تفسير سفر حزقيال القس انطونيوس فكري كنيسة العذراء الفجالة

Page 1

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ‬ ‫ﺳﻔﺮ ﺣﺰﻗﻴﺎل‬ ‫اﻟﻘﺲ اﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﻜﺮي‬ ‫ﻛﻨﻴﺴﺔ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﻌﺬراء ﺑﺎﻟﻔﺠﺎﻟﺔ‬ ‫اﻻﺻﺪار اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪2012‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال ‪ -‬جدول سفر حزقيال‬ ‫رقم األصحاح‬ ‫مقدمة سفر حزقيال‬ ‫حزقيال ‪4‬‬ ‫حزقيال ‪1‬‬ ‫حزقيال ‪5‬‬ ‫حزقيال ‪1‬‬ ‫حزقيال ‪3‬‬ ‫حزقيال ‪3‬‬

‫رقم األصحاح‬ ‫حزقيال ‪7‬‬ ‫حزقيال ‪2‬‬ ‫حزقيال ‪2‬‬ ‫حزقيال ‪43‬‬ ‫حزقيال ‪44‬‬ ‫حزقيال ‪41‬‬ ‫حزقيال ‪45‬‬

‫رقم األصحاح‬ ‫حزقيال ‪41‬‬ ‫حزقيال ‪43‬‬ ‫حزقيال ‪43‬‬ ‫حزقيال ‪47‬‬ ‫حزقيال ‪42‬‬ ‫حزقيال ‪42‬‬ ‫حزقيال ‪13‬‬

‫رقم األصحاح‬ ‫حزقيال ‪14‬‬ ‫حزقيال ‪11‬‬ ‫حزقيال ‪15‬‬ ‫حزقيال ‪11‬‬ ‫حزقيال ‪13‬‬ ‫حزقيال ‪13‬‬ ‫حزقيال ‪17‬‬

‫رقم األصحاح‬ ‫حزقيال ‪12‬‬ ‫حزقيال ‪12‬‬ ‫حزقيال ‪53‬‬ ‫حزقيال ‪54‬‬ ‫حزقيال ‪51‬‬ ‫حزقيال ‪55‬‬ ‫حزقيال ‪51‬‬

‫رقم األصحاح‬ ‫حزقيال ‪53‬‬ ‫حزقيال ‪53‬‬ ‫حزقيال ‪57‬‬ ‫حزقيال ‪52‬‬ ‫حزقيال ‪52‬‬ ‫حزقيال ‪13‬‬ ‫حزقيال ‪14‬‬

‫رقم األصحاح‬ ‫حزقيال ‪11‬‬ ‫حزقيال ‪15‬‬ ‫حزقيال ‪11‬‬ ‫حزقيال ‪13‬‬ ‫حزقيال ‪13‬‬ ‫حزقيال ‪17‬‬ ‫حزقيال ‪12‬‬

‫‪1‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (مقدمة سفر حزقيال)‬

‫مقدمة سفر حزقيال‬

‫عودة للجدول‬

‫حينما نقترب من كتابات األنبياء التى تحدثنا عن المستقبل يتكرر فى أسماعنا ما قيل ليوحنا فى رؤياه (‪)1 : 4‬‬

‫"إصعد هنا فأريك"‪ .‬ونبوة حزقيال التى إشتهرت بصعوبتها تحتاج لفهمها صعوداً بالفكر إلى أعلى وابتعاداً عن‬ ‫األرضيات‪ .‬وكلما نجحنا فى هذا يزداد فهمنا لها وتزداد األعماق التى يأخذنا إليها الروح القدس‪ ،‬كما تزداد المياه‬

‫المقدسة عمقاً (حزقيال ‪ .)44‬ففى البداية تبدو هذه المياه وكأننا فى مواضع نستطيع أن نسبر غورها ومع التقدم‬ ‫نكتشف كم هى عميقة‪ ،‬ولكن مع هذا العمق يخرج من مجاريها ما يفرح مدينة اهلل حيث يسكن اهلل مع شعبه‪.‬‬ ‫وكثيرون يهملون دراسة هذه النبوة‪ ،‬ولكن هناك تساؤل يرغمهم على مراجعة أنفسهم‪ ....‬ماذا لو قابلهم حزقيال‬

‫فى السماء وسألهم‪ ..‬هل قرأتم نبوتى ؟‪ ..‬ماذا يا ترى سيكون جوابهم ؟!!‬ ‫شخص الكاتب‬

‫الكاتب هو حزقيال‪ ،‬ومعنى إسمه "قوة اهلل" أو "تقوى باهلل" أو تمنطق بحزام‪ .‬وهذا اإلسم يشير لما عمله النبى‬

‫فعالً إذ قد قواه اهلل وأظهر قوته فيه‪ ،‬وعموماً من يدعوه اهلل للخدمة يمنحه القوة للتنفيذ‪ ،‬ولكن كان الشعب فى أيام‬

‫حزقيال فى حالة سيئة جداً‪ ،‬واهلل أعطاه القوة ليتنبأ بال خوف لهذا الشعب‪ ،‬وليتنبأ بالخراب على أورشليم بسبب‬

‫خطايا شعبها‪ ،‬لذلك قال له اهلل "ها قد جعلت وجهك صلباً مثل وجوههم حز ‪."8 : 3‬‬

‫وقد تنبأ حزقيال فى أوائل فترة السبى‪ ،‬وكان هو ودانيال ضمن المسبيين‪ .‬وعاش حزقيال بجوار نهر خابور‪.‬‬

‫وكان متزوجاً‪ .‬ولد حوالى سنة ‪ 323‬ق‪ .‬م‪ .‬وكان والده واسمه بوزى كاهناً من نسل صادوق‪ .‬إذاً فقد عايش‬

‫النبى الخدمة الكهنوتية فى الهيكل‪ ،‬وكان يحلم فى صباه بالكهنوت حينما يصل لسن الثالثين التى يبدأ فيها‬

‫الكاهن عمله‪ .‬ولكن جاء السبى وحطم هذه األمال‪.‬‬ ‫زمن كتابة النبوة ومكان كتابتها‬

‫كتبت أثناء سبى بابل حيث استُعبِد إسرائيل‪ .‬لذلك كتبت للمسبيين هناك‪ .‬ومن المعروف أن حزقيال ودانيال هما‬ ‫النبيين الوحيدين اللذين تنبئا خارج إسرائيل بإستثناء يونان الذى أرسل ليتنبأ لنينوى‪ .‬وقد ذهب الشعب للسبى‬

‫بسبب سقوطهم فى العبادات الوثنية واحتقارهم لألنبياء وخطاياهم المتعددة‪ .‬ولكن اهلل لم يتركهم بل أرسل لهم هذا‬ ‫النبى وسط أحزانهم وأالمهم فى السبى ليقنعهم بالتوبة‪ ،‬وليتأكدوا أن ما يحدث لهم ليس هدفه إفنائهم بل تأديبهم‪.‬‬

‫وفى السنة الخامسة من السبى أى الخامسة من ملك صدقيا وقبل خراب أورشليم النهائى سنة ‪ 683‬ق م‪.‬‬

‫إنفتحت السموات ألول مرة أمام حزقيال ليرى رؤيا الرب والمركبة اإللهية النارية فيبدأ عمله النبوى الذى إستمر‬

‫‪ 22‬عاماً‪ .‬ولقد بدأ عمله النبوى من السنة الخامسة من السبى (‪ )2 : 1‬حتى السنة ‪ 24‬من السبى ‪14 : 22‬‬ ‫وفى السنة ‪ 26‬كتب اإلصحاحات ‪.)1 : 44( 48 – 44‬‬

‫مادة النبوة وموضوعها‬ ‫‪2‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (مقدمة سفر حزقيال)‬

‫كثير منها غامض يصعب فهمه‪ ،‬ولكن باإلتضاع الشديد واإلرتفاع عن األرضيات سوف تخرج بفوائد كثيرة‪ ،‬وما‬

‫سوف نعرفه من أسرار هذه النبوة سيقوى إيماننا ويوطد رجاؤنا فى إلهنا‪ .‬وهذا فيما يختص بالرؤى‪ ،‬أما العظات‬

‫فهى سهلة وتتحدث عن تعديات الشعب على وصايا اهلل وتدعوهم للتوبة عوضاً عن التذمر ويتضح من النبوة أن‬ ‫الشعب بدأ يصدقه ويلتف حوله عندما وصل رسول من أورشليم ينبئ بسقوط المدينة حسب ما كان حزقيال يتنبأ‬ ‫به‪ .‬وكان قلب النبى يتمزق من أخبار خراب الهيكل وأورشليم‪ ،‬ولكننا نجد بعد ذلك أن اهلل الذى يحب أن يعزى‬

‫أوالده‪ ،‬فتح عينيه ليرى رؤى متعددة عن أورشليم جديدة وهيكل جديد يحمل سمات العصر الماسيانى‪ ،‬عصر‬

‫اإلنجيل وتأسيس مملكة المسيح‪ .‬ونرى فى نبوة حزقيال أن اهلل يريه ما يحدث فى أورشليم بالرغم من وجوده فى‬

‫بابل‪ ،‬ونرى النبى يتنبأ على من فى أورشليم‪.‬‬ ‫والسفر يشتمل على الوعيد بالخراب ثم وعود معزية بأيام بركة‪ ،‬فاهلل ال يدمر لينتقم بل ليؤدب‪ ،‬وهذا ما قاله‬

‫إلرمياء ‪ .14 : 1‬ودائماً هناك بقية تستفيد من التأديب (نوح وفلكه ينجو من الطوفان‪ ،‬ولوط وبناته ينجون من‬

‫سدوم)‪.‬‬

‫إستشهاده‬ ‫تقول تقاليد اليهود أن المسبيين قتلوه فى بابل بسبب أمانته وجرأته وتوبيخه لهم‪ ،‬ويقال أنهم سحلوه على األحجار‬

‫وظلوا يسحبونه حتى تحطم رأسه‪.‬‬

‫أقسام السفر‬ ‫‪ -1‬تهديدات قبل سقوط أورشليم‪ ،‬وانذارات بعقوبة الخطية‪ ،‬ودعوة للتوبة إصحاحات (‪)24 – 1‬‬ ‫‪ -2‬نبوات ضد األمم الذين ظلموا شعب اهلل (‪)32 – 26‬‬

‫‪ -3‬نبوات عن الرجوع من السبى‪ ،‬وفضح حالتهم الراهنة‪ ،‬ووصف لرجوع اليهود فى المستقبل وهالك أعدائهم‬ ‫وسعادتهم الروحية‪ ،‬وهى نبوات تتكلم عن عودة اليهود من بابل‪ ،‬لكنها تشير لزمان ملك المسيح فى كنيسته‬

‫(‪)32 – 33‬‬

‫‪ -4‬الهيكل الجديد وأورشليم (‪)48 – 44‬‬ ‫الخط العام للسفر‬ ‫فى اإلصحاح األول نرى اهلل فى مجده‪ ،‬وفى هذا إشارة للحالة التى خلق عليها آدم فى الجنة‪ ،‬إذ كان يرى اهلل‪.‬‬

‫وبسبب الخطية فقدنا رؤية اهلل‪ ،‬وهذا ما نلمسه فى اإلصحاحات (‪ .)24 – 2‬إذ دخل الفساد والخراب للعالم‬

‫بسبب الخطية‪ .‬وفى اإلصحاحات (‪ )32 – 26‬نبوات ضد األمم وهى ترمز للشيطان وهذه نبوات بضرب مملكة‬ ‫الشيطان‪ .‬ثم تأتى اإلصحاحات (‪ )32 – 33‬التى تشير إلسرائيل الجديد أى الكنيسة فاهلل يقلع ليغرس‪ ،‬يقلع‬

‫‪3‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (مقدمة سفر حزقيال)‬

‫إسرائيل القديم ليزرع إسرائيل الجديد أى الكنيسة‪ .‬يخلع اإلنسان العتيق لتحيا الكنيسة كخليقة جديده‪ .‬وتأتى‬

‫اإلصحاحات ‪ 48 – 44‬لتشرح هذه الكنيسة بطريقة رمزية فهى تتكلم عن هيكل جديد يتم تأسيسه‪ ،‬والهيكل‬ ‫الجديد هو جسد المسيح يو ‪21: 2‬‬

‫سبى بابل‬

‫تم هذا السبى على أربع مراحل‪ .‬وبدأ سنة ‪ 343‬ق م وانتهى سنة ‪ 633‬ق م‪.‬‬

‫‪ )П‬السبى الثانى‬

‫‪ )I‬السبى األول‬

‫‪ )Ш‬السبى الثالث‬

‫‪ )ІV‬السبى الرابع‬

‫وبدأ السبى سنة ‪ 343‬ق م‪ .‬فى أيام يهوياقيم الملك وانتهى سبى بابل بسقوط دولة بابل ومجئ كورش ملك‬

‫الفرس للحكم‪ ،‬وتحرير السبايا سنة ‪ 633‬ق م‪ .‬أى أن مدة السبى كانت ‪ 44‬سنة حسب ما تنبأ أرمياء النبى ‪26‬‬

‫‪14 : 22 + 12 :‬‬

‫‪ -1‬يوشيا ‪ -:‬بدأت فى عهد هذا الملك الصالح إصالحات كثيرة‪ ،‬ولكنها لألسف لم تستطع أن تصلح من‬ ‫أحوال الشعب الداخلية‪ ،‬بل إقتصرت اإلصالحات على الممارسات الطقسية دون تغيير فى قلب‬

‫الشعب الذى كان قد فسد‪ ،‬وبدأت نبوة إرمياء النبى خالل حكم هذا الملك‪ ،‬واستمر يتنبأ لمدة‬ ‫‪ 18‬سنة خالل ملكه‪ ،‬ثم أكمل نبواته لمدة تربو على األربعين عاماً‪ .‬وقتل يوشيا فى معركة مع‬

‫نخو فرعون مصر الذى أقام إبنه يهو أحاز ملكاً على يهوذا‪.‬‬

‫‪ -2‬يهو أحاز ‪ -:‬كان شري اًر وعزله نخو وأسره إلى أن مات فى مصر‪ .‬وأقام أخوه يهوياقيم بدالً منه‪.‬‬

‫‪ -3‬يهوياقيم ‪ -:‬كان شري اًر جداً‪ ،‬وحدث فى عهده إرتداد للوثنية‪ .‬وفى سنة ‪ 343‬ق‪ .‬م‪ .‬هزم نبوخذ نصر نخو‬

‫ملك مصر فى معركة كركميش واستولى على أمالكه ومن ضمنها مملكة يهوذا‪ ،‬وجاء نبوخذ‬ ‫نصر إلى أورشليم واستولى على جزء من آنية بيت اهلل‪ ،‬وسبا بعض سكان أورشليم وكان منهم‬

‫‪4‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (مقدمة سفر حزقيال)‬

‫دانيال ورفاقه (وكان هذا السبى األول) دا ‪ .1 : 1‬ثم عصى يهوياقيم وتمرد فحذره إرمياء من‬ ‫عاقبة ذلك عليه وعلى الشعب والهيكل وأورشليم‪ ،‬ولكنه حينما رأى الدرج الذى به نبوات إرمياء‬

‫مزقه وألقاه فى النار‪ .‬وصعد عليه نبوخذ نصر وأسره فمات فى الطريق كنبوة إرمياء عليه إر‬

‫‪ .12 ،18 : 22 + 31 – 22 : 33‬وتم هذا فى ‪2‬أى ‪ .4 ،3 : 33‬وكان هذا بعد ما‬ ‫حوصرت أورشليم بجيوش بابل لمدة ‪ 18‬شه اًر‪ .‬وفى هذه المرة لم يحرق نبوخذ نصر أورشليم وال‬ ‫هدم الهيكل وال األسوار‪ ،‬ولكنه أخذ سبايا (وكان هذا هو السبى الثانى)‬

‫‪ -4‬يهوياكين ‪ :‬إبن يهوياقيم‪ ،‬وكان شري اًر‪ .‬وحاصر نبوخذ نصر أورشليم ثانية فى أيامه‪ ،‬فإستسلم هو ومن معه‪،‬‬ ‫فسباهم نبوخذ نصر إلى بابل مع آخرين‪( .‬وكان هذا السبى الثالث)‪ .‬وملك متانيا عمه بإسم‬

‫صدقيا (‪2‬مل ‪ .)13 – 14 : 24‬وفى هذا السبى الثالث تم سبى حزقيال حز ‪ ،1 : 1‬أى بعد‬

‫دانيال بحوالى ثمان سنوات‪ .‬وهنا إنكسر قلب حزقيال حينما رأى آنية بيت الرب وقد نهبها‬

‫الوثنيون‪ ،‬كما حملوا معهم أيضاً خيرة الشباب للسبى وهو منهم‪.‬‬

‫‪ -6‬صدقيا ‪ -:‬كان شري اًر ونجس الهيكل بالعبادات الوثنية‪ ،‬وتمرد بعد ملكه بثمان سنوات على نبوخذ نصر فى‬ ‫السنة التاسعة لحكمه وحاصر أورشليم‪ ،‬وهرب صدقيا وقبضوا عليه‪ ،‬وقتلوا أوالده أمام عينيه ثم قلعوا عينيه‪،‬‬

‫وأخربوا أورشليم وهدموا سورها وهيكلها‪ ،‬وأحرقوا كل شئ‪ ،‬وسبوا سكان أورشليم‪ ،‬ولم يتركوا سوى مساكين األرض‬ ‫(وكان هذا هو السبى الرابع) ‪2‬مل ‪ .21 – 1 : 26‬وكانت هذه المراحل للسبى‪ ،‬حتى يعطيهم اهلل فرصاً للتوبة‪،‬‬ ‫فاهلل يطيل أناته لعل طول أناته تقتادنا للتوبة رو ‪ .4 : 2‬وكان هدم الهيكل وخرابه سبباً لكسر قلب كل يهودى‬

‫حقيقى‪ ،‬خصوصاً حزقيال النبى‪ .‬لذلك ولكى يعزى اهلل حزقيال النبى والكاهن ويعزى المؤمنين األتقياء‪ ،‬أظهر اهلل‬ ‫أن الهيكل سيعاد بنائه (إصحاحات ‪ )48 – 44‬ولكن كان المقصود حقيقة بهذه اإلصحاحات‪ ،‬كنيسة المسيح‬

‫كما سنرى فى حينه‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫اإلصحاح األول‬

‫عودة للجدول‬

‫مدخل النبوة ‪ :‬فى هذا اإلصحاح نجد الظروف العامة التى قيلت فيها هذه النبوة وزمانها ومكانها وشخص‬ ‫كاتبها‪ .‬ومدخل هذه النبوة رؤيا غير عادية لشبه مجد اهلل ونتلمسه من ‪:‬‬

‫‪ -1‬حضور اهلل وحاشيته فى العالم العلوى حيث عرشه محاط بالمالئكة ويسميهم هنا المخلوقات الحية‪.‬‬ ‫‪ -2‬العناية اإللهية التى يوليها اهلل لعالمنا ممثلة فى البكرات (العجالت) وحركتها‪.‬‬ ‫‪ -3‬وجه يسوع المسيح على عرشه‪.‬‬

‫وحينما يتكلم اهلل فعلينا أن نسمع بإنتباه وتوقير ومن الخطورة أال نفعل ذلك‪.‬‬ ‫‪،‬في ا ْل َخ ِ‬ ‫بع ِ‬ ‫اآليات (‪َ 1 " -:)3-1‬ك َ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫س ِم َن َّ‬ ‫ين‪ِ ،‬في َّ‬ ‫ين ِع ْن َد‬ ‫الش ْه ِر َّا‬ ‫الر ِ‬ ‫س ِب ِّي َ‬ ‫س َن ِة الثَّالَ ِث َ‬ ‫الش ْه ِر‪َ ،‬وأَ​َنا َب ْي َن ا ْل َم ْ‬ ‫ان في َ‬ ‫ام ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل‪ِ 2 .‬في ا ْل َخ ِ‬ ‫ت ر َؤى ِ‬ ‫َن َّ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫س ِم َن َّ‬ ‫س ْب ِي‬ ‫ور‪ ،‬أ َّ‬ ‫الش ْه ِر‪َ ،‬و ِه َي َّ‬ ‫س ُة م ْن َ‬ ‫الس َن ُة ا ْل َخ َ‬ ‫الس َم َاوات ا ْنفَتَ َح ْت‪ ،‬فَ َأر َْي ُ ُ‬ ‫َن ْه ِر َخ ُاب َ‬ ‫ِ​ِ ‪3‬‬ ‫ض ا ْل َك ْل َد ِان ِّي َ ِ‬ ‫ال ا ْل َك ِ‬ ‫يوي ِ‬ ‫وزي ِفي أ َْر ِ‬ ‫اه ِن ْاب ِن ُب ِ‬ ‫ور‪َ .‬و َكا َن ْت‬ ‫الر ِّ‬ ‫ص َار َكالَ ُم َّ‬ ‫ب إِ َلى ِح ْزِق َي َ‬ ‫اك َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ين ا ْل َملك‪َ ،‬‬ ‫ين ع ْن َد َن ْه ِر َخ ُاب َ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫اك َي ُد َّ‬ ‫َعلَ ْي ِه ُه َن َ‬ ‫تحديد زمان ومكان النبوة واسم قائلها يعطيها واقعية ويجعلها جديرة بالثقة‪ ،‬فال تبدو وكأنها قصة خيالية‪ .‬ومن‬

‫المفيد لنا أن نحتفظ بسجل لمعامالت اهلل الطيبة معنا‪ ،‬كما قال الرب لموسى "اكتب هذا تذكا اًر فى الكتاب خر‬ ‫‪ " 14 : 14‬ويكون حينما نعود لهذه الذكريات المعزية لعطايا اهلل أننا نمتلئ بأحاسيس الشكر هلل وأحاسيس الفرح‬ ‫والثقة فى اهلل‪.‬‬

‫فى السنة الثالثين = قد تكون الثالثين هي سن النبى كما قال أوريجانوس‪ ،‬وقد تكون السنة الثالثين لبدء‬ ‫إصالحات يوشيا بعد عثوره على نسخة التوراة فى الهيكل‪ ،‬وقد تكون السنة الثالثين من حكم نبو بالسر والد‬ ‫نبوخذ نصر ملك بابل‪ .‬وأغلب الظن أن هذه المناسبات الثالث قد إجتمعت معاً فى هذه السنة‪ ،‬فالبابليين‬

‫يحسبون تقويمهم من سنة تملك ملكهم‪ ،‬واليهود يبدأون تقويمهم من زمن بدء إصالحات ملكهم يوشيا‪ ،‬إشتياقاً‬ ‫لرجوعهم من السبى‪ .‬وقد توافق هذا التوقيت مع السنة الثالثين من عمر النبى الذى كان مقر اًر أن يبدء عمله‬ ‫الكهنوتى فيها‪ ،‬ولم يحدث بسبب السبى‪ ،‬فدعاه اهلل لما هو أسمى‪ ،‬أى للعمل النبوى‪ ،‬إذ رأى أمانة قلبه "كنت‬

‫أميناً فى القليل أقيمك على الكثير مت ‪"21 : 26‬‬

‫طرق اهلل فى الرعاية والتأديب ‪ -:‬كانت هذه الرؤيا وسط ظروف كئيبة حتى يعزى اهلل شعبه المسبى عند نهر‬ ‫خابور‪ .‬فقد كان هؤالء المسبيين حسب ما أسماهم إرمياء النبى هم "التين الجيد"‪ .‬وهؤالء أرسلهم اهلل لبابل ألجل‬

‫صالحهم (إر ‪ .)6 : 24‬وألجل صالحهم النسبى لم يتركهم اهلل فى أورشليم التى كان اهلل ناوياً أن يضربها‬ ‫ويهدمها‪ ،‬فترك فيها التين الردئ‪ ،‬وألجل صالح المسبيين النسبى أقام اهلل لهم نبياً فى وسطهم ليعلمهم أن التأديب‬

‫كان لخروجهم عن الناموس‪ ،‬ونالحظ أن السبى كان عصا للتأديب بينما كان حزقيال شاهداً بكلمة اهلل حامالً بها‬ ‫‪6‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫العزاء للمسبيين ‪ ،‬فعلينا أن نستمع بجدية لكلمة اهلل وسط الحزن واأللم‪ ،‬فتكون للعزاء وسط األلم‪ ،‬فإن كلمة اهلل‬ ‫وعصاه يعمالن فى تناغم عجيب (هارمونى)‪ ،‬فكلمة اهلل تعزى وتسند المتألم ‪ ، ،‬أما العصا فهى للتأديب والعصا‬

‫تدعيم للكلمة‪ ،‬وكالهما يعطيان حكمة ويقودان اإلنسان المؤمن للكمال‪ .‬ونالحظ أن خطايا الشعب ورفضهم‬

‫تحذيرات األنبياء‪ ،‬بل سخريتهم منهم كان مدعاة لكى يرسلهم اهلل للسبى‪ ،‬وبالرغم من هذا فحينما كانوا يئنون من‬

‫أثار خطاياهم هذه ‪ ،‬كان ا هلل يشجعهم ويعزيهم‪ .‬وشئ من هذا قد يصيبنا حينما يلقى اهلل إلينا بتأديباته من أجل‬

‫خالص نفوسنا فنرفضها بغباوة‪ ،‬ونرفض معها دون أن ندرى تعزيات اهلل‪ .‬وهذا ما يعنيه مرنم النشيد حين يقول‬

‫"شماله تحت رأسى (التأديبات) ويمينه تعانقنى (التعزيات) ‪" 3 : 2‬وهذا ما يعنيه المرنم أيضاً بقوله عصاك‬ ‫وعكازك هما يعزيانني مزمور ‪4 : 23‬‬

‫ونالحظ أن اهلل أرسل لهم النبى فى السنة الخامسة من السبى وليس قبل ذلك ولقد تركهم اهلل طويالً بدون أنبياء‬ ‫وال تعزية‪ ،‬تركهم ينوحون أمامه وليس من يدلهم‪ ،‬وكان هذا حتى يقدروا النبى الذى سيرسله لهم ويقبلوه ويقبلوا‬

‫رسالته‪ ،‬ونالحظ أن اهلل ترك إرمياء ألهل أورشليم وأرسل حزقيال للمسبيين‪ ،‬فاهلل يرسل معلم ألوالده فى كل‬

‫مكان‪.‬‬

‫قيثارتهم على الصفصاف مز ‪ .3 – 1 : 134‬وهكذا‬ ‫ا‬ ‫كان النبى ضمن المسبيين بجانب أنهار بابل الذين علقوا‬

‫يسمح اهلل أن يحمل الراعى النير مع شعبه‪ .‬وحزقيال وهو من رجال اهلل األحباء‪ ،‬بل هو من أحسنهم‪ ،‬نجد اهلل‬ ‫يسمح له بأن يشترك مع شعبه الخاطئ فى نكبته‪ ،‬وهكذا قد نرى كثيرين من أوالد اهلل األعزاء يجربون فى‬

‫النكبات العامة لهذه الحياة‪ ،‬بل يتحملون عقوبات خطايا لم يرتكبوها‪ ،‬وبهذا يتشبهون بالسيد المسيح‪ ،‬فهم بهذا‬

‫يشعرون باألالم التى تقع على المتألمين‪ ،‬ولكن الفرق بين الصالح والشرير ال يكون فى األحداث التى تقع على‬ ‫كليهما‪ ،‬بل فى موقفهم من هذه األحداث‪ ،‬ومقدار العزاء والصبر والسالم الذى به يتلقون هذا األلم‪ .‬وهذا يؤكد‬

‫عظم المكافأة التى لهم أيضاً فى السماء‪ .‬ويحدث هذا كله بسماح من اهلل‪ ،‬فكلمات اإلدانة والنصح والتعزية التى‬

‫نسمعها فى حياتنا تأتى أوقع حينما نسمعها من الذين يعانون نفس األالم‪ ،‬ولقد قيل عن السيد "فيما هو تألم‬

‫مجرباً يقدر أن يعين المجربين (عب ‪ )18 : 2‬فهؤالء المسبيين البسطاء يتعلمون أفضل من خبرات راعيهم‬

‫حزقيال رجل اهلل المسبى والمتألم مثلهم‪.‬‬

‫ونالحظ أن النبوة ليست حك اًر على أرض إسرائيل وحدها‪ ،‬بل هناك نبوات وسط الكلدانيين مما يعطى إشراقة أمل‬

‫لكنيسة المسيح التى يشترك فيها األمم مع اليهود‪ ،‬واهلل مازال يدعو جميع البشر وينذرهم وأيضاً يقبلهم‪ .‬ومن هنا‬ ‫نفهم أنه فى أى مكان فى األرض يمكن أن نظل فى شركة مع اهلل‪ .‬إن حالة رجل اهلل ال تتوقف فى أى زمن‬ ‫على ظروفهم الخارجية أو أوضاعهم فى المجتمع الذى يعيشون أو يكرزون فيه‪ ،‬فقد سمح الرب للرسل أن يقيدوا‬

‫ويسجنوا‪ ...‬ولكن " كلمة اهلل ال تقيد ‪2‬تى ‪ "2 : 2‬ففى سجن بولس الرسول لم تقيد كلمة اهلل‪ ،‬وأيضاً يوحنا‬ ‫الرسول وهو منفى فى بطمس رأى رؤياه‪ ،‬وخدام اهلل الذين يعانون كانوا يعاملون على أنهم المفضلين وتعزياتهم‬

‫غير مقيدة (‪2‬كو ‪ .)6 : 1‬وهنا نجد أن حزقيال رأى رؤياه العجيبة هذه وهو مسبى فى بابل‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫الرؤيا العجيبة‬ ‫جاءت هذه الرؤيا العجيبة‪ ،‬وفتحت السموات لحزقيال ليرى أمو اًر سماوية رمزية عجيبة وعظيمة لترفع نفس‬

‫الشعب الذى تأثر بعظمة البابليين وآلهتهم الوثنية وكانت الرؤيا لحزقيال ليقرره اهلل كنبى مرسل‪ ،‬وهكذا حدث مع‬

‫إشعياء (إش ‪ )3‬وارمياء (إر ‪ )1‬وابراهيم (أع ‪ .)2 : 4‬وبدأ اهلل مع كل منهم برؤيا عظيمة‪ ،‬حتى ال يحتاجوا كل‬

‫مرة لرؤيا مع كل إعالن‪ ،‬فعلى من يخدم اهلل ويدعو لمحبته أن يعرف أكثر ويدخل إلى العمق ليؤثر فى القلوب‪،‬‬

‫ولهذا أيضاً سمح الرب لتوما أن يضع إصبعه فى جروحه حتى يزول منه كل شك قبل أن يبدأ الك ارزة‪ .‬ولذلك‬ ‫حتى يرسل اهلل حزقيال بقوة ويعطيه دفعة طول العمر فى خالل مدة خدمته الصعبة فتح اهلل له السموات‪ ،‬اهلل‬

‫بهذا كان يعده إذ يسمع صوت اهلل فى ملء القوة مباشرة فيذهب ممتلئاً بكل قوة‪.‬‬

‫وكانت عليه هناك يد الرب = يد الرب تمتد مع كلمته حتى تصبح مؤثرة‪ ،‬أى أن يد الرب كانت عليه لتفتح‬ ‫عينيه وأذنيه فيرى ويسمع ويدخل كل هذا لقلبه فيفهم‪ .‬ويد الرب كانت عليه لتحفظه فال يهلك حين يرى مجد‬

‫الرب كما كانت يد الرب على موسى ليحفظه خر ‪ .22 : 33‬وكانت يد الرب عليه حتى تقيمه وتدعمه عندما‬

‫سقط عند قدمى الرب كميت (‪ )2 ،1 : 2 + 28 : 1‬وهذا حدث مع يوحنا رؤ ‪14 : 1‬‬

‫‪4‬‬ ‫ال‪ .‬سحاب ٌة ع ِظيم ٌة وَنار متَو ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫اء ْت ِم َن ِّ‬ ‫اصلَ ٌة َو َح ْولَ َها‬ ‫ت َوِا َذا ِب ِر ٍ‬ ‫اآليات (‪ " -:)14-4‬فَ َن َ‬ ‫ظ ْر ُ‬ ‫الش َم ِ َ َ َ َ َ َ ٌ ُ َ‬ ‫يح َعاصفَة َج َ‬ ‫ار‪5 .‬و ِم ْن وس ِطها ِش ْب ُه أَربع ِة حيوا َن ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ِط َّ‬ ‫ظ ِر ُّ‬ ‫الن َح ِ‬ ‫ات‪َ .‬وه َذا َم ْنظَُرَها‪:‬‬ ‫س ِط َها َك َم ْن َ‬ ‫لَ َم َع ٌ‬ ‫اس الالَّم ِع م ْن َو ْ‬ ‫ان‪َ ،‬و ِم ْن َو ْ‬ ‫الن ِ َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ َ َ َ​َ‬ ‫ِ ٍ ‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫اح ٍد أَربع ُة أَوج ٍه‪ ،‬ولِ ُك ِّل و ِ‬ ‫ان‪6 .‬ولِ ُك ِّل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام أ َْر ُجلِ َها َكقَ َدِم‬ ‫اح ٍد أ َْرَب َع ُة أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ​َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫سٍ َ‬ ‫لَ َها ش ْب ُه إِ ْن َ‬ ‫َجن َحة‪َ .‬وأ َْر ُجلُ َها أ َْر ُج ٌل قَائ َم ٌة‪َ ،‬وأَق َْد ُ‬ ‫اس ا ْلمصقُ ِ ‪ِ 8‬‬ ‫ارقَ ٌة َكم ْنظَ ِر ُّ‬ ‫سٍ‬ ‫ِر ْج ِل ا ْل ِع ْج ِل‪َ ،‬وَب ِ‬ ‫وه َها‬ ‫َج ِن َح ِت َها َعلَى َج َو ِان ِب َها األ َْرَب َع ِة‪َ .‬وُو ُج ُ‬ ‫ان تَ ْح َ‬ ‫ت أْ‬ ‫الن َح ِ َ ْ‬ ‫ول‪َ .‬وأ َْيدي إِ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِنحتُها لِجو ِان ِبها األَربع ِة‪9 .‬وأ ْ ِ‬ ‫ير إِلَى ِج َه ِة‬ ‫َجن َحتُ َها ُمتَّصلَ ٌة ا ْل َواح ُد ِبأَخيه‪ .‬لَ ْم تَ ُد ْر ع ْن َد َ‬ ‫َ‬ ‫َوأ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫س ْي ِرَها‪ُ .‬ك ُّل َواحد َيس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ْج ِه ِه‪11 .‬أ َّ ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫َس ٍد لِ ْل َي ِم ِ‬ ‫سٍ‬ ‫ال أل َْرَب َع ِت َها‪َ ،‬و َو ْجهُ‬ ‫ان َو َو ْج ُه أ َ‬ ‫َما ش ْب ُه ُو ُجو ِه َها فَ َو ْج ُه إِ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ين أل َْرَب َعت َها‪َ ،‬و َو ْج ُه ثَْو ٍر م َن ِّ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‪ .‬ل ُك ِّل َواحد اثْ َن ِ‬ ‫َح ُد ُه َما ِبأَخيه‪،‬‬ ‫س ٍر أل َْرَب َعت َها‪ .‬فَهذه أ َْو ُج ُه َها‪ .‬أ َّ‬ ‫سوطَ ٌة م ْن فَ ْو ُ‬ ‫َما أ ْ‬ ‫ان ُمتَّصالَ ِن أ َ‬ ‫َن ْ‬ ‫َجن َحتُ َها فَ َم ْب ُ‬

‫ِ‬ ‫الر ِ ِ‬ ‫اح ٍد َك َ ِ‬ ‫َجسامها‪12 .‬و ُك ُّل و ِ‬ ‫ان ُي َغطِّ َي ِ‬ ‫َواثْ َن ِ‬ ‫ير‪ .‬لَ ْم تَ ُد ْر‬ ‫ير إِلَى ِج َه ِة َو ْج ِه ِه‪ .‬إِلَى َح ْي ُ‬ ‫ث تَ ُك ُ‬ ‫ون ُّ ُ‬ ‫ان أ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ير تَس ُ‬ ‫وح لتَس َ‬ ‫ان َيس ُ‬ ‫ار متَّ ِق َد ٍة‪َ ،‬كم ْنظَ ِر مصا ِبيح ِهي سالِ َك ٌة ب ْي َن ا ْلحيوا َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِع ْن َد س ْي ِرَها‪13 .‬أ َّ ِ‬ ‫ات‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َما ش ْب ُه ا ْل َح َي َوا َنات فَ َم ْنظَ ُرَها َك َج ْم ِر َن ٍ ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫ق‪ .‬ا ْلحيوا َن ُ ِ‬ ‫ض ٌة َور ِ‬ ‫ان‪َ ،‬و ِم َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫َولِ َّلن ِ‬ ‫اج َع ٌة َك َم ْنظَ ِر ا ْل َب ْر ِ‬ ‫ق‪".‬‬ ‫ان َي ْخ ُر ُج َب ْر ٌ‬ ‫ار َك َ‬ ‫ار لَ َم َع ٌ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ات َراك َ َ‬ ‫ما هو القصد اإللهى من هذه الرؤيا ؟‬ ‫‪-1‬‬

‫يعطى اهلل لحزقيال فكرة عظيمة ومؤثرة عن نفسه‪ ،‬ليشعر بشرف خدمة اهلل وكأنه أصبح أحد مالئكته‬ ‫المرسلين‪ .‬وليعطى حزقيال قوة قادرة أن تدفعه خالل سنوات خدمته‪ ،‬فال يعتذر عن هذه الخدمة الثقيلة‬

‫بسبب غلظة الشعب‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يستثير خوف الشعب سواء فى أورشليم أو فى بابل‪ ،‬الشاعرين باألمان الزائف بالرغم من خطاياهم‬

‫مستهينين بتحذيرات األنبياء أن أورشليم ستخرب ‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫‪-3‬‬

‫يعزى الخائفين الذين إرتعدوا من كالمه وتواضعوا أمام يده القديرة‪ .‬مع أنهم ليسوا فى أورشليم المدينة‬

‫المقدسة‪ ،‬مع أن هناك كثيرين يتذكرون اهلل فقط فى المواضع المقدسة‪ ،‬وعندما يغادرونها يعتبرون‬ ‫أنفسهم متحررين من وصايا اهلل‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-5‬‬

‫يعطى فكرة كإعالن مسبق أن الكنيسة ستكون فى كل مكان ولجميع شعوب األرض ‪.‬‬

‫نرى اهلل هنا مخدوماً بواسطة مالئكته‪ ،‬وهم رسله وخدامه ينفذون أوامره ويصغون لصوت كلمته‪ ،‬فندرك‬ ‫عظمة اهلل ونثق فيه‪ ،‬ويثق فيه هؤالء المسبيين فى بابل‪ .‬بل يدركوا تفاهة أوثان بابل مهما كانت‬

‫عظمتها‪.‬‬

‫ريح عاصفة‪ ...‬نار متواصلة‪ ...‬سحابة = فى اإلعالن عن مجد الرب‪ ،‬غالباً ما تظهر هذه األمور الثالثة كما‬ ‫حدث يوم الخمسين‪ ،‬ريح عاصف يمأل البيت وألسنة نار تحل على التالميذ أع ‪ .2 : 2‬والرب كلم أيوب من‬

‫العاصفة ‪ 1 : 38‬وراجع خر ‪" 18 – 13 : 24‬وحل مجد الرب على جبل سيناء وغطاه السحاب‪" ...‬وكان‬

‫منظر مجد إلهنا كنار آكلة" ‪ +‬تث ‪" 24 : 4‬الرب الهك هو نار آكلة" ‪" +‬ألن إلهنا نار آكلة عب ‪."22 : 12‬‬ ‫والسحاب يالزم ظهور مجد الرب‪ .‬وهذا كله أيضا العداد قلب النبي ليخشع أمام اهلل فيسمع صوته ‪.‬‬

‫ريح عاصفة جاءت من الشمال = قد تكون لتنقية الجو لظهور مجد اهلل ولكنها تعبر عن الطاقة اإللهية التى‬ ‫تظهر فى حركات الطبيعة وتعلن فيها‪ .‬وكلمة ريح وكلمة روح هما كلمة واحدة فى العبرية‪ ،‬وقد ربط السيد له‬ ‫المجد بينهما فى يو ‪ . 8 : 3‬فالريح هى إعالن عن عمل الروح القدس‪ ،‬وكما أن الريح ال يراها أحد ولكن نلمس‬ ‫أثارها فيما تحركه بشدة‪ ،‬هكذا الروح القدس ال يراه أحد ولكننا نلمس عمله فى تغيير القلوب بشدة‪ .‬ونراه يحرك‬

‫األحداث كما حرك جيش الكلدانيين اآلتى من الشمال ضد أورشليم الخاطئة وسفر أعمال الرسل يسمى سفر‬ ‫أعمال الروح القدس‪ ،‬فالروح القدس دائماً يعمل دون أن نراه ولكننا نلمس عمله ‪-:‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬

‫فى هز أساسات القلب القديمة ليقيم منه مقدساً جديداً‬

‫فى تحريك األحداث لمجد اهلل‪ ،‬وهنا يحرك جيش بابل الذى سيغير على أورشليم مثل العاصفة إر ‪: 1‬‬

‫‪14‬‬

‫سحابة عظيمة = سبق ورأينا هبوب ريح عاصفة لكى تطرد الضباب الموجود فى المنطقة لتنقى السماء والهواء‬ ‫وليكون هناك صفاء ليظهر مجد الرب وهذا إعالن عن أن اهلل يالشى الحواجز التى تمنعنا من أن نراه‪ ،‬فليس‬ ‫المهم أن يالشى اهلل الضباب والسحاب حتى يظهر نوره‪ ،‬بل أن اهلل يميت الخطية فى القلب لنرى مجده‪،‬‬

‫فالخطية هى التى تمنعنا من رؤية اهلل ومجده‪ .‬وهذا ما رأيناه سابقاً أن الروح (الريح) تهز أساسات القلب لتقيم‬

‫منه مقدساً جديداً‪ ،‬فيكون هناك صفاء فى الذهن قادر أن يعاين مجد اهلل‪ .‬ومع أن الريح طردت والشت السحاب‬ ‫الصادر من األرض (أى أفكار وشهوات الخطية) إال أن الريح تالزمت وتزامنت مع سحابة أخرى عظيمة‪ .‬فبعد‬

‫صفاء الذهن وسالم القلب نستطيع أن نرى جيداً‪ ...‬ولكن نرى ماذا ؟ بالطبع لن نستطيع أن نرى كل شئ‪ ،‬ولن‬ ‫نستطيع أن نرى مجد اهلل ونحن فى هذا الجسد‪" .‬ال يرانى اإلنسان ويعيش خر ‪ ."24 : 33‬وهذا يكون طالما‬

‫نحن فى جسد الخطية هذا رو ‪ .24 – 14 : 4‬لذلك فقد رأى النبى أشباه األشياء (حز ‪،22 ،13 ،14،6 : 1‬‬

‫‪9‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫‪ .)28 ،23‬وهذا ما قاله بولس الرسول‪ ،‬أن األشياء السماوية تكون مستورة عنا ال نستطيع أن نراها بل ما نراه‬ ‫يكون "كما فى لغز كما فى مرآة ‪1‬كو ‪ ."12 : 13‬وهذه السحابة التى ظهرت مع الريح العاصفة كانت لتحجب‬ ‫نور اهلل ومجده عن حزقيال فال يموت‪ ،‬هى مثل السحاب الذى يحجب نور وح اررة الشمس فال نرى سوى نو اًر‬

‫بسيطاً‪ .‬هكذا هذه السحابة حجبت عن حزقيال ماال يستطيع أن يراه واال يموت‪ ،‬فما رآه حزقيال كان بقدر ما‬ ‫تحتمل بشريته‪ ،‬وحتى ما رآه بعد أن حجبت السحابة معظم نور ومجد اهلل‪ ،‬ما رآه جعله يسقط كميت (‪28 : 1‬‬

‫‪ )2 ،1 : 2 +‬إذاً الريح العاصفة كانت إلعداد حزقيال ليرى‪ ،‬والسحابة كانت لتحديد ما يراه حزقيال لكى ال‬

‫يهلك‪.‬‬

‫والسحابة الزمت ظهور مجد اهلل دائماً‪ ،‬فظهرت مع الشعب حين صاحبهم اهلل فى البرية‪ ،‬وظهرت فى تدشين‬

‫خيمة اإلجتماع والهيكل بعد ذلك فى أورشليم وظهرت السحابة فى صعود الرب‪ ،‬وسيأتى الرب على السحاب‪.‬‬ ‫وفى التجلى ظهرت سحابة‪ .‬والسحاب فى إرتفاعه عن األرض يشير لمجد اهلل القدوس المرتفع عن األرضيات‬

‫والمتسامي عنها كثي اًر‪ ،‬والسحاب مصدر المطر‪ ،‬والمطر هو خير العالم‪ ،‬وأعظم خير لنا من فوق هو الروح‬ ‫القدس‪ .‬لذلك فالماء فى الكتاب المقدس يشير لعطايا الروح القدس "من آمن بى تجرى من بطنه أنهار ماء حى‬

‫يو ‪."32 - 34 : 4‬‬

‫بل أن القديسون تم تشبيههم بالسحاب فى كثرتهم وتساميهم عن األرضيات "إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه‬

‫محيطة بنا عب ‪ .1 : 12‬والعذراء شبهت بسحابة سريعة إش ‪ 1 : 12‬هوذا الرب راكب على سحابة سريعة‬ ‫وقادم إلى مصر‪.‬‬

‫نار متواصلة = كان الرب يتراءى لشعبه فى العهد القديم فى جبل سيناء ومنظره يشبه نار آكلة (مز ‪،13 : 24‬‬ ‫‪ )14‬وكان ظهوره لموسى فى العليقة كنار‪ ،‬وكان غضب اهلل ينصب أيضاً على الخطاة فى صورة نار تأكلهم‬

‫عد ‪ + 2 ،1 : 11‬عب ‪ .24 : 14‬والروح القدس حل على التالميذ على هيئة ألسنة نار‪.‬‬

‫وقيل أيضاً عن مالئكة اهلل أنهم " رياحاً وخدامه لهيب نار عب ‪ "4 : 1‬وخادم اهلل يجب أن يكون ملتهباً فى‬

‫خدمته ألنه مكتوب "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة"‪ .‬ويكون ملتهباً أيضاً فى حبه هلل‪ ،‬فهناك خطية عظيمة‬ ‫ال يعتبرها بعض الناس هكذا وهى نقص المحبة "عندى عليك أنك تركت محبتك األولى رؤ ‪ ." 4 : 2‬وهذه النار‬ ‫المتواصلة إشارة ألن اهلل قادر أن يمأل قلوب شعبه وخدامه بمحبة نارية إن هم لم يقاوموا عمل الروح القدس‬

‫فيهم‪ .‬ومن ال يمتلئ قلبه بالمحبة ال يستطيع أن يعمل لحساب اهلل‪.‬‬

‫وهذه النار أيضاً تنقى أوالد اهلل كما ينقى الذهب من الزغل بالنيران‪ ،‬هى نار تحرق الخطايا فى داخل قلوب‬

‫شعب اهلل لذلك يسمى الروح القدس روح إحراق إش ‪ .4 : 4‬حينما نمتلئ من الروح القدس فهو يحرق صورة‬ ‫الترابى ليعطى لنا صورة السمائى‪ .‬ومن تحترق الخطية فى قلبه يلتهب قلبه بالحب‪.‬‬

‫وحولها لمعان = أى حول النار‪ .‬فنحن ال يمكننا فى بحثنا عن اهلل أن نراه عياناً‪ ،‬كما ال يمكننا رؤية مجده‪،‬‬ ‫ولكن الذى نستطيع أن نراه من بهاء مجده هو هذا اللمعان‪ ،‬هذا هو ما أمكن النبى أن يراه من خالل السحابة‪.‬‬

‫وكما رأى موسى قليالً من مجد اهلل (خر ‪ ،)23 : 33‬رأى حزقيال هذا اللمعان‪ ،‬بقدر ما يحتمل‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫النحاس = الذهب فى الكتاب المقدس ذكر أوالً تك ‪ 11 : 2‬وهو يشير لمجد اهلل الذى كان آدم يعاينه وهو فى‬

‫الجنة‪ .‬ولذلك نسمع أن أورشليم السمائية كلها ذهب رؤ ‪ 21 ،18 : 21‬والمعنى أن ما فقده آدم‪ ،‬إذ بخطيته حرم‬

‫من السماويات سنستعيده ثانية فى الحياة األبدية وسنعود نرى مجد اهلل‪ .‬وبينما ذكر الذهب قبل السقوط‪ ،‬كان‬

‫أول ذكر للنحاس بعد السقوط فى تك ‪ .22 : 4‬وقد ذكر مع عائلة قايين‪ .‬واستعمل النحاس فى صنع السالسل‬

‫التى يقيد بها األسرى مثل شمشمون وصدقيا قض ‪2 + 21 : 13‬مل ‪ .4 : 26‬وكان تهديد اهلل لشعبه إذا أخطأ‬

‫أن السماء تصير نحاساً لهم أى ال تمطر تث ‪ + 23 : 28‬ال ‪ 2 : 23‬وهذه لعنة‪ .‬ونسمع فى إش ‪ 4 : 48‬أن‬

‫النحاس يشير للعناد وقساوة القلب‪ .‬وبهذا نفهم أن النحاس يشير للخطية والدينونة‪ ،‬فالمسيح صار خطية ألجلنا‪،‬‬

‫ليدين الخطية ويدين إبليس‪ ،‬لهذا نرى قدماه نحاسيتان رؤ ‪ 16 : 1‬ليدك بهما إبليس والخطية‪ ،‬أيضاً كانت الحية‬

‫النحاسية ترمز للمسيح المصلوب‪ ،‬وكان مذبح المحرقة من نحاس ومذبح المحرقة رمز للصليب الذى به دان‬

‫السيد المسيح ‪ ...‬إبليس والخطية‪ .‬وقيد السيد المسيح إبليس بسلسلة رؤ ‪( 2 ،1 : 24‬راجع أيضاً ‪2‬كو ‪21 : 6‬‬

‫‪ +‬يو ‪ )14 : 3‬فالنحاس إذاً يشير بإختصار لدينونة الخطية‪ .‬وهنا حزقيال يرى من وسط النار كمنظر النحاس‬

‫الالمع = وفى هذا إشارة لطبيعة عمل المالئكة المزمع أن يقوموا به ضد أورشليم‪ ،‬أى دينونة أورشليم الخاطئة‪،‬‬ ‫وسيكون هذا بتحريك جيش بابل ضد أورشليم‪ .‬فالنحاس الالمع هذا يشير للمالئكة فى هذه الرؤيا‪ .‬وعملهم فى‬ ‫الدينونة نراه واضحاً فى حز ‪ .4 – 1 : 2‬ونالحظ فى آية ‪ 24‬أن المسيح (وهذا سنراه فى حينه) له منظر‬

‫النحاس الالمع أيضاً أى أن المالئكة يعكسون صورة اهلل‪ ،‬وأن اهلل يتصور فيهم‪ .‬وهذا ما سوف يحدث لنا فى‬

‫السماء نحن أيضاً فسنكون مثله ألننا سنراه كما هو ‪1‬يو ‪ + 2 : 3‬فى ‪ .21 : 3‬وهذا يبدأ لنا من اآلن‪ ،‬إذ أن‬ ‫بولس يقول "يا أوالدى الذين أتمخض بكم إلى أن يتصور المسيح فيكم غل ‪ ."12 : 4‬والمسيح يقول عن نفسه‬

‫أنا هو نور العالم ويقول لنا أنتم نور العالم‪.‬‬

‫ومنظر النحاس الالمع من وسط النار يعبر عن التجسد اإللهى واتحاد الالهوت بالناسوت‪ .‬فالنحاس يشير لجسد‬ ‫المسيح والنار تشير لالهوته‪ .‬ونحن عرفنا أن المقصود فى آية ‪ 24‬أنه هو المسيح إذ قيل عنه " وعلى شبه‬ ‫العرش شبه كمنظر إنسان" فهو ملك الملوك الذى سيتجسد فى ملء الزمان‪ .‬وال يوجد من له عرش تحمله‬

‫المالئكة سوى اهلل‪ .‬والناسوت يظهر هنا بشكل النحاس ألن المسيح بتجسده دان الخطية والشيطان ‪.‬‬

‫شبه أربعة حيوانات = رأى حزقيال شبه أربعة مخلوقات حية‪ ،‬فكل ما كان يراه هو أشباه الحقائق ألنه يستحيل‬ ‫رؤية السماويات ونحن مازلنا فى هذا الجسد الترابى‪ .‬وهذه األربعة الحيوانات هى الكاروبيم كما يتضح من حز‬

‫‪ 1 : 14‬ورآهم أيضاً يوحنا الالهوتى فى رؤياه (‪ .)8 – 3 : 4‬وقيل عنهم فى الرؤيا أنهم مملوئين عيوناً إشارة‬

‫لمعرفتهم غير المحدودة هلل‬

‫إذاً األربعة حيوانات هم مالئكة‪ ،‬ورآهم حزقيال فى هذا الشبه‪ ،‬كما كان يحدث فى اللغة الهيروغليفية من إستخدام‬

‫أشكال للتعبير عن معانى األشياء وهذه هى األشكال التى رآها اهلل مناسبة لتصور العقل البشرى‪ ،‬ولنعرف شيئاً‬ ‫عن هؤالء المالئكة ولنفهم عملهم‪ .‬ونراهم من رحمة اهلل ومحبته‪ ،‬وأيضاً فى محبتهم هم أيضاً للبشر أنهم أرواحاً‬

‫خادمة مرسلة للخدمة ألجل العتيدين أن يرثوا الخالص عب ‪ .14 : 1‬وأعداد المالئكة ألوف ألوف وربوات‬

‫‪11‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫ربوات (دا ‪ ) 14 : 4‬وهم فى فرحهم باهلل ال يكفون عن التسبيح رؤ ‪ 14 – 8 : 6 + 11 – 8 : 4‬والمالئكة ال‬

‫تموت لو ‪ 33 : 24‬فهم يستمدون حياتهم من الجالس على العرش وهكذا سنكون نحن فى القيامة‪ .‬وعددهم‬

‫أربعة‪ ،‬ولكل أربع وجوه‪ ،‬فرقم ‪ 4‬يمثل العالم الذى يديره اهلل بالمالئكة‪ ،‬ورقم ‪ 4‬يدل على أن كل حركة فى األرض‬ ‫هى تحت سيطرة اهلل ضابط الكل‪ ،‬فمثالً فى مت ‪ 31 : 24‬نسمع أن المالئكة تجمع المختارين من األربع رياح‪،‬‬ ‫وزكريا النبى رأى أربعة مركبات يتحركون خارجين لكل أنحاء األرض (زك ‪ )6 ،1 : 3‬ويمثلون أرواح السماء‬

‫األربع خارج ة من الوقوف لدى سيد األرض كلها‪ ،‬والمعنى أن اهلل يؤكد سيطرته بعنايته اإللهية الفائقة عن طريق‬ ‫مالئكته الذين ينفذون مشيئته فى كل العالم‪.‬‬

‫هذا منظرها لها شبه إنسان = كلمة حيوانات غير دقيقة والترجمة الدقيقة "مخلوقات حية" ولهم شبه إنسان‪،‬‬ ‫فالحيوانات تنظر ألسفل دائماً‪ ،‬وهذا ما يفرق بينها وبين اإلنسان الذى له رأس ينظر لفوق دائماً‪ .‬وهؤالء المالئكة‬

‫إذ لهم شبه إنسان‪ ،‬إذاً هم ال ينظرون ألسفل أى ليس لهم أى شهوة أرضية‪ ،‬بل ينظرون هلل وال يشتهون سواه وال‬

‫يطلبون سوى مجد اهلل فقط فى كل ما يعملون‪ ،‬وفى كل ما يفكرون‪.‬‬

‫وقطعاً فى قوله شبه إنسان إشارة ألنهم مخلوقات عاقلة ُم ِ‬ ‫دركة‪ .‬وفى ظهورهم فى شبه إنسان كرامة لإلنسان‪،‬‬ ‫ويشير هذا أيضاً أن اهلل يستخدمهم لتدبير أمور البشر بحسب مشيئته اإللهية‪ .‬وفى هذه األيات من سفر الرؤيا‬ ‫نراهم فى وحدة معنا يتكلمون بإسمنا‪ ...‬ألم يوحدنا المسيح بصليبه مع السمائيين وصار رأساً للسمائيين‬

‫واألرضيين أف ‪ ،14 : 1‬والمسيح هو الذى جعل اإلثنين واحداً أف ‪" 14 : 2‬أى السماء واألرض"‬

‫أما شبه وجوهها فوجه إنسان ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر باإلضافة للمظهر اإلنسانى العام كان‬

‫للكاروبيم أربع وجوه نفهمها كالتالى ‪-:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫حين يستخدمهم اهلل فى تنفيذ قضائه ضد أعدائه فهم عنفاء وأقوياء كاألسد وهم لهم حدة نظر فى تتبع‬ ‫الفريسة كالنسر‪ .‬وحين يستخدمهم اهلل لخدمة شعبه فهم كالثور فى القوة والتحمل فى العمل وميالين‬

‫للخدمة‪ ،‬وهم لهم وعى وادراك كاإلنسان‪ ،‬عموماً فمع أن لهم منظر إنسان إال أن إمكانيتهم تفوق البشر‬ ‫بمراحل‪ .‬ففى القوة هم كاألسد وفى حدة البصر هم كالنسر‪ ...‬وهم فى تحليقهم فى السماويات كالنسر‪،‬‬

‫ويرون األسرار اإللهية من بعيد‪ ،‬أى لهم حدة بصر فى األمور السماوية يعبر عنها بالنسر‪ ،‬ولكن مع‬

‫أن لهم قوة األسد وتحمل الثور فهم لهم رقة اإلنسان‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يرى أباء الكنيسة أن كلمة كاروب تعنى معرفة‪ ،‬لذلك قيل عنهم أنهم مملوئين عيوناً رؤ ‪ .8 : 4‬والمعنى‬

‫أنهم يعرفون اهلل فهم يرونه‬

‫وكيف نعرف نحن اهلل ؟ نعرف اهلل خالل كلمات الكتاب المقدس‪ .‬فلقد قيل عن المسيح أنه كلمة اهلل‪ ،‬والكتاب‬ ‫المقدس هو كلمة اهلل‪ .‬والمعنى أنه كلما درسنا وتأملنا كلمة اهلل المكتوبة نرى كلمة اهلل إبن اهلل‪ ،‬ربنا يسوع ونعرفه‬ ‫فتكون معرفته حياة لنا "هذه هى الحياة األبدية أن يعرفوك أنت اإلله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته‬

‫يو ‪ . 3 : 14‬ونحن سوف نحيا لألبد بمعرفتنا هلل‪ ،‬وهذا هو معنى األكل من شجرة الحياة األبدية (رؤ ‪)2 : 22‬‬

‫‪12‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫بمعنى أن معرفة اهلل ستكون لنا حياة أبدية= وراجع تفسير مت‪ 24 : 11‬وفيها نرى أن كلمة يعرف تعنى اإلتحاد‬

‫‪ ،‬فمن يعرف اهلل هو متحد باهلل واهلل هو الحياة‪.‬‬

‫ونسمع أن اهلل جالس على الشاروبيم مز ‪ + 1 : 18‬مز ‪ + 1 : 84‬مز ‪ 1 : 22‬فما معنى أن اهلل جالس على‬

‫الشاروبيم ؟ الجلوس معناه الراحة‪ .‬أى أن اهلل يرتاح فيهم‪ ..‬وذلك ألنهم يعرفوه حقاً‪ .‬واهلل يرتاح فينا إذا عرفناه‪،‬‬ ‫وهذا يأتى عن طريق دراستنا للكتاب المقدس كلمة اهلل‪ .‬لذلك شبه األباء إنجيل متى باإلنسان‪ ،‬أى ُيرمز إلنجيل‬ ‫متى بوجه اإلنسان للكاروبيم (فإنجيل متى أكثر من تكلم عن المسيح كإبن لإلنسان) ويرمز إلنجيل مرقس بوجه‬

‫األسد (فإنجيل مرقس مهتم بإبراز قوة المسيح للرومان) ويرمز إلنجيل لوقا بوجه الثور (فهو يبدأ بالكهنوت‪،‬‬ ‫كهنوت زكريا الذي يشير لشفاعة المسيح لذلك ظهر المالك لزكريا عند مذبح البخور بعد أن قدم ذبيحته علي‬ ‫مذبح المحرقة رم از للصليب ‪،‬وهذا هو الطقس اليهودي ‪ ،‬رم از لعمل المسيح الذي صار يشفع فينا بعد صليبه )‬ ‫وانجيل يوحنا يرمز له بوجه النسر (إذ يحدثنا عن الهوت المسيح)‪.‬‬

‫وعن طريق األربعة األناجيل نعرف المسيح‪ ،‬وبهذا نتحول لمركبة كاروبية ويرتاح اهلل فينا‪ .‬ومن يرتاح اهلل فيه‬

‫يحيا إلى األبد‪ ،‬لذلك فمعرفة اهلل ومعرفة يسوع المسيح هى حياة أبدية‪ .‬والمعنى أنه من خالل المعرفة التى‬ ‫نحصل عليها من األناجيل تصير حياتنا مركبة تحمل فيها اهلل‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ولكن اهلل ال يستريح إال فيمن تقدس‪ ،‬وكيف نتقدس ؟ إننا نتقدس بعمل المسيح الفدائى والذى يشير له‬

‫األربعة الح يوانات فوجه اإلنسان يشير لتجسد المسيح‪ ،‬ووجه الثور يشير ألنه قدم نفسه ذبيحة على‬ ‫الصليب‪ ،‬ووجه األسد يشير لقيامته‪ ،‬ووجه النسر يشير لصعوده‪.‬‬

‫‪-4‬‬

‫وماذا يعنى التقديس ؟ يعنى أن تتقدس كل طاقاتنا‪ ،‬أى تعمل لحساب مجد اهلل‪ ،‬وهذا يشير إليه أيضاً‬

‫الوجوه األربعة للحيوانات فوجه اإلنسان يشير للقوى العقلية والذهنية فى اإلنسان‪ ،‬ووجه األسد يشير‬

‫للقوى العضلية‪ ،‬ووجه الثور يشير للقوى الشهوانية ووجه النسر يشير للقوى الروحية‪ .‬وهذه القوى جميعاً‬

‫تقدست بعمل المسيح الفدائى‪ .‬فأصبح اإلنسان كمركبة تحمل اهلل‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫وحينما يتقدس اإلنسان يستطيع أن يشفع فى الخليقة‪ ،‬فالكاروبيم بهذه الوجوه األربعة يشفعون فى كل‬ ‫الخليقة‪ ،‬فوجه اإلنسان يشير لشفاعة الكاروبيم عن البشر‪ ،‬ووجه الثور يشير لشفاعة الكاروبيم عن‬

‫حيوانات الحقل‪ ،‬ووجه األسد يشير لشفاعة الكاروبيم عن حيوانات البرية‪ ،‬ووجه النسر يشير لشفاعة‬

‫الكاروبيم عن الطيور‪ ،‬ولكن ال شفاعة عن الزواحف فمنهم الثعبان (إشارة لمن يتبع الشيطان) وال شفاعة‬ ‫عن األسماك (إشارة لمن غرق فى بحر هذا العالم بشهواته)‪ .‬ومن تقدس وعرف اهلل يستطيع أن يشفع‬

‫فى الخليقة‪ ،‬فخطية اإلنسان لعنت األرض‪ ،‬واألرض والخليقة تنتظر حرية مجد أوالد اهلل حتى تعتق من‬

‫عبودية الفساد رو ‪ 21 : 8‬وهكذا قيل أنه بسبب األنبا بوال يفيض نهر النيل فى مصر‪.‬‬

‫والكاروبيم لهم قصتهم مع اإلنسان فبعد الخطيئة‪ ،‬وقف مالك كاروبيم يمنع البشر من الوصول لشجرة الحياة‬

‫األبدية‪ ،‬وذلك معناه أن اهلل ال يريد أن اإلنسان يحيا لألبد وهو مشوه بالخطية‪ .‬وفى سفر الرؤيا نجدهم يسبحون‬ ‫اهلل على خالص اإلنسان‪ .‬فهم مهتمون بخالصنا وبحياتنا األبدية ولكن بدون التشوهات التى لحقت بنا بسبب‬

‫‪13‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫الخطية‪ .‬ونجد هنا كاروبين مظللين فوق تابوت العهد يكلم اهلل من خاللهما موسى ورؤساء الكهنة‪ ،‬وكانوا‬

‫ناظرين للغطاء المغطى بدم الكفارة‪ ،‬وكأنهم شهود على رحمة اهلل‪ .‬وبهذا يظهر اهلل لنا محبة الكاروبيم‪ ،‬وهم فى‬ ‫معرفتهم هلل يعرفون محبته للبشر‪ ،‬وهم شهود على رحمته للبشر‪.‬‬

‫لكل واحد أربعة أجنحة = المالئكة أرواح وليس لها أجنحة مرئية وتصويرهم هنا بأجنحة إشارة إلى أنهم يطيرون‬ ‫صعوداً هلل وينزلون للبشر لتنفيذ مشيئة اهلل‪ ،‬وبعد أن ينفذوا مشيئة اهلل يصعدوا ثانية ليقدموا حساب عن عملهم‬

‫هلل‪ .‬وقارن مع إش ‪ 2 : 3‬حيث نجد أن السيرافيم لهم ستة أجنحة بإثنين يغطى وجهه وبإثنين يغطى رجليه‬ ‫وبإثنين يطير‪ .‬وقارن مع رؤ ‪ 8 : 4‬حيث نجد أن الكاروبيم لهم أيضاً ستة أجنحة‪ .‬ومن هذا نفهم أن تغطية‬

‫وجوههم تعطينا فكرة عن عظمة مجد اهلل‪ ،‬وأن حتى الكاروبيم ال يحتملونه‪ .‬وتغطية أجسامهم تعنى الخشوع أمام‬

‫اهلل‪ ،‬وأنهم فى تواضع يخفون أنفسهم ليظهر مجد اهلل فقط ال مجد أنفسهم‪ ،‬فهذه مثل "ينبغى أن هذا يزيد وانى أنا‬ ‫أنقص كما قال يوحنا المعمدان عن المسيح‪ .‬والسؤال‪ ..‬إذا كان للكاروبيم ستة أجنحة فلماذا رأى حزقيال لهم‬ ‫أربعة أجنحة فقط ؟ اإلجابة تتضح بمقارنة مكانهم الذى رآهم فيه أشعياء (‪ )2 : 3‬حيث قيل أن أشعياء رأى‬

‫السارافيم فوق العرش أما حزقيال فلقد رأى الكاروبيم تحت العرش‪ ،‬فإذا كانوا فوقه يحتاجون لجناحين يغطون بهما‬ ‫وجوههما‪ ،‬أما لو كانوا تحت العرش فهم ال يستعملون هذين الجناحين‪ .‬وهناك رأى آخر أن هذين الجناحين هما‬

‫المقبب الذى فوق رؤوسهم حز ‪22 : 1‬‬

‫وأجنحتها متصلة الواحد بأخيه = هذا تعبير عن الوحدة بينهم واإلتفاق العام حيث أن هناك سالماً كامالً فى‬

‫السموات‬

‫أما أجنحتها فمبسوطة = غير مطوية‪ ،‬وهذا إشارة ألنهم فى حالة إستعداد دائم لتنفيذ أوامر الرب فو اًر‪.‬‬

‫أرجلها أرجل قائمة = أى مستقيمة ثابتة‪ ،‬وال تنثنى بسبب صعوبة الخدمة وال تكل‪ .‬كما قيل عن عريس النشيد‬ ‫أن ساقاه عمودا رخام نش ‪16 : 6‬‬

‫أقدام أرجلها كقدم رجل العجل = والعجل يشق الحافر وهذا إشارة لطهارة الحيوان بحسب شريعة العهد القديم‪.‬‬ ‫والمقصود طهارة إتجهاتهم وحركاتهم‪ .‬أى إستعدادهم لتنفيذ مشيئة اهلل بثبات و بال أى تردد أو تمرد‪ ،‬هم رهن‬

‫المشيئة اإللهية أما من يكون فى حالة تذمر وتمرد على أحكام اهلل فهذا يكون غير طاهر‪ .‬والحيوان الطاهر له‬

‫صفتين بحسب شروط الناموس ‪ )1‬يشق الحافر ‪ )2‬يجتر‬

‫والحافر هو الجزء الميت فى جسم الحيوان‪ .‬وفى تأمل صفات الطهارة نستنتج أن اإلنسان الطاهر هو من له‬

‫نفس الصفات أى ‪-:‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يكون الجزء الميت فيه (الجسد) مشقوقاً أى يصلب شهواته رو ‪ + 1 : 12‬غل ‪24 : 6‬‬

‫أن يجتر ويردد كالم اهلل واسم اهلل طوال اليوم تث ‪1 + 2 – 4 : 3‬تس ‪ 14 : 6‬وهذا ما يعمله هؤالء‬

‫المالئكة الطاهرين فهم ‪ -:‬ال يطلبون شيئاً ألنفسهم بل هم يطلبون مجد اهلل‪ ،‬وهذا نراه فى تغطيتهم‬ ‫ألجسامهم بأجنحتهم أمام اهلل وهم ال يكفون عن تسبيح اهلل قائلين قدوس قدوس قدوس إش ‪ .3 : 3‬بل‬

‫هم يسبحون اهلل على عمله وفدائه لإلنسان رؤ ‪ + 14 – 2 : 6‬رؤ ‪11 – 8 : 4‬‬

‫‪14‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫أيدى إنسان تحت أجنحتها = ال نرى إنسان فى هذا المشهد السماوى إال ذاك الذى يجلس على العرش (حز ‪1‬‬ ‫‪ ) 23 :‬أى إبن اهلل فى أحد ظهوراته قبل التجسد‪ ،‬وهو يظهر هنا فى شبه إنسان كإشارة ‪ )1‬أنه سيأخذ جسد‬

‫إنسان فى ملء الزمان ‪ ) 2‬أنه يدبر حياة البشر كضابط الكل‪ ،‬وأنه يهتم باإلنسان ويرسل مالئكته لتنفيذ مشيئته‬ ‫وخطته تجاه البشر‪ ،‬وهذا معنى ظهور أيدى إنسان تحت أجنحتها‪ ،‬فالمالئكة تعمل بقوة ذاك الجالس على‬

‫العرش‪ ،‬وبحسب ما يحركهم‪ ،‬اإلبن هو الذى يعطيهم الحركة‪ ،‬والحظ أن أيدى اإلنسان تحت األجنحة‪ ،‬واألجنحة‬ ‫وظيفتها الحركة‪ ،‬أى أنه هو الذى يحركهم‪ ...‬وذلك لتدبير كل أمور البشر "به نحيا ونتحرك ونوجد"‪ .‬وقوله أيدى‬ ‫إنسان تحت أجنحتهم تذكرنا بقول بولس الرسول عن اإلبن أنه حامل كل األشياء بكلمة قدرته عب ‪.3 : 1‬‬

‫والعجيب أننا نرى فى هذا المشهد أن المالئكة تحمل العرش‪ ،‬وأن اهلل يحمل المالئكة‪ .‬فاهلل ليس فى حاجة لمن‬ ‫يحمل عرشه فهو حامل الجميع حتى المالئكة‪ ،‬ولكنه يعطى كرامة للمالئكة بأن يجعلهم حاملى العرش‪ ،‬واهلل‬

‫ليس فى حاجة لى كإنسان‪ ،‬لكنه يبحث عن قلب طاهر محب له يرتاح فيه ويسكن عنده‪ ،‬ويتحول هذا القلب إلى‬

‫مركبة كاروبيمية تحمل اهلل فى داخلها‪ ،‬وفى نفس الوقت تكون يد اهلل هى التى تحمل هذا اإلنسان وتحركه‬ ‫وتعمل به‪ ،‬وهذا معنى "الجالس فوق الشاروبيم" (مز‪ )18‬واذا كان اهلل هو الذى يعمل فى اإلنسان ويحركه‪ ،‬فهل‬ ‫يصح أن يفتخر اإلنسان بأى نجاح يحققه‪ ،‬راجع ‪1‬كو‪1 + 4 : 4‬كو ‪ + 14 : 16‬يع ‪ .14 ،13 : 1‬وهذا هو‬ ‫معنى "ال تعرف شمالك ما تفعله يمينك" وهذا معنى أن أيدى اإلنسان تحت األجنحة أى أن اهلل هو العامل‬

‫حقيقة‪.‬‬

‫لم تدر عند سيرها = أى حركة بال تردد‪ ،‬وال إلتفات للوراء كإمرأة لوط‪ ،‬وهكذا قيل عن المسيح " وحين تمت‬ ‫األيام إلرتفاعه ثبت وجهه لينطلق إلى أورشليم لو ‪ " 61:2‬أما اإلنسان‪ ،‬فقد يسير فى طريق اهلل يوماً منفذاً إرادة‬ ‫اهلل‪ ،‬ثم نجده يوماً آخر يدور فى إتجاه مضاد باحثاً عن إرضاء شهواته‪ ،‬منشغالً بأمور تافهة‪ .‬هذا ما يعبر عنه‬

‫بالعين البسيطة أى أن اإلنسان ال يكون له سوى هدف واحد هو مجد اهلل‪ ،‬وهكذا هم هؤالء المالئكة = كل واحد‬

‫يسير إلى جهة وجهه = حيثما وجهه اهلل‪ ،‬الذى يده تحت أجنحتهم يوجههم‪ ،‬ينطلقون بال تردد إلى حيث تكون‬

‫الروح لتسير تسير = هذا الروح قد تكون روحهم هم وحسب ما يقودهم الروح فإلى هناك يذهبون‪ .‬فهم أرواح ال‬ ‫أجساد لهم تعوقهم‪ ،‬أم ا نحن فحينما نريد أن نعيش بالروح‪ ،‬نجد الجسد ضعيف ال يستطيع أن يتابع نشاط الروح‪،‬‬

‫بل أن كالهما‪ ،‬أى الجسد والروح يقاوم أحدهما اآلخر (غل ‪( )14 : 6‬على أن هذا ليس مبر ار للتكاسل فمن‬

‫يستجيب لعمل الروح سيجد معونة كافية ولن يكمل شهوة الجسد‬

‫(غل ‪ .)26 ،13 : 6‬وكل من يستجيب لضعف الجسد وشهواته لن يستطيع أن يكمل الصالح الذى يريده الروح‬ ‫أن يعمله‪ .‬أما المالئكة كأرواح ال يعوقهم أى عجز جسدى‪ ،‬وهكذا سنكون فى السماء حين نلبس الجسد الممجد‬

‫الذى لن يكون عائقاً لنا‪ ،‬بل حينئذ سنكون كمالئكة اهلل مت ‪34 : 22‬‬

‫وقد يكون الروح هنا فى هذه اآلية هو روح اهلل القدوس الذى يحركهم‪ .‬عموماً فهم كأرواح مقدسة‪ ،‬هم خاضعين‬ ‫لقيادة الروح القدس‪ .‬ونقول أنهم كأرواح مقدسة‪ ،‬قد وضعوا أنفسهم بكل مالهم من حكمة تحت تصرف اإلرادة‬

‫اإللهية ليحققوا خطة اهلل وينفذوا أوامره فى طاعة وبساطة وهكذا كل من يسلك بالروح‪ ،‬فالروح القدس يقود روحه‪،‬‬

‫‪15‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫وروحه تقود جسده‪ ،‬فيكون بكليته خاضعاً لعمل الروح القدس‪ .‬وفى حالة المالئكة نجد الصورة المثلى لهذا فالروح‬ ‫القدس يقود أرواحهم بال أى مقاومة فهم أرواح بال أجساد‪.‬‬

‫شبه الحيوانات فمنظرها كجمر نار‪ ..‬كمنظر مصابيح‪ ..‬هى سالكة بين الحيوانات فى الترجمة اإلنجليزية تزداد‬

‫اآلية وضوحاً وتجئ هكذا "شبه الحيوانات فمنظرها كجمر نار‪ ...‬كمنظر مصابيح‪ ،‬والنار تروح وتجئ بين‬

‫الحيوانات" وراجع (صفحة ‪ )2‬لترى أن النار إشارة لعمل الروح القدس النارى فيهم‪ ،‬هو يشعلهم ليصيروا كجمر‬ ‫نار‪ ،‬ويكونوا كمصابيح‪ .‬الروح القدس وسطهم يحركهم ويشعلهم بالحب فيصرخون قائلين "قدوس قدوس قدوس"‪.‬‬

‫الطبيعة النارية هلل هى ‪ ) 1‬تشعل الحب فى قلوب أوالده‪ ،‬وتحرق أشواك الخطية فيهم‪،‬لذلك فهو روح اإلحراق ‪.‬‬ ‫وكلما إحترقت أشواك الخطية‪ ،‬كلما إزداد الحب إشتعاالً‪ )2 .‬أما بالنسبة للخطاة‪ ،‬فاهلل كنار آكلة‪ ،‬ويصير لهم اهلل‬

‫نا اًر تحرقهم وتبيدهم وهذا ما سنراه فى تنفيذ العقوبات على أورشليم حز ‪" 2 : 14‬إمأل جفنتيك جمر نار من بين‬

‫الكاروبيم وذرها على المدينة"‪ .‬وهذه المحبة الملتهبة فى قلوب هؤالء المالئكة تظهر فى تنفيذهم الفورى ألوامر‬ ‫اهلل‪ ،‬ثم رجوعهم فى إشتياق إلى اهلل بعد أن ينفذوا أوامره وهذا ما تم التعبير عنه هكذا = الحيوانات راكضة‬

‫وراجعة كمنظر البرق هم ال يطيقون اإلبتعاد عن إلههم سر بهجتهم‪ ،‬وال يطيقون أيضاً إال أن ينفذوا إرادته‪ ،‬فهذا‬ ‫هو الحب‪ ،‬لذلك يذهبون للتنفيذ ويعودون كالبرق‪ ،‬وهل نتعلم منهم سر الفرح الحقيقى‪ ،‬أن ننهى أعمالنا األرضية‬

‫سريعاً‪ ،‬ونرجع بأقصى سرعة عائدين لحضن إلهنا الحنون فى مخدعنا‪ .‬والحظ أنهم إلمتالئهم من الروح القدس‪،‬‬ ‫فهم صاروا مخلوقات نيرة‪ ،‬نورانية‪ ،‬كمصابيح‪ ،‬أما الشيطان يقال عنه سلطان الظلمة لو ‪ 63 : 22‬أى منفصل‬

‫تماما عن اهلل فاهلل نور ‪ .‬وبنفس المفهوم فكل من يمتلئ اآلن من الروح القدس يكون نو اًر للعالم مت ‪.14 : 6‬‬ ‫أما من يسلك فى الخطية ويطفئ الروح القدس الذى فيه فهو فى الظلمة يو ‪ + 12 : 3‬رو ‪ + 12 : 13‬أف ‪6‬‬

‫‪ + 11 :‬يو ‪36 : 12‬‬

‫ونالحظ أن النبى حين تطلع لهذه الحيوانات رآها كلها وجوه وبال ظهر‪ ،‬إذ يليق بالمخلوق الحامل للعرش‬

‫اإلله ى‪ ،‬وقد تراءى أمام هذا المجد أن يعطى هلل الوجه ال الظهر‪ ،‬وأن يكون دائم التطلع هلل‪ ،‬ولذلك فحين أخطأ‬

‫الشعب هلل فى القديم عاتبهم قائالً "حولوا نحوى القفا ال الوجه إر ‪ "24 : 2‬وطقسياً فالكاهن أو الشماس يخرج‬ ‫من الهيكل ووجهه تجاه المذبح‪ ،‬وبعد تحول األسرار إلى جسد المسيح ودمه ال يعود الكاهن ينظر للشعب‬ ‫ليباركه حتى ال يعطى ظهره لجسد المسيح ودمه اللذان هما على المذبح‪ .‬هؤالء المالئكة هم سماء إذ يحملون‬

‫عرش اهلل‪ ،‬والعذراء ألنها حملت المسيح فى بطنها تسميها الكنيسة "سماء ثانية جسدانية" وكل منا يستطيع أن‬

‫يتحول إلى سماء فى عالقته باهلل إذا تشبه بهؤالء المالئكة‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ض ِبج ِان ِب ا ْلحيوا َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ِبأ َْو ُج ِه َها األ َْرَب َع ِة‪.‬‬ ‫اآليات (‪ " -:)25-15‬فَ َنظَ ْر ُ‬ ‫ت ا ْل َح َي َوا َنات َوِا َذا َب َك َرةٌ َواح َدةٌ َعلَى األ َْر ِ َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْن َعتُ َها َك َم ْنظَ ِر َّ‬ ‫س ِط َب َك َرٍة‪.‬‬ ‫الزَب ْر َج ِد‪َ .‬ولِأل َْرَب ِع َ‬ ‫ص ْن َعتُ َها َكأ ََّن َها َكا َن ْت َب َك َرةً َو ْ‬ ‫ش ْك ٌل َواح ٌد‪َ ،‬و َم ْنظَ ُرَها َو َ‬ ‫َم ْنظَ ُر ا ْل َب َك َرات َو َ‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما أُطُ​ُرَها فَ َعالِ َي ٌة َو ُم ِخيفَ ٌة‪َ .‬وأُطُ​ُرَها َمآل َن ٌة‬ ‫س ْي ِرَها‪ .‬أ َّ‬ ‫س َار ْت َعلَى َج َوان ِب َها األ َْرَب َعة‪ .‬لَ ْم تَ ُد ْر ع ْن َد َ‬ ‫س َار ْت‪َ ،‬‬ ‫لَ َّما َ‬ ‫‪19‬‬ ‫ِ‬ ‫ات َع ِن األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ات ِب َج ِان ِب َها‪َ ،‬وِا َذا ْارتَفَ َع ِت ا ْل َح َي َوا َن ُ‬ ‫س َار ِت ا ْل َب َك َر ُ‬ ‫س َار ِت ا ْل َح َي َوا َن ُ‬ ‫ات‪َ ،‬‬ ‫ُع ُيوًنا َح َوالَ ْي َها لأل َْرَب ِع‪ .‬فَِإ َذا َ‬

‫‪16‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ ِ‬ ‫َن‬ ‫ات تَْرتَ ِفعُ َم َع َها‪ ،‬أل َّ‬ ‫ث ُّ‬ ‫ون‪ ،‬إِلَى َح ْي ُ‬ ‫ات‪ .‬إِلَى َح ْي ُ‬ ‫وح لِتَ ِسي َر َوا ْل َب َك َر ُ‬ ‫ْارتَفَ َع ِت ا ْل َب َك َر ُ‬ ‫ير َ‬ ‫ث تَ ُك ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫ون ُّ ُ‬ ‫ير َيس ُ‬ ‫وح لتَس َ‬ ‫ات‪21 .‬فَِإ َذا سار ْت ِت ْل َك سار ْت ِ‬ ‫ات َكا َن ْت ِفي ا ْلب َكر ِ‬ ‫روح ا ْلحيوا َن ِ‬ ‫هذ ِه‪َ ،‬وِا َذا َوقَفَ ْت ِت ْل َك َوقَفَ ْت‪َ .‬وِا َذا ْارتَفَ َع ْت ِت ْل َك َع ِن‬ ‫ُ َ َ َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫وس ا ْلحيوا َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ِش ْبهُ مقَب ٍ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫َّب‬ ‫ات َم َع َها‪ ،‬أل َّ‬ ‫ض ْارتَفَ َع ِت ا ْل َب َك َر ُ‬ ‫َن ُر َ‬ ‫وح ا ْل َح َي َوا َنات َكا َن ْت في ا ْل َب َك َرات‪َ .‬و َعلَى ُر ُؤ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪23‬‬ ‫َخ ِ‬ ‫اح ُد َن ْحو أ ِ‬ ‫َج ِنحتُها مستَ ِقيم ٌة ا ْلو ِ‬ ‫ظ ِر ا ْل ِبلَّو ِر ا ْله ِائ ِل م ْنتَ ِش ار علَى ر ُؤ ِ‬ ‫ت ا ْلمقَب ِ‬ ‫يه‪.‬‬ ‫َك َم ْن َ‬ ‫وس َها ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّب أ ْ َ َ ُ ْ َ َ‬ ‫ُ ً َ ُ‬ ‫ق‪َ .‬وتَ ْح َ ُ‬ ‫‪24‬‬ ‫ان ِم ْن ُه َنا‪ ،‬ولِ ُك ِّل و ِ‬ ‫لِ ُك ِّل و ِ‬ ‫ان ُي َغطِّ َي ِ‬ ‫اح ٍد اثْ َن ِ‬ ‫ان ُي َغطِّ َي ِ‬ ‫اح ٍد اثْ َن ِ‬ ‫ت‬ ‫ان ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫اك أ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫س َار ْت َ‬ ‫ام َها‪َ .‬فلَ َّما َ‬ ‫َج َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سَ‬ ‫‪25‬‬ ‫ت َ ٍ‬ ‫َج ِنح ِتها َك َخ ِر ِ ِ ٍ ِ‬ ‫ص ْو ِت َج ْي ٍ‬ ‫ص ْو ِت ا ْلقَِد ِ‬ ‫ان‬ ‫ص ْو َ‬ ‫َج ِن َحتَ َها‪ .‬فَ َك َ‬ ‫ش‪َ .‬ولَ َّما َوقَفَ ْت أ َْر َخ ْت أ ْ‬ ‫أْ َ َ‬ ‫ضجَّة‪َ ،‬ك َ‬ ‫ير‪َ .‬‬ ‫يرٍة‪َ ،‬ك َ‬ ‫ير م َياه َكث َ‬ ‫َّب الَِّذي علَى ر ُؤ ِ‬ ‫صو ٌ ِ‬ ‫ق ا ْلمقَب ِ‬ ‫َج ِن َحتَ َها‪".‬‬ ‫وس َها‪ .‬إِ َذا َوقَفَ ْت أ َْر َخ ْت أ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ت م ْن فَ ْو ِ ُ‬

‫البكرات = ‪ Wheels‬أى عجالت‪ .‬هذه البكرات أو العجالت تعبر عن تنفيذ المشيئة اإللهية على األرض‪.‬‬

‫فالعجالت تربط المركبة باألرض‪ ،‬فاألجنحة من فوق والعجالت من تحت‪ ،‬ألن اهلل إله السماء واألرض معاً‪،‬‬ ‫وللرب طريق فى القدس وطريق فى البحر (مز ‪ .)12 ،13 : 44‬ومجد اهلل يظهر ليس فقط فى عظمة الحاشية‬ ‫السماوية‪ ،‬بل فى ثبات أحكامه هنا على األرض‪ .‬وقد رأينا كيف أن اهلل يحرك المالئكة وجيوشه السماوية لتنفيذ‬

‫مشيئته‪ ،‬فهو رب الجنود ‪ ،‬وهنا نرى فى البكرات كيف أن مشيئة اهلل وخطته التى تصدر فى السماء‪ ،‬تنفذ على‬ ‫األرض‪.‬‬

‫ونالحظ أنه بينما كان النبى ينظر متأمالً فى المخلوقات السماوية‪ ،‬فرضت هذه الرؤيا نفسها عليه‪ ،‬فمن يكون‬

‫فى حالة نظر للسماويات‪ ،‬ينفتح ليرى المزيد من إعالنات اهلل‪ ،‬فمن له سيعطى ويزاد‪ ،‬وكأن اهلل يريد أن يعلن‬

‫للنبى ولنا أن أعمال اهلل ومجده ال يظهران فقط فى السماء بل وعلى األرض‪ ،‬من خالل أحداث حياتنا اليومية‪.‬‬

‫ففى بعض األحيان نغوى بالتفكير فى أن مجد اهلل ال يوجد إال فى السماء ولكننا نستطيع بعين اإليمان أن نتبين‬

‫جمال العناية اإللهية وحكمة وقوة اهلل وصالحه التى تشرق من خالل إرادته لهذه المملكة األرضية‪ ،‬ونرى‬ ‫بوضوح أن اهلل هو الذى يحكم هذه األرض‪ ،‬وهو ضابط لكل شئ فيها‪ .‬وكل ما يحكم به يعلن مجده ويعلن‬

‫عنايته اإللهية‪.‬‬

‫التدبير اإللهى لشئون العالم‪ ،‬وعناية اهلل بخليقته يمثالن بهذه العجالت‪ ،‬هى عجالت مركبة الملك العظيم‪ ،‬ملك‬

‫الملوك الذى خرج غالباً ولكى يغلب‪ ،‬وهو الذى يستطيع أن يدبر كل األمور بإعجاز فائق عن اإلدراك البشرى‬ ‫حتى تعمل معاً للخير للذين يحبون اهلل‪.‬‬

‫والبكرات لها دورات متكررة ومستمرة‪ ،‬فكل شئ فى حركة مستمرة عبر العصور وحتى نهاية الدهر‪ ،‬وهذا يصدق‬ ‫على عالم المادة فى الطبيعة‪ ،‬وكذلك على المجاالت األخالقية والروحية (قابل مع جا ‪ .)4 – 4 : 1‬لذا يقال‬

‫أحياناً أن التاريخ يعيد نفسه‪ ،‬وهذا القول ليس إال شرح لتعبير أن العجالت تدور بإستمرار‪ ،‬وهذه الدورات تشير‬ ‫ألن األحداث عبر التاريخ تتشابه وذلك ألن حكمة اهلل الذى يتحكم فى األحداث‪ ،‬هى حكمة واحدة ال تتغير‪ ،‬فاهلل‬

‫ليس عنده تغيير وال ظل دوران يع ‪ .14 : 1‬وحيث أن البكرات أو العجالت فى حركة دوران مستمرة‪ ،‬فهذا يشير‬ ‫ألن أعمال العناية اإللهية تكون أو تبدو كأنها عالية ويعجب بها الناس‪ ،‬ومرة أخرى يراها الناس غير ذلك‪ ،‬ولكن‬

‫‪17‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫الشئ المؤكد هو أن أحكام اهلل ثابتة تدور حول محورها فى نظام محكم وحكمة إلهية‪ ،‬كما تدور الكواكب بطريقة‬

‫منتظمة‪.‬‬

‫فنظرت الحيوانات واذا بكرة واحدة‪ ...‬منظر البكرات = بعد أن أراه اهلل قوة الحيوانات وامكانياتها‪ ،‬وأنها تنفذ‬ ‫أوامره‪ ،‬ها هو ي ريه بكرة واحدة‪ .‬ثم يراها كبكرات‪ ،‬والمعنى أن هؤالء المالئكة المقتدرين والذين يحركهم اهلل‪ ،‬هم‬ ‫أنفسهم ينفذون مشيئة اهلل لتنفيذ خطة اهلل األزلية على األرض وسط البشر‪ .‬وكون أن النبى رآها كبكرات فهذا‬

‫يعنى أنه قد يبدو لنا أن هناك خططاً كثيرة‪ ،‬لكل مكان خطة‪ ،‬ولكل زمان خطة ‪ ،‬ولكن قبل أن يرى النبى منظر‬

‫بكرات‪ ،‬رآها بكرة واحدة ‪ ،‬وهذا يعنى أن هناك خطة واحدة أزلية تشمل كل العالم فى كل زمان وفى كل مكان‬ ‫وألنها تشمل كل العالم قيل أن المركبة لها جوانبها األربعة = فكما أن للمالئكة أربعة وجوه‪ ،‬هكذا للبكرات أربعة‬

‫جوانب‪ ،‬إعالناً أن عناية اهلل هى موجهة ألربعة إتجاهات األرض‪.‬‬

‫كمنظر الزبرجد = الزبرجد هو حجر كريم لونه أخضر‪ ،‬واللون األخضر يشير للحياة‪ .‬وارادة اهلل هى الحياة‪ ،‬لذلك‬ ‫ففى أول آية فى الكتاب المقدس نسمع أنه "فى البدء خلق تك ‪ "1 : 1‬فاهلل حى ويعطى حياة ويريد الحياة للبشر‪.‬‬ ‫وكون أن ا لبكرات لونها أخضر‪ ،‬فهذا يعنى أن أعمال عناية اهلل هى بهدف الحفاظ على حياتهم‪ ،‬وليس حياتهم‬ ‫فقط على األرض‪ ،‬بل أن تكون لهم حياة أبدية‪ ،‬فالبكرات سببت أليوب أالماً فظيعة ولكنها كانت سبب حياة‬

‫أبدية له‪ ،‬وكم تكون األمراض مثالً والتجارب سبباً فى عودة الكثيرين هلل فتكون لهم حياة أبدية = زبرجد‪،‬‬ ‫فالمجاعة لإلبن الضال سببت عودته ألحضان أبيه فكان له حياة‬

‫صنعتها كأنها بكرة وسط بكرة =‪ = ...‬ولكنها بكرة واحدة‪ .‬وهذا يعنى كأن أعمال اهلل‪ ،‬وأعمال عناية اهلل مبهمة‬

‫ومتداخلة ومعقدة وغير محسوبة ولكن فى الحقيقة هذا يرجع لجهلنا وامكانياتنا الضعيفة فى فهم األحداث‬

‫وتحليلها‪ .‬فمن ليس له العين المفتوحة سيرى فى ورطة الشعب وفرعون وراءهم والبحر أمامهم خطأ فى‬

‫الحسابات ولن يرى فيما حدث أليوب أى نوع من العناية اإللهية‪ ،‬فأوالده يموتون‪ ،‬وممتلكاته تنهب وصحته‬ ‫تضيع ولكن كان هذا كله وفق خطة إلهية ثابتة هى‪ ...‬حياة أبدية أليوب أى = منظر البكرات وصنعتها كمنظر‬

‫الزبرجد = وهى بكرة واحدة فاهلل له هدف واحد‪ ،‬أال وهو حياة للبشر هنا على األرض وحياة أبدية ألوالده فى‬ ‫السماء‪ .‬وكل األمور والبكرات تدور حول هذا المحور‪ .‬وقد ال نفهم كل ما يدور حولنا‪ ،‬ولكن علينا أن نسلم بهذه‬

‫الحقيقة‪ ،‬وهذا ما عناه السيد المسيح بقوله "لست تفهم أنت اآلن ما أنا أصنع ولكنك ستفهم فيما بعد يو ‪"4 : 13‬‬

‫لألربع شكل واحد = أى عمل اهلل فى كل أنحاء العالم هو وفق خطة محكمة ثابتة‪.‬‬

‫لم تدر عند سيرها = إشارة لثبات أحكام اهلل وعدم تغيرها‪.‬‬

‫أطرها عالية ومخيفة = أى محيطها واسع جداً‪ ،‬وحينما تحركت وارتفعت خاف النبى جداً‪ ،‬وهذا يعنى أن حدود‬ ‫أفكار اهلل عالية عن مستوانا بما ال يقاس رو ‪ .34 ،33 : 11‬والوصول لمخططاته البعيدة هو فعالً أمر مدهش‬

‫يعجز عنه العقل البشرى الضئيل العمق واإلرتفاع‪ ،‬وسترتعب قلوبنا لو عرفنا جميع مخططاته اإللهية‪.‬‬

‫أطرها مآلنة عيوناً = أى أن عنايته اإللهية كلها فهم وحكمة ورؤية وكل األحداث تحت سيطرة وتحكم اهلل‪ ،‬ال‬

‫شئ يتحرك سوى بسماح منه ‪ .‬إن اهلل إذا إحتمل شر األشرار‪ ،‬يكون هذا بسماح منه لتنفيذ خطته‪ ،‬مثالً إحتمل‬

‫‪18‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫اهلل ظلم بابل لشعب يهوذا‪ ،‬وذلك حتى يؤدب يهوذا‪ .‬إذاً علينا أن نثق أن كل شئ تحت سيطرة ذاك الذى معه‬

‫أمرنا‪.‬‬

‫تأمل لألباء فى قوله بكرة داخل بكرة = قالوا أن هذه البكرات هى كلمة اهلل التى قدمت فى العهدين‪ ،‬وكتبت لنا‬ ‫فى لغتنا البشرية‪ ،‬وبكرة داخل بكرة تعنى أن العهد الجديد تم التنبؤ عنه فى العهد القديم وأن العهد القديم يشرح‬

‫أسرار العهد الجديد‪ .‬عموماً فالكتاب المقدس هو كشف لعمل اهلل مع شعبه فى كل زمان ومكان‪ .‬ونحن نرى فى‬ ‫أعمال اهلل مع البشر فى الكتاب المقدس‪ ،‬تطبيق عملى لما تعنيه البكرات‪.‬‬

‫فأذا سارت الحيوانات سارت البكرات بجانبها = أى أن الحيوانات هى التى تعنى بالبكرات لتوجيه حركتها‪،‬‬ ‫فالمالئكة هم خدام عناية اهلل فى توجيه المسببات بغرض خدمة األهداف اإللهية والخطة اإللهية التى يعرفونها‪.‬‬

‫والبشر يكونون كأدوات فى أيدى المالئكة‬

‫واذا إرتفعت تلك عن األرض = وحينما ترتفع المخلوقات الحية عن األرض لعمل أى خدمة فوق مستوى القوانين‬ ‫الطبيعيه‪ ،‬وهذا ما نسميه معجزات مثل شق البحر ووقوف الشمس‪ ،‬فإن العجالت تتوافق معها فى تناغم‬

‫سيمفونى‪ ،‬وتصعد معها‪ ،‬أى تنفذ مشيئتها وان كان هذا ضد إتجاهها الطبيعى‪ .‬فالمالحظ أن المخلوقات األدنى‬

‫تتحرك وتتصرف وفقاً لما يعمله المالئكة أى بحسب خطة اهلل‪ ،‬فالمالئكة ينفذون أوامره‪ .‬وهكذا فإن التأثيرات‬

‫الظاهرة تدار ويتم التحكم فيها بأسباب غير ظاهرة‪.‬‬

‫ألن روح الحيوانات كانت فى البكرات = أى أن الروح القدس هو الذى يقود الحيوانات‪ ،‬وهى بالتالى تحرك‬

‫البكرات‪ .‬وهذا نراه واضحاً جداً فى سفر أعمال الرسل‪ ،‬حيث يحرك الروح القدس كل األحداث‪ ،‬حتى أنه أطلق‬ ‫على هذا السفر "سفر أعمال الروح القدس"‪ .‬ونحن لو سلمنا أنفسنا لقيادة الروح القدس نصير فى تناغم مع‬

‫البكرات ومع المخلوقات الحية وهذا ما يمأل النفس سالماً‪ ،‬حينئذ لن نرى أعمال اهلل مبهمة‪ ،‬بل كلها مجد‪.‬‬

‫شبه مقبب = الكلمة المترجمة هنا مقبب تعنى " قبة سماوية" وهى نفسها المترجمة جلد السماء فى تك ‪،3 : 1‬‬ ‫‪ .14‬والمقصود بالمقبب ما نراه كصورة للسماء التى ترصعها النجوم وتبدو السماء كقبة ( مقبب ) أى بشكل‬ ‫كروى‪.‬‬

‫فى هذا نرى أن اهلل فوق أعلى السماوات عب ‪ ،23:4‬إن كان المالئكة فى السماء مت ‪ 33:24‬فاهلل أعلى من‬

‫السماوات‪ ،‬كما يقال أنه جالس فى سماء السموات‪ 1‬مل ‪،24:8‬‬

‫‪19‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫أى أن سمو اهلل هو فوق جميع المخلوقات حتى المالئكة‪ ،‬ولقد قيل أنه ينسب لمالئكته حماقة‪ ،‬فمهما إرتفعت‬

‫حكمة المالئكة عن البشر فهى بالنسبة لحكمة اهلل حماقة‪( .‬أى ‪ .)18 : 4‬والمالئكة خاضعة وتسجد له عب ‪1‬‬ ‫‪8–6:‬‬

‫كمنظر البلور = قد يجرؤ الخطاة ويسألون هل يقضى اهلل من وراء الضباب أى ‪ ،13 : 22‬وهؤالء فى عماهم‬ ‫وظلمتهم يتصورون أن اهلل هو القابع فى ظالم ال يرى وال يسمع ما يعملونه‪ .‬والرد عليهم أن ما هو ضباب‬

‫حسب فهمنا الثقيل هو شفاف كالبلور بالنسبة هلل‪ ،‬ولذلك يقال "من مكان سكناه تطلع إلى جميع سكان األرض‬

‫(مز ‪ .)14 : 33‬وقوله بلور يشير إلنعكاس مجد اهلل الجالس على العرش‪ ،‬على مالئكته‪ .‬فالبلور كمرآة تعكس‬

‫مجد اهلل‪ .‬وهكذا كل مؤمن يقدم طاقاته الجسدية والفكرية‪ ..‬مقدسة للرب تتحول حياته إلى سماء‪ ،‬والى مقبب‬

‫بلورى‪ ،‬فيحمل هذا المؤمن صورة الرب وسماته‪ .‬وفى األبدية وبنفس هذا المفهوم سيكون لنا الجسد الممجد‬ ‫النورانى‪ ،‬الذى يعكس مجد ونور الرب‪ ،‬لذلك سنصير مثله ألننا سنراه كما هو ‪1‬يو ‪2 : 3‬‬

‫سمعت صوت أجنحتها كخرير مياه كثيرة = هكذا يفعل النحل صوتاً بأجنحته ولماذا تصدر المالئكة هذه‬

‫األ صوات ؟ هذه األصوات لتلقى الخشوع فى قلب النبى‪ ،‬حتى يستطيع أن يسمع صوت اهلل إذا تكلم (آية ‪)28‬‬ ‫وهذا ما حدث مع إيليا‪ .‬فقد شعر بريح عظيمة وشديدة قد شقت الجبال وكسرت الصخور‪ ،‬ثم شعر بزلزلة‪ ،‬ثم‬

‫نار ولم يكن اهلل فى كل هذه‪ ،‬بل فى صوت منخفض خفيف كلم اهلل إيليا‪ ،‬فلماذا كان كل هذا ؟ كانت الريح‬ ‫والزلزلة والنار هى صوت أجنحة المالئكة التى أعدت إيليا ليسمع صوت اهلل‪ ،‬أى تجعله واقفاً فى خشوع أمام‬ ‫اهلل‪ ،‬ونحن ال نستطيع أن نسمع صوت اهلل قبل أن نخشع (لذلك نبدأ بالصلوات والتراتيل والتسابيح فى إجتماعاتنا‬

‫قبل سماع الكلمة) راجع ‪1‬مل ‪13 – 11 : 12‬‬

‫كصوت القدير = فى رؤيا يوحنا‪ ،‬سمع يوحنا صوت اهلل كصوت مياه كثيرة فصوت المالئكة يشبه صوت اهلل‪.‬‬ ‫وهذا معنى القبة البلورية‪ ،‬فهم يعكسون صورة مجد اهلل فى سماته وصوته ونوره‪.‬وتعني انهم ينفذون ارادة اهلل‬

‫حرفيا ‪ .‬وما نراه من احداث في حياتنا هو عمل المالئكة الذي هو ارادة اهلل ‪ ،‬وكأننا نسمع صوت اهلل حين‬ ‫نتأمل في احداث الحياة ‪ .‬ومن له العين المفتوحة سيسبح اهلل ومن عينه مغلقة سوف يتذمر معترضاً‬

‫وصوت خرير المياه الكثيرة صوت مخيف = صوت ضجة كصوت جيش = هكذا الكنيسة فى قوتها بمسيحها‬ ‫الذى فيها تكون للشيطان مرهبة كجيش بألوية نش ‪.4 : 3‬‬

‫أرخت أجنحتها = سكتت عن الصوت ليسمع النبى صوت اهلل (كما حدث مع إيليا) لذلك نسمع بعد ذلك مباشرة‬

‫فكان صوت من فوق المقبب أى صوت من يجلس على العرش‪ .‬عمل المالئكة هنا كعمل حاجب المحكمة‬

‫الذى يصرخ طالباً الهدوء ليسمع الجميع حكم القاضى‪ ...‬ومن له أذنان للسمع فليسمع‪ .‬عموماً هناك أحداث‬ ‫كثيرة فى حياتنا على األرض هى بعمل المالئكة‪ ،‬وهذه األحداث قد تكون مخيفة لنخشع أمام اهلل‪ ،‬ولكننا لن‬ ‫نسمع صوت اهلل‪ ،‬إال إذا دخلنا مخدعنا فى هدوء‪ ،‬فصوت اهلل ال يسمع سوى فى الهدوء‪ ،‬فهو صوت منخفض‬

‫خفيف ‪1‬مل ‪ 13 – 11 : 12‬لكن هذا لمن هو في حالة خشوع وتسبيح وليس تذمر ‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬ ‫‪26‬‬ ‫َّب الَِّذي علَى ر ُؤ ِ‬ ‫ق ا ْلمقَب ِ‬ ‫وس َها ِش ْب ُه َع ْر ٍ‬ ‫ق األ َْزَر ِ‬ ‫ش َك َم ْنظَ ِر َح َج ِر ا ْل َع ِقي ِ‬ ‫ق‪َ ،‬و َعلَى‬ ‫َ ُ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)28-26‬وفَ ْو َ ُ‬ ‫‪27‬‬ ‫ار َد ِ‬ ‫ِش ْب ِه ا ْلعر ِ ِ‬ ‫ت ِم ْث َل م ْنظَ ِر ُّ‬ ‫الن َح ِ‬ ‫ظ ِر َن ٍ‬ ‫سٍ‬ ‫اخلَ ُه ِم ْن‬ ‫اس الالَّ ِم ِع َك َم ْن َ‬ ‫ق‪َ .‬و َأر َْي ُ‬ ‫ان َعلَ ْي ِه ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫ش ش ْب ٌه َك َم ْنظَ ِر إِ ْن َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ت ِم ْث َل َم ْنظَ ِر َن ٍ‬ ‫ان ِم ْن َح ْولِ َها‪.‬‬ ‫ت‪َ ،‬أر َْي ُ‬ ‫ق‪َ ،‬و ِم ْن َم ْنظَ ِر َح ْق َوْي ِه إِلَى تَ ْح ُ‬ ‫َح ْولِ ِه‪ِ ،‬م ْن َم ْنظَ ِر َح ْق َوْي ِه إِلَى فَ ْو ُ‬ ‫ار َولَ َها لَ َم َع ٌ‬ ‫‪28‬‬ ‫الس َح ِ‬ ‫ظ ِر ا ْلقَ ْو ِ‬ ‫ظ ُر اللَّ َم َع ِ‬ ‫ب‪َ .‬ولَ َّما‬ ‫الر ِّ‬ ‫س الَِّتي ِفي َّ‬ ‫ان ِم ْن َح ْولِ ِه‪ .‬ه َذا َم ْن َ‬ ‫ط ٍر‪ ،‬ه َك َذا َم ْن َ‬ ‫اب َي ْوَم َم َ‬ ‫َك َم ْن َ‬ ‫ظ ُر ِش ْب ِه َم ْج ِد َّ‬ ‫ت ُمتَ َكلٍِّم‪".‬‬ ‫ص ْو َ‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫َأر َْيتُ ُه َخ َرْر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ت َعلَى َو ْج ِهي‪َ ،‬و َ‬ ‫ما سبق وتقدم من هذه الرؤيا كان مقدمة لهذه األيات‪ ،‬أى إعداد النبى ليسمع صوت الكلمة اإلبن الجالس على‬

‫العرش شبه عرش عليه كمنظر إنسان = ما يراه النبى هو أشباه األشياء‪ ،‬ألنه وهو فى الجسد ال يستطيع أن‬

‫يرى الحقائق‪ .‬وهنا نرى أحد ظهورات اإلبن فى شكل إنسان قبل أن يتجسد‪ ،‬كما ظهر إلبراهيم من قبل‪ ،‬ونرى‬

‫السيد جالساً على عرش إعالناً لسلطته الملكية له المجد‪ ،‬وهذا ما رآه أيضاً يوحنا فى رؤياه رؤ ‪ .2 : 4‬ما رآه‬

‫النبى هنا يعطى كرامة لإلنسان‪ ،‬أن يظهر اهلل فى صورة إنسان‪ ،‬وكان إعالناً عما سيحدث فى ملء الزمان من‬ ‫تجسده‪ .‬ولنرى أى كرامة وصل لها اإلنسان نسمع وعد المسيح "من يغلب يجلس معى فى عرشى كما جلست أنا‬

‫مع اآلب فى عرشه رؤ ‪. 21 : 3‬‬

‫حجر العقيق األزرق = اللون األزرق لون السماء‪ ،‬فالمسيح المتجسد قد جاء من السماء وبعد فدائه سيصعد‬

‫للسماء‪ ،‬وهو دائماً فى السماء يو ‪13 : 3‬‬

‫النحاس الالمع كمنظر نار داخله = النحاس يشير لناسوته والنار تشير لالهوته وفى هذا إشارة للتجسد‪ .‬واتحاد‬ ‫النار بالنحاس إشارة إلتحاد الالهوت بالناسوت‪ .‬والنحاس كما قلنا يشير للدينونة‪ ،‬فبالصليب دان المسيح الخطية‬ ‫والشيطان والموت‪.‬‬

‫لها لمعان من حولها = أى مجد‪ .‬كمنظر القوس = قوس قزح‪ .‬وفى الرؤيا رأى يوحنا الالهوتى قوس قزح يحيط‬ ‫بالعرش رؤ ‪ .3 : 4‬وهذا إعالن أن اهلل يذكر وعده لنوح‪ ..‬أنه ال يعود يغرق العالم بالطوفان ليفنيه‪ ،‬أى أن‬ ‫إرادته هى أن يعطى حياة (نفس معنى الزبرجد)‪ .‬وهذا ما أتى المسيح وتجسد ليفعله‪ ،‬أى ليعطي حياة للذين ماتوا‬

‫بسبب الخطية‪ .‬إذاً معنى الرؤيا أن المسيح السماوى الجالس على العرش والمالئكة خاضعة له‪ ،‬سيتخذ جسداً‬ ‫(نحاس) يتحد بالهوته (النار)‪ .‬ويكون هذا التدبير (البكرات) ليعطى حياة لإلنسان حتى ال يهلك اإلنسان بل‬

‫تكون له حياة أبدية‪ .‬والحظ أنه يقول لها لمعان كمنظر القوس أى أن مجد اهلل سيعلن لنا فى إرادته أن تكون لنا‬ ‫حياة‪ ،‬وبتدبيره الفدائى الذى سيعطينا حياة أبدية‪.‬‬ ‫مالحظات ختامية عن اإلصحاح األول‬

‫‪ -1‬كان ما رآه النبى أشباه الحقائق وليست الحقائق بحسب طبيعتها‪ ،‬فاهلل فى مجده ال يراه إنسان ويعيش‪ ،‬ولكن‬ ‫ما رآه النبى ‪-:‬‬

‫أ‪ -‬بحسب ما يستطيع أن يرى‬ ‫ب‪ -‬بحسب ما يستطيع أن يصف‬

‫‪21‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األول)‬

‫ج‪ -‬وما وصفه كان بحسب محدودية لغتنا البشرية‪.‬‬

‫‪ -2‬مع أن ما رآه ليس هو الحقائق‪ ،‬إال أن ما رآه كان كافياً ألن يجعله يسقط على وجهه‪ ،‬غير قادر أن يقف‬ ‫أمام اهلل القدوس‪ ،‬وسجد فى تواضع وخشوع‪ ،‬شاع اًر بعدم اإلستحقاق‪ ،‬وبقدر إتضاعنا وشعورنا بعدم اإلستحقاق‪،‬‬

‫وبقدر ما يعلن اهلل نفسه للمتضع‪ .‬والعكس صحيح أيضاً فبقدر ما نرى اهلل ونعرفه نشعر بضآلة حجمنا وأننا ال‬

‫شئ‪ .‬ولذلك حينما سقط النبى أمام اهلل واتضع تكلم معه اهلل وأقامه ليسمع‪.‬‬ ‫‪ -3‬إذا تشبهنا بهؤالء المالئكة‪ ،‬يرتاح اهلل فينا ويستخدمنا لمجد إسمه‪.‬‬

‫‪ -4‬ولكن كيف نعرف اهلل ليرتاح اهلل فينا ؟ هناك قول شائع "هل تعرف فالن‪ ...‬أعرفه‪....‬هل عاشرته ؟‪....‬‬

‫ال‪ ....‬إذاً أنت ال تعرفه‪ .‬وبنفس المنطق‪ ،‬حتى نعرف اهلل علينا أن نعاشره من خالل الصلوات ودراسة الكتاب‬

‫المقدس لنسمع صوته ونتعرف عليه وعلى صفاته‪ ،‬وبهذا نحبه ويصبح قلبنا مكاناً يسند فيه إبن اإلنسان رأسه وال‬

‫يعود قلبنا بعد مكاناً للثعالب ولطيور السماء‪ .‬وابن اهلل قام بدوره الفدائى ليقدسنا‪ ،‬ويتبقى دورنا وهو أن ننفصل‬ ‫عن كل شر فال شركة للنور مع الظلمة‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني)‬

‫اإلصحاح الثانى‬

‫عودة للجدول‬

‫كانت نهاية اإلصحاح السابق سقوط النبى على وجهه‪ ،‬وهنا نرى أمر اهلل له بالقيام وبعد ذلك دخل فيه الروح‪.‬‬

‫وهذا ما حدث أيضاً لبولس الرسول‪ ،‬فهو قد سقط أمام نور المسيح فى الطريق ثم قام‪ ،‬ثم إمتأل من الروح‬

‫القدس‪ .‬بل هذا هو طريق اإلمتالء من الروح القدس دائماً‪ .‬فالسيد المسيح أرسل لنا الروح القدس بعد أن مات‬ ‫وقام وصعد إلى السماء‪ .‬وحتى نمتلئ نحن من الروح القدس علينا أن نسلك نفس الطريق أى نبدأ بأن نقف أمام‬

‫الخطية كأموات رو ‪ 11 : 3‬ونحيا فى جدة الحياة‪ ،‬أى الحياة المقامة فى المسيح‪ ،‬ونحيا فى السماويات‪ ،‬وال‬ ‫نعود بعد نحيا فى األرضيات‪ ،‬وقتها سنختبر إمكانيات وقوة القيامة ونمتلئ من الروح القدس‪ ،‬فيرسلنا اهلل للشهادة‬

‫إلسمه‪ ،‬كما أرسل اهلل حزقيال لخدمته‪ .‬بل تم هنا تلقين حزقيال ماذا سيقول‪ ،‬ووضع له الكالم فى فمه وداللة هذا‬ ‫كان الدرج الذى أ ِ‬ ‫ُمر بأن يأكله ‪ 1 : 3 + 8 : 2‬وهذا ما ع ِمله النبى فعالً فى اإلصحاح التالى ‪.3 ،2 : 3‬‬ ‫ونالحظ أن اهلل ينبه النبى أال يخاف هذا الشعب المتمرد‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫وح لَ َّما تَ َكلَّ َم َم ِعي‪،‬‬ ‫اآليات (‪ " -:)5-1‬فَقَ َ‬ ‫ال لِي‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫آد َم‪ ،‬قُ ْم َعلَى قَ َد َم ْي َك فَأَتَ َكلَّ َم َم َع َك»‪ .‬فَ َد َخ َل ف َّي ُر ٌ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأَقَ ِ‬ ‫ُم ٍة‬ ‫يل‪ ،‬إِلَى أ َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ت ا ْل ُمتَ َكلِّ َم َم ِعي‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ال لِي‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫آد َم‪ ،‬أَ​َنا ُم ْرسلُ َك إِلَى َبني إِ ْ‬ ‫امني َعلَى قَ َد َم َّي فَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪4‬‬ ‫اؤ ُهم عصوا علَ َّي إِلَى َذ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ب ا ْل ُقلُ ِ‬ ‫وب‪،‬‬ ‫ساةُ ا ْل ُو ُجوِه َو ِّ‬ ‫ات ه َذا ا ْل َي ْوِم‪َ .‬وا ْل َب ُن َ‬ ‫الصالَ ُ‬ ‫آب ُ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ُمتَ َمِّرَدة قَ ْد تَ َم َّرَد ْت َعلَ َّي‪ُ .‬ه ْم َو َ‬ ‫ون ا ْلقُ َ‬ ‫ب‪5 .‬و ُهم إِ ْن ِ‬ ‫ت ُمتَ َمِّرٌد‪ ،‬فَِإ َّن ُه ْم‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫أَ​َنا ُم ْر ِسلُ َك إِلَ ْي ِه ْم‪ .‬فَتَقُو ُل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫امتَ​َن ُعوا‪ ،‬أل ََّن ُه ْم َب ْي ٌ‬ ‫َ‬ ‫سم ُعوا َوِا ِن ْ‬ ‫الر ُّ َ ْ‬ ‫ان َب ْي َن ُه ْم‪".‬‬ ‫ون أ َّ‬ ‫َن َن ِبيًّا َك َ‬ ‫َي ْعلَ ُم َ‬

‫أخذ البعض قصة سقوط النبى على وجهه ثم دخول الروح فيه ‪ ،‬واستغلوه بطريقة منحرفة‪ ..‬إذ إدعوا أنهم قادرون‬ ‫أن ينفخوا فى وجوه الناس فيمتلئون من الروح القدس‪ ،‬ويكون عالمة إمتالئهم بنفختهم وقوع الناس على األرض‬

‫فى غيبوبة‪ .‬ويستدلون بما حدث هنا لحزقيال‪ ،‬وكما حدث أيضاً لدانيال ‪ 11 – 4 : 14‬وكما حدث ليوحنا فى‬

‫الرؤيا ‪ 14 : 1‬ونرد على هؤالء ‪-:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫حزقيال ودانيال ويوحنا لم يسقطوا نتيجة إمتالئهم بالروح‪ ،‬بل نتيجة ما رأوه من مجد المسيح‪ ،‬فلم‬ ‫يحتملوا‪ .‬والدليل أن الروح دخل فى حزقيال بعد أن أقامه الرب أيات ‪.2 ،1‬‬

‫‪-2‬‬

‫المسيح نفخ فى تالميذه وقال لهم إقبلوا الروح القدس‪ ....‬ولم يسقطوا على وجوههم يو ‪ .22 : 24‬وهكذا‬

‫صنع بولس الرسول حينما وضع يديه على المؤمنين المعمدين فى أفسس حل عليهم الروح القدس أع‬

‫‪ 3 : 12‬ولم نسمع أنهم سقطوا على وجوههم‪ .‬وما زالت الكنيسة تمارس هذا فى سر الميرون ولم نسمع‬

‫أن كاهنا مسح أحد المعمدين بزيت الميرون ونفخ فيه ليقبل الروح القدس‪ ،‬أن هذا المعمد قد سقط مغشياً‬

‫عليه‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني)‬

‫‪-3‬‬

‫لم ن سمع فى الكتاب المقدس كله أن أى حادثة إمتالء من الروح القدس صاحبها غيبوبة‪ .‬ولم نسمع هذا‬

‫‪-4‬‬

‫فى سر الميرون يحل الروح القدس على المعمد‪ ،‬أما اإلمتالء من الروح القدس‪ ،‬هو مسئولية كل مؤمن‪،‬‬

‫فى كل تاريخ الكنيسة‬

‫ويتوقف هذا على جهاده أف ‪2 +18 : 6‬تى ‪ 3 : 1‬فبولس هنا لم يستدعى تيموثاوس ليمأله بالروح‬

‫القدس بأن ينفخ فيه بعد أن سبق ووضع اليد عليه‪ ،‬بل هو يطلب منه الجهاد ليمتلئ‪.‬‬

‫يا إبن آدم = تكرر هذا اللقب لحزقيال ‪ 86‬مرة ليعرف أنه إنسان خاطئ فال يرتفع بالرغم من كل هذه الرؤى‪.‬‬ ‫وهو كإبن آدم مثل الشعب سيدينهم‪ .‬راجع تفسير (حز ‪)4-1:24‬‬

‫قم على قدميك = سبق اهلل وقال لموسى "ال يرانى اإلنسان ويعيش" خر ‪ "24 : 33‬وذلك ألن طبيعتنا ضعفت‬ ‫بسبب الخطية‪ ،‬فأصبحنا ال نحتمل أن نرى اهلل فى مجده‪ ،‬كما ال تحتمل أعصاب العين أن ترى نور الشمس‬ ‫واال تحترق‪ .‬لذلك فإن اهلل يعطى قديسيه معونة خاصة حتى يستطيعوا أن يروا جزءاً من مجده‪ ،‬وبحسب ما‬ ‫تحتمل طبيعتهم الضعيفة‪ ،‬ومع هذا فهم حينما يرون ما يرونه يسقطون غير محتملين‪ ،‬وهنا يعطيهم اهلل قوة‬

‫ومعونة ليقوموا‪.‬‬

‫فى روح = الحظ أن الروح دخله بعد أن كلمه اهلل فالروح ينتقل إلينا بواسطة كلمة اهلل يو‬ ‫فأتكلم معك‪ ...‬فدخل َّ‬ ‫‪ + 23 : 14‬يو ‪ + 23 : 16‬يو ‪4 : 13‬‬

‫أنا مرسلك = الحظ محبة اهلل الذى يرسل نبياً لشعب يعرف أنه متمرد بل هم وأباءهم عصوا على‪ .‬بل هم قساة‬

‫الوجوه = فى ترجمة أخرى الوقحون‪ ..‬والحظ أن اإلصرار على عدم التوبة يقود للقساوة‪ .‬هكذا يقول السيد الرب‬ ‫= إذاً اهلل أعطى له سلطة ليتكلم بإسمه‪ .‬أما الشعب ستكون له الحرية أن يسمعوا وأن يمتنعوا‪ .‬ولكنهم على كل‬

‫حال سيعلمون أن نبياً كان فى وسطهم‬ ‫أ)‬

‫فمن سمعوا سيعلمون أنه كان نبياً من اهلل بإختبارهم للتعزية واإلصالح‪ ،‬هكذا سمى بولس الرسول‬

‫ب)‬

‫والذين إمتنعوا سيعرفون أنه كان نبياً من توبيخ ضمائرهم ثم بقضاء اهلل العادل ضدهم وسيعرفون هذا‬

‫المؤمنين "ختم رسالتى ‪1‬كو ‪ "2 : 2‬فهم دليل على صدق رسالته بالقوة التى عملت فيهم لتغييرهم‬ ‫من إختباراتهم الحزينه ومن الضربات التى ستأتى عليهم‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫سالَّ ٌء لَ َد ْي َك‪،‬‬ ‫اآليات (‪ " -:)11-6‬أ َّ‬ ‫ف ِم ْن ُه ْم‪َ ،‬و ِم ْن َكالَ ِم ِه ْم الَ تَ َخ ْ‬ ‫آد َم فَالَ تَ َخ ْ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫َما أَْن َ‬ ‫يس َو ُ‬ ‫ف‪ ،‬أل ََّن ُه ْم قَ ِر ٌ‬ ‫ت سِ‬ ‫اك ٌن َب ْي َن ا ْل َعقَ ِ‬ ‫ت ُمتَ َمِّرٌد‪َ 7 .‬وتَتَ َكلَّ ُم َم َع ُه ْم‬ ‫ار ِب‪ِ .‬م ْن َكالَ ِم ِه ْم الَ تَ َخ ْ‬ ‫ف َو ِم ْن ُو ُجو ِه ِه ْم الَ تَْرتَِع ْب‪ ،‬ألَنَّ ُه ْم َب ْي ٌ‬ ‫َوأَ ْن َ َ‬ ‫‪8‬‬ ‫ِب َكالَ ِمي‪ ،‬إِ ْن ِ‬ ‫اس َم ْع َما أَ​َنا ُم َكلِّ ُم َك ِب ِه‪ .‬الَ تَ ُك ْن ُمتَ َمِّرًدا‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫ون‪َ « .‬وأَ ْن َ‬ ‫امتَ​َن ُعوا‪ ،‬أل ََّن ُه ْم ُمتَ َمِّرُد َ‬ ‫آد َم‪ ،‬فَ ْ‬ ‫َ‬ ‫سم ُعوا َوِا ِن ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت وِا َذا ِبي ٍد مم ُد َ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يها‪ .‬فَ َن َ‬ ‫ش َرهُ‬ ‫ودة إِلَ َّي‪َ ،‬واِ َذا ِب َد ْر ِج س ْف ٍر ف َ‬ ‫َكا ْل َب ْيت ا ْل ُمتَ َمِّرِد‪ .‬افْتَ ْح فَ َم َك َو ُك ْل َما أَ​َنا ُم ْعطي َك ُه»‪ .‬فَ َنظَ ْر ُ َ َ َ ْ‬ ‫اخل و ِم ْن قَفَاه‪ ،‬و ُك ِت ِ ِ ٍ ِ‬ ‫امي و ُهو م ْكتُوب ِم ْن َد ِ‬ ‫أَم ِ‬ ‫يب َو َوْي ٌل‪".‬‬ ‫ب فيه َم َراث َوَنح ٌ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ َ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ال تخف منهم = من يؤدى خدمة هلل عليه أال يخاف‪ ،‬فاهلل الذى يخدمه قادر أن يحيطه بعنايته‪ .‬ومن يخاف من‬ ‫الناس ومن أعمالهم فهو بهذا يشكك فى قوة اهلل وصدق وعوده‪ ،‬وهو بهذا يهين اهلل‪ ،‬وهذا يرتد على الخادم‬

‫‪24‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني)‬

‫الخائف بزيادة خوفه وفقدانه لسالمه‪ ،‬لذلك ينبه اهلل إرمياء النبى بقوله "ال ترتاع من وجوههم لئال أريعك أمامهم‬

‫إر ‪ ."14 : 1‬إذاً ليثق كل خادم‪ ،‬بل كل مؤمن فى حماية اهلل له‪ .‬وليس معنى هذا أن الخادم أو الكارز لن‬

