ ‫ﻤﺌﺔ وﺘﺴﻊ وأر�ﻌون ﺴﻨﺔ ‪ ،‬أﻗﻞ ﻤﻤﺎ ﻨﻘ أر ﻓﻲ اﻟﻨص اﻟﻤﺎﺴوري ﻋﻨد وﻻدة ﻤن ﻴﺨﻠﻔﻬم‪0‬‬

‫إذا كــﺎن اﻟــﻨص اﻟﺴــﺎﻤري ﺤــﺎﻓظ ﻋﻠــﻰ ﻋﻤــر أﺨﻨــوخ ‪ ،‬واﻟﺘﻘﻠﻴــد �ﻔرﻀــﻪ ﻋﻠ�ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻗــد ﺠﻌــﻞ‬

‫ﻋﻤر اﻵ�ﺎء ﻴﻨﻘص ﺘدر�ﺠ�ﺎً أﻤﺎ �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬـﺎ ُوِﻟـد ﻟﻬـم وﻟـد ‪ ،‬وأﻤـﺎ �ﺎﻟﻨﺴـ�ﺔ إﻟـﻰ ﺴـﻨﺔ‬ ‫ﻤوﺘﻬم ‪ 0‬وﻗد ﺘوﺨﻰ ﻤن ذﻟك أن ﻴﺠﻌﻞ اﻷرﻗﺎم أﻛﺜر ﻤﻨطﻘ�ﺔ ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ أن ﺘﻛـﺎﺜر اﻟﺨطﻴﺌـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎﻟم‬

‫ﺠﻌﻞ ﻋﻤر اﻹﻨﺴﺎن ﻴﺘﻨﺎﻗص ﺸﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً " )‪0(1‬‬ ‫‪F27‬‬

‫‪� -5‬ﺸــﻬد اﻷﺴـــﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴـــم ﻟدﻗــﺔ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ﻓــﻲ ﺘــدو�ن أﻋﻤــﺎر اﻵ�ــﺎء اﻟﻌﺸ ـرة ﻗﺒــﻞ‬

‫اﻟطوﻓﺎن ﻓ�ﻘوﻝ " ﻴﺘﻤﻴز اﻟﺘدو�ن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺘـرة �ﺎﻟوﻀـوح واﻷﺴـﻠوب اﻟﻤ�ﺎﺸـر واﻟﻤﺘﺴﻠﺴـﻞ ﻓـﻲ ذكـر‬

‫اﻷﻋﻤــﺎر ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ اﻟﻔﺘـرة ﻤــن آدم ﺤﺘــﻰ ﺴــﺎم واﻟﺘــﻲ ﺘﺘركــز ﻓــﻲ اﻹﺼــﺤﺎح اﻟﺨــﺎﻤس ﻤــن ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن‬

‫ﻨﺠــد ذكــر ﺴــن اﻹﻨﺠــﺎب ‪ ،‬ﻴﻠﻴﻬــﺎ اﻟﻌﻤــر اﻟــذي ﻋﺎﺸــﻪ �ﻌــد إﻨﺠــﺎب اﻹﺒــن ‪ ،‬ﺜــم ﻤﺠﻤــوع اﻟﻌﻤــر اﻟــذي‬

‫ﻋﺎﺸــﻪ ‪ 00‬ﺜــم ﻨﺠــد أن ﺘــدو�ن ﻤوﻋــد اﻟطوﻓــﺎن ُﻴــذكر ﺒدﻗــﺔ ﻋﺠﻴ�ــﺔ ﻤــن ﺒدا�ــﺔ اﻟطوﻓــﺎن ﺤﺘــﻰ ﺠﻔــﺎف‬ ‫اﻷرض �ﺎﻟﻴوم واﻟﺸﻬر واﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ اﻹﺼﺤﺎﺤﻴن اﻟﺴﺎ�ﻊ واﻟﺜﺎﻤن ﻤن ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن " )‪ (1‬كﻤﺎ ﻴوﻀﺢ‬ ‫‪F28‬‬

‫ﻤــدى ﻤ�ﺎﻟﻐــﺔ اﻟﺤﻀــﺎرة اﻟﺴــوﻤر�ﺔ ﻓــﻲ ﺘﻘــدﻴر ﻋﻤــر ﻫــؤﻻء اﻵ�ــﺎء ﻓ�ﻘــوﻝ " ﻤــن ﺠﻤﻠــﺔ ﻤــدوﻨﺎﺘﻬم أن‬

‫ﺜﻤﺎﻨ�ﺔ ﻤـن ﻤﻠـوكﻬم ﺤكﻤـوا ﻗﺒـﻞ اﻟطوﻓـﺎن ‪ 341200‬ﺴـﻨﺔ ‪ ،‬وﻓـﻲ ﺠـدوﻝ آﺨـر ﻴرﺘﻔـﻊ ﻫـذا اﻟـرﻗم إﻟـﻰ‬

‫‪ 465000‬ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬وﻫــذﻩ اﻷرﻗــﺎم اﻟﺨ�ﺎﻟ�ــﺔ ﻓــﻲ ﺘــدو�ن أﻋﻤــﺎر اﻷﺸــﺨﺎص ﻤﺎ ازﻟــت ﻟﻐ ـ اًز ﻟــم ﻴﺘوﺼــﻞ‬

‫ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺜﺎر إﻟﻰ ﺤﻠﻪ ﺤﺘﻰ اﻵن " )‪0(2‬‬ ‫‪F29‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪118 ، 117‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻣﻦ ﺁﺩﻡ ﺣﺘﻰ ﺳﺒﻲ ﺑﺎﺑﻞ ﺹ ‪25‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪27‬‬

‫‪- 264 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪260‬‬


- 265 -

261

http://Coptic-Treasures.com


‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ‪ :‬ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ‬ ‫) ﺗﻚ ‪( 9 - 6‬‬ ‫س‪ : 405‬ﻫﻞ اﻟطوﻓﺎن ﻟم �ﺤدث ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻪ كﺎن ﻤﺠرد ﻗﺼﺔ رﻤز�ﺔ ؟‬ ‫ﻗــﺎﻝ أﺼــﺤﺎب ﻻﻫــوت اﻟﺘﺤــرر أن اﻟطوﻓــﺎن ﻗــد ﺤــدث ﻓــﻲ " اﻟﺘــﺎر�ﺦ اﻟﻤﻘـﱠدس " أي أﻨــﻪ ﻟــم‬

‫اﻟﻤدان أﻤﺎم ﷲ‬ ‫�ﺤدث ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ أراد اﻟﻛﺎﺘب أن ُ�ﻌﺒر ﻋن ﻤوﻗﻒ اﻹﻨﺴﺎن اﻟﺨﺎطﺊ ُ‬

‫‪ ،‬ﻓﺼـ ﱠـور ﻤوﻗــﻒ اﻟطوﻓــﺎن ﻟ�ﻌﺒــر ﻋــن ﻫــذﻩ اﻟدﻴﻨوﻨــﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﻟــم �كــن ﻫﻨــﺎك طوﻓــﺎن وﻻ ُﻓﻠــك ‪ ،‬وﻟــم‬ ‫�ﻐرق أﺤد ﻤن اﻟ�ﺸر ‪ ،‬و�ﻘوﻝ اﻟدكﺘور كﺎرم ﻤﺤﻤود ﻋز�ز " ﻏﻴر أن " ﻫكﺴﻠﻲ "‪ HEXLEY‬ﻨﺎﻗش‬

‫ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻝ كﺘ�ﻪ ‪ ،‬وكﺎن ﻫدﻓﻪ أن ﻴﺒـﻴن أن ﻫـذﻩ اﻟﺤكﺎ�ـﺔ ‪ ،‬اﻟﺘـﻲ ُﻴﻨظـر إﻟﻴﻬـﺎ ﺒوﺼـﻔﻬﺎ‬

‫ﺴﺠﻼً ﻟﺤﺎدﺜﺔ اﻟطوﻓﺎن اﻟذي أﻏرق اﻟﻌﺎﻟم كﻠﻪ ‪ ،‬وكﻞ ﻤﺎ كﺎن �ﻌﻤرﻩ ﻋﻠـﻰ وﺠـﻪ اﻟﺘﻘر�ـب ﻤـن إﻨﺴـﺎن‬

‫وﺤﻴـوان ‪ ،‬ﺘﺘﻌــﺎرض ﻤــﻊ ﻤ�ــﺎدئ اﻟﺠﻴوﻟوﺠ�ــﺎ اﻟ�ﺴــ�طﺔ ‪ 0‬وﻤــن ﻫﻨــﺎ ﻓــﺈن " دﻴو ارﻨــت " ﻴــرى أن ﻗﺼــﺔ‬

‫اﻟطوﻓــﺎن كﺎﻨــت ﻫــﻲ اﻟوﺴــﻴﻠﺔ اﻟﺸــﻌﺒ�ﺔ أو اﻟطر�ﻘــﺔ اﻟﻤﺠﺎز�ــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻋﺒــر ﺒﻬــﺎ اﻟﻘــدﻤﺎء ﻋــن ﻗﻀــﺎء‬

‫ﻓﻠﺴﻔﻲ أو ﻤوﻗﻒ أﺨﻼﻗﻲ ‪ ،‬ﻟﺨﺼوا ﻓ�ﻪ ﺒﺈﻴﺠﺎز ﺘﺠﺎرب طو�ﻠﺔ ﻤرت �ﺎﻟﺠﻨس اﻟ�ﺸري ‪ٕ ،‬وان أﻫﻤ�ـﺔ‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻘﺼص ﻟ�ﺴت ﻓ�ﻤـﺎ ﺘﻘﺼﻪ ﻤن ﻗﺼص ‪ ،‬ﺒﻞ ﻓ�ﻤﺎ ﺘﻌرﻀﻪ ﻤن أﺤكﺎم " )‪0(1‬‬ ‫‪F0‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻗد ﺘﻌرﻀﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﺴﺎﺒق ﻟﺴـؤاﻝ ﻤﺸـﺎ�ﻪ ﻟﻬـذا اﻟﺴـؤاﻝ وﻫـو س‪ : 291‬ﻫـﻞ �ﻤكـن أن‬

‫�كون ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻗد أﺨذ ﻗﺼـﺔ اﻟطوﻓـﺎن ﻤـن أﺴـﺎطﻴر اﻷوﻟـﻴن ؟ ﻓﻴرﺠـﻰ اﻟرﺠـوع إﻟـﻰ إﺠﺎ�ـﺔ ﻫـذا‬

‫اﻟﺴؤاﻝ ‪ ،‬واﻷﺴﺌﻠﺔ اﻟﺜﻼث اﻟﺴﺎ�ﻘﺔ ﻟﻪ أ�ﻀﺎً أرﻗﺎم ‪� 290 ، 289 ، 288‬ﻤدارس اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ‬ ‫‪ 4‬ص ‪0 212 - 172‬‬

‫‪ -2‬وﺠود ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ كﺜﻴر ﻤن ﺤﻀﺎرات اﻟﺸﻌوب اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻴﺜﺒت أﻨﻬﺎ ﺤﻘ�ﻘـﺔ ‪ ،‬وﻟ�ﺴـت‬ ‫ﻗﺼﺔ ﻤﺠﺎز�ﺔ ‪ ،‬ﻷﻨﻬﺎ ﻟو أﻋﺘﺒرﻫﺎ ﺸﻌب ﻤﺜﻞ أﻫﻞ �ﺎﺒﻞ أﻨﻬﺎ ﻤﺠﺎز�ﺔ ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ إﻋﺘﻘد ﺒﻬﺎ أﻫﻞ اﻟﻴوﻨـﺎن‬

‫وﻓــﺎرس واﻟﻬﻨــد واﻟﺼــﻴن وﻤﺼــر وأﻤر�كــﺎ ﻋﻠــﻰ أﻨﻬــﺎ ﻗﺼــﺔ ﺤﻘ�ﻘ�ــﺔ ) ارﺠــﻊ اﻷﺴــﻘﻒ إ�ﺴــﻴذورس –‬

‫اﻟﻤطﺎﻟب اﻟﻨظر�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻤواﻀ�ﻊ اﻹﻟﻬ�ﺔ ص ‪0( 491 – 480‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺃﺳﺎﻁﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪194‬‬

‫‪- 266 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪262‬‬


‫‪� -3‬ﻘوﻝ ﻨ�ﺎﻓﺔ اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ أﺴﻘﻴ طﻨطﺎ " أن ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن اﻟﺘﻲ ﺤدﺜت ﻤـن ﺤـواﻟﻲ ‪5000‬‬

‫ﺴﻨﺔ ﺘم ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ �ﺼورة أو �ﺄﺨرى ﻤـن ﺨـﻼﻝ ‪ 200‬ﻗﺼـﺔ ﺴـﺠﻠﻬﺎ اﻟﺘـﺎر�ﺦ ﻋـن ﺤﻀـﺎرات ﺴـﺎ�ﻘﺔ ‪،‬‬

‫وﻫذﻩ اﻟﻘﺼص إﻨﺘﺸرت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم كﻠﻪ ﻓﻨﺠدﻫﺎ ﻋﻨد ﺴكﺎن اﻷﺴك�ﻤو ﻓـﻲ أﻤر�كـﺎ اﻟﺸـﻤﺎﻟ�ﺔ وﺸـﻌوب‬

‫ﺴﻴﺒﻴر�ﺎ ‪ ،‬وﺸﻌوب ﻓﻨﻠﻨدا وأ�ﺴﻠﻨدا وأ�ﻀﺎً ﻓﻲ اﻟﺠﻨوب ﻓﻲ ﻨﻴوز�ﻠﻨدة وﻋﻨد ﺴكﺎن أﺴـﺘراﻟ�ﺎ اﻷﺼـﻠﻴﻴن‬ ‫وﻓﻲ أطراف أﻤر�كﺎ اﻟﺠﻨو��ﺔ ‪0‬‬

‫و�وﺠد ﺤﺎﻟ�ﺎً ‪ 33‬وﺜ�ﻘﺔ ﻗد�ﻤﺔ ﺘﺤدﺜت ﻋن اﻟطوﻓﺎن ‪:‬‬

‫‪ 31‬ﻤﻨﻬﺎ ﺘﺘﻔق ﻓﻲ أن اﻟﻨﺎﺠﻴن ﻤﺠدوا ﷲ وﺤﻤدوﻩ‪0‬‬ ‫‪ 30‬ﺘﺘﻔق ﻋﻠﻰ أن اﻟﻔﻠك إﺴﺘﻘر ﻋﻠﻰ ﺠﺒﻞ ٍ‬ ‫ﻋﺎﻝ‪0‬‬

‫‪ 29‬ﺘﺘﻔق ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺔ إرﺴﺎﻝ اﻟطﻴور ﻹﺴﺘطﻼع اﻷوﻀﺎع‪0‬‬ ‫وﻗـــد ﻴـــدﻋﻲ اﻟـــ�ﻌض أن اﻹﺘﻔــﺎق ﺒ ــﻴن ﻫــذﻩ اﻟﻘﺼ ــص اﻟﻛﺜﻴــرة ر�ﻤــﺎ ﻴرﺠ ــﻊ إﻟــﻰ اﻹرﺴ ــﺎﻟ�ﺎت‬

‫اﻟﻤﺴ�ﺤ�ﺔ اﻟﺘﻲ إﻨﺘﺸرت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ‪ ،‬وﻟﻛن ﻟﻠرد ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻤزاﻋم ﻨﻘوﻝ ‪:‬‬

‫ﻤدوﻨ ــﺔ ﺘﺎر�ﺨ�ـ ـﺎً ﻋﻠ ــﻰ اﻷﻟـ ـواح اﻟطﻴﻨ� ــﺔ أو اﻟﺤﺠر� ــﺔ ﻟ ــ�س ﻓﻘ ــط ﻗﺒ ــﻞ‬ ‫‪ -1‬إن ﻗﺼ ــﺔ اﻟطوﻓ ــﺎن ﱠ‬ ‫اﻟﻤﺴ�ﺤ�ﺔ ﺒﻞ ﺤﺘﻰ ﻗﺒﻞ أن �كﺘب ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن‪0‬‬

‫‪ -2‬وﺠــود �ﻌـض اﻹﺨﺘﻼﻓــﺎت ﺒــﻴن اﻟﻘﺼــص ‪ ،‬وﺨﺎﺼــﺔ اﻹﺨﺘﻼﻓــﺎت اﻟﻤرﺘ�طــﺔ �ﺎﻟﺒﻴﺌــﺔ ﺘؤكــد‬

‫أﻨﻬــﺎ ﻗﺼــص ﻗد�ﻤــﺔ ﻋﺎﺸــت ﻓــﻲ ذاﻛـرة اﻟﻨــﺎس وﺘﻐﻴــرت ﻗﻠــ�ﻼً ﺤﺴــب ﻤﻌﺘﻘــداﺘﻬم وﺤﺴــب‬

‫ﺒﻴﺌﺘﻬم ‪00‬‬

‫واﻷﺴﺎطﻴر اﻟﺼﻴﻨ�ﺔ ﻤـن أروع اﻟروا�ـﺎت ﻓـﻲ ﻗـﺎرة آﺴـ�ﺎ وﻫـﻲ ﺘـورد ﺤـدوث طوﻓـﺎن ﻨﺤـو )‬

‫‪ 2300‬ق‪0‬م ( ورأى آﺨر أﻨﻪ ﺤدث ﻓﻲ ‪ 2297‬ق‪0‬م �ﺎﻟﺘﺤدﻴد‪ 0‬وﺘﻘوﻝ أن اﻟطوﻓـﺎن ﺤـدث �ﺴـﺒب‬

‫ﻓ�ﻀــﺎن اﻷﻨﻬــﺎر اﻟﻛﺒﻴـرة وﺘوﻗــﻒ �ﺴــﺒب إرﺘﻔــﺎع ﻤ�ــﺎﻩ اﻟ�ﺤــر وﺘﻘــوﻝ أن اﻟ�طــﻞ اﻟﺼــﻴﻨﻲ ﻓــﺎﻩ – ﻟــﻲ )‬

‫‪ ( FAH – LE‬ﻨﺠﺎ ﻤن اﻟﻬﻼك ﻤﻊ زوﺠﺘﻪ وأﺒﻨﺎﺌﻪ اﻟﺜﻼﺜﺔ ‪00‬‬

‫و�ــروي اﻷﺴــك�ﻤو ﻓــﻲ آﻻﺴــكﺎ ﻗﺼــﺔ طوﻓــﺎن ﻤﺼــﺤوب ﻓــﻲ ﻨﻔــس اﻟوﻗــت ﺒزﻟـزاﻝ واﻟــذﻴن‬

‫ﻨﺠوا كﺎﻨوا ﻗﻠﺔ ﻫر�وا ﻓﻲ ﻗوارب أو ﻟﺠﺄوا إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻗﻤم اﻟﺠ�ﺎﻝ‪0‬‬ ‫وﻓﻲ أﻤر�كﺎ ﺘوﺠد ‪ 58‬روا�ﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋن اﻟطوﻓﺎن‪0‬‬ ‫‪- 267 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪263‬‬


‫و�ﻌــض اﻟﻘ�ﺎﺌــﻞ اﻟﻬﻨد�ــﺔ ﺘﻌﺘﻘــد أن اﻟطوﻓــﺎن كﻠــﻪ ﺴــﺒ�ﻪ ﻏﻀــب ﺘﻨــﺎﻨﻴن اﻟﻤــﺎء اﻟﺘــﻲ ﺘﺤــت‬

‫اﻷرض ‪ ،‬وﺘﺴــﺘﻤر اﻟﻘﺼــﺔ ﻟﺘﺼــﻒ كﻴــﻒ أن ﻫﻨــد�ﺎً ﻨﺠــﺎ ﻤــن اﻟطوﻓــﺎن �ﻘــﺎرب ﺒﻨــﺎﻩ ﻫــذا اﻟ�طــﻞ ﻤــن‬ ‫اﻟﺨﺸب ‪ ،‬وأن اﻟ�طﻞ كﺎن ﻗد أﺨذ ﻤﻌﻪ ﺤﻴواﻨﺎت ‪ٕ 00‬واﺴﺘﻘر ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﺠﺒﻞ �ﻌد أن إﻨﺤﺴرت ﻤ�ـﺎﻩ‬ ‫اﻟطوﻓﺎن ‪00‬‬

‫وﻓﻲ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ وﻤن ﺒﻴن ‪ 200‬ﻗﺼﺔ ‪ ،‬ﺘرﺘﻔﻊ ﻗﺼﺔ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس وﺘﺴـﻤو وﺘﺒـدو وكﺄﻨﻬـﺎ‬

‫روا�ــﺔ ﺸــﺎﻫد ﻋ�ــﺎن ‪ ،‬وكﺘــب د‪ 0‬وﻟ�ــﺎم دوﺴــون ‪ WILLIAM DAWSON‬ﻓــﻲ ذﻟــك ) ﻟﻘــد ﻓكــرت‬ ‫طو�ﻼً أن اﻟروا�ﺔ ﻓﻲ اﻹﺼﺤﺎﺤﻴن اﻟﺴﺎ�ﻊ واﻟﺜﺎﻤن ﻤن ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن �ﻤكن ﻓﻬﻤﻬـﺎ وكﺄﻨﻬـﺎ ﺼـﺤ�ﻔﺔ‬ ‫ﻤﻌﺎﺼرة أو ﺴﺠﻞ ﺸﺎﻫد ﻋ�ﺎن إﺴﺘﺨدﻤﻬﺎ كﺎﺘب ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻓﻲ كﺘﺎﺒﺘﻪ ( " )‪0(1‬‬ ‫‪F1‬‬

‫‪ -4‬كﻴــﻒ ﻴــردد اﻟــدكﺘور كــﺎرم ﻤﺤﻤــود آراء أر�ــﺎب اﻟﻨﻘــد ‪ ،‬وﻻ �ﻌﺘــرض ﻋﻠﻴﻬــﺎ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﻫــذﻩ‬

‫اﻵراء ﺘﻌﺎرض ﻋﻘﻴدﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻴـؤﻤن ﺒﻬـﺎ ؟! ‪ 00‬إﻓﺘـرض �ـﺎدكﺘور كـﺎرم أن ﻤـﺎ ذكـرﻩ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس‬ ‫�ﻌﺒر ﻋن ﻤﺠـﺎز وﻟ�س ﺤﻘ�ﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﻤﺎ �ﺎﻟك �ﻤﺎ ذكرﻩ كﺘﺎ�ك اﻟذي ﺘؤﻤن أﻨﻪ ﻤﻨ ﱠـزﻝ ﻤـن ﷲ ؟! ‪ 00‬أﻟـم‬

‫ﻴذكر اﻟﻘرآن ) كﻤﺎ رأﻴﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﺴـﺎﺒق ( إﻨـذار ﻨـوح ﻟﻘوﻤـﻪ ‪ ،‬وﻋـدم ﺘﺼـد�ﻘﻬم ﻟـﻪ ‪ ،‬وﻨﺠـﺎة ﻨـوح‬ ‫وﻤــن ﻤﻌــﻪ ‪ ،‬وﻏــرق ﻤــن كـ ﱠـذﺒوﻩ ) اﻷﻋـراف ‪ ، 64 – 59‬ﻴــوﻨس ‪ ، 73 – 71‬اﻷﻨﺒ�ــﺎء ‪، 77 – 76‬‬ ‫اﻟﻔرﻗﺎن ‪ ، 37‬واﻟﺼﺎﻓﺎت ‪ ( 82 – 73‬وﺘﻬدﻴد أﻫﻞ ﻨوح ﻟﻪ �ﺎﻟرﺠم ‪ ،‬وﻟﻛـن ﷲ ﻨﺠـﺎﻩ وأﻏـرق اﻟ�ﺎﻗﻴ ـن‬

‫) اﻟﺸﻌراء ‪ ( 122 – 105‬وظ ـﻞ ﻨـوح ﻴﻨـذر ﻗوﻤـﻪ ‪ 950‬ﺴـﻨﺔ ) اﻟﻌﻨكﺒـوت ‪ٕ ( 15 ، 14‬واﺘﻬـﺎم أﻫـﻞ‬ ‫ﻨوح ﻟﻪ �ﺎﻟﺠﻨون ‪ ،‬وﺘﻨﺠ�ﺔ ﷲ ﻟﻪ وﻏرق اﻟ�ﺎﻗﻴن ) اﻟﻘﻤر ‪ ( 16 – 9‬ﺒﻞ أن ﻫﻨـﺎك ﺴـورة كﺎﻤﻠـﺔ �ﺎﺴـم‬

‫ﻨــوح ‪ ،‬ﺘﻘــص إﻨــذار ﻨــوح ﻟﻘوﻤــﻪ ﻨﻬــﺎ اًر وﻟــ�ﻼً ‪ ،‬وﻋــدم إﺴــﺘﺠﺎﺒﺘﻬم ﺒــﻞ كــﺎﻨوا �ﻀــﻌون أﺼــﺎ�ﻌﻬم ﻓــﻲ‬ ‫أذاﻨﻬم ‪ ،‬رﻏم أن ﻨـوح ك ـﺎن �ﺸـﺠﻌﻬم ﻋﻠـﻰ طﺎﻋـﺔ ﷲ ﻟ�ﻤـﻨﺤﻬم اﻟﻤطـر واﻷﻤـواﻝ واﻟﺒﻨـﻴن واﻟﺠﻨـﺎت ‪،‬‬ ‫وﻟﻛﻨﻬم ﻤكروا ‪ ،‬ﻓﺄﻏرﻗﻬ ـم ﷲ وأدﺨﻠﻬم اﻟﻨﺎر ) ﺴورة ﻨوح رﻗم ‪ ( 71‬كﻤـﺎ ذكـر اﻟﻘـرآن وﺤـﻲ ﷲ ﻟﻨـوح‬

‫‪ ،‬وﺼــﻨﻊ اﻟﻔﻠــك ‪ ،‬وﺴــﺨر�ﺔ ﻗــوم ﻨــوح ﻤﻨــﻪ ‪ ،‬رﻏــم ﻨﺼــﺤﻪ ﻟﻬــم ‪ٕ ،‬واﻋﺘ ارﻓــﻪ �ــﺄن ﻫــذا اﻟﻨﺼــﺢ �ــﻼ ﻗ�ﻤــﺔ‬ ‫ﻤﺎدام ﷲ ﻴر�د أن �ﻐو�ﻬم ‪ ،‬ودﺨوﻝ ﻨوح ﻟﻠﻔﻠك ﻤﻊ ﻨﻔر ﻗﻠﻴﻞ ‪ٕ ،‬وادﺨـﺎﻝ زوﺠـﻴن ﻤـن اﻟﻛﺎﺌﻨـﺎت اﻟﺤ�ـﺔ‬

‫‪ ،‬وﻤﺠــﺊ اﻟطوﻓــﺎن ‪ ،‬وﺠﻔــﺎف اﻟﻤ�ــﺎﻩ �ﻌــد اﻟطوﻓــﺎن ‪ٕ ،‬واﺴــﺘﻘرار اﻟﺴــﻔﻴﻨﺔ ﻋﻠــﻰ ﺠﺒــﻞ ﺠـودي ‪ ،‬وﻫﺒــوط‬ ‫ﻨوح وﻤن ﻤﻌﻪ ﻓﻲ اﻓﻠك ) ﺴورة ﻫود ‪ ( 48 – 36‬؟!!‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪91 - 80‬‬

‫‪- 268 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪264‬‬


‫و�ﻐــض اﻟﻨظــر ﻋــن إﺨــﺘﻼف ﻤــﺎ ﺠــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن ﻋﻤــﺎ ﺠــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻓــﻲ �ﻌــض‬ ‫اﻟﺠزﺌ�ﺎت ‪ ،‬إﻻﱠ أن ﻤﺎ ُذكـر �ﺸـﺎ�ﻪ إﻟـﻰ ﺤـد كﺒﻴـر ﻤـﺎ ﺠـﺎء ﻓـﻲ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ‪ ،‬وﻫـذا ﻴؤكـد ﺤﻘ�ﻘـﺔ‬

‫اﻟﺤدث ‪ 00‬ﻓﻬـﻞ �ﺴﺘ�ﻘظ ﻫؤﻻء اﻟﻛﺘﱠﺎب اﻟـذي ﻴرددون أﻗواﻝ أر�ﺎب اﻟﻨﻘد دون أن ﻴﺘﻤﻌﻨوا ﻓﻴﻬﺎ ؟!!‬

‫س ﺒدون ‪ :‬ﻫﻞ ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ﻤﺴﺘﻤدة ﻤن ﻤﺼدر�ن ﻤﺨﺘﻠﻔﻴن ؟‬ ‫�ﻘوﻝ دكﺘور ﻤور�س ﺒوكﺎي " ﻫﻨﺎك رواﻴﺘﺎن ﻏﻴر ﻤوﻀوﻋﺘﻴن ﺠﻨ�ﺎً إﻟﻰ ﺠﻨب ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻫم‬

‫ﻤﻨﻔﺼــﻼن ﻓــﻲ ﻤﻘــﺎطﻊ ﻤﺘداﺨﻠــﺔ كــﻞ ﻓــﻲ اﻵﺨــر و�ﻤﻨطــق ظــﺎﻫر ﻓــﻲ ﺘﻌﺎﻗــب ﻤﺨﺘﻠــﻒ اﻷﺤــداث ‪0‬‬

‫اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻹﺼﺤﺎﺤﺎت اﻟﺜﻼﺜﺔ ﺘﻨﺎﻗﻀﺎت ﺼﺎرﺨﺔ ‪ ،‬ﻫﻨـﺎ أ�ﻀـﺎ ﺘﺘﻌﻠـﻞ ﻫـذﻩ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀـﺎت‬

‫طــﻊ‬ ‫ﺒوﺠــود ﻤﺼــدر�ن ﻤﺘﻤﻴـز�ن �ﺸــكﻞ ﺠﻠــﻲ ‪ :‬أي اﻟﻤﺼــدر اﻟﻴﻬــوي واﻟﻤﺼــدر اﻟﻛﻬﻨــوﺘﻲ ‪ 00‬ﻓﻘــد ُﻗ ّ‬ ‫كﻞ ﻨـص أﺼـﻠﻲ إﻟـﻰ ﻓﻘـرات أو ﻋ�ـﺎرات ‪ 00‬إﻨﻨـﺎ ﻨﻨﺘﻘـﻞ ﻤـن ﻤﺼـدر ﻵﺨـر ﻓـﻲ اﻟروا�ـﺔ ﺴـ�ﻊ ﻋﺸـرة‬ ‫ﻤرة وذﻟك ﺨﻼﻝ ﻤﺎﺌﺔ ﺴطر ﺘﻘر��ﺎً ﻤن اﻟﻨص " )‪0(1‬‬ ‫‪F2‬‬

‫و�ﻘوﻝ اﻷب ﺴﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸﺎ " ﻴﺠﻤﻊ ُﻨﱠﻘﺎد اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ﻋﻠﻰ أن أﺴطورة اﻟطوﻓﺎن اﻟﻌﺒر�ﺔ كﻤﺎ‬

‫ﻫﻲ ﱠ‬ ‫ﻤدوﻨﺔ ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﺘﺠﻤﻊ ﺒﻴن ﻗﺼﺘﻴن ﻤﺘﻤﻴزﺘﻴن ﻓﻲ أﺼﻠﻬﻤﺎ وﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺘﻴن ﺘﻨﺎﻗﻀﺎً ﺠزﺌ�ـﺎً‬ ‫‪ 0‬وﻗــد ﻤــزج اﻟﻤؤﻟــﻒ ﺒــﻴن اﻟﻘﺼــﺘﻴن ﻟﻛــﻲ �كـ ّـون ﻤﻨﻬﻤــﺎ ﻗﺼــﺔ واﺤــدة ﻤﺘﺠﺎﻨﺴــﺔ ﻤــن ﻨﺎﺤ�ــﺔ اﻟﺸــكﻞ ‪،‬‬

‫وﻤﻊ ذﻟك ﻓﻘد ﻤزج اﻟﻤؤﻟﻒ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ �طر�ﻘﺔ ﻓﺠﺔ ﻟﻠﻐﺎ�ﺔ " )‪0(2‬‬ ‫‪F3‬‬

‫ج ‪� -1 :‬ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟﻨظر�ﺔ اﻟﻤﺼـﺎدر ﺴـﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸـﺘﻬﺎ ﻤـ ار اًر وﺘﻛـ ار اًر ﺴـواء ﻓـﻲ اﻟﻛﺘـﺎب اﻷوﻝ ﻤـن ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ " اﻗ أر واﻓﻬم – ﻤﻠﻒ ﻤﻔﺘوح " أو ﻤن ﺨﻼﻝ إﺠﺎ�ﺔ اﻟﺴؤاﻝ رﻗم ‪ 319‬ﻤن ﻫذا اﻟﻛﺘﺎب‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻗــﺎﻝ اﻟُﻨﱠﻘــﺎد أن ﻗﺼــﺔ اﻟطوﻓــﺎن ﻤﺴــﺘﻤدة ﻤــن ﻤﺼــدر�ن ﻫﻤــﺎ اﻟﻤﺼــدر اﻟﻴﻬــوي اﻟــذي ُكﺘــب‬

‫وﻗﺴـم‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺎﺸر ﻗﺒﻞ اﻟﻤ�ﻼد ‪ ،‬واﻟﻤﺼدر اﻟﻛﻬﻨوﺘﻲ اﻟـذي ُكﺘـب ﺴـﻨﺔ ‪ 450 – 500‬ق‪0‬م ‪ ،‬ﱠ‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن إﻟﻰ ﻗﺼﺘﻴن ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻬم ﻟم ﻴﺘﻔﻘوا ﻋﻠﻰ طر�ﻘﺔ اﻟﺘﻘﺴ�م ‪ ،‬ﻓﻤـﺎ ﻨﺴـ�ﻪ اﻟـ�ﻌض‬ ‫ﻫؤﻻء ُ‬

‫ﻟﻠﻤﺼدر اﻟﻴﻬوي ﻨﺴ�ﻪ آﺨرون ﻟﻠﻤﺼدر اﻟﻛﻬﻨوﺘﻲ ‪ ،‬وﻗد أوردﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻷوﻝ ﻤن ﻫذﻩ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ‬ ‫ﻤﺜﺎﻝ ﻟﻬذا اﻟﺘﻘﺴ�م ﺴﺠﻠﻪ " إﻟﻴوت ﻓر�دﻤﺎن " أﺴﺘﺎذ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺒر�ﺔ واﻷدب اﻟﻤﻘﺎرن ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ كﺎﻟ�ﻔورﻨ�ﺎ‬

‫‪ ،‬وﻟم ﻴذكر ﻓر�دﻤﺎن ﻤن ﻫو ﺼﺎﺤب ﻫـذا اﻟﺘﻘﺴـ�م ‪ ،‬وﻗـد أورد �ﻌـد ﺤدﻴﺜـﻪ أﺴـﻤﺎء ﺜﻼﺜـﺔ ﻤـن أر�ـﺎب‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪52‬‬ ‫ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪178‬‬

‫‪- 269 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪265‬‬


‫اﻟﻨﻘد اﻷﻋﻠﻰ ﻫم " ﻓﻴﺘر " و " ﺠﺎن اﺴﺘروك " و " إﻴﺨﻬورن " وﻟم ﻴـذكر ﻤـن ﻤـﻨﻬم ﺼـﺎﺤب اﻟﺘﻘﺴـ�م‬

‫‪ ،‬أم أن ﻫ ــذا اﻟﺘﻘﺴ ــم ﻗ ــﺎم � ــﻪ ﺸ ــﺨص آﺨ ــر ﻏﻴ ــر اﻟﺜﻼﺜ ــﺔ اﻟ ــذﻴن ذك ــرﻫم ‪ ،‬وﻟ ــم ﻴ ــذكر " ﻓر� ــدﻤﺎن "‬

‫اﻟﻤﻌــﺎﻴﻴر أو اﻟﻤﻘــﺎﻴ�س اﻟﺘــﻲ ﺒﻨــﻰ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻫــذا اﻟﺘﻘﺴــ�م ‪ ،‬أي ﻋﻠــﻰ أي ﺸـﺊ إﻋﺘﻤــد أن ﻫــذﻩ اﻟﻌ�ــﺎرة أو‬

‫ﻗﺴــم‬ ‫ﺘﻠــك ﻨﺎ�ﻌــﺔ ﻤــن اﻟﻤﺼــدر اﻟﻴﻬــوي أو اﻟﻛﻬﻨــوﺘﻲ ‪ٕ ،‬وان ﻗــﺎﻝ اﻟﻤﻌ�ــﺎر ﻫــو اﻟﺘﻛـرار ‪ ،‬ﻓﺈﻨــﻪ �ﻌــد أن ﱠ‬

‫اﻟﻘﺼــﺔ إﻟــﻰ ﻗﺼــﺘﻴن ﻟــم ﻴﺨﻠــص ﻤــن ﻫــذا اﻟﺘﻛ ـرار ‪ ،‬وﻨﺘﻴﺠــﺔ ﺘﻘﺴــ�م اﻟﻘﺼــﺔ إﻟــﻰ ﻗﺼــﺘﻴن أدى ﻫــذا‬

‫اﻟﺘﻘﺴ ــ�م إﻟ ــﻰ ﺨﻠ ــﻞ ﻓ ــﻲ ﺘركﻴ ــب ك ــﻞ ﻤ ــن اﻟﻘﺼ ــﺘﻴن وﺘﺴﻠﺴ ــﻞ اﻷﺤ ــداث ﺒﻬﻤ ــﺎ ‪ 00‬إﻟـ ـﺦ ‪ ،‬و�ﻤكﻨ ــك‬

‫�ﺎﺼد�ﻘﻲ اﻟرﺠوع إﻟﻰ اﻟﻤوﻀوع �ﺎﻟﺘﻔﺼـﻴﻞ ﻓـﻲ كﺘﺎﺒﻨـﺎ اﻷوﻝ ﻤـن ﻫـذﻩ اﻟﺴﻠﺴـﻠﺔ ص ‪159 – 152‬‬ ‫‪0‬‬

‫س‪ : 406‬ﻫﻞ كﺎن ﺴﺒب اﻟطوﻓﺎن ﻫـو ﺘﺠﺴـد �ﻌـض اﻟﻤﻼﺌكـﺔ ‪ ،‬وﺘـزاوﺠﻬم ﻤـن اﻟﻨﺴـﺎء ‪،‬‬

‫ٕواﻨﺠﺎب ﻨﺴﻞ ﺸر�ر ﻻ �ﻌرف اﻟﺼﻼة ؟‬

‫ج ‪ :‬ﺴﺒق اﻟﺘﻌرض إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻤوﻀﻊ ﻓﻲ إﺠﺎ�ﺔ اﻟﺴؤاﻝ رﻗم ‪ : 292‬ﻫـﻞ ﺴـﺒب اﻟطوﻓـﺎن ﻫـو ﺘـزاوج‬ ‫اﻟﻤﻼﺌكﺔ ﻤن اﻟﻨﺎس ؟ ﺤﻴث ﺘﻌرﻀﻨﺎ ﻟ�ﻌض اﻟﺠواﻨـب ﻤﺜـﻞ ﻤـﺎ ذكـرﻩ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـﻞ ﻋﻤـﺎ ﺠـﺎء ﻓـﻲ ﺴـﻔر‬

‫أﺨﻨوخ اﻟﻤﻨﺤوﻝ ﻋـن زواج اﻟﻤﻼﺌكﺔ �ﺎﻟﻨﺎس ‪ ،‬واﻟﻘوﻝ �ﺄن ﺘرﺘﻠ�ﺎن ﻗد أﺸﺎر ﻟﻬذا اﻷﻤر ‪ ،‬وأن رﺴﺎﻟﺔ‬

‫ﻴﻬوذا ﺤـوت إﺸـﺎرة ﻟﻬـذا اﻟﻤوﻀـوع ‪ ،‬وﻗﻠﻨـﺎ أﻨﻨـﺎ ﻻ ﻨﻌﺘـرف �ﺴـﻔر أﺨﻨـوخ ﻨظـ اًر ﻟﻤـﺎ ﺤـواﻩ ﻤـن أﺨطـﺎء‬ ‫وأﺴــﺎطﻴر ‪ ،‬وﻻ ﻨﻌﺘــرف �ﻌﺼــﻤﺔ إﻨﺴــﺎن إﻻﱠ ﻓــﻲ ﺤﺎﻟــﺔ ﺘﺴــﺠﻴﻠﻪ رﺴــﺎﻟﺔ اﻟــوﺤﻲ اﻹﻟﻬــﻲ ‪ ،‬وأن ﻴﻬــوذا‬ ‫اﻟرﺴوﻝ ﻟم �ﻘﻞ ﻋن ﻫؤﻻء اﻟﻤﻼﺌكـﺔ أن ﷲ أﻏـرﻗﻬم �ﺎﻟطوﻓـﺎن ‪ ،‬ﺒـﻞ ﻗـﺎﻝ أﻨـﻪ " ﺤﻔظﻬـم إﻟـﻰ دﻴﻨوﻨـﺔ‬

‫اﻟﻴوم اﻟﻌظ�م " ) �ﻪ ‪ ( 6‬أي إﻟﻰ ﻴوم اﻟدﻴﻨوﻨﺔ اﻟﻌظ�م ‪ ،‬وأن اﻟﻤﻼﺌكﺔ أرواح ﻻ ﺘﺘزاوج ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻘﺼـود‬ ‫�ﺄﺒﻨﺎء ﷲ ﻫم أﺒﻨﺎء ﺸﻴث ) راﺠﻊ ﻤدارس اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ 4‬س‪0( 292‬‬ ‫و�ﺴرﻨﺎ إﻀﺎﻓﺔ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﻟﻺﺠﺎ�ﺎت اﻟﺴﺎ�ﻘﺔ ‪:‬‬ ‫‪� -1‬ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث " أﺒﻨﺎء ﷲ ﻫم ﻨﺴﻞ ﺸﻴث ‪ ،‬و�ﻨﺎت اﻟﻨـﺎس ﻫـم ﻨﺴـﻞ‬ ‫ﻗﺎﻴﻴن ‪ ،‬وذﻟك أﻨﻪ �ﻌد ﻤﻘﺘﻞ ﻫﺎﺒﻴﻞ اﻟﺒ ـﺎر ‪ُ ،‬وﻟـِد ﻋوﻀﺎً ﻋﻨﻪ ﺸﻴث ‪ ،‬وﺸﻴث واﻟد أﻨوش " ﺤﻴﻨﺌـذ‬ ‫إﺒﺘـدئ أن ُﻴدﻋــــﻰ �ﺎﺴــم اﻟــرب " ) ﺘــك ‪ ( 26 : 4‬وورد ﻓـﻲ ﺴﻠﺴــﻠﺔ اﻷﻨﺴــﺎب " إﺒــن أﻨــوش ﺒــن‬ ‫ﺸﻴث ﺒن آدم إﺒن ﷲ " ) ﻟو ‪0( 38 : 3‬‬

‫‪- 270 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪266‬‬


‫أﺒﻨﺎء ﺸﻴث ُدﻋوا أﺒﻨـﺎء ﷲ ‪ ،‬ﻷﻨﻬـم اﻟﻨﺴـﻞ اﻟﻤﻘـﱠدس ‪ ،‬اﻟـذي ﻤﻨـﻪ �ـﺄﺘﻲ ﻨـوح ﺜـم إﺒـراﻫ�م ‪ ،‬ﺜـم‬ ‫داود ‪ ،‬ﺜـ ـم اﻟﻤﺴــ�ﺢ ‪ ،‬وﻓ�ــﻪ ﺘ�ﺎركــت كــﻞ ﻗ�ﺎﺌــﻞ اﻷرض ‪ ،‬وﻫــم اﻟﻤؤﻤﻨــون اﻟﻤﻨﺘﺴــﺒون إﻟــﻰ ﷲ ‪،‬‬ ‫اﻟذﻴن أﺨذوا ﺒركﺔ آدم ) ﺘك ‪ ( 28 : 1‬ﺜم ﺒركﺔ ﻨوح ) ﺘك ‪0( 1 : 9‬‬

‫وﺤﺴــﻨﺎً أن ﷲ دﻋــﺎ �ﻌــض اﻟ�ﺸــر أوﻻدﻩ ﻗﺒــﻞ اﻟطوﻓــﺎن ‪ 00‬أﻤــﺎ أوﻻد ﻗــﺎﻴﻴن – ﻓﻠــم ﻴﻨﺘﺴــﺒوا‬

‫إﻟﻰ ﷲ ‪ ،‬ﻷﻨﻬم أﺨذوا اﻟﻠﻌﻨﺔ اﻟﺘﻲ وﻗﻌت ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻴﻴن ) ﺘك ‪ ( 11 : 4‬وﺴﺎروا ﻓﻲ طر�ق اﻟﻔﺴﺎد‬

‫‪ ،‬ﻓدﻋوا أﺒﻨﺎء اﻟﻨﺎس ‪ ،‬وكﻠﻬم أﻏرﻗﻬم اﻟطوﻓﺎن " )‪0(1‬‬ ‫‪F4‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ ﻨ�ﺎﻓﺔ اﻟﻤﺘﻨـ�ﺢ اﻷﻨ�ـﺎ ﻏر�ﻐور�ـوس أﺴـﻘﻒ اﻟ�ﺤـث اﻟﻌﻠﻤـﻲ أن ﺒﻨـو ﷲ ﻫـم أﺒﻨـﺎء‬

‫ﺸﻴث اﻹﺒن اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻵدم واﻟـذي ﻤن ﻨﺴﻠﻪ ﺠﺎء اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ " إﺒن ﺸﻴث ﺒـن آدم إﺒـن ﷲ " )‬

‫ﻟــو ‪ ( 38 : 3‬وأوﻻد ﺸــﻴث ﻫــم أوﻻد ﷲ ‪ 00‬ﻗــﺎﻝ ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ " أﻨــﺘم أوﻻد ﻟﻠــرب إﻟﻬكــم ‪ 0‬ﻻ‬ ‫ﺘﺨﻤﺸـوا أﺠﺴــﺎﻤكم " ) ﺘــث ‪ ( 1 : 14‬وﻗــﺎﻝ اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ " طــو�ﻰ ﻟﺼــﺎﻨﻌﻲ اﻟﺴــﻼم‪ 0‬ﻷﻨﻬــم‬

‫أﺒﻨﺎء ﷲ ُﻴدﻋون " ) ﻤت ‪ ( 9 : 5‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺒﻨﺎت ﻗﺎﻴﻴن ﻫم ﺒﻨﺎت اﻟﻨﺎس ‪ ،‬و�ﺒـدو أن اﻟﺘـزاوج كـﺎن‬ ‫ﻴﺠــرى ﺒــﻴن رﺠــﺎﻝ وﻨﺴــﺎء ﻗﺒﻴﻠــﺔ ﺸــﻴث ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً ﺒــﻴن رﺠــﺎﻝ وﻨﺴــﺎء ﻗﺒﻴﻠــﺔ ﻗــﺎﻴﻴن ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻋﻨــدﻤﺎ‬

‫إﻨﺠذب أوﻻد ﺸﻴث إﻟﻰ ﺒﻨﺎت ﻗﺎﻴﻴن �ﺴﺒب ﺠﻤﺎﻟﻬن اﻟﺠﺴدي ‪ ،‬وﺘزاوج اﻟﺨﻴر ﻤﻊ اﻟﺸر ‪ ،‬ﻓطﻐﻰ‬

‫اﻟﺸر ﻓﻐﻀب ﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌـﺎﻟم وأ�ـﺎدﻩ �ﺎﻟطوﻓـﺎن ‪ 00‬ﻋﻨـد اﻟﺘـزاوج أﻨﺠﺒـوا اﻟﺠ�ـﺎﺒرة ) ﺘـك ‪( 4 : 6‬‬ ‫و�ﺎﻟﻌﺒر�ﺔ " ﻫﺎﺠﺒر�م " ‪ Ha – Gibreem‬وﻫﻲ ﻟﻔظﺔ ﺘطﻠق ﻋﻠﻰ اﻷ�طﺎﻝ اﻷﻗو�ﺎء اﻷﺸداء ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻤﺼ ــﺎرﻋﺔ واﻟﺤ ــروب وﻤ ــﻨﻬم ﻨﻤ ــرود اﻟ ــذي ك ــﺎن أوﻝ ﺠ� ــﺎر ﻓ ــﻲ اﻷرض ) ارﺠ ــﻊ ﻤﻘ ــﺎﻻت ﻓ ــﻲ‬

‫اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس )‪ (4‬ص ‪0( 57 – 54‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ اﻟﻘس ﻋﻴد ﺘﺎدرس " ﻟ�س اﻟﻤراد �ﻘوﻟﻪ ﺒﻨو ﷲ اﻟﻤﻼﺌكﺔ ‪ ،‬ﻓـﺈﻨﻬم ﻻ ﻴزوﺠـون وﻻ‬

‫ﻴﺘزوﺠــون ‪ ،‬ﺒــﻞ ﻴــراد ﺒﻬــم ﺒﻨــو اﻷﻗو�ــﺎء ﺒ ــدﻟﻴﻞ أن اﻟﻠﻔظــﺔ اﻟﻤﺘرﺠﻤــﺔ ﻫﻨــﺎ ﺒﻨــو ﷲ ﺘُرﺠﻤــت ﻓ ــﻲ‬ ‫اﻟﺴ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ﺒﻨو اﻷﻗو�ﺎء ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ ﺒﻨو اﻟﺴـﻼطﻴن ‪ ،‬وﻓـﻲ اﻟﻌر��ـﺔ ﺒﻨـو اﻷﺸـراف ‪ ،‬وﻫـم ﺒﻨـو‬

‫ﺸﻴث ‪ ،‬أﻤﺎ ﺒﻨﺎت اﻟﻨﺎس ﻓﻤن ﻨﺴﻞ ﻗﺎﻴﻴن " )‪0(1‬‬ ‫‪F5‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻊ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪18 ، 17‬‬ ‫ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻌﻬﺪﻳﻦ ﻁﺒﻌﺔ ‪1899‬ﻡ ﺹ ‪5‬‬

‫‪- 271 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪267‬‬


‫‪� -4‬ﻘوﻝ " ﻫﻴر�رت ووﻟﻴ " ‪� " 00‬ﻤﻴـﻞ أﻏﻠﺒ�ـﺔ اﻟﻤﻔكـر�ن إﻟـﻰ ﺘﻔﺴـﻴر ﺘﻌﺒﻴـر " أﺒﻨـﺎء ﷲ "‬

‫إﻟـﻰ أن ذﻟـك �ﻌﻨـﻲ ﻨﺴــﻞ ﺸـﻴث اﻟـورع ‪ ،‬ﻫـؤﻻء اﻟــذﻴن ﻋﻨـدﻤﺎ ﺘﻨﺎﺴـوا ﻤـﺎ كــﺎﻨوا ﻴؤﻤﻨـون �ـﻪ إﺘﺠﻬـوا‬

‫ﻟﻠزواج ﻤن ﻏﻴر اﻟﻤؤﻤﻨﺎت ﻤن ﺴﻼﻟﺔ ﻗﺎﻴﻴن ‪ ،‬ووﻟدت أﺠ�ﺎﻝ ﺴﺎرت ﻓﻲ طر�ق اﻟﺸر ﻤﻤـﺎ أﺤـزن‬ ‫ُ‬ ‫ﻗﻠــب ﷲ اﻟــذي ﺤكــم ﺒدﻴﻨوﻨــﺔ ﻫــذﻩ اﻷﺠ�ــﺎﻝ ‪ ،‬وكــﺎن ذﻟــك ﺴــﺒ�ﺎً ﻓــﻲ ﺠﻠــب اﻟطوﻓــﺎن اﻟــذي ﻤﺤــﺎ‬

‫اﻹﻨﺴـﺎن ﻤــن ﻋﻠــﻰ وﺠــﻪ اﻷرض ‪ 00‬إن أﺒﻴﻨــﺎ إﺒ ـراﻫ�م ﻴوﺼــﻲ ﺨﺎدﻤــﻪ �ــﺄﻻ ﻴ�ﺤــث ﻹﺒﻨــﻪ إﺴــﺤق‬ ‫ﻋن زوﺠﺔ ﻤن اﻟﻛﻨﻌﺎﻨ�ﺎت ) ﺘك ‪ ( 3 : 24‬كﻤﺎ ﻨـرى كﻴـﻒ أن زوﺠـﺎت ﻋ�ﺴـو كـن ﺴـﺒب ﻤـ اررة‬

‫ﻟرﻓﻘﺔ ) ﺘك ‪ 00 ( 35 : 26‬ﻨرى أ�ﻀﺎً ﻫروب �ﻌﻘوب �ﻌد ﺨداﻋـﻪ ﻷﺒ�ـﻪ إﺴـﺤق وذﻫﺎ�ـﻪ ﻟﺨﺎﻟـﻪ‬

‫ﻻ� ـﺎن ﺤﻴــث ﺘــزوج ﻤــن ﻟﻴﺌــﺔ وراﺤﻴــﻞ ﻗر��ﺎﺘــﻪ وﻟــم ﻴﺘــزوج ﻤــن أﺠﻨﺒ�ــﺎت ‪ 0‬ﻫﻨــﺎ ُﻴﺜــﺎر اﻟﺴ ـؤاﻝ ﻫــﻞ‬ ‫اﻟزواج ﻤن ﻏﻴر اﻟﻤؤﻤﻨﺎت ﻫو اﻷﻤر اﻟذي أﺤزن ﻗﻠب ﷲ ﻤﻤﺎ أﺜﺎر ﻏﻀ�ﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺴﺎن ؟‬

‫واﻷﻤـر اﻟـذي أﺜـﺎر اﻟﻛﺜﻴـر ﻤـن اﻟﺠـداﻝ أ�ﻀـﺎً ﻫـو إﺴـﺘﺨدام كﻠﻤـﺔ أﺒﻨـﺎء ) ‪ ( Sons‬كﺈﺸـﺎرة‬

‫ﻋﺎﻤــﺔ ﻟﻺﻨﺴــﺎن ‪ 0‬كﻤــﺎ ﺘﺠ ـد أ�ﻀ ـﺎً أن ﻨﻔــس كﻠﻤــﺔ " أﺒﻨــﺎء " ﺘﻌﻨــﻲ ﺒﻨــﻲ إﺴ ـراﺌﻴﻞ أو ﺸــﻌب ﷲ‬ ‫اﻟﻤﺨﺘﺎر ) ﺘث ‪ ( 6 : 32 ، 2 : 14‬كﻤﺎ ﻨرى أ�ﻀﺎً كﻴﻒ ﻴﺘطﻠﻊ ﻫوﺸﻊ اﻟﻨﺒﻲ إﻟﻰ اﻟﻴـوم اﻟـذي‬ ‫ﻴــدﻋﻰ ﻓ�ــﻪ ﺒﻨــو إﺴ ـراﺌﻴﻞ " �ﺄﺒﻨــﺎء ﷲ اﻟﺤــﻲ " كﻤــﺎ ﻨﺠــد آدم �ﺴــﻤﻰ " إﺒــن ﷲ " وذﻟــك ﻓــﻲ ﺒ�ــﺎن‬

‫أﻨﺴــﺎب اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ ) ﻟــو ‪ ، 38 : 3‬ﺘــك ‪ ( 5‬واﻟــذي �ﻘــدم ﻟﻨــﺎ ﻨﺴــب اﻹﻨﺴــﺎن ﻤــن آدم إﻟــﻰ‬

‫ﻨوح‪0‬‬

‫وﺤﻴــث أن آدم ﺨﻠــق ﻋﻠــﻰ ﺼــورة ﷲ ‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻓﻤــن اﻟﻤﺤﺘﻤــﻞ إﺴــﺘﺨدام ﺘﻌﺒﻴــر " أﺒﻨــﺎء ﷲ "‬

‫إﺸــﺎرة إﻟــﻰ ﻨﺴــﻞ ﺸــﻴث اﻟﺘﻘــﻲ ) ﺘــك ‪ٕ ( 7 ، 6 : 5‬واذا كــﺎن ﻫــذا ﺼــﺤ�ﺤﺎً ﻓــﺈن ﺘﻌﺒﻴــر " ﺒﻨــﺎت‬ ‫اﻟﻨﺎس " ﻴﻨطﺒق ﻓﻌﻼً ﻋﻠﻰ ﺴﻼﺴﻠﺔ ﻗﺎﻴﻴن اﻟذي ﺤﺎدوا ﻋن ﺤ�ﺎة اﻟورع واﻟﺘﻘوى ) ﺘك ‪– 17 : 4‬‬

‫‪ ( 24‬وﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬذا ﺴرى اﻟﺸر ﻓﻲ اﻷﺠ�ﺎﻝ اﻟﺘﻲ ُوﻟدت ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫذا اﻟﺘزاوج ﻤن ﺒﻨﺎت اﻟﻨﺎس‪0‬‬

‫وﻫكـ ـذا ﻨﺠ ـ ـد أن ﺤـ ـزن ﻗﻠــب ﷲ ﻟــ�س �ﺴــﺒب اﻟﻤﻼﺌكـ ـﺔ اﻟذﻴ ــن ﺴــﻘطوا ﻓﻘــط ‪ ،‬وﻟﻛﻨ ــﻪ ك ــﺎن‬

‫أ�ﻀﺎً �ﺴﺒب اﻟﺸـر اﻟذي ﺼﻨﻌـﻪ اﻹﻨﺴـﺎن " ورأى اﻟـرب أن ﺸر اﻹ ﻨﺴـﺎن ﻗـد كﺜـر ﻓـﻲ اﻷرض "‬

‫) ﺘـك ‪ ( 5 : 6‬وﻫﻨ ـﺎ ﻴﺜ ـﺎر ﺴـؤاﻝ ﻫـﺎم آﺨــر ‪ :‬ﻫــﻞ ك ـﺎن ﺒﻨ ـﺎت ﻗﺎﻴﻴ ـن ك ـن ﺸر�ـ ـرات ‪ ،‬وﻫ ـﻞ كــﺎن‬

‫‪- 272 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪268‬‬


‫كﻞ أﺒﻨﺎء ﺸﻴث ورﻋﻴن وأﺘﻘ�ﺎء ؟ " ‪( An Introduction to the Old Testament Pentateuch, P‬‬

‫) ‪0(1) 99‬‬ ‫‪F6‬‬

‫س‪ : 407‬ﻫﻞ ﺤدث اﻟطوﻓـﺎن ﺴﻨﺔ ‪ 1307‬ﻤن ﺨﻠق آدم ) �ﺤﺴـب اﻟـﻨص اﻟﺴـوﻤري (‬

‫؟ و�ﻤﺎ أن اﻟطوﻓﺎن ﺤدث ﻋﻨدﻤﺎ كﺎن ﻋﻤر ﻨـوح ‪ 600‬ﺴـﻨﺔ ‪ ،‬إذاً ﻨـوح ُوِﻟـد ﺴـﻨﺔ ‪707‬‬ ‫ﻤن ﺨﻠـق آدم ‪ ،‬و�ﻤـﺎ أن آدم ﻋـﺎش ‪ 930‬ﺴـﻨﺔ ‪ 00‬إذاً ﻨـوح ﻋﺎﺼـر آدم ﺨـﻼﻝ اﻟﻔﺘـرة‬ ‫ﻤن ‪ 707‬إﻟﻰ ‪ 930‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬أي ﻨﺤو ‪ 223‬ﺴﻨﺔ ‪ 00‬ﻓﻬﻞ ﻫذا ﺼﺤ�ﺢ ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻨﻔس اﻟﺴـؤاﻝ كـررﻩ اﻷﺴـﺘﺎذ ﻋـﻼء أﺒـو �كـر ﻓـﻲ أﺴـﺎﻟﻴب ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ‪ ،‬وأﺨـذ ﻴﺘﺴـﺎءﻝ ﻋـن‬ ‫اﻟزﻤن ﻤن ﺨﻠق آدم ﻟﻠطوﻓﺎن ‪ ،‬وﻤن ﺨﻠق آدم ﻟوﻻدة ﻨوح ‪ ،‬وﻤن ﻤوت آدم إﻟﻰ اﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬وﻤن‬ ‫ﻤــوت آدم ﻟــوﻻدة ﻨــوح ‪ ،‬و�ﻬــذا ﺼــﺎغ ﻤﻨــﻪ ﺨﻤﺴــﺔ أﺴــﺌﻠﺔ واﻟﻤﻌﻨــﻰ واﺤــد ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻷﺴــﺌﻠﺔ ‪، 505‬‬

‫‪ ) 511 ، 510 ، 509 ، 508‬راﺠﻊ اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬ص ‪0( 359 – 357‬‬

‫‪ -2‬ﺴﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻫذا اﻟﻤوﻀوع ﻓﻲ إﺠﺎ�ﺔ اﻟﺴؤاﻝ رﻗم ‪ 404‬ﻤن ﻫذا اﻟﻔﺼﻞ ‪ ،‬وﻨكرر أن‬

‫ﻤﺎ �ﻌﺘد �ﻪ ﻫو اﻟﺘﺎر�ﺦ �ﺤﺴب ﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﺘوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ﺔ اﻟﺘﻲ كﺘﺒﻬﺎ ﻤوﺴـﻰ ‪ ،‬وﺘﺤﺘﺴـب ﺘـﺎر�ﺦ‬

‫اﻟطوﻓــﺎن ﺴــﻨﺔ ‪ 1656‬وﻤــ�ﻼد ﻨــوح ﺴــﻨﺔ ‪ 1056‬ﻤــن طــرد آدم ﻤــن اﻟﻔــردوس ‪ ،‬وﺤﻴــث أن آدم‬

‫ﻋــﺎش ‪ 930‬ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬إذاً ﻤــﺎت آدم ﻗﺒــﻞ وﻻدة ﻨــوح �ﻤــدة ‪ 126 = 930 – 1056‬ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬ﻓﻨــوح ﻟــم‬ ‫�ﻌﺎﺼر آدم‪0‬‬

‫س‪ : 408‬كﻴــﻴ �ﻘــوﻝ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن " وكــﺎن ﻨــوح رﺠ ـﻼً �ــﺎ اًر " ) ﺘــك ‪ ( 9 : 6‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘدس �ﺄﻨﻪ " ﻟ�س �ﺎر وﻻ واﺤد " ) رو ‪ ( 10 : 3‬؟‬ ‫�ﺼرح اﻟﻛﺘﺎب‬ ‫ج ‪ :‬كﺎن ﻨوح �ﺎ اًر �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟﺠﻴﻠﻪ اﻟﺸر�ر ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ اﻟﻛﺘـﺎب " كﺎن ﻨوح رﺠـﻼً �ـﺎ اًر كـﺎﻤﻼً‬ ‫ﻓﻲ أﺠ�ﺎﻟﻪ ‪ 0‬وﺴﺎر ﻨوح ﻤﻊ ﷲ " ) ﺘـك ‪ " 00 ( 9 : 6‬وﻗـﺎﻝ اﻟـرب ﻟﻨـوح أدﺨـﻞ أﻨـت وﺠﻤ�ـﻊ‬

‫ﻟـدي ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﺠﻴـﻞ " ) ﺘـك ‪ ( 1 : 7‬ﻓواﻀـﺢ أن ﺒـر‬ ‫ﺒﻴﺘك إﻟﻰ اﻟﻔﻠك ‪ 0‬ﻷﻨﻲ إ�ﺎك رأﻴت �ـﺎ اًر ﱠ‬ ‫ﻨوح ﻫﻨﺎ ﺒر ﻨﺴﺒﻲ إﻟﻰ ﺠﻴﻠﻪ ‪ ،‬وﻟ�س ﺒ اًر كﻠﱠ�ﺎً ‪ ،‬و�ﻨﻔس اﻷﺴـﻠوب ﻨﺴـب اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس اﻟﻛﻤـﺎﻝ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺧﺼﻴﺼﺎ ً ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﺸﺮﻯ ﺟﺮﺟﺲ ﺧﻠﻴﻞ – ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺄﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻴﺔ ﻁﻨﻄﺎ‬

‫‪- 273 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪269‬‬


‫ﻷﻴـوب " وكﺎن ﻫذا اﻟرﺠﻞ كﺎﻤﻼً ﻤﺴـﺘﻘ�ﻤﺎً ﻴﺘﻘـﻲ ﷲ و�ﺤﻴـد ﻋـن اﻟﺸـر " ) أي ‪ ( 1 : 1‬وﻗـﺎﻝ‬ ‫اﻟﻛﺘﺎب أ�ﻀﺎً ﻋن زكر�ﺎ اﻟﻛﺎﻫن وزوﺠﺘﻪ " وكﺎن كﻼﻫﻤﺎ �ﺎر�ن أﻤﺎم ﷲ " ) ﻟو ‪0( 6 : 1‬‬ ‫أﻤ ــﺎ اﻟﻤﻘﺼ ــود �ﺎﻵ� ــﺔ اﻟﺜﺎﻨ� ــﺔ أﻨ ــﻪ ﻻ ﻴوﺠ ــد إﻨﺴ ــﺎن ﻗ ــط � ــﻼ ﺨط� ــﺔ ‪ ،‬وكﻤ ــﺎ ﻨﻘ ــوﻝ ﻓ ــﻲ‬

‫ﺼﻠواﺘﻨﺎ " إﻨﻪ ﻟ�س إﻨﺴﺎﻨﺎً �ﻼ ﺨط�ﺔ وﻟو كﺎﻨت ﺤ�ﺎﺘﻪ ﻴوﻤـﺎً واﺤـداً ﻋﻠـﻰ اﻷرض " ﻷن اﻹﻨﺴـﺎن‬ ‫ﻟم �كن ﻗد إرﺘﻛب ﺨط�ﺔ ﻓﻌﻠ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻪ ُوِﻟد �ﺎﻟﺨط�ﺔ اﻟﺠد�ﱠﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻨﺴﺎن ﻻ �ﻤكن أن �ظﻬر ﺒر�ﺌـﺎً‬ ‫أﻤﺎم اﻟﻌدﻝ اﻹﻟﻬﻲ ‪ ،‬وﻟﻛن �ﺎﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ �ﺴﺘط�ﻊ أن ﻴﺘﺒرر‪0‬‬

‫س‪ : 409‬كﻴﻴ �ﻘوﻝ اﻟﻛﺘﺎب " ﻨﻬﺎ�ـﺔ كـﻞ �ﺸـر ﻗـد أﺘـت أﻤـﺎﻤﻲ " ) ﺘـك ‪ ( 13 : 6‬ﺜـم‬

‫�ﺴﺘﺜﻨﻰ ﻨوح وأﺴرﺘﻪ ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻨﻬﺎ�ﺔ ؟ أﻟ�س ﻨوﺤﺎً ﻤن اﻟ�ﺸر ؟‬

‫ج ‪ :‬ﻤن اﻟﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴـﻪ أن ﺤـذف اﻟﻤﻌﻠوم ﺠﺎﺌز ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻘﺼود �كﻞ �ﺸر أي اﻟ�ﺸـر اﻷﺸـرار ‪0‬‬ ‫أﻤــﺎ ﻨــوح ﻓكــﺎن رﺠ ـﻼً �ــﺎ اًر ﻤﺴــﺘﻘ�ﻤﺎً �ﺸــﻬﺎدة اﻟــرب ﻟــﻪ ) ﺘــك ‪ ( 1 : 7 ، 9 : 6‬أم أن ﺼــﺎﺤب‬

‫اﻟﺴؤاﻝ ﻴر�د أن ﷲ ﻴﻬﻠك اﻟ�ﺎر ﻤﻊ اﻷﺜ�م ؟! وﻫذا ﻤﺎ إﺴﺘﻨكرﻩ إﺒراﻫ�م أب اﻵ�ﺎء " ﻓﺘﻘدم إﺒراﻫ�م‬

‫وﻗﺎﻝ ُأﺘﻬﻠك اﻟ�ﺎر ﻤﻊ اﻷﺜ�م ‪ 00‬ﺤﺎﺸﺎ ﻟك أن ﺘﻔﻌﻞ ﻤﺜﻞ ﻫذا اﻷﻤر أن ﺘﻤﻴت اﻟ�ﺎر ﻤـﻊ اﻷﺜـ�م‬ ‫ﻓ�كون اﻟ�ﺎر كﺎﻷﺜ�م ‪ 0‬ﺤﺎﺸﺎ " ) ﺘك ‪0( 25 – 23 : 18‬‬ ‫ـدت ﻓــﻲ ﺴــدوم ﺨﻤﺴــﻴن �ــﺎ اًر ﻓــﻲ‬ ‫ﻓﻤــﺎذا كــﺎن رد اﻟــرب ﻋﻠ�ــﻪ ؟ " ﻓﻘــﺎﻝ اﻟــرب إن وﺠـ ُ‬ ‫اﻟﻤدﻴﻨــﺔ ﻓــﺈﻨﻲ أﺼــﻔﺢ ﻋــن اﻟﻤكــﺎن كﻠــﻪ ﻤــن أﺠﻠﻬــم " ) ﺘــك ‪ ( 36 : 18‬وﺘﻨــﺎزﻝ ﷲ ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ‬ ‫وﺼﻞ إﺒراﻫ�م �ﺎﻟﻌدد إﻟﻰ ﻋﺸرة أﺒرار وواﻓﻘﻪ ﷲ ) ﺘك ‪0( 32 : 18‬‬

‫س‪ : 410‬كﻴﻴ �ﻘرر اﻟرب أن ﻋﻤر اﻹﻨﺴـﺎن ﻻ ﻴز�ـد ﻋـن ‪ 120‬ﺴـﻨﺔ " ﻓﻘـﺎﻝ اﻟـرب ﻻ‬

‫ﻴدﻴن روﺤﻲ ﻓﻲ اﻹﻨﺴـﺎن إﻟـﻰ اﻷﺒـد ‪ 0‬ﻟز�ﻐﺎﻨـﻪ ﻫـو �ﺸـر وﺘﻛـون أ�ﺎﻤـﻪ ﻤﺌـﺔ وﻋﺸـر�ن‬ ‫ﺴﻨﺔ " ) ﺘك ‪ٕ ( 3 : 6‬واذا كﺎن ﻫذا ﺼﺤ�ﺤﺎً ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎذا ﻋﺎش آدم ‪ 930‬ﺴـﻨﺔ ) ﺘـك ‪: 5‬‬

‫‪ ( 5‬وأﻨـــوش ‪ 950‬ﺴـــﻨﺔ ) ﺘـــك ‪ ( 11 : 5‬وﻨـــوح ‪ 950‬ﺴـــﻨﺔ ) ﺘـــك ‪ ( 29 : 9‬وﺘـــﺎرح‬ ‫‪ 205‬ﺴــﻨﺔ ) ﺘــك ‪ ( 32 : 11‬ورﻋـوا أﻛﺜـر ﻤــن ‪ 207‬ﺴــﻨﺔ ) ﺘــك ‪ ( 21 : 11‬وﺴــروح‬

‫أﻛﺜر ﻤن ‪ 200‬ﺴﻨﺔ ) ﺘك ‪ ( 23 : 11‬؟ ) ارﺠـﻊ ﻋـﻼء أﺒـو �كـر – اﻟﺒﻬر�ـز ﺠ ـ ‪ 1‬س‪108‬‬

‫(‪0‬‬ ‫‪- 274 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪270‬‬


‫ج ‪ -1 :‬ﻫذا اﻟﺘﺴﺎؤﻝ ﻻ ﻴﺨرج ﻋن أﻤر ﻤن ﺜﻼﺜﺔ أﻤور ‪ ،‬أوﻟﻬﻤﺎ ‪ :‬أن اﻟﺴﺎﺌﻞ ﻴﺠﻬﻞ أ ب ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ‪ ،‬وﺜﺎﻨﻴﻬﻤــﺎ ‪ :‬أن اﻟﺴــﺎﺌﻞ ﻻ �كﻠــﻒ ﻨﻔﺴــﻪ ﺘﺤــري اﻟدﻗــﺔ ‪ ،‬وﺜﺎﻟﺜﻬﻤــﺎ ‪ :‬أﻨــﻪ �ﻌﻠــم‬ ‫و�ﺘﺤــرى اﻟدﻗــﺔ وﻟﻛﻨــﻪ ﺴــﺊ اﻟﻨ�ــﺔ ‪ 00‬ﻟﻤــﺎذا ؟ ﻷن آدم وأﻨــوش ﻋﺎﺸــﺎ ﻗﺒــﻞ اﻟطوﻓــﺎن ‪ ،‬ﻓــﻼ ﻴﻨطﺒــق‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﺤكم اﻹﻟﻬﻲ اﻟذي ﺠﺎء �ﻌد اﻟطوﻓﺎن‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻋﻨدﻤﺎ أراد ﷲ ‪ ،‬إﻫﻼك اﻟﻌﺎﻟم �ﺴﺒب اﻟﺸر ‪ ،‬ﻟم ﻴﻬﻠك اﻟ�ﺸر ﺤﺎﻻً ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﺘـﺄﻨﻰ ﻋﻠـﻴﻬم‬ ‫‪ 120‬ﺴــﻨﺔ ﱠ‬ ‫ﻓﻌﻠﻬــم ﻴﺘو�ــون ‪ ،‬وﻟﻛ ـﻨﻬم ﻟــم ﻴﺘو� ـوا رﻏــم ﺘﺤــذﻴر ٕواﻨــذار وك ـ ارزة ﻨــوح اﻟ�ــﺎر‪ 0‬إذاً اﻟﻤــدة‬

‫اﻟ�ﺎﻗ�ﺔ ﻤﻨذ ﺘﻛﻠم ﷲ ﺒﻬذا وﺤﺘﻰ اﻟطوﻓﺎن ﻫﻲ ﻤـدة ‪ 120‬ﺴـﻨﺔ ‪ ،‬وﻗـﺎﻝ ﷲ " ﻻ ﻴـدﻴن روﺤـﻲ ﻓـﻲ‬ ‫اﻹﻨﺴــﺎن إﻟــﻰ اﻷﺒــد " أي أن ﷲ ﻗـ ﱠـرر أن �ﻤــﻨﺢ اﻹﻨﺴــﺎن ﻓرﺼــﺔ ﻟﻠﺘو�ــﺔ ‪ٕ ،‬واﻻﱠ ﻟــن ﻴ�ﻘــﻰ إﻨﺴــﺎن‬ ‫ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻷرض ‪ٕ ،‬واﻤﻬﺎﻝ ﷲ ﻟﻺﻨﺴﺎن واﻀﺢ ﻓﻲ ﻤواﻗﻒ أﺨرى ‪ ،‬ﻓﻘد أﻤﻬﻞ اﻷﻤور�ﻴن ‪400‬‬

‫ﺴــﻨﺔ ﻟﻛ�ﻤــﺎ ﻴﺘو�ـوا و�ــﺄﺘﻲ ﻋﻠــﻴﻬم اﻟﻘﺼــﺎص ) ﺘــك ‪ ( 16 ، 15 : 15‬وأﻤﻬــﻞ أﻫــﻞ ﻨﻴﻨــوى أر�ﻌــﻴن‬

‫ﻴوﻤﺎً ﻟﻛ�ﻤﺎ ﻴﺘو�وا ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً ﺤذر ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ﻗﺒﻞ ﺴـﺒﻲ أﺸـور ‪ ،‬وﺤـذر ﻤﻤﻠﻛـﺔ ﻴﻬـوذا ﻗﺒـﻞ ﺴـﺒﻲ‬ ‫�ﺎﺒﻞ ‪ ،‬وﻋﺒﱠر اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻋن طوﻝ أﻨﺎة ﷲ ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ " كﺎﻨت أﻨﺎة ﷲ ﺘﻨﺘظر ﻤرة ﻓﻲ أ�ﺎم‬

‫ﻨوح إذ كﺎن اﻟﻔﻠك ُﻴﺒﻨﻰ " ) ‪�1‬ط ‪ ( 20 : 3‬ﻓواﻀﺢ أن اﻟﻨص ﻻ �ﻘﺼد أن ﻋﻤر اﻹﻨﺴـﺎن ﻟـن‬ ‫ﻴﺘﻌدى ‪ 120‬ﻋﺎﻤﺎً ‪ ،‬وﻟﻛن �ﻘﺼد أن اﻟطوﻓﺎن ﺴ�ﺄﺘﻲ ﻟﻬﻼك اﻟ�ﺸر�ﺔ �ﻌد ‪ 120‬ﺴﻨﺔ ﻤﻨذ ﺤدﻴث‬

‫ﷲ ﻤﻊ ﻨوح وﺠﺎء ﻓﻲ داﺌرة اﻟﻤﻌﺎرف " ﻋﻨدﻤﺎ كﺎن ﻨوح إﺒن ‪ 480‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬أﻋﻠـن ﷲ ﻟـﻪ أن روﺤـﻪ‬

‫} ﻻ ﻴدﻴن ﻓﻲ اﻹﻨﺴﺎن إﻟﻰ اﻷﺒـد ﻟز�ﻐﺎﻨـﻪ { وأﻨـﻪ ﺴـ�ﻤﻬﻞ اﻟﻌـﺎﻟم ﻤﺎﺌـﺔ وﻋﺸـر�ن ﺴـﻨﺔ ‪ ،‬ﺴـﻴﻬﻠﻛﻪ‬ ‫�ﻌدﻫﺎ �ﺎﻟطوﻓﺎن " )‪0(1‬‬ ‫‪F7‬‬

‫‪ -3‬رﻏــم أن اﻟﻤﻘﺼــود ﻤــن اﻟــﻨص أن ﻤــدة إﻤﻬــﺎﻝ ﷲ ﻟﻺﻨﺴــﺎن ﻫــﻲ ﻤﺎﺌــﺔ وﻋﺸـر�ن ﺴــﻨﺔ ‪،‬‬ ‫وﻟﻛــن ﻴﺠــب أن ﻨﻼﺤــظ أ�ﻀـﺎً أن اﻟطوﻓـﺎن أﺘــﻰ ﻋﻠــﻰ ﻤظﻠــﺔ اﻟﺒﺨــﺎر اﻟﻛﺜ�ﻔــﺔ اﻟﺘــﻲ كﺎﻨـت ﺘﺤــ�ط‬ ‫�ــﺎﻟﻐﻼف اﻟﺠــوي ‪ ،‬ﻤﻤــﺎ أدى إﻟــﻰ ﻨﻔــﺎذ كــم أﻛﺒــر ﻤــن اﻷﺸــﻌﺔ اﻟﻀــﺎرة ‪ ،‬و�ﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﺘﻨــﺎﻗص ﻋﻤــر‬

‫اﻹﻨﺴﺎن‪0‬‬

‫‪ -4‬إن ﻗــﺎﻝ أﺤــد أن اﻟﻤــدة اﻟﺘــﻲ ﺘﻤﻬــﻞ ﻓﻴﻬــﺎ ﷲ ﻋﻠــﻰ اﻟ�ﺸـر�ﺔ ﻤﺌــﺔ ﺴــﻨﺔ ﻓﻘــط وﻟــ�س ‪120‬‬

‫ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬ﻷن ﷲ كﻠــم ﻨــوح وكــﺎن ﻋﻤـرﻩ ‪ 500‬ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬وﺠــﺎء اﻟطوﻓــﺎن ﻋﻨــدﻤﺎ ﺒﻠــﻎ ﻋﻤــر ﻨــوح ‪600‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 8‬ﺹ ‪99‬‬

‫‪- 275 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪271‬‬


‫ﺴﻨﺔ ‪ ،‬أي أن اﻟﻔﺎﺼﻞ ‪ 100‬ﺴﻨﺔ ﻓﻘـط‪ 0‬ﻨﻘـوﻝ ﻟﻤﺜـﻞ ﻫـذا أن ﻗـوﻝ اﻟـرب ﻟﻨـوح �ـﺄن أ�ـﺎم اﻹﻨﺴـﺎن‬

‫ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺘﻛون ‪ 120‬ﺴﻨﺔ ) ﺘـك ‪ ( 3 : 6‬ﺠـﺎء ﻗﺒـﻞ ذكـر ﻋﻤـر ﻨـوح ﺒﺨﻤﺴـﻤﺎﺌﺔ ﺴـﻨﺔ ) ﺘـك‬ ‫‪ ( 32 : 5‬وأن اﻟذي دﻋﻰ اﻟﻛﺎﺘـب إﻟـﻰ ذكـر ﻋﻤـر ﻨـوح أوﻻً ﻷﻨـﻪ ذكـر ﻓـﻲ اﻹﺼـﺤﺎح اﻟﺨـﺎﻤس‬ ‫ﻤواﻟﻴد آدم ‪ ،‬ﻓكﺎن ﻻﺒد أن ﻴﺨﺘم �ﻤواﻟﻴد ﻨوح‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﻤــﻼك ﺸــوﻗﻲ إﺴــكﺎروس " إذا إﻋﺘــرض أﺤــد أﻨــﻪ ُذكــر ﻓــﻲ ) ﺘــك ‪: 5‬‬

‫‪ ( 32‬أن ﻨوﺤـﺎً كــﺎن إﺒــن ‪ 500‬ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬ﺜــم ﺠــﺎء اﻟطوﻓــﺎن وﻋﻤـرﻩ ‪ 600‬ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬ﻓ�كــون اﻟﻔــرق ﻫــو‬ ‫‪ 100‬ﺴﻨﺔ وﻟ�س ‪ 120‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﻓﻨﺠﻴب أﻨﻪ ﻻ ر�ب أن ﻗوﻝ اﻟـرب ﻋـن اﻹﻨﺴـﺎن } وﺘﻛـون أ�ﺎﻤـﻪ‬

‫ﻤﺎﺌﺔ وﻋﺸر�ن ﺴﻨﺔ { كـﺎن ﻗﺒ ـﻞ أن ﻴﺒﻠ ـﻎ ﻋﻤـر ﻨـوح ‪ 500‬ﺴـﻨﺔ ‪ٕ ،‬وان كـﺎن ﻗﻴـﻞ ﻓـﻲ ) ﺘـك ‪: 5‬‬ ‫‪ " ( 32‬وكﺎن ﻨوح إﺒن ‪ 500‬ﺴﻨﺔ " ﻗﺒـﻞ أن �ﺤـدد اﻟـرب ﻋﻤـر اﻹﻨﺴـﺎن �ﻤﺎﺌـﺔ وﻋﺸـر�ن ﺴـﻨﺔ ‪،‬‬ ‫إﻻﱠ أﻨﻨﺎ ﻨﺠزم أن اﻟﻘوﻝ اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻗﻴﻞ ﻗﺒﻞ اﻷوﻝ ‪ ،‬ﻷن ) ﺘك ‪ُ ( 5‬ﺨﺼـص كﻠـﻪ ﻟﻠﻤواﻟﻴـد ‪ ،‬وكﺎﻨـت‬ ‫اﻟﻀــرورة ﺘﺤــﺘم أن ُﻴﺨــﺘم ﺒــذكر ﻨــوح وأوﻻدﻩ ‪ ،‬إﻻﱠ أن ﻤــﺎ ﻗﻴــﻞ ﻓــﻲ ) ﺘــك ‪ ( 3 : 6‬كــﺎن ﻗﺒــﻞ أن‬

‫ﻴﺒﻠﻎ ﻨوح اﻟـ ‪ 500‬ﺴﻨﺔ ﻤن ﻤ�ﻼدﻩ ‪ ،‬ﻟﻨرى اﻟﺤدﻴث ﻤن ﺘـك ‪ 1 : 6‬إﻟـﻰ ﺘـك ‪� 9 : 7‬ﻤﺜـﻞ ﺘـﺎر�ﺦ‬

‫ﻟﻤﺎﺌﺔ وﻋﺸر�ن ﺴﻨﺔ ‪ ،‬وكﻞ ﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ) ﺘك ‪ ( 32 : 5‬ﻤن أن ﻋﻤر ﻨوح كﺎن ‪ 500‬ﺴﻨﺔ ﺤﻴن‬

‫إﺒﺘدأ أن ﻴﻠد ﺒﻨﻴن " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -6‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻟ�س اﻟﻤﻘﺼود ﻫﻨﺎ ﻫو ﺘﺤدﻴد ﻋﻤر اﻹﻨﺴﺎن أﻻ‬

‫ﻴز�ــد ﻋــن ‪ 120‬ﻋــﺎم ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟــوﺤﻲ ﻫﻨــﺎ ﻴــﺘﻛﻠم ﻋــن اﻟﻔﺘـرة اﻟﺘــﻲ كﺎﻨــت ﻤﺘ�ﻘ�ــﺔ وﻗﺘﻬــﺎ ﺤﺘــﻰ �ــﺄﺘﻲ‬ ‫اﻟطوﻓــﺎن ﻋﻠــﻰ اﻷرض‪ 0‬أي أن ﷲ أﻋطــﻰ ﻤﻬﻠــﺔ ﻟﻠﺘو�ــﺔ ﻫــﻲ ‪ 120‬ﺴــﻨﺔ ) ﻤــن ﺴــﻨﺔ ‪ 480‬إﻟــﻰ‬

‫ﺴﻨﺔ ‪ 600‬ﻤن ﺤ�ﺎة ﻨـوح ( " ﺤﻴن كﺎﻨت أﻨﺎة ﷲ ﺘﻨﺘظر ﻤرة ﻓﻲ أ�ﺎم ﻨوح إذ كﺎن اﻟﻔﻠك ُﻴﺒﻨﻰ "‬ ‫) ‪�1‬ط ‪ ] " ( 20 : 3‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -7‬ﻘوﻝ أﺤد اﻷ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " ﻋﻤر اﻹﻨﺴﺎن ‪ 120‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﻫذا ﻫو‬

‫اﻟوﻀﻊ اﻟﻌﺎم ﻟﻠ�ﺸـر‪ 0‬أﻤـﺎ ﻨـوح واﻷﺠ�ـﺎﻝ اﻟﻘﻠﻴﻠـﺔ اﻟﺘـﻲ أﺘـت �ﻌـدﻩ ﻓﻌﻤـروا طـو�ﻼً ‪ ،‬ﺒﻬـدف ﺘﻌﻤﻴـر‬ ‫اﻷرض �ﺎﻟ�ﺸر �ﻌد اﻟطوﻓﺎن " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫ـﺎدة ﷲ ﻻ ﻴﻨﻔــذ وﻋﻴــدﻩ ﻓــﻲ ﻟﺤظــﺔ اﻟﻨطــق �ــﺎﻟﺤكم‬ ‫‪� -8‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ ﻴ ـؤاﻨس اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ " ﻋـ ً‬ ‫طﺎﻟﻤــﺎ ﻨﺤــن ﻫﻨــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻷرض ‪ٕ ،‬واﻨﻤــﺎ �ﻌطــﻲ ﻤﻬﻠــﺔ ﻟﻛــﻲ ﻴﺨــﺎف اﻹﻨﺴــﺎن و�ﺘــوب ‪ ،‬وﺤﻘــق ﻫــذا‬ ‫‪- 276 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪272‬‬


‫اﻟﺤكــم �ﻌــد اﻟطوﻓــﺎن ﺤﻴــث ﺒــدأ ﻋﻤــر اﻹﻨﺴــﺎن ﻴﺘﻨــﺎﻗص ﺸــﻴﺌﺎً ﻓﺸــﻴﺌﺎً " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ ﺴــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -9‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻴوﺴـﻴ ر�ـﺎض " وﺘﻛـون أ�ﺎﻤـﻪ ﻤﺌـﺔ وﻋﺸـر�ن ﺴـﻨﺔ ‪ 00‬ﻫـذﻩ ﻫـﻲ ﺨطـﺔ‬

‫ﷲ ﻓــﻲ اﻟﻤﺴــﺘﻘﺒﻞ ﻤــن ﻨﺤــو اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وكﻠﻤــﺔ " ﺘﻛــون " أي ﻓــﻲ اﻟﻤﺴــﺘﻘﺒﻞ ‪ ،‬و�ﻌــد ﺼــدور ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﺨطــﺔ أرﺴــﻞ ﷲ اﻟطوﻓــﺎن ﻓﺄﻫﻠــك كــﻞ اﻟ�ﺸــر ﻤﺎﻋــدا ﺜﻤﺎﻨ�ــﺔ أﻨﻔــس ‪ ،‬ﺜــم ﺘــم اﻟﺘﺼـر�ﺢ ﻟﻬــم �ﺄﻛــﻞ‬

‫اﻟﻠﺤم ﻓﺘﻨﺎﻗص ﻋﻤر اﻹﻨﺴﺎن �ﻌد ذﻟك ‪ ،‬واﻟرﻗم ‪ 120‬ﻻ ﻴؤﺨذ ﻋﻠﻰ ﺠزﺌﻴﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﻘـد كـﺎن ﻫـذا ﻫـو‬ ‫ﻤﺘوﺴط اﻷﻋﻤﺎر �ﻌد ذﻟك " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 411‬كﻴﻴ �ﺤزن ﷲ و�ﺘﺄﺴﻴ و�ﻨدم ؟‬ ‫" ﻓﺤزن اﻟرب أﻨﻪ ﻋﻤﻞ اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ اﻷرض وﺘﺄﺴﻴ ﻓـﻲ ﻗﻠ�ـﻪ " ) ﺘـك ‪00 ( 6 : 6‬‬

‫" ﻓﻨدم اﻟـرب ﻋﻠـﻰ اﻟﺸـر اﻟـذي ﻗـﺎﻝ إﻨـﻪ �ﻔﻌﻠـﻪ �ﺸـﻌ�ﻪ " ) ﺨـر ‪ " 00 ( 14 : 32‬واﻟـرب ﻨـدم‬

‫ﻷﻨﻪ ﻤﱠﻠك ﺸﺎوﻝ ﻋﻠﻰ إﺴراﺌﻴﻞ " ) ‪1‬ﺼـم ‪ ( 35 : 15‬و�ﻘـوﻝ دكﺘــور ﻤﺼـطﻔﻰ ﻤﺤﻤـود " وﷲ‬ ‫ﻨ ـراﻩ �ﻔﻌــﻞ اﻟﻔﻌــﻞ ﺜــم ﻴﻨــدم ﻋﻠ�ــﻪ ‪ ،‬و�ﺨﺘــﺎر رﺴــوﻟﻪ ﺜــم �كﺘﺸــﻒ أﻨــﻪ أﺨطــﺄ اﻹﺨﺘ�ــﺎر ‪ 0‬وكﺄﻨــﻪ ﻻ‬

‫ﻴدري ﻤن أﻤر ﻨﻔﺴﻪ ﺸﻴﺌﺎً ‪ ،‬وﻻ �ﻌرف ﻤﺎذا ﻴﺨﺒﺌﻪ اﻟﻐﻴب " )‪0(1‬‬ ‫‪F8‬‬

‫كﻤــﺎ �ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﻤﺼــطﻔﻰ ﻤﺤﻤــود " ورب ﻋﺠﻴــب ‪ 00‬ﻤــﺎ ﻴﻠﺒــث أن ﻴﻨــدم ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ‬

‫�ﻔﻌــﻞ ‪ 00‬واﻟــرب ﻓــﻲ ﺤﺎﻟــﺔ ﺨطــﺄ وﻨــدم �طــوﻝ اﻟﺘــوراة وﻋرﻀــﻬﺎ } و�ﺴـــط اﻟﻤـــﻼك ﻴـــدﻩ ﻋﻠـــﻰ‬

‫اﻟﻤﻬﻠـك اﻟﺸـﻌب كﻔـﻰ { ) ‪2‬ﺼـم ‪24‬‬ ‫أورﺸﻠ�م ﻟﻴﻬﻠﻛﻬﺎ ‪ 0‬وﻨدم اﻟرب ﻋﻠﻰ اﻟﺸر وﻗـﺎﻝ ﻟﻠﻤـﻼك ُ‬ ‫( كﻴﻒ ﻴﺨطﺊ اﻟرب و�ﻨدم ‪ ،‬ﻤﻊ أن اﻟﺘوراة ذاﺘﻬـﺎ ﺘﻘـوﻝ ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﻌـدد إﺼـﺤﺎح ‪ 23‬اﻵ�ـﺔ ‪19‬‬

‫} ﻟ�س ﷲ إﻨﺴﺎﻨﺎً ﻓ�كذب وﻻ إﺒن إﻨﺴﺎن ﻓﻴﻨدم { ‪00‬ﻫوذا ﺨﻠط ودﺸت ﻤن اﻟﻛﻼم ﺘﻛﺘ�ﻪ أﻗـﻼم‬ ‫وﻟ�س وﺤﱠ�ﺎً وﻻ ﺘﻨز�ﻼً ‪ 00‬واﻹﻋﺘراض �ﺄن كﻠﻤﺔ " ﷲ ﻴﻨدم " ﻫﻲ كﻠﻤﺔ ﻤﺠﺎز�ﺔ ﻤﺜﻞ كﻠﻤـﺔ " ﷲ‬

‫�ﻐﻀب " ﻫو إﻋﺘراض ﻏﻴر ﺴﻠ�م ‪ ،‬ﻷن اﻟﻨدم ﻤﻌﻨﺎﻩ اﻟرﺠوع ﻋـن اﻟﺨطـﺄ ‪ ،‬وﻻ �ﺼـﻠﺢ ﻤﺠـﺎ اًز وﻻ‬

‫ﻓﻌـﻼً أن ﻨﻘـوﻝ أن ﷲ ﻴﺨطـﺊ ‪ ،‬كﻤـﺎ ﻻ �ﺼـﺢ ﻤﺠـﺎ اًز أن ﻨﻘـوﻝ أن ﷲ �كـذب أو �ظﻠـم أو ﻴﺠﻬـﻞ‬ ‫‪ 00‬ﻫذﻩ كﻠﻤﺎت ﻻ �ﺼﺢ إطﻼﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﷲ وﻟو ﻤﺠﺎ اًز " )‪0(1‬‬ ‫‪F9‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪12‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪25 - 21‬‬

‫‪- 277 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪273‬‬


‫ﺼورﺘﻬﺎ اﻟﺘوراة ﻟ ﺼورة ﻤﻠﻴﺌـﺔ‬ ‫وأ�ﻀﺎً �ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود " اﻟﺼورة اﻟﺘﻲ ﱠ‬

‫�ﺎﻟﺘﺸو�ش واﻟﺘﻨﺎﻗض وﺴوء اﻟﻔﻬـم ‪ 00‬ﻓﻬـو ﻓـﻲ ﻤﻌظـم ﺼـﻔﺤﺎت اﻟﻛﺘـﺎب إﻟـﻪ ﻨـدﻤﺎن �ﻔﻌـﻞ اﻟﻔﻌـﻞ‬

‫ﺜم ﻤﺎ ﻴﻠﺒث أن ﻴـدرك أﻨـﻪ أﺨطـﺄ و�ﻨـدم ﻋﻠ�ـﻪ و�رﺠـﻊ ﻤﻨـﻪ ‪ 00‬وﻻ ﻴﻨﻔـﻊ اﻹﻋﺘـذار �ـﺄن كﻠﻤـﺔ ﻴﻨـدم‬

‫واردة �ﻤﻌﻨــﻰ �ﻐﻔــر ‪ 00‬وﻫــو إﻋﺘــذار أﻓﺤـش ﻤــن اﻟﺘﻬﻤــﺔ ‪ 00‬ﻓﻤﻌﻨــﺎﻩ أن اﻟﻨﺒــﻲ ﻻ �ﻌــرف أﺒﺠد�ــﺔ‬

‫اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻴﺨﺎطــب ﺒﻬــﺎ أﺘ�ﺎﻋــﻪ ‪ 00‬وﻤﻌﻨــﺎﻩ أن ﷲ ﻟــم �ﺤﻔــظ ﻟﺴــﺎﻨﻪ ﻤــن اﻟﺘﺨﻠــ�ط واﻟزﻟــﻞ ‪00‬‬

‫وﻤﻌﻨﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﻴن أن كﺘﺎب اﻟﺘوراة ﻟ�س كﺘﺎ�ﺎً ﻤﺤﻔوظﺎً ﻤن ﷲ ‪ٕ 00‬واﻨﻤﺎ ﻫو ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻋ�ﺎرات‬

‫أُﻟﻘﻴت ﻋﻠﻰ ﻋواﻫﻨﻬﺎ وﻗﻴﻠت ك�ﻔﻤﺎ إﺘﻔق �ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤن ﻀـﻼﻝ اﻟﻤﺨـﺎطر وﺴـﻘطﺎت اﻟﻠﺴـﺎن وﻋﺠـز‬ ‫اﻟﺘﻌﺒﻴــر ‪ 00‬واﻟﺘــوراة ذاﺘﻬــﺎ ﺘﻨﻔــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺼــﻔﺔ �ﻤــﺎ ﻓﻴﻬــﺎ ﻤــن ﺼــﻔﺤﺎت ﻤﻀــﻴﺌﺔ �ﺎﻟﻐــﺔ اﻟــذروة ﻓــﻲ‬ ‫ﻤﺤرﻓﺔ " )‪0(2‬‬ ‫ﺠﻤﺎﻝ اﻟﺘﻌﺒﻴر وﺤﻼوة اﻟﻠﻐﺔ واﻟﺘﻔﺴﻴر اﻟﻤﻘﺒوﻝ ‪ 0‬إﻨﻬﺎ ﺴطور دﺨﻴﻠﺔ وﻋ�ﺎرات ﱠ‬ ‫‪F10‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﷲ ﻤﻨـ ﱠـزﻩ ﻋــن اﻟﺤــزن واﻷﺴــﻰ واﻟﻨــدم ‪ ،‬ﻷن كــﻞ ﺸــﺊ ﻤكﺸــوف أﻤﺎﻤــﻪ ‪ ،‬وﻫــو اﻟﻘــوي‬

‫ﺘﻐﻴﻴــر وﻻ‬ ‫اﻟﻘــﺎدر ﻋﻠــﻰ كــﻞ ﺸــﺊ ‪ ،‬وﻀــﺎ�ط كــﻞ ﺸــﺊ ‪ 00‬ﻓﻌــﻶم ﻴﻨــدم ؟!! إن ﷲ " ﻟــ�س ﻋﻨــدﻩ ّ‬ ‫ظﻞ دوران " ) �ـﻊ ‪ " 00 ( 17 : 1‬ﻨﺼ�ﺢ إﺴراﺌﻴﻞ ﻻ �كذب وﻻ ﻴﻨدم ﻷﻨﻪ ﻟـ�س إﻨﺴـﺎﻨﺎً ﻟﻴﻨـدم‬

‫" ) ‪ 1‬ﺼم ‪ ( 29 : 15‬وﻗﺎﻝ ﷲ " ﻷﻨـﻲ أﻨـﺎ ﷲ وﻟـ�س آﺨـر ‪ 0‬اﻹﻟـﻪ وﻟـ�س ﻤﺜﻠـﻲ ‪ 00‬رأﻴـﻲ‬

‫�ﻘوم وأﻓﻌﻞ كﻞ ﻤﺴرﺘﻲ " ) أش ‪ " 00 ( 10 ، 9 : 46‬ﻷﻨــﻲ أﻨﺎ اﻟـرب ﻻ أﺘﻐﱠﻴـر " ) ﻤـﻼ ‪: 3‬‬ ‫‪0( 6‬‬ ‫‪ -2‬ﷲ ﻻ ﻴﺘﻐﱠﻴــر ‪ ،‬وﻟﻛــن ﺘﺘﻐﱠﻴــر ﻤﻌﺎﻤﻠﺘــﻪ ﻟﻺﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ط�ﻘ ـﺎً ﻟﺘﻐﱡﻴــر ﻤوﻗــﻒ اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﻓــﺈذا‬

‫إﻨﺘﻘﻞ اﻹﻨﺴﺎن ﻤن اﻟﺸر إﻟﻰ اﻟﺼﻼح إﺴﺘﺤق اﻟرﺤﻤﺔ اﻹﻟﻬ�ﺔ ‪ ،‬واﻟﻌكس إذا إﻨﺘﻘﻞ ﻤن اﻟﺼﻼح‬

‫إﻟﻰ اﻟﺸـر ‪ ،‬ﻓ�ﺤـق ﻋﻠ�ـﻪ اﻟﻌﻘـﺎب اﻹﻟﻬـﻲ ‪ ،‬وﻫـذا ﻴﺘﻤﺸـﻰ ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻤـﻊ اﻟﻌـدﻝ اﻹﻟﻬـﻲ ﻷن ﷲ ﻟـ�س‬

‫�ظﺎﻟم ‪ ،‬ﻓﻤﻌﻨﻰ ﻨدم ﷲ ﻫو أن ﷲ ﻏﻴﱠر ﻗﻀﺎءﻩ‪0‬‬

‫‪ -3‬اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻫو رﺴﺎﻟﺔ ﷲ ﻟﻠ�ﺸر�ﺔ ‪� ،‬ﺴﺘﻌﻤﻞ اﻟﻠﻐﺔ اﻟ�ﺸر�ﺔ اﻟﺘـﻲ ﻴـدركﻬﺎ اﻹﻨﺴـﺎن‬

‫ﻟﻠﺘﻌﺒﻴــر ﻋــن اﻷﺤــداث اﻹﻟﻬ�ــﺔ ‪ٕ ،‬واﺴــﺘﺨدام اﻟﺼــﻔﺎت اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ ﻓــﻲ وﺼــﻒ ﷲ �ﻌــرف �ﻤــﻨﻬﺞ "‬

‫أﻨﺜرو�وﻤ ــورﻓﻴزم " ‪ Anthropomorphism‬أي ﺘﺸ ــﺒ�ﻪ ﷲ �ﺎﻹﻨﺴ ــﺎن ﺒﻬ ــدف وﺼ ــوﻝ اﻟﻤﻌ ــﺎﻨﻲ‬

‫اﻹﻟﻬ�ﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎن ) راﺠﻊ ﺠرﺠس إﺒراﻫ�م ﺼﺎﻟﺢ – اﻟرد ﻋﻠﻰ كﺘﺎب اﻟﺘﻨﺎﻗض ﻓﻲ ﺘوار�ﺦ وأﺤداث‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪46 - 43‬‬

‫‪- 278 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪274‬‬


‫اﻟﺘ ــوراة ص ‪ ( 45 ، 44‬ﻓ ــﺎﻟوﺤﻲ اﻹﻟﻬـ ـ ـﻲ إﺴ ــﺘﺨدم ﺘﻠ ــك اﻟﺘﻌ ــﺎﺒﻴر اﻟ�ﺸـ ـر�ﺔ " ﻓﺤـــزن اﻟـــرب ‪00‬‬

‫وﺘﺄﺴﻴ ﻓﻲ ﻗﻠ�ﻪ " ﻟ�ﻌﺒر ﻋن ﺤﺠم اﻟﻛﺎرﺜﺔ ‪ ،‬ﻓ�ﻌد أن ﺴر ﷲ ﺒﺨﻠق اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬وﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ أن "‬

‫ﺤﺴن ﺠداً " ) ﺘك ‪ ( 31 : 1‬ﻋﺎد وﺤزن ﻷن ﻫذا اﻹﻨﺴﺎن ﻤوﻀﻊ ﺴرور ﷲ ﻗد ﻫوى ﻓـﻲ ﺒﺌـر‬ ‫اﻟﺨط�ﺔ واﻟﺸر ‪ 00‬إﻨﻪ ﺘﻌﺒﻴر �ﺸري �ﺤﻤﻞ ﻤﻌﻨﻰ ﻤدى ﻨﻔور ﷲ ﻤـن اﻟﺸـر ﻤـن ﺠﺎﻨـب ‪ ،‬وﻤـدى‬

‫ﺸــﻔﻘﺔ ﷲ ﻋﻠــﻰ اﻹﻨﺴــﺎن اﻟــذي ﺴــﻘط وﺤـ ﱠـﻞ �ــﻪ اﻟﻌﻘــﺎب اﻹﻟﻬــﻲ ﻤــن ﺠﺎﻨــب آﺨــر ‪ 00‬إن ﺘﻌﺒﻴــر "‬ ‫ﺤــزن ﷲ ‪ 00‬وﺘﺄﺴــﻴ ﻓــﻲ ﻗﻠ�ــﻪ " �ﻌﺒــر ﻋــن ﻤــدى ﻤﺤ�ــﺔ ﷲ ﻟﻺﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وﺘﻌﺒﻴــر " ﻨــدم ﷲ "‬

‫�ﺤﻤــﻞ ﻤﻌﻨــﻰ اﻟﺸــﻔﻘﺔ اﻹﻟﻬ�ــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ آﻝ إﻟ�ــﻪ ﺤــﺎﻝ اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻗــﺎﻝ اﻟﻤزﻤــور ﻋــن ﷲ "‬

‫ﻓﻨظــر إﻟــﻰ ﻀــ�ﻘﻬم إذ ﺴــﻤﻊ ﺼـراﺨﻬم ‪ 0‬وذكــر ﻟﻬــم ﻋﻬــدﻩ وﻨــدم ﺤﺴــب كﺜــرة رﺤﻤﺘــﻪ " ) ﻤــز‬

‫‪ ( 45 ، 44 : 106‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﻴﺨطﺊ اﻹﺒن و�ﻌﺎﻗ�ﻪ اﻷب ‪ ،‬ﻟﻛ�ﻤﺎ ﻴردﻩ إﻟﻰ ﺠﺎدة اﻟﺼواب ‪ 0‬كـم‬

‫�كــون اﻷب ﻤﺘﺄﻟﻤ ـﺎً وﻨﺎدﻤ ـﺎً ﻟﻤــﺎ أﺼــﺎب إﺒﻨــﻪ ﻤــن اﻟﻌﻘــﺎب ؟! وﻫكــذا �ﻌﺎﻗــب ﷲ اﻹﻨﺴــﺎن و�ﺘــﺄﻟم‬

‫ﻷﻟﻤﻪ ‪ٕ ،‬وان كﺎن اﻟﻨدم ﻴﻨﺸﺄ ﻟدى اﻹﻨﺴﺎن �ﺴﺒب ﺤدوث ﺸﺊ ﻻ ﻴﺘوﻗﻌﻪ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻤﻔﻬوم اﻟﻨدم ﻟدى‬ ‫ﷲ أﻨﻪ ﻏﻴﱠر ﻗﻀﺎءﻩ �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﻓﻤﺤب اﻟ�ﺸر ﻴﻬﻠك اﻟ�ﺸر !! ‪0‬‬

‫‪ -4‬إن كﺎن اﻟدكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود واﻷﺴﺘﺎذ ﻋﻼء أﺒو �كـر وﻏﻴرﻫﻤـﺎ �ﺴـﺘﻨكرون ﺨﻠـﻊ‬

‫اﻟﺼﻔﺎت واﻟﻤﺸـﺎﻋر اﻟ�ﺸـر�ﺔ ﻋﻠـﻰ ﷲ ‪ ،‬ﻓكﻴـﻒ �ﻘﺒﻠـون ﻤـﺎ ﻴﻨﺴـ�ﻪ اﻟﻘـرآن ﻟ ﻓـﻲ ﻗوﻟـﻪ " �ـﺎ ﺤﺴـرة‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻌ�ﺎد ﻤﺎ �ﺄﺘﻴﻬم رﺴـوﻝ إﻻﱠ كـﺎﻨوا �ﺴـﺘﻬزءون " ) �ـس ‪ ( 30 : 36‬ﻤـﻊ أن اﻟﺤﺴـرة أﺼـﻌب‬

‫ﻤن اﻟﻨدم ؟! وكﻴﻒ �ﻘﺒﻠون ﻗوﻝ اﻟﻘرآن ﻋـن ﷲ " وﻤكـروا وﻤكـر ﷲ وﷲ ﺨﻴـر اﻟﻤـﺎﻛر�ن " ) آﻝ‬

‫ﻋﻤراﻩ ‪ ( 54 : 3‬؟! ‪ 00‬وكﻴﻒ �ﻘﺒﻠون ﻤﺎ ﻨﺴـ�ﻪ اﻟﻘـرآن ﻟ " إن كﻴـدي ﻤﺘـﻴن " ) اﻷﻋـراف ‪: 7‬‬

‫‪ ( 183‬؟! ‪ 00‬وكﻴﻒ �ﻘﺒﻠون دﻋوة ﷲ �ﺎﻟﻀﺎر ؟! ‪ 00‬وﻗﺎﻝ اﻹﻤﺎم ﻓﺨر اﻟدﻴن اﻟرازي " ﺠﻤ�ـﻊ‬ ‫اﻷﻋراض اﻟﻨﻔﺴﺎﻨ�ﺔ ‪ ،‬أﻋﻨﻲ اﻟرﺤﻤﺔ واﻟﻔرح واﻟﺴرور واﻟﻐﻀب واﻟﺤ�ﺎء واﻟﻤكر واﻹﺴﺘﻬزاء ‪ ،‬ﻟﻬـﺎ‬ ‫أواﺌﻞ وﻟﻬﺎ ﻏﺎ�ﺎت ‪ ،‬ﻤﺜﺎﻟﻪ اﻟﻐﻀب ‪ ،‬ﻓﺈن أوﻟﻪ ﻏﻠ�ﺎن دم اﻟﻘﻠب ‪ ،‬وﻏﺎﻴﺘﻪ إرادة إ�ﺼـﺎﻝ اﻟﻀـرب‬

‫إﻟـﻰ اﻟﻤﻐﻀـوب ) ﻋﻠ�ـﻪ ( ﻓﻠﻔــظ اﻟﻐﻀـب ﻓـﻲ ﺤــق ﷲ ﻻ �ﺤﻤـﻞ ﻋﻠـﻰ أدﻟــﺔ اﻟـذي ﻫ ـو ﻏﻠ�ــﺎن دم‬

‫اﻟﻘﻠب ‪ ،‬ﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻏرﻀﻪ ﻫو إرادة اﻷﻀرار ‪ 0‬وكذﻟك اﻟﺤ�ﺎء ﻟﻪ أوﻝ وﻫـو إﻨكﺴـﺎر �ﺤﺼـﻞ ﻓـﻲ‬

‫اﻟــﻨﻔس ‪ ،‬وﻟــﻪ ﻏــرض وﻫــو ﺘــرك اﻟﻔﻌــﻞ ‪ ،‬ﻓﻠﻔــظ اﻟﺤ�ــﺎء ﻓــﻲ ﺤــق ﷲ �ﺤﻤــﻞ ﻋﻠــﻰ ﺘــرك اﻟﻔﻌــﻞ ﻻ‬

‫ﻋﻠﻰ إﻨكﺴﺎر اﻟﻨﻔس "‪0‬‬

‫‪- 279 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪275‬‬


‫وﻗﺎﻝ اﻟﺸﻴﺦ ﻤﺤﻴﻲ اﻟدﻴن إﺒن اﻟﻌر�ﻲ ﻓﻲ اﻟ�ﺎب اﻟﺜﺎﻟث ﻤن اﻟﻔﺘوﺤﺎت " ﺠﻤ�ﻊ ﻤـﺎ وﺼـﻒ‬

‫اﻟﺤق ﺘﻌﺎﻟﻰ �ﻪ ﻨﻔﺴﻪ ﻤن ﺨﻠق ٕواﺤ�ﺎء ٕواﻤﺎﺘﺔ وﻤﻨﻊ وﻋطﺎء وﻤكر ٕواﺴﺘﻬزاء وكﻴد وﻓرح وﻏﻀب‬ ‫ورﻀﺎ وﻀﺤك وﺘ�ﺸ�ش وﻗدم و�د و�دﻴن وأﻴد وﻋﻴن واﻋﻴن ‪ ،‬وﻏﻴر ذﻟك كﻠﻪ ﻨﻌت ﺼﺤ�ﺢ ﻟر�ﻨﺎ‬ ‫‪ ،‬وﻟﻛن ﻋﻠﻰ ﺤد ﻤﺎ ﺘﻘﺒﻠﻪ ذاﺘﻪ ‪ ،‬وﻤﺎ ﻴﻠﻴق ﺒﺠﻼﻟﻪ"‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ " أ‪ 0‬ف‪ 0‬ك�ﻔن " ‪ " 00‬ﻤن اﻟﻤ ﱠ‬ ‫ﺴﻠم �ﻪ أن اﻟﺘﺤدث ﻋن ﺤزن ﷲ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻫو ﻓﻲ‬ ‫ُ‬ ‫اﻟواﻗــﻊ ﺘﻌﺒﻴــر �ﺸــري ‪ ،‬إﻻﱠ أن ﻫــذﻩ اﻟﻛﻠﻤــﺎت ﻻ ﺘﺨﻠــو ﻤــن اﻹﺸــﺎرة إﻟــﻰ ﻏﻀــب ﷲ ﻓﻌ ـﻼً‪ 0‬إن‬

‫اﻟﻤﻌَﻠـن ﻟﻨـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻛﺘـﺎب �ﻤكـن أن �ﺸـﻌر‬ ‫اﻟ�ﺤث اﻟﺨﺎص �ﺤكﻤﺔ ﷲ ﻫو أﻤر ﻏﺎﻤض ‪ ،‬ﻟﻛن ﷲ ُ‬ ‫�ــﺎﻟﺤزن ‪ ،‬و�ﺘﺄﺴــﻒ ‪ ،‬وﻫــو ﻴﺘــﺄﺜر ﻨﺘﻴﺠــﺔ ﻟﺴــﻠوك اﻟ�ﺸــر ‪ ،‬وﻤــﻊ ذﻟــك ﻓﻤﺠــﺎﻝ ﺘﺼـ ﱡـور اﻹﻟــﻪ اﻟﻌـ ِ‬ ‫ـﺎﻟم‬

‫�كﻞ ﺸﺊ ﻴﻨدم ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ أﺘﺎﻩ ‪ 0‬إن ﻨدم ﷲ ﻟ�س ﺘﻐﻴﻴ اًر ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺼد ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻪ ﺘﻐﻴﻴر ﻓﻲ اﻟﻔكـر ‪،‬‬ ‫إذاً ﻓكﻠﻤﺔ اﻟﻨدم ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟ�ﺸر ﺘﻌﻨﻲ ﻫذا اﻟﺘﻐﻴﻴر ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﷲ ﻻ �ﻐﻴر ﻓكرﻩ ﻗـط ‪ ،‬ﻓﻔكـرﻩ ﺜﺎﺒـت‬

‫ﻤن ﺠﻬـﺔ اﻟﻤﺤ�ـﺔ واﻟﻘداﺴـﺔ ‪ ،‬ﻟﻛـن ﻤﺘـﻰ ﺘﻐﱠﻴـر اﻹﻨﺴـﺎن ﻓـﻲ ﺘﺼـرﻓﻪ ‪ ،‬ﺘﻐﱠﻴـر ﷲ ﻓـﻲ ﻤوﻗﻔـﻪ ‪ 0‬إن‬

‫ﻫذا اﻟﺘﻌﺒﻴر " ﻓﺤزن اﻟرب " ﻫو ﻤﺠـرد ﺘﻌﺒﻴـر ﺒﻠﻐـﺔ اﻟ�ﺸـر ﻴﺒـﻴن أن ﻤوﻗـﻒ ﷲ �ﺎﻟﻨﺴـ�ﺔ ﻟﻺﻨﺴـﺎن‬ ‫اﻟﻤﺨطﺊ ﻻﺒد أن ﻴﺨﺘﻠﻒ ﻋن ﻤوﻗﻔﻪ �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎن اﻟﻤط�ﻊ " )‪0(1‬‬ ‫‪F1‬‬

‫‪� -6‬ﻘــوﻝ " ج‪0‬س‪ 0‬كوﻨﻴــﻞ "‪" 00‬ﻫــذا ﺘﻌﺒﻴــر �ﺸــري ﻟﺘﻘر�ــب طــرق ﷲ ﻏﻴــر اﻟﻤﺤــددة ﻟﻌﻘــوﻝ‬

‫اﻟ�ﺸر اﻟﻤﺤددة‪ 0‬ﻓﺎﻟ ﻻ ﻴﻨدم كﻤﺎ ﻴـﻨدم اﻟﻨﺎس ‪ ،‬كﻤن أﺨطﺄ أو وﻫـن ﻋـن ﺘﻨﻔﻴـذ ﻤﻘﺎﺼـدﻩ ‪ ،‬ﻓـﺎﻟ‬

‫�ﻐﻴــر ﻤﺠر�ــﺎت اﻷﻤــور اﻟﺘــﻲ أﻋﻠﻨﻬــﺎ ﻤﻘــدﻤﺎً وﻻ �ﻐﻴــر ﻤﻘﺎﺼــدﻩ اﻷزﻟ�ــﺔ ﻓــﺈن ﺼــﻠوات‬ ‫" ﻴﻨــدم " أي ّ‬ ‫ﺸﻌ�ﻪ أو ﺘﻐﻴﻴرﻫم ﻟﺴﻠوكﻬم �ﻐﻴران اﻟظروف اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻨطق �ﺤكﻤﻪ ذﻟك " )‪0(2‬‬ ‫‪F12‬‬

‫‪� -7‬ﻘــوﻝ ﻨ�ﺎﻓــﺔ اﻟﻤﺘﻨــ�ﺢ اﻷﻨ�ــﺎ ﻏر�ﻐور�ــوس " إن ﷲ ﻻ ﻴﻨــدم كﻤــﺎ ﻴﻨــدم اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﻓــﺈن‬ ‫اﻟﻨدم ﻓﻲ اﻹﻨﺴﺎن ) ﻴرﺠﻊ ( إﻟﻰ ﺠﻬﻞ اﻹﻨﺴﺎن وﻗﺼور ﻋﻠﻤﻪ ‪ ،‬ﻓﻴﻨدم ﻷﻨﻪ ﻟم ِ‬ ‫ﺘﺄت اﻟﻨﺘـﺎﺌﺞ كﻤـﺎ‬ ‫كﺎن ﻴﺘوﻗﻌﻬﺎ ‪ ،‬أو كﻤﺎ كﺎﻨت ﻓـﻲ ﺤﺴـ�ﺎﻨﻪ ‪ ،‬وﻟـ�س ﷲ كﺎﻹﻨﺴـﺎن ﻓـﻲ ذﻟـك ‪ ،‬ﻓﺈﻨـﻪ كﻘـوﻝ اﻟﻛﺘـﺎب‬

‫اﻟﻤﻘــدس ) ﻤﻌﻠوﻤـــﺔ ﻋﻨـــد اﻟـــرب ﻤﻨـــذ اﻷزﻝ ﺠﻤ�ـــﻊ أﻋﻤﺎﻟـــﻪ ( ) أع ‪ 00 ( 18 : 15‬إن ﷲ ﻻ‬ ‫ﻴﻨﻔﻌﻞ �ﺎﻟﻨدم كﻤﺎ ﻴﻨﻔﻌﻞ اﻹﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﻷن اﻹﻨﻔﻌﺎﻝ ﻀﻌﻒ ‪ 0‬أﻤﺎ ﷲ ﻓﻬو ) اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ كـﻞ ﺸـﺊ‬

‫( ) ﺘــك ‪ٕ 00 ( 3 : 48‬واذاً ﻓــﺎﻟ ﺘﻌــﺎﻟﻰ ﻻ ﻴﻨــدم كﻤــﺎ ﻴﻨــدم اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﻷن اﻟﻨــدم ﻓــﻲ اﻹﻨﺴــﺎن‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪159‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪266‬‬

‫‪- 280 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪276‬‬


‫دﻟﻴﻞ ﺠﻬﻠﻪ وﻋدم ﻋﻠﻤﻪ ‪ ،‬ودﻟﻴﻞ ﻀﻌﻔﻪ ‪ 0‬أﻤﺎ ﷲ ﻓﻬـو ﻴﺠـﻞ ﻋـن اﻟﺠﻬـﻞ و�ﺠـﻞ ﻋـن اﻟﻀـﻌﻒ‪0‬‬

‫إذاً ﻟﻤﺎذا ﻴﻨﺴب اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻓﻲ �ﻌض اﻟﻤواﻀﻊ اﻟﻨدم إﻟﻰ ﷲ ؟‬

‫ﻻﺒــد أن ﻨــذكر إﻨــﻪ ﻟﻤــﺎ كــﺎن اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻫــو رﺴــﺎﻟﺔ ﷲ إﻟــﻰ اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﻓكــﺎن ﻻﺒــد أن‬ ‫�ﺴ ــﺘﻌﻤﻞ ﻓ ــﻲ ﻤﺨﺎط� ــﺔ اﻹﻨﺴ ــﺎن ﻟﻐ ــﺔ �ﻔﻬﻤﻬ ــﺎ اﻹﻨﺴ ــﺎن ‪ٕ ،‬واﻻﱠ ﻟﻛ ــﺎن ﷲ �كﻠ ــم اﻹﻨﺴ ــﺎن ﺒﻠﻐ ــﺔ ﻻ‬ ‫�ﻔﻬﻤﻬــﺎ ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ ﻴﺘﻌﺎﻤــﻞ ﷲ ﻤــﻊ اﻹﻨﺴــﺎن �ﻐﻴــر ﻟﻐــﺔ اﻹﻨﺴــﺎن ؟ وﻫــذا ﻫــو اﻟﺴــﺒب ﻓــﻲ أﻨﻨــﺎ ﻨﺠــد‬

‫ﻨﺼوﺼﺎً كﺜﻴرة ﻓﻲ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ‪ ،‬ﻴﻨﺴـب ﷲ ﻓﻴﻬـﺎ إﻟـﻰ ذاﺘـﻪ ﻤـﺎ ﻫـو ﻤـﺄﻟوف ﻟـدى اﻹﻨﺴـﺎن ‪،‬‬

‫ﻓﻴﻨﺴ ــب إﻟ ــﻰ ﷲ ﻗﺒ ــﻞ اﻟﺘﺠﺴ ــد أن ﻟ ــﻪ ﻋﻴﻨ ــﻴن ‪ ،‬وأذﻨ ــﻴن ‪ ،‬و� ــدﻴن ‪ ،‬ورﺠﻠ ــﻴن ‪ ،‬وأﻨﻔـ ـﺎً ‪ ،‬وﻗﻠ�ـ ـﺎً ‪،‬‬

‫وﺠﻨــﺎﺤﻴن‪ 0‬كﻤــﺎ ﻟــو كــﺎن ﷲ إﻨﺴــﺎﻨﺎً‪ 0‬وﻫــذا ﻤــﺎ ُ�ﻌــرف ﻓــﻲ ﻋﻠــم اﻟﻼﻫــوت �ﻤــﻨﻬﺞ ) ﺘﺸــﺒ�ﻪ ﷲ‬ ‫�ﺎﻹﻨﺴﺎن ( ‪ ANTHROPOMORPHISM‬وذﻟك ﻟﻛﻲ ﺘﺼﻞ اﻟﻤﻌﺎﻨﻲ اﻹﻟﻬ�ﺔ إﻟﻰ اﻹﻨﺴـﺎن ﺒﻠﻐـﺔ‬ ‫ﻗر��ﺔ إﻟﻰ ﻓﻬم اﻹﻨﺴﺎن ‪00‬‬

‫وﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﻓــﺈن كــﺎن اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻴﻨﺴــب إﻟــﻰ ﷲ أﻨــﻪ ﻨــدم ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻤــن ﻗﺒﻴــﻞ ﺘﺸــﺒ�ﻪ ﷲ‬

‫�ﺎﻹﻨﺴــﺎن ﻟﻠدﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ أن ﷲ ﻏﻴــر ر ٍ‬ ‫اض ﻋــن اﻹﻨﺴــﺎن اﻟــذي ﻀــﻞ وﻏــوى ‪ ،‬وﻋـ ﱠـوج طر�ﻘــﻪ ‪،‬‬

‫ﻓﺎﻟﻨــدم إذاً ﻨﺴــ�ﻪ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس إﻟــﻰ ﷲ ‪ ،‬ﻓﻤﻌﻨــﺎﻩ أن اﻹﻨﺴــﺎن إذا ﻋـ ﱠـوج ﻋــن طر�ــق اﻹﺴــﺘﻘﺎﻤﺔ‬ ‫واﻟﻌدﻝ ‪ ،‬ﻓﻼﺒد أن ﻴﺘﻐﻴر ﻤوﻗـﻒ ﷲ ﻤﻨـﻪ ‪ ،‬ﻓﺘﺘﺒـدﻝ رأﻓﺘـﻪ إﻟـﻰ ﻋﻘـﺎب ‪ ،‬وﻟـ�س ﻫـذا ﻤﻌﻨـﺎﻩ أن ﷲ‬

‫ﻓﻲ ذاﺘﻪ ﻗد ﺘﻐﻴﱠر ‪ ،‬إﻨﻤﺎ اﻟﺘﻐﻴﱡر ﻫـو ﻤـن ﺠﺎﻨـب اﻹﻨﺴـﺎن ‪ ،‬و�ﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻴﺘﻐﱠﻴـر ﺤكـم ﷲ ﻋﻠ�ـﻪ ‪ ،‬ﻷن‬

‫ﷲ ﻋﺎدﻝ ‪ ،‬واﻟﻌدﻝ اﻹﻟﻬﻲ �ﻘﺘﻀﻲ أن ُﻴﺠزى اﻟ�ﺸر ﻋﻠﻰ ﺤﺴب أﻓﻌﺎﻟﻬم " )‪0(1‬‬ ‫‪F13‬‬

‫‪ -8‬ﺘﻘــوﻝ دكﺘـــورة ﻨﺒﻴﻠـــﺔ ﺘوﻤـــﺎ " ﻻ �ﻌﻨــﻲ أن ﷲ ﻨــدم أو ﺘﺄﺴــﻒ أﻨــﻪ ﺘﻐﱠﻴ ــر ‪ ،‬ﻷن ﷲ ﻻ‬

‫ﻴﺘﻐﻴﱠر ‪ ،‬ﻓﻬو �كرﻩ اﻟﺨط�ﺔ و�ﻌﺎﻗب ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﻤﻊ أﻨﻪ �ﺤب اﻹﻨﺴﺎن اﻟﺨﺎطﺊ ‪ ،‬و�ﻨذرﻩ ﺤﺘﻰ ﻴﺘوب‬

‫وﻻ �ﺤق ﻋﻠ�ﻪ اﻟﻌﻘـﺎب اﻹﻟﻬـﻲ ‪ ،‬ﻓـﺈن ﺘﻤﺴـك ﻫـذا اﻹﻨﺴـﺎن ﺒﺨطﻴﺘـﻪ ﻓﺈﻨـﻪ ﻴﻬﻠـك ‪ ،‬وﷲ ﻻ �ﺸـﻤت‬

‫ﺒﻬﻼﻛﻪ إﻨﻤﺎ �ﺤزن ﻋﻠ�ﻪ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 412‬ﻤﺎ اﻟﻐرض ﻤن اﻟطوﻓﺎن إن ﻟم �ﻐﺴﻞ ﻫذا اﻟطوﻓﺎن ﺨطﺎ�ﺎ اﻟ�ﺸر ؟ وﻫـﻞ ﷲ‬ ‫ﻟم �ﺸﻔﻲ ﻏﻠﻴﻠﻪ ﻤن آدم وﺤواء وﻨﺴﻠﻬم ﺒﻬذا اﻟطوﻓﺎن ؟ وﻤـﺎ اﻟﻔﺎﺌـدة ﻤـن اﻟطوﻓـﺎن إن‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺟـ ‪ 3‬ﺹ ‪119 - 115‬‬

‫‪- 281 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪277‬‬


‫كﺎن اﻟرب ﻴﻨوي أن ﻴﻨزﻝ ﻓﻲ ﺼورة رﺠﻞ ُﻟ�ﺼﻠب ﻟ�ﻐﻔر ﺨطﺎ�ﺎ اﻟ�ﺸـر ؟ ) اﻟﺒﻬر�ـز ﺠ ـ ‪1‬‬ ‫س‪ ، 56‬س‪( 230‬‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﻟــم �كــن اﻟﻬــدف ﻤــن اﻟطوﻓــﺎن ﻓــداء اﻟ�ﺸــر ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ كــﺎن ﻋﻘو�ــﺔ ﻟﻠ�ﺸــر ﻟز�ــﺎدة ﺸــرورﻫم‬

‫وآﺜــﺎﻤﻬم وﺨطﺎ�ــﺎﻫم ‪ ،‬ﻓﺎﻟطوﻓــﺎن ﻟــم �ﻐﺴــﻞ ﺨطﺎ�ــﺎ اﻟ�ﺸــر ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ أﻫﻠــك اﻟ�ﺸــر اﻷﺸ ـرار ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ‬

‫ﺨﻠــص ﷲ ﻨــوح اﻟ�ــﺎر وأﺴـرﺘﻪ ‪ 0‬أﻤــﺎ اﻟﻔــداء ﻓﻘــد أﻨﺠـزﻩ ﷲ �ﻌــد ﺘﺠﺴــدﻩ ‪ ،‬إذ ﺤﻤــﻞ ﻋﻘــﺎب ﺨطﺎ�ــﺎ‬

‫اﻟ�ﺸر ﻓﻲ ﺠﺴدﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴب ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﷲ ﻤﺤ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻠ�س ﻟد�ﻪ ﻏﻞ ﻋﻠـﻰ اﻹطـﻼق ﻋﻠـﻰ آدم وﺤـواء وﻻ ﻨﺴـﻠﻬﻤﺎ ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ أﺤـﺒﻬم‬

‫ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻘوط ‪ ،‬وأﺤﺒﻬم �ﻌد اﻟﺴﻘوط أ�ﻀﺎً ‪ ،‬ﺒدﻟﻴﻞ أﻨﻪ ﻤﻨﺤﻬﻤﺎ اﻟوﻋد �ـﺎﻟﺨﻼص وأن ﻨﺴـﻞ اﻟﻤـرأة‬

‫ﺴ�ﺴــﺤق رأس اﻟﺤﱠ�ــﺔ ) اﻟﺸــ�طﺎن ( ) ﺘــك ‪ ( 15 : 3‬وأﺸــﻔق ﻋﻠﻴﻬﻤــﺎ ﻓﺼــﻨﻊ ﻟﻬﻤــﺎ أﻗﻤﺼــﺔ ﻤــن‬ ‫ﺠﻠــد وأﻟ�ﺴــﻬﻤﺎ ) ﺘــك ‪ ( 21 : 3‬وﺘﻌﻬــد اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ �ﺎﻷﻨﺒ�ــﺎء واﻟﻨــﺎﻤوس ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ ﺠــﺎء وﺤــﻞ ﺒﻴﻨﻨــﺎ ‪،‬‬ ‫وﺼــﻨﻊ ﺒــدم ﺼــﻠﻴ�ﻪ ﺼــﻠﺤﺎً ﺒــﻴن اﻟﺴــﻤﺎء واﻷرض‪ 0‬ﺜــم ﻤــن ﻫــو اﻹﻨﺴــﺎن ﺤﺘــﻰ �ﺴــﺒب ﻏـﻼً ﻟ ‪،‬‬

‫ﻓﺎﻟﻐﻞ ﻴﻨﺘﺞ ﻤن اﻟﻌﺠز ‪ ،‬وﻫذا �ﻌﻴد ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻋـن ﷲ اﻟﻘـﺎدر ﻋﻠـﻰ كـﻞ ﺸـﺊ ‪ ،‬وﻟـو ﺸـﺎء ﻷﻓﻨـﻰ آدم‬ ‫وﺤواء ﺒﻞ واﻟﻛون كﻠﻪ‪0‬‬ ‫‪ -3‬ﻫﻞ �ﻘﺼد اﻟﺴﺎﺌﻞ أن ﻴﻨﻔﻲ ﻗﺼﺔ اﻟطوﻓﺎن ؟ وكﻴﻒ ﻴﻨﻔﻴﻬﺎ وﻫﻲ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻴدﺘﻪ ؟!‬

‫س‪ : 413‬ﻫــﻞ ﻨﻬــﻰ ﷲ ﻨوﺤـﺎً ﻋــن ﺘﺤــذﻴر اﻟ�ﺸــر �ﺎﻟطوﻓــﺎن ؟ وﻫــﻞ كــﺎن ﻨــوح وأﺒﻨــﺎؤﻩ‬ ‫ﱡ‬ ‫�ﻌدون ﻋدﺘﻬم ﻓﻲ اﻟﺨﻔﺎء ؟‬ ‫�ﻘـوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ " ‪ " 00‬ﻟﻘــد إﺴـﺘﻤر ﺒﻨــﺎء اﻟﻔﻠــك ﻤﺎﺌـﺔ ﻋــﺎم ‪ ،‬وﻟــم �ـﺄذن ﻴﻬـوﻩ ﻟﻨــوح أن‬

‫�ﺤذر �ﺎﻗﻲ اﻟ�ﺸر ﻤن اﻟﺨطر اﻟﻘﺎﺘﻞ اﻟ ازﺤـﻒ إﻟـﻴﻬم‪ 0‬أي أن ﻨوﺤـﺎً وﻋﺎﺌﻠﺘـﻪ كـﺎﻨوا �ﻌـﱡدون ﻋـدﺘﻬم‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺨﻔﺎء‪ 0‬وﻻ ر�ـب أن اﻟدﻫﺸـﺔ كﺎﻨـت ﺘرﺘﺴـم ﻋﻠـﻰ وﺠـوﻩ اﻟﻘـوم ﻋﻨـدﻤﺎ كـﺎﻨوا ﻴـرون ﻨوﺤـﺎً ﻴﺒﻨـﻲ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻞ ﻓﻠﻛﺎً طوﻟﻪ ﺜﻼث ﻤﺎﺌﺔ ذراع ‪ ،‬أي طوﻝ ﻤﺎﺌﺔ وﺨﻤﺴﻴن ﻤﺘ اًر ‪ ،‬وﻫو طـوﻝ ﺴـﻔﻴﻨﺔ كﺒﻴـرة‬

‫‪ ،‬وكــﺎن �ﻌﻀــﻬم �ظــن أن اﻟﻌﺠــوز ﻓﻘــد ﻋﻘﻠــﻪ ‪ ،‬ﻓﻴﻬ ـ أز و�ﻤﺸــﻲ أﻤــﺎ ﻨــوح ﻓكــﺎن �ﺴــﻤﻊ ﺴــﺨر�ﺎﺘﻬم‬

‫�ﺼﺒر و�ﺘﺎ�ﻊ ﻋﻤﻠﻪ �ﺄﻨﺎة وﺘﺄن " )‪0(1‬‬ ‫‪F14‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪67 ، 66‬‬

‫‪- 282 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪278‬‬


‫ج ‪ -1 :‬ﻤــن أﻴــن أﺘــﻰ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ " ﺒﻬــذا اﻟﺘﺼـ ﱡـور اﻟﻤـر�ض ؟ ﻓــﻼ ﻴوﺠــد ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب كﻠــﻪ ﻤــﺎ‬

‫�ﺸﻴر ﻤن ﻗر�ب أو �ﻌﻴد إﻟﻰ أن ﷲ ﻨﻬﻰ ﻨوﺤﺎً ﻤـن ﺘﺤـذﻴر اﻟ�ﺸـر �ﺎﻟطوﻓـﺎن ‪ ،‬ﺒـﻞ ﻴوﺠـد ﻤـﺎ ﻫـو‬ ‫ﻋكس ذﻟك إذ أوﻀﺢ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس إﻤﻬﺎﻝ ﷲ ﻟﻠ�ﺸر�ﺔ ‪ 120‬ﺴﻨﺔ ﻟﻌﻞ اﻟ�ﺸـر ﻴﺘو�ـون " ﺤـﻴن‬ ‫كﺎﻨــت أﻨــﺎة ﷲ ﺘﻨﺘظــر ﻤـﱠـرة ﻓــﻲ أ�ــﺎم ﻨــوح " ) ‪�1‬ــط ‪ ( 20 : 3‬ﻓﻤــﺎذا كﺎﻨــت ﺘﻨﺘظــر أﻨــﺎة ﷲ إﻻﱠ‬ ‫ﺘو�ﺔ اﻹﻨﺴﺎن ؟! ‪ 00‬كﺎﻨت أﻨﺎة ﷲ ﺘﻨﺘظر وكﺎن ﻨوح كﺎر اًز ﻟﻠﺒر‪0‬‬

‫‪� -2‬ﺼـ ّـور " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ " أن ﷲ أﺨــذ اﻟ�ﺸــر ﻋﻠــﻰ ﺤــﻴن ﻏ ـرة وكﺄﻨــﻪ كــﺎن ﻓرﺤ ـﺎً ﻤﺴــرو اًر‬ ‫ﺸــﺎﻤﺘﺎً ﺒﻬــﻼك اﻟ�ﺸــر اﻟﺨطــﺎة وﺴــﺎر ﻨــوح ﻋﻠــﻰ ﻨﻔــس اﻟــدرب ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ أظﻬــر اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻤــن‬ ‫ﺠﺎﻨب اﻟﺤﺎﻝ اﻟﻤﺂﺴوي اﻟذي وﺼﻞ إﻟ�ـﻪ اﻹﻨﺴـﺎن " ورأى اﻟـرب أن ﺸـر اﻹﻨﺴـﺎن ﻗـد كﺜـر ﻋﻠـﻰ‬

‫ﺘﺼور أﻓﻛﺎر ﻗﻠ�ﻪ إﻨﻤﺎ ﻫو ﺸر�ــر كﻞ ﻴوم " ) ﺘـك ‪ " 00 ( 5 : 6‬وﻓﺴـدت‬ ‫اﻷرض ‪ 0‬وأن كﻞ ﱡ‬

‫اﻷرض أﻤﺎم ﷲ ٕواﻤﺘﻸت اﻷرض ظﻠﻤﺎً ‪ 0‬ورأى ﷲ اﻷرض ﻓﺈذا ﻫﻲ ﻗـد ﻓﺴـدت‪ 0‬إذ كـﺎن كـﻞ‬ ‫�ﺸــر ﻗــد أﻓﺴــد طر�ﻘــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻷرض " ) ﺘــك ‪ ( 12 ، 11 : 6‬وﻤــن ﺠﺎﻨــب آﺨــر أﻛــد اﻟﻛﺘــﺎب‬

‫أﺴـر �ﻤـوت اﻟﺸـر�ر �ﻘـوﻝ‬ ‫ﻋﻠﻰ أن ﷲ ﻻ �ﺸﺎء ﻫﻼك اﻟﺨﺎطﺊ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻴرﺠﻊ و�ﺤ�ـﺎ " ﻫﻞ ﻤﺴرة ﱡ‬ ‫اﻟﺴﻴد اﻟرب ‪ 0‬إﻻﱠ ﺒرﺠوﻋﻪ ﻋـن طر�ﻘـﻪ ﻓ�ﺤ�ـﺎ " ) ﺨـر ‪ " 00 ( 23 : 18‬ﻗـﻞ ﻟﻬـم ‪ 0‬ﺤـﻲ أﻨـﺎ‬

‫�ﻘــوﻝ اﻟﺴــﻴد اﻟــرب إﻨــﻲ ﻻ أﺴـﱡـر �ﻤــوت اﻟﺸــر�ر ﺒــﻞ �ــﺄن ﻴرﺠــﻊ اﻟﺸــر�ر ﻋــن طر�ﻘــﻪ و�ﺤ�ــﺎ ‪0‬‬ ‫أرﺠﻌوا أرﺠﻌوا ﻋن طرﻗﻛم اﻟردﻴﺌـﺔ ‪ 0‬ﻓﻠﻤﺎذا ﺘﻤوﺘون �ﺎ ﺒﻴت إﺴراﺌﻴﻞ " ) ﺨر ‪0( 11 : 33‬‬

‫‪ -3‬كﻴ ــﻒ �ﻤك ــن أن ﻴﺒﻨ ــﻲ ﻨ ــوح ﻓﻠﻛـ ـﺎً ﻋظ�ﻤـ ـﺎً ﺒﻬ ــذا اﻟﻤﻘ ــدار ﻓ ــﻲ اﻟﺨﻔ ــﺎء ؟ وكﻴ ــﻒ ﻴﺠﻤ ــﻊ‬

‫اﻟﺤﻴواﻨﺎت أو ﺘﺠﺘﻤﻊ إﻟ�ﻪ اﻟﺤﻴواﻨﺎت ﻤن كﻞ ﺼوب ﻓﻲ اﻟﺨﻔﺎء ؟ ‪ 00‬ﻻﺒد أن ﻨوﺤﺎً ﻗد إﺴـﺘﺄﺠر‬

‫ﻋدد ﻀﺨم ﻤن اﻟﻌﻤﺎﻝ ﻟﺠﻠب ﺠذوع اﻷﺸﺠﺎر ‪ٕ ،‬واﻋدادﻫﺎ وﺘﺠﻬﻴزﻫـﺎ ﻟﺘﺼـﻠﺢ ﻟﺒﻨـﺎء اﻟﻔﻠـك ‪ ،‬ﻓﻬـﻞ‬ ‫كــﻞ ﻫــذا كــﺎن ﻓــﻲ اﻟﺨﻔــﺎء أ�ﻀ ـﺎً ؟ ‪ 00‬ﺜــم ﻋــﺎد " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ " ﻴﻨــﺎﻗض ﻨﻔﺴــﻪ ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ " إن‬ ‫اﻟدﻫﺸﺔ كﺎﻨت ﺘرﺘﺴم ﻋﻠﻰ وﺠوﻩ اﻟﻘوم ﻋﻨدﻤﺎ كﺎﻨوا ﻴرون ﻨوﺤﺎً ﻴﺒﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻞ ﻓﻠﻛﺎً طوﻟﻪ ﺜﻼث‬

‫ﻤﺌﺔ ذراع "‪0‬‬

‫س‪ : 414‬ﻫــﻞ ﺠــﺎب أﺒﻨــﺎء ﻨــوح �ــﻼد اﻟﻌــﺎﻟم ﻟ�ــﺄﺘوا �ﻤﺨﺘﻠــﻴ أﻨ ـواع اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ؟ وﻫــﻞ‬

‫إﺘﻘﻨوا ﻓن ﺘرو�ض اﻟوﺤوش ؟‬

‫‪- 283 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪279‬‬


‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬ﻓﻘد كﺎن ﻴﻨ�ﻐﻲ ﻋﻠﻰ أﺒﻨﺎء ﻨوح اﻟﺜﻼﺜـﺔ ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ ﺴـﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜـﺎﻝ‬

‫‪ ،‬أن ﻴﺠو� ـوا �ــﻼد اﻟﻌــﺎﻟم كﻠــﻪ ﻟ�ــﺄﺘوا �ﻤﺨﺘﻠــﻒ أﻨ ـواع اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ‪ 0‬و�ﻤــﺎ أﻨــﻪ كــﺎن ﻴﻨ�ﻐــﻲ ﻋﻠــﻴﻬم‬ ‫ﺤﻤﺎ�ﺔ أﻨﻔﺴﻬم داﺨﻞ اﻟﻔﻠك ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻤن �طش اﻷﺴـود واﻟﻨﻤـور واﻟﻔﻬـود واﻟﺘﻤﺎﺴـ�ﺢ ‪ ،‬وﻏﻴرﻫـﺎ ﻤـن‬

‫اﻟﻛواﺴــر ‪ ،‬ﻓﻘــد ك ـﺎن ﻋﻠــﻴﻬم أن ﻴﺘﻘﻨـوا ﻓﻨــون اﻟﺘــرو�ض ‪ 0‬وكــﺎن ﻴﺠــب ﻋﻠــﻴﻬم أ�ﻀـﺎً ‪ ،‬أن �ﻌـﱡدوا‬ ‫كﻤ�ــﺎت كﺒﻴـرة ﻤــن اﻟطﻌــﺎم ‪� ،‬ﻤــﺎ ﻓــﻲ ذﻟــك اﻟﻠﺤــوم اﻟﻀــرور�ﺔ ﻟــذاك اﻟﻌـدد اﻟﻬﺎﺌــﻞ ﻤــن اﻟﻛواﺴــر ‪،‬‬

‫إﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﺒوب واﻟﺜﻤﺎر وﻤﺎ ﺸﺎ�ﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F15‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟم �ﺤﺘﺎج ﺒﻨو ﻨوح أن ﻴﺠو�وا �ﻼد اﻟﻌﺎﻟم ﻟﺠﻤﻊ ﻤﺨﺘﻠﻒ اﻟﺤﻴواﻨﺎت ‪ ،‬وﻟم �ﺤﺘﺎﺠوا إﻟـﻰ‬

‫إﺘﻘــﺎن ﻓﻨــون اﻟﺘــرو�ض ﻟﺠﻤ�ــﻊ اﻟوﺤــوش واﻟﻛواﺴــر ‪ ،‬ﻷن ﷲ ﻟــن �ﻌﺠــز ﻓــﻲ إﺼــدار أﻤ ـرﻩ ﻟﻬــذﻩ‬

‫اﻟﺤﻴواﻨـﺎت ﻟﺘﺠﺘﻤــﻊ ﻤـن كــﻞ ﺼـوب إﻟــﻰ ﻤكـﺎن اﻟﻔﻠــك وﺘـدﺨﻞ أﻗﻔﺎﺼــﻬﺎ �ﺴـﻼم ‪ ،‬ﺒــدون أي ﻋﻨــﺎء‬

‫ﻤن ﻨوح وأوﻻدﻩ ‪ ،‬و�دون أي ﺨطر ‪ ،‬ﻓﺎﻟذي ﺤﻔظ ﻨوح وأوﻻدﻩ ﻤن ﺨطر اﻟطوﻓﺎن ﺤﻔظﻬم أ�ﻀﺎً‬ ‫ﻤن ﺨطر اﻟﺤﻴواﻨﺎت اﻟﻤﻔﺘرﺴﺔ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻟ ــم ﺘ ــدﺨﻞ اﻟﺘﻤﺎﺴ ــ�ﺢ إﻟ ــﻰ اﻟﻔﻠ ــك ‪ ،‬ﻷﻨﻬ ــﺎ ﻟ ــم ﺘواﺠ ــﻪ ﺨط ــورة ﻤ ــن اﻟﻤ� ــﺎﻩ ‪ ،‬وﻫك ــذا ك ــﻞ‬

‫اﻟﻛﺎﺌﻨــﺎت اﻟ�ﺤر�ــﺔ ‪ 0‬أﻤــﺎ �ﻘ�ــﺔ اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ﻓﻘــد وﻓــر ﻟﻬــﺎ ﻨــوح طﻌﺎﻤﻬــﺎ اﻟــذي �كﻔﻴﻬــﺎ ط ـواﻝ ﻤــدة‬ ‫اﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬وﻤﺎدام اﻷﻤر �ﺴﻴر �ﺤﺴ�ﻤﺎ دﺒر ﷲ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺘوﺠد أي ﻤﺸكﻠﺔ‪0‬‬

‫س‪ : 415‬ﻫــﻞ ﻤﻘــﺎﻴ�س اﻟﻔﻠــك ﺘﺘﻨﺎﺴــب ﻤــﻊ اﻟﻤﻘــﺎﻴ�س اﻟﻌﻠﻤ�ــﺔ ؟ وﻫــﻞ اﻟﺘﻬو�ــﺔ كﺎﻨــت‬

‫كﺎﻓ�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻠك ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬إﺴﺘﺨدم اﻟﻔﻴﻨ�ﻘﻴون وﻫم ﺴـﺎدة اﻟ�ﺤـﺎر ﻨﺴـب طـوﻝ اﻟﺴـﻔن إﻟـﻰ ﻋرﻀـﻬﺎ ﻨﺴـ�ﺔ ‪، 1 : 2‬‬

‫ٕواﺴــﺘﺨدم اﻟروﻤــﺎن ﻨﺴــ�ﺔ طــوﻝ اﻟﺴــﻔن إﻟــﻰ ﻋرﻀــﻬﺎ ﻨﺴــ�ﺔ ‪ 0 1 : 10‬أﻤــﺎ اﻟﻔﻠــك ﻓكﺎﻨــت أ�ﻌــﺎدﻩ‬ ‫طــوﻝ ‪ 300‬ذراع ‪ ،‬وﻋرﻀــﻪ ‪ 50‬ذراع ‪ٕ ،‬وارﺘﻔﺎﻋــﻪ ‪ 30‬ذراع ‪ ،‬ﻓﻨﺴــ�ﺔ اﻟطــوﻝ ﻟﻠﻌــرض ‪، 1 : 6‬‬ ‫وﻫــذا ﻤــﺎ �ﻘـرﻩ ﻋﻠــم اﻟﻤﻼﺤــﺔ اﻟﺠدﻴــد ‪ ،‬وﻗــﺎﻝ أﺤــد ﺒﻨــﺎة اﻟﺴــﻔن ﻓــﻲ كو�ﻨﻬــﺎﺠن " إن اﻷﻤــر اﻟﻤﻠﻔــت‬ ‫ﻟﻠﻨظر �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟﻬذﻩ اﻷ�ﻌﺎد ‪ ،‬أﻨـﻪ �ﻌـد آﻻف اﻟﺴـﻨﻴن ﻤـن اﻟﺨﺒـرة ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎﻝ ﺒﻨـﺎء اﻟﺴـﻔن ‪ ،‬ﻋﻠﻴﻨ ـﺎ‬

‫أن ﻨﻌﺘرف أن اﻟﻨﺴ�ﺔ اﻟﻤﺜﺎﻟ�ﺔ ﻟﺴﻔﻴﻨﺔ كﺒﻴرة ﻫـﻲ ﻨﻔس ﻨﺴب ﻓﻠك ﻨ ـوح ﻓﻲ ﺘﻛو�ن ‪0(1) " 6‬‬ ‫‪F16‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪67‬‬ ‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﻳﻮﺳﻒ ﺭﻳﺎﺽ – ﻭﺣﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪253‬‬

‫‪- 284 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪280‬‬


‫أﻤﺎ ﻋن اﻟﺘﻬو�ﺔ ﻓﻘد كﺎﻨت ﺘﺘم ﻋن طر�ق ﻓﺘﺤﺔ ﻋﻠو�ﺔ ﺒﺈﺴـﺘدارة اﻟﻔﻠـك و�ﺈرﺘﻔـﺎع ذراع واﺤـد‬

‫‪ ،‬وﻫــﻲ ﺘﺴــﺎوي ﻤﺴــﺎﺤﺔ ‪200‬م‪ 2‬ﻓﺘﻛﻔــﻲ ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻟﺘﺠدﻴــد اﻟﻬـواء ‪ ،‬وأ�ﻀـﺎً ﺘﺤــﺎﻓظ ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻋﻠــﻰ إﺘـزان‬ ‫اﻟﻔﻠ ــك ﻀ ــد اﻟر� ــﺎح واﻷﻋﺎﺼ ــﻴر ‪ ،‬ﻓﺎﻟر� ــﺎح اﻟﻘﺎدﻤ ــﺔ ﻤ ــن أي إﺘﺠ ــﺎﻩ ﺘﺠ ــد طر�ﻘﻬ ــﺎ ﻟﻺﻨ ــدﻓﺎع ﻤ ــن‬

‫اﻹﺘﺠــﺎﻩ اﻟﻤﻘﺎﺒــﻞ ‪ ،‬ووﻀــﻊ ﻓﺘﺤــﺎت اﻟﺘﻬو�ــﺔ أﻋﻠــﻰ اﻟﻔﻠــك ﻤــن أﻓﻀــﻞ أﺴــﺎﻟﻴب اﻟﺘﻬو�ــﺔ ﻷن ﺘ�ـﺎرات‬

‫ﻓ�طرد ﺨﺎرج اﻟﻔﻠك ‪ ،‬و�ﺤﻞ ﻤﺤﻠﻪ ﻫواء ﻨﻘﻲ‪0‬‬ ‫اﻟﺤﻤﻞ ﺘرﻓﻊ اﻟﻬواء اﻟﺴﺎﺨن ﻷﻋﻠﻰ ُ‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ ﻨ�ﺎﻓﺔ اﻷﻨ�ـﺎ ﺒـوﻻ أﺴـﻘﻴ طﻨطـﺎ " �ﻘـوﻝ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻋﻠ ـﻰ ﻟﺴـﺎن ﷲ ﻟﻨـوح }‬

‫وﺘﺼــﻨﻊ كــوى اﻟﻔﻠــك وﺘﻛﻤﻠــﻪ إﻟــﻰ ﺤــد ذراع ﻤــن ﻓــوق { ) ﺘــك ‪ 00 ( 16 : 6‬وﻫــذا �ﻌﻨــﻲ أن‬ ‫ﻓﺘﺤــﺔ اﻟﺘﻬو�ــﺔ ﻋ�ــﺎرة ﻋــن ﻨﺎﻓ ـذة ) ﻓﺘﺤــﺔ ( إرﺘﻔﺎﻋﻬــﺎ ذ ارﻋ ـﺎً �ﻤﺤــ�ط اﻟﻔﻠــك ﻤــن كــﻞ اﻟﺠواﻨــب ‪00‬‬

‫وﻫذا �ﻌﻨﻲ ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن ﻤﺴﺎﺤﺔ اﻟﺘﻬو�ﺔ ﻤﻨﺎﺴ�ﺔ ﺠداً ﻟﺤﺠم اﻟﻔﻠك وﻫﻲ ‪ 20460‬ﻗدﻤﺎً ﻤر�ﻌﺎً‪0‬‬

‫‪ -2‬أن اﻟﻔﺘﺤﺔ ﻓﻲ ﺠﻤ�ﻊ اﻹﺘﺠﺎﻫﺎت ﻤﻤﺎ �ﻌطﻲ ﻓرﺼﺔ ﻟﻠﻬواء اﻟداﺨﻞ ﻤن أي إﺘﺠﺎﻩ ﻗﺎدر‬

‫أن ﻴدﻓﻊ اﻟﻬواء اﻟﻔﺎﺴد ﻤن اﻹﺘﺠﺎﻩ اﻵﺨر �ﺴﻬوﻟﺔ ﻟوﺠود اﻟﻔﺘﺤﺔ ﻓﻲ كﻞ إﺘﺠﺎﻩ‪0‬‬

‫‪ -3‬وﺠــود اﻟﻔﺘﺤــﺔ ﻷﻋﻠــﻰ �ﻌطــﻲ ﻓرﺼــﺔ ﻹﻨﺘﺸــﺎر اﻟﻬ ـواء اﻟــداﺨﻞ إﻟــﻰ ﺠﻤ�ــﻊ أﺠ ـزاء اﻟﻔﻠــك‬

‫دون إﺤــداث ﺘ�ــﺎ اًر ﺸــدﻴداً ﻴــؤﺜر ﻋﻠــﻰ ﺼــﺤﺔ اﻟﻛﺎﺌﻨــﺎت اﻟﻤوﺠــودة ﺤﻴــث أن اﻟﻬ ـواء اﻟ�ــﺎرد اﻟﻨﻘــﻲ‬ ‫اﻟــداﺨﻞ كﺜﺎﻓﺘــﻪ أﻋﻠــﻰ ﻓ�ﻌــد دﺨوﻟــﻪ ﻴﻬــ�ط رو�ــداً رو�ــداً ﺒﻬــدوء إﻟــﻰ أﺴــﻔﻞ ﻟﻴﻨﺘﺸــر ﺒﻬــدوء ﻓــﻲ كــﻞ‬

‫أﺠزاء اﻟﻔﻠك‪0‬‬

‫‪ -4‬ﺘﻘﻠﻴ ــﻞ ﺘ ــﺄﺜﻴر ﻀ ــﻐط اﻟر� ــﺎح ) ‪ ( Wind Pressure‬ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻔﻠ ــك ﺤﻴ ــث أن وﺠ ــود‬

‫اﻟﻔﺘﺤﺎت ﻴﺠﻨب اﻟﻔﻠك اﻟﻤﻴﻞ واﻟﻐرق ﻨﺘﻴﺠﺔ إﺼطدام اﻟﻬواء �ﻌﻨﻒ ﺤﻴث أن ﻫذﻩ اﻟﻔﺘﺤﺎت ﺘﺴـﻤﺢ‬ ‫�ﻌﺒــور اﻟﻬ ـواء ﻤﻨﻬــﺎ ﻤــن ﺠﺎﻨــب وﺨروﺠﻬــﺎ ﻤــن اﻟﺠﺎﻨــب اﻵﺨــر ﻤﻤــﺎ ﻴﺨﻔــﻒ ﻀــﻐط اﻟر�ــﺎح ﻋﻠــﻰ‬

‫ﺠﺎﻨﺒﻲ اﻟﻔﻠك ‪ 0‬وﻤن ﻫﻨﺎ ﻨرى أن اﻟﺘﻬو�ـﺔ كﺎﻨـت ﺠﻴـدة ﺠـداً وﻤدروﺴـﺔ د ارﺴـﺔ ﻋﻠﻤ�ـﺔ ﺘوﻀـﺢ أن‬

‫ﷲ ﻫو اﻟذي وﻀﻊ ﻨظﺎﻤﻬﺎ " )‪0(1‬‬ ‫‪F17‬‬

‫ﺼﻨﻊ ﻤﻨﻪ اﻟﻔﻠك ﻟم �كن ﻤﻌروﻓﺎً ﻗد�ﻤﺎً وﻻ ﺤـدﻴﺜﺎً‬ ‫س‪ : 416‬ﻫﻞ ﺨﺸب " اﻟﺠﻔر " اﻟذي ُ‬ ‫؟‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪127 ، 126‬‬

‫‪- 285 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪281‬‬


‫ﻗرر أﺤدﻫـم أن �ﺼرف ﻤﺎﺌﺔ ﻋـﺎم ﻋﻠـﻰ ﺼـﻨﻊ ﺴـﻔﻴﻨﺔ‬ ‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬إذا ﻤﺎ ﱠ‬

‫وﻟﺘﺤوﻟـت ﻤـؤﺨرة اﻟﺴـﻔﻴﻨﺔ‬ ‫‪ ،‬ﻓﺈﻨﻪ ﻟن ﻴﺠد اﻟﺨﺸـب اﻟـذي ﻴ�ﻘـﻰ ﺴـﻠ�ﻤﺎً ﺤﺘـﻰ ﻨﻬﺎ�ـﺔ ﻋﻤﻠ�ـﺔ اﻟﺒﻨـﺎء ‪،‬‬ ‫ﱠ‬ ‫إﻟــﻰ ﻓﺘــﺎت ﻤﺘﺂﻛــﻞ ﻋﻨــدﻤﺎ �ﺼــﻞ اﻟﺒﻨــﺎؤون إﻟــﻰ ﻤﻘــدﻤﺘﻬﺎ ‪ 0‬وﻫكــذا ﺘﺘﺤـ ﱠـوﻝ اﻟﻌﻤﻠ�ــﺔ إﻟــﻰ إﻋــﺎدات‬ ‫ﻤﺘﻛررة ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻫو ﻨوع اﻟﺨﺸب اﻟذي إﺴـﺘﺨدﻤﻪ ﻨـوح �ـﺎﺘُرى ؟ ﺤﺘـﻰ اﻵن ﻻ أﺤـد �ﻌـرف ‪ 0‬وﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻟــرﻏم ﻤــن أن اﻟﺘــوراة ﺘﺴــﻤ�ﻪ ﺨﺸــب " اﻟﺠﻔــر " إﻻﱠ أن أﺤــداً ﻟــم �ﺴــﺘطﻊ أن ﻴﺘﻌــرف ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﺸﺠرة ﺤﺘﻰ اﻵن " )‪0(2‬‬ ‫‪F18‬‬

‫ج ‪� :‬ﻌـض أﻨـواع اﻷﺨﺸـﺎب ﺘﺤــﺘﻔظ �ﻘواﻤﻬـﺎ ﻟﻤﺌــﺎت اﻟﺴــﻨﻴن ‪ ،‬ﻓـﻼ ﺘﺘﻌــرض ﻟﻠﺘﻠـﻒ �ﻤﺠــرد ﻤــرور‬

‫ﻤﺎﺌــﺔ ﻋــﺎم ﻋﻠﻴﻬــﺎ ‪ ،‬وﻗــﺎﻝ ﻋﻠﻤــﺎء اﻟﻛﺘــﺎب أن ﺨﺸــب اﻟﺠﻔــر ﻫــو ﺨﺸــب اﻟﺠــوز ‪ ،‬و�ــدﻋﻰ أ�ﻀ ـﺎً‬ ‫اﻟﺨﺸـب اﻟﻘﺒرﺼـﻲ ‪ٕ ،‬واﻋﺘـرض اﻟـ�ﻌض �ــﺄن ﻫـذا اﻟﻨـوع ﻟـم �ظﻬـر إﻻﱠ ﻤﻨــذ ﻨﺤـو أﻟـﻒ ﻋـﺎم ﻓﻘــط ‪،‬‬

‫ﻓــرد ﻋﻠــﻴﻬم �ﻌــض اﻟﻤــؤرﺨﻴن �ــﺄن ﻫــذا اﻟﻨــوع ﻤــن اﻟﺨﺸــب كــﺎن ﻤﺘــوﻓ اًر وﻗــت ﺒﻨــﺎء اﻟﻔﻠــك ‪ ،‬ﺜــم‬

‫ﺘﻌرض ﻟﻺﻨﻘراض ‪ ،‬ﺜم ﻋﺎد ﻟﻠظﻬور ﻤﻨذ ﻨﺤو أﻟﻒ ﻋﺎم ) راﺠﻊ ﻨﺒذة اﻟﺘواﻓق ﺒﻴن اﻟﻌﻠـم اﻟﺤـدﻴث‬

‫واﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ص ‪ – 36‬إﺼدار كﻨ�ﺴﺔ ﻤﺎر ﺠرﺠس اﺴﺒورﺘﻨﺞ (‪0‬‬

‫س‪ : 417‬كﻴﻴ ﺘﻛﻔﻲ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻨوح ﻟﻛﻞ اﻟﻛﺎﺌﻨﺎت اﻟﺤﱠ�ـﺔ ‪ ،‬وكـﻞ ﻤـﺎ ﻴـدب ﻋﻠـﻰ اﻷرض ‪،‬‬

‫�ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻤﺎ ﺘﺤﺘـﺎج إﻟﻴـــﻪ ﻤــن طﻌـﺎم ﺨـﻼﻝ ﻋﺸـرة أﺸـﻬر ؟ ) اﻟﺒﻬر�ـز ﺠ ـ ‪ 1‬س ‪65‬‬ ‫(‪0‬‬ ‫وﻗــﺎﻝ آﺨــرن أن ﻓﻠﻛ ـﺎً ﺒﻬــذا اﻟﺤﺠــم ﻫــو ﻀــرب ﻤــن اﻟﺨ�ــﺎﻝ ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ اﻟﺨـــوري ﺒـــوﻟس‬

‫اﻟﻔﻐﺎﻟﻲ " وأﻤـر اﻟـرب ﻨوﺤـﺎً أن �ﺼـﻨﻊ ﺴـﻔﻴﻨﺔ طوﻟﻬـﺎ ‪ 300‬ذراع أي ‪ 150‬ﻤﺘـ اًر ‪ ،‬وﻋرﻀـﻬﺎ ‪50‬‬ ‫ذراﻋﺎً أي ‪ 25‬ﻤﺘ اًر ‪ ،‬وﻋﻠوﻫﺎ ‪ 30‬ذراﻋﺎً أي ‪ 15‬ﻤﺘ اًر ‪ 0‬وﻫـذا �ﻌﻨـﻲ أن ﻤﺴـﺎﺤﺘﻬﺎ ﺘﺴـﺎوي ﺴـ�ﻌﻴن‬ ‫أﻟﻒ ﻤﺘر ﻤر�ﻊ ‪ ،‬وﻫو رﻗم ﺨ�ﺎﻟﻲ‪ 0‬أﻤﺎ ذكر ﺠﺒﻞ أ ارراط ﻓﻬدﻓﻪ أن ُﻴدﺨﻞ اﻟﺨﺒر ﻓﻲ ﺤﻴز اﻟواﻗﻊ‬ ‫‪ 0‬ﻨﺤن ﻟن ﻨ�ﺤث ﻋن �ﻘﺎ�ﺎ ﻨوح وﺴﻔﻴﻨﺘﻪ إﻻﱠ ﻓﻲ " أرﺠﻴدﻩ " أي ﺠﺒﻞ اﻟﻔﻠك كﻤﺎ �ﻘوﻝ اﻷﺘـراك ‪،‬‬

‫وﻻ ﻓﻲ " كـوك أي ﻨـوح " أي ﺠﺒـﻞ ﻨـوح كﻤـﺎ �ﻘـوﻝ اﻹﻴراﻨﻴـون ﻓﻴـدﻟون ﺒـذﻟك ﻋﻠـﻰ ﻤﻨطﻘـﺔ أرﻤﻴﻨ�ـﺎ‬

‫‪ 00‬وﻟﻛــن ﻤــﺎ ﻨﺴــﺘط�ﻊ أن ﻨؤكــدﻩ ﻫــو أن اﻟﺴــﻔﻴﻨﺔ ﻟــم ﺘﻛــن ﺒﻬــذا اﻹﺘﺴــﺎع ‪ٕ ،‬واﻨﻬــﺎ ﻟــم ﺘﺤـ َـو ﻫــذﻩ‬ ‫ﺘﺼورﻫﺎ ﻟﻨﺎ " )‪0(1‬‬ ‫اﻟﺤﻴواﻨﺎت اﻟﻤﺘﻨوﻋﺔ ﻤﻬﻤﺎ ﺤﺎوﻟت اﻟﺼور اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺌ�ﺔ أن ّ‬ ‫‪F19‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪67‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﷲ ﺹ ‪117‬‬

‫‪- 286 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪282‬‬


‫ج ‪ -1 :‬ﺠﻤ�ــﻊ اﻟﻛﺎﺌﻨــﺎت اﻟﺘــﻲ �ﻤكﻨﻬــﺎ أن ﺘﺴــ�ﺢ ﻓــﻲ اﻟﻤــﺎء ﻟــم ﺘــدﺨﻞ إﻟــﻰ اﻟﻔﻠــك ‪ ،‬وﻫــذﻩ ﺘﻤﺜــﻞ‬

‫ﻨﺤو ‪ % 60‬ﻤن اﻟﻛﺎﺌﻨﺎت اﻟﺤ�ﱠﺔ ) اﻟﺤﻴواﻨ�ﺔ ( واﻟذي دﺨﻞ إﻟـﻰ اﻟﻔﻠـك اﻟﻛﺎﺌﻨـﺎت اﻟﺒر�ـﺔ واﻟطﻴـور‬

‫ﻓﻘط ‪ 0‬وﻗد ﺘم إدﺨﺎﻝ زوج واﺤد ﻤن كﻞ ﺠﻨس ) ‪ ( Gensus‬وﻟ�س ﻤن كﻞ ﻨوع ‪( Species‬‬

‫) واﻟﺠﻨس أﻋم ﻤن اﻟﻨوع ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً اﻟﻌﺼﺎﻓﻴر أو اﻟﺤﻤﺎم أو اﻟﻛﻼب ﻤﺎ أﻛﺜر أﻨواﻋﻬـﺎ ‪ ،‬ﻓﻠـم ﻴـدﺨﻞ‬ ‫ﻨ ــوح إﻻﱠ زوج واﺤ ــد أو ﺴ ــ�ﻌﺔ أزواج ﻤ ــن ك ــﻞ ﻤﻨﻬ ــﺎ " ﻤـــن اﻟطﻴـــور كﺄﺠﻨﺎﺴـــﻬﺎ وﻤـــن اﻟﺒﻬـــﺎﺌم‬

‫كﺄﺠﻨﺎﺴﻬﺎ وﻤن كـﻞ دﱠ�ﺎ�ـﺎت اﻷرض كﺄﺠﻨﺎﺴـﻬﺎ " ) ﺘـك ‪ ( 20 : 6‬و�ﻘـوﻝ ﺒروﻓﺴـور " ﺒـرا�س "‬ ‫‪ " 00‬ﻴوﺠد ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺤﺎﻀر ﻤﺎ �ﻘرب ﻤن أر�ﻌﻴن أو ﺨﻤﺴـﻴن ﻨوﻋـﺎً ﻤـن اﻟﻘطـط ﻤـن ﻋﺎﺌﻠـﺔ "‬

‫اﻟﻔﻴﻠــدا " وﻟﻛــن ﺠﻤ�ﻌﻬــﺎ ‪ ،‬وﻟــ�س ﻋﻨــدي ﺸــك ﻓــﻲ ذﻟــك ‪ ،‬ﻗــد ﺠــﺎءت ﻤــن أﺼــﻞ واﺤــد ﻤﺸــﺘرك ‪،‬‬ ‫وﻫﻨــﺎك ﺴــ�ﻌﺔ أﻨ ـواع ﻤــن ﻋﺎﺌﻠــﺔ " اﻷﻛو�ــدا " ) وﻫــو اﻟﺤﺼــﺎن ( و�ﺤﺘﻤــﻞ ﺠــداً أن ﺘﻛــون ﺠﻤ�ﻌﻬــﺎ‬

‫�ﺎﻟﻤﺜﻞ ﻗد ﺠﺎءت ﻤن أﺼﻞ ﻤﺸﺘرك واﺤد ‪ 0‬وﻫذا اﻹﻋﺘراف ﻤن ﺠﺎﻨﺒﻨـﺎ ﻻ ﻴﻬـدم إ�ﻤﺎﻨﻨـﺎ �ﺤﻘـﺎﺌق‬

‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن‪ٕ 0‬واﻨﻤﺎ ﻫـو ﻤـن ﻨﺎﺤ�ـﺔ أﺨـرى ﻴﺒـﻴن أن اﻟﺤﻴواﻨـﺎت اﻟﺘـﻲ دﺨﻠـت إﻟـﻰ ﻨـوح ﻓـﻲ اﻟﻔﻠـك‬ ‫كﺎﻨت أﺼوﻻً ﻗﻠﻴﻠﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F20‬‬

‫‪ -2‬أﺠرى ِ‬ ‫اﻟﻌﺎﻟم اﻷركﻴوﻟوﺠﻲ " وﻟ�م ﺒﺘرك " ‪ William Mathew Petric‬د ارﺴـﺔ ﺠـﺎء ﻓﻴﻬـﺎ‬

‫" أن اﻟﻔﻠ ــك ك ــﺎن ﻋ� ــﺎرة ﻋ ــن ﺴ ــﻔﻴﻨﺔ كﺒﻴـ ـرة ﺠ ــداً ‪ ،‬وأن وﺤ ــدة ﻤﻘ�ﺎﺴ ــﻬﺎ ) اﻟ ــذراع ( اﻟﺘ ــﻲ كﺎﻨ ــت‬

‫ﺘﺴ ــﺘﺨدم ﻗ ــد�ﻤﺎً طوﻟﻬ ــﺎ ‪5‬ر‪ 22‬ﺒوﺼ ــﺔ ‪ ،‬وﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذا اﻷﺴ ــﺎس ﻓﺎﻟﻔﻠ ــك ﺴ ــﻔﻴﻨﺔ ﻀ ــﺨﻤﺔ طوﻟﻬ ــﺎ‬ ‫‪5‬ر‪ 562‬ﻗدﻤﺎً ‪ ،‬وﻋرﻀﻬﺎ ‪5‬ر‪ 93‬ﻗدﻤﺎً ‪ٕ ،‬وارﺘﻔﺎﻋﻬﺎ ‪15‬ر‪ 65‬ﻗدﻤﺎً‪ 0‬وﻤن دراﺴﺘﻪ أ�ﻀﺎً ﻨـرى أن‬

‫ﻗﺎع اﻟﻔﻠك كﺎن ﻤﻔﻠطﺤﺎً ﻓﻲ أﺴـﻔﻠﻪ وﻤر�ﻌـﺎً ﻋﻨـد اﻷطـراف وﻗـﺎﺌم اﻟزوا�ـﺎ ‪ ،‬ﻏﻴـر ﻤﻘ ﱠـوس وﻟـ�س ﻟـﻪ‬ ‫ﻤــؤﺨرة أو ﻤﻘدﻤــﺔ ‪ ،‬وﻫــذا ﻴﺠﻌــﻞ ﺤﻤوﻟﺘــﻪ ﺘز�ــد ﻋــن ﺤﻤوﻟــﺔ أي ﺴــﻔﻴﻨﺔ أﺨــرى ﺒــﻨﻔس اﻟﻤﻘﺎﺴــﺎت‬

‫�ﻤﻘدار اﻟﺜﻠث ‪ ،‬وﻋﻠـﻰ ذﻟـك كـﺎن ﺤﺠـم اﻟﻔﻠـك ‪000‬ر‪958‬ر‪ 2‬ﻗـدﻤﺎً ﻤكﻌ�ـﺎً ‪ ،‬وﻫـذا اﻟﺤﺠـم ﻴﺠﻌـﻞ‬

‫ﺤﻤوﻟﺘﻬﺎ ﻀﺨﻤﺔ ﺠ ـداً كﺤﻤوﻟﺔ ﻗطﺎر ﺸﺤن �ﻪ أﻟﻒ ﻋر�ﺔ ﻤن اﻟﻌر�ﺎت اﻟﻛﺒﻴرة " )‪0(2‬‬ ‫‪F21‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ ﻨ�ﺎﻓـﺔ اﻷﻨ�ـﺎ ﺒـوﻻ أﺴـﻘﻴ طﻨطـﺎ " أﺠـرى اﻟـدكﺘور ‪ Howard Osgood‬إﺤﺼـﺎﺌ�ﺔ‬

‫ﻋن اﻟﺤﻴواﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﺸكﻞ وزﻨﺎً ﻟﻪ إﻋﺘ�ﺎرﻩ واﻟﻤوﺠودة ﻓﻲ ﻤﻨطﻘﺔ اﻟﻌراق ﺤﻴـث ﻋـﺎش ﻨـوح واﻟﺘـﻲ‬ ‫ﻴﻨ�ﻐﻲ أن ﺘدﺨﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﻠك ﻓوﺠدﻫﺎ كﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺑﺮﺳﻮﻡ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ – ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ ﺹ ‪155‬‬ ‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﻧﻴﺎﻓﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎ ﺑﻮﻻ – ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪125 ، 124‬‬

‫‪- 287 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪283‬‬


‫ﺤﻴواﻨﺎت ﻤن ﺤﺠم اﻟﻔﺄر إﻟﻰ ﺤﺠم اﻟﻐﻨم ‪ 575‬ﺤﻴواﻨﺎً‪0‬‬

‫ﺤﻴواﻨﺎت ﻤن ﺤﺠم اﻟﻐﻨم إﻟﻰ ﺤﺠم اﻟﺠﻤﻞ ‪ 290‬ﺤﻴواﻨﺎً‪0‬‬

‫‪ٕ 00‬واذا ﻓرﻀ ــﻨﺎ أن ﻨﺼ ــﻒ اﻟﻔﻠ ــك ﻴﺨﺼ ــص ﻟﻠﺤﻴواﻨ ــﺎت ‪ ،‬واﻟﻨﺼ ــﻒ اﻵﺨ ــر ﻟطﻌﺎﻤﻬ ــﺎ ﻨﺠ ــد أن‬ ‫اﻷﻤر كﺎن ﺴﻬﻼً ﺠداً ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻠك ﻟﻬذﻩ اﻟﺴﻌﺔ ‪ 00‬ﺒﻞ وﻤـدة ﺘﺠﻬﻴـز اﻟﻔﻠـك ) ‪ 120‬ﺴـﻨﺔ ( كﺎﻨـت‬ ‫كﺎﻓ�ــﺔ ﻟﺘﺠﻬﻴـزﻩ وﺘﺨـز�ن اﻷطﻌﻤــﺔ وﻟﺘﺠﻤ�ــﻊ اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ‪ ،‬وﻫــذا ﻤﻤــﺎ ﻴؤكــد ﺼــﺤﺔ وﺼــدق اﻟﻛﺘــﺎب‬

‫اﻟﻤﻘﱠدس "‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪F2‬‬

‫‪0‬‬

‫‪ -4‬إﻨﻨﻲ ﻻ أﺘﻌﺠب ﻤـن أر�ﺎب اﻟﻨﻘد اﻷﻋﻠﻰ اﻟذﻴن �طرﺤون ﻤﺜﻞ ﻫذﻩ اﻷﺴﺌﻠﺔ اﻟﻌﻘﻼﻨ�ﺔ ‪،‬‬

‫و�طرﺤــون ﻤــن ﻋﻘــوﻟﻬم كــﻞ ﻤــﺎ ﻫــو ﻓــوق ﻤﺴــﺘوى اﻟﻌﻘــﻞ ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻨــﻲ �ــﺎﻷﻛﺜر أﺘﻌﺠــب ﻤــن �ﻌــض‬ ‫اﻷﺨــوة اﻟﻤﺴــﻠﻤﻴن اﻟــذﻴن ﻴﺘﺒﻨــون ﻫــذﻩ اﻷﻓكــﺎر ‪ ،‬إﻋﺘﻘــﺎداً ﻤــﻨﻬم ﺒﺘﺤر�ــﻒ اﻟﻛﺘــﺎب ‪ ،‬أو �ﻐ�ــﺔ ﻤــﻨﻬم‬ ‫ﻫــدم أركــﺎن اﻹ�ﻤــﺎن اﻟﻤﺴــ�ﺤﻲ ‪ ،‬وﻫــم ﻴﺘﻐــﺎﻓﻠون إن اﻟﻛﺜﻴــر ﻤــن آراء ﻤدرﺴــﺔ اﻟﻨﻘــد اﻷﻋﻠــﻰ ﻀــد‬

‫ﻋﻘﻴــدﺘﻬم ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً ‪ ،‬و�ﺘﻐــﺎﻓﻠون أﻨﻬــم ﻓ�ﻤــﺎ ﻫــم ﻴﻬــﺎﺠﻤون اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ﻓــﺈﻨﻬم ﻴﻬــدﻤون ﻋﻘﻴــدﺘﻬم‬

‫اﻟﺘﻲ ﺸﱡﺒوا ﻋﻠﻴﻬﺎ‪0‬‬

‫‪ -5‬اﻟـ ـذﻴن ﻴـ ـﱠدﻋون أن ﺤﺠ ــم اﻟﻔﻠ ــك ُﻤ� ــﺎﻟﻎ ﻓ� ــﻪ ‪ ،‬ﻨﻘ ــوﻝ ﻟﻬ ــم إن ﻫ ــذا ﻴﺘوﻗ ــﻒ ﻋﻠ ــﻰ ﻤ ــدى‬ ‫ﺘﺼد�ﻘﻨﺎ ﻟﻛﻠﻤﺔ ﷲ ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻨﺴﺎن اﻟذي ﻴؤﻤن أن ﻤوﺴـﻰ اﻟﻨﺒـﻲ كﺘـب ﻫـذا اﻟﺴـﻔر ﺒـوﺤﻲ ﻤـن اﻟـروح‬

‫اﻟﻘدس ‪ ،‬ﻴؤﻤن �ﺎﻟﻌﺼﻤﺔ اﻟﻛﺎﻤﻠﺔ اﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﻟﻛﻞ ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب‪ 0‬أﻤـﺎ اﻹﻨﺴـﺎن اﻟﻌﻘﻼﻨـﻲ ﻓﺈﻨـﻪ‬

‫�ﻤﺤص كﻞ ﺸﺊ �ﻌﻘﻠﻪ و�ﺸكك ﻓﻲ كﺜﻴر ﻤن اﻟﺤﻘـﺎﺌق اﻹ�ﻤﺎﻨ�ـﺔ ‪ ،‬وﻗـد ﺘـم اﻹﺸـﺎرة ﻤـن ﻗﺒـﻞ إﻟـﻰ‬

‫اﻟﺘﻘر�ر اﻟذي وﻀﻌﻪ اﻹﺨﺼﺎﺌﻴون اﻟروس ﺤـوﻝ ﺴـﻔﻴﻨﺔ ﻨـوح اﻟﺘـﻲ ﺘﺤﺘـوي ﻋﻠـﻰ ﻤﺌـﺎت اﻟﺤﺠـرات‬ ‫اﻟﻌﻠو� ــﺔ واﻟﺴ ــﻔﻠ�ﺔ ‪ ،‬و�ﻌﻀ ــﻬﺎ ذات أﺴ ــﻘﻒ ﻤرﺘﻔﻌ ــﺔ ُﺨﺼﺼ ــت ﻟﻠﺤﻴواﻨ ــﺎت طو�ﻠ ــﺔ اﻟﻌﻨ ــق ﻤﺜ ــﻞ‬

‫اﻟﺠﻤﺎﻝ واﻟزراﻓﺎت‪0‬‬

‫‪� -6‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ ﻴـؤاﻨس اﻷﻨ�ــﺎ ﺒـوﻻ " ﻟ�ﺴــت كــﻞ اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ذات ﺤﺠــم كﺒﻴــر ‪ ،‬كﻤــﺎ ﻴوﺠــد‬

‫كﺜﻴــر ﻤــن اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ﺘﺘﻌــﺎ�ش ﻤﻌ ـﺎً ‪ ،‬أﻤــﺎ �ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻟﻠطﻌــﺎم ﻓﻨــوح ﻟــم �كــن �ﻌﻠــم كــم ﻤــن اﻟــزﻤن‬

‫ﺴ�ﻘﻀﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻠك ‪ ،‬ﻟﻛن ﷲ ﻗﺎدر أن ﻴ�ـﺎرك ﻓـﻲ اﻟطﻌـﺎم اﻟـذي ﺘـم ﺘﺨز�ﻨـﻪ ﻓ�كﻔـﻲ اﻟﺠﻤ�ـﻊ‪ 0‬ﺒـﻞ‬

‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪126‬‬

‫‪- 288 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪284‬‬


‫إن ﷲ ﻗﺎدر أن ﻴﻨزع اﻟطﺒ�ﻌﺔ اﻟوﺤﺸ�ﺔ ﻤن �ﻌض اﻟﺤﻴواﻨﺎت اﻟﻀﺎر�ﺔ ‪ ،‬ﻤﺜﻠﻤﺎ ﺤدث ﻤﻊ داﻨ�ـﺎﻝ‬

‫ﻓﻲ ﺠب اﻷﺴود ‪ ،‬وﻏﻴرﻩ ﻤن اﻟﻘد�ﺴﻴن " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " ﻟم �كن اﻟﻔﻠك اﻟـذي ﺒﻨـﺎﻩ ﻨـوح ﻤﺠـرد‬

‫زورق ﺼ ــﻐﻴر ! ﺘﺨﻴ ــﻞ إﻨ ــك ﺘﺒﻨ ــﻲ ﻤرك�ـ ـﺎً ﻴﺒﻠ ــﻎ طوﻟ ــﻪ ﻤـ ـرة وﻨﺼ ــﻒ ط ــوﻝ ﻤﻠﻌ ــب كـ ـرة اﻟﻘـ ـدم ‪،‬‬ ‫ٕوارﺘﻔﺎﻋﻪ إرﺘﻔﺎع ﻤﺒﻨﻰ أر�ﻌﺔ أدوار " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 418‬ﻫـــﻞ ﺜﻤﺎﻨ�ـــﺔ أﺸـــﺨﺎص �كﻔـــون ﻟﺘﻘـــد�م اﻟطﻌـــﺎم ﻟﺠﻤ�ـــﻊ اﻟﺤﻴواﻨـــﺎت واﻟطﻴـــور‬

‫�ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺤﻔظ ﻨظﺎﻓﺔ اﻟﻔﻠك ؟‬

‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪� " 00‬ﺎﻟﻪ ﻤـن ﻓﻠـك ! ‪ 00‬إن ﻨوﺤـﺎً وﻋﺎﺌﻠﺘـﻪ وﺘﻠـك اﻟﺤﻴواﻨـﺎت اﻟﺘـﻲ‬ ‫أﻨﻘــذﻫﺎ ‪ ،‬أﻤﻀ ـوا ﻓــﻲ اﻟﻔﻠــك ‪ 393‬ﻴوﻤ ـﺎً ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﻼﻫوﺘﻴــون ﻻ �ﻘوﻟــون ﻟﻨــﺎ كﻴــﻒ ﺘﻤكــن ﺜﻤﺎﻨ�ــﺔ‬

‫أﺸﺨﺎص أن �طﻌﻤوا ﺘﻠك اﻟﺤد�ﻘﺔ ﻤن اﻟﺤﻴواﻨﺎت كﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ إﻤﺘداد أﻛﺜر ﻤن ﻋﺎم ‪ ،‬و�ﺤـﺎﻓظوا‬

‫ﻋﻠــﻰ ﻨظﺎﻓــﺔ ﻤرا�طﻬــﺎ ‪ ،‬و�ﺠــب أن ﺘطــرح ﻫﻨــﺎ أ�ﻀ ـﺎً ﻤﺴــﺄﻟﺔ اﻟﺘﻛــﺎﺜر ! ‪ 0‬إﻟــﻰ كــم ﻤــن اﻟﻠﺤــوم‬

‫إﺤﺘــﺎج اﻷﻤــر ! أي كﻤ�ــﺔ ﻫﺎﺌﻠــﺔ ﻤــن اﻟﻤـواد اﻟﻐذاﺌ�ــﺔ ! وأي ﻋﻤــﻞ ﻤﻀــن كــﺎن ﻋﻠــﻰ ﻨــوح وأﻓـراد‬ ‫ﻋﺎﺌﻠﺘﻪ اﻟﻘ�ﺎم �ﻪ كﻲ �ﺤﺎﻓظوا ﻋﻠﻰ ﻨظﺎﻓﺔ اﻟﻔﻠك " )‪0(1‬‬ ‫‪F23‬‬

‫ج ‪ :‬إذا رﺠﻌﻨﺎ ﻹﺤﺼﺎﺌ�ﺔ اﻟدكﺘور ‪ Haward Osgood‬اﻟﺘﻲ ُذكرت ﻓـﻲ إﺠﺎ�ـﺔ اﻟﺴـؤاﻝ اﻟﺴـﺎﺒق ‪،‬‬ ‫ﻓكﻞ اﻟﺤﻴواﻨﺎت ﻤن ﺤﺠم اﻟﻔﺄر إﻟـﻰ ﺤﺠـم اﻟﻐـﻨم ‪ 575‬ﻨوﻋـﺎً ‪ ،‬واﻟﺤﻴواﻨـﺎت ﻤـن ﺤﺠـم اﻟﻐـﻨم إﻟـﻰ‬

‫ﺤﺠــم اﻟﺠﻤــﻞ ‪ 290‬ﻨوﻋ ـﺎً ‪ ،‬وﻗــد أﺨــذ ﻨــوح ﻤــن كــﻞ ﻨــوع ﻤــن اﻟﺤﻴواﻨــﺎت اﻟطــﺎﻫرة ﺴــ�ﻌﺔ أزواج ‪،‬‬

‫وﻤــن اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ﻏﻴــر اﻟطــﺎﻫرة زوﺠـﺎً واﺤــداً ‪ ،‬إذاً ﻓﺎﻟﻌــدد ﻤﻌﻘــوﻝ‪ 0‬كﻤــﺎ أن ﻨــوح وأﺴـرﺘﻪ ﻟــم �كــن‬ ‫ﻟﻬم أي ﻋﻤﻞ آﺨر إﻻﱠ إطﻌﺎم اﻟﺤﻴواﻨﺎت طوﻝ اﻟﻨﻬﺎر ‪ ،‬ﻓﻼﺒـد أن وﻗـﺘﻬم كـﺎن �كﻔـﻲ ﻹﻋﺎﻟـﺔ ﻫـذﻩ‬

‫اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ‪ ،‬واﻟــﺘﺨﻠص ﻤــن ﻓﻀــﻼﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻤﻬﻤــﺎ أﻋﻤﻠﻨــﺎ ﻋﻘوﻟﻨــﺎ ﻟﻨــدرك ﺠﻤ�ــﻊ ﺘﻔﺼــ�ﻼت اﻟﺤــدث‬

‫ﻓﻠن �ﻤكﻨﻨﺎ ذﻟك ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼ ﻤن أﻴن ﺠﺎءوا �ﺎﻟﻤ�ـﺎﻩ اﻟﻌذ�ـﺔ اﻟﺘـﻲ ﺘﻛﻔـﻴﻬم ﻤـﻊ ﺠﻤ�ـﻊ اﻟﺤﻴواﻨـﺎت طـواﻝ‬ ‫ﻫـذﻩ اﻟرﺤﻠــﺔ ؟! ‪ ،‬وﻤـﻊ ﻫــذا ﻓﺈﻨﻨـﺎ ﻨــؤﻤن إ�ﻤــﺎن ﺼـﺎدق و�ﻘــﻴن أن اﻟطوﻓـﺎن وﻓﻠــك ﻨـوح ﻫــو ﺤﻘ�ﻘــﺔ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪69‬‬

‫‪- 289 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪285‬‬


‫ﺘﺎر�ﺨ�ﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻤن ﺨﻼﻝ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ‪ ،‬واﻟﺘراث اﻹﻨﺴـﺎﻨﻲ ‪ ،‬واﻟﺤﻀـﺎرات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ‪ ،‬واﻵﺜـﺎر‬ ‫‪ 00‬إﻟﺦ‪0‬‬

‫س‪ : 419‬ﻫﻞ َﺤ َﻤ َﻞ ﻨوح ﻓﻲ اﻟﻔﻠـك زوج واﺤـد ) ﺘـك ‪ ( 20 ، 19 : 6‬أم ﺴـ�ﻌﺔ أزواج‬ ‫) ﺘك ‪ ( 3 ، 2 : 7‬ﻤن اﻟﺤﻴواﻨﺎت ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬ص‪( 54‬‬ ‫�ﻘــوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ " ﺴــﺎﺨ اًر " إن ﻴﻬــوﻩ ﻨﺴــﻰ ﺘﻌﻠ�ﻤﺎﺘــﻪ اﻟﺴــﺎ�ﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﻘــد رأﻴﻨــﺎ أﻨــﻪ أﻤــر ‪00‬‬ ‫�ــﺄﻻﱠ �ﺄﺨــذ ﻤﻌــﻪ ﺴــوى زوج ﻤــن كــﻞ ﺤﻴـوان ‪ ،‬ﻟﻛﻨــﻪ ﻋــﺎد وأدﺨــﻞ ﻋﻠــﻰ ﺨطﺘــﻪ ﺘﻌــد�ﻼً ﻫﺎﻤـﺎً ‪ ،‬ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻠﺤظﺔ اﻷﺨﻴرة ﻓﻘﺎﻝ } ﻤن ﺠﻤ�ﻊ اﻟﺒﻬﺎﺌم اﻟطﺎﻫرة ﺘﺄﺨذ ﻤﻌك ﺴ�ﻌﺔ ﺴ�ﻌﺔ ذك اًر وأﻨﺜـﻰ ‪ 0‬وﻤـن‬

‫اﻟﺒﻬﺎﺌم اﻟﺘﻲ ﻟ�ﺴت طﺎﻫرة إﺜﻨﻴن ذك اًر وأﻨﺜﻰ { ) ﺘـك ‪ ( 2 : 7‬وﻻ ﺘـذكر ﻟﻨـﺎ اﻟﺘـوراة ﻤـﺎ إذا كـﺎن‬ ‫ﻴﻬوﻩ ﻗد أﺸﺎر إﻟﻰ ﻨوح �ﻌﻼﻤﺎت اﻟﺘﻘﺴ�م إﻟﻰ طﺎﻫرة وﻏﻴر طﺎﻫرة ‪ 00‬وكﺎن ﻴﻨ�ﻐـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﺸـﻴﺦ‬ ‫ﻨــوح أن ﻴــدرس اﻟﺘــﺎر�ﺦ اﻟطﺒ�ﻌــﻲ ﻟ�ﻌــرف ﻤــﺎ إذا كــﺎن ﻋﻠ�ــﻪ أن �ﺤﻤــﻞ ﻤﻌــﻪ ﺴــ�ﻌﺔ ﻏراﻨﻴــق ‪ ،‬أو‬

‫ﻏرﻨوﻗﻴن ﻓﻘط ‪ 0‬ﻓﻴﻠﻴن أم ﺴ�ﻌﺔ ﻓﻴﻠـﺔ ‪ 0‬إﺜﻨﻴـن ﻤـن وﺤﻴ ـد اﻟﻘرن أم ﺴ�ﻌﺔ ‪0(2) " 00‬‬ ‫‪F24‬‬

‫ج ‪ :‬أوﻻً – أﻋطﻰ ﷲ ﻨوﺤﺎً أﻤ اًر ﻋﺎﻤﺎً �ﺄن �ﺄﺨذ ﻤن كﻞ اﻟطﻴور واﻟﺒﻬﺎﺌم إﺜﻨﻴن إﺜﻨﻴن ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫اﻟـرب " ﻤــن كــﻞ ﺤــﻲ ﻤــن كــﻞ ذي ﺠﺴــد إﺜﻨــﻴن ﻤــن كـ ٍـﻞ ُﺘـ ِ‬ ‫ـدﺨﻞ إﻟــﻰ اﻟﻔﻠــك ﻹﺴــﺘ�ﻘﺎﺌﻬﺎ ﻤﻌــك ‪0‬‬ ‫ﺘﻛون ذك اًر وأﻨﺜﻰ ‪ ) " 00‬ﺘك ‪0( 20 ، 19 : 6‬‬

‫ﺜﺎﻨ�ﺎً – أﻋطﻰ ﷲ ﺘﻔﺼـ�ﻼت اﻷﻤـر اﻷوﻝ ‪ ،‬ﻓطﻠـب ﻤـن ﻨـوح أن �ﺤﻤـﻞ ﻤـن اﻟﺤﻴواﻨـﺎت اﻟطـﺎﻫرة‬ ‫ﺴــ�ﻌﺔ أزواج ﻟــ�ﻤكن ﺘﻘــد�م ذ�ــﺎﺌﺢ ﻤﻨﻬــﺎ ‪ ،‬ﻓﻘــﺎﻝ اﻟــرب ﻟﻨــوح " ﻤــن ﺠﻤ�ــﻊ اﻟﺒﻬــﺎﺌم اﻟطــﺎﻫرة ﺘﺄﺨــذ‬

‫ﻤﻌك ﺴ�ﻌﺔ ﺴ�ﻌﺔ ذك اًر وأﻨﺜﻰ ‪ 0‬وﻤن اﻟﺒﻬﺎﺌم ﻟ�ﺴت �طﺎﻫرة إﺜﻨـﻴن ذكـ اًر وأﻨﺜـﻰ ‪ 0‬وﻤـن طﻴـور‬

‫اﻟﺴﻤﺎء أ�ﻀﺎً ﺴ�ﻌﺔ ﺴ�ﻌﺔ ذك اًر وأﻨﺜﻰ ﻹﺴـﺘ�ﻘﺎء ﻨﺴـﻞ ﻋﻠـﻰ وﺠـﻪ اﻷرض " ) ﺘـك ‪3 ، 2 : 7‬‬ ‫(‪0‬‬

‫ﻓواﻀﺢ أن اﻟﻨص اﻷوﻝ ﻗﺼد ﻤﻨﻪ اﻟﺘﻌﻤـ�م ‪ ،‬ﻓﻠـم �ﻔـرق ﺒـﻴن اﻟﺤﻴواﻨـﺎت اﻟطـﺎﻫرة وﻏﻴـر‬

‫اﻟطــﺎﻫرة ‪ 0‬أﻤــﺎ اﻟﺘﻔﺼــﻴﻞ ﻓﺠــﺎء ﻓــﻲ اﻟــﻨص اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﺤﻴــث أوﻀــﺢ إﺨــﺘﻼف اﻟﻌــدد ﺒــﻴن اﻟﺤﻴواﻨــﺎت‬ ‫اﻟطﺎﻫرة وﻏﻴر اﻟطﺎﻫرة‪0‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪68‬‬

‫‪- 290 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪286‬‬


‫س‪ : 420‬ﻤن أﻴن أﺘت كﻤ�ﺔ اﻟﻤ�ﺎﻩ اﻟﻤﻬوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻏطت اﻟﺠ�ﺎﻝ اﻟﺸﺎﻫﻘﺔ ؟‬ ‫�ﻘوﻝ ﻋﻼء أﺒو �كر " ﻤن اﻟـذي أﺤدث طوﻓﺎن ﻨوح ؟ وﻤن أﻴن أﺘت كﻞ ﻫذﻩ اﻟﻤ�ـﺎﻩ ؟‬

‫ﺘﻘوﻝ إﺤدى اﻟروا�ﺎت أن اﻟﻤﺘﺴﺒب ﻓﻲ اﻟطوﻓﺎن ﻫو اﻟﻤطر وﺤدﻩ ‪ ،‬وﺘﻘوﻝ اﻷﺨرى أن اﻷﻤطـﺎر‬

‫و�ﻨــﺎﺒ�ﻊ اﻷرض ﻫﻤــﺎ اﻟﻠــذان أﺤــدﺜﺎ ﻫــذا اﻟطوﻓــﺎن " ﻷﻨــﻲ �ﻌــد ﺴــ�ﻌﺔ أ�ــﺎم أ�ﻀ ـﺎً أﻤطــر ﻋﻠــﻰ‬

‫اﻷرض أر�ﻌﻴن ﻴوﻤﺎً وأر�ﻌﻴن ﻟﻴﻠﺔ " ) ﺘك ‪ " ( 4 : 7‬ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻴوم إﻨﻔﺠرت كﻞ ﻴﻨـﺎﺒ�ﻊ اﻟﻐﻤـر‬

‫اﻟﻌظــ�م ٕواﻨﻔﺘﺤـــت طﺎﻗـــﺎت اﻟﺴـــﻤﺎء " ) ﺘــك ‪ ) ( 11 : 7‬ارﺠــﻊ اﻟﺒﻬر�ــز ﺠـ ـ ‪ 1‬س ‪ ( 47‬وﻗــﺎﻝ‬

‫اﻟــ�ﻌض أن اﻟد ارﺴــﺎت اﻟﻌﻠﻤ�ــﺔ ﺘؤكــد أﻨــﻪ ﻓــﻲ ﺤﺎﻟــﺔ ﺘﻛــﺎﺜﻒ كــﻞ اﻟﺴــﺤب اﻟﺘــﻲ ﺘﻐطــﻲ أﻛﺜــر ﻤــن‬

‫ﺒوﺼﺘﻴن ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻷرض ﻓـﻼ �ﻤكـن أن ﺘﺴـﺎﻋد ﻋﻠـﻰ طﻔـو ﻗـﺎرب ﺼـﻐﻴر ‪ ،‬ﻓكﻴـﻒ طﻔـﻰ ﻓﻠـك‬ ‫ﻨوح اﻟﻌظ�م �ﺤﻤوﻟﺘﻪ اﻟﻤﻬوﻟﺔ ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ذكر ) ﺘك ‪ ( 4 : 7‬أن اﻟﻤطر ﻫو ﺴﺒﺒب اﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻪ ﻟم ﻴﻨﻔﻲ وﺠود أﺴ�ﺎب‬ ‫أﺨرى ‪ ،‬ﻓﻘوﻝ ﻋﻼء أﺒو �كر " أن ﺴﺒب اﻟطوﻓﺎن ﻫو " اﻟﻤطر وﺤدﻩ " ﻗوﻝ �ﻌﻴد ﻋن روح‬

‫اﻟﺤق ‪ ،‬واﻟﺤق ﻫو ﷲ ‪ ،‬وﻗد أورد ﻨص ) ﺘك ‪ ( 4 : 7‬اﻟذي ﻻ ﻴوﺠد ﻓ�ﻪ أي إﺸﺎرة ﻤن ﻗر�ب‬

‫أو �ﻌﻴد إﻟﻰ أن ﺴﺒب اﻟطوﻓﺎن ﻫو اﻟﻤطر وﺤدﻩ‪ 0‬وﻓﻲ ) ﺘك ‪ ( 11 : 7‬أوﻀﺢ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﺴﺒب‬ ‫اﻵﺨر ﻟﻠطوﻓﺎن ‪ ،‬وﻫو إﻨﻔﺠﺎر ﻴﻨﺎﺒ�ﻊ اﻟﻐﻤر اﻟﻌظ�م ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﺠﺎء ﻫﻨﺎ ) ﺘك ‪� ( 11 : 7‬كﻤﻞ ﻤﺎ‬ ‫ﺠﺎء ﻫﻨﺎك ) ﺘك ‪ ( 4 : 7‬وﻻ ﻴﺘﻌﺎرض ﻤﻌـﻪ ‪ ،‬وﻟﻌﻼم �ﻌﺘرض اﻷﺴﺘﺎذ ﻋﻼء ؟ ﻫﻞ �ﻌﺘرض‬ ‫ﻋﻠﻰ كﺘﺎﺒﻨﺎ اﻟﻤﻘﱠدس أم ﻋﻠﻰ اﻟﻘرآن ‪ ،‬ﻓكﻼﻫﻤﺎ ذكر ﺼراﺤﺔ أن ﺴﺒب اﻟطوﻓﺎن ﻫو كﻞ ﻤن‬

‫اﻟﻤطر واﻟﻤ�ﺎﻩ اﻟﺠوﻓ�ﺔ ؟ ‪ 00‬أﻟم �ﻘﻞ " ﻓﻔﺘﺤﻨﺎ أﺒواب اﻟﺴﻤﺎء �ﻤﺎء ﻤﻨﻬﻤ ـر‪ 0‬وﻓ ﱠﺠرﻨﺎ اﻷرض‬ ‫ﻋﻴوﻨـﺎً ﻓﺈﻟﺘﻘﻰ اﻟﻤﺎء ﻋﻠ ـﻰ أﻤر ُﻗِدر " ) ﺴورة اﻟﻘﻤر ‪ ( 12 ، 11‬؟!!‬ ‫ُ‬ ‫‪ -2‬ﺠﺎءت ﻤ�ﺎﻩ اﻟطوﻓﺎن ﻤن ﻤﺼدر�ن ‪:‬‬ ‫أ – اﻷﻤطــﺎر اﻟﻐز� ـرة اﻟﺘــﻲ إﺴــﺘﻤرت أر�ﻌــﻴن ﻴوﻤ ـﺎً وأر�ﻌــﻴن ﻟﻴﻠــﺔ ‪ ،‬ﻫــذﻩ اﻟﻤ�ــﺎﻩ كﺎﻨــت ﻓــوق‬ ‫اﻟﻐ ــﻼف اﻟﺠ ــوي ﻤﻨ ــذ اﻟﻴ ــوم اﻟﺜ ــﺎﻨﻲ ﻟﻠﺨﻠ ــق ﻋﻨ ــدﻤﺎ ﻓﺼـ ـ ـﻞ ﷲ ﺒﻴـ ـ ـن اﻟﻤ ــﺎء اﻟ ــذي ﺘﺤ ــت اﻟﺠﻠ ــد )‬

‫اﻟﻐﻼف اﻟﺠوي ( واﻟﻤﺎء اﻟذي ﻓوﻗﻪ ‪ 00‬ﻟﻘد كﺎن ﻫﻨﺎك كﻤﺎً ﻀﺨﻤﺎً ﺠداً ﻤن ﺒﺨﺎر اﻟﻤﺎء ‪ ،‬ﻓﻤﻨـذ‬ ‫إﻨﺘﻬﺎء اﻟﺨﻠق وﺤﺘﻰ اﻟطوﻓﺎن ﻟم ﺘﻛن ﻫﻨﺎك أﻤطﺎ اًر ﺘﻬطﻞ ﻤن اﻟﺴﻤﺎء ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻟم �ﺼدق اﻟﻨﺎس‬

‫ﻓ ــﻲ زﻤ ــن ﻨ ــوح أن اﻷرض ﺴ ــﺘُﻐﻤر �ﺎﻷﻤط ــﺎر ‪ ،‬ﻓ ــﺈﻨﻬم ﻟ ــم ﻴﺨﺘﺒ ـ ـروا ﻫ ــذﻩ اﻷﻤط ــﺎر ﻤ ــن ﻗﺒ ــﻞ ‪0‬‬ ‫‪- 291 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪287‬‬


‫وﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻓﺎﻨﻔﺘﺤت طﺎﻗﺎت اﻟﺴﻤﺎء كﺎن �ﺸﻴر ﻟﺴﻘوط اﻷﻤطـﺎر ﻟﻠﻤـرة اﻷوﻟـﻰ‬

‫ٕواﻨﻬ�ﺎر ﻤظﻠـﺔ اﻟﺒﺨـﺎر ‪ ،‬ورأى اﻟـ�ﻌض أن اﻟﺴـﺒب ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻷﻤطـﺎر ﻫـو إﻨﺘﺸـﺎر اﻟﻐ�ـﺎر اﻟﻤﺘوﻟـد‬ ‫ﻤن اﻹﻨﻔﺠﺎرات اﻟﺒركﺎﻨ�ﺔ ‪ 0‬وﻟﻌﻠك ﺘﻼﺤظ �ﺎﺼد�ﻘﻲ أﻨﻪ ﻓﻲ ﻨﻬﺎ�ﺔ ﺠﻤ�ﻊ أ�ﺎم اﻟﺨﻠـق ذكـر ﺴـﻔر‬

‫اﻟﺘﻛــو�ن ﻋ�ــﺎرة " ورأى ﷲ ذﻟــك أﻨــﻪ ﺤﺴــن " أو " ﺤﺴــن ﺠــداً " ‪ ،‬ﺒﺈﺴــﺘﺜﻨﺎء اﻟﻴــوم اﻟﺜــﺎﻨﻲ اﻟــذي‬

‫ﺨﻠﻰ ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻌ�ﺎرة ‪ 00‬ﻟﻤﺎذا ؟ ﻷن ﷲ ﻤﺤب اﻟ�ﺸر ﻤزﻤﻊ أن ﻴﻬﻠك ﺘﻠك اﻟ�ﺸر اﻟﺨطﺎة ﺒﻬـذﻩ‬ ‫اﻟﻤ�ﺎﻩ اﻟﻤﺤﻔوظﺔ ﻟﻴوم اﻟﻬﻼك‪0‬‬

‫ب‪ -‬ﻴﻨــﺎﺒ�ﻊ اﻟﻐﻤــر اﻟﻌظــ�م اﻟﺘــﻲ إﻨﻔﺠــرت ﻤﻤــﺎ أدى إﻟــﻰ ﺤــدوث زﻻزﻝ و� ـراﻛﻴن ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤ�ــﺎﻩ‬

‫اﻟﺘﻲ كﺎﻨت ﺘﺤـت ﻀـﻐط ﺸـدﻴد ﻓـﻲ ﺠـوف اﻷرض ظﻠـت ﺘﻨطﻠـق �ﻘـوة ﺸـدﻴدة ﻟﻤـدة ‪ 150‬ﻴوﻤـﺎً ‪،‬‬

‫وﻤﻤــﺎ ﻴؤكــد ﻫــذﻩ اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ أن اﻟﺒـراﻛﻴن ﺤﺘــﻰ اﻟﻴــوم وﻫــﻲ ﺘﻠﻘــﻲ �ﺤﻤﻤﻬــﺎ ﻤــن اﻟﺼــﺨور اﻟﺒركﺎﻨ�ــﺔ ‪،‬‬

‫ﻓﺈﻨك ﺘﺠد ‪ % 90‬ﻤن ﻨﺎﺘﺞ اﻟﺒركﺎن ﻫو ﻤن ﺒﺨﺎر اﻟﻤﺎء‪0‬‬

‫وﻗـﺎﻝ اﻟـدكﺘور " ﺠوز�ــﻴ دﻴﻠﻠـو " ‪ Josoph Dillow‬أن كﻤ�ـﺔ ﺒﺨـﺎر اﻟﻤــﺎء اﻟـذي �ﻤكــن أن‬

‫�ظــﻞ ﻤﻌﻠﻘ ـﺎً ﻓــوق اﻟﻐــﻼف اﻟﺠــوي كﻐطــﺎء ﺤــوﻝ اﻷرض �ﻌــﺎدﻝ ﺒﺨــﺎر ﻤــﺎء ﺴــﺎﺌﻞ ﻴﺒﻠــﻎ ﺴــﻤكﻪ‬ ‫ﺤـواﻟﻲ ‪ 12‬ﻤﺘـ اًر ) أو ‪ 40‬ﻗــدﻤﺎً ( و�ﺤﺴــﺎ�ﺎﺘﻪ رأى أن ﻫــذا اﻟﻛــم ﻤــن اﻟﻤــﺎء �كــون كﺎﻓ�ـﺎً ﻹﺤــداث‬ ‫أﻤطﺎر ﻏز�رة ‪ 40‬ﻴوﻤﺎً و ‪ 40‬ﻟﻴﻠﺔ‪0‬‬

‫) راﺠﻊ ِكن ﻫـﺎم – أﻨـدرو ﺴـﻴﻠﻴﻨﺞ – كـﺎر د�ﻼﻨـد – ﺘﻌر�ـب ﺠـﺎﻛﻠﻴن ﺠـورج إﺴـﺤق – ﻨﺒـذة‬

‫ﻋن اﻟطوﻓﺎن(‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻨظرة إﻟﻰ اﻟزﻟزاﻝ اﻟذي ﻀرب ﺸرق آﺴ�ﺎ ﻓﻲ اﻷﺤـد اﻷﺨﻴـر ﻤـن ﻋـﺎم ‪2004‬م ‪� ،‬ﻘـوة‬ ‫‪ 9‬ر�ﺨﺘر ‪ ،‬وﻤﺎ ﻨﺘﺞ ﻋﻨـﻪ ﻤـن ﻤوﺠـﺎت اﻟﻤـد اﻟﻌﺎﺘ�ـﺔ ) ﺘﺴـوﻨﺎﻤﻲ ( ﺤﻴـث إﻨـدﻓﻌت اﻟﻤ�ـﺎﻩ ﺒﺈرﺘﻔـﺎع‬

‫ﻋﺸرات اﻷﻤﺘﺎر و�ﺴرﻋﺔ رﻫﻴ�ﺔ ‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﺘرﺘب ﻋﻠ�ﻪ ﺘﺤرك �ﻌض اﻟﺠزر �ﻌﻴداً ﻋـن ﻤوﻗﻌﻬـﺎ ﺒﻨﺤـو‬ ‫ﺜﻼﺜﻴن كﻴﻠو ﻤﺘ اًر ‪ٕ ،‬وارﺘﺠت اﻟﻛرة اﻷرﻀ�ﺔ إذ ﺒﻠﻐت ﻗوة اﻟزﻟزاﻝ ﻗـوة ﺘﻔﺠﻴـر ﻤﻠﻴـون ﻗﻨﺒﻠـﺔ ذر�ـﺔ ‪،‬‬ ‫ٕواﺨﺘﻔــت ﻤﺌــﺎت اﻟﻘــرى ‪ ،‬وﺤﻤﻠــت اﻷﻤ ـواج ﺴــﻔن اﻟﺸــﺤن اﻟﻌﻤﻼﻗــﺔ وطوﺤــت ﺒﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟ�ــﺎ�س ‪،‬‬

‫وﻓﻲ ﻟﺤظﺎت ﻗﺘﻞ أﻛﺜر ﻤن ر�ﻊ ﻤﻠﻴـون ﺸـﺨص ‪ 00‬إن ﻤـﺎ ﺤـدث إﺜـر ﻫـذا اﻟزﻟـزاﻝ اﻟرﻫﻴـب ﻟﻬـو‬ ‫ﺼورة ﻤﺼﻐرة ﻟﻤﺎ ﺤدث ﻓﻲ اﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬وﻤن ﻋـﺎ�ش اﻟﺤـدث ﻋﺒـر وﺴـﺎﺌﻞ اﻹﻋـﻼم �ﺴـﻬﻞ ﻋﻠ�ـﻪ‬

‫ﺘﺼور اﻟطوﻓﺎن وكﻴﻒ كﺎن‪0‬‬ ‫ﱡ‬ ‫‪- 292 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪288‬‬


‫‪� -4‬ﻘـوﻝ اﻟﻘــس ﻤ�ﺼــﺎﺌﻴﻞ ﺼــﺎدق " واﻀــﺢ أن اﻟطوﻓـﺎن كــﺎن �ــﺎﻟﻤطر و�ﻨــﺎﺒ�ﻊ اﻷرض ‪،‬‬

‫وﷲ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ كﻞ ﺸﺊ ‪ ،‬وﻤﺎ اﻟﻐرا�ﺔ واﻟطوﻓﺎن ﻴﺘﻔق ﻓ�ﻪ اﻟﻴﻬود واﻟﻤﺴ�ﺤﻴون وﻏﻴر اﻟﻤﺴ�ﺤﻴﻴن‬

‫" ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘــوﻝ " أوزوﻟـــدت – أﻟـــس " ‪ " 00‬وﻗــد ﺘﻛــون اﻟــزﻻزﻝ أو اﻹﻨﻔﺠــﺎرات اﻟﺒركﺎﻨ�ــﺔ ﻫــﻲ‬

‫اﻟﺴﺒب ﻓﻲ اﻹرﺘﻔﺎع اﻟﻤﻔﺎﺠﺊ �ﻘﺎع اﻟﻤﺤ�ط أو ﺴﻘوط اﻟﻨ�ﺎزك اﻟﻬﺎﺌﻠﺔ ﻓﻲ اﻟ�ﺤر ‪ ،‬وﻤن اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ‬

‫أ�ﻀﺎً أﻨﻪ �ﺸﺎر ﻫﻨـﺎ إﻟﻰ طﺎﻗـﺎت ﻀﺨﻤﺔ ﻤﺘﻨوﻋﺔ ﻤن ﺨﻼﻝ ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻤﺎت اﻟ�ﺴ�طﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F25‬‬

‫‪ -6‬ﺤــﺎوﻝ اﻟﺠﻴوﻟــوﺠﻲ اﻟﻨﻤﺴــﺎوي " ‪ " E. SUESS‬ﻓــﻲ ﻨﻬﺎ�ــﺔ اﻟﻘــرن اﻟﺘﺎﺴــﻊ ﻋﺸــر إﻴﺠــﺎد‬

‫ﺘﻔﺴﻴر ﻋﻠﻤﻲ ﻷﺴ�ﺎب اﻟطوﻓﺎن ‪ٕ ،‬واﻨﺘﻬﻰ إﻟـﻰ اﻟﻘـوﻝ �ـﺄن ﻫﻨـﺎك ﺴـﺒ�ﺎن ﻟﻠطوﻓـﺎن ‪ ،‬أوﻟﻬﻤـﺎ ‪ :‬ﻫـو‬

‫ﻤوﺠﺎت ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻤن اﻟ�ﺤر ﻨﺸﺄت �ﺴﺒب إﻀطراب زﻟزاﻟﻲ ﻓﻲ إﻗﻠ�م اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌر�ـﻲ أو ﺠﻨو�ـﻪ ‪،‬‬

‫وﺜﺎﻨﻴﻬﻤــﺎ ‪ :‬إﻋﺼــﺎر ﻋﻨﻴــﻒ ﻨﺸــﺄ ﻓــﻲ ﺨﻠــﻴﺞ اﻟﺒﻨﻐــﺎﻝ ‪ ،‬ﺜــم ﻋﺒــر اﻟﻬﻨــد ﻤﺘﺠﻬـﺎً ﺸــﻤﺎﻻً ﻨﺤــو اﻟﺨﻠــﻴﺞ‬ ‫اﻟﻌر�ــﻲ ‪ ،‬وﻗــد ﺼــﺎدف ﻫــذا ﻤوﺴــم ﻓ�ﻀــﺎن ﺤــوض دﺠﻠــﺔ واﻟﻔ ـرات ‪ ،‬وﺘﺸــﻘﻘت اﻷرض ﺒﺘــﺄﺜﻴر‬

‫اﻟزﻻزاﻝ ٕواﻨدﻓﻌت ﻤﻨﻬﺎ اﻟﻤ�ﺎﻩ ‪ ،‬وﻫكذا ﻨﺸﺄ اﻟطوﻓﺎن ﺒﺘﺄﺜﻴر ﻤ�ﺎﻩ اﻟ�ﺤر اﻟطﺎﻓ�ـﺔ �ﺼـورة رﺌ�ﺴـ�ﺔ ‪،‬‬ ‫أﻤــﺎ اﻟﻤ�ــﺎﻩ اﻟﺴــﻔﻠ�ﺔ وﻤ�ــﺎﻩ اﻟﻔ�ﻀــﺎن ﻓﻠــم ﺘﻛــن إﻻﱠ ﻋﻨﺎﺼــر ﻤﺴــﺎﻋدة ) ارﺠــﻊ اﻷب ﺴــﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸــﺎ –‬ ‫ـدوﻨﺎت اﻟﺘوراﺘ� ــﺔ ص ‪ ، 204‬وﻓـ ـراس اﻟﺴـ ـواح – ﻤﻐ ــﺎﻤرة اﻟﻌﻘ ــﻞ‬ ‫أﺜ ــر اﻟﻛﺘﺎ� ــﺎت اﻟ�ﺎﺒﻠ� ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻤ ـ ﱠ‬

‫اﻷوﻟ ــﻰ ص ‪ ، 152 ، 151‬وك ــﺎرم ﻤﺤﻤ ــود ﻋز� ــز – أﺴ ــﺎطﻴر اﻟﺘ ــوراة اﻟﻛﺒ ــرى وﺘـ ـراث اﻟﺸ ــرق‬ ‫اﻷدﻨﻰ اﻟﻘد�م ص ‪0( 194 ، 193‬‬

‫‪� -7‬ﻘــوﻝ ﻨ�ﺎﻓــﺔ اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ أﺴــﻘﻴ طﻨطــﺎ أن كﺜﻴــر ﻤــن اﻟﻌﻠﻤــﺎء إﺘﻔﻘـوا ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻐــﻼف‬

‫اﻟﺠــوي ﻗﺒــﻞ اﻟطوﻓــﺎن كــﺎن ﻴﺨﺘﻠــﻒ ﻋﻤــﺎ ﻫــو ﻋﻠ�ــﻪ اﻵن ‪ ،‬ﻓــﺎﻵن اﻟﻐــﻼف اﻟﺠــوي ﻴﺘﻛــون ﻤــن‬ ‫اﻟﻨﻴﺘــروﺠﻴن واﻷﻛﺴــﺠﻴن وﺜــﺎﻨﻲ أﻛﺴــﻴد اﻟﻛر�ــون ‪� ،‬ﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ط�ﻘــﺔ اﻷوزون ‪ ،‬أﻤــﺎ اﻟﻐــﻼف‬

‫اﻟﺠوي ﻗﺒﻞ اﻟطوﻓﺎن ﻓكﺎن ﻴﺘﻛون ﻤﻤﺎ ﺴﺒق ‪� ،‬ﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ط�ﻘـﺔ ﺴـﻤ�كﺔ ﻤﻨﺨﻔﻀـﺔ ﻤـن ﺒﺨـﺎر‬ ‫اﻟﻤــﺎء ‪ ،‬وﻫــذﻩ ﻤﺜﻠــت ﻤﺼــد اًر ﻤــن ﻤ�ــﺎﻩ اﻟطوﻓــﺎن ‪ " ،‬و�ؤكــد د‪ 0‬ﻤــور�س أن ﻏطــﺎء ﺒﺨــﺎر اﻟﻤــﺎء‬ ‫اﻟﻬﺎﺌــﻞ اﻟــذي كــﺎن ﻤوﺠــوداً ﻓــﻲ اﻟط�ﻘــﺔ اﻟﺴــﻔﻠﻰ ﻤــن اﻟﻐــﻼف اﻟﺠــوي كــﺎن �كﻔــﻲ كﻤﺼــدر ﻟﻤ�ــﺎﻩ‬ ‫اﻷﻤطﺎر اﻟﻐز�رة اﻟﺘﻲ إﺴﺘﻐرﻗت أر�ﻌﻴن ﻴوﻤﺎً " )‪0(1‬‬ ‫‪F26‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺃﺩﻳﺒﺔ ﺷﻜﺮﻱ ﻳﻌﻘﻮﺏ – ﷲ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻤﻮﺳﻰ ﺹ ‪41‬‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪114‬‬

‫‪- 293 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪289‬‬


‫ﻏﻼف اﻷرض ﺤﺎﻟ�ﺎً‬

‫ﻏﻼف اﻷرض ﻤﺎ ﻗﺒﻞ اﻟطوﻓﺎن‬

‫كﺎن ﺒﺨﺎر اﻟﻤﺎء ﻗﺒﻞ اﻟطوﻓﺎن = ‪ 503‬أﻀـﻌﺎف اﻟﺒﺨـﺎر اﻟﺤـﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﻨﺴـ�ﺔ ﺜـﺎﻨﻲ أﻛﺴـﻴد‬

‫اﻟﻛر�ون = ‪ 8 – 6‬أﻀﻌﺎف اﻟوﻀـﻊ اﻟﺤـﺎﻟﻲ ‪ ،‬وكـﻞ ﻫـذا كـﺎن �ﺴـﺎﻋد ﻋﻠـﻰ ﺤﺠـب اﻹﺸـﻌﺎﻋﺎت‬

‫اﻟﻛوﻨ�ﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺼﻞ ﻟﻸرض ‪ ،‬ﻓط�ﻘﺔ اﻷوزون اﻟﻛﺜ�ﻔﺔ كﺎﻨـت ﺘﻤﻨﻊ اﻹﺸﻌﺎﻋﺎت ﻗﺼﻴرة اﻟﻤوﺠـﺔ ‪،‬‬

‫وط�ﻘ ــﺔ ﺒﺨ ــﺎر اﻟﻤ ــﺎء اﻟﻛﺜﻴ ــﻒ كﺎﻨ ــت ﺘﻤﻨ ــﻊ اﻹﺸ ــﻌﺎﻋﺎت ﻤﺘوﺴ ــطﺔ اﻟﻤوﺠ ــﺔ ‪ ،‬وكﺎﻨ ــت ﺘﻨﻔ ــذ ﻓﻘ ــط‬

‫اﻹﺸﻌﺎﻋﺎت طو�ﻠﺔ اﻟﻤوﺠﺔ ‪ ،‬وﺘﺤﺘﻔظ ﺒﻬـﺎ اﻷرض ﻷن اﻟﻐـﻼف اﻟﺴـﻤ�ك كـﺎن �ﺴـﺎﻋد ﻋﻠـﻰ ﻤﻨـﻊ‬

‫ﻫذﻩ اﻹﺸﻌﺎﻋﺎت ﻤن اﻟﺘﺴرب ﺜﺎﻨ�ﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻛوﻨﻲ ‪ ،‬و�ذﻟك كﺎﻨت ﺘﺤﺘﻔظ اﻷرض �ﺤ اررﺘﻬﺎ‬

‫‪ ،‬وﻷن اﻷرض ﻟم ﺘﻛن ﺘﻔﻘد ﺤ اررﺘﻬﺎ ﻟ�ﻼً ‪ ،‬ﻟذﻟك كﺎﻨت درﺠﺔ ﺤ اررﺘﻬﺎ ﻤﺘﻘﺎر�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ واﻟﻨﻬـﺎر‬ ‫‪ ،‬وﻗــد أﻛــد اﻟﺠﻐ ارﻓــﻲ اﻟــدكﺘور " دوﻨﺎﻟــد �ــﺎﺘن " ‪ Patten‬أن ﻤظﻠــﺔ ﺒﺨــﺎر اﻟﻤــﺎء اﻟﻛﺜ�ﻔــﺔ أوﺠــدت‬

‫ﺘوازﻨﺎً ﻓﻲ درﺠﺎت اﻟﺤ اررة ﻋﻠﻰ كﻞ ﺴـطﺢ اﻷرض ‪ ،‬وكﺎﻨـت درﺠـﺎت اﻟﺤـ اررة ﺤﻴﻨـذاك أﻋﻠـﻰ ﻤﻤـﺎ‬ ‫ﻫــو ﻋﻠ�ــﻪ اﻵن ‪ ،‬وﻟﻌــﻞ ﻫــذا �ﻔﺴــر ﻟﻨــﺎ كﺒــر ﺤﺠــم اﻟﻛﺎﺌﻨــﺎت اﻟﺤﱠ�ــﺔ ﻗﺒــﻞ اﻟطوﻓــﺎن ﻋﻤــﺎ ﻫــو ﻋﻠ�ــﻪ‬

‫اﻵن ‪ ،‬ﻓــ�ﻌض اﻟﻔ ارﺸــﺎت كــﺎن طــوﻝ أﺠﻨﺤﺘﻬــﺎ �ﺼــﻞ إﻟــﻰ ‪ 20‬ﺒوﺼــﺔ ‪ ،‬و�ﻌــض اﻟطﻴــور وﺼــﻞ‬

‫طوﻝ أﺠﻨﺤﺘﻬﺎ إﻟﻰ ‪ 20‬ﻗدﻤﺎً ‪ ،‬وكﺎن ﻋﻤر اﻹﻨﺴﺎن أﻛﺒر �كﺜﻴر ﻤﻤﺎ ﻫو ﻋﻠ�ﻪ �ﻌد اﻟطوﻓﺎن ‪00‬‬ ‫ﻟﻘد كﺎﻨت اﻷرض أﺸ�ﻪ �ﺎﻟﺒﻴت اﻟزﺠﺎﺠﻲ ‪ ،‬ﻷﻨﻬﺎ كﺎﻨت ُﻤﻐطﺎة �ﻤظﻠﺔ ﻤزدوﺠﺔ ‪:‬‬

‫أ – ﻤظﻠﺔ ﺴﻤ�كﺔ وأﻛﺜر ﻓﺎﻋﻠ�ﺔ ﻤن اﻷوزون‪0‬‬

‫ب‪ -‬ﻤظﻠﺔ ﺴﻤ�كﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻤن ﺒﺨﺎر اﻟﻤﺎء‪0‬‬

‫) راﺠﻊ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس واﻟﻌﻠم ص ‪0( 114 – 105‬‬ ‫‪- 294 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪290‬‬


‫ﻓﺈن ط�ﻘﺔ ﺒﺨـﺎر اﻟﻤـﺎء اﻟﻛﺜﻴـﻒ كﺎﻨـت ﻤﺼـد اًر ﻤـن ﻤﺼـﺎدر ﻤ�ـﺎﻩ اﻟطوﻓـﺎن ‪ ،‬واﻟﻤﺼـدر‬ ‫اﻷﺨــر ﺘﻤﺜﱠــﻞ ﻓــﻲ اﻟﻤ�ــﺎﻩ اﻟﺠوﻓ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ كﺎﻨــت ﻤﻀــﻐوطﺔ ﺘﺤــت اﻟﻘﺸ ـرة اﻷرﻀــ�ﺔ ‪ ،‬وكﺎﻨــت ﻤ�ــﺎﻩ‬

‫ﺴــﺎﺨﻨﺔ ‪ ،‬ﻓﻬــذﻩ إﻨﻔﺠــرت كﻘــوﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " إﻨﻔﺠــرت كــﻞ ﻴﻨــﺎﺒ�ﻊ اﻟﻐﻤــر اﻟﻌظــ�م ٕواﻨﻔﺘﺤــت طﺎﻗــﺎت‬

‫اﻟﺴﻤﺎء " ) ﺘك ‪ ( 11 : 7‬وﻟﻛن ﻤﺎ ﺴﺒب ﻫذا اﻹﻨﻔﺠﺎر ؟‬ ‫ﻗد �كون ﺴﺒب اﻹﻨﻔﺠﺎر ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬ﻋﺒور كوكب ﺴ�ﺎر �ﺎﻟﻘرب ﻤن اﻷرض ‪ ،‬و�ﺴﺒب اﻟﺠﺎذﺒ�ﺔ أﺤدث دﻤﺎ اًر ﺸدﻴداً �ﺎﻷرض ‪،‬‬ ‫أدى إﻟﻰ إﻨﻔﺠﺎرات ﻓـﻲ اﻟﻘﺸـرة اﻷرﻀـ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻨـدﻓﻌت اﻟﻤ�ـﺎﻩ اﻟﺠوﻓ�ـﺔ اﻟﺴـﺎﺨﻨﺔ اﻟﻤﻀـﻐوطﺔ ‪ ،‬كﻤـﺎ‬

‫أدى إﻟــﻰ ﺴــﻘوط اﻷﻤطـ ـﺎر اﻟﻐز� ـرة ‪ ،‬وأﻛــد اﻟﺠﻐ ارﻓــﻲ اﻟــدكﺘور " دوﻨﺎﻟــد �ــﺎﺘن " �ــﺄن " اﻟﺠﺎذﺒ�ــﺔ‬

‫اﻟﻤﺘ�ﺎدﻟــﺔ ﺒــﻴن كوك ـب اﻷرض واﻟﻛواﻛــب اﻟﺴــ�ﺎرة ﻗــد ﺘﺴــﺒب ﻓــﻲ إﻨﻬ�ــﺎر اﻟﻤظﻠــﺔ ) ﻤظﻠــﺔ ﺒﺨــﺎر‬

‫اﻟﻤـ ــﺎء اﻟﺴـ ــﻤ�كﺔ ( ٕواﺤـ ــداث اﻟﻤوﺠـ ــﺎت اﻟﻤد�ـ ــﺔ واﻹﻨﻔﺠـ ــﺎرات اﻟﺒركﺎﻨ�ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺘ�ﻌ ـ ـﺎً ﻟـ ــذﻟك أدى إﻟـ ــﻰ‬ ‫إرﺘﻔﺎﻋﺎت ﻫﺎﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﺎع اﻟ�ﺤر ﻤﻤﺎ أﻋﺎد ﺘﺸكﻴﻞ ﺴطﺢ اﻷرض �ﺼورة ﺠدﻴدة " )‪0(1‬‬ ‫‪F27‬‬

‫ب‪ -‬وﻗــد �كــون ﺴــﺒب اﻹﻨﻔﺠــﺎر إﺼــطدام ﺸــﻬب �ــﺎﻷرض " و�وكــد دﻴــﻒ �ﺎﻟﺴــﻴﺠر‬

‫‪Dave‬‬

‫‪ Balsiger‬وﺘﺸــﺎﻟز ﺴــﻴﻠ�ﺎر ‪ Charles Sellieer‬ﻓــﻲ ﻤؤﻟﻔﻬﻤــﺎ } �ﺤــث ﻋــن ﻓﻠــك ﻨــوح { أﻨــﻪ‬ ‫ﻨﺘﻴﺠﺔ دراﺴﺘﻬﻤﺎ وأ�ﺤﺎﺜﻬﻤﺎ ‪ ،‬أﻤكن اﻟﺘوﺼﻞ إﻟﻰ أن إﺼطدام اﻟﺸﻬب �ﺎﻷرض كﻔﻴﻞ �ﺄن �ﺤدث‬

‫إرﺘﺠﺎﺠﺎً ﺸدﻴداً �ﺎﻟﻘﺸرة اﻷرﻀ�ﺔ ‪ ،‬كﻤﺎ أﻨﻪ أوﺠد ظروﻓﺎً ﻤواﺘ�ﺔ ﻹﺤداث اﻟطوﻓﺎن اﻟﺸﺎﻤﻞ ‪ ،‬ﻨـﺘﺞ‬

‫ﻋﻨــﻪ زﻻزﻝ و� ـراﻛﻴن ٕوارﺘﻔﺎﻋــﺎت ﻓــﻲ ﻗــﺎع اﻟ�ﺤــﺎر واﻟﻤﺤ�طــﺎت أدى �ــﺎﻷﻛﺜر إﻟــﻰ إﻨﻬ�ــﺎر ﻤظﻠــﺔ‬ ‫اﻟﺒﺨﺎر اﻟﻤﺤ�طﺔ �ﺎﻷرض "‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪F28‬‬

‫‪0‬‬

‫س‪ : 421‬ﻫﻞ كﺎن اﻟطوﻓﺎن إﻗﻠ�ﻤ�ﺎً أم ﻋﺎﻟﻤ�ﺎً ؟‬ ‫�ﻘوﻝ ﻋﻼء أﺒو �كر " ﻫﻞ ﺤدث اﻟطوﻓﺎن ﻓﻲ اﻷرض كﻠﻬﺎ ؟ ﻫذا ﻤﺎ ﺘﻘوﻟﻪ اﻟﺘـوراة ﻓـﻲ‬

‫) ﺘ ــك ‪ } ( 23 ، 6 : 7‬ﻓﻤﺤــــﺎ ﷲ كــــﻞ ﻗــــﺎﺌم كــــﺎن ﻋﻠــــﻰ وﺠــــﻪ اﻷرض ‪ 0‬اﻟﻨــــﺎس واﻟﺒﻬــــﺎﺌم‬

‫واﻟد�ﺎ�ﺎت وطﻴور اﻟﺴﻤﺎء‪ 0‬ﻓﺎﻨﻤﺤت ﻤـن اﻷرض‪ 0‬وﺘ�ﻘـﻰ ﻨوح واﻟذﻴن ﻤﻌـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻔﻠـك ﻓﻘـط {‬

‫ﻓكﻴﻒ ﻋﺎﺸت إذاً ﺴﻼﻟﺔ ) �ﺎ�ﺎﻝ ( و ) ﻴو�ﺎﻝ ( و ) ﻨو�ﺎﻝ ﻗﺎﻴﻴن ( �ﻌـد اﻟطوﻓـﺎن وأﺼـ�ﺤوا ﻤـن‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻧﻴﺎﻓﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎ ﺑﻮﻻ – ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪118‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪119 ، 118‬‬

‫‪- 295 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪291‬‬


‫ﺴكﺎن اﻟﺨ�ـﺎم واﻟرﻋـﺎة وﻋـﺎزﻓﻲ اﻵﻻت اﻟﻤوﺴـ�ﻘ�ﺔ ‪ ،‬ﻤـﻊ اﻟﻌﻠـم أن ﻨوﺤـﺎً وذر�ﺘـﻪ ﻟ�ﺴـوا ﻤـن ﺴـﻼﻟﺔ‬

‫ﻗﺎﻴﻴن ؟ " ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ‪ 1‬ص ‪0( 48‬‬

‫وﻗــﺎﻝ اﻟــ�ﻌض أن اﻟطوﻓــﺎن كــﺎن إﻗﻠ�ﻤ� ـﺎً ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﻛﺎﺘــب ﻀــﺨم اﻟﺤــدث ﻓﺠﻌﻠــﻪ كﺎرﺜــﺔ‬ ‫ﻋﺎﻟﻤ�ــﺔ ) ارﺠــﻊ اﻟﺨــوري ﺒــوﻟس اﻟﻔﻐــﺎﻟﻲ – اﻟﺒــدا�ﺎت أو ﻤﺴــﻴرة اﻹﻨﺴــﺎن إﻟــﻰ ﷲ ص ‪– 116‬‬ ‫‪ ، 122‬وﻤور�س ﺒوكﺎي – اﻟﻘرآن اﻟﻛر�م واﻟﺘوراة واﻹﻨﺠﻴﻞ واﻟﻌﻠم ص ‪0( 55 – 53‬‬

‫ج ‪ :‬أوﻻً ‪ :‬ﻟــم ﻴــذكر ﻋــﻼء أﺒــو �كــر اﻟﺸــﺎﻫد ﻋﻠــﻰ إﺴــﺘﻤرار أﻨﺴــﺎﻝ �ﺎ�ﺎ�ــﺎ و�و�ــﺎﻝ وﺘو�ــﺎﻝ �ﻌــد‬

‫اﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬ﻓﻤن اﻟﻤﻌروف أن ﻨﺴﻞ ﻗﺎﻴﻴن ﻟم ﻴﻨﺠو ﻤﻨﻪ أﺤد ﻗـط ﻓـﻲ اﻟطوﻓـﺎن ‪ ،‬وﻟـو كﻠـﻒ ﻨﻔﺴـﻪ‬ ‫ورﺠﻊ ﻓﻘط إﻟﻰ ﻓﻬرس اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ص ‪ 681‬ﻟﻌﻠم أن " �ﺎ�ﺎﻝ " ﻟم ﻴرد إﻻﱠ ﻤرة واﺤـدة ﻓـﻲ )‬ ‫ﺘك ‪ ( 20 : 4‬ﻗﺒﻞ اﻟطوﻓﺎن‪ 0‬وﻓﻲ ص ‪ 686‬ﻴوﻀﺢ أن " ﻴو�ﺎﻝ " ﻟم ﻴرد إﺴـﻤﻪ إﻻﱠ ﻤـرة واﺤـدة‬

‫) ﺘــك ‪ ( 21 : 4‬ﻗﺒــﻞ اﻟطوﻓــﺎن أ�ﻀ ـﺎً ‪ ،‬أﻤــﺎ إﺴــم " ﺘو�ــﺎﻝ " ﻓﻨﺠــدﻩ ﻓــﻲ ص ‪ 655‬ﻤــن ﻓﻬــرس‬ ‫اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ‪ ،‬وﻗد ورد ﻤـرﺘﻴن ‪ ،‬ﻓﻔـﻲ ) ﺘـك ‪ ( 22 : 4‬ﺠـﺎء إﺴـم ﺘو�ـﺎﻝ ﺒـن ﻗـﺎﻴﻴن ‪ ،‬وﻓـﻲ )‬

‫ﺘك ‪ ( 2 : 10‬ورد إﺴم ﺘو�ﺎﻝ ﺒن �ﺎﻓث ﺒن آدم ‪ ،‬وﻫو �ﺎﻟط�ﻊ ﻏﻴر ﺘو�ﺎﻝ ﺒن ﻗﺎﻴﻴن وﺘو�ﺎﻝ ﺒـن‬

‫�ﺎﻓث ورد ﻀﻤن أﺒﻨﺎء �ﺎﻓث ) ‪ 1‬أي ‪ٕ ( 5 : 1‬واﻗﺘرن إﺴـﻤﻪ �ﺎﺴـم أﺨ�ـﻪ ﻴـوان ) أش ‪19 : 66‬‬

‫( ٕواﻗﺘــرن إﺴــﻤﻪ أ�ﻀـﺎً �ﺎﺴــم أﺨو�ــﻪ �ــﺎوان وﻤﺎﺸـك ) ﺤــز ‪ٕ ( 13 : 27‬واﻗﺘــرن إﺴــﻤﻪ �ﺎﺴــم أﺨ�ــﻪ‬ ‫ﻤﺎﺸك ) ﺤـز ‪ٕ ( 26 : 32‬واﻗﺘ ـرن �ﺎﺴ ـم أﺨو�ـﻪ �ـﺎوران وﻤﺎﺴـك ) ﺨـر ‪1 : 39 ، 3 ، 2 : 38‬‬

‫( وﻏﻴر ﻫذا ﻟم ﻴرد إﺴم " ﺘو�ﺎﻝ " ﻓﻲ أي ﻤكﺎن آﺨر ﻤن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ‪ ،‬وﻫـذا ﻫـو أ ب ﻓـﻲ‬ ‫أﺴﻠوب اﻟ�ﺤث‪0‬‬

‫ﺜﺎﻨ�ﺎً ‪ :‬رأى اﻟ�ﻌض أن اﻟطوﻓﺎن كﺎن إﻗﻠ�ﻤ�ﺎً ‪ :‬وﺘﺒﻨﻰ ﻫذﻩ اﻟﻨظر�ـﺔ " ﺠـون ﺴـﻤﻴت " ﺴـﻨﺔ‬

‫‪1839‬م اﻟذي إﺴﺘ�ﻌد ﺤدوث طوﻓﺎن ﺸﺎﻤﻞ ﻤﺘﺴﺎءﻻً ‪ :‬ﻤن أﻴن أﺘت كﻞ ﻫذﻩ اﻟﻤ�ﺎﻩ اﻟﺘـﻲ ﺘﻐﻤـر‬

‫اﻟﻌﺎﻟم كﻠﻪ ؟ ٕواﻟﻰ أﻴن ﺘذﻫب ؟ وﻋﺎﻟﺞ ﺸﻤوﻟ�ﺔ اﻟطوﻓﺎن ‪ -‬ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظرﻩ اﻟراﻓﻀﺔ – ﻓﻲ ﻨﺤو‬ ‫‪ 60‬ﺼﻔﺤﺔ �كﺘﺎ�ـﻪ " اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس وﻋﻠـم اﻟﺠﻴوﻟوﺠ�ـﺎ " وﻋﻠـﻞ ﺤـدوث اﻟطوﻓـﺎن �ﺤـدوث ﻓواﻟـق‬

‫ﻋظ�ﻤــﺔ ) ‪ ( Faults‬ﻓــﻲ ﻤﻨطﻘــﺔ اﻟﺸــرق اﻷوﺴــط أدت إﻟــﻰ ﻫﺒــوط ﻤﺴــﺘوى اﻷرض ‪ٕ ،‬واﻨــدﻓﺎع‬ ‫اﻟﻤ�ــﺎﻩ اﻟﺠوﻓ�ــﺔ ﻷﻋﻠــﻰ ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻨﻔــس اﻟوﻗــت ﻋﻨــدﻤﺎ ﻫــ�ط ﻤﺴــﺘوى اﻷرض ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻤﻨطﻘــﺔ ﻓﺈﻨــﻪ‬

‫ﺘﺴﺒب ﻓﻲ إﻨﺨﻔﺎض اﻟﻀﻐط اﻟﺠوي ﻤﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺴﺤب اﻟﻬواء �ﺸدة وﺤدوث أﻤطﺎر ﻏز�رة‪0‬‬ ‫‪- 296 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪292‬‬


‫و�ﻘــوﻝ " أ‪ 0‬ف‪ 0‬كـــ�ﻔن " ‪ " 00‬ﻫ ـﻞ كــﺎن اﻟطوﻓــﺎن ﺸــﺎﻤﻼً �ــﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺠﻐ ارﻓــﻲ ‪ ،‬أي أﻨــﻪ‬ ‫ﻏطﻰ كﻞ ﻤﻴﻞ ﻤر�ﻊ ﻤن وﺠﻪ اﻷرض ‪ ،‬أم أﻨﻪ كﺎن ﺸﺎﻤـﻼً �ﻤﻌﻨﻰ أﻨﻪ أﻏرق كﻞ اﻟ�ﺸـر ﻓﻘـط ؟‬ ‫‪ 00‬إﻨﻪ ﻤﺎدام اﻟطوﻓﺎن كﺎن ﺸـﺎﻤﻼً ﻓـﻲ ﻤﺤـو اﻟﺠـﻨس اﻟ�ﺸـري ‪ ،‬ﻓﻠـ�س ﻤـن اﻟﻀـروري أن �كـون‬

‫ﺸــﺎﻤﻼً ﺠﻐراﻓ� ـﺎً‪� 0‬ﺴــﺠﻞ دﻟﻴﺘــزش ‪ } Delitzsch‬أن اﻟﻐــرض ﻤ ـن اﻟطوﻓــﺎن كــﺎن إﻗﺎﻤــﺔ ﺠــﻨس‬ ‫�ﺸــري ﺠدﻴــد أﻓﻀــﻞ ‪ ،‬ﻋــن طر�ــق إ�ــﺎدة اﻟﺠــﻨس اﻟﻘــد�م ﻏﻴــر اﻟﻘﺎﺒــﻞ ﻟﻺﺼــﻼح ‪ ،‬وكــﺎن �كﻔــﻲ‬

‫ﻟﻌــﻼج ﻫــذا ﻋﻼﺠ ـﺎً ﺠــذر�ﺎً ‪ ،‬إﻏ ـراق اﻟﻤﻨطﻘــﺔ اﻟﺘــﻲ كــﺎن اﻟﺠــﻨس اﻟ�ﺸــري ﻤﻨﺘﺸ ـ اًر ﻓﻴﻬــﺎ { ﺜــم أن‬

‫اﻟﻤﻨطﻘــﺔ اﻟﺘــﻲ ك ـﺎن اﻟ�ﺸــر ﻤﻨﺘﺸـر�ن ﻓﻴﻬــﺎ كﺎﻨــت �ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻟﻬــم ﻫــﻲ اﻷﻓــق اﻟﺠﻐ ارﻓــﻲ ‪ ،‬أي " كــﻞ‬ ‫اﻷرض " ﻓﻲ ﻨظرﻫم " )‪0(1‬‬ ‫‪F29‬‬

‫و�ﻘوﻝ اﻷﺴـﺘﺎذ ﺘوﻓﻴـق ﻓـرج ﺨﻠـﻪ " �ﻌﺘﻘـد اﻟـ�ﻌض اﻵﺨـر أن اﻟطوﻓـﺎن كـﺎن إﻗﻠ�ﻤ�ـﺎً ﻗﺎﺼـ اًر‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟ�ﻘﻌﺔ اﻵﻫﻠﺔ �ﺎﻟﺴكﺎن ‪ ،‬وﻫﻲ ﺘﻘر��ﺎً اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﺘﺎﺨﻤﺔ ﻟﻨﻬري اﻟدﺠﻠﺔ واﻟﻔرات ‪ ،‬وأﺼﺤﺎب‬ ‫ﻫــذا اﻟ ـرأي �ﻔﺴــرون اﻟﻨﺼــوص اﻟﻤــذكورة ﻤــن �ــﺎب اﻟﻤﺠــﺎز ﻋﻠــﻰ ﺴــﺒﻴﻞ أن اﻟــوﺤﻲ أطﻠــق اﻟﻛــﻞ‬

‫وأراد اﻟﺠزء كﻤﺎ ﻫو ﺸﺎﺌﻊ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وكﻘوﻝ اﻟﻛﺘﺎب ﻤـﺜﻼً } وﺠـﺎءت كـﻞ اﻷرض إﻟـﻰ‬ ‫ﻤﺼــر ﻟﻴوﺴــﻴ ﻟﺘﺸــﺘري ﻗﻤﺤ ـﺎً ﻷن اﻟﺠــوع كــﺎن ﺸــدﻴداً ﻓــﻲ كــﻞ اﻷرض { ) ﺘــك ‪( 57 : 41‬‬

‫و�ﻘﺼد ﺒذﻟك اﻟـ�ﻼد اﻟﻤﺘﺎﺨﻤـﺔ ﻟﻤﺼـر ‪ ،‬وكﻘوﻟـﻪ } وﻓـﻲ ﺘﻠـك اﻷ�ـﺎم ﺼـدر أﻤـر ﻤـن أوﻏﺴـطس‬

‫ﻗ�ﺼـر �ــﺄن ُ�كﺘﺘــب كـﻞ اﻟﻤﺴــكوﻨﺔ { ) ﻟـو ‪ ( 1 : 2‬واﻟﻘﺼــد ﻤـن ذﻟــك اﻟـ�ﻼد اﻟﺘــﻲ كﺎﻨـت ﺘﺤــت‬ ‫ﺤكﻤﻪ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫و�ﻘوﻝ " ﻫﻴر�رت ووﻟﻴ " ‪� " 00‬ﺎﻟرﻏم ﻤـن اﻟﺤﺠـﺞ اﻟﻘو�ـﺔ اﻟﻤؤ�ـدة ﻟﻔكـرة اﻟطوﻓـﺎن اﻟﻌـﺎم ‪،‬‬

