تفسير سفر حبقوق القس انطونيوس فكري كنيسة العذراء الفجالة

Page 1

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ‬ ‫ﺳﻔﺮ ﺣﺒﻘﻮق‬ ‫اﻟﻘﺲ اﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﻜﺮي‬ ‫ﻛﻨﻴﺴﺔ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﻌﺬراء ﺑﺎﻟﻔﺠﺎﻟﺔ‬ ‫اﻻﺻﺪار اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪2012‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار(حبقوق) ‪ -‬جدول حبقوق‬ ‫رقم اإلصحاح‬ ‫مقدمة حبقوق‬

‫رقم اإلصحاح‬

‫رقم اإلصحاح‬

‫رقم اإلصحاح‬

‫رقم اإلصحاح‬

‫حبقوق ‪1‬‬

‫حبقوق ‪2‬‬

‫حبقوق ‪3‬‬

‫دراسة في حبقوق‬

‫‪1‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( مقدمة حبقوق)‬

‫مقدمة حبقوق‬

‫عودة للجدول‬

‫‪ .1‬معنى اسمه المحتضن أو المعانق‪.‬‬

‫‪ .2‬يتضح من (حب‪ )1:91‬أنه كان من سبط الوي كأحد المغنين في الهيكل‪.‬‬

‫‪ .1‬ما ورد في (‪ )6 ، 191‬فهأنذا مقيم الكلدانيين يجعلنا نتصور أن هذه النبوة قد كتبت قبل أن تظهر بابل‬ ‫كأمة لها شأن‪ .‬وما جعل بابل قوة عظيمة ذات شأن هو إنتصارها على أشور وكان ذلك سنة ‪612‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫ثم إنتصارهم على مصر في معركة كركميش سنة ‪601‬ق‪.‬م‪ .‬لذلك فهذه النبوة قد كتبت قبل سنة ‪612‬‬

‫ق‪.‬م‪.‬‬

‫‪ .4‬أيضاً واضح أن الهيكل كان مازال قائماً فهناك فرق للتسبيح (حب‪ )1:91‬وقد دمر البابليون الهيكل‪،‬‬ ‫ودمروا أورشليم سنة ‪186‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫‪ .1‬الكلدانيون إسم يطلق على بعض الفئات الكهنوتية في بابل كالسحرة والمنجمين‪ .‬ولكن األجانب عن بابل‬ ‫أطلقوا إ سم الكلدانيين على البابليين عامة‪ .‬كما يطلق على المصريين الفراعنة‪ ،‬مع أن الفرعون هو لقب‬

‫ملك مصر‪.‬‬

‫‪ .6‬بدأ النبي السفر بصالة لحبقوق يشتكي فيها من الفساد الذي يراه في شعبه‪ .‬ويجيبه اهلل على صراخه‬ ‫بأنه سيؤدبهم بواسطة الكلدانيين‪ .‬ويعود النبي بعد أن رأى شراسة هؤالء الكلدانيين يصرخ هلل‪ ..‬لماذا يظلم‬

‫هؤالء األشرار شعبه بينما أن هؤالء الكلدانيين هم أشر من شعبه‪ .‬وفي اإلصحاح الثاني نجد النبي على‬

‫مرصده وعلى حصنه منتظ اًر أن يجيبه اهلل على شكواه التي اشتكى منها في اإلصحاح األول‪ .‬ويجيبه‬ ‫هنا اهلل بأنه يستخدم هؤالء الكلدانيين كعصا تأديب لشعبه ‪ ،‬ولكن لكبريائهم سينقلبون بعد أن يؤدوا‬

‫دورهم‪ .‬وفي اإلصحاح الثالث نجد النبي متهلالً مرنماً‪ .‬وفي صالته يرى عهد الخالص المستقبل فينتظر‬ ‫البركة‪ .‬وهو يحث اليهود أن يصلوا بهذه الصالة‪ ،‬ويكون لهم رجاء في أثناء ضيقتهم في سبيهم المنتظر‬

‫في بابل‪ .‬فهي ترنيمة لتشجيع وتعزية الشعب‪.‬‬

‫‪ .7‬نجد النبي هنا في تساؤل مستمر وفي صراع مستمر مع اهلل في الصالة ‪ ،‬ولذلك أطلق عليه اسم النبي‬ ‫المتسائل ‪ ،‬وسماه جيروم المصارع مع اهلل مثل يعقوب الذي صارع مع اهلل حتى الفجر‪ .‬ومن هنا نفهم‬

‫أن المرصد الذي يقف عليه كان في غرفته أو مخدعه حيث يطرح هناك شكواه هلل ‪ ،‬وينتظر مصارعاً‬

‫حتى يحصل على إجابة لتساؤالته‪ .‬ومن هنا نفهم عالقة إسمه بسفره‪ .‬فهو محب هلل وله تساؤالت عن‬

‫أحكام اهلل‪ ،‬فلم يذهب بتساؤالته بعيداً عن اهلل‪ ،‬بل إلتجأ هلل يتمسك به كأنه يعانقه طالباً منه بدالة الحب‬ ‫أن يجيبه على تساؤالته‪ ،‬يعانقه ويحتضنه كأنه يتصارع معه ‪ ،‬ويظل معانقا اهلل وفي لجاجة يصلي‬

‫منتظ ار رد اهلل عليه ‪ ،‬ينتظر بدون يأس ثقة منه أن اهلل ال بد وسيجيبه‪ .‬وهذا معني المرصد ( ‪) 1 9 2‬‬

‫‪ .‬وهو يسأل اهلل عن هذه األوضاع التي تبدو وكأنها مقلوبة في العالم‪ ،‬فهو يرى البرئ والبار مظلومين‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( مقدمة حبقوق)‬

‫وهناك من يرى أوضاعاً ال يفهمها عقله البشري فيتذمر على اهلل‪ ،‬أما أوالد اهلل الواثقين فيه فهم دائماً في‬

‫حب يحتضنون اهلل ويصارعون معه ويسألونه‪ ،‬وهذا معني مصارعة يعقوب المرعوب من عيسو أخوه ‪،‬‬

‫مع اهلل حتي يحصل علي رد يعطي له اطمئنان ‪ .‬واهلل دائماً يجيب ويعطي راحة ألوالده فيسلمون أن‬

‫حكمة اهلل دائماً أعلى من حكمة البشر‪ .‬لذلك نرى في هذا السفر أنه حوار حب مشترك بين اهلل‬ ‫واإلنسان‪ .‬اهلل يتكلم واإلنسان يسمع‪ .‬واإلنسان يتكلم واهلل بالحب ينصت‪.‬‬

‫‪ .8‬السؤال الذي يسأله النبي هنا "لماذا يسمح اهلل بأن تظلم بابل القوة المدمرة الشريرة شعبه‪ ،‬هو سؤال كل‬ ‫األجيال (راجع مز‪ + 71‬إر‪ + 1912‬سفر أيوب) وهنا نفهم أن من يحبه الرب يؤدبه‪ .‬وهذا السؤال تم‬ ‫توجيهه للسيد المسيح‪ ،‬فأجاب بسؤال آخر ولم يرد على السؤال (لو‪ .)1-1911‬والمعنى أننا غير قادرين‬

‫على استيعاب حكمة اهلل‪.‬‬

‫‪ .9‬نجد هنا صفات الخادم الحقيقي‪:‬‬

‫أ‪ .‬قلب مفتوح أمام اهلل‪ ،‬حامالً همومه وهموم مخدوميه داخالً بها مخدعه طارحاً إياها أمام اهلل‪ ،‬ثم‬ ‫يخرج وفي قلبه عزاء وثقة‪.‬‬

‫ب‪ .‬قلب مفتوح نحو المخدومين‪ .‬فهو لم يحتمل أالم شعبه بالرغم من أنهم يستحقونها‪.‬‬ ‫ت‪ .‬قلب مملوء فرحاً وتسبيحاً‪ ،‬ورؤية للمستقبل الذي فيه يتمجد اهلل‪.‬‬

‫‪ .10‬نجد في هذا السفر صورة لحياة اإلنسان الصالح ممثالً في شعب اهلل الذي يعاني من فساد طبيعته‬ ‫الداخلية (فساد الشعب وخطاياه) ‪ ،‬ويعاني من الحروب الخارجية (هجوم جيش بابل)‪ .‬ولكنه ال يكف‬

‫عن العبادة والتسبيح (إصحاح ‪.)1‬‬

‫‪ .11‬يرى معظم الدارسين أن محور السفر هو اآلية "البار بإيمانه يحيا" ونجد أن بولس الرسول قد إقتبسها‬ ‫في (رو‪ + 1791‬غل‪ + 1191‬عب‪.)18910‬‬

‫‪ .12‬أشهر أعداء شعب اهلل كانوا أدوم وأشور وبابل‪ ،‬وقد تنبأ عوبديا ضد أدوم وناحوم ضد أشور وحبقوق‬ ‫ضد بابل‪.‬‬

‫‪ .11‬نجد أن دانيال حين وضع في جب األسود‪ ،‬أن مالكاً نقل حبقوق إلى بابل مع الطعام الذي كان يعده‬ ‫ليعول دانيال في جب األسود‪ .‬وقد يكون حبقوق هذا هو النبي الذي نتحدث عنه (هذه الرواية من األسفار‬

‫القانونية الثانية)‪.‬‬

‫تبدأ نبوة حبقوق بكلمة الوحي وهي تعني ثقل‪ .‬فاهلل يختار األنبياء من وسط الخدام األمناء‪ .‬ويكون النبي المختار‬

‫هذا متفاعالً مع أحداث عصره بكل صدق‪ .‬فيبدأ الروح القدس ينقل مشكالت هذا الجيل لقلب هذا الخادم فتطحنه‬ ‫وتثقله‪ .‬فيبدأ هذا اإلنسان يطرح شكواه في الصالة أمام اهلل فيفتح اهلل عينيه ليرى الحقائق‪ .‬الروح القدس ينقل ثقل‬

‫المشكلة إلى قلب النبي فتتحول في قلبه إلى صالة‪ ،‬وفي ذهنه إلى رؤيا فيصير رائي‪ .‬ويشعر أنه صار مسئوالً‬ ‫عن جيله فيصلي ويتشفع عنهم‪ .‬إذاً فالروح القدس يفتح البصيرة الروحية فيرى األمور كما هي في السماء أي‬

‫‪3‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( مقدمة حبقوق)‬

‫كما تراها السماء‪ .‬وبعد ذلك يعطيه الروح القدس الحل فيتنبأ كيف ستسير األمور وبهذا يصير نبي‪ .‬فهو أصبح‬

‫رائي حينما رأى األمور كما تراها السماء وأصبح نبياً حينما أخبر بالمستقبل‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح األول)‬

‫اإلصحاح األول‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫وق َّ‬ ‫َص ُر ُخ إِلَ ْي َك ِم َن‬ ‫الن ِب ُّي‪َ 2 .‬حتَّى َمتَى َيا َر ُّ‬ ‫ب أ َْد ُعو َوأَ ْن َ‬ ‫اآليات (‪ " -:)4-1‬اَْل َو ْح ُي الَِّذي َرآهُ َح َبقُّ ُ‬ ‫س َمعُ؟ أ ْ‬ ‫ت الَ تَ ْ‬ ‫َّامي ا ْغ ِتصاب وظُ ْلم وي ْح ُد ُ ِ‬ ‫صر جورا؟ وقُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ3‬‬ ‫اص َم ُة‬ ‫الظُّ ْلِم َوأَ ْن َ‬ ‫َ ٌ َ ٌ َ​َ‬ ‫ام َوتَْرفَعُ ا ْل ُم َخ َ‬ ‫ثخ َ‬ ‫ص؟ ل َم تُ ِريني إِثْ ًما‪َ ،‬وتُْب ُ َ ْ ً َ‬ ‫ت الَ تُ َخلِّ ُ‬ ‫صٌ‬ ‫س َها‪4 .‬لِذلِ َك َج َم َد ِت َّ‬ ‫َن ِّ‬ ‫الصدِّي ِ‬ ‫ق‪َ ،‬فلِذلِ َك َي ْخ ُر ُج ا ْل ُح ْك ُم ُم ْع َوجًّا‪" .‬‬ ‫يع ُة َوالَ َي ْخ ُر ُج ا ْل ُح ْك ُم َبتَّ ًة‪ ،‬أل َّ‬ ‫ير ُي ِحيطُ ِب ِّ‬ ‫الش ِر َ‬ ‫َن ْف َ‬ ‫الشِّر َ‬ ‫هنا النبي يتساءل عن الظلم الذي تفشى وسط شعبه إسرائيل‪ .‬وهو في تساؤله هذا يتعجب لماذا ال يستجيب اهلل‬

‫لصالته ويخلص المظلومين‪ ،‬ولماذا تنجح طريق األشرار‪ .‬وفي (‪ )2‬نجد هذا تساؤل كل عصر‪ .‬وربما النبي لم‬

‫يظلم شخصياً لكنه في رقة مشاعره حسب أن ظلم اآلخرين لهو ظلم له شخصياً يؤذي مشاعره‪ .‬وبمشاعره‬