‫يصيبه أى ضرر من األشرار‪ ،‬فها هو اهلل ينبه النبى بأن هذا الشعب هو شعب مؤذ‪ ،‬فهم سالء = شوك‪ .‬قريس‬ ‫= ورد برى مملوء بالشوك‪ .‬والحظ أن الشوك هو ثمرة للخطية‪ .‬بل هم عقارب سامة (قارن مع سم األصالل‬

‫تحت شفاههم رو ‪ .)13 : 3‬فهؤالء األشرار قد يلحقون بعض األذى بخدام اهلل‪ ،‬وأوالد اهلل عموماً‪ ،‬ولكن علينا أن‬ ‫نفهم أنه ال سلطان لهم علينا إال بسماح من اهلل ( يو ‪ .)11:12‬لذلك ال نخاف بل نثق أننا فى ظل الحماية‬

‫اإللهية‪ ،‬وما يحدث لنا هو بسماح منه‪ ،‬إذ نحن محفوظين فى يده‪ ،‬بل منقوشين على كفه إش ‪ + 13 : 42‬رؤ‬

‫‪ .1 : 2‬وحتى إذا سمح اهلل ببعض األذى من أشواك األشرار‪ ،‬فإن تعزياته تدرك أوالده‪ ،‬حامالً معهم صليبهم‬ ‫كما فعل مع الثالثة فتية فى أتون النار‪.‬‬

‫والنبى عليه أن يكلم الشعب بما سيعطيه له اهلل إن سمعوا وان إمتنعوا = فهو عليه توصيل الرسالة‪ ،‬وعليه أن ال‬ ‫يهتم بالنتيجة‪ ،‬فالمهم أن يكون أميناً فى رسالته‪ ،‬وأن يوصلها كما إستلمها‪ .‬ونالحظ أن عدم إنقياد الشعب لكالم‬

‫الواعظ ليس سبباً وجيهاً ألن يكف الواعظ عن خدمته‪ .‬بل أنه إذا إمتنع الخادم أن يتكلم صار متمرداً هو اآلخر‪،‬‬

‫لذلك ينبه اهلل النبى قائالً ال تكن متمرداً = فعلى الخادم أن يتكلم بكلمة اهلل لكل إنسان حتى لمن يتصور أنه ال‬ ‫يستحق‪ ،‬أو لمن يتصور أن حالته ميئوس منها‪ ،‬وليثق الخادم أنه ليس هو الذى يقود السامع للتوبة‪ ،‬بل هو‬

‫عمل اهلل الخفى‪ .‬والحظ فى قصة يونان غضب اهلل على تمرده وهروبه من الخدمة الصعبة التى طلبها اهلل منه‪.‬‬

‫أما ربنا يسوع فقال "إن أمكن أن تعبر عنى هذه الكأس ولكن لتكن مشيئتك" إفتح فمك وكل = موضوع عمله هو‬ ‫كلمة اهلل التى ينبغى أن يأكلها فتشبع بها أعماقه الداخلية وتكون موضوع تفكيره المستمر ويهضمها بعقله ويختبر‬

‫قوتها ولذتها ويكون مستعداً أن يخرجها للناس فى أى وقت كإختبار معاش‪ .‬وعليه أن يجتر فيها اليوم كله وال‬

‫تقف عند حد اإلقتناع العقلى بل تدخل إلى أعماقه‪ .‬وهنا يخرج للناس خبراته الحلوة إذ يطبق كالم اهلل فى حياته‪.‬‬

‫واذا بيد ممدودة = هناك يد اهلل الممدودة دائماً تقدم لنا عطاياه فال يجب أن نتركها ممدودة دون أن نأخذ بشكر‪،‬‬ ‫واذا لم نصنع نصبح متمردون‪ .‬مكتوب من داخل ومن قفاه = أى مكتوب من على الوجهين‪ ،‬وقد يعنى هذا‬

‫وعود من ناحية ووعيد من األخرى‪ ،‬أو كالم له معنى فى الظاهر وله أعماق أخرى‪ ،‬أو خطاياهم وانذارات اهلل‬ ‫ألجلها‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث)‬

‫اإلصحاح الثالث‬

‫عودة للجدول‬

‫هذا اإلصحاح إعداد النبي لمهمته التى دعاه اهلل إليها‪ ،‬وذلك بأكله الدرج (الكتاب) وبعض التعليمات الجديدة‪،‬‬ ‫وتشجيعه بإعطائه دفعة قوية حملته لمن أرسله اهلل لهم‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ت‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اآليات (‪ " -:)15-1‬فَقَ َ‬ ‫آد َم‪ُ ،‬ك ْل َما تَ ِج ُدهُ‪ُ .‬ك ْل ه َذا الد َّْر َج‪َ ،‬واذ َ‬ ‫يل»‪ .‬فَفَتَ ْح ُ‬ ‫ْه ْب َكلِّ ْم َب ْي َ‬ ‫ال ِلي‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫امألْ َج ْوفَ َك ِم ْن ه َذا الد َّْر ِج الَِّذي أَ​َنا ُم ْع ِطي َك ُه»‪.‬‬ ‫فَ ِمي فَأَ ْط َع َم ِني ذلِ َك الد َّْر َج‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ال لِي‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫آد َم‪ ،‬أَ ْطع ْم َب ْط َن َك َو ْ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫يل َو َكلِّ ْم ُه ْم ِب َكالَ ِمي‪.‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س ِل َحالَ َوةً‪ .‬فَقَ َ‬ ‫آد َم‪ ،‬اذ َ‬ ‫ال لِي‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫ض إِلَى َب ْيت إِ ْ‬ ‫ص َار في فَمي َكا ْل َع َ‬ ‫فَأَ َك ْلتُ ُه فَ َ‬ ‫ْه ِب ْ‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫وب َك ِثيرٍة َغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫شع ٍب َغ ِ‬ ‫ض اللُّ َغ ِة َوثَ ِق ِ‬ ‫ش ُع ٍ‬ ‫ام ِ‬ ‫سِ‬ ‫ض ِة‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل‪ .‬الَ إِلَى ُ‬ ‫ام َ‬ ‫ان‪َ ،‬ب ْل إِلَى َب ْيت إِ ْ‬ ‫سل إِلَى َ ْ‬ ‫يل اللِّ َ‬ ‫أل ََّن َك َغ ْي ُر ُم ْر َ‬ ‫َ‬ ‫هؤالَ ِء لَس ِمعوا لَ َك‪ِ 7 .‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫سِ‬ ‫َن‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل الَ َي َ‬ ‫س ْلتُ َك إِلَى ُ‬ ‫اء أ ْ‬ ‫لك َّن َب ْي َ‬ ‫سَ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ان لَ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ت تَ ْف َه ُم َكالَ َم ُه ْم‪َ .‬فلَ ْو أ َْر َ‬ ‫اللُّ َغة َوثَقيلَة اللِّ َ‬ ‫ِ‬ ‫َن ُك َّل ب ْي ِت إِسرِائ َ ِ‬ ‫ساةُ ا ْل ُقلُ ِ‬ ‫وب‪8 .‬هأَ​َن َذا قَ ْد‬ ‫س َم ُعوا لِي‪ .‬أل َّ‬ ‫س َم َع لَ َك‪ ،‬ألَنَّ ُه ْم الَ َي َ‬ ‫شُ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫اؤ َ‬ ‫يل صالَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫َي ْ‬ ‫ب ا ْل ِج َباه َوقُ َ‬ ‫َْ‬ ‫‪9‬‬ ‫ت و ْجه َك ص ْلبا ِمثْ َل وجو ِه ِهم‪ ،‬وج ْبهتَ َك ص ْلب ًة ِمثْ َل ِجب ِ‬ ‫ت َج ْب َهتَ َك َكا ْل َم ِ‬ ‫الص َّو ِ‬ ‫ان‪،‬‬ ‫ب ِم َن َّ‬ ‫اه ِه ْم‪ ،‬قَ ْد َج َع ْل ُ‬ ‫َصلَ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َج َع ْل ُ َ َ ُ ً‬ ‫اس أ ْ‬ ‫ُ​ُ ْ َ​َ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫آد َم‪ُ ،‬ك ُّل ا ْل َكالَِم الَِّذي أُ َكلِّ ُم َك ِب ِه‪،‬‬ ‫ت ُمتَ َمِّرٌد»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ال لِي‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫فَالَ تَ َخ ْف ُه ْم َوالَ تَْرتَِع ْب ِم ْن ُو ُجو ِه ِه ْم أل ََّن ُه ْم َب ْي ٌ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫ش ْع ِب َك‪َ ،‬و َكلِّ ْم ُه ْم َوقُ ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَا َل‬ ‫ين‪ ،‬إِلَى َب ِني َ‬ ‫ض اذ َ‬ ‫س ِب ِّي َ‬ ‫ْه ْب إِلَى ا ْل َم ْ‬ ‫أ َْو ِعه في َق ْل ِب َك َو ْ‬ ‫اس َم ْع ُه ِبأُ ُذ َن ْي َك‪َ .‬و ْ‬ ‫ب‪ ،‬إِ ْن س ِمعوا وِا ِن امتَ​َنعوا»‪12 .‬ثُ َّم حملَ ِني روح‪ ،‬فَس ِمع ُ ِ‬ ‫ب‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ت َر ْع ٍد َع ِظ ٍيم‪ُ « :‬م َب َار ٌك َم ْج ُد َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫ُ ٌ َ ْ‬ ‫ت َخ ْلفي َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت أ ِْ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َر ْع ٍد َع ِظ ٍيم‪.‬‬ ‫ص ْو َ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫ت ا ْل َب َك َرات َم َع َها َو َ‬ ‫َجن َحة ا ْل َح َي َوا َنات ا ْل ُمتَالَصقَة ا ْل َواح ُد ِبأَخيه َو َ‬ ‫م ْن َم َكانه»‪َ .‬و َ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ت م ًّار ِفي حرارِة ر ِ‬ ‫الروح وأ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫الر ِّ‬ ‫وحي‪َ ،‬وَي ُد َّ‬ ‫ب َكا َن ْت َ‬ ‫يدةً َعلَ َّي‪ .‬فَ ِج ْئ ُ‬ ‫ش ِد َ‬ ‫س ِب ِّي َ‬ ‫ت إِلَى ا ْل َم ْ‬ ‫فَ َح َملَني ُّ ُ َ‬ ‫َ​َ َ ُ‬ ‫َخ َذني‪ ،‬فَ َذ َه ْب ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫اك ِن َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫س ِط ِه ْم‪".‬‬ ‫يب‪َّ ،‬‬ ‫ور‪َ .‬و َح ْي ُ‬ ‫س َك ُنوا ُه َن َ‬ ‫س َك ْن ُ‬ ‫ع ْن َد تَ ِّل أَِب َ‬ ‫س ْب َع َة أَيَّام ُمتَ َح ِّي ًار في َو ْ‬ ‫ت َ‬ ‫اك َ‬ ‫ث َ‬ ‫ين ع ْن َد َن ْه ِر َخ ُاب َ‬ ‫على الخادم أن يتذوق كلمة اهلل أوالً قبل أن يبدأ خدمته‪ ،‬ومن يتذوقها تصير فى فمه كالعسل = وهذا ما قاله‬

‫داود مز ‪ 143 : 112‬وارمياء إر ‪ 13 : 16‬ويوحنا رؤ ‪ .2 : 14‬بل أنه على كل إنسان‪ ،‬خادم أو مخدوم أن‬ ‫يتذوق كلمة اهلل‪ ،‬وذلك بأن يأكل الدرج كله‪ ،‬أى ينفذ ويعيش طائعاً مختب اًر كل وصايا اهلل‪ ،‬والطعام نأكله لتسرى‬

‫الحياة فى دمائنا‪ ،‬أى نحيا بما نسمعه وليس فقط نعلم به‪ .‬وعلينا أن نقبل كل كالم اهلل‪ ،‬وال نرفض شيئاً‪ ،‬فال‬

‫نقبل ما يعجبنا ونترك ما ال يعجبنا (مثل من ال يستريح لوصية دفع العشور فيتركها) راجع ( مت ‪– 24 : 4‬‬

‫‪) 24‬‬

‫ففتحت فمى فأطعمنى‪ ...‬ثم أطعم بطنك = فيبدو كأن النبى أبقى الكالم فى فمه أوالً ولم يبتلعه‪ ،‬لذلك كان له‬

‫األمر التالى إطعم بطنك = وهذا أشبه بالخادم الذى يعظ كثي اًر‪ ،‬وال ينفذ ما يقوله‪ .‬أو من يعرف معرفة عقالنية‬

‫دون إختبار ومعايشة لكالم اهلل‪ ،‬بينما إنجيلنا قوته تظهر حينما يكون إنجيالً معاشاً‪ ،‬اهلل يريد أن تكون هذه‬ ‫المعرفة فى األعماق‪ .‬وهذا معنى ِ‬ ‫أوع ِه فى قلبك (آية ‪ .)14‬ونالحظ إذا أطعنا الوصايا‪ ،‬حتى ما نتصوره منها‬ ‫أنه صعب التنفيذ‪ ،‬سنجد لذلك لذة مثل العسل ( مت ‪ ) 24 – 24 : 4‬ألنك غير مرسل لشعب غامض اللغة =‬

‫‪26‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث)‬

‫اهلل أرسله لشعبه الذى يتكلم نفس لغته‪ ،‬بل هو يعيش وسطهم فى السبى شاع اًر بأالمهم ومذلوالً معهم‪ ،‬ولذلك‬ ‫يستطيع أن يتكلم بلسانهم‪ ...‬وهذا هو المفهوم الصحيح لموهبة األلسنة اآلن‪ ،‬أى أن يعطى الروح القدس الكلمات‬

‫المناسبة فى فم ولسان الخادم‪ ،‬فيكون للكلمة تأثيرها القوى‪ .‬والروح يعطى للخادم كلمات تعزية للحزين‪ ،‬وكلمات‬

‫توبيخ للمستهتر‪ ،‬وكلمات تشجيع للنفس اليائسة‪ .‬واذا كانت الكلمات من الروح القدس فهى ال تعود فارغة إش‬

‫‪ ،11 : 66‬وتكون الكلمات لها تأثيرها المطلوب فى نفس سامعها‪ ،‬أما التكلم باللغات فالكنيسة ال تحتاجه اآلن‪.‬‬ ‫وهذا الشعب المرسل إليهم لن يقبلوه‪ ،‬ولو أُ ِ‬ ‫رسل إلى شعب غريب ربما يقبلونه كما حدث مع شعب نينوى إذ‬

‫أرسل اهلل يونان لهم وهذا يدل على قسوة قلوبهم‪ .‬ولكن اهلل ُيعد خدامه جيداً فهو جعل النبى صلب الوجه مثلهم‬ ‫= فربما كان حزقيال ذو شخصية وديعة خجولة ال يحب أن يجرح أحد أو يسئ لمشاعر أحد‪ ،‬ولهذا قد ال يتمكن‬ ‫من تحذير هؤالء القساة القلوب ومواجهتهم بأخطائهم وانذارهم بالمصائب اآلتية‪ ،‬وألن ما يطلبه اهلل من النبى‬ ‫يحتاج لشخصية جبارة قوية لتواجه هذا الشعب المتمرد فقد أعطاه اهلل صالبة الوجه‪.‬‬

‫إن سمعوا وان إمتنعوا = فالخادم عليه أن يكلم كل واحد بكلمة اهلل سواء كان خاطئاً ً​ً أو قديساً‪ ،‬ولو إمتنع‬ ‫الخادم أن يكلم القديس إذ يظن أنه ال يحتاج‪ ،‬وامتنع أيضاً أن يكلم الخاطئ إذ يظن أنه ال فائدة ترجى منه‪ ،‬فلن‬ ‫يكلم أحداً‪ ،‬ولكن على الخادم أن يكلم بأمانة كل واحد‪.‬‬

‫فسمعت خلفى صوت رعد عظيم = هذا صوت فرحة المالئكة بالنبى الجديد وارساليته‪ ،‬فهم توقعوا توبة الشعب‬ ‫نتيجة لخدمة هذا النبى‪ ،‬وهو صوت تهليلهم‪ ،‬وأيضاً هو صوت مساندة للنبى ليتقدم بثبات‪ ،‬فهو ليس وحده بل‬

‫هم يساندونه‪.‬‬

‫مبارك مجد الرب من مكانه = مبارك مجد الرب من السماء مكانه العلوى‪ ،‬سواء مجده فى هذه الرؤيا نازالً على‬

‫األرض مع مالئكته‪ ،‬أو مجده الذى يغادر الهيكل فالمالئكة يعرفون أنه مهما فعل الرب فهو بار‪ ،‬وان كان‬ ‫األشرار يهينون اهلل بأعمالهم إال أن المالئكة فى السماء يمجدونه‪ ،‬إال أن هذه التسبحة من المالئكة هنا هى‬

‫تعبير عن فرحتهم فى أن مجد اهلل سيظهر فى توبة هذا الشعب بإرسالية هذا النبى‪ ،‬ومجد اهلل يظهر فى قبول‬ ‫اهلل لهؤالء المتمردين‪ ،‬بأن يعمل على توبتهم وتأديبهم فال يهلكوا بل يكون لهم خالص‪ ،‬وخالصنا يفرح المالئكة‬

‫رؤ ‪ + 12 ،2 : 6‬لو ‪ .14 : 16‬وحملنى الروح فذهبت م ارً فى حرارة روحى = الروح أعطى له دفعة روحية‬

‫جبارة ترفعه عن األرضيات‪ ،‬ولكن الجسد كان ناف اًر من الخدمة لمعرفته بأالمها‪ .‬وأن الشعب المرسل له لن يقبله‪.‬‬

‫وكان يتمنى لو أعفى من هذه الخدمة مكتفياً بما رآه من رؤى مجيدة‪ .‬ولكن يد اهلل كانت شديدة عليه = فلم‬ ‫يستطع إال أن يذهب وحمله الروح حيث سكنوا = ليسمع ما يقولون ويالحظ تصرفاتهم ويعايشهم وهناك مكث‬

‫متحي ارً فى وسطهم حين قارن بين جالل الرؤيا وحالهم فى خطيتهم‪ .‬وتركه اهلل يبتلع أحزانه بال رؤى لمدة سبعة‬ ‫أيام‪ ،‬وهذا من حكمة اهلل حتى ال ينتفخ بل يتضع وهكذا يسمح اهلل بضيقات لخدامه لفترات حتى يشعروا بضعفهم‬

‫فيتضعوا بدالً من أن يرتفعوا‪ ،‬فبداية السقوط الكبرياء (‪2‬كو ‪ + 4 : 12‬أم ‪)18 : 13‬‬

‫‪27‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث)‬ ‫‪17‬‬ ‫اآليات (‪16 " -:)21-16‬و َك َ ِ‬ ‫الس ْبع ِة األَي ِ‬ ‫ِ‬ ‫آد َم‪ ،‬قَ ْد‬ ‫َّام أ َّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫َن َكلِ َم َة َّ‬ ‫ص َار ْت إِلَ َّي قَ ِائلَ ًة‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫ب َ‬ ‫ان ع ْن َد تَ َمام َّ َ‬ ‫َ‬ ‫‪18‬‬ ‫جع ْلتُ َك رِق ِ ِ‬ ‫لشِّر ِ‬ ‫ت لِ ِّ‬ ‫وت‪َ ،‬و َما‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ير‪َ :‬م ْوتًا تَ ُم ُ‬ ‫اس َم ِع ا ْل َكلِ َم َة ِم ْن فَ ِمي َوأَْن ِذ ْرُه ْم ِم ْن ِق َبلِي‪ .‬إِ َذا ُق ْل ُ‬ ‫َ ً‬ ‫يل‪ .‬فَ ْ‬ ‫يبا ل َب ْيت إِ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ير ِم ْن طَ ِر ِ‬ ‫لشِّر ِ‬ ‫يئ ِة ِإل ْح َي ِائ ِه‪ ،‬فَذلِ َك ِّ‬ ‫ار لِ ِّ‬ ‫َما َد ُم ُه فَ ِم ْن َي ِد َك‬ ‫ت إِ ْن َذ ًا‬ ‫يق ِه َّ‬ ‫وت ِبِإثْ ِم ِه‪ ،‬أ َّ‬ ‫الرِد َ‬ ‫ير َي ُم ْ‬ ‫ت َوالَ تَ َكلَّ ْم َ‬ ‫أَ ْن َذ ْرتَ ُه أَ ْن َ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫‪19‬‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫ت ِّ‬ ‫ت فَقَ ْد‬ ‫شِّرِه َوالَ َع ْن َ‬ ‫يق ِه َّ‬ ‫وت ِبِإثْ ِم ِه‪ ،‬أ َّ‬ ‫جع َع ْن َ‬ ‫الرِد َ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫يئ ِة‪ ،‬فَِإنَّ ُه َي ُم ُ‬ ‫ت أَ ْن َ‬ ‫أَ ْطلُ ُب ُه‪َ .‬وِا ْن أَ ْن َذ ْر َ‬ ‫ير َولَ ْم َي ْر ْ‬ ‫الشِّر َ‬ ‫ت َن ْفس َك‪21 .‬وا ْلب ُّار إِ ْن رجع ع ْن ِبِّرِه وع ِم َل إِثْما وجع ْل ُ ِ‬ ‫وت ِفي‬ ‫وت‪ .‬أل ََّن َك لَ ْم تُْن ِذ ْرهُ‪َ ،‬ي ُم ُ‬ ‫ام ُه فَِإ َّن ُه َي ُم ُ‬ ‫َنج ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً َ َ​َ‬ ‫َّي َ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ت ُم ْعث َرةً أ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ئ ا ْل َب ُّار‪َ ،‬و ُه َو لَ ْم‬ ‫َخ ِطي َِّت ِه َوالَ ُي ْذ َك ُر ِب ُّرهُ الَِّذي َع ِملَ ُه‪ ،‬أ َّ‬ ‫ت أَ ْن َ‬ ‫َما َد ُم ُه فَ ِم ْن َي ِد َك أَ ْطلُ ُب ُه‪َ .‬وِا ْن أَ ْن َذ ْر َ‬ ‫ت ا ْل َب َّار م ْن أَ ْن ُي ْخط َ‬ ‫ِ‬ ‫س َك»‪".‬‬ ‫َّي َ‬ ‫ئ‪ ،‬فَِإنَّ ُه َح َياةً َي ْح َيا ألَنَّ ُه أُْن ِذ َر‪َ ،‬وأَ ْن َ‬ ‫ت تَ ُك ُ‬ ‫ون قَ ْد َنج ْ‬ ‫ُي ْخط ْ‬ ‫ت َن ْف َ‬

‫كان للشعب اليهودى عادة أن يجتمعوا عند األنهار ليصلوا (أع ‪ .)13 : 13‬وهناك ذهب لهم حزقيال يكلمهم‪.‬‬

‫وهنا لم يرى رؤيا بل أخبر فقط بالكالم‪ ،‬فحياة خدام اهلل وأنبيائه ليست كلها رؤى‪ .‬واهلل عينه رقيباً = والرقيب هو‬

‫الذى يراقب تحركات العدو وينذر الشعب‪ .‬وهذا هو عمل الخدام أن يكتشفوا خداعات الشياطين األعداء وينذرون‬

‫الشعب‪ .‬وعلى الخادم أن يسمع من اهلل فإسمع الكالم من فمى = وبعد أن يسمع من اهلل عليه أن ينذر الشعب‬ ‫= وأنذرهم من ِق َبلى = فالرقيب له عيون وأذان تسمع ولسان يضع الروح القدس كلمات عليه‪ ،‬وحينئذ يكون‬ ‫صوته كبوق إنذار‪ ،‬ليس من عنده‪ ،‬ولكن من عند الرب‪ .‬ومعنى الكالم هنا أن عليه أن ينذر الشرير ليتوب‪ ،‬فإن‬ ‫لم يتب الشرير يهلك‪ ،‬ولكن النبى ينجو ألنه قام بعمله بأمانة‪ .‬وان تاب الشرير ينجو ألنه تاب‪ .‬والحظ أن النفس‬

‫ثمينة جداً عند اهلل‪ .‬وعلى النبى أن ينذر أيضاً األبرار وال يمتنع عن وعظهم وهنا نعرف لماذا يعظ األبرار ؟ ألن‬

‫هناك إحتمال أن يخطئ البار‪ ،‬ويكون إنذار النبى سبباً فى عدم سقوطه فيحيا‪ .‬وان قصر النبى أو الخادم فى‬

‫عمله بحجة أن هذا اإلنسان بار‪ ،‬ثم إرتد هذا البار لسبب أو آلخر وهلك هذا اإلنسان الذى كان با اًر‪ ،‬يدان معه‬

‫الخادم الذى إم تنع عن وعظه‪ .‬ونالحظ أن البار حقيقة سيفرح بكلمة الوعظ‪ ،‬وأن أبر إنسان فى العالم له‬ ‫خطاياه‪ .‬وهناك بر يمكن أن يرتد عنه اإلنسان‪ ،‬فهو البر المظهرى‪ ،‬وهؤالء ينطبق عليهم "ألنهم لو كانوا منا لبقوا‬

‫معنا" مثل هؤالء ال يخطئوا ليس ألنهم أبرار حقيقة بل ألنه ال توجد فرصة أمامهم ليخطئوا‪ ،‬واذا وجدت الفرصة‬

‫ألخطأوا‪ .‬وهناك أيضاً كثيرين بدأوا بالروح وأكملوا بالجسد غل ‪ .3 : 3‬هؤالء أعطوا السماء القفا ال الوجه إر ‪2‬‬

‫‪ .24 :‬هؤالء يقول اهلل عنهم جعلت معثرة أمامه = الذى قلبه غير مستقيم مع اهلل‪ ،‬يحب الخطية‪ ،‬ولكن ال توجد‬ ‫أمامه فرصة للخطية‪ ،‬وحب الخطية يمأل قلبه‪ ،‬وبالتالى ال يوجد فيه مكان لحب اهلل‪ ،‬مثل هذا يظن فى كبريائه‬ ‫أنه بار إذ أنه ال يخطئ‪ ،‬والكبرياء تزيد من شروره ‪ ،‬ومثل هذا يسمح له اهلل بأن يسقط‪ ،‬وذلك بأن يرفع اهلل‬

‫حمايته ومعونته وعنايته عنه‪ .‬فاهلل يحمى الخاطئ مرة ومرات من السقوط ثم يتركه لحريته أمام عناده ‪ .‬وهنا‬

‫إحتمالين ‪ )1‬أن هذا اإلنسان إذ يسقط تنكسر كبرياءه ويقدم توبة ويكون هذا بداية الشفاء‬

‫‪ )2‬يزداد هذا‬

‫اإلنسان سقوطاً متجاوباً مع قلبه الفاسد وينضج للخراب‪ .‬وهذا معنى أن اهلل قسى قلب فرعون وازدادت ضرباته‬ ‫حتى هلك‪ .‬والحظ أن النبى كان ينذرهم بالخراب والهالك بيد البابليين حتى يكفوا عن خطاياهم فال يهلكوا‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث)‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ت‬ ‫الر ِّ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)27-22‬و َكا َن ْت َي ُد َّ‬ ‫ال لِي‪« :‬قُ ُم ْ‬ ‫اك‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫اخ ُر ْج إِلَى ا ْل ُب ْق َع ِة َو ُه َن َ‬ ‫ب َعلَ َّي ُه َن َ‬ ‫اك أُ َكلِّ ُم َك»‪ .‬فَقُ ْم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ت َعلَى َو ْج ِهي‪.‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ت إِلَى ا ْل ُب ْق َع ِة‪َ ،‬وِا َذا ِب َم ْج ِد َّ‬ ‫ف ُه َن َ‬ ‫ب َو ِاق ٌ‬ ‫ور‪ ،‬فَ َخ َرْر ُ‬ ‫َو َخ َر ْج ُ‬ ‫اك َكا ْل َم ْجد الذي َأر َْيتُ ُه ع ْن َد َن ْه ِر َخ ُاب َ‬ ‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َيا‬ ‫ْه ْب أ ْ‬ ‫ام ِني َعلَى قَ َد َم َّي‪ ،‬ثُ َّم َكلَّ َم ِني َوقَ َ‬ ‫َغلِ ْ‬ ‫ال لِي‪ِ« :‬اذ َ‬ ‫س ِط َب ْي ِت َك‪َ .‬وأَ ْن َ‬ ‫فَ َد َخ َل ف َّي ُر ٌ‬ ‫ق َعلَى َن ْفس َك في َو ْ‬ ‫وح َوأَقَ َ‬ ‫صُ ِ‬ ‫طا ويقَ ِّي ُدوَن َك ِبها‪ ،‬فَالَ تَ ْخرج ِفي وس ِط ِهم‪26 .‬وأُْل ِ‬ ‫سا َن َك ِب َح َن ِك َك فَتَ ْب َك ُم‪َ ،‬والَ‬ ‫ْاب َن َ‬ ‫ض ُع َ‬ ‫آد َم‪ ،‬فَ َها ُه ْم َي َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫ون َعلَ ْي َك ُرُب ً َ ُ‬ ‫َ‬ ‫قلَ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫‪27‬‬ ‫ب‪َ :‬م ْن‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ت ُمتَ َمِّرٌد‪ .‬فَِإ َذا َكلَّ ْمتُ َك أَفْتَ ُح فَ َم َك فَتَقُو ُل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ون لَ ُه ْم َر ُجالً ُم َوِّب ًخا‪ ،‬ألَنَّ ُه ْم َب ْي ٌ‬ ‫تَ ُك ُ‬ ‫ت ُمتَ َمِّرٌد»‪".‬‬ ‫س َم ْع‪َ ،‬و َم ْن َي ْمتَِن ْع َف ْل َي ْمتَِن ْع‪ .‬ألَنَّ ُه ْم َب ْي ٌ‬ ‫س َم ْع َف ْل َي ْ‬ ‫َي ْ‬ ‫نجد النبى هنا منسحباً من الخدمة وغير راغب فى العمل‪ ،‬لكن اهلل يشدده ويريه مجده ثانية‪ .‬وطلب منه أن‬

‫يجلس فى بيته كفترة خلوة واعداد‪ .‬ولنالحظ أن سلوكنا اإلختيارى‪ ،‬يصنع أحياناً عقابنا‪ ،‬فهو لعدم رغبته فى‬

‫الخدمة تركه اهلل فى منزله لفترة‪ .‬بل أخبره بضيق يأتى عليه وأنهم سيقيدونه ويربطونه إما كمجرم ومكدر للسالم‬ ‫إذ أنذرهم‪ ،‬أو إعتباره أنه رجل مخبول‪ ،‬وهكذا صنع أقرباء المسيح معه (مر ‪ )21 : 3‬وهكذا صنع فستوس‬

‫الوالى مع بولس‪ .‬والصق لسانك بحنكك فتبكم وال تكون موبخاً = فهم ال يستحقون وجود نبياً يوبخهم فيحيوا‪،‬‬ ‫بعد ما صنعوه‪ .‬ولنالحظ أن من تقسى قلبه ضد اإلدانة والتوبيخ يحرمه اهلل من سماعهما‪ .‬والحظ أيضاً أن اهلل لم‬

‫يعطه أى تأكيدات بالنجاح‪ ،‬بل أكد اهلل على المسئولية الشخصية = من يسمع فليسمع ومن يمتنع فليمتنع‬

‫تعليق على اآلية ‪ 21‬وجعلت معثرة أمامه = هناك من يظن أنه بار ولكن توجد بداخله خطية هو غير شاعر‬ ‫بها أو ال يدركها‪ .‬حقاً هو لم يرتكب الخطية إنما هذا راجع لعدم وجود جو مهيأ للخطية‪ .‬فليس معنى أنه لم‬

‫يرتكب الخطية أنه إنسان بار وكامل‪ .‬بل أن وجود الخطية داخله يعرضه للهالك‪ .‬مثل هذا فاألفضل له أن‬

‫يكتشف حقيقة نفسه‪ ،‬واهلل يمتحنه بتجربة‪ ...‬والحظ أن اهلل ال يمتحنه ليعرف رد فعله وبالتالى يحكم عليه‪ ،‬فاهلل‬ ‫يعرف كل شئ ويعرف رد فعله أمام التجربة‪ ،‬ولكن اهلل يمتحنه ليعرف هو حقيقة نفسه‪ ،‬ويكتشف ضعفاته فيتوب‬

‫ويشفى فيخلص‪.‬‬

‫مثال ‪ -: 1‬أيوب كان يظن أنه بار فال يقدم ذبائح عن نفسه‪ ،‬وهذا الكبرياء ظهر بعد التجارب‪ ،‬وتاب أيوب‬ ‫وخلص‪ .‬هنا اهلل جعل معثرة أمام أيوب لينجو‪.‬‬

‫مثال ‪ -: 2‬إنسان يظن أنه وديع ومحب‪ ،‬فهو ال ينفعل‪ ،‬بل يتعامل بلطف مع الناس‪ ،‬والسبب أن من يتعامل‬ ‫معهم أناس لطفاء‪ .‬مثل هذا يمتحنه اهلل بجار أو رئيس فى العمل أو زميل مشاكس‪ ،‬وهنا يبدأ فى اإلنفعال‬

‫ويدرك أنه ليس وديعاً حقيقة فيقدم توبة‪ .‬هنا اهلل وضع هذا الشخص كمعثرة أمام من يظن فى نفسه أنه بار‬

‫ليكتشف ضعفه فيتوب وينجو ويخلص‪.‬‬

‫مثال ‪ -: 3‬هناك من يمتحنه اهلل ويكتشف حقيقة نفسه وال يتوب = فإنه يموت‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع)‬

‫اإلصحاح الرابع‬

‫عودة للجدول‬

‫كان حكم اهلل قد صدر بحصار وخراب أورشليم‪ ،‬ولكن اليهود غير المؤمنين لم يصدقوا‪ ،‬وكانوا يوهمون أنفسهم‬

‫أنهم سيعودون إليها قريباً‪ ،‬وربما فى مراسالت اليهود الباقين فى أورشليم مع أقربائهم فى السبى كانوا يوبخونهم‬ ‫على بقائهم فى السبى‪ ،‬وأن أورشليم ستنتصر على بابل‪ .‬والحظ أن التهديد بخراب بابل ألورشليم كان يقال على‬ ‫فم أرمياء النبى فى أورشليم‪ ،‬وعلى فم حزقيال النبى فى أرض السبى‪ .‬والشعب المتمرد هنا وهناك رفض كالم‬

‫كال النبيين ولكى يكسر اهلل كبريائهم أعطى للنبى هنا هذه الرؤيا الواضحة عن الحصار العتيد أن يحدث بواسطة‬ ‫بابل ألورشليم وهنا تم تمثيل أمرين ‪-:‬‬

‫أ) التحصينات التى ستقوم ضد المدينة‪ .‬وهنا أُ ِمر النبى بصنع نموذج ألورشليم‪ ،‬وعليه أن يرقد مثبتاً نظره عليها‬

‫كمن يحاصرها‪.‬‬

‫ب) تمثيل المجاعة الرهيبة التى ستتعرض لها أورشليم‪ ،‬وذلك بأن يأكل النبى كمية محدودة من الخبز والماء‬

‫طوال مدة رقادة التى تمثل مدة حصار أورشليم‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ضعها أَمام َك‪ ،‬وارسم علَ ْيها م ِدي َن َة أُور َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اج َع ْل‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ « " -:)8-1‬وأَ ْن َ‬ ‫يم‪َ .‬و ْ‬ ‫ُ‬ ‫آد َم‪ ،‬فَ ُخ ْذ ل َن ْفس َك ل ْب َن ًة َو َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ‬ ‫شل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق َح ْولَ َها‪َ 3 .‬و ُخ ْذ‬ ‫اج َع ْل َعلَ ْي َها ُج ُيو ً‬ ‫شا‪َ ،‬وأ َِق ْم َعلَ ْي َها َم َج ِان َ‬ ‫س ًة‪َ ،‬و ْ‬ ‫ص ًارا‪َ ،‬و ْاب ِن َعلَ ْي َها ُب ْر ًجا‪َ ،‬وأَق ْم َعلَ ْي َها متْ َر َ‬ ‫َعلَ ْي َها ح َ‬ ‫ور ِم ْن ح ِد ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أَ ْن َ ِ ِ‬ ‫ون ِفي‬ ‫س ًا‬ ‫يد َب ْي َن َك َوَب ْي َن ا ْل َم ِدي َن ِة‪َ ،‬وثَِّب ْت َو ْج َه َك َعلَ ْي َها‪ ،‬فَتَ ُك َ‬ ‫َ‬ ‫ص ً‬ ‫اجا م ْن َحديد َوا ْنص ْب ُه ُ‬ ‫ت ل َن ْفس َك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اصرَها‪ِ .‬ت ْل َك آي ٌة لِب ْي ِت إِسرِائ َ ‪ِ 4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سِ‬ ‫صٍ‬ ‫يل‪َ .‬علَى‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ئ أَ ْن َ‬ ‫ار‪َ ،‬و َ‬ ‫َ َ‬ ‫ض ْع َعلَ ْيه إِثْ َم َب ْيت إِ ْ‬ ‫يل‪َ « .‬واتَّك ْ‬ ‫ت َعلَى َج ْن ِب َك ا ْل َي َ‬ ‫ح َ‬ ‫َْ‬ ‫ار َوتُ َح َ‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت لَ َك ِس ِني إِثْ ِم ِهم حسب ع َد ِد األَي ِ‬ ‫ث ِم َئ ِة َي ْوٍم‬ ‫َّام‪ ،‬ثَالَ َ‬ ‫يها تَتَّ ِكئُ َعلَ ْي ِه تَ ْح ِم ُل إِثْ َم ُه ْم‪َ .‬وأَ​َنا قَ ْد َج َع ْل ُ‬ ‫ْ َ َ​َ َ‬ ‫َع َدد األَيَّام الَّتي ف َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ئ َعلَى َج ْن ِب َك ا ْل َي ِم ِ‬ ‫ضا‪ ،‬فَتَ ْح ِم َل إِثْ َم َب ْي ِت َي ُهوَذا‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س ِع َ‬ ‫ين أ َْي ً‬ ‫ين َي ْو ًما‪ ،‬فَتَ ْحم ُل إِثْ َم َب ْيت إِ ْ‬ ‫َوِت ْ‬ ‫يل‪ .‬فَِإ َذا أَتْ َم ْمتَ َها‪ ،‬فَاتَّك ْ‬ ‫ٍ ‪7‬‬ ‫ار أُور َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫شوفَ ٌة‪،‬‬ ‫اع َك َم ْك ُ‬ ‫ين َي ْو ًما‪ .‬فَقَ ْد َج َع ْل ُ‬ ‫أ َْرَب ِع َ‬ ‫ت لَ َك ُك َّل َي ْوٍم ِع َو ً‬ ‫يم َوِذ َر ُ‬ ‫س َنة‪ .‬فَثَِّب ْت َو ْج َه َك َعلَى ح َ‬ ‫ضا َع ْن َ‬ ‫صِ ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪8‬‬ ‫طا فَالَ تَ ْقِلب ِم ْن ج ْن ٍب إِلَى ج ْن ٍب حتَّى تُتَ ِّمم أ ََّي ِ‬ ‫صِ‬ ‫ار َك‪".‬‬ ‫َج َع ُل َعلَ ْي َك ُرُب ً‬ ‫َوتَ​َن َّبأْ َعلَ ْي َها‪َ .‬وهأَ​َن َذا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ام ح َ‬ ‫َ َ‬

‫لبنة = تكون من طين ينقش عليه وهو طرى ثم تحرق فتصبح أ ُجرة وأرسم عليها مدينة أورشليم = قال اهلل قبل‬ ‫ذلك نقشتك على كفى إش ‪ 13 : 42‬وكانت أسماء أسباط إسرائيل ال‪ 12‬منقوشة على حجارة كريمة على صدرة‬

‫رئيس الكهنة‪ .‬أما اآلن فنظ اًر لخطاياهم البشعة‪ ،‬فهم بمدينتهم أورشليم منقوشون على قالب طوب حقير‪ .‬وأقام‬

‫النبى حول هذا النموذج ألورشليم برجاً ومترسة ليمثل أبراج المهاجمين‪ .‬صاجاً من حديد = إشارة ألن هذا‬

‫الحصار قوى جداً وال يمكن اإلفالت منه‪ ،‬وهو نهائى‪ ،‬والمحاصرين لن ينسحبوا ما لم يدمروا أورشليم تماماً‪ .‬هذا‬ ‫الشعب ما عاد يفهم بالكالم لقساوة قلبه‪ ،‬فاهلل يصور له عن طريق النبى ما سيحدث = تلك آية لبيت إسرائيل إن‬ ‫األسلوب الذى إتبعه اهلل عن طريق النبى هنا‪ ،‬هو أسلوب يتبع لمن يخاطب صم وبكم‪ ،‬فالنبى هنا ال يعظ وال‬

‫يتكلم‪ ،‬بل هو بنفسه صار آية = بحصاره لهذا النموذج ونومه على جانبه‪ .‬وهم صاروا صم وبكم ألن الخطية‬ ‫‪30‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع)‬

‫تفقد اإلنسان حواسه الروحيه فال يعود الخاطئ يسمع ويفهم‪ ،‬بل يحتاج لمثل هذه العالمات‪ ،‬فربما يكون تأثير‬ ‫الصور على العقل أكبر فيفهموا ‪ ،‬وربما أرسلوا ألقربائهم فى أورشليم أيضا لتحذيرهم‪ .‬ولنالحظ أن النبى نفذ ما‬

‫طلب منه بالرغم من صعوبته وأيضاً فهو ضد رغبته الشخصية فهو كان يتمنى عدم خراب أورشليم وال خراب‬

‫الهيكل‪.‬‬

‫وكان على النبى أن يرقد على جانبه األيسر لمدة ‪ 324‬يوماً أى حوالى ‪ 13‬شه اًر ثم يتكئ على جانبه األيمن‬

‫لمدة ‪ 44‬يوماً‪ .‬وهذه المدة هى مدة حصار بابل لمدينة أورشليم‪ .‬ولكن بالرجوع لسفر إرمياء ‪ 3 – 4 : 62‬نجد‬ ‫أن مدة الحصار كانت ‪ 18‬شه اًر‪ ...‬فما تفسير هذا ؟ بالرجوع إلى إر ‪ 8 – 6 : 34‬نجد أن جيش بابل قد‬

‫إنسحب لفترة بعيداً عن أورشليم ليواجه جيش فرعون‪ .‬فتكون الفترة اإلجمالية للحصار هى ‪ 18‬شه اًر شاملة‬

‫الحصار الفعلى باإلضافة إلى فترة اإلنسحاب (أنظر الرسم)‬

‫أى أن البابليين بدأوا حصا اًر مدته ‪ 324‬يوماً إنسحبوا بعده ليواجهوا جيش فرعون ثم عادوا لحصار قصير لمدة‬ ‫‪ 44‬يوماً نجحوا بعده فى تحطيم المدينة بعد أن ثغروا السور إر ‪4 : 62‬‬

‫حامالً اإلثم = أالم النبى فى هذا النوم على جانب واحد هى رمز ألالم الشعب التى سيالقونها فى الحصار‪.‬‬ ‫وحامالً اإلثم = أى حامالً لعقوبة اإلثم‪ .‬هنا نسمع عن برئ يحمل عقوبة إثم الخطاة رم اًز لمن سيحمل أثامنا‪.‬‬

‫معنى األرقام ‪ -:‬الـ ‪ 324‬يوماً إشارة إلى مدة إنفصال مملكة إسرائيل عن يهوذا على يد يربعام بن نباط‪ ،‬وهذه‬

‫المملكة إنجرفت فى تيار شرور العبادات الوثنية منذ نشأتها‪ .‬ومملكة إسرائيل إنشقت حوالى سنة ‪ 246‬ق‪ .‬م‪.‬‬ ‫أما خراب أورشليم فكان سنة ‪ 683‬ق‪.‬م إذن الفترة من اإلنشقاق حتى خراب أورشليم = ‪ 324‬سنة تماماً‪.‬‬

‫وتكون الـ ‪ 324‬يوماً هى إشارة لكل المدة التى ظل فيها شعب مملكة إسرائيل يمارسون شرورهم منذ إنشقوا عن‬ ‫يهوذا وحتى خراب أورشليم‪ .‬والحظ أن مملكة إسرائيل قد إنتهت على يد أشور سنة ‪ 422‬ق‪ .‬م‪ .‬وهرب من هرب‬ ‫منهم إلى أورشليم ليحتموا بها‪ ،‬ولكنهم أتوا إلى أورشليم بخطاياهم‪ .‬واهلل يعاقبهم هنا على كل سنة من خطاياهم‬

‫بيوم حصار وهذا من مراحم اهلل‪ .‬ولكن هناك كالم آخر فى العذاب األبدى ونعود لعبارة حامالً اإلثم = فلو‬

‫إستمع هذا الشعب الخاطئ لتحذيرات النبى وقدموا توبة لكان النبى قد حمل إثمهم‪ ،‬بأالمه هو فى رقاده ولنجوا‬

‫‪31‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع)‬

‫هم من الهالك‪ .‬والمسيح حمل إثمنا على الصليب‪ ،‬وبنفس المفهوم‪ ،‬فلو قدمنا توبة لخلصنا‪ .‬ومعنى الـ‪ 44‬يوماً‬

‫‪ -:‬هذه إشارة إلثم بيت يهوذا (المملكة الجنوبية) وهذه كانت أفضل حاالً من مملكة إسرائيل‪ .‬ولكن كأس غضب‬ ‫اهلل قد إمتأل من ذنبهم خالل أربعين سنة فقط بينما إسرائيل قد مألت كأسها فى ‪ 324‬سنة والسبب أن يهوذا كان‬

‫لهم الهيكل والكهنوت بينما إسرائيل كانت محرومة من كل هذا‪ .‬ومن له أكثر يدان أكثر‪ .‬واألربعين سنة غالباً‬ ‫محسوبة منذ العثور على سفر الشريعة أيام يوشيا الملك‪ ،‬أو منذ بدأ إرمياء دعوته ونبوته‪ ،‬حتى حريق أورشليم‪.‬‬

‫والمعلوم أن شعب يهوذا رفض إرمياء ورفضوا إنذاراته‪ ،‬بل عذبوه كثي اًر‪.‬‬

‫وذراعك مكشوفة = كشف الذراع معناه اإلستعداد للعمل بهمة‪ .‬وهذا إشارة لتصميم اهلل على خراب أورشليم‪ .‬واذا‬ ‫فهمنا أن حزقيال (كحامل لإلثم يرمز للسيد المسيح‪ ،‬فإن كشف الذراع يشير لتجسد المسيح إش ‪ + 2 : 61‬إش‬ ‫‪14 : 62 +6 : 61‬‬ ‫‪9‬‬ ‫اء و ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اح ٍد‪،‬‬ ‫ش ِع ًا‬ ‫ت لِ َن ْف ِس َك قَ ْم ًحا َو َ‬ ‫اآليات (‪َ « " -:)17-9‬و ُخ ْذ أَ ْن َ‬ ‫س َّن َة َو َ‬ ‫ض ْع َها في ِو َع َ‬ ‫سا َوُد ْخ ًنا َو َك ْر َ‬ ‫ير َوفُوالً َو َع َد ً‬ ‫‪11‬‬ ‫َّام الَِّتي تَتَّ ِكئ ِفيها علَى ج ْن ِب َك‪ .‬ثَالَ َ ِ ِ‬ ‫واص َنعها لِ َن ْف ِس َك ُخ ْب ًاز َكع َد ِد األَي ِ‬ ‫ام َك‬ ‫س ِع َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫ث م َئة َي ْوٍم َوِت ْ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ين َي ْو ًما تَأْ ُكلُ ُه‪َ .‬وطَ َع ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ْت إِلَى وق ٍ‬ ‫اقالً‪ِ .‬م ْن وق ٍ‬ ‫شِ‬ ‫س‬ ‫ْت تَأْ ُكلُ ُه‪َ .‬وتَ ْ‬ ‫ون ِبا ْل َو ْز ِن‪ُ .‬ك َّل َي ْوٍم ِع ْ‬ ‫ين َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫الَِّذي تَأْ ُكلُ ُه َي ُك ُ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫س ْد َ‬ ‫اء ِبا ْل َك ْي ِل‪ُ ،‬‬ ‫ب ا ْل َم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْت إِلَى وق ٍ‬ ‫ين‪ِ ،‬م ْن وق ٍ‬ ‫ير‪َ .‬علَى ا ْل ُخ ْرِء الَِّذي َي ْخ ُر ُج ِم َن ِ‬ ‫ش َرُب ُه‪َ 12 .‬وتَأْ ُك ُل َك ْع ًكا ِم َن َّ‬ ‫سِ‬ ‫الش ِع ِ‬ ‫ا ْل ِه ِ‬ ‫ام‬ ‫ْت تَ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان تَ ْخ ِب ُزهُ أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫يل ُخ ْب َزُهم َّ‬ ‫ت‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ُع ُيوِن ِه ْم»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ين أَ ْط ُرُد ُه ْم إِلَ ْي ِه ْم»‪ .‬فَ ُق ْل ُ‬ ‫ُمِم الَِّذ َ‬ ‫ب‪« :‬ه َك َذا َيأْ ُك ُل َب ُنو إِ ْ‬ ‫الن ِج َ‬ ‫س َب ْي َن األ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس ًة‪َ ،‬والَ َد َخ َل فَ ِمي لَ ْح ٌم‬ ‫الر ُّ‬ ‫س ِّي ُد َّ‬ ‫اي إِلَى َ‬ ‫ب‪َ ،‬ها َن ْفسي لَ ْم تَتَ​َنج ْ‬ ‫اآلن لَ ْم آ ُك ْل ميتَ ًة أ َْو فَ ِر َ‬ ‫َّس‪َ .‬و ِم ْن ص َب َ‬ ‫«آه‪َ ،‬يا َ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ال لِ‬ ‫ت لَ َك ِخثْي ا ْل َبقَ ِر َب َد َل ُخ ْرِء ِ‬ ‫سِ‬ ‫ال لِي‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ظ‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫«‬ ‫ي‪:‬‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫س»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ص َنعُ ُخ ْب َز َك َعلَ ْي ِه»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ان‪ ،‬فَتَ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َن ِج ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫سر ِقوام ا ْل ُخ ْب ِز ِفي أُور َ ِ‬ ‫اء ِبا ْل َك ْي ِل‬ ‫ون ا ْل ُخ ْب َز ِبا ْل َو ْز ِن َوِبا ْل َغ ِّم‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫« َيا ْاب َن َ‬ ‫ش َرُب َ‬ ‫يم‪ ،‬فَ َيأْ ُكلُ َ‬ ‫ون ا ْل َم َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫آد َم‪ ،‬هأَ​َن َذا أُ َك ِّ ُ َ َ‬ ‫‪ِ 17‬‬ ‫الر ُج ُل َوأَ ُخوهُ َوَي ْف َن ْوا ِبِإثْ ِم ِه ْم»‪".‬‬ ‫اء‪َ ،‬وَيتَ َحي َُّروا َّ‬ ‫َوِبا ْل َح ْي َرِة‪ ،‬ل َك ْي ُي ْع ِو َزُه ُم ا ْل ُخ ْب ُز َوا ْل َم ُ‬

‫قارن هذه األيات بالمراثى حيث يصف إرمياء أهوال الحصار م ار ‪ .4 ،3 : 4‬وهنا أُ ِمر النبى أن يأكل نوعية‬

‫رديئة من الخبز بكميات قليلة جداً إشارة للمجاعة التى ستحدث‪ ،‬ومعنى الوزن لألكل عدم وفرته واضطرارهم‬

‫لتوزيعه بالوزن‪ .‬وأسوأ أنواع الخبز هو المصنوع من الحبوب المذكورة وهو طعام كانوا يستعملونه للخيل‬

‫وللخنازير‪ .‬والكمية التى يأكلها كانت = ‪ 224‬جم تقريباً‪ ،‬ويشرب ما يساوى ‪ 2/1‬كوب ماء‪ .‬وهذا إشارة ألهوال‬

‫الحصار‪ .‬فعلينا نحن إذاً فى أصوامنا أن نلتزم بأن ال نبحث عن الطعام اللذيذ‪ ،‬فنحن ال نعرف ما سيحدث فى‬

‫المستقبل‪ .‬أما طريقة الخبز‪ ..‬فعليه أن يخبز الخبز على وقود من خرء اإلنسان (ب ارزه) وهذا إشارة لنتائج الخطية‬ ‫التى تنجس ‪ .‬اهلل بهذا األمر يشير لنجاسة الشعب إذ أن خرء اإلنسان فى العهد القديم يشير للنجاسة‪ ،‬ومن‬

‫يتالمس معه يتنجس‪ ،‬واعتذر النبى عن هذا األمر‪ ،‬وتسامح اهلل معه‪ ،‬وسمح له بإستخدام روث البقر كما يصنع‬ ‫فى الريف المصرى "هنا النبى لم يكن يعلم أن ما يدخل الفم ال ينجسه بل ما يخرج منه‪ .‬وكم أنت رحيم يارب‬

‫فى أن يتنازل عن مطلبه أمام مطلب النبى‪ .‬هكذا على األقوياء أن يتنازلوا للضعفاء‪ .‬ويشير أيضاً الخبز على‬ ‫خرء اإلنسان ألن المسبيين سيضطرون فى أثناء وجودهم فى السبى أن يعاشروا األمم الوثنية ويأكلوا معهم ومن‬

‫‪32‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع)‬

‫طعامهم وفى هذا نجاسة‪ .‬ويشير أيضاً لعدم وجود وقود نتيجة للحصار‪ .‬واهلل طلب هذا كإجابة على سؤال يسأله‬ ‫كل البشر‪ ...‬لماذا يتألم االنسان ؟ واإلجابة ان هذا نتيجة عمله ‪ .‬فما يخرج من االنسان يعبر عما في داخله ‪،‬‬

‫والداخل نجاسة ( إر‪ ) 2 : 14‬كخزان الخارج منه يعبر عما فيه ‪ .‬والطعام هو حياتنا‪ ،‬والوقود المستخدم‬ ‫إلنضاج الطعام هو شهواتنا الفاسدة العفنة التى تحركنا ‪.‬‬

‫والحظ كيف شرح الوحى هذه الفكرة فى (هوشع ‪ )4 – 3 : 4‬وراجع تفسير هوشع النبى‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس)‬

‫اإلصحاح الخامس‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫وسى ا ْل َحالَّ ِ‬ ‫ق تَأْ ُخ ُذ لِ َن ْف ِس َك‪َ ،‬وأ َْم ِرْرَها َعلَى‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ « " -:)4-1‬وأَ ْن َ‬ ‫آد َم‪ ،‬فَ ُخ ْذ ل َن ْفس َك س ِّكي ًنا َحادًّا‪ُ ،‬م َ‬ ‫‪2‬‬ ‫يز ًنا لِ ْلو ْز ِن واق ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار ثُلُثَ ُه ِفي َو ْ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ق ِب َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫َّام‬ ‫َح ِر ْ‬ ‫ْس ْم ُه‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َأرْس َك َو َعلَى ل ْح َيت َك‪َ .‬و ُخ ْذ ل َن ْفس َك م َا َ‬ ‫سط ا ْل َمدي َنة إ َذا تَ َّم ْت أَي ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫صِ‬ ‫الر ِ‬ ‫اض ِرْب ُه ِب َّ‬ ‫اء ُه ْم‪َ .‬و ُخ ْذ ِم ْن ُه َقِليالً‬ ‫ف َح َوالَ ْي ِه‪َ ،‬وَذِّر ثُلُثًا إِلَى ِّ‬ ‫ار‪َ .‬و ُخ ْذ ثُلُثًا َو ْ‬ ‫يح‪َ ،‬وأَ​َنا أ ْ‬ ‫س ْيفًا َو َر َ‬ ‫َستَ ُّل َ‬ ‫ا ْلح َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْه ِب َّ‬ ‫س ِط َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ار‪ِ .‬م ْن ُه تَ ْخ ُر ُج َن ٌار َعلَى ُك ِّل َب ْي ِت‬ ‫َح ِرق ُ‬ ‫ار‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ص َّرهُ ِفي أَ ْذ َيالِ َك‪َ .‬و ُخ ْذ ِم ْن ُه أ َْي ً‬ ‫ضا َوأَْلقه في َو ْ‬ ‫ِبا ْل َع َدد َو ُ‬ ‫يل‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫إِ ْ‬ ‫قارن مع المزمور ‪" 133‬هوذا ما أحسن وما أحلى أن يجتمع اإلخوة معاً‪ ،‬مثل الدهن الطيب النازل على اللحية"‬

‫ومعنى المزمور أنه حين يجتمع اإلخوة أى شعب اهلل فى محبة يكونون كلحية حول الرأس‪ ،‬والرأس هو المسيح‬ ‫واللحية هى شعبه الثابت فيه‪ ،‬وطالما الشعب ثابت فى مسيحه ينزل الروح القدس وينسكب من رأس المسيح على‬

‫شعبه‪ .‬ولكن إذا عاش الشعب فى الخطية يرفضه اهلل كمن يحلق شعره ولحيته حينما يتضايق منهما‪ ..‬هكذا يقول‬

‫اهلل "إنى استريح من خصمائى إش ‪ "24 : 1‬وهنا هو يحلق الكل فال فائدة من اإلصالح‪.‬‬

‫أما وزن الشعر فيوضح أن أحكام اهلل كلها عدل وهو يزن بميزان ال يخطئ كله بر وحق‪ .‬والبعض سيعاقب‬

‫بعقوبة والبعض اآلخر بعقوبة أخرى‪ ،‬ولكن الحظ معنى الوزن أن الضربات ليست عشوائية بل بميزان‪ .‬والموسى‬

‫الحاد الذى يستخدمه اهلل هو جيش بابل‪.‬‬

‫واحرق بالنار ثلثه وسط المدينة = هذا يشير للجماعة التى ستهلك بالوباء والمجاعة وبحريق المدينة‪ .‬وخذ ثلثاً‬

‫واضربه بالسيف = إشارة لمن يهلك بسيف البابليين‪ .‬وذر ثلثاً إلى الريح = رم اًز لسبى هذا الثلث وفرار البعض‬

‫إلى البلدان المجاورة‪ .‬ولكن ياللهول فسيستل اهلل سيفاً وراءهم‪ .‬ولكن هناك بقية قليلة من الثلث األخير محفوظة‬

‫ص َرهُ فى أذيالك = رم اًز لحرص اهلل على حماية هذه البقية‪ ،‬ولكن منهم من أخطأ ولم يعتبر‪،‬‬ ‫واهلل يهتم بها = ُ‬ ‫فنجد أن هؤالء ضربوا أيضاً = خذ منه أيضاً والقه فى وسط النار‪ .‬وقد يشير هذا للباقين تحت حكم جدليا‪ ،‬ثم‬

‫فرار البعض إلى مصر‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫وب قَ ْد أَقَمتُها وحوالَ ْيها األَر ِ‬ ‫شلِ ِ‬ ‫هذ ِ‬ ‫ب‪ِ :‬‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫س ِط ُّ‬ ‫اضي‪.‬‬ ‫ُور‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫الر‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫الس‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫«‬ ‫اآليات (‪" -:)17-5‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يم‪ .‬في َو ْ‬ ‫ْ َ َ َ​َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫وها وفَرِائ ِ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ش َّر ِم َن األَر ِ‬ ‫ش َّر ِم َن األُمِم‪ ،‬وفَرِائ ِ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ضي‬ ‫اضي الَِّتي َح َوالَ ْي َها‪ ،‬أل َّ‬ ‫ضي ِبأَ َ‬ ‫امي ِبأَ َ‬ ‫امي َرفَ ُ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫فَ َخالَفَ ْت أ ْ‬ ‫ض َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُمِم الَِّتي َح َوالَ ْي ُك ْم‪َ ،‬ولَ ْم‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َج ِل ذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫َج ِل أ ََّن ُك ْم َ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ‬ ‫يها‪ .‬أل ْ‬ ‫لَ ْم َي ْ‬ ‫سلُ ُكوا ف َ‬ ‫ض َج ْجتُ ْم أَ ْكثَ​َر م َن األ َ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫امي‪ ،‬والَ ع ِم ْلتُم حسب أ ْ ِ‬ ‫ُمِم الَِّتي َح َوالَ ْي ُك ْم‪8 ،‬لِذلِ َك ه َك َذا قَا َل‬ ‫ب أْ‬ ‫َ َ ْ َ َ​َ‬ ‫سَ‬ ‫تَ ْ‬ ‫سلُ ُكوا في فَ َرائضي‪َ ،‬ولَ ْم تَ ْع َملُوا َح َ‬ ‫َح َكام األ َ‬ ‫ضا علَ ْي ِك‪ ،‬وسأ ْ ِ‬ ‫ام ُع ُي ِ‬ ‫ُمِم‪َ 9 ،‬وأَف َْع ُل ِب ِك َما لَ ْم أَف َْع ْل‪َ ،‬و َما‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س ِط ِك أ ْ‬ ‫ب‪َ :‬ها إِ ِّني أَ​َنا أ َْي ً َ‬ ‫ُج ِري في َو ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ون األ َ‬ ‫اما أ َ‬ ‫َح َك ً‬ ‫َم َ‬ ‫‪11‬‬ ‫َج ِل ذلِ َك تَأْ ُك ُل اآلباء األ َْب َناء ِفي و ِ ِ‬ ‫لَ ْن أَفْع َل ِم ْثلَ ُه بع ُد‪ِ ،‬بسب ِب ُك ِّل أَرج ِ‬ ‫اء ُه ْم‪.‬‬ ‫اء َيأْ ُكلُ َ‬ ‫اس ِك‪ .‬أل ْ‬ ‫ون َ‬ ‫َْ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫آب َ‬ ‫سطك‪َ ،‬واأل َْب َن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ُج ِري ِف ِ‬ ‫َج ِل أ ََّن ِك قَ ْد‬ ‫الر ُّ‬ ‫اما‪َ ،‬وأُ َذِّري َب ِقيَّتَ ِك ُكلَّ َها ِفي ُك ِّل ِر ٍ‬ ‫َج ِل ذلِ َك َح ٌّي أَ​َنا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ب‪ِ ،‬م ْن أ ْ‬ ‫يح‪ِ .‬م ْن أ ْ‬ ‫يك أ ْ‬ ‫َوأ ْ‬ ‫َح َك ً‬

‫‪34‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس)‬ ‫‪12‬‬ ‫َنجَّس ِت م ْق ِد ِسي ِب ُك ِّل م ْكرَه ِات ِك وِب ُك ِّل أَرج ِ‬ ‫وت‬ ‫َج ُّز َوالَ تُ ْ‬ ‫َعفُو‪ .‬ثُلُثُ ِك َي ُم ُ‬ ‫شفُ ُ‬ ‫ضا الَ أ ْ‬ ‫ق َع ْي ِني‪َ ،‬وأَ​َنا أ َْي ً‬ ‫اس ِك‪ ،‬فَأَ​َنا أ َْي ً‬ ‫ضا أ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ث أُ َذِّر ِ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ْيفًا‬ ‫يه ِفي ُك ِّل ِر ٍ‬ ‫سقُطُ ِب َّ‬ ‫ف ِم ْن َح ْولِ ِك‪َ ،‬وثُلُ ٌ‬ ‫س ِط ِك‪َ .‬وثُلُ ٌ‬ ‫يح‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ث َي ْ‬ ‫ِبا ْل َوَبِإ‪َ ،‬وِبا ْل ُجوِع َي ْف َن ْو َن في َو ْ‬ ‫َستَ ُّل َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ت ِفي َغ ْي َرِتي‪ ،‬إِ َذا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫س َخ ِطي َعلَ ْي ِه ْم َوتَ َ‬ ‫ب تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫شفَّ ْي ُ‬ ‫َحلَ ْل ُ‬ ‫ت‪َ ،‬ي ْعلَ ُم َ‬ ‫ض ِبي َوأ ْ‬ ‫اء ُه ْم‪َ .‬وِا َذا تَ َّم َغ َ‬ ‫ت َ‬ ‫َو َر َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ار ب ْي َن األ ِ َِّ‬ ‫ت س َخ ِطي ِفي ِهم‪14 .‬وأ ْ ِ‬ ‫ار َولَ ْع َن ًة‬ ‫ين َع ًا‬ ‫ام َع ْي َن ْي ُك ِّل َعا ِب ٍر‪ ،‬فَتَ ُكوِن َ‬ ‫َج َعلُك َخ َر ًابا َو َع ًا َ‬ ‫َ‬ ‫أَتْ َم ْم ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُمم التي َح َوالَ ْيك أ َ‬ ‫َ‬ ‫َم َ‬ ‫ات ح ِ‬ ‫ض ٍب وِبس َخ ٍط وِبتَوِب َ ٍ‬ ‫ت ِف ِ‬ ‫وتَأ ِْديبا وَد َه ً ِ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ام َي ٍة‪ .‬أَ​َنا َّ‬ ‫ب تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫َج َرْي ُ‬ ‫يك أ ْ‬ ‫ُمِم الَِّتي َح َوالَ ْي ِك‪ ،‬إِ َذا أ ْ‬ ‫يخ َ‬ ‫اما ِب َغ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ ً َ‬ ‫َح َك ً‬ ‫شا لأل َ‬

‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ون لِ ْل َخر ِ‬ ‫ام ا ْل ُجوِع ِّ‬ ‫س ُر‬ ‫ع َعلَ ْي ُك ْم‪َ ،‬وأُ َك ِّ‬ ‫يد ا ْل ُجو َ‬ ‫اب الَِّتي أ ُْر ِسلُ َها لِ َخ َارِب ُك ْم‪َ ،‬وأ َِز ُ‬ ‫س ْل ُ‬ ‫يرةَ الَِّتي تَ ُك ُ‬ ‫إِ َذا أ َْر َ‬ ‫َ‬ ‫الشِّر َ‬ ‫ت َعلَ ْي ِه ْم س َه َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َعلَ ْي ِك‬ ‫وش َّ‬ ‫الرِد َ‬ ‫ع َوا ْل ُو ُح َ‬ ‫ت َعلَ ْي ُك ُم ا ْل ُجو َ‬ ‫س ْل ُ‬ ‫َّم‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َجلُ ُ‬ ‫ام ا ْل ُخ ْب ِز‪َ ،‬وِا َذا أ َْر َ‬ ‫يئ َة فَتُثْكلُك‪َ ،‬وَي ْع ُب ُر فيك ا ْل َوَبأُ َوالد ُ‬ ‫لَ ُك ْم ق َو َ‬ ‫ت»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫س ْيفًا‪ .‬أَ​َنا َّ‬ ‫ب تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫َ‬

‫هذا تفسير لما سبق = هذه أورشليم = إذاً فهذه هى الشعر المحلوق‪ .‬فبعد أن ميزها اهلل بأن أقامها وسط‬

‫الشعوب = أقامها كنور لكل األمم حولها‪ ،‬تطيع شريعته فيفيض عليها من بركاته‪ ،‬وتصبح كمدينة منيرة‬

‫موضوعة فوق تل يراها الجميع‪ ،‬فُيعرف إسم يهوه وسط األمم التى تحيا فى الظالم‪ .‬وهذا ما حدث أيام سليمان‬ ‫إذ أتى الغرباء ليسألونه عن سر حكمته والبركة التى يحيا فيها‪ .‬وهذه هى الك ارزة‪ ،‬علينا إذاً أن نطيع فنحيا فى‬ ‫بركات يفيض بها اهلل علينا‪ ،‬ونكون مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذى فينا ‪1‬بط ‪.16 : 3‬‬

‫وهذا قصد اهلل أن يمألنا من الروح القدس فنكون نو اًر للعالم ونكون ك ارزة‪ .‬ولكن أورشليم لم تحفظ هذا بل كانوا‬

‫أشر ممن حولهم‪ .‬ولنالحظ أن إحتقار كلمة اهلل يفتح الباب لكل إثم‪ .‬ولنالحظ أيضاً أن فرائض اهلل هى نصوص‬

‫المعاهدة التى يتعاهد بها اهلل مع البشر ومن يرفض وصايا وفرائض اهلل يرفض أيضاً عطاياه ويحرم نفسه منها‪.‬‬ ‫وهم حينما خالفوا وصايا اهلل وشرائعه صاروا أشر من األمم‪ ،‬فهم إنحدروا لدرجات أسوأ منهم "فاهلل أسلمهم لذهن‬

‫مرفوض" رو ‪ 28 : 1‬وهكذا الملح إذا فسد ال يصلح لشئ سوى أن يرمى ويداس من الناس مت ‪.13 : 6‬‬ ‫فاألمم حول اليهود كان لكل أمة صنمها الخاص بها‪ ،‬أما أورشليم فعبدت كل أصنام األمم المجاورة‪ ،‬وهذا لم‬ ‫تصنعه األمم المجاورة أى تعدد األصنام إر ‪ + 11 : 2 ،28 : 2‬حز ‪ .14 ،2 : 8‬ولنالحظ أن أبناء اهلل‬

‫وخدامه إذا إرتدوا يصبحوا أشر من اآلخرين كمن دخله سبعة أرواح أشر لو ‪ 23 : 11‬ولننظر عقوبة اهلل‬ ‫المروعة جزاء الخطية‪ .‬فاهلل بنفسه عليها‪ ..‬ويارب من يصمد أمام غضبك‪ .‬وقارن‪ ،‬فبعد أن كان اهلل فى أيام‬

‫قداستها يدافع هو عنها أصبح اهلل اآل ن هو الذى يضربها‪ .‬وحين يقوم اهلل على أحد يهيج العالم كله ضده‪ ،‬ليس‬ ‫البابليين هم الذين كانوا ضده م بل اهلل‪ .‬وعلى العكس فإن أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداؤه يسالمونه أم‬

‫‪ 4 : 13‬وهذه األحكام كان يجب أن تظهر أمام األمم حتى يظهر لهم بر اهلل ورفضه وكراهيته للخطية‪ .‬ولذلك‬ ‫يقول أجرى فى وسطك أحكاماً أمام عيون األمم = فاهلل أقامهم وسط الشعوب (آية ‪ )6‬لتكون نو اًر‪ ،‬وكان اهلل‬

‫يريد أن يظهر قداسته ببركاته التى يفيض بها عليهم إن إلتزموا بوصاياه‪ ،‬ولكن نظ اًر لعنادهم فاهلل سيظهر قداسته‬ ‫فى عقابهم ورفضه لخطاياهم‪ .‬فاهلل ال يحابى شعبه إذا كان شعبه يخطئ‪ .‬واهلل يجازى ويقول ال تشفق عينى =‬

‫هذه اآليات مصممه لتنطبق على العذاب األبدى لألشرار‪ .‬والحظ أن هناك خطيتان هما اللذان أحزنا قلب اهلل‬

‫‪ )1‬الوصية المكسورة ‪ )2‬تدنيس الهيكل والحظ أن اهلل قبل أن يضرب بهذه الضربات أرسل لهم أرمياء ليحذرهم‬

‫‪35‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس)‬

‫حتى يتوبوا‪ ،‬ولما لم يتوبوا قرر معاقبتهم علناً أمام عيون األمم والحظ نتائج الخطية تأكل األباء األبناء = فحين‬

‫تتخلى نعمة اهلل يدب فيهم الفساد واإلنقسامات‪ ،‬ويأكل كل عضو اآلخر‪ ،‬وأخي اًر ال يبقى منهم إال رماد بعد أن‬

‫إلتهمت نار غضب اهلل كل شئ‪ .‬واذا كان األباء يأكلون أبنائهم‪ ،‬فما الذى يحدث بين أفراد المجتمع من جيران‬ ‫وأصدقاء‪ ،‬أو بين من ال يعرفون بعضهم‪ ...‬حقاً انها صورة مخيفة‪ .‬هذه صورة معاكسة لمزمور ‪ 133‬فهذا شعب‬ ‫بال محبة‪ ،‬وهذا الشعب يمثل اللحية التى تنزع وترمى وتحرق‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس)‬

‫اإلصحاح السادس‬

‫عودة للجدول‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اج َع ْل َو ْج َه َك َن ْح َو ِج َب ِ‬ ‫يل َوتَ​َن َّبأْ َعلَ ْي َها‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)7-1‬و َك َ‬ ‫آد َم‪ْ ،‬‬ ‫ال إِ ْ‬ ‫‪3‬‬ ‫ب لِ ْل ِج َب ِ‬ ‫ال َولِآل َك ِام‪ ،‬لِأل َْوِد َي ِة َولِأل َْو ِط َئ ِة‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ال َّ‬ ‫اس َم ِعي َكلِ َم َة َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫الس ِّي ِد َّ‬ ‫ب‪ .‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َوُق ْل‪َ :‬يا ِج َب َ‬ ‫يل‪ْ ،‬‬ ‫ال إِ ْ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّام‬ ‫ب َم َذا ِب ُح ُك ْم‪َ ،‬وتَتَ َك َّ‬ ‫س ُر َ‬ ‫س ْيفًا‪َ ،‬وأُِب ُ‬ ‫يد ُم ْرتَفَ َعات ُك ْم‪ .‬فَتَ ْخ َر ُ‬ ‫هأَ​َن َذا أَ​َنا َجال ٌ‬ ‫ش ْم َ‬ ‫ب َعلَ ْي ُك ْم َ‬ ‫ساتُ ُك ْم‪َ ،‬وأَ ْط َر ُح قَتْالَ ُك ْم قُد َ‬ ‫‪5‬‬ ‫ظام ُكم حو َل م َذا ِب ِح ُكم‪ِ 6 .‬في ُك ِّل مس ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل قُدَّام أ ِ‬ ‫ث ب ِني إِ ِ‬ ‫أَص َن ِ‬ ‫اك ِن ُك ْم تُ ْقفَ ِر‬ ‫ام ُك ْم‪َ .‬وأ َ‬ ‫َضعُ ُجثَ َ َ‬ ‫س َرائ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َص َنام ِه ْم‪َ ،‬وأُ َذِّري ع َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ا ْلم ُد ُن‪ ،‬وتَ ْخرب ا ْلمرتَفَع ُ ِ‬ ‫ساتُ ُك ْم‪َ ،‬وتُ ْم َحى‬ ‫ام ُك ْم‪َ ،‬وتُ ْق َ‬ ‫ب َم َذا ِب ُح ُك ْم‪َ ،‬وتَ ْن َك ِس َر َوتَُز َ‬ ‫ط َع َ‬ ‫ات‪ ،‬ل َك ْي تُ ْقفَ ِر َوتَ ْخ َر َ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫ش ْم َ‬ ‫َ َ ُ ُْ َ‬ ‫َص َن ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫سط ُك ْم‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫أْ‬ ‫سقُطُ ا ْلقَ ْتلَى في َو ْ‬ ‫َع َمالُ ُك ْم‪َ ،‬وتَ ْ‬

‫جبال إسرائيل = عادة تشير الجبال للنفوس المرتفعة عن األرضيات لتسكن مع اهلل فى السماويات‪ ،‬وهذه تكون‬

‫راسخة فى إيمانها كالجبال‪ .‬ولهذا أقام اهلل أورشليم على جبل إشارة لما يجب أن تكون عليه من حياة سماوية‬

‫(راجع مزمور ‪ .)121‬والحظ أن المالكان طل با من لوط أن يهرب للجبال حتى ال يهلك‪ .‬ولكن جبال إسرائيل هنا‬

‫ال تشير لهذه المعانى السماوية‪ ،‬فأورشليم فى خطاياها وكبريائها أصبحت جباالً شريرة مرتفعة بالكبرياء وليس‬ ‫بالقداسة لذلك كانت هذه النبوات ضدها لعلها تدفعهم للتوبة ويذكروا مركزهم األول كجبال مقدسة‪ .‬هكذا قال الرب‬

‫للجبال واألكام = الجبال واألكام هنا إشارة لملوكهم ورؤسائهم وجبابرتهم‪ .‬لألودية ولألوطئة = وهذه إشارة للشعب‬ ‫العادى‪ .‬ولكن الكل صار فى فساد‪.‬‬

‫ونجد هنا تهديد بخراب إسرائيل لوثنيتهم‪ ،‬وهالك أوثانهم معهم‪.‬‬

‫مرتفعاتكم = هى الهياكل الوثنية التى كانوا يفضلون إقامتها على المرتفعات شمساتكم = هى الهياكل التى‬ ‫يعبدون فيها الشمس‪ ،‬ويالخزى هذه األصنام (الشياطين) التى لم تستطع أن تحمى من يعبدها‪ ،‬والحظ هذا من‬

‫قوله وأطرح قتالكم قدام أصنامكم = وحدث هذا مع سنحاريب الذى أهان اهلل حول أسوار أورشليم وقت أن‬ ‫حاصر أورشليم فى أيام حزقيا الملك‪ ،‬فحين عاد هذا المغرور لبلده قتله إبناه أمام هيكل نسروخ إلهه‪ ،‬ولم يستطع‬

‫نسروخ حمايته‪ .‬وتخرب مذابحكم وتنكسر = ستنكسر كل تماثيلهم ومشغوالتهم القيمة التى دفعوا فيها كل أموالهم‬ ‫كتقدمة لهذه األوثان‪.‬‬

‫ملحوظة ‪ -:‬كم من خاطئ اآلن يضيع صحته ونقوده ومواهبه التى أعطاها له اهلل من أجل خطايا وملذات‬ ‫يعرضها الشيطان عليه‪ .‬واالن ال يوجد من يعبد األوثان‪ ،‬ولكن يوجد من يعبد اللذات‪.‬‬

‫فتعلمون أنى أنا الرب = هذه عبارة تتكرر كثي اًر فى هذا السفر‪ ،‬فهدف الرب من تأديباته أن نعود للرب مؤمنين‬ ‫به فنتحرر من عبودية إبليس ونعرف الفرح الحقيقى‪ .‬وأذرى عظامكم حول مذابحكم = هذا إعالن عن‪-:‬‬

‫‪ )1‬نجاسة أو تنجيس هذه المذابح ‪ :‬فالعظام هى نجاسة فى مفهوم العهد القديم‪ ،‬واذا تم تنجيس هذه المذابح‬

‫فهم سيكفوا عن إستخدامها للعبادة‪ ،‬وهذا ما فعله يوشيا ‪2‬مل ‪13 : 23‬‬

‫‪ )2‬ضعف هذه المذابح ‪ :‬التى لم تستطع حمايتهم‪ ،‬لعلهم يدركوا عدم جدوى عبادتهم‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس)‬ ‫‪8‬‬ ‫ف ب ْي َن األُمِم ِع ْن َد تَ َذِّري ُكم ِفي األَر ِ‬ ‫ون ِم َن َّ ِ‬ ‫اضي‪.‬‬ ‫اج َ‬ ‫اآليات (‪َ « " -:)11-8‬وأ ُْب ِقي َب ِقيَّ ًة‪ ،‬إِ ْذ َي ُك ُ‬ ‫الس ْي َ‬ ‫ون لَ ُك ْم َن ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪9‬‬ ‫ِ‬ ‫الناج َ ِ‬ ‫ت َق ْل َب ُهم َّ‬ ‫اد َع ِّني‪َ ،‬و ُع ُيوَن ُه ُم‬ ‫الزِان َي الَِّذي َح َ‬ ‫س ْر ُ‬ ‫ُمِم الَِّذ َ‬ ‫َو َّ ُ‬ ‫ين ُي ْ‬ ‫س َب ْو َن إِلَ ْي ِه ْم‪ ،‬إِ َذا َك َ‬ ‫ون م ْن ُك ْم َي ْذ ُك ُروَنني َب ْي َن األ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ور الَِّتي فَعلُ َ ِ‬ ‫الزِاني َة وراء أ ِ‬ ‫َج ِل ُّ‬ ‫الش ُر ِ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫اس ِات ِه ْم‪َ ،‬وَي ْعلَ ُم َ‬ ‫س ُه ْم أل ْ‬ ‫َّ َ َ َ َ ْ‬ ‫وها في ُك ِّل َر َج َ‬ ‫َ‬ ‫َص َنام ِه ْم‪َ ،‬و َمقَتُوا أَ ْنفُ َ‬ ‫لَم أَ ُق ْل ب ِ‬ ‫اطالً إِ ِّني أَف َْع ُل ِب ِه ْم ه َذا َّ‬ ‫الش َّر‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫هنا وعد بعودة بقية منهم هلل بالتوبة‪ .‬هنا تفرحنا مراحم اهلل بعد كل اإلنذارات السابقة‪ ،‬فدائماً هناك رجاء إذا كان‬ ‫هناك توبة‪ .‬واهلل يضرب ولكن من يجد فيه أمل يتركه فهو ال يطفئ فتيله مدخنة‪ .‬والمطلوب منهم أن يذكروا اهلل‬

‫بين األمم = والناجون منكم يذكروننى بين األمم = فهناك من نسوا اهلل فى أرض سالمهم ولكنهم يذكرونه فى‬ ‫سبيهم مثل اإلبن الضال الذى ترك أبيه بينما كان فى مجد بيت أبيه‪ ،‬لكنه ذكره فى حظيرة الخنازير‪ .‬هذا لم‬ ‫يذكر أبوه إال حينما عوقب بالجوع فى أرض بعيدة‪ ،‬ولكن تذكره اهلل كان الخطوة األولى فى الرجوع‪ .‬فالخطية تبدأ‬

‫فى النمو حينما ننسى اهلل أما التوبة فتبدأ حين نذكر اهلل‪ .‬وغرض اهلل من ضرباته دائماً أن نتوب = أن يكسر‬ ‫قلبهم الزانى = اهلل يسمح بالحزن وأن ينكسر قلب الخاطئ‪ ،‬وذلك حتى يتوب فيخلص‪ .‬والنتيجة مقتوا أنفسهم‬

‫ألجل الشرور التى فعلوها = هم سيمقتوا أنفسهم حين يذكرون أنهم كسروا قلب اهلل بخطيتهم‪ .‬والتائب الحقيقى‬ ‫غضب اهلل ي ِ‬ ‫يرى الخطية شئ بغيض جداً‪ ،‬فكل ما ي ِ‬ ‫غضبه‪ ،‬وما كان مصدر سرور ولذة للخاطئ سيكون له شئ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بغيض حين يتوب‪ .‬إن عالمة التوبة الحقيقية أن التائب يشمئز من نفسه ويمقت نفسه بسبب خطاياه‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫آه علَى ُك ِّل رجاس ِ‬ ‫اخ ِب ْط ِب ِر ْجلِ َك‪ ،‬وقُ ْل‪ِ :‬‬ ‫ات َب ْي ِت‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اض ِر ْب ِب َي ِد َك َو ْ‬ ‫اآليات (‪« " -:)14-11‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪ْ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪12‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫يل ِّ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫سقُطُ ِب َّ‬ ‫سقُطُوا ِب َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يد َي ُم ُ‬ ‫ف َوِبا ْل ُجوِع َوِبا ْل َوَبِإ! اَْل َب ِع ُ‬ ‫وت ِبا ْل َوَبِإ‪َ ،‬وا ْلقَ ِر ُ‬ ‫يب َي ْ‬ ‫يرِة‪َ ،‬حتَّى َي ْ‬ ‫إِ ْ‬ ‫الشِّر َ‬ ‫‪13‬‬ ‫اقي وا ْلم ْنح ِ‬ ‫وا ْلب ِ‬ ‫س ِط‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ص ُر َي ُم ُ‬ ‫ض ِبي َعلَ ْي ِه ْم‪ .‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫وت ِبا ْل ُجوِع‪ ،‬فَأُتَ ِّم ُم َغ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ب‪ ،‬إِ َذا َكا َن ْت قَتْالَ ُه ْم َو ْ‬ ‫أَص َن ِ‬ ‫وس ُك ِّل ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ام ِه ْم َح ْو َل َم َذا ِب ِح ِه ْم َعلَى ُك ِّل أَ َك َم ٍة َعالِ َي ٍة‪َ ،‬وِفي ُر ُؤ ِ‬ ‫ت ُك ِّل‬ ‫ت ُك ِّل َ‬ ‫اء‪َ ،‬وتَ ْح َ‬ ‫ش َج َرٍة َخ ْ‬ ‫ال‪َ ،‬وتَ ْح َ‬ ‫ْ‬ ‫ض َر َ‬

‫َبلُّوطَ ٍة‬

‫َو َخ ِرَب ًة‬

‫ام ِهم‪14 .‬وأ ِ‬ ‫ور لِ ُك ِّل أ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُر ٍ‬ ‫ض ُم ْق ِف َرةً‬ ‫ُص ِّي ُر األ َْر َ‬ ‫ْ‬ ‫َم ُّد َيدي َعلَ ْي ِه ْم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫اء‪ ،‬ا ْل َم ْوض ِع الَّذي قَ​َّرُبوا فيه َرائ َح َة ُ‬ ‫َغ ْب َي َ‬ ‫َص َن ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِم َن ا ْلقَ ْف ِر إِلَى َد ْبلَ َة ِفي ُك ِّل مس ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫اك ِن ِه ْم‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫َ َ‬

‫هنا يطلب اهلل من النبى أن يرثى إسرائيل لنكباتها التى ستحل بها وهنا يطلب منه أن يضرب بيده ويخبط برجله‬

‫ويتأوه = ليظهر لهم جاداً فيما يقوله‪ ،‬وكأن هذه الضربات قد حدثت فعالً ورآها‪ .‬وهذا ما يحدث مع األنبياء‪ ،‬أن‬ ‫اهلل يظهر لهم ما سيحدث وهم يتفاعلون بصدق أمام الناس‪ .‬وكان عليه أن ينوح على شيئين ‪-:‬‬ ‫أ) خطايا إسرائيل‬

‫ب) األحكام التى ستقع عليها (السيف والمجاعة والوباء وخراب أورشليم والهيكل والسبى)‬

‫وه كذا بكى يسوع على أورشليم‪ .‬وهكذا كل خادم حقيقى يبكى على شعبه حين تتملك منهم الخطية‪ ،‬وحين تبدأ‬ ‫ضربات اهلل ضدهم‪ ،‬بل قبل أن تبدأ الضربات فالخادم الحقيقى يدرك أنها ال بد وستأتى‪ .‬والحظ أن التأديب‬

‫سيكون أكثر شدة حيث المواضع المستخدمة للعبادة الوثنية ‪ -:‬التالل العالية ورؤس الجبال‪ ،‬وتحت ظالل‬

‫‪38‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس)‬

‫األشجار وبالذات البلوطة (ألن الوثنيين يفضلون هذه األماكن إلقامة مذابحهم) حيث كانوا يقربون رائحة سرور‬

‫لكل أصنامهم = فصارت رائحة موت لهم‪.‬‬

‫وأصير األرض مقفرة من القفر إلى دبلة = الترجمة اإلنجليزية أكثر دقة وهى "أجعل األرض مقفرة وخربة‪ ،‬نعم‬

‫وأكثر خراباً من البرية القفر عند دبلة" ودبلة هذه فى جنوب الشرق للبحر الميت‪ ،‬وهى منطقة قفر وخربة‪.‬‬

‫ملحوظة ‪ -:‬كان عباد األصنام‪ ،‬وقد قلدهم اليهود لألسف‪ ،‬يفضلون إقامة معابدهم على المرتفعات واألكام‪ ،‬فى‬ ‫حين كانت عبادة "مولك" فى األودية واألوطئة‪ .‬وكانت هذه العبادة الوثنية تسمى زنا روحى وذلك لخيانة العابدين‬

‫هلل‪ ،‬وكانت تشتمل هذه العبادات على الزنا الجسدى‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع)‬

‫اإلصحاح السابع‬

‫عودة للجدول‬

‫النبى هنا يتنبأ بالخراب اآلتى على أرض إسرائيل‪ ،‬وأنه خراب نهائى وقريب جداً‪ ،‬بل هو على األبواب وال يمكن‬ ‫تحاشيه‪ ،‬فقد جلبوه على أنفسهم بخطاياهم وال يمكنهم الدفاع ضده‪ ،‬ال بقوتهم وال بثروتهم‪ ،‬بل حتى الهيكل الذى‬

‫وضعوا فيه ثقتهم سيخرب‪ .‬إذاً هو خراب عام‪ .‬وكل هذه اإلنذارات ليحثهم على التوبة ألن الناس إعتادت أن‬ ‫تستغل طول أناة اهلل بطريقة خاطئة‪ ،‬ظانين أن اهلل لن يؤدب ولن يضرب‪ .‬وعلى المستوى الشخصى فاهلل يؤدب‬

‫كل شخص على خطاياه أما فى حالة أورشليم فألن الخطية تشمل الجميع فالضربة ستكون عامة وشاملة‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ب أل َْر ِ‬ ‫يل‪:‬‬ ‫الس ِّي ُد ا َّلر ُّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫آد َم‪ ،‬فَه َك َذا قَ َ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬وأَ ْن َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)6-1‬و َك َ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫آلن ِّ‬ ‫الن َه َاي ُة َعلَى َزَو َايا األ َْر ِ‬ ‫اء ِت ِّ‬ ‫َح ُك ُم َعلَ ْي ِك‬ ‫ض األ َْرَب ِع‪ .‬اَ َ‬ ‫ض ِبي َعلَ ْي ِك‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫الن َه َاي ُة َعلَ ْي ِك‪َ ،‬وأ ُْر ِس ُل َغ َ‬ ‫ن َه َاي ٌة! قَ ْد َج َ‬ ‫‪4‬‬ ‫َعفُو‪ ،‬ب ْل أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َكطُرِق ِك‪ ،‬وأ ْ ِ‬ ‫اساتُ ِك‬ ‫اس ِات ِك‪ .‬فَالَ تَ ْ‬ ‫شفُ ُ‬ ‫ب َعلَ ْي ِك طُ​ُرقَ ِك َوتَ ُك ُ‬ ‫ق َعلَ ْي ِك َع ْي ِني‪َ ،‬والَ أ ْ‬ ‫َجل ُ‬ ‫َ‬ ‫َجل ُ‬ ‫ون َر َج َ‬ ‫ب َعلَ ْيك ُك َّل َر َج َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ْت‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ب‪« .‬ه َك َذا قَا َل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫شٌّر! َ‬ ‫ب‪َ :‬‬ ‫شٌّر َوح ٌ‬ ‫سطك‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫في َو ْ‬ ‫يد ُه َوَذا قَ ْد أَتَى‪ .‬ن َه َاي ٌة قَ ْد َج َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ِت ِّ‬ ‫اء ْت‪" .‬‬ ‫الن َه َاي ُة‪ .‬ا ْنتَ​َب َه ْت إِلَ ْيك‪َ .‬ها ه َي قَ ْد َج َ‬ ‫َج َ‬

‫الحظ تكرار كلمة النهاية مرتين‪ ،‬فاهلل أظهر للنبى ما سيحدث من دمار فكان كمن رأى حريق فصرخ "نار‪ ..‬نار"‬ ‫هم كانوا يمنون أنفسهم بنهاية سعيدة فيها حل لكل مشاكلهم ولكن كيف تكون هناك نهاية سعيدة مع وجود‬

‫خطية‪ ،‬بل ستك ون هناك نهاية مأساوية‪ ،‬وربما طالت المدة لهذه النهاية ولكنها قادمة‪ .‬والخراب الذي تم على يد‬

‫الكلدانيين هو عربون للخراب النهائى الذى تم على يد الرومان‪ ،‬والكلمات أيضاً تشير للخراب النهائى للعالم‬ ‫حيث نسمع أن الخراب يشمل زوايا األرض األربع‪ .‬وكلمة النهاية أشار لها الرسول بطرس ‪1‬بط ‪" 4 : 4‬نهاية‬

‫كل شئ قد إقتربت" وأشار لنفس المعنى السيد المسيح نفسه فى مت ‪ُ 14 : 24‬يكرز ببشارة الملكوت هذه فى‬ ‫كل المسكونة‪ ...‬ثم يأتى المنتهى" وقوله أن النهاية على زوايا األرض األربع = أى أن الخراب يشمل كل‬

‫األرض ولن يهرب أحد‪ .‬شر شر وحيد هوذا قد أتى وكلمة وحيد هنا تعنى فى أصلها "نهائى" أى أن هذا الشر‬ ‫ليس مثله ال من قبل وال من بعد‪ ،‬واألدق ان الخراب سيترك المكان في حالة ال يمكن اصالحها بحيث ال معني‬

‫لتخريب آخر فال يوجد ما يخرب‪ .‬أما المستهزئين فهم يتصورون أنه ال نهاية ‪2‬بط ‪ .4 : 3‬والخراب والنهاية‬

‫الحزينة شئ محزن ولكن هذا نتيجة الخطية (قارن مع أم ‪ 4 : 3‬أيأخذ اإلنسان نا اًر فى حضنه وال تحرق ثيابه)‪.‬‬ ‫فالخطية هى أشر أنواع الشرور‪ ،‬ولكن المقصود هنا شر اآلالم القادمة عليهم بسبب شرورهم‬ ‫جاءت النهاية‪ .‬إنتبهت إليك = العبارة هنا فيها جناس فكلمة نهاية هى بالعبرية ه ِقص وكلمة إنتبهت هى‬ ‫ِه ِقيص‬

‫‪40‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع)‬ ‫‪7‬‬ ‫الس ِ‬ ‫اض ِطر ٍ‬ ‫اك ُن ِفي األ َْر ِ‬ ‫اف‬ ‫ُّها َّ‬ ‫اب‪ ،‬الَ ُهتَ ُ‬ ‫ض‪َ .‬بلَغَ ا ْل َوق ُ‬ ‫ْت‪ .‬اقْتَ​َر َ‬ ‫اآليات (‪ " -:)11-7‬ا ْنتَ َهى الد َّْوُر إِلَ ْي َك أَي َ‬ ‫ب َي ْوُم ْ َ‬ ‫‪8‬‬ ‫َح ُكم علَ ْي ِك َكطُرِق ِك‪ ،‬وأ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل ِج َب ِ‬ ‫آلن َع ْن قَ ِر ٍ‬ ‫ب َعلَ ْي ِك ُك َّل‬ ‫َص ُّ‬ ‫ال‪ .‬اَ َ‬ ‫َجل ُ‬ ‫س َخطي َعلَ ْيك‪َ ،‬وأ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ب ِر ْج ِزي َعلَ ْيك‪َ ،‬وأُتَ ِّم ُم َ‬ ‫يب أ ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪9‬‬ ‫َجلِب علَ ْي ِك َكطُرِق ِك‪ ،‬ورجاساتُ ِك تَ ُك ُ ِ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا‬ ‫اس ِات ِك‪ .‬فَالَ تَ ْ‬ ‫شفُ ُ‬ ‫س ِط ِك‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ق َع ْي ِني‪َ ،‬والَ أ ْ‬ ‫َعفُو‪َ ،‬ب ْل أ ْ ُ َ‬ ‫ون في َو ْ‬ ‫َ​َ​َ َ‬ ‫َر َج َ‬ ‫ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب الض ِ‬ ‫ام الظُّ ْل ُم‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّار ُ‬ ‫صا‪ .‬أَف َْر َخت ا ْلك ْب ِرَي ُ‬ ‫اء! َد َارت الدَّائ َرةُ‪ .‬أ َْزَه َرت ا ْل َع َ‬ ‫ب‪َ « .‬ها ُه َوَذا ا ْل َي ْوُم‪َ ،‬ها ُه َوَذا قَ ْد َج َ‬ ‫اء‪ .‬قَ َ‬ ‫ض ِج ِ‬ ‫صا َّ‬ ‫يج ِه ْم‪َ ،‬والَ َن ْو ٌح َعلَ ْي ِه ْم‪" .‬‬ ‫الشِّر‪ .‬الَ َي ْبقَى ِم ْن ُه ْم َوالَ ِم ْن ثَْرَوِت ِه ْم َوالَ ِم ْن َ‬ ‫إِلَى َع َ‬

‫بلغ الوقت = المحدد لهذا الشر‪ .‬ويكررها ها هوذا اليوم قد جاء = هذا الذى أبطأ فى قدومه‪ ،‬ها هوذا قد جاء‪.‬‬ ‫ويسميه يوم إضطراب‪ .‬وهذا بدالً عن هتاف الجبال = إشارة لتسابيح الفرح التى بطلت إذ ُن ِزع الفرح منهم وحل‬ ‫بدله الضيق واإلضطراب‪ .‬ولكن هذا الشر حسب طرقهم ورجاساتهم‪ .‬ألن رجاساتهم فى وسطهم‬

‫فتعلمون أنى أنا الرب = الرب القدوس الذى ال يحتمل هذه الرجاسات ويجازى بعدل‪ .‬وهدف اهلل عموماً من‬ ‫ضرباته أن نعرفه ونرجع إليه‪ .‬وهنا يذكر اهلل خطيتين بالتحديد وهما الظلم والكبرياء‪ .‬الظلم ِمن من هم مفروضاً‬ ‫فيهم العدل أى الملك والحكام والقضاة‪ ،‬الذين فى أيديهم العصا وهذا معنى أزهرت العصا = أى العصا الظالمة‬

‫فى أيدى الحكام أزهرت هذه الضربات‪ .‬ونفس المعنى عن الكبرياء أنها أفرخت = فهذه الضربات سببها الظلم‬ ‫والكبرياء‪ .‬وما يتبرعم ويبدأ نموه فى الخطية سيزهر ويفرخ فى قضاء اهلل‪ .‬المعنى أن كل شئ قد نضج للدينونة‪.‬‬

‫وقام الظلم إلى عصا الشر أى الحكام الظالمين األشرار إستخدموا العصا التى فى أيديهم ظلماً‪ ،‬لذلك ال يبقى‬

‫منهم وال من ثروتهم وال من ضجيجهم = فالضربة هى خراب تام ولن يوجد من ينوح عليهم = وال نوح عليهم‪.‬‬

‫ودارت الدائرة = فالحاكم الظالم صار مظلوماً أمام جيش بابل‪ ،‬والغنى صار فقي اًر‪ ،‬أما الفقراء والمساكين فلقد‬ ‫تركهم جيش بابل ولم يمسوهم بأذى ‪2‬مل ‪12 – 8 : 26‬‬

‫‪12‬‬ ‫ْت‪َ .‬بلَغَ ا ْل َي ْوُم‪ .‬فَالَ َي ْف َر َح َّن َّ‬ ‫الش ِ‬ ‫ب َعلَى‬ ‫اري‪َ ،‬والَ َي ْح َزَن َّن ا ْل َب ِائعُ‪ ،‬أل َّ‬ ‫اء ا ْل َوق ُ‬ ‫َن ا ْل َغ َ‬ ‫ضَ‬ ‫اآليات (‪ " -:)15-12‬قَ ْد َج َ‬ ‫‪13‬‬ ‫َحي ِ‬ ‫الر ْؤَيا َعلَى ُك ِّل ُج ْم ُه ِ‬ ‫ُك ِّل ُج ْم ُه ِ‬ ‫اء‪ .‬أل َّ‬ ‫ود إِلَى ا ْل َم ِب ِ‬ ‫ورَها فَالَ‬ ‫َن ُّ‬ ‫ورِه ْم‪ .‬ألَ َّن ا ْل َب ِائ َع لَ ْن َي ُع َ‬ ‫يع‪َ ،‬وِا ْن َكا ُنوا َب ْع ُد َب ْي َن األ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ب إِلَى ا ْل ِقتَ ِ‬ ‫ود‪َ ،‬و ِ‬ ‫ِّد َح َياتَ ُه‪14 .‬قَ ْد َنفَ ُخوا ِفي ا ْل ُبو ِ‬ ‫ض ِبي‬ ‫ال‪ ،‬أل َّ‬ ‫ان ِبِإثْ ِم ِه الَ ُي َ‬ ‫شد ُ‬ ‫َي ُع ُ‬ ‫س ُ‬ ‫َن َغ َ‬ ‫َع ُّدوا ا ْل ُك َّل‪َ ،‬والَ َذاه َ‬ ‫ق َوأ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫‪15‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ار ٍج‪ ،‬وا ْلوبأُ وا ْلجوعُ ِم ْن َد ِ‬ ‫لس ْي ُ ِ‬ ‫َعلَى ُك ِّل ُج ْم ُه ِ‬ ‫ف‪َ ،‬والَِّذي‬ ‫وت ِب َّ‬ ‫ورِه ْم‪« .‬اَ َّ‬ ‫اخل‪ .‬الَِّذي ُه َو ِفي ا ْل َح ْق ِل َي ُم ُ‬ ‫ف م ْن َخ ِ َ َ َ َ ُ‬ ‫ُه َو ِفي ا ْل َم ِدي َن ِة َيأْ ُكلُ ُه ا ْل ُجوعُ َوا ْل َوَبأُ‪" .‬‬

‫بلغ اليوم = جاء وقت الدينونة ووقوع الضربة‪ .‬فال يفرح الشارى وال يحزن البائع = عادة يفرح الشارى بما‬

‫أضافه إلى منزله مثالً ‪ ،‬ويحزن البائع لما إضطر أن يبيعه‪ .‬ولكن مع الخراب العام فال هذا يفرح وال ذاك يحزن‪.‬‬ ‫ولتالحظ بطل هذا العالم (وقارن مع ‪1‬كو ‪ .)22 : 4‬وهذه الضربات هى على الكل = كل جمهورها‪ .‬وألن البائع‬

‫لن يعود للبيع ألنه لن يجد شيئاً يبيعه هذا إن فُ ِرض وكان بين األحياء‪ .‬ألن الرؤيا على كل جمهورها = أى‬ ‫على الجميع ستكون هذه الضربات‪ .‬واإلنسان بإثمه ال يشدد حياته سيكون عبثاً أن يتحدى أحد الخطاة اهلل‬

‫وأحكامه‪ .‬وهم نفخوا فى البوق = هذه محاولة أخيرة يائسة يحاولون فيها جمع جيشهم لمواجهة العدو ولكن ال‬

‫‪41‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع)‬

‫ذاهب للقتال فال يوجد أحد ليحارب = ألن غضبى على كل جمهورهم = والسيف و ارءهم فى الداخل والخارج‪،‬‬ ‫فى الحقل والمدينة‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ون ُك ُّل و ِ‬ ‫ون َعلَى ا ْل ِج َب ِ‬ ‫اح ٍد‬ ‫اآليات (‪َ " -:)22-16‬وَي ْن َفلِ ُ‬ ‫ال َك َح َم ِام األ َْو ِط َئ ِة‪ُ .‬كلُّ ُه ْم َي ْه ِد ُر َ‬ ‫ون َوَي ُكوُن َ‬ ‫ت ِم ْن ُه ْم ُم ْن َفلِتُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪18‬‬ ‫علَى إِثْ ِم ِه‪ُ 17 .‬ك ُّل األ َْي ِدي تَرتَ ِخي‪ ،‬و ُك ُّل ُّ ِ ِ‬ ‫ب‪َ ،‬و َعلَى َج ِمي ِع‬ ‫س ِح َوَي ْغ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫اء‪َ .‬وَيتَ​َنطَّقُ َ‬ ‫اه ْم ُر ْع ٌ‬ ‫َ‬ ‫ون ِبا ْل َم ْ‬ ‫ير َم ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الرَكب تَص ُ‬ ‫‪19‬‬ ‫ون لِ َنجاس ٍة‪ .‬الَ تَ ِ‬ ‫يع ر ُؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِفضَّتَ ُه ْم ِفي َّ‬ ‫الش َو ِ‬ ‫وس ِه ْم قَ َرعٌ‪ُ .‬ي ْلقُ َ‬ ‫ستَطيعُ‬ ‫ْ‬ ‫ار ِع‪َ ،‬وَذ َه ُب ُه ْم َي ُك ُ َ َ‬ ‫ا ْل ُو ُجوِه خ ْز ٌ‬ ‫ي‪َ ،‬و َعلَى َجم ِ ُ‬ ‫ش ِبع َ ِ‬ ‫ار‬ ‫ص َا‬ ‫الر ِّ‬ ‫ض ِب َّ‬ ‫س ُه ْم‪َ ،‬والَ َي ْمأل َ‬ ‫ِفضَّتُ ُه ْم َوَذ َه ُب ُه ْم إِ ْنقَا َذ ُه ْم ِفي َي ْوِم َغ َ‬ ‫ُون َج ْوفَ ُه ْم‪ ،‬أل ََّن ُه َما َ‬ ‫ون م ْن ُه َما أَ ْنفُ َ‬ ‫ب‪ .‬الَ ُي ْ ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َج ِل ذلِ َك َج َع ْلتُ َها‬ ‫َم ْعثَ​َرةَ إِثْ ِم ِه ْم‪ .‬أ َّ‬ ‫اس ِات ِه ْم‪ ،‬أل ْ‬ ‫يها أ ْ‬ ‫َما َب ْه َج ُة ِزي َنته فَ َج َعلَ َها ل ْلك ْب ِرَياء‪َ .‬ج َعلُوا ف َ‬ ‫ام َم ْك ُرَهات ِه ْم‪َ ،‬ر َج َ‬ ‫َص َن َ‬ ‫‪22‬‬ ‫لَهم َنجاس ًة‪21 .‬أُسلِمها إِلَى أ َْي ِدي ا ْل ُغرب ِ‬ ‫ار األ َْر ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ُح ِّو ُل َو ْج ِهي َع ْن ُه ْم‬ ‫اء ِل َّلن ْه ِب‪َ ،‬وِالَى أَ ْ‬ ‫سوَن َها‪َ .‬وأ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫س ْل ًبا فَ ُي َن ِّج ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫سوَن ُه‪".‬‬ ‫ون ِسِّري‪َ ،‬وَي ْد ُخلُ ُه ا ْل ُم ْعتَِنفُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ون َوُي َن ِّج ُ‬ ‫فَ ُي َن ِّج ُ‬

‫حتى مصير الباقين فمأساوى‪ ،‬هو هروب كهروب قايين‪ ،‬فهم مشردين خائفين‪ ،‬أينما ذهبوا تكون ضمائرهم شاعرة‬

‫بالذنب‪ .‬وهؤالء الذين ظنوا أنفسهم يوماً كأسود الجبال فى كبريائهم يصبحون كحمام األوطئة = أى يكونون فى‬

‫ضعف الحمام الذى يطير فى هدير مستمر كأنه ينتحب‪ .‬فمن لم يبكى على خطيته سيبكى نادماً بعد الخراب‬ ‫الذى سيصيبه بسببها‪ .‬وكل األيدى ترتخى = فال يقدرون على الدفاع عن أنفسهم‪ .‬وكل الركب تصير ماء = أى‬

‫ضعيفة غير قادرة على الهرب من الرعب‪ .‬ويتنطقون بالمسح = فال مالبس لهم‪ .‬والمسح والقرع عالمة الحزن‬

‫= وعلى رؤوسهم قرع‪ .‬يلقون فضتهم فى الشوارع فلم يعد لها قيمة‪ ،‬بل هناك خطر منها فالبابليين يقتلون‬ ‫األغنياء لينهبوهم‪ .‬هذا المال الذى إتكلوا عليه يوماً وكان لهم ضمان مستقبلهم اآلن يرمونه‪.‬‬

‫ذهبهم يكون لنجاسة = طالما قدموا ذهبهم لألوثان‪ ،‬أى كان لنجاسة‪ ،‬واآلن يذهب للبابليين الغزاة الذين‬ ‫سيستخدمونه أيضاً لنجاسة أى ألوثانهم هم‪ .‬فنبوخذ نصر شيد هياكل مغشاة بالذهب‪ ،‬وتماثيل ذهبية آللهته من‬ ‫هذا الذهب الذى غنمه من حروبه‪ .‬وفضتهم وذهبهم لم يعودا قادرين على أن يشبعوهم فال خبز وال طعام فى‬

‫المدينة‪ .‬ألنهما صا ار معثرة إثمهم = فهم قد إستغلوا أموالهم فى الخطية وأعطوها لألصنام‪ ،‬فكان الذهب والفضة‬

‫لهما عثرة‪ .‬أما بهجة زينته = أى الهيكل الذى كان فى وسطهم للبهجة‪ ،‬يزين حياتهم‪ ،‬وهم وضعوا فيه فخرهم‬ ‫واستمدوا منه أمنهم‪ ،‬فألنهم نجسوه بأصنامهم وتحدوا اهلل بذلك فاهلل سيجردهم من هذا الهيكل‪ .‬اهلل وضع هذا‬

‫الهيكل ليحل مجده فى وسطهم = فجعلها للكبرياء = أن اهلل جعل الهيكل وسطهم ليفتخروا ويبتهجوا بالرب الذى‬ ‫فى وسطهم‪ ،‬ولكنهم إستغلوه لكبريائهم‪ ،‬وأهانوه بخطاياهم ووضعوا أوثانهم فيه‪ ،‬فأصبحوا ال يستحقون وجوده‬

‫وسطهم‪ .‬وسيدخله الغرباء = المعتنفون = أى الغزاة الذين يتعاملون معه بعنف ويأخذون كل ما كان فيه‪ .‬ولكن‬

‫سنالحظ فيما بعد أن مجد اهلل كان قد فارق الهيكل قبل أن يدخله هؤالء الوثنيين‪ ،‬وهذا معنى أحول وجهى عنهم‬

‫= أى عن شعبه فينجسون سرى = الغزاة دخلوا قدس األقداس‬

‫‪42‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع)‬

‫ِ‬ ‫َن األَر َ ِ‬ ‫اآليات (‪ِ«23 " -:)27-23‬اص َن ِع ِّ ِ‬ ‫َت ِم ْن أ ْ ِ ِ‬ ‫َت ِم َن الظُّ ْلِم‪.‬‬ ‫امتَأل ْ‬ ‫امتَأل ْ‬ ‫ْ‬ ‫الس ْلسلَ َة أل َّ ْ‬ ‫َح َكام الدَّم‪َ ،‬وا ْل َمدي َن ُة ْ‬ ‫ض قَد ْ‬ ‫‪25‬‬ ‫َّاء فَتَتَ​َنجَّس مقَ ِادسهم‪ .‬اَ ُّلر ْعب ٍ‬ ‫َشد ِ‬ ‫يد ِك ْب ِرياء األ ِ‬ ‫‪24‬فَ ِ‬ ‫ون َّ‬ ‫السالَ َم َوالَ‬ ‫آتي ِبأَ َ‬ ‫آت فَ َي ْطلُ ُب َ‬ ‫ُمِم فَ َي ِرثُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ون ُب ُيوتَ ُه ْم‪َ ،‬وأُِب ُ َ َ‬ ‫ُ َ ُ ُْ‬ ‫شِّر األ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‪ِ 26 .‬‬ ‫ون ر ْؤَيا ِم َن َّ‬ ‫الن ِب ِّي‪َ ،‬و َّ‬ ‫يع ُة تَُبا ُد َع ِن‬ ‫يب ٍة‪َ ،‬وَي ُك ُ‬ ‫َي ُك ُ‬ ‫يب ٌة َعلَى ُمص َ‬ ‫ستَأْتي ُمص َ‬ ‫الش ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ون َخ َبٌر َعلَى َخ َب ٍر‪ ،‬فَ َي ْطلُ ُب َ ُ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫الشي ِ ‪ِ 27‬‬ ‫ا ْل َك ِ‬ ‫ش ْع ِب األ َْر ِ‬ ‫يق ِه ْم‬ ‫ف‪َ .‬ك َ‬ ‫وح َو َّ‬ ‫س َح ْي َرةً‪َ ،‬وأ َْي ِدي َ‬ ‫اه ِن‪َ ،‬وا ْل َم ُ‬ ‫ض تَْر ُج ُ‬ ‫وخ‪ .‬ا ْل َمل ُك َي ُن ُ‬ ‫ورةُ َع ِن ُّ ُ‬ ‫يس َي ْل َب ُ‬ ‫الرِئ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫َح ُك ُم َعلَ ْي ِه ْم‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ام ِه ْم أ ْ‬ ‫َص َنعُ ِب ِه ْم‪َ ،‬و َكأ ْ‬ ‫أ ْ‬ ‫السلسلة = تشير لذهابهم للسبى فى عبودية‪ .‬هنا النبى صنع سلسلة إشارة لهذا‪ .‬ويرث الغرباء بيوتهم = ألنهم‬ ‫ظلموا المساكين‪ .‬واهلل سيحرمهم من أى رؤيا أو مشورة لملوكهم وشيوخهم وكهنتهم فيقعون فى حيرة‪ .‬وماذا‬

‫يستطيع اإلنسان أن يفعل حينما يفارقه اهلل‪ ،‬بل يكون ضده‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن)‬

‫اإلصحاح الثامن‬

‫عودة للجدول‬

‫فيما سبق أعطى اهلل فكرة عن الضربات‪ ،‬وأنه سمح بخراب الهيكل‪ ،‬وهنا يظهر اهلل لماذا سمح بهذا‪ ،‬يظهر‬

‫خطايا الشعب وكيف نجسوا هم الهيكل بأوثانهم‪ ،‬لذلك تركه لهم‪ .‬وكأن اهلل حينما يظهر بشاعة خطيتهم للنبى‪،‬‬ ‫كأنه يسأل "هل مثل هؤالء ُيرحمون"‪ .‬اهلل ما كان سيتخلى عن الهيكل إال حينما نجسه هؤالء‪ ،‬فال شركة للنور مع‬ ‫الظلمة‪ ،‬وحين تركه اهلل دخله البابليون‪ .‬وهذا ما حدث مع شاول الملك إذ حينما فارقه روح الرب باغته روح ردئ‬ ‫‪1‬صم ‪14 : 13‬‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫س‪ِ ،‬في ا ْل َخ ِ‬ ‫الس َن ِة َّ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫الس ِاد ِ‬ ‫س ِم َن َّ‬ ‫س ِة‪ِ ،‬في َّ‬ ‫س ِفي‬ ‫الش ْه ِر َّ‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)6-1‬و َك َ‬ ‫الش ْه ِر‪َ ،‬وأَ​َنا َجال ٌ‬ ‫الساد َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ون أَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ِر َن ٍ‬ ‫ار‪ِ ،‬م ْن‬ ‫امي‪ ،‬أ َّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫َن َي َد َّ‬ ‫ت َوِا َذا ِش ْب ٌه َك َم ْن َ‬ ‫اك‪ .‬فَ َن َ‬ ‫الس ِّي ِد َّ‬ ‫ب َوقَ َع ْت َعلَ َّي ُه َن َ‬ ‫َب ْي ِتي‪َ ،‬و َم َ‬ ‫ظ ْر ُ‬ ‫شا ِي ُخ َي ُهوَذا َجال ُ‬ ‫س َ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ان َك ِش ْب ِه ُّ‬ ‫الن َح ِ‬ ‫ظ ِر لَ َم َع ٍ‬ ‫َخ َذ ِني‬ ‫ق َك َم ْن َ‬ ‫َم ْن َ‬ ‫اس الالَّ ِم ِع‪َ .‬و َم َّد ِش ْب َه َي ٍد َوأ َ‬ ‫ت َن ٌار‪َ ،‬و ِم ْن َح ْق َوْي ِه إِلَى فَ ْو ُ‬ ‫ظ ِر َح ْق َوْي ِه إِلَى تَ ْح ُ‬ ‫ِ‬ ‫ض و َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫شلِيم‪ ،‬إِلَى م ْد َخ ِل ا ْل َب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اب‬ ‫ِب َناص َية َأرْسي‪َ ،‬و َرفَ َعني ُر ٌ‬ ‫وح َب ْي َن األ َْر ِ َ‬ ‫الس َماء‪َ ،‬وأَتَى ِبي في ُر َؤى اهلل إلَى أ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫س ِتمثَ ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫اك ِم ْث ُل‬ ‫ال‪َ ،‬ح ْي ُ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل ُه َن َ‬ ‫ال ا ْل َغ ْي َرِة‪ ،‬ا ْل ُم َه ِّي ِج ا ْل َغ ْي َرِة‪َ .‬وِا َذا َم ْج ُد إِله إِ ْ‬ ‫ث َم ْجل ُ ْ‬ ‫الدَّاخل ِّي ا ْل ُمتَّجه َن ْح َو ِّ َ‬ ‫‪5‬‬ ‫الشم ِ‬ ‫آد َم‪ْ ،‬ارفَ ْع َع ْي َن ْي َك َن ْح َو طَ ِري ِ‬ ‫ت َع ْي َن َّي َن ْح َو‬ ‫ُّ‬ ‫الر ْؤَيا الَِّتي َأر َْيتُ َها ِفي ا ْل ُب ْق َع ِة‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ال»‪ .‬فَ َرفَ ْع ُ‬ ‫ال لِي‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫ق ِّ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫الشم ِ‬ ‫ال‪َ ،‬وِا َذا ِم ْن ِشمالِ ِّي َب ِ‬ ‫طَ ِري ِ‬ ‫ت َما‬ ‫اب ا ْل َمذ َْب ِح ِت ْمثَا ُل ا ْل َغ ْي َرِة ه َذا ِفي ا ْل َم ْد َخ ِل‪َ .‬وقَ َ‬ ‫آد َم‪َ ،‬ه ْل َأر َْي َ‬ ‫ال ِلي‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫َ‬ ‫ق ِّ َ‬ ‫ود تَ ْنظُر رجاس ٍ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت إِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرج ِ‬ ‫ُهم ع ِ‬ ‫ات‬ ‫املُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫يم َة الَّتي َب ْي ُ ْ‬ ‫س َرائي َل َعاملُ َها ُه َنا ِإل ْب َعادي َع ْن َم ْقدسي‪َ .‬وَب ْع ُد تَ ُع ُ ُ َ َ َ‬ ‫ون؟ َّ َ َ‬ ‫اسات ا ْل َعظ َ‬ ‫ظ َم»‪" .‬‬ ‫َع َ‬ ‫أْ‬

‫جاء شيوخ إسرائيل الذين فى السبى ليسمعوا من النبى‪ .‬وهنا رأى النبى رؤيا‪ ،‬والشيوخ لم يروا شيئاً (كما حدث مع‬

‫بولس فى الطريق)‪ .‬وما الحظه غالباً هؤالء الشيوخ‪ ،‬أن النبى فى شبه غيبوبة روحية‪ .‬أما المنظر الذى رآه فهو‬ ‫منظر كلمة اهلل المتجسد‪ ،‬الذى هو شبه منظر إنسان له حقوين‪ ،‬ورآه يتقد نا اًر من حقويه إلى أسفل ومملوء بهاء‬

‫من حقويه إلى أعلى‪ .‬والمعنى من هذه الرؤيا‪ ،‬أن المسيح بتجسده سيدين الخطية (النحاس يشير للدينونة‪ ..‬أنظر‬ ‫إصحاح ‪ 1‬آيات ‪ )14-4‬وهو الذى سيطهر الناس من خطاياهم وهو يطهر النبى نفسه ليرفعه الروح‪ ،‬وليصل‬ ‫إلى هذه الدرجة الروحية‪ ،‬أن يختطف بالروح إلى أورشليم‪ ،‬بينما هو بالجسد فى بابل‪ .‬الروح هنا وضع النبى فى‬

‫حالة روحية مثل التى قال عنها بولس الرسول "أفى الجسد أم خارج الجسد لست أعلم" ‪2‬كو ‪.4 – 1 : 12‬‬ ‫وبهذه الحالة نقله ألورشليم‪ ،‬فلم يكن على األرض فهو محمول بالروح‪ ،‬وهو لم يصل للسماء فهو مازال فى‬

‫الجسد = رفعنى الروح بين األرض والسماء‪ .‬وهذه هى نفس الحالة التى عبر عنها يوحنا فى رؤ ‪: 4 +14 : 1‬‬ ‫‪ 2‬مد شبه يد‪ ..‬ورفعنى روح = اليد هى يد كلمة اهلل الذى يطهر حزقيال حتى يرفعه الروح لهذه الدرجة‪ .‬وفى‬

‫أورشليم رأى النبى نفس ما رآه أوالً من مجد اهلل‪ ،‬فكان اهلل بمجده مازال فى الهيكل‪ .‬وهذا مما يزيد بشاعة خطية‬

‫يهوذا أنهم يتركون هذا المجد ليعبدوا تمثال الغيرة = وليس من المهم أن نعرف أى إله هذا الذى صنعوا له تمثاالً‬ ‫‪44‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن)‬

‫يعبدونه‪ ،‬فأى صنم يسبب هلل غيرة‪ ،‬فهذا تعدى على حقوقه‪ .‬واهلل إلهنا إله غيور‪ .‬والحظ انه كان متجهاً للشمال‪،‬‬ ‫ومن الشمال جاء البابليون‪ .‬فالضربات تأتى لألشرار من حيث توجد خطيتهم‪ .‬والحظ أيضاً عبارة إلبعادى عن‬

‫مقدسى = فحينما يدخل إلى قلوبنا حب آخر غير حب اهلل يكون هذا كأنه دعوة إلبعاده عن مقدسه أى قلبنا‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اء ِبي إِلَى َب ِ‬ ‫اب الد ِ‬ ‫آد َم‪،‬‬ ‫َّار‪ ،‬فَ َن َ‬ ‫ب ِفي ا ْل َح ِائ ِط‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ال لِي‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫ظ ْر ُ‬ ‫ت َوِا َذا ثَ ْق ٌ‬ ‫اآليات (‪ " -:)12-7‬ثُ َّم َج َ‬ ‫‪9‬‬ ‫الشِّريرةَ الَِّتي ُهم ع ِ‬ ‫الرج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ا ْنقُ ْب ِفي ا ْلح ِائ ِط»‪ .‬فَ َنقَ ْب ُ ِ‬ ‫وها‬ ‫املُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ت في ا ْل َحائط‪ ،‬فَِإ َذا َب ٌ‬ ‫َ‬ ‫اب‪َ .‬وقَا َل لي‪ْ « :‬اد ُخ ْل َوا ْنظُ ِر َّ َ َ‬ ‫اسات ِّ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫س‪ ،‬و ُك ُّل أ ٍ ِ‬ ‫ش ْك ِل َدبَّاب ٍ‬ ‫ات َو َح َي َو ٍ‬ ‫وم ٌة َعلَى ا ْل َح ِائ ِط‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ت َوِا َذا ُك ُّل َ‬ ‫ت َوَنظَ ْر ُ‬ ‫ُه َنا»‪ .‬فَ َد َخ ْل ُ‬ ‫َ‬ ‫َص َنام َب ْيت إِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫يل‪َ ،‬م ْر ُ‬ ‫ان َن ِج ٍ َ‬ ‫س َ‬ ‫‪11‬‬ ‫شافَ َ ِ ِ‬ ‫شي ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِط ِه ْم‪َ ،‬و ُك ُّل‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل‪َ ،‬وَي َازْن َيا ْب ُن َ‬ ‫َعلَى َد ِائ ِرِه‪َ .‬و َو ِاق ٌ‬ ‫س ْب ُع َ‬ ‫ون َر ُجالً م ْن ُ ُ‬ ‫ان قَائ ٌم في َو ْ‬ ‫وخ َب ْيت إِ ْ‬ ‫َّام َها َ‬ ‫ف قُد َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ور ص ِ‬ ‫وِ‬ ‫اح ٍد ِم ْج َم َرتُ ُه ِفي َي ِد ِه‪َ ،‬و ِع ْط ُر َع َن ِ‬ ‫ش ُيو ُخ َب ْي ِت‬ ‫ال لِي‪« :‬أ َأ‬ ‫اع ٌد‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫آد َم َما تَ ْف َعلُ ُه ُ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫َر َْي َ‬ ‫ان ا ْل َب ُخ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫صِ‬ ‫او ِ‬ ‫ض!»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ب الَ َي َار َنا! َّ‬ ‫ون‪َّ :‬‬ ‫س َرائ َ‬ ‫ب قَ ْد تَ​َر َك األ َْر َ‬ ‫يرِه؟ أل ََّن ُه ْم َيقُولُ َ‬ ‫إِ ْ‬ ‫يل في الظالَم‪ُ ،‬ك ُّل َواحد في َم َخاد ِع تَ َ‬

‫أقام هؤالء الشيوخ‪ ،‬قادة الشعب المرائين‪ ،‬الذين يحكمون ضد عابدى األوثان‪ ،‬وهم يعبدونها س اًر‪ ،‬أقام هؤالء‬ ‫حائطاً ليستر عملهم‪ ،‬ولكن كان هناك ثقب‪ ،‬فمهما حاول المرائى أن يستر خطيته‪ ،‬فهناك ثقب يظهرها‪ .‬واذا‬

‫إستمر المرائى فى خطيته‪ ،‬فاهلل يعمل على أن يتسع هذا الثقب ليفضح هذا الخاطئ المرائى‪ ،‬هكذا طلب اهلل من‬ ‫حزقيال توسيع الثقب‪ .‬ولألسف كانوا يعبدون فى الداخل وبكل توقير أشكال متعددة ويقدمون لها البخور الذى‬

‫كان يجب أن يقدم هلل‪ .‬وحزقيال عرف منهم أحدهم بإسمه وذكر إسمه ربما لسابق معرفته به أو لشهرته‪ .‬وكانوا‬

‫يقولون اهلل ال يرانا = وهذا إلى حد بعيد فكر كل من يرتكب خطية أنه ال يشعر بأن اهلل يراه ويراقبه‪ .‬إذاً عدم‬