‫إﻻﱠ أن �ﻌــض اﻟﻤﻔك ـر�ن �ﻔﺴــرون �ــﺄن اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ﻴﺒــﻴن ﻟﻨــﺎ أ�ﻀ ـﺎً �ــﺄن اﻟطوﻓــﺎن كــﺎن أﻤ ـ اًر‬ ‫ﻤﺤﻠ�ﺎً وﻤﺤدوداً ‪ ،‬ﻓﻤن اﻟﻨﺎﺤ�ﺔ اﻟﺠﻐراﻓ�ﺔ ﻓـﺈن اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻴـذكر أن ﻤكـﺎن إﻗﺎﻤـﺔ ﻨـوح وأﻫـﻞ‬ ‫ﺒﻴﺘﻪ كﺎن ﻴﻨﺤﺼر ﻓﻲ آﺴ�ﺎ اﻟﺼﻐرى ‪ ،‬وﻟﻘد رﺴﺎ ﻓﻠﻛﻬم ﻋﻨـد ﺠ�ـﺎﻝ أ ارراط ) ﺘـك ‪ ( 24 : 8‬ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻨطﻘﺔ ﺘﻘﻊ ﺸﻤﺎﻝ آﺸور ‪ ،‬و�ذﻟك ﻟم ﻴ�ﻌـد اﻟﻔﻠـك كﺜﻴـ اًر إﻻﱠ �ﺤـواﻟﻲ ‪ 100‬ﻤﻴـﻞ ﻋـن اﻟﻤكـﺎن اﻟـذي‬ ‫ﺒــدأ ﻓ�ــﻪ طوﻓﺎﻨــﻪ ‪ ،‬وﻫــذا دﻟﻴــﻞ ﻋﻠــﻰ أن اﻟطوﻓــﺎن كــﺎن ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻤﻨطﻘــﺔ اﻟﻤﺤــدودة ﻤــن آﺴــ�ﺎ‬

‫اﻟﺼﻐرى‪0‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪161‬‬

‫‪- 297 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪293‬‬


‫وﻋﻨــدﻤﺎ ﻴــذكر اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﺘــدﻓق اﻟﻤ�ــﺎﻩ اﻟﻤﺴــﺘﻤر وأﻨﻬــﺎ ﻏطــت ﻗﻤــم اﻟﺠ�ــﺎﻝ ) ﺘــك ‪: 7‬‬

‫‪ ( 19‬ﻤن اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أﻨﻪ �ﺸﻴر ﺒذﻟك إﻟﻰ ﻤكﺎن ﻤﺄﻟوف ﻟﻨوح وﻟﻤن ﻤﻌﻪ ‪ ،‬وﻤن ﺠﻬﺔ ﻨظـرﻫم ﻨﺠـد‬ ‫أن اﻟﻤ�ﺎﻩ ﻗد ﻏﻤرت اﻟﻌﺎﻟم ) اﻟﻤكﺎن ( اﻟذي كﺎﻨوا �ﻘ�ﻤون ﻓ�ﻪ واﻟﺠ�ﺎﻝ اﻟﺘﻲ كﺎﻨت �ﺎﻟﻘرب ﻤـﻨﻬم‬ ‫وﻟ�ﺴت ﺘﻠك اﻟﺘﻲ ﺘ�ﻌد ﻋﻨﻬم آﻻف اﻷﻤ�ﺎﻝ ‪00‬‬

‫كﻤﺎ �ﺴوق أﺼﺤﺎب ﻫذا اﻟرأي ﺤﺠﺔ أﺨرى وﻫﻲ ﻤﺸكﻠﺔ كﺜـرة اﻟﻤ�ـﺎﻩ اﻟﺘـﻲ ﻏﻤـرت اﻷرض‬

‫وك�ﻔ� ــﺔ ﺘﺼـ ـر�ﻔﻬﺎ واﻟ ــﺘﺨﻠص ﻤﻨﻬ ــﺎ ‪ 0‬إن أﺼ ــﺤﺎب ﻓكـ ـرة " اﻟطوﻓـ ـﺎن ﻋﺎﻟﻤ�ـ ـﺎً " وأﻨ ــﻪ ﻏﻤ ــر ك ــﻞ‬ ‫اﻷرض �ﻌﺠزون ﻋن ﺘﻔﺴﻴر وﺸرح ك�ﻔ�ـﺔ اﻟـﺘﺨﻠص ﻤـن ﻫـذا اﻟﻛـم ﻤـن اﻟﻤ�ـﺎﻩ ‪ ،‬ﻓـﺈذا كﺎﻨـت ﻤ�ـﺎﻩ‬

‫ﻫــذا اﻟطوﻓــﺎن ﻗــد ﻏطــت اﻟﺠ�ــﺎﻝ ﻴﺒﻠــﻎ إرﺘﻔﺎﻋﻬــﺎ ‪ 15000‬ﻗــدم وﻻ ﺘﺴــﺘط�ﻊ اﻷرض إﺴــﺘ�ﻌﺎﺒﻬﺎ ‪،‬‬

‫ﻓــﺄﻴن ذﻫﺒــت ﻫــذﻩ اﻟﻤ�ــﺎﻩ ؟ إن ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ‪ 1 : 8‬ﻴــذكر �ــﺄن ﷲ أﺠــﺎز ر�ﺤــﺎً ﻋﻠــﻰ اﻷرض‬ ‫ﻓﻬدأت اﻟﻤ�ﺎﻩ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﻫذا �ﻌﻨﻲ أن اﻟ�ﺤﺎر واﻟﻤﺤ�طﺎت إزدادت ﻋﻤﻘﺎً ﻟﺘﺴـﺘوﻋب ﻫـذﻩ اﻟﻤ�ـﺎﻩ ؟ أم‬

‫ﻫــﻞ ﺘــدﺨﻞ ﷲ �طر�ﻘــﺔ ﻤﻌﺠز�ــﺔ ﻟﻠــﺘﺨﻠص ﻤــن ﻫــذﻩ اﻟﻤ�ــﺎﻩ ؟ إن ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ﻴــذكر أن ﺼــرف‬

‫ﺘﻠــك اﻟﻤ�ــﺎﻩ إﺴــﺘﻐرق ﻋﺎﻤـﺎً ﺤﺘــﻰ إﺴــﺘطﺎع ﻨــوح وأﻫــﻞ ﺒﻴﺘــﻪ اﻟﺨــروج ﻤــن اﻟﻔﻠــك ‪ ،‬وﻫــذا �ﻌﺘﺒــر زﻤﻨـﺎٌ‬

‫ـﻴر �ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻟﻬــذا اﻟﻛــم اﻟﻬﺎﺌــﻞ ﻤــن اﻟﻤ�ــﺎﻩ ‪ 0‬كــذﻟك ﻓــﺈن إﺨــﺘﻼط اﻟﻤ�ــﺎﻩ اﻟﻌذ�ــﺔ �ﺎﻟﻤﺎﻟﺤــﺔ كــﺎن‬ ‫ﻗﺼـ اً‬ ‫ﻴﺘطﻠب ﻤﻌﺠزة ﻟﻛﻲ ﺘظﻞ اﻷﺴﻤﺎك ﺤ�ﺔ ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎً �ﺄن ﻨوح ﻟم �ﺤﺘﻔظ �ﺄي أﺴﻤﺎك داﺨﻞ اﻟﻔﻠك‪0‬‬

‫ك ــذﻟك �ﺴ ــوق أﺼ ــﺤﺎب اﻟـ ـرأي ﺤﺠ ــﺔ أﺨ ــرى وﻫ ــﻲ ﻗﻠ ــﺔ أﻋ ــداد اﻟﺤﻴواﻨ ــﺎت واﻟطﻴ ــور اﻟﺘ ــﻲ‬

‫إﺼطﺤﺒﻬﺎ ﻨوح ﻤﻌﻪ داﺨﻞ اﻟﻔﻠك ﻤﻤﺎ ﺠﻌﻞ ﻤن اﻟﻤﻤكن رﻋﺎﻴﺘﻬﺎ واﻹﻫﺘﻤﺎم ﺒﻬﺎ وذﻟـك دﻟﻴـﻞ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﻤﺤﻠ�ﺔ اﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎً �ﺄن ﻋﻤﻠ�ﺔ إدﺨﺎﻝ ﻫذﻩ اﻟﺤﻴواﻨﺎت واﻟﻤﺨﻠوﻗﺎت داﺨﻞ اﻟﻔﻠك كﺎﻨـت ﺘﻌﺘﺒـر‬ ‫ﻤﻌﺠزة أﺨرى‪0‬‬ ‫وﻋﻨــدﻤﺎ ﺤــﺎوﻝ ﻨــوح ﻋﻨــد ﻨﻬﺎ�ــﺔ اﻟطوﻓــﺎن أن �طﻤــﺌن ﻋﻠــﻰ ﺠﻔــﺎف اﻷرض ‪ ،‬أطﻠــق ﺤﻤﺎﻤــﺔ‬

‫أﺤﻀرت ﻟﻪ ﻏﺼن ز�ﺘون ) ﺘك ‪ ( 11 : 8‬وكـﺎن ﻫـذا دﻟﻴـﻞ ﻋﻠـﻰ ﺘﺼـر�ﻒ اﻟﻤ�ـﺎﻩ و�ﻘـﺎء ﺸـﺠرة‬

‫ز�ﺘـون ﺤﱠ�ـﺔ ‪ ،‬وﻫـذا ﻤـﺎ ﻴـدﻝ ﻋﻠــﻰ أن اﻟطوﻓـﺎن كـﺎن ﻨﺸـطﺎً ﻤـن اﻟﻨﺎﺤ�ـﺔ اﻟﺠﻴوﻟوﺠ�ــﺔ وأن اﻷرض‬ ‫ظﻠت ﻨﺴﺒ�ﺎً ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠ�ﻪ‪ 0‬كذﻟك �ﺴـوق أﺼـﺤﺎب ﻫـذا اﻟـرأي دﻟـ�ﻼً آﺨـ اًر وﻫـو �ﻘـﺎء ﻤﺠـرى‬ ‫كﻞ ﻤن ﻨﻬري دﺠﻠﺔ واﻟﻔـرات ﻋﻠ ـﻰ ﺤﺎﻟﻬﻤـ ـﺎ ﺘﻘر�ﺒـ ـﺎً �ﻌـد اﻟطوﻓـﺎن إذ ﻴـذكر ) ﺘـك ‪ ( 2 : 14‬ﺒ ـﺄن‬

‫‪- 298 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪294‬‬


‫ﻤﺠــرى ﻨﻬــر دﺠﻠــﺔ كــﺎن �ﻤﺘــد ﻤــن ﺸــرق آﺸــور ) ﺘــك ‪" ( 11:10‬‬ ‫) ‪THE OLD TESTAMENT PENTATEUCH, P 102-104‬‬

‫‪(AN INTRODUCTION TO‬‬

‫)‪0(1‬‬

‫‪F30‬‬

‫ﺜﺎﻟﺜﺎً ‪ :‬كﺎن اﻟطوﻓﺎن ﻋﺎﻟﻤ�ﺎً واﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك كﺜﻴرة ﻨذكر ﻤﻨﻬﺎ اﻵﺘﻲ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺸﻬﺎدة اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘدس ‪ :‬أوﻀﺢ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﺒوﻀوح ﺘﺎم أن اﻟطوﻓﺎن كـﺎن ﻋﺎﻟﻤ�ـﺎً‬ ‫‪ 0‬ﻓﻘــد ﻗﻀــﻰ ﻋﻠــﻰ كــﻞ اﻟﺠــﻨس اﻟ�ﺸــري واﻟﻛﺎﺌﻨــﺎت اﻟﺤﱠ�ــﺔ ) ﻤــﺎ ﻋــدا اﻟﻤﺎﺌ�ــﺔ ( ﺒﺈﺴــﺘﺜﻨﺎء ﻨــوح‬

‫آت �طوﻓـﺎن اﻟﻤـﺎء ﻋﻠـﻰ اﻷرض ﻷﻫﻠـك كـﻞ ﺠﺴـد ﻓ�ـﻪ روح‬ ‫وأﺴرﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﷲ ﻟﻨوح " ﻓﻬﺎ أﻨـﺎ ٍ‬

‫ﺤ�ﺎة ﻤن ﺘﺤت اﻟﺴﻤﺎء‪ 0‬كﻞ ﻤﺎ ﻓﻲ اﻷرض �ﻤوت " ) ﺘك ‪00 ( 17 : 6‬‬

‫" وأﻤﺤو ﻋن وﺠﻪ اﻷرض كﻞ ﻗﺎﺌم ﻋﻤﻠﺘﻪ " ) ﺘك ‪00 ( 14 : 7‬‬

‫" وﺘﻌﺎظﻤت اﻟﻤ�ﺎﻩ كﺜﻴ اًر ﺠداً ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻓﺘﻐطت ﺠﻤ�ﻊ اﻟﺠ�ﺎﻝ اﻟﺸﺎﻤﺨﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺤـت اﻟﺴـﻤﺎء‬ ‫" ) ﺘك ‪(19 : 7‬‬

‫ﻓﺎﻟﻨص إذاً واﻀﺢ ﺘﻤﺎﻤﺎً أن اﻟﻤ�ﺎﻩ ﻏطت ﺠﻤ�ﻊ اﻟﺠ�ﺎﻝ اﻟﺸﺎﻤﺨﺔ ‪ ،‬ﺒﻞ ﻟو أﻨﻬـﺎ ﻏطـت‬

‫ﺠ�ﻼً واﺤداً ﺸﺎﻤﺨﺎً ﻓﻼﺒد أن ﺘﻐطﻲ أﻤﺜﺎﻟـﻪ ﻤـن اﻟﺠ�ـﺎﻝ اﻟﻛﺎﺌﻨـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻤﺴـكوﻨﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻤ�ـﺎﻩ ﻻﺒـد‬ ‫أن ﺘﻛون ﻓﻲ ﻤﺴﺘوى واﺤد ‪00‬‬

‫ﻴدب ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻤـن اﻟطﻴـور واﻟﺒﻬـﺎﺌم واﻟوﺤـوش وكـﻞ اﻟزﺤﺎﻓـﺎت‬ ‫" ﻓﻤﺎت كﻞ ذي ٍ‬ ‫ﺠﺴد كﺎن ﱡ‬

‫اﻟﺘﻲ كﺎﻨت ﺘزﺤﻴ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺠﻤ�ﻊ اﻟﻨﺎس‪ 0‬كﻞ ﻤﺎ ﻓﻲ أﻨﻔﻪ ﻨﺴﻤﺔ روح ﺤ�ﺎة ﻤـن كـﻞ ﻤـﺎ‬

‫ـﺎﺌم كــﺎن ﻋﻠــﻰ وﺠــﻪ اﻷرض اﻟﻨــﺎس واﻟﺒﻬــﺎﺌم واﻟــدﱠ�ﺎ�ﺎت‬ ‫ﻓــﻲ اﻟ�ﺎ�ﺴــﺔ ﻤــﺎت‪ 0‬ﻓﻤﺤــﺎ ﷲ كــﻞ ﻗـ ٍ‬ ‫وطﻴــور اﻟﺴــﻤﺎء ﻓﺈﻨﻤﺤــت ﻤــن اﻷرض " ) ﺘــك ‪ ( 23 – 21 : 7‬ﺒــﻞ أن اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ أﺸــﺎر‬ ‫ﻟﺸﻤوﻟ�ﺔ اﻟطوﻓﺎن ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ " وﻟم �ﻌﻠﻤوا ﺤﺘﻰ ﺠﺎء اﻟطوﻓﺎن وأﺨذ اﻟﺠﻤ�ﻊ " ) ﻤت ‪39 : 24‬‬

‫( وأوﻀﺢ ﻤﻌﻠﻤﻨﺎ �طرس اﻟرﺴوﻝ أﻨﻪ ﻟم ﻴﻨﺠـو أﺤـد ﻏﻴـر ﺜﻤﺎﻨ�ـﺔ أﻨﻔـس ﻤـن اﻟ�ﺸـر ) ‪� 1‬ـط ‪: 3‬‬ ‫‪0( 20‬‬ ‫‪ -2‬ﻀرورة ﺼﻨﻊ اﻟﻔﻠك ‪ :‬ﻟو كـﺎن اﻟطوﻓـﺎن إﻗﻠ�ﻤ�ـﺎً ﻻﻛﺘﻔـﻰ ﷲ ﺒﻨﻘـﻞ ﻨـوح ﻤـن ﻤكﺎﻨـﻪ إﻟـﻰ‬

‫ﻤكﺎن آﺨر ﻟ�س �ﻪ طوﻓﺎن ‪� ،‬ﻌﻴداً ﻋن ﻤﻨطﻘﺔ ﻤﺎ ﺒﻴن اﻟﻨﻬر�ن ‪ ،‬وﻤـﺎ كـﺎن ﻫﻨـﺎك ﺤﺎﺠـﺔ ﻟﺼـﻨﻊ‬

‫)‪ (1‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﺸﺮﻯ ﺟﺮﺟﺲ ﺧﻠﻴﻞ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺈﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻴﺔ ﻁﻨﻄﺎ‬

‫‪- 299 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪295‬‬


‫اﻟﻔﻠك ‪ ،‬وﺤﻤﻞ اﻟﺤﻴواﻨﺎت واﻟطﻴور ‪ ،‬وﻟو كﺎن اﻟطوﻓﺎن ﻤﺤﻠ�ﺎً ﻻﻨﺘﻬﻰ �ﻌد �ﻀﻌﺔ أ�ﺎم ‪ ،‬أﻤﺎ ﻫذا‬ ‫اﻟطوﻓﺎن ﻓﻘد إﺴﺘﻐرق أ�ﺎﻤﺎً طو�ﻠﺔ‪0‬‬ ‫‪ -3‬ﺨط ﺴﻴر اﻟﻔﻠك ‪� :‬ﻘوﻝ د‪ 0‬ﻫﻨري ﻤور�س ‪ " Henry Morris‬إن ﻓكرة طوﻓﺎن ﻤﺤﻠﻲ‬

‫ﻫﻲ ﻓكرة ﻏﻴر ﺼﺤ�ﺤﺔ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻟو كﺎن ﻤﺤﻠ�ﺎً ﻟﺘﺤرك اﻟﻔﻠك ﺴﺎ�ﺤﺎً ﻓﻲ اﻟﻤ�ﺎﻩ ﺠﻨو�ـﺎً إﻟـﻰ اﻟﺨﻠـﻴﺞ‬

‫اﻟﻔﺎرﺴﻲ ﺒدﻻً ﻤن أن �ﺴ�ﺢ ﺸﻤﺎﻻً ﺤﻴث أن ﺠﻤ�ﻊ ﻤ�ﺎﻩ اﻟﻔ�ﻀﺎن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤﻨطﻘﺔ ﺘﺘـدﻓق ﺠﻨو�ـﺎً‬ ‫" )‪0(1‬‬ ‫‪F31‬‬

‫‪ -4‬ﻤﺴــﺘوى اﻟﻤ�ــﺎﻩ ‪� :‬ﻘــوﻝ دكﺘــور " ﺠــورج ﻤــوﻟﻔﻨﺠر " ‪ " George Mulfinger‬أن‬

‫إرﺘﻔــﺎع اﻟﻤ�ــﺎﻩ ﻟﻬــذﻩ اﻹرﺘﻔﺎﻋــﺎت اﻟﺸــﺎﻫﻘﺔ ﻴؤكــد ﻋﺎﻟﻤ�ــﺔ اﻟطوﻓــﺎن ‪ ،‬ﻷن اﻟﻤ�ــﺎﻩ ﺘﺴــﻌﻰ ﻷن ﺘﻛــون‬

‫ﻓﻲ ﻤﺴﺘوى واﺤد ‪ ،‬إذاً ﻓﻤن ﻏﻴر اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أن ﺘﻨﺤﺼر ﻓﻲ ﻤكﺎن واﺤد " )‪0(2‬‬ ‫‪F32‬‬

‫‪ -5‬إﻨﺘﺸﺎر اﻟط�ﻘﺎت اﻟرﺴو��ﺔ ﻓﻲ أﻨﺤﺎء ﺸﺘﻰ ﻤن اﻟﻌﺎﻟم ‪ ،‬ﻓﺈن كﺎﻨت اﻟﻔ�ﻀﺎﻨﺎت ﻴﺘرﺘب‬

‫ﻋﻠﻴﻬــﺎ رواﺴــب ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻫــذا اﻟطوﻓــﺎن ﺘرﺘــب ﻋﻠ�ــﻪ ﺘﻛــو�ن ط�ﻘــﺎت رﺴــو��ﺔ ﺘﺠــدﻫﺎ ﻓــﻲ اﻟوﻻ�ــﺎت‬ ‫اﻟﻤﺘﺤدة كﻤﺎ ﺘﺠدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻬﻨد ‪ ،‬وﻓﻲ كﺜﻴر ﻤن �ﻼد اﻟﻌﺎﻟم‪0‬‬ ‫‪ -6‬ظﺎﻫرة اﻟﺘرﺴﻴب اﻟﻤﻘﻠوب ‪ :‬ﻤـن اﻟﻤﻔـروض أن ﻨﺠـد اﻟﺼـﺨور اﻷﻗـدم أﺴـﻔﻞ اﻟﺼـﺨور‬

‫اﻷﺤدث ‪ ،‬وﻟﻛن إﻛﺘﺸﻒ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺠﻴوﻟوﺠ�ﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة إﺨﺘﻠت ﻓﻲ �ﻌـض اﻷﻤـﺎﻛن ‪ ،‬ﺤﻴـث‬ ‫وﺠ ــدوا اﻟﺼ ــﺨور اﻷﺤ ــدث أﺴ ــﻔﻞ اﻟﺼ ــﺨور اﻷﻗ ــدم ‪ ،‬ﻤﻤ ــﺎ �ﺸ ــﻴر ﻟﺤ ــدوث إﻨكﺴ ــﺎر ﻓ ــﻲ اﻟﻘﺸـ ـرة‬

‫اﻷرﻀــ�ﺔ وﺘزﺤﻠــق ﺠــزء ﻤــن اﻟﻘﺸ ـرة اﻟﻤكﺴــورة ٕواﻋــﺘﻼءﻩ ﺠ ـزء آﺨــر ‪ ،‬وﻫــو ﻤــﺎ �ﺴــﻤ�ﻪ اﻟﻌﻠﻤــﺎء‬

‫‪ Upheaval‬ﺤﻴــث ﺘﺒــدو أﺠ ـزاء ﻤــن ط�ﻘــﺎت اﻷرض وكﺄﻨﻬــﺎ ﻤﻘﻠو�ــﺔ ) ارﺠــﻊ ﻨﺒــذة اﻟﺘواﻓــق ﺒــﻴن‬ ‫اﻟﻌﻠم اﻟﺤدﻴث واﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ص ‪ – 24 ، 23‬إﺼدار كﻨ�ﺴﺔ ﻤﺎرﺠرﺠس اﺴﺒورﺘﻨﺞ (‪0‬‬

‫‪ -7‬إﻨﺘﺸــﺎر ظــﺎﻫرة اﻟﺤﻴواﻨـــﺎت واﻟﻨ�ﺎﺘــﺎت اﻟﻤﺘﺤﺠـــرة ﻓــﻲ أﻨﺤــﺎء ﻤﺨﺘﻠﻔـــﺔ ﻤــن اﻟﻌـــﺎﻟم ‪:‬‬

‫وﻤﻌﻨﻰ ﻫذا أن ﻫذﻩ اﻟﺤﻴواﻨﺎت واﻟﻨ�ﺎﺘﺎت ﺘﻌرﻀـت ﻟﻠﻤـوت ودﻓﻨـت ﺴـر�ﻌﺎً ﺘﺤـت ط�ﻘـﺎت اﻷرض‬

‫ﻗﺒــﻞ أن ﺘﺘﺤﻠــﻞ وﻤظﻬــر ﻫــذﻩ اﻟﺤﻔر�ــﺎت ﻴــدﻝ ﻋﻠــﻰ أﻨﻬــﺎ ﻗــد ُدﻓﻨــت ﺤﱠ�ــﺔ �كﺎﻤﻠﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺘﻠــك اﻟﻤﻘــﺎﺒر‬ ‫و�طر�ﻘــﺔ ﺴــﻬﻠﺔ ﻟــم ﺘﺴــﻤﺢ ﻟﻬــﺎ �ﺎﻟﺘﺤﻠــﻞ ‪ ،‬وﻤــن ﻫــذﻩ اﻟﻤﻘــﺎﺒر ﻤﻘــﺎﺒر اﻷﻓ�ــﺎﻝ �ﺴــﻴﺒر�ﺎ ﺸــﻤﺎﻝ ﺸــرق‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﻧﻴﺎﻓﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎ ﺑﻮﻻ – ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪96‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪96‬‬

‫‪- 300 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪296‬‬


‫روﺴ�ﺎ �ﺎﻟﻘرب ﻤن اﻟﻘطـب اﻟﺸـﻤﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﻤﻘـﺎﺒر ﻓـرس اﻟﻨﻬـر �ﺼـﻘﻠ�ﺔ ‪ ،‬واﻟﺨﻴـﻞ �ﻔرﻨﺴـﺎ ‪ ،‬و�ﻘـوﻝ "‬

‫ﺠ�ﺴﻠر " ‪ " 00‬أﻨﻪ ُوﺠدت ﻓﻲ ﺸﻘوق أرﻀ�ﺔ ﻋﻤ�ﻘـﺔ ﻓـﻲ أﻤـﺎﻛن ﻋدﻴـدة ﻤـن اﻟﻌـﺎﻟم ‪ ،‬وﻓـﻲ ﺘـﻼﻝ‬ ‫ﻤرﺘﻔﻌﺔ ﻤن ‪ 300 – 140‬ﻗدم ﻋﻠﻰ ﺴطﺢ اﻷرض ﻫ�ﺎﻛﻞ ﺤﻴواﻨﺎت ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻬ�ﺎﻛﻞ ﻏﻴر كﺎﻤﻠﺔ‬ ‫ﻤﻤﺎ ﻴﺜﺒت أﻨﻬـﺎ ﻟـم ﺘﺴـﻘط ﻓـﻲ ﺘﻠـك اﻟﺸـﻘوق وﻫـﻲ ﺤﱠ�ـﺔ ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ ﺤﻤﻠﺘﻬـﺎ اﻟﻤ�ـﺎﻩ وﻫـﻲ ﻤﻴﺘـﺔ ‪ ،‬وﺘﻤﺜـﻞ‬ ‫ﻫــذﻩ اﻟﻬ�ﺎﻛــﻞ ﻋــدة أﻨ ـواع ﻤــن اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ﻤﺜــﻞ اﻟدﺒ�ــﺔ واﻟــذﺌﺎب واﻟﻌﺠــوﻝ واﻟﻀــ�ﺎع ووﺤﻴـ ـد اﻟﻘـ ـرن‬

‫واﻟﻐزﻻن ‪ ،‬وﺤﻴواﻨـﺎت أﺨـرى أﺼﻐـر ﺤﺠﻤﺎً ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟظﺎﻫ ـرة ﺘؤكـد أن اﻟطوﻓـﺎن كـﺎن ﻋﻨ�ﻔﺎً ‪ ،‬وأن‬

‫ﻫـذﻩ اﻷﺤـداث ﺤـدﺜت ﻓـﻲ ﻋـﺎم واﺤـد " ) ‪ ) ( Geisler BECA 49 , 50‬ارﺠـﻊ ﺠـوش ﻤكـدو�ﻞ –‬ ‫ﺒرﻫﺎن ﻴﺘطﻠب ﻗ ار اًر ص ‪0( 346‬‬

‫و�ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ رﺸدي اﻟﺴ�ﺴﻲ " وﻤﻤﺎ ﻴؤ�د ﻗﺼـﺔ اﻟطوﻓـﺎن كﻤـﺎ وردت ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن‬

‫‪ ،‬أن ﺠﻤ�ﻊ اﻷﺴﺎطﻴر ‪ ،‬ﻓﻲ كﺎﻓﺔ أﻨﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟم ‪ ،‬ﺘﺘﻔق ﺠﻤ�ﻌﻬﺎ ﻓﻲ أن اﻟطوﻓﺎن ﻗد أﻏـرق اﻟﻌـﺎﻟم‬

‫كﻠﻪ ‪ ،‬وﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨس اﻟ�ﺸري �ﺄﻛﻤﻠـﻪ ‪ ،‬ﻓ�ﻤـﺎ ﻋـدا أوﻟﺌـك اﻟـذﻴن إﺤﺘﻤـوا ﻤﻨـﻪ داﺨـﻞ اﻟﻔﻠـك ‪،‬‬ ‫وﻤﻤــﺎ ﻴؤ�ــد وﺠﻬــﺔ اﻟﻨظــر ﻫــذﻩ – ﻤــن اﻟﻨﺎﺤ�ــﺔ اﻟﻌﻠﻤ�ــﺔ – ﺘﻠــك اﻷﺼــداف واﻟﻤﺨﻠﻔــﺎت اﻟﺤﻴواﻨ�ــﺔ‬ ‫واﻟﻨ�ﺎﺘ�ــﺔ ‪ ،‬اﻟﺘــﻲ ﻋﺜــر ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﻟﻨــﺎس ‪ ،‬وﻤــﺎزاﻟوا �ﻌﺜــرون ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻤ�ﻌﺜ ـرة ﻓــﻲ اﻷﻤــﺎﻛن اﻟﻤرﺘﻔﻌــﺔ ‪،‬‬

‫واﻟﺼ ــﺤﺎري ‪ ،‬واﻟوﻫ ــﺎد ‪ ،‬وﻓ ــوق ﻗﻤ ــم اﻟﺠ� ــﺎﻝ ‪� ،‬ﻌ ــد أن إﻨﺤﺴ ــرت ﻤ� ــﺎﻩ طوﻓ ــﺎن ﻨ ــوح ﻋ ــن ﺘﻠ ــك‬

‫اﻷﻤﺎﻛن ‪ ،‬وأي زاﺌر اﻵن ﻟﻸدﻴرة ﺒوادي اﻟﻨطرون أو ﻏﻴرﻫﺎ ﻤن ﺒراري وﺼـﺤﺎري ﻤﺼـر ‪ ،‬ﻴﺠـد‬

‫ﻫ ــذﻩ اﻷﺼ ــداف وﻏﻴرﻫ ــﺎ ﻤ ــن ﻤﺨﻠﻔ ــﺎت اﻷﺤ� ــﺎء اﻟﻤﺎﺌ� ــﺔ ‪ 00‬و� ــدﻋم ﻫ ــذا اﻟـ ـرأي أ�ﻀـ ـﺎً ﻤ ــﺎ ﻗﺎﻟ ــﻪ‬

‫اﻷﺴـﺘﺎذ اﻟﺠـﺎﻤﻌﻲ " وﻟــ�م ﺒوكﻠﻨـد " ﺤــﻴن ُﻋـّﻴن أﺴــﺘﺎذاً ﻟﻠﺠﻴوﻟوﺠ�ـﺎ ﺒﺠﺎﻤﻌــﺔ أﻛﺴـﻔورد " أن اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ‬ ‫اﻟﻛﺒــرى ﻟﻠطوﻓــﺎن اﻟــذي ﻏﻤــر اﻟﻌــﺎﻟم ‪ ،‬ﻤﻨــذ زﻤــن �ﻌﻴــد ﺠــداً – وﻟــ�س ﻏﻴــر ﺴــﺤﻴق – ﻗــد ُدﻋﻤــت‬

‫�ﺄﺴــس ﺤﺎﺴــﻤﺔ ﻻ ﻨـزاع ﻓﻴﻬــﺎ ‪� ،‬ﺤﻴــث أﻨﻨــﺎ ﻟــو ﻟــم ﻨكــن ﻗــد ﻗ أرﻨــﺎ ﻋــن ﻫــذا اﻟطوﻓــﺎن ‪ ،‬ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب‬

‫اﻟﻤﻘـﱠدس أو ﻓــﻲ أي ﻤرﺠــﻊ آﺨــر ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻋﻠــم اﻟﺠﻴوﻟوﺠ�ــﺎ ﻨﻔﺴــﻪ كــﺎن ﺴــ�ﻔﺘرض ﺤــدوث ﻤﺜ ـﻞ ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟﻛﺎرﺜﺔ كﻲ �ﻔﺴر ظﺎﻫرة اﻟﺤدث اﻟﻔ�ﻀﺎﻨﻲ " )‪0(1‬‬ ‫‪F3‬‬

‫‪ -8‬ﻤﻘــﺎﺒر اﻷﺴــﻤﺎك اﻟﻤﺘﺤﺠــرة ‪ :‬ﻤــن اﻟﻤﻌــروف أن اﻷﺴــﻤﺎك ﻋﻨــدﻤﺎ ﺘﻤــوت ﺘطﻔــو ﻋﻠــﻰ‬

‫اﻟﺴطﺢ أو ﺘﻐوص ﻓﻲ اﻟﻘﺎع ﺤﻴث ﺘﻠﺘﻬﻤﻬﺎ �ﻘ�ﺔ اﻷﺴﻤﺎك ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﻌﻠﻤﺎء وﺠدوا ﻤﻘﺎﺒر ﺠﻤﺎﻋ�ﺔ‬

‫ﺘﻀم �ﻼﻴﻴن اﻷﺴـﻤﺎك ‪ ،‬وﻗـﺎﻝ اﻟ�ـﺎﺤﺜون أﻨﻬـﺎ كﺎﻨـت ﻓـﻲ ﺤﺎﻟـﺔ ﺼـراع ﻋﻨﻴـﻒ ﻤـﻊ اﻟﻤـوت ‪ ،‬وﻓـﻲ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﺯﺓ ﻓﻲ ‪1975/10/3‬ﻡ ﺹ ‪7‬‬

‫‪- 301 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪297‬‬


‫ﺤدﻴث " د‪ 0‬ﻤﻴﻠﻠر " ‪ H. Miller‬ﻋن رواﺴب د�ﻔون اﻟﺘﻲ ﺘﻐطﻲ ﺠزءاً كﺒﻴ اًر ﻤن إﻨﺠﻠﺘ ار ﻗـﺎﻝ "‬ ‫ﻓــﻲ ﻓﺘـرة ﻤــن ﺘﺎر�ﺨﻨــﺎ ﺤــدﺜت كﺎرﺜــﺔ ﻤروﻋــﺔ أدت إﻟــﻰ ﻫــﻼك اﻷﺴــﻤﺎك ‪ ،‬وﺘﻨﺘﺸــر ﻫــذﻩ اﻷﺴــﻤﺎك‬

‫أ�ﻀـﺎً ﻓــﻲ أوركﺘــﻲ وكروﻤــﺎرﺘﻲ وﺘظﻬــر ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻋﻼﻤــﺎت ﻤــوت ﻋﻨﻴــﻒ ‪ ،‬ﻓﺎﻷﺴــﻤﺎك ﻤﻠﺘو�ــﺔ �ﻘــوة‬ ‫وﻤﻨكﻤﺸــﺔ وﻤﻘوﺴــﺔ ‪ ،‬وﻓــﻲ كﺜﻴــر ﻤــن اﻟﺤــﺎﻻت ﻴوﺠــد اﻟــذﻴﻞ ﻤﻨﺜﻨــﻲ ﺤــوﻝ اﻟـرأس وﻋظــﺎم اﻟﻌﻤــود‬

‫اﻟﻔﻘري �ﺎرزة واﻟزﻋﺎﻨﻒ ﻤﻔرودة ﺘﻤﺎﻤﺎً كﻤﺎ ﻫـو اﻟﺤـﺎﻝ ﻓـﻲ اﻷﺴـﻤﺎك اﻟﺘـﻲ ﺘﻤـوت ﻓـﻲ ﺤﺎﻟـﺔ ﺘﺸـﻨﺞ‬ ‫ٕواﻀطراب ﻋﻨﻴﻒ " )‪0(1‬‬ ‫‪F34‬‬

‫كﻤﺎ ﺘﺤدث " ﻫﺎري ﻻد " ﻤـن اﻟﻤﺴـﺎﺤﺔ اﻟﺠﻴوﻟوﺠ�ـﺔ �ﺎﻟوﻻ�ـﺎت اﻟﻤﺘﺤـدة ﻋـن ُﻤﺠ ﱠﻤـﻊ ﺴـﻤكﻲ‬ ‫�ﻘﺎع اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻓﻲ ﺴﺎﻨﺘﺎ ﺒر�ﺎ ار ﺒوﻻ�ﺔ كﺎﻟ�ﻔورﻨ�ﺎ ﺤـوى أﻛﺜـر ﻤـن ﻤﻠﻴـون ﺴـﻤكﺔ ﻤﺘوﺴـط طوﻟﻬـﺎ ﻤـن‬

‫‪ 8 – 6‬ﺒوﺼـ ــﺔ ‪ ،‬وﺤﺠـ ــز ﻫـ ــذا اﻟﻌـ ــدد اﻟﻀـ ــﺨم ﻤـ ــن اﻷﺴـ ــﻤﺎك ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﺨﻠـ ــﻴﺞ ﻴؤ�ـ ــد ﺤـ ــدوث‬

‫اﻟطوﻓﺎن‪0‬‬

‫‪ -9‬وﺠود ﻨ�ﺎﺘﺎت وﺤﻴواﻨﺎت ﻗﺎر�ـﺔ ﻓـﻲ ﻤﻨـﺎطق �ـﺎردة ‪ :‬ﻓﻘـد ﺘـم إﻛﺘﺸـﺎف �ﻌـض اﻟﻨ�ﺎﺘـﺎت‬

‫اﻟﻘﺎر�ﺔ ﻤﺜﻞ ﺴﻌﻒ اﻟﻨﺨﻴﻞ ‪ ،‬و�ﻌض اﻟﺤﻴواﻨﺎت اﻟﻘﺎر�ﺔ ﻤﺜﻞ اﻟﺘﻤﺎﺴ�ﺢ و�ﻌض اﻟزواﺤﻒ وأﺴﻤﺎك‬

‫أﺒو ﻤﻨﻘﺎر وذﺌب اﻟ�ﺤر اﻟذي �ﻌ�ش ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟ�ﺤـر ‪ ،‬وأﺴﻤﺎك اﻟﺸﻤس ‪ ،‬واﻟرﻨﺠﺔ ‪ ،‬واﻟﻛراﻛﻲ‬

‫‪ ،‬وأﺴــﻤﺎك ﻗﺸـر�ﺔ ﻤﺘﻌــددة ‪ ،‬و�ﻌــض اﻟطﻴــور ‪ 00‬ﺘــم إﻛﺘﺸــﺎف كــﻞ ﻫــذا ﻓــﻲ ﻤﻨــﺎطق �ــﺎردة ﺜﻠﺠ�ــﺔ‬ ‫ﻤﻤﺎ ﻴؤكد ﺤدوث ﻓ�ﻀﺎن ﺸدﻴد ‪ ،‬و�ؤكد أ�ﻀﺎً ﺘﻐﻴر اﻟﻤﻨﺎخ ﻋﻠﻰ ﺴطﺢ اﻷرض‪0‬‬

‫‪ -10‬وﺠود ﻤـز�ﺞ ﻤـن اﻟﺤﻔر�ـﺎت اﻟﻤﺘﺤﺠـرة ﻓـﻲ أﻨﺤـﺎء اﻟﻌـﺎﻟم ‪ :‬ﻓﻘـد وﺠـدت ﻓـﻲ ﻤﻨـﺎطق‬

‫ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺤﻔر�ﺎت ﻟﻛﺎﺌﻨﺎت ﺤ�ﱠﺔ ﺘﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﺒﻴﺌﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻓﻤن اﻟذي ﺠﻤﻊ ﻫذﻩ اﻟﻛﺎﺌﻨـﺎت وﺠرﻓﻬـﺎ‬ ‫إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻤﻨﺎطق إﻻﱠ ﻓ�ﻀﺎن ﻋﻨﻴﻒ‪0‬‬ ‫‪ -11‬وﺠود كﺎﺌﻨﺎت ﻤﺤﻔوظـﺔ �ﺤﺎﻟـﺔ ﺠﻴـدة ‪ :‬ﺤﺘـﻰ أن اﻟ�ـﺎﺤﺜﻴن ﻋﺜـروا ﻋﻠـﻰ أوراق ﻨ�ـﺎت‬

‫ﻤﺎ ازﻟ ــت ﺘﺤ ــﺘﻔظ ﺒﺨﻀـ ـرﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻤﺜﻠﻬ ــﺎ اﻟﻌﺜ ــور ﻋﻠ ــﻰ اﻷﺠـ ـزاء اﻟرﺨ ــوة ﻤ ــن اﻟﺤﺸـ ـرات ﻤﺜ ــﻞ اﻟﻐ ــدد‬

‫وﻤﺤﺘو�ﺎت اﻷﻤﻌﺎء ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌر واﻟر�ش وﻗﺸور اﻷﺴـﻤﺎك ‪ ،‬ﻤﻤـﺎ ﻴـدﻝ ﻋﻠـﻰ أن‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻛﺎﺌﻨﺎت ﺘﻌرﻀـت ﻟﻠـدﻓن �ﺴـرﻋﺔ ﻤذﻫﻠـﺔ ‪ ،‬و�ﻘـوﻝ د‪ 0‬ﻫﻨـرى ﻤـور�س " أن ﻤﻌظـم اﻟﺼـﺨور‬ ‫اﻟرﺴو��ﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺸرة اﻷرﻀ�ﺔ واﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘوي ﻋﻠﻰ �ﻘﺎ�ﺎ ﻤﺘﺤﺠـرة ﻗـد ﺘرﺴـﺒت ﻤـن اﻟﻤ�ـﺎﻩ اﻟﺠﺎرﻓـﺔ ‪،‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﻧﻴﺎﻓﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎ ﺑﻮﻻ – ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪98 ، 97‬‬

‫‪- 302 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪298‬‬


‫وﻤن اﻟواﻀﺢ أن �ﻌﻀﻬﺎ ﺘﻛون �ﻔﻌﻞ اﻟر�ﺎح أو إﻨﻬ�ﺎر اﻟﺠﻠﻴد أو ﻋواﻤﻞ أﺨرى ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﻐﺎﻟﺒ�ـﺔ‬ ‫اﻟﻌظﻤﻰ ﻤن اﻟﺼﺨور اﻟرﺴو��ﺔ ﻴرﺠﻊ أﺼﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺎء اﻟذي ﻏﻤر اﻷرض " )‪0(1‬‬ ‫‪F35‬‬

‫‪ -12‬اﻟﻌﺜـــور ﻋﻠـــﻰ �ﻌـــض ﻤﺼـــﻨوﻋﺎت اﻹﻨﺴـــﺎن ﻓـــﻲ اﻟﺼـــﺨور اﻟرﺴـــو��ﺔ ‪ :‬ﻓﻔــﻲ ﻋــﺎم‬

‫‪1851‬م ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ وﻋﺎء ﻤﻌدﻨﻲ ﻤﻨﻘوش داﺨﻞ كﺘﻠﺔ ﻤن اﻟرواﺴب ﻓﻲ دورﺸﺴـﺘر ‪ ،‬وأ�ﻀـﺎً‬ ‫اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ إﻨﺎء ﻤﻌدﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺸـكﻞ ﺠـرس إرﺘﻔﺎﻋـﻪ ‪5‬ر‪ 4‬ﺒوﺼـﺔ ‪ٕ ،‬واﺘﺴـﺎع اﻟﻘـﺎع ‪5‬ر‪ 6‬ﺒوﺼـﺔ‬

‫‪ ،‬واﻟﻔوﻫﺔ ‪5‬ر‪ 2‬ﺒوﺼﺔ ‪ ،‬وﺴﻤكﻪ ‪5‬ر‪ 8‬ﺒوﺼﺔ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﺠدراﻨﻪ ﻴوﺠد ﺤﻔر ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤـن اﻟزﻫـور‬ ‫‪ ،‬وﺤــوﻝ اﻟﺠــزء اﻷﺴــﻔﻞ رﺴــم ﺸــﺠرة ﻋﻨــب ُﻤط ﱠﻌــم �ﺎﻟﻔﻀــﺔ ‪ ،‬وكــﺎن اﻟﺤﻔــر واﻟﺘطﻌــ�م ﻤــن ﺼــﻨﻊ‬ ‫ﺼــﺎﻨﻊ ﻤــﺎﻫر ‪ ،‬وﻫــذا ﻴﺘﻔــق ﻤــﻊ ﻤــﺎ ﻗﻴــﻞ ﻋــن ﺘو�ــﺎﻝ " ﺘو�ــﺎﻝ ﻗــﺎﻴﻴن اﻟﻀــﺎرب ﻋﻠــﻰ كــﻞ آﻟــﺔ ﻤــن‬

‫ﻨﺤﺎس " ) ﺘك ‪ ( 21 : 4‬وﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪1889‬م إﻛﺘﺸﻒ " كورﺘز " ‪ Kurtz‬دﻤ�ﺔ ﻤن اﻟطـﻴن ﻟﻔﺘـﺎة‬ ‫ﻤدﻓوﻨــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻋﻤــق ‪ 300‬ﻗــدم ﻤــن ﺴــطﺢ اﻷرض ‪ ،‬وكــﻞ ﻫــذﻩ اﻟﻤﺼــﻨوﻋﺎت ﺠرﻓﻬــﺎ اﻟطوﻓــﺎن‬ ‫وﺘركﻬﺎ ﺘﺤت أو ﻓﻲ ﺠوف اﻟط�ﻘﺎت اﻟرﺴو��ﺔ‪0‬‬

‫‪ -13‬اﻟﻌﺜــور ﻋﻠــﻰ ﺤﻔر�ــﺎت �ﺤر�ــﺔ ﻤﺘﺤﺠــرة ﻋﻠــﻰ ﻗﻤــم اﻟﺠ�ــﺎﻝ ‪ :‬ﻓﻤــﺎ اﻟــذي دﻓــﻊ ﺒﻬــذﻩ‬

‫اﻟﻛﺎﺌﻨــﺎت اﻟ�ﺤر�ــﺔ إﻟــﻰ أﻋﻠــﻰ اﻟﺠ�ــﺎﻝ إن ﻟــم �كــن طوﻓــﺎن ﺸــﺎﻤﻞ ﻏطــﻰ اﻷرض كﻠﻬــﺎ ؟!! كﻤــﺎ‬ ‫وﺠدت �ﺤﻴرات ﻤﻐﻠﻘﺔ ﻓﻲ إرﺘﻔﺎﻋﺎت ﺸﺎﻫﻘﺔ ‪ ،‬و�ﻘوﻝ ﻨ�ﺎﻓﺔ اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ أﺴﻘﻒ طﻨطﺎ ‪:‬‬

‫• ﺘم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻋظﺎم أﺴﻤﺎك وﻤﺤﺎرات اﻟﻘواﻗﻊ اﻟ�ﺤر�ﺔ واﻷﺴـﻤﺎك اﻟﺼـدﻓ�ﺔ ﻋﻠـﻰ ﻗﻤـﺔ‬ ‫ﺠﺒﻞ أﻓر�ﺴت‪0‬‬

‫• وﻋﻨدﻤﺎ ﺘﺴـﻠق اﻟﺠﻴوﻟوﺠﻴـون ﺠﺒـﻞ أ اررات إﻛﺘﺸـﻔوا أن ﻋﻠـﻰ اﻟﻘﻤـﺔ أﺼـداﻓﺎً �ﺤر�ـﺔ‪ 0‬كﻤـﺎ‬ ‫ﺘم إﻛﺘﺸﺎف �ﺤﻴرﺘﻴن ﻤﺎﻟﺤﺘﻴن ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎطق اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﺠﺒﻞ أ اررات‪0‬‬

‫• و�ﺤﻴرة ﻓﺎن ‪ Lake Von‬ﻓﻲ ﺸـرق ﺘرك�ـﺎ واﻟﺘـﻲ ﺘوﺠـد ﻋﻠـﻰ إرﺘﻔـﺎع ‪ 5640‬ﻗـدﻤﺎً ﻓـوق‬ ‫ﺴـــطﺢ اﻟ�ﺤـ ــر ‪ ،‬وﻓـــﻲ �ﺤﻴ ـ ـرة ﻤﺎﻟﺤـــﺔ وﻏﻨ�ـ ــﺔ ﺒﻨـ ــوع ﻤـــن أﺴـ ــﻤﺎك اﻟرﻨﺠـــﺔ ﺘؤكـ ــد ﺤﻘ�ﻘـ ــﺔ‬

‫اﻟطوﻓﺎن‪0‬‬

‫• وأ�ﻀﺎً �ﺤﻴرة أورﻤ�ﺎ ‪ Lake Urmia‬ﻓـﻲ إﻴـران واﻟﺘـﻲ ﺘوﺠـد ﻋﻠـﻰ إرﺘﻔـﺎع ‪ 4900‬ﻗـدﻤﺎً‬ ‫ﻓ ــوق ﺴ ــطﺢ اﻟ�ﺤ ــر وطوﻟﻬ ــﺎ ‪ 90‬ﻤ ــ�ﻼً ٕواﺘﺴ ــﺎﻋﻬﺎ ‪ 30‬ﻤ ــ�ﻼً ‪ ،‬وﻫ ــﻲ ﻀ ــﺤﻠﺔ ﺤﻴ ــث أن‬ ‫ﻋﻤﻘﻬﺎ ‪ 20‬ﻗدﻤﺎً ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺜـر ودرﺠـﺔ ﻤﻠوﺤﺘﻬـﺎ ‪ % 23‬ﺘؤكـد ﻫـﻲ اﻷﺨـرى ﻋﻠـﻰ ﺤﻘ�ﻘـﺔ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﻧﻴﺎﻓﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎ ﺑﻮﻻ – ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪100‬‬

‫‪- 303 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪299‬‬


‫اﻟطوﻓﺎن‪0‬‬ ‫وﻟﻘــد أﻛــد ﻋﻠﻤــﺎء اﻟﺠﻴوﻟوﺠ�ــﺎ أن ﻫــذﻩ اﻟ�ﺤﻴـرات اﻟﻤﺎﻟﺤــﺔ ﻗــد ﺘﺨﺘﻠــﻒ ﻋــن ﻤ�ــﺎﻩ اﻟطوﻓــﺎن اﻟﻤﺎﻟﺤــﺔ‬

‫اﻟﺘﻲ ﻏﻤرت اﻷرض كﻠﻬﺎ وﻏطت ﻗﻤم اﻟﺠ�ﺎﻝ " )‪0(1‬‬ ‫‪F36‬‬

‫‪ -14‬وﺠـــود ﺤﻤـــم ﻤﺘوﺴـــدة ﻋﻠـــﻰ إرﺘﻔـــﺎع ‪ 14000‬ﻗـــدﻤﺎً ﻋﻠـــﻰ ﺠﺒـــﻞ أ اررات ‪ :‬واﻟﺤﻤ ــم‬

‫اﻟﻤﺘوﺴــدة ﻫــﻲ ﻋ�ــﺎرة ﻋــن ﺤﻤــم ﺒركﺎﻨ�ــﺔ إﻨــدﻓﻌت ﻤــن ﺠــوف اﻷرض وﺴــﻘطت ﻓــﻲ وﺴــط ﻤــﺎﺌﻲ‬

‫ﻓﺄﺨــذت أﺸــكﺎﻻً ﻤﺴــﺘدﻴرة ﺘﺸــ�ﻪ اﻟوﺴــﺎدة ‪ ،‬وﻫــذا دﻟﻴــﻞ ﻋﻠــﻰ أن ﻫــذﻩ اﻟﺠ�ــﺎﻝ كﺎﻨــت ﻤﻐﻤــورة �ﻤ�ــﺎﻩ‬

‫اﻟطوﻓــﺎن ‪ ،‬ودﻟﻴــﻞ ﻋﻠــﻰ أن وﻗــت اﻟطوﻓــﺎن ﺤــدﺜت زﻻزﻝ و�ـراﻛﻴن ﻤﻤــﺎ أدى إﻟــﻰ إﻨطــﻼق اﻟﺤﻤــم‬

‫اﻟﺒركﺎﻨ�ﺔ ﻤن ﺠوف اﻷرض ‪ ،‬وﻫذا ﻴؤكد ﺸﻤوﻟ�ﺔ اﻟطوﻓﺎن‪0‬‬

‫) راﺠﻊ ﻨ�ﺎﻓﺔ اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻس أﺴﻘﻒ طﻨطﺎ – اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس واﻟﻌﻠم ص ‪0( 103 – 92‬‬

‫س‪ : 422‬كﻴﻴ ﻏطﻰ اﻟطوﻓﺎن وﺠﻪ اﻷرض ﺒﻴﻨﻤﺎ �ﻌض اﻟﺤﻀﺎرات ﻟم ﺘﻨﻘطﻊ ؟‬ ‫و�ﺘﺴﺎءﻝ ﻋﻼء أﺒو �كر كﻴـﻒ �كـون اﻟطوﻓـﺎن ﻋﺎﻟﻤ�ـﺎً ‪ ،‬ﻤـﻊ أن اﻟﺤﻀـﺎرة اﻟﻤﺼـر�ﺔ ﻟـم‬

‫ﺘﻨﻘطﻊ ‪ ،‬و�ﻘوﻝ دكﺘور ﻤـور�س ﺒوكـﺎي " كﻴـﻒ �ﻤكـن اﻟﻴـوم ﺘﺼ ﱡـور أن كﺎرﺜـﺔ ﻋﺎﻟﻤ�ـﺔ ﻗـد دﻤـرت‬ ‫اﻟﺤ�ﺎة ﻋﻠﻰ كﻞ ﺴطﺢ اﻷرض ) ﺒﺈﺴﺘﺜﻨﺎء ﺒركﺎت اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ( ﻓـﻲ اﻟﻘـرن ‪ 21‬أو ‪ 22‬ق‪0‬م ؟ ﻓﻔـﻲ‬ ‫ذﻟك اﻟﻌﺼر كﺎﻨـت ﻫﻨـﺎك ﻋﻠـﻰ ﻨﻘـﺎط ﻋـدة ﻤـن اﻷرض ﺤﻀـﺎرات ﻗـد إزدﻫـرت ٕواﻨﺘﻘﻠـت أطﻼﻟﻬـﺎ‬ ‫إﻟــﻰ اﻷﺠ�ــﺎﻝ اﻟﺘﺎﻟ�ــﺔ ‪ 0‬و�ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻟﻤﺼــر ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ ﺴــﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜــﺎﻝ ‪ ،‬كــﺎن ذﻟــك ﻓــﻲ اﻟﻔﺘـرة اﻟوﺴــطﻰ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺘﻠت ﻨﻬﺎ�ﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘد�ﻤﺔ و�دا�ﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟوﺴطﻰ ‪ 0‬و�ﺎﻟﻨظر إﻟﻰ ﻤﺎ ﻨﻌرف ﻤـن ﺘـﺎر�ﺦ ﻫـذا‬

‫اﻟﻌﺼر ﻓﺈﻨﻪ �كون ﻤﻀﺤكﺎً اﻟﻘوﻝ �ﺄن اﻟطوﻓﺎن ﻗد دﻤر ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت كﻞ اﻟﺤﻀﺎرات "‬

‫)‪(2‬‬

‫‪F37‬‬

‫‪0‬‬

‫وأورد د‪ 0‬ﷴ ﻗﺎﺴم ﺘﺎر�ﺦ اﻟﺤﻀﺎرات اﻟﻤﺼر�ﺔ ‪:‬‬

‫اﻷﺴرة اﻷوﻟﻰ ‪ 3047 – 3300‬ق‪0‬م ـ اﻟطوﻓﺎن ط�ﻘﺎً ﻟﻠﺘوراة اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ﺔ ‪ 3072‬ق‪0‬م‪0‬‬

‫اﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻨ�ﺔ ‪ 2780 – 3047‬ق‪0‬م ـ اﻟطوﻓﺎن ط�ﻘﺎً ﻟﻠﺘوراة اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ ‪ 2972‬ق‪0‬م‪0‬‬ ‫اﻷﺴرة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ 2723 – 2780‬ق‪0‬م‪0‬‬

‫اﻷﺴرة اﻟرا�ﻌﺔ ‪ 2563 – 2723‬ق‪0‬م ) ﺒﻨﺎة اﻷﻫرام (‪0‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪102‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪245‬‬

‫‪- 304 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪300‬‬


‫اﻷﺴرة اﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ‪ 2423 – 2563‬ق‪0‬م ـ اﻟطوﻓﺎن ط�ﻘﺎً ﻟﻠﺘوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ﺔ ‪ 2507‬ق‪0‬م‪0‬‬ ‫اﻷﺴرة اﻟﺴﺎدﺴﺔ ‪ 2263 – 2423‬ق‪0‬م‪0‬‬

‫) راﺠﻊ اﻟﺘﻨﺎﻗض ﻓﻲ ﺘوار�ﺦ وأﺤداث اﻟﺘوراة ص ‪0( 548‬‬ ‫ج ‪ :‬ﺠــﺎء ﻓــﻲ داﺌــرة اﻟﻤﻌــﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ــﺔ " ﻫﻨــﺎك دﻻﺌــﻞ كﺘﺎﺒ�ــﺔ ﻋﻠــﻰ وﺠــود ﻓﺠـوات واﺴــﻌﺔ ﺒــﻴن‬

‫اﻷﺠ�ﺎﻝ اﻟﻤذكورة ﻓﻲ اﻹﺼـﺤﺎح اﻟﺤـﺎدي ﻋﺸـر ﻤـن ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ‪ ،‬ﻤﻤـﺎ �ﺴـﻤﺢ ﻟﻨـﺎ �ـﺎﻟﻘوﻝ �ـﺄن‬

‫اﻟطوﻓﺎن ﻗد ﺤدث ﻗﺒﻞ ﻋﺼر إﺒراﻫ�م ﺒزﻤن طو�ﻞ ﺠداً‪0‬‬

‫وأوﻝ كــﻞ ﺸــﺊ ‪ ،‬ﻻ ﻴــذكر اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ﻤﺠﻤــوع اﻟﺴــﻨﻴن ﺒــﻴن اﻟطوﻓــﺎن ٕواﺒ ـراﻫ�م ‪،‬‬ ‫ﻤﺜﻠﻤــﺎ ﻴــذكر – ﻤــﺜﻼً – ﻤــدة ﺘﻐــرب ﺒﻨــﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ ﻓــﻲ ﻤﺼــر ) ﺨــر ‪ 00 ( 40 : 12‬ﻟــو أﻨــﻪ ﻻ‬

‫ﺘوﺠد ﻓﺠوات ﺒﻴن اﻷﺠ�ـﺎﻝ ﻓـﻲ اﻹﺼـﺤﺎح اﻟﺤـﺎدي ﻋﺸـر ﻤـن ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ‪ ،‬ﻟﻛـﺎن ﻤﻌﻨـﻰ ذﻟـك‬

‫أن كﻞ اﻵ�ﺎء �ﻌد اﻟطوﻓﺎن �ﻤﺎ ﻓﻴﻬم ﻨوح ﻨﻔﺴﻪ كﺎﻨوا ﻤﺎزاﻟوا ﻋﻠﻰ ﻗﻴد اﻟﺤ�ﺎة ﻋﻨـدﻤﺎ كـﺎن إﺒـراﻫ�م‬

‫ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺴﻴن ﻤن ﻋﻤرﻩ ‪ ،‬ﺒﻞ �كون ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻤن ُوِﻟدوا ﻗﺒﻞ إﻨﻘﺴـﺎم اﻷرض ) ﻋﻘﺎ�ـﺎً ﻋﻠـﻰ ﻤﺤﺎوﻟـﺔ‬ ‫ﺒﻨﺎء ﺒرج �ﺎﺒﻞ ( وﻫم ﺴﺎم وﺸﺎﻟﺢ وﻋﺎﺒر ‪ ،‬ﻗد ظﻠوا أﺤ�ﺎء �ﻌـد ﻤـوت إﺒـراﻫ�م ﻨﻔﺴـﻪ ‪ ،‬ﺒـﻞ إﻟـﻰ ﻤـﺎ‬ ‫�ﻌــد ﺴــﻨﺘﻴن ﻤــن وﺼــوﻝ �ﻌﻘــوب إﻟــﻰ ﻓــدان آرام ﻋﻨــد ﺨﺎﻟــﻪ ﻻ�ــﺎن ‪ ،‬وﻟﻛــن �ﺸــوع ﻴــذكر أن آ�ــﺎء‬

‫إﺒراﻫ�م } ﺴكﻨوا ﻓﻲ ﻋﺒر اﻟﻨﻬـر ﻤﻨـذ اﻟـدﻫر { وأﻨﻬـ ـم ﻋﺒـدوا آﻟﻬـﺔ أﺨـرى ) �ـش ‪، 14 ، 2 : 24‬‬ ‫‪ ( 15‬ﻤﻤﺎ �ﻌﻨﻲ أن ﻨوﺤﺎً وﺴﺎﻤﺎ – وﻏﺎﻟﺒ�ﺔ اﻵ�ﺎء اﻟﻤذكور�ن ﻓﻲ اﻹﺼـﺤﺎح اﻟﺤـﺎدي ﻋﺸـر ﻤـن‬

‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن – كﺎﻨوا ﻗد ﻤﺎﺘوا ﻤﻨذ زﻤن �ﻌﻴد ‪00‬‬

‫ﻴ ــزﻋم اﻟ ــ�ﻌض – ﺒﻨ ــﺎء ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــدم إدراك اﻟﻔﺠـ ـوات ﺒ ــﻴن اﻷﺠ� ــﺎﻝ اﻟﻤ ــذكورة ﻓ ــﻲ ﺴ ــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن – أن اﻟطوﻓﺎن ﺤدث ﺤواﻟﻲ ‪ 2460‬ق‪0‬م أي �ﻌد ﺒﻨﺎء اﻟﻬرم اﻷﻛﺒـر �ﻌـدة ﻗـرون ‪ 0‬إن‬

‫كﻠﻤــﺔ " َوَﻟـ َـد " كﺜﻴـ اًر ﻤــﺎ ﺘــدﻝ – ﻓــﻲ ﻟﻐــﺔ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس – ﻋﻠــﻰ ﻤﻌﻨــﻰ " ﺠــﺎء ﻤــن ﻨﺴــﻠﻪ " ‪00‬‬ ‫واﻟﻬﺒــوط اﻟﻤﻔــﺎﺠﺊ ﺒــﻴن ﻋﻤــر ﻋــﺎﺒر وﻋﻤــر ﻓــﺎﻟﺞ ) ﺘــك ‪� ( 19 – 16 : 11‬ﺤﻤ ـﻞ ﻋﻠــﻰ اﻟظــن‬ ‫ﺒوﺠود ﻓﺠوة كﺒﻴرة ﺒﻴن ﺠﻴﻞ ﻋﺎﺒر وﺠﻴﻞ ﻓﺎﻟﺞ ‪ 00‬واﻟﺨﻼﺼﺔ أﻨﻪ �ﻤكـن اﻟﻘـوﻝ �ـﺄن اﻟطوﻓـﺎن ﻗـد‬ ‫ﺤدث ﻗﺒﻞ ﻤ�ﻼد اﻟﻤﺴ�ﺢ ﺒﻨﺤو ﺴﺘﺔ أو ﺴ�ﻌﺔ آﻻف ﺴﻨﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F38‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 5‬ﺹ ‪136 ، 135‬‬

‫‪- 305 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪301‬‬


‫س‪ : 423‬كﻴﻴ �ﻤكن أن ﺘﻐطـﻲ اﻟﻤ�ـﺎﻩ اﻟﺠ�ـﺎﻝ اﻟﺸـﺎﻤﺨﺔ وﻫـﻲ ﻟـم ﺘرﺘﻔـﻊ ﻋـن اﻷرض‬

‫أﻛﺜــر ﻤــن ﺴــ�ﻌﺔ أﻤﺘــﺎر وﻨﺼــﻴ " ﺨﻤــس ﻋﺸــرة ذراﻋ ـﺎً ﻓــﻲ اﻹرﺘﻔــﺎع ﺘﻌﺎظﻤــت اﻟﻤ�ــﺎﻩ‬

‫ﻓﺘﻐطت اﻟﺠ�ﺎﻝ " ) ﺘك ‪ ( 20 : 7‬؟‬

‫و�ﻘوﻝ ﻋﻼء أﺒو �كر " ‪ 00‬ﻓﻬﻞ ﻟم ﻴﺨﻠق اﻟرب ﺠ�ﺎﻻً أﻋﻠـﻰ ﻤـن ‪ 15‬ذ ارﻋـﺎً ؟ ‪ 00‬ﻤـﻊ‬

‫اﻟﻌﻠم أن آدم كﺎن طوﻟﻪ ‪ 60‬ذراﻋﺎً ‪ ،‬وﻤن اﻟﻤﺤﺘﻤـﻞ أن ﻨـوح وذر�ﺘـﻪ كـﺎن ﻴﺒﻠـﻎ طـوﻝ اﻟﻔـرد ﻤـﻨﻬم‬ ‫ﻨﺤو ذﻟك ‪ ،‬وﻤﻌﻨﻰ ذﻟك أن اﻟﻨﺎس كﺎﻨـت ﻓـﻲ ﻤـﺄﻤن ﻤـن اﻟﻔ�ﻀـﺎن ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ دون أن ﺘﻠﺠـﺄ ﻟﻤكـﺎن‬

‫ﻋـ ٍ‬ ‫ـﺎﻝ �ﺤﺘﻤــون ﻓ�ــﻪ ﻤــن اﻟﻤــﺎء ‪ 00‬إن كﺎﺘ ـب ﻫــذا اﻟﻛــﻼم ﻻ �ﻌــرف �ﺎﻟﺘﺄﻛﻴــد أن ﷲ ﺨﻠــق ﺠ�ــﺎﻻً‬ ‫أﻋﻠﻰ ﻤن ذﻟك كﺜﻴ اًر ﻤﺜﻞ ﺠﺒﻞ اﻟﻤﺘرﻫورن ‪ ) Matterhorn‬أﺤد أﺠزاء ﺠ�ﺎﻝ اﻷﻟب ﻓﻲ ﺴو�ﺴ ار‬

‫( ٕوارﺘﻔﺎﻋــﻪ ‪ 4478‬ﻤﺘـ اًر ‪ ،‬ﻓﻤــﺎ �ﺎﻟــك ﺒﺈرﺘﻔــﺎع اﻟﻬﻤﻼ�ــﺎ واﻹﻓر�ﺴــت ‪ 00‬أﻤــﺎ إن ﻗﻠﻨــﺎ أن اﻟﻔ�ﻀــﺎن‬ ‫إرﺘﻔﻊ ‪ 15‬ذ ارﻋـﺎً ﻓـوق أﻋﻠـﻰ ﻤﺴـﺘوى ﻟﻠﺠ�ـﺎﻝ ) اﻟﺸـﺎﻤﺨﺔ اﻟﺘـﻲ ﺘﺤـت كـﻞ اﻟﺴـﻤﺎء ( ﻓكﻴـﻒ ﻋـرف‬ ‫ﻫذا كﺎﺘب اﻟﺴﻔر ؟ ﻫﻞ ﻋرف إرﺘﻔﺎع كﻞ ﺠ�ﺎﻝ اﻷرض ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪0 ( 267‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻗــﺎﻝ اﻟــوﺤﻲ اﻹﻟﻬــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻌــدد اﻟﺴــﺎﺒق ﻟﻠﻌــدد اﻟﻤــذكور ﻓــﻲ اﻟﺴـؤاﻝ " وﺘﻌﺎظﻤــت اﻟﻤ�ــﺎﻩ‬

‫كﺜﻴ اًر ﺠداً ﻋﻠـﻰ اﻷرض ﻓﺘﻐطـت ﺠﻤ�ـﻊ اﻟﺠ�ـﺎﻝ اﻟﺸـﺎﻤﺨﺔ اﻟﺘـﻲ ﺘﺤـت كـﻞ اﻟﺴـﻤﺎء " ) ﺘـك ‪: 7‬‬

‫‪ ( 19‬إذاً ﺘﻐط�ــﺔ اﻟﻤ�ــﺎﻩ ﻟﻠﺠ�ــﺎﻝ اﻟﺸــﺎﻤﺨﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘﺤــت كــﻞ اﻟﺴــﻤﺎء ﻗــد ﺘﺤﻘــق ‪ ،‬ﺜــم أراد اﻟــوﺤﻲ‬ ‫اﻹﻟﻬــﻲ أن ﻴوﻀــﺢ ﻤــدى إرﺘﻔــﺎع اﻟﻤ�ــﺎﻩ ﻓــوق ﻗﻤــم اﻟﺠ�ــﺎﻝ ‪ ،‬ﻓــذكرﻫﺎ ﻓــﻲ اﻟﻌــدد اﻟﺘــﺎﻟﻲ ) ﺘــك ‪: 7‬‬

‫‪� ( 20‬ﺄن اﻹرﺘﻔﺎع ﺒﻠﻎ ﺨﻤس ﻋﺸرة ذراﻋﺎً ‪ ،‬وﻫو اﻹرﺘﻔﺎع اﻟـﻼزم ﻟﺤﻤـﻞ اﻟﻔﻠـك ﺤﺘـﻰ ﻻ ﻴـﺘﺤطم‬

‫ﻋﻠﻰ ﻗﻤم اﻟﺠ�ﺎﻝ ‪ 0‬ﺜم أﻛد اﻟوﺤﻲ ﺤﻘ�ﻘﺔ ﺘﻐط�ﺔ اﻟﺠ�ﺎﻝ �ﺎﻟﻤ�ﺎﻩ ﻓﺄﻋﺎد اﻟﻘـوﻝ " ﻓﺘﻐطت اﻟﺠ�ـﺎﻝ "‬

‫) ﺘك ‪ ( 20 : 7‬وﻤن اﻟﻤﻌروف أن ﻤوﺴﻰ ﻋﻨدﻤـﺎ كﺘب ﺴﻔر اﻟﺘﻛـو�ن كﺘ�ـﻪ ﻤﺘﺼـﻼً ‪ ،‬ﻓﻠـم �كـن‬ ‫ﻘﺴﻤﺎً إﻟﻰ آ�ﺎت وﻻ إﺼﺤﺎﺤﺎت‪0‬‬ ‫اﻟﺴﻔر ُﻤ ﱠ‬

‫‪ -2‬اﻟﺠﻴﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤﻞ اﻟﻌواﻤﻞ اﻟوراﺜ�ـﺔ ﻤـن ﺠﻬـﺔ طـوﻝ اﻹﻨﺴـﺎن ﻟـم ﺘﺘﻐﻴـر ﻓﻠـو ﺘﺼ ﱠـورﻨﺎ‬

‫ﻤــﻊ اﻟﻨﺎﻗــد أن آدم كــﺎن طوﻟــﻪ ﺜﻼﺜــون ﻤﺘ ـ اًر ‪ ،‬وكــﺎن ﻨــوح وذر�ﺘــﻪ ﻨﺤــو ذﻟــك ‪ ،‬أي أن اﻹﻨﺴــﺎن‬

‫ﺨﻼﻝ اﻟﻔﺘرة ﻤن آدم إﻟﻰ ﻨوح كﺎن ﻤﺘوﺴط طوﻟﻪ ﺜﻼﺜون ﻤﺘ اًر ‪ ،‬ﻓﻼﺒد أن إﺒراﻫ�م إﻨﺨﻔـض طوﻟـﻪ‬

‫ﻗﻠــ�ﻼً ﻨﺤــو ‪ 25‬ﻤﺘ ـ اًر ‪ ،‬و�ﻤــﺎ أن إﺒ ـراﻫ�م ﻋﺎﺼــر اﻟﺤﻀــﺎرة اﻟﻤﺼ ـر�ﺔ اﻟﻘد�ﻤــﺔ وﻨــزﻝ إﻟــﻰ ﻤﺼــر‬ ‫وﻋــﺎش ﻤﻌﻬـ ـم كﺈﻨﺴــﺎن ﻋــﺎدي ‪ ،‬وﺘطﻠــﻊ ﻓرﻋــون ﻤﺼــر إﻟــﻰ اﻹﻗﺘ ـران ﺒزوﺠﺘــﻪ ‪ ،‬إذاً اﻟﻤﺼ ـر�ﻴن‬ ‫‪- 306 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪302‬‬


‫اﻟﻘــدﻤﺎء كــﺎن طــوﻟﻬم ﻨﺤــو طــوﻝ إﺒ ـراﻫ�م أي ﻨﺤــو ‪ 25‬ﻤﺘ ـ اًر ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ �كــون ﻫــذا ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﻟــم ﺘﺒﻠــﻎ‬

‫ﻤﻌﺎﺒدﻫم ﻫذا اﻹرﺘﻔـﺎع ‪ ،‬وﻻ ﺼ ﱠـوروا أﻨﻔﺴـﻬم ﻋﻠـﻰ اﻷﺤﺠـﺎر ﺒﻬـذا اﻟطـوﻝ ؟ ‪ 00‬إذاً كﻴـﻒ �ﻤكـن‬

‫ﺘﻔﺴﻴر اﻟﻘوﻝ �ﺄن طوﻝ آدم كﺎن ‪ 60‬ذراﻋﺎً ؟! ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻤن اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أن ﺘﻛون ﻗـد ﺤـدﺜت ﺘﻐﱠﻴـرات ﺠﻐراﻓ�ـﺔ �ﻌـد اﻟطوﻓـﺎن أدت ﻹرﺘﻔـﺎع �ﻌـض‬

‫اﻟﺠ�ﺎﻝ إﻟﻰ ﻫذا اﻹرﺘﻔﺎع اﻟﺸﺎﻫق ‪ ،‬وﻻ ﻨﻨﺴﻰ أن اﻷرض ﻤـن ﻗﺒـﻞ كﺎﻨـت ﻤﻐﻤـورة �ﺎﻟﻤ�ـﺎﻩ ‪ ،‬ﻗﺒـﻞ‬

‫أن �ﻔﺼﻞ ﷲ اﻟﻤ�ﺎﻩ ﻋن اﻟ�ﺎ�س‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻟم �كﺘب ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻤن ﻋﻨد�ﺎﺘﻪ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ كﺘب ﺒﺈرﺸﺎد ووﺤـﻲ روح ﷲ اﻟﻘـدوس اﻟـذي‬

‫كﺎن ُ�ﻌﻠﻤﻪ ﻤﺎﻻ ﻋﻠم ﻟـﻪ �ـﻪ ‪ ،‬ﻓﻬـﻞ �ﺼـﻌب ﻋﻠـﻰ روح ﷲ أن �ﻌـرف كـم ﺒﻠـﻎ إرﺘﻔـﺎع اﻟﻤـﺎء ﻓـوق‬ ‫ﻗﻤــم اﻟﺠ�ــﺎﻝ ؟! ﻤــن �ﺸــكك ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻤﻌﻠوﻤــﺔ اﻟ�ﺴــ�طﺔ �ﺸــكك ﻓــﻲ ﺤﻘ�ﻘــﺔ اﻟــوﺤﻲ ‪ 00‬وﻟﻴﻨظــر‬ ‫اﻷﺴــﺘﺎذ ﻋــﻼء أﺒــو �كــر إﻟــﻰ اﻟﻛــم اﻟﻬﺎﺌــﻞ اﻟــذي ﺤﻤﻠــﻪ اﻟﺘـراث اﻹﺴــﻼﻤﻲ ﻤــن أﻤــور ﺘﻔــوق ﻤﻌرﻓــﺔ‬

‫اﻹﻨﺴﺎن وﻫو �ﺼدﻗﻬﺎ ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ ﻴوﺠد ﷲ �ﺎﻟﻛﺎﻤﻞ ﻓﻲ كﻞ ﻤكﺎن ؟! كﻴﻒ ﺘﻘوم اﻷﺠﺴـﺎد ﻓـﻲ ﻴـوم‬

‫اﻟﻘ�ﺎﻤﺔ ؟!‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ اﻟﻘس ﻤ�ﺼﺎﺌﻴﻞ ﺼﺎدق أن " ﺼﺎﺤب ﻫذا اﻟﺴؤاﻝ �طﻌن ﻓـﻲ ﻗـدرة ﷲ ‪ ،‬ﻤـﻊ أن‬

‫اﻟطوﻓــﺎن ﺘﻌﺘــرف �ــﻪ اﻷد�ــﺎن اﻷﺨــرى ﻏﻴــر اﻟﻤﺴــ�ﺤ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻬــﻞ ﻫــﻲ ﻀـر�ﺔ ﻤوﺠﻬــﺔ ﻟﻛﺘــب اﻟﻴﻬــود‬

‫وﻏﻴــر اﻟﻤﺴــ�ﺤﻴﻴن أ�ﻀ ـﺎً ؟ وﻟﻤــﺎذا �ﺴــﺘﻨكر اﻟﻛﺎﺘــب اﻟــوﺤﻲ اﻹﻟﻬــﻲ ؟ ﻓﻬــﻞ ﻫــﻲ ﻀ ـر�ﺔ ﻤوﺠﻬــﺔ‬

‫أ�ﻀﺎً ﻟﻐﻴر اﻟﻤﺴ�ﺤﻴﻴن " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 424‬ﻫﻞ إﺴﺘﻐرق اﻟطوﻓﺎن ‪ 40‬ﻴوﻤﺎً �ﺤﺴب اﻟﺘوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ﺔ ) ﺘك ‪ ( 17 : 7‬أم‬ ‫أﻨﻪ إﺴﺘﻐرق ‪ 40‬ﻴوﻤﺎً وﻟﻴﻠﺔ �ﺤﺴب اﻟﺘورارة اﻟﺴ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ؟‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﻤن اﻟﻤﻌروف أن اﻟﻴوم ‪ 24‬ﺴﺎﻋﺔ ‪ ،‬و�ﺸﻤﻞ اﻟﻴوم اﻟﻨﻬﺎر واﻟﻠﻴﻞ ‪ ،‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ اﻟﻛﺘـﺎب‬ ‫" وكـــﺎن اﻟطوﻓـــﺎن أر�ﻌـــﻴن ﻴوﻤـــﺎً ﻋﻠـــﻰ اﻷرض " ) ﺘــك ‪ ( 17 : 7‬ﻓﻤــن اﻟواﻀــﺢ أن اﻟطوﻓــﺎن‬ ‫إﺴﺘﻐرق ‪ 40‬ﻴوﻤﺎً ﻨﻬﺎ اًر وﻟ�ﻼً ‪ ،‬وﻫـذا ﻤـﺎ أوﻀـﺤﻪ اﻟﻛﺘـﺎب ﻓـﻲ اﻟﻌـدد ‪ 12‬ﻤـن ﻨﻔـس اﻹﺼـﺤﺎح "‬ ‫وكﺎن اﻟﻤطر ﻋﻠﻰ اﻷرض أر�ﻌﻴن ﻴوﻤﺎً وأر�ﻌﻴن ﻟﻴﻠﺔ " ) ﺘك ‪0( 12 : 7‬‬

‫‪ -2‬ﻟﻤــﺎذا �كﻴــﻞ اﻟﻨﺎﻗــد �ﻤك�ــﺎﻟﻴن ‪ ،‬ﻓﻴﻨﺘﻘــد ﻤــﺎ ﺴــﺒق ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ �ﻘﺒــﻞ ﻤــﺎ ﺠــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن ﻋــن‬ ‫‪- 307 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪303‬‬


‫اﻟﻤدة اﻟﺘﻲ أﻤﻀﺎﻫﺎ ﻤوﺴﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﻞ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ أر�ﻌﻴن ﻟﻴﻠـﺔ " ٕواذا واﻋـدﻨﺎ ﻤوﺴـﻰ أر�ﻌـﻴن ﻟﻴﻠـﺔ‬

‫" ) ﺴــورة اﻟ�ﻘـرة ‪ ( 51‬وﺘﻛـ ﱠـرر ﻨﻔــس اﻟﻤﻌﻨــﻰ " وواﻋــدﻨﺎ ﻤوﺴــﻰ ﺜﻼﺜــﻴن ﻟﻴﻠــﺔ وأﺘﻤﻤﻨﺎﻫــﺎ �ﻌﺸــر ﻓــﺘم‬

‫ﻤ�ﻘــﺎت ر�ــﻪ أر�ﻌــﻴن ﻟﻴﻠــﺔ " ) ﺴــورة اﻷﻋ ـراف ‪ ( 142‬وﻟــم ﻴﺘﺴــﺎءﻝ اﻟﻨﺎﻗــد أو ﻏﻴ ـرﻩ ‪ :‬وأﻴــن كــﺎن‬

‫ﻤوﺴﻰ ﻓﻲ اﻷر�ﻌﻴن ﻨﻬﺎ اًر ؟ وﻫﻞ كﺎن �ﻘﻀﻲ ﻨﻬﺎرﻩ ﺒـﻴن ﺒﻨـﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ وﻟﻴﻠـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﺠﺒـﻞ ؟ وﻟـو‬ ‫ﺼــﺢ ﻫــذا اﻟﻘــوﻝ ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ ﻋﺒــد ﺒﻨــو إﺴـراﺌﻴﻞ اﻟﻌﺠــﻞ اﻟــذﻫﺒﻲ ‪ ،‬وﻤوﺴــﻰ ﻟــم �ﻐــب ﻋــﻨﻬم إﻻﱠ ﺴـواد‬

‫اﻟﻠﻴﻞ ﻓﻘط ؟!!‬

‫س‪ : 425‬كﻴﻴ إﺴﺘﻘر ﻓﻠك ﻨوح ) ﻓﻲ اﻟﺸﻬر اﻟﺴﺎ�ﻊ ( ﻗﺒـﻞ أن ﺘظﻬـر رؤوس اﻟﺠ�ـﺎﻝ‬

‫) ﻓﻲ اﻟﺸﻬر اﻟﻌﺎﺸر ( ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻴﺒﻠــﻎ إرﺘﻔــﺎع ﺠﺒــﻞ أ ارراط ‪ 17000‬ﻗــدﻤﺎً و�ﻤﺜــﻞ أﻋﻠــﻰ ﺠ�ــﺎﻝ اﻟﻤﻨطﻘــﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﺴــﺘﻘر ﻗــﺎع‬ ‫اﻟﻔﻠك ﻋﻠ�ﻪ ﺒﻴﻨﻤـﺎ كﺎﻨـت اﻟﻤ�ـﺎﻩ ﺘﻐطـﻲ كـﻞ اﻷرض وﻏـﺎطس اﻟﻔﻠـك " واﺴـﺘﻘر اﻟﻔﻠـك ﻓـﻲ اﻟﺸـﻬر‬

‫اﻟﺴﺎ�ﻊ ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺴﺎ�ﻊ ﻋﺸر ﻤن اﻟﺸﻬر ﻋﻠـﻰ ﺠﺒـﻞ أ ارراط " ) ﺘـك ‪ ( 4 : 8‬ﺜـم ﺒـدأت اﻟﻤ�ـﺎﻩ‬

‫ﺘﺘﻨــﺎﻗص ﻓﺎﺴــﺘﻐرﻗت ﺜﻼﺜــﺔ أﺸــﻬر " وكﺎﻨــت اﻟﻤ�ــﺎﻩ ﺘﺘﻨــﺎﻗص ﻨﻘﺼـﺎً ﻤﺘواﻟ�ـﺎً إﻟــﻰ اﻟﺸــﻬر اﻟﻌﺎﺸــر‬

‫وﻓﻲ اﻟﻌﺎﺸـر ﻓـﻲ أوﻝ اﻟﺸـﻬر ظﻬـرت رؤوس اﻟﺠ�ـﺎﻝ " ) ﺘـك ‪ ( 5 : 8‬واﻟـذﻴن ﻋﺎﺼـروا اﻟﻔﺘـرة‬

‫ﻗﺒﻞ ﺒﻨﺎء اﻟﺴد اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓـﻲ أﺴـوان ﻴـدركون ﺠﻴـداً ﻤـدى ﻤـﺎ كـﺎن �ﻔﻌﻠـﻪ اﻟﻔ�ﻀـﺎن �ـﺎﻟ�ﻼد ‪ ،‬إذ كـﺎن‬ ‫ُ�ﻐــرق ﻀــﻔﺘﻲ اﻟﻨﻬــر ‪ ،‬و�ﻌــد أن ﻴﺘوﻗــﻒ ﺘﺴــﺎﻗط اﻷﻤط ـﺎر ﻓــﻲ ﻤﻨــﺎ�ﻊ اﻟﻨﻬــر ‪ ،‬ﺘظــﻞ اﻟﻤ�ــﺎﻩ ﻋــدة‬ ‫أﺸﻬر ﺤﺘﻰ ﺘﺘﺼرف ﻨﺤو اﻟ�ﺤر اﻟﻤﺘوﺴط‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻘــوﻝ اﻟﻘــس ﻤ�ﺼــﺎﺌﻴﻞ ﺼــﺎدق " وﻤــﺎ اﻟﻐ ار�ــﺔ إذ أن اﻟﻔﻠــك إﺴــﺘﻘر ﻋﻠــﻰ ﻗﻤــﺔ اﻟﺠﺒــﻞ ‪،‬‬

‫ﺒﻴﻨﻤــﺎ كﺎﻨــت اﻟﻤ�ــﺎﻩ ﻤﺎ ازﻟــت ﺘﻐطــﻲ ﺴــﻔﺢ اﻟﺠﺒــﻞ و�ﻘ�ــﺔ اﻷرض ؟! " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ ﺴــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ ﻴ ـؤاﻨس اﻷ ﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ " ﻫــﻞ ﻨﺴــﻰ اﻟﺴــﺎﺌﻞ أﻨــﻪ ﻴوﺠــد ﺠــزء ﻤــن اﻟﻔﻠــك كــﺎن‬

‫ﻤﻐﻤــو اًر ﻓــﻲ اﻟﻤــﺎء ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻋﻨــدﻤﺎ ﺒــدأ �ﻘــﻞ اﻟﻤــﺎء ﻤــن ﻋﻠــﻰ ﻗﻤــﺔ اﻟﺠﺒــﻞ َرَكـ َـز اﻟﻔﻠــك ﻋﻠ�ــﻪ وﻟــم‬ ‫ﻴﺘﺤرك ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺒدأت اﻟﻤ�ﺎﻩ ﺘﺘﻨﺎﻗص ﻤن اﻷﻤﺎﻛن اﻟﻤرﺘﻔﻌﺔ " ] ﻤن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن‬ ‫[‪0‬‬ ‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺤد اﻷ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨـﺎ اﻟﻌـﺎﻤر " إﺴـﺘﻘر اﻟﻔﻠـك ﻓـﻲ اﻟﻴـوم اﻟﺴـﺎ�ﻊ ﻤـن‬ ‫‪- 308 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪304‬‬


‫اﻟﺸــﻬر اﻟﺴــﺎ�ﻊ ‪ٕ ،‬واﺴــﺘﻘرار اﻟﻔﻠــك ﻤﻌﻨــﺎﻩ اﻟﺘوﻗــﻒ ﻋــن اﻹ�ﺤــﺎر ‪ ،‬وﻟﻛــن رؤوس اﻟﺠ�ــﺎﻝ ﻟــم ﺘظﻬــر‬ ‫�ﻌد ‪ ،‬واﻟﻤ�ﺎﻩ ﻤﺎ ازﻟـت ﺘﻐطﻴﻬـﺎ ‪ ،‬وﻋﻨـدﻤﺎ ﺘﻨﺎﻗﺼـت اﻟﻤ�ـﺎﻩ ﻴوﻤـﺎً ﻓﻴوﻤـﺎً ظﻬـرت رؤوس اﻟﺠ�ـﺎﻝ ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻴ ــوم اﻟﻌﺎﺸ ــر ﻤ ــن اﻟﺸ ــﻬر اﻟﻌﺎﺸ ــر ‪ ،‬ﻷن اﻟﻔﻠ ــك ك ــﺎن إرﺘﻔﺎﻋ ــﻪ ‪ 30‬ذ ارﻋـ ـﺎً ‪ ،‬و�وﺠ ــد ﺠ ــزء ﻤﻨ ــﻪ‬

‫ﻏﺎطس ﻓﻲ اﻟﻤ�ﺎﻩ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬كــرر اﻟــدكﺘور ﻤــﻼك ﺸــوﻗﻲ إﺴــكﺎروس ﻨﻔــس اﻟﻤﻌﻨــﻰ اﻟﺴﺎﺒـ ـق ﻤﻀ�ﻔ ـ ـﺎً إﻟ�ــﻪ �ــﺄن "‬

‫ﻤﻌﻨﻰ اﻟﻛﻠﻤﺔ اﻟﻌﺒر�ﺔ " أ ارراط " أي اﻷرض اﻟﻤرﺘﻔﻌ ـﺔ ‪ ،‬وﻫ ـﻲ ﻓﻲ اﻷﺼـﻞ اﻷﻛـﺎدي ) أ ار ارطـو (‬

‫وﻫﻨﺎ ﻋدة آراء ﺒﺨﺼوص ﻤوﻗﻊ ﺠﺒﻞ أ ارراط اﻟﻤذكور ﻫﻨـﺎ ‪ ،‬أﺸـﻬرﻫﺎ أر�ـﺎن " ) اﻷوﻝ ( أﻨـﻪ أﺤـد‬ ‫اﻟﺠ�ﺎﻝ اﻟواﻗﻌﺔ ﺒﻴن أرﻤﻴﻨ�ﺎ وكروﺴﺘﺎن ) واﻟﺜﺎﻨﻲ ( وﻫو اﻷرﺠﺢ أﻨﻪ إﺤدى ﻗﻤم اﻟﺠ�ﺎﻝ اﻟﻤﻌروﻓﺔ‬

‫اﻟﻴوم �ﺎﺴم أ ارراط �ﺄرﻤﻴﻨ�ﺎ ‪ ،‬وﻟﻌﻠﻬﺎ اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺘـﻲ ﺘُدﻋﻰ �ﺎﻟﺘرك�ﺔ " أﻏري داغ " أي " اﻟﺠﺒﻞ اﻟﺸﺎق‬ ‫" و�ﺒﻠﻎ إرﺘﻔﺎﻋﻬﺎ ‪ 17260‬ﻗدﻤﺎً ‪ ،‬كﻤﺎ ﺘُدﻋﻰ ﺠ�ﺎﻝ أ ارراط ﻓﻲ �ﻌض اﻟﺘرﺠﻤﺎت ﺒﺠ�ﺎﻝ أرﻤﻴﻨ�ـﺎ "‬ ‫] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 426‬ﻤﺎ إﺴم اﻟﺠﺒﻞ اﻟذي رﺴت ﻋﻠ�ﻪ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻨوح ؟‬ ‫�ﻘــوﻝ ﻋــﻼء أﺒــو �كــر " ﺘﻘــوﻝ اﻟﺘــوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ــﺔ ﻓ ـﻲ ﺠﺒــﻞ أ ارراط ) اﻟــذي �ﻘــﻊ �ﺄرﻤﻴﻨ�ــﺎ (‬

‫وﺘﻘــوﻝ اﻟﺘــو ارة اﻟﺴــﺎﻤر�ﺔ أﻨﻬــﺎ إﺴــﺘﻘرت ﻓــﻲ ﺠﺒ ـﻞ ﺴـرﻨدﻴب ) اﻟــذي �ﻘــﻊ ﻓــﻲ ﺴـر�ﻼﻨكﺎ ( أﻻ ﻴــدﻟك‬

‫ﻫذا ﻋز�زي اﻟﻨﺼراﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤر�ﺔ اﻟﺘﻲ كﺎن ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ كﺘ�ﺔ ﻫذﻩ اﻟﻛﺘب ﻤـن اﻟﺘﺒـدﻴﻞ واﻹﻀـﺎﻓﺔ‬

‫واﻟﺤذف ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪ 0( 49‬و�رى اﻟدكﺘور أﺤﻤد ﺤﺠﺎزي اﻟﺴﻘﺎ أن ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻨـوح رﺴـت‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺠﺒﻞ " اﻟﺠودي " ﻓﻲ �ﻼد اﻟﻌرب ) راﺠﻊ ﻨﻘد اﻟﺘوراة ص ‪0( 128‬‬

‫ج ‪ -1 :‬إن كﺎﻨت آراء اﻟﺸﻌوب ﻗد ﺘ�ﺎﻴﻨت ﻓﻲ اﻟﺠﺒﻞ اﻟذي رﺴت ﻋﻠ�ﻪ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻨـوح ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻤـﺎ‬ ‫ﻨﻌــوﻝ ﻋﻠ�ــﻪ ﻫــو ﻤــﺎ ﺘﻘــوﻝ �ــﻪ اﻟﺘــوراة ‪ ،‬واﻟﺘـوارة واﺤــدة وﺤﻴــدة وﻫــﻲ اﻟﺘــوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ــﺔ أﻤــﺎ اﻟﺴــﺎﻤر�ﺔ‬

‫ﻓﻬﻲ ﻤﺠرد ﺘرﺠﻤﺔ ﺠرى ﻋﻠﻴﻬﺎ �ﻌض اﻟﺘﻐﻴﻴر ﻋن ﻗﺼد أو ﺒدون ﻗﺼد كﻤﺎ رأﻴﻨﺎ ﻤن ﻗﺒﻞ ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻤﻤــﺎ ﻴــذكر ﻫﻨــﺎ أن اﻟﻘ ـرآن ﻟــم ﻴــذكر ﻫــذا وﻻ ذاك ‪ ،‬إﻨﻤ ــﺎ ذكــر ﺠﺒــﻞ ﻴــدﻋﻰ اﻟﺠــودي "‬

‫ٕواﺴﺘوت ﻋﻠﻰ اﻟﺠودي " ) ﺴورة ﻫود ‪ ، ( 44‬و�ﻘوﻝ ﻨﻌﻤﺔ ﷲ اﻟﺠزاﺌري " ﻋن أﺒﻲ اﻟﺤﺴـن ‪00‬‬ ‫إن ﷲ أوﺤﻰ إﻟﻰ اﻟﺠ�ﺎﻝ إﻨﻲ واﻀﻊ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﺒﻞ ﻤﻨكن ﻓﻲ اﻟطوﻓﺎن ﻓﺘطﺎوﻟت وﺸـﻤﺨت ‪،‬‬

‫وﺘواﻀﻊ ﺠﺒﻞ �ﺎﻟﻤوﺼﻞ �ﻘﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﺠودي ‪ ،‬ﻓﻤرت اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺘدور ﻓﻲ اﻟطوﻓﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺠ�ﺎﻝ كﻠﻬﺎ‬ ‫‪- 309 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪305‬‬


‫ﺤﺘﻰ إﻨﺘﻬت إﻟﻰ اﻟﺠودي ‪ ،‬ﻓوﻗﻌت ﻋﻠ�ﻪ ‪ ،‬ﻓﻘـﺎﻝ ﻨـوح ‪� :‬ـﺎرات ﻗﻨـﻲ ‪� ،‬ـﺎرات ﻗﻨـﻲ ‪� ،‬ﻌﻨـﻲ اﻟﻠﻬـم‬ ‫أﺼﻠﺢ اﻟﻠﻬم أﺼﻠﺢ ‪ ،‬وﻓﻲ ﺤدﻴث آﺨر أﻨﻪ ﻀرب ﺠؤﺠؤ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ اﻟﺠﺒﻞ ‪ ،‬ﻓﺨﺎف ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻗﺎﻝ ‪:‬‬

‫�ﺎﻤﺎر�ــﺎ أﺘﻘــن ‪� ،‬ﻌﻨــﻲ رب أﺼــﻠﺢ ‪ ،‬وﻓــﻲ ﺤــدﻴث آﺨــر أﻨــﻪ ﻗــﺎﻝ ‪� :‬ﺎرﻫﻤــﺎن أﺘﻘــن وﺘﺄو�ﻠﻬــﺎ �ــﺎرب‬

‫أﺤﺴــن ‪ 00‬وﻓــﻲ ﻋﻴــون أﺨ�ــﺎر اﻟرﻀــﺎ ﻗــﺎﻝ } إن ﻨوﺤـﺎً ‪ 00‬ﻟﻤــﺎ ركــب اﻟﺴــﻔﻴﻨﺔ أوﺤــﻲ ﷲ إﻟ�ــﻪ ‪:‬‬ ‫�ــﺎﻨوح إن ﺨﻔــت اﻟﻐــرق ﻓﻬﻠﻠﻨــﻲ ) �ﻌﻨــﻲ ﺘﻘــوﻝ ﻫﻠﻠو�ــﺎ ( أﻟﻔـﺎً ﺜــم ﺴــﻠﻨﻲ اﻟﻨﺠــﺎة أﻨﺠ�ــك ﻤــن اﻟﻐــرق‬ ‫وﻤن آﻤن ﻤﻌك " ) اﻟﻨور اﻟﻤﺒﻴن ﻓﻲ ﻗﺼص اﻷﻨﺒ�ﺎء واﻟﻤرﺴﻠﻴن ص ‪( 39 ، 38‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F39‬‬

‫‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘــوﻝ ﻤــور�س ﺒوكــﺎي أن " اﻟﺠــودي " �ﻤﺜــﻞ ﻗﻤــﺔ ﺠﺒــﻞ أ اررات " إن روا�ــﺔ اﻟطوﻓــﺎن‬

‫اﻟﻔﻌﻠــﻲ اﻟﺘــﻲ ﺘﺤﺘــوي ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﺴــورة ﻫــود ‪ 00‬وﺴــورة اﻟﻤــؤﻤﻨﻴن ‪ 00‬وروا�ــﺔ اﻟﺘــوراة ‪ ،‬ﻓــﻼ ﺘﻘــدﻤﺎن‬

‫إﺨﺘﻼﻓﺎت ذات دﻻﻟﺔ ﺨﺎﺼﺔ ‪ 0‬وﺘﻘوﻝ اﻟﺘوراة �ﺄن اﻟﻤكـﺎن اﻟـذي ﺠﻨﺤـت إﻟ�ـﻪ اﻟﺴـﻔﻴﻨﺔ ﻨﺤـو ﺠﺒـﻞ‬

‫أ اررات ) ﺘــك ‪ ( 4 : 8‬أﻤــﺎ اﻟﻘـرآن ﻓ�ﻘــوﻝ أﻨــﻪ " اﻟﺠــودي " ) ﻫــود ‪ ( 44 : 11‬وﻫــذا اﻟﺠﺒــﻞ ﻫــو‬ ‫ﻗﻤﺔ ﺠ�ﺎﻝ أ اررات �ﺄرﻤﻴﻨ�ﺎ " )‪0(2‬‬ ‫‪F40‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺒوﻨـﺎ أﻏﺴـطﻴﻨوس اﻷﻨ�ـﺎ ﺒـوﻻ " ٕواذا كﺎﻨـت اﻟﺘـوراة اﻟﺴـﺎﻤر�ﺔ ﺘﻘـوﻝ ﺸـﻴﺌﺎً آﺨـر ‪،‬‬ ‫ﻓــﻨﺤن ﻻ ﻨﻌﺘﻤــد ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻷن اﻟــﻨص ﻓﻴﻬــﺎ �ﻤﺜــﻞ ﺘرﺠﻤــﺔ ﻟﻠﺘــوراة اﻟﻌﺒر�ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻬــو أﺤ�ﺎﻨـﺎً ﻴﺨﺘﻠــﻒ ﻋــن‬ ‫اﻟﻌﺒر�ـﺔ أو ﻋــن اﻟﺴــ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ‪ ،‬وأﺤ�ﺎﻨـﺎً ﻴﺨﺘﻠــﻒ ﻋــن اﻷﺜﻨﺘــﻴن ‪ ،‬وأﻏﻠﺒﻬــﺎ أﺨطــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻨﺴــﺦ ‪ ،‬وﻟﻛــن‬ ‫�ﻌــض اﻹﺨﺘﻼﻓــﺎت ﺒــﻴن اﻟﺴــﺎﻤر�ﺔ واﻟﻌﺒر�ــﺔ ﺘرﺠــﻊ إﻟــﻰ ﺘﻐﻴﻴـرات ﻤﻘﺼــودة ﻟﺘﺄﻴﻴــد �ﻌــض ﻋﻘﺎﺌــدﻫم‬

‫ﻤﺜﻞ ﺘﻐﻴﻴر ﻋﻴ�ﺎﻝ إﻟـﻰ ﺠرز�م ) ﺘث ‪ ] " ( 4 : 27‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﻼك ﺸوﻗﻲ إﺴكﺎروس " إن اﻟﺘوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ﺔ كﺎﻨت داﺌﻤﺎً ﻫﻲ اﻟﻤﻌﺘﺒـرة‬

‫ﻟدى اﻟﻴﻬود ‪ ،‬ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻤﺜﻞ اﻷﺼﻞ ‪ ،‬وﻟ�س ﺘرﺠﻤﺔ ﻤن اﻷﺼﻞ ‪ ،‬وكﺎﻨوا ﻴﻨﺴﺨوﻨﻬﺎ �كـﻞ إﻋﺘﻨـﺎء ‪،‬‬

‫ﺤﺘﻰ إن ﺘﻐﻴﻴر ﺤرف واﺤد ﻤﻨﻬﺎ ﻋن ﻗﺼد �ﻌﺘﺒر ذﻨ�ﺎً ﻋظ�ﻤﺎً ‪ ،‬وﻤن اﻟﻤﻼﺤظ أن اﻷﻤور اﻟﺘﻲ‬

‫ﺘﺨﺘﻠ ــﻒ ﻓﻴﻬ ــﺎ اﻟﺘرﺠﻤ ــﺔ اﻟﺴ ــﺎﻤر�ﺔ ﻋ ــن اﻟﻌﺒر� ــﺔ ‪ ،‬ﺘﺘﻔ ــق ﻓﻴﻬ ــﺎ اﻟﺘرﺠﻤ ــﺔ اﻟﺴ ــ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ﻤ ــﻊ اﻟﻌﺒر� ــﺔ ‪،‬‬

‫واﻷﻤــور اﻟﺘــﻲ ﺘﺨﺘﻠــﻒ ﻓﻴﻬــﺎ اﻟﺘرﺠﻤــﺔ اﻟﺴــ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ﻋــن اﻟﻌﺒر�ــﺔ ‪ ،‬ﺘﺘﻔــق ﻓﻴﻬــﺎ اﻟﺘرﺠﻤــﺔ اﻟﺴــﺎﻤر�ﺔ ﻤــﻊ‬

‫اﻟﻌﺒر�ﺔ ‪ ،‬وﻫذا دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻫﻨﺎك إﺨﺘﻼﻓﺎت طﻔ�ﻔـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺘرﺠﻤـﺎت ‪ ،‬أﻤـﺎ اﻷﺼـﻞ اﻟﻌﺒـري ﻓﻬـو‬

‫اﻟﺼﺤ�ﺢ داﺌﻤﺎً ‪ 0‬إذاً اﻟﻔﻠك إﺴﺘﻘر ﻋﻠﻰ ﺠﺒﻞ أ اررات " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺩ‪ 0‬ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻘﻤﻨﻲ – ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺹ ‪217‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪248‬‬

‫‪- 310 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪306‬‬


‫س‪ : 427‬أﻴن ذﻫﺒت ﻤ�ﺎﻩ اﻟطوﻓﺎن اﻟﻤﻬوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻏطت اﻟﺠ�ﺎﻝ اﻟﺸﺎﻤﺨﺔ ؟‬ ‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ﺴﺎﺨ اًر " } ﻓﺘﻐطت ﺠﻤ�ﻊ اﻟﺠ�ﺎﻝ اﻟﺸﺎﻤﺨﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺤت كﻞ اﻟﺴﻤﺎء‬

‫ﺨﻤس ﻋﺸرة ذراﻋﺎً ﻓﻲ اﻹرﺘﻔﺎع ﺘﻌﺎظﻤت اﻟﻤ�ﺎﻩ { ) ﺘك ‪ ( 20 – 9 : 7‬ﻏﻨـﻲ ﻋـن اﻟﻘـوﻝ أﻨـﻪ‬ ‫�ﺼـﻌب كﺜﻴـ اًر ﻋﻠـﻰ اﻟﻤـرء أن ﻴﺘﺨﻴـﻞ ذﻟـك اﻟﻛـم ﻤـن اﻟﻤ�ـﺎﻩ ‪ ،‬ﺨﺎﺼـﺔ إذا ﻤـﺎ أﺨـذﻨﺎ �ﺎﻟﺤﺴــ�ﺎن أن‬

‫أﻋﻤق ﻨﻘطﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤ�ط اﻟﻬـﺎدئ ) وﻫـدة ﻤـﺎر�ن ( ﺘز�ـد ﻋـن أﺤـد ﻋﺸـر أﻟـﻒ ﻤﺘـر ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ أﻋﻠـﻰ‬

‫ﺠﺒــﻞ ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎﻟم – ﺠوﻤوﻟوﻨﻐﻤــﺎ ) إ�ﻔر�ﺴــت ( ﻓــﻲ اﻟﻬﻤﺎﻻ�ــﺎ – إرﺘﻔﺎﻋــﻪ ‪ 8880‬م ﻓــوق ﺴــطﺢ‬

‫اﻟ�ﺤــر ‪ 00‬أﻤــﺎ اﻵن ﻓﻠﻛــﻲ ﻴﺠﻔــﻒ ﻴﻬــوﻩ ﻤ�ــﺎﻩ اﻟطوﻓــﺎن أطﻠــق اﻟــروح اﻟﻘــدس ) روح ﻴﻬــوﻩ ( اﻟﺘــﻲ‬

‫�ﺼﻔﻬﺎ اﻹﻨﺠﻴﻞ ‪� ،‬ﺄﻨﻬﺎ } ﺤﻤﺎﻤﺔ ﷲ { ‪ 00‬وأﻟﻘﻰ ﻋﻠـﻰ ﻋﺎﺘﻘﻬـﺎ ﻤﻬﻤـﺔ ﻤﺴـﺘﺤﻴﻠﺔ وﻫـﻲ ‪ ،‬ﺘﺠﻔﻴـﻒ‬ ‫ﻤ�ﺎﻩ اﻟطوﻓﺎن ‪ 0‬وﻨﺤن ﻻ ﻨرﺘـﺎب ﻓـﻲ اﻷﻤـر كـﺄن ﻴﺘطﻠـب أﺤـد أﻓـراد اﻟﺜـﺎﻟوث اﻟﻤﻘـدس ‪ ،‬ﻷﻨـﻪ ﻟـم‬ ‫�كــن �ﻤﻘــدور أي ر�ــﺢ ﻋﺎد�ــﺔ أن ﺘﺠﻔــﻒ ذﻟــك اﻟﻛــم اﻟﻬﺎﺌــﻞ ﻤــن اﻟﻤ�ــﺎﻩ ‪ 0‬و�ﻤــﺎ أن ﻤﺴــﺘوى ﻤ�ــﺎﻩ‬

‫اﻟطوﻓﺎن كﺎن أﻋﻠﻰ ﻤن ﺠ�ﺎﻝ اﻷرض ﺒﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸر ذراﻋﺎً ‪ ،‬ﻓﻘد ﺘوﺼﻠت �ﻌض اﻟﺤﺴﺎ�ﺎت إﻟﻰ‬ ‫أن ﺤﺠﻤﻬــﺎ كــﺎن �ﺴــﺎوي ﺤﺠــم إﺜﻨــﻰ ﻋﺸــر ﻤﺤ�طـﺎً أﺤــدﻫﺎ ﻓــوق اﻵﺨــر ‪� 00‬ﻌــد ﺼــﻨﻊ ) ﻫــذﻩ (‬ ‫اﻟﻤﺤ�طــﺎت اﻟﺘــﻲ ﻻ ﻴــدركﻬﺎ اﻟ�ﺼــر ‪ ،‬ﻋــﺎد وﻗﻀــﻰ ﻋﻠﻴﻬــﺎ كﻠﻬــﺎ ﺒﻨﻔﺨــﺔ واﺤــدة ﻤــن ﻓﻤــﻪ ‪ 0‬أي‬

‫رﺌﺘﺎن ﻋﻨد ﺘﻠك اﻟﺤﻤﺎﻤﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F41‬‬

‫ج ‪ :‬ﻟﻘــد ﺘﻐﻴــرت ﺘو�وﻏراﻓ�ــﺔ اﻷرض �ﺴــﺒب ﻀــﻐط ﻫــذا اﻟﻛــم اﻟﻬﺎﺌــﻞ ﻤــن اﻟﻤ�ــﺎﻩ ﻋﻠــﻰ اﻟﻘﺸ ـرة‬ ‫اﻷرﻀـ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﺘﺴـﻌت أﺤـواض اﻟﻤﺤ�طـﺎت ٕواﻨﺨﻔﻀـت ﻗ�ﻌﺎﻨﻬـﺎ ٕوازدادت اﻟﺠ�ـﺎﻝ إرﺘﻔﺎﻋـﺎً ‪ ،‬و�ﻘـوﻝ‬ ‫ﻨ�ﺎﻓﺔ اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " أﻴن ذﻫﺒت ﻤ�ﺎﻩ اﻟطوﻓﺎن ؟ ‪ 00‬ﻫﻞ ﺘﺒﺨرت ﻤرة ﺜﺎﻨ�ﺔ ؟ ‪ 00‬ﻫﻞ ﺘﺸر�ت ﺒﻴن‬ ‫ﺤﺒﻴ�ﺎت اﻟﻘﺸرة اﻷرﻀ�ﺔ ﻤكوﻨﺔ اﻟﻤ�ﺎﻩ اﻟﺘﺤت ﺴطﺤ�ﺔ واﻟﺠوﻓ�ﺔ ؟‬

‫إن اﻷﻤ ــر ﻟ ــ�س ﺒﻬ ــذﻩ اﻟﺤﻴـ ـرة ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤ� ــﺎﻩ اﻟﺘ ــﻲ ﻏط ــت ك ــﻞ اﻷرض ووزﻨﻬ ــﺎ اﻟﻀ ــﺨم �ﻌﻤ ــﻞ ﻓ ــﻲ‬

‫إﺘﺠــﺎﻫﻴن ‪ ،‬اﻷوﻝ أﻓﻘــﻲ ‪ ،‬واﻟﺜــﺎﻨﻲ أرﺴــﻲ ‪ ،‬وﻤﺤﺼــﻠﺔ اﻟﻘــوة اﻷﻓﻘ�ــﺔ أدت إﻟــﻰ إ�ﻌــﺎد اﻟ�ﺎ�ﺴــﺔ ﻋــن‬ ‫�ﻌﻀــﻬﺎ اﻟــ�ﻌض أي ز�ــﺎدة اﻟﻤﺴــﺎﻓﺔ ﺒــﻴن اﻟﻘــﺎرات ﻤﻤــﺎ أدى إﻟــﻰ إﺘﺴــﺎع ﺤــوض اﻟﻤــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎﻟم‬

‫وﻫذا اﻷﻤر ﻻزاﻝ ﻗﺎﺌﻤﺎً ﺤﺘﻰ وﻗﺘﻨﺎ ﻫذا ‪ 0‬أﻤﺎ اﻟﻘوة اﻟرأﺴ�ﺔ ﻓﺄدت إﻟﻰ ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬ﺘﻌﻤﻴق ﺤوض اﻟﻤﺎء‪0‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪71 - 69‬‬

‫‪- 311 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪307‬‬


‫ب‪ -‬كرد ﻓﻌﻞ ﻟﻬذﻩ اﻟﻘﺒوة أدت إﻟﻰ إرﺘﻔﺎع اﻟﺠ�ﺎﻝ أﻛﺒر ﻤﻤﺎ كﺎن كﻤﺎ ﻫو ﻤوﻀﺢ �ﺎﻟرﺴم ‪:‬‬

‫�ﻌد اﻟطوﻓﺎن‬

‫وﻤن ﻫﻨﺎ ﺤدﺜت أر�ﻌﺔ ﻤﺘﻐﻴرات ‪:‬‬

‫أﺜﻨﺎء اﻟطوﻓﺎن‬

‫اﻷوﻝ ‪ :‬إﻨﺨﻔﺎض ﻗﺎع اﻟ�ﺤﺎر‪0‬‬

‫اﻟﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬إﺘﺴﺎع ﺤوض اﻟﻤ�ﺎﻩ ) اﻟ�ﺤﺎر (‪0‬‬ ‫اﻟﺜﺎﻟث ‪ :‬إرﺘﻔﺎع ﻗﻤم اﻟﺠ�ﺎﻝ ‪0‬‬

‫اﻟرا�ﻊ ‪ :‬إﻨﺨﻔﺎض ﻤﻨﺴوب اﻟﻤ�ﺎﻩ كﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻌواﻤﻞ اﻟﺜﻼﺜﺔ اﻟﺴﺎ�ﻘﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F42‬‬

‫س‪ : 428‬كﻴﻴ ﻋﺎدت اﻟﻤ�ﺎﻩ اﻟﻌذ�ﺔ �ﺄﺴﻤﺎﻛﻬﺎ إﻟﻰ ﻤﺠﺎر�ﻬﺎ ؟‬ ‫�ﻘــوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـــﻞ " ﺴــﺎﺨ اًر " إﻨــﻪ ﻴﺠــب أن ﻨﻌﺘﻘــد �ــﺄن اﻟﻤ�ــﺎﻩ اﻟﻤﺎﻟﺤــﺔ إﻨﻔﺼــﻠت ﻋــن‬

‫اﻟﻌذ�ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺤــﺎﻝ ) ﻋﺠﻴ�ــﺔ أﺨــرى ! ( ﻟﻛــﻲ ﺘــﺘﻤكن اﻷﻨﻬــﺎر واﻟ�ﺤﻴ ـرات واﻟ�ﺤــﺎر أن ﺘﻌــود إﻟــﻰ‬ ‫ﻤﺠﺎر�ﻬﺎ ﺜﺎﻨ�ﺔ ‪ ،‬كﻤﺎ كﺎﻨت ﻋﻠ�ـﻪ ﺤﺎﻟﻬـﺎ ﻗﺒـﻞ ذﻟـك ‪ ،‬ﺜـم ﻋـﺎدت اﻷﺴـﻤﺎك ‪ ،‬كـﻞ إﻟـﻰ اﻟﺤ�ـﺎة اﻟﺘـﻲ‬

‫ﺘﻼﺌم طﺒ�ﻌﺘﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F43‬‬

‫ج ‪ :‬اﻟﻌﺠﺎﺌــب أﻤــور ﻋﺎد�ــﺔ �ﺎﻟﻨﺴــ�ﺔ ﻟ ‪ ،‬وكــﻞ ﻤــن ﻴــؤﻤن �ــﺎﻟ ﻴــؤﻤن �ﻌﺠﺎﺌ�ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻠــ�س ﻋﺴــﻴ اًر‬ ‫ﻋﻠﻰ ﷲ أن �ﻔﺼﻞ ﺒﻴن اﻟﻤ�ﺎﻩ اﻟﻌذ�ﺔ واﻷﺨرى اﻟﻤﺎﻟﺤﺔ ‪ ،‬كﻤـﺎ أﻨـﻪ ﻤـﻊ ﺘﺴـﺎﻗط اﻷﻤطـﺎر وﺘـدﻓﻘﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﺠﺎري اﻷﻨﻬﺎر ٕواﻨدﻓﺎﻋﻬﺎ ﻨﺤو ﻤﺼ�ﺎﺘﻬﺎ ﻗد طردت اﻟﻤ�ﺎﻩ اﻟﻤﺎﻟﺤﺔ ‪ ،‬وﻗد ﱠ‬ ‫ﺤﻠت ﻤﺤﻠﻬﺎ اﻟﻤ�ﺎﻩ‬ ‫اﻟﻌذ�ﺔ‪0‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪121 ، 120‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪72‬‬

‫‪- 312 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪308‬‬


‫س‪ : 429‬ﻫﻞ ﷲ ﻻ ﻴرﻀﻰ ﻋن اﻹﻨﺴﺎن إﻻﱠ إذا إﺸﺘم راﺌﺤﺔ اﻟﻠﺤم اﻟﻤﺸوي ) ﺘك ‪: 8‬‬

‫‪ ( 21 ، 20‬؟ وﻫـــﻞ ﻫـــذﻩ ﺼـــورة ﺘﻠﻴـــق ﺒﺠـــﻼﻝ ﷲ ؟ ‪ 00‬إﻟـــﻪ ﻻ ﻴرﻀـــﻰ إﻻﱠ إذا إﺸـــﺘم‬ ‫راﺌﺤﺔ اﻟﻠﺤم اﻟﻤﺸوي أو اﻟﻤﺤ ﱠﻤر !! ‪ 00‬وكﻴﻴ ذ�ﺢ ﻨوح ﻤن اﻟﺤﻴواﻨﺎت وﻫﻲ ﻟم ﺘﺘواﻟـد‬

‫�ﻌد ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪0( 266‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﷲ روح ‪ ،‬وﻤﻘﺎﻴ�ﺴﻪ ﻤﻘﺎﻴ�س روﺤ�ﺔ وﻟ�ﺴت ﺠﺴـد�ﺔ ‪ 0‬ﻟﻘـد ﺴ ﱠـر ﷲ ﺒذﺒ�ﺤـﺔ ﻨـوح ﻷﻨﻬـﺎ‬ ‫ﺘﺤﻤــﻞ وﺘﻌﺒــر ﻋــن إ�ﻤــﺎن وﺸــكر ﻨــوح ‪ ،‬و�ﻘــوﻝ " أو ازﻟــدت ‪ِ 0‬أﻟــس " ‪ Oswald Allis‬ﻋــن ذ�ــﺎﺌﺢ‬

‫ﺤرﻗــﺔ وﻗــود راﺌﺤــﺔ ﺴــرور ﻟﻠــرب " ) ﻻ ‪ ( 9 : 1‬وﺘﻛــررت‬ ‫اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م ‪ ،‬واﻟﺘــﻲ ﻗﻴــﻞ ﻋﻨﻬــﺎ " ُﻤ َ‬ ‫كﺜﻴ اًر " �ﺄﺨذ اﻟ�ﻌض ﻫذﻩ اﻟﻌ�ـﺎرات ﺤرﻓ�ـﺎً ‪ ،‬و�ؤكـدون أﻨﻬـﺎ ﺼـورة ﻏﻴـر ﻨﺎﻀـﺠﺔ و�داﺌ�ـﺔ ﻟﻤﻌﻨـﻰ‬ ‫اﻟذﺒ�ﺤــﺔ ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻤﺜــﻞ ﻫــذا اﻟـرأي ﺘﻨﻔ�ــﻪ اﻟﻘـراﺌن ‪ ،‬وﻗــد �كــون أن اﻟﺠﻬﻠــﺔ واﻟﺠﺴــداﻨﻴﻴن ﻴﺘﻤﺴــكون‬

‫ﺒﻬــذا اﻟ ـرأي اﻟوﻀــ�ﻊ ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ أﻨــﻪ ﻓــﻲ ﻨﻔــس ﻫــذا اﻟوﻗــت اﻟــذي ﻓــﻲ أﺜﻨﺎﺌــﻪ أُﻋطﻴــت ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟﺸراﺌﻊ كﺎن ﺸـﻌب إﺴـراﺌﻴﻞ �ﻌـ�ش ﻋﻠـﻰ اﻟﻤـن اﻟـذي �ﻌط�ـﻪ ﷲ ‪ ،‬وكـﺎن ذﻟـك كﺎﻓ�ـﺎً ﻷن ُ�ﻘـﻨﻌﻬم‬ ‫أن اﻹﻟــﻪ اﻟــذي �طﻌﻤﻬــم ﻻ �ﺤﺘــﺎج إﻟــﻰ أن �طﻌﻤــوﻩ ﻫــم ‪ ،‬ﺒــﻞ كﺎﻨــت ﻤﺴـرﺘﻪ أن �ﻘﺒــﻞ ﻤــن أوﻻدﻩ‬

‫ﻨﺼﻴ�ﺎً ﻤن اﻟﺨﻴرات اﻟﺘﻲ ﺴﺒق ﻓﺄﺠزﻟﻬـﺎ ﻟﻬـم ‪ ،‬كﻌﻼﻤـﺔ ﺘﻘـدﻴر ﻤـن ﺠـﺎﻨﺒﻬم أﻨـﻪ ﻫـو اﻟـذي �ﻌـوﻟﻬم‬ ‫و�ﻌطﻴﻬم كﻞ ﺒركﺔ " )‪0(2‬‬ ‫‪F4‬‬

‫‪ -2‬ﺘﻐﺎﻓﻞ اﻟﻨﺎﻗد أن ﻨوح أﺨذ ﻤن اﻟﺤﻴواﻨـﺎت اﻟطـﺎﻫرة ﺴـ�ﻌﺔ أزواج ‪ ،‬وﻤـن ﻫـذﻩ اﻟﺤﻴواﻨـﺎت‬

‫ﻗدم ذ�ﺎﺌﺤﻪ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻟم ﺘﻨﻘرض " و�ﻨﻰ ﻨوح ﻤذ�ﺤﺎً ﻟﻠرب ‪ 0‬وأﺨذ ﻤن كـﻞ اﻟﺒﻬـﺎﺌم اﻟطـﺎﻫرة وﻤـن‬

‫كﻞ اﻟطﻴور اﻟطﺎﻫرة وأﺼﻌد ﻤﺤرﻗﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻤـذ�ﺢ ‪ 0‬ﻓﺘﻨﺴـم اﻟـرب راﺌﺤـﺔ اﻟرﻀـﻰ " ) ﺘـك ‪: 8‬‬ ‫‪0( 20‬‬

‫‪� -3‬ﻘــوﻝ اﻟﻘــس ﻤ�ﺼــﺎﺌﻴﻞ ﺼــﺎدق " ﷲ �ﺴــر �ﺎﻹ�ﻤــﺎن ﻓــﻲ ﺘﻘــد�م اﻟــذ�ﺎﺌﺢ ‪ ،‬ﻓﺎﻟــذي �ﻘــدم‬

‫اﻟذﺒ�ﺤـﺔ �ﻌﻠــن ﻋــن إ�ﻤﺎﻨــﻪ �ﺎﻟﺤﺎﺠــﺔ إﻟــﻰ اﻟﻤﺨﻠــص اﻟــذي �ﻘــدم ﻨﻔﺴــﻪ ذﺒ�ﺤــﺔ ﻟﻠﺨــﻼص‪ 0‬كﻤــﺎ ﻗــﺎﻝ‬

‫ﺼﻤوﺌﻴﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﻟﺸﺎوﻝ اﻟﻤﻠـك " ﻫﻞ ﻤﺴرة اﻟرب �ﺎﻟﻤﺤرﻗﺔ واﻟذ�ﺎﺌﺢ كﻤﺎ ﺒﺈﺴﺘﻤﺎع ﺼوت اﻟرب‪0‬‬

‫ﻫوذا اﻹﺴﺘﻤﺎع أﻓﻀﻞ ﻤن اﻟذﺒ�ﺤﺔ واﻹﺼﻐﺎء أﻓﻀـﻞ ﻤـن ﺸـﺤم اﻟﻛ�ـﺎش " ) ‪1‬ﺼـم ‪22 : 15‬‬

‫( وﻗﺎﻝ داود اﻟﻨﺒﻲ " ﻷﻨك ﻻ ﺘﺴـر ﺒذﺒ�ﺤـﺔ ٕواﻻﱠ‬ ‫ﻓﻛﻨـت أﻗـدﻤﻬﺎ �ﻤﺤرﻗـﺔ ﻻ ﺘرﻀـﻰ ‪ 0‬ذ�ـﺎﺌﺢ ﷲ‬ ‫ُ‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪283 ، 282‬‬

‫‪- 313 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪309‬‬


‫ﻫﻲ روح ﻤﻨكﺴرة ‪ 00‬ﺤﻴﻨﺌذ ﺘﺴر ﺒذ�ﺎﺌﺢ اﻟﺒر ﻤﺤرﻗﺔ وﺘﻘدﻤﺔ ﺘﺎﻤـﺔ " ) ﻤـز ‪19 – 16 : 51‬‬

‫( " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر اﻟﻘد�س أﻨ�ﺎ ﻤﻘﺎر " ﻋﺠﻴـب ﻫـو ﷲ ﻓـﻲ ﺼـﻔﺤﻪ وﻋﻔـوﻩ‬

‫!! وﻋﺠﻴــب �ﺎﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ ﻓــﻲ ﻗﻠ�ــﻪ اﻟﺤﻨــون اﻟــذي ﻴرﺠــﻊ ﻋــن ﺴــﺨط ﻏﻀــ�ﻪ ﺤــﺎﻻً �ﺴــﺒب ﻓﻌــﻞ ﺒــذﻝ‬ ‫وﺘوﺴﻞ ﻤﺨﻠص ﻤـن واﺤـد ﻤـن ﻋﺒﻴـدﻩ إﺴـﺘطﺎع أن �ﺴـكب ﻨﻔﺴـﻪ ﺴـكﻴ�ﺎً ﻤـﻊ ﻤﺤرﻗﺎﺘـﻪ ‪ 00‬ﻟﻘـد رﱠد‬ ‫ﻨــوح ﻏﻀــب ﷲ ﻋــن ﺒﻨــﻲ اﻟ�ﺸــر ﺒذﺒ�ﺤﺘــﻪ ‪ٕ ،‬واﻗﺘﻨــﻰ ﻟﻠ�ﺸ ـر�ﺔ ﻋﻔ ـواً إﻟﻬ� ـﺎً �ﻘﻀــﻲ �ﻌــدم إﻫــﻼك‬ ‫ﺘﺼور ﻗﻠ�ﻪ اﻟﺸر�ر ﻤﻨذ ﺤداﺜﺘﻪ !! ﻓﺈذا كﺎﻨت ﻫـذﻩ ﻫـﻲ‬ ‫اﻹﻨﺴﺎن ﺜﺎﻨ�ﺔ �ﺎﻟطوﻓﺎن ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻤن ﱡ‬

‫ﺜﻤـرة ذﺒ�ﺤــﺔ ﻨــوح اﻟﺘــﻲ ﻗـﱠدﻤﻬﺎ وﻫــو واﺤــد ﻤــن اﻟ�ﺸــر اﻟﺨطــﺎة ‪ ،‬ﻓكــم ﺘﻛــون ﺜﻤـرة ذﺒ�ﺤــﺔ اﻟﻤﺴــ�ﺢ "‬

‫اﻟذي ﺒروح أزﻟﻲ ﱠ‬ ‫ﻗدم ﻨﻔﺴﻪ ﻟ �ﻼ ﻋﻴب �طﻬر ﻀﻤﺎﺌركم ﻤن أﻋﻤﺎﻝ ﻤﻴﺘـﺔ ﻟﺘﺨـدﻤوا ﷲ اﻟﺤـﻲ‬

‫" ) ﻋــب ‪ٕ ( 14 : 9‬واذا كــﺎن اﻟــرب ﻗــد ﺘﻨﺴــم ﻤــن ذﺒ�ﺤــﺔ ﻨــوح راﺌﺤــﺔ اﻟرﻀــﺎ ‪ ،‬ﻓﻤــﺎذا ﻨﻘــوﻝ ﻋــن‬ ‫اﻟذي أﺼﻌد ذاﺘﻪ ذﺒ�ﺤﺔ ﻤﻘﺒوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴب ﻋن ﺨﻼص ﺠﻨﺴﻨﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﺸﺘﻤﻪ أﺒوﻩ اﻟﺼـﺎﻟﺢ وﻗـت‬

‫اﻟﻤﺴﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻠﺠﺜﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F45‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻴﺒدو أن راﺌﺤﺔ اﻟﻠﺤم اﻟﻤﺸوي ﺘﺸﻐﻞ ﺠـزءاً كﺒﻴـ اًر‬

‫ﻤــن ﻋﻘــﻞ اﻟﺴــﺎﺌﻞ ‪ ،‬ﻤﻤــﺎ ﺠﻌﻠــﻪ �ﻔﻬــم ﻫــذا اﻟﻤﻌﻨــﻰ‪ 0‬كــﺎن ﷲ ﻓــﻲ اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م �ﺴــر �ﺎﻟــذ�ﺎﺌﺢ‬ ‫�ﺄﻨواﻋﻬــﺎ ﻷﻨﻬــﺎ كﺎﻨــت ﺘﺸــﻴر إﻟــﻰ ذﺒ�ﺤــﺔ اﻟﻤﺴــ�ﺢ اﻟﺤﻘ�ﻘ�ــﺔ اﻟﻛﺎﻤﻠــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺒﻬــﺎ كﺎﻨــت اﻟﻤﺼــﺎﻟﺤﺔ ‪،‬‬

‫ﻓﺒﺘﻘد�م ﻨوح ذﺒ�ﺤﺘﻪ ﻨﺎﻝ ﻋر�ون اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ وﻋودة ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺤب ﺒﻴن ﷲ واﻹﻨﺴﺎن ‪ 00‬ﻟﻘد وﻗﻔت‬

‫اﻟ�ﺸر�ﺔ كﻠﻬـﺎ �ﻌـد اﻟطوﻓـﺎن ﻤﺘﻤﺜﻠـﺔ ﻓـﻲ ﻨـوح وأﺴـرﺘﻪ �ﻌﺒـدون ﷲ ‪ ،‬وﻟـم ﻴوﺠـد إﻨﺴـﺎﻨﺎً ﻓـﻲ اﻷرض‬ ‫كــﺎن �ﻔﻌــﻞ اﻟﺸــر ﺤﻴﻨــذاك ‪ 00‬أﻻﱠ �ﻔــرح ﷲ و�ﺴــر ﺒﻬــذا اﻟﺒــر ؟! " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ ﺴــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� - 6‬ﻘــوﻝ أﺤــد اﻵ�ــﺎء اﻟرﻫ�ــﺎن ﺒــدﻴر ﻤــﺎر ﻤﻴﻨــﺎ " أورد اﻟﺴــﺎﺌﻞ أﻟﻔﺎظـﺎً ﻟــم ﺘــرد ﻓــﻲ اﻟــﻨص‬

‫اﻟﻤﺴﺘﺸـ َـﻬد �ــﻪ ‪ ،‬ﻓــﺎﻟﻨص ُ�ﻌﻠــق ﻋﻠــﻰ ﺘﻘــد�م ﻨــوح ﻤﺤرﻗــﺎت ﻋﻠــﻰ اﻟﻤــذ�ﺢ } ﻓﺘﻨﺴــم اﻟــرب راﺌﺤــﺔ‬ ‫ُ‬ ‫اﻟرﻀــﺎ { وﻟــ�س ﺘﻨﺴــم اﻟــرب راﺌﺤــﺔ ﺸـواء اﻟﻠﺤــم‪ 0‬أي أن ﺼــ�ﺎﻏﺔ اﻟﺴـؤاﻝ ﻏﻴــر دﻗ�ﻘــﺔ ‪ ،‬ﻓــﺎﻟ ﻟــم‬ ‫ﻴﺘﻨﺴم راﺌﺤﺔ ﺸواء اﻟﻠﺤم وﻟﻛن اﻟﻛﺘﺎب ﻗﺎﻝ أﻨـﻪ ﺘﻨﺴـم راﺌﺤـﺔ اﻟرﻀـﺎ ‪ ،‬أي راﺌﺤـﺔ ﺨﻀـوع وﻤﺤ�ـﺔ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪168‬‬

‫‪- 314 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪310‬‬


‫ﺸــﻌ�ﻪ ﻟــﻪ ‪ ،‬راﺌﺤــﺔ اﻟﺼــﻼة اﻟﻨﻘ�ــﺔ اﻟﺼــﺎدرة ﻤــن اﻟﻘﻠــب اﻟﻨﻘــﻲ ﻗﻠــب ﻨــوح ‪ ،‬رﻀــﻰ ﷲ ﻋــن ُﻤﻘـ ّـدم‬

‫اﻟذﺒ�ﺤﺔ ‪ ،‬ﻋكس ﻤﺎ ﺤـدث ﻤ ـﻊ ﻗـﺎﻴﻴن ﻟﻤـﺎ ﻗـدم ﻗر�ﺎﻨـﺎً ﻟﻠـرب ) ﺘـك ‪ ( 5 ، 3 : 4‬واﻟﻘـد�س ﺒـوﻟس‬

‫اﻟرﺴوﻝ �ﻘوﻝ ﻋن اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ } أﺴﻠم ﻨﻔﺴﻪ ﻷﺠﻠﻨـﺎ ﻗر�ﺎﻨـﺎً وذﺒ�ﺤـﺔ ﻟ راﺌﺤـﺔ طﻴ�ـﺔ { ) أف‬

‫‪ ( 2 : 5‬أي أﻨﻪ ﻴذكر ﺼـراﺤﺔ " راﺌﺤﺔ طﻴ�ﺔ " رﻏـم أن ذﺒ�ﺤـﺔ اﻟﻤﺴـ�ﺢ ﻋﻠـﻰ اﻟﺼـﻠﻴب ﻟـم �كـن‬ ‫ﻟﻬــﺎ أي راﺌﺤــﺔ �ــﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﻠﻤــوس ‪ ،‬وﻤﻌــروف أن كﻠﻤــﺔ " راﺌﺤــﺔ " ﻗــد �كــون ﻟﻬــﺎ ﻤﻌﻨــﻰ ﻤﻌﻨــوي‬

‫كﻘوﻝ ﻤدﺒروا ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ﻟﻤوﺴﻰ وﻫﺎرون } إﻨكﻤﺎ ﻗد أﻨﺘﻨﺘﻤﺎ راﺌﺤﺘﻨـﺎ ﻓـﻲ ﻋﻴﻨـﻲ ﻓرﻋـون وﻓـﻲ‬

‫ﻋﻴون ﻋﺒﻴدﻩ { ) ﺨر ‪ ] " ( 21 : 5‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘ ـ ـوﻝ اﻷرﺸـــﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴـــب ﺠـــرﺠس ﻋـ ـ ـن " ﺘﻨﺴـــم اﻟـــرب راﺌﺤـــﺔ اﻟرﻀـــﻰ " ‪" 00‬‬

‫وﻤﻌﻨﺎﻫﺎ أﻨﻪ إﺸﺘم راﺌﺤﺔ اﻟﺴرور ‪ ،‬وﻫو ﺘﻌﺒﻴر ﻤﺠﺎزي �ﻌﻨﻲ أﻨﻪ ﺴـر ﺒذﺒ�ﺤـﺔ ﻨـوح وﻗﺒﻠﻬـﺎ ‪ ،‬وأﻨـﻪ‬

‫رﻀﻰ ﻋ ـن اﻟ�ﺸر وﻋـن �ﻘﻴـﺔ اﻟﺨﻼﺌق ‪ ،‬وكﻠﻬﺎ ﺘﻤﺜﻠت ﻓﻲ ﻨوح واﻷﺤ�ﺎء اﻟﺘﻲ ﻤﻌﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F46‬‬

‫‪ -8‬ﺘﻘــوﻝ اﻟــدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠــﺔ ﺘوﻤــﺎ " ﻨﻌــم ﺘﻨﺴــم اﻟــرب راﺌﺤــﺔ اﻟرﻀــﺎ ‪ ،‬ﻷن ﻨــوح اﻟــذي إﺨﺘــﺎرﻩ‬ ‫اﻟرب ﻟﻴﺠدد اﻟ�ﺸر�ﺔ ﻗدم ذﺒ�ﺤﺔ كﻤﺎ ﱠ‬ ‫ﻋﻠم ﷲ آدم ‪ ،‬وكﻤﺎ ﻗدم ﻫﺎﺒﻴﻞ اﻟ�ﺎر أن اﻟرب أراد أن ُ�ﻌّﻠـم‬ ‫اﻟ�ﺸــر�ﺔ أن أﺠ ـرة اﻟﺨط�ــﺔ ﻤــوت ) دم ( وأن اﻟﻔــداء ﻫــو ﻤــوت ﻨﻔــس ﺒر�ﺌــﺔ ﻋــن ﻨﻔــس ﺨﺎطﺌــﺔ ‪،‬‬

‫ﺴر ﷲ ﺒﻨوح اﻟـذي ﺒﻨـﻰ ذﺒ�ﺤﺘـﻪ‬ ‫واﻟﺤﻴوان اﻟﺒرئ ُذ�ﺢ وأُﺤرق إﺸﺎرة ورﻤ اًز ﻟذﺒ�ﺤﺔ اﻟﺼﻠﻴب ‪ 0‬ﻟﻘد ﱠ‬ ‫ﻋﻠﻰ طﺎﻋﺔ اﻹ�ﻤﺎن " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -9‬ﻘــوﻝ اﻷﺴـــﺘﺎذ اﻟـــدكﺘور ﻴوﺴـــﻴ ر�ـــﺎض " ﷲ ﻴﺨﺎطﺒﻨــﺎ �ﺎﻟطر�ﻘــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻨﻔﻬﻤﻬــﺎ كﻤــﺎ‬

‫ﻨﺨﺎطــب ﻨﺤــن اﻷطﻔــﺎﻝ �ﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻟﺘــﻲ �ﻔﻬﻤوﻨﻬــﺎ ‪ ،‬كﺎﻨــت طر�ﻘــﺔ اﻟﻌ�ــﺎدة ﻗــد�ﻤﺎً ﻫــﻲ ﺘﻘــد�م اﻟــذ�ﺎﺌﺢ‬

‫ﻟﻠرب ‪ ،‬ﻓكﺎﻨت ﺘُﺴﻤﻰ راﺌﺤﺔ رﻀﺎ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -10‬ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﺘوﻓﻴــق ﻓــرج ﻨﺨﻠــﺔ " ﻫــذا ﺘﻌﺒﻴــر ﻤﺠــﺎزي ﻤﻌﻨــﺎﻩ ُﺴـ ﱠـر ﷲ ﺒذﺒ�ﺤــﺔ ﻨــوح‬ ‫وَﻗﺒﻠﻬﺎ ‪ ،‬وأﻨﻪ رﻀﻰ ﻋن اﻟ�ﺸر اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﻴن ﻓﻲ ﻨوح واﻟذﻴن كﺎﻨوا ﻤﻌﻪ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر‬ ‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -11‬ﻘوﻝ اﻷخ اﻹﻛﻠﻴر�كﻲ ﺘﺎﻤر ﺴﻤﻴر ﻤﺘري – إﻛﻠﻴر�ك�ﺔ ﺸﺒﻴن اﻟﻛوم " كـﺎن أوﻝ ﻋﻤـﻞ‬

‫ﻋﻤﻠﻪ ﻨوح �ﻌد ﻨﺠﺎﺘﻪ ﻤن اﻟطوﻓﺎن وﺨروﺠﻪ ﻤن اﻟﻔﻠك أﻨﻪ ﺒﻨﻰ ﻤذ�ﺤﺎً ﻟﻠـرب ‪ ،‬وﻗـدم ﻋﻠ�ـﻪ ذ�ـﺎﺌﺢ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪108‬‬

‫‪- 315 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪311‬‬


‫ﻤن ﺠﻤ�ﻊ اﻟﺤﻴواﻨﺎت اﻟطﺎﻫرة ‪ ،‬إﻗ ار اًر �ﻤراﺤم ﷲ وﺘﻌﺒﱡداً ﻟﺠﻼﻟﻪ ‪ ،‬وﺘﻌﺒﻴـ اًر ﻋـن ﺸـكرﻩ وﺘﻤﺠﻴـدﻩ ‪،‬‬ ‫وﻗد أﻋﻠن ﷲ ﻗﺒوﻟﻪ ﻟﺘﻘدﻤﺔ ﻨوح } وﺘﻨﺴم اﻟرب راﺌﺤﺔ اﻟرﻀﺎ { وأﻋﻠن ﷲ ﻋن ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻋدم إﻫﻼك اﻟﻌﺎﻟم إﻫﻼﻛﺎً كﺎﻤﻼً ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻋدم ﻟﻌﻨﺔ اﻷرض ﻤن أﺠﻞ ﺸرور اﻹﻨﺴﺎن ﻤرة أﺨرى‪0‬‬ ‫‪ -3‬إﺴﺘﻤرار ﻗ�ﺎم ﻗواﻨﻴن اﻟطﺒ�ﻌﺔ �ﻌﻤﻠﻬﺎ‪0‬‬

‫وكﻘﺎﻋ ــدة ﻋﺎﻤ ــﺔ كﺎﻨ ــت اﻟ ــذ�ﺎﺌﺢ ﺘﺘﻤرك ــز ﺤ ــوﻝ اﻟ ــدم ﻟﻛوﻨ ــﻪ �ﻤﺜ ــﻞ ﻨﻔ ــس اﻟﺤﻴـ ـوان ‪ ،‬وك ــﺄن‬ ‫اﻹﻨﺴﺎن �ﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻨﻔس ﺒدﻴﻠﺔ ﺘﺤﻤـﻞ ﻋﻨـﻪ أﺠـرة إﺜﻤـﻪ وﺘﻔﺘد�ـﻪ ﻤـن اﻟﻤـوت ‪ 0‬إن اﻟـذ�ﺎﺌﺢ ﺘﻌﺒﻴـر‬

‫ﻋــن إﺤﺘ�ــﺎج اﻹﻨﺴــﺎن ﻟرﺤﻤــﺔ ﷲ وﻤﻐﻔرﺘــﻪ ‪ ،‬وﻟﻬــذا كﺎﻨــت ﺘُﻘــدم اﻟذﺒ�ﺤــﺔ } �ﻀــﻊ ﻴــدﻩ ﻋﻠــﻰ رأس‬ ‫اﻟﻤﺤرﻗﺔ ﻓﻴرﻀﻰ ﻋﻠ�ﻪ ﻟﻠﺘﻛﻔﻴر ﻋﻨـﻪ { ) ﻻ ‪ ( 4 : 1‬وﻫـذا �ﻔﺴـر ﺒوﻀـوح وكـﺄن ُﻤﻘ ِـدم اﻟذﺒ�ﺤـﺔ‬ ‫واﻟذﺒ�ﺤــﺔ ﻗــد ﺼــﺎر اﻹﺜﻨــﺎن واﺤــداً ‪ ،‬ﻓ�ﻌﺘــرف ُﻤﻘـ ِـدم اﻟذﺒ�ﺤــﺔ ﺒﺈﺤﺴــﺎﻨﺎت ﷲ ﻋﻨــدﻤﺎ �ﻘــدم ذﺒ�ﺤــﺔ‬ ‫ﻟﻠﺸكر ‪ ،‬و�ﻌﻠن ﻋن إﺤﺘ�ﺎﺠﻪ ﻟﻤﻐﻔرة ﺨطﺎ�ﺎﻩ وآﺜﺎﻤﻪ ﻋﻨدﻤﺎ �ﻘدم ذﺒ�ﺤﺔ ﺨط�ـﺔ أو ذﺒ�ﺤـﺔ إﺜـم " ]‬ ‫ﻤن أ�ﺤﺎث اﻟﻨﻘد اﻟﻛﺘﺎﺒﻲ [‪0‬‬

‫س‪ : 430‬ﻫﻞ �ﺤﺘﺎج ﷲ إﻟﻰ ﻗوس ﻗزح ﻟﻴﺘذ ﱠكر ﻋﻬدﻩ ﻤـﻊ اﻹﻨﺴـﺎن ؟ ‪ 00‬كﻴـﻴ ظﻬـر‬

‫ﻗوس ﻗزح ﻷوﻝ ﻤرة �ﻌد اﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬ﻤﻊ أﻨﻪ ﻴﺘﺸـكﻞ �ﺄﻟواﻨـﻪ اﻟزاﻫ�ـﺔ ﻓـﻲ اﻷ�ـﺎم اﻟﻤطﻴـرة‬

‫ﻤن إﻨكﺴﺎر أﺸـﻌﺔ اﻟﺸـﻤس ٕواﻨﻌكﺎﺴـﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﻗطـرات اﻷﻤطـﺎر ؟ أﻟـم �كـن ﻫﻨـﺎك أﻤطـﺎ اًر‬ ‫ﻗﺒــﻞ اﻟطوﻓــﺎن ؟ وﻫــﻞ ﻗــوس ﻗــزح ﻫــو ﻗــوس ﷲ ؟ ) ارﺠــﻊ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ – ﻫــﻞ اﻟﺘــوراة كﺘــﺎب‬ ‫ﻤﻘﱠدس أم ﺠﻤﻊ ﻤن اﻷﺴﺎطﻴر ص ‪0( 73‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﻤﺼــطﻔﻰ ﻤﺤﻤــود " وﻤﺜــﻞ آﺨــر ﻟﻶ�ــﺎت اﻟﻤر��ــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘــدﻋﻴﻬﺎ اﻟﺘــوراة‬

‫ﻋﻠﻰ ﷲ ‪ ،‬ﻤﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﻋـن ﻗـوس ﻗـزح ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ‪ 0‬وﺘـزﻋم اﻟﺘـوراة أن ﷲ وﻀـﻊ ﻗـوس ﻗـزح‬

‫ﻓــﻲ اﻟﺴــﺤﺎب �ﻌــد طوﻓــﺎن ﻨــوح كﻌﻼﻤــﺔ ﻤﻴﺜــﺎق ﺒﻴﻨــﻪ و�ــﻴن اﻷرض ُﻟﻴــذ ّكر ﻨﻔﺴــﻪ ﺤﺘــﻰ ﻻ �ﻌــود‬ ‫ﻓ�ﻐــرق اﻷرض �طوﻓــﺎن آﺨــر إﻟــﻰ ﻗ�ــﺎم اﻟﺴــﺎﻋﺔ ‪ 00‬وﻫــذا كــﻼم ﻤﺨــﺎﻟﻒ ﻟﻤــﺎ �ﻘوﻟــﻪ اﻟﻌﻠــم اﻟﺜﺎﺒــت‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻤــن أن ﻗــوس ﻗــزح ظــﺎﻫرة طﺒ�ﻌ�ــﺔ ﺘﺤــدث أﻴﻨﻤــﺎ إﻟﺘﻘــﻰ ﺒﺨ ـﺎر اﻟﻤــﺎء اﻟﻤﻌﻠــق ﻓــﻲ اﻟﺠــو �ﺄﺸــﻌﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻌﻠﻘــﺔ إﻟــﻰ إﻨﺤــﻼﻝ اﻟﻨــور اﻷﺒــ�ض إﻟــﻰ‬ ‫اﻟﺸــﻤس ‪ ،‬ﻓﻴــؤدي إﻨكﺴــﺎر اﻷﺸــﻌﺔ ﻋﻠــﻰ ذرات اﻟﻤــﺎء‬ ‫أﻟوان اﻟطﻴﻒ اﻟﺴ�ﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺘظﻬر ﻓﻲ ﻗوس ﻗزح وﻟ�س ﻤن ﺸروط ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻟﻌﻠﻤ�ﺔ أن �ﺄﺘﻲ‬ ‫‪- 316 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪312‬‬


‫ﻨــوح و�ﺤــدث اﻟطوﻓــﺎن ﻓﺘوﻀــﻊ اﻟﻘــوس ﻓــﻲ اﻟﺴــﻤﺎء ﻤﻴﺜﺎﻗـﺎً إﻟﻬ�ـﺎً ﺒــﻴن ﷲ واﻷرض ‪ 00‬ﺒــﻞ وﻫــﻲ‬

‫وﻓﻘﺎً ﻟﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻨﺎ ظﺎﻫرة ﻗد�ﻤﺔ ﻤوﺠودة ﻤﻨذ أن ُوﺠدت اﻟﺸﻤس ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء وﻤﻨذ أن ﺤدث اﻟﺘﺒﺨر‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻌﻠﻘــﺔ ‪ 00‬وكﻠﻬــﺎ أﻤــور ﻗد�ﻤــﺔ ‪ 00‬ﻤﻨــذ آدم وﻗﺒــﻞ آدم‪ 0‬ﻤﻨــذ‬ ‫واﻟﻀــ�ﺎب واﻟﺴــﺤب وذرات اﻟﻤــﺎء‬ ‫أن ﻨزﻟــت اﻷﻤطــﺎر ﻋﻠــﻰ أوﻝ ﻨ�ــﺎت ﻓــﻲ ﺘــﺎر�ﺦ اﻷرض اﻟﻘــد�م ‪ 00‬وأي طﺎﻟــب ﺜــﺎﻨوي �ﺴــﺘط�ﻊ‬

‫ﺒﺘﺠر�ﺔ �ﺴ�طﺔ ﻓﻲ ﻤﻌﻤﻞ اﻟطﺒ�ﻌـﺔ أن �ﺼـﻨﻊ ﻗـوس ﻗـزح اﻟﺼـﻨﺎﻋﻲ ﺒﺈﺴـﺘﺨدام ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤﻨﺎﺸـﻴر‬

‫زﺠﺎﺠ�ﺔ �كﺴر ﺒﻬﺎ اﻟﻀوء ﺒدﻻً ﻤن ذرات اﻟﻤﺎء ‪ 00‬و�ﺤﻠﻠﻪ إﻟﻰ ﻗوس ﻤن اﻷط�ﺎف اﻟﺴ�ﻌﺔ ‪00‬‬

‫ﺜم ﻟﻤﺎذا �ﻀﻊ ﷲ ﻋﻼﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻟﻴﺘذكر ﻤﻴﺜﺎﻗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض ‪ ،‬وﻟﻤﺎذا �ﺤرص ﻋﻠﻰ ﺘـذكﻴر‬

‫ﻨﻔﺴﻪ ‪ 0‬ﻟ�س ﻤن ﺼﻔﺎﺘﻪ أن ﻴﻨﺴﻰ أو أن ﻟﻪ ذاﻛرة ﻀﻌ�ﻔﺔ ﻤﺜﻠﻨﺎ ‪ 00‬إن كـﻼم اﻟﺘـوراة ﻫﻨـﺎ ﻤﺜﻴـر‬ ‫ﻟﻠﺸك " )‪0(1‬‬ ‫‪F47‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻴﺨﺎطــب ﷲ اﻹﻨﺴــﺎن �ﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻴــدركﻬﺎ اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻗــﺎﻝ ﻟــﻪ " وﻀــﻌت ﻗوﺴــﻲ‬

‫ﻓﻲ اﻟﺴـﺤﺎب ﻓﺘﻛـون ﻋﻼﻤـﺔ �ﻤﻴﺜـﺎق ﺒﻴﻨـﻲ و�ـﻴن اﻷرض ‪ 0‬ﻓ�كـون ﻤﺘـﻰ إﻨﺘﺸـر ﺴـﺤﺎ�ﺎً ﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻷرض وﺘظﻬر اﻟﻘوس ﻓـﻲ اﻟﺴـﺤﺎب ‪ 0‬إﻨـﻲ أذكـر ﻤﻴﺜـﺎﻗﻲ اﻟـذي ﺒﻴﻨـﻲ و�ﻴـﻨكم ‪ 00‬ﻓـﻼ ﺘﻛـون‬

‫أ�ﻀﺎً اﻟﻤ�ﺎﻩ طوﻓﺎﻨﺎً ﻟﺘﻬﻠك كﻞ ذي ﺠﺴـد ‪ 0‬ﻓﻤﺘـﻰ كﺎﻨـت اﻟﻘـوس ﻓـﻲ اﻟﺴـﺤﺎب أ�ﺼـرﻫﺎ ﻷذكـر‬

‫ﻤﻴﺜﺎﻗﺎً أﺒد�ﺎً ﺒﻴن ﷲ و�ﻴن كـﻞ ﻨﻔس ﺤﱠ�ﺔ " ) ﺘك ‪ ( 16 – 13 : 9‬ﻓﻘوﻝ ﷲ " أذكر ﻤﻴﺜـﺎﻗﻲ "‬ ‫أو " أ�ﺼــرﻫﺎ ﻷذكــر ﻤﻴﺜﺎﻗـﺎً أﺒــد�ﺎً " ﺘﻌﺒﻴـرات ﻤﺠﺎز�ــﺔ ‪ ،‬وﻗــد ﺠــﺎء ﻤﺜﻴﻠﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن ﻤﺜــﻞ ﻗوﻟــﻪ "‬ ‫ﻨﺴوا ﷲ ﻓﻨﺴﻴﻬم " ) ﺴورة اﻟﺘو�ﺔ ‪ ( 67‬ﻓﻬﻞ ﷲ ﻴﻨﺴﻰ ؟!‬

‫‪� -2‬ظﻬــر ﻗــوس ﻗــزح ﻤــن ﺘﺤﻠــﻞ ) وﻟــ�س إﻨكﺴــﺎر ( ﻀــوء اﻟﺸــﻤس ﺒواﺴــطﺔ اﻟﺴــﺤب ‪،‬‬

‫وﻟﻛ�ﻤــﺎ �ظﻬــر ﻻﺒــد أن �كــون ﻫﻨــﺎك رﻗﻌــﺔ ﻤــن اﻟﺴــﻤﺎء ﻤﻐطــﺎة �ﺎﻟﺴــﺤب ‪ ،‬وأﺨــرى ﺨﺎﻟ�ــﺔ ﻤﻨﻬــﺎ ‪،‬‬

‫وﻫــذا ﻤــﺎ ﻟــم �كــن ﻤﺘــوﻓ اًر ﻗﺒــﻞ اﻟطوﻓــﺎن ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ كــﺎن ﻫﻨــﺎك ط�ﻘــﺔ ﺴــﻤ�كﺔ ﻤــن ﺒﺨــﺎر اﻟﻤــﺎء ﺘﺤــ�ط‬

‫�ﺎﻷرض ‪ ،‬وﻟم ﺘﻛن ﻫﻨﺎك أي رﻗﻌﺔ ﺨﺎﻟﻴـﺔ ﻤن اﻟﺴﺤب ‪ ،‬وﻗﺒﻞ اﻟطوﻓﺎن ﻟم �كن ﻫﻨﺎك أﻤطﺎر ‪،‬‬ ‫و�ﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟم َﻴر ﻗوس ﻗزح ﻤن ﻗﺒﻞ ‪ ،‬و�ﻘوﻝ ِكـن ﻫـﺎم وآﺨـرون " كﺎﻨـت ﻫﻨـﺎك ﻤ�ـﺎﻩ ﻓـوق اﻟﻐـﻼف‬ ‫اﻟﺠــوي ‪ ،‬وﻤــن اﻟواﻀــﺢ أﻨﻬــﺎ ﻟــم ﺘﻌــد ﻤوﺠــودة اﻟﻴــوم‪ 0‬ﻤــن اﻟﻤﺴــﺘﺤﻴﻞ أن �كــون اﻟﻤﻘﺼــود ﺒﻬــﺎ‬ ‫اﻟﺴــﺤﺎب ‪ ،‬ﻷن اﻟﺴــﺤﺎب ﻤوﺠــود ﻓــﻲ اﻟﻐــﻼف اﻟﺠــوي و�ﺴــﻘط ﻤط ـ اًر ‪ ،‬كﻤــﺎ أﻨــﻪ ﻟــم �كــن ﻫﻨــﺎك‬

‫ﻗوس ﻗزح ‪ 00‬ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻟﺘﺤدﻴ ـد �ﻘـوﻝ ﷲ } وﺼﻨﻌت ﻗوﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺤﺎب { ) ﺘـك ‪( 13 : 9‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪50 - 47‬‬

‫‪- 317 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪313‬‬


‫إﺸﺎرة إﻟﻰ ﺤﻘ�ﻘﺔ وﺠود ﺴﺤﺎب ﻟﺤدوث ﻗوس ﻗزح ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴﺤﺎب ﻤك ﱠـون ﻤـن ﻗطـرات اﻟﻤـﺎء وﻋﻨـدﻤﺎ‬

‫ﺘﺸــﻊ اﻟﺸــﻤس ﺨــﻼﻝ ﻗط ـرات اﻟﻤــﺎء ﻫــذﻩ ﺘﻛــون �ﻤﺜﺎ�ــﺔ ﻤﻨﺸــورات زﺠﺎﺠ�ــﺔ ﻓﻴﻨﺸــطر اﻟﻀــوء إﻟــﻰ‬

‫اﻷﻟوان اﻟﻤكوﻨﺔ ﻟﻪ ‪ ،‬وﻨرى ﻗوس ﻗزح ‪ ،‬واﻀﺢ ﻤن ﻫذا اﻟﻤﻴﺜﺎق أﻨﻪ كﺎن ﺤدﺜﺎً ﺠدﻴداً ﺼﻨﻌﻪ ﷲ‬

‫‪ ،‬ﻓﻸوﻝ ﻤرة ُﺸوﻫد ﻗوس ﻗزح " )‪0(1‬‬ ‫‪F48‬‬

‫و�ﻘوﻝ د‪ 0‬ﻫﻨري ﻤور�س ‪ Henry Morris‬اﻟذي ﺸﺎرك ﻓﻲ ﺘﺄﻟﻴﻒ كﺘﺎب " طوﻓﺎن ﺴـﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن " ‪ " 00‬إن ﻗوس ﻗزح اﻟذي أﻋطﺎﻩ ﷲ ﻫو ﻨﺘﻴﺠـﺔ أﺨـرى ﻟﺘﻐﻴـر اﻟﻐـﻼف اﻟﺠـوي ﻟـﻸرض‬ ‫�ﻌــد اﻟطوﻓــﺎن ‪ ،‬ﻓﻘــوس ﻗــزح ﻫــو إﻨﻌكــﺎس ﻟﻀــوء اﻟﺸــﻤس �ظﻬــر ﻋــﺎدة �ﻌــد اﻟﻤطــر ﺤﻴــث �ظﻬــر‬

‫ﺤﻴﺜﻤ ــﺎ ﻴﻨكﺸ ــﻒ ﺠ ــزء ﻤ ــن اﻟﺴ ــﻤﺎء �ﻌ ــد إﺨﺘﻔ ــﺎء اﻟﺴ ــﺤب‪ 0‬وﻟﻘ ــد ظﻬ ــر ﻷوﻝ ﻤـ ـرة �ﻌ ــد اﻟطوﻓ ــﺎن‬ ‫كﻌﻼﻤــﺔ ﻤﻴﺜــﺎق ﻤــن ﷲ ﻟﻨــوح أﻨــﻪ ﻟــن �ﻌــود ﻴﻬﻠــك اﻷرض �ﺎﻟطوﻓــﺎن " ) ﺘــك ‪" ( 17 – 11 : 9‬‬ ‫)‪0(2‬‬

‫‪F49‬‬

‫‪ُ -3‬دﻋﻲ ﻗوس ﻗزح ﻓﻲ اﻟﺘوراة ﺒﻬذا اﻷﺴم‪ 0‬أﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻔكـر اﻹﺴـﻼﻤﻲ ﻓﻘـد ُدﻋـﻲ ﻗـوس ﷲ‬ ‫ﻓﻴروي ﻋن دﻫب ﻤﺴﻨداً أن ﷲ أوﺼﻰ ﻟﻨوح‬ ‫‪� ،‬ﺴﺒب اﻹﻋﺘﻘﺎد �ﺄن " ﻗزح " ﻫو إﺴم اﻟﺸ�طﺎن ‪ُ ،‬‬ ‫ﺤــﻴن ﻫــ�ط ﻤــن اﻟﺴــﻔﻴﻨﺔ " �ــﺎﻨوح إﻨــﻲ ﺨﻠﻘــت ﺨﻠﻘــﻲ ﻟﻌ�ــﺎدي ‪ ،‬وأﻤـرﺘﻬم �طــﺎﻋﺘﻲ ‪ ،‬وﻗــد ﻋﺼــوﻨﻲ‬

‫وﻋﺒ ــدوا ﻏﻴ ــري ‪ ،‬وأﺴ ــﺘوﺠﺒوا ﺒ ــذﻟك ﻏﻀ ــﺒﻲ ﻓﻐ ـ ﱠـرﻗﺘﻬم ‪ٕ ،‬واﻨ ــﻲ ﻗ ــد ﺠﻌﻠ ــت ﻗوﺴ ــﻲ أﻤﺎﻨـ ـﺎً ﻟﻌ� ــﺎدي‬ ‫و�ﻼدي ‪ ،‬وﻤوﺜﻘﺎً ﻤﻨﻲ ﺒﻴﻨﻲ و�ﻴن ﺨﻠﻘﻲ ‪� ،‬ﺄﻤﻨون �ـﻪ إﻟـﻰ ﻴـوم اﻟﻘ�ﺎﻤـﺔ ﻤـن اﻟﻐـرق ‪ ،‬وﻤـن أوﻟـﻰ‬

‫�ﻌﻬدي ﻤﻨﻲ ؟ ‪ 00‬ﻻ ﺘﻘوﻟوا ﻗوس ﻗزح ﻓﺈن ﻗـزح إﺴـم اﻟﺸـ�طﺎن ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻗوﻟـوا ﻗـوس ﷲ ‪) " 00‬‬

‫ﻨﻌﻤﺔ ﷲ اﻟﺠزاﺌري – اﻟﻨور اﻟﻤﺒﻴن ﻓﻲ ﻗﺼص اﻷﻨﺒ�ـﺎء واﻟﻤرﺴـﻠﻴن ص ‪93 ، 88 ، 86 ، 58‬‬ ‫‪0(1) " ( ، 95 ،‬‬ ‫‪F50‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺒوﻨـﺎ أﻏﺴـطﻴﻨوس اﻷﻨ�ـﺎ ﺒـوﻻ " ﻴـﺘﻛﻠم ﷲ ﻤﻌﻨـﺎ �ﺄﺴـﻠو�ﻨﺎ اﻟـذي ﻨﻔﻬﻤـﻪ ‪ ،‬ﻓﻌﻨـدﻤﺎ‬

‫أﻗﺎم ﻋﻬداً �ﺄن ﻻ �كون ﻫﻨﺎك طوﻓﺎن ﺜﺎﻨ�ﺔ ‪ ،‬إﺨﺘﺎر أن �كون ﻫذﻩ ﻋﻼﻤﺔ ﻤﻴﺜـﺎق ﻨﺴـﺘط�ﻊ ﻨﺤـن‬ ‫أن ﻨراﻫﺎ ﻋﻨد ﺤدوث أﻤطﺎر ‪ ،‬وﺘﻛون ﻤﻨﺎﺴ�ﺔ ﻟﻤوﻀوع اﻟﻤﻴﺜﺎق ‪ ،‬ﻓﻨطﻤﺌن أن ﻫذا اﻟﻤطـر ﻟـ�س‬

‫طوﻓﺎﻨﺎً ‪ 00‬إن ﷲ ﻴر�د أن �ﻘوﻝ ﻟﻨﺎ ‪ :‬إن كﻨﺘم أﻨﺘم ﺴﺘرون اﻟﻌﻼﻤﺔ ﻓﺘﺘذكرون ‪ ،‬أﻓﻼ أﺘـذكر أﻨـﺎ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺟﺎﻛﻠﻴﻦ ﺟﻮﺭﺝ ﺇﺳﺤﻖ – ﻧﺒﺬﺓ ﻁﻮﻓﺎﻥ ﻧﻮﺡ ﺹ ‪8‬‬ ‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﻧﻴﺎﻓﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎ ﺑﻮﻻ – ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪123‬‬ ‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺩ‪ 0‬ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻘﻤﻨﻲ – ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺹ ‪216 ، 215‬‬

‫‪- 318 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪314‬‬


‫وﻻ أﻨﻘض ﻋﻬدي ﻤﻌكم ؟ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -5‬ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﻤــﻼك ﺸــوﻗﻲ إﺴــكﺎروس " ﻗﺒــﻞ اﻟطوﻓــﺎن ﻟــم �كــن ﻫﻨــﺎك ﻤطــر ﻋﻠــﻰ‬

‫اﻹطﻼق ‪ ،‬إﻨﻤﺎ كﺎﻨت ﺘُروى اﻟﻨ�ﺎﺘﺎت �ﺎﻟﻨدى ‪ ،‬واﻟذي �ﻌﺘﻤد ﻋﻠـﻰ ﺘﺸـ�ﻊ اﻟﺠـو ﺒﺒﺨـﺎر اﻟﻤـﺎء ﻤـﻊ‬ ‫وﺠــود ﻓــروق �ﺴــ�طﺔ ﻓــﻲ درﺠــﺎت اﻟﺤ ـ اررة ﺨــﻼﻝ اﻟﻴــوم ‪ ،‬و�ﻘــوﻝ " د‪ 0‬روﻨﺎﻟــد ﻤــﺎﺘﻲ " وﻫــو أﺤــد‬ ‫اﻟﺠﻐراﻓﻴﻴن ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻌـﺔ ﺴـ�ﺎﺘﻞ �ﺄﻤر�كـﺎ } ﻟـم �كـن ﻫﻨـﺎك ر�ـﺎح ﻗﺒـﻞ اﻟطوﻓـﺎن ﻋﻠـﻰ ﺴـطﺢ اﻷرض‬

‫‪ 00‬إن ﻨﻘطﺔ اﻟﻨدى ﺘﺘﻛون ﻓﻘط ﻓﻲ ﻋدم وﺠود اﻟر�ﺎح { وﺤﻴث أن اﻟر�ﺎح ﻫﻲ أﺤـد أﻫـم ﻋواﻤـﻞ‬

‫ﺘﻛــو�ن اﻟﻤطــر ‪ ،‬ﻓﻬــذا �ﻌﻨــﻲ �ﺎﻟﺘﺄﻛﻴــد ﻋــدم وﺠــود أﻤطــﺎر ﻗﺒــﻞ اﻟطوﻓــﺎن ‪ 00‬وﻻ ﻨﻨﺴــﻰ أن ﷲ‬ ‫ﻴﺨﺎطﺒﻨﺎ ﺒﻠﻐﺘﻨﺎ ‪ ،‬ﻓ�ﺎﻟرﻏم ﻤن أن ﷲ ﻻ ﻴﻨﺴﻰ ﻗط ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻘرآن ذكر ﻋن اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴن واﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺎت "‬

‫ﻨﺴـوا ﷲ ﻓﻨﺴــﻴﻬم إن اﻟﻤﻨــﺎﻓﻘﻴن ﻫــم اﻟﻔﺎﺴــﻘون " ) اﻟﺘو�ــﺔ ‪ ( 67‬وﻗــد وﻀــﻊ ﻨﺴــ�ﺎن ﷲ ﻋﻠــﻰ ﻨﻔــس‬

‫ﻤﺴﺘوى ﻨﺴ�ﺎن اﻹﻨﺴﺎن " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 431‬كﻴــﻴ ﺘﻌـ ﱠـرض ﻋﻤــر اﻹﻨﺴــﺎن ﻟﻠﻨﻘﺼــﺎن �ﻌــد اﻟطوﻓــﺎن ﻤــﻊ أن اﻟﺒﻴﺌــﺔ اﻟﺘــﻲ‬

‫�ﻌ�ش ﻓﻴﻬﺎ ﻟم ﺘﺘﻐﻴر ؟‬

‫ج ‪ :‬اﻹﻓﺘراض اﻟﺴﺎﺒق ﻏﻴر ﺼﺤ�ﺢ ﻷن اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ �ﻌ�ش ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻨﺴﺎن ﻗد ﺘﻐﻴرت ‪ ،‬كﻤﺎ رأﻴﻨﺎ‬ ‫ذﻟك �ﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﻲ إﺠﺎ�ﺔ اﻟﺴؤاﻝ رﻗـم ‪ ، 420‬ﻓﻘﺒـﻞ اﻟطوﻓـﺎن كـﺎن ﻫﻨـﺎك ﻤظﻠـﺔ كﺜ�ﻔـﺔ ﻤـن ﺒﺨـﺎر‬

‫اﻟﺠَﻠـ ْد ﺘﻌـﺎدﻝ ﻤـن ‪ 5 – 3‬أﻀـﻌﺎف اﻟﺒﺨـﺎر اﻟﺤـﺎﻟﻲ ‪،‬‬ ‫اﻟﻤـﺎء ‪ Water Vapor Conopy‬ﻓـوق َ‬ ‫وكﺎﻨت ط�ﻘﺔ اﻷوزون كﺜ�ﻔﺔ ‪ ،‬وكﺎﻨت ﻨﺴـ�ﺔ أﻛﺴـﻴد اﻟﻛر�ـون ﻤـن ‪ 8 – 6‬ﻤـرات ﻀـﻌﻒ اﻟوﻀـﻊ‬

‫اﻟﺤــﺎﻟﻲ ‪ ،‬وكــﻞ ﻫــذا �ﺴــﺎﻋد ﻋﻠــﻰ ﺤﺠــب ﺠــزءاً كﺒﻴـ اًر ﻤــن اﻹﺸــﻌﺎﻋﺎت اﻟﻛوﻨ�ــﺔ اﻟﻀــﺎرة ‪ ،‬وأ�ﻀـﺎً‬

‫ﺤﺎﻓظت ﻫذﻩ اﻟﻤظﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﻤﻘﺒوﻝ ﻟﻸرض‪0‬‬

‫و�ﻘــوﻝ ِكـــن ﻫـــﺎم وآﺨـــرون " ﻫﻨــﺎك دﻻﺌــﻞ أﺨــرى ﻏﻴــر ﻤ�ﺎﺸ ـرة ﺘﺘﻔــق ﻤــﻊ وﺠــود ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﻤظﻠﺔ ﻤن ﺒﺨﺎر اﻟﻤﺎء ﻗﺒـﻞ اﻟطوﻓـﺎن ‪ ،‬ﻓﻤﺜـﻞ ﻫـذﻩ اﻟﻤظﻠـﺔ كﺎﻨـت ﺘﻌﻨـﻲ ﻤﻨﺎﺨـﺎً ﻟط�ﻔـﺎً ﺠـداً ﺤـوﻝ‬

‫كﻞ اﻟﻛرة اﻷرﻀ�ﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ‪ 0‬كﺎﻨت ﺘُﺤﺘﺠـز ﺤـ اررة اﻟطﺎﻗـﺔ اﻟﺸﻤﺴـ�ﺔ داﺨـﻞ ﻫـذﻩ اﻟﺸـرﻨﻘﺔ‬

‫ﻤــن ﺒﺨــﺎر اﻟﻤــﺎء‪ 0‬وﻟﻬــذا ﻴﺘﺤــدث اﻟدارﺴــون ﻋــن ﺒﻴــت اﻟﻨ�ﺎﺘــﺎت ﻗﺒــﻞ اﻟطوﻓــﺎن ﻤــﻊ ﻤﻨــﺎخ ﻤــداري‬

‫ﻤﻌﺘدﻝ ﻟطﻴﻒ ﻓﻲ كﺎﻓﺔ أﻨﺤﺎء اﻟﻛرة اﻷرﻀـ�ﺔ ﺤﺘـﻰ ﻓـﻲ اﻟﻘطﺒـﻴن اﻟﻠـذﻴن ﻴوﺠـد ﻓﻴﻬﻤـﺎ ﺠﻠﻴـد اﻟﻴـوم‬

‫‪ 00‬واﻟــدﻟﻴﻞ ﻋﻠــﻰ ﺼــﺤﺔ ﻫــذا ﻫــو إﻛﺘﺸــﺎف ﻋــروق ﻓﺤــم ﻓــﻲ أﻨﺘﺎركﺘ�كــﺎ ‪ Antarctica‬ﺘﺤﺘــوي‬ ‫‪- 319 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪315‬‬


‫ﻨ�ﺎﺘــﺎت ﻟ�ﺴــت ﻤوﺠــودة ﺤﺎﻟ�ـﺎً ﻓــﻲ اﻟﻘطﺒــﻴن ‪ ،‬ﻤــن اﻟواﻀــﺢ أﻨﻬــﺎ ﻨﻤــت ﻓــﻲ ظــروف أﻛﺜــر دﻓﺌـﺎً ‪0‬‬ ‫ﻋدم وﺠود ﻓروق ﻫﺎﺌﻠﺔ ﻓﻲ درﺠﺎت اﻟﺤ اررة ﺒﻴن اﻟﻘطﺒﻴن وﺨط اﻹﺴـﺘواء �ﻌﻨـﻲ ﻋـدم وﺠـود ر�ـﺎح‬ ‫ﻋظﻤﻰ ﺘﻠك اﻟﺘﻲ ﺘﺠﺘﺎح ﻋﺎﻟم اﻟﻴوم " )‪0(1‬‬ ‫‪F51‬‬

‫كﻤــﺎ �ﻘــوﻝ اﻟﻘﻤــص ﺘــﺎدرس �ﻌﻘــوب " ﻟــم ﺘﻛــن ﺘوﺠــد أﻤطــﺎر ﻗﺒــﻞ طوﻓــﺎن ﻨــوح ‪ ،‬وﻟﻛــن‬

‫وﺠــدت ﻤظﻠــﺔ ﺒﺨــﺎر ﻤــﺎء ﻓــوق اﻟﺠﻠــد ‪ ،‬ﻫــذﻩ ﺠﻌﻠــت اﻷرض كﻠﻬــﺎ أﺸــ�ﻪ ﺒـ ـ " ﺼــو�ﺔ " ﺼــﺎﻟﺤﺔ‬

‫ﻟﻠزراﻋﺔ ﻤن اﻟﻘطب اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﺤﺘﻰ اﻟﺠﻨو�ﻲ ‪ 00‬كﻤﺎ ﺤﻤـت اﻹﻨﺴـﺎن ﻤـن أﺸـﻌﺔ كوﻨ�ـﺔ ﻀـﺎرة �ـﻪ‬

‫‪ ،‬وﻫذا �ﻔﺴر ﻟﻨﺎ اﻵﺘﻲ ‪:‬‬

‫) أ ( كﺎن ﻤﺘوﺴط ﻋﻤر اﻹﻨﺴﺎن ﻗﺒﻞ اﻟطوﻓﺎن ﺤواﻟﻲ ‪ 900‬ﻋﺎﻤﺎً ‪ ،‬أﻤﺎ �ﻌدﻩ ﻓﺘﻨﺎﻗص ﺤﺘﻰ ﺒﻠﻎ‬

‫ﺤواﻟﻲ اﻟﺴ�ﻌﻴن‪0‬‬

‫)ب( وﺠود ﻋروق ﻓﺤـم ﻤـن ﻨ�ﺎﺘـﺎت ﻓـﻲ اﻟﻘطﺒـﻴن ‪ 00‬ﻤﻤـﺎ ﻴؤكـد وﺠـود ﻨ�ﺎﺘـﺎت ﻫﻨـﺎك ﺤـﻴن كـﺎن‬ ‫اﻟﺠو داﻓﺌﺎً " )‪0(2‬‬ ‫‪F52‬‬

‫س‪ : 432‬كﻴﻴ ُ�ﺤّﻠﻞ ﷲ كﻞ دا�ﺔ ﺤ�ﺔ �ﻌد اﻟطوﻓﺎن " كﻞ دا�ﺔ ﺤﱠ�ﺔ ﺘﻛون ﻟﻛـم طﻌﺎﻤـﺎً‬ ‫ﺤرم كﺜﻴر ﻤن اﻟﺤﻴواﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺸق ظﻠﻔﺎً وﻻ ﺘﺠﺘـر ﻤﺜـﻞ‬ ‫و� ّ‬ ‫" ) ﺘك ‪ ( 3 : 9‬ﺜم �ﻌود ُ‬ ‫اﻟﺠﻤﻞ واﻟﺨﻨز�ر وﻏﻴرﻫﻤﺎ ) ﻻ ‪ ، 11‬ﺘث ‪ ( 14‬؟‬

‫ج ‪ :‬أﺤ�ﺎﻨﺎً �كون اﻟﻤﻘﺼود ﻤن " كﻞ " كﻞ اﻟﺠـزء ‪ ،‬وﻟـ�س اﻟﺘﻌﻤـ�م ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻘﺼـود ﻫﻨـﺎ كـﻞ دا�ـﺔ‬ ‫ﺤ�ﱠﺔ ﻤن اﻟﺤﻴواﻨﺎت اﻟطﺎﻫرة ‪ ،‬وﺠﺎء ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن ﻤـﺎ �ﻤﺎﺜـﻞ ﻫـذا ﻋﻨـدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ " وﺠـﺎءﻫم اﻟﻤـوج ﻤـن‬ ‫كــﻞ ﻤكــﺎن " ‪ 00‬ﻟﻘــد أدﺨــﻞ ﻨــوح ﻤــن ﻫــذﻩ اﻟﺤﻴواﻨــﺎت اﻟطــﺎﻫرة ﺴــ�ﻌﺔ ﺴــ�ﻌﺔ ﻟﺘﻘــد�م ذ�ــﺎﺌﺢ ﻤﻨﻬــﺎ ‪،‬‬

‫واﻷﻛــﻞ ﻤﻨﻬــﺎ أ�ﻀـﺎً ‪ 0‬أﻤــﺎ اﻟﺤﻴواﻨــﺎت ﻏﻴــر اﻟطــﺎﻫرة ﻓﻘــد أدﺨــﻞ ﻤﻨﻬــﺎ إﺜﻨــﻴن إﺜﻨــﻴن ﻷﻨــﻪ ﻟــن �ﻘــدم‬ ‫ﻤﻨﻬﺎ ذ�ﺎﺌﺢ وﻟن �ﺄﻛﻞ ﻤﻨﻬﺎ اﻹﻨﺴﺎن ‪ 0‬ﻟﻘـد أراد ﷲ أن �ﻌﻠـم اﻹﻨﺴـﺎن اﻟﻔـرق ﺒـﻴن ﻤـﺎ ﻫـو ﺼـواب‬ ‫وﺨطــﺄ وﺤــﻼﻝ وﺤـرام ‪ ،‬ﻓﺈﺴــﺘﺨدم ﻤﻌــﻪ أﺴــﻠو�ﺎً ﺘﻌﻠ�ﻤ�ـﺎً �ﺴــ�طﺎً ‪ ،‬وﻫــو ﻋــن طر�ــق ﺘﺤﻠﻴــﻞ �ﻌــض‬

‫اﻟﺤﻴواﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺠﺘر وﻻ ﺘﺸق ظﻠﻔﺎً ‪ ،‬وﺘﺤـر�م اﻟﺤﻴواﻨـﺎت اﻟﺘـﻲ ﻻ ﻴﺘـواﻓر ﻓﻴﻬـﺎ كـﻼ اﻟﺸـرطﻴن‬

‫ﻤﺤرﻤــﺔ‬ ‫أو أﺤـدﻫﻤﺎ ‪ 0‬أﻤـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﻬـد اﻟﺠدﻴـد ﻋﻨـدﻤﺎ ﻨﻀــﺞ اﻹﻨﺴـﺎن ﻓﻠـم �ﻌـد ﻫﻨـﺎك كﺎﺌﻨـﺎت ﺤﱠ�ـﺔ ﱠ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺟﺎﻛﻠﻴﻦ ﺟﻮﺭﺝ ﺇﺳﺤﻖ – ﻧﺒﺬﺓ ﻋﻦ ﻁﻮﻓﺎﻥ ﻧﻮﺡ ﺹ ‪10‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪3 ، 2‬‬

‫‪- 320 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪316‬‬


‫ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺴﺎن ‪0‬‬

‫س‪ : 433‬كﻴﻴ �ﺴﺘرد ﷲ اﻹﻨﺴﺎن ﻤن ﻴد كﻞ ﺤﻴوان �ﻔﺘرﺴﻪ ؟‬ ‫ج ‪ :‬ﻟﻘــد أراد ﷲ أن ُ�ظﻬــر ﻟﻨــوح واﻟ�ﺸ ـر�ﺔ ﻤــدى ﺤرﺼــﻪ ﻋﻠــﻰ ﺤ�ــﺎة اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وﺘﻘــدﻴرﻩ ﻟﻬــذﻩ‬ ‫اﻟﺤ�ﺎة اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺤرﻤﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻠ�س ﻷي كﺎﺌن إﻨﺘزاع ﻫـذﻩ اﻟﺤ�ـﺎة إﻻﱠ ﻟ وﺤـدﻩ ﺘ�ـﺎرك إﺴـﻤﻪ ‪ ،‬وﻟﻬـذا‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻟﻨوح وأﺴرﺘﻪ " وأطﻠب أﻨﺎ دﻤكم ﻷﻨﻔﺴكم ﻓﻘط ﻤن ﻴد كﻞ ﺤﻴوان أطﻠ�ﻪ ‪ 0‬وﻤن ﻴد اﻹﻨﺴﺎن‬

‫أطﻠــب ﻨﻔــس اﻹﻨﺴــﺎن " ) ﺘــك ‪ ( 5 : 9‬ﻓﻠــم �ﺸــﺄ ﷲ أن �كــرر أﺤــد أﺒﻨــﺎء ﻨــوح ﻤــﺎ ﻓﻌﻠــﻪ ﻗــﺎﻴﻴن‬ ‫�ﺄﺨ�ﻪ ﻫﺎﺒﻴﻞ ‪ ،‬وﻟﻬذا ﺠﺎء اﻟﺘﺤذﻴر ﻗو�ﺎً‪0‬‬

‫وﻋﻨدﻤﺎ أﻋطﻰ ﷲ ﻟﻤوﺴﻰ اﻟﺸر�ﻌﺔ اﻟﻤكﺘو�ﺔ أﻤرﻩ ﺒرﺠم اﻟﺜور اﻟـذي �ﻘﺘـﻞ إﻨﺴـﺎﻨﺎً ‪ ،‬وﻟـو‬

‫كــﺎن اﻟﺜــور ﻨطﺎﺤ ـﺎً ﻤــن ﻗﺒــﻞ ‪ ،‬ﻓﻴــرﺠم اﻟﺜــور و�ﻘﺘــﻞ ﺼــﺎﺤ�ﻪ أ�ﻀ ـﺎً ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ ﺒﺈﻫﻤﺎﻟــﻪ ﺘﺴــﺒب ﻓــﻲ‬

‫ﺠر�ﻤﺔ ﻗﺘﻞ ‪ ،‬وكﺎن ﻤن اﻟﻤﻤكن أن �ﻤﻨﻌﻬﺎ ﻟـو ذ�ـﺢ ﻫـذا اﻟﺜـور " ٕواذا ﻨطـﺢ ﺜـور رﺠـﻼً أو إﻤـرأة‬ ‫ﻓﻤﺎت ُﻴرﺠم اﻟﺜور وﻻ ُﻴؤكﻞ ﻟﺤﻤﻪ ‪ 0‬وأﻤـﺎ ﺼـﺎﺤب اﻟﺜـور ﻓ�كـون ﺒر�ﺌـﺎً ‪ 0‬وﻟﻛـن إن كـﺎن ﺜـو اًر‬ ‫ﻨﱠ‬ ‫طﺎﺤ ـﺎً ﻤــن ﻗﺒــﻞ وﻗــد أُﺸــﻬر ﻋﻠــﻰ ﺼــﺎﺤ�ﻪ وﻟــم �ﻀــ�طﻪ ﻓﻘﺘــﻞ رﺠ ـﻼً أو إﻤ ـرأة ﻓــﺎﻟﺜور ُﻴــرﺠم‬ ‫وﺼﺎﺤ�ﻪ أ�ﻀﺎً ُ�ﻘﺘﻞ " ) ﺨر ‪ ( 29 ، 28 : 21‬وﻟﻌـﻞ رﺠـم اﻟﺜـور ﻫﻨـﺎ ﻴوﻀـﺢ اﻟﻘـوﻝ اﻟﺴـﺎﺒق "‬ ‫ﻤن ﻴد كﻞ ﺤﻴوان أطﻠ�ﻪ "‪0‬‬

‫س‪ : 434‬كﻴــﻴ �ﺴــكر ﻨــوح و�ﺘﻌــرى ؟ أﻟــ�س اﻷﻨﺒ�ــﺎء أﺼــﺤﺎب ﻗــدوة ﺤﺴــﻨﺔ ؟ كﻴــﻴ‬

‫ﻴﺨﺘﺎر ﷲ أﻨﺒ�ﺎء ﺒﻬذا اﻟﻤﺴﺘوى اﻟﻬﺎ�ض ﻤن اﻷﺨﻼق ؟‬

‫�ﻘوﻝ ﻋﻼء أﺒو �كـر " إذا كـﺎن اﻟـرب ﻗـد إﺨﺘـﺎر اﻷﻨﺒ�ـﺎء واﻟﻘﻀـﺎة اﻟـذي �ﻤﺜﻠـون ﺤكﻤـﺔ‬ ‫وﻫد�ﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ وﻟﻤﺎذا وﻟﻤﺼـﻠﺤﺔ َﻤـن ِﻤـن اﻟ�ﺸـر أن ﻴﺨﺘـﺎرﻫم ﻓﺎﺴـﻘﻴن ؟ وﻫـﻞ ﻤـن‬ ‫اﻟﻤﺤ�ﺔ أن ﻴﺨﺘﺎر أﺸر ﺨﻠﻘﻪ ﻟﻬدا�ـﺔ ﻋ�ـﺎدﻩ ؟ ‪ 00‬أن �ﺤـدث ﻫـذا ﻤـﻊ كـﻞ اﻷﻨﺒ�ـﺎء ﺘﻘر��ـﺎً ‪ ،‬ﻓﻬـذا‬

‫دﻟﻴﻞ ﻴوﺼم ﻫذا اﻹﻟﻪ �ﺄﻨﻪ ﻤﺼر ﻋﻠﻰ إﻀﻼﻝ ﺨﻠﻘﻪ ‪ ،‬وﺤرﻗﻬم ﻓﻲ ﻨﺎر ﺠﻬﻨم ﻓﻲ اﻵﺨـرة !! ﻟـم‬ ‫�ﻤر ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻨﺒﻲ أو ﻗﺎﻀﻲ إﻻﱠ وكﺎن ﻓﺎﺴﻘﺎً أو كﺎﻓ اًر ‪ 00‬ﻓﻤﺎ اﻟﺤكﻤـﺔ ﻓـﻲ أن ﺠﻌـﻞ اﻟﻴﻬـود ﻤﻌظـم‬ ‫أﻨﺒ�ﺎﺌﻬم �ﺴﺘﺤﻘون ﻏﻀب ﷲ واﻟﻤـوت ﻋﻠـﻰ ﺠـراﺌﻤﻬم ؟ وﻤـﺎ اﻟﺤكﻤـﺔ اﻟﺘر�و�ـﺔ واﻟدﻴﻨ�ـﺔ أن ﻴـذكر‬

‫اﻟــرب ﻓــﻲ كﺘﺎ�ــﻪ ﻫــذﻩ اﻟﻤﺨــﺎزي ؟ أ�ﻔﺘﺨــر ﺒﺈﻨﺘﻘﺎﺌــﻪ أﺸــر ﺨﻠﻘــﻪ ؟ أم ﻴــدﻋوكم ﻹﺘ�ــﺎﻋﻬم واﻟﺘﺂﺴــﻲ‬ ‫‪- 321 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪317‬‬


‫�ﺴــﻨﺘﻬم ؟ أﻴ ــن اﻟﻘ ــدوة ﻓــﻲ ﻫ ــؤﻻء اﻷﻨﺒ� ــﺎء رﻤــوز اﻟﺘﻘ ــوى واﻟ ــورع واﻟﻬدا�ــﺔ ﻋﻨ ــد ﷲ واﻟﻨ ــﺎس ؟ )‬ ‫اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪0( 189 ، 385 ، 383‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﷴ ﺤﺠــﺎزي اﻟﺴــﻘﺎ " وأﻤــﺎ ﻗــوﻟﻬم ) ﻗــوﻝ اﻟﻤﺴــ�ﺤﻴﻴن ( ‪ :‬أن اﻷﻨﺒ�ــﺎء‬

‫ﻟ�ﺴوا �ﻤﻌﺼوﻤﻴن ﻤـن ﻏﻴـر ﺘﺒﻠ�ـﻎ رﺴـﺎﻻت ﷲ‪ 0‬ﻓﺈﻨـﻪ ﻗـوﻝ ﻓﺎﺴـد ﻷﻨﻬـم ) اﻷﻨﺒ�ـﺎء ( ﻫـم وﺤـدﻫم‬

‫أﻗــدر اﻟﻨــﺎس ﻋﻠــﻰ ﻤﻘﺎوﻤــﺔ اﻟﺸــ�طﺎن ﺒﺈﻋﺘ�ــﺎرﻫم ﻗــدوة ‪ ،‬وأﻨﻬــم كﻤﻠــﺢ اﻷرض كﻤــﺎ �ﻘــوﻝ ﻋ�ﺴــﻰ‬ ‫ﻋﻠ�ــﻪ اﻟﺴــﻼم } وﻟﻛــن إن ﻓﺴــد اﻟﻤﻠــﺢ ﻓ�ﻤــﺎذا ُ�ﻤﻠــﺢ ‪ ،‬ﻻ �ﺼــﻠﺢ �ﻌــد ﻟﺸــﺊ إﻻﱠ ﻷن �طــرح ﺨﺎرﺠـﺎً‬ ‫و�داس ﻤن اﻟﻨﺎس { ) ﻤت ‪0(1) " ( 13 : 5‬‬ ‫ُ‬ ‫‪F53‬‬

‫كﻤــﺎ �ﻘــوﻝ اﻟـــدكﺘور ﺤﺠـــﺎزي " و�ر�ــد ) اﻟﻛﺎﺘــب ( أن ﻴﺒــﻴن ‪ :‬أن ﺸــرب اﻟﺨﻤــر ﻤ�ــﺎح‬

‫ﻟﻸﻨﺒ�ﺎء ‪ ،‬ﻷن ﺤ�ﺎﺘﻬم ﻟﻠذة ‪ ،‬ﻻ ﻟﻠدﻋوة إﻟﻰ ﷲ – ﻓﻲ ﻨظرﻩ – " )‪0(2‬‬ ‫‪F54‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﻤﺼــطﻔﻰ ﻤﺤﻤــود " واﻟﻘ ـراءة اﻟﻤﺘﺄﻨ�ــﺔ ﻟﻠﺘــوراة اﻟﻤﺘداوﻟــﺔ ﻻ ﻴﺨــرج ﻤﻨﻬــﺎ‬

‫اﻟﻘـﺎرئ �ﺄﻨـﻪ أﻤــﺎم كﺘـﺎب أوﺤــﻲ �ـﻪ ﷲ ‪ 0‬ﻓﺎﻷﻨﺒ�ــﺎء اﻟـذﻴن ﺘﻌﺎرﻓﻨــﺎ ﻋﻠـﻰ إﺠﻼﻟﻬــم ٕواﺤﺘـراﻤﻬم ﻨـراﻫم‬

‫ﻓــﻲ اﻟﺘــوراة ﻋﺼــ�ﺔ ﻤــن اﻷﺸ ـرار ﺴــكﻴر�ن وﻟﺼوﺼ ـﺎً وزﻨــﺎة وكــذاﺒﻴن وﻤﺨــﺎدﻋﻴن وﻗﺘﻠــﺔ ‪ 00‬أﻤــﺎ‬

‫اﻷﻨﺒ�ــﺎء ﻓﻘــد ﻗــﺎرﻓوا ﺠﻤ�ــﻊ اﻟﺨطﺎ�ــﺎ ‪ 0‬ﻨﻘ ـ أر ﻋــن ﻨــوح ﻋﻠ�ــﻪ اﻟﺴــﻼم أﻨــﻪ ﺸــرب ﺨﻤ ـ اًر ﺤﺘــﻰ ﺴــكر‬

‫وﺘﻌرى داﺨﻞ ﺨ�ﺎﺌﻪ " )‪0(3‬‬ ‫‪F5‬‬

‫كﻤﺎ �ﻘـوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤـود " ﻟـم ﻴـﻨﺠﺢ واﺤـد ﻤـن اﻷﻨﺒ�ـﺎء اﻷوﻝ اﻷﻛـﺎﺒر ﻤـن‬

‫اﻟﺘﻠطﻴﺦ ‪ 00‬ﻓﻨوح �ﺴكر و�ﻔﻘد وﻋ�ﻪ ‪ 00‬وﻟوط �ﻀﺎﺠﻊ أوﻻدﻩ وﻫـو ﺴـكران ‪ 00‬و�ﻌﻘـوب �ﺴـرق‬

‫اﻟﺒركﺔ واﻟﻨﺒؤة واﻷﻏﻨﺎم واﻟﻤواﺸﻲ ‪ 00‬و�ﻬوذا ﻴزﻨﻲ ﺒﺈﻤرأة إﺒﻨﻪ ‪ 00‬وداود �ﺸﺘﻬﻲ زوﺠﺔ اﻟﻀـﺎ�ط‬ ‫أور�ﺎ ﻓﻴزﻨﻲ ﺒﻬﺎ ﻴرﺴﻞ زوﺠﻬﺎ ﻟﻠﻘﺘﻞ ﻟﻠﺘﺨﻠص ﻤﻨﻪ ‪ 0‬أﻤﺎ ﺒﻴت داود اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻬـو أﺸـ�ﻪ ﺒﺒﻴـت ﺴـري‬

‫‪ 00‬اﻷخ �ﻐﺘﺼ ــب اﻷﺨ ــت ‪ 0‬واﻹﺒ ــن �ﻀ ــﺎﺠﻊ زوﺠ ــﺎت أﺒ� ــﻪ ﻓ ــﻲ ﻋ ــﻴن اﻟﺸ ــﻤس وأﻤ ــﺎم ﺠﻤ� ــﻊ‬

‫إﺴراﺌﻴﻞ ‪ 0‬أﻤﺎ ﺴﻠ�ﻤﺎن ﻓﻴﺨﺘم ﺤ�ﺎﺘﻪ اﻟﻤﺠﻴدة �ﻌ�ﺎدة اﻷﺼﻨﺎم ‪ 00‬وﻫﺎرون �ﺼﻨﻊ اﻟﻌﺠﻞ اﻟذﻫﺒﻲ‬

‫و�ﻌﺒــدﻩ ‪ 00‬ﺤﺘــﻰ ﻤوﺴــﻰ ﺘﻘــوﻝ اﻟﺘــوراة إﻨــﻪ ﺨــﺎن ر�ــﻪ وﻟــم �ﻘدﺴــﻪ ‪ 00‬وﻟﻬــذا �ﺤرﻤــﻪ اﻟــرب ﻤــن‬

‫دﺨوﻝ اﻷرض اﻟﻤوﻋودة ‪ 00‬ﺤﺘﻰ أﻴوب ﻨﻘﻠوا ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻨﻪ أﻨﻪ ﻴﻨكـر اﻟ�ﻌـث واﻟﻘ�ـﺎم ﻤـن اﻟﻘﺒـور "‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪236‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪240‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪13 ، 12‬‬

‫‪- 322 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪318‬‬


‫)‪0(1‬‬

‫‪F56‬‬

‫وأ�ﻀﺎً �ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود " كﻴﻒ ﻨﻘود ﻗط�ﻌﺎً ﻤن اﻟﺨراف اﻟﻀﺎﻟﺔ �كـ�ش‬ ‫ﻀﺎﻝ ﻤﺜﻠﻬم ‪ 00‬أﻟ�س طﺒ�ﻌ�ﺎً أن �كون اﻟﻘﺎﺌد ﻗدوة طﻴ�ﺔ وﻨﻤوذﺠﺎً ﺤﺴﻨﺎً ‪ 0‬كﻴﻒ ﻴدﻋو اﻷﻨﺒ�ﺎء‬ ‫إﻟــﻰ اﻟوﺼــﺎ�ﺎ اﻟﻌﺸــر وﻓــﻲ أوﻟﻬــﺎ ‪ :‬ﻻ ﺘﻘﺘــﻞ ﻻ ﺘﺴــرق ﻻ ﺘــزن ‪ 00‬و�كوﻨــون ﻫــم أوﻝ ﻤــن �ﻘﺘــﻞ‬

‫و�ﺴــرق و�زﻨــﻲ ؟ أﻨــﺎ ﻟــم أﻗــﻞ أن اﻷﻨﺒ�ــﺎء ﻴﺠــب أن �كوﻨـوا آﻟﻬــﺔ ٕواﻨﻤــﺎ ﻗﻠــت أن ﻤــن اﻟطﺒ�ﻌــﻲ أن‬

‫�كون اﻟﻨﺒﻲ ﻗدوة طﻴ�ﺔ وﻨﻤوذﺠﺎً ﺤﺴﻨﺎً �ﺤكم كوﻨﻪ اﻟﻤﺨﺘﺎر ﻤن ﻤﻼﻴﻴن ‪ْ 00‬ﺤرص اﻟﻴﻬود ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺘﺨر� ــب ك ــﻞ ﺸ ــﺊ ‪ ،‬ﺠﻌﻠﻬ ــم �ﻘﺘﻠ ــون ﺤﺘ ــﻰ ذك ــرى ﻫ ــؤﻻء اﻷﻨﺒ� ــﺎء و�ﺸ ــوﻫون ﺴ ــﻴرﺘﻬم و�ﺘ ــﺎ�ﻌون‬ ‫أﻋﻤﺎﻟﻬم وأﻗواﻟﻬم �ﺎﻟﺘﺤر�ﻒ ‪0(2) " 00‬‬ ‫‪F57‬‬

‫ج ‪ -1 :‬أرﺠــوك �ﺎﺼــد�ﻘﻲ أن ﺘﻨظــر إﻟــﻰ أﺴــﻠوب اﻟﻨﻘــد اﻟﻤﺘﺤﻴــز ﻫــذا ‪ ،‬ﻟﺘــدرك ﻫــدف ﻫــؤﻻء‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ‪ ،‬وﻤدى ﺘﺤﺎﻤﻠﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ‪ ،‬وﻟﻲ اﻟﺤﻘﺎﺌق ‪ ،‬وطﻤس ﺠـزء كﺒﻴـر ﻤـن اﻟﺤﻘ�ﻘـﺔ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬وﺘركﻴــز اﻷﻀ ـواء ﻋﻠــﻰ ﺴــﻘطﺎت اﻷﻨﺒ�ــﺎء ‪ ،‬واﻟﺘﻐﺎﻓــﻞ ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً ﻋــن اﻟﻨﻘــﺎط اﻟﺒ�ﻀــﺎء اﻟﻛﺜﻴ ـرة ﻓــﻲ‬ ‫ﺤ�ﺎة رﺠﺎﻝ ﷲ ﻫؤﻻء ‪00‬‬

‫أﻴن ﺒر ﻨوح ‪ ،‬وطﺎﻋﺘﻪ ﻟ ‪ ،‬وﺼﺒرﻩ وطوﻝ أﻨﺎﺘﻪ وﻫو ﻴﺒﻨﻲ اﻟﻔﻠك ﻋﻠﻰ ﻤدار ﻤﺎﺌﺔ ﻋﺎم‬ ‫‪ٕ ،‬واﻨذارﻩ ﻟﺠﻴﻠﻪ وﻫو �ظﻬر كﻤﺨﺘﻞ ﻓﻲ أﻋﻴﻨﻬم ؟! ‪ 00‬أﻴـن ﻗداﺴـﺔ ﻟـوط اﻟ�ـﺎر اﻟـذي ﻋـﺎش وﺴـط‬ ‫ﺸــر ﺴــدوم وﻋﻤــورة وﺤﻔــظ ﻨﻔﺴــﻪ طــﺎﻫ اًر ؟! وأﻴــن ﺸــﺠﺎﻋﺘﻪ ودﻓﺎﻋــﻪ ﻋــن ﻀــﻴوﻓﻪ ؟! أﻴــن ﺘﺤــذﻴرﻩ‬

‫ﻷﺼﻬﺎرﻩ رﻏم أﻨﻪ ظﻬر كﻤﺎزح ﻓﻲ أﻋﻴﻨﻬم ؟ ‪ 00‬أﻴن إ�ﻤﺎن إﺒراﻫ�م ﻤﻀرب اﻷﻤﺜﺎﻝ ﻋﻨدﻤﺎ رﻓـﻊ‬ ‫اﻟﺴكﻴن ﻟﻴذ�ﺢ إﺒﻨﻪ طﺎﻋﺔ ﻟ ؟! ‪ 00‬أﻴن ﺼﺒر ﻤوﺴﻰ ‪ ،‬وﻏﻴرﺘﻪ اﻟﻤﻘﱠدﺴـﺔ ‪ ،‬وأﻤﺎﻨﺘـﻪ ‪ ،‬وﺸـﻔﺎﻋﺘﻪ‬

‫ﻋن ﺸﻌ�ﻪ ‪ ،‬وﻗ�ﺎدﺘﻪ اﻟﺤك�ﻤﺔ ﻟﺸﻌب ﻋﻨﻴد أر�ﻌﻴن ﺴﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤراء ؟! وأﻴـن إ�ﻤﺎﻨﻪ اﻟذي ﺸ ـق‬

‫اﻟ�ﺤر ‪ ،‬وﻓﺠر اﻟﻤﺎء ﻤن ﺼﺨرة ﺼﻤﺎء وﻫزم ﻋﻤﺎﻟﻴق ؟!‬

‫ﻟﻤــﺎذا ﻟــم �ﺤــﺎوﻝ ﻫــؤﻻء اﻟﻨﻘــﺎد اﻟﺘﺄﻤــﻞ ﻓــﻲ اﻟﻔﻀــﺎﺌﻞ اﻟﻛﺜﻴ ـرة ﻟرﺠــﺎﻝ ﷲ ﻫــؤﻻء اﻟــذﻴن ﺘﻛﻠــم‬

‫ﻤﻌﻠﻤﻨـﺎ ﺒــوﻟس اﻟرﺴــوﻝ ﻋــن إ�ﻤــﺎﻨﻬم اﻟﻌظــ�م وﺨــﺘم كﻼﻤــﻪ ﻗــﺎﺌﻼً " اﻟــذﻴن �ﺎﻹ�ﻤــﺎن ﻗﻬــروا ﻤﻤﺎﻟــك‬

‫ﺘﻘـووا ﻤـن‬ ‫ﻗوة اﻟﻨﺎر ﻨﺠوا ﻤن ﺤـد اﻟﺴـﻴﻴ ﱠ‬ ‫ﺒر ﻨﺎﻟوا ﻤواﻋﻴد ﺴدوا أﻓواﻩ أﺴود ‪ 0‬أطﻔﺄوا ﱠ‬ ‫ﺼﻨﻌوا ﱠاً‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪58 ، 57‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪61 - 59‬‬

‫‪- 323 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪319‬‬


‫ﻀﻌﻴ ﺼﺎروا أﺸداء ﻓﻲ اﻟﺤرب ﻫزﻤوا ﺠﻴوش ﻏر�ﺎء ‪ 00‬وآﺨرون ُﻋـذﺒوا وﻟـم �ﻘﺒﻠـوا اﻟﻨﺠـﺎة‬ ‫ﺘﺠر�وا ﻓﻲ ﻫزء وﺠﻠـد ﺜـم ﻓـﻲ ﻗﻴـود أ�ﻀـﺎً وﺤـ�س‪ُ 0‬رﺠﻤـوا‬ ‫ﻟﻛﻲ ﻴﻨﺎﻟوا ﻗ�ﺎﻤﺔ أﻓﻀﻞ‪ 0‬وآﺨرون ﱠ‬ ‫ـﻨم وﺠﻠــود ﻤﻌــزى ﻤﻌﺘــﺎز�ن ﻤكــرو�ﻴن‬ ‫ُﻨﺸــروا ُﺠّر� ـوا ﻤــﺎﺘوا ﻗــﺘﻼً �ﺎﻟﺴــﻴﻴ طــﺎﻓوا ﻓــﻲ ﺠﻠــود ﻏـ ٍ‬

‫ُﻤذﻟﻴن‪ 0‬وﻫم ﻟم �كن اﻟﻌﺎﻟم ﻤﺴﺘﺤﻘﺎً ﻟﻬم ﺘﺎﺌﻬﻴن ﻓﻲ ﺒـراري وﺠ�ـﺎﻝ وﻤﻐـﺎﻴر وﺸـﻘوق اﻷرض "‬

‫) ﻋب ‪0( 38 – 33 : 11‬‬

‫‪ -2‬ﻟو ط�ﻘﻨﺎ أﺴﻠوب اﻟﻨﻘد اﻟذي إﺘ�ﻌﻪ ﻫؤﻻء اﻟﻨﻘﺎد ﻓﻠن ﻨﺠد إﻨﺴﺎﻨﺎً ﻗط �ﺴﺘﺤق اﻟﺤ�ﺎة ‪00‬‬ ‫ﻫﻞ ﻷن اﻹﻨﺴﺎن أﺨطﺄ ﻤرة ﺘﻘطﻊ رﻗﺒﺘﻪ ؟! ‪ 0‬ﻫـﻞ ﻷن إﻨﺴـﺎن كـذب ﻤـرة �طﻠﻘـون ﻋﻠ�ـﻪ اﻟﻛـذاب‬

‫اﻟﻤﺴــﺘﺒ�ﺢ ؟! وﻫــﻞ ﻷن إﻨﺴــﺎن زﻨــﻰ ﻤـرة �طﻠﻘــون ﻋﻠ�ــﻪ اﻟﻔﺎﺴــق اﻟﺸـر�ر اﻟﻛــ�ش اﻟﻀــﺎﻝ ؟! وﻫﻠــم‬

‫ﺠ ار ‪00‬‬

‫‪ -3‬اﻷﻨﺒ�ﺎء ﻤـن ﻨﻔـس ﻋﺠﻴﻨـﺔ اﻟ�ﺸـر�ﺔ ﻟﻬـم أﺨطـﺎءﻫم وﻀـﻌﻔﺎﺘﻬم ‪ ،‬وﻤـﻊ ﻫـذا ﻓـﺈﻨﻬم إﻨـﺎس‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ﻴﻠـذ‬ ‫أﻤﻨﺎء أﺤﺒوا ﷲ ﻤن كﻞ ﻗﻠو�ﻬم ‪ ،‬ﻗدﻤوا ﺘو�ﺔ ﻗو�ﺔ ﻋن كﻞ ﺨط�ﺔ ﺴﻘطوا ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬وﻟﻛن ُ‬ ‫ﻟﻬ ــم ﺘﻀ ــﺨ�م أﺨط ــﺎء ﻫ ــؤﻻء اﻷﻨﺒ� ــﺎء اﻟﻘد�ﺴ ــون ‪ ،‬ﻤ ــﻊ ﺘﻐﺎﻓ ــﻞ ﺘ ــو�ﺘﻬم ﺘﻤﺎﻤـ ـﺎً ‪ ،‬وﻨﺤ ــن ﻻ ﻨ ــؤﻤن‬

‫�ﻌﺼﻤﺔ اﻷﻨﺒ�ﺎء ﻓﻲ ﺤ�ـﺎﺘﻬم اﻟﺸﺨﺼـ�ﺔ ‪ ،‬ﻷن " اﻟﺠﻤ�ـﻊ زاﻏـوا وﻓﺴـدوا ﻤﻌـﺎً‪ 0‬ﻟـ�س ﻤـن �ﻌﻤـﻞ‬

‫ﺼﻼﺤﺎً ﻟ�س وﻻ واﺤد " ) رو ‪ ( 12 : 3‬ﻓﻼ ﻴوﺠد إﻨﺴﺎن �ﻼ ﺨط�ﺔ " إن ﻗﻠﻨﺎ أﻨﻨـﺎ ﻟـم ﻨﺨطـﺊ‬

‫ﻨﺠﻌﻠﻪ كﺎذ�ﺎً وكﻠﻤﺘﻪ ﻟ�ﺴت ﻓﻴﻨﺎ " ) ‪1‬ﻴو ‪ ( 10 : 1‬إﻨﻤﺎ ﻨؤﻤن �ﻌﺼﻤﺘﻬم أﺜﻨﺎء ﺘﺴﺠﻴﻞ كﻠﻤﺎت‬ ‫اﻟوﺤﻲ اﻹﻟﻬﻲ ﻓﻘط‪0‬‬

‫ﺠﻤـﻞ اﻟﺼـورة ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ ﻴـذكر كـﻞ ﺸـﺊ �ﺼـراﺤﺔ ﺘﺎﻤـﺔ وﺼـدق كﺎﻤـﻞ‬ ‫‪ -4‬كﺘﺎﺒﻨﺎ اﻟﻤﻘـﱠدس ﻻ ُﻴ ّ‬ ‫ﺒدون ﺘﻬو�ﻞ وﻤ�ﺎﻟﻐﺔ ‪ ،‬و�دون إﺴﺘﻬﺘﺎر وﺘﻬـﺎون ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻛﺘﺎب ﻟم �كﺘب ﻤن أﺠﻞ ﺘﻤﺠﻴـد اﻹﻨﺴـﺎن ‪،‬‬ ‫إﻨﻤﺎ ﻟﺘﻤﺠﻴد ﷲ اﻟذي �كرﻩ اﻟﺨط�ـﺔ و�ﺤـب اﻟﺨـﺎطﺊ ‪ ،‬وﻟـذﻟك ذكـر اﻷﻋﻤـﺎﻝ اﻟﺼـﺎﻟﺤﺔ واﻟطﺎﻟﺤـﺔ‬

‫‪ ،‬واﻷﻓﻌﺎﻝ اﻟ�ﺎرة واﻟﺨﺎطﺌﺔ ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ذكر أﺨطﺎء اﻷﻨﺒ�ـﺎء ﻟـم ﻴـذكرﻫﺎ كﻨـوع ﻤـن ﻤـدح اﻟﺨط�ـﺔ ‪،‬‬ ‫ﺒﻞ كﻨوع ﻤن إداﻨﺔ اﻟﺨطﻴـﺔ ‪ ،‬وﻟﻛ�ﻤﺎ ﻨـﺘﻌﻠم وﻨـﺘﻌظ وﻨـﺘﺤﻔظ ﻷﻨﻔﺴـﻨﺎ ‪ ،‬ووﺠـود ﻫـذﻩ اﻷﺨطـﺎء ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﺘﻌد دﻟ�ﻼً ﻋﻠـﻰ ﻋـدم ﺘﻌرﻀـﻪ ﻟﻠﺘﺤر�ـﻒ أو اﻟﺘﺒـدﻴﻞ ‪ ،‬ﻷﻨـﻪ ﻟـو ﺘﻌـرض ﻟﻠﺘﺤر�ـﻒ‬

‫ﻟﺤــذف اﻟﻴﻬــود ﺨطﺎ�ــﺎ آ�ــﺎﺌﻬم وأﻨﺒ�ــﺎﺌﻬم اﻟــذﻴن ﻫــم ﻤوﻀــﻊ إﻓﺘﺨــﺎرﻫم ‪ 00‬أﻟــم �ﻔﺘﺨــر اﻟﻴﻬــود �ــﺄﻨﻬم‬

‫أﺒﻨــﺎء إﺒـراﻫ�م ؟! وﻟــوﻻ إ�ﻤــﺎن اﻟﻴﻬــود اﻟﻛﺎﻤــﻞ �ــﺎﻟوﺤﻲ اﻹﻟﻬــﻲ ﻓــﻲ ﺘﺴــﺠﻴﻞ كﻠﻤــﺔ ﷲ ﻟﺤــذﻓوا ﻫــذﻩ‬

‫اﻷﺨطﺎء ﻤن ﺴطور اﻟﻛﺘﺎب‪0‬‬

‫‪- 324 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪320‬‬


‫‪ -5‬ﻟــم ﻴﺘﻬــﺎون ﷲ وﻟــم ﻴﺘﺴــﺎﻫﻞ ﻤــﻊ أﺤــد اﻟﻤﺨطﺌــﻴن ﺒــرﻏم ﻤﺤﺒﺘــﻪ اﻟﺸــدﻴدة ﻟﻬــم ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ﻨــﺎﻝ‬

‫كــﻞ ﻤــﻨﻬم ﻋﻘﺎ� ـﻪ ﻤــن ﷲ ‪ 00‬أﻟــم ُ�ﺤـ َـرم ﻤوﺴــﻰ ﻤــن دﺨــوﻝ أرض اﻟﻤوﻋــد ﻟﻤﺠــرد أﻨــﻪ ﻀــرب‬ ‫اﻟﺼــﺨرة ﻓــﻲ اﻟﻤ ـرة اﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ وﻟــم �كﻠﻤﻬــﺎ ؟! ‪ 00‬أﻟــم ُ�ﻌﺎﻗــب داود �ﺸــدة ﻋﻠــﻰ ﺨطﻴﺘــﻪ ؟! أﻤــﺎ ﻨــوح‬ ‫ﻓكﺎن أوﻝ إﻨﺴﺎن �ﺴكر ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻷرض ‪ ،‬ﻓر�ﻤﺎ ﻟم �كن �ﻌﻠم أن اﻟﺨﻤر ﺴﺘُذﻫب ﻋﻘﻠﻪ‪0‬‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد �ﺸﻤﺌزون ﻤن ﺨطﺎ�ﺎ اﻷﻨﺒ�ﺎء اﻟﺘﻲ ذكرﻫـﺎ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ‪ ،‬ﻓﻤـﺎ‬ ‫‪ -6‬إن كﺎن ﻫؤﻻء ُ‬ ‫�ﺎﻟﻬم ﺒﺨطﺎ�ﺎ اﻷﻨﺒ�ﺎء اﻟﺘﻲ ﺠﺎء ذكرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻘـرآن واﻷﺤﺎدﻴـث ‪ ،‬وﻤـﺎ أﻛﺜرﻫـﺎ ؟! ‪ 0‬ﺒـﻞ إن اﻟﻘـرآن‬ ‫ﻨﺴب أﺤ�ﺎﻨﺎً أﺨطـﺎء ﻟرﺠـﺎﻝ ﷲ ﻟـم ﻴـرد ﻟﻬـﺎ ذكـر ﻓـﻲ اﻟﺘـوراة ‪ ،‬ﻓﻤـﺜﻼً ﺠـﺎء ﻓـﻲ ﺴـورة ﻴوﺴـﻒ ﻋـن‬ ‫ﻤﺤﺎوﻟــﺔ إﻤ ـرأة ﻓوط�ﻔــﺎر إﺴــﻘﺎطﻪ " وﻟﻘــد ﻫ ﱠﻤــت �ــﻪ وﻫ ـ ﱠم ﺒﻬــﺎ " ) ﻴوﺴــﻒ ‪ ( 24‬أي أﻨﻬــﺎ ﻗﺼــدت‬

‫اﻟﺨطــﺄ ﻤﻌــﻪ وﻫــو كــذﻟك ﻗﺼــد اﻟﺨطــﺄ ‪ ،‬واﻟﺸــروع ﻓــﻲ اﻟﺨطــﺄ �ﻌﺘﺒــر ﺨطـﺄً ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﺠــﺎء ﻋﻨــﻪ ﻓــﻲ‬

‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن رﻓﻀﻪ ﻟﻠﺸر ﻤﻨذ اﻟﻠﺤظﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻗـﺎﺌﻼً " كﻴـﻴ أﺼـﻨﻊ ﻫـذا اﻟﺸـر اﻟﻌظـ�م وأﺨطـﺊ‬

‫إﻟﻰ ﷲ " ) ﺘك ‪ ( 9 : 39‬وﻤﺜـﻞ آﺨـر أﻨـﻪ ﺠـﺎء ﻋـن ﻨـوح ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن أﻨـﻪ دﻋـﺎ ﻋﻠـﻰ أﻫـﻞ زﻤﺎﻨـﻪ‬ ‫ﻗــﺎﺌﻼً " وﻻ ﺘــزد اﻟظــﺎﻟﻤﻴن إﻻﱠ ﻀــﻼﻻً ‪ 0‬وﻻ ﺘــزد اﻟظــﺎﻟﻤﻴن إﻻﱠ ﺘ�ــﺎ اًر " ) ﻨــوح ‪ ( 28 ، 24‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ‬ ‫ذكــر اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس أن ﻨــوح " كــﺎن كــﺎر اًز ﻟﻠﺒــر " ) ‪�2‬ــط ‪ ( 5 : 2‬وﻤﺜــﻞ ﺜﺎﻟــث أﻨــﻪ ﺠــﺎء ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻤﺤرﻤــﺔ واﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ ﻋﻨــدﻤﺎ‬ ‫اﻟﺤــدﻴث أن اﻟﺸــ�طﺎن أﻏــوى آدم ﻤـرﺘﻴن اﻷوﻟــﻰ ﻓــﻲ اﻷﻛــﻞ ﻤــن اﻟﺸــﺠرة‬ ‫ﱠ‬

‫ﺴﻤﻰ إﺒﻨـﻪ ﻋﺒـد اﻟﺤـﺎرث ‪ ،‬واﻟﺤـﺎرث ﻫـو إﺒﻠـ�س " ﻗـﺎﻝ إﺒـن ﻋ�ـﺎس ﻟﻤـﺎ ُوِﻟـد ﻵدم وﻟـد أﺘـﺎﻩ إﺒﻠـ�س‬ ‫ﻓﻘــﺎﻝ ﻟــﻪ إﻨــﻲ ﺴﺄﻨﺼــﺢ ﻟــك ﻓــﻲ ﺸــﺄن وﻟــدك ﻫــذا ﺘﺴــﻤ�ﻪ ﻋﺒــد اﻟﺤــﺎرث ‪ ،‬وكــﺎن ﻗــ�ﻼً �ﺴــﻤﻲ أوﻻدﻩ‬

‫ﻋﺒــد ﷲ وﻋﺒــد اﻟــرﺤﻤن ‪ ،‬ﻓﻘــﺎﻝ آدم ‪ :‬أﻋــوذ �ــﺎﻟ ﻤــن طﺎﻋﺘــك ‪ 0‬إﻨــﻲ أطﻌﺘــك ﻓــﻲ أﻛــﻞ اﻟﺸــﺠرة‬ ‫ﻓﺄﺨرﺠﺘﻨﻲ ﻤن اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻠن أط�ﻌك ‪ ،‬ﻓﻤﺎت وﻟدﻩ ‪ ،‬ﺜم وِﻟد ﻟﻪ �ﻌد ذﻟك وﻟد آﺨر ﻓﻘﺎﻝ أطﻌﻨﻲ ٕواﻻﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ﻤﺎت كﻤﺎ ﻤﺎت اﻷوﻝ ﻓﻌﺼﺎﻩ ‪ ،‬ﻓﻤﺎت وﻟـدﻩ ‪ ،‬ﻓﻘـﺎﻝ ) إﺒﻠـ�س ( ﻻ أزاﻝ أﻗـﺘﻠﻬم ﺤﺘـﻰ ﺘﺴـﻤ�ﻪ ﻋﺒـد‬

‫اﻟﺤﺎرث ) وكﺎن إﺴم إﺒﻠ�س اﻟﺤﺎرث ( ﻓﺄطﺎﻋـﻪ " ) ارﺠـﻊ اﻟﻬدا�ـﺔ ﺠ ـ ‪ 1‬ص ‪ 00 ( 12‬أﻟـم �ﻘـﻞ‬

‫رﺴوﻝ اﻹﺴﻼم " كﻞ ﺒﻨﻲ آدم ﺨطﺎؤون ‪ ،‬وأﻓﻀﻞ اﻟﺨطﺎﺌﻴن ﻋﻨد ﷲ اﻟﺘواﺒون " ؟!‬

‫ﺸوﻫوا ﺼور ﺠﻤ�ﻊ اﻷﻨﺒ�ﺎء إدﻋﺎء ﻏﻴر ﺼﺤ�ﺢ ‪ ،‬ﻷن ﻫﻨﺎك ﻤن‬ ‫‪ -7‬اﻹدﻋﺎء �ﺄن اﻟﻴﻬود ﱠ‬

‫رﺠـﺎﻝ ﷲ اﻟﻘد�ﺴــﻴن ﻟــم ﻴــذكر ﻟﻬــم اﻟﻌﻬــد اﻟﻘـد�م أﺨطــﺎء ﻤﺜــﻞ أﺨﻨــوخ اﻟ�ــﺎر ‪ ،‬و�وﺴــﻒ اﻟﺼــدﻴق ‪،‬‬ ‫وﺼﻤوﺌﻴﻞ اﻟﻨﺒﻲ ‪ٕ ،‬واﻴﻠ�ﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ،‬وداﻨ�ﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ‪ 00‬إﻟﺦ‪0‬‬ ‫‪ -8‬ﻟــم �كــن ﻟــوط ﻨﺒ�ـﺎً ‪ ،‬وﻻ ﻴﻬــوذا ﻨﺒ�ـﺎً ‪ ،‬وﻟــم ﻴﻨكــر أﻴــوب اﻟ�ﻌــث ‪ ،‬ﺒــﻞ آﻤــن �ــﺎﻟ واﻟﺤ�ــﺎة‬ ‫‪- 325 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪321‬‬


‫اﻟﻨﱠﻘ ــﺎد ﻗ ــد إﺘﻬﻤـ ـوا اﻟﻴﻬ ــود � ــﺄﻨﻬم ﻟطﺨـ ـوا ﺴ ــﻴرة أﻨﺒ� ــﺎﺌﻬم ﻓ ــﺈﻨﻬم ﻟ ــم‬ ‫اﻵﺨرو� ــﺔ ‪ٕ ،‬وان ك ــﺎن �ﻌ ــض ُ‬ ‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد أن ﻤــﺎ ﻗﺎﺴــﺎﻩ اﻟﻴﻬــود ﻓــﻲ اﻟﺴــﺒﻲ دﻓﻌﻬــم‬ ‫ﻴوﻀــﺤوا ﻤــﺎ اﻟــداﻓﻊ ﻟﻬــذا ؟ ‪ٕ 00‬وان ﻗــﺎﻝ �ﻌ ـض ُ‬

‫ﻟﺘﻠطــﻴﺦ ذكــرى ﻫــؤﻻء اﻷﻨﺒ�ــﺎء ‪ 00‬كﻴــﻒ ؟ ‪ 00‬إن كــﺎن اﻹﻨﺴــﺎن اﻟــذي �ﻀــ�ﻊ ﻤﻨــﻪ اﻟﺤﺎﻀــر‬

‫ﻴﺘﻤﺴــك �ﺸــدة �ﺎﻟﻤﺎﻀــﻲ ‪ ،‬و�ــزداد ﻓﺨ ـرﻩ �ﺂ�ﺎﺌــﻪ ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ �ﺤﺘﺴــب ﻤﺠــد آ�ﺎﺌــﻪ ﻤﺠــداً ﻟــﻪ ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ‬ ‫ﻴﺘﻨــﺎزﻝ اﻟﻴﻬــود ﻋــن ﻤﺠــدﻫم و�ﻔﺘﺨــرون ﺒﺨ ـز�ﻬم وﺨــزي أ�ــﺎءﻫم ؟! كﻤ ـﺎ أن دﻋــوى اﻟﺘﺤر�ــﻒ ﻓــﻲ‬

‫اﻟــﻨص أﻤــر ﻗــد ﻗﺘﻠﻨــﺎﻩ �ﺤﺜ ـﺎً ) ارﺠــﻊ إﺠﺎ�ــﺔ اﻷﺴــﺌﻠﺔ أرﻗــﺎم س ‪ 314‬إﻟــﻰ س ‪ ( 318‬ﺜــم ﻴﺠــب‬

‫اﻹﻟﺘﻔــﺎت إﻟــﻰ أﻤــر ﻫــﺎم ‪ ،‬وﻫــو ﻻ �ﺼــﺢ اﻟﺤكــم ﻋﻠــﻰ اﻟــذﻴن ﻋﺎﺸ ـوا ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد �ﻌﺸ ـر�ن ﻗرﻨ ـﺎً‬ ‫�ﻤﻘﺎﻴ�س اﻟﻘرن اﻟﻌﺸر�ن‪0‬‬ ‫‪� -9‬ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث ﻋن أﺨطﺎء اﻷﻨﺒ�ـﺎء " ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻨﻘـوﻝ إﻨﻬـم أﺨطـﺄوا ‪،‬‬

‫ﻓــﻼ ﻨﻌﻨــﻲ أن ﺤ�ــﺎﺘﻬم كﻠﻬــﺎ كﺎﻨــت ﺨط�ــﺔ‪ 0‬ﺒــﻞ اﻟﺴــﻘطﺎت كﺎﻨــت اﻟوﻀــﻊ اﻟﻌــﺎﺒر اﻟطــﺎرئ ﻓــﻲ‬

‫ﺤ�ﺎﺘﻬم ‪ 0‬أﻤـﺎ اﻟﻘداﺴـﺔ ﻓﻛﺎﻨـت اﻟوﻀـﻊ اﻟطﺒ�ﻌـﻲ اﻟـداﺌم‪ 0‬إذ ﻋرﻓﻨـﺎ أن داود ﻓـﻲ وﻗـت ﻤـﺎ ‪ ،‬ﻗـد‬

‫زﻨﻰ وﻗﺘﻞ ‪ 0‬ﻓﻠ�س ﻤﻌﻨﻰ ﻫذا أن ﺤ�ﺎﺘﻪ كﻠﻬﺎ كﺎﻨت زﻨﻰ وﻗﺘﻼً ‪ 0‬وﻟ�س ﻤﻌﻨـﻰ ﻫـذا أن ﻴﺘطـﺎوﻝ‬ ‫�ﻌض اﻟوﻋﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻘد�س اﻟﻌظ�م ‪ ،‬وﻻ ﻴﺘﺤدﺜون إﻻﱠ ﻋـن ﺨطﻴﺌﺘـﻪ ﺒﻠـون ﻤـن اﻹﺴﺘﺼـﻐﺎر‬ ‫!! و�ﻨﺴــون أﻨــﻪ رﺠــﻼ اﻟﺼــﻼة واﻟﺘﺴــﺒ�ﺢ واﻟﻤزاﻤﻴــر ‪ ،‬رﺠــﻞ اﻟﻤزﻤــﺎر واﻟﻘﻴﺜــﺎر واﻟﻌﺸـرة اﻷوﺘــﺎر ‪،‬‬

‫رﺠﻞ اﻹ�ﻤﺎن واﻟوداﻋﺔ ‪ ،‬اﻟذي ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ اﻟرب ﺒﻨﻔﺴﻪ " ﻓﺤﺼت ﻗﻠب داود ﻓوﺠدﺘـﻪ ﺤﺴـب ﻗﻠﺒـﻲ‬

‫" إن اﻟﺸــر ﻟــم �كــن طﺒ�ﻌــﺔ ﻫــذا اﻟ�ــﺎر ‪ ،‬اﻟــذي ﺤــﻞ ﻋﻠ�ــﻪ روح اﻟــرب ‪ ،‬واﻟــذي ﻫــزم ﺠﻠ�ــﺎت ‪،‬‬ ‫ٕواﺤﺘﻤــﻞ ﺸــﺎوﻝ ‪ ،‬وﻏﻔــر ﻟﺸــﻤﻌﻲ ﺒــن ﺠﻴ ـ ار ‪ ،‬وﺴــ�ﺢ ﻟﻠــرب ﺘﺴــﺎﺒ�ﺢ ﺠدﻴــدة ‪ 00‬إﻨﻤــﺎ ﻫــﻲ ﺼــﻔﺎت‬

‫طﺎرﺌﺔ ‪ ،‬ﺴﻤﺢ ﺒﻬﺎ اﻟرب ﻟ�ﻌطﻲ ﻗد�ﺴ�ﻪ إﻨﺴﺤﺎﻗﺎً ودﻤوﻋﺎً ‪ ،‬و�ﺼﻴرﻩ درﺴﺎً ﻓﻲ اﻟﺘو�ﺔ ‪ ،‬كﻤﺎ كﺎن‬

‫درﺴﺎً ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟوداﻋﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ‪0‬‬

‫و�ﻨﻔس اﻟوﻀﻊ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻨذكر أﺒﻴﻨﺎ إﺒراﻫ�م ‪ ،‬وﻗوﻟﻪ ﻋـن إﻤ أرﺘـﻪ ﺴـﺎرة أﻨـﻪ أﺨﺘـﻪ ‪ 00‬ﻻ ﻨﻨﺴـﻰ‬

‫أﺒــداً إ�ﻤــﺎن اﻟرﺠــﻞ ‪ ،‬وﻨﺴــكﻪ ‪ ،‬وﺸــﺠﺎﻋﺘﻪ ‪ ،‬وكرﻤــﻪ ‪ ،‬وطﺎﻋﺘــﻪ ﻟﻠــرب ﺤﺘــﻰ رﻓــﻊ اﻟﺴــكﻴن ﻟ�ﻘــدم‬ ‫وﺤﻴدﻩ اﻟﻤﺤﺒوب ﻤﺤرﻗﺔ ‪ 00‬وﻻ ﻨﻨﺴﻰ ﺘركـﻪ ﻷﻫﻠ ـﻪ وﻋﺸﻴرﺘﻪ وﺴﻌ�ﻪ وراء اﻟرب ‪0(1) " 00‬‬ ‫‪F58‬‬

‫كﻤــﺎ �ﻘــوﻝ ﻗداﺴــﺔ اﻟ�ﺎ�ــﺎ ﺸــﻨودة اﻟﺜﺎﻟــث أ�ﻀ ـﺎً ﻋــن ﺨطﺎ�ــﺎ اﻷﻨﺒ�ــﺎء " ﺘــؤﻤن اﻟﻤﺴــ�ﺤ�ﺔ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ – ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍء ﺹ ‪12 ، 11‬‬

‫‪- 326 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪322‬‬


‫واﻟﻴﻬود�ــﺔ أن اﻟﻌﺼــﻤﺔ ﻤــن اﻟﺨط�ــﺔ ﻫــﻲ ﻟ وﺤــدﻩ ‪ 0‬ﷲ وﺤــدﻩ ﻫـ ـو اﻟﻘــدوس اﻟــذي ﻻ ﺘﺘﻔــق‬

‫اﻟﺨط�ﺔ ﻤﻊ طﺒ�ﻌﺘﻪ اﻹﻟﻬ�ﺔ ‪ 00‬أﻤﺎ ﻋن اﻟ�ﺸر ﻓﻘﻴﻞ } ﻟ�س ﻤن �ﻌﻤـﻞ ﺼـﻼﺤﺎً ﻟـ�س وﻻ واﺤـد‬

‫{ ) ﻤر ‪00 ( 3 : 14‬‬

‫وﻗﺎﻝ اﻟﻘد�س ﻴوﺤﻨﺎ اﻟرﺴوﻝ " إن ﻗﻠﻨﺎ أﻨﻪ ﻟ�س ﻟﻨﺎ ﺨط�ﺔ ﻨﻀﻞ أﻨﻔﺴﻨﺎ وﻟ�س اﻟﺤق ﻓﻴﻨﺎ‬

‫" ) ‪1‬ﻴو ‪ ( 8 : 1‬وﻨﺤن ﻨﻘوﻝ ﻓﻲ ﺼﻠواﺘﻨﺎ " ﻷﻨﻪ ﻟ�س أﺤد �ﻼ ﺨط�ﺔ ‪ ،‬وﻟو كﺎﻨت ﺤ�ﺎﺘﻪ ﻴوﻤﺎً‬ ‫واﺤداً ﻋﻠﻰ اﻷرض "‪0‬‬

‫أﻤﺎ ﻋن ﻋﺼﻤﺔ اﻷﻨﺒ�ﺎء ‪ ،‬ﻓﻨؤﻤن أﻨﻬـم ﻤﻌﺼـﻤون ﻓﻘـط ﻓـﻲ ﻨﺒـوءاﺘﻬم ﻓ�ﻤـﺎ ﻴﻨﻘﻠوﻨـﻪ‬

‫ﻤن كﻼم اﻟوﺤﻲ اﻹﻟﻬﻲ ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬم ﻟ�ﺴوا ﻤﻌﺼـوﻤﻴن ﻓـﻲ ﺤ�ـﺎﺘﻬم اﻟﺨﺎﺼـﺔ ‪ 00‬ﻨﺒـؤات اﻷﻨﺒ�ـﺎء‬ ‫ﻫــﻲ اﻟﻤﻌﺼــوﻤﺔ ‪ ،‬وﻟ ــ�س أﺸﺨﺎﺼــﻬم ‪ 00‬اﻟرﺴ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘــﻲ �ﺤﻤﻠوﻨﻬــﺎ ﻤ ــن ﷲ ﻫــﻲ اﻟﻤﻌﺼ ــوﻤﺔ ‪،‬‬

‫وﻟ�ﺴت أﻋﻤﺎﻟﻬم ‪ 00‬ﻟو كـﺎن كـﻞ ﻨﺒـﻲ ﻤﻌﺼـوﻤﺎً ‪ ،‬ﻟﺼـﺎر ﻤﺜـﻞ ﷲ ‪ ،‬أو ﻷﻋﺘﺒرﻨـﺎ اﻷﻨﺒ�ـﺎء ﻤـن‬ ‫طﺒ�ﻌﺔ أﺨرى ﻏﻴر طﺒ�ﻌﺘﻨﺎ اﻟ�ﺸر�ﺔ ‪ 0‬اﻷﻨﺒ�ـﺎء �ﺸـر ﻤﺜـﻞ ﺴـﺎﺌر ﺒﻨـﻲ آدم ‪ ،‬وﻟﻛـﻨﻬم ﻓـﻲ ﻤﺴـﺘوى‬

‫ﻋـ ٍ‬ ‫ـﺎﻝ ﻤــن اﻟﻔﻀــﻴﻠﺔ وﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻤــن ذﻟــك �ﻤكــن أن ﻴﺨطــﺊ اﻟﻨﺒــﻲ ﻤــﻊ ﻤﻼﺤظــﺔ أﻤ ـر�ن ‪ :‬أن‬

‫اﻟﺨط�ﺔ ﺘﻛون ﻋﺎرﻀﺔ ﻋﻠ�ﻪ ‪ ،‬وﻟ�ﺴت أﺴﻠوب ﺤ�ﺎة داﺌـم ‪ 0‬واﻷﻤـر اﻟﺜـﺎﻨﻲ أﻨـﻪ ﺴـرﻋﺎن ﻤـﺎ �ﻘـوم‬ ‫ﻤن اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻴﺘوب �ﺴرﻋﺔ و�ﻨدم ‪00‬‬

‫ﻤــن اﻟظﻠــم إذاً أﻨﻨــﺎ ﻨــذكر ﺨطﻴﺌــﺔ ﻟــداود ‪ ،‬وﻻ ﻨــذكر ﺼــﻠواﺘﻪ وﺤ�ــﻪ ﻟ ‪ 0‬كﻤــﺎ ﻟــو كﻨــﺎ‬

‫ﻨﺘﺼـــﻴد ﻹﻨﺴـــﺎن ﻏﻠطـ ــﺔ ! وﻻ ﻨﺄﺨـــذ ﺤ�ﺎﺘـــﻪ ﻓـ ــﻲ ﺠﻤﻠﺘﻬـــﺎ ‪ ،‬وﻫـــﻲ ﻓـ ــﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬـــﺎ كﻠﻬـــﺎ ﻗداﺴـ ــﺔ ‪،‬‬

‫واﻷﺨطــﺎء ﻓﻴﻬــﺎ ﻫــﻲ اﻟﻨــدرة ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻤــن ﻓداﺤــﺔ اﻟﺨطــﺄ ‪ 00‬وﻻ ﻨﻨﺴــﻰ أن اﻟﺸــ�طﺎن ﺤﻴﻨﻤــﺎ‬

‫�ﺤﺎرب ﻨﺒ�ﺎً �ﺤﺎر�ﻪ ﺤرو�ﺎً ﻗﺎﺴ�ﺔ ﺠداً ‪ ،‬أﺸد �كﺜﻴـر ﺠـداً ﻤـن ﻤﺤﺎر�ﺘـﻪ ﻟ�ـﺎﻗﻲ اﻟﻨـﺎس اﻟـذﻴن ﻏﺎﻟ�ـﺎً‬ ‫ﻤﺎ �ﻘودﻫم إﻟﻰ اﻟﺨطﺄ و�ﺘركﻬم إﻟﻰ ﺸﻬوات أﻨﻔﺴﻬم ‪ 00‬كذﻟك ﻤن اﻟظﻠم أن ﻨذكر ﺨطﻴﺌﺔ ﻟـداود‬

‫‪ ،‬وﻨﻨﺴــﻰ ﺘو�ــﺔ داود ودﻤوﻋــﻪ ‪ 00‬ﻨﻔــس ﻫــذا اﻟﻛــﻼم أو ﻤــﺎ �ﺸــﺒﻬﻪ ‪ ،‬ﻨﻘوﻟــﻪ ﻋــن �ــﺎﻗﻲ اﻷﻨﺒ�ــﺎء‬

‫ورﺠﺎﻝ ﷲ ﻓﻲ أﺨطﺎﺌﻬم ‪ ،‬و�ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻋﺼـر اﻟوﺜﻨ�ـﺔ ٕواﻨﺘﺸـﺎر اﻟﻔﺴـﺎد ‪ ،‬اﻟـذي كـﺎن ﻓ�ـﻪ ﻫـؤﻻء‬ ‫اﻵ�ﺎء ﻤﺸﺎﻋﻞ ﻤن ﻨور ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻤن ﺴـﻘطﺎت �ﻌﻀـﻬم ‪ 0‬ﻫـذﻩ اﻟﺴـﻘطﺎت ﻗـﺎﻝ ﻋﻨﻬـﺎ أﺤـدﻫم‬

‫} ﻻ ﺘﺸﻤﺘﻲ ﺒﻲ �ﺎﻋدوﺘﻲ‪ 0‬ﻓﺈﻨﻲ إن ﺴﻘطت أﻗوم { ) ﻤﻲ ‪0( 8 : 7‬‬

‫ﺴﻤﺢ ﷲ ﺒ�ﻌض اﻟﺴﻘطﺎت ﻟﻬؤﻻء اﻟﻘد�ﺴﻴن ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘرﺘﻔﻊ ﻗﻠو�ﻬم �ﺴﺒب ﻋﻤق ﺒـرﻫم‬ ‫‪- 327 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪323‬‬


‫‪ ،‬وﻋﻤق ﺼﻠﺘﻬم �ﺎﻟ ‪ ،‬ﻓ�ﻘﻌوا ﻓﻲ اﻟﺒـر اﻟـذاﺘﻲ ‪ 00‬وكـﺎن ﻓـﻲ ﺴـﻘوط ﻫـؤﻻء اﻷﻨﺒ�ـﺎء درس ﻟﻨـﺎ ‪،‬‬ ‫ﻟﻛــﻲ ﻨﺤﺘــرس ﻓــﻲ ﺴــﻠوكﻨﺎ ‪ ،‬وﻨﺨــﺎف ﻟــﺌﻼ ﻨﺴــﻘط ﻨﺤــن أ�ﻀـﺎً ‪ 00‬ﻫــذا ﻤــن ﻨﺎﺤ�ــﺔ ‪ ،‬وﻤــن ﻨﺎﺤ�ــﺔ‬ ‫أﺨرى ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻻ ﻨكون ﻗﺴﺎة ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ اﻟذﻴن �ﺴﻘطون ‪ 0‬ﻓﻨﺤن ﻤﻌرﻀون ﻟﻠﺴﻘوط " )‪0(1‬‬ ‫‪F59‬‬

‫س‪ : 435‬إن كﺎن ﺤﺎم ﻫو اﻟذي أ�ﺼر ﻋورة أﺒ�ﻪ وﻟم �ﺴـﺘرﻩ ﻓﻠﻤـﺎذا ﻟﻌـن ﻨـوح كﻨﻌـﺎن‬

‫ﺒن ﺤﺎم وﻫو ﺒرئ ؟ ﻤﻊ أن ﻫذﻩ اﻟﻠﻌﻨﺔ ﻟم ﺘﺘﺤﻘق ﻤﻤﺎ ﻴؤكد أن اﻟﻘﺼﺔ ﻤوﻀوﻋﺔ‪0‬‬

‫�ﻘوﻝ ﻋﻼء أﺒو �كر " ﻤن اﻟذي رأى ﻋورة أﺒ�ﻪ ؟ ﻫو ﺤﺎم ‪ ،‬ﻓكـﺎن اﻷوﻟـﻰ �ﺎﻟﻠﻌﻨـﺔ ﻫـو‬

‫ﺤــﺎم ﻨﻔﺴــﻪ ‪ ،‬أو ﻋﻠــﻰ أﺴ ـوأ اﻟﻔــروض ﻴﻠﻌــن اﻟﻨﺴــﻞ كﻠــﻪ ‪ :‬ﺤــﺎم وأوﻻدﻩ كﻠﻬــم ‪ ،‬ﻓﻠﻤــﺎذا إﻨﺼــﺒت‬ ‫اﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ كﻨﻌﺎن ﻓﻘط ؟ ﺜم ﻤﺎ اﻟذي ﻓﻌﻠﻪ إﺒن ﻨﺒﻲ ﻓﻲ أﺒ�ﻪ ؟ ﻫﻞ ﻓﻌﻞ اﻟﻔﺤﺸﺎء كﻤﺎ ﱠ‬ ‫ﺤﻠﻞ ذﻟك‬ ‫أﺤد اﻟﻘﺴﺎوﺴـﺔ اﻷﻤر�كـﺎن ؟ ﻤـن اﻟواﻀـﺢ أن ﻫـذﻩ اﻟﻘﺼـﺔ ﻤﺨﺘﻠﻘـﺔ ﻟﻛراﻫ�ـﺔ ﺒﻨـﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ اﻟﺸـدﻴدة‬

‫ﻟﻠﻛﻨﻌﺎﻨﻴﻴن ﺴكﺎن اﻷراﻀﻲ اﻟﺘﻲ ﻴر�دون اﻹﺴﺘ�ﻼء ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ 00‬ﺒدﻟﻴﻞ أﻨﻪ ذكر ﺤﺎم ﻤرﺘ�ط �ﺄﻨﻪ )‬

‫أﺒو كﻨﻌﺎن ( ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻟﻪ أﺒﻨﺎء آﺨـرون أﻛﺒـر ﻤﻨـﻪ ‪ ،‬ﻫـم ‪ :‬كـوش وﻤﺼـرا�م وﻓـوط ‪ 00‬وﻗـد أﻨـزﻝ ﷲ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺘـوراة واﻹﻨﺠﻴـﻞ واﻟﻘـرآن أﻻﱠ ﺘـزر وازرة وز أﺨـرى ‪ 00‬أﻻ ﻴﺘﺤﻤـﻞ أﺤـد ذﻨـوب آﺨـر ‪ ،‬ﻓﻠﻤـﺎذا‬

‫ﻟﻌ ــن كﻨﻌ ــﺎن وﺘ ــرك أﺒ� ــﻪ ﺤ ــﺎم ؟ وﻤ ــﺎ ذﻨ ــب ذر�ﺘ ــﻪ أن �ظﻠـ ـوا ﻋﺒﻴ ــداً ﻟﺴ ــﺎم و�ﺎﻓ ــث وذر�ﺘﻬﻤ ــﺎ ؟ )‬

‫اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪0( 269‬‬

‫و�ﻘــوﻝ ﻋــﺎطﻴ ﻋﺒــد اﻟﻐﻨــﻲ " ﻓﻘــد ﺒـ ﱠـررت اﻟﺘــوراة اﻟﻤوﻗــﻒ اﻟﻌــداﺌﻲ ﻟﺒﻨــﻲ إﺴ ـراﺌﻴﻞ ﻤــن‬

‫اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴﻴن إﻟــﻰ ﺴــﺒب ﻗــد�م ﺠــداً �ﻌــود إﻟــﻰ ﻋﻬــد ﻨــوح ‪ ،‬ﻓﺘﺤكــﻲ روا�ــﺔ اﻟﺘـوارة أن ﺤــﺎم أﺤــد أﺒﻨــﺎء‬

‫ﻨوح اﻟﺜﻼﺜﺔ ﻗد كﺸﻒ ﻋورة أﺒ�ﻪ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻋرف أﺒ�ﻪ اﻟﺨﺒر ﻟﻌن ذر�ـﺔ ﺤـﺎم ﻓـﻲ كﻨﻌـﺎن إﺒﻨـﻪ وﻨﺴـﻠﻪ‬

‫وﺤكم ﻋﻠ�ﻪ �ﺄن �كون ﻋﺒداً ﻷﺨو�ﻪ ) ﺴﺎم و�ﺎﻓث ( و�ذﻟك ﺘﻨﺴﻰ اﻟﺘوراة أﻨﻬﺎ ﺘﺨـﺎﻟﻒ ﻤﺒـدأ ﻫﺎﻤـﺎً‬ ‫ووﺼــ�ﺔ ﺘ ـرﻓض أن �ﺤﻤــﻞ اﻷﺒﻨــﺎء وزر اﻵ�ــﺎء وﺠــرم ﺤــﺎم �ﺴــﺘﺄﻫﻞ أن �ﺤﻤــﻞ ﺤــﺎم وزرﻩ وﺤــدﻩ‬ ‫وﻟ�س ﻨﺴﻠﻪ إﻟﻰ أﺒد اﻵﺒدﻴن !! " )‪0(1‬‬ ‫‪F60‬‬

‫و�ﻘوﻝ دكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود " و�ﻨزﻝ ﻟﻌﻨﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﺎم وأوﻻدﻩ ﻤن �ﻌـدﻩ ‪ ،‬ﻷﻨـﻪ ﻨظـر‬

‫إﻟــﻰ ﻋــورة أﺒ�ــﻪ ﻨــوح اﻟــذي ﺘﻌــرى ﻓــﻲ ﺨ�ﺎﺌــﻪ ‪ 0‬ﻨظ ـرة طﻔــﻞ إﻟــﻰ ﻋــورة أﺒ�ــﻪ أﻤــر ﻻ �ﻐﺘﻔــر ‪00‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻻﻫﻮﺗﻴﺔ ﻭﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ )ﺏ( ﺹ ‪106 - 104‬‬ ‫ﺃﺳﺎﻁﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪90‬‬

‫‪- 328 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪324‬‬


‫و�ﺴﺘﺤق اﻟﻠﻌﻨﺔ إﻟﻰ ﻴوم اﻟدﻴن "‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪F61‬‬

‫كﻤﺎ �ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود " ‪ 00‬ﻓﻠﻤـﺎ ﺘـ�ﻘظ اﻷب‬

‫وﻋﻠــم �ــﺎﻷﻤر دﻋــﺎ �ﺎﻟﻠﻌﻨــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺤــﺎم وﻨﺴــﻠﻪ ﻤــن اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴﻴن ‪� 0‬كوﻨــون ﻋﺒﻴــداً ﻟﺴــﺎم ﻤــدى اﻟــدﻫر‬