‫المجروحة يلجأ هلل بصلواته وقلبه‪ .‬والحظ أن في هذه اآليات ‪ ،‬الظلم واقع من شعب اهلل ضد شعب اهلل‪ ،‬فالفساد‬ ‫داخلي إذاً‪ .‬والنبي هنا يصرخ لكي ينزع اهلل هذا الظلم والفساد‪ .‬وفي (‪ )1‬لِم تُ ِر ِ‬ ‫يني إِثْ ًما = فالنفس البارة ال تطيق‬ ‫َ‬ ‫س َها = هناك من يثيرون النزاع والخصام وهم بهذا يساعدون الشيطان في‬ ‫اص َم ُة َن ْف َ‬ ‫أن ترى اإلثم‪َ .‬وتَْرفَعُ ا ْل ُم َخ َ‬ ‫إثارة المشاكل‪ .‬وفي (‪ )4‬لِذلِ َك َج َم َد ِت َّ‬ ‫يع ُة = أي توقفت وجمد عملها‪ ،‬لم يعد أحد يحترمها‪ ،‬لقد زاد تيار‬ ‫الش ِر َ‬ ‫الظلم وتعدى كل الحواجز والشرائع وتعطل إجراء العدل‪ .‬لقد صار الشر طبيعياً‪ ،‬ولم يعد أحد يبالي بتلك الجرائم‬ ‫َن ِّ‬ ‫الصدِّي ِ‬ ‫ق = صار الشر هو الغالب والصديقين قلة‬ ‫ويوقع القصاص على المجرمين أل َّ‬ ‫ير ُي ِحيطُ ِب ِّ‬ ‫الشِّر َ‬ ‫ومحاصرين بالشرور‪ .‬وهذا دائماً أسلوب إبليس‪ ،‬فالرجل النبيل أو الفكرة النبيلة يحيط بها الشر‪ .‬هذا عمل‬ ‫الشيطان ليفسد كل شئ صالح‪ .‬والملخص ‪ ،‬لقد تفشى الشر داخلياً في شعب اهلل‪ .‬وعجيب هو اهلل في طول أناته‬ ‫فهو ال ينتقم مباشرة بل يعطي فرصاً وفرصاً للتوبة أمام الظالم‪ ،‬أما بالنسبة للمظلوم فاهلل يستخدم الظلم الواقع‬ ‫عليه لتنقيته من خطاياه‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪«5" -:)11-5‬اُْنظُروا ب ْي َن األ ِ‬ ‫ون ِب ِه‬ ‫ص ِّدقُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُمم‪َ ،‬وأ َْبص ُروا َوتَ َحي َُّروا َح ْي َرةً‪ .‬أل َِّني َعام ٌل َع َمالً في أَيَّام ُك ْم الَ تُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ‪6‬‬ ‫ض لِتَملِ َك م ِ‬ ‫ُم َة ا ْلم َّرةَ ا ْلقَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫السالِ َك َة ِفي ِر َح ِ‬ ‫إِ ْن أ ْ ِ ِ‬ ‫س ْت لَ َها‪.‬‬ ‫اح َم َة َّ‬ ‫يم ا ْل َك ْل َد ِان ِّي َ‬ ‫ساك َن لَ ْي َ‬ ‫اب األ َْر ِ ْ َ َ‬ ‫ين األ َّ ُ‬ ‫ُخب َر به‪ .‬فَهأَ​َن َذا ُمق ٌ‬ ‫‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ7‬‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫َح ُّد ِم ْن ِذ َئ ِ‬ ‫َسرعُ ِم َن ُّ‬ ‫الن ُم ِ‬ ‫اب‬ ‫ور‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ه َي َهائلَ ٌة َو َم ُخوفَ ٌة‪ .‬م ْن ق َبل َن ْفس َها َي ْخ ُر ُج ُح ْك ُم َها َو َجالَ لُ َها‪َ .‬و َخ ْيلُ َها أ ْ َ‬ ‫‪9‬‬ ‫ِ‬ ‫ون‪ ،‬وفُرسا ُنها يأْتُ َ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلم ِ‬ ‫ون َك َّ‬ ‫ون ُكلُّ ُه ْم‬ ‫س ِر ِع إِلَى األَ ْك ِل‪َ .‬يأْتُ َ‬ ‫ير َ‬ ‫سا ُن َها َي ْنتَش ُر َ َ ْ َ َ َ‬ ‫س ِر ا ْل ُم ْ‬ ‫الن ْ‬ ‫ساء‪َ .‬وفُ ْر َ‬ ‫َ َ‬ ‫ون م ْن َبعيد‪َ ،‬وَيط ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫الرم ِل‪ .‬و ِهي تَس َخر ِم َن ا ْلملُ ِ‬ ‫ظر وجو ِه ِهم إِلَى قُد ٍ‬ ‫ِ ُّ ِ‬ ‫ض ْح َك ٌة لَ َها‪.‬‬ ‫وك‪َ ،‬و ُّ‬ ‫َّام‪َ ،‬وَي ْج َم ُع َ‬ ‫اء ُ‬ ‫س ُ‬ ‫الر َؤ َ‬ ‫ون َ‬ ‫س ْب ًيا َك َّ ْ‬ ‫َ َ ْ ُ‬ ‫للظ ْلم‪َ .‬م ْن َ ُ ُ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫له َها»‪".‬‬ ‫َوتَ ْ‬ ‫اب َوتَأْ ُخ ُذهُ‪ .‬ثُ َّم تَتَ َعدَّى ُر ُ‬ ‫ص ٍن‪َ ،‬وتُ َك ِّوُم التَُّر َ‬ ‫ض َح ُك َعلَى ُك ِّل ح ْ‬ ‫وح َها فَتَ ْع ُب ُر َوتَأْثَ ُم‪ .‬هذه قُ َّوتُ َها إِ ُ‬ ‫في آية (‪ )1‬اهلل ينذر بأنه سوف يؤدبهم على خطاياهم بعمل يكون مذهالً حقاً "مخيف هو الوقوع في يد اهلل" وهنا‬ ‫ام ٌل عمالً ِفي أَي ِ‬ ‫فهذا الخراب قريب بل هوعلى األبواب = ع ِ‬ ‫َّام ُك ْم = فمن الذي يصدق أن اهلل يترك شعبه في يد‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫الكلدانيين األشرار‪ ،‬لكن السبب هو أنهم تركوا عهد أبائهم‪ .‬ولكن تأديب اهلل حلو‪ ،‬فهو سمح لهم بالسبي حتى‬ ‫يزرع فيهم الحنين للحرية الحقيقية أي الحرية من سلطان إبليس وسلطان الخطية‪ .‬وجعلهم يشعرون بالغربة‬

‫‪5‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح األول)‬

‫ليشتاقوا للعبادة في أورشليم وفي هيكلها‪ ،‬أي يشتاقوا هلل‪ ،‬واهلل يعطينا كثي اًر أن نشعر بالغربة هنا في حياتنا على‬ ‫األرض حتى نشتاق ألورشليم السماوية‪ .‬وفي (‪ )6‬اهلل هو سيد التاريخ‪ ،‬فهو الذي حرك الكلدانيين كعصا تأديب‬ ‫لشعبه‪ .‬وجاءت مواصفات أمة الكلدانيين هنا لتوافق مواصفات أمة الشياطين التي استعبدت البشر قبل مجيء‬ ‫المسيح المخلص‪ ،‬ومازالت تستعبد كل من يخرج من حماية المسيح وينفصل عنه بقبوله الخطايا والملذات التي‬

‫يهيئها إبليس له‪.‬‬

‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.6‬‬

‫ام َةْ ُم َّرةَ‪ 9‬الكدانيون كانوا في منتهى القسوة والم اررة في ظلمهم وتحطيمهم واستعبادهم ‪ .‬والشياطين هم أمة‬ ‫َّ‬ ‫وليسوا واحداً‪ .‬ويسببون الم اررة لمن يستعبدونه وغايتهم هدمه تماماً‪.‬‬ ‫قَ ِ‬ ‫اح َم َة‪ 9‬مسرعة لالقتحام‪ ،‬تنقض على اآلخرين لتذلهم وتأسرهم‪ .‬يتربصون لحظة خاطفة يتغافل فيها حراس‬ ‫المدينة ليقتحموا‪ .‬والشياطين تستغل غفلتنا فتهاجمنا عن طريق حواسنا‪.‬‬ ‫سالِ َك َة ِفي ِر َح ِ‬ ‫اب األ َْر ِ‬ ‫ض‪ 9‬لقد استولى الكلدانيون على كل األرض‪ .‬ولقد دعى إبليس رئيس هذا العالم ‪ .‬وفي‬ ‫َّ‬ ‫(أي‪ )292‬كان يجول في األرض لماذا؟ يلتمس من يبتلعه (‪1‬بط‪.)891‬‬ ‫تَمِل َك م ِ‬ ‫س ْت لَ َها‪ 9‬استولى الكلدانيون على األرض والمساكن‪ .‬والشيطان سكن قلوب الناس التي هي‬ ‫ساك َن لَ ْي َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ليست له بل هي مسكن هلل (‪1‬كو‪ + 1691‬يو‪.)21914‬‬ ‫َه ِائلَ ٌة َو َم ُخوفَ ٌة ‪ 9‬الشيطان هائل ومخوف لمن هو وحده بدون المسيح‪ ،‬لكن من هو في المسيح فهو مرعب‬ ‫إلبليس لذلك يقول السيد "إثبتوا في وأنا فيكم"‪.‬‬ ‫ِم ْن ِق َب ِل َن ْف ِس َها َي ْخ ُر ُج ُح ْك ُم َها َو َجالَ لُ َها‪ 9‬هم أمة مستبدة برأيها‪ ،‬ال تخضع لقانون سوى هواها‪ ،‬يتحكم فيهم‬ ‫شهيتهم لإلستيالء على كل شئ بال عقل وال ضمير‪ .‬لذلك فالحوار مع إبليس ضار وغير مجدي‪ ،‬فحواره‬

‫مملوء خداع وغير بناء‪ ،‬فعلينا أال نعطيه أذاننا‪.‬‬ ‫َسرعُ ِم َن ُّ‬ ‫الن ُم ِ‬ ‫ور‪ 9‬الخيل أداة هجوم في الحروب‪ ،‬إذاً هم في حرب دائمة (الكلدانيون أو الشياطين)‬ ‫‪َ .7‬خ ْيلُ َها أ ْ َ‬ ‫ضد شعب اهلل‪ ،‬وفي هجومهم سرعة في اإلنقضاض لإلفتراس‪ ،‬شريعتهم الظلم‪ ،‬وبال رحمة‪ ،‬مملوئين مك اًر‬ ‫ودهاء‪ ،‬ولهم طبيعة وحشية‪ ،‬يترقبون أي إهمال أو ت ار ٍخ ليهجموا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اب ا ْلمس ِ‬ ‫‪ .8‬أ ِ ِ‬ ‫اء‪ 9‬التي قضت نهارها جائعة‪ ،‬وخرجت ليالً لتخطف بشراهة ولنالحظ أن الليل إشارة‬ ‫َ‬ ‫َح ُّد م ْن ذ َئ ِ َ َ‬ ‫للخطية‪ ،‬فالذي يذهب ألماكن الخطية معرض لإلفتراس‪.‬‬ ‫ون ِم ْن ب ِع ٍ‬ ‫يد‪ 9‬أي يحاربوننا من حيث ال نتوقع‪ ،‬فلنحذر‪ ،‬لقد حارب إبليس‬ ‫سا ُن َها َيأْتُ َ‬ ‫سا ُن َها َي ْنتَ ِش ُر َ‬ ‫َ‬ ‫ون‪َ ،‬وفُْر َ‬ ‫‪ .:‬فُ ْر َ‬ ‫السيد المسيح على جناح الهيكل‪.‬‬

‫‪.10‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪.12‬‬

‫َك َّ‬ ‫س ِر ِع إِلَى األَ ْك ِل‪ 9‬النسر يرى فريسته من بعد وينقض عليها في الوقت المناسب‪.‬‬ ‫س ِر ا ْل ُم ْ‬ ‫الن ْ‬ ‫ون ُكلُّ ُه ْم لِلظُّ ْلِم‪ 9‬شريعة إبليس الظلم‪ ،‬فهو ال يطلب سوى حرماننا من السماء‪.‬‬ ‫َيأْتُ َ‬ ‫ظر وجو ِه ِهم إِلَى قُد ٍ‬ ‫َّام‪ 9‬في ترجمات أخرى "للخطف بدالً من األمام" أي إتجاه وجوههم واضح‪ ،‬فهم‬ ‫َم ْن َ ُ ُ ُ ْ‬

‫ينظرون دائماً لفريستهم ويتحينون الفرصة للهجوم‪.‬‬ ‫الرْم ِل‪ 9‬لقد إلتفت البشرية كلها تقريباً حول إبليس‪ ،‬وصاروا عبيداً له بمحض إرادتهم‪.‬‬ ‫س ْب ًيا َك َّ‬ ‫‪َ .11‬ي ْج َم ُع َ‬ ‫ون َ‬

‫‪6‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح األول)‬

‫‪ .14‬تَس َخر ِم َن ا ْلملُ ِ‬ ‫وك‪ 9‬هكذا صنع ملوك بابل بملوك يهوذا‪ ،‬ونحن بالمسيح نصير ملوك نملك على حواسنا‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وارادتنا وشهواتنا‪ ،‬أما من يخرج عن المسيح فيسخر منه الشيطان‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ص ٍن‪ 9‬أي كل حصن بشري‪ ،‬أما حصننا المضمون فهو المسيح البرج الحصين‪.‬‬ ‫‪ .11‬تَ ْ‬ ‫ض َح ُك َعلَى ُك ِّل ح ْ‬ ‫اب َوتَأْ ُخ ُذهُ‪ 9‬لقد أخذت بابل كل كنوز إسرائيل‪ ،‬ولكن كل هذا ما هو إال تراب‪ .‬وأيضاً اإلنسان‬ ‫‪ .16‬تُ َك ِّوُم التَُّر َ‬

‫المخلوق على صورة اهلل إنساناً سماوياً‪ ،‬لو إنجذب لألرضيات بخداع إبليس لصار أرضياً فهو من تراب‪ .‬فلو‬ ‫خسر ما هو سماوي فيه‪ ،‬عاد لطبيعته كتراب (تك‪ )792‬وفي هذا الوقت يكون للحية سلطان عليه أن تبتلعه‬

‫(تك‪ .)1491‬أما من ارتفع بقلبه إلى السماء ليمارس الحياة السماوية دون أن تسحبه محبة األرضيات فال‬ ‫يقدر العدو أن يقتنصه‪.‬‬

‫ِ​ِ‬ ‫له َها‪ 9‬أي بسبب إنتصاراتهم على الشعوب من حولهم تزداد‬ ‫‪ .17‬تَتَ َعدَّى ُر ُ‬ ‫وح َها فَتَ ْع ُب ُر َوتَأْثَ ُم‪ .‬هذه قُ َّوتُ َها إِ ُ‬ ‫كبريائهم‪ ،‬وهذا الكبرياء يجعلهم أعداء اهلل‪ ،‬خصوصاً أنهم نسبوا كل نجاح لهم إلى قوتهم‪ ،‬بل هم ألّهوا‬ ‫قوتهم‪ ،‬وبهذا فهم يقربون أنفسهم للهالك‪ .‬ولنالحظ أن هذا خطية‪ ،‬أن ننسب نجاحاتنا ألنفسنا وقدراتنا‬

‫(يع‪1 + 1791‬كو‪ .)794‬ومما سبب إنتفاخ الشياطين أنهم وجدوا أن البشر يخضعون لهم فتعدت روحهم =‬ ‫وح َها فتَأْثَ ُم‪ = .‬أي تصوروا أن حجمهم أكبر من الواقع فألهوا أنفسهم إذ شعروا أن اإلنسان خاضع‬ ‫تَتَ َعدَّى ُر ُ‬ ‫لهم وكلما انتفخوا وتكبروا أثموا‪ ،‬أي إزداد إثمهم = فتَأْثَ ُم‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫وت‪ .‬يا ر ُّ ِ ِ‬ ‫ت م ْن ُذ األ َ​َز ِل َيا ر ُّ ِ‬ ‫ص ْخ ُر‬ ‫سَ‬ ‫اآليات (‪ " -:)17-12‬أَلَ ْ‬ ‫ب ل ْل ُح ْكم َج َع ْلتَ َها‪َ ،‬وَيا َ‬ ‫ب إل ِهي قُدُّوسي؟ الَ َن ُم ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ت أَ ْن َ ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫الن ِ‬ ‫النظَر إِلَى ا ْل َج ْو ِر‪َ ،‬فلِم تَْنظُر إِلَى َّ‬ ‫ستَ ِطيعُ َّ‬ ‫لِلتَّأ ِْد ِ‬ ‫َن تَ ْنظُ َار َّ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫يب أ َّ‬ ‫ستَ َها‪َ .‬ع ْي َن َ‬ ‫اك أَ ْط َه ُر ِم ْن أ ْ‬ ‫اه ِب َ‬ ‫الش َّر‪َ ،‬والَ تَ ْ‬ ‫َس ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ِ 15‬‬ ‫الناس َكسم ِك ا ْلب ْح ِر‪َ ،‬ك َدب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ين َي ْبلَعُ ِّ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ص ُم ُ‬ ‫ط َ‬ ‫ت ِح َ‬ ‫َ‬ ‫ير َم ْن ُه َو أ َ​َب ُّر م ْن ُه؟ َوتَ ْج َع ُل َّ َ َ َ َ‬ ‫ان لَ َها‪ .‬تُ ْطلعُ‬ ‫َوتَ ْ‬ ‫َّابات الَ ُ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫اد ُهم ِب َ ِ‬ ‫ش َب َك ِت َها‪َ ،‬وتَُب ِّخ ُر‬ ‫ا ْل ُك َّل ِب ِش ِّ‬ ‫ص َي َد ِت َها‪َ ،‬فلِذلِ َك تَ ْف َر ُح َوتَ ْبتَ ِه ُج‪ .‬لِذلِ َك تَذ َْب ُح لِ َ‬ ‫ش َب َكت َها َوتَ ْج َم ُع ُه ْم في م ْ‬ ‫ص َها‪َ ،‬وتَ ْ‬ ‫صطَ ُ ْ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫لِ ِمصي َد ِتها‪ ،‬ألَنَّ ُه ِب ِهما ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُمِم‬ ‫َج ِل ه َذا تَ ْف َرغُ َ‬ ‫س َّم ٌن‪ .‬أَفَأل ْ‬ ‫سم َن َنص ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ام َها ُم َ‬ ‫َ َ‬ ‫ش َب َكتُ َها َوالَ تَ ْعفُو َع ْن قَ ْتل األ َ‬ ‫يب َها‪َ ،‬وطَ َع ُ‬ ‫َد ِائ ًما؟"‬