‫اإليمان العملى أى اإليمان والشعور بأن اهلل موجود دائماً‪ ،‬هو السبب فى خطايانا‪ .‬ويقولون اهلل ترك األرض =‬ ‫والحقيقة أنهم هم الذين تركوا اهلل‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫ظم ُهم ع ِ‬ ‫ود تَْنظُر رجاس ٍ‬ ‫اآليات (‪13 " -:)18-13‬وقَ َ ِ‬ ‫اء ِبي إِلَى م ْد َخ ِل َب ِ‬ ‫اب‬ ‫املُ َ‬ ‫ات أ ْ‬ ‫َع َ َ ْ َ‬ ‫وها»‪ .‬فَ َج َ‬ ‫ال لي‪َ « :‬ب ْع ُد تَ ُع ُ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِّ َِّ ِ ِ ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ت ه َذا َيا ْاب َن‬ ‫ال لي‪« :‬أ َأ‬ ‫َب ْي ِت َّ‬ ‫وز‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ين َعلَى تَ ُّم َ‬ ‫ال‪َ ،‬وِا َذا ُه َن َ‬ ‫َر َْي َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ات َي ْبك َ‬ ‫اك ن ْ‬ ‫س َوةٌ َجال َ‬ ‫ب الذي م ْن ج َهة ِّ َ‬ ‫ِ ِ ‪16‬‬ ‫َّاخلِي ِ‬ ‫ب الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود تَ ْنظُر رجاس ٍ‬ ‫َّة‪َ ،‬وِا َذا ِع ْن َد َب ِ‬ ‫اء ِبي إِلَى َد ِ‬ ‫اب َه ْي َك ِل‬ ‫الر ِّ‬ ‫ار َب ْي ِت َّ‬ ‫آد َم؟ َب ْع ُد تَ ُع ُ‬ ‫َ‬ ‫ات أ ْ‬ ‫َعظَ َم م ْن هذه»‪ .‬فَ َج َ‬ ‫ُ َ​َ َ‬ ‫وه ُه ْم َن ْح َو َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫الرَوا ِ‬ ‫ق‪َ ،‬و ُه ْم‬ ‫الر ِّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ورُه ْم َن ْح َو َه ْي َك ِل َّ‬ ‫َّ‬ ‫ب‪َ ،‬ب ْي َن ِّ‬ ‫س ٍة َو ِع ْ‬ ‫ب َوُو ُج ُ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ق َوا ْل َمذ َْب ِح‪َ ،‬ن ْح ُو َخ ْم َ‬ ‫ين َر ُجالً ظُ ُه ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫الرجاس ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫لش ْم ِ‬ ‫س َن ْح َو َّ‬ ‫ون لِ َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ات الَِّتي‬ ‫ال لِي‪« :‬أ َأ‬ ‫ق‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫َر َْي َ‬ ‫اج ُد َ‬ ‫آد َم؟ أَ َقلي ٌل ل َب ْيت َي ُهوَذا َع َم ُل َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪18‬‬ ‫ضا‬ ‫ون ِإل َغا َ‬ ‫َع ِملُ َ‬ ‫ض ظُ ْل ًما َوَي ُع ُ‬ ‫وها ُه َنا؟ أل ََّن ُه ْم قَ ْد َمألُوا األ َْر َ‬ ‫ظ ِتي‪َ ،‬و َها ُه ْم ُيقَِّرُب َ‬ ‫ود َ‬ ‫ص َن إِلَى أَ ْن ِف ِه ْم‪ .‬فَأَ​َنا أ َْي ً‬ ‫ون ا ْل ُغ ْ‬ ‫َعفُو‪ .‬وِا ْن صر ُخوا ِفي أُ ُذ َن َّي ِب ٍ‬ ‫أُع ِ‬ ‫َس َم ُع ُه ْم»‪".‬‬ ‫ض ِب‪ ،‬الَ تُ ْ‬ ‫شفُ ُ‬ ‫ق َع ْي ِني َوالَ أ ْ‬ ‫ام ُل ِبا ْل َغ َ‬ ‫َ‬ ‫ص ْوت َعال الَ أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬

‫كانت عبادة تموز عبادة كلدانية‪ ،‬يقدمون فيها ذبائح بشرية‪ ،‬وتمارس فى هذه االحتفاالت العالقات الجنسية كجزء‬ ‫من العبادة وكانوا يقيمون هذه اإلحتفاالت لتموز مرتين‪ ،‬األولى فى زمن إشتداد الحر وفيها يبكون موت تموز‬

‫(وشهور الحر هى يوليو وأغسطس‪ ،‬وطالما هم يبكون هنا‪ ،‬فهم فى حوالى شهر أغسطس = الشهر السادس‬

‫بحسب التوقيت اليهودى (‪ .)1 : 8‬ثم يقيمون حفالت الفرح بعودة تموز فى شهور الربيع‪ .‬وهنا كان النساء‬

‫‪45‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن)‬

‫اليهوديات يشتركن فى هذه العبادة بالبكاء على تموز عوضاً عن البكاء على خطاياهن‪ .‬وما يأتى هو أسوأ الكل‪.‬‬

‫فهناك ‪ 26‬رجالً وغالباً كانوا من الكهنة‪ ،‬كانوا واقفين بين الرواق والمذبح حيث تؤدى أقدس الشعائر الدينية‪،‬‬

‫وكانوا يعبدون الشمس ناظرين للشرق‪ ،‬أى أعطوا ظهورهم للهيكل‪ ،‬ألن الهيكل اليهودى كان متجهاً للغرب ال‬

‫للشرق‪ ،‬وهذا يتطابق مع قول اهلل "هذا الشعب أعطانى القفا ال الوجه إر ‪ "24 : 2‬ويالغباء اإلنسان الذى يترك‬

‫اهلل أبى األنوار يع ‪ 14 : 1‬ويعبد نور الشمس‪ .‬وهؤالء يقول عنهم اهلل أنهم كمن يضع غصناً فى األنف = وهذه‬ ‫يبدو أنها عادة وثنية‪ ،‬فبعد أن يحضروا الزهور لآللهة يضعون الغصن فى أنوفهم‪ .‬ووضع الغصن فى األنف‬

‫يثير جداً ويدعو للغيظ‪ ،‬وكأنهم حينما يفعلون هذا فهم ال يغيظوا إال أنفسهم‪ ،‬فالغصن فى أنفهم هم‪ ،‬والمعنى أن‬

‫ما يفعلوه سيجلب عليهم ضربات تغيظهم وتؤدبهم‪ .‬ومرعب جداً أن نسمع هذه العبارة = وان صرخوا فى أذنى‬ ‫بصوت عال ال أسمعهم = هذه تشبه أعطيتها زماناً لكى تتوب‪ ..‬رؤ ‪ .21 : 2‬فكأن اهلل يحدد زماناً يقبل فيه‬ ‫التوبة وبعد ذلك البد وستأتى الضربات‪ .‬هكذا قيل عن عيسو أنه طلب التوبة بدموع ولكنه ُرِفض عب ‪14 : 12‬‬

‫‪46‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع)‬

‫اإلصحاح التاسع‬

‫عودة للجدول‬

‫رأى النبى سابقاً شر أورشليم واآل ن يرى الهالك المعد‪ .‬هنا نرى دور المالئكة فى تنفيذ الدينونة‪ .‬فالنبى رأى ستة‬ ‫مالئكة بيدهم أالتهم المهلكة ورأى الرب يغادر مكانه إلى عتبة البيت‪ .‬ورأى شخص أُ ِمر أو أُ ِ‬ ‫رسل ليضع سمة‬ ‫على جباه األتقياء لتحفظهم من الضربات‪ .‬فضربات اهلل محسوبة وهى ليست عشوائية‪ ،‬وليست على الكل‪.‬‬ ‫اآليات (‪1 " -:)4-1‬وصر َخ ِفي سم ِعي ِبصو ٍت عال قَ ِائالً‪« :‬قَِّر ْب و َكالَء ا ْلم ِدي َن ِة‪ُ ،‬ك َّل و ِ‬ ‫اح ٍد َو ُعدَّتَ ُه ا ْل ُم ْهلِ َك َة‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫الس ِ‬ ‫ال‪ ،‬و ُك ُّل و ِ‬ ‫ق ا ْل َب ِ‬ ‫َعلَى الَِّذي ُه َو ِم ْن ِج َه ِة ِّ‬ ‫ين ِم ْن طَ ِري ِ‬ ‫احقَ ُة‬ ‫اح ٍد ُع َّدتُ ُه َّ‬ ‫ِب َي ِد ِه»‪َ .‬وِا َذا ِب ِستَّ ِة ِر َجال ُم ْق ِبلِ َ‬ ‫اب األ ْ‬ ‫الش َم ِ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِبي ِد ِه‪ ،‬وِفي و ِ‬ ‫ب مذ َْب ِح ُّ‬ ‫ٍِ‬ ‫الن َح ِ‬ ‫اس‪َ 3 .‬و َم ْج ُد‬ ‫س ا ْل َكتَّ َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫سط ِه ْم َر ُج ٌل الَ ِب ٌ‬ ‫ان‪َ ،‬و َعلَى َجان ِبه َد َواةُ َكاتب‪ .‬فَ َد َخلُوا َو َوقَفُوا َجان َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ص ِع َد َع ِن ا ْل َكر ِ‬ ‫س ا ْل َكتَّ ِ‬ ‫ان الَِّذي َد َواةُ ا ْل َك ِات ِب‬ ‫ان َعلَ ْي ِه إِلَى َعتَ​َب ِة ا ْل َب ْي ِت‪ .‬فَ َد َعا َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫وب الَِّذي َك َ‬ ‫إِله إِ ْ‬ ‫الر ُج َل الال ِب َ‬ ‫يل َ‬ ‫ُ‬ ‫‪4‬‬ ‫شلِيم‪ ،‬و ِسم ِسم ًة علَى ِجب ِ‬ ‫اعبر ِفي وس ِط ا ْلم ِدي َن ِة‪ِ ،‬في و ِ‬ ‫الر َج ِ‬ ‫ين‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال لَ ُه َّ‬ ‫اه ِّ‬ ‫َعلَى َج ِان ِب ِه‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ال الَِّذ َ‬ ‫َ‬ ‫ُور َ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ب‪ْ ُ ْ « :‬‬ ‫سط أ ُ‬ ‫َ‬ ‫ات ا ْلمص ُن ِ ِ‬ ‫الرجاس ِ‬ ‫س ِط َها»‪" .‬‬ ‫ون َوَيتَ​َن َّه ُد َ‬ ‫َي ِئ ُّن َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫وعة في َو ْ‬ ‫ون َعلَى ُك ِّل َّ َ َ‬ ‫صرخ فى سمعى = الذى يصرخ عادة ما يكون ثائ اًر‪ .‬واهلل هنا ثائر على كل هذه الشرور‪ .‬ومن ال يسمع صوت‬ ‫اهلل اللطيف سيسمع صوت صراخ غضبه وتهديداته‪ .‬بصوت عال = حتى يتأثر النبى ويبلغ الرسالة بأمانة‪.‬‬

‫وكالء المدينة = هؤالء هم المالئكة الذين كانوا موكلين على إفتقاد وحماية المدينة‪ ،‬وتغيرت مهمتهم اآلن بسبب‬ ‫ا لخطية‪ ،‬فلقد أعطوا مهمة تدمير المدينة‪ .‬وكان عددهم ستة‪ ،‬فأبواب أورشليم كانت ستة وقادة جيوش البابليين‬ ‫كانوا ستة‪ .‬إذاً كانوا لكل منهم عدته الساحقة فى يده = والعدة الساحقة هنا كانت قائد من القادة لكل مالك‪.‬‬

‫ويبدو أن المالئكة كانوا يقودون القادة للتدمير‪ .‬وهم أتوا من الشمال = حيث كان تمثال الغيرة موجوداً‪ .‬وهم‬

‫دخلوا ووقفوا بجانب مذبح النحاس = هنا النحاس كما قلنا يشير للدينونة (اإلصحاح األول)‪ .‬فعملهم اآلن‬ ‫تدمير الشعب الذى أهان مذبح اهلل‪ .‬وكان وسطهم رجل البس كتان = الكتان هو ما يلبسه الكهنة عالمة البر‬

‫والقداسة‪ .‬ودواة الكاتب على جانبه = هذا المنظر هو منظر المحامين القدماء‪ .‬فمن هو هذا الشخص البار‬ ‫الذى يدافع عن البشر ؟ ليس هو إال السيد المسيح الشفيع لدى اآلب‪ .‬وهو هنا قد جاء لينقذ خاصته من سيف‬

‫العدالة اإللهية‪ .‬والحظ أن اهلل إستدعى المالئكة ولكنه لم يستدعى هذا الشخص‪ .‬ولكننا نسمع وقال له الرب =‬

‫هذه تساوى قال الرب لربى مز ‪ .1 : 114‬وكان طلب الرب من هذا الشفيع أن يضع سمة على جباه الذين‬

‫يئنون على الرجاسات = وهذا هو نفس ما حدث فى رؤ ‪ .3 – 1 : 4‬والعجيب أن كلمة سمة فى اللغة األصلية‬ ‫تعنى عالمة لها شكل صليب‪ .‬فى هذا إشارة إلنقاذ المسيح لألبرار بدم صليبه‪ ،‬وهذا ما تم فى أن خروف الفصح‬

‫أنقذ من الموت من صبغ أبوابه به‪ .‬لقد عبر مالك الموت عن البيوت التى صبغت أبوابها بدم خروف الفصح‬

‫وهنا فالمالئكة المهلكون سيعبرون دون أن يهلكوا من عليه السمة التى وضعها الرب‪ .‬دواة كاتب = المحامى‬ ‫يحتاج لدواة ليكتب بها أوراق دفاعه عن المتهم‪ ،‬أما ربنا يسوع فدواته هى دماء جراحه التى يضع بها سمة على‬

‫‪47‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع)‬

‫جباه عبيده المؤمنين‪ ،‬وهذه العالمة هى بشكل غير مرئى لنا اآلن‪ ،‬لكنها مرئية أمام المالئكة المهلكين‪ .‬ونفهم أن‬ ‫الروح القدس الذى ختمنا به أف ‪ 13 : 1‬هو من إستحقاقات دم المسيح‪ .‬فمن هو ممتلئ من الروح القدس‬

‫كالعذارى الحكيمات سيكون هنا ظاه اًر أمام المالئكة‪ ،‬فالروح القدس هو نار ال نراها نحن‪ ،‬بل يراها المالئكة‪،‬‬

‫وهم سيعبرون دون أن يهلكوا من ال يطفئ الروح الذى فيه‪ ،‬أى حافظ على السمة التى أخذها ‪1‬تس ‪12 : 6‬‬ ‫والروح القدس قيل عنه أنه كاتب مزمور ‪ .1 : 46‬ويكون الرجل الذى دواة الكاتب على جانبه‪ ،‬هو المسيح الذى‬ ‫إذ طعن فى جانبه خرج دم وماء‪ .‬الدم الذى يقدس‪ ،‬والماء رمز للروح القدس الذى سنختم به فى سر الميرون‪...‬‬

‫لكن على كل مؤمن أن يضرم هذه الموهبة حتى ال تنطفئ ‪2‬تى ‪ 3 : 1‬واذا إنطفأت تضيع السمة‪ ،‬ويكون مع‬

‫العذارى الجاهالت‪ .‬والرب لم يستدع هذا الشخص الالبس الكتان‪ ،‬بل فى قوله قَ ِرب وكالء المدينة = هو قول‬ ‫اآلب لإلبن أن يغير خطة العمل لهؤالء المالئكة( أليست يده تحت أجنحتهم ‪ ) 8 : 1‬أى هو الذى يحملهم‬

‫ويحركهم وهو رأسهم لذلك نراه اآلن فى وسطهم = فى وسطهم رجل البس كتان‪ .‬والحظ أن اهلل دائماً ينقذ‬

‫خاصته كما أنقذ لوط وابنتيه‪ ،‬ونوح وعائلته‪ .‬وطالما فهمنا أن السمه هى اإلمتالء من الروح القدس (المسيح على‬ ‫جانبه دواة كاتب أى يرسل الروح القدس للمؤمنين) فمن يمتلئ أى تكون له هذه السمة لن ينجو فقط من‬

‫الضربات‪ ،‬بل تكون له تعزية وسالم وسط الضيقات‪ .‬ولكن هذه السمة لمن يتنهد على الشرور أى يكرهها وليس‬

‫فقط ال يفعلها‪ .‬ولكن الحظ قبل هذه الضربات أن مجد إله إسرائيل ينتقل من على تابوت العهد بين الكاروبين‬

‫إلى عتبة البيت‪ .‬وحينما يغادر مجد اهلل مكاناً يصير هذا المكان عرضة لكل الضربات‪ .‬والحظ أيضاً طريقة‬

‫مغادرة مجد اهلل للمكان فى ‪ 3 : 2‬ثم ‪ 12 ،18 : 14‬ثم ‪ 23 ،22 : 11‬فاهلل يغادر المكان الذى أحبه متمهالً‬ ‫كأنه كاره لهذا‪ ،‬أو كأنه ينتظر أن يدعوه أحد ليبقى فيبقى‪ .‬وهكذا يعمل اهلل مع الناس فهو يغادرهم خطوة خطوة‪.‬‬

‫ملحوظة أخيرة ‪ -:‬رجل البس الكتان (هذه مالبس الكهنة) فالمسيح هو رئيس كهنتنا الذى قدم ذبيحة نفسه‬ ‫فصار شفيعاً لنا‪ِ .‬س ْم ِس َمة هذه تعنى أن المسيح يرسل روحه القدوس لنا يو ‪ + 23 : 14‬يو ‪ + 23 : 16‬يو‬ ‫‪4 : 13‬‬ ‫‪5‬‬ ‫اء َوالطِّ ْف َل َو ِّ‬ ‫لش ْي َخ َو َّ‬ ‫َع ُي ُن ُك ْم َوالَ تَ ْعفُوا‪6 .‬اَ َّ‬ ‫الش َّ‬ ‫اء‪ ،‬اقْتُلُوا لِ ْل َهالَ ِك‪َ .‬والَ‬ ‫اآليات (‪ " -:)11-5‬الَ تُ ْ‬ ‫شفُ ْ‬ ‫قأْ‬ ‫س َ‬ ‫الن َ‬ ‫اب َوا ْل َعذ َْر َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫الر َج ِ‬ ‫ال ُّ‬ ‫سٍ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪:‬‬ ‫الش ُي ِ‬ ‫ان َعلَ ْي ِه ِّ‬ ‫الس َم ُة‪َ ،‬و ْابتَِد ُئوا ِم ْن َم ْق ِد ِسي»‪ .‬فَ ْابتَ َدأُوا ِب ِّ‬ ‫ام ا ْل َب ْي ِت‪َ .‬وقَ َ‬ ‫وخ الَِّذ َ‬ ‫تَ ْق ُرُبوا م ْن إِ ْن َ‬ ‫ين أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪8‬‬ ‫يت أَ​َنا‪،‬‬ ‫ُّور قَ ْتلَى‪ْ .‬‬ ‫ون‪َ ،‬وأ ُْب ِق ُ‬ ‫سوا ا ْل َب ْي َ‬ ‫ان َب ْي َن َما ُه ْم َي ْقتُلُ َ‬ ‫اخ ُر ُجوا»‪ .‬فَ َخ َر ُجوا َوقَتَلُوا ِفي ا ْل َم ِدي َن ِة‪َ .‬و َك َ‬ ‫« َن ِّج ُ‬ ‫ت‪َ ،‬و ْ‬ ‫امألُوا الد َ‬ ‫ب! َه ْل أَ ْن َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِر ْج ِز َك‬ ‫الر ُّ‬ ‫ص ِّ‬ ‫س ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ت َوُق ْل ُ‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫أ َِّني َخ َرْر ُ‬ ‫ت ُم ْهل ٌك َبق َّي َة إِ ْ‬ ‫يل ُكلَّ َها ِب َ‬ ‫ت‪« :‬آه‪َ ،‬يا َ‬ ‫ت َعلَى َو ْج ِهي َو َ‬ ‫‪9‬‬ ‫ض ِدماء‪ ،‬وامتَأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لِي‪« :‬إِ َّن إِثْم ب ْي ِت إِسرِ‬ ‫علَى أُور َ ِ‬ ‫يل َوَي ُهوَذا َع ِظ ِ ِ‬ ‫َت‬ ‫ائ‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫يم؟»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫امتَألَت األ َْر ُ َ ً َ ْ‬ ‫يم جدًّا جدًّا‪َ ،‬وقَد ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫شل َ‬ ‫‪11‬‬ ‫َعفُو‪ .‬أ ْ ِ‬ ‫ب‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ض‪َ ،‬و َّ‬ ‫ون‪َّ :‬‬ ‫ضا َع ْي ِني الَ تَ ْ‬ ‫شفُ ُ‬ ‫ب قَ ْد تَ​َر َك األ َْر َ‬ ‫ا ْل َم ِدي َن ُة َج َنفًا‪ .‬أل ََّن ُه ْم َيقُولُ َ‬ ‫ق َوالَ أ ْ‬ ‫ب الَ َي َرى‪َ .‬وأَ​َنا أ َْي ً‬ ‫َجل ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫س ا ْل َكتَّ ِ ِ‬ ‫طَ ِريقَهم علَى ر ُؤ ِ‬ ‫الر ُج ِل الالَِّب ِ‬ ‫ت َك َما‬ ‫وس ِه ْم»‪َ .‬وِا َذا ِب َّ‬ ‫َّواةُ َعلَى َج ِان ِب ِه َرَّد َج َو ًابا قَ ِائالً‪« :‬قَ ْد فَ َع ْل ُ‬ ‫ان الَّذي الد َ‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫َم ْرتَِني»‪".‬‬ ‫أَ‬

‫‪48‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع)‬

‫الضربات كانت على الشيوخ أوالً أى الكهنة = إبتدئوا من مقدسى (قارن مع ‪1‬بط ‪ )18 ،14 : 4‬فمن يعرف‬ ‫أكثر يطالب بأكثر‪ .‬واألمر هنا أن تكون الضربات بال شفقة‪ .‬ولكن الذين كان لهم السمة ال يمسوا‪ .‬وهذا ما تم‬

‫مع إرمياء النبى مثالً‪ ،‬فلقد أكرمه ملك بابل جداً‪ .‬وملك بابل كما عرفنا هو العدة المهلكة ولكنها ليست موجهة‬ ‫لخاصة اهلل من الشعب‪ .‬والضربات بدأت بالكهنة فهم المسئولين عن إفساد الشعب‪ .‬وبدأت بالهيكل الذى دنسوه‪،‬‬

‫فهذه الضربات إذن هى للتطهير‪ .‬وهنا وقف النبى فى موقف الشفيع لقلبه الحانى على شعبه‪ .‬ومن رحمة اهلل أنه‬

‫يقبل مناقشة عبيده له‪ .‬ولكن األرض كانت قد إمتألت جنفاً = أى إنحراف وفساد وخطية‪ ،‬ولم يعد هناك من‬ ‫يستحق الرحمة‪ ،‬فهناك شروط لقبول الشفاعة (كشفاعة النبى هنا)‪ ،‬ولكن هذه الشروط لم تكن متوفرة فى هذا‬

‫الشعب الفاسد‪ .‬والحظ أن المالئكة المخربين لم يقدموا تقري اًر عن عملهم هلل‪ ،‬فهى أخبار سيئة‪ ،‬وليست سارة لهم‬ ‫وال هلل نفسه وال للنبى‪ .‬وهى لم تحدث بعد‪ .‬أما المسيح فأخبر اآلب وسمع النبى البشارة أنه وضع ختمه على من‬

‫يستحق‪ ،‬وهذه ال تعني ان اآلب كان ال يعرف ‪ ،‬فاآلب واالبن واحد ‪ ،‬بل هي اعالن فرحة اآلب بأن إبنه تمم‬

‫الخالص وارسل الروح القدس ( الختم) ‪ .‬اي الفداء وتجديد اوالد اهلل الذي به عاد أبناء اهلل الي حضنه ‪.‬‬

‫بقية إسرائيل = المقصود أورشليم ويهوذا‪ ،‬فالمملكة الشمالية (إسرائيل) كانت قد إنتهت من عشرات السنين فى‬ ‫سبى أشور سنة ‪ 422‬ق‪ .‬م‪ .‬وأصبح إسم إسرائيل يطلق على يهوذا‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح العاشر)‬

‫اإلصحاح العاشر‬

‫عودة للجدول‬

‫تكلمنا فى اإلصحاح الثامن عن التطهير‪ ،‬فاإلبن الكلمة النارى يظهر لحزقيال ليطهره فيحمله الروح‪ .‬وفى‬

‫اإلصحاح التاسع نرى الكلمة اإلبن كشفيع يخلص شعبه‪ .‬ولو تأملنا معظم نبوات حزقيال سنراها تحدثنا عن‬ ‫الخراب اآلتى على أورشليم بسبب خطاياها‪ ،‬واهلل يضرب ليطهر حز ‪ .11 : 24‬الضربات اآلتية ستهلك من ال‬ ‫رجاء فيه‪ ،‬ولكنها ستطهر الباقين‪ ،‬فاهلل ال يطفئ فتيلة مدخنة واآليات هنا (‪ )8 – 1‬تحدثنا عن الضربات اآلتية‬ ‫وحريق أورشليم بنار بتدبير المالئكة الكاروبيم‪ ،‬وذلك لتطهير أورشليم‪ ،‬ولكن صيغت هذه اآليات لتظهر عمل‬

‫التطهير الحقيقى المزمع أن يصنعه اإلبن الكلمة بتجسده وأالمه‪ .‬وهذا اإلصحاح شبيه تماماً باإلصحاح األول‬ ‫فلن نكرر مرة أخرى ولكن نستعرض الفروق‪ ،‬وطالما هناك فروق فالبد أن اهلل يريد أن نالحظها‪ ،‬فهى تخبرنا‬

‫بشئ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ْس ا ْل َكروِب ِ‬ ‫ت َوِا َذا َعلَى ا ْلمقَب ِ‬ ‫َّب الَِّذي َعلَى َأر ِ‬ ‫ق األ َْزَر ِ‬ ‫شي ٌء َك َح َج ِر ا ْل َع ِقي ِ‬ ‫ق‪َ ،‬ك َم ْنظَ ِر‬ ‫يم‬ ‫ر‬ ‫ظ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫اآليات (‪" -:)8-1‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ت ا ْل َكر ِ‬ ‫ِش ْب ِه َع ْر ٍ‬ ‫امألْ َح ْف َنتَ ْي َك َج ْم َر َن ٍ‬ ‫س ا ْل َكتَّ ِ‬ ‫ار ِم ْن‬ ‫ش‪َ .‬و َكلَّ َم َّ‬ ‫ان َوقَ َ‬ ‫الر ُج َل الال ِب َ‬ ‫وب َو ْ‬ ‫ال‪ْ « :‬اد ُخ ْل َب ْي َن ا ْل َب َك َرات تَ ْح َ ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َع ْن َي ِم ِ‬ ‫الر ُج ُل‪،‬‬ ‫ين َد َخ َل َّ‬ ‫ين ا ْل َب ْي ِت ِح َ‬ ‫يم َو ِاقفُ َ‬ ‫َّام َع ْي َن َّي‪َ .‬وا ْل َك ُروب ُ‬ ‫َب ْي ِن ا ْل َك ُروبيم‪َ ،‬وَذِّرَها َعلَى ا ْل َمدي َنة»‪ .‬فَ َد َخ َل قُد َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َت الدَّار الد ِ‬ ‫السحاب ُة مأل ِ‬ ‫ب َع ِن ا ْل َكر ِ‬ ‫الس َح َاب ِة‪،‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ت ِم َن َّ‬ ‫َّاخلِ َّي َة‪ .‬فَ ْارتَفَ َع َم ْج ُد َّ‬ ‫امتَألَ ا ْل َب ْي ُ‬ ‫وب إِلَى َعتَ​َبة ا ْل َب ْيت‪ .‬فَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َو َّ َ َ َ‬ ‫َّة َكصو ِت ِ‬ ‫ار ِجي ِ‬ ‫ب‪5 .‬و ِ‬ ‫و ِ‬ ‫اهلل ا ْلقَِد ِ‬ ‫َّار ا ْل َخ ِ‬ ‫َج ِن َح ِة ا ْل َك ُروِب ِيم إِلَى الد ِ‬ ‫َّار ِم ْن لَ َم َع ِ‬ ‫ير إِ َذا‬ ‫ان َم ْج ِد َّ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫ت أْ‬ ‫َْ‬ ‫سم َع َ‬ ‫الر ِّ َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫امتَألَت الد ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫س ا ْل َكتَّ ِ‬ ‫ف‬ ‫ان قَائالً‪ُ « :‬خ ْذ َن ًا‬ ‫َم َر َّ‬ ‫ار م ْن َب ْي ِن ا ْل َب َك َرات‪ ،‬م ْن َب ْي ِن ا ْل َك ُروِبيم» أ ََّن ُه َد َخ َل َو َوقَ َ‬ ‫تَ َكلَّ َم‪َ .‬و َك َ‬ ‫الر ُج َل الال ِب َ‬ ‫ان لَ َّما أ َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫وب َي َدهُ ِم ْن َب ْي ِن ا ْل َكروِب ِيم إِلَى َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ض َع َها ِفي َح ْف َنتَ ِي‬ ‫ار الَِّتي َب ْي َن ا ْل َك ُروِب ِيم‪ ،‬فَ َرفَ َع ِم ْن َها َو َو َ‬ ‫ِب َجان ِب ا ْل َب َك َرِة‪َ .‬و َم َّد َك ُر ٌ‬ ‫ُ‬ ‫‪8‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الالَِّب ِ‬ ‫سٍ‬ ‫س ا ْل َكتَّ ِ‬ ‫َج ِن َح ِت َها‪" .‬‬ ‫ان‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ان ِم ْن تَ ْح ِت أ ْ‬ ‫َخ َذ َها َو َخ َر َج‪ .‬فَظَ َه َر في ا ْل َك ُروِبيم ش ْب ُه َيد إِ ْن َ‬

‫واذا على المقبب الذى على رأس الكروبيم = هنا يذكر صراحة إسم المخلوقات الحية وأنها هى المالئكة‬ ‫الكروبيم‪ .‬وفى هذه اآل يات نرى نبوة عن األالم التى ستقع على أورشليم وهى كنار‪ .‬والحظ إمأل حفنتيك جمر‬

‫نار‪ ..‬وذرها على المدينة = هذا يقال للرجل الالبس الكتان‪ .‬فما معنى هذا وهو المحامى والشفيع ؟ علينا اال‬ ‫ننسى أنه أيضاً هو الديان والقاضى‪ .‬وذر النار إشارة لحريق المدينة بيد بابل‪ .‬ولقد تم هذا فعالً سنة ‪ 683‬ق م‪.‬‬ ‫ونالحظ أن الخطية األساسية التى يعاقب اهلل عليها هنا هى العبادة الوثنية (راجع إصحاح ‪ .)8‬ولقد أتى التطهير‬

‫بثماره فعالً فاليهود بعد عودتهم من السبى لم يعودوا أبداً للعبادة الوثنية بل تطهروا منها تماماً‪ .‬وكان هذا‬

‫التطهير بحسب التدبير اإللهى = ادخل بين البكرات = فالبكرات هى إشارة لتدبير اهلل الذى ينفذ على األرض‪.‬‬ ‫والحظ غضب الكاروبيم من رجاسات أورشليم‪ ،‬فهم واقفون عن يمين البيت = أى ناحية الجنوب فناحية الشمال‬

‫بها تمثال الغيرة ‪ .3 : 8‬وابتعادهم عنه عالمة إحتجاج على ما يحدث‪ .‬فإرتفع مجد الرب عن الكروب إلى عتبة‬

‫البيت = هنا نرى اهلل يبدأ فى مغادرة هيكله إعالناً عن قداسته ورفضه للخطايا التى تحدث فى بيته‪ ،‬فال شركة‬ ‫‪50‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح العاشر)‬

‫للنور مع الظلمة ‪2‬كو ‪ .14 : 3‬والحظ مدى الخسارة التى سيخسرها هذا الشعب فلقد صاحب رؤية حزقيال لمجد‬ ‫اهلل سحابة مألت البيت و لمعان مجد اهلل لقد كان اهلل بمجده وسط هذا الشعب وهم ال يدرون‪ .‬والسحاب حتى‬

‫يحجب عن النبى ماال يستطيع النبى أن يراه من مجد الرب واال يموت‪ ،‬والحظ أن الدار إمتألت لمعاناً من مجد‬

‫الرب كما لمع وجه موسى حين رأى مجد اهلل‪ .‬ونحن حين نخلع هذا الجسد ونلبس النورانى سنرى اهلل وجهاً‬

‫لوجه‪ ،‬فيكون لنا هذا الجسد الممجد الالمع‪ .‬إذاً هذه النار التى سيذرها البس الكتان على المدينة هى جيش بابل‪،‬‬ ‫الذى سيأتى بتدبير اهلل كنار مطهرة على أورشليم‪ .‬ولكن هذه اآليات تنظر أيضاً للتطهير الذى سيصنعه المسيح‬ ‫بدمه‪ ،‬إذ يتجسد‪ ،‬وبتجسده يدخل المسيح فى تدبير اهلل الذى ينفذ على األرض = ادخل بين البكرات = كان‬

‫تجسد المسيح بحسب خطة اهلل األزلية‪ ،‬واإلبن الالزمنى صار زمنياً‪ ،‬وأصبح له بداية زمنية إذ ولد من العذراء‬

‫تحت الناموس غل ‪ 4 : 4‬بل صار فى تجسده = تحت الكاروب وهذه تساوى "وضعته قليالً عن المالئكة (عب‬

‫‪ ) 4 : 2‬فدخل قدام عينى = إشارة ألن المسيح سيصير ظاه اًر للبشر بتجسده‬

‫واذا فهمنا أن البكرات تشير أيضاً للعهدين (القديم والجديد)‪ ،‬فيكون دخول اإلبن الكلمة بين البكرات هو تطبيق‬

‫ألن المسيح هو روح النبوة وهو محور العهدين (رؤ ‪ .)14 : 12‬وطريقة التطهير التى إتبعها المسيح هى فدائه‬ ‫على الصليب‪ ،‬وأالم الصليب كانت كنار مذبح المحرقة التى تحرق الذبيحة وأالم المسيح تم التعبير عنها هكذا‪.‬‬ ‫ومد كروب يده من بين الكروبيم إلى النار‪ ..‬فرفع منها ووضعها فى حفنتى الالبس الكتان‪ .‬الحفنتين هما‬ ‫يديه‪ ،‬وهذا إشارة لجسده‪ ،‬الذى إحترق بنار أالم الصليب‪ .‬وكون أن الكروبيم هم الذين يضعون النار فى حفنتيه‪،‬‬ ‫فهذا معناه كما فهمنا أن الكروبيم يسيطرون على البكرات‪ ،‬أى يسهرون على تنفيذ خطة اهلل األزلية‪ .‬فتدبير‬

‫الصليب لم يكن إال ألن اهلل يريد هذا‪ ،‬ولذلك نسمع أن اهلل كان يضحك مز ‪ 4 : 2‬فالشيطان كان يدبر ويهيج‬

‫الجموع ورؤساء الكهنة‪ ،‬ولم يكن يدرى أنه إنما ينفذ ما يريده اهلل تماماً‪ ،‬بل أن بما ينفذه سيهلك هو به‪ .‬والعجيب‬ ‫أن نسمع فظهر فى الكروبيم شبه يد إنسان من تحت أجنحتها= يد اإلنسان هى يد المسيح الذى يحمل الكل‪.‬‬

‫فيما سبق رأينا ابن اهلل يتجسد ‪ ،‬وهنا نراه ابن االنسان حامل المالئكة ايضا ‪ .‬ولكن هذه اآلية فيها إشارة ألن‬

‫المسيح أو اإلبن الكلمة وهو ضابط الكل‪ ،‬كان يخطط لما يحدث ويحرك المالئكة‪ ،‬فهو لم يكن مجب اًر على‬ ‫الصليب‪ ،‬بل هو الذى قال عن نفسه "لى سلطان أن أضعها" يو ‪ .18 : 14‬فهو بسلطانه هذا كان يحرك‬

‫المالئكة‪ .‬وطريقة التطهير للبشر ستكون بأن يرسل المسيح بعد فدائه الروح القدس الذى نولد به من جديد‬ ‫ويعطينا أن نثبت فى المسيح فنطهر ونخلص كخليقة جديدة ‪2‬كو ‪.14 : 6‬‬

‫وهذا تم التعبير عنه فى‬

‫( آية ‪ )2‬إمأل حفنتيك جمر نار من بين الكروبيم وذرها على المدينة = فالنار هنا هى إشارة للروح القدس الذى‬ ‫حل بهيئة ألسنة نارية‪ .‬وهو نار إحراق وتطهير إش ‪ .4 : 4‬وحينما يتطهر البيت أى الكنيسة جسد المسيح‬ ‫نسمع أن الكروبيم واقفون عن يمين البيت = اليمين إشارة للقوة‪ ،‬فالكاروبيم يساندون جسد المسيح أى الكنيسة‬

‫بقوة‪ .‬بل أن المسيح يمأل كنيستة مجداً‪ .‬إمتألت الدار من لمعان مجد الرب‪ .‬وقارن مع زك ‪" 6 : 2‬أكون فى‬

‫وسطها مجداً" ولكن مجد المسيح محتجب ال نراه وهذا معنى وجود السحابة‪ .‬ونسمع فى إش ‪ 4 – 6 : 3‬عن‬ ‫الجمرة المأخوذة من على المذبح لتطهر النبى‪ ،‬وهذه إشارة لجسد المسيح ودمه فى سر اإلفخارستيا الذى يعطى‬

‫‪51‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح العاشر)‬

‫لغفران الخطايا‪ .‬والحظ صوت المالئكة أنه وصل للدار الخارجية = فى هذا إشارة ألن الك ارزة بالمسيح وصلت‬ ‫لألمم‪ ،‬عن طريق الرسل بمساعدة الكروبيم‪ .‬وهنا صوت المالئكة هو تعبير عن فرحتهم بالكنيسة وبالفداء‬

‫والخالص رؤ ‪ 2 : 6‬أما فى التفسير األول الذى يحدثنا عن حريق أورشليم لتطهيرها فيكون صوتهم تعبير عن‬ ‫ما سيحدث من أحكام مرعبة ضد أورشليم‪ .‬وفى كال التفسيرين فصوتهم إنما هو تعبير عن إعطائهم المجد هلل‬ ‫فى كل ما يعمله وقارن آية ‪ 2‬مع آية ‪ .4‬فآية ‪ 2‬نسمع فيها إمأل حفنتيك جمر نار وفى آية ‪ 2‬هذه فاإلبن الكلمة‬ ‫هو الذى يمأل يده ليذر ألنها تتكلم عن إرسال الروح القدس‪ ،‬وهذا ال دخل للمالئكة به‪ .‬أما فى آية ‪ 4‬فالنار‬

‫يعطيها الكروب لإلبن الكلمة‪ ،‬وهذه ليست عن الروح القدس بل عن األالم التى سيقبلها اإلبن المتجسد‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫وب ا ْلو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُخ َرى‬ ‫اآليات (‪َ " -:)22-9‬وَن َ‬ ‫اح ِد‪َ ،‬وَب َك َرةٌ أ ْ‬ ‫ظ ْر ُ‬ ‫ت َوِا َذا أ َْرَبعُ َب َك َرات ِب َجان ِب ا ْل َك ُروِبيم‪َ .‬ب َك َرةٌ َواح َدةٌ ِب َجان ِب ا ْل َك ُر ِ َ‬ ‫ِ ‪11‬‬ ‫ش ْك ٌل و ِ‬ ‫ظر ا ْلب َكر ِ‬ ‫ِب َج ِان ِب ا ْل َكر ِ‬ ‫ات َك ِش ْب ِه َح َج ِر َّ‬ ‫ان َب ْك َرةٌ‬ ‫وب َ‬ ‫اح ٌد لِأل َْرَب ِع‪َ .‬كأ ََّن ُه َك َ‬ ‫الزَب ْر َجد‪َ .‬و َم ْنظَُرُه َّن َ َ‬ ‫اآلخ ِر‪َ .‬و َم ْن َ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫َّه إِلَ ْيهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِ‬ ‫َّ‬ ‫س ْي ِرَها‪َ ،‬ب ْل إِلَى ا ْل َم ْوض ِع الذي تَ​َوج َ‬ ‫َ ْ‬ ‫س َار ْت َعلَى َج َوان ِب َها األ َْرَب َعة‪ .‬لَ ْم تَ ُد ْر ع ْن َد َ‬ ‫س َار ْت‪َ ،‬‬ ‫سط َب ْك َرٍة‪ .‬لَ َّما َ‬ ‫‪12‬‬ ‫َج ِنح ِتها وا ْلب َكر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِم َها َوظُ ُه ِ‬ ‫ات َمآل َن ٌة ُع ُيوًنا‬ ‫َّأ‬ ‫س ْي ِرَها‪َ .‬و ُك ُّل ِج ْ‬ ‫ورَها َوأ َْيد َ‬ ‫اءهُ‪ .‬لَ ْم تَ ُد ْر ع ْن َد َ‬ ‫ْس َذ َه َب ْت َو َر َ‬ ‫الر ُ‬ ‫يها َوأ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫اعي‪« :‬يا ب ْكرةُ»‪14 .‬ولِ ُك ِّل و ِ‬ ‫ودي إِلَ ْيها ِفي سم ِ‬ ‫َح َوالَ ْي َها لِ َب َك َرِات َها األ َْرَب ِع‪ .‬أ َّ‬ ‫اح ٍد أ َْرَب َع ُة أ َْو ُج ٍه‪ :‬ا ْل َو ْجهُ‬ ‫َما ا ْل َب َك َر ُ‬ ‫ات فَ ُن ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫الرابع و ْج ُه َنس ٍر‪15 .‬ثُ َّم ِ‬ ‫ث و ْج ُه أ ٍ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫األ ََّو ُل َو ْج ُه َكر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫سٍ‬ ‫يم‪ .‬ه َذا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َسد‪َ ،‬و َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ان‪َ ،‬والثال ُ َ‬ ‫وب‪َ ،‬وا ْل َو ْج ُه الثاني َو ْج ُه إِ ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫صع َد ا ْل َك ُروب ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُه َو ا ْل َح َي َو ُ َّ‬ ‫ْع ا ْل َك ُروِب ِيم‬ ‫ات ِب َجان ِب َها‪َ ،‬و ِع ْن َد َرف ِ‬ ‫س َارت ا ْل َب َك َر ُ‬ ‫س ْي ِر ا ْل َك ُروِبيم َ‬ ‫ور‪َ .‬و ِع ْن َد َ‬ ‫ان الذي َأر َْيتُ ُه ع ْن َد َن ْه ِر َخ ُاب َ‬ ‫هذ ِه‪ ،‬و ِع ْن َد ارِتفَ ِ‬ ‫ضا ع ْن ج ِان ِبها‪ِ 17 .‬ع ْن َد وقُوِفها وقَفَ ْت ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ ِْ‬ ‫اع َع ِن األ َْر ِ‬ ‫اع َها‬ ‫الرِتفَ ِ‬ ‫ض لَ ْم تَ ُد ِر ا ْل َب َك َر ُ‬ ‫ات أ َْي ً َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َجن َحتَ َها ل ْ‬ ‫‪18‬‬ ‫ارتَفَع ْت معها‪ ،‬أل َّ ِ‬ ‫وح ا ْل َح َي َو ِ‬ ‫ف َعلَى ا ْل َك ُروِب ِيم‪19 .‬فَ َرفَ َع ِت‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان‪َ .‬و َخ َر َج َم ْج ُد َّ‬ ‫ب ِم ْن َعلَى َعتَ​َب ِة ا ْل َب ْي ِت َو َوقَ َ‬ ‫يها ُر َ‬ ‫َن ف َ‬ ‫ْ َ َ​َ​َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِنحتَها و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات م َع َها‪َ ،‬و َوقَفَ ْت ِع ْن َد م ْد َخ ِل َب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب‬ ‫يم أ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّام َع ْي َن َّي‪ .‬ع ْن َد ُخ ُروج َها َكا َنت ا ْل َب َك َر ُ َ‬ ‫صع َد ْت َع ِن األ َْرض قُد َ‬ ‫ا ْل َك ُروب ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ان الَِّذي أر َْيتُ ُه تَ ْح َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َّ‬ ‫يل ِع ْن َد‬ ‫الر ِّ‬ ‫َب ْي ِت َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل َعلَ ْي َها ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫ق‪ .‬ه َذا ُه َو ا ْل َح َي َو ُ‬ ‫ت إِله إِ ْ‬ ‫الش ْرِق ِّي‪َ ،‬و َم ْج ُد إِله إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫اح ٍد أَربع ُة أ ْ ِ ٍ ِ‬ ‫اح ٍد أَربع ُة أَوج ٍه‪ ،‬ولِ ُك ِّل و ِ‬ ‫ت أ ََّنها ِهي ا ْل َكروِبيم‪21 .‬لِ ُك ِّل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫سٍ‬ ‫ان‬ ‫َجن َحة‪َ ،‬وش ْب ُه أ َْيدي إِ ْن َ‬ ‫َْ​َ‬ ‫َ‬ ‫َْ​َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َن ْه ِر َخ ُاب َ‬ ‫ور‪َ .‬و َعل ْم ُ َ َ ُ ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫اظرَها وَذواتُها‪ُ .‬ك ُّل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫اح ٍد‬ ‫ش ْك ُل ُو ُجو ِه َها ُه َو َ‬ ‫َج ِن َح ِت َها‪َ .‬و َ‬ ‫تَ ْح َ‬ ‫ت أْ‬ ‫ور‪َ ،‬م َن ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ش ْك ُل ا ْل ُو ُجوه التي َأر َْيتُ َها ع ْن َد َن ْه ِر َخ ُاب َ‬ ‫ِ‬ ‫ير إِلَى ِج َه ِة َو ْج ِه ِه‪" .‬‬ ‫َيس ُ‬

‫أما البكرات فنودى إليها في سماعى يابكرة = مع أنها بكرات متعددة أى أحكام مختلفة‪ ،‬قد تدعو البشر لإلرتباك‬

‫وعدم الفهم‪ ،‬إال أن تدبير اهلل يكون فى تناسق وتناغم ووحدة تعمل معاً وفق خطة أزلية واحدة = يا بكرة‪..‬‬ ‫لتحقيق هدف اهلل الذى هو حياة لألبرار الذين يستحقون ذلك‪ ،‬لذلك رأينا فى اإلصحاح األول البكرات كشبه‬

‫الزبرجد (اللون األخضر هو لون الحياة) وهنا نجد خالف فى وجه أحد الكروبيم عن اإلصحاح األول‪ ،‬فهنا‬ ‫إستبدل وجه الثور بوجه كروب‪ .‬والسبب أن الثور يرمز لعمل الذبيحة الكفارى وغفران الخطية‪ ،‬أما اآلن فقد‬ ‫صدر حكم اهلل بالخراب‪ ،‬ولن تقبل ذبائح ولن يقبل اهلل شفاعة النبى وال الكاروبيم الذي له وجه انسان‪ .‬فقد أغلق‬

‫اهلل الباب وهو "إذا أغلق ال أحد يفتح رؤ ‪ ."4 : 3‬وهذا معنى ما جاء فى سفر الرؤيا (‪ )8 : 16‬فيما معناه أن‬ ‫القرار بالعقاب نهائي وال شفاعة ‪ .‬وفي آية ‪ 14‬ظهر بدالً من وجه الثور وجه كروب‪ .‬ألن الكروبيم كانوا‬ ‫‪52‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح العاشر)‬

‫مكلفين بتنفيذ أحكام اهلل ضد أورشليم كما رأينا فى حز ‪ .2 : 2‬فاهلل يستخدم المالئكة فى العالم السفلى بأكثر مما‬

‫نتصور‪ .‬فكل بكرة لها كاروب‪ ،‬أليست هى أرواح خادمة للعتيدين أن يرثوا الخالص عب ‪ .14 : 1‬فاألحداث ال‬

‫يتم تدبيرها بعجلة الحظ العمياء‪ ،‬بل ببكرات التدبير اإللهى المملوءة عيوناً‪ .‬والحظ أن المالئكة خاضعة للمسيح‬

‫رأس الخليقة = إلى الموضع الذى توجه إليه الرأس ذهبت وراءه‪ ،‬وهذا يناظر ما ذكر فى ‪8 : 14‬‬

‫‪53‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫اإلصحاح الحادى عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫هذا اإلصحاح ينهى الرؤيا التى رآها النبى إبتداء من اإلصحاح الثامن‪ ،‬وفيه رسالتين األولى رسالة غضب ضد‬

‫الباقين فى أورشليم‪ ،‬وفى وقاحة إفترضوا أنهم لن يسقطوا‪ .‬والثانية رسالة تعزية لهؤالء الذين حملوا إلى السبى مع‬ ‫وعود رحمة‪ .‬واألولى تحمل قضاء اهلل المنتظر وهو يخالف حالة األمان الزائف الذى يشعرون به‪ ،‬والثانية تحمل‬

‫وعود بالرحمة عكس حالتهم الراهنة فى بؤسهم‪ .‬وبعد أن رأينا مجد اهلل يغادر الهيكل فى اإلصحاح السابق‪ ،‬نراه‬

‫هنا يغادر أكثر وأكثر‪ .‬فال شركة للمسيح مع بليعال‬ ‫(‪2‬كو ‪) 14 : 3‬‬

‫ِع ْن َد‬ ‫لِي‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫وح َوأَتَى ِبي إِلَى َب ِ‬ ‫الش ْرِق ِّي ا ْل ُمتَّ ِج ِه َن ْح َو َّ‬ ‫ب َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ق‪َ ،‬وِا َذا‬ ‫الر ِّ‬ ‫اب َب ْي ِت َّ‬ ‫اآليات (‪ " -:)13-1‬ثُ َّم َرفَ َعني ُر ٌ‬ ‫م ْد َخ ِل ا ْل َب ِ‬ ‫يس ِي َّ‬ ‫الش ْع ِب‪2 .‬فَقَا َل‬ ‫س ٌة َو ِع ْ‬ ‫ون َر ُجالً‪َ ،‬و َأر َْي ُ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫ور‪َ ،‬وَفلَ ْط َيا ْب َن َب َن َايا َرِئ َ‬ ‫اب َخ ْم َ‬ ‫ت َب ْي َن ُه ْم َي َازْن َيا ْب َن َع ُز َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِب ِ‬ ‫ون‪َ :‬ما ُه َو‬ ‫هؤالَء ُه ُم ِّ‬ ‫ون َم ُ‬ ‫آد َم‪ُ ،‬‬ ‫ورةً َرِد َ‬ ‫« َيا ْاب َن َ‬ ‫يئ ًة في هذه ا ْل َمدي َنة‪ .‬اَْلقَائلُ َ‬ ‫ير َ‬ ‫الر َجا ُل ا ْل ُمفَ ِّك ُر َ‬ ‫ش َ‬ ‫اإل ثْم‪ ،‬ا ْل ُمش ُ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫قَ ِريب ِب َناء ا ْلبي ِ‬ ‫ب‬ ‫الر ِّ‬ ‫وح َّ‬ ‫َج ِل ذلِ َك تَ​َن َّبأْ َعلَ ْي ِه ْم‪ .‬تَ​َن َّبأْ َيا ْاب َن َ‬ ‫وت! ِه َي ا ْل ِق ْد ُر َوَن ْح ُن اللَّ ْح ُم‪ .‬أل ْ‬ ‫آد َم»‪َ .‬و َح َّل َعلَ َّي ُر ُ‬ ‫ُ ُ​ُ‬ ‫ٌ‬ ‫‪6‬‬ ‫يل‪َ ،‬و َما َي ْخطُ​ُر ِب َبالِ ُك ْم قَ ْد َعلِ ْمتُ ُه‪ .‬قَ ْد َكثَّْرتُ ْم قَتْالَ ُك ْم ِفي‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ال لِي‪ُ « :‬ق ْل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫ب‪ :‬ه َك َذا ُق ْلتُ ْم َيا َب ْي َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫‪7‬‬ ‫ين طَر ْحتُم ُ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫س ِط َها ُه ُم اللَّ ْح ُم‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫هذ ِه ا ْل َم ِدي َن ِة َو َمألْتُ ْم أ َِزقَّتَ َها ِبا ْلقَ ْتلَى‪ .‬لِذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫وه ْم في َو ْ‬ ‫ب‪ :‬قَتْالَ ُك ُم الذ َ َ ُ‬ ‫‪8‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َجلِ ُب ُه َعلَ ْي ُك ْم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ف‪ ،‬فَ َّ‬ ‫س ِط َها‪ .‬قَ ْد فَ ِز ْعتُ ْم ِم َن َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َو ِه َي ا ْل ِق ْد ُر‪َ .‬وِايَّا ُك ْم أ ْ‬ ‫الس ْي ُ‬ ‫ف أْ‬ ‫ُخ ِر ُج م ْن َو ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ف تَسقُطُ َ ِ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ُخ ِرج ُكم ِم ْن وس ِطها وأُسلِّم ُكم إِلَى أ َْي ِدي ا ْل ُغرب ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َرِائي َل‬ ‫اما‪ِ .‬ب َّ‬ ‫ُج ِري ِفي ُك ْم أ ْ‬ ‫اء‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ون‪ .‬في تُ ْخم إِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ ُ ْ‬ ‫َوأ ْ ُ ْ‬ ‫َح َك ً‬

‫ِ‬ ‫ب‪ِ 11 .‬‬ ‫أَق ِ‬ ‫س ِط َها‪ِ .‬في تُ ْخِم‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ون لَ ُك ْم ِق ْد ًرا‪َ ،‬والَ أَ ْنتُ ْم تَ ُكوُن َ‬ ‫هذ ِه الَ تَ ُك ُ‬ ‫ْضي َعلَ ْي ُك ْم‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ون اللَّ ْح َم في َو ْ‬ ‫‪12‬‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ب الَِّذي لَم تَسلُ ُكوا ِفي فَرِائ ِ‬ ‫يل أَق ِ‬ ‫ام ِه‪َ ،‬ب ْل َع ِم ْلتُ ْم‬ ‫الر ُّ‬ ‫ْضي َعلَ ْي ُك ْم‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُمو َن أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ض ِه‪َ ،‬ولَ ْم تَ ْع َملُوا ِبأ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪13‬‬ ‫حسب أ ْ ِ‬ ‫ت‬ ‫ْت أ َّ‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫ات‪ .‬فَ َخ َرْر ُ‬ ‫َن َفلَ ْط َيا ْب َن َب َن َايا َم َ‬ ‫ان لَ َّما تَ​َن َّبأ ُ‬ ‫ين َح ْولَ ُك ْم»‪َ .‬و َك َ‬ ‫ُمِم الَِّذ َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ت َعلَى َو ْج ِهي َو َ‬ ‫َح َكام األ َ‬ ‫ب‪َ ،‬ه ْل تُ ْف ِني أَ ْن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل؟»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫س ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ص ْو ٍت َع ِظ ٍيم َوُق ْل ُ‬ ‫ت َبق َّي َة إِ ْ‬ ‫ت‪« :‬آه‪َ ،‬يا َ‬ ‫ِب َ‬ ‫رفعنى روح = كم كان النبى خاضعاً لعمل الروح‪ ،‬لذلك كان يرى كل ما يريده الروح أن يراه‪ .‬الـ ‪ 25‬رجالً =‬ ‫هؤالء كانوا غير الـ ‪ 26‬اآلخرين (‪ )13 : 8‬فهؤالء الـ ‪ 26‬كانوا رؤساء الشعب فمدينة أورشليم كانت مقسمة إلى‬

‫‪ 24‬حى لكل حى رئيس‪ ،‬ولهم جميعاً رئيس (اإلجمالى ‪ 26‬رجالً) أما أولئك الـ ‪ 26‬فى (‪ )13 : 8‬فكانوا كهنة‪.‬‬ ‫وهؤالء الرؤساء مدانين بالفساد والظلم‪ ،‬ويقسون الشعب فى خطاياهم‪ ،‬ويعطون الشعب مشورة شريرة‪ ،‬أن‬

‫يتغاضى عن إنذارات األنبياء ويتمردوا على ملك بابل عكس ما كان يطلب منهم إرمياء النبى‪ .‬وقد تعرف النبى‬ ‫على إثنين منهم باإلسم‪ ،‬ربما لشهرتهم وأنه كان يعرفهم من قبل‪ .‬وكانوا يقولون ما هو قريب بناء البيوت = هى‬

‫كلمة سخرية من نبوات إرمياء ونبوات حزقيال بخراب المدينة‪ ،‬ومعنى قولهم أن المدينة لن تخرب قريباً‪ ،‬وبالتالى‬

‫لن نعيد بناء بيوتنا قريباً‪ ،‬وهذا أمان زائف فيه إستهتار واستغالل لطول أناة اهلل‪ .‬هى القدر ونحن اللحم = سبق‬

‫‪54‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫إرمياء وتنبأ بأن أورشليم كالقدر إر ‪ 13 : 1‬وسوف تخرب‪ ،‬وتهكم الشعب عليه‪ ،‬وصنع من نبوتة نكتة‬ ‫يرددونها قائلين نعم أورشليم هى القدر‪ ،‬ولكننا نحن فى داخلها مثل اللحم داخل قدر محيط به نار‪ ،‬وبداخله ماء‬ ‫مغلى‪ ،‬فمن يستطع أن يمد يده‪ ،‬ومن يمد يده داخل القدر ستحترق يداه‪ ،‬أى نحن فى أمان كالقدر المحاطة‬

‫بالنار‪ ،‬والقدر هنا تشير ألسوار أورشليم التى تحميهم‪ ،‬كما أن القدر تحمى اللحم‪ .‬قد كثرتم قتالكم = مشورة‬ ‫رؤسائكم وأنبيائكم الكذبة الذين أعطوهم أماناً زائفاً كانت هى السبب فى زيادة عدد القتلى‪ ،‬فهؤالء الرؤساء أشاروا‬ ‫عليهم بعدم التسليم لملك بابل بحسب مشورة إرمياء الذى طلب التسليم له‪ .‬قتالكم‪ ..‬هم اللحم وهى القدر = اهلل‬

‫يستعمل المثل الذى يردد ونه فى سخرية بأن أورشليم هى القدر التى تحمى اللحم فى داخلها‪ .‬واهلل يقول نعم‬ ‫وسيكون هكذا‪ ،‬فالقتلى سيكونون كذبائح يوضع لحمها داخل القدر‪ .‬أما األحياء أخرجكم من وسطها = من لم‬

‫يك ن كلحم وسط القدر‪ ،‬أى يموت داخل أورشليم‪ ،‬سيخرجه اهلل من وسطها ولن تحميه أسوار أورشليم‪ ،‬بل يخرجه‬ ‫للقتل خارجها بالسيف = فالسيف أجلبه عليكم‪ .‬والحظ أنهم لما أخرجوا اهلل من بيته‪ ،‬سيخرجهم هو من بيوتهم‪.‬‬ ‫وفى تخم إسرائيل أقضى عليكم = البابليين ساقوا رؤسائهم إلى ربلة على الحدود حيث ملكهم نبوخذ نصر وهناك‬

‫ذبحوهم (راجع إتمام هذا فى ‪2‬مل ‪.21 – 18 : 26‬‬

‫والحظ القوة المصاحبة للنبوة أن فلطيا مات = وهناك إحتمالين ‪-:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أن يكون فلطيا مات فو اًر‪ ،‬ثم وصلت النبوة ألورشليم‪ ،‬ويكون هذا إنذار بأن بقية النبوة ستتم‪ .‬وموت‬

‫‪-2‬‬

‫أن موت فلطيا تم بعد وصول النبوة ألورشليم ليكون هذا إنذا اًر لهم‪.‬‬

‫فلطيا يكون عالمة على صدق النبوة‪.‬‬

‫ونالحظ أن اهلل يسمح بأحكام صعبة كموت فلطيا حتى يرتدع الباقين‪ ،‬كما حدث مع حنانيا وسفيرة‪ .‬وأنظر‬ ‫لمحبة النبى الذى لم يهتم أن نبوته لها هذه القوة‪ ،‬بل بكى متشفعاً فى شعبه‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)21-14‬و َك َ‬ ‫آد َم‪ ،‬إِ ْخ َوتُ َك َذ ُوو قَ َر َابت َك‪َ ،‬و ُك ُّل َب ْيت إِ ْ‬ ‫ُع ِطي ْت ِ‬ ‫ان أُور َ ِ‬ ‫يرثًا‪16 .‬لِذلِ َك ُق ْل‪ :‬ه َك َذا‬ ‫ض ِم َا‬ ‫الر ِّ‬ ‫يم‪ْ :‬ابتَِع ُدوا َع ِن َّ‬ ‫ين قَ َ‬ ‫هذ ِه األ َْر ُ‬ ‫َج َم ِع ِه‪ُ ،‬ه ُم الَِّذ َ‬ ‫ِبأ ْ‬ ‫ب‪ .‬لَ َنا أ ْ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم ُ‬ ‫س َّك ُ ُ‬ ‫شل َ‬ ‫ِ‬ ‫َّدتُهم ِفي األَر ِ‬ ‫سا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫قَ َ‬ ‫ُمِم‪َ ،‬وِا ْن ُك ْن ُ‬ ‫ب‪َ :‬وِا ْن ُك ْن ُ‬ ‫اضي‪ ،‬فَِإ ِّني أَ ُك ُ‬ ‫ون لَ ُه ْم َم ْقد ً‬ ‫َ‬ ‫ت قَ ْد َبد ْ ُ ْ‬ ‫ت قَ ْد أَ ْب َع ْدتُ ُه ْم َب ْي َن األ َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ير ِفي األَر ِ‬ ‫َج َم ُع ُك ْم ِم ْن َب ْي ِن ُّ‬ ‫الش ُعو ِب‪،‬‬ ‫ص ِغ ًا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ون إِلَ ْي َها‪ .‬لِذلِ َك ُق ْل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫اضي الَِّتي َيأْتُ َ‬ ‫ب‪ :‬إِ ِّني أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪18‬‬ ‫اك وي ِزيلُ َ ِ‬ ‫اضي الَِّتي تَبد ْ ِ‬ ‫شرُكم ِم َن األَر ِ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ُع ِطي ُك ْم أ َْر َ‬ ‫يل‪ .‬فَ َيأْتُ َ‬ ‫يها‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َوأ ْ‬ ‫ون إِلَى ُه َن َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ون َجميعَ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫َّدتُ ْم ف َ‬ ‫َ‬ ‫َح ُ ُ ْ‬ ‫‪19‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اح ًدا‪ ،‬وأ ْ ِ‬ ‫ُع ِطي ِهم َق ْلبا و ِ‬ ‫م ْكرَه ِاتها‪ ،‬وج ِميع رج ِ ِ‬ ‫ب ا ْل َح َج ِر‬ ‫وحا َج ِد ً‬ ‫يدا‪َ ،‬وأَ ْن ِزعُ َق ْل َ‬ ‫َج َع ُل في َداخل ُك ْم ُر ً‬ ‫َ‬ ‫اسات َها م ْن َها‪َ .‬وأ ْ ْ ً َ‬ ‫َ ُ َ َ​َ َ َ​َ َ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ُع ِطي ِهم َق ْلب لَ ْحٍم‪21،‬لِ َكي يسلُ ُكوا ِفي فَرِائ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ْع ًبا‪ ،‬فَأَ​َنا‬ ‫امي َوَي ْع َملُوا ِب َها‪َ ،‬وَي ُكوُنوا لِي َ‬ ‫ضي َوَي ْحفَظُوا أ ْ‬ ‫م ْن لَ ْحم ِه ْم َوأ ْ ْ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫َجلِب طَ ِريقَهم علَى ر ُؤ ِ‬ ‫اهب وراء َق ْل ِب م ْكرَه ِات ِهم ورج ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس ِه ْم‪،‬‬ ‫لها‪ .‬أ َّ‬ ‫َما الَِّذ َ‬ ‫أَ ُك ُ‬ ‫اسات ِه ْم‪ ،‬فَِإ ِّني أ ْ ُ‬ ‫ون لَ ُه ْم إِ ً‬ ‫َ ُ ْ َ​َ​َ َ‬ ‫ين َق ْل ُب ُه ْم َذ ٌ َ َ َ‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َيقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬

‫إخوتك = هم المسبيين فى بابل مع حزقيال‪ .‬وهؤالء يعزيهم اهلل هنا‪ .‬قال لهم سكان أورشليم ابتعدوا عن الرب‪..‬‬ ‫لنا أعطيت هذه األرض ميراثاً = أنظر أية حال رديئة وصل لها هذا الشعب‪ ،‬فمن أُ ِبقى فى أورشليم لم يتعاطفوا‬

‫‪55‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫مع إخوتهم المسبيين‪ ،‬بل فرحوا بإبتعادهم ليرثوا أرضهم‪ .‬وهم ظنوا أن الرب ال يوجد سوى فى أورشليم‪ ،‬وطالما‬

‫ذهب إخوتهم بعيداً عن أورشليم األرض المقدسة فهم إبتعدوا عن الرب‪ .‬إذاً ليأخذوا هم نصيبهم‪ .‬ولكن اهلل يذكرهم‬

‫بالخير ويعزيهم بأنه هو سيكون لهم مقدساً صغي ارً فى األرض التى يأتون إليها = فاهلل غادر أورشليم وأصبح‬

‫الهيكل بناء فقط دون مجد‪ ،‬وذهب وحل فى وسط شعبه المسبى خارج أورشليم‪ .‬وحيث يوجد اهلل‪ ،‬فهذا المكان‬ ‫يكون مقِدساً‪ .‬فاهلل ليس محدوداً فى داخل أورشليم‪ .‬وسبق إرمياء وتنبأ عن أن الذين يذهبون للسبى هم التين‬ ‫الجيد أما التين الردئ فهو الجزء الباقى فى أورشليم‪ .‬مقدساً صغي ارً = ألن اليهود الذين فى السبى هم قلة‪.‬‬

‫والمقدس هنا ليس هيكالً من حجارة‪ ،‬بل اهلل فى داخل كل منهم وهم يقدمون ذبائح تسبيح وصالة‪ ،‬أى ذبائح‬ ‫غير دموية‪ ،‬فيكون اهلل مصدر تعزية لهم وهم فى سبيهم‪ .‬بل أن اهلل يعدهم أجمعكم ثانية ألرض إسرائيل = وهذه‬ ‫نبوة برجوعهم على يد كورش‪ .‬ولنالحظ أن أحكام البشر القاسية (حرمان إخوتهم لهم من األرض) ال تمنع مراحم‬

‫الرب (وأجمعكم ألرضكم) بل أن هؤالء الراجعين سيزيلون كافة األصنام والرجاسات‪ ،‬أى أن تأديب اهلل وتطهيره‬

‫لألرض أتى بثمر قداسة‪ .‬ويعطيهم قلباً واحداً = أى يطلب اهلل فقط وال يطلب آلهة كثيرة‪ .‬أى قلب قرر بثبات أن‬

‫يختار اهلل‪.‬‬

‫وأجعل فى داخلكم روحاً جديداً = أى يتصرفون بمبادئ روحية جديدة‪ .‬وينزع منهم قلب الحجر = الذى تقسى‬

‫بالخطية وغير قادر على حمل ثمار صالحة فهو أرض حجرية‪ .‬ويعطيهم قلب لحم = خلق اهلل آدم بقلب لحم‬ ‫أى بقلب مكتوب عليه الوصايا‪ ،‬ولم يكن هناك حاجة لوصايا مكتوبة فى الخارج‪ ،‬وسقط آدم فتقسى قلبه‪ ،‬وهكذا‬

‫سائر بنى آدم‪ ،‬وصارت قلوب البشر حجرية أى ال تشعر إذا أخطأت أنها جرحت مشاعر اهلل‪ ،‬والسبب بسيط‪،‬‬ ‫أن القلوب الحجرية‪ ،‬هى قلوب خالية من المحبة‪ .‬وهذه القلوب الحجرية إحتاج اهلل معها أن يكتب لها الوصايا‬

‫على ألواح حجر‪ .‬وهذه اآليات تنظر لعمل المسيح الذى سيرسل روحه القدوس ليسكب محبة اهلل فينا رو ‪: 6‬‬

‫‪ .6‬وبهذا الحب تعود الوصايا تكتب على قلوبنا‪ ،‬هذا هو العهد الجديد كما تنبأ عنه أرمياء ‪.34 – 31 : 31‬‬ ‫وهذا هو نفسه ما نراه هنا وأجعل فى داخلكم روحاً جديداً = إشارة للروح القدس الذى يسكب محبة اهلل فى قلوبنا‪،‬‬ ‫والذى يحب اهلل ال يخطئ فى حق اهلل‪ ،‬بل يحفظ وصاياه يو ‪ 21 : 14‬وهذا هو قلب اللحم ونتيجته = يسلكوا‬

‫فى فرائضى‪ ..‬ويكونون لى شعباً فأنا أكون لهم إلهاً‪ .‬هذه اآليات تنظر إلى عمل النعمة فى العهد الجديد بعد‬ ‫تطهير المسيح‪ .‬ولكن اهلل يعود وينذر من يرفض عمل المسيح أى ال زال قلبه ذاهب وراء المكرهات والرجاسات‬

‫فمثل هذا سيجلب طريقه على رأسه‪ .‬واآلن نفهم قول اهلل لحزقيال آية ‪ 16‬إخوتك إخوتك = هذه إشارة لليهود‬ ‫واألمم‪ .‬كل بيت إسرائيل = أى الكنيسة إسرائيل اهلل غل ‪ .13 : 3‬وهنا سكان أورشليم التين الردئ هم رمز‬

‫للشياطين الذين يقولون للبشر إبتعدوا عن الرب‪ .‬ولقد ظنوا أن البشر صاروا لهم ميراثاً‪ .‬واهلل يقول ال وان كنت‬ ‫قد أبعدتهم بين األمم = حين أخطأ اإلنسان أسلمت الخليقة للباطل رو ‪ 24 : 8‬ولكن على رجاء‪ .‬وهذا الرجاء‬

‫أن المسيح يأتى ونكون مقدساً‪ .‬ويعيد لنا اهلل أرضنا أى ميراثنا السماوى‬

‫‪56‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫ق‪.‬‬ ‫ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫اء‬ ‫ُر ٌ‬ ‫وح َو َج َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪22 " -:)25-22‬ثُ َّم رفَع ِت ا ْل َكروِبيم أ ْ ِ‬ ‫يل َعلَ ْي َها‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َجن َحتَ َها َوا ْل َب َك َرات َم َع َها‪َ ،‬و َم ْج ُد إِله إِ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫الر ِّ ِ‬ ‫ش ْرِق ِّي ا ْل َم ِدي َن ِة‪َ .‬و َح َملَ ِني‬ ‫ص ِع َد َم ْج ُد َّ‬ ‫ف َعلَى ا ْل َج َب ِل الَِّذي َعلَى َ‬ ‫س ِط ا ْل َم ِدي َن ِة َو َوقَ َ‬ ‫ب م ْن َعلَى َو ْ‬ ‫َو َ‬ ‫‪25‬‬ ‫الر ْؤيا ِبرو ِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل إِلَى أ َْر ِ‬ ‫ت‬ ‫ص ِع َد ْت َع ِّني ُّ‬ ‫الر ْؤَيا الَِّتي َأر َْيتُ َها‪ .‬فَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫س ِب ِّي َ‬ ‫ض ا ْل َك ْل َد ِان ِّي َ‬ ‫ين إِلَى ا ْل َم ْ‬ ‫ين‪ ،‬فَ َ‬ ‫ِبي في ُّ َ ُ‬ ‫ب الَِّذي أ َ​َرِاني إِيَّاهُ‪".‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ين ِب ُك ِّل َكالَِم َّ‬ ‫س ِب ِّي َ‬ ‫ا ْل َم ْ‬ ‫هنا يفارق مجد الرب المدينة والهيكل‪ .‬وهذه اآليات فيها تعزية للمسبيين‪ ،‬فهم خير لهم أن يكونوا فى أرض السبى‬

‫ومعهم اهلل ُمكوناً فيهم مقدساً صغي اًر (بالمقارنة مع هيكل سليمان كمقدس كبير) عن أن يكونوا فى أورشليم التى‬ ‫فارقها الرب بسبب شرورها وبالتالى فهى مقدمة على خراب أكيد‪ ،‬فاهلل الذى كان يحميها قد فارقها‪ ،‬بل هى تحت‬

‫غضب اهلل ولعنته اآلن‪ .‬ووقوف مجد الرب على جبل شرق المدينة يذكرنا‪ ،‬بتوقف المسيح على جبل الزيتون‬ ‫ليبكى على المدينة (فجبل الزيتون هو الجبل الذى على شرق المدينة) وقال السيد المسيح "إنك لو علمت أنت‬

‫أيضاً حتى فى يومك هذا ما هو لسالمك ولكن اآلن أخفى عن عينيك‪ ،‬ستأتى أيام يحيط بك أعدائك ويهدمونك‬ ‫وبنيك فيك وال يتركون حجر على حجر ألنك لم تعرفى زمان إفتقادك " لو ‪ . 41 : 12‬إن وقوف مجد الرب‬

‫على الجبل الشرقى فيه نفس المعنى‪ ،‬وهو حزن اهلل على ما سوف يحدث من خراب ألورشليم إذ يتركها‪.‬‬ ‫فهل مازال اهلل يقول ألحد منا‪ ....‬لم تعرف زمن إفتقادك‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫اإلصحاح الثانى عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ت ِ ِ‬ ‫ين لَ ُه ْم‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫س ِط َب ْي ٍت ُمتَ َمِّرٍد‪ ،‬الَِّذ َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)16-1‬و َك َ‬ ‫ساك ٌن في َو ْ‬ ‫آد َم‪ ،‬أَ ْن َ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ون‪ .‬لَهم آ َذ ٌ ِ‬ ‫أْ ِ‬ ‫ئ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫ت ُمتَ َمِّرٌد‪َ .‬وأَ ْن َ‬ ‫ون‪ ،‬أل ََّن ُه ْم َب ْي ٌ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫س َم ُعوا َوالَ َي ْ‬ ‫ان ل َي ْ‬ ‫آد َم‪ ،‬فَ َه ِّي ْ‬ ‫َع ُي ٌن ل َي ْنظُ​ُروا َوالَ َي ْنظُ​ُر َ ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّام ُع ُيوِن ِه ْم َن َه ًارا‪َ ،‬و ْارتَ ِح ْل ِم ْن َم َك ِان َك إِلَى َم َك ٍ‬ ‫ون‬ ‫ان َ‬ ‫لِ َن ْف ِس َك أ ْ‬ ‫آخ َر قُدَّا َم ُع ُيوِن ِه ْم‪ ،‬لَ َعلَّ ُه ْم َي ْنظُ​ُر َ‬ ‫ُه َب َة َجالَء‪َ ،‬و ْارتَح ْل قُد َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ُهبتَ َك َكأ ْ ِ‬ ‫َّام ُع ُيوِن ِه ْم َكا ْل َخ ِ‬ ‫ين‬ ‫َّام ُع ُيوِن ِه ْم َن َه ًارا‪َ ،‬وأَ ْن َ‬ ‫أ ََّن ُه ْم َب ْي ٌ‬ ‫ار ِج َ‬ ‫ت ُمتَ َمِّرٌد‪ .‬فَتُ ْخ ِر ُج أ ْ َ‬ ‫س ً‬ ‫ت تَ ْخ ُر ُج َم َ‬ ‫اء قُد َ‬ ‫ُه َبة ا ْل َجالَء قُد َ‬ ‫ِ ‪5‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َخ ِر ْجها ِم ْن ُه‪6 .‬و ْ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّام ُع ُيوِن ِه ْم‪ِ .‬في‬ ‫َّام ُع ُيوِن ِه ْم َوأ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫احم ْل َعلَى َكتف َك قُد َ‬ ‫إلَى ا ْل َجالَء‪َ .‬وا ْنقُ ْب ل َن ْفس َك في ا ْل َحائط قُد َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ت ه َك َذا َكما أ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت‪،‬‬ ‫ُم ْر ُ‬ ‫س َرِائي َل»‪ .‬فَفَ َع ْل ُ‬ ‫ا ْل َعتَ َم ِة تُ ْخ ِر ُج َها‪ .‬تُ َغطِّي َو ْج َه َك فَالَ تَ​َرى األ َْر َ‬ ‫ض‪ .‬أل َِّني َج َع ْلتُ َك َ‬ ‫آي ًة ل َب ْيت إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُهب ِة ا ْلجالَ ِء َنهارا‪ ،‬وِفي ا ْلمس ِ‬ ‫ت أْ ِ‬ ‫ت‬ ‫ت لِ َن ْف ِسي ِفي ا ْل َح ِائ ِط ِب َي ِدي‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫فَأ ْ‬ ‫ت ِفي ا ْل َعتَ َم ِة‪َ ،‬و َح َم ْل ُ‬ ‫َخ َر ْج ُ‬ ‫اء َنقَ ْب ُ‬ ‫َخ َر ْج ُ‬ ‫ُه َبتي َكأ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ًَ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َّام ُع ُيوِن ِه ْم‪.‬‬ ‫َعلَى َكتفي قُد َ‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ت ا ْل ُمتَ َمِّرُد‪َ :‬ما َذا‬ ‫الص َب ِ‬ ‫الر ِّ‬ ‫َوِفي َّ‬ ‫اح َكا َن ْت إِلَ َّي َكِل َم ُة َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل‪ ،‬ا ْل َب ْي ُ‬ ‫آد َم‪ ،‬أَلَ ْم َي ُق ْل لَ َك َب ْي ُ‬ ‫ب قَ ِائلَ ًة‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫الرِئيس ِفي أُور َ ِ‬ ‫ين ُه ْم ِفي‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ص َنعُ؟ قُ ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫يل َوالَِّذ َ‬ ‫يم َو ُك ِّل َب ْيت إِ ْ‬ ‫تَ ْ‬ ‫ب‪ .‬ه َذا ا ْل َو ْح ُي ُه َو َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫و ِ‬ ‫يس الَِّذي‬ ‫ص َنعُ ِب ِه ْم‪ .‬إِلَى ا ْل َجالَ ِء إِلَى َّ‬ ‫ون‪َ .‬و َّ‬ ‫الس ْب ِي َيذ َ‬ ‫ص َن ْع ُ‬ ‫ْه ُب َ‬ ‫سط ِه ْم‪ .‬قُ ْل‪ :‬أَ​َنا َ‬ ‫ت ه َك َذا ُي ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫الرِئ ُ‬ ‫آي ٌة لَ ُك ْم‪َ .‬ك َما َ‬ ‫ِفي وس ِط ِهم ي ْح ِم ُل علَى ا ْل َك ِت ِ‬ ‫ون ِفي ا ْل َح ِائ ِط لِ ُي ْخ ِر ُجوا ِم ْن ُه‪ُ .‬ي َغطِّي َو ْج َه ُه لِ َك ْيالَ َي ْنظُ َر‬ ‫ف ِفي ا ْل َعتَ َم ِة َوَي ْخ ُر ُج‪َ .‬ي ْنقُ​ُب َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ين‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫شرِكي‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِبع ْي َن ْي ِه‪ .‬وأ َْبسطُ َ ِ‬ ‫آتي ِب ِه إِلَى َبا ِب َل إِلَى أ َْر ِ‬ ‫اها‬ ‫لك ْن الَ َي َر َ‬ ‫ض ا ْل َك ْل َدان ِّي َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫األ َْر َ َ‬ ‫ش َب َكتي َعلَ ْيه فَ ُي ْؤ َخ ُذ في َ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت‪14 .‬وأُ َذِّري ِفي ُك ِّل ِر ٍ ِ‬ ‫ون‬ ‫َستَ ُّل َّ‬ ‫َو ُه َن َ‬ ‫الس ْي َ‬ ‫اك َي ُم ُ‬ ‫اء ُه ْم‪ .‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫يع الَِّذ َ‬ ‫يح َجم َ‬ ‫ص ِرِه‪َ ،‬و ُك َّل ُج ُيوشه‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ين َح ْولَ ُه ل َن ْ‬ ‫ف َو َر َ‬ ‫َ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ِّد ُهم ب ْي َن األُمِم وأُ َذِّري ِهم ِفي األَر ِ‬ ‫اضي‪َ 16 .‬وأ ُْب ِقي ِم ْن ُهم ِر َجاالً م ْع ُد ِ‬ ‫ف َو ِم َن‬ ‫الر ُّ‬ ‫ين ِم َن َّ‬ ‫أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ود َ‬ ‫ب ِح َ‬ ‫ين أ َُبد ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ا ْلجوِع و ِم َن ا ْلوبِإ‪ ،‬لِ َكي يح ِّدثُوا ِب ُك ِّل رج ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ون إِلَ ْي َها‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ُمِم الَِّتي َيأْتُ َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫اسات ِه ْم َب ْي َن األ َ‬

‫ساكن وسط بيت متمرد = المقصود هنا هم المسبيين‪ ،‬فهم مشابهين فى تمردهم لمن هم فى أورشليم‪ .‬واهلل جعل‬ ‫النبى آية للشعب‪ ،‬أى ما يقوم به هو نموذج لما سوف يحدث‪ .‬فاهلل طلب منه أن يحمل أمتعته الشخصية كمن‬

‫يهجر مكانه‪ ،‬ويكون ذلك نها اًر‪ ،‬رم اًز لهجرة الشعب وسبيه إلى بابل‪ .‬ثم ينقب ليالً فى الحائط ويهرب رم اًز لما‬ ‫سيفعله صدقيا ملك يهوذا الشرير إذ نقب السور ليهرب‪ ،‬ولكنه سقط فى يد اهلل‪ ،‬أو الشرك الذى أعده له اهلل‪ ،‬أى‬

‫وسيحمل لبابل‪ ،‬ولكنه لن يراها بعد أن فقأت عينيه‪ .‬واهلل يطلب من النبى أن يصنع‬ ‫فى يد ملك بابل فيفقأ عينيه ُ‬ ‫هذا ألنه يتعامل مع شعب فقد حواسه بسبب الخطية‪ ،‬فإستعان بهذه الحركات التصويرية حتى يصدقوا‪ .‬وهكذا‬ ‫فعل أغابوس مع بولس الرسول ليقنعه أنه سيتم أسره‪ .‬وقطعا ستثير تصرفات النبى الشعب فيسألونه عن معنى‬

‫ما يصنعه فيبدأ يشرح لهم‪ .‬والحظ أن اهلل يؤكد لمن فى السبى أنهم أفضل حاالً ممن فى أورشليم التى ستخرب‪،‬‬ ‫بل أن حتى الملك سيحدث له ما سيحدث‪ .‬وهذا سيقنعهم بأال يفكروا فى العودة إلى أورشليم‪ .‬وأبسط شبكتى‬

‫عليه فيؤخذ فى شركى = هذه الشبكة هم يتصورون أنها شبكة نبوخذ نصر ولكنها شبكة اهلل‪ .‬وهناك بقية ستبقى‬

‫‪58‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫من السيف وتذهب لألمم لكى يحدثوا بكل رجاساتهم = هم سيعترفون بخطاياهم وسيعرفون أن كل ما وقع عليهم‬

‫كان بعدل وتكون هذه ك ارزة = فيعلمون أنى أنا الرب‬

‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الر ِّ ِ‬ ‫آدم‪ُ ،‬ك ْل ُخ ْب َز َك ِب ْارِت َع ٍ‬ ‫اء َك‬ ‫اآليات (‪َ " -:)21-17‬و َكا َن ْت إِلَ َّي َكلِ َم ُة َّ‬ ‫اش‪َ ،‬وا ْ‬ ‫ش َر ْب َم َ‬ ‫ب قَائلَ ًة‪َ « :‬يا ْاب َن َ َ‬ ‫ِبارِتع ٍاد و َغ ٍّم‪19 .‬وُق ْل لِ‬ ‫س َّ‬ ‫شلِيم ِفي أ َْر ِ‬ ‫ش ْع ِب األ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫ُور‬ ‫أ‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫الس‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫‪:‬‬ ‫ض‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يل‪َ :‬يأْ ُكلُ َ‬ ‫َ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫اك ِن َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫يها‪َ .‬وا ْل ُم ُد ُن‬ ‫ض َها َع ْن ِم ْل ِئ َها ِم ْن ظُ ْلِم ُك ِّل َّ‬ ‫ُخ ْب َزُه ْم ِبا ْل َغ ِّم‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫ش َرُب َ‬ ‫ب أ َْر ُ‬ ‫اء ُه ْم ِب َح ْي َرٍة‪ ،‬ل َك ْي تَ ْخ َر َ‬ ‫ين ف َ‬ ‫ون َم َ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ب‪َ ،‬واأل َْر ُ‬ ‫ض تُ ْق ِف ُر‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫س ُكوَن ُة تَ ْخ َر ُ‬ ‫ا ْل َم ْ‬

‫أكل الخبز بإرتعاش وشرب الماء بإرتعاد وغم = هذا ما سيحدث لسكان أورشليم أثناء الحصار من رعب مما‬ ‫سوف يحل عليهم‪ ،‬ولكن ذلك نتيجة طبيعية لشرورهم وظلمهم‪ .‬وكان النبى يصنع هذا بشعور واقعى بعد أن‬ ‫أعطاه اهلل أن يرى ويحس بنفس األحاسيس التى سيشعر بها سكان أورشليم‪ ،‬وليس مجرد تمثيلية‪ ،‬لكن اهلل يريه‬ ‫ما سوف يحدث وهو ينفعل وينفذ بشعور حقيقى‪ .‬ولكن ما فائدة كل هذه األالم = فتعرفون أنى أنا الرب = بهذه‬

‫األالم سيتعلمون كيف يعرفون اهلل بالحقيقة‪ ،‬كم هو قدوس وعادل‪ .‬إذاً هذه األحزان هى أحزان مفرحة‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫الر ِّ ِ‬ ‫آدم‪َ ،‬ما ه َذا ا ْل َمثَ ُل الَِّذي لَ ُك ْم َعلَى أ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)28-21‬و َك َ‬ ‫ب قَائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ب‪ :‬أ َُبطِّ ُل ه َذا ا ْل َمثَ َل فَالَ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َّام َو َخ َاب ْت ُك ُّل ُر ْؤَيا‪ .‬لِذلِ َك ُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫إِ ْ‬ ‫يل‪ ،‬ا ْلقَائ ُل‪ :‬قَ ْد طَالَت األَي ُ‬ ‫‪24‬‬ ‫ون بع ُد ر ْؤيا ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يمثِّلُ َ ِ‬ ‫اطلَ ٌة َوالَ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َّام َو َكالَ ُم ُك ِّل ُر ْؤَيا‪ .‬أل ََّن ُه الَ تَ ُك ُ َ ْ ُ َ َ‬ ‫ون ِبه َب ْع ُد في إِ ْ‬ ‫َُ‬ ‫يل‪َ .‬ب ْل ُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬قَد اقْتَ​َرَبت األَي ُ‬ ‫‪25‬‬ ‫ِع ارفَ ٌة ملِقَ ٌة ِفي و ِ ِ‬ ‫ون‪ .‬الَ تَطُو ُل َب ْع ُد‪ .‬أل َِّني‬ ‫الر ُّ‬ ‫يل‪ .‬أل َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ب أَتَ َكلَّ ُم‪َ ،‬وا ْل َكلِ َم ُة الَّ ِتي أَتَ َكلَّ ُم ِب َها تَ ُك ُ‬ ‫سط َب ْيت إِ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب»‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫يها‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ُّها ا ْل َب ْي ُ‬ ‫ت ا ْل ُمتَ َمِّرُد أَقُو ُل ا ْل َكل َم َة َوأ ْ‬ ‫ُج ِر َ‬ ‫في أَيَّام ُك ْم أَي َ‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الر ْؤيا الَِّتي ُهو رِائيها ِهي إِلَى أَي ٍ‬ ‫َّام‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫آد َم‪ُ ،‬ه َوَذا َب ْي ُ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫يل قَ ِائلُ َ‬ ‫َو َك َ‬ ‫ون‪َ ُّ :‬‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫‪28‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ْي ٌء ِم ْن َكالَ ِمي‪ .‬اَْل َكِل َم ُة‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫يد ٍة‪ .‬لِذلِ َك ُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪ :‬الَ َيطُو ُل َب ْع ُد َ‬ ‫يرٍة‪َ ،‬و ُه َو ُمتَ​َن ِّبئٌ أل َْزِم َن ٍة َب ِع َ‬ ‫َكث َ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫الَِّتي تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫ت ِب َها تَ ُك ُ‬

‫هنا يقول اهلل أن هذه الضربات ستأتى سريعاً ولن تتأخر‪ .‬فهم إستغلوا طول أناة اهلل‪ ،‬وتصوروا أن الضربات لن‬ ‫تأتى وان أتت فسيحدث هذا بعد زمن بعيد‪ .‬وهكذا الشيطان يصور أوالً أن الضربات لن تأتى‪ ،‬ولكن إذا أقتنع‬

‫اإلنسان بأنها آتية‪ ،‬فتكون محاولته الثانية أن يقول‪ ..‬ولكن ليس اآلن بل ستأتى بعد أمد بعيد‪ .‬وهنا نجد أن‬

‫األنبياء الكذبة المنقادين إلبليس قد أشاعوا بعض األمثال على مستوى شعبى لتشكيك الناس فى النبوات الحقيقية‬

‫ومنها = قد طالت األيام وخابت كل رؤيا = أى أن رؤى األنبياء الحقيقيين مثل إرمياء قد خابت‪ ،‬فلقد إنقضى‬ ‫وقت طويل منذ تنبأ بخراب أورشليم ولم يحدث شئ من هذا‪ .‬وأيضاً قالوا الرؤيا التى هو رائيها هى إلى أيام‬

‫كثيرة وهو متنبئ ألزمنة بعيدة = لذلك ينبه اهلل ال يطول بعد شئ من كالمى‪ .‬ولنالحظ أن اهلل يستعمل وسائل‬ ‫متعددة حتى يوقظهم من حالة األمان الكاذب والالمباالة التى هم فيها‪ ،‬ويدفعهم لحالة التوقع بخوف من األحكام‬ ‫القادمة‪ ،‬فربما دفعهم هذا للتوبة‪ .‬بل أن األحكام القادمة التى ستطهر‪ ،‬ستمنع أيضاً األنبياء الكذبة من مزاولة‬ ‫‪59‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫كذبهم = ال تكون بعد رؤيا باطلة وال عرافة ملقة فى وسط بيت إسرائيل‪ .‬وأيضاً فإن تحققت النبوات سيكفون‬ ‫عن أمثالهم الفاسدة = أبطل هذا المثل‪ .‬ولنالحظ أن األمة حين تنحل تستخدم أمثاالً شريرة مثل هذه‪ .‬ولكن‬

‫حينما تأتى األحكام مصدقة لما قاله األنبياء الحقيقيين سيخجل الجميع‪ ،‬فيخجل األنبياء الكذبة الذين قالوا المثل‪،‬‬

‫ويخجل الشعب الذى ردد هذا المثل‪ .‬ولنالحظ‪ ،‬فإنه ليس عذ اًر مقبوالً لدى اهلل أن نردد كلمات أو نعتنق مبادئ‬ ‫فاسدة لمجرد أنها منتشرة‪ .‬وبالنسبة لنا فلنفتدى الوقت سريعاً ونقدم توبة‪ ،‬فالوقت منذ اآلن مقصر فبينما ينام‬

‫الخطاة فى أمان كاذب فإن النهاية آتية سريعاً ولعنتهم األخيرة ال تنام‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫اإلصحاح الثالث عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫بعد أن أشار فى اإلصحاح السابق لألقوال التى كان الشعب يرددها بعد أن تعلموها من األنبياء الكذبة‪ .‬خصص‬

‫هذا اإلصحاح إلدانة هؤالء األنبياء الكذبة ألنهم يتحدون اهلل ويكذبون على الشعب‪ .‬وكم عانى أرمياء النبى من‬

‫هؤالء الكذبة (إر ‪.23 – 21 ،14 – 8 : 22 + 44 – 2 : 23 + 18 – 13 : 14 + 31 ،34 : 6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ُون‪َ ،‬وُق ْل‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫ين َيتَ​َن َّبأ َ‬ ‫يل الَِّذ َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)9-1‬و َك َ‬ ‫آد َم‪ ،‬تَ​َن َّبأْ َعلَى أَ ْن ِب َياء إِ ْ‬ ‫‪3‬‬ ‫الذ ِ‬ ‫اء ا ْلحمقَى َّ‬ ‫ب‪ :‬وْي ٌل لِألَ ْن ِبي ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ين ُهم أَ ْن ِبي ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ين‬ ‫الر ِّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اس َم ُعوا َكلِ َم َة َّ‬ ‫ب‪ .‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫اه ِب َ‬ ‫َ‬ ‫اء م ْن ت ْلقَاء َذ َوات ِهم‪ْ :‬‬ ‫الر ُّ َ‬ ‫للَّذ َ ْ َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫اؤ َك يا إِ ِ‬ ‫وراء ر ِ‬ ‫ص َع ُدوا إِلَى الثُّ َغ ِر‪َ ،‬ولَ ْم تَ ْب ُنوا‬ ‫وح ِه ْم َولَ ْم َي َر ْوا َ‬ ‫ص ُاروا َكالث َعال ِب في ا ْلخ َر ِب‪ .‬لَ ْم تَ ْ‬ ‫ش ْي ًئا‪ .‬أَ ْن ِب َي ُ َ ْ‬ ‫س َرائي ُل َ‬ ‫َ​َ َ ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‪ .‬أرَوا ب ِ‬ ‫يل ِل ْلوقُ ِ‬ ‫ار لِب ْي ِت إِ ِ‬ ‫ب لَ ْم‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ب‪َ ،‬و َّ‬ ‫ون‪َ :‬و ْح ُي َّ‬ ‫وف ِفي ا ْل َح ْر ِب ِفي َي ْوِم َّ‬ ‫اطالً َو ِع َارفَ ًة َك ِاذ َب ًة‪ .‬ا ْلقَ ِائلُ َ‬ ‫الر ِّ َ ْ َ‬ ‫ِج َد ًا َ‬ ‫ْ‬ ‫س َرائ َ ُ‬ ‫ات ا ْل َكِلم ِة‪7 .‬أَلَم تَروا ر ْؤيا ب ِ‬ ‫ب‪َ ،‬وأَ​َنا لَ ْم أَتَ َكلَّ ْم؟‬ ‫الر ِّ‬ ‫ين‪َ :‬و ْح ُي َّ‬ ‫ُي ْر ِس ْل ُه ْم‪َ ،‬وا ْنتَظَُروا إِثْ َب َ‬ ‫اطلَ ًة‪َ ،‬وتَ َكلَّ ْمتُ ْم ِب ِع َارفَ ٍة َك ِاذ َب ٍة‪ ،‬قَ ِائلِ َ‬ ‫ْ َْ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ب‪ :‬أل ََّن ُكم تَ َكلَّمتُم ِبا ْلب ِ‬ ‫ون‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫اط ِل َو َأر َْيتُ ْم َك ِذ ًبا‪َ ،‬فلِذلِ َك َها أَ​َنا َعلَ ْي ُك ْم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫لِذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪َ .‬وتَ ُك ُ‬ ‫ْ ْ ْ َ‬ ‫ين يرو َن ا ْلب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‪َ ،‬وِفي ِكتَ ِ‬ ‫ون ِبا ْل َك ِذ ِب‪ِ .‬في َم ْجلِ ِ‬ ‫اب َب ْي ِت‬ ‫س َ‬ ‫ش ْع ِبي الَ َي ُكوُن َ‬ ‫ين َي ْع ِرفُ َ‬ ‫اط َل‪َ ،‬والَِّذ َ‬ ‫َ‬ ‫َيدي َعلَى األَ ْن ِب َياء الَّذ َ َ َ ْ‬ ‫ون‪َ ،‬وِالَى أ َْر ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ون‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫يل الَ َي ْد ُخلُ َ‬ ‫يل الَ ُي ْكتَُب َ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫إِ ْ‬

‫أنبياء اهلل فى كل مكان يقولون نفس الكالم الواحد ألنهم مسوقين من الروح القدس ‪2‬بط ‪ 21 : 1‬واألنبياء الكذبة‬

‫هم منقادين من الشيطان الذى هو كذاب وأبو الكذاب يو ‪ 44 : 8‬وهنا يقول عنهم أنبياء من تلقاء ذواتهم‬ ‫فالشيطان إستغل شهوا تهم الشخصية للربح القبيح والشهرة فتكلم على لسانهم‪ ،‬لذلك هم من تلقاء ذواتهم يتكلمون‪،‬‬

‫واهلل لم يرسلهم‪ .‬وأسماهم أيضاً الحمقى = فهم خدعوا أنفسهم قبل أن يخدعوا الشعب‪ .‬وهو ذاهبين وراء روحهم‬

‫= أى يتكلمون من أفكارهم واختراعاتهم الخبيثة لصالح ذواتهم أو خيالهم المريض فيعطون منفذاً لهلوساتهم =‬

‫فهم لم يروا شيئاً‪ .‬وكم من طوائف مسيحية اليوم لألسف تصنع نفس الشئ ذاهبين وراء خيالهم المريض وهذا‬

‫يعطى فرصة ألعداء المسيحية أن يهاجموا المسيح‪ .‬وهم مثل الثعالب فى الخرب = مخربون ومولعون باألذى‬ ‫فى مكر‪ ،‬فهم ماكرين فى كل شئ‪ ،‬هم حكماء ولكن حكمتهم نفسانية شيطانية‪ ،‬عالمية‪ ،‬أى بخبث هذا العالم‪،‬‬

‫لكنهم بال معرفة إختبارية روحية (قارن مع يع ‪ )14 – 16 : 3‬وحيثما تكون نبواتهم‪ ،‬فهى تسبب خراباً لمن‬ ‫يصدقها‪ .‬وهم كاألجير يهرب ويترك القطيع ولكنهم ليسوا أبداً رعاة‪ ،‬وهم ال يحاولون سد أى ثغرة‪ .‬والتصوير هنا‬ ‫أن هناك حائط أو سور يحمى شعب اهلل ولكن بسبب الخطايا فهناك ثغر فى هذا السور‪ ،‬ومنها ستأتى‬

‫الضربات‪ ،‬ولو كان هؤالء رعاة حقيقيون لحاولوا سد هذه الثغر (قارن آية ‪ 6‬مع ‪1‬صم ‪ )13 : 26‬ولكنهم لم‬ ‫يحاولوا ولم يقيموا أصالً حائطاً لحماية الشعب‪ .‬أما األنبياء الحقيقيون فهم يدعون للتوبة وهم يصلون ويتشفعون‬ ‫عن الشعب‪ ،‬ولو إستجاب الشعب وتاب لكان هناك سور وإلنسدت الثغر‪ .‬ولكن هؤالء بكالمهم الكاذب جعلوا‬

‫الشعب يتقسى قلبه‪ ،‬فهم يعدونهم بأن هناك سالم‪ ،‬وكيف يكون هناك سالم بينما الشر موجود‪ .‬لذلك يقول لهم‬ ‫‪61‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫اهلل ها أنا عليكم = فهم سيقطعون من شركة القديسين‪ .‬وحتى من صدقوهم سابقاً سيرفضونهم بل سيكونون‬ ‫مرفوضين فى األبدية وسيسمعون قول اهلل المرعب "ال أعرفكم"‪.‬‬

‫عرافة = الحصول على معرفة للمستقبل بواسطة إلقاء قرعة أو خالفه‬

‫آية ‪ -:2‬كتاب بيت إسرائيل = سجل أحصاء الشعب فى عصر البركة اآلتى بعد إنتهاء األحكام اآلتية‪،‬‬ ‫والمقصود الذين سينالون الخالص فى األبدية‬

‫‪11‬‬ ‫ين‪ :‬سالَم! ولَ ْيس سالَم‪ .‬وو ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اح ٌد ِم ْن ُه ْم َي ْب ِني َح ِائطًا َو َها‬ ‫َضلُّوا َ‬ ‫َج ِل أ ََّن ُه ْم أ َ‬ ‫اآليات (‪ِ " -:)16-11‬م ْن أ ْ‬ ‫ش ْع ِبي قَائل َ َ ٌ َ َ َ ٌ َ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ين ُيملِّطُوَن ُه ِبالطُّفَ ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ون َمطٌَر َج ِ‬ ‫ف‪َ ،‬وأَ ْنتُ َّن َيا ِح َج َارةَ ا ْل َب َرِد‬ ‫ار ٌ‬ ‫سقُطُ‪َ .‬ي ُك ُ‬ ‫ال‪ :‬إِ َّن ُه َي ْ‬ ‫ُه ْم ُي َملطُوَن ُه ِبالطفَال‪ .‬فَ ُق ْل للذ َ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫تَسقُ ْط َن‪ ،‬و ِريح ع ِ‬ ‫ط َّي ْنتُ ْم ِب ِه؟ ‪13‬لِذلِ َك‬ ‫ين الَِّذي َ‬ ‫سقَ َ‬ ‫اصفَ ٌة تُ َ‬ ‫ط ا ْل َح ِائطُ‪ ،‬أَفَالَ ُيقَا ُل لَ ُك ْم‪ :‬أ َْي َن الطِّ ُ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫ْ‬ ‫شقِّقُ ُه‪َ .‬و ُه َوَذا إِ َذا َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫طٌر َج ِ‬ ‫س َخطي‪َ ،‬وح َج َارةُ َب َرٍد في‬ ‫الر ُّ‬ ‫شقِّقُ ُه ِب ِر ٍ‬ ‫ال َّ‬ ‫ون َم َ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪ :‬إِ ِّني أُ َ‬ ‫ار ٌ‬ ‫ض ِبي‪َ ،‬وَي ُك ُ‬ ‫يح َعاصفَة في َغ َ‬ ‫ف في َ‬ ‫ال‪ ،‬وأُْل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َغ ْي ِظي ِإل ْف َن ِائ ِه‪14 .‬فَأ ْ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫صقُ ُه ِباأل َْر ِ‬ ‫سقُطُ‪َ ،‬وتَ ْف َن ْو َن‬ ‫ض‪َ ،‬وَي ْن َك ِش ُ‬ ‫اس ُه فَ َي ْ‬ ‫َس ُ‬ ‫ف أَ‬ ‫َهد ُم ا ْل َحائطَ الَّذي َملَّ ْطتُ ُموهُ ِبالطفَ ِ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫َِّ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ملَّطُوهُ ِبالطُّفَ ِ‬ ‫ال‪َ ،‬وأَقُو ُل لَ ُك ْم‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫س ِط ِه‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ب‪ .‬فَأ ُِت ُّم َغ َ‬ ‫أَ ْنتُ ْم في َو ْ‬ ‫ض ِبي َعلَى ا ْل َحائط َو َعلَى الذ َ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ُون ألُور َ ِ‬ ‫س ا ْل َح ِائطُ ِبم ْو ُج ٍ‬ ‫سالٍَم‪َ ،‬والَ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل الَِّذ َ‬ ‫ود َوالَ الَِّذ َ‬ ‫اء إِ ْ‬ ‫ين َملَّطُوهُ! أ ْ‬ ‫يم َوَي َر ْو َن لَ َها ُر َؤى َ‬ ‫َي أَ ْن ِب َي ُ‬ ‫لَ ْي َ‬ ‫ين َيتَ​َن َّبأ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫شل َ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫سالَ َم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َ‬

‫واحد يبنى حائط وهم يملطونه بالطفال = الطفال أى التبييض بالمحارة‪ .‬هؤالء غشوا الشعب قائلين سالم وليس‬

‫سالم لألشرار‪ ،‬وكذبوا قائلين أن الحرب القادمة مع بابل فيها إنتصار يعقبه سالم‪ ،‬فهم شجعوا الشعب على‬ ‫خطاياه وأبعدوه عن التوبة‪ .‬والتوبة هى الحائط القوى الحقيقى الذى يحميهم من الضربات‪ ،‬ولكن هؤالء الكذبة‪،‬‬

‫ويبدو أن أحدهم بدأ بفكرة اإلنتصار على بابل فأعجبت الناس‪ ،‬فكأنه أقام حائطاً ولكنه حائط هش‪ ،‬مقام على‬ ‫الرمال ومهدد بالسقوط‪ ،‬حائط ضعيف‪ .‬ثم جاء اآلخرون وملطوا الحائط الهش بنبواتهم الزائفة عن السالم بعد‬

‫اإلنتصار على بابل‪ ،‬هم بنبواتهم كأنهم ملطوا الحائط الهش حتى يبدو قوياً بمظهره فقط‪ ،‬أى هم ملطوه ليخفوا‬

‫عيوبه‪ .‬ولكن ضربات اهلل ستأتى كعاصفة مخيفة كالمطر الجارف وحجارة البرد‪ .‬وهذه العاصفة كان ما أثارها هو‬ ‫غضب اهلل‪ .‬وهذه العاصفة ستقلب الحائط فيقع‪ .‬ويالخجل هؤالء الكذبة حين يسألهم الشعب أين الطين الذى‬

‫طينتم به = أى أين نبواتكم بالسالم‪ .‬وسينكشف أساسه = أى أغراضهم الخاصة‪ .‬وبناة الحائط سيدفنون فى‬ ‫خرائبه‪ .‬فأعمى يقود أعمى يقع كالهما فى حفرة‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ْن ِم ْن ِت ْلقَ ِ‬ ‫ض َّد ب َن ِ‬ ‫اجع ْل و ْجه َك ِ‬ ‫اء َذ َو ِات ِه َّن‪،‬‬ ‫ات َ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ « " -:)23-17‬وأَ ْن َ‬ ‫ش ْع ِب َك اللَّ َو ِاتي َيتَ​َن َّبأ َ‬ ‫َ‬ ‫آد َم‪ ،‬فَ ْ َ َ َ‬ ‫‪18‬‬ ‫ال األ َْي ِدي‪ ،‬ويص َنع َن ِم َخد ٍ‬ ‫ب‪ :‬وْي ٌل لِلَّو ِاتي ي ُخ ْط َن و ِ ِ‬ ‫صِ‬ ‫َّات‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َوتَ​َن َّبأْ َعلَ ْي ِه َّن‪َ ،‬وُق ْل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ ْ ْ‬ ‫سائ َد ل ُك ِّل أ َْو َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫الر ُّ َ‬ ‫‪19‬‬ ‫ْس ُك ِّل قَ ٍ‬ ‫الص ِط َي ِاد ُّ‬ ‫النفُ ِ‬ ‫لِ َأر ِ‬ ‫َج ِل‬ ‫س َن ِني ِع ْن َد َ‬ ‫وس َ‬ ‫ستَ ْح ِي َ‬ ‫ش ْع ِبي أل ْ‬ ‫س ُك َّن‪َ ،‬وتَُن ِّج ْ‬ ‫ش ْع ِبي َوتَ ْ‬ ‫وس‪ .‬أَفَتَ ْ‬ ‫امة ْ‬ ‫ين أَ ْنفُ َ‬ ‫صطَ ْد َن ُنفُ َ‬ ‫َ‬ ‫وت‪ ،‬واس ِت ْحي ِ‬ ‫َج ِل فُتَ ٍ‬ ‫اء ُنفُ ٍ‬ ‫ات ِم َن ا ْل ُخ ْب ِز‪ِ ،‬إل َماتَ ِة ُنفُ ٍ‬ ‫ش ِع ٍ‬ ‫َن تَ ْح َيا‪،‬‬ ‫َح ْف َن ِة َ‬ ‫وس الَ َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫وس الَ َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫ير‪َ ،‬وأل ْ‬ ‫َن تَ ُم َ َ ْ َ‬ ‫الس ِ‬ ‫ين ِل ْل َك ِذ ِب؟‬ ‫ش ْع ِبي َّ‬ ‫ِب َك ِذ ِب ُك َّن َعلَى َ‬ ‫ام ِع َ‬

‫‪62‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث عشر)‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ُّد و ِ ِ‬ ‫ب‪َ :‬ها أَ​َنا ِ‬ ‫صطَ ْد َن ِب َها ُّ‬ ‫ُمِّزقُ َها َع ْن‬ ‫الر ُّ‬ ‫وس َكا ْل ِف َر ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫«لِذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫سائد ُك َّن الَّتي تَ ْ‬ ‫النفُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اخ‪َ ،‬وأ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ق ِم َخد ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس‪ُّ ،‬‬ ‫ق ُّ‬ ‫صطَ ْد َن َها َكا ْل ِف َر ِ‬ ‫ش ْع ِبي ِم ْن أ َْي ِدي ُك َّن‪ ،‬فَالَ‬ ‫َّات ُك َّن َوأُْن ِق ُذ َ‬ ‫ُم ِّز ُ‬ ‫أَذ ُْرِع ُك َّن‪َ ،‬وأُ ْطلِ ُ‬ ‫وس الَّتي تَ ْ‬ ‫النفُ َ‬ ‫النفُ َ‬ ‫اخ‪َ .‬وأ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫الصدِّي ِ‬ ‫ُح ِزْن ُه‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون َب ْع ُد ِفي أ َْي ِدي ُك َّن لِ َّ‬ ‫ب ِّ‬ ‫لص ْي ِد‪ ،‬فَتَ ْعلَ ْم َن أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫َي ُكونُ َ‬ ‫ق َك ِذ ًبا َوأَ​َنا لَ ْم أ ْ‬ ‫ب‪ .‬أل ََّن ُك َّن أ ْ‬ ‫َح َزْنتُ َّن َق ْل َ‬ ‫يئ ِة فَي ْحيا‪َ 23 ،‬فلِذلِ َك لَ ْن تَع ْد َن تَرْي َن ا ْلب ِ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫الش ِّر ِ‬ ‫َّدتُ َّن أ َْي ِدي ِّ‬ ‫ْن ِع َارفَ ًة‬ ‫جع َع ْن َ‬ ‫يق ِه َّ‬ ‫َو َ‬ ‫شد ْ‬ ‫اط َل َوالَ تَ ْع ِرف َ‬ ‫َ‬ ‫الرِد َ َ َ‬ ‫ير َحتَّى الَ َي ْر َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ب»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ش ْع ِبي ِم ْن أ َْي ِدي ُك َّن‪ ،‬فَتَ ْعلَ ْم َن أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫َب ْع ُد‪َ ،‬وأُْن ِق ُذ َ‬

‫بنات شعبك = حين يغضب اهلل ال يقول عن الشعب شعبى بل يقول للنبى عن الشعب شعبك (خر ‪.)4 : 32‬‬

‫وهنا يدور الكالم عن النبيات الكاذبات‪ .‬والنساء لهن وسائل مختلفة عن الرجال‪ .‬فهؤالء كن يخطن وسائد =‬

‫وهى أحجبة يصنعنها ليربطها الناس حول أذرعهم لتحميهم من أى أخطار آتية‪ .‬ويصنعن مخدات لرأس كل قامة‬ ‫= وهذه عصائب يربطها الناس على رؤوسهم‪ .‬وهذه أعمال سحرية يوهمن بها الناس بالحماية وحل أعمال‬ ‫الشياطين كالسحر‪ .‬ومازال هناك من يخدع الناس ويوهمهم فى أالمهم بأنه سيحل لهم أعمال الشياطين لتذهب‬

‫عنهم أالمهم‪ ،‬أما رجال اهلل فال يعرفون سوى طريقة واحدة لنزع األالم وهى التوبة الحقيقية فيرضى اهلل على‬ ‫التائب ويمأله سالماً‪ .‬ولقد فهم البعض أن النبيات الكاذبات كن يصنعن وسائد ومخدات يضعنها على أذرعهن‪،‬‬ ‫ويضع الناس رؤوسهم عليها‪ ،‬ويبدأ النبيات الكاذبات فى إعطائهن وعودهن الكاذبة وهؤالء كن يكذبن على الناس‬

‫بخياالتهن ومقابل شئ تافه حفنة شعير أو فتات خبز فكن يصطدن النفوس كالفراخ لذبحها = بأن شددتن أيدى‬

‫الشرير بوعودكن الكاذبة‪ .‬وذلك لتستحيين أنفسكن = إى أتخذتن هذه مهنة تتعيشون منها‪ .‬وكم كان هذا مصدر‬

‫حزن للصديق = الذى يرفض طريقهن فيهددونه بالكذب‪ .‬وهكذا بكذبهن عملوا على إماتة نفوس الصديق وهذا‬ ‫ما كان ينبغى أن يموت و إستحيين نفوس ال ينبغى أن تحيا = أى حكموا على الصديقين بأنهم سيهلكوا‪،‬‬ ‫وأعطوا وعوداً كاذبة لألشرار بأنهم سيحيوا‪ .‬وكان حكم اهلل عليهن بسبب أعمالهن الشريرة‪ ،‬بأنهن يمتن فى خالل‬

‫الضربات اآلتية = فال تعدن ترين الباطل أو عرافة‪.‬‬

‫تنجسننى عند شعبى = هن كن يستخدمن إسم يهوه فى ممارساتهن هذه‪ .‬كمن يستخدم المزامير اآلن بطريقة‬ ‫غير الئقة فى أعمال ال ترضى اهلل‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫اإلصحاح الرابع عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ب قَ ِائلَ ًة‪َ «3 :‬يا‬ ‫ش ُي ِ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ص َار ْت إِلَ َّي َكلِ َم ُة َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اء إِلَ َّي ِر َجا ٌل ِم ْن ُ‬ ‫وخ إِ ْ‬ ‫سوا أَ َمامي‪ .‬فَ َ‬ ‫يل َو َجلَ ُ‬ ‫اآليات (‪ " -:)8-1‬فَ َج َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُسأَ ُل ِم ْن ُه ْم‬ ‫هؤالَ ِء ِّ‬ ‫آد َم‪ُ ،‬‬ ‫ْاب َن َ‬ ‫ام ُه ْم إِلَى ُقلُوِب ِه ْم‪َ ،‬و َو َ‬ ‫اء أ َْو ُج ِه ِه ْم‪ .‬فَ َه ْل أ ْ‬ ‫َص َع ُدوا أ ْ‬ ‫الر َجا ُل قَ ْد أ ْ‬ ‫ض ُعوا َم ْعثَ​َرةَ إِثْم ِه ْم ت ْلقَ َ‬ ‫َص َن َ‬ ‫‪4‬‬ ‫يل الَِّذي ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ُ :‬ك ُّل إِ ْنس ٍ ِ‬ ‫ام ُه إِلَى‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َج ِل ذلِ َك َكلِّ ْم ُه ْم َوُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫س َؤاالً؟ أل ْ‬ ‫صع ُد أ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ان م ْن َب ْيت إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َص َن َ‬ ‫‪5‬‬ ‫ُجيب ُه حسب َكثْرِة أَص َن ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫اء َو ْج ِه ِه‪ ،‬ثُ َّم َيأ ِْتي إِلَى َّ‬ ‫ام ِه‪ ،‬لِ َك ْي آ ُخ َذ‬ ‫الر ُّ‬ ‫الن ِب ِّي‪ ،‬فَِإ ِّني أَ​َنا َّ‬ ‫َق ْل ِب ِه‪َ ،‬وَي َ‬ ‫ب أِ ُ َ َ َ َ ْ‬ ‫ضعُ َم ْعثَ​َرةَ إِثْمه ت ْلقَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِ ِ6‬‬ ‫يل ِب ُقلُوِب ِهم‪ ،‬أل ََّنهم ُكلَّهم قَِد ارتَ ُّدوا ع ِّني ِبأ ِ‬ ‫ب‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫يل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫س َر ِائ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َب ْي َ‬ ‫َ‬ ‫َص َنام ِه ْم‪ .‬لذل َك ُق ْل ل َب ْيت إِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َن ُك َّل إِ ْنس ٍ ِ‬ ‫ام ُكم‪ ،‬وع ْن ُك ِّل رج ِ‬ ‫تُوبوا وار ِجعوا ع ْن أ ِ‬ ‫يل أ َْو ِم َن‬ ‫وه ُك ْم‪7 .‬أل َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اص ِرفُوا ُو ُج َ‬ ‫َص َن ْ َ َ‬ ‫ُ َْ ُ َ‬ ‫ان م ْن َب ْيت إِ ْ‬ ‫اسات ُك ُم ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫اء ا ْلمتَ َغِّرِب َ ِ‬ ‫ا ْل ُغرب ِ‬ ‫اء‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ام ُه إِلَى َق ْل ِب ِه‪َ ،‬و َو َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َص َع َد أ ْ‬ ‫يل‪ ،‬إِ َذا ْارتَ َّد َع ِّني َوأ ْ‬ ‫ين في إِ ْ‬ ‫اء َو ْج ِهه‪ ،‬ثُ َّم َج َ‬ ‫ض َع َم ْعثَ​َرةَ إِثْمه ت ْلقَ َ‬ ‫َص َن َ‬ ‫ُ‬ ‫‪8‬‬ ‫َجع ُل و ْج ِهي ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِلَى َّ ِ‬ ‫ب أِ‬ ‫ض َّد ذلِ َك ِ‬ ‫سِ‬ ‫آي ًة َو َمثَالً‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫سأَلَ ُه َع ِّني‪ ،‬فَِإ ِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ان َوأ ْ‬ ‫َج َعلُ ُه َ‬ ‫ُج ُ‬ ‫الن ِب ِّي ل َي ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫يب ُه ِب َن ْفسي‪َ .‬وأ ْ َ َ‬ ‫وأ ِ ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫س ِط َ‬ ‫ش ْع ِبي‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫َستَأْصلُ ُه م ْن َو ْ‬ ‫َ ْ‬

‫جاء للنبى بعض الشيوخ‪ ،‬وغالباً هؤالء كانوا من أورشليم‪ ،‬وقد جاءوا يسألون مشورة من النبى‪ ،‬ففرح بهم النبى‬ ‫ولكن اهلل كشف له حقيقتهم وأنهم عابدى أوثان‪ ،‬وهم جاءوا يسألون الرب كما يسألون األوثان‪ .‬هم تعاملوا مع اهلل‬

‫كأنه إله من ضمن اآللهة الوثنية التى يعبدونها‪ ،‬وهذا مبدأ وثنى أى قبول تعدد اآللهة‪ .‬أو هم فى فضولهم أتوا‬ ‫ليشاهدوا النبى الذى طالما سمعوا عنه‪ .‬واهلل يقول عن هؤالء الذين إمتأل قلبهم من محبة أصنامهم وهم أعطوها‬

‫جانباً كبي اًر ً​ً من مشاعرهم وارتبطوا بها‪ ،‬وهى على عروش قلوبهم تسيطر = ألنهم أصعدوا أصنامهم إلى‬ ‫قلوبهم‪ .‬هؤالء يقول عنهم اهلل = فهل أسأل منهم سؤاالً = أى هم ال يستحقون أن يسمعوا منى كلمة‪ ...‬هل‬ ‫عرفنا اآل ن لماذا ال يجيب اهلل حين نسأله ؟ هذا ألن القلب تسيطر عليه محبة العالم وشهواته ولذات الجسد‬ ‫الحسية‪ .‬فاهلل يطلب القلب "يا إبنى أعطنى قلبك أم ‪ "23 : 23‬واهلل يجيب من يجلس اهلل على عرش قلبه‪ ،‬وليس‬

‫أى نوع آخر من األصنام الروحية‪ .‬فاهلل لن يجيب من أصعد أصنامه لقلبه‪ ،‬أو وضع معثرة إثمه أمام وجهه =‬

‫هؤالء لم يطرحوا ما يعثرهم من أمامهم ورفضوه لكنهم كانوا كمن وضع حج اًر أمام منزله ويتعثر فيه كل يوم‪.‬‬ ‫وهؤالء وضعوا ذهبهم وفضتهم فى أوثانهم وعبدوها لجمالها‪ ،‬فهم إذاً يتعثرون برغبتهم‪ .‬وكل إنسان يجرب إذا‬

‫إنجذب من شهوته يع ‪ 14 : 1‬فكانوا هم مخربين أنفسهم‪ .‬واهلل لن يجيب أمثال هؤالء‪ ،‬وان أجاب يجيبهم حسب‬

‫كثرة أصنامهم = أى لن يجيبهم بأقوال بل بعقوبات‪ ،‬وسيسلمهم لشهوات قلوبهم‪ ،‬وسيتركهم ألنفسهم ليصبحوا‬ ‫بالسوء الذى فى ذهنهم‪ .‬ولنالحظ أن من يقع فى يد الشيطان (حين يقبل الخطية التى يعرضها عليه) يذله‬

‫الشيطان‪ ،‬ولكن هم الذين إختاروا ذلك‪ .‬وسيعاقبهم اهلل ويسلمهم للضيق‪ ،‬ولن يجيبهم إذا سألوا‪ ،‬فيسألوا أصنامهم‬

‫فتزداد حيرتهم وضياعهم‪ .‬حقاً اهلل فى عدله سيأخذ بيت إسرائيل بقلوبهم = سيتركهم اهلل للعالم الذى إختاروه‬

‫دون أن يحميهم فيذهبوا للخراب‪ .‬وما الحل‪ ..‬هل ترفضنا يارب لألبد ؟ ال بل هناك رجاء توبوا وارجعوا عن‬

‫أصنامكم وعن كل رجاساتكم إصرفوا وجوهكم = وهذا حتى يملك الرب ثانية على القلب‪ .‬وهذا الكالم منطبق‬

‫‪64‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫حتى على الغرباء غير اليهود‪ .‬فأى إنسان أتى ليسأل الرب وأصنامه فى قلبه يجيبه الرب بالحيرة وسيندمون على‬

‫ذلك‪ ،‬فالمرائى يظن أنه قادر أن يدخل وسط أوالد اهلل ولكن اهلل يعلن هنا أنه سيقطعه ويكشفه فتعلمون أنى أنا‬

‫الرب = الذى أعرف كل شئ‪.‬‬

‫الن ِب ُّي َوتَ َكلَّ‬ ‫ت ذلِ َك َّ‬ ‫ض َّل َّ‬ ‫اآليات (‪9 " -:)11-9‬فَِ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫الن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫َض‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ا‪،‬‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َم ُّد َي ِدي َعلَ ْي ِه َوأُِب ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يدهُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ً‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون إِثْم َّ‬ ‫ت‬ ‫ون إِثْ َم ُه ْم‪َ .‬كِإثْم َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س ِط َ‬ ‫ود َيض ُّل َع ِّني َب ْي ُ‬ ‫الن ِب ِّي‪ .‬ل َك ْي الَ َي ُع َ‬ ‫يل‪َ .‬وَي ْح ِملُ َ‬ ‫ش ْع ِبي إِ ْ‬ ‫م ْن َو ْ‬ ‫السائل َي ُك ُ ُ‬ ‫ون ِب ُك ِّل مع ِ‬ ‫الس ِّي ُد‬ ‫لها‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اصي ِه ْم‪َ ،‬ب ْل لِ َي ُكونُوا لِي َ‬ ‫يل‪َ ،‬ولِ َك ْي الَ َي ُع ُ‬ ‫ش ْع ًبا َوأَ​َنا أَ ُك ُ‬ ‫َّس َ‬ ‫إِ ْ‬ ‫ون لَ ُه ْم إِ ً‬ ‫َ​َ‬ ‫ودوا َيتَ​َنج ُ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫هنا يتكلم اهلل عن ماذا سوف يحدث لو ذهب إنسان مرائى يسأل نبى كذاب‪ ،‬ألن النبى الحقيقى رفض أن يجيبه‬ ‫لعدم إستحقاقه‪ .‬فهذا المرائى كان يجب أن يقدم توبة‪ ،‬ولكنه وجد أن األسهل أن يذهب ألحد األنبياء الكذبة‪ .‬هنا‬

‫يقول الرب أنه يضل هذا النبى الكذاب = أى أن اهلل سمح لهؤالء األنبياء الكذبة أن يفعلوا ذلك ويقسوا األشرار‬ ‫فى طريقهم التى قرروها‪ .‬واهلل طبعاً ليس مصد اًر للشر‪ ،‬ولكنه يستخدم شري اًر ليعاقب أو يدمر شرير آخر‪،‬‬ ‫ويستخدم شري اًر ليخدع شرير آخر‪ ،‬فكالهما خاطئ وكالهما سيعاقب = ويحملون إثمهم‪ .‬إن حالة الضالل التى‬ ‫عليها هذا النبى الكاذب سببها حقيقة إنحراف قلبه‪ ،‬ولكن ألن عواقب الخطية هى من ترتيب اهلل لذلك يقال أن‬

‫اهلل أضل هذا النبى‪ ،‬أى سمح اهلل بهذا لينال عقابه‪ .‬بل أن اهلل سيبيد هذا النبى الكذاب = وأبيده من وسط‬

‫شعبى‪ .‬فاهلل يترك اإلنسان بسبب خطيته لشهوات قلبه‪ .‬وقد يكون هذا هو السبب فى مجئ ضد المسيح فى‬ ‫األيام األخيرة حيث يزداد الشر جداً‪ ،‬وال يعود الناس يطلبون اهلل‪ ،‬بل ال يطلبون سوى العالم وشهواته ولنسمع قول‬ ‫المزمور "الرب يعطك حسب قلبك مز ‪ "4 : 24‬والعقوبات للبعض هى اإلبادة والقطع = وأبيده من وسط‬