‫‪ ) 00‬واﻟﻐرض اﻟﺴ�ﺎﺴﻲ ﻫﻨﺎ واﻀـﺢ �ﺎﻟﻨﺴـ�ﺔ ﻟﻠﻴﻬـودي اﻟـذي كﺘـب ﻫـذا اﻟﻛـﻼم ﻓﻬـو ﻴـدﻋو ﻋﻠـﻰ‬ ‫أﺒﻨﺎء ﺤﺎم وﻫم اﻟﻔﻠﺴطﻴﻨﻴون واﻟﻤﺼر�ون �ﺄن �كوﻨوا ﻋﺒﻴداً ﻟﻠﺴﺎﻤﻴﻴن اﻟﻴﻬود وﺘﺤت ﺤكﻤﻬم ﻤدى‬

‫اﻟــدﻫر ( ‪ 00‬ﻫــﻞ ﻫــذا اﻟﻔﻌــﻞ ﻤــن وﻟــد ﺼــﻐﻴر ‪� 00‬ﺴــﺘﺤق ﻤــن اﻵب ﻫــذﻩ اﻟﻠﻌﻨــﺔ ﻋﻠ�ــﻪ وﻋﻠــﻰ‬

‫أﺤﻔـﺎدﻩ وﻨﺴﻠـﻪ �ﺄن �كون اﻟﻛﻞ ﻋﺒﻴداً ﻤﺴﺘﻌﺒدﻴن ﻟﻪ وﻷوﻻدﻩ ﻤدى اﻟدﻫر " )‪0(3‬‬ ‫‪F62‬‬

‫وأ�ﻀﺎً �ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﺼـطﻔﻰ ﻤﺤﻤـود " ﻻ ﺘـذكر ﻤﺼـر ﻓـﻲ اﻟﺘـوراة إﻻﱠ و�ﻬـددﻫﺎ رب‬ ‫إﺴراﺌﻴﻞ �ﺎﻟو�ﻞ واﻟﺜﺒور وﻋظﺎﺌم اﻷﻤور ‪ ،‬وﺘﻛﺎد ﺘﻛون اﻟﺘوراة ﻤﻨﺸو اًر ﺴ�ﺎﺴـ�ﺎً ﻀـد ﻤﺼـر ‪ 0‬ﻤـن‬

‫أ�ــﺎم ﻨــوح و�ــدون ﺴــﺒب واﻀــﺢ ﻴﻠﻌــن ﻨــوح أﺒﻨــﺎء وﻟــدﻩ ﺤــﺎم ) وﻫــم اﻟﻔﻠﺴــطﻴﻨﻴون واﻟﻤﺼ ـر�ون (‬ ‫و�ــدﻋو ﻋﻠــﻴﻬم �ــﺄن �كوﻨ ـوا ﻋﺒﻴــداً ﻟﻨﺴــﻞ إﺒﻨــﻪ اﻵﺨــر اﻟﻤﺤﺒــوب ﺴــﺎم ) وﻫــم اﻟﻴﻬــود ( وﻤﺴــﺘﻌﺒدﻴن‬

‫ﻟﻬم ﻤدى اﻟدﻫر ‪ 00‬وﻟﻛـن اﻟـذي �ﻘـ أر اﻟﺘـوراة كﻠﻬـﺎ �كﺘﺸـﻒ أن اﻟﺤكﺎ�ـﺔ ﻟ�ﺴـت ﺤكﺎ�ـﺔ ﻨـوح ٕواﻨﻤـﺎ‬

‫ﻫﻨــﺎك ﺜــﺄر ﻗــد�م وﺤﻘــد دﻓــﻴن ﺒــﻴن ﺸــﻌب إﺴ ـراﺌﻴﻞ وأرض ﻤﺼــر ﻤﻨــذ أ�ــﺎم اﻟﻔراﻋﻨــﺔ ‪ 00‬وكــﺎن‬

‫ﻤﻔﻬوﻤ ـﺎً �ﻌــد أن �ﻌــث اﻟــرب ﻤوﺴــﻰ وﻫــرون إﻟــﻰ ﻓرﻋــون ‪ ،‬وﻗﻀــﻲ ﻋﻠــﻰ ﻤﺼــر �ﺂ�ــﺎت ﻤــدﻤرة‬

‫ﻤﻬﻠﻛﺔ ‪ 00‬كﺎن اﻟﻤﻔروض �ﻌد ﻫذﻩ اﻟﻨك�ﺎت اﻟﺘﻲ ﺜﺄر ﺒﻬﺎ اﻟـرب ﻟﺸـﻌ�ﻪ ﻤـن ﻤﺼـر ‪ ،‬أن ﻴﻨﺘﻬـﻲ‬

‫اﻟﺤﻘد ‪ ،‬و�ﻨﺘﻬﻲ اﻟﺜـﺄر ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻗـﺎرئ اﻟﺘـوراة �كﺘﺸـﻒ اﻟﻌكـس ‪� 00‬كﺘﺸـﻒ أن ﺸـﻌب إﺴـراﺌﻴﻞ ﻗـد‬

‫ﺤﻤــﻞ ﺤﻘــدﻩ ﻤﻌــﻪ ‪ ،‬ووﻀــﻊ ﺜــﺄرﻩ ﺒــﻴن ﻋﻴﻨ�ــﻪ ‪ ،‬وﻟــم �كﻔــﻪ ﻤــﺎ أﻨزﻟــﻪ اﻟــرب �ﻤﺼــر ﻤــن ﻨك�ــﺎت ‪00‬‬ ‫و�طوﻝ اﻟﺘوراة وﻋرﻀﻬﺎ ﻻ �ﺄﺘﻲ ذكر ﻤﺼـر إﻻﱠ وﻤﻌـﻪ ﻟﻌﻨـﺔ أو وﻋﻴـد أو ﺘﻬدﻴـد أو ﻨﺒـؤة �ﺎﻟـدﻤﺎر‬

‫واﻟﺨراب ‪0(1) " 00‬‬ ‫‪F63‬‬

‫و�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬وﻫكذا ﻨزﻟت اﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ كﻨﻌﺎن اﻟﺸﺎب اﻟذي ﻟم �ﻘﺘـرف أي‬

‫إﺴﺎءة �ﺤـق ﺠـدﻩ ‪ 0‬ﻓﻬـﻞ كـﺎن اﻟﻌﺠـوز ) ﻨـوح ( ﻻ ﻴـزاﻝ ﺘﺤـت ﺘـﺄﺜﻴر اﻟﺨﻤـر ﻟﻤـﺎ ﻨطـق ﺒﻠﻌﻨﺘـﻪ ؟‬ ‫وﻤﻊ ذﻟك ﻗد كرﺴﻬﺎ ﻴﻬوﻩ " )‪0(2‬‬ ‫‪F64‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻷب ﺴــﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸــﺎ " إن اﻟﻌﺒ ـراﻨﻴﻴن ﻗــد أدﺨﻠ ـوا ﻫــذا اﻟﻔﺼــﻞ ﻓــﻲ اﻟﻘﺼــﺔ ﻟﺘﺒر�ــر‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪21‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪13‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪83 - 81‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪75 ، 74‬‬

‫‪- 329 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪325‬‬


‫إﻤﺘﻼﻛﻬم ﻷرض كﻨﻌﺎن وطردﻫم أﻫﻠﻬﺎ اﻟذﻴن ﻟﻌﻨﻬم ﻴﻬوﻩ �ﺴﺒب رؤ�ـﺔ أﺒـﻴﻬم كﻨﻌـﺎن ﻟﺼـورة أﺒ�ـﻪ‬

‫" )‪ ) 0(3‬راﺠﻊ أ�ﻀﺎً د‪ 0‬أﺤﻤد ﺤﺠﺎزي اﻟﺴﻘﺎ – ﻨﻘد اﻟﺘوراة ص ‪0( 129‬‬ ‫‪F65‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘد رأى ﺤﺎم ﻋورة أﺒ�ﻪ ﻓﻠم ﻴ�ﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﻟم �ﻔكر أن �ﺴﺘرﻩ ‪ ،‬ﺒﻞ ر�ﻤـﺎ ﺴـﺨر ﻤﻨـﻪ ‪ ،‬ور�ﻤـﺎ‬ ‫دﻋــﺎ أﺨو�ــﻪ ﻟ�ﺴــﺨ ار ﻤــن أﺒﻴﻬﻤــﺎ أ�ﻀـﺎً ‪ ،‬وﻤــﻊ ﻫــذا ﻓــﺈن ﻨــوح اﻟــذي ﺴــﻤﻊ �ﺄذﻨ�ــﻪ ﺼــوت ﷲ وﻫــو‬

‫ﻴ�ﺎركﻪ و��ﺎرك أوﻻدﻩ " و�ﺎرك ﷲ ﻨوﺤﺎً و�ﻨ�ﻪ وﻗﺎﻝ ﻟﻬم أﺜﻤروا وأﻛﺜروا ٕواﻤـﻸ وا اﻷرض " ) ﺘـك‬

‫‪ ( 1 : 9‬ﻟـم ﻴﺠـرو ﻋﻠـﻰ ﻟﻌــن ﺤـﺎم ‪ ،‬إذ كﻴـﻒ ﻴﺠــرو أن ﻴﻠﻌـن ﻤـن �ﺎركــﻪ ﷲ ؟ ﺒـﻞ ﻟـو أن ﻨوﺤـﺎً‬ ‫ﻟﻌن ﺤﺎم ﻟﻠﻌن ﺒﻬذا ﺜﻠث ﺴكﺎن اﻟﻌﺎﻟم‪0‬‬

‫‪ -2‬وﻤﺎ ذﻨب كﻨﻌﺎن أن ﺘﻘﻊ ﻋﻠ�ﻪ اﻟﻠﻌﻨﺔ وﻫو ﺒرئ ؟ ‪ 00‬اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن كﻨﻌﺎن رأى ﻤـﻊ أﺒ�ـﻪ‬

‫ﺤﺎم ﻋورة ﺠدﻩ ﻨوح ‪ ،‬وﻟم ﻴ�ﺎﻟﻲ كﺄﺒ�ـﻪ ‪ ،‬وﻟـم ﻴﻬـﺘم أن �ﺴـﺘرﻩ ‪ ،‬واﻟـدﻟﻴﻞ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا ﻗـوﻝ اﻟﻛﺘـﺎب "‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ إﺴﺘ�ﻘظ ﻨوح ﻤن ﺨﻤرﻩ ِ‬ ‫ﻋﻠم ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ �ﻪ إﺒﻨﻪ اﻷﺼﻐر ﻓﻘـﺎﻝ ﻤﻠﻌـون كﻨﻌـﺎن ‪ 0‬ﻋﺒـد اﻟﻌﺒﻴـد‬ ‫�كــون ﻷﺨوﺘــﻪ " ) ﺘــك ‪ ( 25 ، 24 : 9‬واﻟﻤﻘﺼــود �ــﺎﻹﺒن اﻷﺼــﻐر ﻫﻨــﺎ ﻫــو ﺤﻔﻴــدﻩ كﻨﻌــﺎن ‪،‬‬

‫وﻤن اﻟﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠ�ﻪ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻛﺘﺎب أن اﻟﺤﻔﻴد ﻴدﻋﻰ إﺒﻨـﺎً ‪ ،‬واﻟـدﻟﻴﻞ ﻋﻠـﻰ أن اﻟﻤﻘﺼـود �ـﺎﻹﺒن‬

‫اﻷﺼﻐر كﻨﻌﺎن ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬أن اﻹﺒن اﻷﺼﻐر ﻟﻨوح ﻫو �ﺎﻓث ‪ ،‬وﻫذا ﻟم ُﻴﻠﻌن ﻤن ﻗﺒﻞ ﻨوح ‪ ،‬ﻻ ﻫو وﻻ ﻨﺴﻠﻪ‪0‬‬ ‫ب‪ -‬إن اﻟذي ُﻟ ِﻌن ﻫو كﻨﻌﺎن‪0‬‬ ‫وﻫذا �ﻔﺴر ﻟﻨﺎ ﻟﻤﺎذا إﻨﺼﺒت اﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ كﻨﻌﺎن دون �ﻘ�ﺔ أﺨوﺘﻪ كوش وﻤﺼرا�م وﻓوط‪0‬‬ ‫‪ -3‬ﻨطــق ﻨــوح ﺒــروح اﻟﻨﺒـؤة ‪ ،‬وﻟــ�س ﺒــروح اﻟﺘﺸــﻔﻲ ‪ ،‬ﻓﺒــروح اﻟﻨﺒــؤة ﻋﻠــم ﻨــوح كﻴــﻒ ﺴــﺘﻛون‬

‫�ر ‪ ،‬وﺘﺴــﺘﺤق اﻟﻠﻌﻨــﺔ ‪ ،‬ﻓكــﺎن دور ﻨــوح ﻫﻨــﺎ ﻫــو إﻋــﻼن ﻟﻌﻨــﺔ ﷲ‬ ‫ﺤ�ــﺎة كﻨﻌــﺎن ﺸـر�رة وﻨﺴــﻠﻪ ﺸـر اً‬

‫ﻟﻛﻨﻌﺎن " ﻓﻘﺎﻝ ﻤﻠﻌون كﻨﻌﺎن ‪ 0‬ﻋﺒد اﻟﻌﺒﻴـد �كـون ﻷﺨوﺘـﻪ " ) ﺘـك ‪ ( 25 : 9‬وﻟـم �ﻘـﻞ " أﻨﻨـﻲ‬ ‫أﻟﻌــن كﻨﻌــﺎن " أو " ﻟــ�كن كﻨﻌــﺎن ﻤﻠﻌوﻨـﺎً " وكــﺄن اﻟﻠﻌﻨــﺔ ﻨﺎ�ﻌــﺔ ﻤــن ﻨــوح وﻤﻨﺼــ�ﺔ ﻋﻠــﻰ كﻨﻌــﺎن ‪،‬‬ ‫كﻼﱠ ‪ 0‬ﺒﻞ كﻞ ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻨوح أﻨﻪ أﻋﻠن وكﺸﻒ ﻤﺎ ﺘﺨﺒﺌﻪ اﻷ�ـﺎم ﻟﻛﻨﻌـﺎن ‪ ،‬وﻫـذا ﻤـﺎ أﻛدﺘـﻪ اﻷ�ـﺎم ‪،‬‬ ‫إذ أوﻏــﻞ اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴون ﻓــﻲ اﻟﺸ ــر وﻋ�ــﺎدة اﻷﺼــﻨﺎم ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ ﻗ ــدﻤوا أﺒﻨــﺎءﻫم ذ�ــﺎﺌﺢ �ﺸــر�ﺔ ﻟﻶﻟﻬ ــﺔ‬

‫اﻟوﺜﻨ�ﺔ‪0‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺎﺕ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺹ ‪191‬‬

‫‪- 330 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪326‬‬


‫‪� -4‬ﻘــوﻝ ﻋــﺎطﻴ ﻋﺒــد اﻟﻐﻨــﻲ " ﻓﺘﺤكــﻲ اﻟﺘــوراة أن ﺤــﺎم أﺤــد أﺒﻨــﺎء ﻨــوح اﻟﺜﻼﺜــﺔ ﻗــد كﺸــﻒ‬

‫ﻋورة أﺒ�ﻪ " ‪ ،‬وﻫذا ﻗوﻝ ﺠﺎﻨ�ﻪ اﻟﺼواب ‪ ،‬ﻷن ﺤـﺎم ﻟـم �كﺸـﻒ ﻋـورة أﺒ�ـﻪ ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ رأى أﺒـوﻩ وﻗـد‬ ‫ﺴكر وﺘﻌرى ﻓﻠم ﻴ�ﺎﻟﻲ‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘـوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود أن كﻨﻌـﺎن كـﺎن طﻔـﻼً ﺤـﻴن أ�ﺼـر ﻋـورة ﺠـدﻩ ﻨـوح ‪،‬‬

‫و�ﺘﺴــﺎءﻝ ﻋــﻼء أﺒــو �كــر إن كــﺎن كﻨﻌــﺎن ﻗــد ﻓﻌــﻞ اﻟﻔﺤﺸــﺎء ﻤــﻊ ﺠــدﻩ كﻘــوﻝ أﺤــد اﻟﻘﺴﺎوﺴــﺔ‬

‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد ‪ ،‬ﻓﻤــﻨﻬم ﻤــن ﻴــدﻋﻲ أن كﻨﻌــﺎن كــﺎن طﻔ ـﻼً ﻟ�ظﻬــر �ﺸــﺎﻋﺔ‬ ‫اﻷﻤر�كــﺎن ‪ ،‬وﻫكــذا ﻴﺘﺨــ�ط ُ‬ ‫وﻗﺴــوة ﻨــوح ‪ ،‬وﻤــﻨﻬم ﻤــن ﻴــدﻋﻲ أﻨــﻪ ﻓﻌــﻞ اﻟﻔﺤﺸــﺎء ‪ ،‬أي أﻨــﻪ ﺘﻌــدى ﻤرﺤﻠــﺔ اﻟطﻔوﻟــﺔ ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً‬ ‫ر�ﻤﺎ ﻤن ﻗﺎﻝ ﻫذا اﻟرأي اﻟﺴﻔ�ﻪ ﻗد أراد إظﻬﺎر ﻤدى إﻨﺤﻼﻝ اﻟﺠد ﻨوح ‪0‬‬

‫‪ -6‬ﺸــﻌب ﻤﺼــر ﻫــم ﺒﻨــو ﻤﺼـرا�م ﺒــن ﺤــﺎم ) ﺘــك ‪ ( 6 : 10‬و�ﻘــوﻝ اﻟﻘﻤــص ﺘــﺎدرس‬

‫�ﻌﻘوب " كﻠﻤﺔ " ﻤﺼرا�م " ﻓﻲ اﻟﻌﺒر�ﺔ ﻤﺜﻨﻲ ‪ ،‬ﻟذا ظن اﻟ�ﻌض أﻨﻬـﺎ ُدﻋﻴـت ﻫكـذا �ﺴـﺒب وﺠـود‬ ‫اﻟوﺠــﻪ اﻟ�ﺤــري واﻟوﺠــﻪ اﻟﻘﺒﻠــﻲ ‪ ،‬أو ﻷن ﻨﻬــر اﻟﻨﻴــﻞ �ﻘﺴــﻤﻬﺎ إﻟــﻰ ﻀــﻔﺔ ﺸ ـرﻗ�ﺔ وأﺨــرى ﻏر��ــﺔ ‪،‬‬ ‫ﻟﻛن اﻟـرأي اﻷرﺠـﺢ أﻨﻬـﺎ ُدﻋﻴـت " ﻤﺼـر " �ﺎﻟﻌر��ـﺔ ﻤـن اﻟﻌﺒر�ـﺔ ﻨﺴـ�ﺔ إﻟـﻰ ﻤﺼـرا�م ﺤﻴـث ﺴـكن‬ ‫ﻫو وأوﻻدﻩ ﻓﻴﻬﺎ ‪ٕ ،‬وان كﺎن ﻗد إﻤﺘد ﻨﺴﻠﻪ إﻟﻰ اﻟ�ﻼد اﻟﻤﺠﺎورة‪ 0‬أﻤﺎ أوﻻدﻩ ﻓﻬم ‪:‬‬

‫ﻟود�م ‪ 00 :‬كﺎﻨوا �ﻘطﻨون ﻏر�ﻲ اﻟﻨﻴﻞ ﻨﺤو ﻟﻴﺒ�ﺎ‪0‬‬

‫ﻋﻨﺎﻤ�م ‪ :‬ﻴﺒدو أن اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻤن ﻨﺴﻠﻪ ﺴكﻨت ﻓﻲ ﻟﻴﺒ�ﺎ‪0‬‬ ‫ﻟﻬﺎﺒ�م ‪ 00 :‬وﻫم أﻓر�ﻘﻴون ‪ ،‬ﻨﺸﺄوا أﺼﻼً ﻓﻲ ﻤﺼر‪0‬‬

‫ﻨﻔﺘوﺠ�م ‪ :‬ﻨﺴﻠﻪ ﻤن ﺴكﺎن ﻤﺼر اﻟوﺴطﻰ ‪ ،‬ﻗرب ﻤﻨﻒ ‪00‬‬

‫ﻓﺘروﺴ�م ‪ :‬ﺴكﻨوا ﻓﻲ ﻓﺘروس �ﺼﻌﻴد ﻤﺼر ‪ 0‬كﻠﻤﺔ " ﻓﺘروس " ﺘﻌﻨﻲ ) أرض اﻟﺠﻨوب (‪0‬‬

‫كﺴﻠوﺠ�م ‪ 00 :‬وﻫـﻲ ﻤﻨطﻘﺔ ﺠﺒﻠ�ـﺔ ﺸ ـرق اﻟﺒﻠﺴـم ‪ ،‬ﻓـ ـﻲ ﺤـدود ﻤﺼـر ﻤـن ﺠﻬـﺔ ﻓﻠﺴـطﻴن ‪" 00‬‬ ‫)‪0(1‬‬

‫‪F6‬‬

‫وﻟم ﺘﻘﻊ اﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﻌب ﻤﺼر ‪ ،‬إﻨﻤﺎ وﻗﻌت اﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ كﻨﻌﺎن ﺒـن ﺤـﺎم ‪ ،‬ﻓـﺈذاً ﻟـم �ﻘـﻞ‬

‫اﻟﻛﺘﺎب ﻗـط أن اﻟﻤﺼـر�ﻴن ﻤﻠﻌـوﻨﻴن ﻤـن ﻗﺒـﻞ إﻟـﻪ إﺴـراﺌﻴﻞ ‪ ،‬ﺒـﻞ أن إﻟـﻪ إﺴـراﺌﻴﻞ ﻗـد �ـﺎرك ﺸـﻌب‬

‫ﻤﺼر ﻗﺎﺌﻼً " ﻤ�ﺎرك ﺸﻌﺒﻲ ﻤﺼر " ) أش ‪ ( 25 : 19‬ووﻋـد �ﺄﻨـﻪ ﺴـ�كون ﻟـﻪ ﻤـذ�ﺢ ﻓـﻲ وﺴـط‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪130 ، 129‬‬

‫‪- 331 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪327‬‬


‫أرض ﻤﺼــر ‪ ،‬وأن اﻟﻤﺼـر�ﻴن ﺴــ�ﻌرﻓوﻨﻪ وﺴــ�ﻌﺒدوﻨﻪ " ﻓــﻲ ذﻟــك اﻟﻴــوم �كــون ﻤــذ�ﺢ ﻟﻠــرب ﻓــﻲ‬

‫وﺴط أرض ﻤﺼر وﻋﻤود ﻟﻠرب ﻋﻨد ﺘﺨوﻤﻬﺎ ‪ 00‬ﻓُ�ﻌرف اﻟرب ﻓﻲ ﻤﺼـر و�ﻌـرف اﻟﻤﺼـر�ون‬ ‫اﻟرب ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻴوم و�ﻘدﻤون ذﺒ�ﺤﺔ وﺘﻘدﻤﺔ و�ﻨـذرون ﻟﻠـرب ﻨـذ اًر و�وﻓـون �ـﻪ " ) أش ‪: 19‬‬ ‫ﱠ‬ ‫‪0( 20 ، 19‬‬

‫‪ -7‬كﺜﻴ ـ اًر ﻤــﺎ �ﻌــﺎﻨﻲ اﻷﺒﻨــﺎء ﻤــن آﺜــﺎم وﺸــرور أ�ــﺎﺌﻬم ‪ ،‬ﻓﻌﻨــدﻤﺎ �كــون اﻷب ﻓﺎﺴــﻘﺎً ﺸ ـر� اًر‬ ‫كﺴــﻼﻨﺎً ﺴــكﻴ اًر ‪ ،‬ﻓــﻼ ﺸــك أن أﺒﻨﺎﺌــﻪ ﺴ ـ�ﻌﺎﻨون ﻤــن اﻟﻔﺎﻗــﺔ واﻷﻟــم �ﺴــﺒ�ﻪ ‪ ،‬وﻋﻨــدﻤﺎ ﻋﺒــد اﻟﻴﻬــود‬

‫اﻟﻌﺠﻞ ﺠروا و�ﺎﻻً ﻋﻠﻰ أﺒﻨﺎءﻫم كﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟـﻨص اﻟﻘرآﻨـﻲ " إن اﻟـذي إﺘﺨـذوا اﻟﻌﺠـﻞ ﺴـﻴﻨﺎﻟﻬم‬

‫ﻏﻀــب ﻤــن ر�ﻬــم وذﻟــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺤ�ــﺎة اﻟــدﻨ�ﺎ " وﻗــﺎﻝ �ﻌــض اﻟﻤﻔﺴ ـر�ن " أن اﻵ�ــﺔ ﻤــن �ــﺎب ﺤــذف‬

‫اﻟﻤﻀﺎف ‪ ،‬واﻟﻤﻌﻨﻰ أن اﻟذﻴن إﺘﺨـذوا اﻟﻌﺠـﻞ و�ﺎﺸـروا ﻋ�ﺎدﺘـﻪ ﺴـﻴﻨﺎﻝ أوﻻدﻫـم إﻟـﻰ آﺨـرﻩ ‪ 00‬ﺜـم‬

‫ﺤذف اﻟﻤﻀﺎف ﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻛﻼم ﻋﻠ�ﻪ ") اﻟﺨﺎزن ﺠـ ‪ 1‬ص ‪" ( 181‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪F67‬‬

‫كﻤﺎ ذكرت كﺘب اﻟﺘراث اﻹﺴﻼﻤﻲ ﻗﺼﺔ اﻟﻠﻌﻨﺔ اﻟﺘـﻲ أﺼـﺎﺒت ﻨﺴـﻞ ﺤـﺎم ‪ ،‬ﻓﻤـﺜﻼً ﺠـﺎء ﻓـﻲ‬

‫كﺘﺎب اﻟﺒدا�ﺔ واﻟﻨﻬﺎ�ﺔ ﺠـ‪ 1‬ص ‪ 108‬ﻋن ﺤﺎم " وﻗﻴﻞ ﺒﻞ رأى أ�ﺎﻩ ﻨﺎﺌﻤﺎً وﻗد ﺒدت ﻋورﺘـﻪ ‪ ،‬ﻓﻠـم‬ ‫�ﺴﺘرﻫﺎ ‪ ،‬وﺴﺘرﻫﺎ أﺨوﻩ ‪ ،‬ﻓﻠﻬذا دﻋﺎ ﻋﻠ�ﻪ ‪ 00‬وأن �كون أوﻻدﻩ ﻋﺒﻴداً ﻷﺨوﺘﻪ " ) راﺠﻊ د‪ 0‬ﺴـﻴد‬

‫اﻟﻘﻤﻨﻲ – اﻷﺴطورة واﻟﺘراث ص ‪0( 222 – 220‬‬

‫‪� -8‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﺘﻌرض اﻷب ﻹﺸـﻌﺎﻋﺎت ﻗـد ﻴﻨﺠـب إﺒﻨـﺎً‬

‫اﻟﻤﺸوﻩ ‪ ،‬ﻤﻊ أﻨﻪ �ﺤﺼد ﻤﺎ ﺘﻌرض ﻟﻪ أﺒوﻩ ‪ ،‬كﻤـﺎ أن‬ ‫ﻤﺸوﻫﺎً ‪ ،‬وﻻ أﺤد �ﻘوﻝ ﻤﺎ ذﻨب ﻫذا اﻟوﻟد‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻷب أ�ﻀﺎً �ﺤﺼد ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﺎ ﻓﻌﻠـﻪ ﻓـﻲ إﺒﻨـﻪ ‪ ،‬إذ �ﺼـﻴر اﻹﺒـن اﻟﻤـر�ض أو اﻟﻔﺎﺸـﻞ أو اﻟﻤﻠﻌـون‬

‫ﻤ اررة ﻗﻠب ﻷﺒ�ﻪ ‪ ،‬وﻨﻼﺤظ أ�ﻀﺎً أن كﻨﻌﺎن ﻟـم �كـن �ـﺎ اًر وﻗـد ﺤﻤـﻞ ﺨط�ـﺔ ﻏﻴـرﻩ ‪ ،‬ﺒـﻞ كـﺎن ﻫـو‬ ‫وﻨﺴﻠﻪ �ﺴﺘﺤﻘون ﻋﻘو�ﺔ ﺨطﺎ�ﺎﻫم أ�ﻀﺎً ‪ ،‬و�رى اﻟﻤﻔﺴرون أن ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻨوح ﻋن كﻨﻌـﺎن ﻫـو ﻨﺒـؤة‬

‫ﻋن ﻤﺼﻴر اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻴﻴن اﻟذﻴن أُﺨذت كﻞ أ ارﻀـﻴﻬم ‪ ،‬وﺼـﺎرت ﻤﻠﻛـﺎً ﻟﻠﻴﻬـود ﻓـﻲ أ�ـﺎم ﻤﻤﻠﻛـﺔ داود‬ ‫وﻏﻴرﻩ ‪ ،‬و�رى اﻟ�ﻌض أﻨﻬـﺎ ﻨﺒـؤة ﻋـن إﺤـﺘﻼﻝ اﻟﻴوﻨـﺎن واﻟروﻤـﺎن أﺒﻨـﺎء �ﺎﻓـث ﻷرض كﻨﻌـﺎن ﻓ�ﻤـﺎ‬

‫�ﻌد " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -9‬ﻘــوﻝ أﺤــد اﻵ�ــﺎء اﻟرﻫ�ــﺎن ﺒــدﻴر ﻤﺎرﻤﻴﻨــﺎ اﻟﻌــﺎﻤر " ﻟــم ﻴﻠﻌــن ﻨــوح إﺒﻨــﻪ ﺤــﺎم ‪ ،‬ﺒــﻞ ﻟﻌــن‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪ُ – 18‬‬ ‫ﻁﺒﻊ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﺳﻨﺔ ‪1900‬ﻡ‬

‫‪- 332 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪328‬‬


‫ﺤﻔﻴـ ــدﻩ كﻨﻌـ ــﺎن ‪ ،‬ﻷن كﻠﻤـ ــﺔ اﻹﺒـ ــن اﻷﺼـ ــﻐر ) ﺘـ ــك ‪ ( 24 : 9‬ﺘﻌﻨـ ــﻲ كﻨﻌـ ــﺎن اﻟﺤﻔﻴـ ــد ‪ ،‬و�ـ ــرى‬

‫أور�ﺠــﺎﻨوس أن كﻨﻌــﺎن رأى ﻋــورة ﺠــدﻩ ﻓــﺄﺨﺒر أ�ــﺎﻩ ﺤــﺎم ﺒــروح اﻹﺴــﺘﻬزاء ‪ ،‬ﻓﺴــﺎرع ﺤــﺎم وأﺨﺒــر‬ ‫أﺨو�ﻪ ﻟﻴﺘدﺒروا اﻷﻤر ‪ ،‬وﻫكذا كﺎن اﻟﻤﺴﻴﺊ ﻫو كﻨﻌﺎن ‪ 0‬أﻤﺎ ﺘﺤﻘﻴق اﻟﻠﻌﻨﺔ ﻓﻘد ﺘم ‪ ،‬وﻤن أﻤﺜﻠﺔ‬

‫ﻗﺴـﻤﻬﺎ �ﺸـوع �ﺎﻟﻘرﻋـﺔ ﻹﺴـراﺌﻴﻞ ) �ـش ‪– 3 : 13‬‬ ‫ذﻟك أن أرﻀـﻬم كﺎﻨـت ﻀﻤـ ـن اﻷ ارﻀ ـﻲ أن ﱠ‬ ‫‪ ( 6‬وأ�ﻀﺎً " ﻟﻤﺎ ﺘﺸدد إﺴراﺌﻴﻞ أﻨـــﻪ وﻀـﻊ اﻟﻛﻨﻌـﺎﻨﻴﻴن ﺘﺤـت اﻟﺠز�ـﺔ " ) ﻗـض ‪] " ( 28 : 1‬‬ ‫ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪ -10‬ﺘﻘــوﻝ اﻟــدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠــﺔ ﺘوﻤــﺎ " أن اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴﻴن ﺨﻀــﻌوا ﻟﺒﻨــﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ طﺎﻟﻤــﺎ كــﺎن ﺒﻨــو‬

‫إﺴراﺌﻴﻞ �ط�ﻌون وﺼﺎ�ﺎ ﷲ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻷﻨﻬم إﺴـﺘ�ﻘوا ﻤـﻨﻬم أﺤ�ـﺎء وﻟـم ﻴﻨﻔـذوا وﺼـ�ﺔ ﷲ ﺒﺘﺤـر�ﻤﻬم‬

‫‪ ،‬ﺼﺎروا ﺸركﺎً وﻓﺨﺎً ﻟﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ‪ ،‬كﻤﺎ كﻠم ﷲ ﺸﻌ�ﻪ ﺘﻤﺎﻤﺎً ‪ ) 0‬أﻨظر �ش ‪45 – 43 : 21‬‬

‫‪ ، 16 – 6 : 23 ،‬ﻗــض ‪ ( 15 – 13 : 2‬ﻟﻘــد كــﺎن إﺴــﺘﻌ�ﺎد إﺴ ـراﺌﻴﻞ ﻟﻛﻨﻌــﺎن ﻋﻘو�ــﺔ ﻤــن ﷲ‬ ‫ﻟﻠﻛﻨﻌ ــﺎﻨﻴﻴن اﻟ ــذﻴن إﺴ ــﺘ�ﺎﺤوا اﻟﺸ ــر ‪ٕ ،‬واﻨﻤ ــﺎ إﺴ ــﺘﻌ�ﺎد اﻟﻛﻨﻌ ــﺎﻨﻴون ﻟﺒﻨ ــﻲ إﺴـ ـراﺌﻴﻞ ﻓك ــﺎن ﻤ ــن ﻗﺒﻴ ــﻞ‬ ‫اﻟﺘﺄدﻴب اﻹﻟﻬﻲ ﻟﺸﻌ�ﻪ ﻷﻨﻬم ﺨﺎﻟﻔوا وﺼﺎ�ﺎﻩ وﻋﺒدوا آﻟﻬﺔ اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻴﻴن " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴـﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -11‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺘوﻓﻴـق ﻓـرج ﻨﺨﻠـﺔ " ﻻ ﻴوﺠـد ﺘﻨـﺎﻗض ﺒـﻴن ﻟﻌـن ﻨـوح ﻟﻛﻨﻌـﺎن و�ـﻴن ﻤـﺎ‬

‫ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴﻔر ﺤزﻗ�ـﺎﻝ } ﻫﺎ كﻞ اﻟﻨﻔوس ﻫـﻲ ﻟـﻲ ‪ 0‬ﻨﻔـس اﻷب كـﻨﻔس اﻹﺒـن ‪ 0‬كﻼﻫﻤـﺎ ﻟـﻲ‪0‬‬

‫اﻟﻨﻔس اﻟﺘﻲ ﺘﺨطﺊ ﻫﻲ ﺘﻤوت { ) ﺤز ‪ ( 4 : 18‬ﻷن ﷲ ﻓﻲ ﺴﻔر ﺤزﻗ�ﺎﻝ ﻴﺘﻛﻠم ﻋن اﻟﻌﻘﺎب‬

‫اﻷﺒدي ‪ ،‬وﻟ�س اﻟﻌﻘﺎب اﻟزﻤﻨﻲ اﻟـذي ﺠـﺎء ذكـرﻩ ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺨـروج } ﻷﻨـﻲ أﻨـﺎ اﻟـرب إﻟﻬـك إﻟـﻪ‬

‫ﻏﻴور أﻓﺘﻘد ذﻨوب اﻵ�ﺎء ﻓﻲ اﻷﺒﻨﺎء ﻓﻲ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺜﺎﻟث واﻟرا�ﻊ ﻤـن ﻤ�ﻐﻀـﻲ { ) ﺨـر ‪5 : 20‬‬ ‫ّ‬ ‫( " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 436‬كﻴﻴ �ﺸكﻞ أﺒﻨﺎء ﻨوح اﻟﺜﻼﺜﺔ اﻷﻋراق اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﻫم أﺨوة ؟‬ ‫�ﻘوﻝ اﻟﺨوري ﺒوﻟس اﻟﻔﻐﺎﻟﻲ " رﺘب اﻟﻛﺎﺘب اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟ�ﺸر�ﺔ ﻓـﻲ ﺜـﻼث ﻤﺠﻤوﻋـﺎت‬

‫‪� ،‬ــﺎﻟﻨظر إﻟــﻰ ﻋﻼﻗــﺎﺘﻬم اﻟﺘﺎر�ﺨ�ــﺔ واﻟﺠﻐراﻓ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻋرﻓﻬــﺎ ﺸــﻌوب اﻟﺸــرق اﻟﻘــد�م ﺒــﻴن اﻟﻘــرن‬

‫اﻟﺜــﺎﻤن واﻟﻘ ــرن اﻟﺴ ــﺎدس ق‪0‬م‪ 0‬و�ﻤ ــﺎ أﻨ ــﻪ ﻟ ــم �ﻌ ــرف اﻟﻌ ــرق اﻷﺴ ــود واﻟﻌ ــرق اﻷﺼ ــﻔر ﻓﻬ ــو ﻟ ــم‬ ‫ﻴــذكرﻫﻤﺎ‪ 0‬ﺜــم أﻨــﻪ ر�ــط ﺒــﻴن ﺸــﻌب وآﺨــر �ﻌﻼﻗــﺔ ﺘﺸــ�ﻪ اﻹﺒــن �ﺄﺒ�ــﻪ ‪ ،‬ﻓﺠﻌــﻞ كوﺸ ـﺎً إﺒــن ﺤــﺎم ‪،‬‬ ‫‪- 333 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪329‬‬


‫وﺤو�ﻠﺔ إﺒن كوش ‪ ،‬ﻤـﻊ أﻨﻨـﺎ ﻨﻌـرف أﻨﻨـﺎ أﻤـﺎم ﺸـﻌوب و�ﻠـدان ﻴﺘﺼـﻞ �ﻌﻀـﻬﺎ ﺒـ�ﻌض ‪ ،‬ﻻ أﻤـﺎم‬

‫أﺒﻨﺎء ﻴﻨﺤﱠدرون ﻤن أب واﺤد " )‪0(1‬‬ ‫‪F68‬‬

‫و�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬ﻴﺘﻔق اﻟﻼﻫوﺘﻴون ﻋﻠﻰ أن ﻨوﺤﺎً أﻋطـﻰ آﺴـ�ﺎ ﻟﺴـﺎم ‪ ،‬وأور�ـﺎ‬ ‫ﻟ�ﺎﻓــث ‪ ،‬وأﻓر�ﻘ�ــﺎ ﻟﺤــﺎم ‪ ،‬ﻓوﻟــد كﻨﻌــﺎن وﺤــﺎم اﻟزﻨــوج واﻟﻤﻠــوﻨﻴن ‪ 0‬ﻟــذﻟك ﻴﻨ�ﻐــﻲ أن ﺘﻛــون ذر�ﺘﻬﻤــﺎ‬

‫ﻋﺒﻴداً ﻟﻸور�ﻴﻴن ‪ 0‬ﻟﻛن اﻟﺴـؤاﻝ ﻫـو ‪ :‬كﻴـﻒ أﺼـ�ﺢ أﺒﻨـﺎء ﻨـوح اﻟﺜﻼﺜـﺔ ‪ ،‬ﻤؤﺴﺴـﻴن ﻟﺜﻼﺜـﺔ أﻋـراق‬ ‫ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ‪ ،‬وﻫــم اﻟﻤوﻟــودون ﻤــن أب واﺤــد وأم واﺤــدة ؟ وﻤــﻊ ذﻟــك ‪ ،‬ﻋﻠﻴﻨــﺎ أن ﻨﻨﺤﻨــﻲ أﻤــﺎم إرادة‬ ‫ﻴﻬــوﻩ و " كﺘﺎ�ــﻪ اﻟﻤﻘ ـﱠدس " وﻨﻌﺘــرف �ــﺄن اﻟﻌــرق اﻵﺴــﻴوي اﻷﺼــﻔر ‪ ،‬ﺨــرج ﻤــن ﺼــﻠب ﺴــﺎم ‪،‬‬

‫واﻷور�ﻲ اﻷﺒ�ض ﻤن ﺼﻠب �ﺎﻓث ‪ ،‬واﻷﻓر�ﻘﻲ اﻷﺴود ﻤن ﺼﻠب ﺤﺎم وكﻨﻌﺎن ‪ 0‬ﺒﻴد أن ﺴؤاﻻً‬ ‫ﻴﺘ�ــﺎدر إﻟــﻰ اﻟــذﻫن ‪ :‬ﻤــن أﻴــن ﺠــﺎء اﻷﻤر�كﻴــون اﻟﺤﻤــر اﻟ�ﺸـرة ؟ أﻏﻠــب اﻟظــن أن اﻟــروح اﻟﻘــدس‬

‫ﺴﻬﺎ أن ُﻴﺨﺒر ﻤؤﻟﻒ كﺘﺎب اﻟﺘﻛو�ن ﻋن ذﻟك ‪ ،‬أو ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻨﻘر �ﺄن ﻫؤﻻء ﻻ أب ﻟﻬم " )‪0(1‬‬ ‫‪F69‬‬

‫ﱠ‬ ‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ﻋﻠﻰ رأي واﺤد ‪ ،‬ﺒﻞ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻟﻛﻞ ﻤﻨﻬم رأ�ﻪ اﻟذي ﻴﺘﻤﺴك‬ ‫ج ‪ -1 :‬كﺎﻟﻌﺎدة ﻗﻠﻤﺎ ﻴﺘﻔق ُ‬ ‫�ﻪ ‪ ،‬ﻓﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻴﻨكـر اﻟﻔﻐـﺎﻟﻲ ﺨـروج اﻟﻌـرق اﻷﺼـﻔر ﻤـن أﺒﻨـﺎء ﻨـوح ‪ ،‬ﻓـﺈن ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـﻞ �ﻘـوﻝ أن ﻫـذا‬ ‫اﻟﻌرق اﻷﺼﻔر ﻗد ﺨرج ﻤن ﻨﺴﻞ ﺴﺎم‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻤن اﻟﻤﻌروف أن ﻟون اﻟ�ﺸـرة ﻴﺘﺸـكﻞ �ﺤﺴـب اﻟﺒﻴﺌـﺔ اﻟﺘـﻲ �ﻌـ�ش ﻓﻴﻬـﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻟـذي �ﻌـ�ش‬

‫ﻓــﻲ ﺒﻴﺌــﺔ ذات درﺠــﺔ ﺤ ـ اررة ﻤرﺘﻔﻌــﺔ ﺒﺠ ـوار ﺨــط اﻹﺴــﺘواء �كﺘﺴــب اﻟﻠــون اﻷﺴــود أو اﻷﺴــﻤر ‪،‬‬

‫ﻟﻴﺘﻘــﻲ ﺤـ اررة اﻟﺸــﻤس ‪ ،‬وﻫــذا ﻨــوع ﻤــن ﺘﻛﱡﻴــﻒ اﻟﺠﺴــم ﻤــﻊ اﻟﺒﻴﺌــﺔ اﻟﺘــﻲ �ﻌــ�ش ﻓﻴﻬــﺎ ‪ ،‬ﺤﻴــث ﺘــزداد‬

‫ﺼ�ﻐﺔ اﻟﻤ�ﻼﻨﻴن ﻓﻲ اﻟﺠﻠد كﻠﻤﺎ إﺸﺘدت اﻟﺤ اررة ﻓ�ﺴﻤر ﻟوﻨـﻪ ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ ﻟـو أن إﻨﺴـﺎﻨﺎً أور��ـﺎً ﻋـﺎش‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺤﺎرة ﻟﺘﻐﻴﱠر ﻟون �ﺸرﺘﻪ‪0‬‬

‫س‪ : 437‬كم ﻤن اﻟﺴﻨﻴن ﻋﺎﺸﻬﺎ ﻨوح �ﻌد اﻟطوﻓﺎن ؟‬ ‫�ﻘــوﻝ ﻋــﻼء أﺒــو �كــر " ﻋﻨــدﻤﺎ ﺤــدث اﻟطوﻓــﺎن كــﺎن ﻋﻤــر ﻨــوح ‪ 600‬ﻋــﺎم ) ﺘــك ‪: 7‬‬

‫‪ٕ ( 11‬واﺴﺘﻤر اﻟطوﻓﺎن ﻤدة ﺴﻨﺔ و ‪ 27‬ﻴوﻤﺎً إﻟـﻰ أن ﺠﻔـت اﻷرض ) ﺘـك ‪ ( 14 ، 13 : 8‬ﺜـم‬ ‫ﻋﺎش ﻨوح �ﻌد اﻟطوﻓﺎن ‪ 350‬ﺴﻨﺔ ) ﺘك ‪ ( 29 ، 28 : 9‬و�ذﻟك �كون ﻨوح ﻗـد ﻋـﺎش ‪+ 600‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪178‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪75‬‬

‫‪- 334 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪330‬‬


‫‪ 951 = 350 + 1‬ﺴـ ــﻨﺔ و ‪ 27‬ﻴوﻤـ ـ ـﺎً ﺘﻘر�� ـ ـﺎً وﻟ�ﺴـ ــت ‪ 950‬كﻤـ ــﺎ �ﻘـ ــوﻝ اﻟﻛﺘـ ــﺎب اﻟﻤﻘ ـ ـﱠدس " )‬

‫اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪0( 259‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻨﻼﺤظ أن ﻫﻨﺎ ﻤﻐﺎﻟطﺔ ﻓﻲ اﻟﺴؤاﻝ ‪ ،‬وﻗد ﺘﻛون ﻫذﻩ اﻟﻤﻐﺎﻟطﺔ ﻋن ﺠﻬﻞ أو ﻋن ﻋﻤـد‬ ‫ﻓﻌﻤر ﻨوح ﻋﻨد ﺒدا�ـﺔ اﻟطوﻓـﺎن كـﺎن ‪ 600‬ﻋـﺎم ‪ +‬ﺸـﻬ اًر ‪ 27 +‬ﻴوﻤـﺎً " ﻓـﻲ ﺴـﻨﺔ ﺴـت ﻤﺌـﺔ ﻤـن‬

‫ﺤ�ﺎة ﻨوح ﻓﻲ اﻟﺸﻬر اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻟﺴﺎ�ﻊ ﻋﺸـر ﻤـن اﻟﺸـﻬر ﻓـﻲ ذﻟـك اﻟﻴـوم إﻨﻔﺠـرت كـﻞ‬ ‫ﻴﻨﺎﺒ�ﻊ اﻟﻐﻤر اﻟﻌظ�م ٕواﻨﻔﺘﺤت طﺎﻗﺎت اﻟﺴﻤﺎء " ) ﺘك ‪ ( 11 : 7‬كﻤﺎ أن اﻟطوﻓﺎن إﺴﺘﻤر ﻟﻤدة‬ ‫ﺴــﻨﺔ وﺸــﻬر و ‪ 27‬ﻴوﻤـﺎً ﺘﻌــد ﻤﻐﺎﻟطــﺔ أﺨــرى ‪ ،‬ﻷن اﻟطوﻓــﺎن إﺴــﺘﻤر أر�ﻌــﻴن ﻴوﻤـﺎً ﻓﻘــط " وكــﺎن‬

‫اﻟطوﻓﺎن أر�ﻌﻴن ﻴوﻤﺎً ﻋﻠﻰ اﻷرض " ) ﺘك ‪ 0 ( 17 : 7‬وأ�ﻀﺎً ﻨﺸﻔت اﻟﻤ�ﺎﻩ ﻋن اﻷرض �ﻌـد‬

‫ﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﺜم ﺠﻔت اﻷرض �ﻌـد ﺴـﻨﺔ وﺸـﻬر و ‪ 27‬ﻴوﻤـﺎً " وكـﺎن ﻓـﻲ اﻟﺴـﻨﺔ اﻟواﺤـدة واﻟﺴـت ﻤﺌـﺔ‬

‫ﻓﻲ اﻟﺸﻬر اﻷوﻝ ﻓﻲ أوﻝ اﻟﺸﻬر أن اﻟﻤ�ﺎﻩ ﻨﺸـﻔت ﻋـن اﻷرض ‪ 00‬وﻓـﻲ اﻟﺸـﻬر اﻟﺜـﺎﻨﻲ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻴوم اﻟﺴﺎﺒـﻊ واﻟﻌﺸر�ن ﻤن اﻟﺸﻬر ﺠﻔت اﻷرض " ) ﺘك ‪0( 14 ، 13 : 8‬‬ ‫‪ -2‬ﻋﻤر ﻨوح = ‪ 600‬ﻋﺎم ‪ +‬ﺸﻬر ‪ 17 +‬ﻴوﻤﺎً ) ﺒدا�ﺔ اﻟطوﻓﺎن (‬

‫‪ 40 +‬ﻴوﻤ ـﺎً ) ﻤــدة اﻟطوﻓــﺎن ( ‪ 350 +‬ﻋﺎﻤ ـﺎً ) ﻋﺎﺸــﻬﺎ ﻨــوح �ﻌــد اﻟطوﻓــﺎن ( = ‪950‬‬ ‫ﺴﻨﺔ ‪ +‬ﺸﻬر�ن ‪ 27 +‬ﻴوﻤﺎً أي ﺘﻘر��ﺎً ‪ 950‬ﺴﻨﺔ ‪0‬‬

‫وﻫذا ﻴﺘﻔق ﺘﻤﺎﻤﺎً ﻤﻊ ﻗوﻝ اﻟﻛﺘﺎب " وﻋﺎش ﻨـوح �ﻌـد اﻟطوﻓـﺎن ﺜـﻼث ﻤﺌـﺔ وﺨﻤﺴـﻴن ﺴـﻨﺔ‬

‫‪ 0‬ﻓﻛﺎﻨت كﻞ أ�ﺎم ﻨوح ﺘﺴﻊ ﻤﺌﺔ وﺨﻤﺴﻴن ﺴﻨﺔ وﻤﺎت " ) ﺘك ‪0( 28 : 9‬‬

‫‪� -3‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ ﺘ�ﻤوﺜــﺎوس اﻟﺴــر�ﺎﻨﻲ " ﺘﺤﺘﺴــب اﻟ ـ ‪ 350‬ﺴــﻨﺔ ﻤــن ﺘــﺎر�ﺦ ﻨﺠــﺎة ﻨــوح ﻤــن‬

‫اﻟﻤــوت �ﺎﻟطوﻓــﺎن ‪ ،‬كﻤــﺎ ﻨﻘــوﻝ �ﺎﻟﻌﺎﻤ�ــﺔ أن ﻓــﻼن ﻋــﺎش �ﻌــد ﻨﺠﺎﺘــﻪ ﻤــن اﻟﺤﺎدﺜــﺔ اﻟﻤــدﻤرة ﻋﺸــر‬

‫ﺴﻨوات ‪ ،‬وﻻ ﻨﻠﺘﻔت إﻟﻰ اﻟﻤدة اﻟﺘﻲ أﻤﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻟﻠﻌﻼج " ] ﻤن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ ﺴـﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘـوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ اﻟدكﺘور ﻴوﺴﻴ ر�ـﺎض " ﻫـذا اﻟﺴـؤاﻝ ﻓ�ـﻪ ﻤﻐﺎﻟطـﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻟطوﻓـﺎن ﺒـدأ‬

‫ﻋﻨدﻤﺎ كﺎن ﻋﻤر ﻨوح ‪ 600‬ﺴﻨﺔ وﺸﻬ اًر وﺴ�ﻌﺔ ﻋﺸر ﻴوﻤﺎً ‪ٕ ،‬واﺴﺘﻤر اﻟطوﻓﺎن ‪ 40‬ﻴوﻤﺎً ‪ ،‬و�ﻌد‬

‫اﻟطوﻓﺎن ﻋﺎش ﻨوح ‪ 350‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬أي كﺎن إﺠﻤﺎﻟﻲ ﻋﻤرﻩ ﻨﺤو ‪ 950‬ﺴﻨﺔ ‪ 0‬أﻤﺎ ﻗوﻝ اﻟﻛﺘﺎب ﻓـﻲ‬

‫ﺴﻨﺔ ‪ 601‬ﻓﻲ اﻟﺸﻬر اﻷوﻝ ﻓﻲ أوﻝ اﻟﺸﻬر ﻨﺸﻔت اﻟﻤ�ﺎﻩ ﻋن اﻷرض ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺸﻬر اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ‬ ‫‪- 335 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪331‬‬


‫اﻟﻴوم اﻟﺴﺎ�ﻊ واﻟﻌﺸـر�ن ﺠﻔـت اﻷرض ‪ ،‬ﻓﻬـذا ﻤوﻀـوع ﻻ ﻋﻼﻗـﺔ ﻟـﻪ �ﻌﻤـر ﻨـوح " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت‬

‫أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘـوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺘوﻓﻴق ﻓـرج ﻨﺨﻠـﺔ " كـم ﻤـن اﻟﺴـﻨﻴن ﻋﺎﺸـﻬﺎ ﻨـوح ؟ كﺎﻨـت كـﻞ أ�ـﺎم ﻨـوح‬

‫‪ 950‬ﺴﻨﺔ ‪ 0‬ﺤدث اﻟطوﻓﺎن وﻋﻤـر ﻨـوح ‪ 600‬ﺴـﻨﺔ ) ﺘـك ‪ ( 6 : 7‬وﻋـﺎش �ﻌـد اﻟطوﻓـﺎن ‪350‬‬

‫ﺴﻨﺔ ) ﺘك ‪� ( 28 : 9‬ﻌد ﺤدوث اﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬وﻟ�س �ﻌـد اﻟﺨـروج ﻤـن اﻟﻔﻠـك ‪ ،‬ﻓ�كـون ﻋﻤـر ﻨـوح‬ ‫‪ 950 = 350 + 600‬ﺴﻨﺔ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 438‬ﻫﻞ ﻴوﺠد ﺨطﺄ ﻋﺎﻤﻴن ﻓﻲ ﻋﻤر ﺴﺎم ؟‬ ‫ﻓﻘد ُوِﻟد ﺴﺎم ﻋﻨدﻤﺎ كﺎن ﻋﻤر ﻨوح ‪ 500‬ﺴـﻨﺔ " وكـﺎن ﻨـوح إﺒـن ﺨﻤـس ﻤﺎﺌـﺔ ﺴـﻨﺔ ‪0‬‬ ‫ووﻟد ﻨوح ﺴﺎﻤﺎً وﺤﺎﻤﺎً و�ﺎﻓث " ) ﺘك ‪ ( 32 : 5‬وﻋﻨدﻤﺎ ﺤدث اﻟطوﻓﺎن كـﺎن ﻋﻤـر ﺴـﺎم ‪100‬‬

‫ﺴﻨﺔ و�ﻌد اﻟطوﻓﺎن �ﺴﻨﺘﻴن ﺼـﺎر ﻋﻤـرﻩ ‪ 102‬ﺴـﻨﺔ ‪ ،‬ﻓكﻴـﻒ �ﻘـوﻝ اﻟﻛﺘـﺎب " ﻫـذﻩ ﻤواﻟﻴـد ﺴـﺎم ‪0‬‬

‫ﻟﻤﺎ كﺎن ﺴﺎم إﺒن ﻤﺌﺔ ﺴﻨﺔ وﻟد أرﻓكﺸﺎد �ﻌد اﻟطوﻓـﺎن �ﺴـﻨﺘﻴن " ) ﺘـك ‪ ( 10 : 11‬؟ ) اﻟﺒﻬر�ـز‬

‫ﺠـ ‪ 1‬س ‪0( 64‬‬

‫ج ‪� -1 :‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ أﻏﺴــطﻴﻨوس اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ " إذا أﺨــذﻨﺎ ﻓــﻲ اﻟﺤﺴــ�ﺎن ﺴــﻨﺔ اﻟﻤــ�ﻼد ‪ ،‬واﻟﺴــﻨﺔ‬

‫اﻟﺘﻲ أﻨﺠب ﻓﻴﻬﺎ �كـون ﻋﻤـرﻩ ‪ 102‬ﺴـﻨﺔ ‪ٕ ،‬واذا ﻟـم ﺘُﺤﺴـب اﻟﺴـﻨﺔ اﻷوﻟـﻰ واﻷﺨﻴـرة �كـون اﻟﻔـﺎرق‬ ‫‪ 100‬ﺴـﻨﺔ ‪ ،‬ﻤــﻊ ﻤﻼﺤظــﺔ أﻨــﻪ ﻤــن اﻟﻤﺘﻌــﺎرف ﻋﻠ�ــﻪ ﺘﻘر�ــب اﻷرﻗــﺎم " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ ﺴــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ـﺎء اﻟرﻫ�ـﺎن ﺒـدﻴر ﻤﺎرﻤﻴﻨـﺎ اﻟﻌـﺎﻤر " ﻫـﻞ ﺴـﺎم وﺤـﺎم و�ﺎﻓـث ُوﻟـدوا ﻋﻨـدﻤﺎ‬

‫كﺎن ﻋﻤر ﻨوح ﻨﺤـو ‪ 500‬ﺴـﻨﺔ �ﺎﻟﺘﻤـﺎم ؟ �ـﺎأﺨﻲ اﻟﺤﺒﻴـب ﻋﻨـدﻤﺎ كـﺎن ﻋﻤـر ﻨـوح ‪ 500‬ﺴـﻨﺔ ﺒـدأ‬

‫ﻴﻨﺠب أوﻻدﻩ ‪ ،‬وﻟم �ﻘﻞ اﻟﻛﺘﺎب أﻨﻬم ﺘواﺌم ‪ ،‬ﻓﻤن اﻟﻤﻤكن أن �كون ﺴﺎم ُوﻟد �ﻌد ﺴـﻨﺔ أو إﺜﻨﺘـﻴن‬ ‫ﻤــن اﻟ ـ ‪ 500‬ﺴــﻨﺔ اﻟﺘــﻲ ﻷﺒ�ــﻪ ‪ ،‬و�ﻌــدﻩ �ﺴــﻨﺔ أو ﺴــﻨﺘﻴن ُوﻟــد أﺨــوﻩ وﻫكــذا ‪ 00‬وﻻ ُ�ﻔﻬــم ﻤــن ﻗــوﻝ‬

‫اﻟﻛﺘــﺎب " َوَﻟـ َـد ﻨــوح ﺴــﺎﻤﺎً وﺤﺎﻤـﺎً و�ﺎﻓــث " أن " ﺴــﺎﻤﺎ ﻫــو اﻷﻛﺒــر ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ذكــر أوﻻً ﻷن ﻤــن ﻨﺴــﻠﻪ‬ ‫ﺴ�ﺄﺘﻲ إﺒراﻫ�م وداود واﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ ‪ ،‬وﻓـﻲ ) ﺘـك ‪ ( 2 : 10‬ذكـر �ﺎﻓـث أوﻻً وﻓـﻲ ) ﺘـك ‪: 10‬‬

‫و�ﻔﻬــم ﻤــن ) ﺘــك ‪( 21 : 10‬‬ ‫‪ ( 6‬ذكــر ﺤــﺎم ﺜﺎﻨ�ـﺎً ‪ ،‬وﻓــﻲ ) ﺘــك ‪ ( 21 : 10‬ذكــر ﺴــﺎم ﺜﺎﻟﺜـﺎً ‪ُ ،‬‬ ‫أن أﻛﺒر أوﻻد ﻨوح ﻫو �ﺎﻓث ‪ ،‬ﻓﺈذاً ﺴﺎم ﻫو اﻹﺒن اﻟﺜﺎﻨﻲ أو اﻟﺜﺎﻟث ﻟﻨوح " ] ﻤن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ‬ ‫‪- 336 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪332‬‬


‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫) راﺠﻊ أ�ﻀﺎً اﻟﻘس ﻤﻨ�س ﻋﺒد اﻟﻨور – ﺸﺒﻬﺎت وﻫﻤ�ﺔ ص ‪0( 39‬‬

‫‪- 337 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪333‬‬


‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ‪ :‬ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻧﻮﺡ ﻭﺑﺮﺝ ﺑﺎﺑﻞ‬ ‫) ﺗﻚ ‪( 11 ، 10‬‬ ‫س‪ : 439‬ﻤن ﻫو ﻨﻤرود ؟ وﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ أﻨﻪ كﺎن ﺠﱠ�ﺎر ﺼﻴد أﻤﺎم اﻟرب ؟‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘـد أﺸـرﻨﺎ ﻤـن ﻗﺒــﻞ إﻟــﻰ إﺸـﺎرة اﻟــدكﺘور " أور " ‪� Dr. Orr‬ﻤــدى دﻗـﺔ ﺴــﺠﻞ ﻤواﻟﻴــد‬

‫اﻹﺼــﺤﺎح اﻟﻌﺎﺸــر ﻤــن ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ‪ ،‬وﻨﻀــﻴﻒ ﻫﻨــﺎ ﻤــﺎ ﻗﺎﻟــﻪ اﻟﻘـس ﺼــﻤوﺌﻴﻞ ﻤﺸـرﻗﻲ " �ﻌﺘﺒــر‬

‫اﻹﺼــﺤﺎح اﻟﻌﺎﺸــر ﻤــن ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ﺠــدوﻻً ﻻ ﻨظﻴــر ﻟــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻹطــﻼق ﻟﺒ�ــﺎن أﺼــﻞ اﻷﻤــم‬

‫وﻨﺸﺌﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻫـو أدق ﺴـﺠﻞ ﻗـد أﻴدﺘـﻪ ﺘﻤﺎﻤـﺎً كـﻞ اﻹﻛﺘﺸـﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ـﺔ ‪ ،‬و�ظﻬـر ﻤـن اﻵ�ـﺎت ‪– 8‬‬

‫‪ 10‬أن اﻟﺤﻀــﺎرة اﻟ�ﺎﺒﻠ�ــﺔ كﺎﻨــت أﻗــدم اﻟﺤﻀــﺎرات وﺘﻠﻴﻬــﺎ اﻵﺸــور�ﺔ ‪ ،‬وﻫــﻲ ﻤــﺄﺨوذة ﻋﻨﻬــﺎ ﻷﻨﻬــﺎ‬

‫أﺤدث ﻤﻨﻬﺎ " )‪0(1‬‬ ‫‪F0‬‬

‫‪ -2‬ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن " وكـوش َوَﻟـد ﻨﻤـرود اﻟـذي إﺒﺘـدأ �كـون ﺠ�ـﺎ اًر ﻓـﻲ اﻷرض ‪0‬‬

‫اﻟذي كﺎن ﺠﱠ�ﺎر ﺼﻴد أﻤﺎم اﻟرب‪ 0‬ﻟذﻟك �ﻘﺎﻝ كﻨﻤرود ﺠﱠ�ﺎر ﺼﻴــد أﻤـﺎم اﻟـرب " ) ﺘـك ‪8 : 10‬‬

‫‪ 0 ( 9 ،‬وكﻠﻤـﺔ " ﻨﻤـرود " ﺘﻌﻨــﻲ " ﺠ�ـﺎر " أو " ﻤﺘﻤـرد " ‪ ،‬ﻓﻨﻤــرود ﻫـو إﺒـن كــوش ﺒـن ﺤـﺎم ﺒــن‬ ‫ﻨــوح ‪ ،‬وﻫــو اﻟــذي أﺴــس أوﻝ ﻤﻤﻠﻛــﺔ وﻫــﻲ ﻤﻤﻠﻛــﺔ �ﺎﺒــﻞ اﻟﺘــﻲ دﻋﺎﻫــﺎ ﻤﻴﺨــﺎ اﻟﻨﺒــﻲ أرض ﻨﻤــرود "‬

‫ﻓﻴرﻋون أرض آﺸور �ﺎﻟﺴـﻴﻴ وأرض ﻨﻤـرود ﻓـﻲ أﺒواﺒﻬـﺎ " ) ﻤـﻲ ‪ ( 6 : 5‬وﻗـد ﺤـوت ﻤﻤﻠﻛـﺔ‬ ‫�ﺎﺒﻞ ﺤﻴﻨذاك أر�ﻊ ﻤدن رﺌ�ﺴ�ﺔ ﻫﻲ " �ﺎﺒﻞ " أي �ﺎب اﻹﻟـﻪ ‪ ،‬و " أرك " أي ﻤﺴـﺘد�م ‪ ،‬و " أﻛـد‬

‫" أو " أﻛــﺎد " أي ﻤﺴــﺘﻘ�م ‪ ،‬و " كﻠﻨــﺔ " أي ﺤﺼــن ‪ ،‬و�ـرﺘ�ط إﺴــم �ﺎﺒــﻞ ﻤــن اﻟﻨﺎﺤ�ــﺔ اﻟرﻤز�ــﺔ أو‬

‫اﻟﻨﺒو�ــﺔ �ﺎﻟﻨظــﺎم اﻟﻔﺎﺴــد ‪ ،‬كﻤــﺎ أن إﺴــم " ﻨﻤــرود " �ﺸــﻴر ﻟﻠﺘﻤــرد ﻀــد ﷲ ‪ ،‬وﺤﻴــث أن اﻟﺤﻴواﻨــﺎت‬ ‫اﻟﻤﻔﺘرﺴــﺔ كﺎﻨــت ﻤﻨﺘﺸ ـرة ﺤﻴﻨــذاك ﻟــذﻟك كــﺎن ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﻠــك ﻤطﺎردﺘﻬــﺎ ﺤﻤﺎ�ــﺔ ﻟﺸــﻌ�ﻪ وﻟﻤواﺸــ�ﻪ )‬

‫ارﺠــﻊ داﺌـرة اﻟﻤﻌــﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ــﺔ ﺠــ ‪ 8‬ص ‪ ، 85 ، 84‬واﻟﻘﻤــص ﺘــﺎدرس �ﻌﻘــوب – ﺘﻔﺴــﻴر ﺴــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن ص ‪0( 129 ، 128‬‬

‫‪ -3‬ﻗﺎﺴم ﺴﻴر " أوﺴﺘن ﻻ�ﺎر " �ﺎﻟﺘﻨﻘﻴب ﻓﻲ ﻤﻨطﻘﺔ ﺘ�ﻌد ‪ 20‬ﻤ�ﻼً ﺠﻨوب ﺸرق اﻟﻤوﺼﻞ‬ ‫‪ ،‬وﻨﺼـﻒ ﻤﻴــﻞ ﺸـرق ﻨﻬــر دﺠﻠـﺔ ‪ ،‬ﻓكﺸــﻒ ﻋـن ﻗﺼـر�ن ﻤـن أروع اﻟﻘﺼــور اﻟﺘـﻲ أﻗﺎﻤﻬــﺎ ﻨﻤــرود‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪65‬‬

‫‪- 339 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪334‬‬


‫ﻓــﻲ ﻤدﻴﻨــﺔ كــﺎﻟﺢ ‪ٕ ،‬واﻛﺘﺸــﻒ أ�ﻀـﺎً ﺘﻤﺜــﺎﻝ ﻟﻨﻤــرود ﻤﺠــﻨﺢ ﺒﺠﺴــد ﻋﺠــﻞ ‪ ،‬ورأس إﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﻤﻨﺤوﺘـﺎً‬ ‫ﻤن اﻟﻤرﻤر ) راﺠﻊ د‪ 0‬ﺠون إﻟدر – ﺘرﺠﻤﺔ د‪ 0‬ﻋزت زكﻲ – اﻷﺤﺠﺎر ﺘﺘﻛﻠم (‪0‬‬ ‫و�ﻘــوﻝ اﻷﺴــﻘﻴ إ�ﺴــﻴذورس " ذكــر اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس إﺴــم واﺤــد ﻤــن ﻫــؤﻻء اﻟﺠ�ــﺎﺒرة اﻟــذي‬

‫إﻤﺘﺎزوا �ﺎﻟﻘوة واﻟﺠﺒروت وﻫو ﻨﻤرود ﻤن أوﺼﺎﻓﻪ اﻟذي ذكرﻫـﺎ إﻨﻪ ﺠ�ﱠﺎر ﺼـﻴد أﻤـﺎم اﻟـرب ) ﺘـك‬

‫‪ ( 9 : 10‬ﻓﻘد رددت اﻵﺜﺎر ﺼدى ﻫذا اﻟوﺼﻒ ﻷﻨﻪ ُو ِﺠدت ﺘﻤﺎﺜﻴﻞ ﻟﻨﻤرود ﻓﻲ ﺨرا�ﺎت ﻨﻴﻨوى‬ ‫ﺘدﻝ ﻋﻠﻰ ﺠﺒروﺘﻪ وﻓﻲ �ﻌﻀﻬﺎ ﻨﺠدﻩ ﻤﺘﺄ�طﺎً أﺴداً " )‪0(1‬‬ ‫‪F1‬‬

‫‪ -4‬ﻤﻌﻨﻰ ﻗوﻝ اﻟﻛﺘﺎب " كﺎن ﻨﻤرود ﺠﱠ�ﺎر ﺼـﻴد أﻤـﺎم اﻟـرب " أي كـﺎن ﻨﻤـرود ﻗو�ـﺎً ﺠ�ـﺎ اًر‬

‫ﻤــﺎﻫ اًر ﻓــﻲ ﺼــﻴد اﻟوﺤ ـوش ﻤﻌﺘ ـ اًز �ﻘوﺘــﻪ ﻤﺘﺤــد�ﺎً ﻗــوة ﷲ ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻗﻴــﻞ " أﻤــﺎم اﻟــرب " أي إﺘﺠــﺎﻩ‬

‫اﻟــرب أو ﻀــد اﻟــرب ‪ ،‬وﺼــﺎر ﻨﻤــرود ﻤﻀــرب اﻷﻤﺜــﺎﻝ ﻟــذﻟك ﺨــرج اﻟﻤﺜــﻞ �ﻘــوﻝ " كﻨﻤــرود ﺠ�ــﺎر‬

‫ﺼﻴد أﻤﺎم اﻟرب " ‪0‬‬

‫س‪ : 440‬ﻫــﻞ ﺸــﺎﻟﺢ ﺒ ــن أرﻓﻛﺸــﺎد " وأرﻓﻛﺸــﺎد َوَﻟـ َـد ﺸــﺎﻟﺢ " ) ﺘــك ‪" 00 ( 24 : 10‬‬ ‫وﻋﺎش أرﻓﻛﺸﺎد ﺨﻤﺴﺎً وﺜﻼ ﺜﻴــن ﺴﻨﺔ َوَوﻟـَ​َد ﺸﺎﻟـﺢ " ) ﺘك ‪ " 00 ( 12 : 11‬وأرﻓﻛﺸـﺎد‬

‫َوَﻟ َد ﺸﺎﻟﺢ " ) ‪ 1‬أخ ‪ ( 18 : 1‬أم أﻨﻪ إﺒن ﻗﻴﻨـﺎن ﺒـن أرﻓﻛﺸـﺎد " ﺸـﺎﻟﺢ ﺒـن ﻗﻴﻨـﺎن ﺒــن‬ ‫أرﻓﻛﺸﺎد " ) ﻟو ‪ ( 36 ، 35 : 3‬؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪ ، 434‬س‪0( 512‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺠﺎء ﻓـﻲ داﺌرة اﻟﻤﻌﺎرف ﻋـن ﺸـﺎﻟﺢ أﻨـﻪ " إﺴـم ﻋﺒـري ﻤﻌﻨـﺎﻩ " ﻨﺒﺘـﺔ أو ﻓـرخ " وﻫـو إﺒـن‬

‫أرﻓكﺸــﺎد وأﺒــو ﻋــﺎﺒر ﻤــن ﻨﺴــﻞ ﺴــﺎم ﺒــن ﻨــوح ) ﺘــك ‪ 1 ، 15 -12 : 11 ، 24 : 10‬أخ ‪: 1‬‬

‫‪ ، 24 ، 18‬ﻟو ‪ ( 36 ، 35 : 3‬و�ذكر ﻟوﻗﺎ أن ﺸـﺎﻟﺢ كـﺎن إﺒـن ﻗﻴﻨـﺎن ﺒـن أرﻓكﺸـﺎد ‪ ،‬وﻫـو ﻤـﺎ‬ ‫ﺠــﺎء ﻓــﻲ اﻟﺘرﺠﻤــﺔ اﻟﺴــ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ﻟﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن " )‪ ) 0(2‬ارﺠــﻊ أ�ﻀـﺎً داﺌـرة اﻟﻤﻌــﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ـﺔ ﺠ ـ ‪6‬‬ ‫‪F2‬‬

‫ص ‪ 286‬ﺘﺤت إﺴم " ﻗﻴﻨﺎن " ( ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻓﻲ اﻟﺘرﺠﻤﺔ اﻟﻌر��ﺔ اﻟﺒﻴروﺘ�ﺔ ﻓﻲ ) ﺘك ‪ ( 24 : 10‬ﺘـم اﻹﺸـﺎرة ﻓـﻲ اﻟﻬـﺎﻤش أﻨـﻪ ورد‬

‫ﻓـﻲ اﻟﺘرﺠﻤــﺔ اﻟﺴــ�ﻌﻴﻨ�ﺔ أن أرﻓكﺸـﺎد َوَﻟـ َـد ﻗﻴﻨــﺎن وﻗﻴﻨــﺎن َوَﻟ َـد ﺸــﺎﻟﺢ ‪ ،‬ﻓــﻼ ﻴوﺠـد ﻤــﺎ ﻨﺨﻔ�ــﻪ وﻨﺘﺴــﺘر‬ ‫ﻋﻠ�ـﻪ وكﺄﻨــﻪ ﺨطــﺄ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻤﻌﺼـوم �ﺎﻟﺘﻤــﺎم واﻟﻛﻤــﺎﻝ ﻤــن أي ﺨطــﺄ أو ﺸــﺎﺌ�ﺔ ‪ 00‬إذاً‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺹ ‪496‬‬ ‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 4‬ﺹ ‪491‬‬

‫‪- 340 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪335‬‬


‫ﻤﺎ ﻫو اﻟﺤﻞ ؟‬ ‫�ﻘـوﻝ اﻟﻘــس ﻤ�ﺼــﺎﺌﻴﻞ ﺼــﺎدق " ﻓـﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس �ﻤكــن ﻨﺴـ�ﺔ اﻹﺒــن ﻷﺒ�ــﻪ أو ﻟﺠــدﻩ ‪،‬‬

‫وﻫذا واﻀﺢ ﻤن دﻋوة �ﻌﻘوب ﻹﺒﻨﻲ ﻴوﺴﻒ أﻓرا�م وﻤﻨﺴﻰ �ﺄﻨﻬم أﺒﻨﺎء ﻟﻪ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ " اﻟﻤﻼك اﻟذي‬

‫وﻟﻴدع ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ إﺴﻤﻲ ٕواﺴم أﺒو ﱠى إﺒراﻫ�م ٕواﺴـﺤق " )‬ ‫ﺨﻠﺼﻨﻲ ﻤن كﻞ ﺸر ﻴ�ﺎرك اﻟﻐﻼﻤﻴن ‪ُ 0‬‬ ‫ﺘك ‪ ] ( 16 : 48‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘ ـوﻝ اﻷرﺸــﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴــب ﺠــرﺠس " وﻨﻼﺤــظ أن اﻟﻨﺴــﺨﺔ اﻟﺴــ�ﻌﻴﻨ�ﺔ أوردت إﺴــم )‬

‫ﻗﻴﻨﺎن ( ﺒن ﺸﺎﻟﺢ وأرﻓكﺸﺎد ﺤﻴث ﺠﺎء ﻓﻴﻬﺎ أن أرﻓكﺸﺎد وﻟد ) ﻗﻴﻨﺎن ( وﻗﻴﻨـﺎن وﻟـد ﺸـﺎﻟﺢ ‪ 0‬وﻗـد‬ ‫أوردﻩ أ�ﻀﺎً اﻟﻘد�س ﻟوﻗﺎ ﻓﻲ ) ‪ ( 26 : 3‬وﻟﺘﻔﺴﻴر ﻫذا اﻷﻤر ﻨﻘوﻝ أن اﻟوﺤﻲ ذكر ﻫﻨﺎ اﻟﻤواﻟﻴد‬ ‫ﻤن ﻨﺴﻞ ﺴﺎم ﺒﺈﺴـﻘﺎط ﻗﻴﻨـﺎن إﻤـﺎ ﻟﻌـدم أﻫﻤﻴﺘـﻪ ٕواﻤـﺎ ﻟﺸـرﻩ ‪ ،‬أو ﻟﻛـﻲ ﺘﻛـون اﻷﺠ�ـﺎﻝ ﻤـن آدم إﻟـﻰ‬ ‫ﻨـوح ﻋﺸـرة أﺠ�ـﺎﻝ وﻤـن ﺴـﺎم إﻟـﻰ إﺒـراﻫ�م ﻋﺸـرة أﺠ�ـﺎﻝ ﻟﻛـﻲ �ﺴـﻬﻞ ﺤﻔظﻬـﺎ ‪ ،‬واﻷﺤﻔـﺎد ُ�ﻌﺘﺒــرون‬

‫ﻔﺼـﻞ‬ ‫أﺒﻨﺎء ﻓﻲ كﻞ اﻟﺸﻌوب وﻓﻲ كﻞ اﻟﻠﻐـﺎت ‪ ،‬وﻗﺼـد اﻟـوﺤﻲ ﻤـن إﺜ�ـﺎت ﻫـذﻩ اﻟﺴﻠﺴـﻠﺔ ﻻ أن ُ� ّ‬ ‫اﻟﻤواﻟﻴد ﺒﻞ أن ﻴوﻀﺢ أن إﺒراﻫ�م ﻗد ﺠﺎء ﻤن ﻨﺴﻞ ﺴﺎم‪0‬‬

‫وﻗــد كــﺎن اﻵ�ــﺎء ﻓــﻲ ﻨﻔــس اﻟوﻗــت �ﺤﻔظــون ﺴﻠﺴــﻠﺔ اﻟﻤواﻟﻴــد �ﺎﻟﺘﻔﺼــﻴﻞ �ﻤــﺎ ﻓــﻴﻬم ﻗﻴﻨــﺎن ‪،‬‬

‫وكﺎن ﺸـﻴوخ اﻟﻴﻬـود �ﺤﻔظوﻨﻬـﺎ ﻋﺒـر اﻟﺘـﺎر�ﺦ ‪ ،‬وﻗـد أدرج ﻤﺘرﺠﻤـو اﻟﺘرﺠﻤـﺔ اﻟﺴـ�ﻌﻴﻨ�ﺔ إﺴـم ﻗﻴﻨـﺎن‬

‫ـداء �ﺎﻟﻨﺴــﺨﺔ اﻟﺴــ�ﻌﻴﻨ�ﺔ اﻟﺘــﻲ‬ ‫اﻟــذي كــﺎن ﻤــدرﺠﺎً ﻟــدى ﺸــﻴوخ اﻟﺸــﻌب ‪ ،‬وأدرﺠــﻪ اﻟﻘــد�س ﻟوﻗــﺎ إﻗﺘـ ً‬ ‫كﺎﻨــت ﻤﻨﺘﺸ ـرة ﺒــﻴن اﻟﻴوﻨــﺎﻨﻴﻴن ‪ ،‬ﺴــ�ﻤﺎ وأن اﻟ�ﺸــﻴر كﺘــب �ﺸــﺎرﺘﻪ إﻟــﻴﻬم ‪ 0‬وﺴـواء ُذكــر ﻗﻴﻨــﺎن أو‬

‫ُﺤذف ﻻ ﻴؤﺜر �ﺸﺊ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺼود ﻓﻲ اﻟﺘﺎر�ﺦ اﻟﻤﻘﱠدس " )‪0(1‬‬ ‫‪F3‬‬

‫س‪ : 441‬ﻫﻞ اﻟرب ﻋﻶم اﻟﻐﻴوب أم أﻨﻪ �ﺤﺘـﺎج أن ﻴﻨـزﻝ ﻤـن اﻟﺴـﻤﺎء ﻟﻴـرى اﻷﺤـداث‬

‫اﻟﺘــﻲ ﺘﺠــري ﻋﻠــﻰ اﻷرض " ﻓﻨــزﻝ اﻟــرب ﻟﻴﻨظــر اﻟﻤدﻴﻨــﺔ واﻟﺒــرج اﻟﻠــذﻴن كــﺎن ﺒﻨــو آدم‬

‫ﻴﺒﻨوﻨﻬﻤﺎ " ) ﺘك ‪ ( 5 : 11‬؟ ﻫﻞ ﻴﻨزﻝ ﷲ إﻟﻰ اﻷرض وﻫو �ﻤﻸ اﻟﺴـﻤوات واﻷرض ‪،‬‬

‫وﻫو اﻟﻤطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻋ�ﺎدﻩ ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪0( 164‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻗﺎﻝ داود اﻟﻨﺒﻲ " أﻴن أذﻫب ﻤـن روﺤـك وﻤـن وﺠﻬـك أﻴـن أﻫـرب ‪ 0‬إن ﺼـﻌدت إﻟـﻰ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪133 ، 132‬‬

‫‪- 341 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪336‬‬


‫اﻟﺴﻤوات ﻓﺄﻨت ﻫﻨﺎك ٕوان ﻓرﺸت ﻓﻲ اﻟﻬﺎو�ﺔ ﻓﻬﺎ أﻨـت ‪ 0‬إن أﺨـذت ﺠﻨـﺎﺤﻲ اﻟﺼـ�ﺢ وﺴـكﻨت‬

‫ﻓــﻲ أﻗﺎﺼــﻲ اﻟ�ﺤــر ﻓﻬﻨــﺎك أ�ﻀ ـﺎً ﺘﻬــدﻴﻨﻲ ﻴــدك وﺘﻤﺴــكﻨﻲ �ﻤﻴﻨــك " ) ﻤــز ‪( 10 – 7 : 139‬‬ ‫ﻓﺎﻟ ﻤﺎﻟﺊ كﻞ ﻤكﺎن ‪ ،‬وﻟـذﻟك �ﻘـوﻝ اﻟﻛﺘـﺎب أ�ﻀـﺎً " إذا إﺨﺘ�ـﺄ إﻨﺴـﺎن ﻓـﻲ أﻤـﺎﻛن ﻤﺴـﺘﺘرة أﻓﻤـﺎ‬

‫أراﻩ أﻨﺎ �ﻘوﻝ اﻟـرب ‪ 0‬أﻤـﺎ أﻤـﻸ أﻨــﺎ اﻟﺴـﻤوات واﻷرض �ﻘـوﻝ اﻟـرب " ) أر ‪( 24 ، 23 : 23‬‬ ‫وﻤــﻊ ﻫــذا ﻓﺈﻨــﻪ �كﻠﻤﻨــﺎ ﺒﻠﻐﺘﻨــﺎ اﻟﺘــﻲ ﻨــدركﻬﺎ ‪ ،‬وﻟــذﻟك �ﻘــوﻝ اﻟﻛﺘــﺎب أن ﷲ ﻴﻨــزﻝ و�ﻤﺸــﻲ " ﻫــوذا‬

‫اﻟرب ﻴﺨرج ﻤن ﻤكﺎﻨﻪ و�ﻨزﻝ و�ﻤﺸـﻲ ﻋﻠـﻰ ﺸـواﻤﺦ اﻷرض ‪ 0‬ﻓﺘـذوب اﻟﺠ�ـﺎﻝ ﺘﺤﺘـﻪ وﺘﻨﺸـق‬

‫اﻟود�ﺎن كﺎﻟﺸﻤﻊ ﻗدام اﻟﻨﺎر ‪ 00‬كﻞ ﻫذا ﻤن أﺠﻞ إﺜم �ﻌﻘوب وﻤن أﺠﻞ ﺨط�ـﺔ ﺒﻨـﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ "‬

‫) ﻤﻲ ‪ ( 5 – 3 : 1‬وﻨﺤن ﻨدرك ﺠﻴـداً أن ﷲ ﻻ ﻴﻨـزﻝ وﻻ �ﺼـﻌد ﻷﻨـﻪ ﻤـﺎﻟﺊ كـﻞ ﻤكـﺎن ‪ ،‬وﻤـﺎ‬ ‫ﻫــذا إﻻﱠ ﺘﻌﺒﻴــر ﻤﺠــﺎزي �ﺸــرح ﻟﻨــﺎ ﺘــدﺨﻞ ﷲ ﻓــﻲ ﺤ�ــﺎة اﻟ�ﺸــر ‪ ،‬وﻗــﺎﻝ أﺤــد ﻋﻠﻤــﺎء اﻟﻴﻬـود ﺘﻌﻠ�ﻘ ـﺎً‬ ‫ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﻤوﻗــﻒ أن ﷲ ﻨــزﻝ ﻋــن ﻋــرش رﺤﻤﺘــﻪ إﻟــﻰ ﻋــرش ﻗﻀــﺎﺌﻪ ‪ ،‬ﻷن اﻟرﺤﻤــﺔ أﻋﻠــﻰ ﻤــن‬

‫اﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬وﻫكذا ﺘﻌﺒﻴـر اﻟﻛﺘﺎب أ�ﻀﺎً " ﻓﻨزﻝ اﻟرب ﻟﻴﻨظر " ﺘﻌﺒﻴر ﻤﺠـﺎزي ‪ ،‬وﻨﺤـن ﻨـدرك ﺠﻴـداً‬ ‫أن ﷲ ﻋﻶم اﻟﻐﻴوب ‪ ،‬وﻋﻴﻨﺎﻩ ﺘﺨﺘرﻗﺎن أﺴﺘﺎر اﻟظﻼم ‪ ،‬وﻤﻊ أن ﷲ ﻫو اﻟﻌﺎرف �كـﻞ اﻷﻤـور ‪،‬‬

‫ﻟﻛﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻴوم اﻷﺨﻴر ﺴ�ﻘوﻝ ﻟﻸﺸرار " إﻨﻲ ﻟم أﻋرﻓﻛم ﻗط ‪ 0‬أذﻫﺒوا ﻋﻨﻲ �ﺎ ﻓﺎﻋﻠﻲ اﻹﺜـم " )‬

‫ﻟﻛن إﻨﻲ ﻤﺎ أﻋـرﻓﻛن " ) ﻤـت ‪: 25‬‬ ‫ﻤت ‪ ( 23 : 7‬وﺴ�ﻘوﻝ ﻟﻠﻌذارى اﻟﺠﺎﻫﻼت " اﻟﺤق أﻗوﻝ ﱠ‬ ‫‪0( 12‬‬

‫‪ -2‬ﻟﻤﺎذا �ﺤﺘﺞ اﻷﺴﺘﺎذ ﻋﻼء أﺒو �كر وﻏﻴـرﻩ ‪ ،‬ﻤـﻊ أن ﺘﻌﺒﻴـر " ﻨـزﻝ ﷲ " ﻤﺘﻌـﺎرف ﻋﻠ�ـﻪ‬

‫ﻓﻲ اﻟﻔكر اﻹﺴﻼﻤﻲ ‪ ،‬ﻓذكر اﻟﻘـرآن ﻨـزوﻝ ﷲ ﻓ ـوق اﻟﺠﺒ ـﻞ ورؤ� ـﺔ ﻤوﺴـﻰ اﻟﻨﺒـﻲ ﻟـﻪ " وﻟﻤـﺎ ﺠـﺎء‬ ‫ﱠ‬ ‫رب أرﻨﻲ أﻨظر إﻟ�ك ﻗﺎﻝ ﻟن ﺘراﻨﻲ وﻟﻛن أﻨظر إﻟﻰ اﻟﺠﺒﻞ ﻓﺈن‬ ‫ﻤوﺴﻰ ﻟﻤ�ﻘﺎﺘﻨﺎ وكﻠﻤﻪ ر�ﻪ وﻗﺎﻝ ّ‬ ‫أﺴﺘﻘر ﻤكﺎﻨﻪ ﻓﺴوف ﺘراﻨﻲ ‪ ) " 00‬ﺴورة اﻷﻋراف ‪ ( 142‬وﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﺤدﻴث " ﻴﻨزﻝ ر�ﻨﺎ ﺘ�ﺎرك‬ ‫وﺘﻌﺎﻟﻰ كﻞ ﻟﻴﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺴـﻤﺎء اﻟـدﻨ�ﺎ ﺤﺘـﻰ ﻴ�ﻘـﻰ ﺜﻠـث اﻟﻠﻴـﻞ اﻷﺨﻴـر �ﻘـوﻝ ﻤـن ﻴـدﻋوﻨﻲ ﻓﺄﺴـﺘﺠﻴب‬

‫ﻟﻪ ‪ 0‬ﻤن �ﺴﺄﻟﻨﻲ ﻓﺄﻋط�ﻪ ‪ 0‬ﻤن �ﺴﺘﻐﻔر ﻟﻲ ﻓﺄﻏﻔر ﻟﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F4‬‬

‫‪� -3‬ﻘـوﻝ اﻟﺨـوري ﺒــوﻟس اﻟﻔﻐـﺎﻟﻲ " ﻨــزﻝ اﻟـرب ﻟﻴﻨظـر ‪ 00‬ﻻ ﺘﺘﻨــﺎﻓﻰ ﻫـذﻩ اﻟﻛﻠﻤـﺎت وﻋﻠــم‬

‫ﷲ اﻟﺸــﺎﻤﻞ وﺤﻀــورﻩ ﻓــﻲ كــﻞ ﻤكــﺎن ‪ 0‬ﻻ �ﺤﺘــﺎج ﷲ إﻟــﻰ أن ﻴﻨــزﻝ ﻟﻴــرى ﻋﻤــﻞ اﻟ�ﺸــر ‪ ،‬وﻟﻛــن‬ ‫اﻟﻛﺎﺘب ﻴﻠﺠﺄ إﻟﻰ اﻟطر�ﻘﺔ اﻷﻨﺜرو�رﻤورﻓ�ﺔ ﻟ�ﺸ�ﻪ ﺒﻬﺎ ﷲ �ﻤﻠك ﻤن اﻟﻤﻠوك ﺠﺎء ﻴزور ﻤدﻴﻨـﻪ ﻤـن‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪200‬‬

‫‪- 342 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪337‬‬


‫ﻤدﻨ ــﻪ ‪ 0‬ﺠ ــﺎء ﷲ ﻟﻴﻨظ ــر ﻫ ــذا اﻟﺒ ــرج اﻟ ــذي ﺴ ــﻴرﺘﻔﻊ إﻟ ــﻰ اﻟﺴ ــﻤﺎء‪ 0‬وﻤ ــﺎذا �ﺴ ــﺘط�ﻊ أﺒﻨ ــﺎء آدم‬ ‫اﻟﻀــﻌﻔﺎء أن �ﻔﻌﻠ ـوا ﺒوﺠــﻪ ﺴــﻠطﺔ ﷲ اﻟﻤطﻠﻘــﺔ ‪ ،‬ﻨﺘــذكر كــﻼم اﻟﻤزﻤــور اﻟﺘــﺎﻟﻲ } اﻟﺠـــﺎﻟس ﻓـــﻲ‬

‫اﻟﺴﻤوات �ﻀﺤك ‪ 0‬اﻟرب �ﺴﺘﻬزئ ﺒﻬم { " )‪0(1‬‬ ‫‪F5‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ اﻟﻘس ﻤ�ﺼﺎﺌﻴﻞ ﺼﺎدق " أن ﺘﻌﺒﻴـرات " ﻨـزﻝ " ‪ ،‬و " ﺘﻌـب " ‪ ،‬و " ﺤـزن " ‪ ،‬و‬

‫" ﺘﺄﺴﻒ " كﻠﻬﺎ ﺘﻌﺒﻴرات ﻗﻴﻠت ﻟﺘﻨﺎﺴـب ﻋﻘـﻞ اﻹﻨﺴـﺎن ‪ ،‬وﻋﻨـد ﻏﻴـر اﻟﻤﺴـ�ﺤﻴﻴن ﻗﻴـﻞ أن اﻟـرﺤﻤن‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻌرش اﺴﺘوى ‪ ،‬ﻓﻌﻶم اﻹﻋﺘراض ؟! " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " أن اﻟوﺤﻲ ﻴﺨﺎطﺒﻨﺎ �ﺄﺴﻠو�ﻨﺎ اﻟ�ﺸـري ﻟﻛـﻲ ﻨـدرك‬

‫اﻟﻤﻌﻨﻰ ‪ 0‬ﻟﻛن ﷲ �ﻤﻸ كﻞ اﻟوﺠود ‪ ،‬ﻓﻬو ﻻ ﻴﻨزﻝ وﻻ �ﺼﻌد ‪ ،‬ﺒﻞ ﻫو ﺘﻌﺒﻴر �ﻼﻏﻲ �ﻌﺒر ﻋن‬

‫ﺸدة ﻓﺤﺼﻪ ﻟﻨ�ﺎت أﻫﻞ �ﺎﺒﻞ ‪ ،‬وﺸدة �ﻌدﻫم ﻋﻨﻪ �ﺴﺒب ﺸرورﻫم وآﺜﺎﻤﻬم ‪ 0‬و�رى �ﻌض اﻵ�ـﺎء‬

‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵ�ﺔ ﺘﻤﻬﻴداً ﻟﻨزوﻝ اﻟﻛﻠﻤﺔ وﺘﺠﺴدﻩ } ﻟ�س أﺤد ﺼﻌد ‪ 00‬إﻻﱠ اﻟذي ﻨزﻝ ‪ 00‬اﻟذي ﻫو‬

‫ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء { " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -6‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " ﻟ�ﺴت كﻞ اﻟﺘﻌﺒﻴرات ﺘؤﺨذ �ـﺎﻟﻤﻌﻨﻰ‬

‫اﻟﺤرﻓــﻲ اﻟﻤﻠﻤــوس ‪ ،‬إذ ﻟﻬــﺎ ﻤﻌﻨــﻰ روﺤـ ـﻲ أو ﻤﻌﻨـ ـﻰ رﻤـ ـزي ‪ ،‬وﻤﺜــﺎﻝ ذﻟــك اﻟﻘــوﻝ " ﻋــﻴن اﻟــرب‬

‫ﻋﻠﻰ ﺨﺎﺌﻔ�ﻪ " ) ﻤز ‪ ( 18 : 33‬وﻟﻛن ﻷن اﻟرب روح أي ﻟ�س ﻟﻪ ﻋﻴﻨﺎن ﻟذا ﻓكﻠﻤـﺔ ﻋـﻴن ﻫﻨـﺎ‬

‫ﻓﻲ اﻟﻤزﻤور ﺘﻌﻨﻲ ﻋﻨﺎ�ﺔ اﻟرب‪ 0‬وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺎﻟﻘوﻝ " ﻨزﻝ اﻟرب ﻟﻴﻨظـر اﻟﻤدﻴﻨـﺔ واﻟﺒـرج " ) ﺘـك‬

‫‪ ( 5 : 11‬ﻻ ﺘؤﺨذ �ﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤرﻓﻲ ‪ ،‬ﻓﻬذا ﻗوﻝ ﻴﻨﺎﺴب اﻟﻔكر اﻟ�ﺸـري ‪ ،‬و�ﻌﺒـر ﻋـن أن اﻷﻤـر‬ ‫ﻫــﺎم ‪ ،‬وأن ﻤــﺎ ﺴــ�ﺤدث ﻫــو �ﻘــدرة ﷲ ٕوارادﺘــﻪ ‪ 0‬وﻨﻀــﻴﻒ أن ﷲ وﻫــو ﻓــﻲ ﺴــﻤﺎﻩ َﻋِﻠــم أن أﻫــﻞ‬ ‫�ﺎﺒﻞ " ﻗﺎﻟـوا ﻫﻠ ﱠم ِ‬ ‫ﻨﺒن ﻷﻨﻔﺴﻨﺎ ﻤدﻴﻨﺔ و�رﺠﺎً " ) ﺘك ‪ ( 4 : 11‬ﻓ�ﻤﺎ أﻨﻪ َﻋِﻠم �ﻤﺎ ﻗﺎﻟوﻩ ﻓﻼﺒد أﻨﻪ‬ ‫كﺎن �ﻌﻠم أ�ﻀﺎً �ﻤﺎ �ﻌﻤﻠون " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﺘوﻓﻴــق ﻓــرج ﻨﺨﻠــﺔ " ﻨــزوﻝ ﷲ ﻤﻌﻨــﺎﻩ أﻨــﻪ أﻋﻠــن ﻋــن ﻋﻤﻠــﻪ ﻓــﻲ ﻤكــﺎن‬

‫ﻤﻌــﻴن �طر�ﻘــﺔ ﺘــدركﻬﺎ اﻟﺤـواس ‪ ،‬ﻓﻨــزﻝ ﻟ�ﻌﺎﻗــب أﻫــﻞ �ﺎﺒــﻞ ) ﺘــك ‪ ( 5 : 11‬وﻨــزﻝ ﻟ�ﻌﺎﻗــب أﻫــﻞ‬

‫ﺴدوم وﻋﻤورة ) ﺘك ‪ ( 21 : 18‬وﻨزﻝ ﻟﻴﻨﻘذ ﺸـﻌ�ﻪ ) ﺨـر ‪ ( 8 ، 7 : 3‬وﻨـزﻝ ﻟ�ﻌطـﻲ اﻟﺸـر�ﻌﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺠﺒﻞ ﺴﻴﻨﺎء ) ﺨر ‪ ( 20 – 18 : 19‬وﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﺠدﻴد ﻨزﻝ ُﻟﻴﺨﻠص ﻤن اﻟﻬﻼك اﻷﺒدي‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪172 ، 171‬‬

‫‪- 343 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪338‬‬


‫ﻋن طر�ق اﻟﺘﺠﺴد واﻟﻔداء ) ﻴو ‪ ] " ( 38 : 6 ، 16 : 3‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 442‬ﻫﻞ ﺒﻠﺒﻞ ﷲ اﻷﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ أ�ـﺎم ﻓـﺎﻟﺞ ﻋﻨـدﻤﺎ ُﻗ ِﺴـﻤت اﻷرض ) ﺘـك ‪25 : 10‬‬ ‫– ‪ ( 32‬أم ﻓﻲ ﺒرج �ﺎﺒﻞ ) ﺘك ‪ ( 9 – 7 : 11‬؟‬

‫�ﻘوﻝ ﻋﻼء أﺒو �كر " كﻤﺎ ﻨﺴﻰ كﺎﺘب ﻫذا اﻟﺴﻔر أن اﻟرب ﻗد ﺒﻠﺒﻞ أﻟﺴـﻨﺔ اﻟﻨـﺎس ﻋﻨـد‬ ‫وﻻدة ) ﻓﺎﻟﺞ ( أي ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪1832‬ق‪0‬م ‪ 0‬وﻗد ﺴﻤﺎﻩ اﻟـرب ﻓـﺎﻟﺞ ﻷن اﻷرض ُﻗ ِﺴـﻤت ﻓـﻲ أ�ﺎﻤـﻪ‬

‫) ﺘــك ‪ ( 32 – 25 : 10‬ﻓﻤﺘــﻰ ﺒﻠﺒــﻞ اﻟــرب أﻟﺴــن اﻟﻨــﺎس ؟ ﻫــﻞ ﻋﻨــد وﻻدة ﻓــﺎﻟﺞ أم ﻋﻨــدﻤﺎ ﺒﻨـﻰ‬ ‫أﻫﻞ ﺸﻨﻌﺎر ﺒرﺠﺎً ؟ " ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪0( 268‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻓﺎﻟﺞ ﻫو إﺒن ﺸﺎﻟﺢ ﺒن أرﻓكﺸﺎد ﺒن ﺴﺎم ﺒن ﻨوح ‪ ،‬وﻓﻲ ﻋﺼرﻩ ﺸرع اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ ﺒﻨﺎء‬

‫ﺒرج �ﺎﺒﻞ ‪ ،‬وﺠﺎء ذكر ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻤرﺘﻴن ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﻤرة اﻷوﻟـﻰ ‪ُ :‬ذكـرت اﻟﻘﺼـﺔ �طر�ﻘـﺔ إﺠﻤﺎﻟ�ـﺔ‬ ‫ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " وﻟﻌــﺎﺒر ُوِﻟــد إﺒﻨــﺎن ‪ 0‬إﺴــم اﻟواﺤــد ﻓــﺎﻟﺞ ﻷن ﻓــﻲ أ�ﺎﻤــﻪ ُﻗ ِﺴــﻤت اﻷرض ‪00‬‬ ‫ﺘﻔرﻗــت اﻷﻤــم ﻓــﻲ اﻷرض �ﻌــد‬ ‫ﻫــؤﻻء ﻗ�ﺎﺌــﻞ ﺒﻨــﻲ ﻨــوح ﺤﺴــب ﻤواﻟﻴــدﻫم �ــﺄﻤﻤﻬم ‪ 0‬وﻤــن ﻫــؤﻻء ﱠ‬

‫اﻟطوﻓ ــﺎن ) ﺘ ــك ‪ ( 32 ، 25 : 10‬وﻓ ــﻲ اﻟﻤـ ـرة اﻟﺜﺎﻨ� ــﺔ ‪ :‬ﺠ ــﺎء ذك ــر اﻟﻘﺼ ــﺔ �ﺎﻟﺘﻔﺼ ــﻴﻞ ﻓﻘ ــﺎﻝ "‬

‫وكﺎﻨت اﻷرض كﻠﻬﺎ ﻟﺴﺎﻨﺎً واﺤداً وﻟﻐﺔ واﺤدة ‪ 0‬وﺤدث ﻓﻲ إرﺘﺤـﺎﻟﻬم ﺸـرﻗﺎً أﻨﻬـم وﺠـدوا �ﻘﻌـﺔ‬ ‫ﻓﻲ أرض ﺸﻨﻌﺎر وﺴكﻨوا ﻫﻨﺎك ‪ 00‬وﻗﺎﻟوا ﻫﻠم ِ‬ ‫ﻨﺒن ﻷﻨﻔﺴﻨﺎ ﻤدﻴﻨﺔ و�رﺠﺎً رأﺴﻪ �ﺎﻟﺴﻤﺎء ‪000‬‬

‫" ) ﺘـك ‪ ( 9 – 1 : 11‬ﻓﻬﻨـﺎ ﺠـﺎء ﺘﻔﺼــﻴﻞ ﻤـﺎ ُذكـر ﻤـن ﻗﺒــﻞ ﺒﺈﺨﺘﺼـﺎر ﻓـﻲ ) ﺘــك ‪، 25 : 10‬‬

‫‪ ( 32‬وﻫـذا ﻟــ�س �ـﺎﻷﻤر اﻟﻐر�ــب ﻋﻠــﻰ ﻤوﺴـﻰ اﻟﻨﺒــﻲ كﺎﺘــب اﻟﺴـﻔر ‪ ،‬اﻟــذي ذكــر ﻤـن ﻗﺒــﻞ ﻗﺼــﺔ‬ ‫اﻟﺨﻠــق إﺠﻤﺎﻟ�ــﺔ ﻓــﻲ اﻹﺼــﺤﺎح اﻷوﻝ ‪ ،‬وﻋــﺎد ﻟﺘﻔﺼــﻴﻞ ﺠــزء ﻤﻨﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻹﺼــﺤﺎح اﻟﺜــﺎﻨﻲ وﻫــو‬

‫اﻟﺨﺎص �ﻤﺴكن اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ ﺠﻨﺔ ﻋدن وﺘﺴﻤ�ﺔ اﻟﺤﻴواﻨﺎت وﺨﻠق ﺤواء‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ اﻟﻘﻤص ﺘﺎدرس �ﻌﻘوب " و�ﻔﺴر اﻟﻘد�س أﻏﺴطﻴﻨوس اﻟﻌ�ﺎرة " إﺴم اﻟواﺤد ﻓـﺎﻟﺞ‬ ‫ﻷن ﻓﻲ أ�ﺎﻤﻪ ُﻗ ِﺴﻤت اﻷرض " ) ع ‪� ( 25‬ﺄن ﻫذا اﻟﺘﻘﺴ�م إﻨﻤـﺎ �ﺸﻴر إﻟﻰ ﺘﻌدد اﻟﻠﻐﺎت ‪ ،‬ﻓﻔﻲ‬ ‫أ�ﺎم ﻓﺎﻟﺞ ﺒدأ ظﻬور أﻛﺜر ﻤن ﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ‪� ،‬ﻌدﻤﺎ كﺎن اﻟﻛـﻞ ﻴﺘﺤـدث �ﻤـﺎ دﻋـﻲ ﻓ�ﻤـﺎ �ﻌـد‬

‫�ﺎﻟﻌﺒر�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F6‬‬

‫‪ -3‬ﺠﺎء ﻓﻲ داﺌرة اﻟﻤﻌﺎرف ﻋـن ﻓـﺎﻟﺞ " إﺴـم ﻋﺒـري ﻤﻌﻨـﺎﻩ " إﻨﺸـﻘﺎق " أو " إﻨﻘﺴـﺎم " وﻫـو‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪131‬‬

‫‪- 344 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪339‬‬


‫أﺤـ ــد إﺒﻨـ ــﻲ ﻋـ ــﺎﺒر ﺒـ ــن ﺸـ ــﺎﻟﺢ ﺒـ ــن أرﻓكﺸـ ــﺎد ﺒـ ــن ﺴـ ــﺎم ﺒـ ــن ﻨـ ــوح ‪ 0‬واﻟﺠـ ــد اﻷﻛﺒـ ــر ﻹﺒ ـ ـراﻫ�م ﺠـ ــد‬

‫اﻹﺴ ـ ـ ـراﺌﻴﻠﻴﻴن ) ﺘـ ـ ــك ‪ 1 ، 19 – 16 : 11 ، 25 : 10‬أخ ‪ ، 25 – 19 : 1‬ﻟـ ـ ــو ‪( 35 : 3‬‬ ‫وﻋ�ﺎرة " ﻷن ﻓﻲ أ�ﺎﻤـﻪ ُﻗ ِﺴـﻤت اﻷرض " ) ﺘـك ‪ ( 25 : 10‬ﻗـد ﺘﺸـﻴر إﻟـﻰ ﺘﺸـﺘت اﻟ�ﺸـر اﻟـذي‬

‫ﻨﺘﺞ ﻋن ﺘﺒﻠﺒﻞ أﻟﺴﻨﺘﻬم ﻋﻨد ﻤﺤـﺎوﻟﺘﻬم ﺒﻨـﺎء اﻟﺒـرج ) ﺘـك ‪ ( 9 ، 8 : 11‬أو إﻟـﻰ إﺴـﺘﺨدام طـرق‬

‫اﻟــري وﺸــق اﻟﻘﻨ ـوات اﻟﺘـ ـﻲ ﻗﺴــﻤت اﻷرض ) أﻨظــر أش ‪ ، 2 : 22 ، 25 : 30‬أي ‪، 6 : 29‬‬ ‫‪ 35 : 38‬ﺤﻴث ﺘﺴﺘﺨدم ﻤﺸـﺘﻘﺎت اﻟﻛﻠﻤـﺔ ( أو إﻟـﻰ ﺤـدوث ﺘﻘﺴـ�ﻤﺎت ﺠﻐراﻓ�ـﺔ أو ﻨظـم ﺴ�ﺎﺴـ�ﺔ‬ ‫إرﺘ�طت ﺒﻨﺴﻠﻪ " )‪0(2‬‬ ‫‪F7‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ اﻷرﺸﻴد�ﺎﻛـون ﻨﺠﻴـب ﺠـرﺠس ﺘﻌﻠ�ﻘـﺎً ﻋﻠـﻰ ﻓـﺎﻟﺞ و�ﻘطـﺎن إﺒﻨـﻲ ﻋـﺎﺒر " وﻗوﻟـﻪ )‬ ‫ﻷن ﻓــﻲ أ�ﺎﻤــﻪ ُﻗ ِﺴــﻤت اﻷرض ( �ﻌﻨــﻲ إﻤــﺎ إﻗﺘﺴــﺎم ﻓــﺎﻟﺞ وأﺨ�ــﻪ �ﻘطــﺎن ﻤﻨــﺎطق اﻟرﻋــﻲ وﻋﻴــون‬ ‫اﻟﻤﺎء �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟﺘزاﻴد ﻨﺴﻠﻬﻤﺎ ﺤﻴث إﺴﺘﻘر ﻓﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﻤﻨطﻘـﺔ دﺠﻠـﺔ واﻟﻔـرات ‪ٕ ،‬وارﺘﺤـﻞ �ﻘطـﺎن و�ﻨـوﻩ‬

‫ﺘﻔرق ﻨﺴﻞ ﻨوح ﺠﻤ�ﻌﻪ �ﻌد ﺒﻠﺒﻠﺔ اﻷﻟﺴـﻨﺔ وكـﺎن ﻋﻤـر ﻓـﺎﻟﺢ ﺤﻴﻨﺌـذ‬ ‫ﺠﻨو�ﺎً إﻟﻰ �ﻼد اﻟﻌرب ‪ٕ ،‬واﻤﺎ ﱡ‬ ‫ﻨﺤو ﺜﻼث ﻋﺸرة ﺴﻨﺔ ‪ ،‬ور�ﻤﺎ دﻋﺎﻩ أﺒواﻩ ) ﻓﺎﻟﺠﺎ ( أي إﻨﻘﺴـﺎﻤﺎً ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﺴـن ﻟﻬـذﻩ اﻟﻤﻨﺎﺴـ�ﺔ "‬ ‫)‪0(3‬‬

‫‪F8‬‬

‫س‪ : 443‬ﻟﻤـﺎذا ﺒﻠﺒـﻞ ﷲ أﻟﺴــﻨﺔ اﻟﻌـﺎﻤﻠﻴن ﻓـﻲ ﺒــرج �ﺎﺒـﻞ ؟ وﻫـﻞ �ﻐــﺎر ﷲ ﻤـن اﻷﺒـراج‬

‫اﻟﻌﺎﻟ�ﺔ وﻨﺎطﺤﺎت اﻟﺴـﺤﺎب ؟ أﻟـ�س ﻓﻛـرة ﺒﻠﺒﻠـﺔ اﻷﻟﺴـن ﺘﺘﻤﺸـﻰ ﻤـﻊ اﻟﻔكـر اﻟﺼـﻬﻴوﻨﻲ‬ ‫اﻹﺴﺘﻌﻤﺎري ) ﻓرق ﺘﺴد ( ؟‬

‫ﻫﻞ اﻟرب ﻏﻴر واﺜق ﻤن ﻨﻔﺴﻪ ؟ وﻫﻞ ﻴﺨﺸﻰ ﻋﺒﻴدﻩ ؟‬ ‫ﻫﻞ اﻟرب ﻻ �ﺤـب اﻟﺨﻴـر ﻟﻠ�ﺸـر ﻓﻨـزﻝ و�ـددﻫم ﻓـﻲ أوﻝ إﺘﺤـﺎد ﻟﻬـم ﻋﻠـﻰ اﻟﺨﻴـر ؟ ٕوان‬

‫ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب ﻓﻲ اﻟﻌـدد اﻟﺨـﺎﻤس " ﻓﻨــزﻝ اﻟـــرب " ﻓﻠﻤـﺎذا ﻋـﺎد ﻓـﻲ اﻟﻌـدد اﻟﺴـﺎ�ﻊ وﻗـﺎﻝ "‬

‫ﻫﻠم ﻨﻨزﻝ " ‪ 00‬ﻫﻞ ﻨﺴﻰ اﻟرب أﻨـﻪ ﻗـد ﻨـزﻝ ﻤـن ﻗﺒـﻞ ؟ وكﻴـﻴ ﻋـرف اﻟﻨـﺎس أن اﻟـرب‬

‫ﻏﱠﻴر إﺴم اﻟﻤدﻴﻨﺔ ﻤن ﺸـﻨﻌﺎر إﻟـﻰ �ﺎﺒـﻞ ؟ ﻫـﻞ كﺎﻨـت ﺘوﺠـد ﻻﻓﺘـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤـدﺨﻞ اﻟﻤدﻴﻨـﺔ‬ ‫ﻓﻐﻴرﻫﺎ اﻟرب ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪0( 268‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 6‬ﺹ ‪14 ، 13‬‬ ‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪132‬‬

‫‪- 345 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪340‬‬


‫ج ‪ -1 :‬ﻤن ﻫو اﻹﻨﺴﺎن ﺤﺘﻰ �ﻐـﺎر ﻤﻨـﻪ ﷲ ؟! أﻟـ�س ﷲ ﻫـو اﻟـذي وﻀـﻊ اﻹﻤكﺎﻨـﺎت اﻟﻌﻘﻠ�ـﺔ‬ ‫واﻟﺠﺴ ــﻤﺎﻨ�ﺔ ﻓ ــﻲ اﻹﻨﺴ ــﺎن ؟! أﻟ ــ�س ﷲ ﻫ ــو اﻟ ــذي أﺸ ــرق ﻋﻠ ــﻰ اﻹﻨﺴ ــﺎن ﺒﻨ ــور ﻋﻠﻤ ــﻪ اﻹﻟﻬ ــﻲ‬

‫ﻓﺈﺴﺘطﺎع اﻹﻨﺴﺎن أن �ﺼـﻞ إﻟـﻰ ﻤـﺎ وﺼـﻞ إﻟ�ـﻪ ﻤـن ﺘﻘـدم ورﻗـﻲ ؟! أﻟـم ﻴﺘﺠﺴـد ﷲ ﻟﻛ�ﻤـﺎ �كـون‬

‫ﻟﻨــﺎ ﺤ�ــﺎة و�كــون ﻟﻨــﺎ أﻓﻀــﻞ ؟! وﻫــﻞ اﻟــذﻴن �ﺸــﻴدون اﻷﺒ ـراج اﻟﻌﺎﻟ�ــﺔ اﻵن �ﺸــﻴدوﻨﻬﺎ ﻤــن أﺠــﻞ‬ ‫ﺘﺠﻨب أﺨطﺎر اﻟطوﻓﺎن وأﻨﻬم ﻻ �ﺼدﻗون وﻋود ﷲ ؟!!‬

‫وﻓرﻗﻬــﺎ ﻋﻨــد ﺒــرج �ﺎﺒــﻞ ﻟــ�س ﻷﻨﻬــﺎ إﺘﺤــدت ﻋﻠــﻰ ﻓﻌــﻞ اﻟﺨﻴــر ‪ ،‬وﻟﻛــن‬ ‫‪ -2‬ﺒـﱠدد ﷲ اﻟ�ﺸـر�ﺔ ﱠ‬

‫ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻛﺒرت وأرادت اﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ذاﺘﻬﺎ دون ﷲ ‪ ،‬وﻗد ﻓﻘدت اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻟوﻋـد اﻹﻟﻬـﻲ �ﺄﻨـﻪ ﻟـن‬

‫�كون طوﻓﺎن آﺨر �ﻌد‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻟــم �ﻐﻴــر اﻟــرب إﺴــم اﻟﻤدﻴﻨــﺔ ﻤــن ﺸــﻨﻌﺎر إﻟــﻰ �ﺎﺒــﻞ ‪ ،‬وﻟــم �ﻀــﻊ ﻻﻓﺘــﺔ ﺒﻬــذا اﻟﺘﻐﻴﻴــر ‪،‬‬

‫إﻨﻤــﺎ اﻹﻨﺴــﺎن ﻫــو اﻟــذي ﻏﱠﻴــر اﻹﺴــم ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " ﻓﻛﻔ ـوا ﻋــن ﺒﻨ�ــﺎن اﻟﻤدﻴﻨــﺔ ﻟــذﻟك ُدﻋــﻲ‬

‫إﺴـﻤﻬﺎ �ﺎﺒـﻞ ﻷن اﻟـرب ﻫﻨـﺎك ﺒﻠﺒـﻞ ﻟﺴـﺎن كـﻞ اﻷرض " ) ﺘـك ‪ ( 9 ، 8 : 11‬وﻓﻌـﻞ " ُدﻋــﻲ "‬ ‫ﻤﺒﻨــﻲ ﻟﻠﻤﺠﻬــوﻝ ‪ ،‬ﻓﺎﻟــذي دﻋﺎﻫــﺎ ﻫكــذا �ﻌــض اﻟﻨــﺎس ‪ٕ ،‬واﻨﺘﺸــر اﻷﺴــم ﺒــﻴن اﻟﺠﻤ�ــﻊ ‪ ،‬وﻟــم ﻴـذكر‬ ‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد اﻟﻤﺘﺤــﺎﻤﻠﻴن ﻓــﻲ إﻨﺘﻘــﺎداﺘﻬم‬ ‫اﻟﻛﺘــﺎب ﻗــط أن ﷲ ﻫــو اﻟــذي ﻏﱠﻴــر إﺴــم اﻟﻤدﻴﻨــﺔ ‪ ،‬وﻫــذا ﺸــﺄن ُ‬ ‫ﻏﻴر اﻟﻤوﻀوﻋ�ﺔ‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ـﺎء اﻟرﻫ�ـﺎن ﺒـدﻴر ﻤـﺎر ﻤﻴﻨـﺎ اﻟﻌـﺎﻤر " ﻫـﻞ ﷲ �ﻐـﺎر ﻤـن اﻹﻨﺴـﺎن ؟ ‪00‬‬

‫إن اﻟﻨص ﻟ�س ﻓ�ﻪ ﻟﻔظ " �ﻐﺎر " وﻻ ﻤﻌﻨـﺎﻩ ‪ 00‬ﻟـم ﻴﺜـق ﻫـؤﻻء ﻓـﻲ ﻤواﻋﻴـد ﷲ اﻟﺘـﻲ أﻋطﺎﻫـﺎ ﷲ‬

‫ﻟﻨوح ‪ ،‬ﻓﺄﺨذوا ﻓﻲ ﺒﻨـﺎء اﻟﺒـرج اﻟﻤرﺘﻔـﻊ ﺤﺘـﻰ إذا ﺤـﻞ اﻟطوﻓـﺎن ﻤـرة أﺨـرى ﻴﺠـدون ﻷﻨﻔﺴـﻬم ﻤﻠﺠـﺄ‬

‫ﻓ�ﻪ ‪ ،‬و�ﻬذا اﻟﻌﻤﻞ أظﻬروا ﻋدم ﺜﻘﺘﻬم ﻓﻲ ﻤﻴﺜﺎق ﷲ ﻤﻊ أﺒﻴﻬم ﻨوح ‪ ،‬وﺤﺴﺒوا ﷲ ﻏﻴر أﻤﻴن ﻓﻲ‬

‫ﻤواﻋﻴدﻩ ‪ 0‬ﻟﻘد كﺎن ﻫدﻓﻬم كﻘوﻟﻬـم " ِ‬ ‫ﻨﺒن ﻷﻨﻔﺴﻨﺎ ﻤدﻴﻨﺔ و�رﺠﺎً رأﺴﻪ �ﺎﻟﺴﻤﺎء " ) ﺘك ‪4 : 11‬‬

‫( ﻓــﺈﻨﻬم أرادوا أن ﻴﺘﺤــدوا اﻟﻘــدرة اﻹﻟﻬ�ــﺔ ‪ ،‬ﻤﺘﺨﻴﻠــﻴن أن اﻟطوﻓــﺎن ﺤﺘــﻰ ﻟــو أﺘــﻰ ﺜﺎﻨ�ــﺔ ﻓﻠــن �ﺼــﻞ‬ ‫إﻟﻰ رأس ﻫذا اﻟﺒـرج ‪ 0‬أﻤـﺎ اﻟـرب ﻓﻘـد أ�طـﻞ ﻤﺸـورﺘﻬم ﻟـ�ﻌّﻠﻤﻬم أﻨـﻪ ﻟـ�س ﻓـﻲ ﻤﻘـدور أﺤـد ﺘﺤـدي‬

‫اﻟﻘــدرة اﻹﻟﻬ�ــﺔ ‪ 00‬وﻻ �ﻤكــن اﻟﻤﻘﺎرﻨــﺔ ﺒــﻴن ﻫــذا اﻟﺒــرج اﻟــذي ﻴــدﻝ ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﻛﺒــر واﻟﺘﻌــﺎﻟﻲ واﻟﺸــر ‪،‬‬ ‫و�ﻴن اﻷﺒراج اﻟﻀﺨﻤﺔ وﻨﺎطﺤﺎت اﻟﺴﺤﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﺼر اﻟﺤدﻴث ‪00‬‬

‫ﺘﻐﻴﻴر إﺴم " أرض ﺸﻨﻌﺎر " ) ﺘك ‪ ( 2 : 11‬إﻟﻰ " �ﺎﺒﻞ " ) ﺘك ‪ ( 9 : 11‬ﻓﻬذا‬ ‫أﻤﺎ ﻋن ّ‬ ‫‪- 346 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪341‬‬


‫ﻟــم �ﺤــدث �ــﺄن اﻟــرب وﻀــﻊ ﻻﻓﺘــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻤــدﺨﻞ اﻟﻤدﻴﻨــﺔ – كﻤــﺎ ورد �ﺎﻟﺴ ـؤاﻝ – ﻷن اﻟــﻨص ﻟــم‬

‫ﻴذكر أن اﻟرب ﻫو اﻟذي ﻏﻴﱠر إﺴﻤﻬﺎ ‪ ،‬إذ ﻴذكـر " ﻟـذﻟك ُدﻋـﻲ أﺴـﻤﻬﺎ �ﺎﺒـﻞ " ) ﺘـك ‪( 9 : 11‬‬ ‫وﻗد �كون ﻫذا ﺘﺼرف ﻤن اﻟﺸﻌب " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -5‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ أﻏﺴــطﻴﻨوس اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ " ﻫــﻞ ﷲ �ﻐــﺎر ﻤــن ﺒﻨــﺎء اﻷﺒـراج ؟ وﻫــﻞ �ﺴــﻠك‬

‫ﺴ�ﺎﺴــﺔ ﻓــرق ﺘﺴــد ؟ ﻤــﺎ ﺤــدث ﻓــﻲ ﺒﻠﺒﻠــﺔ اﻷﻟﺴــن ﻫــو ﺸــﻔﻘﺔ ﻤــن اﻟــرب ﻋﻠــﻰ اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬إذ أن‬

‫اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ ﺠﻬﻠﻪ ظن أﻨﻪ �ﻤكﻨﻪ أن ﻴﺒﻨﻲ ﺒرﺠﺎً رأﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ‪ ،‬ﺘُرى ﻤﺎذا ﺴ�ﺤدث ﻟـو ظﻠـوا‬ ‫ﻴﺒﻨــون ‪ ،‬ﻫــﻞ كــﺎن ﺴ�ﺴــﺘط�ﻌون اﻹﺴــﺘﻤرار ؟! ٕواﻟــﻰ أي إرﺘﻔــﺎع كــﺎﻨوا ﺴ�ﺼــﻠون دون أن ﻴﻨﻬــدم‬ ‫ﻋﻠﻴﻬم اﻟﺒﻨﺎء ؟ إن ﺒﻨﺎء ﻨﺎطﺤـﺎت اﻟﺴـﺤﺎب ﻟـم �ﺼـﻞ إﻟ�ـﻪ اﻹﻨﺴـﺎن إﻻﱠ �ﻌـد ﻋﻠـم كﺒﻴـر ﻓـﻲ اﻟﻘـرن‬ ‫اﻟﻌﺸـر�ن ‪ ،‬و�ــرﻏم كــﻞ اﻟﻌﻠــم ﻓــﺈن اﻹﻨﺴــﺎن ﻟــن �ﺴــﺘط�ﻊ ﺒﻨــﺎء ﺒــرج أرﺴــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺴــﻤﺎء ‪ 0‬ﺤﻘـﺎً ﻟﻘــد‬ ‫أﺸﻔق ﷲ ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺴﺎن اﻟذي ظن ﻓﻲ كﺒر�ﺎﺌﻪ أﻨﻪ �ﻤكﻨﻪ أن ﻴﺘﺤدى ﷲ‪0‬‬

‫إﻨﻬﺎ ﻟ�ﺴت ﺴ�ﺎﺴﺔ ﻓرق ﺘﺴد ﺒﻞ ﺴ�ﺎﺴﺔ ﻓرق ﺘﻨﻘذ ‪ ،‬ﻓﻬو ﻟم �ﻔرق أﻨﺎﺴﺎً ﻤﺘﺤـﺎﺒﻴن �ﺼـﻨﻌون‬ ‫اﻟﺨﻴر ﺒﻞ ﻴؤذون �ﻌﻀﻬم اﻟ�ﻌض ‪ ،‬وﻫو ﻟم �ﻔرق اﻷﻟﺴن ﻟ�ﺴﺘﻔﻴد ﻫـو ﺸـﻴﺌﺎً ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ ﻓـرق اﻷﻟﺴـن‬

‫ﻋﻘﺎ�ﺎً ﻟﻬم ﻋﻠﻰ كﺒر�ﺎﺌﻬم ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً ﻟـﺌﻼ ﻴﻨﻬـﺎر اﻟﺒﻨـﺎء ﻋﻠـﻴﻬم ﻓ�ﻘـﺘﻠﻬم " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ ﺴـﻔر‬ ‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪ -6‬ﺘﻘـوﻝ اﻟدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤـﺎ " إن أوﻻد ﻨـوح ﻟـم �ﺤﻤﻠـوا ﺼـورة اﻟﺨـﻼص ﻤﺜـﻞ أﺒـﻴﻬم ‪00‬‬

‫ﻓﻘ ــد ﺘﺤرك ــت اﻟطﺒ�ﻌ ــﺔ اﻟﻔﺎﺴ ــدة ‪ 00‬أروا أن ﷲ ﻴر� ــد أن ﻴﺘﺴ ــﻠط ﻋﻠ ــﻴﻬم ‪ ،‬و�ﻔﻘ ــدﻫم ﺤـ ـر�ﺘﻬم ﻓ ــﻲ‬

‫إﺨﺘ�ــﺎر اﻟﺸــر ‪ 0‬ﻓــﺎﺠﺘﻤﻌوا وﻓكــروا ﻓــﻲ طر�ﻘــﺔ ﻴﻬر�ــون ﺒﻬــﺎ ﻤــن ﺴــﻠطﺎن ﷲ وﻤﻠﻛــﻪ ﻋﻠــﻴﻬم ‪ ،‬ﻓﻘــد‬

‫كﺎن كﻞ اﻟذﻴن ﻴر�طﻬم �ﻪ ﻫو اﻟﺨوف ﻤن طوﻓﺎن ﺠدﻴد ‪ ،‬إﻟﻰ أن ﺘوﺼﻠوا إﻟﻰ طر�ق ﻟﺒﻨﺎء ﺒرج‬ ‫ٍ‬ ‫ﻋﺎﻝ وﻤرﺘﻔﻊ ‪ 0‬ﻓﺎﺠﺘﻤﻊ اﻟﻛﻞ ﻟ�ﻌﻠﻨوا أﻨﻬم وﺠدوا اﻟﻤﻨﻔذ ﻟﻌﺼ�ﺎن ﷲ �ﻼ ﺨوف ﻤن اﻟطوﻓﺎن ‪00‬‬

‫ﻓــﺈذا أرﺴــﻞ ﻟﻬــم ﷲ اﻟطوﻓــﺎن ﻤـرة أﺨــرى ﻴــدﺨﻠوا ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺒــرج ‪ ،‬ﻓــﺈذا ﺼــﻌدت اﻟﻤ�ــﺎﻩ إﻟــﻰ دور‬

‫�ﺼــﻌدون إﻟــﻰ اﻟــدور اﻟــذي ﻴﻠ�ــﻪ ‪ ،‬إﻟــﻰ أن �ﺼــﻠوا إﻟــﻰ أﻋﻠــﻰ اﻷدوار وﻫــو ﻓــﻲ ﻗﻤــﺔ اﻟﺴــﺤﺎب ‪،‬‬ ‫و�ذﻟك ﻟن �ﺼﻴﺒﻬم ﺸﺊ ﻤﻤﺎ أﺼﺎب اﻟﻘدﻤﺎء ‪00‬‬

‫وﻗد كﺎن ﻫذا إﻋﻼﻨﺎً ﺠﻤﺎﻋ�ﺎً ﻤن اﻹﻨﺴـﺎن ﻋﻠـﻰ رﻓـض اﻟﺴـﻴر ﻓـﻲ اﻟطر�ـق ﻤـﻊ ﷲ ‪ 00‬أي‬ ‫أﻨﻬ ــم ﻴﺠﺘﻤﻌ ــون ﻋﻠ ــﻰ إرادة واﺤ ــدة ﻷﻨﻬ ــم ﻤﺠﻤوﻋ ــﺔ واﺤ ــدة ‪ ،‬ﻓﻼﺒ ــد أن �ﻔﺘرﻗـ ـوا ﺤﺘ ــﻰ ﻻ �ﺴ ــﺎق‬ ‫‪- 347 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪342‬‬


‫اﻟ�ﺎﻗون ﻓﻲ إرادة اﻟﺸر دون ﻤﻌرﻓﺔ ٕواﺨﺘ�ﺎر ﺤﻘ�ﻘـﻲ ‪ ،‬وﻷﻨـﻪ ﻻ ﻴر�ـد أن �ﻔﻨـﻴﻬم ﺤﺴـب وﻋـدﻩ ‪00‬‬ ‫ﻟــذﻟك ﻓـرﻗﻬم إﻟــﻰ ﺸــﻌوب وﻤﺠﻤوﻋــﺎت وﻗ�ﺎﺌــﻞ ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ ﻻ ﻴﻨﺘﺸــر اﻟﺸــر إﻟــﻰ اﻟﻌــﺎﻟم كﻠــﻪ ‪ ،‬وﺠﻌــﻞ‬

‫ﻟﻛـﻞ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻟﻐـﺔ ﻏﻴـر اﻷﺨرى ﻫكذا ﺼﺎر اﻟﻌﺎﻟم ﻤﺘﻔرﻗﺎً �ﻔﻌﻞ اﻟﺸر اﻟذي إﺨﺘﺎرﻩ " )‪0(1‬‬ ‫‪F9‬‬

‫‪� -7‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﻼك ﺸوﻗﻲ إﺴكﺎروس " وﻗﺼﺔ ﺒرج �ﺎﺒـﻞ ﻫـﻲ وﺼـﻒ ﻤﺤـزن ﻟﺘﻤـزق‬

‫اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ٕواﻨﻬ�ﺎر اﻟﺸركﺔ واﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻹﺘﺼﺎﻝ واﻟز�ـﺎدة ﻓـﻲ اﻟﻌزﻟـﺔ واﻹﻀـطراب ‪ ،‬وﻗـد ﺠـﺎء كـﻞ‬

‫ﻫذا ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﺸﻞ ﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻹﺘﻛـﺎﻝ ﻋﻠـﻰ ﷲ ‪ 00‬ﻟﻘـد ﺘﻤﻠﻛﻬـم اﻟزﻫـو واﻟﻛﺒر�ـﺎء واﻹﻋﺘﻤـﺎد ﻋﻠـﻰ‬

‫أﻨﻔﺴــﻬم ‪ 00‬ﻓﺘﺤﻘــق ﻓــﻴﻬم اﻟﻘــوﻝ " ﻟﻘـــد ﺸـــ ﱠﺘت اﻟﻤﺴـــﺘﻛﺒر�ن �ﻔكـــر ﻗﻠـــو�ﻬم أﻨـــزﻝ اﻷﻋـــزاء ﻋـــن‬

‫اﻟﻛراﺴﻲ " ) ﻟو ‪ 00 ( 52 ، 51 : 1‬ﺘﻔرق ﺒﻨو ﻨوح ﻓﻲ اﻷرض ﺠزﺌ�ـﺎً ﻗﺒـﻞ ﺒﻠﺒﻠـﺔ اﻷﻟﺴـن طﻠ�ـﺎً‬ ‫ﻟﻠرﻋﻲ واﻷراﻀﻲ اﻟزراﻋﻴـﺔ ‪ ،‬وﻟﻛن �ﻌد ﺒﻠﺒﻠﺔ اﻷﻟﺴن ﺘﻔرﻗوا ﻟﻤدى أوﺴـﻊ ‪ ،‬ﻓﺴـكن ﻨﺴـﻞ ﺴـﺎم ﻓـﻲ‬ ‫آﺴــ�ﺎ ‪ ،‬و�ﻨــو ﺤــﺎم ﻓــﻲ أﻓر�ﻘ�ــﺎ ‪ ،‬و�ﻨــو �ﺎﻓــث ﻓــﻲ آﺴــ�ﺎ اﻟﺼــﻐرة وأرﻤﻴﻨ�ــﺎ وأور�ــﺎ " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت‬

‫أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -8‬ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ اﻹﻛﻠﻴر�كــﻲ ﻋــﺎدﻝ إﺴــطﻔﺎﻨوس ﺤ�ﺸــﻲ – إﻛﻠﻴر�ك�ــﺔ طﻨطــﺎ " ﻻ ﺘﻌﺘﺒــر‬

‫ﺒﻠﺒﻠــﺔ اﻷﻟﺴــن ﻏﻴـرة وﺤﻘــد ﻤــن ﷲ ‪ ،‬ﻷن ﷲ ﻤﺤ�ــﺔ ‪ ،‬ﺨﻠــق اﻹﻨﺴــﺎن ﻤــن ﺠــودﻩ وﻓﻀــﻞ ﻤﺤﺒﺘــﻪ ‪،‬‬

‫وﻓداﻩ ﻤن اﻟﻤـوت اﻷﺒـدي ‪ ،‬وأﻋـد ﻟـﻪ اﻟﻤﻠﻛـوت ﻤﺴـكﻨﺎً ‪ 0‬ﻋﻨـدﻤﺎ ﺒﻠﺒـﻞ ﷲ أﻟﺴـﻨﺔ اﻟ�ﺸـر كـﺎن ذﻟـك‬

‫ﺤﻤﺎ�ــﺔ ﻟﻬــم ﻤــن ﺸــر أﻨﻔﺴــﻬم وﺴــﻘوطﻬم ﻓــﻲ اﻟﻛﺒر�ــﺎء أو ﺴــﻘوط اﻟﺒــرج ﻋﻠــﻴﻬم ‪ ،‬وكــﺎن ﻓــﻲ ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﺒﻠﺒﻠــﺔ أ�ﻀـﺎً ﺨﻴــر ﻟﻠﻨــﺎس اﻟــذﻴن إﻨﺘﺸــروا ﻓــﻲ أرﺠــﺎء اﻷرض ‪ ،‬ﻓﺎﺴــﺘﻐﻠوا ﺨﻴـرات اﻷرض ﻋوﻀـﺎً‬ ‫ﻋن ﺘﻛدﺴﻬم ﻓﻲ ﻤكـﺎن واﺤـد ‪ ،‬ﻴﺘزاﺤﻤـون ﻓ�ـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻤـوارد اﻟﺤ�ـﺎة ‪ ،‬ﻤﻤـﺎ �ﺴـﺒب ﺨﺼـﺎم وﺸـﺠﺎر‬ ‫وﻗﺘﺎﻝ ودﻤﺎر وﻫﻼك " ] ﻤن أ�ﺤﺎث اﻟﻨﻘد اﻟﻛﺘﺎﺒﻲ [‪0‬‬

‫س‪ : 444‬ﻤﺘﻰ ﻫﺎﺠر إﺒرآم ﻤن ﺤﺎران إﻟﻰ أرض كﻨﻌﺎن ؟‬ ‫‪َ -1‬وَﻟَد ﺘﺎرح إﺒرآم ﻋﻨدﻤﺎ كﺎن ﻋﻤرﻩ ﺴ�ﻌﻴن ﺴﻨﺔ " وﻋﺎش ﺘﺎرح ﺴ�ﻌﻴن ﺴـﻨﺔ ووﻟـد إﺒـرآم‬ ‫" ) ﺘك ‪0( 26 : 11‬‬

‫وﺨرج إﺒـرآم ﻤـن ﺤـﺎران إﻟـﻰ كﻨﻌـﺎن ﻋﻨـدﻤﺎ كـﺎن ﻋﻤـرﻩ ‪ 75‬ﺴـﻨﺔ " وكـﺎن إﺒـرآم إﺒـن ﺨﻤـس‬

‫وﺴ�ﻌﻴن ﺴﻨﺔ ﻟﻤﺎ ﺨرج ﻤن ﺤﺎران " ) ﺘك ‪0( 4 : 12‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺴﺎﺅﻻءﺕ ﺣﻮﻝ ﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪107‬‬

‫‪- 348 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪343‬‬


‫إذاً ﺨرج إﺒرآم ﻤن ﺤﺎران ﻋﻨدﻤﺎ كﺎن ﻋﻤر أﺒ�ﻪ ﺘﺎرح ‪ 145 = 75 + 70‬ﺴﻨﺔ‪0‬‬ ‫‪ -2‬ﻓﻲ ﺴﻔر اﻷﻋﻤﺎﻝ ﻗﺎﻝ إﺴطﻔﺎﻨوس ﻋن إﺒـراﻫ�م " ﻓﺨـرج ﻤـن أرض اﻟﻛﻠـداﻨﻴﻴن وﺴـكن‬

‫ﻓﻲ ﺤﺎران ‪ 0‬وﻤن ﻫﻨﺎك ﻨﻘﻠﻪ �ﻌدﻤﺎ ﻤﺎت أﺒوﻩ إﻟـﻰ ﻫـذﻩ اﻷرض اﻟﺘـﻲ أﻨـﺘم ﺴـﺎﻛﻨون ﻓﻴﻬـﺎ " )‬ ‫أع ‪0( 4 : 7‬‬

‫‪ -3‬ﻤﺘﻰ ﻤﺎت ﺘﺎرح ؟ " وكﺎﻨت أ�ﺎم ﺘﺎرح ﻤﺌﺘﻴن وﺨﻤس ﺴﻨﻴن ‪ 0‬وﻤﺎت ﺘﺎرح ﻓﻲ ﺤﺎران "‬

‫) ﺘك ‪ ( 32 : 11‬ﻓﻬﻞ ﻫﺎﺠر إﺒراﻫ�م ﻤن أرض ﺤﺎران إﻟﻰ أرض كﻨﻌﺎن ﻋﻨدﻤﺎ كﺎن ﻋﻤر أﺒ�ﻪ‬ ‫ﺘــﺎرح ‪ 145‬ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬أم ﻋﻨــدﻤﺎ ﻤــﺎت أﺒ�ــﻪ ﺘــﺎرح وﻟـ ـﻪ ﻤــن اﻟﻌﻤــر ‪ 205‬ﺴــﻨﺔ ؟ ) اﻟﺒﻬر�ــز ﺠ ـ ‪ 1‬س‬ ‫‪ ، 287‬واﻟدكﺘور أﺤﻤد ﺤﺠﺎزي اﻟﺴﻘﺎ – ﻨﻘد اﻟﺘوراة ص ‪0( 130‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺒدأ ﺘﺎرح اﻟﻬﺠرة ﻤـن أور اﻟﻛﻠـداﻨﻴﻴن ﻗﺎﺼـداً أرض كﻨﻌـﺎن ‪ ،‬وﻟﻛﻨـﻪ ﻓـﻲ اﻟطر�ـق إﺴـﺘﻘر‬ ‫ﻓﻲ ﺤﺎران ر�ﻤﺎ �ﺴﺒب ﺴـوء ﺼـﺤﺘﻪ ‪ ،‬أو �ﺴـﺒب اﻟﺨـوف ‪ ،‬أو ﻏﻴرﻫﻤـﺎ " وأﺨـذ ﺘـﺎرح اﺒـرآم أﺒﻨـﻪ‬

‫وﻟوطـﺎً ﺒــن ﻫــﺎران إﺒــن إﺒﻨــﻪ وﺴــﺎراى كﱠﻨﺘــﻪ اﻤـرأة اﺒـرآم إﺒﻨــﻪ ﻓﺨرﺠـوا ﻤﻌـﺎً ﻤــن أور اﻟﻛﻠــداﻨﻴﻴن‬

‫ﻟﻴذﻫﺒوا إﻟﻰ أرض كﻨﻌﺎن ‪ 0‬ﻓﺄﺘوا إﻟـﻰ ﺤـﺎران وأﻗـﺎﻤوا ﻫﻨـﺎك وكﺎﻨـت أ�ـﺎم ﺘـﺎرح ﻤﺌﺘـﻴن وﺨﻤـس‬

‫ﺴﻨﻴن ‪ 0‬وﻤﺎت ﺘﺎرح ﻓـﻲ ﺤـﺎران " ) ﺘـك ‪ ( 32 ، 31 : 11‬وﻻﺒـد أن ﷲ ﻫـو اﻟـذي ﺤـرك ﺘـﺎرح‬

‫ﻟﻬذﻩ اﻟﻬﺠرة ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ﻤﺎت ﺘﺎرح ﺠﺎء أﻤر اﻟرب ﻷﺒرآم �ﺄن ﻴﺘرك ﺤﺎران و�ﺴﺘﻛﻤﻞ اﻟﻤﺴﻴرة ﻨﺤو‬

‫كﻨﻌﺎن " وﻗﺎﻝ اﻟرب ﻷﺒرآم أذﻫب ﻤن أرﻀك وﻤن ﻋﺸﻴرﺘك وﻤـن ﺒﻴـت أﺒ�ـك إﻟـﻰ اﻷرض اﻟﺘـﻲ‬

‫أُر�ك " ) ﺘك ‪0( 1 : 12‬‬

‫‪ " -2‬وﻋﺎش ﺘﺎرح ﺴـ�ﻌﻴن ﺴـﻨﺔ ووﻟـد إﺒـرآم وﻨـﺎﺤور وﻫـﺎران " ) ﺘـك ‪ ( 26 : 11‬وﻟﻛـن‬

‫ﻟ�س �ﺎﻟﻀرورة أن �كون إﺒرآم ﻫو اﻟ�كر ‪ ،‬ﻓﻘد �كون ﻫو اﻟﺜﺎﻨﻲ أو اﻟﺜﺎﻟث وﺠـﺎء ذكـرﻩ أوﻻً ﻷﻨـﻪ‬ ‫ﺴ�كون أ�ﺎً ﻟﺸﻌب ﷲ اﻟﻤﺨﺘﺎر ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً ﻤن ﻨﺴﻠﻪ ﺴ�ﺄﺘﻲ اﻟﻤﺴ�ﺎ اﻟﻤﺨﻠص ‪ 0‬وﻫذا ﻤﺎ رأﻴﻨﺎﻩ ﻓـﻲ‬ ‫ﺘرﺘﻴب ﺴﺎم ﺒن ﻨوح ‪ ،‬ﻤﻊ أﻨﻪ ﻟم �كن ﻫو اﻟ�كر ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻪ ُذكـر أوﻻً ﻷن ﻤـن ﻨﺴـﻠﻪ ﺴـ�ﺄﺘﻲ إﺒـراﻫ�م‬

‫وداود واﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ ﺤﺴب اﻟﺠﺴد‪0‬‬

‫ﻓﺈن كﺎن ﺘﺎرح َوَﻟد إﺒﻨﻪ اﻟ�كر ﻓﻲ اﻟﺴـ�ﻌﻴن ‪ ،‬ﻓـﻼ ﻤـﺎﻨﻊ أن �كـون ﻗـد أﻨﺠـب إﺒﻨـﻪ إﺒـرآم �ﻌـد‬ ‫ﺴــﺘﻴن ﺴــﻨﺔ ﻤــن إﻨﺠﺎ�ــﻪ ﻟﻸﺒــن اﻟ�كــر ‪ ،‬ﻓكــﺎن ﻋﻤــر ﺘــﺎرح ﻋﻨــدﻤﺎ وﻟــد إﺒـرآم ‪130 = 60 + 70‬‬

‫ﺴﻨﺔ‪0‬‬

‫‪- 349 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪344‬‬


‫ٕوان إﺒرآم ﺘرك ﺤﺎران ﻋﻨدﻤﺎ كﺎن ﻋﻤرﻩ ‪ 75‬ﺴﻨﺔ ) ﺘك ‪ ( 4 : 12‬و�ﻬذا كﺎن واﻟدﻩ ﻗد ﺒﻠـﻎ‬

‫ﻤــن ﻋﻤ ـرﻩ ‪ 205 = 75 + 130‬ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻌﻤــر إﻨﺘﻬــت أ�ﺎﻤــﻪ ‪ٕ ،‬واﻨﻀــم إﻟــﻰ آ�ﺎﺌــﻪ ‪،‬‬ ‫وﺘرك ﻋﻨدﺌذ إﺒرآم ﺤﺎران واﺴﺘﻛﻤﻞ ﻤﺴﻴرﺘﻪ ﻨﺤو كﻨﻌﺎن‪0‬‬

‫‪ٕ -3‬وان ﻋﺎد أﺤد وﺘﺴﺎءﻝ ‪ :‬إن كﺎن إﺒرآم ﻗد أﻨﺠ�ـﻪ أﺒـوﻩ ﺘـﺎرح وﻋﻤـرﻩ ‪ 130‬ﺴـﻨﺔ ‪ ،‬ﻓﻠﻤـﺎذا‬ ‫ﺘﻌﺠب ﻋﻨدﻤﺎ أﺨﺒرﻩ �ﺄن ﺴـﻴﻨﺠب إﺴـﺤق وكـﺎن ﻋﻤـرﻩ ﺤﻴﻨـذاك ﻤﺎﺌـﺔ ﻋـﺎم " ﻓﺴـﻘط إﺒـراﻫ�م ﻋﻠـﻰ‬

‫وﺠﻬﻪ وﻀﺤك ‪ 0‬وﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﻠ�ﻪ ﻫﻞ ﻴ ُوﻟـد ﻹﺒـن ﻤﺎﺌـﺔ ﺴـﻨﺔ وﻫـﻞ ﺘﻠـد ﺴـﺎرة وﻫـﻲ ﺒﻨـت ﺘﺴـﻌﻴن‬ ‫ﺴﻨﺔ " ) ﺘك ‪ ( 17 : 17‬؟‬ ‫ﻨﻘوﻝ إن إﺒرآم �ﻌد أن ﻤﺎﺘت زوﺠﺘـﻪ " وكﺎﻨت ﺤ�ـﺎة ﺴـﺎرة ﻤﺌـﺔ وﺴـ�ﻌﺎً وﻋﺸـر�ن ﺴـﻨﺔ " )‬

‫ﺘك ‪ ( 1 : 23‬وكﺎن ﻋﻤرﻩ ﺤﻴﻨذاك ‪ 137‬ﻋﺎﻤﺎً ‪ ،‬وكﺎن إﺴﺤق ﻗد كﺒر وأﺨذ رﻓﻘﺔ " ﻓﺼﺎرت ﻟـﻪ‬ ‫زوﺠﺔ وأﺤﱠﺒﻬﺎ ‪ 0‬ﻓﺘﻌزى إﺴﺤق �ﻌد ﻤوت أﻤﻪ " ) ﺘك ‪ ( 67 : 24‬ﺘزوج إﺒـراﻫ�م وﻫـو ﻓـﻲ ﻨﺤـو‬ ‫اﻟﻤﺎﺌــﺔ واﻷر�ﻌــﻴن ﻤــن ﻋﻤـرﻩ وأﻨﺠــب ﺴــت أوﻻد " وﻋــﺎد إﺒ ـراﻫ�م ﻓﺄﺨــذ زوﺠــﺔ إﺴــﻤﻬﺎ ﻗطــورة ‪0‬‬

‫ﻓوﻟــدت ﻟــﻪ زﻤــران و�ﻘﺸــﺎن وﻤــدان وﻤــد�ﺎن و�ﺸــ�ﺎق وﺸــوﺤﺎ " ) ﺘــك ‪ ( 2 ، 1 : 25‬وﻫﻨــﺎ‬ ‫ﻴﺘﻀ ــﺢ أن ﺴ ــﺒب ﺘﻌﺠ ــب إﺒـ ـراﻫ�م ﻤ ــن إﻤكﺎﻨ� ــﺔ إﻨﺠ ــﺎب إﺴ ــﺤق ﻫ ــو � ــﺎﻷﻛﺜر ﺒﻠ ــوغ زوﺠﺘ ــﻪ ﺴ ــن‬

‫اﻟﺘﺴﻌﻴن ‪ ،‬وﻟﻛن أد�ﺎً وﻤﺸﺎركﺔ ﻤن إﺒراﻫ�م وﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻊ زوﺠﺘﻪ ﻓﻲ داﺌرة ﺼﻌو�ﺔ اﻹﻨﺠﺎب ‪،‬‬ ‫وذﻟك رﻏم أﻨﻪ ﻗد ﺴﺒق وأﻨﺠب إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺠرﺠس إﺒراﻫ�م ﺼﺎﻟﺢ " ) أ ( ﻫذا اﻹﺴﺘﻨﺘﺎج �ﺴﺘﻨد إﻟﻰ ﻤﺠرد زﻋم أن‬

‫اﻟﻨص �ﻘوﻝ أن إﺒراﻫ�م كﺎن �كر أﺒ�ﻪ ‪ 0‬ووﻟدﻩ وﻫو ﻓﻲ اﻟﺴـ�ﻌﻴن ﻤـن ﻋﻤـرﻩ ‪ 0‬ﻫـذا ﻋﻠـﻰ أﺴـﺎس‬

‫أن ) ﺘــك ‪ ( 26 : 11‬ﻴــذكر إﺒـراﻫ�م كــﺄوﻝ أﺒﻨــﺎء ﺘــﺎرح أي اﻟ�كــر ‪ 0‬ﻟﻛــن ﻟﻌــﻞ ذكــر إﺒ ـراﻫ�م أوﻻً‬ ‫ﻷﻨﻪ أﻫم أوﻻد ﺘﺎرح واﻟذي ﺴ�ﻘطﻊ ﻤﻌـﻪ ﷲ ﻋﻬـداً ‪ 0‬وﺤﺼـﻞ اﻷﻤـر ﻨﻔﺴـﻪ ﻤـﻊ ﺴـﺎم ﺒـن ﻨـوح ﻓﻘـد‬

‫ذكــر أوﻻً ﻓــﻲ ) ﺘــك ‪ ( 32 : 5‬رﻏــم أﻨــﻪ اﻹﺒــن اﻷوﺴــط‪) 0‬ب( ﺒﻨــﺎء ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ ﺘﻘــدم ﻓﻠــو ﻗﻠﻨــﺎ أن‬ ‫إﺒراﻫ�م ﻫو أﺼﻐر أﺒﻨﺎء أﺒ�ﻪ وأﻨﻪ ُوِﻟد ﺤﻴﻨﻤﺎ كﺎن ﻋﻤر أﺒ�ﻪ ‪ 130‬ﺴﻨﺔ �كون ﻋﻤـر إﺒـراﻫ�م ﻋﻨـد‬ ‫ﻤوت أﺒ�ﻪ ‪ 75‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬و�ﻨﺎء ﻋﻠ�ﻪ ﺘﻛون ) ﺘك ‪ ) ، ( 4 : 13‬أع ‪ ( 4 : 7‬ﻤﺘواﻓﻘﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F10‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪91‬‬

‫‪- 350 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪345‬‬


- 351 -

346

http://Coptic-Treasures.com


‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ :‬ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﻗﺼﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻟﻮﻁ‬ ‫) ﺗﻚ ‪( 24 – 12‬‬ ‫س‪ : 445‬إن كــﺎن ﷲ دﻋــﺎ إﺒ ـراﻫ�م وﻫــو ﻓــﻲ ﺤــﺎران ) ﺘــك ‪ ( 5 -1 : 12‬ﻓﻛﻴــﻴ �ﻘــوﻝ‬ ‫إﺴﺘﻔﺎﻨوس أن ﷲ دﻋﺎﻩ وﻫو ﻓ�ﻤﺎ ﺒﻴن اﻟﻨﻬر�ن ﻗﺒﻞ أن �ﺄﺘﻲ إﻟـﻰ ﺤـﺎران ) أع ‪4 – 2 : 7‬‬

‫(؟‬

‫ج ‪ :‬ﻟﻘد وﺠﻪ ﷲ اﻟدﻋوة ﻹﺒراﻫ�م ﻤرﺘﻴن ‪:‬‬ ‫اﻟــدﻋوة اﻷوﻟــﻰ ‪ :‬دﻋــﺎ ﷲ إﺒ ـراﻫ�م ﻤــﻊ واﻟــدﻩ ﺘــﺎرح وﻫــو ﻓــﻲ أور اﻟﻛﻠــداﻨﻴﻴن ‪ ،‬و�ﻨــﺎء ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ‬

‫ـﺎرى ك ﱠﺘﺘــﻪ اﻤ ـرأة اﺒ ـرام إﺒﻨــﻪ‪0‬‬ ‫اﻟــدﻋوة " أﺨــذ ﺘــﺎرح إﺒ ـرآم إﺒﻨــﻪ وﻟوط ـﺎً ﺒــن ﻫــﺎران إﺒــن إﺒﻨــﻪ وﺴـ ا‬

‫ﻓﺨرﺠوا ﻤﻌﺎً ﻤن أور اﻟﻛﻠداﻨﻴﻴن ﻟﻴذﻫﺒوا إﻟﻰ أرض كﻨﻌﺎن ‪ 0‬ﻓﺄﺘوا إﻟﻰ ﺤﺎران وأﻗـﺎﻤوا ﻫﻨـﺎك ")‬

‫ﺘــك ‪ ( 31 : 11‬وﻓــﻲ رؤ�ــﺎ اﺒـرام �ﻌــد إﻨﺘﺼــﺎرﻩ ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﻠــوك اﻷر�ﻌــﺔ " ﻗــﺎﻝ ﻟــﻪ أﻨــﺎ اﻟــرب اﻟــذي‬

‫أﺨرﺠــــك ﻤــــن أور اﻟﻛﻠــــداﻨﻴﻴن ﻟ�ﻌط�ــــك ﻫــــذﻩ اﻷرض ﻟﺘرﺜﻬــــﺎ " ) ﺘ ــك ‪ ( 7 : 15‬وﻗ ــد أﺸـــﺎر‬

‫اﺴﺘﻔﺎﻨوس ﻟﻬذﻩ اﻟدﻋوة ﻗﺎﺌﻼً " ظﻬر إﻟﻪ اﻟﻤﺠد ﻷﺒﻴﻨﺎ إﺒـراﻫ�م وﻫـو ﻓـﻲ ﻤـﺎ ﺒـﻴن اﻟﻨﻬـر�ن ﻗﺒﻠﻤـﺎ‬

‫ﺴــكن ﻓــﻲ ﺤــﺎران ‪ 0‬وﻗــﺎﻝ ﻟــﻪ أﺨــرج ﻤــن أرﻀــك وﻤــن ﻋﺸــﻴرﺘك ‪ 00‬ﻓﺨـرج ﺤﻴﻨﺌــذ ﻤــن أرض‬ ‫اﻟﻛﻠداﻨﻴﻴن وﺴكن ﻓﻲ ﺤﺎران " ) ﺘك ‪0( 4 – 2 : 7‬‬

‫اﻟدﻋوة اﻟﺜﺎﻨ�ﺔ ‪ :‬وﺠﻬﻬﺎ ﷲ ﻻﺒرآم وﻫو ﻓﻲ ﺤﺎران ﺤﺘﻰ ﻴواﺼﻞ ﺴﻴرﻩ " وﻗﺎﻝ اﻟرب ﻻﺒرام أذﻫب‬

‫ﻤن أرﻀك وﻤن ﻋﺸﻴرﺘك وﻤن ﺒﻴت أﺒ�ك إﻟﻰ اﻷرض اﻟﺘﻲ أر�ك ‪ 00‬ﻓﺄﺨذ اﺒرام ﺴﺎراي اﻤرأﺘﻪ‬ ‫وﻟوطـﺎً إﺒــن أﺨ�ـﻪ وكــﻞ ﻤﻘﺘﻨ�ﺎﺘﻬﻤــﺎ اﻟﺘـﻲ أﻗﺘﺘﻨ�ــﺎ واﻟﻨﻔـوس اﻟﺘــﻲ أﻤﺘﻠﻛــﺎ ﻓـﻲ ﺤــﺎران ‪ 0‬وﺨرﺠـوا‬ ‫ﻟﻴذﻫﺒوا إﻟﻰ أرض كﻨﻌﺎن ‪ 0‬ﻓﺄﺘوا إﻟﻰ أرض كﻨﻌﺎن " ) ﺘك ‪0( 5 – 1 : 12‬‬

‫س‪� : 446‬ﻘوﻝ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن " وكﺎن اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻴون ﺤﻴﻨﺌذ ﻓﻲ اﻷرض " ) ﺘك ‪( 6 : 12‬‬

‫وﻤﻌﻨﻰ ذﻟك أن ﻫذﻩ اﻟﻌ�ﺎرة ﻟم �كﺘﺒﻬﺎ ﻤوﺴﻰ ‪ ،‬ﻷﻨﻬﺎ ﺘدﻝ ﻋﻠـﻰ أن اﻟﻛﻨﻌـﺎﻨﻴﻴن ﻟـم �كـن‬ ‫ﻟﻬم وﺠود وﻗت كﺘﺎ�ﺔ ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ كﺎن اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻴون ﻓﻲ ﻓﻠﺴطﻴن ﻤدة طو�ﻠﺔ �ﻌـد‬

‫ﻋﺼر ﻤوﺴﻰ ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪0( 270‬‬

‫كﻤــﺎ �ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور أﺤﻤــد اﻟﺴــﻘﺎ " ﻗوﻟــﻪ } كــﺎن اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴون ﺤﻴﻨﺌــذ ﻓــﻲ اﻷرض { ﻴــدﻝ‬ ‫‪- 352 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪347‬‬


‫ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻛﺎﺘــب كﺘــب اﻟﺘــوراة �ﻌــد إﺴــﺘ�ﻼء ﺒﻨــﻲ إﺴ ـراﺌﻴﻞ ﻋﻠــﻰ أرض كﻨﻌــﺎن وطــرد اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴﻴن‬

‫ﻤﻨﻬﺎ ﻷﻨﻪ �ﺤكﻲ ﻋـن زﻤـﺎن ﻤﻀـﻰ ‪ ،‬وﻫـم ﻟـم �ﺴـﺘوﻟوا ﻋﻠﻴﻬـﺎ زﻤـن ﻤوﺴـﻰ ‪ٕ ،‬واﻨﻤـﺎ ﺘـم اﻹﺴـﺘ�ﻼء‬ ‫وك ـ ّـررت ﻫــذﻩ اﻟﻌ�ــﺎرة أﻛﺜــر ﻤــن ﻤــرة } وكــﺎن اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴون واﻟﻔرز�ــون ﺤﻴﻨﺌــذ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬــﺎ زﻤــن داود‪ُ 0‬‬

‫ﺴــﺎﻛﻨﻴن ﻓــﻲ اﻷرض { ) ﺘــك ‪ ( 7 : 13‬وﻓــﻲ ﺴــﻔر ﺼــﻤوﺌﻴﻞ اﻷوﻝ ﻤــﺎ ﻴﺜﺒــت اﻹﺴــﺘ�ﻼء ﻋﻠــﻰ‬ ‫أرض كﻨﻌﺎن كﺎن ﻓﻲ ﻋﺼر طﺎﻟوت ) ﺠﻠ�ﺎت ( وداود "‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F1‬‬

‫ج ‪ -1 :‬أوﻝ ﻤن أﺜﺎر ﻫذﻩ اﻟﻤﻼﺤظﺔ إﺒراﻫﺎم ﺒـن ﻋـز ار اﻟﻨﺎﻗـد اﻟﻴﻬـودي ﻓـﻲ اﻟﻘـرن اﻟﺜـﺎﻨﻲ ﻋﺸـر‬ ‫اﻟﻤ�ﻼدي اﻟذي ظن ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬أﻨﻪ ﻤﺎدام اﻟﻛﺎﺘب ) وﻫو �ﺤكﻲ ﻋن إﺒراﻫ�م ( ﻗد ﻗﺎﻝ " وكﺎن اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻴون ﺤﻴﻨﺌـذ ﻓـﻲ‬

‫اﻷرض " ﻓﻬذا �ﻌﻨﻲ أن وﻗت كﺘﺎ�ﺔ اﻟﺴﻔر ‪ ،‬ﻟم �ﻌد ﻫﻨﺎك وﺠود ﻟﻠﻛﻨﻌﺎﻨﻴﻴن ‪0‬‬

‫ب – و�ﻤــﺎ أن اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴﻴن كــﺎن ﻟﻬــم ﺘواﺠـد وﻗــت ﻤوﺴــﻰ و�ﺸــوع و�ﻌــدﻫﻤﺎ إذاً اﻟﺴــﻔر ُكﺘــب‬

‫ﻓﻲ وﻗت ﻤﺘﺄﺨر‪0‬‬

‫واﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أﻨﻪ ‪:‬‬

‫أ – ﻟــم ﻴــذكر ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ﺼـراﺤﺔ أن اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴﻴن ﻋﻨــد كﺘﺎﺒﺘــﻪ ﻟــم �ﻌــد ﻟﻬــم وﺠــود ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ‬ ‫كﺎن ﻫذا إﺴﺘﻨﺘﺎج إﺒن ﻋز ار‪0‬‬

‫ب‪ -‬كﺘب ﻤوﺴﻰ ﻋ�ﺎرة " وكﺎن اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻴون ﺤﻴﻨﺌذ ﻓﻲ اﻷرض " �ﻘﺼـد ﺘوﻀـ�ﺢ أﻨـﻪ وﻗـت‬

‫أن ﺤــدث ﺨﺼ ـﺎم ﺒــﻴن رﻋــﺎة ﻟــوط ورﻋــﺎة اﺒ ـرام كــﺎن اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴون ﺤﻴﻨﺌــذ ﻓــﻲ اﻷرض ‪ ،‬وﻫــذا ﻤــﺎ‬ ‫أوﻀﺤﻪ ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ اﻹﺼﺤﺎح اﻟﺘﺎﻟﻲ " ﻓﺤدﺜت ﻤﺨﺎﺼﻤﺔ ﺒﻴن رﻋﺎة ﻤواﺸـﻲ اﺒـرام ورﻋـﺎة‬

‫ﻤواﺸﻲ ﻟوط ‪ 0‬وكﺎن اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻴون واﻟﻔرز�ـون ﺤﻴﻨﺌـذ ﻓـﻲ اﻷرض " ) ﺘـك ‪ ( 7 : 13‬أي أﻨـﻪ ﻟـم‬ ‫�كــن ﻫﻨــﺎك ﻤوﻀــﻊ كـ ٍ‬ ‫ـﺎف ﻟﻛــﻞ ﻤــن رﻋــﺎة ﻤواﺸــﻲ اﺒ ـرام وﻟــوط ‪ ،‬وﻻﺴــ�ﻤﺎ أن اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴﻴن كــﺎﻨوا‬ ‫ﻤﻨﺘﺸر�ن ﻓﻲ اﻷرض‪0‬‬

‫ﺠـ ـ ـ‪ -‬ذكـ ــر ﻤوﺴـ ــﻰ ﻫـ ــذﻩ اﻟﻌ�ـ ــﺎرة ﻟ�ظﻬـ ــر و�ﺒـ ــرز وﻋـ ــد ﷲ ﻹﺒ ـ ـراﻫ�م �ﺄﻨـ ــﻪ ﺴـ ــ�ﻌط�ﻪ أرض‬

‫اﻟﻛﻠــداﻨﻴﻴن " واﺠﺘــﺎز اﺒـرام ﻓــﻲ اﻷرض ‪ 00‬وكــﺎن اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴون ﺤﻴﻨﺌــذ ﻓــﻲ اﻷرض وظﻬــر اﻟــرب‬

‫ﻻﺒرام وﻗﺎﻝ ﻟﻨﺴﻠك أﻋطﻲ ﻫذﻩ اﻷرض " ) ﺘك ‪0( 7 : 12‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪89 ، 88‬‬

‫‪- 353 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪348‬‬


‫‪ -2‬اﻟذﻴن ﻴدﻋون أن ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ُكﺘب �ﻌد إﻨﻘطﺎع اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻴﻴن ﻋـن اﻷرض ‪ ،‬ﻨﻘـوﻝ ﻟﻬـم‬

‫أن ﻫــذا ﻟــم �ﺤــدث ‪ ،‬ﻓكــﺎﻨوا ﻓــﻲ اﻷرض ﻗﺒــﻞ ﻤﺠــﺊ إﺒ ـراﻫ�م ﻟــﻸرض ) ﺘــك ‪ ( 19 : 10‬وكــﺎﻨوا‬

‫ﻤوﺠــودﻴن ﻓــﻲ زﻤــن إﺒ ـراﻫ�م ) ﺘــك ‪ ( 6 : 12‬وﻓــﻲ أ�ــﺎم ﻤوﺴـ ـﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ) ﺘــث ‪ ( 17 : 20‬وﻓــﻲ‬

‫أ�ﺎم داود ) ‪ 2‬ﺼم ‪ ( 7 : 24‬وﻓﻲ أ�ﺎم ﺴﻠ�ﻤﺎن ) ‪ 1‬ﻤﻞ ‪ ( 16 : 9‬و�ﻌد اﻟﻌودة ﻤـن اﻟﺴـﺒﻲ )‬

‫ﻋز ‪ ( 1 : 9‬وﺤﺘﻰ ﻓﻲ أ�ﺎم اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ ‪ ،‬ﻓﻘد إﻟﺘﻘﻰ �ﺎﻟﻤرأة اﻟﻛﻨﻌﺎﻨ�ﺔ ) ﻤت ‪0( 22 : 15‬‬

‫س‪ : 447‬كﻴﻴ ﻴﺘﺨﻠﻰ إﺒراﻫ�م ﻋن زوﺠﺘﻪ ﺴﺎرة ﻤرﺘﻴن ‪ ،‬اﻷوﻟـﻰ ﻟﻔرﻋون ﻤﺼـر ) ﺘـك‬

‫‪ ( 15 : 12‬واﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ ﻷﺒ�ﻤﺎﻟــك ﻤﻠــك ﺠ ـرار ) ﺘــك ‪ ( 2 : 20‬؟ وﻤــﺎ أﻛﺜــر اﻟُﻨﻘــﺎد اﻟــذﻴن‬ ‫ﺘﻌرﻀـوا ﻹﺒـراﻫ�م أب اﻵ�ــﺎء �ﺎﻟﻨﻘــد اﻟﺠــﺎرح ‪ ،‬و�ﻌﻀــﻬم إﺘﻬــم اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـ ﱠـدس ﺒﺘﻠﻔﻴــق‬

‫ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻷﻨﺒ�ﺎء ﻤﻌﺼوﻤﻴن ﻤن اﻟﺨطﺄ‪0‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺴﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺨطﺎ�ﺎ اﻷﻨﺒ�ﺎء �ﺸﺊ ﻤن اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ‪ ،‬ﻤؤكدﻴن ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﺼﻤﺔ ﻟ وﺤدﻩ‬ ‫" ﻷﻨﻪ أي إﻨﺴﺎن ﺼدﻴق ﻓﻲ اﻷرض �ﻌﻤﻞ ﺼﻼﺤﺎً وﻻ ﻴﺨطﺊ " ) ﺠﺎ ‪ ( 20 : 7‬وأن كـﻼ ﻤـن‬ ‫اﻟﻴﻬود� ــﺔ واﻟﻤﺴ ــ�ﺤ�ﺔ ﻻ ﺘﻌﺘ ــرف � ــﺄن اﻷﻨﺒ� ــﺎء ﻤﻌﺼ ــوﻤﻴن ﻤ ــن اﻟﺨط ــﺄ إﻻﱠ ﻓ ــﻲ ﺤﺎﻟ ــﺔ ﺘﺴ ــﺠﻴﻠﻬم‬ ‫ﻟﻸﺴﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴﺔ ﻓﻘط‪ 0‬أﻤﺎ اﻷﻨﺒ�ﺎء ﻓﻬم ﻤن ﻨﻔـس اﻟطﺒ�ﻌـﺔ اﻟ�ﺸـر�ﺔ ﻟﻬـم ﻀـﻌﻔﺎﺘﻬم وﺴـﻘطﺎﺘﻬم ‪،‬‬

‫وﻟﻛــﻨﻬم أﺤﺒ ـوا ﷲ ﻤــن كــﻞ ﻗﻠــو�ﻬم ‪ ،‬وﺘــﺎﺒوا ﺘو�ــﺔ ﻗو�ــﺔ ﻋــن كــﻞ ﺨطــﺄ إرﺘﻛﺒــوﻩ ‪ ،‬وﻗطﻌ ـوا ﺸــوطﺎً‬

‫طــو�ﻼً ﻓــﻲ طر�ــق اﻟﻔﻀــﻴﻠﺔ وأطــﺎﻋوا اﻟــوﺤﻲ ﻓــﻲ ﺘﺴــﺠﻴﻞ اﻷﺤــداث كﻤــﺎ وﻗﻌــت �ﺤﻠوﻫــﺎ وﻤرﻫــﺎ ‪،‬‬ ‫دون أدﻨﻰ ﻤﺠﺎﻤﻠﺔ ﻷﺤد ‪ ،‬ﻓﻴرﺠﻰ اﻟرﺠوع إﻟﻰ إﺠﺎ�ﺔ اﻟﺴؤاﻝ رﻗم )‪0(434‬‬

‫‪ -2‬ﻟﻤــﺎذا كــﻞ ﻫــذﻩ اﻷﺴــﺌﻠﺔ وكــﻞ ﻫــذﻩ اﻟﻀــﺠﺔ ؟! أﻟﺴــﻨﺎ ﺠﻤ�ﻌ ـﺎً ﻨــوﻗن أن إﺒ ـراﻫ�م إﻨﺴــﺎﻨﺎً‬

‫وﻟ�س إﻟﻬﺎً ‪ ،‬وأن أي إﻨﺴﺎن ﻤﻌرض ﻟﻠﺨطﺄ ‪00‬‬

‫وﺘﻘــوﻝ اﻟـــدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠـــﺔ ﺘوﻤـــﺎ " ﻟ ــم �ﻘ ــدم ﻟﻨ ــﺎ اﻟﻛﺘ ــﺎب اﻟﻤﻘـ ـﱠدس رﺠ ــﺎﻝ ﷲ وأﻨﺒ�ﺎﺌ ــﻪ كﺄﻨ ــﺎس‬

‫ﻤﻌﺼوﻤﻴن ﻤن اﻟﺨطﺄ ‪ ،‬ﻷن ﺠﻤ�ﻊ اﻟ�ﺸر ﻤﻌرﻀـﻴن ﻟﻠﺨطـﺄ ‪ ،‬وﷲ ﺠﺎﺒﻠﻨـﺎ �ﻌـرف ﻀـﻌﻔﺎﺘﻨﺎ ‪00‬‬

‫ﻨﻌــم ﺨــﺎف أﺒوﻨــﺎ إﺒ ـراﻫ�م ﻤــن اﻟﻤﺠﺎﻋــﺔ ‪ ،‬وﺘﺸ ـ ﱠكك ﻓــﻲ ﻗــدرة ﷲ ﻋﻠــﻰ أن �ﻌوﻟــﻪ و�رﻋــﺎﻩ ‪ ،‬ﻓﻠﺠــﺄ‬ ‫ﻟﻠــذراع اﻟ�ﺸـر�ﺔ ﻹﻋﺎﻨﺘــﻪ ‪ ،‬وﺨــﺎف ﻤــن اﻟﻤــوت ﻓــﺄﻨكر أن ﺴــﺎرة زوﺠﺘــﻪ ‪ ،‬وﻫكــذا ﺨط�ــﺔ ﺘﻘــود إﻟــﻰ‬

‫وﻋرﻀـﻬﻤﺎ ﻟﻠﻐﻀـب اﻹﻟﻬـﻲ ‪ٕ ،‬واﺴـﺘﺤق‬ ‫أﺨرى ‪ ،‬و�ﻬذا اﻷﺴﻠوب ﺼﺎر ﻋﺜرة ﻟﻔرﻋون وأﺒ�ﻤﺎﻟـك ‪ ،‬ﱠ‬

‫إﺒـراﻫ�م ﺘــو�ﻴﺦ ﻓرﻋــون وأﺒ�ﻤﺎﻟــك ﻋﻠــﻰ ﺘﺼـرﻓﻪ‪ 0‬أﻤــﺎ ﷲ ﻓﻘــد ﺘــدﺨﻞ وﺤــﺎﻓظ ﻋﻠــﻰ ﺴــﺎرة ﻷﻨــﻪ ﻤﻨﻘــذ‬ ‫‪- 354 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪349‬‬


‫اﻟﻤﺴــكﻴن ‪ ،‬وﻟﻛ�ﻤــﺎ �ﺤــﺎﻓظ ﻋﻠــﻰ ﻤــن ﺴــﺘﺤﻘق اﻟوﻋــد وﺘﻠــد إﺴــﺤق إﺒــن اﻟﻤوﻋــد " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت‬

‫أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻨﺴب اﻟﻘرآن ﻹﺒراﻫ�م اﻟﻛذب واﻟﺸك وﻋ�ﺎدة اﻷﺼﻨﺎم ‪ ،‬ﻓﺈﺒراﻫ�م " ﻟﻤﺎ رأى اﻟﻘﻤر �ﺎزﻏـﺎً‬

‫ﻗﺎﻝ ﻫذا ر�ﻲ ﻓﻠﻤﺎ أطﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﺌن ﻴﻬدﻴﻨﻲ ر�ﻲ ﻷﻛوﻨن ﻤن اﻟﻘـوم اﻟﻀـﺎﻟﻴن " ) اﻷﻨﻌـﺎم ‪ 0( 77‬و‬

‫" ﻟﻤﺎ رأى اﻟﺸﻤس �ﺎزﻏﺔ ﻗﺎﻝ ﻫذا ر�ﻲ ﻫذا أﻛﺒر ‪ ) " 00‬اﻷﻨﻌﺎم ‪ 00 ( 78‬أﻟـم �كـن ﻫـذا ﺸـركﺎً‬ ‫ﺸرك �ﻪ و�ﻐﻔر ﻤﺎ‬ ‫وﻟو ﻟﺴﺎﻋﺎت ؟! وﺼرح اﻟﻘرآن أن ﷲ ﻻ �ﻐﻔر اﻟﺸرك " إن ﷲ ﻻ �ﻐﻔر أن ُ� َ‬ ‫دون ذﻟــك ﻟﻤــن �ﺸــﺎء وﻤــن �ﺸــرك �ــﺎﻟ ﻓﻘــد إﻓﺘــرى إﺜﻤـﺎً ﻋظ�ﻤـﺎً " ) اﻟﻨﺴــﺎء ‪ ( 48‬كﻤــﺎ ﺠــﺎء ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻘرآن أن إﺒراﻫ�م ﺸك ﻓﻲ ﻗدرة ﷲ ‪ " 00‬ﻗﺎﻝ إﺒـراﻫ�م ر�ـﻲ أرﻨـﻲ كﻴـﻒ ﺘﺤﻴـﻲ اﻟﻤـوﺘﻰ ﻗـﺎﻝ أو ﻟـم‬ ‫ﺘــؤﻤن ﻗــﺎﻝ ﺒﻠــﻰ وﻟﻛــن ﻟ�طﻤــﺌن ﻗﻠﺒــﻲ " ) اﻟ�ﻘـرة ‪ ( 260‬أي أﻨــﻪ ﺸــك ﻓــﻲ ﻗــدرة ﷲ ‪ ،‬واﻟﺸــك ﻓــﻲ‬

‫ﻗدرة ﷲ �ﻌد كﻔ اًر ‪ ،‬وكـذب إﺒـراﻫ�م ﺤﻴـث ﺘظـﺎﻫر �ـﺎﻟﻤرض وﻫـو ﻏﻴـر ﻤـر�ض " ﻓﻨظـر ﻨظـرة ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻨﺠوم ﻓﻘﺎﻝ إﻨﻲ ﺴﻘ�م " وﻗﺎﻝ إﺒن اﻟﻌ�ﺎس " كﺎن ﻗوﻤﻪ ﻴﺘﻌﺎطون ﻋﻠم اﻟﻨﺠوم ‪ 00‬وكﺎن ﻟﻬم ﻓﻲ‬

‫اﻟﻐد ﻋﻴد وﻤﺠﻤﻊ ‪ ،‬ﻓكـﺎﻨوا ﻴـدﺨﻠون ﻋﻠـﻰ أﺼـﻨﺎﻤﻬم و�ﻘر�ـون ﻟﻬـم اﻟﻘـراﺒﻴن و�ﻀـﻌون ﺒـﻴن أﻴـدﻴﻬم‬ ‫اﻟطﻌﺎم ﻗﺒﻞ ﺨروﺠﻬم إﻟﻰ ﻋﻴدﻫم ‪ ،‬وزﻋﻤوا اﻟﺘﺒرك ﻋﻠ�ﻪ ﻓﺈذا إﻨﺼرﻓوا ﻓـﻲ ﻋﻴـدﻫم أﻛﻠـوﻩ ‪ ،‬ﻓﻘـﺎﻟوا‬

‫ﻹﺒراﻫ�م أﻻ ﺘﺨرج ﻤﻌﻨﺎ إﻟﻰ ﻋﻴدﻨﺎ ‪ ،‬ﻓﻨظر إﻟـﻰ اﻟﻨﺠـوم ‪ ،‬ﻓﻘ ـﺎﻝ إﻨـﻲ ﺴـﻘ�م أي ﻤطﻌـون ‪ ،‬وكـﺎﻨوا‬

‫�ﻔرون ﻤن اﻟﻤطﻌون ﻓ ار اًر ﻋظ�ﻤﺎً " ) راﺠﻊ اﻟﻬدا�ﺔ ﺠـ ‪ 1‬ص ‪0( 20‬‬

‫وﺠــﺎء ﻓــﻲ ﺼــﺤ�ﺢ اﻟﺒﺨــﺎري ﻋــن أﺒــﻲ ﻫر�ـرة " ﻗــﺎﻝ رﺴــوﻝ ﷲ ﺼــﻠﻌم ﻟــم �كـذب إﺒـراﻫ�م إﻻﱠ‬

‫ﺜﻼث كذ�ﺎت إﺜﻨﺘﻴن ﻤﻨﻬن ﻓﻲ ذات ﷲ ﻋز وﺠﻞ ﻗوﻟﻪ إﻨﻲ ﺴﻘ�م وﻗوﻟﻪ ﺒﻞ ﻓﻌﻠﻬﺎ كﺒﻴرﻫم ﻫذا ‪0‬‬

‫وﻗﺎﻝ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫو ذات ﻴوم وﺴﺎرة إذ أﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺠ�ﺎر ﻤن اﻟﺠ�ﺎﺒرة ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ أﻨﻪ ﻫﻬﻨﺎ رﺠﻼً ﻤﻊ اﻤرأة‬

‫ﻤــن أﺤﺴــن اﻟﻨــﺎس ‪ ،‬ﻓﺄرﺴــﻞ إﻟ�ــﻪ ﻓﺴــﺄﻟﻪ ﻋﻨﻬــﺎ ﻓﻘــﺎﻝ ﻤــن ﻫــذﻩ ﻓﻘــﺎﻝ أﺨﺘــﻲ ‪ ،‬ﻓــﺄﺘﻰ ﺴــﺎرة ‪ ،‬ﻗــﺎﻝ‬

‫�ﺎﺴﺎرة ﻟ�س ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻷرض ﻤؤﻤن ﻏﻴرك وﻏﻴري ‪ ،‬وأن ﻫذا ﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻨك ﻓﺄﺨﺒرﺘﻪ أﻨك أﺨﺘـﻲ‬

‫ﻓﻼ ﺘﻛذﺒﻴﻨﻲ " )‪0(1‬‬ ‫‪F12‬‬

‫وﻗد طرح اﻟُﻨﱠﻘﺎد اﻟﻛﺜﻴر واﻟﻛﺜﻴر ﻤن اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ‪ ،‬وأﻟﻘوا �ﺎﻟﻛﺜﻴر ﻤن اﻹﺘﻬﺎﻤـﺎت ﺘـﺎرة ﻋﻠـﻰ‬ ‫إﺒـراﻫ�م وأﺨــرى ﻋﻠــﻰ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ) اﻟﺒﻬر�ــز ﺠ ـ ‪ 1‬س‪ ، 20‬س‪ ، 256‬س‪ ، 257‬س‪، 274‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺟـ ‪ 2‬ﺹ ‪155‬‬

‫‪- 355 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪350‬‬


‫س‪ ، 478‬ﻋــﺎطﻒ ﻋﺒـد اﻟﻐﻨــﻲ – أﺴــﺎطﻴر اﻟﺘــوراة ص ‪ ، 53 ، 52‬وﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ – اﻟﺘــوراة كﺘــﺎب‬

‫ﻤﻘـ ـﱠدس أم ﺠﻤ ــﻊ ﻤ ــن اﻷﺴ ــﺎطﻴر ص ‪ ، 108 ، 107 ، 81 ، 80‬وﷴ ﻗﺎﺴ ــم ﷴ – اﻟﺘﻨ ــﺎﻗض‬

‫ﻓﻲ ﺘوار�ﺦ وأﺤداث اﻟﺘوراة ﻤن آدم ﺤﺘﻰ ﺴﺒﻴﻞ �ﺎﺒﻞ ص ‪ ( 00 38‬وﻓ�ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﻨذكر �ﻌض ﻫذﻩ‬

‫اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﻤﻬذ�ﺔ اﻟ�ﻌﻴدة ﻋن اﻟﺴﻔﺎﻫﺔ وكﻼم اﻟﻘ�ﺎﺤﺔ ‪ ،‬ﻤﻊ ﺘﻌﻠﻴق ﻋﻠﻰ كﻞ ﺘﺴﺎؤﻝ ‪:‬‬

‫س أ ‪ :‬ﻫﻞ ﻤن ظﻬر ﷲ ﻟـﻪ و�ﺎركـﻪ ﻴﻠﺠـﺄ ﻟﻠﻛـذب ‪ ،‬و�ﺨﺸـﻰ اﻟﻨـﺎس ‪ ،‬وﻻ ﻴﻠﺠـﺄ ﻟﺤﻤﺎ�ـﺔ‬

‫ﷲ ؟ وﻫﻞ ﺸك إﺒراﻫ�م ﻓﻲ دﻋوة ﷲ اﻟذي وﻋدﻩ �ﺎﻟذر�ـﺔ ‪ ،‬ورﻏـم أﻨـﻪ ﻟـم �كـن ﻗـد أﻨﺠـب �ﻌـد‬

‫ﻓﺈﻨﻪ ﺨﺸﻰ اﻟﻘﺘﻞ ؟‬

‫ج ‪ :‬ﻋﻨـدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ إﺒـراﻫ�م ﻋـن ﺴــﺎرة أﻨﻬـﺎ أﺨﺘـﻪ ‪ ،‬ﻟـم �كـذب ﻓــﻲ ﻫـذا ‪ ،‬ﻷن ﺴـﺎرة ﻓﻌـﻼً أﺨﺘـﻪ ﻤــن‬ ‫أﺒ�ﻪ كﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻷﺒ�ﻤﺎﻟك " و�ﺎﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أ�ﻀﺎً ﻫﻲ أﺨﺘﻲ إﺒﻨﺔ أﺒﻲ ‪ 0‬ﻏﻴر أﻨﻬﺎ ﻟ�ﺴت إﺒﻨﺔ أﻤـﻲ ‪0‬‬

‫ﻓﺼــﺎرت ﻟــﻲ زوﺠــﺔ " ) ﺘــك ‪ ( 11 : 20‬ﻓﻬﻨــﺎ أﺒﻴﻨــﺎ إﺒـراﻫ�م ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ ﻋــن ﺴــﺎرة أﻨﻬــﺎ أﺨﺘــﻪ ﻟــم‬

‫�كذب ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻪ ذكر ﻨﺼﻒ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ ‪ ،‬وأﺨﻔﻰ اﻟﻨﺼﻒ اﻵﺨر ‪ ،‬وﻫو أن ﺴﺎرة ﻫـﻲ زوﺠﺘـﻪ أ�ﻀـﺎً‬ ‫ﻤﻤﺎ �ﻤﻨﻊ إﻗﺘراﻨﻬﺎ ﺒرﺠﻞ آﺨر ‪ 0‬وﺴـﺒق أن ﻗﻠﻨـﺎ أن ﻫـذﻩ كﺒـوة ﻟرﺠـﻞ اﻹ�ﻤـﺎن ‪ ،‬ﻓﻬـو إﻨﺴـﺎن ﻏﻴـر‬

‫ﻤﻌﺼوم ﻤن اﻟﺨطﺄ‪0‬‬

‫و�ﻠﻘﻲ اﻟﺨوري ﺒوﻟس اﻟﻔﻐﺎﻟﻲ �ﻌض اﻟﻀوء ﻋﻠﻰ اﻟﺤ�ﺎة اﻹﺠﺘﻤﺎﻋ�ﺔ ﻓﻲ وﻗت إﺒراﻫ�م‬

‫‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ أﻨــﻪ كﺎﻨــت " اﻷﻓكــﺎر اﻹﺠﺘﻤﺎﻋ�ــﺔ ﺒداﺌ�ــﺔ أ�ﻀ ـﺎً ‪ 0‬ﺸــرف اﻟﻤ ـرأة أﻗــﻞ ﻗ�ﻤــﺔ ﻤــن ﺤ�ــﺎة‬ ‫ﻴﺘﺼرف �ﺎﻤرأﺘﻪ كﻤﺎ �ﺸـﺎء و�دﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﻤﻞ اﻟزﻨﻰ ‪ 0‬ﻓﻲ ) ﺘك ‪ ( 8 : 19‬ﺴﻨرى‬ ‫اﻟرﺠﻞ اﻟذي‬ ‫ﱠ‬

‫كﻴﻒ ﻗدم ﻟوط إﺒﻨﺘ�ﻪ إﻟﻰ رﺠﺎﻝ ﺴدوم ﺤﺘﻰ ﻴﻨﺠو ﻀ�ﻔﺎﻩ ‪ ،‬وﻓﻲ ) ﻗض ‪ ( 25 : 19‬ﻨﻘ أر ﻗﺼﺔ‬

‫ذاك اﻟﻼوي اﻟذي ﻗدم ﺠﺎر�ﺘﻪ ﻟﻠزﻨﺎ " )‪0(2‬‬ ‫‪F13‬‬

‫كﻤﺎ ﻴﻠﻘﻲ اﻟﺨوري ﺒوﻟس اﻟﻔﻐﺎﻟﻲ اﻟﻀوء أ�ﻀﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﷲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺤﺎدﺜﺔ ﻓ�ﻘـوﻝ‬ ‫" إن اﻟﺨطــر اﻟﻤﺤــدق �ﺴــﺎرة ﻴﺠﻌــﻞ كــﻞ ﻤــﺎ وﻋــد ﷲ �ــﻪ إﺒ ـراﻫ�م وكﺄﻨــﻪ ﻟــم �كــن ‪ 0‬كﻴــﻒ �كــون‬

‫ﻹﺒراﻫ�م إﺒن ﻤن ﺴﺎرة �ﻌد أن ﺼﺎرت إﻤرأة ﻟﻔرﻋون وﻟﻛن ﷲ ﻻ ﻴﺘـرك ﻤﺨططـﻪ �ﻔﺸـﻞ رﻏـم كـﻞ‬

‫اﻟﺘﺼ ـرﻓﺎت اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ اﻟﻀــﻌ�ﻔﺔ ‪ 0‬وﻫكــذا ﻨﻔﻬــم أن اﻷﺴــﺎس ﻓ ـﻲ ﻫــذا اﻟﺨﺒــر ﻫــو ﻋﻤــﻞ ﷲ اﻟــذي‬

‫�ﺴـﺘرﻋﻲ إﻨﺘ�ﺎﻫﻨــﺎ أﻛﺜــر ﻤــن ﻗﻀــ�ﺔ أﺨﻼﻗ�ــﺔ ﻫــﻲ ﺨطﻴﺌـﺔ إﺒـراﻫ�م ‪ 0‬ﻴــوم ﺘــرك إﺒـراﻫ�م كﻨﻌــﺎن إﻟــﻰ‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪205‬‬

‫‪- 356 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪351‬‬


‫دﻝ ﻋﻠــﻰ ﻗﻠــﺔ إ�ﻤﺎﻨــﻪ ‪ 00‬ﻻ ﻴﺘوﻗــﻒ اﻟﻛﺎﺘــب ﻋﻠــﻰ ﺤﺎﻟــﺔ ﺴــﺎرة ‪ ،‬وﻫــﻲ ﻤــؤﺜرة ‪ ،‬وﻻ ﻴﻠــوم‬ ‫ﻤﺼــر ﱠ‬

‫إﺒراﻫ�م ﻋﻠﻰ ﺘﺼرﻓﻪ ‪ ،‬وﻫو ﺘﺼـرف ﻻ ﻴﻠﻴـق ﺒرﺠـﻞ ﷲ ‪ ،‬ﺒـﻞ ﻴﻬـﺘم ﻓﻘـط ﺒﺘـدﺨﻞ ﷲ ‪ 0‬أﻤـﺎ كﻴـﻒ‬

‫اﻟﻤﻠﻬم �كـﻒ ﻋـن اﻟﻛـﻼم ﻋﻨـدﻤﺎ �ﺼـﻞ إﻟـﻰ ﺤـدود ﺴـر‬ ‫ﺘدﺨﻞ ﷲ ؟ ﻓﻬذا ﻤﺎ ﻻ ﻨﻔﻬﻤﻪ ‪ ،‬واﻟﻛﺎﺘب ُ‬ ‫ﷲ اﻟذي ﻻ �ﻔﻬﻤﻪ ﻫو أ�ﻀﺎً " )‪0(1‬‬ ‫‪F14‬‬

‫س ب ‪ :‬ﻫﻞ كﺎن اﻟﻤﺼر�ون �ﻘﺘﻠـون اﻟرﺠـﺎﻝ اﻟﻐر�ـﺎء ﻟﺴـرﻗﺔ زوﺠـﺎﺘﻬم اﻟﺠﻤـ�ﻼت ؟ وﻫـﻞ كـﻞ‬

‫اﻤرأة ﺠﻤﻴﻠﺔ ﺘدﺨﻞ إﻟﻰ ﻤﺼر ﻴﺘزوﺠﻬﺎ ﻓرﻋون ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘــد إﻨﺘﺸــر ﻓــﻲ اﻟــ�ﻼد اﻟوﺜﻨ�ــﺔ ﻋــﺎدة أﺨــذ اﻟﻨﺴــﺎء اﻟﺠﻤــ�ﻼت ﻟﻠﻤﻠــك ‪ ،‬وﻗﺘــﻞ أزواﺠﻬـ ﱠـن ‪،‬‬

‫وﻫذا ﻤﺎ ﻋﺒر ﻋﻨﻪ أﺒﻴﻨﺎ إﺒراﻫ�م ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻷﺒ�ﻤﺎﻟك " إﻨﻲ ﻗﻠـت ﻟـ�س ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻤوﻀـﻊ ﺨـوف‬

‫ﷲ اﻟﺒﺘــﺔ ﻓ�ﻘﺘﻠــوﻨﻲ ﻷﺠــﻞ اﻤرأﺘــﻲ " ) ﺘــك ‪ (11 : 20‬و�ﻘــوﻝ اﻷﺴــﻘﻒ إ�ﺴــﻴذورس كــﺎن ﻤﺘﻔﺸــ�ﺎً‬ ‫أ�ﻀﺎً ﻓﻲ ﻤﺼر ﻫذﻩ اﻟﻌﺎدة " وﻫذا أ�ﻀﺎً دﻟت ﻋﻠ�ﻪ �ﻌض اﻵﺜﺎر اﻟﻤﺼر�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻛﺘﺎ�ـﺔ اﻟﺘـﻲ‬

‫كﺸﻔﻬﺎ دي أور�ﺒﻴﺒﻲ اﻟﻤﺤﻔوظﺔ ﻓﻲ ﻤﻌرض اﻟﺘﺤﻒ ﺒﻠﻨدن ﻗﻴﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺤت ﻋﻨوان ﻗﺼﺔ اﻷﺨـو�ن‬

‫} إن ﻤﻠﻛـﺎً ﻤﺼـر�ﺎً أرﺴــﻞ ﻋﺴــكرﻩ ﻟ�ﻤﺴــكوا اﻤـرأة ﺠﻤﻴﻠــﺔ و�ﻬﻠﻛـوا �ﻌﻠﻬــﺎ { وذكــرت كﺘـب ﻤﺼـر�ﺔ‬ ‫أﺨرى ﻤﺤﻔوظﺔ ﻓﻲ ﺒرﻟﻴن } إن ﻏر��ﺎً ﻀ�طت اﻤرأﺘﻪ وأوﻻدﻩ �ﺤﺴـب ﺠـﺎري اﻟﻌـﺎدة وأُدﺨﻠـوا إﻟـﻰ‬

‫ﻓرﻋون ﻤن اﻟدوﻟﺔ اﻟﺤﺎد�ﺔ ﻋﺸرة { ﻓﺈن ﻟم ﺘﻛن اﻟﺤﺎدﺜﺔ اﻷﺨﻴـرة ﻓـﻲ زﻤـن إﺒـراﻫ�م وكﺎﻨـت ﻗﺒﻠـﻪ ‪،‬‬ ‫ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘدﻝ ﻋﻠﻰ ﻋواﺌد اﻟﻤﻠوك اﻟﻤﺼر�ﻴن وﺘﺤﻘق روا�ﺔ اﻟﻛﺘﺎب ﻋـن ﺨطـﻒ ﺴـﺎرة ٕواﺴـﺘ�ﻘﺎء ﺤ�ـﺎة‬ ‫زوﺠﻬﺎ ﺒدﻋوى أﻨﻬﺎ إﺨﺘﻪ " )‪0(2‬‬ ‫‪F15‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ ﺘ�ﻤوﺜﺎوس اﻟﺴر�ﺎﻨﻲ " ﻤـن كﻠﻤﺎت أﺒوﻨﺎ إﺒراﻫ�م ﻨﻼﺤظ ﻋدة أﻤور ‪:‬‬

‫أوﻻً ‪ :‬كﺎﻨت أﻛﺜر ﺸﻌوب اﻟﺸرق ﺤﻴﻨذاك ﺘدﻴن �ﺎﻟوﺜﻨ�ﺔ ‪ ،‬وﻟ�س ﻓﻴﻬﺎ ﺨوف ﷲ‪0‬‬ ‫ﺜﺎﻨ�ﺎ ً◌ ‪ :‬إﻨﺘﺸرت ﻋﺎدة ﺨطﻒ اﻟﻨﺴﺎء ﺒﻴن اﻟﺸﻌوب اﻟﻘد�ﻤﺔ ‪ ،‬دون ﻤ�ﺎﻻة ﺒذو�ﻬم‪0‬‬

‫ﺜﺎﻟﺜﺎ ً◌ ‪ :‬إرﺘ�طت ﺠر�ﻤﺔ ﺨطﻒ اﻟﻨﺴﺎء ﺒﺠر�ﻤﺔ أﺨرى أ�ﺸﻊ ﻤﻨﻬﺎ ‪ ،‬أﻻﱠ وﻫﻲ ﻗﺘﻞ أزواﺠﻬم‪0‬‬ ‫ﻓﺄﻤـــﺎم ﻫـ ــذﻩ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌـ ــﺎت اﻟﺒداﺌ�ـــﺔ ‪ ،‬رأى إﺒ ـ ـراﻫ�م أن ﻴﻠﺘـ ــزم اﻟﺤكﻤـــﺔ ‪ ،‬وﻋـ ــدم اﻟﻤﻐـ ــﺎﻤرة‬

‫واﻟﺘﻬور ‪ ،‬ﻓﻘد كﺎن ﻤﻌرﻀﺎً ﻟﺸر�ن ‪ ،‬ﻫﻤﺎ ﻗﺘﻠﻪ واﺨﺘطﺎف اﻤرأﺘﻪ ‪ ،‬وﻟﻛﻲ ﻴﻨﺠـو ﻤـن أﺤـد اﻟﺸـر�ن‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪207 ، 206‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺹ ‪500‬‬

‫‪- 357 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪352‬‬


‫وﻫو اﻟﺘﻌرض ﻟﻠﻘﺘﻞ ﻗﺎﻝ ﻋن ﺴﺎرة أﻨﻬﺎ أﺨﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﺨﺘـﺎر أﺤـد اﻟﺸـر�ن ﻋـن إﻀـطرار ﻤﺘوﺠﻬـﺎً إﻟـﻰ‬ ‫ﻋﻨﺎ�ــﺔ ﷲ ﻟﺤﻔــظ طﻬــﺎرة ﺴــﺎرة ‪ 00‬ﻓﻤوﻗــﻒ أﺒوﻨــﺎ إﺒ ـراﻫ�م أﻤــﺎم ﻓرﻋــون ﻤﺼــر ﻤوﻗــﻒ اﻟﻀــﻌﻴﻒ‬

‫اﻟﻤﻘﻬــور اﻟــذي ﻻ �ﺴــﺘط�ﻊ أن �ﻔــﺘﺢ ﻓﻤــﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻤ أرﺘــﻪ ﺴــﺘُؤﺨذ ﻤﻬﻤــﺎ ﻓﻌــﻞ ‪ ،‬وﻻﺴــ�ﻤﺎ �ﺴــﺒب ﺠﻤﺎﻟﻬــﺎ‬ ‫اﻟﻔﺎﺌق ‪ ،‬ﺴﺘؤﺨذ ﻤﻨﻪ ﺒرﻀﺎﻩ أو �ﻐﻴر رﻀﺎﻩ ‪ ،‬ﻓﻤﺎذا ﻓﻲ ﻴدﻩ أن �ﻔﻌﻠﻪ ﺴوى اﻟﺼراخ ﻟﻺﻟﻪ اﻟـذي‬

‫أﺨرﺠــﻪ ﻤــن أرض آ�ﺎﺌــﻪ ‪ ،‬ﻓﻬــو اﻟﻘــﺎدر أن ﻴﻨﺠ�ــﻪ ﻤــن ﻫــذﻩ اﻟورطــﺔ ‪ 00‬إن أﺒوﻨــﺎ إﺒ ـراﻫ�م أﺨطــﺄ‬

‫ﺨطﻴـﺔ ﻋﺎرﻀﺔ وﺴط ﺤ�ﺎة ﻓﺴ�ﺤﺔ ﻤﻠﻴﺌﺔ �ﺎﻟﺒر واﻷﻋﻤـﺎﻝ اﻟﺼـﺎﻟﺤﺔ " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ ﺴـﻔر‬ ‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫س ج ‪ :‬ﻫﻞ إﺸﺘﻬﻰ ﻓرﻋون ﺴـﺎرة وﻟﻬـﺎ ﻤـن اﻟﻌﻤـر ‪ 65‬ﻋﺎﻤـﺎً ‪ ،‬واﺸـﺘﻬﺎﻫﺎ أﺒ�ﻤﺎﻟـك وﻟﻬـﺎ ﻤـن‬ ‫اﻟﻌﻤر ﺘﺴﻌون ﻋﺎﻤﺎً ؟‬ ‫ج ‪ :‬ﻓــﻲ زﻤــن إﺒـراﻫ�م كﺎﻨــت اﻷﻋﻤــﺎر ﻤﻤﺘــدة ‪ ،‬ﻓﻌــﺎش ﺘــﺎرح ‪ 205‬ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬وﻋــﺎش إﺒـراﻫ�م ‪175‬‬

‫ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬إذاً ﺴــن ﺴــﺎرة ﻤــن ‪ 90 – 65‬كــﺎن �ﻘﺎﺒــﻞ ﻤﻨﺘﺼــﻒ اﻟﻌﻤــر ‪ ،‬ﻤﺜــﻞ ﺴــن ‪ 40 – 35‬اﻟﻴــوم‬ ‫وﻗد وﺠد ﻓﻲ ﻤﺨطوطﺎت ﻗﻤران كﺘﺎ�ﺔ أ ارﻤ�ـﺔ ﺘﻌﻠ�ﻘـﺎً ﻋﻠـﻰ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ‪ ،‬وﻓﻴﻬـﺎ وﺼـﻒ ﺸـﻌري‬

‫ﻟﺠﻤﺎﻝ ﺴﺎرة ) راﺠﻊ ز�ﻨون كوﺴﻴدوﻓكﺴﻲ – ﺘرﺠﻤـﺔ د‪ 0‬ﷴ ﻤﺨﻠـوف – اﻷﺴـطورة واﻟﺤﻘ�ﻘـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻘﺼص اﻟﺘوراﺘ�ﺔ ص ‪0( 60‬‬

‫وﺠــﺎء ﻓــﻲ داﺌـــرة اﻟﻤﻌـــﺎرف " وﻟﺴــﺎرة ﻤكﺎﻨــﺔ ﻋظ�ﻤــﺔ ﻋﻨــد اﻟﻴﻬــود إذ �ﻌﺘﺒروﻨﻬــﺎ ﻤﺜــﺎﻻً‬

‫ﻟﻸﻤوﻤــﺔ وﻟﻠﺘﻘــوى ‪ ،‬كﻤــﺎ كﺎﻨــت ﺘﺸــﺘﻬر ﺒﺠﻤﺎﻟﻬــﺎ اﻟﻔــﺎﺌق اﻟــذي ﺘﺘﻐﻨــﻰ �ــﻪ – �ﺼــورة أﺴــطور�ﺔ –‬ ‫كﺘﺎ�ــﺎت ﻴﻬود�ــﺔ ﺘرﺠــﻊ إﻟــﻰ ﻤــﺎ ﺒــﻴن اﻟﻌﻬــدﻴن ‪ 0‬كﻤــﺎ ﺠــﺎء ﻓــﻲ وﺼــﻒ ﺸــﻌري ﻟﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻤﺨطوطــﺔ‬

‫أراﻤ�ﺔ ﻤن ﻤﺨطوطﺎت اﻟ�ﺤر اﻟﻤﻴت ‪ ،‬ﻓكﺎﻨت ﻓﻲ ﺴن اﻟﺨﺎﻤﺴﺔ واﻟﺴﺘﻴن ﺘﺤﺘﻔظ ﺒﺠﻤﺎﻟﻬﺎ اﻟ�ﺎﻫر‬

‫) ﺘك ‪0(1) " ( 14 : 12‬‬ ‫‪F16‬‬

‫و�ﻘـوﻝ أﺤــد اﻵ�ـﺎء اﻟرﻫ�ــﺎن ﺒـدﻴر ﻤـﺎر ﻤﻴﻨـﺎ اﻟﻌـﺎﻤر " كﺎﻨــت ﺴـﺎرة اﻤـرأة ﺤﺴـﻨﺔ اﻟﻤﻨظــر‬

‫كﻤﺎ ﻓﻲ ) ﺘك ‪ ( 11 : 12‬وكﺎﻨت ﺤﺴﻨﺔ ﺠداً ) ﺘك ‪ ( 14 : 12‬ورؤﺴﺎء ﻓرﻋون ﻤدﺤوﻫﺎ ﻟـدى‬ ‫ﻓرﻋون ) ﺘـك ‪ ( 15 : 12‬ﻓـﺎﻟ اﻟـذي أﻋطﺎﻫـﺎ ﻨﺴـﻼً ﻀـد اﻟطﺒ�ﻌـﺔ ‪ ،‬وأﻋطﺎﻫـﺎ ﻗـوة ﻟﻠـوﻻدة ‪ ،‬وأن‬ ‫ﺘرﻀﻊ إﺒﻨﻬﺎ وﻫـﻲ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺴـن ‪ ،‬أﻻﱠ �ﻘـدر أن �ﻌطﻴﻬـﺎ ﺤﻴو�ـﺔ وﺠﻤـﺎﻻً وﻫـو اﻟﻘﺎﺌـﻞ ﻴﺠـدد ﻤﺜـﻞ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 4‬ﺹ ‪301‬‬

‫‪- 358 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪353‬‬


‫اﻟﻨﺴر ﺸ�ﺎ�ك " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫وﺘﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤـﺎ " كﺎﻨت ﺴﺎرة ﻤﺘﻘدﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺴن وﻟﻛﻨﻬﺎ كﺎﻨت ﺠﻤﻴﻠـﺔ ﺠـداً ‪،‬‬

‫وكﺒر اﻟﺴن ﻫﻨﺎ ﻨﺴﺒﻲ ﻷن ﻤﺘوﺴط ﻋﻤر اﻹﻨﺴﺎن أ�ﺎم إﺒراﻫ�م كﺎن أﻛﺒر ﻤن ﻤﺘوﺴط اﻟﻌﻤـر ﻓـﻲ‬

‫أ�ﺎﻤﻨــﺎ ﻫــذﻩ ‪ ،‬ﺤﻴ ـث اﻟﺘﻠــوث اﻟﺒﻴﺌــﻲ ﻗــد إزداد ﺠــداً ‪ ،‬ﻓكــﺎن اﻵ�ــﺎء ﻓــﻲ زﻤــن إﺒ ـراﻫ�م �ﻌ�ﺸــون ﻓــﻲ‬ ‫ﺼﺤﺔ أﻓﻀﻞ وﻨﻀﺎرة أﺤﺴن ‪ ،‬ﻓكﺎﻨت ﺴﺎرة كﺎﻤرأة ﻨﻀرة وﺠﻤﻴﻠﺔ كﻤﺜﻞ اﻤرأة راﺌﻌـﺔ اﻟﺠﻤـﺎﻝ ﻓـﻲ‬ ‫اﻷر�ﻌــﻴن ﻤــن ﻋﻤرﻫــﺎ اﻟﻴــوم ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ طﻤــﻊ ﻓﻴﻬــﺎ اﻟﻤﻠــوك ﻏﻴــر ﻤكﺘﻔــﻴن �ﻤــﺎ ﻟــدﻴﻬم ﻤــن زوﺠــﺎت ‪،‬‬

‫وﻟ�س كﻞ اﻤرأة ﺠﻤﻴﻠﺔ كﺎن ﻴﺘﺨـذﻫﺎ ﻓرﻋـون زوﺠـﺔ ﻟـﻪ ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ كـﺎن ﻫـذا ﻤـن اﺨﺘﺼـﺎص اﻟﺤﺎﺸـ�ﺔ‬

‫اﻟﺘﻲ ﺤوﻟﻪ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻟـــدكﺘور ﻤـــﻼك ﺸـــوﻗﻲ اﺴـــكﺎروس " إن ﺴــﺎرة كﺎﻨــت ﻋﻠــﻰ درﺠــﺔ ﻋﺎﻟ�ــﺔ ﻤــن‬

‫اﻟﺠﻤﺎﻝ ‪ ،‬ﻓﺘﻛﺎد ﺘﻛون أﺠﻤﻞ اﻤرأة ﺸﻬدﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟم �ﻌد ﺤـواء ‪ ،‬ﻓﺤﺘـﻰ �ﻌـد رﺤﻠـﺔ ﺸـﺎﻗﺔ إﻟـﻰ ﻤﺼـر‬

‫ﻤرو اًر �ﺎﻟﺼﺤ ارء اﻟﻤﺘر�ﺔ واﻟﺸﻤس اﻟﻤﺤرﻗﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟـم ﻴـﻨﻘص ‪ ،‬ﺒـﻞ ر�ﻤـﺎ إزداد ) ﺘـك ‪12‬‬

‫‪ 00 ( 14 ، 11 :‬وأ�ﻀﺎً كـﺎن ﻟـدى اﻟﻤـرأة اﻟﻐﻨ�ـﺔ ﻤﺜـﻞ ﺴـﺎرة ﻓـﻲ ذاك اﻟوﻗـت اﻟﻌدﻴـد ﻤـن أدوات‬ ‫اﻟز�ﻨــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘﺒــرز ﻤﺤﺎﺴــﻨﻬﺎ ﻤﺜــﻞ اﻟﻀــﻔﺎﺌر ‪ ،‬واﻷﻫﻠــﺔ ‪ ،‬واﻟﻌﻤــﺎﺌم ‪ ،‬وﺨـزاﺌم اﻷﻨــﻒ ‪ ،‬واﻷﺴــﺎور ‪،‬‬

‫واﻟﺨواﺘم ‪ ،‬واﻟﺴﻼﺴﻞ ‪ ،‬واﻟﻤﻨـﺎطق واﻟﺜ�ـﺎب اﻟﻤزﺨرﻓـﺔ ‪ ،‬ﻓظﻬـر ﺠﻤـﺎﻝ ﺴـﺎرة اﻷﺨـﺎذ ‪ ،‬ﻓكـﺎن ﻤﺜـﺎر‬

‫دﻫﺸﺔ ٕواﻋﺠﺎب اﻟﻤﻠوك " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س د ‪ :‬ﻫﻞ ﺨﺸﻰ إﺒراﻫ�م اﻟﻤوت ‪ ،‬وﻫو ﻻ ﻴﻬﺘم أن ﺘﻛـون زوﺠﺘـﻪ ﻓـﻲ أﺤﻀـﺎن رﺠـﻞ آﺨـر ؟‬ ‫وكﻴﻴ ﻏﺎر ﻋﻠﻰ ﻟوط ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﺨﺎطر �ﺤ�ﺎﺘﻪ ﻟﻛ�ﻤﺎ ﻴﻨﻘذﻩ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻟم �ﻐر ﻋﻠﻰ اﻤرأﺘﻪ ؟‬

‫ج ‪ :‬رأى إﺒراﻫ�م أن زوﺠﺘﻪ ﺴوف ﺘؤﺨذ ﻤﻨﻪ ‪ ،‬ﻓكـﺎن أﻤﺎﻤـﻪ طر�ﻘـﺎن ‪ ،‬أوﻟﻬﻤـﺎ ‪ :‬أن �ﻔﺼـﺢ ﻋـن‬

‫زواﺠﻪ �ﺴﺎرة ‪ ،‬وﻫذا �ﻌﻨﻲ ﻗﺘﻠﻪ وأﺨذ ﺴﺎرة ﻤﻨﻪ ‪ ،‬وﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ ‪ :‬أن ﻻ �ﻔﺼﺢ ﻋن زواﺠـﻪ ﻤـن ﺴـﺎرة‬ ‫ﻓﺘﺤ�ﺎ ﻨﻔﺴﻪ وﺘؤﺨذ ﺴﺎرة ﻤﻨﻪ ‪ٕ ،‬واذ ﻀﻌﻒ إ�ﻤﺎﻨﻪ �ﺎﻟ اﻟﻘﺎدر أن �ﺤﻔظﻪ و�ﺤﻔظ زوﺠﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﻀﻞ‬ ‫اﻟطر� ــق اﻟﺜ ــﺎﻨﻲ ﻋ ــن اﻷوﻝ ‪ ،‬و�ﻼﺸ ــك أن ﺴ ــﺎرة ﻋﻨ ــدﻤﺎ أُﺨ ــذت ﻤﻨ ــﻪ ﺼ ــﺎر �ﺼ ــرخ ﻟﻠﻘ ــﺎدر أن‬

‫�ﺤﻔظﻬﺎ و�ردﻫﺎ ﻟﻪ ‪ 00‬وﻤﻊ ﻫذا ﻓﺈن أﺒﻴﻨـﺎ إﺒـراﻫ�م ﻟـم ﺘﻨﻘﺼـﻪ اﻟﺸـﺠﺎﻋﺔ ﻓـﻲ ﻤﻌظـم ﺤ�ﺎﺘـﻪ ‪ ،‬ﻓﻘـد‬ ‫ﺤﺎرب أر�ﻌﺔ ﻤﻠوك وﻫـزﻤﻬم ‪ ،‬وﻫـو ﻤﻌـﻪ ‪ 318‬ﻋﺒـداً ﻻ ﻏﻴـر ‪ ،‬ورﻓـﻊ اﻟﺴـكﻴن ﻟﻴـذ�ﺢ إﺒﻨـﻪ طﺎﻋـﺔ‬

‫ﻟ‪0‬‬

‫‪- 359 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪354‬‬


‫و�ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ أﻏﺴــطﻴﻨوس اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ " إن اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس �ﺤكــﻲ ﻟﻨــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﻘﺼــﺔ‬ ‫ﻟﻴوﻀﺢ ﻟﻨﺎ أﻨﻪ رﻏم اﻟﻀﻌﻒ اﻟ�ﺸـري اﻟـذي ﺴـﻘط ﻓ�ـﻪ إﺒـراﻫ�م ‪ ،‬إﻻﱠ أن ﷲ ﻗﺒﻠـﻪ ‪ ،‬ورأى ﻓ�ـﻪ أب‬

‫ﺠﻤ�ــﻊ اﻟﻤــؤﻤﻨﻴن ‪ ،‬ﻓﻤــن ﻴﺘﺠ ـ أر و�ﺘﻔــوﻩ ﻋﻠ�ــﻪ ؟! ‪ 00‬وواﻀــﺢ ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً أن إﺒ ـراﻫ�م ﻟــم �ﻘﺼــد ﻋﻠــﻰ‬

‫اﻹطـ ــﻼق أن ﻴـ ــدﻓﻊ زوﺠﺘـ ــﻪ ﻟرﺠـ ــﻞ آﺨـ ــر ﺤﺘـ ــﻰ �ﻐﺘﻨـ ــﻲ ﻤـ ــن وراء ﻫـ ــذا ‪ ،‬وﻟﻛﻨـ ــﻪ أراد أن ﻴﺠﻌـ ــﻞ‬ ‫اﻟﻛﺎرﺜﺘﻴن كﺎرﺜﺔ واﺤدة ‪ ،‬ﻟﻛـن ﻋﻠـﻰ كـﻞ ﺤـﺎﻝ ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺴـﻘطﺔ ﺠ�ـﺎر ﻓـﻲ ﻀـﻌﻒ �ﺸـري ‪ ،‬وﺴـﺠﻞ‬ ‫ﻟﻨــﺎ اﻟــوﺤﻲ اﻹﻟﻬــﻲ أﺨطــﺎء اﻵ�ــﺎء اﻟﻛ�ــﺎر ﺤﺘــﻰ ﻨﻌﻠــم أﻨﻬــم �ﺸــر ﺘﺤــت اﻵﻻم ﻤﺜﻠﻨــﺎ ‪ ،‬أﻤــﺎ اﻟﻛﻤــﺎﻝ‬

‫ﻓﻠﻠــﻪ وﺤــدﻩ ‪ 00‬وﻤــن ﺠﻬــﺔ ﺸــﺠﺎﻋﺔ إﺒـراﻫ�م ﻨﻘــوﻝ أن ﻟﻛــﻞ ﺸــﺠﺎع كﺒــوة ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ �ﺸــر ﻤﺜــﻞ ﺴــﺎﺌر‬

‫اﻟ�ﺸــر ‪ ،‬وﻤــﺎ ﺘوﻗﻌــﻪ إﺒـ ارﻫ�م أن �ﺤــدث ﻗــد ﺤــدث �ﺎﻟﻔﻌــﻞ ‪ ،‬وﻟــ�س ﻟــدى اﻟﻤﻌﺘــرض ﺨﺒـرة �ــﺄﺤواﻝ‬ ‫ﺘﻠك اﻷزﻤﻨﺔ أﻛﺜر ﻤن اﻟذﻴن ﻋﺎﺸوﻫﺎ وأﻋﺘركوﻫـﺎ ‪ ،‬ﻓر�ﻤـﺎ ﻴﺠﻬـﻞ اﻟﻤﻌﺘـرض اﻟﺤـوادث اﻟﺘـﻲ كﺎﻨـت‬

‫ﺘﺤــدث ﺒﻬـ ـدف ﺴــﺒﻲ اﻟﻨﺴــﺎء ‪ ،‬ﺒــﻞ كــﺎن ﻫــذا اﻷﻤــر أﺤ�ﺎﻨ ـﺎً ﻫــدﻓﺎً ﻟﻠﺤــروب وﻤكﺎﻓــﺄة ﻟﻬــﺎ أ�ﻀ ـﺎً ‪،‬‬ ‫وكﺎن اﻟﺠـواري ﻤـن اﻟﻬـدا�ﺎ اﻟﺜﻤﻴﻨـﺔ اﻟﺘـﻲ ﺘُﻘـدم ﻟﻠﻤﻠـوك واﻟﻘـﺎدة ‪ ،‬واﻟﺘـﺎر�ﺦ ﻤﻤﻠـوء �ﺄﻤﺜﻠـﺔ ﻋدﻴـدة ﻻ‬

‫ﺘُﺨﻔــﻰ ﻋﻠــﻰ أي �ﺎﺤــث أو ﻗــﺎرئ ‪ ،‬ﻋﻨــدﻤﺎ ﻴﺨﺘﻔــﻲ ﺨــوف ﷲ ﻤــن اﻟﻘﻠــوب " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ‬ ‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫س ﻫـ ‪ :‬ﻫـﻞ ُ�ﻌﻘـﻞ أن ﺘﺴﺘﺴـﻠم زوﺠـﺔ أﺒـﻲ اﻷﻨﺒ�ـﺎء ﻟرﺠـﻞ ﻏر�ـب ‪ ،‬وﺘرﻀـﻰ �ﻤـﺎ ﻫـﻲ ﻤﻘﺒﻠـﺔ‬ ‫ﻋﻠ�ﻪ ؟ وﻫﻞ ﻋﻨدﻤﺎ �ﺎﺘت ﺴﺎرة ﻓﻲ ﺒﻴت أﺒ�ﻤﺎﻟك ﻟم �ﻤﺴﺴﻬﺎ ؟‬ ‫ج ‪� :‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " ﻓﻤﺎ ﺤـدث ﻤـن أﺒوﻨـﺎ إﺒـراﻫ�م ﻫـو ﻀـﻌﻒ‬

‫إ�ﻤــﺎن ‪ 00‬أﻤــﺎ ﺴــﺎرة ﻓكﺎﻨــت طﺎﺌﻌــﺔ ﻟزوﺠﻬــﺎ ﻤــن أﺠــﻞ ﻤﺤﺒﺘﻬــﺎ ﻟــﻪ ‪ ،‬ﻟــم ﺘــرد أن �ﺤــدث ﻟــﻪ ﺸ ـ اًر‬ ‫�ﺴﺒﺒﻬﺎ ‪ ،‬وأﻋﺘﻘد أﻨﻪ كﺎن ﻟدﻴﻬﺎ اﻹ�ﻤﺎن �ﺄن اﻟرب ﺴوف ﻴﺨﻠﺼﻬﺎ ﻤن كـﻞ ﺸـر ‪ ،‬كﻤـﺎ كـﺎن ﻋﻨـد‬ ‫إﺒراﻫ�م �ﺄن اﻟرب ﺴوف ﻴﺨﻠص إﺴﺤق ﻤن اﻟﻤوت " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫وﻟم �ﻤس ﻻ ﻓرﻋـون وﻻ أﺒ�ﻤﺎﻟـك ﺴـﺎرة ‪ ،‬ﻷن اﻟـرب ﺤﻔظﻬـﺎ وﻤـن أﺠﻠﻬـﺎ " ﻀـرب اﻟـرب‬

‫ﻓرﻋون و�ﻴﺘﻪ ﻀر�ﺎت ﻋظ�ﻤﺔ �ﺴﺒب ﺴـﺎراي اﻤـرأة اﺒـرآم ‪ 0‬ﻓـدﻋﺎ ﻓرﻋـون اﺒـرام وﻗـﺎﻝ ﻤـﺎ ﻫـذا‬ ‫اﻟذي ﺼﻨﻌت ﺒﻲ ‪ 0‬ﻟﻤﺎذا ﻟم ﺘﺨﺒرﻨﻲ أﻨﻬﺎ اﻤرأﺘك ‪ 00‬واﻵن ﻫوذا اﻤرأﺘك ﺨذﻫﺎ واذﻫب " ) ﺘك‬

‫‪ ( 19 – 17 : 12‬وﻟــم ﻴــذكر اﻟﻛﺘــﺎب أن ﻓرﻋــون ﻤــس ﺴــﺎرة ‪ 0‬كﻤــﺎ ﻗــﺎﻝ اﻟــرب ﻷﺒ�ﻤﺎﻟــك " وأﻨــﺎ‬

‫إﻟﻲ ‪ 0‬ﻟـذﻟك ﻟـم أدﻋـك ﺘﻤﺴـﻬﺎ " ) ﺘـك ‪ 00 ( 6 : 20‬وﻟﺘﻨظـر‬ ‫أ�ﻀﺎً أﻤﺴكﺘك ﻋـن أن ﺘﺨطـﺊ ﱠ‬ ‫�ﺎﺼد�ﻘﻲ إﻟـﻰ ﻤﻌـﺎﻤﻼت ﷲ وﻤﻌـﺎﻤﻼت اﻟ�ﺸـر ﺘﺠـﺎﻩ إﺒـراﻫ�م ‪ ،‬ﻓﻘـد ﺘـراءف ﷲ ﻋﻠـﻰ إﺒـراﻫ�م ﻓـﻲ‬ ‫‪- 360 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪355‬‬


‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد ﻓﻤــﺎ ازﻟـوا ﻴرﺠﻤــون إﺒـراﻫ�م �ﺎﻷﺤﺠــﺎر ‪ ،‬ﻤﺘﻐــﺎﻓﻠﻴن ﻗــوﻝ‬ ‫ﻤﺤﻨﺘــﻪ وأﻨﻘــذ زوﺠﺘــﻪ ﻤـرﺘﻴن ‪ 0‬أﻤــﺎ ُ‬ ‫اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ " ﻤن كﺎن ﻤﻨكم �ﻼ ﺨط�ﺔ ﻓﻠﻴرﻤﻬﺎ أوﻻً �ﺤﺠر " ) ﻴو ‪0( 7 : 8‬‬ ‫و�ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ اﻟــدكﺘور ﻴوﺴــﻴ ر�ــﺎض " كﺎﻨــت ﺴــﺎرة ﺠﻤﻴﻠــﺔ ﺠــداً ) ﺘــك ‪، 11 : 12‬‬ ‫‪ ( 14‬ﺤﺘﻰ أن اﻟﻤﺼر�ﻴن رﻏﺒوا ﻓﻲ ﺘﻘد�ﻤﻬﺎ ﻟﻔرﻋون ‪ ،‬وكذﻟك إﺸﺘﻬﺎﻫﺎ أﺒ�ﻤﺎﻟك ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻟم ﺘﺴـﻠم‬

‫ﻨﻔﺴﻬﺎ أﺒداً ‪ ،‬أﻤﺎ اﻹدﻋﺎء �ﺄن إﺒراﻫ�م ﻟم �ﻐر ﻋﻠﻰ اﻤرأﺘﻪ أو �ﺎع ﺸـرﻓﻪ ﻤـن أﺠـﻞ اﻟﻤواﺸـﻲ ﻓﻬـذا‬ ‫كﻼم اﻟﺠﻬﺎﻝ ‪ ،‬ﻷن إﺒراﻫ�م كﺎن ﻏﻨ�ﺎً ﺠـداً ‪ ،‬ﺒـدﻟﻴﻞ أﻨـﻪ كـﺎن ﻋﻨـدﻩ كﺜﻴـر ﻤـن اﻟﻐﻠﻤـﺎن ‪ ،‬ﻓﻘـد ﻗـﺎد‬

‫‪ 318‬رﺠﻼً ﻤﻨﻬم ﻟﻴﺨرج ﻟﺤرب كدر ﻟﻌوﻤر ‪ ،‬وﺘرك ﻋدداً كﺒﻴ اًر ﻟﺤراﺴﺔ أﻤﻼﻛﻪ " ] ﻤن إﺠﺎ�ـﺎت‬

‫أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س و ‪ :‬كﻴﻴ ظﻬر ﷲ ﻓﻠم ﺤﻠم ﻟﻤﻠك وﺜﻨﻲ ؟ وﻫﻞ ﺼدق أﺒ�ﻤﺎﻟك إﻟﻬﺎً ﻻ ﻴؤﻤن �ﻪ ؟‬ ‫ج ‪ :‬وﻫﻞ �ﻌﺠـز ﷲ ﻋـن اﻟﺘﻌﺎﻤـﻞ ﻤـﻊ ﺨﻠ�ﻘﺘـﻪ ؟! ‪ 00‬وﻫـﻞ �ﻌﺠـز أن �كﻠـم كـﻞ إﻨﺴـﺎن ﺒﻠﻐﺘـﻪ ؟!‬ ‫‪ 00‬أﻟــ�س اﻟﻛــﻞ ﺨﻠ�ﻘﺘــﻪ وﻋﻤــﻞ ﻴد�ــﻪ ؟! ‪ 00‬أﻟــ�س ﻗﻠــب اﻟﻤﻠــك ﻓــﻲ ﻴــد ﷲ " ﻗﻠــب اﻟﻤﻠــك ﻓــﻲ ﻴــد‬

‫اﻟــرب كﺠــداوﻝ ﻤ�ــﺎﻩ ﺤﻴﺜﻤــﺎ ﺸــﺎء �ﻤﻴﻠــﻪ " ) أم ‪ ( 1 : 21‬؟! ‪ 00‬أﻟــم ﻴﺘﻌﺎﻤــﻞ ﷲ ﻤــﻊ ﻓرﻋــون‬

‫وﻨﺒوﺨــذ ﻨﺼــر ﻋــن طر�ــق اﻷﺤــﻼم ) ﺘــك ‪ ، 8 – 1 : 41‬دا ‪ ( 1 : 2‬وكﻼﻫﻤــﺎ ﻤﻠــك وﺜﻨــﻲ ؟!‬

‫‪ 00‬أﻟم ﻴﺘﻌﺎﻤﻞ ﷲ ﻤﻊ كورش ﻤﻠك ﻓﺎرس اﻟوﺜﻨﻲ " ﻨﱠ�ﻪ اﻟـرب روح كـورش ﻤﻠـك ﻓـﺎرس ﻓـﺄطﻠق‬

‫ﻨــداء ﻓــﻲ كــﻞ ﻤﻤﻠﻛﺘــﻪ و�ﺎﻟﻛﺘﺎ�ــﺔ أ�ﻀـﺎً ﻗــﺎﺌﻼً ﻫكــذا ﻗــﺎﻝ كــورش ﻤﻠــك ﻓــﺎرس ‪ 0‬ﺠﻤ�ــﻊ ﻤﻤﺎﻟــك‬ ‫اﻷرض دﻓﻌﻬﺎ ﻟﻲ اﻟرب إﻟﻪ اﻟﺴﻤﺎء وﻫـو أوﺼﺎﻨــﻲ أن أﺒﻨــﻲ ﻟـﻪ ﺒﻴﺘـﺎً ﻓـﻲ أورﺸـﻠ�م ‪2 ) " 00‬‬ ‫أخ ‪ ، 23 ، 22 : 36‬ﻋز ‪0( 2 ، 1 : 1‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻟﺨـــوري ﺒـــوﻟس اﻟﻔﻐـــﺎﻟﻲ " ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺸــﻬد ﻨــرى ﷲ ﻴﺘــدﺨﻞ ﻓــﻲ ﺤ�ــﺎة اﻟﻨــﺎس‬

‫ﺤﻔﺎظ ـﺎً ﻋﻠــﻰ اﻷﺨــﻼق اﻟﻌﺎﻤــﺔ ‪ ،‬رﻏــم ﻀــﻌﻒ إﺒ ـراﻫ�م وﺘﺨﺎذﻟــﻪ ﺘﺠــﺎﻩ اﻤ أرﺘــﻪ ‪ ،‬ورﻏــم ﺘﻌﻠــق ﻤﻠــك‬ ‫ﺠـرار �ﺴــﺎرة ‪ ،‬ﻟــم �ﺴــﻤﺢ اﻟــرب أن ﺘُﻤــس ﻤــن ﺴــﺘﻠد إﺒــن اﻟﻌﻬــد ‪ 0‬ﻟــم �ﻘــﻞ إﺒـراﻫ�م كــﻞ اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ ‪،‬‬ ‫وﻤﻊ ذﻟك ﻟم ﻴﺨطﺊ ﻤﻠك ﺠرار �ﺤق ﺴﺎرة وﻟم �ﻌﺎﻤﻞ إﺒراﻫ�م �ﻘﺴوة ‪ ،‬ﺒﻞ ﺴﻤﺢ ﻹﺒراﻫ�م أن �ﻘ�م‬

‫�ﺄرﻀﻪ ‪ 0‬ﷲ �ﺤﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟذﻴن إﺨﺘﺎرﻫم ﻤﻬﻤﺎ كﺎن ﺘﺼرﻓﻬم ﻷﻨﻬم �ﺤﻤﻠون رﺴﺎﻟﺔ ‪ 00‬أﺒ�ﻤﺎﻟك‬ ‫ﻟم �كن ﻤؤﻤﻨﺎً ﺒﻴﻬوﻩ ‪ ،‬إﻻﱠ أن ﻤﺨﺎﻓﺔ ﻴﻬوﻩ ﻓﻲ ﻗﻠ�ﻪ ‪ 0‬وكذا ﻨﻘوﻝ ﻋـن رﺠﺎﻟـﻪ اﻟـذﻴن ﺨـﺎﻓوا ﻋﻨـدﻤﺎ‬ ‫أﺨﺒرﻫـم �ﻤﺎ ﺤدث ﻟﻪ ‪ 0‬أﻤﺎ إﺒراﻫ�م اﻟذي ﻨﺴﻰ ﻤﺨﺎﻓﺔ ﷲ أﻤﺎم ﻫذا اﻟوﺜﻨﻲ ﻓﻬو ﺴ�ﻌود إﻟﻴﻬﺎ ﻴوم‬ ‫‪- 361 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪356‬‬


‫�طﻠب ﻤﻨـﻪ اﻟـرب أن �ﻀـﺤﻲ ﺒﺈﺒﻨـﻪ ‪ 0‬ﻗـﺎﻝ ﻟـﻪ اﻟـرب آﻨـذاك } ﻋرﻓـت أﻨـك ﺘﺨـﺎف ﷲ ﻓﻠـم ﺘﻤﻨـﻊ‬

‫ﻋﻨﻲ إﺒﻨك وﺤﻴدك { ) ﺘك ‪0(1) " ( 12 : 22‬‬ ‫‪F17‬‬

‫س ز ‪ :‬ﻫﻞ �ﺎع إﺒراﻫ�م ﺸرﻓﻪ ‪ ،‬طﻤﻌﺎً ﻓﻲ اﻟﻤواﺸـﻲ واﻷﻏﻨـﺎم " ﻗـوﻟﻲ أﻨـك أﺨﺘـﻲ ﻟﻛـﻲ �كـون‬

‫ﻟﻲ ﺨﻴر �ﺴﺒ�ك " ) ﺘك ‪ ( 13 : 12‬وﻫـﻞ إﺒـراﻫ�م اﻟـذي رﻓـض أن �ﻐﺘﻨـﻲ ﻤـن اﻷﺴـﻼب اﻟﺘـﻲ‬

‫ردﻫــﺎ ﻟﻤﻠــك ﺴــدوم ) ﺘــك ‪ ( 23 : 14‬واﻓــق أن �ﻐﺘﻨــﻲ ﻋــن طر�ــق اﻟﺘﺨﻠــﻲ ﻋــن زوﺠﺘــﻪ ﺘــﺎرة‬ ‫ﻟﻔرﻋون وأﺨرى ﻷﺒ�ﻤﺎﻟك ؟‬

‫ج ‪ :‬ﻟم �طﻤﻊ إﺒراﻫﻴـم ﻓﻲ أﻤﻼك اﻟﻌﺎﻟم اﻟزاﺌﻞ ‪ ،‬وﻟم ﻴ�ـﻊ ﺸـرﻓﻪ طﻤﻌـﺎً ﻓـﻲ اﻟﻤواﺸـﻲ واﻷﻏﻨـﺎم ‪،‬‬

‫واﻵ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ أوردﻫــﺎ اﻟﻨﺎﻗــد ﻟــم ﻴوردﻫــﺎ كﺎﻤﻠــﺔ ﻟﺤﺎﺠــﺔ ﻓــﻲ ﻨﻔــس �ﻌﻘــوب ‪ ،‬ﻓﺎﻵ�ــﺔ ﺘﻘــوﻝ أن إﺒـراﻫ�م‬

‫ﻗﺎﻝ ﻟﺴﺎرة – ﻗوﻟﻲ أﻨك أﺨﺘﻲ – كﻲ �كون ﻟﻲ ﺨﻴر �ﺴﺒ�ك وﺘﺤ�ﺎ ﻨﻔﺴﻲ ﻤن أﺠﻠك ) ﺘـك ‪: 12‬‬

‫‪ ( 13‬ﻓكــﻞ ﻤــﺎ كــﺎن ﻴرﻨــو إﻟ�ــﻪ إﺒ ـراﻫ�م ﻫــو أن ﻴﻨﺠــو ﺒﻨﻔﺴــﻪ ﻤــن اﻟﻤــوت ‪ ،‬ﻓــﺎﻟﺨﻴر اﻟــذي ﻗﺼــدﻩ‬ ‫إﺒراﻫ�م ﻫو أن �ﺤ�ـﺎ وﻻ �ﻘﺘﻠوﻨـﻪ �ﺴـﺒب زوﺠﺘـﻪ ‪ ،‬واﻟـدﻟﻴﻞ ﻋﻠـﻰ ذﻟـك أن إﺒـراﻫ�م رﻓـض أن �ﻐﺘﻨـﻲ‬

‫آﺨـذن ﻻ ﺨ�طـﺎً وﻻ ﺸـراك ﻨﻘـﻞ وﻻ ﻤـن كـﻞ ﻤـﺎ‬ ‫ﻤن اﻷﺴﻼب اﻟﺘـﻲ ردﻫـﺎ ﻟﻤﻠـك ﺴـدوم ﻗـﺎﺌﻼً " ﻻ‬ ‫َ‬ ‫ﻫو ﻟك ‪ 0‬ﻓﻼ ﺘﻘوﻝ إﻨﻲ أﻏﻨﻴت اﺒرام " ) ﺘك ‪0( 23 : 14‬‬ ‫س ح ‪ :‬إن كــﺎن ﷲ ﻋﺼــم أﺒ�ﻤﺎﻟــك ﻤــن أن ﻴﺨطــﺊ إﻟــﻰ ﺴــﺎرة ؟ ﻓﻠﻤــﺎذا ﻀــر�ﻪ �ــﺎﻟﻌﻘم ﻫــو‬

‫أﻨﻬن ﺼـر ﱠن ﻋـﺎﻗرات رﻏـم أن ﺴـﺎرة ﻟـم ﺘﻘﻀـﻲ‬ ‫واﻤرأﺘﻪ وﺠوار�ﻪ ؟ وكﻴﻴ ﻋرﻓت ﻨﺴﺎء اﻟﻘﺼر ﱠ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻘﺼر إﻻﱠ ﻓﺘرة ﻗﻠﻴﻠﺔ ؟‬

‫ج ‪ :‬ﻟﻘــد ﻀــرب اﻟــرب أﺒ�ﻤﺎﻟــك واﻤ أرﺘــﻪ وﺠوار�ــﻪ �ــﺎﻟﻌﻘم ﻷﻨــﻪ ﺸــرع ﻓــﻲ إرﺘﻛــﺎب ﺤﻤﺎﻗــﺔ ٕوان ﻟــم‬ ‫�كن ﻴدري ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺠﻬﻞ ﻻ �ﻌﻔﻲ اﻹﻨﺴﺎن ﻤن اﻟﻌﻘو�ﺔ ‪ ،‬وﻤﻊ ﻫذا ﻓـﻸن أﺒ�ﻤﺎﻟـك كﺎﻨـت ﻨﻴﺘـﻪ ﺤﺴـﻨﺔ‬ ‫‪ ،‬وﻟم �كن �ﻌرف أن ﺴﺎرة ﻤﺘزوﺠﺔ ﺒـﺈﺒراﻫ�م ‪ ،‬ﻟـذﻟك ﻋﻔـﻰ ﷲ ﻋﻨـﻪ " ﻓﺼـﻠﻰ إﺒـراﻫ�م إﻟـﻰ ﷲ ‪0‬‬

‫وﻟدن " ) ﺘـك ‪ 00 ( 17 : 20‬ﻟﻘـد ﻋـﺎدت اﻟﺤﻴو�ـﺔ ﻟﻨﺴـﺎء‬ ‫ﻓﺸﻔﻰ ﷲ أﺒ�ﻤﺎﻟك واﻤرأﺘﻪ وﺠوار�ﻪ ﻓ َ‬ ‫اﻟﻘﺼر اﻟﻠواﺘﻲ ﺴﺒق ﷲ وأﻏﻠق أرﺤﺎﻤﻬن ‪ 0‬وﻤـﻊ أن ﺴـﺎرة أﻤﻀـﻴت ﻓﺘـرة ﻟ�ﺴـت طو�ﻠـﺔ �ﺎﻟﻘﺼـر‬ ‫‪ ،‬إﻻﱠ أن ﻨﺴ ــﺎء اﻟﻘﺼ ــر ﻋﻠﻤ ــن أﻨﻬ ــن ﺼ ــرﱠن ﻋ ــﺎﻗرات ‪ ،‬ﻋﻨ ــدﻤﺎ إﻨﻘطﻌ ــت ﻋ ــﻨﻬن ﻋ ــﺎدة اﻟﻨﺴ ــﺎء‬ ‫اﻟﺸﻬر�ﺔ ‪ 00‬ﻓﻌﻶم اﻹﻋﺘراض ؟!‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪264‬‬

‫‪- 362 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪357‬‬


‫س ط ‪ :‬ﻤﺎ ﻫو اﻟﻬدف اﻟﺘر�ـوي ﻤـن ذكـر ﻫـذﻩ اﻟروا�ـﺔ ﻟﺘر�ـﻲ ﺠـ�ﻼً وﺘﻨﺸـﺄﻩ ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﻀـﻴﻠﺔ ؟‬ ‫وأﻟ�ﺴت ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﺘوﻀﺢ ﻤدى ﺘﺤر�ﻴ اﻟﻴﻬود ﻟﻛﺘﺎﺒﻬم ؟‬ ‫ج ‪ :‬ﻟﻘد ذكر اﻟوﺤﻲ اﻹﻟﻬـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﻘﺼـﺔ ﺒﻬـدف ﻫـﺎم ‪ ،‬وﻫـو أن ﻨﺘﺨـذ اﻟﻌﺒـرة ﻤﻤـﺎ ﺤـدث ‪ ،‬وأن‬

‫ﻨﻨﺘ�ــﻪ ‪ ،‬ﻟــ�س ﻫﻨــﺎك إﻨﺴــﺎن وﻻ ﻨﺒــﻲ كﺒﻴــر ﻋﻠــﻰ اﻟﺨط�ــﺔ " ﻷﻨﻬــﺎ طرﺤــت كﺜﻴــر�ن ﺠرﺤــﻰ وكــﻞ‬

‫ﻗﺘﻼﻫﺎ أﻗو�ﺎء " ) أم ‪ ( 26 : 7‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ ذكر اﻟﻛﺘﺎب ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻟم �ﻤﺘدح إطﻼﻗﺎً إﺒراﻫ�م ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻤﺎ ﻓﻌﻠـﻪ ‪ ،‬وﻟـم �ﺸـﺠﻊ ﻻ �ﺼـورة ﻤ�ﺎﺸـرة وﻻ ﻏﻴـر ﻤ�ﺎﺸـرة ﻫـذا اﻟﺴـﻠوك ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﻘﺼـﺔ ﻨـرى‬ ‫ﻤدى ﻤﺤ�ﺔ ﷲ ﻟﻺﻨﺴﺎن ‪ ،‬وكﻴﻒ ﺴﻨد إﺒراﻫ�م ﻓﻲ ﻀﻌﻔﺎﺘﻪ ‪ ،‬وأﻋﺎد ﻟﻪ زوﺠﺘﻪ اﻟﻌﻔ�ﻔﺔ ﺴﺎرة‪0‬‬

‫وﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻻ �ﻤكن أن ﺘﻌد دﻟ�ﻼً ﻋﻠﻰ ﺘﺤر�ﻒ اﻟﻴﻬـود ﻟﻠﺘـوراة ‪ ،‬ﻷﻨـﻪ ﻟـو ﻓكـر اﻟﻴﻬـود‬ ‫اﻟــذﻴن �ﻔﺘﺨــرون �ــﺄﻨﻬم أﺒﻨــﺎء إﺒـراﻫ�م ﻓــﻲ ﺘﺤر�ــﻒ اﻟﺘــوراة ‪ 00‬ﺘُــرى أﻴﻬﻤــﺎ أﻗــرب ﻟﻠﻌﻘــﻞ أن ﺘﺤــدث‬

‫ﻫذﻩ اﻟﺤﺎدﺜـﺔ اﻟﻤؤﺴـﻔﺔ اﻟﻤﺸـﻴﻨﺔ ﻤـرﺘﻴن ﻓ�ـﺄﺘﻲ أﺒﻨـﺎء إﺒـراﻫ�م و�ﺤـذﻓوﻨﻬﺎ ‪ ،‬أم أﻨﻬﻤـﺎ ﻟـم �ﺤـدﺜﺎ ﻋﻠـﻰ‬

‫اﻹطــﻼق و�ــﺄﺘﻲ أﺒﻨــﺎء إﺒ ـراﻫ�م و�ﺨﺘرﻋوﻨﻬﻤ ـﺎ ﻟ�ﺸــﻴﻨوا ﺒﻬﻤــﺎ ﺴــﻴرة أﺒــﻴﻬم ؟!! ‪ 00‬ﻻ أدري كﻴــﻒ‬ ‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ‪0‬‬ ‫�ﻔكر ﻫؤﻻء ُ‬

‫و�ﻘــوﻝ ﻨ�ﺎﻓــﺔ اﻟﻤﺘﻨــ�ﺢ اﻷﻨ�ــﺎ ﻏر�ﻐور�ــوس أﺴــﻘﻒ اﻟ�ﺤــث اﻟﻌﻠﻤــﻲ " ﻫــﻞ ِذ ْكــر اﻟﻛﺘــﺎب‬ ‫ﻷﺨطﺎء اﻷﻨﺒ�ﺎء �ﻌد ﺘﺤر�ﻔﺎً ﻤن ِﻗﺒـﻞ اﻟﻴﻬـود ﻟﻛﺘـﺎﺒﻬم اﻟﻤﻘـﱠدس ؟ ﻟـو كـﺎن اﻟﻴﻬـود ﻫـم اﻟـذﻴن كﺘﺒـوا‬ ‫كﺘﺎﺒﻬم اﻟﻤﻘﱠدس ﻟﻤﺎ ذكروا ﻷﻨﺒ�ﺎﺌﻬم أﺨطﺎءﻫم ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻟ�س ﻤﻌﻘوﻻً أن ﺸﻌ�ﺎً كـﺎﻟﻴﻬود �ﺸـﺎءون أن‬ ‫�ﺴ ــﺠﻠوا ﻋﻠ ــﻰ أﻨﻔﺴ ــﻬم ﻓ ــﻲ كﺘ ــﺎب �ﻘـ ـرأﻩ ﺠﻤ� ــﻊ اﻟﻨ ــﺎس ‪ ،‬وﻓ ــﻲ ك ــﻞ زﻤ ــﺎن ‪ ،‬أﻤ ــو اًر ﻻ ﺘﺸـ ـرﻓﻬم ‪،‬‬

‫وأﺨطﺎء أﺨﻼﻗ�ـﺔ ﻴﺘﺨـذﻫﺎ أﻋـداؤﻫم أﺴـﻠﺤﺔ �ﺸـﻬروﻨﻬﺎ ﻀـدﻫم ‪ 00‬إن ذكـر أﺨطـﺎء اﻷﻨﺒ�ـﺎء دﻟﻴـﻞ‬

‫– ﻋﻠــﻰ اﻟﻌكــس – ﻋﻠــﻰ أن ﻤــن أوﺤــﻰ �ﺎﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس أراد أن ﻴﺒــﻴن ﻟﻠﻨــﺎس أن اﻷﻨﺒ�ــﺎء �ﺸــر‬

‫ﻋﺎدﻴون ﻤـﺜﻠﻬم ‪ ،‬وﻟﻬـم أﺨطـﺎؤﻫم اﻟﺸﺨﺼـ�ﺔ وﻀـﻌﻔﺎﺘﻬم ‪ ،‬ﺸـﺄﻨﻬم ﻓـﻲ ذﻟـك ﺸـﺄن ﺠﻤ�ـﻊ اﻟﻨـﺎس ‪،‬‬ ‫ﻓﻬم ﻟ�ﺴوا ﻤﻌﺼوﻤﻴن ﻤن اﻟﺨطﺄ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﺼﻤﺔ ﻫﻲ ﻟ وﺤـدﻩ ‪ 0‬وأﻤـﺎ ﻋﺼـﻤﺔ اﻷﻨﺒ�ـﺎء ﻓﻠ�ﺴـت‬

‫ﻓﻲ كﻤﺎﻝ ﺴﻴرﺘﻬم ﻤن ﺠﻤ�ﻊ اﻟوﺠوﻩ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻛﻤـﺎﻝ ﻟ وﺤـدﻩ ‪ ،‬ﻟﻛـن ﷲ ﻫـو اﻟـذي ﻋﺼـﻤﻬم ﻓ�ﻤـﺎ‬ ‫كﺘﺒوا ‪ ،‬ﻓﻠم �كذﺒوا ‪ ،‬وﻻ ذكـروا ﻓـﻲ ﻨﺒـوءاﺘﻬم ﻏﻴـر اﻟواﻗـﻊ ‪ 0‬وﻗـد ﱠ‬ ‫ﻋﻠﻤـوا اﻟﻨـﺎس ﻤـﺎ أﻟﻬﻤﻬـم ﷲ �ـﻪ‬ ‫ﻤن ﻏﻴر ز�ﺎدة أو ﻨﻘﺼﺎن ‪ 00‬واﻟﻔرق ﺒﻴن اﻟﻨﺒﻲ وﻏﻴر اﻟﻨﺒﻲ ﻫو أن اﻟﻨﺒﻲ ﻤن أﻓﺎﻀﻞ اﻟﻨﺎس ‪،‬‬ ‫ﻟﻛن اﻟﻔﻀﻞ ﻫﻨﺎ ﻫو ﻓﻀﻞ ﻨﺴﺒﻲ وﻟ�س ﻤطﻠﻘﺎً ‪ ،‬ﻷن اﻟﻤطﻠق ﻤن ﺼﻔﺎت ﷲ وﺤدﻩ ‪ 0‬ﻓﺈن كﺎن‬ ‫‪- 363 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪358‬‬


‫ﻨوح ﻗد ﺴكر وﺘﻌرى ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴكر ﻟ�س ﻤن ﺼـﻔﺎت اﻟﻨﺒـوة ‪ ،‬وﻻ ﻤـن ﻤﺘطﻠ�ﺎﺘﻬـﺎ ‪ ،‬ﻟﻛﻨـﻪ ﻓﻌـﻞ ﻨـﺎﻗص‬