‫هو بدأ بالشكوى من الشر الموجود وسط شعبه (اآليات ‪ )4-1‬واهلل أظهر له صفات العصا المؤدبة (اآليات ‪-1‬‬

‫‪ )11‬وما ستلحقه بشعبه من أذى‪ ،‬فعاد للصراخ هلل ثانية‪ ،‬فهو لم يحتمل أن يرى ظلم البابليين لشعبه‪ ،‬هو لم‬

‫يحتمل سماع أنات شعبه‪ ،‬وهذا ما يطلبه اهلل منا تماماً أن نئن مع المتألمين ونبكي مع الباكين (عو‪+ 12‬‬ ‫ب إِل ِهي قُد ِ‬ ‫ُّوسي = كأنه يريد أن يقول أنت اهلل القدوس الذي ال‬ ‫ت ُم ْن ُذ األ َ​َز ِل َيا َر ُّ‬ ‫رو‪ .)11912‬وفي آية (‪ )12‬أَ ْن َ‬ ‫تحتمل الشر‪ ،‬فكيف تحتمل ظلم شعبك‪ .‬ولكن الحظ قوله "إلهي وقدوسي" شاع اًر أنه في لحظات م اررته ال يجد‬

‫وت = هو أدرك أن الرب إلهه أزلى أبدي‪ ،‬إذًا هو يعطي من صفاته‬ ‫من يلتصق به سوى إلهه وقدوسه‪ .‬الَ َن ُم ُ‬ ‫لشعبه‪ ،‬إذاً هو سيعطي لشعبه الخلود‪ ،‬فحتى لو جاء هؤالء الكلدانيون فلن يستطيعوا إفناء شعب اهلل‪ ،‬بل كل ما‬ ‫ص ْخر لِلتَّأ ِْد ِ‬ ‫ستَ َها = أي هو أسس أمة الكلدانيين للتأديب‪ .‬ولكنه هو‬ ‫يب أ َّ‬ ‫َس ْ‬ ‫سيصنعونه هو تأديب الشعب = َيا َ ُ‬ ‫الصخر األبدي الذي يحمي شعبه‪ .‬وأيضاً فاهلل سمح للشيطان حتى اآلن أن يلحق بشعبه بعض األذى ولكن هذا‬ ‫‪7‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح األول)‬

‫للتأديب (أي‪ .)792‬وفي (‪ )11‬المعنى أن اهلل لقداسته وألنه ال يسر بالشر فهو لن يترك هؤالء الناهبين مستمرين‬ ‫في ظلمهم لشعب اهلل‪ .‬وهو هنا حين يقارن الكلدانيين بشعبه يجد أن الكلدانيين أشر منهم‪ .‬وأن اليهود مهما‬

‫أخطأوا‪ ،‬ومهما كانت خطيتهم فهم أبر من الكلدانيين‪ .‬ولكن ال مانع أن يستخدم اهلل من هو أشر منا لتأديبنا‪.‬‬ ‫س َم ِك ا ْل َب ْح ِر = بال مالك فمن حقهم أن‬ ‫وبدأ النبي يبرز سمات هؤالء الكلدانيون‪ .‬فهم يتصورون الشعوب َك َ‬ ‫يصطادوا منهم ما يحلو لهم‪ .‬و َك َدب ٍ‬ ‫ان لَ َها = كحشرات على األرض‪ ،‬يستطيع أي إنسان أن يطأها‬ ‫س ْلطَ َ‬ ‫َ‬ ‫َّابات الَ ُ‬

‫ويسحقها‪ .‬وفي (‪ )11‬الحظ أن لهم وسائل متعددة بها يقتنصون أعدائهم (شص ‪ +‬شبكة ‪ +‬مصيدة)‪ .‬هذا هو‬

‫ح‬ ‫جيش الكلدانيين‪ .‬وابليس له وسائل متعددة فلنحذر‪ .‬وهم لهم وسائلهم المتعددة التي يستخدمونها للقتل‪ .‬وهي تَ ْف َر ُ‬ ‫ش َب َك ِت َها = الناس عادة تذبح آللهتها وهم هنا‬ ‫َوتَ ْبتَ ِه ُج بضحاياها = وابليس يفرح بمن يسقطه‪ .‬وفي (‪ )16‬تَذ َْب ُح لِ َ‬ ‫يذبحون لشبكتهم أي جيشهم‪ .‬والمعنى أنهم تصوروا أن قوتهم سرها جيشهم فإفتخروا به وألهوه (حب‪.)1191‬‬

‫وهكذا يميل كل إنسان أن يمجد قدراته البشرية وال ينسب الفضل هلل‪ .‬وأنظر لما يفرح الكلدانيين أو إبليس‪ِ .‬ب ِه َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َّم ٌن = في السبعينية "طعامها من الصفوة" أي أنهم ال يفرحون إال بالصيد الثمين‬ ‫سم َن َنص ُ‬ ‫ام َها ُم َ‬ ‫َ‬ ‫يب َها‪َ ،‬وطَ َع ُ‬ ‫مثل الملوك والرؤساء‪ .‬وفعال فبابل أخذوا أحسن الشباب واستعبدوهم ‪ .‬والشياطين تبتهج بسقوط القديسين‪ .‬وفي‬ ‫(‪ )17‬العدو إبليس كالكلدانيين كلما سمن نصيبه إزدادت شراهته إلصطياد آخرين فيفرغ شبكته حتى تكون‬ ‫ِ‬ ‫ُمِم َد ِائ ًما‪.‬‬ ‫هناك فرصة الصطياد آخرين = َوالَ تَ ْعفُو َع ْن قَ ْتل األ َ‬

‫‪8‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح الثاني)‬

‫اإلصحاح الثاني‬

‫عودة للجدول‬

‫بعد أن طرح النبي تساؤالته وشكواه من ظلم البابليين لشعبه‪ ،‬وقف في مخدعه مصلياً رافعاً قلبه هلل "حتى متى‬ ‫تسمح يا رب لهذه األمة القاحمة أن تفرغ شبكتها لتصطاد آخرين"‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ألَرى ما َذا َيقُو ُل لِي‪َ ،‬وما َذا أ ِ‬ ‫اي‪.‬‬ ‫يب َع ْن َ‬ ‫ص ِدي أ َِق ُ‬ ‫ُج ُ‬ ‫ص ِن أَ ْنتَص ُ‬ ‫ف‪َ ،‬و َعلَى ا ْلح ْ‬ ‫ش ْك َو َ‬ ‫آية (‪َ " -:)1‬علَى َم ْر َ‬ ‫َ‬ ‫ب‪َ ،‬وأ َُراق ُ َ َ‬ ‫"‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ص ِن = هو يترصد أي إجابة من اهلل على تساؤالته‪ .‬يقف على حصن الذي هو‬ ‫ص ِدي أ َِق ُ‬ ‫ف‪َ ،‬و َعلَى ا ْلح ْ‬ ‫َعلَى َم ْر َ‬ ‫يسوع صخرتنا الذي نحتمي به حتى ال تتحول تساؤالتنا إلى زعزعة إيمان‪ .‬فال مانع أن نتساءل ‪ ،‬ولكن بروح‬

‫الصالة وبثقة في إلهنا انه ال بد ويستجيب‪ ،‬وليس عن تشكيك أو تذمر‪ .‬وهو على المرصد أيضاً "فال أحد يعرف‬

‫اآلب إال اإلبن ومن أراد اإلبن أن يعلن له" أي يسوع هو المرصد الذي يعلن لنا اآلب ومحبة اآلب‪ .‬والمرصد هو‬ ‫الروح القدس الذي يعلن لنا اإلبن (يو‪ .)11-11916‬والروح القدس قد حل فينا ولكن يلزم أن ندخل لمخدعنا‬

‫يومياً‪ ،‬منعزلين عن ضجيج العالم لنسمع صوته الهامس‪ .‬والروح القدس يكشف لنا كل شئ ويعلمنا‪ .‬وتشبه هذه‬ ‫اآلية قول ناثان في مزمور‪" 71‬حينما دخلت للمقادس" (‪ .)17971‬فهو ظل متسائالً "متمرم اًر أي متمرداً على‬

‫أحكام اهلل حتى دخل للمقادس أي وقف على مرصده وحصنه في مخدعه مصلياً‪ ،‬حينئذ يجيب اهلل عليه‪ .‬فنحن‬ ‫لن نحصل على إجابة عن تساؤالتنا بمخاصماتنا مع اهلل واعتراضنا على أحكامه‪ ،‬بل بالصالة من األعماق‬ ‫وطلب رحمته ما َذا َيقُو ُل لِي‪َ ،‬وما َذا أ ِ‬ ‫يب = فاهلل يرد على تساؤالت النبي وتساؤالت شعبه المؤمن المصلي‪ ،‬وهم‬ ‫ُج ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اي = النبي اشتكي هلل ولكن بروح الثقة وبدالة المحبة‪ ،‬واهلل‬ ‫يجاوبون المتشككون حينما يسألونهم‪َ .‬ع ْن َ‬ ‫ش ْك َو َ‬

‫يجيبه‪ ،‬وحين يسأل النبي من الشعب‪ ،‬نفس السؤال الذي اشتكى هو منه هلل يكون قاد اًر على اإلجابة‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ض قَ ِ‬ ‫ارُئ َها‪"،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ش َها َعلَى األَ ْل َو ِ‬ ‫ال‪« :‬ا ْكتُ ِب ُّ‬ ‫َج َاب ِني َّ‬ ‫الر ْؤَيا َوا ْنقُ ْ‬ ‫ب َوقَ َ‬ ‫اح لِ َك ْي َي ْرُك َ‬ ‫آية (‪ -: )2‬فَأ َ‬ ‫أي اكتبها بحيث تكون واضحة لكل من يقرأها‪ ،‬فيفهمها ويركض في طريق التوبة‪ .‬فإذا قررنا التوبة فالبد أن‬

‫نسرع فالزمن مقصر‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ْؤيا بع ُد إِلَى ا ْل ِميع ِاد‪ ،‬وِفي ِّ ِ‬ ‫ستَأ ِْتي إِتْ َيا ًنا‬ ‫آية (‪3" -:)3‬أل َّ‬ ‫الن َه َاية تَتَ َكلَّ ُم َوالَ تَ ْكذ ُ‬ ‫َن ُّ َ َ ْ‬ ‫ب‪ .‬إِ ْن تَ​َوا َن ْت فَا ْنتَظ ْرَها ألَنَّ َها َ‬ ‫َ َ‬ ‫َوالَ تَتَأ َّ‬ ‫َخ ُر‪" .‬‬

‫الر ْؤَيا َب ْع ُد إِ َلى‬ ‫مضمون الرؤيا أن األبرار سيحيون واألشرار سيهلكون‪ ،‬وهذا سيحدث حتماً حتى وان تأخر‪ .‬أل َّ‬ ‫َن ُّ‬ ‫ِ‬ ‫يع ِاد = أي ستتحقق في الميعاد الذي حدده اهلل‪ ،‬فهناك ميعاد قد حدده اهلل لكل حدث‪.‬‬ ‫ا ْلم َ‬

‫‪9‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح الثاني)‬

‫ِ ِ‬ ‫اآليات (‪ُ «4" -:)5-4‬هوَذا م ْنتَ ِف َخ ٌة َغ ْير مستَ ِق ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يم ِان ِه َي ْح َيا‪َ 5 .‬و َحقًّا إِ َّن ا ْل َخ ْم َر َغ ِاد َرةٌ‪.‬‬ ‫يمة َن ْف ُ‬ ‫س ُه فيه‪َ .‬وا ْل َب ُّار ِبإ َ‬ ‫ُ ُ ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُه َكا ْل َه ِ‬ ‫ُمِم‪،‬‬ ‫الر ُج َل ُمتَ َك ِّبٌر َوالَ َي ْه َدأُ‪ .‬الَِّذي قَ ْد َو َّ‬ ‫َّ‬ ‫اوَية‪َ ،‬و ُه َو َكا ْل َم ْوت فَالَ َي ْ‬ ‫س َع َن ْف َ‬ ‫ش َبعُ‪َ ،‬ب ْل َي ْج َمعُ إلَى َن ْفسه ُك َّل األ َ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫يع ُّ‬ ‫وب‪" .‬‬ ‫َوَي ُ‬ ‫ض ُّم إِلَى َن ْفسه َجم َ‬ ‫ُهوَذا م ْنتَ ِف َخ ٌة َغ ْير مستَ ِقيم ٍة َن ْفس ُه ِف ِ‬ ‫يه = لقد تعجرف الكلدانيون بسبب إنتصاراتهم‪ ،‬وظنوا هذا راجع لقوتهم‪ .‬هم‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫إ نتفخوا‪ ،‬وهكذا كل نفس منتفخة ال تنسب هلل أي فضل في الخير الذي تنعم به‪ ،‬وهذه النفس تزداد شهوتها‬

‫لإلمتالء من العالم‪ ،‬وتسلك لذلك كل مسلك‪ .‬واهلل يحقق بهؤالء غرضه بأن يعطيهم الفرصة ويهيئ لهم الظروف‬ ‫ِ‬ ‫يم ِان ِه َي ْح َيا = على البار أن يصبر ويحتمل ويظل على‬ ‫فيؤدبون أوالده‪ ،‬ويعود ليضربهم على كبريائهم‪َ .‬وا ْل َب ُّار ِبإ َ‬ ‫رجائه وايمانه وثقته بمواعيد اهلل‪ ،‬وعليه أن يضع رجائه في اهلل فيحيا في راحة بالرغم من آالمه‪ ،‬واثقاً أن ما‬ ‫يسمح به اهلل فهو دائماً للخير‪ ،‬حتى وان لم نفهم وهذا هو اإليمان الذي يعطي حياة (رو‪1 + 2898‬كو‪+ 2291‬‬

‫يو‪ )7911‬فأل نه بار فاهلل يحبه ويكمله بعصا التأديب ( بابل ) هنا ‪ ،‬ثم تلقي العصا في النار بينما يحصل هذا‬

‫البار الذي أ دبه اهلل علي حياة ابدية ‪ .‬وهذه اآلية جاءت هنا لتساعد الشعب في سبيه بأنهم هم لهم المواعيد‬