‫شعبى‪ .‬أما للبعض اآلخر فهى تأديب لمنع الخطية = ليكونوا لى شعباً وأكون لهم إلهاً = وطبيعى فهذا لن‬ ‫يحدث إال لو تابوا‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ض َو َخا َن ْت ِخ َيا َن ًة‪،‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫َخ َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)23-12‬و َكا َن ْت إِلَ َّي َكلِ َم ُة َّ‬ ‫آد َم‪ ،‬إِ ْن أ ْ‬ ‫طأ ْ‬ ‫َت إِلَ َّي أ َْر ٌ‬ ‫ب قَ ِائلَ ًة‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫فَم َد ْد ُ ِ‬ ‫ت ِم ْن َها ِ‬ ‫ان‬ ‫ع‪َ ،‬وقَطَ ْع ُ‬ ‫ت َعلَ ْي َها ا ْل ُجو َ‬ ‫س ْل ُ‬ ‫س ْر ُ‬ ‫ان‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ان َوا ْل َح َي َو َ‬ ‫س َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ام ا ْل ُخ ْب ِز‪َ ،‬وأ َْر َ‬ ‫ت َيدي َعلَ ْي َها َو َك َ‬ ‫َ‬ ‫ت لَ َها ق َو َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ .‬إِ ْن‬ ‫الر ُّ‬ ‫س ُه ْم ِب ِبِّرِه ْم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫هؤالَ ِء ِّ‬ ‫يها ُ‬ ‫ص َ‬ ‫وح َوَدانيآ ُل َوأَي ُ‬ ‫الر َجا ُل الثَّالَ ثَ ُة‪ُ :‬ن ٌ‬ ‫ف َ‬ ‫ون أَ ْنفُ َ‬ ‫ُّوب‪ ،‬فَِإ َّن ُه ْم إِ َّن َما ُي َخلِّ ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫س َب ِب ا ْل ُو ُح ِ‬ ‫ت ِفي األ َْر ِ‬ ‫الر َجا ُل‬ ‫هؤالَ ِء ِّ‬ ‫ض ُو ُحو ً‬ ‫س ِط َها ُ‬ ‫شا َرِد َ‬ ‫َعب َّْر ُ‬ ‫وش‪َ ،‬وِفي َو ْ‬ ‫ص َار ْت َخ َر ًابا ِبالَ َعا ِب ٍر ِب َ‬ ‫يئ ًة فَأَثْ َكلُو َها َو َ‬ ‫ون واألَر ُ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ير‬ ‫الر ُّ‬ ‫الثَّالَ ثَ ُة‪ ،‬فَ َح ٌّي أَ​َنا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ون َب ِن َ‬ ‫ص َ‬ ‫ين َوالَ َب َنات‪ُ .‬ه ْم َو ْح َد ُه ْم َي ْخلُ ُ‬ ‫ب‪ ،‬إِ َّن ُه ْم الَ ُي َخلِّ ُ‬ ‫ص َ َ ْ‬ ‫ض تَص ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫ت ِم ْن َها ِ‬ ‫اع ُب ْر ِفي األ َْر ِ‬ ‫س ْيفًا َعلَى ِت ْل َك األ َْر ِ‬ ‫ان‬ ‫س ْي ُ‬ ‫ض‪َ ،‬وقَطَ ْع ُ‬ ‫ض َوُق ْل ُ‬ ‫َخ ِرَب ًة‪ .‬أ َْو إِ ْن َجلَ ْب ُ‬ ‫س َ‬ ‫ف ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ت‪َ :‬يا َ‬ ‫ت َ‬ ‫‪18‬‬ ‫ين والَ ب َن ٍ‬ ‫ب‪ ،‬إِنَّهم الَ ي َخلِّص َ ِ‬ ‫ات‪،‬‬ ‫الر َجا ُل الثَّالَ ثَ ُة‪ ،‬فَ َح ٌّي أَ​َنا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫هؤالَ ِء ِّ‬ ‫س ِط َها ُ‬ ‫َوا ْل َح َي َو َ‬ ‫ون َبن َ َ َ‬ ‫ان‪َ ،‬وِفي َو ْ‬ ‫الر ُّ ُ ْ ُ ُ‬ ‫‪19‬‬ ‫ت َوَبأً َعلَى ِت ْل َك األ َْر ِ‬ ‫ض ِبي َعلَ ْي َها ِبالدَِّم ألَ ْقطَ َع ِم ْن َها‬ ‫س َك ْب ُ‬ ‫س ْل ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ت َغ َ‬ ‫ض‪َ ،‬و َ‬ ‫ون‪ .‬أ َْو إِ ْن أ َْر َ‬ ‫َب ْل ُه ْم َو ْح َد ُه ْم َي ْخلُ ُ‬

‫‪65‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫ِ‬ ‫ان‪21 ،‬وِفي و ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ُّوب‪ ،‬فَ َح ٌّي أَ​َنا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ون ْاب ًنا َوالَ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ص َ‬ ‫ان َوا ْل َح َي َو َ‬ ‫س َ‬ ‫وح َوَدانيآ ُل َوأَي ُ‬ ‫سط َها نُ ٌ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ب‪ ،‬إِ َّن ُه ْم الَ ُي َخلِّ ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫س ُه ْم ِب ِبِّرِه ْم‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫ون أَ ْنفُ َ‬ ‫ْاب َن ًة‪ .‬إِ َّن َما ُي َخلِّ ُ‬

‫‪21‬‬ ‫يئ َة علَى أُور َ ِ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫شا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ب‪َ :‬ك ْم ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫امي َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫« أل ََّن ُه ه َك َذا قَ َ‬ ‫وعا َو َو ْح ً‬ ‫س ْل ُ‬ ‫ت أْ‬ ‫س ْيفًا َو ُج ً‬ ‫الرِد َ َ‬ ‫يم‪َ :‬‬ ‫ي إِ ْن أ َْر َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يها َن ِ‬ ‫يئا َو َوَبأً‪ ،‬ألَ ْقطَعَ ِم ْن َها ِ‬ ‫ون إِلَ ْي ُك ْم‬ ‫َرِد ً‬ ‫ون َوَب َن ٌ‬ ‫ات‪ُ .‬ه َوَذا َي ْخ ُر ُج َ‬ ‫اج َي ٌة تُ ْخ َر ُج َب ُن َ‬ ‫ان َوا ْل َح َي َو َ‬ ‫س َ‬ ‫ان! فَ ُه َوَذا َبقيَّ ٌة ف َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫الشِّر الَِّذي جلَ ْبتُ ُه علَى أُور َ ِ‬ ‫َع َمالَ ُه ْم‪َ ،‬وتَتَ َع َّز ْو َن َع ِن َّ‬ ‫يم َع ْن ُك ِّل َما َجلَ ْبتُ ُه َعلَ ْي َها‪.‬‬ ‫فَتَ ْنظُ​ُر َ‬ ‫ون طَ ِريقَ ُه ْم َوأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫الس ِّي ُد‬ ‫يها‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫َع َمالَ ُه ْم‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫َوُي َع ُّزوَن ُك ْم إِ ْذ تَ​َر ْو َن طَ ِريقَ ُه ْم َوأ ْ‬ ‫ون أ َِّني لَ ْم أ ْ‬ ‫ص َن ْعتُ ُه ف َ‬ ‫س َب ٍب ُك َّل َما َ‬ ‫َص َن ْع ِبالَ َ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬

‫القديسين يصلون عنا دائماً‪ .‬ولقد قال صموئيل النبى "كيف أخطئ إلى اهلل وأكف عن الصالة ألجلكم ‪1‬صم ‪12‬‬

‫‪ .23 :‬وقطعاً ال شئ يمنعه أن يصلى عنا اآلن فى السماء‪ .‬ولكن صلوات القديسين تسند النفس المجاهدة‬

‫الراغبة فى التوبة وليس النفس المسترخية‪ .‬وهؤالء األبرار نوح وأيوب ودانيال قطعاً يصلون عن الشعب‪ ،‬ولكن‬

‫غضب اهلل على هذا الشعب يجعله ال يقبل شفاعتهم‪ ،‬وهذا حدث مع صموئيل النبى ‪1‬صم ‪ 1 : 13‬إذ قد رفض‬ ‫الرب شاول الملك فطلب الرب منه أن يكف عن الصالة ألجله‪ .‬وهذا بنفس المعنى نجده فى األيام األخيرة رؤ‬

‫‪ 8 : 16‬حين يسكب اهلل جامات غضبه وال ينفع فى هذا شفاعة‪ .‬وبنفس المفهوم نسمع "أعطيتها زماناً لكى‬ ‫تتوب رؤ ‪ " 21 : 2‬وبعد إنتهاء هذا الزمان‪ ،‬تنتهى فرصة هذا اإلنسان وتبدأ الضربات‪ .‬فشفاعة القديسين تساندنا‬ ‫ولكن العقوبات هى مسئولية شخصية لكل منا إن رفضنا التوبة‪.‬‬

‫ولماذا هؤالء الثالثة نوح وأيوب ودانيال ؟ ألنهم ثالثة أبرار عاشوا فى جو شرير وثنى خاطئ‪ ،‬ولكنهم إحتفظوا‬ ‫ببرهم‪ ،‬وهذا فيه توبيخ لليهود فهم عندهم الناموس واألنبياء والهيكل‪ ،‬ولكنهم تركوا كل ذلك وعبدوا األصنام‪ .‬أما‬

‫األدوات التى يستخدمها اهلل فى ضرباته فهى المجاعات واألوبئة والوحوش والحروب‪ ...‬وان هرب اإلنسان من‬ ‫واحد وقع فى اآلخر‪ .‬كم هى بشعة نتائج الخطية‪ .‬وهنا نرى اهلل يرسل على أورشليم كل هذه الضربات مجتمعة‪.‬‬

‫والحظ أن الذين يقطعون هم اإلنسان والحيوان‪ ،‬فبسبب الخطية التى سقط فيها اإلنسان لعنت األرض قديماً‪ ،‬وما‬

‫زال الحيوان يتحمل نتائج الخطية منذ أسلمت الخليقة للباطل رو ‪.24 : 8‬‬

‫أما البقية التى ستنجو من الضربات سيأتون إليهم فى السبى وسيرى هؤالء المسبيين أعمالهم الشريرة =‬

‫فتعلمون أنى لم أصنع بال سبب = أى سيعرفون لماذا ضرب اهلل أورشليم‪ .‬فهذه البقية هى أحسن من كانوا‬ ‫موجودين فى أورشليم‪ .‬واذا كان أفضل ما بأورشليم بهذا السوء فكم وكم حال الباقى فحين يرونهم سيبررون اهلل‬ ‫فيما عمله بأورشليم‪ .‬تتعزون عن الشر = سترون أن المصائب التى حلت بأورشليم‪ ،‬هى كانت مستحقة لها‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫اإلصحاح الخامس عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ق‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ق ُك ِّل ُعوٍد أ َْو فَ ْو َ‬ ‫ود ا ْل َك ْرِم فَ ْو َ‬ ‫ون ُع ُ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫آد َم‪َ ،‬ما َذا َي ُك ُ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)8-1‬و َك َ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِ ِ ِ‬ ‫ا ْلقَ ِ‬ ‫شج ِر ا ْلو ْع ِر؟ ‪َ 3‬ه ْل ي ْؤ َخ ُذ ِم ْن ُه ع ٌ ِ‬ ‫اء‬ ‫ص ِط َن ِ‬ ‫ون ِم ْن ُه َوتَ ًدا لِ ُي َعلَّ َ‬ ‫اع َع َمل َّما‪ ،‬أ َْو َيأْ ُخ ُذ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ود ال ْ‬ ‫ق َعلَ ْيه إِ َن ٌ‬ ‫يب الَّذي م ْن َ َ َ‬ ‫‪5‬‬ ‫ان ِ‬ ‫ار‪ .‬تَأْ ُك ُل َّ‬ ‫َّما؟ ‪ُ 4‬ه َوَذا ُي ْط َر ُح أَ ْكالً لِ َّلن ِ‬ ‫يحا لَ ْم‬ ‫الن ُار طَ َرفَ ْي ِه َوُي ْح َر ُ‬ ‫صلُ ُح لِ َع َمل؟ ُه َوَذا ِح َ‬ ‫صح ً‬ ‫سطُ ُه‪ .‬فَ َه ْل َي ْ‬ ‫ين َك َ َ‬ ‫ق َو َ‬ ‫صلُ ُح َب ْع ُد لِ َعمل إِ ْذ أَ َكلَتْ ُه َّ‬ ‫ق؟‬ ‫صلُ ُح لِ َع َمل َّما‪ ،‬فَ َك ْم ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫احتَ​َر َ‬ ‫الن ُار فَ ْ‬ ‫ي الَ َي ْ‬ ‫َي ُك ْن َي ْ‬ ‫َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْث َل ُع ِ‬ ‫ان ا ْل َو ْع ِر الَِّتي َب َذ ْلتُ َها أَ ْكالً لِ َّلن ِ‬ ‫يد ِ‬ ‫ان‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫« لِذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫ود ا ْل َك ْرِم َب ْي َن ِع َ‬ ‫س َّك َ‬ ‫ار‪َ ،‬كذل َك أ َْب ُذ ُل ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫َجع ُل و ْج ِهي ِ‬ ‫أُور َ ِ‬ ‫ون ِم ْن َن ٍ‬ ‫َج َع ُل َو ْج ِهي‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ضد ُ‬ ‫ب ِح َ‬ ‫ار فَتَأْ ُكلُ ُه ْم َن ٌار‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫َّه ْم‪َ .‬ي ْخ ُر ُج َ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫يم‪َ .‬وأ ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ض َخ َر ًابا أل ََّن ُه ْم َخا ُنوا ِخ َيا َن ًة‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ضد ُ‬ ‫َج َع ُل األ َْر َ‬ ‫َّه ْم‪َ .‬وأ ْ‬ ‫كثي ار شبهت األمة اليهودية بالكرم (إش ‪ .)6‬واهلل هو الذى غرسها‪ .‬وأعد كل شئ ليفرح بعصير كرمته‪ .‬فمسطار‬

‫الكرمة يفرح اهلل والناس قض ‪ .13 : 2‬فعصير الكرمة يشير للفرح‪ .‬والكرمة تختلف عن باقى شجر الوعر‪ ،‬فهى‬ ‫لها ثمار‪ ،‬أما شجر الوعر فهو بال ثمر‪ .‬ولكن هذه الكرمة التى أعدها اهلل لنفسه أصبحت شريرة وبال ثمر‪ ،‬بل‬

‫تعطى عنباً رديئاً‪ .‬وبينما أن شجر الوعر الذى بال ثمر يمكن إستخدام أخشابه فى صناعة األثاث‪ ،‬فالكرمة التى‬ ‫تعطى عنباً رديئاً تقطع وتلقى فى النار‪ ،‬ففروعها ال تصلح كخشب وال حتى يمكن تعليق شئ على فروعها‪.‬‬

‫الكرمة مشهورة بالعنب فإن لم تعطى عنباً ال يكون لها إستخدام آخر‪ .‬فبعض األمم إشتهرت بالفلسفة كاليونان‪،‬‬

‫والبعض بالتجارة كالفينيقيين‪ ،‬والبعض بفنون الحرب كالرومان‪ .‬أما شعب اهلل فلم يشتهر بشئ غير قداسته‪ ،‬وهو‬ ‫ال يصلح لشئ سوى عبادة الرب وتسبيحه‪ ،‬وان فعل يفرح الرب بكرمه‪ ،‬أما إن كان رديئاً فى هذا ‪ ،‬فهو البد‬

‫ويحرق بنار‪ .‬وهذا ما حدث إذ خان الشعب اهلل وارتدوا عنه‪ .‬ولقد بدأ الحريق فعالً والغريب أنهم لم يالحظوا =‬

‫تأكل النار طرفيه وهذا حدث فلقد أحرق األشوريون سنة ‪ 422‬ق م إسرائيل والسامرة‪ ،‬والبابليون بدأوا فى غزو‬ ‫يهوذا فكان السبى األول سنة ‪ 343‬ق م‪ .‬ثم جاء السبى الثانى والثالث‪ .‬ولم يتبقى سوى حريق أورشليم =‬

‫ويحرق وسطه‪ .‬فالطرفين اللذان إحترقا إشارة لحريق السامرة وسبى يهوذا ‪ .‬فكان عليهم أن يتوقعوا حريق وسط‬

‫الفرع أى أورشليم‪ .‬ماذا يكون عود الكرم فوق كل عود = أى ماذا يميزه سوى ثماره‪ .‬وبال ثمار فهو ال يصلح‬

‫لشئ حتى لتعليق إناء ماء لذلك يطرح أكالً للنار‪ .‬فبعد أن إحترقت نهايتى العود كان على الشعب أن يتوقع أن‬ ‫يحرق اهلل وسط العود أى أورشليم = هكذا سيبذل اهلل سكان أورشليم أكالً للنار‪ .‬وسيعرف أنى أنا الرب حين‬

‫أجعل وجهى ضدهم = فأنا قدوس ال أحتمل الخطية بل أعاقب عليها بعدل‪ .‬لماذا إذا رأينا اهلل يعاقب أحداً على‬ ‫خطاياه ال نتوقع نفس العقوبات علينا بسبب خطايانا ولماذا نتوقع أن اهلل سيقبل خطايانا وهو قدوس والهنا نار‬

‫آكلة عب ‪22 : 12‬‬

‫‪67‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫اإلصحاح السادس عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫الزال اهلل يبرر نفسه من أجل الخراب الذى سيأتى على أورشليم‪ ،‬فبعد أن شبه أورشليم بعود الكرم الذى سيحرق‪،‬‬

‫يشبهها هنا بعروس زانية خائنة ال تستحق سوى الهجر والتخلى‪ .‬وهذا اإلصحاح من المفيد أن نطبقه على‬ ‫الشعب اليهودى مرة ‪ ،‬ثم مرة ثانية على الكنيسة ككل‪ ،‬ومرة ثالثة على النفس البشرية‪ .‬هو إصحاح معاملة اهلل‬

‫معى وانتشالى من الضياع ثم خيانتى له‪ .‬هذا اإلصحاح هو أنشودة الخالص المجانى حتى نكون عروس‬ ‫مقدسة للمسيح‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم اإلصحاح إلى األقسام اآلتية ‪-:‬‬ ‫‪ )1‬اآليات ‪7 – 1‬‬

‫‪ -:‬ماذا كان حال إسرائيل أو الكنيسة قبل مراحم اهلل ‪.‬‬

‫‪ )2‬اآليات ‪ -: 14 – 8‬زمن الحب ‪ -:‬اهلل يحب البشر منذ األزل والى األبد (راجع تفسير يو‪)1 : 13‬‬ ‫فيكون زمن الحب مع ناه زمن إعالن محبة اهلل هذه التى ظهرت على الصليب ‪ ،‬أو ما أسماه بولس‬ ‫الرسول ملء الزمان ‪.‬‬

‫‪ )3‬اآليات ‪ -: 26 – 15‬الخيانة = زنيت على إسمك ‪.‬‬

‫‪ )4‬اآليات ‪ -: 43 – 27‬الحكم الذى تستحقه هذه الخائنة ‪.‬‬

‫‪ )6‬اآليات ‪ -: 51 – 44‬ليست يهوذا فقط هى الخائنة بل كل البشر يهوداً وأمم ‪ ،‬ويسمى األمم هنا‬ ‫السامرة وسدوم ‪ ،‬فبعد سبى أشور إلسرائيل المملكة الشمالية إختلط نسل األسباط العشرة باألمم الوثنية‬

‫ومارسوا عباداتهم الوثنية " الجميع زاغوا وفسدوا معا ‪ .‬ليس من يعمل صالحا ليس وال واحد " (رو‪: 3‬‬

‫‪. )12‬‬

‫‪ )3‬اآليات ‪ -: 63 – 52‬كما هى عادة األنبياء فبعد ذكر ما يستحقه البشر من عقوبات ألجل خطاياهم‬ ‫وخيانتهم هلل نجد خالص المسيح ‪ .‬وهنا نجد نبوة واضحة بصلب المسيح بالنيابة عن البشر ‪ ،‬وأن‬

‫اليهود هم من سيصلبونه ‪ .‬وبهذا يكمل إثم اليهود ‪ ،‬ولكن بالصليب يتبرر الجميع ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ف أُور َ ِ‬ ‫اس ِات َها‪َ 3 ،‬وقُ ْل‪ :‬ه َك َذا قَا َل‬ ‫الر ِّ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)7-1‬و َكا َن ْت إِلَ َّي َكلِ َم ُة َّ‬ ‫ب قَ ِائلَ ًة‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫يم ِب َر َج َ‬ ‫آد َم‪َ ،‬عِّر ْ ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫شلِيم‪َ :‬م ْخ َر ُج ِك َو َم ْولِ ُد ِك ِم ْن أ َْر ِ‬ ‫َم ِ‬ ‫َما ِميالَ ُد ِك َي ْوَم ُولِ ْد ِت َفلَ ْم‬ ‫الر ُّ‬ ‫ور ٌّ‬ ‫َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ُم ِك ِحثِّيَّ ٌة‪ .‬أ َّ‬ ‫ي َوأ ُّ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ب أل ُ‬ ‫ان‪ .‬أ َُبوك أ ُ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫تُ ْقطَع س َّرتُ ِك‪ ،‬ولَم تُ ْغ ِ‬ ‫ق َعلَ ْي ِك َع ْي ٌن‬ ‫يحا‪َ ،‬ولَ ْم تُقَ َّم ِطي تَ ْق ِميطًا‪ .‬لَ ْم تَ ْ‬ ‫شفُ ْ‬ ‫سلي ِبا ْل َماء للتََّنظُّف‪َ ،‬ولَ ْم تُ َملَّحي تَ ْمل ً‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪6‬‬ ‫اح َدةً ِم ْن ِ‬ ‫لِتَص َنع لَ ِك و ِ‬ ‫هذ ِه ِلتَ ِر َّ‬ ‫ت ِب ِك َو َأر َْيتُ ِك‬ ‫ق لَ ِك‪َ ،‬ب ْل طُ ِر ْح ِت َعلَى َو ْج ِه ا ْل َح ْق ِل ِب َك َر َ‬ ‫اه ِة َن ْف ِس ِك َي ْوَم ُولِ ْد ِت‪ .‬فَ َم َرْر ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪7‬‬ ‫يشي‪ .‬جع ْلتُ ِك رْبوةً َك َنب ِ‬ ‫ت لَ ِك‪ِ :‬ب َد ِم ِك ِع ِ‬ ‫ت لَ ِك‪ِ :‬ب َد ِم ِك ِع ِ‬ ‫ات ا ْل َح ْق ِل‪ ،‬فَ​َرَب ْو ِت َو َك ُب ْر ِت‪،‬‬ ‫يشي‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫وس ًة ِب َد ِم ِك‪ ،‬فَ ُق ْل ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َم ُد َ‬ ‫ان‪َ .‬نه َد ثَ ْدي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ْع ُرِك َوقَ ْد ُك ْن ِت ُع ْرَيا َن ًة َو َع ِ‬ ‫ارَي ًة‪" .‬‬ ‫ت َ‬ ‫اك‪َ ،‬وَن َب َ‬ ‫َوَبلَ ْغت ِزي َن َة األ َْزَي ِ َ َ‬ ‫َعِّرف أورشليم برجاساتها = بدء األنشودة هو إكتشاف خطايانا‪ .‬وهذه الرجاسات يكرهها اهلل‪ ،‬ويجب أن نكرهها‬ ‫نحن أيضاً‪ ،‬خصوصاً أننا شعبه‪ .‬ورجاسات أورشليم تفوق رجاسات العالم كله‪ ..‬لماذا ؟ ألنها ناكرة للجميل‪ .‬فبعد‬

‫‪68‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫ورء آخر‪ .‬وهنا يوضح اهلل أصلها الحقير‪ .‬مخرجك ومولدك من أرض كنعان‪ .‬أبوك‬ ‫كل ما قدمه اهلل لها تسير ا‬

‫أمورى وأمك حثية = كان اليهود يفتخرون بأنهم أوالد إبراهيم يو ‪ + 33 : 8‬مت ‪ .2 : 3‬ولكن أوالد إبراهيم‬ ‫حقيقة هم أوالده باإليمان غل ‪ .12 ،11 : 4‬أما هؤالء فأعمالهم تشبه الكنعانيين الذين لعنوا من أجل خطاياهم‬

‫لذلك صاروا أوالداً للكنعانيين‪ ،‬وهذا نسب أخالقى وليس عرقى‪ ،‬كما قيل عن كل من يفعل الخطية أنه إبن‬ ‫إلبليس ‪1‬يو ‪ + 14 : 3‬يو ‪( 44 : 8‬ونرى أن الكذاب إبن إلبليس فى هذه اآلية يو‪.)44 : 8‬‬

‫ويذكر‬ ‫أبوك أمورى وأمك حثية ‪ -:‬أبوك أمورى = كان إسم أمورى يطلق على سكان فلسطين وغرب آسيا ‪ُ ،‬‬ ‫إسمهم بديال عن الكنعانيين الذين طلب الرب من شعب إسرائيل إبادتهم بسبب نجاساتهم ‪ ،‬وسكن بنو إسرائيل‬

‫مكانهم ‪ .‬وتم هذا أوال مع سيحون ملك األموريين وشعبه وعوج ملك باشان وشعبه ‪ ،‬والكنعانيين كلهم كانوا‬

‫ملعونون بسبب خطية أبوهم كنعان مع جده نوح ‪ .‬أمك حثية = حث هو جد الحثيين واالبن الثانى لكنعان بن‬

‫نوح ومعنى اإلسم فى العبرية " مرعب " وعاش الحثيون فى كنعان أوال ‪ ،‬والى ما بعد الغزو اإلسرائيلى لكنعان ‪.‬‬ ‫ولقد إشترى إبراهيم مغارة المكفيلة منهم ‪ ،‬وفيها دفن سارة زوجته‪ .‬وتزوج عيسو من بناتهم ‪ .‬ويقال أنه كان‬

‫للحثيين ‪ 1444‬إله ‪.‬‬

‫وفى هذه اآلية نرى أن بتسميتهم أوالد كنعان وحث ‪ ،‬فقد نزع عنهم اهلل بنوتهم إلبراهيم يو‪ . 41 -32 : 8‬بل‬

‫صاروا أوالد لعنة ورعب كما تشير أسماء (أمورى وحثى) وهكذا كان حال كل البشر قبل المسيح ملك السالم‬ ‫والذى أتى بالسالم ورفع اللعنة ‪ ،‬ولهذا قيل أيضا عن األمم فى آية ‪ " 46‬أمكن حثية وأبوكن أمورى " فالجميع‬

‫زاغوا وفسدوا‪.‬‬

‫وآيات ‪ 6 ، 4‬صورة مؤلمة للجنس البشرى كله‪ ،‬إذ يولد ورجاساته تعمل فى داخله "هأنذا باإلثم صورت‬

‫وبالخطية حبلت بى أمى مز ‪ ."6 : 61‬هذا معنى لم تقطع سرتك = فعن طريق السرة يأتى الغذاء للطفل أوالً‬

‫فى بطن األم ‪ ،‬والمعنى هنا أن مصادر الخطية‪ ،‬خطية أبائك (األمورى والحثى) مازالت تغذيك = لك نفس‬

‫خطاياهم‪ ،‬فكنت فى نجاسة الخطية األصلية‪ ،‬ولم يطهرك أحد = ولم تغسلى بالماء للتنظيف‪.‬‬

‫ولم يسترك أحد فظللت عارية‪ ،‬فالخطية تساوى العرى = لم تقمطى تقميطاً = فال يوجد فى البشر من يغسل‬

‫أدناسنا أو يحمل عارنا ويسترنا بقماط‪ .‬ولم تملحى تمليحا الملح يستخدم ليمنع الطعام من الفساد (كالفسيخ‬ ‫مثالً)‪ ،‬فلم يكن هناك ثالجات أو ثلج فى ذلك الزمان‪ .‬فكان الملح عالمة عدم الفساد (‪2‬أى ‪ + 6 : 13‬مر ‪: 2‬‬

‫‪ + 64 ،42‬كو ‪ )3 : 4‬والمعنى أنه لم يكن هناك حماية لك من الفساد‪ .‬والمسيح أتى ليفتدينا ويستر علينا‬ ‫ويفيض علينا من نعمته التى تحفظنا من الفساد‪ .‬لذلك فالكنيسة فى صالة الحميم للطفل فى يوم ميالده السابع ‪،‬‬

‫تضع ملحاً فى الماء إشارة للنعمة التى سيحصل عليها الطفل فى المعمودية فتحفظه من الفساد (وتضع فى‬

‫الماء زيتاً إشارة لعمل الروح القدس وحلوله على المعمد فى سر الميرون الذى يعقب سر العماد‪ ،‬فالكنيسة فى‬ ‫صالة الحميم تعلن إهتمامها بالطفل وأنها بأسرارها فيها كل ما يحتاجه الطفل ليحيا فى عدم فساد منذ ميالده‬

‫وحتي انتقاله)‪.‬‬

‫‪69‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫ولم تشفق عليك عين = بل حين ولدت األمة اليهودية كان ذلك فى مصر فى أرض العبودية‪ ،‬وفرعون كرمز‬

‫للشيطان أذلهم واستعبدهم‪ .‬وطرحت بكراهة نفسك = فالمصريين كرهوهم بل إعتبروهم رجس‪ ،‬ولنالحظ أن من‬ ‫عروها قد كرهوها‪ ،‬والشيطان يسهل لنا طريق الخطية ليس حباً فينا بل كراهية لنا‪ ،‬وليدمرنا‪.‬‬

‫نجد هنا حص اًر لما قدمه اهلل لألمة اليهودية أو لنا‪ .‬مدوسة بدمك = نتيجة أنها ورثت خطية آدم كانت مستعبدة‬ ‫للشيطان ‪ ،‬فالكل مولود بالخطية " بالخطية ولدتنى أمى " وبدأ اهلل خطة الخالص وأتى بهم كنسل إبراهيم إلى‬ ‫مصر ليعزلهم عن نجاسات كنعان‪ .‬وحافظ عليهم وكون منهم شعبا كبي ار وسط أمة كرهتهم ‪ .‬وكانوا على حافة‬

‫الخراب والهالك فى مصر‪ ،‬مكتوب عليهم الموت فقلت لك بدمك عيشى‪ .‬قلت لك بدمك عيشى = هذه كقول‬

‫بولس الرسول "أما أنا فكنت بدون الناموس عائشاً قبالً " رو ‪ 2 : 4‬وهذه كما يقول المثل العامى عن مريض أو‬

‫فقير معدم "أهى عيشة والسالم"‪ .‬أى قرر لها اهلل الحياة‪ .‬وبالنسبة لكل البشرية فاهلل نظر إلى هذا العالم فى‬ ‫نجاسته يتمرغ فى دمه (يموت ويهلك) وهو منبوذ مطرود‪ ،‬لكن اهلل فى صالحه يريد للبشر الحياة‪ .‬فقال لهم اهلل‬

‫بدمك عيشى أى تعيش كما هى‪ ،‬مجرد حياة ألنه مازال هناك دم فى عروق البشر ُيبقى عليهم أحياء لفترة من‬ ‫الزمن ‪ ،‬ولكن الخطية كائنة فيهم تنجسهم ‪ ،‬وهم فى خطاياهم مدوسين من إبليس = مدوسة بدمك‪ ،‬ومدوسين‬ ‫من خطاياهم‪ ،‬فبقائها بدمها اشارة إلستمرارها في نجاستها بال تطهير ( ال ‪ + 12‬ال ‪ ، ) 34 – 12 : 16‬هي‬

‫تحتاج تطهير بدم ذبيحة ‪ ،‬وهي في نجاستها تعتبر ميتة وهذا يعني ان كل البشر هم فاقدين للحياة األبدية وقول‬

‫اهلل هنا بدمك عيشى = أى لتبقى حياتك البشرية لفترة‪ ،‬وعيشى بحالتك وال تموتى‪ ،‬حتى أتدخل بنعمتى‪ ،‬فتولدى‬ ‫ميالداً جديداً فى المعمودية بعد الفداء‪ ،‬وذلك فى ملء الزمان‪ ،‬أما اآلن فيكفى أنك حية وانتظرى‪ .‬وتكرار بدمك‬

‫عيشى‪ ،‬يعنى توجيه هذه الكلمة لألمم واليهود‪ .‬واهلل لم يتركها تحيا فقط بل إهتم بها ورعاها وأعطاها بركات‬ ‫زمنية = فربوت وكبرت ونما الجنس البشرى وازدهر فى كل مكان ‪ .‬ربوت = من ربوة أي مكان مرتفع‪ ،‬والكلمة‬

‫مترجمة في االنجليزية مزدهرة نامية كنبات الحقل = جعلتك ربوة‪ ،‬وبلغت زينة األزيان = جعلها اهلل جميلة‪ ،‬فكم‬

‫من مدن جميلة وحضارات عريقة وفلسفات وعلوم ظهرت فى العالم ‪ ،‬لم يبخل اهلل على العالم بشئ‪( .‬وشئ شبيه‬ ‫بذلك فلقد إستمر العالم الشيوعى يسب اهلل أكثر من سبعين سنة‪ ،‬واهلل يفيض عليهم قوة وعلم وغذاء‪ .....‬الخ)‪.‬‬

‫والحظ أنه بالرغم من إضطهاد المصريين لشعب اهلل‪ ،‬قول الكتاب عنهم "ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وامتدوا‬

‫فإختشى منهم المصريون خر‪ .12 : 1‬اهلل أعطاهم نمواً عددياً‪ .‬واهلل أعطى لبقية الشعوب نمواً ونضجاً عقلياً‬ ‫وصار للعالم جمال ونضج وفكر = نهد ثدياك ونبت شعرك = فالتشبيه بعروس‪ ،‬والعروس ال تخطب إال إذا‬ ‫نضجت وعالمة النضج للفتاة ثدياها‪ ،‬ألن تستعملهما فى إرضاع أوالدها‪ .‬والكنيسة ترضع أوالدها لينموا فى‬

‫اإليمان‪ .‬هذا القول يشير ألن المسيح أيضاً أتى فى ملء الزمان غل ‪ 4 : 4‬بعد أن صار العالم ناضجاً مستعداً‬

‫لذلك المجئ‪ .‬واليهود كان لهم ثديان يرضعان منهما أوالدهم وهم الناموس واألنبياء‪ .‬والكنيسة لها أيضاً ثديان‬ ‫هما العهد القديم والعهد الجديد‪.‬‬

‫عريانة وعارية = تكرار القول فيه إشارة ‪-:‬‬

‫‪ )1‬ألنها مولودة بالخطية فعريانة إشارة للخطية األصلية‪ ،‬وعارية إشارة لخطاياها الحالية‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫‪ )2‬عريانة إشارة للخطية‪ ،‬فآدم لم يشعر أنه عريان إال بعد أن أخطأ‪ ،‬وعارية فيه إشارة للشعور بعدم‬ ‫اإلحتياج للمسيح رؤ ‪ 14 : 3‬وبالتالى ال يلجأوا إليه‪ .‬فالمسيح وحده هو الذى يستر ‪ ،‬ورم از لهذا إستتر‬

‫آدم بذبيحة ‪.‬‬

‫‪ )3‬عريانة إشارة لليهود بسبب تعديهم على الناموس‪ ،‬وعارية إشارة لألمم لخطاياهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ .‬فَبس ْط ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪8 "-:)14-8‬فَمرر ُ ِ‬ ‫ت‬ ‫ت َع ْو َرتَ ِك‪َ ،‬و َحلَ ْف ُ‬ ‫ستَْر ُ‬ ‫ت َذ ْيلي َعلَ ْيك َو َ‬ ‫ت ِبك َو َأر َْيتُك‪َ ،‬وِا َذا َزَم ُنك َزَم ُن ا ْل ُح ِّ َ َ‬ ‫َ​َ ْ‬ ‫‪9‬‬ ‫ت ع ْن ِك ِدم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ُّ ِ ِ ِ‬ ‫س ْحتُ ِك‬ ‫ت َم َع ِك ِفي َع ْه ٍد‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫لَ ِك‪َ ،‬وَد َخ ْل ُ‬ ‫س ْل ُ َ‬ ‫اءك‪َ ،‬و َم َ‬ ‫َ َ‬ ‫ب‪ ،‬فَص ْرت لي‪ .‬فَ َح َّم ْمتُك ِبا ْل َماء‪َ ،‬و َغ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ‪11‬‬ ‫ستُ ِك ُمطَ​َّرَزةً‪َ ،‬وَن َع ْلتُ ِك ِبالتُّ َخ ِ‬ ‫ِب َّ‬ ‫س‪َ ،‬وأ ََّزْرتُ ِك ِبا ْل َكتَّ ِ‬ ‫َس ِو َرةً‬ ‫ض ْع ُ‬ ‫س ْوتُ ِك َب ًّزا‪َ ،‬و َحلَّ ْيتُ ِك ِبا ْل ُحلِ ِّي‪ ،‬فَ َو َ‬ ‫تأْ‬ ‫الزْيت‪َ ،‬وأَْل َب ْ‬ ‫ان‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ِ ِ ‪12‬‬ ‫طا ِفي أُ ُذ َن ْي ِك وتَاج جمال علَى أر ِ‬ ‫ضع ُ ِ‬ ‫ِفي ي َد ْي ِك و َ ِ‬ ‫ْس ِك‪13 .‬فَتَ َحلَّ ْي ِت‬ ‫ام ًة ِفي أَ ْن ِف ِك َوأَق َا‬ ‫ْر ً‬ ‫َ‬ ‫ط ْوقًا في ُع ُنقك‪َ .‬و َو َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ​َ َ َ‬ ‫ت خ َز َ‬ ‫ِ‬ ‫ط َّرُز‪ .‬وأَ َك ْل ِت َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫س َل َو َّ‬ ‫صلُ ْح ِت‬ ‫ان َوا ْل َب ُّز َوا ْل ُم َ‬ ‫الزْي َ‬ ‫اس ِك ا ْل َكتَّ ُ‬ ‫ت‪َ ،‬و َج ُم ْلت ِجدًّا ِج ًّدا‪ ،‬فَ َ‬ ‫السمي َذ َوا ْل َع َ‬ ‫َ‬ ‫ِبالذ َه ِب َوا ْلفضَّة‪َ ،‬ولِ َب ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫لِمملَ َك ٍة‪14 .‬و َخرج لَ ِك اسم ِفي األُمِم لِجمالِ ِك‪ ،‬أل ََّن ُه َك َ ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫جع ْلتُ ُه َعلَ ْي ِك‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ان َكامالً ِب َب َهائي الَّذي َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ٌْ‬ ‫فمررت بك واذا زمنك زمن الحب = لقد صارت العروس ناضجة اآلن‪ ،‬وعلى العريس أن يتقدم لخطبتها‪.‬‬ ‫فالشعب اليهودى فى مصر صار ناضجاً ليتحرر فأرسل اهلل لهم موسى‪ ،‬وبالنسبة للكنيسة فلقد جاء المسيح‬

‫بنفسه لها‪ .‬كان موسى ُمخلصاً للشعب فى زمن إعالن حب اهلل لهم‪ ،‬وكان المسيح فى تجسده أبلغ مثل للحب "‬ ‫ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه ألجل أحبائه " يو ‪ .13 : 16‬زمن الحب = ملء الزمان = الزمن‬ ‫الذى رآه اهلل مناسبا ليظهر حبه للبشر وليتجسد المسيح ليخلص اإلنسان‪ ،‬هو الزمن الذى ظهرت فيه محبة اهلل‬

‫األزلية ورأيناها على الصليب‪.‬‬

‫وحين مر السيد عليها كانت عريانة بفعل الخطية‪ ،‬فستر السيد عليها = وبسطت ذيلى عليك = هذا ما فعله‬

‫بوعز مع راعوث إشارة للمسيح عريس نفوسنا ( ار ‪ .)2 : 3‬فالقدوس لم يستنكف من أن يتخذنا له عروساً‪.‬‬ ‫ودخلت معك فى عهد = كان العهد األول آلدم وحواء "نسل المرأة يسحق رأس الحية" والوعد الثانى لنوح بعدم‬

‫الهالك "قوس قزح" والوعد الثالث إلبراهيم بالختان والوعد الرابع مع موسى بالذبائح وخروف الفصح‪ ،‬والوعد‬ ‫الخامس واألخير بدم المسيح‪ .‬هي كانت نجسة تعيش بدمها وال تطهير سوي بالدم (عب ‪ ) 22 : 2‬فحممتك‬

‫بالماء = لليهود بالمرور فى البحر األحمر‪ ،‬ولنا بالمعمودية (= تطهير) ( رو ‪ ) 3‬التي فيها نموت في المسيح‬

‫‪ .‬ومسحتك بالزيت = هذا رمز لعمل الروح القدس‪ ،‬فمع اليهود كان هذا لألنبياء والملوك والكهنة‪ .‬أما فى العهد‬

‫الجديد فكلنا مسحنا بالميرون وصرنا هياكل للروح القدس‪ .‬وغسلت عنك دماءك = بالمعمودية نغسل من دماء‬

‫خطايانا األصلية التى ولدنا بها ‪ ،‬أما الحالية التى نرتكبها بعد المعمودية فبالتوبة واإلعتراف‪ .‬وبعد المسح بالروح‬ ‫ِ‬ ‫فصرت لى = الحظ أن المسح بالميرون فيه تكريس للممسوح فيصير قدساً أى مخصصاً هلل‪.‬‬ ‫القدس نصير له =‬

‫وألبستك مطرزة = تلبس أفخر المالبس بعد أن كانت عارية‪ .‬وأفخر ما نرتديه هو المسيح "إلبسوا المسيح"‬ ‫فبالمعمودية تصير لنا حياة المسيح الكامل فى صفاته (رو ‪ + 14 : 13‬فى ‪ . )21 : 1‬ونعلتك بالتخس = كما‬

‫ألبس األب اإلبن الضال حذاء فى رجليه‪ ،‬وهذه حماية لنا لنسير وسط العالم وال ننحرف عن طريق اهلل‪ .‬والكتان‬

‫‪71‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫= عالمة النقاوة والطهارة‪ .‬والبز = عالمة البر‪ .‬والحلى = هى عربون الروح الذى يكسب النفس جماالً‪ .‬ووضع‬

‫اإلسورة فى يديها = هو تقديس طاقات العمل لحساب الملكوت ‪ .‬وخزامة فى أنفها وأقراطاً فى أذنيها = لتقديس‬

‫حواسها‪ .‬أما تاج جمالها = فهو السيد المسيح نفسه‪ .‬وتحليت بالذهب = الحياة السماوية‪ .‬والفضة = كلمة اهلل‬

‫مز ‪ . 3 : 12‬وأكلت السميذ = جسد المسيح غذاء للنفس‪ ،‬أما اليهود فأكلوا المن وقد يكون المعنى أيضاً لليهود‬ ‫الحلى والذهب والفضة هى ما أخذوه من المصريين‪ .‬وأكلت العسل = حين أكل حزقيال كلمة اهلل (الدرج) كان فى‬

‫فمه كالعسل‪ .‬وهكذا داود وارمياء ويوحنا (راجع تفسير إصحاح ‪ 3‬آيات ‪ .)16-1‬وخرج لك إسم فى األمم =‬

‫إسم = اإلسم يشير لسمعتها وامكانياتها وعظمتها‪.‬هكذا جاءت ملكة سبأ لسليمان لشهرته ‪ .‬والكنيسة دائماً منارة‬ ‫للعالم كله ‪.‬‬

‫واهلل عادة يحب أن يرفع من شأن أوالده الذين يحبهم إذ هو يكرم من يكرمونه (‪1‬صم‪ ، )34 : 2‬وكما إشتهرت‬

‫حكمة سليمان إشتهرت بركة إبراهيم واسحق (تك‪ )34 – 23 : 23‬وهذا ما حدث مع حزقيا الملك حين غيرت‬ ‫الشمس إتجاهها ‪ ،‬وهى من آلهة البابليين فأتى أمراء بابل ليروا من هو هذا اإلنسان الذى فعل هذا ‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ان َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب = سر جمالنا‬ ‫الس ِّي ُد ال َّر ُّ‬ ‫امالً ِب َب َه ِائي الَِّذي َج َع ْلتُ ُه َعلَ ْي ِك‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ُمِم لِ َج َمالِ ِك‪ ،‬أل ََّن ُه َك َ‬ ‫َو َخ َر َج لَك ْ‬ ‫اس ٌم في األ َ‬ ‫الحقيقى وقوتنا وبركتنا هو الثبات فى المسيح‪.‬‬ ‫اآليات (‪«15 "-:)34-15‬فَاتَّ َك ْل ِت علَى جمالِ ِك‪ ،‬و َزَن ْي ِت علَى اس ِم ِك‪ ،‬وس َك ْب ِت ِزَن ِ‬ ‫ان لَ ُه‪.‬‬ ‫اك َع َلى ُك ِّل َعا ِب ٍر فَ َك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫َخذ ِ‬ ‫اة‪ ،‬و َزَن ْي ِت علَ ْيها‪ .‬أَمر لَم يأ ِ‬ ‫ْت ِم ْن ِثيا ِب ِك وص َنع ِت لِ َن ْف ِس ِك مرتَفَعا ٍت مو َّ ٍ‬ ‫َخذ ِ‬ ‫ْت أ َْم ِت َع َة‬ ‫ْت َولَ ْم َي ُك ْن‪َ .‬وأ َ‬ ‫َوأ َ‬ ‫َ َ ٌْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ُْ َ َُ‬ ‫‪18‬‬ ‫َخذ ِ‬ ‫ِ ِ ِ​ِ‬ ‫َّتي الَِّتي أ ْ ِ‬ ‫ِزي َن ِت ِك ِم ْن َذ َه ِبي و ِم ْن ِفض ِ‬ ‫ص َو َر ُذ ُك ٍ‬ ‫ْت ِث َي َاب ِك ا ْل ُمطَ َّرَزةَ‬ ‫ور َو َزَن ْي ِت ِب َها‪َ .‬وأ َ‬ ‫ص َن ْعت ل َن ْفسك ُ‬ ‫َعطَ ْيتُك‪َ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫‪19‬‬ ‫و َغطَّ ْي ِتها ِبها‪ ،‬وو َ ِ‬ ‫الس ِمي َذ َو َّ‬ ‫ام َها َزْي ِتي َوَب ُخ ِ‬ ‫س َل الَِّذي أَ ْط َع ْمتُ ِك‪،‬‬ ‫َعطَ ْيتُ ِك‪َّ ،‬‬ ‫الزْي َ‬ ‫وري‪َ .‬و ُخ ْب ِزي الَِّذي أ ْ‬ ‫ت َوا ْل َع َ‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َم َ‬ ‫ض ْعت أ َ‬ ‫ِ‬ ‫وَ ِ‬ ‫س ُر ٍ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ان‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ور‪َ .‬وه َك َذا َك َ‬ ‫ام َها َرائ َح َة ُ‬ ‫َ‬ ‫َم َ‬ ‫ض ْعت َها أ َ‬ ‫َهو َقلِي ٌل ِم ْن ِزَن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْت ب ِن ِ‬ ‫‪«21‬أ َ ِ‬ ‫اك ‪21‬أ ََّن ِك َذ َب ْح ِت َب ِن َّي‬ ‫يك َوَب َن ِات ِك الَِّذ َ‬ ‫َخذ َ‬ ‫اما‪ .‬أ ُ َ‬ ‫ين َولَ ْدت ِه ْم لي‪َ ،‬وَذ َب ْحت ِه ْم لَ َها طَ َع ً‬ ‫صب ِ‬ ‫اك لَم تَ ْذ ُك ِري أَي ِ‬ ‫ار لَها؟ ‪22‬وِفي ُك ِّل رجاس ِات ِك و ِزَن ِ‬ ‫ون ِفي َّ‬ ‫اك‪ ،‬إِ ْذ ُك ْن ِت ُع ْرَيا َن ًة َو َع ِ‬ ‫ارَي ًة‬ ‫َو َج َع ْل ِت ِه ْم َي ُج ُ‬ ‫وز َ‬ ‫َّام َ‬ ‫الن ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ ِ ِ​ِ‬ ‫الر ُّ ‪ِ 24‬‬ ‫ِ‬ ‫ص َن ْع ِت‬ ‫شِّرِك‪َ .‬وْي ٌل‪َ ،‬وْي ٌل لَ ِك! َيقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ان َب ْع َد ُك ِّل َ‬ ‫وس ًة ِب َد ِم ِك‪َ .‬و َك َ‬ ‫ب‪ ،‬أَنَّك َب َن ْيت ل َن ْفسك قُ َّب ًة َو َ‬ ‫َو ُك ْنت َم ُد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار ٍع‪ِ 25 .‬في َأر ِ‬ ‫شِ‬ ‫َّس ِت َج َمالَ ِك‪َ ،‬وفَ​َّر ْج ِت ِر ْجلَ ْي ِك لِ ُك ِّل َعا ِب ٍر‬ ‫لِ َن ْف ِس ِك ُم ْرتَفَ َع ًة ِفي ُك ِّل َ‬ ‫ْس ُك ِّل طَ ِريق َب َن ْيت ُم ْرتَفَ َعتَك َو َرج ْ‬ ‫اك‪26 .‬و َزَن ْي ِت مع ِجيرِان ِك ب ِني ِمصر ا ْل ِغالَ ِظ اللَّ ْحِم‪ ،‬و ِزْد ِت ِفي ِزَن ِ‬ ‫وأَ ْكثَر ِت ِزَن ِ‬ ‫ظ ِتي‪.‬‬ ‫اك ِإل َغا َ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬

‫ات ا ْل ِفلِس ِط ِ‬ ‫ض ِات ِك‪ ،‬ب َن ِ‬ ‫ت ع ْن ِك فَ ِر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪«27‬فَهأَ​َن َذا قَ ْد م َد ْد ُ ِ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫ين ِّي َ‬ ‫َسلَ ْمتُ ِك لِ َم َرِام ُم ْب ِغ َ‬ ‫َ‬ ‫ت َيدي َعلَ ْيك‪َ ،‬و َم َن ْع ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫يضتَك‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪28‬‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫الرِذيلَ ِة‪َ .‬و َزَن ْي ِت َم َع َب ِني أ ُّ‬ ‫ضا‪.‬‬ ‫اللَّ َو ِاتي َي ْخ َج ْل َن ِم ْن َ‬ ‫يق ِك َّ‬ ‫ش َب ِعي فَ َزَن ْي ِت ِب ِه ْم‪َ ،‬ولَ ْم تَ ْ‬ ‫ور‪ ،‬إِ ْذ ُك ْن ِت لَ ْم تَ ْ‬ ‫ش َب ِعي أ َْي ً‬ ‫َش َ‬ ‫‪31‬‬ ‫‪29‬و َكثَّر ِت ِزَن ِ‬ ‫ان إِلَى أ َْر ِ‬ ‫اك ِفي أ َْر ِ‬ ‫الس ِّي ُد‬ ‫ض َق ْل َب ِك‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ضا لَ ْم تَ ْ‬ ‫ش َب ِعي‪َ .‬ما أ َْم َر َ‬ ‫ض ا ْل َك ْل َد ِان ِّي َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ين‪َ ،‬وِبه َذا أ َْي ً‬ ‫َ ْ‬ ‫‪31‬‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سلِيطَ ٍة‪ِ ،‬ب ِب َن ِائ ِك قُبَّتَ ِك ِفي َأر ِ‬ ‫ص ْن ِع ِك ُم ْرتَفَ َعتَ ِك ِفي ُك ِّل‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ْس ُك ِّل طَ ِريق‪َ ،‬و ُ‬ ‫ام َأرَة َزان َية َ‬ ‫ب‪ ،‬إِ ْذ فَ َع ْلت ُك َّل ه َذا ف ْع َل ْ‬

‫‪32‬‬ ‫الزوج ُة ا ْلفَ ِ‬ ‫شِ‬ ‫ان َز ْو ِج َها‪33 .‬لِ ُك ِّل‬ ‫َ‬ ‫ين َم َك َ‬ ‫َج َن ِب ِّي َ‬ ‫اسقَ ُة‪ ،‬تَأْ ُخ ُذ أ ْ‬ ‫ار ٍع‪َ .‬ولَ ْم تَ ُكوِني َك َزِان َي ٍة‪َ ،‬ب ْل ُم ْحتَقَرةً األ ْ‬ ‫ُج َرةَ‪ .‬أَيَّتُ َها َّ ْ َ‬ ‫ش ْي ِت ِهم لِيأْتُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َما أَ ْن ِت فَقَ ْد أ ْ ِ‬ ‫َّ‬ ‫وك ِم ْن ُك ِّل َج ِان ٍب لِ ِّلزَنا ِب ِك‪.‬‬ ‫ون َه ِديَّ ًة‪ ،‬أ َّ‬ ‫الزَو ِاني ُي ْعطُ َ‬ ‫َعطَ ْيت ُك َّل ُمح ِّبيك َه َد َاياك‪َ ،‬و َر َ ْ َ‬

‫‪72‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع عشر)‬ ‫‪34‬‬ ‫ُجرةَ تُعطَى لَ ِك‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ ِ‬ ‫يك ع ْكس ع َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ْر ِت‬ ‫اء ِك‪َ ،‬ب ْل أَ ْن ِت تُ ْع ِط َ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫ص َار ف َ ُ َ‬ ‫ُج َرةً َوالَ أ ْ َ ْ‬ ‫ساء في ِزَناك‪ ،‬إِ ْذ لَ ْم ُي ْز َن َو َر َ‬ ‫ادة ِّ َ‬ ‫َو َ‬ ‫ِبا ْل َع ْك ِ‬ ‫س‪".‬‬

‫نجد هنا حص اًر للشر العظيم الذى إرتكبوه فى نكران واضح لجميل اهلل‪ .‬كانت جريمتهم هى الوثنية ويسميها‬

‫الكتاب زنا روحى‪ ،‬فهى خيانة بالقلب = إذ أحب اإلنسان أحداً غير اهلل وعبده ‪ .‬وبدأت العبادة الوثنية فى أواخر‬

‫أيام سليمان واستمرت‪ .‬هنا إنحراف هذه العروس وراء آخر غير عريسها‪ .‬وفى حالتنا هو إرتباطنا باألمور‬ ‫العالمية على حساب اهلل‪ .‬وبدء السقوط هو الكبرياء = إتكلت على جمالك = فالنفس التى تثق فى جمالها وتظن‬

‫أنها بارة تقوم بدور الزانية‪ ،‬ألنه فيما تفعله حسناً ال تفعله إلعالن مجد اهلل بل هى تطلب مجدها الذاتى‪ ،‬وزنيت‬

‫على إسمك = أحسن شرح لهذه اآلية هو ما حدث من حزقيا الملك‪ ،‬فحينما أتى له أمراء بابل مبهورين من‬ ‫معجزة تغيير الشمس إلتجاهها بسببه والشمس من آلهتهم‪ ،‬وربما كان فى فكرهم إلتماس بركته أو طلب حمايته إذ‬

‫صنع له الرب إسماً عظيما‪ ،‬إذ بحزقيا يسقط ويتباهى بنفسه وكأنه يطلب عمل حلف معهم طالبا حماية البابليين‬ ‫له ‪ ،‬هذا بدال من أن يشهد هلل فيعرف البابليون اهلل ‪ .‬وكانت هذه السقطة من حزقيا الملك فى نظر اهلل زنا روحى‬ ‫‪ ،‬إذ لجأ حزقيا لغير اهلل ‪ .‬وهذه السقطة لم يسقط فيها بولس الرسول إذ حين أراد شعب لسترة أن يذبحوا له كإله‬

‫رفض بشدة وبشرهم باهلل (أع‪. )18 – 8 : 14‬‬

‫وسكبت زناك على كل عابر = أى عبدوا كل أوثان جيرانهم‪َ .‬وفَ​َّر ْج ِت ِر ْجلَ ْي ِك لِ ُك ِّل َعا ِب ٍر= وهذه العبارة جاءت فى‬ ‫الترجمة اإلنجليزية (‪ )new kjv‬هكذا " قدمت نفسك لكل عابر" وجاءت فى ال ـ (‪ )old kjv‬كما جاءت فى‬

‫الترجمة العربية ‪ .‬فنفهم أن هذا كان تعبير يهودى عن اللواتى يحترفن الزنى ويعرضن أنفسهن ‪.‬‬

‫وأخذت كل ما أعطاها اهلل من مواهب وزينة (صحة ومال واسم‪ )...‬زيتى وبخورى وخبزى وزنيت عليها =‬

‫بالنسبة لليهود فهم قدموا كل شئ لألوثان التى عبدوها‪ .‬ولنا اآلن فهذا يعنى إستخدام كل شئ فى الخطايا ‪.‬‬

‫بل هم قدموا أوالدهم ذبائح لألوثان = هم عملوا هذا فعالً ولكن روحياً كم من أوالد لنا‪ ،‬جسديين أو روحيين كنا‬

‫بنى = فاألوالد هم أوالده هو‪ ،‬أما األباء فما هم سوى خدام هلل‬ ‫سبباً فى هالكهم‪ .‬والحظ هنا أن اهلل يقول ذبحت َّ‬ ‫يربون األوالد لحساب اهلل‪ .‬ومما ضاعف خطيتها نكرانها لجميل اهلل عليها = لم تذكرى أيام صباك = يوم‬ ‫أخرجهم اهلل من أرض مصر وفاض عليهم ببركاته مظه اًر لهم تفاهة أوثان وآلهة الشعوب‪ .‬وبعد خروجهم تذمروا‬ ‫على اهلل طالبين العودة إلى مصر من أجل ال ُكرات واللحم ونسوا سياط واذالل المصريين لهم‪...‬وهذا يحدث مع‬ ‫كل تائب ‪ ،‬إذ بعد أن ينعم بغفران خطاياه ويشعر بالسالم والطمأنينة ‪ ،‬فإن أهمل جهاده نجد الشيطان يذكره بلذة‬ ‫الخطايا وينسيه بؤس أالم أيام عبوديته للخطية فيبدأ حنينه لخطاياه القديمة ‪ ،‬وهذا ما يقال عنه فى القداس‬

‫اإللهى " تذكار الشر الملبس الموت " ‪.‬‬

‫وبنيت لنفسك قبة = في كل مكان صنعوا ألنفسهم مذابح لألوثان‪ .‬وروحياً فهذا يعنى أينما سار اإلنسان ال يهتم‬ ‫سوى بملذاته وشهواته‪ .‬وهى تدعو اآلخرين للزنا معها أى بالنسبة لليهود ي ِ‬ ‫دخلون كل أصنام جيرانهم مصر‬ ‫ُ‬ ‫وأشور‪ ...‬الخ كآلهة يقدمون لها البخور ليسترضونها طالبين حمايتها وبركتها المزعومة ‪ ،‬وعاقدين أحالفا مع‬ ‫شعوب هذه اآللهة ‪ .‬هذا يشبه من تتحول الخطية فى حياته إلى حالة مرضية‪ ،‬يخطئ بال شبع‪ ،‬وفى خطايا قد‬

‫‪73‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫تكون متضادة (زنا وكبرياء مثالً) والنتيجة أنها رجست جمالها = فبالخطية نفقد صورة المسيح فينا‪ .‬وبنى مصر‬

‫الغالظ اللحم = أى من كانوا فى نظرهم أقوياء قادرين على حمايتهم ‪ .‬زنيت معهم = هذه تشير غالباً إلتكالهم‬ ‫على مصر‪ ،‬وعملهم معاهدات وحلف مع مصر لتحميهم‪ ،‬وكانت العادة فى عقد المعاهدات للحماية أن من‬

‫يطلب الحماية يقدم العبادة آللهة من يطلب منه الحماية‪ ،‬وهذا حدث أيضاً مع أشور آية ‪ .28‬ولنالحظ أنهم‬ ‫عبدوا آلهة الفلسطينيين فأسلمهم اهلل ليدهم‪ ،‬وهكذا مع مصر وأشور وبابل‪ .‬وهكذا من يحب خطية تحرقه نيران‬

‫هذه الخطية‪ .‬وهى زانية تحتقر األجرة‪ ،‬بل تعطى من يزنى معها هدايا = هذه إشارة للذهب والفضة التى‬

‫يدفعونها للشعوب لعقد معاهدات معهم‪ .‬وهم بعبادتهم ألوثان هذه الشعوب يرتكبون الزنا الروحى‪ .‬والتشبيه هنا أن‬

‫من عادة الزوانى أنهن يأخذن أج اًر‪ ،‬ولم يسمع أن زانية دفعت هدية ألحد‪ ،‬أما هؤالء فقد دفعن آللهة الشعوب‬

‫المجاورة‪ .‬أو ليس هذا مثل من يضيع صحته ويصرف أمواله فى سبيل خطاياه‪ .‬تأخذ أجنبيين مكان زوجها =‬

‫الزوج هنا هو الرب‪ ،‬وزوجها هو الذى يدافع عنها‪ ،‬لكنها أخذت أوثاناً مكان زوجها‪.‬‬ ‫‪36‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ 35‬‬ ‫ق‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اس َم ِعي َكالَ َم َّ‬ ‫ب‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫َج ِل أ ََّن ُه قَ ْد أُْن ِف َ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ‬ ‫اآليات (‪َ « "-:)43-35‬فلذل َك َيا َزان َي ُة ْ‬ ‫اء ب ِن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يك وِب ُك ِّل أَص َن ِام رج ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َب َذ ْل ِت ِه ْم لَ َها‪37 ،‬لِذلِ َك هأَ​َن َذا‬ ‫اس ِك َوا ْن َك َ‬ ‫يك الَِّذ َ‬ ‫اساتك‪َ ،‬ولِد َم َ‬ ‫ْ َ​َ َ‬ ‫شفَ ْت َع ْو َرتُك ِب ِزَناك ِب ُمح ِّب َ‬ ‫ُن َح ُ‬ ‫ين لَ َذذ ِ‬ ‫َجمع ج ِميع م ِح ِّب ِ‬ ‫َج َم ُع ُه ْم َعلَ ْي ِك ِم ْن َح ْولِ ِك‪،‬‬ ‫ين أ َْب َغ ْ‬ ‫َح َب ْب ِت ِه ْم َم َع ُك ِّل الَِّذ َ‬ ‫ْت لَ ُه ْم‪َ ،‬و ُك َّل الَِّذ َ‬ ‫يك الَِّذ َ‬ ‫ض ِت ِه ْم‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫أَْ ُ َ َ ُ‬ ‫‪38‬‬ ‫اف َك ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫اسقَ ِ‬ ‫َح َكام ا ْلفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْخ ِط‬ ‫َج َعلُ ِك َد َم َّ‬ ‫ات َّ‬ ‫َوأَ ْك ِش ُ‬ ‫ات الدَِّم‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ف َع ْو َرتَ ِك لَ ُه ْم لِ َي ْنظُ​ُروا ُك َّل َع ْو َرِت ِك‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َح ُك ُم َعلَ ْيك أ ْ َ‬ ‫‪39‬‬ ‫ون أ َ​َدو ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ِزي َن ِت ِك‪،‬‬ ‫ون ُم ْرتَفَ َع ِات ِك‪َ ،‬وَي ْن ِز ُع َ‬ ‫ِّم َ‬ ‫ُسلِّ ُم ِك لِ َي ِد ِه ْم فَ َي ْه ِد ُم َ‬ ‫ون َع ْنك ث َي َابك‪َ ،‬وَيأْ ُخ ُذ َ َ‬ ‫َوا ْل َغ ْي َرِة‪َ .‬وأ َ‬ ‫ون قُبَّتَك َوُي َهد ُ‬

‫‪41‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوَيتُْرُكوَن ِك ُع ْرَيا َن ًة َو َع ِ‬ ‫ون‬ ‫س ُيوِف ِه ْم‪َ ،‬وُي ْح ِرقُ َ‬ ‫ص ِع ُد َ‬ ‫ون َعلَ ْيك َج َم َ‬ ‫ارَي ًة‪َ .‬وُي ْ‬ ‫اع ًة‪َ ،‬وَي ْر ُج ُموَنك ِبا ْلح َج َارِة َوَي ْقطَ ُعوَنك ِب ُ‬ ‫ون ِن ٍ ِ‬ ‫ُب ُيوتَ ِك ِب َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫يرٍة‪َ .‬وأَ ُكفُّ ِك َع ِن ِّ‬ ‫ين أُ ْج َرةً َب ْع ُد‪.‬‬ ‫ضا الَ تُ ْع ِط َ‬ ‫ار‪َ ،‬وُي ْج ُر َ‬ ‫الزَنا‪َ ،‬وأ َْي ً‬ ‫ون َعلَ ْي ِك أ ْ‬ ‫َّام ُع ُي ِ َ‬ ‫ساء َكث َ‬ ‫َح َك ً‬ ‫اما قُد َ‬ ‫‪43‬‬ ‫صب ِ‬ ‫َج ِل أَنَّ ِك لَم تَ ْذ ُك ِري أَي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪42‬وأ ِ‬ ‫اك‪َ ،‬ب ْل‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫ب َب ْع ُد‪ِ .‬م ْن أ ْ‬ ‫َس ُك ُن َوالَ أَ ْغ َ‬ ‫ُح ُّل َغ َ‬ ‫َّام َ‬ ‫ضُ‬ ‫ف َغ ْي َرِتي َع ْنك‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ض ِبي ِبك فَتَ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ين ِ‬ ‫ط ِريقَ ِك علَى أر ِ‬ ‫ضا أ ْ ِ‬ ‫أَس َخ ْط ِت ِني ِفي ُك ِّل ِ‬ ‫ق‬ ‫الر ُّ‬ ‫ْس ِك‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ب َ‬ ‫هذ ِه َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫الرِذيلَ َة فَ ْو َ‬ ‫ب‪ ،‬فَالَ تَ ْف َعلِ َ‬ ‫هذ ِه‪ ،‬فَهأَ​َن َذا أ َْي ً‬ ‫َجل ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫اس ِات ِك ُكلِّ َها‪" .‬‬ ‫َر َج َ‬ ‫نجد هنا أجرة الخطية‪ .‬فاألمم الذين زنوا معهم سيكونون هم سبباً فى خرابهم‪ .‬أليس فى األمراض الجنسية مثاالً‬

‫لذلك (الزهرى واإليدز)‪ .‬إذاً الشخص يهلك من خطيته‪ .‬وسيكون تأديبها علنياً = قدام عيون نساء كثيرة = حتى‬ ‫يتعظ الجميع‪ .‬والنساء الكثيرة هنا هى شعوب كثيرة‪ ،‬فاهلل يعلن قداسته لباقى الشعوب فى رفضه خطية شعبه‪.‬‬

‫واهلل يستر كثي اًر على خطايانا‪ ،‬فإذا أصر المرء على خطيته يسمح اهلل بأن يفضح‪ ،‬فربما يتوب‪ .‬واألمور الخاطئة‬

‫التى يظن اإلنسان أن فيها سعادته يكون فيها خرابه‪.‬‬

‫ويتركونك عريانة وعارية = إننا نفضح أمام الجميع‪ ،‬لو تخلى عنا المسيح الذى يسترنا‪ .‬أحل غضبى بك‪.‬‬

‫فأسكن وال أغضب بعد = هذه ضربة إفناء للخطاة‪ ،‬وتطهير لمن بقى فيه رجاء‪ ،‬وعندما يفنى األشرار ويتطهر‬

‫الباقين يسكن غضب اهلل‪ .‬فإلهنا نار آكلة (عب‪ . )22 : 12‬وأكفك عن الزنا = هذا ناتج عن التطهير إذ سمح‬

‫اهلل بتأديبهم‪ .‬وتاريخياً فاليهود بعد عودتهم من السبى لم يعودوا أبداً لعبادة األوثان‪ .‬الحظ أن خراب الشعب أتى‬

‫‪74‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫على يد أصدقائه "فإن أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداؤه يسالمونه" والعكس إن لم ترضى الرب طرق إنسان‬ ‫جعل أصدقاؤه فى حرب معه‪ .‬ويسحب اهلل منه كل ما سبق وأعطاه له من بركات‪ ،‬ويتركه بال زينة = عريانة‬

‫وعارية ‪.‬‬

‫أكشف عورتك = هذا التعبير حين يقال عن المدن فهو يعنى كشف نقاط الضعف فيها حتى يدخل منها جيش‬ ‫األعداء بسهولة حين يهاجمها ‪ .‬وعادة ما يكون هذا العمل هو عمل الجواسيس الذين يتجسسون نقاط الضعف ‪.‬‬

‫وكان هذا اإلتهام هو ما وجهه يوسف إلى إخوته " أنهم جاءوا ليروا عورة األرض " (تك‪)2 : 42‬‬

‫‪45‬‬ ‫ضِ‬ ‫ُم ِك أَ ْن ِت‪،‬‬ ‫ب َمثَالً َعلَ ْي ِك قَ ِائالً‪ِ :‬مثْ ُل األ ُِّم ِب ْنتُ َها‪ِ .‬ا ْب َن ُة أ ِّ‬ ‫ار ِب َمثَل َي ْ‬ ‫َ‬ ‫ض ِر ُ‬ ‫ِ‬ ‫أ َ ِ​ِ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫َم ِ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ور ٌّ‬ ‫اء ُه َّن‪ .‬أ ُّ‬ ‫َخ َواتك اللَّ َواتي َك ِرْه َن أ َْزَو َ‬ ‫اج ُه َّن َوأ َْب َن َ‬ ‫ُم ُك َّن حثيَّ ٌة َوأ َُبو ُك َّن أ ُ‬

‫اآليات (‪ُ «44 "-:)59-44‬ه َوَذا ُك ُّل‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َك ِ‬ ‫ت‬ ‫يها‪َ .‬وأَ ْن ِت أ ْ‬ ‫ُخ ُ‬ ‫ارَه ُة َز ْو َج َها َوَبن َ‬ ‫‪46‬‬ ‫ِ ِ​ِ ِ‬ ‫الص ْغرى َّ ِ‬ ‫اك َن ُة ع ْن ِشمالِ ِك‪ ،‬وأ ْ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫وم‬ ‫ام َرةُ ِه َي َوَب َناتُ َها َّ‬ ‫ُختُ ِك ا ْل ُك ْب َرى َّ‬ ‫َوأ ْ‬ ‫َ‬ ‫الساك َن ُة َع ْن َيمينك ه َي َ‬ ‫َ‬ ‫ُختُك ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫س ُد ُ‬ ‫يق ِه َّن سلَ ْك ِت‪ ،‬والَ ِم ْث َل رجاس ِات ِه َّن فَع ْل ِت‪َ ،‬كأ َّ ِ ِ‬ ‫وب َناتُها‪47 .‬والَ ِفي طَ ِر ِ‬ ‫س ْد ِت أَ ْكثَ​َر ِم ْن ُه َّن ِفي ُك ِّل‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َن ذل َك َقلي ٌل فَقَ ْط‪ ،‬فَفَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ‪49‬‬ ‫‪48‬‬ ‫ان‬ ‫الر ُّ‬ ‫طُ​ُرِق ِك‪َ .‬ح ٌّي أَ​َنا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫وم أ ْ‬ ‫ُختَ ِك لَ ْم تَ ْف َع ْل ِه َي َوالَ َب َناتُ َها َك َما فَ َع ْل ِت أَ ْن ِت َوَب َناتُك‪ .‬ه َذا َك َ‬ ‫ب‪ ،‬إِ َّن َ‬ ‫س ُد َ‬ ‫ُخ ِت ِك س ُدوم‪ :‬ا ْل ِك ْب ِرياء و َّ ِ‬ ‫ِّد َي َد ا ْلفَ ِق ِ‬ ‫سالَ ُم اال ْط ِم ْئ َن ِ‬ ‫ير‬ ‫إِثْ َم أ ْ‬ ‫ان لَ َها َولِ َب َن ِات َها‪َ ،‬ولَ ْم تُ َ‬ ‫شد ْ‬ ‫ان َك َ‬ ‫الش َبعُ م َن ا ْل ُخ ْب ِز َو َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪51‬‬ ‫طاي ِ‬ ‫ت‪51 .‬ولَم تُ ْخ ِط ِئ َّ ِ ِ‬ ‫الر ْجس أَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِك ِ‬ ‫اك‪َ .‬ب ْل ِزْد ِت‬ ‫صَ‬ ‫امي فَ َن َز ْعتُ ُه َّن َك َما َأر َْي ُ‬ ‫ف َخ َ َ‬ ‫السام َرةُ ن ْ‬ ‫َوا ْلم ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ين‪َ ،‬وتَ َكب َّْر َن َو َعم ْل َن ِّ َ َ‬ ‫‪52‬‬ ‫ضا ِخ ْزي ِك‪ ،‬أَ ْن ِت ا ْلقَ ِ‬ ‫رجاس ِات ِك أَ ْكثَر ِم ْنه َّن‪ ،‬وب َّرر ِت أ َ ِ ِ‬ ‫اض َي ُة َعلَى‬ ‫اح ِملِي أ َْي ً‬ ‫اس ِات ِك الَِّتي فَ َع ْل ِت‪ .‬فَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َخ َواتك ِب ُك ِّل َر َج َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ُ َ​َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أ َ ِ​ِ‬ ‫اح ِملِي َع َارِك ِبتَ ْب ِر ِ‬ ‫يرِك‬ ‫س ِت أَ ْكثَ​َر ِم ْن ُه َّن‪ُ .‬ه َّن أ َ​َب ُّر ِم ْن ِك‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ضا‪َ ،‬و ْ‬ ‫اخ َجلِي أَ ْن ِت أ َْي ً‬ ‫َخ َواتك‪ِ ،‬ب َخطَ َاياك الَّتي ِب َها َر َج ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخو ِات ِك‪53 .‬وأُر ِّجع س ْبيه َّن‪ ،‬س ْبي س ُدوم وب َن ِاتها‪ ،‬وس ْبي َّ ِ‬ ‫س ِط َها‪54 ،‬لِ َك ْي‬ ‫س ِب ِّييك في َو ْ‬ ‫س ْب َي َم ْ‬ ‫َ َ ُ َ َُ‬ ‫السام َرِة َوَب َنات َها‪َ ،‬و َ‬ ‫أ َ​َ‬ ‫َ َ َ َ َ​َ َ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّاه َّن‪55 .‬وأ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم ِة‪،‬‬ ‫ي ِم ْن ُك ِّل َما فَ َع ْل ِت ِبتَ ْع ِزَي ِت ِك إِي ُ‬ ‫تَ ْحملي َع َارك َوتَ ْخ َز ْ‬ ‫َخ َواتُك َ‬ ‫َ‬ ‫وم َوَب َناتُ َها َي ْرج ْع َن إلَى َحالَت ِه َّن ا ْلقَد َ‬ ‫س ُد ُ‬ ‫امرةُ وب َناتُها ير ِجع َن إِلَى حالَ ِت ِه َّن ا ْلقَِديم ِة‪ ،‬وأَ ْن ِت وب َناتُ ِك تَر ِجع َن إِلَى حالَ ِت ُك َّن ا ْلقَِديم ِة‪56 .‬وأ ْ ِ‬ ‫و َّ ِ‬ ‫وم لَ ْم تَ ُك ْن‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫الس َ َ َ َ َ ْ ْ‬ ‫ُختُك َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ُد ُ‬ ‫‪57‬‬ ‫ات أَرام و ُك ِّل م ْن حولَها‪ ،‬ب َن ِ‬ ‫ير ب َن ِ‬ ‫ش ُّرِك‪َ ،‬ك َما ِفي َزَم ِ‬ ‫ات‬ ‫ف َ‬ ‫تُ ْذ َك ْر ِفي فَ ِم ِك َي ْوَم ِك ْب ِرَي ِائ ِك‪ ،‬قَ ْب َل َما ا ْن َك َ‬ ‫شَ‬ ‫َ َْ َ َ‬ ‫ان تَ ْع ِي ِ َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ٍ ‪58‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل ِفلِس ِط ِ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫اساتُ ِك أَ ْن ِت تَ ْح ِملِي َن َها‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ين ِّي َ‬ ‫ْ‬ ‫ين اللَّ َواتي َي ْحتَق ْرَنك م ْن ُك ِّل ِج َهة‪َ .‬رِذيلَتُك َو َر َج َ‬ ‫‪59‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سِم لِ َن ْك ِث ا ْل َع ْه ِد‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫« أل ََّن ُه ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪ :‬إِ ِّني أَف َْع ُل ِبك َك َما فَ َع ْلت‪ ،‬إِذ ْازَد َرْيت ِبا ْلقَ َ‬ ‫وهى كرهت زوجها (اهلل) وبنيها (فقدمتهم ذبائح)‪ .‬وهنا عدد اهلل خطايا سدوم ‪ ،‬ولم يذكر خطيتهم البشعة وهى‬

‫الشذوذ الجنسى صراحة ولكن قال عنها فعل الرجس‪ ،‬ونرى أن الخطايا المذكورة هنا هى التى تقود لهذه الخطية‬ ‫الكبرياء و الشبع أى النهم وسالم اإلطمئنان أى عدم الخوف من أثار الخطية أو عقوبتها‪ .‬وظلم الفقير لذلك‬

‫وصلت بهم الحالة إلى فعل الرجس‪ .‬هذه الحالة المتردية التى وصل لها الجميع‪ ،‬وصاروا سبايا للخطايا‪ ،‬أى‬

‫إسرائيل ويهوذا وسدوم‪ ...‬ال عالج لها إال بمجيء المسيح‪ .‬فى هذه الحالة فقط يرجع اهلل يهيمن على القلب‪ .‬ففى‬ ‫المسيح تصير الخليقة جديدة ‪2‬كو ‪ = 14 : 6‬يرجعن إلى حالتهن القديمة = أى إلى حالة ما قبل السقوط‬

‫والفساد‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫حينما يسقط المؤمن فى الشر يكون أشر من غير المؤمن مت ‪ .13 : 6‬واهلل دعاهم أوالً أوالد الحثيين‬

‫واألموريين‪ ،‬واآلن يزيد أن لها أختين هما السامرة (مملكة إسرائيل) وسدوم‪ .‬وسميت السامرة األخت الكبرى ألنها‬ ‫اح ِملِي َع َارِك ِبتَ ْب ِر ِ‬ ‫يرِك‬ ‫كمملكة أكبر من يهوذا‪ .‬وخطية يهوذا فاقت خطايا أختيها فأظهرتهم أب ار ار بالنسبة لها = َو ْ‬ ‫َخ َو ِات ِك = ولكن هذه اآلية لها معنى آخر إذ هى نبوة واضحة عن أن اليهود هم من سيصلبون المسيح ‪،‬‬ ‫أَ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام َرِة‬ ‫س ْب َي َّ‬ ‫وم َوَب َنات َها‪َ ،‬و َ‬ ‫س ْب َي َ‬ ‫س ْب َي ُه َّن‪َ ،‬‬ ‫وبالصليب سيتبرر أخواتها أى كل العالم يهوداً وأمم = َوأ َُر ِّجعُ َ‬ ‫س ُد َ‬ ‫وبناتها ولكن يرجع بعض اليهود فى البداية = وسبى مسبييك فى وسطها (آية‪ . )63‬وفى نهاية األيام يرجع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يم ِة (آية ‪ . )66‬وتكون خطية اليهود بصلب المسيح عا اًر‬ ‫اليهود للمسيح = َوأَ ْنت َوَب َناتُك تَْرج ْع َن إلَى َحالَت ُك َّن ا ْلقَد َ‬ ‫أبديا لهم ال يزيله سوى إيمانهم بالمسيح فيتبررون بدمه ‪ ،‬إذ حمل المسيح عار كل البشر ‪ ،‬حتى اليهود ‪،‬‬ ‫بصليب العار ‪ ،‬ولكن ذلك فقط لمن يؤمن ‪ .‬وكان الصليب هو طريق التعزية لكل البشر = ‪ِ54‬ل َك ْي تَ ْح ِمِلي َع َارِك‬ ‫ي ِم ْن ُك ِّل َما فَ َع ْل ِت بتعزيتك إياهن ‪.‬‬ ‫َوتَ ْخ َز ْ‬ ‫والحظ حالة الكبرياء التى كانت عليها يهوذا‪ ،‬فهى لم تكن تذكر سدوم فى فمها‪ .‬وذلك قبل أن ينكشف شرها =‬ ‫ولكن بعد أن إنكشف شرهم بصلبهم للمسيح إحتقرهم جميع الذين آمنوا بالمسيح ‪ ،‬بسبب ما فعله اليهود إذ صلبوا‬ ‫ٍ ‪58‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ا ْل ِفلِس ِط ِ‬ ‫رب المجد = ب َن ِ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫اساتُ ِك أَ ْن ِت تَ ْح ِملِي َن َها‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ين ِّي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ين اللَّ َواتي َي ْحتَق ْرَنك م ْن ُك ِّل ِج َهة‪َ .‬رِذيلَتُك َو َر َج َ‬ ‫ويزيد اهلل على هذا بقوله إنى أفعل بك كما فعلت = ونرى هذا فى قول بولس الرسول عنهم " أنظروا الكالب‬

‫أنظروا فعلة الشر أنظروا القطع " (فى‪ . )2 : 3‬وهذه الصفات كان اليهود يقولونها عن األمم ‪ ،‬وها هى نفسها‬ ‫قد صارت تقال عنهم بفم بولس الرسول ‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِّ ِ 61‬‬ ‫ين طُ​ُرقَ ِك‬ ‫يم لَ ِك َع ْه ًدا أ َ​َب ِديًّا‪ .‬فَتَتَ َذ َّك ِر َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)63-61‬ولكني أَ ْذ ُك ُر َع ْهدي َم َعك في أَيَّام ص َباك‪َ ،‬وأُق ُ‬ ‫‪62‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يم َع ْه ِدي َم َع ِك‪،‬‬ ‫َخ َو ِات ِك ا ْل ِك َب َر َو ِّ‬ ‫ين أ َ‬ ‫ين إِ ْذ تَ ْق َبلِ َ‬ ‫َوتَ ْخ َجلِ َ‬ ‫الص َغ َر‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َج َعلُ ُه َّن لَك َب َنات‪َ ،‬ولك ْن الَ ب َع ْهدك‪َ .‬وأَ​َنا أُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ُّ ‪ِ 63‬‬ ‫ين أَ ْغ ِف ُر لَ ِك ُك َّل َما فَ َع ْل ِت‪،‬‬ ‫ين أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫س َب ِب ِخ ْزِي ِك‪ِ ،‬ح َ‬ ‫فَتَ ْعلَ ِم َ‬ ‫ب‪ ،‬ل َك ْي تَتَ َذ َّك ِري فَتَ ْخ َز ْ‬ ‫ي َوالَ تَ ْفتَحي فَاك َب ْع ُد ِب َ‬

‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َيقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫هنا فتح اهلل باب الرجاء ثانية بالوعد بالمسيح = عهداً أبدياً قال عنه إرمياء النبى " عهدا جديدا مع إسرائيل‬

‫ويهوذا" (إر‪ )31 : 31‬وحينئذ ستقبل الجميع فقول الكتاب إسرائيل ويهوذا يشير ضمنا لليهود واألمم ‪ ،‬إذ فى‬ ‫زمن إرمياء النبى كانت إسرائيل المملكة الشمالية قد إندثرت واختلطت باألمم الوثنية ‪ .‬وليس بعهدها السابق‪،‬‬

‫حينما كانوا وحدهم شعب اهلل المختار‪ .‬ففى المسيح سيقبل الكل وهذا معنى ولكن ال بعهدك = وأيضاً بال ختان‬ ‫أو دم ذبائح حيوانية‪ .‬بل بدم المسيح الذى يغفر = أغفر لك‪.‬‬

‫هذه الوعود فى هذه اآليات هى وعود إنجيلية للكنيسة التى تضم الجميع ‪ ،‬أى كل من يؤمن بالمسيح ‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫اإلصحاح السابع عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يل‪َ 3 ،‬وُق ْل‪:‬‬ ‫آد َم‪َ ،‬ح ِ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)6-1‬و َك َ‬ ‫اج أ ْ‬ ‫ُح ِج َّي ًة َو َمثِّ ْل َمثَالً ل َب ْيت إِ ْ‬ ‫اسع ا ْلم َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اك ِب‪ُ ،‬ذو تَ َه ِ‬ ‫ان‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫اح ْي ِن‪َ ،‬‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫او َ‬ ‫ه َك َذا قَ َ‬ ‫اء إِلَى لُ ْب َن َ‬ ‫ير ا ْل َج َن َ‬ ‫ب‪َ :‬ن ْ‬ ‫يل‪َ ،‬ج َ‬ ‫يم َك ِب ُ‬ ‫ط ِوي ُل ا ْلقَ َوادم‪َ ،‬و ُ َ‬ ‫سٌر َعظ ٌ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫اء ِب ِه إِلَى أ َْر ِ‬ ‫ان‪َ ،‬و َج َعلَ ُه ِفي َم ِدي َن ِة التُّج ِ‬ ‫َخ َذ ِم ْن َزْر ِع‬ ‫َّار‪َ .‬وأ َ‬ ‫َوأ َ‬ ‫صَ‬ ‫َخ َذ فَ ْر َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ْس َخ َراعي ِبه‪َ ،‬و َج َ‬ ‫ف َأر َ‬ ‫ع األ َْر ِز‪ .‬قَ َ‬ ‫ِ ‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الزر ِع‪ ،‬وجعلَ ُه علَى ِمي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اه َك ِث ٍ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ص‬ ‫ام ُه َك َّ‬ ‫يرةَ‬ ‫اف‪ ،‬فَ َن َب َ‬ ‫َ‬ ‫ض َوأَْلقَاهُ في َح ْق ِل َّ ْ َ َ َ َ‬ ‫ت َو َ‬ ‫الص ْف َ‬ ‫ص َار َك ْرَم ًة ُم ْنتَش َرةً قَص َ‬ ‫َ‬ ‫يرة‪ .‬أَقَ َ‬ ‫ق‪ .‬ا ْن َعطَفَ ْت َعلَ ْي ِه َزر ِ‬ ‫السا ِ‬ ‫صا ًنا‪" .‬‬ ‫َّ‬ ‫ص َار ْت َك ْرَم ًة َوأَ ْن َبتَ ْت فُ​ُر ً‬ ‫وعا َوأَف َْر َخ ْت أَ ْغ َ‬ ‫ُصولُ َها تَ ْحتَ ُه‪ ،‬فَ َ‬ ‫اجي ُن َها َو َكا َن ْت أ ُ‬ ‫َ‬

‫حاج أحجية = قل لهم لغ اًز ليفكروا فيه‪ .‬نسر عظيم = هو ملك بابل كبير الجناحين = جيشه قوى‪ .‬ذو تهاويل‬ ‫= وفى ترجمة أخرى متعدد األلوان ألنه يجمع فى جيشه القوى شعوب كثيرة‪ .‬ولبنان هنا تشير ليهوذا‪ .‬وأخذ فرع‬

‫األرز شجرة األرز هنا تشير لبيت الملك داود‪ .‬وألنه شبه داود وعائلته بأرزة فقال عن يهوذا أنها لبنان‪ ،‬فاألرز ال‬

‫يوجد سوى فى لبنان‪ .‬ولبنان جميلة وخضراء وهكذا كانت اورشليم امام اهلل ‪ .‬وقد أخذ نبوخذ نصر أعلى فرع وهو‬ ‫الملك يهوياكين وأسره فى بابل (الحظ التشبيه بشجرة أرز‪ ،‬وذلك لطول شجرة األرز‪ ،‬وعائلة داود إستمرت تحكم‬

‫على يهوذا فترة طويلة جداً‪ ،‬تقريباً من سنة ‪ 1466‬ق م‪ .‬وهى السنة التى ملك فيها داود وحتى سنة ‪ 683‬ق م‪.‬‬ ‫وهى السنة التى قتل فيها صدقيا آخر ملوك يهوذا على يد نبوخذ نصر)‪ .‬وقصف رأس خراعيبه = الخراعيب‬ ‫هى األغصان الخضراء إشارة للشباب الصالح للعمل‪ ،‬الذى أخذه نبوخذ نصر فى السبى وجاء بهم إلى أرض‬

‫التجار = أى بابل‪ .‬وأخذ من زرع األرض = أى صدقيا‪ ،‬الذى أخذه نبوخذ نصر وأقامه ملكاً‪ .‬ونمت المملكة فى‬ ‫حماية صدقيا الذى دخل فى معاهدة مع نبوخذ نصر‪ ،‬أن يظل خاضعاً له‪ ،‬وحلف له بذلك = وانعطفت عليه‬

‫زراجينها = أى دخل صدقيا الملك فى معاهدة ‪ ،‬وفيها يحمى نبوخذ نصر يهوذا علي ان يخضع صدقيا لنبوخذ‬

‫نصر = وكانت أصولها تحته‪ .‬ويقول هنا عن يهوذا كرمة منتشرة قصيرة الساق = أى ضعيفة وخاضعة لملك‬ ‫بابل وهذه عكس حالتها األولى المذكورة فى حز ‪11 : 12‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اسع ا ْلم ْن َك ِب‪ ،‬فَِإ َذا ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طفَ ْت َعلَ ْي ِه‬ ‫هذ ِه ا ْل َك ْرَم ِة َع َ‬ ‫سٌر َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)8-7‬و َك َ‬ ‫ير ا ْل َج َن َ‬ ‫ان َن ْ‬ ‫يم َك ِب ُ‬ ‫اح ْي ِن َو ُ َ‬ ‫آخ ُر َعظ ٌ‬ ‫اه َك ِث ِ‬ ‫اجي َنها لِيس ِقيها ِفي َخم ِائ ِل َغر ِسها‪ِ 8 .‬في ح ْقل ج ِّي ٍد علَى ِمي ٍ‬ ‫ت‬ ‫وس ٌة لِتُْن ِب َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُصولَ َها َوأَ ْن َبتَ ْت َن ْح َوهُ َزَر ِ َ َ ْ َ َ‬ ‫يرٍة ه َي َم ْغ ُر َ‬ ‫أ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون َكرم ًة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس َع ًة‪" .‬‬ ‫صا َن َها َوتَ ْحم َل ثَ َم ًرا‪ ،‬فَتَ ُك َ ْ َ َ‬ ‫أَ ْغ َ‬

‫نسر آخر عظيم = هو فرعون مصر‪ ،‬لكنه هنا ليس كثير األلوان إذ ال توجد أمم كثيرة خاضعة له‪ .‬فإذا بهذه‬

‫الكرمة قد عطفت عليه أصولها = حاول صدقيا أن يقيم معاهدة مع فرعون‪ ،‬وحنث بعهده وحلفه لنبوخذ نصر‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع عشر)‬ ‫‪9‬‬ ‫ُصولَ َها َوَي ْقطَعُ ثَ َم َرَها‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪ُ "-:)11-9‬ق ْل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪َ :‬ه ْل تَ ْن َج ُح؟ أَفَالَ َي ْقلَعُ أ ُ‬ ‫ير لِي ْقلَع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق أَ ْغص ِانها تَ ْيبس‪ ،‬ولَ ْيس ِب ِذر ٍ ِ‬ ‫أ َْو َار ِ‬ ‫ُصولِ َها‪َ 11 .‬ها ِه َي‬ ‫يم ٍة أ َْو ِب َ‬ ‫وها م ْن أ ُ‬ ‫ش ْع ٍب َكث ٍ َ ُ‬ ‫َ َ َُ َ َ َ‬ ‫اع َعظ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س»‪".‬‬ ‫سا َكأ َّ‬ ‫يحا َ‬ ‫َن ِر ً‬ ‫َص َابتْ َها؟ في َخ َمائ ِل َن ْبت َها تَ ْي َب ُ‬ ‫ش ْرِق َّي ًة أ َ‬ ‫س َي ْب ً‬ ‫تَ ْن َج ُح؟ أَالَ تَ ْي َب ُ‬

‫س؟ ُك ٌّل ِم ْن‬ ‫فَتَْي َب َ‬ ‫وس ُة‪ ،‬فَ َه ْل‬ ‫ا ْل َم ْغ ُر َ‬

‫هل ينجح صدقيا فى معاهدته مع مصر ؟ قطعاً ال‪ .‬ألنه أهان اهلل أمام الوثنيين البابليين بأن كسر واستخف‬ ‫بالقسم الذى قسمه‪ ،‬وعهده مع ملك بابل الذى أقسم فيه بيهوه إلهه‪ ،‬فنقضه لعهده هو إهانة لإلسم المقدس‪.‬‬

‫والسبب الثانى أنه يعتمد على ملك مصر "وملعون من يتكل على ذراع بشر"‪ .‬والنتيجة أن اهلل سيقلع أصول هذه‬

‫األرزة أى عائلة صدقيا‪.‬‬

‫وليس بذراع عظيمة = الذراع العظيمة هى جيش بابل‪ ،‬ولكن لم يكن خراب صدقيا بسبب عظمة وقوة بابل‪،‬‬ ‫ولكن ألن اهلل قد تخلى عنه ألنه أهانه‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ب قَ ِائالً‪ُ «12 :‬ق ْل لِ ْلب ْي ِت ا ْلمتَمِّرِد‪ :‬أَما علِمتُم ما ِ‬ ‫هذ ِه؟ ُق ْل‪ُ :‬ه َوَذا َملِ ُك‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)21-11‬و َك َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫شلِيم وأ َ ِ‬ ‫َبا ِب َل قَ ْد َج َ ِ‬ ‫َخ َذ ِم َن َّ‬ ‫اء ِب ِه ْم إِلَ ْي ِه إِلَى َبا ِب َل‪َ .‬وأ َ‬ ‫الزْر ِع ا ْل َملك ِّي َوقَطَعَ‬ ‫اء َها َو َج َ‬ ‫س َ‬ ‫َخ َذ َمل َك َها َوُر َؤ َ‬ ‫ُور َ َ َ‬ ‫اء إلَى أ ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء األ َْر ِ‬ ‫َخ َذ أَق ِ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫سٍم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫يرةً َوالَ تَْرتَ ِف َع‪ ،‬لِتَ ْحفَظَ ا ْل َع ْه َد فَتَثُْب َ‬ ‫ض‪ ،‬لِتَ ُك َ‬ ‫ْوَي َ‬ ‫َم َع ُه َع ْه ًدا َوأ َْد َخلَ ُه في قَ َ‬ ‫ون ا ْل َم ْملَ َك ُة َحق َ‬ ‫ت فَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪15‬فَتَم َّرَد علَ ْي ِه ِبِإر ِ ِ‬ ‫ش ْع ًبا َك ِث ِ‬ ‫ض‬ ‫ص َر لِ ُي ْعطُوهُ َخ ْيالً َو َ‬ ‫اع ُل ه َذا؟ أ َْو َي ْنقُ ُ‬ ‫ين‪ .‬فَ َه ْل َي ْن َج ُح؟ َه ْل ُي ْفلِ ُ‬ ‫ير َ‬ ‫َ َ‬ ‫سلَ ُه إِلَى م ْ‬ ‫ساله ُر ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َع ْه َدهُ‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ت؟ َح ٌّي أَ​َنا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َم ُه َوَنقَ َ‬ ‫َع ْه ًدا َوُي ْفلِ ُ‬ ‫ب‪ ،‬إِ َّن في َم ْوض ِع ا ْل َملك الَّذي َملَّ َك ُه‪ ،‬الَّذي ْازَد َرى قَ َ‬ ‫ير ي ِعي ُن ُه ِفرعو ُن ِفي ا ْلحر ِب‪ِ ،‬بِإقَام ِة ِمتْرس ٍة وِب ِب َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت‪17 .‬والَ ِبج ْي ٍ ِ ٍ‬ ‫اء‬ ‫س ِط َبا ِب َل َي ُم ُ‬ ‫ش َعظيم َو َج ْم ٍع َغف ٍ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫فَع ْن َدهُ في َو ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫‪19‬‬ ‫وس َك ِث ٍ ‪ِ​ِ18‬‬ ‫ِ‬ ‫سم لِ َن ْق ِ‬ ‫َج ِل‬ ‫َعطَى َي َدهُ َوفَ َع َل ه َذا ُكلَّ ُه فَالَ ُي ْفلِ ُ‬ ‫ت‪ .‬أل ْ‬ ‫ض ا ْل َع ْه ِد‪َ ،‬و ُه َوَذا قَ ْد أ ْ‬ ‫ُب ْر ٍج لقَ ْط ِع ُنفُ ٍ َ‬ ‫يرة‪ .‬إذ ْازَد َرى ا ْلقَ َ َ‬ ‫ِ ِ ‪21‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫سطُ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫ض ُه‪ ،‬أ َُرد ُ‬ ‫س ِمي الَِّذي ْازَد َراهُ‪َ ،‬و َع ْه ِدي الَِّذي َنقَ َ‬ ‫ُّه َما َعلَى َأرْسه‪َ .‬وأ َْب ُ‬ ‫ب‪َ :‬ح ٌّي أَ​َنا‪ ،‬إِ َّن قَ َ‬ ‫ارِب ِ‬ ‫آتي ِب ِه إِلَى با ِب َل وأُح ِ‬ ‫شرِكي‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫اك َعلَى ِخ َيا َن ِت ِه الَِّتي َخا َن ِني ِب َها‪َ 21 .‬و ُك ُّل َه ِ‬ ‫يه‬ ‫اك ُم ُه ُه َن َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ش َب َكتي َعلَ ْيه فَ ُي ْؤ َخ ُذ في َ َ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ت‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون ِفي ُك ِّل ِر ٍ‬ ‫ون ِب َّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ب تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫يح‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ون ُي َذ ُّر َ‬ ‫ف‪َ ،‬وا ْل َباقُ َ‬ ‫سقُطُ َ‬ ‫َو ُك ُّل ُج ُيوشه َي ْ‬ ‫هنا تفسير اللغز‪ .‬وعقوبة صدقيا أنه ُيأسر ويموت فى بابل‪ ،‬وجيشه يضرب‪ ،‬ولن ينفعه جيش مصر ألن فرعون‬

‫لن يعينه‪ ،‬وجيش صدقيا نفسه يهلك‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫ب‪ :‬وآ ُخ ُذ أَ​َنا ِم ْن فَر ِع األَر ِز ا ْلعالِي وأَ ْغ ِرس ُه‪ ،‬وأَق ِ‬ ‫ف ِم ْن َأر ِ‬ ‫ْس‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪ « "-:)24-22‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ْط ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫الر ُّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ام ٍخ‪ِ 23 .‬في جب ِل إِسرِائ َ ِ‬ ‫شِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫صا ًنا َوَي ْح ِم ُل ثَ َم ًار‬ ‫س ُه َعلَى َج َبل َعال َو َ‬ ‫س ُه‪ ،‬فَ ُي ْن ِب ُ‬ ‫َخ َراعي ِبه ُغ ْ‬ ‫ت أَ ْغ َ‬ ‫يل ا ْل َعالي أَ ْغ ِر ُ‬ ‫ص ًنا َوأَ ْغ ِر ُ‬ ‫َ​َ َْ‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش َج ِ‬ ‫ار ا ْل َح ْق ِل‬ ‫ط ِائ ٍر‪ُ ،‬ك ُّل ِذي َج َن ٍ‬ ‫س ُك ُن تَ ْحتَ ُه ُك َّل َ‬ ‫ص ِان ِه‪ .‬فَتَ ْعلَ ُم َج ِميعُ أَ ْ‬ ‫َوَي ُك ُ‬ ‫اح َي ْ‬ ‫ون أ َْرًاز َواس ًعا‪ ،‬فَ َي ْ‬ ‫س ُك ُن في ظ ِّل أَ ْغ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫الش َج َرةَ َّ‬ ‫أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫الش َج َرةَ‬ ‫اء‪َ ،‬وأَف َْر ْخ ُ‬ ‫الش َج َرةَ ا ْل َخ ْ‬ ‫َّس ُ‬ ‫يع َة‪َ ،‬و َرفَ ْع ُ‬ ‫ض ْع ُ‬ ‫ب‪َ ،‬و َ‬ ‫يع َة‪َ ،‬وَيب ْ‬ ‫ض َر َ‬ ‫الش َج َرةَ ا ْل َوض َ‬ ‫الرِف َ‬

‫ت»‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫س َة‪ .‬أَ​َنا َّ‬ ‫ت َوفَ َع ْل ُ‬ ‫ب تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫ا ْل َيا ِب َ‬ ‫هذا الغصن الجديد هو المسيح‪ ،‬وكنيسته ستكون عالية سماوية = على جبل عا ٍل شامخ = وتكون راسخة ثابتة‪.‬‬ ‫والمسيح هو غصن أُ ِخذ من شجرة أرز عائلة داود (سمى المسيح غصناً فى أماكن كثيرة فى العهد القديم)‬

‫‪78‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫والشجرة اليابسه التى ستفرخ هى األمم‪ .‬والشجرة الخضراء التى تيبس هى يهوذا‪ .‬وضعت الشجرة الرفيعة‬

‫الكرسى ورفع المتضعين لو ‪.62 : 1‬‬ ‫ورفعت الشجرة الوضيعة = هذه تشبه تسبحة العذراء أنزل األعزاء عن ا‬ ‫األعزاء هم الشجرة الرفيعة أى الشياطين الذين إنهزموا وانسحقوا بالصليب‪ ،‬والشجرة الوضيعة هم البشر الذين‬

‫كانوا مسحوقين مستعبدين إلبليس وجنوده‪ ،‬والمسيح رفعهم ليكونوا جسده من لحمه ومن عظامه أف ‪.34 : 6‬‬

‫آية‪ -: 4‬قصف رأس خراعيبه ‪ ،‬وجاء به إلى أرض كنعان وجعله فى مدينة التجار‪.‬‬ ‫وهذه اآلية جاءت فى الترجمة اإلنجليزية (‪ )old kjv‬هكذا ‪- :‬‬

‫‪He cropped off the top of his young twigs , and carried it into a land of traffick , he‬‬ ‫‪set it in a city of merchants .‬‬

‫خراعيبه = ‪ young twigs‬أى األغصان الصغيرة الغضة ‪ ،‬والمقصود بهم رؤساء يهوذا وأمراءها وشبابها‬ ‫األقوياء كما يتضح من (آية ‪ )12‬وهؤالء جاء بهم نبوخذنصر مع يهوياكين الملك = فرع األرز (آية‪ )3‬إلى بابل‬

‫كعبيد ‪ .‬وكان هدفه إضعاف يهوذا تماما حتى ال يفكروا فى التمرد عليه‪ ،‬إذ قد صار شعبها بال شباب يحارب‬ ‫‪14‬‬ ‫‪.... 13‬‬ ‫َخ َذ أَق ِ‬ ‫ون‬ ‫ويقاتل‪ ،‬فيخضعون له وال ينقضوا العهد الذى تعهدوا به بالخضوع له =‬ ‫َوأ َ‬ ‫اء األرض‪ .‬لِتَ ُك َ‬ ‫ْوَي َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫يرةً َوالَ تَْرتَ ِف َع‪ ،‬لِتَ ْحفَظَ ا ْل َع ْه َد فَتَثْ ُب َ‬ ‫ا ْل َم ْملَ َك ُة َحق َ‬ ‫وألنه ال شباب فى يهوذا للحرب لجأ صدقيا إلى فرعون مصر وهذا أحزن قلب اهلل إذ‬

‫‪.‬‬

‫‪ )2‬حنث بحلفه بإسم اهلل ‪.‬‬

‫‪ )1‬لجأ صدقيا لغير اهلل‬

‫ولكن إذا كان نبوخذ نصر قد أخذهم إلى بابل فلماذا يقول هنا أنه أخذهم إلى أرض كنعان وما هى مدينة التجار‬

‫؟‬

‫بالرجوع للترجمة اإلنجليزية نجد كلمة كنعان قد جاءت ‪ traffick‬وتعنى تجارة أو مقايضة ‪ ،‬واألصل‬

‫اللغوى للكلمة فى العبرية ‪ kenaan‬كما جاء فى قاموس ‪ strongs‬وتعنى الكلمة كنعان أو أرض كنعان كما‬ ‫جاءت فى الترجمة العربية ‪ ،‬وهذا ألن الكنعانيين قد إشتهروا بالتجارة فصارت كلمة كنعانى تعنى تاجر (هو‪12‬‬

‫‪ . )4 :‬وقد إعتمدت الترجمة اإلنجليزية كلمة ‪ land of traffick‬أى أرض التجارة‪ .‬أما أصل كلمة كنعان‬ ‫فيشير لمعنى إحناء الركبة لإلذالل والخضوع والقهر والخزى (قاموس ‪ . )strongs‬ومدينة التجار يتم فيها البيع‬ ‫والشراء فى كل شئ حتى بيع البشر كعبيد ‪.‬‬

‫وبهذا نفهم المقصود أن اهلل قصد إخضاع شعبه واستعبادهم لملك بابل لتأديبهم على خطاياهم ‪ ،‬واخضاعهم له‬ ‫بسبب تمردهم عليه وعبادتهم لألوثان واغتصاب حق الضعفاء والمساكين الضعفاء ‪ ،‬وخفض كبريائهم ‪ .‬وتكون‬

‫هذه اآلية مرادفة تماما لقول بولس الرسول " إذ أخضعت الخليقة للبطل (الشيطان) ‪ .‬ليس طوعا بل من أجل‬

‫الذى أخضعها على الرجاء " (رو‪ . )24 : 8‬فاهلل بسبب الخطية سمح بأن ُيستعبد اإلنسان للشيطان وذلك ليؤدبه‬ ‫حتى يأتى المسيح ليحررنا " فإن حرركم اإلبن فبالحقيقة تصيرون أح ار ار " (يو‪ . )33 : 8‬فالمسيح كان رجاؤنا‬ ‫الذى به إستعدنا بنوتنا هلل ‪.‬‬

‫‪79‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫ولكن أين نجد الرجاء لشعب اهلل فى قصة سبى اليهود وملكهم يهوياكين إلى بابل ؟‬

‫اإلجابة ‪ ....‬فيما حدث‬

‫مع يهوياكين ‪ ....‬إذ أن ملك بابل بعد أن ظل يهوياكين فى السجن فترة حرره ورفعه وجعله يأكل على مائدة‬

‫الملك (‪2‬مل‪ . )34 – 24 : 26‬راجع تفسير سلسلة أنساب السيد المسيح فى كتاب الميالد ‪.‬‬

‫ولقد صار كنعان ملعونا والذى لعنه جده نوح بسبب فعلته هو وأبيه حام ‪ .‬واللعنة دخلت إلى العالم بسبب‬

‫الخطية ‪ .‬ولكن هذه اللعنة قد حررنا منها رب المجد يسوع المسيح كما حررنا من العبودية للشيطان ‪ ،‬وأعادنا فيه‬ ‫كأبناء هلل كما رفع ملك بابل من قدر يهوياكين‪ .‬ولكن من يرتد للخطية يسمح له اهلل بالتأديب بيد عدو الخير‬

‫الشيطان ‪ ،‬وراجع قصة زانى كورنثوس (‪1‬كو‪2 + 6 : 6‬كو‪ )8 – 3 : 2‬وقصة أيوب ‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫اإلصحاح الثامن عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ون ه َذا ا ْل َمثَ َل َعلَى أ َْر ِ‬ ‫يل‪،‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬ما لَ ُك ْم أَ ْنتُ ْم تَ ْ‬ ‫ض ِرُب َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)32-1‬و َك َ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫‪3‬‬ ‫ان األ َْب َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن‬ ‫الر ُّ‬ ‫س ْت؟ َح ٌّي أَ​َنا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ب‪ ،‬الَ َي ُكو ُن لَ ُك ْم ِم ْن َب ْع ُد أ ْ‬ ‫َس َن ُ‬ ‫قَ ِائلِ َ‬ ‫اء َ‬ ‫ين‪َ :‬‬ ‫ص ِرَم َوأ ْ‬ ‫اء أَ َكلُوا ا ْلح ْ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫اآلب ُ‬ ‫ِ‬ ‫س ْ ِ‬ ‫النفُ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س األ ِ‬ ‫يل‪َ 4 .‬ها ُك ُّل ُّ‬ ‫َب َك َن ْف ِ‬ ‫س الَِّتي‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫تَ ْ‬ ‫ض ِرُبوا ه َذا ا ْل َمثَ َل في إِ ْ‬ ‫االب ِن‪ ،‬كالَ ُه َما لي‪ .‬اَ َّلن ْف ُ‬ ‫وس ه َي لي‪َ .‬ن ْف ُ‬ ‫ِ‬ ‫ار َوفَ َع َل َحقًّا َو َع ْدالً‪6 ،‬لَم َيأْ ُك ْل َعلَى ا ْل ِج َب ِ‬ ‫وت‪َ 5 .‬و ِ‬ ‫َص َن ِام‬ ‫ان َب ًّا‬ ‫تُ ْخ ِطئُ ِه َي تَ ُم ُ‬ ‫ان الَِّذي َك َ‬ ‫س ُ‬ ‫ال َولَ ْم َي ْرفَ ْع َع ْي َن ْيه إِلَى أ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ْ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪َ ،‬ولَ ْم ُي َن ِّج ِ‬ ‫سا ًنا‪َ ،‬ب ْل َرَّد لِ ْل َم ْد ُي ِ‬ ‫ون َرْه َن ُه‪َ ،‬ولَ ْم‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َب ْيت إِ ْ‬ ‫ام َأرَةً طَامثًا‪َ ،‬ولَ ْم َي ْظل ْم إِ ْن َ‬ ‫ام َأرَةَ قَ ِري ِبه‪َ ،‬ولَ ْم َي ْق ُر ِب ْ‬ ‫س ْ‬ ‫‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرَبا‪َ ،‬ولَ ْم َيأْ ُخ ْذ ُم َر َاب َح ًة‪َ ،‬و َك َّ‬ ‫ص ًابا َب ْل َب َذ َل ُخ ْب َزهُ لِ ْل َج ْو َع ِ‬ ‫ف َي َدهُ َع ِن‬ ‫ان ثَْوًبا‪َ ،‬ولَ ْم ُي ْع ِط ِب ِّ‬ ‫سا ا ْل ُع ْرَي َ‬ ‫ان‪َ ،‬و َك َ‬ ‫َي ْغتَص ِب ا ْغت َ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ان‪9 ،‬وسلَ َك ِفي فَرِائ ِ‬ ‫ان َو ِ‬ ‫ق َب ْي َن ِ‬ ‫سِ‬ ‫َج َرى ا ْل َع ْد َل ا ْل َح َّ‬ ‫ق فَ ُه َو َب ٌّار‪.‬‬ ‫امي لِ َي ْع َم َل ِبا ْل َح ِّ‬ ‫ضي َو َح ِف َ‬ ‫ظ أْ‬ ‫ا ْل َج ْو ِر‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫سِ َ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬

‫ب‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َح َياةً َي ْح َيا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬

‫‪11‬‬ ‫ش ْي ًئا ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه‪َ 11 ،‬ولَم َي ْف َع ْل ُك َّل ِت ْل َك‪َ ،‬ب ْل أَ َك َل َعلَى ا ْل ِج َب ِ‬ ‫َّس‬ ‫اك َدٍم‪ ،‬فَفَ َع َل َ‬ ‫سفَّ َ‬ ‫ال‪َ ،‬وَنج َ‬ ‫«فَِإ ْن َولَ َد ْاب ًنا ُم ْعتَنفًا َ‬ ‫ْ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َص َن ِام َوفَ َع َل‬ ‫ام َأرَةَ قَ ِري ِب ِه‪َ ،‬و َ‬ ‫ص ًابا‪َ ،‬ولَ ْم َي ُرَّد َّ‬ ‫س ِك َ‬ ‫صَ‬ ‫الرْه َن‪َ ،‬وقَ ْد َرفَعَ َع ْي َن ْيه إِلَى األ ْ‬ ‫ير َوا ْلم ْ‬ ‫ب ا ْغت َ‬ ‫ين‪َ ،‬وا ْغتَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ظلَ َم ا ْلفَق َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫َخ َذ ا ْل ُم َر َاب َح َة‪ ،‬أَفَ َي ْح َيا؟ الَ َي ْح َيا! قَ ْد َعم َل ُك َّل هذه َّ‬ ‫َعطَى ِب ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الرَبا َوأ َ‬ ‫اسات فَ َم ْوتًا َي ُم ُ‬ ‫وت‪َ .‬د ُم ُه َي ُك ُ‬ ‫س‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫الر َج َ‬ ‫الر ْج َ‬ ‫َعلَى َن ْف ِس ِه‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫آها َولَم َي ْف َع ْل ِم ْثلَ َها‪15 .‬لَم َيأْ ُك ْل َعلَى ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ال‪َ ،‬ولَ ْم َي ْرفَ ْع‬ ‫يع َخ َ‬ ‫« َوِا ْن َولَ َد ْاب ًنا َأرَى َجم َ‬ ‫ْ‬ ‫ط َايا أَِبيه التي فَ َعلَ َها‪ ،‬فَ َر َ ْ‬ ‫ِ ‪16‬‬ ‫ع ْي َن ْي ِه إِلَى أ ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫صَ‬ ‫َ‬ ‫َص َنام َب ْيت إِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫سا ًنا‪َ ،‬والَ ْارتَ َه َن َرْه ًنا‪َ ،‬والَ ا ْغتَ َ‬ ‫ام َأرَةَ قَ ِري ِبه‪َ ،‬والَ ظَلَ َم إِ ْن َ‬ ‫يل‪َ ،‬والَ َنج َ‬ ‫َّس ْ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ان ثَْوًبا َو َرفَ َع َي َدهُ َع ِن ا ْلفَ ِق ِ‬ ‫ص ًابا‪َ ،‬ب ْل َب َذ َل ُخ ْب َزهُ لِ ْل َج ْو َع ِ‬ ‫ير‪َ ،‬ولَ ْم َيأْ ُخ ْذ ِرًبا َوالَ ُم َر َاب َح ًة‪َ ،‬ب ْل‬ ‫سا ا ْل ُع ْرَي َ‬ ‫ان‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ا ْغت َ‬ ‫‪18‬‬ ‫وت ِبِإثِْم أَِب ِ‬ ‫امي وسلَ َك ِفي فَرِائ ِ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ب‬ ‫يه‪َ .‬ح َياةً َي ْح َيا‪ .‬أ َّ‬ ‫ضي‪ ،‬فَِإنَّ ُه الَ َي ُم ُ‬ ‫َج َرى أ ْ‬ ‫أْ‬ ‫صَ‬ ‫َما أ َُبوهُ فَألَنَّ ُه ظَلَ َم ظُ ْل ًما‪َ ،‬وا ْغتَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وت ِبِإثْ ِم ِه‪.‬‬ ‫ص ًابا‪َ ،‬و َع ِم َل َغ ْي َر َّ‬ ‫أَ‬ ‫الصالِ ِح َب ْي َن َ‬ ‫ش ْع ِب ِه‪ ،‬فَ ُه َوَذا َي ُم ُ‬ ‫َخاهُ ا ْغت َ‬

‫‪19‬‬ ‫االب ُن فَقَ ْد فَع َل حقًّا وع ْدالً‪ .‬ح ِفظَ ج ِميع فَرِائ ِ‬ ‫االب ُن ِم ْن إِثِْم األ ِ‬ ‫ضي‬ ‫َب؟ أ َّ‬ ‫« َوأَ ْنتُ ْم تَقُولُ َ‬ ‫َما ْ‬ ‫ون‪ :‬لِ َما َذا الَ َي ْح ِم ُل ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫وت‪ .‬اَال ْب ُن الَ َي ْح ِم ُل ِم ْن إِثِْم األ ِ‬ ‫َب الَ َي ْح ِم ُل ِم ْن إِثِْم‬ ‫س الَِّتي تُ ْخ ِطئُ ِه َي تَ ُم ُ‬ ‫َب‪َ ،‬واأل ُ‬ ‫َو َعم َل ِب َها فَ َح َياةً َي ْح َيا‪ .‬اَ َّلن ْف ُ‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫ون‪21 .‬فَِإ َذا َر َج َع ِّ‬ ‫ش ُّر ِّ‬ ‫ير َع ْن َج ِم ِ‬ ‫ط َاياهُ الَِّتي فَ َعلَ َها َو َح ِفظَ‬ ‫يع َخ َ‬ ‫ون‪َ ،‬و َ‬ ‫ير َعلَ ْي ِه َي ُك ُ‬ ‫االب ِن‪ِ .‬ب ُّر ا ْل َب ِّار َعلَ ْي ِه َي ُك ُ‬ ‫ْ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫اص ِ‬ ‫وت‪ُ 22 .‬ك ُّل مع ِ‬ ‫ُك َّل فَرِائ ِ‬ ‫يه الَِّتي فَ َعلَ َها الَ تُ ْذ َك ُر َعلَ ْي ِه‪ِ .‬في ِبِّرِه الَِّذي َع ِم َل‬ ‫ضي َوفَ َع َل َحقًّا َو َع ْدالً فَ َح َياةً َي ْح َيا‪ .‬الَ َي ُم ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ .‬أَالَ ِبر ُج ِ‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫ُس ُّر ِب َم ْوت ِّ‬ ‫وعه َع ْن طُ​ُرِقه فَ َي ْح َيا؟ َوِا َذا َر َج َع ا ْل َب ُّار َع ْن‬ ‫الر ُّ‬ ‫ير؟ َيقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َّرةً أ َ‬ ‫َي ْح َيا‪َ .‬ه ْل َم َ‬ ‫ُ‬ ‫الرجاس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات الَِّتي َي ْف َعلُ َها ِّ‬ ‫ير‪ ،‬أَفَ َي ْح َيا؟ ُك ُّل ِبِّرِه الَِّذي َع ِملَ ُه الَ ُي ْذ َك ُر‪ِ .‬في ِخ َيا َن ِت ِه‬ ‫ِبِّرِه َو َعم َل إِثْ ًما َوفَ َع َل م ْث َل ُك ِّل َّ َ َ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫وت‪.‬‬ ‫الَِّتي َخا َن َها َوِفي َخ ِطي َِّت ِه الَِّتي أَ ْخطَأَ ِب َها َي ُم ُ‬

‫‪25‬‬ ‫اآلن‬ ‫الر ِّ‬ ‫يق َّ‬ ‫س ْت طَ ِر ُ‬ ‫اس َم ُعوا َ‬ ‫« َوأَ ْنتُ ْم تَقُولُ َ‬ ‫ستَ ِوَي ًة‪ .‬فَ ْ‬ ‫ب ُم ْ‬ ‫ون‪ :‬لَ ْي َ‬ ‫ستَ ِوَي ٍة؟ ‪26‬إِ َذا َر َج َع ا ْل َب ُّار َع ْن ِبِّرِه َو َع ِم َل إِثْ ًما‬ ‫س ْت طُ​ُرقُ ُك ْم َغ ْي َر ُم ْ‬ ‫أَلَ ْي َ‬

‫ِ ِ‬ ‫ستَ ِوَي ٍة؟‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َيا َب ْي َ‬ ‫يل‪ :‬أَطَ ِريقي ه َي َغ ْي ُر ُم ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ات ِف ِ‬ ‫وت‪َ 27 .‬وِا َذا‬ ‫يه‪ ،‬فَ ِبِإثْ ِم ِه الَِّذي َع ِملَ ُه َي ُم ُ‬ ‫َو َم َ‬

‫‪81‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫اص ِ‬ ‫شِّرِه الَِّذي فَع َل‪ ،‬وع ِم َل حقًّا وع ْدالً‪ ،‬فَهو ي ْح ِيي َن ْفس ُه‪ 28 .‬أرَى فَرجع ع ْن ُك ِّل مع ِ‬ ‫َر َج َع ِّ‬ ‫يه الَِّتي‬ ‫ير َع ْن َ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫‪29‬‬ ‫ب مستَ ِوي ًة‪ .‬أَطُرِقي َغ ْير م ِ‬ ‫ت‬ ‫يق َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يم ٍة َيا َب ْي َ‬ ‫س ْت طَ ِر ُ‬ ‫وت‪َ .‬وَب ْي ُ‬ ‫َع ِملَ َها فَ َح َياةً َي ْح َيا‪ .‬الَ َي ُم ُ‬ ‫الر ِّ ُ ْ َ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫يل َيقُو ُل‪ :‬لَ ْي َ‬ ‫ُ‬ ‫ستَق َ‬ ‫‪31‬‬ ‫يل‪ُ ،‬ك ِّل و ِ‬ ‫َج ِل ذلِ َك أَق ِ‬ ‫يل؟ أَلَ ْيس ْت طُرقُ ُكم َغ ْير م ِ‬ ‫اح ٍد َكطُ​ُرِق ِه‪َ ،‬يقُو ُل‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ْضي َعلَ ْي ُك ْم َيا َب ْي َ‬ ‫يم ٍة؟ ِم ْن أ ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ُ ْ َ ُ ْ‬ ‫إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ستَق َ‬ ‫اإل ثْم مهلَ َك ًة‪ِ31 .‬ا ْطرحوا ع ْن ُكم ُك َّل مع ِ‬ ‫ب‪ .‬تُوبوا وار ِجعوا ع ْن ُك ِّل مع ِ‬ ‫اصي ُك ُم الَِّتي‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اصي ُك ْم‪َ ،‬والَ َي ُك ُ‬ ‫ُ َْ ُ َ‬ ‫ون لَ ُك ُم ِ ُ َ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َُ َ ْ‬ ‫‪32‬‬ ‫ُس ُّر ِب َم ْو ِت‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ون َيا َب ْي َ‬ ‫وحا َج ِد َ‬ ‫اع َملُوا ألَ ْنفُ ِس ُك ْم َق ْل ًبا َج ِد ً‬ ‫يدةً‪َ .‬فلِ َما َذا تَ ُموتُ َ‬ ‫ص ْيتُ ْم ِب َها‪َ ،‬و ْ‬ ‫يدا َوُر ً‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫يل؟ أل َِّني الَ أ َ‬ ‫َع َ‬ ‫اح َي ْوا‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫وت‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َم ْن َي ُم ُ‬ ‫ب‪ ،‬فَ ْار ِج ُعوا َو ْ‬ ‫نجد هنا مثل شرير آخر قاله هؤالء األشرار األباء أكلوا الحصرم وأسنان األبناء ضرست = أى أن الخراب الذى‬ ‫نحن فيه سببه خطايا أبائنا‪ ،‬فما ذنبنا نحن‪ ،‬إذ أننا لم نخطئ مثلهم‪ .‬وهذا الكالم فيه إتهام مباشر هلل بأنه ظالم‪.‬‬ ‫والحظ أن اهلل منذ بداية السفر يقول أن هذا الشعب مستمر فى خطاياه حتى اآلن (‪ )3 : 2‬وهم إستندوا لآلية‬

‫التى تقول "أفتقد ذنوب األباء فى األبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضى خر ‪ .6 : 24‬لكنهم فى مكرهم‬ ‫أخذوا نصف اآلية وتركوا كلمة "من مبغضى" أى أن ضربات اهلل ستكون على األوالد إذا هم إستمروا فى شرور‬

‫أبائهم‪ ،‬واستمروا فى بغضهم هلل‪ .‬ولكن نالحظ أن اهلل يؤدب الخاطئ بطريقة فردية‪ ،‬ولكن إذا إستمرت الخطية‬

‫حتى الجيل ا لثالث والرابع‪ ،‬فهى تصبح كالوباء المنتشر‪ ،‬فحينئذ تكون الضربة عامة وشاملة‪ ،‬لذلك نسمع هنا‬ ‫وفى سفر إ رمياء عن ضربة عامة ضد أورشليم ويهوذا ككل ألن الخطية قد تفشت فى وسط الجميع‪ .‬اهلل من‬

‫طول أناته ال يعاقب مباشرة بل يتأنى‪ .‬وقد يتأنى ثالثة أو أربع أجيال‪ ،‬فإذا إستمرت البغضة وانتشرت الخطية‬ ‫تكون الضربة عامة‪ .‬وفى هذا اإلصحاح يركز اهلل على المسئولية الفردية لكل شخص‪ ،‬ولنا أمثله واضحة فى‬

‫الكتاب المقدس‪ .‬فأحاز كان ملكاً شري اًر ولكنه أنجب ملكاً قديساً هو حزقيا‪ ،‬ولم يعاقب اهلل حزقيا بذنب أحاز أبيه‪،‬‬ ‫بل بارك اهلل حزقيا‪ .‬وحزقيا ا لقديس هذا أنجب منسى أشر ملوك إسرائيل (أى يهوذا التى أصبح يطلق عليها إسم‬

‫إسرائيل بعد سبى أشور للمملكة الشمالية إسرائيل) وابن منسى آمون كان شري اًر كأبيه‪ ،‬ولكنه أنجب ملكاً با اًر هو‬ ‫يوشيا الملك الصالح‪ .‬وواضح هنا مسئولية كل فرد باإلستقالل عن أبيه‪ .‬ولكن هذا ال يمنع أن بعض ذنوب‬

‫األباء تؤثر على األبناء‪ ،‬فاألب السكير يضر أوالده‪ .‬ولكن ال ننسى محاوالت اهلل لدعوة كل إنسان للتوبة‪ ،‬ويكون‬

‫اإلنسان ح اًر فى أن يستجيب لعمل الروح القدس فيه ويتوب‪ ،‬أو ينجذب من شهوته مقلداً أبيه‪ .‬والنفس التى‬

‫تخطئ هى تموت = فموت الجسد هو إنفصال النفس عن الجسد‪ ،‬أما موت النفس فهو إنفصالها عن اهلل ثم‬

‫هالكها أبدياً فى جهنم بعد أن تتحد بجسدها ثانية‪ .‬ها كل األنفس هى لى = سيادة اهلل مطلقة على كل نفس‬ ‫فهو أبو الجميع‪ ،‬وصورته مطبوعة على كل أرواح البشر‪ .‬فأكيد أن اهلل يريد الخير لكل نفس ولن يظلم أى أحد‪،‬‬

‫فهو له نفس األب ونفس اإلبن‪ .‬وليكن ردنا على هذه اآلية‪ ...‬يارب نفسى هى لك‪ ،‬فيقول‪ ..‬يا إبنى أعطنى‬

‫قلبك‪ ..‬ونرد يا أبتاه لك قلبى‪ .‬ولم يأكل على الجبال = أى لم يشترك فى العبادات الوثنية التى تنتهى بأن يأكل‬ ‫الجميع مما ذبح لألوثان كطقس عبادة وثنى‪.‬‬

‫ولنالحظ أن بعض ما يطلبه اهلل هو إمتناع عن خطايا = لم ينجس إمرأة قريبه والبعض هو أعمال بر إيجابية‬

‫= بذل خبزه للجوعان‪ .‬عموماً فاإلنسان يخلص باإلمتناع عن الخطايا وبعمل أعمال بر (لذلك فالروح القدس‬ ‫‪82‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫يبكت على خطية وعلى بر‪ ،‬يبكت على خطية لنكف عنها‪ ،‬ويبكت على بر ال نصنعه)‪ .‬أضف لذلك أن نسلك‬

‫فى فرائضه = أى نكون أمناء مع اهلل‪ .‬وال يظلم إنساناً = أى نكون أمناء مع الناس‪ .‬واذا ولد اإلنسان البار إبنا‬

‫معتنفاً = أى عنيفاً فى كسر الوصية وظلم الناس فهذا يموت‪ .‬والحظ اآلية الرائعة المعزية هنا والتى تشير لقبول‬

‫التوبة = فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التى فعلها وحفظ كل فرائضى‪ ،‬وفعل حقاً وعدالً فحياة يحيا‪ .‬ال‬