‫ﻤــن إﻨﺴــﺎن ﺨﺒرﺘــﻪ ﻗﻠﻴﻠــﺔ �ﻤــﺎ ﻴــؤدي إﻟ�ــﻪ ﺸــرب اﻟﺨﻤــر ﻤــن ﻨﺘــﺎﺌﺞ ‪ ،‬وﻤــﻊ ذﻟــك ﻟــم ﻴــذكر اﻟﻛﺘــﺎب‬

‫اﻟﻤﻘﱠدس أن ﻨوﺤﺎً ﻗد وﻗﻊ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺨطﺄ ﻤرة أﺨرى ‪ ،‬وﻟﻌﻠﻪ ﻗـد أﻓـﺎد ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻤوﻗـﻒ درﺴـﺎً ‪00‬‬ ‫واﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻻ ُ�ﻌّﻠــم �ﻌﺼــﻤﺔ اﻷﻨﺒ�ــﺎء ﻓــﻲ ﺘﺼـرﻓﺎﺘﻬم وأﻋﻤــﺎﻟﻬم ‪ٕ ،‬واﻨﻤــﺎ �ﻌﻠﻤﻨــﺎ أن ﻋﺼــﻤﺔ‬ ‫اﻷﻨﺒ�ﺎء ﻫﻲ ﻓﻘط ﻓ�ﻤﺎ �كﺘﺒون ﺒﺈﻟﻬﺎم ﷲ وﺘﻨز�ﻞ ﻤﻨﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ " )‪0(1‬‬ ‫‪F18‬‬

‫س‪ : 448‬إذا كﺎن إﺒراﻫ�م ﻗد دﻋﻰ اﻟﻨـﺎس ﻟﻌ�ـﺎدة اﻟـرب ) ﺘـك ‪ ( 8 : 12‬ﻓﻛﻴـﻴ �ﻘـوﻝ‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘدس ﻋن ﷲ ﻋﻠﻰ إﻨﻪ إﻟﻪ إﺒراﻫ�م ) ﺘك ‪ ( 24 : 26‬؟‬ ‫اﻟﻛﺘﺎب‬

‫ج ‪ :‬دﻋﻰ أﻨوش ﺒن ﺸﻴث ﺒن آدم �ﺎﺴـم اﻟـرب " وﻟﺸـﻴث أ�ﻀـﺎً ُوِﻟـد إﺒـن ﻓـدﻋﺎ إﺴـﻤﻪ أﻨـوش‪0‬‬ ‫ﺤﻴﻨﺌــذ أُﺒﺘــدي أن ُﻴــدﻋﻰ �ﺎﺴــم اﻟــرب " ) ﺘــك ‪ ( 26 : 4‬وﻤــﺎ ﻓﻌﻠــﻪ أﻨــوش ﻓﻌﻠــﻪ ﻨــوح إذ كــﺎن "‬ ‫كﺎر اًز ﻟﻠﺒر " ) ‪�2‬ط ‪ ( 5 : 2‬و�ﻌد أن ظﻬر اﻟرب ﻻﺒرام وﻗـﺎﻝ " ﻟﻨﺴـك أﻋطـﻲ ﻫـذﻩ اﻷرض ‪0‬‬

‫ﻓﺒﻨﻰ ﻫﻨﺎك ﻤـذ�ﺤﺎً ﻟﻠـرب ودﻋـﺎ �ﺎﺴـم اﻟـرب " ) ﺘـك ‪ ( 9 – 7 : 12‬وﺘﻛـرر اﻟﻤﻌﻨـﻰ ﻓـﻲ ) ﺘـك‬ ‫‪ ( 4 : 13‬كﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب ﻋن إﺴﺤق " ﻓﺒﻨﻲ ﻫﻨـﺎك ﻤذ�ﺤــﺎً ودﻋــﺎ �ﺎﺴـم اﻟـرب " ) ﺘـك ‪: 26‬‬ ‫‪ ( 24‬وﻫكذا رﺠﺎﻝ ﷲ اﻟﻘد�ﺴون ﻤن ﺠﻴﻞ إﻟﻰ ﺠﻴﻞ �ﺸﻬدون ﻷﺴم اﻟرب و�دﻋون ﻟﻤﻌرﻓﺔ اﻟرب‬

‫إن ﻟــم �كــن �كﻼﻤﻬــم ‪ ،‬ﻓ�ﺴــﻠوكﻬم وﺴــﻴرﺘﻬم اﻟﺤﺴــﻨﺔ ‪ 0‬وﻤــﻊ أن إﺒ ـراﻫ�م دﻋــﻰ �ﺎﺴــم اﻟــرب ﻓــﺈن‬

‫اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻟم ﻴذكر أن ﻫؤﻻء اﻟﻨﺎس ﺘركوا ﻋ�ﺎدة اﻷوﺜﺎن وآﻤﻨوا �ﺎﻟرب ‪0‬‬

‫وﻤــن ﺠﺎﻨــب آﺨــر ﻓــﺈن ﷲ ﻓــﻲ ﻤﺤﺒﺘــﻪ ﻟﻘد�ﺴــ�ﻪ ﺴـ ﱠـر �ــﺄن ﻴﻨﺴــب ﻨﻔﺴــﻪ إﻟــﻴﻬم ‪ ،‬ﻓﻘــﺎﻝ‬

‫اﻟﻛﺘﺎب ﻋن إﺴﺤق " ﻓظﻬر ﻟﻪ اﻟرب ﻓﻲ ﺘﻠـك اﻟﻠﻴﻠـﺔ وﻗـﺎﻝ أﻨـﺎ إﻟـﻪ إﺒـراﻫ�م أﺒ�ـك " ) ﺘـك ‪: 26‬‬ ‫‪ ( 24‬وﻋﻨــدﻤﺎ ﻨظــر �ﻌﻘــوب ﻓــﻲ ﺤﻠﻤــﻪ اﻟﺴــﻠم اﻟﻘﺎﺌﻤــﺔ ﺒــﻴن اﻷرض واﻟﺴــﻤﺎء ﻗــﺎﻝ " وﻫــوذا اﻟــرب‬

‫واﻗﻴ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ أﻨﺎ اﻟرب إﻟﻪ إﺒراﻫ�م أﺒ�ك ٕواﻟﻪ إﺴـﺤق " ) ﺘـك ‪ ( 13 : 28‬وﻋﻨـدﻤﺎ ﺨﺎطـب‬ ‫ﷲ ﻤوﺴﻰ ﻤن وﺴط اﻟﻌﻠ�ﻘﺔ اﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ﻗـﺎﻝ " أﻨﺎ إﻟﻪ أﺒ�ك إﻟﻪ إﺒراﻫ�م ٕواﻟﻪ إﺴـﺤق ٕواﻟـﻪ �ﻌﻘـوب‬

‫" ) ﺨــر ‪ ( 6 : 3‬وﻫــذا ﺨــط واﻀــﺢ ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ‪ ،‬ﻓﺎﻟ�ﻌــﺎزر اﻟدﻤﺸــﻘﻲ ﻋﻨــدﻤﺎ ذﻫــب‬ ‫ﻟﻴﺨﺘﺎر زوﺠﺔ ﻹﺴﺤق ﺼـﻠﻰ " وﻗﺎﻝ أﻴﻬﺎ اﻟرب إﻟﻪ ﺴﻴدي إﺒـراﻫ�م �ﺴـر ﻟـﻲ اﻟﻴـوم ‪ ) " 00‬ﺘـك‬

‫‪ ( 13 : 24‬وﻗﺎﻝ ﻻ�ﺎن ﻟ�ﻌﻘوب " ﻓﻲ ﻗدرة ﻴدي أن أﺼﻨﻊ �كم ﺸ اًر ‪ 0‬وﻟﻛن إﻟﻪ أﺒـ�كم كﻠﻤﻨـﻲ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ )‪ (4‬ﺹ ‪101 ، 100‬‬

‫‪- 364 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪359‬‬


‫اﻟ�ﺎرﺤﺔ ‪ ) " 00‬ﺘك ‪0( 29 : 31‬‬

‫س‪ : 449‬ﻫــﻞ ﻟــوط أخ ﻻﺒـرام ) ﺘــك ‪ ( 14 : 14 ، 8 : 13‬أم أﻨــﻪ إﺒــن ﻫــﺎران ﺸــﻘﻴق‬ ‫اﺒرام ) ﺘك ‪ ( 12 : 14 ، 27 : 11‬؟ وكﻴﻴ �ﺼﺢ أن ﻴﺘﻨﺎزع أﻨﺒ�ﺎء ﷲ إﺒراﻫ�م وﻟـوط‬

‫؟ وﻫــﻞ ﻴﺘﻨﻘــﻞ أﻨﺒ�ــﺎء ﷲ ﻤــن ﻤكــﺎن ﻵﺨــر �ﻤﺤــض إرادﺘﻬــم ؟ أﻟــم ﺘــدروا ﻤــﺎذا ﻓﻌــﻞ ﷲ‬ ‫ﺒﻨﺒ�ﻪ ذي اﻟﻨون ) ﻴوﻨس ( ﻋﻨدﻤﺎ ذﻫب ﻤﻐﺎﻀ�ﺎً ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪ ، 72‬س‪0( 272‬‬

‫ج ‪ -1 :‬كﻠﻤــﺔ " أخ " ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ﻟﻬــﺎ ﻤﻌﻨــﻰ أوﺴــﻊ ﻤــن اﻟﻤﻌﻨــﻰ اﻟﺤرﻓــﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻨﺴــﺎن‬ ‫�طﻠق ﻋﻠـﻰ إﺒـن أﺨ�ـﻪ أو إﺒـن إﺨﺘـﻪ أو إﺒـن ﺨﺎﻟﺘـﻪ ﻟﻘـب " اﻷخ " ‪ ،‬ﻓ�ـﺎﻟرﻏم ﻤـن أن �ﻌﻘـوب إﺒـن‬

‫رﻓﻘﺔ أﺨت ﻻ�ـﺎن " ﻗﺎﻝ ﻻ�ﺎن ﻟ�ﻌﻘوب أﻻﻨك أﺨـﻲ ﺘﺨـدﻤﻨﻲ ﻤﺠﺎﻨـﺎً " ) ﺘـك ‪ ( 15 : 29‬ودﻋـﻰ‬

‫ـس ﻗﻠ�ــك وﻻ ﺘﻘــ�ض ﻴــدك ﻤــن أﺨ�ــك‬ ‫اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻔﻘﻴــر �ﺄﻨــﻪ أخ ‪ ،‬ﻓﺄوﺼــﻰ ﻤوﺴــﻰ ﺸــﻌ�ﻪ " ﻓــﻼ ﺘﻘـ ّ‬ ‫اﻟﻔﻘﻴر " ) ﺘث ‪ ( 7 : 15‬ودﺨﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌب اﻹﺴراﺌﻴﻠﻲ أﺨوة ﻓﻲ اﻟدﻴن واﻟوطن " إذا ﺒ�ﻊ ﻟك‬

‫أﺨــوك اﻟﻌﺒراﻨــﻲ أو أﺨﺘــك اﻟﻌﺒراﻨ�ــﺔ " ) ﺘــث ‪ ( 12 : 15‬ﺒــﻞ دﻋــﻰ اﻟﺸــﻌوب اﻟﻐر��ــﺔ أﺨــوة ﻓــﻲ‬

‫اﻹﻨﺴــﺎﻨ�ﺔ " ﻻ ﺘﻛــرﻩ أدوﻤ� ـﺎً ﻷﻨــﻪ أﺨــوك " ) ﺘــث ‪ ( 7 : 23‬وﻗــﺎﻝ اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ " ﻓــﺈن ﻗــدﻤت‬

‫ﻗر�ﺎﻨك ﻋﻠﻰ اﻟﻤذ�ﺢ وﻫﻨﺎك ﺘذكرت أن ﻷﺨﻴـك ﺸﻴﺌﺎً ﻋﻠ�ك ‪ 00‬إﺼطﻠﺢ ﻤﻊ أﺨ�ك " ) ﻤت ‪: 5‬‬

‫‪ ( 24 ، 23‬وﻗﺎﻝ ﻟﺘﻼﻤﻴذﻩ " ﻷن ﻤﻌﻠﻤكـم واﺤـد اﻟﻤﺴ�ﺢ وأﻨﺘم ﺠﻤ�ﻌﺎً أﺨوة " ) ﺘث ‪( 7 : 23‬‬ ‫وﻗﺎﻝ ﺒوﻟس اﻟرﺴـوﻝ " إن كﺎن أﺤـد ﻤـدﻋو أﺨـﺎً زاﻨ�ـﺎً أو طﻤﺎﻋـﺎً أو ‪ 00‬ﻻ ﺘﺨـﺎﻟطوا وﻻ ﺘواﻛﻠـوا‬

‫ﻤﺜﻞ ﻫذا " ) ‪1‬كو ‪ ( 11 : 5‬وﻗﺎﻝ ﻋن ظﻬورات اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ �ﻌـد اﻟﻘ�ﺎﻤـﺔ " و�ﻌـد ذﻟـك ظﻬـر‬

‫دﻓﻌــﺔ واﺤــدة ﻷﻛﺜــر ﻤــن ﺨﻤــس ﻤﺌــﺔ أخ " ) ‪1‬كــو ‪ ( 60 : 15‬واﻟﻤﻘﺼــود ‪ 500‬ﻤــؤﻤن وﻟــ�س‬

‫أﺨوة أﺸﻘﺎء ‪ ،‬وﻗﺎﻝ ﻷﻫـﻞ ﺘﺴـﺎﻟوﻨ�كﻲ " ﻨوﺼـ�كم ‪ 00‬أن ﺘﺘﺠﻨﺒـوا كـﻞ أخ �ﺴـﻠك �ـﻼ ﺘرﺘﻴـب " )‬ ‫‪2‬ﺘس ‪0( 6 : 3‬‬

‫‪ -2‬ﻟــم �ﺤــدث ﻨـزاع ﺒــﻴن إﺒ ـراﻫ�م وﻟــوط ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ اﻟﻨـزاع ﺤــدث ﺒــﻴن رﻋــﺎة ﻫــذا وذاك " ﻓﺤــدث‬

‫ﻤﺨﺎﺼﻤﺔ ﺒﻴن رﻋﺎة ﻤواﺸﻲ اﺒرام ورﻋﺎة ﻤواﺸﻲ ﻟوط " ) ﺘك ‪ٕ ( 7 : 13‬واﺒراﻫ�م اﻟرﺠﻞ اﻟﺤك�م‬ ‫ﺨﺸﻰ أن ﻴﺘرك ﻫذا اﻟﻨزاع ﺸﻴﺌﺎً ﻓﻲ ﻨﻔس ﻟوط ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﻀﻞ اﻹﻋﺘزاﻝ واﻹﺒﺘﻌﺎد ﻋﻨﻪ ﻫو ورﻋﺎﺘـﻪ‬

‫" ﻓﻘﺎﻝ اﺒرام ﻟﻠوط ﻻ ﺘﻛن ﻤﺨﺎﺼﻤﺔ ﺒﻴﻨﻲ و�ﻴﻨك و�ﻴن رﻋﺎﺘﻲ ورﻋﺎﺘـك ‪ 0‬ﻷﻨﻨـﺎ ﻨﺤـن أﺨـوان ‪0‬‬

‫أﻟ�ﺴت كﻞ اﻷرض أﻤﺎﻤك ‪ 0‬إﻋﺘزﻝ ﻋﻨﻲ ‪ 0‬إن ذﻫﺒت ﺸﻤﺎﻻً ﻓﺄﻨﺎ �ﻤﻴﻨﺎً ٕوان �ﻤﻴﻨﺎ ﻓﺄﻨﺎ ﺸـﻤﺎﻻً‬ ‫‪- 365 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪360‬‬


‫" ) ﺘك ‪ ( 9 ، 8 : 13‬كﻤﺎ أن ﻟوط ﻟ�س ﻨﺒ�ﺎً ﻤن اﻷﻨﺒ�ﺎء‪0‬‬ ‫‪ -3‬ﻟﻸﻨﺒ�ــﺎء ﺤر�ــﺔ اﻟﺤركــﺔ واﻟﺘﺼــرف ﻓــﻲ ﺤ�ــﺎﺘﻬم وﺘﺤركــﺎﺘﻬم ‪ ،‬ﻓﻴﺘﺼـرﻓون كﻤــﺎ �ﺸــﺎءون‬

‫�ﺸرط أن ﻫـذا اﻟﺘﺼـرف ﻻ �ﻐﻀـب ﷲ ‪ ،‬أﻤـﺎ ﻴوﻨـﺎن اﻟﻨﺒـﻲ ﻓﻘـد أﻫـﺎج اﻟـرب ﻋﻠ�ـﻪ اﻟ�ﺤـر وأرﺴـﻞ‬

‫إﻟ�ﻪ اﻟﺤوت ﻟﻴﺒﺘﻠﻌﻪ ﻟ�س ﻷﻨﻪ ﻏﻴﱠر ﻤكﺎﻨﻪ ﺒدون إﺴﺘﺸﺎرة ﷲ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻷﻨﻪ ﺨﺎﻟﻒ إرادة ﷲ ‪ ،‬ﻓﻘـد‬

‫طﻠب ﷲ ﻤﻨﻪ أن ﻴذﻫب إﻟﻰ ﻨﻴﻨوى ‪ ،‬أﻤﺎ ﻫو ﻓﻘـد ذﻫـب إﻟـﻰ ﺘرﺸـ�ش ﻤﺨﺎﻟﻔـﺎً اﻟوﺼـ�ﺔ اﻹﻟﻬ�ـﺔ ‪،‬‬ ‫وﺤﺘﻰ �ﻌدﻤﺎ ﺨﺎﻟﻒ ﻴوﻨﺎن اﻟوﺼ�ﺔ ﻓﻘد ﻋﺎﻤﻠﻪ ﷲ �ﻤﻨﺘﻬﻰ اﻟﻠطﻒ‪0‬‬

‫س‪ : 450‬كﻴﻴ �ﻘوﻝ ﷲ ﻹﺒراﻫ�م " وأﺠﻌـﻞ ﻨﺴـﻠك كﺘـراب اﻷرض ‪ 0‬ﺤﺘـﻰ إذا إﺴـﺘطﺎع‬

‫أﺤــد أن �ﻌـ ﱠـد ﺘ ـراب اﻷرض‪ 0‬ﻨﺴــﻠك أ�ﻀ ـﺎً ُ�ﻌـ ﱡـد " ) ﺘــك ‪ " 00 ( 16 : 13‬وأﻛﺜــر ﻨﺴــﻠك‬ ‫ﺘﻛﺜﻴـ اًر كﻨﺠــوم اﻟﺴــﻤﺎء وكﺎﻟرﻤــﻞ اﻟــذي ﻋﻠــﻰ ﺸــﺎطﺊ اﻟ�ﺤــر " ) ﺘــك ‪ ( 17 : 22‬ﻤــﻊ أن‬ ‫اﻟﻴﻬـود ﻟ�ﺴوا إﻻﱠ ﺤﻔﻨـﺔ وﺴط ﺸﻌوب اﻟﻌﺎﻟم ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪0( 24‬‬

‫ج ‪ -1 :‬اﻟﻤﻘﺼود �ـﺎﻟﺘﻌﺒﻴرات " كﺘراب اﻷرض " ‪ ،‬و " كﻨﺠوم اﻟﺴﻤﺎء " و" كﺎﻟرﻤﻞ اﻟذي ﻋﻠﻰ‬

‫ﺸــﺎطﺊ اﻟ�ﺤــر " ﻫــو اﻟﺘﻌﺒﻴــر ﻋــن اﻟﻛﺜـرة ‪ ،‬وﻫــذا واﻀــﺢ ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻓــﻲ أﺴــﻠوب اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻓــﻲ‬ ‫ﻤواﻗﻒ أﺨرى ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً ﻫذا ﻴﺘﻔق ﻤﻊ ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﻘﻀﺎة ﻋن اﻟﻤد�ﺎﻨﻴﻴن " ﻴﺠﻴﺌون كﺎﻟﺠراد‬

‫ﻓﻲ اﻟﻛﺜرة وﻟ�س ﻟﻬم وﻻ ﻟﺠﻤﺎﻟﻬم ﻋـدد " ) ﻗـض ‪ " 00 ( 5 : 6‬وكـﺎن اﻟﻤـد�ﺎﻨﻴون واﻟﻌﻤﺎﻟﻘـﺔ‬ ‫وكﻞ ﺒﻨﻲ اﻟﻤﺸر ﺤـﺎﻟﻴن ﻓـﻲ اﻟـوادي كـﺎﻟﺠراد ﻓـﻲ اﻟﻛﺜـرة‪ 0‬وﺠﻤـﺎﻟﻬم ﻻ ﻋـدد ﻟﻬـﺎ كﺎﻟرﻤـﻞ اﻟـذي‬

‫ﻋﻠﻰ ﺸﺎطﺊ اﻟ�ﺤر ﻓﻲ اﻟﻛﺜرة " ) ﻗض ‪0( 12 : 7‬‬

‫‪ -2‬ﻟﻘد �ﺎرك ﷲ ﻓﻲ ﻨﺴﻞ إﺒراﻫ�م ﻤـن ﺠﻬـﺔ إﺴـﺤق " وأﻤـﺎ ﺒﻨـو إﺴـراﺌﻴﻞ ﻓـﺄﺜﻤروا وﺘواﻟـدوا‬

‫وﻨﻤـوا وكﺜــروا كﺜﻴـ اًر ﺠــداً واﻤــﺘﻸت اﻷرض ﺒﻬــم " ) ﺨــر ‪ ( 7 : 1‬وﻗــﺎﻝ ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﻟﺸــﻌ�ﻪ "‬ ‫اﻟرب إﻟﻪ آ�ﺎﺌكم ﻗد ك ﱠﺜركم ‪ 0‬وﻫوذا أﻨـﺘم اﻟﻴـوم كﻨﺠـوم اﻟﺴﻤــﺎء ﻓـﻲ اﻟﻛﺜـرة " ) ﺘـث ‪( 10 : 1‬‬ ‫وﻤﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﻨﺴﻞ إﺒراﻫ�م ﻻ �ﻘﺘﺼر ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻬود ﻓﻘط ‪ ،‬ﺒﻞ أن اﻟﻌرب ﻫـم ﻤـن ﻨﺴـﻞ إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ‬

‫ﺒن إﺒراﻫ�م ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً كﺎن ﻹﺒراﻫ�م ﺴت ﺒﻨﻴن آﺨر�ن ﻤـن زوﺠﺘﻪ ﻗطورة ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟﺸﻌوب ﻤﺠﺘﻤﻌـﺔ‬ ‫ﻋﻠــﻰ ﻤــر اﻟﺴــﻨﻴن واﻷﺠ�ــﺎﻝ ‪ ،‬ﻴﺘﺤﻘــق ﻓﻴﻬــﺎ اﻟوﻋــد اﻹﻟﻬــﻲ �ــﺄن ﻨﺴــﻞ إﺒ ـراﻫ�م ﻗــد ﺼــﺎر كﺘ ـراب‬

‫اﻷرض وﻨﺠوم اﻟﺴﻤﺎء ورﻤﻞ اﻟﺸﺎطﺊ‪0‬‬ ‫‪- 366 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪361‬‬


‫‪ -3‬ﻻ �ﻘﺘﺼر اﻟوﻋد ﻋﻠﻰ أﺒﻨﺎء إﺒراﻫ�م �ﺎﻟﺠﺴد ﻓﻘط ‪ ،‬ﺒﻞ ﻴﻨطﺒق ﻋﻠـﻰ ﺠﻤ�ـﻊ اﻟﻤﺴـ�ﺤﻴﻴن‬

‫اﻟذﻴن ﻴؤﻤﻨون ﺒﺈﻟﻪ إﺒراﻫ�م ‪ ،‬وأﻋداد ﻫؤﻻء ﻻ ﺘﺤﺼﻰ ‪ ،‬و�ؤكد ﷲ ﻫذا اﻟوﻋد ﻟﻬوﺸﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﺌﻼً‬ ‫" �كون ﻋدد ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ كرﻤﻞ اﻟ�ﺤر اﻟذي ﻻ ُ�كﺎﻝ وﻻ ُ� ﱡ‬ ‫ﻌد و�كون ﻋوﻀﺎً ﻋن أن ُ�ﻘﺎﻝ ﻟﻬـم‬ ‫ﻟﺴﺘم ﺸﻌﺒﻲ �ﻘﺎﻝ ﻟﻬم أﺒﻨﺎء ﷲ اﻟﺤﻲ " ) ﻫو ‪0 ( 10 : 1‬وﻗﺎﻝ اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ ﻟـﻪ اﻟﻤﺠـد " إن‬

‫كﺜﻴر�ن ﺴ�ﺄﺘون ﻤن اﻟﻤﺸﺎرق واﻟﻤﻐـﺎرب و�ﺘﻛﺌـون ﻤـﻊ إﺒـراﻫ�م ٕواﺴـﺤق و�ﻌﻘـوب ﻓـﻲ ﻤﻠﻛـوت‬ ‫اﻟﺴﻤوات " ) ﻤت ‪0( 11 : 8‬‬

‫وﻋد اﻟﻨﺠوم إن إﺴﺘطﻌت أن ﱠ‬ ‫‪ -4‬ﻗﺎﻝ ﷲ ﻹﺒراﻫ�م " أﻨظر إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﱡ‬ ‫ﺘﻌدﻫﺎ " ) ﺘك ‪15‬‬

‫‪ ( 5 :‬و�ﺒﻠﻎ ﻋدد اﻟﻨﺠوم ﻓﻲ ﻤﺠرﺘﻨﺎ ‪ 100‬ﺒﻠﻴون ) أﻟـﻒ ﻤﻠﻴـون ( ﻨﺠـم ‪ ،‬أﻤـﺎ أﻋـداد اﻟﻨﺠـوم ﻓـﻲ‬ ‫كﻞ اﻟﻤﺠرات ﻓﻤن �ﻘدر أن �ﺤﺼﻴﻬﺎ ؟!!‬

‫س‪ : 451‬ﻫﻞ ﻗﺼﺔ إﻨﺘﺼﺎر اﺒرام ﻋﻠﻰ كدر ﻟﻌوﻤر ﻤﻠك ﻋ�ﻼم واﻟﺜﻼﺜﺔ ﻤﻠوك اﻵﺨر�ن‬

‫) ﺘك ‪ ( 1 : 14‬ﻗﺼﺔ أﺴطور�ﺔ ؟ وﻫـﻞ أﺴـﻤﺎء ﻤـدن ﺴـدوم وﻋﻤـورة وأدﻤـﺔ وﺼـﺒو��م‬ ‫وﺼوﻏر ﺨراﻓﺔ ؟‬

‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد ﻓــﻲ ﺤــرب اﻟﻤﻠــوك اﻷر�ﻌــﺔ " ﻗــﺎﻝ‬ ‫و�ﻨﻘــﻞ اﻟﺨـــوري ﺒـــوﻟس اﻟﻔﻐـــﺎﻟﻲ آراء �ﻌــض ُ‬ ‫�ﻌﻀﻬم ‪ :‬ﻻ ﻗ�ﻤﺔ ﺘﺎر�ﺨ�ﺔ ﻟﻤﺜﻞ ﻫذا اﻟﺨﺒر ‪ ،‬إن ﻫو إﻻﱠ ﺘﻘﻠﻴد ﻟﻘﺼﺔ ﻗد�ﻤﺔ ‪ ،‬أو ﻫو ﻤن ﺼـﻨﻊ‬

‫اﻟﺨ�ــﺎﻝ ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ ﻴﻨﺘﺼــر رﺌــ�س ﻗﺒﻴﻠــﺔ ﺼــﻐﻴرة ﻋﻠــﻰ أﻛﺒــر ﻤﻠــوك اﻟﺸــرق اﻟــذﻴن دﻤــروا اﻟﻤﻤﺎﻟــك‬

‫اﻟﻌدﻴــدة ﻓــﻲ ﺴــرﻋﺔ ﻤذﻫﻠــﺔ ؟ وﻟﻛــن ﻴﺒــدو أن اﻟﺨﺒــر ﻗــد�م ﺠــداً ‪ ،‬ﻓــﻼ �ﻤكــن إﻨكــﺎرﻩ ‪ 0‬أ�كــون أن‬ ‫و�ﻘﺤــم ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ؟ ﻫــذا ﻤﻤكــن ‪ 0‬وﻤﻤكــن‬ ‫اﻷﻓ ـواﻩ ﺘﻨﺎﻗﻠﺘــﻪ أﺠ�ــﺎﻻً ﻋدﻴــدة ﻗﺒــﻞ أن ﻴـ ﱠ‬ ‫ـدون ُ‬

‫أ�ﻀﺎً أن �كون ﻤﺄﺨوذاً ﻤن ﺸﻌب ﻏر�ب ‪ ،‬ﺜم أدﺨﻠﻪ اﻟﻛﺘﺎب ‪ ،‬كﻤﺎ أُدﺨـﻞ ﻏﻴـرﻩ ﻤـن اﻟﻨﺼـوص‬ ‫‪ ،‬إﻟﻰ ﺘراث ﺸﻌ�ﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F19‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺴﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻤوﻀوع ﺤﻘ�ﻘﺔ ﺴـدوم وﻋﻤـورة ٕواﻨﻘﻼﺒﻬﻤـﺎ ﻤـن ﻗﺒـﻞ ) ارﺠـﻊ ﻤـدارس اﻟﻨﻘـد‬ ‫واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ 4‬إﺠﺎ�ﺔ س‪ ( 297‬و�ﻘـوﻝ " وﻟ�م كﺎﻤﺒـﻞ " ‪ " 00‬وﻟﻛـن ﺴـﺠﻼت إ�ـﻼ أﺸـﺎرت إﻟـﻰ‬

‫كﻞ ﻤدن اﻟﺴﻬﻞ ‪ ،‬وﻓﻲ إﺤدى اﻟﻠوﺤﺎت ﺠﺎءت ﻗﺎﺌﻤﺔ أﺴﻤﺎﺌﻬﺎ ﺒﻨﻔس اﻟﺘرﺘﻴب اﻟﺘـوراﺘﻲ ‪ 0‬ﺒـﻞ أن‬

‫اﻟروا�ــﺔ اﻟﺘوراﺘ�ــﺔ ﻓــﻲ ﺘﻛــو�ن ‪ 14‬ﺘﺤﺘــوي ﻋﻠــﻰ كﻠﻤــﺎت وﻋ�ــﺎرات ﻨــﺎدرة اﻹﺴــﺘﻌﻤﺎﻝ ‪ ،‬ﻟــم ﺘــرد ﻓــﻲ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪213‬‬

‫‪- 367 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪362‬‬


‫ﺴﺎﺌر اﻟﻛﺘﺎ�ﺎت اﻟﻌﺒر�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً كﻠﻤﺔ " ﻫـﺎﻨﻴﺦ " ) وﻤﻌﻨﺎﻫـﺎ ‪ :‬ﺘـﺎ�ﻊ ﻤﺴ ﱠـﻠﺢ ( ﻟـم ﺘـرد ﻓـﻲ اﻟﺘـوراة ‪،‬‬ ‫وﺘدرب ﻋﻠﻰ ﺤﻤـﻞ اﻟﺴـﻼح ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬـﺎ ُوﺠـدت‬ ‫إﻻﱠ ﻫﻨﺎ ‪ ،‬واﺼﻔﺎً ﻟﻠﺸﺎب اﻟذي ﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﺒﻴت إﺒراﻫ�م ﱠ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻨﺼوص اﻟﻔرﻋوﻨ�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرﻨﻴن ‪ 18 ، 19‬ق‪0‬م ‪ ،‬أﺜﻨﺎء ﺤ�ـﺎة إﺒـراﻫ�م ‪ ،‬ووﺠـدت أ�ﻀـﺎً ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻘ ــرن ‪ 15‬ق‪0‬م ﻓ ــﻲ اﻟﻛﺘﺎ� ــﺔ اﻟﻤﺴ ــﻤﺎر�ﺔ ﻓ ــﻲ ﺘﻌﻨ ــك ﻓ ــﻲ ﻓﻠﺴ ــطﻴن "‬

‫‪Sarna,‬‬

‫‪Naham‬‬

‫(‬

‫) ‪ ] UNDERSTANDING GENESIS P, 111‬اﻟﻘرآن واﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻓﻲ ﻨور اﻟﺘﺎر�ﺦ واﻟﻌﻠم‬ ‫– اﻟﻔﺼﻞ اﻷوﻝ – اﻟﻘﺴم اﻟﺜﺎﻟث [ ‪0‬‬

‫‪ " -2‬أﻤراﻓﻞ ﻤﻠك ﺸﻨﻌﺎر " ) ﺘك ‪ ( 1 : 14‬اﻟذي ﺼﺎﺤب كدر ﻟﻌـوﻤر ﻫـو " ﺤﻤـوراﺒﻲ "‬

‫ﻤﻠك �ﺎﺒﻞ اﻟﻤﺸﻬور ‪ ،‬ﻓﻘﻴﻞ ﻋن ﻨﻤرود ﻤن ﻗﺒﻞ " وكﺎن إﺒﺘدأ ﻤﻤﻠﻛﺘﻪ �ﺎﺒﻞ وآرك وأ ﱠﻛد وكﻠﻨﻪ ﻓﻲ‬

‫أرض ﺸﻨﻌﺎر " ) ﺘك ‪ ( 10 : 10‬و�ﻘوﻝ اﻷب ﺴﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸﺎ " كـذﻟك ُﻋﺜـر ﻋﻠـﻰ ﺼـورة " أﻤ ارﻓـﻞ‬ ‫" اﻟ ــذي ﻫ ــو اﻟﻤﻠ ــك اﻟﻛﺒﻴ ــر " ﺤﻤ ــوراﺒﻲ " وك ــﺎن ﻤ ــن ﻤﻌﺎﺼ ــري إﺒـ ـراﻫ�م " )‪ (2‬كﻤ ــﺎ �ﻘ ــوﻝ " أ‪0‬م‬ ‫‪F20‬‬

‫ﻫـودﺠكن " ‪ " 00‬وﻗـد كـﺎن ﻋﺴـﻴ اًر ﺠـداً ﺘﺼـدﻴق ﻤــﺎ ُذكـر ﻓـﻲ اﻹﺼـﺤﺎح اﻟ ار�ـﻊ ﻋﺸـر ﻤـن ﺴــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن ﻋن ﺘﺎر�ﺦ ﺤﻤﻠﺔ كدر ﻟﻌوﻤر ﻋﻠﻰ ﻤدﻴﻨﺔ ﺴدوم ‪ ،‬ﻏﻴر أن اﻟﺘﺎر�ﺦ ﻗد ﺤﻘق أﺴﻤﺎء ﻨﻔس‬

‫اﻟﻤﻠــوك اﻟﻤــذكور�ن ﻓــﻲ ﻫــذا اﻹﺼــﺤﺎح ‪ ،‬ﻓــﺈن أﻤ ارﻓــﻞ اﻟﻤــذكور ﻓـﻲ اﻹﺼــﺤﺎح اﻟﻤﺸــﺎر إﻟ�ــﻪ ﻫــو‬

‫ﻨﻔﺴــﻪ ﺤﻤــوراﺒﻲ اﻟــذي كــﺎن �ﻤﻠــك ﻓــﻲ �ﺎﺒــﻞ ﻓــﻲ ذﻟــك اﻟوﻗــت ‪ 0‬وﻗــد ﻗــﺎﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ " ﺴــﺎ�س " ﻋــن‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ﻤن إﻋﺘراﻀﺎت ﻴﺘﻀﺢ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎ�ﺔ أﻨﻪ ﻨـﺎﺘﺞ ﻋـن‬ ‫ذﻟك } وﻫذا دﻟﻴﻞ آﺨر ﻋﻠﻰ أن ﻤﺎ ﻴﺒد�ﻪ ُ‬ ‫ﻗﺼور ﻓﻲ ﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻬم ‪0(1) " { 00‬‬ ‫‪F21‬‬

‫‪� -3‬ﻘــوﻝ اﻟﻘﻤــص ﺘــﺎدرس �ﻌﻘــوب " أﻤــﺎ كــدر ﻟﻌــوﻤر ﻤﻠــك ﻋــ�ﻼم ﻓﺈﺴــﻤﻪ �ﻌﻨــﻲ ) ﻋﺒ ـد‬

‫ﻟﻌــوﻤر ( أي ﻋﺒـد أﺤــد آﻟﻬــﺔ ﻋــ�ﻼم ‪ُ ،‬ﻋــرف ﺒ�طﺸــﻪ وﺴــطوﺘﻪ إذ إﻛﺘﺴــﺢ كــﻞ ﻤﻤﺎﻟــك اﻟﺠﻨــوب ‪،‬‬ ‫وأﺨﻀــﻊ ﻟﺴــﻠطﺎﻨﻪ كــﻞ �ــﻼد وادي اﻷردن ‪ ،‬و�ﺴــط ﺤﻤﺎﻴﺘــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟطر�ــق اﻟرﺌ�ﺴــﻲ ﺒــﻴن دﻤﺸــق‬ ‫وﻤﺼر ‪ 0‬ﺨﻀﻌت ﻟﻪ اﻟ�ﻼد و�ﻌد أﺜﻨﺘﻲ ﻋﺸر ﺴﻨﺔ إذ ﺸﻌرت �ﺎﻟﻤذﻟﺔ ﻗﺎم ﺨﻤﺴﺔ ﻤﻠـوك �ـﺎﻟﺜورة‬ ‫ﻀدﻩ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴدﻓﻌوا ﻟﻪ ﺠز�ﺔ ‪ ،‬ﻫم ﻤﻠـ ـوك ﺴـدوم وﻋﻤـورة وأدﻤـﺔ وﺼـو��م و�ـﺎﻟﻊ ) ﺼـوﻏر ( ‪0‬‬

‫ﻓﺎﻀطر كدر ﻟﻌوﻤر أن �ﻘوم �ﺤﻤﻠﺔ ﺜﺎﻨ�ﺔ ﻟﺘﺄدﻴب ﻫـؤﻻء اﻟﻤﻠـوك اﻟﻤﺘﻤـردﻴن ‪ ،‬وﻗـد ﺘﺤـﺎﻟﻒ ﻤﻌـﻪ‬

‫ﺜﻼﺜــﺔ ﻤﻠــوك آﺨـر�ن ﻫــم ﻤﻠــوك ﺸــﻨﻌﺎر واﻷﺴــﺎر وﺤــو��م ‪ 00‬وﻗــد إﻛﺘﺴــﺢ ﻫــؤﻻء اﻟﻤﻠــوك اﻷر�ﻌــﺔ‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪258 ، 257‬‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺣﺎﻓﻆ ﺩﺍﻭﺩ – ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪22 ، 21‬‬

‫‪- 368 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪363‬‬


‫اﻟﻤﻨطﻘﺔ " )‪0(2‬‬ ‫‪F2‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ " وﻫﻨﺎك ﻤﺜﺎﻝ إﻀﺎﻓﻲ ﻋن ﻤﺴﺎﻫﻤﺎت إﻛﺘﺸﺎف إ�ﻼ ﺘﺨﺘص �ﻤـﺎ‬

‫ورد ﻓﻲ اﻹﺼﺤﺎح ‪ 14‬ﻤن ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن واﻟذي إﻋﺘﺒر ﻟﺴﻨوات طو�ﻠﺔ �ﺄﻨـﻪ ﻻ �ﻤكـن اﻟوﺜـوق �ـﻪ‬

‫ﻤــن اﻟﻨﺎﺤ�ــﺔ اﻟﺘﺎر�ﺨ�ــﺔ ‪ 0‬ﻓﺎﻨﺘﺼــﺎر إﺒ ـراﻫ�م ﻋﻠــﻰ كــدر ﻟﻌــوﻤر واﻟﻤﻠــوك اﻷر�ﻌــﺔ ُوﺼــﻔت �ﺄﻨﻬــﺎ‬ ‫ﺨ�ﺎﻟ� ــﺔ ‪ ،‬وك ــذﻟك ﻓ ــﺈن اﻟﺨﻤ ــس ﻤ ــدن اﻟﻤ ــذكورن وﻫ ــﻲ ) ﺴ ــدوم ‪ ،‬ﻋﻤ ــورة ‪ ،‬أدﻤ ــﺔ ‪ ،‬ﺼ ــﺒوﺌ�م ‪،‬‬

‫وﺼوﻏر ( ﺨ�ﺎﻟ�ﺔ‪ 0‬ﻤﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﺘﺴﺠ�ﻼت إ�ﻼ ﺘﺸﻴر إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺨﻤس ﻤدن ﻓﻲ اﻟﺴـﻬﻞ ﺒـﻨﻔس‬

‫اﻟﺘرﺘﻴب اﻟذي ظﻬـرت ﻓ�ـﻪ ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ‪ ، 14‬وﻫـﻲ ﺘﻌكـس ﻤﺴـﺘوى اﻟﻛﺘﺎ�ـﺎت اﻷدﺒ�ـﺔ اﻟﺘـﻲ‬ ‫كﺎﻨــت ﺴــﺎﺌدة أ�ــﺎم اﻵ�ــﺎء واﻟﺘــﻲ ﺘوﻀــﺢ أﻨــﻪ ﻗﺒـﻞ ﺤــدوث اﻟﻛﺎرﺜــﺔ اﻟﺘــﻲ أﺸــﺎر إﻟﻴﻬــﺎ ﺘﻛــو�ن ‪، 14‬‬ ‫كﺎﻨت اﻟﻤﻨطﻘﺔ ﻏﻨ�ﺔ �ﻤواردﻫﺎ وﻨﺎﺠﺤﺔ كﻤﺎ ذكر اﻟﺴﻔر ﺘﻤﺎﻤﺎً " )‪0(3‬‬ ‫‪F23‬‬

‫‪ -5‬ﺠﺎء ﻓﻲ داﺌرة اﻟﻤﻌﺎرف ﻋن كدر ﻟﻌوﻤر " وﻤﻊ أن كدر ﻟﻌوﻤر ُﻴـذكر ﺜﺎﻟﺜـﺎً ﻓـﻲ اﻟﻌـدد‬ ‫اﻷوﻝ ﻤن اﻹﺼﺤﺎح اﻟرا�ﻊ ﻋﺸر ﻤن ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ‪ 0‬إﻻﱠ أﻨﻪ ﻤن اﻟواﻀﺢ كـﺎن زﻋـ�م اﻟﺤﻠـﻒ ‪،‬‬ ‫إذ ُﻴذكر �ﻌد ذﻟـك وﺤـدﻩ ) ﺘـك ‪ ( 17 ، 4 : 14‬أو ﻴـذكر أوﻻً ) ﺘـك ‪ٕ 00 ( 9 : 14‬واﺴـم كـدر‬ ‫ﻟﻌــوﻤر ﻤكـ ﱠـون ﻤــن ﻤﻘطﻌــﻴن ‪ ،‬اﻷوﻝ " كــدر " وﻫــﻲ كﻠﻤــﺔ ﻋ�ﻼﻤ�ــﺔ �ﻤﻌﻨــﻰ " ﻋﺒــد " واﻷرﺠــﺢ أن‬ ‫اﻟﻤﻘطﻊ اﻟﺜﺎﻨﻲ " ﻟﻌوﻤر " ﻫو إﺴم إﻟﻬﺔ ﻤن آﻟﻬﺔ اﻟﻌ�ﻼﻤﻴﻴن " )‪0(1‬‬ ‫‪F24‬‬

‫‪ -6‬ﻻ �ﻤكن أن ﻨﺘﻐﺎﻓـﻞ ﻤـدى ﺘـﺄﺜﻴر ﻋﺎﻤـﻞ اﻟﻤﻔﺎﺠـﺄة ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺤـرب ‪ ،‬ﻓ�ﻌـد أن إﻨﺘﺼـر‬

‫كــدر ﻟﻌــوﻤر وﻤــن ﻤﻌــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﻠــوك اﻟﺨﻤﺴــﺔ ‪ ،‬وﺼــﺎروا ﺴــﺎدة اﻟﻤوﻗــﻒ ‪ ،‬وﺴــﻠﺒوا ﻤــﺎ ﺴــﻠﺒوﻩ ‪،‬‬

‫ﺸﻌروا �ﺎﻷﻤﺎن واﻟطﻤﺄﻨﻴﻨﺔ ‪ٕ ،‬واذ ﺒﺈﺒراﻫ�م اﻟﺸﺠﺎع ﻴﻬﺎﺠﻤﻬم ﻓﻲ ظﻼم اﻟﻠﻴﻞ ﻟ�س ﻤن إﺘﺠﺎﻩ واﺤد‬ ‫‪ ،‬ﺒﻞ ﻤن ﻋدة إﺘﺠﺎﻫﺎت " واﻨﻘﺴـم ﻋﻠـﻴﻬم ﻟـ�ﻼً ﻫـو وﻋﺒﻴــدﻩ ﻓﻛﺴـرﻫم " ) ﺘـك ‪ ( 15 : 14‬ﻤﻤـﺎ‬ ‫أﺤــدث ﻫــرج وﻤــرج ‪ ،‬وﻟــم ﻴــدرك ﺠﻨــود ﻟﻌــوﻤر ﻤــﺎذا ﻴﺠــري ‪ ،‬ﻓﻔــروا ﻫــﺎر�ﻴن ‪ ،‬وﻻﺒــد أن ﷲ ﻨظــر‬

‫إﻟﻰ ﻤﺨﺎطرة إﺒراﻫ�م اﻟذي ﺤﻤﻞ رأﺴﻪ ﻋﻠﻰ كﻔﻪ ﻤن أﺠﻞ ﻤﺤﺒﺘﻪ ﻹﺒن أﺨ�ﻪ ﻟوط ‪ ،‬ﻓﺄوﻗﻊ اﻟرﻋب‬

‫ﻓــﻲ ﻗﻠــوب ﺠﻨــود كــدر ﻟﻌــوﻤر ‪ ،‬وﻫــذا ﻤــﺎ ﺤــدث ﻓ�ﻤــﺎ �ﻌــد �ﺼــورة أﻗ ـوى إذ " كــﺎن اﻟﻤــد�ﺎﻨﻴون‬

‫واﻟﻌﻤﺎﻟﻘــﺔ وكــﻞ ﺒﻨــﻲ اﻟﻤﺸــرق ﺤـﺎﻟﻴن ﻓــﻲ اﻟـوادي كــﺎﻟﺠراد ﻓــﻲ اﻟﻛﺜــرة‪ 0‬وﺠﻤــﺎﻟﻬم ﻻ ﻋــدد ﻟﻬــﺎ‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ‪159‬‬ ‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪345‬‬ ‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 6‬ﺹ ‪331‬‬

‫‪- 369 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪364‬‬


‫كﺎﻟرﻤــﻞ اﻟــذي ﻋﻠــﻰ ﺸــﺎطﺊ اﻟ�ﺤــر ﻓــﻲ اﻟﻛﺜــرة " ) ﻗــض ‪ٕ ( 12 : 7‬واذ ﺠــدﻋون ﻴﻬــﺎﺠﻤﻬم ﻟــ�ﻼً‬ ‫ﺒﺜﻠﺜﻤﺎﺌــﺔ رﺠــﻞ كــﻞ �ﺤﻤــﻞ ﺠ ـرة ﺒﻬــﺎ ﻤﺼــ�ﺎح ﻓــﻲ ﻴــد و�وﻗ ـﺎً ﻓــﻲ اﻟﻴــد اﻷﺨــرى " ﻓﻀــر�ت اﻟﻔــرق‬

‫اﻟﺜﻼث �ﺎﻷﺒواق وكﺴروا اﻟﺠرار وأﻤﺴكوا اﻟﻤﺼﺎﺒ�ﺢ �ﺄﻴدﻴﻬم اﻟ�ﺴرى واﻷﺒـواق �ﺄﻴـدﻴﻬم اﻟ�ﻤﻨـﻰ‬ ‫‪ 00‬ﻓركض كﻞ اﻟﺠ�ش وﺼرﺨوا وﻫر�وا " ) ﻗض ‪0( 21 ، 20 : 7‬‬

‫س‪ : 452‬كﻴــﻴ ﺨــرج ﻤﻠــك ﺴــدوم ﻹﺴــﺘﻘ�ﺎﻝ إﺒـراﻫ�م ) ﺘــك ‪ ( 17 : 14‬وﻫــو ﻗــد ﺴــﻘط‬

‫ﻓﻲ اﻟﺤرب وُﻗﺘﻞ ﻤـﻊ ﻤﻠك ﻋﻤورة ) ﺘك ‪ ( 10 : 14‬ﻫﻞ ﻗﺎم ﻤن ﻤوﺘﻪ وﻋﺎد ﻟﻠﺤ�ﺎة ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟم �ﻘﻞ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن أن ﻤﻠك ﺴدوم ﺴﻘط ﻓﻲ اﻟﺤرب وﻗﺘﻞ ﻤـﻊ ﻤﻠـك ﻋﻤـورة‪ ،‬ﺒـﻞ ﺠـﺎء‬

‫ﻓـﻲ اﻟﺴــﻔر " وﻋﻤــق اﻟﺴــد�م كــﺎن ﻓ�ــﻪ آ�ــﺎر ُﺤ َﻤــر كﺜﻴــرة‪ 0‬ﻓﻬــرب ﻤﻠﻛــﺎ ﺴــدوم وﻋﻤــورة وﺴــﻘطﺎ‬ ‫ﻫﻨﺎك " ) ﺘك ‪ ( 10 : 14‬ﻓﻠم �ﺼرح اﻟﺴﻔر إﻨﻬﻤﺎ ﻗﺘﻼ ‪ ،‬ﺒﻞ ﺼرح �ﺄﻨﻬﻤﺎ ﺴﻘطﺎ ‪ ،‬ﻓﻼﺒد أﻨﻬﻤـﺎ‬

‫اﻟﺤ َﻤر ‪ ،‬ﺜم أُﻨﻘذ ﻤﻠك ﺴدوم ﻓﻌﺎد إﻟﻰ ﻤدﻴﻨﺘﻪ ‪ ،‬و�ﻌد إﻨﺘﺼﺎر إﺒـراﻫ�م ﻋﻠـﻰ كـدر‬ ‫ﺴﻘطﺎ ﻓﻲ آ�ﺎر ُ‬ ‫ﻟﻌوﻤر وﻤن ﻤﻌﻪ " ﻓﺨرج ﻤﻠك ﺴدوم ﻹﺴﺘﻘ�ﺎﻟﻪ " ) ﺘك ‪0( 17 : 14‬‬

‫اﻟﺤ َﻤر ﻫو اﻷﺴﻔﻠت ‪ ،‬وﻗﺎﻝ اﻟﺴﻔر ﻤن ﻗﺒﻞ ﻋن أﻫﻞ �ﺎﺒـﻞ " وﻗـﺎﻝ �ﻌﻀـﻬم ﻟـ�ﻌض ‪0‬‬ ‫‪ُ -2‬‬ ‫اﻟﺤ َﻤر ﻤكـﺎن اﻟطـﻴن "‬ ‫ﻫﻠ ﱠم ﻨﺼﻨﻊ ﻟﺒﻨﺎً وﻨﺸو�ﻪ ﺸﱠ�ﺎً‪ 0‬ﻓﻛﺎن ﻟﻬم اﻟﻠﺒن ﻤكﺎن اﻟﺤﺠر وكﺎن ﻟﻬم ُ‬ ‫) ﺘــك ‪ ( 13 : 11‬وﺠــﺎء ﻓــﻲ داﺌــرة اﻟﻤﻌــﺎرف " ُﺤ َﻤــر وﻫــﻲ �ﺎﻟﻌﺒر�ــﺔ " ِﺤ َﻤــر " ‪ ،‬وﺘُرﺠﻤــت ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﺴـ ــ�ﻌﻴﻨ�ﺔ �ﺎﻟﻛﻠﻤـ ــﺔ اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ـ ــﺔ " أﺴـ ــﻔﻠﺘوس " أي " أﺴـ ــﻔﻠت " واﻟﻛﻠﻤـ ــﺔ اﻟﻌﺒر�ـ ــﺔ ﺸـ ــﺒﻴﻬﺔ �ـ ــﺎﻟﻛﻠﻤﺘﻴن‬

‫اﻟﻤﺼـر�ﺔ اﻟﻘد�ﻤــﺔ واﻟﻘ�ط�ــﺔ وﺠﻤ�ﻌﻬــﺎ ﺘﻌﻨــﻲ " اﻟﻘــﺎر " ) اﻟﺒﺘــوﻤﻴن ( وكﺎﻨــت ﻤــن اﻟﻤـواد اﻟﺘﺠﺎر�ــﺔ‬

‫ﻓﻲ اﻟﺸرق اﻷوﺴط ﻤﻨذ ‪ 2500‬ق‪0‬م ‪ ،‬وﺘوﺠد �كﺜرة ﻓﻲ اﻟ�ﺤر اﻟﻤﻴـت وﻤـﺎ ﺤوﻟـﻪ ‪ ،‬ﻟـذﻟك أطﻠـق‬ ‫دﻴـودور اﻟﺼــﻘﻠﻲ وﺴـﺘراﺒو اﻟﻤؤرﺨــﺎن " �ﺤــر اﻷﺴـﻔﻠت " ) ‪ ( aspholtitis‬ﻋﻠـﻰ اﻟ�ﺤــر اﻟﻤﻴــت‬ ‫‪ 00‬وﻗد أﻤر اﻟرب ﻨوﺤﺎً أن �طﻠﻲ اﻟﻔﻠك ﻤن داﺨﻞ وﻤن ﺨﺎرج " �ﺎﻟﻘـﺎر " ) ﺘـك ‪00 ( 14 : 6‬‬

‫اﻟﺤ َﻤـر ﻤكـﺎن اﻟطـﻴن " ) ﺘـك ‪3 : 11‬‬ ‫اﻟﺤ َﻤر " ﻓﻲ ﺒﻨﺎء ﺒرج �ﺎﺒـﻞ إذ أﺴﺘﺨدﻤوا " ُ‬ ‫وﻗد أُﺴﺘﺨدم " ُ‬ ‫�ـﺎﻟﺤ َﻤر واﻟزﻓـت " ) ﺨـر‬ ‫( ‪ 00‬كﻤﺎ أن ﻴوكﺎﺒد أم ﻤوﺴـﻰ " أﺨذت ﻟﻪ ﺴﻔطﺎً ﻤن اﻟﺒردي وطﻠﺘـﻪ ُ‬ ‫‪0(1) " ( 13 : 2‬‬ ‫‪F25‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻟم �ﻘﻞ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس أن ﻤﻠك ﺴدوم ﻤـﺎت ﺒـﻞ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 3‬ﺹ ‪163‬‬

‫‪- 370 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪365‬‬


‫ﻗﺎﻝ أﻨﻪ ﺴﻘط ﻓﻲ ﺒﺌر ‪ ،‬وﻟ�س كﻞ ﻤن �ﺴﻘط ﻓﻲ ﺒﺌر �ﻤوت ‪ ،‬ر�ﻤﺎ ﻴﺨرج �طر�ﻘﺔ أو �ـﺄﺨرى ‪0‬‬

‫ﻓﻠــ�س ﻏر��ـﺎً أن �كــون ﻤــﺎزاﻝ ﺤﱠ�ـﺎً و�ﺴــﺘﻘﺒﻞ إﺒـراﻫ�م �ﻌــد ﻋودﺘــﻪ ﻤﻨﺘﺼـ اًر " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ‬

‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫اﻟﺤﻤـر‬ ‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒـدﻴر ﻤـﺎر ﻤﻴﻨـﺎ اﻟﻌـﺎﻤر " ﺴـﻘط ﻤﻠـك ﺴـدوم ﻓـﻲ آ�ـﺎر ُ‬

‫اﻟﺤﻤــر ﻫــو اﻟﻘــﺎر وﻫــو كﺎﻟزﻓــت أو اﻟﻘط ـران وﻫــو ﻤوﺠــود ﻟــﻶن ﺒﻬــذﻩ اﻟﻤﻨطﻘــﺔ ‪0‬‬ ‫وﻟــم �ﻤــت ‪ ،‬و ُ‬ ‫اﻟﺤﻤـر ﻫـذﻩ كﺤﻤﺎ�ـﺔ طﺒ�ﻌ�ـﺔ ﻟﻬـم ﺘﺤﻤـﻴﻬم ﻤـن ﻫﺠـوم اﻷﻋـداء ﻟﻛـﻨﻬم‬ ‫وكﺎﻨوا �ﻌﺘﻤدون ﻋﻠﻰ آ�ﺎر ُ‬

‫ﺴﻘطوا ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬وﻟم ﻴذكر اﻟﻛﺘﺎب أﻨﻬم ﻤﺎﺘوا ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬم ﺴﻘطوا وأُﻨﻘذوا ‪ 0‬وﻟذﻟك �ﻌـد إﻨﺘﺼـﺎر أﺒوﻨـﺎ‬

‫إﺒ ـراﻫ�م ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﻠــوك اﻷﻋــداء ﺨــرج إﻟ�ــﻪ ﻤﻠــك ﺴــدوم �ﻌــد إﻨﻘــﺎذﻩ " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ ﺴــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ ﺘ�ﻤوﺜــﺎوس اﻟﺴــر�ﺎﻨﻲ " إن وادي اﻟﺴــد�م كــﺎن � ـﻪ ﻋــدد كﺒﻴــر ﻤــن آ�ــﺎر‬

‫اﻷﺴﻔﻠت ﻓﻬرب ﻤﻠك ﺴدوم وﻋﻤورة وﺴﻘط ﻫﻨﺎك ‪ ،‬كﻞ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﺌر ﻤن ﺘﻠك اﻵ�ﺎر ‪ ،‬وكﻠﻤﺔ "‬

‫ﺴﻘطﺎ ﻫﻨﺎك " ﻓﻲ اﻷﺼﻞ اﻟﻌﺒري ﻫﻲ ﻨﻔس كﻠﻤﺔ " ﻨ�ش آ�ﺎر " ) ﺘك ‪ ( 18 : 26‬وﻫـﻲ ﻨﻔﺴـﻬﺎ‬ ‫" ﻴﻨﻘــروا أ�ــﺎ اًر " ) أر ‪ ( 13 : 2‬أﻤــﺎ �ــﺎﻗﻲ اﻟﺠــ�ش ﻓﻬــرب إﻟــﻰ اﻟﺠﺒــﻞ ‪ ،‬واﻨﺘﻬــت اﻟﺤــرب ﻓﺨــرج‬ ‫ﻤﻠك ﺴدوم ورﺠﻊ إﻟﻰ �ﻼدﻩ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫اﻟﺤﻤـر كﺎﻨـت كﺘﺤﺼـﻴﻨﺎت‬ ‫‪� -6‬ﻘوﻝ اﻷرﺸﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴب ﺠرﺠس " و�ﺎﻟرﻏم ﻤن أن آ�ﺎر ُ‬ ‫طﺒ�ﻌ�ــﺔ ﻟﻠــ�ﻼد ﻀــد اﻷﻋــداء إﻻﱠ أن ﻤﻠﻛـ ـﻲ ﺴــدوم وﻋﻤــورة ﻓــﻲ ﻫــرو�ﻬم ﺴــﻘطﺎ ﻓﻴﻬــﺎ ‪ ،‬وﻻﺒــد أﻨــﻪ‬

‫ﺴﻘط ﻤﻌﻬﻤـﺎ ﺠﻨـود كﺜﻴـرون ‪ 0‬وﻟﻛـن �ظﻬـر أن اﻟﻤﻠﻛـﻴن أو ﻋﻠـﻰ اﻷﻗـﻞ ﻤﻠـك ﺴـدوم ‪ ،‬ﻗـد أُﻨﺘﺸـﻞ‬ ‫وأُﻨﻘذ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻝ ‪ 0‬وﻓﻲ ﻨﻔس اﻟوﻗت ﻫرب �ﻘ�ﺔ اﻟﻤﻠوك اﻟﺨﻤﺴﺔ واﻟﺠﻨود إﻟﻰ اﻟﺠﺒﻞ " )‪0(1‬‬ ‫‪F26‬‬

‫‪ -7‬ﺘﻘــوﻝ اﻟــدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠــﺔ ﺘوﻤــﺎ " ﻟــم �ﻘــﻞ اﻟﻛﺘــﺎب أﻨﻬﻤــﺎ ُﻗــﺘﻼ ‪ ،‬ﻓﻘــد �ﺴــﻘط اﻹﻨﺴــﺎن ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﺤرب ﻤن اﻹﻋ�ـﺎء ‪ ،‬أو �ﺴـﻘط ﺠر�ﺤـﺎً ‪ ،‬أو ﻗـد ﻴـﱠدﻋﻲ اﻟﺴـﻘوط ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﺤـﺎﻻت �ﻤكـن أن‬ ‫�ﻌود ﺴﻠ�ﻤﺎً " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 453‬كﻴـﻴ �طﻠـق ﻤوﺴـﻰ ﻋﻠــﻰ " ﻻ�ـش " إﺴـم " دان " ﻤـﻊ أﻨﻬــﺎ ﻟـم ﺘﻌـرف �ﺎﺴــم‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪154‬‬

‫‪- 371 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪366‬‬


‫دان إﻻﱠ ﻓﻲ ﻋﺼر اﻟﻘﻀﺎة ؟ " ﻓﻠﻤﺎ ﺴﻤﻊ اﺒرام أن أﺨﺎﻩ ﺴﺒﻲ ‪ 00‬وﺘـ�ﻌﻬم إﻟـﻰ دان " ) ﺘـك‬

‫‪ " 00 ( 14 : 14‬وﺼﻌد ﻤوﺴﻰ ﻤن ﻋر�ﺎت ﻤوآب ‪ 00‬ﻓﺄراﻩ اﻟـرب ﺠﻤ�ـﻊ اﻷرض ﻤـن ﺠﻠﻌـﺎد‬

‫إﻟﻰ دان " ) ﺘث ‪ ( 1 : 34‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﻘﻀـ ـﺎﻩ أن ﺴـ�ط دان إﺴـﺘوﻟﻰ ﻋﻠـﻰ " ﻻ�ـش "‬

‫وﻀر�وا أﻫﻠﻬﺎ �ﺤد اﻟﺴﻴﻒ وﺤرﻗوا اﻟﻤدﻴﻨـﺔ ‪ ،‬ﺜـم ﻋـﺎدوا وﺴـكﻨوا ﻓﻴﻬـﺎ " ودﻋـوا إﺴـم اﻟﻤدﻴﻨـﺔ دان‬

‫�ﺎﺴم دان أﺒـﻴﻬم اﻟـذي ُوِﻟـد ﻹﺴـراﺌﻴﻞ ‪ 0‬وﻟﻛـن إﺴـم اﻟﻤدﻴﻨـﺔ أوﻻً ﻻ�ـش " ) ﻗـض ‪( 29 : 18‬‬ ‫وﻗد إﻋﺘرف " ﻫورن " ﻓﻲ ﺘﻔﺴـﻴرﻩ ﻗـﺎﺌﻼً " أ�ﻤكـن أن �كـون ﻤوﺴـﻰ ﻗـد كﺘـب ﻗر�ـﺔ " ﻻ�ـش " ﻟﻛـن‬ ‫�ﻌــض اﻟﻨــﺎﻗﻠﻴن ﺤـ ﱠـرف اﻷﺴــم إﻟــﻰ " دان " أﻻﱠ ﻴ ـدﻝ ﻫــذا ﻋﻠــﻰ ﺘﺤر�ــﻒ اﻟﺘــوراة ؟ ) اﻟﺒﻬر�ــز ﺠ ـ ‪1‬‬ ‫س‪ ، 273‬س ‪ ، 516‬د‪ 0‬أﺤﻤد ﺤﺠﺎزي اﻟﺴﻘﺎ – ﻨﻘد اﻟﺘوراة ص ‪0( 89‬‬

‫ج ‪ :‬ﺴ ــﺒق اﻟﺘﻌ ــرض ﻟﻬ ــذا اﻷﻤ ــر ) ارﺠ ــﻊ ﻤ ــدارس اﻟﻨﻘ ــد واﻟﺘﺸ ــك�ك ﺠ ـ ـ ‪ 1‬ص ‪( 215 ، 214‬‬ ‫و�ﻤكن أن ﺘﻘوﻝ اﻵﺘﻲ ‪:‬‬

‫‪ -1‬كﺎن ﻫﻨﺎك ﻤدﻴﻨﺘﺎن �ﺎﺴم " دان " ‪ ،‬اﻷوﻟﻰ وﻫـﻲ اﻟﺘﻲ ورد ذكرﻫـﺎ ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ‪،‬‬

‫واﻟﺜﺎﻨ�ﺔ اﻟﺘﻲ ورد ذكرﻫﺎ ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﻘﻀـﺎة ‪ ،‬وﺘﻘـﻊ " دان " اﻷوﻟـﻰ �ـﺎﻟﻘرب ﻤـن ﻤﺨـﺎرج اﻷردن ‪،‬‬

‫وﻤﻌﻨﺎﻫﺎ " ﻗﻀﺎء " ‪ ،‬وﻨﺠـد أن إﺴـم " اﻷردن " ﻴﺘﻛـون ﻤ ـن ﻤﻘطﻌـﻴن اﻷوﻝ " أور " أي " ﻨﻬـر "‬ ‫و " دان " أي ﻗﻀﺎء‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻗﺎﻝ " راﻓﻴن " ‪ Raven‬أﻨﻪ ﻟ�س ﻤن اﻟﻀروري أن ﺘﻛون دان اﻟﻤذكورة ﻓﻲ ) ﺘك ‪14‬‬

‫‪ ( 14 :‬ﻫﻲ ﻻ�ش ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻗد ﺘﻛـون ﻤدﻴﻨـﺔ أﺨـرى ﺤﻤﻠـت إﺴـم " دان " ‪ 0‬أﻤ ـﺎ ﻤـﺎ ورد ﻓـﻲ ) ﺘـث‬ ‫‪ ( 1 : 34‬ﻓــﻨﺤن ﻨﻌﻠــم أن اﻟﻔﺼ ـﻞ اﻷﺨﻴــر ﻤــن ﺴــﻔر اﻟﺘﺜﻨ�ــﺔ ُكﺘــب �ﻌــد ﻤـ ـ ـوت ﻤوﺴــﻰ ) ارﺠــﻊ‬ ‫اﻟﻘﻤص ﺘﺎدرس �ﻌﻘوب – ﺘﻔﺴﻴر ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ص ‪0( 22‬‬ ‫‪� -3‬ﻘــوﻝ اﻷرﺸــﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴــب ﺠــرﺠس " دان �ﻤﻌﻨـﻰ " ﻗــﺎض " ور�ﻤــﺎ ﺘﻛــون ﻗــد ُدﻋﻴــت‬

‫ﻫكذا ﻹﺠﺘﻤﺎع اﻟﻘﻀﺎة ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻘﻀﺎء ‪ ،‬وﻫﻨﺎك رأ�ﺎن ﺒﺨﺼوﺼـﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻔر�ـق ﻴـرى أﻨﻬـﺎ ﻨﻔـس ﻤدﻴﻨـﺔ‬

‫) دان ( اﻟﺘــﻲ دﻋﺎﻫــﺎ اﻟــداﻨﻴون ﺒﺈﺴــم أﺒﻴﻬـ ـم ‪ ،‬وكﺎﻨــت ﺘُــدﻋﻰ أوﻻً ) ﻟﺸــم ( أو ) ﻻ�ــش ( ) �ــش‬ ‫‪ ، 47 : 19‬ﻗــض ‪ ( 29 – 27 : 18‬وﺘﻘــﻊ ﺸــﻤﺎﻝ ﻓﻠﺴــطﻴن ﻗــرب ﻤﻨــﺎ�ﻊ اﻷردن ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﺤﺎﻟــﺔ �كــون ﻤوﺴــﻰ ﻗــد كﺘﺒﻬــﺎ �ﺎﺴــم ﻻ�ــش ‪ ،‬و�كــون ﻋــز ار ﻗــد كﺘﺒﻬــﺎ ﺒﺈرﺸــﺎد ﻤــن ﷲ ﺒﺈﺴــﻤﻬﺎ‬

‫اﻟﺠدﻴ ــد ) دان ( ﻟﺘﻛ ــون ﻤﻌروﻓ ــﺔ ﻟﻠﻨ ــﺎس ‪ 0‬أﻤـ ـ ـﺎ اﻟـ ـرأي اﻟﺜ ــﺎﻨﻲ وﻫ ــو اﻷرﺠـ ـﺢ ﻓﻬ ــو أن ) دان (‬ ‫‪- 372 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪367‬‬


‫اﻟﻤـذكورة ﻫﻨـﺎ ﻤدﻴﻨــﺔ أﺨـرى ﺨـﻼف ) دان ( اﻟﺘــﻲ ﺴـكﻨﻬﺎ اﻟـداﻨﻴون ‪ ،‬وكﺎﻨــت �ـﺎﻟﻘرب ﻤـن ﻤﺨــﺎرج‬

‫اﻷردن أ�ﻀﺎً "‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F27‬‬

‫‪0‬‬

‫س‪ : 454‬كﻴﻴ �ﻘـوﻝ إﺒـراﻫ�م ﻟ أن ﻋﺒـدﻩ ﻟﻌـﺎزر اﻟدﻤﺸـﻘﻲ ﺴـﻴرﺜﻪ " ﻓﻘـﺎﻝ اﺒـرام أﻴﻬـﺎ‬

‫ﻤﺎض ﻋﻘ�ﻤﺎً وﻤﺎﻟك ﺒﻴﺘﻲ ﻫـو أﻟ�ﻌـﺎزر اﻟدﻤﺸـﻘﻲ " ) ﺘـك‬ ‫اﻟﺴﻴد اﻟرب ﻤﺎذا ﺘﻌطﻴﻨﻲ وأﻨﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ( 2 : 15‬؟‬

‫ج ‪ :‬ﻓﻲ زﻤن إﺒـراﻫ�م كـﺎن �ﻤكـن ﻟﻠرﺠـﻞ اﻟﻐﻨـﻲ اﻟـذي ﻟـم ﻴﻨﺠـب ﻨﺴـﻼً ‪ ،‬أن ﻴﺘﺒﻨـﻰ ﻋﺒـداً أﻤﻴﻨـﺎً ‪،‬‬ ‫ﻴﺨدﻤــﻪ طـواﻝ ﺤ�ﺎﺘــﻪ ‪ ،‬وﻋﻨــدﻤﺎ �ﻤــوت اﻟﺴــﻴد ﻴرﺜــﻪ ذﻟــك اﻟﻌﺒــد ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ " ﻫﻴر�ــرت ووﻟــﻒ " ‪" 00‬‬

‫كذﻟك ﻨرى ﻤﺎ ﺴﺎر ﻋﻠ�ﻪ أﻫـﻞ �ﺎﺒـﻞ وﻤـﺎ أﺘ�ﻌـوﻩ ﻤـن ﻗواﻋـد وﻗـواﻨﻴن ﻴﻠﻘـﻲ اﻟﻀـوء ﻋﻠـﻰ كﺜﻴـر ﻤـن‬

‫ﺘﻠــك اﻟﺤﻘ�ــﺔ اﻟزﻤﻨ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻋﺎﺸــﻬﺎ اﻵ�ــﺎء اﻟ�طﺎركــﺔ ﻤد ﱠﻋﻤــﺔ �ﺎﻟﻔﺨﺎر�ــﺎت اﻟﻤكﺘﺸــﻔﺔ ﻓــﻲ ﻤﻨطﻘــﺔ "‬

‫ﻨوزي " ﻓﻲ اﻟﻘرن ‪ 15‬ق‪0‬م ‪ ،‬وكﻤﺜﺎﻝ ﻨﺠد كﻴﻒ �ﻤكن ﻹﻨﺴﺎن أن ﻴﺘﺒﻨﻰ ﻋﺒدﻩ وأن �ﻌﺘﺒرﻩ ور�ﺜﺎً‬

‫ﻟﻪ ‪ ،‬وﻓـﻲ ) ﺘك ‪ ( 3 ، 2 : 15‬ﻨﺠد أن إﺒراﻫ�م إﻋﺘﺒر ﻋﺒدﻩ ﻟ�ﻌﺎزر اﻟدﻤﺸـﻘﻲ ور�ﺜـﺎً ﻟـﻪ ‪ ،‬وذﻟـك‬

‫ﻗﺒــﻞ إﻨﺠﺎ�ــﻪ إﺴــﺤق ‪ ،‬وﻓــﻲ اﻟﻛﺘﺎ�ــﺎت اﻟ�ﺎﺒﻠ�ــﺔ ﻨﺠــد ﻤــﺎ �ﻤﺎﺜــﻞ ﻤــﺎ ﻓﻌﻠــﻪ أﺒوﻨــﺎ إﺒ ـراﻫ�م ‪ ،‬ﺤﻴــث أن‬

‫اﻟرﺠﻞ اﻟذي ﻟ�س ﻟﻪ أوﻻد �ﺴﺘط�ﻊ أن ﻴﺘﺒﻨﻰ ﻋﺒداً كﺈﺒن ﻟﻪ ‪ ،‬وﻤن اﻟواﻀﺢ أن إﺒراﻫﻴـ ـم ك ـﺎن ﻗ ـد‬ ‫أﺨ ـذ ﻫـذا اﻹﺨﺘﻴـﺎر ﻓـﻲ اﻹﻋﺘ�ﺎر ‪ ،‬كﻤﺎ ﻨرى كﻴﻒ أن �ﻌﻘـوب ﺘﺒﻨـﻰ إﺒﻨـﻲ ﻴوﺴـﻒ أﻓراﻴـم وﻤﻨﺴ ـﻰ‬ ‫�ﺎﻟرﻏـ ـم ﻤــن أﻨـ ـﻪ كــﺎن ﻋﻨــدﻩ ‪ 12‬إﺒﻨــﺎً ‪ ،‬وكﺎﻨ ـت ﻗواﻨﻴـ ـن ﺤﻤو ارﺒــﻲ ﺘﺸﻴـ ـر إﻟـ ـﻰ إﻤكﺎﻨﻴ ــﺔ ذﻟــك ﻓ ـ ـﻲ‬

‫اﻟﻔﻘ ـرة ‪" 170‬‬

‫) ‪( AN INTRODUCTION TO OLD TESTAMENT PENTATEUCH P. 116‬‬

‫)‪0(1‬‬

‫‪F28‬‬

‫س‪ : 455‬كم ﻤكث ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ ﻓﻲ ﻤﺼر ؟ ﻫــﻞ ‪ 400‬ﺴـﻨﺔ كﻘـوﻝ ﷲ ﻹﺒـراﻫ�م ) ﺘـك‬

‫‪ ( 13 : 15‬أم ‪ 430‬ﺴﻨﺔ كﻘوﻝ ﻤوﺴـﻰ اﻟﻨﺒـﻲ ) ﺨـر ‪ ( 40 12‬أم ‪ 215‬ﺴـﻨﺔ كﻘـوﻝ‬

‫اﻟﻤﻔﺴــر�ن واﻟﻤــؤرﺨﻴن اﻟﻤﺴــ�ﺤﻴﻴن ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟﻤــدة اﻟزﻤﻨ�ــﺔ اﻟواﻗﻌــﺔ ﺒــﻴن دﺨــوﻝ أﺨــوة‬ ‫ﻴوﺴﻴ وأﺒ�ﻪ إﻟﻰ ﻤﺼر ) ﻋﺎم ‪ 1706‬ق‪0‬م ( وﻋﺒور اﻹﺴـراﺌﻴﻠﻴﻴن �ﺤـر اﻟﻘﻠـزم وﻏـرق‬

‫ﻓرﻋون ﻋـﺎم ) ‪ 1491‬ق‪0‬م ( ؟ ) ارﺠـﻊ اﻟﺒﻬر�ـز ﺠ ـ ‪ 1‬س ‪ ، 73‬س‪ ، 275‬واﻟـدكﺘور أﺤﻤـد‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪156‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﺸﺮﻯ ﺟﺮﺟﺲ ﺧﻠﻴﻞ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺈﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻴﺔ ﻁﻨﻄﺎ‬

‫‪- 373 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪368‬‬


‫ﺤﺠﺎزي اﻟﺴﻘﺎ – ﻨﻘد اﻟﺘوراة ص ‪0( 131 ، 130‬‬ ‫ٕوان ﻟــم �كــن ﺒﻨــو إﺴ ـراﺌﻴﻞ أﻤﻀ ـوا ﻓــﻲ ﻤﺼــر إﻻﱠ ﻤــﺎ ﻴز�ــد ﻋــن اﻟﻤــﺎﺌﺘﻲ ﻋﺎﻤ ـﺎً ﻗﻠــ�ﻼً ‪،‬‬

‫ﻓﻠﻤﺎذا ﺼرح ﺴﻔر اﻟﺨروج �ﺄن ﻤدة إﻗﺎﻤﺔ ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ﻓﻲ ﻤﺼر كﺎﻨت ‪ 430‬ﺴﻨﺔ ) ﺨر ‪: 12‬‬

‫‪ ( 40‬؟ وﻟﻤــﺎذا أﻀــﺎﻓت اﻟﺘــوراة اﻟﺴــﺎﻤر�ﺔ أن ﻤــدة إﻗﺎﻤــﺔ آ�ــﺎء وأﺠــداد ﺒﻨــﻲ إﺴ ـراﺌﻴﻞ ﻓــﻲ ﻤﺼــر‬ ‫وكﻨﻌــﺎن كﺎﻨــت ‪ 430‬ﺴــﻨﺔ " ﻓكــﺎن ﺠﻤ�ــﻊ ﻤــﺎ ﺴــكن ﺒﻨــو إﺴ ـراﺌﻴﻞ وآ�ــﺎؤﻫم وأﺠــدادﻫم ﻓــﻲ أرض‬ ‫كﻨﻌﺎن وأرض ﻤﺼر أر�ﻌﻤﺎﺌﺔ وﺜﻼﺜﻴن ﺴﻨﺔ "‪0‬‬

‫و�ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴم أن اﻟط�ﻌﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻟﻠﺘـوراة اﻟﺴـﺎﻤر�ﺔ ﻓـﻲ ﻤﺼـر ﺴـﻨﺔ ‪1978‬م‬

‫ﺨﻠــت ﻤــن كﻠﻤــﺔ أﺠـدادﻫم ) ارﺠــﻊ اﻟﺘﻨــﺎﻗض ﻓــﻲ ﺘـوار�ﺦ وأﺤــداث اﻟﺘــوراة ﻤــن آدم إﻟــﻰ ﺴــﺒﻲ �ﺎﺒــﻞ‬

‫ص ‪ ( 215‬كﻤـﺎ �ﻌﻠـق اﻷﺴـﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴـم ﻋﻠــﻰ ) ﺘـك ‪ ( 16 – 13 : 15‬ﻗـﺎﺌﻼً " وﻨﺨﻠـص ﻤــن‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻨﺒؤة إﻟﻰ ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬أن ﻨﺴﻞ إﺒراﻫ�م ) وﻟ�س إﺒراﻫ�م ( ﺴ�كون ﻏر��ﺎً ﻓـﻲ أرض ﻟ�ﺴـت ﻟﻬـم ‪ ،‬وﻫـﻲ ﻤﺼـر وﻗـد‬ ‫ﺘﻠﻘــﻰ إﺒ ـراﻫ�م ﻤــن ﻗﺒــﻞ وﻋــوداً �ــﺄن ﻨﺴــﻠﻪ ﺴــ�ﻤﺘﻠك أرض كﻨﻌــﺎن ‪ ،‬و�ﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﻓــﺈن إﻀــﺎﻓﺔ أرض‬ ‫كﻨﻌــﺎن إﻟــﻰ أرض ﻤﺼــر ﻓــﻲ ﺤﺴــﺎب ﻓﺘ ـرة اﻹﻗﺎﻤــﺔ �ﻌﺘﺒــر ﺨطــﺄ ﻤــن ﻤــدوﻨﻲ اﻟﺘــوراﺘﻴن اﻟﺴــﺎﻤر�ﺔ‬

‫واﻟﻴوﻨﺎﻨ�ﺔ‪0‬‬

‫ب – إن ﻫذا اﻟﺘﻐرب ﻤﻘﺘرن �ﺎﻹﺴـﺘﻌ�ﺎد واﻹذﻻﻝ ﻟﻤـدة أر�ﻌﻤﺎﺌـﺔ ﺴـﻨﺔ ‪ ،‬وﻟـم ﻴﺘﻌـرض إﺴـﺤق أو‬

‫�ﻌﻘوب ﻟﻺﺴﺘﻌ�ﺎد اﻟذي ﺘﻌرض ﻟﻪ ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ ‪ ،‬و�ﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن إﻀﺎﻓﺔ آ�ﺎء وأﺠداد ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ‬ ‫إﻟــﻰ ﻓﺘ ـرة اﻹﻗﺎﻤــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺘــوراﺘﻴن اﻟﺴــﺎﻤر�ﺔ واﻟﻴوﻨﺎﻨ�ــﺔ ‪ ،‬ﻫــو أ�ﻀ ـﺎً ﺨطــﺄ آﺨــر ﻴﺘﻨــﺎﻓﻰ ﻤــﻊ اﻟﻨﺒــؤة‬

‫اﻟﻤﻨﺴو�ﺔ ﻹﺒراﻫ�م‪0‬‬

‫ﺠـ ـ ‪ -‬إن اﻷﻤــﺔ اﻟﺘــﻲ �ﺴــﺘﻌﺒدون ﻓﻴﻬــﺎ ﻟﻤــدة أر�ﻌﻤﺎﺌــﺔ ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬ﺴﻴﺨرﺠـ ـون ﻤﻨﻬــﺎ �ــﺄﻤﻼك ﺠز�ﻠــﺔ )‬

‫�ﻘﺼــد ﺴ ـرﻗﺔ ﺤﻠــﻲ اﻟﻤﺼ ـر�ﻴن ( وﺴــ�كون اﻟﺨــروج ﻓــﻲ اﻟﺠﻴــﻞ اﻟ ار�ــﻊ ﻟﺠﻴــﻞ اﻟــدﺨوﻝ إﻟــﻰ ﻫــذﻩ‬

‫اﻷرض ) ﻤﺼـر ( ‪ 00‬وﻨﺠــد أن اﻟﺠﻴـﻞ اﻟ ار�ــﻊ ﻟــ�ﻌض اﻷﺴـ�ﺎط – إﻋﺘ�ــﺎ اًر ﻤـن دﺨــوﻝ ﻤﺼــر –‬ ‫ﻫو اﻟذي ﺘـم ﻓ�ـﻪ اﻟﺨـروج ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻟـو ﺤﺴـﺒﻨﺎ ﻋـدد اﻷﺠ�ـﺎﻝ ﺒـدءاً ﻤـن إﺴـﺤق ﺤﺘـﻰ اﻟﺨـروج ﻓﺈﻨﻨـﺎ‬ ‫ﻨﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺜﺎﻤن ﻟﺴ�طﻲ ﻴﻬوذا و�وﺴﻒ ‪ ،‬واﻟﺴﺎ�ﻊ ﻟﺴ�ط ﻻوي‪0‬‬ ‫وﻫ ــذا ﻴؤك ــد أن اﻟﻨﺒ ــؤة اﻟﻤﻨﺴ ــو�ﺔ ﻹﺒـ ـراﻫ�م ﻻ ﺘﺸ ــﻤﻞ أرض كﻨﻌ ــﺎن كﻤ ــﺎ ﻻ ﺘﺸ ــﻤﻞ آ� ــﺎء‬ ‫‪- 374 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪369‬‬


‫وأﺠــداد ﺒﻨــﻲ إﺴ ـراﺌﻴﻞ ‪ 00‬وﺘﻛــون اﻟﺘــوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ــﺔ أﻗــﻞ ﺘﻨﺎﻗﻀ ـﺎً ‪ ،‬ﻓــﺎﻟﻔرق ﺒــﻴن اﻟﻤــدة اﻟﻤوﻀــﺤﺔ‬ ‫�ﺎﻟﻨﺒؤة و�ﻴن ﺘﻘر�ر ﻓﺘرة اﻹﻗﺎﻤﺔ ﻫـو ‪ 30‬ﺴـﻨﺔ ﻓﻘـط ‪ ،‬و�ﻤكـن ﺘﺒر�ـر ﻫـذا اﻟﻔـرق �ـﺄن ﺒﻨـﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ‬

‫ﻗد ﺘﻨﻌﻤوا ﻓﻲ ﻤﺼر ‪ 30‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﺜم ﺘﻌرﻀوا ﻟﻺﺴﺘﻌ�ﺎدة ﻟﻤدة ‪ 400‬ﺴﻨﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F29‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻫﻨﺎك ﺜﻼث آراء ﻓﻲ اﻟﻤدة اﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻐر�ﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟرأي اﻷوﻝ ‪ :‬أن ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ) ﺘك ‪� ( 13 : 15‬ﺄن ﻤدة ﺘﻐرب ﺒﻨﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ ﻓـﻲ ﻤﺼـر ‪400‬‬ ‫ﻤن �ﺎب اﻟﺘﻘر�ب ‪ ،‬وﻓﻲ ) ﺨر ‪ ( 40 : 12‬ﺤدد اﻟوﺤﻲ اﻟﻤدة �ﺎﻟﻀ�ط وﻫﻲ ‪ 430‬ﺴﻨﺔ‪0‬‬

‫)‪ (1‬ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻣﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻲ ﺑﺎﺑﻞ ﺹ ‪217 ، 216‬‬

‫‪- 375 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪370‬‬


‫اﻟرأي اﻟﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻟﻤدة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ أﻤﻀﺎﻫﺎ ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ ﻓﻲ ﻤﺼر ﺤﺘﻰ ﻤوت ﻓرﻋون اﻟذي كﺎن‬ ‫�ﻌــرف ﻴوﺴــﻒ ﺜﻼﺜــون ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬ﻟــم �كــن ﻓﻴﻬــﺎ ﺜﻤــﺔ إﻀــطﻬﺎدات ﻟﺒﻨــﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ ‪ 0‬ﺜــم ﺠــﺎء ﻓرﻋــون‬ ‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد‬ ‫اﻟــذي ﻻ �ﻌــرف ﻴوﺴــﻒ ﻓﺒــدأ ﻤﻌــﻪ اﻹﻀــطﻬﺎد اﻟــذي إﺴــﺘﻤر ‪ 400‬ﻋــﺎم ‪ ،‬واﻋﺘــرف �ﻌــض ُ‬

‫�ﺄن ﻫذا اﻷﻤر ﻻ �ﻤﺜﻞ ﺜﻤﺔ ﻤﺸكﻠﺔ ﻓﺎﻟدكﺘور ﻤور�س ﺒوكﺎي اﻟذي طﺎﻟﻤﺎ ﻫﺎﺠم اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس‬

‫�ﻘــوﻝ " ﻴﺒــدو ﻓﻌ ـﻼً أن �ﺎﻹﻤكــﺎن اﻟﻘــوﻝ �ــﺄن اﻟﻌﺒ ـر�ﻴن ﻤكﺜ ـوا �ﻤﺼــر طﻴﻠــﺔ ‪ 400‬أو ‪ 430‬ﻋﺎﻤ ـﺎً‬ ‫دون اﻟﻤﺠﺎزﻓﺔ �ﺎﻟوﻗوع ﻓﻲ ﺨطﺄ كﺒﻴر " )‪0(1‬‬ ‫‪F0‬‬

‫اﻟ ـرأي اﻟﺜﺎﻟــث ‪� :‬ﺤﺘﺴــب اﻟــ�ﻌض اﻟﻔﺘ ـرة ﻤــن وﻻدة إﺴــﺤق إﻟــﻰ ﺨــروج ﺒﻨــﻲ إﺴ ـراﺌﻴﻞ ﻤــن ﻤﺼــر‬

‫‪ 400‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻤدة اﻟﺘﻲ أﺨﺒر ﺒﻬﺎ ﷲ إﺒراﻫ�م ﻗﺎﺌﻼً " أﻋﻠم �ﻘﻴﻨﺎً أن ﻨﺴـﻠك ﺴـ�كون ﻏر��ـﺎً‬ ‫ﻓﻲ أرض ﻟ�ﺴت ﻟﻬـم و�ﺴﺘﻌﺒدون ﻟﻬـم‪ 0‬ﻓﻴذﻟوﻨﻬم أر�ﻊ ﻤﺌﺔ ﺴـﻨﺔ " ) ﺘـك ‪ 0 ( 13 : 15‬أﻤـﺎ‬ ‫ﻤن وﻗت ﺘﻐرب إﺒراﻫ�م ﻋن وطﻨﻪ ) أور اﻟﻛﻠداﻨﻴﻴن ( ﻓﻬﻲ ‪ 430‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬واﻟﻔـﺎرق ‪ 30‬ﺴـﻨﺔ ﻤﻨﻬـﺎ‬

‫‪ 5‬ﺴﻨوات أﻗﺎﻤﻬﺎ إﺒـراﻫ�م ﻓـﻲ ﺤ ـﺎران ) أع ‪ ، 2 : 7‬ﺘـك ‪ ( 5 : 12‬و ‪ 25‬ﺴـﻨﺔ أﻤﻀـﺎﻫﺎ إﺒـراﻫ�م‬

‫ﻓــﻲ كﻨﻌــﺎن ﺤﺘــﻰ وﻟــد إﺴــﺤق ) ﺘــك ‪ ( 5 : 21 ، 4 : 12‬وﻫــﻲ ﺘطــﺎﺒق ﻤــﺎ ﻗﺎﻟــﻪ ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ "‬

‫وأﻤﺎ إﻗﺎﻤﺔ ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ اﻟﺘﻲ أﻗﺎﻤوﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺼر ﻓﻛﺎﻨت أر�ﻌﺔ ﻤﺌـﺔ وﺜﻼﺜـﻴن ﺴـﻨﺔ " ) ﺨـر ‪12‬‬

‫‪ ( 40 :‬وﻗﺎﻝ ﺒوﻟس اﻟرﺴوﻝ أن اﻟﻤدة ﻤـن وﻋـد ﷲ ﻹﺒـراﻫ�م ) ﺘـك ‪ ( 5 – 1 : 12‬إﻟـﻰ إﻋطـﺎء‬

‫اﻟﺸر�ﻌﺔ ‪ 430‬ﺴـﻨﺔ " ٕواﻨﻤﺎ أﻗوﻝ ﻫذا أن اﻟﻨﺎﻤوس اﻟذي ﺼﺎر �ﻌد أر�ﻊ ﻤﺌﺔ وﺜﻼﺜﻴن ﺴﻨﺔ " )‬ ‫ﻏﻞ ‪ ( 17 : 3‬و�ﻤكن ﺘﻔﺼﻴﻞ ﻫذﻩ اﻟﻤدة كﺎﻵﺘﻲ ‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪210‬‬

‫ﺴﻨوات ﻓﻲ ﺤﺎران‬

‫ﺴﻨﺔ ﻓﻲ كﻨﻌﺎن ﺤﺘﻰ وﻻدة إﺴﺤق‬

‫ﺴﻨﺔ أﻤﻀﺎﻫﺎ إﺴﺤق ﺤﺘﻰ وﻻدة �ﻌﻘوب‬

‫ﺴﻨﺔ ﻋﻤر �ﻌﻘوب ﻋﻨدﻤﺎ ﻨزﻝ إﻟﻰ ﻤﺼر‬

‫ﺴﻨﺔ ﻤدة أﻗﺎﻤﺔ ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ﻓﻲ ﻤﺼر‬

‫ــ‬ ‫‪ 430‬ﺴﻨﺔ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺹ ‪254‬‬

‫‪- 376 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪371‬‬


‫‪ -2‬ﻴ�ﻘﻰ اﻟﺘﺴﺎؤﻝ إن كﺎن إﺒراﻫ�م ٕواﺴﺤق و�ﻌﻘوب ﺘﻐر�وا ﻓﻲ ﺤﺎران وأرض كﻨﻌـﺎن ‪220‬‬

‫ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬وأﻤﻀــﻰ ﻨﺴــﻠﻬم ‪ 210‬ﺴــﻨﺔ ﻓــﻲ ﻤﺼــر ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ �ﻘــوﻝ ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ " وأﻤــﺎ إﻗﺎﻤــﺔ ﺒﻨــﻲ‬

‫إﺴراﺌﻴﻞ اﻟﺘﻲ أﻗﺎﻤوﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺼر ﻓﻛﺎﻨـت أر�ـﻊ ﻤﺌـﺔ وﺜﻼﺜـﻴن ﺴـﻨﺔ " ) ﺨـر ‪ ( 4 : 12‬واﻹﺠﺎ�ـﺔ‬

‫ﺴﻬﻠـ ـﺔ ‪ ،‬ﻷن ﻫــذا اﻷﺴــﻠوب ﻤﺘﻌــﺎرف ﻋﻠ�ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻌﻨــد وﺠــود أﻤ ـر�ن ﻤﺘﻼزﻤــﻴن ﻤﺘ ـرا�طﻴن ‪� ،‬ﻤكــن‬ ‫اﻹﻛﺘﻔــﺎء ﺒــذكر أﺤــدﻫﻤﺎ ‪ ،‬وﻟــذﻟك إﻛﺘﻔــﻰ ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﺒــذكر ﻤﺼــر ﻷﻨﻬــﺎ ﻫــﻲ اﻟﺘــﻲ أﺴــﺘﻌﺒدت‬

‫ﺸــﻌب ﷲ وأذﻟﺘــﻪ ‪ ،‬وﻓﻴﻬــﺎ ﺘﻤﺠــد ﷲ ﻋﻨــدﻤﺎ أﺨــرج ﺸــﻌ�ﻪ ﺒﻴــد ﻗو�ــﺔ وذراع رﻓ�ﻌــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻴــد ﻤوﺴــﻰ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ‪0‬‬ ‫‪ -3‬ﻓﻲ اﻟﺘرﺠﻤﺔ اﻟﺴـﺎﻤر�ﺔ ) وكـذﻟك اﻟﺴـ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ( أوﻀـﺢ اﻟﻤﺘـرﺠم اﻟﻤﻌﻨـﻰ ﺒـﺈدراج كﻠﻤﺘـﻲ "‬

‫أ�ـﺎؤﻫم " ‪ ،‬و " كﻨﻌــﺎن " ﻓﺠـﺎءت اﻟﺘرﺠﻤــﺔ " وأﻤـﺎ إﻗﺎﻤــﺔ ﺒﻨ ـﻲ إﺴراﺌﻴـ ـ ـﻞ اﻟﺘـﻲ أﻗﺎﻤوﻫــﺎ ) وأ�ــﺎؤﻫم (‬

‫ﻓﻲ ﻤﺼر ) وكﻨﻌﺎن ( ﻓكﺎﻨت ‪ 400‬ﺴﻨﺔ " وﻟﻛن اﻷﺼﻞ اﻟﻌﺒري ﺤﻔظ اﻟﻨص كﻤﺎ دوﻨـﻪ ﻤوﺴـﻰ‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ‪0‬‬

‫وﺠﺎء ﻓﻲ داﺌرة اﻟﻤﻌﺎرف " وط�ﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﺘﻛو�ن ) ‪ ( 13 : 15‬ﻨـرى أن ﻤـدة ﺘﻐـرب‬

‫اﻹﺴراﺌﻴﻠﻴﻴن ﻓﻲ ﻤﺼر كﺎﻨت �ﺎﻟﺘﻘر�ب ﺤواﻟﻲ ‪ 400‬ﺴﻨﺔ ‪ ،‬و�ﺘﺤدﻴد أﻛﺜر ﺤﺴب اﻟﺨـروج ) ‪12‬‬

‫‪ ( 41 ، 40 :‬كﺎﻨت ‪ 430‬ﺴﻨﺔ ‪ 0‬وﻟﻛ ـن ﻫذا اﻟﻨص اﻷﺨﻴر ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﺴ�ﻌﻴﻨ�ﺔ كﻤﺎ ﻴﻠﻲ " ﻤـدة‬ ‫ﺘﻐــرب أﺒﻨــﺎء �ﻌﻘــوب اﻟﺘــﻲ ﻋﺎﺸوﻫـ ـﺎ ﻓــﻲ ﻤﺼــر وﻓــﻲ أرض كﻨﻌــﺎن " ) وﺘوﺠــد ﻨﻔــس اﻟﻘ ـراءة ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ ﻤﻊ ذكـر كﻨﻌـﺎن ﻗﺒـﻞ ﻤﺼـر ( ‪ 00‬وﻫـذا ﻴﺘﻔـق ﻤـﻊ اﻟﺘﻘﻠﻴـد اﻟﻴﻬـودي اﻟـذي ذكـرﻩ‬

‫اﻟرﺴـوﻝ ﺒوﻟس ) ﻏﻼ ‪ ( 17 : 3‬وكذﻟك ﻤﻊ ﻤﺎ ذكرﻩ ﻴوﺴ�ﻔوس "‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F1‬‬

‫س‪ : 456‬كﻴﻴ ﻴدﻋو ﷲ ﻨﻬر اﻟﻔرات ﻋﻠﻰ أﻨﻪ أﻛﺒر ﻤن ﻨﻬر ﻤﺼر ) ﺘك ‪( 18 : 15‬‬

‫؟‬

‫و�ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ طﻠﻌت رﻀوان " ﻓﺈن اﻷﺼوﻟﻴون اﻟﻴﻬود ﻤﺎزاﻟوا �ﻔرﻀون ﻋﻠﻰ اﻷﺠ�ﺎﻝ‬

‫اﻟﺠدﻴدة أن ﺘردد ﻓﻲ طﺎﺒور اﻟدراﺴﺔ اﻟﺼ�ﺎﺤﻲ ‪ ،‬وﻓﻲ ﺼﻠواﺘﻬم ﻓـﻲ اﻟﻤﻌﺎﺒـد اﻵ�ـﺔ اﻟﺸـﻬﻴرة اﻟﺘـﻲ‬

‫ﺘﻨص ﻋﻠـﻰ ] ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻴوم ﻗطﻊ اﻟرب ﻤﻊ اﺒرام ﻗﺎﺌﻼً ﻟﻨﺴﻠك أﻋطﻲ ﻫـذﻩ اﻷرض ‪ 0‬ﻤـن ﻨﻬـر‬ ‫ﻤﺼر إﻟﻰ اﻟﻨﻬر اﻟﻛﺒﻴر ﻨﻬر اﻟﻔرات [ ) ﺘـك ‪ 00 ( 18 : 15‬ﻤـن اﻟﻤﻌﻠـوم أن ﻨﻬـر اﻟﻨﻴـﻞ أﻛﺒـر‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪232‬‬

‫‪- 377 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪372‬‬


‫ﻤــن ﻨﻬــر اﻟﻔـرات ‪ ، 00‬ﻨﻬــر اﻟﻨﻴــﻞ ﻤــن أطــوﻝ أﻨﻬــﺎر اﻟﻌــﺎﻟم و�ﺒﻠــﻎ طوﻟــﻪ ﺤـواﻟﻲ ‪ 6640‬كــم ﻓــﻲ‬

‫ﺤﻴن أن ﻨﻬر اﻟﻔرات ‪ 2330‬كم ﻤﻨﻬﺎ ‪ 1200‬كـم ﻓـﻲ اﻟﻌـراق ‪ 675 ،‬كـم ﻓـﻲ ﺴـور�ﺎ ‪ 455 ،‬كـم‬ ‫ﻓــﻲ ﺘركﻴ�ــﺎ ‪ ،‬ﻓﻠــو أن ﻫــذا اﻹﻟــﻪ اﻟﻌﺒ ارﻨــﻲ رأى ﻨﻬــر اﻟﻨﻴــﻞ ‪ ،‬أو ﻟــو أﻨــﻪ �ﻌــرف أ�ﺴــط اﻟﻤﻌﻠوﻤــﺎت‬ ‫اﻟﺠﻐراﻓ�ﺔ اﻟﺘﻲ �ﻌرﻓﻬﺎ ﺘﻠﻤﻴذ ﻓـﻲ اﻟﻤرﺤﻠـﺔ اﻹﻋداد�ـﺔ ‪ ،‬ﻟﻤـﺎ وﻗـﻊ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﺨطـﺄ اﻟـذي ﻴـدﻝ ﻋﻠـﻰ‬

‫اﻟﻛذب ‪ ،‬وﻫو ﻴﻠﺠﺄ إﻟﻰ اﻟﻛذب ﺤﺘﻰ ﻴﻬب أراﻀﻲ اﻟﻐﻴر ﻟﺸﻌ�ﻪ اﻟﻤﺨﺘﺎر " )‪0(1‬‬ ‫‪F2‬‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد �ﻘرأون اﻟـﻨص �ـﻼ ﺘﺤﻴـز ‪ ،‬وﻻ �ﺤﻤﻠوﻨـﻪ ﻓـوق ﻤـﺎ �ﺤﺘﻤـﻞ ‪ 0‬ﻗـﺎﻝ اﻟﻛﺘـﺎب "‬ ‫ج ‪� -1 :‬ﺎﻟﻴت ُ‬ ‫ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻴوم ﻗطﻊ اﻟرب ﻤﻊ اﺒرام ﻤﻴﺜﺎﻗﺎً ﻗﺎﺌﻼً ‪ 0‬ﻟﻨﺴﻠك أُﻋطـﻲ ﻫـذﻩ اﻷرض ﻤـن ﻨﻬـر ﻤﺼـر‬

‫إﻟـﻰ اﻟﻨﻬـر اﻟﻛﺒﻴـر ﻨﻬـر اﻟﻔـرات " ) ﺘـك ‪ ( 18 : 15‬ﻓﻠـم �ﻘـﻞ اﻟﻛﺘـﺎب ﻗـط أن ﻨﻬـر اﻟﻔـرات أﻛﺒــر‬ ‫ﻤن ﻨﻬر ﻤﺼر ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻪ وﺼﻒ ﻨﻬر اﻟﻔـرات �ﺄﻨـﻪ اﻟﻨﻬـر اﻟﻛﺒﻴـر ‪ 00‬وﻫﻨـﺎ �ﺤـق اﻟﺘﺴـﺎؤﻝ ‪ :‬ﻟﻤـﺎذا‬

‫دﻋﻰ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻔرات �ﺎﻟﻨﻬر اﻟﻛﺒﻴر ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻨﺎك أﻨﻬﺎ اًر أﻛﺒر ﻤﻨﻪ ؟‬

‫واﻹﺠﺎ�ﺔ ﺴﻬﻠﺔ ﻷن ﻨﻬر اﻟﻔرات ﻫو أﻛﺒر اﻷﻨﻬﺎر ﻓـﻲ ﻤﻨطﻘـﺔ ﻏـرب آﺴـ�ﺎ ‪ ،‬وﻟـم �ﻘـﻞ ﺴـﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن �ﺄن اﻟﻔرات ﻫو اﻟﻨﻬر اﻷﻛﺒـر ﻋﻠـﻰ ﻤﺴـﺘوى اﻟﻌـﺎﻟم ﺒـﻞ ﻗـﺎﻝ أﻨـﻪ اﻟﻨﻬـر اﻟﻛﺒﻴـر ‪ ،‬وﻫـذا ﻤـﺎ‬ ‫أﻛــد ﻋﻠ�ــﻪ ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﻤـرة أﺨــرى " إﻟــﻰ اﻟﻨﻬــر اﻟﻛﺒﻴــر ﻨﻬــر اﻟﻔ ـرات " ) ﺘــث ‪ ( 7 : 1‬وذك ـرﻩ‬

‫أ�ﻀﺎً �ﺸوع ﺒن ﻨون " إﻟﻰ اﻟﻨﻬر اﻟﻛﺒﻴر ﻨﻬر اﻟﻔرات " ) �ش ‪ ( 4 : 1‬كﻤﺎ أن ﻨﻬر اﻟﻔـرات ﻫـو‬ ‫اﻟﻨﻬر اﻟﻤﻌروف ﻟدى اﻟﺸﻌب اﻟﻌﺒراﻨﻲ ﻤن ﻤﻨﺎ�ﻌـﻪ ﺤﺘـﻰ ﻤﺼـ�ﻪ ) ارﺠـﻊ داﺌـرة اﻟﻤﻌـﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ـﺔ‬

‫ﺠـ ـ ‪ 6‬ص ‪ ( 24‬وﻟﻨﺘــذكر أن اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـ ـﱠدس ﻟــ�س كﺘــﺎب ﺠﻐراﻓ�ــﺎ ﻴ ــﺘﻛﻠم ﻋﻠــﻰ أﻨﻬــﺎر اﻟﻌ ــﺎﻟم‬ ‫و�رﺘﺒﻬﺎ �ﺤﺴب أطواﻟﻬﺎ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻫو اﻟﻛﺘﺎب اﻟذي ﻴﻬدف أوﻻً وآﺨﻴ اًر إﻟﻰ ﺨﻼص اﻹﻨﺴـﺎن ‪ ،‬وﻤـﻊ‬

‫ذﻟك ﻓﻬو ﻴﺨﻠو ﺘﻤﺎﻤﺎً ﻤن أ�ﺔ أﺨطﺎء ﺠﻐراﻓ�ﺔ أو ﺘﺎر�ﺨ�ﺔ أو ﻋﻠﻤ�ﺔ‪0‬‬

‫اﻟﻤوﺤﻰ �ﻪ ﻤـن ﷲ ‪ ،‬واﻟـذي ﺸـﻬد اﻟﻘـرآن ﻤـ ار اًر وﺘﻛـ ار اًر إﻟـﻰ‬ ‫‪ -2‬ﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ُ‬ ‫أﻨﻪ ﻨور وﻫدى ‪� ،‬ﻤﺎ ﺘﻨﺘﻬﺠﻪ إﺴراﺌﻴﻞ ﺤﺎﻟ�ﺎً ﻤن ﺴ�ﺎﺴﺔ اﻹﺴﺘ�طﺎن واﻟﺘوﺴﻊ ‪� ،‬ﺤﺠﺔ أﻨﻬم ﺸﻌب‬ ‫ﷲ اﻟﻤﺨﺘــﺎر اﻟ ـوارث ﻋﻬــود إﺒ ـراﻫ�م ؟! ﻟﻘــد أﻋطــﻰ ﷲ اﻟﻌﻬــود واﻟوﻋ ـود ﻹﺒ ـراﻫ�م وﻟﻨﺴــﻠﻪ �ﺸــرط‬ ‫طﺎﻋﺔ اﻟوﺼ�ﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ ﻟم ﻴﻠﺘزم �ﻪ اﻟﺸﻌب اﻟﻴﻬودي ‪ ،‬ﻟﻘد أﺨرﺠوا أﻨﻔﺴﻬم ﻤن داﺌرة ﺸﻌب ﷲ‬

‫‪ ،‬وﻻﺴ�ﻤﺎ ﻋﻨدﻤﺎ رﻓﻀوا اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ " إﻟﻰ ﺨﺎﺼﺘﻪ ﺠﺎء وﺨﺎﺼـﺘﻪ ﻟـم ﺘﻘﺒﻠـﻪ " ) ﻴـو ‪11 : 1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ – ﻋﺪﺩ ‪ – 510‬ﻣﺎﻳﻮ ‪2001‬ﻡ‬

‫‪- 378 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪373‬‬


‫( وﻋﻠﻰ ٍ‬ ‫اﻟﻨﱠﻘـﺎد اﻟﻌـرب اﻟـذﻴن ﻓ�ﻤـﺎ ﻫـم ﻴﻬـﺎﺠﻤون‬ ‫كﻞ ﻓﺈن اﻷﺴﺘﺎذ طﻠﻌت �ﻤﺜﻞ ﺘوﺠﻬﺎً ﻟﻛﺜﻴـر ﻤـن ُ‬ ‫دوﻟــﺔ إﺴـراﺌﻴﻞ ﻴﻬــﺎﺠﻤون اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م ‪ ،‬ﻓﻬــم ﻻ �ﻔﺼــﻠون ﺒــﻴن اﻟــدﻴن واﻟﺴ�ﺎﺴــﺔ ‪ ،‬ﺒــﻞ أن اﻟﻛﺜﻴــر‬ ‫ﻤﻤﺎ ﻴﻨﺘﻘدوﻨﻪ ﻴواﻓق ﻋﻠ�ﻪ اﻟﻘرآن واﻟﺘـراث اﻹﺴـﻼﻤﻲ ‪ ،‬كﻤـﺎ رأﻴﻨـﺎ ﻓـﻲ إﺠﺎ�ـﺎت اﻟﻌدﻴـد ﻤـن اﻷﺴـﺌﻠﺔ‬

‫اﻟﺴﺎ�ﻘﺔ‪0‬‬

‫و�ﻨﺴب ﻟﺴﺎرة " ﻓﻘﺎﻟـت ﺴـﺎراي ﻻﺒـرام ﻫـوذا‬ ‫س‪ : 457‬كﻴﻴ ﺘﻠد ﻫﺎﺠر ﺠﺎر�ﺔ ﺴﺎرة إﺒﻨﺎً ُ‬ ‫اﻟرب ﻗد أﻤﺴكﻨﻲ ﻋـن اﻟوﻻدة ‪ 0‬أدﺨـﻞ إﻟﻰ ﺠﺎر�ﺘﻲ ‪ 0‬ﻟﻌﻠﻲ أُرزق ﻤﻨﻬﺎ ﺒﻨﻴن ‪ 0‬ﻓﺴﻤﻊ‬ ‫اﺒرام ﻟﻘوﻝ ﺴﺎراي " ) ﺘك ‪ ( 1 : 26‬؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ذكرت إﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻨوزي ﺴﻨﺔ ‪ 1500‬ق‪0‬م ﺴر�ﺎن ﻤﺜﻞ ﻫذﻩ اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ ذاك اﻟزﻤﺎن وﻤﺎ‬

‫ﻗﺒﻠــﻪ ‪ ،‬وﺠــﺎء ﻓــﻲ داﺌـرة اﻟﻤﻌــﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ــﺔ " كﺎﻨــت ﻫــﺎﺠر ﺠﺎر�ــﺔ ﻤﺼـر�ﺔ ﻤﻤــن أﻋطــﺎﻫن ﻓرﻋــون‬

‫ﻟﺴــﺎرة ٕواﺒـراﻫ�م ) ﺘــك ‪ ( 16 ، 15 : 12‬وﻟﻤــﺎ طﺎﻟــت اﻷ�ــﺎم �ﺴــﺎرة ) ﺴــﺎراي ( ٕواﺒـراﻫ�م دون أن‬ ‫ﻴرزﻗﻬﻤــﺎ ﷲ �ــﺎﻹﺒن اﻟﻤوﻋــود ‪ ،‬ﻗﺎﻟــت ﺴــﺎرة ﻹﺒـراﻫ�م " ﻫــوذا اﻟــرب ﻗــد أﻤﺴــكﻨﻲ ﻋــن اﻟــوﻻدة ‪0‬‬

‫أدﺨﻞ ﻋﻠﻰ ﺠﺎر�ﺘﻲ ﻟﻌﻠﻲ أرزق ﻤﻨﻬﺎ ﺒﻨﻴن " ) ﺘك ‪ ( 2 ، 1 : 16‬وكﺎن ﻫذا ﻗﺎﻨوﻨـﺎً ﺴـﺎر�ﺎً ﻓـﻲ‬ ‫�ــﻼد اﻟﻨﻬ ـر�ن كﻤــﺎ ﺠــﺎء ﻓــﻲ ﻗ ـواﻨﻴن ﺤﻤــوراﺒﻲ ‪ ،‬وﻗ ـواﻨﻴن ﻤﻤﻠﻛــﺔ ﻨــوزي ‪ ،‬إذ كﺎﻨ ـت ﻫــذﻩ اﻟﻘ ـواﻨﻴن‬ ‫ﺘﻘﻀﻲ �ـﺄن اﻟزوﺠـﺔ اﻟﻌـﺎﻗر ﻋﻠﻴﻬـﺎ أن ﺘﻘـدم ﻟزوﺠﻬـﺎ إﺤـدى ﺠوار�ﻬـﺎ ‪ ،‬وكـﺎن اﻹﺒـن اﻟﻤوﻟـود ﺒﻬـذﻩ‬

‫اﻟﺼورة �ﻌﺘﺒر إﺒﻨﺎً ﻟﻠزوﺠﺔ اﻟﺴﻴدة " )‪0(1‬‬ ‫‪F3‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ وﻟ�م كﺎﻤﺒﻞ " وردت ﻗﺼص ﻋن زوﺠـﺎت ﻋﻘ�ﻤـﺎت طﻠـﺒن ﻤـن أزواﺠﻬـن إﻨﺠـﺎب‬

‫�ﻬن ‪ ،‬كﻤﺎ ﻓﻌﻠت ﺴﺎرة ﻤﻊ ﺠﺎر�ﺘﻬﺎ ﻫﺎﺠر ‪ ،‬وﻫﻨﺎك ﻋﻘد زواج ﺘم ﻓﻲ ﻨوزي‬ ‫أطﻔﺎﻝ ﻟﻬن ﻤن ﺠوار ﱠ‬ ‫‪ ،‬ﺘﻘــوﻝ ﻓ�ــﻪ اﻟﻌــروس " ِكﻠــم ﻨﻴﻨــو " أﻨﻬــﺎ ﺘﻀــﻤن ﻟﻌر�ﺴــﻬﺎ " ﺸـ ّـﻨ�ﻤﺎ " ﺠﺎر�ــﺔ ﺘﺼــﻠﺢ ﻓــﻲ ﺤﺎﻟــﺔ‬

‫ﻋﺠزﻫﺎ ﻋن إﻨﺠﺎب طﻔﻞ ﻟﻪ ‪ 0‬وﺘَ ِﻌد ) ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟﺤﺎﻟﺔ ( أﻻﱠ ﺘطـرد وﻟﻴـد اﻟﺠﺎر�ـﺔ ﻤـن اﻟﺒﻴـت " [‬ ‫] ‪) JOSH MC-DOWELL, MORE DVIDENCE THAT DEMANDS A VERDICT. P74‬‬ ‫اﻷﻤ ــر اﻟ ــذي ﻓﻌﻠﺘ ــﻪ ﺴ ــﺎرة ( ‪ 00‬وﻗ ــﺎﻝ " ك ــورش ﺠ ــوردون " اﻟ ــذي كﻔ ــر ﺒﻨظر� ــﺔ اﻟوﺜ ــﺎﺌق �ﻌ ــد‬

‫ﺘﺨﺼﺼـ ـ ـﻪ ﻓـ ـ ـﻲ د ارﺴـ ـ ـﺔ ﺘﺎر�ـ ـ ـﺦ وﻋﻠـ ـ ـم آﺜـ ـ ـﺎر اﻟﺸـ ـ ـرق اﻷوﺴـ ــط " أﺜﺒﺘ ـ ـ ـت أﻟ ـ ـواح ﻨـ ــوزي اﻟﻤكﺘو�ـ ـ ـﺔ‬ ‫�ــﺎﻟﺤروف اﻟﻤﺴــﻤﺎر�ﺔ أن ﻋ ـ ـﺎدات ﻋﺼــر اﻵ�ــﺎء إﺒ ـراﻫ�م ٕواﺴــﺤق و�ﻌﻘـ ـوب إﻟــﺦ ﻫــﻲ ﺼــﺤ�ﺤﺔ ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 8‬ﺹ ‪128‬‬

‫‪- 379 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪374‬‬


‫وﻤــن ﻗﺒــﻞ ﻋﺼــر ﻤوﺴ ـ ـﻰ ‪ ،‬وﻻ �ﻤكـ ـن أن �كــون ﻤﺨﺘرﻋﻬ ـ ـ ـﺎ "‬ ‫) ‪PATRIARCHAL AGE, Vol 21 , No 4 , P 241‬‬

‫واﻟﻌﻠم – اﻟﻔﺼﻞ اﻷوﻝ اﻟﻘﺴم اﻟﺜﺎﻟث [‪0‬‬

‫‪( CYRUS CORDON THE‬‬

‫] اﻟﻘـرآن واﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻓـﻲ ﻨـور اﻟﺘـﺎر�ﺦ‬

‫س‪ : 458‬كﻴﻴ �ﻘوﻝ ﷲ ﻹﺒـراﻫ�م " وأﻋطـﻰ ﻟـك وﻟﻨﺴـﻠك ﻤـن �ﻌـدك أرض ﻏر�ﺘـك كـﻞ‬

‫و�كـ ّــرر ﷲ اﻟوﻋـــد ﻹﺴـــﺤق " ﻷﻨـــﻲ ﻟـــك‬ ‫أرض كﻨﻌـــﺎن ﻤﻠﻛـــﺎً أﺒـــد�ﺎً " ) ﺘـــك ‪ُ ( 8 : 17‬‬ ‫وﻟﻨﺴﻠك أﻋطﻲ ﺠﻤ�ﻊ ﻫذﻩ اﻟ�ﻼد واﻓﻲ �ﺎﻟﻘﺴم اﻟذي أﻗﺴﻤت ﻹﺒراﻫ�م أﺒ�ـك " ) ﺘـك ‪26‬‬

‫‪ ( 3 :‬وكذﻟك ﻟ�ﻌﻘوب " اﻷرض اﻟﺘﻲ أﻨت ﻤﻀطﺠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻋطﻴﻬﺎ ﻟك وﻟﻨﺴﻠك " ) ﺘـك‬

‫‪ ( 13 : 28‬و�ﺘﻤﺴــك ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﺒــﻨﻔس اﻟوﻋــد " أذكــر إﺒ ـراﻫ�م ٕواﺴــﺤق ٕواﺴ ـراﺌﻴﻞ‬ ‫ﻋﺒﻴدك اﻟذي ﺤﻠﻔت ﻟﻬم ﺒﻨﻔﺴك وﻗﻠت ﻟﻬم أﻛﺜر ﻨﺴﻠﻛم كﻨﺠـوم اﻟﺴـﻤﺎء وأﻋطـﻲ ﻨﺴـﻠﻛم‬

‫كـﻞ ﻫـذﻩ اﻷرض اﻟﺘــﻲ ﺘﻛﻠﻤـت ﻋﻨﻬــﺎ ﻓ�ﻤﻠﻛوﻨﻬـﺎ إﻟـﻰ اﻷﺒــد " ) ﺨـر ‪ ( 13 : 32‬ﻤــﻊ أن‬

‫إﺒراﻫ�م ﻋﺎش ﻏر��ﺎً ﻓـﻲ أرض كﻨﻌـﺎن وﻟـم �ﻤﺘﻠـك ﻤﻨﻬـﺎ إﻻﱠ ﻤﻘﺒـرة ﻟـﻪ وﻟﻌﺎﺌﻠﺘـﻪ إﺸـﺘراﻫﺎ‬ ‫ِ‬ ‫ﻗـدم وﻟﻛـن وﻋـد أن‬ ‫ﻤن ﺒﻨﻲ ﺤث ‪ ،‬وﻗﺎﻝ اﺴﺘﻔﺎﻨوس " وﻟم �ﻌطﻪ ﻓﻴﻬـﺎ ﻤﻴراﺜـﺎً وﻻ وطـﺄة ٍ‬ ‫�ﻌطﻴﻬﺎ ﻤﻠﻛﺎً ﻟﻪ وﻟﻨﺴﻠﻪ ﻤن �ﻌدﻩ وﻟم �كن ﻟﻪ �ﻌـد وﻟـد " ) أع ‪ ( 5 : 7‬؟ و�ﻤـﺎ أن وﻋـد‬

‫ﻓﺼـﻠوا اﻟﻨﺒـؤات اﻟﺘـﻲ ﺘﺤﻘـق ﻏرﻀـﻬم ) اﻟﺒﻬر�ـز ﺠ ـ‬ ‫ﷲ ﺤق ‪ ،‬إذاً ﻻﺒد أن كﺘ�ﺔ اﻟﺘوراة ﻫم اﻟـذﻴن ﱠ‬ ‫‪ 1‬س‪ ، 116‬س‪ ، 285‬س‪ ، 289‬س‪0( 313‬‬

‫وﺘدﻓن �ﺸـﻴ�ﺔ ﺼـﺎﻟﺤﺔ ‪ 0‬وﻓـﻲ‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﻗﺎﻝ ﷲ ﻹﺒراﻫ�م " أﻤﺎ أﻨت ﻓﺘﻤﻀﻲ إﻟﻰ آ�ﺎﺌك �ﺴﻼم ُ‬ ‫اﻟﺠﻴــﻞ اﻟرا�ــﻊ ﻴرﺠﻌــون إﻟــﻰ ﻫﻨــﺎ ﻟﻴرﺜــوا اﻷرض " ) ﺘــك ‪ ( 15 : 15‬أي أن اﻷرض ﺼــﺎرت‬

‫ﻹﺒ ـراﻫ�م �ﺎﻟوﻋــد وﺤﺼــﻞ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻨﺴــﻠﻪ �ــﺎﻹرث ‪ ،‬أي ﺼــﺎرت اﻷرض ﻹﺒ ـراﻫ�م �ﺎﻹﺴــم وﺘﺴــﻠﻤﻬﺎ‬

‫ط اﻷرض ﻹﺒراﻫ�م �ﺎﻟوﻋد ﻟﻤـﺎ ﺤﺼـﻞ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻨﺴـﻠﻪ �ـﺎﻹرث ‪ ،‬ﻓـﺎﻟ ﻟـم‬ ‫ﻨﺴﻠﻪ �ﺎﻟوﻀﻊ ‪ ،‬وﻟو ﻟم ﺘﻌ َ‬ ‫�ﻌـ ِـط اﻷرض ﻹﺒـراﻫ�م ﺸﺨﺼــ�ﺎً ‪ ،‬ﺒــﻞ أﻋطﺎﻫــﺎ ﻟــﻪ �ﺎﻋﺘ�ــﺎرﻩ ﻤؤﺴــس اﻷﻤــﺔ اﻹﺴـراﺌﻴﻠ�ﺔ وﻨﺎﺌﺒﻬــﺎ ‪0‬‬ ‫وﻗد ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرآن " �ﺎ أﻴﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ِ‬ ‫إﺘق ﷲ وﻻ ﺘطﻊ اﻟﻛﺎﻓر�ن واﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴن " ) اﻷﺤزاب ‪ ( 1‬وﻗﺎﻝ‬

‫اﻟﻤﻔﺴرون أن اﻟﺨطﺎب ﻟﻠﻨﺒﻲ واﻟﻤراد واﻟﻤﻘﺼود أﻤﺘﻪ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب ﻋن أرض اﻟﻤوﻋـد " كﻞ أرض كﻨﻌـﺎن ﻤﻠﻛـﺎً أﺒـد�ﺎً " ) ﺘـك ‪ ( 8 : 17‬ﻓﻤـﺎ‬

‫اﻟﻤﻠك اﻷﺒدي ؟‬ ‫ﻤﻌﻨﻰ ُ‬

‫‪- 380 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪375‬‬


‫ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻟﻌﻤوم ﺼﻔﺔ " اﻷﺒدي " ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻟﻬﺎ ﻤﻌﻨ�ﺎن ‪:‬‬

‫أ – اﻟزﻤن اﻟﻼﻨﻬﺎﺌﻲ ‪ :‬وﻫذا ﻴﻨطﺒق ﻋﻠﻰ اﻷﻤور اﻟﺨﺎﺼﺔ �ﺎﻟﺤ�ﺎة اﻷﺒد�ﺔ‪0‬‬ ‫ب‪ -‬زﻤ ــن ﻤﺤ ــدود وﻟﻛﻨ ــﻪ طو� ــﻞ ﻨﺴ ــﺒ�ﺎً ‪ :‬ﻓﻤ ــﺜﻼً ﻗ ــﺎﻝ اﻟﻛﺘ ــﺎب ﻋ ــن اﻟﻌﺒ ــد اﻟ ــذي �ﻔﻀ ــﻞ‬

‫اﻹﻟﺘﺼﺎق �ﺴـﻴدﻩ ﻋـن ﻨواﻟـﻪ اﻟﺤر�ـﺔ " ﻓﻴﺨدﻤـﻪ إﻟـﻰ اﻷﺒـد " ) ﺨـر ‪ ( 6 : 21‬وواﻀـﺢ أن " إﻟـﻰ‬ ‫اﻷﺒــد " ﻫﻨــﺎ ﺘﺸــﻴر ﻟﺤ�ــﺎة اﻟﻌﺒ ـد ﻋﻠــﻰ اﻷرض ‪ ،‬وﻗﺎﻟــت ﺤﻨــﺔ ﻋــن إﺒﻨﻬــﺎ ﺼــﻤوﺌﻴﻞ " ﻤﺘــﻰ ُﻓ ِطـــم‬

‫اﻟﺼﺒﻲ آﺘﻲ �ﻪ ﻟﻴﺘراءى أﻤـﺎم اﻟـرب و�ﻘـ�م ﻫﻨـﺎك إﻟـﻰ اﻷﺒـد " ) ‪1‬ﺼـم ‪ ( 22 : 1‬وواﻀـﺢ أن‬ ‫اﻟﻤﻘﺼود ﺒـ " إﻟﻰ اﻷﺒد " ﻫﻨﺎ أي طوﻝ ﻤدة ﺤ�ﺎة ﺼﻤوﺌﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرض‪0‬‬

‫‪ -3‬ﺼــﺎر إﺒ ـراﻫ�م ﻏﻨ� ـﺎً ﺠــداً ‪ ،‬ﻟــﻪ ﻋﺒﻴــد ٕواﻤــﺎء ‪ ،‬كﻤــﺎ إﻤﺘﻠــك ﻤﻨطﻘــﺔ كﺒﻴ ـرة ﻓــﻲ ﺤﺒــرون ‪،‬‬ ‫ﺤﺘﻰ ُدﻋﻴت ﺘﻠك اﻟﻤدﻴﻨﺔ ﺒﺈﺴﻤﻪ ﺤﺘـﻰ ﻋﺼـرﻨﺎ اﻟﺤﺎﻀـر ‪ 0‬ﺜـم ﻨـرى ﺘﺤﻘـق وﻋـد ﷲ ﻹﺒـراﻫ�م ﻓـﻲ‬

‫ﺴﻔر �ﺸوع ﺒن ﻨون ‪ٕ ،‬واﻛﺘﻤﺎﻝ اﻟوﻋد ﻓﻲ أﺴﻔﺎر ﺼﻤوﺌﻴﻞ واﻟﻤﻠوك‪0‬‬ ‫‪ -4‬ﻟﻤﺎذا ﻟم �ﺴﺘﻤر ﻫذا اﻟوﻋد ﻟﻶن ؟‬

‫ﻷن اﻟوﻋد ﻤﺸروط ﺒﺈﻟﺘزام اﻟﺸﻌب اﻹﺴراﺌﻴﻠﻲ �طﺎﻋﺘﻪ ﻟ وﺤﻔظ وﺼﺎ�ﺎﻩ ‪ ،‬وﻟﻬـذا ﺤـذر ﷲ‬

‫ﺸـﻌ�ﻪ ﺤﺘـﻰ ﻻ �ﺴـﻠﻛوا ﻓـﻲ اﻟﺸــر كﻤـﺎ ﺴـﻠﻛت اﻷﻤـم اﻟــذﻴن كـﺎﻨوا ﻗـﺒﻠﻬم ﻓﻠﻔظـﺘﻬم اﻷرض ‪ ،‬ﻓﻠــ�س‬ ‫ﻟدى ﷲ ﻤﺤﺎ�ﺎة ‪ ،‬وﻫو اﻟﻘدوس اﻟطﺎﻫر اﻟذي ﻻ �ﻘﺒﻞ اﻟﺸر ﺒﺘﺎﺘﺎً ﻤﻬﻤﺎ كﺎن ﻤرﺘﻛب ﻫذا اﻟﺸر ‪،‬‬

‫ﺤﺘــﻰ وﻟــو كــﺎن ﻤﻼﻛ ـﺎً ‪ ،‬أو اﻹﻨﺴــﺎن اﻷوﻝ ﻋﻠــﻰ وﺠــﻪ اﻷرض‪ 0‬وﻤــﺎ أﻛﺜــر اﻟﺘﺤــذﻴرات اﻹﻟﻬ�ــﺔ‬

‫ﻷﺒﻨﺎء إﺒراﻫ�م ‪:‬‬

‫" �كـﻞ ﻫـذا ﻻ ﺘﺘﻨﺠﱠﺴـوا ﻷﻨـﻪ �كـﻞ ﻫـذﻩ ﻗـد ﺘـﻨﺠﱠس اﻟﺸـﻌوب اﻟـذي أﻨـﺎ طـﺎردﻫم ﻤـن أﻤـﺎﻤكم ‪0‬‬

‫ﻓﺘﻨﺠﱠﺴـــت اﻷرض‪ 0‬ﻓـــﺎﺠﺘزئ ذﻨﺒﻬـــﺎ ﻤﻨﻬـــﺎ ﻓﺘﻘـــذف اﻷرض ﺴـــكﺎﻨﻬﺎ ‪ 00‬ﻓـــﻼ ﺘﻘـــذﻓﻛم اﻷرض‬ ‫ﻗذﻓت اﻟﺸﻌوب اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻛم " ) ﻻ ‪0( 28 – 24 : 18‬‬ ‫ﺒﺘﻨﺠ�ﺴكم إ�ﺎﻫﺎ كﻤﺎ ُ‬

‫آت‬ ‫" ﻓﺘﺤﻔظون ﺠﻤ�ﻊ ﻓراﺌﻀﻲ وﺠﻤ�ﻊ أﺤكﺎﻤﻲ ‪ ،‬وﺘﻌﻤﻠوﻨﻬﺎ ﻟﻛﻲ ﻻ ﺘﻘذﻓﻛم اﻷرض اﻟﺘـﻲ أﻨـﺎ ٍ‬ ‫�كم إﻟﻴﻬﺎ ﻟﺘﺴكﻨوا ﻓﻴﻬﺎ " ) ﻻ ‪0( 22 : 20‬‬

‫وﻟـذﻟك ﻟﻤـﺎ أﺨﻠـوا ﺒواﺠ�ـﺎﺘﻬم وطـﺎﻋﺘﻬم وﺘﻤـردوا ﻋﻠـﻰ ﷲ ﺘـركﻬم ﻷﻋـداﺌﻬم ‪ ،‬ﻓﺴـﻠﺒوا أرﻀـﻬم‬

‫وأذﻟوﻫم ‪ ،‬ﺒﻞ أﺠﻠوﻫم ﻋن ﻫذﻩ اﻷرض ﻤن ﺨﻼﻝ ﺴﺒﻲ ﻤﻤﻠﻛﺔ إﺴراﺌﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻴد ﻤﻠك آﺸور ﺴﻨﺔ‬ ‫‪- 381 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪376‬‬


‫‪ 722‬ق‪0‬م ‪ ،‬وﺴﺒﻲ ﻤﻤﻠﻛﺔ ﻴﻬـوذا ﻋﻠـﻰ ﻴـد ﻤﻠـك �ﺎﺒـﻞ ﻋﻠـﻰ ﺜـﻼث دﻓﻌـﺎت ﺴـﻨﺔ ‪، 597 ، 605‬‬ ‫‪ 586‬ﻗﺒﻞ اﻟﻤ�ﻼد‪0‬‬

‫وﻗــد ﺴــﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸــﺔ ﻫــذا اﻟﻤوﻀــوع �ﺎﻟﺘﻔﺼــﻴﻞ ) ارﺠــﻊ ﻤــدارس اﻟﻨﻘــد واﻟﺘﺸــك�ك ﺠ ـ ‪ 2‬إﺠﺎ�ــﺔ‬

‫اﻟﺴؤاﻝ ‪0( 109‬‬

‫وﻗد ﺼرح اﻟﻘـرآن ﺒﺈﺨﺘ�ـﺎر ﺒﻨـﻲ إﺴـ ارﺌﻴﻞ وﺘﻔﻀـﻴﻠﻬم ﻋﻠـﻰ اﻟﻌـﺎﻟﻤﻴن ‪ ،‬ﺜـم ﺼـرح �ـﺄن اﻟﻤذﻟـﺔ‬ ‫ﻀر�ت ﻋﻠﻴﻬم ‪ 00‬ﻓﻠﻤﺎذا ﺘﻐﻴر ﺤكم ﷲ إﻻﱠ ﻟﻔﺴﺎدﻫم وﺸرﻫم ؟‬ ‫واﻟﻤﺴكﻨﺔ ُ‬ ‫‪ -5‬كﺎﻨت أرض كﻨﻌﺎن ﻤﺠرد رﻤز ﻷورﺸﻠ�م اﻟﺴﻤﺎﺌ�ﺔ ‪ ،‬وﻟﻬذا إﺸﺘﺎق إﺒـراﻫ�م ﻟﺴـكﻨﻰ ﺘﻠـك‬

‫ﺨ�ـﺎم ﻤـﻊ إﺴـﺤق‬ ‫ﺘﻐرب ﻓﻲ أرض اﻟﻤوﻋد كﺄﻨﻬـﺎ ﻏر��ـﺔ ﺴـﺎﻛﻨﺎً ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻤدﻴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻟـدة " �ﺎﻹ�ﻤﺎن ﱠ‬ ‫ٍ‬ ‫و�ﻌﻘوب اﻟوارﺜﻴن ﻤﻌﻪ ﻟﻬذا اﻟوﻋد ﻋﻴﻨﻪ‪ 0‬ﻷﻨﻪ كﺎن ﻴﻨﺘظر اﻟﻤدﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻬـﺎ اﻷﺴﺎﺴـﺎت اﻟﺘـﻲ‬

‫ﺼﺎﻨﻌﻬﺎ و�ﺎرﺌﻬﺎ ﷲ " ) ﻋب ‪ ( 10 ، 9 : 11‬وﻫكذا كﻞ أﺒﻨﺎء إﺒراﻫ�م اﻟذﻴن ﻟﻬم إ�ﻤﺎن إﺒراﻫ�م‬ ‫ﻓﺈن ﻋﻴوﻨﻬم ﺘرﻨو ﻨﺤو أورﺸﻠ�م ﺤﻴث اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺠدﻴدة واﻷرض اﻟﺠدﻴدة ) رؤ ‪0( 1 : 21‬‬

‫ﺼورﻩ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ ﻋﻬـد ﺒـﻴن ﷲ وﺸـﻌ�ﻪ ‪،‬‬ ‫س‪ : 459‬أﻟ�س اﻟﺨﺘﺎن اﻟذي ﱠ‬

‫ﻫو ﻓﻲ ﺤﻘ�ﻘﺘﻪ �ﻘﺎ�ﺎ ﻋﺎدات وﺜﻨ�ﺔ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ رﻤز ﻟﺘﻘد�م اﻷﺠﺴﺎد اﻟ�ﺸـر�ﺔ ﻗـراﺒﻴن ﻟﻶﻟﻬـﺔ‬

‫‪ ،‬ﻓﻴﺘم اﻹﻛﺘﻔـﺎء �ﻘطﻊ ﺠزء ﻤن اﻟﺠﺴد وﺘﻘد�ﻤﻪ ﻗر�ﺎﻨﺎً ﻋوﻀﺎً ﻋن اﻟﺠﺴد كﻠﻪ ؟‬

‫ي‬ ‫ﺘطورت إﻟﻰ ﺘﻘدﻤﺔ اﻟﺨﻤر واﻟﺨﺒز ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً‬ ‫ﻴرى ﻨﺎﺠﺢ اﻟﻤﻌﻤور أن اﻟذ�ﺎﺌﺢ اﻟﺤﻴواﻨ�ﺔ ّ‬ ‫اﻟذ�ﺎﺌﺢ اﻟ�ﺸر�ﺔ ﺘط ّـورت إﻟـﻰ ﻋﻤﻠ�ـﺔ اﻟﺨﺘـﺎن ‪ ،‬ﻓ�ﻘـوﻝ " ﻟﻘـد ﺤـدث ﺘط ﱡـور ﻋﻠـﻰ اﻟﻘر�ـﺎن اﻟﺤﻴـواﻨﻲ‬ ‫�ﺄن إﺴﺘﺒدﻝ دم اﻷﻀﺤ�ﺔ �ﺎﻟﻨﺒﻴذ " دم اﻟﻛرﻤﺔ " واﻟﻠﺤم اﻵدﻤﻲ �ـﺎﻟﺨﺒز ‪ ،‬ﻤﺜﻠﻤـﺎ �ﺸـﻬد ﻋﻠـﻰ ذﻟـك‬

‫اﻟﻘر� ــﺎن اﻟﻤﺴ ــ�ﺤﻲ وأﺸ ــﺎر ) ﻓرو� ــد ( أ�ﻀـ ـﺎً إﻟ ــﻰ أن اﻟﺨﺘ ــﺎن ظ ــﺎﻫرة وﺠ ــدت ﻋﻨ ــد كﺜﻴ ــر ﻤ ــن‬

‫اﻟﺸــﻌوب ‪ ،‬وﻫــﻲ ﺸــﺎﻫد آﺨــر ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﺤـ ﱡـوﻝ اﻟــذي ط ـ أر ﻋﻠــﻰ ﻓكــر اﻟﺘﻀــﺤ�ﺔ �ﺎﻟ�ﺸــر ‪ 00‬ﺤﻴــث‬ ‫�كﺘﻔﻲ اﻹﻟﻪ ﻫﻨﺎ " ﻓﻲ طﻘس اﻟﺨﺘﺎن " �ﺄﺨذ ﺠـزء ﻤـن ك ٍـﻞ و�ﺘﺤﻘـق ﻓﻌـﻞ اﻟﺘﻀـﺤ�ﺔ اﻟﺘـﻲ ﻗـﺎم ﺒﻬـﺎ‬ ‫ﻴﺘﻘرب – ﺒواﺴطﺔ إﺒﻨﻪ – إﻟﻰ ر�ﻪ وﻤﻌﺒودﻩ اﻟﻤﻘﱠدس "‬ ‫اﻷب ﻓﺈﻨﻪ ﱠ‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F4‬‬

‫كﻤﺎ �ﻘـوﻝ ﻨﺎﺠﺢ اﻟﻤﻌﻤوري‬

‫أ�ﻀﺎً " واﻟﺨﺘﺎن ﻓـﻲ اﻟـﻨص اﻟﺘـوراﺘﻲ ‪� ،‬ﻤﺜـﻞ ﺒـد�ﻼً ﻗر�ﺎﻨ�ـﺎً ‪ ،‬إﺨﺘﺼـر ذﻟـك اﻟﻤﻌﺘﻘـد وﻫـذا واﻀـﺢ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺃﺳﺎﻁﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺹ ‪197‬‬

‫‪- 382 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪377‬‬


‫ﻤــن اﻟــﻨص ‪ ،‬ﻷن ﺼــﻔورة أدركــت �ﺎﻟــذي أرادﻩ اﻟــرب آﻨــذاك ‪ ،‬ﻓﺤﻤﻠــت ﺤﺠ ـ اًر ﺼ ـواﻨ�ﺎً وﻗطﻌــت‬

‫اﻟﻘﻠﻔﺔ وﻤﺴت �ﺎﻟدم رﺠﻠ�ﻪ ‪ ،‬ﺤﻴث ﺘﺤﻘق ﻟﻠرب ﻋرس ‪ ،‬ﻤـن ﺨـﻼﻝ اﻟـدم ‪ ،‬ﻋـرس اﻹﻟـﻪ اﻟﻴﻬـودي‬ ‫اﻟـذي �ﻘــ�م أﻓ ارﺤـﻪ ﻋﻠــﻰ اﻷﻀـﺎﺤﻲ واﻟﻘـراﺒﻴن اﻟ�ﺸـر�ﺔ ‪ ،‬واﻟﺨﺘـﺎن ﻨﻤوذﺠﻬــﺎ اﻟﻤﺨﺘـزﻝ ﺒﺠــزء �ﺴــ�ط‬

‫ﻤن اﻟﺠﺴم ﻟ�كون ﺘﻌو�ﻀﺎً ﻋن اﻟﻛﻞ ‪ٕ ،‬واﺴـﺘﻌﻤﺎﻝ اﻟﺤﺠـر �ﺸـﻴر إﻟـﻰ اﻟﻤرﺤﻠـﺔ اﻟﻤ�كـرة اﻟﺘـﻲ ﺴـﺎد‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺨﺘﺎن كﻤﻌﺘﻘد ﻋﻨد اﻟﻌﺒران ‪ ،‬وﻫﻲ ﻤرﺤﻠﺔ اﻹﺴﺘﻌﺎﻨﺔ �ﺤﺠر اﻟﺼوان "‬ ‫‪F5‬‬

‫ٕوان كــﺎن ﷲ أﻋطــﻰ إﺒ ـراﻫ�م ﻋﻬــد اﻟﺨﺘــﺎن ﻗــﺎﺌﻼً " ﻓ�كــون ﻋﻬــدي ﻓــﻲ ﻟﺤﻤكــم ﻋﻬــداً‬ ‫أﺒد�ﺎً‪ 0‬وأﻤﺎ اﻟذكر اﻷﻏﻠﻴ اﻟذي ﻻ ﻴﺨﺘن ﻓﻲ ﻟﺤم ﻏرﻟﺘﻪ ﻓﺘﻘطﻊ ﺘﻠك اﻟﻨﻔس ﻤن ﺸﻌﺒﻬﺎ إذ ﻗـد‬ ‫ﻨكث ﻋﻬدي " ) ﺘك ‪ ، ( 14 ، 13 : 17‬أي أن اﻟﺨﺘـﺎن وﺼـ�ﺔ إﻟﻬ�ـﺔ ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ أن ﻤـن ﻴﺨﺎﻟﻔﻬـﺎ‬

‫ُ�ﻘطﻊ أي ُ�ﻘﺘﻞ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﻴﻠﺘـزم اﻟﻤﺴـ�ﺤﻴون ﺒﻬـذﻩ اﻟوﺼـ�ﺔ ‪ ،‬ﻤـﻊ أن اﻟﻤﺴـ�ﺢ ﻗـد ﺨﻀـﻊ ﻟطﻘـس‬ ‫اﻟﺨﺘــﺎن ‪ ،‬و�وﺠــد ﻋﻴــد ﻟﻠﺨﺘــﺎن �ﺤﺘﻔــﻞ �ــﻪ اﻟﻤﺴــ�ﺤﻴون ؟ وكﻴــﻒ ﻴ�طــﻞ ﺒــوﻟس اﻟرﺴــوﻝ ﻫــذا اﻟﻌﻬــد‬

‫ﻗـﺎﺌﻼً " ﻷن اﻟﻴﻬـودي ﻓــﻲ اﻟظـﺎﻫر ﻟــ�س ﻫـو ﻴﻬود�ـﺎً وﻻ اﻟﺨﺘـﺎن اﻟــذي ﻓـﻲ اﻟظــﺎﻫر ﻓـﻲ اﻟﻠﺤــم‬

‫ﺨﺘﺎﻨﺎً‪ 0‬ﺒﻞ اﻟﻴﻬودي ﻓﻲ اﻟﺨﻔﺎء ﻫو اﻟﻴﻬودي‪ 0‬وﺨﺘﺎن اﻟﻘﻠب �ﺎﻟروح ﻻ �ﺎﻟﻛﺘﺎب ﻫو اﻟﺨﺘـﺎن "‬ ‫) رؤ ‪ ) ( 29 ، 28 : 2‬راﺠﻊ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ – ﻫﻞ اﻟﺘوراة كﺘﺎب ﻤﻘـﱠدس أم ﺠﻤـﻊ ﻤـن اﻷﺴـﺎطﻴر ؟‬ ‫ص ‪ ، 86 ، 85‬وأﺤﻤد دﻴدات – ﻋﺘﺎد اﻟﺠﻬﺎد ص ‪0( 18‬‬

‫ج ‪ -1 :‬إﻨﺘﺸــرت ﻋــﺎدة اﻟﺨﺘــﺎن ﻗــد�ﻤﺎً ﻟــدى �ﻌــض اﻟﺸــﻌوب ‪ ،‬ﻓﺘ ﱠﻤﻤــﻪ اﻟﺸــﻌب اﻟﻤﺼــري كﻌــﺎدة‬ ‫ﺼﺤ�ﺔ كﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﻴرودﻴـت ‪ ،‬وﻟﻛـن اﻟﺸـﻌوب اﻟﺘـﻲ ﻋﺎﺸـت ﻓـﻲ ﻤﻨطﻘـﺔ ﻓﻠﺴـطﻴن ﻟـم ﺘﻛـن ﺘﻤـﺎرس‬ ‫ﻫــذﻩ اﻟﻌــﺎدة ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﺘﻌﺘﺒــر ﻋﻼﻤ ـﺔ اﻟﺨﺘــﺎن ﺘﻤﻴﻴــز ﺒــﻴن ﺸــﻌب ﷲ واﻟﺸــﻌوب اﻟﻤﺤ�طــﺔ ﺒﻬــم ﻓــﻲ‬

‫اﻟﻤﻨطﻘــﺔ ‪ ،‬وﺼــﺎر اﻟﺨﺘــﺎن ﻫــو اﻟﻌﻼﻤــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘﻤﻴــز ﺸــﻌب ﷲ ﻋــن �ﻘ�ــﺔ اﻷﻤــم ‪ ،‬ﻓـ ُـدﻋﻲ اﻟﻴﻬــود‬ ‫�ﺄﻫــﻞ اﻟﺨﺘــﺎن ‪ ،‬وكــﺎن ﻟﻔــظ " اﻟﺨﺘــﺎن " �كﻔــﻲ ﻟﻺﺸــﺎرة ﻟﻠﻴﻬــود ‪ ،‬وﻟﻔــظ " اﻟﻐرﻟــﺔ " �كﻔــﻲ ﻟﻺﺸــﺎرة‬

‫ﻟﻸﻤم ‪ 00‬ﻓﺎﻟﺨﺘﺎن ﻓﻲ اﻟﻴﻬود�ﺔ ﻟـ�س �ﻘﺎ�ـﺎ ﻋ�ـﺎدات وﺜﻨ�ـﺔ ‪ ،‬واﻟﺠـزء اﻟـذي �ﻘطـﻊ ﻻ ُ�ﺤـرق ﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻟﻤذ�ﺢ ﻟﻛ�ﻤﺎ ُ�ﻘدم ﻗر�ﺎﻨـﺎً ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ ُﻴﻠﻘـﻰ ﻓﻴﺘﻠـﻒ و�ﺘﺤﻠـﻞ و�ﻌـود ﻟﻠﺘـراب ‪ ،‬وظـن اﻟـ�ﻌض أن اﻟﺨﺘـﺎن‬ ‫�ﻌد إﺤﺘﻔﺎﻻً طﻘﺴ�ﺎً �ﺎﻟﺸﺨص اﻟذي وﺼﻞ إﻟﻰ ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺒﻠوغ ‪ٕ ،‬واﻋﻼن ﺤﻘﻪ ﻓـﻲ اﻟـزواج ‪ ،‬وﻟﻛـن‬ ‫ﺸــﻌب ﷲ ﻟــم �ﻤــﺎرس اﻟﺨﺘــﺎن ﺒﻬــذا اﻟﻤﻔﻬــوم ﻗــط ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ ﻤــﺎرس اﻟﺨﺘــﺎن ﻓــﻲ اﻟﻴــوم اﻟﺜــﺎﻤن ﻟــوﻻدة‬ ‫اﻟطﻔﻞ‪0‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪174‬‬

‫‪- 383 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪378‬‬


‫ﺘطو اًر ﻟﻠذ�ﺎﺌﺢ اﻟﺤﻴواﻨ�ﺔ اﻟﺘﻲ كﺎﻨت ﺘُﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م‬ ‫‪ -2‬ﻻ �ﻌد اﻟﻘر�ﺎن اﻟﻤﺴ�ﺤﻲ ﱡ‬ ‫‪ ،‬إﻨﻤــﺎ كﺎﻨــت ﻫــذﻩ اﻟــذ�ﺎﺌﺢ رﻤ ـ اًز ﻟذﺒ�ﺤــﺔ اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ ﻋﻠــﻰ ﻋــود اﻟﺼــﻠﻴب ﻤــن أﺠــﻞ ﺨــﻼص‬ ‫اﻟ�ﺸر�ﺔ ‪ ،‬وﺴر اﻟﻘر�ﺎن اﻟﻤﻘﱠدس �ﻌﺘﺒر إﻤﺘداد ﻟذﺒ�ﺤﺔ اﻟﺼﻠﻴب‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻟ�س ﻤﻌﻨﻰ اﻟﻘطـﻊ أي اﻟﻘﺘـﻞ ‪ ،‬ﺒـﻞ ﻤﻌﻨـﺎﻩ ﺘﺠر�ـد اﻹﻨﺴـﺎن ﻤـن ﻫو�ﺘـﻪ اﻟدﻴﻨ�ـﺔ كﻔـرد ﻓـﻲ‬

‫ﺠﻤﺎﻋﺔ ﷲ ‪ ،‬وﻗطﻊ اﻟﻨﻔس أي رﻓﻀﻬﺎ ﻤن ﺸﻌب ﷲ‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻗﻴ ــﻞ ﻋ ــن اﻟﺨﺘ ــﺎن أﻨ ــﻪ " ﻋﻬ ــداً أﺒ ــد�ﺎً " أي ﺴ�ﺴ ــﺘﻤر ﻤ ــدة طو�ﻠ ــﺔ ﻟﺤ ــﻴن ﻤﺠ ــﺊ اﻟﺴ ــﻴد‬

‫اﻟﻤﺴــ�ﺢ ‪ ،‬ﺤﻴــث ﻴ�طــﻞ اﻟﺨﺘــﺎن �ﺎﻟﻤﻌﻤود�ــﺔ ‪ ،‬ﻓ�ﻌــد أن كــﺎن اﻟﺨﺘــﺎن إﺸــﺎرة وﻋﻼﻤــﺔ ﻟﻠــدﺨوﻝ ﻓــﻲ‬

‫ﺸــﻌب ﷲ ‪ ،‬ﺼــﺎرت اﻟﻤﻌﻤود�ــﺔ ﻫــﻲ �ــﺎب اﻟــدﺨوﻝ ﻟﻠﻤﺴــ�ﺤ�ﺔ ‪ 0‬ﻓﻠــم �ﻌــد اﻟﺨﺘــﺎن ﻟــﻪ ﻗ�ﻤــﺔ ﻏﻴــر‬

‫ﻓﺎﺌدﺘﻪ اﻟﺼﺤ�ﺔ‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘـوﻝ اﻟﻘﻤص ﺘﺎدرس �ﻌﻘـوب ﻓـﻲ ﺒـدء ﺨﻠـق ﷲ ﻟﻺﻨﺴـﺎن أﻗـﺎم ﷲ اﻟﻌﻬـد ﻤـﻊ اﻹﻨﺴـﺎن‬

‫ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻟﺤب ‪ ،‬دون أي ﻋﻼﻤﺔ ظـﺎﻫرة ‪ ،‬إذ كـﺎن اﻹﻨﺴـﺎن كﺼـورة ﷲ ﻤﺘﺠﺎو�ـﺎً ﻤـﻊ ﺨﺎﻟﻘـﻪ‬ ‫�ﺎﻟﺤــب ‪� ،‬ﺸــﺘﺎق إﻟ�ــﻪ و�ﺠــري ﻨﺤــوﻩ ﻟ�ﺴــﻤﻊ ﺼــوﺘﻪ و�ﻔــرح ﺒرؤ�ﺘــﻪ ‪ ،‬و�ﻌــد اﻟﺴــﻘوط واﻟطوﻓــﺎن‬

‫أﻋطﻰ ﷲ اﻟﻌﻬد ﻟﻨوح وﻨﺴﻠﻪ ووﻀﻊ ﻗوس ﻗـزح كﻌﻼﻤـﺔ ﻟﻬـذا اﻟﻌﻬـد‪ٕ 0‬واذ أراد ﷲ أن ﻴـدﺨﻞ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻴﺜﺎق ﻤﻊ اﺒـرام وﻨﺴـﻠﻪ ﺠﻌـﻞ ﻋﻼﻤـﺔ ﻓـﻲ ﺠﺴـم كـﻞ ذكـر ‪ ،‬وﻋﻘـب ﻫـذا اﻟﻌﻬـد ﻏﱠﻴـر ﷲ إﺴـم ارام‬

‫إﻟﻰ إﺒراﻫﻴـم وﺴﺎراي إﻟﻰ ﺴﺎرة ) راﺠﻊ ﺘﻔﺴﻴر ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ص ‪0( 178 ، 177‬‬

‫‪ -6‬كــﺎن اﻟﺨﺘــﺎن ﻋﻼﻤــﺔ ﻋﻬــد ﻤــﻊ ﷲ ‪ ،‬واﻹﻟﺘ ـزام ﺒوﺼــﺎ�ﺎﻩ ‪ ،‬ﻓﻬــو أﻤــر ﺠﺴــدي ُﻗﺼ ـد �ــﻪ‬

‫أﻤـ اًر روﺤ�ـﺎً ‪ ،‬وﻫــذا ﻤـﺎ أوﻀــﺤﻪ ﻤوﺴـﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﻟﺸـﻌ�ﻪ ﻗــﺎﺌﻼً " ﻓـﺎﺨﺘﻨوا ﻏرﻟــﺔ ﻗﻠــو�كم وﻻ ﺘﺼـّﻠﺒوا‬

‫رﻗﺎ�كم " ) ﺘث ‪ " 00 ( 16 : 10‬و�ﺨﺘن اﻟرب إﻟﻬك ﻗﻠ�ك وﻗﻠب ﻨﺴﻠك ﻟﻛﻲ ﺘﺤب اﻟـرب إﻟﻬـك‬

‫ﻤــن كــﻞ ﻗﻠ�ــك وﻤــن كــﻞ ﻨﻔﺴــك ﻟﺘﺤ�ــﺎ " ) ﺘــث ‪ ( 6 : 30‬وﺸـكﻰ أرﻤ�ــﺎ اﻟﺸــﻌب ﻟ ﻗـﺎﺌﻼً " َﻤــن‬ ‫أُﻛﻠﻤﻬم وأﻨذرﻫم ﻟ�ﺴﻤﻌوا ‪ 0‬ﻫﺎ أن أُذﻨﻬم ﻏﻠﻔﺎء ﻓﻼ �ﻘـدرون أن �ﺼـﻐوا " ) أر ‪ ( 1 : 6‬وﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻌﻬــد اﻟﺠدﻴــد أوﻀــﺢ ﺒــوﻟس اﻟرﺴــوﻝ �ــﺄن اﻟﺨﺘــﺎن ﻻ �ﻔﻴــد اﻹﻨﺴــﺎن اﻟــذي ﻻ �ط�ــﻊ اﻟوﺼــﺎ�ﺎ )‬

‫اﻟﻨﺎﻤوس ( ﻓ�ﻘـوﻝ " ﻓﺈن اﻟﺨﺘﺎن ﻴﻨﻔﻊ إن ﻋﻤﻠت �ﺎﻟﻨﺎﻤوس ‪ 0‬وﻟﻛن إن كﻨت ﻤﺘﻌﺒـداً اﻟﻨـﺎﻤوس‬

‫ﻓﻘد ﺼﺎر ﺨﺘﺎﻨك ﻏرﻟﺔ " ) رو ‪0( 25 : 2‬‬

‫‪ -7‬كــﺎن اﻟﺨﺘــﺎن رﻤ ـ اًز ﻟﻠﻤﻌﻤود�ــﺔ ‪ ،‬وﻤﺘــﻰ ﺠــﺎء اﻟﻤزﻤــور إﻟ�ــﻪ �طــﻞ اﻟرﻤــز ‪ ،‬ﻓ�ﻌــد ﻤــوت‬ ‫‪- 384 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪379‬‬


‫اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ وﻗ�ﺎﻤﺘﻪ ﻨﺤن ﻨﺸﺎركﻪ ﻫذﻩ اﻷﺤداث �ﺎﻟﻤﻌﻤود�ﺔ ‪ ،‬و�ذﻟك �طـﻞ اﻟﺨﺘـﺎن ‪ ،‬و�وﻀـﺢ‬

‫ﻫذا اﻷﻤر ﻤﻌﻠﻤﻨﺎ ﺒوﻟس اﻟرﺴوﻝ ﻗﺎﺌﻼً " و�ﻪ أ�ﻀﺎً ُﺨﺘﻨﺘم ﺨﺘﺎﻨﺎً ﻏﻴر ﻤﺼـﻨوع ﺒﻴـد ﺒﺨﻠـﻊ ﺠﺴـم‬ ‫ﺨطﺎ�ﺎ اﻟ�ﺸر�ﺔ ﺒﺨﺘﺎن اﻟﻤﺴ�ﺢ ﻤدﻓوﻨﻴن ﻤﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﻤود�ﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬـﺎ أُﻗﻤـﺘم أ�ﻀـﺎً ﻤﻌــﻪ " )‬

‫ك ــو ‪ ( 12 ، 11 : 2‬وكﻤ ــﺎ ك ــﺎن اﻟﺨﺘ ــﺎن ﻫ ــو اﻟ� ــﺎب ﻟﻠ ــدﺨوﻝ إﻟ ــﻰ ﺸ ــﻌب ﷲ ﻗ ــد�ﻤﺎً ‪ ،‬ﻫك ــذا‬ ‫اﻟﻤﻌﻤود�ﺔ ﻫﻲ �ﺎب اﻟدﺨوﻝ إﻟﻰ ﺸﻌب ﷲ ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﺠدﻴد ‪0‬‬

‫س‪ : 460‬ﻫﻞ اﻟﻤﻘﺼود ﻤن اﻷﺜﻨﻰ ﻋﺸر رﺌ�ﺴﺎً ﻨﺴﻞ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ اﻷﺜﻨـﻰ ﻋﺸـر إﻤﺎﻤـﺎً ؟‬

‫ﻓﻘﺎﻝ ﷲ ﻹﺒراﻫ�م " وأﻤﺎ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓﻘـد ﺴـﻤﻌت ﻟـك ﻓ�ـﻪ ‪ 0‬ﻫـﺎ أﻨـﺎ أ�ﺎركـﻪ وأُﺜﻤـرﻩ وأُﻛﺜـرﻩ‬ ‫كﺜﻴ اًر ﺠداً‪ 0‬إﺜﻨﻰ ﻋﺸر رﺌ�ﺴﺎً ﻴﻠد وأﺠﻌﻠﻪ أﻤﺔ كﺒﻴرة " ) ﺘك ‪0 ( 20 : 17‬‬

‫ج ‪ :‬ﻟــ�س اﻟﻤﻘﺼــود �ــﺎﻷﺜﻨﻰ ﻋﺸــر رﺌ�ﺴـﺎً اﻷﺜﻨــﻰ ﻋﺸــر إﻤﺎﻤـﺎً كﻤــﺎ ﻫــو ﺸــﺎﺌﻊ ﻟــدى �ﻌـض ﻏﻴــر‬

‫اﻟﻤﺴ�ﺤﻴﻴن ‪ ،‬إﻨﻤﺎ اﻟﻤﻘﺼـود ﺒﻬـم أﺒﻨـﺎء إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ ‪ ،‬وﻫـذا ﻤـﺎ أوﻀـﺤﻪ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ﻓـﻲ ﻤوﻀـﻊ‬

‫آﺨــر ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ " وﻫــذﻩ أﺴــﻤﺎء ﺒﻨــﻲ إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ �ﺄﺴــﻤﺎﺌﻬم ﺤﺴــب ﻤواﻟﻴــدﻫم‪ 0‬ﻨ� ـﺎﻴوت �كــر‬

‫وﻤﺴــﺎ‪ 0‬وﺤ ـدار وﺘ�ﻤــﺎ و�طــور وﻨــﺎﻓ�ش‬ ‫إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ وﻗﻴــدار وأدﺌﻴــﻞ وﻤ�ﺴــﺎم وﻤﺸــﻤﺎع ودوﻤــﺔ ﱠ‬

‫وِﻗدﻤﺔ‪ 0‬ﻫؤﻻء ﻫم ﺒﻨو إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ وﻫذﻩ أﺴﻤﺎؤﻫم ﺒد�ﺎرﻫم وﺤﺼوﻨﻬم إﺜﻨـﺎ ﻋﺸـر رﺌ�ﺴـﺎً ﺤﺴـب‬ ‫ﻗ�ﺎﺌﻠﻬم " ) ﺘك ‪ ( 16 – 13 : 25‬ﻓﺎﻟﻔﺎرق اﻟزﻤﻨﻲ ﺒﻴن أﺒﻨﺎء إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓـﻲ ﻨﺤـو اﻟﻘـرن اﻟﺘﺎﺴـﻊ‬ ‫ﻋﺸر ﻗﺒﻞ اﻟﻤ�ﻼد ‪ ،‬و�ﻴن اﻷﺜﻨﻰ ﻋﺸر إﻤﺎﻤﺎً ‪ ،‬أي ﻤﺎ �ﻌد اﻟﻘرن اﻟﺴﺎ�ﻊ ﻟﻠﻤ�ﻼد ﻓرق ﺸﺎﺴﻊ‪0‬‬

‫س‪ : 461‬أ ‪ -‬ﻫﻞ أﻛﻞ ﷲ واﻟﻤﻼﺌكﺔ ﻟدى إﺒراﻫ�م ؟ وﻫـﻞ اﻟـرب �ﺄﻛـﻞ و�ﺸـرب و�ﺘﺒـوﻝ‬

‫و�ﺘﺨﻠص ﻤن اﻟﻔﻀﻼت ؟ و�ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود أن اﻟﻘوﻝ �ﺄن اﻟﻤﻼﺌكﺔ أﻛﻠوا ﻟدى‬ ‫إﺒراﻫ�م �ﻌد ﻤن ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺘﺠدﻴﻒ ﻋﻠـﻰ اﻟﻤﻼﺌكـﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻼﺌكـﺔ ﻻ �ـﺄﻛﻠون وﻻ ﻴﺘزوﺠـون كﻘـوﻝ ﻤـﻼك‬

‫اﻟرب ﻟﻤﻨوح " وﻟو ﻋوﻗﺘﻨﻲ ﻻ آﻛﻞ ﻤن ﺨﺒزك ‪ٕ 0‬وان ﻋﻤﻠت ﻗر�ﺎﻨﺎً ﻓﻠﻠرب أﺼﻌدﻩ " ) ﻗض ‪13‬‬ ‫‪ ( 16 :‬وﻟﻛــن ﻤــﺎدام ﷲ ﻴﺘﻌــب و�ﻨــﺎم و�ﺴــﺘﻘ�ظ ﻓــﻲ اﻟﺘــوراة ‪ ،‬ﻓــﻼ ﻋﺠــب أن اﻟﻤﻼﺌكــﺔ �ــﺄﻛﻠون )‬ ‫راﺠﻊ اﻟﺘوراة ص ‪ ) 0 ( 62 – 52‬اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪ ، 169‬س‪0( 277‬‬

‫ج ‪� -1 :‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ أﻏﺴــطﻴﻨوس اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ " ﻋﻨــدﻤﺎ ﻴﺘﻨــﺎزﻝ ﷲ و�ظﻬــر ﻟﻠ�ﺸــر ﻓــﻲ ﺼــورة‬

‫ﺘﺘﻨﺎﺴب ﻤﻊ طﺒ�ﻌﺘﻨﺎ اﻟﻤﺎد�ﺔ ‪ ،‬ﻴﺘﻌﺎﻤﻞ ﻤﻌﻨﺎ أ�ﻀﺎً �ﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﺴب ﻤـﻊ طﺒ�ﻌﺘﻨـﺎ أ�ﻀـﺎً ‪ ،‬ﻓﻬﻨـﺎ اﻷﻛـﻞ‬ ‫‪- 385 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪380‬‬


‫�طر�ﻘﺔ ﺴر�ﺔ ﻤﻌﺠز�ﺔ ‪ ،‬ﺒﻞ اﻟﻤوﻗﻒ كﻠﻪ ﻤﻤﻠوء �ﺎﻟﻤﻌﺠزات " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن‬ ‫[‪0‬‬ ‫‪� -2‬ﻘــوﻝ أﺤــد اﻵ�ــﺎء اﻟرﻫ�ــﺎن ﺒــدﻴر ﻤــﺎر ﻤﻴﻨــﺎ " إن ﷲ واﻟﻤﻼﺌكــﺔ ﻓــﻲ ظﻬــورﻫم ﻹﺒ ـراﻫ�م‬

‫أﻛﻠـوا �طر�ﻘــﺔ ﻤﻌﺠز�ـﺔ ‪ ،‬وﷲ ﻗــﺎدر �ـﻼ ﺸــك أن �ﺤـوﻝ ﻫــذا اﻷﻛـﻞ إﻟــﻰ ﻻ ﺸـﺊ " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت‬ ‫أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺘوﻓﻴق ﻓرج ﻨﺨﻠﺔ " اﻟﻤﻼﺌكﺔ أرواح وﻟ�ﺴت ﻟﻬـم أﺠﺴـﺎد ﻤﺜـﻞ أﺠﺴـﺎدﻨﺎ )‬

‫ﻤز ‪ ، 4 : 104‬ﻋب ‪ ( 7 : 1‬ﻓﻼ �ﺄﻛﻠون وﻻ �ﺸر�ون وﻻ �ﺤﺘﺎﺠون إﻟﻰ اﻟراﺤﺔ ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ أﻛـﻞ‬

‫اﻟــرب واﻟﻤﻼﻛــﺎن ﻟــدى إﺒ ـراﻫ�م ‪ ،‬ﻓــﺈﻨﻬم أﻛﻠ ـوا �طر�ﻘــﺔ ﺴ ـر�ﺔ ﻤﻌﺠز�ــﺔ ‪ ،‬كﻤــﺎ أن اﻷﺠﺴــﺎد اﻟﺘــﻲ‬ ‫ظﻬــروا ﺒﻬــﺎ كﺎﻨــت ﻤؤﻗﺘــﺔ إﻨﺘﻬــت �ﺎﻨﺘﻬــﺎء اﻟﻤﻬﻤــﺔ ‪ ،‬وﻫكــذا أﻛــﻞ اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ �ﻌــد ﻗ�ﺎﻤﺘــﻪ ﻤــن‬

‫اﻷﻤوات �ﺎﻟﺠﺴد اﻟﻤﻤﺠد اﻟذي ﻻ �ﺄﻛﻞ وﻻ �ﺸرب وﻻ ﻴﺘﻌب ‪ ،‬إﻨﻤﺎ أﻛﻞ ﻟﻛـﻲ �ﻘﺘﻨـﻊ اﻟﺘﻼﻤﻴـذ أﻨـﻪ‬

‫ﻫو اﻹﻟﻪ اﻟﻤﺘﺠﺴد ‪ ،‬ﻟم ﻴﺘﺨﻠـﻰ ﻋن ﺠﺴدﻩ ﻋﻨد ﻗ�ﺎﻤﺘـﻪ ﻤـن ﺒـﻴن اﻷﻤـوات " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ‬ ‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -4‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﻼك ﺸوﻗﻲ إﺴكﺎروس " ﻤﺎ ﻗـد ﺘظﺎﻫر ﷲ �ﻪ واﻟﻤﻼﻛﻴن ﻤن اﻷﻛﻞ ‪،‬‬

‫أوﻀــﺤﻪ ﷲ ﻟﻨــﺎ ﻓــﻲ ﺴــﻔر طو��ــﺎ ‪ ،‬إذ �ﻘــوﻝ اﻟﻤــﻼك ﻟطو��ــﺎ �ﻌــد أن راﻓﻘــﻪ ﻓــﻲ رﺤﻠﺘــﻪ وﻋــﺎد �ــﻪ‬

‫ﺴﺎﻟﻤﺎً } أﻨﺎ راﻓﺎﺌﻴـﻞ اﻟﻤـﻼك أﺤـد اﻟﺴـ�ﻌﺔ اﻟـواﻗﻔﻴن أﻤـﺎم اﻟـرب ‪ 00‬وكـﺎن �ظﻬـر ﻟﻛـم أﻨـﻲ آﻛـﻞ‬

‫وأﺸرب ﻤﻌكم ٕواﻨﻤﺎ أﻨﺎ أﺘﺨذ طﻌﺎﻤﺎً ﻏﻴـر ﻤﻨظـور وﺸـرا�ﺎً ﻻ ﻴ�ﺼـرﻩ أﺤـد ‪ 0‬واﻵن ﻗـد ﺤـﺎن أن‬ ‫أرﺠﻊ إﻟﻰ ﻤن أرﺴﻠﻨﻲ وأﻨﺘم �ﺎركوا ﷲ وﺤدﺜوا ﺒﺠﻤ�ـﻊ ﻋﺠﺎﺌ�ـﻪ { ) طـو ‪" ( 20 – 15 : 12‬‬ ‫] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪ -5‬إن كــﺎن �ﻌــض اﻟﻨﻘــﺎد ﻏﻴــر اﻟﻤﺴــ�ﺤﻴﻴن �ﻌﺘرﻀــون ﻋﻠــﻰ أﻛــﻞ اﻟﻤﻼﺌكــﺔ ﻷﻨﻬــم أراوح ‪،‬‬

‫ﻓكﻴﻒ �ﻘﺒﻠون ﻓكرة اﻟزواج �ﺤور اﻟﻌﻴن ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ‪ ،‬ﻤﻊ أﻨﻬن كﺎﺌﻨﺎت ﻏﻴر �ﺸر�ﺔ ؟!‬

‫س‪ : 462‬كﻴﻴ ﻴﺘﺠﺴد ﷲ ﻓـﻲ ﺼورة رﺠﻞ ﻤﺤـدود ‪ ،‬وﻫـو ﻤـﺎﻟﺊ اﻟﺴـﻤوات واﻷرض ؟‬

‫وﻫﻞ �ﺴﺘر�ﺢ اﻟـرب ﺘﺤـت ﺸﺠرة ؟ )اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪ ، 169‬س ‪0( 277‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻤ ــﺎذا �ﺴ ــﺘ�ﻌد �ﻌ ــض اﻟﻨﻘ ــﺎد ﻏﻴ ــر اﻟﻤﺴ ــ�ﺤﻴﻴن ظﻬ ــور ﷲ ﻓ ــﻲ ﺸ ــكﻞ إﻨﺴ ــﺎن ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤ ــﺎ‬ ‫‪- 386 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪381‬‬


‫�ﻌﺘرﻓـون أن ﷲ ظﻬــر ﻓــﻲ اﻟﻨــﺎر وكﻠــم ﻤوﺴــﻰ ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻗــﺎﻝ " ُﺒـ ِ‬ ‫ـورك ﻤــن ﻓــﻲ اﻟﻨــﺎر وﻤــن ﺤوﻟﻬــﺎ‬ ‫وﺴــ�ﺤﺎن ﷲ رب اﻟﻌــﺎﻟﻤﻴن " ) ﺴــورة اﻟﻨﻤــﻞ ‪ ( 8‬ﻓﻬــﻞ ﷲ اﻟــذي ظﻬــر ﻓــﻲ اﻟﻨــﺎر أﻻﱠ �ظﻬــر ﻓــﻲ‬ ‫ﺸكﻞ إﻨﺴﺎن وﻫو أﻛرم وأﺸرف وأﺠﻞ ﻤن اﻟﻨﺎر ؟!‬

‫‪ -2‬وﻟﻤ ــﺎذا �ﺴ ــﺘ�ﻌدون ظﻬ ــور ﷲ ﻓ ــﻲ ﺸ ــكﻞ إﻨﺴ ــﺎن ﻤ ــﻊ أﻨﻬ ــم �ﻘﺒﻠ ــون ﻨﺴ ــ�ﺔ اﻷﻋﻀ ــﺎء‬

‫اﻟﺠﺴد�ﺔ ﻟ ﻤﺜﻞ اﻟوﺠﻪ ) اﻟﻘﺼص ‪ ( 88‬واﻟﻴد ) اﻟﻔﺘﺢ ‪ ( 10‬واﻟﺠﻨب ) اﻟزﻤـر ‪ ( 56‬واﻟﻌـﻴن )‬ ‫اﻟطور ‪ ( 48‬؟‬

‫‪ -3‬وﻟﻤﺎذا �ﺴﺘ�ﻌدون ظﻬور ﷲ ﻓﻲ ﺸكﻞ إﻨﺴﺎن ﻤﻊ أﻨﻬم �ﻘﺒﻠون ﻨﺴـ�ﺔ اﻟﻤﺸـﺎﻋر اﻟ�ﺸـر�ﺔ‬

‫ﻟ ﻤﺜﻞ اﻟﺤﺴرة ) �س ‪ ( 3‬واﻟﻨﺴ�ﺎن ) اﻟﺘو�ﺔ ‪ ( 67‬واﻟﻐﻀب ) اﻟﻔﺘﺢ ‪ ( 6‬واﻟﻤكر ) آﻝ ﻋﻤران‬ ‫‪ ( 54‬واﻟﻀﺤك ) ﺼﺤ�ﺢ اﻟﺒﺨﺎري ( ؟‬

‫‪ -4‬وﻟﻤــﺎذا �ﺴــﺘ�ﻌدون ظﻬــور ﷲ ﻓــﻲ ﺸــكﻞ إﻨﺴــﺎن �ﺴــﺘر�ﺢ ﺘﺤــت ﺸــﺠرة ﻤــﻊ أﻨﻬــم �ﻘﺒﻠــون‬

‫اﻟﻘوﻝ �ﺄن " اﻟرﺤﻤن ﻋﻠﻰ اﻟﻌرش اﺴﺘوى " ) طﻪ ‪ ( 5‬؟‬

‫‪ -5‬وﻟﻤــﺎذا �ﺴــﺘ�ﻌدون ظﻬــور ﷲ ﻓــﻲ ﺸــكﻞ إﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﻤــﻊ أﻨﻬــم �ﻌﺘرﻓــون �ــﺄن ﷲ ﺴــ�ظﻬر‬ ‫ﻟﻌ�ﺎدﻩ ﻴوم اﻟﻘ�ﺎﻤﺔ ‪ ،‬ﻓﻼ ﻴﺘﻌرﻓون ﻋﻠ�ﻪ إﻻﱠ ﻋﻨدﻤﺎ �كﺸﻒ ﺴﺎﻗﻪ ‪ ،‬ﻓ�ﻌرﻓوﻨﻪ ﻤن ﻋﻼﻤﺔ ﻓﻲ ﺴﺎﻗﻪ‬

‫؟‬

‫‪ -6‬وﻟﻤــﺎذا �ﺴــﺘ�ﻌدون ظﻬــور ﷲ ﻓــﻲ ﺸــكﻞ إﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﻤــﻊ أن اﻟﻘ ـرآن ذكــر ز�ــﺎرة اﻟﻤﻼﺌك ـﺔ‬

‫ﻹﺒـراﻫ�م " وﻟﻘــد ﺠــﺎءت ُرُﺴــﻠﻨﺎ إﺒـراﻫ�م �ﺎﻟ�ﺸــرى ﻗــﺎﻟوا ﺴــﻼﻤﺎً ﻗــﺎﻝ ﺴــﻼم ﻓﻤــﺎ ﻟﺒــث أن ﺠــﺎء �ﻌﺠــﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺤﻴﻨﺌذ ﻓﻠﻤﺎ رءا أﻴدﻴﻬم ﻻ ﺘﺼﻞ إﻟ�ﻪ ﻨكرﻫم وأوﺠس ﻤﻨﻬم ﺨ�ﻔﺔ ﻗﺎﻟوا ﻻ ﺘﺨﻒ إﻨﺎ أُرﺴﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﻗـوم‬

‫ﻟــوط ‪ 0‬واﻤ أرﺘــﻪ ﻗﺎﺌﻤــﺔ ﻓﻀــﺤكت ﻓ�ﺸ ـرﻨﺎﻫﺎ ﺒﺈﺴــﺤق " ) ﻫــود ‪ ] ( 71 – 69‬ارﺠــﻊ أ�ﻀ ـﺎً ﺴــورة‬ ‫اﻟﺤﺠر ‪ ، 56 – 51‬وﺴورة اﻟذار�ﺎت ‪0[ 30 – 24‬‬

‫‪ -7‬وﻟﻤــﺎذا �ﺴــﺘ�ﻌدون ظﻬــور اﻟﻤــﻼك ﻓــﻲ ﺸــكﻞ إﻨﺴــﺎن ﻤــﻊ أﻨﻬــم �ﻘﺒﻠــون إﻤكﺎﻨ�ــﺔ ظﻬــور‬

‫اﻟﻤ ــﻼك ﻓ ــﻲ ﺸ ــكﻞ رﺠ ــﻞ " وﻗ ــﺎﻟوا ﻟ ــوﻻ أﻨ ــزﻝ ﻋﻠ� ــﻪ ﻤﻠ ــك وﻟ ــو أﻨزﻟﻨ ــﺎ ﻤﻠﻛـ ـﺎً ﻟﻘﻀ ــﻲ اﻷﻤ ــر ﺜ ــم ﻻ‬ ‫ﻴﻨظرون‪ 0‬وﻟو ﺠﻌﻠﻨﺎﻩ ﻤﻠﻛﺎً ﻟﺠﻌﻠﻨﺎﻩ رﺠﻼً وأﻟ�ﺴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬم ﻤﺎ ﻴﻠ�ﺴون " ) اﻷﻨﻌﺎم ‪ ( 9 ، 8‬؟‬ ‫‪ -8‬وﻟﻤﺎذا �ﺴﺘ�ﻌدون ظﻬور اﻟﻤﻼك ﻓﻲ ﺸكـﻞ إﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﻤﻊ أن اﻟوﺤﻲ كﺎن �ظﻬر ﻫكذا ‪،‬‬ ‫‪- 387 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪382‬‬


‫ﻓﺠﺎء ﻓﻲ ﺤدﻴث اﻟﺒﺨﺎري ﻋن ﻋﺎﺌﺸﺔ أن اﻟﺤﺎرث ﺒن ﻫﺸﺎم ﺴﺄﻝ رﺴوﻝ ﷲ كﻴـﻒ �ﺄﺘ�ـك اﻟـوﺤﻲ‬

‫ـﻲ ﻓ�ﻔﺼـم ﻋﻨـﻲ‬ ‫" ﻓﻘﺎﻝ رﺴوﻝ ﷲ ) ﺼﻠﻌم ( أﺤ�ﺎﻨﺎً �ﺄﺘﻴﻨﻲ ﻤﺜﻞ ﺼﻠﺼﻠﺔ اﻟﺠـرس وﻫـو أﺸـدﻩ ﻋﻠ ﱠ‬ ‫وﻗد وﻋﻴت ﻋﻨﻪ ﻤﺎ ﻗﺎﻝ وأﺤ�ﺎﻨﺎً ﻴﺘﻤﺜﻞ ﻟﻲ اﻟﻤﻠك رﺠﻼً ﻓ�كﻠﻤﻨﻲ ﻓﺄﻋﻲ ﻤﺎ �ﻘوﻝ ‪0(1) " 00‬‬ ‫‪F6‬‬

‫‪ -9‬ظﻬورات ﷲ ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ﻫ�ﺄت ذﻫن اﻟ�ﺸر�ﺔ ﻟﻘﺒوﻝ ﻓكرة اﻟﺘﺠﺴد اﻹﻟﻬﻲ ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد‬

‫‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ﺘﺠﺴد ﷲ كﺎن �ﺄﻛﻞ و�ﺸرب و�ﺘﻌب و�ﺴﺘر�ﺢ �ﺤﺴـب اﻟﻨﺎﺴـوت ‪ ،‬أي كﺈﻨﺴـﺎن �ﺤﺘـﺎج‬

‫ﻟﻬذﻩ اﻷﻤور ‪ ،‬أﻤﺎ اﻟﻼﻫوت ﻓﻬو ﱠ‬ ‫ﻤﻨزﻩ ﻋن كﻞ ﻫذا‪0‬‬

‫س‪ : 463‬ﻤـــن ظﻬـــر ﻹﺒـــراﻫ�م ﻫـــﻞ ﷲ ) ﺘـــك ‪ ( 17 : 18‬أم ﻤﻼﺌكـــﺔ كﻘـــوﻝ ﺒـــوﻟس‬

‫اﻟرﺴــوﻝ أن إﺒ ـراﻫ�م إﺴﺘﻀــﺎف ﻤﻼﺌك ــﺔ ) ﻋــب ‪ ( 2 : 13‬؟ ) اﻟﺒﻬر�ــز ﺠ ـ ‪ 1‬س ‪، 164‬‬

‫س ‪0( 277‬‬

‫ج ‪ :‬إﺴﺘﻀﺎف ﷲ ﺜﻼﺜﺔ ﻀﻴوف ﻓﻲ ﺸكﻞ رﺠﺎﻝ ‪ ،‬وكﺎن واﺤداً ﻫو اﻟﻤﺘﻘدم ﻓﻴﻬم ‪ٕ ،‬واﻟ�ـﻪ ﺘوﺠـﻪ‬

‫إﺒراﻫ�م �ﺤدﻴﺜـﻪ " �ﺎﺴﻴد ‪ 00‬ﻋﻴﻨ�ـك ‪ 00‬ﻓـﻼ ﺘﺘﺠـﺎوز " ) ﺘـك ‪ ( 3 ، 2 : 18‬وﻫـو اﻟـذي ﻋـرف‬

‫أن ﺴــﺎرة ﻀــﺤكت ﻓــﻲ �ﺎطﻨﻬــﺎ ) ﺘــك ‪ ( 12 : 18‬وظــﻞ إﺒـراﻫ�م واﻗﻔـﺎً أﻤﺎﻤــﻪ ) ﺘــك ‪( 27 : 18‬‬

‫وﻫــذا كﻤ ـﺎ أوﻀــﺢ اﻟﻛﺘــﺎب " ﻓﻘــﺎﻝ اﻟــرب ﻫــﻞ أﺨﻔــﻰ ﻋــن إﺒـراﻫ�م " ) ﺘــك ‪ " ( 17 : 18‬وﻗــﺎﻝ‬

‫اﻟرب أن ﺼـراخ ﺴـدوم وﻋﻤـورة ‪ ) " 00‬ﺘـك ‪ ( 20 : 18‬أﻤـﺎ اﻹﺜﻨـﺎن اﻵﺨـران ﻓﻬﻤـﺎ ﻤﻼﻛـﺎن ‪،‬‬ ‫وﻫﻤﺎ اﻟﻠذان إﻨﺼرﻓﺎ ﻨﺤو ﺴدوم " وأﻤﺎ إﺒراﻫ�م ﻓﻛﺎن ﻻ ﻴزاﻝ ﻗﺎﺌﻤﺎً أﻤﺎم اﻟرب " ) ﺘك ‪22 : 18‬‬

‫( وﻗـﺎﻝ إﺒراﻫ�م ﻟ " ﻗد ﺸرﻋت أﻛﻠم اﻟﻤوﻟﻰ وأﻨﺎ ﺘراب ورﻤﺎد " ) ﺘك ‪0( 27 : 18‬‬

‫وﻟــذﻟك إذا ﻗــﺎﻝ ﺒــوﻟس اﻟرﺴــوﻝ " ﻻ ﺘﻨﺴــوا إﻀــﺎﻓﺔ اﻟﻐر�ــﺎء ﻷﻨــﻪ ﺒﻬــﺎ أﻀــﺎف إﻨــﺎس‬

‫ﻤﻼﺌكــﺔ وﻫــم ﻻ ﻴــدرون " ) ﻋــب ‪ ( 2 : 13‬ﻓﻬــذا ﻻ ﻴﻨﻔــﻲ أن إﺒ ـراﻫ�م إﺴﺘﻀــﺎف ﷲ ذاﺘــﻪ ﻤــﻊ‬ ‫ﻤﻼﺌكﺔ أ�ﻀﺎً‪0‬‬

‫س‪ : 464‬ﻋﻨــدﻤﺎ إﻨﺼــرف اﻟﻤﻼﻛــﺎن ﻨﺤــو ﺴــدوم ‪ ،‬ﻟﻤــﺎذا ﺘﻛﻠــم ﻋﻨﻬﻤــﺎ اﻟﻛﺘــﺎب �ﺼــ�ﻐﺔ‬

‫اﻟﺠﻤــﻊ " واﻨﺼــرف اﻟرﺠــﺎﻝ ﻤــن ﻫﻨــﺎك وذﻫﺒـوا ﻨﺤــو ﺴــدوم " ) ﺘــك ‪ ( 22 : 18‬؟ وﻫــﻞ‬ ‫اﻟﺜﻼﺜﺔ �ﻤﺜﻠون اﻟﺜﺎﻟوث ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪ ، 169‬س ‪0( 277‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪6‬‬

‫‪- 388 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪383‬‬


‫و�ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور " ﺴــﻴد اﻟﻘﻤﻨــﻲ " ﺘﻌﻠ�ﻘـﺎً ﻋﻠــﻰ ظﻬــور ﷲ ﻹﺒـراﻫ�م " واﻟــرب ﻫﻨــﺎ �ظﻬــر‬

‫ﺒوﻀــوح ﻻ �ﻘﺒــﻞ ﻟ�ﺴ ـﺎً ﻓــﻲ ﻫﻴﺌــﺔ ﺜﻼﺜــﺔ رﺠــﺎﻝ ﻴﻨــﺎدﻴﻬم إﺒ ـراﻫ�م ) اﻟﺜﻼﺜــﺔ ( ﻓــﻲ ﺼــ�ﻐﺔ اﻟﻤﻨــﺎدى‬

‫اﻟواﺤد ‪� :‬ﺎﺴﻴد ‪ ،‬ﻋﻴﻨ�ك ‪ ،‬ﻻ ﺘﺘﺠـﺎور ﻋﺒـدك ‪ 0‬ﺜـم �ﻌـود ﻟﻤﻨـﺎداة ر�ـﻪ �ﺼـ�ﻐﺔ اﻟﺠﻤـﻊ ﻓ�ﻘـوﻝ ‪00‬‬

‫أﻏﺴــﻠوا أرﺠﻠﻛــم ‪ 00‬ﻓﺘﺴــﻨدون ﻗﻠــو�كم ﺜــم ﺘﺠﺘــﺎزون ﻷﻨكــم ﻗــد ﻤــررﺘم ﻋﻠــﻰ ﻋﺒــدكم ‪ 00‬واﻀــﺢ إذاً‬

‫أن اﻟرب ﻗد ظﻬر ﻹﺒراﻫ�م ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﺸﺨوص ‪ ،‬واﻷﻛﺜر وﻀوﺤﺎً ﺤﻴرة اﻟﻛﺎﺘب ﻤﻊ ﻤﺎ ﺒﻴن‬

‫ﻴد�ــﻪ ﻤــن ﻤﺘﻨــﺎﺜرات ﻗد�ﻤــﺔ ‪ ،‬و�ــﻴن إﻋﺘﻘــﺎدﻩ ﻓــﻲ إﻟــﻪ واﺤــد ‪ ،‬ﻓﺘﻀــﺎرب اﻟــﻨص ﺒــﻴن ﻴد�ــﻪ ﻤــﺎ ﺒــﻴن‬

‫اﻹﻓراد واﻟﺠﻤﻊ ‪� 00‬ﻤكﻨﻨﺎ أن ﻨﻘـوﻝ ﺒـدون ﺘـردد أن اﻟﻨﺼـوص اﻷﺼـﻠ�ﺔ ﺴـواء كﺎﻨـت ﺸـﻔﺎﻫ�ﺔ أم‬ ‫ﻋﻠــﻰ ﻫﻴﺌــﺔ كﺘﺎ�ــﺎت ﻤﺘﻨــﺎﺜرة ‪ ،‬كﺎﻨــت ﺘﺘﺤــدث ﻋــن ﺜــﺎﻟوث إﻟﻬــﻲ ‪ ،‬وأن اﻟﻀــﻠﻊ اﻷﻛﺒــر ﻓــﻲ ﻫــذا‬

‫اﻟﺜﺎﻟوث كﺎن ) إﻴﻞ ( اﻟذي ﻋرﻓﻨﺎﻩ ﻗ�ﻼَ ً◌ إﻟﻬﺎً ﻟﻠﻘﻤر " )‪0(1‬‬ ‫‪F7‬‬

‫ج ‪� :‬ﻘــوﻝ ﻗداﺴــﺔ اﻟ�ﺎ�ــﺎ ﺸــﻨودة اﻟﺜﺎﻟــث " ﻻ �ﻤكــن أن ﻨﻘــوﻝ أن ﻫــؤﻻء اﻟﺜﻼﺜــﺔ كــﺎﻨوا اﻟﺜــﺎﻟوث‬

‫اﻟﻘدوس ‪ 00‬ﻷن اﻟﺜﺎﻟوث ﻟ�س ﻓ�ﻪ ﻫذا اﻹﻨﻔﺼﺎﻝ اﻟواﻀﺢ ‪ ،‬ﻓﺎﻹﺒن �ﻘـوﻝ " أﻨﺎ واﻵب واﺤد " )‬

‫ﻓﻲ ‪ 0‬ﻤن رآﻨﻲ ﻓﻘد رأى اﻵب " ) ﻴـو ‪، 9 : 14‬‬ ‫ﻴو ‪ ( 30 : 10‬و�ﻘـوﻝ " أﻨﺎ ﻓﻲ اﻵب واﻵب ﱠ‬ ‫‪ ( 10‬كذﻟك ﻗﻴﻞ ﻋن اﻵب " ﷲ ﻟم ﻴرﻩ أﺤد ﻗط " ) ﻴو ‪ 00 ( 18 : 1‬وﻟو كﺎن إﺒراﻫ�م �ﻌـرف‬

‫أﻨﻪ أﻤﺎم ﷲ ‪ ،‬ﻤﺎ كـﺎن �ﻘـدم ﻟﻬـم ز�ـداً وﻟﺒﻨـﺎً وﺨﺒـ اًز وﻟﺤﻤـﺎً و�ﻘـوﻝ ‪ " :‬إﺘﻛﺌـوا ﺘﺤـت اﻟﺸـﺠرة ﻓﺄﺨـذ‬ ‫كﺴرة ﺨﺒز ‪ 0‬ﻓﺘﺴﻨدون ﻗﻠو�كم ﺜم ﺘﺠﺘﺎزون " ) ﺘك ‪0( 8 ، 5 : 18‬‬

‫وأﻤﺎ اﻟﺜﻼﺜﺔ ﻓكـﺎﻨوا اﻟـرب وﻤﻌـﻪ ﻤﻼﻛـﺎن ‪ 00‬اﻟﻤﻼﻛ ـﺎن �ﻌـد اﻟﻤﻘﺎﺒﻠـﺔ ذﻫ�ـﺎ إﻟـﻰ ﺴـدوم )‬

‫ﺘك ‪ – 22 ، 16 : 18‬ﺘك ‪ ( 1 : 19‬و�ﻘﻰ إﺒراﻫ�م واﻗﻔﺎً أﻤﺎم اﻟرب ) ﺘـك ‪ ( 22 : 18‬وﺘﺸـﻔﻊ‬

‫ﻓﻲ ﺴدوم ) ﺘك ‪ ( 23 : 18‬وﻟﻤﺎ رأى أﺒوﻨﺎ إﺒـراﻫ�م ﻤـن �ـﺎب ﺨ�ﻤﺘـﻪ ﻫـؤﻻء اﻟﺜﻼﺜـﺔ ‪ ،‬ﻟـم �كوﻨـوا‬

‫ط�ﻌـﺎً ﻓــﻲ ﺒﻬــﺎء واﺤــد ‪ ،‬وﻻ ﻓــﻲ ﺠــﻼﻝ وا ﺤــد ‪ 0‬وكــﺎن اﻟــرب �ــﻼ ﺸــك ﻤﻤﱠﻴـ اًز ﻋــن اﻟﻤﻼﻛــﻴن ﻓــﻲ‬ ‫ﺠﻼﻟﻪ وﻫﻴﺒﺘﻪ وﻟﻌﻞ اﻟﻤﻼﻛﻴن كﺎﻨﺎ �ﺴﻴران ﺨﻠﻔﻪ‪0‬‬

‫وﻟﻬذا كﺎن أﺒوﻨـﺎ إﺒـراﻫ�م �كﻠـم اﻟـرب �ـﺎﻟﻤﻔرد ‪� ،‬ﺎﻋﺘ�ـﺎرﻩ ﻤﻤـﺜﻼً ﻟﻬـذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋـﺔ ‪00‬‬ ‫وﻫكذا �ﻘوﻝ ﻟﻪ " �ﺎﺴﻴد ‪ 0‬إن كﻨت ﻗد وﺠدت ﻨﻌﻤـﺔ ﻓـﻲ ﻋﻴﻨ�ـك ‪ 0‬ﻓـﻼ ﺘﺘﺠـﺎوز ﻋﺒـد ‪ُ 0‬ﻟﻴؤﺨـذ‬

‫ﻗﻠﻴﻞ ﻤـﺎء ٕواﻏﺴـﻠوا أرﺠﻠﻛـم ٕواﺘﻛﺌـوا ﺘﺤـت اﻟﺸـﺠرة " أي ‪ :‬إﺴـﻤﺢ �ﺎﺴـﻴد ﻟﻸﺜﻨـﻴن اﻟﻠـذﻴن ﻤﻌـك ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺹ ‪175 - 173‬‬

‫‪- 389 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪384‬‬


‫ﻓﻴؤﺨــذ ﻗﻠﻴــﻞ ﻤــﺎء ٕواﻏﺴــﻠوا أرﺠﻠﻛــم ‪ 0‬ﻤــن أﺠــﻞ ﻫــذا اﻟﺴــﺒب ‪ ،‬كــﺎن أﺒوﻨــﺎ إﺒ ـراﻫ�م ﻴــﺘﻛﻠم أﺤ�ﺎﻨ ـﺎً‬ ‫�ــﺎﻟﻤﻔرد ‪ ،‬و�ﺨــﺎطﺒﻬم أﺤ�ﺎﻨـﺎً �ــﺎﻟﺠﻤﻊ ‪ 0‬ﻤﺜﻠﻤــﺎ �ﻘﺎﺒﻠــك ﻀــﺎ�ط وﻤﻌــﻪ ﺠﻨــد�ﺎن ‪ 00‬ﻓــﺘﻛﻠم اﻟﻀــﺎ�ط‬

‫ﻋن ﻨﻔﺴـﻪ وﻋـن اﻟﺠﻨـدﻴﻴن ﻓـﻲ ﻨﻔـس اﻟوﻗـت ‪ 0‬ﻗﻠﻨـﺎ أن اﻟﺜﻼﺜـﺔ كـﺎﻨوا اﻟـرب وﻤﻌـﻪ ﻤﻼﻛـﺎن ‪ 0‬وﻗـد‬

‫ذﻫب اﻟﻤﻼﻛﺎن إﻟﻰ ﺴدوم ) ﺘك ‪ ( 1 : 19‬و�ﻘﻰ اﻟﺜﺎﻟث ﻤﻊ إﺒراﻫ�م‪0‬‬

‫وواﻀﺢ أن ﻫذا اﻟﺜﺎﻟث كﺎن ﻫو اﻟرب ‪ ،‬واﻷدﻟــﺔ ﻫـﻲ ‪ :‬إﻨﻪ اﻟـذي ﻗـﺎﻝ ﻹﺒـراﻫ�م " إﻨـﻲ‬

‫أرﺠﻊ إﻟ�ـك ﻨﺤـو زﻤـﺎن اﻟﺤ�ـﺎة و�كـون ﻟﺴـﺎرة إﻤرأﺘـك إﺒـن " ) ﺘـك ‪ ( 10 : 18‬ﺒـﻞ أن اﻟﻛﺘـﺎب‬ ‫�ﻘوﻝ ﺼراﺤﺔ ﻓﻲ ﻨﻔس اﻹﺼﺤﺎح إﻨﻪ ﻫو اﻟرب ‪ ،‬ﻓﻲ ﻋ�ﺎرات كﺜﻴرة ﻤﻨﻬﺎ ‪ :‬ﻓﻘﺎﻝ اﻟرب ﻹﺒـراﻫ�م‬

‫" ﻟﻤﺎذا ﻀﺤكت ﺴﺎرة " ) ﺘك ‪ ( 13 : 18‬ﻓﻘﺎﻝ اﻟـرب " ﻫﻞ أﺨﻔﻲ ﻋﻠﻰ إﺒراﻫ�م ﻤﺎ أﻨﺎ ﻓﺎﻋﻠﻪ "‬

‫) ﺘك ‪ ( 17 : 18‬وﻗﺎﻝ اﻟرب ‪ " :‬إن ﺼراخ ﺴدوم وﻋﻤورة ﻗد كﺜر ‪ ) " 00‬ﺘـك ‪" ( 20 : 18‬‬

‫ٕواﻨﺼرف اﻟرﺠﺎﻝ ﻤن ﻫﻨﺎك وذﻫﺒوا ﻨﺤو ﺴدوم ‪ 0‬وأﻤﺎ إﺒراﻫ�م ﻓﻛﺎن ﻟم ﻴزﻝ ﻗﺎﺌﻤﺎً أﻤﺎم اﻟرب "‬

‫) ﺘك ‪0( 22 : 8‬‬

‫وﻗوﻝ إﺒراﻫ�م " أد�ﺎن اﻷرض كﻠﻬﺎ ﻻ �ﺼﻨﻊ ﻋدﻻً " ﻴدﻝ �ﻼ ﺸك ﻋﻠﻰ أﻨﻪ كﺎن �كﻠـم‬ ‫ﷲ ‪ 0‬وكذﻟك �ﺎﻗﻲ كﻼم ﺘﺸﻔﻌﻪ ﻓﻲ ﺴدوم‪0‬‬ ‫وأﺴــﻠو�ﻪ " ﻋزﻤـــت أن أﻛﻠـــم اﻟﻤـــوﻟﻰ وأﻨـــﺎ ﺘـــراب ورﻤـــﺎد " وكــذﻟك أﺴــﻠوب اﻟــرب " إن‬

‫وﺠدت ﻓﻲ ﺴدوم ﺨﻤﺴﻴن �ﺎ اًر ‪ 00‬ﻓﺈﻨﻲ أﺼـﻔﺢ ﻋـن اﻟﻤكـﺎن كﻠـﻪ ﻤـن أﺠﻠﻬـم " ‪ " 00‬ﻻ أﻓﻌـﻞ‬

‫إن وﺠدت ﻫﻨﺎك ﺜﻼﺜﻴن " ‪ " 00‬وﻻ أﻫﻠك ﻤن أﺠﻞ اﻟﻌﺸرة " ‪ 00‬واﻀـﺢ إﻨـﻪ كـﻼم ﷲ اﻟـذي ﻟـﻪ‬ ‫اﻟﺴﻠطﺎن أن ﻴﻬﻠك وأن �ﺼﻔﺢ ‪00‬‬

‫أﻤﺎ اﻹﺜﻨﺎن اﻵﺨران ‪ ،‬ﻓﻬﻤﺎ اﻟﻤﻼﻛﺎن اﻟﻠذان ذﻫ�ﺎ إﻟﻰ ﺴدوم ‪ 00‬كﻤﺎ ﻫو واﻀﺢ ﻤـن‬

‫اﻟﻨﺼوص ) ﺘك ‪ ) ، ( 22 ، 16 : 18‬ﺘك ‪ ( 1 : 19‬وﻗﺼﺘﻬﻤﺎ ﻤﻊ أﺒﻴﻨـﺎ ﻟـوط ﻤﻌروﻓـﺔ ) ﺘـك‬ ‫‪ ( 19‬وكون اﻟﺜﻼﺜﺔ ﻴﻨﻔﺼﻠون ‪ ،‬دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أﻨﻬم ﻟ�ﺴوا اﻟﺜـﺎﻟوث اﻟﻘـدوس ‪ 00‬اﻹﺜﻨـﺎن ﻴـذﻫ�ﺎن‬

‫إﻟﻰ ﺴـدوم ‪ ،‬و�ظـﻞ اﻟﺜﺎﻟـث ﻤـﻊ إﺒـراﻫ�م �كﻠﻤـﻪ ﻓـﻲ ﻤوﻀـوع إﻋطـﺎء ﺴـﺎرة ﻨﺴـﻼً ‪ ،‬و�ﺴـﻤﻊ ﺘﺸـﻔﻌﻪ‬

‫ﻓﻲ ﺴدوم ‪ 0‬ﻫذا اﻹﻨﻔﺼﺎﻝ ﻴﻠﻴق �ﺎﻟﺤدﻴث ﻋن اﻟرب وﻤﻼﻛﻴن ‪ ،‬وﻟ�س ﻋن اﻟﺜﺎﻟوث " )‪0(1‬‬ ‫‪F8‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻊ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪20 - 18‬‬

‫‪- 390 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪385‬‬


‫س‪ : 465‬ﻫﻞ ظﻬور ﷲ واﻟﻤﻼﺌكﺔ ﻹﺒراﻫ�م ﻤﺠرد رؤ�ﺎ ؟‬ ‫ﻴــرى اﻟﺨــوري ﺒــوﻟس اﻟﻔﻐــﺎﻟﻲ أن ظﻬــور ﷲ واﻟﻤﻼﺌكــﺔ ﻹﺒ ـراﻫ�م ﻟــم �كــن ﺤﻘ�ﻘــﺔ ‪ ،‬ﺒ ـﻞ‬

‫ﻤﺠــرد رؤ�ــﺎ ﻷن ﷲ ﻻ �ﺄﻛــﻞ ﻓ�ﻘــوﻝ " أﻛــﻞ اﻟﻤﺴــﺎﻓرون ‪ 00‬أﺘــرى ﷲ �ﺄﻛــﻞ ؟ ﻻ ﻴــذكر اﻟﻛﺘــﺎب‬ ‫اﻟﻤﻘﱠدس أن ﷲ �ﺄﻛﻞ إﻻﱠ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻨص وﻫذا ﻤﺎ ﻴـدﻟﻨﺎ ﻋﻠـﻰ أن اﻟﺨﺒـر ﻗـد�م ﺠـداً ) اﻵﻟﻬـﺔ ﺘﺄﻛـﻞ‬ ‫ﻤﻊ اﻟ�ﺸر ( ﻨﻘ أر ﻤﺜﻼً أن ﺠدﻋون ﻗدم إﻟﻰ ﻴﻬوﻩ ) أو ﻤﻼك ﻴﻬوﻩ ( ﺠد�ﺎً وﺨﺒ اًز ﻟ�ﺄﻛﻞ ‪ ،‬ﻓﺎﻨﻘﻠﺒت‬ ‫اﻟﺘﻘدﻤــﺔ ذﺒ�ﺤــﺔ أﺤرﻗﺘﻬــﺎ اﻟﻨ ــﺎر ) ﻗــض ‪ ( 24 – 1 : 6‬؟ وﻟﻤــﺎ ﻗــدم واﻟ ــدا ﺸﻤﺸــون إﻟــﻰ اﻟ ــرب‬

‫طﻌﺎﻤﺎً ‪ ،‬دون أن �ﻌﻠﻤﺎ ﻤن ﻫو ‪ ،‬رﻓض أن �ﺄﻛﻞ ) ﻗض ‪ ( 16 : 13‬وﻟﻘد ﻗﺎﻝ اﻟﻤﻼك راﻓﺎﺌﻴﻞ‬

‫ﻟطو��ـﺎ ) ‪ " ( 19 : 12‬كﺎن �ظﻬر ﻟﻛم أﻨﻲ أﻛﻞ وأﺸرب ﻤﻌكـم ‪ٕ 0‬واﻨﻤـﺎ أﻨـﺎ أﺘﺨـذ طﻌﺎﻤـﺎً ﻏﻴـر‬ ‫ﻤﻨظـــور وﺸـــرا�ﺎً ﻻ ﻴ�ﺼـــرﻩ �ﺸـــر " ﻤ ــن أﺠ ــﻞ ك ــﻞ ﻫ ــذا إﻋﺘﺒ ــر اﻟﻤﻔﺴ ــرون اﻟﻘ ــدﻤﺎء ﻤ ــن ﻴﻬ ــود‬ ‫وﻤﺴــ�ﺤﻴﻴن أن ﻤــﺎ رآﻩ إﺒ ـراﻫ�م ﻟــم �كــن واﻗﻌ ـﺎً ﺒــﻞ ﻤﺠــرد رؤ�ــﺎ ‪ ،‬ﻷﻨﻬــم ﻟــم �ﺴﺘﺴــ�ﻐوا أن ﻴــروا ﷲ‬

‫�ﺄﻛــﻞ كﺎﻟ�ﺸــر " )‪ 0(2‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ �ﺴــﺨر " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ " ﻤــن ﻗــوﻝ اﻟــ�ﻌض أن ﻴﻬــوﻩ واﻟﻤﻼﺌكــﺔ ﺘظــﺎﻫروا‬ ‫‪F9‬‬

‫�ﺄﻨﻬم �ﺄﻛﻠون وﻫم ﻟم �ﺄﻛﻠوا ﺸﻴﺌﺎً ‪ ،‬و�رى أن ﻫذا ﻨﻔﺎﻗﺎً واﻟﺘوراة ﻴﺠب أن ﺘُؤﺨـذ كﻤـﺎ ﻫـﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻟـﻪ‬ ‫اﻟذي " �ﺼﻨﻊ ﻤن اﻟﺘراب " و " ﻴﻨﻔﺦ اﻟروح " و " �ﺴﻴر " �ﺄﻛﻞ أ�ﻀﺎً و�ﻬﻀم ﻤﺎ �ﺄﻛﻠـﻪ ) ارﺠـﻊ‬ ‫اﻟﺘوراة كﺘﺎب ﻤﻘدس أم ﺠﻤ�ﻊ ﻤن اﻷﺴﺎطﻴر ص ‪0( 92 ، 91‬‬

‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد ﻴﺨﺘﻠﻔــون و�ﻨﺎﻗﻀــون �ﻌﻀــﻬم اﻟــ�ﻌض‪ 0‬أﻤــﺎ ﻨﺤــن ﻓﻨــؤﻤن �ﺎﻟﻘﺼــﺔ كﻤــﺎ ﺠــﺎءت‬ ‫ج ‪ :‬ﻫكــذا ُ‬ ‫ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن اﻟــذي كﺘ�ــﻪ ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ �ــﺎﻟوﺤﻲ اﻹﻟﻬــﻲ ‪ ،‬وﻻ �ﻤكــن ر�ــط ﻫــذﻩ اﻟﻘﺼــﺔ أو‬ ‫ﻏﻴرﻫﺎ ﻤﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس �ﻤﺎ كـﺎن ﺴـﺎﺌداً ﻤـن أﺴـﺎطﻴر �ـﺄن اﻵﻟﻬـﺔ ﺘﺄﻛـﻞ ﻤـﻊ اﻟ�ﺸـر ‪،‬‬ ‫وﻗــد أﻛــد ﻋﻠــﻰ ﺘﺎر�ﺨ�ــﺔ اﻟﻘﺼــﺔ اﻟﻌﻬــد اﻟﺠدﻴــد ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ " ﻻ ﺘﻨﺴ ـوا إﻀــﺎﻓﺔ اﻟﻐر�ــﺎء ﻷن �ــﻪ‬

‫أﻀﺎف إﻨﺎس ﻤﻼﺌكﺔ وﻫم ﻻ ﻴدرون " ) ﻋب ‪0 ( 2 : 13‬‬

‫س‪ : 466‬ﻟﻤﺎذا ﺘﻌﺠﺒت ﺴـﺎرة ﻋﻨدﻤــﺎ �ﺸـرﻫﺎ ﷲ ﺒﺈﺴـﺤق وﻀـﺤكت ) ﺘـك ‪، 12 : 18‬‬

‫‪ ( 13‬ﻤﻊ أن ﷲ ﻗد أﺒﻠﻐﻬﺎ ﻫـذﻩ اﻟ�ﺸﺎرة ﻤرﺘﻴن ﻗﺒﻞ ﻫـذا ﻋـن طر�ـق زوﺠﻬـﺎ ) ﺘـك ‪17‬‬

‫‪ ، 17- 15 :‬ﺘك ‪ ( 21 – 18 : 17‬؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪0( 278‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪252‬‬

‫‪- 391 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪386‬‬


‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻤــﺎذا �ﺴــﺘﻌﺠب اﻷﺴــﺘﺎذ ﻋــﻼء أﺒــو �كــر ﻤــن ﻀــﺤك ﺴــﺎرة ﻤــﻊ أن اﻟﻘـرآن ذكــر ﻫــذﻩ‬

‫اﻟواﻗﻌــﺔ " واﻤ أرﺘــﻪ ﻗﺎﺌﻤــﺔ ﻓﻀــﺤكت ﻓ�ﺸـرﻨﺎﻫﺎ ﺒﺈﺴــﺤق " ) ﺴــورة ﻫــود ‪ " 00 ( 71‬ﻓﺄﻗﺒﻠــت اﻤ أرﺘــﻪ‬

‫ﻓﻲ ٍ‬ ‫ﺼرة ﻓﺼكت وﺠﻬﻬﺎ وﻗﺎﻟت ﻋﺠوز ﻋﻘ�م " ) ﺴورة اﻟذار�ﺎت ‪0( 29‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻤرﺘﺎن اﻟﻠﺘﺎن ذكرﻫﻤﺎ اﻟﻨﺎﻗد ﻫﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ كﺎﻨﺎ ﺨﻼﻝ ﻟﻘﺎء واﺤد ﺒﻴن ﷲ ٕواﺒراﻫ�م ‪،‬‬

‫إذ �ﺸر ﷲ إﺒراﻫ�م ﺒوﻻدة إﺒن ﻟﻪ ﻤن ﺴﺎرة ‪ " ،‬وﻀﺤك وﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﻠ�ﻪ ﻫﻞ ﻴوﻟد ﻹﺒـن ﻤﺌـﺔ ﺴـﻨﺔ‬

‫وﻫﻞ ﺘﻠد ﺴﺎرة وﻫﻲ ﺒﻨت ﺘﺴﻌﻴن ﺴﻨﺔ‪ 0‬وﻗﺎﻝ إﺒراﻫ�م ﻟ ﻟﻴت إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ �ﻌـ�ش أﻤﺎﻤـك " ) ﺘـك‬

‫‪ ( 18 ، 17 : 17‬ﻓﺄﻛد ﷲ اﻟوﻋد ﻹﺒراﻫ�م ﻗﺎﺌﻼً " أﻤﺎ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓﻘد ﺴﻤﻌت ﻟك ﻓ�ـﻪ ‪ 0‬ﻫـﺎ أﻨـﺎ‬

‫أ�ﺎركﻪ وأُﺜﻤرﻩ وأُﻛﺜرﻩ كﺜﻴ اًر ﺠداً ‪ 00‬وﻟﻛن ﻋﻬدي أﻗ�ﻤﻪ ﻤﻊ إﺴﺤق اﻟذي ﺘﻠدﻩ ﻟك ﺴﺎرة " ) ﺘـك‬ ‫‪0( 21 ، 20 : 17‬‬

‫‪ -3‬ﻤن اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أن إﺒراﻫ�م ﻟم ﻴﺨﺒر ﺴﺎرة ﺒﻬذا اﻟﻠﻘﺎء ‪ ،‬وﻻﺴ�ﻤﺎ أن ﷲ ﻟم �طﻠـب ﻤﻨـﻪ أن‬

‫ﻴﺒﻠﻐﻬــﺎ اﻟ�ﺸــﺎرة ‪ ،‬وﻗــد �كــون إﺒـراﻫ�م أﺨﺒرﻫــﺎ ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬــﺎ ﻟــم ﺘﺼــدق ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻋﻨــدﻤﺎ ﺴــﻤﻌت اﻟﺨﺒــر‬

‫�ﺄذﻨﻴﻬﺎ ﻤن ﷲ وﻫﻲ ﻟم ﺘﻛن ﺘﻌرف أﻨﻪ ﷲ ﺘﻌﺠﺒت وﻀـﺤكت ‪ ،‬وﻫـذا اﻟﻀـﺤك ﻗـد �كـون ﺘﻌﺠ�ـﺎً‬ ‫وﻗد �كون ﻓرﺤﺎً وﺴرو اًر ‪ " 00‬ﻟم ﺘﺴﺘطﻊ ﺴﺎرة أن ﺘﺼـدق ﻷن " اﻹﻨﺴـﺎن اﻟطﺒ�ﻌـﻲ ﻻ �ﻘﺒـﻞ ﻤـﺎ‬

‫ﺤكـم ﻓ�ـﻪ روﺤ�ـﺎً " ) ‪ 1‬كـو ‪: 2‬‬ ‫ﻟروح ﷲ ﻷﻨﻪ ﻋﻨدﻩ ﺠﻬﺎﻟﺔ ‪ 0‬وﻻ �ﻘدر أن �ﻌرﻓﻪ ﻷﻨـﻪ إﻨﻤـﺎ ُ� َ‬ ‫‪ ( 14‬ﻓﻘد كﺎﻨت ﻤﻌﺠزة وﻻدة إﺒن ﻤن ﺴﺎرة �ﻌد أن ﺸﺎﺨت ٕواﻨﻘطﻊ أن �كون ﻟﻬﺎ ﻋﺎدة اﻟﻨﺴﺎء ‪،‬‬

‫ﺘﺴـﺎوي ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻤﻌﺠـزة ﺨﻠﻘـﺔ ﻤـن اﻟﻌـدم أو إﻗﺎﻤـﺔ ﻤـن اﻟﻤـوت ‪ٕ 00‬واذا ﺤﺎوﻟـت ﺴـﺎرة أن ﺘﻘﺒـﻞ ﻫـذا‬ ‫اﻷﻤــر �ﻌﻘﻠﻬــﺎ ﻓﺸــﻠت ﻓﺸ ـﻼً ذر�ﻌ ـﺎً ! " )‪ 0(1‬وكــون اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس ﻗــد ذكــر ﻤــﺎ ﺤــدث �ﺎﻟﻀــ�ط‬ ‫‪F10‬‬

‫ﻓﻬذا ﻻ �ﻌد ﻋﻴ�ﺎً وﻻ ﻨﻘﺼﺎً وﻻ ﻨﻘﻀﺎً ﻟﻤﺎ ﺠﺎء �ﺎﻟﻛﺘﺎب ‪ٕ ،‬وان ﺘﻌﺠب اﻟﻨﺎﻗد ﻤن ﺘﻌﺠـب وﻀـﺤك‬ ‫ﺴﺎرة ﻓﻠ�ﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋن ﺴﺒب ﻫذا اﻟﺘﻌﺠب وذاك اﻟﻀﺤك‪0‬‬ ‫‪ -4‬ﺘﻘوﻝ اﻷﺨت اﻹﻛﻠﻴر�ك�ﺔ ﺴوزي ﺼ�ﺤﻲ ﻋﺎزر – إﻛﻠﻴر�ك�ﺔ ﺸﺒﻴن اﻟﻛوم " ﻟﻘد ﻀـﺤك‬

‫إﺒراﻫ�م ﻗ�ﻼً ) ﺘك ‪ ( 17 : 17‬وﻟم �ﻌﻠق اﻟرب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻀﺤك ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻻ �ﻌكـس ﻋـدم إ�ﻤﺎﻨـﻪ‬

‫‪ ،‬ﺒﻞ �ﻌكس ﺸـدة دﻫﺸـﺘﻪ ﻟﻌﻤـﻞ ﷲ ‪ ،‬أﻤـﺎ ﻋﻼﻤـﺔ إ�ﻤﺎﻨـﻪ ﻓﻬـو ﺴـﻘوطﻪ ﻋﻠـﻰ وﺠﻬـﻪ ﺘﻌﺒـداً وﺸـك اًر‬

‫ﻟ اﻟذي ﻋظم اﻟﺼﻨ�ﻊ ﻤﻌﻪ ‪ 00‬وﻀﺤكت ﺴﺎرة ﻓرﺤﺔ ‪ ،‬وﻫﻞ ﺘﻨدﻫش ﻤن ﻫذا اﻷﻤر ‪ ،‬ﻓ�ﻌد أن‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ – ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻧﺒﺎ ﻣﻘﺎﺭ ﺹ ‪249‬‬

‫‪- 392 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪387‬‬


‫ﻤـ ﱠـر وﻗــت طو�ــﻞ ﻤﻨــذ ﺨﺘـ ـﺎن إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ‪ ،‬واﻵن ﺼــﺎر ﻋﻤ ـرﻩ ﺜﻼﺜــﺔ ﻋﺸــر ﻋﺎﻤ ـﺎً ‪ ،‬وﻫــﺎ ﻫــﻲ ﻗــد‬

‫أﺼ�ﺤت ﻋﺠـو اًز ‪ ،‬وظﻨـت أن ﷲ ﻗـد ﻨﺴـﻴﻬﺎ ‪ ،‬وﻤـﺎت ﻤﺴـﺘودﻋﻬﺎ ‪ ،‬ﻓكﻴـﻒ ﻴﺘﺤﻘـق اﻟوﻋـد ؟! ‪00‬‬ ‫وﻟــذﻟك ﻗــﺎﻝ ﻟﻬــﺎ اﻟــرب " ﻫــﻞ �ﺴــﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠــﻰ اﻟــرب ﺸــﺊ " ‪ 00‬ﻓﺄ�ﻘظﻬــﺎ ﻤــن ﻏﻔﻠﺘﻬــﺎ ‪ ،‬وذ ﱠكرﻫــﺎ‬ ‫�ﺄﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﻌظ�ﻤﺔ ﻤﻌﻬﺎ ورﻋﺎﻴﺘﻪ اﻟﻔﺎﺌﻘﺔ ‪ 00‬ﻀﺤكت ﺴﺎرة ﻷﻨﻬﺎ ﻗـد ﻨﺴـﻴت ﻫـذا اﻷﻤـﻞ ‪ٕ ،‬واﻨﺘﻬـﻰ‬

‫ﻴﻨس وﻋدﻩ ؟! ‪ 00‬وﺘﺴﺎءﻟت " أ�ﻌد ﻓﻨـﺎﺌﻲ �كـون ﻟـﻲ ﺘـﻨﻌم‬ ‫اﻟﺸوق ﻤن ﻗﻠﺒﻬﺎ ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ أن ﷲ ﻟم َ‬ ‫وﺴﻴدي ﻗد ﺸﺎخ " وأﺠﺎﺒﻬﺎ اﻟرب �ﺄﻨﻪ ﻫو اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ كﻞ ﺸﺊ ‪ ،‬و�ﻘوﻝ اﻟﻘد�س أﻛﻠ�ﻤﻨﻀس }‬ ‫ﻀﺤكت ﻟ�س ﻟﻌدم ﺘﺼد�ﻘﻬﺎ ﻟﻠوﻋد ‪ٕ ،‬واﻨﻤﺎ ﺨﺠﻠت ﻤـن اﻟﻤوﻗـﻒ ‪ ،‬كﻴـﻒ ﺘﻛـون �ﻌـد أﻤـﺎً ﻹﺒـن {‬ ‫و�ﻘــوﻝ اﻟﻘــد�س أﻏﺴــطﻴﻨوس } إﻨﻬــﺎ ﻀــﺤكت ﻤــن اﻟﻔــرح ﻟﻛﻨﻬــﺎ ﻟــم ﺘﻛــن ﻤﻤﻠــوءة إ�ﻤﺎﻨ ـﺎً { ‪00‬‬

‫ﻀــﺤك إﺒـراﻫ�م ﺤــﻴن ﺴــﻤﻊ اﻟﺨﺒــر وﺴــﺠد ﻟﻠــرب ‪ ،‬وﻀــﺤكت ﺴــﺎرة ﻓــﻲ �ﺎطﻨﻬــﺎ ‪ ،‬وأﻨﺠ�ــﺎ إﺴــﺤق‬

‫اﻟذي �ﻌﻨﻲ ﻀﺤكﺎً ‪ ،‬ﻓكﻠﻤﺎ ﻨﺎد�ﺎﻩ ﺒﺈﺴﻤﻪ ﻴﺘذكران ﻋﻤﻞ ﷲ وﻨﻌﻤﺘﻪ اﻟﺘـﻲ ﺘﻔـوق ﺤـدود اﻟطﺒ�ﻌـﺔ "‬

‫] ﻤن أ�ﺤﺎث ﻤﺎدة اﻟﻨﻘد اﻟﻛﺘﺎﺒﻲ [‪0‬‬

‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘدس ﻴﻨﺴب اﻟﺠﻬﻞ ﻟ ؟‬ ‫س‪ : 467‬ﻫﻞ اﻟﻛﺘﺎب‬ ‫" وﻗــﺎﻝ اﻟــرب أن ﺼـراخ ﺴــدوم وﻋﻤــورة ﻗــد كﺜــر وﺨطﻴــﺘﻬم ﻗــد ﻋظﻤــت ﺠــداً ‪ 0‬أﻨـزﻝ‬ ‫ـﻲ ‪ٕ 0‬واﻻﱠ ﻓــﺄﻋﻠم " ) ﺘــك ‪( 21 ، 20 : 18‬‬ ‫وأرى ﻫــﻞ ﻓﻌﻠـوا �ﺎﻟﺘﻤــﺎم ﺤﺴــب ﺼـراﺨﻬﺎ اﻵﺘــﻲ إﻟـ ﱠ‬

‫ـﺎﺨر " وﻫكـذا �ظﻬـر ﻟﻨـﺎ ﻴﻬـوﻩ إدار�ـﺎً ﺠﻴـداً ‪ ،‬ﻓﻬـو ﻟـم ﻴرﻏـب ﻓـﻲ أن �ﺄﺨـذ‬ ‫و�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـﻞ " ﺴ اً‬ ‫اﻟﻤﻌﻠوﻤــﺎت اﻟﺘــﻲ ﺘرﻓﻌــﻪ اﻟﺸــرطﺔ إﻟ�ــﻪ ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أﻨﻬــﺎ اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ اﻟوﺤﻴــدة‪ 0‬وﻗــد �ﻘــوﻝ ﻗﺎﺌــﻞ ‪ :‬إن ﷲ‬

‫اﻟذي ﻴرى كﻞ ﺸﺊ ﻻ �ﻤكن أن ﻴﺨﻔﻰ ﻋﻠ�ﻪ ﺸﺊ ‪ ،‬وﻟذﻟك كﺎن �ﻌرف كﻞ ﺸﺊ دون اﻟﻠﺠوء إﻟﻰ‬ ‫ﺘﺤﻘ�ﻘﺎت كﺎﻨت ‪0(1) " 00‬‬ ‫‪F1‬‬

‫ج ‪ :‬ﺴﺒق اﻟرد ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻹﻋﺘراض ﻓﻲ إﺠﺎ�ﺔ اﻟﺴؤاﻝ رﻗم )‪ (441‬وﻫﻨﺎ ﻨؤكد ﻋﻠﻰ ‪:‬‬ ‫‪�ُ -1‬ﺤــدث ﷲ اﻹﻨﺴــﺎن �ﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻴــدركﻬﺎ ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻗــﺎﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " أﻨـــزﻝ وأرى " وﻫــو‬ ‫ﺘﻌﺒﻴــر ﻤﺠــﺎزي ‪ ،‬ﻷن ﷲ ﻤــﺎﻟﺊ اﻟﺴــﻤوات واﻷرض وﻋــﺎﻟم �كــﻞ ﺸــﺊ " ﻷن ﻋﻴﻨــﻲ اﻟــرب ﺘﺠــوﻻن‬

‫ﻓـــﻲ كـــﻞ اﻷرض " ) ‪ 2‬أخ ‪ " 00 ( 9 : 16‬ﻓـــﻲ كـــﻞ ﻤكـــﺎن ﻋﻴﻨـــﺎ اﻟـــرب ﻤـــراﻗﺒﺘﻴن اﻟطـــﺎﻟﺤﻴن‬ ‫واﻟﺼــﺎﻟﺤﻴن " ) أم ‪ " 00 ( 3 : 15‬إذا إﺨﺘ�ــﺄ إﻨﺴــﺎن ﻓــﻲ أﻤــﺎﻛن ﻤﺴــﺘﺘرة أﻓﻤــﺎ آراﻩ أﻨــﺎ �ﻘــوﻝ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪93‬‬

‫‪- 393 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪388‬‬


‫اﻟرب ‪ 0‬أﻤﺎ أﻤﻸ أﻨﺎ اﻟﺴﻤوات واﻷرض �ﻘوﻝ اﻟرب " ) أر ‪0( 24 : 23‬‬ ‫‪ -2‬ﺘﻌﺒﻴر " أﻨزﻝ وأرى " �كﺸﻒ ﻋن طﺒ�ﻌﺔ ﷲ وطوﻝ أﻨﺎﺘﻪ ﻓﻬو ﻻ �ﻌﺎﻗب ﺴـر�ﻌﺎً ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ‬

‫ﻴﻨﺘظر و�طﻴﻞ أﻨﺎﺘﻪ و�ﻤﻨﺢ اﻟﺨﺎطﺊ اﻟﻔرﺼـﺔ اﻟﻛﺎﻓ�ـﺔ ﻟﻛ�ﻤـﺎ �ﻌـود إﻟـﻰ رﺸـدﻩ ‪ ،‬ﺜـم ﻴﺠﻌـﻞ اﻟﻌﻘـﺎب‬

‫ﻫــو اﻟﺤــﻞ اﻷﺨﻴــر ‪ " 00‬أﻨ ـزﻝ وأرى " ﺘﻌﺒﻴــر ﻋــن ﺸــدة اﻟﻔﺤــص واﻟﻌــدﻝ اﻟﻤطﻠــق ﻓــﻲ اﻟﺤﺴــﺎب‬

‫واﻟﻌﻘﺎب ‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ اﻟﻘﻤص ﺘﺎدرس �ﻌﻘوب " أﻤـﺎ ﺘﻌﺒﻴر " أﻨزﻝ وأرى " ﻓﻼ ُ�ﻔﻬم �ـﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤرﻓـﻲ ‪،‬‬ ‫ﻓــﺈن ﷲ كــﺎﺌن ﻓــﻲ كــﻞ ﻤكــﺎن ‪ ،‬ﻟﻛﻨــﻪ ﺘﻌﺒﻴــر ﻴﻨﺎﺴــب �ﺸـر�ﺘﻨﺎ �كﺸــﻒ ﻋــن ﻋداﻟــﺔ ﷲ ‪ ،‬ﻻ �ﻌﺎﻗــب‬

‫ﺴر�ﻌﺎً إﻨﻤﺎ كﻤن ﻴﻨﺘظر ﺤﺘﻰ ﻴﻨزﻝ و�رى ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻤـﺎ �ﻔﻌﻠـﻪ اﻹﻨﺴـﺎن ‪ 00‬إﻨـﻪ ﻤﺸـﻐوﻝ �كـﻞ اﻟﺤ�ـﺎة‬ ‫اﻟ�ﺸر�ﺔ " )‪0(2‬‬ ‫‪F12‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر اﻟﻘد�س أﻨ�ﺎ ﻤﻘﺎر " أﻨزﻝ وأرى ‪ 00‬وﻫﻨﺎ ﺘﺒـدو ﺒوﻀـوح‬

‫طﺒ�ﻌﺔ ﷲ اﻟرﺤوﻤﺔ ٕواﺴﺘﻌدادﻩ ﻟﻠﺼﻔﺢ ‪ 0‬إذا رأى �ﺎدرة ﻟﻌودة اﻹﻨﺴﺎن إﻟ�ـﻪ ورﺠوﻋـﻪ ﻋـن طر�ـق‬ ‫ﻀﻼﻟﻪ } وﻫو ﻻ �ﺸﺎء أن ﻴﻬﻠك أﻨﺎس ﺒﻞ أن ُ�ﻘﺒﻞ اﻟﺠﻤ�ﻊ إﻟﻰ اﻟﺘو�ﺔ { ) ‪�2‬ـط ‪ ( 9 : 3‬إذاً ‪،‬‬ ‫ﻓﻠم �كن ﻨزوﻝ اﻟرب وﺘراﺌ�ﻪ ﻹﺒراﻫ�م ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤرة ‪ ،‬ﻤن أﺠﻞ أن ﻴﻨﺒﺌﻪ �ﻤ�ﻼد إﺴﺤق ﻓﺤﺴب ‪،‬‬

‫ﻓﻘد أﺨﺒرﻩ ﻋن ذﻟك ﻤن ﻗﺒﻞ ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻪ كﺎن ﻨزوﻻً ﻤن أﺠـﻞ ﺴـدوم وﻋﻤـورة ﻟﻌﻠﻬـﺎ ﺘﺘـدارك ﻫﻼﻛﻬـﺎ "‬ ‫)‪0(1‬‬

‫‪F13‬‬

‫‪� -5‬ﻘــوﻝ اﻟﺨــوري ﺒــوﻟس اﻟﻔﻐـــﺎﻟﻲ " ﻨــزﻝ اﻟــرب ﻟﻴــرى اﻟﻤدﻴﻨــﺔ ﻗﺒــﻞ أن �ﻌﺎﻗﺒﻬــﺎ ‪ ،‬كﻤﻠــك‬

‫�ﺴﺘوﻀــﺢ اﻷﻤــور ﻗﺒــﻞ أن �ﻘـ ّـرر اﻟﻌﻘــﺎب ‪ 0‬ﻻﺸــك ﻓــﻲ أﻨــﻪ كــﺎن �ﻌــرف ﺨطﻴﺌــﺔ ﺴــدوم كﻤــﺎ كــﺎن‬ ‫�ﻌرف ﺨطﻴﺌﺔ �ﺎﺒﻞ ‪ 0‬ﻨزﻝ ﻟﻴرى اﻟﻤدﻴﻨﺔ كﻤﺎ ﻨزﻝ ﻟﻴرى ﺒرج �ﺎﺒﻞ وكﻤﺎ ﺠﺎء إﻟـﻰ ﻗـﺎﻴﻴن وﺴـﺄﻟﻪ ‪:‬‬ ‫�ﻌﺒر ﺒﻬﺎ اﻟﻛﺎﺘب ﻋن ﻗرب ﷲ ﻤن اﻟﻛون " )‪0(2‬‬ ‫أﻴن أﺨوك ؟ كﻞ ﻫذﻩ طرق ّ‬ ‫‪F14‬‬

‫‪� -6‬ﻘــوﻝ اﻷرﺸــﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴــب ﺠــرﺠس ﺘﻌﻠ�ﻘ ـﺎً ﻋﻠــﻰ ذات اﻟﺘﻌﺒﻴــر " أﻨــزﻝ وأرى " ‪" 00‬‬

‫اﻟﻘﺼد ﻤن ذﻟـك أن �ﻌﻠـن ﻹﺒـراﻫ�م وﻟﺠﻤ�ـﻊ اﻷﺠ�ـﺎﻝ ﻋداﻟﺘـﻪ ﻓـﻲ ﻤﻌﺎﻤﻠـﺔ ﺠﻤ�ـﻊ اﻟﻨـﺎس ‪ ،‬وأﻨـﻪ ﻻ‬ ‫�ﻌﺎﻗب اﻷﺸـرار إﻻﱠ ﻹﺴـﺘﺤﻘﺎﻗﻬم اﻟﻌﻘـﺎب �ﺎﻟﻔﻌـﻞ ‪ 0‬ﻓﺈﻨﺘﻘﺎﻤـﻪ ﻤـن ﺴـدوم ﻟـم �كـن ﻟﻤﺠـرد أﻨـﻪ ﺴـﻤﻊ‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪191‬‬ ‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ – ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻧﺒﺎ ﻣﻘﺎﺭ ﺹ ‪252 ، 251‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪250‬‬

‫‪- 394 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪389‬‬


‫ﺼ ـراخ إﺜﻤﻬــم ‪ 0‬وﻟﻛــن ﻷﻨﻬــم ﺨطــﺎة ﻓﻌ ـﻼً ‪ 0‬وﻗــد ﺘﺤﻘﻘ ـت ﺨطﺎ�ــﺎﻫم وظﻬــرت ﻋﻨــدﻤﺎ أرﺴــﻞ ﷲ‬

‫اﻟﻤﻼﻛــﻴن إﻟــﻰ ﺴــدوم وأظﻬــر أﻫﻠﻬــﺎ كــﻞ إﺜــم وﻓﺠــور ‪ 0‬إن ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻘــوﻝ اﻹﻟﻬــﻲ " أﻨــزﻝ وأرى "‬ ‫ﺘﻌﻠ�ﻤـﺎً ﻟرﺠــﺎﻝ اﻟﻘﻀــﺎء وﻟﻐﻴــرﻫم أﻻﱠ �ﺼــدروا أﺤكﺎﻤـﺎً ﻋﻠــﻰ اﻟﻨــﺎس إﻻﱠ �ﻌــد اﻟﺘﺄﻛــد ﻤــن ﺼــﺤﺔ ﻤــﺎ‬ ‫ﻴﻨﺴب إﻟﻴﻬم ﻤن أﻋﻤﺎﻝ وﺘﺼرﻓﺎت " )‪0(3‬‬ ‫‪F15‬‬

‫‪ -7‬ﺘﻘـوﻝ اﻟدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤـﺎ " أﻨـزﻝ وأرى ‪ 00‬ﻓـﻲ ط�ـﺎت ﻫـﺎﺘﻴن اﻟﻛﻠﻤﺘـﻴن ﻨﻠﻤـﺢ اﻟﻌﻨﺎ�ـﺔ‬ ‫اﻹﻟﻬ�ﺔ ‪ ،‬ﻓـﺈن ﷲ ﻻ ﻴﺘﻌﺠـﻞ ﻓـﻲ أﻋﻤﺎﻟـﻪ وﺼـدور ﻗ ار ارﺘـﻪ إﻻﱠ �ﻌـد طـوﻝ أﻨﺎﺘـﻪ و�ﺤـث دﻗﻴـق ﻟﻌﻠـﻪ‬ ‫ﻴﺠد �ﻌض اﻟظروف اﻟﻤﺨﻔﻔﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟ ﻻ �ﺸﺎء أن ُﻴﻬﻠك أﺤد ‪ ،‬ﻓﻬو �طﺊ اﻟﻐﻀب ‪ ،‬ﻻ ﻴﻠﺠﺄ إﻟﻰ‬ ‫اﻟدﻴﻨوﻨﺔ إﻻﱠ �ﻌد أن ﺘﻌ�ﺎ كﻞ اﻟﺤﻴﻞ " )‪0(4‬‬ ‫‪F16‬‬

‫س‪ : 468‬ﻫﻞ ﺸﻔﺎﻋﺔ إﺒراﻫ�م ﻓﻲ ﺴدوم وﻋﻤورة ﺘﻌﺘﺒر ﺠرأة وﻗﺤﺔ ؟‬ ‫�ﻘ ــوﻝ " ﺠوﻨﺎﺜـــﺎن كﻴـــرﺘش " ‪ " 00‬ﻓ ــﺈن إﺒـ ـراﻫ�م ‪ 00‬كﺎﻨ ــت ﻟد� ــﻪ اﻟﺠـ ـرأة اﻟوﻗﺤ ــﺔ ﻟﻛ ــﻲ‬

‫ﻴﺠﺎدﻝ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻘدﻴر �ﺸـﺄن ﻋﻼﻗـﺔ اﻟﻘر�ـﻰ اﻟﺘـﻲ ﺘر�طـﻪ ﻤـﻊ أﻫـﻞ ﺴـدوم وﻋﻤـورة ‪ 00‬و�ﻌـد اﻟﻛﺜﻴـر‬ ‫ﻤــن اﻟﺸــكوك وﻤــن اﻟﺘﻤﻠــق ﻤــن ﺠﺎﻨــب إﺒـراﻫ�م اﻟــذي ﺴــﺎوم اﻟﻌﻠــﻲ اﻟﻘــدﻴر ﻤﺜﻠﻤــﺎ �ﻔﻌــﻞ اﻟﺘــﺎﺠر ﻓــﻲ‬

‫اﻟﺴوق ‪ ،‬ﻴواﻓق اﻟرب ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻟو ُو ِﺠد ﻋدد ﻗﻠﻴﻞ ﻤن اﻟﻨﺎس �ﺤدود ﻋﺸـرة أﺸـﺨﺎص‬ ‫ﺴ�ﻌﻔﻰ ﻋﻨﻬﺎ‪00‬‬ ‫ﺼﺎﻟﺤﻴن ﻓﻲ ﺴدوم ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤدﻴﻨﺔ كﻠﻬﺎ ُ‬ ‫وكﻤﺎ �ﺤدث ﻋـﺎدة ‪ ،‬إﺴـﺘﺜﻨﻰ ﻟـوط ﻤـن " ﻨـﺎر اﻟﺠﺤـ�م واﻟﻛﺒر�ـت اﻟﺸـﻬﻴر " اﻟـذي إﺠﺘـﺎح‬

‫�ﺎﻗﻲ اﻟﺴـدوﻤﻴﻴن ‪ ،‬ﻟـ�س �ﺴـﺒب أن �كوﻨـوا ﺼـﺎﻟﺤﻴن } ذﻟـك أن اﻟﺼـﺎﻟﺢ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﻤـدن اﻟﻐﺎرﻗـﺔ‬

‫ﻓــﻲ اﻹﺜــم ‪ ،‬ﻤــﻊ أﻨــﻪ أﻓﻀــﻞ ﻤــن اﻟ�ــﺎﻗﻴن ‪ ،‬كــﺎن أ�ﻌــد ﻤــﺎ �كــون ﻋــن اﻟﺨﻴــر { ‪ 00‬وﻫكــذا ﻓــﺈن‬ ‫ﻤﺼﻴر ﻟوط كﺎن ﻓﻀﻴﻠﺔ أﺨرى ﺘﻀﺎف إﻟﻰ ﻓﻀﺎﺌﻞ ﻋﻤـﻪ ‪ ،‬إذ أﻨﻬـﺎ كﺎﻨـت ﻓﻀـﻴﻠﺔ رﻏـب ﷲ أن‬

‫�ﻘدﻤﻬﺎ إﻟﻰ ﻗر�ب ﻹﺒراﻫ�م ﻻ �ﺴﺘﺤﻘﻬﺎ " )‪0(1‬‬ ‫‪F17‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺸﻔﺎﻋﺔ إﺒراﻫ�م ﻓﻲ ﺴدوم وﻋﻤـورة ﻻ ﺘﻌد ﻗط ﺘﺠﺎﺴر ﻏﻴر ﻤﻘﺒوﻝ وﻻ ﺠرأة وﻗﺤﺔ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪174‬‬ ‫ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺣﻮﻝ ﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪65‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﺬﻳﺮ ﺟﺰﻣﺎﺗﻲ – ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪47‬‬

‫‪- 395 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪390‬‬


‫ﻫذﻩ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ كﺸﻔت ﻋن ﻗﻠب إﺒراﻫ�م اﻟﻤﻔﻌم ﺤ�ـﺎً ﺘﺠـﺎﻩ اﻟﻨـﺎس اﻟﺨطـﺎة ‪ ،‬كﻤـﺎ كﺸـﻔت ﻋـن ﻤـدى‬ ‫ﻤ ـراﺤم ﷲ اﻟواﺴــﻌﺔ ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ أﻨــﻪ ﻗﺒــﻞ أن �ﻌﻔــﻲ ﻋــن اﻟﻤدﻴﻨــﺔ �ﺎﻟﻛﺎﻤــﻞ ﻟــو ُو ِﺠــد ﻓﻴﻬــﺎ ﻓﻘــط ﻋﺸ ـرة‬ ‫أﺒرار‪0‬‬ ‫‪ -2‬ﻟــم �ﺴــﺎوم إﺒـراﻫ�م ﻤــﻊ ﷲ كﻤــﺎ �ﻔﻌ ـﻞ اﻟﺘــﺎﺠر ﻓــﻲ اﻟﺴــوق ‪ ،‬وﻟــم �ﻐﻴــر ﷲ ﻓكـرﻩ وﻻ أر�ــﻪ ‪،‬‬

‫ٕواﻨﻤــﺎ اﻟــذي ﺘﻐﱠﻴ ــر ﻫــو ﻓكــر إﺒ ـراﻫ�م ‪ ،‬ﻓ�ﻌــد أن كــﺎن إﺒ ـراﻫ�م ﻴــدرك ﻋــدﻝ ﷲ ‪ ،‬أدرك �ﻌــد ﻫــذا‬ ‫اﻟﺤوار رﺤﻤﺔ ﷲ اﻟﻌظ�ﻤﺔ‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ اﻟﻘﻤص ﺘﺎدرس �ﻌﻘوب " إن كﺎن ﷲ ﻗد ﻓﺘﺢ �ﺎب اﻟﺤوار ﻤﻊ ﺨﻠﻴﻠﻪ إﺒراﻫ�م ‪ ،‬ﻓﺈن‬

‫إﺒ ـراﻫ�م ﺒــدورﻩ إﻟﺘــزم ﺒــروح اﻹﺘﻀــﺎع ﻓــﻲ ﺤدﻴﺜــﻪ ﻤــﻊ اﻟ ـرب ‪ ،‬وكﻤــﺎ �ﻘــوﻝ اﻟﻘــد�س أﻏﺴــطﻴﻨوس }‬

‫ﻋﻨدﻤﺎ ﺘﺤدث إﺒراﻫ�م ﻤﻊ إﻟﻬﻪ وأﻏﻠق �ـﺎب اﻟﺤـدﻴث أﻤﺎﻤـﻪ ﻓـﻲ أﻤـر ﺤـرق ﺴـدوم ﻗـﺎﻝ " أﻨـﺎ ﺘـراب‬

‫ورﻤﺎد " ﻋظ�م ﻫو ﻫذا اﻹﺘﻀﺎع اﻟذي ﻴﺘﺴم �ﻪ اﻟﻘد�ﺴون اﻟﻌظﻤﺎء { " )‪0(2‬‬ ‫‪F18‬‬

‫‪� -4‬ﻘـوﻝ اﻷرﺸﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴب ﺠـرﺠس " ﺘﺸـﻔﻊ إﺒـراﻫ�م ﻤـن أﺠـﻞ ﺴـدوم وﻋﻤـورة دﻟﻴـﻞ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﻤﺤﺒﺘﻪ ﻟﻠﻨﺎس وطﻠ�ﻪ اﻟﺨﻴر ﻟﻬم ‪ ،‬وﻨرى ﻫﻨﺎ ﻋﻤق داﻟﺘﻪ وﺸركﺘﻪ ﻤﻊ ﷲ ‪ ،‬وﻟﺠﺎﺠﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة‬

‫‪ ،‬وﺘواﻀ ــﻌﻪ اﻟﻌظ ــ�م ﺤﻴﻨﻤـــﺎ �ﻌﺘ ــرف �ﺄﻨ ــﻪ ) ﺘـ ـراب ورﻤ ــﺎد ( ‪ 00‬إﻨ ــﻪ ﻤـــن اﻟواﺠ ــب أن �ﺼـــﻠﻲ‬

‫اﻟﻤؤﻤﻨــون ﻤــن أﺠــﻞ ﺠﻤ�ــﻊ اﻟﻨــﺎس ﺤﺘــﻰ اﻟﺨطــﺎة ﻤــﻨﻬم ‪ 00‬ﻨﺄﻤــﻞ ﻓــﻲ طــوﻝ أﻨــﺎة ر�ﻨــﺎ ﻤــﻊ ﻋﺒﻴــدﻩ‬

‫ٕواﺴﺘﺠﺎﺒﺘﻪ ﻟﺼﻠواﺘﻬم ‪ ،‬وﻤﺴرﺘﻪ ﺒﺘو�ﺔ اﻟﺨطﺎة وﺨﻼﺼﻬم " )‪0(1‬‬ ‫‪F19‬‬

‫س‪ : 469‬ﻫﻞ كﺎن ﻟوط ﻓﺎﺴﻘﺎً ‪ ،‬وﻟـذﻟك إﺨﺘـﺎر ﺴـدوم ﻟ�ﻌـ�ش ﻓﻴﻬـﺎ ‪ ،‬وأراد دﻓـﻊ إﺒﻨﺘ�ـﻪ‬ ‫ﻟﻠزﻨﺎ ‪ ،‬أم أﻨﻬﺎ أﻤﺜوﻟﺔ ﻟﺤﺴن اﻟﻀ�ﺎﻓﺔ ﻟم ﺘﺤدث ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ؟ ) ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ – ﻫـﻞ‬

‫اﻟﺘوراة كﺘﺎب ﻤﻘﱠدس أم ﺠﻤﻊ ﻤن اﻷﺴﺎطﻴر ؟ ص ‪0( 97 ، 96‬‬

‫و�ﻘـوﻝ ﺠوﻨﺎﺜﺎن كﻴـرﺘش " وﺘﻌﺘﻘـد ﻓـرق أﺨـرى أن ﻟوطـﺎً ﻟـ�س أﻓﻀـﻞ كﺜﻴـ اًر ﻤـن زﻤﻼﺌـﻪ‬

‫و�ﻔﺘـرض أﻨـﻪ‬ ‫اﻟﺴدوﻤﻴﻴن ‪ ،‬وﻗد ُوﺼـﻒ ﻟـوط ﻓـﻲ ﻤوﻀـﻊ آﺨـر ﻤـن اﻷدب اﻟﺘـوراﺘﻲ ﺒ ـ " ﻓﺎﺴـق " ُ‬ ‫إﺨﺘﺎر اﻹﻗﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺴدوم �ﺎﻟﺘﺤدﻴد ﻷﻨﻪ إﻨﺠذب إﻟﻰ اﻟﺒذاءة اﻟﺴﺎﺌدة " )‪0(2‬‬ ‫‪F20‬‬

‫)‪ (2‬ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪192‬‬ ‫)‪ (1‬ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪175‬‬ ‫)‪ (2‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﺬﻳﺮ ﺟﺰﻣﺎﺗﻲ – ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪46‬‬

‫‪- 396 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪391‬‬


‫كﻤــﺎ �ﻘــوﻝ ﺠوﻨﺎﺜــﺎن كﻴــرﺘش أ�ﻀـﺎً " ﻗــﺎﻝ أﺤــد اﻟﻤﻔﺴـر�ن } إن ﻤﺸــﻬد اﻷب وﻫــو �ﻘــدم‬

‫إﺒﻨﺘ�ــﻪ اﻟﻌــذراو�ﺘﻴن ﻟﺘﺤﻘﻴــق رﻏ�ــﺔ وﻤﺴـرة اﻟﻐوﻏــﺎء اﻟﺘــﻲ كﺎﻨــت ﺘﺴــﻌﻰ ﺠﻬــدﻫﺎ ﻟﻨﻬــب ﻤﻨزﻟــﻪ ‪ ،‬ﻟــم‬