‫الر ُج َل‬ ‫بالرغ م من سبيهم‪ ،‬وأن سادتهم الحاليين فمصيرهم الهالك بالرغم من قوتهم وسلطانهم الحالي‪ .‬وفي (‪َّ )1‬‬ ‫ُمتَ َك ِّبٌر َوالَ َي ْه َدأُ = هو ملك بابل‪( ،‬أو هو إبليس) فكبريائه يزداد بزيادة من يلتهمهم ويستعبدهم‪ ،‬وال يهدأ حتى‬ ‫يسقط آخرين‪ .‬والكبرياء هي الخطية التي سقط بها إبليس‪ ،‬وبها يسقط كثيرين‪ .‬وهذا الكبرياء يجعل اإلنسان يظن‬ ‫أنه ال يشبع إال من كل ما هو أرضي خالل الظلم واالغتصاب‪ ،‬لكنه بقدر ما يحصل يظل فارغاً وبال شبع كل‬ ‫أيام حياته‪ ،‬لذلك ال يهدأ كل أيام حياته‪ ،‬أي يحيا بال سالم‪ ،‬ال يسعده كل ما يحصل عليه‪ .‬هذا الشرير ينتفخ من‬

‫كبريائه ومن كل ما عنده من أمالك ويصير كالسكران متصو اًر أنه إمتلك العالم لكنه كالسكران أيضاً كلما شرب‬ ‫من الخمر إزداد ظمأه إلى المزيد منها = َو َحقًّا إِ َّن ا ْل َخ ْم َر َغ ِاد َرةٌ لذلك يقول ذهبي الفم "من يرتفع بفكره متشامخاً‬ ‫ِ‬ ‫يم ِان ِه‬ ‫فوق كل البشر يوجد منحطاً دون الخليقة العاقلة"‪ .‬وان كان الشرير بالكبرياء الشيطاني يهلك فإن ا ْل َب ُّار ِبإ َ‬

‫َي ْح َيا ‪ .‬هذه اآلية هي قلب نبوة حبقوق‪ .‬والرسول بولس اقتبسها ليشير أن الحياة هي للذي يختفي في بر المسيح‬ ‫س ُه َكا ْل َه ِ‬ ‫اوَي ِة‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫وليس للذي يتبرر بأعمال الناموس‪ .‬وصورة بشعة لطمع الكلدانيين نجدها هنا َو َّ‬ ‫س َع َن ْف َ‬ ‫ش َبعُ (وهذه منطبقة تماماً على الشيطان) ولكن الشيطان ال يلتهم اال من بخطيته صار ترابا = فهم‬ ‫َكا ْل َم ْو ِت فَالَ َي ْ‬ ‫يهاجمون األمم ويصطادون الشعوب ويقتلونهم ليشبعوا ولكنهم ال يشبعون‪ .‬فالطماع كثير التذمر‪ ،‬يصير له بيته‬

‫وان كان قص اًر‪ ،‬يصير له كسجن‪ .‬الطماع يصبح كالقبر الذي يتقبل جثث الموتى كل يوم ومع ذلك يطلب المزيد‬ ‫(وكل من يرتمي في أحضان إبليس فهو يرتمي في أحضان الموت‪ ،‬وكل من يرتمي في أحضان الخطية يرتمي‬

‫في أحضان الموت)‪ .‬ومعنى اآليتين (‪ )1 ، 4‬أن اهلل يشرح للنبي أن أمة الكلدانيين سيدمرها طمعها وخطاياها‬ ‫وكبريائها‪ .‬وعلى شعب اهلل أن يتمسك بإيمانه وبره وثقته في اهلل مهما فعل الكلدانيين‪ ،‬وبالتأكيد ستكون له حياة‬

‫بينما يهلك أعداؤه‪ ،‬ويوم هالك هذا العدو يشمت به الكل‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح الثاني)‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ ِّ‬ ‫س لَ ُه!‬ ‫هؤالَ ِء ُكلُّ ُه ْم ِب َه ْج ٍو َعلَ ْي ِه َولُ ْغ ِز َ‬ ‫ق ُ‬ ‫اآليات (‪ " -:)8-6‬فَ َهالَّ َي ْن ِط ُ‬ ‫ش َماتَ ٍة ِب ِه‪َ ،‬وَيقُولُ َ‬ ‫ون‪َ :‬وْي ٌل ل ْل ُم َكث ِر َما لَ ْي َ‬ ‫‪7‬‬ ‫وك‪ ،‬فَتَ ُك َ ِ‬ ‫وم َب ْغتَ ًة ُمقَ ِ‬ ‫يم ًة لَ ُه ْم؟ ‪8‬أل ََّن َك‬ ‫ستَ ْي ِقظُ ُم َز ْع ِز ُع َ‬ ‫ض َ‬ ‫ار ُ‬ ‫وك‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫إِلَى َمتَى؟ َولِ ْل ُمثَ ِّق ِل َن ْف َ‬ ‫ون َغن َ‬ ‫س ُه ُرُهوًنا؟ أَالَ َيقُ ُ‬ ‫اك ِن َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫وب ُكلِّها تَسلُب َك لِ ِدم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َّ‬ ‫اس َوظُ ْلِم األ َْر ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫يرةً‪ ،‬فَ َب ِق َّي ُة ُّ‬ ‫يها‪" .‬‬ ‫ض َوا ْل َم ِدي َن ِة َو َج ِم ِ‬ ‫يع َّ‬ ‫سلَ ْب َ‬ ‫الش ُع ِ َ ْ ُ‬ ‫ين ف َ‬ ‫َ‬ ‫ُم ًما َكث َ‬ ‫َ‬ ‫ت أَ‬ ‫الويل األول‪ 9‬هو ضد المتكبر الذي ال يشبع‪ .‬ونجد هنا نبوة بسقوط الطاغية وسخرية الشعوب التي ظلمها منه‪،‬‬ ‫ش َماتَ ٍة عليه = لغز ‪ PROVERB‬أي مثل‪ ،‬هم سيقولون أمثال‬ ‫ونطقها ِب َه ْج ٍو َعلَ ْي ِه أي سخرية منه‪َ .‬ولُ ْغ ِز َ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫س لَ ُه = أي حصل على‬ ‫ساخرة عليه‪ .‬كانت خطيته الكبرياء‪ ،‬إذاً عقوبته ستكون الخزي والعار‪ .‬ل ْل ُم َكث ِر َما لَ ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫س ُه ُرُهوًنا =‬ ‫أمالكه بالظلم‪ .‬إلى متى = ال تكتفي وتظل في ظلمك للغير حتى تزيد ممتلكاتك وثرواتك‪ .‬ل ْل ُمثَ ِّق ِل َن ْف َ‬ ‫رهوناً تعني طيناً كثيفاً‪ .‬والمعنى أن ما جمعه هؤالء األشرار من كنوز ال يزيد عن كونه طيناً‪ ،‬وكل ما يجمعه‬

‫اإلنسان من كنوز هذا العالم ما هو إال تراب يثقل نفسه بمحبة العالم األرضي وفي (‪ )7‬نبوة بأن أعداء بابل‬

‫سيستيقظون بغتة ويثورون ضدها في لحظة ال يتوقعونها وتصير بابل غنيمة لهم‪ .‬ونحن قد قمنا مع المسيح‬

‫الذي أتى وباغت الشياطين وأعطانا سلطاناً أن نهاجمهم ونهزمهم بعد أن كنا نياماً أو موتى فأحيانا‪ُ .‬مقَ ِ‬ ‫ضو َك‬ ‫ار ُ‬ ‫= أي دائنوك‪ .‬هنا يعتبر أن كل ما سلبه العدو سابقاً هو مجرد شئ وقتي أو دين‪ ،‬عليه أن يرده ألصحابه‪ .‬وفي‬

‫(‪ )8‬نتيجة ظلمهم سيظلمون (عو‪ .)11‬ثم تأتي أربعة ويالت أخرى ضد األشرار‪.‬‬ ‫اآليات (‪َ «9" -:)11-9‬وْي ٌل‬ ‫ِ‬ ‫ش ُع ٍ‬ ‫وب‬ ‫ادةَ ُ‬ ‫ي لِ َب ْي ِت َك‪ .‬إِ َب َ‬ ‫ا ْلخ ْز َ‬ ‫ش ِب‪" .‬‬ ‫ا ْل َخ َ‬

‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف َّ‬ ‫ير لِ َي ْج َع َل ُع َّ‬ ‫ش ُه ِفي ا ْل ُعلُِّو لِ َي ْن ُج َو ِم ْن َك ِّ‬ ‫ت‬ ‫س ًبا ِشِّر ًا‬ ‫آم ْر َ‬ ‫ل ْل ُم ْكس ِب َب ْيتَ ُه َك ْ‬ ‫الشِّر! تَ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب ُه ا ْل َج ِائ ُز ِم َن‬ ‫ت ُم ْخ ِطئٌ لِ َن ْف ِس َك‪11 .‬أل َّ‬ ‫يرٍة َوأَ ْن َ‬ ‫ص ُر ُخ م َن ا ْل َحائط فَ ُي ِج ُ‬ ‫َن ا ْل َح َج َر َي ْ‬ ‫َكث َ‬

‫ِ‬ ‫ير = اهلل ليس ضد أن يكسب اإلنسان‪ ،‬لكنه ضد أن يكون المكسب‬ ‫س ًبا ِشِّر ًا‬ ‫الويل الثاني‪ 9‬ضد ا ْل ُم ْكس ِب َب ْيتَ ُه َك ْ‬ ‫بالظلم أو بالشر‪ .‬وهذا اإلنسان يظلم وينهب متصو اًر أنه إنما يجعل ُع َّ‬ ‫ش ُه ِفي ا ْل ُعلُِّو = أي أنه يتصور أن كنوزه‬ ‫ف َّ‬ ‫تعطيه نوعاً من األمان أو االطمئنان من األيام الغادرة في المستقبل = لِ َي ْن ُج َو ِم ْن َك ِّ‬ ‫الشِّر = وهذا ما صنعه‬

‫أهل بابل قديماً حينما بنوا برج بابل ليهربوا من أي طوفان قادم‪ .‬وهكذا كان شعور ملك بابل حين قال "أليست‬ ‫هذه هي بابل التي بنيتها بقوة إقتداري ولجالل مجدي (دا ‪" )4‬ولكن تَآمر َ ِ‬ ‫ي لِ َب ْي ِت َك = ففيما أنت متصور‬ ‫ت ا ْلخ ْز َ‬ ‫َْ‬ ‫أنك تلحق األذى بالغير لتؤمن نفسك‪ ،‬إذاً بك تلحق الشر بنفسك‪ .‬فشرك يرتد عليك‪ .‬هذا ما حدث آلخاب‬

‫وايزابل‪ .‬وهنا ملك بابل حينما أباد شعوب كثيرة فهو أخطأ في حق نفسه وبيته الذي بناه بالظلم شاهد عليه‪.‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِب‪ =.‬الجائز هي عوارض الخشب التي تربط المسكن‪،‬‬ ‫‪11‬أل َّ‬ ‫يب ُه ا ْل َجا ِئ ُز ِم َن ا ْل َخ َ‬ ‫ص ُر ُخ م َن ا ْل َحائط فَ ُي ِج ُ‬ ‫َن ا ْل َح َج َر َي ْ‬ ‫أي أحجار بيوتكم حج اًر حجر‪ ،‬وخشبة خشبة تنطق بالظلم الذي بنيتموها به‪.‬‬ ‫اآليات (‪َ «12" -:)14-12‬وْي ٌل‬ ‫ُّ‬ ‫ون لِ َّلن ِ‬ ‫ُم َم‬ ‫وب َيتْ َع ُب َ‬ ‫الش ُع َ‬ ‫ار‪َ ،‬واأل َ‬ ‫ا ْل َب ْح َر‪" .‬‬

‫ِ ‪13‬‬ ‫لِ ْلب ِاني م ِدي َن ًة ِبالدِّم ِ‬ ‫س قَ ْرَي ًة ِب ِ‬ ‫س ِ‬ ‫س‬ ‫اء‪َ ،‬ولِ ْل ُم َؤ ِّ‬ ‫َ‬ ‫اإل ثْم! أَلَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪14‬‬ ‫لِ ْلب ِ‬ ‫ض تَ ْمتَلِئُ ِم ْن َم ْع ِرفَ ِة َم ْج ِد‬ ‫اط ِل َي ْع َي ْو َن؟ أل َّ‬ ‫َن األ َْر َ‬ ‫َ‬

‫َن‬ ‫ب ا ْل ُج ُنوِد أ َّ‬ ‫ِم ْن ِق َب ِل َر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ب َك َما تُ َغطِّي ا ْلم َياهُ‬

‫‪11‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح الثاني)‬

‫الويل الثالث‪ 9‬ضد الذي يبني ثروته أو مدينته بسفك الدماء‪ .‬هنا تحول الظالم إلى وحش مفترس‪ .‬ولقد بنى‬ ‫‪13‬‬ ‫ب ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫َن ُّ‬ ‫ون‬ ‫ود أ َّ‬ ‫س ِم ْن ِق َب ِل َر ِّ‬ ‫وب َيتْ َع ُب َ‬ ‫الش ُع َ‬ ‫نبوخذ نصر بابل بظلم سباياه ودمائهم‪ .‬وما نتيجة هذا الظلم = أَلَ ْي َ‬ ‫لِ َّلن ِ‬ ‫ار = لقد أكلت النار بابل وتركتها خراباً تماماً‪ .‬وهذه هي نهاية الطمع في العالم‪ .‬ولكن هذه اآلية موجهة لكل‬ ‫من وضع أماله في األرض‪ .‬األُمم لِ ْلب ِ‬ ‫اط ِل َي ْع َي ْو َن = فالعالم كله باطل وهو سيزول‪ .‬وليس معنى هذا أن ال يعمل‬ ‫َ​َ َ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬فاهلل خلق آدم ليعمل الجنة ويحفظها‪ .‬وكان مع يوسف فكان رجالً ناجحاً‪ .‬وبولس الرسول ينبه‬ ‫التسالونيكيين بشدة أن يعملوا ومن ال يريد أن يشتغل ال يأكل (‪2‬تس‪ .)12-691‬ولكن المقصود هو عدم‬ ‫اإلنغماس في األرضيات كأننا سنعيش في العالم إلى األبد‪ ،‬أو أن يكون كل إهتمامنا بالعمل وال وقت هلل‪ ،‬فاهلل‬

‫طلب أن نعمل ستة أيام ويوم السبت راحة فيه نعيش هلل‪ .‬وتعنى اآلية أيضاً أن ال نحصل على أموالنا بالغش‬

‫والخداع والظلم‪ .‬وتعنى أيضاً أن يظل اإلنسان في حياته متذم اًر غير قانع بما أعطاه اهلل‪ .‬عموماً كان خراب‬ ‫بابل لمجد اهلل‪ ،‬فقد ظهر أن اهلل ال يقبل الشر‪ .‬واهلل أعلن مجده بأحكامه ضد بابل الشريرة‪ .‬ومن ال يقبل أن‬