‫يموت‪ ..‬وأنظر أية محبة يحبنا بها اهلل = هل مسرة أسر بموت الشرير‪ ..‬أال برجوعه عن طرقه فيحيا‪ .‬واذا إرتد‬ ‫البار يموت‪ .‬فهناك كثيرون يحيون فى بر ظاهرى ألنه ال توجد لهم فرصة للخطية‪ ،‬ومتى جاءت لهم فرصة‬

‫للخطية فإنهم يخطئون ويرتدون‪ ،‬وحينئذ ال ينفعهم ما كانوا فيه من بر ظاهرى‪.‬‬

‫والحظ أية وقاحة وصل لها هذا الشعب فهم يقولون عن اهلل أن طرقه غير مستوية‪ .‬وأنظر أية بساطة ومحبة‬

‫من اهلل فى إجابته‪ ،‬فبدالً من أن يميت من قال هذا فو اًر‪ ،‬نجد اهلل يرد عليهم في بساطة قلب متناهية‪ ...‬بل أنتم‬

‫طرقكم غير مستوية = أى إله هو إلهنا هذا !! إلهنا هو بسيط جداً ومحبة فائضة‪ ،‬ويعجز اإلنسان أن يتصور‬

‫أية محبة قد أحبنا بها اهلل‪ .‬ومازال ندائه توبوا وارجعوا عن كل معاصيكم‪ .‬وأنظر لقوة التوبة وأعملوا ألنفسكم قلباً‬

‫جديداً وروحاً جديدة‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫اإلصحاح التاسع عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫هنا يقدم مرثاة على ملوك يهوذا الذين أتوا بعد يوشيا وأولهم يهوآحاز الذى ملك ‪ 3‬أشهر ثم أسره فرعون نخو‬

‫ملك مصر إلى مصر‪ ،‬وملك أخوه يهوياقيم بدالً منه‪ ،‬وهذا األخير لشره هو أيضاً أسره نبوخذ نصر ملك بابل‬ ‫وملك إبنه يهوياكين عوضاً عنه‪ ،‬وهذا أيضاً أسره ملك بابل وملك صدقيا مكانه‪ .‬ولكن هذا األخير خان عهده‬ ‫أسير إلى‬ ‫مع ملك بابل فحاصر ملك بابل أورشليم‪ .‬وفى محاولة صدقيا الهرب أمسكوا به وفقأوا عينيه وأقتيد‬ ‫اً‬

‫بابل‪ .‬وهنا يشبه بيت داود أوالً بلبؤة والملوك المذكورين باألسود المفترسة لظلمهم‪ ،‬لكنهم وقعوا فى الشباك‪ ،‬ثم‬ ‫ثانية يشبه بيت داود بكرمة كانت قوية ولكن فروعها كسرت‪ ،‬والمقصود من هذه المرثاة إقناع الناس بنهاية بيت‬

‫داود‪ ،‬حتى ال يمنوا أنفسهم بالعودة إلى أورشليم‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ت فَارفَع مرثَاةً علَى ر َؤ ِ‬ ‫ُسوِد‪،‬‬ ‫يل‪َ ،‬وقُ ْل‪َ :‬ما ِه َي أ ُّ‬ ‫اآليات (‪« "-:)9-1‬أ َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ُم َك؟ لَ ْب َوةٌ َرَب َ‬ ‫ساء إِ ْ‬ ‫ض ْت َب ْي َن األ ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َما أَ ْن َ ْ ْ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪3 .‬رب ْ ِ ِ‬ ‫ش َب ِ‬ ‫يس ِة‪ .‬أَ َك َل َّ‬ ‫اس‪َ 4 .‬فلَ َّما‬ ‫اء َها َب ْي َن األَ ْ‬ ‫َو َرب ْ‬ ‫الن َ‬ ‫اس ا ْلفَ ِر َ‬ ‫ص َار ش ْبالً‪َ ،‬وتَ َعلَّ َم افْت َر َ‬ ‫َّت َواح ًدا م ْن ِج َرائ َها فَ َ‬ ‫َّت ِج َر َ‬ ‫َ‬ ‫‪5‬‬ ‫ُخ َذ ِفي ح ْفرِت ِهم‪ ،‬فَأَتَوا ِب ِه ِب َخ َزِائم إِلَى أَر ِ ِ‬ ‫س ِمع ْت ِب ِه األُمم أ ِ‬ ‫اؤ َها‪،‬‬ ‫َت أ ََّن َها قَِد ا ْنتَظَ َر ْت َو َهلَ َك َر َج ُ‬ ‫ص َر‪َ .‬فلَ َّما َأر ْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذ ْت َ ِ‬ ‫ُس ِ‬ ‫يس ِة‪ .‬أَ َك َل َّ‬ ‫صي َ​َّرتْ ُه ِش ْبالً‪ .‬فَتَ َم َّ‬ ‫اس‪.‬‬ ‫أَ‬ ‫الن َ‬ ‫س ا ْلفَ ِر َ‬ ‫ص َار ش ْبالً َوتَ َعلَّ َم افْت َار َ‬ ‫ود‪َ .‬‬ ‫شى َب ْي َن األ ُ‬ ‫آخ َر م ْن ِج َرائ َها َو َ‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم ُم ِم ْن ُك ِّل ِج َه ٍة‬ ‫َو َع َر َ‬ ‫ص ْو ِت َزْم َج َرِت ِه‪ .‬فَاتَّفَ َ‬ ‫ب ُم ُد َن ُه ْم‪ ،‬فَأَ ْقفَ​َر ِت األ َْر ُ‬ ‫ورُه ْم َو َخ َّر َ‬ ‫ض َو ِم ْل ُؤ َها م ْن َ‬ ‫ف قُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ق َعلَ ْيه األ َ‬ ‫‪9‬‬ ‫شب َكتَهم‪ ،‬فَأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُعوهُ ِفي قَفَ ٍ‬ ‫ِم َن ا ْلُب ْل َد ِ‬ ‫ض ُروهُ إِلَى َملِ ِك َبا ِب َل‪،‬‬ ‫َح َ‬ ‫ص ِب َخ َزِائ َم َوأ ْ‬ ‫ُخ َذ ِفي ُح ْف َرِت ِه ْم‪ ،‬فَ َو َ‬ ‫ان‪َ ،‬وَب َ‬ ‫سطُوا َعلَ ْيه َ َ ُ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْوتُ ُه َب ْع ُد َعلَى ِج َب ِ‬ ‫يل‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ال إِ ْ‬ ‫َوأَتَ ْوا ِبه إِلَى ا ْلقالَ ِع ل َك ْيالَ ُي ْ‬ ‫س َم َع َ‬

‫اللبؤة األم = هى العائلة الملكية األم الم ِ‬ ‫رضعة‪ .‬ويسمى الملوك هنا رؤساء فهم لم يعودوا ملوكاً لخضوعهم‬ ‫ُ‬ ‫لآلخرين (مصر وبابل) = وسمى الرؤساء أشبال أى تعلم ملوك يهوذا من هؤالء الملوك المجاورين طريق الطغاة‬ ‫ألنها ربت أوالدها الملوك وسط األشبال فتعلموا نفس أساليب الملوك المجاورين فى ظلم شعوبهم‪ ،‬ولم يعودوا بعد‬ ‫رعاة يرعون رعيتهم بل يأكلونها = أكل الناس‪ .‬وأخذ فى حفرة األمم = جزاء ألعماله أسره ملك مصر والكالم‬

‫هنا عن يهوآحاز‪ .‬وتكررت نفس الصورة‪ ،‬ولكن اآلخر ذهب لبابل‪ .‬وعجيب أن ال يتعلم المرء أبدًا أن يد اهلل على‬ ‫الظالم فيتوب عن شره‪ .‬ولكن العيب أنهم إمتزجوا باألمم ولم يعتزلوا عنهم وعن شرورهم‪ .‬وهذا معنى تربوا وسط‬

‫األشبال ‪ .‬وكانت هذه طريقة ملوك الشرق أن يستعبدوا تابعيهم‪ .‬وألن ملوك يهوذا أرعبوا شعوبهم‪ ،‬فاهلل جعلهم‬ ‫ف قصورهم = أى نهب ما أمكنه نهبه من قصور شعبه أى من‬ ‫وع َر َ‬ ‫يرتعبون من الملوك الذين كانوا يقلدونهم‪َ .‬‬ ‫أغنيائهم‪ .‬بل من ظلمه جعل البالد خراباً‪ .‬فهؤالء الذين هم مثل إسمعيل يدهم على كل أحد‪ ،‬تكون يد كل أحد‬

‫عليهم تك ‪ 12 : 13‬وناد اًر ما نرى طاغية يموت فى سالم‪ .‬بل يمكن القول أن طغيان ملوك يهوذا وزمجرتهم‬

‫كاألسود على شعوبهم جعلت الملوك المجاورين يشعرون بقوتهم فهاجموهم‪ .‬هم ظنوا أنهم أسوداً بالحقيقة‬

‫فهاجموهم‪ ،‬وهكذا هم وقعوا فى الحفرة التى صنعوها بأنفسهم‬

‫‪84‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫آية ‪ -: 2‬فوضعوه فى قفص = كانت هذه عادة الملوك األشوريون‪ ،‬أنهم يضعوا أسراهم من الملوك واألمراء فى‬ ‫أقفاص وعرضهم على شعبهم للتسلية‬ ‫ِ ِ ‪11‬‬ ‫ان‬ ‫ا ْلم َي‬ ‫اه‪َ .‬و َك َ‬ ‫اج ِ‬ ‫ِب َكثْرِة َزر ِ‬ ‫ين َها‪.‬‬ ‫َ َ‬

‫‪11‬‬ ‫ُم َك َك َكرم ٍة‪ِ ،‬م ْثلِ َك ُغ ِرس ْت علَى ا ْل ِمي ِ‬ ‫اه‪َ .‬كا َن ْت ُمثْ ِم َرةً ُم ْف ِر َخ ًة ِم ْن َكثَْرِة‬ ‫اآليات (‪« "-:)14-11‬أ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ظهر ْت ِفي ارِتفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صِ‬ ‫ض َب ِ‬ ‫اع َها‬ ‫لَ َها فُ​ُروعٌ قَ ِوَّي ٌة لِقُ ْ‬ ‫سلِّ ِط َ‬ ‫ساقُ َها َب ْي َن األَ ْغ َ‬ ‫ين‪َ ،‬و ْارتَفَ َع َ‬ ‫ان ا ْل ُمتَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ان ا ْل َغ ْب َياء‪َ ،‬و َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 12‬‬ ‫لك َّن َها اقْتُلِ َع ْت ِب َغ ْي ٍظ َوطُ ِر َح ْت َعلَى األ َْر ِ‬ ‫وع َها ا ْلقَ ِويَّ ُة‪.‬‬ ‫يح َ‬ ‫س ْت فُ​ُر ُ‬ ‫َّس ْت ِر ٌ‬ ‫ش ْرِق َّي ٌة ثَ َم َرَها‪ .‬قُصفَ ْت َوَي ِب َ‬ ‫ض‪َ ،‬وقَ ْد َيب َ‬ ‫‪13‬‬ ‫شا َن ٍة‪14 .‬و َخرج ْت َنار ِم ْن فَر ِع ِع ِ‬ ‫أَ َكلَتْ َها َّ‬ ‫س ْت ِفي ا ْلقَ ْف ِر ِفي أ َْر ٍ‬ ‫ص ِّي َها أَ َكلَ ْت ثَ َم َرَها‪.‬‬ ‫س ٍة َع ْط َ‬ ‫الن ُار‪َ .‬و َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ض َيا ِب َ‬ ‫اآلن ُغ ِر َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ون لِمرثَ ٍ‬ ‫يب تَ ٍ ِ‬ ‫اآلن فَرعٌ قَ ِو ٌّ ِ ِ‬ ‫اة»‪".‬‬ ‫سلُّط‪ .‬ه َي ِرثَ ٌ‬ ‫ي لقَض ِ َ‬ ‫َولَ ْي َ‬ ‫اء َوتَ ُك ُ َ ْ‬ ‫س لَ َها َ ْ‬

‫هنا مرثاة على شعب إسرائيل الذى كان ككرمة مغروسة على مياه النعمة اإللهية‪ .‬وكان لها ثمر حلو = كانت‬

‫مثمرة مفرخة‪ .‬وكان لها فروع قوية = أى الحكام األقوياء الصالحين‪ .‬ولهم قضبان متسلطين = أى لهم أحكام‬ ‫قوية وق اررات قوية لصالح الحكم‪ .‬وحين كان هناك عدل وخوف اهلل إرتفع ساقها = أى لم تقف أمامها األمم‪.‬‬

‫وكانت أورشليم بارزة وسط كل ما حولها‪ .‬وحتى حينما كان صدقيا ملتزماً بوعوده مع ملك بابل ازدهرت مملكته‬

‫بالرغم من شرورها‪ .‬هذه هى طول أناة اهلل وبطء غضبه‪ .‬ولكنها إذ تركت إلهها وارتدت إلى الوثنية إقتلعت من‬

‫أرضها‪ .‬فلقد أثير نبوخذ نصر من خيانة صدقيا له‪ ،‬فإقتلعه بعنف ودمر المدينة‪ .‬وقطع كل فروع العائلة وكأن‬ ‫ريح شرقية يبست ثمارها = هذا يعنى سقوط شبابها بالسيف‪ .‬كأن الريح الشرقية هى تأديب اهلل لهم على‬

‫خطاياهم عن طريق ملك بابل وغرست الكرمة فى القفر = هذا معناه سبى الشعب ليعيش فى بابل‪ ،‬وبابل‬ ‫الوثنية بالنسبة لشعب اهلل تكون كالقفر (وهذه هى حال كل إنسان يجرى وراء شهواته وملذات قلبه‪ ،‬فهو ُيحرم من‬ ‫مياه الروح القدس المعطية ثما اًر‪ ،‬وينقل من مركز البنوة هلل ليصير بقلبه الشرير فى أرض عدوه إبليس غريباً‬

‫وأسي اًر‪ ،‬وتتحطم أغصانه وتصير وقوداً للنار‪ ،‬وتجف أرضه تماماً وتصير مقفرة)‪ .‬وخرجت نار من فروع عصيها‬

‫= الفرع هنا هو الملك صدقيا نفسه الذى بتمرده على ملك بابل تسبب فى هذه النار التى أحرقت أورشليم‪.‬‬ ‫وأورشليم فى شرها جعلت نفسها كقطع الخشب لنيران غضب اهلل‪ ،‬وكأن أغصانها ع ِملت كوقود خرابها‪ .‬هى رثاء‬

‫وتكون لمرثاة = بالرجوع لآلية ‪ 1‬من نفس اإلصحاح نفهم أن ما قيل هنا هو رثاء ألورشليم ألجل ما سيحل بها‬ ‫من خراب‪ ،‬وهو مرثاة لكل من يترك إلهه فيحترق مثل أورشليم‪.‬‬

‫‪85‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح العشرون)‬

‫اإلصحاح العشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫أتى بعض الشيوخ للنبى ليسألوه‪ .‬واهلل يظهر لهم إستياءه منهم‪ ،‬ويظهر لهم تاريخ معامالته الكريمة معهم‪ ،‬وأيضاً‬

‫خياناتهم المستمرة‪ ،‬ويعلن لهم أحكامه ضدهم ومراحمه التى يختزنها للبقية وأنه سوف يعيدهم ألرضهم‬

‫‪1‬‬ ‫‪،‬في ا ْلع ِ‬ ‫سِ‬ ‫الشه ِر ا ْل َخ ِ‬ ‫الس َن ِة َّ ِ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫اش ِر ِم َن َّ‬ ‫ش ُيو ِخ‬ ‫الش ْه ِر‪ ،‬أ َّ‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫اسا ِم ْن ُ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)4-1‬و َك َ‬ ‫السا ِب َعة‪ ،‬في َّ ْ‬ ‫َن أَُن ً‬ ‫َ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‪ ،‬فَجلَسوا أَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َرِائي َل‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِ َل َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫سأَلُوا َّ‬ ‫ش ُي َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫آد َم‪َ ،‬كلِّ ْم ُ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫امي‪ .‬فَ َك َ‬ ‫وخ إِ ْ‬ ‫اءوا ل َي ْ‬ ‫إِ ْ‬ ‫يل َج ُ‬ ‫الر َّ َ ُ َ‬ ‫ب‪َ :‬ه ْل أَ ْنتُم آتُ َ ِ‬ ‫ب‪َ 4 .‬ه ْل‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ُسأَ ُل ِم ْن ُك ْم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َوُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫سأَلُوِني؟ َح ٌّي أَ​َنا‪ ،‬الَ أ ْ‬ ‫ون لتَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫آدم؟ عِّرفْهم رج ِ‬ ‫آب ِائ ِه ْم‪" ،‬‬ ‫تَِدي ُن ُه ْم؟ َه ْل تَِد ُ‬ ‫اسات َ‬ ‫ين َيا ْاب َن َ َ َ ُ ْ َ َ َ‬ ‫الحظ إهتمام النبى بذكر التواريخ‪ ،‬وهكذا كان كل من آمن باهلل من هذا الشعب‪ ،‬فهم يعرفون من نبوات إرمياء‬

‫حى أنا ال أسأل‬ ‫أن مدة السبى محددة بسبعين سنة‪ ،‬وكأن الشعب المؤمن يحسب األيام ليعود إلي اورشليم ‪ٌ .‬‬ ‫منكم = وماذا كان سؤالهم ؟ هم كانوا يسألون‪ ..‬ما دمنا وسط البابليين الوثنيين وليس لدينا هيكل نعبد فيه اهلل‪،‬‬ ‫وحتى نحظى برضا سادتنا البابليين‪ ،‬فلماذا ال نعبد الهتهم (آية ‪ .)32‬ومع هذه الطبيعة المتمردة ال يجيب اهلل‪.‬‬ ‫فاهلل لن يجيب إال إذا قدموا توبة عن هذه الخطايا‪ .‬أما مظاهر التقوى الجالسين بها أمام اهلل‪ ،‬فهى ال تنطلى‬

‫على اهلل الذى يعرف خبايا قلوبهم وقد كشفها للنبى‪ .‬هل تدينهم‪ .‬هل تدين يا إبن آدم = أنت اآلن كنبى ولقد‬ ‫كشفت لك ما فى قلوبهم فال تدافع عنهم كشفيع‪ ،‬بل إعلن األحكام عليهم‪ ،‬وهذه األحكام ليس فقط عن خطاياهم‬

‫بل إكشف لهم أيضاً عن خطايا أبائهم التى أغاظت اهلل ولذلك فاهلل سوف يقطعهم‪ .‬إبن آدم = هنا نفهم معنى‬

‫قول اهلل له يا إبن آدم‪ .‬فهو كبشر وابن آدم له نفس الظروف التى تجرى على الشعب‪ ،‬فالكل أوالد آدم‪ .‬ولكنه‬ ‫إستطاع بالرغم من ضعفه البشرى أن يسلك بإستقامة‪ .‬واستقامته هذه تكون سبب دينونة لبقية الشعب‪ ،‬إذ ليس‬ ‫لهم عذر (رو ‪ )1 : 2 +24 : 1‬لذلك فحين يعلن حزقيال أحكام الدينونة يعلنها ضد الشعب كمن هو إبن آدم‬ ‫مثلهم‪ ،‬وهذا معنى أننا سندين العالم ‪1‬كو ‪3 ،2 : 3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫يل ورفَع ُ ِ ِ‬ ‫ت إِ ِ‬ ‫وب‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ب‪ِ :‬في َي ْوِم ْ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)9-5‬وُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫س ِل َب ْيت َي ْعقُ َ‬ ‫ت َيدي ل َن ْ‬ ‫س َرائ َ َ َ ْ‬ ‫اختَْر ُ ْ‬ ‫‪6‬‬ ‫وع َّرفْتُهم َن ْف ِسي ِفي أَر ِ ِ‬ ‫ت لَ ُه ْم َي ِدي‬ ‫الر ُّ‬ ‫ت لَ ُه ْم َي ِدي قَ ِائالً‪ :‬أَ​َنا َّ‬ ‫له ُك ْم‪ِ ،‬في ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َرفَ ْع ُ‬ ‫ص َر‪َ ،‬و َرفَ ْع ُ‬ ‫ض م ْ‬ ‫ب إِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫‪7‬‬ ‫يض لَب ًنا وعسالً‪ِ ،‬هي فَ ْخر ُك ِّل األَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُخ ِرجهم ِم ْن أَر ِ ِ‬ ‫ص َر إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ت‬ ‫ض الَِّتي تَ َج َّ‬ ‫اضي‪َ ،‬وُق ْل ُ‬ ‫سْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ستُ َها لَ ُه ْم‪ ،‬تَف ُ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫أل ْ َ ُ ْ‬ ‫ان ِم ْن ُكم أَرجاس ع ْي َن ْي ِه‪ ،‬والَ تَتَ​َنجَّسوا ِبأ ِ ِ‬ ‫سٍ‬ ‫له ُك ْم‪8 .‬فَتَ َم َّرُدوا َعلَ َّي َولَ ْم‬ ‫الر ُّ‬ ‫ص َر‪ .‬أَ​َنا َّ‬ ‫ْ َْ َ َ‬ ‫َص َنام م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ب إِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لَ ُه ُم‪ :‬ا ْط َر ُحوا ُك ُّل إِ ْن َ‬ ‫ان ِم ْنهم أَرجاس ع ْي َن ْي ِه‪ ،‬ولَم يتْرُكوا أَص َن ِ‬ ‫س َم ُعوا لِي‪َ ،‬ولَ ْم َي ْط َر ِح ِ‬ ‫ب‬ ‫يدوا أ ْ‬ ‫ص َر‪ .‬فَ ُق ْل ُ‬ ‫ُي ِر ُ‬ ‫َس ُك ُ‬ ‫س ُ ُْ ْ َ َ َ‬ ‫ت‪ :‬إِ ِّني أ ْ‬ ‫ام م ْ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َج ِل ِ ِ‬ ‫‪ِ9‬‬ ‫ِر ْج ِزي علَ ْي ِهم أل ُِت َّم علَ ْي ِهم س َخ ِطي ِفي وس ِط أَر ِ ِ‬ ‫ام ُع ُي ِ‬ ‫ون‬ ‫ص َن ْع ُ‬ ‫ت أل ْ‬ ‫ْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫اسمي ل َك ْيالَ َيتَ​َنج َ‬ ‫ص َر‪ .‬لك ْن َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّس أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫اج ِهم ِم ْن أَر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ص َر‪" .‬‬ ‫س ِط ِهِم‪ ،‬الَِّذ َ‬ ‫ُمِم الَِّذ َ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ين ُه ْم في َو ْ‬ ‫ْ‬ ‫ام ُع ُيون ِه ْم ِبإ ْخ َر ْ‬ ‫ين َع َّرفْتُ ُه ْم َن ْفسي أ َ‬ ‫األ َ‬ ‫َم َ‬

‫‪86‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح العشرون)‬

‫هنا كشف اهلل سر عبوديتهم فى مصر‪ ،‬وذلك أن أصنام مصر كانت ترعى فى قلوبهم‪ .‬إذاً السبب فى أالمهم فى‬

‫أرض مصر لم يكن هو قساوة قلب فرعون‪ ،‬إنما الخطية الرابضة داخلهم وانحراف قلبهم وفى نفس الوقت كان‬ ‫اهلل يعد لهم أرض كنعان‪ .‬ومع هذا لم يسخط عليهم بل أخرجهم بقوة من أرض مصر‪ .‬بل هم فى أرض مصر‬

‫لم يسألوا عن اهلل‪ ،‬بل هو الذى أعلن ذاته ألجلهم‪ ،‬فاهلل هو الذى يالحقنا بإحساناته واعالناته‪ .‬ورفعت لهم يدى‬

‫= كأنه يقسم أن يخرجهم‪ .‬ولم يطلب منهم شيئاً سوى أن يتخلوا عن رجاساتهم‪ .‬وهم كانوا يستحقون أن يسكب‬

‫اهلل رجزه عليهم ‪ ،‬ولكنه حتى يتقدس إسمه ويتمجد وسط المصريين لم يصنع هذا الشر بهم‪ ،‬حتى ال يقول‬ ‫المصريين أن اهلل بدد شعبه أو أنه لم يقدر أن يحافظ على شعبه‪ .‬ولذلك السبب فنحن مطمئنين على الكنيسة‬

‫فاهلل لن يهملها ألجل مجد إسمه‬

‫‪11‬‬ ‫َخ َر ْجتُ ُه ْم ِم ْن‬ ‫اآليات (‪ "-:)26-11‬فَأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫أْ ِ ِ‬ ‫ان َي ْح َيا ِب َها‪.‬‬ ‫سٌ‬ ‫َح َكامي الَّتي إِ ْن َعملَ َها إِ ْن َ‬

‫ِّس ُه ْم‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ب ُمقَد ُ‬

‫ِ ‪11‬‬ ‫ط ْيتُهم فَرِائ ِ‬ ‫أَر ِ ِ‬ ‫ضي َو َع َّرفْتُ ُه ْم‬ ‫ت ِب ِه ْم إِلَى ا ْل َبِّري‬ ‫ص َر َوأَتَ ْي ُ‬ ‫َّة‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ض م ْ‬ ‫ْ‬ ‫َع َ ُ ْ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َعالَ َم ًة َب ْيني َوَب ْي َن ُه ْم‪ ،‬ل َي ْعلَ ُموا أ َِّني أَ​َنا‬ ‫َع َ‬ ‫س ُبوِتي لتَ ُك َ‬ ‫ط ْيتُ ُه ْم أ َْي ً‬ ‫َوأ ْ‬ ‫ضا ُ‬

‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ضوا أ ْ ِ ِ‬ ‫َّة‪ .‬لَم يسلُ ُكوا ِفي فَرِائ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت إِ ِ ِ‬ ‫ان َي ْح َيا‬ ‫سٌ‬ ‫ضي َو َرفَ ُ‬ ‫س َرائي َل في ا ْل َبِّري ْ َ ْ‬ ‫«فَتَ َم َّرَد َعلَ َّي َب ْي ُ ْ‬ ‫َح َكامي الَّتي إِ ْن َعملَ َها إِ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫‪ِ 14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اس ِمي‬ ‫ص َن ْع ُ‬ ‫يرا‪ .‬فَ ُق ْل ُ‬ ‫ت أل ْ‬ ‫َس ُك ُ‬ ‫َج ِل ْ‬ ‫ت‪ :‬إِ ِّني أ ْ‬ ‫ب ِر ْج ِزي َعلَ ْي ِه ْم في ا ْل َبِّريَّة ِإل ْف َنائ ِه ْم‪ .‬لك ْن َ‬ ‫َّسوا ُ‬ ‫ِب َها‪َ ،‬وَنج ُ‬ ‫س ُبوتي َكث ً‬ ‫‪15‬‬ ‫َّة ِبأ َِّني الَ ِ‬ ‫ضا ي ِدي لَهم ِفي ا ْلبِّري ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام ُع ُي ِ‬ ‫آتي‬ ‫ين أ ْ‬ ‫ام ُع ُيوِن ِه ْم‪َ .‬و َرفَ ْع ُ‬ ‫ُمِم الَِّذ َ‬ ‫َ‬ ‫ت أ َْي ً َ‬ ‫ل َك ْيالَ َيتَ​َنج َ‬ ‫ُْ‬ ‫َخ َر ْجتُ ُه ْم أ َ‬ ‫ون األ َ‬ ‫َّس أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪16‬‬ ‫َح َك ِ‬ ‫يض لَب ًنا وعسالً‪ِ ،‬هي فَ ْخر ُك ِّل األَر ِ‬ ‫َعطَ ْيتُهم إِي َ ِ‬ ‫ِب ِهم إِلَى األَر ِ َِّ‬ ‫امي َولَ ْم‬ ‫ضوا أ ْ‬ ‫اضي‪ .‬أل ََّن ُه ْم َرفَ ُ‬ ‫َّاها تَف ُ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ض التي أ ْ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫َن َق ْلبهم َذ َهب وراء أَص َن ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّسوا ُ ِ‬ ‫شفَقَ ْت َعلَ ْي ِه ْم َع ْن‬ ‫ام ِه ْم‪.‬‬ ‫لك َّن َع ْي ِني أَ ْ‬ ‫َ َ​َ َ ْ‬ ‫َي ْ‬ ‫سلُ ُكوا في فَ َرائضي‪َ ،‬ب ْل َنج ُ‬ ‫س ُبوتي‪ ،‬أل َّ َ ُ ْ‬ ‫ِ ‪18‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫سلُ ُكوا ِفي فَ َرِائ ِ‬ ‫ام ُه ْم‪،‬‬ ‫إِ ْهالَ ِك ِه ْم‪َ ،‬فلَ ْم أُف ِْن ِه ْم ِفي ا ْل َبِّري‬ ‫َّة‪َ .‬وُق ْل ُ‬ ‫آب ِائ ُك ْم‪َ ،‬والَ تَ ْحفَظُوا أ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ت أل َْب َنائ ِه ْم في ا ْل َبِّريَّة‪ :‬الَ تَ ْ‬ ‫َح َك َ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪19‬‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ب إِله ُكم‪ ،‬فَاسلُ ُكوا ِفي فَرِائ ِ‬ ‫والَ تَتَ​َنجَّسوا ِبأَص َن ِ‬ ‫ِّسوا‬ ‫ام ِه ْم‪ .‬أَ​َنا َّ‬ ‫امي َو ْ‬ ‫احفَظُوا أ ْ‬ ‫ضي َو ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اع َملُوا ِب َها‪َ ،‬وقَد ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الر ُّ ُ ْ‬ ‫‪21‬‬ ‫ب إِله ُكم‪ .‬فَتَم َّرَد األ َْب َناء علَ َّي‪ .‬لَم يسلُ ُكوا ِفي فَرِائ ِ‬ ‫ضي‬ ‫ون َعالَ َم ًة َب ْي ِني َوَب ْي َن ُك ْم‪ ،‬لِتَ ْعلَ ُموا أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫س ُبوِتي فَتَ ُك َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الر ُّ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫امي لِيعملُ َ ِ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ب ِر ْج ِزي‬ ‫س ُبوِتي‪ .‬فَ ُق ْل ُ‬ ‫سٌ‬ ‫َولَ ْم َي ْحفَظُوا أ ْ‬ ‫َس ُك ُ‬ ‫ت‪ :‬إِ ِّني أ ْ‬ ‫َّسوا ُ‬ ‫ان َي ْح َيا ِب َها‪َ ،‬وَنج ُ‬ ‫وها‪ ،‬الَّتي إِ ْن َعملَ َها إِ ْن َ‬ ‫ََْ‬ ‫َج ِل ِ ِ‬ ‫َّة‪22 .‬ثُ َّم َكفَ ْف ُ ِ‬ ‫علَ ْي ِهم أل ُِت َّم س َخ ِطي علَ ْي ِهم ِفي ا ْلبِّري ِ‬ ‫ام ُع ُي ِ‬ ‫ُمِم‬ ‫ص َن ْع ُ‬ ‫ت أل ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اسمي ل َك ْيالَ َيتَ​َنج َ‬ ‫ت َيدي َو َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ون األ َ‬ ‫َّس أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪23‬‬ ‫َّة ألُفَِّرقَهم ِفي األُمِم وأُ َذِّريهم ِفي األَر ِ‬ ‫ضا ي ِدي لَهم ِفي ا ْلب ِّري ِ‬ ‫اضي‪،‬‬ ‫ين أ ْ‬ ‫ام ُع ُيوِن ِه ْم‪َ .‬و َرفَ ْع ُ‬ ‫الَِّذ َ‬ ‫َ‬ ‫ت أ َْي ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُْ‬ ‫ُْ‬ ‫ُْ‬ ‫َخ َر ْجتُ ُه ْم أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ضوا فَرِائ ِ‬ ‫‪24‬أل ََّنهم لَم يص َنعوا أ ْ ِ‬ ‫ضي‪ ،‬وَنجَّسوا سبوِتي‪ ،‬و َكا َن ْت عيوُنهم وراء أ ِ‬ ‫آب ِائ ِه ْم‪.‬‬ ‫َص َنام َ‬ ‫َ ُ ُ​ُ‬ ‫ُ​ُ ُْ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ْ َ ْ ُ‬ ‫َح َكامي‪َ ،‬ب ْل َرفَ ُ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬ ‫َج ُازوا ِفي َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ار ُك َّل‬ ‫َّستُ ُه ْم ِب َع َ‬ ‫َع َ‬ ‫ط َاي ُ‬ ‫ضا فَ َرِائ َ‬ ‫صالِ َح ٍة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ط ْيتُ ُه ْم أ َْي ً‬ ‫َوأ ْ‬ ‫اه ْم إِ ْذ أ َ‬ ‫اما الَ َي ْح َي ْو َن ِب َها‪َ ،‬وَنج ْ‬ ‫ض َغ ْي َر َ‬ ‫َح َك ً‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫يد ُه ْم‪َ ،‬حتَّى َي ْعلَ ُموا أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫فَ ِات ِح َر ْحٍم‪ ،‬ألُِب َ‬

‫يكشف الرب هنا عن تمردهم عليه فى البرية‪ ،‬ومن محبته لم يذكر كل ما عمله لهم (من ‪ /‬سلوى ‪ /‬ماء من‬ ‫الصخرة ‪ /‬شق البحر وشق األردن ‪ /‬هزيمة كل أعدائهم‪ )...‬ولكن ركز اهلل على أمرين ‪ )1‬الوصية ‪ )2‬السبت‬

‫‪.‬‬

‫واعتبر اهلل أن هذين اإلثنين هما أفضل عطاياه لهم (آيات ‪ . )12 ،11‬فالوصية هى عالمة حب اهلل لنا‪،‬‬

‫حتى ال يسير اإلنسان حسب طبيعته المنحرفة فيهلك ويعيش حزيناً‪ .‬اهلل قدم لإلنسان الحرية‪ ،‬ولكنه وهبه الوصية‬ ‫حتى يضبط بها نفسه بهدوء فال يهلك‪ .‬كان اإلنسان فى الجنة ال يعرف الخير والشر وكانت الجنة إسمها جنة‬

‫‪87‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح العشرون)‬

‫عدن أى الفرح إشارة للفرح الذى تمتع به آدم فى الجنة قبل أن يسقط‪ ،‬واهلل قال له ال تفعل كذا حتى ال تخرج‬

‫منها‪ ،‬ألن اهلل يعرف الطبيعة اإلنسانية‪ ،‬وهى حين تتذوق الشر تشتهيه‪ ،‬وينقلب الفرح إلى حزن‪ .‬ولما خرج‬

‫اإلنسان من الجنة‪ ،‬أعطاه اهلل الوصايا التى بها يستطيع أن يحيا نسبياً فى فرح (كان آدم فى الجنة كمريض‬ ‫باإليدز وقد وضعوه فى غرفة معقمة‪ ،‬وقالوا له التخرج منها واال تموت بسبب األمراض المنتشرة‪ ،‬فلما خرج‬

‫أعطوه وصايا تطيل عمره مثل ال تأكل دون أن تغسل ما تأكله‪ ،‬ال تخالط المرضى‪ ...‬واال تموت) لذلك كانت‬

‫الوصية هى لضمان حياة سعيدة على األرض‪.‬‬

‫أما السبوت ففيها عبادة وامتناع عن العمل لنذكر اهلل‪ ،‬فهى إذاً لتقديس اإلنسان‪ ،‬وهى تشير للمسيح الذى قدم‬ ‫الفداء فى اليوم السابع‪ ،‬فهو إستراح بخالصنا‪ .‬ونحن حصلنا على الراحة فيه فكلمة سبت تعنى راحة‪ .‬والمسيح‬

‫فهو سر راحتنا وتقديسنا‪ .‬فالسبت إذاً فيه إنعزال عن العالم‪ ،‬بال إنشغال بأموره واتصال باهلل سر راحتنا‪ ،‬وفى‬ ‫إتصالنا باهلل فى عبادة السبت نذكر إنتمائنا للسماء وغربتنا فى هذا العالم‪ ،‬فتزيد إشتياقاتنا للسماء وبهذا تكون لنا‬

‫أبدية سعيدة إذا حفظنا السبوت‬

‫وهم لم يطيعوا الوصية ونجسوا السبت‪ .‬وكانوا يستحقون أن يسكب اهلل رجزه عليهم‪ ،‬لكن اهلل إمتنع من أجل أن‬

‫األمم أيضاً ال يقولوا ان اهلل لم يستطع حماية شعبه‪ .‬ولنالحظ أن اهلل الذى يعطى بسخاء وال يعير‪ ،‬هو ال يعيرهم‬ ‫هنا بإحساناته‪ ،‬بل يستعرضها لهم ليعرفوا كم كانوا ناكرين للجميل‪ .‬فهو حررهم من عبودية مصر‪ ،‬ولكن هذه‬

‫العبودية يبدو أنها عاشت فيهم فإشتهوا العودة لمصر‪ ،‬اهلل بهذا يثير فيهم مشاعر الحب والتصالح معه ليعودوا‬

‫إليه فيتحرروا‪ ،‬لكنه ال يعيرهم‪ .‬وهم إحتقروا الوصية‪ ،‬مع أن من ينفذها أو من يعمل بها يحيا‪ ،‬ويجد تعزيات‬ ‫كثيرة فى طاعتها‪ .‬والنتيجة المؤلمة للعبودية الساكنة فيهم أن اهلل رفع يده ثانية ال ليقسم لهم بأن يحفظهم بل رفع‬

‫يده ضدهم بأن = ال آتى بهم إلى األرض = ومات هذا الجيل فعالً‪ ،‬أما أوالدهم فهم الذين دخلوا‪ .‬فأرض كنعان‬

‫ال يدخلها سوى من تخلص من عبودية إبليس‪ .‬ولكن لألسف فإن جيل األبناء هو أيضاً قد ثار ضد اهلل = فتمرد‬

‫األبناء على‪ .‬فكانت خطية آبائهم العجل الذهبى‪ ،‬وخطية األبناء بعل فغور‪ ،‬وانتشر الوبأ فى المحلة وهؤالء‬ ‫أعطيتهم فرائض غير صالحة = هذه تساوى (أسلمهم اهلل لذهن مرفوض رو ‪ )23 ،24 : 1‬وأسلمهم اهلل‬

‫لشهوات قلوبهم (مز ‪ .)12 : 41‬فحين يترك اهلل إنسان لنفسه سيخرب نفسه‪ ،‬وهم حين إندفعوا فى العبادات‬ ‫الوثنية قدموا أبنائهم ذبائح‪ .‬فاهلل ال يسمح بالخطية بل هو يجعل الخطية هى عقوبة الخاطئ‪ ،‬فالخطية عقوبتها‬

‫فى نفسها‪ .‬وأحكاماً ال يحيون بها = مثل الحيات المحرقة والوباء‪ ،‬وشق األرض لتبلع الناس‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫ب‪ِ :‬في ه َذا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫آد َم‪َ ،‬وُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل َيا ْاب َن َ‬ ‫َج ِل ذلِ َك َكلِّ ْم َب ْي َ‬ ‫اآليات (‪« "-:)32-27‬أل ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫‪28‬‬ ‫ت ِب ِه ْم إِلَى األ َْر ِ‬ ‫َّاها‪،‬‬ ‫آب ُ‬ ‫ضا َجد َ‬ ‫ُع ِط َي ُه ْم إِي َ‬ ‫ض الَِّتي َرفَ ْع ُ‬ ‫اؤ ُك ْم‪ ،‬إِ ْذ َخا ُنوِني ِخ َيا َن ًة لَ َّما أَتَ ْي ُ‬ ‫ت لَ ُه ْم َي ِدي أل ْ‬ ‫أَ ْي ً‬ ‫َّف َعلَ َّي َ‬ ‫ِ‬ ‫اك َرَو ِائ َح‬ ‫َّموا ُه َن َ‬ ‫اك َذ َب ِائ َح ُه ْم‪َ ،‬وقَ​َّرُبوا ُه َن َ‬ ‫اء‪ ،‬فَ َذ َب ُحوا ُه َن َ‬ ‫فَ َأر َْوا ُك َّل تَل َعال َو ُك َّل َ‬ ‫ش َج َرٍة َغ ْب َي َ‬ ‫اك قَ َارِبي َن ُه ُم ا ْل ُمغيظَ َة‪َ ،‬وقَد ُ‬ ‫‪29‬‬ ‫ِ‬ ‫ت لَهم‪ :‬ما ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُر ِ‬ ‫اس ُم َها « ُم ْرتَفَ َع ًة»‬ ‫س َك ُبوا ُه َن َ‬ ‫هذ ِه ا ْل ُم ْرتَفَ َع ُة الَِّتي تَأْتُ َ‬ ‫ون إِلَ ْي َها؟ فَ ُدع َي ْ‬ ‫اك َ‬ ‫ورِه ْم‪َ ،‬و َ‬ ‫ُ‬ ‫س َكائ َب ُه ْم‪ .‬فَ ُق ْل ُ ُ ْ َ‬ ‫‪31‬‬ ‫ق ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اء‬ ‫الر ُّ‬ ‫يل‪ :‬ه َك َذا قَا َل َّ‬ ‫َّستُ ْم ِب َ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ط ِري ِ َ‬ ‫ب‪َ :‬ه ْل تَ​َنج ْ‬ ‫إِلَى ه َذا ا ْل َي ْوِم‪ « .‬لذل َك ُق ْل ل َب ْيت إِ ْ‬ ‫آبائ ُك ْم‪َ ،‬و َزَن ْيتُ ْم َو َر َ‬

‫‪88‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح العشرون)‬

‫ون ِب ُك ِّل أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس ِهم؟ ‪َ 31‬وِبتَ ْق ِد ِيم َعطَ َايا ُكم َوِا َج َازِة أ َْب َن ِائ ُكم ِفي َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ُسأَ ُل ِم ْن ُك ْم َيا‬ ‫َّس َ‬ ‫َص َنام ُك ْم إِلَى ا ْل َي ْوِم‪ .‬فَ َه ْل أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ار‪ ،‬تَتَ​َنج ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أ َْر َج ْ‬ ‫‪32‬‬ ‫ون‬ ‫الر ُّ‬ ‫يل؟ َح ٌّي أَ​َنا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َب ْي َ‬ ‫ون‪َ :‬ن ُك ُ‬ ‫ون‪ ،‬إِ ْذ تَقُولُ َ‬ ‫ُسأَ ُل ِم ْن ُك ْم‪َ .‬والَِّذي َي ْخطُ​ُر ِب َبالِ ُك ْم لَ ْن َي ُك َ‬ ‫ب‪ ،‬الَ أ ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫َكاألُمِم‪َ ،‬كقَب ِائ ِل األَر ِ‬ ‫ب َوا ْل َح َج َر "‬ ‫اضي فَ َن ْع ُب ُد ا ْل َخ َ‬ ‫شَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حتى بعد أن دخلوا ألرض الميعاد لم يتركوا عنهم عباداتهم الوثنية‪ ،‬وصنعوا ألصنامهم مذابح على المرتفعات‪.‬‬

‫بل شيوخهم أتوا ليسألوا هل نعبد آلهة بابل‪ .‬ولذلك يقول الرب فهل أسأل منكم يا بيت إسرائيل‪ .‬يا من جدف‬

‫على أباؤكم = أى حينما أعتبروا أحكامى بال معنى أو أنها ال تستحق اإلعتبار‪ .‬وهم اآلن ال يكرمون اهلل فهم‬ ‫َّ‬ ‫يتصورون أن يعبدوا أوثان بابل ليسترضوا سادتهم ولكن يعبدون اهلل فى الخفاء‪ .‬فطريقهم ملتوى‪ .‬ولنالحظ أن من‬ ‫ال يعطى قلبه بإخالص هلل‪ ،‬أو ال يعطيه كل القلب ‪ ،‬فهو لن يجنى أى فرح من عالقته باهلل‪ ،‬بل أن حتى األمم‬

‫سيرفضونهم‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ود ٍة‪ ،‬وِب ٍ‬ ‫ب‪ ،‬إِ ِّني ِبي ٍد قَ ِوي ٍ‬ ‫س ُك ٍ‬ ‫وب أ َْملِ ُك‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّة َوِب ِذ َر ٍ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)44-33‬ح ٌّي أَ​َنا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َ‬ ‫س َخط َم ْ‬ ‫اع َم ْم ُد َ َ َ‬ ‫‪34‬‬ ‫اع مم ُد َ ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫ُخ ِر ُج ُك ْم ِم ْن َب ْي ِن ُّ‬ ‫س َخ ٍط‬ ‫َعلَ ْي ُك ْم‪َ .‬وأ ْ‬ ‫وب‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َج َم ُع ُك ْم م َن األ َ​َراضي الَّتي تَفَ​َّرقْتُ ْم ف َ‬ ‫ودة‪َ ،‬وِب َ‬ ‫يها ِب َيد قَ ِويَّة َوِبذ َر ٍ َ ْ‬ ‫ٍ ‪36‬‬ ‫ت آباء ُكم ِفي بِّري ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب‪ ،‬وأُح ِ‬ ‫آتي ِب ُكم إِلَى بِّري ِ‬ ‫وب‪35 .‬و ِ‬ ‫س ُك ٍ‬ ‫َّة أ َْر ِ‬ ‫َّة ُّ‬ ‫ض‬ ‫اك ُم ُك ْم ُه َن َ‬ ‫َ‬ ‫الش ُع ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َم ْ‬ ‫َ‬ ‫اك َو ْج ًها ل َو ْجه‪َ .‬ك َما َحا َك ْم ُ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪38‬‬ ‫ت ا ْلعصا‪ ،‬وأ ُْد ِخلُ ُكم ِفي ِرب ِ‬ ‫الر ُّ ‪ِ 37‬‬ ‫ِمصر‪َ ،‬كذلِ َك أُح ِ‬ ‫َع ِز ُل ِم ْن ُك ُم‬ ‫اك ُم ُك ْم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اط ا ْل َع ْه ِد‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‪َ .‬وأُم ُّرُك ْم تَ ْح َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُخ ِر ُج ُه ْم ِم ْن أ َْر ِ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫صاةَ َعلَ َّي‪ .‬أ ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ون أ َْر َ‬ ‫يل‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ض ُغ ْرَب ِت ِه ْم َوالَ َي ْد ُخلُ َ‬ ‫ا ْل ُمتَ َمِّرِد َ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫ين َوا ْل ُع َ‬

‫‪39‬‬ ‫سٍ‬ ‫س َم ُعوا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫«أ َّ‬ ‫س َرِائي َل‪ ،‬فَه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪ :‬اذ َ‬ ‫َما أَ ْنتُ ْم َيا َب ْي َ‬ ‫ْه ُبوا ْ‬ ‫ام ُه‪َ .‬وَب ْع ُد إِ ْن لَ ْم تَ ْ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫اع ُب ُدوا ُك ُّل إِ ْن َ‬ ‫َص َن َ‬ ‫‪41‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طايا ُكم وِبأ ِ‬ ‫لِي فَالَ تَُن ِّجسوا ِ‬ ‫س َرِائي َل ا ْل َع ِالي‪،‬‬ ‫َص َنام ُك ْم‪ .‬أل ََّن ُه في َج َب ِل قُ ْدسي‪ ،‬في َج َب ِل إِ ْ‬ ‫ُّوس َب ْع ُد ِب َع َ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اسمي ا ْلقُد َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪ُ ،‬كلُّ ُه ْم في األ َْر ِ‬ ‫ب تَ ْقد َمات ُك ْم‬ ‫الر ُّ‬ ‫َيقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرائ َ‬ ‫ضى َع ْن ُه ْم‪َ ،‬و ُه َن َ‬ ‫ض‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫ب‪ُ ،‬ه َن َ‬ ‫اك أ َْر َ‬ ‫اك أَ ْطلُ ُ‬ ‫اك َي ْع ُب ُدني ُك ُّل َب ْيت إِ ْ‬ ‫يع مقَد ِ ‪ِ ِ 41‬‬ ‫ِ‬ ‫وبا ُك ِ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫ُخ ِر ُج ُك ْم ِم ْن َب ْي ِن ُّ‬ ‫س ُر ِ‬ ‫َج َم ُع ُك ْم‬ ‫ين أ ْ‬ ‫ضى َع ْن ُك ْم‪ِ ،‬ح َ‬ ‫وب‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ورُك ْم أ َْر َ‬ ‫َّسات ُك ْم‪ِ .‬ب َرائ َحة ُ‬ ‫ورات ِج َاز ُك ْم َم َع َجم ِ ُ َ‬ ‫َ​َ َ‬

‫‪42‬‬ ‫ين ِ‬ ‫اضي الَِّتي تَفَ​َّرقْتُم ِفيها‪ ،‬وأَتَقَد ِ‬ ‫ِم َن األَر ِ‬ ‫ام ُع ُي ِ‬ ‫آتي ِب ُك ْم إِلَى‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ب‪ِ ،‬ح َ‬ ‫ُمِم‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ون األ َ‬ ‫َّس في ُك ْم أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪43‬‬ ‫ت ي ِدي أل ْ ِ‬ ‫يل‪ ،‬إِلَى األَر ِ ِ‬ ‫أ َْر ِ‬ ‫َع َمالِ ُك ُم الَِّتي‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َّاها‪َ .‬و ُه َن َ‬ ‫اء ُك ْم إِي َ‬ ‫اك تَ ْذ ُك ُر َ‬ ‫ون طُ​ُرقَ ُك ْم َو ُك َّل أ ْ‬ ‫ُعطي َ‬ ‫ض الَّتي َرفَ ْع ُ َ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫آب َ‬ ‫ْ‬ ‫‪44‬‬ ‫يع ُّ‬ ‫الش ُر ِ‬ ‫َج ِل‬ ‫الر ُّ‬ ‫س ُك ْم لِ َج ِم ِ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ب إِ َذا فَ َع ْل ُ‬ ‫ور الَِّتي فَ َع ْلتُ ْم‪ .‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫َّستُ ْم ِب َها‪َ ،‬وتَ ْمقُتُ َ‬ ‫ت ِب ُك ْم ِم ْن أ ْ‬ ‫تَ​َنج ْ‬ ‫ون أَ ْنفُ َ‬ ‫َعمالِ ُكم ا ْلفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫يل‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اس َد ِة َيا َب ْي َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اسمي‪ .‬الَ َكطُ​ُرق ُك ُم ِّ َ‬ ‫يرة‪َ ،‬والَ َكأ ْ َ ُ‬

‫معنى هذه اآليات أن اهلل سيؤدبهم بيد قوية ال لينتقم بل ليدخل بهم إلى عهد جديد بعد أن يحاكمهم (أى يجرى‬ ‫عليهم أحكام تأديبيه)‬

‫فى برية الشعوب = أى بابل‪ .‬ويعطيهم بعد ذلك صورة فيها رجاء بعد عودتهم من السبى واصالح طبيعتهم‬ ‫الفاسدة‪ .‬وهو خالص مجانى ال إستحقاق لهم فيه‪ .‬هم كانوا يعشمون أنفسهم بصلح بين أورشليم وبابل وعبادة‬

‫مشتركة تجئ بالخير عليهم‪ ،‬ولكن اهلل قال أبداً‪ ،‬بل ستضربهم بابل وتخربهم‪ .‬ويبدأ اهلل كالمه بقسم حى أنا يقول‬

‫الرب = ‪ as i live‬لتشديد على أنه سيصنع ما يقول‪ .‬وكما حاكم أباءهم وأفناهم فى برية سيناء سيكرر نفس‬

‫الشئ فى برية بابل‪ .‬وأمركم تحت العصا = تكون لهم بابل كعصا الراعى‪ ،‬فالراعى يضع عصاه ليمر منها‬ ‫‪89‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح العشرون)‬

‫القطيع‪ ،‬فيعزل من هو ليس من القطيع‪ ،‬وبابل ستبيد األشرار ولكن تأديب بابل التى هى كالعصا سيكون تطهي اًر‬

‫لألبرار‬

‫إذهبوا أعبدوا كل واحد أصنامه = هذه تساوى تماماً قول إيليا "أن كان اهلل هو اهلل فأعبدوه وان كان البعل هو‬

‫اهلل فأعبدوه وال تعرجوا بين الفرقتين" فال تنجسوا إسمى القدوس بعطاياكم = أى لن أقبل عطاياكم وسأفرزكم‬

‫طالما قلبكم مع أصنامكم‪ .‬وفى اآليات (‪ )44 – 44‬نبوة بعودتهم ألرضهم بعد تطهيرهم وامتناعهم عن عبادة‬

‫األوثان‪ .‬تمقتون أنفسكم = هذه هى عالمة التوبة الحقيقية‪.‬‬

‫فالتوبة الحقيقية تفتح العين " طوبى ألنقياء القلب ألنهم يعاينون اهلل " فترى العين المسيح فى نقائه وترى القلب‬

‫فى نجاسته فتصرخ مع بولس الرسول " الخطاة الذين أولهم أنا " (إر‪1 + 2 : 14‬تى‪ . )16 : 1‬مثل هذه العين‬ ‫ال تنشغل سوى بالمسيح وال تقارن نفسها باآلخرين ‪.‬‬

‫باكورات ِجزاكم ((آية ‪ = ) 44‬كلمة ِجزاكم = جاءت فى ترجمات كثيرة تقدماتكم ‪ ،‬وهى تعنى باكورات الخيرات‬ ‫التى أفاض اهلل عليكم بها كمكافأة على أعمال برهم ‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫اج َع ْل َو ْج َه َك َن ْح َو التَّْي َم ِن‪َ ،‬وتَ َكلَّ ْم َن ْح َو‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)49-45‬و َك َ‬ ‫آد َم‪ْ ،‬‬ ‫وب‪َ 47 ،‬وقُ ْل لِ َو ْع ِر ا ْل َج ُن ِ‬ ‫وب‪َ ،‬وتَ​َن َّبأْ َعلَى َو ْع ِر ا ْل َح ْق ِل ِفي ا ْل َج ُن ِ‬ ‫ا ْل َج ُن ِ‬ ‫ب‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ب‪ .‬ه َك َذا قَا َل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اس َم ْع َكالَ َم َّ‬ ‫وب‪ْ :‬‬ ‫شجرٍة يا ِب ٍ‬ ‫ق ِب َها ُك ُّل‬ ‫يك َن ًا‬ ‫اء ِف َ‬ ‫ار فَتَأْ ُك ُل ُك َّل َ‬ ‫ُض ِرُم ِف َ‬ ‫ب‪َ ،‬وتُ ْح َر ُ‬ ‫ش َج َرٍة َخ ْ‬ ‫هأَ​َن َذا أ ْ‬ ‫يب َها ا ْل ُم ْلتَ ِه ُ‬ ‫سة‪ .‬الَ ُي ْطفَأُ لَ ِه ُ‬ ‫يك َو ُك َّل َ َ َ َ َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫‪49‬‬ ‫‪48‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ِّي ُد‬ ‫الر ُّ‬ ‫ش ٍر أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ال‪ .‬فَ َي َرى ُك ُّل َب َ‬ ‫َض َرْمتُ َها‪ .‬الَ تُ ْطفَأُ»‪ .‬فَ ُق ْل ُ‬ ‫ب أ ْ‬ ‫ت‪« :‬آه َيا َ‬ ‫ا ْل ُو ُجوه م َن ا ْل َج ُنوب إلَى ِّ َ‬ ‫َما ُي َمثِّ ُل ُه َو أ َْمثَاالً؟»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ب! ُه ْم َيقُولُ َ‬ ‫ون‪ :‬أ َ‬

‫التيمن = أى الجنوب إشارة ألرض فلسطين‪ .‬فالنبى اآلن فى بابل‪ ،‬وبابل شمال يهوذا‪ .‬عموماً كان يقال على‬

‫بابل أنها شمال فلسطين فطريق القوافل كان يجتاز الفرات ثم يتجه إلى الجنوب عبر سوريا‪ .‬ورأينا فيما سبق أن‬

‫هناك رجاء فى العودة‪ ،‬لكن البد من التأديب الذى سيبدأ من التيمن‪ .‬وهو الحريق الذى سيشعله ملك بابل‪.‬‬

‫وكون أن النبى يوجه نفسه للجنوب‪ ،‬فهذا معناه إصرار اهلل على التأديب‪ ،‬وسيحترق كل الشجر شجر الوعر =‬

‫وهذا بال ثمر = الشجر اليابس‪ .‬وهذا إشارة لألشرار الذين ال رجاء فى إصالحهم‪ ،‬فحريقهم هو للهالك‪ .‬أما‬

‫الشجر األخضر فهو إشارة لمن فيهم رجاء‪ ،‬وهؤالء حريقهم للتطهير‪ .‬والكالم واضح جداً ولكن اليهود لعماهم قالوا‬ ‫هذا مجرد مثل‪.‬‬

‫‪90‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى والعشرون)‬

‫اإلصحاح الحادى والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫رأينا فى اإلصحاح السابق أن الشعب إدعى أنهم لم يفهموا‪ ،‬وقالوا "هذا مثل" لذلك تكلم هنا صراحة عن سيف‬ ‫يأتى اهلل به ضد أورشليم وشعبها وملكها بعد أن رفضوا إنذاراته‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اجع ْل و ْجه َك َن ْحو أُور َ ِ‬ ‫يم‪َ ،‬وتَ َكلَّ ْم َعلَى‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)7-1‬و َك َ‬ ‫آد َم‪َ َ َ ْ ،‬‬ ‫َ ُ‬ ‫شل َ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪َ 3 ،‬وُق ْل أل َْر ِ‬ ‫س‪َ ،‬وتَ​َن َّبأْ َعلَى أ َْر ِ‬ ‫ا ْل َمقَ ِاد ِ‬ ‫س ْي ِفي ِم ْن‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫يل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا َعلَ ْيك‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫َستَ ُّل َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِّيق َو ِّ‬ ‫ِّيق َو ِّ‬ ‫س ْي ِفي ِم ْن ِغ ْم ِد ِه‬ ‫ث أ َِّني أَ ْقطَعُ ِم ْن ِك ِّ‬ ‫ِغ ْم ِد ِه فَأَ ْقطَعُ ِم ْن ِك ِّ‬ ‫ير‪ِ .‬م ْن َح ْي ُ‬ ‫الصد َ‬ ‫الصد َ‬ ‫ير‪َ ،‬فلذل َك َي ْخ ُر ُج َ‬ ‫الش ِّر َ‬ ‫الشِّر َ‬ ‫‪5‬‬ ‫علَى ُك ِّل ب َ ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضا‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ش ٍر أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ال‪ .‬فَ َي ْعلَ ُم ُك ُّل َب َ‬ ‫سلَ ْل ُ‬ ‫س ْي ِفي ِم ْن ِغ ْم ِد ِه‪ .‬الَ َي ْرجعُ أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫ش ٍر م َن ا ْل َجنُوب إلَى ِّ َ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫سِ‬ ‫ون إِ َذا قَالُوا لَ َك‪َ :‬علَى َم تَتَ​َن َّه ُد؟‬ ‫أ َّ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫ام ُع ُيوِن ِه ْم‪َ .‬وَي ُك ُ‬ ‫آد َم‪ ،‬فَتَ​َن َّه ْد ِبا ْنك َ‬ ‫ار ا ْل َحقَ َوْي ِن‪َ ،‬وِب َم َرَارة تَ​َن َّه ْد أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫وح‪ ،‬و ُك ُّل ُّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ير‬ ‫أ ََّن َك تَقُو ُل‪َ :‬علَى ا ْل َخ َب ِر‪ ،‬ألَنَّ ُه َجاء فَ َي ُذ ُ‬ ‫َس ُك ُّل ُر ٍ َ‬ ‫وب ُك ُّل َق ْل ٍب‪َ ،‬وتَْرتَخي ُك ُّل األ َْيدي‪َ ،‬وتَ ْيأ ُ‬ ‫الرَكب تَص ُ‬ ‫اء‪َ ،‬ها ِهي ِ‬ ‫َكا ْلم ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫آت َي ٌة َوتَ ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يشتهى اهلل أن يسكب بركاته على شعبه إذا قدم توبة‪ .‬وما كانت كل التهديدات السابقة سوى محاولة لحثهم على‬

‫التوبة‪ .‬ولما تقست قلوبهم تكلم النبى بوضوح بالتهديد نحو أورشليم = و ِجه وجهك نحو أورشليم وأيضاً الهيكل =‬

‫وتكلم عن المقادس = الحظ أنها كانت مقدسة ولكنهم نجسوها فإستحقت الحريق‪ .‬بل ما أفظع ما قيل = ها أنا‬

‫عليك وأستل سيفى فليس المهاجم إذن نبوخذ نصر بل هو أداة أو سيف فى يد اهلل‪ .‬وهكذا نحن حين يريد اهلل‬ ‫أن يؤدبنا‪ ،‬فقد يسمح بأحد األشرار أن يؤذينا‪ .‬والعكس إن كانت طرقنا ترضى الرب نقول مع داود "إن قام على‬ ‫جيش ففى هذا أنا مطمئن" ألن اهلل يحمينى‪ .‬فأقطع منك الصديق والشرير = الشرير سيقطع بالقتل أما الصديق‬

‫فسيقطع من األرض بذهابه إلى بابل للسبى‪ ،‬وسبق اهلل وسمى هؤالء التين الجيد‪ ،‬واهلل سيرسلهم إلى بابل للخير‬ ‫(ليتنقوا ويتطهروا ثم يعودوا) إر ‪ .4 -6 : 24‬ولكن فى الحالتين سواء قتلوا أو ذهبوا للسبى فإن يهوذا ستخسر‬

‫اإلثنين أما أنت يا إبن آدم فتنهد = اهلل يظهر ألنبيائه ما سيكون ويصوره لهم فيتفاعلوا معه‪ .‬وهنا يتركه اهلل‬ ‫يفعل الشئ الطبيعى أى أن ينوح وي تنهد على ما سيحدث لشعبه‪ .‬وحينما يسألونه يجيب بما يعلمه فتزداد الصورة‬ ‫وضوحاً‪ .‬وحين يسمح اهلل بحزن النبى فهذا يعنى قطعاً أن اهلل نفسه حزين على ما سيحدث‪ .‬قارن مع بكاء‬

‫المسيح على أورشليم‪ .‬وأما األوصاف الموجودة هنا مثل يذوب كل قلب فهى تظهر بشاعة ما سيحدث‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ف‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫آد َم‪ ،‬تَ​َن َّبأْ َوُق ْل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫س ْي ٌ‬ ‫س ْي ٌ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)17-8‬و َك َ‬ ‫ف َ‬ ‫ب‪ :‬قُ ْل‪َ :‬‬ ‫ضا‪11 .‬قَ ْد حد َ ِ‬ ‫صا ْاب ِني تَْزَد ِري ِب ُك ِّل ُع ٍ‬ ‫ود‪َ 11 .‬وقَ ْد‬ ‫ص ِق َل لِ َك ْي َي ْب ُر َ‬ ‫ُحد َ‬ ‫ص ِق َل أ َْي ً‬ ‫ُ‬ ‫ق‪ .‬فَ َه ْل َن ْبتَ ِه ُج؟ َع َ‬ ‫ِّد ل َيذ َْب َح َذ ْب ًحا‪ .‬قَ ْد ُ‬ ‫ِّد َو ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع َ ِ‬ ‫س َك ِبا ْل َك ِّ‬ ‫اص ُر ْخ َو َوْل ِو ْل َيا‬ ‫سلَّ َم لِ َي ِد ا ْلقَ ِات ِل‪.‬‬ ‫ف‪ .‬ه َذا َّ‬ ‫الس ْي ُ‬ ‫ف قَ ْد ُحد َ‬ ‫أْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّد َو ُه َو َم ْ‬ ‫طاهُ ل ُي ْ‬ ‫صقُو ٌل ل َك ْي ُي َ‬ ‫ص َق َل ل َك ْي ُي ْم َ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫شع ِبي وعلَى ُك ِّل ر َؤ ِ‬ ‫ش ْع ِبي‪ .‬لِذلِ َك‬ ‫س َب ِب َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ون َعلَى َ‬ ‫يل‪ .‬أ ْ‬ ‫ْاب َن َ‬ ‫ف تَ ُك ُ‬ ‫آد َم‪ ،‬أل ََّن ُه َي ُك ُ‬ ‫ون َعلَى َ ْ َ َ‬ ‫ساء إِ ْ‬ ‫َه َوا ٌل ِب َ‬ ‫ُ َ‬

‫‪91‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى والعشرون)‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ت َيا‬ ‫الر ُّ‬ ‫صا ا ْل ُم ْزَد ِرَي ُة؟ َيقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اص ِف ْ‬ ‫ب‪ .‬فَتَ​َن َّبأْ أَ ْن َ‬ ‫ام ِت َح ٌ‬ ‫ان‪َ .‬و َما َذا إِ ْن لَ ْم تَ ُك ْن أ َْي ً‬ ‫ْ‬ ‫ضا ا ْل َع َ‬ ‫ق َعلَى فَ ْخذ َك‪ .‬أل ََّن ُه ْ‬ ‫الس ْي ُ ِ‬ ‫يق ِب ِه ْم‪.‬‬ ‫ق َكفًّا َعلَى َكف‪َ ،‬وْل ُي َع ِد َّ‬ ‫س ْي ُ‬ ‫س ْي ُ‬ ‫اص ِف ْ‬ ‫ف ا ْلقَ ْت ِل ا ْل َع ِظ ِيم ا ْل ُم ِح ُ‬ ‫ْاب َن َ‬ ‫آد َم َو ْ‬ ‫ف ا ْلقَ ْتلَى‪َ ،‬‬ ‫ف ثَالثَ ًة‪ُ .‬ه َو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َعلَى ُك ِّل األ َْب َو ِ‬ ‫ان ا ْل َق ْل ِب َوتَ ْك ِث ِ‬ ‫‪15‬لِ َذ َوَب ِ‬ ‫صقُو ٌل‬ ‫ير ا ْل َم َهالِ ِك‪ ،‬لِذلِ َك َج َع ْل ُ‬ ‫س ْيفًا ُمتَ َقلِّ ًبا‪ .‬آه! قَ ْد ُجع َل َب َّارقًا‪ُ .‬ه َو َم ْ‬ ‫اب َ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ض َّم ي ِّم ِن‪ ،‬ا ْنتَ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ض ِبي‪ .‬أَ​َنا‬ ‫َّه َحد َ‬ ‫ص ْب َ‬ ‫ُصفِّ ُ‬ ‫ش ِّم ْل‪َ ،‬ح ْيثُ َما تَ​َوج َ‬ ‫ُس ِّك ُن َغ َ‬ ‫ُّك‪َ .‬وأَ​َنا أ َْي ً‬ ‫للذ ْب ِح‪ .‬ا ْن َ َ‬ ‫ق َكفِّي َعلَى َكفِّي َوأ َ‬ ‫ضا أ َ‬ ‫ت»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ب تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫ِ‬ ‫وص ِق َل جيداً حتى يكون الذبح شديد = والمعنى أن جيش بابل قد‬ ‫الكالم هنا واضح جداً‪ ،‬أن السيف القادم ُحد َد ُ‬ ‫إستعد وتسلح جيداً وهو قادر على ضرب أورشليم‪ .‬ولكن هناك سؤال موجه لهم وهو فهل نبتهج = وهذا السؤال‬

‫معناه أن القلب البشرى يميل أن يقلل من شأن أحكام الدينونة اإللهية ليعطى لنفسه إطمئناناً كاذباً‪ ،‬لذلك فاهلل‬ ‫يكرر الكالم هنا حتى يثوب الناس إلى رشدهم بدالً فى اإلنغماس فى خطاياهم وهم فى أحساس األمان الكاذب‬

‫هذا‪ .‬ومازال كثيرون لآلن يفعلون نفس الشئ‪ ،‬بل يقولوا لن يكون هناك نهاية لألرض وال مجئ ثان ‪2‬بط ‪.4 : 3‬‬

‫عصا إبنى تزدرى بكل عود = اهلل مازال يسمى إسرائيل إبنى‪ ،‬وهو أتى بهذه العصا لتأديب إبنه إسرائيل‪ ،‬وأما‬

‫العود فهو حكام وملوك يهوذا (القضبان فى ‪ .)11 : 12‬ولكن عصا اهلل (بابل) تزدرى بهم‪ .‬بل هذا السيف هو‬

‫سيف القتل العظيم وسيلحق بهم وراء كل األبواب التى ظنوا أنهم يحتمون ورائها‪ .‬وسيضرب هذا السيف يميناً‬ ‫ويسا اًر وفى كل إتجاه‪ .‬أما اآلية ‪ 13‬فلقد ترجمت فى لغات أخرى هكذا إلنه إمتحان‪ .‬وماذا لو إزدرت العصا‬

‫بالصولجان‪ ،‬لن يكون هناك صولجان = أى أن العصا وهى جيش بابل هى لمجرد تأديب شعب اهلل‪ ،‬ولكن اهلل‬ ‫لن يسمح لها أن تحتقر من فوضها وهو اهلل (إش ‪،) 16 : 14‬وال ان تتحول إلى قوة إبادة‪ ،‬أو تضرب من‬ ‫نفسها‪ .‬لكن الضربات ستكون فى حدود ما يسمح به اهلل‪ .‬كما كانت ضربات إبليس فى حدود ما يسمح به اهلل‬

‫ضد أيوب (أى ‪ .)3 : 2 + 12 : 1‬إذاً فجيش بابل أو الشيطان ليسوا فى حرية مطلقة ضد شعب اهلل‪ ،‬فهم ال‬ ‫يستطيعوا أن يزدروا بسلطان اهلل (يو ‪ .)11 : 12‬واهلل سبق وشرح هذا فى إش ‪ .16 : 14‬إذا تصورت العصا‬

‫المؤدبة أن لها سلطان من نفسها أن تفعل فتبدأ فى اإلنتفاخ على اهلل (إش ‪ )18 : 33‬هنا يوقفها اهلل عند حدها‪.‬‬

‫أنه إمتحان = ما يصنعه اهلل ليس أكثر من إمتحان‪ ،‬أى تنقية شعبه وليس أنه رفض شعبه تماماً‪ .‬لذلك هو‬ ‫يضع ُرُبطاً كثيرة على هذه العصا حتى ال تخرج عما حدده لها اهلل‪ ،‬أو تخرج عن خطة اهلل‪.‬‬

‫يء س ْي ِ‬ ‫لِم ِج ِ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫َع ِّي ْن طَ ِريقًا‬

‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫آد َم‪َ ،‬ع ِّي ْن لِ َن ْف ِس َك طَ ِريقَ ْي ِن‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬وأَ ْن َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)24-18‬و َك َ‬ ‫ط ِري ِ ِ ِ‬ ‫ض وِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ص َّوةً‪َ ،‬علَى َأر ِ‬ ‫اح َد ٍة تَ ْخ ُر ُج اال ثْ َنتَ ِ‬ ‫اص َن ْع َها‪.‬‬ ‫ْس َ‬ ‫ق ا ْل َمدي َنة ْ‬ ‫ان‪َ .‬و ْ‬ ‫اص َن ْع ُ‬ ‫َملك َبا ِب َل‪ .‬م ْن أ َْر ٍ َ‬ ‫ِ‬ ‫ون‪ ،‬وعلَى يهوَذا ِفي أُور َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف َعلَى أ ُِّم‬ ‫يع ِة‪21 .‬أل َّ‬ ‫لِ َيأ ِْت َي َّ‬ ‫َن َملِ َك َبا ِب َل قَ ْد َوقَ َ‬ ‫الس ْي ُ‬ ‫ف َعلَى َربَّة َبني َع ُّم َ َ َ َ ُ‬ ‫يم ا ْل َمن َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫َل ِبالتَّر ِاف ِيم‪َ ،‬نظَر إِلَى ا ْل َك ِب ِد‪22 .‬ع ْن ي ِم ِ‬ ‫ْس الطَّ ِريقَ ْي ِن لِيع ِر َ ِ‬ ‫ق‪َ ،‬علَى َأر ِ‬ ‫الطَّ ِري ِ‬ ‫ين ِه َكا َن ِت‬ ‫ص َق َل ِّ‬ ‫سأ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ام‪َ ،‬‬ ‫ف ع َارفَ ًة‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الس َه َ‬ ‫الصو ِت ِبا ْلهتَا ِ‬ ‫ا ْل ِع ارفَ ُة علَى أُور َ ِ‬ ‫ض ِع ا ْل َم َج ِان ِ‬ ‫ض ِع ا ْل َم َج ِان ِ‬ ‫ق َعلَى‬ ‫ق‪ ،‬لِفَتْ ِح ا ْلفَِم ِفي ا ْلقَ ْت ِل‪َ ،‬ولِ َرف ِ‬ ‫ف‪ ،‬لِ َو ْ‬ ‫يم لِ َو ْ‬ ‫َ‬ ‫ْع َّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫شل َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ين لَهم ح ْلفًا‪ِ .‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ ٍ ِ ٍ ِ‬ ‫اب‪ِ ،‬إلقَام ِة ِمتْرس ٍة لِ ِب َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫األ َْب َو ِ‬ ‫لك َّن ُه َي ْذ ُك ُر‬ ‫اء ُب ْر ٍج‪َ .‬وتَ ُك ُ‬ ‫ون لَ ُه ْم م ْث َل ع َارفَة َكاذ َبة في ُع ُيوِن ِهم ا ْل َحالف َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫‪92‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى والعشرون)‬ ‫‪24‬‬ ‫اف مع ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ِ‬ ‫اصي ُك ْم ِإل ْظ َه ِ‬ ‫ار‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اإل ثْ َم َحتَّى ُي ْؤ َخ ُذوا‪ .‬لِذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫َج ِل أ ََّن ُك ْم َذ َّك ْرتُ ْم ِبِإثْ ِم ُك ْم ِع ْن َد ا ْن ِك َ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫َعمالِ ُكم‪ ،‬فَ ِم ْن تَذ ِ‬ ‫ْك ِ‬ ‫ون ِبا ْل َي ِد‪".‬‬ ‫َخطَ َايا ُك ْم ِفي َج ِم ِ‬ ‫يرُك ْم تُ ْؤ َخ ُذ َ‬ ‫يع أ ْ َ ْ‬

‫يبدو أن ملك بابل قد جاء إلى ملتقى طرق‬ ‫وكان أمامه أن يهاجم إما بنى عمون أو‬

‫أورشليم‪ ،‬وليحدد أيهما يبدأ بها‪ ،‬ألقى قرعة‬

‫بالطريقة الوثنية وكان على النبى أن يمثل‬

‫بنى عمون‬

‫رسم طريقين‬

‫أورشليم‬

‫ما يحدث تمثيالً‪ ،‬فعليه أن يصنع‬

‫صوة = عالمة ثم يرسم منها طريقين‪،‬‬ ‫أحدهما يتجه ألورشليم واآلخر إلى بنى عمون‪ ،‬ويعمل ذلك أمام الشعب ليشرح لهم ما سيحدث لملك بابل وأنه‬

‫سيختار بالقرعة أن يبدأ بأورشليم‪.‬‬

‫صقل السهام والكبد والت ارفيم = هذه العادات الوثنية فى القرعة تعنى ‪-:‬‬

‫صقل السهام = كانوا يكتبون إسم أورشليم على سهم واسم بنى عمون على سهم آخر والذى يسحبه من الجعبة‬ ‫أوالً يهاجمونه أوالً‪.‬‬

‫الكبد = كان العرافين يعطون مالحظات على أحشاء الذبيحة‪ ،‬بحسب لون الكبد‪ .‬ويقولون هل اإلختيار يبشر‬ ‫بالفأل الحسن أو الفأل السيئ‪.‬‬

‫الت ارفيم = كانت عبارة عن تماثيل آلهة تستشار فى المقترحات‪.‬‬ ‫واهلل إستخدم كل هذا ليشير على نبوخذ نصر بأن يهاجم أورشليم أوالً‪ .‬قطعاً اهلل ال يوافق على هذه العادات‬

‫الوثنية لكنه يكلم كل واحد بحسب ما يفهمه (كما كلم المجوس بالنجم)‪ .‬واهلل يكلمهم بطريقتهم حتى ينفذوا خطة‬

‫اهلل فى تأديب شعبه‪ .‬وما صنعه النبى أمامهم تم فعالً فلقد بدأ نبوخذ نصر بأورشليم أوالً ثم هاجم بنى عمون بعد‬ ‫ذلك بحوالى خمس سنوات‪ .‬وهنا يسمى أورشليم المنيعة = فهم كانوا يتصورون هذا‪ .‬لكن هذا الشعب إذ سمع‬ ‫نبوات حزقيال إعتبروها عرافة كاذبة وربما كانوا يقصدون أن العرافة التى سيلجأ لها نبوخذ نصر هى عرافة‬

‫كاذبة‪ ،‬ولكن سواء هذا أو ذاك فهم رفضوا تصديق النبى بأن ملك بابل سيبدأ بأورشليم‪ .‬وما شجعهم على رفض‬

‫فكرة خراب أورشليم تصورهم أن مصر التى عقدوا معها حلفاً ومعاهدات سوف تحمى أورشليم = الحالفين لهم‬

‫حلفاً‪ .‬أو يكون المعنى أنهم حلفوا حلفاً لملك بابل فلماذا يهاجمهم‪ .‬هنا خطاياهم قادتهم للعمى‪ ،‬فلم يعودوا يعرفوا‬ ‫أين الصالح لهم‪ .‬وكان القصد من كل ما يفعله النبى أن يقدموا توبة‪ ،‬ولكنهم مع كل هذه األنذارات لم يفعلوا‪.‬‬

‫وبذلك إستدعوا لذهن اهلل خطاياهم السابقة = لكنه يذكر اإلثم حتى يؤخذوا وفى جميع أعمالكم تنكشف‬

‫معاصيكم = ففى كل تصرفاتهم تكون خطاياهم شاهد عليهم‪ .‬وأيضاً ذكرت اهلل بخطايا أبائهم وحيث ال توبة‬

‫فسيؤخذون باليد أى سيأتى المخرب وستقعون فى يده ولن يمكنكم الهرب‪ .‬ولنالحظ أن إحتقارهم للتحذيرات‬ ‫اإللهية كانت خطية جعلت اهلل يذكر لهم باقى خطاياهم‪.‬‬

‫‪93‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى والعشرون)‬ ‫‪25‬‬ ‫الشِّرير‪ ،‬رِئيس إِسرِائ َ ِ‬ ‫ُّها َّ‬ ‫ان إِثِْم ِّ‬ ‫اء َي ْو ُم ُه ِفي َزَم ِ‬ ‫الن َه َاي ِة‪،‬‬ ‫اآليات (‪َ « "-:)27-25‬وأَ ْن َ‬ ‫ت أَي َ‬ ‫يل‪ ،‬الَّذي قَ ْد َج َ‬ ‫الن ِج ُ‬ ‫س ِّ ُ َ ُ ْ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫يع‪ُ 27 .‬م ْن َقلِ ًبا‪ُ ،‬م ْن َقلِ ًبا‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ض ِع َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ه َك َذا قَ َ‬ ‫يع‪َ ،‬و َ‬ ‫ام َة‪ْ .‬ارفَ ِع التَّ َ‬ ‫الرِف َ‬ ‫اج‪ .‬هذه الَ ت ْل َك‪ْ .‬ارفَ ِع ا ْل َوض َ‬ ‫ب‪ :‬ا ْن ِز ِع ا ْل َع َم َ‬ ‫ُع ِط َي ُه إِيَّاهُ‪".‬‬ ‫ضا الَ َي ُك ُ‬ ‫ون َحتَّى َيأ ِْت َي الَِّذي لَ ُه ا ْل ُح ْك ُم فَأ ْ‬ ‫َج َعلُ ُه! ه َذا أ َْي ً‬ ‫ُم ْن َقلِ ًبا أ ْ‬

‫الرئس هنا هو صدقيا واهلل يصفه بأنه نجس وشرير = فهو دنس كل شئ طاهر وشجع الخطية فهو أخطأ وجعل‬

‫شعبه يخطئ‪ .‬الذى قد جاء يومه فى زمان إثم النهاية = أى أن إثمه كان البد ويكون له نهاية حين يمتلئ‬ ‫مكياله‪ .‬وأخي اًر إمتأل وجاء يومه يوم عقاب اهلل‪ ،‬والعقاب هو أنه سيخسر تاجه = وانزع العمامة‪ .‬أما من ترضى‬

‫اهلل أعماله هنا فسيلبس إكليالً هناك‪ .‬هذه التلك = فى ترجمة أخرى هذه لن تكون "أى لن يستمر ملكه أو تاجه‪.‬‬ ‫وسيأتى ملك بابل ويصنع هذا وسيقلب كل شئ رأساً على عقب‪ .‬فيرفع الوضيع ويضع الرفيع = فهو أسقط‬

‫الملك وعين واحداً من الشعب رئيساً‪ .‬وهذا الملك الشرير يصدر الحكم ضده ثالثياً منقلباً منقلباً منقلباً = فالحكم‬ ‫النهائى صدر ضد عائلة داود‪ .‬وبسقوط صدقيا لم تقم لعائلة داود قائمة ثانية حتى جاء المسيح الذى من نسل‬

‫داود ليحكم حتى يأتى الذى له الحكم فأعطيه إياه‪ .‬فيثبت عرش داود أبدياً فى المسيح‪.‬‬

‫هذه اآليات حقيقة ليست موجهة بالدرجة األولى إلى صدقيا الملك ‪ ،‬بل هى موجهة إلى الشيطان الذى أطلق‬

‫الوحى عليه هنا النجس الشرير‪ .‬وحينما يقول عنه رئيس إسرائيل (آية ‪ )26‬فهذا يعنى أنه هو المسئول األول‬

‫عن قيادة شعب إسرائيل فى طريقهم الشرير‪ .‬وهكذا قيل عن الشيطان " رئيس فارس ورئيس اليونان " (دا‪: 14‬‬

‫‪ . )24‬وبهذا نفهم قول الكتاب منقلبا منقلبا منقلبا‪ .‬أجعله = أنه موجه للشيطان الذى أنزله اهلل وجعله تحت‬

‫األقدام (لو‪ ، ) 12 : 14‬وحرر المسيح اإلنسان من عبوديته للشيطان ففقد الشيطان سلطانه على البشر = إنزع‬

‫العمامة ‪ .‬إرفع التاج ‪ ....‬لكن هذا لمن يؤمن بالمسيح ولمن يريد من البشر إن ظلوا ثابتين فى المسيح ‪ .‬وكما‬ ‫قالت أمنا السيدة العذراء مريم فى تسبحتها " أنزل األعزاء عن الكراسى ورفع المتضعين " (لو‪ = )62 : 1‬أرفع‬

‫الوضيع وضع الرفيع ‪ .‬فالشيطان سقط ورفع اهلل اإلنسان وجعله إبنا هلل ‪ .‬وهذا يتضح من قول الكتاب هذا أيضا‬

‫ال لم يسقط الشيطان إال حينما جاء المسيح الذى له الحكم‬ ‫ال يكون حتى يأتى الذى له الحكم فأعطيه إياه ‪ .‬وفع ً‬ ‫‪ ،‬أما صدقيا فقد إنقلب وذهب عنه ملكه بعد النبوة بشهور أو أيام‪ .‬لذلك نفهم أن الوحى هنا يتخذ صدقيا الملك‬

‫كرمز للشيطان كما عمل هذا من قبل مع ملك بابل (إش‪ )14‬ومع ملك صور (حز‪ ، )28‬فنجد أن الوحى يبدأ‬ ‫الكالم عن هؤالء الملوك ثم ينتقل ليتكلم مباشرة عن الشيطان ‪.‬‬

‫الذى قد جاء يومه فى زمان إثم النهاية = جاء يوم سقوط الشيطان حينما إرتكب اليهود إثم صلب المسيح‬ ‫وبهذا اإلثم إنتهت عالقة اهلل بهم كشعب خاص له ‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ون َوِفي تَ ْع ِي ِ‬ ‫يرِه ْم‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫آد َم‪ ،‬فَتَ​َن َّبأْ َوُق ْل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ « "-:)32-28‬وأَ ْن َ‬ ‫ب‪ِ ،‬في َب ِني َع ُّم َ‬ ‫ق‪29 .‬إِ ْذ يرو َن لَ َك ب ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫صقُو ٌل لِ ْل َغ َاي ِة لِ ْل َب ِري ِ‬ ‫ون لَ َك َك ِذ ًبا‪ِ ،‬ل َي ْج َعلُو َك‬ ‫س ْي ٌ‬ ‫س ْي ٌ‬ ‫اطالً‪ ،‬إِ ْذ َي ْع ِرفُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ ْ‬ ‫سلُو ٌل للذ ْب ِح! َم ْ‬ ‫ف َم ْ‬ ‫ف‪َ ،‬‬ ‫فَ ُق ْل‪َ :‬‬ ‫ِ ‪31‬‬ ‫يده إِلَى ِغم ِد ِه؟ أَالَ ِفي ا ْلمو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان إِثِْم ِّ‬ ‫اء َي ْو ُم ُه ْم ِفي َزَم ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫َع َنا ِ‬ ‫ض ِع‬ ‫ق ا ْلقَ ْت َلى األَ ْ‬ ‫ار الَِّذ َ‬ ‫َعلَى أ ْ‬ ‫الن َه َاية‪ .‬فَ َه ْل أُع ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ين َج َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ ‪31‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِبي‪َ ،‬وأَ ْنفُ ُخ َعلَ ْي ِك ِب َن ِ‬ ‫ُسلِّ ُم ِك لِ َي ِد ِر َجال‬ ‫ب َعلَ ْي ِك َغ َ‬ ‫َس ُك ُ‬ ‫الَّذي ُخل ْقت فيه في َم ْولِدك أُ َحاك ُمك! َوأ ْ‬ ‫ار َغ ْيظي‪َ ،‬وأ َ‬

‫‪94‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى والعشرون)‬ ‫‪32‬‬ ‫ار‪َ .‬دم ِك ي ُك ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين م ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِط األ َْر ِ‬ ‫ين لِ ِ‬ ‫ب‬ ‫الر ُّ‬ ‫ين‪ ،‬أل َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ض‪ .‬الَ تُ ْذ َك ِر َ‬ ‫إل ْهالَ ِك‪ .‬تَ ُكوِن َ‬ ‫اه ِر َ‬ ‫ين أُ ْكلَ ًة ل َّلن ِ ُ َ‬ ‫ون في َو ْ‬ ‫ُمتَ َحِّرق َ َ‬ ‫ت»‪".‬‬ ‫تَ َكلَّ ْم ُ‬

‫سبق وقلنا أن نبوخذ نصر فضل أن يبدأ بأورشليم قبل بنى عمون‪ ،‬فلما فعل هذا‪ ،‬عير بنى عمون شعب إسرائيل‬ ‫بخرابهم شاعرين كأنهم هم الذين إنتصروا على أورشليم‪ .‬وهنا يعلن لهم النبى أن تأجيل الحكم ليس معناه العفو‬

‫وأن الدور آتى عليهم‪ .‬وآية (‪ )22‬تشير أنه كان بينهم هم أيضاً أنبياء كذبة يخدعونهم بسالم زائف دائم‪ .‬وهؤالء‬ ‫األنبياء الكذبة جعلوهم يزدادون فى كبريائهم حتى أنهم قاموا على أعناق القتلى من يهوذا‪ .‬الحظ أن التعيير‬ ‫الذى يقع على الكنيسة من هؤالء الذين لهم إحساس مؤقت باإلنتصار عليها‪ ،‬هؤالء تنقلب اآلية ضدهم‪ .‬فاهلل‬

‫يستاء من اإلهانات الموجهة لشعبه‪ .‬فتكون أكلة للنار = فاألشرار يجعلون أنفسهم وقوداً لنار غضب اهلل‪ .‬وهم‬

‫سيخربون فى أرضهم التى يشعرون فيها باإلطمئنان وذلك بواسطة سيف بابل‪.‬‬

‫‪95‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني والعشرون)‬

‫اإلصحاح الثانى والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫هنا ثالث رسائل مختلفة األولى بيان بخطاياهم (‪ )13 – 1‬ثم مقارنتهم بزغل المعادن الذى يذهب للنار (‪– 14‬‬

‫‪ .)22‬والكل وجد مدان‪ ،‬وال يوجد بار واحد منهم ليشفع فيهم (‪)31 – 23‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ين م ِدي َن َة الدِّم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء؟‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬وأَ ْن َ‬ ‫آد َم‪َ ،‬ه ْل تَِد ُ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)16-1‬و َك َ‬ ‫َ‬ ‫ين‪َ ،‬ه ْل تَد ُ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‪ :‬أَيَّتُها ا ْلم ِدي َن ُة َّ ِ‬ ‫س ِط َها لِ َيأ ِْت َي َوقْتُ َها‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫اس ِات َها‪َ ،‬وقُ ْل‪ :‬ه َك َذا قَا َل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫الساف َك ُة الدَّم في َو ْ‬ ‫فَ َعِّرف َ‬ ‫ْها ُك َّل َر َج َ‬ ‫َ َ‬ ‫الص ِانع ُة أَص َناما لِ َن ْف ِسها لِتَتَ​َنجَّس ِبها‪4 ،‬قَ ْد أ َِثم ِت ِب َد ِم ِك الَِّذي سفَ ْك ِت‪ ،‬وَنجَّس ِت َن ْفس ِك ِبأَص َن ِ‬ ‫ام ِك الَِّتي َع ِم ْل ِت‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ً‬

‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ ِ ِ ِ‬ ‫وقَ​َّرْب ِت أَي ِ‬ ‫ار لِأل ِ‬ ‫يدةُ َع ْن ِك‬ ‫س ْخ َرةً لِ َج ِم ِ‬ ‫يب ُة إِلَ ْي ِك َوا ْل َب ِع َ‬ ‫يع األ َ​َراضي‪ .‬ا ْلقَ ِر َ‬ ‫ُمم‪َ ،‬و ُ‬ ‫َ‬ ‫َّامك َوَبلَ ْغت سنيك‪َ ،‬فلذل َك َج َع ْلتُك َع ًا َ‬ ‫َ‬ ‫‪6‬‬ ‫اح ٍد حسب اس ِتطَاع ِت ِه‪َ ،‬كا ُنوا ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس َخر َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرةَ َّ‬ ‫يك‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل‪ُ ،‬ك ُّل َو َ َ َ ْ َ‬ ‫اء إِ ْ‬ ‫س َة ْ‬ ‫س ُ‬ ‫الش َغ ِب‪ُ .‬ه َوَذا ُر َؤ َ‬ ‫ون م ْنك‪َ ،‬يا َن ِج َ‬ ‫االسم‪َ ،‬يا َكث َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ُما‪ِ .‬في و ِ ِ‬ ‫َج ِل س ْف ِك الدَِّم‪ِ .‬ف ِ‬ ‫يم َواأل َْرَملَ َة‪.‬‬ ‫اض َ‬ ‫َها ُنوا أ ًَبا َوأ ًّ‬ ‫يك أ َ‬ ‫يب ِبالظُّ ْلِم‪ِ .‬في ِك ْ‬ ‫املُوا ا ْل َغ ِر َ‬ ‫َ ْ‬ ‫أل ْ َ‬ ‫سطك َع َ‬ ‫ط َه ُدوا ا ْل َيت َ‬ ‫يك أَ َكلُوا علَى ا ْل ِجب ِ ِ‬ ‫شاةٌ لِس ْف ِك الدَِّم‪ ،‬وِف ِ‬ ‫اسي وَنجَّس ِت سبوِتي‪َ 9 .‬ك َ ِ ِ‬ ‫‪ْ 8‬ازَدرْي ِت أَق َْد ِ‬ ‫س ِط ِك‬ ‫اس ُو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ​ُ‬ ‫ال‪ .‬في َو ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان فيك أَُن ٌ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الر ْجس ِبام أرَةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫َع ِملُوا َرِذيلَ ًة‪ .‬فيك َك َ‬ ‫شَ‬ ‫سٌ‬ ‫س ُ‬ ‫س َة ِبطَ ْمث َها‪ .‬إِ ْن َ‬ ‫ان َع ْو َرةَ أَِبيه‪ .‬فيك أَ َذلُّوا ا ْل ُمتَ​َن ِّج َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ان فَ َع َل ِّ َ ْ َ‬ ‫َخذ ِ‬ ‫الر ْ ِ‬ ‫يه‪ِ 12 .‬ف ِ‬ ‫ت أَِب ِ‬ ‫ان أَ َذ َّل ِف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الرَبا‬ ‫َخ ُذوا َّ‬ ‫ْت ِّ‬ ‫يك أ ْ‬ ‫س ْف ِك الدَِّم‪ .‬أ َ‬ ‫يك أ َ‬ ‫ُختَ ُه ِب ْن َ‬ ‫سٌ‬ ‫سٌ‬ ‫ش َوةَ ل َ‬ ‫َّس َك َّنتَ ُه ِب َرِذيلَة‪ .‬إِ ْن َ‬ ‫ان َنج َ‬ ‫قَ ِري ِبه‪ .‬إِ ْن َ‬ ‫وا ْلمرابح َة‪ ،‬وسلَ ْب ِت أَق ِْرباء ِك ِبالظُّ ْلِم‪ ،‬وَن ِس ِ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫يت ِني‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َُ َ َ َ َ‬ ‫ِ ِ ‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ط ْف ِت‪ ،‬وِبسب ِب َد ِم ِك الَِّذي َك َ ِ‬ ‫ت‬ ‫س َب ِب َخ ْط ِف ِك الَِّذي َخ َ‬ ‫سطك‪ .‬فَ َه ْل َيثْ ُب ُ‬ ‫صفَّ ْق ُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ان في َو ْ‬ ‫ت ِب َكفِّي ِب َ‬ ‫«فَهأَ​َن َذا قَ ْد َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِّد ِك ب ْي َن األُمِم‪ ،‬وأُ َذِّر ِ‬ ‫َّام الَِّتي ِفيها أُع ِ‬ ‫َق ْلب ِك أَو تَ ْقوى ي َد ِ‬ ‫اك ِفي األَي ِ‬ ‫يك ِفي‬ ‫الر َّ‬ ‫املُ ِك؟ أَ​َنا َّ‬ ‫ب تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫سأَف َْع ُل‪َ .‬وأ َُبد ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت َو َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام ُع ُي ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ين أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ُمِم‪َ ،‬وتَ ْعلَ ِم َ‬ ‫استَ ِك ِم ْن ِك‪َ .‬وتَتَ َد َّن ِس َ‬ ‫األ َ​َراضي‪َ ،‬وأ ُِزي ُل َن َج َ‬ ‫ون األ َ‬ ‫ين ِب َن ْفسك أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫سميت أورشليم هنا بالمدينة سافكة الدم ونجسة اإلسم عوضاً عن تسميتها المدينة العادلة المقدسة‪ .‬ومن أبشع‬

‫خطاياها القتل فهى سافكة الدم فى وسطها = أى فى وسط المدينة حيث الحكام والقضاة‪ .‬فالظلم تفشى فى‬ ‫السر والعلن وليس من يحكم على الظالم‪ .‬والرؤساء سفكوا الدم كل واحد حسب إستطاعته آية (‪ .)3‬وهناك من‬

‫كان يثير إشاعات كاذبة لسفك الدم (‪ )2‬ومن أخذ رشوة ألجل ذلك (‪ .)12‬وقد يكون هؤالء من القضاة‬

‫وليحكموا على البرئ بالقتل من أجل الرشوة‪ .‬ويجئ بعد ذلك عبادة األصنام‪ .‬فمنهم من يصنع أصناماً‪ .‬ومنهم‬

‫من يشترك فى الذبح واألكل على المرتفعات‪ .‬ولقد إزداد فساد طبيعتهم فوصلت خطيتهم إلى إهانة األب واألم‪.‬‬

‫وظلموا الغريب والضعيف واليتيم واألرملة‪ .‬ودنسوا السبت والمقدسات وازدروا بشريعة اهلل وأعجبوا بالشرائع‬

‫الوثنية‪ .‬وفيك كشف اإلنسان عورة أبيه = أى أصبحت له إمرأة أبيه ‪1‬كو ‪ .1 : 6‬ومن إعتزلت لطمثها أذلوها‬

‫ونجسوها‪ .‬وصنعوا الخطية مع زوجات أبنائهم = كنتهم‪ ،‬ومع أخواتهم فهل ال يعاقب اهلل على كل هذا‪ .‬ولكن‬ ‫هناك سبب لكل هذا‪ ،‬أنهم نسوا الرب (‪ .)12‬ينسون أنهم منه‪ ،‬ويعتمدون عليه‪ ،‬وينسون واجباتهم نحوه‪ ،‬وكم أن‬

‫غضبه مدمر‪ ،‬ولكل هذا عرضها اهلل إلحتقار جيرانها = جعلتك عا ارً لألمم وسخرية لجميع أارضى = أى‬ ‫‪96‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني والعشرون)‬

‫يسخرون منها‪ .‬واهلل يريدها أن تعلم أنه مستاء جداً من ذلك = فها أنذا قد صفقت بكفى بسبب خطفك =‬ ‫الخطف معناه إستيالئهم على ممتلكات الغير‪ .‬وكيف يصفق اهلل بكفيه ؟ هو يصفق لكى ينذر قبل أن يضرب‪،‬‬

‫وهو يستعمل أنبيائه لإل نذار وإلعالن مقاصده‪ .‬وهم قد تقسوا وظنوا أنهم يستطيعون مواجهة أحكام اهلل‪ ،‬لذلك‬

‫يقول لهم فهل يثبت قلبك أو تقوى يداك = هل تستطيع أن تواجه غضب اهلل (مز ‪ .)3 : 134‬قد نستطيع أن‬ ‫نصمد أمام البشر‪ ،‬ولكن من يستطيع أن يصمد أمام غضب اهلل‪ .‬ولكن من مراحم اهلل أن ضرباته ليست لإلنتقام‬

‫بل للتطهير = ألزيل نجاستك‬ ‫بت أيامك وبلَ ِ‬ ‫وقَ​َّر ِ‬ ‫غت سنيك (آية‪ = )4‬يهوذا بشرورها أسرعت باإلقتراب من العقاب ‪ ،‬فكلما زادت شرور اإلنسان‬ ‫َ‬ ‫كلما إقترب ميعاد عقوبته أو تأديبه ‪.‬‬

‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫يل َز َغالً‪ُ .‬كلُّ ُه ْم‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ص َار لِي َب ْي ُ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)22-17‬و َك َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫آد َم‪ ،‬قَ ْد َ‬ ‫ِ ٍ ‪19‬‬ ‫ِ‬ ‫ُنحاس وقَ ِ‬ ‫س ِط ُك ٍ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن‬ ‫ص ُاروا َزَغ َل فض‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َج ِل ذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫ير َو َح ِد ٌ‬ ‫َّة‪ .‬أل ْ‬ ‫اص في َو ْ‬ ‫َ ٌ َ ْ‬ ‫ور‪َ .‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫يد َو َر َ‬ ‫صد ٌ‬ ‫‪21‬‬ ‫َّة وُنح ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َجمع ُكم ِفي وس ِط أُور َ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َح ْي ُ ِ َّ‬ ‫ص ٍ‬ ‫اص‬ ‫يم‪َ ،‬ج ْم َع فض َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫اس َو َحديد َو َر َ‬ ‫ُ‬ ‫ث إن ُك ْم ُكل ُك ْم ص ْرتُ ْم َز َغالً‪َ ،‬فلذل َك هأَ​َن َذا أ ْ َ ُ ْ‬ ‫شل َ‬ ‫ض ِبي و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ور لِ َن ْف ِخ َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫س ِط ُك ٍ‬ ‫ص ِد ٍ‬ ‫َس ِب ُك ُك ْم‪.‬‬ ‫َج َم ُع ُك ْم ِب َغ َ‬ ‫س ْب ِك َها‪َ ،‬كذلِ َك أ ْ‬ ‫س َخطي َوأَ ْط َر ُح ُك ْم َوأ ْ‬ ‫ير إِلَى َو ْ‬ ‫َوقَ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ار َعلَ ْي َها ل َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ون ِفي وس ِطها‪َ 22 .‬كما تُسب ُك ا ْل ِف َّ ِ‬ ‫س ِط ا ْل ُك ِ‬ ‫َج َم ُع ُك ْم َوأَ ْنفُ ُخ َعلَ ْي ُك ْم ِفي َن ِ‬ ‫ور‪َ ،‬كذلِ َك‬ ‫س َب ُك َ‬ ‫ار َغ َ‬ ‫فَأ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ض ُة في َو ْ‬ ‫ض ِبي‪ ،‬فَتُ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫تُسب ُك َ ِ‬ ‫س َخ ِطي َعلَ ْي ُك ْم»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫س َك ْب ُ‬ ‫س ِط َها‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫َْ‬ ‫ون في َو ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ب َ‬ ‫نفس األنشودة المأساوية ولكن تعزف هن ا بألفاظ أخرى ليكون لها تأثير أكبر‪ ،‬فهو هنا يظهر أن بيت إسرائيل‬

‫أصبح كالزغل (أو الخبث أى صدأ المعادن) والزغل يجب أن يحرق‪ .‬هذه المملكة التى كانت ذهباً أيام داود‬ ‫وسليمان‪ ،‬وحينما إنفصلت أيام رحبعام إبن سليمان صارت كذراعان من الفضة (بحسب تسلسل تمثال دانيال‬

‫ص‪ )2‬ولكن هذه المملكة قد إنحطت اآلن لمعادن وضيعة ال تقارن بما سبق فهى نحاس وقصدير وحديد‬

‫ورصاص‪ .‬ويستخدم البعض أنواع المعادن هذه للتدليل على خطاياهم‪ .‬فالنحاس يشير للوقاحة (كما يقال لهم‬ ‫وجوه نحاسية أى ال يخجلون)‪ .‬و الحديد يشير للنزعة الوحشية والطبيعة القاسية‪ .‬والرصاص يدل على غباوتهم‬

‫وبلههم فالرصاص مع أنه مرن إال أنه ثقيل‪ ،‬وهم ال يتحركون فى إتجاه اإلصالح‪ .‬والقصدير يدل على طبيعتهم‬ ‫كمرائين يدعون القداسة ويغطون بمظهريتهم المخادعة إثمهم‪ ،‬وهى مظاهر بال جوهر حقيقى فعلى‪ .‬ومع هذا‬

‫فهذه المعادن لها إستعماالتها وفوائدها إال أن شعب إسرائيل صار بال فائدة‪ ،‬لذلك تم تشبيهه بالزغل‪ ،‬فهم صاروا‬

‫غير صالحين لشئ إال لحرقهم‪ .‬وهم اآلن مجتمعين فى أورشليم كمدينة حصينة ليحتموا بها‪ ،‬ولكن اهلل يخبرهم‬

‫بأن أورشليم ستتحول لهم كبوتقة أو فرن حتى يحترق الزغل الذى فيهم‪ ،‬أما المعادن فتذوب وتطهر من الخبث‬

‫الذى فيها‪ ،‬ثم تخرج المعادن من الفرن نقية‪ .‬فدائماً هناك بقية ينقيها اهلل بهذه التجارب = كما تسبك الفضة =‬

‫‪97‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني والعشرون)‬

‫إذاً فما زال هناك فضة‪ ،‬واهلل ينقيها‪ .‬وما سيشعل هذه البوتقة هو غضب اهلل‪ .‬و أنفخ عليكم فى نار غضبى =‬ ‫والنفخ فى النار يصدر صوتاً عظيماً‪ ،‬وهكذا أحكام اهلل حينما تنفذ على أورشليم‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ض الَِّتي لَ ْم تَ ْط ُه ْر‪ ،‬لَ ْم‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫آد َم‪ُ ،‬ق ْل لَ َها‪ :‬أَ ْن ِت األ َْر ُ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)31-23‬و َك َ‬ ‫ض ِب‪ِ 25 .‬فتْ َن ُة أَ ْن ِبي ِائها ِفي و ِ‬ ‫َخ ُذوا‬ ‫ُي ْم َ‬ ‫وسا‪ .‬أ َ‬ ‫َس ٍد ُم َزْم ِج ٍر َي ْخطُ ُ‬ ‫ط ْر َعلَ ْي َها ِفي َي ْوِم ا ْل َغ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫يس َة‪ .‬أَ َكلُوا ُنفُ ً‬ ‫ف ا ْلفَ ِر َ‬ ‫سط َها َكأ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ش ِريع ِتي وَنجَّسوا أَق َْد ِ‬ ‫املَها ِفي و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َك ْن َز و َّ ِ‬ ‫اسي‪ .‬لَ ْم ُي َم ِّي ُزوا َب ْي َن ا ْل ُمقَد ِ‬ ‫َّس‬ ‫َ ْ‬ ‫يس‪ ،‬أَ ْكثَُروا أ َ​َر َ‬ ‫سط َها‪َ .‬ك َه َنتُ َها َخالَفُوا َ َ َ ُ‬ ‫النف َ‬ ‫َ‬ ‫اه ِر‪ ،‬وحجبوا عيوَنهم ع ْن سبوِتي فَتَ َد َّنس ُ ِ‬ ‫س والطَّ ِ‬ ‫ق َب ْي َن َّ‬ ‫س ِط ِه ْم‪.‬‬ ‫َوا ْل ُم َحلَّ ِل‪َ ،‬ولَ ْم َي ْعلَ ُموا ا ْلفَ ْر َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َ َ َ ُ ُ​ُ ُْ َ‬ ‫ت في َو ْ‬ ‫ْ‬ ‫الن ِج ِ َ‬ ‫‪28‬‬ ‫النفُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫‪27‬ر َؤس ُ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫س ْف ِك الدَِّم‪ِ ،‬إل ْهالَ ِك ُّ‬ ‫س ِط َها َك ِذ َئ ٍ‬ ‫اؤ َها قَ ْد طَيَّ ُنوا‬ ‫س ٍب‪َ .‬وأَ ْن ِب َي ُ‬ ‫اب َك ْ‬ ‫اؤ َها في َو ْ‬ ‫وس ال ْكت َ‬ ‫اب َخاطفَة َخ ْطفًا ل َ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪29‬‬ ‫ين ب ِ‬ ‫لَهم ِبالطُّفَ ِ ِ‬ ‫ب األ َْر ِ‬ ‫اطالً َو َع ِ‬ ‫ض‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ب‪َ ،‬و َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ين‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب لَ ْم َيتَ َكلَّ ْم‪َ .‬‬ ‫ين لَ ُه ْم َك ِذ ًبا‪ ،‬قَ ِائِل َ‬ ‫ارِف َ‬ ‫ش ْع ُ‬ ‫ال‪َ ،‬رائ َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫‪31‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت م ْن َب ْين ِه ْم‬ ‫يب ِب َغ ْي ِر ا ْل َحقِّ‪َ .‬و َ‬ ‫ين‪َ ،‬و َ‬ ‫اض َ‬ ‫َ‬ ‫طلَ ْب ُ‬ ‫ص ًبا‪َ ،‬و ْ‬ ‫سك َ‬ ‫ظلَ ُموا ا ْل َغ ِر َ‬ ‫ير َوا ْلم ْ‬ ‫ص ُبوا َغ ْ‬ ‫ظلَ ُموا ظُ ْل ًما‪َ ،‬و َغ َ‬ ‫ط َه ُدوا ا ْلفَق َ‬ ‫‪31‬‬ ‫ف ِفي الثَّ ْغ ِر أَم ِ‬ ‫َخ ِرَب َها‪َ ،‬فلَم أ ِ‬ ‫امي َع ِن األ َْر ِ‬ ‫س َخ ِطي َعلَ ْي ِه ْم‪ .‬أَ ْف َن ْيتُ ُه ْم‬ ‫َر ُجالً َي ْب ِني ِج َد ًا‬ ‫ض لِ َك ْيالَ أ ْ‬ ‫ار َوَي ِق ُ‬ ‫س َك ْب ُ‬ ‫ت َ‬ ‫َج ْد‪ .‬فَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت طَ ِريقَهم علَى ر ُؤ ِ‬ ‫ِب َن ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫وس ِه ْم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ض ِبي‪َ .‬جلَ ْب ُ‬ ‫ار َغ َ‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫هنا يؤكد أن هذا الوباء حل بالجميع‪ ،‬األنبياء والكهنة والرؤساء والشعب‪ .‬وهنا يقول أنبيائها وكهنتها وال يقول‬

‫أنبيائى وكهنتى وهذا بسبب غضبه عليهم‪ ،‬فال يريد أن ينسبهم إليه فى شرهم ألنهم رفضوه‪ .‬أنت كاألرض التى‬

‫لم تطهر‪ .‬لم ُيمطر عليها = فنجاستها فيها لم تغسل‪ .‬هى كمدينة لم يغسلها ماء المطر فتنظف‪ .‬وما هو المطر‬ ‫الذى ينظف ‪ )1‬قد يشير لضربات اهلل كما أمطر اهلل فى الطوفان ليغرق األرض‪ ،‬وكما أمطر على سدوم‬ ‫وعمورة كبريتاً ونا اًر تك ‪ ،24 : 12‬وأخرج الرب من الضربات نوح ولوط (البقية) ‪ )2‬يشير المطر للروح القدس‬

‫الذى ينسكب على المؤمنين فيطهرهم فيثمرون إش ‪ .4 ،3 : 44‬والمطر يشير للروح القدس فهو أتى من السماء‬

‫ليروى أرضنا (أجسادنا) والكل أخطأوا‪ .‬فهناك فتنة أنبيائها = أى مؤامرات األنبياء الكذبة‪ ،‬فهم غشوا الشعب‬

‫امرتهم هذه ليست ضد اهلل فقط بل هى كانت ضد الشعب الذى سيهلك بنبواتهم الكاذبة‪.‬‬ ‫وقسوا قلبه‪ ،‬وكانت مؤ ا‬ ‫هذه مؤامرة مع الشيطان الذى هو كأسد يجول يلتمس من يبتلعه = فى وسطها كأسد‪ .‬وهم أكلوا نفوساً أى‬

‫تسببوا فى هالكها بنبواتهم حين قالوا للخطاه سالم سالم فلم يقدموا توبة‪ ،‬فكانت خطيتهم سبباً فى هالكهم‪ .‬وهم‬

‫إلتهموا أموال الشعب كأجر على نبواتهم الكاذبة هذه = أخذوا الكنز والنفيس بل أن من لم يطعمهم ربما تسببوا‬

‫فى قتله فأكثروا أراملها فى وسطها‪ .‬أما الكهنة فخالفوا الشرائع والناموس وتعدوا واجباتهم ودنسوا مقدسات اهلل ولم‬ ‫يعلموا الناس الفرق بين المقدس والمحلل = المقدس هو المحرم أكله على الشعب والمحلل هو ما يأكله الشعب‬

‫من الذبائح أو المقدس هو ما يأكله الكاهن والمحلل ما هو مسموح لعائلته أن تأكله‪ .‬وكان رؤسائهم كذئاب‬

‫خاطفة = أى ينهبون الشعب بالظلم‪ ،‬فهم كانوا قوة بال عدالة‪ .‬فهم جبابرة مستبدين يسهل عليهم سفك الدماء‬ ‫واهالك النفوس‪ .‬واألدهى أن الرؤساء إستخدموا األنبياء الكذبة فهم طينوا لهم بالطفال = أى إدعوا أنهم أروا‬ ‫رؤى لصالح الرؤساء‪ ،‬أو أنهم أروا رؤيا بأنه يجب قتل فالن الذى ال يرضى هذا الرئيس أو ذاك‪ .‬ولكن هذا‬

‫الحائط الذى أقامه هؤالء األنبياء الكذبة ال يثبت طويالً‪ .‬بل حتى الشعب‪ ،‬فكان كل من فى يده سلطة أو قوة‬

‫‪98‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني والعشرون)‬

‫إستغلها ضد جاره‪ .‬فالغنى ظلم الفقير‪ ،‬والسيد ظلم خادمه‪ ،‬وأصحاب األرض ظلموا المستأجرين‪ ،‬واألباء ظلموا‬

‫أبنائهم والمشترى ظلم البائع‪ ،‬والبائع ظلم المشترى‪ ،‬إذاً فالمرض وبائى‪ .‬وال يبدو أن هناك شفيع = رجالً يبنى‬

‫الجدار ويقف فى الثغر أمامى عن األرض لكيال أخربها الشفيع هنا كموسى الذى طلب من اهلل أن ال يهلك‬

‫الشعب‪ ،‬وكإبراهيم الذى طلب أن ال يهلك اهلل سدوم‪ ،‬واهلل يرغب فى أن يظهر مراحمه‪ .‬ولكن قبل أن يصلى أحد‬ ‫عن هذا الشعب‪ ،‬كان يجب أن يكون هناك قائد يصلح من حال هذا الشعب‪ ،‬كما فعل صموئيل إذ نادى بتوبة‬

‫عامة وصالة وصوم‪ .‬وكان يوجد مثل هذا المصلح وهو إرمياء النبى لكنهم رفضوه‪ .‬فهم رفضوا اإلصالح‬ ‫ورفضوا التوبة وهم ما كانوا يصلوا‪ ،‬وال كان من يصلى عنهم فما هو المنتظر = فسكبت سخطى عليهم‬

‫وأفنيتهم‪ .‬ونحن اآلن لنا فى دم المسيح شفاعة كفارية ولنا فى صلوات القديسين شفاعة توسلية‪ ،‬فهل نقدم توبة‬ ‫فال يغضب اهلل علينا‪.‬‬

‫طلبت من بينهم رجال يبنى الجدار ويقف فى الثغر أمامى عن األرض (آية‪ = )34‬الجدار المقصود به جدا ار‬ ‫يحمى الشعب من ضربات اهلل التى ستنهال على الشعب كسيل إن سقط هذا الجدار‪ .‬والرجل هنا هو من يقوم‬

‫بدور المص لح الذى يصارح الشعب بأن خطيتهم ستكون السبب فى هذه الضربات إن لم يتوبوا ‪ .‬والثغر =‬ ‫المقصود به أنه كان هناك جدار يمنع الضربات (وتُشبه الضربات هنا بطوفان كان الجدار يمنعه) وحدث بهذا‬ ‫الجدار تشقق بسبب خطاياهم ‪ ،‬مما أدى لوجود ثغرة فيه بدأ يتسرب منها مياه الطوفان ‪ ،‬وهذا سيؤدى إلى إتساع‬ ‫الثغرة ومن ثم إلى إنهيار الجدار الذى كان يحميهم وهجوم الضربات عليهم كطوفان ‪.‬‬

‫‪99‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والعشرون)‬

‫اإلصحاح الثالث والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫هذه هى المرة الثالثة التى يتهم اهلل فيها شعبه بخيانته فى عبادة أوثان الشعوب المحيطة بهم ‪ ،‬واإلتكال على‬ ‫شعوب أخرى مثل أشور وبابل ومصر لحمايتهم ‪ ،‬فهذا يعتبر إهانة هلل ‪ ،‬أن ال يؤمن شعبه بقدرته على‬

‫خالصهم وحمايتهم ‪ ،‬ويعتبر تأليها لهذه الشعوب إذ إعتبر شعب اهلل هذه الشعوب بمثابة الحامى لهم ‪ .‬كما أن‬

‫إعتمادهم على هذه الشعوب قد فتح األبواب لدخول أصنام هذه األمم إلى شعب اهلل فعبدوها ‪ ،‬وزادت الخيانة‪،‬‬ ‫فكان شرط األمم الوثنية لعقد تحالف مع شعب آخر ‪ ،‬أن يقدم هذا الشعب اآلخر الطالب للتحالف والحماية‬

‫العبادة آللهتهم ‪ .‬بل أن ما يصاحب العبادات الوثنية من زنا جسدى فاقم الوضع‪ .‬والكتاب ُيسمى عبادة األوثان‬ ‫زنا روحى ألن من يرتبط بإله آخر (الوثن) يعتبر هذا خيانة لإلله الواحد يهوه الذى حررهم وارتبط بهم وأعطاهم‬ ‫كل الحب ‪.‬‬

‫اهلل يتهم شعبه هنا ب ـ ‪ )1 -:‬عبادة األوثان ‪ )2‬تأليه هذه الشعوب‬

‫‪ )3‬الزنا الجسدى‬

‫ِ ٍ ‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ام َأرَتَ ِ‬ ‫ص َر‪ِ .‬في‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫آد َم‪َ ،‬ك َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)11-1‬و َك َ‬ ‫ان ْاب َنتَا أ ٍُّم َواح َدة‪َ ،‬و َزَنتَا ِبم ْ‬ ‫ان ْ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب ُة‬ ‫ُّه َما‪َ ،‬و ُه َن َ‬ ‫اه َما َزَنتَا‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫يرةُ‪َ ،‬وأ ُ‬ ‫اس ُم ُه َما‪ :‬أ ُ‬ ‫ص َب ُ‬ ‫ُهولِ َ‬ ‫اك تَ​َز ْغ َز َغ ْت تَ​َرائ ُ‬ ‫ب ُعذ َْرِت ِه َما‪َ .‬و ْ‬ ‫اك ُد ْغد َغ ْت ثُدي ُ‬ ‫ُهولَ ُة ا ْل َك ِب َ‬ ‫‪5‬‬ ‫ُهولَ ُة»‪ ،‬وأُور َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُهولَ ُة ِم ْن‬ ‫اه َما‪َّ :‬‬ ‫أْ‬ ‫يب ُة»‪َ .‬و َزَن ْت أ ُ‬ ‫يم «أ ُ‬ ‫ام َرةُ «أ ُ‬ ‫اس َم ُ‬ ‫ُختُ َها‪َ .‬و َكا َنتَا لِي‪َ ،‬و َولَ َدتَا َب ِن َ‬ ‫ُهولِ َ‬ ‫ين َوَب َنات‪َ .‬و ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫شل ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ان ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يها‪ ،‬أ ُّ‬ ‫ون‬ ‫ور األ َْب َ‬ ‫طَ‬ ‫َّان َ‬ ‫َس َما ْن ُجوِن َّي ُوالَةً َو ِش َح ًنا‪ُ ،‬كلُّ ُه ْم ُ‬ ‫اك ُب َ‬ ‫شب ُ‬ ‫ال الالَِّب ِس َ‬ ‫ين األ ْ‬ ‫تَ ْحتي َو َعشقَ ْت ُمح ِّب َ‬ ‫ش ْه َوٍة‪ ،‬فُ ْر َ‬ ‫سٌ َ‬ ‫َش َ‬ ‫َشور ُكلِّ ِهم‪ ،‬وتَ​َنجَّس ْت ِب ُك ِّل م ْن ع ِشقَتْهم ِب ُك ِّل أَص َن ِ‬ ‫ا ْل َخ ْي َل‪7 .‬فَ َدفَع ْت لَهم ع ْقرَها لِم ْختَ ِ ِ‬ ‫ام ِه ْم‪َ 8 .‬ولَ ْم تَتُْر ْك‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫اري َبني أ ُّ َ‬ ‫ُْ ُ َ ُ‬ ‫‪9‬‬ ‫اها‪ ،‬و َز ْغ َز ُغوا تَرِائب ِعذْرِتها وس َكبوا علَ ْيها ِزَن ُ ِ ِ‬ ‫ضاجع َ ِ ِ‬ ‫ِزَن َ ِ ِ‬ ‫سلَّ ْمتُ َها‬ ‫ص َر أ َْي ً‬ ‫اها م ْن م ْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫اه ْم‪ .‬لذل َك َ‬ ‫وها في ص َب َ َ‬ ‫ضا‪ ،‬ألَنَّ ُه ْم َ َ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫شِ‬ ‫اق َها‪ ،‬لِ َي ِد َب ِني أ ُّ‬ ‫لِ َي ِد ُع َّ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫وها ِب َّ‬ ‫شفُوا َع ْو َرتَ َها‪ .‬أ َ‬ ‫ين َع ِشقَتْ ُه ْم‪ُ .‬ه ْم َك َ‬ ‫يها َوَب َن ِات َها‪َ ،‬وَذ َب ُح َ‬ ‫ور الَِّذ َ‬ ‫َخ ُذوا َبن َ‬ ‫َش َ‬ ‫فَصار ْت ِع ْبرةً لِ ِّلنس ِ‬ ‫َج َر ْوا َعلَ ْي َها ُح ْك ًما‪".‬‬ ‫اء‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫إمرأتان إبنتا أم واحدة = هما إسرائيل األخت الكبرى (‪ 14‬أسباط) ويهوذا األخت الصغرى (سبطين) وزنتا‬

‫بمصر‪ .‬فى صباهما زنتا = بدء سقوطهم كان فى مصر حينما عشقوا العبادة الوثنية بطقوسها المثيرة وأغانيها‬

‫وموسيقاها والزنا الجسدى المصاحب لها‪ .‬وهم تعلموا هذا فى بداياتهم فى مصر (حزقيال ‪. )8 ،4 : 24‬‬

‫فحزقيال هو أول من كشف أن الشعب فى مصر تعلم العبادة الوثنية‪ .‬عموماً فهذا يتضح أيضاً من سفر الخروج‬

‫حيث صنعوا عجالً ذهبياً ليعبدوه (خر ‪ . )4 : 32‬فهم صنعوا فى البرية ما تعلموه فى مصر‪.‬‬

‫والحظ أن اإلمرأتان يشيران ضمنيا أيضا لليهود ولألمم فالعالم كله زاغ وفسد (رو‪( )12 : 3‬فإسرائيل المملكة‬ ‫الشمالية قد إنحرفت من بدايتها ‪ ...‬أي منذ إنفصالها عن كرسى داود ‪ ...‬إنحرفت عن عبادة اهلل النقية بسبب‬

‫هياكل العجول التى أقامها يربعام الملك ثم إزداد اإلنحراف بدخول عبادة البعل الوثنية إلى إسرائيل فشابهت‬

‫األمم) ‪.‬‬

‫‪100‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والعشرون)‬

‫تزغزغت ترائب عذرتهما = لشرح هذا نقول أنه حين يولد طفل‪ ،‬فإنه يولد بريئاً ال يعرف شيئاً عن الخطايا فال‬

‫يشتهيها‪ ،‬ولكن إذا علمه أحد هذه الخطايا فإنها تتالعب بأحاسيسه العذراوية وتدنسها‪ ،‬ويكون أنه كلما يحاول أن‬ ‫ينسى ذكرى هذه الخطايا األولى أن ذكراها تثير أحاسيسه بملذاتها الجسدية ثانية ‪ .‬ونفس الكالم ينطبق على كل‬

‫من يتعلم خطية جديدة وهو فى حالة الطهارة ‪ .‬وهذا ما تسميه الكنيسة فى صالة الصلح للقداس الباسيلى "‬

‫تذكار الشر الملبس الموت " ‪ .‬ويكون عمل الروح القدس بعد ذلك تقديس النفس حتى تنال قوة لنسيان هذه‬

‫الخطايا واستعادة البساطة الطفولية‪ ،‬ومن يستعيد هذه الصورة يخلص ‪ ،‬وهذا هو المقصود بالخليقة الجديدة فى‬ ‫المسيح (غل‪ ، )16 : 3‬أما من يستمر فى حالته التى شوهتها الخطية فهو ال يخلص ‪ .‬وهذا معنى قول السيد‬

‫المسيح " إن لم ترجعوا وتصيروا مثل هؤالء األطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات "‪ .‬وهذا ما قاله األباء‬

‫"‬

‫التوبة تحول الزانى إلى بتول " ‪ .‬فاليهود فى مصر إذاً كانوا كاألطفال الذين تعلموا الوثنية فلم تقتلع منهم‪ ،‬فهناك‬

‫فى مصر تزغزغت ترائب عذرتهما = أى أثيرت شهواتهما العذراوية التى كانت غير دنسة من قبل ‪.‬‬ ‫ترائب = عظام القفص الصدرى والمقصود ما فى داخل القلب من شهوات ‪.‬‬

‫عذرتهما = محبتهم الطاهرة النقية هلل وحده = العذراوية = رافضين شهوات العالم ‪.‬‬

‫تزغزغت = تفتحت عينيهما على محبة أخرى غير محبة اهلل ‪ ،‬أال وهى شهوات العالم الوثنى وممارساته بما‬ ‫يحويه من الممارسات الجنسية ‪ ،‬وهذا هو ما قيل عن اليهود حينما أجبروا هرون على صنع عجل ذهبى ‪،‬‬

‫وقلدوا المصريين فى ممارساتهم الوثنية ثم " قاموا للعب "(خر‪ )3 : 32‬وقوله قاموا للعب = هذا يعنى ممارسات‬

‫جنسية شهوانية ‪ .‬وألن الوحى يشبه يهوذا واسرائيل بإمرأتان فيقول عن إثارة شهواتهم وبنفس المعنى = دغدغت‬

‫ثديهما = وجاءت كلمة ثديهما هنا فى أصلها اللغوى من أصل غير مستخدم ولكنه يعنى " حب أو تذكار حب‬

‫أو إحتضان " (قاموس ‪ . )strongs‬والمعنى أن هذه الخطية صارت محبوبة يحتضنها القلب وموجودة داخل‬ ‫الصدر ‪ ،‬يتذكرونها فيشتهون تكرارها دائما ‪.‬‬

‫وصارت هذه الشهوات تهاجمهم دائما ‪ ،‬ويشتاقون للرجوع إليها حتى أيام حزقيال ‪ ،‬وعموما هذا هو حال الخطية‬

‫دائما ‪ ،‬فالشيطان يظل يسعى وراء كل إنسان ليتذوق الخطية فيظل يشتهيها = " تذكار الشر الملبس الموت " ‪.‬‬

‫والكنيسة مشبهة بعشر عذارى (مت‪ )26‬والعذارى الحكيمات هم من حافظوا على عذراويتهم ‪ ،‬أى ظل قلبهم فى‬

‫محبة هلل تاركين محبة العالم التى هى عداوة هلل (يع‪ . )4 : 4‬أو هم تابوا وتركوا محبة الخطية فعادت لهم‬