‫ﺘﺒدو ﺼـﺎدﻤﺔ ﻟﻠﻤﺸـﺎﻋر اﻟﻘد�ﻤـﺔ ﻷداب اﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ كﻤـﺎ ﺘﺒـدو اﻵن ‪ 00‬وﻋﻨـدﻤﺎ ﺘﺼـﻞ اﻷﻤـور إﻟـﻰ‬ ‫ﺴﻠوك ﻟوط اﻷﻛﺜر ﻏرا�ﺔ ‪ ،‬واﻷﻛﺜر إﺜـﺎرة ﻟﻺﺸـﻤﺌزاز – أي رﻏﺒﺘـﻪ ﻓـﻲ إﻟﻘـﺎء إﺒﻨﺘ�ـﻪ إﻟـﻰ اﻟﻐوﻏـﺎء‬

‫– �ﻘــدم ﻋﻠﻤــﺎء اﻟــدﻴن ﻋــذر�ن واﻫﻴــﻴن ‪ ،‬ﻓــﻲ اﻷوﻝ ﻗﻴــﻞ أن اﻟﻘـواﻨﻴن اﻟﻘد�ﻤــﺔ كﺎﻨــت ﺘﻔــرض ﻋﻠــﻰ‬

‫ﻟوط واﺠ�ﺎً ﻤﻘﱠدﺴﺎً ﻴﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺤﻤﺎ�ـﺔ ﻀـﻴوﻓﻪ ﺤﺘـﻰ ﻟـو ﺘﻌرﻀـت ﺤ�ـﺎة أﺴـرﺘﻪ وﺤ�ﺎﺘـﻪ ﻟﻠﺨطـر ‪00‬‬ ‫طﻠب ﻤﻨﺎ أن ﻨﺼدق أن اﻷطﻔﺎﻝ أُﻋﺘﺒروا وكﺄﻨﻬم كﺎﻨوا أدﻨﻰ ﻗ�ﻤﺔ ﻓﻲ اﻟزﻤن اﻟﺘوراﺘﻲ ﻤﻤﺎ‬ ‫وﺜﺎﻨ�ﺎً ُ‬

‫ﻫم ﻋﻠ�ﻪ ﺤﺎﻟ�ﺎً ‪ ،‬أي أﻨﻬـم إﻋﺘﺒـروا كـﺄﻤﻼك ﻤﻨﻘوﻟـﺔ أﻛﺜـر ﻤـﻨﻬم أﻋـزاء ﻋﻠـﻰ ﻗﻠـوب واﻟـدﻴﻬم ‪ 0‬ﻟـذا‬

‫ﻓﻘد كﺎن اﻷب ﺤ اًر �ﺄن �ﻔﻌﻞ �ﺄطﻔﺎﻟﻪ ) و�ﻨﺎﺘﻪ ﺨﺼوﺼـﺎً ( ﻤـﺎ �ﺸـﺎء ‪ 00‬وﺤﺴـب ﻤـﺎ كﺘـب أﺤـد‬ ‫اﻟﻤﻌﻠﻘﻴن ﻓﺈﻨﻪ ﻤن اﻟﻤﻔﺘرض ﻓﻴﻨﺎ أن ﻻ ﻨﻌﺘﺒر ﻟوطﺎً ﺠ�ﺎﻨﺎً ﺨﺎﺌر اﻟﻘﻠـب ‪ ،‬ﺒـﻞ أن ﻨﻌـدﻩ ك ـ } �طـﻞ‬ ‫ﺸﺠﺎع ﻓﻲ ﺤﻠ�ﺔ إﻟﺘزاﻤﺎت كرم اﻟوﻓﺎدة ﻓﻲ ﻤوﻗﻒ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﻬﻰ اﻹﺤراج { " ‪0‬‬ ‫‪21‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F‬‬

‫و�ﻘوﻝ ز�ﻨون كوﺴﻴدوﻓﺴـكﻲ " وﻨﻘـوﻝ ﺒ�ﺴـﺎطﺔ أن ﺤﺎدﺜـﺔ ﻟـوط ﻟ�ﺴـت ﺴـوى أﻤﺜوﻟـﺔ أو‬

‫أﻗﺼوﺼـﺔ ذات ﻤﻐـزى ﺘﻨﺎﻗﻠﺘﻬـﺎ اﻷﺠ�ـﺎﻝ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻨـﺎس ﻋﻠــﻰ ﻤـﺎ ﻴﺒـدو أرادوا ﻤـن ﺘﻠـك اﻟﻘﺼـﺔ اﻟﻤ�ــﺎﻟﻎ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺒ�ﺎن أﻫﻤ�ﺔ ﺤﺴن اﻟﻀ�ﺎﻓﺔ ﻋﻨد ﻟوط " )‪0(2‬‬ ‫‪F2‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺸﻬد اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻟﻠوط اﻟ�ﺎر اﻟذي كﺎن ﻴﺘﺄﻟم ﻤن أﺠـﻞ ﻓﺠـور أﻫـﻞ ﺴـدوم وﻋﻤـورة‬

‫‪ ،‬وﻗﺎﻝ �طرس اﻟرﺴـوﻝ " إذ كﺎن اﻟ�ـﺎر �ـﺎﻟﻨظر واﻟﺴـﻤﻊ وﻫـو ﺴـﺎﻛن ﺒﻴـﻨﻬم ُ�ﻌـ ّذب ﻴوﻤـﺎً ﻓﻴوﻤـﺎً‬ ‫ﻨﻔﺴﻪ اﻟ�ـﺎرة �ﺎﻷﻓﻌـﺎﻝ اﻷﺜ�ﻤـﺔ " ) ‪�2‬ـط ‪ ( 8 : 2‬ﻓـﺈن كـﺎن اﻟـوﺤﻲ اﻹﻟﻬـﻲ �ﺸـﻬد ﻟﻠـوط اﻟ�ـﺎر ‪،‬‬ ‫ﻓﻬﻞ �ـﺄﺘﻲ أﺤـد و�ﻘـوﻝ أﻨـﻪ ﻻ �ﺴـﺘﺤق اﻟﻨﺠـﺎة ؟ وﻟﻤـﺎذا ؟ ‪ 00‬أ�ﻀـﺎً ﺘﻤﻴـز ﻟـوط �ﺎﻟﺸـﻬﺎﻤﺔ واﻟﻛـرم‬

‫�ﺎﺴﻴدي ﻤ�ﻼ إﻟﻰ ﺒﻴت ﻋﺒـدكﻤﺎ‬ ‫ٕواﻀﺎﻓﺔ اﻟﻐر�ﺎء ‪ ،‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ رأى اﻟﻤﻼﻛﻴن ﻓﻲ ﺸكﻞ رﺠﻠـﻴن " ﻗﺎﻝ‬ ‫ﱠ‬ ‫و�ﻴﺘﺎ ٕواﻏﺴﻼ أرﺠﻠﻛﻤﺎ ‪ 00‬ﻓﺄﻟ ﱠﺢ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺠداً ‪ 0‬ﻓﻤﺎﻻ إﻟ�ﻪ ودﺨﻼ ﺒﻴﺘﻪ ‪ 0‬ﻓﺼﻨﻊ ﻟﻬﻤـﺎ ﻀـ�ﺎﻓﺔ‬

‫وﺨﺒ اًز ﻓطﻴـ اًر ﻓـﺄﻛﻼ " ) ﺘـك ‪ ( 3 ، 2 : 19‬وﻟـم �كﺘﻔـﻲ ﻟـوط ﺒـدﻋوة ﻫـذﻴن اﻟـرﺠﻠﻴن إﻨﻤـﺎ أﻟـ ﱠﺢ ﻓـﻲ‬ ‫دﻋوﺘﻬﻤﺎ ﺤﺘﻰ ﻟﺒ�ﺎ اﻟدﻋوة ‪0‬‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ﻏﻴر اﻟﻤﺴ�ﺤﻴن اﻟذﻴن ﻴﻨﺘﻘدون ﻫذا اﻷﻤـر أو ﻴـرددون أﻗـواﻝ أر�ـﺎب‬ ‫‪ -2‬ﻟ�ﻌﻠم اﻷﺨوة ُ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﺬﻳﺮ ﺟﺰﻣﺎﺗﻲ – ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪49 ، 48‬‬ ‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪59‬‬

‫‪- 397 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪392‬‬


‫اﻟﻨﻘد اﻟﻐر�ﻴﻴن أن ﻗﺼﺔ ﻤﺤﺎوﻟﺔ أﻫـﻞ ﺴـدوم اﻟﺘﻌـدي ﻋﻠـﻰ ﻀـ�ﻔﻲ إﺒـراﻫ�م وﻤﺤﺎوﻟـﺔ ﻟـوط إﻨﻘـﺎذﻫم‬ ‫ﻤن اﻟﻔﻀ�ﺤﺔ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻟو ﻗدم إﺒﻨﺘ�ﻪ ﻟﻬـؤﻻء اﻷﺸـرار ‪ ،‬وﻀـرب أﻫـﻞ اﻟﻤدﻴﻨـﺔ �ـﺎﻟﻌﻤﻰ ﺠـﺎء ذكرﻫـﺎ‬

‫ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن " وﺠـﺎء أﻫـﻞ اﻟﻤدﻴﻨ ـﺔ �ﺴﺘ�ﺸـرون‪ 0‬ﻗـﺎﻝ أن ﻫـؤﻻء ﻀـ�ﻔﻲ ﻓـﻼ ﺘﻔﻀـﺤون ‪ٕ 0‬واﺘﻘـوا ﷲ‬

‫وﻻ ﺘُﺨــزون ‪ 0‬ﻗــﺎﻟوا أو ﻟــم ﻨﻨﻬــﺎك ﻋــن اﻟﻌــﺎﻟﻤﻴن ‪ 0‬ﻗــﺎﻝ ﻫــؤﻻء ﺒﻨــﺎﺘﻲ إن كﻨــﺘم ﻓــﺎﻋﻠﻴن‪ 0‬ﻟﻌﻤــرك‬ ‫إﻨﻬــم ﻟﻔــﻲ ﺴــكرﺘﻬم �ﻌﻤﻬ ـون ‪ 0‬ﻓﺄﺨــذﺘﻬم اﻟﺼــ�ﺤﺔ ﻤﺸ ـرﻗﻴن ‪ 0‬ﻓﺠﻌﻠﻨــﺎ ﻋﺎﻟﻴﻬــﺎ ﺴــﺎﻓﻠﻬﺎ وأﻤطرﻨــﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺴﺠﻴﻞ " ) ﺴورة اﻟﺤﺠر ‪0( 74 – 67‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻬم ﺤﺠﺎرة ﻤن‬

‫‪ -3‬ﻫــذا ﺘﺼــرف ﺸﺨﺼــﻲ ﻟﻠــوط ‪ ،‬ﻓﺴ ـواء كــﺎن ﺘﺼـرﻓﺎً ﺼــﺤ�ﺤﺎً ﻓــﻲ ﻨظــر اﻟــ�ﻌض اﻟــذي‬

‫ﻨظــروا ﻟﻤﺸــﺎﻋر ﻟــوط اﻟﻔ�ﺎﻀــﺔ ﺘﺠــﺎﻩ ﺤﻤﺎ�ــﺔ ﻀــ�ﻔ�ﻪ ‪ ،‬أو ﺘﺼ ـرﻓﺎً ﺨﺎطﺌ ـﺎً و�ﺜﻴــر اﻹﺸــﻤﺌزاز ﻓــﻲ‬ ‫ﺤﻤـﻞ اﻟﺘــوراة‬ ‫ﻨظـر اﻵﺨـر�ن ‪ ،‬ﻷﻨـﻪ ﺘﻬــﺎون ﻓـﻲ ﺤﻤﺎ�ـﺔ إﺒﻨﺘ�ــﻪ ‪ ،‬وﻓـﻲ كﻠﺘـﺎ اﻟﺤــﺎﻟﺘﻴن ﻻ �ﻤكـن أن ُﻨ ّ‬ ‫ﻨﺘﻴﺠــﺔ ﻫــذا اﻟﺘﺼــرف ‪ ،‬ﻓكــﻞ ﻤــﺎ ﻓﻌﻠﺘــﻪ اﻟﺘــوراة ﺘﺴــﺠﻴﻞ اﻟﺤــدث كﻤــﺎ ﺤــدث �ﺎﻟﻔﻌــﻞ ‪ ،‬ﻓﻠــ�س ﻤﻌﻨــﻰ‬

‫ﺨطــﺄ اﻟﺘﺼــرف أن ﻴﻨﺴــب ﻫــذا اﻟﺨطــﺄ ﻟﻠﺘــوراة ‪ ،‬وﻫــﻞ اﻟﺘــوراة أوﺼــت ﻟـ ـوط أن ﻴﺘﺼــرف ﻫكــذا ؟‬ ‫‪ 00‬كــﻼﱠ ‪ ،‬وﻫــﻞ ﷲ أوﺼــﻰ ﻟــوط ﺒﻬــذا اﻟﺘﺼــرف ؟ كــﻼﱠ ‪ 00‬ﻓﻠﻤــﺎذا ﻴﻨﺴــﺒون ﺨطــﺄ ﻟــوط ﻟﻠﻛﺘــﺎب‬

‫اﻟﻤﻘﱠدس وﻹﻟﻪ ﻟوط ؟!!‬

‫‪ -4‬إن ﺘﺴــﺎءﻝ أﺤــد ‪ :‬ﻟﻤــﺎذا ﻟــم ﺘﺴــﺘﻨكر اﻟﺘــوراة ﺨطــﺄ ﻟــوط �ﺎﻟﺘﻬــﺎون ﻓــﻲ ﺤﻤﺎ�ــﺔ إﺒﻨﺘ�ــﻪ ؟‬

‫وﻟﻤﺎذا ﻟم ﺘﺴﺘﻨكر زﻨﺎ إﺒﻨﺘﻲ ﻟوط ﻤﻊ أﺒﻴﻬﻤﺎ ؟ وﻟﻤﺎذا ﻟم ﺘﺴﺘﻨكر زﻨﺎ راو�ـﻴن ﻤـﻊ ﺒﻠﻬـﺔ ﺴـر�ﺔ أﺒ�ـﻪ‬ ‫؟ ﻓﺎﻹﺠﺎ�ــﺔ ﺴــﻬﻠﺔ ‪ ،‬ﻓــذﻟك ﻷن ﻫــذﻩ أﺨطــﺎء واﻀــﺤﺔ ﻤﺤكــوم ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻤــن اﻟﺠﻤ�ــﻊ ‪ ،‬ﻓــﻼ ﺘﺤﺘــﺎج‬

‫ﻟﺤكم اﻟﺘوراة ‪ ،‬وﻫﻞ �ﺤﺘﺎج إﻨﺴﺎن ﻋﺎﻗﻞ ﺼﺤ�ﺢ اﻟﺤواس ﻹﻨﺴﺎن آﺨر ﻟ�ﻘـوﻝ ﻟـﻪ أن ﻫـذﻩ ﺸـﻤس‬

‫وﺘﻠك ظﻠﻤﺔ ؟! ‪ 00‬ﻤن اﻟﻤﻔروض �ﺎﺠوﻨﺎﺜﺎن أن اﻟﺘوراة ﺘﺨﺎطب إﻨﺎس ﻋﻘﻼء‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘــوﻝ اﻟﻘــد�س ﻴوﺤﻨــﺎ ذﻫﺒــﻲ اﻟﻔــم " ﻟــذﻟك ﻓﺎﺴــﻤﻌوا ﻫــذا اﻟﺠــد اﻟﻛﺒﻴــر ) �ﻘــوﻝ ( ‪� " :‬ــﺎ‬

‫�ﺤوﻟﻬم ﻋـن‬ ‫إﺨوﺘﻲ " ﻫكذا ﻗﺎﻝ ﻟﻬؤﻻء اﻟﻘوم اﻟﻔﺎﺴﻘﻴن ‪ ،‬ﻟﻌﻠﻪ �ﻤس ﻗﻠو�ﻬم و�ﻨ�ﻪ ﻤﺸﺎﻋرﻫم ﻟﻛﻲ ﱠ‬

‫إﻋﺘــداء ﺴــﺎﺨط " أرﺠــوكم �ــﺎإﺨوﺘﻲ أن ﻻ ﺘﻔﻌﻠ ـوا ﺸ ـ اًر " ‪ 00‬ﻓــﺈذا كــﺎن ﻻﺒــد ﻤــن ﻏــذاء ﻹﺸــ�ﺎع‬ ‫ﻫ�ﺎﺠكم ‪ ،‬ﻓﻬﺎ أﻨﺎ أُﻗدم ﻟﻛم اﻟوﺴﻴﻠﺔ اﻷﻗﻞ إﺠ ارﻤـﺎً ﻫـوذا إﺒﻨﺘـﺎي اﻟ�كرﺘـﺎن اﻟﻠﺘـﺎن ﻟـم �ﻌرﻓﻬﻤـﺎ رﺠـﻞ‬ ‫�ﻌــد ! ‪ 00‬ﻤــﺎ أﻋﺠــب ﻓﻀــﻴﻠﺔ ﻫــذا اﻟ�ــﺎر ! وﻤــﺎ أﻋظــم اﻟﺤﻤــﺎس اﻟــذي داﻓــﻊ �ــﻪ ﻋــن اﻟﺤﻘــوق‬

‫‪- 398 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪393‬‬


‫اﻟﻤﻘﱠدﺴﺔ ﻹﻀﺎﻓﺔ اﻟﻐر�ﺎء " )‪0(1‬‬ ‫‪F23‬‬

‫‪� -6‬ﻘوﻝ ﺒوﻟس اﻟﻔﻐﺎﻟﻲ " طﻠب أﻫﻞ ﺴدوم إﻟﻰ ﻟوط أن �ﻘدم إﻟﻴﻬم ﻀ�ﻔ�ﻪ ‪ 0‬رﻓـض ﻷن‬

‫اﻟﻤﻀــﻴﻒ أن ﻴــداﻓﻊ ﻋﻨــﻪ ﻤﻬﻤــﺎ كﻠﻔــﻪ ذﻟــك اﻟــدﻓﺎع‪ 0‬ﺴ�ﻀــﺤﻲ ﻟــوط‬ ‫اﻟﻀــﻴﻒ ﻻ ُ�ﻤــس ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ُ‬ ‫�ﺸـ ــرف إﺒﻨﺘ�ـ ــﻪ ‪ ،‬ﻻ ﻷن ﺸـ ــرف اﻟﻤ ـ ـرأة ﻟـ ــم �كـ ــن ﺒـ ــذي �ـ ــﺎﻝ ) ﺴـ ــﻲ ‪ ( 26 : 7‬ﺒـ ــﻞ ﻷن واﺠـ ــب‬ ‫اﻟﻀ�ﺎﻓﺔ أﺴﻤﻰ اﻟواﺠ�ﺎت ‪� 0‬ﺸﱠدد اﻟﻛﺎﺘب ﻋﻠـﻰ واﺠـب اﻟﻀـ�ﺎﻓﺔ ﻟ�ﻘﺎﺒـﻞ ﻓﻀـﻴﻠﺔ ﻟـوط �ﻔﺴـﺎد أﻫـﻞ‬

‫ﺴدوم‪ 0‬أﻤﺎ ﻗﻀ�ﺔ إﺒﻨﺘﻲ ﻟوط ﻓﻼ ﻨﺤكم ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻨطﻼﻗﺎً ﻤن ﺘﻌﻠ�م اﻹﻨﺠﻴﻞ وﻤ�ﺎدئ اﻷﺨﻼق كﻤـﺎ‬ ‫ﻨﻌرﻓﻬﺎ اﻟﻴوم ‪ ،‬ﺒﻞ �ﺤﺴب ﻋﺎدات ذﻟك اﻟزﻤﺎن " )‪0(2‬‬ ‫‪F24‬‬

‫س‪ : 470‬ﻫﻞ ﺘﻬكﻤت زوﺠﺔ ﻟوط ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻼﻛﻴن وﻋﻠﻰ زوﺠﻬﺎ ؟‬ ‫�ﻘ ــوﻝ ﺠوﻨﺎﺜـــﺎن كﻴـــرﺘش " ﻓﻘ ــد ﺴ ــﺄﻟت زوﺠ ــﺔ ﻟ ــوط ‪ :‬ﻤ ــن ﻫ ــذﻴن اﻟﻐـ ـر�ﺒﻴن ؟ ‪ 00‬ﻟﻤ ــﺎ‬ ‫ﺠﻠﺒﺘﻬﻤﺎ إﻟﻰ ﻫﻨﺎ ؟ ﻫﻞ ﻟﻛـﻲ �ﺤـﻞ ﺒﻨـﺎ اﻟـ�ﻼء ؟ ورد ﻟـوط ﺒوﻗـﺎر ٕواﺤﺘـرام ‪ :‬ﻤﺜﻠﻤـﺎ ﻗﻠـت ﻟ ِـك إﻨﻬﻤـﺎ‬ ‫ﻤﻼﻛﺎن ‪ ،‬إﻨﻬﻤﺎ رﺴوﻻ اﻟرب اﻟذي ﺴـﻴﻬﺒﻨﺎ �ﻌـض اﻟﻬ�ـﺎت اﻟﺘـﻲ ﺘﻨ�ـﺄت ﺒﻬـﺎ ﻤـرات كﺜﻴـرة إن كﻨ ِ‬ ‫ـت‬ ‫ُ‬ ‫ﺘﺘذكر�ن ‪ ،‬وأﻨﺎ ﻻ أﺴﺘط�ﻊ أن أﻓﻌﻞ أﻗﻞ ﻤن أن أﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻴﺘﻨﺎ‪0‬‬ ‫‪ -‬ﺘﻘـ ــوﻝ ﻤﻼﻛـ ــﺎن ! وﻀـ ــﺤكت زوﺠﺘـ ــﻪ �ﻤ ـ ـ اررة وﻫـ ــﻲ ﺘﻘـ ــوﻝ ‪ :‬إﻨﻬﻤـ ــﺎ أﻗـ ــرب إﻟـ ــﻰ اﻟﺸـ ــ�ﺎطﻴن أو‬

‫اﻟﻤﺠﺎﻨﻴن‪0‬‬

‫ورد ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻟــوط ﻗــﺎﺌﻼً ‪ :‬ﺒﻬــدوء ‪ ،‬أﻟــم ﺘــري كﻴــﻒ إﻨﺘﺸــﻼﻨﻲ ﻤــن ﺒــﻴن أﻴــدي اﻟﺤﺸــد ؟ أﻟــم ﺘــري‬

‫اﻟﻀــوء اﻟــذي ﺴــطﻊ ﻋﻨــدﻤﺎ ﻓﺘﺤــﺎ اﻟ�ــﺎب ﻹﻨﻘــﺎذي ؟ أﻟــم ﺘــري كﻴــﻒ أن اﻟرﺠــﺎﻝ ﻓــﻲ اﻟﺴــﺎﺤﺔ ﻗــد‬

‫أﺼﻴﺒوا �ﺎﻟﻌﻤﻰ ؟ ﻴﺠب أن �كوﻨﺎ ﻤﻼﻛﻴن ‪00‬‬

‫ ﻫﻤﺴت زوﺠﺔ ﻟوط ) كﺎﻷﻓﻌﻰ ( ﻓـﺎﻟ ‪ :‬أي رﺠـﻞ ذﻟـك اﻟـذي �ﻀـﺤﻲ ﺒﻠﺤﻤـﻪ ودﻤـﻪ ﻤـن أﺠـﻞ‬‫ﺤﻤﺎ�ﺔ زوج ﻤن اﻟﻐر�ﺎء !‬ ‫ وكرر ﻗوﻟﻪ ‪ :‬إﻨﻬﻤﺎ ﻤﻼﻛﺎن ‪ 00‬إﺼﻐﻲ إﻟﻰ ﻤﺎ ﻗﺎﻻ ﻟﻲ " أﺨرج ﻤن ﺴدوم ‪ ،‬أﻨـت وأﺴـرﺘك ‪،‬‬‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ – ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻧﺒﺎ ﻣﻘﺎﺭ ﺹ ‪258 ، 257‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪256‬‬

‫‪- 399 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪394‬‬


‫ﻷن ﷲ أرﺴــﻠﻨﺎ ﻟﺘــدﻤﻴر ﻫــذا اﻟﻤكــﺎن ! ﺨــذ زوﺠﺘــك وأطﻔﺎﻟــك ‪ ،‬ﺨــذ أي ﻤــن اﻟﻨــﺎس اﻟــذﻴن ﻴﻨﺘﻤــون‬

‫إﻟ�ك واﻫرب "‬

‫‪ -‬و�ﺎﻟط�ﻊ ﻓﺈﻨﻪ ﺴﺘﻔﻌﻞ ﻤﺎ ﻗﺎﻻﻩ ﻤﻊ أﻨك ﻟم ﺘﻔﻌﻞ أﺒداً ﻤﺎ أﻗوﻟﻪ ﻟك ‪ ،‬وأﻨﺎ زوﺠﺘك وأم إﺒﻨﺘ�ك‪0‬‬

‫ أﻗﺴم ﻟك �ﺎزوﺠﺘﻲ اﻟطﻴ�ﺔ ‪ ،‬إن ﻫذا ﻤﺎ ﻗﺎﻻﻩ ﻟﻲ‪0‬‬‫‪ -‬إﻨك �ﺎزوﺠﻲ ﻤﺠﻨون أ�ﻀﺎً‪0‬‬

‫ﻟـم ﺘـ َـر إﺒﻨـﺔ ﻟــوط واﻟـدﻫﺎ ﻗﺒﻠﺌــذ ﻓـﻲ ﻤﺜــﻞ ﻫـذﻩ اﻟﺤﺎﻟــﺔ ﻤـن اﻟﻬ�ــﺎج اﻟﺸـدﻴد ‪ 0‬إﻻﱠ أﻨﻬــﺎ أرﺘــﻪ‬ ‫وﻫــو �ﺴــﻴر ﻨﺤــو اﻷﻤــﺎم وﻨﺤــو اﻟــوراء ‪ ،‬و�ﻔــرك ﻴــداً ﺒﻴــد ‪ ،‬و�ﺘوﻗــﻒ أﺤ�ﺎﻨ ـﺎً ﻟﻴﻨــوس إﻟــﻰ اﻷﻤــﺎم‬

‫واﻟوراء وكﺄﻨﻪ �ﺼﻠﻲ ‪ 0‬ﺜم إﺘﺠﻪ ﻓﺠﺄة ﻨﺤو اﻟ�ﺎب ‪0‬‬

‫ﻓﺼرﺨت أﻤﻬﺎ ‪ :‬إﻟﻰ أﻴن ﺘذﻫب أﻴﻬﺎ اﻟﻤﺠﻨون وﻨﺤن ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ ؟‬ ‫ﻓﺼﺎح أﺒوﻫﺎ ‪ :‬ﻟﻛﻲ أﺠﻠب ﺒﻨﺎﺘﻲ اﻟﻤﺘزوﺠﺎت وأزواﺠﻬ ـن و�ذﻟك �ﻤكن ﻟﻬم أن ﻴﻬر�وا أ�ﻀﺎً "‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F25‬‬

‫وﻋﻠﻰ ﻨﻔس اﻟﻤﻨواﻝ ﻴﺘﺎ�ﻊ اﻟﻛﺎﺘب ﻫذا اﻟﺴﻴﻨﺎر�ـو اﻟﺴﺨﻴﻒ ) راﺠﻊ ص ‪0( 36 ، 35‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻤــﺎ ﺴــﺒق ﻫــو ﻤﺠــرد ﺘﺼـ ﱡـور ﻤـر�ض ﻟﺠوﻨﺎﺜــﺎن ﻟــم �ﺤــدث ﻗــط ﻓــﻲ أرض اﻟواﻗــﻊ ‪ ،‬ﻷن‬ ‫اﻟﺘــوراة اﻟﺘــﻲ إﻋﺘــدﻨﺎ ﻤﻨﻬــﺎ اﻟﺼــدق اﻟﻛﺎﻤــﻞ واﻟﺼـراﺤﺔ اﻟﺘﺎﻤــﺔ ‪ ،‬ﻟــم ﺘﺸــر ﻤــن ﻗر�ــب وﻻ �ﻌﻴــد ﻟﻤﺜــﻞ‬

‫اﻟﺘﺼور ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺘـوراة ﻟـم ﺘﺘﺴـﺘر ﻗـط ﻋﻠـﻰ ﺨطﺎ�ـﺎ اﻵ�ـﺎء واﻷﻨﺒ�ـﺎء وﻀـﻌﻔﺎﺘﻬم ‪ ،‬ﺒـﻞ ذكرﺘﻬـﺎ‬ ‫ﻫذا‬ ‫ﱡ‬

‫ﺼـراﺤﺔ ﻟﻨــﺘﻌظ ﻤﻨﻬــﺎ ‪ ،‬وﻟﻨــدرك أن اﻟﺠﻤ�ــﻊ ازﻏـوا وﻓﺴــدوا وأﻋــوزﻫم ﻤﺠــد ﷲ ‪ 0‬وأ�ﻀـﺎً ﻟــم �كــون‬

‫ﺠوﻨﺎﺜــﺎن ﺸــﺎﻫد ﻋ�ــﺎن ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻷﺤــداث ﻟﻨﺼــدق كﻼﻤــﻪ ‪ ،‬أو ﻟ�ﺼــدق ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــﻞ ﻨﻔﺴــﻪ ‪،‬‬

‫ﻓﺘﺼ ــوراﺘﻪ ﻨﺎ�ﻌ ــﺔ ﻤ ــن وﺤ ــﻲ ﺨ� ــﺎﻝ ﻤـ ـر�ض ﻟﺤﺎﺠ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻨﻔ ــس �ﻌﻘ ــوب ‪ ،‬وﻫ ــﻲ إﻓﺴ ــﺎد ﺴ ــﺒﻞ ﷲ‬

‫اﻟﻤﺴﺘﻘ�ﻤﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻨﺎ�ﻌﺔ أﺴﺎﺴﺎً ﻤن إﺒﻠ�س اﻟﺤ�ﱠﺔ اﻟﻘد�ﻤﺔ اﻟﻤﻠﺘو�ﺔ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻤن ﻗﺎﻝ أن ﻟوط إﺴﺘﻀﺎف اﻟﻤﻼﻛـﻴن طﻤﻌـﺎً ﻓـﻲ ﻫ�ـﺎت ؟ وﻤـن ﻗـﺎﻝ أن ﻟـوط ﺘﻨ�ـﺄ ﻋـن‬ ‫ﻫــذﻩ اﻟﻬ�ــﺎت ؟ ‪ 00‬إن ﻟــوط ﻋﻨــدﻤﺎ إﺴﺘﻀــﺎف اﻟﻤﻼﻛــﻴن ﻟــم �كــن ﻴــدري ‪ ،‬وﻟــم ﻴــدر ﻓــﻲ ذﻫﻨــﻪ ‪،‬‬ ‫أﻨﻬﻤﺎ ﻤﻼﻛﻴن ‪ ،‬ﺒﻞ ظن أﻨﻬﻤﺎ رﺠﻼن ﻏر��ﺎن �ﺤﺘﺎﺠﺎن إﻟﻰ ﺒﻴت �ﺄو�ﻬﻤﺎ ﺘﻠك اﻟﻠﻴﻠﺔ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻟﻤﺎذا ﻴﺘﺠﻨﻰ ﺠوﻨﺎﺜـﺎن ﻋﻠـﻰ زوﺠـﺔ ﻟـوط ﺒﻬـذﻩ اﻟﺼـورة ؟ ﻤـن أﺨﺒـرﻩ أﻨﻬـﺎ ﺘﻬكﻤـت ﻋﻠـﻰ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﺬﻳﺮ ﺟﺰﻣﺎﺗﻲ – ﺣﻜﺎﻳﺎ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪30 ، 29‬‬

‫‪- 400 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪395‬‬


‫اﻟﻤﻼﺌكﺔ ٕواﺘﻬﻤت زوﺠﻬﺎ �ﺎﻟﺠﻨون ؟ ﻤﺎ ﻫو ﺴﻨدﻩ وﻋﻠﻰ أي ﻤرﺠﻊ إﺴﺘﻨد ؟ وﺠوﻨﺎﺜـﺎن ﻫـذا اﻟـذي‬

‫ﻴﺘﺠﻨﻰ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ زوﺠﺔ ﻟوط ‪ ،‬ﻨﺠدﻩ ﻴداﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤوﻗﻒ آﺨر ﻋﻨـدﻤﺎ ﺘﻠﻛـﺄت ﻓـﻲ اﻟﺨـروج ﻤـن‬ ‫ﺴدوم ﻷن ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻤﺘﻌﻠق ﺒﺒﻨﺎﺘﻬﺎ ‪ 00‬إن ﻤﺎ كﺘ�ﻪ ﺠوﻨﺎﺜﺎن ﻫو ﻟـون ﻤـن أﻟـوان اﻟﺘﻬـر�ﺞ اﻟـذي �ﺴـر‬

‫اﻟﺠﻬﻠﺔ‪0‬‬

‫س‪ : 471‬ﻫﻞ ﺘﻠﻛﺄت زوﺠﺔ ﻟوط ﻓﻲ ﺨروﺠﻬﺎ ﻤن ﺴدوم ﻷن ﻗﻠﺒﻬﺎ كﺎن ﻤﺘﻌﻠق ﺒﺒﻨﺎﺘﻬﺎ‬

‫؟ وﻫﻞ ﻫﻲ ﺒر�ﺌﺔ ﺒراءة ﻨوح ﻓﻲ ﻓﻠﻛﻪ ‪ٕ ،‬واﺴﺤق ﻋﻠﻰ ﻤذ�ﺤﻪ ‪ ،‬و�ﺴوع ﻋﻠﻰ ﺼﻠﻴ�ﻪ ؟‬

‫�ﻘوﻝ " ﺠوﻨﺎﺜﺎن كﻴرﺘش " ‪ " 00‬ﺒدأ اﻟﺸﺊ اﻟﻤرﻋب �ﺼورة ﻤﻔﺎﺠﺌﺔ ‪ ،‬ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻤﺜﻠﻤـﺎ ﻗـﺎﻝ‬

‫اﻟﻐر��ﺎن أﻨﻪ ﺴ�ﺤدث ‪ ،‬وﺠـﺎء ﻤـن ﻤكـﺎن ﺨﻠﻔﻬـم ﺼـوت ﻫـدﻴر اﻟرﻋـد ‪ ،‬وﻗـذف دﺨـﺎن ذي راﺌﺤـﺔ‬

‫كر�ﻬ ــﺔ ‪ٕ ،‬واﻫﺘ ــزت اﻷرض وكﺄﻨﻬ ــﺎ ﺘﻤﺸ ــﻲ ﻤ ــن ﺘﺤ ــت أﻗ ــداﻤﻬم ‪ 00‬و� ــدأت إﺒﻨ ــﻪ ﻟ ــوط اﻟﻛﺒـ ـرى‬

‫�ﺎﻟ�كﺎء‪0‬‬

‫وﺴﺄﻟﺘﻪ ‪ :‬ﻤﺎذا �ﺤدث اﻵن �ﺎأﺒﻲ ؟ ﻤﺎذا �ﺤدث ﻷﺨواﺘﻨﺎ اﻟطﻴ�ﺎت وأطﻔﺎﻟﻬن ؟ ر�ﻤﺎ ﻏﻴروا رأﻴﻬـم‬ ‫‪ ،‬ﻗﺎﻟت اﻹﺒﻨﺔ اﻟﺼﻐرى واﻓﺘرﻀت ‪ :‬أﻨﻬن آﺘون وراءﻨﺎ اﻵن‪0‬‬

‫‪ -‬ﻨﻌــم ﻨﻌــم ‪ 0‬ﻗﺎﻟـت زوﺠــﺔ ﻟــوط ‪ 00‬وأﻀــﺎﻓت ‪ :‬ر�ﻤــﺎ كﺎﻨــت اﻟﺼــﻐﻴرة ﻋﻠــﻰ ﺤــق ‪ ،‬ور�ﻤــﺎ كــﺎن‬

‫ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻨﻨﺘظرﻫم ﻫﻨﺎ ﻟﻴﻠﺘﻘوا ﺒﻨﺎ‪0‬‬ ‫ﻓﺄﻤرﻫﺎ ﻟوط �ﺄﻻﱠ ﺘﻛون ﺤﻤﻘﺎء ‪ 00‬وﻫو �ﻘوﻝ ‪ :‬إﻨﻨﺎ ﻨﻔﻌﻞ ﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ اﻟﻤﻼﻛﺎن ‪ 00‬وﻨﻬرب !‬

‫‪ -‬ﻓﻀﺤكت زوﺠﺔ ﻟوط �ﻤ اررة وﻫﻲ ﺘﺘﺴﺎﺌﻞ ‪ :‬ﻤﻼﺌكﺔ ؟ أﻻ ﺘزاﻝ ﺘدﻋوﻫﻤﺎ �ﻤﻼﺌكﺔ ‪ ،‬ودم ﺒﻨﺎﺘك‬

‫ﻟم ﻴزﻝ ﻋﻠﻰ أﻴدﻴﻬﻤﺎ ؟ ‪00‬‬

‫ وﻤ ــﻸت راﺌﺤ ــﺔ اﻟﻛﺒر� ــت اﻟﻨﺘﻨ ــﺔ أﻨ ــوﻓﻬم ‪ ،‬وﺴ ــﻤﻌت أذاﻨﻬ ــم أﺼـ ـواﺘﺎً ﺠدﻴ ــدة ‪ ،‬وكﺄﻨﻬ ــﺎ ﺼـ ـراخ‬‫اﻟرﺠــﺎﻝ واﻟﻨﺴــﺎء واﻷطﻔــﺎﻝ ‪ ،‬وﻫــم ﻴﺘــﺄﻟﻤون و�ﻤوﺘــون ‪ ،‬ﺤﻤﻠﺘﻬــﺎ اﻟ ـر�ﺢ اﻟﺴــﺎﺨﻨﺔ ﻋﺒــر اﻟﺴــﻬﻞ ﻓــﻲ‬

‫اﻟطر�ق ﻤن ﺴدوم‪0‬‬

‫‪ -‬آﻩ �ﺎﻤﺎﻤﺎ ‪ 00‬ﺼرﺨت اﻹﺒﻨﺔ اﻷﻛﺒر‪0‬‬

‫‪ -‬وﺼﺎح ﻟوط وﻫو �ﺴﺤب زوﺠﺘﻪ ٕواﺒﻨﺘﻪ أن أﺴرﻋوا –‬

‫‪- 401 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪396‬‬


‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺘت اﻤرأﺘﻪ إﻟﻰ وراءﻫﺎ ﻓﺼﺎرت ﻨﺼب ﻤﻠﺢ " )‪0(1‬‬ ‫‪F26‬‬

‫كﻤـﺎ �ﻘــوﻝ " ﺠوﻨﺎﺜــﺎن كﻴـرﺘش " ﻤﻌﻠﻘـﺎً ﻋﻠــﻰ ﺤﺎدﺜـﺔ اﻤـرأة ﻟــوط " ٕواﻓﺘــرض آﺨــرون أﻨﻬــﺎ‬

‫كﺎﻨــت ﺤز�ﻨــﺔ ﺠــداً ﻟﻤﻐﺎدرﺘﻬــﺎ ﺴــدوم ‪ ،‬اﻟﻤكــﺎن اﻟــذي أﺤﺒﺘــﻪ رﻏــم ) أو ر�ﻤــﺎ �ﺴــﺒب ( آﺜﺎﻤــﻪ ‪00‬‬ ‫وﻫﻲ ﺒذﻟك ﺘﺴﺘﺤق إﻟﻰ ﺤد ﻤﺎ ‪ ،‬ﻤﺼﻴرﻫـ ـﺎ ﻨﺼـﻒ اﻟﻛوﻤﻴدي ‪ ،‬وﻨﺼﻒ اﻟﻤﺂﺴوي ) اﻟﺘراﺠﻴدي (‬

‫‪ :‬ﻤوﺴـ ــ�ﻘﻰ ﺴ ـ ـر�ﻌﺔ ﻤﺘﻐﻴ ـ ـرة وﺘﺘﺤـ ـ ﱠـوﻝ ﻓﺠـ ــﺄة إﻟـ ــﻰ ﺤﺠـ ــر ‪ 00‬وﻗـ ــﺎرن أﺤـ ــد اﻟﻤﺜﻘﻔـ ــﻴن اﻟﺘـ ــوراﺘﻴﻴن‬ ‫اﻟﻤﻌﺎﺼـر�ن ‪ ،‬وﻫــو دكﺘــور " آﻻن أ�كــوك " زوﺠــﺔ ﻟــوط ﻤــﻊ ﺸﺨﺼــ�ﺎت ﺘوراﺘ�ــﺔ أﺨــرى ‪ 00‬ﻨــوح‬

‫ﻓ ــﻲ ﻓﻠﻛ ــﻪ ﻓ ـ ـوق أ اررات ‪ٕ ،‬واﺴ ــﺤﺎق ﻤر� ــوط ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻤ ــذ�ﺢ ﺘﺤ ــت ﺴ ــكﻴن إﺒـ ـراﻫ�م ‪ ،‬و�ﺴ ــوع ﻋﻠ ــﻰ‬

‫اﻟﺼﻠﻴب ‪ 00‬وكﻠﻬم أﺒر�ﺎء ُﺠﻌﻠوا ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻨﺎة ‪ ،‬رﻏم ﺒراءﺘﻬم ‪ ،‬ﻤن ﺠﺎﻨـب إﻟـﻪ ﻤﻘﺘـدر ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻋﻠـﻰ‬ ‫إرﺘﻛﺎب أﻓﻌﺎﻝ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻌﺸواﺌ�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F27‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻤﺎذا ﺼدق ﺠوﻨﺎﺜﺎن ﺠزءاً ﻤـن اﻟﻘﺼـﺔ دون �ﻘ�ـﺔ اﻟﻘﺼـﺔ ؟ ﻟﻘـد ﺼـدق دﻤـﺎر اﻟﻤدﻴﻨـﺔ‬ ‫وراح ﻴﺘﺨﻴــﻞ أﻤــو اًر ﻟــم ﺘﺤــدث وﻻ ﺘﻨﺎﺴــب اﻟﺤــدث اﻟﺠﻠــﻞ ‪ ،‬ﻓﻤــن ﻴﺘﺼـ ﱠـور أن زوﺠــﺔ ﻟــوط كــﺎت‬

‫ﺘﻀﺤك وﻫﻲ ﺘواﺠﻪ اﻟﻤوت ؟! ‪ 00‬وﻤن �ﻘوﻝ أن ﻟوط اﻟ�ـﺎر ﻴﻨﻬـﻲ زوﺠﺘـﻪ �ﺄﻟﻔـﺎظ ﻻ ﺘﻠﻴـق ﻤﺜـﻞ‬ ‫ﻗوﻟﻪ " ﻻ ﺘﻛوﻨﻲ ﺤﻤﻘﺎء "‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻋﻨــدﻤﺎ �كــون ﻫﻨــﺎك ﺘﺤــذﻴ اًر إﻟﻬ� ـﺎً واﻀــﺤﺎً ‪ ،‬وﻗــد إﺴــﺘدﻋﻰ إرﺴــﺎﻝ ﻤﻼﻛــﻴن إﻟــﻰ ﻟــوط‬

‫وأﺴرﺘﻪ‪ 0‬ﺜم ﺘﺨرج زوﺠﺔ ﻟوط ﺒﺠﺴدﻫﺎ ‪ ،‬أﻤﺎ ﻋﻘﻠﻬﺎ وﻗﻠﺒﻬﺎ ﻓﻤرﺘ�طﺎن �ﻤكﺎن اﻟﺨط�ـﺔ ‪ ،‬ﻓـﺈن ﻫـذا‬

‫�ــﻼ ﺸــك �ﻌــرض اﻹﻨﺴــﺎن ﻟﻠﺨطــورة ‪ ،‬ﻫــذا ﻤــﺎ ﺤــدث ﻤــﻊ زوﺠــﺔ ﻟــوط ‪ 00‬ﻟﻘــد أﻤﺴــك اﻟﻤﻼﻛــﺎن‬

‫�ﺄﻴدي ﻟوط وزوﺠﺘﻪ ٕواﺒﻨﺘ�ﻪ وأﺨرﺠوﻫم إﻟﻰ ﺨﺎرج اﻟﻤدﻴﻨﺔ ‪ ،‬وﻗﺎﻻ ﻟﻠوط " أﻫرب ﻟﺤ�ﺎﺘك ﻻ ﺘﻨظـر‬

‫إﻟﻰ وراﺌك ﻻ ﺘﻘﻴ ﻓﻲ كﻞ اﻟداﺌرة ‪ 0‬أﻫرب إﻟﻰ اﻟﺠﺒﻞ ﻟـﺌﻼ ﺘﻬﻠـك " ) ﺘـك ‪ ( 17 : 19‬وﺨط�ـﺔ‬ ‫اﻤرأة ﻟوط ﺘﻤﺜﻠـت ﻓـﻲ ﻤﺨﺎﻟﻔـﺔ وﻋﺼـ�ﺎن ﻫـذﻩ اﻟوﺼـ�ﺔ ‪ ،‬ور�ﻤـﺎ ﻷن ﻗﻠﺒﻬـﺎ كـﺎن ﻤﺘﻌﻠﻘـﺎً �ﻤـﺎ ﺘركﺘـﻪ‬ ‫ﻤن أﻫﻞ وﻤﻘﺘﻨ�ﺎت ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻗﺎﻝ اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ ﻤﺤذ اًر " إذكروا إﻤرأة ﻟوط " ) ﻟو ‪0( 32 : 17‬‬

‫‪� -3‬ﻘـوﻝ اﻟﻘد�س كﺒر�ﺎﻨوس " } ﻟ�س أﺤد �ﻀﻊ ﻴدﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤـراث و�ﻨظـر إﻟـﻰ اﻟـوراء‬

‫�ﺼــﻠﺢ ﻟﻤكﻠــوت ﷲ { ) ﻟــو ‪ ( 62 : 9‬إﻤ ـرأة ﻟــوط ﻋﻨــدﻤﺎ ﺨﻠﺼــت ﻨظــرت إﻟــﻰ اﻟــوراء ﻤﺨﺎﻟﻔــﺔ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪35 ، 34‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﺬﻳﺮ ﺟﺰﻣﺎﺗﻲ – ﺣﻜﺎﻳﺎ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪70‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﺬﻳﺮ ﺟﺰﻣﺎﺗﻲ – ﺣﻜﺎﻳﺎ‬ ‫ﱠ‬

‫‪- 402 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪397‬‬


‫ﻟﻠوﺼ�ﺔ ﻓﻔﻘـدت ﻤـﺎ إﻨﺘﻔﻌـت �ـﻪ ﻤـن ﻫرو�ﻬـﺎ‪ 0‬ﻟﻴﺘﻨـﺎ ﻻ ﻨﺘطﻠـﻊ إﻟـﻰ اﻟـوراء ﺤﻴـث ﻴـدﻋوﻨﺎ اﻟﺸـ�طﺎن‬ ‫ﻟﻠﺘ ارﺠــﻊ ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ﻨﻨظــر إﻟــﻰ ﻤــﺎ ﻫــو ﻗــدام ﺤﻴــث ﻴــدﻋوﻨﺎ اﻟﻤﺴــ�ﺢ‪ 0‬ﻟﻨرﻓــﻊ أﻋﻴﻨﻨ ـﺎ إﻟــﻰ اﻟﺴــﻤﺎء ﻟــﺌﻼ‬

‫ﺘﺨدﻋﻨﺎ اﻷرض �ﻤ�ﺎﻫﺠﻬﺎ و�ﺈﻏراءاﺘﻬﺎ " )‪0(2‬‬ ‫‪F28‬‬

‫وﻤـن ﻤﻌـﻪ‬ ‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺤد اﻷ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر اﻟﻘد�س أﻨ�ﺎ ﻤﻘﺎر " كﺎن ﺘﺤـذﻴر اﻟـرب ﻟﻠـوط َ‬ ‫أﻻﱠ ﻴﻨظروا إﻟﻰ اﻟوراء ‪ 00‬وﻟﻛن إﻤـرأة ﻟـوط " ﻨظـرت ﻤـن وراﺌـﻪ ﻓﺼـﺎرت ﻋﻤـود ﻤﻠـﺢ " أي أﻨﻬـﺎ‬ ‫ﺘﺤﺴـر ﻋﻠـﻰ ﻤـﺎ ﻓﻘـدوﻩ ﻫﻨـﺎك ﻤـن ﻏﻨـﻰ‬ ‫ﻤﻀت ﻤن وراء ﻟـوط وﻨظـرت ﻤﺘﻌﻤـدة ﻨﺤـو ﺴـدوم ﻨظـرة ﱡ‬

‫وﻤﺘــﺎع وﻤﺎﺸــ�ﺔ وﻤﻤﺘﻠﻛــﺎت ‪ ،‬ﻏﻴــر ﺤﺎﺴــ�ﺔ ُﺤﺴــن ﺼــﻨ�ﻊ اﻟــرب ﺒﻬــم ٕواﻨﻘــﺎذﻩ ﻟﻬــم ﻤــن اﻟﻬــﻼك إﻨــﻪ‬ ‫ﺘﺤوﻟت وﻫﻲ ﻓﻲ ﻤكﺎﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﻤود‬ ‫أﻓﻀﻞ ﻤن اﻟﻌﺎﻟم كﻠﻪ ‪ ،‬ﻟذﻟك كﺎﻨت ﻋﻘو�ﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻝ أﻨﻬﺎ ﱠ‬

‫ﻤــن اﻟﻤﻠــﺢ ‪ 0‬وﻟﻘــد ﺤــﺎوﻝ اﻟــ�ﻌض أن �ﻌﺘﺒــر ﻫــذا اﻷﻤــر رﻤز�ـﺎً ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟــرب �ﺴــوع إﺴﺘﺸــﻬد �ــﻪ‬

‫ﻋﻨد ﺤدﻴﺜﻪ ﻋن ﻤﺠﺊ ﻤﻠﻛوت ﷲ ﻗـﺎﺌﻼً " ﻓـﻲ ذﻟـك اﻟﻴـوم َﻤـن كـﺎن ﻋﻠـﻰ اﻟﺴـطﺢ وأﻤﺘﻌﺘـﻪ ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﺒﻴت ﻓﻼ ﻴﻨزﻝ ﻟ�ﺄﺨذﻫﺎ ‪ 0‬واﻟذي ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻞ كذﻟك ﻻ ﻴرﺠﻊ إﻟﻰ اﻟوراء ‪ 0‬أذكروا إﻤرأة ﻟوط ‪0‬‬

‫ﻤن طﻠب أن ﻴﺨﻠص ﻨﻔﺴﻪ ) و�ﺄﺨذ أﻤﺘﻌﺔ ﻤﻌﻪ ( ﻴﻬﻠﻛﻬﺎ ‪ 00‬وﻤن أﻫﻠﻛﻬﺎ ) ﻤﺘﺠرداً ﻤـن كـﻞ‬ ‫ﺸﺊ �ﺎﻏﻀﺎً ﺤﺘﻰ ﻨﻔﺴﻪ ( ُ�ﺤﻴﻴﻬﺎ " ) ﻟو ‪0(1) " ( 33 – 31 : 17‬‬ ‫‪F29‬‬

‫‪ -5‬ﻟــم �ﻌــﺎﻨﻲ ﻨــوح ﻋﻠــﻰ ﺠﺒــﻞ أ اررات ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ كــﺎن �ﺸــﻌر �ﺤﻔــظ اﻟﻴــد اﻟﻌﺎﻟ�ــﺔ ﻟــﻪ ‪ ،‬وﻋﻨــدﻤﺎ‬

‫كﺎن إﺴـﺤق ﻤر�وطـﺎً ﻋﻠـﻰ اﻟﻤـذ�ﺢ ﺘﺤـت ﺴـكﻴن إﺒـراﻫ�م ﺠـﺎز إﺨﺘ�ـﺎ اًر ﺠ�ـﺎ اًر ﻟﻠطﺎﻋـﺔ ‪ ،‬ﻓـﻨﺠﺢ ﻓ�ـﻪ‬

‫ٕواﺴـﺘﺤق ﻋﻠ�ـﻪ اﻟﻤكﺎﻓـﺄة ‪ ،‬كﻤـﺎ أﻨــﻪ كـﺎن رﻤـ اًز ﻟﻠﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ اﻟــذي ﻗـدم ذاﺘـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﺼـﻠﻴب وﻫــو‬ ‫ﺒــرئ ﺘﻤﺎﻤ ـﺎً ‪ ،‬ﻓﻬــو �ــﻼ ﺨط�ــﺔ ‪ ،‬وﻟﻛﻨ ـﻪ ﺤﻤــﻞ ﺨطﺎ�ﺎﻨــﺎ ‪ ،‬ﻟﻛ�ﻤــﺎ ﻴﻨﻘــذﻨﺎ ﻤــن ﺤكــم اﻟﻤــوت وﺴــطوة‬

‫اﻟﺨط�ﺔ‪0‬‬

‫ﺘﺤوﻝ زوﺠﺔ ﻟوط إﻟﻰ ﻋﻤود ﻤﻠﺢ �ﻌد أﺴطورة ؟‬ ‫س‪ : 472‬أ – ﻫﻞ ﱡ‬ ‫ﻴﺘﺴــﺎءﻝ اﻟﺨـــوري ﺒـــوﻟس اﻟﻔﻐـــﺎﻟﻲ " ﻫــﻞ إﻨطﻠــق اﻟﻛﺎﺘــب ﻤــن وﺠــود ُﻨﺼــب ﺼــﺨر�ﺔ‬ ‫اﻟﻨﺼب ﻫﻲ إﻤرأة ﻟوط " )‪0(2‬‬ ‫ﺒ�ﻀﺎء ﻓﺼدق اﻷﺴطورة اﻟﻘﺎﺌﻠﺔ �ﺄن ﻫذﻩ ُ‬ ‫‪F30‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻘﻤﺺ ﺗﺎﺩﺭﺱ ﻳﻌﻘﻮﺏ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ‪199‬‬ ‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪260 ، 259‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪257‬‬

‫‪- 403 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪398‬‬


‫ج ‪ -1 :‬ﻤﺎ ﺴﺠﻠﻪ ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ �ﺎﻟوﺤﻲ اﻹﻟﻬﻲ ﻫو ﻤﺎ �ﻤﺜﻞ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ �ﺸك ﻓﻴﻬﺎ إﻻﱠ ﻤن‬ ‫�ﺸك ﻓﻲ أن اﻟﺘـوراة كﻼم ﷲ ‪ ،‬وﻗد كﺘب ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ﻓـﻲ ﺼـﺤراء ﺴـﻴﻨﺎء ‪ ،‬ﻓﻬـو‬

‫ﻟم �ﻌﺒر إﻟـﻰ أرض اﻟﻤوﻋـد ‪ ،‬وﻟـم ﻴ َـر ﻤﻨطﻘـﺔ ﺴـدوم وﻋﻤـورة ‪ 0‬أﻤـﺎ ﻗـوﻝ اﻟﺨـوري ﺒـوﻟس اﻟﻔﻐـﺎﻟﻲ‬ ‫اﻟﻨﺼــب اﻟﺼــﺨر�ﺔ اﻟﺒ�ﻀــﺎء ﻓﻴرﺠــﻊ إﻟــﻰ إﻋﺘﻘــﺎدﻩ �ــﺄن ﻤوﺴــﻰ ﻟــم �كﺘــب‬ ‫�ــﺄن اﻟﻛﺎﺘــب ﻗــد ﻋــﺎﻴن ُ‬

‫اﻟﺘــوراة ‪ٕ ،‬وان أﻗــدم ﺠــزء ﻤﻨﻬــﺎ كﺘــب ﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟﻌﺎﺸــر ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــ�ﻼد ‪ ،‬وﻫــذا ﻤــﺎ ﺴــﺒق ﻤﻨﺎﻗﺸــﺘﻪ‬

‫وظﻬر �طﻼﻨﻪ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﺠﺎء ذكر ﻫﻼك إﻤرأة ﻟوط ﻓﻲ اﻟﻘرآن ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻼﺌكﺔ اﻟـذي إﺴﺘﻀـﺎﻓﻬم إﺒـراﻫ�م " ﻗـﺎﻟوا إﻨـﺎ‬ ‫أُرﺴــﻠﻨﺎ إﻟــﻰ ﻗــوم ﻤﺠــرﻤﻴن ‪ 0‬إﻻﱠ آﻝ ﻟــوط أﻨــﺎ ﻟﻤﻨﺠــوﻫم أﺠﻤﻌــﻴن ‪ 0‬إﻻﱠ إﻤ أرﺘــﻪ ﻗــدرﻨﺎ إﻨﻬــﺎ ﻟﻤــن‬ ‫اﻟﻐﺎﺒر�ن " ) اﻟﺤﺠر ‪0( 60 – 58‬‬

‫ب – ﻫﻞ كﺎن اﻟﻤﻼﻛﺎن �ﺸﺒﻬﺎ اﻟﻤﺘﺴكﻌﻴن اﻟذﻴن ﻴﻨﻘﻠﺒون إﻟﻰ ﻗﺘﻠﺔ ؟‬ ‫�ﻘوﻝ " ﺠوﻨﺎﺜﺎن كﻴرﺘش " ‪ " 00‬واﻟﻤﻼﺌكﺔ ﻓﻲ اﻟﺘوراة اﻟﻌﺒر�ﺔ كﻤﺎ رأﻴﻨﺎ ﻓـﻲ ﻗﺼـﺔ ﻟـوط‬

‫ٕواﺒﻨﺘ�ــﻪ ‪ ،‬ﻻ �ﺸــﺒﻬون أﺒــداً اﻟﻤﻼﺌكــﺔ اﻷطﻔــﺎﻝ اﻷﺒر�ــﺎء اﻟﺴــﻤﺎن ﻓــﻲ ﻓــن اﻟﻨﻬﻀــﺔ ‪ ،‬أو اﻟﻤﻼﺌكــﺔ‬ ‫اﻟرﺴﻞ اﻟذﻴن ﻨﻐﻨﻲ ﻟﻬم ﺘراﻨ�م ﻋﻴد اﻟﻤ�ﻼد‪ 0‬واﻟواﻗﻊ أن اﻟﻤﻼﻛﻴن اﻟﻠذﻴن ظﻬ ار ﻋﻨد ﺒوا�ﺎت ﻤدﻴﻨﺔ‬

‫ﺴدوم كﺎﻨﺎ �ﺸﺒﻬﺎن زوﺠﺎً ﻤـن اﻟﻤﺘﺴـكﻌﻴن ﻴﻬ�ﻤـﺎن ﻓـﻲ اﻟﻤدﻴﻨـﺔ ‪ ،‬ﺜـم ﻴﻨﻘﻠ�ـﺎن إﻟـﻰ ﻗـﺎﺘﻠﻴن ﻟﻠﻨـﺎس "‬ ‫)‪0(1‬‬

‫‪F31‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻋﺠ�ـ ـﺎً ‪ 00‬ﻫ ــﻞ ﻴ ــداﻓﻊ ﺠوﻨﺎﺜ ــﺎن ﻋ ــن أﻫ ــﻞ ﺴ ــدوم اﻷﺸـ ـرار ؟! ‪ 00‬ﻫ ــﻞ ﻴ ــﺘﻬم ﻫ ــذان‬ ‫اﻟﻤﻼﻛــﺎن �ﺎﻟﺘﺴــكﻊ واﻟﻘﺘــﻞ و�ﺒــرئ ﻫــؤﻻء اﻟﻘــوم اﻟــذﻴن ﺼــﻌد ﺸــرﻫم إﻟــﻰ اﻟﺴــﻤﺎء ؟! ‪ 00‬ﻫــﻞ ﻴؤ�ــد‬

‫ـدوﻤﻴﻴن ﻓ ــﻲ ﻓﺠ ــورﻫم ؟! ‪ 00‬ﻫ ــﻞ ﻴ ــدﻴن اﻟﻌ ــدﻝ اﻹﻟﻬ ــﻲ إذا أﺨ ــذ ﻤﺠـ ـراﻩ وﻋﺎﻗ ــب ﻤ ــن‬ ‫ﻫ ــؤﻻء اﻟﺴ ـ ّ‬ ‫�ﺴﺘﺤق اﻟﻌﻘو�ﺔ ؟! ‪0‬‬ ‫‪� -2‬ﻘــوﻝ أﺤــد اﻷ�ــﺎء اﻟرﻫ�ــﺎن ﺒــدﻴر اﻟﻘــد�س أﻨ�ــﺎ ﻤﻘــﺎر " وﻫﻨــﺎ أ�ﻀ ـﺎً ﺒــدأ اﻟﻀــ�ﻔﺎن ﻓــﻲ‬

‫إظﻬﺎر اﻟﻬدف ﻤن ز�ﺎرﺘﻬﻤﺎ ﻟﻠوط ‪ ،‬وﺴﺄﻻﻩ إن كﺎن ﻟـﻪ أﺼـﻬﺎر أو ﺒﻨـﻴن أو ﺒﻨـﺎت أو أي أﻗر�ـﺎء‬

‫ﻓﻲ اﻟﻤدﻴﻨﺔ ﻟﻛﻲ ﻴدﻋوﻫم ﻟﻠﺨروج ﻤن اﻟﻤدﻴﻨﺔ ﻗﺎﺌﻠﻴن " ﻷﻨﻨﺎ ﻤﻬﻠﻛﺎن ﻫذا اﻟﻤكﺎن ‪ 0‬إذ ﻗـد ﻋظـم‬

‫ﺼراﺨﻬم أﻤﺎم اﻟـرب ﻓﺄرﺴـﻠﻨﺎ اﻟـرب ﻟُﻨﻬﻠﻛـﻪ " وﻟﻛـن ﺸـر ﺴـدوم كـﺎن ﻋظ�ﻤـﺎً وﺠـرﺤﻬم �ـﻼ ﺸـﻔﺎء‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪65‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﺬﻳﺮ ﺟﺰﻣﺎﺗﻲ – ﺣﻜﺎﻳﺎ‬ ‫ﱠ‬

‫‪- 404 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪399‬‬


‫ﺤﺘﻰ أن ﻨداء ﻟوط ﻓﻲ وﺴط أﺼﻬﺎرﻩ اﻵﺨـذﻴن ﺒﻨﺎﺘـﻪ كـﺎن �ـﻼ ﺠـدوى " ﻓﻛـﺎن كﻤـﺎزح ﻓـﻲ أﻋـﻴن‬ ‫أﺼﻬﺎرﻩ " إﻻﱠ أن ﻟوطﺎً ﻟم �كﻒ ﻋن ﻤﺤﺎوﻟﺔ إﻗﻨﺎﻋﻬم ﺤﺘـﻰ طﻠـوع اﻟﻔﺠـر ‪ ،‬ﻤظﻬـ اًر ﺸـﻔﻘﺘﻪ ﻋﻠـﻴﻬم‬ ‫رﻏـم ﺴــﺨر�ﺘﻬم ﻤﻨــﻪ وﻤﺤـﺎوﻟﺘﻬم إﻗﺘﺤــﺎم ﺒﻴﺘــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻤﺴـﺎء ﻤــﻊ �ــﺎﻗﻲ أﻫـﻞ اﻟﻤدﻴﻨــﺔ اﻷﺸـرار ‪ 0‬ﻓﻬــذﻩ‬

‫ﻫــﻲ طﺒ�ﻌــﺔ اﻷﺒـرار اﻟــذﻴن ﻴﺘﺸـﺒﱠﻬون �ــﺄﺒﻴﻬم اﻟﺴــﻤﺎوي " اﻟــذي ﻻ �ﺸــﺎء ﻤــوت اﻟﺨــﺎطﺊ ﻤﺜــﻞ أن‬

‫ﻴرﺠﻊ و�ﺤ�ﺎ " ) راﺠﻊ ﺤز ‪0(2) " ( 23 : 18‬‬ ‫‪F32‬‬

‫س‪ : 473‬أ – ﻟﻤﺎذا ﻟم ﻴذكر اﻟﻛﺘـﺎب أوﻻد ﻟـوط ﻀـﻤن ﻗﺎﺌﻤـﺔ أﻨﺴـﺎ�ﻪ " وﻗـﺎﻝ اﻟـرﺠﻼن‬

‫ﻟﻠــوط ﻤــن ﻟــك أ�ﻀـﺎً ﻫﻬﻨـﺎ ‪ 0‬أﺼــﻬﺎرك و�ﻨ�ــك ‪ ) " 00‬ﺘــك ‪ ( 12 : 19‬؟ ) اﻟﺒﻬر�ــز ﺠ ـ ‪1‬‬

‫س‪0( 279‬‬

‫و�ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴم ﷴ " ٕوان كﺎن أﺼﻬﺎرﻩ ﻟم �ﺼدﻗوﻩ ﻓـﺈن أﺒﻨـﺎءﻩ ﻻ ﺸـك كـﺎﻨوا‬ ‫ﻤﺼــدﻗ�ﻪ ‪ ،‬و�ﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﻓﻘــد ﻫر� ـوا ﻤﻌــﻪ ‪ٕ ،‬واﺨﻔــﺎء ﻫــذا اﻟﺨﺒــر ﻓــﻲ اﻟﺘــوراة ﻤﺘﻌﻤــد ﻹﺴــﺘﻛﻤﺎﻝ إﻓﺘ ـراء‬

‫اﻟﻘﺼﺔ ) زﻨﻰ إﺒﻨﺘﻲ ﻟوط �ﺄﺒﻴﻬم ( " )‪0(1‬‬ ‫‪F3‬‬

‫ج ‪ :‬ر�ﻤـﺎ كـﺎن ﻟﻠـوط أﺒﻨـﺎء ذكـور ‪ ،‬ور�ﻤـﺎ ﻟـم �كـن ﻟـﻪ ‪ ،‬وﻻﺴـ�ﻤﺎ أن اﻟﻛﺘـﺎب ذكـر أن ﻟـوط ﺨــرج‬ ‫ﱠ‬ ‫وكﻠم أﺼﻬﺎرﻩ ‪ ،‬وﻟم ﻴذكر أﻨﻪ كﻠم أﺒﻨﺎﺌـﻪ " ﻓﺨـرج ﻟـوط وكﱠﻠـم أﺼـﻬﺎرﻩ اﻵﺨـذﻴن ﺒﻨﺎﺘـﻪ وﻗـﺎﻝ ‪00‬‬ ‫ﻓﻛﺎن كﻤﺎزح ﻓﻲ أﻋﻴن أﺼـﻬﺎرﻩ " ) ﺘـك ‪ ( 14 : 19‬و�ﻬـذا �كـون اﻟﻤﻘﺼـود ﻤـن ﻗـوﻝ اﻟﻤﻼﻛـﻴن‬

‫ﻟﻠوط ﻫﻨﺎ ﻋﻤوم اﻷﻗر�ـﺎء ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻗـﺎﻻ ﻟـﻪ " ﻤـن ﻟـك أ�ﻀـﺎً ﻫﻬﻨـﺎ أﺼـﻬﺎرك و�ﻨ�ـك و�ﻨﺎﺘـك وكـﻞ‬

‫ﻤــن ﻟــك ﻓــﻲ اﻟﻤدﻴﻨــﺔ أُﺨــرج ﻤــن اﻟﻤكــﺎن " ) ﺘــك ‪ 00 ( 12 : 19‬وﺤﺘــﻰ ﻟــو كــﺎن ﻟﻠــوط أﺒﻨــﺎء‬ ‫ذكــور ‪ ،‬ﻓــﺈﻨﻬم �ﺎﻟﺘﺄﻛﻴــد ﻟــم �ﺼــدﻗوا أﺒــﻴﻬم ‪ ،‬وﻫﻠﻛـوا ﻫــم وأوﻻدﻫــم ﻓــﻲ ﺴــدوم ٕواﻨﻘطــﻊ ﻨﺴــﻠﻬم كﻤــﺎ‬

‫إﻨﻘطﻊ ﻨﺴﻞ ﻗﺎﻴﻴن �ﺎﻟطوﻓﺎن ﻤن ﻗﺒﻞ ‪ 00‬ﻓﻤـﺎ اﻟـداﻋﻲ وﻤـﺎ اﻟﻬـدف ﻤـن ذكـر أﺴـﻤﺎء ﻫـؤﻻء ؟! ‪0‬‬ ‫أﻤﺎ اﻟﻘوﻝ �ﺄن اﻟﺘـوراة أﺨﻔـت ﻋـن ﻗﺼـد ﺨﺒـر أوﻻدﻩ ﻹﺴـﺘﻛﻤﺎﻝ إﻓﺘـراء اﻟﻘﺼـﺔ ‪ ،‬ﻓﻬـو ﻗـوﻝ ﻤـردود‬ ‫ﻋﻠ�ﻪ ﻤن ﺠﻬﺔ اﻟﺼراﺤﺔ اﻟﻛﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ كﻞ ﻤﺎ أوردﺘﻪ اﻟﺘوراة ﻤن أﺤداث‪0‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪258‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪51‬‬

‫‪- 405 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪400‬‬


‫س‪ : 474‬ﻫﻞ أﻫﻠك اﻟرب ﺴدوم وﻋﻤورة �ﺄن أﻤطر ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ كﺒر�ﺘﺎً وﻨﺎ اًر " ﻓﺄﻤطر اﻟرب‬

‫ﻋﻠﻰ ﺴدوم وﻋﻤورة كﺒر�ﺘﺎً وﻨﺎ اًر ﻤن ﻋﻨد اﻟرب ﻤن اﻟﺴﻤﺎء " ) ﺘك ‪ ( 24 : 19‬أم أﻨـﻪ‬

‫رﻓﻊ اﻟﻤدﻴﻨﺔ �ﻤن ﻓﻴﻬﺎ وﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ وﻗﻠﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض " إن ﷲ ذكر إﺒراﻫ�م وأرﺴﻞ ﻟوطﺎً‬ ‫ﻤـن وﺴط اﻹﻨﻘﻼب ‪ 0‬ﺤﻴن ﻗﻠب اﻟﻤدن اﻟﺘـﻲ ﺴـكن ﻓﻴﻬـﺎ ﻟـوط " ) ﺘـك ‪ ( 29 : 19‬؟ )‬

‫اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪0( 280‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﻠﺘﻘﻲ اﻹﻨﺴﺎن �ظروف ﻤﺂﺴو�ﺔ ﺘﻬز أﻋﻤﺎﻗﻪ �ﻘوﻝ ﻟﻘد إﻨﻘﻠﺒت ﺤ�ﺎﺘﻲ رأﺴﺎً ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋﻘــب ‪ ،‬ﻓﻤــﺎ أﺸــد اﻟﻤﺄﺴــﺎة اﻟﺘــﻲ ﻟﺤﻘــت �ﺴــدوم وﻋﻤــورة إذ ﺴــﻘط ﻋﻠﻴﻬﻤــﺎ كﺒر�ــت وﻨــﺎر ﻓــﺄﺤرق‬ ‫ﺴكﺎﻨﻬﻤﺎ ‪ ،‬وﺨر�ت اﻟﻤدﻴﻨﺘﺎن ‪ ،‬ﻓﻬﻞ �ﻌد كﻞ ﻫذا إذا ﻗﺎﻝ اﻟوﺤﻲ أن اﻟرب ﻗﻠب اﻟﻤـدﻴﻨﺘﻴن �كـون‬

‫ﻤﺨطﺌﺎً ؟! ‪ 00‬وﻟﻤﺎذا �ﺄﺨذ اﻟﻨﺎﻗد ﻓﻌﻞ " ﻗﻠب " �ﺎﻟﺘﻔﺴﻴر اﻟﺤرﻓﻲ ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ أن اﻟرب رﻓﻊ اﻟﻤدﻴﻨـﺔ‬

‫وﻗﻠﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ‪ ،‬وﻫـﻞ ﻗـﺎﻝ اﻟـوﺤﻲ اﻹﻟﻬـﻲ أن اﻟـرب رﻓـﻊ اﻟﻤدﻴﻨـﺔ ﻗﺒـﻞ أن �ﻘﻠﺒﻬـﺎ ؟ ‪ 00‬إن‬

‫ﻓﻌﻞ " ﻗﻠب " ﻓﻌﻞ ﻤﺠﺎزي �ﻌﺒر ﻋن ﺤﺠم اﻟﻤﺄﺴﺎة ‪ ،‬ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻨﻘوﻝ ﻋـن ﻤكـﺎن أو إﻨﺴـﺎن أن اﻟـرب‬ ‫" ﺨﺴــﻒ �ــﻪ اﻷرض " ﻤــﻊ أن اﻷرض ﻟــم ﺘﺨﺴــﻒ وﻟــم ﺘــﻨﺨﻔض ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ﻫــذا ﺘﻌﺒﻴــر ﻋــن ﺸــدة‬ ‫اﻟﻤﺄﺴﺎة‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻌﻠــق اﻷرﺸــﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴــب ﺠــرﺠس ﻋــن ﺘﻌﺒﻴــر اﻟﻛﺘــﺎب " ﻓــﺄﻤطر اﻟــرب ‪ 00‬كﺒر�ﺘ ـﺎً‬

‫وﻨــﺎ اًر " وﺘﻌﺒﻴــر " ﻗﻠــب ﺘﻠــك اﻟﻤــدن " ﻓ�ﻘــوﻝ " �ﻌﻨــﻲ أن ﻫــﻼك اﻟﻤــدﻴﻨﺘﻴن ﻟــم �كــن ﻤﺠــرد ﺤــﺎدث‬ ‫طﺒ�ﻌﻲ ﺠﺎء ﻋـن طر�ـق اﻟﺼـدﻓﺔ ‪ٕ ،‬واﻨﻤـﺎ كـﺎن ﻋﺎﻤﻠـﻪ ﻏﻀـب ﷲ ٕواﻨﺘﻘﺎﻤـﻪ ﻤﻨﻬﻤـﺎ ‪ 00‬ﻗـد �كـون‬

‫ﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ ﻗـد ﺨﻠــق اﻟﻨـﺎر واﻟﻛﺒر�ــت ﺨﻠﻘـﺎً ﻓور�ـﺎً ﻓــﻲ ﻫـذﻩ اﻟظــروف ﻟﺘﻨﻔﻴـذ ﻗﺼـدﻩ ‪ ،‬وﻗــد �كـون ﻗــد‬

‫أﻨــزﻝ ﺸــﻬ�ﺎً وﺼـواﻋق ﻤــن اﻟﺴــﻤﺎء وﻫ�ــﺄ زﻻزﻝ و�ـراﻛﻴن ﻟﺘﻘــذف اﻟﻐــﺎزات اﻟﻘﺎﺒﻠــﺔ ﻟﻺﺸــﺘﻌﺎﻝ وﻨﻔــس‬

‫اﻟﻤـواد اﻟﻤوﺠــودة �ﺎﻟﻤﻨطﻘــﺔ ﻟﺘﺘطــﺎﻴر ﻓــﻲ اﻟﺠــو إﻟــﻰ ﻤﺴــﺎﻓﺎت ﻋﺎﻟ�ــﺔ ﺜــم ﺘﻨــزﻝ ﻋﻠــﻰ اﻷرض ﺤﻤﻤـﺎً‬ ‫ﻘرر اﻟﺠﻴوﻟوﺠﻴون أن ﻤﻨطﻘﺔ اﻟ�ﺤر اﻟﻤﻴت ﻏﻨ�ﺔ �ط�ﻘﺎت ﻤـن اﻟﺤﺠـر اﻟﺠﻴـري‬ ‫و� ّ‬ ‫ﻤﺤرﻗﺔ ﻤدﻤرة‪ُ 0‬‬ ‫واﻟﺤﻤر واﻟﻛﺒر�ت ‪ ،‬وأﻗﻠب ﺘﻠك اﻟﻤدن أي دﻤرﻫﺎ وأزاﻝ ﻤﻌﺎﻟﻤﻬﺎ " )‪0(1‬‬ ‫‪F34‬‬

‫س‪ : 475‬ﻤن أﻫﻠك ﺴدوم ؟ ﻫـﻞ اﻟﻤﻼﻛـﺎن كﻤـﺎ ﻗـﺎﻻ " ﻷﻨﻨـﺎ ُﻤﻬﻠﻛـﺎن ﻫـــذا اﻟﻤكـﺎن " )‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪180 ، 179‬‬

‫‪- 406 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪401‬‬


‫ﺘك ‪ ( 13 : 19‬أم ﷲ " ﻓﺄﻤطر اﻟرب ﻋﻠﻰ ﺴدوم وﻋﻤـورة كﺒر�ﺘـﺎً وﻨـﺎ اًر ﻤـن ﻋﻨـد اﻟـرب‬

‫ﻤن اﻟﺴﻤﺎء " ) ﺘك ‪ ( 24 : 19‬؟ وكﻴﻴ أﻤطر اﻟرب كﺒر�ﺘﺎً وﻨﺎ اًر ﻤن ﻋﻨد اﻟرب ؟ ﻓﻛـم‬

‫ﻤﺤرﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘـوراة ص ‪ ، 65‬اﻟﺒﻬر�ـز ﺠ ـ ‪ 1‬س ‪281‬‬ ‫رب ﻴوﺠد ؟ ) ﺠوﻨﺎﺜﺎن كﻴرﺘش – ﺤكﺎ�ﺎ ﱠ‬ ‫(‪0‬‬ ‫ﺴﻴﻬﻠﻛـﺎن اﻟﻤدﻴﻨـﺔ ‪� 00‬ﺄي أﻤر ؟ و�ﺄي ﺴﻠطﺎن ؟‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﺤﻤﻞ اﻟﻤﻼﻛﺎن اﻹﻨذار ﻟﻠوط �ﺄﻨﻬﻤﺎ ُ‬ ‫و�ﺄي ﻗوة ؟ ‪� 00‬ـﺄﻤر وﺴـﻠطﺎن وﻗـوة ﷲ ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻟـو ﻨﺴـﺒﻨﺎ ﻫـﻼك اﻟﻤكـﺎن إﻟـﻰ ﷲ �ﺎﻋﺘ�ـﺎرﻩ ﻫـو‬

‫اﻟذي أﺼدر اﻷﻤر ‪ ،‬ﻓﻬذا ﺼﺤ�ﺢ‪ٕ 0‬واذا ﻨﺴـﺒﻨﺎ اﻟﻬـﻼك ﻟﻠﻤﻼﻛـﻴن �ﺎﻋﺘ�ـﺎر أﻨﻬﻤـﺎ ﺤـﺎﻤﻼ اﻹﻨـذار‬ ‫اﻹﻟﻬﻲ ‪ ،‬ﻓﻬذا ﺼﺤ�ﺢ أ�ﻀﺎً ‪ ،‬وﻫذا اﻷﻤر �ﺸـ�ﻪ ﻤﻠـك إﺴـﺘوﻟﻰ ﻋﻠـﻰ ﻤدﻴﻨـﺔ وﺤطﻤﻬـﺎ ﻓـ�ﻤكن أن‬ ‫ﻴﻨﺴب ﻫذا اﻟﻌﻤﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﻠك أو إﻟﻰ ﺠﻨودﻩ ﺒﺈﻋﺘ�ﺎرﻫم أداﺘﻪ اﻟﺘﻨﻔﻴذ�ﺔ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻗــﺎﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " ﻓــﺄﻤطر اﻟــرب ﻋﻠــﻰ ﺴــدوم وﻋﻤــورة كﺒر�ﺘ ـﺎً وﻨــﺎ اًر ﻤــن ﻋﻨــد اﻟــرب ﻤــن‬

‫اﻟﺴﻤﺎء " ) ﺘك ‪ ( 24 : 19‬ﻓﺎﻟذي ظﻬر ﻹﺒراﻫ�م ﻤـﻊ اﻟﻤﻼﻛـﻴن كـﺎن ﻫـو أﻗﻨـوم اﻹﺒـن اﻟﻛﻠﻤـﺔ ‪،‬‬ ‫وﻨﺤــن اﻟــذﻴن ﻨــؤﻤن �ﺎﻟﺜــﺎﻟوث اﻟﻘــدوس ﻻ ﺘوﺠــد ﺜﻤــﺔ ﻤﻌﻀــﻠﺔ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻵ�ــﺔ ‪ ،‬ﻓــﺎﻟ اﻹﺒــن اﻟــذي‬

‫ﺘﺤدث ﻤﻊ إﺒراﻫ�م أﻤطر كﺒر�ﺘﺎً وﻨﺎ اًر ﻤـن ﻋﻨـد ﷲ اﻵب اﻟـذي ﻓـﻲ اﻟﺴـﻤﺎء ‪ ،‬وﻟـم ﻴـرﻩ أﺤـد ﻗـط ‪،‬‬ ‫وﻤﺜﻞ ﻫذﻩ اﻵ�ﺎت ﻋدﻴدة ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻘـد�م ‪ ،‬ﻓﺎﻵ�ـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن " ﻓـﻲ اﻟﺒـدء ﺨﻠـق‬

‫ﷲ ) اﻟوﻫ�م ( اﻟﺴﻤوات واﻷرض " ) ﺘـك ‪ ( 1 : 1‬ﻓﺠـﺎء اﻟﻔﻌـﻞ ) ﺨﻠـق ( ﻓـﻲ اﻟﻤﻔـرد إﺸـﺎرة ﻟ‬

‫اﻟواﺤد ﻓﻲ ﺠوﻫرﻩ ‪ ،‬وﷲ ) اﻟوﻫ�م ( ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻊ إﺸﺎرة ﻟ ﻓﻲ ﺘﺜﻠﻴث أﻗﺎﻨ�ﻤﻪ ‪ 0‬ﻓوﺤداﻨ�ﺔ ﷲ‬ ‫ﻟ�ﺴ ــت وﺤداﻨ� ــﺔ ﺠﺎﻤ ــدة ﺼ ــﻤﺎء ‪ ،‬إﻨﻤ ــﺎ ﻫ ــﻲ وﺤداﻨ� ــﺔ ﻤوﺠ ــودة ‪ ،‬ﻋﺎﻗﻠ ــﺔ ‪ ،‬ﺤ� ــﺔ ‪ 00‬ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ‬

‫اﻟوﺤداﻨ�ــﺔ ﻨــرى اﻷﺒــوة واﻟﺒﻨــوة واﻹﻨﺒﺜــﺎق ‪00‬اﻵب واﻹﺒــن واﻟــروح اﻟﻘــدس ) ارﺠــﻊ كﺘﺎﺒﻨــﺎ ‪ :‬أﺴــﺌﻠﺔ‬

‫ﺤوﻝ اﻟﺘﺜﻠﻴث ( ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻤﻌﻨــﻰ اﻟــوﻫ�م �ﺎﻟﻌر��ــﺔ " اﻟﻠﻬــم " وكﺜﻴ ـ اًر ﻤــﺎ �ﺴــﺘﺨدم اﻟﻨﺎﻗــد ﻫــذﻩ اﻟﻛﻠﻤــﺔ ) اﻟﻠﻬــم ( ﻓــﻲ‬

‫ﺼــﻠواﺘﻪ ودﻋواﺘــﻪ ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ �ﻌﺘــرف �ــﺎﻟ اﻟواﺤــد و�ــدﻋوﻩ �ﺼــ�ﻐﺔ اﻟﺠﻤــﻊ ؟! وكﻴــﻒ �ﻔﺴــر اﻟــﻨص‬

‫اﻟﻘرآﻨﻲ " ﻓﺘ�ـﺎرك ﷲ أﺤﺴـن اﻟﺨـﺎﻟﻘﻴن " ) اﻟﻤـؤﻤﻨﻴن ‪ ( 14‬وﻫـو �ﻌﺘﺒـر �ـﺄن اﻟﺨـﺎﻟق واﺤـد ‪ ،‬وﻫـو‬ ‫ﻫكــذا ؟! وﻟﻤــﺎذا ُ�ﺴــﻤﻰ �ﺎﻟﺜــﺎﻟوث " �ﺎﺴــم ﷲ اﻟــرﺤﻤن اﻟــرﺤ�م " ﻤــﻊ أﻨــﻪ �ﻘــوﻝ �ــﺄن ﷲ ﻟــﻪ ﺘﺴــﻌﺔ‬ ‫وﺘﺴﻌون إﺴﻤﺎً ؟!‬ ‫‪- 407 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪402‬‬


‫س‪ : 476‬ﻟﻤــﺎذا إﺨﺘــﺎر ﻟــوط اﻟﺠﺒــﻞ ﻟﻠﺴــكﻨﻰ �ﻌــد أن طﻠــب ﻤــن اﻟﻤــﻼك أن �ﺴــﻤﺢ ﻟــﻪ‬

‫�ﺎﻟﺴكﻨﻰ ﻓﻲ ﺼوﻏر ‪ ،‬وﻗد ﺴﻤﺢ ﻟﻪ اﻟﻤﻼك ﺒﻬذا ) ﺘك ‪ ( 30 – 17 : 19‬؟‬

‫وﻫــﻞ ُ�ﻌﻘــﻞ أن �ﻌــ�ش ﺸــﻴﺦ ﻋﺠــوز ٕواﺒﻨﺘــﺎﻩ اﻟﻌــذراو�ﺘﻴن ﻓــﻲ اﻟﺠﺒــﻞ و�ﺘركــﺎن اﻟﻤدﻴﻨــﺔ‬ ‫اﻟﻤﺄﻫوﻟﺔ �ﺎﻟﺴكﺎن ؟‬ ‫و�ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴــم ﷴ " ﻻﺤــظ اﻹﻀــطراب ﻓــﻲ ﺘــدو�ن اﻟﻘﺼــﺔ ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ اﻟﺒدا�ــﺔ‬

‫ﺨــﺎف أن �ﺴــكن ﻓــﻲ اﻟﺠﺒــﻞ وﺴــكن ﻓــﻲ ﺼــوﻏر ﻷﻨﻬــﺎ ﻤدﻴﻨــﺔ ﺼــﻐﻴرة ‪ ،‬ﺜــم ﺠﻌﻠــﻪ كﺘ�ــﺔ اﻟﺘــوراة‬ ‫ﻴﻬرب ﻤن اﻟﻤدﻴﻨﺔ اﻟﻤﺄﻫوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺠﺒﻞ ﻟﺘﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺴرح ﻟﺠر�ﻤﺔ اﻟزﻨﺎ ﺒﺈﺒﻨﺘ�ﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F35‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻋﻨدﻤﺎ إرﺘﻌد ﻟوط ﻤن ﻤﻨظر ﺴدوم وﻋﻤـورة ‪ ،‬و�ﻌـد أن ﺴـﻤﺢ ﻟـﻪ اﻟﻤـﻼك �ﺎﻟﺴـكﻨﻰ ﻓـﻲ‬

‫ﺼوﻏر ‪ ،‬ﺨﺸﻰ ﻤن أﻫﻠﻬﺎ اﻷﺸرار ‪ ،‬وأﻋﺎد ﺤﺴﺎ�ﺎﺘﻪ ﺴر�ﻌﺎً ﻟﺌﻼ �ﺤﻞ �ﺼوﻏر ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد ﻤﺎ ﺤ ﱠـﻞ‬

‫�ﺴدوم وﻋﻤورة " ﺼﻌد ﻟوط ﻤن ﺼوﻏر وﺴكن ﻓﻲ اﻟﺠﺒﻞ ٕواﺒﻨﺘﺎﻩ ﻤﻌﻪ ‪ 0‬ﻷﻨﻪ ﺨﺎف أن �ﺴـكن‬ ‫ﻓﻲ ﺼوﻏر ‪ 0‬ﻓﺴكن ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺎرة ﻫو ٕواﺒﻨﺘﺎﻩ " ) ﺘـك ‪ 00 ( 30 : 19‬ﻟﻘـد ﻟﺠـﺄ إﻟـﻰ اﻟﺠﺒـﻞ كﻤـﺎ‬ ‫أﻤرﻩ اﻟﻤﻼك أوﻻً ﻗﺎﺌﻼً " أﻫرب إﻟﻰ اﻟﺠﺒﻞ ﻟﺌﻼ ﺘﻬﻠك " ) ﺘك ‪0( 17 : 29‬‬

‫‪� -2‬ﻘــوﻝ أﺤــد اﻵ�ــﺎء اﻟرﻫ�ــﺎن ﺒــدﻴر ﻤــﺎر ﻤﻴﻨــﺎ اﻟﻌــﺎﻤر " ﺨﺸــﻰ اﻟﺼــدﻴق أﻻ �ﻘــدر ﻋﻠــﻰ‬

‫اﻟوﺼــوﻝ إﻟــﻰ اﻟﻤوﻀــﻊ اﻟــذي ﺤــدداﻩ ﻟــﻪ اﻟﻤﻼﻛــﺎن ‪ ،‬إذ كــﺎن ﻻ طﺎﻗــﺔ ﻟــﻪ ﻋﻠــﻰ إدراك اﻟﺠﺒــﻞ ‪،‬‬

‫ﻓﻠﻛــﻲ ﻻ ﺘﻨﻠــﻪ اﻟﺸــرور ﻓ�ﻤــوت ‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻨظــر إﻟــﻰ اﻟﻤدﻴﻨــﺔ اﻟﻘر��ــﺔ إﻟ�ــﻪ ﻟ�ﻔــر إﻟﻴﻬــﺎ ‪ٕ ،‬وان كﺎﻨــت‬ ‫ﺼــﻐﻴرة ﻓﻔﻴﻬــﺎ ﻴﺨﻠــص وﺘﺤ�ــﺎ ﻨﻔﺴــﻪ ‪ ،‬وﻟﻤــﺎ كــﺎن اﻟﺨــوف ﻤــن اﻟﻌﻘــﺎب اﻟــذي ﻟﺤــق �ﺄﻫــﻞ ﺴــدوم‬

‫ﻤﺘ ازﻴـداً ﻤــﻊ ﻟــوط ‪ ،‬إﺒﺘﻌــد ﻋــن اﻟﻤكـﺎن وﺴــكن ﻓــﻲ اﻟﺠﺒــﻞ ﻤــﻊ إﺒﻨﺘ�ـﻪ " ] ﻤــن إﺠﺎ�ــﺎت أﺴــﺌﻠﺔ ﺴــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪ -3‬ﺘﻘـوﻝ اﻟدكﺘور ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤﺎ " ﻨﻌـم ُ�ﻌﻘـﻞ أن ﺸـﻴﺦ ٕواﺒﻨﺘـﺎﻩ �ﻌ�ﺸـوا ﻓـﻲ اﻟﺠﺒـﻞ ﺤﺴـب أﻤـر‬ ‫ﷲ ‪ ،‬وﷲ ﺴــﻴدﺒر ﺤ�ــﺎﺘﻬم كﻤــﺎ ﻴــرى ‪ ،‬ﻤﺘــﻰ ﺴــﻠﻤوا ﺤ�ــﺎﺘﻬم ﻟــﻪ ‪ ،‬ﻓــداﺌﻤﺎً ﻴﺨﺘــﺎر ﷲ ﻫﻨــﺎ اﻷﻓﻀــﻞ‬

‫ﺤﺘــﻰ ﻟــو ﻓــﻲ اﻟظــﺎﻫر ﺒ ـدأ أﻨــﻪ اﻹﺨﺘ�ــﺎر اﻷﺼــﻌب أو اﻟﻐﻴــر ﻤﻨطﻘ ـﻲ } ﻤــﺎ أ�ﻌــد أﺤكﺎﻤــﻪ ﻋــن‬

‫اﻟﻔﺤص وطرﻗﻪ ﻋن اﻹﺴﺘﻘﺼﺎء‪ 0‬ﻷﻨﻪ ﻤن ﻋرف ﻓﻛـر اﻟـرب أو ﻤـن ﺼـﺎر ﻟـﻪ ﻤﺸـﻴ اًر { ) رو‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪50‬‬

‫‪- 408 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪403‬‬


‫‪ ] " ( 34 ، 33 : 11‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 477‬كﻴــﻴ �ﻀــﺎﺠﻊ ﻟــوط إﺒﻨﺘ�ــﻪ ؟ وﻫــﻞ ُ�ﻌﻘــﻞ أﻨــﻪ ﻟــم ﻴوﺠــد رﺠــﺎﻝ ﻟﻴﺘزوﺠـوا ﻤــن‬ ‫إﺒﻨﺘﻲ ﻟوط ) ﺘك ‪ ( 36 – 31 : 19‬؟ وﻫﻞ ﱠ‬ ‫ﻤرر ﻟوط اﻟﺤﺎدﺜﺔ �ﺴﻬوﻟﺔ وﻟـم �ﻤـت كﻤـداً‬ ‫؟ أﻟم ﻴﺘﺴﺎءﻝ كﻴﻴ ﺤﺒﻠت إﺒﻨﺘﺎﻩ ﺒـدون زواج ؟ ) د‪ 0‬ﻤﺼـطﻔﻰ ﻤﺤﻤـود – اﻟﺘـوراة ص ‪14‬‬

‫‪ ،‬وﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ – اﻟﺘوراة كﺘﺎب ﻤﻘﱠدس أم ﺠﻤﻊ ﻤن اﻷﺴﺎطﻴر ص ‪0( 104 – 102‬‬

‫و�ﻘـوﻝ اﻷﺴـﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴــم ﷴ " وﻤـن اﻷﻤﺜﻠـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﺘﻀــﻠﻴﻞ ﻓـﻲ اﻷﺤـداث اﻟﻘـوﻝ �ــﺄن‬

‫ﻟــوط زﻨــﻰ ﺒﺈﺒﻨﺘ�ــﻪ ﻷﻨــﻪ ﻻ ﻴوﺠــد رﺠــﺎﻝ ﻓــﻲ اﻷرض ‪ 0‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﻨﺠــد ﻓــﻲ ﻤواﻀــﻊ أﺨــرى أن ﻤدﻴﻨــﺔ‬

‫ﺼوﻏر ﺒﻞ واﻟﺠﺒﻞ اﻟذي أدﻋوا أن ﻟوطﺎً ﻗد إﺨﺘ�ﺄ �ﻪ ﻫو ﻤكـﺎن ﻤﺴـكون �ﻘ�ﺎﺌـﻞ اﻟرﻓـﺎﺌﻴﻴن ‪ ،‬كﻤـﺎ‬

‫أن ﻫﻨﺎك ﻤدﻨﺎً كﺜﻴرة ﻤﺠﺎورة ﺒﻬﺎ إﻨﺎس �ﺴكﻨوﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﺨﺎﺼﺔ وأﻨﻬـﺎ ﺨﺼـ�ﺔ كﻤـﺎ ﻗـﺎﻝ ﻟـوط ﺒﻨﻔﺴـﻪ }‬

‫كﺠﻨﺔ اﻟرب كﺄرض ﻤﺼر ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺘﺠﺊ إﻟﻰ ﺼوﻏر { " )‪0(1‬‬ ‫‪F36‬‬

‫و�ﻘوﻝ أﺤﻤد دﻴدات " أن ﻨﺴ�ﺔ ﻫذﻩ اﻟوﻗﺎﺌﻊ إﻟـﻰ ﺴـﻴدﻨﺎ ﻟـوط ﻋﻠ�ـﻪ اﻟﺴـﻼم ﻴﺘﻨـﺎﻗض ﻤـﻊ‬

‫اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺒدﻴﻬﻲ ﻟﻠﻨﺒؤة دون ﺸك ‪ ،‬وﻻ ُﻴﺠدى �ﺄي ﺤﺎﻟﺔ اﻹﻋﺘذار واﻟﺘﺒر�ر �ـﺄن ﺴـﻴدﻨﺎ ﻟـوط ﻋﻠ�ـﻪ‬ ‫اﻟﺴــﻼم " ﻟــم �ﻌﻠــم ﺒﺈﻀــطﺠﺎﻋﻬﻤﺎ وﻻ �ﻘ�ﺎﻤﻬﻤــﺎ " ﻓﻬــو ﻏﻴــر ﻤﻌﻘــوﻝ �طﺒ�ﻌــﺔ اﻟﺤــﺎﻝ ‪ 0‬إﻨﻬــم إذ‬

‫�ﺤــﺎوﻟون ﺘﺒرﺌــﺔ ﺴــﻴدﻨﺎ ﻟــوط ﻤــن اﻟﻤﺴــﺌوﻟ�ﺔ اﻷﺨﻼﻗ�ــﺔ ﻋﻤــﺎ ﺤــدث وأﻟﺼـﻘوﻩ �ــﻪ ‪ 00‬دﻓﻌــوﻩ ﺒﺘﻬﻤـﺔ‬

‫اﻟﺴــكر اﻟﺸــدﻴد ﻤــن ﺠ ـراء كﺜ ـرة ﺘﻌــﺎطﻲ اﻟﺨﻤــر ‪ 0‬ﻤــﺎذا ﺘﻛــون اﻟﻨﺘﻴﺠــﺔ ﻟــو ﻻﺤــظ ﺸــرطﻲ ﺒدوﻟــﺔ‬

‫ﻤﺴــ�ﺤ�ﺔ رﺠـﻼً ﻤﺨﻤــو اًر �ﺎﻟﺸــﺎرع أو ﻤﺨﻤــو اًر �ﻘــود ﺴــ�ﺎرة ؟ أﻻ �ﺸــكﻞ ذﻟــك ﺠر�ﻤــﺔ �ﻌﺎﻗــب ﻋﻠﻴﻬــﺎ‬ ‫اﻟﻘــﺎﻨون ؟ ﻫ ــﻞ ﻴﻠﻴ ــق ﺒﻨﺒ ــﻲ أن �ﺸ ــرب اﻟﺨﻤ ــر و�ﺴ ــكر ﺤﺘ ــﻰ �ﻔﻘ ــد اﻟ ــوﻋﻲ ﻫك ــذا ‪ 0‬ﺴ ــﻘوﻩ ﺨﻤـ ـ اًر‬ ‫ﺒﺨ�ﺎﻟﻬم اﻟﻤـر�ض إﻟـﻰ ﺤـد أن ﻏﱠﻴﺒـوﻩ ﻋـن اﻟـوﻋﻲ ! إﻨﻨـﻲ ﻋﻠـﻰ ﺜﻘـﺔ ﺘﺎﻤـﺔ أن ﺴـﻴدﻨﺎ ﻟـوط ﻟـم �ﻔﻘـد‬ ‫اﻟــوﻋﻲ ﻤــن ﺠ ـراء ﺸــرب اﻟﺨﻤــر كﻤــﺎ ﻴزﻋﻤــون ‪ 00‬اﻟﺴــكر إﻟــﻰ ﺤــد ﻓﻘــدان اﻟــوﻋﻲ ﻏﻴــر ﻤﺴــﻤوح‬ ‫�ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎن اﻟﻌﺎدي ﻓﻬﻞ ﻴﻠﻴق أن ﻴﻨﺴ�ﻪ أﺤد إﻟﻰ ﻨﺒﻲ ﻤن أﻨﺒ�ﺎء ﷲ ؟! " )‪0(2‬‬ ‫‪F37‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻤن ﻫوﻝ اﻟﻤﺄﺴﺎة اﻟﺘ ـﻲ ﺘﻌرﻀـت ﻟﻬـﺎ إﺒﻨﺘـﻲ ﻟـوط ‪ ،‬وﻓﻘـدان اﻷم واﻷﺨـوات واﻷﻗر�ـﺎء ‪،‬‬ ‫ظﻨت اﻟﻔﺘﺎﺘﺎن ﻓﻲ �ﺴﺎطﺘﻬﻤﺎ و�راءاﺘﻬﻤﺎ أن اﻟﺠـﻨس اﻟ�ﺸـري كﻠـﻪ ﻗـد ﻫﻠـك ‪ ،‬كﻤـﺎ ﺤـدث ﻤـن ﻗﺒـﻞ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪120‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ – ﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺹ ‪30‬‬

‫‪- 409 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪404‬‬


‫ﻓﻲ اﻟطوﻓﺎن ‪ ،‬ﻓﺄرادﺘﺎ إﻴﺠﺎد ﻨﺴﻞ ﻟﻬﻤﺎ ‪ ،‬وﻷﻨﻬﻤﺎ ﻟم ﻴﻠﺘﻘ�ﺎ ﺒرﺠﻞ ﻤﻨذ ﺨـروﺠﻬم ﻤـن ﺴـدوم وﺤﺘـﻰ‬ ‫ﺴــكﻨوا ﻓــﻲ اﻟﺠﺒــﻞ ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻓﻌــﻼ ﻤــﺎ ﻓﻌــﻼﻩ ‪ ،‬ﻟــ�س ﻋﻠــﻰ ﺴــﺒﻴﻞ اﻟﺸــﻬوة ‪ٕ ،‬واﻻﱠ كـ ﱠـر ار ﻫــذﻩ اﻟﺨط�ــﺔ‬

‫ﻤ ـ ار اًر وﺘﻛ ـ ار اًر ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬﻤــﺎ ﻓﻌﻼﻫــﺎ ﻤ ـرة واﺤــدة ﺒﻬــدف إﻴﺠــﺎد ﻨﺴــﻞ ‪ ،‬وﺤﻔــظ إﺴــم أﺒﻴﻬﻤــﺎ ‪ ،‬وﺤﻔــظ‬

‫اﻟﺠﻨس اﻟ�ﺸري‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻫدف اﻟﻛﺘﺎ�ﺔ ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ إظﻬـﺎر �ﺸـﺎﻋﺔ ﻤـﺎ ﺤـدث �ﺴـﺒب اﻟﺨﻤـر ‪ ،‬ﻓﻌﻨـدﻤﺎ ﺴـكر‬

‫ﻨوح ﺘﻌرى ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ﺴكر ﻟوط ﻀﺎﺠﻊ إﺒﻨﺘ�ﻪ دون أن ﻴدري ‪ 0‬كﻤﺎ أن ﻟوط ﻟـم �كـن ﻨﺒ�ـﺎً ‪ ،‬وﻟـو‬ ‫كﺎن ﻨﺒ�ﺎً ﻓﺄﻴن ﻫﻲ ﻨﺒؤﺘﻪ أو ﻋﻤﻠـﻪ اﻟﻨﺒـوي ؟! ‪ 00‬ﻟﻘـد ﺴـكر ﻟـوط ﺤﺘـﻰ ﻏـﺎب ﻋـن وﻋ�ـﻪ ‪ ،‬وﻟـوﻻ‬

‫ﻫــذا ﻤــﺎ كــﺎن ﻓﻌــﻞ ﻫــذا اﻷﻤــر اﻟﻤﺸــﻴن ‪ ،‬وﻻ ﻋﺠــب ﻓﺎﻹﻨﺴــﺎن اﻟﺴــكران ﻗــد ﻴرﺘﻛــب ﺠر�ﻤــﺔ اﻟﻘﺘــﻞ‬

‫دون أن �ﻘﺼد‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘـوﻝ اﻟﺨوري ﺒوﻟس اﻟﻔﻐﺎﻟﻲ " ﻨﻘـ أر ﺜﺎﻨ�ـﺎً ﻋـن أﻫﻤ�ـﺔ اﻟﻨﺴـﻞ ﻓـﻲ ﺸـﻌب ﷲ ‪ 00‬ﻋرﻓﻨـﺎ‬ ‫ﺤﻴﻠــﺔ ﺴــﺎرة ﻟﻤــﺎ ﻗـﱠدﻤت ﻫــﺎﺠر ﻟزوﺠﻬــﺎ رﻏــم ﻤــﺎ ﺤﺼــﻞ ﻤــن ﻨﺘــﺎﺌﺞ ﻤؤﻟﻤــﺔ ‪ 0‬وﻤﺜﻠﻬــﺎ ﺴــﺘﻔﻌﻞ ﻟﻴﺌــﺔ‬ ‫وراﺤﻴﻞ ﻟ�كون ﻟﻬﻤﺎ أوﻻد كﺜﻴـر�ن ) ﺘـك ‪ ( 1 : 30‬أﻤـﺎ ﺜﺎﻤـﺎر كﱠﻨـﺔ ﻴﻬـوذا ﻓﺴـﺘﺠﺒر ﺤﻤﺎﻫـﺎ ﻴﻬـوذا‬

‫ﻋﻠــﻰ إﻋطﺎﺌﻬــﺎ ﻨﺴ ـﻼً �ﻌــد أن ﻤــﺎت إﺒﻨــﻪ اﻟــذي ﺘزوﺠﺘــﻪ ) ﺘــك ‪ ( 26 – 1 : 38‬وكــذﻟك ﺴــﺘﻔﻌﻞ‬

‫راﻋوث ) ار ‪ ( 18 -1 : 3‬وﻟﻬذا إﻫﺘم اﻟﺸرع ﺒﻬذا اﻷﻤـر ﻓﺄوﺠـب ﻋﻠـﻰ اﻟرﺠـﻞ أن ﻴﺘـزوج أرﻤﻠـﺔ‬ ‫أﺨ�ﻪ ﻟﻴﺠﻌﻞ ﻟﻸخ ﺒﻬﺎ ﻨﺴﻼً ) ﺘث ‪0(1) " ( 5 : 25‬‬ ‫‪F38‬‬

‫‪ -4‬ﻤﻬﻤﺎ كﺎن اﻟﻤﺒـرر ﻹﺒﻨﺘـﻲ ﻟـوط ﻓﺈﻨـﻪ ﻻ �ﻌﻔﻴﻬﻤـﺎ ﻤـن ﺤﻘ�ﻘـﺔ إرﺘﻛـﺎب ﺨط�ـﺔ ﻋظ�ﻤـﺔ ﻻ‬

‫ﺘﻠﻴق ‪ ،‬وﻻ �ﻌﻔـﻲ أ�ﺎﻫﻤـﺎ ﻤـن اﻟﻤﺴـﺌوﻟ�ﺔ رﻏـم أﻨـﻪ إرﺘﻛـب اﻟﺨطـﺄ دون أن ﻴـدري ‪ ،‬و�ﻘـوﻝ اﻟﻘـد�س‬

‫ﺠﻴــروم " �ﺎﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ ﻟــم �كــن ﻟــوط �ﻌــرف ﻤــﺎذا كــﺎن �ﻔﻌــﻞ ‪ ،‬وﻻ كﺎﻨــت ﺨطﻴﺘــﻪ ﺒﺈرادﺘــﻪ ‪ ،‬وﻤــﻊ ﻫــذا‬ ‫ﻓﺨطﺄﻩ ﻋظ�م إذ ﺠﻌﻠﻪ أ�ﺎً ﻟﻤوآب وﻋﻤون ﻋدوي إﺴراﺌﻴﻞ " )‪0(2‬‬ ‫‪F39‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ اﻟﻘس ﻤ�ﺼﺎﺌﻴﻞ ﺼﺎدق " إن كﺎن ﻫذا ﻫو اﻟذي ﺤدث ﻓﻠﻤﺎذا اﻹﺴﺘﻐراب ؟! إن‬

‫اﻹﺴﺘﻐراب اﻟﺤﻘ�ﻘﻲ ﻫو ﻟو أن اﻟﻛﺘﺎب إﺴﺘﻨكر أن �ﻘـص ﻤـﺎ ﺤـدث " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ ﺴـﻔر‬ ‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪258‬‬ ‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻘﻤﺺ ﺗﺎﺩﺭﺱ ﻳﻌﻘﻮﺏ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪201‬‬

‫‪- 410 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪405‬‬


‫‪� -6‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " أﻤﺎ ﻋن ﻋدم وﺠود رﺠـﺎﻝ ﻟﻴﺘزوﺠـوا‬

‫ﻤن إﺒﻨﺘﻲ ﻟوط ‪ ،‬ﻓﻬذا ﺼﺤ�ﺢ ﻷﻨﻬﻤـﺎ كﺎﻨـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺠﺒـﻞ اﻟـذي ﻟـ�س ﻓ�ـﻪ أﺤـد ‪ ،‬ور�ﻤـﺎ ﺘﺼ ﱠـورﺘﺎ أن‬

‫اﻟﻤدن أ�ﻀﺎً ﻫﻠﻛت ‪ 0‬أﻤﺎ ﻋن ﺤﺒﻠﻬﻤﺎ ﻓواﻀﺢ أن أ�ﺎﻫﻤﺎ ﺴ�ﺼدق إﻨﻪ ﻤﻨﻪ ‪ ،‬ﻷﻨﻬﻤﺎ ﻓـﻲ اﻟﺠﺒـﻞ‬ ‫‪ ،‬ﺤﻴــث ﻻ ﻴوﺠــد رﺠــﻞ ﻏﻴ ـرﻩ ‪ 0‬أﻤــﺎ أﻨــﻪ ﻟــم �ﻤــت كﻤــداً ﻓﻬــذا إﻓﺘ ـراض �ﻤﻘ�ﺎﺴــﻨﺎ اﻟﺤــﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﻟﻛــن‬

‫ﻴﺒــدو أن ﻫــذا اﻟﻔكــر ﻟــم �كــن ﻟد�ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻬــﺎ ﻫــو ﻗــد ﻋــرض ﻋﻠــﻰ أﻫــﻞ ﺴــدوم أن �ﻔﻌــﻼ ﺒﺈﺒﻨﺘ�ــﻪ ﻤــﺎ‬

‫ﻴر�دون ﻓﻲ ﺴﺒﻴﻞ ﺤﻤﺎ�ﺔ اﻟرﺠﻼن ) أي اﻟﻤﻼﻛﺎن ( اﻟﻠذﻴن دﺨﻼ ﺒﻴﺘﻪ ) ﺘك ‪] " ( 8 – 6 : 19‬‬ ‫ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪ -7‬ﺘﻘوﻝ اﻟدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤﺎ " ﻏﺎ�ﺔ اﻟﻛﺘﺎب ﻤن ذكر ﻫذﻩ اﻟﺤﺎدﺜﺔ أن ﻴﻨﻔرﻨﺎ ﻤن اﻟﺨط�ﺔ‬

‫اﻟﺴــكر ‪ 00‬أﻤــﺎ إن كــﺎن ﻟــوط ﻤـ ﱠـرر اﻟﺤﺎدﺜــﺔ �ﺴــﻬوﻟﺔ أو‬ ‫اﻟﻤﺸــﻴﻨﺔ وﻤﺴــﺒ�ﺎﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻻﺴــ�ﻤﺎ ﺨط�ــﺔ ُ‬ ‫ﻋﱠﻨﻒ ﺒﻨﺎﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﻬذا ﻤﺎ ﻟم ﻴذكرﻩ اﻟﻛﺘﺎب ‪ ،‬ﻓﻘد إﻛﺘﻔﻰ اﻟﻛﺘﺎب �ﺄن أوﻀﺢ أن ﻟوط ﻓﻘد أﻤﻼﻛﻪ ﻓـﻲ‬

‫أرض اﻟﺨطﻴﺌــﺔ ﻤــﻊ ﺒﻨﺎﺘــﻪ وأﺼــﻬﺎرﻩ ‪ ،‬وﺼــﺎرت اﻤ أرﺘــﻪ ﻋﻤــود ﻤﻠــﺢ ‪ ،‬وﻓﻘــد إﺒﻨﺘ�ــﻪ اﻟﻠﺘـﻴن أﺨطﺄﺘــﺎ‬

‫ﻤﻌــﻪ – روﺤ�ـﺎً – ﻓﻘــد إﺨﺘــﺎر ﻟﻨﻔﺴــﻪ ‪ ،‬وﺴــﻌﻰ وراء اﻟــزرع واﻟﻌﺸــب ﻤﺘﻐﺎﻀــ�ﺎً ﻋــن اﻟﻌــ�ش وﺴــط‬

‫اﻷﺸرار ﻓكـﺎن ﻤـﺎ كـﺎن ‪ ،‬وﻤـﺎ ﻴزرﻋـﻪ اﻹﻨﺴـﺎن إ�ـﺎﻩ �ﺤﺼـد " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن‬ ‫[‪0‬‬

‫س‪ : 478‬ﻫﻞ ك ﱠﺘﺎب اﻟﺘوراة إﺨﺘرﻋـوا ﻗﺼـﺔ زﻨـﺎ إﺒﻨﺘـﻲ ﻟـوط �ﺄﺒﻴﻬﻤـﺎ كﻨـوع ﻤـن اﻟدﻋﺎ�ـﺔ‬

‫اﻟﺴوداء ﻟﺸﻌﺒﻲ ﻤوآب وﻋﻤون اﻟﻠذﻴــن ﻋﺎدﻴــﺎ اﻟﺸﻌــب اﻹﺴـراﺌﻴﻠﻲ ؟ ) ﺠواﻨﺎﺜـﺎن كﻴـرﺘش‬ ‫ﻤﺤرﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘوراة ص ‪0( 73 ، 72‬‬ ‫– ﺤكﺎ�ﺎ ﱠ‬

‫وﻫﻞ وﻀﻊ ﻋز ار ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘـﻲ أراد ﺒﻬـﺎ ﺘﺴـﻔ�ﻪ ﻨﺴـب داود ‪ ،‬ﻓـﺎﺨﺘﻠق ﻫـذﻩ‬

‫اﻟﻘﺼﺔ ﻤﻊ ﻗﺼﺔ زﻨﻰ ﺜﺎﻤﺎر ﻤﻊ ﻴﻬوذا ؟ وﻟو كﺎﻨت اﻟﻘﺼﺔ ﺤﻘ�ﻘ�ﺔ وأن ﻤـوآب وﻋﻤـون‬

‫أﺒﻨــﺎء زﻨــﻰ ‪ ،‬ﻓﻛﻴــﻴ �ﻌطــﻴﻬم ﷲ ﻤﻴراﺜـﺎً ﻗﺒــﻞ أن �ﻌطــﻲ ﺸــﻌب إﺴـراﺌﻴﻞ ؟ ﻓﻘــد أﻋطــﻰ ﷲ‬

‫ـﺎﺌﻴﻴن ) ﺘــث ‪: 2‬‬ ‫ﻟﻠﻤــوآﺒﻴﻴن أرض‬ ‫ـوﻨﻴﻴن أرض اﻟرﻓـ ّ‬ ‫اﻹ�ﻤﻴــﻴن ) ﺘــث ‪ ( 10 ، 9 : 2‬وأﻋطــﻰ اﻟﻌﻤـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ﺤرم ﻋﻠﻰ ﻤوﺴـﻰ اﻟﺘﻌـدي ﻋﻠـﻴﻬم ) ﺘـث ‪ ( 19 ، 9 : 2‬و�ـذﻟك " �ك ـون‬ ‫‪ ( 20 ، 19‬ﺒﻞ أن ﷲ ﱠ‬ ‫اﻟﻤوآﺒﻴون واﻟﻌﻤوﻨﻴ ـوم ﻟ�ﺴوا أﺒﻨﺎء زﻨﺎ و�كون كﺘ�ﺔ اﻟﺘوراة كﺎذﺒﻴن " )‪0(1‬‬ ‫‪F40‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪52‬‬

‫‪- 411 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪406‬‬


‫و�ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴــم ﷴ "أن ﻗﺼــﺔ زﻨــﺎ إﺒﻨﺘــﻲ ﻟــوط ﻤــﻊ أﺒﻴﻬﻤــﺎ ﻫــﻲ ﻤــن إﺨــﺘﻼق‬

‫كﺘ�ــﺔ اﻟﺘــوراة ٕواﺴﺘﻤـ ـ ارر ﻟﺴ�ﺎﺴـ ـﺔ إﺴﺘ�ﻌـ ـﺎد أي ﻨﺴـ ـﻞ آﺨـ ـر ﺨــﻼف ﻨﺴــﻞ �ﻌﻘــوب ) إﺴ ـراﺌﻴﻞ ( ﻤــن‬ ‫ﻤﺸﺎركﺘﻬم ﻓﻲ ﻋﻬد ﷲ ﻤﻊ إﺒراﻫ�م واﻟﻤؤﻤﻨﻴن �ﻪ وﻤﻨﻌﻬم ﻤن اﻟﺤﺼوﻝ ﻋﻠﻰ أي ﻤﻴزة ‪ٕ ،‬واﻋﺘ�ـﺎر‬

‫أن ﷲ ﻗد ﺨﻠق اﻟﻌﺎﻟم ﻤن أﺠﻞ أن ﻴرث ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ أرض اﻟﻤ�ﻌﺎد ﻓﻘط "‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F41‬‬

‫‪0‬‬

‫اﻟﻨﱠﻘــﺎد " كﺘﱠــﺎب اﻟﺘــوراة " أو " كﺘ�ــﺔ اﻟﺘــوراة " ﻗــوﻝ ﻏﻴــر ﺼــﺤ�ﺢ ‪ ،‬ﻷن اﻟــذي كﺘــب‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﻗــوﻝ ُ‬ ‫اﻟﺘــوراة ﻫــو ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ ﻻ ﻏﻴــر ‪ ،‬ﻗﺒــﻞ أن ﻴوﻟــد داود �ﻤﺌــﺎت اﻟﺴــﻨﻴن ‪ ،‬أﻤــﺎ ﻋــز ار ﻓﻠــم �كﺘــب ﻻ‬

‫ار وﺘﻛـ ار اًر ﻓـﻲ اﻟﺠـزء‬ ‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن وﻻ أ�ﺔ واﺤدة ﻓﻲ اﻟﺘوراة وﻗد ﺴﺒق وﻨﺎﻗﺸـﻨﺎ ﻫـذا اﻟﻤوﻀـوع ﻤـر اً‬

‫اﻷوﻝ ﻤن ﻫذا اﻟ�ﺤث وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺠزء أ�ﻀﺎً‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻟــو إﺘ�ﻌﻨــﺎ ﻤﻨطــق ﺠوﻨﺎﺜــﺎن كﻴــر�ﺘش ﻓــﺈن اﻷﻤــر ﺴ�ﺼــﻞ ﺒﻨــﺎ إﻟــﻰ اﻟﺘﺸــك�ك ﻓــﻲ كــﻞ‬

‫أﺤداث اﻟﺘﺎر�ﺦ ‪� ،‬ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ كﺘب اﻟﺘوراة ﺒوﺤﻲ إﻟﻬﻲ ‪ ،‬ﻓﺠﺎءت اﻟﺘوراة �كﻞ‬

‫ﺘﻔﺎﺼﻴﻠﻬﺎ اﻟدﻗ�ﻘﺔ ﻤﻌﺼوﻤﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎً ﻤن أﻗﻞ ﺨطﺄ ‪ ،‬وكـﻞ ﻤـن �طﻌـن ﻓـﻲ ﻋﺼـﻤﺔ اﻟﺘـوراة ﻓﻬـو ﻓـﻲ‬

‫اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ �طﻌن ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺔ ﷲ ﺼﺎﺤب اﻟﺘوراة‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻟــو كــﺎن اﻟﻛﺎﺘــب �ﻘﺼــد أن �ﺸـ ﱠـوﻩ ﺼــورة ﺸــﻌﺒﻲ ﻤــوآب وﻋﻤــون ‪ ،‬ﻤــﺎ كــﺎن ﻴــذكر أﺒــداً‬ ‫ـرب ﻻ ُﺘﻌـ ِ‬ ‫ـﺎد ﻤــوآب وﻻ ﺘﺜــر‬ ‫كﻴــﻒ أن ﷲ ﻨﻬــﻰ ﺸــﻌ�ﻪ ﻋــن أ ارﻀــﻲ ﻫــذﻴن اﻟﺸــﻌﺒﻴن " ﻓﻘــﺎﻝ ﻟــﻲ اﻟـ ﱡ‬ ‫ﻋﻠــﻴﻬم ﺤر�ـﺎً ﻷﻨــﻲ ﻻ أﻋط�ــك ﻤــن أرﻀــﻬم ﻤﻴراﺜـﺎً ‪ 00‬ﻓﻤﺘــﻰ ﻗر�ــت إﻟــﻰ إﺘﺠــﺎﻩ ﺒﻨــﻲ ﻋﻤــون ﻻ‬ ‫ُﺘﻌﺎدﻫم وﻻ ﺘﻬﺠﻤوا ﻋﻠﻴﻬم ﻷﻨﻲ ﻻ أﻋط�ك ﻤن أرض ﺒﻨﻲ ﻋﻤون ﻤﻴراﺜﺎً ‪ 0‬ﻷﻨﻲ ﻟﺒﻨﻲ ﻟوط ﻗـد‬ ‫أﻋطﻴﺘﻬﺎ ﻤﻴراﺜﺎً " ) ﺘث ‪0( 19 ، 9 : 2‬‬

‫س‪ : 479‬كﻴﻴ ﻴﺘزوج إﺒراﻫ�م إﺨﺘﻪ ) ﺘك ‪ ( 12 : 20‬؟‬ ‫�ﻘوﻝ ﻋﻼء أﺒو �كر أن اﻷﻨﺒ�ﺎء ﻫم ﻗدوة اﻟ�ﺸر ﻋﻠـﻰ اﻷرض ‪ ،‬ﻓكﻴـﻒ ﻴﺘـزوج ﻨﺒـﻲ ﷲ‬

‫إﺒراﻫ�م ﻤن إﺨﺘﻪ ‪ٕ ،‬وان ﻗﺎﻝ أﺤد أن ﻫذا كﺎن ﻓﻲ ﻗد�م اﻟزﻤﺎن ﻨﻘوﻝ ﻟـﻪ أن ﺴـﻔر اﻟﻼو�ـﻴن ﻗـﺎﻝ "‬ ‫ﻋورة أُﺨﺘك ﺒﻨت أﺒ�ك أو ﺒﻨت أُﻤك اﻟﻤوﻟودة ﻓﻲ اﻟﺒﻴت أو اﻟﻤوﻟودة ﺨﺎرﺠﺎً ﻻ ﺘﻛﺸﻴ ﻋورﺘﻬـﺎ‬

‫" ) ﻻ ‪ ( 9 : 18‬وﻤن �ﻔﻌﻞ ذﻟـك ﻓﻬـو ﻋـﺎر ) ﻻ ‪ ( 17 : 20‬و�كـون ﻤﻠﻌوﻨـﺎً ) ﺘـث ‪22 : 27‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪50‬‬

‫‪- 412 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪407‬‬


‫( ﻓﻬﻞ إرﺘﻛب ﻨﺒﻲ ﷲ اﻟﻌﺎر وﺼﺎر ﻤﻠﻌوﻨﺎً ‪ ،‬وكﺎن ﻤن اﻟواﺠب أن ُ�ﻘﺘﻞ ‪ ،‬وﻻﺴ�ﻤﺎ أﻨﻪ ﻻ ﻴوﺠد‬ ‫ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻨﺎﺴــﺦ وﻤﻨﺴــوخ ) ارﺠــﻊ اﻟﺒﻬر�ــز ﺠ ـ ‪ 1‬س‪ ، 21‬س‪ ، 75‬س‪ ، 234‬وﻋﻠــﻲ‬ ‫اﻟﺠوﻫري – ﻤﻘدﻤﺔ ﺘرﺠﻤﺘﻪ ﻟﻌﺘﺎد اﻟﺠﻬﺎد ص ‪0 ( 3‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺘــدرج ﷲ �ﺎﻟ�ﺸ ـر�ﺔ ﺨطــوة ﺨطــوة ‪ ،‬ﻓﻘﺒــﻞ ﺸ ـر�ﻌﺔ اﻟﻌﻬــد اﻟﻘــد�م ﻋــﺎش اﻵ�ــﺎء ﻓــﻲ ظــﻞ‬ ‫اﻟﻨﺎﻤوس اﻟطﺒ�ﻌﻲ ‪ ،‬ﺤﻴث وﻀﻊ ﷲ ﻓﻲ اﻹﻨﺴﺎن اﻟﻀﻤﻴر اﻟذي �ﺴﺘر�ﺢ ﻟﻤﺎ ﻫو ﺼﺤ�ﺢ و�دﻴن‬ ‫ﻤﺎ ﻫو ﺨﺎطﺊ ‪ ،‬و�ﻬذا ﻋرف ﻴوﺴﻒ اﻟﺼدﻴق أن اﻟزﻨﺎ ﺸر ﻋظ�م ﻗﺒﻞ أن ﺘوﺠـد ﺸـر�ﻌﺔ ﻤكﺘو�ـﺔ‬

‫ﺘﺤرم اﻟزﻨﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﻹﻤرأة ﻓوط�ﻔﺎر " كﻴﻴ أﺼﻨﻊ ﻫذا اﻟﺸر اﻟﻌظ�م وأﺨطﺊ إﻟﻰ ﷲ " ) ﺘـك ‪39‬‬

‫‪ ( 9 :‬ﺜم ﺠﺎءت اﻟﺸر�ﻌﺔ اﻟﻤكﺘو�ـﺔ " ﻻ ﺘـزن " ) ﺨـر ‪ ( 14 : 20‬وﻓـﻲ اﻟﻌﻬـد اﻟﺠدﻴـد ﺘﻘـدم ﷲ‬ ‫�ﺎﻟ�ﺸر�ﺔ أﻛﺜر ﻨﺤو طر�ق اﻟﻛﻤﺎﻝ ﻓﻘـﺎﻝ " ﻗد ﺴﻤﻌﺘم أﻨﻪ ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻘدﻤﺎء ﻻ ﺘزن ‪ 0‬وأﻤﺎ أﻨﺎ ﻓﺄﻗوﻝ‬

‫ﻟﻛـم إن كﻞ ﻤن ﻴﻨظر إﻟﻰ إﻤـرأة ﻟ�ﺸـﺘﻬﻴﻬﺎ ﻓﻘـد زﻨـﻰ ﺒﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻗﻠ�ـﻪ " ) ﻤـت ‪( 28 – 27 : 7‬‬

‫وﻤﺜﺎﻝ آﺨر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺘدرج ‪ ،‬أن اﻹﻨﺴﺎن ﻋﺎش ﻗﺒﻞ ﻋﺼر اﻟﺸر�ﻌﺔ ﻴﺘزوج و�طﻠق �ﻼ ﻀﺎ�ط‬

‫‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ﺠـﺎءت ﺸـر�ﻌﺔ اﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م إﺸـﺘرطت أن ﻤـن ﻴر�ـد أن �طﻠـق إﻤ أرﺘـﻪ �كﺘـب ﻟﻬـﺎ كﺘـﺎب‬ ‫طــﻼق ﻋﻠــﻰ أﻴــدي ﺸــﻴوخ اﻟﺸــﻌب ‪ ،‬ﻓﻘــد ﻴ ارﺠــﻊ ﻨﻔﺴــﻪ أﺜﻨــﺎء كﺘﺎ�ــﺔ اﻟﻛﺘــﺎب ‪ ،‬أو ﻴرﺸــدﻩ اﻟﺸــﻴوخ ‪،‬‬

‫ﻓ�ﻌود إﻟﻰ رﺸدﻩ و�ﻐﻴـر أر�ـﻪ ‪ 0‬أﻤـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﻬـد اﻟﺠدﻴـد ﻓﻘـﺎﻝ اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ ﻟـﻪ اﻟﻤﺠـد " ﻗﻴـﻞ ﻤـن‬

‫طﻠق إﻤرأﺘﻪ ﻓﻠ�ﻌطﻬـﺎ كﺘـﺎب طـﻼق ‪ 0‬وأﻤـﺎ أﻨـﺎ ﻓـﺄﻗوﻝ ﻟﻛـم إن ﻤـن طﻠـق إﻤرأﺘـﻪ إﻻﱠ ﻟﻌﻠـﺔ اﻟزﻨـﺎ‬

‫ﻴﺠﻌﻠﻬـﺎ ﺘزﻨـﻲ وﻤـن ﻴﺘـزوج �ﻤطﻠﻘـﺔ ﻓﺈﻨـﻪ ﻴزﻨـﻲ " ) ﻤـت ‪ ( 32 ، 31 : 5‬وأﻗ ﱠـر اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ‬ ‫ﺸـر�ﻌﺔ اﻟزوﺠــﺔ اﻟواﺤــدة ) ﻤــت ‪ ( 9 – 3 : 19‬وﻤﻨــﻊ اﻟطــﻼق إﻻﱠ ﻟﻌﻠــﺔ اﻟزﻨــﺎ‪ 0‬وﻤﺜــﺎﻝ ﺜﺎﻟــث أن‬ ‫اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ ﻋﺼر اﻟﻨﺎﻤوس اﻟطﺒ�ﻌﻲ كﺎن ﻴﻨﺘﻘم ﻟﻨﻔﺴﻪ �ﺎﻟطر�ﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻴراﻫﺎ ‪ ،‬ﻓـﺈن إﻋﺘـدى ﻋﻠ�ـﻪ‬

‫أﺤد وأﺼﺎ�ﻪ ﻓر�ﻤﺎ �ﻘﺘﻠﻪ ‪ ،‬ﺜم ﺠﺎءت ﺸـر�ﻌﺔ اﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م وﺤ ﱠﺠﻤـت اﻟﺸـر " ﻨﻔﺴـﺎً ﺒـﻨﻔس وﻋﻴﻨـﺎً‬

‫ﺒرﺠـﻞ " ) ﺨـر ‪ ( 24 ، 23 : 21‬أﻤـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﻬـد اﻟﺠدﻴـد ﻓﻘـد‬ ‫�ﺴن و�داً ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺒﻴد ورﺠـﻼً‬ ‫�ﻌﻴن وﺴﻨﺎً ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺘﻘدم ﷲ �ﺎﻟ�ﺸر�ﺔ ﻨﺤو ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﻛﻤﺎﻝ ﻓﻘﺎﻝ " ﺴﻤﻌﺘم إﻨﻪ ﻗﻴﻞ ﻟﻛم ﻋﻴن �ﻌﻴن وﺴن �ﺴن‪ 0‬وأﻤـﺎ‬

‫أﻨﺎ ﻓﺄﻗوﻝ ﻟﻛم ﻻ ﺘﻘﺎوﻤوا اﻟﺸر ﺒـﻞ ﻤـن ﻟطﻤـك ﻋﻠـﻰ ﺨـدك اﻷ�ﻤـن ﻓﺤـوﻝ ﻟـﻪ اﻵﺨـر أ�ﻀـﺎً " )‬

‫ﻤـ ــت ‪ ( 39 ، 38 : 5‬ﻓﻬـ ــذا ﺘـ ــدرج وﻟـ ــ�س ﻨﺎﺴـ ــﺦ وﻤﻨﺴـ ــوخ ‪ 0‬أﻤـ ــﺎ ﻟـ ــو ﻋـ ــﺎد ﷲ وﺴـ ــﻤﺢ ﺒﺘﻌـ ــدد‬ ‫اﻟزوﺠﺎت واﻟطﻼق ‪ ،‬ورﺠﻊ إﻟﻰ ﺸر�ﻌﺔ اﻟﻌﻴن �ﺎﻟﻌﻴن واﻟﺴن �ﺎﻟﺴن ﻓﻬذا ﻫو اﻟﻨﺎﺴﺦ واﻟﻤﻨﺴوخ‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻤــﺎ أن أﺒوﻨــﺎ إﺒ ـراﻫ�م ﻋــﺎش ﻗﺒــﻞ ﺸ ـر�ﻌﺔ ﻤوﺴــﻰ ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻏﻴــر ﻤﻘﻴــد �ﻤــﺎ ﺠــﺎء ﻓــﻲ ﻫــذﻩ‬ ‫‪- 413 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪408‬‬


‫اﻟﺸر�ﻌﺔ ﻤن أواﻤر وﻨواﻫﻲ ‪ ،‬و�ﻬذا ﻓﻬو ﻟم ﻴﺨطﺊ ﻓﻲ زواﺠﻪ ﺒﺈﺨﺘﻪ ﻏﻴر ﺸﻘ�ﻘﺘﻪ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻟم ﺘﻛن‬ ‫ﻫﻨﺎك ﺜﻤﺔ وﺼ�ﺔ ﺘﻤﻨﻊ ﻤﺜﻞ ﻫذا اﻟزواج ‪ ،‬و�ذﻟك ﻟم ﻴرﺘﻛب إﺒراﻫ�م ﻋـﺎ اًر ‪ ،‬وﻟـم ﺘﻘـﻊ ﻋﻠ�ـﻪ اﻟﻠﻌﻨـﺔ‬

‫‪ ،‬وﻻ �ﺴﺘﺤق اﻟﻘﺘﻞ ‪ ،‬ﺒﻞ أن ﷲ �ﺎركﻪ و�ـﺎرك ﻤ�ﺎرك�ـﻪ ‪ ،‬وﺠﻌﻠـﻪ رﻤـ اًز ﻟﻠ ارﺤـﺔ اﻷﺒد�ـﺔ ‪ ،‬إذ ﻴﺘﻛـﺊ‬

‫ﻓﻲ أﺤﻀﺎﻨﻪ ﺒﻨو اﻟﻤﻠﻛوت‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور أﺤﻤـد ﺤﺠـﺎزي اﻟﺴـﻘﺎ " أﻨﺠـب إﺒـراﻫ�م اﻟﻨﺒـﻲ ﻋﻠ�ـﻪ اﻟﺴـﻼم �ﻌـد إﺴـﺘﻘ اررﻩ‬

‫ﻓــﻲ أرض كﻨﻌــﺎن ﻤﻬــﺎﺠ اًر ﻤــن اﻟﻌ ـراق ‪ ،‬إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ٕواﺴــﺤق ﻋﻠﻴﻬﻤــﺎ اﻟﺴــﻼم ‪ 00‬إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ﻤــن‬ ‫ﺠﺎر�ﺔ ﻤﺼر�ﺔ ﺘﺴﻤﻰ ﻫﺎﺠر ‪ٕ 00‬واﺴﺤق ﻤن أﺨﺘﻪ ﻷﺒ�ـﻪ ﺴـﺎرة ‪ ،‬وكـﺎن زواج اﻷﺨـت ﺠـﺎﺌ اًز ﻤـن‬

‫ﻗﺒﻞ أن ﺘﻨزﻝ اﻟﺘوراة "‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F42‬‬

‫كﻤﺎ �ﻘوﻝ أ�ﻀﺎً اﻟدكﺘور اﻟﺴﻘﺎ " إن ﺴﺎرة أﺨـت إﺒـراﻫ�م ﻷﺒ�ـﻪ ‪ 0‬وﻤـﻊ‬

‫أﻨﻬﺎ أﺨﺘـﻪ ﻫـﻲ زوﺠﺘـﻪ ‪ 0‬أﻤـﺎ أﻨﻬـﺎ أﺨﺘـﻪ ﻓﻠـ�س ﻤـن ﻤـﺎﻨﻊ �ﻤﻨـﻊ ﻤـن اﻟﺘﺼـدﻴق �ﺄﻨﻬـﺎ أﺨﺘـﻪ ‪ ،‬ﻷن‬ ‫اﻟﺘوراة ﻤﺎ ﺤرﻤت اﻟزواج �ﺎﻷﺨت �ﻌد ‪ ،‬وزواج اﻷﺨت كﺎن ﻤ�ﺎﺤﺎً ﻟﻠﻨﺎس ﻤن أ�ﺎم آدم وﻨوح إﻟﻰ‬

‫زﻤــﺎن ﻤوﺴــﻰ – ﻋﻠــﻴﻬم اﻟﺴــﻼم – وﻟــم ﻴــرد ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن ﻤــﺎ ُ�ك ـ ّذب ذﻟــك ‪ 0‬ﻟــم ﻴــرد ﻓــﻲ اﻟﺘــوراة أن‬ ‫ﻤﺤرﻤﺎً ﻓﻲ ﺸر�ﻌﺔ ﻗﺒﻞ ﺸر�ﻌﺔ ﻤوﺴﻰ " )‪0(2‬‬ ‫زواج اﻷﺨت كﺎن ﱠ‬ ‫‪F43‬‬

‫س‪ : 480‬ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﻗوﻝ اﻟﻛﺘﺎب " ٕواﻓﺘﻘد ﷲ ﺴـﺎرة كﻤـﺎ ﻗـﺎﻝ ‪ 0‬وﻓﻌـﻞ اﻟـرب ﻟﺴـﺎرة كﻤـﺎ‬

‫ﺘﻛﱠﻠم ‪ 0‬ﻓﺤﺒﻠت ﺴﺎرة ووﻟد ﻹﺒراﻫ�م إﺒﻨﺎً ﻓﻲ ﺸﻴﺨوﺨﺘﻪ " ) ﺘك ‪ ( 2 ، 1 : 21‬؟‬

‫�ﻘــوﻝ أﺤﻤــد دﻴــدات " أن اﻹﺘﺼــﺎﻝ ﺒــﻴن ﺴــﺎرة و�ــﻴن ﷲ ﺴــ�ﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌــﺎﻟﻰ كــﺎن إﺘﺼــﺎﻻً‬ ‫ﻤ�ﺎﺸ اًر ﻟﻛﻲ ﺘﻠد ﺴﺎرة إﺴﺤﺎق ‪ ،‬كﻤﺎ ﺴﺠﻞ ذﻟك اﻟﻛﺘ ـﺎب اﻟﻤﻘﱠدس – ٕواﻓﺘﻘد اﻟـرب ﺴـﺎرة – ) ﻫكـذا‬ ‫إﻓﺘﻘدﻫﺎ ﷲ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﺄﺨذ ﻴ�ﺤث ﻋﻨﻬﺎ ﺒﻨﻔﺴﻪ ( كﻤـﺎ ﻗﺎﻝ ‪ " :‬وﻓﻌﻞ اﻟرب ﻟﺴﺎرة كﻤﺎ ﱠ‬ ‫ﺘﻛﻠـم ‪ 0‬ﻓﺤﺒﻠـت‬ ‫ﺴﺎرة ووﻟدت ﻹﺒراﻫ�م إﺒﻨﺎً ﻓﻲ ﺸﻴﺨوﺨﺘـﻪ ‪ 0‬ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﱠ‬ ‫ﺘﻛﻠم ﷲ ﻋﻨﻪ " ) ﺘك ‪2 – 1 : 21‬‬

‫( " )‪0(3‬‬ ‫‪F4‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻤﻌﻨــﻰ ﻗــوﻝ اﻟــﻪ " واﻓﺘﻘــد ﷲ ﺴــﺎرة كﻤــﺎ ﻗــﺎﻝ " أي أﺤ�ــﺎ ﻤﺴــﺘودﻋﻬﺎ �ﻌــد أن ﻤــﺎت ‪،‬‬ ‫وأﻋطﺎﻫﺎ ﻗوة اﻹﺜﻤﺎر ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ ﻋﺒـر ﻋﻨـﻪ ﺒوﻟس اﻟرﺴوﻝ ﺒ ـ " ﻤﻤﺎﺘ�ﺔ ﻤﺴـﺘودع ﺴـﺎرة " ) رو ‪4‬‬

‫‪ ( 19 :‬كﻤﺎ ﻗﺎﻝ أ�ﻀﺎً " �ﺎﻹ�ﻤﺎن ﺴـﺎرة ﻨﻔﺴﻬﺎ أ�ﻀﺎً أﺨـذت ﻗـدرة ﻋﻠـﻰ إﻨﺸـﺎء ﻨﺴـﻞ " ) ﻋـب‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪29‬‬ ‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪222‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ – ﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺹ ‪64‬‬

‫‪- 414 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪409‬‬


‫‪0( 11 : 11‬‬ ‫وﻤﻌﻨــﻰ " ﻓﻌــﻞ اﻟــرب ﻟﺴــﺎرة كﻤــﺎ ﺘﻛﱠﻠــم " أي ﺤﻘــق وﻋــدﻩ اﻟﺴــﺎﺒق ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ ﻹﺒـراﻫ�م ﻋــن‬

‫ﺴﺎرة " وأ�ﺎركﻬﺎ وأﻋط�ك أ�ﻀﺎً ﻤﻨﻬﺎ إﺒﻨﺎً " ) ﺘـك ‪ " 00 ( 16 : 17‬ﻓﻘﺎﻝ ﷲ ﺒـﻞ ﺴـﺎرة إﻤرأﺘـك‬ ‫ﺘﻠد ﻟك إﺒﻨﺎً وﺘدﻋو إﺴﻤﻪ إﺴﺤق " ) ﺘـك ‪ " 00 ( 19 : 17‬إﻨﻲ أرﺠﻊ إﻟ�ك ﻨﺤو زﻤﺎن اﻟﺤ�ﺎة‬ ‫و�كــون ﻟﺴــﺎرة إﺒــن ‪ 00‬ﻫــﻞ �ﺴــﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠــﻰ اﻟــرب ﺸــﺊ‪ 0‬ﻓــﻲ اﻟﻤ�ﻌــﺎد أرﺠــﻊ إﻟ�ــك ﻨﺤــو زﻤــﺎن‬

‫اﻟﺤ�ﺎة و�كون ﻟﺴﺎرة إﺒن " ) ﺘك ‪0( 14 ، 10 : 18‬‬

‫‪�ُ -2‬ﻌد ﻗوﻝ أﺤﻤد دﻴدات ﻗوﻝ ُﻤﺒﻬم !! ‪ 00‬ﻓﻤﺎذا �ﻘﺼد �ﻪ وﻤﺎذا ﻴرﻤﻲ ﻤن و ارﺌـﻪ ؟ ‪00‬‬ ‫ﻻ أدري ‪ ،‬وﻟﻛن إن كﺎن �ﻘﺼد أن ﷲ إﺘﺼـﻞ إﺘﺼﺎﻻً ﻤ�ﺎﺸ اًر �ﺴﺎرة ﻓﺄﻨﺠب ﻤﻨﻬﺎ إﺴﺤق ‪ ،‬ﻓﻬذا‬ ‫ﺘﻔكﻴ ــر ﺸ ــ�طﺎﻨﻲ ﻻ إﻨﺴ ــﺎﻨﻲ‪ 0‬إذ كﻴ ــﻒ ﻴﺘﺼ ــﻞ ﷲ �ﺴ ــﺎرة وﻫ ــو ﻤﻨ ـ ﱠـزﻩ ﻋ ــن اﻟﻤ ــﺎدة واﻹﻨﻔﻌ ــﺎﻻت‬

‫واﻟﺸــﻬوات ؟! ‪ 00‬وكﻴــﻒ ﻴﺘــزوج ﷲ وﻫــو روح ؟! ‪ 00‬وﻟــو كــﺎن ﻫــذا اﻟﻀــرب ﻤــن اﻟﻤﺤــﺎﻝ ﻗــد‬

‫ﺤدث ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎذا ﻨﺴب اﻟﻛﺘﺎب إﺴﺤق ﻷﺒوﻨﺎ إﺒراﻫ�م ‪ ،‬وﻟم ﻴﻨﺴ�ﻪ ﻟ ؟! ‪ 00‬وﻟﻤﺎذا ﻟم ُﻴوﻟد إﺴـﺤق‬ ‫ﻨﺼـﻒ إﻟــﻪ وﻨﺼــﻒ إﻨﺴــﺎن ؟! ‪ 00‬ﻫـذﻩ ﻫــﻲ ﺘﺠــﺎدﻴﻒ اﻟــروح اﻟـﻨﺠس اﻟــذي ﻻ �كــﻒ ﻋــن ﺘﺸــو�ﻪ‬ ‫ﺼورة ﷲ اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻘداﺴﺔ‪0‬‬

‫ﺘﺤرش إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﺒﺈﺴﺤق ؟‬ ‫س‪ : 481‬كﻴﻴ ﱠ‬ ‫�ﻘوﻝ ﺠوﻨﺎﺜﺎن كﻴر�ﺘش " وﺘﻌرض اﻟﺘوراة ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻤﺸﻬداً ﻤﺒﻬﻤﺎً �ﺼورة ﻋﻤ�ﻘﺔ ﺤﺘﻰ ﻨﺠد‬

‫إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ وﻫو ﻓﻲ اﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻋﺸر ﻤن ﻋﻤرﻩ ﻴﻠﻌب ﻤﻊ أﺨ�ﻪ ﻏﻴر اﻟﺸﻘﻴق وﻫو ﻓﻲ اﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻤن‬

‫ﻋﻤ ـرﻩ ‪ 00‬ﺤــدث أن ﺴــﺎرة رأت إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ �ﻔﻌــﻞ ﺸــﻴﺌﺎً ﻤــﺎ ﻹﺴــﺤق ‪ ،‬ﺸــﺊ ﻤــزﻋﺞ ﺠــداً إﻟــﻰ اﻟﺤــد‬ ‫اﻟــذي ﺠﻌــﻞ ﺴــﺎرة ﺘطﻠــب �ﺤــزم أن ﻴﻠﻘــﻰ ﺒﺈﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ و�ﺄﻤــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺤــﺎﻝ إﻟــﻰ اﻟﺒر�ــﺔ ﻟﻠﻤ ـرة اﻟﺜﺎﻨ�ــﺔ‬

‫واﻷﺨﻴرة ‪ 0‬ﻓﻤـﺎ اﻟـذي رأﺘﻪ ﺴﺎرة �ﺎﻟﻀ�ط ؟ وﻤﺎ اﻟذي ﻓﻌﻠﻪ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ �ﺎﻟﻀ�ط ؟ " )‪0(1‬‬ ‫‪F45‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘــد ﻋودﻨــﺎ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس اﻟﺼ ـراﺤﺔ ﻓــﻲ كــﻞ ﺸــﺊ ‪ ،‬وﻋــدم اﻟﻤوار�ــﺔ ‪ ،‬وﻋــدم اﻟﺘﺴــﺘر‬

‫ﻋﻠﻰ أﺤد ‪ ،‬ﺤﺘﻰ إﻨﻪ ذكر زﻨﺎ إﺒﻨﺘﻲ ﻟوط �ﺄﺒﻴﻬﻤﺎ ‪ ،‬وﺨطﺎ�ﺎ ﺴدوم وﻋﻤـورة اﻟﺘـﻲ ﻗﺎدﺘﻬﻤـﺎ ﻟﻠـدﻤﺎر‬

‫‪ 00‬إﻟﺦ‪ 0‬أﻤﺎ ﻓكر ﺠوﻨﺎﺜﺎن ﻫذا ﻓﻼ ﻨﺠد ﻟﻪ أي ﺘﺼـر�ﺢ أو إﺸـﺎرة أو ﺘﻠﻤـ�ﺢ ﻤـن ﻗر�ـب أو �ﻌﻴـد‬ ‫ﺘﺼور ﻏﻴر ﺤﻘ�ﻘﻲ ‪0‬‬ ‫ﻓﻲ أي ﺠزء ﻤن كﺘﺎﺒﻨﺎ اﻟﻤﻘﱠدس ‪ 0‬إذاً ﻫو ﻤﺠرد ﱡ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪62 - 60‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﺬﻳﺮ ﺟﺰﻣﺎﺗﻲ – ﺣﻜﺎﻳﺎ‬ ‫ﱠ‬

‫‪- 415 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪410‬‬


‫‪ -2‬ﻋﻨدﻤﺎ كﺎﻨت ﺴﺎرة ﻋﺎﻗر وأﻋطـت ﺠﺎر�ﺘﻬـﺎ ﻫـﺎﺠر ﻹﺒـراﻫ�م زوﺠـﺔ ﻟﺘـرزق ﻤﻨﻬـﺎ ﺒﻨﺴـﻞ ‪،‬‬

‫وﻋﻨدﻤﺎ ﺤﺒﻠت ﺴﺎرة " ﺼﻐرت ﻤوﻻﺘﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬـﺎ " ) ﺘـك ‪ ( 4 : 16‬ﻓﺈﺤﺘﺠـت ﻋﻠـﻰ إﺒـراﻫ�م ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ " ﻫوذا ﺠﺎر�ﺘك ﻓﻲ ِ‬ ‫ﻋﻴﻨ�ـك ‪ 0‬ﻓﺄذﱠﻟﺘﻬـﺎ ﺴـﺎراى ‪ 0‬ﻓﻬر�ـت‬ ‫ﻴدك ‪ 0‬إﻓﻌﻠﻲ ﻤﺎ �ﺤﺴن ﻓﻲ‬

‫ﻤن وﺠﻬﻬﺎ " ) ﺘك ‪ ( 6 : 16‬ﻓـﺈن كﺎﻨـت ﺴـﺎرة ﻗـد دﻓﻌـت ﺒﻬـﺎﺠر ﻟﻠﻬـرب رﻏـم ﺤﺎﺠﺘﻬـﺎ اﻟﺸـدﻴدة‬

‫ﻟﻬــﺎ ﻟﺘــﺄﺘﻲ ﻤﻨﻬــﺎ ﺒﻨﺴــﻞ ‪ ،‬ﻓــﻼ ﻨﺴــﺘﻛﺜر أﺒــداً أن ﺘــﺄﻤر ﺴــﺎرة �طــرد ﻫــﺎﺠر ٕواﺒﻨﻬــﺎ ‪ ،‬وﻻﺴــ�ﻤﺎ �ﻌــد أن‬ ‫زاﻝ اﻹﺤﺘ�ﺎج اﻟﺸدﻴد إﻟﻴﻬﺎ ﺒوﻻدة إﺴﺤق إﺒﻨﻬﺎ‪0‬‬

‫ﻓﺴــر اﻟﺤــدث �ﺤﺴــب ﻨظرﺘــﻪ ‪ ،‬ﻓﻘــد ﻋــﺎد وﻨﻘــﻞ ﺘﻔﺴــﻴر ﺤﺎﺨﺎﻤــﺎت‬ ‫‪ -3‬إن كــﺎن ﺠوﻨﺎﺜـــﺎن ﱠ‬

‫اﻟﻴﻬــود ﻟﻬــذا اﻟﺤــدث ‪ ،‬وﻫــم أﻗــدر ﻋﻠــﻰ ﻓﻬــم ﺘــوراﺘﻬم ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ " و�ﻔﺴــر اﻟﺤﺎﺨــﺎﻤﻴون كــﻞ اﻟﻘﺼــﺔ‬ ‫ﺒــﺈﻓﺘراض أن إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ أﺤــب أن ﻴﻠﻌــب �ــﺎﻟﻘوس واﻟﻨﺸــﺎب ‪ ،‬وكــﺎن ﻤﺘﻌــﺎد ﻋﻠــﻰ ﺘﺴــدﻴد ﺴــﻬﺎﻤﻪ‬

‫ﺒﺈﺘﺠﺎﻩ إﺴﺤق ‪ ،‬و�ﻘوﻝ ) إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ( ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻨﻔﺴﻪ �ﺄﻨﻪ كﺎن �ﻤزح " )‪0(1‬‬ ‫‪F46‬‬

‫س‪ : 482‬كﻴﻴ �طـرد إﺒـراﻫ�م إﺒﻨـﻪ اﻟ�كـر إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ ) ﺘـك ‪ ( 14 : 21‬؟ وأﻴـن ﺤﻘـوق‬ ‫اﻹﺒن اﻟ�كر ﻓﻲ اﻟﻤﻴراث ؟‬

‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬إذاً طرد إﺒراﻫ�م إﺒﻨﻪ اﻟ�كر وأﻤﻪ ﻫـﺎﺠر ﻤـزوداً إ�ﺎﻫﻤـﺎ �كﺴـرة‬

‫ﺨﺒز وﻗر�ﺔ ﻤﺎء ‪ ،‬وأﻗﻞ ﻤﺎ �ﻤكن أن ُ�ﺼﻒ �ﻪ ﻫذا اﻹﺠراء ﻫو ‪ ،‬إﻨـﻪ ﺴـﻠوك وﺤﺸـﻲ ﻻ إﻨﺴـﺎﻨﻲ‬ ‫ﺨﺴ�س و�ﺘﺴم �ﺎﻟﻨذاﻟﺔ و�ﺜﻴر اﻹﺸﻤﺌزاز ‪ ،‬ﺨﺎﺼﺔ وأﻨـﻪ ﺼـدر ﻤـن ﺴـﻴد ﺠ�ـﺎر ﻫـزم ﺠﻴـوش أر�ـﻊ‬ ‫ﻤﻤﺎﻟك ﻗو�ﺔ " )‪0(2‬‬ ‫‪F47‬‬

‫ج ‪ -1 :‬كﺎن إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ �ﻤزح ﻤﻊ إﺴﺤق ‪ ،‬وكﺎن ﻤزاﺤﻪ ﻨوﻋﺎً ﻤن اﻟﺴﺨر�ﺔ واﻹﻀطﻬﺎد ‪ ،‬وﻫـذا‬ ‫ﻤﺎ أوﻀﺤﻪ ﺒوﻟس اﻟرﺴوﻝ ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ " وﻟﻛن كﻤﺎ كﺎن ﺤﻴﻨﺌذ اﻟذي ُوِﻟد ﺤﺴب اﻟﺠﺴد �ﻀطﻬد‬

‫اﻟذي ﺤﺴب اﻟروح ﻫكذا اﻵن أ�ﻀﺎً " ) ﻏﻞ ‪0( 29 : 4‬‬

‫‪ -2‬ﻟم ﺘﻛن رﻏ�ﺔ إﺒراﻫ�م طرد إﺒﻨﻪ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ‪ ،‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻟت ﺴﺎرة ﻟﻪ " أطرد ﻫذﻩ اﻟﺠﺎر�ـﺔ‬

‫ٕواﺒﻨﻬﺎ‪ 0‬ﻷن إﺒن ﻫذﻩ اﻟﺠﺎر�ﺔ ﻻ ﻴرث ﻤﻊ إﺒﻨﻲ إﺴﺤق‪ 0‬ﻓﻘ�ﺢ اﻟﻛـﻼم ﺠـداً ﻓـﻲ ﻋﻴﻨـﻲ إﺒـراﻫ�م‬

‫�ﺴﺒب إﺒﻨﻪ ‪ 0‬ﻓﻘﺎﻝ ﷲ ﻹﺒراﻫ�م ﻻ �ﻘ�ﺢ ﻓﻲ ﻋﻴﻨ�ك ﻤن أﺠﻞ اﻟﻐﻼم وﻤن أﺠـﻞ ﺠﺎر�ﺘـك ‪ 0‬ﻓـﻲ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪62‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﺬﻳﺮ ﺟﺰﻣﺎﺗﻲ – ﺣﻜﺎﻳﺎ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪111‬‬

‫‪- 416 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪411‬‬


‫كﻞ ﻤﺎ ﺘﻘـوﻝ ﻟـك ﺴـﺎرة إﺴـﻤﻊ ﻟﻘوﻟﻬـﺎ‪ 0‬ﻷﻨـﻪ ﺒﺈﺴـﺤق ﻴـدﻋﻰ ﻟـك ﻨﺴـﻞ ‪ٕ 0‬واﺒـن اﻟﺠﺎر�ـﺔ أ�ﻀـﺎً‬ ‫ﺴﺄﺠﻌﻠﻪ أﻤﺔ ﻷﻨﻪ ﻨﺴﻠك " ) ﺘك ‪ ( 13 – 10 : 21‬ﻻﺤظ ﻗوﻝ اﻟﻛﺘﺎب " ﻓﻘ�ﺢ اﻟﻛﻼم ﺠداً ﻓﻲ‬

‫ﻋﻴﻨﻲ إﺒراﻫ�م " أي ﻟﻘد إﺴﺘﺎء إﺒراﻫ�م إﺴﺘ�ﺎءاً كﺒﻴ اًر ﻤن طﻠب ﺴﺎرة‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ " ﻫﻴر�رت ووﻟﻴ " ‪ " 00‬ﻋﻨدﻤﺎ ﺸﻌر إﺒراﻫ�م �ﺄﻨﻪ ﻟن �كون ﻟﻪ ور�ث ﻤن ﺼﻠ�ﻪ‬

‫وﺴ�ﺼــ�ﺢ ﻟ�ﻌــﺎزر ور�ﺜ ـﺎً ﻟــﻪ ‪ ،‬ﻋﺎﺸــر ﻫــﺎﺠر آﻤــﺔ ﺴــﺎرة وأﺘــﻰ ﻤﻨﻬــﺎ ﺒﺈﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ‪ ،‬وﻫكــذا ﺼــﺎرت‬

‫ﻫــﺎﺠر أﻤ ـﺎً ﺒــد�ﻼً ﻟﺴــﺎرة ط�ﻘ ـﺎً ﻟﻠﻌــﺎدات اﻟﺘــﻲ كﺎﻨــت ﻤﻨﺘﺸ ـرة ﻓــﻲ ذﻟــك اﻟوﻗــت ‪ 00‬وط�ﻘ ـﺎً ﻟﺸ ـر�ﻌﺔ‬ ‫ﺤﻤــوراﺒﻲ كــﺎن اﻟطﻔــﻞ اﻟﻤوﻟــود ﻴﻨﺘﻤــﻲ ﺸــرﻋﺎً إﻟــﻰ اﻷم اﻟزوﺠــﺔ وﻟــ�س إﻟــﻰ اﻵﻤــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺤﻤﻠــت �ــﻪ‬

‫وأﻨﺠﺒﺘﻪ ‪ ،‬وكﺎن ﻻ �ﻤكن اﻟﻔﺼﻞ ﺒﻴن اﻟطﻔﻞ واﻷم اﻟﺘـﻲ أﻨﺠﺒﺘـﻪ ‪ ،‬وﻫـذا �ﻔﺴـر ﻟﻨـﺎ ﻤـدى اﻟﻤﻌﺎﻨـﺎة‬

‫اﻟﺘ ــﻲ ﻋﺎﻨﺎﻫ ــﺎ إﺒـ ـراﻫ�م ﻋﻨ ــدﻤﺎ أﻀ ــطر إﻟ ــﻰ ﺘﻨﻔﻴ ــذ أﻤ ــر ﷲ ﺒﺈ�ﻌ ــﺎد ﻫ ــﺎﺠر ٕواﺴ ــﻤﺎﻋﻴﻞ "‬ ‫) ‪0(1) INTRODUCTION TO THE OLD TESTAMENT PENTATEUCH P.116 – 117‬‬

‫‪( AN‬‬

‫‪F48‬‬

‫‪ -4‬ﻟ ــم �ك ــن إﺴ ــﻤﺎﻋﻴﻞ إﺒﻨـ ـﺎً ﻹﺒـ ـراﻫ�م ﻓﻘ ــط ‪ ،‬ﺒ ــﻞ ك ــﺎن �ﻌﺘﺒ ــر إﺒﻨـ ـﺎً ﻟﺴ ــﺎرة أ�ﻀـ ـﺎً ‪ ،‬ﻓ�ﻘ ــوﻝ‬ ‫اﻟﺨوري ﺒوﻟس اﻟﻔﻐـﺎﻟﻲ " وكﺎﻨـت اﻟﻌـﺎدة أن �ﻌطـﻲ اﻷب إﺒﻨﺘـﻪ ﺨﺎدﻤـﺔ ﺘﻛـون ﻤﻌﻬـﺎ ‪ ،‬وﺘﺴـﺘط�ﻊ‬

‫أن ﺘﻘدﻤﻬﺎ إﻟﻰ زوﺠﻬﺎ إذا دﻋت اﻟﺤﺎﺠﺔ إﻟﻰ ذﻟك‪ 0‬وﻟﻘد كﺎﻨت ﺸراﺌﻊ ﺤﻤوراﺒﻲ ﺘﻤﻨﻊ اﻟرﺠﻞ ﻤن‬

‫أن ﻴﺘزوج إﻤرأة ﺜﺎﻨ�ﺔ إذا أﻋطﺘﻪ اﻟﺨﺎدﻤﺔ إﺒﻨﺎً ‪ٕ ،‬واﺒن اﻟﺠﺎر�ﺔ �كون إﺒن اﻟﻤرأة اﻟﺘﻲ ﺘﺴـﺘﻘﺒﻞ اﻟوﻟـد‬ ‫ﻋﻠﻰ ركﺒﻴﺘﻬﺎ ﻋﻼﻤﺔ ﺘﺒﻨﻴﻬﺎ ﻟﻪ‪ 0‬وﻫكـذا كـﺎن ﻟﺴـﺎرة وﻟـد ﻤـن ﻫـﺎﺠر ‪ ،‬كﻤـﺎ إﻋﺘﺒـرت راﺤﻴـﻞ أن ﷲ‬

‫ﺴــﻤﻊ ﻟﺼــوﺘﻬﺎ ورزﻗﻬــﺎ إﺒﻨ ـﺎً ﻋﻨــدﻤﺎ ﺤﻤﻠــت ﺒﻠﻬــﺔ ﺨﺎدﻤﺘﻬــﺎ ووﻟــدت ﻟﻬــﺎ إﺒﻨ ـﺎً ﺴــﻤﺘﻪ " دان " ‪" 00‬‬ ‫)‪0(2‬‬

‫‪F49‬‬

‫و�ﻘــوﻝ ز�ﻨــون كوﺴﻴدوﻓﺴــكﻲ " ﻓــﻲ ﻗــﺎﻨون ﺤﻤــوراﺒﻲ ‪ 00‬ﺤــدد ﺒوﻀــوح ﺘــﺎم ﻤكــﺎن اﻵﻤــﺔ‬

‫اﻟﺘﻲ ﺘطﺎرح ﺴﻴدﻫﺎ اﻟﻔـراش ﻓـﻲ اﻷﺴـرة ‪ ،‬ﻓﻌﻠـﻰ ﻤﺜـﻞ ﺘﻠـك اﻵﻤـﺔ أن ﺘﻀـﻊ ﻤوﻟودﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ ركﺒﺘـﻲ‬

‫زوﺠــﺔ ﺴــﻴدﻫﺎ اﻟﻌــﺎﻗر ‪ ،‬وﺘﻤﺜــﻞ واﻗﻌــﺔ اﻟــوﻻدة ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺤﺎﻟــﺔ وﻋﻠــﻰ ﺘﻠــك اﻟﺸــﺎﻛﻠﺔ إﻋﺘ ارﻓـﺎً ﺸــكﻠ�ﺎً‬ ‫�ﺸــرﻋ�ﺔ اﻟﻤوﻟــود وأﺤﻘﻴﺘــﻪ ﻓــﻲ أن �كــون اﻟوﻟــد اﻟ�كــر واﻟور�ــث اﻟﺸــرﻋﻲ ‪ 00‬وأُﻛﺘﺸــﻒ ﻓــﻲ ﻋــدة‬

‫ﻤﺨطوطــﺎت أُﺨرﺠــت ﻤــن ﺒــﻴن أﻨﻘــﺎض ﺒﻴــت أﺤــد اﻷﻏﻨ�ــﺎء ﻓــﻲ " ﻨــوز " ‪ ،‬وﻋﻘــد زواج ﻟﻌﺎﺌﻠــﺔ‬

‫ﺘ�ﺤــﺎﺒﺘﻴﻠﻲ ﺤـواﻟﻲ ‪ 1500‬ق‪0‬م و�ﺘﻀــﻤن ﻫــذا اﻟﻌﻘــد اﻟﻤﻘطــﻊ اﻵﺘــﻲ ‪ } :‬ﻻ �ﺤــق ﻟﻠرﺠــﻞ اﻟــزواج‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﺸﺮﻯ ﺟﺮﺟﺲ ﺧﻠﻴﻞ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺄﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻴﺔ ﻁﻨﻄﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪230‬‬

‫‪- 417 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪412‬‬


‫ﻤن إﻤرأة ﺜﺎﻨ�ﺔ إذا ﻤﺎ أﻨﺠﺒـت ﻟـﻪ زوﺠﺘـﻪ اﻷوﻟـﻰ أوﻻداً ‪ ،‬أﻤـﺎ إذا كﺎﻨـت زوﺠﺘـﻪ ﻋـﺎﻗر ﻓـﺈن ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬

‫أن ﺘﺨﺘﺎر ﻟﻪ آﻤﺔ ‪ ،‬وأن ﺘر�ﻲ أوﻻدﻫﺎ اﻟﻨﺎﺘﺠﻴن ﻤـن زواج اﻟـزوج ﻟﻶﻤـﺔ ‪ ،‬وكﻤـﺎ ﻟـو كـﺎﻨوا أوﻻدﻫـﺎ‬

‫اﻟﺤﻘ�ﻘﻴﻴن " )‪0(1‬‬ ‫‪F50‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ اﻷرﺸﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴب ﺠرﺠس " رﻏم أن اﻷﻤر كﺎن ﻗﺎﺴ�ﺎً ﻋﻠﻰ اﻟطﺒ�ﻌﺔ اﻟ�ﺸر�ﺔ‬

‫إﻻﱠ أن إﺒراﻫ�م رﺠـﻞ اﻹ�ﻤـﺎن واﻟطﺎﻋـﺔ ﻨﻔـذ أﻤـر ﷲ وﺼـرف ﻫـﺎﺠر ٕواﺒﻨﻬـﺎ ﻤوﻗﻨـﺎً أن ﷲ ﺴـ�ﻌﺘﻨﻲ‬ ‫ﺒﻬﻤــﺎ ﺤﺴــب وﻋــدﻩ اﻟﺼــﺎﻟﺢ ‪ ،‬وﻗــد ﺼ ـرﻓﻬﻤﺎ ﻓــﻲ اﻟﺼــ�ﺎح ﻤ�ك ـ اًر ﺤﺘــﻰ �ﺴــﺘط�ﻌﺎ أن �ﺼــﻼ إﻟــﻰ‬

‫ﻤﺄوى ﻗﺒﻞ ﺤر اﻟظﻬﻴرة ‪ ،‬واﻟﻤﻘﺼـود ) �ـﺎﻟﺨﺒز ( أﻨـواع ﻤـن اﻟطﻌـﺎم ‪ٕ ،‬وان كـﺎن ﻤـن ﻋـﺎدة �ﻌـض‬

‫اﻟﺸــﻌوب اﻟﺒدو�ــﺔ اﻟﻘد�ﻤــﺔ أن �ﺼــرف اﻷب إﺒﻨــﻪ أﺤ�ﺎﻨـﺎً وﻫــو ﻓــﻲ ﺴــن إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ �ﻌــد أن ﻴــزودﻩ‬ ‫�ﺎﻟطﻌــﺎم اﻟــذي �كﻔ�ــﻪ أ�ﺎﻤـﺎً ﻗﻠﻴﻠــﺔ ﺤﺘــﻰ ﻴواﺠــﻪ اﻟﺤ�ــﺎة ﺒﻨﻔﺴــﻪ و�ﻌﺘﻤــد ﻋﻠــﻰ ذاﺘــﻪ ‪ ،‬إﻻﱠ أن إﺒـراﻫ�م‬ ‫ﻓﻌﻞ ﻫذا ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ أﻤر ﷲ ﻟﺤكﻤﺘﻪ اﻹﻟﻬ�ﺔ " )‪0(2‬‬ ‫‪F51‬‬

‫‪ -6‬أﻤـ ــﺎ ﻋـ ــن ﻋـ ــدم ﺘور�ـ ــث إﺴـ ــﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓ�ﻘـ ــوﻝ " ﻫﻴر�ــــرت ووﻟــــﻴ " ‪ " 00‬وﻤـ ــن اﻟﻨﺎﺤ�ـ ــﺔ‬

‫اﻹﺠﺘﻤﺎﻋ�ﺔ �ﻤكن أن ﻴﺜـﺎر ﻫﻨـﺎ ﺴـؤاﻝ ﻫـﺎم وﻫـو �ﻤـﺎ أن إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ كـﺎن اﻹﺒـن اﻷﻛﺒـر ﻹﺒـراﻫ�م ‪،‬‬

‫ﻓﻤ ـﺎذا كﺎﻨــت ﺤﻘوﻗــﻪ ﻓــﻲ اﻹرث ؟ وﻫﻨــﺎ ﻴﺒــدو أن اﻹﺒــن اﻟﻤوﻟــود ﻤــن ﺠﺎر�ــﺔ ﻟــم �كــن �ﺤــق ﻟــﻪ‬ ‫اﻟﻤﺸــﺎركﺔ ﻓــﻲ اﻹرث ﻤــﻊ أﺒﻨــﺎء اﻟزوﺠــﺔ أو اﻟزوﺠــﺎت اﻟﺸــرﻋ�ﺎت ‪ 00‬ﻟﻘــد كــﺎن إﺴــﺤق ﻫــو اﻹﺒــن‬ ‫اﻟوﺤﻴد ﻹﺒراﻫ�م ﻤن ﺴﺎرة وﻋﻠﻰ ﻫذا كﺎن �ﻌﺘﺒر اﻟور�ث اﻟوﺤﻴـد ﻷﺒ�ـﻪ إﺒـراﻫ�م " ) ﺘـك ‪( 5 : 25‬‬

‫) ‪( AN INTRODUCTION TO THE OLD TESTAMENT PENTATEDUCH, P 117‬‬

‫)‪0(3‬‬

‫‪F52‬‬

‫‪ -7‬ﻴــرى اﻟﻘــد�س أﻏﺴــطﻴﻨوس أن ﺴــﺒب طــرد إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ وﻋــدم ﺘور�ﺜــﻪ ‪ ،‬ﻟــ�س ﻷﻨــﻪ إﺒــن‬ ‫ﱠ‬ ‫ـﺎء ﻋﻠـﻰ ﻤﺸـورة‬ ‫اﻟﺠﺎر�ﺔ ‪ ،‬وﻟﻛن �ﺴﺒب كﺒر�ﺎﺌﻪ ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ " إﺒراﻫ�م ﻟم ُ�ﻌ َ‬ ‫ط إﺒﻨـﺎً ﻤـن اﻟﺠﺎر�ـﺔ إﻻ ﺒﻨ ً‬ ‫ﺴﺎرة ‪ 0‬ﻓﺎﻟطﻔﻞ كﺎن ﻤن ﻨﺴﻞ إﺒراﻫ�م ٕوان كﺎن ﻟ�س ﻤن أﺤﺸﺎء زوﺠﺘﻪ ٕواﻨﻤـﺎ �ﻤﺴـرﺘﻬﺎ وﺤـدﻫﺎ‪0‬‬ ‫ﻓﻬ ــﻞ ك ــﺎن ﻤ ــ�ﻼدﻩ ﻤ ــن ﺠﺎر� ــﺔ ﻫ ــو اﻟﺴ ــﺒب ﻓ ــﻲ ﻋ ــدم ﺘور�ﺜ ــﻪ ؟ ‪ 00‬وﻟﻛ ــن أوﻻد �ﻌﻘ ــوب ) ﻤ ــن‬

‫اﻟﺠـواري ( ُﺴــﻤﺢ ﻟﻬــم �ــﺄن ﻴرﺜـوا ‪ ،‬أ ﱠﻤــﺎ إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓﻘــد ُﺤــرم ﻤﻨــﻪ ﻟــ�س ﻷﻨــﻪ إﺒــن اﻟﺠﺎر�ــﺔ ‪ ،‬وﻟﻛــن‬ ‫ﻷﻨﻪ كـﺎن ﻓﺨـو اًر �ﺄﻤـﻪ ) ﻫـﺎﺠر ( ﻤﺘﻛﺒـ اًر ﻋﻠـﻰ إﺒـن أﻤـﻪ ) إﺴـﺤق ( ﻓﺄﻤـﻪ كﺎﻨـت ﺴـﺎرة أ�ﻀـﺎً ‪00‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪61 ، 60‬‬ ‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪187 ، 186‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﺸﺮﻯ ﺟﺮﺟﺲ ﺧﻠﻴﻞ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺈﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻴﺔ ﻁﻨﻄﺎ‬

‫‪- 418 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪413‬‬


‫أﻛﺜر ﻤن ﻫﺎﺠر ‪ 00‬ﻟذﻟك كﺎن إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ إﺒن ﺴﺎرة �ﺎﻷوﻟﻲ ‪ 0‬وﻟﻛن ﻷﻨﻪ كﺎن ﻤﺘﻛﺒ اًر ﻋﻠﻰ أﺨ�ﻪ‬

‫‪ ،‬وﻤﺘﻛﺒـ اًر ﻓــﻲ ﻟﻌ�ــﻪ ﻤﻌــﻪ ‪ ،‬وﻓــﻲ إﺴــﺘﻬزاﺌﻪ �ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻤــﺎذا ﻗﺎﻟــت ﺴــﺎرة ؟ " أطــرد اﻟﺠﺎر�ــﺔ ﻤــﻊ إﺒﻨﻬــﺎ‬

‫ﻷﻨﻪ إﺒن اﻟﺠﺎر�ﺔ ﻻ ﻴرث ﻤﻊ إﺒﻨﻲ إﺴـﺤق " ﻓﻠـم ﺘﻛـن إذاً أﺤﺸـﺎء اﻟﺠﺎر�ـﺔ ﻫـﻲ ﺴـﺒب اﻟـرﻓض "‬

‫‪0(1) " 00‬‬ ‫‪F53‬‬

‫س‪ : 483‬كﻴــﻴ ﺤﻤﻠــت ﻫــﺎﺠر ﻏﻼﻤﻬــﺎ وﻫــو ﻋﻤــرﻩ ﻴز�ــد ﻋــن ‪ 14‬ﺴــﻨﺔ ﻋﻨــدﻤﺎ طردﻫــﺎ‬ ‫إﺒراﻫ�م ) ﺘك ‪ ( 18 – 1 : 21‬؟‬

‫�ﻘوﻝ ﻋﻼء أﺒو �كر " ﺠﺎءت ﻫذﻩ اﻟروا�ﺔ ‪ 00‬وﻗد كﺎن ﻋﻤر إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻗت‬

‫‪ 14‬ﺴــﻨﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــﻞ ‪ ،‬وﻫــو اﻟﻔــﺎرق ﺒــﻴن ﺴــﻨﻰ إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ٕواﺴــﺤق ‪ ،‬ﻓﻘــد أﻨﺠــب إﺒ ـراﻫ�م ﻋﻠ�ــﻪ‬ ‫اﻟﺴﻼم إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ وﻋﻤرﻩ ‪ 86‬ﺴﻨﺔ ) ﺘك ‪ ( 16 : 16‬وأﻨﺠب إﺴﺤق وﻋﻤرﻩ ‪ 100‬ﺴﻨﺔ ) ﺘك ‪21‬‬

‫‪ ( 5 :‬وﻤﻌﻨــﻰ ﻫــذا أن إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ كــﺎن ﻓﺘــﻰ ﻗو� ـﺎً ‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ كﺎﻨــت ﺘﺤﻤﻠــﻪ ﻟﺘطرﺤــﻪ ﺘﺤــت إﺤــدى‬ ‫اﻷﺸــﺠﺎر أو �ﻘــوﻝ ﻟﻬــﺎ اﻟــرب ﻗــوﻤﻲ أﺤﻤﻠــﻲ اﻟﻐــﻼم ؟ ﻓﻬــﻞ اﻟ�ــﺎﻟﻎ ﻤــن اﻟﻌﻤــر ‪ 14‬ﺴــﻨﺔ كــﺎن ُ�ﻌـﱡد‬ ‫رﻀ�ﻌﺎً وﺘﺤﻤﻠﻪ أﻤﻪ ﻓﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ؟ " ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪ ، 283‬س‪0( 477‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴــم " إن ﻤــﺎ ذكرﺘــﻪ اﻟﺘــوراة ﻤــن أن ﻫــﺎﺠر " طرﺤــت إﺒﻨﻬــﺎ " ﺜــم‬

‫ﻗــوﻝ اﻟﻤــﻼك " ﻗــوﻤﻲ أﺤﻤﻠــﻲ اﻟﻐــﻼم " ﻻ �ﻤكــن أن ﻴﻨطﺒــق ﻋﻠــﻰ ﻓﺘــﻰ ﻋﻤـرﻩ ‪ 14‬ﺴــﻨﺔ ‪ ،‬ﺨﺎﺼــﺔ‬ ‫وﻗد ُذكر أﻨﻪ إﻨﺴﺎﻨﺎً ﻗو�ﺎً " )‪0(2‬‬ ‫‪F54‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻗـﺎﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " وﻟﻤــﺎ ﻓــرغ اﻟﻤــﺎء ﻤــن اﻟﻘر�ــﺔ طرﺤــت اﻟوﻟــد ﺘﺤــت إﺤــدى اﻷﺸــﺠﺎر ‪00‬‬

‫ﻷﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟت ﻻ أﻨظر ﻤوت اﻟوﻟد ‪ 00‬وﻨﺎدى ﻤﻼك ﷲ ﻫﺎﺠر ﻤن اﻟﺴـﻤﺎء وﻗـﺎﻝ ﻟﻬـﺎ ‪ 00‬ﻗـوﻤﻲ‬

‫أﺤﻤﻠﻲ اﻟﻐﻼم وﺸدي ﻴدك �ﻪ " ) ﺘك ‪ ( 18 – 15 : 21‬ﻟﻘد إﺼطﺤﺒت ﻫﺎﺠر إﺒﻨﻬﺎ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ‬ ‫ﻓــﻲ ﺒر�ــﺔ ﺒﺌــر ﺴــ�ﻊ وﺘﺎﻫــت ‪ ،‬وﻓــرغ اﻟﻤــﺎء ﻓﺄﺼــﻴب كﻼﻫﻤــﺎ �ﺎﻹﻋ�ــﺎء ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﺠﺎر�ــﺔ كــﺎن ﻟﻬــﺎ‬

‫اﻟﻤﻘــدرة ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﺤﻤــﻞ أﻛﺜــر ﻤــن إﺒﻨﻬــﺎ اﻟــذي ﺘر�ــﻰ ﻋﻠــﻰ اﻟرﻓﺎﻫ�ــﺔ ﻓــﻲ ﺒﻴــت أﺒ�ــﻪ اﻟﻐﻨــﻲ إﺒـراﻫ�م ‪،‬‬

‫ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﺨـﺎر إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓـﻲ اﻟطر�ـق ﻻﺒـد أن أﻤـﻪ ﺴـﻨدﺘﻪ ﺤﺘـﻰ ﺨـﺎرت ﻗواﻫـﺎ ﻫـﻲ أ�ﻀـﺎً ‪ ،‬ﻓﺘركﺘـﻪ‬ ‫ﺘﺤــت إﺤــدى اﻷﺸــﺠﺎر ‪ ،‬وﺠــﺎء ﺘﻌﺒﻴــر اﻟﻛﺘــﺎب " طرﺤﺘــﻪ " ﻟــ�س �ﻤﻌﻨــﻰ أﻨﻬــﺎ كﺎﻨــت ﺘﺤﻤﻠــﻪ ﻋﻠــﻰ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ – ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻧﺒﺎ ﻣﻘﺎﺭ ﺹ ‪274‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪55‬‬

‫‪- 419 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪414‬‬


‫كﺘﻔﻬﺎ ‪ ،‬وﻟﻛن �ﻤﻌﻨﻰ أن ﺘﺨﻠت ﻋن ﻤﺴﺎﻨدﺘﻪ �ﺴـﺒب ﻋﺠزﻫـﺎ ‪ ،‬واﻟـدﻟﻴﻞ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا أن اﻟﻛﺘـﺎب ﻗـد‬

‫أوﻀﺢ ﻤن ﻗﺒﻞ أن ﻫﺎﺠر كﺎﻨت ﺘﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ كﺘﻔﻬﺎ اﻟﺨﺒز وﻗر�ﺔ اﻟﻤﺎء ‪ ،‬أﻤﺎ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓﻼﺒد أﻨﻪ‬

‫كـﺎن �ﺴــﻴر ﺒﺠوارﻫـﺎ " ﻓ�كــر إﺒـراﻫ�م ﺼــ�ﺎﺤﺎً وأﺨــذاً ﺨﺒـ اًز وﻗر�ــﺔ ﻤــﺎء وأﻋطﺎﻫﻤــﺎ ﻟﻬــﺎﺠر واﻀــﻌﺎً‬

‫إ�ﺎﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ كﺘﻔﻬﺎ واﻟوﻟد وﺼـرﻓﻬﺎ " ) ﺘـك ‪ ( 14 : 21‬ﻓﻘـوﻝ اﻟﻛﺘـﺎب " واﻀـﻌﺎً إ�ﺎﻫﻤـﺎ " ﺘﻌـود‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺒز وﻗر�ﺔ اﻟﻤﺎء‪0‬‬

‫‪ -2‬أطﻠــق اﻟﻛﺘــﺎب ﻋﻠــﻰ إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ " اﻟﻐــﻼم " ﻓ�ﻘــوﻝ " ﻓﺴـــﻤﻊ ﷲ ﺼـــوت اﻟﻐـــﻼم ‪ 00‬ﻻ‬

‫ﺘﺨﺎﻓﻲ ﻷن ﷲ ﻗد ﺴﻤﻊ ﻟﺼوت اﻟﻐﻼم " ) ﺘك ‪ ( 17 : 21‬وﻗوﻝ ﻤﻼك اﻟـرب ﻟﻬـﺎﺠر " ﻗـوﻤﻲ‬

‫أﺤﻤﻠﻲ اﻟﻐﻼم وﺸدي ﻴدك �ﻪ " ) ﺘك ‪ ( 18 : 21‬ﻓﻘوﻟـﻪ " وﺸـدي ﻴـدك �ـﻪ " أي أﻨﻬﻀـ�ﻪ ﻤـن‬ ‫إﻨطراﺤﻪ‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ " أ‪ 0‬ف‪ 0‬ك�ﻔن " ‪ } " 00‬طرﺤت اﻟوﻟد ﺘﺤـت إﺤـدى اﻷﺸـﺠﺎر { ﻻ داﻋـﻲ ﻷن‬

‫ﻨﻔﺘرض أن ﻫذا اﻟﺠـزء ﻴﺘﻨـﺎﻗض ﻤـﻊ أﺠـزاء أﺨـرى ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ‪ ،‬أو ﻨﺘﺼ ﱠـور أن ﻫـذا اﻟوﻟـد‬

‫اﻟــذي ﺒﻠــﻎ اﻟﺴــﺎ�ﻌﺔ ﻋﺸ ـرة كﺎﻨــت أﻤــﻪ ﺘﺤﻤﻠــﻪ كطﻔــﻞ ﺒــﻴن ذراﻋﻴﻬــﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺼــﺤراء اﻟﻘﺎﺤﻠــﺔ ﺴــﺒﺒت‬

‫اﻹﻋ�ﺎء ﻟـﻸم ٕواﺒﻨﻬـﺎ ‪ ،‬ﻟﻛـن اﻟﺸـﺎب اﻟﻐـض ﻀـﻌﻒ ﺠﺴـدﻩ �ﺴـرﻋﺔ أﻛﺜـر ﻤـن اﻷم اﻟﺘـﻲ كﺎﻨـت ﻗـد‬ ‫إﻋﺘﺎدت ﻋﻠﻰ اﻟﺤ�ﺎة ﻓﻲ اﻟﺼﺤراء ‪ ،‬ﻓﺈﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﺨﺎر ﻤن اﻹﻋ�ﺎء وﻗد ﻋﻤﻠت ﻫـﺎﺠر كـﻞ ﻤـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫وﺴﻌﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺘﺴﻨدﻩ ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻬﺎ ﻴﺌﺴت أﺨﻴ اًر } وطرﺤﺘﻪ { ﺘﺤت ظﻞ ﺸﺠرة " )‪0(1‬‬ ‫‪F5‬‬

‫‪� -4‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ أﻏﺴــطﻴﻨوس اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ " �ﺎﻟﻔﻌــﻞ كــﺎن ﻋﻤــر إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ﻨﺤــو ‪ 16‬ﻋﺎﻤ ـﺎً‬

‫طــرد ﻤــﻊ أﻤــﻪ �ﻌــد ﻗﺼــﺔ ﻤ ازﺤــﻪ اﻟــردئ ﻤــﻊ أﺨ�ــﻪ اﻟﻔطــ�م إﺴــﺤق اﻟــذي كــﺎن ﻓــﻲ ﻨﺤــو‬ ‫ﻋﻨــدﻤﺎ ُ‬ ‫اﻟﺴﻨﺘﻴن ‪ ،‬ﻟﻛن ﻴﺒدو أن اﻟ�ﻌض ﻓﻬﻤوا ﻤـن ﻗـوﻝ اﻟﻛﺘـﺎب أﻨـﻪ كـﺎن طﻔـﻼً ‪ ،‬ﻷن ﻤـﻼك اﻟـرب ﻗـﺎﻝ‬

‫ﻷﻤــﻪ ﻓــﻲ رﺤﻠﺘﻬــﺎ } ﻗــوﻤﻲ أﺤﻤﻠــﻲ اﻟﻐــﻼم { ﻟﻛــن ﻫــذا ﺘﺼــرف طﺒ�ﻌــﻲ ﻤــن أم ﺘــرى إﺒﻨﻬــﺎ وﻗــد‬

‫أُﺼــﻴب �ﺎﻹﻏﻤــﺎء ﻨﺘﻴﺠــﺔ اﻟﻌطــش وﻤﺸــﻘﺔ اﻟﺴــﻴر اﻟطو�ــﻞ ﺘﺤــت ﺤ ـ اررة اﻟﺸــﻤس ﻓــﻲ اﻟﺼــﺤراء ‪،‬‬ ‫ﻓطرﺤﺘــﻪ ﺘﺤــت ﺸــﺠرة ﻤﻨﺘظ ـرة ﻤوﺘــﻪ ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻬــﺎ ﻋﻨــدﻤﺎ ﻋرﻓــت طر�ــق اﻟﻤــﺎء ذﻫﺒــت وﻤــﻸت اﻟﻘر�ــﺔ‬

‫وﺴــﻘﺘﻪ وأﺴــﻨدﺘﻪ ور�ﻤــﺎ ﺤﻤﻠﺘــﻪ ﻟﺘﺴــﺎﻋدﻩ ﻋﻠ ـﻰ اﻟﻤﺴــﻴر ﻹﺴــﺘﻛﻤﺎﻝ اﻟرﺤﻠــﺔ اﻟطو�ﻠــﺔ إﻟــﻰ ﻤﺼــر " ]‬

‫ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪182‬‬

‫‪- 420 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪415‬‬


‫ﺠرب ﷲ إﺒراﻫ�م " وﺤدث ﺒـﻌد ﻫذﻩ اﻷﻤور أن ﷲ إﻤﺘﺤن إﺒـراﻫ�م " )‬ ‫س‪ : 484‬كﻴﻴ ُﻴ ّ‬ ‫ﺠـرب ﻤـن ﻗﺒـﻞ‬ ‫ﺘك ‪ ( 1 : 22‬ﻓ�ﻤﺎ �ﻘوﻝ ﻓﻲ ﻤوﻀﻊ آﺨر " ﻻ �ﻘﻞ أﺤد إذا ُﺠ ّـرب إﻨـﻲ أُ ﱠ‬ ‫ﻴﺠرب أﺤداً " ) �ﻊ ‪ ( 13 : 1‬؟‬ ‫ﷲ ‪ 0‬ﻷن ﷲ ﻏﻴر ﱠ‬ ‫ﻤﺠرب �ﺎﻟﺸرور وﻫو ﻻ ّ‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻫﻨﺎك ﻨوﻋﺎن ﻤن اﻟﺘﺠﺎرب ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬اﻟﺘﺠــﺎرب اﻟﺘــﻲ ُﺘــذكﻲ اﻹ�ﻤــﺎن ‪ :‬ﻓﺎﻟﻬــدف ﻤــن ﻫــذﻩ اﻟﺘﺠــﺎرب إﻤﺘﺤــﺎن اﻹﻨﺴــﺎن ﺤﺘــﻰ‬ ‫�ظﻬــر ﻤﻌدﻨــﻪ اﻟﺤﻘ�ﻘــﻲ اﻟﻤﺨﻔــﻲ ﻋــن اﻟﻨــﺎس ‪ ،‬وﷲ ُﻴﺠـ ّـرب اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬أو ﻗــد �ﺴــﻤﺢ ﻟﻌــدو اﻟﺨﻴــر‬ ‫ﺒﺘﺠر�ﺔ اﻹﻨﺴﺎن ﺒﻬذا اﻟﻨوع ﻤن اﻟﺘﺠﺎرب ﻟ�ﻌﻠن اﻟﺠﻤﺎﻝ اﻟﺨﻔﻲ ﻟﻠﻨﻔوس اﻟﺘﻲ ﺘﺤ�ـﻪ ﻤـن كـﻞ ﻗﻠﺒﻬـﺎ‬

‫‪ ،‬وﻫذا اﻟﻨوع ﻤن اﻟﺘﺠﺎرب ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس " أﺤﺴﺒوﻩ كﻞ ﻓرح �ﺎأﺨوﺘﻲ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺘﻘﻌـون‬

‫ـﺒر ‪� ) " 00‬ــﻊ ‪( 3 ، 2 : 1‬‬ ‫ﻓــﻲ ﺘﺠــﺎرب ﻤﺘﻨوﻋــﺔ ‪ 0‬ﻋــﺎﻟﻤﻴن أن إﻤﺘﺤــﺎن إ�ﻤــﺎﻨكم ﻴﻨﺸــﺊ ﺼـ اً‬ ‫و�ــﻨﻔس ﻫــذا اﻟﻤﻌﻨــﻰ أدﺨــﻞ ﷲ إﺒ ـراﻫ�م ﻓــﻲ أﻋظــم إﻤﺘﺤــﺎن إﺠﺘــﺎزﻩ إﻨﺴــﺎن ‪ ،‬وﻨﺠــﺢ ﻓ�ــﻪ ﺒﺘﻔــوق ‪،‬‬ ‫و�ــﻨﻔس اﻟﻤﻌﻨــﻰ إﻤــﺘﺤن اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ اﻟﻤـرأة اﻟﻛﻨﻌﺎﻨ�ــﺔ ﻗــﺎﺌﻼً ﻟﻬــﺎ " ﻟــ�س ﺤﺴــﻨﺎً أن ﻴؤﺨــذ ﺨﺒــز‬

‫و�طرح ﻟﻠﻛﻼب ‪ 0‬ﻓﻘﺎﻟت ﻨﻌم �ﺎﺴﻴد ‪ 0‬واﻟﻛﻼب أ�ﻀﺎً ﺘﺄﻛﻞ ﻤن اﻟﻔﺘﺎت اﻟذي �ﺴﻘط ﻤن‬ ‫اﻟﺒﻨﻴن ُ‬ ‫ﻤﺎﺌدة أر�ﺎﺒﻬﺎ ‪ 0‬ﺤﻴﻨﺌذ أﺠﺎب �ﺴوع وﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ �ﺎإﻤرأة ﻋظ�م إ�ﻤﺎﻨك ‪ 0‬ﻟ�كن ِ‬ ‫ﻟـك كﻤـﺎ ﺘر�ـدﻴن "‬

‫) ﻤت ‪0( 28 – 26 : 17‬‬

‫ﻴﺠرب اﻹﻨﺴﺎن ﺒﻬذا اﻟﻨوع ﻤـن اﻟﺘﺠـﺎرب ﺒﻬـدف ﻏواﻴﺘـﻪ‬ ‫ب‪ -‬اﻟﺘﺠﺎرب اﻟردﻴﺌﺔ ‪ :‬واﻟﺸ�طﺎن ّ‬ ‫�ﺎﻟﻤﺠرب ‪ ،‬وﷲ ﻻ ﻴﺠرب اﻹﻨﺴﺎن ﻗط ﺒﻬذا اﻟﻨـوع‬ ‫ٕواﺴﻘﺎطﻪ ﻓﻲ اﻟﺨط�ﺔ ‪ ،‬وﻟذﻟك ُﻟّﻘب اﻟﺸ�طﺎن‬ ‫ّ‬ ‫ﻤن اﻟﺘﺠﺎرب ‪ ،‬ﻷن ﷲ ﻻ ﻴﺠرب أﺤداً �ﺎﻟﺸرور‪0‬‬

‫س‪ : 485‬كﻴﻴ �طﻠب ﷲ ﻤن إﺒـراﻫ�م أن �ﻘـدم إﺒﻨـﻪ ذﺒ�ﺤـﺔ ؟ وﻫـﻞ �ﺴـر ﷲ �ﺎﻟـذ�ﺎﺌﺢ‬ ‫اﻟ�ﺸر�ﺔ ؟‬

‫ﻗــﺎﻝ ز�ﻨــون كوﺴﻴدوﻓﺴــكﻲ " أﻤــﺎ ﻗﺼــﺔ إﺴــﺤق وكــ�ش اﻟﻔــداء ‪ 00‬ﺤﻴــث �ﻌــرض ﻴﻬــوﻩ‬

‫اﻟﻤﺨﻠص ﻹﻤﺘﺤﺎن ﻓظ�ﻊ اﻟﻘﺴﺎوة ‪ ،‬ﻻ ﻴﺘواﻓـق أﺒـداً ﻤـﻊ كـون اﻟـرب ﻟط�ﻔـﺎً �ﻌ�ـﺎدﻩ رﺤ�ﻤـﺎً ﺒﻬـم ‪00‬‬ ‫إﻨﻨﺎ ﻨﻌرف اﻟﻴوم أن ﻗﺼﺔ إﺴﺤـق ﻟ�س إﻻﱠ آﺨر ﺼدى ﻟطﻘـس ﻤـن طﻘـوس ﻋ�ـﺎدة ﺒر�ر�ـﺔ ‪ ،‬وﻗـد‬ ‫إﺴــﺘطﻌﻨﺎ ﻤــن ﺨــﻼﻝ اﻹﻛﺘﺸــﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ــﺔ اﻟوﺼــوﻝ إﻟــﻰ ﻤﻨﺸــﺌﻪ ‪ 0‬ﻓﻔــﻲ �ــﻼد ﻤــﺎ ﺒــﻴن اﻟﻨﻬ ـر�ن‬ ‫‪- 421 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪416‬‬


‫وﺴور�ﺔ وأرض كﻨﻌﺎن ‪ُ ،‬ﻋرف طﻘس ﻗد�م ﺠداً �ﻘـوم ﻋﻠـﻰ ﺘﻘـد�م اﻷوﻻد اﻟ�كـر ﻗـراﺒﻴن ﻟﻶﻟﻬـﺔ ‪0‬‬ ‫وﺨﻼﻝ اﻟﺘﻨﻘﻴ�ﺎت ﻓﻲ ﺠﺎزر – ﻤركز اﻟﻌ�ﺎدات واﻟطﻘوس اﻟﻛﻨﻌﺎﻨ�ﺔ اﻷم – ُوﺠدت أوﻋ�ـﺔ ﺘﺤﺘـوي‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻫ�ﺎﻛﻞ ﻋظﻤ�ﺔ ﻷطﻔـﺎﻝ �ﻌﻤـر ﺜﻤﺎﻨ�ـﺔ أ�ـﺎم ﻗـدﻤوا ﻗـراﺒﻴن ﻟﻶﻟﻬـﺔ ‪ ،‬كﻤـﺎ كـﺎن اﻷوﻻد �ﻘـدﻤون‬

‫ﻗراﺒﻴن ﻟﻶﻟﻬﺔ �ﻤﻨﺎﺴ�ﺔ إﻋﻤﺎر اﻟﻤﻌﺎﺒد واﻟﻤ�ﺎﻨﻲ اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪ 00‬إن اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻴﻴن �ﻘﻔـون ﻋﻠـﻰ درﺠـﺔ ﻤـن‬

‫اﻟرﺤــﻞ ‪ ،‬ﻓﻬــم �ــﺎﻟرﻏم ﻤــن أﻨﻬــم ﻤﺎرﺴـوا طﻘــس‬ ‫ﺴــﻠم اﻟﺤﻀــﺎرة أﻋﻠــﻰ �كﺜﻴــر ﻤــن ﻗ�ﺎﺌــﻞ اﻟﻌﺒـراﻨﻴﻴن ُ‬ ‫ﺘﻘــد�م اﻟﻘـراﺒﻴن اﻟ�ﺸـر�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻘــد ﺴــكﻨوا اﻟﻤــدن وكــﺎﻨوا ﺼــﻨﺎﻋﺎً ﻤﻬـرة وﻋﻤﻠـوا �ﺎﻟز ارﻋــﺔ ‪ 00‬و�ﺒــدو أن‬

‫إﺒراﻫ�م ﺤﺎوﻝ ﻤﻘﺎوﻤﺔ ذﻟك اﻟﺘﺄﺜﻴر ‪ ،‬وﻗد إﻨﻌكس ﻤوﻗﻔﻪ ذاك ﻓﻲ ﻗﺼﺔ إﺴﺤق " )‪0(1‬‬ ‫‪F56‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻫــﻞ ﻴواﻓــق اﻟــدكﺘور ﷴ ﻤﺨﻠــوف ) اﻟــذي ﺘــرﺠم كﺘــﺎب ز�ﻨــون ( ﻋﻠــﻰ إﺴــﺘﻨكﺎر ز�ﻨــون‬

‫ﺘﻘد�م إﺒراﻫ�م إﺒﻨﻪ ذﺒ�ﺤﺔ ؟! ‪ 00‬إن كﺎن ﻴواﻓﻘﻪ ‪ ،‬ﻓﻬو ﻓﻲ ﻫـذا ﻴﺨـﺎﻟﻒ اﻟﻘـرآن اﻟـذي ﻴـؤﻤن �ـﻪ ‪،‬‬

‫واﻟــذي أﻛــد ﻗﺼــﺔ ﺘﻘــد�م إﺒـراﻫ�م إﺒﻨــﻪ ذﺒ�ﺤــﺔ " ﻓ�ﺸـرﻨﺎﻩ �ﻐــﻼم ﺤﻠــ�م ‪ 0‬ﻓﻠﻤــﺎ ﺒﻠــﻎ ﻤﻌــﻪ اﻟﺴــﻌﻲ ﻗــﺎﻝ‬ ‫�ﺎإﺒﻨﻲ إﻨﻲ أرى ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎم أﻨﻲ أذ�ﺤك ﻓﺄﻨظر ﻤﺎذا ﺘرى ﻗﺎﻝ �ﺎ ِ‬ ‫أﺒت إﻓﻌﻞ ﻤﺎ ﺘُؤﻤر ﺴـﺘﺠدﻨﻲ إن‬ ‫ﺸـ ــﺎء ﷲ ﻤـ ــن اﻟﺼـ ــﺎﺒر�ن ‪ 00‬وﻓـ ــدﻴﻨﺎﻩ ﺒـ ــذ�ﺢ ﻋظـ ــ�م " ) اﻟﺼـ ــﺎﻓﺎت ‪ٕ ( 107 – 101‬وان كـ ــﺎن‬ ‫إﻋﺘرﻀـﻪ ﻓـﻲ ﻫـﺎﻤش‬ ‫اﻟدكﺘور ﷴ ﻤﺨﻠوف ﻴﺨﺘﻠـﻒ ﻤـﻊ ز�ﻨـون ﻓـﻲ ﻓكـرﻩ ﻫـذا ‪ ،‬ﻓﻠﻤـﺎذا ﻟـم �ﺴـﺠﻞ ا‬

‫اﻟﻛﺘﺎب ؟!‬

‫‪ -2‬ﻻ �ﺴر ﷲ �ﺎﻟذ�ﺎﺌﺢ اﻟ�ﺸر�ﺔ ‪ ،‬وﻟم �كن ﷲ ﻴﻨوي ﻗط أن إﺒراﻫ�م ﻴذ�ﺢ إﺒﻨـﻪ ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ كـﻞ‬

‫ﻤﺎ أرادﻩ ﷲ ﻫو إظﻬﺎر ﻋظم إ�ﻤﺎن إﺒراﻫ�م ‪ ،‬وﻋظم طﺎﻋﺔ إﺴـﺤق ‪ ،‬وﻓﻌـﻼً ظﻬـر إ�ﻤـﺎن إﺒـراﻫ�م‬

‫إﻟﻰ اﻟدرﺠﺔ اﻟﺘﻲ كﺎن ﻤﺴﺘﻌداً أن �ﻀﺤﻲ ﺒﺈﺒﻨﻪ اﻟـذي أﻨﺠ�ـﻪ ﻓـﻲ ﺸـﻴﺨوﺨﺘﻪ ﻋﻠـﻰ ﻤـذ�ﺢ اﻹ�ﻤـﺎن‬

‫�ــﺎﻟ ‪ ،‬واﺜﻘـﺎً أﻨــﻪ ﺤﺘــﻰ ﻟــو ذ�ــﺢ إﺒﻨــﻪ ‪ ،‬ﻓــﺈن ﷲ ﻗــﺎدر أن ﻴ�ﻌﺜــﻪ ﻤــن اﻟﻤــوت ‪ ،‬و�ﻬــذا اﻹ�ﻤــﺎن ﻗــﺎﻝ‬ ‫ﻟﻠﻐﻼﻤﻴن " أﻨﺎ واﻟﻐﻼم ﻨذﻫب وﻨﺴﺠد ‪ 0‬ﺜم ﻨرﺠﻊ إﻟ�كﻤﺎ " ) ﺘك ‪0( 5 : 22‬‬

‫و�ﻘوﻝ " ﻫﻴر�رت ووﻟﻴ " ‪ " 00‬وﻋﻨدﻤﺎ ﻨﻌود إﻟﻰ إﺒراﻫ�م وﻨﺘﺄﻤﻞ ﻓﻲ ﻤوﻗﻔـﻪ ﻤـن ﺘﻘـد�م‬

‫إﺒﻨﻪ وﺤﻴدﻩ ذﺒ�ﺤﺔ ‪ ،‬ﻨﺸﻌر �ﻤدى ﻤﺎ كﺎن �كﺎﺒدﻩ ﻤن أﻟـم وﻤـدى اﻟﺤﻴـرة اﻟﺘـﻲ أﻟﻤـت �ـﻪ ﻤـن ﺠﻬـﺔ‬

‫ﺘﻨﻔﻴذ أﻤر ﷲ ﻟﻪ وﻤن ﺠﻬﺔ اﻟﻌﻬد اﻟـذي ﻗطﻌـﻪ ﷲ ﻤﻌـﻪ ‪ 0‬ﻟﻤـﺎذا إذاً كـﺎن وﻋـد ﷲ ﻟـﻪ أﻨـﻪ ﺒﻨﺴـﻠﻪ‬

‫ﺘﺘ�ﺎرك اﻷﻤم ؟ وكﻴﻒ �طﺎﻟ�ﻪ ﷲ ﻨﻔﺴﻪ ﺼﺎﺤب ﻫذا اﻟﻌﻬد �ﺄن �ﻘدﻤﻪ ذﺒ�ﺤﺔ ﻟﻪ ؟ ﻟﻘـد كـﺎن ﻫـذا‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﷴ ﻣﺨﻠﻮﻑ – ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪63 ، 62‬‬

‫‪- 422 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪417‬‬


‫إﺨﺘ�ــﺎ اًر ﻗﺎﺴــ�ﺎً ﻹﺒـراﻫ�م ) ﺘــك ‪ ( 1 : 22‬وﻟﻛــن ﻤــﺎ أﺴــرع ﻤــﺎ ﻋــرف ﷲ ﻤــﺎ ﻓــﻲ ﻗﻠــب إﺒـراﻫ�م ﻤــن‬ ‫ﺤب ﻟﻪ وطﺎﻋﺔ كﺎﻤﻠـﺔ ﻟﻤـﺎ طﻠ�ـﻪ ﻤﻨـﻪ وﻗـوة اﻹ�ﻤـﺎن اﻟـذي �ﺤﻤﻠـﻪ ﻓـﻲ ﻗﻠ�ـﻪ ﻤـن ﺠﻬـﺔ وﻋـد ﷲ ﻟـﻪ‬

‫وأﻨــﻪ ﺼــﺎدق ﻓــﻲ ﻤواﻋﻴــدﻩ‪ 0‬وأن ﷲ ﻗــﺎدر أن �ﻘــ�م ﻤــن اﻟﺤﺠــﺎرة أوﻻداً ﻹﺒ ـراﻫ�م ‪ ،‬وﻫكــذا رﺠــﻊ‬

‫إﺴــﺤق ﺤ� ـﺎً ‪ 0‬كﻤــﺎ ﻋﻠﻴﻨــﺎ أن ﻨــدرك ﺤﻘ ـﺎً كﻴــﻒ أن ﷲ ﻤــﻨﺢ إﺴــﺤق اﻟﺤ�ــﺎة وﻫــو ﻓــﻲ رﺤــم ﺴــﺎرة‬

‫اﻟﻤﻴــت ‪ ،‬أن ﷲ اﻟــذي �ﻘدرﺘــﻪ اﻟﻤﻌﺠز�ــﺔ ﺠﻌــﻞ ﺴــﺎرة ﺘﺤﻤــﻞ وﺘﻠــد إﺴــﺤق ﻓــﻲ ﺸﻴﺨوﺨﺘﻬـ ـﺎ‪ 0‬كـ ـﺎن‬

‫�ﻤكﻨ ـﻪ أ�ﻀ ـﺎً أن �ﻘﻴـ ـم إﺴﺤ ـق ﻤ ـن ﺒﻴـ ـن اﻷﻤـوات ‪ 0‬ﻫــذا ك ـﺎن إ�ﻤ ـﺎن إﺒراﻫﻴـ ـم ‪ ،‬ﻓﻬــﻞ ك ـﺎن ﻫ ـذا‬

‫اﻹ�ﻤـ ـﺎن وراء ﻗ ـ ـوﻝ إﺒراﻫﻴـ ـم ﻟﻐﻼﻤ�ــﻪ ) ﺘــك ‪ } ( 5 : 22‬أﻤ ــﺎ أﻨ ــﺎ واﻟﻐ ــﻼم ﻓﻨذﻫ ــب إﻟــــﻰ ﻫﻨــﺎك‬

‫وﻨﺴــﺠد ﺜــم ﻨرﺠــﻊ إﻟ�كﻤــﺎ { "‬ ‫) ‪PENTATEUCH, P 118‬‬

‫‪( AN INTRODUCTION TO THE OLD TESTAMENT‬‬

‫)‪0(1‬‬

‫‪F57‬‬

‫‪ -3‬كﺎن ﺘﻘد�م إﺒراﻫ�م إﺒﻨـﻪ إﺴـﺤق ذﺒ�ﺤـﺔ رﻤـ اًز ﻟﺘﻘـد�م اﻵب اﻟﺴـﻤﺎوي ﻹﺒﻨـﻪ �ﺴـوع اﻟﻤﺴـ�ﺢ‬

‫و�ظﻬـر " ﻫﻴر�ـرت‬ ‫ذﺒ�ﺤﺔ ﻋﻠـﻰ ﻋـود اﻟﺼـﻠﻴب ﻓﻬكـذا أﺤـب ﷲ اﻟﻌـﺎﻟم ﺤﺘـﻰ ﺒـذﻝ إﺒﻨـﻪ اﻟﺤﺒﻴـب ‪ُ ،‬‬ ‫ووﻟــﻒ " إﻋﺠﺎﺒ ـﻪ �ﺎﻹﺼــﺤﺎح اﻟﺜﺎﻨ ـ ـﻲ واﻟﻌﺸـر�ن ﻤــن ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن " ﻟﻘــوة روح اﻹﺜ ـﺎرة اﻟﺘ ـﻲ ﻓ�ــﻪ‬

‫وﻷﻫﻤﻴﺘـﻪ اﻟﻼﻫوﺘ�ــﺔ ‪ ،‬إذ أﻨــﻪ ﻴر�ﻨـﺎ ﻫﻨــﺎ ﻤــدى ﻤﺤ�ـﺔ ٕواﺨــﻼص إﺒـراﻫ�م ﻹﻟﻬـﻪ ‪ ،‬وﻓ ـﻲ ذات اﻟوﻗــت‬ ‫ﻨــرى ﻤﺤ�ــﺔ إﻟﻬﱠ� ـﻪ ﻗو�ــﺔ ﻟﻺﻨﺴــﺎن ‪ ،‬إذ ﻨــرى ﻫــذا اﻹﻟــﻪ اﻟﻤﺤــب ‪ ،‬ذاﺘــﻪ ‪ ،‬ذاك اﻹﻟـ ـﻪ اﻟــذي ﻤﻨــﻊ‬ ‫إﺒراﻫ�م وأوﻗﻔﻪ ﻋن ذ�ﺢ إﺒﻨﻪ إﺴﺤق ‪ ،‬ﻫو ﻨﻔﺴﻪ اﻟذي ﻗـدم إﺒﻨـﻪ ﻤـن أﺠﻠﻨـﺎ كﻠﻨـ ـﺎ ) رو ‪( 32 : 8‬‬

‫وﻓــﻲ ) ﻋــب ‪ ( 17 : 11‬ﻨﺠــد ﺘﻤــﺎﺜﻼً واﻀــﺤﺎً ﺒــﻴن إﺴــﺤق و�ﺴــوع إذ أن إﺴﺤ ـق ُ�ﺴــﻤﻰ �ﺎﻹﺒـ ـن‬ ‫اﻟوﺤﻴـد ﻹﺒراﻫ�م ) ﺘـك ‪ ( 2 : 22‬كـذﻟك ﻨﺠـ ـد ﻨﻔـس اﻟﻠﻘـب ُ�طﻠـق ﻋﻠـﻰ اﻟﺴـﻴد اﻟﻤﺴـ�ﺢ ) ﻴـو ‪: 3‬‬ ‫‪ " ( 16‬ﺒ ـذﻝ إﺒﻨـﻪ اﻟﺤﺒﻴـب " ‪ 00‬وﻋﻨدﻤـﺎ ﻨـرى إﺒراﻫﻴـم وﻫـو �ﺼطﺤب إﺒﻨﻪ إﺴﺤق ﻟﺠﺒﻞ اﻟﻤور�ـﺎ‬ ‫ﻨﺸــﻌر �ﻤــدى اﻷﻟــم اﻟــذي كــﺎن ﻴﻨﺘﺎ�ــﻪ ‪ ،‬وﻨﺸــﻌر كــذﻟك ﻓــﻲ ﻨﻔــس اﻟوﻗــت �ﻤــﺎ كــﺎن �ﺸــﻌر �ــﻪ ﷲ‬

‫اﻵب وﻫــو ﻴرﺴــﻞ اﻹﺒــن اﻟﻛﻠﻤــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻋــود اﻟﺼــﻠﻴب ‪ 0‬إن ﻫــذﻩ اﻟﺼــورة اﻟﺘــﻲ ﻨ ارﻫــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻌﻬــد‬

‫ﺼّورت ﻟﻨـﺎ ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ﻋـن إﺒـراﻫ�م ٕواﺴـﺤق "‬ ‫اﻟﺠدﻴد ﻫﻲ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺘﻠك اﻟﺼورة اﻟﺘﻲ ُ‬

‫‪(AN‬‬

‫) ‪0(1) INTRODUCTION TO THE OLD TESTAMENT PENTATEUCH, P 117 – 118‬‬ ‫‪F58‬‬

‫‪ -4‬ﺼﺎرت ﻤﺤ�ﺔ إﺒراﻫ�م ﻟ وطﺎﻋﺘﻪ ﻟﻪ ‪ٕ ،‬وا�ﻤﺎﻨﻪ اﻟﻌظ�م ﻫذا ‪� ،‬ﺎﻟرﻏم ﻤـن ﻗﺴـوة اﻟطﻠـب‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﺸﺮﻯ ﺟﺮﺟﺲ ﺧﻠﻴﻞ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺈﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻴﺔ ﻁﻨﻄﺎ‪0‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﺸﺮﻯ ﺟﺮﺟﺲ ﺧﻠﻴﻞ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺈﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻴﺔ ﻁﻨﻄﺎ‪0‬‬

‫‪- 423 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪418‬‬


‫‪ ،‬ﻤﻀر�ﺎً ﻟﻸﻤﺜﺎﻝ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻤدى اﻟﺴﻨﻴن واﻷ�ﺎم ﻟﻛﻞ أﺒﻨﺎء اﻟﻤﻠﻛوت‪0‬‬

‫س‪ : 486‬س أ – ﻫﻞ ﷲ أﻤر إﺒراﻫ�م أن �ﻘدم إﺒﻨﻪ ذﺒ�ﺤﺔ ) ﺘـك ‪ ( 2 : 22‬ﺜـم ﻨﺴـﺦ‬ ‫أﻤرﻩ ﻋﻨدﻤﺎ ﻤﻨﻌـﻪ ﻤـن ذ�ﺢ إﺒﻨﻪ ‪ ،‬وذ�ﺢ اﻟﻛ�ش ﻋوﻀﺎً ﻋﻨﻪ ) ﺘك ‪ ( 12 : 22‬؟‬

‫ج ‪ :‬ﻟم �كن ذ�ﺢ إﺴﺤق أﻤ اًر وارداً ﻟدى ﷲ ‪ ،‬ﻷن ﷲ ﻻ �ﻘﺒﻞ اﻟذ�ﺎﺌﺢ اﻟ�ﺸـر�ﺔ وﻗـد ﻨﻬـﻰ ﻋﻨﻬـﺎ‬

‫ﻓﻲ اﻟﺸر�ﻌﺔ " ﻤﺘﻰ دﺨﻠت اﻷرض اﻟﺘﻲ �ﻌط�ك اﻟرب إﻟﻬك ﻻ ﺘﺘﻌﻠم أن ﺘﻔﻌﻞ ﻤﺜﻞ رﺠس أوﻟﺌك‬

‫اﻷﻤــم‪ 0‬ﻻ ﻴوﺠــد ﻓ�ــك ﻤــن ﻴﺠﻴــز إﺒﻨــﻪ أو إﺒﻨﺘــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻨــﺎر " ) ﺘــث ‪ ( 10 ، 9 : 18‬إﻨﻤــﺎ ﻤــﺎ‬

‫ﻗﺼدﻩ ﷲ ﻫو إﻤﺘﺤﺎن إﺒراﻫ�م ﻟﺘذك�ﺔ إ�ﻤﺎﻨﻪ ٕواظﻬﺎر ﻋظـم ﻤﺤﺒﺘـﻪ ﻟ وطﺎﻋﺘـﻪ ﻟـﻪ ‪ ،‬ﻟ�كـون ﻗـدوة‬ ‫وﻤﺜـﺎﻝ ﻋﻠـﻰ ﻤــدى اﻷﺠ�ـﺎﻝ ‪ ،‬وﻤﻨـذ ﺒدا�ــﺔ اﻟﻘﺼـﺔ أوﻀـﺢ اﻟﻛﺘــﺎب أن ﻫـذا إﻤﺘﺤـﺎن " وﺤـدث �ﻌــد‬

‫ﻫــذﻩ اﻷﻤــور أن ﷲ إﻤــﺘﺤن إﺒـراﻫ�م ﻓﻘــﺎﻝ ﻟــﻪ �ــﺎإﺒرﻫ�م ﻓﻘــﺎﻝ ﻫﺂﻨــذا ‪ 0‬ﻓﻘــﺎﻝ ﺨــذ إﺒﻨــك وﺤﻴــدك‬

‫اﻟذي ﺘﺤ�ﻪ إﺴﺤق وأذﻫب إﻟﻰ أرض اﻟﻤر�ﺎ وأﺼﻌــدﻩ ﻫﻨـﺎك ﻤﺤرﻗـﺔ ﻋﻠـﻰ أﺤـد اﻟﺠ�ـﺎﻝ " ) ﺘـك‬

‫‪ ( 2 ، 1 : 22‬ﺜــم ﻤــن أﺤﻀــر اﻟﻛــ�ش ؟ أﻟــ�س ﷲ ﻫــو اﻟــذي دﺒــر وﺠــود ﻫــذا اﻟﻛــ�ش ﻤﻤﺴــكﺎً‬ ‫�ﻘرﻨ�ﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻤكﺎن ‪ ،‬ﻟﻴذ�ﺤﻪ إﺒراﻫ�م ﻋوﻀﺎً ﻋن إﺒﻨﻪ إﺴﺤق ‪0‬‬

‫س ب – ﻫﻞ أراد ﷲ أن ﻴروح ﻋن ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻤﺎزح إﺒراﻫ�م وداﻋ�ﻪ ﺒﺘﻠك اﻟﻤزﺤﺔ اﻟﻔظ�ﻌﺔ‬

‫‪ ،‬إذ طﻠــب ﻤﻨ ـﻪ أن �ﻘــدم إﺒﻨــﻪ ذﺒ�ﺤــﺔ ؟ ) ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ – اﻟﺘــوراة كﺘــﺎب ﻤﻘ ـﱠدس أم ﺠﻤــﻊ ﻤــن‬ ‫اﻷﺴﺎطﻴر ص ‪0( 111‬‬

‫س ج ‪ :‬ﷲ كﺎﻤــﻞ ﻓــﻲ ذاﺘــﻪ ﻤﺘﻛﺎﻤــﻞ ﻓــﻲ ﺼــﻔﺎﺘﻪ ‪ ،‬ﻤﻨ ـزﻩ ﻋــن أدﻨــﻰ ﻨﻘــص ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻟــ�س إﻨﺴــﺎﻨﺎً‬

‫�ﻤكن أن ُ�ﺼﺎب �ﺎﻟﻤﻠﻞ واﻟﺴﺄم ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻤـن �ﻘﺒـﻞ ﻓكـرة أن ﷲ ﻗـد أُﺼـﻴب �ﺎﻟﻤﻠـﻞ ‪ ،‬ﻓـراح ﻴـروح‬ ‫ﻋن ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬و�ﺘﺴﻠﻰ �ﻤﺸﺎﻋر إﺒراﻫ�م ‪ ،‬ﻓﻬو ﻻ ﻴﺘﻛﻠم ﻋن إﻟﻬﻨـﺎ كﻠـﻲ اﻟﻘـدرة ‪ ،‬كﻠـﻲ اﻟﺤـب ‪ ،‬ﻨ�ـﻊ‬ ‫اﻟﺴﻌﺎدة ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻴﺘﻛﻠم ﻋن كﺎﺌن ﻀﻌﻴﻒ ﻤﺤدود ﻻ �ﻤكن أن ﻨدﻋوﻩ إﻟﻬﺎً‪0‬‬

‫س ﺠـ‪ -‬ﻫﻞ كـذب إﺒـراﻫ�م ﻋﻠـﻰ اﻟﻐﻼﻤـﻴن ﻋﻨـدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ ﻟﻬﻤـﺎ " وأﻤـﺎ أﻨـﺎ واﻟﻐـﻼم ﻓﻨـذﻫب‬ ‫إﻟﻰ ﻫﻨﺎك وﻨﺴﺠد ﺜم ﻨرﺠﻊ إﻟ�كﻤﺎ " ) ﺘك ‪ ( 5 : 22‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫو �ﻀﻤر ذ�ﺢ اﻟﻐﻼم ؟‬

‫ج ‪ :‬ﻟم �كذب إﺒراﻫ�م ‪ ،‬إﻨﻤﺎ كـﺎن �ﻌﻠـن ﻋـن إ�ﻤﺎﻨـﻪ �ـﺎﻟ اﻟﻘـﺎدر أن ﻴﻬـب إﺴـﺤق اﻟﺤ�ـﺎة ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ‬

‫ﻟو ُذ�ﺢ وُﻗدم ﻤﺤرﻗ ًﺔ ‪ ،‬وﻟذﻟك �ﻘوﻝ ﺒوﻟس اﻟرﺴـوﻝ " �ﺎﻹ�ﻤﺎن ﻗدم إﺒراﻫ�م إﺴﺤق ‪ 00‬إذ ﺤﺴب‬ ‫‪- 424 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪419‬‬


‫أن ﷲ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺎﻤﺔ ﻤن اﻷﻤوات " ) ﻋب ‪0( 19 ، 17 : 11‬‬

‫س د‪ -‬ﻫــﻞ إﺴــﺘطﺎع إﺴــﺤق ﺤﻤــﻞ ﺤطــب اﻟﻤﺤرﻗــﺔ ؟ وﻫــﻞ ظﻠــت اﻟﻨــﺎر ﻤﺸــﺘﻌﻠﺔ ﻟﻤــدة‬

‫ﻴوﻤﻴن ؟ وﻤـن أﻴـن ﺠـﺎءت اﻟﺸـﺠرة ﻓـوق اﻟﺠﺒـﻞ اﻟﺼـﺨري ؟ ) ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـﻞ – اﻟﺘـوراة كﺘـﺎب‬ ‫ﻤﻘﱠدس أم ﺠﻤﻊ ﻤن اﻷﺴﺎطﻴر ص ‪0( 113‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺴﺎر إﺒراﻫ�م ﻤﻊ إﺴﺤق واﻟﻐﻼﻤﻴن ﻟﻤدة ﻴوﻤﻴن وﻫم �ﻤﺘطون دواﺒﻬم ‪ ،‬كﻤﺎ ﺤﻤﻠت ﻫـذﻩ‬

‫اﻟدواب اﻟﺤطب أ�ﻀﺎً ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ أ�ﺼر إﺒراﻫ�م اﻟﻤوﻀﻊ ﺘوﻗﻒ ﻋـن اﻟﻤﺴـﻴر ﺤﻴـث ﺘـرك ﻏﻼﻤ�ـﻪ‬ ‫‪ ،‬وﺤﻤـﻞ إﺴــﺤق ﺤطــب اﻟﻤﺤرﻗــﺔ ‪ ،‬وﻤــن اﻟﺴــﻬﻞ ﻋﻠـﻰ ﺸــﺎب ﻤﺜــﻞ إﺴــﺤق أن �ﺤﻤــﻞ ﻫــذﻩ اﻟﻛﻤ�ــﺔ‬

‫ﻤــن اﻟﺤطــب ﻟ�ﺴــﻴر ﺒﻬــﺎ إﻟــﻰ ﻤﺴــﺎﻓﺔ ﻟ�ﺴــت طو�ﻠــﺔ ‪ ،‬وﻻﺴــ�ﻤﺎ أن اﻟﺤطــب ﻋ�ــﺎرة ﻋــن أﻏﺼــﺎن‬

‫ﺠﺎﻓﺔ ﻴﺨﻒ وزﻨﻬﺎ و�ﺴﻬﻞ ﺤﻤﻠﻬﺎ ‪ ،‬وﻤﻊ ﻫذا ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨؤكد أن إﺴﺤق ﻟم �ﺤﻤـﻞ ﻫـذا اﻟﺤطـب ﺜﻼﺜـﺔ‬ ‫أ�ﺎم ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﺤﻤﻠﻪ ﺨﻼﻝ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺒﻴن ﻤكﺎن إﺴﺘراﺤﺔ اﻟﻐﻼﻤﻴن و�ﻴن ﻤكﺎن ﺘﻘد�م اﻟذﺒ�ﺤﺔ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻟم ﻴذكر اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس أن إﺒـراﻫ�م أﺨـذ ﻨـﺎ اًر ﻤﻨـذ ﺒدا�ـﺔ رﺤﻠﺘـﻪ واﻟﺘـﻲ إﺴـﺘﻐرﻗت ﺜﻼﺜـﺔ‬ ‫أ�ﺎم ‪ ،‬ﺒﻞ ﻗﺎﻝ " ﻓ�كر إﺒراﻫ�م ﺼ�ﺎﺤﺎً ﱠ‬ ‫وﺸد ﻋﻠﻰ ﺤﻤﺎرﻩ وأﺨذ إﺜﻨـﻴن ﻤـن ﻏﻠﻤﺎﻨـﻪ ﻤﻌـﻪ ٕواﺴـﺤق‬

‫إﺒﻨﻪ وﺸﻘق ﺤطب ﻟﻤﺤرﻗﺔ وﻗﺎم وذﻫب إﻟﻰ اﻟﻤوﻀﻊ اﻟذي ﻗﺎﻝ ﻟـﻪ ﷲ " ) ﺘـك ‪00 ( 3 : 22‬‬

‫إذاً ﻤـن أﻴـن ﺠـﺎء إﺒـراﻫ�م �ﺎﻟﻨـﺎر ﻓـﻲ اﻟﻴـوم اﻟﺜﺎﻟـث ؟ إن اﻷﻤـر ﻓـﻲ ﻤﻨﺘﻬـﻰ اﻟ�ﺴـﺎطﺔ ‪ ،‬ﻓ�كﻔــﻲ أن‬ ‫�ﺤﻤﻞ ﻤﻌﻪ ﻤﺸﻌﻼً ﺒدون ﻨﺎر ‪ ،‬أﻤﺎ اﻟﻨﺎر ﻓ�ﺤﺼـﻞ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺒ�ﺴـﺎطﺔ وﺴـﻬوﻟﺔ �ﻤﺠـرد ﻗـدح ﺤﺠـر�ن‬ ‫ﻤﻌﺎً ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب ﻋن إﺒراﻫ�م " وأﺨذ ﺒﻴدﻩ اﻟﻨﺎر واﻟﺴكﻴن " ﻓﻬو ﻟم �ﺤﻤـﻞ ﺠﻤـ اًر ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ‬

‫ﺤﻤﻞ ﻤﺸﻌﻼً ﻤﺸﺘﻌﻼً‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻤن اﻟﻤﻌروف أن ﺠ�ﺎﻝ ﻟﺒﻨﺎن وﻓﻠﺴطﻴن ﺘﻨﻤو ﻋﻠﻰ ﺴـﻔوﺤﻬﺎ اﻷﺸـﺠﺎر ‪ ،‬ﺒـﻞ أن ﺸـﺠر‬

‫اﻷرز اﻟﻤرﺘﻔﻊ ﻴﻨﻤو ﻋﻠـﻰ ﻤﻨﺤـدرات ﺠ�ـﺎﻝ ﻟﺒﻨـﺎن ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻻ ﻋﺠـب أن �كـون ﻋﻠـﻰ ﺠﺒـﻞ اﻟﻤر�ـﺎ‬

‫�ﻌض اﻷﺸﺠﺎر أو اﻟﺸﺠﻴرات اﻟﻤﺘﺸﺎ�كﺔ ‪ ،‬وﻫﻲ ﻤﺎ دﻋﺎﻫﺎ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن �ﺎﻟﻐﺎ�ﺔ ‪ ،‬ووﺠد إﺒـراﻫ�م‬

‫اﻟﻛــ�ش ﻤﻤﺴــكﺎً �ﻘرﻨ�ــﻪ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺸــﺠﻴرات ‪ ،‬وﻨﺤــن اﻟﻤــؤﻤﻨﻴن ﻨــؤﻤن وﻨﺼــدق �ﻌﺼــﻤﺔ اﻟﻛﺘــﺎب‬ ‫اﻟﻤﻠﺤد ﻓﻬو ﻻ �ﺼـدق ﻨﻔﺴـﻪ ‪،‬‬ ‫اﻟﻤﻘﱠدس ﻋﺼﻤﺔ ﺘﺎﻤﺔ وكﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻪ وﻓﻲ كﻞ ﺠزﺌ�ﺎﺘﻪ ‪ ،‬أﻤﺎ ُ‬ ‫ﻓكﻴــﻒ �ﺼــدق ﻤــﺎ ﺠــﺎء �ﺎﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ؟! ‪ 00‬إﻨــﻪ ﻴﺒــذﻝ ﻗﺼــﺎرى ﺠﻬــدﻩ ﻓــﻲ ﺘﺸــو�ﻪ اﻷﺤــداث‬ ‫اﻟﻛﺘﺎﺒ�ﺔ ‪ ،‬و�ﺸكك ﻓﻲ كﺎﻓـﺔ ﺘﻔﺼـ�ﻼﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻫـذا ﻟـ�س أﻤـ اًر ﺠدﻴـداً ﻋﻠـﻰ ﻋـدو اﻟﺨﻴـر اﻟـذي �ﺤـرك‬ ‫‪- 425 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪420‬‬


‫أﺘ�ﺎﻋﻪ و�زرع ﻓﻴﻬم أﻓكﺎرﻩ ‪ 0‬أﻤﺎ ﻨﺤن ﻓﻼ ﻨﺠﻬﻞ أﻓكﺎرﻩ‪0‬‬

‫س‪ : 487‬ﻫــﻞ ﻋﻨــدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ ﷲ ﻹﺒ ـراﻫ�م " ﺨــذ إﺒﻨــك وﺤﻴــدك اﻟــذي ﺘﺤ�ــﻪ " كــﺎن �ﻘﺼــد‬

‫ﺤرﻓـت اﻟﺘـوراة إﺴـم إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ إﻟـﻰ‬ ‫إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ‪ ،‬ﻷن إﺴﺤق ﻟم �كن ﻗد ُوِﻟـد �ﻌـد ؟ وﻫـﻞ ﱠ‬ ‫إﺴـــﺤق ﻤـــﻊ أن إﺴـــﻤﺎﻋﻴﻞ كـــﺎن إﺒﻨـــﺎً ﺸـــرﻋ�ﺎً ﻹﺒـــراﻫ�م ‪ ،‬ﺒـــﻞ وﻗـــد أﺤـــب إﺒـــراﻫ�م إﺒﻨـــﻪ‬

‫إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ وﺘﺸﻔﻊ ﻤن أﺠﻠﻪ أﻤﺎم اﻟرب ﻗﺎﺌﻼً " ﻟﻴت إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ �ﻌـ�ش أﻤﺎﻤـك " ) ﺘـك ‪17‬‬ ‫‪ ( 18 :‬ﺒﻞ أن ﷲ أﺤب إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ وﻗﺎﻝ ﻷﺒ�ﻪ إﺒراﻫ�م " وأﻤﺎ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓﻘـد ﺴـﻤﻌت ﻟـك‬

‫ﻓ�ﻪ ‪ 0‬ﻫﺎ أﻨﺎ أ�ﺎركـﻪ وأﺜﻤـرﻩ وأﻛﺜـرﻩ كﺜﻴـ اًر ﺠـداً " ) ﺘـك ‪ ) ( 20 : 17‬ارﺠـﻊ اﻟﺒﻬر�ـز ﺠ ـ ‪1‬‬ ‫س ‪0( 171‬‬

‫و�ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴم ﷴ أن إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ظﻞ إﺒﻨﺎً وﺤﻴداً ﻹﺒراﻫ�م ﻟﻤدة أر�ﻌﺔ ﻋﺸر ﻋﺎﻤﺎً‬ ‫ﺤﺘﻰ ُوِﻟد إﺴﺤ ـق ‪ ،‬و�ـوﻻدة إﺴـﺤق ﻟـم �ﻌـد ﻻ إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ وﻻ إﺴـﺤق إﺒﻨـﺎً وﺤﻴـداً ) ارﺠـﻊ اﻟﺘﻨـﺎﻗض‬ ‫ﻓﻲ ﺘوار�ﺦ وأﺤداث اﻟﺘوراة ص ‪ ( 57‬و�ﻌﻠﻞ اﻷﺴﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴم ﺴﺒب ذكر إﺴـم إﺴـﺤق ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ‬ ‫اﻟ ــذﺒ�ﺢ ﻗ ــﺎﺌﻼً " ﻟﻤ ــﺎذا ُوﻀ ــﻊ إﺴ ــﺤق ﺒ ــدﻻً ﻤ ــن إﺴ ــﻤﺎﻋﻴﻞ ؟ إن أﻫﻤ� ــﺔ وﻀ ــﻊ إﺴ ــﺤق ﺒ ــدﻻً ﻤ ــن‬

‫إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ �ﺎﻋﺘ�ــﺎرﻩ اﻟذﺒ�ﺤــﺔ �ﻤﺜــﻞ – ﻓــﻲ ﻨظــر اﻟﻴﻬــود – إﺨﺘ�ــﺎر ﺴــﻼﻟﺔ إﺴــﺤق كﺸــﻌب ﻤﺨﺘــﺎر‬

‫إﻓﺘداﻩ ﷲ ﻟﻴرث اﻷرض اﻟﻤوﻋـودة ‪ٕ ،‬وا�ﻌـﺎد أي ﻨﺴـﻞ آﺨـر ﻴﻨﺎزﻋﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻤﻴـراث ‪ ) 00‬و�ﺘﺴـﺎءﻝ‬ ‫أ�ﻀﺎً اﻷﺴﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴم ( وﻤﺎذا �ﺤدث ﻟو كﺎن اﻟذﺒ�ﺢ ﻫو إﺴﺤق ﻓﻌﻼً ؟ ﻟﻛـﺎن ﺒﻨـو إﺴـراﺌﻴﻞ ﻗـد‬ ‫إﺘﺨــذوا ﻤــن اﻟﻔــداء ُﺴ ــﻨﺔ ﻟﻬــم وﻟــذكروﻫﺎ ﻓــﻲ ﻤﻨﺎﺴــ�ﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻨــﺎ ﻨﺠــد اﻟﻔــداء ﻋﻨــد ﺒﻨــﻲ‬ ‫إﺴراﺌﻴﻞ ﻴرﺘ�ط �ﺎﻟﺨروج ﻤن ﻤﺼر وﻻ ﻨﺠد إﺸﺎرة ﻤن ﻗر�ـب أو �ﻌﻴـد ﻟـذكرى ﻓـداء إﺴـﺤق ) ﺨـر‬

‫‪0(1) " ( 16 – 11 : 13‬‬ ‫‪F59‬‬

‫ج ‪ -1 :‬كــﺎن وﻋــد ﷲ ﻹﺒـراﻫ�م ﻋــن طر�ــق إﺴــﺤق وﻟــ�س إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ " وﻗــﺎﻝ ﷲ ﻹﺒـراﻫ�م ﺴــﺎرة‬

‫إﻤ أرﺘــك ﻻ ﺘــدﻋو إﺴــﻤﻬﺎ ﺴــﺎراى ﺒــﻞ ﺴــﺎرة ‪ 00‬وأ�ﺎركﻬــﺎ وأﻋط�ــك أ�ﻀ ـﺎً ﻤﻨﻬــﺎ إﺒﻨ ـﺎً ‪ 0‬أ�ﺎركﻬــﺎ‬ ‫ﻓﺘﻛــون أﻤﻤـﺎً وﻤﻠــوك وﺸــﻌوب ﻤﻨﻬــﺎ �كوﻨــون " ) ﺘــك ‪ ( 16 ، 15 : 17‬وﻟــم �ﺼــدق إﺒـراﻫ�م "‬

‫ﻓﺴﻘط إﺒراﻫ�م ﻋﻠﻰ وﺠﻬﻪ وﻀﺤك ‪ 00‬وﻗﺎﻝ إﺒراﻫ�م ﻟ ﻟﻴت إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ �ﻌـ�ش أﻤﺎﻤـك ‪ 0‬ﻓﻘـﺎﻝ‬

‫ﷲ ﺒﻞ ﺴﺎرة إﻤرأﺘك ﺘﻠد ﻟـك إﺒﻨـﺎً وﺘـدﻋو إﺴـﻤﻪ إﺴـﺤق وأُﻗـ�م ﻋﻬـدي ﻤﻌـﻪ ﻋﻬـداً أﺒـد�ﺎً ﻟﻨﺴـﻠﻪ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪58‬‬

‫‪- 426 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪421‬‬


‫ﻤـن �ﻌـدﻩ وأﻤــﺎ إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓﻘــد ﺴـﻤﻌت ﻟــك ﻓ�ـﻪ ‪ 0‬ﻫــﺎ أﻨـﺎ أ�ﺎركــﻪ وأﺜﻤـرﻩ وأﻛﺜــرﻩ كﺜﻴـ اًر ﺠــداً ‪00‬‬ ‫وﻟﻛن ﻋﻬدي أُﻗ�ﻤﻪ ﻤﻊ إﺴﺤق اﻟذي ﺘﻠدﻩ ﻟك ﺴﺎرة ﻓﻲ ﻫـذا اﻟوﻗـت ﻓـﻲ اﻟﺴـﻨﺔ اﻵﺘ�ـﺔ " ) ﺘـك‬ ‫‪0( 21 – 17 : 17‬‬ ‫‪ -2‬طﻠﺒت ﺴﺎرة ﻤن إﺒ ارﻫ�م أن �طرد إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﻗﺎﺌﻠﺔ " إﺒن ﻫذﻩ اﻟﺠﺎر�ﺔ ﻻ ﻴرث ﻤﻊ إﺒﻨﻲ‬

‫إﺴﺤق " ) ﺘك ‪ ( 10 : 21‬ﻓﻘ�ﺢ اﻟﻛﻼم ﺠداً ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ إﺒراﻫ�م �ﺴﺒب إﺒﻨﻪ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ " ﻓﻘﺎﻝ ﷲ‬ ‫ﻹﺒراﻫ�م ﻻ �ﻘ�ﺢ ﻓﻲ ﻋﻴﻨ�ك ﻤن أﺠﻞ اﻟﻐﻼم وﻤن أﺠﻞ ﺠﺎر�ﺘـك ‪ 0‬ﻓـﻲ كـﻞ ﻤـﺎ ﺘﻘـوﻝ ﻟـك ﺴـﺎرة‬

‫أﺴﻤﻊ ﻟﻘوﻟﻬﺎ ‪ 0‬ﻷﻨﻪ ﺒﺈﺴﺤق ُﻴدﻋﻰ ﻟك ﻨﺴـﻞ " ) ﺘـك ‪ ( 12 ، 11 : 21‬وﻓﻌـﻼً أطﻠـق إﺒـراﻫ�م‬ ‫إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ وأﻤﻪ‪0‬‬ ‫‪ -3‬ﻋﻨدﻤﺎ ﺨﺎطب ﷲ إﺒراﻫ�م " ﺨذ إﺒﻨـك وﺤﻴـدك اﻟـذي ﺘﺤ�ـﻪ إﺴـﺤق " ) ﺘـك ‪( 2 : 22‬‬

‫ﻟم �كن ﻫﻨﺎك وﺠود ﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓﻲ ﺒﻴت أﺒ�ﻪ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ كﺎن ﻓﻲ ﺒر�ـﺔ ﻓـﺎران ‪ ،‬وﻟـم �كـن ﻫﻨـﺎك ﻏﻴـر‬

‫إﺴــﺤق ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻗــﺎﻝ ﷲ ﻹﺒـراﻫ�م " إﺒﻨــك وﺤﻴــدك " ﻓﻔﻌـﻼً إﺴــﺤق ﺼــﺎر اﻟوﺤﻴــد اﻟﻤﻘــ�م ﻤــﻊ أﺒ�ــﻪ‬

‫�ﻌد طرد أﺨ�ﻪ إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ ‪ ،‬كﻤـﺎ أن اﻟوﺼـﻒ اﻹﻟﻬـﻲ ﻹﺴـﺤق " اﻟـذي ﺘﺤ�ـﻪ " ﻓﻬـذا واﻀـﺢ ﻷﻨـﻪ‬

‫ُوِﻟد �ﻌد طوﻝ إﻨﺘظﺎر ‪ ،‬و�وﻋد إﻟﻬﻲ ‪ ،‬ﻓﺈﺴﺤق ﻫو اﻹﺒن اﻟﻤﺤﺒوب ﻟدى أﺒ�ﻪ‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻤــﻊ أن اﻟﻘ ـرآن ﻗــد ذكــر ﻗﺼــﺔ ﺘﻘــد�م إﺒ ـراﻫ�م إﺒﻨــﻪ ذﺒ�ﺤــﺔ ) ﺴــورة اﻟﺼــﺎﻓﺎت ‪– 101‬‬

‫‪ ( 107‬ﻓﺈﻨــﻪ ﻟــم ﻴــذكر أﻴﻬﻤــﺎ اﻟــذﺒ�ﺢ إن كــﺎن إﺴــﺤق أو إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ؟ ٕواﺨﺘﻠــﻒ اﻟﻤﻔﺴــرون ‪ ،‬ﻓﻘــﺎﻝ‬ ‫�ﻌﻀﻬم إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ‪ ،‬ور�ﻤﺎ �ﻘﺼد ﺘﻌظ�م ﺸﺄن أﺒﻴﻬم إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ‪ ،‬وﻗﺎﻝ �ﻌض اﻟﻤﻔﺴر�ن اﻵﺨـر�ن‬

‫أن اﻟذﺒ�ﺢ ﻫو إﺴﺤق‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " أن اﻟذﺒ�ﺢ ﻫو إﺴـﺤق ‪ ،‬ﻷن اﻵ�ـﺔ‬

‫ذكرت إﺴﻤﻪ ﺼراﺤﺔ } ﺨذ إﺒﻨك وﺤﻴـدك اﻟـذي ﺘﺤ�ـﻪ إﺴـﺤق { ) ﺘـك ‪ ( 2 : 22‬ﻓﺈﺴـﺤق ﻫـو‬

‫اﻹﺒــن اﻟوﺤﻴــد ﻤــن زوﺠﺘــﻪ ﺴــﺎرة ‪ ،‬كﻤــﺎ أن ﷲ ﻋﻨــدﻤﺎ ﺨﺎطــب إﺒـراﻫ�م ﻟ�ﻘــدم إﺒﻨــﻪ وﺤﻴــدﻩ إﺴــﺤق ‪،‬‬ ‫ك ــﺎن إﺴ ــﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓ ــﻲ ذﻟ ــك اﻟوﻗ ــت ﻓ ــﻲ ﺒر� ــﺔ ﻓ ــﺎران �ﻌﻴ ــداً ﻋ ــن أﺒ� ــﻪ إﺒـ ـراﻫ�م ‪ ،‬وﻻ أﺤ ــد ﻴﻨك ــر أن‬

‫إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ كﺎن إﺒﻨﺎً ﺸرﻋ�ﺎً ﻷﺒ�ﻪ إﺒراﻫ�م ‪ ،‬وﻟﻛن ﻤن ﺠﺎر�ﺘﻪ ﻫﺎﺠر اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻤﻨزﻟﺔ ﻋﺒدﺘﻪ ‪ ،‬وﺤﻘﺎً‬ ‫أن إﺒراﻫ�م ﺘﺸﻔﻊ ﻋن إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ أﻤﺎم ﷲ ‪ ،‬وأن ﷲ أﺤـب إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ ووﻋـد أن ﻴ�ﺎركـﻪ ‪ ،‬وﻤـﻊ ﻫـذا‬

‫ﻓﺈن ﷲ ﻗﺎﻝ ﻹﺒراﻫ�م أن ﻋﻬدﻩ ﺴ�ﻘ�ﻤﻪ ﻤﻊ إﺴـﺤق وﻟـ�س إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ " ] ﻤـن إﺠﺎ�ـﺎت أﺴـﺌﻠﺔ ﺴـﻔر‬ ‫‪- 427 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪422‬‬


‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -6‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ ﺘ�ﻤوﺜﺎوس اﻟﺴر�ﺎﻨﻲ " ﷲ اﻟذي ﺨﻠـق إﺴـﺤق ﻫـو اﻟـذي ﺨﻠـق إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ ‪،‬‬

‫وﻗد أﺤﺒﻬﻤﺎ �ﺎﻟﺘﺴﺎوي ‪ ،‬وأﻋطﺎﻫﻤﺎ كﻠﻴﻬﻤﺎ ﻋﻬد اﻟﺨﺘﺎن ﻤﻊ أﺒﻴﻬﻤﺎ ‪ ،‬وﻗـد إﺨﺘـﺎر ﻟﻛـﻞ ﻤﻨﻬﻤـﺎ دو اًر‬ ‫ﻴؤد�ﻪ ط�ﻘﺎً ﻟﺨطﺘﻪ اﻟﺴﺎﻤ�ﺔ ﻨﺤو اﻟﺠﻨس اﻟ�ﺸـري ‪ ،‬ﻓﻘـد إﺨﺘـﺎر ﷲ إﺴـﺤق كـﺄداة ﻨﺒؤ�ـﺔ ﻤـن ﻨﺴـﻠﻪ‬

‫�ــﺄﺘﻲ اﻟﻤﺴــ�ﺢ اﻟﻤﺨﻠــص اﻟــذي �ﻔــدي اﻟ�ﺸ ـر�ﺔ ‪ٕ ،‬واﺨﺘــﺎر ﷲ إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ كــﺄداة ﺘﺎر�ﺨ�ــﺔ ﻴــﺘﻤم ﺒﻬــﺎ‬

‫ﻗﺼدﻩ ﻤن ﺠﻬﺔ اﻟﻌرب اﻟﺴﺎﻤﻴﻴن ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻗﺎﻝ ﻤﻼك اﻟرب ﻟﻬﺎﺠر ﻋﻨدﻤﺎ ﻫر�ـت ﻤـن وﺠـﻪ ﺴـﺎرة‬

‫} ﺘﻛﺜﻴ ـ اًر أﻛﺜــر ﻨﺴــﻠك ﻓــﻼ ُ�ﻌـ ﱡـد ﻤــن اﻟﻛﺜــرة ‪ 00‬ﻫــﺎ أﻨــت ﺤﺒﻠــﻰ ﻓﺘﻠــدﻴن إﺒﻨ ـﺎً وﺘــدﻋﻴن إﺴــﻤﻪ‬ ‫إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ﻷن اﻟــرب ﻗــد ﺴــﻤﻊ ﻟﻤ ـذﻟﺘك { ) ﺘــك ‪ ( 11 ، 10 : 16‬ﻓواﻀــﺢ ﻤــن اﻟــﻨص أن ﷲ‬

‫دﻋــﻰ إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ﺒﺈﺴــﻤﻪ ﻗﺒــﻞ أن ُﻴوَﻟــد ‪ ،‬وﺤﻀــر إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ إﺴﺘﻀــﺎﻓﺔ أﺒ�ــﻪ ﻟ واﻟﻤﻼﻛــﻴن ‪ ،‬ووﻋــد‬ ‫ﷲ إﺒراﻫ�م أﻨﻪ ﺴﻴ�ﺎرك إﺒﻨﻪ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ و�ﺜﻤرﻩ و�كﺜرﻩ ) ﺘـك ‪ ( 13 : 21 ، 20 : 17‬وﺤﺘـﻰ �ﻌـد‬ ‫طــرد إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ كــﺎن ﻫــو وأﻤــﻪ ﻤوﻀــﻊ ﻋﻨﺎ�ــﺔ ﷲ } وﻓــﺘﺢ ﷲ ﻋﻴﻨﻴﻬــﺎ ﻓﺄ�ﺼــرت ﺒﺌــر ﻤــﺎء ‪0‬‬

‫ﻓــذﻫﺒت وﻤــﻸت اﻟﻘر�ــﺔ ﻤــﺎء وﺴــﻘت اﻟﻐــﻼم { ) ﺘــك ‪ ( 19 : 21‬ﻓﺈﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ �ﺎﺼــد�ﻘﻲ ﻟــ�س‬ ‫ﺸﺨﺼـﺎً ﻤكروﻫـﺎً ﻤ ـن ﷲ أو ﻤرﻓوﻀـﺎً ‪ ،‬ﺒــﻞ ﺸــﺨص ﻟــﻪ دورﻩ ﻓــﻲ إﻋــﻼن ﷲ وﻤﺤﺒﺘــﻪ ورﺤﻤﺘــﻪ ‪،‬‬ ‫وﺴ�ظﻬر ﻫذا واﻀﺤﺎً ﺠﻠ�ﺎً ﻋﻨدﻤﺎ �ﻘﺒﻞ ﺒﻨو إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ اﻹ�ﻤﺎن �ـﺎﻟرب �ﺴـوع اﻟﻔـﺎدي واﻟﻤﺨﻠـص "‬