‫يمجد اهلل بصالح أفعاله‪ ،‬يظهر اهلل فيه مجده حينما يؤدبه‪ .‬وستعرف األرض كلها أن اهلل قدوس ال يقبل الشر=‬ ‫ب‪ .‬وهذا حدث بالكامل في المسيح وامتداد ملكوته على األرض‪.‬‬ ‫أل َّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ض تَ ْمتَلِئُ ِم ْن َم ْع ِرفَ ِة َم ْج ِد َّ‬ ‫َن األ َْر َ‬ ‫احب ُه س ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪«15" -:)17-15‬وْي ٌل لِم ْن ي ِ‬ ‫اف ًحا ُح ُم َّو َك‬ ‫َ َْ‬ ‫ص َ َ‬ ‫سقي َ‬ ‫َ‬ ‫ف ُغ ْرلَتَ َك!‬ ‫ضا َع ِن ا ْل َم ْج ِد‪ .‬فَا ْ‬ ‫ضا َوا ْك ِش ْ‬ ‫َ‬ ‫ش َر ْب أَ ْن َ‬ ‫ش ِب ْع َ‬ ‫ت أ َْي ً‬ ‫ت ِخ ْزًيا ِع َو ً‬ ‫ِ‬ ‫اب ا ْل َب َه ِائِم الَِّذي‬ ‫َعلَى َم ْج ِد َك‪17 .‬أل َّ‬ ‫ان ُي َغطِّ َ‬ ‫َن ظُ ْل َم لُ ْب َن َ‬ ‫ص َ‬ ‫يك‪َ ،‬وا ْغت َ‬ ‫اك ِن َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫يها‪" .‬‬ ‫َوا ْل َم ِدي َن ِة َو َج ِم ِ‬ ‫يع َّ‬ ‫ين ف َ‬

‫ضا‪ ،‬لِ َّلنظَ ِر إِلَى َع ْو َرِات ِه ْم‪16 .‬قَ ْد‬ ‫س ِك ًار أ َْي ً‬ ‫َو ُم ْ‬ ‫ْس َي ِم ِ‬ ‫اء ا ْل ِخ ْزِي‬ ‫الر ِّ‬ ‫ين َّ‬ ‫ب‪َ ،‬وقُ َي ُ‬ ‫ور إِلَ ْي َك َكأ ُ‬ ‫تَ ُد ُ‬ ‫َج ِل ِدم ِ‬ ‫اء َّ‬ ‫اس َوظُ ْلِم األ َْر ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ض‬ ‫َرَّو َع َها‪ ،‬أل ْ‬ ‫َ‬

‫الويل الرابع ‪ 9‬ضد إبليس الذي يغوي األبرياء بأن يسكروا بملذات هذا العالم فيفقدوا كرامتهم‪ ،‬وتكشف َع ْو َرِات ِه ْم‪.‬‬ ‫سِ‬ ‫اف ًحا ُح ُم َّو َك = في ترجمات أخرى " يقدم له زجاجته"‪ .‬سافح = يصب أو يسكب ‪ .‬حمو = تعنى سم أو‬ ‫َ‬ ‫غضب‪ .‬والمعنى من يصب الخمر التي هي كالسم ألنها تجلب الغضب‪ .‬هكذا نوح ولوط حينما سكروا فقدوا‬ ‫كرامتهم (فنوح تعرى وسخر منه إبنه ولوط زنى مع بنتيه)‪ .‬والمعنى أن إبليس يغرينا بملذات هذا العالم التي‬

‫تسكر كالخمر‪ ،‬فنفقد كرامتنا ونفقد حرية مجد أوالد اهلل التي لنا‪ .‬وهذا ينطبق أيضاً على كل من يعلّم اآلخرين‬

‫ت‬ ‫الخطية‪ .‬وهؤالء سيزداد خزيهم لذلك فخير لك أن تعلق في عنقك حجر رحي من أن تعثر أحداً‪ .‬فَا ْ‬ ‫ش َر ْب أَ ْن َ‬ ‫ف ُغ ْرلَتَ َك = أي خطيتك وفضيحتك‪ .‬وما كان لك مجد سيصير قياء =‬ ‫ضا من كأس خمر غضب اهلل‪َ .‬وا ْك ِش ْ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫فبولس الرسول حسب العالم نفاية‪ ،‬وهذا ما يعتبره إبليس أو أي خاطئ مجده‪ .‬وتشبيه القئ هنا مناسباً‪ ،‬فمن‬

‫يك = اإلنسان هنا مشبه بلبنان‪ .‬فقد خلقه اهلل جميالً كلبنان‪،‬‬ ‫يشرب ليسكر عادة ما يتقيأ‪ .‬أل َّ‬ ‫ان ُي َغطِّ َ‬ ‫َن ظُ ْل َم لُ ْب َن َ‬ ‫ِ‬ ‫اب‬ ‫ص َ‬ ‫وبالخطية أفسد إبليس صورة اإلنسان الجميلة هذه‪ ،‬وهكذا أفسد ملك بابل أورشليم الجميلة وظلم شعبها‪ .‬ا ْغت َ‬ ‫ا ْل َب َه ِائِم = أي سلب البهائم فملك بابل سلب مواشي الشعب‪ .‬ولكن اآلية تشير ألن إبليس ال يمكنه أن يسلب إال‬ ‫من يسلك كالبهائم أي يجري وراء شهواته= وهذه تساوي أن إبليس الحية اليلتهم إالّ كل من صار بخطيته ترابا ‪.‬‬ ‫وابليس إغتصب البشر أي سلبهم لنفسه إذ أغواهم بأن يجروا وراء شهواتهم‪ .‬ففقدوا جمالهم‪ .‬الَِّذي َرَّو َع َها = فمن‬

‫‪12‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح الثاني)‬

‫لم يسلك وراء شهواته أعد له إبليس تجارب صعبة ليروعه‪ .‬فالمسيح رفض عروض إبليس‪ ،‬فأعد له الصليب‪.‬‬ ‫َج ِل ِدم ِ‬ ‫اء َّ‬ ‫اس َوظُ ْلِم األ َْر ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ض فاهلل يقول الويل‬ ‫ومن إنخذع أو خاف من التجارب واالضطهاد وترك اهلل هلك = أل ْ َ‬ ‫إلبليس بسبب هالك نفوس البشر‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫وت حتَّى َنحتَ ُه ِ‬ ‫س ُبو ُك َو ُم َعلِّ ُم ا ْل َك ِذ ِب َحتَّى إِ َّن‬ ‫َ‬ ‫ِّمثَا ُل ا ْل َم ْن ُح ُ َ‬ ‫صان ُع ُه؟ أ َِو ا ْل َم ْ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (‪َ « " -:)21-18‬ما َذا َنفَ َع الت ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ص َنعُ أ َْوثَا ًنا ُب ْكما؟ ‪َ 19‬وْي ٌل لِ ْلقَ ِائ ِل لِ ْل ُع ِ‬ ‫َه َو‬ ‫َص ِّم‪ :‬ا ْنتَِب ْه! أ ُ‬ ‫ود‪ْ :‬‬ ‫ص ْن َع ًة َيتَّك ُل َعلَ ْي َها‪ ،‬فَ َي ْ‬ ‫استَ ْيق ْظ! َولِ ْل َح َج ِر األ َ‬ ‫الصان َع َ‬ ‫ً‬ ‫‪21‬‬ ‫ب فَ ِفي َه ْي َك ِل قُ ْد ِس ِه‪ .‬فَ ِ‬ ‫َّة‪ ،‬والَ روح ا ْلبتَّ َة ِفي َد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّام ُه َيا‬ ‫الر ُّ‬ ‫َما َّ‬ ‫اخلِ ِه! أ َّ‬ ‫ُي َعلِّ ُم؟ َها ُه َو َم ْطل ٌّي ِبالذ َه ِب َوا ْلفض َ ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫اس ُكتي قُد َ‬ ‫ُك َّل األ َْر ِ‬ ‫ض»‪".‬‬

‫الويل الخامس‪ 9‬ضد من عبد األوثان‪ ،‬فكيف تنفعهم أوثانهم في اليوم األخير‪ .‬وهكذا األفكار الفلسفية الملحدة‬

‫اآلن لها صورة الذهب والفضة‪ .‬وأيضاً التكنولوجيا التي بسببها تصور اإلنسان نفسه إلهاً قاد اًر أن يصنع كل‬ ‫ب فَ ِفي َه ْي َك ِل قُ ْد ِس ِه ‪،‬هو‬ ‫الر ُّ‬ ‫َما َّ‬ ‫شئ‪ .‬فعبدوا قدراتهم وأنفسهم‪ .‬وفي مقابل هذه اآللهة الباطلة الفانية يرى النبي أ َّ‬

‫حق وكل ما دونه باطل‪ ،‬في مجده وفي جبروته وقدرته ال يستطيع أحد‪ ،‬وال كل األرض أن تتكلم قدامه فيقول‬ ‫ِ‬ ‫َّام ُه َيا ُك َّل األ َْر ِ‬ ‫ض = لقد بدأ النبي محتجاً على أحكام اهلل واآلن وصل أنه أمام حكمة اهلل‬ ‫النبي للجميع ْ‬ ‫اس ُكتي قُد َ‬ ‫وقدرته يستد كل فم‪ .‬فقال ما معناه لتكن مشيئتك‪ ،‬ليتقدس إسمك وهذه هي نهاية كل صالة صحيحة أن تستسلم‬

‫النفس إلرادة اهلل‪ ،‬واثقة أن أحكامه تسمو عن أفكار البشر ولكن كلها للخير (رو‪.)16-11911‬‬

‫‪13‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح الثالث)‬

‫اإلصحاح الثالث‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫الشج ِوي ِ‬ ‫وق َّ‬ ‫َّة‪" :‬‬ ‫صالَةٌ لِ َح َبقُّ َ‬ ‫الن ِب ِّي َعلَى َّ َ‬ ‫آية (‪َ " -:)1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الشج ِوي ِ‬ ‫وق َّ‬ ‫َّة وهي آلة وترية‪ .‬وقد تكون‬ ‫صالَةٌ لِ َح َبقُّ َ‬ ‫الن ِب ِّي = كانت صالة األنبياء تعتبر نبوات تتحقق ‪َ .‬علَى َّ َ‬ ‫َ‬ ‫مشتقة من كلمة "شجوج" العبرية بمعنى جهالة فتكون هذه الصالة عن جهاالت الشعب وبلحن شجوي أي لحن‬

‫حزين‪ .‬وقد الحظنا أن النبي بدأ صالته أو بدأ سفره بشكوى ثم وقف على المرصد يترقب رد اهلل‪ .‬واذ إنتصب‬

‫على البرج اإللهي متحصناً تهللت نفسه داخله بالرغم من كل الظروف القاسية المحيطة به‪ .‬فهو رأى نهاية بابل‬

‫الدولة التي ظلمت شع به‪ ،‬بل من خالل هذه الرؤيا كشف اهلل له خالل الرموز خطته الخالصية التي تمت‬ ‫بالصليب‪.‬‬

‫ين أ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ت‪َ .‬يا َر ُّ‬ ‫آية (‪َ 2" -:)2‬يا َر ُّ‬ ‫س ِط ِّ‬ ‫س ِط ِّ‬ ‫ين َعِّر ْ‬ ‫ت َخ َب َر َك فَ َج ِز ْع ُ‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫الس ِن َ‬ ‫الس ِن َ‬ ‫َح ِيه‪ .‬في َو َ‬ ‫ب‪َ ،‬ع َملَ َك في َو َ‬ ‫ب‪ ،‬قَ ْد َ‬ ‫الر ْح َم َة‪" .‬‬ ‫ض ِب ا ْذ ُك ِر َّ‬ ‫ِفي ا ْل َغ َ‬ ‫ت = حين عرف ما سيفعله البابليون جزع‪ .‬ثم تأتي صالة النبي وشفاعته عن شعبه‪َ .‬ع َملَ َك‬ ‫ت َخ َب َر َك فَ َج ِز ْع ُ‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َح ِي ِه = هو نظر إلى أعمال اهلل العظيمة في الماضي‪ ،‬واهلل قد أراه المستقبل وخطته للخالص‪.‬‬ ‫س ِط ِّ‬ ‫الس ِن َ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫في َو َ‬ ‫ولكن اآلن وسط هاتين الحقبتين‪ ،‬وها نحن مقبلون على التأديب أحيي يا رب عملك وأظهر مجدك في وسط‬ ‫ِ‬ ‫ف = في وسط سنين الضيق أظهر قوتك ليعرفك شعبك‪.‬‬ ‫س ِط ِّ‬ ‫ين َعِّر ْ‬ ‫الس ِن َ‬ ‫سنين الضيق التي ستأتى علينا‪ .‬في َو َ‬

‫السماو ِ‬ ‫ان‪ ،‬وا ْلقُدُّوس ِم ْن جب ِل فَار َ ِ‬ ‫آية (‪3" -:)3‬اَهلل ج ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َت ِم ْن‬ ‫امتَأل ْ‬ ‫ات‪َ ،‬واأل َْر ُ‬ ‫ان‪ .‬سالَ ْه‪َ .‬جالَ لُ ُه َغطى َّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫يم َ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫اء م ْن ت َ‬ ‫تَس ِب ِ‬ ‫يح ِه‪" .‬‬ ‫ْ‬ ‫إبتداء من هذه اآلية نجد رؤيا النبي والتي ظهر فيها إستجابة اهلل لصالته‪ .‬وكأننا نرى النبي هنا يتذكر األمجاد‬

‫السابقة في سيناء أو أن اهلل يريه أن هذه األمجاد سوف تتكرر ثانية وأنه سوف يخلص شعبه (راجع تث‪2911‬‬

‫‪ +‬خر‪ .)17924 + 2091:‬هذه اآليات تشير لظهور اهلل في مجده أمام الشعب و "كما كان فهكذا يكون من‬

‫جيل إلى جيل"‪ .‬وحين يأتي اهلل تمتلئ السموات من جالله فهو ساكن في السموات‪ ،‬والسموات تشير للنفس‬ ‫ض امتَألَ ْت ِم ْن تَس ِب ِ‬ ‫يح ِه = هذا هو الجسد الذي يسبح اهلل‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫البشرية التي إلتصقت باهلل فتحولت لسماء‪َ .‬واأل َْر ُ ْ‬ ‫ان في سيناء وقوله اهلل ج ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان = أي ظهر وتجلي مجده في تيمان‪ .‬ثم يقول‬ ‫يم َ‬ ‫ان في أدوم وفَ َار َ‬ ‫يم َ‬ ‫َ َ‬ ‫اء م ْن ت َ‬ ‫ت َ‬ ‫ان‪ .‬وحينما نعود ألصل اآلية في كلمات موسى (تث‪ )2911‬نجدها معكوسة‪ ،‬فموسى يقول‬ ‫ُّوس ِم ْن َج َب ِل فَ َار َ‬ ‫َوا ْلقُد ُ‬ ‫جاء الرب من سيناء (حيث ظهر في مجده) وأشرق لهم من سعير وتألأل من جبل فاران" فموسى يقصد أن مجد‬

‫الرب سيظهر أوالً للشعب اليهودي في سيناء ثم يظهر بعد ذلك لسعير (رمز إنتشار معرفة اهلل في األمم‪ .‬أما‬

‫‪14‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح الثالث)‬

‫حبقوق فيبدأ بسعير رمز لدخول المسيحية لألمم ثم جبل فاران حيث كان الشعب اليهودي تائهاً وذلك رم اًز إليمان‬ ‫َت ِم ْن تَس ِب ِ‬ ‫يح ِه = إشارة للكنيسة الممتدة في العالم‪.‬‬ ‫امتَأل ْ‬ ‫اليهود في أواخر األيام‪َ .‬واأل َْر ُ‬ ‫ْ‬ ‫ض ْ‬ ‫‪4‬‬ ‫ان َك ُّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اس ِتتَ ُار قُ ْد َرِت ِه‪" .‬‬ ‫ش َعاعٌ‪َ ،‬و ُه َن َ‬ ‫ور‪ .‬لَ ُه ِم ْن َي ِد ِه ُ‬ ‫ان لَ َم َع ٌ‬ ‫آية (‪َ " -:)4‬و َك َ‬ ‫اك ْ‬ ‫‪4‬‬ ‫ان َك ُّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ور = اهلل نور‪ ،‬بل موسى حين رأي على قدر ما يحتمل من مجد اهلل إستنار وجهه‪ ،‬ولمع جلد‬ ‫ان لَ َم َع ٌ‬ ‫َو َك َ‬