‫عذراويتهم كما قال األباء " التوبة تحول الزانى إلى بتول " ‪.‬‬

‫أهولة وأهوليبة = كلمتان مشتقتان من الكلمة العبرية "أوهل" أى خيمة تشير للحياة المؤقتة على األرض فهى‬ ‫إذن تشير لجسدنا ( قارن مع ‪2‬كو ‪ . )1 : 6‬وسميت إسرائيل أهولة = أى خيمتها‪ .‬فهى قد أقامت لها هياكل‬

‫مستقلة للعجول بعيدا عن عبادة اهلل النقية التى عرفوها فى هيكل أورشليم ‪ .‬وكان هذا بعد إنفصالها عن يهوذا‪.‬‬ ‫أما يهوذا فسميت أهوليبة = أى خيمتى فيها‪ ،‬فاهلل هو الذى أمر ببناء هيكله فى أورشليم‪.‬‬ ‫وبصورة أشمل فأهوليبة تشير لشعب إسرائيل بينما تشير أهولة لألمم فالكل قد أخطأ ‪.‬‬

‫‪101‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والعشرون)‬

‫وواضح أن الكلمات المستخدمة فى هذا اإلصحاح قاسية فى تعبيرها عن الزنا ولكن هذه هى بشاعة الخطية‪،‬‬

‫وكم تثير الخطية اهلل وتغيظه ‪ .‬فإلهنا غيور‪ ،‬وتصور حال رجل يكتشف أن زوجته التى يحبها تخونه مع كل من‬ ‫تراهم ‪ ،‬ماذا يكون حال هذا الرجل‪ ،‬وكم تكون ثورته ؟ هذا هو لسان حال اهلل فى هذا اإلصحاح‪ ،‬فهو يعبر عن‬ ‫حزنه من خيانة شعبه الذى فاض عليه ببركاته فتركه وذهب آللهة أخرى‪ ...‬جرياً وراء شهواته‪.‬‬

‫ولقد إتضحت الشهوات المنحرفة لهذا الشعب فور خروجهم من أرض مصر حين صنعوا عجالً ذهبياً لعبادته‪...‬‬

‫ثم قاموا للعب (خر‪ . )3 : 32‬وبعد أن دخلوا أرض كنعان إستمروا فترة بدون عبادة وثنية‪ ،‬إلي أن إنفصلت‬

‫المملكة أيام رحبعام‪ .‬فبدأت أهولة أى السامرة ممارساتها الخاطئة فو اًر فهى بال هيكل وال كهنة‪ .‬وهنا كان تذكار‬ ‫الشر الملبس الموت‪ ،‬حين رأت فى أشور وعبادتها ما ذكرها بشهواتها األولى = وزنت أهولة من تحتى = أى‬ ‫خانتنى بمحبتها لشبان أشور وعباداتهم‪ ،‬وعقد معاهدات مع أشور فيها تقدم آللهة أشور العبادة‪.‬‬

‫من تحتي =‬

‫فهم كانوا تحت رعاية اهلل وخاضعين لوصاياه متمتعين بمحبته ‪ .‬عشقت أشور األبطال الالبسين‪ ...‬ولقد إنجذبوا‬ ‫لما هو جديد فيهم‪ ،‬ومازال حتى اليوم من أبناء اهلل من ينجذب لألفكار والتقاليع الجديدة البعيدة عن أفكار‬ ‫الكنيسة التى توارثتها عن األباء الرسل ‪ .‬والنتيجة أن سلمتها ليد عشاقها = فوقعت إسرائيل فى سبى أشور‪.‬‬

‫سلمتها ليد عشاقها = اهلل يظل يحمى أوالده من نتائج خطيتهم ليعطيهم فرصة للتوبة ‪ ،‬ولكن إن أصروا على‬ ‫عدم التوبة يرفع حمايته عنهم فتضربهم نتائج خطاياهم والسبب ‪ )1 -:‬اهلل قدوس ال يطيق الخطية ‪.‬‬

‫‪ )2‬كل خطية هى كسر لوصية من وصايا اهلل ‪ ،‬واهلل أعطى الوصايا ألنه يعلم النتائج السيئة للخطية ‪ ،‬فالوصية‬ ‫حماية لنا ‪.‬‬

‫‪ )3‬اهلل يسمح بهذه الضربات لعلها تقود اإلنسان للتوبة ‪.‬‬

‫وهكذا كل من يسلم نفسه لخطية ما تقضى عليه هذه الخطية‪ .‬مثالً ما هو معروف اآلن‪ ،‬فمن يسلم نفسه للشذوذ‬

‫الجنسى يقضى عليه مرض اإليدز‪ ،‬ومن يسلم نفسه للقلق والغضب تقضى عليه أمراض القلب‪....‬الخ ‪.‬‬

‫العقر هو أجر الزانية ‪ .‬فلقد سبق فى( ‪ )34 : 13‬أن اهلل يتعجب من تصرفهم‪ ،‬فهو يشبه‬ ‫فدفعت لهم ُعقرها = ُ‬ ‫إسرائيل بزانية ولكنها على عكس عادة الزوانى‪ ،‬فهى تدفع أج اًر لمن يزنى معها (بينما أن أى زانية تأخذ أج اًر عن‬ ‫زناها)‪ .‬فعبادتها آل لهة أشور هو زنا‪ ،‬وهى تدفع ألشور لكى تحميها‪ .‬وهنا يقول نفس الكالم أنها تدفع للشعوب‬

‫الوثنية حولها أج اًر‪ .‬وهنا يسمى أموالهم عقرها = فهم فى حالة زنا‪ ،‬وأموالهم أموال زنا‪ ،‬يحصلون عليها من زنا ‪،‬‬ ‫وتذهب فى زنا (مى ‪ ، )4 : 1‬حصلوا على أموالهم بطريقة غير شريفة ‪ ،‬وها هى تذهب لزانية أخرى هى أشور‪.‬‬

‫هم كشفوا عورتها = أزالوا عنها زينتها وسبوا شبانها وفتياتها ‪ ،‬وحينما سقطت السامرة فى يد أشور دخلها الجنود‬ ‫األشوريون وحطموا كل ما فيها حتى قصورها ونهبوا كل شئ ‪ .‬فصارت عبرة للنساء = هذه صورة حية لطبيعة‬

‫الخطية وفاعليتها‪ ،‬أنها مخادعة وجذابة يجرى وراءها اإلنسان ظناً منه أنه يجد فيها شبعه الجسدى والنفسى‪،‬‬ ‫لكنها سرعان ما تحدره تحت قدميها وتفقده كرامته وتحرمه سالمه‪ ،‬كما أنها تضره جسدياً ونفسياً وروحياً‪ ،‬وتقوده‬

‫للهالك‪.‬‬ ‫ِش َحناً = القادة والرؤساء فى أشور ‪ .‬وشعب اهلل أعجبوا بهيئة هؤالء القادة ‪.‬‬

‫‪102‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والعشرون)‬

‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫اها أَ ْكثَ​َر ِم ْن ِزَنا‬ ‫َت أ ْ‬ ‫ْس َد ْت ِفي ِع ْ‬ ‫اآليات (‪َ « "-:)21-11‬فلَ َّما َأر ْ‬ ‫ش ِق َها أَ ْكثَ​َر ِم ْن َها‪َ ،‬وِفي ِزَن َ‬ ‫ُختُ َها أ ُ‬ ‫ُهولِ َ‬ ‫يب ُة ذل َك أَف َ‬ ‫اس‪ ،‬فُرسا ًنا ر ِ‬ ‫ين أَف َ ِ‬ ‫ُخ ِت َها‪َ 12 .‬ع ِشقَ ْت َب ِني أ ُّ‬ ‫ور ا ْل ُوالَةَ َو ِّ‬ ‫َّان‬ ‫الش َح َن األ َْب َ‬ ‫أْ‬ ‫طَ‬ ‫ين ا ْل َخ ْي َل ُكلُّ ُه ْم ُ‬ ‫شب ُ‬ ‫اك ِب َ‬ ‫ال الالَِّب ِس َ‬ ‫ْخ َر ل َب ٍ ْ َ َ‬ ‫َش َ‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫يق و ِ‬ ‫ين َعلَى‬ ‫اها‪َ .‬ولَ َّما َن َ‬ ‫َّس ْت‪َ ،‬ولِ ِك ْلتَ ْي ِه َما َ‬ ‫َ‬ ‫اد ْت ِزَن َ‬ ‫اح َدةٌ‪َ .‬و َز َ‬ ‫ش ْه َوٍة‪ .‬فَ َأر َْي ُ‬ ‫ص َّو ِر َ‬ ‫ظ َر ْت إِلَى ِر َجال ُم َ‬ ‫ط ِر ٌ َ‬ ‫ت أَنَّ َها قَ ْد تَ​َنج َ‬ ‫‪15‬‬ ‫َحقَ ِائ ِهم‪ ،‬عم ِائمهم مس ُدولَ ٌة علَى ر ُؤ ِ‬ ‫ين ِبم َن ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وس ِه ْم‪.‬‬ ‫اط َ‬ ‫ص َوُر ا ْل َك ْل َد ِان ِّي َ‬ ‫ق َعلَى أ ْ‬ ‫ْ َ َ ُ ُْ َ ْ‬ ‫ين ُم َ‬ ‫ا ْل َحائط‪ُ ،‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ص َّو َرةً ِب ُم ْغ َرة‪ُ ،‬م َنطق َ َ‬

‫‪16‬‬ ‫ُكلُّهم ِفي ا ْلم ْنظَ ِر ر َؤساء مرَكب ٍ‬ ‫َّاه ْم‪،‬‬ ‫ض ِميالَِد ِه ْم‪َ ،‬ع ِشقَتْ ُه ْم ِع ْن َد لَ ْم ِح َع ْي َن ْي َها إِي ُ‬ ‫ين أ َْر ُ‬ ‫ات ِش ْب ُه َب ِني َبا ِب َل ا ْل َك ْل َد ِان ِّي َ‬ ‫ُ َ ُ َْ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫‪17‬‬ ‫سالً إِلَى أ َْر ِ‬ ‫َّس ْت ِب ِه ْم‪،‬‬ ‫ض َج ِع ا ْل ُح ِّ‬ ‫وها ِب ِزَن ُ‬ ‫َّس َ‬ ‫ين‪ .‬فَأَتَ َ‬ ‫اها َبنُو َبا ِب َل ِفي َم ْ‬ ‫ض ا ْل َك ْل َد ِان ِّي َ‬ ‫اه ْم‪ ،‬فَتَ​َنج َ‬ ‫ب َوَنج ُ‬ ‫سلَ ْت إِلَ ْي ِه ْم ُر ُ‬ ‫َوأ َْر َ‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫اها‬ ‫شفَ ْت َع ْو َرتَ َها‪ ،‬فَ َجفَتْ َها َن ْف ِسي‪َ ،‬ك َما َجفَ ْت َن ْف ِسي أ ْ‬ ‫اها َو َك َ‬ ‫س َها‪َ .‬و َك َ‬ ‫ُختَ َها‪َ .‬وأَ ْكثَ​َر ْت ِزَن َ‬ ‫شفَ ْت ِزَن َ‬ ‫َ‬ ‫وجفَتْ ُه ْم َن ْف ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ين لَ ْحمهم َكلَ ْحِم ا ْلح ِم ِ ِ‬ ‫ض ِمصر‪ .‬وع ِشقَ ْت مع ُ ِ ِ َِّ‬ ‫صب َ ِ ِ‬ ‫ِب ِذ ْك ِرَها أَي ِ‬ ‫ُّه ْم‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َّام َ‬ ‫َْ‬ ‫ير َو َمني ُ‬ ‫اها الَّتي ف َ‬ ‫شوقي ِهم الذ َ ُ ُ ْ‬ ‫يها َزَن ْت ِبأ َْر ِ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِل ثَ ْد ِي ص َباك‪".‬‬ ‫ص ِرِّي َ‬ ‫ين تَ​َرائ َبك أل ْ‬ ‫َك َمن ِّي ا ْل َخ ْي ِل‪َ .‬وافْتَقَ ْدت َرِذيلَ َة ص َباك ِب َز ْغ َز َغة ا ْلم ْ‬ ‫كانت أهوليبة = يهوذا أفضل نسبياً من أختها وسر ذلك وجود الهيكل وسطها ‪ ،‬ولذلك فإن اهلل أعطاها فرصة‬

‫أخرى أيام حزقيا‪ ،‬فلم تدمر أشور يهوذا ‪ ،‬بل حطم اهلل جيش أشور على أسوار أورشليم (يوم الـ ‪ )186444‬لينقذ‬

‫يهوذا وأورشليم معطياً لهم فرصة أخرى ‪ .‬ولكن كانت أشور قد حطمت إسرائيل المملكة الشمالية وهذا معنى‬

‫اآليات (‪ . )13 – 11‬وكان المفروض أن تتعظ يهوذا مما حدث إلسرائيل فتترك عبادة األوثان ‪.‬‬

‫ولكن يهوذا عادت وفسدت أكثر من إسرائيل‪ ،‬بل أن حزقيا فتح قصره وفتح الهيكل للبابليين إلعجابه بهم وظنه‬ ‫أنهم سيكونون له الحليف القوى‪ ،‬وكان فتح الهيكل والقصر للبابليين بمثابة كشف عورة يهوذا لهم (آية ‪ )18‬أما‬

‫الشعب ففرح بمالبسهم وفرسانهم وخيلهم‪ ،‬فهم فرحوا بكل ما هو غريب وأجنبى وازدروا بتقاليدهم وبدينهم واعتبروه‬ ‫حقي اًر بجانب الممارسات المثيرة لهذه الشعوب ( إش ‪ ، ) 8-6: 8‬بل هم عشقوا صور الكلدانيين‪ ،‬وفرحوا بأن‬ ‫يقيموا أحالفاً معهم‪ .‬وربما أرسلوا يطلبون صو اًر لهياكلهم وأصنامهم ليستخدموها فى عبادتهم‪ .‬وكانت هذه الصور‬

‫مصورة بمغرة = المغرة هى مسحوق أكسيد الحديد‪ ،‬ويوجد فى الطبيعة مختلطاً بالطفال‪ ،‬وقد يكون أصف اًر أو‬

‫أحمر بنياً ويستعمل فى أعمال الطالء ‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ين َعلَى ا ْل َح ِائ ِط = أليس هذا هو حال كل من‬ ‫اها‪َ .‬ولَ َّما َن َ‬ ‫اد ْت ِزَن َ‬ ‫ملحوظة على اآلية َو َز َ‬ ‫ص َّو ِر َ‬ ‫ظ َر ْت إِلَى ِر َجال ُم َ‬ ‫يجرى وراء الصور واألفالم الخارجة اآلن ‪.‬‬

‫وجفتهم نفسها = هذه طبيعة عبودية الخطية والشيطان ‪ ،‬فحين نسلم أنفسنا لهم يستعبدوننا فنكرههم لقسوتهم‪.‬‬ ‫ولألسف يستمر الخطاة فى السعى وراء شهوتهم من أجل اللذة الجسدية مع أنهم يعلمون أن فى توبتهم الخالص‬

‫من العبودية التى هم فيها‪( .‬هذه مثل ما قال الشاعر" داونى بالتى كانت هى الداء") ‪ .‬وعوضاً عن أن تستنجد‬ ‫بإلهها‪ ،‬ذهبت يهوذا للمصريين أيام يكنيا وصدقيا فهى ذكرت أيام صباها التى فيها زنت بأرض مصر = كما لو‬

‫كانوا يسترجعون متعتهم بنكهة البصل والكرات التى أكلها الشعب فى مصر‪ ،‬أو باألحرى أوثان مصر فهم‬

‫عشقوا معشوقيهم = أى إشتهوا من أحبوهم سابقاً أى المصريين وهم فى نظر اهلل لكبريائهم وغباوتهم فى‬ ‫وثنيتهم‪ ،‬وتعاملهم مع الشياطين فى ديانتهم كالخيل والحمير‪ ،‬فهى فى زناها كأنها إشتهت أن تزنى مع حيوانات‬

‫‪103‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والعشرون)‬

‫وهذا شئ بالغ النجاسة‪ .‬بل في زناها مع هؤالء النجسين بوثنيتهم دخل فيها نفس النجاسة وكأنها تلقحت بمحبة‬

‫العبادة الوثنية وهي الزنا الروحي وبما تشمله من زنا جسدي ‪ .‬فهى بهذا إفتقدت رذيلة صباها = أى تذكرت‬

‫خطايا صباها من عبادة وثنية في مصر ‪ ،‬فإشتهت العودة للخطية مرة ثانية‪( .‬راجع إش ‪ . )4 ،3 : 34‬ولكل‬

‫هذا يقول اهلل جفتها نفسي ‪ .‬ونجد التشبيه هنا فيه إشارة لغبائهم فهم لم يفهموا ولم يتعلموا من نتائج ما حدث‬

‫ألختهم الكبيرة إسرائيل (آية ‪ )14‬فصاروا كالحمير ال يفهمون ‪ .‬وفى جريهم وراء شهواتهم صاروا كالخيل (إر‪: 6‬‬

‫‪. )8‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ُه ِّي ُج َعلَ ْي ِك ُع َّ‬ ‫ين َجفَتْ ُه ْم‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫يب ُة‪ ،‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا أ َ‬ ‫َج ِل ذلِ َك َيا أ ُ‬ ‫شاقَ ِك الَِّذ َ‬ ‫اآليات (‪« "-:)35-22‬أل ْ‬ ‫ُهولِ َ‬ ‫‪23‬‬ ‫َن ْفس ِك‪ ،‬و ِ‬ ‫ع‪َ ،‬و َم َع ُه ْم ُك ُّل َب ِني أ ُّ‬ ‫ور‪،‬‬ ‫ود َو ُ‬ ‫ع َوقُو َ‬ ‫شو َ‬ ‫ين‪ ،‬فَقُ َ‬ ‫آتي ِب ِه ْم َعلَ ْي ِك ِم ْن ُك ِّل ِج َه ٍة‪َ :‬ب ِني َبا ِب َل َو ُك َّل ا ْل َك ْل َد ِان ِّي َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َش َ‬ ‫‪24‬‬ ‫ون علَ ْي ِك ِبأَسلِح ٍة مرَكباتٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اء َم ْرَك َبات َو ُ‬ ‫َّان َ‬ ‫ُ‬ ‫اء‪ُ .‬كلُّ ُه ْم َراك ُب َ‬ ‫شب ُ‬ ‫ْ َ َْ َ‬ ‫ون ا ْل َخ ْي َل‪ .‬فَ َيأْتُ َ َ‬ ‫ش َه َر ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ش ْه َوٍة‪ُ ،‬والَةٌ َوش َح ٌن ُكلُّ ُه ْم ُر َؤ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعجالَ ٍت‪ ،‬وِبجماع ِة ُ ٍ ِ‬ ‫ون َعلَ ْي ِك‬ ‫ُسلِّ ُم لَ ُه ُم ا ْل ُح ْك َم فَ َي ْح ُك ُم َ‬ ‫يم َ‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫َ​َ​َ‬ ‫س َوا ْلم َج َّن َوا ْل ُخوَذةَ م ْن َح ْولِك‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ون َعلَ ْيك التُّْر َ‬ ‫ش ُعوب ُيق ُ‬ ‫‪25‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس َخ ِط‪ .‬ي ْقطَع َ ِ‬ ‫َجع ُل َغ ْيرِتي علَ ْي ِك فَيع ِ‬ ‫ِبأ ْ ِ‬ ‫ون‬ ‫سقُطُ ِب َّ‬ ‫املُوَن ِك ِب َّ‬ ‫ف‪َ .‬يأْ ُخ ُذ َ‬ ‫َ‬ ‫ون أَ ْنفَك َوأُ ُذ َن ْيك‪َ ،‬وَبقيَّتُك تَ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َح َكام ِه ْم‪َ .‬وأ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ات ِزي َن ِت ِك‪27 .‬وأُبطِّ ُل رِذيلَتَ ِك ع ْن ِك و ِزَن ِ‬ ‫ون أ َ​َدو ِ‬ ‫ار‪26 .‬وي ْن ِزع َ ِ ِ ِ‬ ‫ب ِن ِ‬ ‫يك َوَب َن ِات ِك‪َ ،‬وتُ ْؤ َك ُل َب ِقيَّتُ ِك ِب َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اك‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ون َع ْنك ث َي َابك‪َ ،‬وَيأْ ُخ ُذ َ َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫‪28‬‬ ‫ين ع ْي َن ْي ِك إِلَ ْي ِهم والَ تَ ْذ ُك ِر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن أَر ِ ِ‬ ‫ُسلِّ ُم ِك‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ص َر َب ْع ُد‪ .‬ألَنَّ ُه ه َك َذا قَ َ‬ ‫ص َر‪ ،‬فَالَ تَْرفَع َ َ‬ ‫ين م ْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا أ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪29‬‬ ‫ض ِ‬ ‫ين جفَتْهم َن ْفس ِك‪ .‬فَيع ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ين أ َْب َغ ْ ِ‬ ‫ون ُك َّل تَ َع ِب ِك‪َ ،‬وَيتُْرُكوَن ِك ُع ْرَيا َن ًة‬ ‫اء َوَيأْ ُخ ُذ َ‬ ‫ِل َي ِد الَِّذ َ‬ ‫املُوَن ِك ِبا ْل ُب ْغ َ‬ ‫َُ‬ ‫ضت ِه ْم‪ ،‬ل َيد الَّذ َ َ ُ ْ ُ‬ ‫اك‪31 .‬أَفْع ُل ِب ِك ه َذا أل ََّن ِك َزَن ْي ِت وراء األُمِم‪ ،‬أل ََّن ِك تَ​َنجَّس ِت ِبأَص َن ِ‬ ‫اك ورِذيلَتُ ِك و ِزَن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َع ِ‬ ‫ام ِه ْم‪.‬‬ ‫ارَي ًة‪ ،‬فَتَ ْن َك ِش ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف َع ْو َرةُ ِزَن َ َ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫‪32‬‬ ‫ين َكأْس أ ْ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق أ ِْ​ِ‬ ‫‪ِ 31‬في طَ ِري ِ‬ ‫يرةَ‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ب‪ :‬إِ َّن ِك تَ ْ‬ ‫ْس َها لِ َي ِد ِك‪ .‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ش َرِب َ َ‬ ‫سلَ ْكت فَأ َْدفَعُ َكأ َ‬ ‫ُختك َ‬ ‫ُختك ا ْل َعميقَ َة ا ْل َك ِب َ‬ ‫‪33‬‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّح ِك ولِ ِ ِ‬ ‫ين لِلض ِ‬ ‫ُّر َوا ْل َخر ِ‬ ‫ْس التَّ َحي ِ‬ ‫ام َرِة‪.‬‬ ‫ُخ ِت ِك َّ‬ ‫ْس أ ْ‬ ‫يرا‪ .‬تَ ْمتَلِ ِئ َ‬ ‫تَ ُكوِن َ‬ ‫َ ْ‬ ‫اب‪َ ،‬كأ َ‬ ‫س ْك ًار َو ُح ْزًنا‪َ ،‬كأ َ‬ ‫ين ُ‬ ‫الست ْه َزاء‪ .‬تَ َ‬ ‫َ‬ ‫سعُ َكث ً‬ ‫‪34‬‬ ‫ب‪35 .‬لِذلِ َك ه َك َذا قَا َل‬ ‫الر ُّ‬ ‫ت‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ش َرِبي َن َها َوتَ ْمتَ ِّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫فَتَ ْ‬ ‫ين ُ‬ ‫ين ثَ ْد َي ْي ِك‪ ،‬أل َِّني تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫شقَفَ َها َوتَ ْجتَثِّ َ‬ ‫ض ِم َ‬ ‫صي َن َها َوتَ ْق َ‬ ‫ضا رِذيلَتَ ِك و ِزَن ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫يت ِني وطَر ْح ِت ِني وراء َ ِ‬ ‫َج ِل أ ََّن ِك َن ِس ِ‬ ‫اك»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ظ ْه ِرك‪ ،‬فَتَ ْحملي أ َْي ً َ‬ ‫َ َ‬ ‫نرى هنا نتائج الخطية‬

‫من إشتهتهم سيكونون هم سبب خرابها‪ .‬وسيخربها الكلدانيين أى البابليين المكون جيشهم من قبائل مختلفة فقود‬

‫وشوع وقوع = وهى قبائل من شرق نهر دجلة‪ .‬وبقايا جيش أشور الذى إنضم إلى بابل بعد خراب أشور بيد‬ ‫بابل‪ .‬شهراء = مشهورين ولهم أسماء معروفة‪ .‬ويقطعون أنفك وأذنيك = كانت هذه عادة أشورية ‪ ،‬فهم يقطعون‬ ‫أنوف وأذان الملوك واألمراء والعظماء من أسراهم ويضعونهم فى أقفاص ويعرضونهم أمام شعوبهم للسخرية منهم‬

‫‪ .‬ومعنى يقطعون أنفك = أى ملكها الذى كان ينبغى أن يكون فى المقدمة له حاسة التمييز‪ ،‬فيدرك الطريق‬ ‫اآلمن ويقود شعبه له لكنه ذهب للطريق الخطر بتحالفه مع مصر‪ .‬أما المعنى الروحى لنا فثمر الخطية هو‬

‫فقداننا روح التمييز الذى به ندرك الحق ونرفض الباطل‪ .‬وأذنيك = هذا يشير لسبى الكهنة ومشيرى الملك الذين‬ ‫عوضاً عن أن يسمعوا صوت اهلل ويميزوا إرادته ويستمعوا ألنبيائه إستمعوا لشهوات قلوبهم‪ .‬والمعنى الروحى‬

‫لقطع األذنين هو تحجر القلب نتيجة اإلصرار على الخطية ومقاومة صوت تبكيت الروح القدس ‪ ،‬الذى يبكت‬

‫‪104‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والعشرون)‬

‫على الخطية فحينئذ ينطفئ الروح (‪1‬تس‪ )12 : 6‬وما يعود اإلنسان يسمع صوت التبكيت ‪ .‬أما بقية أورشليم‬

‫فتهلك بالسيف = إشارة لهالك الشعب بسبب هذه التصرفات‪ ،‬وهذا يرمز لهالك الجسد الذى يتدنس ويهلك‬

‫بسبب حرماننا من نعمة التمييز وعدم سماعنا لصوت اهلل ‪ .‬ويأخذون بنيك وبناتك = قد يأخذونهم سبايا أو‬

‫يقدمونهم محرقات‪ .‬وهذا يشير لتبديد المواهب والطاقات‪ ،‬فبدالً أن تقدم لخدمة اهلل تستخدم لحساب الشيطان‪.‬‬

‫وينزعون عنك ثيابك = الخطية األولى سببت اإلحساس بالعرى‪ ،‬واهلل من نعمته كسا البشر وستر عليهم‪ ،‬ولكن‬ ‫من يرتد عنه تذهب عنه نعمة اهلل فيعود للعرى والفضيحة ثانية‪ ،‬إذ حرم نفسه من ستر اهلل ‪ .‬ويأخذون أدوات‬

‫زينتك = لقد جعلها اهلل جميلة وكساها ولكن كل شئ سيذهب للبابليين‪.‬‬

‫وأبطل رذيلتك عنك = إذاً اهلل سمح بكل هذا ليبطل الرزيلة وليس لإلنتقام‪ .‬وهذا معنى =‬

‫ال تذكرين مصر بعد‪.‬‬

‫وفى آية ‪ 22‬نجد أن اهلل يحذرهم من ضياع كل البركات التى أفاض بها عليهم ‪ ،‬إذ هم إستخدموها فى شرورهم‬

‫‪ ،‬بل قدموها للشر فأصبحوا ال يستحقونها ‪.‬‬

‫وبعد هذه الضربات التى تشربها كما تشرب كأس تحير وخراب‪ .‬تشربها كما شربت أختها كأسها‪ ......‬تجتثين‬

‫ثدييك = المقصود أنها ستتخلى عن كل ما كان يثيرها وتترك عبادة األصنام تماماً‪ .‬وبهذا تكره خطيتها ‪ ،‬وأليس‬ ‫هذا ما عمله اهلل مع داود إذ زنى وقتل‪ ،‬فسمح اهلل بدخول الزنى والقتل إلى بيته ‪ ،‬ولنتصور حال داود ليلة هربه‬

‫من وجه مؤامرة إبش الوم ضده ‪ ...‬هل كان يشتاق للخطية مرة أخرى ‪ ...‬ال بل هو قد كرهها إذ رأى نتائجها‬ ‫وبهذا تطهر قلبه من هذه الخطايا ‪.‬‬

‫كأس تحير وخراب = هذه حالة من الضياع والتخبط واليأس يصل إليها الخاطئ ‪ ،‬فيها ال يدرى ماذا يفعل ‪،‬‬ ‫فحينما أطفأ الروح القدس داخله ‪ ،‬فقد كل إستنارة تقوده فى طريقه ‪ ،‬فالروح القدس هو روح النصح (‪2‬تى‪)4 : 1‬‬

‫‪.‬‬

‫ملحوظة ‪ -:‬خرابها جاء على يد من أحبتهم حباً خاطئاً‪ ،‬وهكذا الحب الخاطئ يتحول لكراهية شديدة (راجع قصة‬ ‫أمنون وثامار أوالد داود) والحظ أن اهلل يسمح بهذا لعل الخاطئ يكره هذه الخطية ويتركها فيخلص بدالً من أن‬

‫يهلك‪.‬‬

‫‪36‬‬ ‫اس ِات ِه َما‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫يب َة؟ َب ْل أ ْ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)49-36‬وقَ َ‬ ‫ُهولَ َة َوأ ُ‬ ‫آد َم‪ ،‬أَتَ ْح ُك ُم َعلَى أ ُ‬ ‫ب لِي‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫ُهولِ َ‬ ‫َخ ِب ْرُه َما ِب َر َج َ‬ ‫‪37‬أل ََّنهما قَ ْد َزَنتَا وِفي أ َْي ِدي ِهما َدم‪ ،‬و َزَنتَا ِبأَص َن ِ‬ ‫اهم لِي َّ‬ ‫الن َار أَ ْكالً لَ َها‪.‬‬ ‫َج َازتَا َب ِني ِه َما الَِّذ َ‬ ‫ام ِه َما َوأ َْي ً‬ ‫ضا أ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫ين َولَ َدتَ ُ ْ‬ ‫َُ‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َص َنام ِه َما‪ ،‬أَتَتَا‬ ‫َوفَ َعلَتَا أ َْي ً‬ ‫س ُبوِتي‪َ .‬ولَ َّما َذ َب َحتَا َبني ِه َما أل ْ‬ ‫ستَا ُ‬ ‫َّستَا َم ْقدسي في ذل َك ا ْل َي ْوِم َوَد َّن َ‬ ‫ضا ِبي ه َذا‪َ :‬نج َ‬

‫ين ِم ْن ب ِع ٍ‬ ‫ِفي ذلِ َك ا ْليوِم إِلَى م ْق ِد ِسي لِتَُن ِّجساه‪ .‬فَهوَذا ه َك َذا فَعلَتَا ِفي وس ِط ب ْي ِتي‪41 .‬ب ْل أَرس ْلتُما إِلَى ِرجال ِ‬ ‫يد‪.‬‬ ‫آت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َُ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪41‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الَِّذ َ ِ‬ ‫ين أل ْ ِ ِ‬ ‫س ِت‬ ‫اءوا‪ُ .‬ه ُم الَِّذ َ‬ ‫استَ ْح َم ْمت َو َك َّح ْلت َع ْي َن ْيك َوتَ َحلَّ ْيت ِبا ْل ُحل ِّي‪َ ،‬و َجلَ ْ‬ ‫َجل ِهم ْ‬ ‫سو ٌل فَ ُه َوَذا َج ُ‬ ‫ين أ ُْرس َل إِلَ ْي ِه ْم َر ُ‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫علَى س ِر ٍ ِ‬ ‫ت ُج ْم ُه ٍ‬ ‫ض ْع ِت َعلَ ْي َها َب ُخ ِ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫ور ُمتَ​َرفِّ ِه َ‬ ‫َّض ٌة‪َ ،‬و َو َ‬ ‫ام ُه َم ِائ َدةٌ ُم َنض َ‬ ‫َ‬ ‫ين َم َع َها‪َ ،‬معَ‬ ‫وري َو َزْيتي‪َ .‬و َ‬ ‫َ‬ ‫َم َ‬ ‫ير فَاخ ٍر أ َ‬ ‫ين جعلُوا أَس ِورةً علَى أ َْي ِدي ِهما وتَاج جمال علَى ر ُؤ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع ا ْل َخ ْل ِ ِ‬ ‫أَُن ٍ‬ ‫وس ِه َما‪.‬‬ ‫اس ِم ْن َر َع ِ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫س َك َارى م َن ا ْل َبِّريَّة‪ ،‬الَّذ َ َ َ‬ ‫ق‪ .‬أُت َي ِب َ‬ ‫َ َ َ َ​َ َ ُ‬ ‫‪105‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والعشرون)‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ت َع ِن ا ْل َبالِ َي ِة ِفي ِّ‬ ‫ام َأر ٍَة َزِان َي ٍة‪ .‬ه َك َذا‬ ‫فَ ُق ْل ُ‬ ‫آآلن َي ْزُن َ‬ ‫الزَنا‪َ :‬‬ ‫ون ِزًنا َم َع َها َو ِه َي‪ .‬فَ َد َخلُوا َعلَ ْي َها َك َما ُي ْد َخ ُل َعلَى ْ‬ ‫‪45‬‬ ‫يب َة ا ْل َم ْأرَتَ ْي ِن َّ‬ ‫ون َعلَ ْي ِه َما ُح ْك َم َزِان َي ٍة َو ُح ْك َم‬ ‫الر َجا ُل ِّ‬ ‫الزِان َيتَْي ِن‪َ .‬و ِّ‬ ‫ُهولَ َة َو َعلَى أ ُ‬ ‫َد َخلُوا َعلَى أ ُ‬ ‫ون ُه ْم َي ْح ُك ُم َ‬ ‫الصدِّيقُ َ‬ ‫ُهولِ َ‬ ‫‪46‬‬ ‫ب‪ :‬إِ ِّني أ ِ‬ ‫سفَّا َك ِة الدَِّم‪ ،‬أل ََّن ُه َما َزِان َيتَ ِ‬ ‫اع ًة‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ان َوِفي أ َْي ِدي ِه َما َد ٌم‪ .‬ألَنَّ ُه ه َك َذا قَ َ‬ ‫ُصع ُد َعلَ ْي ِه َما َج َم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪47‬‬ ‫ِ‬ ‫ُسلِّم ُهما لِ ْل َج ْو ِر َو َّ‬ ‫اء ُه َما َوَب َن ِات ِه َما‪،‬‬ ‫س ُيوِف ِه ْم‪َ ،‬وَيذ َْب ُح َ‬ ‫الن ْه ِب‪َ .‬وتَْر ُج ُم ُه َما ا ْل َج َم َ‬ ‫ون أ َْب َن َ‬ ‫اع ُة ِبا ْلح َج َارِة‪َ ،‬وُيقَطِّ ُعوَن ُه َما ِب ُ‬ ‫َوأ َ ُ َ‬ ‫‪48‬‬ ‫النس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ُب ُيوتَ ُهما ِب َّ‬ ‫الرِذيلَ َة ِم َن األَ ْر ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫اء َوالَ َي ْف َع ْل َن ِم ْث َل َرِذيلَ ِت ُك َما‪.‬‬ ‫ار‪ .‬فَأ َُبطِّ ُل َّ‬ ‫َوُي ْح ِرقُ َ‬ ‫ض‪ ،‬فَتَتَأَد ُ‬ ‫َّب َجميعُ ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫‪49‬‬ ‫ُّون علَ ْي ُكما رِذيلَتَ ُكما‪ ،‬فَتَ ْح ِمالَ ِن َخطَايا أَص َن ِ‬ ‫ام ُك َما‪َ ،‬وتَ ْعلَ َم ِ‬ ‫ب»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ان أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َوَي ُرد َ َ َ َ‬ ‫َ‬

‫هذا حديث ختامى لألختين يوجهه الرب لهما يكشف فيه شرهما وبشاعة عبادتهم لألصنام وتقديم أوالدهم ذبائح‬

‫لها‪ .‬ولنالحظ أن اهلل يعتبر أن األوالد هم له = ولدتاهم لى فاألباء ينجبون األوالد ويربونهم لحساب اهلل ‪ ،‬فهم هلل‬

‫وليس ألبائهم‪ .‬وهم تجملوا وأرسلوا لرجال آتين من بعيد = ليرتكبوا معهم الشر ويعبدوا أوثانهم = وذلك لعمل‬

‫حلف معهم لحمايتهم‪ ،‬ولذلك فهم يقدمون آللهتهم الوثنية زيت وبخور اهلل = الذى كان يجب أن يقدم هلل ‪ .‬والحظ‬ ‫أن اهلل يعتبر أن كل ما فى أيدينا (زيت وبخور‪ ...‬الخ) هو له ‪ ،‬فاهلل هو الذى أعطاه لهم ‪ .‬اهلل أعطانا الكثير‬

‫لنمجده به فماذا نفعل بما أعطاه لنا اهلل ؟ هو الذى يعطى كل شئ‪ ،‬وله كل شئ ‪ .‬هذه الصورة تثبت أنهم لم‬ ‫يسقطوا عفواً وال نتيجة غواية من اآلخرين بل دبرتا خطة الشر بنفسيهما ‪ ،‬فهم الذين أرسلوا إلستدعاء الرجال ‪،‬‬ ‫واستخدمتا حتى المقدسات اإللهية (الزيت والبخور) لتدفعا الغير إلرتكاب الشر معها‪.‬‬

‫ويا للعار لقد قبلتا من الغرباء إسورة على أيديهما وتاج جمال على رؤوسهما = هذه كقول المزمور عن تشجيع‬ ‫الشيطان وأعوانه لمن يخطئ حتى يستمر فى خطيته "نِعماً نِعماً (حسب السبعينية) أو هه هه = وهى كلمات‬ ‫تشجيع وفرح مثل قولنا اآلن برافو (مز‪ . )3: 44‬وهؤالء األشرار فرحوا بسقوطها فى الشر (رو‪. )32 : 1‬‬ ‫وليشجعونها على اإلستمرار نسبوا لها الجمال الزائف ‪ ،‬ولكن كان هذا تقييدا لها = إسورة وهذه فى مقابل سالسل‬

‫الذهب التى يصنعها اهلل لعروسته (راجع نش‪ . )11 : 1‬إسورة األشرار هذه تسمى رباطات الخطية ‪ .‬وتاج‬

‫الجمال المخادع ليس لجمالها الحقيقى بل هو خداع (رؤ‪ ، )4 : 14‬ألن سر جمال النفس الحقيقى هو اهلل‬ ‫(نش‪ . )6 : 1‬عوض مواهب اهلل وأكاليله األبدية هم قدموا مواهبهم وقدراتهم (أيديهم) للشر‪ .‬لذلك إستحقوا‬

‫التأديب اإللهى‪ .‬ملحوظة ‪ -:‬نالحظ أن الحديث هنا هو لألختين معاً‪ ،‬فبعد سبى أشور إلسرائيل وخراب المملكة‬

‫الكبرى ذهب الكثير من شعب إسرائيل ليهوذا وعاشوا هناك‪.‬‬

‫وكلمة اهلل للنبى أتحكم على أهولة وأهوليبة = أى ال تحاول أن تجد لهما أعذا اًر بل إصدر عليهما أحكاماً‪.‬‬ ‫والحظ أيضاً بشاعة خطيتهم فى تقديم أوالدهم للنار فهم أحبوا األوثان أكثر من أوالدهم‪ .‬والحظ أيضاً أن اهلل‬

‫إعتبر المعاهدات مع البابليين زنا = وجلست على سرير فاخر‪ .‬فهم تجملوا جداً أمامهم كما تتجمل زانية أمام‬ ‫وبخور آللهة البابليين‪ ،‬كان يجب أن‬ ‫اً‬ ‫عاشقيها‪ .‬بل هم تمادوا حتى يثبتوا للبابليين تسامحهم الدينى بأن قدموا زيتاً‬

‫تقدم هلل ‪ .‬وكان هناك فرح كبير من الشعب بهذه المعاهدات كما لو كانت بركة لهم = فكان صوت جمهور‬

‫مترفهين معاً = فهم أحسوا باألمان فى المعاهدات‪ .‬وأتوا بالرعاع والسكارى من البرية = ليفرحوا معهم‪،‬‬

‫والسكارى من البرية = هم غالباً شعوب عمون والعرب وأدوم وموآب‪ .‬مترفهين = مبتهجين‪ ،‬وبال هم = هو‬ ‫‪106‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والعشرون)‬

‫سالم اإلطمئنان الكاذب ‪ ،‬فكيف يكون هناك سالم حقيقى مع وجود خطية " السالم قال الرب لألشرار " (إش‪48‬‬

‫‪ )22 :‬فمصدر السالم الحقيقى هو اهلل ‪ .‬وهذا هو الحال دائما مع الخطاة ‪ ،‬إذ يلتف حولهم الخطاة اآلخرين‬ ‫ويكون مجلسهم مجلس مستهزئين ‪.‬‬

‫وفى آية ‪ -: 43‬اآلن يزنون زنا معها وهى‪ = ...‬المقصود وهى معهم حسب الترجمة اإلنجليزية ولكن فى‬

‫الترجمة العربية نجد فراغا وال يوجد كلمة معهم ‪ ،‬والترجمة العربية هى األدق ‪ ،‬فال نجد فى األصل العبرى كلمة‬

‫معهم ‪ .‬وربما تركت الكلمة فى األصل العبرى دون أن تكتب وذلك كنوع من إظهار التعجب كيف يسقط شعب‬

‫اهلل فى خطية كهذه ‪ .‬وقوله البالية فى الزنا = التى تمارس خطية الزنا منذ زمن بعيد ‪ ،‬فهم بدأوا هذا منذ‬ ‫وجودهم فى مصر‪.‬‬

‫وفى آية ‪ -: 46‬رجال صديقون = البقية التى تعرف الرب فى أورشليم وهؤالء يشجبون سياسة ملوكهم‪.‬‬ ‫اهلل محبة واهلل حياة واهلل قدوس‬

‫فكرة اإلصحاح‬

‫اهلل فى محبته خلق البشر وأعطاهم حياة إذ هو يحب اإلنسان محبة أزلية أبدية (راجع تفسير يو‪ )1 : 13‬ومات‬ ‫اإلنسان كنتيجة لخطيته ‪ .‬وكان الفداء ليعيد السيد المسيح الحياة لإلنسان ‪.‬‬

‫والمسيح بقيامته زرع فى اإلنسان بذرة حياة ‪ ،‬وهذا ما قاله القديس بطرس " مولودين ثانية ال من َز ْر ٍع يفنى بل‬ ‫مما ال يفنى بكلمة اهلل الحية الباقية إلى األبد " (‪1‬بط‪ . )23 : 1‬وجاءت كلمة َزْر ٍع فى اإلنجليزية ‪ seed‬وتعنى‬

‫(بذرة ‪ /‬نسل ‪ /‬ذرية ‪ /‬وتعنى أيضا منِ ّى الرجل وهو ماء [أو سائل] الرجل الذى ُيخصب بويضة المرأة لتخرج‬ ‫حياة من البويضة المخصبة) ‪ .‬ولقد إستخدم الوحى تعبير َز ْرع ال يفنى أى ال يموت ألن المسيح كلمة اهلل الحية‬

‫الباقية إلى األبد‪ ...‬زرع فينا حياته األبدية المقامة من األموات ‪ ،‬وهذا بإتحاده بنا‪ ،‬على شرط أن نجاهد لنظل‬ ‫ثابتين فى المسيح ‪ .‬المسيح وضع فينا بذرة حياة ‪ ،‬إذ إتحدنا بجسده ‪ ،‬وصرنا أعضاء جسده ‪ ،‬وصارت لنا‬

‫حياته (غل‪ + 24 : 2‬فى‪ + 21 : 1‬أف‪ + 34 : 6‬أف‪ . )23 : 1‬وهذا اإلتحاد بيننا وبين المسيح يتم‬

‫بالمعمودية " فدفنا معه بالمعمودية للموت ‪ ،‬حتى كما أقيم المسيح من األموات ‪ ،‬بمجد اآلب ‪ ،‬هكذا نسلك‬

‫نحن أيضا فى جدة الحياة ‪ .‬ألنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته ‪ ،‬نصير أيضا بقيامته " (رو‪، 4 : 3‬‬

‫‪ . )6‬ولهذا فنحن ال نموت بل ننتقل " ليس موت لعبيدك يا رب بل هو إنتقال " أوشية الراقدين ‪ .‬وكيف نموت‬ ‫والحياة التى فينا هى حياة المسيح ‪ ،‬والمسيح ال يموت ثانية (رو‪ ، )2 : 3‬وراجع تفسير (رو‪. )14 – 1 : 3‬‬

‫وحين إعترض الكورنثيون على هذا الفكر وقالوا كيف ؟ ونحن نرى المسيحيون يموتون أمامنا كل يوم ! ! شرح‬ ‫لهم بولس الرسول هذا بتشبيه بسيط‪...‬وراجع (‪1‬كو‪ .... )16‬فقال أن هذا يشبه بذرة حية ألحد البقول ‪ ،‬فحين‬

‫ندفنها يخرج منها شجرة إذ فى البذرة حياة ‪ .‬ونحن اآلن حين نموت بالجسد نكون كالبذرة التى دفنت فى األرض‬ ‫‪ .‬ولكننا بعد مدة سنقوم بالجسد الممجد فى حياة أبدية (الشجرة) ‪.‬‬

‫بذرة الحياة وبذرة الموت‬

‫‪107‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والعشرون)‬

‫فى هذا اإلصحاح يستخدم الوحى صورة معكوسة لما سبق‪ ،‬ليشرح مصير من ينخدع وراء الشيطان‪ ،‬والشهوات‬ ‫التى يثيرها فينا ‪ ،‬فيموت من ينخدع وراء هذه الشهوات ‪ .‬وراجع تفسير (هو‪ )4 – 3 : 4‬لترى كيف ُيصور‬ ‫هوشع النبى كيف أن الشيطان يستخدم أعوانه من البشر فى تدبير إثارة الشهوات مما يتسبب فى موت من‬

‫ينخدع وينجذب فيموت ‪.‬‬

‫ولكن إن كانت بذور البقول التى نزرعها ميتة (بها سوس) فهى لن تخرج شجرة ‪ ،‬إذ هى فقدت الحياة التى كانت‬ ‫فيها أوال ‪ .‬وهذا مشبه فى هذا اإلصحاح ِ‬ ‫بمنى المصريين ‪ .‬والمصريون هنا يرمزون للشيطان الذى يلقى بذرة‬

‫الموت (السوسة) فى أبناء اهلل ‪ ،‬بإثارة شهواتهم الخاطئة ‪ .‬وشبه الوحى هنا بذرة الموت هذه ِ‬ ‫بمنى المصريين ‪.‬‬ ‫وهذه الشهوات الحسية هى سالح إبليس الذى يجذب به أبناء اهلل فيزرع فيهم بذرة الموت ‪.‬‬

‫الوحى هنا يشرح أن هناك بذرة موت يزرعها الشيطان ‪ ،‬فى مقابل بذرة الحياة التى يزرعها المسيح فى جسدنا‬ ‫المائت بسبب الخطية ‪.‬‬

‫هأنذا باإلثم صُ ِّورت وبالخطية حبلت بى أمى‬

‫هذا ما قاله داود النبى (مز‪ . )6 : 61‬فهكذا ُولِدنا بالخطية ولنا ميول قوية واندفاع نحو الشهوات الخاطئة‪.‬‬ ‫ولكن بعد فداء المسيح أرسل لنا الرب يسوع الروح القدس "الذى يُعين ضعفاتنا" (رو‪ . )23 : 8‬والقوة التى‬

‫يعطيها الروح القدس لنا هى ما نسميه بالنعمة ‪ ،‬وهذه النعمة تكتم الشهوات ولكن هذا لمن يريد ويجاهد ‪ ،‬لذلك‬

‫‪-:‬‬

‫‪ )1‬من ال ُيجاهد تنفجر الشهوة داخله لذلك يطلب الرسول أن نمتلئ بالروح (أف‪ )18 : 6‬فتزداد النعمة‬ ‫داخلنا وتظل الشهوات مكتومة ‪.‬‬ ‫‪ )2‬ومع هذا لن نتخلص من الشهوة تماما إال بموت الجسد (راجع تفسير رو‪. )4‬‬

‫وسالح الشيطان هو إثارة الشهوات الجسدية ‪ ،‬وفى المقابل نجد أن اهلل يعطى نعمة ليسند أوالده ‪ .‬والنعمة سالح‬

‫قوى ‪ ،‬بل أقوى من جذب الشهوات = " يعطى نعمة أعظم " كما يقول القديس يعقوب (يع‪ .... )3 : 4‬ويخطئ‬ ‫من يظن أنه قادر على الصمود أمام شهوات الجسد بمفرده ‪ .‬لقد ظن بطرس أنه قادر بقوته أن يدافع عن‬

‫المسيح فأخرج سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة ملخس ‪ ،‬وظن أنه قادر أن يضع نفسه عن المسيح ‪ ،‬لكن خانته‬

‫شجاعته أمام جارية ‪ .‬أما بعد حلول الروح القدس نجده يجاهر أمام األالف يوم الخمسين ‪ .‬لقد دخلت فيه قوة‬

‫إلهية ال حدود لها ‪ .‬لذلك يقول رب المجد " بدونى ال تقدرون أن تفعلوا شيئا " (يو‪ . )6 : 16‬وفى المقابل يقول‬

‫القديس بولس الرسول "أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى " (فى‪. )13 : 4‬‬

‫ولكن اهلل يعطى هذه النعمة لمن يطلب ويريد ‪ ،‬لذلك يقول " إسألوا تُعطوا ‪ " ...‬أما الشيطان فيعرض بضاعته‬

‫على الكل ‪.‬‬

‫لذلك يمكن لنا القول أن الشيطان يعمل على إثارة الشهوات ‪ ،‬وبهذا كأنه ُيلقح الشهوة الكامنة فى اإلنسان ‪ ،‬وهذا‬ ‫ما نسميه هنا بذرة الموت ‪.‬‬

‫‪108‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والعشرون)‬

‫ونعود لنص سفر حزقيال فنفهم أن المقصود بهذا ‪ ،‬أن من يترك اهلل ذاهبا لألوثان فكأنه ترك بذرة الحياة ‪،‬‬

‫لتدخل فيه بذرة أخرى هى بذرة موت (السوسة) ‪ .‬وهذا ما أغاظ اهلل جدا‪ ،‬فإلهنا إله غيور = يغير على شعبه كما‬

‫يغير العريس على عروسه التى يحبها ‪ ،‬ولقد عبر القديس يعقوب عن هذه الغيرة بقوله " الروح يشتاق إلى الحسد‬

‫" وكلمة الحسد تترجم بالغيرة (يع‪ . )3 ، 6 : 4‬وأيضا يحزن اهلل إذ هو فى محبته لخليقته يحزن إذ يرفض‬

‫اإلنسان هبة الحياة التى أعطاها له اهلل ‪ ،‬ويذهب وراء شهواته الجسدية التى يثيرها فيه الشيطان ‪ ،‬وبهذا فهو‬

‫يختار طريق الموت ‪ .‬فالشيطان هو الذى يقف وراء هذه األوثان وفى داخلها بكل نجاسات عباداتها‪ ،‬وما فيها‬ ‫من ممارسات شهوانية جسدية ‪ .‬وبهذا فاإلنسان الذى يذهب للعبادات الوثنية فهو يتحد بالشيطان (‪1‬كو‪: 14‬‬

‫‪ )22 – 16‬ومثل هذا يموت ألن الشيطان يلقى فيه بذرة الموت ‪ .‬واهلل يحزن ألن اإلنسان يذهب للموت بإرادته‬

‫‪ ،‬فاهلل فى محبته وهب لإلنسان الذى يحبه الحياة ‪ ،‬وكان يريد له أن يستمر حيا لألبد ‪ " .‬فاهلل لو لم يكن يحب‬

‫أحد ما كان قد خلقه " (سفر الحكمة ‪. )24 – 22 : 11‬‬

‫ونجد موسى النبى ينبه شعب اهلل بأنه وضع أمامهم طريق الحياة وطريق الموت ويدعوهم أن يختاروا طريق‬

‫الحياة (تث‪ )24 – 16 : 34‬وهكذا فعل يشوع مع الشعب (يش‪. )16 ، 14 : 24‬‬

‫ولكن هل بذرة الحياة التى يزرعها المسيح فيمن يؤمن ويعتمد فى العهد الجديد لها عالقة بشعب العهد القديم ؟‬

‫يجيب بولس الرسول على هذا السؤال فى رسالة رومية (‪ . )23 - 24 : 3‬ففى آية (‪ )26‬نجد أن خالص‬

‫المسيح وتبريره يمتدان إلى من يستحق من العهد القديم ‪ ،‬وفى آية (‪ )23‬نجد خالص المسيح لمن يؤمن فى‬

‫العهد الجديد ‪ .‬وكرمز لهذا نجد الشمس فى قصة شفاء حزقيا الملك ترجع للوراء ثم تعود لألمام فى خط سيرها‬

‫الطبيعى (‪2‬مل‪ . )11 – 2 : 24‬ومسيحنا هو شمس البر (مال‪. )2 : 4‬‬

‫وألن اهلل محب للبشر فهو يؤدب اإلنسان بضربات محدودة ‪ ،‬ويظل يحمى اإلنسان مرة واثنتين وثالثاً ويطيل‬

‫أناته عليه ‪ ،‬رافضا أن يسلمه للموت ‪ ،‬لعل طول أناته تقتاده للتوبة (رو‪ . )4 : 2‬ولكن ‪ ،‬وألن اهلل قدوس وال‬

‫يطيق الخطية وأمام إصرار اإلنسان على طريق الخطية فهو يرفع حمايته عن اإلنسان فيهلك ويموت ‪ ،‬وهذا ما‬ ‫نراه فى اآليات (حز‪ . )36 – 22 : 13‬وهذا يتفق مع (رو‪ . )14 – 6 : 2‬اهلل كان يحمى شعبه زمنا من‬

‫سيف ملك بابل ‪ ،‬لكن حينما تمادى شعبه فى نجاسة الشهوة النجسة (السوسة = بذرة الموت) رافضا بذرة الحياة‬ ‫‪ ،‬ترك اهلل سيف ملك بابل ينقض على شعبه ‪ .‬وحين يقول اهلل " أنا وضعت السيف فى يد ملك بابل ليذبح‬

‫الشعب " فالمعنى أن اهلل ‪ ،‬كإله ضابط الكل ترك ملك بابل ليعمل هذا ‪ ،‬فملك بابل ال يستطيع أن يعمل شئ إال‬

‫بسماح من اهلل ‪.‬‬ ‫ين لَ ْحمهم َكلَ ْحِم ا ْلح ِم ِ ِ‬ ‫‪21‬وع ِشقَ ْت مع ُ ِ ِ َِّ‬ ‫ُّه ْم َك َم ِن ِّي ا ْل َخ ْي ِل = ولماذا التشبيه بالحمير والخيل ؟‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َْ‬ ‫ير َو َمني ُ‬ ‫شوقي ِهم الذ َ ُ ُ ْ‬ ‫الحمار = ال يفهم ‪ ،‬وهذه صفة لمن يصر على الخطية دون أن يتعظ من الضربات التى أصابت غيره حين‬ ‫أخطأ ‪ .‬وهذا ما حدث ‪ ،‬فاهلل ضرب السامرة وأبادتها أشور تقريبا بسبب وثنيتها ونجاستها ‪ .‬ولم تتعظ يهوذا‬

‫فسلكت نفس مسلك السامرة ‪ ،‬فهى لم تفهم (إر‪ + 22 : 4‬إش‪ . )3 : 1‬وصارت تسير فى طريق الموت دون‬

‫أن تدرك (آية ‪ = )26‬يقطعون أنفك ‪ .‬والخيل = قيل عن الشهوانيون الذين يندفعون وراء شهواتهم دون ضوابط‬

‫‪109‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والعشرون)‬

‫أنهم كالخيل (إر‪ . )2 – 4 : 6‬وهؤالء فى إندفاعهم وراء شهواتهم ما عادوا يسمعون نصائح أحد ‪ ،‬لقد صار‬

‫قلبهم متحج اًر = يقطعون أذنيك ‪.‬‬

‫ال‬ ‫يب ُة‪ ،‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫َج ِل ذلِ َك َيا أ ُ‬ ‫والحظ أن خطية إشتعال الشهوة هى الخطية التى يتهم اهلل شعبه هنا بها = «أل ْ‬ ‫ُهولِ َ‬ ‫ين جفَتْهم َن ْفس ِك‪ ،‬و ِ‬ ‫ُه ِّيج علَ ْي ِك ع َّ ِ ِ‬ ‫آتي ِب ِه ْم َعلَ ْي ِك ِم ْن ُك ِّل ِج َه ٍة‪َ 23 :‬ب ِني َبا ِب َل َو ُك َّل‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ُ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا أ َ ُ َ‬ ‫شاقَك الَّذ َ َ ُ ْ ُ َ‬ ‫شهوٍة‪ ،‬والَةٌ و ِشح ٌن ُكلُّهم ر َؤساء مرَكب ٍ‬ ‫ع‪َ ،‬و َم َع ُه ْم ُك ُّل َب ِني أ ُّ‬ ‫اء‪.‬‬ ‫ات َو ُ‬ ‫ور‪ُ ،‬‬ ‫ود َو ُ‬ ‫ع َوقُو َ‬ ‫شو َ‬ ‫ين‪ ،‬فَقُ َ‬ ‫شب ُ‬ ‫ا ْل َك ْل َد ِان ِّي َ‬ ‫ُْ ُ َ ُ َْ َ‬ ‫َّان َ ْ َ ُ َ َ‬ ‫ش َه َر ُ‬ ‫َش َ‬ ‫ُكلُّهم ر ِ‬ ‫ش ْه َوٍة = نحن البشر نولد بالشهوة داخلنا كما قلنا ‪ ،‬وعمل عدو الخير الشيطان هو‬ ‫َّان َ‬ ‫ون ا ْل َخ ْي َل ُ‬ ‫شب ُ‬ ‫اك ُب َ‬ ‫ُْ َ‬

‫إثارة هذه الشهوات ليدفع اإلنسان للخطية ‪ .‬ومن يقبل ويندفع وراء شهوته يقول عنه القديس يعقوب " ولكن كل‬

‫واحد يجرب إذا إنجذب وانخدع من شهوته ‪ ،‬ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية ‪ ،‬والخطية إذا كملت تنتج موتا "‬

‫ش ْه َوٍة = نفهم منه أن الشيطان يضع أمام‬ ‫َّان َ‬ ‫(يع‪ . )16 ، 14 : 1‬فقوله هنا ُ‬ ‫شب ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُّه ْم‬ ‫ومكان ما يعثرهم ويثير شهواتهم وهذا ما يمكن أن نسميه بتلقيح الشهوة = َمني ُ‬ ‫ولكنها تلد موتا = بذرة الموت ‪.‬‬

‫عيون شعب اهلل فى كل زمان‬ ‫َك َم ِن ِّي ا ْل َخ ْي ِل = فتحبل الشهوة‬

‫إذاً اإلنسان مولود هكذا بالخطية (مز‪ + 64‬رو‪ ، )24 : 4‬ولكن عمل النعمة فى المسيحى قادر أن يكتم هذه‬

‫الشهوات بل يعطى شهوة للسمائيات " لى إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ‪( "....‬فى‪ ، )23 : 1‬بل " الروح‬

‫القدس يسكب محبة اهلل فى قلوبنا " (رو‪ )6 : 6‬فتكون شهواتنا مقدسة أى المحبة تكون هلل وحده ‪ ،‬وهذا هو‬ ‫طريق الفرح الدائم الوحيد ‪ ،‬وهذا نراه فى ثمار الروح وهى ‪ ...‬محبة فرح ‪ ...‬إلخ ‪ .‬والمعنى أنه لو وجدت المحبة‬

‫يوجد الفرح الحقيقى ‪ .‬أما الشهوات الجسدية فتعطى لذات حسية لحظية ال تدوم ‪ .‬ولكن ماذا عن غير المؤمنين‬ ‫الذين لم يعتمدوا ولم يسكن فيهم الروح القدس وبالتالى فهم محرومين من هذه النعمة التى تكتم الشهوات ؟‬

‫يقول بولس الرسول " ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إال بالروح القدس " ‪ .‬فالروح القدس يظل يحاول أن يقنع‬

‫الشخص من الخارج (إر‪ ، )4 : 24‬ومتى إقتنع يعتمد ويحل عليه الروح القدس ويسكن فيه فيمتلئ نعمة تعينه ‪.‬‬

‫وعمل اهلل هذا يكون لمن يعرف اهلل بسابق علمه أنه سيتجاوب معه (رو‪ . )22 ، 28 : 8‬وهذا ما حدث مع‬

‫شاول الطرسوسى والقديس موسى األسود كأمثلة ‪.‬‬

‫المحبة تُنشئ فرح ‪ ،‬وكان هذا هو الحال فى جنة عدن ‪ ،‬فآدم مخلوق على صورة اهلل ‪ ،‬واهلل محبة ‪ ،‬فكان آدم‬ ‫يحب اهلل ‪ ،‬وكما أن " اهلل لذاته مع بنى آدم " (أم‪ )31 : 8‬هكذا كان آدم يجد لذته مع اهلل ألنه مخلوق على‬ ‫صورة اهلل ‪ .‬ومع هذه المحبة المتبادلة يوجد الفرح‪ ،‬وهذا هو معنى إسم الجنة ‪ ...‬عدن = وهى كلمة عبرية‬

‫تعنى فرح وبهجة ‪.‬‬

‫إذاً هذه كانت إرادة اهلل بالنسبة لإلنسان ‪ ،‬لذلك فحينما يضيع من اإلنسان كل هذا من أجل لذة عابرة ومخادعة‬ ‫يغتاظ اهلل جداً ألجل محبته لإلنسان الذى خلقه ليحيا فى فرح لألبد ‪ .‬وهذا هو سر الكلمات القاسية التى قيلت‬

‫فى هذا اإلصحاح ‪.‬‬

‫‪110‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع والعشرون)‬

‫اإلصحاح الرابع والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫اش ِر‪ِ ،‬في ا ْلع ِ‬ ‫الشه ِر ا ْلع ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ب إِلَ َّي ِفي َّ ِ‬ ‫اش ِر ِم َن َّ‬ ‫الش ْه ِر‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان َكالَ ُم َّ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)14-1‬و َك َ‬ ‫الس َنة التَّاس َعة‪ ،‬في َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪2‬‬ ‫آدم‪ ،‬ا ْكتُ ْب لِ َن ْف ِس َك اسم ا ْليوِم‪ ،‬ه َذا ا ْليوم ِبع ْي ِن ِه‪ .‬فَِإ َّن ملِ َك با ِب َل قَِد اقْتَرب إِلَى أُور َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ه َذا ا ْل َي ْوَم‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫قَائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ضا ص َّ ِ‬ ‫اء‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اض ِر ْب َمثَالً لِ ْل َب ْي ِت ا ْل ُمتَ َمِّرِد َوُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ِب َع ْي ِن ِه‪َ .‬و ْ‬ ‫ض ِع ا ْل ِق ْد َر‪َ .‬‬ ‫ب‪َ :‬‬ ‫بف َ‬ ‫يها َم ً‬ ‫ض ْع َها َوأ َْي ً ُ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ظ ِام‪ُ 5 .‬خ ْذ ِم ْن ِخ َي ِ‬ ‫ُوها ِب ِخ َي ِ‬ ‫ظ ِام‬ ‫ط َع َها‪ُ ،‬ك َّل ِق ْ‬ ‫وم َة ا ْل ِع َ‬ ‫ار ا ْل ِع َ‬ ‫ط َع ٍة َ‬ ‫ِا ْج َم ْع إِلَ ْي َها ِق َ‬ ‫ط ِّي َب ٍة‪ :‬ا ْلفَ ِخ َذ َوا ْل َك ِت َ‬ ‫امأل َ‬ ‫ف‪ْ .‬‬ ‫ار ا ْل َغ َنم َو ُك َ‬ ‫ِ‬ ‫تَ ْحتَها‪ .‬أ ْ ِ‬ ‫س ِط َها‪.‬‬ ‫ضا ِع َ‬ ‫سلَ َ‬ ‫ق أ َْي ً‬ ‫ام َها في َو ْ‬ ‫َغل َها إِ ْغالَ ًء فَتُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ظُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‪ :‬وْي ٌل لِم ِدي َن ِة الد ِ ِ‬ ‫يها ِزْن َج ُارَها‪َ ،‬و َما َخ َر َج ِم ْن َها ِزْن َج ُارَها‪.‬‬ ‫« لِذلِ َك ه َك َذا قَا َل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ِّماء‪ ،‬ا ْلق ْد ِر الَّتي ف َ‬ ‫الر ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ضعتْ ُه علَى ِ‬ ‫َن َدمها ِفي و ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ ِرج َ ِ‬ ‫ْه َعلَى‬ ‫ض ِّح َّ‬ ‫الص ْخ ِر‪ .‬لَ ْم تُ ِرق ُ‬ ‫سط َها‪ .‬قَ ْد َو َ َ َ‬ ‫أْ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫وها ق ْط َع ًة ق ْط َع ًة‪ .‬الَ تَقَعُ َعلَ ْي َها قُْر َع ٌة‪ .‬أل َّ َ َ‬ ‫ت َدمها علَى ِ‬ ‫يه ِبالتُّر ِ ‪ِ 8‬‬ ‫األَر ِ ِ‬ ‫ص ُع ِ‬ ‫الص ْخ ِر لِ َئالَّ ُيو َارى‪9 .‬لِذلِ َك ه َك َذا‬ ‫ض ِّح َّ‬ ‫ض ِب‪ ،‬لِتُْنقَ َم َن ْق َم ًة‪َ ،‬و َ‬ ‫ود ا ْل َغ َ‬ ‫ض ْع ُ َ َ َ‬ ‫اب‪ .‬ل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ض لتَُو َار ُ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫النار‪ ،‬أَ ْن ِ‬ ‫ب‪ :‬وْي ٌل لِم ِدي َن ِة الدِّم ِ‬ ‫اء‪ .‬إِ ِّني أَ​َنا أ َ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ض ِج اللَّ ْح َم‪ ،‬تَِّب ْل ُه‬ ‫ال َّ‬ ‫ومتَ َها‪َ .‬كثِّ ِر ا ْل َح َ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫قَ َ‬ ‫ب‪ ،‬أ ْ‬ ‫طَ‬ ‫الر ُّ َ‬ ‫َض ِرِم َ‬ ‫ُعظ ُم ُك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ْع َها فَ ِ‬ ‫تَتْ ِبيالً‪َ ،‬وْلتُ ْح َر ِ‬ ‫يها َوَي ْف َنى‬ ‫ق ا ْل ِع َ‬ ‫اس َها َوُي ْح َر َ‬ ‫ام‪ .‬ثُ َّم َ‬ ‫ق‪ ،‬فَ َي ُذ َ‬ ‫وب قَ َذ ُرَها ف َ‬ ‫ار َغ ًة َعلَى ا ْل َج ْم ِر ل َي ْح َمى ُن َح ُ‬ ‫ظُ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ِ 13‬‬ ‫شقَّ ٍ‬ ‫ارَها‪ِ .‬في َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ات تَِع َب ْت َولَ ْم تَ ْخ ُر ْج ِم ْن َها َكثَْرةُ ِزْن َج ِ‬ ‫اس ِت ِك َرِذيلَ ٌة أل َِّني طَ َّه ْرتُ ِك‬ ‫ِزْن َج ُارَها‪ِ .‬ب َم َ‬ ‫ار ِزْن َج ُارَها‪ .‬في َن َج َ‬ ‫‪14‬‬ ‫َفلَم تَ ْطه ِري‪ ،‬ولَ ْن تَ ْطه ِري بع ُد ِم ْن َنجاس ِت ِك حتَّى أ ِ‬ ‫ق‬ ‫الر َّ‬ ‫ض ِبي َعلَ ْي ِك‪ .‬أَ​َنا َّ‬ ‫ت‪َ .‬يأ ِْتي فَأَف َْعلُ ُه‪ .‬الَ أُ ْطلِ ُ‬ ‫ب تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫ُح َّل َغ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬

‫ِ‬ ‫ب»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون َعلَ ْي ِك‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َوالَ أُ ْ‬ ‫ش ِف ُ‬ ‫َع َمالِ ِك َي ْح ُك ُم َ‬ ‫بأْ‬ ‫سَ‬ ‫سَ‬ ‫ب طُ​ُرِقك َو َح َ‬ ‫ق َوالَ أَ ْن َد ُم‪َ .‬ح َ‬ ‫حدد اهلل لحزقيال وهو على بعد مئات الكيلومترات بال وسائل إتصاالت فى ذلك الزمان‪ ،‬اليوم الذى حاصر فيه‬ ‫نبوخذ نصر أورشليم وطلب منه أن يكتب هذا اليوم = حتى إذا ما تحقق الخبر بعد ذلك يظهر صدق النبى‪.‬‬

‫ال (راجع ‪2‬مل ‪ .)1 : 26‬وكان الشعب كما قلنا سابقاً يتصورون أنهم فى حماية أسوار أورشليم‬ ‫وهذا ما حدث فع ً‬

‫كما لو كانوا ف ى قدر نحاس وهم قطع لحم ال يستطيع أحد أن ينال منهم كما لو كانت أسوارهم هى أسوار‬

‫نحاسية‪ .‬ولكن اهلل يقول هنا فعالً فأنتم داخل أسوار أورشليم كما لو كنتم داخل قدر نحاس‪ ،‬ولكن سأشعل نا اًر‬ ‫حوله‪ ،‬وما هذه النار إال جيش بابل‪ ..‬ولكن ما فائدة النار ؟ القدر مليئة بالزنجار = الصدأ رم اًز لخطايا أورشليم‬

‫العالقة بها وال حل سوى حرقها لتطهر‪ .‬والحريق سيشمل الجميع صغا اًر وكبا اًر‪ ،‬عظماء وأدنياء‪ .‬وهذا معنى‬

‫وضع كل قطع اللحم حتى القطع الطيبة الفخذ والكتف = فالكل يستحق أن يضرب‪ .‬ولكن يجب أن نفرق بين‬

‫قطع اللحم الطيبة والعظام وخيار العظام = والمعنى أن الخطية تحول اإلنسان الحى إلى إنسان ميت‪ ،‬والفرق‬ ‫بين الميت والحى أن األول هو كومة من العظام والثانى يكسوه اللحم (قارن مع إصحاح ‪ )34‬فمن وصل لدرجة‬

‫الموت التام بخطيته‪ ،‬فهذا ال أمل فى إصالحه‪ ،‬هذا سيتم حرقة فى كومة العظام تحت القدر‪ ،‬أما من يكسوه‬

‫اللحم أو حتى من أصبح عظاماً لكن مازال فى داخله نخاع‪ ،‬هذا ما سماه خيار العظام (فهو فتيلة مدخنة ال‬

‫يطفئ) = هؤالء سيكونون داخل القدر ال يحرقون تماماً ويفنون مثل من هم فى خارج القدر‪ ،‬بل سيكونون فى‬

‫الداخل للتطهير‪ .‬والماء الذى يغلى داخل القدر هو ماء للتطهير‪ .‬وفى آية (‪ )6‬يميز بين خيار الغنم = فهؤالء‬

‫‪111‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع والعشرون)‬

‫هم قادة وأمراء الشعب األشرار فهم مع كومة العظام تحتها‪ ،‬كلهم للحريق‪ .‬وسبب هذا أنها مدينة دماء =‬

‫خطاياها هى زنجارها الذى لم يخرج منها‪ .‬حتى القطع التى ال أمل فيها أو فى إصالحها ستخرج للحريق بدون‬

‫أن تلقى عليها قرعة = فليس مهماً من سيحرق أوالً ومن يأتى عليه الدور ثانياً فالكل سيحرق لماذا ؟ ألن دمها‬

‫فى وسطها‪ .‬وقد وضعته على ضح الصخر = أى على قمة الصخرة‪ ،‬فى أعلى مكان بال خجل فيرى كل‬ ‫إنسان خطاياها واآلن يرى كل إنسان ضرباتها فيعتبر‪ .‬فاهلل أقام أورشليم كمثل أمام العالم كله (منظ اًر للناس)‬ ‫لتكون ك ارزة‪ ،‬يرى الناس أعمالها الحسنة وقداستها والبركات التى يفيض بها اهلل عليها فيمجدوا أباها الذى فى‬

‫السموات‪ .‬ولكن حين تمتلئ بالدم فسيفضحها اهلل ويظهر غضبه عليها ويكون تأديبه لها واضحاً‪ ،‬فيعرف الكل‬

‫أيضاً قداسة اهلل وأنه ضد الخطية‪ .‬ولنالحظ أن اهلل يصبر ويطيل أناته كثي اًر على أبنائه الخطاة‪ ،‬ولكن بعد مدة‬ ‫يعلن خطيتهم إن لم يتوبوا ويفضحهم وهذا معنى لم تُ ِرقه على األرض لتواريه بالتراب = فال شئ سوف يستر‬ ‫على خطيتها ما دام اهلل قد صمم على إعالنها‪ .‬وأيضاً سيعلن اهلل عن غضبه‪ ،‬لصعود الغضب لتنقم نقمة =‬ ‫وسوف يظهر لكل إنسان عدالة اهلل وقداسته فهو ال يقبل أن يكون أوالده خطاة فهو يعاقب الخطية فى كل إنسان‬ ‫حتى أوالده‪ ،‬فاهلل قدوس وعادل كما أنه رحيم‪ .‬فى عدله سيعظم كومتها = أى سيجمع كل من يستحق الحريق‬

‫كومة كبيرة تجعل الحريق عظيماً‪ ،‬وهذا نفس معنى كثر الحطب إضرم النار‪ .‬وما نتيجة هذه النار ؟ شيئان ‪-:‬‬ ‫فمن هو مستحق أن يطهر سيطهر وينضج = أنضج اللحم وتبله تتبيالً فهؤالء كانوا سابقاً بال طعم مقبول‪.‬‬ ‫وهكذا حولت األالم أيوب إلى رجل كامل‪ .‬أما العظام لتحرق = فهذه ال أمل فيها‪ .‬وأما الزنجار = العالق بالقدر‬

‫ككل‪ ،‬مثل العبادات الوثنية وما يتبعها فهذا سيتم حريقه فى النار‪ ،‬وهذا ما حدث فعالً‪ ،‬فلم تعد إسرائيل تخطئ‬

‫هذه الخطيئة بعد سبى بابل‪ .‬وقد حاول اهلل كثي اًر من قبل أن يخلصها من هذه الخطية ولكن بال فائدة‪ ،‬فاهلل ال‬ ‫يضرب ضربة كبيرة ما لم ينذر أوالً ويبدأ بضربات خفيفة ثانياً‪ .‬فلطالما سلط اهلل عليها الفلسطينيين وغيرهم ثم‬

‫األشوريون الذين أحرقوا ‪ 43‬مدينة من يهوذا وتوقفوا على حدود أورشليم حين هلك منهم ‪ 186444‬رجل ولكن‬ ‫لم يطهروا‪ .‬وهذا معنى بمشقات تَِع َبت ولم تخرج منها كثرة زنجارها فماذا يكون الحل = فى النار زنجارها أى‬ ‫بابل بضربتها الموجعة سوف تشفيها من زنجارها تماماً‪ .‬ويعاد الكالم ثانية بنفس المعنى فى نجاستك رذيلة ألنى‬

‫طهرتك = بكل المحاوالت التى سبقت ضربة بابل ولكن لم تطهرى‪ .‬وما الحل أحل غضبى عليك = عن طريق‬ ‫بابل‪ .‬وال رجوع فى هذا فأنا الرب تكلمت ال أطلق وال أشفق وال أندم = إذاً يارب توبنا فنتوب قبل أن يأتى علينا‬

‫غضبك‪.‬‬

‫ملحوظة ‪ -:‬فى آية ‪ 4‬نجد أن خطية أورشليم علنية‪ ،‬فهى صارت ال تستحى لذلك كانت عقوبتها علنية ليعلن‬ ‫اهلل قداسته‪ ،‬وهذا يتضح من آية ‪ .8‬فحين يصل اإلنسان فى خطيته أن يعلنها بال حياء‪ ،‬يعاقبه اهلل عالنية‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ض ْرَب ٍة‪ ،‬فَالَ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫آد َم‪ ،‬هأَ​َن َذا آ ُخ ُذ َع ْن َك َ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)27-15‬و َك َ‬ ‫ش ْه َوةَ َع ْي َن ْي َك ِب َ‬ ‫ات‪ .‬لُ َّ ِ‬ ‫اكتًا‪ .‬الَ تَعم ْل م َناح ًة علَى أَمو ٍ‬ ‫تَُن ْح والَ تَ ْب ِك والَ تَ ْن ِز ْل ُدموع َك‪17 .‬تَ​َن َّه ْد س ِ‬ ‫اج َع ْل َن ْعلَ ْي َك‬ ‫ص َابتَ َك َعلَ ْي َك‪َ ،‬و ْ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫فع َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪112‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع والعشرون)‬ ‫‪18‬‬ ‫ِ‬ ‫ارَب ْي َك‪َ ،‬والَ تَأْ ُك ْل ِم ْن ُخ ْب ِز َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ت َّ‬ ‫شِ‬ ‫ت‬ ‫ِفي ِر ْجلَ ْي َك‪َ ،‬والَ تُ َغطِّ َ‬ ‫اء‪َ .‬وفَ َع ْل ُ‬ ‫اس»‪ .‬فَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫ص َب ً‬ ‫الش ْع َ‬ ‫س ً‬ ‫احا َو َماتَ ْت َز ْو َجتي َم َ‬ ‫ب َ‬ ‫ِفي ا ْل َغ ِد َكما أ ِ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ُم ْر ُ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ت ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ال لِي َّ‬ ‫ب قَ ِائالً‪:‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫َج ْبتُ ُه ْم‪« :‬قَ ْد َك َ‬ ‫صان ُع َها؟» فَأ َ‬ ‫الش ْع ُ‬ ‫ب‪« :‬أَالَ تُ ْخ ِب ُرَنا َما لَ َنا َوهذه الَّتي أَ ْن َ َ‬ ‫فَقَ َ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫َعي ِن ُكم ولَ َّذةَ ُنفُ ِ‬ ‫وس ُك ْم‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫يل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س َم ْق ِد ِسي فَ ْخ َر ِعِّزُك ْم‪َ ،‬‬ ‫َكلِّ ْم َب ْي َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ش ْه َوةَ أ ْ ُ ْ َ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا ُم َن ِّج ٌ‬ ‫ِ ‪22‬‬ ‫ش َو ِ‬ ‫ون ِم ْن ُخ ْب ِز‬ ‫الس ْي‬ ‫ون ِب َّ‬ ‫ون َ‬ ‫َوأ َْب َن ُ‬ ‫ون َك َما فَ َع ْل ُ‬ ‫ارَب ُك ْم َوالَ تَأْ ُكلُ َ‬ ‫ت‪ :‬الَ تُ َغطُّ َ‬ ‫ف‪َ ،‬وتَ ْف َعلُ َ‬ ‫سقُطُ َ‬ ‫اؤ ُك ْم َوَب َناتُ ُك ُم الَِّذ َ‬ ‫ين َخلَّ ْفتُ ْم َي ْ‬ ‫‪23‬‬ ‫ون وتَ ْف َنو َن ِبآثَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ع ِ‬ ‫َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ون‬ ‫ام ُك ْم‪ .‬تَِئ ُّن َ‬ ‫وح َ‬ ‫صائ ُب ُك ْم َعلَى ُر ُؤوس ُك ْم‪َ ،‬وِن َعالُ ُك ْم في أ َْر ُجل ُك ْم‪ .‬الَ تَُن ُ‬ ‫ون َوالَ تَ ْب ُك َ َ ْ‬ ‫اس‪َ .‬وتَ ُك ُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ض‪24 .‬وي ُك ُ ِ‬ ‫ض ُك ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا‬ ‫اء ه َذا‪ ،‬تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ص َن ُع َ‬ ‫َب ْع ُ‬ ‫ون ح ْزِق َيا ُل لَ ُك ْم َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ص َن َع تَ ْ‬ ‫ون‪ .‬إِ َذا َج َ‬ ‫آي ًة‪ .‬مثْ َل ُك ِّل َما َ‬ ‫‪25‬‬ ‫ِ‬ ‫آدم‪ ،‬أَفَالَ ي ُك ُ ِ‬ ‫ْع َة‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ور فَ ْخ ِرِه ْم‪َ ،‬‬ ‫ب‪َ .‬وأَ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ش ْه َوةَ ُع ُيوِن ِه ْم َو َرف َ‬ ‫ون في َي ْوٍم آ ُخ ُذ َع ْن ُه ْم ع َّزُه ْم‪ُ ،‬‬ ‫س ُر َ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫َن يأ ِْتي إِلَ ْي َك ِفي ذلِ َك ا ْليوِم ا ْلم ْن َفلِ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫س ِم َع أُ ُذ َن ْي َك‪ِ 27 .‬في ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َي ْنفَ ِت ُح فَ ُم َك‬ ‫ت ل ُي ْ‬ ‫َن ْفس ِه ْم‪ :‬أ َْب َن َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫اء ُه ْم َوَب َناته ْم‪ ،‬أ ْ َ َ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫آي ًة‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ون ِم ْن َب ْع ُد أ َْب َك َم‪َ .‬وتَ ُك ُ‬ ‫لِ ْل ُم ْن َفلِ ِت َوتَتَ َكلَّ ُم‪َ ،‬والَ تَ ُك ُ‬ ‫ون لَ ُه ْم َ‬

‫ويكون لكم حزقيال آية (‪ )24‬هنا تموت زوجة حزقيال وعليه أن ال يحزن عليها ال يذرف عليها دمعة وال‬

‫يصنع مناحة وال ينطق بكلمة حزن وال يأكل من خبز الناس = فهذه عادة فى تلك المناسبات المؤلمة أن يشارك‬ ‫الجيران أهل الميت بإرسال طعام‪ ،‬كتعزية ومشاركة له‪ ،‬وعليه أن ال يأكل مما يقدمونه له‪ .‬وعليه أن يلبس‬

‫عمامته = لف عصابتك عليك = كما تعود أن يفعل‪ .‬وأن يجعل نعليه فى رجليه = وال يسير حافياً كعالمة حزن‬

‫وال يغطى شاربيه = مثلما يفعل الحزانى‪ .‬وهو سيعد طعامه بنفسه حيث أنه لن يأكل من الطعام المرسل له (فهم‬ ‫يرسلون الطعام ألهل الميت‪ ،‬إذ ليس من الالئق أن يقوم أهل الميت بإعداد طعامهم وهم فى أحزانهم‪ ،‬فما معنى‬

‫كل هذا ؟‬ ‫‪-1‬‬

‫زوجة حزقيال هى شهوة عينيه فهو يحبها وال يستطيع فراقها‪ .‬وهذا مشابه لوضع الشعب مع أورشليم‬ ‫فهى شهوة عيونهم‪ ،‬يحبونها ويودون لو عادوا إليها لكن الحكم صدر بنهايتها‪ ،‬وعليهم أن يصنعوا مثل‬

‫حزقيال فال يحزنوا ألن األمر صدر من اهلل‬

‫‪-2‬‬

‫أورشليم هى شهوة عينى اهلل‪ ،‬فاهلل يحبها‪ ،‬وكان مجده فى هيكله فى وسطها‪ .‬وهنا النبى مثل أنبياء‬ ‫كثيرين‪ ،‬كان اهلل يضعهم فى موقفه ليشعروا بمشاعره‪ .‬فلقد طلب اهلل من إبراهيم أن يقدم إبنه محرقة‬ ‫ليشرح سر الفداء إلبراهيم ولقد سار إبراهيم مع إبنه ثالثة أيام‪ ،‬كان قلبه يتمزق فى كل ثانية فيهم إلى‬

‫أن وصل للموضع الذى سيقدم فيه إبنه‪ .‬وفى هذا شعر إبراهيم بمشاعر اآلب إذ قام بدور اآلب الذى‬ ‫قدم إبنه الوحيد كفارة عن خطايانا‪ ،‬هو شعر بأن اآلب سيعانى مشاعر مرة وسيتألم بأالم إبنه‪.‬‬

‫وهكذا ليشرح اهلل إرتباطه بنا ونحن فى خطايانا أمر هوشع ان يتزوج بزانية‪ .‬وهكذا هنا فى مثال حزقيال‪ ،‬فاهلل‬

‫يحب أورشليم قطعاً كما يحب حزقيال زوجته وبهذا تكون مشاعر اهلل وحزنه على هالك أورشليم هى نفس‬ ‫مشاعر حزقيال إذ تموت زوجته‪ .‬وفى عدم تعبير حزقيال عن مشاعره إعالن بأن اهلل يرى فى خراب أورشليم‬

‫الحل الوحيد لتطهيرها وهذا ايضا لمحبته لها ‪ ،‬فهو سيتخذه بال ندامة‪.‬‬

‫‪113‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع والعشرون)‬

‫وفى عدم إظهار حزقيال لمشاعره تجاه وفاة زوجته إظهار أن دمار أورشليم سيكون نهائياً شامالً‪ ،‬ولن يوجد ألحد‬

‫من سكانها فرصة ألن يحزن على آخر‪ ،‬فالكل إما ميت أو هارب من السيف والنار‪.‬‬

‫ولكن تنهد ساكتاً = إشارة لحزنه الداخلى وهذا ما يشير لحزن اهلل أيضاً على خراب أورشليم‪ .‬وقطعاً إندهش‬ ‫الناس من موقف حزقيال فسألوه أال تخبرنا = وكان الجواب هانذأ منجس مقدسى = أى قد حكمت على هيكلى‬ ‫بالخراب وبأن تدوسه األمم‪ .‬والهيكل هو بالنسبة لكم فخر عزكم شهوة عيونكم حتى بعد ما خرب هذا الهيكل‪،‬‬

‫وقام هيكل بدالً منه ‪ ،‬ظل التالميذ يفتخرون بهيكلهم مت ‪ 1 : 24‬مع العلم بأن الهيكل األول الذى دمر فى‬

‫هجوم بابل أعظم كثي اًر من الثانى الذى كان التالميذ يفتخرون به أمام المسيح‪ .‬وليس الخراب للهيكل فقط بل‬

‫أبناءكم وبناتكم يسقطون بالسيف‪ .‬هى ضربة شديدة موجعة ولكن السبب فى كل هذا الفناء والخراب هو‬

‫الخطية = وتفنون بأثامكم‪.‬‬

‫الحظ أن آالم حزقيال وهو بار تشبه آالم المسيح الذى صلب وهو بال خطية‪ ،‬إنما الشعب هو الذى أخطأ "واذا‬ ‫كان هذا قد ُع ِمل بالغصن الرطب فكم يصنع باليابس" وهم فى أالمهم يئنون بعضهم على بعض = فهم لن‬ ‫يجرؤا أن يعلنوا غضبهم أمام الغزاة البابليين‪ .‬واذا جاء هذا تعلمون إنى أنا السيد الرب = سبق حزقيال وقال‬ ‫لهم متنبئاً بما سوف يحدث‪ ،‬فإذا ما تم‪ ،‬فسيصدقون و يؤمنون أنه من قبل الرب حدث هذا ويؤمنون بالرب‬ ‫ويصدقون أن حزقيال هو نبى من عند الرب‪ .‬ولكن هذا سوف يحدث فى يوم مرعب = أفال يكون فى يوم آخذ‬

‫عنهم عزهم = أى قوتهم وما إستندوا عليه باطالً من تحصينات ورجال وقصور وكل ما وضعوا فيه فكرهم‪.‬‬

‫ومعنى الكالم‪ ....‬ال تندهش وال تستغرب ما أعلن لك يا إبن آدم = وال تكن غير مصدقاً فهو سيحدث‪ .‬ويبدو‬ ‫أنه كعالمة أن حزقيال بعد ما نقل هذه األخبار للشعب أنه صمت وجعله اهلل ال يتكلم (كما حدث مع زكريا أبو‬

‫يوحنا المعمدان) وسوف يعود ويتكلم حين يأتى منفلت = أى هارب من جحيم أورشليم يخبره ويخبر الشعب بما‬ ‫حدث مصدقاً لنبوات حزقيال التى سبق فأنبأ بها وقد حدث هذا فعالً (حز ‪ )22 : 33‬حين جاء المنفلت وتكلم‬ ‫النبى مرة ثانية‪ ،‬وقد يكون موضوع صمته وكالمه له تفسيران‪.‬‬

‫األول = أنه صمت عن النبوات بخصوص إسرائيل وبدأ يتنبأ عن األمم الغريبة وهذا ما بدأه فى إصحاح (‪)26‬‬ ‫وأنهاه فى إصحاح (‪ .)33‬أى أن الصمت كان صمتاً فى نبواته الخاصة بشعبه إسرائيل‪ .‬ألن النبوات عن األمم‬

‫تعترض بدء صمته (‪ ) 24 : 24‬ونهايته (‪)22 : 33‬‬

‫الثانى = أن يكون صمته حقيقياً طوال هذه الفترة وأن هذه النبوات الخاصة باألمم إصحاحات (‪ )32 – 26‬قد‬ ‫سبق وقيلت فى زمان متقدم ولكن وضعت فى هذا المكان‪ ،‬أو قيلت بعد أن فتح فمه ووضعت أيضاً فى هذا‬

‫الموضع لسبب هام وهو أن األمم يشيرون لمملكة الشر والشيطان فى العالم‪ .‬وبدءاً من إصحاح (‪ )33‬يبدأ النبى‬

‫فى الكالم عن إسرائيل الجديد‪ .‬فكأن إصحاح (‪ )24‬ينتهى بتدمير وموت إسرائيل القديم الخاطئ‪ .‬ونبدأ إصحاح‬

‫(‪ )33‬بالكالم عن إسرائيل الجديد‪ ،‬فكان من حكمة اهلل أن تجئ النبوات ضد األمم وهالكهم فى وسط هذه‬

‫اإلصحاحات كإعالن من اهلل عن خراب مملكة الشيطان واندحارها قبل بدئه فى تكوين إسرائيل الجديد‪ .‬واذا‬ ‫عرفنا أن كل هذا يرمز لعمل المسيح فتكون إسرائيل القديمة التى خربت هى شعبه قبل مجئ المسيح‪ ،‬واسرائيل‬

‫‪114‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع والعشرون)‬

‫الجديد هى الكنيسة جسد المسيح وهالك األمم رم اًز لنهاية سيادة الشيطان "رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق" فهذا‬

‫يعنى هدماً لمملكة الشر تمهيداً إلقامة مملكة اهلل‪ .‬خصوصاً أن األمم الذين تنبأ حزقيال ضدهم هم ‪ .4‬واذا كان‬

‫رقم ‪ 4‬يشير للكمال فهذا يعنى كمال تحطيم مملكة الشر (األمم هى بنى عمون ‪ /‬موآب ‪ /‬أدوم ‪ /‬فلسطين ‪/‬‬

‫صور ‪ /‬مصر ‪ /‬صيدون) والرأى الثانى هو المرجح فى موضوع صمت النبى ثم عودته للكالم‪ ،‬فيكون قد صمت‬

‫فعالً كآية بعد أن أعلن للشعب بالخراب الذى سيحدث‪ ،‬وعاد للكالم بعد أن جاء هذا المنفلت مصدقاً لما قاله‬

‫عن خراب أورشليم‪ .‬وكون أن الخراب يبدأ ببيت اهلل‪ ،‬فهذا ليس معناه أن اهلل سيترك باقى األشرار‪ ،‬ولكن أكثر‬

‫الناس معرفة يدانون أوالً ويدانون أكثر‪ ،‬فليس عند اهلل محاباة‪ .‬والعجيب أن هذه الشعوب (بنى عمون ‪/‬‬

‫موآب‪ )...‬لم يتعظوا بسهولة بسقوط يهوذا‪ .‬لكن علينا أن نحذر فحينما يحترق بيت الجار فالحريق قد يمتد لبيتنا‪.‬‬

‫وحينما نرى تأديب اهلل ألحد الخطاة فلنسارع بتقديم توبة‪.‬‬

‫المسارح (آية‪ = )28‬تترجم الضواحى المجاورة للمدينة ‪ ،‬وقد تعنى الحقول المجاورة وحظائر البهائم حول المدن‬ ‫‪ ،‬فالخراب سيشمل كل العالم وكل الخليقة ‪ .‬وهذا الخراب تم التعبير عنه بقول الوحى كسرتك الريح الشرقية ‪،‬‬

‫والريح الشرقية هى رياح ساخنة تدمر المزروعات (هو‪ )16 : 13‬ولكنها هنا ستصيب هذه السفينة فى قلب‬

‫البحار إشارة لما يحدث من دمار وخراب للعالم بسبب خطاياه ‪.‬‬

‫ملوك األرض (آية‪ = )33‬راجع (رؤ‪ )14 ، 2 : 18‬هؤالء هم من تصوروا أنهم إمتلكوا كل شئ إذ إغتنوا‬ ‫وصاروا يتلذذون بكل متعة أو شهوة حسية‪ .‬وبأموالهم ظنوا أن لهم سيطرة على كل أحد ‪ .‬ونالحظ فى اآلية أن‬ ‫تجارة الشيطان هى ملذات العالم الحسية حتى ُيلهى اإلنسان عن السمائيات التى أعدها له اهلل ‪ ،‬وهذه تم اإلشارة‬ ‫عنها فى هذه اآلية = بكثرة ثروتك وتجارتك أغنيت ملوك األرض ‪ .‬وقارن مع (حز‪ )13 : 28‬فهذه التجارة‬

‫المخادعة مألت جوف الشيطان ظلما إذ أن نتيجتها هالك البشر ‪.‬‬

‫ولهذا قال السيد المسيح عن الشيطان رئيس هذا العالم ‪ ،‬فهو يسهل طريق الحصول على شهوات وملذات العالم‬

‫الدنسة ولكن يطلب السجود له وهذا يعنى إستعباد من يوافقه ويأخذ من يده (مت‪ . )2 : 4‬وقارن لقب ملوك‬

‫األرض مع قول الكتاب عن أوالد اهلل أنه‬

‫" جعلناملوكا وكهنة " (رؤ‪ )3 : 1‬فنحن لنا السلطان أن نتحكم‬

‫فى شهواتنا وال تستعبدنا أى شهوة ‪ ،‬ونملك وعداً بأن لنا نصيبا بالجلوس فى عرش المسيح لألبد ‪ .‬أما ملوك‬

‫األرض فهم مخدوعون إذ يمتلكون سراب زائل فى عالم محكوم عليه بالدمار ‪ ،‬وهذا ما قيل فى (حز‪" )32 : 28‬‬ ‫كالمسكتة فى قلب البحار " أى المدمرة " ‪.‬‬

‫فى ذلك اليوم ينفتح فمك للمنفلت وتتكلم وال تكون من بعد أبكم (آية‪ = )24‬لنفهم المعنى الرمزى لذلك لنرى‬ ‫تسلسل سفر حزقيال الذى يمكن تلخيصه كما يلى ‪-:‬‬

‫‪ )1‬اإلصحاح (‪ -: )1‬حزقيال يرى اهلل فى مجده ‪ .‬وكانت هذه إرادة اهلل أن يرى البشر مجد اهلل ويفرحوا‬ ‫أمامه ويفرح هو بنا ‪ .‬وهكذا كان آدم فى الجنة ‪.‬‬

‫‪ )2‬اإلصحاحات (‪ -: )24 – 2‬رأينا الخراب نتيجة خطايا اإلنسان ‪ .‬ويكون صمت حزقيال هنا إعالنا عن‬ ‫غضب اهلل ‪ ،‬فحزقيال أو أى نبى يرسله اهلل هو لسان اهلل لشعبه (إر‪. )12 : 16‬‬

‫‪115‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع والعشرون)‬

‫‪ )3‬اإلصحاحات (‪ -: )32 – 25‬هذه نبوات ضد األمم ‪ ،‬ولكن كما سنرى أنها فى الحقيقة تشير ألن اهلل‬ ‫بتجسد إبنه وبصليبه سيضرب الشيطان الذى ترمز له هذه األمم الوثنية بخطاياها وأوثانها وممارساتها‬

‫وعدوانها المستمر وتحطيمها لشعب اهلل ‪.‬‬

‫‪ )4‬اإلصحاحات (‪ -: )39 – 33‬تشير لبداية جديدة بعد الصليب بين اهلل وبين البشر ‪ ،‬ألن المسيح‬ ‫صالحنا مع اهلل بصليبه (‪2‬كو‪ . )18 : 6‬وكعالمة على هذا الصلح يعود النبى للكالم ‪ .‬وهذا ما حدث‬ ‫بعد الصليب إذ سكن فينا الروح القدس ليعلن لنا إرادة اهلل فالروح القدس هو روح النصح (‪2‬تى‪)4 : 1‬‬ ‫وهو يخبرنا بأمور آتية ويأخذ مما للمسيح ويخبرنا (يو‪. )14 ، 13 : 13‬‬

‫اإلصحاحات (‪ -: )48 – 41‬مواصفات كنيسة العهد الجديد‪.‬‬

‫‪116‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس والعشرون)‬

‫اإلصحاح الخامس والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫هنا نبوات أربعة ضد بنى عمون ‪ /‬موآب ‪ /‬أدوم ‪ /‬فلسطين وهؤالء عداوتهم قديمة للشعب‪ ،‬ولكنها تزايدت على‬

‫مر األيام‪ .‬هذه األمم كان يجمعهم شماتتهم فى سقوط الشعب تحت سبى بابل‪ .‬واهلل هنا يخبرهم بسقوطهم قريباً‪.‬‬ ‫وهؤالء يشبهون الشيطان الذى فرح بسقوط آدم ونسله‪ .‬فكأن هذه النبوات هى ضد الشيطان والتنبؤ عليه بنهايته‬

‫قريباً‪ .‬ولنالحظ أن اهلل ليس ضد هذه الشعوب بل‬

‫‪ )1‬اهلل ضد الخطايا التى تمارسها هذه الشعوب خصوصاً الوثنية‬

‫‪ )2‬هذه الشعوب فى كراهيتها لشعب اهلل صارت كرمز للشيطان‪ .‬والنبوات ضدها هى نبوات ضد الشيطان فى‬ ‫الواقع‪ ،‬الذى يكره أوالد اهلل أينما كانوا‪.‬‬

‫‪ ) 3‬ال يجب أن يتصور أحد‪ ،‬حينما يق أر هذه النبوات أن اهلل يكره هذه األمم بسبب محبته لشعبه المختار إسرائيل‪،‬‬ ‫وذلك لألسباب اآلتية ‪-:‬‬

‫أ ‪ -‬النبوات ضد األمم إستغرقت آيات قليلة فمثالً النبوة ضد بنى عمون ‪ 4‬آيات فقط بينما أن النبوات ضد‬ ‫إسرائيل نفسها إستغرقت ‪ 23‬إصحاح‬

‫ب – اهلل لم يبد بنى عمون وال فلسطين‪ ،‬لكن اهلل أباد عشرة أسباط من شعب إسرائيل وذلك بعد سبى أشور سنة‬ ‫‪ 422‬ق‪ .‬م‪.‬‬

‫ج– اهلل ال يجامل إسرائيل بهذه النبوات‪ ،‬بل هو يرسل رسالة تحذير لهذه الشعوب لعلها تتوب‪ ،‬كما أرسل يونان‬

‫لشعب نينوى‪.‬‬

‫د – إذاً فاهلل ليس ضد أحد بل هو ضد الخطية عموماً‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ون َوتَ​َن َّبأْ َعلَ ْي ِه ْم‪،‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اج َع ْل َو ْج َه َك َن ْح َو َب ِني َع ُّم َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)7-1‬و َك َ‬ ‫آد َم‪ْ ،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ال َّ‬ ‫اس َم ُعوا َكالَ َم َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫الس ِّي ِد َّ‬ ‫ب‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫َج ِل أ ََّن ِك ُق ْل ِت‪َ :‬ه ْه! َعلَى َم ْق ِد ِسي ألَنَّهُ‬ ‫َوُق ْل لِ َب ِني َع ُّم َ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ‬ ‫ون‪ْ :‬‬ ‫‪ِ​ِ4‬‬ ‫َّس‪َ ،‬و َعلَى أ َْر ِ‬ ‫ُسلِّ ُم ِك لِ َب ِني‬ ‫س َرِائي َل أل ََّن َها َخ ِرَب ْت‪َ ،‬و َعلَى َب ْي ِت َي ُهوَذا أل ََّن ُه ْم َذ َه ُبوا إِلَى َّ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫الس ْب ِي‪َ ،‬فلذل َك هأَ​َن َذا أ َ‬ ‫تَ​َنج َ‬ ‫‪5‬‬ ‫اك َنهم ِف ِ‬ ‫ون م ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ق ِم ْل ًكا‪ ،‬فَي ِقيم َ ِ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫َج َع ُل‬ ‫ون َغلَّتَ ِك َو ُه ْم َي ْ‬ ‫ا ْل َم ْ‬ ‫ش َرُب َ‬ ‫يك‪ُ .‬ه ْم َيأْ ُكلُ َ‬ ‫ون لَ َب َن ِك‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ون ص َي َرُه ْم فيك‪َ ،‬وَي ْج َعلُ َ َ َ‬ ‫س ُْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫اخا لِ ِ‬ ‫َج ِل‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫« َربَّ َة» َم َن ً‬ ‫ب‪ .‬أل ََّن ُه ه َك َذا قَ َ‬ ‫ضا لِ ْل َغ َنِم‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫إل ِب ِل‪َ ،‬وَب ِني َع ُّم َ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ‬ ‫ون َم ْرِب ً‬ ‫ض إِسرِائ َ ‪ِ ِ 7‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫َم ُّد َي ِدي َعلَ ْي َك‬ ‫ت ِب ِر ْجلَ ْي َك َوفَ ِر ْح َ‬ ‫ت ِب َي َد ْي َك َو َخ َب ْط َ‬ ‫صفَّ ْق َ‬ ‫أ ََّن َك َ‬ ‫ت ِب ُك ِّل إ َها َنت َك ل ْل َم ْوت َعلَى أ َْر ِ ْ َ‬ ‫يل‪َ .‬فلذل َك هأَ​َن َذا أ ُ‬ ‫يد َك ِم َن األَر ِ‬ ‫وأُسلِّم َك َغ ِنيم ًة لِألُمِم‪ ،‬وأَستَأ ِ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫ْصلُ َك ِم َن ُّ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َخ ِرُب َك‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫اضي‪ .‬أ ْ‬ ‫وب‪َ ،‬وأُِب ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬

‫نبوة ضد بنى عمون‬

‫الحظ فى آية ‪ 3‬أن حزقيال يتكلم عن خراب الهيكل على أنه قد حدث فى الماضى = قلت هه على مقدسى‬

‫ألنه تنجس‪ .‬وعلى أرض إسرائيل ألنها خربت‪ .‬فهذه اآليات هى ضد بنى عمون الذين فرحوا بسقوط وموت‬

‫‪117‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس والعشرون)‬

‫الشعب وخراب الهيكل وفرحت بكل إهانتك للموت = أى فرحت بموتهم وخرابهم‪ ،‬بل أهنتيهم فى بلوتهم‪ ،‬بل هم‬ ‫إستولوا على بعض مدن يهوذا عند سقوطها أمام بابل إر ‪ .1 : 42‬وهذا تماماً يساوى شماتة الشياطين وفرحهم‬

‫بخراب آدم وأوالده الذين هم أوالد اهلل‪ .‬ولذلك يقول اهلل للنبى إجعل وجهك نحو بنى عمون = وهذا إعالن بأن اهلل‬

‫هو الذى يوجه وجهه ضدهم‪ ،‬فالنبى يتكلم بإسم الرب = وعلى بنى عمون أن يعرفوا بأن الذى يتكلم هو اهلل‬

‫السيد الرب = أى أن األحكام صدرت من اهلل ضدهم وضد إلههم (ملكوم)‪ .‬وبنى عمون هم نسل إبن عمى وهو‬

‫إبن لوط‪ .‬وكان بنى عمون فى عداء دائم مع اليهود ويتضح من الكالم هنا فرح بنى عمون بخراب الهيكل‪ ،‬إذاً‬ ‫سبب الخالف كان الدين‪ .‬والحكم عليها = هأنذا أسلمك لبنى المشرق = أى بابل‪ .‬وقد خرب البابليون بالد‬

‫العمونيون بعد خراب أورشليم بخمس سنوات‪ .‬ثم دخل العرب هذه البالد بموافقة الغزاة البابليون وأقاموا صيرهم‬

‫فيها = أى خيامهم وقد سكنتها قبائل العرب وأكلوا غلتها وشربوا لبنها‪ .‬بل جعلوا قصورها مناخاً إلبلهم = أى‬

‫إصطبالً وزرائب لإلبل‪ .‬والنتيجة فتعلمون أنى أنا الرب = إذاً فالهدف األساسى لهذه النبوات هو اإلنذار الموجه‬ ‫لهذه الشعوب لكى تترك وثنيتها وأصنامها وتعرف الرب‪ .‬وياليتنا نعرف الرب ونحن فى فرح وسالم ونقدم توبة‬

‫عوضاً عن أن يضربنا اهلل للخراب فنعرفه فى خرابنا‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫َن موآب و ِ‬ ‫ت َي ُهوَذا ِم ْث ُل ُك ِّل‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪« "-:)11-8‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ون‪ُ :‬ه َوَذا َب ْي ُ‬ ‫ير َيقُولُ َ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ‬ ‫َج ِل أ َّ ُ َ َ َ‬ ‫سع َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اها‪ ،‬به ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األ ِ ‪ِ ِ 9‬‬ ‫اء األ َْر ِ‬ ‫وت َوَب ْع ِل‬ ‫يم َ‬ ‫ب ُم َ‬ ‫ُمم‪ .‬لذل َك هأَ​َن َذا أَفْتَ ُح َجان َ‬ ‫ْص َ َ َ‬ ‫وآب م َن ا ْل ُم ُد ِن‪ ،‬م ْن َم ُدنه م ْن أَق َ‬ ‫ض‪َ ،‬ب ْيت َبش ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫وآب‬ ‫ون َوِق ْرَيتَا ِي َم‪ ،‬ل َبني ا ْل َم ْ‬ ‫َج َعلُ ُه ْم ُم ْل ًكا‪ ،‬ل َك ْيالَ ُي ْذ َك َر َب ُنو َع ُّم َ‬ ‫ق َعلَى َبني َع ُّم َ‬ ‫َم ُع َ‬ ‫ون‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ُمم‪َ .‬وِب ُم َ‬ ‫ون َب ْي َن األ َ‬

‫ب‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫اما‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ُج ِري أ ْ‬ ‫أْ‬ ‫َح َك ً‬ ‫نبوة ضد موآب‬

‫هذه اآليات ضد موآب فهم فرحوا أيضاً بخراب إسرائيل‪ .‬وهنا ربط اهلل خطية موآب بخطية سعير فهم متحدين‬

‫فى نفس الشر (وبنفس المفهوم نجده يربط معهم عمون آية ‪ 14‬ويقول أن مصيرهم كلهم الخراب = هذا الكالم‬

‫موجه للشياطين الشامتين فى سقوط اإلنسان‪ ،‬والمتحدين فى هجومهم علينا)‪ ،‬وموآب هو اإلبن الثانى للوط من‬ ‫إبنتيه‪ ،‬أما سعير فهى أرض أدوم أو عيسو‪ ،‬فكلمة سعير أى كثير الشعر وهكذا كان عيسو‪ .‬وماذا كانت‬

‫خطيتهم المشتركة ؟ هم قالوا هوذا بيت يهوذا مثل كل األمم = أى أن إلههم غير قادر على خالصهم كما لم‬ ‫يخلص آلهة الشعوب األخرى شعوبهم أمام الغزو البابلى‪ .‬فأين األمجاد والوعود التى طالما حدثونا عنها التى‬ ‫وعدهم بها أنبيائهم‪ .‬وأين إلههم الذى يحميهم‪ ،‬هو مثل كل األلهة‪ ،‬ولم يعلموا أن هذه الضربات هى ضد‬

‫األشرار‪ ،‬ولكن هناك بقية تقية سيتمجد بها اهلل‪ .‬ولنالحظ أن خطايا إسرائيل (وخطايانا) سببت إهانات توجه هلل‪،‬‬

‫وهذا عكس "ليرى الناس أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي فى السموات"‪ .‬وألجل خطايا موآب هأنذا أفتح‬

‫جانب موآب من المدن = أى أزيل دفاعاتها فتسقط أمام غزو بابل‪ .‬وغالباً سيتم هذا عند سقوط بنى عمون فى‬ ‫يد بابل فينفتح الطريق لبابل إلى مدن موآب‪ .‬وستخرب أجمل مدنها التى هى بهاء األرض مثل بيت بشيموث‬

‫‪118‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس والعشرون)‬

‫وغيرها‪ .‬وحين يأتى العرب ليمتلكوا بنى عمون سيمتلكوا معها موآب‪ .‬والحظ أن العقوبات هنا هى على موآب‬

‫وبنى عمون ويلى هذا العقوبات على آدوم‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اء‬ ‫َج ِل أ َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪ « "-:)14-12‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ‬ ‫َس َ‬ ‫وم قَ ْد َعم َل ِباال ْنتقَام َعلَى َب ْيت َي ُهوَذا َوأ َ‬ ‫َن أ َُد َ‬ ‫إِساءةً وا ْنتَقَم ِم ْن ُه‪13 ،‬لِذلِ‬ ‫َم ُّد َي ِدي َعلَى أ َُدوم‪َ ،‬وأَ ْقطَعُ ِم ْن َها ِ‬ ‫ان‪،‬‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫‪:‬‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫الس‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ان َوا ْل َح َي َو َ‬ ‫س َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫يل‪،‬‬ ‫ون ِب َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫وم ِب َي ِد َ‬ ‫سقُطُ َ‬ ‫ُص ِّي ُرَها َخ َر ًابا‪ِ .‬م َن التَّْي َم ِن َوِالَى َد َد َ‬ ‫ف‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ش ْع ِبي إِ ْ‬ ‫ان َي ْ‬ ‫َوأ َ‬ ‫َج َع ُل َن ْق َمتي في أ َُد َ‬ ‫فَ َي ْف َعلُ َ ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون َن ْق َم ِتي‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َخ ِطي‪ ،‬فَ َي ْع ِرفُ َ‬ ‫وم َك َغ َ‬ ‫ض ِبي َو َك َ‬ ‫ون بأ َُد َ‬ ‫هذه اآليات هى ضد أدوم وحده‪.‬‬

‫فآدوم إشترك مع موآب فى خطيته التى سبق فوردت فى (‪ .)11 – 8‬أما اآلن فاهلل الذى ال ينسى شئ‪ ،‬لم ينسى‬

‫ألدوم خطية جديدة‪ ،‬فأدوم لم يبتهجوا فقط بخراب يهوذا بل هم إستغلوا حالتهم السيئة وضربوهم وسفكوا دمهم‬

‫وأذوهم أذى حقيقى بغزواتهم قائلين هدوا هدوا حتى األساس منها مز ‪ .4 : 134‬وهم ضربوا وقطعوا الهاربين من‬

‫يهوذا من أمام وجه بابل‪ .‬ويظهر أنهم فى عملهم هذا كانوا متوحشين جداً لذلك إستخدم اهلل هنا إسم أدوم =‬ ‫دموى أحمر وليس سعير كما سبق‪ .‬وعقابهم سيكون بيد شعبى إسرائيل = وقد قام بهذا يهوذا المكابى حين‬

‫إستولى على أدوم وأخضعها وأرغم حفيده يوحنا هركانوس األدوميين على الختان وأدخلهم لشعب اهلل‪ .‬إال أنه لو‬ ‫فهمنا أن أدوم رمز للشياطين "فهذا كان قتاالً للناس منذ البدء يو ‪ 44 : 8‬وهذا معنى دموى" فالمسيح جاء‬

‫وضربهم بصليبه‪ ،‬وتركهم عرضة لكل المؤمنين‪ ،‬يضربونهم بإسم المسيح‪ .‬وهذا معنى أن المسيح خرج غالباً‬

‫(بصليبه) ولكى يغلب (بمؤمنيه الذين يضربون بإيمانهم وصلواتهم الشياطين‪ ،‬وهذا معنى وعد السيد المسيح لنا‬ ‫بأنه أعطانا سلطان أن ندوس الحيات والعقارب (رؤ ‪ + 2 : 3‬لو ‪)12 : 14‬‬

‫َن ا ْل ِفلِس ِط ِ‬ ‫ين قَ ْد َع ِملُوا ِباال ْن ِتقَ ِام‪َ ،‬وا ْنتَقَ ُموا َن ْق َم ًة‬ ‫َج ِل أ َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ه َك َذا قَ َ‬ ‫ين ِّي َ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ٍ ‪16‬‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا أَم ُّد ي ِدي علَى ا ْل ِفلِس ِط ِ‬ ‫ين‬ ‫ِم ْن َع َد َاوٍة أ َ​َبدي‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َّة‪َ ،‬فلِذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫ين ِّي َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪17‬‬ ‫ُج ِري علَ ْي ِهم َن ْقم ٍ‬ ‫ب ِق َّي َة س ِ‬ ‫ات َع ِظيم ًة ِبتَأ ِْد ِ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا‬ ‫س َخ ٍط‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫اح ِل ا ْل َب ْح ِر‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫يب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬

‫اآليات (‪«15 "-:)17-15‬‬ ‫اإل َها َن ِة إِلَى ا ْلم ْو ِت لِ ْل َخر ِ‬ ‫ِب ِ‬ ‫اب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْص ُل ا ْل َك ِر ِ‬ ‫وأَستَأ ِ‬ ‫ُهلِ ُك‬ ‫ين‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫يت ِّي َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َج َع ُل َن ْق َم ِتي َعلَ ْي ِه ْم»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ب‪ ،‬إِ ْذ أ ْ‬ ‫نبوة ضد الفلسطينيين‬

‫خطية الفلسطينيين كما يبدو هى نفس خطية أدوم‪ .‬وعقابهم وأستأصل الكريتيين = والكريتيين هم جماعة أتوا من‬

‫كريت حوالى سنة ‪ 1244‬ق‪ .‬م‪ .‬إلى فلسطين‪ ،‬فهم نواة شعب فلسطين والحظ أن خطية أدوم كانت سفك الدماء‬ ‫وظلم شعب اهلل‪ .‬ولقد سمعنا هناك أن نقمة اهلل ضدهم ستكون بيد شعبه إسرائيل‪ ،‬وقلنا أن هذا تم بأن المؤمنين‬

‫بالمسيح صاروا بعد الصليب لهم قوة على توجيه الضربات للشيطان‪ .‬وهنا نرى صفة جديدة للشيطان‪ ،‬فهو فى‬ ‫غيظه مما حدث له بالصليب صار ينتقم من أوالد اهلل‪ ،‬وذلك بأن يخدعهم ليتركوا المسيح‪ ،‬سواء بأن يتركوا‬

‫اإليمان‪ ،‬أو يتركوا طهارتهم‪ ،‬وسواء هذا أو ذاك فهذا يعرضهم للهالك "ألم يكن الشيطان وما زال قتاالً للناس منذ‬

‫‪119‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس والعشرون)‬

‫البدء‪ ،‬وقتال أى يقتلهم روحياً‪ .‬وهذا معنى = قد عملوا باإلنتقام هم ينتقمون مما لحقهم‪ ..‬وانتقموا نقمة من أوالد‬ ‫اهلل‪ .‬باإلهانة = فهم يخدعون أوالد اهلل باإلغراء بملذات الخطايا‪ ،‬ولكن من يسقط فى حبائلهم‪ ،‬فهذا يهين نفسه‪.‬‬

‫وبعد أن كان له سلطان أن يدوس الشيطان‪ ،‬يصير مهاناً بل يعرض نفسه للدوس من الشياطين‪ ،‬بل إلى الموت‬

‫للخراب‪ .‬وما يحدث يجب أن نفهم أنه ناتج عن عداوة أبدية بين اإلنسان وابليس‪ .‬ولكن فليعلم إبليس أن نصيبه‬ ‫هو البحيرة المتقدة بالنار = وأستأصل الكريتيين (رؤ ‪ )14 : 24‬ولكن المعنى المباشر‪ ،‬أن اهلل سيهلك‬

‫الفلسطينين ذوو األصل الكريتى وغيرهم بسبب خطاياهم وذلك على يد ملك بابل‪.‬‬

‫ونالحظ أن خطية بنى عمون كانت الشماتة والسخرية والفرح فى خراب شعب اهلل‪ .‬وكانت خطية موآب وبنى‬

‫عمون وآدوم المشتركة هى عدم تمييز قوة اهلل‪ ،‬عدم إدراك أن اهلل قوى وقادر أن ينتقم‪ ،‬لقد تصو ار أن طول أناته‬

‫مدعاة إلستمرارهم فى شرورهم‪ ،‬أو أنه قابل لشرورهم‪ .‬وكانت خطية أدوم هى قتل واهالك شعب اهلل‪ .‬وخطية‬

‫فلسطين هى اإلنتقام من شعب اهلل‪ .‬وهذه هى خطايا إبليس تماماً‪ .‬لذلك نقول أن النبوات ضد األمم هى فى‬ ‫الحقيقة نبوات ضد إبليس‪ ،‬وهذه األمم ترمز له‪ ،‬كما أن إسرائيل ترمز للكنيسة جسد المسيح‪.‬‬

‫‪120‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس والعشرون)‬

‫اإلصحاح السادس والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫صور مدينة فينيقية شهيرة ظهرت أوالً على الساحل‪ ،‬ولكن مع الزمن وألسباب دفاعية‪ ،‬وجد أهل صور جزيرة‬ ‫أمامهم فى البحر فأسسوا عليها مدينة أخرى حملت نفس اإلسم‪ ،‬وهذه الجزيرة كانت صخرية مساحتها حوالى‬

‫‪ 142‬فداناً‪ .‬فصار هناك صور الساحلية على البر وصور البحرية فى البحر‪ .‬وكانت صور مرك اًز للتجارة‬

‫العالمية ومرك اًز للمال وتجارها كانوا كاألمراء والرؤساء (إش ‪ .)23‬وحينما سقطت يهوذا فرحت صور بسقوطها‬

‫وذلك ألن تجارة يهوذا ستتحول إليهم ويزداد غناهم‪ .‬وهذه المدينة تأسست سنة ‪ 2464‬ق‪ .‬م‪ .‬فهى قديمة جداً‪.‬‬

‫ولكن صور هذه تشير لمحبة المال‪ ،‬وهذه أيضاً خطية قديمة جداً قدم صور نفسها‪ .‬والسيد المسيح لمعرفته بما‬ ‫للمال من سلطان على النفوس قال "ال يمكن ألحد أن يعبد سيدين اهلل والمال" وحب المال يقود للطمع‪ ،‬فمن‬

‫يحب المال ال يشبع‪ .‬فهو كالماء الذى كل من يشرب منه يعطش واهلل عبر اإلصحاحات ‪ 28 ،24 ،23‬يشرح‬

‫فناء وخراب مملكة المال فى العالم فمن يكنز لنفسه كنو اًز فى العالم ومن يحب المال ويفرح بإكتنازه سوف يخسر‬ ‫خسارة كبيرة حين ينتهى هذا العالم‪ ...‬وهو بال شك سينتهى أو سنغادره نحن قبل أن ينتهى‪ .‬أما من وضع كنوزه‬

‫فى السماء حيث ال لصوص وال سوس فهذا هو الذى يربح األبدية‪ .‬والمال فى حد ذاته ليس خطية ولكن عبادته‬

‫ومحبته ووضع رجاءنا فيه والطمع وحب الزيادة فى الممتلكات وشهوة التعظم واإلفتخار بما لدينا‪ ،‬واإلتكال على‬ ‫األموال‪ ...‬هذه هى الخطايا‬

‫ولقد حاصر نبوخذ نصر صور فترة طويلة‪ ،‬نقل خاللها الصوريين كل ممتلكاتهم إلى الجزيرة وتركوها فارغة‪ ،‬فلما‬

‫دخلها نبوخذ نصر لم يجد أى شئ‪ ،‬ومن غيظه سواها باألرض ودمرها تدمي اًر كامالً‪ .‬ثم بعد سنين حاصرها‬ ‫اإلسكندر األكبر‪ ،‬ففعلوا نفس الشئ ونقلوا كل شئ إلى الجزيرة ولكن اإلسكندر ثغرها ودخلها‪ ،‬ولكنه دمرها‬

‫واستغل أنقاضها فى ردم البحر بين المدينة الساحلية والجزيرة ووصل للجزيرة وأسقطها وأخضعها‪ .‬فى اإلصحاح‬ ‫السابق رأينا صورة لحقد الشيطان وشماتته ودمويته ورغبته فى هالك اإلنسان‪ ،‬وهنا نرى وسيلة من وسائله‪ ،‬أال‬

‫وهى المال الذى صار صنماً يعبد بدالً من اهلل‪ ،‬فصور تمثل مملكة المال فى األرض‪ ،‬ولكن لنالحظ أنها‬

‫ستخرب‪ .‬وابليس فعالً جعل المال إلهاً يتكل عليه اإلنسان بدالً من اهلل‪ ،‬ويرى فيه اإلنسان األمان والقوة والسلطة‪،‬‬ ‫وهدفاً يسعى إليه‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ش َرةَ‪ِ ،‬في أ ََّو ِل َّ‬ ‫ان إِلَ َّي قَ ِائالً‪َ «2 :‬يا ْاب َن‬ ‫الش ْه ِر‪ ،‬أ َّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫َن َكالَ َم َّ‬ ‫الس َن ِة ا ْل َح ِاد َي ِة َع َ‬ ‫ب َك َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)14-1‬و َك َ‬ ‫ِ‬ ‫َن صور قَا َل ْت علَى أُور َ ِ‬ ‫آدم‪ِ ،‬م ْن أ ْ ِ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫اريعُ ُّ‬ ‫صِ‬ ‫وب‪ .‬قَ ْد تَ َح َّولَ ْت إِلَ َّي‪ .‬أ َْمتَلِئُ إِ ْذ‬ ‫َ‬ ‫س َر ْت َم َ‬ ‫يم‪َ :‬ه ْه! قَد ا ْن َك َ‬ ‫ُ‬ ‫َجل أ َّ ُ َ‬ ‫شل َ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا علَ ْي ِك يا صور فَأ ِ‬ ‫اج ُه‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َخ ِرَب ْت‪ .‬لِذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫يرةً َك َما ُي َعلِّي ا ْل َب ْح ُر أ َْم َو َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُم ًما َكث َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ُصع ُد َعلَ ْيك أ َ‬ ‫‪4‬‬ ‫لشب ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 5‬‬ ‫ون أ َْبراجها‪ .‬وأَس ِحي تُرابها ع ْنها وأُص ِّيرَها ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك‬ ‫ض َّح َّ‬ ‫فَ َي ْخ ِرُب َ‬ ‫سطًا ل ِّ َ‬ ‫ور َوَي ْهد ُم َ َ َ َ َ ْ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ير َم ْب َ‬ ‫َس َو َار ُ‬ ‫الص ْخ ِر‪ ،‬فَتَص ُ‬ ‫َ​َ​َ َ َ َ َ ُ‬ ‫ص َ‬

‫‪121‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس والعشرون)‬

‫ِ‬ ‫ب‪ .‬وتَ ُك ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُمِم‪َ 6 .‬وَب َناتُ َها اللَّ َو ِاتي ِفي ا ْل َح ْق ِل تُ ْقتَ ُل‬ ‫ت‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س ِط ا ْل َب ْح ِر‪ ،‬أل َِّني أَ​َنا تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫في َو ْ‬ ‫الر ُّ َ‬ ‫يم ًة لأل َ‬ ‫ون َغن َ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ِب َّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ف‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬

‫‪7‬‬ ‫ال‪ ،‬ملِ َك ا ْلملُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وخذْر َّ ِ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا أ ْ ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫وك‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫« ألَنَّ ُه ه َك َذا قَا َل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َجل ُ‬ ‫ب َعلَى ُ‬ ‫ور َن ُب َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اص َر َمل َك َبا ِب َل م َن ِّ َ‬ ‫ف‪ ،‬وي ْب ِني علَ ْي ِك مع ِ‬ ‫ير‪8 ،‬فَي ْقتُ ُل ب َن ِات ِك ِفي ا ْلح ْق ِل ِب َّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ش ْع ٍب َك ِث ٍ‬ ‫سٍ‬ ‫اق َل‪َ ،‬وَي ْب ِني‬ ‫اع ٍة َو َ‬ ‫َ‬ ‫الس ْي َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ان َو َج َم َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ِب َخ ْيل َوِب َم ْرَك َبات َوِبفُ ْر َ‬ ‫‪9‬‬ ‫ارِك‪ ،‬ويه ِدم أ َْبراج ِك ِبأ َ​َدو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات َح ْرِب ِه‪.‬‬ ‫سا‪َ ،‬وَي ْج َع ُل َم َج ِان َ‬ ‫َس َو ِ َ َ ْ ُ َ َ‬ ‫ق َعلَى أ ْ‬ ‫َ‬ ‫س ًة‪َ ،‬وَي ْرفَعُ َعلَ ْيك تُْر ً‬ ‫يم َعلَ ْيك متْ َر َ‬ ‫َعلَ ْيك ُب ْر ًجا‪َ ،‬وُيق ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫سِ‬ ‫َس َو ُارِك ِع ْن َد ُد ُخولِ ِه أ َْب َو َاب ِك‪َ ،‬ك َما‬ ‫ان َوا ْل َع َجالَت َوا ْل َم ْرَك َبات تَتَ​َزْل َز ُل أ ْ‬ ‫ص ْوت ا ْلفُ ْر َ‬ ‫َولِ َكثَْرِة َخ ْيله ُي َغطِّيك ُغ َب ُارَها‪ .‬م ْن َ‬ ‫شعب ِك ِب َّ ِ‬ ‫شو ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫‪ِ 11‬‬ ‫ِ‬ ‫سقُطُ إِلَى األ َْر ِ‬ ‫اب‬ ‫ص ُ‬ ‫ارِعك‪َ .‬ي ْقتُ ُل َ ْ َ‬ ‫الس ْيف فَتَ ْ‬ ‫ض أَ ْن َ‬ ‫وس ُك َّل َ َ‬ ‫ورةٌ‪ِ .‬ب َح َواف ِر َخ ْيله َي ُد ُ‬ ‫تُ ْد َخ ُل َمدي َن ٌة َمثْ ُغ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ون ِح َج َارتَ ِك‬ ‫ض ُع َ‬ ‫س َو َارِك‪َ ،‬وَي ْه ِد ُم َ‬ ‫ون ِت َج َارتَ ِك‪َ ،‬وَي ُهد َ‬ ‫ون ثَْرَوتَ ِك‪َ ،‬وَي ْغ َن ُم َ‬ ‫ِعِّزِك‪َ .‬وَي ْن َه ُب َ‬ ‫يج َة‪َ ،‬وَي َ‬ ‫ون ُب ُيوتَك ا ْل َب ِه َ‬ ‫ُّون أَ ْ‬ ‫ِ ِ ‪13‬‬ ‫َعو ِاد ِك لَ ْن يسمع بع ُد‪14 .‬وأُص ِّيرِك َك ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫شب ِك وتُراب ِك ِفي و ِ‬ ‫ض ِّح‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫َو َخ َ َ َ َ َ‬ ‫ُ ْ َ َ َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ت أ َْ‬ ‫سط ا ْلم َياه‪َ .‬وأ َُبطِّ ُل قَ ْو َل أَ َغانيك‪َ ،‬و َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫لشب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ت‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اك‪ .‬الَ تُْب َن ْي َن َب ْع ُد‪ ،‬أل َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ب تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫الص ْخ ِر‪ ،‬فَتَ ُكوِن َ‬ ‫سطًا ل ِّ َ‬ ‫ين َم ْب َ‬

‫ِ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫اريعُ ُّ‬ ‫صِ‬ ‫وب‪ = .‬فرحت صور بإنكسار أبواب أورشليم ودمارها وعلى ذلك فتجار الشعوب‬ ‫س َر ْت َم َ‬ ‫َه ْه! قَد ا ْن َك َ‬ ‫سيتحولون عن أورشليم إلى صور قَ ْد تَ َح َّولَ ْت إِلَ َّي‪ .‬أ َْمتَلِئُ إِ ْذ َخ ِرَب ْت‪ = .‬أى يزداد غنى صور بخراب أورشليم‪.‬‬ ‫ولنالحظ أن تجار صور هم أغنى تجار العالم ولكنهم ال يكتفون بل يفرحون بخراب أورشليم‪،‬مع العلم بأنه ال‬ ‫توجد أى عداوة بين صور وأورشليم‪ ،‬وذلك ليس لسبب إال زيادة أرباحهم‪ .‬ولكن ما هى نهاية مملكة المال والطمع‬

‫=أُصعد عليك أمما كثيرة = لخرابك‪ .‬وهذه تساوى تماماً "يا غبى فى هذه الليلة تؤخذ نفسك" وسيكون األعداء =‬

‫كما يعلى البحر أمواجه = فحيث إنتظروا من البحر زيادة مراكب التجار أتى لهم بدالً منها أمواج تغرقهم‪ .‬وبعد‬

‫أن كانت صور مدينة جميلة جداً ستخرب تماماً بل أسحى ترابها = أى أزيل حتى ترابها وأكشطه‪ .‬هو خراب تام‬ ‫وأصيرها ضح الصخر = وتعود صخور عارية‪ .‬ومبسطاً للشباك = يفرد عليها الصيادون شباكهم‪ .‬ولقد بدأ نبوخذ‬ ‫نصر هذا الخراب كما ذكرنا قبالً وأتمه فعالً بعد ذلك اإلسكندر األكبر‪ .‬وبناتها يقتلون = هى المدن التى‬

‫أسس تها صور‪ ،‬هذه ستهلك وتخرب إذ تخرب صور نفسها لتوقف التجارة‪ ،‬فصور‪ ،‬هى األم التى تدير التجارة‪.‬‬

‫ونجد النبى هنا يسمى ملك بابل نبوخذ راصر = وهذا النطق هو األقرب لإلسم البابلى وهو "نبو كدرى أصر =‬ ‫أى ليحم نبو حدودى" فكان اليهود يسمونه نبوخذ نصر فى أورشليم‪ ،‬فلما ذهبوا إلى بابل أسموه نبوخذ راصر‬ ‫والحظ أن الذى يهدم صور هو جيش جبار يقيم أبراج ومترسة وله أدوات حرب‪ .‬وهكذا فالعالم به اآلن قوة حربية‬

‫هائلة‪ ،‬وبه قوة إقتصادية مالية جبارة‪ ،‬والبشر فى غيهم يفرحون بزيادة ممتلكاتهم غير عالمين بأن هذه القوة‬ ‫الحربية ستدمر يوماً كل إقتصاد العالم ومنظره‪ .‬فهذا العالم سيزول يوماً‪.‬‬

‫ويغطيك غبارها = تفقد رؤية كل شئ وتخسر جمالها فال يأتى إليها التجار‪.‬‬

‫وتسقط أنصاب عزك = األنصاب هى تماثيل مرتبطة بآلهتهم‪.‬‬

‫ويبطل أغانيها = لن يضيع فقط شكلها بل أفراحها العالمية‪ ،‬التى كانوا يستخدمون نقودهم فيها‪ .‬فطوبى لمن كنز‬ ‫أمواله فى السماء‪ ،‬وكان له بدالً من أفراح العالم أفراحاً روحية‪ ،‬وأوقاتاً روحية تحسب له كمن هو فى السماء‬

‫‪122‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس والعشرون)‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الر ُّ ِ‬ ‫ص َار ِخ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪ « " -:)21-15‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫سقُوطك‪ ،‬ع ْن َد ُ‬ ‫ص ْوت ُ‬ ‫َما تَتَ​َزْل َز ُل ا ْل َج َزائ ُر ع ْن َد َ‬ ‫بل ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ور‪ :‬أ َ‬ ‫اء ا ْلب ْح ِر ع ْن َكر ِ‬ ‫ا ْلجرحى‪ِ ،‬ع ْن َد وقُوِع ا ْلقَ ْت ِل ِفي وس ِط ِك؟ ‪16‬فَتَْن ِز ُل ج ِميع ر َؤس ِ‬ ‫ون‬ ‫ون ُج َب َب ُه ْم‪َ ،‬وَي ْن ِز ُع َ‬ ‫اس ِّي ِه ْم‪َ ،‬وَي ْخلَ ُع َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُ​ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ِ ‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ون َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ون‬ ‫ون م ْنك‪َ .‬وَي ْرفَ ُع َ‬ ‫ون ُك َّل لَ ْحظَ ٍة‪َ ،‬وَيتَ َحي َُّر َ‬ ‫ض‪َ ،‬وَي ْرتَِع ُد َ‬ ‫س َ‬ ‫س َ‬ ‫ون َر ْع َدات‪َ ،‬وَي ْجل ُ‬ ‫ث َي َاب ُه ُم ا ْل ُمطَ​َّرَزةَ‪َ .‬ي ْل ِب ُ‬ ‫ون لَ ِك‪َ :‬ك ْي َ ِ‬ ‫ار‪ ،‬ا ْل َم ِدي َن ُة َّ‬ ‫ورةُ ِم َن ا ْل ِب َح ِ‬ ‫يرةُ الَِّتي َكا َن ْت قَ ِويَّ ًة ِفي ا ْل َب ْح ِر ِه َي‬ ‫َعلَ ْي ِك َم ْرثَاةً َوَيقُولُ َ‬ ‫الش ِه َ‬ ‫ف ِب ْدت َيا َم ْع ُم َ‬ ‫‪18‬‬ ‫آلن تَرتَِع ُد ا ْلج َزِائر يوم سقُ ِ‬ ‫يع ِج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ا ْل َج َزِائ ُر الَِّتي ِفي‬ ‫ضَ‬ ‫وط ِك َوتَ ْ‬ ‫س َّكا ُن َها الَِّذ َ‬ ‫ط ِر ُ‬ ‫َ ُ َْ َ ُ‬ ‫َو ُ‬ ‫يران َها؟ اَ َ ْ‬ ‫ين أ َْوقَ ُعوا ُر ْع َب ُه ْم َعلَى َجم ِ َ‬ ‫‪19‬‬ ‫ين أ ِ ِ‬ ‫الر ُّ ِ‬ ‫ُص ِع ُد‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ا ْل َب ْح ِر لِ َزَوالِ ِك‪ .‬أل ََّن ُه ه َك َذا قَ َ‬ ‫س ُكوَن ِة‪ِ ،‬ح َ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫ُص ِّي ُرك َمدي َن ًة َخ ِرَب ًة َكا ْل ُم ُد ِن َغ ْي ِر ا ْل َم ْ‬ ‫ب‪ :‬ح َ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ُجلِس ِك ِفي أَس ِ‬ ‫ِ‬ ‫علَ ْي ِك ا ْل َغمر فَتَ ْغ َ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اف ِل‬ ‫ين ِفي ا ْل ُج ِّ‬ ‫ب‪ ،‬إِلَى َ‬ ‫يرةُ‪ ،‬أ ْ‬ ‫ُه ِبطُ ِك َم َع ا ْل َها ِب ِط َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ش ْع ِب ا ْلق َدم‪َ ،‬وأ ْ ُ‬ ‫شاك ا ْلم َياهُ ا ْل َكث َ‬ ‫َْ‬ ‫َحي ِ‬ ‫ين ِفي ا ْلج ِّ ِ‬ ‫ض ِفي ا ْل ِخر ِب األَب ِدي ِ‬ ‫َج َع ُل فَ ْخ ًار ِفي أ َْر ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫اء‪.‬‬ ‫َّة َم َع ا ْل َها ِب ِط َ‬ ‫س ُكوَن ٍة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ض األ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ب‪ ،‬لتَ ُكوِني َغ ْي َر َم ْ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ين َب ْع ُد إِلَى األ َ​َب ِد‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ُص ِّي ُرِك أ ْ‬ ‫وج ِد َ‬ ‫ين‪َ ،‬وتُ ْطلَ ِب َ‬ ‫َه َواالً‪َ ،‬والَ تَ ُكوِن َ‬ ‫ين فَالَ تُ َ‬ ‫أ َ‬

‫بسقوط صور تتزلزل الجزائر = فهى فى عظمتها لم يتصور أحد ما حدث لها‪ ،‬وصارت كل الجزائر حولها‬ ‫مرتعدة من أن يأتى الدور عليها هى أيضاً‪ .‬والجزائر المقصود بها السواحل والجزر التى تاجرت صور معها‪.‬‬

‫وتنزل جميع رؤساء البحر عن كراسيهم = من الخوف سيتوارى كبار التجار الذين يعتبرون كما لو كانوا رؤساء‬

‫البحر‪ .‬ويخلعون جببهم = فظهورهم بمجدهم وثرائهم سيجعل ملك بابل يحطمهم كما حطم صور األعظم‬

‫واألقوى واألحصن‪ .‬يلبسون رعدات = ويصيرون فى رعدة وحيرة‪ .‬ويرفعون عليك مرثاة = بينما حين خربت‬

‫أورشليم لم تجد من يرثيها‪ ،‬ولكن بينما خربت صور نهائياً‪ ،‬عاد اهلل وأقام أورشليم‪ .‬فأوالد اهلل يؤدبهم اهلل وال يجدوا‬

‫من يشفق عليهم ويحن عليهم سوى اهلل الذى يؤدبهم ثم يرحم‪ .‬أما األشرار ففى سقوطهم يرثيهم العالم‪ ،‬ولكن‬

‫يكون سقوطهم بال قيام‪ .‬ونجد أن العالم يحزن لسقوط وزوال األماكن الشريرة (رؤ ‪ .)2 : 18‬ومما يفاقم الوضع‬

‫عظمة صور وجمالها السابق ولكن اآلن أصيرك مدينة خربة كالمدن غير المسكونة‪ .‬وأصعد عليك الغمر =‬

‫كانت األمواج سابقاً سو اًر لها ودفاعاً ولكن اآلن حين أراد اهلل ستصبح هذه األمواج لخرابها‪ .‬وأهبطك مع‬

‫الهابطين فى الجب = هذا مصير مملكة المال والطمع ومحبة العالم‪ ،‬فبقدر ما تبدو جذابة وبراقة ويشتهيها‬ ‫الكثيرون‪ ،‬لكن هذه هى نهايتها األكيدة‪ .‬حقاً قال سليمان الحكيم "باطل األباطيل الكل باطل‪ ..‬وقبض الريح"‬ ‫ومهما إرتفع شئ فى هذا العالم‪ ،‬فهو سيتضع يوماً‪ ،‬أما من يتواضع أمام اهلل فسيرفعه اهلل ويجعله فى‬

‫السماويات‪ .‬إذاً هو عالم مخادع كالسراب وكثيرين خدعوا به منذ بدء العالم وكان مصيرهم أسافل األرض‪ .‬وهذا‬

‫سيكون نصيب صور مثل شعب القدم = أى مثل كل من أحب شهوة هذا العالم‪ .‬المصير هو الخرب األبدية‪.‬‬ ‫والعكس أجعل فخ ارً فى أرض األحياء = أرض األحياء هى األرض المقدسة‪ .‬فقد عاد اهلل ألورشليم وكان فخ اًر‬ ‫لها حين عادت أورشليم هلل‪ .‬ولكن هناك معنى أبعد من هذا‪ ،‬فإن من إختار اهلل هنا على األرض فسيسكن فى‬

‫أورشليم السمائية حيث مسكن اهلل مع الناس وحيث يكون المسيح شمس هذه المدينة وفخرها‪ ،‬ومن إختار شهوة‬

‫العالم فمكانه الخرب األبدية‪ .‬وأصيرك أهواالً = فمن العدل أن من ظلموا وأرعبوا غيرهم أن يكونوا فى رعب‪ .‬بل‬ ‫وال تكونين = فأين صور العظيمة اليوم‪ ،‬وكم مثلها من ممالك إنتهت وتُطلبين فال توجدين = حقاً توجد صور‬

‫‪123‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس والعشرون)‬

‫اليوم ولكن ال يكاد يعرفها أحد‪ ،‬فأين صور المملكة العظيمة اآلن لو طلبها أحد لما وجدها‪ .‬من أجل هذا الخراب‬ ‫المنتظر أن يحدث فنحن المسيحيين ال نطلب العالم بل ننتظر المدينة األبدية الباقية‪.‬‬

‫‪124‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع والعشرون)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح السابع والعشرون‬

‫تفسير لبعض الكلمات الواردة فى اإلصحاح ‪ -1‬سنير (‪ )6‬هو اإلسم األمورى المرادف لحرمون تث ‪2 : 3‬‬

‫ومعناها منير بسبب قمة جبل حرمون الثلجية‬

‫‪ -2‬البقس (‪ )3‬شجر كاآلس وخشبه صلب ثمين واستخدامه‬

‫يدل على العظمة والغنى‪ ،‬خصوصاً بتطعيم العاج فيه‬

‫‪ -3‬كتيم (‪ )3‬كانت أصالً تعنى قبرص‪ ،‬ثم صارت‬

‫تعنى كل جزر البحر األبيض وسواحله البعيدة‪ -4 .‬القالفون (‪ )2‬هم عمال صيانة المراكب أثناء رسوها‪ ،‬فهم‬ ‫يسدون الثغرات ثم يطلونها بالقار‪ – 6 .‬لود (‪ )14‬ليديا – فوط (‪ )14‬ليبيا ‪ -‬ترشيش (‪ )12‬هى ميناء فى‬

‫أسبانيا‪ -3 .‬الواحك (‪ )6‬األلواح التى تصنع منها المراكب‪ -4 .‬حنطة منيت (‪ )14‬قمح من بلدة فى كنعان‬ ‫إسمها منيت‪ .‬وكل أرض كنعان كانت أرض حنطة كما ورد فى( تث ‪. ) 8:8‬‬

‫‪ - 8‬حالوى (‪ )14‬هو نوع‬

‫من الحبوب تصنع منها الحلوى‪ – 2 .‬البلسان (‪ )14‬راتنج يستخرج من بعض األشجار ويصنع منه مرهم‬ ‫عطرى ويستخدم كدواء ومسكن لأللم‪.‬‬

‫‪ -14‬أصونة مبرم (‪ )24‬صناديق لحفظ النفائس‪ – 11 .‬معكومة‬

‫(‪ )24‬مربوطة ‪ -12‬المسكتة = (‪ )32‬المدمره‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ور‪:‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬وأَ ْن َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)25-1‬و َك َ‬ ‫ور‪َ ،‬وُق ْل ل ُ‬ ‫آد َم‪ ،‬فَ ْارفَ ْع َم ْرثَاةً َعلَى ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ص َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أَيَّتُها َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اجرةُ ُّ ِ ِ‬ ‫ور‪ ،‬أَ ْن ِت ُق ْل ِت‪:‬‬ ‫الس ِّي ُد ا َّلر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫يرٍة‪ ،‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ب‪َ :‬يا ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫الش ُعوب إلَى َج َزائ َر َكث َ‬ ‫الساك َن ُة ع ْن َد َم َداخل ا ْل َب ْح ِر‪ ،‬تَ َ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اح ِك ِم ْن سر ِو ِ‬ ‫وك تَ َّمموا جمالَ ِك‪ .‬ع ِملُوا ُك َّل أَْلو ِ‬ ‫اؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم ِك ِفي َق ْل ِب ا ْل ُب ُح ِ‬ ‫َخ ُذوا‬ ‫ير‪ .‬أ َ‬ ‫ور‪َ .‬ب َّن ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫سن َ‬ ‫ُ َ​َ‬ ‫أَ​َنا َكاملَ ُة ا ْل َج َمال‪ .‬تُ ُخ ُ‬ ‫ان مج ِاذيفَ ِك‪ .‬ص َنعوا مقَ ِ‬ ‫اري‪6 .‬ص َنعوا ِم ْن بلُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَرًاز ِم ْن لُ ْب َن َ ِ‬ ‫ط َّعٍم ِفي‬ ‫اع َد ِك ِم ْن َع ٍ‬ ‫اج ُم َ‬ ‫وط َبا َ‬ ‫ش َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ان ل َي ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫س َو ِ َ‬ ‫ص َن ُعوهُ لَك َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان م ْن َج َزائ ِر‬ ‫ان ُم َ‬ ‫َس َما ْن ُجوِن ُّي َواأل ُْر ُجو ُ‬ ‫اعك ل َي ُك َ‬ ‫ِّيم‪َ .‬كتَّ ٌ‬ ‫ص َر ُه َو ش َر ُ‬ ‫ون لَك َر َاي ًة‪ .‬األ ْ‬ ‫ط َّرٌز م ْن م ْ‬ ‫ا ْل َب ْقس م ْن َج َزائ ِر كت َ‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ين َكا ُنوا ِف ِ‬ ‫يك‪ .‬ح َكم ُ ِ‬ ‫اد َكا ُنوا مالَّ ِح ِ‬ ‫َه ُل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ُيو ُخ‬ ‫يك ُه ْم َرَبا ِبي ُن ِك‪ُ .‬‬ ‫أَلِي َ‬ ‫اء ِك‪ .‬أ ْ‬ ‫ون َواِ ْرَو َ‬ ‫صُ‬ ‫ور الَِّذ َ‬ ‫يد َ‬ ‫اؤك َيا ُ‬ ‫ش َة َكا َنا غطَ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫وها َكا ُنوا ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫يك لِ ُيتَ ِ‬ ‫اج ُروا ِب ِت َج َارِت ِك‪11 .‬فَ ِ‬ ‫ود‬ ‫ُج َب ْي َل َو ُح َك َم ُ‬ ‫سفُ ِن ا ْل َب ْح ِر َو َمالَّ ُح َ‬ ‫س َولُ ُ‬ ‫ار ُ‬ ‫اؤ َها َكا ُنوا فيك قَالفُوك‪َ .‬جميعُ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد َم َع َج ْي ِش ِك َعلَى‬ ‫َوفُوطُ َكا ُنوا ِفي َج ْي ِش ِك‪ِ ،‬ر َج َ‬ ‫اء ِك‪َ .‬ب ُنو إِ ْرَو َ‬ ‫صي َُّروا َب َه َ‬ ‫سا َو ُخوَذةً‪ُ .‬ه ْم َ‬ ‫ال َح ْرِبك‪َ .‬علَّقُوا فيك تُْر ً‬ ‫ال َكا ُنوا ِفي بر ِ ِ‬ ‫طِ‬ ‫َس َو ِ‬ ‫َس َو ِ‬ ‫ارِك ِم ْن َح ْولِ ِك‪ُ .‬ه ْم تَ َّم ُموا َج َمالَ ِك‪.‬‬ ‫ار ِم ْن َح ْولِ ِك‪َ ،‬واأل َْب َ‬ ‫اس ُه ْم َعلَى أ ْ‬ ‫األ ْ‬ ‫وجك‪َ .‬علَّقُوا أَتْ َر َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ص ِد ِ‬ ‫وبا ُل‬ ‫ير َو َّ‬ ‫تَْر ِش ُ‬ ‫َس َواقَ ِك‪َ .‬ي َاو ُ‬ ‫ان َوتُ َ‬ ‫اموا أ ْ‬ ‫يش تَا ِج َرتُك ِب َكثَْرِة ُك ِّل غ ًنى‪ِ .‬با ْلفضَّة َوا ْل َحديد َوا ْلقَ ْ‬ ‫الر َ‬ ‫اص أَقَ ُ‬ ‫ِ ‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس وِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َوا ْل ِب َغ ِ‬ ‫آن َي ِة ُّ‬ ‫وس َّ‬ ‫الن َح ِ‬ ‫َّارِك‪ِ .‬ب ُنفُ ِ‬ ‫سِ‬ ‫ال‬ ‫اموا ت َج َارتَك‪َ .‬و ِم ْن َب ْيت تُ َ‬ ‫وج ْرَم َة ِبا ْل َخ ْي ِل َوا ْلفُ ْر َ‬ ‫الن ِ َ‬ ‫َو َماش ُك ُه ْم تُج ُ‬ ‫اس أَقَ ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان تُج ِ‬ ‫اج َو ْ ِ‬ ‫ام‬ ‫َّار َي ِد ِك‪ .‬أَد َّْوا َه ِديَّتَ ِك قُ​ُروًنا ِم َن ا ْل َع ِ‬ ‫َس َواقَ ِك‪َ .‬ب ُنو َد َد َ‬ ‫اموا أ ْ‬ ‫يرةٌ تُج ُ‬ ‫َّارك‪َ .‬ج َزائ ُر َكث َ‬ ‫ُ‬ ‫أَقَ ُ‬ ‫اآلب ُنوس‪ .‬أ َ​َر ُ‬ ‫ان وا ْلياقُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫تَ ِ ِ‬ ‫ان َوا ْل ُمطَ َّر ِز َوا ْل ُب ِ‬ ‫ان َواأل ُْر ُجو ِ‬ ‫َس َو ِاق ِك ِبا ْل َب ْه َرَم ِ‬ ‫وت‪َ 17 .‬ي ُهوَذا‬ ‫وص َوا ْل َم ْر َج ِ َ َ‬ ‫ص َنائعك‪ ،‬تَ َ‬ ‫اج ُروا في أ ْ‬ ‫اج َرتُك ِب َكثَْرِة َ‬ ‫‪18‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يل ُهم تُج ِ‬ ‫ض إِ ِ‬ ‫ق تَ ِ‬ ‫سٍ‬ ‫اج َرتُ ِك‬ ‫ان‪ِ .‬د َم ْ‬ ‫شُ‬ ‫سوِق ِك ِب ِح ْنطَ ِة ِم ِّن َ‬ ‫َّارك‪ .‬تَ َ‬ ‫َوأ َْر ُ ْ‬ ‫سل َو َزْيت َوَبلَ َ‬ ‫يت َو َحالَ َوى َو َع َ‬ ‫اج ُروا في ُ‬ ‫ُ‬ ‫س َرائ َ ْ‬ ‫‪19‬‬ ‫ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫وف األ َْب َي ِ‬ ‫يد‬ ‫ون َو ُّ‬ ‫َس َو ِاق ِك‪َ .‬ح ِد ٌ‬ ‫ان َوَي َاو ُ‬ ‫ض‪َ .‬وَد ُ‬ ‫ص َن ِائ ِع ِك َو َكثَْرِة ُك ِّل ِغ ًنى‪ِ ،‬ب َخ ْم ِر َح ْل ُب َ‬ ‫َّموا َغ ْزالً في أ ْ‬ ‫ِب َكثَْرِة َ‬ ‫ان قَد ُ‬ ‫وب‪21 .‬اَْلعرب و ُك ُّل ر َؤس ِ‬ ‫اجرتُ ِك ِب َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يخ ٌة وقَص َّ‬ ‫ش ُغو ٌل و ِ‬ ‫سوِق ِك‪َ 21 .‬د َد ُ ِ‬ ‫س لِ ُّلرُك ِ‬ ‫يد َار‬ ‫َم ْ‬ ‫اء ِق َ‬ ‫سل َ َ َ ُ‬ ‫َ​َ ُ َ ُ َ‬ ‫ط َناف َ‬ ‫يرِة َكا َن ْت في ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ان تَ َ‬ ‫ب الذ ِر َ‬

‫‪125‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع والعشرون)‬ ‫ِ ‪22‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اش واأل ْ ِ ِ ِ‬ ‫ُهم تُجَّار ي ِد ِك ِبا ْل ِخرفَ ِ ِ‬ ‫ْخ ِر ُك ِّل‬ ‫َّارِك‪ِ .‬بأَف َ‬ ‫َّار َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ان َوا ْلك َب ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ش َبا َو َر ْع َم َة ُه ْم تُج ُ‬ ‫َّارك‪ .‬تُج ُ‬ ‫َعت َدة‪ .‬في هذه َكا ُنوا تُج َ‬ ‫ْ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫َس َواقَ ِك‪ُ .‬ح َّر ُ ِ َّ‬ ‫ٍ َّ ِ‬ ‫أَ ْن َو ِ ِّ ِ‬ ‫ش َبا َوأ ُّ‬ ‫َّارِك‪.‬‬ ‫َّار َ‬ ‫اموا أ ْ‬ ‫ور َوك ْل َم َد تُج ُ‬ ‫َش َ‬ ‫ان َوكن ُة َو َع َد ُن تُج ُ‬ ‫اع الطيب َوِب ُك ِّل َح َج ٍر َك ِريم َوالذ َهب أَقَ ُ‬ ‫‪24‬‬ ‫َّة ومطَ​َّرَزٍة‪ ،‬وأَص ِوَن ٍة م ْبرٍم مع ُك ٍ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫هؤالَ ِء تُج ِ‬ ‫وع ٍة ِم َن األ َْر ِز َب ْي َن‬ ‫ُ‬ ‫ص ُن َ‬ ‫ومة ِبا ْلح َبا ِل َم ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫س‪ِ ،‬بأ َْرِد َية أ ْ‬ ‫َّارك ِب َنفَائ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َْ َ‬ ‫َس َما ْن ُجوني َ ُ‬ ‫ِ ِ ِ ‪25‬‬ ‫يش قَو ِافلُ ِك لِ ِتجارِت ِك‪ ،‬فَامتَأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّد ِت ِجدًّا ِفي َق ْل ِب ا ْل ِب َح ِ‬ ‫ار‪" .‬‬ ‫ْت َوتَ َمج ْ‬ ‫َب َ‬ ‫سفُ ُن تَْرش َ َ‬ ‫ضائعك‪ُ « .‬‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫إرفع مرثاة على صور = صور فى عظمتها ستخرب وتصير كال شئ‪ ،‬وهذا محزن جداً هلل‪ ،‬ولكن هكذا هى‬

‫الخطية تخرب وتدمر كل شئ‪ .‬ولذلك نجد اهلل يطلب من النبى أن يرفع مرثاة على صور‪ ،‬فصور صنع يديه‬

‫وكان يود لو لم تخرب‪ .‬هنا يشبه صور بسفينة‪ ،‬فهى دولة بحرية كل تجارتها فى السفن فكان هذا التشبيه مناسباً‬

‫جداً‪ .‬وهذه السفينة لها ألواح (آية ‪ )6‬وسوارى (‪ )6‬ومجاديف ومقاعد (‪ )3‬وأشرعة (‪ )4‬ولها مالحون (‪ )8‬وربابنة‬ ‫وقالفون (‪ .)2‬بل لها أسلحة دفاعها وجيشها وأبراجها وأتراسها‪ .‬ولها تجارة فى كل شئ‪ .‬فهى فاخرة فى صناعتها‬ ‫وطاقمها ممتاز وال ينقصها شئ‪ .‬ولكن من المالحظ أن فى هذا اإلصحاح ذكرت أسماء كثيرة (سنير‪ ،‬لبنان‪،‬‬

‫باشان‪ ،‬كتيم‪ ،‬مصر إليشة‪ ،‬صيدون‪ ...‬الخ) وهذه األمم تقريباً تشمل العالم المعروف وقتئذ‪ .‬كلهم إشتركوا فى‬ ‫صنع هذه السفينة‪ ،‬سفينة صور‪ .‬فماذا تكون هذه السفينة سوى الجنس البشرى‪ ،‬اإلنسان‪ ،‬عمل يدى اهلل محب‬

‫البشر الذى خلقه وسلطه على كل الخليقة‪ .‬ولم يرد أن يحرمه من شئ بل أشبعه من كل شئ‪ ،‬ولنق أر تفاصيل‬

‫الخيرات الموجودة فى هذا اإلصحاح‪ ،‬ولنتأمل خيرات اهلل التى أفاض بها علينا من أنواع مأكوالت ومشروبات‪،‬‬

‫من ألوان وروائح‪ ،‬من خامات فى األرض وفى باطن البحر‪ ،‬من توابل و‪ ....‬الخ‪ .‬وتشبيه السفينة مناسب جداً‬ ‫فهو يشير إلى رحلة الحياة التى يعيشها اإلنسان فى العالم ليدخل إلى الميناء فى نهاية رحلة حياته‪ .‬وكأن المرثاة‬

‫لم تكن فقط على صور‪ ،‬بل على كل الجنس البشرى بسبب خرابه وما حدث له نتيجة الخطية‪ .‬ولكن ما هى هذه‬

‫الخطية التى سقط فيها الجنس البشرى‪ .‬لقد خلقة اهلل جميالً جداً‪ ،‬وسر جماله راجع إلى اهلل ولكنه سقط حين قال‬

‫أنا كاملة الجمال (آية ‪ .)3‬أى حين شعر أن جماله ارجع لنفسه‪ ،‬وليس راجعاً هلل‪ ،‬فوقع فى خطية الكبرياء‬ ‫واإلنفصال عن اهلل‪ .‬وهذا اإلنفصال عن اهلل هو الذى أدى للموت وفساد الطبيعة البشرية‪ .‬ولذلك حزن اهلل اآلب‬

‫المحب على أوالده‪ ،‬وها هو يرثيهم فى هذا اإلصحاح‪ .‬والحظ أن اهلل خلق السفينة أى اإلنسان وبها كل ما‬ ‫تحتاجه لتبحر بسهولة وأمان‪ ،‬وأعد لها كل أنواع األسلحة للدفاع عن نفسها ضد عدوها الشيطان‪ .‬ولكن لألسف‬ ‫سقطت فى نفس سقطة الشيطان‪ .‬فسقطة الشيطان أنه شعر بأن جماله وقوته هو مصدرها وليس اهلل فسقط‪.‬‬

‫ولكن اإلنسان بال عذر فاهلل أعد له كل شئ‪ .‬ولكن شك اًر هلل فلم يكن خراب هذه السفينة نهاية لإلنسان بل كانت‬ ‫هناك سفينة أخرى‪ ،‬سفينة نوح التى ترمز للكنيسة أو اإلنسانية المتمتعة بالخالص اإللهى‪ ،‬والمتجددة خالل‬

‫صليب المسيح‪ .‬ولذلك تبنى الكنائس على شكل سفن‪.‬‬

‫ِ ِ ِ ٍ ِ‬ ‫اآليات (‪ِ َّ 26 " -:)36-26‬‬ ‫يح َّ‬ ‫الش ْرِق َّي ُة ِفي َق ْل ِب ا ْل ِب َح ِ‬ ‫ار‪.‬‬ ‫س َرتْ ِك ِّ‬ ‫الر ُ‬ ‫يرٍة‪َ .‬ك َ‬ ‫َمال ُحوك قَ ْد أَتَ ْوا ِبك إلَى م َياه َكث َ‬ ‫ين ِف ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 27‬‬ ‫ون ِبمتْ َج ِرِك‪َ ،‬و َج ِميعُ ِر َج ِ‬ ‫ِ‬ ‫يك‪،‬‬ ‫ال َح ْرِب ِك الَِّذ َ‬ ‫َس َواقُك َوِب َ َ‬ ‫ثَْرَوتُك َوأ ْ‬ ‫اعتُك َو َمال ُحوك َو َرَبا ِبي ُنك َوقَالفُوك َوا ْل ُمتَاج ُر َ َ‬ ‫اخ ربا ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ‪ِ 28‬‬ ‫ون ِفي َق ْل ِب ا ْل ِبح ِ ِ‬ ‫و ُك ُّل جم ِع ِك الَِّذي ِفي و ِ ِ‬ ‫ين ِك تَتَ​َزْل َز ُل‬ ‫سقُطُ َ‬ ‫ص َر ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫سطك َي ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ص ْوت ُ‬ ‫سقُوطك‪ .‬م ْن َ‬ ‫ار في َي ْوِم ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬

‫‪126‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع والعشرون)‬

‫ين ا ْلب ْح ِر ي ْن ِزلُ َ ِ‬ ‫ارح‪29 .‬و ُك ُّل مم ِس ِكي ا ْل ِم ْج َذ ِ‬ ‫ون َعلَى ا ْل َبِّر‪،‬‬ ‫سفُِن ِه ْم َوَي ِقفُ َ‬ ‫اف َوا ْل َمالَّ ُح َ‬ ‫ون‪َ ،‬و ُك ُّل َرَبا ِب ِ َ َ‬ ‫س ُِ‬ ‫ون م ْن ُ‬ ‫َ‬ ‫ا ْل َم َ‬ ‫ُْ‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ق ر ُؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫ون ِفي َّ‬ ‫الرَما ِد‪َ .‬وَي ْج َعلُ َ‬ ‫وس ِه ْم‪َ ،‬وَيتَ َم َّر ُغ َ‬ ‫ون ِب َم َرَارٍة‪َ ،‬وُي َذ ُّر َ‬ ‫ص ُر ُخ َ‬ ‫س ِم ُع َ‬ ‫ص ْوتَ ُه ْم َعلَ ْيك‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫َوُي ْ‬ ‫ون َ‬ ‫ون تَُر ًابا فَ ْو َ ُ‬ ‫‪32‬‬ ‫ون علَ ْي ِك ِبمرارِة َن ْف ٍ ِ‬ ‫ون‬ ‫س ِ‬ ‫يبا ُم ًّرا‪َ .‬وِفي َن ْو ِح ِه ْم َي ْرفَ ُع َ‬ ‫ِفي أَ ْنفُ ِس ِه ْم قَ ْر َع ًة َعلَ ْي ِك‪َ ،‬وَيتَ​َنطَّقُ َ‬ ‫س َنح ً‬ ‫وح‪َ ،‬وَي ْب ُك َ َ‬ ‫ون ِبا ْل ُم ُ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِائ ِع ِك ِم َن‬ ‫س َكتَ ِة ِفي َق ْل ِب ا ْل َب ْح ِر؟ ِع ْن َد ُخ ُر ِ‬ ‫اح ًة َوَي ْرثُوَن ِك‪َ ،‬وَيقُولُ َ‬ ‫وج َب َ‬ ‫َعلَ ْيك َم َن َ‬ ‫ور َكا ْل ُم ْ‬ ‫ون‪ :‬أ ََّي ُة َمدي َنة َك ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ض‪ِ 34 .‬ح َ ِ‬ ‫وك األ َْر ِ‬ ‫ارِك ِم َن ا ْل ِب َح ِ‬ ‫سِ‬ ‫وبا َك ِث ِ‬ ‫ا ْل ِب َح ِ‬ ‫ار ِفي‬ ‫ار أَ ْ‬ ‫ين‪ِ .‬ب َكثَْرِة ثَْرَوِت ِك َوِت َج َارِت ِك أَ ْغ َن ْي ِت ُملُ َ‬ ‫ش َب ْع ِت ُ‬ ‫ير َ‬ ‫ش ُع ً‬ ‫ين ا ْنك َ‬ ‫ِ ِ ‪35‬‬ ‫ون اق ِ‬ ‫ون علَ ْي ِك‪ ،‬وملُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعما ِ ِ ِ‬ ‫س َّك ِ‬ ‫ْش ْع َرًارا‪.‬‬ ‫وك ِه َّن َي ْق َ‬ ‫ش ِع ُّر َ‬ ‫ان ا ْل َج َزائ ِر َيتَ َحي َُّر َ َ‬ ‫سقَطَ َمتْ َج ُرك َو ُك ُّل َج ْمعك‪ُ .‬ك ُّل ُ‬ ‫ق ا ْلم َياه َ‬ ‫َُ‬ ‫أَْ‬ ‫‪36‬‬ ‫ضطَ ِرب َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫َّار َب ْي َن ُّ‬ ‫ين َب ْع ُد إِلَى األ َ​َب ِد»‪" .‬‬ ‫ين أ ْ‬ ‫َه َواالً‪َ ،‬والَ تَ ُكوِن َ‬ ‫ون َعلَ ْي ِك فَتَ ُكوِن َ‬ ‫ص ِف ُر َ‬ ‫َي ْ ُ‬ ‫وب َي ْ‬ ‫ون في ا ْل ُو ُجوه‪ .‬اَلتُّج ُ‬ ‫اآليات( ‪ ) 33 – 23‬هنا نرى غرق المركب المشار إليه فى اآليات السابقة أى سقوط صور العظيم‪ ،‬والسبب‬ ‫حماقة مالحيها حين أتوا بها إلى مياه كثيرة = عميقة وخطيرة‪ .‬وسقوط صور هنا هو رمز لسقوط الجنس‬

‫البشرى كله فى مياه الموت العميقة بال أمل فى نجاة‪ .‬وسقوط صور كانت المياه العميقة فيه إشارة لحماقة‬

‫رؤسائها إذ تحدوا نبوخذ نصر فدمرهم‪ .‬والمياه الكثيرة العميقة للجنس البشرى كانت فى عصيان وصايا اهلل‬ ‫وبالتالى اإلنفصال عنه‪ ،‬والنتيجة الطبيعية هى الموت "إن أكلت موتاً تموت"‪ .‬وكان غضب نبوخذ نصر على‬

‫صور مثل الريح الشرقية كسرت السفينة‪ .‬وهذه الريح الشرقية هى رمز لغضب اهلل على اإلنسان‪ .‬والكل سقط‪،‬‬

‫السفينة بمن فيها‪( .‬آية ‪ .)24‬وكان صراخ للربابنة = فهم الذين قادوا السفينة لذلك‪ ،‬وهو صراخ وأنين البشر اآلن‬ ‫وهذا يظهر فى عالمات الحزن يذرون تراباً ويجعلون فى أنفسهم قرعة = أى يحلقون رؤوسهم كعالمة حزن‪.‬‬

‫ويتنطقون بالمسوح‪ .‬ولنالحظ أن هذه اآليات تنطق أيضاً على خراب العالم النهائى فى األيام األخيرة (وراجع‬

‫رؤ ‪ .)18‬وهذه الصورة تتكرر دائماً لكل مكان فيه خطية ولكل نفس خاطئة‪ .‬ويتحير الناس ويقشعرون‬

‫وملوكهم يضطربون والتجار يصفرون = متعجبين من األهوال والخراب‪ .‬ولكن ال داعى للعجب فياليت كل نفس‬ ‫تعلم أن الخطية نتيجتها األهوال والدمار‪ ،‬وبدالً من أن نتحير فلنقدم توبة فنجد سالماً لنفوسنا‪.‬‬

‫‪127‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن والعشرون)‬

‫اإلصحاح الثامن والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫تبرز فى هذا اإلصحاح شخصيتين‪ ،‬أولها ملك صور الفعلى وثانيهما هو ملك لعين فائق للطبيعة مسيطر على‬

‫قلب الرئيس الصورى‪ ،‬شحنه بالكبرياء‪ ،‬واقتاده إلى تحدى جيوش بابل التى أرسلها اهلل عليه‪ .‬ونفس األمر نجده‬ ‫يتكرر فى إش ‪ 14‬فنرى من هو مسيطر على قلب ملك بابل‪ .‬وهذا ما قصده معلمنا بولس الرسول حين قال "إن‬ ‫محاربتنا ليست مع لحم ودم بل مع قوات شر روحية (أف ‪ .)3‬فالقوة الفائقة الطبيعة التى تسيطر على البشر‬ ‫هى الشياطين‪ ،‬وهم يحاولون أن يسيطروا على قلوب الرؤساء والملوك لكى يسببوا أقصى األالم للبشر حتى‬

‫ُيجدفوا على اهلل كما صنعوا مع أيوب‪ ،‬وهم أقوياء جداً (راجع دا ‪ )13 ،12 : 14‬والسيد المسيح يسمى الشيطان‬ ‫رئيس هذا العالم (يو ‪ )34 : 14‬وفى سفر دانيال نسمع عن رئيس فارس ورئيس اليونان‪ ،‬أى الشياطين التى‬ ‫تحرك رؤساء هذه األمم (دا ‪ .)24 : 14‬هذه الشياطين تحاول أن تخضع قلوب هؤالء الملوك لشرورهم‪ ،‬والهدف‬ ‫إلحاق أكبر أذى ممكن بالبشر‪ .‬وكما فى إش ‪ 14‬وفى هذا اإلصحاح كان الكالم فى بدايته عن ملك أرضى‬

‫(بابل هناك فى إشعياء‪ ،‬وصور هنا فى حزقيال) ولكن الوحى يدفع النبى هنا أو هناك‪ ،‬أن تتخذ ألفاظه إتجاهاً‬ ‫آخر فيعبر عن الشيطان القوة الخفية التى تحرك هؤالء الملوك‪ .‬بل فى إش ‪ ،14‬حز ‪28‬‬

‫الملوك‪ ،‬ملك بابل‪ ،‬وملك صور صا ار رم اًز للشيطان‪.‬‬

‫نرى أن هؤالء‬

‫فملك بابل بقوته الجبارة‪ ،‬وسحقه للشعوب حوله كان يرمز للشيطان فى جبروته وقوته واذالله للبشر‪ .‬وملك صور‬

‫الذى تجارته موجودة فى كل العالم وهو غنى جداً وتجاره رؤساء‪ ،‬كان يرمز للشيطان الذى تجارته وبضاعته‬ ‫تمأل العالم كله‪ ،‬وبضاعة الشيطان التى يبيعها للناس هى الخطية‪ .‬وفى غنى ملك صور نرى المال الذى صار‬

‫إلهاً يتعبد له الناس‪ .‬ولكننا نرى خراب بابل وخراب صور‪ ،‬وهذه نبوات عن خراب دولة الشيطان وانتهاء قوته‬ ‫وفساد بضائعه‪ ،‬وهذا بدأ بالصليب ‪.‬‬

‫وكما حدث فى هذا اإلصحاح حز ‪ ،28‬وفى إش ‪ 14‬إذ كان الكالم يدور حول ملك أرضى‪ ،‬ثم يتحول الكالم‬ ‫ليصبح عن الشيطان صراحة‪ ،‬سنجد أن نفس المنهج سلكه دانيال النبى فى دا ‪ 38 – 23 : 11‬إذ كان يتكلم‬

‫عن ملك أرضى شرير هو أنطيوخس إبيفانيوس الذى إضطهد شعب اهلل بشرور كثيرة ثم تحول الكالم ليصبح‬ ‫عن ضد المسيح الذى سيأتى فى أواخر األيام ويقوم بنفس الشئ‪ ،‬بل سيعطيه الشيطان كل قوته رؤ ‪4 ،2 : 13‬‬

‫وفى (دا ‪ )11‬أيضاً كان أنطيوخس إبيفانيوس هذا رم اًز لضد المسيح‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الر ِّ ِ‬ ‫آدم‪ُ ،‬ق ْل لِ َرِئ ِ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ور‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)11-1‬و َك َ‬ ‫يس ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ب قَائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ َ‬ ‫س اآللِه ِة أ ْ ِ‬ ‫له‪ِ .‬في َم ْجلِ ِ‬ ‫س ِفي َق ْل ِب ا ْل ِب َح ِ‬ ‫له‪َ ،‬وِا ْن‬ ‫ان الَ إِ ٌ‬ ‫ار‪َ .‬وأَ ْن َ‬ ‫ت‪ :‬أَ​َنا إِ ٌ‬ ‫َج ِل أ ََّن ُه قَِد ْارتَفَ َع َق ْل ُب َك َوُق ْل َ‬ ‫سٌ‬ ‫أْ‬ ‫َ‬ ‫ت إِ ْن َ‬ ‫َجل ُ‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ت‬ ‫يآل! ِسٌّر َما الَ َي ْخفَى َعلَ ْي َك‪َ .‬وِب ِح ْك َم ِت َك َوِبفَ ْه ِم َك َح َّ‬ ‫َح َك ُم ِم ْن َد ِان َ‬ ‫ص ْل َ‬ ‫ت َق ْل َب َك َك َق ْل ِب اآللِ َه ِة! َها أَ ْن َ‬ ‫َج َع ْل َ‬ ‫ت أْ‬ ‫‪5‬‬ ‫ص ْل َ َّ‬ ‫س َب ِب‬ ‫ب َوا ْل ِف َّ‬ ‫لِ َن ْف ِس َك ثَْرَوةً‪َ ،‬و َح َّ‬ ‫ض َة ِفي َخ َزِائ ِن َك‪ِ .‬ب َكثَْرِة ِح ْك َم ِت َك ِفي ِت َج َارِت َك َكثَّْر َ‬ ‫ت الذ َه َ‬ ‫ت ثَْرَوتَ َك‪ ،‬فَ ْارتَفَ َع َق ْل ُب َك ِب َ‬

‫‪128‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن والعشرون)‬ ‫‪6‬‬ ‫ت َق ْلب َك َك َق ْل ِب اآللِه ِة‪7 ،‬لِذلِ َك هأَ​َن َذا أ ْ ِ‬ ‫اء‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اك‪َ .‬فلِذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫ِغ َن َ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ‬ ‫َجل ُ‬ ‫َج ِل أ ََّن َك َج َع ْل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ب َعلَ ْي َك ُغ َرَب َ‬ ‫‪8‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ت ا ْلقَ ْتلَى‬ ‫وت َم ْو َ‬ ‫ون َج َمالَ َك‪ُ .‬ي َنِّزلُوَن َك إِلَى ا ْل ُح ْف َرِة‪ ،‬فَتَ ُم ُ‬ ‫س َ‬ ‫ُمِم‪ ،‬فَ ُي َجِّرُد َ‬ ‫س ُيوفَ ُه ْم َعلَى َب ْه َجة ح ْك َمت َك َوُي َد ِّن ُ‬ ‫ون ُ‬ ‫ُعتَاةَ األ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ت ا ْل ُغ ْل ِ‬ ‫له ِفي ي ِد طَ ِ‬ ‫ِفي َق ْل ِب ا ْل ِب َح ِ‬ ‫وت‬ ‫ف تَ ُم ُ‬ ‫اع ِن َك! َم ْو َ‬ ‫ان الَ إِ ٌ‬ ‫له؟ َوأَ ْن َ‬ ‫ام قَ ِاتلِ َك‪ :‬أَ​َنا إِ ٌ‬ ‫سٌ‬ ‫َ‬ ‫ت إِ ْن َ‬ ‫ار‪َ .‬ه ْل تَقُو ُل قَ ْوالً أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ِبي ِد ا ْل ُغرب ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ت‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اء‪ ،‬أل َِّني أَ​َنا تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬

‫خطية ملك صور أن = إرتفع قلبك وقلت أنا إله = والحظ أن هذه الخطية هى نفسها خطية الشيطان أى‬ ‫الكبرياء‪ .‬وربما ظن الملك أن صور بل العالم كله يعتمدون عليه‪ ،‬كما يعتمد العالم كله على اهلل‪ .‬وأن كلمته‬

‫قانون إلهى‪ .‬وعلى الناس أن تسبحه وتكرمه مثل اهلل‪ .‬وهو جعل قلبه كقلب اآللهه = هو خدع نفسه مفتك اًر أنه‬ ‫قادر أن يحكم العالم كإله‪ .‬وهو فى مكانه فى صور فى قلب البحار ولكن اهلل يذكره بأنه إنسان ال إله‪ .‬وها أنت‬

‫أحكم من دانيال = واضح أن حكمة دانيال قد ذاعت واشتهرت فى العالم‪ .‬سر ما ال يخفى عليك = قد يكون‬

‫ملك صور قد تصور أنه أحكم من دانيال‪ .‬عموماً فمن زاد غناه يتصور أنه قادر أن يفعل بماله ما يريد‪ ،‬يرفع‬ ‫من يشاء ويذل من يشاء‪ ،‬ومع الوقت يظن هذا الغنى فى نفسه أنه إله وأنه قادر وأنه حكيم وأنه كل شئ‪.‬‬

‫ويتضح أنه فى اآليات ‪ 14 – 1‬أن الكالم عن ملك صور األرضى والشيطان كالم متداخل‪ ،‬أى يمكن تطبيقه‬

‫على ملك صور ويمكن أيضاً تطبيقه على الشيطان‪ .‬ولكن فى اآليات ‪ 12 – 11‬سيكون الكالم متجهاً بوضوح‬ ‫عن الشيطان وحده‪ .‬ولذلك نأخذ من هذه اآلية أنت أحكم من دانيال‪ ،‬حكمة وسر ال يخفى عليك أن الشيطان‬

‫حكيم جداً (وهو من رتبة الكاروبيم المملوئين عيوناً أى حكمة) لكن لألسف فحكمته شريرة‪ ،‬ويمكن تسميتها خبث‬ ‫ودهاء‪ .‬وال يستبعد أن الكالم كان على ملك صور‪ ،‬وتكون حكمته وكشف بعض األسرار له عن طريق الشيطان‬

‫الذى يقوده‪ ،‬وهذا ما قصده معلمنا يعقوب بالحكمة الشيطانية يع ‪ .16 : 3‬وبهذه الحكمة حصل أمواالً وكنو اًز‪،‬‬ ‫فهى حكمة أرضية‪ ،‬أقصى ما تبلغ إليه هو مجد هذا العالم‪ ،‬ولكن هذا العالم سيزول‪ .‬أما الحكمة التى من فوق‬

‫فتعلمنا أن نطلب ما هو فوق‪ .‬وماذا فعل بما إكتنزه ؟ إرتفع قلبك بسبب غناك والعقاب سآتى بغرباء عليك =‬ ‫فمن كل من تعاملوا مع صور لم نجد بابل بينهم‪ .‬فربما لو تعاملوا معهم لكانوا قد أشفقوا من أن يدمروهم كل هذا‬

‫التدمير‪ .‬وهم عتاة األمم = أى تدميرهم سيكون شديداً‪ .‬ضد بهجة حكمتك = أى ضد كل ما كان يبهجك وقد‬

‫صنعته بحكمتك وينزلونك إلى الحفرة = أى تموت‪ .‬موت القتلى فى قلب البحار = أى بال دفن‪ .‬ونحن نعلم من‬

‫سفر الرؤيا أن نهاية الشيطان تكون فى البحيرة المتقدة بالنار (رؤ ‪ )14 : 24‬وسيموت ميتة حقيرة كموت الغلف‬

‫فقد كان الفينيقيون يمارسون الختان ويعتبرون من يموت أغلفاً يكون محتق اًر وفى عار عظيم‪ ،‬فهو لن يموت فقط‬ ‫بل يموت فى عار عظيم ويذهب لدرجة مهينة فى الهاوية‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ور َوُق ْل لَ ُه‪ :‬ه َك َذا‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)19-11‬و َك َ‬ ‫آد َم‪ْ ،‬ارفَ ْع َم ْرثَاةً َعلَى َملك ُ‬ ‫ص َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ت ِفي ع ْد ٍن ج َّن ِة ِ‬ ‫آلن ِح ْكم ًة و َك ِ‬ ‫ام ُل ا ْل َجم ِ‬ ‫ت َخ ِاتم ا ْل َكم ِ‬ ‫اهلل‪ُ .‬ك ُّل َح َج ٍر َك ِر ٍيم‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫قَ َ‬ ‫ال‪ُ .‬ك ْن َ‬ ‫ب‪ :‬أَ ْن َ‬ ‫ال‪َ ،‬م ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫ض َو َزَب ْر َج ٌد َو َج ْزعٌ َوَي ْ‬ ‫وت أ َْزَر ُ‬ ‫ب َوَياقُ ٌ‬ ‫يق أ َْب َي ُ‬ ‫َصفَُر َو َع ِق ٌ‬ ‫َح َم ُر َوَياقُ ٌ‬ ‫ِستَ َارتُ َك‪َ ،‬ع ِق ٌ‬ ‫ق َوَب ْه َرَم ُ‬ ‫يق أ ْ‬ ‫ان َوُزُم ُّرٌد َوَذ َه ٌ‬ ‫شٌ‬ ‫وت أ ْ‬ ‫‪14‬‬ ‫صِ‬ ‫وص وتَر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ظلِّ ُل‪َ ،‬وأَقَ ْمتُ َك‪َ .‬علَى َج َب ِل‬ ‫وب ا ْل ُم ْن َب ِسطُ ا ْل ُم َ‬ ‫شأُوا ِف َ‬ ‫أَ ْن َ‬ ‫ت‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫يع َها َي ْوَم ُخلِ ْق َ‬ ‫ت ا ْل َك ُر ُ‬ ‫ص ْن َع َة صي َغة الفُ ُ‬ ‫يك َ‬ ‫ص ِ َ ْ‬

‫‪129‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن والعشرون)‬ ‫‪15‬‬ ‫ت َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪َ .‬ب ْي َن ِح َجارِة َّ‬ ‫اهلل ا ْل ُمقَد ِ‬ ‫ار تَ َم َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫يك إِثْ ٌم‪ِ 16 .‬ب َكثَْرِة‬ ‫ت َحتَّى ُو ِج َد ِف َ‬ ‫ام ٌل ِفي طُ​ُرِق َك ِم ْن َي ْوَم ُخلِ ْق َ‬ ‫ت‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫َّس ُك ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ْت‪ .‬فَأَ ْطرح َك ِم ْن جب ِل ِ‬ ‫وب ا ْلمظَلِّ ُل ِم ْن َب ْي ِن ِح َجارِة َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ار‪.‬‬ ‫ِت َج َارِت َك َمألُوا َج ْوفَ َك ظُ ْل ًما فَأ ْ‬ ‫اهلل َوأُِب ُ‬ ‫َخطَأ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َُ‬ ‫يد َك أَي َ‬ ‫َ‬ ‫ُّها ا ْل َك ُر ُ ُ‬ ‫َجعلُ َك أَمام ا ْلملُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِ 17‬‬ ‫سأَ ْط َر ُح َك إِلَى األ َْر ِ‬ ‫وك لِ َي ْنظُ​ُروا‬ ‫س ْد َ‬ ‫ت ِح ْك َمتَ َك أل ْ‬ ‫ض‪َ ،‬وأ ْ َ‬ ‫َج ِل َب َهائ َك‪َ .‬‬ ‫قَد ْارتَفَ َع َق ْل ُب َك ل َب ْه َجت َك‪ .‬أَ ْف َ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫‪18‬‬ ‫ار ِم ْن و ِ‬ ‫ت مقَ ِادس َك ِب َكثْرِة آثَ ِ‬ ‫ادا َعلَى‬ ‫ُخ ِر ُج َن ًا‬ ‫ام َك ِبظُ ْلِم ِت َج َارِت َك‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ُص ِّي ُر َك َرَم ً‬ ‫َ ْ‬ ‫إِلَ ْي َك‪ .‬قَ ْد َنج ْ‬ ‫سط َك فَتَأْ ُكلُ َك‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َّس َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪19‬‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ين َي ْع ِرفُوَن َك َب ْي َن ُّ‬ ‫وج ُد َب ْع ُد‬ ‫ام َع ْي َن ْي ُك ِّل َم ْن َي َر َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫وب‪َ ،‬وتَ ُك ُ‬ ‫اك‪ .‬فَ َيتَ َحي َُّر ِم ْن َك َج ِميعُ الَِّذ َ‬ ‫َه َواالً َوالَ تُ َ‬ ‫ض أَ‬ ‫َم َ‬ ‫إِلَى األ َ​َب ِد»‪".‬‬

‫واضح جداً أن هذا الكالم ال يمكن أن يقال فى أى رئيس على األرض‪ .‬إنما نجد هنا وصفاً لحالة الشيطان‬ ‫األصلية قبل سقوطه ثم عن سقوطه‪ .‬فاهلل لم يخلق إبليس كما هو‪ ،‬بل خلقه كائناً روحياً طاه اًر عظيم الحكمة‬

‫والبهاء‪ .‬لكن هذا الروح تكبر على اهلل‪ .‬واذا علمنا أن صور تعنى محنة‪ ،‬فيكون الشيطان بعد سقوطه هو سبب‬

‫المحن التى تعانى منها البشرية‪ .‬والحظ وصف الشيطان قبل سقوطه خاتم الكمال = فقد كان من طغمة‬

‫الكاروبيم حاملى العرش مآلن حكمة = فالكاروبيم مملوئين عيوناً‪ .‬كامل الجمال = إذ يعكس بهاء اهلل عليه‪.‬‬

‫ولكن سقطته جاءت من أنه ظن أنه هو مصدر جماله فإنفصل عن اهلل‪ .‬كنت فى عدن جنة اهلل = هنا سؤال لن‬

‫نعرف اإلجابة عليه اآلن‪ ..‬هل كان الشيطان متولياً أمور هذا العالم قبل سقوطه وظل فيه بعد سقوطه ؟ ولن‬ ‫يستطع أحد أن يجزم ب شئ ولكن واضح من اآلية أنه كان فى جنة عدن قبل سقوطه‪ ،‬أى كان على األرض‪ .‬كل‬

‫حجر كريم ستارتك = األحجار الكريمة المذكورة هى إشارة للفضائل التى كان يتحلى بها يوم خلقه اهلل‪ ،‬وستارتك‬

‫أى أن هذه الفضائل كانت تغطيك أنشأوا فيك صنعة صيغة الفصوص وترصيعها = وفى ترجمة أخرى صياغة‬ ‫الدفوف الصغيرة والمزامير‪ .‬أى معنى قيادته للجوقة السماوية فى تسبيحها‪ .‬ويكون المعنى الرمزى لو فهمنا كلمة‬

‫عدن بمعناها اللغوى أى بهجة‪ .‬أنه كان فى فرح سماوى مسبحاً اهلل طوال الوقت مملوءاً من كل الفضائل‪ .‬وأقامه‬ ‫اهلل للخدمة أمامه على جبل اهلل المقدس = أى يخدم اهلل فى علو سمائه‪ ،‬فهذا معنى الجبل‪ .‬وتمشى وسط‬

‫حجارة النار = المالئكة طبيعتهم نارية عب ‪ .4 : 1‬وهكذا كان الشيطان‪ .‬وهنا قوله تمشى وسط حجارة النار‪،‬‬

‫أى كنت وسط المالئكة‪ ،‬الكاروبيم والسيرافيم المتقدون نا اًر‪ .‬إذاً فلم يكن له عذر فى سقوطه‪ ،‬فالمالئكة الباقين لم‬

‫يسقطوا‪ .‬وكان كامالً فى طرقه إلى أن وجد فيه إثم = والمعنى أن اهلل قد خلقه كامالً‪ ،‬واإلثم وجد فيه بعد ذلك‪،‬‬

‫وبالتالى يكون هو المسئول عن هذا‪ .‬وفى اآلية ‪ 13‬نجد ترابطاً وثيقاً بين ملك صور والشيطان‪ .‬فالشيطان بكثرة‬ ‫تجارته مأل جوف الملك إثماً وظلماً = فهو حين سقط وطُ ِرح من جبل اهلل أخذ يحاول إسقاط اآلخرين معه‪.‬‬ ‫ولكن تحذير اهلل أبيدك = فهذا هو مصيره‪ .‬وسينظره الملوك ويتحيرون أن هذا الجبار سقط مثلهم‪ .‬وكما خرب‬

‫ملك صور سيخرب الشيطان يوماً‪ .‬وتخرج نا ارً وتأكله وأصيرك رماداً على األرض = كم رأى أباؤنا القديسين هذا‬

‫المنظر‪ ،‬إذ كانوا يرون الشيطان يحترق ويتحول دخاناً بقوة عالمة الصليب‪ .‬والحظ رقة قلب اهلل‪ ،‬فمع كل ما‬

‫يفعله الشيطان‪ ،‬يبدأ اهلل هذه اآليات بقوله إرفع مرثاة‪ ،‬فهو يرثى هذا المخلوق الذى كان رائعاً‪ ،‬كما بكى السيد‬

‫المسيح على أورشليم‪ ،‬وبكى اإلنسانية المعذبة على قبر لعازر‪.‬‬

‫‪130‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن والعشرون)‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ون َوتَ​َن َّبأْ َعلَ ْي َها‪،‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫ص ْي ُد َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)23-21‬و َك َ‬ ‫آد َم‪ْ ،‬‬ ‫اج َع ْل َو ْج َه َك َن ْح َو َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ون وسأَتَمج ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُج ِري‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َوُق ْل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب ِح َ‬ ‫س ِط ِك‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫َّد في َو ْ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا َعلَ ْيك َيا َ‬ ‫ص ْي ُد ُ َ َ َ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫‪ِ 23‬‬ ‫َح َكاما وأَتَقَد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف الَِّذي‬ ‫س ِط َها ِب َّ‬ ‫سقَطُ ا ْل َج ْر َحى في َو ْ‬ ‫يها‪َ .‬وأ ُْرس ُل َعلَ ْي َها َوَبأً َوَد ًما إِلَى أ َِزقت َها‪َ ،‬وُي ْ‬ ‫َّس ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫ُ‬ ‫يها أ ْ ً َ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫َعلَ ْي َها ِم ْن ُك ِّل َج ِان ٍب‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬

‫هنا نبوات ضد صيدون‬ ‫التى إستغلت خراب أورشليم وهجمت على شعب الرب وباعتهم عبيداً لليونانيين (يؤ ‪ .)3 : 3‬فكأن النبوة على‬

‫صيدون تشير أيضاً للشيطان الذى باع أوالد اهلل للخطية واستعبدهم‪ ،‬لذلك ستكون نهايتها أيضاً الخراب كباقى‬

‫أعداء شعب اهلل‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ش ْو َك ٌة م ِ‬ ‫ين َح ْولَ ُه ُم‪،‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫سالَّ ٌء ُم َمِّرٌر َوالَ َ‬ ‫وج َع ٌة ِم ْن ُك ِّل الَِّذ َ‬ ‫اآليات (‪« " -:)26-24‬فَالَ َي ُك ُ‬ ‫ون َب ْع ُد ل َب ْيت إِ ْ‬ ‫يل ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪25‬‬ ‫يل ِم َن‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ب‪ .‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫َج َمعُ َب ْي َ‬ ‫ضوَن ُه ْم‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫الَِّذ َ‬ ‫ب‪ِ :‬ع ْن َد َما أ ْ‬ ‫ين ُي ْب ِغ ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ون ِفي أَر ِ‬ ‫ين تَفَ​َّرقُوا ب ْي َنهم‪ ،‬وأَتَقَد ِ‬ ‫ون األ ِ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ام ُع ُي ِ‬ ‫َعطَ ْيتُ َها لِ َع ْب ِدي‬ ‫س ُك ُن َ‬ ‫وب الَِّذ َ‬ ‫ض ِهِم الَِّتي أ ْ‬ ‫ُمم‪َ ،‬ي ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّس في ِه ْم أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ون ِفيها ِ‬ ‫َح َكا ًما َعلَى‬ ‫س ُك ُن َ‬ ‫س َ‬ ‫ين َوَي ْب ُن َ‬ ‫آم ِن َ‬ ‫ُج ِري أ ْ‬ ‫ون ِفي أ َْم ٍن ِع ْن َد َما أ ْ‬ ‫َي ْعقُ َ‬ ‫وما‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫وب‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫س ُك ُن َ َ‬ ‫ون ُب ُيوتًا َوَي ْغ ِر ُ‬ ‫ون ُك ُر ً‬ ‫يع م ْب ِغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫له ُه ْم»‪".‬‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا ا َّلر ُّ‬ ‫ضي ِه ْم ِم ْن َح ْولِ ِه ْم‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ب إِ ُ‬ ‫َجم ِ ُ‬

‫وحينما ينهى اهلل أعداء شعبه الذين باعوهم عبيداً‪ ،‬فال يكون لهم سالء ممرر وال شوكة = السالء هو ورد به‬

‫شوك كثير يسبب أالماً ُمرة‪ .‬ولن يحدث هذا إال حينما يشترى اهلل كنيسته = أجمع بيت إسرائيل من الشعوب =‬ ‫كيف يجمعهم إن لم يشتريهم أوالً‪ .‬وهو قد إشترانا بدمه‪ .‬الحظ أن هذه النبوة أتت بعد نبوة صيدون مباشرة‪ ،‬هذه‬

‫التى باعت شعب الرب عبيداً وها هو يجمعهم ثانية‪ .‬ومعنى باقى الكالم = يسكنون آمنين ويغرسون كروماً =‬

‫هو أن يعيشوا فى سالم‪ ،‬وهذا عمل الروح القدس فى الكنيسة‪ .‬والكروم تنتج الخمر إشارة الفرح ‪ )1 -:‬فرح اهلل‬

‫بشعبه ‪ )2‬فرح الشعب بالرب‪ .‬ووعد الرب بأن ال يكون سالء ممرر‪ ،‬تم بالصليب‪ ،‬إذ بالصليب أعطى اهلل‬ ‫لشعبه نعمة فما عادت الخطية تسود عليهم رو ‪ 14 : 3‬وال عاد الموت له سلطان عليهم‪ ،‬بل صار شهوة‬

‫للقديسين ‪1‬كو ‪ + 66 : 16‬فى ‪ ........23 : 1‬صار الموت إذاً بال شوكة‪ ،‬بل صار إنتقال ألفراح أبدية‪.‬‬

‫‪131‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والعشرون)‬

‫اإلصحاح التاسع والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاحات من (‪ )22‬إلى (‪ )32‬عبارة عن نبوات ضد مصر‪ .‬ومصر هى مكان العبودية لشعب اهلل‪ ،‬وكان‬

‫فرعون يرمز فى كبريائه واستعباده لشعب اهلل‪ ،‬للشيطان الذى إستعبد جنس البشر فأذلهم خر ‪ .11 : 1‬وكما أنقذ‬ ‫اهلل شعبه من عبودية مصر أنقذ شعبه من عبودية إبليس‪ ،‬بفداء المسيح‪ .‬وفى هذه اإلصحاحات يظهر اهلل‬

‫ضعف مصر‪ ،‬وأنه سيعاقبها على كبريائها‪ ،‬حتى يدرك اليهود‪ ،‬شعب اهلل‪ ،‬فى ذلك الوقت بطالن اإلتكال على‬

‫أحد غير اهلل‪ ،‬ألن اليهود كانوا كثي اًر ينظرون إلى مصر على أنها رجائهم فى الحماية سواء من أشور أو غيرها‪.‬‬

‫(إش ‪ .)3 – 1 : 31‬والحظ أن فرعون كان ملكاً والهاً فى آن واحد‪ ،‬وبهذا فهو يرمز للشيطان رئيس هذا الدهر‬ ‫والهه‪ .‬ونجد فى هذه اإلصحاحات خمس نبوات بخمس تواريخ مختلفة‪ ،‬والمهم أن النبوة األولى ضد مصر كانت‬

‫فى نفس الوقت الذى جاء فيه ملك مصر لخالص أورشليم ولكن المصريين لم يحققوا لشعب اهلل الخالص الذى‬

‫إنتظروه منهم‪ .‬وفى هذه اإلصحاحات وغيرها نجد نبوات صعبة ضد مصر مثل "وتكون أرض مصر مقفرة‬

‫وخربة ‪...2 : 22‬تكون مصر أحقر الممالك ‪ ..16 : 22‬ويأتى على مصر سيف ويكون فى كوش خوف شديد‬ ‫‪ ...4 : 34‬أبيد ثروة مصر ‪ 14 : 34‬وغير هذا كثير‪ .‬ولقد إدعى البعض أن هذه اآليات وما شابهها هى آيات‬ ‫محرفة‪ ،‬زورها ووضعها اليهود فى كتابهم المقدس لكراهيتهم فى مصر ولكن لنالحظ اآلتى ‪-:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫لم يكن اليهود فى ذلك الوقت كارهين لمصر‪ ،‬بل كانوا محبين لها‪ ،‬يعتمدون عليها‪ ،‬ويريدون عقد حلف‬

‫عسكرى معها‪ ،‬لتحميهم‪ .‬إش ‪ + 4 – 2 : 34‬إش ‪ .3 – 1 : 31‬وكانوا جانحين للعودة لحماية‬ ‫المصريين وبالتالى آللهتهم الوثنية هو ‪ + 6 : 11‬هو ‪ + 11 : 4‬هو ‪ .13 : 8‬وكان من شروط‬

‫المعاهدات أن يقدموا بخو اًر وزيتاً أى عبادة آللهة المصريين (أو غيرهم) الذين يحتمون بهم‬ ‫‪-2‬‬

‫اهلل هنا يظهر لشعب إسرائيل أن مصر مهما كانت قوية‪ ،‬فهى غير قادرة على حماية أحد حز ‪،3 : 22‬‬

‫‪ .4‬وذلك ليدفع شعبه ألن يثق فيه ويعتمد عليه‪ ،‬وليس على أحد سواه إش ‪ + 3 – 1 : 24‬إش ‪: 34‬‬ ‫‪3 – 1 : 31 ،4 – 1‬‬ ‫‪-3‬‬

‫اهلل ال يتعامل فقط مع اليهود‪ ،‬بل ه و إله العالم كله‪ ،‬فهو يرسل يونان إلى نينوى الوثنية يدعوها للتوبة‪،‬‬ ‫ونجد اهلل يتعامل مع أيوب وأصدقائه ويكلمهم ويفيض عليهم حكمة ورؤى‪ ،‬وهم ليسوا من شعب إسرائيل‪،‬‬

‫ويعطى اهلل نبوة واضحة جداً عن المسيح لبلعام النبى الوثنى‪ .‬لذلك فمن المؤكد أن اهلل كان يتعامل مع‬

‫المصريين ويحبهم ويدعوهم لترك العبادة الوثنية وليعرفوا اهلل‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫بل أنه لم نسمع أن اهلل قد بارك شعباً سوى إسرائيل وأشور ومصر إش ‪ .26 : 12‬ودعوة اهلل هى بال‬

‫‪-5‬‬

‫إذاً لماذا يهدد اهلل مصر مع أنه يباركها ؟ المشكلة أن فى مصر خطية عظيمة هى الكبرياء "قال نهرى‬

‫ندامة رو ‪.22 : 11‬‬

‫لى وأنا عملته لنفسى" حز ‪ + 3 : 22‬حز ‪ 14 : 31‬واهلل يريد أن يشفى مصر‪ ،‬فال بركة بدون شفاء‬

‫‪132‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والعشرون)‬

‫من الخطية‪ .‬وكيف يشفى اهلل الكبرياء ؟ ال طريق سوى إذالل المصريين‪ ،‬ليس كراهية فيهم بل حباً كبي اًر‬ ‫لهم‪ .‬فمن يحبه الرب يؤدبه عب ‪ .3 : 12‬والحظ طريقة الشفاء تكون مص اًر أحقر الممالك حز ‪: 22‬‬

‫‪ + 16‬أكسر ذراعى فرعون‪ ....‬فيعلمون إنى أنا الرب حز ‪ 26 ،24 : 34‬إذاً الهدف من الضربات‬ ‫هو كسر الكبرياء‪ ،‬وكسر الكبرياء هو بداية طريق الشفاء لمعرفة الرب وبالتالى فهذا طريق الحياة‪.‬‬

‫‪-6‬‬

‫حتى فى أيام الضربات العشر بواسطة موسى نالحظ حب اهلل لمصر‪ .‬فاهلل حين غضب على أشور أو‬ ‫بابل وصور أو حتى إسرائيل (العشرة أسباط‪ ....‬وهذه موجهة لمن يتهم الكتاب المقدس بأن اليهود قد‬

‫حرفوه) حكم اهلل بإبادة هذه الشعوب (نا ‪ + 2 : 1‬إش ‪ + 6 – 1 : 21‬إر ‪ + 68 – 64 : 61‬حز ‪24‬‬ ‫‪2 + 23 :‬مل ‪ 24 ،3 ،6 : 14‬وبهذه األحداث إنتهت مملكة إسرائيل إلى األبد فى سبى أشور سنة‬

‫‪ 422‬ق‪ .‬م‪ .‬فهل حرف اليهود كتابهم ليشهدوا ضد أنفسهم ؟!‪ .‬وعلى العكس مع مصر‪ .‬نالحظ‬

‫الضربات الخفيفة ضد مصر بالمقارنة مع ضربات اإلبادة التى وجهت إلى بابل وأشور وصور واسرائيل‬ ‫فاهلل ضرب المصريين بتلويث المياة لفترة ثم بالضفادع ثم بالبعوض‪ ...‬ولما إشتدت ضرباته جداً ضرب‬

‫األبكار فقط وترك بقية الشعب‪ ،‬إذاً اهلل كان يؤدب المصريين فقط ليشفيهم‪ ،‬ال ليبيدهم‪ ،‬وذلك ليتركوا‬

‫كبريائهم ووثنيتهم حز ‪"13 ،18 : 34‬‬ ‫‪-7‬‬

‫هدف الشفاء أن تبدأ البركة‪ ،‬وهذه البركة ستأتى حين يأتى المسيح إلى مصر إش ‪ + 1 : 12‬هو ‪: 11‬‬

‫‪ + 1‬مت ‪ .16 : 2‬ولقد بارك السيد المسيح أرض مصر كلها‪ ،‬وهذا نالحظه من رحلته الطويلة فى‬

‫أرض مصر حتى وصل إلى أسيوط‪ .‬لذلك قيل مبارك شعبى مصر‪ .‬فالبركة كانت بمجئ المسيح إليها‪،‬‬ ‫ولم يكن المسيح سيأتى إال لو شفيت مصر من كبريائها‪ ،‬وهذا هو هدف الضربات‪ ،‬هى ضربات‬

‫مباركة‪ ،‬هدفها البركة والحب للمصريين وليس تزوي اًر فى الكتاب المقدس‪ .‬ولقد لخص أشعياء كل ما‬

‫قلناه فى إش ‪ 22 : 12‬ويضرب الرب مصر ضارباً فشافياً فيرجعون إلى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم‪.‬‬ ‫فاهلل ال يسكن سوى عند المنسحقين إش ‪. 16 : 64‬‬

‫‪-8‬‬

‫واهلل هنا يهدد بأن يذهب المصريين ليتشتتوا بين األمم‪ ،‬ولكنه يعود ويعدهم بالعودة بعد ‪ 44‬سنة حز ‪22‬‬

‫‪ .14 – 14 :‬فهى ليست ضربة إفناء ولكنها ضربة تأديب‪ ،‬وهذا لم يعمله اهلل سوى مع يهوذا إر ‪: 22‬‬ ‫‪ 14‬فلقد ذهبت يهوذا للسبى مدة سبعين سنة أيضاً ولكنها عادت لمكانها‪ ،‬وهكذا مصر‪ .‬أما إسرائيل‬ ‫(مملكة العشرة أسباط) فلقد ذهبت إلى السبى فى أشور ولم تعد وانتهت من التاريخ كدولة سنة ‪ 422‬ق‪.‬‬ ‫م‪ .‬فمن الذى يحبه اهلل أكثر مصر والمصريين أم إسرائيل (الـ ‪ 14‬أسباط) والحظ أن اهلل يؤدب من‬

‫يحبه‪ ،‬ويكف عن عقاب وتأديب من ال رجاء فيهم هو ‪14 – 11 : 4‬‬ ‫الشه ِر ا ْلع ِ‬ ‫اشرِة‪ِ ،‬في الثَّ ِاني ع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪ِ 1 " -:)7-1‬في َّ ِ‬ ‫ان إِلَ َّي‬ ‫اش ِر‪َ ،‬ك َ‬ ‫َ‬ ‫ش َر م َن َّ ْ َ‬ ‫الس َنة ا ْل َع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر ُكلِّ َها‪3 .‬تَ َكلَّ ْم َوُق ْل‪:‬‬ ‫ْاب َن َ‬ ‫آد َم‪ْ ،‬‬ ‫ص َر َوتَ​َن َّبأْ َعلَ ْيه َو َعلَى م ْ‬ ‫اج َع ْل َو ْج َه َك َن ْح َو ف ْر َع ْو َن َملك م ْ‬ ‫الرِب ُ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِط أَ ْن َه ِ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ير َّا‬ ‫ارِه‪ ،‬الَِّذي قَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ض في َو ْ‬ ‫هأَ​َن َذا َعلَ ْي َك َيا ف ْر َع ْو ُن َمل ُك م ْ‬ ‫ِّم َ‬ ‫ص َر‪ ،‬الت ْ‬ ‫اح ا ْل َك ِب ُ‬

‫ب قَ ِائالً‪َ «2 :‬يا‬ ‫الر ِّ‬ ‫َكالَ ُم َّ‬ ‫ب‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ه َك َذا قَ َ‬ ‫َن ْه ِري لِي‪َ ،‬وأَ​َنا َع ِم ْلتُ ُه‬

‫‪133‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والعشرون)‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ار َك ِبحر َ ِ‬ ‫س َم ِك أَ ْن َه ِ‬ ‫س ِط أَ ْن َه ِ‬ ‫ار َك‬ ‫َج َع ُل َخ َزِائ َم ِفي فَ َّك ْي َك َوأُْل ِز ُ‬ ‫لِ َن ْف ِسي‪ .‬فَأ ْ‬ ‫شف َك‪َ ،‬وأُ ْطل ُع َك م ْن َو ْ‬ ‫ار َك َو ُك ُّل َ‬ ‫ق َ‬ ‫س َم َك أَ ْن َه ِ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّة أَ ْن َ ِ‬ ‫ش ِف َك‪5 .‬وأَتْرُك َك ِفي ا ْلبِّري ِ‬ ‫س َم ِك أَ ْن َه ِ‬ ‫سقُطُ فَالَ تُ ْج َمعُ َوالَ تُلَ ُّم‪َ .‬ب َذ ْلتُ َك‬ ‫ق ِب َح ْر َ‬ ‫ُم ْل َز ٌ‬ ‫َ‬ ‫ت َو َجم َ‬ ‫ار َك‪َ .‬علَى َو ْجه ا ْل َح ْق ِل تَ ْ‬ ‫يع َ‬ ‫َ ُ‬ ‫اء‪6 .‬ويعلَم ُك ُّل س َّك ِ ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اما لِ ُو ُح ِ‬ ‫ص ٍب لِ َب ْي ِت‬ ‫الر ُّ‬ ‫ص َر أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ب‪ِ ،‬م ْن أ ْ‬ ‫ان م ْ‬ ‫َج ِل َك ْوِن ِه ْم ُع َّك َاز قَ َ‬ ‫ُ‬ ‫وش ا ْل َبِّر َولطُ ُيو ِر َّ َ‬ ‫طَ َع ً‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫إِسرِائ َ ‪ِ 7‬‬ ‫س ِك ِه ْم ِب َك ِبا ْل َك ِّ‬ ‫ت ُك َّل‬ ‫ت َوَق ْل َق ْل َ‬ ‫س ْر َ‬ ‫ت َو َم َّزق َ‬ ‫س ْر َ‬ ‫يل‪ .‬ع ْن َد َم ْ‬ ‫ْت لَ ُه ْم ُك َّل َكتف‪َ ،‬ولَ َّما تَ​َو َّكأُوا َعلَ ْي َك ا ْن َك َ‬ ‫ف‪ ،‬ا ْن َك َ‬ ‫َْ‬ ‫ُمتُوِن ِه ْم‪".‬‬ ‫قارن مع إر ‪ . 6 : 34‬حيث نرى أن الكلدانيين فكوا الحصار عن أورشليم لفترة‪ ،‬ذهبوا فيها ليحاربوا جيش‬

‫فرعون‪ ،‬وملك مصر فرعون يسميه هنا التمساح الكبير = والتشبيه مناسب فنهر النيل ملئ بالتماسيح‪ .‬وفرعون‬ ‫هو تمساح كبير بالنسبة لشعبه الذين هم كالسمك‪ ،‬هو مرعب لهم‪ ،‬ولكن من هو بالنسبة هلل‪ .‬وهذا الفرعون كان‬

‫إسمه حفرع‪ ،‬ويروى عنه هيرودوتس أنه ملك فى رخاء عظيم لمدة ‪ 26‬سنة‪ ،‬وارتفع قلبه بسبب نجاحه‪ ،‬فقال "أن‬ ‫اهلل نفسه ال يقدر أن ينزعنى عن مملكتى" ويبدو أن هذا الملك شدد صدقيا آخر ملوك يهوذا ليثور على ملك‬

‫بابل‪ ،‬ووعده أنه سيحارب إلى جانبه‪.‬‬

‫نهرى لى أنا عملته لنفسى = هو أقام نفسه إلهاً‪ ،‬ولكل واحد منا ذاته التى يعبدها‪ ،‬فالعقول الجسدانية تسر‬ ‫وتتعالى بما تملك ناسية أن الملكية هلل وحده وما أعطاه لنا‪ ،‬ما هو إال وكالة استأمننا عليها‪ ،‬فنحن ال نمتلك‬

‫حتى أنفسنا‪ .‬وما عقوبة ذلك ها أنا عليك = أى فوقك ومهما إرتفع إنسان فاهلل فوقة‪ .‬وسيحكمه بخزائم فى أنفه‬ ‫= كالعبيد‪ .‬وكل سمكه الالزق بحرشفه = أى جنوده وقواده‪ ،‬وكل من يعتمد عليه‪ ،‬سيخرجهم اهلل إلى البرية‬ ‫خارج أنهارهم ليموتوا‪ .‬وهذا ما حدث لهذا الفرعون فهو خرج ليحارب القيروانيين ليساند ملكهم صديقه الذى كانوا‬

‫قد طردوه من ملكه‪ ،‬فهزمه القيروانيون‪ ،‬فهربت قوات هذا الفرعون‪ ،‬بل تمردت عليه بلده واستمر مدة فى البرية =‬ ‫فال تجمع وال تلم = أى يموت فى البرية ولن يعتنى به أحد كما هى عادة المصريين فى بناء مقابر عظيمة‬

‫لملوكهم واهتمامهم بأجسادهم‪ ،‬فهم يحنطون هذه األجساد‪ .‬هذه هى ثمرة الكبرياء‪ ،‬أى عار كان لهذا المتكبر ؟‬ ‫بل جثثهم ستأكلها الطيور وعكاز قصب = حين يستند عليهم اليهود مزق هذا العكاز أيديهم إذ إنكسر وهذا ما‬

‫حدث‪ ،‬فلقد إنكسرت مصر أمام بابل‪ ،‬ثم عاد نبوخذ نصر وحطم أورشليم‪ .‬ومثل عكاز القصب هذا سبق وقاله‬

‫سنحاريب إش ‪ 3 : 33‬وغالباً فلقد نقل سنحاريب هذا القول عن أحد أنبياء يهوذا الرافضين التحالف مع مصر ‪،‬‬ ‫فاهلل لن يكرر قوالً هنا سبق وقاله سنحاريب ‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫َجلِب علَ ْي َك س ْيفًا‪ ،‬وأَستَأ ِ‬ ‫ْص ُل ِم ْن َك ِ‬ ‫ان‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪ « " -:)16-8‬لِذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا أ ْ ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫‪9‬‬ ‫ون أَر ُ ِ‬ ‫ال‪َّ :‬‬ ‫الن ْه ُر لِي َوأَ​َنا َع ِم ْلتُ ُه‪11 .‬لِذلِ َك‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ب‪ ،‬أل ََّن ُه قَ َ‬ ‫ص َر ُم ْق ِف َرةً َو َخ ِرَب ًة‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫َوا ْل َح َي َو َ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ان‪َ .‬وتَ ُك ُ ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجع ُل أَر َ ِ‬ ‫هأَ​َن َذا َعلَ ْي َك َو َعلَى أَ ْن َه ِ‬ ‫وش‪ .‬الَ‬ ‫ان‪ ،‬إِلَى تُ ْخِم ُك َ‬ ‫َس َو َ‬ ‫ص َر خ َرًبا َخ ِرَب ًة ُم ْقف َرةً‪ ،‬م ْن َم ْج َد َل إِلَى أ ْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ار َك‪َ ،‬وأ ْ َ ْ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َجع ُل أَر َ ِ‬ ‫ان‪ ،‬والَ تَم ُّر ِفيها ِر ْج ُل ب ِه ٍ‬ ‫ِ‬ ‫س ِط‬ ‫س َك ُن أ َْرَب ِع َ‬ ‫ص َر ُم ْقف َرةً في َو ْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫يمة‪َ ،‬والَ تُ ْ‬ ‫َ‬ ‫تَ ُم ُّر ف َ‬ ‫ين َ‬ ‫يها ِر ْج ُل إِ ْن َ‬ ‫س َن ًة‪َ .‬وأ ْ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫سٍ َ ُ‬ ‫شت ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُمِم‪،‬‬ ‫س َن ًة‪َ .‬وأُ َ‬ ‫ص ِرِّي َ‬ ‫ون ُم ْق ِف َرةً أ َْرَب ِع َ‬ ‫س ِط ا ْل ُم ُد ِن ا ْل َخ ِرَب ِة تَ ُك ُ‬ ‫ِّت ا ْلم ْ‬ ‫األ َ​َراضي ا ْل ُم ْقف َرِة‪َ ،‬و ُم ُد َن َها في َو ْ‬ ‫ين َ‬ ‫ين َب ْي َن األ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِّد ُهم ِفي األَر ِ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫ين ِم َن ُّ‬ ‫وب‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اضي‪ .‬أل ََّن ُه ه َك َذا قَ َ‬ ‫ص ِرِّي َ‬ ‫ب‪ِ :‬ع ْن َد َن َه َاي ِة أ َْرَب ِع َ‬ ‫س َن ًة أ ْ‬ ‫َج َمعُ ا ْلم ْ‬ ‫ين َ‬ ‫َ‬ ‫َوأ َُبد ُ ْ‬

‫‪134‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والعشرون)‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫وس‪ ،‬إِلَى أ َْر ِ‬ ‫ص َر‪َ ،‬وأ ُْر ِج ُع ُه ْم إِلَى أ َْر ِ‬ ‫اك‬ ‫ون ُه َن َ‬ ‫ين تَ َ‬ ‫ض ِميالَِد ِه ْم‪َ ،‬وَي ُكوُن َ‬ ‫الَِّذ َ‬ ‫س ْب َي م ْ‬ ‫ض فَتُْر َ‬ ‫شتَّتُوا َب ْي َن ُه ْم‪َ ،‬وأ َُرُّد َ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫َحقَر ا ْلممالِ ِك فَالَ تَرتَ ِفعُ َب ْع ُد َعلَى األُمِم‪َ ،‬وأُ َقلِّلُ ُهم لِ َك ْيالَ َيتَ َ َّ‬ ‫ون‬ ‫ُمِم‪ .‬فَالَ تَ ُك ُ‬ ‫يرةً‪ .‬تَ ُك ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َم ْملَ َك ًة َحق َ‬ ‫سلطُوا َعلَى األ َ‬ ‫َ‬ ‫ون أ ْ َ َ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بع ُد معتَم ًدا لِب ْي ِت إِ ِ‬ ‫يل‪ ،‬م َذ ِّكرةَ ِ ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اء ُه ْم‪َ ،‬وَي ْعلَ ُم َ‬ ‫َْ ُْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫اإل ثْم ِبا ْنص َراف ِه ْم َو َر َ‬ ‫س َرائ َ ُ َ‬

‫األنهار ترم ز للبركات الكثيرة التى يفيض بها اهلل على البشر‪ .‬ولقد تعود المصريون على أن الفيضان يأتى‬

‫بخيراته سنوياً‪ ،‬حتى إفترضوا أن هذه الخيرات ستظل فى المستقبل كما هى فى الماضى‪ ،‬وهذا يشبه من له‬ ‫مصدر دخل ثابت فيظن أن اهلل ال دخل له فى ذلك‪ ،‬ولن يستطيع حرمانه منه‪ .‬ولكن لنسمع هأنذا عليك وعلى‬

‫أنهارك = يسميها أنهار لتعدد روافد نهر النيل (كفرعى الدلتا‪ ،‬وكان هناك فرع يصل إلى رفح)‪ .‬وفى إش ‪12‬‬ ‫هدد اهلل بأن النهر ينشف‪ .‬وبعد أن فك ملك بابل الحصار عن أورشليم فترة إر ‪ 6 : 34‬ذهب ليضرب ملك‬ ‫مصر‪ ،‬فهجم عل مصر وأخربها تماماً بعد أن أخربتها حربهم األهلية ضد بعضهم‪ ،‬بعد الهزيمة أمام القيروانيون‪،‬‬ ‫ولقد هرب الشعب نتيجة لهذه الحروب‪ .‬وهذا ما تنبأ به حزقيال وأجعل أرض مصر خرباً خربة‪ .‬وال تمر فيها‬

‫رجل إنسان‪ .‬وهذا ينطبق على كل مكان من مجدل = فى شرق سيناء إلى أسوان جنوباً والى تخم كوش =‬

‫المقصود أرض النوب ة‪ .‬ولكن كما قلنا فاهلل يحب مصر "مبارك شعبى مصر" فاآلخرين مثل صور وبابل بل‬ ‫واسرائيل (العشرة أسباط) خرابهم نهائى‪ ،‬أما مصر فستعود بعد ‪ 44‬سنة فاهلل ينظر إليمان المصريين بالمسيح‬

‫فى المستقبل (إيمان أثناسيوس وكيرلس وديسقورس‪ ،‬وأنطونيوس وبوال‪ ....‬الكنيسة التى ستكون عموداً للرب) إذاً‬

‫فاهلل يؤدب ليشفى ثم يبارك‪ .‬وأشتت المصريين = أى هروبهم من أمام هول الحرب‪ .‬ولكن فى نهاية الـ ‪41‬‬

‫سنة يجمعهم اهلل إلى أرض فتروس = أى إلى الجنوب‪ .‬ولكن يكونون مملكة حقيرة = هذا هو الشفاء فاهلل‬

‫يسكن وسط المنسحقين إش ‪ 16 : 64‬فيباركهم‪ .‬وحينما يكونون مملكة حقيرة ال يعودون للكبرياء ثانية‪ .‬ونالحظ‬ ‫أن إبليس فقد السماء بكبريائه‪ ،‬وهكذا آدم بعد أن كان فى الجنة سقط ليعيش حقي اًر فى جسد متواضع‪ ،‬إستعداداً‬

‫ليأتى المسيح ويسكن فيه إنتظا اًر لذلك اليوم الذى يغير اهلل فيه صورة جسد تواضعنا إلى صورة جسد مجده ( فى‬

‫‪ .) 21 : 3‬وفى آية (‪ )13‬نجد أن بيت إسرائيل أيضاً ُيشفى من إعتماده على ذراع بشر = فال تكون مصر‬ ‫معتمداً لبيت إسرائيل‪ .‬بل مصر فى حالة ضعفها ستذكر إسرائيل بخطيتها السابقة‪ ،‬إذ كانوا يعتمدون على مصر‬

‫دون اهلل = مذكرة اإلثم‪.‬‬

‫فضربة مصر كانت لشفاء مصر وشفاء إسرائيل‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الش ْه ِر األ ََّو ِل‪ِ ،‬في أ ََّو ِل َّ‬ ‫ين‪ِ ،‬في َّ‬ ‫ب‬ ‫الش ْه ِر‪ ،‬أ َّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫الس َن ِة َّ‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫َن َكالَ َم َّ‬ ‫السا ِب َع ِة َوا ْل ِع ْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)21-17‬و َك َ‬ ‫وخذْر َّ ِ‬ ‫ان إِلَ َّي قَ ِائالً‪َ «18 :‬يا ْاب َن َ ِ‬ ‫ور‪ُ .‬ك ُّل َأر ٍ‬ ‫ْس‬ ‫ش ُه ِخ ْد َم ًة َ‬ ‫استَ ْخ َد َم َج ْي َ‬ ‫ش ِد َ‬ ‫َك َ‬ ‫اص َر َمل َك َبا ِب َل ْ‬ ‫يدةً َعلَى ُ‬ ‫ص َ‬ ‫آد َم‪ ،‬إ َّن َن ُب َ َ‬ ‫ف تَج َّرَد ْت‪ ،‬ولَم تَ ُك ْن لَ ُه والَ لِج ْي ِش ِه أ ْ ِ‬ ‫ع‪ ،‬و ُك ُّل َك ِت ٍ‬ ‫َج ِل ِخ ْد َم ِت ِه الَِّتي َخ َد َم ِب َها َعلَ ْي َها‪19 .‬لِذلِ َك ه َك َذا‬ ‫ور أل ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُج َرةٌ م ْن ُ‬ ‫قَ ِر َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫وخذْر َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا أ َْب ُذ ُل أَر َ ِ‬ ‫ب َن ْه َب َها‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫قَ َ‬ ‫يمتَ َها‪َ ،‬وَي ْن َه ُ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ْ‬ ‫ص َر ل َن ُب َ َ‬ ‫اص َر َملك َبا ِب َل‪ ،‬فَ َيأْ ُخ ُذ ثَْرَوتَ َها‪َ ،‬وَي ْغ َن ُم َغن َ‬ ‫‪21‬‬ ‫َعطَ ْيتُ ُه أَر َ ِ‬ ‫الس ِّي ُد‬ ‫َجلِي‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫َج ِل ُ‬ ‫فَتَ ُك ُ‬ ‫ش ْغلِ ِه الَِّذي َخ َد َم ِب ِه‪ ،‬أل ََّن ُه ْم َع ِملُوا أل ْ‬ ‫ص َر أل ْ‬ ‫ُج َرةً لِ َج ْي ِش ِه‪ .‬قَ ْد أ ْ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ض م ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ب‪ِ .‬في ذلِ َك ا ْل َي ْوِم أُْن ِب ُ‬ ‫س ِط ِه ْم‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫يل‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َج َع ُل لَ َك فَتْ َح ا ْلفَم في َو ْ‬ ‫ت قَ ْرًنا ل َب ْيت إِ ْ‬

‫‪135‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والعشرون)‬

‫اهلل أعطى لنبوخذ نصر أجرته عن حصاره وتعبه مع صور‪ .‬إذاً فاهلل هو الذى إستأجر ملك بابل ليؤدب هذه‬

‫الشعوب مثل مصر وصور ويهوذا‪ ...‬الخ‪ .‬ولقد حاصر نبوخذ نصر صور ‪ 13‬سنة‪ ،‬هرب فيها أهل صور بكل‬

‫ما يملكون إلى الجزيرة‪ ،‬فلما دخل نبوخذ نصر إلى صور لم يجد شيئاً‪ ،‬فكان تعب بابل بال فائدة‪ ،‬ولكن طالما‬ ‫أن اهلل إستأجره فسيعطيه أجرته‪ ،‬وهى خيرات مصر الكثيرة‪ ،‬ولقد دخلها نبوخذ نصر على أنقاض حربها األهلية‬

‫وكانت مصر حينئذ بال ملك قوى فهو هارب‪ ،‬فأخذها كفريسة سهلة وغنية كأجر له‪ .‬وكان قد تعب فى صور‬

‫لدرجة أن كل رأس قرع = هذا عالمة الحزن‪ ،‬ويبدو أن خسائره كانت كبيرة فى صور‪ .‬وكل كتف تجردت = من‬ ‫حمل األحمال‪ .‬والحظ أن اهلل ال يظل مديناً ألحد‪ ،‬ولكن إذا إستخدم اهلل رجاالً من العالم يعطيهم أجرتهم أشياء‬

‫زمنية‪.‬‬

‫أنبت قرناً لبيت إسرائيل = اهلل يكسر شوكة مصر مملكة العبودية‪ ،‬التى كانت تستعبد شعب اهلل‪ ،‬ليعطى لشعبه‬

‫إسرائيل قوة ‪ )1‬يخلصهم ممن إستعبدهم ‪ )2‬يظهر لهم ضعف من إعتمدوا عليه سابقاً ‪ )3‬فيلجأون هلل‬

‫فيصيروا بالحقيقة أقوياء ‪.‬‬

‫وهذا ما حدث فى الصليب إذ إندحرت قوة الشيطان فنبت قرن الكنيسة إسرائيل اهلل غل ‪ 13 : 3‬وامتألت الكنيسة‬

‫من الروح القدس‪ ،‬فإنفتحت أفواه الرسل بالك ارزة = أجعل لك فتح الفم = وكرمز لها ينفتح فم النبى‪ ،‬عربوناً‬

‫لحصول كنيسة المسيح على الروح القدس وانفتاح فمها بالك ارزة‪ ،‬بعد إندحار قوة إبليس‬

‫قرناً لبيت إسرائيل = أعطيتكم سلطاناً أن تدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو‪ .‬هنا مصر فى إندحارها كانت‬

‫رم اًز لكسر شوكة إبليس‪.‬‬

‫‪136‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالثون)‬

‫اإلصحاح الثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫ينتهى اإلصحاح السابق بنهاية معزية‪ .‬فاهلل يقيم قرناً لشعبه أى يعطيهم قوة‪ ،‬بها يدوسون على الشيطان‪ ،‬بل‬ ‫ويمألهم بالروح القدس فينفتح فمهم‪ .‬وما هذه إال نبوة عن عمل الصليب‪ .‬ونرى هنا فى هذا اإلصحاح الصورة‬

‫فى الوجه المقابل‪ ،‬الذل والهزيمة للشيطان وكل من إختار أن يحتمى به (ممثلين هنا فى كوش ولود‪...‬الخ الذين‬

‫إحتموا بفرعون) وقارن هذا مع رؤ‪ .21،24:12‬فبحيرة النار هى نصيب إبليس رؤ ‪ .14 : 24‬والقتل أى الموت‬ ‫األبدى نصيب من تبعه‪ ،‬ثم يكون نصيب كل من يتبع إبليس هو نصيب إبليس أى بحيرة النار رؤ ‪16 : 24‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ب‪َ :‬وْل ِولُوا‪َ :‬يا‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫آد َم تَ​َن َّبأْ َوقُ ْل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)19-1‬و َك َ‬ ‫ِ‬ ‫ون وقْتًا لِأل ِ ‪ِ 4‬‬ ‫ٍ‬ ‫ون ِفي‬ ‫لَ ْل َي ْوِم! ‪3‬أل َّ‬ ‫يب‪َ ،‬وَي ْوٌم لِ َّلر ِّ‬ ‫س ْي ٌ‬ ‫ص َر‪َ ،‬وَي ُك ُ‬ ‫ب قَ ِر ٌ‬ ‫َن ا ْل َي ْوَم قَ ِر ٌ‬ ‫ف َعلَى م ْ‬ ‫ُمم‪َ .‬وَيأْتي َ‬ ‫يب‪َ ،‬ي ْوُم َغ ْيم‪َ .‬ي ُك ُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪5‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِد ٌ ِ‬ ‫وش‬ ‫سقُطُ َم َع ُه ْم ِب َّ‬ ‫ف َ‬ ‫وش َخ ْو ٌ‬ ‫ف ُك ُ‬ ‫ُك َ‬ ‫ص َر‪َ ،‬وَيأْ ُخ ُذ َ‬ ‫س َها‪َ .‬ي ْ‬ ‫سقُوط ا ْلقَ ْتلَى في م ْ‬ ‫ُس ُ‬ ‫ون ثَْرَوتَ َها َوتُ ْه َد ُم أ ُ‬ ‫يد‪ ،‬ع ْن َد ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وب َوَب ُنو أ َْر ِ‬ ‫اء‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ض ا ْل َع ْه ِد‪ .‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫َوفُوطُ َولُ ُ‬ ‫ود َو ُك ُّل اللَّفيف‪َ ،‬و ُك ُ‬ ‫سقُطُ َعاض ُدو م ْ‬ ‫ب‪َ :‬وَي ْ‬ ‫ص َر‪َ ،‬وتَ ْن َحط ك ْب ِرَي ُ‬ ‫ب‪7 .‬فَتُ ْق ِفر ِفي وس ِط األَر ِ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ان يسقُطُ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اضي ا ْل ُم ْق ِف َرِة‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ف‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫يها ِب َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َس َو َ َ ْ‬ ‫ع َّزِت َها‪ .‬م ْن َم ْج َد َل إِلَى أ ْ‬ ‫ون ف َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫امي َن ا ِ ِ‬ ‫ضر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ُّ ِ ِ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫س ِط ا ْل ُم ُد ِن ا ْل َخ ِرَب ِة‪ .‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫َوتَ ُك ُ‬ ‫س ُر َجميعُ‬ ‫ار في م ْ‬ ‫ون ُم ُدنُ َها في َو ْ‬ ‫ص َر‪َ ،‬وُي ْك َ‬ ‫ً‬ ‫ب ع ْن َد إ ْ َ‬ ‫وش ا ْلم ْطم ِئنَّ ِة‪ ،‬فَيأ ِْتي علَ ْي ِهم َخو ٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعو ِانها‪ِ 9 .‬في ذلِ َك ا ْليوِم ي ْخرج ِم ْن ِقبلِي ر ِ‬ ‫يم‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ ُ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫أ َْ َ‬ ‫س ٌل في ُ‬ ‫َ ُ​ُ‬ ‫سفُ ٍن لتَ ْخ ِويف ُك َ ُ َ‬ ‫ف َعظ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر‪ ،‬أل ََّن ُه ُه َوَذا َيأ ِْتي‪.‬‬ ‫َك َما في َي ْوِم م ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ُمِم‬ ‫الر ُّ‬ ‫وخذ َْر َّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ص َر ِب َي ِد َن ُب َ‬ ‫« ه َك َذا قَ َ‬ ‫اص َر َملِ ِك َبا ِب َل‪ُ .‬ه َو َو َ‬ ‫ب‪ :‬إِ ِّني أُِب ُ‬ ‫يد ثَْرَوةَ م ْ‬ ‫ش ْع ُب ُه َم َع ُه‪ُ ،‬عتَاةُ األ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ُي ْؤتَى ِب ِهم لِ َخر ِ‬ ‫اب األ َْر ِ‬ ‫س ًة‬ ‫ُون األ َْر َ‬ ‫ص َر َوَي ْمأل َ‬ ‫ض‪ ،‬فَ ُي َجِّرُد َ‬ ‫ض ِم َن ا ْلقَ ْتلَى‪َ .‬وأ ْ‬ ‫س ُيوفَ ُه ْم َعلَى م ْ‬ ‫َج َع ُل األَ ْن َه َار َيا ِب َ‬ ‫ون ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫َها ِبي ِد ا ْل ُغرب ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫يد‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر َّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اء‪ .‬أَ​َنا َّ‬ ‫ار‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ض لِ َي ِد األَ ْ‬ ‫ت‪ .‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪َ :‬وأُِب ُ‬ ‫ب تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫ب األ َْر َ‬ ‫َوأَِبيعُ األ َْر َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ض َو ِمأل َ َ‬ ‫ُخ ِر ُ‬ ‫الر ْعب ِفي أَر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون بع ُد رِئيس ِم ْن أَر ِ ِ‬ ‫ص َر‪.‬‬ ‫ان ِم ْن ُن َ‬ ‫ام َوأ َُبطِّ ُل األ َْوثَ َ‬ ‫ص َر‪َ ،‬وأُْلقي ُّ َ‬ ‫ض م ْ‬ ‫ض م ْ‬ ‫األ ْ‬ ‫وف‪َ .‬والَ َي ُك ُ َ ْ َ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َص َن َ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ِبي علَى ِس َ ِ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ص َر‪،‬‬ ‫ُض ِرُم َن ًا‬ ‫َوأ ْ‬ ‫وس‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ب َغ َ‬ ‫وع َن‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َس ُك ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ُخ ِر ُ‬ ‫ص ِن م ْ‬ ‫ين‪ ،‬ح ْ‬ ‫اما في نُو‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ار في ُ‬ ‫ب فَتُْر َ‬ ‫ُج ِري أ ْ ً‬ ‫‪16‬‬ ‫وف ِ‬ ‫ُض ِرم َن ا ِ ِ‬ ‫وأ ِ‬ ‫ون ِللتَّ ْم ِزي ِ‬ ‫ات ُك َّل‬ ‫ق‪َ ،‬ولِ ُن َ‬ ‫ضيقَ ٌ‬ ‫ُّعا‪َ ،‬وُنو تَ ُك ُ‬ ‫ص َر‪ِ .‬س ُ‬ ‫ار في م ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ين تَتَ​َوجَّعُ تَ​َوج ً‬ ‫ور ُنو‪َ .‬وأ ْ ُ ً‬ ‫َستَأْص ُل ُج ْم ُه َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫الس ْب ِي‪َ 18 .‬وُي ْظلِم َّ‬ ‫ْه َب ِ‬ ‫يس ِع ْن َد‬ ‫ان إِلَى َّ‬ ‫ون ِب َّ‬ ‫َي ْوٍم‪ُ .‬‬ ‫ف‪َ ،‬و ُه َما تَذ َ‬ ‫سقُطُ َ‬ ‫شب ُ‬ ‫ستَ َة َي ْ‬ ‫آو َن َوِفي ِب ْ‬ ‫الن َه ُار في تَ ْحفَ ْنح َ‬ ‫َّان َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْب ِي‪.‬‬ ‫ب َب َناتُ َها إِلَى َّ‬ ‫اء ِعِّزَها‪ .‬أ َّ‬ ‫َما ِه َي فَتَ ْغ َ‬ ‫ص َر ُه َن َ‬ ‫س َح َاب ٌة‪َ ،‬وتَذ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ْه ُ‬ ‫س ِري أَ ْن َي َار م ْ‬ ‫َك ْ‬ ‫اك‪َ .‬وتَ ْبطُ ُل ف َ‬ ‫اها َ‬ ‫يها ك ْب ِرَي ُ‬ ‫‪19‬‬ ‫َح َك ِ ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ص َر‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫فَأ ْ‬ ‫اما في م ْ‬ ‫ُج ِري أ ْ ً‬

‫ولولوا يالليوم = وأسفاه على اليوم‪ ،‬اليوم الذى خفنا منه طويالً‪ ،‬ها هو قد جاء‪ ،‬الذى سيظهر فيه اهلل إلهاً للنقمة‬ ‫(هذا اليوم هو يوم خراب فرعون ومصر ولكنه يرمى ألبعد من هذا‪ ،‬فهو يشير لليوم األخير) يوم غيم = يوم‬

‫كئيب لمن هو فى معسكر فرعون (رمز الشيطان)‪ ،‬يوم لن تشرق فيه شمس تعزية‪ .‬يكون وقتاً لألمم = األمم هم‬

‫ض ِربت‬ ‫الوثنيون الذين عبدوا الشيطان وهذا اليوم سيكون يوم عذاب لهم‪ .‬يكون فى كوش خوف عظيم = فإذا ُ‬ ‫‪137‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالثون)‬

‫مصر‪ ،‬تخاف كوش مما سيحدث لها‪ ،‬فكوش كانت تحتمى بمصر‪ ،‬واذا ضرب الشيطان‪ ،‬فكل من تبعه‪ ،‬عليه‬

‫أن ينتظر نفس المصير (رؤ ‪ .)16 ،14 : 24‬وهذا سيحدث لكل من إعتمد على فرعون كوش وفوط ولود =‪.‬‬

‫أما كوب فهى غير معروفة اآلن‪ .‬وكل اللفيف = اللفيف أى الغرباء الذين يعيشون فى بلد ما أو ما يسمى‬ ‫باألقليات‪ .‬وبنو أرض العهد = قد تشير لكل من دخل مع مصر فى معاهدات‪ ،‬ولكن هى تشير لليهود الذين‬ ‫هربوا إلى مصر ليحتموا بها من غضب ملك بابل‪ ،‬وأخذوا معهم إرمياء النبى عنوة‪ .‬هؤالء الذين إحتموا بمصر‬

‫سيهلكوا معها (إر ‪ 43 ،42 ،41‬وراجع بالذات ‪ )18 – 13 : 42‬وكل عاضدو مصر يسقطون = ستشرب‬ ‫مصر من نفس الكأس التى أعطتها ليهوذا لتشرب منها‪ .‬فمصر تظاهرت بأنها تعضد يهوذا ضد بابل وخدعتها‪،‬‬ ‫هكذا من تظاهر بأنه سيعضد مصر سيتخلى عنها‪ ،‬بل يسقط غير قادر على أن يفعل شئ‪ .‬وربما تكون مصر‬

‫فعالً قد وعدت يهوذا بصدق أن تعضدها‪ ،‬ولكن بعد أن أنهكت الحرب األهلية المصريين وهرب ملكهم‪ ،‬ما‬

‫عادت مصر قادرة أن تعضد أحد وهكذا من تعاهد مع مصر لم يستطع أن يفعل شيئاً لمصر‪ ،‬فهل نتعلم أن ال‬

‫نلقى رجاؤنا على إنسان كان من كان‪.‬‬

‫وسيضرم اهلل نا ارً فى مصر = إلهنا نار آكلة‪ ،‬وهو الذى سيحرق بناره الخطاة المتكبرين‪ .‬وأبيد ثروة مصر =‬ ‫الثروة كانت الوزنات أو وكالة اهلل لها‪ .‬ولكنها لم تكن أمينة على وكالتها لذلك سينزعها اهلل منها (راجع مثال‬

‫الوزنات) وأجعل األنهار يابسة = هذه التى إتكلوا عليها (إش ‪ )12‬وهذه تساوى نزع الوزنات‪ .‬وأبيد األصنام =‬ ‫هذه الشياطين التى إتكلوا عليها سيظهر خزيها فهى ال تستطيع أن تسند أحد‪( .‬وهذا هو هدف اهلل من ضرباته)‬

‫وال يكون بعد رئيس من أرض مصر = فهو هارب فى البرية وسيموت فى البرية‪ .‬ولكن هذه النبوة العجيبة قد‬ ‫إنطبقت على مصر منذ قيلت وحتى سنة ‪ 1262‬م‪ .‬سنة قيام الثورة المصرية‪ ،‬فلقد توالى حكام غرباء على‬ ‫مصر من بابل وفارس ثم اليونان والرومان والعرب واألتراك‪ ...‬الخ‪ .‬وكان أول رؤساء مصريون يحكمون مصر‬

‫هم قادة الثورة‪ .‬أى ظلت هذه النبوة سارية ألكثر من ‪ 2644‬سنة‪ .‬شبان آون يسقطون = تذهب عن مصر كل‬

‫مصادر قوتها‪ ،‬حتى شبانها وفتياتها‪ .‬سيكسر اهلل كل أنيار مصر = أنيار جمع نير‪ ،‬وهو ما يربط حيوانين معاً‬ ‫فى محراث للجر‪ .‬ومصر التى تمثل عبودية الشيطان لها أنيار ربطت بها عبودية شعب الرب‪ ،‬واهلل يكسر‬

‫األنيار معطياً حرية لشعبه "إن حرركم اإلبن فبالحقيقة تكونون أح ار اًر"‪ .‬ولكن اآلية تفهم أيضاً أن اهلل فى ضربه‬

‫مصر يكسر األني ار التى تربطها بالشيطان فيجعلها متكبرة‪ ،‬وعند كسر هذه األنيار تتحرر مصر من كبريائها =‬ ‫وتبطل فيها كبرياء عزها = وهذا إستعداداً لمجئ المسيح إليها ليباركها‪ .‬ولتتم النبوة مبارك شعبى مصر‪ .‬وضربة‬ ‫اهلل لمصر تصل بها لإلنسحاق التام‪ ،‬لدرجة أنها تتخبط فى ظالمها‪ ،‬وال ترى أمل فى المستقبل = وتغشاها‬

‫سحابة ويالحظ هنا ذكر أسماء مدن مصرية كثيرة (نوف ‪ /‬صوعن ‪ /‬فتروس ‪ /‬تحفنحيس‪ ).....‬وهذه المدن‬ ‫كانت عظيمة جداً‪ ،‬ولكنها مملوءه بهياكل األوثان حيث تعمل الشياطين بكل قوتها‪ .‬وكل هذه المدن ستخرب‪،‬‬ ‫وهذا يشير لخراب كل مملكة الشيطان والشر فى العالم‪ .‬وكون أن النهر ييبس فهذا يشير لمصادر الخيرات‬

‫الزمنية التى يعطيها إبليس لمن يتبعه‪ ،‬وأمجاد هذا العالم التى يغدق بها على كل من يسجد له‪ .‬وقد يشير قوله‬

‫فتغشاها سحابة لمجئ المسيح إلى مصر كما قيل فى إش ‪ 1 : 12‬وذلك بعد كسر أنيار مصر‪ .‬وتذهب‬

‫‪138‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالثون)‬

‫بناتها إلى السبى = قد يشير هذا للخطايا الناشئة عن الكبرياء‪ ،‬فحين ينتهى الكبرياء تنتهى هذه الخطايا‪،‬‬

‫وينتشر اإليمان = فيعلمون أنى الرب‬

‫‪21‬‬ ‫ابع ِم َن َّ‬ ‫ش َرةَ‪ِ ،‬في َّ‬ ‫َن َكالَ َم‬ ‫الش ْه ِر‪ ،‬أ َّ‬ ‫الس ِ‬ ‫الش ْه ِر األ ََّو ِل‪ِ ،‬في َّ‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫الس َن ِة ا ْل َح ِاد َي ِة َع َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)26-21‬و َك َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ت ِذر َ ِ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ض ِع َرفَ ِائ َد َوالَ‬ ‫َّ‬ ‫ص َر‪َ ،‬و َها ِه َي لَ ْن تُ ْج َب ُر ِب َو ْ‬ ‫ص َار إِلَ َّي قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اع ف ْر َع ْو َن َملك م ْ‬ ‫آد َم‪ ،‬إِ ِّني َك َ‬ ‫ب َ‬ ‫س ْر ُ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪ .‬لِ ِ‬ ‫ِبو ْ ِ‬ ‫س ُر‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ص َاب ٍة لِتُ ْج َب َر فَتُ ْم ِس َك َّ‬ ‫ص َر‪ ،‬فَأُ َك ِّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ذل َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫الس ْي َ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا َعلَى ف ْر َع ْو َن َملك م ْ‬ ‫ض ِع ع َ‬ ‫َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ين ب ْي َن األُمِم‪ ،‬وأُ َذِّري ِهم ِفي األَر ِ‬ ‫شت ُ ِ‬ ‫ِذر ِ‬ ‫اضي‪.‬‬ ‫ُس ِقطُ َّ‬ ‫ف ِم ْن َي ِد ِه‪َ .‬وأُ َ‬ ‫الس ْي َ‬ ‫ص ِرِّي َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِّت ا ْلم ْ‬ ‫ورةَ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫اع ْيه ا ْلقَ ِويَّ َة َوا ْل َم ْك ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫س َ‬ ‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجع ُل س ْي ِفي ِفي ي ِد ِه‪ ،‬وأُ َك ِّ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫شد ُ ِ‬ ‫ِّد‬ ‫ين ا ْل َج ِر ِ‬ ‫يح‪َ .‬وأُ َ‬ ‫َوأُ َ‬ ‫شد ُ‬ ‫َّام ُه أ َِن َ‬ ‫س ُر ذ َر َ‬ ‫َ‬ ‫ِّد ذ َر َ‬ ‫َ‬ ‫اع ْي َملك َبا ِب َل َوأ ْ َ َ‬ ‫اع ْي ف ْر َع ْو َن فَ َيئ ُّن قُد َ‬ ‫َجع ُل ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫َما ِذر ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫طِ‬ ‫الر ُّ‬ ‫سقُ َ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ب ِح َ‬ ‫ان‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫س ْيفي في َيد َملك َبا ِب َل‪ ،‬فَ َي ُمدُّهُ‬ ‫اع ْي َملك َبا ِب َل‪ ،‬أ َّ َ َ‬ ‫ذ َر َ‬ ‫اعا ف ْر َع ْو َن فَتَ ْ‬ ‫ين أ ْ َ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ين ب ْي َن األُمِم وأُ َذِّري ِهم ِفي األَر ِ‬ ‫شت ُ ِ‬ ‫علَى أَر ِ ِ‬ ‫ب»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ص َر‪َ .‬وأُ َ‬ ‫اضي‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ص ِرِّي َ َ‬ ‫ِّت ا ْلم ْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫هذه النبوة القصيرة عن ضعف قوة مصر كانت تقريباً حينما حاول جيش مصر رفع الحصار عن أورشليم‪ ،‬ولكنه‬ ‫منى بالخيبة وفشل فى محاوالته‪ .‬وعاد ملك بابل بعد أن فك الحصار أليام عن أورشليم ليالقى فرعون‪ ،‬عاد‬

‫لحصار أورشليم‪ .‬إنى كسرت ذراع فرعون = أى كسرت قوته‪ ،‬ولكن لم يذكر أنه كسر رقبته‪ ،‬فاهلل يأتى بأحكامه‬ ‫على البشر على درجات‪ .‬وهنا اهلل لم يبد مصر كما أباد صور‪ ،‬بل كسر ذراعها حتى ال تتكبر ثانية عليه‪ .‬وهذا‬

‫ما حدث مع صور فملك بابل كسر ذراعا صور ولما لم تتب سمح اهلل بكسر رقبتها على يد اإلسكندر األكبر‪،‬‬ ‫ولم تعد صور ثانية‪ .‬ولكن لنا نظرة أخرى لآلية فما دام فرعون يرمز للشيطان‪ ،‬فالمسيح بصليبه كسر ذراعاه‬

‫وقيده بسلسلة رؤ ‪ 3 – 1 : 24‬ولم يعد له سلطان على أوالد اهلل‪ ،‬ولكنه لم تنكسر رقبته بعد أى لم ينتهى تماماً‬ ‫من حياتنا‪ ،‬فهو موجود‪ ،‬ولكنه بال ذراعان أى بال قوة وال سلطة له علينا‪ ،‬بل نحن الذين لنا سلطة أن ندوسه‪.‬‬

‫ولكن رأسه موجودة فكل ما يستطيعه ضدنا‪ ،‬أن يضع فى رؤوسنا أفكا اًر خاطئة ‪ ،‬ولذلك قال األباء عن الشيطان‬

‫أنه مجرد قوة فكرية‪.‬‬

‫ولكننا بإسم يسوع المرعب للشياطين ةبعالمة الصليب نطردهم ونطرد أفكارهم ‪.‬‬

‫ولن يعود ملك مصر يمسك السيف ليذل أحداً‪ .‬بل سيئن أنين الجريح = أمام سيف ملك بابل‪ ،‬كما يئن إبليس‬ ‫اآلن من الصليب‪ .‬ملك بابل كان سيف اهلل ضد فرعون‪.‬‬

‫رأينا فى نهاية اإلصحاح السابق أن اهلل يقيم قرنا لشعبه أى يعطيهم قوة يدوسون بها الشيطان ‪ .‬ورأينا فى هذا‬

‫سر ذراعى الشيطان ‪ ،‬اآلن ما هو عذر من ال يزال مطمئنا وهو ما زال فى خطاياه ‪ ،‬كأنه‬ ‫اإلصحاح أن الرب َك َّ‬ ‫ليس هناك دينونة ‪ .‬وهذا معنى قول رب المجد أن الروح القدس‬

‫" يبكت على دينونة ‪ ...‬ألن رئيس هذا العالم‬

‫قد دين " (يو‪ . )14 – 8 : 13‬ونجد الوحى هنا يعبر عن نفس المعنى فى (اآلية ‪ = )2‬يخرج من قبلى رسل‬ ‫فى سفن لتخويف كوش المطمئنة ‪ ،‬فما معنى هذا ؟‬

‫‪139‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالثون)‬

‫الحظ قول الوحى فى (اآلية ‪ )4‬أنه يكون فى كوش خوف شديد ‪ .‬وفى (اآلية ‪ )6‬يقول أن كوش وفوط‬

‫ولود‪...‬إلخ تسقط بالسيف ‪ .‬فما معنى تكرار التخويف هنا ؟ وما عمل هؤالء الرسل إن كنا قد رأينا أن كوش‬

‫خائفة أصال بعد سقوط مصر ‪ ،‬بل كوش نفسها سقطت بالسيف ؟‬

‫هذا اإلصحاح يتكلم عن ضرب الشيطان وتخريب مملكته بالصليب بطريقة رمزية ‪ .‬فنجد أنه فى بداية اإلصحاح‬

‫يقول للشيطان عن يوم الصليب ولولوا يا لليوم ‪ ،‬وهذا ما رددته الشياطين أمام رب المجد " أتيت لتهلكنا "‬

‫(مر‪ . )24 : 1‬ويقول لألبرار المنتظرين الخالص = ألن اليوم قريب وهذا يعطى لألبرار إطمئنانا حقيقيا ‪ ،‬فهو‬ ‫يوم خالص لهم ‪ .‬أما للشياطين وأتباعهم الذين يسميهم هنا األمم فهو يوم غيم (اآلية ‪ . )3‬وبالصليب ينحط‬

‫كبرياء الشيطان (اآلية ‪ . )3‬ويخرب هو ومملكته = فتقفر مملكته ‪ ،‬ويكون هكذا حقي ار خربا وسط من إنقادوا له‬

‫فخربوا مثله أو من رفضوا المسيح فخربوا = فتقفر فى وسط المدن الخربة ‪.‬‬

‫ونجد هنا رسالة تحذير لمن إستمر فى خطيته تابعا للشيطان ‪ ،‬رافضا لخالص المسيح ويسميه هنا مطمئنا أى‬

‫أن هذا الخاطئ يتصور أنه ال دينونة وال حساب ‪ ،‬ولكن هذا إطمئنان زائف وبال مبرر ‪ .‬ومن يستمر فى خطيته‬ ‫يسميه هنا كوش المشهورة بلون البشرة األسود ‪ .‬واللون األسود يرمز للخطية بينما اللون األبيض يرمز للبر ‪.‬‬ ‫ونجد فى اآليات ‪ 2 ، 6 ، 4‬تكرار لكلمة كوش ‪ ،‬والمقصود من كل كلمة يختلف عن األخرى ‪.‬‬

‫ففى (اآلية ‪ )4‬يبدأ اهلل بتحذير كوش المتحالفة مع فرعون من نتائج هذا التحالف (هو تحالف كل نفس خاطئة‬ ‫مع الشيطان ‪ ،‬فالشيطان رمزه هنا فرعون) ‪ .‬والتحذير هنا هو بأنها ترى ضربة مصر فتخاف ‪.‬‬

‫وفى (اآلية ‪ )6‬نرى الموت نتيجة التحالف مع الشيطان أو اإلنقياد وراء الخطية ‪ ،‬السقوط بالسيف فى هذه اآلية‬

‫هو رفض رسالة التحذير السابقة ‪.‬‬

‫وتأتى اآليات (‪ )8 – 6‬لنرى خراب مملكة الشيطان بالصليب ‪.‬‬

‫أما فى (اآلية ‪ )2‬فالوحى يستخدم إسم كوش بالمعنى الرمزى ‪ ،‬فلون الكوشيون هو اللون األسود ‪ .‬واللون األسود‬ ‫المخلصون فى السماء قد غسلوا ثيابهم وبيضوها فى دم الخروف‬ ‫هو إشارة للخطية ‪ ،‬فنجد فى (رؤ‪ )14 : 4‬أن ُ‬ ‫‪ ،‬فالثياب البيضاء تشير للتبرير الذى نحصل عليه بدم المسيح ‪ .‬وال وسيلة لغفران الخطية والتبرير سوى بدم‬

‫المسيح ‪ ،‬لذلك يقول الرب " هل يغير الكوشى جلده أو النمر رقطه " (إر‪ = )23 : 13‬وهذه تعنى أنه ال وسيلة‬

‫للكوشى بلونه األسود أو للنمر برقطه السوداء للخالص من اللون األسود = والمعنى أنه ال يمكن إلنسان أن‬

‫يتخلص من خطاياه ونتائج خطاياه بنفسه ‪ .‬لذلك ال وسيلة للبشر للخالص من خطاياهم سوى بالصليب ‪ .‬ونجد‬

‫فى إشعياء أن اهلل يعطى رجاء للبشر أنه سيفعل هذا " هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز‬

‫تبيض كالثلج‪( " ...‬إش‪ . )18 : 1‬ومن يؤمن ويعتمد يتبرر ‪ ،‬ومن يحافظ على بره رافضا إغراءات الخطية‬

‫يصبح من الخراف التى على اليمين (الخراف تكون بيضاء) ‪ ،‬أما من يرتد للخطايا يستعيد اللون األسود فيكون‬

‫من الجداء التى على اليسار أى ُيرفض ‪( ،‬والجداء تكون سوداء) (مت‪ . )33 : 26‬وبذلك يصبح معنى‬ ‫(اآلية‪ )2‬أنه بعد الصليب وخراب مملكة الشيطان ‪ ،‬أن كل من إستمر على عناده واستم ارره على لونه األسود‬ ‫(أى على خطاياه) يأتى عليه خوف عظيم ‪.‬‬