‫] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﻼك ﺸوﻗﻲ إﺴكﺎروس " أن اﻟذﺒ�ﺢ ﻫو إﺴﺤق ﻟﻸﺴ�ﺎب اﻵﺘ�ﺔ ‪:‬‬

‫أ – أن ﷲ طﻠب ﻤن إﺒراﻫ�م أن �ﻘدم إﺒﻨﻪ ذﺒ�ﺤﺔ �ﻌد أن أطﻠق ﻫﺎﺠر ٕواﺒﻨﻬﺎ‪0‬‬

‫ب‪ -‬ﻟ�س ﻤن اﻟﻤﻌﻘوﻝ �ﻌد أن أطﻠق إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ وأﻤﻪ ‪ ،‬وﻻ �ﻌﻠم أﻴـن ذﻫ�ـﺎ ‪ ،‬ﻴ�ﺤـث ﻋﻨﻬﻤـﺎ‬

‫‪ ،‬و�ﺴﺘردﻩ ﻤن أﻤﻪ ‪ ،‬ﻟ�ﻘدﻤﻪ ذﺒ�ﺤﺔ ﻹﻟﻬﻪ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ إﺒﻨﻪ إﺴﺤق �ﻌ�ش ﻤﻌﻪ وﻫو اﻷﻗرب إﻟ�ﻪ‪0‬‬

‫ﺠـ‪ -‬ﺠﺎء ﻓﻲ ﻗﺼص اﻷﻨﺒ�ﺎء ﻟﻠﺜﻌـﺎﻟﺒﻲ أن إﺒـراﻫ�م ﻗـدم إﺒﻨـﻪ إﺴـﺤق } ﻗـﺎﻝ اﻟﺴـدى �ﺎﺴـﻨﺎدﻩ‬

‫ﻟﻤــﺎ ﻓــﺎرق إﺒـراﻫ�م اﻟﺨﻠﻴــﻞ ﻋﻠ�ــﻪ اﻟﺴــﻼم ﻗوﻤــﻪ ‪ 00‬دﻋــﺎ ﷲ أن ﻴﻬــب ﻟــﻪ إﺒﻨـﺎً ﺼــﺎﻟﺤﺎً ﻤــن ﺴــﺎرة ‪،‬‬

‫رب ﻫب ﻟﻲ ﻤن اﻟﺼﺎﻟﺤﻴن ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻨزﻝ �ﻪ ﻀ�ﺎﻓﺔ ﻤن اﻟﻤﻼﺌكـﺔ ‪� 00‬ﺸـروﻩ �ﻐـﻼم ﺤﻠـ�م ‪،‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ّ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ إﺒراﻫ�م ﻟﻤﺎ ُ�ﺸر �ﻪ ﻫو إذاً ﻟ ذﺒ�ﺢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ُوِﻟد اﻟﻐﻼم و�ﻠﻎ �ﻪ اﻟﺴﻌﻲ ﻗﻴـﻞ ﻟـﻪ أوف ﺒﻨـذرك‬ ‫اﻟــذي ﻨــذرت ﻗر�ﺎﻨ ـﺎً إﻟــﻰ ﷲ ﺘﻌــﺎﻟﻰ ‪ ،‬وكــﺎن ﻫــذا ﻫــو اﻟﺴــﺒب ﻓــﻲ أﻤــر ﷲ ﺨﻠﻴﻠــﻪ إﺒ ـ ارﻫ�م ﻋﻠ�ــﻪ‬ ‫اﻟﺴــﻼم ﺒــذ�ﺢ إﺒﻨــﻪ ‪ ،‬ﻓﻘــﺎﻝ إﺒ ـراﻫ�م ﻋﻨــد ذﻟــك ﻹﺴــﺤق ‪ :‬أﻨطﻠــق ﻓﻘــرب ﻗر�ﺎﻨ ـﺎً ﻟ ﺘﻌــﺎﻟﻰ ‪ ،‬وأﺨــذ‬ ‫‪- 428 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪423‬‬


‫ﺴكﻴﻨﺎً وﺤ�ﻼً ﺜم إﻨطﻠق ﻤﻌﻪ ﺤﺘﻰ ذﻫب �ﻪ ﺒﻴن اﻟﺠ�ﺎﻝ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﻟـﻪ اﻟﻐـﻼم �ـﺎ أﺒ ِ‬ ‫ـت أﻴـن ﻗر�ﺎﻨـك ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ �ﺎ أﺒﻨﻲ إﻨﻲ أرى ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎم أﻨﻲ أذ�ﺤك ‪ 00‬ﻓﺄﻨظر ﻤﺎذا ﺘرى ؟ ﻗﺎﻝ �ﺎ ِ‬ ‫أﺒت أﻓﻌﻞ ﻤﺎ ﺘؤﻤر‬ ‫ﺴﺘﺠدﻨﻲ إن ﺸﺎء ﷲ ﻤن اﻟﺼﺎﺒر�ن { "‪0‬‬

‫د – ﺠــﺎء ﻓــﻲ ﺘــﺎر�ﺦ اﻟطﺒــري ﺠـ ـ ‪ 1‬ص ‪ } 273 – 272‬ﺤــدﺜﻨﻲ ﻤوﺴــﻰ ﺒــن ﻫــﺎرون ‪00‬‬

‫وﻋــن ﻨــﺎس ﻤــن أﺼــﺤﺎب رﺴــوﻝ ﷲ ﻗــﺎﻝ‪ 0‬ﻗــﺎﻝ ﺠﺒرﺌﻴــﻞ ﻋﻠ�ــﻪ اﻟﺴــﻼم ﻟﺴــﺎرة أ�ﺸــري ﺒوﻟــد إﺴــﻤﻪ‬

‫إﺴـﺤق ‪ 00‬ﻗﺎﻟــت ‪ :‬أأﻟــد وأﻨــﺎ ﻋﺠــوز وﻫــذا �ﻌﻠـﻲ ﺸــﻴﺨﺎً إن ﻫــذا ﻟﺸــﺊ ﻋﺠﻴــب ‪ ،‬ﻗــﺎﻟوا ‪ :‬أﺘﻌﺠﺒــﻴن‬ ‫ﻤن أﻤر ﷲ ‪ 00‬ﻗﺎﻟت ﺴﺎرة ﻟﺠﺒرﺌﻴﻞ ‪ 0‬ﻤﺎ آ�ﺔ ذﻟك ؟ ﻓﺄﺨذ ﺒﻴـدﻩ ﻋـوداً �ﺎ�ﺴـﺎً ﻓﻠـواﻩ ﺒـﻴن أﺼـﺎ�ﻌﻪ‬

‫ﻓﺎﻫﺘز أﺨﻀر ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ إﺒراﻫ�م ‪ :‬ﻫو إذاً ﻟ ذﺒـ�ﺢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤـﺎ كﺒـر إﺴـﺤق أﺘـﻰ إﺒـراﻫ�م ﻓـﻲ اﻟﻨـوم ﻓﻘﻴـﻞ‬

‫ﻟ ــﻪ ‪ :‬أوف ﺒﻨ ــذرك اﻟــذي ﻨ ــذرت إن رزﻗــك ﷲ ﻏﻼﻤـ ـﺎً ﻤ ــن ﺴــﺎرة أن ﺘذ�ﺤ ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻘــﺎﻝ ﻹﺴـــﺤﺎق ‪:‬‬

‫أﻨطﻠــق ﻓﻘــرب ﻗر�ﺎﻨ ـﺎً إﻟــﻰ ﷲ ‪ ،‬وأﺨــذ ﺴــكﻴﻨﺎً وﺤــ�ﻼً ﺜــم إﻨطﻠــق ﻤﻌــﻪ ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ إذا ذﻫــب �ــﻪ ﺒــﻴن‬ ‫اﻟﺠ�ﺎﻝ ﻗـﺎﻝ ﻟـﻪ اﻟﻐـﻼم ‪� :‬ـﺎ أﺒ ِ‬ ‫ـت ‪ ،‬أﻴـن ﻗر�ﺎﻨـك ؟ ﻗـﺎﻝ ‪� :‬ـﺎﺒﻨﻲ إﻨـﻲ أرى ﻓـﻲ اﻟﻤﻨـﺎم أﻨـﻲ أذ�ﺤـك‬ ‫ﻓﺄﻨظر ﻤﺎذا ﺘرى ‪ ،‬ﻗﺎﻝ ‪� :‬ﺎ ِ‬ ‫أﺒت أﻓﻌﻞ ﻤﺎ ﺘؤﻤر �ﻪ ﺴﺘﺠدﻨﻲ إن ﺸـﺎء ﷲ ﻤـن اﻟﺼـﺎﺒر�ن ‪ 0‬ﻗـﺎﻝ‬

‫ﻟـﻪ إﺴﺤق ‪ :‬أﺸـدد ر�ـﺎطﻲ ﺤﺘـﻰ ﻻ أﻀـطرب ‪ ،‬وأﻛﻔـﻒ ﻋـن ﺜ�ﺎ�ـك ﺤﺘـﻰ ﻻ ﻴﻨﻀـﺢ ﻋﻠﻴﻬﻤـﺎ ﻤـن‬

‫ـﻲ ‪ٕ ،‬واذا‬ ‫دﻤﻲ ﺸﺊ ﻓﺘراﻩ ﺴﺎرة ﻓﺘﺤـزن ‪ 0‬أﺴـرع ﻤـر اﻟﺴـكﻴن ﻋﻠـﻰ ﺤﻠﻘـﻲ ﻟ�كـون أﻫـون ﻟﻠﻤـوت ﻋﻠ ﱠ‬ ‫أﺘﻴت ﺴﺎرة ﻓﺄﻗ أر ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴـﻼم ‪ ،‬ﻓﺄﻗﺒـﻞ ﻋﻠ�ـﻪ إﺒـراﻫ�م ﻋﻠ�ـﻪ اﻟﺴـﻼم ُ� ّﻘﺒﻠـﻪ ‪ ،‬وﻗـد ر�طـﻪ وﻫـو ﻴ�كـﻲ‬

‫ٕواﺴــﺤق ﻴ�كــﻲ ﺤﺘــﻰ إﺴــﺘﻨﻘﻊ اﻟــدﻤوع ﺘﺤــت ﺨــد إﺴــﺤﺎق ‪ 0‬ﺜــم أﻨــﻪ ﺠـ ﱠـر اﻟﺴــكﻴن ﻋﻠــﻰ ﺤﻠﻘــﻪ ﻓﻠــم‬ ‫ُ� ِﺤــك اﻟﺴــكﻴن ‪ ،‬وﻀــرب ﷲ ﻋــز وﺠــﻞ ﺼــﻔ�ﺤﺔ ﻤــن ﻨﺤــﺎس ﻋﻠــﻰ ﺤﻠــق إﺴــﺤﺎق ‪ 00‬ﻓﻨــودي �ــﺎ‬ ‫إﺒراﻫ�م ﻗد ﺼدﻗت اﻟرؤ�ﺎ �ﺎﻟﺤق ‪ 0‬إﻟﺘﻔت ﻓﺈذا �ك�ش ﻓﺄﺨـذﻩ وﺨﻠـﻰ ﻋـن إﺒﻨـﻪ ‪ ،‬ﻓﺄﻛـب ﻋﻠـﻰ إﺒﻨـﻪ‬

‫ُ�ﻘﺒﱠﻠﻪ وﻫو �ﻘوﻝ ‪� :‬ﺎﺒﻨﻲ اﻟﻴوم ُوِﻫﺒت ﻟﻲ ‪ ،‬ﻓذﻟك ﻗوﻟـﻪ ﻋـز وﺠـﻞ ) وﻓـدﻴﻨﺎﻩ ﺒـذ�ﺢ ﻋظـ�م ( ﻓرﺠـﻊ‬ ‫ﻟﺴﺎرة ﻓﺄﺨﺒرﻫﺎ اﻟﺨﺒر ‪ ،‬ﻓﺠزﻋت ﺴﺎرة وﻗﺎﻟت ‪� :‬ـﺎ إﺒـراﻫ�م أردت أن ﺘـذ�ﺢ إﺒﻨـﻲ وﻻ ﺘﻌﻠﻤﻨـﻲ { " ]‬ ‫ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 488‬ﻤﺘﻰ ُﻋـرف ﷲ �ﺎﺴـم " ﻴﻬـوﻩ " ؟ ﻫـﻞ ﻓـﻲ أ�ـﺎم إﺒـراﻫ�م " ﻓـدﻋﺎ إﺒـراﻫ�م إﺴـم‬ ‫ذﻟك اﻟﻤوﻀﻊ ﻴﻬوﻩ ﻴراﻩ‪ 0‬ﺤﺘﻰ أﻨﻪ ُ�ﻘﺎﻝ اﻟﻴوم ﻓﻲ ﺠﺒـﻞ اﻟـرب ُﻴ َـرى " ) ﺘـك ‪( 14 : 22‬‬

‫أم ﻓﻲ أ�ﺎم ﻤوﺴﻰ كﻘوﻝ اﻟرب ﻟﻪ " وأﻨـﺎ ظﻬـرت ﻹﺒـراﻫ�م ٕواﺴـﺤق و�ﻌﻘـوب �ـﺄﻨﻲ اﻹﻟـﻪ‬ ‫‪- 429 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪424‬‬


‫اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ كﻞ ﺸﺊ ‪ 0‬وأﻤﺎ ﺒﺈﺴـﻤﻲ ﻴﻬـوﻩ ﻓﻠـم أُﻋـرف ﻋﻨـدﻫم " ) ﺨـر ‪ ( 3 : 6‬؟ كﻤـﺎ‬

‫أن إﺴم " ﺠﺒﻞ اﻟرب " ﻟم ُ�ﻌرف إﻻﱠ ﻋﻨد ﺒﻨـﺎء ﺴـﻠ�ﻤﺎن اﻟﻬ�كـﻞ ﻓـﻲ اﻟﻘـرن اﻟﻌﺎﺸـر ﻗﺒـﻞ‬ ‫اﻟﻤ�ﻼد ‪ 00‬أﻟ�س ﻫذا دﻟﻴﻞ ﻋﻠـﻰ أن ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ُكﺘب أ�ﺎم ﺴﻠ�ﻤﺎن ؟ ) ارﺠـﻊ اﻟﺒﻬر�ـز‬

‫ﺠـ ‪ 1‬س‪ ، 165‬س‪0( 284‬‬

‫و�ﻘــوﻝ ﷴ ﻗﺎﺴــم " ﻟــم �ﻌــرف إﺒـراﻫ�م �ﺎﺴــم " ﻴﻬــوﻩ " وظﻬــر ﻫــذا اﻹﺴــم ﻷوﻝ ﻤـرة ﻓــﻲ‬

‫زﻤن ﻤوﺴﻰ ﺤﻴث �ﻘوﻝ اﻟرب ﻟﻤوﺴﻰ " أﻨﺎ اﻟرب وأﻨـﺎ ظﻬـرت ﻹﺒـراﻫ�م ٕواﺴـﺤق و�ﻌﻘـوب �ـﺄﻨﻲ‬

‫اﻹﻟﻪ اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ كﻞ ﺸﺊ ‪0‬وأﻤﺎ ﺒﺈﺴـﻤﻲ ﻴﻬـوﻩ ﻓﻠـم أُﻋـرف ﻋﻨـدﻫم " ) ﺨـر ‪ ( 3 : 6‬وكﻠﻤـﺔ "‬

‫اﻟﻴوم " ﺘﻌﻨﻲ أن ﻫذا اﻟﻛﻼم ُكﺘب �ﻌد ﻤوﺴﻰ ﺒزﻤن طو�ﻞ ‪ ،‬ﻷن إﺴم " ﺠﺒﻞ اﻟـرب " أُطﻠـق ﻓـﻲ‬ ‫أ�ﺎم داود وﻟ�س ﻗﺒﻞ وﻓﺎة ﻤوﺴﻰ " )‪0(1‬‬ ‫‪F60‬‬

‫و�ﻌﻠــق ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻷﻤــر " ز�ﻨــون كوﺴﻴدوﻓﺴــكﻲ " ﻓ�ﻘــوﻝ " ﻓــﻲ اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ ﺼــﺎدﻓﻨﺎ إﺴــم‬

‫ﻴﻬوﻩ ﻓﻲ اﻟﺘوراة ﻓﻲ ﻤﻘﺎطﻊ ﺴﺎ�ﻘﺔ ﻟﻬذا اﻟﻤﻘطﻊ ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻨﺎ ﻨﻌرف اﻵن أن ﻤـؤﻟﻔﻲ اﻟﺘـوراة ﻗـد أﻀـﺎﻓوا‬

‫ﻫـذا اﻟﻤﻘطـﻊ ﻓـﻲ وﻗـت ﻤﺘــﺄﺨر ﺠـداً ‪ ،‬و�ﻌﺘﻘـد اﻟﻛﺜﻴـر ﻤـن اﻟﻌﻠﻤــﺎء أن ﻴﻬـوﻩ كـﺎن إﻟـﻪ اﻟﺤـرب ﻋﻨــد‬ ‫اﻟﻤــد�ﺎﻨﻴﻴن وأن ﻤوﺴــﻰ ﺼــﺎر ﻤــن أﺘ�ﺎﻋــﻪ ‪ ،‬وﻤﻨــذ ﻟﺤظــﺔ ﻋودﺘــﻪ إﻟــﻰ ﻤﺼــر ‪ ،‬أﺨــذ ﻋﻠــﻰ ﻋﺎﺘﻘــﻪ‬

‫ﻤﻬﻤﺔ ﻨﺸر طﻘوس ﻋ�ﺎدة ﻴﻬوﻩ ﺒﻴن اﻹﺴراﺌﻴﻠﻴﻴن " )‪0(2‬‬ ‫‪F61‬‬

‫و�ﻘــوﻝ ﻨــﺎﺠﺢ اﻟﻤﻌﻤــوري أن إﺒـراﻫ�م َﻋَﺒ ـ َد " إﻴــﻞ " إﻟــﻪ كــﻞ اﻷرض اﻟــذي ﻻ �ﻤﻴــز ﺒــﻴن‬ ‫اﻷﻗوام ‪ ،‬أﻤﺎ اﻟﻴﻬود ﻓﻘـد ﻋﺒـدوا " ﻴﻬـوﻩ " اﻟـذي ﻻ ﻴﻬـﺘم إﻻﱠ �ﺸـﻌ�ﻪ اﻟﻤﺨﺘـﺎر " وورد ﻤﺼـطﻠﺢ إﻴـﻞ‬

‫– كﻤﺎ ﻗﺎﻝ أﺤﻤد ﺴوﺴﻪ – ﻓﻲ اﻟﻨﺼوص اﻟﻛﻨﻌﺎﻨ�ﺔ واﻷراﻤ�ـﺔ ﺜـم ﻓـﻲ اﻟﻨﺼـوص اﻟﻤﺼـر�ﺔ اﻟﺘـﻲ‬

‫ﺘرﺠــﻊ إﻟــﻰ ﻋﺼــر اﻟﻬكﺴــوس ‪ 00‬إن كﻠﻤــﺔ " إﻴــﻞ " �ﻤﻌﻨــﻰ اﻹﻟــﻪ اﻟواﺤــد ‪ ،‬كﺎﻨــت ﻤﻌروﻓــﺔ ﻓــﻲ‬ ‫كﻨﻌﺎن ﻓﻲ ﻋﻬـد إﺒـراﻫ�م وﻓـﻲ ﻋﺼـر اﻟﻬكﺴـوس اﻟـذي ﻴﻠـﻰ ‪ ،‬أي ﻗﺒـﻞ أن �ظﻬـر ﻤوﺴـﻰ واﻟﻴﻬـود‬

‫�ﻌــدة ﻗــرون ‪ ،‬وﻟﻤــﺎ ظﻬ ـر اﻟﻴﻬــود ‪ ،‬ﻋﺒـ ـدوا إﻟﻬﻬ ـم اﻟﺨــﺎص ﺒﻬــم اﻟــذي ُﺴــﻤﻲ �ﺎﺴــم " ﻴﻬــوﻩ " اﻹﻟــﻪ‬ ‫اﻟذي ﻻ ﻴﻬﻤﻪ ﻤن اﻟﻌﺎﻟم واﻟﺨﻠق ﺴوى اﻟﻴﻬود وﺸﻌ�ﻪ اﻟﻤﺨﺘﺎر " )‪0(1‬‬ ‫‪F62‬‬

‫وﻫﻞ ﺠﺒﻞ اﻟرب ﻫو ﻤﻨطﻘﺔ اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤروة �ﻤكﺔ ؟ ﻓ�ﻘ ـوﻝ اﻟدكﺘور ﺴﻴد اﻟﻘﻤﻨﻲ " كﺎد‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪59‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﷴ ﻣﺨﻠﻮﻑ – ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪138‬‬ ‫ﺃﻗﻨﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ – ﺗﺰﻭﻳﺮ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭﺇﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪123 ، 122‬‬

‫‪- 430 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪425‬‬


‫) إﺒراﻫ�م ( �ﻀﺤﻲ ﺒوﻟـدﻩ ﻓـﻲ ) أرض اﻟﻤر�ـﺎ ( ﻟـذﻟك ُﺴـﻤﻲ اﻟﻤوﻀـﻊ ) ﻴﻬـوﻩ ﻴـراﻩ ( وأﻨـﻪ ُ�ﺴـﻤﻰ‬ ‫اﻟﻴوم ‪ ،‬أو ﺒﺘﻌﺒﻴر اﻟﺘوراة �ﻘﺎﻝ اﻟﻴوم ) ﺠﺒـﻞ اﻟـرب ُﻴـرى ( وﻫـو ﻤـﺎ ﺘﻌﻨ�ـﻪ ﺘﻤﺎﻤـﺎً اﻟﻠﻔظـﺔ اﻟﻌر��ـﺔ )‬ ‫اﻟﻤـروة ( اﻟﺘـﻲ ﺘﺘركــب ﻤـ ـن ﻤﻠﺼﻘﻴ ـن ﻫـﻲ ) إﻝ = إﻟــﻪ ( و ) ﻤـروة ( أو ) ﻤــروى ( وﺘﺸـﻴر إﻟــﻰ‬

‫اﻟـري واﻟﺨﺼــب ‪ 0‬وﻟــم ﺘــزﻝ ) اﻟﻤـروة ( ﻤوﻀــﻌﺎً ﻤﻘﱠدﺴـﺎً ﻓــﻲ �ـﻼد اﻟﺤﺠــﺎز ‪ ،‬ﺒﺈﻋﺘﻘــﺎد أن ﻗدﺴــﻴﺘﻪ‬ ‫ﻤوروﺜﺔ ﻤﻨذ أ�ﺎم اﻟﻨﺒﻲ إﺒراﻫ�م ‪ ،‬وﺸﻌﻴرة اﻟﻬروﻟﺔ ﺒﻴن اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤروة أﺤد ﺸﻌﺎﺌر اﻟﺤﺞ اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ‬

‫‪ ،‬و�ﺘ�ﻌﻪ ﻀﻤن اﻟطﻘوس ﺸﻌﻴرة اﻟذ�ﺢ " )‪0(2‬‬ ‫‪F63‬‬

‫ج ‪ -1 :‬كﺎن إﺴم " ﻴﻬوﻩ " ﻤﻌروﻓﺎً ﻗﺒﻞ ﻤوﺴﻰ وﻟﻌﻞ إﺴم " ﻴوكﺎﺒد " أم ﻤوﺴﻰ ﺤـوى إﺴـم ﻴﻬـوﻩ‬

‫) ﻴــو ( ‪ ،‬وﻗــد إﺴــﺘﺨدﻤﻪ ﻤوﺴــﻰ ‪ 143‬ﻤ ـرة ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻟــم �كــن ﻤﻌرﻓ ـﺎً ﻤﻌﻨــﺎﻩ أو‬ ‫ﻤﻐزاﻩ ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ كﺸﻔﻪ ﷲ ﻟﻤوﺴﻰ ﻋﻨدﻤﺎ أﻋﻠن ﻋن ﻨﻔﺴﻪ أﻨﻪ ﺤﺎﻓظ وﻤـﺘﻤم اﻟﻌﻬـد ) ﺨـر ‪4 : 6‬‬

‫أﻫَ�ﻪ = أﻛون اﻟذي أﻛون = ‪ = Jam Who Jam‬أﻨﺎ اﻟذي‬ ‫أﻫَ�ﻪ اﻟذي ْ‬ ‫‪ ( 5 ،‬وأن ﻤﻌﻨﻰ اﻷﺴم ْ‬ ‫أﻨﺎ = أﻨﺎ ﻫو = اﻟذي أﻨﺎ ﻫو = أﻨﺎ ﻫواﻟﻛﺎﺌن = ‪ ) I am Being‬راﺠﻊ ﻤدارس اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸـك�ك‬ ‫ﺠـ ‪ 1‬ص ‪0( 143 – 141‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻤﺘـﻰ ُﻋـرف إﺴـم ﻴﻬـوﻩ ؟ كـﺎن إﺴـم ﻴﻬـوﻩ ﻤﻌروﻓـﺎً‬ ‫ﻤﻨذ آدم ) ﺘك ‪ ( 14 : 22 ، 1 : 4‬وﻟﻛن ﻟ�س �كﺎﻤﻞ ﻤﻌﻨﻰ اﻷﺴم أﻨﻪ ﻫو اﻟﻛﺎﺌن اﻟﺴرﻤدي ‪،‬‬

‫اﻟﻤﺸــﺎر إﻟ�ــﻪ ﻋﻨــدﻤﺎ ظﻬــر ﻟﻤوﺴــﻰ ﻓــﻲ‬ ‫أو أﻨــﻪ ﻫــو اﻟوﺠــود ‪ ،‬وأوﻝ ﻤــرة �ﻌﻠــن ﻓﻴﻬــﺎ ﷲ اﻟﻤﻌﻨــﻰ ُ‬ ‫اﻟﻌﻠ�ﻘﺔ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -3‬ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ اﻟــدكﺘور ﻴوﺴــﻴ ر�ــﺎض " ﺤــﻴن ﻗــﺎﻝ إﺒ ـراﻫ�م " ﻴﻬــوﻩ ﻴ ـراﻩ " كﺎﻨــت ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﺘﺴﻤ�ﺔ ﻤن ﻗﺒﻞ إﺒراﻫ�م ‪ ،‬دون أن �ﻌﻠن ﻟﻪ اﻟرب ﻫذا اﻷﺴم ‪ 0‬أﻤﺎ إﻋﻼن اﻟرب ﻋن إﺴﻤﻪ ﻴﻬوﻩ‬

‫ﻓﺠﺎء ﻓﻲ ظﻬورﻩ ﻟﻤوﺴﻰ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ " ﻗﺎﻝ ﻤﺎرﺘن �ﻤﻌﻨﻰ آﺨر ‪ :‬ﻫـم ﻋرﻓـوا ﷲ �ﺎﺴـﻤﻪ " ﻴﻬـوﻩ " وﻟﻛـن‬

‫ﻟ�س �ﺎﻟﺴﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼ�ﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻴﻬوﻩ ‪ 00‬إن ﻤﺠﺎﻝ ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻤ ـﺔ �ﻐطﻲ ﻟـ�س ﻓﻘـط " اﻷﺴـم "‬

‫وﻟﻛﻨﻪ أ�ﻀﺎً ُ�ﺸﻴر إﻟﻰ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻤﻤﻴزة ﻟﻠﺸﺊ اﻟذي أُﻋطﻲ ﻟﻪ ﻫذا اﻷﺴم ‪ 0‬ر�ﻤـﺎ ﻴرﻤـز ﻟﻠﺴـﻤﻌﺔ‬ ‫اﻟﻨﱠﻘـﺎد اﻟﺸـﺎﺌﻊ‬ ‫‪ ،‬اﻟﺸﺨﺼ�ﺔ ‪ ،‬اﻟﻛراﻤﺔ ‪ ،‬واﻟﺸﻬرة ) ‪ 00 (Martin, SCAP, 17 – 18‬إن ﺸرح ُ‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪158 ، 157‬‬

‫‪- 431 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪426‬‬


‫ﻟﻬذﻩ اﻵ�ﺔ ُﻴﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺴوء اﻟﻔﻬم اﻟﻛﺎﻤﻞ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺒر�ﺔ‪ 0‬ﻋﻨدﻤﺎ �ﻘرر اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس أن إﺴـراﺌﻴﻞ‬ ‫‪ ،‬أو اﻷﻤــم ‪ ،‬أو ﻓرﻋــون " ﺴــوف �ﻌرﻓــون أن ﷲ ﻫــو اﻟﺴــﻴد " ﻓــﺈن ﻫــذا ﻻ �ﻌﻨــﻲ أﻨﻬــم ﺴــوف‬

‫ُﻴﺨﺒرون أن إﺴـﻤﻪ ﻫـو ﻴﻬـوﻩ ) اﻟﺴـﻴد ( ‪ 00‬ﻓـﻲ ﺤزﻗ�ـﺎﻝ ﻓ ـﺈن اﻟﺠﻤﻠـﺔ " أﻨﻬـم ﺴـوف �ﻌرﻓـون إﻨـﻲ‬ ‫أﻨﺎ اﻟﺴﻴد " ﺘﺘﻛرر أﻛﺜر ﻤن ‪ 60‬ﻤرة ) ‪0 ( Hertz, PH, 104‬‬

‫�ﻘرر راﻓﻴن ‪ :‬أن كﻠﻤﺔ " ﻟ�ﻌرف " ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ﻋﺎدة ﻤﺎ ﺘﺘﻀﻤن ﻓكرة ﻓﻬـم ٕوادراك ‪ ،‬وﺘﻌﺒﻴ ـر‬

‫" ﻟ�ﻌرﻓـوا �ﺄﺴـم ﻴﻬـوﻩ " أُﺴﺘﺨدم ﻋ ـدة ﻤـرات ﺒﻬذا اﻟﻤﻌﻨﻰ وﻫو ﻓﻬم ٕوادراك اﻟﺼﻔﺔ اﻹﻟﻬ�ـﺔ اﻟﻤﻤﻴـزة‬ ‫) ‪1‬ﻤﻞ ‪ ، 43 : 8‬ﻤز ‪ ، 11 : 9‬ﺤز ‪ ( 7 ، 6 : 39‬كﻞ ﻫذا ُﻴﺒ ّـﻴن ﻤﻌﻨـﻰ أن إﺒـراﻫ�م ٕواﺴـﺤق‬ ‫و�ﻌﻘوب ﻋرﻓوا ﷲ كﺈﻟﻪ اﻟﻘوي وﻟﻛن ﻟ�س كﺈﻟﻪ اﻟﻌﻬد " ) ‪0(1) " ( Raven, OTI, 121‬‬ ‫‪F64‬‬

‫‪ُ -5‬دﻋﻲ ﺠﺒﻞ اﻟﻤر�ﺎ ﺒﺠﺒﻞ ﷲ ﻷن ﷲ ﺘﺠﻠـﻰ ﻓ�ـﻪ ﻟﻌﺒـدﻩ إﺒـراﻫ�م ‪ ،‬وﻓـﻲ أي ﻤكـﺎن ﻴﺘﺠﻠـﻰ‬ ‫ﻓ�ﻪ ﷲ �ﻤكن أن ﻴﻨﺴب إﻟ�ﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤكﺎن اﻟذي رأى ﻓ�ﻪ �ﻌﻘـوب ﺤﻠﻤـﻪ " ٕواذ ُﺴـﱠﻠم ﻤﻨﺼـو�ﺔ ﻋﻠـﻰ‬

‫اﻷرض ورأﺴﻬﺎ �ﻤس اﻟﺴﻤﺎء‪ 0‬وﻫوذا ﻤﻼﺌكﺔ ﷲ ﺼﺎﻋدة وﻨﺎزﻟﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ 0‬وﻫوذا اﻟرب واﻗﻴ‬

‫ﻋﻠﻴﻬــﺎ " ) ﺘــك ‪ " 00 ( 13 ، 12 : 28‬دﻋــﺎ ) �ﻌﻘــوب ( إﺴــم ذﻟــك اﻟﻤكــﺎن ﺒﻴــت إﻴــﻞ " ) ﺘــك‬ ‫‪ ( 19 : 28‬و�ﻴت إﻴﻞ أي ﺒﻴت ﷲ‪0‬‬

‫‪ -6‬ذكــر ﻤوﺴــﻰ ظﻬــور ﷲ ﻹﺒ ـراﻫ�م ﻤﻨــذ ﻨﺤــو ‪ 350‬ﺴــﻨﺔ ﻤﻀــت ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻋﺼــر ﻤوﺴــﻰ‬

‫كﺎن اﻟﻨﺎس ﻴدﻋون ذﻟـك اﻟﻤكـﺎن " ﺠﺒـﻞ اﻟـرب ُﻴـرى " ﻓـذكر ﻤوﺴـﻰ ﻫـذا اﻟﻤﺜـﻞ اﻟﺸـﺎﺌﻊ ﻓـﻲ أ�ﺎﻤـﻪ‬ ‫ﻟﻴؤ�د ﻗﺼﺔ إﺒراﻫ�م وﺘﻘد�م إﺴـﺤق ﻋﻠـﻰ ﺠﺒـﻞ اﻟﻤر�ـﺎ ‪ ،‬و�ﻌـد ﻤـرور أﻛﺜـر ﻤـن أر�ﻌﻤﺎﺌـﺔ ﺴـﻨﺔ ﺒﻨـﻰ‬

‫ﺴﻠ�ﻤﺎن ﻫ�كﻞ ﷲ ﻓﻲ ذات اﻟﻤوﻀﻊ‪0‬‬

‫‪ -7‬رداً ﻋﻠــﻰ اﻟﻘــوﻝ �ــﺄن ﻤــؤﻟﻔﻲ اﻟﺘــوراة ﻗــد أﻀــﺎﻓوا ﻫــذا اﻟﻤﻘطــﻊ ﻓــﻲ وﻗــت ﻤﺘــﺄﺨر ﻴرﺠــﻰ‬

‫اﻟرﺠوع إﻟﻰ ﻨظر�ﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟرد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤن ﺨﻼﻝ إﺠﺎ�ﺔ اﻟﺴؤاﻝ رﻗم ‪0 319‬‬

‫‪ -8‬رداً ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ ذك ـرﻩ ز�ﻨــون كوﺴﻴدوﻓﺴــكﻲ �ــﺄن كﺜﻴــر ﻤــن اﻟﻌﻠﻤــﺎء ﻴــرون أن ﻴﻬــوﻩ إﻟــﻪ‬

‫اﻟﺤرب ﻋﻨد اﻟﻤد�ﺎﻨﻴﻴن ‪ ،‬ﻟم ﻴذكر ﺴ�ﺎدﺘﻪ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺤﺠﺠﻬم وأﺴﺎﻨﻴدﻫم ﻓﻲ ﻫذا ؟ ‪ 00‬ﺜم ﻟـو كـﺎن‬

‫ﻴﻬــوﻩ ﻫــو إﻟ ـﻪ اﻟﺤــرب ﻋﻨــد اﻟﻤــد�ﺎﻨﻴﻴن ﻓﻬــو إذاً ﻟــ�س ﻫــو اﻹﻟــﻪ اﻟﺤﻘ�ﻘــﻲ اﻟﻘــﺎدر ﻋﻠــﻰ كــﻞ ﺸــﺊ ‪،‬‬ ‫ﻓكﻴﻒ أﻨزﻝ اﻟﻀر�ﺎت اﻟﻌﺸر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼر�ﻴن ؟ وكﻴﻒ ﺸق اﻟ�ﺤر أﻤﺎم ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ؟!‪0‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪432‬‬

‫‪- 432 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪427‬‬


‫‪ -9‬أرﺠﻊ اﻟدكﺘور ﺴﻴد اﻟﻘﻤﻨﻲ ﺠﺒﻞ اﻟﻤر�ـﺎ إﻟـﻰ ﻤوﻀـﻊ اﻟﺼـﻔﺎ واﻟﻤـروة �ﺎﻟﺤﺠـﺎز ‪ ،‬وﻗـﺎﻝ‬

‫أن ﺴﺒب ﺘﻘد�س ذﻟك اﻟﻤوﻀﻊ ﻫو اﻟﻤكﺎن اﻟـذي ﻗـدم إﺒـراﻫ�م إﺒﻨـﻪ إﺴـﺤق ‪ ،‬واﻟﺤﻘ�ﻘـﺔ أن إﺒـراﻫ�م‬

‫ﻟم ﻴذﻫب ﻟﻠﺠز�رة اﻟﻌر��ﺔ ﻗط ‪ ،‬كﻤـﺎ أن اﻟـدكﺘور ﺴـﻴد اﻟﻘﻤﻨـﻲ ذكـر ﻓـﻲ ﻤوﻀـﻊ آﺨـر أن اﻟﺴـﻌﻲ‬ ‫ﺒــﻴن اﻟﺼــﻔﺎ واﻟﻤــروة ﻤــن ﻋــﺎدات اﻟﺠﺎﻫﻠ�ــﺔ ﻹﻋﺘﻘــﺎدﻫم �ــﺄن ﻴوﺴــﻒ ﻀــﺎﺠﻊ ﻨﺎﺌﻠــﺔ داﺨــﻞ اﻟﻛﻌ�ــﺔ‬

‫ﻓﺘﺤوﻻ إﻟﻰ ﻨﺼ�ﺎن ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ " وﺘﻘوﻝ كﺘب اﻟﺘـراث اﻹﺴـﻼﻤﻲ ‪ :‬أن اﻟﺼـﻔﺎ واﻟﻤـروة كﺎﻨـﺎ ﻤﻘدﺴـﻴن‬ ‫ﻗﺒــﻞ اﻹﺴــﻼم ﺒزﻤــﺎن وظــﻼ ﻤﻘدﺴــﻴن ﻓــﻲ اﻟﻌﺼــر اﻟﺠــﺎﻫﻠﻲ ‪ ،‬وكــﺎن اﻟﺠــﺎﻫﻠﻴون ﻴﻬروﻟــون ﺒﻴﻨﻬﻤــﺎ‬

‫ﻷﻨﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺎ كﺎن اﻟﺼﻨم ) أﺴﺎف ( ‪ 00‬أي ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬وأن ﻋﻠﻰ اﻟﻤروة كﺎن اﻟﺼﻨم ) ﻨﺎﺌﻠـﺔ‬

‫( وأن ﻴوﺴﻒ ﻓـﻲ اﻷﺴـطورة ﻗـد ﺠـﺎﻤﻊ ﻨﺎﺌﻠـﺔ داﺨـﻞ اﻟﻛﻌ�ـﺔ ‪ ،‬ﻟـذا ﻨﺸـﺄ طﻘـس اﻟﻬروﻟـﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺠﺎﻫﻠ�ــﺔ ‪ ،‬ﻤــداً ٕوا�ﺼــﺎﻻً ﻟﺤﺒــﻞ اﻟوﺼــﺎﻝ ﺒﻴﻨﻬﻤــﺎ ‪ ،‬وﻫــذا اﻟﺠﻤــﺎع كــﺎن ﺒــدورﻩ أﺤــد طﻘــوس ﻋ�ـﺎدة‬ ‫اﻟﺨﺼب ﻓﻲ اﻟد�ﺎﻨﺎت اﻟﻘد�ﻤﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F65‬‬

‫‪ -10‬ﺠــﺎء ﻓــﻲ داﺌــرة اﻟﻤﻌــﺎرف " أرض اﻟﻤر�ــﺎ " ) ﺘــك ‪ ( 2 : 22‬ﻫــﻲ اﻷرض اﻟﺘــﻲ أﻤــر‬

‫اﻟرب إﺒراﻫ�م أن ﻴذﻫب إﻟﻴﻬـﺎ ﻟ�ﺼﻌد إﺒﻨﻪ وﺤﻴدﻩ اﻟذي �ﺤ�ﻪ إﺴﺤق ﻤﺤرﻗـﺔ ﻋﻠـﻰ أﺤـد ﺠ�ﺎﻟﻬـﺎ ‪0‬‬ ‫واﻷرﺠﺢ أﻨﻪ كﺎن أﺤد ﺘﻼﻝ أورﺸﻠ�م ‪ ،‬اﻟذي ﺒﻨﻲ ﻋﻠ�ﻪ ﺴﻠ�ﻤﺎن اﻟﻬ�كﻞ ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﻤﻨطﻘﺔ اﻟﺘـﻲ كـﺎن‬

‫�ﺸــﻐﻠﻬﺎ ﺒﻴــدر أرﻨــﺎن اﻟﻴﺒوﺴــﻲ ) ‪ 2‬أخ ‪ 2 ، 1 : 3‬ﺼــم ‪ ( 25 – 16 : 24‬و�ﻌﺘﻘــد اﻟﻴﻬــود أن‬ ‫ﻤذ�ﺢ اﻟﻤﺤرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻬ�كﻞ كﺎن �ﻘوم ﻋﻠﻰ ﻨﻔس اﻟﻤوﻗﻊ اﻟذي ﺒﻨـﻰ ﻋﻠ�ـﻪ إﺒـراﻫ�م اﻟﻤـذ�ﺢ ﻹﺼـﻌﺎد‬

‫إﺴﺤق ﻤﺤرﻗﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F6‬‬

‫س‪ : 489‬ﻫﻞ ﺼورة اﻟﺘوﺤﻴد اﻟﻨﻘ�ﺔ ﻟم �ﻌرﻓﻬﺎ ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ إﻻﱠ �ﻌد اﻟﻌـودة ﻤـن اﻟﺴـﺒﻲ‬

‫‪ ،‬وأن إﺒراﻫ�م واﻵ�ﺎء ﻗد ﻋﺒدوا اﻷرواح ﻓﻲ اﻷﺸﺠﺎر واﻷﺤﺠﺎر واﻟﻴﻨﺎﺒ�ﻊ واﻟﺠ�ﺎﻝ ؟‬

‫�ﻘــوﻝ " ج‪ 0‬راﻴــت " ‪ " 00‬اﻟﺒﻨــﺎء اﻟــذي أﻗﺎﻤــﻪ ﺠـراف ووﻟﻬــﺎوزن ﻟﺘــﺎر�ﺦ إﺴـراﺌﻴﻞ اﻟــدﻴﻨﻲ‬

‫أﻛــد أن ﺼــﻔﺤﺎت اﻟﺘــوراة ﺘﻌطﻴﻨــﺎ ﻨﻤوذﺠ ـﺎً كــﺎﻤﻼً ﻟﻠﺘطــور اﻟــدﻴﻨﻲ ﻤــن ﻋ�ــﺎدة اﻷرواح ﻓــﻲ زﻤــن‬ ‫اﻵ�ﺎء إﻟﻰ اﻟﺘوﺤﻴـد ‪ ،‬ﻋﻨـدﻤﺎ ﺠـﺎءت ﺼـورة اﻟﺘوﺤﻴـد اﻟﻨﻘ�ـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـرﻨﻴن ‪ 5 ، 6‬ق‪0‬م ‪ 0‬وﻗـد ﻋﺒـد‬

‫اﻵ�ــﺎء ) إﺒ ـراﻫ�م وأوﻻدﻩ ﻋــﺎم ‪ 1800‬ق‪0‬م ( اﻷرواح ﻓــﻲ اﻷﺸــﺠﺎر واﻷﺤﺠــﺎر واﻟﻴﻨ ـﺎﺒ�ﻊ واﻟﺠﺒــﻞ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪158‬‬ ‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 7‬ﺹ ‪128‬‬

‫‪- 433 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪428‬‬


‫‪ 00‬إﻟﺦ " )‪0(2‬‬ ‫‪F67‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻟﻤﻬﻨـــدس ﻤﻤـــدوح ﺸـــﻔﻴق " ﻻ ﻨظــن أن اﻟﻔكــر اﻟﺴــﺎﺌد ﻓــﻲ ﻋﺼــر اﻷ�ــﺎء ﻗــد‬

‫ﻏﻠﺒت ﻋﻠ�ﻪ ﻓكرة اﻹﻟﻪ اﻟواﺤد ‪ ،‬ﺒﻞ ﻨظروا إﻟـﻰ اﻟـرب ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ اﻹﻟـﻪ اﻷﻋظـم واﻷﻗـوى ﻤـن آﻟﻬـﺔ‬ ‫كﻞ اﻷﻤم ‪ 0‬أﻨظر ﻻ�ﺎن ﺤﻴن ﻴﻠﺤق ﺒ�ﻌﻘوب وﺠﻤﺎﻋﺘﻪ ‪� ،‬ﻌﺎﺘ�ﻪ " إﻟﻪ أﺒ�كم كﻠﻤﻨـﻲ اﻟ�ﺎرﺤـﺔ ‪00‬‬

‫وﻟﻛن ﻟﻤﺎذا ﺴرق آﻟﻬﺘﻲ " ) ﺘك ‪ ( 30 ، 29 : 31‬وﺤﻴن ﺘﻌﺎﻫـدا ﻋﻠـﻰ اﻟﺴـﻼم ﺤﺼـﻠوا ﻤـن إﻟـﻪ‬

‫إﺒراﻫ�م وآﻟﻬﺔ ﻨﺎﺤور ﺸﻬوداً ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎﻫدة ) ﺘك ‪ ( 53 : 31‬إﻨﻨﺎ ﻨـرى �ﻌﻘـوب �طﻠـب ﻤـن أﻫـﻞ‬

‫ﺒﻴﺘــﻪ أن �ﻌزﻟ ـوا اﻵﻟﻬــﺔ اﻟﻐر��ــﺔ ﻤــن ﺒﻴــﻨﻬم ‪ ،‬وﻻ �ﺴــﻤﻴﻬﺎ �ﺎﻷوﺜــﺎن ) ﺘــك ‪� 00 ( 2 : 35‬ﺼــرح‬

‫ﻴﺜرون أن ‪ :‬اﻟرب أﻋم ﻤن ﺠﻤ�ﻊ اﻵﻟﻬﺔ " )‪0(3‬‬ ‫‪F68‬‬

‫ج ‪ -1 :‬اﻟذي �طﺎﻟﻊ ﺘﺎر�ﺦ اﻵ�ﺎء اﻟ�طﺎركﺔ إﺒراﻫ�م ٕواﺴﺤق و�ﻌﻘـوب ﻓـﻲ ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ﻻ ﻴﺠـد‬ ‫أي أﺜر ﻟﻌ�ﺎدﺘﻬم ﻟﻸرواح ﻓﻲ اﻷﺸﺠﺎر واﻷﺤﺠﺎر واﻟﻴﻨﺎﺒ�ﻊ واﻟﺠ�ﺎﻝ ‪ 0‬إﻨﻤﺎ ﻋرﻓوا اﻹﻟﻪ اﻟﺤﻘ�ﻘـﻲ‬

‫ﻋن ﻗرب ‪ ،‬وﺘﺤدﺜوا ﻤﻌﻪ وﺘﺤدث ﻤﻌﻬم ‪ ،‬وﻋﺒدوﻩ �كﻞ ﻗﻠو�ﻬم‪0‬‬

‫‪ -2‬ذكــر اﻟﻘـرآن أﺴــﻤﺎء إﺒـراﻫ�م ٕواﺴــﺤق و�ﻌﻘــوب وﻟــم ﻴﻨﺴــب ﻷﺤــد ﻤــﻨﻬم أي إﻨﺤـراف ﻓــﻲ‬ ‫ﻋ�ﺎدﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً ذكر ﻗوﻝ إﺒراﻫ�م " إﻨﻲ وﺠﻬت وﺠﻬﻲ ﻟﻠذي ﻓطر اﻟﺴـﻤوات واﻷرض ﺤﻨ�ﻔـﺎً وﻤـﺎ‬ ‫أﻨﺎ ﻤن اﻟﻤﺸركﻴن " ) اﻷﻨﻌﺎم ‪0( 79‬‬

‫‪ -3‬إن كﺎن ﻻ�ﺎن أو ﻴﺜرون ﻟﻬم آﻟﻬﺔ ﻏر��ﺔ ‪ ،‬ﻓﻬذا ﺼـﺤ�ﺢ ﻷﻨﻬـم ﻟـم ﻴﺘﻌرﻓـوا ﻋﻠـﻰ اﻹﻟـﻪ‬

‫اﻟﺤﻲ �ﻌد ‪ٕ ،‬وان كﺎن اﻟﻔكـر اﻟﺴـﺎﺌد ﻓـﻲ ﻋﺼـر اﻵ�ـﺎء �ﻌﻴـد ﻋـن اﻟﺘوﺤﻴـد ‪ ،‬ﻓﻬـذﻩ ﺤﻘ�ﻘـﺔ ‪ ،‬وﻟﻛـن‬

‫ﻤﺎ ﻨؤكد ﻋﻠ�ﻪ أن اﻵ�ﺎء اﻟ�طﺎركﺔ إﺒراﻫﻴـم ٕواﺴﺤق و�ﻌﻘوب ﻗد ﺘﻌـﺎﻤﻠوا ﻤـﻊ اﻹﻟـﻪ اﻟواﺤـد ‪ ،‬وآﻤﻨـوا‬ ‫�ــﻪ ‪ ،‬وﻋﺒــدوﻩ ‪ ،‬وﻻ ﺘوﺠــد ﺸــﺎﺌ�ﺔ ﻋﻠــﻰ ﺘوﺤﻴــدﻫم �ــﺎﻟ وﻓــﻲ ﻤﻌﺎﻫــدة اﻟﺼــﻠﺢ ﺒــﻴن ﻻ�ــﺎن و�ﻌﻘــوب‬

‫اﻟــذي ﻗــﺎﻝ " إﻟــﻪ إﺒ ـراﻫ�م وآﻟﻬــﺔ ﻨــﺎﺤور آﻟﻬــﺔ أﺒﻴﻬﻤــﺎ �ﻘﻀــون ﺒﻴﻨﻨــﺎ " ) ﺘــك ‪ ( 53 : 31‬ﻫــو‬

‫ﻻ�ــﺎن‪ 0‬أﻤــﺎ �ﻌﻘــوب ﻓﻘــد " ﺤﻠــﻴ �ﻌﻘــوب ﺒﻬﻴ�ــﺔ أﺒ�ــﻪ إﺴــﺤق " ) ﺘــك ‪ ( 53 : 31‬وﻟــم �ﺤﻠــﻒ‬ ‫�ﺂﻟﻬﺔ ﻨﺎﺤور‪ٕ 0‬وان ﻗﺎﻝ أﺒﻴﻨﺎ �ﻌﻘوب ﻋـن اﻷوﺜـﺎن " اﻵﻟﻬـﺔ اﻟﻐر��ـﺔ " ﻓﻬـو ﻴﺨﺎطـب زوﺠﺎﺘـﻪ �ﻤـﺎ‬ ‫إﻋﺘﺎدوا ﻋﻠ�ﻪ ﻓﻲ ﺒﻴت أﺒﻴﻬم ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻪ ﻫو ﻟم ﻴؤﻤن ﻗط ﺒﻬذﻩ اﻵﻟﻬﺔ اﻟﻐر��ﺔ ‪ ،‬واﻟدﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻫذا أﻨﻪ‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﻭﻟﻴﻢ ﻛﺎﻣﺒﻞ – ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻓﻲ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ – ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ – ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬ ‫ﺳﻴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪38‬‬

‫‪- 434 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪429‬‬


‫طﺎﻟب زوﺠﺎﺘﻪ �ﺎﻟﺘﺨﻠص ﻤن ﻫذﻩ اﻷﺼﻨﺎم‪0‬‬

‫س‪ : 490‬كﻴﻴ �طﻠق ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ﻋﻠـﻰ ﻗر�ـﺔ أر�ـﻊ " ﺤﺒـرون " ﻤـﻊ أﻨﻬـﺎ ﻟـم ُﺘﺴـﻤﻰ‬

‫ﺒﻬذا اﻷﺴم إﻻﱠ ﻓﻲ زﻤن �ﺸوع ؟‬

‫ﻓﻴﺘﺴﺎءﻝ اﻟدكﺘور أﺤﻤد ﺤﺠﺎزي اﻟﺴﻘﺎ " ﻤﺘﻰ ُدﻋﻴت ﻗر�ﺔ أر�ﻊ ﺤﺒرون ؟‬ ‫أ ‪ -‬ﻓﻲ أ�ﺎم إﺒراﻫ�م ‪ " :‬ﻓﻨﻘﻞ إﺒرآم ﺨ�ﺎﻤﻪ ‪ ،‬وآﺘﻰ وأﻗﺎم ﻋﻨد ﺒﱡﻠوطﺎت ﻤﻤـ ار اﻟﺘـﻲ ﻓـﻲ ﺤﺒـرون‬

‫" ) ﺘك ‪0( 18 : 13‬‬

‫ب – ﻓــﻲ أ�ــﺎم �ﻌﻘــوب ‪ " :‬وﺠــﺎء �ﻌﻘــوب إﻟــﻰ إﺴــﺤق أﺒ�ــﻪ إﻟــﻰ ﻤﻤ ـ ار ﻗر�ــﺔ أر�ــﻊ اﻟﺘــﻲ ﻫــﻲ‬ ‫ﺤﺒرون " ) ﺘك ‪0( 27 : 35‬‬

‫ﺠـ‪ -‬ﻓﻲ زﻤن �ﺸوع ‪ " :‬ﻟذﻟك ﺼﺎرت ﺤﺒرون ﻟﻛﺎﻟب ﺒن �ﻔﻨﺔ ‪ٕ 00‬واﺴم ﺤﺒرون ﻗ�ﻼً ﻗر�ﺔ أر�ﻊ‬ ‫" ) �ش ‪ ) ( 15 – 14 : 14‬راﺠﻊ ﻨﻘد اﻟﺘو ارة ص ‪0( 91‬‬ ‫و�ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﻋﻼء أﺒو �كر " ﻓﻘـد ذكـر ﺴﻔ ـر اﻟﺘﻛـو�ن ) ﺘـك ‪27 : 35 ، 18 : 13‬‬

‫‪ ( 24 : 37 ،‬إﺴــم ﻗر�ــﺔ " ﺤﺒــرون " وﻫــو اﻷﺴــم اﻟﻌﺒــري ﻟﻤدﻴﻨــﺔ اﻟﺨﻠﻴــﻞ ‪ ،‬وﻫــو إﺴــم ﻗر�ــﺔ كــﺎن‬

‫إﺴﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺴﺎﻟﻒ اﻟزﻤﺎن ) ﻗر�ﺔ أر�ﻊ ( وﻗد ﺘﻐﻴﱠر إﺴﻤﻬﺎ إﻟﻰ ﺤﺒرون أ�ﺎم �ﺸوع " ٕواﺴم ﺤﺒرون‬ ‫ﻗــ�ﻼً ﻗر�ــﺔ أر�ــﻊ " ) �ــش ‪ 00 ( 15 : 14‬ﻓﻬــﻞ اﻟﻔﻘ ـرات اﻟﺘــﻲ ﺠــﺎء ﻓﻴﻬــﺎ ذكــر " ﺤﺒــرون " ﻟــم‬ ‫�كﺘﺒﻬــﺎ ﻤوﺴــﻰ ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ كﺘﺒﻬــﺎ ﺸــﺨص ﻋــﺎش �ﻌــد ﻤوﺴــﻰ ؟ وأﻻ ﻴــدﻝ ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻴﻬــود كﺘﺒ ـوا ﻫــذا‬

‫اﻟﻛﺘﺎب �ﺄﻴدﻴﻬم ﻤن ﻋﻨد أﻨﻔﺴﻬم وﻨﺴﺒوﻩ ﻟ ؟ ) راﺠﻊ اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪0( 515‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺴــﺒق اﻹﺠﺎ�ــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻹﻋﺘـراض ‪ ،‬وﻗﻠﻨــﺎ أن ﻫــذﻩ اﻟﻘر�ــﺔ ﻟﻬــﺎ ﺜــﻼث ﺘﺴــﻤ�ﺎت ‪ ،‬ﻓﻘــد‬

‫ُﻋرﻓت �ﺎﺴم " ﻤﻤ ار " وﻫو إﺴم اﻤﻴـر ﻋظـ�م كـﺎن ﺼـﺎﺤب ﺤﻠـﻒ ﻤـﻊ إﺒـراﻫ�م وﺨـرج ﻤﻌـﻪ ﻟ�ﺤـرر‬ ‫ﻟوط ‪ ،‬وﻋرﻓت �ﺎﺴـم " ﻗر�ـﺔ أر�ـﻊ " ﻨﺴـ�ﺔ ﻷر�ـﻊ اﻟـذي أﺴﺴـﻬﺎ وﻫـو رﺠـﻞ ﺠ�ـﺎر " ٕواﺴـم ﺤﺒـرون‬

‫ﻗ�ﻼً ﻗر�ﺔ أر�ـﻊ اﻟرﺠـﻞ اﻷﻋظـم ﻤـن اﻟﻌﻨـﺎﻗﻴﻴن " ) �ـش ‪ ( 15 : 14‬واﻷﺴـم اﻟﺜﺎﻟـث " ﺤﺒـرون "‬ ‫�ﻤﻌﻨﺔ ﺼﺤ�ﺔ أو ﺘﺤﺎﻟﻒ ‪ ،‬وﻗد ُﻋرﻓت ﻓﻲ زﻤن ﻤوﺴﻰ ﺒﻬذا اﻷﺴم ‪ ،‬وﻟذﻟك إﺴﺘﺨدم ﻤوﺴﻰ ﻫذا‬ ‫اﻷﺴم ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻋدة ﻤرات ) راﺠﻊ ﻤدارس اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ 1‬ص ‪0( 212 ، 211‬‬

‫‪ -2‬ﺠـ ــﺎء إﺴـ ــم اﻟﻘر�ـ ــﺔ ﺤﺒـ ــرون أي " ﺘﺤـ ــﺎﻟﻒ " ﻤـ ــن اﻟﺘﺤـ ــﺎﻟﻒ اﻟـ ــذي أﺒرﻤـ ــﻪ إﺒ ـ ـراﻫ�م ﻤـ ــﻊ‬ ‫‪- 435 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪430‬‬


‫اﻷﻤور�ﻴن ‪ ،‬ﻓﺸﺎع ﻫذا اﻷﺴم أ�ﺎم إﺒراﻫ�م ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً أ�ﺎم ﺤﻔﻴـدﻩ �ﻌﻘـوب ‪ ،‬ﻓﻘـد أرﺴـﻞ إﺒﻨـﻪ ﻴوﺴـﻒ‬ ‫ﻤن ﺤﺒرون إﻟﻰ ﺸك�م ﻟ�ﻔﺘﻘد ﺴـﻼﻤﺔ أﺨوﺘـﻪ " ﻓﺄرﺴـﻠﻪ ﻤـن وطـﺎء ﺤﺒـرون ﻓـﺄﺘﻰ إﻟـﻰ ﺸـك�م " )‬

‫ﺘك ‪ ( 14 : 37‬وﻋﻨدﻤﺎ أرﺴﻞ ﻤوﺴـﻰ اﻟﺠواﺴـ�س ﻟﻴﺘﺠﺴﺴـوا أرض اﻟﻤوﻋـد ﻗـﺎﻝ " وأﻤـﺎ ﺤﺒـرون‬

‫ﻓﺒﻨﻴت ﻗﺒﻞ ﺼوﻋن ﻤﺼر �ﺴ�ﻊ ﺴﻨﻴن " ) ﻋد ‪0( 22 : 33‬‬ ‫ُ‬

‫‪ -3‬ﻗــﺎﻝ �ﺸــوع " ٕواﺴــم ﺤﺒــرون ﻗــ�ﻼً ﻗر�ــﺔ أر�ــﻊ " ﻓﻬــو ﻟــم �ﻘــﻞ أن ﺒﻨــﻲ إﺴ ـراﺌﻴﻞ ﻋﻨــدﻤﺎ‬ ‫إﺴﺘوﻟوا ﻋﻠـﻰ ﻗر�ﺔ أر�ﻊ ﻏﻴﱠروا إﺴﻤﻬﺎ إﻟﻰ ﺤﺒرون ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ أن إﺴﻤﻬﺎ " ﻗ�ﻼً " ﻗر�ﺔ أر�ﻌﺔ ‪ ،‬ﻓ ـ‬

‫" ﻗ�ﻼً " ﻫذﻩ أي ﺘرﺠﻊ إﻟﻰ ﻋﺼر ﻤﺎ ﻗﺒﻞ إﺒراﻫ�م‪0‬‬

‫‪ -4‬ﺠﺎء ﻓﻲ داﺌرة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ﺔ " ﺤﺒرون ‪ :‬إﺴ ـم ﻋﺒـري ﻤﻌﻨﺎﻩ " ﻋﺼ�ﺔ " أو " ِﺤﻠـﻒ‬

‫" أو " ﺸــركﺔ " وﻫــو إﺴــم ﻤدﻴﻨــﺔ ﺘﻌــد ﻤــن أﻫــم وأﻗــدم اﻟﻤــدن ﻓــﻲ ﺠﻨــو�ﻲ ﻓﻠﺴــطﻴن و�طﻠــق ﻋﻠﻴﻬــﺎ‬

‫اﻵن إﺴــم " اﻟﺨﻠﻴــﻞ " وﻫــو اﻟﻠﻘــب اﻟــذي أﺜطﻠــق ﻋﻠــﻰ " إﺒـراﻫ�م " ) �ــﻊ ‪ ( 23 : 2‬وﺘﻘــﻊ اﻟﻤدﻴﻨــﺔ‬

‫ﻓﻲ وادي ﻓﺴ�ﺢ ﻴرﺘﻔﻊ إﻟﻰ ﻨﺤو ‪ 3040‬ﻗدﻤﺎً ﻓوق ﺴطﺢ اﻟ�ﺤر ‪ ،‬وﻋﻠﻰ �ﻌـد ﻨﺤـو ﻋﺸـر�ن ﻤـ�ﻼً‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺠﻨوب ﻤن أورﺸﻠ�م ‪ُ 0‬ﺒﻨﻴت ﻫذﻩ اﻟﻤدﻴﻨﺔ ﻗﺒـﻞ ﺼوﻋن ) ﺘـﺎﻨ�س ( ﻤﺼـر ) ﻋـد ‪22 : 13‬‬ ‫( وكـﺎن �طﻠـق ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻗـد�ﻤﺎً إﺴــم " ﻗر�ـﺔ أر�ﻌـﺔ " ‪ 00‬أﺘـﻰ اﺒـرآم وأﻗــﺎم ﻋﻨـد ﺒﻠوطـﺎت ﻤﻤـ ار " اﻟﺘــﻲ‬

‫ﻓﻲ ﺤﺒـرون " ) ﺘـك ‪ ( 15 -1 : 18‬وﻓـﻲ ﺤﺒـرون ﻤﺎﺘـت ﺴـﺎرة ) ﺘـك ‪ ( 17 : 23‬كﻤـﺎ أﻤﻀـﻰ‬

‫إﺴــﺤق و�ﻌﻘــوب ﺴــﻨﻴن ﻋدﻴــدة ﻓــﻲ ﺤﺒــرون ) ﺘــك ‪ ( 14 : 37 ، 27 : 35‬وﻤــن ﺤﺒــرون أرﺴــﻞ‬

‫�ﻌﻘوب إﺒﻨﻪ ﻴوﺴﻒ ﻟﻠﺴؤاﻝ ﻋن إﺨوﺘﻪ ) ﺘك ‪ ( 14 : 37‬وﻤﻨﻬﺎ أ�ﻀـﺎً ﻨـزﻝ �ﻌﻘـوب وأوﻻدﻩ إﻟـﻰ‬

‫ﻤﺼر ) ﺘك ‪ ( 1 : 46‬وﻗد دﻓن اﻵ�ﺎء زوﺠﺎﺘﻬم ) ﺒﺈﺴـﺘﺜﻨﺎء راﺤﻴـﻞ ( ﻓـﻲ ﻤﻐـﺎرة اﻟﻤكﻔﻴﻠـﺔ ) ﺘـك‬

‫‪0(1) " ( 13 : 50 ، 30 : 49‬‬ ‫‪F69‬‬

‫س‪ : 491‬ﻟﻤﺎذا إﺴﺘﺤﻠﻴ إﺒراﻫ�م ﻋﺒدﻩ ) �ﺄن ﻴﺨﺘﺎر زوﺠـﺔ ﻹﺒﻨـﻪ إﺴـﺤق ( وﻟـم �ـﺄﻤرﻩ‬

‫؟ وكﻴﻴ ﺘم ﻫذا اﻟﺤﻠﻴ ؟‬

‫�ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴــم " ﻟــ�س ﻫﻨــﺎك وﺠــﻪ ﻷن �ﺴــﺘﺤﻠﻒ إﺒ ـراﻫ�م ﻋﺒــدﻩ ‪ 0‬ﻓﺎﻟﻌﺒــد ﻻ‬

‫ﻴﺘﺨذ ﻗ ار اًر ﺒﻞ ﻴﻨﻔذ ﻤﺎ ﻴؤﻤر �ﻪ " )‪0(2‬‬ ‫‪F70‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 3‬ﺹ ‪16 ، 15‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪60‬‬

‫‪- 436 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪431‬‬


‫و�ﻘــوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴ ــﻞ " ‪ " 00‬وﻟﻤـ ـﺎ ﻤﺜــﻞ اﻟ�ﻌــﺎزر ﺒــﻴن ﻴــدي إﺒ ـراﻫ�م ﻗــﺎﻝ ﻫــذا اﻷﺨﻴــر }‬

‫ﻀﻊ ﻴدك ﺘﺤت ﻓﺨـذي ﻓﺎﺴﺘﺤﻠﻔك �ﺎﻟرب إﻟﻪ اﻟﺴـﻤﺎء ٕواﻟـﻪ اﻷرض ‪ ) { 00‬ﺘـك ‪( 4 – 2 : 24‬‬ ‫وﻟﻘــد أﺼــ�ﺢ طﻘــس اﻟﻘﺴــم ﻫــذا ﻤوﻀــوﻋﺎً ﻟﻠﺘﺴــﻠ�ﺔ ﻋﻨــد اﻟﺸــﺎرﺤﻴن ﻤــن أﺘ�ــﺎع ﻤــذﻫب اﻟﺸــك ‪00‬‬ ‫و�ﻔﺴر اﻷﺘﻨوﻏراﻓﻴون ﻫذا ‪ ،‬ﺒـﺄن اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺘﻨﺎﺴﻠ�ﺔ اﻟذكر�ﺔ كﺎﻨت ﺘﺤظﻰ ﺒﺈﺤﺘرام كﺒﻴر ‪ ،‬ﻟـ�س‬

‫ﺘ�ﻌﺎً ﻟطﻘس اﻟﺨﺘﺎن اﻟذي ﻴر�طﻬﺎ ﺒﻴﻬوﻩ وﺤﺴب ‪ ،‬ﺒﻞ ﻷﻨﻬﺎ ‪ ،‬كﻤﺼدر ﻟﺘﻛﺎﺜر اﻟﺠـﻨس اﻟ�ﺸـري ‪،‬‬ ‫وﻀــﻤﺎﻨﺔ ﻟﺒركــﺔ ﻴﻬــوﻩ أُﻋـﱠدت رﻤـ اًز ﻟﻠﻘــوة واﻟﺠﺒــروت ‪ 0‬ﻟﻛــن ﻤﻬﻤــﺎ ﺒــدأ طﻘــس اﻟﻘﺴــم ﻫــذا ﻏر��ـﺎً ‪،‬‬

‫ﻋﻠﻴﻨــﺎ أن ﻨﻨﺤﻨــﻲ ﻟــﻪ إﺤﺘ ارﻤ ـﺎً ‪ ،‬ﻷﻨﻨــﺎ ﻴﺠــب أﻻ ﻨرﺘــﺎب ﻟﺤظــﺔ واﺤــدة ﻓــﻲ أن اﻟــروح اﻟﻘــدس ﻫــو‬

‫ﺼﺎﺤ�ﻪ‪0‬‬

‫إذاً ﻋﻨــدﻤﺎ ﻨﺼــﺎدف كﻠﻤــﺔ " ﻓﺨــذ " ﻓــﻲ اﻟﺘرﺠﻤــﺎت اﻟﺤدﻴﺜــﺔ ﻟﻠﺘــوراة ‪ ،‬ﻋﻠﻴﻨــﺎ أن ﻨﻔﻬﻤﻬــﺎ‬

‫ﻤﺠﺎ اًز ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻗرأﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎﻝ ‪ ،‬أن أﺤد اﻟزﻋﻤﺎء ﺨرج ﻤن " ﻓﺨذ " ﻴﻬـوذا ﻓﺈﻨﻨـﺎ ﻨﻘـر ﺒﻬـذا‬ ‫ﺘﺤر�ﻔ ـﺎً ﻤﻘﺼــوداً ﻟﻠــﻨص ‪ ،‬ﻷن كــﻼﱠ ﻤﻨـ ـﺎ �ﻌ ـ ـرف أن اﻷطﻔـ ـﺎﻝ ﻻ ﻴوﻟــدون ﻤــن " اﻷﻓﺨــﺎذ " ‪" 00‬‬ ‫)‪0(3‬‬

‫‪F71‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺘﻌﻠم ﻋﺒﻴد إﺒراﻫ�م ﻤن ﺴﻴدﻫم ﺤ�ﺎة اﻟﺘﻘوى واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺸﻬﺎﻤﺔ ‪ ،‬وﻋﺎﻤﻞ إﺒراﻫ�م ﻋﺒﻴدﻩ‬

‫ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺤﺴﻨﺔ وأرﺘﻘﻰ �ﻤﺴﺘواﻫم ‪ ،‬وﻗد ﺘوﺴم إﺒراﻫ�م ﻓﻲ أﻟ�ﻌﺎزر اﻟدﻤﺸﻘﻲ رﺌ�س ﻋﺒﻴدﻩ اﻟﺼﻔﺎت‬

‫اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻋﺎﻤﻠﻪ كﺼدﻴق أﻛﺜر ﻤن أﻨﻪ ﻋﺒد ‪ ،‬وﻻﺴ�ﻤﺎ أﻨﻪ كﺎن ﻫـو اﻟﻤرﺸـﺢ ﻟﻴـرث إﺒـراﻫ�م‬ ‫ﻓــﻲ ﺤﺎﻟــﺔ ﻋــدم إﻨﺠﺎ�ــﻪ ‪ ،‬وﻟــذﻟك طﻠــب إﺒ ـراﻫ�م ﻤــن ﻋﺒــدﻩ ٕواﺴــﺘﺤﻠﻔﻪ ‪ ،‬وﻟــم �ــﺄﻤرﻩ ‪ ،‬ﻟﻛ�ﻤــﺎ ﻴــؤدي‬

‫اﻟﻤﻬﻤــﺔ ﻟــ�س ﺒــروح اﻟﻌﺒــد اﻟﺨــﺎﺌﻒ ﻤــن ﺴــﻴدﻩ ‪ ،‬ﺒــﻞ �ــﺎﻷﻛﺜر ﺒــروح اﻟﺼــدﻴق اﻟــذي �ﻀــﺤﻲ �كــﻞ‬ ‫ﻏ ٍ‬ ‫ـﺎﻝ ورﺨـ�ص ﻤـن أﺠـﻞ ﺼـد�ﻘﻪ اﻟـذي �ﺤ�ـﻪ ‪ 00‬وﻻ ﻋﺠـب ﻓـﻲ ﻫـذا ﻓـﺈن ﻴوﺴـﻒ رﻏـم أﻨـﻪ كـﺎن‬ ‫ﻋﺒداً ﻟﻔوط�ﻔﺎر ﻓﺈﻨﻪ كﺎن ﻫو اﻟﻤﺘﺼرف ﻓﻲ كﻞ أﻤور ﺒﻴت ﺴﻴدﻩ‪0‬‬ ‫‪ -2‬إن كﺎن اﻟﻨص ﻻ ﻴـروق ﻷﺼـﺤﺎب ﻤﺒـدأ اﻟﺸـك ‪ ،‬ﻓﻠـ�س ﻫـذا ﻫـو اﻟـﻨص اﻟوﺤﻴـد اﻟـذي‬

‫ﻻ ﻴــروق ﻟﻬــم ‪ ،‬ﺒــﻞ �ﻀ ـر�ون أﻗــدس اﻟﻨﺼــوص �ﻌــرض اﻟﺤــﺎﺌط ‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻻ ﻨﻬــﺘم ﺒﻬــذا اﻷﻤــر ‪،‬‬ ‫ﻓكﻞ إﻨﺴﺎن ﺴ�ﺤﻤﻞ ﺠر�رة ﺘﺼرﻓﻪ إن كﺎن ﺼﺎﻟﺤﺎً أو طﺎﻟﺤﺎً‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻟــم ﻴــرد أﺒوﻨــﺎ إﺒـراﻫ�م أن ﻴــزوج إﺴــﺤق ﻤــن ﺒﻨــﺎت ﺠﻴ ارﻨــﻪ اﻟــذﻴن �ﻌﺒــدون اﻷوﺜــﺎن ‪ ،‬وﻟــم‬

‫�ﺸﺄ إﺒراﻫ�م أن �ﻌود إﻟﻰ ﻤوطﻨﻪ اﻟذي ﺘركﻪ �ﺄﻤر إﻟﻬﻲ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓكر ﻓﻲ إرﺴـﺎﻝ ﻋﺒـدﻩ اﻟﻤـؤﺘﻤن‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪116 ، 115‬‬

‫‪- 437 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪432‬‬


‫ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺘﻪ ﻟ�ﻘوم ﺒﻬذﻩ اﻟﻤﻬﻤﺔ ‪ ،‬وﻗد ﻗﺎم ﺒﻬﺎ ﺨﻴر ﻗ�ﺎم ‪ ،‬إذ إﺴﺘﻌﺎن ﺒﺈﻟﻪ ﺴﻴدﻩ إﺒراﻫ�م اﻟذي أﻨﺠﺢ‬

‫طر�ﻘﺔ‪0‬‬

‫‪ " -4‬ﻓوﻀﻊ اﻟﻌﺒد ﻴدﻩ ﺘﺤت ﻓﺨذ ﺴﻴدﻩ إﺒراﻫ�م وﺤﻠـﻴ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟـك " ) ﺘـك ‪، 9 : 24‬‬

‫‪ ( 10‬وكﺎﻨــت ﻫــذﻩ اﻟﻌــﺎدة ﻤﺘ�ﻌــﺔ ﺤﻴﻨــذاك ﻟﺘوﺜﻴــق اﻟﻌﻬــد ﻤﺜــﻞ اﻟﺸــد ﻋﻠــﻰ اﻟﻴــد اﻵن ‪ 0‬أﻤــﺎ ﻋــن‬

‫اﻟﻤﻌﻨــﻰ اﻟرﻤــزي ﻟﻬــذا ‪ ،‬ﻓ�ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ اﻟﺤﺒﻴــب اﻟﻘﻤــص ﺘــﺎدرس �ﻌﻘــوب " ﻤــﺎذا �ﻌﻨــﻲ وﻀــﻊ اﻟﻴــد‬

‫ﺘﺤــت ﻓﺨــذ إﺒ ـراﻫ�م ؟ �ﻘــوﻝ اﻟﻘــد�س أﻏﺴــطﻴﻨوس إﻨﻬــﺎ ﺘﺸــﻴر إﻟـ ـﻰ اﻟﻘﺴــم �ﺎﻟﻤﺘﺠﺴــد ﻤــن ﻨﺴــﻠﻪ ‪،‬‬

‫وكﺄن إﺒراﻫ�م ﻗد ﺘﺤـدث ﺒـروح اﻟﻨﺒـؤة ﻤﻌﻠﻨـﺎً أن اﻟـرب إﻟـﻪ اﻟﺴـﻤﺎء ٕواﻟـﻪ اﻷرض إﻨﻤـﺎ �ﺤﻤـﻞ ﺠﺴـداً‬ ‫ﻤن ﺼﻠ�ﻪ " )‪� 00 (1‬ﻘوﻝ اﻟﻘد�س أﻏﺴطﻴﻨوس " ﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن إﻟﻪ اﻟﺴﻤﺎء وﻓﺨذ إﺒراﻫ�م )‬ ‫‪F72‬‬

‫ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻘﺴــم ( ؟ ﻫــﺎ أﻨــﺘم اﻵن ﺴــﺘﻔﻬﻤون اﻟﺴــر ‪ :‬ﻓﺈﻨــﻪ �ﺎﻟﻔﺨــذ �ﻌﻨــﻲ اﻟذر�ــﺔ ‪ 0‬وﻤــﺎ اﻟﻤﻘﺼــود‬ ‫ﺒﻬذا اﻟﻘﺴم إﻻﱠ أﻨﻪ ﻤن ﻨﺴﻞ إﺒراﻫ�م ﺴ�ﺄﺘﻲ إﻟﻪ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﺠﺴد ؟ ‪ 00‬ﻷن إﺒراﻫ�م كﺎن ﻨﺒ�ﺎً ‪0‬‬

‫وﻋ ﱠﻤن كﺎن ﻴﺘﻨ�ﺄ ؟ ﻋن ذر�ﺘﻪ وﻋن ر�ﻪ ‪ 0‬ﻓﺈﻨﻪ ﻟذر�ﺘﻪ كﺎن �ﺸﻴر �ﻘوﻟﻪ " ﻀﻊ ﻴدك ﺘﺤت ﻓﺨذي‬

‫" وﻟر�ﻪ كﺎن �ﺸﻴر ﺤﻴﻨﻤﺎ أﻀﺎف ﻗﺎﺌﻼً ‪ :‬ﻓﺄﺴﺘﺤﻠﻔك �ﺎﻟرب إﻟﻪ اﻟﺴﻤﺎء " )‪0(2‬‬ ‫‪F73‬‬

‫س‪ : 492‬أﻴن ُوِﻟد إﺒراﻫ�م ؟ ﻫﻞ ُوِﻟد ﻓﻲ أور اﻟﻛﻠداﻨﻴﻴن أم ﻓﻲ ﺤﺎران ؟‬ ‫ﻓﻘد أرﺴﻞ إﺒراﻫ�م ﻋﺒدﻩ أﻟ�ﻌﺎزر ﻗـﺎﺌﻼً " إﻟﻰ أرﻀﻲ ٕواﻟﻰ ﻋﺸﻴرﺘﻲ ﺘذﻫب وﺘﺄﺨذ زوﺠﺔ‬ ‫ﻹﺒﻨﻲ إﺴﺤق ‪ 00‬ﻓﻘﺎم وذﻫـب إﻟـﻰ أرام اﻟﻨﻬـر�ن إﻟـﻰ ﻤدﻴﻨـﺔ ﻨـﺎﺤور " ) ﺘـك ‪( 10 ، 4 : 24‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎذا ﻟم �ﻤﻀﻲ إﻟﻰ أور اﻟﻛﻠداﻨﻴﻴن ﺤﻴث ﻋﺸﻴرة إﺒراﻫ�م ؟‬

‫ج ‪ :‬ﺨرج ﺘﺎرح ﻤﻊ إﺒﻨﻪ إﺒـرآم وﺤﻔﻴـدﻩ ﻟـوط وﺴـﺎراى زوﺠـﺔ إﺒـرآم ﻤـن أور اﻟﻛﻠـداﻨﻴﻴن إﻟـﻰ ﺤـﺎران‬

‫واﻗــﺎﻤوا ﻫﻨــﺎك ) ﺘــك ‪ ( 31 : 21‬و�ﺒــدو أن �ﻌــض أﻗر�ــﺎﺌﻬم ﺘ�ﻌــوﻫم ﺤﻴــث ﺘركـوا أور اﻟﻛﻠـداﻨﻴﻴن‬

‫ﺠﻨو� ـﺎً إﻟــﻰ ﺤــﺎران ﺸــﻤﺎﻻً ‪ ،‬وأﻗــﺎﻤوا ﻫﻨــﺎك ‪ ،‬وﻤــن ﻫــؤﻻء اﻟﻤﻬــﺎﺠر�ن ﻨــﺎﺤور وزوﺠﺘــﻪ وﺴــر�ﺘﻪ‬ ‫وأوﻻدﻩ اﻟﺜﻤﺎﻨ�ﺔ ﻤن زوﺠﺘـﻪ ِﻤﻠﻛـﻪ ‪ ،‬وأوﻻدﻩ اﻷر�ﻌـﺔ ﻤ ـن ﺴـر�ﺘﻪ رؤوﻤـﺔ ) ﺘـك ‪( 24 ، 20 : 22‬‬ ‫اﻟذﻴن إﺴﺘﻘروا ﻓﻲ ﺤﺎران ‪ ،‬ودﻋﻴـت ﻤﻨطﻘـﺘﻬم �ﻤدﻴﻨـﺔ ﻨـﺎﺤور ‪ 0‬ﺜـم �ﻌـد ﻤـوت ﺘـﺎرح ﻓـﻲ ﺤـﺎران "‬

‫ﻗﺎﻝ اﻟرب ﻻﺒرام أذﻫب ﻤن أرﻀك وﻤن ﻋﺸﻴرﺘك وﻤن ﺒﻴت أﺒ�ك إﻟﻰ اﻷرض اﻟﺘﻲ أر�ـك إ�ﺎﻫـﺎ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪231‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪297‬‬

‫‪- 438 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪433‬‬


‫" ) ﺘـك ‪ ( 1 : 12‬ﻓﺘــرك اﺒـرام ﺤ ـﺎران ﻤﺘﺠﻬـﺎً ﻨﺤـو كﻨﻌــﺎن ‪ 0‬إذاً إن كــﺎن وطـن اﺒـرام اﻷوﻝ ﻫــو‬

‫أور اﻟﻛﻠداﻨﻴﻴن ﻓﺈن وطﻨﻪ اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻫو ﺤﺎران ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻗﺎﻝ ﻟﻪ اﻟرب وﻫو ﻓﻲ ﺤﺎران " أذﻫﺒت ﻤـن‬

‫أرﻀــك " وﻋﻨ ـدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ اﺒ ـرام ﻟ ـرﺌ�س ﻋﺒﻴــدﻩ " أﺴــﺘﺤﻠﻔك �ــﺎﻟرب إﻟــﻪ اﻟﺴــﻤﺎء ٕواﻟــﻪ اﻷرض أن ﻻ‬

‫ﺘﺄﺨــذ زوﺠــﺔ ﻹﺒﻨــﻲ ﻤــن ﺒﻨــﺎت اﻟﻛﻨﻌــﺎﻨﻴﻴن واﻟــذﻴن أﻨــﺎ ﺴــﺎﻛن ﺒﻴــﻨﻬم ‪ 0‬ﺒــﻞ إﻟــﻰ أرﻀــﻲ ٕواﻟــﻰ‬

‫ﻋﺸﻴرﺘﻲ ﺘذﻫـب وﺘﺄﺨذ زوﺠﺔ ﻹﺒﻨﻲ إﺴﺤق " ) ﺘك ‪ ( 4 ، 3 : 12‬كﺎن �ﻘﺼد أن ﻴـذﻫب إﻟـﻰ‬ ‫وطﻨﻪ اﻟﺜﺎﻨﻲ ﺤﺎران ‪ ،‬ﻓﻬـو اﻷﻗـرب إﻟـﻰ كﻨﻌـﺎن ‪ ،‬وﻻ ﻴوﺠـد ﻓـﻲ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس كﻠـﻪ ﻤـﺎ ﻴﺨـﺎﻟﻒ‬

‫ﻫذا اﻟـرأي ‪ ،‬ﺒـﻞ ﻴوﺠـد ﻤـﺎ ﻴؤ�ـدﻩ ‪ ،‬وﻫـو ﻋﻨـدﻤﺎ أراد ﻋ�ﺴـو ﻗﺘـﻞ �ﻌﻘـوب ﻗﺎﻟـت ﻟـﻪ أﻤـﻪ رﻓﻘـﺔ " ﻗـم‬

‫أﻫرب إﻟﻰ أرض أﺨﻲ ﻻ�ﺎن ﻓﻲ ﺤﺎران " ) ﺘـك ‪ ( 43 : 27‬وﻻ�ـﺎن ﻫـو إﺒـن ﺒﺘوﺌﻴـﻞ ﺒـن ﻨـﺎﺤور‬ ‫ﻤن ﻋﺸﻴرة ﺘﺎرح أﺒو إﺒراﻫ�م‪0‬‬

‫س‪ : 493‬ﻫﻞ ﻻ�ﺎن إﺒن ﺒﺘوﺌﻴﻞ ) ﺘك ‪ ( 29 ، 15 : 24‬أم أﻨﻪ إﺒن ﻨـﺎﺤور ) ﺘـك ‪29‬‬

‫‪(5:‬؟‬

‫ج ‪ :‬واﻟد ﻻ�ﺎن ﻫو ﺒﺘوﺌﻴﻞ ‪ ،‬ﻷن ﻻ�ﺎن ﺸﻘﻴق رﻓﻘﺔ " وكﺎن ﻟرﻓﻘﺔ أخ إﺴﻤﻪ ﻻ�ـﺎن " ) ﺘـك ‪24‬‬

‫‪ ، ( 29 :‬و " رﻓﻘــﺔ اﻟﺘــﻲ وﻟــدت ﻟﺒﺘوﺌﻴــﻞ " ) ﺘــك ‪ ( 15 : 24‬إذاً ﻻ�ــﺎن وﺸــﻘ�ﻘﺘﻪ رﻓﻘــﺔ أﺒﻨــﺎء‬ ‫ﻟﺒﺘوﺌﻴﻞ‪0‬‬

‫وواﻟد ﺒﺘوﺌﻴﻞ ﻫو ﻨﺎﺤور وأﻤﻪ ﻫﻲ ِﻤﻠﻛﺔ " ﺒﺘوﺌﻴﻞ إﺒـن ِﻤﻠﻛـﺔ إﻤـرأة ﻨـﺎﺤور " ) ﺘـك ‪24‬‬ ‫‪ " 00 ( 15 :‬ﻫوذا ِﻤﻠﻛﺔ ﻗد وﻟدت ﻫﻲ أ�ﻀﺎً ﺒﻨﻴن ﻟﻨﺎﺤور أﺨ�ـك ‪ 0‬ﻋوﺼـﺎً �كـرﻩ و�ـو اًز أﺨـﺎﻩ‬

‫‪ 00‬و�ﺘوﺌﻴــﻞ " ) ﺘــك ‪ ( 21 ، 20 : 22‬ﻓــﺈذا ﻗــﺎﻝ اﻟﻛﺘــﺎب أن ﻻ�ــﺎن إﺒــن ﺒﺘوﺌﻴــﻞ ﻓﻬــذا ﺼــﺤ�ﺢ‬

‫ﻷﻨﻪ ﻴﻨﺴب اﻹﺒن ﻷﺒ�ﻪ ﻤ�ﺎﺸرة ‪ٕ ،‬وان ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب أن ﻻ�ﺎن إﺒن ﻨﺎﺤور " ﻻ�ﺎن إﺒن ﻨـﺎﺤور " )‬ ‫ﺘك ‪ ( 5 : 29‬ﻓﻬذا ﺼﺤ�ﺢ أ�ﻀﺎً ﻷﻨﻪ ﻴﻨﺴب اﻟوﻟد ﻟﺠدﻩ ‪ ،‬وﻫذا أﻤر ﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠ�ـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻘـد�م‬ ‫واﻟﺤدﻴث أ�ﻀﺎً ‪ 00‬أﻟ�س كذﻟك ؟!‬

‫س‪ : 494‬أ – كﻴﻴ ﺘزوج إﺒراﻫ�م ﻤن ﻗطورة وأﻨﺠب ﻤﻨﻬﺎ ﺴﺘﺔ أﺒﻨﺎء ) ﺘـك ‪، 1 : 25‬‬

‫‪ ( 2‬رﻏم ﺘﻘدم ﺴﻨﻪ ؟‬

‫ﻗرر أن �ﺴﺘﻘر ﻤطﻤﺌﻨﺎً ‪ ،‬ﻓﺘـزوج إﻤـرأة‬ ‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬أن ﻫذا اﻟﻌﺠوز اﻟﻬرم ﱠ‬ ‫‪- 439 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪434‬‬


‫ﺠدﻴدة ﺘدﻋﻰ ﻗطورة ‪ ،‬وكﺎن ﻋﻤرﻩ ﺤﻴﻨذاك ‪ 140‬ﻋﺎﻤﺎً ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﺘﻘدﻴر ‪ 0‬وكﺎﻨت ﺴﺎرة ﻗد دﻋﺘﻪ‬ ‫�ﺎﻟﺸـﻴﺦ اﻟﻌﺠــوز ﻤﻨــذ أﻛﺜــر ﻤــن أر�ﻌــﻴن ﻋﺎﻤـﺎً ‪ ،‬وﻟـوﻻ أن ﺘــدﺨﻠت اﻟﺴــﻤﺎء وﻗﺘﺌــذ ﻟﻤــﺎ أًﺼــ�ﺢ أ�ـﺎً ‪،‬‬

‫وﻟﻛﻨــﻪ ﺘــزوج ﺜﺎﻨ�ــﺔ ﻋﻠــﻰ أي ﺤـ ٍ‬ ‫ـﺎﻝ ‪ ،‬وأﻨﺠﺒــت ﻟــﻪ ﻗطــورة ﺴــﺘﺔ أﺒﻨــﺎء دون أي ظــﺎﻫرات ﻋﺠﻴ�ــﺔ "‬ ‫)‪0(1‬‬

‫‪F74‬‬

‫ج ‪ :‬ﻟﻘد ﺠﱠدد ﷲ ﺸ�ﺎب إﺒراﻫ�م ‪ ،‬ﻓﺄﻨﺠب إﺴﺤق ﻓﻲ اﻟﻛﺒـر ‪ ،‬وﻋطﺎ�ـﺎ ﷲ ﻋﺠﻴ�ـﺔ ‪ ،‬ﻓﻬـو �ﻌطـﻲ‬ ‫اﻹﻨﺴﺎن ﻟ�س ﻋﻠﻰ ﻗدر اﻹﺤﺘ�ﺎج ﻓﻘط ‪ ،‬ﺒﻞ ﻓوق ﻤﺎ ﻨظن أو ﻨﻔﺘﻛر ‪ ،‬ﻓﻬو �ﻌطﻲ �ﺤﺴـب ﻏﻨـﺎﻩ‬

‫‪ ،‬وﻋطﺎ�ﺎﻩ �ﻼ ﺤـدود ‪ ،‬ووﻋودﻩ �ـﻼ ﻨداﻤـﺔ ‪ ،‬و�ركﺘـﻪ ﺘﻐﻨـﻲ وﻻ ﻴز�ـد ﻤﻌﻬـﺎ ﺘﻌـب ‪ ،‬وﻟـذﻟك إﺤـﺘﻔظ‬ ‫إﺒراﻫ�م �ﺤﻴو�ﺘﻪ وﻫو ﻓﻲ ﺴن اﻟﻤﺎﺌﺔ واﻷر�ﻌﻴن ﻤن ﻋﻤرﻩ ‪ ،‬وأﻨﺠب ﺴﺘﺔ أﺒﻨﺎء ﻤن ﻗطورة ‪0‬‬

‫س‪ : 495‬ﻫﻞ ﻗطـورة زوﺠـﺔ ﻹﺒـراﻫ�م ) ﺘـك ‪ ( 1 : 25‬أم أﻨﻬـﺎ ﺴـر�ﺔ ﻟـﻪ ) ‪ 1‬أخ ‪: 1‬‬

‫‪ ( 32‬؟‬

‫�ﻘوﻝ أﺤﻤد دﻴدات " ٕواذ �ﻌﺘﺒر اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ذاﺘـﻪ ﻗطـورة ﻫـذﻩ زوﺠـﺔ ﻟﺴـﻴدﻨﺎ إﺒـراﻫ�م‬ ‫ﻨﺠد أن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻨﻔﺴﻪ ﻴﻨﺎﻗض ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺴﻔر أﺨ�ﺎر اﻷ�ﺎم اﻷوﻝ إذ �ﺼﻒ ﻗطورة �ﺄﻨﻬﺎ‬ ‫ﻤــن ﺴـراري ﺴــﻴدﻨﺎ إﺒـراﻫ�م ﻋﻠ�ــﻪ اﻟﺴــﻼم‪ 0‬أي أﻨﻬــﺎ كﺎﻨــت ﻤﺤظ�ــﺔ ﻤــن ﻤﺤظ�ﺎﺘــﻪ ‪ ،‬اﻟﻠﻬــم إﻻﱠ إذا‬

‫كـ ــﺎن ﷲ ﻻ �ﻌـ ــرف اﻟﻔـ ــرق وﻻ �ﻔـ ــرق كﻤـ ــﺎ �ﻔرﻗـ ــون ﺒـ ــﻴن اﻟزوﺠـ ــﺔ ‪ wife‬واﻟﺴ ـ ـر�ﺔ أو اﻟﻤﺤظ�ـ ــﺔ‬

‫‪ concubine‬ﻻ ُ�ﻌﻘــﻞ أن ﷲ ﻴﺘﻨــﺎﻗض ﻓــﻲ أﻗواﻟــﻪ وﻻ �ﻌــرف اﻟﻔــرق ﺒــﻴن اﻟزوﺠــﺔ واﻟﻤﺤظ�ــﺔ "‬ ‫)‪0(1‬‬

‫‪F75‬‬

‫ج ‪ -1 :‬كﺎﻨت ﻗطورة ﺴر�ﺔ ﻹﺒراﻫ�م ﻓﺘزوﺠﻬﺎ وأﻨﺠب ﻤﻨﻬﺎ ﺴﺘﺔ أﺒﻨﺎء ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ كﺎﻨـت ﺴـر�ﺘﻪ ﻗﺒـﻞ‬

‫اﻟزواج وزوﺠﺘﻪ �ﻌد اﻟزواج ‪ ،‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘـﺎب " وﻋﺎد إﺒراﻫ�م وأﺨذ زوﺠﺔ إﺴﻤﻬﺎ ﻗطورة " )‬

‫ﺘك ‪ ( 1 : 25‬ﻓﻬو ﺼﺎدق ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ﻗ ـﺎﻝ " وأﻤﺎ ﺒﻨو ﻗطورة ﺴـر�ﺔ إﺒـراﻫ�م " ) ‪ 1‬أخ ‪32 : 1‬‬

‫( ﻓﻬو ﺼﺎدق ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻫﻨﺎ أراد اﻟﺘﻤﻴﻴز ﺒﻴن ﺴـﺎرة زوﺠـﺔ إﺒـراﻫ�م اﻟﺘـﻲ وﻟـدت إﺴـﺤق إﺒـن‬ ‫اﻟﻤوﻋد ‪ ،‬و�ﻴن ﻗطـورة اﻟﺘـﻲ أﻨﺠﺒـت ﺴـﺘﺔ أﺒﻨـﺎء وﺼـرﻓﻬم أﺒـوﻫم ﻋـن إﺒﻨـﻪ إﺴـﺤق �ﻌـد أن ﻤـﻨﺤﻬم‬

‫ﻋطﺎ�ﺎ ‪ ،‬ﺤﺴب ﻋﺎدة ذﻟك اﻟزﻤـﺎن ‪ٕ ،‬وان كـﺎن ﺴـﻔر اﻟﺘﻛـو�ن ذكـر أن ﻗطـورة زوﺠـﺔ إﺒـراﻫ�م ﻓﻔـﻲ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪114‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ – ﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺹ ‪51 ، 50‬‬

‫‪- 440 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪435‬‬


‫ﻨﻔس اﻹﺼﺤﺎح أﺸﺎر إﻟﻰ أﻨﻬﺎ كﺎﻨت ﺴـر�ﺔ ) ﺴـﺎ�ﻘﺎً ( ﻋﻨـدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ " وأﻤـﺎ ﺒﻨـو اﻟﺴـراري اﻟﻠـواﺘﻲ‬

‫كﺎﻨت ﻹﺒراﻫ�م ﻓﺄﻋطﺎﻫم إﺒراﻫ�م ﻋطﺎ�ﺎ وﺼرﻓﻬم ﻋن إﺴﺤق إﺒﻨﻪ " ) ﺘك ‪0( 6 : 25‬‬

‫‪ -2‬ﺘــزوج �ﻌﻘــوب ﺒﻠﻬــﺔ وأﻨﺠــب ﻤﻨﻬــﺎ دان وﻨﻔﺘــﺎﻟﻲ ‪ ،‬و�ﻠﻬــﺔ ﻫــﻲ ﺠﺎر�ــﺔ راﺤﻴــﻞ اﻟﺘــﻲ ﻗﺎﻟــت‬

‫ركﺒﺘـﻲ وأُرزق أﻨـﺎ أ�ﻀـﺎً ﻤﻨﻬـﺎ‬ ‫ﻟزوﺠﻬﺎ �ﻌﻘوب " ﻫوذا ﺠﺎر�ﺘﻲ ﺒﻠﻬﺔ ‪ 0‬أدﺨﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺘﻠـد ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺒﻨــﻴن " ) ﺘــك ‪ ( 3 : 30‬و�ﻠﻬــﺔ ﻫــذﻩ دﻋﺎﻫــﺎ اﻟﻛﺘــﺎب ﺴـر�ﺔ �ﻌﻘــوب " أن راو�ــن ذﻫــب ٕواﻀــطﺠﻊ‬

‫ﻤﻊ ﺴر�ﺔ أﺒ�ﻪ " ) ﺘك ‪ ( 22 : 35‬ﻓﺈن ﻗﻠﻨﺎ ﻋـن ﺒﻠﻬـﺔ أﻨﻬـﺎ ﺠﺎر�ـﺔ ﻓﻬـﻲ ﻫكـذا ‪ٕ ،‬وان ﻗﻠﻨـﺎ ﻋﻨﻬـﺎ‬ ‫أﻨﻬﺎ زوﺠﺔ ﻓﻬﻲ ﻫكذا ‪ٕ ،‬وان ﻗﻠﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ أﻨﻬﺎ ﺴر�ﺔ ﻓﻬﻲ ﻫكذا ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻓﻲ ﻗﺼﺔ اﻟﻼوي اﻟﺘﻲ ﺘﻌرﻀت ﺴر�ﺘﻪ ﻟﻺﻏﺘﺼﺎب ﺤﺘـﻰ اﻟﻤـوت ‪ ،‬ﻗـﺎﻝ ﻋﻨﻬـﺎ اﻟﻛﺘـﺎب‬

‫" ﻓﺈﺘﺨذ ﻟﻪ إﻤرأة ﺴرﱠ�ﺔ " ) ﻗض ‪ ( 1 : 19‬كﻤـﺎ ﻗـﺎﻝ اﻟﻛﺘـﺎب أ�ﻀـﺎً ﻋـن ﻫـذا اﻟرﺠـﻞ أﻨـﻪ �ﻌﻠﻬـﺎ‬ ‫أي زوﺠﻬــﺎ " ﻓﺄﺠــﺎب اﻟرﺠــﻞ اﻟــﻼوي �ﻌــﻞ اﻟﻤـرأة اﻟﻤﻘﺘوﻟــﺔ " ) ﻗــض ‪ ( 4 : 20‬ﻓﻬــﻲ إذاً ﺴـر�ﺘﻪ‬ ‫وﻫﻲ زوﺠﺘﻪ وﻻ ﻏﻀﺎﻀﺔ ﻓﻲ ﻫذا‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻻ ﻴوﺠــد ﻓــﻲ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس أي أﺜــر ﻹﺘﻬــﺎم دﻴــدات �ــﺄن " ﷲ ﻴﺘﻨــﺎﻗض ﻓــﻲ أﻗواﻟــﻪ "‬

‫ﻷن ﷲ ﻻ ﻴﺘﻐﻴر ‪ ،‬ﻓﻠ�س ﻋﻨدﻩ ﺘﻐﻴﱠﻴر وﻻ ظﻞ دوران ‪ ،‬وﻫو ﻻ ﻴﺒدﻝ أﻗواﻟﻪ وﻻ �ﻤكن أن �ﺼدر‬ ‫ﻤﻨﻪ أﻗواﻝ ﻤﺘﻀﺎر�ﺔ ‪ ،‬وﻻ �ﻌطﻲ أﻗواﻻً و�ﻨﺴﺨﻬﺎ �ﺄﻗواﻝ أﺨرى ﻤﻀﺎدة‪0‬‬

‫‪ -5‬ﺠ ــﺎء ﻓ ــﻲ داﺌـــرة اﻟﻤﻌـــﺎرف " ﻗط ــورة ‪ :‬إﺴ ــم ﻋﺒ ــري ﻤﻌﻨ ــﺎﻩ " ﻋط ــر أو ﻤ ﱠ‬ ‫ﻘطـ ـرة " وﻫ ــﻲ‬ ‫ُ‬

‫اﻟزوﺠﺔ اﻟﺜﺎﻨ�ﺔ ﻹﺒراﻫ�م وﻻ ﻴذكر اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﺸﻴﺌﺎً ﻋﻨﻬﺎ ﺴـوى إﺴـﻤﻬﺎ وأﺴـﻤﺎء أوﻻدﻫـﺎ ‪ ،‬ﻓـﻼ‬

‫ﻨﻌﻠم أﺼﻠﻬﺎ أو ﻤوطﻨﻬﺎ ) ﺘك ‪ 1 ، 4 ، 1 : 25‬أخ ‪ ( 33 ، 32 : 1‬وﺘذكر ﻓﻲ ﺴﻔر اﻷﺨ�ﺎر‬

‫ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ " ﺴر�ﺔ إﺒراﻫ�م " و�ﺒدو أن إﺒـراﻫ�م ﺘزوﺠﻬـﺎ �ﻌـد ﻤـوت ﺴـﺎرة ) ﺘـك ‪ ( 2 ، 1 : 23‬ﺒـﻞ‬

‫و�ﻌــد زواج إﺴ ــﺤق ﻤ ــن رﻓﻘ ــﺔ ) ﺘ ــك ‪ ( 67 : 24‬وﻟﻌــﻞ إﺒـ ـراﻫ�م – كﻤ ــﺎ ﻴ ــرى اﻟ ــ�ﻌض – ﺸ ــﻌر‬ ‫�ﺎﻟوﺤدة �ﻌد زواج إﺴﺤق ‪ ،‬ﻓﺘزوج ﻤن ﻗطورة ﻟﻠﺘﺨﻠص ﻤن ﻫذا اﻟﺸﻌور �ﺎﻟوﺤدة ‪ 0‬وواﻀﺢ أﻨﻬﺎ‬

‫ﻟم ﺘﻛن ﻓﻲ ﻤرﺘ�ﺔ ﺴﺎرة ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻴذكر ﺴﻔر اﻷﺨ�ﺎر ﺼراﺤﺔ �ﺄﻨﻬﺎ ﺴر�ﺔ إﺒراﻫ�م " )‪0(1‬‬ ‫‪F76‬‬

‫س‪ : 496‬ﻫــﻞ ﻫﻨــﺎك ﻋﻼﻗــﺔ ﺒــﻴن إﺒ ـراﻫ�م وﻤكــﺔ ﻷن إﺴــم " ﻗطــورة " أي " ﺒﺨ ـور " ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 6‬ﺹ ‪237‬‬

‫‪- 441 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪436‬‬


‫وأﺴﻤﺎء أﺒﻨﺎﺌﻬﺎ زﻤران و�ﻘﺸﺎن وﻤدان وﻤد�ﺎن و�ﺸ�ﺎق وﺸوﺤﺎ أﺴﻤﺎء ﻤرﺘ�طـﺔ ﺒﺘﺠـﺎرة‬ ‫اﻟﺒﺨور اﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒر أﻛﺒـر ﻤﺼـﺎدر اﻟﺜـروة ﻓـﻲ اﻟﺠز�ـرة اﻟﻌر��ـﺔ ؟ كﻤـﺎ أن ﻋﻼﻗـﺔ إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ‬

‫�ﺄﺒ�ــﻪ إﺒ ـراﻫ�م ﻟــم ﺘﻨﻘطــﻊ ‪ ،‬ﺒــدﻟﻴﻞ أﻨــﻪ ﺸــﺎرك ﻓــﻲ دﻓﻨــﻪ " ودﻓﻨــﻪ إﺴــﺤق ٕواﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓــﻲ ﻤﻐــﺎرة‬ ‫اﻟﻤكﻔﻴﻠﺔ " ) ﺘك ‪ ( 9 : 25‬وﻗد ﻋﺎش إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺠز�رة اﻟﻌر��ـﺔ " وﺴكن ﻓﻲ ﺒر�ﺔ ﻓـﺎران "‬ ‫) ﺘك ‪ ( 21 : 21‬وﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﺘوراة اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ ط�ﻌـﺔ ‪1851‬م " ﺴـكن ﻓـﻲ ﺒر�ـﺔ ﻓـﺎران �ﺎﻟﺤﺠـﺎز "‬

‫‪ 0‬و�ﻘـوﻝ اﻟدكﺘور أﺤﻤد ﺤﺠـﺎزي اﻟﺴـﻘﺎ ﻋـن إﺒـراﻫ�م " واﻟﺤـق أﻨـﻪ ﻟـم ﺘطـﺄ ﻗـدﻤﺎﻩ أرض ﻓﻠﺴـطﻴن‬ ‫وﻻ ﻤﺼر ‪ ،‬وذﻟك ﻷن ﻫﺠرﺘﻪ كﺎﻨت إﻟـﻰ ﻤكـﺔ ‪ ،‬وﻫـﻲ ﻓـﻲ اﻟﺘـوراة أرض اﻟﺠﻨـوب ‪ ،‬وﻓـﻲ اﻟﻘـرآن‬ ‫أﻨــﻪ ﻫــﺎﺠر ﻤــﻊ ﻟــوط إﻟــﻰ اﻷرض اﻟﻤ�ﺎركــﺔ ‪ ،‬وﻫــﻲ أرض ﻤكــﺔ ﻟﻘوﻟــﻪ " اﻟــذي ﺒ�كــﺔ ﻤ�ﺎركـﺎً " وﻗــد‬

‫كﺎن إﺒراﻫ�م ﻤﻠﻛﺎً ﻋﻠﻰ أرض ﻤكﺔ ﻟﻘوﻟـﻪ } ٕواذ ﺒؤاﻨـﺎ ﻹﺒـراﻫ�م ﻓكـﺎن اﻟﺒﻴـت { أي ﻤﻠﻛﻨ ـﺎﻩ‪ 0‬واﻟﻤﻠـك‬

‫ﻻ ﻴﺘ ـرك ﻤﻤﻠﻛﺘـﻪ و�ﻌ�ش ﻓﻲ أرض ﻏﻴرﻫﺎ " )‪0(1‬‬ ‫‪F7‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻤرﺠﻌﻨــﺎ اﻷﺴﺎﺴــﻲ ﻓــﻲ ﺘــﺎر�ﺦ إﺒ ـراﻫ�م ﻫــﻲ ﺘــوراة اﻟﻴﻬــود ‪ ،‬واﻟﺘــﻲ �ظﻬــر ﻓــﻲ طوﻟﻬــﺎ‬

‫وﻋرﻀﻬﺎ أن ﻤوطن إﺒراﻫ�م ﺤﻴث ُوِﻟد وﻋﺎش ﻫو أور اﻟﻛﻠداﻨﻴﻴن ‪ ،‬ﺜم إﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﺤﺎران ﻤﻊ أﺒ�ـﻪ‬ ‫وزوﺠﺘــﻪ ﺴــﺎرة ‪ ،‬وﻟــوط إﺒــن أﺨ�ــﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﺴــﺘﻘر ﺒﻬــﺎ ﺨﻤــس ﺴــﻨوات ‪ ،‬و�ﻌــد ﻤــوت أﺒ�ــﻪ إﺘﺠــﻪ ﺒــدﻋوة‬ ‫إﻟﻬ�ﺔ إﻟﻰ أرض كﻨﻌﺎن ‪ ،‬وﻫـذا ﻤﺎ أﻴدﻩ اﻟﻌﻬد اﻟﺠدﻴـد أ�ﻀـﺎً ) أع ‪ ، 4 – 2 :7‬ﻋـب ‪، 8 : 11‬‬

‫‪ ( 9‬واﻟﺘــوراة كﻤﺼــدر ﺘــﺎر�ﺨﻲ أﻗــدم ﻤــن اﻟﻘ ـرآن �ــﺄﻛﺜر ﻤــن أﻟﻔــﻲ ﻋــﺎم ‪ ،‬واﻟﻴﻬــود ﻫــم أﺼــﺤﺎب‬

‫اﻹﺨﺘﺼــﺎص اﻟــذﻴن طﺎﻟﻤــﺎ ﺘﻔــﺎﺨروا �ــﺄن أﺒــﻴﻬم إﺒـراﻫ�م ‪ ،‬ﻓﻠــ�س ﻤــن اﻟﻤﻌﻘــوﻝ أن ُ� ِ‬ ‫ﺤرﻓـوا ﻓــﻲ كــﻞ‬

‫اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس �ﻌﻬد�ﻪ ﺘﺎر�ﺦ إﺒراﻫ�م أب اﻵ�ﺎء‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻘـوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ـﺎ ﺒـوﻻ " ﻟـم ﻴـذﻫب إﺒـراﻫ�م إﻟـﻰ ﻤكـﺔ ﻤطﻠﻘـﺎً ‪ ،‬وﻻ ﻴوﺠـد‬

‫أي دﻟﻴﻞ ﺘﺎر�ﺨﻲ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ زارﻫﺎ ‪ ،‬وﻻ ُ�ﻌد دﻟ�ﻼً ﻤﻌﻨﻰ إﺴم ﻗطورة ‪ ،‬وﻻ ﻤﻌﺎﻨﻲ أﺴﻤﺎء أوﻻدﻫﺎ ‪،‬‬ ‫إن إﺒراﻫ�م ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ �ﻤكﺔ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ كﻞ اﻟﻠﻐﺎت ﺘوﺠد أﺴﻤﺎء ﻷﺸﺨﺎص ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ �ﺼﻔﺎﺘﻬم وﻻ‬

‫�ﻤﺴﺎﻛﻨﻬم وﻻ �ﺄﻤﺎﻛن ﻗﺎﻤوا ﺒز�ﺎرﺘﻬﺎ‪0‬‬

‫وﻻ ﻴوﺠد دﻟﻴـﻞ ﻋﻠـﻰ أن اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺒـﻴن إﺒـراﻫ�م ٕواﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ كﺎﻨـت ﻤﺴـﺘﻤرة ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻋﻨـد ﻤـوت‬

‫إﺒراﻫ�م ﺠﺎء إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﻤن ﺒر�ﺔ ﻓﺎران وﺸﺎرك إﺴﺤق ﻓـﻲ دﻓـن أﺒﻴﻬﻤـﺎ ) ﺘـك ‪ ( 9 : 25‬وﻻﺒـد أن‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪29‬‬

‫‪- 442 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪437‬‬


‫ﺒر�ــﺔ ﻓــﺎران كﺎﻨــت ﻗر��ــﺔ ﻤــن ﻤــوطن إﺒ ـراﻫ�م ‪ٕ ،‬واﻻﱠ ﻤــﺎ إﺴــﺘطﺎع إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ أن �ﺼــﻞ ﻓــﻲ وﻗــت‬ ‫ﻤﻨﺎﺴب ﻟﻴدﻓن أ�ـﺎﻩ ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺘﻘـﻊ ﻓـﻲ ﺠﻨـو�ﻲ ﻓﻠﺴـطﻴن ‪ ،‬ﺒـﻴن ﻓﻠﺴـطﻴن وﺴـﻴﻨﺎء �ـﺎﻟﻘرب ﻤـن ﻗـﺎدش‬

‫ﺒرﻨ�ﻊ ‪ ،‬و�رﺠﺢ كﺜﻴر ﻤن اﻟﻌﻠﻤـﺎء أﻨﻬـﺎ ﺘﻘـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺸـﻤﺎﻝ اﻟﺸـرﻗﻲ ﻤـن ﺸـ�ﻪ ﺠز�ـرة ﺴـﻴﻨﺎء ‪ ،‬ور�ﻤـﺎ‬ ‫ﺘﻛون ﻫﻲ أﻴﻠﺔ أو إ�ﻼت اﻟﺤﺎﻟ�ﺔ ) ﺘث ‪ ، 2 : 33‬ﺤب ‪ ( 3 : 3‬و�ﻘـوﻝ آﺨـرون أﻨﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺒر�ـﺔ‬

‫اﻟﺘ�ﻪ ﻓﻲ وﺴط ﻫﻀ�ﺔ ﺴﻴﻨﺎء‪ 0‬و�ﻘوﻝ " ﺒﻴﻨـو روﺘﻨﺒـرج " ‪ Rothenberg Beno‬ﻓـﻲ كﺘﺎ�ـﻪ ﻋـن‬ ‫ﺒر�ﺔ ﷲ أن ﺒر�ﺔ ﻓﺎران كﺎن اﻷﺴم اﻟﻘـد�م ﻟﻛـﻞ ﺸـ�ﻪ ﺠز�ـرة ﺴـﻴﻨﺎء ﻓـﻲ اﻟﻌﺼـور اﻟﻛﺘﺎﺒ�ـﺔ ‪ ،‬ﺤﻴـث‬

‫أﻨﻨــﺎ ﻨﻘ ـ أر ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﺜﻨ�ــﺔ ) ﺘــث ‪ ( 2 : 33‬وﻨﺒــؤة ﺤ�ﻘــوق ) ﺤــب ‪ ( 3 : 3‬أن اﻟــرب ﺠــﺎء أو‬

‫ﺘﻸﻷ ﻤن ﺠﺒﻞ ﻓﺎران ﻟﻤﻌوﻨﺔ ﺸﻌ�ﻪ ‪ ،‬و�ﺠﻤـﻊ ﺒـﻴن ﻓـﺎران وﺴـﻌﻴر وﺘ�ﻤـﺎن ‪ ،‬وﺘﻘـوﻝ دﺒـورة اﻟﻨﺒ�ـﺔ "‬ ‫�ﺎرب ﺒﺨروﺠك ﻤن ﺴﻌﻴر �ﺼﻌودك ﻤن ﺼﺤراء أدوم " ) ﻗض ‪ ( 4 : 5‬ﻤﻤﺎ ﻴرﺠﺢ اﻟظن �ﺄن‬ ‫ﻫذﻩ اﻷﺴﻤﺎء ﺠﻤ�ﻌﻬﺎ كﺎﻨت ﺘطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺼﺤراء اﻟﺸﺎﺴﻌﺔ ‪ ،‬وﻗد ﻟﺠﺄ إﻟﻴﻬﺎ داود �ﻌد ﻤوت‬

‫ﺼﻤوﺌﻴﻞ اﻟﻨﺒﻲ ) ‪ 1‬ﺼم ‪ ( 1 : 25‬وﻓﻲ ﺨروج ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ﻤن ﻤﺼر ﺤﻠوا ﻓﻲ ﺒر�ﺔ ﻓـﺎران )‬

‫ﻋد ‪ ( 12 : 10‬وﻤن ﻫذﻩ اﻟﺒر�ﺔ أرﺴﻞ ﻤوﺴﻰ اﻟﺠواﺴ�س ) ﻋد ‪ ( 16 : 12‬ﻹﺴﺘﻛﺸﺎف أرض‬ ‫كﻨﻌﺎن ) ﻋد ‪ ( 3 : 13‬وﻗد ﻋﺎد اﻟﺠواﺴ�س �ﻌد إﺘﻤﺎم ﻤـﺄﻤور�ﺘﻬم إﻟـﻰ ﺒر�ـﺔ ﻓـﺎران إﻟـﻰ ﻗـﺎدش )‬

‫ﻋد ‪ ( 26 : 13‬و�ﺘﻀﺢ ﻤﻤﺎ ﺴﺒق أن ﺒر�ﺔ ﻓﺎران وﺠﺒ ـﻞ ﻓـﺎران ﻻ �ﻘﻌـﺎ ﻤطﻠﻘـﺎً ﻓـﻲ ﺸـ�ﻪ اﻟﺠز�ـرة‬ ‫اﻟﻌر��ـــﺔ " ) ارﺠـ ــﻊ داﺌـ ـرة اﻟﻤﻌـ ــﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ـــﺔ ﺠـ ـ ـ ‪ 6‬ص ‪ ] ( 3 – 1‬ﻤـــن إﺠﺎ�ـ ــﺎت أﺴـــﺌﻠﺔ ﺴـ ــﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫ﻓﻴـذكر ﻓـﻲ داﺌـرة‬ ‫‪� -3‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ ﺘ�ﻤوﺜﺎوس اﻟﺒرﻤوﺴﻲ " أﻤﺎ ﻤﺎ ﺠـﺎء ﻓـﻲ اﻟﺘـوراة اﻟﺴـﺎﻤر�ﺔ ُ‬ ‫اﻟﻤﻌﺎرف ﻟﻠ�ﺴﺘﺎﻨﻲ اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺘﺎﺴﻊ ص ‪ 408‬اﻵﺘﻲ ‪:‬‬ ‫) أﻤ ــﺎ اﻟﺴ ــﺎﻤر�ون ﻓدﺴ ــﺘور إ�ﻤ ــﺎﻨﻬم ﻫ ــو أﺴ ــﻔﺎر ﻤوﺴ ــﻰ اﻟﺨﻤﺴ ــﺔ وﻫ ــم ﻻ �ﻌﺘرﻓ ــون ﺒ� ــﺎﻗﻲ‬

‫اﻟﻘ ـواﻨﻴن اﻟﻌﺒراﻨ�ــﺔ وﻻ �ﺎﻟﺘﻘﻠﻴــدات اﻟﻔر�ﺴــ�ﺔ ‪ ،‬وﻋﻨــدﻫم ﺘرﺠﻤــﺔ أﺴــﻔﺎر ﻤوﺴــﻰ اﻟﺨﻤﺴــﺔ إﻟــﻰ اﻟﻠﻐــﺔ‬

‫اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ وﻫﻲ ﻟﻐﺔ أرﻤﻴﻨ�ﺔ ﻓﻴﻬﺎ أﻟﻔﺎظ وﺘراﻛﻴب ﻋﺒراﻨ�ﺔ كﺜﻴرة‪ 0‬وأُﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ كﺎﺘﺒﻬﺎ ‪ 00‬وﻗد ﺒـﻴن‬

‫ﺠز�ﻨﻴوس أﻨﻪ كﺎن ﻟﻠﻤﺼﺤﺤﻴن اﻟﺴـﺎﻤر�ﻴن ﻤﻘﺎﺼـد ﺨﺼوﺼـ�ﺔ ﻓـﻲ ﺘوﻓﻴـق ﻨﺴـﺨﺘﻬم ﻹﻋﺘﻘـﺎداﺘﻬم‬

‫اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻹﻋﺘﻘﺎدات اﻹﺴراﺌﻴﻠﻴون ﻓﺤﻤﻠﻬم ذﻟـك ﻋﻠـﻰ إﺠـراء �ﻌـض إﺼـﻼﺤﺎت ﻓﻴﻬـﺎ ﻓﻬـﻞ �ﺼـﻠﺢ‬

‫أن ﻨﺴﺘﺸــﻬد ﺒﻨﺴــﺨﺔ �ﻌﺘﻘــد أﺼــﺤﺎﺒﻬﺎ �ﻤﻌﺘﻘــدات ﺘﺨﺘﻠــﻒ ﻋــن أﻫــﻞ اﻟﺨﺼــوص اﻟﻌﺒ ـراﻨﻴﻴن اﻟــذﻴن‬ ‫كﺎﻨوا ﻋﻠﻰ ﻋداء ﺸدﻴد ﻤﻌﻬم ‪ ،‬وﻟم �ﻌﺘﻘدوا إﻻﱠ �ﻤوﺴـﻰ ﻨﺒ�ـﺎً ﻓﻘـط ‪ ،‬ﺒـﻞ �ﺴـﺘﺨدﻤون اﻵن اﻟﺘـﺎر�ﺦ‬ ‫‪- 443 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪438‬‬


‫اﻟﻬﺠري ﻓﻲ كﺘﺎ�ﺎﺘﻬم ؟! " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -4‬ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ اﻟــدكﺘور ﻴوﺴــﻴ ر�ــﺎض " ﻟــم �كــن ﻹﺒ ـراﻫ�م أي ﻋﻼﻗــﺔ �ﺸــ�ﻪ اﻟﺠز� ـرة‬

‫اﻟﻌر��ﺔ وﻻ �ﻤكﺔ ‪ ،‬ﺒـﻞ أن اﻟﻤﺤـﺎوﻻت ﻟﻠـر�ط ﺒـﻴن أﺴـﻤﺎء إﺒـراﻫ�م ﻤـن ﻗطـورة و�ـﻴن ﺘﺠـﺎرة اﻟﺒﺨـور‬

‫اﻟﻤﺸﻬورة ﻓﻲ ﺸ�ﻪ اﻟﺠز�رة اﻟﻌر��ﺔ ‪ ،‬ﻫﻲ ﻤﺤﺎوﻻت ﺘﻠﻔﻴق وﺘزو�ر ‪ 0‬ﻓﻘد ﺴكن إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ �ـﺎﻟﻘرب‬

‫ﻤن ﻤوطن إﺒراﻫ�م ‪ ،‬وﻟذﻟك ﺸﺎرك ﻓﻲ دﻓن أﺒ�ﻪ ‪ ،‬كﻤـﺎ ﺘـزوج ﻋ�ﺴـو ﻤـن ﺒﻨـت إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ " ] ﻤـن‬

‫إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺘوﻓﻴق ﻓرج ﻨﺨﻠﺔ " ظن اﻟ�ﻌض ﺨطﺄ أن ﻓﺎران ﻤن ﺠ�ﺎﻝ ﻤكـﺔ ‪ ،‬وﻟﻛـن‬

‫ﺴﻴﻨﺎء وﺴﻌﻴر وﻓﺎران ﺠ�ﺎﻝ ﻤﺘﺠﺎورة ﻓﻲ ﺸ�ﻪ ﺠز�ـرة ﺴـﻴﻨﺎء ‪ ،‬ﻓﺸـﻌب ﺒﻨـﻲ إﺴـراﺌﻴﻞ ﻓـﻲ رﺤﻼﺘﻬـم‬

‫�ﻌد ﺨروﺠﻬم ﻤن أرض ﻤﺼر ﻤـروا ﻓﻲ ﺒر�ﺔ ﻓﺎران ) ﻋد ‪ ( 16 : 12 ، 12 : 10‬وﻟـم ﻴـذﻫﺒوا‬

‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟرﺤﻠـﺔ إﻟـﻰ ﻤكـﺔ أو اﻟﺤﺠـﺎز " ) ارﺠـﻊ اﻟﻘـس ﻋﺒـد اﻟﻤﺴـ�ﺢ �ﺴـ�ط – اﻟﻼﻫـوت اﻟـدﻓﺎﻋﻲ‬

‫ﺠـ ‪ 1‬ص ‪ ، 80 – 74‬واﻟﻘﻤص ﻤرﻗس ﻋز�ز – إﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﺘﺤر�ﻒ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ط�ﻌﺔ )‪(14‬‬ ‫ص ‪ ] ( 380‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -6‬ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﻤــﻼك ﺸــوﻗﻲ إﺴــكﺎروس " ﻟــ�س ﻤﻌﻨــﻰ أن أﺴــﻤﺎء ﻗطــورة ﻟﻬــﺎ إرﺘ�ــﺎط‬

‫ﺒﺘﺠــﺎرة اﻟﺒﺨــور ﻓــﻲ اﻟﺠز�ـرة اﻟﻌر��ــﺔ أن إﺒـراﻫ�م كــﺎن ﻟــﻪ ﻋﻼﻗــﺔ ﺒﻬــذا اﻟﻤكــﺎن ‪ ،‬ﻓﻤــﺜﻼً إﺴــم ﻴﻬــوذا‬

‫ﻤرﺘ�ط �ﺎﻟﺤﻤد ‪ ،‬وأﺤﻤد ‪ ،‬وﻤﺤﻤـود ‪ ،‬ﻓﻬـﻞ ﻤﻌﻨـﻰ ﻫـذا أﻨـﻪ ﻋـﺎش ﻓـﻲ اﻟﺠز�ـرة اﻟﻌر��ـﺔ ؟! أو ﻫـﻞ‬

‫ﻷن إﺴ ــم ﻋ�ﺴ ــﻰ ﻤﻨﺘﺸ ــر ﻓ ــﻲ اﻟﺠز�ـ ـرة اﻟﻌر�� ــﺔ ﻓﻬ ــذا �ﻌﻨ ــﻲ أن �ﺴ ــوع اﻟﻤﺴ ــ�ﺢ ﻋ ــﺎش ﻓ ــﻲ ﺘﻠ ــك‬

‫اﻷﻤﺎﻛن أو كﺎن ﻟﻪ إرﺘ�ﺎط ﺒﻬﺎ ؟! " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 497‬كﻴﻴ �ﻘوﻝ اﻟﻛﺘﺎب " وأﻋطﻰ إﺒراﻫ�م إﺴﺤق كﻞ ﻤﺎ كﺎن ﻟـﻪ " ) ﺘـك ‪5 : 25‬‬

‫( ﻤﻊ أﻨﻪ أﻋطﻰ ﻤن أﻤﻼﻛﻪ ﻹﺒﻨﺎﺌﻪ اﻵﺨر�ن " وأﻤﺎ ﺒﻨو اﻟﺴراري اﻟﻠواﺘﻲ كﺎﻨت ﻹﺒراﻫ�م‬ ‫ﻓﺄﻋطﺎﻫم إﺒراﻫ�م ﻋطﺎ�ﺎ " ) ﺘك ‪ ( 26 : 25‬؟‬

‫ج ‪ -1 :‬أﻋطﻰ إﺒراﻫ�م أﺒﻨﺎﺌﻪ ﻤن ﻗطورة ﻋطﺎ�ﺎ وﺼرﻓﻬم ‪ ،‬ﻓﻠم �كن ﻟﻬـم ﻨﺼـﻴ�ﺎً ﻓـﻲ اﻟﻤﻴـراث ‪،‬‬ ‫أﻤﺎ كﻞ ﻤﻴراث إﺒراﻫ�م ﻓﻘد ﺴﻠﻤﻪ إﺒراﻫ�م ﻹﺒﻨﻪ إﺴـﺤق ‪ ،‬وﻫـذا ﻤـن ِﻗﺒـﻞ إطـﻼق اﻟﻛـﻞ ﻋﻠـﻰ اﻟﺠـزء‬

‫‪ ،‬ﻓﻤـﺜﻼً ﻋﻨـدﻤﺎ ﻗــﺎﻝ اﻟﻛﺘـﺎب " وﺠــﺎءت كــﻞ اﻷرض إﻟـﻰ ﻤﺼــر إﻟــﻰ ﻴوﺴـﻴ ﻟﺘﺸــﺘري ﻗﻤﺤـﺎً ﻷن‬ ‫‪- 444 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪439‬‬


‫اﻟﺠــوع كــﺎن ﺸــدﻴداً ﻓــﻲ كــﻞ اﻷرض " ) ﺘــك ‪ ( 57 : 41‬واﻟﻤﻘﺼــود �كــﻞ اﻷرض ﻫﻨــﺎ اﻟﻤﻤﺎﻟــك‬ ‫اﻟﻤﺤ�طــﺔ �ــﺄرض ﻤﺼــر ‪ ،‬ﻓﺄﺒﻨــﺎء ﺴــﺎم ﻓــﻲ أور�ــﺎ ﻟــم �ﻌﺒــروا اﻟ�ﺤــر اﻟﻤﺘوﺴــط ﻟ�ﺸــﺘروا ﻗﻤﺤ ـﺎً ﻤــن‬ ‫ﻤﺼــر ‪ ،‬وﻻ أﻫــﻞ اﻟﻬﻨ ـد واﻟﺴــﻨد ﺠــﺎءوا ﻟ�ﺸــﺘروا ﻗﻤﺤـﺎً ﻤــن ﻴوﺴــﻒ ‪ ،‬وأ�ﻀـﺎً ﻗــد ﻨﻘــوﻝ ﻋــن إﻨﺴــﺎن‬

‫ﻴرﻓض اﻹﺴﺘﻤﺎع أﻨـﻪ وﻀـﻊ أﺼـﺎ�ﻌﻪ ﻓـﻲ أذﻨ�ـﻪ ‪ ،‬واﻟﻤﻘﺼـود أﻨـﻪ وﻀـﻊ إﻨﻤﻠ�ـﻪ ﻓـﻲ أذﻨ�ـﻪ وﻟـ�س‬

‫ﺼوا�ﻌﺔ اﻟﻌﺸرة ‪ ،‬وﻓﻌﻼ ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب " ﻷن اﻟﺤرف �ﻘﺘﻞ وﻟﻛـن اﻟـروح �ﺤﻴـﻲ " ) ‪ 2‬كـو ‪6 : 3‬‬ ‫(‪0‬‬

‫‪- 445 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪440‬‬


‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ‪ :‬ﺇﺳﺤﻖ ﻭﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ‬ ‫) ﺗﻚ ‪( 27 – 25‬‬ ‫س ‪ : 498‬أ – إﻟﻰ أﻴن ﻤﻀت رﻓﻘﺔ ﻟﺘﺴﺄﻝ اﻟرب واﻟﻬ�كـﻞ ﻟـم �كـن ﻗـد ُﺒﻨـﻲ �ﻌـد ) ﺘـك‬ ‫‪ ( 22 : 25‬؟‬ ‫�ﻘـوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ " ‪ } " 00‬وﺘﻘﺎﺘــﻞ اﻟوﻟــدان ﻓـﻲ ﺠوﻓﻬــﺎ ﻓﻘﺎﻟــت إن كــﺎن اﻷﻤــر ﻫكــذا‬

‫ﻓﻤــﺎ ﻟــﻲ واﻟﺤﻤــﻞ وﻤﻀــت ﺘﺴــﺄﻝ اﻟــرب { ) ﺘــك ‪ ( 22 : 25‬ﺒﻴــد أن اﻟﻤؤﻟــﻒ اﻟﻤﻘــدس ﻨﺴــﻰ أن‬ ‫�ﻘوﻝ ﻟﻨﺎ ‪ ،‬إﻟﻰ أﻴن ﻤﻀت رﻓﻘﺔ �ﺎﻟﻀ�ط ﺘﺘﺤدث إﻟﻰ ﻴﻬوﻩ ؟ ﻓﻠم �كوﻨوا ﻗد إﺨﺘرﻋوا اﻟﻬ�كﻞ �ﻌد‬

‫‪ ،‬وكــﺎن ﻴﻬــوﻩ �ظﻬــر ﺤﻴــث �طﻴــب ﻟــﻪ ‪ ،‬وﻤﺘــﻰ طــﺎب ﻟــﻪ ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻋﻠــﻰ أي ﺤــﺎﻝ ﻓﻘــد إﺴــﺘطﺎﻋت‬

‫رﻓﻘﺔ أن ﺘﺴﺄﻟﻪ ‪ ،‬وﻫو ﻟم �ﻀن ﻋﻠﻴﻬﺎ �ﺎﻹﺠﺎ�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F78‬‬

‫ج ‪ :‬ﻗــﺎﻝ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن " وﺘ ـزاﺤم اﻟوﻟــدان ﻓــﻲ �طﻨﻬــﺎ ‪ 0‬ﻓﻘﺎﻟــت إن كــﺎن ﻫكــذا ﻓﻠﻤــﺎذا أﻨــﺎ ‪0‬‬

‫ﻓﻤﻀت ﻟﺘﺴﺄﻝ اﻟرب‪ 0‬ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ اﻟرب ﻓﻲ �طﻨك أ ﱠﻤﺘـﺎن ‪ ) " 00‬ﺘـك ‪ ( 23 ، 22 : 25‬وﺘﻌﺒﻴـر‬

‫" ﻓﻤﻀت " ﻫﻨـﺎ ﻻ �ﻌﺒـر ﻋـن اﻟﻤكـﺎن ﺒـﻞ ﻋـن اﻟﺤﺎﻟـﺔ ‪ ،‬ﻤﺜﻠﻤـﺎ ﻨﻘـوﻝ " وﻤﻀـﻰ ﻓـﻼن ﻓـﻲ ﺤدﻴﺜـﻪ‬ ‫�ﻘوة " ﻓﻬو ﻟم �ﻐﻴر ﻤكﺎﻨﻪ وﻟﻛﻨﻪ إﺴﺘﻤر ﻓﻲ ﺤدﻴﺜﻪ ‪ 00‬ﻓﻤﻀـت رﻓﻘـﺔ ﻟﺘﺴـﺄﻝ اﻟـرب‬

‫‪ 00‬وأﻴـن‬

‫ﻴوﺠد اﻟرب ؟ إن اﻟرب كﺎﺌن ﻓﻲ كﻞ ﻤكﺎن وكﻞ زﻤﺎن ‪ ،‬إذاً �ﻤكن ﻟرﻓﻘﺔ أن ﺘﺴﺄﻝ اﻟرب ﻓﻲ أي‬

‫ﻤكﺎن وأي ﻟﺤظﺔ ‪ ،‬وﻫو ﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ إذ ﻤﻀت ﻟﺘﻛﻠم اﻟرب ‪ ،‬وﻗد إﺴﺘﺠﺎب اﻟرب ﻟﺘﺴﺎؤﻟﻬﺎ وﺠﺎو�ﻬﺎ‬ ‫‪0‬‬

‫ب‪ -‬كﻴﻴ ﻴﺨرج �ﻌﻘوب ﻤن �طن أﻤﻪ ﻗﺎ�ﻀـﺎً ﻋﻠـﻰ ﻋﻘـب أﺨ�ـﻪ إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ ) ﺘـك ‪: 25‬‬ ‫‪ ( 26‬؟‬

‫�ﻘــوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ " ‪ 00 } " 00‬و�ﻌــد ذﻟــك ﺨــرج أﺨــوﻩ و�ــدﻩ ﻗﺎ�ﻀــﺔ �ﻌﻘــب ﻋ�ﺴــو‬

‫ﻓـ ُـدﻋﻲ �ﻌﻘــوب ‪ ) { 00‬ﺘــك ‪ ( 26 – 24 : 25‬ﻏﻨــﻲ ﻋــن اﻟﻘــوﻝ أﻨــﻪ ﻨــﺎد اًر ﻤــﺎ ُﻴوﻟــد طﻔــﻞ وﻫــو‬ ‫ﻤﻤﺴك �ﻌﻘب طﻔﻞ آﺨر ‪ ،‬وﺘﺘﻤﺜـﻞ ﻨـدرة ﻤﺜـﻞ ﻫـذا اﻷﻤـر ﻓـﻲ أﻨـﻪ ﻟـم �ﺤـدث ﻤـﺎ �ﺸـ�ﻪ ذﻟـك ﺤﺘـﻰ‬ ‫اﻵن ‪ ،‬وﻟم ﻨﺴﻤﻊ أﻨﻪ ﺤدث ﻗﺒﻞ ذﻟك "‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F79‬‬

‫‪0‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪118‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪119‬‬

‫‪- 446 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪441‬‬


‫ج ‪ :‬ﻤن أﻴن ﻋﻠم ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ أن وﻻدة طﻔﻞ ﻤﻤﺴكﺎً �ﻌﻘب ﺘوأﻤﻪ أﻤـر ﻤﺴـﺘ�ﻌد ﺘﻤﺎﻤـﺎً ؟ ﻫـﻞ ﺴـﺄﻝ‬

‫اﻟﻌــﺎﻤﻠﻴن ﻓــﻲ ﺤﻘــﻞ أﻤ ـراض اﻟﻨﺴــﺎء ؟! ‪ 00‬وﻫــﻞ ﻗــرر ﺠﻤ�ــﻊ اﻷط�ــﺎء ﻓــﻲ كــﻞ اﻷﻤــﺎﻛن وكــﻞ‬

‫اﻷزﻤﻨــﺔ أن ﻫــذا أﻤــر ﻟـم �ﺤــدث ﻗــط ؟ ‪ 00‬ﻟــو ﻟــم �ﺤــدث ﻫــذا اﻷﻤــر ‪ ،‬ﻓﻤــﺎ ﻫــو اﻟــداﻋﻲ وﻤــﺎ ﻫــو‬

‫اﻟﻬدف ﻤن أن اﻟﻛﺘﺎب ﻴﺨﺘﻠق ﻤﺜﻞ ﻫذا اﻟﺨﺒر اﻟ�ﺴ�ط اﻟـذي ﺠ ـﺎء ﺒ�ﺴـﺎطﺔ ﻓـﻲ ﺴـ�ﺎق اﻟﻘﺼـﺔ ؟!‬

‫‪ 00‬وﻟﻤ ــﺎذا ﻻ ﻨﺄﺨ ــذ اﻷﻤ ــور ﺒ�ﺴ ــﺎطﺔ ﻋوﻀـ ـﺎً ﻋ ــن اﻟﺘﺸ ــك�ك ﻓ ــﻲ اﻟﻛﺘ ــﺎب اﻟﺨﺎﻟ ــد اﻟﻤ ــوﺤﻰ � ــﻪ‬ ‫واﻟﻤﻌﺼوم �ﺎﻟﺘﻤﺎم واﻟﻛﻤﺎﻝ ﻤن أدﻨﻰ ﺨطﺄ ؟!!‬

‫س‪ : 499‬كﻴــﻴ �ﻘــوﻝ إﺴــﺤق ﻋــن رﻓﻘــﺔ زوﺠﺘــﻪ أﻨﻬــﺎ أﺨﺘــﻪ ) ﺘــك ‪ ( 7 : 26‬؟ وﻫــﻞ‬

‫أﺒ�ﻤﺎﻟــك اﻟــذي أراد أن ﻴﺘــزوج �ﺴــﺎرة ﻫــو أﺒ�ﻤﺎﻟــك اﻟــذي أراد اﻟــزواج ﺒرﻓﻘــﺔ ؟ ) ارﺠــﻊ‬

‫ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ – اﻟﺘوراة كﺘﺎب ﻤﻘﱠدس أم ﺠﻤﻊ ﻤن اﻷﺴﺎطﻴر ص ‪0( 121‬‬

‫و�ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴــم ﷴ " ﺘﻛ ـرار ﻨﻔــس ﻗﺼــﺔ إﺒ ـراﻫ�م ﻤــﻊ ﻨﻔــس اﻟﺸــﺨص وﻫــو‬

‫أﺒ�ﻤﺎﻟك ‪ٕ ،‬واذا كﺎن إﺴﺤق ﻗد ﻗﺎﻝ ﻋن رﻓﻘﺔ أﻨﻬﺎ أﺨﺘﻪ ﻓﻤﺎذا ﻗﺎﻝ ﻋن ﻋ�ﺴو و�ﻌﻘـوب ؟ ‪ 00‬إن‬ ‫إﺴــﺤق ﻋــﺎش ﻤــدة طو�ﻠــﺔ ﻓــﻲ أرض اﻟﻔﻠﺴــطﻴﻨﻴﻴن ‪ ،‬وﻋــﺎش أﺒــوﻩ إﺒـراﻫ�م ﻗﺒﻠﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻨﻔــس اﻷرض‬ ‫وﻤﻊ ﻨﻔس اﻟﺸﺨص ‪ 0‬إﻻﱠ �ﻌرف أﺒ�ﻤﺎﻟـك ﻤـن ﻫـم أﺒﻨـﺎء إﺒـراﻫ�م ؟ اﻟﻐﺎﻟـب أن كﺘ�ـﺔ اﻟﺘـوراة أرادوا‬ ‫أن �ﻌﻠﻤوا ﺒﻨـﻲ إﺴراﺌﻴـﻞ أن ﻴﻠﺠﺄوا إﻟﻰ اﻟﺤﻴﻠﺔ ﻤﻬﻤﺎ كﺎﻨت ﻟﺘﻨﻔﻴذ أﻏراﻀﻬم " )‪0(2‬‬ ‫‪F80‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻋﻨدﻤﺎ ذﻫـب إﺴﺤق إﻟﻰ ﺠرار " وﺴﺄﻟﻪ أﻫﻞ اﻟﻤكﺎن ﻋن إﻤرأﺘﻪ ‪ 0‬ﻓﻘﺎﻝ ﻫﻲ أﺨﺘﻲ ‪0‬‬

‫ﻷن ﺨــﺎف أن �ﻘــوﻝ إﻤرأﺘــﻲ ﻟﻌــﻞ أﻫــﻞ اﻟﻤكــﺎن �ﻘﺘﻠــوﻨﻨﻲ ﻤــن أﺠ ـﻞ رﻓﻘــﺔ ﻷﻨﻬــﺎ كﺎﻨــت ﺤﺴــﻨﺔ‬ ‫اﻟﻤﻨظر " ) ﺘك ‪ ( 7 : 26‬وﻟم �كن إﺴﺤق ﺼﺎدﻗﺎً ﻓـﻲ ﻫـذا ‪ ،‬وﻏﺎﻟ�ـﺎً أن إﺴـﺤق ﻋـرف ﻤـﺎ ﻓﻌﻠـﻪ‬ ‫أﺒ ــوﻩ ﻋﻨ ــدﻤﺎ إدﻋ ــﻰ أن ﺴ ــﺎرة أﺨﺘ ــﻪ ) ﺘ ــك ‪ ( 4 – 1 : 20 ، 14 – 10 : 12‬و�ﻘ ــوﻝ اﻟﻘ ــد�س‬

‫ﻴوﺤﻨــﺎ ذﻫﺒــﻲ اﻟﻔــم ﻋــن إﺴــﺤق " ٕواذا كــﺎن ﻟــم �ﻀــﻊ �ﻌــد ﻗدﻤــﻪ ﻓــﻲ اﻟــ�ﻼد ‪ ،‬ﺴــﺄﻟﻪ أﻫــﻞ اﻟﻤكــﺎن ‪:‬‬ ‫وﻤــن ﻫــﻲ رﻓﻘــﺔ ﻫــذﻩ ؟ ﻓﺄﺠــﺎب ‪ :‬ﻫــﻲ أﺨﺘــﻲ ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ ﺨﺸــﻰ أن �ﻐﺘــﺎﻟوﻩ �ﺴــﺒب ﺠﻤــﺎﻝ زوﺠﺘــﻪ ‪00‬‬ ‫َ‬ ‫ر�ﻤــﺎ ﺘــذكر إﺴــﺤق أن إﺒ ـراﻫ�م ﻗــد إﺒﺘــدع ﻨﻔﺴــﻪ ﻫــذﻩ اﻟﺤﻴﻠــﺔ ذات ﻤ ـرة ﻟﻴﻨﻘــذ ﺤ�ﺎﺘــﻪ ﻓــﻲ ظــروف‬ ‫ﻤﻤﺎﺜﻠــﺔ ‪ ،‬ﻟــذﻟك إرﺘــﺄى أن ﻴﺘﺼــرف ﻤﺜﻠــﻪ " )‪ 0(1‬واﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس اﻟــذي ﺴــﺠﻞ اﻟﻘﺼــﺔ �ﺤﺴــ�ﻤﺎ‬ ‫‪F81‬‬

‫ﺠرت ﻻ �ﻘﻊ ﻋﻠ�ﻪ ﻤﺴﺌوﻟ�ﺔ ﺨطﺄ إﺴﺤق أو ﻏﻴرﻩ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ أراد أن �ﻌﻠﻤﻨـﺎ �طر�ـق ﻏﻴـر ﻤ�ﺎﺸـر أن‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪69‬‬ ‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ – ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻧﺒﺎ ﻣﻘﺎﺭ ﺹ ‪320‬‬

‫‪- 447 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪442‬‬


‫اﻵ�ﺎء �ﺸكﻠون ﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وﻗ�م أﺒﻨﺎﺌﻬم‪0‬‬ ‫‪ -2‬أوﻀــﺢ اﻟﻛﺘــﺎب أن ﷲ ﻴﻨﻔــذ ﺨطﺘــﻪ ﻋﺒــر اﻷﺸــﺨﺎص ﺴ ـواء كــﺎﻨوا أﺘﻘ�ــﺎء أو ﺨطــﺎة ‪،‬‬

‫أﻗو�ﺎء أو ﻀﻌﻔﺎء ‪ ،‬وأن ﷲ ﻴﺘـدﺨﻞ ﻓـﻲ اﻟﻠﺤظـﺎت اﻟﺤﺎﺴـﻤﺔ ﻹﻨﻘـﺎذ أوﻻدﻩ رﻏـم ﻀـﻌﻔﺎﺘﻬم ‪ ،‬ﻓﻬـو‬ ‫ﻴﻨﻘذﻫم وﻻ �ﺸﻤت ﺒﻬم ‪ ،‬و�ﻬذا �ظﻬر أن ﻓﻀﻞ اﻟﻘوة ﻟ ﻻ ﻤﻨﺎ ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻏﺎﻟ�ﺎً أﺒ�ﻤﺎﻟك كﺎن ﻟﻘب ُ�طﻠق ﻋﻠﻰ ﻤﻠك ﺠرار ‪ ،‬وﻟ�س إﺴﻤﺎً ﻟﻪ ‪ ،‬ﻤﺜﻠﻤﺎ كﺎﻨوا ﻴدﻋون‬ ‫ﻤﻠك ﻤﺼر �ﻔرﻋون‪0‬‬

‫س‪ : 500‬ﻫــﻞ زرع إﺴــﺤق أرض ﻻ �ﻤﺘﻠﻛﻬــﺎ ؟ وﻫــﻞ اﻷرض اﻟﺼــﺤراو�ﺔ ﺘﻨــﺘﺞ ﻤﺎﺌــﺔ‬

‫ﻀﻌﻴ ) ﺘك ‪ ( 12 : 26‬؟‬

‫�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " اﻟدﻻﻟﺔ واﻀـﺤﺔ وﻤﻌﺒـرة ‪ :‬إﺴـﺤق ﻴـزرع ﻓـﻲ �ـﻼد ﻻ �ﻤﻠـك ﻓﻴﻬـﺎ ﺸـﺒ اًر‬ ‫واﺤداً ﻤـن اﻷرض‪ٕ 0‬واذا ﺘـذكرﻨﺎ أن أرض ﺠـرار ﻟـم ﺘﻛـن ﺴـوى ﺼـﺤراء ﺨﻠو�ـﺔ ﻟـ�س ﻓﻴﻬـﺎ ﺴـوى‬ ‫اﻟرﻤــﺎﻝ واﻟﺤﺠــﺎرة ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﻌﺠﻴ�ــﺔ ﺴــﺘﺒدو أﻋظــم ‪ :‬ﻤوﺴــم �ﻤﺎﺌــﺔ ﻀــﻌﻒ ‪ ،‬وﻓــﻲ اﻟرﻤــﺎﻝ ! ﺘﻘــوﻝ‬

‫اﻟﺘــوراة ‪ :‬أن إﺴــﺤق أﺜــري �ﺴــرﻋﺔ ‪ ،‬وﻫــذﻩ ﻤﺴــﺄﻟﺔ ﺴــﻬﻠﺔ إذا كﺎﻨــت ﻤﺜــﻞ ﺘﻠــك اﻟﻤواﺴــم ﻤوﺠــودة "‬ ‫)‪0(2‬‬

‫‪F82‬‬

‫ج ‪ " -1 :‬ﺠﻴرار ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ داﺌرة أو ﻤﻨطﻘﺔ وﻫﻲ ﻤدﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺴـﻬﻞ ﻓﻠﺴـطﻴن إﻟـﻰ اﻟﺠﻨـوب ﻤـن ﻏـزة‬ ‫) ﺘــك ‪ ( 19 : 10‬ﻋﻠــﻰ اﻟﺤــدود اﻟﺠﻨو��ــﺔ اﻟﻐر��ــﺔ ﻓــﻲ كﻨﻌــﺎن "‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪F83‬‬

‫و�ﺒــدو أن أﻫــﻞ ﺠﻴـرار كــﺎﻨوا‬

‫�ﻌﺘﻤدون ﻋﻠﻰ اﻟرﻋﻲ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻟم ﺘﻛن اﻷرض ﻤﻠﻛﺎً ﻷﺸﺨﺎص �ﻌﻴﻨﻬم ‪ ،‬ﺒﻞ ﻫﻲ ﻤﺸﺎع ﺒﻴـﻨﻬم ‪،‬‬

‫و�ذﻟك إﺴﺘطﺎع إﺴﺤﺎق أن ﻴزرع ﻓﻲ ﺘﻠك اﻷرض ‪ ،‬وﻻﺴ�ﻤﺎ أﻨﻪ ﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺤﻤﺎ�ﺔ ﻤﻠك ﺠﻴرار‬

‫" ﻓﺄوﺼﻰ أﺒ�ﻤﺎﻟك ﺠﻤ�ﻊ اﻟﺸﻌب ﻗﺎﺌﻼً اﻟـذي �ﻤـس ﻫـذا اﻟرﺠـﻞ أو إﻤرأﺘـﻪ ﻤوﺘـﺎً �ﻤـوت " ) ﺘـك‬ ‫‪ ( 11 : 26‬كﻤﺎ أن ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟﻤﻨطﻘﺔ كﺎن ﻗد ﻋﺎش إﺒراﻫ�م ﻓﺘرة ‪ ،‬وﺤﻔر ﻋﺒﻴدﻩ أ�ﺎ اًر ﺜم ط ﱠﻤﺴﻬﺎ‬ ‫اﻟﻔﻠﺴطﻴﻨﻴون ) ﺘـك ‪ ( 15 : 26‬ﻓﻌـﺎد إﺴـﺤق وﻨ�ﺸـﻬﺎ ‪ ،‬وﻗـد أﻏﺘﺼـب رﻋـﺎة ﺠﻴـرار ﻤﻨـﻪ ﺒﺌـر�ن ‪،‬‬

‫أﻤﺎ اﻟﺒﺌر اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻠم ﻴﺨﺎﺼﻤﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺤد " ﻓدﻋﺎ إﺴﻤﻬﺎ رﺤو�وت ‪ 00‬وﻗﺎﻝ أﻨﻪ اﻵن ﻗـد أرﺤـب‬

‫ﻟﻨﺎ اﻟرب وأﺜﻤرﻨﺎ ﻓﻲ اﻷرض " ) ﺘك ‪0( 22 : 26‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪122 ، 121‬‬ ‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 2‬ﺹ ‪518‬‬

‫‪- 448 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪443‬‬


‫‪ -2‬ﻗوﻝ اﻟﻛﺘﺎب " ﻓﺄﺼﺎب ﻓـﻲ ﺘﻠك اﻟﺴﻨﺔ ﻤﺎﺌـﺔ ﻀـﻌﻴ و�ﺎركـﻪ اﻟـرب " ) ﺘـك ‪12 : 26‬‬

‫( ﻗد ﻻ �ﻌﻨـﻲ ﻤﺎﺌـﺔ ﻀـﻌﻒ �ـﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤرﻓـﻲ ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ ﻫـو إﺸـﺎرة ﻟﺘﻤـﺎم اﻟﻛﺜـرة واﻟﺒركـﺔ ‪ ،‬كﻤـﺎ ﺠـﺎء‬ ‫ﻓــﻲ ﻤﺜــﻞ اﻟـزارع " ﻓــﺄﻋطﻰ ﺜﻤـ اًر ‪� 0‬ﻌــض ﻤﺌــﺔ وآﺨــر ﺴــﺘﻴن وآﺨــر ﺜﻼﺜــﻴن " ) ﻤــت ‪( 8 : 13‬‬ ‫و�ﻘــوﻝ اﻷرﺸــﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴــب ﺠــرﺠس " زرع إﺴــﺤق ﺠﻨو� ـﺎً كﻌــﺎدة �ﻌــض اﻟرﻋــﺎة ﻓــﻲ اﻟﺸــرق ‪،‬‬ ‫ﻓ�ــﺎرك ﷲ ﻋﻤﻠــﻪ وأﻨﺘﺠــت أرﻀــﻪ ﻤﺤﺎﺼــﻴﻞ كﺜﻴ ـرة ‪ 0‬وﻗوﻟــﻪ ) ﻤﺎﺌــﺔ ﻀــﻌﻒ ( كﻨﺎ�ــﺔ ﻋــن وﻓ ـرة‬

‫اﻟﻤﺤﺼوﻝ " )‪0(1‬‬ ‫‪F84‬‬

‫‪� -3‬ﻘــوﻝ اﻟﻘــد�س ﻴوﺤﻨــﺎ ذﻫﺒــﻲ اﻟﻔــم " ﺘﻌﺠﺒـوا ﻤﻌــﻲ ﻟﺤكﻤــﺔ ﷲ اﻟﻌﺎﻟ�ــﺔ ! وأﻨظــروا كﻴــﻒ‬

‫أﺜﺒت ﷲ ﻹﺴﺤق اﻟ�ﺎر أﻨﻪ ﺨـﺎﻟق ﺴـﺎﺌر اﻟﻌﻨﺎﺼـر ‪ٕ ،‬واﻨـﻪ ﻓـﻲ إﺴـﺘطﺎﻋﺘﻪ أن �ﺤﻘـق ﻤـﺎ ﻻ �ﻤكـن‬

‫ﺘﺤﻘ�ﻘﻪ ‪ 0‬ﻓكﻤﺎ ﺤدث ﻓﻲ ﺒدء اﻟﺨﻠ�ﻘـﺔ ‪ ،‬أﻤـر ﷲ اﻷرض �كﻠﻤـﺔ ﻗدرﺘـﻪ ﻓﺄﻋطـت ﺜﻤﺎرﻫـﺎ ‪ ،‬ﻓﻬـوذا‬ ‫اﻵن أ�ﻀﺎً ﻤن أﺠﻞ إﺴﺤق �ﺄﻤرﻫﺎ أن ﺘﻌطﻲ ﻤﺎﺌﺔ ﻀﻌﻒ ﻤن اﻟﺤﺒوب‪ 0‬وﻫكذا أﻗﺎم ﺨﺎدﻤﻪ ﻓﻲ‬ ‫وﺴط ﺨﻴـر ﻋﻤـ�م ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ �ﺼـ�ﺢ إﺴـﺤق ﻏﻴـر ﻤﻌﺘـﺎز ﻷﺤـد ‪ ،‬ﻤﺒﻴﻨـﺎً ﻟﻠﺠﻤ�ـﻊ ﺒواﺴـطﺔ ﻫـذا اﻟﻐﻨـﻰ‬

‫اﻟوﻓﻴر أﻨﻪ ﻗد أﻏدق ﻋﻠ�ﻪ أﻋظم اﻟﺒركﺎت " )‪0(2‬‬ ‫‪F85‬‬

‫س‪ : 501‬ﻫــﻞ ُﻋرﻓــت اﻟ�كور�ــﺔ ﻓــﻲ زﻤــن �ﻌﻘــوب ؟ وكﻴــﻴ �ﺴــﺘﻐﻞ ﻨﺒــﻲ ﷲ �ﻌﻘــوب‬ ‫ظروف ﺠوع أﺨ�ﻪ ﻟ�ﺴﻠب ﻤﻨﻪ اﻟ�كور�ﺔ ؟ وكﻴﻴ ﻴﺨـدع أﺒ�ـﻪ اﻟﻀـر�ر ﻟ�ﻘـﻨن ﻤـﺎ ﺴـﻠ�ﻪ‬

‫ﻤن أﺨ�ﻪ ؟ وﻫﻞ واﻓق ﷲ ﻋﻠﻰ �كور�ﺔ �ﻌﻘوب اﻟﺘﻲ إﻗﺘﻨﺎﻫﺎ �ﺎﻟﺨﺴﺔ ؟‬

‫�ﻘـوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﻋﻼء أﺒو �كـر " ﻤـﺎ ﺤﺎﺠـﺔ �ﻌﻘـوب ﻟﻠﺘـﺂﻤر وﺴـرﻗﺔ اﻟﺒركـﺔ ﻤـن أﺒ�ـﻪ ‪ ،‬إذا‬

‫كــﺎن ﻗــد إﺸــﺘراﻫﺎ ﻤــن أﺨ�ــﻪ ﻋ�ﺴــو �طﺒــق ﻋــدس ؟ " ) اﻟﺒﻬر�ــز ﺠـ ـ ‪ 1‬س ‪ ( 411‬وﻓــﻲ ﻤوﻀــﻊ‬

‫آﺨــر �ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﻋــﻼء أﺒــو �كــر " ﻫــﻞ ﺘﺘﺨﻴــﻞ أن اﻟﺒﻨــوة وﺤــق اﻟ�كور�ــﺔ ﻗــد �ﺎﻋﻬــﺎ ﻋ�ﺴــو‬

‫ﻟ�ﻌﻘــوب أﺨ� ـﻪ �طﺒــق ﻋــدس ؟ ‪ 00‬أﻨــﺎ ﻻ أﺼــدق ﻫــذا اﻟﻬ ـراء ‪ ،‬ﻓﻘــد إﺨﺘــرع ﺒﻨــو إﺴ ـراﺌﻴﻞ ﻫــذﻩ‬

‫اﻟروا�ــﺎت ﻹ ازﻟــﺔ اﻟ�كور�ــﺔ ﻋﻤــن أرادوا ‪ ،‬ﻓﺄزاﻟوﻫــﺎ ﻋــن إﺴــﻤﺎﻋﻴﻞ �طــردﻩ ﻫــو أﻤــﻪ ‪ ،‬وأزاﻟوﻫــﺎ ﻋــن‬ ‫ﻋ�ﺴــو ﻤــن أﺠــﻞ وﺠ�ــﺔ ﻋــدس ‪ 00‬وﻟــو كــﺎن ﻫــذا ﺼــﺤ�ﺢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤــﺎذا ﻟﺠــﺄ �ﻌﻘــوب إﻟــﻰ ﺨــداع أﺒ�ــﻪ‬ ‫وﺴـرﻗﺔ ﺤــق اﻟ�كور�ــﺔ واﻟﻨﺒــؤة ﻤــن أﺨ�ــﻪ ﻋ�ﺴــو ﻓ�ﻤــﺎ �ﻌــد ‪ ،‬ﻟدرﺠــﺔ أن ﻋ�ﺴــو ﻓكــر ﻓــﻲ ﻨﻔﺴــﻪ أن‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪211‬‬ ‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ – ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻧﺒﺎ ﻣﻘﺎﺭ ﺹ ‪321‬‬

‫‪- 449 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪444‬‬


‫�ﻘﺘﻞ أﺨ�ﻪ ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪0 ( 288‬‬ ‫و�ﻘوﻝ اﻟـدكﺘور ﻤﺼـطﻔﻰ ﻤﺤﻤـود " أﻤـﺎ اﻟﻨﺒـﻲ إﺴـﺤق ووﻟـداﻩ �ﻌﻘـوب وﻋ�ﺴـو ‪ ،‬ﻓﺘـروي‬

‫ﻟﻨﺎ اﻟﺘوراة ﺤكﺎ�ﺎت ﻋﺠﻴ�ﺔ ﻋن ﻤﺨﺎدﻋﺔ �ﻌﻘوب ﻷﺒ�ـﻪ اﻟﻌﺠـوز اﻟﻀـر�ر ‪ ،‬وكﻴـﻒ أﻨـﻪ ﻟـ�س ﻓـروة‬

‫وﺘﺤﺴـس اﻷب اﻟﻀـر�ر وﻟـدﻩ ورآﻩ ﻤﻐطـﻰ �ﺎﻟﺸـﻌر ‪ ،‬ﻓﻔـرح �ـﻪ وظـن‬ ‫ﻟﻴوﻫم اﻷب أﻨـﻪ ﻋ�ﺴـو ‪00‬‬ ‫ﱠ‬

‫أﻨــﻪ ﻋ�ﺴــو وأﻋطــﺎﻩ اﻟﺒركــﺔ واﻟﻌﻬــد ‪ 00‬و�ــذﻟك أﺼــ�ﺢ ﻨﺒ�ـﺎً ‪ ،‬وﺠــﺎء اﻹﺒــن اﻟﺜــﺎﻨﻲ ﻟ�ﺄﺨــذ اﻟﺒركــﺔ ‪،‬‬

‫وﻓط ــن اﻷب ﻟﻠﺨدﻋ ــﺔ وﻟﻛ ــن �ﻌ ــد ﻓـ ـوات اﻷوان ‪ ،‬ﻓﻘ ــد ذﻫﺒ ــت اﻟﺒرك ــﺔ ‪ ،‬أﺨ ــذﻫﺎ �ﻌﻘ ــوب اﻟﻛ ــذاب‬

‫وﺤرم ﻤﻨﻬـﺎ اﻷخ اﻟطﻴـب اﻟ�ـﺎر ﻋ�ﺴـو ‪ 00‬وﻻ ﻨﻔﻬـم ﻤـن اﻟﻤﺨـدوع ﻫﻨـﺎ‬ ‫اﻟﻤﺨﺎدع وأﺼ�ﺢ ﻨﺒ�ﺎً ‪ُ 00‬‬ ‫‪ 00‬ﻫﻞ ﻫو إﺴﺤﺎق ‪ 00‬؟ ٕوان إﺴﺘطﺎع اﻹﺒن أن ﻴﺨدع أ�ﺎﻩ اﻟﻀر�ر ﻓكﻴـﻒ ﻴﺨـدع ﷲ اﻟﺴـﻤ�ﻊ‬ ‫اﻟ�ﺼــﻴر ﻓــﻲ اﻟﺴــﻤوات وﻫــو اﻟﻤــﺎﻨﺢ اﻟﺤﻘ�ﻘــﻲ ﻟﻠﺒركــﺔ وﻫــو اﻟــذي ﻴﺨﺘــﺎر اﻷﻨﺒ�ــﺎء ‪ 00‬وكﻴــﻒ ﺘﻨﻔــذ‬ ‫ﺒركﺔ ﷲ ﻤن أوﻝ ﻟﻤﺴﺔ ﻓ�ﺴﻠﺒﻬﺎ ﻨﺒﻲ ﻤﺤﺘﺎﻝ وﻻ ﻴ�ﻘﻰ ﻤﻨﻬﺎ ﺸﺊ ﻷﺨ�ﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F86‬‬

‫و�ﻘــوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ " إﻨﻨــﺎ ﻟــن ﻨﺘوﻗــﻒ ﻋﻨــد ﻏ ار�ــﺔ ﻤﺜــﻞ ﻫ ـذا اﻟﻨ ـزاع ﻓــﻲ زﻤــن ﻟــم �كــن ﻗــد‬ ‫ظﻬــر ﻓ�ــﻪ ﺤــق اﻟ�كور�ــﺔ �ﻌــد ‪ ،‬ﻓﻠــم �ــﺄﻤر ﻴﻬــوﻩ إﻻﱠ �ﻌــد زﻤــن طو�ــﻞ ‪� ،‬ــﺄن �ﺄﺨــذ اﻹﺒــن اﻟ�كــر‬

‫ﻨﺼﻴ�ﺎً ﻤﻀـﺎﻋﻔﺎً ﻤـن ﺘركـﺔ أﺒ�ـﻪ ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻨـﺎ ﻟـن ﻨﺴـﺘط�ﻊ ﺘﺠـﺎوز ﻤـﺎ ﻴﺘﺼـﻒ �ـﻪ ﺴـﻠوك �ﻌﻘـوب ﻫـذا‬ ‫ﻤــن ﺨﺴــﺔ وﻨذاﻟــﺔ‪ 0‬ﻓﺤﺴــب اﻟــﻨص اﻟﻤﻘـﱠدس أن ﻋ�ﺴــو كــﺎن �ﻤــوت ﺠوﻋـﺎً ‪ ،‬وأن �ﻌﻘــوب إﺴــﺘﻐﻞ‬ ‫ﺤﺎﻝ أﺨ�ﻪ ﺘﻠك أﺴوأ إﺴﺘﻐﻼﻝ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﻤن ﻤﺒرر ﻟﺴﻠوك �ﻌﻘـوب ؟ إﻨـﻪ ﻟـم �كﺘـﻒ �ـﺄن �ـﺎع ﻋدﺴـﻪ‬

‫ﺒﺜﻤن �ﺎﻫظ ﺠداً ‪ ،‬ﺒﻞ إﺒﺘز أﺨﺎﻩ كﻤﺎ ﻴﺒﺘز ﻗﺎطﻊ اﻟطر�ﻘﺔ اﻟﻔد�ﺔ ﻤـن ﻀـﺤﻴﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﻘـد أرﻏﻤـﻪ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﻗﺴم �ﻤﻴن اﻟﺘﻨﺎزﻝ ﻋـن ﺤﻘوﻗـﻪ ‪ 0‬وﻟـم ﺘﻛـن ﻫـذﻩ اﻟﻤـرة اﻷﺨﻴـرة اﻟﺘـﻲ �ظﻠـم ﻓﻴﻬـﺎ �ﻌﻘـوب ﻋ�ﺴـو ‪0‬‬

‫وﻟﻛن ﻤﺎ ﻫو ﻤوﻗﻒ ﻴﻬوﻩ إزاء ﻫذﻩ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟرﺨ�ﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﺨدع ﻋ�ﺴو ﻓﻴﻬـﺎ �كـﻞ وﻗﺎﺤـﺔ ؟ ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﺼــﻔﻘﺔ اﻟﻬز�ﻠــﺔ ‪ ،‬ﻫــذا اﻟﺘﻨــﺎزﻝ اﻟــذي ﻴﻠﻐ�ــﻪ أي ﻗــﺎض كــﺎن ﻷﻨــﻪ ﻨــﺎﺘﺞ ﻋــن اﻹﺒﺘـزاز ‪ ،‬أﻗـ ﱠـرﻩ ﻴﻬــوﻩ‬

‫ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺤﺎﻤﻲ اﻟﻀﻌﻴﻒ ‪ ،‬اﻟﻤﻨﺘﻘم ﻤن كﻞ ظﺎﻟم ‪ 0‬ﻫذا اﻹﻟﻪ ﺒﺠﻼﻟـﻪ كﻠـﻪ إﻋﺘـرف ﻟ�ﻌﻘـوب �ﺤـق‬

‫أﻗر إﻓﻼس ﻋ�ﺴو " )‪0(1‬‬ ‫اﻟ�كور�ﺔ و ﱠ‬ ‫‪F87‬‬

‫ج ‪ -1 :‬كﺜﻴر ﻤن اﻷﻤور اﻟﺘﻲ ﺠﺎءت ﻓﻲ اﻟﺘوراة كﺎﻨت ﻤﻌروﻓﺔ ﺸﻔﺎﻫﺔ ﻤن ﻗﺒﻞ ‪ ،‬ﻓﻤـﺜﻼً ﺘﻘـد�م‬ ‫اﻟــذ�ﺎﺌﺢ ﻗﺒــﻞ أن �ــﺄﺘﻲ ذكـرﻩ ﻓــﻲ ﺸـر�ﻌﺔ ﻤوﺴــﻰ ‪ ،‬ﻨﺠــد اﻵ�ــﺎء اﻷوﻟــون ﻗــد ﻗــدﻤوا ذ�ــﺎﺌﺤﻬم ‪ ،‬ﻤﺜــﻞ‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪15 - 12‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪120‬‬

‫‪- 450 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪445‬‬


‫آدم ‪ ،‬وﻫﺎﺒﻴــﻞ ‪ ،‬وﻨــوح ‪ ،‬وأﻴــوب ‪ ،‬واﻵ�ــﺎء اﻟ�طﺎركــﺔ إﺒ ـراﻫ�م ٕواﺴــﺤق و�ﻌﻘــوب ‪ 0‬وكــذﻟك ﺒركــﺔ‬ ‫اﻟ�كور�ﺔ ﻗﺒﻞ أن �ﺄﺘﻲ ذكرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺘوراة كﺎﻨت ﻤﻌروﻓﺔ ﺸﻔﺎﻫﺔ ‪ ،‬و�ﻘوﻝ " ﻫﻴر�رت ووﻟﻴ " ‪" 00‬‬

‫ﻋﻨدﻤﺎ �ﺎع ﻋ�ﺴو اﻟ�كور�ﺔ ﻷﺨ�ﻪ �ﻌﻘوب ) ﺘـك ‪ ( 33 : 25‬كـﺎن ذﻟـك إﺘ�ﺎﻋـﺎً ﻟﻌـﺎدة ُذكـرت ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻔﺨﺎر�ــﺎت اﻟﺘــﻲ ُﻋﺜــر ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻨــوزي ‪ Nuze‬وﻓــﻲ ﻨﻔــس اﻟوﻗــت ﻨﺠــد ﻤــن ﻴــﱠدﻋون أن ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟﻔﺨﺎر�ﺎت ﻟم ﺘﺘﻀﻤن ﺸﻴﺌﺎً ﻋﻤﺎ �ﻤكن أن ﻴورث ﻤﺴﺘﻘ�ﻼً ‪ 0‬وﻋﻠﻰ أي ﺤﺎﻝ ﺘوﺠ ـد أﻤﺜﻠ ـﺔ ﻋدﻴ ـدة‬

‫ﻋـ ـن إﻤكﺎﻨﻴ ـﺔ أن ﻴ ـرث أخ ﻤـﺎ �ﻤكـن أن ﻴرﺜـﻪ أخ آﺨـر "‬

‫‪( AN INTRODUCTION TO THE‬‬

‫) ‪0(2) OLD TESTAMENT PENTATEUCH P 117‬‬ ‫‪F8‬‬

‫‪ -2‬ﻤواﻋﻴ ــد ﷲ ﻻﺒ ــد أن ﺘﺘﺤﻘ ــق ‪ ،‬وﻤ ــن اﻟﻤﻔ ــروض أن ﺘﺘﺤﻘ ــق ﺒوﺴ ــﺎﺌﻞ ﺼ ــﺤ�ﺤﺔ ‪ ،‬ﻓﻠ ــو‬

‫ﺴﻌﻰ اﻹﻨﺴﺎن إﻟﻰ ﺘﺤﻘ�ﻘﻬﺎ ﺒوﺴﻴﻠﺔ ﺨﺎطﺌﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذا ﻻ �ﻌﻔﻲ اﻟﻤﺨطﺊ ﻤن اﻟﻤﺴﺌوﻟ�ﺔ ‪ ،‬وﻏﻨـﻲ‬ ‫ﻋـن اﻟﺒ�ــﺎن أن �ﻌﻘـوب ﻟــو ﺴـﻠك ﺒﺈﺴــﺘﻘﺎﻤﺔ ﻟﻨــﺎﻝ اﻟﻤواﻋﻴـد �ــﻼ أدﻨـﻰ ﻤﺘﺎﻋــب ‪ 0‬ﻫـذا ﻤــن ﺠﺎﻨــب ‪،‬‬

‫ﺤﻤ ـﻞ اﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس أﺨطــﺎء اﻷﺸــﺨﺎص ‪ ،‬ﻨﺤــن ﻨﻌﻠــم أﻨــﻪ ﻻ‬ ‫وﻤــن ﺠﺎﻨــب آﺨــر ﻻ �ﻤكــن أن ُﻨ ّ‬ ‫أﺤــد �ﺴــﺘط�ﻊ أن ﻴﺒــرر �ﻌﻘــوب ﻓــﻲ ﺨداﻋــﻪ ‪ ،‬وﻟﻛــن أﺨطــﺎء اﻹﻨﺴــﺎن ﺸــﺊ ‪ ،‬وﺼــﺤﺔ وﺼــدق‬ ‫اﻟﻛﺘﺎب اﻟذي أورد ﻫذﻩ اﻷﺤداث كﻤﺎ ﻫـﻲ ‪� ،‬ﻤـﺎ ﻓﻴﻬـﺎ ﻤـن ﺼـواب وﺨطـﺄ ﺸـﺊ آﺨـر ‪ ،‬وﻻ ﻴﺨﻠـط‬ ‫ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ إﻻﱠ اﻹﻨﺴﺎن اﻟﻤﺘﺤﻴز‪0‬‬ ‫‪� -3‬ﻌﻠق ﻗداﺴـﺔ اﻟ�ﺎ�ـﺎ ﺸـﻨودة اﻟﺜﺎﻟـث ﻋﻠـﻰ ﺘﺼـرف رﻓﻘـﺔ و�ﻌﻘـوب ﻓ�ﻘـوﻝ " ﻋﻴـب رﻓﻘـﺔ‬

‫اﻷﺴﺎﺴﻲ ‪ ،‬أﻨﻬﺎ ﻟم ﺘﻨﺘظر اﻟرب ‪ 00‬ظﻨ ـت أن اﻟـرب ﻗـد ﺘـﺄﺨر ‪ ،‬ﻓﻠﺠـﺄت إﻟـﻰ اﻟطـرق اﻟ�ﺸـر�ﺔ ‪،‬‬ ‫ﻟﺘﺤﻘق ﺒﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬ�ﺔ !! كﺎن ﻴﺠب أن ﺘﺜق �ﺎﻟ وﺼدق ﻤواﻋﻴدﻩ ‪ ،‬وﺘﻨﺘظر اﻟرب ‪ 0‬وﻟﻛﻨﻬﺎ‬

‫وﺠـدت أن اﻟﺴـﺎﻋﺔ اﻟﺤرﺠـﺔ ﻗـد ﺤﻠـت ‪ٕ 0‬واﺴــﺤق أرﺴـﻞ ﻋ�ﺴـو ﻟ�ﺤﻀـر اﻟﺼـﻴد و��ﺎركـﻪ ‪ 0‬ﻟــذﻟك‬ ‫ﻴﺠـ ــب أن ﺘﺘﺼـ ــرف �ﺴـ ــرﻋﺔ ‪ 00‬و�ـ ــدأ ذكﺎؤﻫـ ــﺎ اﻟ�ﺸـ ــري ﻴﺘﺼـ ــرف ‪ 0‬ﻓ ـ ـرأت أن ﻴﻨﺘﺤـ ــﻞ �ﻌﻘـ ــوب‬ ‫ﺸﺨﺼ�ﺔ ﻋ�ﺴو ‪ ،‬و�ﺄﺨذ اﻟﺒركﺔ ﻤن أﺒ�ﻪ �ﺄﺴﻠوب اﻟﺨداع ‪ 00‬و�ﺨط�ﺔ ﻓﻴﻬﺎ كذب وﻏش ! ‪00‬‬

‫ﻟﺤظﺎت ﺤرﺠﺔ ﺠداً ‪ 0‬وﺨطﺎ�ﺎ كذب كﺜﻴرة وﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ �ﻌﻘوب ‪ 0‬وﻤﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﷲ ﺴﺘرﻩ وﻟم‬

‫�كﺸﻔﻪ‪ 0‬ﻤﺎ أﻋﺠب ﺤﻨﺎن اﻟرب ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟﻠﺤظﺎت !! ﺒﻴﻨﻤﺎ كﺎن �ﻌﻘوب �ﻐش و�ﺨـدع و�كـذب ‪،‬‬

‫و�ﻨﺘﺤــﻞ ﺸﺨﺼــ�ﺔ أﺨــرى‪ 0‬وﻻ �ﺤﺘــرم أ�ــﺎﻩ اﻟﻀـر�ر ‪ 00‬وﻤــﻊ ذﻟــك ﻨــرى ﺴــﺘر اﻟــرب ﻋﻠ�ــﻪ ‪ ،‬وﻫــو‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻤـق اﻟﺨط�ـﺔ ‪ ،‬ﻓﻠـم ﻴﻨكﺸـﻒ ﻋﻠـﻰ اﻟـرﻏم ﻤـن كـﻞ ﺸـكوك أﺒ�ـﻪ اﻟﺘـﻲ ﺘـدﻝ ﻋﻠﻴﻬـﺎ أﺴـﺌﻠﺘﻪ ‪00‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﺸﺮﻯ ﺟﺮﺟﺲ ﺧﻠﻴﻞ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺈﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻴﺔ ﻁﻨﻄﺎ‪0‬‬

‫‪- 451 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪446‬‬


‫ر�ﻤﺎ ﻤﺎ كﺎن ﻴﺘﺼور ذﻟك اﻟ�ﺎر أن إﺒﻨﻪ ﻴﺨدﻋﻪ ‪ 0‬وأﺨﻴ اًر �ﺎركﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F89‬‬

‫‪ -4‬ﺘﻘـوﻝ اﻷﺨت اﻷﻛﻠﻴر�ك�ﺔ ﻤﺎرﺠر�ت ﻋزت ﻋزﻤـﻲ – كﻠ�ـﺔ اﻟﻘـد�س أﺜﻨﺎﺴـﻴوس اﻟرﺴـوﻟﻲ‬

‫ﺒــدﻤﻨﻬور " كــﺎن ﺤــق اﻟ�كور�ــﺔ �ﻌــد إﻤﺘ�ــﺎ اًز ﺨﺎﺼـﺎً ﻟﻺﺒــن اﻟ�كــر ‪� ،‬ﻀــﻤن ﻨﺼــﻴ�ﺎً ﻤﻀــﺎﻋﻔﺎً ﻤــن‬ ‫اﻟﻤﻴراث ‪ ،‬وأن �ﺼ�ﺢ اﻹﺒن اﻷﻛﺒر زﻋ�م وكﺒﻴر اﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ‪ ،‬وكﺎن ﻟﻺﺒن اﻟ�كر اﻟﺤق ﻓﻲ ﺒ�ﻊ ﺤق‬

‫اﻟ�كور�ــﺔ أو اﻟﺘﺨﻠــﻲ ﻋﻨــﻪ إذا أ ارد ‪ ،‬ﻓكــﺎن ﻟﻌ�ﺴــو اﻟﺤــق أن ﻴﺒ�ــﻊ �كور�ﺘــﻪ ‪ ،‬وﻟﻛﻨــﻪ ﺒﻬــذا أﺒــدى‬ ‫إﺴــﺘﻬﺎﻨﺔ كﺎﻤﻠــﺔ �ﺎﻟﺒركــﺎت اﻟروﺤ�ــﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘــﺔ �ﺎﻟ�كور�ــﺔ ‪ ،‬وﻷﻫﻤ�ــﺔ اﻟ�كور�ــﺔ واﻟﺒركــﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺒﻬــﺎ‬

‫ﻟﺠﺄ �ﻌﻘوب ﻤﻊ أﻤﻪ رﻓﻘﺔ ﻟﺨداع أﺒ�ﻪ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻀر�ر ‪ ،‬وﻟو ﻟـم ﺘﻛـن اﻟ�كور�ـﺔ ﻟﻬـﺎ أﻫﻤ�ـﺔ ﻤـﺎ كـﺎن‬

‫ﻋ�ﺴو �ﻔكر ﻓﻲ ﻗﺘﻞ أﺨ�ﻪ ‪ 00‬كﺎن ﷲ ﺴﻴ�ﺎرك �ﻌﻘوب �ﺤﺴب وﻋدﻩ اﻟﺴﺎﺒق ﻷﻤﻪ رﻓﻘﺔ ‪ ،‬وكﺎن‬ ‫�ﻌﻘــوب ﺴ�ﺤﺼــﻞ ﻋﻠــﻰ اﻟﺒركــﺔ ﺒــدون ﺘﻌــب وﻻ ﻋﻨــﺎء ‪ ،‬وﻟﻛﻨــﻪ ﻷﻨــﻪ ﺨــدع أ�ــﺎﻩ ﻓﻘــد ﻨــﺎﻝ اﻟﺒركــﺔ )‬

‫ﻷن ﷲ ﺴــﺒق ووﻋــد ﺒﻬــﺎ ( وﻤﻌﻬــﺎ اﻟﻀــﻴق واﻟﺘﻌــب واﻟﻬــرب واﻟﺨــوف " } ﻤــن أ�ﺤــﺎث ﻤــﺎدة اﻟﻨﻘــد‬ ‫اﻟﻛﺘﺎﺒﻲ [‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻤــن ﻗــﺎﻝ أن ﻴﻬــوﻩ أﻗـ ﱠـر ﺘﺼــرف �ﻌﻘــوب ﻓــﻲ ﺘﺼ ـرﻓﻪ ﻫــذا ؟! ‪ 00‬اﻟــذي �طــﺎﻟﻊ اﻟــﻨص‬

‫�ﺸﺊ ﻤـن اﻹﻫﺘﻤـﺎم ﻴـدرك أن ﷲ �ﺴـﺎﺒق ﻋﻠﻤـﻪ إﺨﺘـﺎر اﻟﺒركـﺔ ﻟ�ﻌﻘـوب ﻗﺒـﻞ أن ﻴوﻟـد ‪ 00‬أﻟـم �ﻘـﻞ‬

‫ﷲ ﻟرﻓﻘــﺔ أﺜﻨــﺎء ﻓﺘـرة اﻟﺤﻤــﻞ " ﻓــﻲ �طﻨــك أ ﱠﻤﺘــﺎن ‪ 0‬وﻤــن أﺤﺸــﺎﺌك �ﻔﺘــرق ﺸــﻌ�ﺎن ﺸــﻌب �ﻘــوى‬

‫ﻋﻠﻰ ﺸـﻌب ‪ 0‬وكﺒﻴـر �ﺴـﺘﻌﺒد ﻟﺼـﻐﻴر " ) ﺘـك ‪ ( 23 : 25‬ﻤـﻊ ﻤﻼﺤظـﺔ أﻨـﻪ ﻟـدى ﷲ كـﻞ ﻤـن‬ ‫اﻟﻬدف واﻟوﺴﻴﻠﺔ ﻤﻘدﺴﺎن ‪ ،‬واﻟﻐﺎ�ﺔ ﻻ ﺘﺒرر اﻟوﺴﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ‪ 0‬أﻤﺎ ﺘﺼرف رﻓﻘﺔ اﻟﺨﺎطﺊ‬

‫ﻓﻘ ــد دﻓﻌ ــت ﺜﻤﻨ ــﻪ ﻏﺎﻟ�ـ ـﺎً إذ ﺠﻨ ــت اﻟﺨﺼ ــﺎم ﺒﻴ ـ ـن أﺒﻨﻴﻬ ــﺎ ‪ ،‬وﺼ ــﺎرت ﺤ� ــﺎة �ﻌﻘ ــوب ﻓ ــﻲ ﺨط ــر ‪،‬‬

‫وﺤرﻤـت ﻤـن رؤ�ﺘـﻪ ‪ ،‬وﻤﺎﺘـت وﻟـم ﺘـرﻩ ﻗـط ‪ ،‬وﺘﺼـرف �ﻌﻘـوب‬ ‫ﻓﺼرﻓﺘﻪ �ﻌﻴداً ﻋﻨد ﺨﺎﻟﻪ ﻻ�ﺎن ‪ُ ،‬‬ ‫اﻟﺨﺎطﺊ دﻓﻊ ﺜﻤﻨﻪ ﻏﺎﻟ�ﺎً إذ ﺨدﻋﻪ ﺨﺎﻟﻪ ﻓﻲ زواج ﻟﻴﺌﺔ ‪ ،‬وﺨدﻋﻪ أوﻻدﻩ ﻓﻲ ﻤوت إﺒﻨـﻪ ﻴوﺴـﻒ ‪،‬‬

‫وﻟــوﻻ ﺘﺼــرف رﻓﻘ ــﺔ و�ﻌﻘــوب ﻟﺤﻘ ــق ﷲ وﻋــدﻩ �طر�ﻘ ــﺔ ﻫﺎدﺌــﺔ ﺼ ــﺤ�ﺤﺔ �ــﻼ أ� ــﺔ ﻤﺘﺎﻋــب ﻟﻛ ــﻞ‬

‫ﻤﻨﻬﻤﺎ‪0‬‬

‫و�ﻘــوﻝ ﻗداﺴــﺔ اﻟ�ﺎ�ــﺎ ﺸــﻨودة اﻟﺜﺎﻟــث " ﺴــﺄﻟﻨﻲ أﺤــدﻫم ﻗــﺎﺌﻼً " ﻫــﻞ ﻤــن اﻟﻤﻌﻘــوﻝ أن �كــون‬

‫�ﻌﻘــوب ﻗــد أﺨــذ اﻟﻨﺒــوة ﻋــن طر�ــق اﻟﺨــداع ‪ ،‬ﺤﻴﻨﻤــﺎ ﺨــدع أ�ــﺎﻩ إﺴــﺤق ؟ ﻓ�ﻤــﺎذا أﺠﻴــب ﻋﻠــﻰ ﻫــذا‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺄﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺹ ‪17 - 15‬‬

‫‪- 452 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪447‬‬


‫اﻟﺴؤاﻝ ؟‬

‫اﻟﺠواب ‪ :‬أوﻻً �ﻌﻘوب ﻟم �ﺄﺨذ اﻟﻨﺒوة ﻋن طر�ق اﻟﺨداع ‪ ،‬ﺒﻞ أﺨذ اﻟﺒركﺔ‪0‬‬ ‫إذ ﻗﺎﻝ ﻷﺒ�ﻪ " كﻞ ﻤـن ﺼـﻴدي ﻟﻛـﻲ ﺘ�ـﺎركﻨﻲ ﻨﻔﺴـك " ) ﺘـك ‪ 00 ( 19 : 27‬ﻫـذﻩ ﻫـﻲ اﻟﺒركـﺔ‬

‫اﻟﺘﻲ ُﺤرم ﻤﻨﻬﺎ ﻋ�ﺴو و�كﻰ ﻗﺎﺌﻼً " �ﺎركﻨﻲ أﻨﺎ أ�ﻀﺎ �ﺎ أﺒﻲ " ﻓـرد ﻋﻠ�ـﻪ أﺒـوﻩ ﻗـﺎﺌﻼً " ﻗـد ﺠـﺎء‬ ‫أﺨوك �ﻤكر وأﺨذ ﺒركﺘك " ) ﺘك ‪0 ( 35 ، 34 : 27‬‬

‫ﺜﺎﻨ�ﺎً ‪ :‬وﻤﻊ ذﻟك ﻓﻬذﻩ اﻟﺒركﺔ كﺎﻨت ﻤﻌدة ﻤن ﷲ أﺼﻼً ﻟ�ﻌﻘوب وﻟ�س ﻟﻌ�ﺴو ‪00‬‬ ‫وﻫــذا ﻤــﺎ ﻴﺘﻀــﺢ ﻤــن اﻟﻨﺒــوءة اﻟﺘــﻲ ﻗﻴﻠــت ﻷﻤــﻪ رﻓﻘــﺔ أﺜﻨــﺎء ﺤﻤﻠﻬــﺎ " ﻗــﺎﻝ ﻟﻬــﺎ اﻟــرب ‪ :‬ﻓــﻲ �طﻨــك‬

‫أ ﱠﻤﺘﺎن وﻤن أﺤﺸﺎﺌك �ﻔﺘرق ﺸﻌ�ﺎن ‪ 0‬ﺸﻌب �ﻘوى ﻋﻠـﻰ ﺸـﻌب ‪ 0‬وكﺒﻴـر �ﺴـﻌﺘﺒد ﻟﺼـﻐﻴر " )‬

‫ﺘــك ‪ ( 23 : 25‬كــﺎن ﷲ �ﺴــﺎﺒق ﻋﻠﻤــﻪ اﻹﻟﻬــﻲ �ﻌــرف أﻓﻀــﻠ�ﺔ �ﻌﻘــوب ﻋﻠــﻰ ﻋ�ﺴــو ‪ ،‬ﻓﺈﺨﺘــﺎرﻩ‬

‫ﻟﺘﻠك اﻟﺒركـﺔ ‪ 0‬وﻫكـذا ﻗـﺎﻝ اﻟﻘـد�س ﺒـوﻟس اﻟرﺴـوﻝ ﻓـﻲ اﻟرﺴـﺎﻟﺔ إﻟـﻰ روﻤ�ـﺔ ﺒﺨﺼـوص اﻹﺨﺘ�ـﺎر‬

‫اﻹﻟﻬﻲ " ﺒﻞ رﻓﻘـﺔ أ�ﻀـﺎً وﻫـﻲ ﺤﺒﻠـﻰ ‪ 00‬ﻷﻨـﻪ وﻫﻤـﺎ ﻟـم ُﻴﻠـدا �ﻌـد وﻻ ﻓﻌـﻼ ﺨﻴـ اًر وﻻ ﺸـ اًر ﻟﻛـﻲ‬ ‫ﻴﺜﺒت ﻗﺼد ﷲ ﺤﺴـب اﻹﺨﺘ�ـﺎر ‪ 00‬ﻗﻴـﻞ ﻟﻬـﺎ أن اﻟﻛﺒﻴـر ُ�ﺴـﺘﻌﺒد ﻟﻠﺼـﻐﻴر ‪ 0‬كﻤـﺎ ﻫـو ﻤكﺘـوب‬

‫أﺤﺒﺒت �ﻌﻘوب وأ�ﻐﻀت ﻋ�ﺴو " ) رو ‪0( 13 – 10 : 9‬‬

‫ﺜﺎﻟﺜﺎً ‪ :‬وﻤﻊ ذﻟك ﻻ ﻨﻨكر أن �ﻌﻘوب وﻗﻊ ﻓﻲ ﺨطﻴﺌﺔ اﻟﺨداع ‪ ،‬وﻗد ﻨﺎﻝ اﻟﺠزاء ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪00‬‬

‫ﻓﻘد ﺨدﻋﻪ ﺨﺎﻟﻪ ﻻ�ﺎن ﻓﻲ وﻗت زواﺠﻪ ‪ ،‬وﻗدم ﻟﻪ ﻟﻴﺌـﺔ ﺒـدﻻً ﻤـن راﺤﻴـﻞ ) ﺘـك ‪25 – 23 : 29‬‬

‫( وﺨدﻋــﻪ أ�ﻀ ـﺎً ﻤــن ﺠﻬــﺔ أﺠرﺘــﻪ ‪ ،‬ﻓﻐﻴرﻫــﺎ ﻟــﻪ ﻋﺸــر ﻤ ـرات ) ﺘــك ‪ ( 41 : 31‬وكــذﻟك ﺨدﻋــﻪ‬ ‫أﺒﻨﺎؤﻩ ﻟﻤﺎ �ﺎﻋوا ﻴوﺴﻒ أﺨـﺎﻫم ‪ ،‬وأﺨـذوا ﻗﻤـ�ص ﻴوﺴ ـﻒ وﻏﻤﺴـوﻩ ﻓـﻲ دم ﺘـ�س ذ�ﺤـوﻩ ‪ ،‬وأرﺴـﻠوا‬

‫ﻫــذا اﻟﻘﻤــ�ص اﻟﻤﻠــون إﻟــﻰ �ﻌﻘــوب ﺤﺘــﻰ ﻴﺘﺤﻘــق أن وﺤﺸـﺎً ردﻴﺌـﺎً ﻗــد إﻓﺘــرس ﻴوﺴــﻒ !! " ﻓﻤــزق‬ ‫�ﻌﻘوب ﺜ�ﺎ�ﻪ ووﻀﻊ ﻤﺴﺤﺎً ﻋﻠﻰ ﺤﻘو�ﻪ وﻨﺎح ﻋﻠﻰ إﺒﻨﻪ أ�ﺎﻤﺎً كﺜﻴرة ‪ 00‬ورﻓـض أن ﻴﺘﻌـزى "‬

‫) ﺘك ‪0( 35 – 31 : 37‬‬

‫وﻟﻛن ﺨطﺄ �ﻌﻘوب وﺨداﻋﻪ ﻷﺒ�ﻪ ‪ ،‬ﻟم �ﻤﻨﻊ ﺘﻨﻔﻴذ اﻟﻘﺼد اﻹﻟﻬﻲ ‪00‬‬ ‫وكــﺎن اﻟﻘﺼــد اﻹﻟﻬــﻲ ﻫــو أن �ﺄﺨــذ اﻟﺒركــﺔ ﻓﺄﺨــذﻫﺎ ‪ 0‬أﻤــﺎ كوﻨــﻪ ﻗــد ﻗﻠــق وأﺴــرع ﻟﻴﻨــﺎﻝ اﻟﺒركــﺔ‬

‫�طر�ﻘﺔ ﻤﺨﺎدﻋﺔ كﻤﺎ ﻨﺼﺤﺘﻪ أﻤﻪ ‪ 00‬ﻓﻬذا ﻻ �ﻤﻨﻊ أﻨﻪ كﺎن ﻻﺒد ﺴﻴﻨﺎﻝ اﻟﺒركـﺔ �طر�ﻘـﺔ ﺸـرﻋ�ﺔ‬ ‫روﺤ�ﺔ ﺴﻠ�ﻤﺔ ‪ ،‬ﻟو أﻨﻪ ﻟم �ﻘﻠق وﻟم �ﺴرع " )‪0(1‬‬ ‫‪F90‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻊ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪40 ، 39‬‬

‫‪- 453 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪448‬‬


‫‪� -6‬ﻘوﻝ اﻟﺨوري ﺒوﻟس اﻟﻔﻐﺎﻟﻲ " ﻻﺸك ﻟـو أﻨﻨـﺎ ﻟـو أردﻨـﺎ أن ﻨﺤكـم ﻋﻠـﻰ اﻵ�ـﺎء �ﻤﻌ�ـﺎر‬

‫اﻹﻨﺠﻴـﻞ �كــون ﺤكﻤﻨـﺎ ﻗﺎﺴــ�ﺎً ﻋﻠـﻴﻬم ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ ﻟـو ﺴــﺠﻞ ﷲ ﺠﻤ�ـﻊ ﺨطﺎ�ﺎﻨــﺎ ﻤـن ﻴﻨﺠــو ﻤـن دﻴﻨوﻨﺘــﻪ‬

‫وﻋﻘﺎ�ﻪ ) ﻤز ‪ٕ ( 3 : 130‬واذا أردﻨﺎ أن ﻨﺤكـم ﻋﻠـﻰ �ﻌﻘـوب �ﻤﻌـزﻝ ﻋـن أﺸـﺨﺎص اﻟﻌﻬـد اﻟﻘـد�م‬

‫ﻨكــون ﻟــﻪ ظــﺎﻟﻤﻴن ‪ 00‬إﻨﻤــﺎ ﻨــود أن ﻨﻘــوﻝ أن �ﻌﻘــوب كــﺎن إﻨﺴــﺎﻨﺎً ﺨﺎطﺌ ـﺎً ‪ ،‬واﻟﻛﺘــﺎب اﻟﻤﻘ ـﱠدس‬ ‫�ﺤــدﺜﻨﺎ ﻋــن إﻨــﺎس ﺨــﺎطﺌﻴن أﺨــذﻫم ﷲ �طﺒ�ﻌــﺘﻬم ‪ ،‬ﻓﺄﻗــﺎم ﻤﻌﻬــم ﻋﻬــداً وﺤﻘــق ﻤﻌﻬــم ﻤﺨططــﻪ‬

‫اﻟﺨﻼﺼــﻲ ‪ 0‬وﻋﻨــدﻤﺎ ﻨﺘطﻠــﻊ إﻟــﻰ أوﻏﺴــطﻴﻨوس ‪ ،‬ﻻ ﻨﺘوﻗــﻒ ﻋﻠــﻰ ﺤ�ﺎﺘــﻪ اﻟﺨﺎطﺌــﺔ ﺒــﻞ ﻨﺘﺄﻤــﻞ‬ ‫ﺒﺈﻋﺠﺎب إﻟﻰ ﻤﺎ آﻟت إﻟ�ﻪ ﺤ�ﺎﺘﻪ �ﻌد إرﺘدادﻩ إﻟﻰ ﷲ ‪ ،‬وﻫكـذا ﻨﺘطﻠـﻊ إﻟـﻰ �ﻌﻘـوب �ﻌـد اﻹﺨﺘ�ـﺎر‬

‫اﻟذي ﻋﺎﺸﻪ ﻋﻠـﻰ ﻨﻬـر ﻴﺒـوق إﻨﻘﻠﺒـت ﺤ�ﺎﺘـﻪ ‪ ،‬ﻓﻠـم �ﻌـد رﺠـﻞ اﻟﻛـذب واﻟﺤﻴـﻞ ‪ ،‬ﺒـﻞ رﺠـﻞ اﻹ�ﻤـﺎن‬

‫اﻟذي رأى اﻟرب ﻓﺘﻌﻠق �ﻪ ور�ط ﺤ�ﺎﺘﻪ �ﺤ�ﺎﺘﻪ ‪ 0‬وﺨﻴر دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺘﺒﱡدﻝ ﻫو ﺼـﻼﺘﻪ ﻟﻠـرب‬

‫ﻗﺒﻞ أن ﻴﻠﺘﻘﻲ �ﺄﺨ�ﻪ ﻋ�ﺴو ) ﺘك ‪ 00 ( 13 – 9 : 32‬و�ذكرﻨﺎ اﻟﻛﺎﺘب �ـﺄن �ﻌﻘـوب ﻫـو وارث‬ ‫اﻟوﻋد ‪ ،‬وأن ﻤﻐﺎﻤراﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﺘﻬﺎ ﺘدﺨﻞ ﻓﻲ ﻤﺨطط ﷲ ‪ 0‬ﷲ ﻴﺨطـط ﺨطوطـﺎً ﻤﺴـﺘﻘ�ﻤﺔ ﻏﻴـر‬ ‫ﺨطوطﻨﺎ اﻟﻤﻠﺘو�ﺔ ‪ ،‬و�ﻨﻔذ إرادﺘـﻪ رﻏـم اﻹﻟﺘ�ﺎﺴـﺎت اﻟﺘـﻲ ﺘﺘﻤﻴـز ﺒﻬـﺎ أﻋﻤـﺎﻝ �ﻌﻘ ـوب ‪ 0‬ﻤﻨـذ وﻻدﺘـﻪ‬

‫ﻴﺘﻌﻘب أﺨﺎﻩ و�ﻐﻠ�ﻪ ‪ ،‬و�ﺄﺨذ ﻤن أﺒ�ﻪ ﺒركﺔ ﺘﺠﻌﻠﻪ وارﺜﺎً ﻟﻠوﻋد ‪ ،‬وﷲ ﻴواﻓق ‪ ،‬ﻓ�ﻌـدﻩ �ـﺄن �ﻌط�ـﻪ‬

‫اﻟﻐﻨــﻰ و�ــداﻓﻊ ﻋﻨــﻪ ﺒوﺠــﻪ ﻻ�ــﺎن و�ﺤﻤ�ــﻪ ﻤــن ﻏﻀــب أﺨ�ــﻪ ‪ 0‬آﻤــن �ﻌﻘــوب �ــﺎﻟ ٕوارﺘــ�ط �كﻠﻤﺘــﻪ‬

‫وﻤواﻋﻴدﻩ ‪ ،‬ﻓكﺎن رﺠﻞ اﻟﺜﻘﺔ �ﺎﻟ كﻤﺎ كﺎن إﺒراﻫ�م رﺠﻞ اﻹ�ﻤﺎن " )‪0(2‬‬ ‫‪F91‬‬

‫‪ -7‬ﻤﺎ ذكر ﻤن كﻼم ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ ﻓﻲ اﻟﺴؤاﻝ ﻓﻬو اﻟﻛﻼم اﻟﻤﻬذب اﻟذي ﺘـم اﻹﺠﺎ�ـﺔ ﻋﻠ�ـﻪ ‪،‬‬

‫وﻟﻛن ﻤﺎ أﻛﺜر ﻋ�ﺎراﺘـﻪ اﻟﺒذﻴﺌـﺔ اﻟﺠﺎرﺤـﺔ ‪ 0‬وﺨﻴـر رد ﻋﻠـﻰ ﻤﺜـﻞ ﻫـذﻩ اﻟﺴـﺨﺎﻓﺎت ﻫـو ﻋـدم اﻟـرد ‪،‬‬ ‫ٕوان ﻤﺎ دﻋﺎﻨﻲ ﻟـذكر ﻤﺜـﻞ ﺘﻠـك اﻟﻌ�ـﺎرات ﻫـو كﺸـﻒ اﻟﺤﻘـد اﻟـدﻓﻴن اﻟﻛـﺎﺌن �ﻘﻠـب إﺒﻠـ�س اﻟﻤﺠـدف‬ ‫وأوﻻدﻩ ﺘﺠﺎﻩ ﷲ اﻟﻤﺤب اﻟﻌﺎدﻝ‪0‬‬

‫س‪ : 502‬ﻟﻤﺎذا ﻟم �ﺴﺤب إﺴﺤق اﻟﺒركﺔ ﻤن �ﻌﻘوب اﻟﻤﺨـﺎدع ) ﺘـك ‪29 – 18 : 27‬‬

‫ﻴ�كﺘﻪ و�ؤّﻨ�ﻪ ﺒﻞ ﱠ‬ ‫أﻗر ﻟﻪ ﻫذﻩ اﻟﺒركﺔ ﻤرﺘﻴن " ﻓﻤن ﻫو اﻟـذي إﺼـطﺎد ﺼـﻴداً‬ ‫( وﻟﻤﺎذا ﻟم ّ‬ ‫إﻟﻲ ﻓﺄﻛﻠت ﻤن اﻟﻛﻞ ﻗﺒﻞ أن ﺘﺠــﺊ و�ﺎركﺘﻪ‪ 0‬ﻨﻌم و�كون ﻤ�ﺎركﺎً " ) ﺘـك ‪: 27‬‬ ‫وأﺘﻰ �ﻪ ﱠ‬ ‫‪ " 00 ( 33‬ﻓــدﻋﺎ إﺴــﺤق �ﻌﻘــوب و�ﺎركــﻪ وأوﺼــﺎﻩ وﻗــﺎﻝ ﻟــﻪ ﻻ ﺘﺄﺨــذ زوﺠــﺔ ﻤــن ﺒﻨــﺎت‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪366 ، 365‬‬

‫‪- 454 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪449‬‬


‫كﻨﻌﺎن ‪ 00‬وﷲ اﻟﻘدﻴر ﻴ�ﺎركك و�ﺠﻌﻠك ﻤﺜﻤ اًر و�ك ّﺜـرك ﻓﺘﻛـون ﺠﻤﻬـو اًر ﻤـن اﻟﺸـﻌوب ‪0‬‬ ‫و�ﻌط�ك ﺒركﺔ إﺒراﻫ�م ﻟك وﻟﻨﺴك ﻤﻌك ‪ 0‬ﻟﺘرث أرض ﻏر�ﺘك اﻟﺘﻲ أﻋطﺎﻫـﺎ ﷲ ﻹﺒـراﻫ�م‬

‫" ) ﺘك ‪ ( 4 – 1 : 28‬؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘــد رﺴــم ﷲ �ﺴــﺎﺒق ﻋﻠﻤــﻪ اﻟﺒركــﺔ ﻟ�ﻌﻘــوب ‪ ،‬ﻗﺒــﻞ وﻻدﺘــﻪ ‪ ،‬وﻗــﺎﻝ ﻷﻤــﻪ وﻫــﻲ ﺤﺒﻠــﻰ‬ ‫�ﺄﺒﻨﻴﻬــﺎ " ﻓــﻲ �طﻨــك أ ﱠﻤﺘــﺎن وﻤــن أﺤﺸــﺎﺌك �ﻔﺘــرق ﺸــﻌ�ﺎن ‪ 0‬ﺸــﻌب �ﻘــوى ﻋﻠــﻰ ﺸــﻌب وكﺒﻴــر‬

‫ُ�ﺴــﺘﻌﺒد ﻟﺼــﻐﻴر " ) ﺘـك ‪ ( 23 : 25‬وﻻﺒــد أن رﻓﻘــﺔ ﻗــد أﺨﺒــرت زوﺠﻬــﺎ إﺴــﺤق ﺒﻬــذﻩ اﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ ‪،‬‬ ‫وﻟﻛن إذ أراد إﺴﺤق أن �ﺴﻠك اﻟﻤﺴﻠك اﻟطﺒ�ﻌﻲ ‪� ،‬ﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﻤﻴﻠـﻪ ﻟﻌ�ﺴـو رﺠـﻞ اﻟﺼـﻴد أراد‬ ‫أن �ﻤﻨﺢ ﻟﻪ اﻟﺒركﺔ ‪ ،‬وﺤدث ﻤﺎ ﺤدث ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ﻋﺎد ﻋ�ﺴو ﺼرخ ﺼرﺨﺘﻪ اﻟﻤرة ‪ ،‬أدرك إﺴﺤق‬

‫إﻨﻪ ﻗد ﺘ ﱠﻤم ﻗوﻝ ﷲ ٕوارادﺘﻪ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻟم ﻴﺠرؤ أن ﻴﺘراﺠﻊ ‪ ،‬ﺒﻞ ﺜﺒت ﻫذﻩ اﻟﺒركﺔ ﻤرﺘﻴن‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻴرى اﻟﻘد�س أﻏﺴطﻴﻨوس ﻟو أن اﻷﻤور كﺎﻨت ﺘﺴﻴر وﻓﻘﺎً ﻟﻠﻤﻨطق اﻟ�ﺸري كـﺎن ﻻﺒـد‬

‫أن ﻴﻠﻌن إﺴﺤق �ﻌﻘوب ‪ ،‬وﻟﻛن ﺤدث اﻟﻌكس ﻓ�ﻘوﻝ " ﻋﻨدﻤﺎ أدرك أﻨﻪ �ﺎرك واﺤداً ﻋوﻀﺎً ﻋن‬ ‫اﻵﺨــر ‪ :‬ﻓﻤــن �كــون ﻫــذا ؟ إﻻﱠ أﻨــﻪ ﻟــم �ﺸــﺘ ِك ﻤــن كوﻨــﻪ ﻗــد ُﺨــدع ‪ ،‬ﺒــﻞ ﺤﻴﻨﻤــﺎ أُﺴــﺘﻌﻠن ﻟــﻪ اﻟﺴــر‬ ‫ﺘﺤﺎﺸﻰ اﻟﻐﻀب ﻓـﻲ أﻋﻤـﺎق ﻗﻠ�ـﻪ وأﻛـد اﻟﺒركـﺔ ‪ 00‬ﻓﻤـن ذا اﻟـذي ﻻ ﻴﺘوﻗـﻊ اﻟﻠﻌﻨـﺔ ﻫﻨـﺎ ﻤـن رﺠـﻞ‬

‫ﻏﺎﻀــب إذا كﺎﻨــت ﻫــذﻩ اﻷﻤــور ﻗــد ﺠــرت ﻤﺠــرى اﻷﺤــداث اﻷرﻀــ�ﺔ وﻟــ�س ﺒﺈﻟﻬــﺎم ﻤــن ﻓــوق ؟!‬

‫ـﺎﻟﻨﺒوة ﻋﻠــﻰ اﻷرض وﻟﻛﻨﻬــﺎ ﺴــﻤﺎو�ﺔ ‪ ،‬ﺒواﺴــطﺔ‬ ‫ﻓ�ﺎﻟﻬــﺎ ﻤـ ـن أﻤــور ﻗــد ُﻋﻤﻠــت ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬــﺎ ُﻋﻤﻠــت �ـ ﱠ‬ ‫اﻟ�ﺸر وﻟﻛﻨﻬﺎ إﻟﻬ�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F92‬‬

‫ﻟ‪:‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث " إن ﻋ�ﺴو ﻟم �كن أﻤﻴﻨﺎً ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪ 0‬وﻻ ﻷﺨ�ﻪ ‪ ،‬وﻻ‬ ‫ﻟــم �ك ـن أﻤﻴﻨـﺎً ﻟﻨﻔﺴــﻪ ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ �ــﺎع �كور�ﺘــﻪ ‪ 00‬و�ﺎﻋﻬــﺎ ﺒــﺜﻤن رﺨــ�ص ‪� ،‬ﺄﻛﻠــﺔ ﻋــدس )‬

‫ﺘك ‪ ( 32 : 25‬وﻫكذا �ﺎع اﻟروﺤ�ﺎت ‪ ،‬وأﺨذ ﺒدﻻً ﻤﻨﻬﺎ اﻟﻤﺎد�ﺎت " وأﺤﺘﻘر اﻟ�كور�ﺔ " !‬

‫وﻋﻨــدﻤﺎ �ــﺎع اﻟ�كور�ــﺔ ﻟــم �كــن أﻤﻴﻨ ـﺎً ﻟ ‪ 0‬ذﻟــك ﻷن اﻟ�كور�ــﺔ وﻗﺘــذاك كﺎﻨــت ﺘﺤﻤــﻞ ﻓــﻲ‬

‫ﺒركﺎﺘﻬـﺎ اﻟﻛﻬﻨوت ‪ 00‬ﺒﻞ كﺎﻨت ﺘﺤﻤﻞ ﺸﻴﺌﺎً أﻫم ‪ ،‬وﻫو أﻨﻪ ﻤن ﻨﺴـﻞ ﻫـذا اﻟ�كـر ﺴـ�ﺄﺘﻲ اﻟﻤﺴـ�ﺢ‬ ‫‪00‬‬ ‫وﻟم �كن ﻋ�ﺴـو أﻤﻴﻨـﺎً ﻷﺨ�ـﻪ أ�ﻀـﺎً ‪ 00‬إذ كﻴـﻒ ﻴـﻨﻘض إﺘﻔﺎﻗـﻪ ﻤﻌـﻪ‪ 0‬كﻴـﻒ �ﻌـد أن �ـﺎع‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ – ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻧﺒﺎ ﻣﻘﺎﺭ ﺹ ‪337‬‬

‫‪- 455 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪450‬‬


‫اﻟ�كور�ﺔ ‪� ،‬ـﺄﺘﻲ إﻟـﻰ أﺒ�ـﻪ و�ﻘـوﻝ ﻟـﻪ " أﻨـﺎ �كـرك ﻋ�ﺴـو " ) ﺘـك ‪ ( 32 : 27‬؟! و�طﺎﻟـب ﺒﺒركـﺔ‬

‫ﻫذﻩ اﻟ�كور�ﺔ ! أﻤﺎ كﺎن اﻷﺠدر أن �ﻘوﻝ ﻷﺒ�ﻪ ‪ :‬ﻟﺴت أﺴﺘﺤق ﻫذﻩ اﻟ�كور�ﺔ ‪ ،‬ﻷﻨﻲ �ﻌﺘﻬﺎ‪0‬‬

‫وﻫــو ﻟــم ﻴ�ــﻊ اﻟ�كور�ــﺔ ﻓﻘــط ‪ٕ ،‬واﻨﻤــﺎ ﺤﻠــﻒ ﻷﺨ�ــﻪ ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ) ﺘــك ‪ ( 33 : 25‬أي أﺸــﻬد‬ ‫ﻋﻠﻰ ذﻟك ‪ 0‬ﻟذﻟك ﻓﻬو �طﺎﻟب �ﺤق ﻟ�س ﻟﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F93‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ اﻟﺨوري ﺒوﻟس اﻟﻔﻐـﺎﻟﻲ " أﻤـﺎ دور إﺴـﺤق ﻓـﻲ كـﻞ ﻫـذا اﻟﻔﺼـﻞ ﻓﻬـو دور اﻟـذي‬

‫ﻴوﺠﻪ ﷲ ﻴدﻩ ﻓﻴ�ﺎرك ﻤـن ﻴر�ـد ﷲ أن ﻴ�ﺎركـﻪ ‪ ،‬واﻟـذي ﻴـﺘﻠﻔظ ﻓﻤـﻪ �ﺎﻟﻛﻠﻤـﺎت اﻟﺘـﻲ ﻴـوﺤﻲ ﺒﻬـﺎ ﷲ‬

‫إﻟ�ــﻪ دون أن �ﺴــﺘط�ﻊ اﻟرﺠــوع ﻋﻨﻬــﺎ ‪ 00‬وﻤــﻊ أﻨــﻪ ﻋــرف أﻨــﻪ أﺨطــﺄ اﻟﺸــﺨص اﻟــذي ﻨــوى أن‬ ‫ﻴ�ﺎركﻪ إﻻﱠ أﻨﻪ ﻤﺎ ﻗدر أن ﻴرﺠﻊ ﻋن كﻼﻤﻪ " )‪0(2‬‬ ‫‪F94‬‬

‫‪ -5‬ﻴوﻀﺢ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ أن اﻟﻌرف ﺤﻴﻨذاك ﺠرى ﻋﻠﻰ أن اﻟذي �ﻌطـﻲ وﻋـداً ﻻ ﻴرﺠـﻊ‬ ‫ﻓ� ــﻪ ‪ ،‬ﻓ�ﻘ ــوﻝ " و�ﺴ ــﺠﻞ ﻟﻨ ــﺎ أﺤـ ـد أﻟـ ـواح ﻨ ــوزي ﻗﺼ ــﺔ ﻟﻘﻀ ــ�ﺔ إﻤـ ـرأة كﺎﻨ ــت ﺴ ــﺘﺘزوج ﻤ ــن أﺤ ــد‬ ‫اﻷﺸــﺨﺎص ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻟﻐﻴـرة دﻓﻌــت أﺨوﺘــﻪ إﻟــﻰ ﻤﻘﺎوﻤــﺔ اﻷﻤــر ‪ ،‬إﻻﱠ أن اﻟرﺠــﻞ ر�ــﺢ اﻟﻘﻀــ�ﺔ ﻷن‬ ‫أ�ــﺎﻩ كــﺎن ﻗــد ﻗــدم وﻋــداً ﺸــﻔﻬ�ﺎً ﻟــﻪ �ــﺄن ﻴزوﺠــﻪ ﻫــذﻩ اﻟﻤ ـرأة‪ 0‬كﺎﻨــت اﻟﺘﺼ ـر�ﺤﺎت اﻟﺸــﻔﻬ�ﺔ آﻨــذاك‬ ‫ﺘﺤﻤﻞ أﻫﻤ�ﺔ ﺨﺎﺼﺔ وﻟ�س كﻤﺎ ﻫو اﻟﺤﺎﻝ اﻟﻴوم ‪ 0‬ﻟﻘد أﺘت ﻨﺼوص " ﻨوزي " ﻤن ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ‬

‫ﻟﺘﻠك اﻟﻤذكورة ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن " )‪0(1‬‬ ‫‪F95‬‬

‫كﻤ ــﺎ �ﻘ ــوﻝ ﺠـــوش ﻤكـــدو�ﻞ " �ﺼ ــﻒ " ج‪ 0‬أرﺸ ــﺘﺎراﻴت " ﻫ ــذا اﻷﻤ ــر ﻗ ــﺎﺌﻼً ‪ :‬كﺎﻨ ــت‬

‫ﺘﺼـر�ﺤﺎت اﻟﺒركــﺔ اﻟﺸــﻔﻬ�ﺔ أو وﺼــﺎ�ﺎ ﻤــﺎ ﻗﺒــﻞ اﻟﻤــوت ﻤﻌروﻓــﺔ وﻤﻘﺒوﻟــﺔ ﻓــﻲ ﻨــوزي وﻓــﻲ ﻤﺠﺘﻤــﻊ‬

‫اﻵ�ـﺎء اﻷوﻟـﻴن ‪ 0‬وكﺎﻨـت ﻫــذﻩ اﻟﺘﺼـر�ﺤﺎت ذات أﻫﻤ�ـﺔ كﺒﻴـرة ﺤﺘــﻰ أﻨـﻪ ﻻ �ﻤكـن اﻟرﺠﻌـﺔ ﻓﻴﻬــﺎ‪0‬‬ ‫وﻨﺤن ﻨذكر كﻴﻒ أن إﺴـﺤق ﻗـد ﺼـﱠدق ﻋﻠـﻰ كﻠﻤﺘـﻪ ﺤﺘـﻰ �ﻌـد أن أﻏﺘﺼـب �ﻌﻘـوب ﻫـذﻩ اﻟﺒركـﺔ‬

‫�ﺄﺴﺎﻟﻴب اﻟﺨداع } ﻓﺈرﺘﻌد إﺴـﺤق إرﺘﻌـﺎداً ﻋظ�ﻤـﺎً ﺠـداً ‪ 0‬وﻗـﺎﻝ ﻓﻤـن ﻫـذا اﻟـذي إﺼـطﺎد ﺼـﻴداً‬ ‫إﻟﻲ ﻓﺄﻛﻠــت ‪ 00‬ﻨﻌــم و�كون ﻤ�ﺎركﺎً { ) ﺘك ‪0 (2) " ( 33 : 27‬‬ ‫وأﺘﻰ ﺒــﻪ ﱠ‬ ‫‪F96‬‬

‫‪� -6‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ أﻏﺴــطﻴﻨوس اﻷﻨ�ــﺎ ﺒــوﻻ " ﻟﻘــد إرﺘﻌــد إﺴــﺤق إرﺘﻌــﺎداً ﻋظ�ﻤـﺎً ) ﺘــك ‪: 27‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺗﺄﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺹ ‪23‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪316 ، 315‬‬ ‫ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍ ً ﺹ ‪140‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪140‬‬

‫‪- 456 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪451‬‬


‫‪ ( 33‬ﻟ�س �ﺴﺒب اﻟﺨداع ﻓﻘط ‪ ،‬وﻟﻛن ﻷﻨﻪ كﺎن �ﺤب ﻋ�ﺴو و�ﻌرف أﻨﻪ �ﺎع اﻟ�كور�ﺔ ‪ ،‬وكـﺎن‬ ‫ﻴر�د أن �ﻌط�ﻪ اﻟﺒركﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻤـن أﻨـﻪ كـﺎن �ﻌـرف ﻤـﺎ ﺴـ�ﺤدث ﻷن ﷲ ﻗـﺎﻝ ﻗﺒـﻞ أن ﻴوﻟـد "‬

‫كﺒﻴر ُ�ﺴﺘﻌﺒد ﻟﺼﻐﻴر " ) ﺘك ‪ ( 23 : 25‬ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻤن رﻏ�ﺔ إﺴـﺤق ﻓـﻲ أن ﻴ�ـﺎرك ﻋ�ﺴـو ‪،‬‬ ‫ﻓﻘد ﺘﺤﻘق كﻼم اﻟرب وﻫﺎ ﻫو ﻗد �ﺎرك �ﻌﻘوب ‪ ،‬ﻓكﺎن ﻴـرى ﻤـﺎ ﻴـﺘم ﻓـﻲ ﺤﻴﻨـﻪ‪ 0‬ﻓﻬـﻞ ﻓـﻲ ﻤوﻗـﻒ‬ ‫كﻬذا ﻴﻨﺸﻐﻞ �ﺎﻟﺘﺄﻨﻴب واﻟﺘﺄدﻴب ؟! " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " كﺎن إﺴﺤق �ﻌﻠـم �ـﺄن ﻋ�ﺴـو ﺘﻨـﺎزﻝ‬

‫ﻋــن اﻟ�كور�ــﺔ ﻟ�ﻌﻘــوب ‪ ،‬وأ�ﻀ ـﺎً �ﻌﻠــم ﻤــﺎ ﻗﺎﻟــﻪ اﻟــرب �ــﺄن اﻟﻛﺒﻴــر ُ�ﺴــﺘﻌﺒد ﻟﻠﺼــﻐﻴر أي ﻋ�ﺴــو‬ ‫ﻟ�ﻌﻘوب ‪ ،‬وﻋﻨـدﻤﺎ أﺨـذ �ﻌﻘـوب اﻟﺒركـﺔ ﻤـن أﺒ�ـﻪ �ﻤكـر كـﺎن ﻫـذا �ﺴـﻤﺎح ﻤـن اﻟـرب وﻟـذﻟك إرﺘﻌـد‬ ‫إﺴــﺤﺎق ﻷﻨــﻪ ﻋﻠــم أن ﻨﻴﺘــﻪ ﻓــﻲ إﻋطــﺎء اﻟﺒركــﺔ ﻟﻌ�ﺴــو ﻤﺨﺎﻟﻔــﺔ ﻹرادة اﻟــرب وأن ﻤــﺎ ﺤــدث كــﺎن‬

‫�ﺴﻤﺎح ﻤن اﻟرب ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻟم ﻴﻠم رﻓﻘﺔ وﻻ �ﻌﻘوب ‪ ،‬ﺒﻞ ﻗﺎﻝ ‪ :‬ﻨﻌـم و�كـون ﻤ�ﺎركـﺎً ‪ ،‬أي ﻨﻌـم ﻫـذﻩ‬

‫إرادة اﻟرب‪0‬‬

‫وﻗﺒ ــﻞ أن �ﻤ ــوت إﺴ ــﺤق ك ــﺎن �ﻘ ــوم ﺒ ــﺈﺠراء طﻘ ــس ُ�ﺴ ــﻤﻰ " اﻟﺒرك ــﺔ " ﺤﻴ ــث �ﺴ ــﻠم رﺴ ــﻤ�ﺎً‬ ‫اﻟ�كور�ﺔ ﻟﻠوارث اﻟﺤﻘ�ﻘﻲ ‪ ،‬وﻤﻊ أن اﻹﺒن اﻟ�كر كﺎن ﻟﻪ ﺤق اﻟ�كور�ﺔ �ﺤكـم ﻤوﻟـدﻩ ‪ ،‬إﻻﱠ أﻨـﻪ ﻟـم‬

‫�كــن �ﻤﻠــك ﻫــذا اﻟﺤــق إﻻﱠ �ﻌــد أن ﻴﻨطــق أﺒــوﻩ �ﺎﻟﺒركــﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﺒــﻞ إﻋطــﺎء اﻟﺒركــﺔ �ﺴــﺘط�ﻊ اﻷب أن‬

‫�ﺄﺨذ ﺤق اﻟ�كور�ﺔ ﻤن اﻹﺒن اﻷﻛﺒر و�ﻌط�ـﻪ ﻟﻤـن ﻫـو أﻛﺜـر إﺴـﺘﺤﻘﺎﻗﺎً ‪ ،‬وﻟﻛـن �ﻌـد ﻤـﻨﺢ اﻟﺒركـﺔ‬ ‫ﻟــم �كــن ﻤﻤكﻨ ـﺎً ﺴــﺤب ﻫــذا اﻟﺤــق ‪ ،‬وﻟﻬــذا كــﺎن اﻵ�ــﺎء ﻴﻨﺘظــرون إﻟــﻰ وﻗــت ﻤﺘــﺄﺨر ﻓــﻲ اﻟﺤ�ــﺎة‬ ‫ﻹﻋطــﺎء ﻫــذﻩ اﻟﺒركــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻻ �ﻤكــن أن ﺘﺘﻐﻴــر �ﻌــد ذﻟــك ‪ ،‬وﻤــﻊ أن �ﻌﻘــوب كــﺎن ﻗــد أﺨــذ ﺤــق‬ ‫اﻟ�كور�ــﺔ ﻤــن أﺨ�ــﻪ اﻷﻛﺒــر ﻤﻨــذ ﺴــﻨوات ﻋدﻴــدة إﻻﱠ أﻨــﻪ كــﺎن �ﺤﺘــﺎج إﻟــﻰ ﺒركــﺔ أﺒ�ــﻪ ﻟﻴﺠﻌــﻞ ﻫــذا‬

‫اﻟﺤق ﺜﺎﺒﺘﺎً ﻟﻪ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -8‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤـﻼك ﺸـوﻗﻲ إﺴـكﺎروس " ﻟﻘـد ﺸـرع إﺴـﺤق ﻓـﻲ إﻋطـﺎء اﻟﺒركـﺔ ﻟﻌ�ﺴـو‬

‫�طر�ﻘﺔ ﺘﺤﻘق ﻏرﻀﻪ ‪:‬‬

‫أوﻻً ‪ :‬إﺴﺘدﻋﻰ ﻋ�ﺴو إﻟﻰ اﻹﺤﺘﻔﺎﻝ ‪ ،‬وﺘﻌﻤد أن ﻻ ﻴدﻋو �ﻌﻘوب‪0‬‬

‫ﺜﺎﻨ�ـ ـﺎً ‪ :‬ﺤ ــﺎوﻝ أن �ﻀ ــﻔﻲ اﻟﺴـ ـر�ﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﻤ ــر ك ــﺎن ﻴﺠ ــب ﺘـ ـواﻓر اﻟﺸ ــﻬود ﻟﻛ ــﻲ �ﺼ ــ�ﺢ‬

‫ﻤﻌروﻓﺎً‪0‬‬

‫‪- 457 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪452‬‬


‫ﺜﺎﻟﺜﺎً ‪ :‬ﺘﺠﺎﻫﻞ اﻟﻨﺒؤة اﻟﺘﻲ ﻗﻴﻠت ﻟرﻓﻘﺔ �ﺄن كﺒﻴر ُ�ﺴﺘﻌﺒد ﻟﺼﻐﻴر‪0‬‬ ‫ﻏﻴر أن إﺴﺤق ﻟم ﻴﻨﺠﺢ ﻓﻲ إ�ﻘﺎء اﻷﻤر ﺴ اًر ‪ ،‬ﻷن رﻓﻘﺔ كﺎﻨت ﺘدرك ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﺘﺤﻴـز زوﺠﻬـﺎ‬

‫ﻟﻌ�ﺴو ‪ ،‬ﻓـدﺒرت ﺨطـﺔ ﻤﻀـﺎدة ﻟﺨطـﺔ زوﺠﻬـﺎ ‪ ،‬وأﺸـركت إﺒﻨﻬـﺎ �ﻌﻘـوب ﻓـﻲ ﺨـداع زوﺠﻬـﺎ ‪ ،‬وﺘـم‬

‫ﺘﻨﻔﻴــذ اﻟﺨطــﺔ ‪ ،‬وﺨــدع �ﻌﻘــوب أ�ــﺎﻩ وﺘﻠﻘــﻰ اﻟﺒركــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘﺘﻀــﻤن ﺼــﻼة ﻗو�ــﺔ ﻹزدﻫــﺎر اﻟز ارﻋــﺔ ‪،‬‬

‫واﻟﺴ�ﺎدة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺸﺌون اﻟدوﻟ�ﺔ ‪ ،‬وكﺎﻨت ﻟﻠﺒركﺔ آﺜﺎرﻫﺎ اﻟﻌدﻴدة ‪ ،‬ﺤﺘﻰ أﻨﻬـﺎ ﻟـم ﺘﺘـرك‬

‫ﺸــﻴﺌﺎً ﻴــذكر ﻟــﻸخ اﻵﺨــر ‪ ،‬وﻫــذا ﻫــو اﻟﺴــﺒب ﻓــﻲ أن ﻋــودة ﻋ�ﺴــو كﺎﻨــت ﻤﺜﻴـرة ﻟﻤﺸــﺎﻋر إﺴــﺤق‬

‫ﺠداً ‪ ،‬وكﺎﻨت اﻟﺒركﺔ ﺘُﻌطﻰ ﻤرة واﺤدة ‪ ،‬وﻻ ﺘﻌﺎد ﻷﻨﻬﺎ ﻤؤ�دة ﻤن اﻟرب ‪ ،‬ﻓ�ﺎﻟرﻏم ﻤن أﻨﻬـﺎ ﻤـن‬ ‫إﻨﺴــﺎن ) إﺴــﺤق ( ﻹﻨﺴــﺎن ) �ﻌﻘــوب ( وﻟــو ﺒﺨدﻋــﺔ ﻓﺈﻨﻬــﺎ أﺨــذت ﻤﻔﻬوﻤـﺎً ﻨﺒو�ـﺎً ‪ ،‬وكــﺄن ﷲ ﻫــو‬ ‫اﻟﻨﺎطق ﻋﻠﻰ ﻓم إﺴﺤق ‪ ،‬ﻓﻠم �ﺴﺘطﻊ إﺴﺤق اﻟﺘراﺠﻊ ﻋن ﻤوﻗﻔﻪ ﺒﻞ أﻛـد ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ اﻟﺒركـﺔ اﻟﺘ ـﻲ‬ ‫ﻨﺎﻟﻬﺎ �ﻌﻘوب ﻤرﺘﻴن " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 503‬كﻴﻴ ﻴ�ﺎرك إﺴﺤق �ﻌﻘـوب ﻗﺎﺌﻼً " ﻟ�ﺴﺘﻌﺒد ﻟك ﺸﻌـوب وﺘﺴـﺠد ﻟـك ﻗ�ﺎﺌـﻞ ‪0‬‬ ‫كن ﺴﻴداً ﻷﺨوﺘك وﻟ�ﺴﺠد ﻟك ﺒﻨـو أﻤـك " ) ﺘـك ‪ ( 29 : 27‬و�ﺤـدث اﻟﻌكـس إذ ﺴـﺠد‬

‫�ﻌﻘــوب وزوﺠﺎﺘــﻪ وأوﻻدﻩ ﻟﻌ�ﺴــو " وأﻤــﺎ ﻫــو ) �ﻌﻘــوب ( ﻓﺈﺠﺘــﺎز ﻗــداﻤﻬم وﺴــﺠد إﻟــﻰ‬

‫اﻷرض ﺴ�ﻊ ﻤرات ﺤﺘﻰ إﻗﺘرب إﻟﻰ أﺨ�ﻪ ‪ 0‬ﻓركض ﻋ�ﺴـو ﻟﻠﻘﺎﺌـﻪ وﻋﺎﻨﻘـﻪ ووﻗـﻊ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﻋﻨﻘﻪ وﻗﺒﻠﻪ ‪ 0‬و�ك�ﺎ ‪ 0‬ﺜم رﻓﻊ ﻋﻴﻨ�ﻪ وأ�ﺼـر اﻟﻨﺴـﺎء واﻷوﻻد وﻗـﺎﻝ ﻤـﺎ ﻫـؤﻻء ﻤﻨـك ‪0‬‬

‫ﻓﻘــﺎﻝ اﻷوﻻد اﻟــذي أﻨﻌــم ﷲ ﺒﻬــم ﻋﻠــﻰ ﻋﺒــدك ‪ 0‬ﻓﺈﻗﺘر�ــت اﻟﺠﺎر�ﺘــﺎن ﻫﻤــﺎ وأوﻻدﻫﻤـــﺎ‬

‫وﺴﺠدﺘﺎ ‪ 0‬ﺜم إﻗﺘر�ت ﻟﻴﺌﺔ أ�ﻀﺎً وأوﻻدﻫﺎ وﺴﺠدوا ‪ 0‬و�ﻌد ذﻟك إﻗﺘـرب ﻴوﺴـﻴ وراﺤﻴـﻞ‬

‫وﺴــﺠدا " ) ﺘــك ‪ ( 7 – 3 : 33‬ﻓﻬــﻞ أﺨطــﺄ اﻟــرب ؟ ﻻ ‪ 0‬إﻨــﻪ ﺘﻠﻔﻴــق كﺘ�ــﻪ ﻫــذا اﻟﺴــﻔر‬ ‫ﻟﺘﻛون اﻟﺒركﺔ واﻟﻨﺒؤة ﻓﻴﻬم ﻻ ﻴﻨﺎزﻋﻬم ﻓﻴﻬﺎ أﺤد ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪0( 290‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻻ �ﻤكــن ﻗﺒــوﻝ ﻫــذﻩ اﻟﺒركــﺔ ﻋﻠــﻰ أﺴــﺎس ﺤرﻓــﻲ ﺼــرف ‪ ،‬ﻟﻛــن �ﻤكــن ﻗﺒوﻟﻬــﺎ �ﺴــﻬوﻟﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ أﺴﺎس روﺤﻲ‪ 0‬ﻟﻘـد �ـﺎرك إﺴـﺤق �ﻌﻘـوب ‪ ،‬ﻓﺘﻤﻴـز ﻨﺴـﻞ �ﻌﻘـوب �ﺄﻨـﻪ ﺸـﻌب ﷲ اﻟﻤﺨﺘـﺎر ‪،‬‬

‫وﻤﻨــﻪ ﺠــﺎء اﻷﻨﺒ�ــﺎء ‪ ،‬وﻗــد أﺴــﺘﺄﻤﻨﻪ ﷲ ﻋﻠــﻰ اﻟﻨﺒ ـوات ‪ ،‬وﻗــد أﻗـ ﱠـر اﻟﻘ ـرآن ﻫــذا ‪� 00‬ــﺎرك إﺴــﺤق‬

‫�ﻌﻘوب ﻓﺠﺎء ﻤن ﻨﺴﻠﻪ ﻤﺨﻠص اﻟﻌﺎﻟم اﻟذي ﻟﻪ ﺘﺘﻌﺒد كﻞ ﺸﻌوب اﻷرض‪0‬‬ ‫‪- 458 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪453‬‬


‫‪� -2‬ﻘــوﻝ اﻟﻘـــد�س أﻴر�ﻨـــﺎؤس " إن كــﺎن أﺤــد ﻻ ﻴﺘﻘﺒــﻞ ﻫــذﻩ اﻷﻤــور �كوﻨﻬــﺎ ﺘﺸــﻴر إﻟــﻰ‬

‫اﻟﻤﻠﻛوت اﻟﻤﻌﻴن ) اﻟﻤﺴ�ﺎﻨﻲ ( �ﺴﻘط ﻓﻲ ﺘﻨﺎﻗض كﻤﺎ ﺤدث ﻤﻊ اﻟﻴﻬود اﻟذﻴن ﺼـﺎروا ﻤـرﺘ�كﻴن‬

‫ﻓﻲ اﻷﻤر ‪ 0‬ﻓﺈﻨﻪ ﻟ�س ﻓﻘط ﻟم ﺘﺨدم اﻷﻤم �ﻌﻘوب ﻓﻲ ﺤ�ﺎﺘﻪ ‪ٕ ،‬واﻨﻤﺎ ﺤﺘﻰ �ﻌد ﻨواﻟﻪ اﻟﺒركـﺔ ﻫـو‬

‫ﻨﻔﺴــﻪ ﺘــرك ﺒﻴﺘــﻪ وﺨــدم ﺨﺎﻟــﻪ ﻻ�ــﺎن اﻟﺴ ـر�ﺎﻨﻲ ﻋﺸ ـر�ن ﻋﺎﻤ ـﺎً ) ﺘــك ‪ ( 41 : 31‬وﻟــ�س ﻓﻘــط ﻟــم‬

‫�ﺼر ﺴﻴداً ﻷﺨ�ﻪ إﻨﻤﺎ إﻨﺤﻨﻰ وﺴـﺠد أﻤـﺎم ﻋ�ﺴـو أﺨ�ـﻪ ﻋﻨـد ﻋودﺘـﻪ ﻤـن ﺒـﻴن اﻟﻨﻬـر�ن إﻟـﻰ ﺒﻴـت‬

‫أﺒ�ﻪ ﻤﻘدﻤﺎً ﻟﻪ ﻫدا�ﺎ كﺜﻴرة ) ﺘك ‪ ( 3 : 33‬أﻀﻒ إﻟﻰ ﻫذا �ﺄي طر�ﻘﺔ ورث ﺤﻨطﺔ وﺨﻤ اًر كﺜﻴ اًر‬ ‫ﻫﻨــﺎ ‪ ،‬ذاك اﻟــذي ﻫــﺎﺠر إﻟــﻰ ﻤﺼــر �ﺴــﺒب اﻟﻤﺠﺎﻋــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺤﻠــت �ــﺎﻷرض اﻟﺘــﻲ ﺴــكﻨﻬﺎ ‪ ،‬وﺴــﺎر‬

‫ﺨﺎﻀﻌﺎً ﻟﻔرﻋون اﻟذي كﺎن �ﺤكم ﻤﺼر ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺤﻴن " )‪0(1‬‬ ‫‪F97‬‬

‫‪� -3‬ﻘــوﻝ أﺒوﻨــﺎ أﻏﺴـــطﻴﻨوس اﻷﻨ�ـــﺎ ﺒــوﻻ " اﻟﻤﻌﻨــﻰ اﻟﻤﻘﺼــود ﻓــﻲ اﻟﺒركــﺔ اﻟﺘــﻲ أﻋطﺎﻫــﺎ‬

‫إﺴــﺤق ﻟ�ﻌﻘــوب ﺤــﻴن ﻗــﺎﻝ ) كــن ﺴــﻴداً ﻷﺨوﺘــك وﻟ�ﺴــﺠد ﻟــك ﺒﻨــو أﻤــك ( ﻫــو أﻨــﻪ �ﺼــ�ﺢ رب‬ ‫اﻟﻌﺎﺌﻠﺔ �ﻌد أﺒ�ﻪ ‪ ،‬وﻤﻨﻪ �ﺄﺘﻲ اﻟﻤﺴ�ﺢ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒـدﻴر ﻤـﺎر ﻤﻴﻨـﺎ اﻟﻌـﺎﻤر " ﺴـﺠود �ﻌﻘـوب ﻟﻌ�ﺴـو كـﺎن ﺴـﺠود‬

‫اﻹﺤﺘـرام واﻹﺘﻀــﺎع وﻟــ�س ﺴــﺠود اﻟﻌﺒــد ﻟﻠﺴــﻴد ‪ 0‬أﻤــﺎ اﻟﺒركــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻨﺎﻟﻬــﺎ �ﻌﻘــوب اﻟﺘــﻲ ﺒﻬــﺎ �كــون‬

‫ﺴﻴداً ﻷﺨوﺘﻪ و�ﻨو أﻤﻪ �ﺴﺠدون ﻟﻪ ﺴﺠود اﻟﺨﻀوع واﻟطﺎﻋﺔ ﻓظﻬـرت ﻓـﻲ ُﻤﻠـك داود اﻟﻨﺒـﻲ وﻗـد‬ ‫كﺎن ﻟﻔﺘرة طو�ﻠﺔ ﺤﺘﻰ ُﻤﻠك ﻴﻬورام ﺒن ﻴﻬوﺸﺎﻓﺎط ‪ ،‬وﻟم ﻴﺨﻀﻊ إﺴراﺌﻴﻞ ﻵدوم أﺒداً ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً ﻓﻲ‬

‫ُﻤﻠــك اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ ﻋﻠــﻰ ﻗﻠــوب اﻟ�ﺸــر ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ ﻫــو إﻟﻬـﺎً ﻤﻠﻛـﺎً ﻴﺘﻌﱠﺒــد و�ﺴــﺠد ﻟــﻪ ﻤﻠــوك‬ ‫ورؤﺴﺎء اﻷرض " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪ -5‬ﺘﻘـوﻝ اﻟدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤﺎ " ﺴـﺠد �ﻌﻘـوب ﻷﺨ�ـﻪ ﺴـﺠود اﻹﺤﺘـ ارم ‪ ،‬وﻹﺴﺘرﻀـﺎﺌﻪ ﻷﻨـﻪ‬

‫كــﺎن ﺨﺎﺌﻔ ـﺎً ﻟــﺌﻼ �ﻘﺘﻠــﻪ ‪ ،‬ﻓﺴــﺠد ﻟــﻪ ﻟ�ﻤــﺘص ﻏﻀــ�ﻪ ‪ ،‬و�ز�ــﻞ أي ﻀــﻐﻴﻨﺔ ﻤــن ﻗﻠ�ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻠــم �كــن‬

‫ﺴﺠودﻩ ﺴﺠود اﻹﺴﺘﻌ�ﺎد ﺒدﻟﻴﻞ أﻨﻪ �ﻌد ﻫذا اﻟﻠﻘﺎء ‪ ،‬ﺼـرف أﺨ�ـﻪ ﻓـﻲ طر�ﻘـﻪ ﻗـﺎﺌﻼً ﻟـﻪ " ﺴـﻴدي‬

‫ﻋﺎﻟم أن اﻷوﻻد رﺨﺼﺔ واﻟﻐﻨم واﻟ�ﻘر اﻟﺘﻲ ﻋﻨدي ﻤرﻀﻌﺔ ‪ 00‬ﻟﻴﺠﺘـز ﺴـﻴدي ﻗـدام ﻋﺒـدﻩ وأﻨـﺎ‬

‫أﺴــــﺘﺎق ﻋﻠــــﻰ ﻤﻬــــﻞ " ) ﺘ ــك ‪ ( 14 ، 13 : 33‬وﺘﻌﺒﻴـ ـرات " ﺴ ــﻴدي " و " ﻋﺒ ــدﻩ " ﻤ ــن ﻗﺒﻴ ــﻞ‬ ‫اﻹﺤﺘرام وﻟ�س اﻹﺴﺘﻌ�ﺎد " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [ ‪0‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻘﻤﺺ ﺗﺎﺩﺭﺱ ﻳﻌﻘﻮﺏ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺱ ‪256‬‬

‫‪- 459 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪454‬‬


‫‪� -6‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ اﻟدكﺘور ﻴوﺴﻴ ر�ـﺎض " ﺒركـﺔ إﺴـﺤق ﻟ�ﻌﻘـوب كﺎﻨـت ﻋـن اﻟﻤﺴـﺘﻘﺒﻞ ‪،‬‬

‫وﻫذا ﻤﺎ ﺘم ﻓﻌﻼً‪ 0‬ﺴﺠود �ﻌﻘوب ﻟﻌ�ﺴو ﻋﻨدﻤﺎ ﺘﻘﺎ�ﻼ كﺎﻨت ﺤﺎﻟـﺔ ﻓرد�ـﺔ إﻗﺘﻀـﺘﻬﺎ اﻟظـروف ‪00‬‬

‫ﻟﻘد كﺎن ﻋ�ﺴو ﻤﺴﺘﻬﺘ اًر وﺘﻨـﺎزﻝ ﻋـن �كور�ﺘـﻪ �ﺄﻛﻠـﺔ ﻋـدس ‪ ،‬أي أﻨـﻪ إﺤﺘﻘـر ﻫـذﻩ اﻟ�كور�ـﺔ ‪ ،‬أﻤـﺎ‬

‫�ﻌﻘوب ﻓكﺎن ﻤ�ﺎركﺎً ﻤن اﻟـرب " كﻤﺎ ﻫو ﻤكﺘوب أﺤﺒﺒـت �ﻌﻘـوب وأ�ﻐﻀـت ﻋ�ﺴـو " ) رو ‪: 9‬‬

‫أﻗر إﺴﺤق اﻟﺒركﺔ ﻟ�ﻌﻘـوب‬ ‫‪ ( 13‬وﻷن �ﻌﻘوب كﺎن ﻤ�ﺎركﺎً ﻤن اﻟرب ﻋﻠﻰ ﻋكس ﻋ�ﺴو ‪ ،‬ﻟذﻟك ﱠ‬ ‫‪ ،‬ﻷن اﻷﻤـر كﺎن ﻗد ﺘﻘرر ﻤن ِﻗَﺒﻞ اﻟرب " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘــوﻝ اﻷﺴــﺘﺎذ ﻓــرج ﺘوﻓﻴــق ﻨﺨﻠــﺔ " ﻟﻘــد ﺘﺤﻘﻘــت اﻟﺒركــﺔ ﻟ�ﻌﻘــوب ﻓــﻲ ﻨﺴــﻠﻪ اﻟــذي ﺘﻐﻠــب‬

‫ﻋﻠﻰ ﺸﻌوب وﺜﻨ�ﺔ كﺜﻴرة ‪ ،‬كﻤﺎ إﻨﻪ ﺘﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﺸﻌب أدوم ﻨﺴﻞ ﻋ�ﺴو ‪ ،‬ﻓﻘﻴـﻞ ﻋـن داود اﻟﻤﻠـك‬

‫أﻨﻪ " وﻀﻊ ﻤﺤﺎﻓظﻴن ﻓﻲ أدوم كﻠﻬﺎ وكﺎن ﺠﻤ�ﻊ اﻷدوﻤﻴﻴن ﻋﺒﻴـداً ﻟـداود وكـﺎن اﻟـرب ﻴﺨﻠـص‬

‫داود ﺤﻴﺜﻤــﺎ ﺘوﺠــﻪ " ) ‪ 2‬ﺼــم ‪ " 00 ( 14 : 8‬ﻷن ﻴــوآب وكــﻞ إﺴ ـراﺌﻴﻞ أﻗــﺎﻤوا ﻫﻨــﺎك ﺴــﺘﺔ‬ ‫أﺸﻬر ﺤﺘﻰ أﻓﻨوا كـﻞ ذكـر ﻓـﻲ أدوم " ) ‪ 1‬ﻤـﻞ ‪ ( 16 : 11‬كﻤـﺎ ﺘﺤﻘﻘـت ﺒركـﺔ إﺴـﺤق ﻟ�ﻌﻘـوب‬ ‫�ظﻬــور اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ ﻤــن ﻨﺴــﻠﻪ اﻟــذي ﺘ�ﺎركــت �ــﻪ اﻟﺸــﻌوب ‪ ،‬وﻗﺒﻠــت اﻷﻤــم اﻹ�ﻤــﺎن ﺒﺈﺴــﻤﻪ " ]‬

‫ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س ‪ : 504‬كﻴﻴ �ﻘوﻝ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻋﻤـﺎ �ﻀـﻤرﻩ ﻋ�ﺴـو " وﻗــﺎﻝ ﻋ�ﺴـــو ﻓـﻲ ﻗﻠ�ـﻪ ")‬

‫ﺘك ‪ ( 41 : 27‬أﻨﻪ ﺼـﺎر ﻤﻌﻠوﻤـﺎً " ﻓـﺄﺨﺒرت رﻓﻘـﺔ �كـﻼم ﻋ�ﺴـو إﺒﻨﻬــﺎ اﻟ�كـر " ) ﺘـك‬ ‫‪ ( 42 : 27‬؟ وﻫـــﻞ أوﻻد اﻷﻨﺒ�ـــﺎء ﻴﻠﺠـــﺄون إﻟـــﻰ اﻟﻘﺘـــﻞ ﻤﺜـــﻞ أوﻻد اﻟﺸـــوارع ﻟ�ﺴـــﺘردوا‬ ‫ﺤﻘوﻗﻬم ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪0( 291‬‬

‫وﻤـﱠـرة‬ ‫ج ‪� -1 :‬ﻘــوﻝ اﻟﻛﺘــﺎب أن ﻋ�ﺴــو ﻋﻨــدﻤﺎ ﻋﻠــم �ﻤــﺎ ﻓﻌﻠــﻪ �ﻌﻘــوب " ﺼــرخ ﺼــرﺨﺔ ﻋظ�ﻤــﺔ ُ‬

‫ﺠــداً " ) ﺘــك ‪ ( 34 : 27‬وﻻﺒــد أن ﻫــذﻩ اﻟﺼــدﻤﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘﻠﻘﺎﻫــﺎ ﻋ�ﺴــو ﻗــد ﻏﻴــرت ﻤﺸــﺎﻋرﻩ ﺘﺠــﺎﻩ‬ ‫أﺨ�ﻪ �ﻌﻘوب ‪ ،‬وﻗطﻌت أواﺼر اﻟﻤﺤ�ﺔ واﻟود ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ‪ ،‬و�ﻴﻨﻤﺎ " ﻗﺎﻝ ﻋ�ﺴو ﻓﻲ ﻗﻠ�ﻪ ﻗر�ـت أ�ـﺎم‬