‫وجهه‪ .‬ونور اهلل يكشف الظلمة‪ ،‬وهكذا شريعة اهلل التي أخذوها على جبل سيناء‪ ،‬وحين ظهر لهم اهلل أروا نو اًر‬

‫(خر‪ .)17 ، 10924‬وكأن النبي يريد أن يقول "حين سمعت بخبر الكلدانيين تصورت أن أمورنا في يدهم وهم‬ ‫خارجين عن سلطانك‪ ،‬لكن اآلن قد علمت أنك تعلم كل شئ نورك يفضح هؤالء السالكين في الظلمة‪ .‬لَ ُه ِم ْن‬ ‫اك‬ ‫ش َعاعٌ = هو البرق الذي يصاحب العاصفة‪ ،‬فاهلل على أعدائه يكون كعاصفة تدمرهم‪ ،‬وبرق يصعقهم‪َ .‬و ُه َن َ‬ ‫َي ِد ِه ُ‬ ‫اس ِتتَ ُار قُ ْد َرِت ِه = إن اهلل ال يتعامل مع أعداء شعبه كما نتصور نحن البشر أو نتمنى‪ ،‬فهو ال ينتقم منهم فو اًر‪ ،‬بل‬ ‫ْ‬ ‫يعطيهم فرصة [‪ ]1‬لعلهم يتوبون [‪ ]2‬يتم عمل التأديب فينا‪.‬‬

‫وحينئذ سيدرك الكل قوة اهلل التي كانت مستترة إلى حين‪ .‬لكن هذه اآلية تشير لتجسد المسيح الذي هو نور من‬

‫نور هو شعاع (نور) فى يد اهلل‪ ،‬فيد اهلل أو ذراع اهلل إشارة للمسيح (إش‪ +1911‬إش‪ . ):911‬لكن حين تجسد‬

‫المسيح إستتر نور مجد الهوته في جسده‪ .‬وهو أيضاً كان مستت اًر في نبوات العهد القديم‪ .‬ومجد اهلل ظهر في‬ ‫المسيح لكن على قدر ما نحتمل‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫ب ا ْل َوَبأُ‪َ ،‬و ِع ْن َد ِر ْجلَ ْي ِه َخ َر َج ِت ا ْل ُح َّمى‪" .‬‬ ‫َّام ُه َذ َه َ‬ ‫آية (‪ " -:)5‬قُد َ‬ ‫ب ا ْل َوَبأُ = أي هو ضرب فرعون بالوبأ‪ .‬والمسيح بظهوره طرد وباء الشر وهزم وباء الموت (هو‪14911‬‬ ‫َّام ُه َذ َه َ‬ ‫قُد َ‬ ‫‪1 +‬كو‪َ .)11 ، 14911‬و ِع ْن َد ِر ْجلَ ْي ِه = فالمسيح بموته داس الشيطان والموت‪ ،‬فهو له سلطان‪َ .‬خ َر َج ِت ا ْل ُح َّمى‬ ‫= هرب الموت من قدامه وبالنسبة لضربات فرعون فالحمى قد تشير لجمر نار أي ضربة النار والبرد‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫َّه ِرَّي ُة و َخسفَ ْت آ َك ِ ِ‬ ‫سالِ ُك األ َ​َز ِل‬ ‫ض‪َ .‬نظَ َر فَ َر َج َ‬ ‫آية (‪َ " -:)6‬وقَ َ‬ ‫ُم ُم َوُد َّك ِت ا ْل ِج َبا ُل الد ْ‬ ‫اس األ َْر َ‬ ‫ام ا ْلق َدم‪َ .‬م َ‬ ‫َ َ‬ ‫ف َوقَ َ‬ ‫ف األ َ‬ ‫ُ‬ ‫لَ ُه‪" .‬‬

‫ُم ُم = الكل رجفوا من شعب اهلل مثل‬ ‫َوقَ َ‬ ‫ض = حين قسمها لشعبه على يد يشوع‪َ .‬نظَ َر فَ​َر َج َ‬ ‫اس األ َْر َ‬ ‫ف َوقَ َ‬ ‫فت األ َ‬ ‫َّه ِرَّي ُة = اهلل له القدرة على دك الجبال‪ ،‬وقد تعني األمم المتكبرة أو ملوك‬ ‫الكنعانيين والموآبيين‪َ .‬وُد َّك ِت ا ْل ِج َبا ُل الد ْ‬ ‫هذه األمم أو تعني الشياطين فهم أول المتكبرين‪ .‬واهلل القادر على دك الجبال قادر على دك خطايانا وعاداتنا‬

‫الرديئة‪ .‬والمعنى وراء هذه اآلية أن اهلل أرعب الشياطين ودكهم وقسم األرض (أي السماء) لشعبه الذي سيرث‬ ‫سالِ ُك األ َ​َز ِل لَ ُه = كل طرق اهلل متفقة مع مشورته األزلية‪ ،‬وكما عمل في القديم في جبل‬ ‫اهلل‪ ،‬يرث مع المسيح‪َ .‬م َ‬ ‫سيناء‪ ،‬هكذا سيعمل في تأديب شعبه واهالك أعدائهم بعد أن يؤدبوا شعبه‪.‬‬ ‫ت بلِي ٍ‬ ‫أية (‪ 7" -:)7‬أر َْي ُ ِ‬ ‫ق أ َْر ِ‬ ‫ان‪" .‬‬ ‫َّة‪َ .‬ر َجفَ ْت ُ‬ ‫ام ُكو َ‬ ‫شقَ ُ‬ ‫ض ِم ْد َي َ‬ ‫ش َ‬ ‫ان تَ ْح َ َ‬ ‫َ‬ ‫ت خ َي َ‬ ‫‪15‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح الثالث)‬

‫ان = هذا االسم لم يرد إال هنا وقد يكون إسماً قديماً لمديان‪ .‬والمعنى من اآلية أن كل الممالك المجاورة قد‬ ‫ُكو َ‬ ‫ش َ‬ ‫إنزعجت (قض‪ .)891‬هكذا ترتجف الشياطين أمام أوالد اهلل‪ .‬كأن النبي رأى عمل اهلل القادم على الصليب‬

‫ان = ما يختص بكوش (قاموس الكتاب)‪ .‬وماذا‬ ‫وانزعاج الشياطين من خالل رعب الموآبيين‪ .‬وقد يكون ُكو َ‬ ‫ش َ‬ ‫ق أ َْر ِ‬ ‫ان = سمح اهلل لمديان أن‬ ‫يختص بكوش إال اللون األسود‪ ،‬لون الخطية (إر‪َ .)21911‬ر َجفَ ْت ُ‬ ‫شقَ ُ‬ ‫ض ِم ْد َي َ‬ ‫تذل شعب اهلل فترة بسبب خطية الشعب‪ ،‬وعاد اهلل وأرسل لهم جدعون‪ ،‬وكان جدعون رعباً ألهل مديان‪ ،‬بل‬ ‫حطمهم‪ ،‬وهذا رمز لعمل المسيح الذي حطم إبليس‪ ،‬المملكة التي استعبدت البشر فترة من الزمان‪.‬‬

‫ب؟ َه ْل َعلَى األَ ْن َه ِ‬ ‫آية (‪َ 8" -:)8‬ه ْل َعلَى األَ ْن َه ِ‬ ‫ت‬ ‫ار َح ِم َي َيا َر ُّ‬ ‫س َخطُ َك َحتَّى إِ َّن َك َرِك ْب َ‬ ‫ار َغ َ‬ ‫ض ُب َك؟ أ َْو َعلَى ا ْل َب ْح ِر َ‬ ‫َخ ْيلَ َك‪ ،‬مرَكب ِات َك مرَكب ِ‬ ‫ات ا ْل َخالَ ِ‬ ‫ص؟"‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫هنا تساؤل من النبي هل حمى غضب الرب على األنهار والبحار = واألنهار تشير لشعب اهلل والبحار تشير‬ ‫للشعوب الوثنية‪ .‬ولقد حمى غضب اهلل عليهم جميعاً إذ أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد اهلل (رو‪ .)1‬ولقد‬ ‫كان المتصور أن اهلل يبيد الجميع ولكن العجب أن اهلل ركب مركباته وأتى للخالص = وكل ما حدث أن اهلل‬

‫استخدم األمم الوثنية ضد شعبه ليؤدبهم‪ ،‬بل إستخدم األمم الوثنية ضد بعضها البعض ليؤدب الجميع‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اآليات (‪9" -:)13-9‬عِّري ْت قَوس َك تَع ِري ًة‪ .‬سب ِ‬ ‫ص َرتْ َك‬ ‫َّات ِس َه ٍام َكلِ َمتُ َك‪ِ .‬سالَ ْه‪َ .‬‬ ‫ت األ َْر َ‬ ‫شقَّ ْق َ‬ ‫اعي ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫ض أَ ْن َه ًارا‪ .‬أ َْب َ‬ ‫‪11‬‬ ‫اه طَما‪ .‬أ ْ ِ‬ ‫فَفَ ِزع ِت ا ْل ِجبا ُل‪ .‬س ْي ُل ا ْل ِمي ِ‬ ‫ص ْوتَ َها‪َ .‬رفَ َع ْت َي َد ْي َها إِلَى ا ْل َعالَ ِء‪ .‬اَ َّ‬ ‫س َوا ْلقَ َم ُر َوقَفَا ِفي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لش ْم ُ‬ ‫َعطَت اللُّ َّج ُة َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ض‪ِ ،‬ب ٍ‬ ‫ور ِسه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُبر ِ‬ ‫ت ِفي األ َْر ِ‬ ‫ام َك الطَّ ِائ َرِة‪ ،‬لِلَ َم َع ِ‬ ‫ان َب ْر ِ‬ ‫ُم َم‪.‬‬ ‫ض ٍب َخ َ‬ ‫سَ‬ ‫ط ْر َ‬ ‫ق َم ْج ِد َك‪ِ .‬ب َغ َ‬ ‫س َخط ُد ْ‬ ‫وج ِه َما ل ُن ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت األ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ْع ِب َك‪ ،‬ل َخالَ ِ‬ ‫ت ل َخالَ ِ‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫ْس َب ْيت ِّ‬ ‫اس َحتَّى ا ْل ُع ُن ِ‬ ‫ق‪ .‬سالَ ْه‪" .‬‬ ‫ص َ‬ ‫س َح ْق َ‬ ‫َخ َر ْج َ‬ ‫َس َ‬ ‫ير ُم َعِّرًيا األ َ‬ ‫ت َأر َ‬ ‫ص َمسيح َك‪َ .‬‬ ‫هنا في آية (‪ ):‬نرى الرب كجبار يخرج قوسه ويظهره ويوجه سب ِ‬ ‫َّات ِس َه ٍام َكلِ َمتُ َك ضد أعداء شعبه‪ .‬فاهلل‬ ‫اعي ُ‬ ‫َُ‬ ‫ار =‬ ‫ض أَ ْن َه ًا‬ ‫أظهر قوته في غزو كنعان بحسب وعده لشعبه في كلمته لألباء بأنهم يرثون األرض‪َ .‬‬ ‫ت األ َْر َ‬ ‫شقَّ ْق َ‬ ‫حين إنشقت الصخرة وخرج منها أنهار ماء تروى الشعب في البرية س ْي ُل ا ْل ِمي ِ‬ ‫اه طَ َما = في ترجمات أخرى توقف‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َع َ ِ‬ ‫ص ْوتَ َها = كأن المياه زمجرت أمام‬ ‫فيضان النهر إشارة لشق نهر األردن وذلك بقوة جبارة أوقفته‪ .‬فأ ْ‬ ‫طت اللُّ َّج ُة َ‬ ‫هذه القوة التي صدتها عن المسير‪َ .‬رفَ َع ْت َي َد ْي َها إِلَى ا ْل َعالَ ِء = هذا يشير إلى أنها أي المياه أمام قوة جبارة ال‬ ‫تستطيع أي شئ أمامها‪ .‬وفي (‪ )11‬إشارة لحادثة وقوف الشمس والقمر مع يشوع حتى يكتمل إنتصاره على‬

‫أعدائه‪ .‬وذلك حتى يكون هناك نور للسهام الطائرة من شعب اهلل إلى األعداء‪ .‬والحظ أن السهام هي سهام اهلل‪،‬‬ ‫وفي هذه المعجزة الجبارة ظهر مجد اهلل كالبرق الالمع‪ .‬وفي اآليات (‪ .)11 ، 12‬هنا يتضح أن اهلل هو الذي‬

‫د اس األمم الكنعانية أمام شعبه‪ ،‬وهو الذي خرج أمام شعبه‪ ،‬لخالص مسحائه أي ملوك شعبه‪ ،‬وملوك يهوذا‬

‫س َك = تشير للتجسد‬ ‫األتقياء بالذات‪ .‬على أن هذه اآليات فيها نبوات واضحة عن الخالص بالمسيح‪ُ -9‬عِّرَي ْت قَ ْو ُ‬ ‫اإللهي الذي به كشف المسيح عن قوته في حربه ضد إبليس‪ .‬وبالتجسد تمتعنا بكلمة اهلل كسهم يحطم الشر الذي‬ ‫تملك في داخلنا‪ .‬ويحل كلمة اهلل فينا كسهم حقيقي يجرح قلوبنا ويوقظ ضمائرنا لينزع عنا كل فساد خبيث‪ .‬وعمل‬ ‫‪16‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح الثالث)‬

‫كلمة اهلل في داخلنا عمل كامل = سب ِ‬ ‫َّات ِس َه ٍام َكِل َمتُ َك ورقم ‪ 7‬يشير للكمال‪ .‬وكالم الرب نقي كفضة محماة‬ ‫اعي ُ‬ ‫َُ‬ ‫ار = هذا رمز‬ ‫ض أَ ْن َه ًا‬ ‫سبع مرات (مز‪ )6912‬ونالحظ أن المسيح على الصليب نطق ‪7‬كلمات‪َ .‬‬ ‫ت األ َْر َ‬ ‫شقَّ ْق َ‬

‫لفيض الروح القدس (األنهار) (يو‪ )1:-1797‬الذي تفجر بعد صلب المسيح (الصخرة) وحين امتأل المؤمنون‬ ‫رفعوا أيديهم إلى العالء‪ .‬لكي يسبحوا = فأ ْ ِ‬ ‫ت‬ ‫ص ْوتَ َها‪ .‬األرض التي شقها اهلل هي أنا وأنت ‪ .‬و َ‬ ‫شقَّ ْق َ‬ ‫َعطَت اللُّ َّج ُة َ‬ ‫= تذكرنا بان الحيوانات الطاهرة تكون مشقوقة الظلف = وهذا يشير الن االنسان الطاهر هو من قدم جسده‬ ‫ذبيحة حية ‪ .‬والروح القدس يبدأ معنا هذا في المعودية التي فيها ندفن مع المسيح ‪ .‬ثم يأتي سر الميرون ويسكن‬