‫ﻤﻨﺎﺤﺔ أﺒﻲ ‪ 0‬ﻓﺄﻗﺘﻞ �ﻌﻘوب أﺨﻲ " ) ﺘك ‪ ( 41 : 27‬ﻓﺈن ﺠﻤ�ﻊ ﻤن ﻓﻲ اﻟﺒﻴـت ﻻﺤـظ ﻨظـرات‬ ‫ﻋ�ﺴو اﻟﺘﻲ ﺘﺨﻔﻲ وراءﻫﺎ ﺤﻘداً دﻓﻴﻨﺎً ‪ ،‬وﻗد �كون أﺤد اﻟﺨدام اﻟذﻴن �ﺴﺘر�ﺢ ﻟﻬم ﻋ�ﺴو ﻗد ﺴـﺄﻟﻪ‬ ‫ﻋن ﺘﺠﻬﻤﻪ وﻫﻤﻪ وﻏﻤﻪ وﻏ�ظﻪ اﻟﻤكﺒوت ‪ ،‬ﻓ�ﺎح ﻋ�ﺴو �ﻤـﺎ ﻓـﻲ ﻗﻠ�ـﻪ ‪ ،‬أو ﻟ ﱠﻤـﺢ �ﻤـﺎ ﻴﻨـوي ﻓﻌﻠـﻪ‬ ‫‪ ،‬ﻓﺄﺴــرع ﻫــذا اﻟﺨــﺎدم اﻟﻤﺤــب وأﺨﺒــر ﺴــﻴدﺘﻪ رﻓﻘــﺔ ‪ ،‬وﻟﻬــذا ﻗــﺎﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " ﻓ ـﺄُﺨﺒرت رﻓﻘــﺔ �كــﻼم‬ ‫‪- 460 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪455‬‬


‫ﻋ�ﺴـــو إﺒﻨﻬـــﺎ اﻟ�كـــر " ) ﺘــك ‪ ( 43 : 27‬ﻓﻘ ــوﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " أُﺨﺒــرت ‪� 00‬كــﻼم " أي أن ﻫﻨ ــﺎك‬ ‫إﻨﺴﺎن ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴت أو ﺨﺎرﺠﻪ ﻗد أﺨﺒرﻫﺎ �ﻤﺎ �ﻀﻤرﻩ ﻋ�ﺴـو ﻓـﻲ ﻗﻠ�ـﻪ ‪ ،‬وﻫـﻲ ﻤـن ﺠﺎﻨﺒﻬـﺎ �ﻘﻠـب‬

‫اﻷم ﺘﺄﻛدت ﻤن ﻫذﻩ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ ﻤن ﻤﻼﻤﺢ وﺴﻠوك ﻋ�ﺴو اﻟﺠر�ﺢ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻨﺤــن ﻻ ﻨﻌﺘــرف �ﻌﺼــﻤﺔ إﻨﺴــﺎن ﻤــﺎ ‪ ،‬ﻓكــﻞ إﻨﺴــﺎم ﻤﻌــرض ﻟﻠﺨطــﺄ ﺴـواء كــﺎن ﻨﺒ�ـﺎً أو‬ ‫إﺒن ﻨﺒﻲ ‪ ،‬ﻏﻴر أﻨﻨﺎ ﻨﻼﺤـظ ﻫﻨـﺎ أن ﻋ�ﺴـو كـﺎن أﺸـرف ﻤـن ﻗـﺎﻴﻴن ‪ ،‬ﻷن ﻋ�ﺴـو إﺸـﺘرى ﺨـﺎطر‬ ‫أﺒ�ﻪ ‪ ،‬ﻓﻠم �ﺸﺄ أن �ﻘﺘـﻞ أﺨ�ـﻪ إﻻﱠ �ﻌـد ﻤـوت أﺒﻴﻬﻤـﺎ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻗـﺎﻴﻴن ﻟـم �ﻌ�ـﺄ �ﻤﺸـﺎﻋر أﺒ�ـﻪ وأﻤـﻪ ‪،‬‬ ‫كﻤــﺎ أن ﻋ�ﺴــو ﻋﻨــدﻤﺎ إﻟﺘﻘــﻰ �ﺄﺨ�ــﻪ �ﻌــد ﻋﺸ ـر�ن ﺴــﻨﺔ ﺼــﻔﺢ ﻋﻨــﻪ ‪ ،‬و�ﻘــوﻝ اﻟﻛﺘــﺎب " ﻓــركض‬

‫ﻋ�ﺴو ﻟﻠﻘﺎﺌﻪ وﻋﺎﻨﻘﻪ ووﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﻪ وﻗﱠﺒﻠﻪ و�ك�ﺎ " ) ﺘك ‪0( 4 : 33‬‬

‫‪ -3‬إن كﺎن اﻷﺴﺘﺎذ ﻋﻼء أﺒو �كـر �ﺴﺘﻨكر ﻟﺠوء أﺒﻨﺎء اﻷﻨﺒ�ﺎء ﻟﻠﻘﺘﻞ ﻹﺴﺘرداد ﺤﻘوﻗﻬم ‪،‬‬

‫و�ﻨ ــﺄى ﺒﻬ ــم ﻋ ــن ﺘﺼـ ـرﻓﺎت أوﻻد اﻟﺸـ ـوارع ‪ ،‬ﻓﻬ ــﻞ ﻟ ــﻪ أن �ﻔﺴ ــر ﻟﻨ ــﺎ ﻤ ــﺎذا ﺠ ــرى ﻓ ــﻲ اﻟﻐ ــزوات‬

‫اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ؟!‬

‫‪- 461 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪456‬‬


‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ‪ :‬ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻋﻴﺴﻮ‬ ‫) ﺗﻚ ‪( 36 – 28‬‬ ‫س‪ : 505‬ﻤن ﻫﻲ إﺒﻨﺔ إﻴﻠون اﻟﺤﺜﻲ اﻟﺘﻲ ﺘزوﺠﻬﺎ ﻋ�ﺴو ؟ ﻫـﻞ ﻫـﻲ " �ﺴـﻤﺔ " ) ﺘـك‬

‫‪ ( 34 : 26‬أم ﻫﻲ " ﻋدا " ) ﺘك ‪ ( 2 : 36‬؟‬

‫وﻤن ﻫﻲ إﺒﻨﺔ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺘزوﺠﻬﺎ ﻋ�ﺴو ؟ ﻫﻞ ﻫـﻲ " ﻤﺤﻠـﺔ " ) ﺘـك ‪ ( 9 : 28‬أم‬

‫ﻫﻲ " �ﺴﻤﺔ " ) ﺘك ‪ ( 3 : 36‬؟‬

‫وﻫﻞ " �ﺴﻤﺔ " زوﺠﺔ ﻋ�ﺴو ﻫﻲ إﺒﻨﺔ " إﻴﻠـون اﻟﺤﺜـﻲ " ) ﺘـك ‪ ( 3 : 26‬أم أﻨﻬـﺎ إﺒﻨـﺔ‬ ‫إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ) ﺘك ‪ ( 13 : 36‬؟‬

‫وﻟﻤــﺎذا ﻨﺴــﺒت " أﻫوﻟﻴ�ﺎﻤــﺔ " زوﺠــﺔ ﻋ�ﺴــو ﻷﻤﻬــﺎ " َﻋﻨــﻰ ﺒﻨــت ﺼــ�ﻌون " وﻟــم ﺘﻨﺴــب‬ ‫ﻷﺒﻴﻬﺎ ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪0( 310‬‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﺴﺒق اﻟﺘﻌرض ﻟﻬذا اﻟﻤوﻀوع ) راﺠﻊ ﻤدارس اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸك�ك ﺠ ـ ‪ 1‬ص ‪ ( 167‬وﻤـﻊ‬ ‫ﻫـذا ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﻘوﻝ أﻨﻪ وردت أﺴﻤﺎء زوﺠﺎت ﻋ�ﺴو ﻓﻲ ﺜﻼث ﻤواﻀﻊ ﻟﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن وﻫﻲ ‪:‬‬

‫أ – " وﻟﻤﺎ كﺎن ﻋ�ﺴو إﺒن أر�ﻌﻴن ﺴﻨﺔ إﺘﺨذ زوﺠﺔ ﻴﻬودﻴت إﺒﻨﻪ ﺒﻴـري اﻟﺤﺜـﻲ و�ﺴـﻤﺔ‬

‫إﺒﻨﺔ إﻴﻠون اﻟﺤﺜﻲ " ) ﺘك ‪0( 34 : 26‬‬

‫ب‪ " -‬ﻓذﻫب ﻋ�ﺴو إﻟﻰ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ وأﺨذ ﻤﺤﻠﺔ ﺒﻨت إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﺒـن إﺒـ ارﻫ�م أﺨـت ﻨ�ـﺎﻴوت‬

‫زوﺠﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﺴﺎﺌﻪ " ) ﺘك ‪0( 9 : 28‬‬

‫ﺠ ـ‪ " -‬أﺨذ ﻋ�ﺴو ﻨﺴﺎءﻩ ﻤـن ﺒﻨـﺎت كﻨﻌـﺎن ‪ 0‬ﻋـدا ﺒﻨـت إﻴﻠـون اﻟﺤﺜـﻲ وأﻫوﻟﻴ�ﺎﻤـﺔ ﺒﻨـت‬

‫َﻋَﻨﻰ ﺒن ﺼ�ﻌون اﻟﺤوي ‪ 0‬و�ﺴﻤﺔ ﺒﻨت إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ أﺨت ﻨ�ﺎﻴوت " ) ﺘك ‪0( 3 ، 2 : 36‬‬

‫‪ -2‬ﻴرﺠــﻊ اﻟﺘﻨــﺎﻗض اﻟظــﺎﻫري ﻓــﻲ اﻷﺴــﻤﺎء إﻟــﻰ دﻋــوة ﻨﻔــس اﻟﺸــﺨص �ــﺄﻛﺜر ﻤ ـن إﺴــم ‪،‬‬

‫ﻓﻤﺜﻼً ﺴـﺎراي ُدﻋﻴت ﺴﺎرة ‪ ،‬وﻋ�ﺴو كﺎن ﻟﻪ إﺴﻤﺎً آﺨر وﻫو أدوم ‪ ،‬و�ﻨﻔس اﻟﻤﻨطق ﻨﻘوﻝ أن ‪:‬‬

‫أ – " �ﺴﻤﺔ " إﺒﻨﺔ إﻴﻠـون اﻟﺤﺜـﻲ ) ﺘـك ‪ ( 36 : 26‬ﻫـﻲ " ﻋـدا " إﺒﻨـﺔ إﻴﻠـون اﻟﺤﺜـﻲ ) ﺘـك‬

‫‪ ( 2 : 36‬وﻤﻌﻨﻰ إﺴم " �ﺴﻤﺔ " أي " ﺤرة " ‪ ،‬وﻤﻌﻨﻰ إﺴم " ﻋدا " أي " ز�ﻨﺔ " ‪ ،‬وﻤﻌﻨﻰ إﺴم‬ ‫‪- 463 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪457‬‬


‫" إﻴﻠون " أي " ﺸﺠرة اﻟﺒﻠوط " ‪ ،‬ﻓ�ﺴﻤﺔ �ﻌﺘﺒر ﻟﻘب ﻟﻌدا‪0‬‬ ‫ب‪ " -‬ﻤﺤﻠﺔ " إﺒﻨﺔ إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ ) ﺘـك ‪ ( 9 : 28‬ﻫـﻲ " �ﺴـﻤﺔ " إﺒﻨـﺔ إﺴـﻤﺎﻋﻴﻞ ) ﺘـك ‪: 36‬‬

‫‪ ( 3‬وﻤﻌﻨﻰ إﺴم " ﻤﺤﻠﺔ " أي " آﻟﺔ طرب " ‪ ،‬وﻗد ُﻟّﻘﺒت �ﺎﺴم �ﺴﻤﺔ ‪ ،‬وﻫﻲ أﺨت ﺒﻨـﺎﻴوت �كـر‬ ‫إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ) ﺘك ‪0( 13 : 25‬‬

‫ﺠـ‪ -‬ﻟم ﺘﻨﺴب " أﻫوﻟﻴ�ﺎﻤﺔ " إﻟﻰ أﻤﻬﺎ ‪ ،‬ﺒﻞ ﻨﺴـﺒت إﻟـﻰ أﺒﻴﻬـﺎ " َﻋَﻨـﻰ " وﺠدﻫ ـ ـ ـﺎ " ﺼـ�ﻌون‬ ‫وﻋَﻨـﻰ‬ ‫اﻟﺤوي " ‪ ،‬واﻟدﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن َﻋَﻨﻰ أﺒﻴﻬﺎ وﻟ�س أﻤﻬﺎ ﻗوﻝ اﻟﻛﺘﺎب " وﻫذا إﺒﻨﺎ ﺼ�ﻌون أَﱠ�ـﺔ َ‬ ‫ﻫذا ﻫو َﻋَﻨﻰ اﻟـذي وﺠـد اﻟﺤﻤـﺎﺌم ﻓـﻲ اﻟﺒر�ـﺔ إذ كـﺎن ﻴرﻋـﻰ ﺤﻤﻴـر ﺼـ�ﻌون إﺒ�ـﻪ‪ 0‬وﻫـذا إﺒـن‬

‫َﻋَﻨﻰ د�ﺸون وأﻫوﻟﻴ�ﺎﻤﺔ ﻫـــﻲ ﺒﻨت َﻋَﻨﻰ " ) ﺘـك ‪ ( 25 ، 24 : 36‬وﻤﻌﻨـﻰ " أﻫوﻟﻴ�ﺎﻤـﺔ " أي‬ ‫" ﺨ�ﻤﺔ اﻟﻌﻠو "‪0‬‬

‫و�ﺠب ﻤﻼﺤظﺔ أن اﻟﻛﺘﺎب ﻋﻨدﻤﺎ ﻗـﺎﻝ " أﻫوﻟﻴ�ﺎﻤﺔ ﺒﻨـت َﻋَﻨـﻰ ﺒﻨـت ﺼـ�ﻌون اﻟﺤـوي " )‬ ‫ﺘــك ‪ ( 2 : 36‬ﻓﻘ ـد ﻨﺴــﺒﻬﺎ اﻟﻛﺘــﺎب ﻷﺒﻴﻬــﺎ " ﺒﻨــت َﻋَﻨــﻰ " وﻓــﻲ ﻨﻔــس اﻟوﻗــت ﻨﺴــﺒﻬﺎ إﻟــﻰ ﺠــدﻫﺎ "‬

‫ﺒﻨت ﺼ�ﻌون اﻟﺤوي " وﻫذا أﻤر وارد كﺜﻴ اًر ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ‪ ،‬ﻓﺄﻫوﻟﻴ�ﺎﻤـﺔ ﻫـﻲ ﺒﻨـت َﻋَﻨـﻰ )‬ ‫أﺒﻴﻬﺎ ( وﻫﻲ ﺒﻨت ﺼ�ﻌون ) إذ ﻨﺴﺒﻬﺎ اﻟﻛﺘﺎب إﻟﻰ ﺠدﻫﺎ (‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘـوﻝ دكﺘـور ﻤـﻼك ﺸـوﻗﻲ إﺴـكﺎروس " ﻟــم �كـن ﻋ�ﺴـو ﺤك�ﻤـﺎً ﻓـﻲ أﻤـر زواﺠـﻪ ﻷﻨــﻪ‬ ‫إﺘﺨذ ﻟﻨﻔﺴﻪ زوﺠﺘﻴن ﻤن ﺒﻨﻲ ﺤث ‪ ،‬ﻫﻤﺎ ﻴﻬودﻴت إﺒﻨﺔ ﺒﻴري اﻟﺤﺜﻲ ‪ ،‬وﻤﻌﻨﻰ " ﻴﻬودﻴـت " أي "‬

‫ﻴﻬود�ﺔ " وﻤﻌﻨﻰ " ﺒﻴري " أي " ﺼﺎﺤب ﺒﺌر " ‪ ،‬و�ﺴﻤﺔ إﺒﻨﺔ إﻴﻠون اﻟﺤﺜﻲ ‪ ،‬وﻟﻬﺎ إﺴم آﺨر ﻫو‬

‫" ﻋدا " ‪ 0‬أﻤﺎ زوﺠﺘﻲ ﻋ�ﺴـو ﻫﺎﺘـﺎن " ﻓﻛﺎﻨﺘـﺎ ﻤـرارة ﻨﻔـس ﻹﺴـﺤق ورﻓﻘـﺔ " ) ﺘـك ‪( 35 : 26‬‬ ‫ﻓﺎﻟزوﺠﺔ اﻟﺸر�رة ﺘﻬدم اﻟﺴﻼم ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ‪ ،‬وﻋﻨـدﻤﺎ " رأى ﻋ�ﺴـو أن ﺒﻨـﺎت كﻨﻌـﺎن ﺸـر�رات ﻓـﻲ‬

‫ﻋﻴﻨﻲ إﺴﺤق أﺒ�ﻪ ‪ 0‬ﻓذﻫب ﻋ�ﺴو إﻟﻰ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ وأﺨذ ﻤﺤﻠﺔ ﺒﻨت إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﺒن إﺒراﻫ�م أﺨت‬

‫ﻨ�ﺎﻴوت زوﺠﺔ ﻟﻪ " ) ﺘك ‪ ( 9 ، 8 : 28‬وﻤﺤﻠﺔ ﻫذﻩ ﺘدﻋﻰ أ�ﻀﺎً �ﺴﻤﺔ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ‬ ‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 506‬س أ – أﻴن رأى �ﻌﻘوب رؤ�ﺎﻩ ‪ ،‬ﻫﻞ ﻓﻲ ﺒﻴت إﻴﻞ أم ﻓﻲ ﻟوز ؟‬ ‫ـب ﻋﻠ�ـﻪ ز�ﺘـﺎً "‬ ‫ج ‪� :‬ﻘوﻝ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن أن �ﻌﻘوب أﻗﺎم اﻟﺤﺠر اﻟذي كﺎن �ﺴﻨد ﻋﻠ�ﻪ رأﺴﻪ وﺼ ﱠ‬ ‫‪- 464 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪458‬‬


‫ودﻋــﺎ إﺴــم ذﻟــك اﻟﻤكــﺎن ﺒﻴــت إﻴــﻞ وﻟﻛــن إﺴــم اﻟﻤدﻴﻨــﺔ أوﻻً كﺎﻨــت ﻟــوز " ) ﺘــك ‪( 19 : 28‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻤدﻴﻨﺔ ككﻞ كﺎن إﺴﻤﻬﺎ ﻟوز ‪ ،‬أﻤﺎ اﻟﻤكﺎن اﻟذي رأى ﻓﻴـﻪ �ﻌﻘوب اﻟﺤﻠم ﻓﻘد دﻋﺎﻩ " ﺒﻴـت إﻴـﻞ "‬ ‫و�ﻘــوﻝ " أ‪0‬ف‪ 0‬كــ�ﻔن " ‪ " 00‬كــﺎن ﻤكــﺎن اﻟﺤﻠـم ﻫــو ﺒﻴــت إﻴــﻞ ‪ ،‬وكــﺎن إﺴــم اﻟﻤدﻴﻨــﺔ اﻟﻤﺠــﺎورة "‬

‫ﻟوز " وﻗد أُطﻠق إﺴم ﺒﻴت إﻴﻞ ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد ﻋﻠﻰ اﻟﻤدﻴﻨﺔ ) ﻗض ‪0(1) " ( 23 : 1‬‬ ‫‪F0‬‬

‫س ب – ﻫﻞ إﻗﺎﻤﺔ �ﻌﻘوب ﻟﻠﺤﺠر ) ﺘك ‪� ( 18 : 28‬ﻘﺎ�ﺎ ﻋ�ﺎدات وﺜﻨ�ﺔ ؟‬ ‫ج ‪ :‬ﺘم اﻹﺸـﺎرة ﻟﻬـذا اﻟﻤوﻀـوع ﻓـﻲ إﺠﺎ�ـﺔ س‪ ، 301‬س‪� 302‬ـﺎﻟﺠزء اﻟ ارﺒ ـﻊ ﻤـن ﻫـذا اﻟ�ﺤـث ‪،‬‬

‫وﻨﻘــوﻝ أن إﻗﺎﻤــﺔ �ﻌﻘــوب ﻟﻠﺤﺠــر ﻻ ﺘﻌــد �ﻘﺎ�ــﺎ ﻋ�ــﺎدات وﺜﻨ�ــﺔ ﻷن أﺒوﻨــﺎ �ﻌﻘــوب " أﺨــذ اﻟﺤﺠــر‬

‫اﻟذي وﻀﻌﻪ ﺘﺤت رأﺴﻪ وأﻗﺎﻤـﻪ ﻋﻤـوداً وﺼـب ز�ﺘـﺎً ﻋﻠـﻰ رأﺴـﻪ " ) ﺘـك ‪ ( 18 : 28‬وﻟـم �ﻘـﻞ‬ ‫اﻟﻛﺘــﺎب ﻗــط أن أﺒوﻨــﺎ �ﻌﻘــوب ﻗــد ﺴــﺠد ﻟﻠﺤﺠــر أو ﻋﺒــدﻩ ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ كــﺎن ﻤﺠــرد ﺸــﺎﻫد وﻋﻼﻤــﺔ ﻟﻬــذا‬

‫اﻟﻤكﺎن ‪ ،‬وﻨﺤن ﻻ ﻨﺴﺘط�ﻊ أن ﻨواﻓق اﻟﻤﻬﻨدس ﻤﻤدوح ﺸﻔﻴق ﻓﻲ ﻗوﻟـﻪ ‪ " :‬ﺤـﻴن ﻫـرب �ﻌﻘـوب‬

‫‪ ،‬وﺸﺎﻫد ﺤﻠﻤﺎً ﻋﺠﻴ�ﺎً ﻓﻲ ﺒﻴـت إﻴـﻞ ‪ ،‬ﺼـب ز�ﺘـﺎً ﻋﻠـﻰ اﻟﺤﺠـر ﻗـﺎﺌﻼً ‪ :‬ﻤـﺎ أرﻫـب ﻫـذا اﻟﻤكـﺎن ‪،‬‬

‫ﻫــذا ﺒﻴــت ﷲ و�ــﺎب اﻟﺴــﻤﺎء ‪ 00‬ﷲ �ﺴــكن ﻓــﻲ ﺒﻴــت إﻴــﻞ وﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺤﺠــر اﻟﻤﻘــدس !! " )‪0(2‬‬ ‫ﻓﺄﺒﻴﻨﺎ �ﻌﻘوب ﻟم �ﻌﺘﻘد ﻗط أن ﷲ �ﺴكن ﻓﻲ اﻟﺤﺠر ‪ٕ ،‬واﻻﱠ كﺎن ﺤﻤﻞ اﻟﺤﺠر ﻤﻌﻪ أﻴﻨﻤﺎ ﺘوﺠﻪ‪0‬‬ ‫‪F1‬‬

‫و�ﻌد أن ﺘﻐرب �ﻌﻘوب ﻟﻤدة ﻋﺸر�ن ﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺤـﺎران " ﻗﺎﻝ ﷲ ﻟ�ﻌﻘوب ﻗم إﺼـﻌد إﻟـﻰ‬

‫ﺒﻴت إﻴﻞ وأﻗم ﻫﻨﺎك واﺼﻨﻊ ﻫﻨﺎك ﻤذ�ﺤﺎً ﻟ اﻟذي ظﻬر ﻟك ﺤﻴن ﻫر�ت ﻤن وﺠﻪ ﻋ�ﺴو أﺨ�ك‬

‫" ) ﺘك ‪ ( 1 : 35‬ﻓﺄﺒوﻨﺎ �ﻌﻘوب ﻟم �ﻌﺒد اﻷﺤﺠﺎر ﻗط ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻋﺒـد ﷲ اﻟﺤـﻲ ‪ ،‬وﻗـدم ﻟـﻪ اﻟـذ�ﺎﺌﺢ‬

‫واﻟﻤﺤرﻗــﺎت ‪ ،‬وﻓــﻲ اﻟﻌﻬــد اﻟﺠدﻴــد ذكـرﻩ اﻟﺴــﻴد اﻟﻤﺴــ�ﺢ وأﺸــﺎر ﻟﻠﻤﻠﻛــوت �ﺤﻀــن إﺒـراﻫ�م ٕواﺴــﺤق‬ ‫و�ﻌﻘوب ‪ ،‬وﺸﻬد اﻹﻨﺠﻴﻞ ﻹ�ﻤﺎﻨﻪ ) ﻋب ‪0( 21 ، 9 : 11‬‬

‫س‪ : 507‬كﻴـــﻴ ﻴﻨـــذر �ﻌﻘـــوب ﻨـــذ اًر ﻟ ﻗـــﺎﺌﻼً " إن كـــﺎن ﷲ ﻤﻌـــﻲ وﺤﻔظﻨـــﻲ ﻓـــﻲ ﻫـــذا‬ ‫اﻟطر�ق اﻟذي أﻨﺎ ﺴﺎﺌر ﻓ�ﻪ وأﻋطﺎﻨﻲ ﺨﺒ اًز ﻵﻛﻞ وﺜ�ﺎ�ﺎً ﻷﻟ�س ورﺠﻌت �ﺴﻼم إﻟـﻰ ﺒﻴـت‬ ‫أﺒﻲ �كون اﻟرب ﻟﻲ إﻟﻬﺎً " ) ﺘك ‪ ( 21 ، 20 : 28‬؟ وﻤﺎذا كﺎن ﺴ�ﻔﻌﻞ �ﻌﻘوب ﻟو أن‬ ‫إﻟﻬﻪ ﻟن �ﻔﻌﻞ ﻟﻪ ﻤﺎ ﻴر�د ؟ ﻫﻞ كﺎن ﻴﺒﻴت اﻟﻨ�ﺔ ﻋﻠـﻰ ﻋ�ـﺎدة ﻏﻴـرﻩ ؟ أﻟـ�س ﻫـذا ﻴﺘﻔـق‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪191‬‬ ‫ﺳﻴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪37‬‬

‫‪- 465 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪459‬‬


‫ﻋﻠﻲ اﻟﺤرام ﻤن دﻴﻨﻲ ‪ ،‬أو أﻛـون ﺒـرئ‬ ‫ﻤﻊ ﻗوﻝ ﺸراذﻤﺔ اﻟﻨﺎس ) ﻤﺜﻞ اﻟذﻴن �ﻘوﻟون ‪ :‬ﱠ‬ ‫ﻤن دﻴﻨﻲ ﻟو ﺤدث كذا وكذا ! ( ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ‪ 1‬س‪0( 293‬‬ ‫و�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ﻓﻤﻨذ ﺒرﻫﺔ ﻓﻘط آراﻩ إﻟﻪ أﺠدادﻩ رؤ�ﺔ ﻤدﻫﺸـﺔ ﻤﻼﺌكـﺔ ﺘـؤدي ﺘﻤـﺎر�ن‬

‫ﺒﻬﻠواﻨ�ﺔ ﻓوق اﻟﺴﻠم ‪ ،‬ﺜم وﻋدﻩ ﺒﺠ�ﺎﻝ ﻤن اﻟـذﻫب و�ﻤﻔـﺎﺘ�ﺢ اﻟﺴـﻤﺎء ‪ ،‬ﻋﻨدﺌـذ ﻗـﺎﻝ ﻹﻟـﻪ أﺠـدادﻩ ‪:‬‬

‫إذا ﻗدﻤت ﻟﻲ اﻷﻛﻞ واﻟﻛﺴﺎء ‪ ،‬ﻓﺈﻨك إﻟﻬﻲ اﻟذي أﺴﺠد ﻟﻪ ‪� 0‬ﻤﻌﻨﻰ أﺨر إذا ﻟـم ﺘﻌطﻨـﻲ ﺸـﻴﺌﺎً ‪،‬‬

‫ﻓﺈﻨـك ﺴـﺘﺘﻠﻘﻰ ‪ 000‬ووﻋــد �ﻌﻘـوب ﻴﻬــوﻩ �ﻌﺸـر ﻤــﺎ ﻴرزﻗـﻪ ‪ ،‬ﻓـﺈذا وﻫ�ــﻪ ﺜـو اًر ﻤــﺜﻼً ‪ ،‬ﻓﺴـ�ﻘدم ﻗرﻨ�ــﻪ‬ ‫اﻟﻨﱠﻘـﺎد ﻨـزوة �ﻌﻘـوب ﻫـذﻩ ‪� ،‬ﻌ�ـﺎدات �ﻌـض اﻟﺸـﻌوب اﻟﻘد�ﻤـﺔ اﻟﺘـﻲ‬ ‫ﻗر�ﺎﻨﺎً ﻟﻪ ‪ 0‬وﻟﻘد ﻗـﺎرن �ﻌـض ُ‬ ‫كﺎﻨت ﺘرﻤﻲ �ﺂﻟﻬﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬر إﻨﺘﻘﺎﻤﺎً ﻤﻨﻬﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﻟم ِ‬ ‫ﺘﻌط اﻟﻤطـر ﻓـﻲ ﺤﻴﻨـﻪ ‪ ،‬وﻟـم ﺘﻤـد ﻴـد اﻟﻌـون‬

‫ﻓﻲ اﻟﺼﻴد "‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F2‬‬

‫ﺜم �ﺤكﻲ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ ﻗﺼـﺔ إﻤـرأة ﻋﺠـوز ﻟـم ﺘـر�ﺢ ﻓـﻲ اﻟ�ﺎﻨﺼـﻴب ﻓـﺄدارت ﺼـورة‬

‫اﻟﻘد�س ﻴوﺴﻒ ﺘﺠﺎﻩ اﻟﺠدران كﻨوع ﻤن اﻟﻌﻘو�ﺔ‪0‬‬ ‫و�ﻘــوﻝ اﻟــدكﺘور ﷴ ﺒﻴــوﻤﻲ " ﻓﻬــﺎ ﻫــﻲ اﻟﺘــوراة ﺘﺼــور ﷲ ﺴــ�ﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌــﺎﻟﻰ ﻓــﻲ ﺼــورة‬

‫اﻟﻤﺴﺎوم ﻤﻊ أﺤد ﻋ�ﺎدﻩ ‪ ،‬ﺠﺎء ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن �ﻌﻘوب إذ ﻗﺎﻝ } إن كﺎن ﷲ ﻤﻌـﻲ وﺤﻔظﻨـﻲ ‪00‬‬

‫وأﻋطﺎﻨﻲ ‪� 00‬كون اﻟرب ﻟﻲ إﻟﻬﺎً { ) ﺘـك ‪ ( 21 ، 20 : 28‬وﻻ ﺤﺎﺠـﺔ إﻟـﻰ اﻟﺘﻌﻘﻴـب �ـﺄن ﻫـذا‬ ‫اﻟﻘــوﻝ �ﻌﻨــﻲ ﻀــﻤﻨ�ﺎً أن اﻟــرب إن ﻟــم �ﻘﺒــﻞ اﻟﺼــﻔﻘﺔ ﻓــﺈن �ﻌﻘــوب ﻟــن �ﻘﺒﻠــﻪ إﻟﻬـﺎً ﻋﻠــﻰ ﺤــد ﺘﻌﺒﻴـر‬ ‫اﻟدكﺘور ﺼﺒري ﺠرﺠس " )‪0(2‬‬ ‫‪F3‬‬

‫ج ‪ -1 :‬إﻨﺴﺎن ﻨذر ﻨذ اًر ﻹﻟﻬﻪ ‪ ،‬ﺴواء أﺼﺎب ﻓﻲ ﻨـذرﻩ أم ﻻ ‪ ،‬وﻗـد ﺴـﺠﻞ اﻟﻛﺘـﺎب اﻟﻤﻘـﱠدس ﻤـﺎ‬ ‫ﺤدث �ﺄﻤﺎﻨﺔ ﻤطﻠﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﻫذا �ﻌﻴب اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ؟ كﻼﱠ ‪ 00‬ﻫﻞ ﻫـذا �ﻌﻴـب �ﻌﻘـوب ؟ ‪00‬‬

‫ر�ﻤــﺎ ‪ ،‬و�ﻤــﺎ أﻨﻨــﺎ ﻻ ﻨــؤﻤن �ﻌﺼــﻤﺔ اﻷﻨﺒ�ــﺎء ﻓــﻲ ﺤ�ــﺎﺘﻬم اﻟﺸﺨﺼــ�ﺔ وﻓــﻲ ﺘﺼ ـرﻓﺎﺘﻬم ‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻻ‬

‫ﺘوﺠد ﺜﻤﺔ ﻤﺸكﻠﺔ ﻟدﻴﻨﺎ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻤﺎ �ﻘوﻟﻪ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ ﻻ ﻴﺨرج ﻋن كوﻨﻪ ﺘﻬر�ﺠﺎً ﻹﻨﺴﺎن �ﻌﻴد كﻞ اﻟ�ﻌد ﻋن ﷲ ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً‬ ‫‪:‬‬ ‫اﻟﺴــﻠم اﻟﻤﻤﺘــدة ﻤــن‬ ‫أ – اﻟﻤﻼﺌكــﺔ اﻟﺘــﻲ رآﻫــﺎ �ﻌﻘــوب ﻓــﻲ ﺤﻠﻤــﻪ ﺘﺼــﻌد وﺘﻨــزﻝ ﻤــن ﻋﻠــﻰ ُ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪129 ، 128‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ – ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ – ﺹ ‪237 ، 236‬‬

‫‪- 466 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪460‬‬


‫اﻷرض ﻟﻠﺴﻤﺎء ‪ ،‬ﻤﺎ ﻫو إﻻﱠ ﺘﻌﺒﻴر ﻟطﻴﻒ ﻋن ﺨدﻤﺔ اﻟﻤﻼﺌكﺔ ﻟﻨﺎ ‪ ،‬إذ ﺘُ ِ‬ ‫ﺼﻌد ﺼﻠواﺘﻨﺎ ﻟﻠﺠـﺎﻟس‬ ‫ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــرش ‪ ،‬وﺘــﺄﺘﻲ ﺒﺈﺴــﺘﺠﺎ�ﺎت ﻫــذﻩ اﻟﺼــﻠوات واﻟطﻠ�ــﺎت ‪ 00‬أﻤــﺎ ﻓــﻲ ﻨظــر ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ ﻓﺈﻨﻬــﺎ‬ ‫ﺘﻌﺒر ﻋن ﺤركﺎت ﺒﻬﻠواﻨ�ﺔ‪0‬‬

‫ب‪ -‬وﻋد ﷲ �ﻌﻘوب ﻗـﺎﺌﻼً " اﻷرض اﻟﺘﻲ أﻨـت ﻤﻀـطﺠﻊ ﻋﻠﻴﻬـﺎ أﻋطﻴﻬـﺎ ﻟـك وﻟﻨﺴـﻠك ‪0‬‬ ‫و�كون ﻨﺴﻠك كﺘراب اﻷرض وﺘﻤﺘد ﻏر�ﺎً وﺸـرﻗﺎً وﺸـﻤﺎﻻً وﺠﻨو�ـﺎً ‪ 0‬و�ﺘ�ـﺎرك ﻓ�ـك وﻓـﻲ ﻨﺴـﻠك‬ ‫ﺠﻤ�ــﻊ ﻗ�ﺎﺌــﻞ اﻷرض‪ 0‬وﻫــﺎ أﻨــﺎ ﻤﻌــك وأﺤﻔظــك ﺤﻴﻨﻤــﺎ ﺘــذﻫب وأردك إﻟــﻰ ﻫــذﻩ اﻷرض ﻷﻨــﻲ ﻻ‬

‫أﺘركــك ﺤﺘــﻰ أﻓﻌــﻞ ﻤــﺎ كﻠﻤﺘــك �ــﻪ " ) ﺘــك ‪ 00 ( 15 – 13 : 28‬أﻤــﺎ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴــﻞ ﻓ�ﻘــوﻝ أن ﷲ‬ ‫وﻋد �ﻌﻘوب ﺒﺠ�ـﺎﻝ ﻤـن اﻟـذﻫب وﻤﻔـﺎﺘ�ﺢ اﻟﺴـﻤﺎء ‪ 00‬ﻓﻤـن أﻴـن آﺘـﻰ ﺒﻬـذﻩ اﻟوﻋـود إﻻﱠ ﻤـن ﺨ�ﺎﻟـﻪ‬ ‫؟! ﻓﻬو ﻴﺨﻠط ﺒﻴن اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ واﻟﺨ�ﺎﻝ‪0‬‬

‫ﺠـ‪� -‬ﻤﺜﻞ ﻋﺸر اﻟﺜور ﻓﻲ ﻨظـر ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴـﻞ ﻗرﻨـﻲ ﻫـذا اﻟﺜـور اﻟﻠﺘـﺎن �ـﻼ ﻗ�ﻤـﺔ ‪ ،‬وﻫكـذا ﻫـﻲ‬

‫ﻤواز�ن ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ اﻟﻤﻘﻠو�ﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ �ﻤكن أن �ﻘﺒﻠﻬﺎ إﻨﺴﺎن ﻤﻨﺼﻒ‪0‬‬

‫د – كﺎﻨت آﻟﻬﺔ اﻟﺸﻌوب اﻟﻘد�ﻤﺔ ﻤﺠرد أﺼﻨﺎم �ﺴﺘط�ﻊ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ أن ﻴﻠﻘﻲ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬر‪0‬‬

‫أﻤــﺎ إﻟ ــﻪ �ﻌﻘ ــوب ﻓﻬ ــو ﷲ اﻟﺨ ــﺎﻟق اﻟﻘ ــﺎدر ﻋﻠــﻰ ك ــﻞ ﺸ ــﺊ ‪ ،‬ﻓﻬـ ـﻞ �ﺴ ــﺘط�ﻊ �ﻌﻘ ــوب أو ﻏﻴـ ـرﻩ أن‬ ‫ﻴﺘﺼرف ﻤﻌﻪ ﺘﺼرف اﻷﻤم �ﺂﻟﻬﺘﻬﺎ ؟! ‪ 00‬ر�ﻤﺎ �ﻌد ﻫذا ﻤﻤكﻨﺎ ﻓﻲ ﻨظر ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘ ــوﻝ اﻟــــدكﺘور ﷴ ﺒﻴــــوﻤﻲ أن ﷲ ﻴﺒ ــدو ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﻘﺼ ــﺔ كﻤﺴ ــﺎوم ﻤ ــﻊ �ﻌﻘ ــوب ‪،‬‬

‫واﻟﺤﻘ�ﻘــﺔ أن اﻟﺼــورة ﻟ�ﺴــت ﻫكــذا ﻋﻠــﻰ اﻹطــﻼق ‪ ،‬ﻷن ﷲ ﻟــم �ﺴــﺎوم �ﻌﻘــوب وﻻ ﻏﻴ ـرﻩ ‪ ،‬إﻨﻤــﺎ‬

‫�ﻌﻘــوب ﻓــﻲ ﺨوﻓــﻪ وﻀــﻌﻔﻪ ﻨﺘﻴﺠــﺔ اﻟظــروف اﻟﺼــﻌ�ﺔ اﻟﺘــﻲ ﻴﺠــوز ﻓﻴﻬــﺎ ‪ٕ ،‬واذ ﻫــو �ﻤﻔــردﻩ طـر�ﺢ‬ ‫اﻟﺼــﺤراء طر�ــداً ﻤــن أﺨ�ــﻪ ‪ ،‬ﺘﺼـ ﱠـرف كطﻔــﻞ ﺼــﻐﻴر ﻤــﻊ أﺒ�ــﻪ ‪ ،‬وﻗــد �ﻘــوﻝ ﻟــك طﻔﻠــك " إن ﻟــم‬ ‫ﺘﺤﻀر ﻟﻲ اﻟﻠﻌ�ﺔ ﻓﺈﻨﻨﻲ ﻟن أﻛﻠﻤك ﺜﺎﻨ�ﺔ " وأﻨت ﺘﻘﺒﻞ ﻤﻨﻪ ﻫذا اﻟﻛﻼم وذاك اﻟﻤﻨطق ‪ ،‬وﻫكذا ﻟم‬ ‫�ﻌﻘب ﷲ ﻋﻠﻰ كﻼم �ﻌﻘوب ‪ ،‬وﻟم �ﻌﺎﻗ�ﻪ ‪ ،‬وﻟم �ﺴﺎوﻤﻪ و�ﻔﺎﺼﻞ ﻤﻌﻪ ‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟـث " وﻤـ ـن ﺠﺎﻨـب �ﻌﻘـوب ﻨـذ اًر ﻨـذ اًر �ﺸـروط ‪ ) 00‬ﺘـك‬

‫‪ ( 22 – 20 : 28‬ﷲ ﻗدم ﻫﻨﺎ وﻋوداً �ـﻼ ﺸـروط ) ﺘـك ‪ ( 15 – 13 : 28‬و�ﻌﻘـوب ﻗـدم ﻨـذ اًر‬

‫ﻟ �ﺸروط ‪ 0‬وﻟﻌﻞ ﺴﺒب ﺸـروط �ﻌﻘـوب ‪ ،‬أﻨـﻪ ﻟـم �كـن ﻗـد دﺨـﻞ ﻓـﻲ ﻋﻤـق اﻹ�ﻤـﺎن �ﻌـد ‪ 0‬إﻨـﻪ‬ ‫اﻵن ﻓﻲ ﺒدء ﻋﻼﻗﺘﻪ اﻟﺸﺨﺼ�ﺔ ﻤﻊ ﷲ ‪ ،‬و�ر�ـد أن ﻴﺘﺤﻘـق ﻤـن وﻋـود ﷲ ﻟـﻪ !! ﻫـوذا ﷲ �ﻘـوﻝ‬ ‫‪- 467 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪461‬‬


‫ﻟﻪ " ﻫﺎ أﻨﺎ ﻤﻌك وأﺤﻔظك ﺤﻴﺜﻤﺎ ﺘذﻫب " وﻫو �ﻘوﻝ ﻓﻲ ﺸـروطﻪ " إن كـﺎن ﷲ ﻤﻌـﻲ وﺤﻔظﻨـﻲ‬

‫ﻓﻲ اﻟطر�ق اﻟذي أﻨﺎ ﺴﺎﺌر ﻓ�ﻪ " ‪ 00‬وﷲ �ﻘوﻝ ﻟﻪ " وأردك إﻟﻰ ﻫـذﻩ اﻷرض " وﻫـو �ﻘـوﻝ ‪" :‬‬ ‫إن رﺠﻌت �ﺴﻼم إﻟﻰ ﺒﻴت أﺒﻲ " ‪0(1) " 00‬‬ ‫‪F4‬‬

‫‪ -5‬ﺘﻘوﻝ اﻟـدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠـﺔ ﺘوﻤـﺎ " أن اﻹﻨﺴـﺎن ﻤﺨﻠـوق ﻀـﻌﻴﻒ ‪ ،‬ﻗـد �طﻠـب ﻤـن ﷲ طﻠـب‬

‫ﻤــﺎدي ‪ ،‬ﻓــﺈن ﺘﺤﻘــق �ﺴــﻴر ﻤﻌــﻪ و�ــؤﻤن �ــﻪ أﻛﺜــر ﻓــﺄﻛﺜر ‪ 0‬و�ﻌﻘــوب ﻟــم �كــن ﻗــد ﺘﻌـ ﱠـرف ﻋﻠــﻰ ﷲ‬

‫�ﻌد ‪ ،‬وﻟم �ﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﻌرﻓﺔ اﻟﻨﺎﻀﺠﺔ ‪ ،‬وﻻ إﺨﺘﺒر اﻟﻌﺸرة اﻟﻌﻤ�ﻘﺔ ﻤﻊ إﻟﻬﻪ ‪ ،‬وﻟذﻟك طﻠـب ﻓـﻲ‬

‫ﻀﻌﻔﻪ وﺨوﻓﻪ اﻟﺤﻤﺎ�ﺔ ﻤن ﷲ وأن �ﻤﻨﺤـﻪ ﻗوﺘـﺎً وﻤﻠ�ﺴـﺎً ﻟﻛ�ﻤـﺎ �ﻌﺒـدﻩ ‪ 0‬واﻹﻨﺴـﺎن ﻓـﻲ ﻀـﻌﻔﻪ ﻗـد‬ ‫�طﻠب ﻋﻼﻤﺔ ﻤن ﷲ كﻤﺎ ﺤدث ﻤﻊ ﺠدﻋون ) ﻗض ‪ ( 40 – 36 : 6‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺤدث اﻟﻌكس ﻤﻊ‬

‫آﺤﺎز اﻟﻤﻠك ‪ ،‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ أﺸﻌ�ﺎء " أطﻠب ﻟﻨﻔﺴـك آ�ـﺔ ﻤـن اﻟـرب إﻟﻬـك ‪ 0‬ﻋﻤـق اﻟطﻠـب أو‬

‫رَﻓﻌـــﻪ إﻟـــﻰ ﻓـــوق‪ 0‬ﻓﻘـــﺎﻝ أﺤـــﺎز ﻻ أطﻠـــب وﻻ أﺠـــرب اﻟـــرب " ) أش ‪ ] " ( 12 ، 11 : 7‬ﻤــن‬ ‫إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -6‬ﻘـ ــوﻝ اﻷﺴــــﺘﺎذ اﻟــــدكﺘور ﻴوﺴــــﻴ ر�ــــﺎض " ﻤـ ــﺎ طﻠ�ـ ــﻪ �ﻌﻘـ ــوب ﻫـ ــو أن �ﻌط�ـ ــﻪ ﷲ‬

‫ﻤﺴﺘﻠزﻤﺎت اﻟﺤ�ﺎة و�رﺠﻌﻪ ﺴﺎﻟﻤﺎً إﻟﻰ ﺒﻴت أﺒ�ﻪ ‪ ،‬ﻓﻬذا ﺴﻴﺠﻌﻠﻪ �ﻌﺒد ﷲ ﻤﻌﺘرﻓﺎً �ﺄﻓﻀﺎﻟﻪ " ] ﻤن‬

‫إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 508‬ﻋﻨدﻤﺎ وﺼﻞ �ﻌﻘوب إﻟﻰ اﻟﺒﺌر اﻟذي ﻓﻲ اﻟﺤﻘـﻞ وﺠـد " ﺜﻼﺜـﺔ ﻗطﻌـﺎن " ﻏـﻨم‬

‫را�ﻀﺔ ﻋﻨدﻫﺎ " ) ﺘك ‪ ( 2 : 29‬وكﺎن اﻟﺤﺠر اﻟذي ﻋﻠﻰ ﻓم اﻟﺒﺌر كﺒﻴ اًر ﻓﻠـم �ﻘـدروا أن‬ ‫ﻴرﻓﻌوﻩ ﻗﺎﺌﻠﻴن " ﻻ ﻨﻘدر ﺤﺘﻰ ﺘﺠﺘﻤﻊ اﻟﻘطﻌﺎن و�دﺤرﺠون اﻟﺤﺠر ﻋن ﻓم اﻟﺒﺌـر " ) ﺘـك‬

‫‪ ( 8 : 29‬ﻓﻬــﻞ اﻟﻠﻔــظ اﻟﺼــﺤ�ﺢ ﺒــدﻝ " ﻗطﻌــﺎن " ﻫــو " رﻋــﺎة " كﻤــﺎ ورد ﻓــﻲ اﻟﺘرﺠﻤــﺔ‬

‫اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ واﻟﻴوﻨﺎﻨ�ﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻟرﻋﺎة ﻫم اﻟذﻴن ﻴﻨﺘظرون ‪ ،‬وﻫم اﻟذﻴن ﻴدﺤرﺠون اﻟﺤﺠر ‪،‬‬

‫وﻟ�س ﻗطﻌﺎن اﻟﻐﻨم ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻋﻨدﻤﺎ ذكر اﻟﻛﺘﺎب أﻨﻪ كﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺌر ﺜﻼﺜﺔ ﻗطﻌﺎن ‪ ،‬أو أﻨﻬم إﻨﺘظـروا ﺤﺘـﻰ ﺘﺠﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺠﻤ�ﻊ اﻟﻘطﻌﺎن كﺎن �ﺸﻴر �ﻼ ﺸك ﻟﻠرﻋـﺎة ‪ ،‬ﻷن اﻟرﻋـﺎة ﻫـم اﻟـذﻴن ﺴـﻴدﺤرﺠون اﻟﺤﺠـر و�ﺴـﻘون‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺄﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺹ ‪32‬‬

‫‪- 468 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪462‬‬


‫اﻟﻐﻨم ‪ ،‬وﻤﺎدام اﻟرﻋﺎة كﺎﻨوا ﻤﺠﺘﻤﻌﻴن ﻋﻨد اﻟﺒﺌر ﻓﻼﺒد أن ﻗطﻌﺎﻨﻬم كﺎﻨت �ﺼﺤﺒﺘﻬم‪0‬‬ ‫‪ -2‬ﺘﻌﺘﺒر اﻟﺘـوراة اﻟﻌﺒر�ـﺔ ﻫـﻲ اﻷﺼـﻞ ‪ ،‬وﻫـﻲ اﻟﺘـﻲ ﻨﻠﺘـزم ﺒﻬـﺎ ‪ ،‬أﻤـﺎ ﻤـﺎ ﺠـﺎء ﻓـﻲ اﻟﺘرﺠﻤـﺔ‬

‫اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ أو اﻟﺴ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﻬو كﺎن ﻟﻤﺠرد ﺘوﻀ�ﺢ اﻟﻤﻌﻨﻰ ‪ ،‬وﻗد رأى اﻟﻤﺘرﺠم أن ﻴوﻀـﺢ ﻤﻌﻨـﻰ‬

‫اﻟ ــﻨص دون أن �ﻤ ــس ﺒﻨ�ﺎﻨ ــﻪ أو ﺴ ــﻼﻤﺘﻪ ‪ ،‬وﻫ ــذا أﻤ ــر ﻤﺘﻌ ــﺎرف ﻋﻠ� ــﻪ ﻓ ــﻲ اﻟﺘرﺠﻤ ــﺔ ﺒ ــدﻟﻴﻞ أن‬ ‫اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻴوﻨﺎﻨ�ﺔ ﺘُرﺠﻤـت ﻤـن اﻟﻌﺒراﻨ�ـﺔ وﻟـ�س ﻤـن اﻟﺴـﺎﻤر�ﺔ ‪ ،‬وﻤـﻊ ﻫـذا ﻓﺈﻨﻬـﺎ ﺘطﺎ�ﻘـت ﻓـﻲ ﻫـذا‬

‫اﻷﻤر ﻤﻊ اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻗوﻝ اﻟﻛﺘﺎب ﺜﻼﺜﺔ ﻗطﻌﺎن ﻗوﻝ أﻛﺜر دﻗـﺔ ﻤـن ﺜﻼﺜـﺔ رﻋـﺎة ‪ 00‬ﻟﻤـﺎذا ؟ ﻷﻨـﻪ ر�ﻤـﺎ كـﺎن‬

‫ﻷﺤد اﻟﻘطﻌﺎن أو كﻞ ﻗط�ﻊ أﻛﺜر ﻤن راﻋﻲ‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب " ٕواذ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻞ ﺒﺌر وﻫﻨﺎك ﺜﻼﺜﺔ ﻗطﻌﺎن را�ﻀﺔ ﻋﻨـدﻫﺎ ‪ 0‬ﻷﻨﻬـم‬ ‫كﺎﻨوا ﻤن ﺘﻠك اﻟﺒﺌر �ﺴـﻘون اﻟﻘطﻌـﺎن " ) ﺘـك ‪ ( 2 : 29‬ﻨﻼﺤـظ أن ﻓﻌـﻞ " كـﺎﻨوا " �ﻌـود ﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻟرﻋﺎة ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ وﻟو كﺎن إﺴم اﻟرﻋﺎة ﻏﻴر وارد ﻓـﻲ اﻟـﻨص ﻟﻛﻨـﻪ واﻀـﺢ ﻓـﻲ ﺴـ�ﺎق اﻟـﻨص ‪ ،‬وﻫـذا‬ ‫أﺴﻠوب ﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠ�ﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ‪0‬‬ ‫‪ -5‬وردت ﻨﺼوص ﻋدة ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻋﻠﻰ ﻨﻔس اﻟﻨﻬﺞ اﻟﺴﺎ�ﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋن اﻟﺸﻤس "‬

‫ﺤﻴن ﺘوارت �ﺎﻟﺤﺠﺎب " ) ﺴورة ص ‪ ( 32‬ﻟم ﻴرد إﺴم اﻟﺸﻤس ﻓﻲ اﻟﻨص ‪ ،‬ﻻ ﻗﺒﻞ ﻫذﻩ اﻟﻌ�ـﺎرة‬

‫وﻻ �ﻌدﻫﺎ ‪ 0‬وﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋن اﻷرض " كﻞ ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ٍ‬ ‫ﻓﺎن " ) ﺴـورة اﻟـرﺤﻤن ‪ ( 26‬ﻟـم ﻴـ ـرد إﺴـم‬ ‫اﻷرض ﻓـﻲ اﻟﻨص ﻻ ﻗﺒﻞ ﻫذﻩ اﻟﻌ�ﺎرة وﻻ �ﻌدﻫﺎ ‪ ،‬وﻫﻠم ﺠ ار ‪00‬‬

‫س‪ : 509‬كﻴــﻴ إﺴــﺘطﺎع �ﻌﻘــوب أن ﻴــدﺤرج اﻟﺤﺠــر اﻟﻀـﺨم اﻟــذي �ﺤﺘــﺎج ﻟﻌــدة رﺠــﺎﻝ‬ ‫ﻟﺘﺤر�كﻪ ﻋن ﻓم اﻟﺒﺌر ) ﺘك ‪ ( 10 : 29‬؟‬

‫ج ‪ :‬ﻋﻨدﻤﺎ أﺨﺒر اﻟرﻋﺎة �ﻌﻘوب �ﺄن راﺤﻴﻞ إﺒﻨﺔ ﺨﺎﻟﻪ ﻗﺎدﻤﺔ ‪ ،‬ورآﻫـﺎ وأﻋﺠـب �ﻤﻨظرﻫـﺎ ‪ ،‬أﺨذﺘـﻪ‬ ‫اﻟﺤﻤ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺘﻘدم �ﺤﻤﺎس �ﺎﻟﻎ ﻟدﺤرﺠﺔ اﻟﺤﺠر " ﻓﻛﺎن ﻟﻤـﺎ أ�ﺼـر �ﻌﻘـوب راﺤﻴـﻞ ‪ 00‬إن �ﻌﻘـوب‬

‫ﱠ‬ ‫ﺘﻘدم ودﺤرج اﻟﺤﺠر ﻋن ﻓم اﻟﺒﺌر وﺴﻘﻰ ﻏﻨم ﻻ�ﺎن ﺨﺎﻟﻪ " ) ﺘك ‪ ( 10 : 29‬وﻷن اﻟﻛﺘﺎب ﻟم‬ ‫ﻴذكر أن �ﻌﻘـوب دﺤـرج اﻟﺤﺠـر �ﻤﻔـردﻩ ‪ ،‬ﻓﻐﺎﻟ�ـﺎً أﻨـﻪ ﻋﻨـدﻤﺎ ﺘﻘـدم ﻟدﺤرﺠـﺔ اﻟﺤﺠـر أﺴـرع اﻟرﺠـﺎﻝ‬ ‫‪- 469 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪463‬‬


‫اﻟرا�ﻀون ﻫﻨﺎك وﺴﺎﻋدوﻩ ﻓﻲ دﺤرﺠﺔ ﻫذا اﻟﺤﺠر اﻟﻀﺨم‪0‬‬

‫س‪ : 510‬ﻫﻞ ُ�ﻌﻘﻞ أن �ﻌﻤﻞ �ﻌﻘوب ﻟدى ﺨﺎﻟـﻪ ﻻ�ـﺎن أر�ﻌـﺔ ﻋﺸـر ﺴـﻨﺔ ﻤﺠﺎﻨـﺎً ﻟﻛ�ﻤـﺎ‬ ‫ﻴﺘزوج راﺤﻴﻞ ؟‬ ‫ج ‪� -1 :‬ﻌد أن وﺼﻞ �ﻌﻘوب إﻟﻰ ﺨﺎﻟـﻪ ﻻ�ـﺎن ﻫر�ـﺎً ﻤـن وﺠـﻪ أﺨ�ـﻪ ﻋ�ﺴـو ‪ ،‬أﺨـذ �ﻌﻤـﻞ ﻟد�ـﻪ‬

‫�ﻼ ﻤﻘﺎﺒـﻞ ‪ ،‬ﻓﻠـم ﻴرﻀـﻰ ﻻ�ـﺎن ﺒﻬـذا ‪ ،‬وﻗـﺎﻝ ﻟ�ﻌﻘـوب " أﻻﻨـك أﺨـﻲ ﺘﺨـدﻤﻨﻲ ﻤﺠﺎﻨـﺎً ‪ 00‬وأﺤـب‬ ‫�ﻌﻘوب راﺤﻴﻞ ‪ 0‬ﻓﻘﺎﻝ أﺨدﻤك ﺴ�ﻊ ﺴـﻨﻴن ﺒراﺤﻴــﻞ إﺒﻨﺘـك اﻟﺼـﻐرى " ) ﺘـك ‪( 18 ، 15 : 29‬‬

‫وواﻓﻘﻪ ﻻ�ﺎن ﻋﻠﻰ ﻫذا ‪ 0‬إذاً �ﻌﻘوب ﻫو اﻟـذي ﺤـدد ﻫـذﻩ اﻟﻤـدة ﻟ�ﻌﻤـﻞ ﻓﻴﻬـﺎ ﻤﺠﺎﻨـﺎً ﻟﻴﺘـزوج ﺒﺈﺒﻨـﺔ‬

‫ﺨﺎﻟــﻪ " وكﺎﻨــت ﻓــﻲ ﻋﻴﻨ�ــﻪ ﻗﻠﻴﻠــﺔ �ﺴــﺒب ﻤﺤﺒﺘــﻪ ﻟﻬــﺎ " ) ﺘــك ‪ ( 20 : 29‬وﻫــذﻩ اﻟﻌــﺎدة كﺎﻨــت‬

‫وزوﺠــﻪ ﺒﻠﻴﺌــﺔ ‪ ،‬وطﻠــب ﻤــن‬ ‫ﻤﻨﺘﺸ ـرة ﺤﻴﻨــذاك ‪ ،‬وﻋﻨــد ﺘﻤــﺎم اﻟﺴــ�ﻊ ﺴــﻨﻴن ﺨــدع ﻻ�ــﺎن �ﻌﻘــوب ‪ ،‬ﱠ‬

‫�ﻌﻘوب أن �ﻌﻤﻞ ﻟد�ﻪ ﺴ�ﻊ ﺴﻨﻴن أﺨرى ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﻴزوﺠﻪ ﺒراﺤﻴـﻞ �ﻌـد زواﺠـﻪ ﻤـن ﻟﻴﺌـﺔ �ﺄﺴـﺒوع‬

‫‪ ،‬وواﻓﻘﻪ �ﻌﻘوب‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻘـوﻝ " ز�ﻨون كوﺴﻴدوﻓﺴكﻲ " ‪ " 00‬أﻤـﺎ ﻋـﺎدة اﻟﻌﻤـﻞ ﻋﻨـد ﺤﻤـﻰ اﻟﻤﺴـﺘﻘﺒﻞ ﻓﺘـرة ﻤـن‬

‫اﻟزﻤن ﻟﻠزواج ﻤن إﺒﻨﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻋﺎدة ﻗد�ﻤﺔ ﺠداً ‪ 00‬ﻤﺜﻞ ﻫذﻩ اﻟﻌﺎدات �ﻘﻴت ﺤﺘﻰ اﻟﻘرن اﻟﺘﺎﺴﻊ‬ ‫ﻋﺸــر ﻤﻨﺘﺸ ـرة ﻋﻨــد اﻟﺘﺘــر واﻟﺴــور�ﻴن ‪ ،‬ﻓﻘــد أورد اﻟرﺤﺎﻟــﺔ اﻟﺴو�ﺴــري " ﺒوركــﺎرت " ﻓــﻲ كﺘﺎ�ــﻪ "‬

‫رﺤﻠــﺔ ﻓــﻲ ﺴــور�ﺎ " ) أﻨــﻪ إﻟﺘﻘــﻰ �ﺸــﺎب ﻓــﻲ ر�ــﻒ دﻤﺸــق ﻋﻤــﻞ ﻟــدى ﺤﻤــﺎﻩ ﺜﻤــﺎن ﺴــﻨوات ﻤﻘﺎﺒــﻞ‬

‫زواج إﺒﻨﺘﻪ ( وﻟو ﺘوﻗﻒ ﻋن اﻟﻌﻤﻞ ﺨﻼﻝ ﻫذﻩ اﻟﻔﺘرة ﻓﻌﻠ�ﻪ دﻓـﻊ ﻤﻬـ اًر ﻗـدرﻩ ﺴـ�ﻌﻤﺎﺌﺔ ﻗـرش ‪ ،‬كـم‬ ‫ﻫو ﻤدﻫش وﺠـﻪ اﻟﺘﺸﺎﺒ ـﻪ ﺒﻴن ﻋﻼﻗﺔ ذﻟك اﻟﺸﺎب �ﺤﻤ�ﻪ وﻋﻼﻗﺔ �ﻌﻘوب �ﻼ�ﺎن " )‪0(1‬‬ ‫‪F5‬‬

‫ﻴﺘﻌرف �ﻌﻘــوب ﻋﻠﻰ ﻟﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ زﻓﺎﻓﻪ ﻤﻨﻬﺎ ) ﺘك ‪ ( 23 : 29‬؟‬ ‫س‪ : 511‬كﻴﻴ ﻟم ﱠ‬ ‫�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎ كﺴﻞ " وﻫكذا ﺨدع ﻻ�ﺎن إﺒـن إﺨﺘـﻪ ‪ ،‬اﻟـذي كـﺎن ﻗـد ﺨـدع أ�ـﺎﻩ وأﺨـﺎﻩ ﻗﺒـﻞ‬

‫ذﻟك ‪ ،‬واﻟﺤﻘ�ﻘﺔ إﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺴﺘط�ﻊ أن ﻨﻔﻬم ‪ ،‬كﻴﻒ ﻟم �ﺴـﺘطﻊ �ﻌﻘـوب أن �كﺸـﻒ اﻟﺨدﻋـﺔ ﻤـﻊ أﻨـﻪ‬ ‫كــﺎن ﻗــد أﻤﻀــﻰ ﺴــ�ﻊ ﺴــﻨوات ﻓــﻲ ﺒﻴــت ﺨﺎﻟــﻪ ‪ ،‬و�ﺠــب أن �كــون ﻗــد ﻋــرف ﻟﻴﺌــﺔ وراﺤﻴــﻞ ﻤﻌرﻓــﺔ‬

‫ﺠﻴدة ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ إذاً ﻗﻀﻰ ﻤﻌﻬﺎ ‪ 00‬ﻟﻴﻠﺔ كﺎﻤﻠـﺔ دون أن �ﻌرﻓﻬـﺎ ؟ وﻟﻛـن ﻤﺎﻟﻨـﺎ وﻟﻬـذا اﻟﺸـك ‪ ،‬إﻨـﻪ‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪65 ، 64‬‬

‫‪- 470 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪464‬‬


‫اﻟروح اﻟﻘدس ﻋﻠﻰ أي ﺤﺎﻝ ‪" 00‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪F6‬‬

‫‪ ،‬و�ﻘوﻝ اﻟدكﺘور أﺤﻤد ﺤﺠﺎزي اﻟﺴﻘﺎ " أن �ﻌﻘوب ﻋﻠ�ـﻪ‬

‫اﻟﺴﻼم كـﺎن �ﻘـ�م ﻓـﻲ ﺒﻴـت ﻻ�ـﺎن ‪ 0‬وكـﺎن ﻴـرى إﺒﻨﺘ�ـﻪ و�ﻌرﻓﻬﻤـﺎ ﻤﻌرﻓـﺔ ﺠﻴـدة ﺒﺈﻋﺘ�ـﺎر وﺠﻬﻴﻬﻤـﺎ‬ ‫وﺼــوﺘﻴﻬﻤﺎ ‪ ،‬وكــﺎن ﻓــﻲ ﻟﻴﺌــﺔ ﻋﻼﻤــﺔ ﺒﻴﻨــﺔ ‪ ،‬وﻫــﻲ إﺴــﺘرﺨﺎء اﻟﻌﻴﻨــﻴن ‪ 0‬ﻓﺎﻟﻌﺠــب كــﻞ اﻟﻌﺠــب أن‬

‫ﺘﻛون ﻟﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻓراﺸﻪ ﺠﻤ�ﻊ اﻟﻠﻴﻞ و�راﻫﺎ و�ﻀﺎﺠﻌﻬﺎ و�ﻠﻤﺴﻬﺎ وﻻ �ﻌرﻓﻬﺎ " )‪0(3‬‬ ‫‪F7‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘ ــد ﺨ ــدع �ﻌﻘ ــوب أﺒ�ـ ـﻪ اﻟﻀـ ـر�ر إﺴ ــﺤق ‪ٕ ،‬واﱠدﻋ ــﻰ أﻨ ــﻪ ﻋ�ﺴ ــو ‪ ،‬واﻀ ــﻌﺎً ﻋﻠ ــﻰ ﻴد� ــﻪ‬ ‫وﻤﻼﻤﺴﺔ ﻋﻨﻘﻪ ﺠﻠـد ﻤـﺎﻋز ‪ ،‬وكـذب ﻋﻠـﻰ أﺒ�ـﻪ ﻋﻨـدﻤﺎ ﺴـﺄﻟﻪ كﻴـﻒ ﻋـﺎد ﺴـر�ﻌﺎً " ﻓﻘـﺎﻝ أن اﻟـرب‬

‫�ﺴر ﻟﻲ " ) ﺘك ‪ ( 20 : 27‬وكﺄن ُ�ﺸرك ﷲ ﻓﻲ ﺨداﻋﻪ ‪ ،‬وﺤﺘﻰ ﻋﻨـدﻤﺎ ﺸـك إﺴـﺤق‬ ‫إﻟﻬك ﻗد ﱠ‬ ‫ﻷﺠﺴك �ﺎإﺒﻨﻲ ‪ 0‬أأﻨـت ﻫـو إﺒﻨـﻲ ﻋ�ﺴـو أم ﻻ ؟ " ) ﺘـك ‪ ( 21 : 27‬ﻓﻠـم‬ ‫ﻓ�ﻪ وﻗﺎﻝ ﻟـﻪ " ﺘﻘدم‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻴرﺠﻊ إﻟﻰ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬وﻟم �ﺴﺘ�ﻘظ ﻀﻤﻴرﻩ ‪ ،‬ﺒﻞ أﻛﻤﻞ طر�ـق اﻟﺨـداع ﻟﻠﻨﻬﺎ�ـﺔ ‪ ،‬وﻤـرت اﻷ�ـﺎم وﺴـﻘط‬ ‫�ﻌﻘوب ﻓﻲ ﺨداع ﺨﺎﻟﻪ ﻻ�ﺎن ‪ ،‬وﻻﺴـ�ﻤﺎ أﻨـﻪ ﻟـم �كـن ﻴﺘوﻗـﻊ ﻗـط أن ﺨﺎﻟـﻪ ﺴـﻴﺨدﻋﻪ و�ﻌط�ـﻪ ﻟﻴﺌـﺔ‬

‫ﻋوﻀﺎً ﻋن راﺤﻴﻞ ‪ 0‬ﻓكﻤﺎ دﺒر �ﻌﻘوب وﺨطط ﻤﻊ أﻤﻪ رﻓﻘﻪ ﻟﺨداع أﺒ�ﻪ ‪ ،‬ﻻﺒد أن ﻻ�ﺎن ﺨطـط‬ ‫ﻤــﻊ كــﻞ ﻤــن إﺒﻨﺘــﻪ راﺤﻴــﻞ ﻟﻛ�ﻤــﺎ ﺘﺨﺘﻔــﻲ وﺘﺼــﻤت ‪ ،‬وﻟﻴﺌــﺔ ﻟﻛ�ﻤــﺎ ﺘــﺘﻘﻤص دور راﺤﻴــﻞ " ﻓﺠﻤــﻊ‬

‫ﻻ�ﺎن ﺠﻤ�ﻊ أﻫﻞ اﻟﻤكـﺎن وﺼـﻨﻊ وﻟ�ﻤـﺔ ‪ 0‬وكـﺎن ﻓـﻲ اﻟﻤﺴـﺎء أﻨـﻪ أﺨـذ ﻟﻴﺌـﺔ إﺒﻨﺘـﻪ وأﺘـﻰ ﺒﻬـــﺎ‬ ‫إﻟ�ﻪ ﻓدﺨﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ 00‬وﻓﻲ اﻟﺼ�ﺎح إذ ﻫﻲ ﻟﻴﺌﺔ " ) ﺘك ‪00( 25 – 23 : 29‬‬

‫وﻻﺒــد أن ﻟﻴﺌــﺔ دﺨﻠــت إﻟــﻰ ﺨ�ــﺎء �ﻌﻘــوب ﻓــﻲ ﻟﻴﻠــﺔ ﻤظﻠﻤــﺔ ﻻ ﻗﻤــر ﻓﻴﻬــﺎ ‪ ،‬وﻻ ﻤﺼــ�ﺎح‬

‫ﻴﻨﻴــر اﻟﻤكــﺎن ‪ ،‬وكــﺄن اﻟظﻠﻤــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻋــﺎﻨﻰ ﻤﻨﻬــﺎ إﺴــﺤق اﻟﻘــد�س �ﺴــﺒب ﻓﻘــدﻩ ﻟ�ﺼـرﻩ ‪ ،‬إﻨﻌكﺴــت‬

‫ﻋﻠﻰ �ﻌﻘوب ‪ ،‬ﻓﺠﺎز ﻓﻴﻬـﺎ ‪ ،‬وﺤدث ﻤﺎ ﺤدث ‪� ،‬ﻌد أن أﺠﺎدت ﻟﻴﺌﺔ اﻟﻘ�ﺎم ﺒدور أﺨﺘﻬـﺎ راﺤﻴـﻞ ‪،‬‬ ‫ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺘﻘﻠﻴد ﺼوﺘﻬﺎ وﻗد ﻏطت �ﺎﻟﺒرﻗﻊ وﺠﻬﻬﺎ كﻤﺎ ﻓﻌﻠـت ﻤـن ﻗﺒـﻞ رﻓﻘـﺔ ﻋﻨـدﻤﺎ إﻟﺘﻘـت ﺒﺈﺴـﺤق‬

‫) ﺘك ‪ ( 65 : 24‬وكﻤﺎ أن �ﻌﻘوب ﻟم �ﺼﺎرح أﺒ�ـﻪ �ﺸﺨﺼـﻴﺘﻪ ‪ ،‬ﻫكـذا ﻟـم ﺘﺼـﺎرح ﻟﻴﺌـﺔ �ﻌﻘـوب‬

‫�ﺸﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻫذا اﻟﻤوﻗﻒ ﺴﻴﺘﻛرر ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد ﺒﻴن ﻴﻬوذا ﺒن �ﻌﻘوب وكﻨﺘﻪ ﺜﺎﻤﺎر ‪ ،‬ﻋﻨدﻤﺎ ﻴزﻨﻲ‬ ‫ﻤﻌﻬﺎ وﻫو ﻻ ﻴدري أﻨﻬﺎ ﺜﺎﻤﺎر‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث " أﻤﺎ طر�ﻘﺔ اﻟﺨداع ﻓﻲ اﻟزواج ‪ ،‬ﻓر�ﻤﺎ كﺎﻨـت ﻫكـذا‬

‫‪ 00‬كﺎﻨــت اﻟزوﺠــﺔ ﺘــزف إﻟــﻰ زوﺠﻬــﺎ ﻤﻨﻘ�ــﺔ ‪� ،‬ﺤﻴــث ﻻ ﻴــرى ﻤــن وﺠﻬﻬــﺎ ﺸــﻴﺌﺎً‪ 0‬ﺜــم ﻴرﻓــﻊ ﻨﻘﺎﺒﻬــﺎ‬ ‫)‪ (2‬ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪131‬‬ ‫)‪ (3‬ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪241‬‬

‫‪- 471 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪465‬‬


‫ﻋﻨــدﻤﺎ ﻴــدﺨﻞ ﺒﻬــﺎ إﻟــﻰ ﺨ�ﻤﺘــﻪ ‪ 0‬وﻗــد أﻋطــﺎﻩ ﻻ�ــﺎن إﺒﻨﺘــﻪ ﻟﻴﺌــﺔ �ﻌــد أن ﺼــﻨﻊ وﻟ�ﻤــﺔ " وكــﺎن ﻓــﻲ‬

‫اﻟﻤﺴﺎء ‪ ،‬أﻨﻪ أﺨذ ﻟﻴﺌﺔ إﺒﻨﺘﻪ وأﺘﻰ ﺒﻬﺎ إﻟ�ﻪ " ) ﺘك ‪ ( 23 : 29‬وﻟﻌﻞ اﻟﻨور ﻟم �كن كﺎﻓ�ﺎً ﻓـﻲ‬ ‫ذﻟك اﻟزﻤﺎن " وﻓﻲ اﻟﺼ�ﺎح إذ ﻫﻲ ﻟﻴﺌﺔ " !! "‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F8‬‬

‫س‪ : 512‬كﻴﻴ ﻴﺨﺎﻟﻴ �ﻌﻘوب اﻟﺸر�ﻌﺔ ) ﻻ ‪ ( 18 : 18‬و�ﺘزوج ﻤن ﻟﻴﺌﺔ ٕواﺨﺘﻬﺎ‬

‫راﺤﻴﻞ ) ﺘك ‪ ( 30 : 29‬؟ وﻫﻞ ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﻼو�ﻴن �ﻌﺘﺒر ﻨﺴﺨﺎً ﻟﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ‬ ‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻋﺎش �ﻌﻘوب ﻓﻲ ﻓﺘرة ﺴﺎ�ﻘﺔ ﻟﺸر�ﻌﺔ ﻤوﺴﻰ اﻟﺘﻲ ﺠﺎء ﻓﻴﻬﺎ " وﻻ ﺘﺄﺨذ اﻤرأة ﻋﻠﻰ‬

‫أﺨﺘﻬﺎ ﻟﻠﻀر ﻟﺘﻛﺸﻴ ﻋورﺘﻬﺎ ﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺤ�ﺎﺘﻬﺎ " ) ﻻ ‪ ( 18 : 18‬ﻓﻠم ﻴﺘزوج �ﻌﻘوب ط�ﻘﺎً‬

‫ﻟﻠﺸر�ﻌﺔ اﻹﻟﻬ�ﺔ اﻟﺘﻲ دوﻨﻬﺎ ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﺘزوج ط�ﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﻫو كﺎن ﻤﺘ�ﻊ ﺤﺴب ﻋﺎدات‬

‫ذاك اﻟزﻤﺎن ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻟم �ﻘﺼد �ﻌﻘوب زواج اﻷﺨﺘـﻴن ‪ ،‬إﻨﻤـﺎ ﻗﺼـد اﻟـزواج ﺒراﺤﻴـﻞ ﻓﻘـط ‪ ،‬وﺨﺎﻟـﻪ ﻻ�ـﺎن ﻫـو‬

‫وزوﺠﻪ ﺒﻠﻴﺌﺔ أوﻻً ‪ ،‬ﺜم ﺒراﺤﻴﻞ ‪ ،‬طﻤﻌﺎً ﻓﻲ ﺨدﻤﺘﻪ اﻷﻤﻨ�ﺔ ﺴ�ﻊ ﺴﻨﻴن أﺨرى‪0‬‬ ‫اﻟذي ﺨدﻋﻪ ﱠ‬

‫‪ -3‬روى ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻤﺎ ﺤدث ﻤﻊ أﺒﻴﻨﺎ �ﻌﻘوب ‪ ،‬وذكر اﻟﻘﺼﺔ كﻘﺼﺔ‬

‫ﺘﺎر�ﺨ�ــﺔ ﻟﻔﺎﺌــدة اﻹﻨﺴــﺎن ‪ ،‬ﻟﻛ�ﻤـﺎ ﻴــﺘﻌﻠم أن اﻟﻤﺨــﺎدع ﺴ�ﺴــﻘط ﻓــﻲ اﻟﺨــداع ‪ ،‬ﻓﻠــم �ﺼــرح ﷲ ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﻟﺴــﺎن ﻤوﺴــﻰ �ﺸـر�ﻌﺔ اﻟــزواج ﻤــن أﺨﺘــﻴن ﻓــﻲ ﺴــﻔر اﻟﺘﻛــو�ن ‪ ،‬ﺜــم ﻋــﺎد وﻨﺴــﺦ ﻫــذﻩ اﻟﺸـر�ﻌﺔ ﻓــﻲ‬

‫ﺤرم اﻟزواج ﻤن أﺨﺘﻴن ‪ ،‬ﻓﺘﺼرف �ﻌﻘـوب ﻟـم ﻴـﺘم ﺒﻨـﺎء ﻋﻠـﻰ ﺸـر�ﻌﺔ إﻟﻬ�ـﺔ‬ ‫ﺴﻔر اﻟﻼو�ﻴن ﻋﻨدﻤﺎ ﱠ‬

‫‪ ،‬واﻟﺤﻘ�ﻘـﺔ أن كﺘﺎﺒﻨـﺎ اﻟﻤﻘـﱠدس اﻟﻤـوﺤﻰ �ـﻪ ﻤـن روح ﷲ اﻟﻘـدوس ﻤﻨ ﱠـزﻩ ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻋـن ﺸـر�ﻌﺔ اﻟﻨﺎﺴــﺦ‬ ‫واﻟﻤﻨﺴوخ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻟ�س ﻟدى ﷲ ﺘﻐﻴﻴر وﻻ ظﻞ دوران‪0‬‬

‫س‪ : 513‬كﻴﻴ ﺼـﺎر ﻨﺒـﻲ ﷲ �ﻌﻘـوب اﻟﻌو�ـﺔ ﺒـﻴن زوﺠﺘـﻪ ﻓﺘﺴـﺘﺄﺠرﻩ ﻟﻴﺌـﺔ ﻤـن راﺤﻴـﻞ‬ ‫ﻟﻴﻠﺔ ﻤﻘﺎﺒﻞ اُﻟ ﱠﻔﺎح ) ﺘك ‪ ( 20 – 14 : 30‬؟‬

‫ج ‪ -1 :‬وﺠد راو�ﻴن ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻞ أ�ﺎم ﺤﺼـﺎد اﻟﺤﻨطـﺔ ُﻟﱠﻔﺎﺤـﺎً ﻓﺄﻋطـﺎﻩ ﻷﻤـﻪ ﻟﻴﺌـﺔ ‪ ،‬ﻓـﺄرادت راﺤﻴـﻞ‬ ‫أن ﺘﺄﺨذ ﻤﻨﻪ ‪ ،‬ﻓﻠم ﺘﺸﺄ أﺨﺘﻬﺎ ﻟﻴﺌﺔ أن ﺘﻌطﻴﻬﺎ ﺒـﻞ " ﻗﺎﻟت ﻟﻬﺎ أﻗﻠﻴﻞ أﻨك أﺨذت رﺠﻠﻲ ﻓﺘﺄﺨـذﻴن‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺄﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺹ ‪32‬‬

‫‪- 472 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪466‬‬


‫ﻟﱠﻔﺎح إﺒﻨﻲ أ�ﻀﺎً " ) ﺘك ‪ ( 15 : 30‬وكﺎﻨت راﺤﻴﻞ ﺘﻌﺘﻘد ﻤﺜﻞ أﻫﻞ زﻤﻨﻬﺎ أن ﻫذا اُﻟﱠﻔـﺎح ﻴﺠﻠـب‬

‫ﻤﺤ�ﺔ اﻟزوج و�ﻌﺎﻟﺞ اﻟﻌﻘم ‪ ،‬وكﺎن �ﻌﻘوب ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺒدو ﻗد ﻫﺠر ﻓراش ﻟﻴﺌﺔ " ﻓﻘﺎﻟـت راﺤﻴـﻞ إذاً‬ ‫�ﻀطﺠﻊ ﻤﻌك اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋوﻀﺎً ﻋن ﻟﱠﻔـﺎح أﺒﻨـك " ) ﺘـك ‪ٕ ( 15 : 30‬واذ كـﺎن �ﻌﻘـوب رﺠـﻞ ﺴـﻼم‬ ‫�ﺤــﺎوﻝ ﺤﻔــظ ﺒﻴﺘــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺴــﻼم واﻓــق زوﺠﺘ�ــﻪ ‪ 00‬ﻫــذا ﻤــﺎ ﺤــدث ‪ ،‬وﻫــذا ﻤــﺎ ﺴــﺠﻠﻪ ﻤوﺴــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ‬ ‫ﺒــوﺤﻲ روح ﷲ اﻟﻘــدوس ‪ ،‬ﻓــﺈذا كــﺎن ﻟــدى اﻟﻨﺎﻗــد إﻋﺘ ارﻀ ـﺎً ﻀــد �ﻌﻘــوب أو زوﺠﺘ�ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻠــ�كن ‪،‬‬ ‫وﻟﻛن ﻤﺎ اﻟﻌﻴب اﻟذي �ﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺸﺄن ؟!‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ " أ‪ 0‬ف‪ 0‬ك�ﻔن " ‪ " 00‬كﺎن اُﻟﱠﻔﺎح ﻓﺎﻛﻬﺔ ﻟﻴﻨﺔ ذات ﻟب ﻤﺴﺘدﻴرة اﻟﺸكﻞ وﻟوﻨﻬﺎ‬

‫أﺼﻔر ﻓﻲ ﺤﺠم اﻟﺒرﻗوق اﻟﺼﻐﻴر ﺘﻘر��ﺎً ‪ ،‬وﻗد كﺎﻨت ﺨراﻓﺔ ﺒﻴن اﻟﻘدﻤﺎء �ﺄن اُﻟﱠﻘﺎح ﻫو ﻋﻼج‬ ‫ﻟﻠﻌﻘم ‪ ،‬وﻫذا ﻫو اﻟﺴﺒب اﻟذي ﻷﺠﻠﻪ طﻠﺒت راﺤﻴﻞ اُﻟﱠﻔﺎح ‪ ،‬وﻗد كﺎن اﻟﺜﻤن اﻟذي �ﺎﻋﺘﻪ �ﻪ ﻟﻴﺌﺔ‬ ‫ﻫو ﻟﻴﻠﺔ ﻤﻊ �ﻌﻘوب ) ﺘك ‪0(1) " ( 16 – 15 : 30‬‬ ‫‪F9‬‬

‫س‪ : 514‬كﻴﻴ ﻴﺘﺤدث ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻋن ﺘوﺤم اﻟﻐﻨم ) ﺘك ‪ ( 38 – 37 : 30‬وﻫذا‬

‫ﻀد اﻟﻌﻠم ؟‬

‫�ﻘوﻝ ﻋﻼء أﺒو �كر ﻫﻞ ﺴﻤﻌﺘم أن اﻟﻐﻨم ﻴﺘوﺤم ؟ ﻟو كﺎن ﻫذا ﺤﻘ�ﻘﺔ ‪ ،‬إذاً �ﻤكﻨك‬ ‫إﻨﺘﺎج ﺨراف ذات أﻟوان ﻋدﻴدة ‪ ،‬ﻓﺈذا وﻀﻌت ﺒﺠوارﻫﺎ اﻟﻠون اﻟﺒﻨﻔﺴﺠﻲ ﺘوﺤﻤت اﻟﻐﻨم وﺠﺎء‬

‫اﻟﻨﺴﻞ اﻟﺠدﻴد ﺒﻨﻔﺴﺠﻲ ‪ 0‬ﻟك أن ﺘﺘﺨﻴﻞ ﻫذا اﻟﺠﻤﺎﻝ ‪ ،‬ﺨراف زرﻗﺎء وأﺨرى ﺤﻤراء ‪ ،‬ﻫذا ﻏﻴر‬ ‫اﻟﺨراف اﻟﻤﺨططﺔ واﻟﻤر�ﻌﺔ واﻟﻛﺎروﻫﺎت ‪ 00‬ﻫﻞ �ﻤكﻨك ﻋز�زي اﻟﻤﺴ�ﺤﻲ أن ﺘﻘﻒ وﺴط أُﻨﺎس‬

‫ذوي ﻋﻠم ‪ ،‬وﺘﻘ أر ﻋﻠﻴﻬم ﻫذا اﻟﻨص ؟ ﻟن ﺘﺴﺘط�ﻊ ‪ ،‬ﻹ�ﻤﺎﻨك أن ﻫذا اﻟﻛﻼم ﻫراء ! وﻟن ﺘﺴﻠم‬ ‫ﻤن ﺘﻬكم اﻟﺴﺎﻤﻌﻴن ﻋﻠ�ك ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﻫذا �ﻌﻨﻲ ﻋﻠﻤ�ﺎً إﻻﱠ أن ﻫذا اﻟﻛﺘﺎب ﻟ�س كﻼم ﷲ ؟ ) راﺠﻊ‬ ‫اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪ ، 45‬س‪0( 151‬‬

‫) راﺠﻊ أ�ﻀﺎً ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ – اﻟﺘوراة كﺘﺎب ﻤﻘﱠدس أم ﺠﻤﻊ ﻤن اﻷﺴﺎطﻴر ص ‪0( 134‬‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘﺸرة ﻓﻲ ﻤﺴﺎﻗﻲ اﻟﻤ�ﺎﻩ �ﻘﺼد أن ﺘﺘوﺤم اﻟﻐﻨم كﻤﺎ‬ ‫ج ‪ -1 :‬ﻋﻨدﻤﺎ وﻀﻊ �ﻌﻘوب اﻟﻘﻀ�ﺎن‬

‫كﺎن �ﻌﺘﻘد أﻫﻞ زﻤﺎﻨﻪ ‪ ،‬ﻟم �كن ﻫذا اﻟﻌﻤﻞ ﻤن ﻗﺒﻞ ﷲ ‪ ،‬ﻓﻠم �كﻠﻒ ﷲ �ﻌﻘوب ﺒﻬذا اﻟﻌﻤﻞ ‪،‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ – ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺟـ ‪ 1‬ﺹ ‪192‬‬

‫‪- 473 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪467‬‬


‫إﻨﻤﺎ كﺎن ﺘﺼرﻓﺎً ﺸﺨﺼ�ﺎً ﻟ�ﻌﻘوب اﻟذي كﺎن �ﻤﻴﻞ ﻹﺴﺘﺨدام اﻟﺤﻴﻠﺔ واﻟذكﺎء اﻟ�ﺸري ﻟﺘﺤﻘﻴق‬ ‫ﺘﺼورﻩ اﻟﺸﺨﺼﻲ وﻫو ﻻ ﻴدرك أن ﻫذا اﻟﻔكر ﻏﻴر‬ ‫ﻤكﺎﺴب ‪ ،‬وﻗد ﻓﻌﻞ �ﻌﻘوب ﻫذا ﺤﺴب‬ ‫ﱡ‬

‫ﺼﺤ�ﺢ ‪ 00‬إذاً ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب " ﻓﺄﺨذ �ﻌﻘوب ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻗﻀ�ﺎﻨﺎً ‪ 00‬وأوﻗﻴ اﻟﻘﻀ�ﺎن اﻟﺘﻲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻗﺸرﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﺠوان ﻓﻲ ﻤﺴﺎﻗﻲ اﻟﻤﺎء ﺤﻴث كﺎﻨت اﻟﻐﻨم ﺘﺠﺊ ﻟﺘﺸرب ‪ 0‬ﺘﺠﺎﻩ اﻟﻐﻨم ‪ 0‬ﻟﺘﺘوﺤم‬

‫و�ﻠﻘ ًﺎ‬ ‫ورﻗطﺎً ُ‬ ‫ﻋﻨد ﻤﺠﻴﺌﻬﺎ ﻟﺘﺸرب ‪ 00‬ﻓﺘوﺤﻤت اﻟﻐﻨم ﻋﻨــد اﻟﻘﻀ�ﺎن ووﻟــدت اﻟﻐﻨم ﻤﺨططﺎت ُ‬ ‫" ) ﺘك ‪ ( 39 - 37 : 30‬كﺎن �ﺼﻒ اﻟﺤدث ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر �ﻌﻘوب‪0‬‬

‫‪ -2‬كﺎن ﷲ ﻴﻨوي أن ﻴﻨﺼﻒ �ﻌﻘوب ﻤن ظﻠم ﻻ�ﺎن اﻟذي ظﻠﻤﻪ إ�ﺎﻩ ﻤ ار اًر وﺘﻛ ار اًر ‪،‬‬

‫و�ﻠﻘﺎً ‪ ،‬ﻟ�س �ﺴﺒب ﻤﺎ وﻀﻌﻪ‬ ‫وﻟذﻟك ﺴﻤﺢ ﷲ أن ﺘﻠد اﻷﻏﻨﺎم اﻟﻘو�ﺔ أﻏﻨﺎﻤﺎً ﻤﺨططﺔ ورﻗطﺎً ُ‬ ‫�ﻌﻘوب ﻤن ﻗﻀ�ﺎن ﱠ‬ ‫ﻤﻘﺸرة ﻓﻲ ﻤﺴﺎﻗﻲ اﻟﻤ�ﺎﻩ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ �ﺴﺒب ﻤ�ﺎركﺔ ﷲ ﻟﻪ ‪0‬‬ ‫‪ -3‬كﺎن ﻤن اﻟﻤﻌﺘﺎد أن ﺘﻛون ﻨﺴ�ﺔ اﻟﻐﻨم اﻟﻤﺨطط ﻀﻌ�ﻔﺔ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﻨﺴ�ﺔ زادت‬

‫ز�ﺎدة ﻤﻠﺤوظﺔ ﺒﺈﻋﺠﺎز إﻟﻬﻲ ﺘدﺨﻞ ﻓﻲ ﻗواﻨﻴن اﻟوراﺜﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟذي ﺤدث ﻤﻊ �ﻌﻘوب ﻟم �ﺤدث‬ ‫�ﺴﺒب ﻗواﻨﻴن اﻟوراﺜﺔ اﻟطﺒ�ﻌﻴـﺔ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﺤدث ﺒﺈﻋﺠﺎز إﻟﻬﻲ ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ أدركﻪ �ﻌﻘوب ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد ‪،‬‬

‫ﻋﻴﻨﻲ‬ ‫إذ ﻗﺎﻝ ﻟزوﺠﺘ�ﻪ ﻗﺒﻞ رﺤﻴﻠﻬم ﻤن ﻋﻨد ﻻ�ﺎن " وﺤدث ﻓﻲ وﻗت ﺘوﺤم اﻟﻐﻨم إﻨﻲ رﻓﻌت‬ ‫ﱠ‬ ‫وﻤﱠﻨﻤرة‪ 0‬وﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻤﻼك‬ ‫وﻨظرت ﻓﻲ ﺤﻠم ٕواذا اﻟﻔﺤوﻝ اﻟﺼﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻨم ﻤﺨططﺔ ورﻗطﺎء ُ‬ ‫ﷲ اﻟذي ﻓﻲ اﻟﺤﻠم �ﺎ�ﻌﻘوب ‪ 0‬ﻓﻘﻠت ﻫﺂﻨذا ‪ 0‬ﻓﻘﺎﻝ إرﻓﻊ ﻋﻴﻨ�ك واﻨظر ‪ 0‬ﺠﻤ�ﻊ اﻟﻔﺤوﻝ‬

‫وﻤﻨ ﱠﻤرة ‪ 0‬ﻷﻨﻲ ﻗد رأﻴت كﻞ ﻤﺎ �ﺼﻨﻊ �ك ﻻ�ﺎن " )‬ ‫اﻟﺼﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻨم ﻤﺨططﺔ ورﻗطﺎء ُ‬ ‫ﺘك ‪0( 12 – 10 : 31‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺤد اﻷ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر اﻟﻘد�س أﻨ�ﺎ ﻤﻘﺎر " ﻫﻞ ﻨظن أن ﺴر ﻨﺠﺎح �ﻌﻘوب‬

‫ﻴرﺠﻊ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟوﺴﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ إﺴﺘﺨدﻤﻬﺎ ﻷﺠﻞ اﻹﻛﺜﺎر ﻤن إﻨﺠﺎب اﻟﻤﺨططﺎت ﻤن اﻷﻏﻨﺎم ؟‬ ‫كﻼﱠ اﻟﺒﺘﺔ ! ‪ 00‬ﻓﻤﺎ ﺼﻨﻌﻪ �ﻌﻘوب ﺜﺒت ﻋدم ﺠدواﻩ ﻋﻠﻤ�ﺎً ط�ﻘﺎً ﻟﻘواﻨﻴن اﻟوراﺜﺔ !! ﻷن ﻤركز‬ ‫اﻹ�ﺼﺎر ﻓﻲ ﻤﺦ اﻹﻨﺴﺎن ﻻ دﺨﻞ ﻟﻪ ﺒﺘور�ث اﻟﺼﻔﺎت ! ﺤﺘﻰ أن ﻓﺌﺔ اﻟﻤﻔﺴر�ن اﻟﻨﺎﻗدﻴن ﻤن‬

‫دارﺴﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس اﻟﻤﺤدﺜﻴن إﺴﺘﻐﻠوا ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ �ﻌﻘوب ﻹﺜ�ﺎت رأﻴﻬم ﻓﻲ أن ﻗﺼﺔ �ﻌﻘوب‬ ‫كﻠﻬﺎ إﻨﻤﺎ ﻫﻲ أﺴطورة ﺨ�ﺎﻟ�ﺔ ‪!! 00‬‬

‫إﻻﱠ أن اﻟوﺤﻲ ﻻ ﻴﺘرك ﻨﻔﺴﻪ �ﻼ ﺸﺎﻫد ﻟﻴﺒﻴن ﺴر ﻨﺠﺎح �ﻌﻘوب اﻟﺤﻘ�ﻘﻲ ‪ ،‬أﻨﻪ ﻟم �كن‬ ‫‪- 474 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪468‬‬


‫�ﺴﺒب ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ �ﻌﻘوب ‪ 0‬ﻓﻘد ظﻬر ﷲ ﻓﻲ ﺤﻠم ﻟ�ﻌﻘوب وﻗﺎﻝ ﻟﻪ } �ﺎ �ﻌﻘوب ‪ 00‬أرﻓﻊ ﻋﻴﻨ�ك‬

‫وﻤﻨ ﱠﻤرة ‪ 0‬ﻷﻨﻲ ﻗد رأﻴت كﻞ ﻤﺎ‬ ‫واﻨظر ﺠﻤ�ﻊ اﻟﻔﺤوﻝ اﻟﺼﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻨم ﻤﺨططﺔ ورﻗطﺎء ُ‬ ‫�ﺼﻨﻊ �ك ﻻ�ﺎن { ! ﻓﺎﻟ ﻫو اﻟذي أﻨﺠﺢ ﺨطﺔ �ﻌﻘوب ‪ :‬ﻓﺎﺘﺴﻊ اﻟرﺠﻞ ﺠداً وكﺎن ﻟﻪ ﻏﻨم كﺜﻴر‬ ‫وﺠوار وﻋﺒﻴد وﺠﻤﺎﻝ وﺤﻤﻴر " )‪0(1‬‬ ‫‪F10‬‬

‫‪� -5‬ﻘر ﻨﺎﺠﺢ اﻟﻤﻌﻤوري �ﻤﺎ ﺤدث وﻟﻛن ﻴﻨﺴ�ﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﺤر ﻓ�ﻘوﻝ " وﻋﻨدﻤﺎ ﻏﻠب ﻋﻠﻰ‬

‫�ﻌﻘوب ط�ﻌﻪ اﻵراﻤﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﺤﺘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺨﺎﻟﻪ �ﺎﺴﺘﺨدام اﻟﺴﺤر ‪ ،‬ﻓﺼﺎرت اﻟﻐﻨم اﻟﻀﻌ�ﻔﺔ ﻟﻼ�ﺎن‬ ‫واﻟﻘو�ﺔ ﻟ�ﻌﻘوب "‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪F1‬‬

‫واﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن ﻫذا ﺘم ﻟ�س �ﺎﻟﺴﺤر ﺒﻞ ﺒﺈﻋﺠﺎز إﻟﻬﻲ ‪ ،‬وﻻ ﻴوﺠد أي دﻟﻴﻞ‬

‫ﻻ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس وﻻ ﻓﻲ ﻏﻴرﻩ ﻋﻠﻰ أن �ﻌﻘوب كﺎن �ﻌرف أو �ﻤﺎرس اﻟﺴﺤر‪0‬‬

‫س‪ : 515‬كﻴﻴ �ﻘوﻝ كﺎﺘب ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن �ﻌﻘوب " ﻓﻘد ﺴﻠب ﷲ ﻤواﺸﻲ‬

‫أﺒ�كﻤﺎ وأﻋطﺎﻨﻲ " ) ﺘك ‪ ( 9 : 31‬؟‬

‫�ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود " و�ﺴﺘﻤر اﻟﻨﺒﻲ �ﻌﻘوب ﻓﻲ اﻟﻐش واﻟﺴرﻗﺔ ‪ 00‬ﻴذﻫب‬

‫إﻟﻰ ﻤﺴﺎﻗﻲ اﻟﻤﺎء ﺤﻴث ﺘﺠﺊ اﻟﻐﻨم ﻟﺘﺸرب و�ﻀﻊ أﻤﺎم ﻋﻴوﻨﻬﺎ ﻗﻀ�ﺎﻨﺎً ﻤرﻗطﺔ ﻟﺘﺘوﺤم ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ﻓﻴﺠﺊ ﻨﺴﻠﻬﺎ ﻤﺨططﺎً ﻤرﻗطﺎً ‪ ،‬و�ﺨﺘﺎر اﻷﻏﻨﺎم اﻟﻘو�ﺔ ﻟ�كون ﻨﺼﻴ�ﻪ كﻠﻪ ﻤن اﻷﻏﻨﺎم اﻟﻘو�ﺔ ‪00‬‬ ‫وﺤﻴﻨﻤﺎ �ﺸكو أﺒﻨﺎء ﻻ�ﺎن ﻤﻤﺎ ﻓﻌﻞ �ﻌﻘوب ﺒﺜروة أﺒﻴﻬم �ﻘوﻝ �ﻌﻘوب " ﻟﻘد ﺴﻠب ﷲ ﻤواﺸﻲ‬

‫ﻴﺘﺼور‬ ‫أﺒ�كﻤﺎ وأﻋطﺎﻨﻲ " ﻫﻲ إذاً ﺠر�ﻤﺔ ﺴرﻗﺔ وﺘواطؤ �ﺸﺘرك ﻓﻴﻬﺎ ﷲ ﻤﻊ �ﻌﻘوب ‪ 00‬ﻫكذا‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺼورﻩ‬ ‫كﺎﺘب اﻟﺘوراة ‪ ،‬ﻓﺄي إﻟﻪ ﻫذا ؟ وأي ﻨﺒﻲ ؟! و�ﻌﻘوب ﻫو أﺒو اﻷﻨﺒ�ﺎء ‪ ،‬وﻫو اﻟﻨﺒﻲ اﻟذي ﺘُ ّ‬

‫ﻟﻨﺎ اﻟﺘوراة ﻤﺨﺎدﻋﺎً ﻏﺸﺎﺸﺎَ ً◌ �ﺴرق اﻟﺒركﺔ واﻟﻨﺒؤة واﻷﻏﻨﺎم واﻟﻤواﺸﻲ ‪ 0‬وﻫﻲ أﺸ�ﺎء ﻟم ﺘﺤدث‬ ‫ط�ﻌﺎً " )‪0(1‬‬ ‫‪F12‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺴﺠﻞ ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ اﻷﺤداث �ﺄﻤﺎﻨﺔ كﺎﻤﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺎﻝ أﺒوﻨﺎ �ﻌﻘوب " ﻟﻘد ﺴﻠب ﷲ‬ ‫ﻤواﺸﻲ أﺒ�كﻤﺎ وأﻋطﺎﻨﻲ " ﻓﺴواء أﺤﺴن �ﻌﻘوب اﻟﺘﻌﺒﻴر أم ﻟم �ﺤﺴن ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذا ﻻ �ﻌﻴب‬

‫اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ‪ 0‬ﺒﻞ �ﺎﻟﻌكس ﻴﺜﺒت ﺼدﻗﻪ وﺼﺤﺘﻪ ‪ ،‬إذ رﻏم إﻓﺘﺨﺎر اﻟﻴﻬود �ﺂ�ﺎﺌﻬم إﺒراﻫ�م‬ ‫ٕواﺴﺤق و�ﻌﻘوب ﻓﺈن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻟم ﻴﺒرر أﺤد ﻤن أﺨطﺎﺌﻪ أو أﻗواﻟﻪ‪0‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺹ ‪363‬‬ ‫ﺃﻗﻨﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪248‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪18‬‬

‫‪- 475 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪469‬‬


‫‪ -2‬ﻤﺎ ﻗﺼدﻩ أﺒوﻨﺎ �ﻌﻘوب أن �ظﻬر طﻤﻊ ﺨﺎﻟﻪ ﻻ�ﺎن اﻟذي ﺒﺨث أﺠرﺘﻪ كﺜﻴ اًر ﻤن ﺠﺎﻨب‬

‫‪ ،‬وﻤن ﺠﺎﻨب آﺨر أراد أن �ظﻬر ﻋﻤﻞ ﷲ اﻟﻌﺎدﻝ ‪ ،‬ﻓﻼ�ﺎن ﻟم ﻴرد أن ﻴوﻓﻲ �ﻌﻘوب ﺤﻘﻪ‬ ‫و�ﺼور �ﻌﻘوب اﻟﻤوﻗﻒ وكﺄن ﷲ �ﺴﺤب‬ ‫�ﺎﺨﺘ�ﺎرﻩ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ أﺨذﻩ ﷲ ﻤﻨﻪ ﻋﻨوة وأﻋطﺎﻩ ﻟ�ﻌﻘوب ‪،‬‬ ‫ﱡ‬

‫ﻤن ﻻ�ﺎن ﻫذا اﻟﺤق اﻟﻤﺴﻠوب ‪ ،‬و�ردﻩ إﻟﻰ ﺼﺎﺤ�ﻪ ‪ ،‬وﻗد ﺘﻔﻬﻤت زوﺠﺘﺎ �ﻌﻘوب ﻤﺎ ﺤدث "‬

‫ﻓﺄﺠﺎﺒت راﺤﻴﻞ وﻟﻴﺌﺔ وﻗﺎﻟﺘﺎ ﻟﻪ أﻟﻨﺎ أ�ﻀﺎً ﻨﺼﻴب وﻤﻴراث ﻓﻲ ﺒﻴت أﺒﻴﻨﺎ‪ 0‬أﻟم ﻨﺤﺴب ﻤﻨﻪ‬

‫أﺠﻨﺒﻴﺘﻴن‪ 0‬ﻷﻨﻪ �ﺎﻋﻨﺎ وﻗد أﻛﻞ أ�ﻀﺎً ﺜﻤﻨﻨﺎ‪ 0‬إن كﻞ اﻟﻐﻨﻰ اﻟذي ﺴﻠ�ﻪ ﷲ ﻤن أﺒﻴﻨﺎ ﻫو ﻟﻨﺎ‬ ‫وﻷوﻻدﻨﺎ " ) ﺘك ‪0( 16 – 14 : 31‬‬

‫‪ -3‬ﻟم �ﺴﻠب �ﻌﻘوب اﻟﻨﺒؤة ﻤن أﺤد ‪ ،‬وﻟم ﻴذكر اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻗط أن �ﻌﻘوب ﺴﻠب‬

‫اﻟﻨﺒؤة ﻤن أﺤد‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻟو كﺎﻨت ﻫذﻩ اﻷﻤور ﻟم ﺘﺤدث ﻓﻤﺎ ﻫو اﻟداﻓﻊ ﻟﻛﺘﺎﺒﺘﻬﺎ ؟ �ﻘوﻝ دكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ‬

‫ﺘﻤرروا �ﻤ اررة اﻟﺴﺒﻲ أرادوا أن ﻴﻠطﺨوا كﻞ ﺸﺊ ‪ 00‬أﻟ�ﺴو ﻫم‬ ‫ﻤﺤﻤود أن ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ اﻟذﻴن ﱠ‬

‫اﻟذﻴن ﻗﺘﻠوا أﻨﺒ�ﺎؤﻫم ) راﺠﻊ اﻟﺘوراة ص ‪ ( 19‬واﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن كﺘ�ﻪ ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺒﻞ‬ ‫اﻟﺴﺒﻲ ﺒﻨﺤو أﻟﻒ ﻋﺎم ‪ ،‬وﻤن ﺠﺎﻨب آﺨر ﻻ �ﻤكن أن ﻨﺨﻠط اﻷوراق ‪ ،‬ﻓﻤﺎﻝ ﻤوﺴﻰ رﺌ�س‬

‫اﻷﻨﺒ�ﺎء اﻷﻤﻴن ﻓﻲ رﺴﺎﻟﺘـﻪ ‪ ،‬ﺒ�ﻌض اﻟﻴﻬود اﻟذﻴن ﺸﺘوا وﻀﻠوا وﻗﺘﻠوا اﻷﻨﺒ�ﺎء ؟!‬

‫س‪ : 516‬ﻟﻤﺎذا ﺴرﻗت راﺤﻴﻞ اﻷﺼﻨﺎم ﻤن ﺒﻴت أﺒﻴﻬﺎ ) ﺘك ‪ ( 19 : 31‬؟ وﻟﻤﺎذا كﻠﻴ‬ ‫ﻻ�ﺎن ﻨﻔﺴﻪ اﻟﻤﻌﺎﻨﺎة ﻟ�ﺴﺘﻌﻴد أﺼﻨﺎﻤﻪ ) ﺘك ‪ ( 30 : 31‬؟ وﻟﻤﺎذا ﺤﻤﻞ آﻝ �ﻌﻘوب‬

‫اﻷﺼﻨﺎم ﻤﻌﻬم إﻟﻰ ﺤﺎران ) ﺘك ‪ ( 2 ، 1 : 35‬؟ وﻫﻞ كﺎﻨوا �ﻌﺒدون ﻫذﻩ اﻷﺼﻨﺎم أم‬

‫ﻤﺎذا كﺎﻨوا ﻴﻨوون اﻟﻌﻤﻞ ﺒﻬذﻩ اﻷﺼﻨﺎم ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪0 ( 307‬‬

‫و�ﻘوﻝ اﻟدكﺘور أﺤﻤد ﺤﺠﺎزي " ﻟﻤﺎذا ﺴرﻗت راﺤﻴﻞ أم ﻴوﺴﻒ ﻋﻠ�ﻪ اﻟﺴﻼم أﺼﻨﺎم‬ ‫أﺒﻴﻬﺎ ؟ وﻟﻤﺎ كذﺒت ؟ ﻻﺒد ﻟﻠﻛﺎﺘب ﻤن ﻏرض ﻴﻬدف إﻟ�ﻪ ‪ٕ ،‬واﻻﱠ ﻟﻤﺎذا إﺨﺘﺎر اﻟﻤﺤﺒو�ﺔ �ﺎﻟذات‬

‫أم ﻴوﺴﻒ و�ﻨ�ﺎﻤﻴن ؟ ‪ 00‬واﻟظﺎﻫر ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻌ�ﺎرة ) ﺘك ‪ ( 4 – 2 : 35‬أن أﻫﻞ ﺒﻴت �ﻌﻘوب‬ ‫ﻋﻠ�ﻪ اﻟﺴﻼم وﻤن ﻤﻌﻪ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺤد كﺎﻨوا �ﻌﺒدون اﻷﺼﻨﺎم ‪ 0‬وﻫذا اﻷﻤر �ﺎﻟﻨظر إﻟﻰ ﺒﻴﺘﻪ‬

‫ﺸﻨ�ﻊ ﺠداً ‪ 0‬أﻤﺎ ﻨﻬﺎﻫم ﻤن ﻗﺒﻞ ذﻟك ﻋن ﻋ�ﺎدة اﻷوﺜﺎن ؟ " )‪0(1‬‬ ‫‪F13‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪242 ، 241‬‬

‫‪- 476 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪470‬‬


‫ج ‪� -1 :‬ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث " ﻫذﻩ اﻷﺼﻨﺎم ﺘدﻝ ﻋﻠﻰ أن راﺤﻴﻞ ﻗد ﺘﺄﺜرت‬

‫�ﺎﻟوﺜﻨ�ﺔ اﻟﺘﻲ كﺎﻨت ﻓﻲ ﺒﻴت أﺒﻴﻬﺎ ‪ 0‬وكﺎن ﻻﺒد أن ُﻴﺨّﻠص ﷲ �ﻌﻘوب ﻤﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻋودﺘﻪ إﻟﻰ‬ ‫ﺒﻴت أﺒ�ﻪ " )‪0(2‬‬ ‫‪F14‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ اﻷرﺸﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴب ﺠرﺠس " اﻟﻤﻘﺼود �ﺎﻷﺼﻨﺎم ﻫﻨﺎ ) اﻟﺘراﻓ�م ( وﻫﻲ‬

‫ﺘﻤﺎﺜﻴﻞ ﺼﻐﻴرة ﻓﻲ ﺸكﻞ اﻷﺸﺨﺎص كﺎﻨت ﻤن ﻤﺨﻠﻔﺎت اﻟﻌ�ﺎدات اﻟوﺜﻨ�ﺔ ‪ ،‬وكﺎﻨوا ﻴﺘﻔﺎءﻟون ﺒﻬﺎ‬

‫‪ ،‬و�ظﻨون أن إﻗﺘﻨﺎءﻫﺎ ﺤرز ﻟﺠﻠب اﻟﺨﻴر ودﻓﻊ اﻟﻀرر ‪ ،‬كﻤﺎ كﺎﻨوا �ﺴﺘﺸﻴروﻨﻬﺎ و�ﻌﺘﻘدون أﻨﻬﺎ‬

‫ﺘرﺸدﻫم ﻟﻤﺎ ﻓ�ﻪ اﻟﺨﻴر ‪ ،‬ور�ﻤﺎ ﺘﻛون راﺤﻴﻞ ﻗد ﺴرﻗﺘﻬﺎ ﻟﻺﻨﺘﻔﺎع �ﻤﻌﺎدﻨﻬﺎ ‪ ،‬أو ﻟﻠﺘﻔﺎؤﻝ ﺒﻬﺎ‬

‫ٕواﻋﺘﻘﺎدﻫﺎ أﻨﻬﺎ ﺴﺘﺴﻬﻞ ﻟﻬم اﻟﻬروب ‪ ،‬أو ﻟﻛﻲ ﺘﺤرم أ�ﺎﻫﺎ ﻤن إﺴﺘﺸﺎرﺘﻬﺎ ﻓﻼ ُ�ﻌرف ﻤﻨﻬﺎ طر�ق‬ ‫ﻫروب �ﻌﻘوب وأﺴرﺘﻪ ‪ ،‬وكﻞ ﻫذا كﺎن ﺨطﺄ ﻤن اﻷﺨطﺎء اﻟﺘﻲ وﻗﻌت ﻓﻴﻬﺎ راﺤﻴﻞ " )‪0(3‬‬ ‫‪F15‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر اﻟﻘد�س أﻨ�ﺎ ﻤﻘﺎر " ﺘﺘﻛون ﻫذﻩ اﻷﺼﻨﺎم ﻤن ﺘﻤﺎﺜﻴﻞ‬

‫ﺼﻐﻴرة ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ اﻹﻨﺴﺎن ‪� ،‬ﺤﺘﻔظ ﺒﻬﺎ ﻋﺒﱠدة اﻷوﺜﺎن ﻓﻲ ﺒﻴوﺘﻬم ﻟﻌ�ﺎدﺘﻬﺎ ‪ ،‬إﻋﺘﻘﺎداً ﻤﻨﻬم أﻨﻬﺎ‬

‫ﺘﺠﻠب ﻟﻬ ـ ـم اﻟﺨﻴر وﺘﺤرز اﻟﺴﻌﺎدة ‪ ،‬وﻫذا ﻫو ﻤﻌﻨﻰ إﺴﻤﻬﺎ " اﻟﺘراﻓ�م " ﻤن اﻷﺼﻞ " َﺘرف "‬ ‫أي ﺨﻴر ﻋﻤ�م ‪ ،‬وﻫﻲ ﻤﺼﻨوﻋﺔ ﻋﺎدة ﻤن اﻟﺨﺸب أو اﻟﺤﺠر اﻟطﻔﻠﻲ أو اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ‪00‬‬ ‫وﻟﻘد إﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻔﺴرون ﻓﻲ ﺘﻘدﻴر اﻟداﻓﻊ اﻟذي دﻓﻊ راﺤﻴﻞ إﻟﻰ ﺴرﻗﺔ أﺼﻨﺎم أﺒﻴﻬﺎ ‪ 0‬ﻓﻘﺎﻝ إﺒن‬

‫ﺠرد أ�ﺎﻫﺎ ﻤن اﻟوﺴﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻗد ﺘﺴﺎﻋدﻩ ﻋﻠﻰ إﻛﺘﺸﺎف‬ ‫ﻋز ار اﻟﺤﺎﺨﺎم اﻟﻴﻬودي أﻨﻬﺎ أرادت أن ﺘُ ّ‬ ‫اﻹﺘﺠﺎﻩ اﻟذي إﺘﺠﻬوا ﻨﺤوﻩ ﻓﻲ ﻫرو�ﻬم ‪ 0‬وﻗﺎﻝ ﻴوﺴ�ﻔوس اﻟﻤؤرخ اﻟﻴﻬودي إﻨﻬﺎ ﻓﻌﻠت ذﻟك‬ ‫ﻟﺘﺤﻤﻲ ﻨﻔﺴﻬﺎ إذا �ﺎﻏﺘﺘﻬﺎ اﻟﺤﺎﺠﺔ ﻟﻺﺴﺘﻐﺎﺜﺔ �ﺄﺼﻨﺎم أﺒﻴﻬﺎ ‪ 0‬ورأى ذﻫﺒﻲ اﻟﻔم أﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ أي‬

‫ﺤﺎﻝ �ﻘﺎ�ﺎ اﻟﻤﻌﺘﻘد اﻟﺨراﻓﻲ اﻟذي ﻤﺎزاﻝ ﻋﺎﻟﻘﺎً ﺒﻬﺎ ﻤن د�ﺎﻨﺔ أﻫﻠﻬﺎ اﻟوﺜﻨ�ﺔ ‪ 0‬أﻤﺎ اﻟﻘد�س‬ ‫�ﺎﺴﻴﻠﻴوس وﻏر�ﻐور�وس اﻟﻨز�ﻨزي وﺜﻴؤدور�ﻨوس ﻓﻘد أﺤﺴﻨوا اﻟظن ﺒﻬﺎ وﻗﺎﻟوا أﻨﻬﺎ أرادت أن‬ ‫ﺠرد أ�ﺎﻫﺎ ﻤن ﻋ�ﺎدة اﻷﺼﻨﺎم ‪ ،‬إﻻﱠ أن ﻫﻨﺎك رأ�ﺎً ﺘﺴﻨدﻩ اﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺜر�ﺔ ‪ 00‬ﻴﺒﻴن أﻨﻬﺎ‬ ‫ﺘُ ّ‬ ‫ﺴرﻗت أﺼﻨﺎم أﺒﻴﻬﺎ ﻟﺘﻨﻘﻞ ﻤﻠﻛﻴﺘﻬﺎ ﻟزوﺠﻬﺎ ‪� ،‬ﺎﻋﺘ�ﺎرﻩ أﺤق ﺒﻬﺎ ﻤن أﺨوﺘﻬﺎ اﻟذﻴن كﺎن ﻟﻬم‬ ‫وﺤدﻫم ﺤق وراﺜﺔ أﺼﻨﺎم أﺒﻴﻬم ) �ﻘﺼد ﻫذا اﻟرأي ﻤﺎ ﺠﺎء ُﻤﺴﺠﻼً �ﺎﻟﻛﺘﺎ�ﺔ اﻟﻤﺴﻤﺎر�ﺔ و�ﺎﻟﻠﻐﺔ‬

‫اﻵﻛﺎد�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻠوﺤﺎت اﻟﺘﻲ أُﻛﺘﺸﻔت ﻓﻲ ﺤﻔر�ﺎت ﻤدﻴﻨﺔ ﻨوزي اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ �ﻌد ‪ 150‬كم‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫ﺗﺄﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺹ ‪50‬‬ ‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪235‬‬

‫‪- 477 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪471‬‬


‫ﺸﻤﺎﻝ �ﻐداد ( ‪ 00‬وﻤﻬﻤﺎ كﺎن اﻟداﻓﻊ ﻓﻘد كﺎﻨت ﺠر�ﻤﺔ ﺴرﻗﺔ ﺒوﺼﻤﺔ اﻟوﺜﻨ�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F16‬‬

‫‪� -4‬ﻘــوﻝ ز�ﻨــون كوﺴﻴدوﻓﺴــكﻲ " �ﻘﻴــت ﻤﺴــﺄﻟﺔ اﻵﻟﻬــﺔ اﻟﻤﺤﻠ�ــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺴـرﻗﺘﻬﺎ راﺤﻴــﻞ ﻟﻐـ اًز‬

‫ﻤﺤﻴ اًر ﻟـزﻤن طو�ـﻞ ‪ 00‬و�ﻘـﻰ اﻷﻤـر ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ اﻟﺤﺎﻟـﺔ إﻟـﻰ أن أُﻛﺘﺸـﻒ وﺼـ�ﺔ ﻓـﻲ ﻤﺨطوطـﺎت‬

‫اﻷﻟ ـواح اﻟﻤﺴــﻤﺎر�ﺔ ﻓــﻲ ﻨــوزو ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ ﺘﻠــك اﻟوﺼــ�ﺔ ﻴﺘــرك اﻷب ﻟوﻟــدﻩ اﻟ�كــر ﺘﻤﺜــﺎﻝ إﻟــﻪ اﻟﺒﻴــت‬ ‫واﻟﺤﺼــﺔ اﻟرﺌ�ﺴــ�ﺔ ﻓــﻲ اﻟﻤﻴ ـراث ‪ ،‬ﻴؤكــد اﻷب ﻓــﻲ وﺼــﻴﺘﻪ ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ ﻤــن ﺤــق اﻷوﻻد اﻵﺨ ـر�ن‬

‫دﺨوﻝ ﺒﻴت أﺨﻴﻬم اﻷﻛﺒر " اﻟور�ث اﻟرﺌ�ﺴﻲ " وﺘﻘد�م اﻟﻘراﺒﻴن ﻫﻨﺎك ﻹﻟﻪ اﻟﺒﻴت ‪ ،‬وﺤﺴب ﻗﺎﻨون‬ ‫ﺤﻤوراﺒﻲ ‪ ،‬ﻴﺘﻤﺘـﻊ اﻟﺼـﻬر اﻟـذي �ﻤﺘﻠـك ﺘﻤﺜـﺎﻝ إﻟـﻪ ﺤﻤ�ـﻪ �ﺤـق و ارﺜـﺔ ﺤﻤ�ـﻪ ﺘﻤﺎﻤـﺎً كـﺎﻹﺒن اﻟ�كـر‬

‫‪ 00‬ﻓﻘــد أ ﱠﻤﻨــت ) راﺤﻴــﻞ ( �ﺴـرﻗﺘﻬﺎ ﺘﻤﺎﺜﻴــﻞ آﻟﻬــﺔ اﻟﺒﻴــت ﺤﻘـﺎً ﻟزوﺠﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻤﻴـراث أﺒﻴﻬــﺎ ‪ ،‬وﻋــرف‬ ‫ﻻ�ﺎن ذﻟك وﻟﻬذا ﺤﺎوﻝ ﺠﺎﻫداً إﺴﺘﻌﺎدة اﻟﻤﺴروﻗﺎت " )‪0(1‬‬ ‫‪F17‬‬

‫‪ -5‬ﻟﻘد ﺴﻌﻰ ﻻ�ﺎن ﺨﻠﻒ �ﻌﻘوب أوﻻً ﻷﻨﻪ كﺎن ﻴود ﻋﻘﺎ�ﻪ ﻷﻨﻪ ذﻫب ﻤﻊ إﺒﻨﺘ�ﻪ دون‬

‫ﻋﻠﻤﻪ ‪ ،‬وﻟﻬذا ﻋﻨدﻤﺎ إﻟﺘﻘﺎﻩ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ " ﻓﻲ ﻗدرة ﻴدي أن أﺼﻨﻊ �كم ﺸ اًر ‪ 0‬وﻟﻛن إﻟﻪ أﺒ�كم‬

‫كﻠﻤﻨﻲ اﻟ�ﺎرﺤﺔ ﻗﺎﺌﻼً إﺤﺘرز ﻤن أن ﺘﻛﻠم �ﻌﻘوب ﺒﺨﻴر أو ﺸر " ) ﺘك ‪ ( 29 : 31‬وﺜﺎﻨﻴ ـﺎً كـﺎن‬ ‫�ﻌﻘـوب ﻴـود إﺴﺘرﺠﺎع أﺼﻨﺎﻤﻪ ‪ ،‬و�ﻘوﻝ " وﻟ�م كﺎﻤﺒﻞ " ‪ " 00‬إن ﻟوﺤﺎت ﻨوزي كﺸﻔت أن زوج‬ ‫اﻹﺒﻨـﺔ اﻟـﺘﻲ ﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠ ـﻰ أﺼﻨﺎم اﻷﺴرة �كون ﻟﻬﺎ اﻟﺤ ـق ﻓـﻲ اﻟﺤﺼـوﻝ ﻋﻠﻰ كـﻞ ﻤﻤﺘﻠﻛﺎت‬ ‫ﺤﻤ�ﻪ ‪ 0‬وﻗد أظﻬرت اﻟﺤﻔر�ﺎت اﻟﺤدﻴﺜﺔ ﺴﺒـب ﻗﻠـق ﻻﺒ ـﺎن ‪ ،‬ﻓﺎﻤﺘـﻼك اﻟﺘراﻓﻴـم �ﻌﻨﻲ اﻟـﻘدرة ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﻤطﺎﻟ�ﺔ �ﻤﻠﻛ�ﺔ اﻟﺜروة " ) ‪] ( J. F. FREE, ARCHEOLOGY AND THE BIBLE, VOL 9 P 20‬‬ ‫اﻟﻘرآن اﻟﻛر�م واﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻓﻲ ﻨور اﻟﺘﺎر�ﺦ واﻟﻌﻠم – اﻟﻔﺼﻞ اﻷوﻝ – اﻟﻘﺴم اﻟﺜﺎﻟث [‪0‬‬

‫‪� -6‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ر�ﻤﺎ كﺎﻨت اﻷﺼﻨﺎم ﻤﻌﻬم ﻓﻲ اﻟﺨروج ﻤن ﻋﻨد‬

‫ﻻ�ﺎن ك�ﻘ�ﺔ ﻤن اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺴﺎ�ﻘﺔ ‪ ،‬أو ﻤﻊ اﻟﻌﺒﻴد ‪ ،‬أو أُﺨذت ﻤن ﺸك�م ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬم ﻟم �كوﻨوا‬ ‫�ﻌﺒدوﻨﻬﺎ ‪ ،‬واﻟدﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻨﻬم أطﺎﻋوا �ﻌﻘوب �ﺴﻬوﻟﺔ ﻋﻨدﻤﺎ أﻤر ﺒدﻓﻨﻬﺎ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت‬

‫أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " ﻫذﻩ اﻷﺼﻨﺎم اﻟﺘﻲ ﺴرﻗﺘﻬﺎ راﺤﻴﻞ‬

‫ﻤن أﺒﻴﻬﺎ ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً اﻟﻌﺒﻴد اﻟذﻴن ﺨرﺠوا ﻤﻌﻪ ﻤن ﻋﻨد ﻻ�ﺎن ر�ﻤﺎ كﺎن ﻤﻌﻬم �ﻌض اﻷﺼﻨﺎم‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺹ ‪367‬‬ ‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪64‬‬

‫‪- 478 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪472‬‬


‫أ�ﻀﺎً ‪ ،‬وﻻ ﻨﻨﺴﻰ أن أوﻻد �ﻌﻘوب كﺎﻨوا ﻗد ﺴﺒوا أﻫﻞ ﺸك�م ﻤن اﻷطﻔﺎﻝ واﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬وﻫؤﻻء كﺎﻨوا‬ ‫�ﻌﺒدون اﻷﺼﻨﺎم ‪ " 00‬ﻨﻬﺒوا اﻟﻤدﻴﻨﺔ ‪ 00‬وكﻞ ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤدﻴﻨﺔ وﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻞ أﺨذوﻩ ‪ 0‬وﺴﺒوا‬

‫وﻨﻬﺒوا كﻞ ﺜروﺘﻬم وكﻞ أطﻔﺎﻟﻬم وﻨﺴﺎءﻫم وكﻞ ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴوت " ) ﺘك ‪] " ( 28 ، 27 : 34‬‬ ‫ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -8‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ ﺘ�ﻤوﺜﺎوس اﻟﺴر�ﺎﻨﻲ " كﺎﻨت اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺴﺎﻤ�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻘد�م ﺘﺘﺴم‬

‫�ﺎﻟﺼﻐر ‪ ،‬وﻟﻛﻞ ﻤﺠﺘﻤﻊ آﻟﻬﺘﻪ اﻟﺘﻲ �ﻌﺒدﻫﺎ ‪ ،‬وكﺎن ﻤن اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ أن �ﻐﻴر اﻹﻨﺴﺎن د�ﺎﻨﺘﻪ‬

‫دون أن �ﻐﻴر ﻗوﻤﻴﺘﻪ ‪ ،‬وﻤن اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ أن �ﻐﻴـر ﻤﺠﺘﻤﻊ آﻟﻬﺘﻪ دون أن ﻴذوب ﻓﻲ ﺸﻌب آﺨر‬

‫‪ ،‬وكﺎن اﻷﺒﻨﺎء ﻴدﻴﻨون �ﺂﻟﻬﺔ آ�ﺎﺌﻬم ‪ ،‬ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻟﺠﺄ �ﻌﻘوب إﻟﻰ إﻟﻪ آ�ﺎﺌﻪ ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ كﺎﻨت ﺘﻨدﻤﺞ‬

‫وﺤد آﻟﻬﺘﻬﺎ ‪ ،‬وكذﻟك ﻋﻨدﻤﺎ كﺎﻨت ﺘﻌ�ش �ﻌض‬ ‫اﻟﻌﺸﺎﺌر ﻋن طر�ق اﻟﻤﺼﺎﻫرة كﺎﻨت ﺘُ ّ‬ ‫وﺤد آﻟﻬﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ أراد‬ ‫اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻓﻲ ﻗر�ﺔ واﺤدة ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﻤن اﻟود اﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻲ كﺎﻨت ﺘُ ّ‬ ‫أن �ﻌ�ﺸﻪ آﻝ �ﻌﻘوب ‪ ،‬ﻓﺄﺨذ ﻤﻨﻬم �ﻌﻘوب اﻷﺼﻨﺎم وطﻤرﻫﺎ ﺘﺤت اﻟﺸﺠرة ‪ ،‬ﺤﺘﻰ �كوﻨوا‬

‫ﺠﻤﺎﻋﺔ واﺤدة ﻤﻊ اﻹﻟﻪ اﻟواﺤد ‪ ،‬ﻓﻲ ك�ﺎن إﺠﺘﻤﺎﻋﻲ وﻗﺒﻠﻲ واﺤد ‪ ،‬وﻫذا ُ�ظﻬر ﻟﻨﺎ كﻴﻒ أن ﷲ‬ ‫ﺤرم ﻋﻠﻴﻬم ﻫذﻩ اﻟﺸﻌوب اﻟﻘد�ﻤﺔ ﺤﺘﻰ ﻻ �ﺤدث إﻨدﻤﺎج إﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻴؤدي إﻟﻰ إﻨدﻤﺎج دﻴﻨﻲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻤواز ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ﺘركوا ﻫذﻩ اﻟﺸﻌوب ﺘﺤ�ﺎ ﻓﻲ وﺴطﻬم ﺠﻤﻌت ﻏﺎﻟﺒ�ﺔ ﻤن إﺴراﺌﻴﻞ ﺒﻴن ﻴﻬوﻩ‬

‫و�ﻌﻠ�م إﻟﻪ اﻟﻤرﺘﻔﻌﺎت وﻏﻴرﻩ ﻤن اﻵﻟﻬﺔ اﻷﺨرى ) راﺠﻊ د�ﺎﻨﺎت اﻟﺴﺎﻤﻴﻴن – ﺘرﺠﻤﺔ ﻋﺒد اﻟوﻫﺎب‬

‫ﻋﻠوب – اﻟﻤﺤﺎﻀرة اﻟﺜﺎﻨ�ﺔ ص ‪ ] " ( 40 – 36‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 517‬كﻴﻴ �ﺼﺎرع �ﻌﻘوب ﷲ و�ﻨﺘﺼر ﻋﻠ�ﻪ ) ﺘك ‪ ( 29 – 24 : 32‬؟‬ ‫�ﻘوﻝ اﻟﺨوري ﺒوﻟس اﻟﻔﻐﺎﻟﻲ " ﻴﺒدو أن اﻟﻛﺎﺘب إﺴﺘﻘﻰ ﻋﻨﺎﺼر ﻫذا اﻟﺨﺒر ﻤن‬

‫اﻟﻘﺼص اﻟﻘد�م ﻋن اﻟﺠن واﻟﻌﻔﺎر�ت اﻟﺘﻲ ﺘﻘﻒ ﻗرب اﻟﺴواﻗﻲ واﻷﻨﻬﺎر وﺘﻤﻨﻊ اﻟﻤﺎر�ن ﻤن‬

‫ﻋﺒور اﻟﻤ�ﺎﻩ دون رﻀﺎﻫﺎ‪ 0‬ﻏﻴر أﻨﻪ ﺘرك ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤن أﺴطورة وﺤ ﱠﻤﻠﻬﺎ ﻤﻌﻨﻰ روﺤ�ﺎً ﻋﻤ�ﻘﺎً أﻻ‬ ‫وﻫو ﺼراع �ﻌﻘوب ﻤﻊ ﷲ ‪ ،‬أو ﺼراﻋﻪ ﻤﻊ ذاﺘﻪ ﻗﺒﻞ أن �ﺴﺘﺴﻠم إﻟﻰ ﷲ ‪ ،‬وﺤﺼوﻟﻪ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺒركﺔ ﻟﻪ وﻟﻨﺴﻠﻪ " )‪0(1‬‬ ‫‪F18‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ – ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪350‬‬

‫‪- 479 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪473‬‬


‫و�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬ﻫﻨﺎ ﻗﺼﺔ اﻟﻌراك اﻟذي وﻗﻊ ﺒﻴن اﻹﻟﻪ ﻴﻬوﻩ و�ﻌﻘوب ‪ ،‬ﻓﻘد‬

‫أراد ﻴﻬوﻩ أن ﻴوﺠﻪ ﻟﻛﻤﺔ أو ﻟﻛﻤﺘﻴن إﻟﻰ ﻓك �ﻌﻘوب ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻪ ﺘراﺠﻊ وﻫو �ﺤﻤﻞ أﺜر ﻟﻛﻤﺔ أرﺴﻠﻬﺎ‬

‫�ﻌﻘوب إﻟﻰ ﻤﺎ ﻓوق ﻋﻴﻨ�ﻪ ‪ ،‬ﻓﺈﻨﺘﻔﺦ ﻤكﺎﻨﻬﺎ " )‪0(2‬‬ ‫‪F19‬‬

‫و�ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﺴﻴد اﻟﻘﻤﻨﻲ " وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻠﺤظﺔ اﻟﺘﺎر�ﺨ�ﺔ �كﺘﺸﻒ �ﻌﻘوب ﺸﺨﺼ�ﺔ‬

‫ﺨﺼﻤﻪ اﻟﺤﻘ�ﻘ�ﺔ ‪ ،‬اﻟﺘﻲ ﺘﺨﺸﻰ اﻟﻨور واﻟﻨﻬﺎر ‪ ،‬و�ﻌرف ﻓ�ﻪ " إﻝ " إﻟﻪ كﻨﻌﺎن ‪ ،‬ﻓﻴرﻓض‬

‫�ﻌﻘوب إطﻼﻗﻪ إن ﻟم ﻴ�ﺎركﻪ ‪� ،‬ﻤﺎ ﺘﺤﻤﻞ ﻫذﻩ اﻟﺒركﺎت ﻤن أُﻋط�ﺎت ‪ ) 00‬ﻓﻐﻴر إﺴم �ﻌﻘوب‬

‫إﻟﻰ إﺴراﺌﻴﻞ ( ‪ 00‬واﻟﻛﻠﻤﺔ ) إﺴراﺌﻴﻞ ( ﻫﻲ ﻤـن اﻷﺼﻞ اﻟﻌﺒري ) ﺼرع – إﻴﻞ ( وﺘﻌﻨﻲ "‬ ‫ﻤﺼﺎرع اﻟرب " أو " ﺼﺎرع اﻟرب " وﻫ ـكذا أﺜﺒ ـت ) �ﻌﻘوب ( ﻟرب كﻨﻌـﺎن ﻗدراﺘﻪ ‪" 00‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F20‬‬

‫)‬

‫راﺠﻊ أ�ﻀﺎً ﻗﺼﺔ اﻟﺨﻠق أو ﻤﻨﺎ�ﻊ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ص ‪0( 139 ، 138‬‬

‫و�ﻘوﻝ ﻋﻼء أﺒو �كر " ﻤﺎﺸﺎء ﷲ !! ﻨﺒﻲ �ﻀرب إﻟﻬﻪ ؟ ﻓﻤﺎ ﺤﺎﺠﺘﻪ إﻟﻰ أن ﻴ�ﺎركﻪ‬

‫اﻟرب ؟ ﻟﻤﺎذا ﻟم �طﻠب اﻟرب ﻤن �ﻌﻘوب أن ﻴ�ﺎركﻪ ؟ وﻟو �ﺎرك اﻟرب �ﻌﻘوب �ﺎﻹﺠ�ﺎر ‪،‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎذا إﺴﺘﻤر ﻴوﺤﻲ إﻟ�ﻪ �ﻌد أن ﺼﻌد ﻋﻠﻰ ﻋرﺸﻪ ؟ وﻤﺎ ﺤكﻤﺔ اﻟرب أﻨﻪ ﻴﺘﻔﺎﺨر ﺒﻴن ﻋﺒﻴدﻩ‬ ‫�ﺄن �ﻌﻘوب ﻀر�ﻪ ؟ وﻻ أﻓﻬم ﻤﻌﻨﻰ ﺘﺄﺨر اﻟرب ﺤﺘﻰ طﻠوع اﻟﻔﺠر ‪ ،‬ﻓﻬﻞ اﻟرب �ﻌﻤﻞ ﻟوﻗت‬

‫ﻤﺤدد أم إﺴﺘﺄذن ﻤن أﺒ�ﻪ وأﻤﻪ ﻓﻘط ﺤﺘـﻰ ذﻟك اﻟوﻗت وأراد أن �ﻔﻲ ﺒوﻋدﻩ ﻟﻬﻤﺎ ؟ " ) اﻟﺒﻬر�ز‬

‫ﺠـ‪ 1‬س‪0 ( 296‬كﻤﺎ �ﻘوﻝ ﻋﻼء أﺒو �كر �ﺄن اﻟرب ﻗد ﺨﺎف ﻤن �ﻌﻘوب وﺘوﺴﻞ إﻟ�ﻪ ﻟﻛ�ﻤﺎ‬ ‫�طﻠﻘﻪ ﻷن اﻟوﻗت ﻗد ﺘﺄﺨر ) راﺠﻊ اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س ‪0( 367‬‬

‫ج ‪ -1 :‬رداً ﻋﻠﻰ اﻟﺨوري ﺒوﻟس اﻟﻔﻐﺎﻟﻲ اﻟﻘﺎﺌﻞ �ﺄن اﻟﻘﺼﺔ ﻗد إﺴﺘﻘﺎﻫﺎ اﻟﻛﺎﺘب ﻤن ﻗﺼص‬ ‫أﺴﺎطﻴر اﻷوﻟﻴن ﻨﻘوﻝ أﻨﻪ ﺴﺒق ﺘﻨﺎوﻝ ﻫذا اﻟﻤوﻀوع �ﺸﺊ ﻤن اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻋﻨد إﺠﺎ�ﺔ س‪303‬‬

‫�ﺎﻟﺠزء اﻟرا�ﻊ ﻤن ﻫذا اﻟ�ﺤث ‪ ،‬وﻗد أوﻀﺤﻨﺎ �ﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻤدى ُ�ﻌد اﻟﻘﺼﺔ ﻋن اﻷﺴﺎطﻴر ‪ ،‬أﻤﺎ‬ ‫ﺘﺼور ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ اﻟﺴﺎﺨر ‪ ،‬ﻓﻬو ﻨﺎ�ﻊ ﻤن ﺨ�ﺎﻝ ﻤر�ض ﻻ �ﺤق اﻹﻟﺘﻔﺎت إﻟ�ﻪ ‪ ،‬وﻫﻞ رأى‬ ‫ﱡ‬

‫ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ ﻴﻬوﻩ وﻗد إﻨﺘﻔﺦ أﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨ�ﻪ ؟! ﻟو كﺎن ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ ﻴؤﻤن �ﺄن ﷲ ﻀﺎ�ط كﻞ كﺎﺌن �ﻤﺎ‬

‫ﻓﻴﻬم �ﻌﻘوب ‪ ،‬ﻤﺎ كﺎن ﻴﺘﺠ أر �ﻤﺜﻞ ﻫذﻩ اﻟﺘﺠﺎدﻴﻒ‪0‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪135 ، 134‬‬ ‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺹ ‪226 ، 225‬‬

‫‪- 480 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪474‬‬


‫‪ -2‬ﻨﺤن ﻻ ﻨﻌرف ﺸﻴﺌﺎً ﻋن ﻋﻤق ﻫذا اﻟﺼراع اﻟذي دار ﺒﻴن �ﻌﻘوب وذاك اﻟﺸﺨص‬

‫ﻷن اﻟوﺤﻲ ﻟم �كﺸﻒ ﺸﻴﺌﺎً ﻋن طﺒ�ﻌﺔ ﻫذا اﻟﺼراع وﻟﻛﻨﻨﺎ ﻨﻌرف أن �ﻌﻘوب ﺨرج ﻤن اﻟﺼراع‬ ‫ﻴﺨﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻓﺨدﻩ ‪ ،‬ور�ﻤﺎ ﻫذا اﻟﻤﻨظر أﺜﺎر ﺸﻔﻘﺔ أﺨ�ﻪ ﻋ�ﺴو ‪ ،‬ﻓﺘﺤﻨن ﻋﻠ�ﻪ وﺴﺎﻤﺤﻪ‪0‬‬

‫ﻼ‬ ‫‪ -3‬ﻟم ﻴذكر اﻟﻨص ﺼ ارﺤﺔ أن اﻟذي ﺼﺎرع �ﻌﻘوب ﻫو ﷲ ‪ ،‬ﻓﻘد �كون ﻤﻼﻛﺎً ُﻤرﺴ ً‬

‫ﻤن ﻗﺒﻞ ﷲ ﻟرﻓﻊ ﺤﺎﻟﺔ �ﻌﻘوب اﻟﻤﻌﻨو�ﺔ اﻟﻤﺘرد�ﺔ ‪ ،‬وﻗد ﻋﺎﻤﻞ اﻟﻤﻼك �ﻌﻘوب كﺼدﻴق ﻟﻪ ‪ 0‬ﻓﻠم‬

‫�ﺸﺄ أن ﻴﻨطﻠق ﻋﻨوة و�ﺘركﻪ ‪ ،‬ﺒﻞ طﻠب ﻤﻨﻪ أن �ﺴﻤﺢ ﻟﻪ �ﺎﻹﻨطﻼق ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﺸﺒث �ﻪ �ﻌﻘوب‬

‫طﺎﻟ�ﺎً أن ﻴ�ﺎركﻪ ‪ ،‬و�ﻌﻠق ﻫوﺸﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺤﺎدﺜﺔ ﻓ�ﻘ ـوﻝ ﻋن أﺒﻴﻨﺎ �ﻌﻘوب " ﺠﺎﻫد ﻤﻊ‬ ‫ﻓ�ظ ِﻬر ﻫوﺸﻊ اﻟﻨﺒﻲ‬ ‫ﷲ ‪ 0‬ﺠﺎﻫد ﻤﻊ اﻟﻤﻼك وﻏﻠب ‪� 0‬كﻰ ٕواﺴﺘرﺤﻤﻪ " ) ﻫو ‪ُ ( 4 ، 3 : 12‬‬

‫�ﻌﻘوب اﻟﻐﺎﻟب وﻫو ﻴ�كﻲ ‪ ،‬وﻫذا دﻟﻴﻞ ٍ‬ ‫كﺎف ﻋﻠﻰ أن أﻤر ﻫذا اﻟﺼراع ﻟ�س ﺼراﻋﺎً ﺠﺴﻤﺎﻨ�ﺎً‬

‫�ﻘدر ﻤﺎ ﻫو ﺼراﻋﺎً روﺤ�ﺎً‪0‬‬

‫‪ -4‬إن كﺎن اﻟﺸﺨص اﻟذي ﺼﺎرع �ﻌﻘوب ﻫو ﷲ ‪ ،‬ﻨﻘوﻝ أن �ﻌﻘوب كﺎن ﻤرﺘﻌداً ﻤن‬

‫ﻟﻘﺎء أﺨ�ﻪ ﻋ�ﺴو ‪ ،‬وﻫو ﻫﺎرب ﻤﻨﻪ ﻤﻨذ ﻋﺸر�ن ﻋﺎﻤﺎً ‪ ،‬وكﺎن �ﻌﻘوب �ﺸﻌر أن ﻟ�ﺴت ﺤ�ﺎﺘﻪ‬

‫ﻓﻘط اﻟﻤﻬددة �ﺎﻟﺨطر ‪ ،‬ﺒﻞ وﺤ�ﺎة زوﺠﺎﺘﻪ وأوﻻدﻩ ﺠﻤ�ﻌﺎً ‪ٕ 0‬واذ ﻨظر ﷲ ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ اﻟﻨﻔﺴ�ﺔ ﻟ�ﻌﻘوب‬ ‫واﻟﺘﻲ ﻫ�طت إﻟﻰ اﻟﺤﻀ�ض ‪ ،‬وأراد أن ﻴرﻓﻌﻪ ﻓوق ﻫذﻩ اﻵﻻم ‪ ،‬و�رد ﻟﻪ اﻟﺜﻘﺔ ﺒﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻟذﻟك‬ ‫ﺘﻨﺎزﻝ ﷲ وظﻬر ﻓﻲ ﺸكﻞ إﻨﺴﺎن �ﺼﺎرع �ﻌﻘوب ‪ ،‬وﻤن إﺘﻀﺎع اﻟرب أﻨﻪ ﺴﻤﺢ أن �ظﻬر‬ ‫وكﺄن �ﻌﻘوب ﻗد إﻨﺘﺼر ﻋﻠ�ﻪ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻨﻔﺴﻪ أدرك �ﻌﻘوب أﻨﻪ أﻤﺎم إﻨﺴﺎن ﻟﻪ طﺒ�ﻌﺔ‬

‫إﻟﻬ�ﺔ ﻓﺎﺌﻘﺔ ‪ ،‬وﻻﺴ�ﻤﺎ ﻋﻨدﻤﺎ ﻀرب ﻫذا اﻟﺸﺨص ﻓﺨذ �ﻌﻘوب ﻓﺄﺼﺎ�ﻪ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﺘﺸﺒث �ﻪ‬ ‫�ﻌﻘوب ‪ ،‬وﻟم �ﺸﺄ أن �طﻠﻘﻪ ﺤﺘﻰ ﻨﺎﻝ ﻤﻨﻪ ﺒركﺔ ﺨﺎﺼﺔ ‪ ،‬وﻟﻛن �ﻌﻘوب ﻟم �كن ﻴﺘوﻗﻊ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻹطﻼق أﻨﻪ ﻫو ﷲ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﺴﺄﻟﻪ ﻋن إﺴﻤﻪ ‪ ،‬ورﻏم أن ﻫذا اﻟﺸﺨص ﻟم ﻴﺠﺎو�ﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﺎؤﻟﻪ‬

‫‪ ،‬ﻓﺈن أﺒﻴﻨﺎ �ﻌﻘوب أدرك ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد ﻋظﻤﺔ ﻫذا اﻟﺸﺨص " ﻓدﻋﻰ �ﻌﻘوب إﺴم اﻟﻤكﺎن ﻓﻨﻴﺌﻴﻞ ‪0‬‬

‫ﻗﺎﺌﻼً ﻷﻨﻲ ﻨظرت ﷲ وﺠﻬﺎً ﻟوﺠﻪ وﻨﺠﻴت ﻨﻔﺴﻲ " ) ﺘك ‪ ( 30 : 32‬وﻫذا اﻟﻠﻘﺎء ﻴﻬﻴﺊ ذﻫن‬ ‫اﻟ�ﺸر�ﺔ ﻟﻔكرة اﻟﺘﺠﺴد اﻹﻟﻬﻲ واﻟﻔداء ‪ ،‬وكﻴﻒ ﺴﻤﺢ اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ اﻹﻟﻪ اﻟﻤﺘﺄﻨس ﻟﻸﺸرار أن‬ ‫�ﻔﻌﻠوا �ﻪ كﻞ ﻤﺎ أرادوا ﻤن أﻫواﻝ اﻟﻌذا�ﺎت ‪ ،‬وﺼﺎرت أﻫواﻝ اﻟﺼﻠﻴب ﻋﻼﻤﺔ أﺒد�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺤ�ﺔ‬

‫ﷲ ﻟﻠ�ﺸر�ﺔ ‪ ،‬وأن اﻹﻨﺴﺎن ﻗد ﺼﺎر �ﺎﻟﺼﻠﻴب ﺤ اًر طﻠ�ﻘﺎً ﻤن ﻋﺒود�ﺔ إﺒﻠ�س اﻟﻤرة‪0‬‬

‫‪ -5‬ﻴرى اﻟﻘد�س أﻏﺴطﻴﻨوس أن ﻫذا اﻟﺼراع ﺒﻴن ﷲ و�ﻌﻘوب إﺸﺎرة ﻟﻶﻻم اﻟﺘﻲ‬ ‫‪- 481 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪475‬‬


‫ﺴﻴﺠوز ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ ﺒﺈرادﺘﻪ ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ ﻤﺨﺎط�ﺎً اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ " أﻨت ﺘﺒدو �ﻼ ﻗوة ‪،‬‬ ‫اﻟﻤﻀطﻬد ﻟك �ﺴﺘظﻬر �ﻘوﺘﻪ ﻋﻠ�ك ! إﻻﱠ أﻨك ﻗد أظﻬرت ذﻟك ﻤن ﻗﺒﻞ ﻟ�ﻌﻘوب أ�ﻀﺎً اﻟذي‬ ‫و ُ‬ ‫ﺴﺎد ﻫو ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻤﺼﺎرﻋﺘﻪ ) ﻤﻊ اﻟﻤﻼك ( ‪ :‬إﻨﺴﺎن ﻏﻠب ﻤﻼﻛﺎً ! وﻫﻞ �ﻤكن أن �كون ذﻟك‬ ‫ﱠ‬ ‫وﻫزم اﻟﻤﻼك ‪:‬‬ ‫ﻠب اﻹﻨﺴﺎن ُ‬ ‫ﺒﻞ أن ُ�ﻐﻠب ﺒﺈرادﺘﻪ ؟ وﻫﻬكذا َﻏ َ‬ ‫�ﺄي ﺤﺎﻝ إﻻ إذا كﺎن اﻟﻤﻼك ﻗد َﻗ َ‬ ‫ﺴر ُ◌ ﻋظ�م‬ ‫وأﻤﺴك اﻹﻨﺴﺎن اﻟﻤﻨﺘﺼر �ﺎﻟﻤﻼك وﻗﺎﻝ ﻟﻪ ‪ :‬ﻻ أُطﻠﻘك إن ﻟم ﺘ�ﺎركﻨﻲ ! �ﺎﻟﻪ ﻤن ُ‬

‫! ﻓﺎﻟذي �ﻘﻒ ﻤﻬزوﻤﺎً ﻫو ﻨﻔﺴﻪ أ�ﻀﺎً ﻤ ِ‬ ‫�ﺎركﺎً ﻟﻠﻐﺎﻟب ! ﻓﻬو ﻤﻬزوم ﻷﻨﻪ أراد ذﻟك ﻓﻔﻲ اﻟﺠﺴد‬ ‫ُ‬ ‫ﺼﻠب ﻤن ﻀﻌﻒ ‪ ،‬وﻗﺎم ﻓﻲ ﻗوة ) ‪ 2‬كو ‪" ( 4 : 13‬‬ ‫ﻀﻌﻴﻒ وﻓﻲ ﺠﻼﻝ ُﻤﻠﻛﻪ ﻗوي ‪ 00‬ﻓﻘد ُ‬ ‫أ�ﻘظ ﺠﺒروﺘك وﻫﻠ ﱠم ﻟﺨﻼﺼﻨﺎ " ) ﻤز ‪0(1) " ( 2 : 80‬‬ ‫‪F21‬‬

‫‪� -6‬ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث " أراد ﷲ أن ﻴرﻓﻊ ﻤﻌﻨو�ﺎت ﻫذا اﻟﺨﺎﺌﻒ ‪� ،‬ﺄن‬

‫ﻴر�ﻪ أﻨﻪ �ﻤكن أن �ﺼﺎرع و�ﻐﻠب ‪ ،‬ﻓظﻬر ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ إﻨﺴﺎن ‪� ،‬ﻤكن ﻟ�ﻌﻘوب أن �ﺼﺎرﻋﻪ‬

‫و�ظﻬر ﻟﻬذا اﻟطﻔﻞ أﻨﻪ �ﺴﺘط�ﻊ أن �ﻐﻠ�ﻪ ﻓ�ﻔرخ ‪! 00‬‬ ‫و�ﻐﻠ�ﻪ ‪ 0‬ﺘﻤﺎﻤﺎً كﺄب ﻴداﻋب طﻔﻠﻪ ‪ُ ،‬‬ ‫و�دأ أن �ﻌﻘوب كﺎن ﻗو�ﺎً ﻓﻲ ﻤﺼﺎرﻋﺘﻪ ‪ ،‬وطﻠب ﻤﻨﻪ ﺼﺎﺤب اﻟرؤ�ﺎ أن �طﻠﻘﻪ ‪ ،‬و�ﻌﻘوب‬

‫ﻴﺠﻴب ‪ :‬ﻻ أُطﻠﻘك ﺤﺘﻰ ﺘ�ﺎركﻨﻲ ‪ 0‬ﻓ�ﺎركﻪ ‪ 0‬وﻟﻛن ﻀر�ﻪ ﻋﻠﻰ ﺤق ﻓﺨذﻩ ‪ ،‬ﻓﺼﺎر ﻴﺨﻤﻊ‬

‫ﻋﻠ�ﻪ ‪0‬‬

‫كﺄن ﷲ ﻴر�دﻩ أن �ﻔرح ﺒﺈﻨﺘﺼﺎرﻩ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻻ �كون إﻨﺘﺼﺎرﻩ ﺴﺒب كﺒر�ﺎء ﻟﻪ ‪ 00‬ﻟﻘد ﺴﻤﺢ‬

‫ﻟﻪ أن ﻴﻨﺘﺼر ‪ ،‬وﻏﻴر إﺴﻤﻪ إﻟﻰ إﺴراﺌﻴﻞ ‪ ،‬ﻗﺎﺌﻼً ﻟﻪ " ﻷﻨك ﺠﺎﻫدت ﻤﻊ ﷲ واﻟﻨﺎس وﻗدرت "‬

‫) ﺘك ‪ 00 ( 28 – 22 : 32‬كم ﻤرة ظﻬر ﷲ ﻟﻬذا اﻟﻀﻌﻴﻒ ﻟ�ﻘو�ﻪ ‪ ،‬و�ﻨﻘذﻩ ﻤن ﺨوﻓﻪ "‬ ‫)‪0(2‬‬

‫‪F2‬‬

‫‪� -7‬ﻘـوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " كﺎن �ﻌﻘوب ﻓﻲ ﺨوف ﺸدﻴد ﻤن ﻟﻘﺎء ﻋ�ﺴو ‪،‬‬

‫ٕواﻨﻔرد �ﻌﻘوب وﺤدﻩ ﻟ�ﻼً ﻤﻠﺘﺠﺌﺎً إﻟﻰ ﷲ �ﺎﻟﺼﻼة ‪ ،‬ﻓظﻬر ﻟﻪ ﷲ ﻓﻲ ﺸكﻞ إﻨﺴﺎن �ﺼﺎرﻋﻪ‬ ‫و�ﺴﻤﺢ ﻟ�ﻌﻘوب أن ﻴﻨﺘﺼر ﻋﻠ�ﻪ ‪ ،‬ﻟﻛﻲ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﺸﺠﺎﻋﺎً و�طرد اﻟﺨوف ﻤن داﺨﻠﻪ ‪ ،‬وﻟﻛﻲ‬

‫ُ�ﻌّﻠﻤﻪ أن ﻓﻀﻞ اﻟﻘـ ـوة ﻫـو ﻟ ‪ ،‬ﻟﻬذا ﺨﻠﻊ ﺤق ﻓﺨذ �ﻌﻘوب ‪ 0‬وﻗﺎﻝ ﷲ ﻟ�ﻌﻘوب " إطﻠﻘﻨﻲ ﻷﻨﻪ‬ ‫ﻗد طﻠﻊ اﻟﻔﺠر " ‪ 00‬ﻗد ﺠﺎء اﻟﻔﺠر أي اﻟوﻗت اﻟذي ﺘﺴﺘﻛﻤﻞ ﻓ�ﻪ �ﺎ�ﻌﻘوب رﺤﻴﻠك ‪ ،‬ﻓﻴﺠب أن‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺷﺮﺡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺹ ‪380‬‬ ‫ﺗﺄﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺹ ‪56 ، 55‬‬

‫‪- 482 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪476‬‬


‫ﺘرﺠﻊ إﻟﻰ ﻗﺎﻓﻠﺘك ﻟﺘواﺼﻠوا ﺘرﺤﺎﻟﻛم ﻷرض اﻟوطن ‪ 0‬إن إﻟﻪ اﻟﻨور اﻟذي ﺼﻨﻊ اﻟﻨور ﻟ�ﻀﻴﺊ‬

‫ﻟﻠ�ﺸر�ﺔ ‪ ،‬ﻻ �ﻤكن أن ﻴﺨﺸﻰ اﻟﻨور ﻗط ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﻤﻘﺼود أن �ﻌﻘوب وذو�ﻪ �ﺴﺘﻛﻤﻞ ﻤﺴﻴرﺘﻬم‬

‫‪ ،‬ﻻ ﻟﻛﻲ ﻴ�ﻘوا ﺨﺎﺌﻔﻴن ﻤن ﻟﻘﺎء أﺨوﺘﻬم " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪ -8‬ﺘﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤﺎ " ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﷲ ﻟ�ﻌﻘوب " إطﻠﻘﻨﻲ ﻷﻨﻪ ﻗد طﻠﻊ اﻟﻔﺠر "‬

‫ﻟ�س ﻤﻌﻨﻰ ﻫذا أﻨﻪ ﻻ �ﺴﺘط�ﻊ أن ﻴﻨطﻠق ‪ ،‬وﻟﻛن ﻗﺼد ﺒﻬذا إﻋﻼن إ�ﻤﺎن وﺜ�ﺎت �ﻌﻘوب‬

‫وﺘﺸﺒﺜﻪ ﻟﻨواﻝ اﻟﺒركﺔ وﻗد ﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﻫذا " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪ -9‬ﺘﻘوﻝ اﻷﺨت اﻹﻛﻠﻴر�ك�ﺔ آﻤﺎﻟ�ﺎ ﺴﺎﻤﻲ ﺼ�ﺤﻲ ﺴﻠﻴب – اﻟﻛﻠ�ﺔ اﻹﻛﻠﻴر�ك�ﺔ – ﻓرع‬

‫ﺸﺒﻴن اﻟﻛوم " كﺎن �ﻌﻘوب ﺨﺎﺌﻔﺎً وﻤرﺘﻌ�ﺎً ﻤن ﻟﻘﺎء أﺨ�ﻪ ﻋ�ﺴو ‪ ،‬ﻓﺘوﻗﻒ �ﺼﻠﻲ ﻤﻠﺘﻤﺴﺎً اﻟﻤﻌوﻨﺔ‬ ‫اﻹﻟﻬ�ﺔ ‪ ،‬ﻓظﻬر ﻟﻪ إﻨﺴﺎن ‪ ،‬وﺸﻌر �ﻌﻘوب أﻨﻪ أﻤﺎم كﺎﺌن ﺴﻤﺎوي ﻓﺘﺸﺒث �ﻪ طﺎﻟ�ﺎً ﻤﻌوﻨﺘﻪ ‪،‬‬ ‫وظﻞ �ﻌﻘوب ﻴﺘﻀرع إﻟ�ﻪ ﻤﺘﺸﺒﺜﺎً �ﻪ ﺤﺘﻰ اﻟﺼ�ﺎح ‪ ،‬ورﻏم أن ﻫذا اﻹﻨﺴﺎن ﻀر�ﻪ أي ﻟﻤﺴﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺤق ﻓﺨذﻩ ﻓﺎﻨﺨﻠﻊ اﻟﻔﺨذ ‪ ،‬وﺘﺄﻟم �ﻌﻘوب ‪ ،‬وﻤﻊ ﻫذا ظﻞ ﻴﺠﺎﻫد ﻤﺘﺸﺒﺜﺎً �ﻪ ﺤﺘﻰ ﻨﺎﻝ‬

‫اﻟﺒركﺔ ﻤﻨﻪ ‪ ،‬وﻤن ﻫﻨﺎ ﻻ �ظﻬر ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق أن ﷲ كﺎن ﺨﺎﺌﻔﺎً ﻤن �ﻌﻘوب كﻘوﻝ اﻟﻨﻘﺎد " ]‬ ‫ﻤن أ�ﺤﺎث ﻤﺎدة اﻟﻨﻘد اﻟﻛﺘﺎﺒﻲ [‪0‬‬

‫" ﻭﺃﺑﻰ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺃﺩﺭﻯ ﺳـــﺮﻩ‬

‫ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻵﻥ ﻛﻴﻒ ﺻﺎﺭﻋﻚ "‬

‫) ﻤن ﻗﺼﻴدة ﻗﻠﺒﻲ اﻟﺨﻔﺎق ﻟﻘداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث (‬

‫س‪ : 518‬كﻴﻴ �ﻘوﻝ �ﻌﻘوب إﻨﻪ ﻨظر ﷲ " ﻷﻨﻲ ﻨظرت ﷲ وﺠﻬﺎً ﻟوﺠﻪ وﻨﺠﻴت‬

‫ﻨﻔﺴﻲ " ) ﺘك ‪ ( 30 : 32‬ﻤﻊ أن ﷲ ﻗﺎﻝ ﻟﻤوﺴﻰ ﻋﻨدﻤﺎ طﻠب أن ﻴراﻩ " ﻻ ﺘﻘدر أن‬

‫ﺘرى وﺠﻬﻲ ﻷن اﻹﻨﺴﺎن ﻻ ﻴراﻨﻲ و�ﻌ�ش " ) ﺨر ‪ ( 20 : 33‬؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪1‬‬

‫س‪0( 100‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻤن ﺠﻬﺔ ﺠوﻫر اﻟﻼﻫوت ﻻ �ﺴﺘط�ﻊ أي كﺎﺌن ﺴواء إﻨﺴﺎن أو ﺤﺘﻰ ﻤﻼك أن ﻴﺘطﻠﻊ‬ ‫إﻟ�ﻪ ‪ ،‬وﻫﻞ ﺘظن أن اﻹﻨﺴﺎن اﻟذي �ﻌﺠز ﻋن اﻟﻨظر إﻟﻰ ﻋﻴن اﻟﺸﻤس ﻓﻲ اﻟظﻬﻴرة �ﺴﺘط�ﻊ‬

‫أن �ﻌﺎﻴن ﺠوﻫر اﻟﻼﻫوت ؟! ﺒﻞ أن اﻟﺴﺎرﻓ�م ﻓﺈﻨﻬم �ﻐطون وﺠوﻫﻬم ﻤن ﻋظﻤﺔ ﺒﻬﺎﺌﻪ ‪ ،‬وﻗﺎﻝ‬

‫اﻟﻛﺘﺎب " ﺤﻘﺎً إﻨك إﻟﻪ ﻤﺤﺘﺠب �ﺎ إﻟﻪ إﺴراﺌﻴﻞ " ) أش ‪ " 00 ( 15 : 45‬ﷲ ﻟم ﻴرﻩ أﺤد ﻗط "‬ ‫‪- 483 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪477‬‬


‫) ﻴو ‪ " 00 ( 18 : 1‬اﻟذي وﺤدﻩ ﻟﻪ ﻋدم اﻟﻤوت ﺴﺎﻛﻨﺎً ﻓﻲ ﻨور ﻻ ُﻴدﻨﻰ ﻤﻨﻪ اﻟذي ﻟم ﻴرﻩ‬ ‫أﺤد ﻤن اﻟﻨﺎس وﻻ �ﻘدر أن ﻴراﻩ " ) ‪1‬ﺘﻲ ‪0( 16 : 6‬‬ ‫‪ -2‬ﻗد �ﺴﻤﺢ ﷲ أن اﻹﻨﺴﺎن ﻴرى ﺸﻴﺌﺎً ﻤن ﻤﺠدﻩ كﻤﺎ رآﻩ ﻤوﺴﻰ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر اﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ‬ ‫�ﺸﺠرة اﻟﻌﻠ�ﻘﺔ وﻟم �ﺤﺘرق ‪ ،‬وكﻤﺎ رآﻩ ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﻞ ﻓﻲ ﺸكﻞ ﺒروق ورﻋود وﻨﺎر "‬

‫إﻨﻪ ﺼﺎرت رﻋود و�روق وﺴﺤﺎب ﺜﻘﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﻞ وﺼوت ﺒوق ﺸدﻴد ﺠداً ﻓﺎرﺘﻌد كﻞ‬

‫اﻟﺸﻌب اﻟذي ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻠﺔ ‪ 0‬وأﺨرج ﻤوﺴﻰ اﻟﺸﻌب ﻤن اﻟﻤﺤﻠﺔ ﻟﻤﻼﻗﺎة ﷲ ‪ 0‬ﻓوﻗﻔوا ﻓﻲ أﺴﻔﻞ‬

‫اﻟﺠﺒﻞ‪ 0‬وكﺎن ﺠﺒﻞ ﺴﻴﻨﺎء كﻠﻪ ﻴدﺨن ﻤن أﺠﻞ أن اﻟرب ﻨزﻝ ﻋﻠ�ﻪ �ﺎﻟﻨﺎر ‪ 0‬وﺼﻌد دﺨﺎﻨﻪ‬

‫كدﺨﺎن اﻵﺘون ٕوارﺘﺠﻴ كﻞ اﻟﺠﺒﻞ ﺠداً " ) ﺨر ‪ ( 18 – 16 : 19‬وﺘﺎرة أﺨرى رآﻩ ﻤوﺴﻰ‬ ‫وآﺨرون " ﺜم ﺼﻌد ﻤوﺴﻰ وﻫﺎرون وﻨﺎداب وأﺒﻴﻬو وﺴ�ﻌون ﻤن ﺸﻴوخ إﺴراﺌﻴﻞ‪ 0‬و أروا إﻟﻪ‬

‫إﺴراﺌﻴﻞ وﺘﺤت رﺠﻠ�ﻪ ﺸ�ﻪ ﺼﻨﻌﺔ ﻤن اﻟﻌﻘﻴق اﻷزرق واﻟﺸﻔﺎف وكذات اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺎوة‬

‫‪ 00‬ﻓ أروا ﷲ وأﻛﻠوا وﺸر�وا " ) ﺨر ‪ ( 11 – 9 : 24‬وﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻤوﺴﻰ ﻟﻠرب " أرﻨﻲ ﻤﺠدك‬

‫‪ 00‬ﻗﺎﻝ اﻟرب ﻫوذا ﻋﻨدي ﻤكﺎن ‪ 0‬ﻓﺘﻘﻴ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨرة‪ 0‬و�كون ﻤﺘﻰ إﺠﺘﺎز ﻤﺠدي إﻨﻲ‬

‫أﻀﻌك ﻓﻲ ُﻨﻘرٍة ﻤن اﻟﺼﺨرة وأﺴﺘرك ﺒﻴدي ﺤﺘﻰ أﺠﺘﺎز ‪ 0‬ﺜم أرﻓﻊ ﻴدي ﻓﺘﻨظر وراﺌﻲ ‪ 0‬أﻤﺎ‬ ‫وﺠﻬـﻲ ﻓﻼ ُﻴرى " ) ﺨر ‪ ( 23 – 18 : 33‬وﻗد ﻋﺒﱠر ﷲ ﻫﻨﺎ ﻋن ﺠوﻫر ﻻﻫوﺘﻪ �ﺎﻟوﺠﻪ ‪،‬‬

‫وﻋﺒﱠر ﻤن إﻋﻼن ﺸﺊ ﻤن ﻤﺠدﻩ �ﺎﻟوراء ‪ 0‬ورآﻩ ﻨوح وزوﺠﺘﻪ " ﻓﻘﺎﻝ ﻨوح ﻹﻤرأﺘﻪ ﻨﻤوت ﻤوﺘﺎً‬

‫ﻷﻨﻨﺎ ﻗد رأﻴﻨﺎ ﷲ " ) ﻗض ‪ ( 22 : 33‬ورآﻩ أﺸﻌ�ﺎء اﻟﻨﺒﻲ " رأﻴت اﻟﺴﻴد ﺠﺎﻟﺴﺎً ﻋﻠﻰ كرﺴﻲ‬ ‫ﻋﺎﻝ وﻤرﺘﻔﻊ وأذ�ﺎﻟﻪ ﺘﻤﻸ اﻟﻬ�كﻞ ‪ 0‬اﻟﺴراﻓ�م واﻗﻔون ﻓوﻗﻪ ﻟﻛﻞ واﺤد ﺴﺘﺔ أﺠﻨﺤﺔ ‪ 0‬ﺒﺈﺜﻨﻴن‬ ‫ٍ‬

‫�ﻐطﻲ وﺠﻬﻪ و�ﺈﺜﻨﻴن �ﻐطﻲ رﺠﻠ�ﻪ و�ﺈﺜﻨﻴن �طﻴر " ) أش ‪ ( 2 ، 1 : 6‬وﷲ �ﺴﺘط�ﻊ أن‬ ‫ﻴﺨﻔﻲ ﻤﺠدﻩ ﻟﻛ�ﻤﺎ ﻴراﻩ اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻬو اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ كﻞ ﺸﺊ‪0‬‬

‫‪ -3‬ﷲ روح ‪ ،‬وأﻋﻴﻨﻨﺎ اﻟﺠﺴد�ﺔ ﺘﻌﺠز ﻋن رؤ�ﺔ اﻷرواح ‪ ،‬وﻟﻛن ﷲ أﺤ�ﺎﻨﺎً �ظﻬر ﻨﻔﺴﻪ‬ ‫�ﺼورة أو �ﺄﺨرى �ﺤﻴث �ﺴﺘط�ﻊ اﻹﻨﺴﺎن أن ﻴراﻩ و�ﺘﻔﺎﻋﻞ ﻤﻌﻪ ‪ ،‬وكﻤﺜﺎﻝ ﺘوﻀ�ﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذا‬

‫ﻻ �ﺴﺘط�ﻊ أﺤد أن ﻴﻨظر اﻟﻛﻬر�ﺎء ﻷﻨﻬﺎ ﻻ ﺘُرى ‪ ،‬وﻟﻛن ﻤﺘﻰ رأﻴﻨﺎ ﺸ اررة ﺘﻨﺒﺜق ﻤن ﺘﻼﻤس‬

‫ﺴﻠك كﻬر�ﺎﺌﻲ �ﺂﺨر ﻨﻘوﻝ ﻤﺠﺎ اًز أﻨﻨﺎ رأﻴﻨﺎ اﻟﻛﻬر�ﺎء ‪ ،‬ﻤﻊ أن اﻟﻛﻬر�ﺎء ﻻ ﻴراﻫﺎ أﺤد ‪ ،‬وكﻞ ﻤﺎ‬

‫ﺸﺎﻫدﻨﺎﻩ ﻫو ﻋﻼﻤﺔ وﺠود ﻫذﻩ اﻟﻘوة اﻟﺴر�ﺔ‪0‬‬

‫‪- 484 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪478‬‬


‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻻ أﺤد �ﺴﺘط�ﻊ أن ﻴرى ﺠوﻫر اﻟﻼﻫوت ﻏﻴر‬

‫اﻟﻤﺤدود ‪ ،‬وﻟﻛن ﻤﺘﻰ أراد ﷲ أن ُ�ظﻬر ذاﺘﻪ ﻟﻺﻨﺴﺎن ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻪ �ظﻬر �ﺸكﻞ ﻤﺤدود �ﻘدر‬ ‫اﻹﻨﺴﺎن أن ﻴراﻩ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " ﻤن اﻟﻤﻤكن أن ﻴرى اﻹﻨﺴﺎن ﺸﻴﺌﺎً‬

‫ﻤن ﻤﺠد ﷲ ﻤﺘﻰ ﺴﻤﺢ ﷲ ﺒذﻟك ‪ ،‬ﻓﻴوﺤﻨﺎ اﻹﻨﺠﻴﻠﻲ رآﻩ ﻓﻲ رؤ�ﺎ ﻓﻲ ﺠز�رة �طﻤس ووﺼﻒ ﻤﺎ‬

‫رآﻩ ) رؤ ‪ ( 16 – 13 : 1‬ورأى �طرس و�ﻌﻘوب و�وﺤﻨﺎ ﺸﻴﺌﺎً ﻤن ﻤﺠدﻩ ﻋﻠﻰ ﺠﺒﻞ اﻟﺘﺠﻠﻲ ‪،‬‬ ‫ورآﻩ إﺒراﻫ�م ‪ ،‬و�ﻌﻘوب ﻋﻠﻰ ﺸكﻞ إﻨﺴﺎن‪ 0‬أﻤﺎ ﺠوﻫر ﻻﻫوﺘﻪ ﻓﻼ �ﺴﺘط�ﻊ أﺤد اﻟﺘطﻠﻊ إﻟ�ﻪ ‪،‬‬

‫وﻟﻛن ﻫذا اﻹﻟﻪ ﻏﻴر اﻟﻤﻨظور ﻗد �ﻤﻨﺢ اﻟﻨﺎس أن ﻴروﻩ �طرق ﺨﺎﺼﺔ ‪ ،‬ﻓﻴرون ظﻞ ﻤﺠدﻩ ‪،‬‬

‫و�رون ﺒراﻫﻴن ﺤﻀورﻩ �ﺼورة ﻤﻨظورة ‪ ،‬كﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﷲ ﻋن ﻤوﺴﻰ " ﺸ�ﻪ اﻟرب �ﻌﺎﻴن " ) ﻋد‬

‫‪ ] "( 8 : 12‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 519‬ﻫﻞ ﻓﻨﻴﺌﻴﻞ إﺴم اﻟﻤكﺎن اﻟذي إﻟﺘﻘﻰ ﻓ�ﻪ ﷲ ﺒ�ﻌﻘوب ) ﺘك ‪ ( 30 : 32‬أم‬ ‫إﺴم اﻟﻤدﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺒﻨﺎﻫﺎ ﻴر�ﻌﺎم ) ‪1‬ﻤﻞ ‪ ( 25 : 12‬؟‬

‫ج ‪� -1 :‬ﻘوﻝ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن " ﻓدﻋﺎ �ﻌﻘوب إﺴم اﻟﻤكﺎن ﻓﻨﻴﺌﻴﻞ " ) ﺘك ‪ ( 30 : 32‬وﻗﺎﻝ‬

‫ﺴﻔر اﻟﻤﻠوك " و�ﻨﻰ ﻴر�ﻌﺎم ﺸك�م ﻓﻲ ﺠﺒﻞ أﻓرا�م وﺴكن ﺒﻬﺎ ‪ 0‬ﺜم ﺨرج ﻤن ﻫﻨﺎك و�ﻨﻴﻰ‬

‫ﻓﻨوﺌﻴﻞ " ) ‪ 1‬ﻤﻞ ‪ ( 25 : 12‬ﻟﻘد ﺒﻨﻰ ﻴر�ﻌﺎم ﻤدﻴﻨﺘﻲ ﺸك�م وﻓﻨوﺌﻴﻞ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﻤﻌﻨﻰ ﻫذا أﻨﻬﻤﺎ‬ ‫ﻟم �كن ﻟﻬﻤﺎ وﺠود ﻗﺒﻞ ذﻟك ؟ ‪ 00‬كﺎﻨت ﺸك�م ﻤن ﻗﺒﻞ ﻤدﻴﻨﺔ ﻤﺄﻫوﻟﺔ �ﺎﻟﺴكﺎن وﻓﻲ ﺴﻔر‬

‫اﻟﻘﻀﺎة ﺤﱠﻔز أﻫﻞ ﺸك�م أﺒ�ﻤﺎﻟك ﺒن ﺠدﻋون ﻓﻘﺘﻞ إﺨوﺘﻪ اﻟﺴ�ﻌﻴن وﻤﻠك ﻋﻠﻰ إﺴراﺌﻴﻞ ﺜﻼث‬ ‫ﺴﻨﻴن ‪ ،‬ﺜم ﻏدر أﻫﻞ ﺸك�م �ﺄﺒ�ﻤﺎﻟك " وﺤﺎرب أﺒ�ﻤﺎﻟك اﻟﻤدﻴﻨﺔ كﻞ ذﻟك اﻟﻴوم وأﺨذ اﻟﻤدﻴﻨﺔ‬

‫وﻗﺘﻞ اﻟﺸﻌب اﻟذي ﺒﻬﺎ وﻫدم اﻟﻤدﻴﻨﺔ وزرﻋﻬﺎ ﻤﻠﺤﺎً " ) ﻗض ‪ ( 45 : 9‬ﺜم ﺠﺎء ﻴر�ﻌﺎم وﺠدد‬ ‫ﺒﻨﺎء ﻤدﻴﻨﺔ ﺸك�م ‪ ،‬وﻫكذا ﻓﻨوﺌﻴﻞ �ﻘوﻝ ﺴﻔر اﻟﻘﻀﺎة أن أﻫﻞ ﻓﻨوﺌﻴﻞ رﻓﻀوا إﻋطﺎء ﺠدﻋون‬

‫ورﺠﺎﻟﻪ اﻟﺜﻠﺜﻤﺎﺌﺔ ﺨﺒ اًز ‪ ،‬و�ﻌد أن إﻨﺘﺼر ﺠدﻋون ﻋﻠﻰ اﻟﻤد�ﺎﻨﻴﻴن ﻋﺎد " وﻫدم ﺒرج ﻓﻨوﺌﻴﻞ " )‬

‫ﻗض ‪ ( 17 : 8‬وﻓﻨوﺌﻴﻞ إﺴم آﺨر ﻟﻔﻨﻴﺌﻴﻞ ) راﺠﻊ داﺌرة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ﺔ ﺠـ ‪ 6‬ص ‪، ( 114‬‬ ‫ﺜم ﺠﺎء ﻴر�ﻌﺎم وﺠﱠدد ﺒﻨﺎء ﻓﻨوﺌﻴﻞ‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻓﻨﻴﺌﻴﻞ = ﻓﻨوﺌﻴﻞ وﻫو اﻟﻤكﺎن اﻟذي ﺼﺎرع ﻓ�ﻪ‬ ‫‪- 485 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪479‬‬


‫اﻟﻤﻼك �ﻌﻘوب ) ﺘك ‪ ( 21 ، 20 : 32‬وكﺎﻨت ﻓﻨوﺌﻴﻞ ﻤن اﻟﻤدن اﻟﺘﻲ أﻋﺎد ﻴر�ﻌﺎم اﻷوﻝ‬ ‫ﺒﻨﺎءﻫﺎ ﻓﻲ ﺒدا�ﺔ ﻤﻠﻛﻪ ) ‪ 1‬ﻤﻞ ‪ ] " ( 25 : 12‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺘوﻓﻴق ﻓرج ﻨﺨﻠﺔ " ﻨﻌم ﻓﻨﻴﺌﻴﻞ ‪ /‬ﻓﻨوﺌﻴﻞ ﻫو اﻟﻤكﺎن اﻟذي ﻓ�ﻪ إﻟﺘﻘﻰ‬

‫�ﻌﻘوب �ﺎﻟ ‪ ،‬وﻫذا اﻟﻤكﺎن ﻋﻠﻰ �ﻌد أر�ﻌﺔ أﻤ�ﺎﻝ ﺸرق اﻷردن ‪ ،‬وكﺎن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻤكﺎن ﻤدﻴﻨﺔ‬

‫و�رج ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻘﻀﺎة ‪ ،‬وﻗد ﻫدم ﺠدﻋون اﻟﺒرج وﻗﺘﻞ ﺴكﺎن اﻟﻤدﻴﻨﺔ ) ﻗض ‪17 ، 9 ، 8 : 8‬‬

‫( ﺜم ﺤﺼﻨﻬﺎ ﻴر�ﻌﺎم ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد ) ‪ 1‬ﻤﻞ ‪ ] " ( 25 : 12‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﻼك ﺸوﻗﻲ إﺴكﺎروس " �ﻌد أن رﻓض أﻫﻞ ﺴكوت إﺴﻌﺎف ﺠدﻋون‬

‫اﻟﻤﻌﻴﻴن �ﺎﻟﺨﺒز ‪ ،‬ﺼﻌد ﺠدﻋون ﻟﻔﻨوﺌﻴﻞ ‪ ،‬وطﻠب ﻤن أﻫﻠﻬﺎ ﺘﻘد�م اﻟﺨﺒز ﻟﺠﻨودﻩ اﻟذﻴن‬ ‫ورﺠﺎﻟﻪ‬ ‫ّ‬ ‫�طﺎردون ﻤﻠوك اﻟﻤد�ﺎﻨﻴﻴن ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ رﻓﻀوا ﺘوﻋدﻫم �ﺄﻨﻪ ﻋﻨد ﻋودﺘﻪ ﺴ�ﻘﺘص ﻤﻨﻬم ‪ ،‬وﻓﻌﻼً ﻫذا‬

‫ﻤﺎ ﺤدث ) ﻗض ‪ ( 17 ، 9 – 4 : 8‬ﺜم أﻋﺎد ﻴر�ﻌﺎم ﺒﻨﺎء اﻟﻤدﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺒدا�ﺔ ﻤﻠﻛﻪ ) ‪ 1‬ﻤﻞ ‪12‬‬

‫‪ ] " ( 25 :‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 520‬أ – ﻫﻞ ﻗﺼﺔ ﺸك�م ودﻴﻨﺔ ) ﺘك ‪ ( 34‬ﻗﺼﺔ ﺤب أم ﻗﺼﺔ إﻏﺘﺼﺎب ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ " ﺠوﻨﺎﺜﺎن كﻴرﺘش " ‪ " 00‬إن كﺎﺘب ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﺴكت ﻋن إﻴراد رأي دﻴﻨﻪ‬

‫وﻋﻤﺎ إذا كﺎﻨت ﺘود اﻟزواج �ﻪ أو أن ﺘراﻩ ﻤذﺒوﺤﺎً ‪ٕ ،‬وان اﻟ�ﻌض ﻴرى ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ أﻨﻬﺎ ﻗﺼﺔ‬ ‫ﺤب ﻤﻘﻤوع ﺒﻴن اﻷﻤﻴر اﻟﺸﺎب اﻟﻤﺼﺎب �ﺎﻟﺤب ٕواﺒﻨﺔ �ﻌﻘوب اﻟﻤﻐﺎﻤرة ‪ ،‬أﻛﺜر ﻤن أﻨﻬﺎ ﻗﺼﺔ‬ ‫إﻏﺘﺼﺎب ‪ ،‬واﻟدﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟك �ﻘﺎء دﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺒﻴت ﺸك�م ‪ٕ ،‬واﻟﺤﺎح ﺸك�م ﻋﻠﻰ أﻫﻠﻬﺎ ﻟﻠزواج ﺒﻬﺎ‬ ‫ﻤﺤرﻤﺔ أﻛﺜر ﻤن كوﻨﻪ إﻏﺘﺼﺎب أو‬ ‫‪ ،‬ﻓر�ﻤﺎ ﻤﺎ ﺤدث كﺎن ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻋﻼﻗﺔ ﻏراﻤ�ﺔ روﻤﺎﻨﺴ�ﺔ ﱠ‬

‫ﻤﺤرﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘوراة ص ‪0( 100 – 93‬‬ ‫إﻏواء " ) راﺠﻊ ﺤكﺎ�ﺎ ﱠ‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟم ﺘﻛن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن ﺸك�م ودﻴﻨﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺤب ﻏراﻤ�ﺔ روﻤﺎﻨﺴ�ﺔ ﺒﻴن اﻷﻤﻴر اﻟﻤﺤب‬

‫ودﻴﻨﺔ اﻟﻤﻐﺎﻤرة ‪ 00‬ﻟﻤﺎذا ؟ ‪ 00‬ﻷن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺤب ﺘﺄﺘﻲ ﻨﺘﺎج ﻟﻘﺎءات وأﺤﺎدﻴث ٕواﻨﺴﺠﺎم ﺒﻴن‬ ‫اﻟطرﻓﻴن ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ دﻴﻨﺔ ﻟم ﺘﻠﺘﻘﻲ �ﺸك�م ﻤن ﻗﺒﻞ ‪ ،‬و�وم أن ﺨرﺠت ﻤن ﺒﻴت أﺒﻴﻬﺎ ﻟم �كن ﺒﻬدف‬

‫ﻟﻘﺎء ﺸك�م إﻨﻤﺎ " ﺨرﺠت دﻴﻨﺔ إﺒﻨﺔ ﻟﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ وﻟدﺘﻬﺎ ﻟ�ﻌﻘوب ﻟﺘﻨظر ﺒﻨﺎت اﻷرض ‪ 0‬ﻓرآﻫﺎ‬

‫ﺸك�م إﺒن ﺤﻤور اﻟﺤوري رﺌ�س اﻷرض وأﺨذﻫﺎ ٕواﻀطﺠﻊ ﻤﻌﻬﺎ وأذﻟﻬﺎ " ) ﺘك ‪2 ، 1 : 14‬‬ ‫‪- 486 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪480‬‬


‫( وﻤن اﻟﻨص اﻟﺴﺎﺒق ﻴﺘﻀﺢ اﻵﺘﻲ ‪:‬‬ ‫أ – ﻟم ﺘﺨرج دﻴﻨﺔ ﻤن ﺒﻴت أﺒﻴﻬﺎ ﻟﺘ�ﺤث ﻋن اﻟﺤب ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﺨرﺠت ﻟﺘﻨظر اﻟﺒﻨﺎت اﻷﺨر�ﺎت‪0‬‬ ‫ب‪ -‬إﻨﻪ كﺎن اﻟﻠﻘﺎء اﻷوﻝ ﺒﻴن ﺸك�م ودﻴﻨﺔ‪0‬‬ ‫ﺠـ‪ -‬ﻤﺎ ﺤدث ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟم �كن وﻟﻴد ﻗﺼﺔ ﺤب أو ﻋﻼﻗﺔ ﻏراﻤ�ﺔ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻫو ﻤﺠرد رﻏ�ﺔ وﺸﻬوة‬

‫ﻤن ﻗﺒﻞ ﺸك�م ‪ ،‬ﻻ ﺘﻘﺎﺒﻠﻪ رﻏ�ﺔ ﻤن دﻴﻨﺔ ‪ ،‬ﺒدﻟﻴﻞ ﻗوﻝ اﻟﻛﺘﺎب ﻋن ﺸك�م أﻨﻪ " أﺨذﻫﺎ ٕواﻀطﺠﻊ‬

‫ﻤﻌﻬﺎ " وﻟم �ﻘﻞ اﻟﻛﺘﺎب أﻨﻬﺎ ذﻫﺒت ﻤﻌﻪ ﺒﺈرادﺘﻬﺎ‪0‬‬

‫د – ﻟم ﺘﺴﻌد دﻴﻨﺔ ﺒﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ كﺴرت ﻨﻔﺴﻬﺎ وأﺤزﻨﺘﻬﺎ ﺠداً ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ ﻋﺒﱠر ﻋﻨﻪ اﻟﻛﺘﺎب‬ ‫�ﺄن ﺸك�م " أذﻟﻬﺎ "‪0‬‬

‫ﻫـ‪� -‬ﻘﺎء دﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺒﻴت ﺸك�م ﻗد ﻴرﺠﻊ إﻟﻰ إﻀطراب دﻴﻨﺔ وﺨوﻓﻬﺎ ﻤن ﻋودﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﺒﻴت أﺒﻴﻬﺎ‬

‫ﻟﺌﻼ ﺘُﻘﺘﻞ ﺒﻴد أﺨوﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻗد ﻴرﺠﻊ اﻟﺴﺒب إﻟﻰ إﺤﺘﺠﺎز ﺸك�م ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻴﺘﻪ‪0‬‬

‫و – ﺘﻌودﻨﺎ داﺌﻤﺎً وأﺒداً اﻟﺼراﺤﺔ اﻟﺘﺎﻤﺔ ﻤن اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ‪ ،‬ﻓﺎﻟروح اﻟﻘدس اﻟذي أﻟﻬم اﻷﻨﺒ�ﺎء‬ ‫ﻟﻛﺘﺎ�ﺔ اﻷﺴﻔﺎر اﻟﻤﻘﱠدﺴﺔ روح ﺼﺎدق وأﻤﻴن ‪ ،‬ﻓﻬو روح اﻟﺤق اﻟذي ﻻ �ﻤكن أن �كذب أو‬ ‫ﻴواري اﻷﻤور ‪ ،‬واﻟدﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻨﻪ ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻤت ﻗﺼﺔ ﺤب ﺒﻴن ﺸﻤﺸون ﻗﺎﻀﻲ إﺴراﺌﻴﻞ‬

‫و�طﻠﻬﺎ و�ﻴن دﻟﻴﻠﺔ ذكرﻫﺎ �ﺼراﺤﺔ ﺘﺎﻤﺔ ‪ ،‬وﻟم ﻴﺒرئ ﺴﺎﺤﺔ ﺸﻤﺸون ) ﻗض ‪( 22 – 4 : 16‬‬

‫وﻋﻨدﻤﺎ زﻨﺎ راو�ﻴن ﻤﻊ ﺴر�ﺔ أﺒ�ﻪ ذكر ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻫذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻤﺨز�ﺔ وﻟم ﻴﺨﻔﻬﺎ ) ﺘك ‪35‬‬

‫‪0( 22 :‬‬ ‫‪� -2‬ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث " ﺨرﺠت إﺒﻨﺔ �ﻌﻘوب دﻴﻨﺔ ‪ ،‬ﻟﺘﻨظر ﺒﻨﺎت اﻷرض‬

‫‪ ،‬ﻓﻨظرﻫﺎ ﺸك�م وأﺤﺒﻬﺎ ) ﺘك ‪ ( 2 ، 1 : 34‬إﻨﻪ واﺤد ﻤن أوﻻد اﻷرض ‪ 0‬رآﻫﺎ وأﺤﺒﻬﺎ ‪0‬‬ ‫وأﺨطﺄ إﻟﻴﻬﺎ وﻨﺠﺴﻬﺎ وأذﻟﻬﺎ ‪ 0‬وكﺎﻨت ﻤﺸكﻠﺔ إﺼطدم ﺒﻬﺎ �ﻌﻘوب " )‪0(1‬‬ ‫‪F23‬‬

‫ب – ﻫﻞ ﻗﺼﺔ دﻴﻨﺔ وﺸك�م ﻫو ﻨﺘﺎج دﻤﺞ رواﻴﺘﻴن ﻤن ﻤﺼدر�ن ﻤﺨﺘﻠﻔﻴن ؟‬ ‫ﻴرى " ﺠوﻨﺎﺜﺎن كﻴرﺘش " أﻨﻪ كﺎن ﻫﻨﺎك ﻗﺼﺘﺎن أﺤدﻫﻤﺎ ﺘﺤكﻲ ﻗﺼﺔ ﺤب طﺎﻫر‬

‫ﺒﻴن ﺸك�م ودﻴﻨﺔ ﻗﺎدت إﻟﻰ زواج ﺴﻌﻴد ‪ ،‬وأﺨرى ﺘﺤكﻲ ﻗﺼﺔ ﺼراع ﻤﺴﻠﺢ ﺒﻴن ﻋﺸﻴرة �ﻌﻘوب‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺄﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺹ ‪59‬‬

‫‪- 487 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪481‬‬


‫واﻟﺴكﺎن اﻷﺼﻠﻴﻴن اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻴﻴن ‪ ،‬و�ﻘوﻝ ﺠوﻨﺎﺜﺎن " ﻓﺈن اﻟﻛﺎﺘب اﻟﺘوراﺘﻲ ﺨﻠط اﻟﻘﺼﺘﻴن وﻗﻠب‬ ‫اﻟﻠﻘﺎء ﺒﻴن دﻴﻨﺔ وﺸك�م ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻏراﻤ�ﺔ روﻤﺎﻨﺘ�ك�ﺔ ﻫﻲ إﻏﺘﺼﺎب ﻗﺴري �ﻐ�ﺔ ﺘﺒر�ر ﻗﺘﻞ‬

‫اﻟﺸك�ﻤﻴﻴن " )‪0(1‬‬ ‫‪F24‬‬

‫ج ‪ :‬اﻟﺘﺨﻤﻴن ﺒوﺠود أﻛﺜر ﻤن ﻤﺼدر ﻟﻠﺘوراة ‪ ،‬وأن كﻞ ﻤﺼدر ُكﺘب ﻓﻲ زﻤن ﻤﻌﻴن ‪ ،‬وﻤكﺎن‬

‫اﻟﻨﱠﻘﺎد أﻨﻔﺴﻬم ‪،‬‬ ‫ﻤﻌﻴن ‪ ،‬ﺒواﺴطﺔ كﺎﺘب ﻤﺠﻬوﻝ اﻟﻬو�ﺔ ‪ ،‬واﻹﺨﺘﻼف ﻋﻠﻰ ﻋدد اﻟﻤﺼﺎدر ﺒﻴن ُ‬ ‫ﻓﻤﻨﻬم ﻤن ﻗﺎﻝ �ﻤﺼدر�ن وﻤﻨﻬم ﻤن زاد اﻟﻤﺼﺎدر إﻟﻰ ﻋدد ﺜﻼﺜﻴن ﻤﺼد اًر أو أﻛﺜر ‪ ،‬وأن‬

‫ﻋز ار اﻟﻛﺎﺘب ﻗد ﺠﻤﻊ ﻫذﻩ اﻟﻤﺼﺎدر �ﻌد اﻟﻌودة ﻤن اﻟﺴﺒﻲ ‪ ،‬كﺎن ﻤﺤﻞ دراﺴﺔ ﺘﻔﺼﻴﻠ�ﺔ ﻤن‬

‫ﻗﺒﻞ ) راﺠﻊ ﻤدارس اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ 1‬ص ‪ٕ ، 226 – 79‬واﺠﺎ�ﺔ س‪ 319‬ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺠزء‬ ‫ﻤن اﻟ�ﺤث (‪0‬‬

‫س‪ : 521‬ﻫﻞ ﻤﻘﺎﺒﻞ إﻋﺘداء ﺸك�م ﻋﻠﻰ دﻴﻨﺔ ﻗﺘﻞ كﻞ رﺠﺎﻝ ﻤدﻴﻨﺔ ﺸك�م اﻷﺒر�ﺎء ؟‬

‫‪ 00‬ﻫﻞ ﻫذا ﻤﺎ ﺘﻨﺎدي �ﻪ اﻟﺸر�ﻌﺔ اﻹﻟﻬ�ﺔ ؟ ‪ 00‬وأﻻ �ظﻬر ﻫذا ﺨ�ﺎﻟ�ﺔ اﻟﻘﺼﺔ ؟‬

‫�ﻘوﻝ " ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ‪ " 00‬ﻻ ﺸك أﻨﻪ ﺴﻠوك وﺤﺸﻲ دﻨﺊ ﻏﺎدر وﺨﺴ�س ‪ ،‬ﻫذا إذا‬ ‫ﺘﺤدﺜﻨﺎ ﺒﻠﻐﺔ اﻟﻤﺘﺤﻀر�ن ‪ ،‬ﻻ ﺒﻠﻐﺔ اﻟﺘوراة ‪ ،‬ﻓﻘد ظﻬر أﺒﻨﺎء �ﻌﻘوب وﻨﺎﺴﻪ ﻫم ﻤﺠرد ﱠ‬ ‫ﻗطﺎع‬

‫طرق ﻻ ذﻤﺔ ﻟﻬم وﻻ ﻋﻬد ‪ ،‬ﻓﻘد ﻗدم أﻫﻞ اﻟ�ﻼد �ﻼدﻫم ﻟﻬم ‪ ،‬وﻤدوا ﻴد اﻟﺼداﻗﺔ واﻟﺘﺂﺨﻲ‬

‫واﻟﻌ�ش �ﺴﻼم ‪ ،‬وﻟﻛن ﺸﻌب ﻴﻬوﻩ اﻟﻤﺨﺘﺎر ﻏدروا ﺒﻬم كﻤﺎ �ﻐدر اﻟﻠﺼوص اﻟﻌﺎﺒرون ‪ 0‬ﻓﻠ�س‬

‫ﻏدر وﺴﻔﺎﻟﺔ وﺘﻌطﺸﺎً ﻟﻠدﻤﺎء " )‪0(2‬‬ ‫ﺜﻤﺔ ﻗﺎﺘﻞ أﻛﺜر اً‬ ‫‪F25‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘد أﺨطﺄ إﺒﻨﻲ �ﻌﻘوب ﻋﻨدﻤﺎ إﻨدﻓﻌﺎ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ كﻞ رﺠﺎﻝ اﻟﻤدﻴﻨﺔ اﻷﺒر�ﺎء �ﺴﺒب ﺨط�ﺔ‬

‫ِ‬ ‫ﻴرض ﻫذا اﻟﺘﺼرف أﺒﻴﻬﻤﺎ " ﻓﻘﺎﻝ �ﻌﻘوب ﻟﺸﻤﻌون وﻻوي كدرﺘﻤﺎﻨﻲ‬ ‫ﺸك�م ﺒن ﺤﻤور ‪ ،‬وﻟم‬

‫ﻋﻠﻲ‬ ‫ﻴﺘﻛر�ﻬكﻤﺎ إ�ﺎي ﻋﻨد ﺴكﺎن اﻷرض اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻴﻴن واﻟﻔرز�ﻴن وأﻨﺎ ﻨﻔر ﻗﻠﻴﻞ ﻓﻴﺠﺘﻤﻌون ﱠ‬ ‫و�ﻀر�وﻨﻨﻲ ﻓﺄﺒﻴد أﻨﺎ و�ﻴﺘﻲ " ) ﺘك ‪ ( 30 : 34‬وﺤﺘﻰ ﻋﻨدﻤﺎ كﺎن �ﻌﻘوب ﻋﻠﻰ ﻓراش اﻟﻤوت‬

‫ﻟم ﻴﻨﺴﻰ ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ إﺒﻨﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ " ﺸﻤﻌون وﻻوي أﺨوان ‪ 0‬آﻻت ظﻠم ﺴﻴوﻓﻬﻤﺎ ‪ 0‬ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺴﻬﻤﺎ‬

‫ﻻ ﺘدﺨﻞ ﻨﻔﺴﻲ ‪� 0‬ﻤﺠﻤﻌﻬﻤﺎ ﻻ ﺘﺘﺤد كراﻤﺘﻲ ‪ 0‬ﻷﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻏﻀﺒﻬﻤﺎ ﻗﺘﻼ إﻨﺴﺎﻨﺎً وﻓﻲ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻣﺤﺮﻣﺔ ﺹ ‪97‬‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﺬﻳﺮ ﺟﺰﻣﺎﺗﻲ – ﺣﻜﺎﻳﺎ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪138‬‬

‫‪- 488 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪482‬‬


‫رﻀﺎﻫﻤﺎ ﻋرﻗ�ﺎ ﺜو اًر ‪ 0‬ﻤﻠﻌون ﻏﻀﺒﻬﻤﺎ ﻓﺈﻨﻪ ﺸدﻴد وﺴﺨطﻬﻤﺎ ﻓﺈﻨﻪ ﻗﺎس ‪ 0‬أﻗﺴﻤﻬﻤﺎ ﻓﻲ‬

‫�ﻌﻘوب وأﻓرﻗﻬﻤﺎ ﻓﻲ إﺴراﺌﻴﻞ " ) ﺘك ‪0( 7 – 5 : 49‬‬

‫‪ -2‬ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ أﺒﻨﺎء �ﻌﻘوب ‪ ،‬ﻗد ﻓﻌﻠوﻩ ﻗﺒﻞ أن ﺘﻛون ﻫﻨﺎك ﺸر�ﻌﺔ إﻟﻬ�ﺔ ﺘﺤﺠم اﻟﻘﺼﺎص‬

‫ﻋﻠﻰ ﻗدر اﻟﻀرر ‪ ،‬ﻓﺈن ﺸر�ﻌﺔ اﻟﻌﻴن �ﺎﻟﻌﻴن واﻟﺴن �ﺎﻟﺴن ﺠﺎءت �ﻌـد �ﻌﻘوب �ﻤﺌﺎت اﻟﺴﻨﻴن‬

‫‪ ،‬وﻻ �ﺼﺢ أن ﻨﺤكم ﻋﻠﻴﻬم �ﺄﺤكﺎم ﺸر�ﻌﺔ اﻟﻌﻬد اﻟﺠدﻴد اﻟﺘﻲ دﻋت ﻟﻠﺘﺴﺎﻤﺢ واﻟﺼﻔﺢ وﻤﺤ�ﺔ‬

‫اﻷﻋداء وﻏﻠ�ﺔ اﻟﺸر �ﺎﻟﺨﻴر ‪ 00‬إﻟﺦ‪0‬‬

‫‪ -3‬كون إرﺘﻛﺎب أﺒﻨﺎء �ﻌﻘوب ﻫذا اﻟﺨطﺄ اﻟﻔﺎدح ﻻ �ﻌﻨﻲ أن اﻟﻘﺼﺔ ﺨ�ﺎﻟ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟدﻨ�ﺎ‬

‫ﺘﻤﺘﻠﺊ �ﺎﻟﻤﺂﺴﻲ ‪ ،‬وكﻞ ﻤﺄﺴﺎة ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻗﺼﺔ ﺤﻘ�ﻘ�ﺔ وﻟ�ﺴت ﺨ�ﺎﻟ�ﺔ‪0‬‬

‫‪ -4‬إﻨطوت ﻨ�ﺔ أﻫﻞ ﺸك�م ﻋﻠﻰ اﻟطﻤﻊ ﻓﻲ ﻤواﺸﻲ وﻤﻘﺘﻨ�ﺎت آﻝ �ﻌﻘوب ‪ 00‬أﻨظر إﻟﻰ‬

‫ﻗوﻝ ﺤﻤور ﻟرﺠﺎﻝ ﻤدﻴﻨﺘﻪ " أﻻ ﺘﻛون ﻤواﺸﻴﻬم وﻤﻘﺘﻨ�ﺎﺘﻬم وكﻞ ﺒﻬﺎﺌﻤﻬم ﻟﻨﺎ " ) ﺘك ‪: 34‬‬ ‫‪0( 23‬‬ ‫اﻟﻨﱠﻘﺎد ﺘﺼرف أﺒﻨـﺎء �ﻌﻘوب ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟ�ﻌض اﻵﺨر أﺸﺎد �ﺸﺠﺎﻋﺘﻬﻤﺎ‬ ‫‪ -5‬ﺒﻴﻨﻤﺎ أدان �ﻌض ُ‬ ‫‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً ﻴرى " ﻤﻴرﺴﻴﺘرﻨﺒرج " أﻨﻬﻤﺎ اﻟ�طﻼن اﻟﺤﻘ�ﻘ�ﺎن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ " ﺠوﻨﺎﺜﺎن‬

‫كﻴرﺘش " ‪ " 00‬ﻓﺈﻫﺘﻤﺎﻤﻬﻤﺎ – ﺤﺴب ﻤﺎ ﻓﻬم ﺒﻴرﺴﻴﺘرﻨﺒرج – كﺎن ﻋﻔ�ﻔﺎً وﺘﺴﺘﺤوذ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻏﺎ�ﺔ‬

‫�ﺎﻟﻤﺜﻞ‬ ‫واﺤدة ‪ ،‬وﻫﻲ إﺼﻼح اﻟﺨطﺄ اﻟذي أﺼﺎب أﺨﺘﻬﻤﺎ وكﻞ أﺴرﺘﻬﺎ ‪ 00‬إن ﻤوﻗﻔﻬﻤﺎ اﻟﺘﻤﺴك ُ‬

‫اﻟﻌﻠ�ﺎ وﻏﻴر اﻟﻤﻬﺎدن ﺠﻌﻠﻬﻤﺎ ﻤن أﻛﺜر اﻟﺸﺨﺼ�ﺎت ﺘﻌﻘﻴداً وﺘﺸو�ﻘﺎً وﺠذ�ﺎً ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F26‬‬

‫س‪ : 522‬كﻴﻴ �ﺴﺘط�ﻊ ﺼﺒ�ﺎن أن �ﻘﺘﻼ كﻞ اﻟﻤدﻴﻨﺔ و�ﻨﻬﺒوﻨﻬﺎ ) ﺘك ‪– 24 : 34‬‬

‫‪ ( 27‬؟ ٕواذا كﺎن ﺨوف ﷲ ﻗد وﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤدن اﻟﻤﺠﺎورة ) ﺘك ‪ ( 5 : 35‬ﻓﻠﻤﺎذا‬

‫ﻫرب �ﻌﻘوب إﻟﻰ ﻟوز ؟ وﻟو كﺎن �ﻌﻘوب وأوﻻدﻩ ﻫر�وا ﻤن ﺸك�م ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎذا ﻋﺎدوا‬

‫ﻴرﻋون اﻟﻐﻨم ﻓﻴﻬﺎ ) ﺘك ‪ ( 14 : 37‬؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪ 0( 308‬كﻤﺎ �ﻘوﻝ اﻟدكﺘور‬ ‫أﺤﻤد ﺤﺠﺎزي اﻟﺴﻘﺎ " كﺎن ﻋﻤر دﻴﻨﺔ إﺒﻨﺔ ﻟﻴﺌﺔ وﻗت إﻏﺘﺼﺎب ﺸك�م ﻟﻬﺎ ﺴ�ﻌﺔ أﻋوام ﻷﻨﻬﺎ‬

‫ُوﻟدت �ﻌد اﻷوﻻد اﻟﺴﺘﺔ ) ﺘك ‪ ( 21 : 30‬وكﺎن ﻋﻤر ﺸﻤﻌون إﺜﻨﻰ ﻋﺸر ﻋﺎﻤﺎً ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ُوﻟد‬ ‫ﻗﺒﻞ دﻴﻨﺔ ﺒﺨﻤﺴﺔ أﻋوام ‪ ،‬وﻋﻤر ﻻوي أﺤد ﻋﺸر ﻋﺎﻤﺎً ﻷﻨﻪ ُوِﻟد �ﻌد ﺸﻤﻌون �ﻌﺎم‪ 0‬وﻻ ُ�ﻌﻘﻞ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺣﻜﺎﻳﺎ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﺹ ‪116‬‬

‫‪- 489 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪483‬‬


‫إﺸﺘﻬﺎء ﺸك�م ﻟدﻴﻨﺔ وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺎ�ﻌﺔ ‪ ،‬وﻻ ﻗﺘﻞ اﻟﺼﺒﻴﻴن ﺸﻤﻌون وﻻوي ﻷﻫﻞ ﺸك�م ﺠﻤ�ﻌﺎً‬ ‫وﺘدﻤﻴر اﻟﻤدﻴﻨﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F27‬‬

‫أﻤﺎ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ ﻓﻘد ﻨزﻝ �ﻌﻤر دﻴﻨﺔ وﻗت وﻗوع اﻟﺤدث إﻟﻰ أر�ﻌﺔ أﻋوام ‪ ،‬وﻋﻤر‬

‫ﺸﻤﻌون إﺤدى ﻋﺸر ﻋﺎﻤﺎً ‪ ،‬وﻋﻤر ﻻوي ﻋﺸرة أﻋوام ) اﻟﺘوراة كﺘﺎب ﻤﻘﱠدس أم ﺠﻤﻊ ﻤن‬ ‫اﻷﺴﺎطﻴر ص ‪0( 138 – 136‬‬

‫و�ﻘوﻝ ﷴ ﻗﺎﺴم ﷴ " وﻗﺼﺔ ﻗﺘﻞ كﻞ أﻫﻞ اﻟﻤدﻴﻨﺔ " ﺸك�م " ﻓﻴﻬﺎ ﻤ�ﺎﻟﻐﺔ واﻀﺤﺔ ‪،‬‬

‫ﻓﺎﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﻴﺘﻘﺒﻞ أن �ﺴﺘط�ﻊ ﺼﺒ�ﺎن أن �ﻘﺘﻼ كﻞ أﻫﻞ اﻟﻤدﻴﻨﺔ ‪ 0‬وﻤﻤﺎ ﻴﻨﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻤﺎ ورد‬ ‫�ﻌد ذﻟك ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻴوﺴﻒ ﻤن أن أﺒﻨ ـﺎء �ﻌﻘـوب كﺎﻨوا ﻴرﻋون اﻟﻐﻨم ﻓﻲ " ﺸك�م " ﻓكﻴﻒ ﻫر�وا‬

‫ﻤﻨﻬﺎ ﺨوﻓﺎً ﻤن اﻹﻨﺘﻘﺎم ‪ ،‬وﻓﻲ ﻨﻔس اﻟوﻗت كﺎﻨوا ﻴرﻋون اﻟﻐﻨم ﻓﻴﻬﺎ ؟ ٕواذا كﺎن ﺨوف ﷲ ﻗد‬ ‫وﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤدن اﻟﻤﺠﺎورة ﻓﻠﻤﺎذا ﺨﺎف �ﻌﻘوب وﻫرب ﻤﻨﻬﺎ ؟ " )‪0(2‬‬ ‫‪F28‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘد ﺨدع أﺒﻨﺎء �ﻌﻘوب أﻫﻞ ﺸك�م ‪ ،‬ﻓدﻋوﻫم ﻟﻺﺨﺘﺘﺎن ﻟﻛ�ﻤﺎ �ﺼﺎﻫروﻫم " ﻓﺄﺠﺎب ﺒﻨو‬ ‫�ﻌﻘوب ﺸك�م وﺤﻤور �ﻤكر وﺘﻛﻠﻤوا ‪ 00‬إن ﺼرﺘم ﻤﺜﻠﻨﺎ ﺒﺨﺘﻨكم كﻞ ذكر ‪ 0‬ﻨﻌط�كم ﺒﻨﺎﺘﻨﺎ‬

‫وﻨﺄﺨذ ﻟﻨﺎ ﺒﻨﺎﺘﻛم وﻨﺴكن ﻤﻌكم وﻨﺼﻴر ﺸﻌ�ﺎً واﺤداً ‪ ) " 00‬ﺘك ‪ ( 17 – 13 : 34‬وﻗد‬ ‫واﻓﻘﻬم أﻫﻞ ﺸك�م اﻟرأي طﻤﻌﺎً ﻓﻲ ﻤواﺸﻴﻬم ‪ ،‬ﻓﺈﺨﺘﺘن ﺠﻤ�ﻊ اﻟذكور ‪ ،‬ودﺨﻞ ﺸﻤﻌون وﻻوي‬

‫اﻟﻤدﻴﻨﺔ اﻵﻤﻨﺔ ‪ ،‬وﻟم �كن ظﻬورﻫﻤﺎ ﻏر��ﺎً ﻓﻲ اﻟﻤدﻴﻨﺔ ‪ ،‬ودﺨﻼ ﺒﻴوت اﻟﻤدﻴﻨﺔ ﺒﻴﺘﺎً ﺒﻴﺘﺎً وﻗﺘﻼ كﻞ‬

‫ذكر ﻓﻲ اﻟﻤدﻴﻨﺔ ‪ ،‬وﻟم �كن ﺴكﺎن اﻟﻤدﻴﻨﺔ �ﺎﻟﻌدد اﻟﻀﺨم اﻟذي ﻨﻌﻬدﻩ اﻟﻴوم ‪ ،‬ﺜم أﺘﻰ ﺒﻨو‬

‫�ﻌﻘوب وﻨﻬﺒوا اﻟﻤدﻴﻨﺔ وﺴﺒوا كﻞ اﻷطﻔﺎﻝ واﻟﻨﺴﺎء وكﻞ ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴوت ) ﺘك ‪29 – 27 : 34‬‬ ‫(‪0‬‬ ‫‪ -2‬ﺘرك �ﻌﻘوب اﻟﻤكﺎن ٕواﺘﺠﻪ إﻟﻰ ﻟوز ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺘوﺠ�ﻪ إﻟﻬﻲ وﻟ�س ﻫر�ﺎً ﻤن اﻟﻤكﺎن "‬ ‫ﺜم ﻗﺎﻝ ﷲ ﻟ�ﻌﻘوب ﻗم إﺼﻌد إﻟﻰ ﺒﻴت إﻴﻞ وأﻗم ﻫﻨﺎك ٕواﺼﻨﻊ ﻫﻨﺎك ﻤذ�ﺤﺎً ﻟ " ) ﺘك ‪: 35‬‬ ‫‪ ( 1‬وكﺎن �ﻌﻘوب ﻴﺨﺸﻰ ﻫﺠوم اﻟﻘ�ﺎﺌـﻞ اﻷﺨرى ﻋﻠ�ﻪ ‪� ،‬ﺴﺒب ﻤﺎ ﺼﻨﻌﻪ إﺒﻨﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻤدﻴﻨﺔ ‪،‬‬

‫وﻟﻛن اﻟﻛﺘﺎب �ﻘوﻝ " ﺜم رﺤﻠوا وكﺎن ﺨوف ﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤدن اﻟﺘﻲ ﺤوﻟﻬم ‪ 0‬ﻓﻠم �ﺴﻌوا وراء‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪133 ، 132‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪83‬‬

‫‪- 490 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪484‬‬


‫ﺒﻨﻲ �ﻌﻘوب " ) ﺘك ‪0 ( 5 : 35‬‬ ‫‪ -3‬ﻋﻨدﻤﺎ ﻋﺎد ﺒﻨو �ﻌﻘوب ﻟﻴرﻋوا أﻏﻨﺎﻤﻬم ﻓﻲ ﺸك�م ﻟم ﻴﺨﺸوا ﺸﻴﺌﺎً ﻷﻨﻬم كﺎﻨوا ﻗد ﻗﺘﻠوا‬ ‫كﻞ رﺠﺎﻝ ﻤدﻴﻨﺔ ﺸك�م وﺴﺒوا اﻟﻨﺴﺎء واﻷطﻔﺎﻝ ‪ 00‬ﻓﻤﻤن ﻴﺨﺸون ؟!‬ ‫‪ -4‬ﺴﺠﻞ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن وﻻدة دﻴﻨﺔ ﻗﺒﻞ وﻻدة ﻴوﺴﻒ �ﻌدة ﺴﻨوات ﻓﻘﺎﻝ ﻋن ﻟﻴﺌﺔ " ﺜم‬

‫وﻟدت إﺒﻨﺔ ودﻋت إﺴﻤﻬﺎ دﻴﻨﺔ ‪ 0‬وذكر ﷲ راﺤﻴﻞ ‪ 00‬ﻓﺤﺒﻠت ووﻟدت إﺒﻨﺎً ‪ 00‬ودﻋت إﺴﻤﻪ‬

‫ﻴوﺴﻴ " ) ﺘك ‪ ( 24 – 21 : 30‬وظﻞ �ﻌﻘوب ﻴﺨدم ﻻ�ﺎن �ﻌد وﻻدة ﻴوﺴﻒ ﺴت ﺴﻨوات ‪،‬‬

‫ﺜم ﻗطﻊ �ﻌﻘوب رﺤﻠﺘﻪ ﻤن ﺤﺎران وأﻗﺎم ﻓﻲ ﺴكوت " و�ﻨﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺒﻴﺘﺎً وﺼﻨﻊ ﻟﻤواﺸ�ﻪ ﻤظﻼت‬

‫" ) ﺘك ‪ ( 17 : 33‬ﺜم أﺘﻰ إﻟﻰ ﺸك�م " ٕواﺒﺘﺎع ﻗطﻌﺔ اﻟﺤﻘﻞ اﻟﺘﻲ ﻨﺼب ﻓﻴﻬﺎ ﺨ�ﻤﺘﻪ " ) ﺘك‬

‫‪ ، ( 19 : 33‬ﻓﻌﻤر دﻴﻨﺔ وﻗت وﻗوع اﻟﺤﺎدث ﻟم �كن �ﺤﺎﻝ ﻤن اﻷﺤواﻝ أر�ﻊ ﺴﻨوات ‪ ،‬إﻨﻤﺎ‬ ‫كﺎن ﻨﺤو ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸر ﻋﺎﻤﺎً ‪ ،‬وكﺎن ﻋﻤر كﻞ ﻤن ﺸﻤﻌون وﻻوي ﻴﺘﻌدى اﻟﻌﺸر�ن ﻋﺎﻤﺎً‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻋﻨدﻤﺎ �كون اﻟرﺠﺎﻝ ﻤرﻀﻰ ﻻ �ﻘدرون ﻋﻠﻰ‬

‫وﺴﺒﻴت اﻟﻨﺴﺎء‬ ‫اﻟﺤرب ‪ ،‬ﺒﻞ ﺘﻛون ﺤركﺘﻬم ﺜﻘﻴﻠﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ ﺘﻠك اﻟﺠر�ﻤﺔ اﻟ�ﺸﻌﺔ ُﻗﺘﻞ اﻟرﺠﺎﻝ ُ‬ ‫ﺘﺒق ﻟﺸك�م �ﻘ�ﺔ ‪ ،‬ﻟﻛن �ﻌﻘوب ﺨﺎف ﻤن �ﻘ�ﺔ ﺸﻌوب اﻷرض ‪،‬‬ ‫واﻷطﻔﺎﻝ وأُﺨذت اﻟﻐﻨﺎﺌم ‪ ،‬ﻓﻠم َ‬ ‫وﻓﻲ ﻨﻔس اﻟوﻗت ﻫذﻩ اﻟﺸﻌوب ﺨﺎﻓت ﻤﻨﻪ ‪ ،‬ور�ﻤﺎ أُﻋﺘﺒرت أرض ﺸك�م ﻤﻠﻛﺎً ﻟ�ﻌﻘوب ‪ ،‬وﻟﻬذا‬ ‫كﺎن ﻤن اﻟﻤﻤكن أن ﻴرﻋﻰ أﺒﻨﺎﺌﻪ ﻓﻲ ﺸك�م ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -6‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " اﻟﺴؤاﻝ ﻴذكر أن �ﻌﻘوب ﺨﺎف‬

‫وﻫرب إﻟﻰ ﻟوز ‪ ،‬وﻫذا ﻏﻴر ﺼﺤ�ﺢ ‪ ،‬ﻓﻼ ﻴوﺠد أي دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ذﻫب إﻟﻰ ﻟوز ﻫﺎر�ﺎً ‪ ،‬وﻻ‬

‫كﺎن ﻫذا �ﺴﺒب ﺨوﻓﻪ ‪ 0‬ﻟﻛن ﷲ ﻫو اﻟذي ﻗﺎﻝ ﻟ�ﻌﻘوب " إﺼﻌد إﻟﻰ ﺒﻴت إﻴﻞ " ) ﺘك ‪1 : 35‬‬

‫( وكﺎن ﻟ�ﻌﻘوب ﻗطﻌﺔ أرض ﻓﻲ ﺸك�م ﻗد إﺸﺘراﻫﺎ ﻤن ﺤﻤور أﺒﻲ ﺸك�م ‪ ،‬وكﺎن ﺒﻬﺎ ﻤذ�ﺤﺎً )‬ ‫ﺘك ‪ ( 20 ، 19 : 33‬وﻗد ﺘرك �ﻌﻘوب أوﻻدﻩ ﻴرﻋون ﻓﻲ ﺸك�م ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬم ﻋﻨدﻤﺎ ﺘﺄﺨروا ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻌودة أرﺴﻞ �ﻌﻘوب إﻟﻴﻬم أﺨﻴﻬم ﻴوﺴﻒ ﻟ�ﻔﺘﻘـد ﺴﻼﻤﻬم ) ﺘك ‪ ( 14 – 12 : 37‬وﻓﻲ أرض‬

‫�ﻌﻘوب �ﺸك�م دﻓن ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ ﻋظﺎم ﻴوﺴﻒ ) �ش ‪ ] " ( 32 : 24‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر‬

‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ ﺘ�ﻤوﺜﺎوس اﻟﺴر�ﺎﻨﻲ " ﻟم ﻴذكر اﻟﻛﺘﺎب أن �ﻌﻘوب ﺨﺎف وﻫرب إﻟﻰ ﻟوز‬ ‫‪- 491 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪485‬‬


‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ‪ :‬ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ‬ ‫) ﺗﻚ ‪( ( 50 – 39 ، 37‬‬ ‫س‪ : 532‬ﻫﻞ كﺎن ﻴوﺴﻴ ﻤﺘﻛﺒ اًر ﻤﺘﻌﺎﻟ�ﺎً ‪ ،‬كﺜﻴر اﻟﻤد�ﺢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻨﻤﺎﻤﺎً ‪ ،‬ﻤﺤﺘﻘ ًار‬

‫ﻹﺨوﺘﻪ ‪ ) 00‬ﺘك ‪ ( 4 – 2 : 37‬؟‬

‫�ﻘوﻝ ز�ﻨون كوﺴﻴدوﻓﻛﺴﻲ " ﻟﻘد أﻫداﻩ �ﻌﻘوب ﺜ�ﺎ�ﺎً ﻤزركﺸﺔ ذات أﻟوان ﺠﻤﻴﻠﺔ وﻟم‬

‫ﻴرﻫﻘﻪ أﺒداً �ﺎﻷﻋ�ﺎء اﻟﻤﻨزﻟ�ﺔ ‪ ،‬أﻤﺎ أوﻻد ﺒﻠﻬﺔ وزﻟﻔﺔ ﻓﻘد كﻠﻔﻬم �ﻌﻘوب ﺒرﻋﻲ اﻟﻘط�ﻊ وكﺎﻨوا‬ ‫�ﻘﻀون أ�ﺎﻤﺎً طواﻻً ﻓﻲ اﻟﻤراﻋﻲ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ كﺎن ﻴوﺴﻒ ﻴﺘﺒﺨﺘر ﻓﻲ اﻟﺒﻴت ﺒﺜ�ﺎ�ﻪ اﻟﻔﺨﻤﺔ و�ﺸﻌرﻩ‬

‫اﻟﻤﺼﻔﻒ اﻟذي �ظﻬرﻩ وكﺄﻨﻪ ﻓﺘﻰ اﻟﺒﻴت اﻟﻤدﻟﻞ ‪ 0‬وﻟذﻟك كﺎن ﻴوﺴﻒ ﻤﺘﻛﺒ اًر ﻤﺘﻌﺎﻟ�ﺎً كﺜﻴر‬ ‫اﻟﻤد�ﺢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬و�ﺤﺎوﻝ أن ُ�ظ ِﻬر ﻨﻔﺴﻪ أذكﻰ ﻤن إﺨوﺘﻪ ﻓﻲ كﻞ ﺸﺊ ‪ ،‬واﻷﺴوأ ﻤن ذﻟك أﻨﻪ‬ ‫كﺎن ﻴراﻗﺒﻬم و�ﺸﻲ ﺒﻬم إﻟﻰ أﺒ�ﻪ ‪ 00‬وﻟذﻟك ﺤﻘدوا ﻤن اﻷﻋﻤﺎق ﻋﻠﻰ أﺨﻴﻬم اﻟﻨ ﱠﻤﺎم اﻟﻤﺘ�ﺎﻫﻲ‬ ‫اﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻲ اﻟذي أﻓﺴد ﻋﻠﻴﻬم ﺤ�ﺎﺘﻬم ‪ 0‬ﻟﻛن ﻴوﺴﻒ اﻟﻐﺎرق ﻓﻲ اﻟﺘ�ﺎﻫﻲ ﺒﻨﻔﺴﻪ إﻟﻰ أ�ﻌد اﻟﺤدود‬

‫ﻟم �كﺘرث ﻟﺤﻨق إﺨوﺘﻪ اﻟﻤﺘﻨﺎﻫﻲ ﻀدﻩ ‪ 0‬وﻟم �كن �ﻤﻀﻲ ﻴوم دون أن ﻴزﻋﺠﻬم �ﻤوﻗﻒ ﻤن‬ ‫ﻤواﻗﻔﻪ ‪ 0‬وأﻛﺜر ﻤﺎ كﺎن ﻴزﻋﺞ إﺨوﺘﻪ ﻓ�ﻪ ﻫو ﺤدﻴﺜﻪ ﻋن اﻷﺤﻼم اﻟﺘﻲ ﻴراﻫﺎ واﻟﺘﻲ كﺎن ﻓﻴﻬﺎ‬

‫إﺨوﺘﻪ ﻴﻠﻌﺒون أدوا اًر ﺤﻘﻴرة ذﻟﻴﻠﺔ �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟدورﻩ " )‪0(1‬‬ ‫‪F39‬‬

‫ﺘﺼور ﻤن وﺤﻲ اﻟﺨ�ﺎﻝ ‪،‬‬ ‫ﺘﺼور ز�ﻨون كوﺴﻴدوﻓﺴكﻲ ﻋن ﺸﺨﺼ�ﺔ ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬ﻫو‬ ‫ج ‪:‬‬ ‫ﱡ‬ ‫ﱡ‬

‫ﺤﻴث ﻻ ﻴﺠد ﻟﻪ ﺴﻨداً كﺘﺎﺒ�ﺎً وﻻ ﺘﺎر�ﺨ�ﺎً ‪ ،‬وﻤﺎ أﻛﺜر اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا ‪ ،‬وﻟﻛن ﻟﻀﻴق اﻟﻤﺠﺎﻝ‬

‫ﻨكﺘﻔﻲ �ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻗﺎﻝ كوﺴﻴدوﻓﺴكﻲ أن �ﻌﻘوب أرﻫق أﺒﻨﺎء اﻟﺠﺎر�ﺘﻴن ﺒﻠﻬﺔ وزﻟﻔﺔ �ﺎﻟﻌﻤﻞ �ﺎﻟرﻋﻲ ‪،‬‬

‫واﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن ﺠﻤ�ﻊ أﺒﻨﺎء �ﻌﻘوب كﺎﻨوا ﻴرﻋون ﻗطﻌﺎﻨﻬم ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻴوﺴﻒ " إذ كﺎن إﺒن ﺴ�ﻊ‬

‫ﻋﺸرة ﺴﻨﺔ كﺎن ﻴرﻋﻰ ﻤﻊ إﺨوﺘﻪ " ) ﺘك ‪ ( 2 : 37‬وﻋﻨدﻤﺎ ذﻫب أﺒﻨﺎء �ﻌﻘوب إﻟﻰ ﺸك�م‬ ‫ﻟﻴرﻋوا ﻗطﻌﺎﻨﻬم كﺎﻨوا ﻤﻌﺎً اﻷﺤد ﻋﺸر إﺒﻨﺎً ‪ ،‬وﻟم �كن ﻤﻊ �ﻌﻘوب ﻏﻴر ﻴوﺴﻒ واﻟذي أرﺴﻠﻪ‬ ‫إﻟﻴﻬم ﻤﻨﻔرداً ﻟ�ﻔﺘﻘد ﺴﻼﻤﺘﻬم‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻗﺎﻝ كوﺴﻴدوﻓﺴكﻲ أن ﻴوﺴﻒ كﺎن ﻤﺘﻛﺒ اًر ﻤﺘﻌﺎﻟ�ﺎً كﺜﻴر اﻟﻤد�ﺢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻴﺘﺒﺨﺘر ﻓﻲ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﷴ ﻣﺨﻠﻮﻑ – ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪72‬‬

‫‪- 509 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪503‬‬


‫اﻟﺒﻴت ﺒﺜ�ﺎ�ﻪ اﻟﻔﺨﻤﺔ وﺸﻌرﻩ اﻟﻤﺼﻔﻒ ‪ 00‬إﻟﺦ ‪ 00‬ﻓﻬﻞ رآﻩ كوﺴﻴدوﻓﺴكﻲ ﺒﻬذﻩ اﻟﺼورة ؟! ‪00‬‬

‫ﻫﻞ ﻗ أر ﻋﻨﻪ ﻓﻲ أي ﺴﺠﻞ ٕواذ ﻫو ﺒﻬذﻩ اﻷوﺼﺎف ؟!! ‪ 00‬ﻟﻘد كﺎن ﻴوﺴﻒ ﻴﺘ�م اﻷم ‪ ،‬إﻨﺴﺎﻨﺎً‬ ‫ﻤﺘواﻀﻌﺎً ﻤﺤ�ﺎً ﻤط�ﻌﺎً أﻤﻴﻨﺎً ﻋﻔ�ﻔﺎً ‪ 00‬ﻋﻨدﻤﺎ طﻠب ﻤﻨﻪ أﺒوﻩ أن �ﻔﺘﻘد ﺴﻼﻤﺔ إﺨوﺘﻪ ظﻬرت‬

‫طﺎﻋﺘﻪ ﻷﺒ�ﻪ وﻤﺤﺒﺘﻪ ﻹﺨوﺘﻪ وأﻤﺎﻨﺘﻪ ﻓﻲ اﻟ�ﺤث ﻋﻨﻬم ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻟو ﻀﻞ اﻟطر�ق �ﻤﻔردﻩ " ﻓﻘﺎﻝ‬

‫ﺘﻌﺎﻝ ﻓﺄرﺴﻠك إﻟﻴﻬم ‪ 0‬ﻓﻘﺎﻝ ﻫﺂﻨذا ‪00‬‬ ‫إﺴراﺌﻴﻞ ﻟﻴوﺴﻴ أﻟ�س إﺨوﺘك ﻴرﻋون ﻋﻨد ﺸك�م ‪َ 0‬‬ ‫ﻓوﺠدﻩ رﺠﻞ ٕواذ ﻫو ﻀﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻞ ‪ 0‬ﻓﺴﺄﻟﻪ اﻟرﺠﻞ ﻗﺎﺌﻼً ﻤﺎذا ﺘطﻠب ‪ 0‬ﻓﻘﺎﻝ أﻨﺎ طﺎﻟب‬ ‫إﺨوﺘﻲ ‪ 0‬أﺨﺒرﻨﻲ أﻴن ﻴرﻋون‪ 0‬ﻓﻘﺎﻝ اﻟرﺠﻞ ﻗد إرﺘﺤﻠوا ﻤن ﻫﻨﺎ ‪ 0‬ﻷﻨﻲ ﺴﻤﻌﺘﻬم �ﻘوﻟون‬ ‫ﻟﻨذﻫب إﻟﻰ دوﺜﺎن‪ 0‬ﻓذﻫـب ﻴوﺴـﻴ وراء إﺨوﺘﻪ ﻓوﺠدﻫم ﻓﻲ دوﺜﺎن " ) ﺘك ‪17 – 13 : 37‬‬

‫(‪0‬‬ ‫‪ -3‬ﻗﺎﻝ كوﺴﻴدوﻓﺴكﻲ أن ﻴوﺴﻒ كﺎن ﻴراﻗب إﺨوﺘﻪ ﻟ�ﺸﺊ ﺒﻬم ﻋﻨد أﺒﻴﻬم ‪ ،‬واﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن‬

‫ﻴوﺴﻒ ﻟم ﻴراﻗﺒﻬم وﻟم ﻴﺘﺼﻨت ﻋﻠﻴﻬم ‪ ،‬ﺒﻞ أن إﺨوﺘﻪ أﺒﻨﺎء ﺒﻠﻬﺔ وزﻟﻔﺔ ﺘﻛﻠﻤوا ﻓﻲ اﻟﻌﻠن �طر�ﻘﺔ‬ ‫ﻏﻴر ﻻﺌﻘﺔ ﻋن أﺒﻴﻬم �ﻌﻘوب ‪ ،‬ﻓﺈﺴﺘﺎء ﻤن كﻼﻤﻬم وﺸكﺎﻫم ﻷﺒ�ﻪ‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻗﺎﻝ كوﺴﻴدوﻓﺴكﻲ أن ﻴوﺴﻒ كﺎن ُ�ظ ِﻬر ﻨﻔﺴﻪ أﻨﻪ أذكﻰ ﻤن إﺨوﺘﻪ ‪ ،‬وﻟم �ﻤﻀﻲ‬ ‫ﻴوﻤﺎً واﺤداً دون أن ﻴزﻋﺠﻬم �ﻤوﻗﻒ ﻤن ﻤواﻗﻔﻪ وﻻﺴ�ﻤﺎ أﺤﻼﻤﻪ ‪ ،‬واﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن ﻴوﺴﻒ كﺎن‬

‫إﻨﺴﺎﻨﺎً ﻤﺴﺎﻟﻤﺎً طﻴب اﻟﻘﻠب ‪ ،‬اﻟذي ﻋﻠﻰ ﻗﻠ�ﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻨﻪ ‪ ،‬وﻤن �ﺴﺎطﺘﻪ ذكر اﻟﺤﻠﻤﻴن اﻟﻠذﻴن‬ ‫رآﻫﻤﺎ ﻷﺒ�ﻪ ٕواﺨوﺘﻪ ‪ ،‬دون أن �ﻘﺼد ﻗط أن ﻴؤذي ﻤﺸﺎﻋر أﺤد ﻤﻨﻬم ‪ ،‬وﻟو كﺎن �ﻘﺼد أن‬

‫�ﺴﺊ ﻹﺨوﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﻗﺼد أ�ﻀﺎً أن �ﺴﺊ ﻷﺒ�ﻪ اﻟذي �ﺤ�ﻪ ؟! ﻓﻤﺎ ذكرﻩ ﻴوﺴﻒ ﻴﺨص إﺨوﺘﻪ‬ ‫وأﺒ�ﻪ وأﻤﻪ أ�ﻀﺎً ‪ ،‬وﻗص ﻴوﺴﻒ اﻟﺤﻠم �ﺎﻟﻛﺎﻤﻞ ﻟم �ﺤذف ﻤﻨﻪ ﺸﻴﺌﺎً ﺘﺤﺴ�ﺎً ﻟﻤﺸﺎﻋر أﺒ�ﻪ ‪ 0‬وﻻ‬

‫ﻴوﺠد ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب ﻤﺎ �ﺸﻴر إﻟﻰ أن ﻴوﺴﻒ كﺎن ﻤﺼدر ﻨﻘد ﻹﺨوﺘﻪ كﻞ ﻴوم‪0‬‬

‫ﺘﺼورﻫﺎ كوﺴﻴدوﻓﺴكﻲ ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ ﺼﺎر‬ ‫‪ -5‬ﻟو كﺎن ﻴوﺴﻒ ﺒﻬذﻩ اﻟﺼﻔﺎت اﻟذﻤ�ﻤﺔ اﻟﺘﻲ‬ ‫ﱠ‬

‫ﻤﺤﺒو�ﺎً ﺠداً ﻓﻲ ﺒﻴت ﻓوط�ﻔﺎر ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺴﺠن ‪ ،‬وﻓﻲ ﻗﺼر ﻓرﻋون ؟!‬

‫‪ -6‬ﻟو كﺎن ﻴوﺴﻒ ﺒﻬذﻩ اﻟﺼورة ﻤن اﻟﻛﺒر�ﺎء واﻷﻨﺎﻨ�ﺔ واﻟﺤﻘد اﻟدﻓﻴن ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ ﻴﻨﺠﺢ ﻓﻲ‬

‫كﻞ ﻤﺎ �ﻌﻤﻠﻪ " ﻷن اﻟرب كﺎن ﻤﻌﻪ وﻤﻬﻤﺎ ﺼﻨﻊ كﺎن ﻴﻨﺠﺤﻪ " ) ﺘك ‪0( 23 : 39‬‬

‫‪ -7‬ﻟو كﺎن ﻴوﺴﻒ ﻤﺘﻛﺒ اًر ﻤﺤ�ﺎً ﻟذاﺘﻪ ﻤﺘﺒﺨﺘ اًر أﻨﺎﻨ�ﺎً ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ �ﻘﻒ ﻀـد ﺴطوة اﻟﺨط�ﺔ ‪،‬‬ ‫‪- 510 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪504‬‬


‫وكﻴﻒ ﺘﻛون ﻟﻪ ﻫذﻩ اﻟوﻗﻔﺔ اﻟﻘو�ﺔ اﻟﻌﻨﻴدة أﻤﺎم إﻤرأة ﺴﻴدﻩ ‪ ،‬و�رﻓض إرﺘﻛﺎب اﻟﺸر ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻟو‬ ‫كﺎن اﻟﺜﻤن ﺴﺠﻨﻪ أو ﻤوﺘﻪ ؟!‬

‫‪ -8‬ﻟو كﺎن ﻴوﺴﻒ �ﺤﻘد ﻋﻠﻰ إﺨوﺘﻪ �ﺸدة وﻻ ﻴ�ﺎﻟﻲ �ﻤﺸﺎﻋرﻫم ‪ ،‬أﻟم ﺘﻛن ﺘﺘوطد ﻫذﻩ‬

‫اﻟﻤﺸﺎﻋر ﻓﻲ ﻗﻠ�ﻪ ‪ ،‬وﻻﺴ�ﻤﺎ �ﻌد ﻤﺤﺎوﻟﺔ إﻏﺘ�ﺎﻟﻪ أو اﻟﺘﺨﻠص ﻤﻨـﻪ ؟ كﻴﻒ �ﺼﻔﺢ ﻋن إﺨوﺘﻪ ‪،‬‬

‫ﺒﻞ و�ﻌز�ﻬم و�طﻴب ﺨﺎطرﻫم و�ﺤﺘﻀﻨﻬم و��كﻲ أﻤﺎﻤﻬم " أﻨﺎ ﻴوﺴﻴ أﺨوكم اﻟذي �ﻌﺘﻤوﻩ إﻟﻰ‬

‫ﻤﺼر ‪ 0‬واﻵن ﻻ ﺘﺘﺄﺴﻔوا ﻷﻨكم �ﻌﺘﻤوﻨﻲ إﻟﻰ ﻫﻨﺎ ‪ 0‬ﻷﻨﻪ ﻹﺴﺘ�ﻘﺎء ﺤ�ﺎة أرﺴﻠﻨﻲ ﷲ ﻗداﻤكم‬

‫‪ 00‬ﻓﺎﻵن ﻟ�س أﻨﺘم أرﺴﻠﺘﻤوﻨﻲ إﻟـﻰ ﻫﻨﺎ ﺒﻞ ﷲ " ) ﺘك ‪ ( 8 – 4 : 45‬؟!!‬

‫‪ -9‬إﻨﻨﻲ ﻻ أﺘﻌﺠب ﻤن اﻟﻨﺎﻗد اﻟﻐر�ﻲ كوﺴﻴدوﻓﺴكﻲ �ﻘدر ﺘﻌﺠﺒﻲ ﻤن اﻟدكﺘور ﷴ‬

‫ﻤﺨﻠوف ﻤﺘرﺠم كﺘﺎب كوﺴﻴدوﻓﺴكﻲ ‪ ،‬اﻟذي ﻟم �كﻠﻒ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻨﺎء ﺘدو�ن ﻤﻼﺤظﺔ ﺼﻐﻴرة �ﻌﻠن‬

‫ﻓﻴﻬﺎ رﻓﻀﻪ ﻟﻬذﻩ ﻫذﻩ اﻷﻓكﺎر اﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺘواﻓق ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﻤﻊ ﻋﻘﻴدﺘﻪ‪0‬‬

‫س‪ : 533‬كﻴﻴ �ﻘوﻝ ﻴوﺴﻴ أن أﻤﻪ ﺴﺘﺴﺠد ﻟﻪ ) ﺘك ‪ ( 11 – 9 : 37‬ﻤﻊ أﻨﻬﺎ‬

‫كﺎﻨت ﻗد ﻤﺎﺘت ﻤن ﻗﺒﻞ ) ﺘك ‪ ( 19 – 16 : 35‬؟ وﻫﻞ أﻋطﻰ ﷲ ﺤﻠﻤﺎً ﺨﺎطﺌﺎً‬ ‫ﻟﻴوﺴﻴ ﺤﻴث �ﻌﻠم أﻨﻪ ﻗ�ض روح أﻤﻪ ﻤﻨذ ﺴ�ﻊ ﺴﻨوات ؟ ‪ 00‬ﻫﻞ ﺴﺘﻘوم أﻤﻪ ﻤن‬ ‫اﻟﻤوت ﻟﺘﺴﺠد ﻟﻪ ؟ ‪ 00‬وﻫﻞ ﻨﺴﻰ �ﻌﻘوب أن زوﺠﺘﻪ راﺤﻴﻞ ﻗد ﻓﺎرﻗت اﻟﺤ�ﺎة ﻤﻨذ ﺴ�ﻊ‬

‫ﺴﻨوات ‪ ،‬ﻋﻘب وﻻدة ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪0(311‬‬

‫و�ﻘوﻝ ﷴ ﻗﺎﺴم ﷴ " إﻤﺎ أن أﺤﻼم ﻴوﺴﻒ كﺎذ�ﺔ ٕواﻤﺎ أن أﻤﻪ راﺤﻴﻞ ﻟم ﺘﻤت وظﻠت‬ ‫ﺤ�ﺔ ﺤﺘﻰ ﺘﺴﺠد ﻟﻪ " كﻤﺎ �ﻘوﻝ أ�ﻀﺎً " إن ﺘﺄﻛﻴد اﻟﺘوراة ﻋﻠﻰ ﻤوت راﺤﻴﻞ رﻏم ﻋﻠم ﻴوﺴﻒ‬

‫ﺒذﻟك – أﻤر ﻴﺜﻴر اﻟﺸك ‪ ،‬ﻓط�ﻘﺎً ﻟﺤﻠم ﻴوﺴﻒ ﻴﺠب أن ﺘﺴﺠد ﻟﻪ أﻤﻪ ) راﺤﻴﻞ ( وأﺒوﻩ ٕواﺨوﺘﻪ ‪،‬‬ ‫ٕواﻻﱠ كﺎن ﺤﻠﻤﻪ كﺎذ�ﺎً وﻫذا ﻏﻴر ﺠﺎﺌز ‪ ،‬وروا�ﺔ اﻟﺘوراة ﺘﺜﻴر اﻹرﺘ�ﺎك أﻛﺜر ﻤﻤﺎ ﺘذكر ﻤن ﺤﻘﺎﺌق‬

‫" )‪0(1‬‬ ‫‪F40‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺤﻠم ﻴوﺴﻒ " ٕواذا اﻟﺸﻤس واﻟﻘﻤر وأﺤد ﻋﺸر كوك�ﺎً ﺴﺎﺠدة ﻟﻲ ‪ 0‬وﻗﺼﻪ ﻋﻠﻰ أﺒ�ﻪ‬ ‫وﻋﻠﻰ إﺨوﺘﻪ ‪ 0‬ﻓﺎﻨﺘﻬرﻩ أﺒوﻩ وﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻤﺎ ﻫذا اﻟﺤﻠم اﻟذي ﺤﻠﻤت ‪ 0‬ﻫﻞ ﻨﺄﺘﻲ أﻨﺎ وأﻤك وأﺨوﺘك‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪87‬‬

‫‪- 511 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪505‬‬


‫ﻟﻨﺴﺠد ﻟك إﻟﻰ اﻷرض " ) ﺘك ‪ 00 ( 10 ، 9 : 37‬ﻓكﻴﻒ �ﻘوﻝ �ﻌﻘوب ﻋن زوﺠﺘﻪ راﺤﻴﻞ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻤﺎﺘت أﻨﻬﺎ ﺴﺘﺴﺠد ﻟﻴوﺴﻒ ؟ ‪ 00‬إن أﺒﻴﻨﺎ �ﻌﻘوب ﻟم �ﻘﺼد راﺤﻴﻞ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻗﺼد " ﺒﻠﻬﺔ "‬ ‫ﺠﺎر�ﺔ راﺤﻴﻞ اﻷم اﻟﺒدﻴﻠﺔ ﻟﻴوﺴﻒ ‪ ،‬واﻟﺘﻲ إﻫﺘﻤت �ﻪ و�ﺄﺨ�ﻪ ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن �ﻌد ﻤوت أﻤﻬﻤﺎ راﺤﻴﻞ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻟﻤﺎذا �ﺤﺘﺞ اﻷﺴﺘﺎذ ﻋﻼء أﺒو �كر ﻋﻠﻰ ﺤﻠم ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬أﻻ �ﻌﻠم أن ذات اﻟﺤﻠم ُذكر‬ ‫ِ‬ ‫أﻴت أﺤد ﻋﺸر كوك�ﺎً واﻟﺸﻤس واﻟﻘﻤر رأﻴﺘﻬم ﻟﻲ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻘرآن " إذ ﻗﺎﻝ ﻴوﺴﻒ ﻷﺒ�ﻪ �ﺎ أﺒت إﻨﻲ ر ُ‬ ‫ﺴﺎﺠدﻴن ‪ 0‬ﻗﺎﻝ �ﺎ إﺒﻨﻲ ﻻ ﺘﻘﺼص رؤ�ﺎك ﻋﻠﻰ إﺨوﺘك ﻓ�كﻴدوا ﻟك كﻴداً أن اﻟﺸ�طﺎن ﻟﻺﻨﺴﺎن‬ ‫ﻋدو ﻤﺒﻴن ‪ 0‬وكذﻟك ﻴﺠﺘﺒ�ك ر�ك و�ﻌﻠﻤك ﻤن ﺘﺄو�ﻞ اﻷﺤﺎدﻴث و�ﺘم ﻨﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠ�ك وﻋﻠﻰ آﻝ‬

‫�ﻌﻘوب كﻤﺎ أﺘﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺒو�ك ﻤن ﻗﺒـﻞ إﺒراﻫ�م ٕواﺴﺤق إن ر� ـك ﻋﻠ�م ﺤك�م " ) ﻴوﺴﻒ ‪6 – 4‬‬ ‫( وواﻀﺢ ﻤﻤﺎ ورد �ﻌد ﻫذا ﻓﻲ ﻗﺼﺔ إﻟﻘﺎء إﺨوﺘﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺌر ‪ ،‬وﻋرض اﻟﻘﻤ�ص اﻟﻤﻠوث‬ ‫�ﺎﻟدم ﻋﻠﻰ أﺒ�ﻪ ٕوادﻋﺎﺌﻬم �ﺄن اﻟذﺌب أﻛﻠﻪ ‪ ،‬وﻟم ﻴرد أي ذكر ﻟﻸم ﻤﻤﺎ ﻴؤكد أن أﻤﻪ ﻗد ﻤﺎﺘت )‬

‫راﺠﻊ ﺴورة ﻴوﺴﻒ ‪ 00 ( 20 – 7‬ﻓﻬﻞ �ﻌﻠم اﻷﺴﺘﺎذ ﻋﻼء ﺒﻬذﻩ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ اﻟﻘرآﻨ�ﺔ أم ﻻ ؟ ‪00‬‬

‫أﺘرى أﻨﻪ �ﺴﺘﻐﻞ ﺴذاﺠﺔ اﻟذﻴن �طﺎﻟﻌون إﻨﺘﻘﺎداﺘﻪ و�ﺼدﻗوﻨﻪ و�ﻔرﺤون ﺒﻬﺠوﻤﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺘﺎب‬ ‫اﻟﻤﻘﱠدس وكﺄﻨﻪ أﺤد اﻟﻐزاة اﻟﻔﺎﺘﺤﻴن ؟!!‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ أﺤد اﻷ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎرﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " ﻟم �ﺄت ﷲ ﻓﻲ اﻟﺤﻠم �ﺎﺴم راﺤﻴﻞ أم‬

‫ﻓﺴر اﻟﺤﻠم ‪ ،‬كﺎن �ﻘﺼد �ﺎﻷم ﺒﻠﻬﺔ ﺠﺎر�ﺔ راﺤﻴﻞ ‪ ،‬واﻟﺘﻲ‬ ‫ﻴوﺴﻒ إطﻼﻗﺎً ‪ ،‬وأﺒوﻨﺎ �ﻌﻘوب ﻋﻨدﻤﺎ ﱠ‬

‫ﻗﺎﻤت ﺒﺘر��ﺔ ﻴوﺴﻒ �ﻌد ﻤوت أﻤﻪ ‪ ،‬وﻗد �ﻘﺼد أﺒوﻨﺎ �ﻌﻘوب أن اﻷﺴرة ككﻞ ﺴﺘﺴﺠد ﻟﻴوﺴﻒ "‬

‫] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 534‬ﻫﻞ ﻗﺼﺔ ﻴوﺴﻴ ﻫﻲ ﻨﺘﺎج ﻗﺼﺘﻴن أﺤدﻫﻤﺎ ﻴرﺠﻊ ﻟﻠﻤﺼدر اﻷﻟوﻫ�ﻤﻲ اﻟذي‬

‫أرﺠﻊ اﻟﻔﻀﻞ ﻟراو�ﻴن ﻓﻲ إﻨﻘﺎذ ﻴوﺴﻴ ) ﺘك ‪ ( 22 ، 21 : 37‬واﻷﺨرى ﻟﻠﻤﺼدر‬

‫اﻟﻴﻬوي اﻟذي أرﺠﻊ اﻟﻔﻀﻞ ﻟﻴﻬـوذا ﻹﻨﻘــﺎذ ﻴوﺴﻴ ) ﺘك ‪ ( 27 ، 26 : 37‬؟‬

‫�ﻘوﻝ اﻟﺨوري ﺒوﻟس اﻟﻔﻐﺎﻟﻲ " ﺤﻴن إﻨﻀﻤت كﻞ اﻟﻘ�ﺎﺌﻞ ﺘﺤت ﻟواء داود ‪ ،‬ﺼﺎرت‬

‫اﻷﺨ�ﺎر اﻟﻤﺤﻠ�ﺔ أﺨ�ﺎ اًر " وطﻨ�ﺔ " ﻨﺠد أن اﻟﻛﺎﺘب اﻟﻴﻬوي اﻟذي ﻫو إﺒن اﻟﺠﻨوب ‪ ،‬ﺴﻴﺒرز دور‬

‫إﺒن آﺨر ﻟ�ﻌﻘوب ﻫو ﻴﻬوذا ‪ ،‬ﻓﻴﻬوذا ﻫو اﻟذي ﻴﺨﻠص ﻴوﺴﻒ ) ﺘك ‪00 ( 27 ، 26 : 37‬‬ ‫‪- 512 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪506‬‬


‫وﻗﺒﻞ أن �ﻤوت �ﻌﻘوب ﺴ�ﺴﻠم اﻟﺼوﻟﺠﺎن وﻋﺼﺎ اﻟﺤكم إﻟﻰ ﻴﻬوذا ) ﺘك ‪ ( 10 : 49‬وﻫكذا‬

‫ﻗ أر اﻟﻛﺎﺘب اﻟﻴﻬوي اﻟﻤﺎﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻀوء اﻟﺤﺎﻀر " )‪0(1‬‬ ‫‪F41‬‬

‫ج ‪ :‬ﺴﺒق اﻹﺠﺎ�ﺔ ﻤ ار اًر وﺘﻛ ار اًر ﻋﻠﻰ ﻨظر�ﺔ اﻟﻤﺼﺎدر ) راﺠﻊ إﺠﺎ�ﺔ س ‪ ( 319‬واﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أن‬ ‫كﻞ ﻤن راو�ﻴن و�ﻬوذا ﺤﺎوﻝ أن ﻴﻨﻘذ ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬ﻓﻘﺎم راو�ﻴن �ﺎﻟﺨطوة اﻷوﻟﻰ وﻫﻲ إﻗﻨﺎع إﺨوﺘﻪ‬

‫ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﻋن ﻓكرة ﻗﺘﻞ ﻴوﺴﻒ واﻹﻛﺘﻔﺎء ﺒﺈﻟﻘﺎﺌﻪ ﻓﻲ ﺒﺌر ﺠﺎف " ﻓﺴﻤﻊ راو�ﻴن وأﻨﻘذﻩ ﻤن أﻴدﻴﻬم‬

‫‪ 0‬وﻗﺎﻝ ﻻ ﻨﻘﺘﻠﻪ ‪ 0‬وﻗﺎﻝ ﻟﻬم راو�ﻴن ﻻ ﺘﺴﻔكوا دﻤﺎً ‪ 0‬إطرﺤوﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺒﺌر اﻟﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺒر�ﺔ‬

‫وﻻ ﺘﻤدوا إﻟ�ﻪ ﻴداً " ) ﺘك ‪ ( 21 : 37‬ﻓﺈﻨﺼﺎﻋوا ﻟرأ�ﻪ ‪ ،‬وﻻﺴ�ﻤﺎ أﻨﻪ أﺨﻴﻬم اﻷﻛﺒر ‪ ،‬ﻓﺄﻟﻘوا‬

‫ﺒﻴوﺴﻒ ﻓﻲ اﻟﺒﺌر ‪ 0‬ﺜم ﺘﺤرك ﻗﻠب ﻴﻬوذا ﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻴوﺴﻒ ﻓﻘﺎﻝ ﻹﺨوﺘﻪ " ﺘﻌﺎﻟوا ﻓﻨﺒ�ﻌﻪ‬

‫ﻟﻸﺴﻤﻌﻴﻠﻴﻴن وﻻ ﺘﻛن أﻴدﻴﻨﺎ ﻋﻠ�ﻪ ﻷﻨﻪ أﺨوﻨﺎ وﻟﺤﻤﻨﺎ ﻓﺴﻤﻊ ﻟﻪ إﺨوﺘﻪ " ) ﺘك ‪( 27 : 37‬‬ ‫وﻟم �كن راو�ﻴن ﻫﻨﺎك وﻗت ﺒ�ﻊ ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬ﻓكﻞ ﻤن راو�ﻴن و�ﻬوذا ﻗﺎم ﺒﺨطوة ﻓﻲ ﺘﺘﻤ�م‬

‫اﻟﻤﻘﺎﺼد اﻹﻟﻬ�ﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬وكﺎن راو�ﻴن �طﻤﻊ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ أن �ﻌود و�ﺨرﺠﻪ ﻤن اﻟﺒﺌر‬

‫و�ﻌﻴدﻩ إﻟﻰ أﺒ�ﻪ ‪ ،‬ﻓﻌﻨدﻤﺎ " رﺠﻊ راو�ﻴن إﻟﻰ اﻟﺒﺌر ٕواذ ﻴوﺴﻴ ﻟ�س ﻓﻲ اﻟﺒﺌر ‪ 0‬ﻓﻤزق ﺜ�ﺎ�ﻪ‬ ‫‪ 0‬ﺜم رﺠﻊ إﻟﻰ أﺨوﺘﻪ وﻗﺎﻝ اﻟوﻟد ﻟ�س ﻤوﺠوداً ‪ 0‬وأﻨﺎ إﻟﻰ أﻴن أذﻫب " ) ﺘك ‪، 29 : 37‬‬

‫‪ ( 30‬ﺤﻘﺎً كﺎن راو�ﻴن ﻴر�د أن ﻴرﺠﻊ ﻴوﺴﻒ إﻟﻰ أﺒ�ﻪ ‪ ،‬أﻤﺎ ﷲ ﻓﻘد كﺎن ﻟﻪ رأ�ﺎً آﺨر ‪ ،‬وﻫو‬ ‫ذﻫﺎب ﻴوﺴﻒ إﻟﻰ ﻤﺼر ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ ﺘم‪0‬‬

‫س‪ : 535‬ﻤن إﺸﺘرى ﻴوﺴﻴ ‪ ،‬اﻟﻤد�ﺎﻨﻴــون ) ﺘك ‪ ( 26 : 37‬أم اﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴون ) ﺘك‬

‫‪ ( 28 : 37‬؟ وﻫﻞ ﺘﻤت اﻟﺼﻔﻘﺔ ﺨﺎرج ﻤﺼر ) ﺘك ‪ ( 28 : 37‬أم داﺨﻞ ﻤﺼر ) ﺘك‬

‫‪ ( 1 : 39‬؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪0( 314‬‬

‫ج ‪ -1 :‬كﻞ ﻤن اﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻴن واﻟﻤد�ﺎﻨﻴﻴن ﻤن ﻨﺴﻞ إﺒراﻫ�م ‪ ،‬وكﺎﻨوا �ﻌ�ﺸون ﻓﻲ ﺒﻴﺌﺔ واﺤدة ‪،‬‬ ‫ﻓﺄﻏﻠب اﻟظن أن اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ كﺎﻨت ﻤﻤﻠوكﺔ ﻟﻺﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻴن ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ كﺎن ﻤﻌظم اﻟﻌﺎﻤﻠﻴن ﻓﻴﻬﺎ ﻤن‬

‫اﻟﻤد�ﺎﻨﻴﻴن‪0‬‬

‫‪ -2‬ﺘﻤت ﺼﻔﻘﺘﺎن �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ ﻟﺒ�ﻊ ﻴوﺴﻒ ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻊ ﺍﻵﺑﺎء ﻭﺍﻷﺑﻨﺎء ﺹ ‪124 - 121‬‬ ‫ﱠ‬

‫‪- 513 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪507‬‬


‫اﻷوﻟﻰ ‪ :‬ﺒﻴن أﺨوة ﻴوﺴﻒ واﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻴن ‪ ،‬ﺤﻴث ﺒ�ﻊ ﻴوﺴﻒ �ﻌﺸر�ن ﻤن اﻟﻔﻀﺔ ‪ ،‬وﻗد‬

‫ﺘﻤت ﺨﺎرج ﻤﺼر‪0‬‬

‫اﻟﺜﺎﻨ�ﺔ ‪ :‬ﺒﻴن اﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻴن وﻓوط�ﻔﺎر ‪ ،‬وﻫذﻩ ﺘﻤت ﻓﻲ ﻤﺼر‪0‬‬ ‫‪� -3‬ﻘوﻝ ﻨ�ﺎﻓﺔ اﻟﻤﺘﻨ�ﺢ اﻷﻨ�ﺎ ﻏر�ﻐور�وس أﺴﻘﻒ اﻟ�ﺤث اﻟﻌﻠﻤﻲ " ﻟ�س اﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴون‬

‫واﻟﻤد�ﺎﻨﻴون ﺸﻌ�ﺎً واﺤداً ‪ 0‬ﻓﺈن اﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻴن ﻫم ﻤن ﻨﺴﻞ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ ﺒن إﺒراﻫ�م ﻤن ﺠﺎر�ﺘﻪ‬

‫ﻫﺎﺠر اﻟﻤﺼر�ﺔ ) ﺘك ‪ ( 12 : 25‬وكﺎن ﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻞ إﺜﻨﺎ ﻋﺸر وﻟـداً ﺼﺎروا رؤﺴﺎء ﻗ�ﺎﺌﻞ ) ﺘك‬ ‫‪ ( 16 : 25 ، 20 : 17‬أﻤﺎ اﻟﻤد�ﺎﻨﻴون ﻓﻬم ﻤن ﻨﺴﻞ ﻤد�ﺎن ﺒن إﺒراﻫ�م ﻤن زوﺠﺘﻪ ﻗطورة )‬ ‫ﺘك ‪0( 4 ، 2 : 25‬‬

‫وﻗد كﺎﻨت ﻗ�ﺎﺌﻞ اﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻴن ﺘﺴكن اﻟﺠزء اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻤن ﺸ�ﻪ ﺠز�رة اﻟﻌرب ﻋﻠﻰ ﺤدود‬

‫ﻓﻠﺴطﻴن وأرض ﻤﺎ ﺒﻴن اﻟﻨﻬر�ن ‪ ،‬وﻗد ُﻋرﻓوا أﻨﻬم ﺘﺠﺎر ُرﱠﺤﻞ ﻴﻨﺘﻘﻠون ﻤن ﻤكﺎن إﻟﻰ آﺨر ‪0‬‬ ‫أﻤﺎ اﻟﻤد�ﺎﻨﻴون ﻓكﺎﻨت أرﻀﻬم ﺘﻤﺘد ﻤن ﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﻘ�ﺔ إﻟﻰ ﻤوآب وطور ﺴﻴﻨﺎء ‪ ،‬وكﺎﻨوا ﻴﺘﺎﺠرون‬ ‫ﻤﻊ ﻓﻠﺴطﻴن وﻟﺒﻨﺎن وﻤﺼر ‪ ،‬وﻗد ﺴكن ﻤوﺴﻰ ﺒﻴﻨﻬم ﻓﺘرة أر�ﻌﻴن ﺴﻨﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻴدﻋوﻩ ﷲ ﻟﻘ�ﺎدة‬

‫ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ) ﺨر ‪ ( 22 – 15 : 2‬وﻟﻤﺎ كﺎن اﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴون أﻋظم ﻗ�ﺎﺌﻞ �ﻼد اﻟﻌرب ‪ ،‬ﻟذﻟك‬ ‫أُطﻠق إﺴﻤﻬم ﻋﻠﻰ ﻗ�ﺎﺌﻞ اﻟﻤد�ﺎﻨﻴﻴن وﻏﻴرﻫم ﻹﺘﺤﺎدﻫم ﻤﻌﻬم وﻷﻨﻬم أﻗﻞ ﻤﻨﻬم ﺸﻬرة " )‪0(1‬‬ ‫‪F42‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " كﺎن اﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴون ﻤن ﺴكﺎن ﻤد�ﺎن ‪ ،‬وكﺎن‬

‫ﺘﺠﺎر اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ اﻟﺘﻲ إﺸﺘرت ﻴوﺴﻒ ﺨﻠ�طﺎً ﻤن اﻟﺸﻌﺒﻴن ‪ ،‬واﻟﺸﻌ�ﺎن ﻫﻤﺎ ﻤن أوﻻد إﺒراﻫ�م ‪ ،‬و�ﺒدو‬

‫أﻨﻪ ﻗد ﺤدث ﺘزاوج واﺴﻊ ﺒﻴن اﻟﻤد�ﺎﻨﻴﻴن واﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻴن ‪ٕ ،‬واﺨﺘﻠطت اﻟﻘﺒﻴﻠﺘﺎن ) ﺘك ‪25 : 37‬‬ ‫– ‪ ، 36 ، 28‬ﻗض ‪ ( 24 : 8‬و�ﺘﻔق ﻤﻌظم اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن �ﻼد ﻤد�ﺎن كﺎﻨت ﺘطﻠق ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻤﻨطﻘﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﺤوﻝ ﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﻘ�ﺔ ‪ ،‬وﺘزوج ﻤوﺴﻰ ﺼﻔورة إﺒﻨﺔ ﻴﺜرون كﺎﻫن ﻤد�ﺎن ) ﺨر ‪: 2‬‬

‫‪ ] " ( 21 – 16‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎر ﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " اﻟﺘﺠﺎر اﻟذﻴن إﺸﺘروا ﻴوﺴﻒ ﻤن‬

‫إﺨوﺘﻪ كﺎﻨوا ﻤن اﻟﻤد�ﺎﻨﻴﻴن ‪ ،‬وﺠﺎء وﺼﻔﻬم �ﺎﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴن ‪ ،‬ﻷﻨﻪ كﺎن ﻗد ﺤدث ﺘزاوج واﺴﻊ ﺒﻴن‬ ‫اﻟﻤد�ﺎﻨﻴﻴن واﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻴن ‪ٕ ،‬واﺨﺘﻠطت اﻟﻘﺒﻴﻠﺘﺎن ‪ ،‬وﻨظ اًر ﻷن اﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻴن كﺎﻨوا ﻤن أﻋظم‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ – ‪ – 4‬ﺹ ‪118 ، 117‬‬

‫‪- 514 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪508‬‬


‫ﻗ�ﺎﺌﻞ �ﻼد اﻟﻐرب ﻟذﻟك أُطﻠق إﺴﻤﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻤد�ﺎﻨﻴﻴن " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 536‬كﻴﻴ �ﻘوﻝ كﺎﺘب ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن " وكﺎن اﻟرب ﻤﻊ ﻴوﺴﻴ " ) ﺘك ‪( 2 : 39‬‬

‫ﻤﻊ أﻨﻪ ﺒ�ﻊ كﻌﺒد ودﺨﻞ اﻟﺴﺠن ؟‬

‫ج ‪� :‬ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث " وﻟﻌﻠك ﺘﺴﺄﻝ ‪ :‬كﻴﻒ كﺎن اﻟرب ﻤﻌﻪ ‪ ،‬وﻗد أﺼﺎ�ﻪ ﻤﺎ‬ ‫أﺼﺎ�ﻪ ‪ ،‬وﻗد ﺘرك اﻟرب أﺨوة ﻴوﺴﻒ �ﻔﻌﻠون �ﻪ ﻤﺎ ﻓﻌﻠوﻩ ﺤﺘﻰ ﺼﺎر ﻋﺒداً ‪ 0‬وﻨﻔس ﻫذا اﻷﻤر‬ ‫ﺘﻌﺠب ﻤﻨﻪ ﺠدﻋون ‪ ،‬ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻤﻼك اﻟرب " اﻟرب ﻤﻌك �ﺎﺠ�ﺎر اﻟ�ﺄس ‪ " 00‬ﻓﺄﺠﺎب‬

‫ﺠدﻋون " أﺴﺄﻟك �ﺎﺴﻴدي ‪ :‬إذا كﺎن اﻟرب ﻤﻌﻨﺎ ‪ 0‬ﻓﻛﻴﻴ أﺼﺎﺒﺘﻨﺎ كﻞ ﻫذﻩ ) اﻟ�ﻼ�ﺎ ( ؟! وأﻴن‬

‫كﻞ ﻋﺠﺎﺌ�ﻪ اﻟﺘﻲ أﺨﺒرﻨﺎ ﺒﻬﺎ أ�ﺎؤﻨﺎ ؟! " ) ﻗض ‪0( 19 ، 12 : 6‬‬ ‫أﻤﺎ اﻹﺠﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺜﻞ ﻫذا اﻟﺘﻌﺠب ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ‪:‬‬

‫إن اﻟرب ﻟم �ﻤﻨﻊ اﻟﺘﺠﺎرب ﻋن ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ كﺎن ﻤﻌﻪ ﻓﻴﻬﺎ ‪ 0‬ﻟم ﻴﺨرﺠﻪ ﻤﻨﻬﺎ ‪ٕ ،‬واﻨﻤﺎ ﺤﻔظﻪ‬

‫داﺨﻠﻬﺎ‪0‬‬

‫كﺎن اﻟرب ﻤﻌﻪ ‪ ،‬ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻓكر أﺨوﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻪ ‪ 0‬ﻟم �ﻤﻨﻊ ﻋﻨﻪ ﺘﺂﻤرﻫم ‪ ،‬ﺒﻞ ﺤﻔظﻪ ﻤن اﻟﻘﺘﻞ ‪،‬‬

‫ﻓﺘﺤوﻝ إﻟﻰ اﻹﻟﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺒﺌر ‪ 0‬وكﺎن ﻤﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺌر ‪ ،‬ﻓﺄﺨرﺠوﻩ ﻤﻨﻬﺎ و�ﺎﻋوﻩ ﻟﻺﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻴن ‪0‬‬ ‫ﱠ‬

‫وكﺎن ﻤﻌﻪ إذ �ﺎﻋﻪ اﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴون إﻟﻰ ﻓوط�ﻔﺎر ‪ ،‬ﻷن ﺨﻴ اًر كﺜﻴ اًر كﺎن ﻴﻨﺘظرﻩ ﻫﻨﺎك ‪ 00‬وﻫكذا‬

‫ﻋﻨدﻤﺎ دﺨﻞ ﻴوﺴﻒ ﺒﻴت ﻓوط�ﻔﺎر ‪ ،‬دﺨﻠت اﻟﺒركﺔ ﺒﻴت ﻓوط�ﻔﺎر ‪ 00‬إﻨﻬﺎ ﺒركﺔ ﻤن ﷲ أن‬

‫ﻴﺠﻌﻞ أوﻻدﻩ ﻨﺎﺠﺤﻴن ﻓﻲ كﻞ ﺸﺊ‪ 0‬و�كون كﻞ ﻤﻨﻬم ﺤﺴ�ﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻤزﻤور اﻷوﻝ " وكﻞ ﻤﺎ‬

‫�ﻌﻤﻠﻪ ﻴﻨﺠﺢ ﻓ�ﻪ " ) ﻤز ‪ 00 ( 3 : 1‬وﻤﺎذا كﺎﻨت ﻨﺘﻴﺠﺔ إﻨﺠﺎح اﻟرب ﻟﻴوﺴﻒ ‪� 0‬ﻘوﻝ‬

‫اﻟﻛﺘﺎب أن ﻴوﺴﻒ وﺠد ﻨﻌﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﺴﻴدﻩ " ﻓوكﱠﻠﻪ ﻋﻠﻰ كﻞ ﺒﻴﺘﻪ وﻋﻠﻰ كﻞ ﻤﺎ كﺎن ﻟﻪ " )‬

‫ﺘك ‪ ( 4 : 39‬أي أن ﻴوﺴﻒ ﻟم �ﺼ�ﺢ ﻤﺠرد ﻋﺒد ‪ ،‬ﺒﻞ ﺼﺎر اﻟوكﻴﻞ اﻟﻤﺘﺴﻠط ﻋﻠﻰ كﻞ‬

‫ﺸﺊ‪ 0‬إذاً ﷲ ﻟم �ﻤﻨﻊ ﻋﻨﻪ اﻟﺘﺠر�ﺔ اﻟﺘﻲ ﺠﻌﻠﺘﻪ ﻋﺒداً ‪ ،‬وﻟﻛن داﺨﻞ اﻟﺘﺠر�ﺔ ﺠﻌﻠﺘﻪ ﺴﻴداً وﻫو‬

‫ﻋﺒد ! ‪ 00‬إﻨﻪ درس ﻟﻨﺎ ‪ :‬إﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﻔكر ﻓﻲ اﻟوﻀﻊ اﻟذي ﻨﺤن ﻓ�ﻪ ‪ ،‬ﻤﺎدام اﻟرب ﻤﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﻫذا‬ ‫اﻟوﻀﻊ " )‪0(1‬‬ ‫‪F43‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺄﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺹ ‪79 ، 78‬‬

‫‪- 515 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪509‬‬


‫اﻟﻛﺘﺎب ‪:‬‬

‫و�ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ ﺸﻨودة أ�ﻀﺎً " واﻟﻌﺠﻴب أﻨﻪ �ﻌد إﻟﻘﺎﺌﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺠن ‪� ،‬ﻘوﻝ‬

‫" وكﺎن اﻟرب ﻤﻊ ﻴوﺴﻴ ‪ 0‬و�ﺴط إﻟ�ﻪ ﻟطﻔﺎً " ) ﺘك ‪ ( 21 : 39‬ور�ﻤﺎ ﻴﺘﺴﺎءﻝ اﻟ�ﻌض ﻤﻨﺎ‬

‫ﻓﻲ ﻋﺠب ‪ :‬أي ﻟطﻒ ﻫذا �ﺎرب ‪ ،‬اﻟذي ﺘﺤ ﱠﻤﻞ ﻓﻴـﻪ ﻴوﺴﻒ اﻹﺘﻬﺎم اﻟظﺎﻟم ‪ ،‬واﻟﺴﻤﻌﺔ اﻟردﻴﺌﺔ ‪،‬‬ ‫واﻟﺴﺠن ‪ ،‬ﻤﻊ اﻟطرد ﻤن وظ�ﻔﺘﻪ ؟! وكﺄﻨﻲ �ﺎﻟ اﻟﻤﺤب ﻴﻬﻤس ﻓﻲ ﻗﻠب ﻴوﺴﻒ ‪:‬‬

‫ﻻ ﻴﻬم أﻴن ﺘوﺠد ‪ 0‬اﻟﻤﻬم أن أﻛون ﻤﻌك ﺤﻴﺜﻤﺎ ﺘوﺠد ‪ 0‬إن دﺨﻠت اﻟﺴﺠن ‪ ،‬ﻓﺄﻨﺎ ﻓ�ﻪ ﻤﻌك ‪0‬‬ ‫أرﻋﺎك وأﺤﻔظك ‪ ،‬وأ�ﺴط ﻟك ﻟطﻔﺎً‪0‬‬ ‫وكﺄﻨﻲ ﺒﻴوﺴﻒ اﻟود�ﻊ ﻴﺠﻴب ‪ :‬ﻤ�ﺎرك أﻨت �ﺎرب ‪ 0‬أﻨﺎ �ﺎﻹ�ﻤﺎن ﻤطﻤﺌن ﻟرﻋﺎﻴﺘك ‪ 0‬ﻟ�س ﻓﻘط‬

‫داﺨﻞ اﻟﺴﺠن ‪ ،‬ﺒﻞ أ�ﻀﺎً " إن ﺴرت ﻓـﻲ وادي ظﻞ اﻟﻤوت ﻻ أﺨﺎف ﺸ اًر ﻷﻨك أﻨت ﻤﻌﻲ " )‬ ‫ﻤز ‪0 ( 23‬‬

‫إن اﻟﺤر�ﺔ ﺨﺎرج اﻟﺴﺠن ‪ ،‬ﻫﻲ اﻟﺴﺠن اﻟﺤﻘ�ﻘﻲ ‪ ،‬إن كﻨت ﻟﺴت ﻤﻌﻲ وأﻨﺎ ﻤﻌك ‪ ،‬إن كﻨت ﻗد‬ ‫أطﻌت ﺘﻠك اﻟﻤرأة و�ﻌدت ﻋﻨك ‪ 00‬وﻓﻌﻼً ﻋﺎش ﻴوﺴﻒ ﻓﻲ اﻟﺴﺠن ﻓﻲ وﻀﻊ ﻤﻤﺘﺎز وﻋﺠﻴب‬

‫‪ ،‬ر�ﻤﺎ ﻟم ﻴﺘﻤﺘﻊ �ﻪ ﺴﺠﻴن ﻤن ﻗﺒﻞ ‪ ،‬وﻓﻲ ذﻟك �ﻘوﻝ اﻟﻛﺘﺎب " وﻟﻛن اﻟرب كﺎن ﻤﻊ ﻴوﺴﻴ‬

‫و�ﺴط إﻟ�ﻪ ﻟطﻔﺎً وﺠﻌﻞ ﻨﻌﻤﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ رﺌ�س ﺒﻴت اﻟﺴﺠن‪ 0‬ﻓدﻓﻊ رﺌ�س ﺒﻴت اﻟﺴﺠن‬ ‫إﻟﻰ ﻴد ﻴوﺴﻴ ﺠﻤ�ﻊ اﻷﺴرى اﻟذﻴن ﻓﻲ ﺒﻴت اﻟﺴﺠن ‪ 0‬وكﻞ ﻤﺎ كﺎﻨوا �ﻌﻤﻠون ﻫﻨﺎك كﺎن ﻫو‬

‫اﻟﻌﺎﻤﻞ ‪ 0‬وﻟم �كن رﺌ�س ﺒﻴت اﻟﺴﺠن ﻴﻨظر ﺸﻴﺌﺎً اﻟﺒﺘﺔ ﻤﻤﺎ ﻓﻲ ﻴدﻩ ‪ 0‬ﻷن اﻟرب كﺎن ﻤﻌﻪ ‪0‬‬ ‫وﻤﻬﻤﺎ ﺼﻨﻊ كﺎن اﻟرب ﻴﻨﺠﺤﻪ " ) ﺘك ‪0(2) " 00 ( 23 – 21 : 39‬‬ ‫‪F4‬‬

‫س‪ : 537‬كﻴﻴ ﻴﺘزوج ﻓوط�ﻔﺎر وﻫو ﺨﺼﻲ ) ﺘك ‪ ( 7 : 39‬؟ وكﻴﻴ ﻨﺎدت زوﺠﺘﻪ‬

‫أﻫﻞ ﺒﻴﺘﻬﺎ ) ﺘك ‪ ( 14 : 39‬ﻤﻊ أﻨﻪ ﻟم �كن ﻫﻨﺎك أﺤد ﻓﻲ اﻟﺒﻴت ) ﺘك ‪ ( 1 : 39‬؟ )‬ ‫اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪0( 315‬‬

‫ج ‪ -1 :‬كﻠﻤﺔ " ﺨﺼﻲ " ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺒر�ﺔ " ﺴﺎر�س " وﺘﻌﻨﻲ ﻀﺎ�طﺎً أو ﻤوظﻔﺎً ‪ ،‬وكﺎﻨت‬

‫ﺘُطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟرﺠﻞ اﻟذي ﺨﺼﺎﻩ اﻟﻤﻠك وكﻠﻔﻪ �ﺎﻟﻌﻤﻞ أو اﻹﺸراف ﻋﻠﻰ أﺠﻨﺤﺔ اﻟﻨﺴﺎء ) ﺘك ‪40‬‬

‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ‪85 ، 84‬‬

‫‪- 516 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪510‬‬


‫‪ ، 2 :‬أس ‪ ، 14 ، 3 ، 2 ، 10 : 1‬دا ‪ ( 3 : 1‬وأ�ﻀﺎً ﺘطﻠق ﻋﻠﻰ �ﻌض اﻷﺸﺨﺎص اﻟذﻴن‬ ‫ﺸﻐﻠوا ﻤراﻛز رﻓ�ﻌﺔ ﻓﻲ اﻟ�ﻼط اﻟﻤﻠﻛﻲ ﻤﺜﻞ اﻟﺨﺼﻲ اﻟﺤ�ﺸﻲ ) أع ‪ ( 39 – 26 : 8‬ﻷﻨﻪ ﻟو‬

‫كﺎن ﻤﺨﺼ�ﺎً ﺠﺴد�ﺎً ﻤﺎ كﺎن �ﺤق ﻟﻪ ﺘﻘد�م اﻟﻌ�ﺎدة ﻓﻲ أورﺸﻠ�م ﻷﻨﻪ ﻤكﺘوب " ﻻ ﻴدﺨﻞ ﻤﺨﺼﻲ‬

‫�ﺎﻟر ّﺨن أو ﻤﺠﺒوب ﻓﻲ ﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟرب " ) ﺘث ‪ 0( 1 : 23‬وﺤﻴث أن ﻓوط�ﻔﺎر ﺸﻐﻞ وظ�ﻔﺔ‬

‫رﺌ�س اﻟﺸرطﺔ ‪ ،‬ﻓﻠم �كن ﻟﻪ إﺤﺘﻛﺎك ﺒﻨﺴﺎء اﻟﻘﺼر ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﺎﻷﺤﺘﻤﺎﻝ اﻷﻛﺒر أﻨﻪ ُدﻋﻲ ﺨﺼ�ﺎً‬ ‫�ﺤكم وظ�ﻔﺘﻪ اﻟﻤرﻤوﻗﺔ ‪ ،‬وﺤﺘﻰ ﻟو كﺎن ﺨﺼ�ﺎً �ﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺠﺴدي وﺘزوج ‪ ،‬ﻓﻤﺎ اﻟﻌﻴب اﻟذي‬

‫�ﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻓﻲ ﻫذا ؟!‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " اﻟﺨﺼﻲ ﻟﻐو�ﺎً ﻫو ﻤن ﻨزﻋت ﺨﺼﻴﺘﺎﻩ ‪،‬‬

‫وكﺎﻨت ﻫذﻩ ﻋﺎدة ﻋﻨد �ﻌض اﻟﻘدﻤﺎء أن �ﻌﻤﻞ اﻟﺨﺼﻲ ﺨﺎدﻤﺎً ﻟﻠﻤﻠك وﻨﺴﺎﺌﻪ ‪ 00‬وﻓﻲ اﻟﻌﺒر�ﺔ‬

‫ﺘﻌﻨﻲ ﻀﺎ�طﺎً أو ﻤوظﻔﺎً ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﻛﻠﻤﺔ ﺼﺎرت إﺼطﻼﺤ�ﺎً ﺘﺸﻴر إﻟﻰ أﻨﻪ ﺸﺨص ﻟﻪ ﻤركز‬ ‫ﻤرﻤوق ﻋﻨد ﻓرﻋون وﻟ�س ﻤن اﻟﺨﺼﺎء اﻟﺠﺴدي ‪ ،‬وكﺎﻨت وظ�ﻔﺔ رﺌ�س اﻟﺸرطﺔ أي ﺤﺎرس‬

‫ﻓرﻋون ﻓﻲ أ�ﺎم اﻟﻬكﺴوس ‪ ،‬وﻗد أُطﻠﻘت اﻟﻛﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ �ﻌض أﺸﺨﺎص ﺸﻐﻠوا ﻤراﻛز ﻤرﻤوﻗﺔ‬ ‫ﻤﺜﻞ ﻓوط�ﻔﺎر رﺌ�س ﺸرطﺔ ﻓرﻋون ) ﺘك ‪ ( 36 : 37‬ورﺌ�س اﻟﺴﻘﺎة واﻟﺨ�ﺎز�ن ﻓﻲ ﻤﺼر‬

‫ﻓرﻋون ) ﺘك ‪ ] " ( 7 ، 2 : 40‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ أﺤد اﻷ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎرﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " ﻻ ﺘﻌﻨﻲ كﻠﻤﺔ " ﺨﺼﻲ " داﺌﻤﺎً أﻨﻪ‬

‫ﻤﺨﺼﻲ ﺠﺴد�ﺎً ‪ ،‬ﻓﻤﻊ ﻤرور اﻟزﻤن أﺼ�ﺤت كﻠﻤﺔ ) اﻟﺨﺼﻲ ( إﺴﻤﺎً ﻟوظ�ﻔﺔ ﻋﺎﻟ�ﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺼور اﻟﻤﻠوك ﻓﻲ اﻟﺸرق دون أن ُﻴﺨﺼوا ‪ ،‬ﻓﺄُطﻠﻘت اﻟﻛﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤن �ﺸﻐﻠون وظﺎﺌﻒ ﻤرﻤوﻗﺔ‬ ‫‪ ،‬ﻤﺜﻞ ﻓوط�ﻔﺎر رﺌ�س اﻟﺸرطﺔ اﻟذي كﺎن �ﺤكم ﻋﻠﻰ اﻟﻤذﻨﺒﻴن و�ﺸرف ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺠون ‪ ،‬ور�ﻤﺎ‬

‫ﺘزوج ﻓوط�ﻔﺎر أوﻻً ‪ ،‬ﺜم ًﺨﺼﻲ ﻋﻨدﻤﺎ إﻨﻀم إﻟﻰ ﺨدﻤﺔ ﻓرﻋون ﺤﻴث كﺎن ﺨدام اﻟﻤﻠك‬ ‫ﺨﺼ�ﺎن ‪ ،‬وﻻﺴ�ﻤﺎ اﻟذﻴن ﻟﻬم ﺼﻠﺔ �ﺄﺠﻨﺤﺔ اﻟﻨﺴﺎء ‪ ،‬أو ﻷﻨﻪ كﺎن ﺸﺎﺌﻌﺎً أن �كون ﺨدام اﻟﻤﻠك‬ ‫ﺨﺼ�ﺎن ‪ ،‬ﻟذا أﺼ�ﺢ ﻫذا ﻟﻘب �طﻠق ﻋﻠﻰ كﻞ ﻤن �ﺸﻐﻞ وظ�ﻔﺔ ﻤن وظﺎﺌﻒ ﺨدﻤﺔ اﻟﻤﻠك‬

‫ﺴواء كﺎن ﺨﺼ�ﺎً أو ﻟ�س كذﻟك‪0‬‬

‫وﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب " ﻟم �كن إﻨﺴﺎن ﻤن أﻫﻞ اﻟﺒﻴت ﻫﻨﺎك ﻓﻲ اﻟﺒﻴت " ) ﺘك ‪( 8 : 39‬‬

‫أي داﺨﻞ اﻟﺒﻴت ‪ ،‬أﻤﺎ أﻨﻬﺎ " ﻨﺎدت أﻫﻞ ﺒﻴﺘﻬﺎ " ﻓﻘد �كون اﻟﻤﻘﺼود ﻤن كﺎﻨوا �ﻌﻤﻠون ﺨﺎرج‬

‫اﻟﺒﻴت �ﺎﻟﺤد�ﻘﺔ أو ﺤظﺎﺌر اﻟﻤﺎﺸ�ﺔ ‪ ،‬وﻻﺴ�ﻤـﺎ أن اﻟﻛﺘﺎب �ﻘوﻝ أﻨﻬﺎ ﺼرﺨت �ﺼوت ﻋظ�م )‬ ‫‪- 517 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪511‬‬


‫ﺘك ‪ ( 14 : 39‬ﻓﻬذا اﻟﺼراخ كﺎف ﺒﻠﻔت ﻨظر اﻟﺨدام اﻟﻤوﺠودﻴن ﻓﻲ أﻗرب ﻤكﺎن ﻤن اﻟﺒﻴت "‬

‫] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ ﺘ�ﻤوﺜﺎوس اﻟﺴر�ﺎﻨﻲ " ورد ﻓﻲ كﺘﺎب ﺘﺎر�ﺦ ﺴور�ﺔ اﻟﺠزء اﻷوﻝ اﻟﻤﺠﻠد‬

‫اﻟﻤكرس ﻟﻠﺸﻤس أو اﻟﻤﺨﺘص �ﺎﻟﺸﻤس ﻤﻌﺒودﻫم‬ ‫اﻟﺜﺎﻨﻲ ص ‪ 57‬أن إﺴم ﻓوط�ﻔﺎر ﺘﺄو�ﻠﻪ‬ ‫ﱠ‬

‫وﺴﻤﺎﻩ اﻟﻤؤرﺨن اﻟﻌرب �ﺎﻟﻌز�ز ‪ ،‬و�ﺼﻔﻪ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﺒﺨﺼﻲ ﻓرﻋون ‪ ،‬وﻟﻔظﺔ ﺨﺼﻲ‬

‫ﻟ�ﺴت ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ وﻀﻌت ﻟﻪ ‪ ،‬ﺒﻞ ﻫﻲ وﺼﻔﺎً ﻟﻤن كﺎﻨت ﻟﻪ رﺘ�ﺔ رﻓ�ﻌﺔ ﻋﻨد اﻟﻤﻠوك ‪،‬‬ ‫وﻗد إﻋﺘﺎد اﻟﻤﻠوك ﻓﻲ كﻞ ﻋﺼر و�ﻠد أن �ﻤﻨﺤوا رﺠﺎﻻً أﻟﻘﺎب ﺸرف ﻻ �ﻌﻤﻠون ﺸﻴﺌﺎً ﻤﻤﺎ ﺘﺸﻴر‬ ‫إﻟ�ﻪ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن �ﻌض اﻟﺠواﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺸرق أﺜﺒﺘوا أن �ﻌض اﻟﺨﺼ�ﺎن ﻓﻲ ﺘﻠك اﻷ�ﺎم ﻴﺘﺨذون‬

‫ﻨﺴﺎء ‪ ،‬وﻟﻨﺎ ﺒﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ روا�ﺔ اﻷﺨو�ن اﻟﺘﻲ وﺠدت ﻤكﺘو�ﺔ ﻓﻲ �ﺎﺒﻴر ﻤﻨذ ﻋﻬد ﻤوﺴﻰ‬

‫اﻟﺘﻲ ﺘروي أن أﺤد اﻷﺨو�ن كﺎن ﺨﺼ�ﺎً ووﻫ�ﻪ اﻹﻟﻪ " ﻨوم " اﻤرأة ‪ ،‬وﻗد ﺒﻴﻨت أﺜﺎر ﻤﺼر كﺜرة‬

‫أﻟﻘﺎب ﻋﻤﺎﻝ ﻤﻠوكﻬﺎ واﻟﻤﻘر�ﻴن إﻟﻴﻬم ﺤﺘﻰ أن رﺌ�س اﻟﺴﻘﺎة ورﺌ�س اﻟﺨ�ﺎز�ن وﺼﻔﺎً ﺒﺨﺼﻴﻴن‬ ‫أ�ﻀﺎً ) ﺘك ‪ ( 2 : 40‬وﻟو ﺘﺘ�ﻌﻨﺎ كﻠﻤﺔ ﺨﺼﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻨﺠد اﻵﺘﻲ ‪:‬‬ ‫" وأﺨذ ﻤن اﻟﻤدﻴﻨﺔ ﺨﺼ�ﺎً واﺤداً كﺎن وك�ﻼً ﻋﻠﻰ رﺠﺎﻝ اﻟﺤرب وﺴ�ﻌﺔ رﺠﺎﻝ ﻤن اﻟذﻴن‬ ‫ﻴﻨظرون وﺠﻪ اﻟﻤﻠك اﻟذﻴن وﺠدوا ﻓﻲ اﻟﻤدﻴﻨﺔ ‪ ) " 00‬أر ‪ ( 25 : 52‬كﻴﻒ �كون ﺨﺼ�ﺎً وﻫو‬ ‫ﻤﺴﺌوﻻً ﻋن رﺠﺎﻝ اﻟﺤرب ‪ ،‬ﻓﻼﺒد أن �كون اﻟﻤﻘﺼود ﻫﻨﺎ �ﺎﻟﺨﺼﻲ ﻟﻘب �ﻤﻌﻨﻰ ﻤوظﻒ كﺒﻴر‬

‫ﻓﻲ اﻟ�ﻼط‪0‬‬

‫" ﻓﺄرﺴﻞ ﻨﺒوزرادان رﺌ�س اﻟﺸرطﺔ وﻨﺒوﺸز�ﺎن رﺌ�س اﻟﺨﺼ�ﺎن وﻨرﺠﻞ ﺸراﺼر رﺌ�س‬

‫اﻟﻤﺠوس وكﻞ رؤﺴﺎء ﻤﻠك �ﺎﺒﻞ " ) أر ‪ ( 13 : 39‬ﻫﻨﺎ " رﺌ�س اﻟﺨﺼ�ﺎن " �ﻤﻌﻨﻰ رﺌ�س‬ ‫اﻟوزراء أو كﺒﻴر ﻤوظﻔﻲ اﻟ�ﻼط اﻟﻤﻠﻛﻲ وﻫو أﺤد رؤﺴﺎء ﻤﻠك �ﺎﺒﻞ‪0‬‬

‫" ﻓﺴﺄﻝ اﻟﻤﻠك اﻟﻤرأة ﻓﻘﺼت ﻋﻠ�ﻪ ذﻟك ﻓﺄﻋطﺎﻫﺎ اﻟﻤﻠك ﺨﺼﱠ�ﺎً ﻗﺎﺌﻼً أرﺠﻊ كﻞ ﻤﺎ ﻟﻬﺎ‬ ‫وﺠﻤ�ﻊ ﻏﻼت اﻟﺤﻘﻞ ﻓﻲ ﺤﻴن ﺘركت اﻷرض إﻟﻰ اﻵن " ) ‪ 2‬ﻤﻞ ‪0 ( 6 : 8‬‬ ‫إﻟﻲ �ﻤﻴﺨﺎ ﺒن �ﻤﻠﺔ " ) ‪ 1‬ﻤﻞ ‪ ( 9 : 22‬ﻫﻨﺎ‬ ‫" ﻓدﻋﺎ ﻤﻠك إﺴراﺌﻴﻞ ﺨﺼﱠ�ﺎً وﻗﺎﻝ إﺴرع ﱠ‬ ‫ﺨﺼﱠ�ﺎً �ﻤﻌﻨﻰ ﻤوظﻔﺎً ﻤﺴﺌوﻻً ﻓﻲ �ﻼط اﻟﻤﻠك ‪0‬‬ ‫" وﻟﻴوكﻞ اﻟﻤﻠك وكﻼء ﻓﻲ كﻞ �ﻼد ﻤﻤﻠﻛﺘﻪ ﻟﻴﺠﻤﻌوا كﻞ اﻟﻔﺘ�ﺎت اﻟﻌذارى اﻟﺤﺴﻨﺎت‬ ‫‪- 518 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪512‬‬


‫اﻟﻤﻨظر إﻟﻰ ﺸوﺸن اﻟﻘﺼر إﻟﻰ ﺒﻴت اﻟﻨﺴﺎء إﻟﻰ ﻴد ﻫﻴﺠﺎي ﺨﺼﻲ اﻟﻤﻠك وﺤﺎرس اﻟﻨﺴﺎء "‬

‫) أس ‪ 0( 3 : 2‬ﻫﻨﺎ ﺨﺼﻲ اﻟﻤﻠك ﺤﺎرس اﻟﻨﺴﺎء �ﻤكن أن �كون ﻓﻌﻼً ﻫو ﺨﺼﻲ ﻏﻴر‬ ‫ﻤﺘزوج ﻟ�كون ﺤﺎرﺴﺎً ﻟﻨﺴﺎء اﻟﻤﻠك ‪ ،‬ﻫﻨﺎ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟوﺤﻴدة اﻟﺘﻲ �ﺤﺘﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ أن �كون ﺨﺼﱠ�ﺎً‬ ‫�ﺎﻟﺤﻘ�ﻘﺔ ﺤﺴب اﻟﻠﻘب ‪ 0‬أﻤﺎ كﻴﻒ ﻨﺎدت أﻫﻞ ﺒﻴﺘﻬﺎ �ﻌد ﻫروب ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺒﻴوت اﻟﻘد�ﻤﺔ ﻟ�ﺴت‬ ‫ﻤﺜﻞ ﺒﻴوت ﻫذﻩ اﻷ�ﺎم ﺸﻘق ﻤﺤددة اﻟﻤﺴﺎﺤﺎت ‪ ،‬إﻨﻬﺎ كﺎﻨت ﺒﻴوت ﺘﺼﻞ إﻟﻰ ﻋدة أﻓدﻨﺔ ﻓﻲ‬

‫ﻤﺴﺎﺤﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ أن اﻟﻛﺘﺎب ﻴذكر أن ﻓﻲ ﺒﻴت ﻓوط�ﻔﺎر أي ﻓﻲ ﻤكﺎن إﻗﺎﻤﺘﻪ كﺎن ﻴوﺠد اﻟﺴﺠن‬

‫" ﻓوﻀﻌﻬﻤﺎ ) رﺌ�س اﻟﺴﻘﺎة ورﺌ�س اﻟﺨ�ﺎز�ن ( ﻓﻲ ﺤ�س ﺒﻴت رﺌ�س اﻟﺸرطﺔ ﻓﻲ ﺒﻴت‬

‫اﻟﺴﺠن اﻟﻤكﺎن اﻟذي كﺎن ﻴوﺴﻴ ﻤﺤﺒوﺴﺎً ﻓ�ﻪ " ) ﺘك ‪ ( 3 : 40‬كﺎن ﻤكﺎن إﻗﺎﻤﺘﻪ كﻤﺎ ﻟو‬ ‫كﺎن ﻋز�ﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻋدة ﺒﻴوت ﻟﻠﻔﻼﺤﻴن واﻟﻤوظﻔﻴن ﻋﻠﻰ كﻞ ﺸكﻞ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻔ�ﻼ اﻟﺘﻲ �ﻘ�م ﺒﻬﺎ ﻟم �كن‬

‫ﻓﻴﻬﺎ أﺤد وﻗت دﺨوﻝ ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬وﻟﻛن ﺨﺎرج اﻟﻔ�ﻼ كﺎن ﻴوﺠد ﻤﺌﺎت ﻤن اﻟﺨدم ‪ ،‬و�كﻔﻲ ﺼوت‬ ‫واﺤد ﻟﻴﺠﻤﻌﻬم كﻠﻬم " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﻼك ﺸوﻗﻲ إﺴكﺎروس " ﻤﻌﻨﻰ إﺴم ﻓوط�ﻔﺎر ﻋط�ﺔ رع ) إﻟﻪ‬

‫اﻟﺸﻤس ( أو ﻤن أرﺴﻠﻪ رع واﻟﺨﺼﻲ ﻓﻲ اﻷﺼﻞ ﻫو ﻤن " ُﻨزﻋت ﺨﺼﻴﺘﺎﻩ " وكﺎن اﻟﻤوظﻔون‬ ‫اﻟﻤوكﻠون �ﺤر�م اﻟﻘﺼر ﻤن اﻟﺨﺼﻴـﺎن ‪ ،‬وﻟﻛن ﻤﻊ ﻤرور اﻟوﻗت أﺼ�ﺤت كﻠﻤﺔ " ﺨﺼﻲ "‬

‫إﺴﻤﺎً ﻟوظ�ﻔﺔ ﻋﺎﻟ�ﺔ ﻓﻲ ﻗﺼور ﻤﻠوك اﻟﺸرق ﻤﻊ أﻨﻪ ﻟم �كن أﺼﺤﺎب ﻫذﻩ اﻟوظﺎﺌﻒ ﺨﺼ�ﱠﺎﻨﺎً‬ ‫�ﺎﻟﻔﻌﻞ ‪ ،‬وكﺎن ﻓوط�ﻔﺎر " ﺨﺼﻲ ﻓرﻋون ‪ 00‬رﺠﻞ ﻤﺼري " ) ﺘك ‪ ( 1 : 39‬وﻗد دﻋﻲ ﺴﻔر‬ ‫اﻟﺘﻛو�ن ﻓوط�ﻔﺎر أﻨﻪ " رﺠﻞ ﻤﺼـري " ﺘﻤﻴﻴ اًز ﻟﻪ ﻋن ﻓرﻋون اﻟﻬكﺴوس " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ‬

‫ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 538‬كﻴﻴ ﻴدﻋو ﻴوﺴﻴ أرض اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻴﻴن �ﺄﻨﻬﺎ أرض اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن " ﻷﻨﻲ ﻗد‬

‫ُﺴرﻗت ﻤن أرض اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن " ) ﺘك ‪ ( 15 : 40‬؟ وﻟو كﺎﻨت ﻫذﻩ اﻷرض أرض‬ ‫اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن ﻟﻤﺎ إﺤﺘﺎﺠوا إﻟﻰ وﻋد إﻟﻬﻲ ﻟﻺﺴﺘ�ﻼء ﻋﻠﻴﻬﺎ ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪ ، 294‬وﷴ‬

‫ﻗﺎﺴم – اﻟﺘﻨﺎﻗض ﻓﻲ ﺘوار�ﺦ وأﺤداث اﻟﺘوراة ص ‪0( 93‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﺴﺒق اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻤوﻀوع ) راﺠﻊ ﻤدارس اﻟﻨﻘد واﻟﺘﺸك�ك ﺠـ ‪ 1‬ص ‪، 216‬‬ ‫‪- 519 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪513‬‬


‫‪ ( 217‬وﻨﻘوﻝ ﻫﻨﺎ أن ﻴوﺴﻒ دﻋﻰ أرض كﻨﻌﺎن �ﺄرض اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن ﻷن اﻵ�ﺎء اﻟ�طﺎركﺔ‬

‫اﻷوﻟﻴن إﺒراﻫ�م ٕواﺴﺤق و�ﻌﻘوب ﻋﺎﺸوا ﻓـﻲ ﺘﻠك اﻷرض ‪ ،‬وكﺎن ﻟﻬم ﺸﺄﻨﺎً ﻋظ�ﻤﺎً ‪ ،‬كﻘوﻝ‬ ‫ﻟﻌﺎزر اﻟدﻤﺸﻘﻲ ﻋن إﺒراﻫ�م " اﻟرب ﻗد �ﺎرك ﻤوﻻي ﺠداً ﻓﺼﺎر ﻋظ�ﻤﺎً ‪ 0‬وأﻋطﺎﻩ ﻏﻨﻤﺎً و�ﻘ اًر‬

‫وﻓﻀﺔ وذﻫ�ﺎً وﻋﺒﻴداً ٕواﻤﺎء وﺠﻤﺎﻻً وﺤﻤﻴ اًر " ) ﺘك ‪ ( 35 : 24‬وﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب " وزرع إﺴﺤق‬ ‫ﻓﻲ ﺘﻠك اﻷرض ﻓﺄﺼﺎب ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟﺴﻨﺔ ﻤﺌﺔ ﻀﻌﻴ و�ﺎركﻪ اﻟرب ‪ 0‬ﻓﺘﻌﺎظم اﻟرﺠﻞ وكﺎن‬

‫ﻴﺘزاﻴد ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎظم ﺤﺘﻰ ﺼﺎر ﻋظ�ﻤﺎً ﺠداً " ) ﺘك ‪ ( 13 ، 12 : 26‬وكﺎن ﻟ�ﻌﻘوب و�ﻨ�ﻪ‬ ‫ﻤكﺎﻨﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷرض " وكﺎن ﺨـوف ﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤدن اﻟﺘﻲ ﺤوﻟﻬم " ) ﺘك ‪0( 5 : 35‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎرﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " ﺴكن إﺒراﻫ�م اﻟﺨﻠﻴﻞ وأﺒﻨﺎؤﻩ أرض‬

‫اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن ﻤن ﻗﺒﻞ ﻴوﺴﻒ �ﻌﺸرات اﻟﺴﻨﻴن ‪ ،‬وﺠﺎء ﻓﻲ ) ﺘك ‪ ( 13 : 14‬أن إﺒراﻫ�م اﻟﻌﺒراﻨﻲ‬

‫كﺎن ﺴﺎﻛﻨﺎً ﻋﻨد ﺒﻠوطﺎت َﻤﻤ ار اﻷﻤوري‪ 0‬ﻟﻘد ُﺴﻤﻴت اﻷرض �ﺄرض اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن �ﺴﺒب ﺴكن‬ ‫إﺒراﻫ�م اﻟﻌﺒراﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -3‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺘوﻓﻴق ﻓرج ﻨﺨﻠﺔ " ﻗﺎﻝ ﻴوﺴﻒ ﻷﻨﻲ ﻗد ُﺴرﻗت ﻤن أرض اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن ‪،‬‬ ‫ﻓﻘد كﺎن �ﻌﻘوب وﻨﺴﻠﻪ ﻗد ﻤﻠﻛوا ﻤﺴﺎﻛﻨﺎً وﺤﻘوﻻً ﻓﻲ أرض كﻨﻌﺎن ﻓﻲ ﺤﺒرون وﺸك�م و�ﺌر ﺴ�ﻊ‬

‫وﺴﻤﻲ إﺒراﻫ�م وﻨﺴﻠﻪ �ﺎﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن ‪ ،‬ودﻋﻰ إﺒراﻫ�م �ﺎﻟﻌﺒراﻨﻲ ) ﺘك ‪ ( 13 : 14‬ﻟﻛن ﻴوﺴﻒ ﻟم‬ ‫‪ُ ،‬‬ ‫�ﻘﺼد أن أرض كﻨﻌﺎن كﺎﻨت ﻤﻠﻛﺎً ﻟﻠﻌﺒراﻨﻴﻴن ‪ ،‬ﺒﻞ أراد أن �ﺤدد اﻟﻤكﺎن اﻟذي ُﺴرق ﻤﻨﻪ ‪ ،‬وﻫو‬ ‫أرض كﻨﻌﺎن اﻟﺘﻲ ﺴكﻨﻬﺎ اﻟﻌﺒراﻨﻴون ﻤﻨذ أن ﻫﺎﺠر إﻟﻴﻬﺎ إﺒراﻫ�م ) اﻟﺴﻨن اﻟﻘو�م ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴر‬ ‫اﻟﻌﻬد اﻟﻘد�م ( " ] ﻤن أﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -4‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﻼك ﺸوﻗﻲ إﺴكﺎروس " ﻟﻘد ﺴﺠﻞ ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻴوﺴﻒ ‪،‬‬

‫وكﺎن ﻴوﺴﻒ �ﻌﺒر ﻋن اﻟواﻗﻊ ‪ ،‬ﻷن إﺒراﻫ�م وﻗﺘﻤﺎ ﻋﺒر ﻨﻬر اﻟﻔرات وﺴكن ﻓﻲ أرض كﻨﻌﺎن‬

‫ُدﻋﻲ ﺒﺈﺒراﻫ�م اﻟﻌﺒراﻨﻲ ) ﺘك ‪ ( 13 : 14‬كﻤﺎ دﻋت زوﺠﺔ ﻓوط�ﻔﺎر ﻴوﺴﻒ �ﺎﻟﻌﺒد اﻟﻌﺒراﻨﻲ )‬ ‫ودﻋﻲ أﺨوة ﻴوﺴﻒ �ﺎﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن ) ﺘك ‪0( 32 : 43‬‬ ‫ﺘك ‪ُ ( 17 : 39‬‬ ‫ﻌرف رﺌ�س اﻟﺴﻘﺎة اﻟﻤكﺎن اﻟذي أﺘﻰ ﻤﻨﻪ‬ ‫وﻗﺎﻝ ﻴوﺴﻒ " ُﺴرﻗت ﻤن أرض اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن " ُﻟ� ّ‬ ‫‪ ،‬وﻻﺴ�ﻤﺎ أن إﺒراﻫ�م وﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻗد ﻋﺎﺸوا ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷرض ﻤﻨذ وﻗت طو�ﻞ ‪ ،‬وكﺎن �ﺸﺎر إﻟﻴﻬم‬ ‫�ﺎﻟﺒﻨﺎن ﻟﻤﺎ كﺎن ﻟﻬم ﻤن ﺸﺄن ﻋظ�م " ) ﺘك ‪ ( 35 : 24‬وكﺎن إﺒراﻫ�م ﻴﺨوض اﻟﺤروب ﻤﻊ‬ ‫‪- 520 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪514‬‬


‫اﻟﻤﻠوك اﻟﺠ�ﺎﺒرة و�ﻔوز ﻋﻠﻴﻬم �ﺎﻹﻨﺘﺼﺎر ‪ ،‬وكﺎن ﺼﺎﺤب ﻋﻬود وﺘﺤﺎﻟﻔﺎت ﻤﻊ إﻤراء وﻤﻠوك‬

‫اﻟ�ﻼد ) ﺘك ‪ ( 24 – 1 : 14‬وﺘﻌﺎظم إﺴﺤق ﺠداً ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﻋن ﻨﻔﺴﻪ " إﻨﻪ اﻵن ﻗد أرﺤب‬

‫ﻟﻨﺎ اﻟرب وأﺜﻤرﻨﺎ ﻓﻲ اﻷرض " ) ﺘك ‪ ( 22 : 26‬وكﺎن إﺴﺤق ﺼﺎﺤب ﺤﻠﻒ ﻤﻊ ﻤﻠك ﺠﻴرار‬ ‫) ﺘك ‪ ( 30 – 26 : 26‬وﻋﺎش �ﻌﻘوب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷرض وكﺎن ﺨوف ﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤدن اﻟﺘﻲ‬

‫ﺤوﻟﻬم ) ﺘك ‪ ] " ( 5 : 35‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 539‬كﻴﻴ ﺘﺘﺤدث ﻗﺼﺔ ﻴوﺴﻴ ﻋن اﻟﺨﻤر " ﻓﺄﺨذت اﻟﻌﻨب وﻋﺼرﺘﻪ ﻓﻲ كﺄس‬

‫ﻓرﻋون " ) ﺘك ‪ ( 11 : 40‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻤﺼر ﻟم ﺘﻛن ﻗد ﻋرﻓت اﻟﺨﻤر ﺤﻴﻨذاك ؟‬

‫ج ‪ – 1 :‬ﺴﺠﻠت اﻵﺜﺎر اﻟﻔرﻋوﻨ�ﺔ ﺼور اﻟﻛروم واﻟﻌﻨب ‪ٕ ،‬واﻋﺘرف اﻟﻘرآن ﺒﻬذﻩ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﻋن ﻴوﺴﻒ " ودﺨﻞ ﻤﻌﻪ اﻟﺴﺠن ﻓﺘ�ﺎن ﻓﻘﺎﻝ أﺤدﻫﻤﺎ إﻨﻲ أراﻨﻲ أﻋﺼر ﺨﻤ اًر وﻗﺎﻝ اﻵﺨر إﻨﻲ‬ ‫أراﻨﻲ أﺤﻤﻞ ﻓوق رأﺴﻲ ﺨﺒ اًز ﺘﺄﻛﻞ اﻟطﻴر ﻤﻨﻪ ﻨﺒﺌﻨﺎ ﺒﺘﺄو�ﻠﻪ ‪� 00‬ﺎﺼﺎﺤﺒﻲ اﻟﺴﺠن أﻤﺎ أﺤدكﻤﺎ‬

‫ﻓ�ﺼﻠب ﻓﺘﺄﻛﻞ اﻟطﻴر ﻤن رأﺴﻪ ُﻗﻀﻲ اﻷﻤر اﻟذي ﻓ�ﻪ ﺘﺴﺘﻔﺘ�ﺎن "‬ ‫ﻓ�ﺴﻘﻲ ر�ﻪ ﺨﻤ اًر وأﻤﺎ اﻵﺨر ُ‬ ‫) ﺴورة ﻴوﺴﻒ ‪0( 41 ، 36‬‬ ‫طﺌون ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن �ﺴﺒب ذكر اﻟﺨﻤر‬ ‫‪� -2‬ﻘوﻝ أ‪ 0‬م ﻫودﺠكن " كﺎن اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻗد�ﻤﺎً ُﻴﺨ ّ‬

‫ﻓ�ﻪ ‪ ،‬إذ أن ﻫﻴرودوت أﻨكر وﺠود اﻟﺨﻤر وزراﻋﺔ اﻟﻌﻨب ﻗد�ﻤﺎً ﻓﻲ ﻤﺼر ‪ 0‬ﻏﻴر أن اﻟﻨﻘوش‬ ‫ﺼور زراﻋﺔ اﻟﻌﻨب �كﻞ ﺘﻔﺎﺼﻴﻠﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻤﻨظر ﻋﺼرﻩ وﺘﻘد�ﻤﻪ ﻓﻲ اﻟﻛﺄس ﻟﻔرﻋون‬ ‫اﻟﻤﺼر�ﺔ ﺘُ ﱠ‬

‫كﻤﺎ ﻫو ﻤﺜﺒوت ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻓﻲ ﺤﻠم رﺌ�س اﻟﺴﻘﺎة‪ 0‬وكذﻟك اﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﻤوﻀوع ﺘﻬﻴﺌﺔ‬ ‫اﻟﺨﺒز ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻌﻤﻠ�ﺔ ﻤﻨﻘوﺸﺔ ﻤن أوﻟﻬﺎ إﻟﻰ آﺨرﻫﺎ ﺤﺘﻰ ﺤﻤﻞ اﻟﺨﺒز ﻓﻲ ﺴﻼﻝ ﻋﻠﻰ اﻟرأس‬

‫ﻤدون ﻋن ﺤﻠم رﺌ�س اﻟﺨ�ﺎز�ن ‪ 0‬وﻓﻲ أﺤد اﻟﻨﺼوص ﻨﺠد رﺌ�س اﻟﺨ�ﺎز�ن �ﻘدم أﻛﺜر‬ ‫ﻤﻤﺎ ﻫو ﱠ‬ ‫ﻤن ﻤﺎﺌﺔ أﻟﻒ رﻏﻴﻒ ﻓﻲ وﻗت واﺤد ﻟﻠﺒﻴت اﻟﻤﻠﻛﻲ " )‪0(1‬‬ ‫‪F45‬‬

‫‪ -3‬ﻴرد ﻨ�ﺎﻓﺔ اﻟﻤﺘﻨ�ﺢ اﻷﻨ�ﺎ إ�ﺴﻴذورس ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺌﻠﻴن �ﺄن اﻟﻤؤرﺨﻴن ﻫﻴرودوﺘس‬

‫و�ﻠوﺘرﻓس أﻨك ار وﺠود اﻟﺨﻤر ﻓﻲ ﻤﺼر ﺤﻴﻨذاك ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ " وﻟﻛن آﺜﺎر ﻤﺼر ﺒرﻫﻨت ﻋﻠﻰ كذب‬

‫روا�ﺔ ذﻴﻨك اﻟﻤؤرﺨﻴن ﻓﺈن ﺼور ﻤداﻓن اﻷﻫرام ﻨطﻘت ﺒﺘﻛذﻴب رواﻴﺘﻬﻤﺎ ‪ ،‬وﻗد روى " دﻴﻠﻛﺴون‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺣﺎﻓﻆ ﺩﺍﻭﺩ – ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﺹ ‪25 ، 24‬‬

‫‪- 521 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪515‬‬


‫" ﻓﻲ كﺘﺎ�ﻪ ﻋن ﻗدﻤﺎء ﻤﺼر طر�ﻘﺔ ﻏرس اﻟﻛـرم ‪ ،‬وﻋﺼﻴر اﻟﻌﻨب ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﺼر ‪ ،‬وﺘﺼﻔ�ﺔ‬ ‫اﻟﻌﺼﻴر ﻓﻲ اﻵﻨ�ﺔ �ﻌد إﺨﺘﻤﺎرﻩ ‪ ،‬وﻗﺎﻝ اﻷب دوار ﻓﻲ كﻼﻤﻪ ﻋن ﻤﺼر ﻓﻲ ﻋﻬد ﻴوﺴﻒ } ﻗد‬

‫ﺴﺎﻋدﻨﻲ اﻟﺤظ ﻓﻲ ﺴﻔري إﻟﻰ ﻤﺼر أن أﻛون ﻤن أوﻝ اﻟداﺨﻠﻴن ‪ 00‬ﻓﻲ اﻟدﻴر اﻟ�ﺤري ‪00‬‬ ‫وكﻨت أظﻨﻨﻲ ﻓﻲ وﺴط كرم ﺤﻘ�ﻘ�ﺔ ‪ ،‬ﻓﺠدار اﻟﻤداﻓن وﺴﻘﻔﻪ ﻤﻐط�ﺎن ﺒﺠﻔن اﻟﻛرم ﻤزداﻨﺎن‬

‫ﺒورﻗﻪ وﺜﻤﺎرﻩ { وﻗﺎﻝ اﻷب ﻓ�كورد } اﻟﺼﺤ�ﺢ أن اﻟﻤﺼر�ﻴن كﺎﻨوا �ﺸر�ون اﻟﺨﻤر ﻓﻲ كﻞ‬

‫ﻋﺼر و�ﻘدﻤوﻨﻪ ﻵﻟﻬﺘﻬم ‪ٕ 00‬وان رﻋﻤﺴ�س اﻟﺜﺎﻟث ) أﺤد ﻤﻠوك اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺸر�ن ( ﻗدم ‪1377‬‬ ‫إﻨﺎء ﻤن اﻟﺨﻤر وأﻨﻪ وﻫب طﻴ�ﺔ ﺠﻨﺔ ﺨﻤر أي كرﻤﺎً ‪ ،‬وﻟم �كن اﻟﻤﺼر�ون �كﺘﻔون ﺒﺨﻤر‬ ‫ً‬ ‫ﻤﺼر ‪ ،‬ﺒﻞ كﺎﻨوا �ﺴﺘﺠﻠﺒون أﻨواﻋﺎً ﻤﻨﻪ ﻤن ﺴور�ﺎ وﻏﻴرﻫﺎ ‪ ،‬وكﺎن ﻤﺸﺘﻬ اًر ﻋﻨدﻫم ﺨﻤر ﻋون‬

‫وﻫﻲ ﺒﻠدة ﻓﻲ ﻏر�ﻲ ﺤﻠب ‪ 0‬وﻓﻲ ﻤﺘﺎﺤﻒ أور�ﺎ كﺜﻴر ﻤن اﻵﻨ�ﺔ اﻟﺘﻲ كﺎن ﺨﻤر ﻤﺼر ﻴوﻀﻊ‬

‫ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬و�ﺠﺎﻨﺒﻬﺎ اﻟﻛﻠﻤﺔ " أرب " اﻟﺘﻲ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺨﻤر ‪ ،‬و�ز�د ﻫذا إﺜ�ﺎﺘﺎً اﻟﺼورة اﻟﻤﻤﺜﻠﺔ كو�ﺎً ﻤن‬ ‫اﻟﺨﻤر ﻤﻘدﻤﺔ ﻟﻶﻟﻬﺔ أو ﻟﺴكﺎرى ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﺼورة كﺜﻴرة وﻤﻨﻬﺎ ﺼورة وﺠدت ﻓﻲ طﻴ�ﺔ ﺘرى ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺼور رﺠﺎﻝ ﻤﺘﻤﺎﺴكﻴن �ﺤﺒﻞ ر�ط ﻓﻲ ﺸﺠرة ﻴدوﺴون اﻟﻌﻨب ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺼرة �ﺄﻗداﻤﻬم وﻫم ﺤﻔﺎة‬

‫ﻤﺘرﻨﻤون " )‪0(2‬‬ ‫‪F46‬‬

‫س‪ : 540‬ﻫﻞ " ﻓوطﻲ ﻓﺎرع " ) ﺘك ‪ ( 45 : 41‬ﻫو ﻓرﻋون ﻤﺼر ؟ ) د‪ 0‬أﺤﻤد ﺸﻠﺒﻲ‬ ‫– اﻟﻴﻬود�ﺔ ط ‪ 7‬ﺴﻨﺔ ‪ 1984‬ص ‪0( 57‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻤﻴﱠز ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﺒﻴن ﺸﺨﺼ�ﺔ ﻓرﻋون ﻤﻠك ﻤﺼر وﺸﺨﺼ�ﺔ ﻓوطﻲ ﻓﺎرع كﺎﻫن أون‬

‫‪ ،‬وﻫذا واﻀﺢ ﺠداً ﻓﻲ ﻗوﻝ اﻟﺴﻔر " ودﻋﺎ ﻓرﻋون إﺴم ﻴوﺴﻴ ﺼﻔﻨﺎت ﻓﻌﻨ�ﺢ ‪ 0‬وأﻋطﺎﻩ‬ ‫أﺴﻨﺎت ﺒﻨت ﻓوطﻲ ﻓﺎرع كﺎﻫن أون زوﺠﺔ " ) ﺘك ‪ ( 45 : 41‬ﻓواﻀﺢ ﺘﻤﺎﻤﺎً أن ﻓرﻋون ﻫو‬ ‫ﻤﻠك ﻤﺼر ﺼﺎﺤب اﻷﺤﻼم أﻤﺎ ﻓوطﻲ ﻓﺎرع ﻓﻬو كﺎﻫن أون وﺤﻤﻰ ﻴوﺴﻒ ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻴرد اﻷﺴﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴم ﷴ ﻋﻠﻰ اﻟدكﺘور أﺤﻤد ﺸﻠﺒﻲ ﻓ�ﻘوﻝ " رﻏم اﻟوﻀوح اﻟﺘﺎم ﻓﻲ‬

‫اﻟﺘوراة �ﺄن " ﻓوط�ﻔﺎر " ُذكر ﻤﻘدﻤﺎً �ﺄﻨﻪ رﺌ�س اﻟﺸرطﺔ ‪ ،‬و " ﻓوطﻲ ﻓﺎرع " كﺎﻫن أون ‪ ،‬ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺘوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ﺔ ‪ 00‬إﻻﱠ أن اﻷﺴﺘﺎذ اﻟدكﺘور أﺤﻤد ﺸﻠﺒﻲ �ﻘوﻝ } وﻓرﻋون ﻫذا ﻫو ﻓوطﻲ ﻓﺎرع‬

‫ﻓ�ﻤﺎ ﺘذكر اﻟﺘوراة وﻫو ﻤـن ﻤﻠوك اﻷﺴرة اﻟﺴﺎدﺴﺔ ﻋﺸر ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺴﺎ�ﻊ ) �ﻘﺼد اﻟﻘرن اﻟﺴﺎ�ﻊ‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺹ ‪405 ، 404‬‬

‫‪- 522 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪516‬‬


‫ﻋﺸر ( ﻗﺒﻞ اﻟﻤ�ﻼد ‪ ،‬وكﺎن اﻟﺴﻠطﺎن ﻻ ﻴزاﻝ ﻓﻲ أﻴدي اﻟرﻋﺎة اﻟﻌﻤﺎﻟﻴق ) اﻟﻬكﺴوس ( { "‬ ‫)‪0(1‬‬

‫‪F47‬‬

‫س‪ : 541‬ﻟﻤﺎذا ﺨﻠت اﻟﺴﺠﻼت اﻟﻤﺼر�ﺔ اﻟﻘد�ﻤﺔ ﻤن ﻗﺼﺔ ﻴوﺴﻴ ودﺨوﻝ ﺒﻨﻲ‬ ‫إﺴراﺌﻴﻞ أرض ﻤﺼر ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ر�ﻤﺎ أﻏﻔﻞ اﻟﺘﺎر�ﺦ اﻟﻤﺼري اﻟﻘد�م ﺘدو�ن ﻗﺼﺔ ﻴوﺴﻒ وﻤﺠﺊ ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ إﻟﻰ‬ ‫ﻤﺼر ‪ ،‬ﻷن ﻤﺼر كﺎﻨت ﻤﻌﺘﺎدة ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﻤر ‪ ،‬إذ كﺜﻴ اًر ﻤﺎ كﺎن ﻴﺘواﻓد ﻟﻬﺎ اﻟﺒدو‬ ‫اﻷﺴﻴو�ون و�ﻌ�ﺸون ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬ور�ﻤﺎ كﺎن ﺘﺎر�ﺦ ﻴوﺴﻒ ﻤﺴﺠﻼً ﻀﻤن اﻵﺜـﺎر اﻟﻤﺼر�ﺔ اﻟﻘد�ﻤﺔ ‪،‬‬

‫ﺤﺘﻰ ﺠﺎء اﻟﻔرﻋون اﻟذي طرد اﻟﻬكﺴوس ٕواﻀطﻬد اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن ‪ ،‬ﻓﻤﺤﺎ ذكرﻫم ﻤن اﻵﺜﺎر‬ ‫اﻟﻤﺼر�ﺔ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻋدم اﻟﻌﺜور ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺔ ﻴوﺴﻒ ﻓﻲ اﻵﺜﺎر اﻟﻤﺼر�ﺔ ‪ ،‬ﻻ ﻴﻨﻔﻲ ﺤﻘ�ﻘﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻗد ﻴﺘم‬ ‫اﻟﻌﺜور ﻋﻠ ـﻰ آﺜ ـﺎر ﻓرﻋوﻨ�ﺔ ﺘﺘﺤدث ﻋن ﻗﺼﺔ ﻴوﺴﻒ ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد ﺴواء �ﺎﺴم ﻴوﺴﻒ أو " ﺼﻔﻨﺎت‬

‫ﻓﻌﻨ�ﺢ "‪0‬‬

‫‪ -3‬ﻴرى اﻟ�ﻌض �ﺎﻟرﻏم ﻤن ﻋظﻤﺔ ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻪ ﻻ �ﻌدو أﻛﺜر ﻤن وز�ر ﻓﻲ ﺤكوﻤﺔ‬

‫ﻨﺴب إﻟﻰ ﻓرﻋون ﻋﺼرﻩ ‪ ،‬ﻓ�ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺴﻠ�م ﺤﺴن " إن ﻴوﺴﻒ‬ ‫ﻓرﻋون ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺈن ﻋﻤﻠﻪ ُﻴ َ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻤن أﻨﻪ كﺎن ذا ﻤكﺎﻨﺔ ﻓﻲ ﺤكوﻤﺔ اﻟﻔرﻋون ‪ ،‬ﻏﻴر أﻨﻪ ﻟم ﻴﺘﻌد أن كﺎن وز�ر ﻤﺎﻟ�ﺔ‬

‫وﺤﺴب – كﻤﺎ �ﻘﺎﻝ – ٕوان كﻞ ﻋﻤﻞ ﻋظ�م �ﻘوم �ﻪ و�ﺴﺘﺤق اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ كﺎن ﻻﺒد ﻤن ﻨﺴﺒﺘﻪ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻔرﻋون اﻟذي كﺎﻨت اﻟﻨﻘوش ﺘﻬدف إﻟﻰ ﺘﻌظ�ﻤﻪ واﻹﺸﺎدة ﺒذكرﻩ ‪ ،‬ﻷن كﻞ ﺸﺊ ﻤن وﺤ�ﻪ‬ ‫ﻫو ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن إﺴم ﻴوﺴﻒ ﻟم �كن ﻟ�ظﻬر �طﺒ�ﻌﺔ اﻟﺤﺎﻟﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F48‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﷴ ﻗﺎﺴم ﷴ " أن دﺨوﻝ ﺒﻨﻲ إﺴ ارﺌﻴﻞ ﻟﻤﺼر ﻟم �كن إﺴﺘﺜﻨﺎءاً ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺘﺎر�ﺦ اﻟﻤﺼري ﺤﺘﻰ �ﻤكن ﻤﻼﺤظﺘﻪ وﺘدو�ﻨﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺒدو اﻷﺴﻴو�ون ظﻠوا ﻴﺘواﻓدون ﻋﻠﻰ ﻤﺼر‬

‫وﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺸرق اﻟدﻟﺘﺎ وﺴﻴﻨﺎء ﻗﺒﻞ ﺤكم اﻟﻬكﺴوس وأﺜﻨﺎء ﺤكﻤﻬم و�ﻌد طردﻫم ﻤن ﻤﺼر ‪،‬‬ ‫وﻟم �كن اﻟﻔراﻋﻨﺔ �طﺎردوﻨﻬم أو ﻴرﺴﻠون ﺤﻤﻼت ﻟﺘﺄدﻴﺒﻬم إﻻﱠ إذا أﺨﻠوا �ﺎﻷﻤن أو ﺘﺂﻤروا ﻋﻠﻰ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪117‬‬ ‫ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺟـ ‪ 7‬ﺹ ‪180 ، 107‬‬

‫‪- 523 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪517‬‬


‫اﻷﻋداء‪0‬‬

‫كﺎن اﻟﻔراﻋﻨﺔ اﻟﻤﺼر�ون ﻴﺘزاوﺠون ﻤﻊ ﺒﻨﺎت اﻟﻤﻠوك اﻷﺴﻴو�ون ‪ ،‬وكﺎن ﺘﺤﺘﻤس اﻟﺜﺎﻟث‬

‫ُ�ﺤﻀر أﺒﻨﺎء أﻤراء اﻟدوﻝ اﻟﺘﻲ ﻴﺨﻀﻌﻬﺎ و�ﻨﺸﺌﻬم ﻓﻲ ﻤﺼر ﻤﻊ أﺒﻨﺎء ك�ﺎر رﺠﺎﻝ اﻟدوﻟﺔ ﺤﺘﻰ‬ ‫�ﺸﺒوا ﻋﻠﻰ ﺤب ﻤﺼر وﺼداﻗﺘﻬﺎ ‪ ،‬وكﺎن �ﺸﺠﻊ �ﻌض اﻷﺠﺎﻨب ﻋﻠﻰ اﻟﻘدوم إﻟﻰ ﻤﺼر ‪ ،‬وﻟم‬

‫�كن �ﻤﺎﻨﻊ ﻤن إﺴﺘﻘرارﻫم ﺒﻬﺎ ‪ ،‬ﻓدﺨوﻝ ﻋﺎﺌﻼت أﺴﻴو�ﺔ كﺎن ﺸﻴﺌﺎً ﻤﺄﻟوﻓﺎً ﻻ ﻴﻠﻔت اﻷﻨظﺎر وﻻ‬ ‫�ﺴﺘدﻋﻲ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ‪ 00‬كﺎن " إﺒن أزان " وﻫو أﺴﻴوي – ﻤن ك�ﺎر اﻟﻀ�ﺎط ﻓﻲ ﻤﺼر وﻨد�ﻤﺎً‬

‫ﻟﻠﻔرﻋون " ﻤرﻨﺒﺘﺎح " ﺒﻞ أن ﺸﺨﺼﺎً ﺴور�ﺎً ُ�ﺴﻤﻰ " إ�ﺴو " ﻨﺠﺢ ﻓﻲ أن �ﻔرض ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻠﻛﺎً‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻤﺼر ) د‪ 0‬رﻤﻀﺎن ﻋﺒد اﻟﺴﻴد – ﻤﻌﺎﻟم ﺘﺎر�ﺦ ﻤﺼر اﻟﻘد�ﻤﺔ ص ‪( 497‬‬ ‫ﺤﻴﻨﻤﺎ �ﻐﻀب ﻓرﻋون ﻋﻠﻰ ﻤن ﻗﺒﻠﻪ ﻓﺈﻨﻪ �ﻤﺤو أﺴﻤﺎءﻫم وأﺴﻤﺎء ﻤﻌﺎوﻨﻴﻬم ‪ ،‬و�كﺴر كﻞ‬

‫ﻤﺎ �ﻤت إﻟﻴﻬم‪0‬‬

‫ﺤﻴﻨﻤﺎ دﺨﻞ ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ ﻷرض ﻤﺼر ‪ ،‬ﻟم �كن ﻴﺨطر ﻋﻠﻰ �ﺎﻝ أﺤد أو ﻴﺘﻨ�ﺄ �ﺄﻨﻬم‬

‫كﺎﻨوا ﺴ�ﺸﻐﻠون ﺤﻴ اًز ﻤن اﻟﺘﺎر�ﺦ ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺘ�ﻌوا ﻤﻨﺸﺄﻫم وﺘطورﻫم " )‪0(2‬‬ ‫‪F49‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ اﻟﻘس ﻤكﺴ�ﻤوس وﺼﻔﻲ " كﺎن ﺤكﺎم ﻤﺼر ﻤن اﻟﻔراﻋﻨﺔ ﻓﻲ ﻋﺼر اﻵ�ﺎء‬

‫ﻴﻨﺘﻤون إﻟﻰ اﻷﺴرات اﻟﺜﺎﻨ�ﺔ ﻋﺸر وﻤﺎ �ﻌدﻫﺎ ‪ ،‬وﻗﺼص اﻵ�ﺎء ﺘﺘﻔق ﺒدرﺠﺔ راﺌﻌﺔ ﻤﻊ ﺘﺎر�ﺦ‬ ‫ﻤﺼر ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬وﻗد كﺎﻨت ﻤﺼر ﺒﺨﻴراﺘﻬﺎ وﻗر�ﻬﺎ ﻤن كﻨﻌﺎن ﻤﻼذاً ﻟﻠﻬرب ﻤن اﻟﻤﺠﺎﻋﺔ واﻟﻘﺤط‬

‫‪ ،‬وﻤﻠﺠﺄ ﻟﺸﻌوب ﺘﻠك اﻟﻤﻨطﻘﺔ ﻫر�ﺎً ﻤن اﻟﺠﻔﺎف اﻟذي أﺤ�ﺎﻨﺎً ﻤﺎ كﺎن �ﻀرب أرض كﻨﻌﺎن ‪،‬‬ ‫وﻗد وﺠدت ﻨﻘوش كﺜﻴرة ﻋن أﺴﻴو�ﻴن ﻤن ﺘﺠﺎر ُرﱠﺤﻞ ﻴدﺨﻠون إﻟﻰ ﻤﺼر ﻟ�ﺤﺼﻠوا ﻋﻠﻰ‬

‫ﺘﺼور اﻟرﺴوم اﻟﻤﻠوﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺒرة أﺤد‬ ‫اﻟطﻌﺎم ‪ ،‬وﻓﻲ ﺒﻨﻲ ﺤﺴن ) ‪ 300‬كم ﺠﻨو�ﻲ اﻟﻘﺎﻫرة ( ﱡ‬

‫اﻟﻨ�ﻼء ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤن اﻟﺘﺠﺎر اﻟﺴﺎﻤﻴﻴن ﻴركﺒون اﻟﺤﻤﻴر وآﺘﻴن إﻟﻰ ﻤﺼر وﺘرﺠﻊ إﻟﻰ ﺴﻨﺔ ‪1890‬‬

‫ق‪0‬م ‪ ،‬وﻫو زﻤن ﻤﻘﺎرب ﻟﻌﺼر اﻵ�ﺎء ‪ 00‬وﻓﻲ ﻤﻘﺒرة ﻤن اﻷﺴرة اﻟﺴﺎدﺴﺔ ﻋﺸرة ﻨﻘش ﻟﻘﺼﺔ‬ ‫ﺘﺘﺸﺎ�ﻪ ﻤﻊ ﻗﺼﺔ ﻴوﺴﻒ وﺠﺎء ﻓﻴﻬﺎ ‪:‬‬

‫ﺠﻤﻌت اﻟﻘﻤﺢ كﺼدﻴق ﻹﻟﻪ اﻟﺤﺼﺎد واﻵن ﻋﻨدﻤﺎ ظﻬرت اﻟﻤﺠﺎﻋﺔ وداﻤت ﻋدة ﺴﻨوات‬ ‫}‬ ‫ُ‬ ‫كﻨت أوزع اﻟﻘﻤﺢ ﻋﻠﻰ ﺴكﺎن اﻟﻤدﻴﻨﺔ كﻞ ﻋﺎم { وﻫﻲ ﻨﻘوش ﺘرﺠﻊ إﻟﻰ زﻤن اﻟﻬكﺴوس وﻓﻴﻬﺎ‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪529 ، 528‬‬

‫‪- 524 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪518‬‬


‫إﺸﺎرة إﻟﻰ ﻤﺠﺎﻋﺔ رﻫﻴ�ﺔ وﺤﺎﻛم ﻗﺎم ﺒﺘوز�ﻊ اﻟﻐﻼﻝ اﻟﺘﻲ كﺎن ﻗد إﺨﺘزﻨﻬﺎ وأن اﻷرض ﻓﻲ‬

‫اﻟﻨﻬﺎ�ﺔ إﻨﺘﻘﻠت ﻤﻠﻛﻴﺘﻬﺎ ﻤن أﺼﺤﺎﺒﻬﺎ إﻟﻰ ﻤﻠﻛ�ﺔ ﻓرﻋون ﺜﻤﻨﺎً ﻟﻠﻘﻤﺢ ‪ ،‬وﻫو ﻤﺎ ﻴﺘﺸﺎ�ﻪ ﻤﻊ ﻗﺼﺔ‬

‫ﻴوﺴﻒ ) ﺘك ‪" ( 22 – 18 : 47‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F50‬‬

‫س‪ : 542‬أ – كﻴﻴ ﻴرﺘﻘﻲ ﻴوﺴﻴ ﻤن ﻋﺒد إﻟﻰ رﺘ�ﺔ رﺌ�س وزراء ) ﺘك ‪( 44 : 41‬‬

‫؟‬

‫ﻼ‬ ‫ج ‪ :‬ﻗﺎﻝ " ﻫوارد ﻓرس " �ﺄن اﻟرﺠﻞ اﻟﻛﻨﻌﺎﻨﻲ اﻟﻐر�ب اﻟﺠﻨس " ﻤﻴري – رع " ﺼﺎر ﺤﺎﻤ ً‬ ‫ﻔﺴر ‪ ،‬وﻫو ﻤﻨﺼب رﻓ�ﻊ ‪،‬‬ ‫ﻟﺴﻼح ﻓرﻋون ‪ُ ،‬‬ ‫اﻟﻤ ّ‬ ‫وﻋﻴﱠن " ﺒن – ﻤﺎت – أﻨﺎ " ﻓـﻲ ﻤﻨﺼب ُ‬ ‫وأﺼ�ﺢ " �ﺎﻨﻬﺎﻤو " اﻟرﺠﻞ اﻟﺴﺎﻤﻲ اﻷﺼﻞ ﻫو اﻟرﺠﻞ اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺼر �ﻌد إﻤﻨﺤﺘب اﻟﺜﺎﻟث ‪،‬‬

‫ووﺼﻒ �ﺄﻨﻪ ﺤﺎﻤﻞ زوﺠﺔ اﻟﻤﻠك دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻤدة ﻗر�ـﻪ ﻤ ـن اﻟﻤﻠ ـك ‪ ،‬وﺸﻐﻞ ) �ﺎﻨﻬﺎﻤو ( ﻤﻨﺼ�ﺎً‬ ‫ُ‬ ‫رﻓ�ﻌﺎً ﺒﻴن رﺠﺎﻝ اﻟﺴ�ﺎﺴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼر ‪ 0‬كﻤﺎ �ﻘوﻝ كﻴﺘﺸن �ﺄن اﻟدوﻟﺔ اﻟوﺴطﻰ ﻓﻲ ﻤﺼر )‬

‫ﺤواﻟﻲ ‪ 1700 – 1850‬ق‪0‬م ( ﻋرﻓت اﻟﻌﺒﻴد اﻷﺴﻴو�ﻴن اﻟذﻴن ﺨدﻤوا ﻓﻲ ﺒﻴوت رﺠﺎﻝ اﻟدوﻟﺔ‬

‫‪ ،‬و�ﻠﻎ �ﻌﻀﻬم أﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﺼب ) راﺠﻊ ﺠوش ﻤكدو�ﻞ – ﺒرﻫﺎن ﻴﺘطﻠب ﻗ ار اًر ص ‪0( 142‬‬

‫ب – ﻫﻞ دﻋﻰ ﻓرﻋون ﻴوﺴﻴ " ﺼﻔﻨﺎت ﻓﻌﻨ�ﺢ " كﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺘوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ﺔ أم دﻋﺎﻩ "‬ ‫كﻨز اﻟﻌﻠم " كﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﺘوراة اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ ؟ وﻫﻞ " ﻓوطﻲ ﻓﺎرع " ﻫو كﺎﻫن أون كﻤﺎ‬

‫ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﺘوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ﺔ أم إﻨــﻪ إﻤﺎم اﻹﺴكﻨدر�ﺔ كﻤﺎ ذكرت اﻟﺘوراة اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ ؟‬

‫�ﻘوﻝ ﷴ ﻗﺎﺴم " ﻓﻲ اﻟﺘوراة اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ ﺴﻤﺎﻩ ﻓرﻋون " كﻨز اﻟﻌﻠم " وﻓوطﻲ ﻓﺎرع إﻤﺎم‬

‫اﻹﺴكﻨدر�ﺔ ‪ ،‬وﻟم ﺘﻛن ﻗد ُﺴﻤﻴت �ﺎﻹﺴكﻨدر�ﺔ ﻓﻲ زﻤن ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬وﻟﻛن إﺴﺘﺒدﻝ اﻹﺴم اﻟﻘد�م‬ ‫�ﺎﻹﺴم اﻟﺤدﻴث ‪ ،‬وﻫذا ﻻ ﻴﺠوز " )‪0(1‬‬ ‫‪F51‬‬

‫ج ‪ :‬ﻗد ﺴﺒق اﻟﺘﻌرض ﻟﻬذا اﻷﻤر ‪ ،‬ﺤﻴث أﻛدﻨﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘوراة اﻟﺴﺎﻤر�ﺔ ﻓﻲ ﺤﻘ�ﻘﺘﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻲ‬ ‫إﻻﱠ ﺘرﺠﻤﺔ ﻏﻴر دﻗ�ﻘﺔ ﻷﺴﻔﺎر ﻤوﺴﻰ اﻟﺨﻤﺴﺔ ‪ ،‬وأن اﻟﻤﻌوﻝ اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ‬ ‫اﻷﺼﻞ وﻫو اﻟﺘوراة اﻟﻌﺒراﻨ�ﺔ ) راﺠﻊ إﺠﺎ�ﺔ س‪0( 311‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺹ ‪60 ، 59‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪95‬‬

‫‪- 525 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪519‬‬


‫ﺠـ‪ -‬ﻫﻞ " ﻓوطﻲ ﻓﺎرع " ﻫو " ﻓوط�ﻔﺎر " ؟ وكﻴﻴ أﻨﺠب وﻫو ﺨﺼﻲ ؟ وكﻴﻴ إرﺘﻀﻰ‬

‫ﻴوﺴﻴ أن ﻴﺘزوج ﻤن إﺒﻨﺘﻪ وﻫو اﻟذي أﻟﻘﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﺴﺠن ؟ ) ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ – ﻫﻞ اﻟﺘوراة‬ ‫كﺘﺎب ﻤﻘﱠدس أم ﺠﻤﻊ ﻤن اﻷﺴﺎطﻴر ؟ ص ‪0( 150 – 149‬‬

‫ج ‪ :‬ﻻ أدري ﻟﻤﺎذ إﱠدﻋﻰ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ أن ﻓوطﻲ ﻓﺎرع ﻫو ﻓوط�ﻔﺎر ‪ٕ ،‬واﻨﻪ ﺒﱠدﻝ وظ�ﻔﺘﻪ ﻤن رﺌ�س‬

‫ﺤرس اﻟﻤﻠك إﻟﻰ كﺎﻫن ﻫﻠﻴو�وﻟ�س ؟! ‪ 00‬ﻫﻞ ﻷن كـﻞ ﻤن اﻹﺴﻤﻴن ﻴﺒدأ �ﺤرف اﻟﻔﺎء ؟!!‬

‫ﺼرح �ﺄن ﻓوطﻲ‬ ‫‪ 00‬وﻟﻤﺎذا ﻴﺘﺠﻨﻰ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس و�دﻋﻲ أن اﻟﻛﺘﺎب ﻗد ﱠ‬ ‫ﻓﺎرع ﻫو ﻓوط�ﻔﺎر ؟ ‪ 00‬ﻫﻞ ﻴﺨﺒرﻨﺎ ﻓﻲ أي ﺴﻔر وﻓﻲ أي إﺼﺤﺎح ﺠﺎء ﻫذا اﻟﺘﺼر�ﺢ ؟! ‪00‬‬ ‫إﻨﻪ ﻻ ﻴوﺠد ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس كﻠﻪ ﻤﺎ ﻴدﻝ أو ﻤﺎ �ﺸﻴر ﻋﻠﻰ أن ﻓوطﻲ ﻓﺎرع ﻫو ﻓوط�ﻔﺎر ﻻ‬ ‫ﻤن ﻗر�ب وﻻ ﻤن �ﻌﻴد ‪ ،‬وﻟﻛن ﻫذا �كﺸﻒ ﻟﻨﺎ �ﺄي روح ﻴﺘﻛﻠم ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ‪0‬‬

‫س‪ : 543‬أ ‪ -‬ﻫﻞ ﻤﺠﺎﻋـﺔ اﻟﺴ�ﻊ ﺴﻨوات ) ﺘك ‪ ( 57 – 53 : 41‬ﻤﺠرد أﺴطورة ؟‬

‫�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ﻟ�س ﻤن اﻟﻤﻌﻘوﻝ أن �كﻒ اﻟﻨﻴﻞ ﻋن اﻟﻔ�ﻀﺎن ﺴ�ﻊ ﺴﻨوات ﻤﺘﺘﺎﻟ�ﺔ‬

‫‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺼﺔ ﻤﺠرد ﺨراﻓﺔ ٕواﺨﺘﻼق ﻻ أﺴﺎس ﻟﻪ ‪ ،‬وﻟو كﺎﻨت ﺤﻘ�ﻘﺔ ﻟﺴﺠﻠﻬﺎ اﻟﺘﺎر�ﺦ اﻟﻤﺼ ـري‬ ‫اﻟﻘد�م " ) راﺠﻊ ‪ :‬اﻟﺘوراة كﺘﺎب ﻤﻘﱠدس أم ﺠﻤﻊ ﻤن اﻷﺴﺎطﻴر ص ‪0( 161 ، 159‬‬

‫ج ‪ -1 :‬إن ﺜﻘﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس اﻟﻤوﺤﻰ �ﻪ ﻤن روح ﷲ اﻟﻘدوس ﺘؤكد ﻟﻨﺎ أن كﻞ ﻤﺎ‬

‫ﺠﺎء ﻓ�ﻪ ﻤن أﺤداث ﻫﻲ ﺤﻘ�ﻘ�ﺔ ‪� ،‬ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ أﻤر اﻟﻤﺠﺎﻋﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺤﻘ�ﻘﺔ وﻟ�ﺴت ﺨراﻓﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻹطﻼق ‪ٕ ،‬وان كﻨت ﻻ أﺘﻌﺠب ﻤن ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ اﻟﻤﺴﺘﺒ�ﺢ اﻟذي ﺤطم كﻞ اﻟﺨطوط اﻟﺤﻤراء ﻓﻲ‬ ‫ﺤدﻴﺜﻪ ﻋن ﷲ واﻟﻤﻼﺌكﺔ واﻷﻨﺒ�ﺎء ‪ ،‬ﻟﻛﻨﻨﻲ أﺘﻌﺠب ﻤن ﻤﺘرﺠم اﻟﻛﺘﺎب " ﺤﺴﺎن ﻤﻴﺨﺎﺌﻴﻞ إﺴﺤق‬

‫" اﻟذي ﻗﺒﻞ ﻫذﻩ اﻷﻓكﺎر ‪ ،‬ﺒدﻟﻴﻞ إﻨﻪ ﻟم �ﻌﻘب ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻻ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺸ�ﺔ وﻻ ﻓﻲ اﻟﻤﻘدﻤﺔ ‪ ،‬وﻻ أدري‬ ‫إن كﺎن ﻤﺴ�ﺤ�ﺎً ﻴﺘﻨكر ﻟﻛﺘﺎ�ﻪ اﻟﻤﻘﱠدس ‪ ،‬أو ﻤﺴﻠﻤﺎً ﻴﺘﻨكر ﻟﻠﻘرآن اﻟذي ذكر ﻫذﻩ اﻟﻘﺼﺔ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﺘﺤدث اﻟﻤؤرﺨون ﻋن ﻤﺠﺎﻋﺎت ﺤﻠت �ﺄرض ﻤﺼر ﺘﻤﺎﺜﻞ اﻟﻤﺠﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺤدﺜت أ�ﺎم‬

‫ﻴوﺴﻒ اﻟﺼدﻴق ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ " أوﻓﻴد " اﻟﺸﺎﻋر اﻟﻼﺘﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﻬد أﻏﺴطوس ﻗ�ﺼر " إﻨﻪ ﺤﺼﻠت‬

‫ﻤﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻤﺼر داﻤت ﺘﺴﻊ ﺴﻨوات " )‪ 0(1‬وﻓﻲ إﺤدى اﻟﻤﺠﺎﻋﺎت إﻀطر اﻟﻨﺎس إﻟﻰ أﻛﻞ‬ ‫‪F52‬‬

‫اﻟﻛﻼب واﻟﺤﺸرات وﺠﺜث اﻟﻤوﺘﻰ ‪ٕ ،‬واﻀطرت اﻟﺤكوﻤﺔ إﻟﻰ ﺤرق ‪ 30‬ﺴﻴدة ﻹﻨﻬن أﻛﻠن‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺹ ‪505‬‬

‫‪- 526 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪520‬‬


‫ﺼﻐﺎرﻫن‪0‬‬

‫ب – ﻫﻞ كﺎن ﻟﻴوﺴﻴ اﻟرﺠﻞ اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺼر اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﺘوز�ﻊ اﻟﻘﻤﺢ ) ﺘك ‪41‬‬

‫‪ ( 6 : 42 ، 57 :‬؟‬

‫�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " و�كﻞ ﺴذاﺠﺔ ﺘر�د اﻟﺘوراة إﻗﻨﺎﻋﻨﺎ �ﺄن ﻴوﺴﻒ اﻟذي ﻴدﻴر ﺸﺌون �ﻼد‬

‫ﻤﺘراﻤ�ﺔ اﻷطراف ‪ ،‬كﺎن �ﺸﺎرك ﺸﺨﺼ�ﺎً ﺒﺘوز�ﻊ اﻷرزاق ﻋﻠﻰ اﻟﻐر�ﺎء اﻟﺘﻲ كﺎﻨت ﺘﺘدﻓق ﻋﻠﻰ‬

‫ﻤﺼر ﻤن ﻤﺨﺘﻠﻒ أﺼﻘﺎع اﻷرض‪ 0‬ﻓكﻴﻒ كﺎن رﺌ�س اﻟوزراء ﻫذا ﻴﺠد اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ‬

‫ﻟﻺﻫﺘﻤﺎم �ﻤﺜﻞ ﻫ ـذﻩ اﻷﻤور اﻟﺼﻐﻴرة ؟ ﻻ ﻨﺠد إﺠﺎ�ﺔ ﻓﻲ اﻟﺘوراة ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺘﺴﺎؤﻝ " )‪0(2‬‬ ‫‪F53‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟم �كن ﻴوﺴﻒ ﻤﺴﺌوﻻً ﻋن إدارة اﻟ�ﻼد ‪ ،‬إﻨﻤﺎ كﺎﻨت ﻤﺴﺌوﻟﻴﺘﻪ ﺘﻨﺤﺼر ﻓﻲ اﻹﺸراف‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺘوز�ﻊ اﻟﻘﻤﺢ ‪ ،‬كﺄﻨﺠﺢ وز�ر ﺘﻤو�ن ﻋرﻓﺘﻪ �ﻼدﻨﺎ اﻟﻤﺼر�ﺔ ‪ ،‬إذ ﺸﻤﻠت ﺨطﺘﻪ أر�ﻌﺔ ﻋﺸر‬

‫ﻋﺎﻤﺎً ‪ ،‬ﺴ�ﻊ ﺴﻨوات ﻟﻠﺘﺨز�ن وﺴ�ﻊ أﺨرى ﻟﺘوز�ﻊ اﻟﻘﻤﺢ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﺎﻋﺔ ‪ ،‬وﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب "‬ ‫وﺠﺎءت كﻞ اﻷرض إﻟﻰ ﻤﺼر إﻟﻰ ﻴوﺴﻴ ﻟﺘﺸﺘري ﻗﻤﺤﺎً " ) ﺘك ‪ ( 57 : 41‬ﻓﺎﻟﻤﻘﺼود أن‬ ‫ﻴوﺴﻒ ﻫو اﻟذي كﺎن ﻤﺴﺌوﻻً ﻋن ﻤﺨﺎزن اﻟﻘﻤﺢ ﻓﻲ ﻤﺼر ‪ ،‬وﻟﻛن ﻟ�س ﻤن اﻟﻤﻌﻘوﻝ أﻨﻪ ﻫو‬ ‫اﻟذي كﺎن ﻴﺒ�ﻊ و�ﻘ�ض اﻟﺜﻤن ﻤن كﻞ ﻤﺸﺘري‪0‬‬

‫‪ -2‬كﺎن ﻴوﺴﻒ ﻴﻠﺘﻘﻲ �ﺎﻟوﻓود اﻟﺨﺎرﺠ�ﺔ ‪ ،‬وﺤﻴث أن إﺨوﺘﻪ ﺠﺎءوا ﻤن ﺨﺎرج أرض‬

‫ﻤﺼر ﻟذﻟك إﻟﺘﻘﻰ ﺒﻬم " ﻓﺄﺘﻰ إﺨوة ﻴوﺴﻴ وﺴﺠدوا ﻟﻪ ﺒوﺠوﻫﻬم ﻋﻠﻰ اﻷرض " ) ﺘك ‪: 42‬‬

‫‪ ( 6‬وﻤن ﻫﻨﺎ ﺒدأت اﻟﻠﻘﺎءات ﺘﺘﻛرر �ﺴﺒب إﻫﺘﻤﺎﻤﻪ اﻟﺸدﻴد ﺒﻬم‪0‬‬

‫ﺠـ‪ -‬كﻴﻴ �ﺄﺨذ ﻴوﺴﻴ ﺒﻬﺎﺌم اﻟ�ﻼد ﻤﻘﺎﺒﻞ اﻟﻘﻤﺢ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي إﻤﺘﻨﻌت ﻓ�ﻪ اﻷرض‬

‫ﻤن أن ﺘطﻠق اﻟﻌﺸب ﻤن ﺠوﻓﻬﺎ ) ﺘك ‪ ( 16 : 47‬؟ ) ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ – اﻟﺘوراة كﺘﺎب ﻤﻘﱠدس‬ ‫أم ﺠﻤﻊ ﻤن اﻷﺴﺎطﻴر ص ‪0( 161 ، 160‬‬

‫ج ‪ :‬ﺤﻘﺎً كﺎﻨت ﻫﻨﺎك ﻤﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ أرض ﻤﺼر ‪ ،‬وﻟﻛن أﻴﻬﻤﺎ أﻗدر ﻋﻠﻰ إﻋﺎﻟﺔ ﻫذﻩ اﻟﺒﻬﺎﺌم ‪،‬‬ ‫ﻫﻞ ﻴوﺴﻒ اﻟﻤﺘﺴﻠط ﻋﻠﻰ أرض ﻤﺼر أم ﺸﻌب ﻤﺼر اﻟﻤﻔﺘﻘر ﻟﻠﻐذاء ؟! ﻟذﻟك كﺎﻨت ﺤكﻤﺔ‬

‫ﻤن ﻴوﺴﻒ أن �ﻘﺘﻨﻲ ﺒﻬﺎﺌم ﻤﺼر ﻟﻴﻨﻘذﻫﺎ ﻤن اﻟﻨﻔوق‪0‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪153‬‬

‫‪- 527 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪521‬‬


‫س‪ : 544‬أ – ﻫﻞ إﺴﺘﺨدم ﻴوﺴﻴ اﻟﻤكر واﻟﺨداع ﻤﻊ إﺨوﺘﻪ ﻋﻨدﻤﺎ أﻤر أن �ﻤﻸ‬

‫أوﻋﻴﺘﻬم ﻗﻤﺤﺎً وﺘرد ﻓﻀﺔ كﻞ واﺤد إﻟﻰ ﻋدﻟﻪ ) ﺘك ‪ ( 25 : 42‬ﺜم كﻴﻴ �ﻘوﻝ أن ﷲ‬

‫أﻋطﺎﻫم كﻨ اًز ﻓﻲ ﻋداﻟﻬم ) ﺘك ‪ ( 23 : 43‬ﺜم إﺴﺘﺨدم اﻟﺨداع أ�ﻀﺎً ﻋﻨدﻤﺎ أﻤر‬

‫ﺒوﻀﻊ ﻓﻀﺔ كﻞ واﺤد ﻓﻲ ﻋدﻟﻪ ‪ ،‬وطﺎس اﻟﻘﻀﺔ ﻓــﻲ ﻋدﻝ ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن ) ﺘك ‪( 1 : 44‬‬ ‫؟‬

‫�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ ﻋن إﺨوة ﻴوﺴﻒ " ﻟﻤﺎ أرادوا إﻋﺎدة ﻨﻘود اﻟﻘﻤﺢ اﻷوﻝ ‪ ،‬رﻓض ﻴوﺴﻒ‬

‫أن �ﺄﺨذﻫﺎ ﻤؤكداً أن ﺤﺴﺎ�ﺎت ﺼﻨدوﻗﻪ كﺎﻤﻠﺔ ﻻ ﻨﻘص ﻓﻴﻬﺎ وﻗﺎﻝ ‪ :‬ﻴﺒدو أن ﻴﻬوﻩ ﻫو ﻤن‬

‫وﻀﻊ ﻟﻛم اﻟﻨﻘود ﻓﻲ اﻷﻛ�ﺎس ‪ 00‬ﻓﻴوﺴﻒ ﻟم �كن �ﻌﻴداً ﻋن اﻟﻤكر واﻟﺨداع ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻤن‬ ‫طﻴﺒﺘﻪ وﺤﺴن طو�ﺘﻪ‪ 0‬إذ ﺒﻴﻨﻤﺎ كﺎن إﺨوﺘﻪ �ﺄﻛﻠون و�ﺸر�ون و�ﻤرﺤون أﻤر ﺨﺎدﻤﻪ أن �ﻀﻊ‬ ‫كﺄﺴﻪ اﻟﻔﻀ�ﺔ اﻟراﺌﻌﺔ ﺒﻴن أﺸ�ﺎء ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن " )‪0(1‬‬ ‫‪F54‬‬

‫ج ‪ :‬ﻟﻘد ﻓﻌﻞ ﻴوﺴﻒ ﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻟ�ﻘود إﺨوﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﺘو�ﺔ ﻋﻤﺎ ﻓﻌﻠوﻩ �ﻪ ‪ ،‬و�ﻘوﻝ ﻗداﺴﺔ اﻟ�ﺎ�ﺎ‬ ‫ﺸﻨودة اﻟﺜﺎﻟث ﻋن ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻴوﺴﻒ ﻤﻊ إﺨوﺘﻪ " إﻨﻪ كﺎن ﻴﺘﺼرف ﺒﺠﻔﺎء ﻤن اﻟﺨﺎرج ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ‬

‫كﺎن ﻗﻠ�ﻪ داﺨﻠﻪ ﻤﻤﻠوء ﺤ�ﺎً ‪ 00‬وكﺎن ﻴﺘﺄﺜر أﺤ�ﺎﻨﺎً ﻤن ﻤذﻟﺘﻬم ‪ ،‬و��كﻲ ‪ 0‬كﺎن �ﻘﺴو ﻋﻠﻰ‬

‫إﺨوﺘﻪ ظﺎﻫر�ﺎً ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻟم ﺘﻛن اﻟﻘﺴوة ﻤن ط�ﻌﻪ ‪ 0‬وﻫذﻩ اﻟﻘﺴوة اﻟظﺎﻫر�ﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻗﺎدﺘﻬم إﻟﻰ‬ ‫إدراك ﺨطﺎ�ﺎﻫم اﻟﺴﺎ�ﻘﺔ واﻟﻨدم ﻋﻠﻴﻬﺎ‪0‬‬

‫ﺤﺘﻰ أﻨﻪ ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻬم " ﺠواﺴ�س أﻨﺘم ‪ 0‬ﺠﺌﺘم ﻟﺘﻛﺘﺸﻔوا اﻷرض ‪ 00‬إﺤﻀروا‬

‫إﻟﻲ ﻓﻴﺘﺤﻘق كﻼﻤكم " ) ﺘك ‪ 00 ( 20 – 9 : 42‬ﺤﻴﻨﺌذ ﻗﺎﻟوا �ﻌﻀﻬم ﻟ�ﻌض‬ ‫أﺨﺎﻛم اﻟﺼﻐﻴر ﱠ‬ ‫‪:‬‬

‫" ﺤﻘﺎً إﻨﻨﺎ ﻤذﻨﺒون إﻟﻰ أﺨﻴﻨﺎ ‪ ،‬اﻟذي رأﻴﻨـﺎ ﻀ�ﻘﺔ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ إﺴﺘرﺤﻤﻨﺎ وﻟم ﻨﺴﻤﻊ‬

‫‪ 0‬ﻟذﻟك ﺠﺎءت ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻫذﻩ اﻟﻀ�ﻘﺔ " " وأﺠﺎﺒﻬم رأو�ﻴن ﻗﺎﺌﻼً ‪ :‬أﻟم أﻛﻠﻤكم ﻗﺎﺌﻼً ‪ :‬ﻻ ﺘﺄﺜﻤوا‬ ‫�ﺎﻟوﻟد ‪ ،‬وأﻨﺘم ﻟم ﺘﺴﻤﻌوا ‪ 0‬ﻓﻬوذا دﻤﻪ ُ�طﻠب " ) ﺘك ‪0( 23 – 21 : 42‬‬

‫" ﻓﺘﺤوﻝ ﻴوﺴﻴ ﻋﻨﻬم و�كﻰ " ) ﺘك ‪ ( 23 : 42‬ﻫكذا كﺎن ﻗﻠ�ﻪ اﻟرﻗﻴق اﻟﺤﺴﺎس ‪،‬‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻤن كﻼﻤﻪ ﻤﻌﻬم ﺒﺠﻔﺎء ‪ 00‬كﺎن �كﺎؤﻩ ﺤ�ﺎً وﺘﺄﺜ اًر ‪ 00‬إﻨﻪ ﻟم ِ‬ ‫ﻴ�ك ﺤﻴﻨﻤﺎ أُﻟﻘﻲ ﻓﻲ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪155‬‬

‫‪- 528 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪522‬‬


‫اﻟﺒﺌر ‪ ،‬وﺤﻴﻨﻤﺎ ﺒ�ﻊ ﻋﺒداً ‪ 0‬وﻟم ِ‬ ‫ﻴ�ك ﺤﻴﻨﻤﺎ أُﺘﻬم ظﻠﻤﺎً ‪ ،‬وأُﻟﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺠن ﺒدون ﺘﺤﻘﻴق ‪،‬‬

‫وطﺎﻟت ﻤدﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺠن ‪ 00‬ﻟﻛﻨﻪ �كﻰ ﺤﻴﻨﻤﺎ رأى إﺨوﺘﻪ ﻤذﻟوﻟﻴن ﻗداﻤﻪ ‪ ! 00‬ﺤﻘﺎً إﻨﻪ ﻫو‬

‫اﻟذي أذﻟﻬم ‪ 0‬وﻟﻛﻨﻪ ﻓﻲ اﻟداﺨﻞ كﺎن ﻋطوﻓﺎً ﻋﻠﻴﻬم و�ﻘودﻫم إﻟﻰ اﻟﺘو�ﺔ‪0‬‬

‫إﺨوﺘﻪ ﻟم ﻴﺘﻤكن أﺒوﻫم ﻓﻲ ﺘر�ﻴﺘﻬم كﻤﺎ ﻴﻨ�ﻐﻲ ‪ ،‬ﻓﺘوﻟﻰ ﻴوﺴﻒ ﺘر�ﻴﺘﻬم ‪ ،‬وﻨﺠﺢ ﻓﻲ‬

‫ذﻟك ‪ 0‬كﺎن �ﺴو�ﻬم ﻋﻠﻰ ﻨﺎر ﻫﺎدﺌﺔ ‪ ،‬وﻫﺎدﻓﺔ ‪ 00‬وﻟﻤﻌرﻓﺘﻪ �ط�ﺎﻋﻬم وﺨﺒرﺘﻪ ﺒﻬم ‪ ،‬كﺎن ﻴرى‬

‫أﻨﻪ ﻟو ﺴﻠك ﻤﻌﻬم �ﺎﻟﻠﻴن ﻋﻠﻰ طوﻝ اﻟﺨط ‪ ،‬ﻟن �ﺼﻞ إﻟﻰ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﻌﻬم ‪ 0‬وﻗد ﻻ ﻴرى أﺨﺎﻩ‬

‫ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن ‪ ،‬وﻻ ﻴرى أ�ﺎﻩ أ�ﻀﺎً ‪ 00‬وﻟﻛﻨﻪ ﻓﻲ ﺤكﻤﺔ إﺴﺘطﺎع أن ﻴذ ّكرﻫم �ﺼورة ﻤﺎ ﻓﻌﻠوﻩ ﻤن‬ ‫ﻗﺒﻞ ‪ 00‬أوﻟﺌك اﻟذﻴن �كﻞ إﺴﺘﻬﺎﻨﺔ أﻟﻘوﻩ ﻓـﻲ اﻟﺒﺌ ـر ‪ ،‬وﺠﻠﺴوا �ﺄﻛﻠون و�ﺘﻛﻠﻤون ‪ ) ! 00‬ﺘك ‪37‬‬

‫‪00 ( 25 ، 24 :‬‬

‫ٕواذ كﺎﻨوا �ﻔرﻏون ﻋداﻟﻬم ‪ ،‬إذا ﺼرة كﻞ واﺤد ﻓﻲ ﻋدﻟﻪ ) ﺘك ‪ 00 ( 35 : 42‬ﻫذا‬

‫ﻤﺎ كﺎن ﻓﻌﻠﻪ ﻴوﺴﻒ ‪ 00‬ﻓﺨﺎﻓوا‪ 0‬ﻤﺎ كﺎﻨوا �ﻌرﻓون اﻟﺤب ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻗﺎدﻫم ﻴوﺴﻒ ﺒواﺴطﺔ اﻟﺨوف‬ ‫‪00‬‬ ‫ﺤﻴﻠﺔ أﺨرى دﺒرﻫﺎ ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬ﻗﺒﻞ أن �ﺼرﻓﻬم ‪ ،‬كﺎن ﻗد وﻀﻊ كﺄﺴﻪ ﻓﻲ أﻤﺘﻌﺔ ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن‬

‫‪ 0‬و�ﻌد إﻨﺼراﻓﻬم أرﺴﻞ وراءﻫم ﻤن �ﻔﺘﺸﻬم ‪ 0‬ﻓﺘﻌﺠﺒوا ﻤن إﺘﻬﺎﻤﻬم �ﺴرﻗﺔ ﺸﺊ �ﻌد أن أﻋﺎدوا‬

‫اﻟﻔﻀﺔ ﻤن ﻗﺒﻞ ‪ 00‬وﻗﺎﻟوا ‪ :‬ﻤن ﻴوﺠد ﻤﻌﻪ ﺸﺊ �ﻤوت ‪ ،‬وﻨﺤن ﻨﺼﻴر ﻋﺒﻴداً ﻟﺴﻴدي ‪ 0‬وﻟﻤﺎ‬ ‫ُوﺠد كﺄس ﻴوﺴﻒ ﻓﻲ أﻤﺘﻌﺔ ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن ‪ ،‬ﻤزﻗوا ﺜ�ﺎﺒﻬم ‪ 00‬ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻴﻬوذا ‪ :‬ﻤﺎذا ﻨﻘوﻝ ﻟﺴﻴدي ؟‬ ‫و�ﻤﺎذا ﻨﺘﺒرر ؟! ﷲ ﻗد وﺠد إﺜم ﻋﺒﻴدك ‪0(1) " 00‬‬ ‫‪F5‬‬

‫س‪ : 545‬أ – كﻴﻴ �ﻘوﻝ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن أن اﻟﻤﺠﺎﻋﺔ ﻋﻤـت ﻤﺼـر وأرض كﻨﻌﺎن ) ﺘك‬

‫‪ ( 2 ، 1 : 42 ، 57 : 41‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ �ﻌﻘوب ﻷوﻻدﻩ أن �ﺄﺨذوا ﻤن ﺨﻴرات اﻷرض‬

‫ﻫد�ﺔ ﻟﻴوﺴﻴ ) ﺘك ‪ ( 22 ، 21 : 43‬؟‬

‫ج ‪ :‬ﻗﺎﻝ أﺒوﻨﺎ �ﻌﻘوب ﻷوﻻدﻩ ﻓﻲ اﻟﻤرة اﻟﺜﺎﻨ�ﺔ " ﺨذوا ﻤن أﻓﺨر ﺠﻨﻲ اﻷرض ﻓﻲ أوﻋﻴﺘﻛم‬ ‫ٕواﻨزﻟوا ﻟﻠرﺠﻞ ﻫد�ﺔ ‪ 0‬ﻗﻠ�ﻼً ﻤن اﻟﺒﻠﺴﺎن وﻗﻠ�ﻼً ﻤـن اﻟﻌﺴﻞ وكﺜﻴراء وﻻذﻨﺎً وﻓﺴﺘﻘﺎً وﻟو اًز " )‬ ‫ﺘك ‪ 00 ( 12 ، 11 : 43‬ﻟﻘد كﺎﻨت اﻟﻤﺠﺎﻋـﺔ �ﺴﺒب ﻨﻘص اﻟﻘﻤﺢ و�ﻘ�ﺔ اﻟﺤﺒوب ‪ ،‬أﻤﺎ‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺄﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﺹ ‪97 – 95‬‬

‫‪- 529 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪523‬‬


‫اﻟﺒﻠﺴﺎن واﻟﻔﺴﺘق واﻟﻠوز ﻓﻬﻲ ﻤن إﻨﺘﺎج اﻷﺸﺠﺎر اﻟﺘﻲ ﻟم ﺘﺘﺄﺜر �ﻘﻠﻪ اﻷﻤطﺎر‪ 0‬ﻻﺤظ أ�ﻀﺎً‬

‫ﻗوﻝ أﺒوﻨﺎ �ﻌﻘوب " ﻗﻠ�ﻼً " ﻤﻤﺎ ﻴؤ�د ﻗﻠﺔ اﻟﻤﺘﺎح ﻤن ﻫذﻩ اﻟﺜﻤﺎر أ�ﻀﺎً‪0‬‬

‫ب‪ -‬ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻴوﺴﻴ ﻟﻠﻘﺎﺌم ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺘﻪ " ﻗم واﺴﻊ وراء اﻟرﺠﺎﻝ وﻤﺘﻰ أدركﺘﻬم ﻓﻘﻞ‬ ‫ﻟﻬم ﻟﻤﺎذا ﺠﺎز�ﺘم ﺸ اًر ﻋوﻀﺎً ﻋن ﺨﻴر " ) ﺘك ‪ ( 4 : 44‬ﻫﻞ ﺴﻘط ﻤن ﻫذﻩ اﻵ�ﺔ ِﻟ َم‬ ‫ﺴرﻗﺘم طﺎﺴﻲ ؟‬ ‫ج ‪ :‬ﻟم �ﺴﻘط ﻤن ﻫذﻩ اﻵ�ﺔ ﻋ�ﺎرة " ِﻟ َم ﺴرﻗﺘم طﺎﺴﻲ ؟ " ﻷن ﻫذا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻤﻔﻬوم ﻤن اﻵ�ﺔ‬ ‫اﻟﺘﺎﻟ�ﺔ ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻬم " أﻟ�س ﻫذا ﻫو اﻟذي �ﺸرب ﺴﻴدي ﻓ�ﻪ ‪ 0‬وﻫو ﻴﺘﻔﺎءﻝ �ﻪ ‪ 0‬أﺴﺄﺘم‬

‫ﻓ�ﻤﺎ ﺼﻨﻌﺘم " ) ﺘك ‪ ( 5 : 44‬ﻓﺎﻟﻤﻘﺼود �ﺎﻟذي �ﺸرب ﻴوﺴﻒ ﻓ�ﻪ ﻫو طﺎس اﻟﻔﻀﺔ ‪ ،‬اﻟذي‬

‫أﻤر ﻴوﺴﻒ ﺒوﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﻋدﻝ ﺒﻨ�ﺎﻤﻴـن " وطﺎﺴﻲ طﺎس اﻟﻔﻀﺔ ﺘﻀﻊ ﻓﻲ ﻓم ﻋدﻝ اﻟﺼﻐﻴر " )‬

‫ﺘك ‪ٕ ( 2 : 44‬واﺨوة ﻴوﺴﻒ ﻓﻬﻤوا ذﻟك ‪ ،‬وﻟﻬذا ﻗﺎﻟوا ﻟﻠرﺴوﻝ " ﻓﻛﻴﻴ ﻨﺴرق ﻤن ﺒﻴت ﺴﻴدك‬ ‫ﻓﻀﺔ أو ذﻫ�ﺎً ‪ 0‬اﻟذي ﻴوﺠد ﻤﻌﻪ ﻤن ﻋﺒﻴدك �ﻤوت " ) ﺘك ‪0( 9 ، 8 : 44‬‬

‫ﺠـ‪ -‬كﻴﻴ �ﺴﺄﻝ ﻴوﺴﻴ إﺨوﺘﻪ ﻋن ﺴﻼﻤﺔ إﺒ�ﻪ أوﻻً ﺜم ﻋن ﺤ�ﺎﺘﻪ ﺜﺎﻨ�ﺔ ) ﺘك ‪: 43‬‬ ‫‪ ( 27‬؟ أﻟم �كن ﻤن اﻟﻤﻔروض أن �ﺴﺄﻝ أوﻻً ﻋﻤﺎ إذا كﺎن ﺤ�ﺎً ‪ ،‬ﺜم �ﺴﺄﻝ ﺜﺎﻨ�ﺔ ﻋﻤﺎ‬ ‫إذا كﺎن ﺴﺎﻟﻤﺎً ﻴﺘﻤﺘﻊ �ﺼﺤﺘﻪ ؟‬

‫ج ‪� :‬ﻘوﻝ ﻨ�ﺎﻓﺔ اﻟﻤﺘﻨ�ﺢ اﻷﻨ�ﺎ إ�ﺴﻴذوروس " �ظن اﻟﻘﺎرئ ﻋﻨد ﺘﺄﻤﻠﻪ ﻋ�ﺎرة ﻴوﺴﻒ اﻟﺘﻲ‬ ‫ﺘﺘﻀﻤن اﻟﺴؤاﻝ ﻋن واﻟدﻩ ) أﺴﺎﻟم أﺒوكم أﺤﻲ ﻫو �ﻌد ؟ ( إﻨﻬﺎ ﻤﻌكوﺴﺔ اﻟﻨظﺎم ‪ ،‬وﺤﻘﻪ أن‬

‫�ظن ذﻟك ﻷﻨﻬﺎ ﻏﻴر ﻤﺄﻟوﻓﺔ اﻵن وﻏﻴر ﻤﺼطﻠﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓكﺎن ﺤﺴب اﻟﻨظﺎم واﻟﺘرﺘﻴب أن �ﻘوﻝ‬

‫) أﺤﻲ أﺒوكم أﺴﺎﻟم ﻫو �ﻌد ؟ ( �ﻌﻨﻲ ﻫﻞ ﻫو ﺤﻲ وﻫﻞ ﺼﺤﺘﻪ ﺠﻴدة ؟ وﻟﻛن ﻤن وﻗﻒ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻋﺎدات اﻟﻘوم ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﺼر ٕواﺼطﻼﺤﺎﺘﻬم ﺘﺄﻛد أن ﻴوﺴﻒ ﺠرى ﻓﻲ كﻼﻤﻪ ﻫذا ﻤﺠرى ﻗوم‬ ‫ﻋﺼرﻩ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺜﺎر ﻋﺜروا ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺎر�ر ﻤكﺘو�ﺔ ﻓﻲ ﻋﺼر ﻓرﻋون اﻟذي ﺨرج ﻤوﺴﻰ‬

‫وﻗوﻤﻪ ﻤن ﻤﺼر ﻓﻲ ﻋﺼرﻩ ‪ ،‬ﺘﺨﺎطب ﺒﻬﺎ ﺴﻴدة ﻤﺼر�ﺔ ﻤﺘﻐر�ﺔ ﻓﻲ ﺴور�ﺎ ﺼد�ﻘﺎﺘﺎ ﻓﻲ‬ ‫وطﻨﻬﺎ ‪ ،‬وﻤن ﻗوﻟﻬﺎ ﻟﻬن ) أﻨﺎ ﺴﺎﻟﻤﺔ ﺤ�ﺔ ( وأ�ﻀﺎً ﻤن ﺠواب ﺼد�ﻘﺎﺘﻬﺎ ) ﺠﻼﻟﺔ ﻤﻠوكﺎﻨﻴﺘﻪ‬

‫‪- 530 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪524‬‬


‫ﻓﻲ ﺼﺤﺔ ﺠﻴدة ﻫو ﺤﻲ ( " )‪0(1‬‬ ‫‪F56‬‬

‫س‪� : 546‬ﻌد أن ﻗﺎﻝ اﻟرب ﻟ�ﻌﻘوب " ﻻ ُﻴدﻋﻰ إﺴﻤـك ﻓ�ﻤﺎ �ﻌد �ﻌﻘوب ﺒﻞ إﺴراﺌﻴﻞ "‬ ‫) ﺘك ‪ ( 28 : 32‬كﻴﻴ �ﻌود و�دﻋــوﻩ �ﺎﺴـم �ﻌﻘوب وﻟ�س إﺴراﺌﻴﻞ " �ﻌﻘوب �ﻌﻘوب "‬

‫) ﺘك ‪ ( 2 : 46‬؟ ﻫﻞ ﻨﺴﻰ اﻟرب اﻹﺴم اﻟﺠدﻴد ﻟﻨﺒ�ﻪ اﻟذي إﺨﺘﺎرﻩ ﻫو ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻟﻪ ؟‬

‫‪ 00‬أم ﻫﻞ �ﺤﺘﺎج اﻟرب ﻟﻠﻨزوﻝ ﻤرة أﺨرى ﻟﻠدﺨوﻝ ﻓﻲ ﻤﺼﺎرﻋﺔ ﻤﻊ �ﻌﻘوب ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز‬ ‫ﺠـ ‪ 1‬س‪0( 317‬‬

‫ج ‪� -1 :‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " كﺎن ﷲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻤوﻗﻒ ﻤﻊ �ﻌﻘوب �ﺸﺠﻌﻪ‬

‫ﻷﻨﻪ كﺎن ﺨﺎﺌﻔﺎً ﻤن اﻟﻨزوﻝ إﻟﻰ ﻤﺼر ‪ ،‬ﻓﺄراد ﷲ أن ُﻴذ ّكرﻩ �ﻌﻨﺎﻴﺘﻪ �ﻪ ﻓﻲ ﺠﻤ�ﻊ رﺤﻼﺘﻪ‬ ‫اﻟﺴﺎ�ﻘﺔ ‪ ،‬وﺘﻠك اﻟرﺤﻠﺔ اﻟﺨطرة اﻟﺘﻲ ﻏﻴﱠر إﺴﻤﻪ ﻗرب ﻨﻬﺎﻴﺘﻬﺎ ﻋﻨدﻤﺎ ﺼﺎرﻋﻪ ﺤﺘﻰ ﻤطﻠﻊ اﻟﻔﺠر‬

‫‪ ،‬وﻟﻬذا ﻨﺎداﻩ ﺒﺈﺴﻤﻪ اﻟﻘد�م ‪ 0‬ﻫذا ﻤﻊ ﻤﻼﺤظﺔ أن كﺜﻴر ﻤن اﻟﻨﺎس �ﺴﺘﺨدﻤون أﺴﻤﺎءﻫم‬

‫اﻟﺠدﻴد ﻤﻊ أﺴﻤﺎءﻫم اﻟﻘد�ﻤﺔ ﻷﻨﻬﺎ أﺴﻤﺎءﻫم اﻟﺘﻲ ُوﻟدوا ﻓﻴﻬﺎ ‪ 0‬أي أن اﻷﺴﻤﺎء ﺘﻀﺎف أﺤ�ﺎﻨﺎً‬ ‫وﻻ ﺘﻠﻐﻰ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪� -2‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎرﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " إن اﻹﺴم اﻟﺠدﻴد ﻻ ﻴﻠﻐﻲ اﻟﻘد�م ‪،‬‬

‫وﷲ ﻗد أﻋطﺎﻩ إﺴﻤﺎً ﺠدﻴداً ﻟ�ظﻬر ﻤكﺎﻨﺘﻪ ﻟد�ﻪ ﻋﻠﻰ ﻤدى اﻷﺠ�ﺎﻝ ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎً �ﺄن ﻤﺜﻞ ﻫذا ﺤدث‬

‫ﻤن اﻟرب �ﺴوع ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻓﻬو �ﻌد أن أطﻠق إﺴم " �طرس " ﻋﻠﻰ ﺴﻤﻌﺎن ) ﻴو ‪ ( 42 : 1‬ﻋﺎد‬ ‫ودﻋﺎﻩ " ﺴﻤﻌﺎن ﺴﻤﻌﺎن " ) ﻟو ‪ ] " ( 31 : 22‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‬

‫‪ -3‬ﺘﻘوﻝ اﻟدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤﺎ " إﺴراﺌﻴﻞ ﻫو اﻹﺴم اﻟﺠدﻴد ﻟ�ﻌﻘوب ﻤن ﷲ ‪ ،‬وﻟﻛن أﺤ�ﺎﻨﺎً‬ ‫�ﻌود ﷲ ﻟﻴﻨﺎدي �ﺎﻹﺴم اﻟﻘد�م ‪ُ ،‬ﻟﻴذ ّكرﻩ إﻨﻪ كﺎن ﻀﻌ�ﻔﺎً وﺨﺎﺌﻔﺎً ﻤن أﺨ�ﻪ ﻋ�ﺴو وظﻬر ﻟﻪ وﻗوى‬

‫إ�ﻤﺎﻨﻪ ‪ 00‬ﻓﻴﺘذكر �ﻌﻘوب ﻋﻤﻞ ﷲ ﻤﻌﻪ ‪ ،‬ﻓﻴﺘﺸدد و�ﺘﻘوى و�ﻨزﻝ إﻟﻰ ﻤﺼر واﺜﻘﺎً أن ﷲ‬ ‫ﺴ�كون ﻤﻌﻪ " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫ب‪ -‬كﻴﻴ �ﻘوﻝ ﷲ ﻟ�ﻌﻘوب " أﻨﺎ أﻨزﻝ ﻤﻌك إﻟﻰ ﻤﺼر وأﻨﺎ أﺼﻌدك أ�ﻀﺎً " ) ﺘك ‪46‬‬

‫‪ ( 4 :‬ﺒﻴﻨﻤﺎ �ﻌﻘوب ﻤﺎت ﻓﻲ ﻤﺼر ) ﺘك ‪ ( 33 : 49‬؟‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺹ ‪506‬‬

‫‪- 531 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪525‬‬


‫ج ‪ :‬أﺼﻌد ﷲ �ﻌﻘوب كﺸﻌب ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ﻤن ﻤﺼر ‪ ،‬وﻫذا ﺘﺤﻘق ﺒﻴد ﻗو�ﺔ وذراع رﻓ�ﻌﺔ‪0‬‬ ‫كﻤﺎ ﺴﺒـق وأﺼﻌد ﺠﺴد �ﻌﻘوب ﻤن ﻤﺼر ُﻟﻴدﻓن ﻓﻲ ﻤﻐﺎرة اﻟﻤكﻔﻠ�ﺔ �كراﻤﺔ ﻋظ�ﻤﺔ ‪ ،‬وﻟم ُﻴدﻓن‬ ‫ﻓﻲ ﻤﺼر ‪ ،‬ﻷن ﻴوﺴﻒ اﻟﺼدﻴق إﻟﺘﻤس ﻤن ﻓرﻋون ﻗﺎﺌﻼً " أﺼﻌد ﻷدﻓن أﺒﻲ وأرﺠﻊ ‪ 0‬ﻓﻘﺎﻝ‬

‫ﻓرﻋون إﺼﻌد ٕوادﻓن أ�ﺎك كﻤﺎ أﺴﺘﺤﻠﻔك " ) ﺘك ‪0 ( 6 ، 5 : 50‬‬

‫س‪ : 547‬كﻴﻴ �ﻘوﻝ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن أن ﻋدد ﺒﻨو ﻟﻴﺌﺔ ‪ 33‬ﻨﻔﺴﺎً ‪ ،‬ﻤﻊ أﻨﻬم ﻤﻊ دﻴﻨﺔ‬ ‫ﻴﺒﻠﻐون ‪ 34‬ﻨﻔﺴﺎً ؟‬ ‫ج ‪ -1 :‬أﻀﺎف ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن إﺴم �ﻌﻘوب إﻟﻰ أﺒﻨﺎء ﻟﻴﺌﺔ اﻟﺴﺘﺔ وأﺤﻔﺎدﻩ ﻤن أﺒﻨﺎء ﻟﻴﺌﺔ ﻓﻘﺎﻝ "‬

‫وﻫذﻩ أﺴﻤﺎء ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ اﻟذﻴن ﺠﺎءوا إﻟﻰ ﻤﺼر ‪� 0‬ﻌﻘوب و�ﻨوﻩ " ) ﺘك ‪ ( 8 : 46‬ﻓﻘد وﻀﻊ‬ ‫إﺴم �ﻌﻘوب ﻤﻊ ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻋﻨدﻤﺎ ذكر اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت اﻟﺜﻼث اﻷﺨرى ﻟم �ﻀﻒ‬

‫إﺴم �ﻌﻘوب ‪ ،‬ﻓكﺎن أﺴﻤﺎء أﺒﻨﺎء زﻟﻔﺔ وأﺤﻔﺎدﻫﺎ ‪ 16‬ﻨﻔﺴﺎً ‪ ،‬وأﺒﻨﺎء راﺤﻴﻞ وأﺤﻔﺎدﻫﺎ ‪ 14‬ﻨﻔﺴﺎً ‪،‬‬ ‫وأﺒﻨﺎء ﺒﻠﻬﺔ وأﺤﻔﺎدﻫﺎ ﺴ�ﻌﺔ أﻨﻔس‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻋدد أﺒﻨﺎء ﻟﻴﺌﺔ وأﺤﻔﺎدﻫﺎ ‪ + 33‬دﻴﻨﺔ وﻤﻌﻬم �ﻌﻘوب = ‪ 35‬ﻨﻔﺴﺎً‪0‬‬ ‫‪ -3‬ذكر اﻟﺴﻔر ﻓﻲ ﻨﻔس اﻟﻤوﻀﻊ أن " ﻋﻴروأوﻨﺎن " إﺒﻨﻲ ﻴﻬوذا ﻤﺎﺘﺎ ﻓﻲ أرض كﻨﻌﺎن "‬

‫وأﻤﺎ ﻋﻴر وأُوﻨﺎن ﻓﻤﺎﺘﺎ ﻓﻲ أرض كﻨﻌﺎن " ) ﺘك ‪0( 12 : 46‬‬

‫إذاً ﻋدد اﻟذﻴن ﺠﺎءوا إﻟﻰ ﻤﺼر ﻤن أﺒﻨﺎء ﻟﻴﺌﺔ ٕواﺒﻨﺘﻬﺎ دﻴﻨﺔ وﻤﻌﻬم �ﻌﻘوب = ‪) 2 – 35‬‬ ‫ﻋﻴر وأوﻨﺎن ( = ‪ 33‬ﻨﻔﺴﺎً ‪ ،‬وﻫذا ﻴﺘﻔق ﻤﻊ ﻗوﻟﻪ أن " اﻟذﻴن ﺠﺎءوا إﻟﻰ ﻤﺼر ‪ 00‬ﺠﻤ�ﻊ‬ ‫ﻨﻔوس ﺒﻨ�ﻪ و�ﻨﺎﺘﻪ ﺜﻼث وﺜﻼﺜون " ) ﺘك ‪0( 15 ، 8 : 46‬‬

‫س‪ : 548‬أ – ﻫﻞ كﺎن ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن وﻗت دﺨوﻝ ﻤﺼر ﻏﻼﻤﺎً ﺼﻐﻴ اًر ﻻ �ﻘوى ﻋﻠﻰ ﻤﻔﺎرﻗﺔ‬

‫أﺒ�ﻪ ) ﺘك ‪ ( 22 : 44‬أم أﻨﻪ كﺎن رب ﻋﺎﺌﻠﺔ ﻟﻪ ﻋﺸرة أﺒﻨﺎء ) ﺘك ‪ ( 21 : 46‬؟‬

‫�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ﻓﺎﻟﺘوراة ﺘﺘﺤدث ﻋن ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن كﻤﺎ ﻋن طﻔﻞ ﺼﻐﻴر ﻟم ﻴﺘﺠﺎوز أﻋوام‬

‫اﻟطﻔوﻟﺔ ‪ 0‬وﻟﻛن إذا ﻋدﻨﺎ إﻟﻰ ﻗﺼﺔ وﻻدﺘﻪ اﻟﺘﻲ كﻠﻔت راﺤﻴﻞ ﺤ�ﺎﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻻﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أن ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن‬

‫ﻟم �كن أﺼﻐر ﻤن ﻴوﺴﻒ �ﺄﻛﺜر ﻤن أر�ﻊ أو ﺨﻤس ﺴﻨوات ‪ 00‬إن ﻴوﺴﻒ كﺎن ﻓﻲ ﺤواﻟﻲ‬ ‫اﻷر�ﻌﻴن ﻤن ﻋﻤرﻩ ‪ ،‬ﻋﻨدﻤﺎ ُو ِﺠد إﺨوﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﺼر ‪ 0‬أﻤﺎ ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن اﻟﺼﻐﻴر ‪ ،‬ﻓكﺎن ﻗد إﺒﺘﻌد‬ ‫‪- 532 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪526‬‬


‫كﺜﻴ اًر ﻋـن ﺴـن اﻟطﻔوﻟﺔ ‪ ،‬ﻟﻛـن اﻟﺘوراة ﻀﻌ�ﻔﺔ ﺠداً ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﺤﺴﺎب ‪ ،‬وﻫﻨﺎ ﻤﻘﺘﻠﻬﺎ " )‪0(1‬‬ ‫‪F57‬‬

‫ج ‪� -1 :‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت كﺎن ﻴوﺴﻒ ﻓﻲ ﺤواﻟﻲ اﻷر�ﻌﻴن‬ ‫ﻤن ﻋﻤرﻩ ‪ ،‬وﻟم �كن ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن �ﺼﻐرﻩ �كﺜﻴر ‪ ،‬كﻤﺎ كﺎن رب ﻋﺎﺌﻠﺔ ‪ 0‬أﻤﺎ كﻠﻤﺔ ﺼﻐﻴر ) ﺘك‬

‫‪ ( 20 : 46‬ﻓﻬﻲ ﺘﻌﺒﻴر ﺸرﻗﻲ �ﻌﺒر ﻋن ﺸﺨص �ﺼﻐر اﻟﻤﺘﻛﻠم ‪ ،‬ﻷﻨﻪ كﺎن أﺼﻐر أﺒﻨﺎء‬

‫�ﻌﻘوب ‪ 0‬وﻟﻌﻞ ﻨدم أﺒﻨﺎء �ﻌﻘوب ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻤﻠﺘﻬم اﻟﻘﺎﺴ�ﺔ ﻷﺨﻴﻬم ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬دﻓﻌﻬم إﻟﻰ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ‬ ‫ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن ﺒرﻗﺔ وﻋطﻒ ‪ ،‬ﻓﺼﺎر ﻤوﻀﻊ إﻫﺘﻤﺎم أﺒ�ﻪ ٕواﺨوﺘﻪ ‪ ،‬وﻻ ﺸك ﻓﻲ أن ذﻟك كﺎن �ﺤظﻰ‬

‫ﺒرﻀﻰ أﺒﻴﻬم �ﻌﻘوب " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -2‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎرﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " اﻟﻘوﻝ ﻋن ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن أﻨﻪ ﻏﻼم وﻻ‬

‫�ﻘوى ﻋﻠﻰ اﻟ�ﻌد ﻋن أﺒ�ﻪ ﻟ�س ﻫو ﻗوﻝ اﻟوﺤﻲ اﻹﻟﻬﻲ ‪ ،‬ﺒﻞ ﻫو ﻗوﻝ إﺨوﺘﻪ ‪ ،‬وﻫم ﻟم �كوﻨوا‬ ‫ﺼﺎدﻗﻴن ﻓ�ﻤﺎ ﻗﺎﻟوا ‪ ،‬ﺤﻴث أﻨﻪ كﺎن ﻟﻪ ﻨﺴﻞ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ‪ 0‬إن اﻟوﺤﻲ اﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ ) ﺘك ‪44‬‬

‫‪� ( 22 :‬ﺴﺠﻞ ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ إﺨوﺘﻪ كﻤﺎ ﺘﻔوﻫوا ﻫم �ﻪ ‪ ،‬وﻟ�س ﻓﻲ ﻫذا ﺨطﺄ ‪ ،‬ﺒﻞ �ﻌﺒر ﻋن دﻗﺔ‬ ‫اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ‪ ،‬ور�ﻤﺎ ﻗوﻟﻬم ﻋن ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن أﻨﻪ ﻏﻼم ﻤﺘﻌﻠق �ﺄﺒ�ﻪ وﻻ �ﻘوى ﻋﻠﻰ ﻓراﻗﻪ �ﻤﺜﺎ�ﺔ ﺤﺠﺔ‬ ‫ﺤﺘﻰ ﻻ �ﺤﻀروﻨﻪ ﻤﻌﻬم إﻟﻰ ﻤﺼر " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 549‬ﻫﻞ كﺎن ﻟﺒﻨ�ﺎﻤﻴن ﻋﺸرة أﺒﻨﺎء ) ﺘك ‪ ( 21 : 46‬أم ﺜﻼﺜﺔ ) ‪ 1‬أي ‪( 6 : 7‬‬ ‫أم ﺨﻤﺴﺔ ) ‪1‬أي ‪ ( 2 ، 1 : 8‬؟‬

‫ﻔ�م‬ ‫وﻤ ّ‬ ‫ج ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن " ﺒﻨو ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن �ﺎﻟﻊ و�ﺎﻛر ٕواﺸﺒﻴﻞ وﺠﻴ ار وَﻨ ْﻌﻤﺎن ٕوا�ﺤﻲ وروش ُ‬ ‫ﻔ�م واﱠد " ) ﺘك ‪� ( 21 : 46‬ﻤﺜﻠون أﺒﻨﺎء ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن ) وﻫذا �طﺎﺒق ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﻋد ‪38 : 26‬‬ ‫َ‬ ‫وﺤ ّ‬ ‫‪1 ،‬أي ‪� ( 2 ، 1 : 8‬ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ �ﻌض أﺤﻔـﺎدﻩ ‪ ،‬وﻫذا أﻤر كﺎن ﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠ�ﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻹﺒن‬

‫وﻨ ْﻌﻤﺎن وﻫﻤﺎ �ﻤﺜﻼن‬ ‫�ﻤكن أن ﻴﻨﺴب ﻷﺒ�ﻪ أو ﻟﺠدﻩ ‪ ،‬واﻟدﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟك واﻀﺢ ‪ ،‬إذ أن ﺠﻴ ار َ‬ ‫اﻹﺒن اﻟرا�ﻊ واﻟﺨﺎﻤس ﻟﺒﻨ�ﺎﻤﻴن �ﺤﺴب ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ) ﺘك ‪ ( 21 : 46‬ذك ار ﻓﻲ ﻤوﻀﻊ آﺨر‬

‫أﻨﻬﻤﺎ أﺒﻨﺎء �ﺎﻟﻊ اﻹﺒن اﻷوﻝ ﻟﺒﻨ�ﺎﻤﻴن " وكﺎن إﺒﻨﺎ �ﺎﻟﻊ أرد وﻨﻌﻤﺎن " ) ﻋد ‪ ( 40 : 26‬وﺠﺎء‬

‫ﻨﻔس اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﺴﻔر اﻷﺨ�ﺎر " وكﺎن ﺒﻨو �ﺎﻟﻊ ﱠأدار وﺠﻴ ار وأﺒﻴﻬود وأﺒ�ﺸوع وﻨﻌﻤﺎن " )‪1‬أي‬ ‫‪0( 4 ، 3 : 8‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪156‬‬

‫‪- 533 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪527‬‬


‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻘدس ﻟدﻋوة اﻷﺤﻔﺎد �ﺎﻷﺒﻨﺎء ﻤﺜﻞ ‪:‬‬ ‫وﻫﻨﺎك أﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب‬ ‫أ ‪ُ -‬دﻋﻲ ﻤﻔﻴﺒوﺸﻴث إﺒن ﺸﺎوﻝ ) ‪2‬ﺼم ‪ ( 24 : 19‬ﻤﻊ إﻨﻪ إﺒن ﻴوﻨﺎﺜﺎن ﺒن ﺸﺎوﻝ ) ‪2‬ﺼم‬ ‫‪0( 4 : 4‬‬ ‫ب – ُدﻋﻲ زكر�ﺎ إﺒن ﻋدو ) ﻋز ‪ ( 1 : 5‬ﻤﻊ إﻨﻪ إﺒن ﺒراﺨ�ﺎ ﺒن ﻋدو ) زك ‪0( 1 : 1‬‬ ‫ﺠـ‪ُ -‬دﻋﻴت ﻋﺜﻠ�ﺎ إﺒﻨﺔ ﻋﻤري ) ‪2‬ﻤﻞ ‪ ( 26 : 8‬ﻤﻊ أﻨﻬﺎ إﺒﻨﺔ أﺨﺎب ﺒن ﻋﻤرى ) ‪ 2‬ﻤﻞ ‪: 8‬‬ ‫‪0( 18‬‬ ‫ﻟﻘد ذكر ﺴﻔر أﺨ�ﺎر اﻷ�ﺎم ﺜﻼﺜﺔ ﻤن أﺒﻨﺎء ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن وﻫم �ﺎﻟﻊ و�ﺎﻛر و�د�ﻌﺌﻴﻞ ) ‪1‬أي‬

‫‪ ( 6 : 7‬ﻟﻴوﻀﺢ ﺘﻛﺎﺜرﻫم ‪ ،‬وكﻴﻒ ﺼﺎر ﻤﻨﻬم رﺠﺎﻝ أﺸداء ﻓﻲ اﻟﺤرب ‪ ،‬ﻓﺒﻠﻎ ﻨﺴﻞ �ﺎﻟﻊ "‬

‫إﺜﻨﻴن وﻋﺸر�ن أﻟﻔﺎً وأر�ﻌﺔ وﺜﻼﺜﻴن " ) ‪1‬أخ ‪ ( 7 : 7‬وﻨﺴﻞ �ﺎﻛر" ﺠ�ﺎﺒرة �ﺄس ﻋﺸرون أﻟﻔﺎً‬ ‫وﻤﺌﺘﺎن " ) ‪1‬أخ ‪ ( 9 : 7‬وﻨﺴﻞ ﻴد�ﻌﻴﺌﻴﻞ " ﺠ�ﺎﺒرة اﻟ�ﺄس ﺴ�ﻌﺔ ﻋﺸر أﻟﻔﺎً وﻤﺌﺘﺎن ﻤن‬

‫اﻟﺨﺎرﺠﻴن ﻓﻲ اﻟﺠ�ش ﻟﻠﺤرب " ) ‪1‬أخ ‪ ( 11 : 7‬واﻟذي ﻴﺘﺎ�ﻊ ﺴﻔر أﺨ�ﺎر اﻷ�ﺎم ﺴﻴﻠﺘﻘﻲ‬ ‫�ﻤﻌظم أﺴﻤﺎء أﺒﻨﺎء ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن ‪ ،‬وﻗد ذكر ﻓﻲ اﻹﺼﺤﺎح اﻟﺘﺎﻟﻲ أﺴﻤﺎء ﺨﻤﺴﺔ أﺒﻨﺎء ﻟﺒﻨ�ﺎﻤﻴن "‬

‫و�ﻨ�ﺎﻤﻴن وﻟد �ﺎﻟﻊ �كرﻩ وأﺸﺒﻴﻞ اﻟﺜﺎﻨﻲ وأﺨرخ اﻟﺜﺎﻟث ‪ 0‬وﻨوﺤﻪ اﻟرا�ﻊ وراﻓﺎ اﻟﺨﺎﻤس " ) ‪1‬‬

‫أي ‪0( 1 : 8‬‬

‫�ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﻤﺠدي ﻋز�ز �ﻌﻘوب – إﻛﻠﻴر�ك�ﺔ طﻨطﺎ " ﻴرﺠﻊ ﻫذا اﻹﺨﺘﻼف‬

‫اﻟظﺎﻫري إﻟﻰ ﻋدة أﺴ�ﺎب ﻤﻨﻬﺎ ‪:‬‬

‫أوﻻً ‪� :‬ﺸﺘﻤﻞ ﺠدوﻝ اﻷﺴﻤﺎء اﻟواردة �ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻋﻠﻰ أﺴﻤﺎء اﻷﺒﻨﺎء و�ﻌض اﻷﺤﻔﺎد ‪0‬‬ ‫ﺜﺎﻨ�ﺎ ً◌ ‪ :‬ﺘﻌرض ﺴ�ط ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن ﻟﻺ�ﺎدة ) ﻗض ‪ ( 21 – 19‬وﻟذﻟك ﺨﻠﻰ ﺠدوﻝ اﻷﻨﺴﺎب �ﺴﻔر‬ ‫أﺨ�ﺎر اﻷ�ﺎم اﻷوﻝ ﻤن ﻋدد ﻤن اﻟﻌﺸﺎﺌر اﻟوارد ذكر أﺠدادﻫﺎ �ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن‪0‬‬

‫ﺜﺎﻟﺜﺎ ً◌ ‪ :‬ﻨﻼﺤظ ﺸﻴﺌﺎً ﻤن اﻟﺘﻔﺎوت ﻓﻲ اﻷﺴﻤﺎء ﺒﻴن اﻟﺘرﺠﻤﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ إﺨﺘﻼف اﻟﻨطق‬ ‫ﻤن ﻟﻐﺔ إﻟﻰ أﺨرى‪0‬‬ ‫را�ﻌﺎ ً◌ ‪ :‬ﻨﺸﺄ اﻟﺨﻼف اﻟظﺎﻫري ﻤن إﻋﺘ�ﺎر اﻷﺤﻔﺎد أﺤ�ﺎﻨﺎً أﺒﻨﺎء ‪ ،‬وﻤن إﻨﺘﻘﺎﻝ ﺸﺨص إﻟﻰ‬ ‫ﺴ�ط آﺨر ‪ ،‬أو ﻤوﺘﻪ �ﻼ ﻋﻘب " ] ﻤن أ�ﺤﺎث ﻤﺎدة اﻟﻨﻘد اﻟﻛﺘﺎﺒﻲ [‪0‬‬ ‫‪- 534 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪528‬‬


‫س‪ : 550‬ﻫﻞ أﺸﺒﻴﻞ اﻹﺒن اﻟﺜﺎﻟث ﻟﺒﻨ�ﺎﻤﻴن ) ﺘك ‪ ( 21 : 46‬ﻫو ﻴد�ﻌﺌﻴﻞ ) ‪1‬أي ‪7‬‬

‫‪ ( 6 :‬؟ أﻟ�س ﷲ ﻫو اﻟذي �ﻐﻴر اﻷﺴﻤﺎء ؟ وكﻴﻴ �كون ﺒﻴن أﺒﻨﺎء ﻨﺒﻲ ﷲ ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن‬

‫إﺒﻨﺎً ﺒﺈﺴم ﻴد�ﻌﺌﻴﻞ أي " رﺠﻞ اﻟ�ﻌﻞ " ؟ أﻟ�س ﻫذا ﻴﻨم ﻋن كﻔرﻩ ﺒﺈﻟﻪ آ�ﺎﺌﻪ ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز‬

‫ﺠـ ‪ 1‬س‪ ، 69‬س‪ ، 110‬دكﺘور ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود – اﻟﺘوراة ص ‪0( 110‬‬

‫ج ‪ " :‬ﻴد�ﻌﺌﻴﻞ " إﺴم ﻋﺒري ﻤﻌﻨﺎﻩ " ﻤﻌروف ﻤن ﷲ " ) راﺠﻊ ﻗﺎﻤوس اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس‬ ‫ص‪ ( 1059‬إذاً ﻟ�س ﻤﻌﻨﺎﻩ " رﺠﻞ اﻟ�ﻌﻞ " وﻻ ﻴﻨم ﻋن كﻔرﻩ ﺒﺈﻟﻪ آ�ﺎﺌﻪ ‪ ،‬وﺠﺎء أ�ﻀﺎً ﻓﻲ داﺌرة‬ ‫اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻛﺘﺎﺒ�ﺔ " ﻴد�ﻌﺌﻴﻞ إﺴم ﻋﺒري ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻤﻌروف ﻤن ﷲ وﻫو ‪ 00‬أﺤد أﺒﻨﺎء ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن ﺒن‬ ‫�ﻌﻘوب ‪ ،‬وكﺎن رأس ﻋﺸﻴرة كﺒﻴرة ﻤن ﺠ�ﺎﺒرة اﻟ�ﺄس ‪ ،‬ﺒﻠﻎ ﻋدد اﻟﺨﺎرﺠﻴن ﻤﻨﻬم ﻓﻲ اﻟﺠ�ش‬

‫ﻟﻠﺤرب ﺴ�ﻌﺔ ﻋﺸـر أﻟﻔﺎً وﻤﺌﺘﻴن ﻓﻲ أ�ﺎم داود اﻟﻤﻠك ) ‪ 1‬أخ ‪ ( 12 – 10 ، 6 : 7‬واﻷرﺠﺢ‬

‫أﻨﻪ ﻫو ﻨﻔﺴﻪ اﻟﻤﺴﻤﻰ " أﺸﺒﻴﻞ " ) ﺘك ‪1 ، 21 : 46‬أخ ‪" ( 1 : 8‬‬ ‫أﺸﺒﻴﻞ �ﻌد أن ﺼﺎر ﻟﻪ ﺸﺄن ﻓﻲ ﻤﻤﻠﻛﺔ داود ُدﻋﻴت �ﺎﺴم ﻴد�ﻌﺌﻴﻞ‪0‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪F58‬‬

‫ﻓﻴﺒدو أن ﻋﺸﻴرة‬

‫وﺤ ّﻔ�م " ) ‪1‬أي ‪ ( 12 : 7‬ﻫﻤﺎ‬ ‫ﻫﻨﺎك أﻛﺜر ﻤن إﺴم ﻟﻨﻔس اﻟﺸﺨص ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً " ُﺸ ّﻔ�م ُ‬ ‫أﺒﻨﺎء ﻋﻴر " ﻤﻔ�م وﺤﻔ�م " ) ﺘك ‪ ( 21 : 46‬ﺒﻞ وﻫﻤﺎ أ�ﻀﺎً " ﺸﻘوﻓﺎم وﺤوﻓﺎم " ) ﻋد ‪: 26‬‬

‫‪ ( 39‬وﻫﻤﺎ كذﻟك " ﺸﻔوﻗﺎن وﺤورام " ) ‪1‬أي ‪ ( 5 : 8‬وﻟ�س �ﺎﻟﻀرورة أن ﷲ ﻫو اﻟذي �ﻐﻴر‬

‫اﻷﺴﻤﺎء ‪ ،‬ﻷن كﺜﻴر ﻤن اﻷﺸﺨﺎص كﺎن ﻟﻬم إﺴﻤﺎن ‪ ،‬وظﻞ ﻫذا اﻟﻌرف ﺴﺎﺌداً ﺤﺘﻰ اﻟﻘرن‬

‫اﻷوﻝ اﻟﻤ�ﻼدي ‪ ،‬ﻓﻤرﻗس اﻹﻨﺠﻴﻠﻲ كﺎن ﻟﻪ إﺴم آﺨر وﻫو ﻴوﺤﻨﺎ‪0‬‬

‫س‪ : 551‬إن كﺎن أﺼﺒون وﻋﻴري ﺤﻔﻴدﻴن ﻟﺒﻨ�ﺎﻤﻴن ﻤن إﺒﻨﻪ �ﺎﻟﻊ ) أي ‪( 7 : 7‬‬

‫ﻓﻠﻤﺎذا أدرﺠﺎ ﻀﻤن ﺴ�ط ﺠـﺎد ) ﺘك ‪ ( 16 : 46‬وﻟﻤـﺎذا أدرج �ﺎﻛر إﺒن ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن ) ﺘك‬ ‫‪ ( 21 : 46‬ﻀﻤن ﺴ�ط أﻓرا�م ) ﻋد ‪ ( 35 : 26‬؟‬

‫ج ‪ :‬أﺼﺒون وﻋﻴري أﺒﻨﺎء �ﺎﻟﻊ ﺒن ﺒﻨ�ﺎﻤﻴن " و�ﻨو �ﺎﻟﻊ أﺼﺒون وﻋﻴري وﻋز�ﺌﻴﻞ و�رﻤوث‬

‫وﻋﻴري ﺨﻤﺴﺔ " ) ‪1‬أي ‪ ( 7 : 7‬ورد إﺴﻤﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ) ﺘك ‪ ( 16 : 46‬ﻀﻤن ﺴ�ط ﺠﺎد ﻷﻨﻬﻤﺎ‬ ‫ﺘزوﺠﺎ ﻤن ﺴ�ط ﺠﺎد ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻀم إﺴﻤﻴﻬﻤﺎ إﻟﻰ ﺴ�ط ﺠﺎد ﻟﻛ�ﻤﺎ �ﺤﺘﻔظﺎ ﺒﻨﺼﻴب زوﺠﺘﻴﻬﻤﺎ ‪،‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 8‬ﺹ ‪256‬‬

‫‪- 535 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪529‬‬


‫و�ﺎﻟﻤﺜﻞ ﺘزوج �ﺎﻛر ﻤن ﺴﺒـط أﻓراﻴ ـم ‪ ،‬ﻓذكـر ﻀﻤن ﺴ�ط أﻓرا�م " وﻫؤﻻء ﺒﻨو أﻓرا�م ‪ 00‬ﻟ�ﺎﻛر‬

‫ﻋﺸﻴرة اﻟ�ﺎﻛر�ﻴن " ) ﻋد ‪ ( 35 : 26‬وﻟم ﻴذكر ﻓﻲ ) ﻋد ‪0( 41 – 38 : 36‬‬

‫س‪ : 552‬كم ﻋدد ذر�ﺔ �ﻌﻘوب اﻟﺘﻲ أﺘت إﻟﻰ ﻤﺼر ﻤﺎ ﻋدا ﻨﺴﺎﺌﻪ ؟ ﻫﻞ كﺎن ﻋددﻫم‬

‫‪ 66‬ﻨﻔﺴﺎً )ﺘك ‪ (26 : 46‬أم ‪ 70‬ﻨﻔﺴﺎً )ﺘك ‪ ، 27 : 46‬ﺨر ‪ (5 : 1‬أم ‪ 75‬ﻨﻔﺴﺎً‬ ‫)أع ‪ (14 : 7‬؟ وﻫﻞ ﻨﺴﻰ اﻟوﺤﻲ ﻤﺎ أﻤﻼﻩ ﻤن ﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﺴﻔري اﻟﺘﻛو�ن واﻟﺨروج ؟‬ ‫وﻫﻞ اﻟرب اﻟذي أوﺤﻰ ﺒﻬذا ﻏﻴر اﻟرب اﻟذي أوﺤﻰ ﺒذاك ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ‪ 1‬س‪، 74‬‬ ‫س‪0( 318‬‬

‫ج ‪ -1 :‬اﻟوﺤﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻟ�س وﺤ�ﺎً إﻤﻼﺌ�ﺎً ﻴﻠﻐﻲ ﺸﺨﺼ�ﺔ اﻟﻛﺎﺘب ‪ ،‬و�ﺤوﻝ‬ ‫اﻟﻛﺎﺘب إﻟﻰ آﻟﺔ كﺎﺘ�ﺔ أو ﺠﻬﺎز ﺘﺴﺠﻴﻞ ‪ 0‬وﻟﻛن اﻟوﺤﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﺘﺎب اﻟﻤﻘﱠدس ﻫو ﻨﺘﺎج ﺸركﺔ‬

‫ﺒﻴن اﻟروح اﻟﻘدس واﻟﻛﺎﺘب ‪ ،‬ﻴﺨﺘﺎر اﻟﻛﺎﺘب و�دﻓﻌﻪ ﻟﻠﻛﺘﺎ�ﺔ و�ﺴﻤﺢ ﻟﻪ �ﺤر�ﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴر ‪ ،‬وﻓﻲ‬

‫ﻨﻔس اﻟوﻗت �ﻌﺼﻤﻪ ﺘﻤﺎﻤﺎً ﻤن أﻗﻞ ﺨطﺄ ﻤﻤكن ‪ ،‬و�ﺴﺎﻋدﻩ ﻋﻠﻰ إﻨﺘﻘﺎء اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻤﻨﺎﺴ�ﺔ‪0‬‬

‫‪ -2‬ﻋدد اﻟداﺨﻠﻴن إﻟﻰ ﻤﺼر ﻤﺎ ﻋدا �ﻌﻘوب وﻨﺴﺎءﻩ ‪ ،‬وكذﻟك ﻤﺎ ﻋدا ﻴوﺴﻒ ٕواﺒﻨ�ﻪ‬

‫أﻓرا�م وﻤﻨﺴﻰ ) ﻷﻨﻬم كﺎﻨوا �ﻘ�ﻤون ﻓﻲ ﻤﺼر ( ﻫم ‪ 66‬ﻨﻔﺴﺎً " ﺠﻤ�ﻊ اﻟﻨﻔوس ﻟ�ﻌﻘوب اﻟﺘﻲ‬ ‫أﺘت إﻟﻰ ﻤﺼر اﻟﺨﺎرﺠﺔ ﻤن ﺼﻠ�ﻪ ﻤﺎ ﻋدا ﻨﺴﺎء ﺒﻨﻲ �ﻌﻘوب ﺠﻤ�ﻊ اﻟﻨﻔوس ﺴت وﺴﺘون‬ ‫ﻨﻔﺴﺎً" ) ﺘك ‪0( 26 : 46‬‬

‫‪ -3‬ﺒﺈﻀﺎﻓﺔ �ﻌﻘوب و�وﺴﻒ وأﻓرا�م وﻤﻨﺴﻰ ‪ 70 = 66 + 4‬ﻨﻔﺴﺎً " ٕواﺒﻨﺎ ﻴوﺴﻴ اﻟﻠذان‬ ‫ُوِﻟدا ﻟﻪ ﻓﻲ ﻤﺼر ﻨﻔﺴﺎن ‪ 0‬ﺠﻤ�ﻊ ﻨﻔوس ﺒﻴت �ﻌﻘوب اﻟﺘﻲ ﺠﺎءت إﻟﻰ ﻤﺼر ﺴ�ﻌون ﻨﻔﺴﺎً "‬ ‫) ﺘك ‪ ، 7 : 46‬ﺨر ‪0( 5 : 1‬‬ ‫‪ -4‬أﻀﺎف ﻟوﻗﺎ اﻹﻨﺠﻴﻠﻲ ﻨﺴﺎء أﺒﻨﺎء �ﻌﻘوب ﻤﺎ ﻋدا زوﺠﺔ ﻴوﺴﻒ ﻷﻨﻬﺎ كﺎﻨت ﻓﻲ‬

‫ﻤﺼر ‪ ،‬وزوﺠﺔ ﻴﻬوذا ﻷﻨﻬﺎ كﺎﻨت ﻗد ﻤﺎﺘت ) ﺘك ‪ ( 12 : 38‬وزوﺠﺔ ﺸﻤﻌون أ�ﻀﺎً ﻷﻨﻬﺎ‬ ‫ﻤﺎﺘت ‪ ،‬ﻓ�كون ﻋدد اﻟﻨﺴﺎء ‪� 9‬ﺎﻹﻀﺎﻓـﺔ إﻟﻰ اﻟـ ‪ 66‬اﻟذﻴن ﺠﺎء ذكرﻫم ﻓﻲ ) ﺘك ‪( 26 : 46‬‬

‫إذاً اﻟﻌدد اﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﻫﻨﺎ ‪ 75 = 66 + 9‬ﻨﻔﺴﺎً " ﻓﺄرﺴﻞ ﻴوﺴﻴ ٕواﺴﺘدﻋﻰ أ�ﺎﻩ �ﻌﻘوب وﺠﻤ�ﻊ‬

‫ﻋﺸﻴرﺘﻪ ﺨﻤﺴﺔ وﺴ�ﻌﻴن ﻨﻔﺴﺎً " ) أع ‪0( 14 : 7‬‬

‫‪- 536 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪530‬‬


‫‪� -5‬ﻘوﻝ اﻷرﺸﻴد�ﺎﻛون ﻨﺠﻴب ﺠرﺠس ﺘﻌﻠ�ﻘﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻌدد ‪ " 75‬ﻫﻨﺎك رأ�ﺎن ﻓﻲ ﺤﻞ ﻫذﻩ‬

‫اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ‪:‬‬

‫اﻷوﻝ ‪ :‬وﻫو اﻷرﺠﺢ ‪ ،‬إن ﻫذا اﻟﻌدد ﻴﺘﻀﻤن اﻟﺴ�ﻌﻴن ﻨﻔﺴﺎً اﻟﻤذكور�ن ﻓﻲ ) ع ‪( 27‬‬

‫ﺒﺈﻀﺎﻓﺔ أﺤﻔﺎد ﻴوﺴﻒ اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻤن أﻓرا�م وﻤﻨﺴﻰ اﻟﻠذﻴن إﻋﺘﺒرﻫﻤﺎ �ﻌﻘوب ﻤن أﺒﻨﺎﺌﻪ ) ص ‪48‬‬

‫‪ ( 5 :‬وﻗد ذكرت اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺴ�ﻌﻴﻨ�ﺔ ﻫؤﻻء اﻷﺤﻔﺎد ﻓﻲ ) ع ‪ ( 20‬ﻓﻲ ﻫذا اﻹﺼﺤﺎح وﻫم‬

‫ﻤﺎﻛﻴر ﺒن ﻤﻨﺴﻰ وﺠ�ﻼد ﺒن ﻤﺎﻛﻴر ﺜم ﺴوﺘﻼم وﺘﺎم إﺒﻨﺎ أﻓرا�م وأدوم ﺒن ﺴوﺘوﻻم ‪ ،‬و�رﺠﺢ أن‬

‫اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟذﻴن ﻗﺎﻤوا �ﺎﻟﺘرﺠﻤﺔ اﻟﺴ�ﻌﻴﻨ�ﺔ أﻀﺎﻓوا ﻫؤﻻء اﻷﺤﻔﺎد ﻓﻲ ﺤﺎﺸ�ﺔ اﻟﺘوراة ﻟﺘوﻀ�ﺢ‬

‫اﻟﻤﻘﺼود ‪ ،‬وﻗد ذكر اﻟﻘد�س إﺴﺘﻔﺎﻨوس ﻫذا اﻟﻌدد وﻟم �ﻌﺎرﻀﻪ أﺤد ﻤن اﻟﻴﻬود �ﺎﻟﻨﺴ�ﺔ‬

‫ﻟﺘﺴﻠ�ﻤﻬم �ﺼﺤﺘﻪ وﺘداوﻝ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺴ�ﻌﻴﻨ�ﺔ آﻨﺌذ ‪00‬‬

‫اﻟﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬إن اﻟﺨﻤس واﻟﺴ�ﻌﻴن ﻨﻔﺴﺎً ﺘﺘﻀﻤن اﻟﺴت واﻟﺴﺘﻴن اﻟﻤذكور�ن ﻓﻲ ) ع ‪( 26‬‬ ‫أي ﻋﺸﻴرة �ﻌﻘوب ﺒدون �ﻌﻘوب ﻨﻔﺴﻪ اﻟذي ذكرﻩ إﺴﺘﻔﺎﻨوس وﺤدﻩ ﺒدون ﻴوﺴﻒ ٕواﺒﻨ�ﻪ ‪،‬‬

‫و�ﺈﻀﺎﻓﺔ ﺘﺴﻊ ﻨﺴﺎء زوﺠﺎت أﺨوة ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬ﻷن زوﺠﺔ ﻴﻬوذا كﺎﻨت ﻗد ﻤﺎﺘت ) ﺘك ‪12 : 28‬‬

‫( و�ﻐﻠب أن زوﺠﺔ ﺸﻤﻌون ﻤﺎﺘت أ�ﻀﺎً كﻤﺎ ﻫـو ﻤذك ـور ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴر ) ﺘك ‪" 00 ( 10 : 46‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪F59‬‬

‫‪0‬‬

‫س‪ : 553‬ﻫﻞ ﻴوﺴﻴ دﻓﻊ إﺨوﺘﻪ رﻋﺎة اﻟﻐﻨم ﻟﻠﻛذب ﻋﻠﻰ ﻓرﻋون �ﺄن �ﻘوﻟوا ﻟﻪ ﻨﺤن‬

‫أﺼﺤﺎب ﻤواﺸﻲ ) ﺘك ‪ ( 34 : 46‬ﺒﻴﻨﻤﺎ أﺨوة ﻴوﺴﻴ أﺨﺒروا ﻓرﻋون �ﺎﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أﻨﻬم‬

‫رﻋﺎة ﻏﻨم ) ﺘك ‪ ( 3 : 47‬؟ وكﻴﻴ �كذب ﻨﺒﻲ ﷲ ﻴوﺴﻴ ؟ ٕوان كﺎن ﻫكذا ﻓﻲ ﻤﺘﺎع‬ ‫اﻟدﻨ�ﺎ اﻟزاﺌﻞ ﻓﻛﻴﻴ �كون ﺘﺼرﻓﻪ ﻓﻲ رﺴﺎﻟﺔ ﷲ ؟ وﻫﻞ أﺨوة ﻴوﺴـﻴ اﻷﺸرار أﺒر‬

‫وأﺼدق ﻤن أﺨﻴﻬم ﻴوﺴﻴ ﻨﺒـﻲ ﷲ ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪0( 320‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻟﻘد أوﻀﺢ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻓﻲ اﻟﺒدا�ﺔ ﻗﺼد ﻴوﺴﻒ اﻟﺼدﻴق ﻋﻨدﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻴوﺴﻒ ﻹﺨوﺘﻪ‬

‫إﻟﻲ واﻟرﺠﺎﻝ‬ ‫" أﺼﻌد وأﺨﺒر ﻓرﻋون وأﻗوﻝ ﻟﻪ إﺨوﺘﻲ و�ﻴت أﺒﻲ اﻟذﻴن ﻓﻲ أرض كﻨﻌﺎن ﺠﺎءوا ﱠ‬ ‫رﻋﺎة ﻏﻨم ‪ 0‬ﻓﺈﻨﻬم كﺎﻨوا أﻫﻞ ﻤواش وﻗد ﺠﺎءوا �ﻐﻨﻤﻬم و�ﻘرﻫم وكﻞ ﻤﺎ ﻟﻬم " ) ﺘك ‪: 46‬‬

‫‪ ( 32 ، 31‬إذاً واﻀﺢ ﺘﻤﺎﻤﺎً أن ﻴوﺴﻒ ﺼﻌد إﻟﻰ ﻓرﻋون وﻗد أﺨﺒرﻩ �ﺄن إﺨوﺘﻪ رﻋﺎة ﻏﻨم‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺹ ‪304 ، 303‬‬

‫‪- 537 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪531‬‬


‫وﻟدﻴﻬم ﻤواش ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻲ اﻟﺤﻘ�ﻘ�ﺔ وﻤﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﺤق ؟‬ ‫ّ‬ ‫‪ -2‬ﺜم ﻗﺎﻝ ﻴوﺴﻒ ﻹﺨﺘوﺘﻪ " ﻓ�كون إذ دﻋﺎﻛم ﻓرﻋون وﻗﺎﻝ ﻤﺎ ﺼﻨﺎﻋﺘﻛم ‪ 0‬أن ﺘﻘوﻟوا‬

‫ﻋﺒﻴدك أﻫﻞ ﻤواش ﻤﻨذ ﺼ�ﺎﻨﺎ إﻟﻰ اﻵن ﻨﺤن وأ�ﺎؤﻨﺎ ﺠﻤ�ﻌﺎً ‪ 0‬ﻟﻛﻲ ﺘﺴكﻨوا ﻓﻲ أرض‬

‫ﺠﺎﺴﺎن‪ 0‬ﻷن كﻞ راع ﻏﻨم رﺠس ﻟﻠﻤﺼر�ﻴن " ) ﺘك ‪ ( 33 : 46‬ﻓواﻀﺢ ﻫﻨﺎ أن ﻴوﺴﻒ ﻟم‬ ‫�ﻘﺼد ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق أن ﻴﻨكر إﺨوﺘﻪ أﻨﻬم رﻋﺎة ﻏﻨم ‪ٕ 0‬واﻻﱠ كﺎن ﺤذرﻫم ﺼراﺤﺔ �ﺄن ﻴﺘﺤﺎﺸوا‬

‫ذكر ﻫذﻩ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أﻤﺎم ﻓرﻋون ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻴوﺴﻒ كﺎن �ﻌﻠم ﺠﻴداً �ﺄن إﺨوﺘﻪ ﺴﻴﺨﺒرون ﻓرﻋون أﻨﻬم‬ ‫رﻋﺎة ‪ ،‬و�ﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا ﺴ�ﺴكﻨﻬم ﻓرﻋون أرض ﺠﺎﺴﺎن ‪ 00‬وﻋﻨدﻤﺎ أﺨﺒر أﺨوة ﻴوﺴﻒ ﻓرﻋون‬ ‫أﻨﻬم رﻋﺎة أﻏﻨﺎم ﻟم ﻴؤآﺨذﻫم ﻴوﺴﻒ ﻋﻠﻰ ﻫذا وﻟم ﻴ�كﺘﻬم ‪ 0‬أﻤﺎ اﻟﻨﺎﻗد ﻓﻘد وﻀﻊ إﻓﺘراض‬

‫ﺨﺎطﺊ ﻤﻐﻠوط وراح ﻴﺒﻨﻲ ﻋﻠ�ﻪ ﻨﺘﺎﺌﺞ ‪ ،‬وﻤﺎ ُﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ �ﺎطﻞ ﻓﻬو �ﺎطﻞ أ�ﻀﺎً ‪ ،‬وﻻ ﻤكﺎن ﻟﻛﻞ‬ ‫إﺤﺘﺠﺎﺠﺎت اﻟﻨﺎﻗد ‪ ،‬ﻷﻨﻬﺎ �ﻌﻴدة ﻋن اﻟﺤق ‪ ،‬واﻟﺤق ﻫو ﷲ‪0‬‬ ‫داع ﻹﺜﺎرة ﻫذا اﻟﺴؤاﻝ ‪ ،‬ﻷن ﻴوﺴﻒ‬ ‫‪� -3‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﻻ ﻴوﺠد ٍ‬

‫أﺒﻠﻎ ﻓرﻋون �ﺄن إﺨوﺘﻪ رﻋﺎة ﻏﻨم وأﻫﻞ ﻤواﺸﻲ ‪ ،‬واﻟرﻋﺎة كﺎﻨوا رﺠس ﻟﻠﻤﺼر�ﻴن ﻷﻨﻬم كرﻫوا‬

‫اﻟﻬكﺴوس اﻟﻤﺤﺘﻠﻴن اﻟذﻴن كﺎﻨوا رﻋﺎة ﻏﻨم ‪ ،‬وﻷن �ﻌض اﻟﻤﺼر�ﻴن إﺘﺨذ أﻨواﻋﺎً ﻤن اﻟﻤواﺸﻲ‬ ‫آﻟﻬﺔ ﻓكرﻫوا ﻤن ﻴذ�ﺤوﻨﻬﺎ ﻤن اﻟرﻋﺎة ‪ ،‬وكﺎﻨت ﻤﻬﻨﺔ اﻟرﻋﻲ ﺤﻘﻴرة ﻋﻨد اﻟﻤﺼر�ﻴن ﻹﻋﺘداء‬

‫�ﻌض اﻟرﻋﺎة �ﻤواﺸﻴﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻤزارع واﻟﺤﻘوﻝ‪ 0‬ﻟﻛﻞ ﻫذا وﺠد ﻴوﺴﻒ أن اﻟﻤﻠك ﺴ�كرﻤﻬم ﻋﻨدﻤﺎ‬

‫�ﻌرف أﻨﻬم رﻋﺎة وأﻫﻞ ﻤواش ﻷﻨﻪ ﻫو ﻤن اﻟﻬكﺴوس ‪ 0‬وكﺎن ﻴوﺴﻒ ﻓﻲ ﻫذا ﻻ �ﺴﺘﺤﻲ ﻤن‬

‫إﺨوﺘﻪ أﻤﺎم اﻟﻤﺼر�ﻴن ‪ 0‬ﻓﻤﺎ ﻗﺎﻟوﻩ ﻫو ﻨﻔس اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﻘﺼود ‪ ،‬ﻓﻼ ﻫو طﺎﻟﺒﻬم �ﺎﻟﻛذب ‪ ،‬وﻻ‬ ‫ﻫم ﻏﻴروا اﻟﻛﻼم " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬ ‫‪ -4‬ﺘﻘوﻝ اﻟدكﺘورة ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤﺎ " واﻀﺢ ﺴوء اﻟﻘﺼد ﻤن اﻟﺴﺎﺌﻞ ‪ ،‬ﻷن ﻴوﺴﻒ ﻟم ﻴوﺼﻲ‬

‫أﺨوﺘﻪ �ﺄن ﻴﻨكروا أﻨﻬم رﻋﺎة ﻏﻨم ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﻨﺒﻬﻬم ﻹظﻬﺎر ﻫذﻩ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ أﻤﺎم ﻓرﻋون ﻟﻛﻲ �ﺴكﻨﻬم‬

‫ﻓﻲ أرض ﺠﺎﺴﺎن ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻷرض ﺘﻘﻊ ﺸرق ﻤﺼر ‪ ،‬ﻓﻬﻲ اﻷﻗرب إﻟﻰ أرض كﻨﻌﺎن ‪ ،‬وﺤﺘﻰ‬ ‫ﻻ ﻴﺘﻌرﻀوا ﻷذدراء اﻟﻤﺼر�ﻴن ﺒﻬم ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً ﻓﻲ إﻋﺘزاﻟﻬم �ﺄرض ﺠﺎﺴﺎن ﻴ�ﻌدون ﻋن اﻟﻌ�ﺎدات‬ ‫اﻟوﺜﻨ�ﺔ �ﻘدر اﻟﻤﺴﺘطﺎع " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ اﻟدكﺘور ﻴوﺴﻴ ر�ﺎض " كﺎن أﺨوة ﻴوﺴﻒ أﺼﺤﺎب ﻤواﺸﻲ ‪ ،‬وﻓﻲ‬ ‫‪- 538 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪532‬‬


‫ﻨﻔس اﻟوﻗت ﻴرﻋون ﻫذﻩ اﻟﻤواﺸﻲ ‪ ،‬ﻓﺄراد ﻴوﺴﻒ أن ُﻴﻠّﻘب إﺨوﺘﻪ ﺒﻠﻘب أﻛﺜر إﺤﺘراﻤﺎً وﻫو‬ ‫أﺼﺤﺎب ﻤواﺸﻲ ‪ ،‬وﻫم ﻓﻲ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ رﻋﺎة ﻟﻬذﻩ اﻟﻤواﺸﻲ ‪ ،‬ﻓﻬو إﺨﺘﺎر ﻟﻬم ﻟﻘ�ﺎً وﻫم إﺨﺘﺎروا‬ ‫اﻟﻠﻘب اﻵﺨر " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -6‬ﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻤﻼك ﺸوﻗﻲ إﺴكﺎروس " �ﺎﻟرﻏم ﻤن أن ﻴوﺴﻒ كﺎن ﻴﺨطط ﻟﻛﻲ‬

‫�ﺴكن إﺨوﺘﻪ ﻓﻲ أرض ﺠﺎﺴﺎن ‪ ،‬ﻟﻛن ﻫذا اﻷﻤر كﺎن ﻴﺘطﻠب ﻤواﻓﻘﺔ ﻓرﻋون ﻋﻠﻰ ذﻟك ‪0‬‬

‫وﺠﺎء ﻟﻘﺎء ﺨﻤﺴﺔ أﺨوة ﻴوﺴﻒ ﻟﻔرﻋون طﻴ�ﺎً ﻟﻠﻐﺎ�ﺔ ‪ ،‬وأﺴﻔر ﻋن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺨطط ﻟﻬﺎ‬ ‫ﻴوﺴﻒ ‪ ،‬ﺒﻞ أن ﻓرﻋون أﻋﻠن ﺴﻌﺎدﺘﻪ �ﺄن ﻴرﻋوا ﻗطﻌﺎﻨﻪ ‪ ،‬وﻻﺴ�ﻤﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﻨوﻋ�ﺔ ﻤن‬ ‫اﻷﻋﻤﺎﻝ ﻟم ﺘﻛن ﺘﺴﺘﻬوي اﻟﻤﺼر�ﻴن ‪ ،‬وﻗد ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺼر�ون ﻫؤﻻء اﻟﻤﺴﺘوطﻨﻴن اﻟﺠدد ‪ ،‬ﻓﻬم ﻟم‬ ‫ﻴزاﺤﻤوﻫم ﻻ ﻓﻲ وظﺎﺌﻔﻬم ‪ ،‬وﻻ ﻓﻲ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌ�ش " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 554‬كﻴﻴ �كرﻩ اﻟﻤﺼر�ون اﻟرﻋﺎة ﺒﻴﻨﻤﺎ كﺎن ﻟﻠﻤﺼر�ﻴن ﻤواﺸﻴﻬم ؟‬ ‫�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " وﻗﺎﻝ ﻓرﻋون ﻨﻔﺴﻪ ﻟﻴوﺴﻒ } أﺒوك ٕواﺨوﺘك ﺠﺎءوا إﻟ�ك ‪ 0‬أرض‬ ‫ﻤﺼر ﻗداﻤك‪ 0‬ﻓﻲ أﻓﻀﻞ اﻷرض أﺴكن أﺒـﺎك ٕواﺨوﺘك ‪ 0‬ﻓ�ﺴكﻨوا ﻓﻲ أرض ﺠﺎﺴﺎن ‪ٕ 0‬وان‬ ‫ﻋﻠﻤت أﻨﻪ ﻴوﺠد ﺒﻴﻨﻬم ذوو ﻗدرة ﻓﺄﺠﻌﻠﻬ ـم رؤﺴﺎء ﻤواش ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻲ ﻟﻲ " ) ﺘك ‪( 6 ، 5 : 47‬‬

‫‪ 00‬إذاً كﺎن ﻟﻔرﻋون ﻗط�ﻌﻪ ؟ وﺴﻨرى أ�ﻀﺎً أن ﺸﻌ�ﻪ كﺎن �ﻤﻠك ﻋدد ﻏﻴر ﻗﻠﻴﻞ ﻤن اﻟﺤﻴواﻨﺎت‬ ‫‪ 0‬ﻓﻤن أي ﺠﺎءت اﻟﺘوراة إذاً �ﻘوﻟﻬﺎ أن اﻟﻤﺼر�ﻴن �كرﻫون اﻟرﻋﺎة و�ﺤﺘﻘروﻨﻬم " )‪0(1‬‬ ‫‪F60‬‬

‫ج ‪ :‬كﺎن ﻓرﻋون ذاك اﻟزﻤﺎن ﻤن اﻟﻬكﺴوس اﻟرﻋﺎة اﻟذﻴن ﻏزوا ﻤﺼر وﺤكﻤوﻫﺎ ‪ ،‬ﻓكرﻩ‬

‫اﻟﻤﺼر�ون اﻟرﻋﺎة اﻟﻐزاة ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً كﺎن اﻟﻤﺼر�ون �ﻘدﺴون �ﻌض اﻟﺤﻴواﻨﺎت ‪ ،‬وﻫذا واﻀﺢ ﻤن‬ ‫ﻋ�ﺎدﺘﻬم ﻟﻌﺠﻞ أﺒ�س ‪ ،‬أﻤﺎ اﻟرﻋﺎة ﻓكﺎﻨوا ﻴذ�ﺤون ﻫذﻩ اﻟﺤﻴواﻨﺎت ‪ 0‬وﻟﻬذا كرﻩ اﻟﻤﺼر�ون اﻟرﻋﺎة‬ ‫ٕواﺤﺘﻘروﻫم‪ 0‬وﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺨروج ﻴوﻀﺢ ﻫذﻩ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ �ﺄﺠﻠﻰ ﺒ�ﺎن " ﻓدﻋﺎ ﻓرﻋون ﻤوﺴﻰ‬

‫وﻫرون وﻗﺎﻝ أذﻫﺒوا أذ�ﺤوا ﻹﻟﻬكم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷرض ‪ 0‬ﻓﻘﺎﻝ ﻤوﺴﻰ ﻻ �ﺼﺢ أن ﻨﻔﻌﻞ ﻫكذا‪0‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪157‬‬

‫‪- 539 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪533‬‬


‫ﻷﻨﻨﺎ إﻨﻤﺎ ﻨذ�ﺢ رﺠس اﻟﻤﺼر�ﻴن ﻟﻠرب إﻟﻬﻨﺎ‪ 0‬إن ذ�ﺤﻨﺎ رﺠس اﻟﻤﺼر�ﻴن أﻤﺎم ﻋﻴوﻨﻬم أﻓﻼ‬

‫ﻴرﺠﻤوﻨﻨﺎ " ) ﺨر ‪0( 26 ، 25 : 8‬‬

‫ﻤرﻋﺎة ﻓرﻋون ﻟﻤﺸﺎﻋر اﻟﻤﺼر�ﻴن ‪ ،‬ﺤﻴث أﺴكن أﺨوة ﻴوﺴﻴ اﻟرﻋﺎة‬ ‫س‪ : 555‬ﻫﻞ ا‬

‫�ﻌﻴداً ﻓﻲ أرض ﺠﺎﺴﺎن ‪� ،‬ﻌد دﻟ�ﻼً ﻋﻠﻰ أن ﻓرﻋون كﺎن ﻤﺼر�ﺎً وﻟم �كن ﻤن‬ ‫اﻟﻬكﺴوس اﻟرﻋﺎة ؟ ) اﻟﺒﻬر�ز ﺠـ ‪ 1‬س‪0( 319‬‬

‫و�ﻘوﻝ ﷴ ﻗﺎﺴم ﷴ " ﻓﻬذا ﻴدﻝ ﻋﻠﻰ أن دﺨوﻝ ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ﻟﻤﺼر ﻟم �كن ﻓﻲ‬

‫ﻋﻬد اﻟﻬكﺴوس اﻟرﻋﺎة‪ 0‬ﺒﻞ ﻓﻲ ﻋﻬد ﺤﺎﻛم ﻤﺼري ﻴراﻋﻲ ﺘﻘﺎﻟﻴد اﻟﻤﺼر�ﻴن وﻤﻌﺘﻘداﺘﻬم‪ 0‬ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋكس ﻤﺎ ﻴدﻋﻲ كﺜﻴر ﻤن اﻟﻤؤرﺨﻴن " )‪0(2‬‬ ‫‪F61‬‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻗﺎﻝ اﻟ�ﻌض أن ﻴوﺴﻒ دﺨﻞ إﻟﻰ ﻤﺼر ﻗﺒﻞ ﻋﺼر اﻟﻬكﺴوس ‪ٕ ،‬واﻋﺘﻤدوا ﻓﻲ ذﻟك‬

‫ﻋﻠﻰ ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬ﻟو كﺎن ﻓرﻋون ﻴوﺴﻒ ﻤن اﻟﻬكﺴوس ﻟزوﺠﻪ ﺒﺈﺤدى أﻤﻴرات اﻟﻘﺼر ‪ ،‬وﻟﻛن‬

‫ﻷن ﻓرﻋون ﻴوﺴﻒ ﻤن ﻤﺼر ‪ ،‬ﻓﻬو ط�ﻘﺎً ﻟﻸﻋراف ﻻ ﻴﺘم ﺘزو�ﺞ أﻤﻴرات اﻟﻘﺼر ﻟﻠﻐر�ﺎء ‪،‬‬ ‫وﻟذﻟك زوﺠﻪ ﻤن إﺒﻨﺔ ﻓوطﻲ ﻓﺎرع كﺎﻫن أون ‪ ،‬وﻫذا اﻹﺤﺘﺠﺎج ﻤردود ﻋﻠ�ﻪ �ﺄﻨﻪ ﻓﻲ ﻋﻬود‬ ‫ﻀﻌﻒ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻤﺼر�ﺔ كﺎن اﻟﻔراﻋﻨﺔ ﻴزوﺠون أﻤﻴرات اﻟﻘﺼر ﻟﻠﻐر�ﺎء ﻤﺜﻠﻤﺎ ﺤدث ﻤﻊ ﻴر�ﻌﺎم ‪،‬‬

‫وﺴﻠ�ﻤﺎن‪0‬‬

‫ب – إﺸﺘرى ﻴوﺴﻒ كﻞ أرض اﻟﻤﺼر�ﻴن ﻟﻔرﻋون ﺒﺈﺴﺘﺜﻨﺎء اﻷرض اﻟﻤوﻗوﻓﺔ ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﻤﻌﺎﺒد ) ﺘك ‪ ( 22 : 47‬ﻓﻠو كﺎن ﻓرﻋون ﻴوﺴﻒ ﻤن اﻟﻬكﺴوس ﻤﺎ كﺎن ﻴﺘﺴﺎﻫﻞ ﻤﻊ اﻟﻛﻬﻨﺔ ‪،‬‬ ‫وﻫذا أﻤر ﻤردود ﻋﻠ�ﻪ أ�ﻀﺎً ‪ ،‬وﻫو أن اﻟﻬكﺴوس راﻋوا ﻤﺸﺎﻋر اﻟﻤﺼر�ﻴن اﻟدﻴﻨ�ﺔ ﻟﺌﻼ ﻴز�دوا‬

‫ﻤن ﺤﻘدﻫم ﻀد اﻟﻬكﺴوس‪0‬‬

‫ﺠـ‪ -‬ﻋﻨد طرد اﻟﻬكﺴوس ﻟم ﻴﺘم طرد ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ‪ ،‬وأ�ﻀﺎً ﻫذا إﺤﺘﺠﺎج ﻤردود ﻋﻠ�ﻪ‬ ‫ﻷﻨﻪ ﻋﻨدﻤﺎ طرد اﻟﻤﺼر�ون اﻟﻬكﺴوس وﺠدوا ﺒﻨﻲ إﺴراﺌﻴﻞ ﺸﻌ�ﺎً ﻤﺴﺎﻟﻤﺎً وﻓكروا ﻓﻲ اﻹﺴﺘﻔﺎدة‬ ‫ﻤﻨﻬم أﻓﻀﻞ ﻤن طردﻫم ‪ ،‬وﻻﺴ�ﻤﺎ أﻨﻬم ﻻ �ﻤﺜﻠون أي ﺨطر ﻋﻠﻰ اﻟ�ﻼد ‪ ،‬وﻟ�ﺴت ﻟدﻴﻬم‬

‫ﻤطﺎﻤﻊ ﺴ�ﺎﺴ�ﺔ‪0‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺹ ‪100‬‬

‫‪- 540 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪534‬‬


‫‪ -2‬دﺨﻞ �ﻌﻘوب وأوﻻدﻩ إﻟﻰ ﻤﺼر ﻓﻲ ﻋﺼر اﻟﻬكﺴوس ) ‪ 1550 – 1700‬ق‪0‬م (‬

‫ﺒدﻟﻴﻞ ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬أن ﻤﺼر ﻟم ﺘﻛن ﺘﻌرف اﻟﻤرك�ﺎت اﻟﺤر��ﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺠرﻫﺎ اﻟﺨﻴوﻝ إﻻﱠ �ﻌد ﻋﺼر‬

‫اﻟﻬكﺴوس ‪ ،‬وﺤﻴث أن ﻴوﺴﻒ أرﺴﻞ ﻤﻊ إﺨوﺘﻪ ﻋﺠﻼت ﺤر��ﺔ ﻹﺤﻀﺎر أﺒ�ﻪ إذاً ﻴوﺴﻒ كﺎن‬

‫ﻓﻲ ﻤﺼر ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻬكﺴوس وﻟ�س ﻗﺒﻠﻪ‪0‬‬

‫ب ‪ -‬اﻟﻔرﻋون اﻟذي أﻗﺎم ﻴوﺴﻒ وز� اًر ‪ٕ ،‬واﺴﺘﻘﺒﻞ أﺨوة ﻴوﺴﻒ �ﺎﻟﺘرﺤﺎب ﻫو ﻤن‬

‫اﻟﻬكﺴوس اﻟذﻴن إﺤﺘﻠوا �ﻼد اﻟﻨﻴﻞ ‪ ،‬وﻫم ﻤن أﺼﻞ ﺴﺎﻤﻲ ‪ ،‬ﻓﺘﻌﺎطﻔوا ﻤﻊ أﺒﻨﺎء �ﻌﻘوب‬ ‫اﻟﺴﺎﻤﻴﻴن ‪ ،‬وﻟﻛن �ﻌد أن ﺜﺎر ﺸﻌب ﻤﺼر ﻋﻠﻰ ﻫؤﻻء اﻟﻤﺤﺘﻠﻴن وطردﻫم ‪ ،‬أﺴﺎءوا إﻟﻰ‬

‫اﻟﻌﺒراﻨﻴﻴن اﻟذﻴن ﻫم أ�ﻀﺎً ﻤن أﻫﻞ ﺴﺎﻤﻲ ) راﺠﻊ اﻷب ﺴﻬﻴﻞ ﻗﺎﺸﺎ – اﻟﺘوراة اﻟ�ﺎﺒﻠ�ﺔ ص ‪18‬‬

‫( وﻗد إﺴﺘﻤر إﺤﺘﻼﻝ اﻟﻬكﺴوس ﻟﻤﺼر ﻗرا�ﺔ ﻗرﻨﻴن ‪ 1570 – 1730‬ق‪0‬م وﻫﻲ اﻟﻔﺘرة اﻟﺘﻲ‬ ‫ﺠﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ ﻷرض ﻤﺼر ‪ ،‬وﻗـد ط ـرد أﺤﻤس اﻷوﻝ اﻟﻬكﺴوس ) راﺠﻊ ﻓراس‬

‫اﻟﺴواح – اﻟﺤدث اﻟﺘوراﺘﻲ واﻟﺸرق اﻷدﻨﻰ اﻟﻘد�م (‪0‬‬

‫ﺠـ‪� -‬ﻘوﻝ ز�ﻨون كوﺴﻴدوﻓﺴكﻲ أن �ﻌﻘوب وأوﻻدﻩ ﺠﺎءوا إﻟﻰ ﻤﺼر ﻓﻲ ﻓﺘرة ﺤكم‬

‫اﻟﻬكﺴوس " وﻗد أُﺴﺘﻘﺒﻞ ﻨﺴﻞ �ﻌﻘوب ﻫﻨﺎك �ﺎﻟﺘرﺤﺎب ﻷﻨﻪ كﺎن ﻴرﺘ�ط ﺒ�ﻌض ﺼﻼت اﻟﻘر�ﻰ‬

‫اﻟﻘو�ﺔ ﻤن اﻟﻤﺤﺘﻠﻴن ) اﻟﻬكﺴوس ( وﻗد كﺎن ﻤن ﺼﺎﻟﺢ أوﻟﺌك أن ﻴﺠذﺒوا إﻟﻰ ﻤﺼر أﻛﺒر ﻋدد‬

‫ﻤﻤكن ﻤن اﻷﺴﻴو�ﻴن‪ 0‬و�ﺘﺤدث اﻟﻤؤرخ اﻟﻌﺒري " ﻓﻼﻓﻴوس ﻴوﺴ�ﻔوس " ﻋن اﻟﻬكﺴوس ﻋﻠﻰ‬

‫أﺴﺎس أﻨﻬم أﺠدادﻩ ‪ ،‬وﻨﺼوص اﻟﻘرن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸر ق‪0‬م اﻟﻤﺼر�ﺔ ﺘﺘﺤدث ﻋن ﻗ�ﺎﺌﻞ‬

‫كﻨﻌﺎﻨ�ﺔ إﺴﺘوطﻨت ﻤﺼر ‪ 00‬وﻓﻲ ﺘﻞ اﻟﻌﻤﺎرﻨﺔ ) �ﻘﺎ�ﺎ ﻋﺎﺼﻤﺔ إﺨﻨﺎﺘون ﻤؤﺴس اﻟد�ﺎﻨﺔ‬

‫اﻟﺘوﺤﻴد�ﺔ وﻋﺎﺒد إﻟﻪ اﻟﺸﻤس ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘرن اﻟرا�ﻊ ﻋﺸر ق‪0‬م ( ُوﺠد ﺘﺎﺒوت ﻟﻘﺎﺌد كﺎن‬ ‫ﻴﺨدم ﻋﻨد إﺨﻨﺎﺘون إﺴﻤﻪ اﻟﻘﺎﺌد ﻨﺎﺤ�م وكﺎن أﺴﻴو�ﺎً ‪ 0‬أﻤﺎ وز�ر ذﻟك اﻟﻔرﻋون �ﺎﻨﺤﺎم ﻓﻘد كﺎن‬

‫أﻗوى ﺸﺨﺼ�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺼر رﻏم إﻨﻪ ﻤن ﺴﻼﻟﺔ أﺴﻴو�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F62‬‬

‫س‪ : 556‬كﻴﻴ ﻴ�ﺎرك ﻨﺒﻲ اﻟﺘوﺤﻴد �ﻌﻘوب ﻓرﻋون اﻟوﺜﻨﻲ ﻋﺎﺒد اﻟﺜﺎﻟوث ) ﺘك ‪: 47‬‬

‫‪(7‬؟‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺩ‪ 0‬ﷴ ﻣﺨﻠﻮﻑ – ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺹ ‪85‬‬

‫‪- 541 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪535‬‬


‫ج ‪ -1 :‬أي ﺜﺎﻟوث �ﻘﺼدﻩ اﻟﻨﺎﻗد ؟ ﻫﻞ ﻴﻨﺒر ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺎﻟوث اﻟﻤﺴ�ﺤﻲ أم أﻨﻪ �ﻘﺼد اﻟﺜﺎﻟوث‬ ‫اﻟﻤﺼري ﻤﺜﻞ إﻴز�س وأزور�س وﺤورس ؟ وﻤن أﻋﻠﻤﻪ إن ﻓرﻋون كﺎن �ﻌﺒد ﺜﻼﺜﺔ آﻟﻬﺔ ﻓﻘط‬ ‫وﻟ�س أﻛﺜر ﻤن ﻫذا ؟!‬ ‫‪ -2‬ﻫﻞ اﻟﻤطﻠوب ﻤن اﻹﻨﺴﺎن اﻟﻤؤﻤن اﻟﻤوﺤد �ﺎﻟ أن ﻴﻠﻌن اﻟوﺜﻨﻴﻴن ؟! أﻟ�س اﻟﻤؤﻤن‬

‫ﺼورة ﻹﻟﻬﻪ اﻟذي �ﺸرق ﺸﻤﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﺒرار واﻷﺸرار ؟! ‪ 00‬ﻓﻠ�س اﻷﻤر اﻟﻌﺠﻴب أن ﻴ�ﺎرك‬

‫�ﻌﻘوب وﻓرﻋون " و�ﺎرك �ﻌﻘوب ﻓرﻋون " ) ﺘك ‪ ( 7 : 47‬وﻟﻛن اﻟﻌﺠﻴب ﻟو أن �ﻌﻘوب ﻟم‬

‫ﻴ�ﺎرك ﻓرﻋون‪ 0‬وﻟ�س ﻤﻌﻨﻰ ﻤ�ﺎركﺔ �ﻌﻘوب ﻟﻔرﻋون أﻨﻪ �ﻘرﻩ ﻋﻠﻰ ﻋ�ﺎدﺘﻪ اﻟوﺜﻨ�ﺔ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ �ﺎركﻪ‬ ‫ﻷﻨﻪ ﺘﺼرف �ﺤكﻤﺔ ‪ ،‬وﺴﻌﻰ ﻟﺨﻼص ﺸﻌ�ﻪ ﻤن اﻟﺠوع ‪ ،‬وأطﺎع كﻼم ﷲ اﻟذي أﻋﻠﻤﻪ‬

‫�ﺎﻷﺤﻼم ﻤﺎذا ﺴ�كون‪0‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ اﻟﻘس ﻤ�ﺼﺎﺌﻴﻞ ﺼﺎدق " ﻫﻨﺎك ﺒركﺔ ﻤﺎد�ﺔ وﻫﻨﺎك ﺒركﺔ روﺤ�ﺔ ‪ ،‬وﻤﺎ اﻟﻤﺎﻨﻊ‬

‫أن ﻴ�ﺎرك اﻹﻨﺴﺎن اﻵﺨر�ن ‪ ،‬واﻹﻨﺴـﺎن اﻟﻤﺴﺘﺤق اﻟﺒركﺔ ﻴﻨﺎﻝ اﻟﺒركﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﺴ�ﻪ " ] ﻤن‬ ‫إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -4‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " ﺘوﺠد أﻨواع ﻤن اﻟﺒركﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟ ﻻ �ﻤﻨﻊ ﺒركﺎﺘﻪ‬

‫ﻋن أﺤد ‪ ،‬ﺒﻞ �ﻌطﻲ كﻞ واﺤد ﺒركﺔ ﻤﻨﺎﺴ�ﺔ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻫو اﻟﻤﻌﺘﻨﻲ �كﻞ ﺨﻠ�ﻘﺘﻪ ‪ 0‬وﻓرﻋون ﻫو‬ ‫ﻤﻠك واﻟﻛﺘﺎب �ﻘوﻝ " ﻗﻠب اﻟﻤﻠك ﻓﻲ ﻴد اﻟرب كﺠداوﻝ ﻤ�ﺎﻩ ﺤﻴﺜﻤﺎ ﺸﺎء �ﻤﻴﻠﻪ " ) أم ‪1 : 21‬‬

‫( وﻫذﻩ ﺒركﺔ ﻤن أﺠﻞ ﺸﻌب اﻟرب ‪ 00‬إن ﻫذا ﻴذكرﻨﺎ �ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟرب ﻋن كورش ﻤﻠك ﻓﺎرس "‬

‫اﻋﻲ ‪ ،‬ﻓﻛﻞ ﻤﺴرﺘﻲ ﻴﺘﻤم و�ﻘوﻝ‬ ‫ﻫكذا �ﻘوﻝ اﻟرب ﻓﺎد�ك وﺠﺎﺒﻠك ‪ 00‬اﻟﻘﺎﺌﻞ ﻋن كورش ‪ :‬ر ﱠ‬ ‫ﺴﺘؤﺴس " ) أش ‪ ] " ( 28 : 44‬ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر‬ ‫ﺴﺘﺒﻨـﻰ وﻟﻠﻬ�كﻞ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻋن أورﺸﻠ�م ُ‬ ‫اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -5‬ﻘوﻝ أﺤد اﻵ�ﺎء اﻟرﻫ�ﺎن ﺒدﻴر ﻤﺎرﻤﻴﻨﺎ اﻟﻌﺎﻤر " اﻟﺒركﺔ ﻫﻨﺎ ﺘﻌﻨﻲ اﻟدﻋﺎء ﻟﻪ ‪ ،‬وﻨﺤن‬

‫ﻨﺼﻠﻲ ﻤن أﺠﻞ كﻞ اﻟﻨﺎس ‪ ،‬ﻤن أﺠﻞ اﻟرؤﺴﺎء وكﻞ ﻤن ﻫم ﻓﻲ ﻤﻨﺼب ﺴواء ﻤؤﻤﻨﻴن أو‬

‫ﻏﻴر ﻤؤﻤﻨﻴن ‪ ،‬واﻟﻛﺘﺎب �ﻌﻠﻤﻨﺎ ﻗﺎﺌﻼً " �ﺎركوا وﻻ ﺘﻠﻌﻨوا " وﻗﺎﻝ أ�ﻀﺎً " �ﺎركوا ﻵﻋﻨ�كم " ﺴواء‬ ‫كﺎﻨوا ﻤؤﻤﻨﻴن أو ﻏﻴر ﻤؤﻤﻨﻴن واﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ طﻠب اﻟﻐﻔران ﻟﺼﺎﻟﺒ�ﻪ ‪ 0‬ﻓﻬذﻩ ﻋﻼﻤﺔ اﻹﻨﺴﺎن‬

‫اﻟود�ﻊ اﻟذي ﻴدﻋو و��ﺎرك كﻞ أﺤد ﺤﺘﻰ ﻟو كﺎﻨوا أﻋداء " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن‬ ‫‪- 542 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪536‬‬


‫[‪0‬‬ ‫‪ -6‬ﺘﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤﺎ " ﺸﺊ طﺒ�ﻌـﻲ وﻤﻘﺒوﻝ أن ﻴ�ﺎرك رﺠﻞ ﷲ اﻟرﺠﻞ اﻟوﺜﻨﻲ ‪،‬‬

‫ﻓﺈن ﷲ ﻴر�د أن اﻟﺠﻤ�ﻊ ﻴﺨﻠﺼون ٕواﻟﻰ ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﺤق �ﻘﺒﻠون ‪ ،‬وﻻ ﻨﻨﺴﻰ أن وﺠود �ﻌﻘوب‬ ‫وأوﻻدﻩ ﻓﻲ ﻤﺼر كﺎن �ﻤﺜﺎ�ﺔ إﺴﺘ�ﻘﺎء ﺤ�ﺎة ﻟﻬم ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﻴد ﻓرﻋون ﺴ�كون إﻨﻘﺎذ ﻟﺤ�ﺎة اﻟﺸﻌب‬

‫اﻟﻤﺼري وﺤ�ﺎﺘﻬم‪0‬وﻗﺒﻞ ﻓرﻋون اﻟﺒركﺔ ﻤن أﺒﻴﻨﺎ �ﻌﻘوب ‪ ،‬ﻓﻘد أﺤس ﺒﻬﻴ�ﺔ اﻟرﺠﻞ وأﻨﻪ ﺒركﺔ " ]‬ ‫ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -7‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ اﻟدكﺘور ﻴوﺴﻴ ر�ﺎض " أﻟم ﻴ�ﺎرك ﷲ ﻓﻲ ﺒﻴت ﻓوط�ﻔﺎر �ﺴﺒب وﺠود‬

‫ﻴوﺴﻒ اﻟ�ﺎر ﻓﻲ ﺒﻴت ﻫذا اﻟرﺠﻞ اﻟوﺜﻨﻲ ؟! ﻓﻠﻤﺎذا ﻨﺴﺘﻌﺠب ﻤن ﻤ�ﺎركﺔ �ﻌﻘوب ﻟﻔرﻋون ؟! " ]‬ ‫ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪� -8‬ﻘوﻝ اﻷﺴﺘﺎذ ﺘوﻓﻴق ﻓرج ﻨﺨﻠﺔ " إن ﻫﻴ�ﺔ �ﻌﻘوب ﺠﻌﻠت ﻓرﻋون ﻴﻠﺘﻤس ﻤﻨﻪ أن‬

‫ﻴ�ﺎركﻪ ‪ ،‬ﻓ�ﺎركﻪ ﻤرﺘﻴن ) ﺘك ‪ ( 10 ، 7 : 47‬وأوﻻد ﷲ ﺘﻔ�ض ﺸﻔﺎﻫﻬم �ﺎﻟﺒركﺔ ﻟﻛﻞ إﻨﺴﺎن ‪،‬‬ ‫وﻓﻲ ﺒركﺔ �ﻌﻘوب ﻟﻔرﻋون ﺼﻠﻰ ﻤن أﺠﻠﻪ ‪ ،‬ور�ﻤﺎ كﺎﻨت اﻟﺒركﺔ �ﺎﻟدﻋﺎء ﻟﻪ �طوﻝ اﻟﺤ�ﺎة‪ 0‬وﻗد‬

‫�كون ﻓرﻋون إﻨﺤﻨﻰ أﻤﺎم �ﻌﻘوب ﻟ�ﻀﻊ ﻴدﻩ ﻋﻠﻰ رأﺴﻪ �ﺎﻟﺒركﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﺠدﻴد ﻗﺎﻝ ﺒوﻟس‬ ‫اﻟرﺴوﻝ " �ﺎركوا ﻋﻠﻰ اﻟذﻴن �ﻀطﻬدوﻨكم‪� 0‬ﺎركوا وﻻ ﺘﻠﻌﻨوا " ) رو ‪ ] " ( 14 : 12‬ﻤن‬ ‫إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 557‬ﻫﻞ ﺴﺠد �ﻌﻘوب ﻋﻠﻰ رأس اﻟﺴر�ر ) ﺘك ‪ ( 31 : 47‬أو أﻨﻪ ﺴﺠد ﻋﻠﻰ‬

‫رأس ﻋﺼﺎﻩ ) ﻋب ‪ ( 21 : 11‬؟‬

‫ج ‪ :‬ﻋﻨدﻤﺎ ﻗر�ت أ�ﺎم �ﻌﻘوب إﺴﺘدﻋﻰ إﺒﻨﻪ ﻴوﺴﻒ وطﻠب ﻤﻨﻪ أن ﻻ ﻴدﻓﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﺼر ‪ ،‬إﻨﻤﺎ‬

‫ﻴدﻓﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﻘﺒرة أ�ﺎﺌﻪ إﺒراﻫ�م ٕواﺴﺤق ‪ ،‬ﻓواﻓﻘﻪ ﻴوﺴﻒ ﻋﻠﻰ ﻫ ـذا ‪ ،‬وأﻛ ـد وﻋدﻩ �ﺎﻟﻘﺴم " ﻓﺴﺠد‬ ‫إﺴراﺌﻴﻞ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﺴر�ر " ) ﺘك ‪ ( 31 : 47‬وﻋﻨدﻤﺎ ﻋﺎد ﻴوﺴﻒ ﻟز�ﺎرﺘﻪ ﻤﻊ إﺒﻨ�ﻪ ﻤﻨﺴﻰ‬

‫وأﻓرا�م " ﺘﺸدد إﺴراﺌﻴﻞ وﺠﻠس ﻋﻠﻰ اﻟﺴر�ر " ) ﺘك ‪ ( 2 : 48‬و�ﻌد أن �ﺎرك �ﻌﻘوب أوﻻدﻩ "‬

‫ﻀم رﺠﻠ�ﻪ إﻟﻰ اﻟﺴر�ـر وأﺴﻠم اﻟروح ٕواﻨﻀم إﻟﻰ ﻗوﻤﻪ " ) ﺘك ‪0( 13 : 49‬‬

‫أﻤﺎ ﻗوﻝ ﻤﻌﻠﻤﻨﺎ ﺒوﻟس اﻟرﺴوﻝ " �ﺎﻹ�ﻤﺎن �ﻌﻘوب ﻋﻨد ﻤوﺘﻪ �ﺎرك كﻞ واﺤد ﻤن إﺒﻨﻲ‬ ‫‪- 543 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪537‬‬


‫ﻴوﺴﻴ وﺴﺠد ﻋﻠﻰ رأس ﻋﺼﺎﻩ " ) ﻋب ‪ ( 21 : 11‬ﻓﻬو �كﺸﻒ ﺠﺎﻨب آﺨر ﻤن اﻟﻘﺼﺔ ‪،‬‬ ‫وﻫو أن �ﻌﻘوب ﻗد ﺒﻠﻎ �ﻪ اﻟوﻫن ﺤﺘﻰ إﻨﻪ ﻟم �ﺴﺘط�ﻊ أن ﻴﻨﻬض ﻤن ﻋﻠﻰ ﺴر�رﻩ ﻟ�ﺴﺠد ﻹﻟﻬﻪ‬

‫‪ ،‬ﻓكﺎن ﻴﺘوكﺄ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎﻩ وﺤﻴﻨﻤﺎ ﺴﺠد وﻀﻊ ﻋﺼﺎﻩ أﻤﺎﻤﻪ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻻ ﻴوﺠد أدﻨﻰ ﺘﻌﺎرض‬ ‫ﺒﻴن اﻟﻘوﻟﻴن ‪ ،‬ﺒﻞ أن كﻞ ﻤن ﻤوﺴﻰ اﻟﻨﺒﻲ و�وﻟس اﻟرﺴوﻝ �ﺴﺠﻞ ﻟﻘطﺔ ﻤن اﻟﻤوﻗﻒ‪0‬‬

‫س‪ : 558‬كﻴﻴ �ﻌد أن ﻤكث �ﻌﻘوب أرض ﻤﺼر ﺴﻨوات طو�ﻠﺔ ﻟم ﻴﺘﻌرف ﻋﻠﻰ إﺒﻨﻲ‬

‫ﻴوﺴﻴ ) ﺘك ‪ ( 8 : 48‬؟‬

‫ج ‪ :‬إﺴﺘﻘﺒﻞ ﻴوﺴﻒ أﺒ�ﻪ ٕواﺨوﺘﻪ ‪ ،‬ﺜم ﺴكن �ﻌﻘوب وأوﻻدﻩ أرض ﺠﺎﺴﺎن ﻓﻲ أطراف ﻤﺼر‬

‫اﻟﺸرﻗ�ﺔ‪ 0‬أﻤﺎ ﻴوﺴﻒ ﻓﻘد أﻗﺎم ﻓﻲ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﻤﺼر ﻴدﻴر ﺸﺌوﻨﻬﺎ ‪ ،‬ور�ﻤﺎ ﻟم ﻴﻠﺘﻘﻲ أﺒﻨﺎء ﻴوﺴﻒ‬

‫ﺒﺠدﻫم �ﻌﻘوب ﻟﻤدة طو�ﻠﺔ ‪ ،‬وﻋﻨدﻤﺎ ﺴﻤﻊ ﻴوﺴﻒ أن أﺒ�ﻪ ﻤر�ض أﺨد إﺒﻨ�ﻪ وذﻫب إﻟﻰ أﺒ�ﻪ‬

‫اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻤر�ض " وأﻤﺎ ﻋﻴﻨﺎ إﺴراﺌﻴﻞ ﻓﻛﺎﻨﺘﺎ ﻗد ﺜﻘﻠﺘﺎ ﻤــن اﻟﺸﻴﺨوﺨﺔ ﻻ �ﻘدر أن ﻴ�ﺼر " ) ﺘك‬

‫‪ ( 10 : 48‬وﻟذﻟك ﻻ ﻋﺠب إن ﺴﺄﻝ �ﻌﻘوب ﻋن اﻟﺸﺎﺒﻴن اﻟﻠذﻴن ﻤﻊ ﻴوﺴﻒ " ورأى إﺴراﺌﻴﻞ‬ ‫إﺒﻨﻲ ﻴوﺴﻴ ﻓﻘﺎﻝ ﻤن ﻫذان ‪ 0‬ﻓﻘﺎﻝ ﻴوﺴﻴ ﻷﺒ�ﻪ ﻫﻤﺎ إﺒﻨﺎي اﻟﻠذان أﻋطﺎﻨﻲ ﷲ ﻫﻬﻨﺎ " )‬

‫ﺘك ‪ ( 9 ، 8 : 48‬وﻻﺴ�ﻤﺎ أن �ﻌﻘوب كﺎن ﻗد ﻀﻌﻒ ﻨظرﻩ ‪ ،‬ﻓﻠم �ﻌد �ﻤﻴز ﻤﻼﻤﺢ إﺒﻨﻲ‬ ‫ﻴوﺴﻒ‪0‬‬

‫س‪ : 559‬ﻫﻞ ﻨﺒؤة �ﻌﻘوب ﻋن إﺒﻨﻪ ﻴﻬوذا ) ﺘك ‪ ( 9 ، 8 : 49‬ﺘﻌﺘﺒر ﻨﺒؤة ﻋن‬

‫رﺴوﻝ اﻹﺴﻼم ‪ ،‬ﻷن إﺴم ﻴﻬوذا ﻤﺸﺘق ﻤن اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﺒراﻨﻲ اﻟذي ﺘرﺠﻤﺘﻪ �ﺎﻟﻌر��ﺔ‬ ‫أﺤﻤد كﻤﺎ إدﱠﻋﻰ اﻟُﻨﱠﻘﺎد ؟‬

‫ج ‪ -1 :‬ﻨﻌم إﺴم ﻴﻬوذا ﻤﺸﺘق ﻤن اﻟﻔﻌﻞ أﺤﻤد ‪ ،‬وﻟﻬذا ﻋﻨد وﻻدﺘﻪ ﻗﺎﻝ اﻟﻛﺘﺎب ﻋن أﻤﻪ ﻟﻴﺌﺔ "‬ ‫وﺤﺒﻠت أ�ﻀﺎً ووﻟدت إﺒﻨﺎً وﻗﺎﻟت ﻫذﻩ اﻟﻤرة أﺤﻤد اﻟرب‪ 0‬ﻟذﻟك دﻋت إﺴﻤﻪ ﻴﻬوذا " ) ﺘك ‪29‬‬

‫‪0( 35 :‬‬ ‫‪ -2‬ﺘﺒﻨﺄ �ﻌﻘوب ﻋن ﻴﻬوذا ﻗﺎﺌﻼً " ﻴﻬوذا إ�ﺎك �ﺤﻤد إﺨوﺘك ‪ 0‬ﻴدك ﻋﻠﻰ ﻗﻔﺎ أﻋداﺌك‪0‬‬

‫�ﺴﺠد ﻟﻪ ﺒﻨو أﺒ�ك‪ 0‬ﻴﻬوذا ﺠرو أﺴد ‪ 0‬ﻤن ﻓر�ﺴﺔ ﺼﻌدت �ﺎ إﺒﻨﻲ‪ 0‬ﺠﺜﺎ ور�ض كﺄﺴد‬

‫وكﻠﺒوة ﻤن ﻴﻨﻬﻀﻪ " ) ﺘك ‪ ( 9 ، 8 : 49‬وﻫذﻩ اﻟﻨﺒؤة ﻟم ﺘﺘﺤﻘق ﻟﻴﻬوذا ﺸﺨﺼ�ﺎً ﺒدﻟﻴﻞ أن‬ ‫‪- 544 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪538‬‬


‫إﺨوﺘﻪ ﻟم �ﺴﺠدوا ﻟﻪ ‪ ،‬ﺒﻞ ﺴﺠدوا وﻫو ﻤﻌﻬم ﻟﻴوﺴﻒ ﻓﻲ أرض ﻤﺼر‪ 0‬إذاً اﻟﻨﺒؤة ﻻ ﺘﺨص‬ ‫ﻴﻬوذا ﻓﻲ ﺸﺨﺼﻪ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ﺘﺨص اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ اﻵﺘﻲ ﻤن ﻨﺴﻞ ﻴﻬوذا اﻟذي ﺼﺎرت ﻴدﻩ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻗﻔﺎ اﻟﺸ�ﺎطﻴن أﻋداﺌﻪ إذ ﻫزﻤﻬم ﻫز�ﻤﺔ ﺴﺎﺤﻘﺔ �ﺎﻟﺼﻠﻴب " ﻫوذا ﻗد ﻏﻠب اﻷﺴد اﻟذي ﻤن ﺴ�ط‬

‫ﻴﻬوذا أﺼﻞ داود " ) رؤ ‪0( 5 : 5‬‬

‫‪ -3‬ﺘﻨ�ﺄ أ�ﻀﺎً �ﻌﻘوب ﻋن ﺴ�ط ﻴﻬوذا إﻨﻪ ﺴ�كون ﺴ�ط اﻟﻤﻠوك " ٕوان ﻗﻀﻴب اﻟﻤﻠك‬ ‫ﺴﻴزوﻝ ﻤن ﺴ�ط ﻴﻬوذا ‪ ،‬ﻤﺘﻰ ﺠﺎء ﺸﻴﻠون اﻟﺨﺎرج ﻤن ﺴ�ط ﻴﻬوذا ﻤن �ﻌﻘوب ‪ ،‬وﻟﺸﻴﻠون‬ ‫ﺘﺨﻀﻊ اﻟﺸﻌوب " ﻻ ﻴزوﻝ ﻗﻀﻴب ﻤن ﻴﻬوذا وﻤﺸﺘرع ﻤن ﺒﻴن رﺠﻠ�ﻪ ﺤﺘﻰ �ﺄﺘﻲ ﺸﻴﻠون وﻟﻪ‬

‫�كون ﺨﻀوع ﺸﻌوب " ) ﺘك ‪ ( 10 : 49‬وﻫذا ﻴﺘﻌﺎرض ﻤﻊ اﻹﻋﺘﻘﺎد اﻟﺴﺎﺌد �ﺄن رﺴوﻝ‬

‫اﻹﺴﻼم ﻫو ﺨﺎﺘم اﻷﻨﺒ�ﺎء واﻟﻤرﺴﻠﻴن‪0‬‬

‫‪ -4‬ﻤن اﻟﻤﻌروف أن " ﺸﻴﻠون " ﻟﻘب ﻤن أﻟﻘﺎب اﻟﻤﺴ�ﺎ اﻟﻤﻨﺘظر ﻟدى اﻟﻴﻬود اﻟذﻴن‬

‫ﻤﺎزاﻟوا ﻴﻨﺘظروﻨﻪ ﺤﺘﻰ اﻵن ‪ ،‬وﻻ �ﻌﻠﻤون أﻨﻪ آﺘﻲ ‪ٕ ،‬واﺴم " ﺸﻴﻠون " إذا ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﻨكرة ﻓﻬو‬

‫�ﻌﻨﻲ اﻟراﺤﺔ واﻟطﻤﺄﻨﻴﻨﺔ واﻷﻤﺎن ‪ٕ ،‬واذا كﺎء إﺴم ﻋﻠم ﻓﻬو �ﻌﻨﻲ ﻤﺎﻨﺢ اﻟرﺤﻤﺔ أو ﺼﺎﻨﻊ اﻟﺴﻼم‬ ‫‪ ،‬وﻫذا اﻟﻠﻘب ﻫو ﻤن أﻟﻘﺎب اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ ‪ ،‬وﻗد إﻋﺘﻘد اﻟﻴﻬود أن ﻟﻔظﺔ ﺸﻴﻠون ﺘﺸﻴر ﻟﻠﻤﺴ�ﺢ‬

‫اﻟﻤﺴ�ﺎ اﻟﻤﻨﺘظر ﻓﺠﺎء ﻓﻲ ﺘرﺠوم أوﻨكﻠوس " إﻟﻰ أن �ﺄﺘﻲ اﻟﻤﺴ�ﺢ اﻟذي ﻟﻪ اﻟﻤﻠك وﻟﻪ �كون‬

‫ﺨﻀوع اﻟﺸﻌوب " وﺠﺎء ﻓﻲ ﺘرﺠوم أورﺸﻠ�م " إﻟﻰ اﻟوﻗت اﻟذي �ﺄﺘﻲ ﻓ�ﻪ اﻟﻤﺴ�ﺢ اﻟﻤﻠك اﻟذي‬

‫اﻟﻤﻠك " وﻓﻲ ﺘرﺠوم ﻴوﻨﺎﺜﺎن " إﻟﻰ أن �ﺄﺘﻲ اﻟﻤﺴ�ﺢ اﻟﻤﻠك ‪ 0‬ﻤﺎ أﺠﻤﻞ اﻟﻤﺴ�ﺢ اﻟﻤﻠك اﻟذي‬ ‫ﻟﻪ ُ‬ ‫ﺴ�طﻠﻊ ﻤن ﺒﻴت ﻴﻬوذا " وﻓﻲ اﻟﺘﻠﻤود اﻟ�ﺎﺒﻠﻲ " ﻤﺎ ﻫو إﺴم اﻟﻤﺴ�ﺢ ؟ و�ﺠﻴب إﺴﻤﻪ ﺸﻴﻠون ﻷﻨﻪ‬ ‫ﻤكﺘوب ﺤﺘﻰ �ﺄﺘﻲ ﺸﻴﻠون " ) راﺠﻊ ﺠرﺠس إﺒراﻫ�م ﺼﺎﻟﺢ – اﻟرد ﻋﻠﻰ كﺘﺎب اﻟﺘﻨﺎﻗض ﻓﻲ‬ ‫ﺘوار�ﺦ وأﺤداث اﻟﺘوراة ص ‪0( 85‬‬

‫وﻗد ﺴﻤﺢ ﻤﻠوك اﻟﻔرس اﻟذﻴن إﺤﺘﻠوا ﻤﻤﻠﻛﺔ ﻴﻬوذا أن �كون ﺤكﺎم ﻴﻬوذا ﻤن اﻟﻴﻬود ﻤﺜﻞ‬

‫زر�ﺎﺒﻞ وﻋز ار وﻨﺤﻤ�ﺎ ‪ ،‬وكذﻟك ﻤﻨﺢ اﻟﻴوﻨﺎﻨﻴون ﻫذا اﻟﺤق ﻟﻠﻴﻬود ﻓﻲ ﻋﺼر اﻟﻤكﺎﺒﻴﻴن ‪ 0‬وﻟﻛن‬

‫ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪ 6‬م ﺠﻌﻞ أوﻏﺴطس ﻗ�ﺼر اﻟﻴﻬود�ﺔ وﻻ�ﺔ روﻤﺎﻨ�ﺔ وﻋﻴﱠن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻴرودس أرﺨ�ﻼوس‬ ‫‪ ،‬وﻓﻘ ـد اﻟﺴﻨﻬدر� ـم ﺴﻠطﺘﻪ ﻓﻲ إﺼدار أﺤكﺎم اﻟﻤوت ‪ ،‬و�ﻘـوﻝ اﻟراﺒـﻲ " راﻛﻤﺎن " ‪ " 00‬ﻋﻨدﻤﺎ‬

‫وﺠد أﻋﻀـﺎء اﻟﺴﻨﻬدر�م أﻨﻔﺴﻬم ﻤﺠردﻴن ﻤن اﻟﺤكم �ﺎﻟﺤ�ﺎة واﻟﻤوت ‪ ،‬أﺼﺎﺒﻬم اﻟرﻋب وﻏطوا‬ ‫رؤوﺴﻬم �ﺎﻟرﻤﺎد ‪ ،‬وﻟ�ﺴوا اﻟﻤﺴوح ‪ ،‬وﺼرﺨوا ‪ :‬و�ﻞ ﻟﻨﺎ ﻷن اﻟﻘﻀﻴب ﻗد زاﻝ ﻤن ﻴﻬوذا واﻟﻤﺴ�ﺎ‬ ‫‪- 545 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪539‬‬


‫ﻟم ِ‬ ‫�ﺄت " )‪0(1‬‬ ‫‪F63‬‬

‫‪� -4‬ﻌﺘﺒر إﺴم " ﺸﻴﻠﺔ " إﺨﺘﺼﺎر ﻹﺴم ﺸﻴﻠون ‪ ،‬وﺸﻴﻠﺔ ﻫو اﻹﺒن اﻟﺜﺎﻟث ﻟﻴﻬوذا اﻟذي‬

‫ﺘ�ﻘﻰ ﻟﻪ �ﻌد ﻤوت إﺒﻨ�ﻪ ﻋﻴر وأوﻨﺎن ‪ ،‬ﻓكﺎن �ﺎﻷوﻟﻰ ﺘطﺒﻴق اﻟﻨﺒؤة اﻟواردة ﻓﻲ ) ﺘك ‪10 : 49‬‬

‫( ﻋﻠﻰ ﺸﻴﻠﺔ ‪ ،‬وﻟﻛﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻘ�ﻘﺔ ﺘﻨطﺒق ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ وﺤدﻩ ) ﺸﻴﻠون ( اﻟﺨﺎرج ﻤن‬ ‫ﺴ�ط ﻴﻬوذا ‪ ،‬وﻟ�س ﻋﻠﻰ أﺤد ﻏﻴرﻩ ‪ ،‬ﻻ ﻤن ﺴ�ط ﻴﻬوذا وﻻ ﻤن ﻨﺴﻞ إﺴﻤﺎﻋﻴﻞ‪0‬‬

‫س‪ : 560‬كﻴﻴ �ﻌطﻲ �ﻌﻘوب اﻟ�كور�ﺔ ﻹﺒﻨﻪ ﻴﻬوذا اﻟذي ﻟم �كن �ك اًر و�ﺤرم أﺒﻨﺎﺌﻪ‬ ‫اﻷ�كﺎر راو�ﻴن �كر ﻟﻴﺌﺔ ‪ ،‬ودان �كر ﺒﻠﻬﺔ ‪ ،‬وﺠﺎد �كر زﻟﻔﺔ ‪ ،‬و�وﺴﻴ �كر راﺤﻴﻞ ﻤن‬

‫ﻫذﻩ اﻟ�كور�ﺔ ؟‬

‫و�ﻘوﻝ ﻟﻴوﺘﺎﻛﺴﻞ " ﻗﺼﺎري اﻟﻘوﻝ ‪ ،‬كﺎن ﻴﺠب ﻋﻠﻰ �ﻌﻘوب أن �ﻌطﻲ ا ﻟ�كور�ﺔ إﻟﻰ‬

‫ﻴوﺴﻒ ‪� ،‬كرﻩ ﻤن راﺤﻴﻞ اﻟﺤﺒﻴ�ﺔ ‪ ،‬ﻴوﺴﻒ ﻋزاء ﺸﻴﺨوﺨﺔ �ﻌﻘوب وﻤﺼدر ﻓرﺤﻪ وﺜروة ﺒﻴﺘﻪ ‪0‬‬

‫ﻟﻛن �ﻌﻘوب إﺨﺘﺎر ﻴﻬوذا ‪ ،‬ﻴﻬوذا اﻟذي ﺤرض إﺨوﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺒ�ﻊ ﻴوﺴﻒ ﻋﺒداً إﻟﻰ ﺘﺠﺎر ﻏر�ﺎء‬

‫‪ ،‬ﻴﻬوذا اﻟذي ﻀﺎﺠﻊ كﻨﺘﻪ أرﻤﻠﺔ وﻟد�ﻪ ‪ ،‬كﺎن ﻫو اﻷﻗـرب إﻟﻰ ﻗﻠـب �ﻌﻘوب ‪ ،‬وﻟﻪ أﻋطﻰ‬

‫اﻟﻌﺠـوز اﻟﻤﺤﺘﻀر ﺤق اﻟ�طر�رك�ﺔ اﻟﺘﻲ كﺎﻨت ﺠزءاً ﻤن ﺘركﺘﻪ اﻹﻟﻬ�ﺔ " )‪0(1‬‬ ‫‪F64‬‬

‫ج ‪� -1 :‬كر �ﻌﻘوب اﻷﻛﺒر ﻓﻲ إﺨوﺘﻪ ﻫو راو�ﻴن وﻫو اﻟذي �ﺴﺘﺤق اﻟ�كور�ﺔ ‪ ،‬وﻟﻛن ﷲ‬

‫إﺴﺘﺜﻨﺎﻩ �ﺴﺒب ﺤﻤﺎﻗﺘﻪ اﻟﺘﻲ إرﺘﻛﺒﻬﺎ إذ ﻀﺎﺠﻊ ﺒﻠﻬﺔ ﺴر�ﺔ أﺒ�ﻪ ) ﺘك ‪ ( 22 : 35‬وﻟم ﻴﻨﺴﻰ‬

‫�ﻌﻘوب ﻫذﻩ اﻟﻔﻌﻠﺔ اﻟﺸﻨﻌﺎء وﻟذﻟك ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻋ�ﺎرﺘﻪ اﻷﺨﻴرة " ﻓﺎﺌ اًر كﺎﻟﻤﺎء ﻻ ﺘﺘﻔﻀﻞ‪ 0‬ﻷﻨك‬

‫ﺼﻌدت ﻋﻠﻰ ﻤﻀﺠﻊ أﺒ�ك‪ 0‬ﺤﻴﻨﺌذ دﻨﺴﺘﻪ‪ 0‬ﻋﻠﻰ ﻓراﺸﻲ ﺼﻌد " ) ﺘك ‪ ( 4 : 49‬ﻓواﻀﺢ‬ ‫ﻤدى ﺘﺄﺜر �ﻌﻘوب �ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ �كرﻩ راو�ﻴن ‪ ،‬وﻟذﻟك ُﺤرم ﻤن اﻟ�كور�ﺔ ‪ ،‬وكذﻟك إﺴﺘﺜﻨﻰ �ﻌﻘوب‬ ‫اﻹﺒن اﻟﺜﺎﻨﻲ واﻟﺜﺎﻟث وﻫﻤﺎ ﺸﻤﻌون وﻻوي �ﺴﺒب ﻤذ�ﺤـﺔ أﻫـﻞ ﺸك�م ‪ ،‬وﻗﺎﻝ ﻟﻬﻤﺎ " ﺸﻤﻌون‬

‫وﻻوي إﺨوان‪ 0‬آﻻت ظﻠم ﺴﻴوﻓﻬﻤﺎ‪ 0‬ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺴﻬﻤﺎ ﻻ ﺘدﺨﻞ ﻨﻔﺴﻲ‪� 0‬ﻤﺠﻤﻌﻬﻤﺎ ﻻ ﺘﺘﺤد‬

‫كراﻤﺘﻲ ﻷﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻏﻀﺒﻬﻤﺎ ﻗﺘﻼ إﻨﺴﺎﻨﺎً وﻓﻲ رﻀﺎﻫﻤﺎ ﻋرﻗ�ﺎ ﺜو اًر ‪ 0‬ﻤﻠﻌون ﻏﻀﺒﻬﻤﺎ ﻓﺈﻨﻪ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺟـ ‪ 4‬ﺹ ‪589‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﱠﺱ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻁﻴﺮ ﺹ ‪162‬‬

‫‪- 546 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪540‬‬


‫ﻗﺎس ‪ 0‬أﻗﺴﻤﻬﻤﺎ ﻓﻲ �ﻌﻘوب وأﻓرﻗﻬﻤﺎ ﻓﻲ إﺴراﺌﻴﻞ " ) ﺘك ‪– 5 : 49‬‬ ‫ﺸدﻴد وﺴﺨطﻬﻤﺎ ﻓﺈﻨﻪ ٍ‬ ‫‪ ( 7‬وﻟذﻟك ﺠﺎءت اﻟﺒركﺔ ﻤن ﻨﺼﻴب ﻴﻬوذا ‪ ،‬أﻤﺎ اﻟ�كور�ﺔ ﻓﻘد ﻤﻨﺤﻬﺎ �ﻌﻘوب ﻟﻴوﺴﻒ ) ‪ 1‬أخ‬

‫‪ ( 1 : 5‬وأﺨذ أﻓرا�م اﻟ�كور�ﺔ ﻤن أﺒ�ﻪ ﻴوﺴﻒ كﻘوﻝ اﻟرب " ﺼرت ﻹﺴراﺌﻴﻞ أ�ﺎ وأﻓرا�م ﻫو‬

‫�كري " ) أر ‪ ( 9 : 31‬وﻟذﻟك ﺘﺠد اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ ﺸﻌب إﺴراﺌﻴﻞ �ﺄﻓرا�م ﻋدة ﻤرات ﻓﻲ أﺴﻔﺎر‬ ‫اﻷﻨﺒ�ﺎء ‪ 0‬إذاً ﻟم �ﻌطﻲ �ﻌﻘوب اﻟ�كور�ﺔ ﻟﻴﻬوذا ﺒﻞ أﻋطﺎﻩ اﻟﺒركﺔ ‪ ،‬ﻤﻊ ﻤﻼﺤظﺔ أن ﻴﻬوذا‬ ‫ﻋﻨدﻤﺎ ﺤرض إﺨوﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺒ�ﻊ ﻴوﺴﻒ ﻋﺒداً ‪ ،‬ﻓكﺎن ﻫدﻓﻪ أن ﻴﻨﻘذﻩ ﻤن ﻤوت ﻤﺤﻘق‪0‬‬

‫‪ -2‬إن كﺎن ﻴﻬوذا أﺨذ ﺒركﺔ اﻟﻤﻠك ﻓﺈن ﻴوﺴﻒ �كر راﺤﻴﻞ أﺨذ ﺒركﺔ اﻹﺜﻤﺎر " ﻴوﺴﻴ‬

‫ﻏﺼن ﺸﺠرة ﻤﺜﻤرة ‪ 0‬ﻏﺼن ﺸﺠرة ﻤﺜﻤرة ﻋﻠﻰ ﻋﻴن‪ 0‬أﻏﺼﺎن ﻗد إرﺘﻔﻌت ﻓوق ﺤﺎﺌط " )‬

‫ﺘك ‪0( 22 : 49‬‬

‫‪� -3‬ﻘوﻝ أﺒوﻨﺎ أﻏﺴطﻴﻨوس اﻷﻨ�ﺎ ﺒوﻻ " كون �ﻌﻘوب أﻋطﻰ اﻟﺒركﺔ ﻟﻴﻬوذا ) ﺘك ‪: 49‬‬

‫‪ ( 8‬ﻓﺼﺎر ﻤﻤﻴ اًز �ﺄن �ﺄﺘﻲ اﻟﻤﺴ�ﺢ ﻤن ﻨﺴﻠﻪ ‪ ،‬ﻟ�س ﻤﻌﻨﺎﻩ أﻨﻪ أﻋطﺎﻩ اﻟ�كور�ﺔ ‪ 0‬إﻨﻤﺎ أﻋطﻰ‬ ‫�ﻌﻘوب اﻟ�كور�ﺔ ﻟﻴوﺴﻒ �كر زوﺠﺘﻪ اﻟﻤﻔﻀﻠﺔ راﺤﻴﻞ ‪ ،‬وﻓﻌﻼً ﺼﺎر ﻴوﺴﻒ ﻫو اﻟﻛﺒﻴر واﻟﻌﺎﺌﻞ‬

‫ﻷﺴرﺘﻪ ﻓﻲ زﻤن اﻟﺠوع " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫‪ -4‬ﺘﻘوﻝ اﻟدكﺘور ﻨﺒﻴﻠﺔ ﺘوﻤﺎ " ﻟم ﻴﻨﻞ ﻴﻬوذا ﻨﺼﻴب إﺜﻨﻴن ﻤﺜﻞ ﻴوﺴﻒ اﻟذي ﺼﺎر‬

‫ﺴ�طﻴن ﻫﻤﺎ ﻤﻨﺴﻰ وأﻓرا�م ‪ 0‬وﻗد ﺤﺴﺒﻬﻤﺎ �ﻌﻘوب إﺒﻨ�ﻪ ﻤﺜﻞ راو�ﻴن وﺸﻤﻌون ) ﺘك ‪( 5 : 48‬‬ ‫ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻨﺎﻝ ﻴﻬوذا ﻨﺼﻴب اﻷﺴد ﻓﻲ اﻟﺒركﺔ إذ رأى �ﻌﻘوب �ﻌﻴن اﻟﻨﺒؤة أن اﻟﺴﻴد اﻟﻤﺴ�ﺢ اﻟﻤﻠك‬

‫وﺘوج‬ ‫واﻟﻛﺎﻫن ﺴ�ﺄﺘﻲ ﻤن ﻨﺴﻠﻪ ‪ 00‬إن ﺴ�ط ﻴﻬوذا اﻟﺴ�ط اﻟﻤﻠوكﻲ ‪ ،‬ﺒدأ ﺒداود اﻟﻤﻠك واﻟﻨﺒﻲ ّ‬ ‫�ظﻬور ﻤﻠك اﻟﻤﻠوك اﻟرب �ﺴوع " ] ﻤن إﺠﺎ�ﺎت أﺴﺌﻠﺔ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن [‪0‬‬

‫س‪ : 561‬أﻴن ُدﻓن �ﻌﻘوب ؟ ﻫﻞ ﻓـﻲ ﻤﻐﺎرة اﻟﻤكﻔﻠ�ﺔ �ﺄرض كﻨﻌﺎن ) ﺘك ‪( 13 : 50‬‬ ‫أم ﻓﻲ ﺸك�م ) أع ‪ ( 16 : 6‬؟‬ ‫ج ‪ :‬ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴﻔر اﻟﺘﻛو�ن ﻋن أﺒﻴﻨﺎ �ﻌﻘوب " ﺤﻤﻠﻪ ﺒﻨوﻩ إﻟﻰ أرض كﻨﻌﺎن ودﻓﻨوﻩ ﻓﻲ ﻤﻐﺎرة‬

‫ﺤﻘﻞ اﻟﻤكﻔﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ إﺸﺘراﻫﺎ إﺒراﻫ�م ﻤﻊ اﻟﺤﻘﻞ ُﻤﻠك ﻗﺒر ﻤن ﻋﻘرون اﻟﺤﺜﻲ أﻤﺎم ﻤﻤ ار " ) ﺘك‬ ‫‪ ( 13 : 50‬وﻫذا ﻴوﻀﺢ أن �ﻌﻘوب ُدﻓن ﻓﻲ ﻤﻐﺎرة اﻟﻤكﻔﻴﻠﺔ‪ 0‬أﻤﺎ ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴﻔر اﻷﻋﻤﺎﻝ "‬ ‫‪- 547 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪541‬‬


‫ﻓﻨزﻝ �ﻌﻘوب إﻟﻰ أرض ﻤﺼر وﻤﺎت ﻫو وأ�ﺎؤﻨﺎ‪ 0‬وُﻨﻘﻠوا إﻟﻰ ﺸك�م ووﻀﻌوا ﻓﻲ اﻟﻘﺒر اﻟذي‬

‫إﺸﺘراﻩ إﺒراﻫ�م ﺒﺜﻤن ﻓﻀﺔ ﻤن ﺒﻨﻲ ﺤﻤور أﺒﻲ ﺸك�م " ) أع ‪ ( 16 ، 15 : 6‬ﻓﺎﻟﻤﻘﺼود أوﻻً‬

‫‪ :‬أن �ﻌﻘوب ﻤﻊ أوﻻدﻩ ﻨزﻟوا إﻟﻰ ﻤﺼر ‪ ،‬وﺜﺎﻨ�ﺎً ‪ :‬أن أوﻻد �ﻌﻘوب ) أ�ﺎؤﻨﺎ ( اﻟذﻴن ﻤﺎﺘوا ﻓﻲ‬

‫أرض ﻤﺼر ُﻨﻘﻠوا إﻟﻰ ﺸك�م ووﻀﻌوا ﻓﻲ اﻟﻘﺒر اﻟذي إﺸﺘراﻩ إﺒراﻫ�م ﻤن ﺒﻨﻲ ﺤﻤور ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا‬ ‫اﻟﻘﺒر وﻀﻌت ﻋظﺎم ﻴوﺴﻒ أ�ﻀﺎً ﻤﻊ إﺨوﺘﻪ " وﻋظﺎم ﻴوﺴﻴ اﻟﺘﻲ أﺼﻌدﻫﺎ ﺒﻨو إﺴراﺌﻴﻞ ﻤن‬

‫ﻤﺼر دﻓﻨوﻫﺎ ﻓﻲ ﺸك�م ﻓﻲ ﻗطﻌﺔ اﻟﺤﻘﻞ اﻟﺘﻲ إﺸﺘراﻫﺎ �ﻌﻘوب ﻤن ﺒﻨﻲ ﺤﻤور أﺒﻲ ﺸك�م " )‬

‫�ش ‪ ( 32 : 24‬أﻤﺎ أﺒﻴﻨﺎ �ﻌﻘوب ﻓﻠم ُﻴدﻓن ﻤﻊ أﺒﻨﺎﺌﻪ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ُدﻓن ﻤﻊ أ�ﺎﺌﻪ �ﺤﺴب وﺼﻴﺘﻪ "‬ ‫وأوﺼﺎﻫم وﻗﺎﻝ ﻟﻬم أﻨﺎ أﻨﻀم إﻟﻰ ﻗوﻤﻲ ‪ 0‬إدﻓﻨوﻨﻲ ﻋﻨد آ�ﺎﺌﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺎرة اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺤﻘﻞ‬

‫ﻋﻘرون اﻟﺤﺜﻲ ‪ 00‬اﻟﺘﻲ إﺸﺘراﻫﺎ إﺒراﻫ�م ﻤﻊ اﻟﺤﻘﻞ ﻤن ﻋﻘرون اﻟﺤﺜﻲ ُﻤﻠك ﻗﺒر‪ 0‬ﻫﻨﺎك‬ ‫دﻓﻨوا إﺒراﻫ�م وﺴﺎرة إﻤرأﺘﻪ ‪ 0‬ﻫﻨﺎك دﻓﻨوا إﺴﺤق ورﻓﻘﺔ إﻤرأﺘﻪ ‪ 0‬وﻫﻨﺎك دﻓﻨت ﻟﻴﺌﺔ ‪) " 00‬‬ ‫ﺘك ‪0( 32 – 29 : 49‬‬

‫وأﺨﻴ اًر �ﺎﺼد�ﻘﻲ أﺸكر إﻟﻬﻲ اﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟذي أﻋﺎن ﻀﻌﻔﻲ وﻗواﻨﻲ ‪ ،‬كﻤﺎ أﺸكر‬

‫كﻞ ﻤن ﺴﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬ﻤﻠﺘﻤﺴﺎً ﻤن ﻤراﺤﻤﻪ أن �ﻌﻴﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﺘﻛﻤﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﻤﺴﻴرة‬

‫اﻟﺸﺎﻗﺔ واﻟﺸ�ﻘﺔ ‪� ،‬ﺸﻔﺎﻋﺔ أﺒو�ﻨﺎ ﻤﺤﺒﻲ أوﻻدﻫﻤﺎ ﻤﺎر ﻤرﻗس ﻨﺎظر اﻹﻟﻪ اﻟطﺎﻫر‬

‫واﻟﺸﻬﻴد ‪ ،‬واﻟ�ﺎ�ﺎ �طرس ﺨﺎﺘم اﻟﺸﻬداء ‪ ،‬راﺠ�ﺎً أن ﺘذكرﻨﻲ �ﺎﺼد�ﻘﻲ وﻫذا اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ‬

‫ﺼﻠواﺘك‪0‬‬

‫وﻹﻟﻬﻨﺎ اﻟﻤﺠد اﻟداﺌم إﻟﻰ اﻷﺒد آﻤﻴن ‪،،‬‬

‫اﻹﺴكﻨدر�ﺔ ﻓﻲ ‪ 26‬ﺒرﻤودة ‪ 1724‬ش‬ ‫اﻟﻤواﻓق ‪ 8‬ﻤﺎﻴو ‪2008‬م‬

‫ﺸﻬﺎدة أﺒﻴﻨﺎ اﻟﺤﺒﻴب اﻟﻘد�س ﻤﺎر ﻤرﻗس اﻟرﺴوﻝ‬

‫‪- 548 -‬‬

‫‪http://Coptic-Treasures.com‬‬

‫‪542‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.