‫فينا الروح القدس‪ .‬فبعد أن كنا أرضاً بو اًر جاء المسيح وآمنا به وارسل لنا الروح القدس فجري من بطننا (أرضنا)‬ ‫ص َرتْ َك فَفَ ِز َع ِت ا ْل ِج َبا ُل = تشير الجبال للملوك الجبابرة الذين فزعوا من شعب اهلل‪ .‬وتشير‬ ‫أنهار ماء حي‪ .‬أ َْب َ‬ ‫للشياطين المتكبرين‪ ،‬وللخطايا التي كانت تجثم على قلوبنا‪ .‬هم أبصروا عمل المسيح ففزعوا ‪ ،‬وبهذا استطعنا أن‬

‫نرفع أيدينا بالتسبيح وبينما المسيح معلق على الصليب إرتجت األرض وخرج كثيرين من الذين ماتوا‪ .‬واظلمت‬ ‫ور ِسه ِ‬ ‫الشمس = اَ َّ‬ ‫ام َك‬ ‫س َوا ْلقَ َم ُر َوقَفَا‪ .‬وفي هذه اللحظات كان المسيح يقبض على الشيطان ليقيده = ُن ِ َ‬ ‫لش ْم ُ‬ ‫الطَّ ِائرِة الموجهة ضد إبليس‪ .‬س ْي ُل ا ْل ِمي ِ‬ ‫ط َما = هذه إشارة لتوقف سلطان الموت فبينما كان من يعبر النهر‬ ‫اه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وسط الماء البد وأن يغرق (" قد اكتنفتني مياه إلى النفس" يون‪ .)1 ، 192‬ونالحظ أن رحلة خروج بني إسرائيل‬

‫من مصر تشير لرحلة حياتنا على األرض‪ .‬فعبور البحر األحمر يشير للمعمودية‪ ،‬وتوهان الشعب في البرية‬

‫لمدة ‪ 40‬سنة يشير لفترة عمر اإلنسان على األرض وجهاده‪ ،‬وفي النهاية فإن عبور األردن ودخول كنعان يشير‬ ‫للموت ودخول الراحة السماوية‪ .‬وبعد الصليب أصبحنا نقول أين شوكتك يا موت ألن المسيح بموته داس الموت‬ ‫‪13‬‬ ‫ص م ِس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت لِ َخالَ ِ‬ ‫يح َك‬ ‫ص َ‬ ‫واألمم الشياطين‪ .‬وتوقف نهر األردن يشير لتوقف سلطان الموت‪َ .‬خ َر ْج َ‬ ‫ش ْع ِب َك‪ ،‬ل َخالَ ِ َ‬ ‫= في ترجمات أخرى "خرجت لخالص شعبك مع مسيحك‪ ،‬وبهذا تكون اآلية نبوة واضحة عن الخالص الذي‬

‫الشِّر ِ‬ ‫ْس ِّ‬ ‫ير = أي الشيطان‪ ،‬وهذا تحقيقاً لقول اهلل "هو يسحق رأسك " (تك‪ُ .)1191‬م َعِّرًيا‬ ‫س َح ْق َ‬ ‫ت َأر َ‬ ‫بالمسيح وفيه َ‬ ‫اس َحتَّى ا ْل ُع ُن ِ‬ ‫ق‪ = .‬عنق البيت هو مكان وصلة الجدران مع السقف‪ .‬والمعنى أن المسيح كشف بيت إبليس‬ ‫َس َ‬ ‫األ َ‬ ‫أي كل حيله وضعفه وحقارته وحقده على البشر‪ِ .‬سالَ ْه = وقفة تأمل وسط المزمور‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِب ِسها ِم ِه أرْس قَب ِائلِ ِه‪ .‬عصفُوا لِتَ ْ ِ ِ‬ ‫س ِك ِ‬ ‫ين ِفي ا ْل ُخ ْف َي ِة‪" .‬‬ ‫آية (‪ " -:)14‬ثَقَ ْب َ‬ ‫شتيتي‪ْ .‬ابت َه ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫اج ُه ْم َك َما ألَ ْك ِل ا ْلم ْ‬ ‫َ َ‬ ‫تسبحة النبي على هذا الخالص ثَقَ ْب َ ِ ِ ِ‬ ‫ْس قَ َب ِائلِ ِه = تشير هذه لما حدث مع المديانيين‪ ،‬فقد أثار الرب‬ ‫ت ِبس َهامه َأر َ‬ ‫ارتباكاً في صفوفهم أمام جدعون "جعل الرب سيف كل واحد بصاحبه" (قض‪ )2297‬والمعنى أن اهلل بعدما‬

‫كشف إبليس وحيله‪ ،‬فحينما يوجه إبليس سهامه ضد شعب اهلل ترتد هذه السهام وتحطمه فهو ال سلطان له‬

‫علينا‪ .‬ولقد دبر إبليس مؤامرة الصليب ليهلك المسيح‪ ،‬فإرتد هذا العمل ضده‪ ،‬وصار الصليب يحرقه‪ .‬ولقد سمعنا‬ ‫كثي اًر في قصص القديسين أنهم حين يصرخون هلل ويرسمون عالمة الصليب أن الشيطان يحترق ويتحول إلى‬ ‫ش ِت ِ‬ ‫يتي = هنا النبي يتكلم باسم شعب اهلل ويرى األعداء كالعاصفة يقومون ضده ليشتتوه بعيداً‬ ‫صفُوا لِتَ ْ‬ ‫دخان‪َ .‬ع َ‬

‫‪17‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح الثالث)‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِك ِ‬ ‫ين ِفي ا ْل ُخ ْف َي ِة =‬ ‫عن أرضه وهدفه (هذا ما فعله فرعون مثالً في خروجه وراء الشعب) ْابت َه ُ‬ ‫اج ُه ْم َك َما ألَ ْك ِل ا ْلم ْ‬ ‫هم يسرون بالظلم أما الصالحون فيسرون بالرب‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرِة‪" .‬‬ ‫سلَ ْك َ‬ ‫آية (‪َ " -:)15‬‬ ‫ت ا ْل َب ْح َر ِب َخ ْيل َك‪ُ ،‬ك َوَم ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬ ‫إشارة إلى هالك المصريين في البحر‪ .‬والمعنى أنه كما خلص الرب شعبه من مصر‪ ،‬هكذا بالتأكيد سيخلصهم‬

‫من يد بابل ومن كل أعدائهم‪ .‬وهنا يصور النبي كأن اهلل في المعركة يقود شعبه‬

‫الفرس األبيض‪ ،‬وخرج غالباً ولكي يغلب (رؤ‪ )296‬وهو قاد شعبه للنجاة وسط ُك َوَم‬

‫(خيله) فهو الذي يركب على‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يرِة = أكوام المياه‪.‬‬ ‫ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬

‫‪16‬‬ ‫الن ْخر ِفي ِعظَ ِ‬ ‫اي‪َ .‬د َخ َل َّ‬ ‫ت ِفي‬ ‫ش ِائي‪ِ .‬م َن َّ‬ ‫الص ْو ِت َر َجفَ ْت َ‬ ‫َح َ‬ ‫امي‪َ ،‬و ْارتَ َع ْد ُ‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫ت فَ ْارتَ َع َد ْت أ ْ‬ ‫شفَتَ َ‬ ‫آية (‪َ " -:)16‬‬ ‫ُ‬ ‫الضي ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُع ِ‬ ‫ود َّ‬ ‫الش ْع ِب الَِّذي َي ْز َح ُم َنا‪.‬‬ ‫يح ِفي َي ْوِم ِّ‬ ‫َستَ ِر َ‬ ‫َم َكاني أل ْ‬ ‫ق‪ ،‬ع ْن َد ُ‬ ‫حينما نظر أوالً لضعف الشعب وقوة العدو إرتعد‪ ،‬إرتعد إذ رأى شعب الكلدانيين أتى ليزحم شعب اهلل‪ ،‬وهو عرف‬

‫قوة الكلدانيين وجبروتهم ولكنه لجأ إلى اهلل فتحول ارتعاده إلى فرح‪ ،‬إذ أعلن له اهلل ‪ ،‬أن هذا الضيق هدفه‬

‫التأديب‪ ،‬وأن كل األمور تعمل معاً للخير لمن يحبون اهلل‪ .‬ولنفهم أن الخوف والرعدة يكونان سبباً في النجاة‪.‬‬

‫فنوح حينما خاف من الطوفان صنع فلكاً فنجا‪ ،‬والذين لم يخافوا بل إستهتروا هلكوا‪ .‬وابتهاج النبي ظاهر في آية‬

‫(‪ .)18‬وابليس قوته مرعبة ولو عرفناها نرتعب‪ ،‬لكن بالمسيح إذ نلجأ إليه نطمئن ونهزمه فنفرح‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِّين‪،‬‬ ‫آية (‪ " -:)17‬فَ َم َع أ ََّن ُه الَ ُي ْزِه ُر الت ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرِة‪َ ،‬والَ َبقَ َر‬ ‫َ‬ ‫اما‪َ .‬ي ْنقَطعُ ا ْل َغ َن ُم م َن ا ْل َحظ َ‬ ‫ط َع ً‬

‫َوالَ‬ ‫ِفي‬

‫وم‪ .‬ي ْك ِذب عم ُل َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َي ُك ُ‬ ‫ص َنعُ‬ ‫الزْيتُوَنة‪َ ،‬وا ْل ُحقُو ُل الَ تَ ْ‬ ‫ون َح ْم ٌل في ا ْل ُك ُر َ ُ َ َ‬ ‫ا ْل َم َذ ِ‬ ‫اوِد‪"،‬‬

‫هو رأى هذا العدو يأتي ليخرب األرض من ثمارها (التين والكروم) بل من بهائمها‪ .‬والنبي يقول في (‪ )18‬أنه‬ ‫يبتهج مع أن العدو أزال كل الخيرات فلماذا يبتهج؟ هو فهم أن كل تأديب سيأتي بنتيجة وتوبة للشعب‬

‫(عب‪ ) 11912‬وطالما قدم الشعب التوبة فهو واثق أن الثمار ستظهر ثانية لذلك يبتهج‪ .‬لقد إمتد بصره لبعيد‬ ‫ليرى الخالص العتيد‪ ،‬فلم يحزن بسبب الخسائر الحالية‪ ،‬الخيرات العالمية يفرح بها العالميون‪ ،‬أما نحن فنبحث‬

‫أوالً عن رضا اهلل‪ ،‬وهذا يأتي بالتوبة‪ ،‬واذا قدمنا توبة البد وستأتي بركات اهلل ثانية بعد أن ضاعت منا بسبب‬

‫الخطية (وهذا ما حدث لإلبن الضال)‪.‬‬ ‫آية (‪18" -:)18‬فَِإ ِّني أ َْبتَ ِه ُج‬ ‫بالرغم من األالم فإن فرحة‬

‫له َخالَ ِ‬ ‫ب وأَفْرح ِبِإ ِ‬ ‫صي‪" .‬‬ ‫ِب َّ‬ ‫الر ِّ َ َ ُ‬ ‫النبي ألنه رأى الخالص‪ ،‬وبروح النبوة رأى خالص المسيح‪ .‬والحظ لقد بدأ سفره‬

‫بالحزن‪ ،‬لكن من يستطيع أن يصلي في حزنه ويلجأ هلل سيحول اهلل حزنه إلى فرح‪( .‬يو‪.)22916‬‬

‫شِ‬ ‫الس ِّي ُد قُ َّوِتي‪َ ،‬وَي ْج َع ُل قَ َد َم َّي َكاألَ​َي ِائ ِل‪َ ،‬وُي َم ِّ‬ ‫يني َعلَى ُم ْرتَفَ َع ِاتي‪.‬‬ ‫آية (‪19" -:)19‬اَ َّلر ُّ‬ ‫ب َّ‬ ‫‪18‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( اإلصحاح الثالث)‬

‫ين علَى آالَ ِتي َذو ِ‬ ‫لِ َرِئ ِ‬ ‫ات األ َْوتَ ِ‬ ‫ار‪" .‬‬ ‫يس ا ْل ُم َغ ِّن َ َ‬ ‫َ‬ ‫سر الفرح أن إلهه قوته يمشيني في مرتفعاتي = يقودني للسماويات‪ .‬كاآليائل أي بسرعة‪.‬‬ ‫تأمالت‪:‬‬ ‫‪ .1‬الخاطئ المستمر في خطيته تضيع منه بركاته‪ .‬وحين يتوب قد تتأخر هذه البركات لبعض الوقت‪ ،‬ولكن في‬

‫ِّين‪18 ...‬فَِإ ِّني أ َْبتَ ِه ُج لثقتي في رحمة‬ ‫ثقة نستطيع أن نقول أن البركات ستعود ثانية = فَ َمعَ أ ََّن ُه الَ ُي ْزِه ُر الت ُ‬ ‫اهلل وأن البركات ستعود طالما هناك توبة‪.‬‬

‫ِّين = أي أنه ال توجد بركات مادية‪ ،‬ألن‬ ‫‪ .2‬عموماً المؤمن يبتهج ويفرح بالمسيح حتى َم َع أ ََّن ُه الَ ُي ْزِه ُر الت ُ‬ ‫المؤمن الحقيقي ال يفرح بالماديات‪ ،‬ألنه يؤمن أنه سيفرح في النهاية في األبدية‪ ،‬حتى لو هناك ضيقات‬ ‫اآلن‪.‬‬

‫ت فَ ْارتَ َع َد ْت (دا ‪ + 1912‬مت‪.)21924‬‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫قد تشير هذه اآليات لنهاية األيام والضيق العتيد أن يحدث (‪َ )16‬‬ ‫وعن هذه األيام يقول السيد المسيح "لكثرة اإلثم تبرد محبة الكثيرين" ويقول "حين يأتي إبن اإلنسان ألعله يجد‬ ‫اإليمان على األرض" ويشير لهذا آية (‪ )17‬فالتين إشارة لألمة اليهودية التي لعنها المسيح‪ ،‬أو هي تشير للمحبة‬

‫التي كادت أن تنعدم في تلك األيام (أيامنا الحالية)‪ .‬والكرمة تشير للكنيسة التي تشتتت لمئات الطوائف الضعيفة‬

‫وتشير للفرح الروحي الذي كاد أن يختفي‪ .‬والزيتونة التي تكذب تشير للعذارى الجاهالت اللواتي بال زيت في‬ ‫أنيتهن‪َ .‬والَ َبقَ َر ِفي ا ْل َم َذ ِ‬ ‫اوِد = أي ال مؤمنين في الكنائس ألنه ال يوجد طعام روحي‪ .‬ومع هذه الصورة القاتمة‬ ‫فالمؤمن الحقيقي في فرح (‪.)18‬‬

‫‪19‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( دراسة في سفر حبقوق)‬

‫دراسة فى سفر حبقوق‬

‫عودة للجدول‬

‫حبقوق = المحتضن أو المعانق‬

‫األصحاح األول‪:‬‬

‫الوحى الذى رآه حبقوق النبى = وحى = ثقل أو حمل ثقيل‬ ‫ماذا يحمل حبقوق من أثقال؟‬

‫هو رأى خطايا الشعب من ظلم واغتصاب‪ .‬فالغنى يغتصب الفقير والقوى يغتصب الضعيف وذهب يشتكى هلل‪.‬‬ ‫ذهب بهذا ِ‬ ‫الحمل إلى اهلل ‪ ...‬واهلل ي ِحب هذا فهو قال‪9‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َحم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َوأ َ​َنا أ ِريحك ْم" (مت ‪)28 9 11‬‬ ‫يع اْلمتْ َعبِ َ‬ ‫ين َوالثقيلي األ ْ َ‬ ‫"تَ َعالَ ْوا إلَي َيا َجم َ‬ ‫واهلل رد عليه بسرعة‪ ...‬ولماذا رد اهلل بسرعة؟‬

‫فأحمال حبقوق التى يحملهاا وتضاايقه هاى نفساها التاى تضاايق اهلل‪ .‬وكاان رد اهلل بأناه سيرسال بابال لتاؤدب شاعب اليهاود‪.‬‬ ‫وكان رد اهلل علي حبقوق سريعا ألن هناك اتفاق بين قلب اهلل وقلب حبقوق ‪.‬‬

‫ماهى صفات بابل كما ذكرها اهلل؟‬ ‫أمة ُم ّرة قاحمة ‪...‬‬

‫الكلا ا اادانيون (البا ا ااابليون فا ا ااى منتها ا ااى القسا ا ااوة) ومسا ا اارعين‬

‫سالكة فى رحاب األرض‪...‬‬

‫إستولوا على كل األرض‪.‬‬

‫تملك مساكن ليست لها‪...‬‬

‫إستولوا على كل بالد العالم المعروفة‪.‬‬

‫هائلة ومخوفة‪...‬‬

‫أقوى دولة ولم يقف أمام قوتهم أحد‪.‬‬

‫خيلها أسرع من النمور‪...‬‬

‫الخيل أداة الحرب للهجوم‪.‬‬

‫أحد من ذئاب المساء‪...‬‬ ‫ّ‬

‫التى قضت نهارها جائعة لذلك تخطف بشراهة‪.‬‬

‫فرسانها يأتون من بعيد‪...‬‬

‫لإلقتحام‪.‬‬

‫من حيث ال ينتظر أحد‪.‬‬

‫المسأأأأأأأأرع إلأأأأأأأأى النسر يأكل الجيف النتن‪.‬‬ ‫يأأأأأأأأأتون كالنسأأأأأأأأر ُ‬ ‫األكل‪....‬‬ ‫كأأأأوم ال يوجد حصن يحمى سكانه أمام البابليين لكن ما تجمعه‬ ‫تضأأأأحك علأأأأى كأأأأل حصأأأأن وتُ ِّ‬

‫التراب‪...‬‬

‫ال قيمة له بل هو مجرد تراب‪.‬‬

‫وهذه هى نفسها مواصفات الشيطان‬

‫‪20‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( دراسة في سفر حبقوق)‬

‫الأأأذى يتركأأأه اهلل فأأأى العأأأالم‪.......‬‬

‫ليؤدب أوالده ‪.‬‬

‫أمة ُم ّرة قاحمة‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫سالكة فى األرض‪...‬‬

‫كان يجول فى األرض يلتمس من يبتلعه‪.‬‬

‫تملك مساكن ليست لها‪...‬‬

‫الشاايطان سااكن فااى قلااوب الناااس التااى هااى أساس ااً مسااكن‬

‫هائلة ومخوفة‪...‬‬

‫فالشيطان منع المالك جبرائيل من الذهاب لدانيال‪.‬‬

‫خيلها أسرع من النمور ‪...‬‬

‫هم فى حالة هجوم دائم على الناس وكلهم خطية‪.‬‬

‫أحد من ذئاب المساء‪...‬‬

‫من يذهب ألماكن الخطية معرض لإلفتراس‪.‬‬

‫فرسانها يأتون من بعيد‪...‬‬

‫لقد حارب إبليس المسيح على جناح الهيكل‪.‬‬

‫الشيطان قاس ويسبب الم اررة لمن يقتحمه‪.‬‬

‫هلل‪.‬‬

‫يأأأأتون كالنسأأأر المسأأأرع إلأأأى األكأأأل حيا ا ااث توجا ا ااد الجثا ا ااة نجا ا ااد النسا ا ااور (الجثا ا ااة = األم ا ا اوات‬

‫‪...‬‬

‫بالخطية)‪.‬‬

‫كومه أى يمتلكه إبليس‪.‬‬ ‫تضأأأأحك علأأأأى كأأأأل حصأأأأن وتُ ِّ‬ ‫كأأأأوم من يحيا فى الخطية فهو تراب‪ ،‬ي ِّ‬

‫التراب‪...‬‬

‫ولما رأى حبقوق هذا‪ ،‬صرخ هلل‪ ،‬هو رأى صورة مما سيفعله البابليون بشعبه وقال‪9‬‬ ‫ِل َم تنظر إلى الناهبين وتصمت حين يبلع الشرير من هو أبر منه؟‬ ‫اليهود‬ ‫بابل‬

‫األصحاح الثانى ‪:‬‬

‫اهلل لم يرد على حبقوق بسرعة كالمرة األولى وتباطأ فى الرد‪ ،‬فلماذا؟‬ ‫حبقوق أخطأ فى أنه إعترض على حكم اهلل‪ ،‬هذا كبرياء أن ينسب هلل أنه أخطأ‪.‬‬ ‫الوضع االن مختلف عن المرة السابقة ‪ ،‬فهذه المرة كان حبقوق في تصادم مع اهلل ‪ ،‬ال يتقبل احكامه‪.‬‬ ‫واهلل لم َيرد ليترك حبقوق حتى يتواضع وينسحق وتنخفض كبرياؤه‪ ،‬وهذا ما عمله اهلل مع إيليا حين هرب من إيزابل‪ .‬فااهلل‬ ‫تركه حتى ذهب للجبل ثم كلمه هناك وسأله ‪ 9‬ما لك ههنا يا إيليا؟‬ ‫هااذا س اؤال عتاااب ماان اهلل‪ .‬أبعااد مااا عملتااه معااك‪ .‬وبااأوامرك وقااف المطاار‪ ،‬وباأوامرك ناازل المطاار‪ ...‬ألااخ تهاارب خائف ااً ماان‬ ‫إيزابل‪ ...‬ولم يفهم إيليا غرض اهلل من السؤال‪ ،‬وأجاب‪ 9‬غرت غيرة للرب ألن بنى إسرائيل قد تركوا عهدك‬

‫فبقيت أنا وحدى‪ ،‬وفى هذا كبرياء‪ ...‬فكيف يسمع صوت اهلل الهادئ الوديع؟‪9‬‬

‫وكسرت الصخور أمام الرب ولم يكن اهلل فى الريح‪.‬‬ ‫فإذا الرب عابر وريح عظيمة وشديدة قد شقت الجبال ّ‬ ‫‪21‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( دراسة في سفر حبقوق)‬

‫وبعد الريح زلزلة‪ ،‬ولم يكن الرب فى الزلزلة‪ ،‬وبعد الزلزلة نار ولم يكن اهلل فى النار‪ ،‬وبعد النار صوت منخفض خفيف‪.‬‬

‫لف وجهه بردائه وخرج ووقف فى باب المغارة واذا بصوت إليه يقول‪ ...‬ما لك ههنا يا إيليا‪.‬‬ ‫فلما سمع إيليا ّ‬ ‫الحظ أن الريح‪ ،‬والزلزلة‪ ،‬والنار كانت لتحطيم كبرياء إيليا‪ ،‬ولكن كل هاذا كاان إلعاداد إيلياا ليساتطيع ان يمياز صاوت اهلل‬ ‫‪ .‬وهاذا نفاس ماا عملاه اهلل حاين كلام الشاعب وهام فاي سايناء ( خار ‪ + 17 9 24‬عاب‪ .) 24 – 18 9 12‬والحاظ أن إيليااا‬

‫النبى من خبراته السابقة مع اهلل يعرف طريقة اهلل فى الحديث معه‪ ،‬فصوت اهلل اليسمع اال في الهادوء والساالم الاداخلي ‪.‬‬

‫فثمر البر يزرع في السالم ( يع ‪ ) 189 4‬ولذلك وألن اهلل كان يريد أن يكلم إيليا ‪ ،‬كاان اهلل يعاد قلباه ليسامع ‪ .‬وايلياا اآلن‬ ‫في حالة ثورة علي تهديد اي ازبال لاه‪ .‬لاذلك لام يفهام الساؤال للمارة الثانياة وأناه عتااب مان اهلل علاى خوفاه وهروباه‪ ،‬وتكلام اهلل‬ ‫فى أشياء كثيرة ثم قال لينهى كبرياء إيليا‪ 9‬وقاد أبقيات فاى إسارائيل سابعة آالف كال الركاب التاى لام تجاث للبعال‪ .‬فقاول اهلل‬

‫هذا إليليا واألحداث التي حدثت كانت إلعداد قلب إيليا ليسمع صوت اهلل الهادئ ‪.‬‬

‫اب ‪ 9‬على مرصأدى أقأف وعلأى الحصأن أنتصأب وأراقأب ألرى مأاذا يقأول لأى‬ ‫ولكن يحسب لحبقوق أنه تمسك باهلل فى ح ْ‬ ‫وماذا أجيب عن شكواى‪.‬‬ ‫إذاً هناك شروط إلستجابة اهلل ‪9‬‬

‫‪ .1‬اإلنسحاق‪ 9‬ولذلك لم يجاوب اهلل حبقوق مباشرة‪.‬‬

‫‪ .2‬إنتظار الرد‪ 9‬فهناك صلوات خاطئة‪ ،‬إذ نلقى كلمتين أمام اهلل ثم ننصرف دون أن ننتظر الرد= على مرصدى أقف‪.‬‬

‫‪ .1‬تمسكه باهلل واحتماءه باهلل‪ 9‬وعلى الحصن أنتصب‪ ،‬وال حظ إسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع‪ ،‬إذاً‬ ‫هو يتحصن باهلل ولم يترك اهلل وتشبث به وانتظر رده لكى يفهم ‪9‬‬

‫وهذا معنى إسم حبقوق = معانق هلل‬ ‫ب لم ينفصل عن اهلل‪ ،‬وهنا جاءه الرد‪9‬‬ ‫فهو إعترض على أحكام اهلل‪ ،‬ولكنه فى ح ْ‬ ‫بابل المتكبرة ستنهى دورهاا الاذى حددتاه لهاا فاى تأدياب شاعبى ‪ ،‬ثام سات َذل‪ .‬هاى بمثاباة خر ازناة يساتعملها األب فاى تأدياب‬

‫إبنه‪ ،‬ثم يرميها بعد أن يكبر إبنه وينضج‪ ،‬وبعد أن أدت دورها‪ .‬بل كشف له اهلل خطته الخالصية‪ ...‬فصار نبياً تنبأ عن‬

‫المسيح‪.‬‬

‫األصحاح الثالث‪9‬‬ ‫هو تسبحة هلل حين فهم أحكام اهلل‪.‬‬

‫عملك فى وسط السنين أحيه = كما كان وهكذا يكاون مان جيال إلاى جيال والاى دهار الاداهرين‪ .‬هاو تاذكر أعماال اهلل ماع‬ ‫شعبه ويقول أعدها يارب وخلص شعبك‪ .‬ثم تمتد الصالة ويتنبأ عن عمل المسيح الخالصى‪-9‬‬ ‫‪ .1‬التجسد‪ :‬كان لمعان كالنور‪ .‬له من يده شعاع وهناك إستتار قدرته‪.‬‬ ‫المسيح نور من نور‬

‫‪ .2‬جاء ليهزم الموت‪9‬‬

‫‪ .1‬أعطانا السماء‬

‫ناسوته أخفى مجد الهوته‬

‫قُدَّامه ذهب الوبأ‪ .‬بل أيضاً الخطية‪.‬‬

‫ميراثاً‪ 9‬وقف وقاس األرض‪ .‬كما فعل يشوع ليورث الشعب أرض الميعاد‬

‫‪22‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األنبياء الصغار (حبقوق)( دراسة في سفر حبقوق)‬

‫‪ .4‬دك الشيطان‪9‬‬

‫ود ّكت الجبال الدهرية‪.‬‬ ‫رجف األمم ُ‬

‫مى يارب غضبك أو علأى‬ ‫ثم يتساءل النبى ‪ 9‬هل على األنهار (شعب اهلل من اليهود "فالروح القدس كان يعمل معهم") َح َ‬ ‫البحأأر (األماام الوثنيااة) سأأخطك‪ .‬والعجيااب أنااه ال يغضااب باال يااأتى لخااالص الجميااع يهااوداً وأماام‪ 9‬حتأأى أنأأك ركبأأت خيلأأك‬ ‫مركباتك مركبات الخالص‪.‬‬

‫‪.1‬‬

‫والمعنى المسيح أتى لخالص الجميع‬

‫‪ .6‬كشف المسيح كل حيل إبليس وساحقه‪ 9‬سحقت رأس بيت الشرير معرياً األسأاس حتأى العنأق المسايح كشاف حقاارة‬ ‫إبليس وضعفه‪.‬‬

‫‪ .7‬كل مؤامرات إبليس ضد المسيح وضد شعب المسيح تتحول لطعن إبليس‪ ،‬وكله للخير=ثقبت بسهامه رأس قبائله‬ ‫دبر الصليب (سهامه) فثقب الصليب رأس الشيطان‪ ،‬وبهذا وضحت قوة عمل الصليب‪.‬‬ ‫فالشيطان ّ‬ ‫والحااظ أن التساابحة باادأت بإرتعاااد حبقااوق ماان أحكااام اهلل‪ ،‬ولك اان اهلل بعااد صااالة حبقااوق أظهاار لااه أن كاال أحكامااه ه ااى‬ ‫للخاالص‪ ،‬وأن كاال تأدياب البااد أن تااأتى مان و ارئااه ثمااار‪ ،‬قاد ال تظهاار الثمااار مباشارة ‪ ...‬ولكاان ماان المؤكاد انهااا سااتظهر‪،‬‬

‫فمع أنأه ال ُيزهأر التأين وال يكأون حمأل فأى الكأروم‪ ،‬يكأذب عمأل الزيتونأة والحقأول ال تصأنع طعامأاً‪ ،‬ينقطأع الغأنم مأن‬ ‫الحظيرة وال بقر فى المذاود‪ ،‬إذاً هو ال يرى ثمار وال غنم لكناه واثاق فاى حكماة أعماال اهلل وأن الثماار ساتظهر بعاد ذلاك‪،‬‬

‫لااذلك تَحااول حزنااه إلااى فاارح‪ ...‬فقأأال إنأأى أبأأتهج بأأالرب وافأأرح بإلأأه خالصأأى‪ .‬ثاام ينهااى تساابحته بهااذا‪ 9‬الأأرب السأأيد قأأوتى‬ ‫قدمى كاأليائأل ويمشأينى علأى مرتفعأاتى‪ ،‬وهاذا هاو عمال اهلل وحكمتاه فاى كال ماا يصانع‪ ،‬أناه يقودناا للساماويات‪،‬‬ ‫ويجعل‬ ‫ّ‬ ‫فرح‪.‬‬ ‫وهذا هو ما ي ِّ‬

‫والعكس فمن يرفض ويترك اهلل وال يتشبث باهلل ويتمسك فيه بقوة‪ ،‬ينزل ألسفل وال يزيد عن كونه تراب يكومه إبليس‪ ،‬تكوم‬

‫التراب هم كنز إلبليس بل يصيرون طيناً كثيفاً = المثقل نفسه رهوناً = بقدر ما يزداد عدد من يسقطهم إبليس بخداعاته‬ ‫يسقط هو وهم ألعماق الجحيم كثقل يسقط ألسفل‪ .‬ومن يؤمن باهلل ويتشبث به قال عنه اهلل اآلية التى إقتبسها بولس‬

‫مرات‬ ‫الرسول ثالث ّ‬

‫والبار بايمانه يحيا‬

‫يحيا فى السماويات وفى فرح‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.