‫‪140‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالثون)‬

‫يخرج من قبلى رسل فى سفن = جاءت كلمة سفن فى األصل العبرى من جذور بمعنى = من ُيثبت ويسن‬ ‫تشريعا ويرسخه بوصايا تشمل التحريم والحظر‪ .‬ويصبح المعنى أن هذا التشريع هو عمل تالميذ المسيح ورسله‬ ‫فى كل مكان ‪ ،‬فالمسيح أرسلهم لكل العالم ليبشروا بالخالص الذى صنعه المسيح وليؤسسوا ويعلموا العالم‬

‫شريعة الخالص ‪ ،‬فمن يطيع هذه الوصايا يخلص ‪ ،‬أما من يرفض ما حظره الرسل يهلك ‪.‬‬

‫وتأتى (اآليات ‪ )12 – 14‬لنرى فيها تحطيم كامل لمملكة الشيطان ‪ .‬فحين يقول أجعل األنهار يابسة فهذا‬ ‫يعنى أن المؤمنين حينما تذوقوا حالوة المسيح الجوهرة كثيرة الثمن باعوا كل ملذات العالم التى كان الشيطان‬

‫رئيس هذا العالم يغريهم بها أى فقدت قيمتها فى عيونهم = وهذا معنى كلمة باعوا ‪ .‬وقال عن هذه الملذات هنا‬

‫= األنهار ‪ .‬واألنهار هنا قطعا غير األنهار التى تشير للروح القدس وراجع تفسير اآلية (حز‪ )12 : 31‬فملذات‬

‫األرض يسميها أنهار األرض وهذه هى المقصودة فى هذه اآلية ‪.‬‬

‫وال يكون بعد رئيس من أرض مصر = إذا فهمنا أن فرعون فى هذا اإلصحاح يرمز للشيطان ‪ ،‬فمعنى اآلية‬

‫يصبح أن الشيطان فقد كل سلطان له على البشر بعد الصليب‪ ،‬ولذلك يقول رب المجد " إن حرركم اإلبن‬

‫فبالحقيقة تكونون أح ار ار " (يو‪ ، )33 : 8‬بل أعطانا الرب سلطانا عليه أن ندوسه (لو‪.)12 : 14‬‬

‫‪141‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى والثالثون)‬

‫اإلصحاح الحادى والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫الش ْه ِر الثَّالِ ِث‪ِ ،‬في أ ََّو ِل َّ‬ ‫ش َرةَ‪ِ ،‬في َّ‬ ‫ان‬ ‫الش ْه ِر‪ ،‬أ َّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫َن َكالَ َم َّ‬ ‫الس َن ِة ا ْل َح ِاد َي ِة َع َ‬ ‫ب َك َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)9-1‬و َك َ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َعلَى األ َْر ِز ِفي‬ ‫ص َر َو ُج ْم ُهو ِرِه‪َ :‬م ْن أَ ْ‬ ‫ش َب ْه َ‬ ‫إِلَ َّي قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫ت ِفي َعظَ َم ِت َك؟ ُه َوَذا أ ْ‬ ‫آد َم‪ ،‬قُ ْل لف ْر َع ْو َن َملك م ْ‬ ‫لُ ْب َن َ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ان فَ ْر ُع ُه َب ْي َن ا ْل ُغ ُي ِ‬ ‫صِ‬ ‫وم‪4 .‬قَ ْد َعظَّ َمتْ ُه ا ْل ِم َياهُ‪َ ،‬و َرفَ َع ُه ا ْل َغ ْم ُر‪.‬‬ ‫امتُ ُه طَ ِويلَ ٌة‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ان َجمي ُل األَ ْغ َ‬ ‫ان َوأَ ْغ َبى الظ ِّل‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ِ ‪ِ​ِ5‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫سلَ ْت َج َد ِ‬ ‫ش َج ِ‬ ‫امتُ ُه َعلَى َج ِمي ِع‬ ‫اولَ َها إِلَى ُك ِّل أَ ْ‬ ‫أَ ْن َه ُارهُ َج َر ْت م ْن َح ْو ِل َم ْغ ِرسه‪َ ،‬وأ َْر َ‬ ‫ار ا ْل َح ْقل‪َ .‬فلذل َك ْارتَفَ َع ْت قَ َ‬ ‫السم ِ‬ ‫شَ ِ‬ ‫طالَ ْت فُروع ُه لِ َكثْرِة ا ْل ِمي ِ‬ ‫ت‪َ 6 .‬و َع َّ‬ ‫ص ِان ِه ُك ُّل طُ ُي ِ‬ ‫ش َج ِ‬ ‫اء‪،‬‬ ‫صا ُن ُه‪َ ،‬و َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫اه إِ ْذ َن َب َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ش ْت في أَ ْغ َ‬ ‫ار ا ْل َح ْق ِل‪َ ،‬و َكثَُر ْت أَ ْغ َ‬ ‫َ‬ ‫ور َّ َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ت ِظلِّ ِه ُك ُّل األ ِ ِ‬ ‫ان َج ِميالً ِفي َعظَم ِت ِه َوِفي طُ ِ‬ ‫ت فُر ِ‬ ‫وع ِه َولَ َد ْت ُك ُّل َح َي َو ِ‬ ‫ول‬ ‫س َك َن تَ ْح َ‬ ‫يم ِة‪ .‬فَ َك َ‬ ‫ان ا ْل َبِّر‪َ ،‬و َ‬ ‫َوتَ ْح َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُمم ا ْل َعظ َ‬ ‫َ‬ ‫اه َك ِثيرٍة‪8 .‬اَألَرُز ِفي ج َّن ِة ِ‬ ‫ان علَى ِمي ٍ‬ ‫صا َن ُه‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ب لَ ْم‬ ‫ض َب ِان ِه‪ ،‬أل َّ‬ ‫اهلل لَ ْم َيفُ ْق ُه‪َّ ،‬‬ ‫الس ْرُو لَ ْم ُي ْ‬ ‫قُ ْ‬ ‫الد ْل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َصلَ ُه َك َ َ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫ش ِب ْه أَ ْغ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ش ِبه ُه ِفي حس ِن ِه‪9 .‬جع ْلتُ ُه ج ِميالً ِب َكثْرِة قُ ْ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫شج ِ ِ‬ ‫ي ُك ْن ِم ْث َل فُر ِ ِ‬ ‫س َدتْ ُه‬ ‫َ‬ ‫وعه‪ُ .‬ك ُّل األَ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ار في َج َّنة اهلل لَ ْم تُ ْ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ض َبانه‪َ ،‬حتَّى َح َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ار ع ْد ٍن الَّ ِتي ِفي ج َّن ِة ِ‬ ‫اهلل‪".‬‬ ‫ُك ُّل أَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ش َج ِ َ‬ ‫هوذا أعلى األرز = مترجمه فى (الكتاب المقدس بشواهد) ترجمة أخرى = "هوذا أشور كان أر اًز"‪ .‬والمقصود إذاً‬

‫بهذه األرزة العالية‪ ،‬ملك أشور وذلك لعلو مكانته وسط الملوك‪ .‬وهذه الترجمة هى نفسها المنصوص عليها فى‬

‫السبعينية‪ .‬والدرس الذى يعطيه اهلل هنا لفرعون أنه كما هلك ملك أشور لكبريائه وسقط‪ ،‬هكذا سيسقط فرعون إن‬ ‫لم يتب عن كبريائه‪ .‬وكان ملك أشور يفرض سلطانه وحمايته على كل المنطقة‪ .‬ولقد شبه المثل هنا إمبراطورية‬

‫أشور بلبنان المملوء أشجا اًر‪ ،‬واألشجار هنا هى الملوك الخاضعين لملك أشور وكان ملك أشور يسمى نفسه ملك‬ ‫الملوك‪ ،‬وكذلك ملك بابل يسمى نفسه هكذا حز ‪ + 4 : 23‬دا ‪ + 34 : 2‬إش ‪( 8 : 14‬األخيرة عن ملك‬

‫أشور)‪ ،‬وألن ملك أشور كان فوق كل الملوك‪ ،‬أسماه هنا أعلى األرز‪ .‬فاألرز يشير للملوك (حز ‪ )3 : 14‬وكل‬

‫األرز أى الملوك حوله لم تفقه‪ ،‬بل كانوا بجانبه كأنهم أشجار سرو ودلب وهى أشجار قصيرة بالنسبة لألرز (آية‬

‫‪ .)8‬بل كان فى علوه كأن فرعه بين الغيوم وفرض حمايتة على من حوله = أغبى الظل‪ .‬وكانت خيرات مملكتة‬ ‫وفيرة = قد عظمته المياه‪ .‬فاألنهار تشير للخيرات الزمنية‪ .‬وعششت فى أغصانه كل طيور السماء = أى أن‬

‫كل الملوك حوله إحتموا به‪ ،‬فكان كأنه يظللهم‪ .‬وكثرت أغصانه = إشارة إلمتداد إمبراطورية أشور‪ .‬وحسده كل‬

‫من حوله = حتى حسدته كل أشجار عدن التى فى جنة اهلل = التشبيه يشير لفرعون‪ ،‬بأن ملك أشور وهو‬ ‫أعظم منه قد هلك‪ ،‬فليحذر هو‪ ،‬فهذا مصير كل متكبر‪ .‬ولكن هذه اآلية األخيرة والتى تكلمت عن جنة عدن‪،‬‬

‫جنة اهلل‪ ،‬ربما تشير ألشور كما قلنا وذلك ألن مملكة أشور جغرافياً تحتل مكان جنة عدن‪ .‬ولكن هذه اآليات‬

‫السابقة تشير ألبعد من ملك أشور‪ ،‬فالذى خلق فى الجنة هو آدم ولكبريائه سقط ‪ .‬إذاً فهذه المرثاة هى على‬ ‫اإلنسان الذى سقط‪ ،‬وحزن اهلل عليه‪ .‬فكما حدثنا إصحاح ‪ 28‬عن سقوط إبليس‪ ،‬واصحاح ‪ 34‬عن كسر ذراع‬ ‫إبليس يحدثنا هذا اإلصحاح عن سقوط آدم‪ .‬واهلل أقام اإلنسان كأجمل ما يمكن = جميل األغصان فهو خلقه‬ ‫على صورته ‪ ،‬وكان آدم على صورة اهلل فى المحبة‪ ،‬فاهلل محبة وأفاض آدم من محبته على الخليقة حوله‪ ،‬فمن‬ ‫‪142‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى والثالثون)‬

‫يحب اهلل يحب كل الخليقة حتي أعداءه وكان آدم يحب اهلل ‪ ،‬فاهلل محبة ولذاته في بني آدم ( أم ‪.) 31 : 8‬‬

‫وشعرت الحيوانات بمحبته وسلطته فإحتمت به = عششت فى أغصانه كل طيور السماء‪ ،‬وكان سلطانه على‬

‫كل الخليقة = أغبى الظل‪ .‬وكان مخلوقاً ينتمى للسماء مترفعاً عن األرضيات = قامته طويله والحظ أن جمال‬ ‫آدم وحواء يوم ُخلِقا كان ألنهما كانا ينظران اهلل وجهاً لوجه‪ .‬فموسى حين رأى جزء بسيط من مجد اهلل لمع وجهه‬

‫خر ‪ + 23-24:33‬خر ‪ ،22:34‬مع أن موسى لم يرى وجه اهلل‪ ،‬أما آدم قبل الخطية ما كان شئ يمنعه من‬ ‫أن يرى وجه اهلل‪ ،‬فكم كان نور وجهه والمجد الذى كان عليه‪ ،‬وكم كان جماله‪ .‬هذه المرثاة هنا هى على ما فقده‬

‫آدم من جمال ومجد قامته طويلة = كاألرز أعلى األشجار وأطولها عم اًر أيضاً‪ ،‬إشارة ألن آدم خلق ليكون‬

‫مخلوقاً سماوياً (أعلى األشجار) ويحيا لألبد (أطول األشجار عم اًر)‪ .‬وهذه من صفات اهلل‪ ،‬ألم يكن آدم مخلوقاً‬ ‫على صورة اهلل‪ .‬ألن أصله كان على مياه كثيرة = المياه تشير لنعمة اهلل التى يفيض بها على آدم وبنى آدم‪.‬‬ ‫وكانت أكبر نعمة أعطاها اهلل لإلنسان وال يقاس بجانبها أى شئ آخر هى أن يسكن الروح القدس فى اإلنسان‪.‬‬

‫فالمياه رمز للروح القدس‪ .‬ولكن اإلنسان بعد سقوطه حرم من سكنى الروح فيه بسبب خطاياه تك ‪ 3 : 3‬ولكن‬

‫بعد المسيح عاد الروح القدس ليسكن عند المؤمنين‪ .‬ومن جمال آدم والنعم التى حصل عليها حسدته الشياطين‬

‫= حسدته كل أشجار عدن‬

‫ألم يكن الشيطان فى جنةعدن (حز‪. )13 : 28‬‬

‫فرعه بين الغيوم = يشير للحياة السماوية التى كان آدم يحياها‪ ،‬وفى مجد‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ ِ َّ‬ ‫امتُ َك‪َ ،‬وقَ ْد َج َع َل فَ ْر َع ُه َب ْي َن‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪« " -:)13-11‬لِذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫َجل أَن َك ْارتَفَ َع ْت قَ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫شِّرِه طَرْدتُ ُه‪12 .‬وي ِ‬ ‫ا ْل ُغ ُي ِ‬ ‫اء‬ ‫َسلَ ْمتُ ُه إِلَى َي ِد قَ ِو ِّ‬ ‫ُمِم‪ ،‬فَ َي ْف َع ُل ِب ِه ِف ْعالً‪ .‬لِ َ‬ ‫َ​َ ْ‬ ‫وم‪َ ،‬و ْارتَفَ َع َق ْل ُب ُه ِب ُعلُِّوِه‪ ،‬أ ْ‬ ‫ستَأْصلُ ُه ا ْل ُغ َرَب ُ‬ ‫َ‬ ‫ي األ َ‬ ‫عتَاةُ األ ِ‬ ‫ض َبا ُن ُه َعلَى ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ض َبا ُن ُه ِع ْن َد ُك ِّل أَ ْن َه ِ‬ ‫ار‬ ‫ال َوِفي َج ِم ِ‬ ‫يع األ َْوِد َي ِة‪َ ،‬وتَْن َك ِس ُر قُ ْ‬ ‫ساقَطُ قُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُمم‪َ ،‬وَيتُْرُكوَن ُه‪ ،‬فَتَتَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ور َّ ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ش ُع ِ‬ ‫وب األ َْر ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ستَ ِق ُّر َج ِميعُ طُ ُي ِ‬ ‫ض‪َ ،‬وَي ْن ِز ُل َع ْن ِظلِّ ِه ُك ُّل ُ‬ ‫الس َماء‪َ ،‬و َجميعُ‬ ‫ض‪َ ،‬وَيتُْرُكوَن ُه‪َ .‬علَى َهشيمه تَ ْ‬ ‫َح َي َو ِ‬ ‫ض َب ِان ِه‪" .‬‬ ‫ون َعلَى قُ ْ‬ ‫ان ا ْل َبِّر تَ ُك ُ‬ ‫كان اهلل يشتهى أن يراه عالياً جميالً‪ ،‬أعلى من الغيوم‪ ،‬ولكنه بكبريائه سقط حين إرتفع قلبه بعلوه‪ .‬قارن مع‬

‫اآلية ‪ 3‬فى نفس اإلصحاح تجد أن اهلل هو الذى خلقه وفرعه بين الغيوم = فهذه إرادة اهلل أن نكون فى منتهى‬

‫العلو‪ .‬إذن أين الخطية ؟ هى داخل القلب‪ ..‬هى أن ننسب جمالنا وقوتنا ألنفسنا وليس هلل‪ .‬خذ مثال لذلك ‪-:‬‬

‫ملك عظيم تزوج فتاة من فقراء الشعب وتوجها كملكة فسجد لها عظماء المملكة‪ ...‬ما هو المنتظر منها ؟ من‬ ‫المؤكد أن الملك كان ينتظر منها أن تشعر فى داخلها أنها عظيمة به‪ ،‬وأن عظمتها ليست راجعة إلى نفسها‪،‬‬ ‫فإن قالت للملك "أنا عظمتى من نفسى‪ ..‬ليس مثلى فهى تحزن قلب الملك الذى يحبها إذ فصلت نفسها عنه‬

‫كسر جمالها وعظمتها ومجدها‪ .‬وهذا م ا حدث بين اهلل وآدم حين قال له اهلل ال تأكل من هذه الشجرة التى أكل‬

‫منها الشيطان قبلك فسقط وهلك‪ .‬فإن أكلت يا آدم ووقعت فى نفس الغواية وانفصلت عنى بأن تنسب قوتك‬ ‫وجمالك لنفسك ال هلل‪ ،‬تموت‪ ،‬فكل ما أنت فيه من نعمة سببها هواهلل‪ ،‬واإلنفصال عن اهلل الحى يعنى الموت‪.‬‬ ‫وحتى اآلن فنحن نقع فى هذه الغواية‪ ،‬ونفضل أن نتكلم عن أنفسنا ونجاحاتنا وذكائنا وال ننسب هذا هلل‪ ،‬ولذلك‬

‫‪143‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى والثالثون)‬

‫يقول يعقوب "ال تضلوا‪ ..‬كل عطية صالحة وكل موهبة هى من فوق نازلة من عند أبى األنوار يع ‪،13 : 1‬‬

‫‪ "14‬ويقول بولس الرسول وان كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ ‪1‬كو ‪ .4 : 4‬ومن يعطيه اهلل موهبة‬

‫فيفتخر بها ويظن فى نفسه شيئاً‪ ،‬فهو يبدأ طريق السقوط واإلنفصال عن اهلل كما سقط آدم من قبل‪ ،‬لذلك يحذر‬ ‫بولس الرسول قائالً "إذاً من يظن أنه قائم فلينظر أن ال يسقط ‪1‬كو ‪"12: 14‬‬

‫وكانت نتيجة كبرياء أشور أن ملك أشور سقط أمام ملك بابل = أسلمته إلى يد قوى األمم فيفعل به فعالً = أى‬ ‫يذله‪ .‬وهذا ما حدث لإلنسان فاهلل أسلمه ليد قوى األمم أى الشيطان فإستعبده رو ‪ .24 : 8‬لشره طردته = طرد‬

‫ملك أشور من ملكه وطرد اإلنسان من الجنة‪ .‬ويستأصله الغرباء عتاة األمم = البابليون ألشور‪ ،‬والشياطين‬ ‫آلدم‪ ،‬والحظ أن بابل رمز واضح فى الكتاب المقدس للشيطان ‪ .‬هذا يحدث حين تتخلى نعمة اهلل عن اإلنسان‪،‬‬ ‫وسيفقد اإلنسان الصورة الجميلة التى خلقه اهلل عليها‪ ،‬وسيفقد طبيعته المحبة التى جعلت الحيوانات تتآوى تحته‬

‫= وتتساقط قضبانه = أى تسقط فروعه على الجبال وفى جميع األودية = أنظر كم كان اإلنسان عالياً‪ ،‬فحين‬ ‫بدأت فروعه تتساقط‪ ،‬تساقطت أوالً على الجبال العالية‪ ،‬ثم كانت النتيجة الطبيعية‪ ...‬إستمرار اإلنحدار‪ ،‬فسقطت‬

‫فروعه فى جميع األودية‪ .‬وتنكسر قضبانه عند كل أنهار األرض = أنهار األرض غير أنهار اهلل هذه التى تفرح‬ ‫مدينة اهلل والتى تشير لعمل الروح القدس (مز ‪ .)4 : 43‬أما أنهار األرض فهى تشير إلى لذات األرض التى‬

‫سينجذب إليها اإلنسان بعد سقوطه فيزداد إنكسا اًر إلزدياد إبتعاده عن اهلل‪ .‬والنتيجة الطبيعية أن يتركه كل من‬

‫كان يحتمى به من شعوب األرض بالنسبة لملك أشور = ينزل عن ظله أى أن ملك أشور فقد سلطانه على كل‬ ‫الملوك الذى كان هو أعلى منهم‪ .‬وبالنسبة آلدم فقد سلطانه على كل الحيوانات والطيور الذى سلطه اهلل عليها‬

‫يوم خلقه مز ‪ .8 – 6 : 8‬بل على هشيمه تستقر جميع طيور السماء = فجثث جيش أشور تركت للطيور‬

‫وجميع حيوان البر تكون على قضبانه = أى ذل وصل إليه اإلنسان بعد سقوطه‬

‫‪14‬‬ ‫ش َج َرةٌ‬ ‫آية (‪ " -:)14‬لِ َك ْيالَ تَْرتَ ِف َع َ‬ ‫شِ ٍ‬ ‫بلُّوطَاتُها ِفي ارِتفَ ِ‬ ‫اء‪،‬‬ ‫اع َها ُك ُّل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ارَبة َم ً‬ ‫ْ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫ين ِفي ا ْل ُج ِّ‬ ‫َ‬ ‫آد َم َم َع ا ْل َها ِب ِط َ‬ ‫معناها أن الموت صار عالجاً‪ ،‬الموت كان نتيجة للخطية‪ ،‬ولكن اهلل سمح بهذا (حتى بعد قيامة المسيح‬

‫َّما َو ِه َي‬ ‫أل ََّن َها قَ ْد‬

‫اه لِقَ ِ‬ ‫علَى ا ْل ِمي ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫امت َها‪َ ،‬والَ تَ ْج َع ُل فَ ْر َع َها َب ْي َن ا ْل ُغ ُيوم‪َ ،‬والَ تَقُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ ِ‬ ‫يعا إِلَى ا ْل َم ْو ِت‪ ،‬إِلَى األ َْر ِ‬ ‫س ِط َب ِني‬ ‫ض ُّ‬ ‫الس ْفلَى‪ ،‬في َو ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُسل َم ْت َجم ً‬

‫وانتصاره على الموت) حتى ال ينتفخ أى إنسان حصل على نعمة اهلل = أى شجرة شاربة ماء‪ .‬فبدون الموت‬

‫سينتفخ اإلنسان ويضع رأسه بين الغيوم‪ ،‬فيهلك أبدياً‪ .‬اهلل سلم اإلنسان للموت‪ ،‬ليذكر دائماً نهايته فال يرتفع وال‬

‫ينتفخ = قد أسلمت جميعاً إلى الموت إلى األرض السفلى وسط بنى آدم = إذاً األشجار كانت كناية عن بنى‬

‫آدم‬

‫‪15‬‬ ‫ب‪ِ :‬في َي ْوِم‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫آية (‪ " -:)15‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ان َعلَ ْي ِه‪،‬‬ ‫َح َزْن ُ‬ ‫ت لُ ْب َن َ‬ ‫يرةُ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫أَ ْن َه َارهُ‪َ ،‬وفَن َيت ا ْلم َياهُ ا ْل َكث َ‬

‫ُن ُزولِ ِه إِلَى ا ْل َه ِ‬ ‫ت‬ ‫ت َعلَ ْي ِه ا ْل َغ ْم َر‪َ ،‬و َم َن ْع ُ‬ ‫س ْو ُ‬ ‫اوَي ِة أَقَ ْم ُ‬ ‫ت َن ْو ًحا‪َ .‬ك َ‬ ‫ش َج ِ‬ ‫ار ا ْل َح ْق ِل َذُبلَ ْت َعلَ ْي ِه‪" .‬‬ ‫َو ُك ُّل أَ ْ‬

‫‪144‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى والثالثون)‬

‫فى يوم نزوله للهاوية = ليس المقصود هنا بالهاوية جهنم‪ ،‬ولكن حكم الموت الذى صدر ضد اإلنسان‪ .‬ويا‬

‫لمحبة اهلل الذى أقام نوحاً = فقلب اهلل ح ِزن على اإلنسان حين مات‪ ،‬لذلك بكى يسوع على قبر لعازر كأنه يود‬

‫أن يقول لنا "هذه لم تكن إرادتى يا إنسان‪ ،‬بل أنت إخترت هذا الطريق لنفسك" والنتيجة الطبيعية لما وصل إليه‬

‫اإلنسان هى فقدانه لنعمة الروح القدس = فنيت المياه الكثيرة = فخسر ثمار الروح أى الفرح = أحزنت لبنان‬

‫عليه = أى باقى الشجر وكسوت عليه الغمر = كأن الكل يلبس سواداً‪ .‬لقد كان إسم الجنة‪ ..‬عدن وهي كلمة‬ ‫عبرية بمعني بهجة‪ ،‬ولكن بعد أن "إختطفت لى قضية الموت" ودخل الموت إلى العالم‪ ،‬فقد العالم الفرح‬ ‫الحقيقى‪ ،‬وحزن اهلل على ما آل إليه حال اإلنسان‪ .‬ولنتأمل فى محبة اهلل الذى يحزن على حال البشر "ففى كل‬

‫ضيقهم تضايق إش ‪ 2 : 33‬هذه الحالة للطبيعة وللعالم المشبهة هنا هكذا أحزنت لبنان عليه‪ ..‬كسوت عليه‬

‫الغمر‪ ..‬كل أشجار الحقل ذبلت = هى الحالة التى صارت عليها األرض بعد أن لعنها اهلل بسبب الخطية تك ‪3‬‬ ‫‪ .14 :‬ولكن هذه الحالة ستنتهى إذ ستعتق الخليقة من عبودية الفساد إلى حرية مجد أوالد اهلل رو ‪.21 : 8‬‬ ‫آية (‪ِ 16 " -:)16‬م ْن صو ِت سقُ ِ‬ ‫ُمم ِع ْن َد إِ ْن َزالِي إِيَّاهُ إِلَى ا ْل َه ِ‬ ‫ب‪ ،‬فَتَتَ َع َّزى‬ ‫ين ِفي ا ْل ُج ِّ‬ ‫وط ِه أ َْر َج ْف ُ‬ ‫اوَي ِة َم َع ا ْل َها ِب ِط َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ت األ َ َ‬ ‫شِ ٍ‬ ‫ِفي األ َْر ِ‬ ‫ش َج ِ‬ ‫اء‪" .‬‬ ‫ض ُّ‬ ‫الس ْفلَى ُك ُّل أَ ْ‬ ‫ان َو ِخ َي ُارهُ ُك ُّل َ‬ ‫ار َع ْد ٍن‪ُ ،‬م ْختَ ُار لُ ْب َن َ‬ ‫ارَبة َم ً‬

‫أرجفت األمم = حين يسقط ملك جبار متعظم مثل ملك أشور يرتجف كل واحد‪ ،‬فإن سقط هذا فالدور القادم على‬ ‫أنا األضعف منه‪ .‬ونالحظ هنا صورة أخرى معاكسة فى الهاوية أى مكان إنتظار األموات حين يدخل هذا‬ ‫العظيم المتكبر يتعزى الباقين‪ .‬فهذه األرزة العالية أصبحت مثلهم‪ .‬فجنود ملك أشور الذين سبق وماتوا فى‬

‫المعارك سيجدون أن مصير هذا العظيم مثلهم‪ ،‬وأن اهلل لم يظلمهم ولم يحابى هذا العظيم لمكانته بل الكل واحد‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫ون تَ ْح َ ِ ِ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ضا َن َزلُوا إِلَى ا ْل َه ِ‬ ‫س ِط‬ ‫ف‪َ ،‬و َزْر ُع ُه َّ‬ ‫اوَي ِة َم َع ُه‪ ،‬إِلَى ا ْلقَ ْتلَى ِب َّ‬ ‫اك ُن َ‬ ‫آية (‪ُ " -:)17‬ه ْم أ َْي ً‬ ‫ت ظلِّه في َو ْ‬ ‫ُمِم‪" .‬‬ ‫األ َ‬

‫كل جنوده وعظمائه‪ ،‬كل من إحتمى به من الصغار‪ ،‬فالموت هو حادثة واحدة تقع لكليهما جا ‪ 12 : 3‬أى‬

‫العظيم والحقير‪ ،‬بل حتى للحيوانات‪.‬‬

‫‪18‬‬ ‫ار َع ْد ٍن إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ش َج ِ‬ ‫ش َج ِ‬ ‫ض‬ ‫ستُ ْح َد ُر َم َع أَ ْ‬ ‫ت ِفي ا ْل َم ْج ِد َوا ْل َعظَ َم ِة ه َك َذا َب ْي َن أَ ْ‬ ‫آية (‪َ " -:)18‬م ْن أَ ْ‬ ‫ش َب ْه َ‬ ‫ار َع ْد ٍن؟ َ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫طجع ب ْي َن ا ْل ُغ ْل ِ‬ ‫ف‪ .‬ه َذا ِف ْر َع ْو ُن َو ُك ُّل ُج ْم ُه ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ورِه‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ين ِب َّ‬ ‫ُّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫الس ْفلَى‪َ ،‬وتَ ْ‬ ‫ف َم َع ا ْل َم ْقتُولِ َ‬ ‫ضَ َُ‬

‫هنا الكالم موجه لفرعون من أشبهت فى المجد = أى حتى لو كنت مثل ملك أشور فى مجده ستحدر معه =‬

‫أى تموت مثله فى عار = تضجع بين الغلف = هذا عار عند المصريين الذين يهتمون بالختان‪ ،‬والمقتولين‬ ‫بالسيف = بال دفن‪ ،‬وهذا عار أيضاً عند المصريين الذين يهتمون ببناء المقابر واألهرامات للدفن ومعنى هذه‬ ‫وتلك أنه سيصير فى أدنى الدرجات فى العالم السفلى‪.‬‬

‫‪145‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى والثالثون)‬

‫واآليات من ‪ -: 18 – 13‬موجهة لكل إنسان متكبر‪ ،‬ليذكر النهاية فيتضع‪ ،‬ألن نهاية المتكبر هى عار‪.‬‬

‫ويصبح معنى أرجفت األمم = أن اهلل يسمح بميتات صعبة لبعض العظماء والمشاهير حتى نرتجف جميعاً‬ ‫ونتضع فنجد خالصاً لنفوسنا‪.‬‬

‫‪146‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني والثالثون)‬

‫اإلصحاح الثانى والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫هذا اإلصحاح ينهى النبوات الخاصة بمصر‪ .‬ولكن أن تطول النبوات الخاصة بمصر بهذا الشكل يدفعنا أن‬

‫نفكر أن اآليات تنظر إلى أبعد من ذلك‪ .‬فدينونة الرب لمصر وحكمه بهذا بدأت منذ زمن سحيق تك ‪.14 : 16‬‬ ‫بسبب إستعباد مصر لشعب اهلل‪ ،‬وقلنا أن هذا إشارة إلستعباد إبليس لشعب اهلل‪ .‬ولكن يبدو أن األمر يمتد‬

‫للمستقبل أيضاً حين يطلق إبليس من سجنه ويعطى كل قدرته لضد المسيح فى األيام األخيرة رؤ ‪ + 3 : 24‬رؤ‬

‫‪ 2 : 13‬ونالحظ أن مملكة ضد المسيح تدعى روحياً مصر (وذلك ألن مصر أيام موسى إشتهرت بالعناد‪،‬‬ ‫فالضربات تنهال عليها وهى تعاند‪ ،‬وهذا ما سيحدث لمملكة ضد المسيح (الدجال)‪ ،‬فالضربات تنهال عليها‬

‫لتتوب ومع هذا ترفض رؤ ‪ 11 : 13 +24 : 2‬باإلضافة لما إشتهرت به مصر أى الكبرياء واستعباد أوالد اهلل‪.‬‬ ‫وهذا اإلصحاح الذى يحدثنا عن خراب مصر يصبح خراباً لمملكة ضد المسيح‪ ،‬أى يشير لنهاية األيام‪ .‬ولذلك‬

‫نجد الع بارات تتجه هذا اإلتجاه الذى يشير لنهاية العالم وخراب نهائى لكل عدو متكبر سواء للمسيح أو الكنيسة‬

‫جسد المسيح‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ش َر‪ِ ،‬في أ ََّو ِل َّ‬ ‫ش َرةَ‪ِ ،‬في َّ‬ ‫ب‬ ‫الش ْه ِر‪ ،‬أ َّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫َن َكالَ َم َّ‬ ‫الش ْه ِر الثَّ ِاني َع َ‬ ‫الس َن ِة الثَّ ِان َي ِة َع َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)3-1‬و َك َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ت ِش ْب َل األُمِم وأَ ْن َ ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير‬ ‫ص َر َوُق ْل لَ ُه‪ :‬أَ ْ‬ ‫ش َب ْه َ‬ ‫ص َار إِلَ َّي قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫آد َم‪ْ ،‬ارفَ ْع َم ْرثَاةً َعلَى ف ْر َع ْو َن َملك م ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ت َنظ ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ِبأَ ْن َه ِ‬ ‫اح ِفي ا ْل ِب َح ِ‬ ‫الر ُّ‬ ‫س ٍ‬ ‫ال َّ‬ ‫سطُ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ت أَ ْن َه َارُه ْم‪ .‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫اء ِب ِر ْجلَ ْي َك‪َ ،‬و َع َّك ْر َ‬ ‫ار َك‪َ ،‬و َكد َّْر َ‬ ‫ار‪ .‬ا ْن َدفَ ْق َ‬ ‫ب‪ :‬إِ ِّني أ َْب ُ‬ ‫ت ا ْل َم َ‬ ‫ت ْم َ‬ ‫شب َك ِتي مع جماع ِة ُ ٍ ِ‬ ‫ص ِع ُدوَن َك ِفي ِم ْج َزفَ ِتي‪" .‬‬ ‫َ َ َ​َ َ‬ ‫َعلَ ْي َك َ َ‬ ‫يرٍة‪َ ،‬و ُه ْم ُي ْ‬ ‫ش ُعوب َكث َ‬ ‫إرفع مرثاة = فاهلل كان يود لو لم يكن هذا الهالك والخراب واأللم الذى سيحدث بسبب إطالق الشيطان من‬

‫سجنه‪ ،‬ولكن اهلل سيطلقه فى األيام األخيرة ألن الناس أصبحت ال تريد اهلل‪ ،‬بل تريد الخطية "والرب يعطيك‬

‫حسب قلبك مز ‪ .4 : 24‬واهلل سيطلقه للناس ليجربوا ما إشتهاه قلبهم من أنواع الخطايا‪ ،‬وسيتألمون لذلك‪ ،‬فنتائج‬ ‫الخطية دائماً مؤلمة‪ ،‬واهلل يسمح بهذا األلم لعلهم يدركوا بشاعة ما إختاروا فيتوبون‪ .‬هى محاولة أخيرة من اهلل‬ ‫قبل نهاية األيام‪ ،‬حتى ال تكون هناك فرصة لم يستغلها اهلل لخالص البشر‪ .‬وبذلك ينطبق قول المرنم " لكى‬

‫تتبرر فى أقوالك وتغلب إذا حوكمت" مز ‪ 4 : 61‬وقوله إرفع مرثاة = فهذا قطعاً ألن اهلل حزين على ما سيحدث‬

‫للبشر وقتئذ أشبهت شبل األمم = فرعون ظن فى نفسه أسداً يحمى من حوله‪ ،‬فوعد يهوذا بحمايتها وأنت نظير‬

‫تمساح = أى حبيس نهرك ال تستطيع أن تخرج منه‪ ،‬إذاً لن تستطيع حماية من هم خارج بلدك‪ .‬بل أنت تمساح‬ ‫تأكل األسماك‪ ،‬أى أنت متوحش تأكل شعبك وتقودهم للدمار‪ .‬وكدرت الماء = حين يتحرك التمساح يكدر الماء‬

‫وفرعون هذا حين تحرك لمساعدة صديقه فى القيروان دمر جيشه وشعبه فأثار المياه وسبب قلقاً لشعبه‪ .‬حين‬

‫إندفقت بأنهارك = أى إندفعت بشدة داخل أنهارك فهيجت الطين فيها إشارة لإلضطراب الذى أحدثه بالمصريين‪.‬‬ ‫وهذا ينطبق على ما عمله الفرعون‪ ،‬وما سيعمله ضد المسيح‪ ،‬يثير الجو ضد اهلل‪ ،‬ويحاول أن يفرض حمايته‬

‫‪147‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني والثالثون)‬

‫على تابعيه‪ ،‬فيكون لهم سمة خاصة بها يشترون ويبيعون‪ ،‬والمقصود أن من له السمة يستطيع أن يتمتع بحماية‬

‫الدجال رؤ ‪ .14 ،13 : 13‬وتكدير الماء إشارة للضيق الذى ستعانى منه كنيسة المسيح فى تلك األيام مت ‪24‬‬

‫‪ .22 ،21 :‬واهلل لن يترك هذا الوضع طويالً بل أبسط عليك شبكتى = فاهلل ال يترك األشرار لألبد‪ .‬وكان جيش‬ ‫بابل هو الشبكة التى وقع فيها هذا الفرعون‪ ،‬ولكل طاغية شبكة أعدها اهلل‪ ،‬وهكذا هناك شبكة لضد المسيح‬

‫(راجع رؤ ‪ 2 ،1 : 13‬فهذه الضربات موجهة ألتباع ضد المسيح وله هو شخصياً) = عكرت أنهارهم =‬ ‫تصرفاته سببت الضيق الذى وقع فيه الناس‪ .‬والحظ فمن خدعهم وساروا وراءه إذ يكتشفون ضالله وأنه لم يسبب‬

‫لهم سوى األلم يقومون عليه = وهم يصعدونك فى مجزفتى = أى شبكتى وبعد أن يخرج من أرضه يلقى كسمكة‬ ‫كبيرة على أرض جافة‪.‬‬

‫السم ِ‬ ‫اآليات (‪َ 4 " -:)6-4‬وأَتُْرُك َك َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‪َ ،‬وأَ ْط َر ُح َك َعلَى َو ْج ِه ا ْل َح ْق ِل‪َ ،‬وأ ُِق ُّر َعلَ ْي َك ُك َّل طُ ُي ِ‬ ‫اء‪َ ،‬وأُ ْ‬ ‫شبعُ‬ ‫ور َّ َ‬ ‫ض ُكلَّ َها‪َ 5 .‬وأُْل ِقي لَ ْحم َك َعلَى ا ْل ِج َب ِ‬ ‫وش األ َْر ِ‬ ‫ال‪َ ،‬وأ َْمألُ‬ ‫ِم ْن َك ُو ُح َ‬ ‫َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِان َك ِم ْن َد ِم َك إِلَى ا ْل ِج َب ِ‬ ‫اق‪" .‬‬ ‫ال‪َ ،‬وتَ ْمتَلِئُ ِم ْن َك اآلفَ ُ‬ ‫ُس ِقي أ َْر َ‬ ‫ض فَ َي َ‬ ‫األ َْوِد َي َة م ْن ِج َيف َك‪َ .‬وأ ْ‬ ‫هذه تشير لحرب شديدة يلقى فيها هو وجنوده مدوسين بدمهم فى البرية‪ ،‬متروكين لطيور السماء ووحوش‬ ‫األرض‪ ،‬ودمهم يمأل أرضهم = أرض فيضانك (قارن مع رؤ ‪ + 14 : 13‬رؤ ‪ + 18 ،14 : 12‬حز ‪،4 : 32‬‬

‫‪)24 – 14‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫َحجب َّ ِ‬ ‫س َح ٍ‬ ‫وم َها‪َ ،‬وأُ ْغ ِشي َّ‬ ‫اب‪َ ،‬وا ْلقَ َم ُر الَ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)8-7‬و ِع ْن َد إِ ْطفَ ِائي إِي َ‬ ‫َّاك أ ْ ُ ُ‬ ‫س ِب َ‬ ‫الش ْم َ‬ ‫الس َم َاوات‪َ ،‬وأُ ْظل ُم ُن ُج َ‬ ‫َجع ُل الظُّ ْلم َة علَى أَر ِ‬ ‫ار َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ْو َءهُ‪َ 8 .‬وأُ ْظلِ ُم فَ ْوقَ َك ُك َّل أَ ْن َو ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ض َك‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫يء َ‬ ‫يرِة‪َ ،‬وأ ْ َ‬ ‫ُيض ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫الس َماء ا ْل ُمن َ‬

‫قارن مع مت ‪ + 22 : 24‬رؤ ‪ 12 : 8‬فهذه الظلمة تشير لأليام األخيرة وهى من عالمات النهاية‪ ،‬بعد أن‬

‫تضرب دولة ضد المسيح وتمأل دماء أتباعه الجبال والوديان‪ .‬وبالنسبة لفرعون تفسر هذه اآليات روحياً بأنها‬

‫ظلمة النفس فلم يعد لهذا الشرير بصيرة ليرى نور اهلل‪ ،‬ولم يعد له رجاء فى خالص من محنته التى وضع نفسه‬

‫فيها‪ ،‬وستختفى منه كل حكمة إش ‪ .13 -11 : 12‬وهذه الظلمة حدثت فعالً فى أيام ضربات اهلل العشر على‬

‫يد موسى‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ِ‬ ‫ير َ ِ‬ ‫ش ُع ٍ‬ ‫ُمِم ِفي أ َ​َر ٍ‬ ‫وب َك ِث ِ‬ ‫ُح ِّي ُر‬ ‫وب ُ‬ ‫ْها‪َ .‬وأ َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)11-9‬وأَ ُغ ُّم ُقلُ َ‬ ‫ين ع ْن َد إِتْ َياني ِب َك ْ‬ ‫اض لَ ْم تَ ْع ِرف َ‬ ‫س ِر َك َب ْي َن األ َ‬ ‫َخ ِطر ِب ِ‬ ‫ْشعر ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫وبا َك ِث ِ‬ ‫ظ ٍة‪،‬‬ ‫ون ُك َّل لَ ْح َ‬ ‫ين‪ُ ،‬ملُو ُك ُه ْم َي ْق َ‬ ‫ِم ْن َك ُ‬ ‫َّام ُو ُجو ِه ِه ْم‪ ،‬فَ َي ْر ِجفُ َ‬ ‫ش ِع ُّر َ‬ ‫ير َ‬ ‫ش ُع ً‬ ‫ار ع ْن َد َما أ ْ ُ َ‬ ‫ون َعلَ ْي َك اق ْ َ ً‬ ‫س ْيفي قُد َ‬ ‫اح ٍد علَى َن ْف ِس ِه ِفي يوِم سقُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وط َك‪".‬‬ ‫ُك ُّل َو َ‬ ‫َْ ُ‬

‫سيرتعب الباقون حين ُيضرب فرعون أو ي ِ‬ ‫ضرب اهلل دولة ضد المسيح فى األيام األخيرة (قارن مع رؤ ‪،2 : 18‬‬ ‫‪ .)14‬فبيتك يكون فى خطر حين تشتعل النيران فى بيت جارك‪ .‬فالحزن سيعم الجميع على خراب دولة ضد‬ ‫المسيح‪ ،‬وسيرتعبون حين يروا هذه الضربات عندما أخطر بسيفى = أى أستعمل براعتى فى إستعمال السيف‬

‫‪148‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني والثالثون)‬

‫(الضربات) ألرعب األخرين‪ ،‬فلربما يقودهم هذا للتوبة‪ .‬والسيف كان ملك بابل بالنسبة لفرعون‪ ،‬والسيف سيكون‬

‫الضربات والجامات ضد دولة "ضد المسيح" ‪ ،‬وضربات النبيين ضده (رؤ‪. )11‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ :‬س ْي ُ ِ ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫ُس ِقطُ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪ « " -:)16-11‬أل ََّن ُه ه َك َذا قَ َ‬ ‫س ُيوف ا ْل َج َبا ِب َرِة أ ْ‬ ‫ف َملك َبا ِب َل َيأْتي َعلَ ْي َك‪ِ .‬ب ُ‬ ‫الر ُّ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫يد ج ِميع به ِائ ِمها ع ِن ا ْل ِمي ِ‬ ‫ون ِك ْب ِري ِ‬ ‫جمهور َك‪ُ .‬كلُّهم عتَاةُ األ ِ‬ ‫ص َر‪َ ،‬وَي ْهلِ ُك ُك ُّل ُج ْم ُه ِ‬ ‫اه‬ ‫سلُ ُب َ‬ ‫َ‬ ‫ورَها‪َ .‬وأُِب ُ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫اء م ْ‬ ‫ُمم‪ ،‬فَ َي ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُُْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ ٍِ ِ‬ ‫ف ب ِه ٍ‬ ‫ا ْل َك ِثيرِة‪ ،‬فَالَ تُ َكد ِ‬ ‫سٍ‬ ‫ُج ِري أَ ْن َه َارُه ْم‬ ‫ب ِم َي َ‬ ‫اه ُه ْم َوأ ْ‬ ‫يمة‪ .‬حي َنئذ أُْنض ُ‬ ‫ِّرَها م ْن َب ْع ُد ِر ْج ُل إِ ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ان‪َ ،‬والَ تُ َع ِّك ُرَها أَ ْظالَ ُ َ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫َجع ُل أَر َ ِ‬ ‫َك َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫الزْي ِت‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ص َر َخ َر ًابا‪َ ،‬وتَ ْخلُو األ َْر ُ‬ ‫ب‪ِ .‬ح َ‬ ‫ض ِم ْن ِم ْل ِئ َها‪ِ .‬ع ْن َد َ‬ ‫ض ْرِبي َجميعَ‬ ‫ض م ْ‬ ‫ين أ ْ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ِ 16 .‬‬ ‫ات األ ِ‬ ‫ص َر َو َعلَى ُك ِّل ُج ْم ُه ِ‬ ‫ورَها‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫هذ ِه َم ْرثَاةٌ َي ْرثُ َ‬ ‫س َّك ِان َها َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ُمم تَْرثُو ِب َها‪َ .‬علَى م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ون ِب َها‪َ .‬ب َن ُ َ‬

‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫تَْرثُو ِب َها‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫السيف هو ملك بابل الذى سيخرب ملك مصر وقوتها وأبهتها التى تفتخر بها‪ .‬حتى النهر سيشارك فى الحزن‬

‫العام الذى خيم على األمة وبدالً أن تندفق مياهه تكون كالزيت = بطيئة وثقيلة‪ ،‬أى بال فيضان‪ ،‬فالفيضان‬ ‫يجعل المياه تندفع بقوة وال تكون هادئة‪ .‬وهذا يعنى توقف مصادر الخير‪ ،‬فألنهم إستخدموا خي ارتهم بطريقة‬ ‫خاطئة وكانت سبباً فى كبريائهم‪ ،‬فاهلل يشفيهم من هذا الكبرياء بأن يحرمهم من الخيرات = فيسلبون كبرياء‬

‫مصر آية (‪)12‬‬

‫‪17‬‬ ‫شرةَ‪ِ ،‬في ا ْل َخ ِ‬ ‫ان ِفي َّ ِ َّ ِ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫ش َر ِم َن َّ‬ ‫ان‬ ‫الش ْه ِر‪ ،‬أ َّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫َن َكالَ َم َّ‬ ‫س َع َ‬ ‫ب َك َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)32-17‬و َك َ‬ ‫الس َنة الثان َية َع َ َ‬ ‫‪18‬‬ ‫ات األ ِ ِ‬ ‫َح ِدره ُهو وب َن ِ‬ ‫آدم‪ ،‬وْل ِو ْل علَى جمه ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ِة إِلَى األ َْر ِ‬ ‫الس ْفلَى َم َع‬ ‫ض ُّ‬ ‫ص َر‪َ ،‬وأ ْ ْ ُ َ َ َ‬ ‫ور م ْ‬ ‫َ ُُْ‬ ‫إِلَ َّي قَائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ َ َ‬ ‫ُمم ا ْل َعظ َ‬ ‫َ‬ ‫‪19‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ف‪21 .‬يسقُطُ َ ِ‬ ‫اضطَجع مع ا ْل ُغ ْل ِ‬ ‫ف‪ .‬قَ ْد‬ ‫ين ِفي ا ْل ُج ِّ‬ ‫س ِط ا ْلقَ ْتلَى ِب َّ‬ ‫ب‪ِ .‬م َّم ْن َن ِع ْم َ‬ ‫ا ْل َها ِب ِط َ‬ ‫ت أَ ْكثَ​َر؟ ا ْن ِز ْل َو ْ ْ َ َ‬ ‫ون في َو ْ‬ ‫َْ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫س ِط ا ْل َه ِ‬ ‫س ُك ُو َها َمعَ ُك ِّل ُج ْم ُه ِ‬ ‫َع َو ِان ِه‪ .‬قَ ْد َن َزلُوا‪،‬‬ ‫ُسلِ َم َّ‬ ‫الس ْي ُ‬ ‫اوَي ِة َمعَ أ ْ‬ ‫اء ا ْل َج َبا ِب َرِة م ْن َو ْ‬ ‫أْ‬ ‫ورَها‪ُ .‬ي َكلِّ ُم ُه أَق ِْوَي ُ‬ ‫ف‪ .‬اُ ْم ُ‬ ‫ِ ‪22‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫َشور و ُك ُّل جماع ِتها‪ .‬قُبوره ِم ْن حولِ ِه‪ُ .‬كلُّهم قَ ْتلَى س ِ‬ ‫ف‪.‬‬ ‫الس ْي‬ ‫ون ِب َّ‬ ‫ط َج ُعوا ُغ ْلفًا قَ ْتلَى ِب َّ‬ ‫اض َ‬ ‫ف‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫ْ‬ ‫اقطُ َ‬ ‫َ َ َ َ ُ ُ​ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫اك أ ُّ ُ َ‬ ‫ُْ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ب‪ ،‬وجماعتُها حو َل قَ ْب ِرَها‪ُ ،‬كلُّهم قَ ْتلَى س ِ‬ ‫ين ج ِعلَ ْت قُبورُهم ِفي أ ِ‬ ‫‪ِ 23‬‬ ‫ين َج َعلُوا ُر ْع ًبا‬ ‫ون ِب َّ‬ ‫ف‪ ،‬الَِّذ َ‬ ‫اقطُ َ‬ ‫اَلَّذ َ ُ‬ ‫َساف ِل ا ْل ُج ِّ َ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ورَها حو َل قَ ْب ِرَها‪ُ ،‬كلُّهم قَ ْتلَى س ِ‬ ‫اء‪ُ 24 .‬ه َن َ ِ‬ ‫َحي ِ‬ ‫ِفي أ َْر ِ‬ ‫ين َه َبطُوا ُغ ْلفًا‬ ‫ون ِب َّ‬ ‫ف‪ ،‬الَِّذ َ‬ ‫اقطُ َ‬ ‫ض األ ْ َ‬ ‫اك عيالَ ُم َو ُك ُّل ُج ْم ُه ِ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َحي ِ‬ ‫ين َج َعلُوا ُر ْع َب ُه ْم ِفي أ َْر ِ‬ ‫إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ب‪25 .‬قَ ْد َج َعلُوا‬ ‫ين ِفي ا ْل ُج ِّ‬ ‫ض ُّ‬ ‫اء‪ .‬فَ َح َملُوا ِخ ْزَي ُه ْم َم َع ا ْل َها ِب ِط َ‬ ‫الس ْفلَى‪ ،‬الَِّذ َ‬ ‫ض األ ْ َ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ض َج ًعا َب ْي َن ا ْلقَ ْتلَى‪َ ،‬معَ ُك ِّل ُج ْم ُه ِ‬ ‫ف‪َ ،‬م َع أَنَّ ُه قَ ْد ُج ِع َل ُر ْع ُب ُه ْم ِفي‬ ‫ف قَ ْتلَى ِب َّ‬ ‫ورُه ْم ُكلُّ ُه ْم ُغ ْل ٌ‬ ‫لَ َها َم ْ‬ ‫ورَها‪َ .‬ح ْولَ ُه قُ ُب ُ‬ ‫ب‪ .‬قَ ْد ج ِع َل ِفي وس ِط ا ْلقَ ْتلَى‪ُ 26 .‬ه َن َ ِ‬ ‫َحي ِ‬ ‫أ َْر ِ‬ ‫وبا ُل َو ُك ُّل‬ ‫ين ِفي ا ْل ُج ِّ‬ ‫اء‪ .‬قَ ْد َح َملُوا ِخ ْزَي ُه ْم َم َع ا ْل َها ِب ِط َ‬ ‫اك َماش ُك َوتُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ض األ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ ‪27‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ف‪َ ،‬معَ أ ََّن ُه ْم َج َعلُوا ُر ْع َب ُه ْم ِفي أ َْر ِ‬ ‫ُج ْم ُه ِ‬ ‫ون‬ ‫َح َي‬ ‫ف قَ ْتلَى ِب َّ‬ ‫ضَ‬ ‫ورَها‪ُ .‬كلُّ ُه ْم ُغ ْل ٌ‬ ‫اء‪َ .‬والَ َي ْ‬ ‫ط ِج ُع َ‬ ‫ض األ ْ‬ ‫ورَها‪َ ،‬ح ْولَ ُه قُ ُب ُ‬ ‫ت ر ُؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين إِلَى ا ْله ِ ِ‬ ‫ين ِم َن ا ْل ُغ ْل ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ف َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫وس ِه ْم‪،‬‬ ‫َم َع ا ْل َج َبا ِب َرِة َّ‬ ‫ازِل َ‬ ‫اق ِط َ‬ ‫َ‬ ‫اوَية ِبأ َ​َد َوات َح ْرِب ِه ْم‪َ ،‬وقَ ْد ُوض َع ْت ُ‬ ‫س ُيوفُ ُه ْم تَ ْح َ ُ‬ ‫ِ ‪28‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب ا ْل َج َبا ِب َرِة ِفي أ َْر ِ‬ ‫ت فَ ِفي‬ ‫َح َي‬ ‫اء‪ .‬أ َّ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫فَتَ ُك ُ‬ ‫ض األ ْ‬ ‫ام ُه ْم َعلَى عظَام ِه ْم َم َع أ ََّن ُه ْم ُر ْع ُ‬ ‫ون آثَ ُ‬ ‫ِ ‪29‬‬ ‫ين َم َع َج َب ُروِت ِه ْم‬ ‫الس ْي‬ ‫ضطَجعُ َم َع ا ْلقَ ْتلَى ِب َّ‬ ‫ف‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫َوتَ ْ‬ ‫س ِائ َها الَِّذ َ‬ ‫وم َو ُملُو ُك َها َو ُك ُّل ُر َؤ َ‬ ‫اك أ َُد ُ‬ ‫‪31‬‬ ‫ون مع ا ْل ُغ ْل ِ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ال ُكلُّ ُه ْم‬ ‫ين ِفي ا ْل ُج ِّ‬ ‫ِب َّ‬ ‫ب‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫ف‪ ،‬فَ َي ْ‬ ‫ف َو َمعَ ا ْل َها ِب ِط َ‬ ‫ضطَ ِج ُع َ َ َ‬ ‫ُم َر ُ‬ ‫اء ِّ َ‬ ‫اك أ َ‬

‫تَْن َك ِس ُر‬ ‫ا ْلقَ ْتلَى‬

‫وس ِط ا ْل ُغ ْل ِ‬ ‫ف‬ ‫َ ْ‬ ‫قَ ْد أُْلقُوا َم َع‬ ‫ين‬ ‫َو َج ِميعُ َّ‬ ‫الص ْي ُدوِن ِّي َ‬

‫‪149‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني والثالثون)‬

‫ِ‬ ‫اضطَجعوا ُغ ْلفًا مع قَ ْتلَى َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َها ِب ِط َ‬ ‫الس ْيف‪َ ،‬و َح َملُوا خ ْزَي ُه ْم َمعَ‬ ‫َ​َ‬ ‫ين َم َع ا ْلقَ ْتلَى ِب ُر ْع ِب ِه ْم‪َ ،‬خ ُزوا م ْن َج َب ُروِت ِه ْم َو ْ َ ُ‬ ‫‪31‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ف ِف ْر َع ْو ُن َو ُك ُّل ُج ْم ُه ِ‬ ‫اه ْم ِف ْر َع ْو ُن َوَيتَ َع َّزى َع ْن ُك ِّل ُج ْم ُه ِ‬ ‫الس ِّي ُد‬ ‫ين إِلَى ا ْل ُج ِّ‬ ‫ورِه‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ورِه‪ .‬قَ ْتلَى ِب َّ‬ ‫ب‪َ .‬ي َر ُ‬ ‫ا ْل َها ِب ِط َ‬ ‫‪32‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ضجع ب ْي َن ا ْل ُغ ْل ِ‬ ‫ض األ ْ ِ‬ ‫ت ُر ْع َب ُه ِفي أ َْر ِ‬ ‫ف‪ِ ،‬ف ْر َع ْو ُن َو ُك ُّل ُج ْم ُه ِ‬ ‫ورِه‪َ ،‬يقُو ُل‬ ‫الر ُّ‬ ‫ف َم َع قَ ْتلَى َّ‬ ‫َّ‬ ‫ب‪ .‬أل َِّني َج َع ْل ُ‬ ‫َح َياء‪ ،‬فَ ُي ْ َ ُ َ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫هنا نرى صورة متكررة فيها سيهلك الكل مهما كانت عظمتهم‪ .‬وهذه نهاية مناسبة لإلصحاح الذى يتكلم عن‬ ‫نهاية األزمنة‪ ،‬ونرى هنا نهاية كل جبار متكبر بميتة بشعة تشير للموت فى نجاسة = كالغلف‪ .‬ونهاية الكل‬

‫سيهبطون للجب ولألرض السفلى أى الهاوية‪ .‬ولذلك لم تكن أورشليم وسط هؤالء‪ ،‬فليس موت لعبيدك يارب بل‬

‫هو إنتقال‪ .‬الحظ تكرار جعلوا رعبهم فى أرض األحياء = فهذه نهاية كل جبار عات‪ .‬وهذه تعزية ويالها من‬

‫تعزية أن فرعون يجد الكل معه‪ ،‬وسيكون معهم جميعاً ضد المسيح والشيطان نفسه فى بحيرة النار رؤ ‪: 24‬‬

‫‪16 ،14‬‬

‫تعليق أخير على اإلصحاحات (‪ )32 – 29‬الخاصة بفرعون ‪.‬‬ ‫تتكلم هذه اإلصحاحات على خطية الكبرياء ‪-:‬‬

‫‪ ‬وهذه الخطية سقط فيها الشيطان أوال حين قال " وأنت قلت فى قلبك أصعد إلى السموات أرفع كرسى‬ ‫فوق كواكب اهلل ‪ ...‬أصير مثل العلى " فإنحدر إلى الهاوية (إش‪ . )16 - 13 : 14‬وهذا موضوع‬

‫إصحاح ‪ 31‬من سفر حزقيال ‪ .‬ويقول التقليد أن الشيطان كان من طغمة الكاروبيم ولكنه قال ليس‬ ‫مثلى فوقف أمامه مالك آخر وقال ليس مثل اهلل ‪ ،‬فأخذ هذا المالك إسم ميخائيل ‪ ،‬فباللغة العبرية‬

‫ليس مثل اهلل = مى خا ئيل ‪ .‬ولذلك أخذ المالك ميخائيل سلطانا على الشيطان ولذلك ُيصور وفى يده‬

‫سيف والشيطان ساقط أمامه ‪.‬‬

‫‪ ‬وبحسد الشيطان أسقط آدم وحواء فى نفس الخطية حين قال لهما " تكونان كاهلل عارفين الخير والشر "‬ ‫(تك‪ . )6 : 3‬وهذا موضوع إصحاح ‪ 31‬من سفر حزقيال‪.‬‬

‫‪ ‬ودخلت هذه الخطية للعالم وسقط فيها كثيرين ‪ ،‬وفى إصحاح ‪ 29‬نرى سقوط فرعون فيها فيقول عن‬ ‫نفسه أنه ملك واله‪ .‬وصارت خطية محبوبة لمعظم البشر‪.‬‬

‫‪ ‬وفى نهاية األيام حين ُيحل الشيطان ‪ ،‬ويعطى كل قدرته لضد المسيح نرى أنه ستكون له نفس الخطية‬ ‫‪ ،‬فهو " يجلس فى هيكل اهلل كإله مظه ار نفسه أنه إله " (‪2‬تس‪ )4 : 2‬وتسجد له كل األرض " قائلين‬ ‫من هو مثل الوحش " (رؤ‪ . )4 - 1 : 13‬ويضرب اهلل مملكة هذا الوحش حتى يدفع الناس للتخلى‬ ‫عنه فيخلصوا ‪ .‬وهذا موضوع اإلصحاح ‪. 32‬‬

‫واهلل فى هذه اإلصحاحات إنما هو يظهر لنا أن خطية الكبرياء هى خطية مهلكة يحاول الشيطان أن ُيسقط فيها‬ ‫كل البشر بسبب حسده لهم ‪ ،‬فيهلكوا معه فى البحيرة المتقدة بالنار (رؤ‪ . )24 ، 12‬لذلك يقول الكتاب " قبل‬ ‫الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح " (أم‪)18 : 13‬‬

‫‪150‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والثالثون)‬

‫اإلصحاح الثالث والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاحات ما قبل (‪ )26‬حدثتنا عن خراب أورشليم كعقاب لها وكتطهير‪ .‬ويلى تطهيرها اإلصحاحات التى‬ ‫تحدثنا عن هزيمة األعداء الخارجيين (‪ .)32 – 26‬واآلن تبدأ صفحة جديدة فى العالقات مع اهلل‪ .‬ونجد هنا‬

‫إعادة لما ورد فى إصحاح (‪ )3‬فى كون حزقيال رقيباً للشعب‪ ،‬واعادة لإلصحاح (‪ )18‬فى أن الخاطئ لو قدم‬ ‫توبة يقبله اهلل والبار لو أخطأ يموت‪ ..‬فلماذا التكرار ؟‬ ‫‪-1‬‬

‫اهلل يكرر هذا األمر الهام‪ ،‬لعل بكثرة التكرار ينتبهون لما فيه خالص نفوسهم‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫يقول لهم اهلل لو أنكم سمعتم لى وقدمتم توبة لما كانت أورشليم قد خربت‪.‬‬

‫‪-3‬‬

‫فى إصحاحى (‪ )18 ،3‬يقدم لهم اهلل األسباب التى حاكمهم بسببها ثم حكم ضدهم إذ خالفوا وصاياه‪.‬‬ ‫أما اآلن فاهلل بصدد تجديدهم واقامة شعب جديد له‪ .‬واهلل هنا يضع قواعد التعامل مع الشعب الجديد‪،‬‬ ‫ونجد أنها هى نفسها القواعد السابقة فيسوع المسيح هو هو أمس واليوم والى األبد‪ ،‬واهلل ليس عنده تغيير‬

‫أو ظل دوران عب ‪ + 8 : 13‬يع ‪14 : 1‬‬

‫هنا نرى اهلل قد عاقب ليحيى ويطهر وها هو يبدأ من جديد مع شعبه‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ف‬ ‫الر ِّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫آد ْم‪َ ،‬كلِّ ْم َب ِني َ‬ ‫الس ْي َ‬ ‫ش ْع ِب َك وُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬إِ َذا َجلَ ْب ُ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)9-1‬و َك َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ُم ْق ِبالً َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ب األ َْر ِ‬ ‫َعلَى أ َْر ٍ‬ ‫ض َنفَ َخ‬ ‫يبا لَ ُه ْم‪ ،‬فَِإ َذا َأرَى َّ‬ ‫ض‪ ،‬فَِإ ْن أ َ‬ ‫َخ َذ َ‬ ‫الس ْي َ‬ ‫ض َر ُجالً م ْن َب ْين ِه ْم َو َج َعلُوهُ َرِق ً‬ ‫ش ْع ُ‬ ‫َّ‬ ‫الشعب‪4 ،‬وس ِمع َّ ِ‬ ‫ِفي ا ْلبو ِ َّ‬ ‫ت ا ْل ُبو ِ‬ ‫ون َعلَى‬ ‫اء َّ‬ ‫ف َوأ َ‬ ‫الس ْي ُ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫َخ َذهُ‪ ،‬فَ َد ُم ُه َي ُك ُ‬ ‫ُ‬ ‫ق َو َحذ َر َّ ْ َ َ َ َ‬ ‫ق َولَ ْم َيتَ َحذ ْر‪ ،‬فَ َج َ‬ ‫السامعُ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ت ا ْل ُبو ِ‬ ‫يب‬ ‫س ُه‪ .‬فَِإ ْن َأرَى َّ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫ق َولَ ْم َيتَ َح َّذ ْر‪ ،‬فَ َد ُم ُه َي ُك ُ‬ ‫الرِق ُ‬ ‫ص َن ْف َ‬ ‫ون َعلَى َن ْفسه‪ .‬لَ ْو تَ َحذ َر لَ َخلَّ َ‬ ‫سم َع َ‬ ‫َأرْسه‪َ .‬‬ ‫َخ َذ َن ْفسا ِم ْنهم‪ ،‬فَهو قَ ْد أ ِ‬ ‫ق َولَ ْم َيتَ َح َّذ ِر َّ‬ ‫ف ُم ْق ِبالً َولَ ْم َي ْنفُ ْخ ِفي ا ْل ُبو ِ‬ ‫َما‬ ‫اء َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُخ َذ ِب َذ ْن ِب ِه‪ ،‬أ َّ‬ ‫ف َوأ َ‬ ‫الس ْي ُ‬ ‫الس ْي َ‬ ‫الش ْع ُ‬ ‫ُ ْ َُ‬ ‫ً‬ ‫ب‪ ،‬فَ َج َ‬ ‫الرِق ِ‬ ‫يب أَ ْطلُ ُب ُه‪.‬‬ ‫َد ُم ُه فَ ِم ْن َي ِد َّ‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫آدم‪ ،‬فَقَ ْد جع ْلتُ َك رِق ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س َمعُ ا ْل َكالَ َم ِم ْن فَ ِمي‪َ ،‬وتُ َح ِّذ ُرُه ْم ِم ْن ِق َبلِي‪ .‬إِ َذا ُق ْل ُ‬ ‫« َوأَ ْن َ‬ ‫َ ً‬ ‫يل‪ ،‬فَتَ ْ‬ ‫يبا ل َب ْيت إِ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ َ‬ ‫الشِّرير ِم ْن طَ ِر ِ‬ ‫َّ ِ ِّ‬ ‫ير‪َ :‬يا ِشِّرير م ْوتًا تَم ُ ِ‬ ‫لشِّر ِ‬ ‫يق ِه‪ ،‬فَذلِ َك ِّ‬ ‫لِ ِّ‬ ‫َما َد ُم ُه فَ ِم ْن‬ ‫وت ِب َذ ْن ِب ِه‪ ،‬أ َّ‬ ‫ير َي ُم ُ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫وت‪ .‬فَإ ْن لَ ْم تَتَ َكل ْم لتُ َحذ َر ِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪9‬‬ ‫يق ِه لِيرجع ع ْن ُه‪ ،‬ولَم يرجع ع ْن طَ ِر ِ‬ ‫الشِّرير ِم ْن طَ ِر ِ‬ ‫ت فَقَ ْد‬ ‫وت ِب َذ ْن ِب ِه‪ .‬أ َّ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫يق ِه‪ ،‬فَ ُه َو َي ُم ُ‬ ‫َي ِد َك أَ ْطلُ ُب ُه‪َ .‬وِا ْن َح َّذ ْر َ‬ ‫َْ َ َ َ ْ َْ ْ َ‬ ‫ت ِّ َ‬ ‫س َك‪" .‬‬ ‫صَ‬ ‫َخلَّ ْ‬ ‫ت َن ْف َ‬

‫الرقيب = يعين الرقيب لينذر أهل المدينة بإقتراب جيش معاد‪ ،‬وعلى الرقيب أن ينذر‪ ،‬وعلى الشعب أن يستمع‬ ‫ويتجاوب‪ ،‬ويتم تعيين الرقيب عادة إذا كان هناك شعور بخطر مقبل‪ ،‬لذلك عين اهلل النبى كرقيب ينذر الشعب‬

‫بإقتراب الخطر‪ ،‬ومن المؤكد أن الخطر سيأتى ألن هناك خطية‪ .‬وهذا عمل أى خادم هلل‪ .‬وعلى الرقيب أن يكون‬

‫متنبهاً مستيقظاً‪ ،‬فإذا أنذر فهو خلص نفسه وآخرين‪ ،‬واذا لم يفعل فاهلل سيطلب دم كل نفس هلكت منه‪ .‬ولنالحظ‬

‫هذا فجاء السيف وأخذ نفساً منهم فاهلل يهتم بكل نفس‪ .‬ولكن ليس عذ اًر إلنسان أن يقول لم يكن هناك رقيب‬

‫‪151‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والثالثون)‬

‫لينذرنى‪ ،‬فاهلل ال يبقى نفسه بال شاهد‪ ،‬والرقيب هو أحد الوسائل التى يستخدمها اهلل‪ ،‬لكن هناك الكنائس والكتاب‬

‫المقدس وتبكيت الروح القدس والضمير‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ين‪ :‬إِ َّن مع ِ‬ ‫ِ‬ ‫اص َي َنا‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)21-11‬وأَ ْن َ‬ ‫ون ه َك َذا قَ ِائلِ َ‬ ‫يل َوُق ْل‪ :‬أَ ْنتُ ْم تَتَ َكلَّ ُم َ‬ ‫آد َم فَ َكلِّ ْم َب ْيت إِ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ُس ُّر ِب َم ْو ِت‬ ‫الر ُّ‬ ‫ف َن ْح َيا؟ ُق ْل لَ ُه ْم‪َ :‬ح ٌّي أَ​َنا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ون‪ ،‬فَ َك ْي َ‬ ‫َو َخطَ َايا َنا َعلَ ْي َنا‪َ ،‬وِب َها َن ْح ُن فَا ُن َ‬ ‫ب‪ ،‬إِ ِّني الَ أ َ‬ ‫الشِّرير ع ْن طَ ِر ِ‬ ‫الش ِّر ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ت‬ ‫يق ِه َوَي ْح َيا‪ِ .‬ا ْر ِج ُعوا‪ْ ،‬ار ِج ُعوا َع ْن طُ​ُرِق ُك ُم َّ‬ ‫الرِد َ‬ ‫ير‪َ ،‬ب ْل ِبأ ْ‬ ‫ون َيا َب ْي َ‬ ‫يئ ِة! َفلِ َما َذا تَ ُموتُ َ‬ ‫جع ِّ ُ َ‬ ‫َن َي ْر َ‬ ‫‪12‬‬ ‫يه ِفي يوِم مع ِ‬ ‫شع ِب َك‪ :‬إِ َّن ِب َّر ا ْلب ِّار الَ ي َن ِّج ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ص َي ِت ِه‪َ ،‬و ِّ‬ ‫شِّرِه‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ير الَ َي ْعثُ​ُر ِب َ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫يل؟ َوأَ ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫آد َم‪ ،‬فَ ُق ْل ل َبني َ ْ‬ ‫إِ ْ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِفي َي ْوِم ر ُج ِ‬ ‫ت لِ ْل َب ِّار‪َ :‬ح َياةً تَ ْح َيا‪ .‬فَاتَّ َك َل‬ ‫وع ِه َع ْن َ‬ ‫َن َي ْح َيا ِب ِبِّرِه ِفي َي ْوِم َخ ِط َ‬ ‫ستَ ِطيعُ ا ْل َب ُّار أ ْ‬ ‫يئ ِت ِه‪ .‬إِ َذا ُق ْل ُ‬ ‫شِّرِه‪َ .‬والَ َي ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫لشِّر ِ‬ ‫ت ِل ِّ‬ ‫ير‪َ :‬م ْوتًا تَ ُم ُ‬ ‫وت‪َ .‬وِا َذا ُق ْل ُ‬ ‫ُه َو َعلَى ِبِّرِه َوأ َِث َم‪ ،‬فَ ِب ُّرهُ ُكلُّ ُه الَ ُي ْذ َك ُر‪َ ،‬ب ْل ِبِإثْ ِم ِه الَِّذي فَ َعلَ ُه َي ُم ُ‬ ‫وت‪ .‬فَِإ ْن َر َجعَ‬ ‫ض ا ْلحي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْن َخ ِطي َِّت ِه َو َع ِم َل ِبا ْل َع ْد ِل َوا ْل َحقِّ‪15 ،‬إِ ْن َرَّد ِّ‬ ‫اة ِبالَ‬ ‫ير َّ‬ ‫الرْه َن َو َع َّو َ‬ ‫سلَ َك في فَ َرائ ِ َ َ‬ ‫ص ِب‪َ ،‬و َ‬ ‫ض َع ِن ا ْل ُم ْغتَ َ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫ق فَ َي ْح َيا‬ ‫َخطَأَ ِب َها الَ تُ ْذ َك ُر َعلَ ْي ِه‪َ .‬ع ِم َل ِبا ْل َع ْد ِل َوا ْل َح ِّ‬ ‫وت‪ُ .‬ك ُّل َخ ِطي َِّت ِه الَِّتي أ ْ‬ ‫َع َم ِل إِثٍْم‪ ،‬فَِإ َّن ُه َح َياةً َي ْح َيا‪ .‬الَ َي ُم ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫ستَ ِوَي ٍة! ‪ِ 18‬ع ْن َد ُر ُجوِع ا ْل َب ِّار‬ ‫الر ِّ‬ ‫يق َّ‬ ‫اء َ‬ ‫س ْت طَ ِر ُ‬ ‫ش ْع ِب َك َيقُولُ َ‬ ‫ستَ ِوَي ًة‪َ .‬ب ْل ُه ْم طَ ِريقُ ُه ْم َغ ْي ُر ُم ْ‬ ‫ب ُم ْ‬ ‫ون‪ :‬لَ ْي َ‬ ‫َح َياةً‪َ .‬وأ َْب َن ُ‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫وت ِب ِه‪َ 19 .‬و ِع ْن َد ُر ُجوِع ِّ‬ ‫شِّرِه َو ِع ْن َد َع َملِ ِه ِبا ْل َع ْد ِل َوا ْل َحقِّ‪ ،‬فَِإنَّ ُه َي ْح َيا‬ ‫ير َع ْن َ‬ ‫َع ْن ِبِّرِه َو ِع ْن َد َع َملِ ِه إِثْ ًما فَِإنَّ ُه َي ُم ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫َح ُكم علَى ُك ِّل و ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يل»‪".‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ون‪ :‬إِ َّن َ‬ ‫يق َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اح ٍد ِم ْن ُك ْم َكطُ​ُرِق ِه َيا َب ْي َ‬ ‫ط ِر َ‬ ‫ِب ِه َما‪َ .‬وأَ ْنتُ ْم تَقُولُ َ‬ ‫ستَ ِوَية‪ .‬إِ ِّني أ ْ ُ َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ب َغ ْي ُر ُم ْ‬ ‫َ‬ ‫حين سقط الشعب تحت عصا التأديب حوربوا باليأس وظنوا أن اهلل سيفنيهم ولن يحيوا بعد‪ .‬ولكن اهلل المحب‬

‫يالطفهم هنا ويعلن أنه سوف يقبلهم لو قدموا توبة = فاهلل ال يسر بموت الشرير‪ .‬ولكن ما معنى أن بر البار ال‬

‫ينجيه فى يوم معصيته = هذا يعنى أن المهم هو حاضر المرء وليس ماضيه‪ ،‬ولكن السؤال لماذا يسقط البار ؟‬ ‫يقول معلمنا بولس الرسول "إذاً من يظن أنه قائم فلينظر أن ال يسقط ‪1‬كو ‪ "12 : 14‬وبولس نفسه يقول عن‬

‫نفسه أنه أول الخطاة ‪ 1‬تى ‪.16:1‬وهذا يعطينا إحساس أنه يجب أن نشعر دائماً أننا خطاة‪ ،‬ولو فعلنا كل البر‬

‫نقول أننا عبيد بطالون‪ ..‬نقول هذا ونشعر به‪ .‬فمن له العين المفتوحة يشعر بخطيته‪ ،‬بل ويمقت نفسه حز ‪: 33‬‬

‫‪ .31‬أما من يشعر ببره الذاتى‪ ،‬أو أنه با اًر فى نفسه وأنه أفضل من غيره يصير كالفريسى الذى صلى ولكنه‬

‫خرج وهو غير مقبول ويكون هذا بداية سقوط كبير‪ .‬وهناك أيضاً البر الظاهرى وهو أن إنساناً ال يصنع خطية‬

‫ألن فرص الخطية غير متوفرة له‪ .‬مثل هذا ال يجب أن يحسب نفسه با اًر‪ ،‬بل يشكر اهلل الذى حفظه وان شعر‬ ‫ببره يكون هذا بداية طريق اإلنهيار‪ ،‬فمن يشعر ببره كأنه يجعل اهلل مديناً له وهو يطالب اهلل بأجره عن بره‪ .‬بل‬ ‫أن هناك ممن يثقون فى برهم أنهم يشعرون أنهم قادرون أن يدخلوا أى تجربة وينتصروا‪ ،‬أو أن لهم رصيد من‬

‫البر يسمح لهم بأن يصنعوا بعض الخطايا البسيطة‪ ،‬ويكون هذا بداية للسقوط الكبير‪ .‬ويكون أن رصيد بره ال‬

‫ينجيه فى يوم معصيته والعكس فمهما كان شر الشرير فاهلل يقبله لو تاب‪ .‬ولننظر فما أسهل أن يتهم اإلنسان‬ ‫الخاطئ اهلل كما صنع آدم وحواء‪ ،‬وهكذا فالشعب اآلن يقول إن طرق اهلل غير مستوية‪ .‬ولكن اهلل فى عدله‬

‫يحكم على كل واحد كطرقه فصحيح أن كلهم فى نار أتون بابل إال أن اهلل يتعامل معهم كأفراد وليس كجماعة‬ ‫وهذا ما حدث‪ ،‬وكمثال لذلك فإن نبوخذ نصر أكرم إرمياء النبى جداً‪.‬‬

‫‪152‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث والثالثون)‬

‫ِم َن‬ ‫قَ ْب َل‬

‫‪21‬‬ ‫‪،‬في ا ْل َخ ِ‬ ‫اش ِر ِ‬ ‫الشه ِر ا ْلع ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس َن ِة الثَّ ِاني ِة ع َ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫س‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)29-21‬و َك َ‬ ‫َ َ‬ ‫س ْب ِي َنا‪ ،‬في َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ش َرةَ م ْن َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ت ِم ْن أُور َ ِ‬ ‫َّ‬ ‫اء‬ ‫الر ِّ‬ ‫ض ِرَب ِت ا ْل َم ِدي َن ُة»‪َ .‬و َكا َن ْت َي ُد َّ‬ ‫يم‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫اء إِلَ َّي ُم ْن َفلِ ٌ‬ ‫ال‪« :‬قَ ْد ُ‬ ‫س ً‬ ‫ب َعلَ َّي َم َ‬ ‫الش ْه ِر‪ ،‬أ ََّن ُه َج َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫احا‪ ،‬فَا ْنفَتَ َح فَ ِمي َولَ ْم أَ ُك ْن َب ْع ُد أ َْب َك َم‪ .‬فَ َك َ‬ ‫ص َب ً‬ ‫اء إِلَ َّي َ‬ ‫َم ِجيء ا ْل ُم ْن َفلت‪َ ،‬وفَتَ َح ْت فَمي َحتَّى َج َ‬ ‫‪24‬‬ ‫ان و ِ‬ ‫ين‪ :‬إِ َّن إِ ْبر ِ‬ ‫ون قَ ِائلِ‬ ‫ض إِسرِ‬ ‫هذ ِه ا ْل ِخر ِب ِ‬ ‫ين ِفي ِ‬ ‫اك ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫يل َيتَ َكلَّ‬ ‫آدم‪ ،‬إِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ًدا‬ ‫اه‬ ‫م‬ ‫ائ‬ ‫َر‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫اب‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫«‬ ‫قَ ِائالً‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يم َك َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪25‬‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫ض ِم َا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َوقَ ْد َو ِر َ‬ ‫يرثًا‪ .‬لِذلِ َك ُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ُع ِط َي ِت األ َْر ُ‬ ‫ث األ َْر َ‬ ‫ب‪ :‬تَأْ ُكلُ َ‬ ‫ير َ‬ ‫ون‪ ،‬لَ َنا أ ْ‬ ‫ض‪َ ،‬وَن ْح ُن َكث ُ‬ ‫‪26‬‬ ‫َعي َن ُكم إِلَى أ ِ‬ ‫س‪،‬‬ ‫س ْي ِف ُك ْم‪ ،‬فَ َع ْلتُ ُم ِّ‬ ‫ون األ َْر َ‬ ‫َّم‪ ،‬أَفَتَ ِرثُ َ‬ ‫س ِف ُك َ‬ ‫ِبالدَِّم َوتَْرفَ ُع َ‬ ‫َص َنام ُك ْم َوتَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫الر ْج َ‬ ‫ض؟ َوقَ ْفتُ ْم َعلَى َ‬ ‫ون أ ْ ُ ْ‬ ‫ون الد َ‬ ‫‪27‬‬ ‫و ُك ٌّل ِم ْن ُكم َنجَّس ام أرَةَ ص ِ‬ ‫ين ِفي‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ض؟ قُ ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ون األ َْر َ‬ ‫ب‪َ :‬ح ٌّي أَ​َنا‪ ،‬إِ َّن الَِّذ َ‬ ‫اح ِب ِه‪ ،‬أَفَتَ ِرثُ َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ش مأْ َكالً‪ ،‬والَِّذ َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِب َّ ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ون َوِفي ا ْل َم َغا ِي ِر‬ ‫سقُطُ َ‬ ‫ا ْلخ َر ِب َي ْ‬ ‫ين في ا ْل ُح ُ‬ ‫َ‬ ‫الس ْيف‪َ ،‬والذي ُه َو َعلَى َو ْجه ا ْل َح ْقل أ َْبذلُ ُه ل ْل َو ْح ِ َ‬ ‫‪28‬‬ ‫ض َخ ِرب ًة م ْق ِفرةً‪ ،‬وتَ ْبطُ ُل ِك ْب ِري ِ‬ ‫يل ِبالَ َعا ِب ٍر‪.‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َج َع ُل األ َْر َ‬ ‫َي ُموتُ َ‬ ‫ون ِبا ْل َوَبِإ‪ .‬فَأ ْ‬ ‫اء ع َّزِت َها‪َ ،‬وتَ ْخ َر ُ‬ ‫ب ِج َبا ُل إِ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫‪29‬‬ ‫ِ‬ ‫وها‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫اس ِات ِهِم الَِّتي فَ َعلُ َ‬ ‫َج َع ُل األ َْر َ‬ ‫ب ِح َ‬ ‫فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫ض َخ ِرَب ًة ُم ْقف َرةً َعلَى ُك ِّل َر َج َ‬

‫قارن مع ‪ .23: 24‬وكان تصور الشعب أنه ما دام اهلل أعطى األرض إلبراهيم ميراثاً وهو واحد‪ ،‬فمن األولى أن‬

‫يعطيهم األرض وهو كثيرون‪ .‬ولكن اهلل هنا يظهر لهم أنه وعد إبراهيم لنقاوة قلبه‪ ،‬ولو شابهوا إبراهيم أبوهم‬ ‫ألعطاهم األرض‪ ،‬ولو إستمروا فى خطاياهم المذكورة سيخربهم‪ .‬وهنا وفى آية (‪ )21‬نجد شخصاً إستطاع الفرار‬

‫من جحيم أورشليم وأتى ليخبر فى بابل بما حدث بأورشليم‪ ،‬وكان ما أخبر به متفقاً مع نبوات حزقيال‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫ان‪َ ،‬وِفي أ َْب َو ِ‬ ‫ون َعلَ ْي َك ِب َج ِان ِب ا ْل ُج ْد َر ِ‬ ‫اب‬ ‫آد َم‪ ،‬فَِإ َّن َب ِني َ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ « " -:)33-31‬وأَ ْن َ‬ ‫ش ْع ِب َك َيتَ َكلَّ ُم َ‬ ‫َخ ِ‬ ‫الرج ُل مع أ ِ‬ ‫وت‪ ،‬ويتَ َكلَّم ا ْلو ِ‬ ‫ا ْلبي ِ‬ ‫اس َم ُعوا َما ُه َو ا ْل َكالَ ُم ا ْل َخ ِ‬ ‫ب!‬ ‫الر ِّ‬ ‫ار ُج ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫اح ُد َم َع َ‬ ‫يه قَ ِائِل َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫اآلخ ِر‪َ َ ُ َّ ،‬‬ ‫ين‪َ :‬هلُ َّم ْ‬ ‫َ​َ ُ َ‬ ‫‪31‬‬ ‫ون ِب ِه‪ ،‬أل ََّنهم ِبأَفْو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون إِلَ ْي َك َك َما َيأ ِْتي َّ‬ ‫اه ِه ْم‬ ‫ام َك َك َ‬ ‫ون َكالَ َم َك َوالَ َي ْع َملُ َ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫س َ‬ ‫َوَيأْتُ َ‬ ‫الش ْع ُ‬ ‫ش ْع ِبي‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ب‪َ ،‬وَي ْجل ُ‬ ‫َم َ‬ ‫ون أ َ‬ ‫‪32‬‬ ‫ِ‬ ‫ش َواق لِ َج ِم ِ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫يل َّ‬ ‫ت لَ ُه ْم َك ِش ْع ِر أَ ْ‬ ‫ون أَ ْ‬ ‫الص ْو ِت ُي ْح ِس ُن ا ْل َع ْز َ‬ ‫س ِب ِه ْم‪َ .‬و َها أَ ْن َ‬ ‫ُي ْظ ِه ُر َ‬ ‫ش َواقًا َوَق ْل ُب ُه ْم َذاه ٌ‬ ‫اء َك ْ‬ ‫ب َو َر َ‬ ‫ِ ‪33‬‬ ‫َن َن ِبيًّا َك َ ِ‬ ‫س ِط ِه ْم»‪" .‬‬ ‫ون أ َّ‬ ‫اء ه َذا‪ ،‬أل ََّن ُه َيأ ِْتي‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ون َكالَ َم َك َوالَ َي ْع َملُ َ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫ان في َو ْ‬ ‫فَ َي ْ‬ ‫ون ِبه‪َ .‬وِا َذا َج َ‬

‫يبدو أنه بعد مجئ المنفلت (آية ‪ )21‬صدق الشعب أن حزقيال كان نبياً من اهلل‪ ،‬فبدأوا يتوافدون عليه‪ .‬ولكن‬ ‫يالألسف فهم لم يأتوا ليسمعوا ويتوبوا‪ ،‬بل أتوا كمن يأتى ليستمع لمغنى ويطرب لما سمعه منه ثم ينسى ما‬

‫سمعه‪ .‬ألن قلبهم كان ذاهباً وراء كسبهم‪ .‬وهذا شأن كثيرين يعجبهم واعظ ما‪ ،‬ويعجبون بكالمه‪ ،‬ولكنهم ال‬ ‫يعملون به‪ .‬وتكون النتيجة أنهم سيخربون نتيجة عدم التوبة وحينئذ يعلمون أن نبياً كان فى وسطهم‪.‬‬

‫‪153‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع والثالثون)‬

‫اإلصحاح الرابع والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫لم يسجل تاريخ هذا اإلصحاح وما بعده‪ ،‬وربما كان تاريخهم بعد خراب أورشليم ليفسر أسباب هذا الخراب‬ ‫وليعطى رجاء فى المستقبل‪ .‬ومن ضمن أسباب الخراب إهمال وأنانية الرعاة الذين لم يكونوا رقباء ينذرون‬

‫الشعب وال إهتموا بخالص نفوس الرعية‪ ،‬بل كان كل ما إهتموا به هو كيف يستفيدوا من هذا الشعب مادياً‬ ‫وتمتلئ جيوبهم‪ .‬لذلك قال السيد المسيح "الذين أتوا من قبلى هم سراق ولصوص" وهم أجراء يهتمون باألجر‬ ‫ولكن قلبهم ليس على رعيتهم‪ .‬ويا ويل أمة شعبها خاطئ وكهنتها بهذا الوصف‪ ،‬لهذا خربت يهوذا‪ .‬ولكن من‬

‫المعزى أنه فى هذا اإلصحاح نسمع وعد بمجئ المسيح الراعى الحقيقى والراعى الصالح للخراف (قارن مع يو‬

‫‪)14‬‬

‫‪1‬‬ ‫ب قَ ِائالً‪" :‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫آية (‪َ " -:)1‬و َك َ‬ ‫‪2‬‬ ‫اة‪ :‬وْي ٌل لِرع ِ‬ ‫الر ُّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اة‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫يل‪ ،‬تَ​َن َّبأْ َوُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫آية (‪َ « " -:)2‬يا ْاب َن َ‬ ‫ب ل ُّلر َع َ ُ َ‬ ‫آد َم‪ ،‬تَ​َن َّبأْ َعلَى ُر َعاة إِ ْ‬ ‫الر َعاةُ ا ْل َغ َن َم؟"‬ ‫س ُه ْم‪ .‬أَالَ َي ْر َعى ُّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل الَِّذ َ‬ ‫إِ ْ‬ ‫ين َكا ُنوا َي ْر َع ْو َن أَْنفُ َ‬ ‫يرعون أنفسهم = يهتموا بما يعود عليهم من نفع مادى ومعنوى وليس بالشعب‬ ‫‪3‬‬ ‫ون َّ‬ ‫ين‪َ ،‬والَ تَْر َع ْو َن ا ْل َغ َن َم‪".‬‬ ‫ون َّ‬ ‫ون ُّ‬ ‫الص َ‬ ‫الس ِم َ‬ ‫وف َوتَذ َْب ُح َ‬ ‫س َ‬ ‫آية (‪ " -:)3‬تَأْ ُكلُ َ‬ ‫الش ْح َم‪َ ،‬وتَ ْل َب ُ‬ ‫الراعى له أن يشرب من لبن خرافه‪ ،‬وهذا يعنى أن يكتفى من شعبه بأن يكون فى مستوى مادى معقول‪ .‬لكن‬

‫ليس أن يذبح السمين = يأخذوا أجود ما عند الشعب‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ستَ ِرُّدوهُ‪َ ،‬والض ُّ‬ ‫َّال‬ ‫ور لَ ْم تَ ْج ُب ُروهُ‪َ ،‬وا ْل َم ْط ُر ُ‬ ‫آية (‪ " -:)4‬ا ْل َم ِر ُ‬ ‫يض لَ ْم تُقَ ُّووهُ‪َ ،‬وا ْل َم ْج ُر ُ‬ ‫ود لَ ْم تَ ْ‬ ‫وح لَ ْم تَ ْعص ُبوهُ‪َ ،‬وا ْل َم ْك ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫سلَّ ْطتُ ْم َعلَ ْي ِه ْم‪".‬‬ ‫لَ ْم تَ ْطلُ ُبوهُ‪َ ،‬ب ْل ِبشدَّة َوِب ُع ْنف تَ َ‬

‫هم يطلبون األغنياء لمصلحتهم الخاصة‪ ،‬فلماذا يطلبون المرضى والضعفاء‪ ،‬وعدم‬

‫إهتمامهم بهؤالء الضعفاء الفقراء جعلهم يتشتتون‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫اع‬ ‫شتَّتَ ْت ِبالَ َر ٍ‬ ‫اآليات (‪ " -:)7-5‬فَتَ َ‬ ‫ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ال‪َ ،‬و َعلَى ُك ِّل تَل َعال‪َ ،‬و َعلَى ُك ِّل‬ ‫ب‪" :‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫اس َم ُعوا َكالَ َم َّ‬ ‫ُّ‬ ‫الر َعاةُ ْ‬

‫‪6‬‬ ‫يع ُو ُح ِ‬ ‫ضلَّ ْت َغ َن ِمي ِفي ُك ِّل‬ ‫ص َار ْت َمأْ َكالً لِ َج ِم ِ‬ ‫وش ا ْل َح ْق ِل‪َ ،‬وتَ َ‬ ‫شتَّتَ ْت‪َ .‬‬ ‫َو َ‬ ‫شتَّتَ ْت َغ َن ِمي ولَم ي ُك ْن م ْن يسأَ ُل أَو يفَت ُ ‪ِ ِ 7‬‬ ‫َو ْج ِه األ َْر ِ‬ ‫ُّها‬ ‫ض‪ .‬تَ َ‬ ‫َ ْ َ َ َْ ْ ُ‬ ‫ِّش‪َ « .‬فلذل َك أَي َ‬

‫‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َار ْت َغ َن ِمي َمأْ َكالً لِ ُك ِّل َو ْح ِ‬ ‫ش‬ ‫الر ُّ‬ ‫آية (‪َ " -:)8‬ح ٌّي أَ​َنا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ب‪ِ ،‬م ْن َح ْي ُ‬ ‫يم ًة َو َ‬ ‫ث إِ َّن َغ َنمي َ‬ ‫ص َار ْت َغن َ‬ ‫س ُه ْم َولَ ْم َي ْر َع ْوا َغ َن ِمي‪" ،‬‬ ‫ا ْل َح ْق ِل‪ ،‬إِ ْذ لَ ْم َي ُك ْن َر ٍ‬ ‫َل ُر َع ِاتي َع ْن َغ َن ِمي‪َ ،‬و َر َعى ُّ‬ ‫سأ َ‬ ‫الر َعاةُ أَ ْنفُ َ‬ ‫اع َوالَ َ‬

‫‪154‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع والثالثون)‬

‫عادت فى هذا اإلصحاح نغمة حلوة فاهلل يقول غنمى‪ .‬ويدين الرعاة الذين ال يرعونهم‬ ‫‪ِ​ِ9‬‬ ‫ب‪" :‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫اس َم ُعوا َكالَ َم َّ‬ ‫ُّها ُّ‬ ‫الر َعاةُ ْ‬ ‫آية (‪َ " -:)9‬فلذل َك أَي َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا علَى ُّ ِ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ب َغ َن ِمي ِم ْن َي ِد ِه ْم‪َ ،‬وأَ ُكفُّ ُه ْم َع ْن َر ْع ِي ا ْل َغ َنِم‪َ ،‬والَ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫آية (‪ " -:)11‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫الر َعاة َوأَ ْطلُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُخلِّص َغ َن ِمي ِم ْن أَفْو ِ‬ ‫ون لَ ُه ْم َمأْ َكالً‪" .‬‬ ‫َي ْر َعى ُّ‬ ‫اه ِه ْم فَالَ تَ ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫س ُه ْم َب ْع ُد‪ ،‬فَأ َ ُ‬ ‫الر َعاةُ أَ ْنفُ َ‬ ‫اكفهم عن رعى الغنم = هذا يعنى إنتهاء الكهنوت اليهودى طالما المسيح الكاهن األعظم قد أتى ‪ ،‬بل قال‬

‫المسيح عنهم ُسراق ولصوص (يو‪ .)14‬واهلل سيطلب قطيعه ليرعاه هو بنفسه‪ .‬أما هؤالء األجراء فلن يرعوا حتى‬ ‫أنفسهم فالمسيح راعى الكل‬ ‫‪11‬‬ ‫ب‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫اآليات (‪ " -:)12-11‬أل ََّن ُه ه َك َذا قَا َل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫قَ ِطيع ُه يوم ي ُك ُ ِ‬ ‫شتَّتَ ِة‪ ،‬ه َك َذا أَفْتَ ِق ُد‬ ‫س ِط َغ َن ِم ِه ا ْل ُم َ‬ ‫َ َْ َ َ‬ ‫ون في َو ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّب ِ‬ ‫اب‪" .‬‬ ‫في َي ْوِم ا ْل َغ ْيم َوالض َ‬

‫َسأَ ُل َع ْن‬ ‫هأَ​َن َذا أ ْ‬ ‫ص َها‬ ‫َغ َن ِمي َوأ َ‬ ‫ُخلِّ ُ‬

‫َغ َن ِمي َوأَفْتَ ِق ُد َها‪َ 12 .‬ك َما‬ ‫ِم ْن ج ِمي ِع األَم ِ‬ ‫اك ِن الَِّتي‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫الر ِ‬ ‫اعي‬ ‫َي ْفتَ ِق ُد َّ‬ ‫شتَّتَ ْت إِلَ ْي َها‬ ‫تَ َ‬

‫‪13‬‬ ‫آتي ِبها إِلَى أَر ِ‬ ‫اضي‪ ،‬و ِ‬ ‫َجمعها ِم َن األَر ِ‬ ‫اها َعلَى ِج َب ِ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫ُخ ِر ُج َها ِم َن ُّ‬ ‫ال‬ ‫آية (‪َ " -:)13‬وأ ْ‬ ‫ض َها َوأ َْر َع َ‬ ‫َ‬ ‫وب َوأ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يع مس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك ِن األ َْر ِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫إِ ْ‬ ‫يل َوِفي األ َْوِد َية َوِفي َجم ِ َ َ‬

‫نبوة عن أن الكنيسة التى سيرعاها المسيح ستكون فى إسرائيل وفى كل األرض‬

‫‪14‬‬ ‫اح َها َعلَى ِج َب ِ‬ ‫ض ِفي َم َار ٍح‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫آية (‪ " -:)14‬أ َْر َع َ‬ ‫يل ا ْل َعالِ َي ِة‪ُ .‬ه َنالِ َك تَْرُب ُ‬ ‫اها ِفي َم ْر ًعى َج ِّي ٍد‪َ ،‬وَي ُك ُ‬ ‫ون َم َر ُ‬ ‫ال إِ ْ‬ ‫س ٍن‪َ ،‬وِفي مر ًعى َد ِسٍم َير َع ْو َن َعلَى ِج َب ِ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ال إِ ْ‬ ‫َح َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫جبال إسرائيل العالية = تشير لعلو وسمو الكنيسة المرتفعة عن األرضيات وأبوها سماوى وسيرتها هى فى‬

‫السماويات فى ‪.24 : 3‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ض َها‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫آية (‪ " -:)15‬أَ​َنا أ َْر َعى َغ َن ِمي َوأ ُْرِب ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫َج ِبر ا ْل َك ِسير‪ ،‬وأ ْ ِ‬ ‫ب الض َّ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ين َوا ْلقَ ِو َّ‬ ‫يد َّ‬ ‫يح‪َ ،‬وأُِب ُ‬ ‫َستَ ِرُّد ا ْل َم ْط ُر َ‬ ‫الس ِم َ‬ ‫ب ا ْل َج ِر َ‬ ‫َعص ُ‬ ‫آية (‪َ " -:)16‬وأَ ْطلُ ُ‬ ‫َّال‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ود‪َ ،‬وأ ْ ُ‬ ‫اها ِب َع ْدل‪" .‬‬ ‫َوأ َْر َع َ‬

‫سأبيد السمين القوى = تعنى من كان له راحة وعاش فى الخطية يشربها كالماء‪ ،‬هذا لن يرعاه اهلل‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫شٍ‬ ‫شٍ‬ ‫اش َوتُ​ُي ٍ‬ ‫اة‪َ ،‬ب ْي َن ِك َب ٍ‬ ‫وس‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫آية (‪َ " -:)17‬وأَ ْنتُ ْم َيا َغ َن ِمي‪ ،‬فَه َك َذا قَ َ‬ ‫اة َو َ‬ ‫َح ُك ُم َب ْي َن َ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا أ ْ‬ ‫أحكم بين شاة وشاة = اهلل هو وحده الذى يستطيع أن يميز بين السمين القوى والخروف الضال‬

‫‪155‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع والثالثون)‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسوَن َها ِبأ َْر ُجلِ ُك ْم‪،‬‬ ‫أْ‬ ‫َن تَْر َع ْوا ا ْل َم ْر َعى ا ْل َج ِّي َد‪َ ،‬وَبقيَّ ُة َم َراعي ُك ْم تَ ُد ُ‬ ‫س أَق َْد ِ‬ ‫ِبأَق َْد ِ‬ ‫ام ُك ْم؟ ‪َ 19‬و َغ َن ِمي تَْر َعى ِم ْن َد ْو ِ‬ ‫ب ِم ْن‬ ‫ام ُك ْم‪َ ،‬وتَ ْ‬ ‫ش َر ُ‬

‫‪18‬‬ ‫َهو ِ‬ ‫ير ِع ْن َد ُك ْم‬ ‫اآليات (‪ " -:)19-18‬أ ُ َ َ‬ ‫صغ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّروَن َها‬ ‫تَ ْ‬ ‫ش َرُبوا م َن ا ْلم َياه ا ْل َعميقَة‪َ ،‬وا ْل َبق َّي ُة تُ َكد ُ‬ ‫أ َْر ُجِل ُك ْم!"‬ ‫اهلل أعطى المياه العميقة = أى فهمم كتب اهلل وأس ارره ومحبته وهذا يعلنه اهلل لخدامه ليشرحوه لشعبه‪ ،‬والخدام‬

‫َن‬ ‫َوأ ْ‬ ‫َك َد ِر‬

‫هم خدام المصالحة‪ ،‬عليهم أن يصالحوا الشعب مع‬ ‫اهلل ‪2‬كو ‪ .18 : 6‬إذاً على الخدام أن يشربوا من المياه العميقة (هى عميقة ألنه مهما حاول الخادم أن يدرك‬

‫عمقها لن يستطيع‪ ،‬لن يستطيع أحد أن يدرك عمق محبة اهلل) ويعطوا اآلخرين ليشربوا‪ .‬أن يسمعوا ويفهموا‬

‫ويفرحوا من نعم اهلل لهم‪ ،‬ثم يعطوا ويعلموا ويقودوا شعبهم‪ .‬ولكنهم بتصرفاتهم لوثوا المياه وقدموا لشعبهم‬

‫معلومات ملوثة‪ ،‬وهذه تعنى ‪-:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫إما إهمال تعليم الفقراء‪ ،‬وكلموهم بأى كالم‪ ،‬وبدون إهتمام‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫بمحبتهم الضعيفة واحتقارهم للفقراء أعطوا صورة رديئة للناس عن اهلل‬

‫ترعوا المرعى الجيد = أى ما يأتى منه عائد مادى كبير‪ .‬وبقية مراعيكم تدوسونها أى يحتقروا الفقراء‪ .‬ولنالحظ‬ ‫أن الناس ترى فى الخدام صورة هلل‪ .‬واهلل يقول = أصغير عندكم هذا = فحتى لو كان صغير عندكم‪ ،‬فهو عندى‬

‫شئ أثيم جداً سأنتقم منكم بسببه‬ ‫‪21‬‬ ‫الش ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫الس ِمي َن ِة َو َّ‬ ‫َح ُك ُم َب ْي َن َّ‬ ‫اة ا ْل َم ْه ُزولَ ِة‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫اة َّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫آية (‪ « " -:)21‬لِذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب لَ ُه ْم‪ :‬هأَ َن َذا أ ْ‬

‫آية (‪21 " -:)21‬أل ََّن ُكم به ْزتُم ِبا ْلج ْن ِب وا ْل َك ِت ِ‬ ‫شتَّتْتُ ُمو َها إِلَى َخ ِ‬ ‫ار ٍج‪".‬‬ ‫يض َة ِبقُ​ُروِن ُك ْم َحتَّى َ‬ ‫ف‪َ ،‬وَنطَ ْحتُ ُم ا ْل َم ِر َ‬ ‫ْ َ​َ ْ َ َ‬ ‫بهزتم = دفعتم جانباً الضعفاء ولم تشفقوا عليهم (كما فعل الكتبة والفريسيين)‬ ‫‪22‬‬ ‫شٍ‬ ‫شٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُخلِّص َغ َن ِمي فَالَ تَ ُك ُ ِ‬ ‫اة‪" .‬‬ ‫اة َو َ‬ ‫َح ُك ُم َب ْي َن َ‬ ‫يم ًة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫آية (‪ " -:)22‬فَأ َ ُ‬ ‫ون م ْن َب ْع ُد َغن َ‬

‫آية (‪23 " -:)23‬وأ ُِقيم علَ ْيها ر ِ‬ ‫اع ًيا‬ ‫َ ُ َ َ َ‬ ‫عبدى داود = هو الراعى الحقيقى‬

‫ون لَها ر ِ‬ ‫وِ‬ ‫اع ًيا‪" .‬‬ ‫اها َع ْب ِدي َد ُاوُد‪ُ ،‬ه َو َي ْر َع َ‬ ‫اح ًدا فَ َي ْر َع َ‬ ‫َ‬ ‫اها َو ُه َو َي ُك ُ َ َ‬ ‫المسيح إبن داود‪ .‬الذى قلبه حسب قلب اهلل‪ .‬راعياً واحداً = فالمسيح الذى‬

‫جعل اإلثنين واحداً أف ‪ .14 : 2‬فما عاد هناك قطيعين أو‬

‫دولتين‪ .‬الكنيسة هى كنيسة واحدة‪ ،‬كما كانت إسرائيل دولة واحدة أيام داود‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫س ِط ِه ْم‪ .‬أَ​َنا َّ‬ ‫آية (‪َ " -:)24‬وأَ​َنا َّ‬ ‫ب تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫ب أَ ُك ُ‬ ‫يسا في َو ْ‬ ‫ون لَ ُه ْم إِ ً‬ ‫لها‪َ ،‬و َع ْبدي َد ُاوُد َرِئ ً‬

‫‪156‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع والثالثون)‬ ‫‪25‬‬ ‫ون ِفي ا ْلبِّري ِ‬ ‫يئ َة ِم َن األ َْر ِ‬ ‫َّة‬ ‫وش َّ‬ ‫الرِد َ‬ ‫سالٍَم‪َ ،‬وأَ ْن ِزعُ ا ْل ُو ُح َ‬ ‫س ُكنُ َ‬ ‫َ‬ ‫ض‪ ،‬فَ َي ْ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)31-25‬وأَ ْقطَعُ َم َع ُه ْم َع ْه َد َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ون ِفي ا ْل ُو ُع ِ‬ ‫ون أ َْمطَ َار‬ ‫َج َعلُ ُه ْم َو َما َح ْو َل أَ َك َم ِتي َب َرَك ًة‪َ ،‬وأُْن ِز ُل َعلَ ْي ِهِم ا ْل َمطَ َر ِفي َوق ِْت ِه فَتَ ُك ُ‬ ‫ام َ‬ ‫ُم ْط َم ِئ ِّن َ‬ ‫ور‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ين َوَي َن ُ‬ ‫‪27‬‬ ‫ين ِفي أَر ِ‬ ‫ون ِ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا‬ ‫َب َرَك ٍة‪َ .‬وتُ ْع ِطي َ‬ ‫ش َج َرةُ ا ْل َح ْق ِل ثَ َم َرتَ َها‪َ ،‬وتُ ْع ِطي األ َْر ُ‬ ‫ض ِه ْم‪َ ،‬وَي ْعلَ ُم َ‬ ‫آم ِن َ‬ ‫ض َغلَّتَ َها‪َ ،‬وَي ُكونُ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪28‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِن ِ‬ ‫ب ِع ْن َد تَ ْك ِس ِ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ُمِم‪َ ،‬والَ‬ ‫يري ُرُب َ‬ ‫َّ‬ ‫استَ ْع َب ُد ُ‬ ‫وه ْم‪ .‬فَالَ َي ُكوُن َ‬ ‫يرِه ْم‪َ ،‬وِا َذا أَ ْنقَذْتُ ُه ْم ِم ْن َي ِد الَِّذ َ‬ ‫ين ْ‬ ‫يم ًة لأل َ‬ ‫ون َب ْع ُد َغن َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫يف‪29 .‬وأ ُِقيم لَهم َغرسا لِ ِ‬ ‫ون ِ‬ ‫ش األ َْر ِ‬ ‫ون َب ْع ُد َم ْف ِن ِّيي ا ْل ُجوِع‬ ‫ين َوالَ ُم ِخ ٌ‬ ‫َيأْ ُكلُ ُه ْم َو ْح ُ‬ ‫يت فَالَ َي ُكوُن َ‬ ‫آم ِن َ‬ ‫س ُك ُن َ‬ ‫ض‪َ ،‬ب ْل َي ْ‬ ‫َ ُ ُْ ْ ً‬ ‫‪31‬‬ ‫ِ‬ ‫ِفي األ َْر ِ‬ ‫يل‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫له ُه ْم َم َع ُه ْم‪َ ،‬و ُه ْم َ‬ ‫ش ْع ِبي َب ْي ُ‬ ‫ُمِم‪ .‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ض‪َ ،‬والَ َي ْح ِملُ َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ب إِ ُ‬ ‫ون َب ْع ُد تَ ْعي َ‬ ‫ير األ َ‬ ‫‪31‬‬ ‫ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫له ُك ْم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫َيقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اس أَ ْنتُ ْم‪ .‬أَ​َنا إِ ُ‬ ‫اي‪ ،‬أَُن ٌ‬ ‫ب‪َ .‬وأَ ْنتُ ْم َيا َغ َنمي‪َ ،‬غ َن ُم َم ْر َع َ‬

‫المسيح ملك السالم أقام سالماً بين السمائيين واألرضيين وبين اهلل واإلنسان وبين اإلنسان واإلنسان = وأقيم‬

‫معهم عهد سالم‪ .‬وسينزع الوحوش الرديئة = يقيد إبليس بسلسلة رؤ ‪ .3 – 1 : 24‬وأنزل عليهم المطر أى‬ ‫يفيض اهلل على شعبه من نعمته‪ .‬وأكبر نعمة أن يسكن فينا روحه القدوس ومن يسكن فيه الروح القدس يكون‬

‫كشجرة مغروسة على المياه = تعطى ثمرها إشارة لثمار الروح غل ‪ .23 ،22 : 6‬والمسيح كسر نيرنا مع‬

‫الشيطان لذلك قال إن حرركم اإلبن فبالحقيقة تكونون أح ار اًر يو ‪ = 33 : 8‬تكسيرى ربط نيرهم‪ .‬وحين يسود‬ ‫المسيح علينا كرئيس ويملك علينا لن يجرؤ شيطان = األمم أن يغتنمنا ‪.‬‬

‫غرسا لصيت = كلمة غرسا أتت فى الترجمة اإلنجليزية (‪ )NKJV‬حديقة أو جنة = ‪ ، garden‬هكذا أراد اهلل‬ ‫أن يزرع الكنيسة فى العالم ويفيض عليها ببركاته الروحية والمادية ‪ ،‬فالروح القدس سكب محبة اهلل فى قلوبنا ‪،‬‬

‫فكان من ثمار هذه المحبة الفرح والسالم ‪( ....‬غل‪ ، )23 ، 22 : 6‬وكانت هذه هى نفس سمات جنة عدن ‪.‬‬ ‫لقد أعاد اهلل لإلنسان إمكانية أن يحيا الحياة الفردوسية األولى ‪ .‬وكان قصد اهلل أن يكون شعبه نو اًر للعالم ‪ ،‬يرى‬ ‫الناس بركات شعب اهلل والمحبة التى فيهم فيمجدوا اهلل ويؤمنوا به = لصيت = أى تكون شهرة من يؤمن بالمسيح‬

‫أنه إنسان محب مملوء فرحا ويكون مصدر لجذب اآلخرين ‪ .‬وكان هذا عن طريق المسيح غصن البر (إر ‪23‬‬

‫‪ )6 :‬الذى له إسم فوق كل إسم (فى ‪ )2 : 2‬وجعل لكنيسته مجده = صيت ‪.‬‬ ‫ولنرى من هو المسيح بالنسبة لكنيسته كما جاء فى هذا اإلصحاح ‪-:‬‬ ‫‪ )1‬الراعى ‪( -:‬آيات‪. )31 ، 23 ، 16 ، 12‬‬ ‫‪ )2‬المخلص ‪( -:‬آيات‪. )22 ، 12‬‬

‫‪ )3‬الملك ‪ -:‬أسماه داود (آية‪ )23‬فهو إبن داود بالجسد ‪ ،‬وهو الرئيس (آية‪. )24‬‬ ‫‪ )4‬ملك السالم ‪( -:‬آيات‪. )28 ، 24 ، 26‬‬

‫‪ )6‬القاضى الذى يحكم بالعدل بين شعبه ‪( -:‬آيات‪ . )22 ، 24 ، 14 ، 13‬بينما من كانوا قبله هم سراق‬ ‫ولصوص ‪.‬‬

‫ويعلمون إنى أنا الرب إلههم = أى كفايتهم وسالمهم وقوتهم وحريتهم وكل شئ لهم‪ .‬أناس أنتم = بهذا نفهم أن‬ ‫الغنم هم شعب اهلل‪.‬‬

‫‪157‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس والثالثون)‬

‫اإلصحاح الخامس والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اجع ْل و ْجه َك َن ْحو جب ِل ِ‬ ‫ير َوتَ​َن َّبأْ َعلَ ْي ِه‪،‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)15-1‬و َك َ‬ ‫آد َم‪َ َ َ ْ ،‬‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫سع َ‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا علَ ْي َك يا جب َل ِ‬ ‫َج َع ُل ُم ُد َن َك‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َوُق ْل لَ ُه‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫َج َعلُ َك َخ َر ًابا ُم ْق ِف ًرا‪ .‬أ ْ‬ ‫َم ُّد َي ِدي َعلَ ْي َك َوأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫سع َ‬ ‫ير‪َ ،‬وأ ُ‬ ‫‪5‬‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫ض ٌة أَب ِد َّي ٌة‪ ،‬وَدفَع َ ِ‬ ‫ف‬ ‫الر ُّ‬ ‫يل إِلَى َي ِد َّ‬ ‫ت ُم ْق ِف ًرا‪َ ،‬وتَ ْعلَ ُم أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ون أَ ْن َ‬ ‫َخ ِرَب ًة‪َ ،‬وتَ ُك ُ‬ ‫ب‪ .‬أل ََّن ُه َكا َن ْت لَ َك ُب ْغ َ َ‬ ‫ت َبني إِ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪6‬‬ ‫صيب ِت ِهم‪ ،‬وق ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬إِ ِّني أ َ ِ ِ‬ ‫ْت إِثِْم ِّ‬ ‫َّم َيتْ َب ُع َك‪ .‬إِ ْذ لَ ْم‬ ‫الر ُّ‬ ‫الن َه َاي ِة‪ .‬لِذلِ َك َح ٌّي أَ​َنا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫في َوقْت ُم َ ْ َ‬ ‫ُه ِّي ُئ َك للدَّم‪َ ،‬والد ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َجع ُل جب َل س ِعير َخرابا وم ْق ِفرا‪ ،‬وأ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪َ 8 .‬وأ َْمألُ ِج َبالَ ُه ِم ْن قَتْالَهُ‪.‬‬ ‫ب َواآلئ َ‬ ‫َستَأْص ُل م ْن ُه الذاه َ‬ ‫َّم َيتْ َب ُع َك‪ .‬فَأ ْ َ َ َ َ َ َ ً َ ُ ً َ ْ‬ ‫َّم فَالد ُ‬ ‫تَ ْك َره الد َ‬ ‫ِ ‪9‬‬ ‫ار َك يسقُطُ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫يها قَ ْتلَى ِب َّ‬ ‫ُص ِّي ُر َك ِخ َرًبا أ َ​َب ِد َّي ًة‪َ ،‬و ُم ُد ُن َك لَ ْن تَ ُع َ‬ ‫ود‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫تالَ لُ َك َوأ َْوِد َيتُ َك َو َجميعُ أَ ْن َه ِ َ ْ‬ ‫ون ف َ‬ ‫الس ْيف‪َ .‬وأ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ض ْي ِن تَ ُكوَن ِ‬ ‫اك‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ان لِي فَ َن ْمتَلِ ُك ُه َما َو َّ‬ ‫أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ت‪ :‬إِ َّن َهاتَ ْي ِن األ َّ‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫ب‪ .‬أل ََّن َك ُق ْل َ‬ ‫ب َك َ‬ ‫ُمتَ ْي ِن‪َ ،‬و َهاتَْي ِن األ َْر َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ت ِب ِهما ِم ْن ب ْغ َ ِ‬ ‫ض ِب َك و َكح ِ‬ ‫َّ‬ ‫ف‬ ‫الر ُّ‬ ‫َفلِذلِ َك َح ٌّي أَ​َنا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ُعِّر ُ‬ ‫ضت َك لَ ُه ْم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ُ‬ ‫ب‪ ،‬ألَف َْعلَ َّن َك َغ َ َ َ َ‬ ‫ام ْل َ َ‬ ‫سد َك الل َذ ْي ِن َع َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ت ِب َها َعلَى ِج َب ِ‬ ‫ال‬ ‫الر ُّ‬ ‫َح ُك ُم َعلَ ْي َك‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ت ُك َّل إِ َها َن ِت َك الَِّتي تَ َكلَّ ْم َ‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫ِب َن ْف ِسي َب ْي َن ُه ْم ِع ْن َد َما أ ْ‬ ‫ب‪ ،‬قَ ْد َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ُع ِطي َن َ‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫يل قَ ِائالً‪ :‬قَ ْد َخ ِرَب ْت‪ .‬قَ ْد أ ْ‬ ‫إِ ْ‬ ‫اها َمأْ َكالً‪ .‬قَ ْد تَ َعظ ْمتُ ْم َعلَ َّي ِبأَف َْواه ُك ْم َو َكث ْرتُ ْم َكالَ َم ُك ْم َعلَ َّي‪ .‬أَ​َنا َ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ت علَى ِم ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ِ :‬ع ْن َد فَ َر ِح ُك ِّل األ َْر ِ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ه َك َذا قَ َ‬ ‫ض أْ‬ ‫يل ألَنَّ ُه َخ ِر َ‬ ‫َج َعلُ َك ُم ْقف ًرا‪َ .‬ك َما فَ ِر ْح َ َ‬ ‫يراث َب ْيت إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ون َخرابا يا جب َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير أَ ْن َ ُّ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا ا َّلر ُّ‬ ‫َج َم ِع َها‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫وم ِبأ ْ‬ ‫َكذل َك أَف َْع ُل ِب َك‪ .‬تَ ُك ُ َ ً َ َ َ َ‬ ‫سع َ‬ ‫ت َو ُكل أ َُد َ‬

‫هو تقريباً إعادة لنبوة آدوم الواردة إصحاح (‪ .)26‬ولكنها تكررت هنا ألن اإلصحاح السابق يحدثنا عن عمل‬ ‫المسيح الرعوى‪ .‬ومن أهم أعمال رعايته هدم قوى الشر الخارجية أى إبليس الذى يمثله هنا أدوم‪ .‬فأدوم شمتوا‬

‫فى يهوذا حين سقطت يهوذا‪ ،‬بل هجموا عليهم وقتلوا منهم فكانوا دمويين (يو ‪ .)44 : 8‬وهم منوا أنفسهم بأن‬

‫يرثوا أرض يهوذا واسرائيل = هاتين األمتين (آية ‪ )14‬بعد خراب األمتين‪ .‬وهذه هى أعمال الشيطان تماماً‪.‬‬ ‫وخرباً‪ .‬هذا‬ ‫ولكن اهلل يقول أبداً فسأرعى شعبى وأعطيهم أن يفرحوا‪ .‬وحين يفرحوا سيكون أدوم أو الشيطان قف ارً ا‬

‫الذى له بغضة أبدية مع شعب اهلل والحظ دقة إختيار شعب أدوم ليكون رم اًز للشيطان هنا ‪-:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫بين يعقوب شعب اهلل وعيسو (أدوم) بغضة أبدية (من البطن) بسبب الميراث‪ .‬واختيار إسم أدوم بدالً‬

‫من عيسو فأدوم يعنى أحمر إشارة لدموية إبليس الذى كان قتاالً للناس منذ البدء (يو ‪ )44 : 8‬أى‬

‫أهلكهم ‪ .‬بخداعاته واسقاطه لهم فى الخطايا ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬

‫المرة والحية‪.‬‬ ‫الحروب المستمرة بين أدوم ويعقوب ‪ ،‬إشارة للعداوة بين نسل أ‬ ‫إنتقام أدوم من شعب اهلل وقت بليته (حز ‪)12 : 26‬‬

‫وقت إثم النهاية = أى دفعهم للقتل حين إمتأل كأسهم من إثمهم وأسلمهم اهلل للتأديب‪ .‬فهم هجموا عليهم وقتلوا‬

‫منهم الكثيرين‪ .‬فوقت إثم النهاية هو تعبير يعنى أن اهلل كان يحتمل أخطاء شعبه لفترة طويلة‪ ،‬وبعد ذلك بدأ‬

‫يؤدب بعقوبات بسيطة‪ ،‬وبدأت العقوبات تتزايد‪ ،‬إلى أن قرر اهلل فى النهاية أن يخرب شعبه بضربة شديدة نتيجة‬

‫ألثامهم‪ .‬ويكون معنى إثم النهاية أى الخطايا التى تفشت فقرر اهلل فى النهاية ضرب الشعب بسببها‪ .‬والحظ قول‬ ‫‪158‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس والثالثون)‬

‫اهلل على من تكلم على شعبه باإلهانة أو تكلم عليه هو باإلهانة أنا الرب قد سمعت‪ ....‬أنا سمعت (آيات ‪،12‬‬ ‫‪ )13‬فعلينا أن ال نهتم بمن يهين اهلل أو مسيحه أو الكنيسة‪ ،‬فاهلل يسمع‪ ،‬لكنه يتدخل فى الوقت المناسب‪ .‬وأذا‬

‫فهمنا أن أدوم هنا يرمز للشيطان فإن قوله هاتين األمتين = أى اليهود (الذين عرفوا الرب) واألمم (الذين لم‬ ‫يعرفوه)‪ .‬فالشيطان يحارب الجميع‪.‬‬

‫ملحوظات‬

‫‪ )1‬لماذا إستخدم الوحى إسم سعير هنا بينما فى (حز‪ )26‬يستخدم إسم أدوم ؟ أدوم تعنى اللون األحمر لون‬ ‫الدم ويستخدم الوحى إسم أدوم إذا أراد اإلشارة إلى دموية الشيطان كما قلنا سابقا ‪ ،‬وهذا ما أراد الوحى‬

‫اإلشارة إليه فى اإلصحاح ‪ . 26‬أما سعير فتعنى مشعر = كثير الشعر ‪ .‬والشعر ألنه يخرج من الجسم‬

‫فهو ُيعبر عما فى داخل الجسم من شهوات خاطئة والوحى يستخدم إسم سعير حين يريد أن ُيعبر عن‬ ‫الخطايا (لمزيد من المعلومات عن إسم سعير راجع مرادفات اإلسم فى نهاية اإلصحاح ‪ 26‬من سفر‬ ‫التكوين) ‪ .‬وفى هذا اإلصحاح يريد الوحى أن يشير لتخريب مملكة الشيطان وتدمير أسلحته التى هى‬ ‫الخطايا التى ي ِ‬ ‫سقط فيها اإلنسان ‪ ،‬وكان هذا بعمل النعمة أى معونة الروح القدس والقوة التى يعطيها‬ ‫ُ‬ ‫فى العهد الجديد وهى أعظم (رو‪ + 23 : 8‬يع‪. )3 : 4‬‬

‫‪ )2‬لماذا يقول الوحى جبل سعير ؟ جغرافيا فمنطقة أدوم فعال كلها جبال ‪ .‬ولكن روحيا كلمة جبال إذا‬

‫إستخدمت لألشرار أو الشيطان فهى تشير للكبرياء والجبروت والممالك الضخمة التى إستعبدت شعب‬

‫اهلل (رؤ‪ . )2 : 14‬ولكن إذا إستخدمت الكلمة مع شعب اهلل فهى تشير للحياة السماوية التى يحيونها‬

‫وثباتهم على اإليمان ‪ .‬وهذا ما إستخدمه الوحى فى اإلصحاح التالى (حز‪ )1 : 33‬إذ ُيسمى مؤمنى‬ ‫العهد الجديد " جبال إسرائيل " ‪ .‬وفى (إش‪ + 2 : 2‬مى‪ )1 : 4‬يتكرر أن المسيح ويسميه الوحى هنا‬

‫جبل بيت الرب يكون ثابتا فى رأس الجبال‪ ،‬والجبال هنا هم مؤمنى العهد الجديد ‪ ،‬والمسيح هو رأس‬ ‫الكنيسة ‪ .‬وهناك تصوير رائع فى (مزمور‪ )126‬حيث نرى المؤمنين كجبل صهيون ‪ ،‬والجبال حولها‬ ‫الذين هم المالئكة والقديسين ويحيط الرب بالكل فهو رأس الكنيستين المنتصرة فى السماء والمجاهدة‬

‫على األرض ‪.‬‬

‫‪159‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس والثالثون)‬

‫اإلصحاح السادس والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫تركنا فى اإلصحاح السابق جبل سعير وهو قفر وسيستمر كذلك‪ .‬اآلن نستدير لجبل إسرائيل أى شعب اهلل الذى‬

‫كان خراباً إلستعباد األعداء له‪ ،‬مثل سعير‪ .‬وهنا نسمع وعد اهلل بخالص شعبه‪ .‬واستعادة إسرائيل هنا ألرضها‬ ‫بعد أن كانت فى سبى بابل‪ ،‬وسعير شامت فيها‪ ،‬هى رمز إلستعادة اإلنسان لميراثه السماوى‪ ،‬بعد أن أُسِلمنا‬ ‫للشيطان (رمزه بابل وسعير) بسبب الخطية‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫آدم‪ ،‬فَتَ​َن َّبأْ لِ ِج َب ِ‬ ‫ب‪" :‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫اس َم ِعي َكلِ َم َة َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل َوُق ْل‪َ :‬يا ِج َب َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫آية (‪َ « " -:)1‬وأَ ْن َ‬ ‫يل ْ‬ ‫ال إِ ْ‬ ‫ال إِ ْ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ َ‬ ‫هكذا أراد اهلل أن يكون شعبه = جباالً مرتفعين عن األرضيات لهم حياة سماوية‪ ،‬ثابتين كالجبال فى إيمانهم غير‬

‫مزعزعين كو ‪4 : 2‬‬

‫‪2‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َار ْت لَ َنا‬ ‫َج ِل أ َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َن ا ْل َع ُد َّو قَ َ‬ ‫آية (‪ " -:)2‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ‬ ‫يم َة َ‬ ‫ال َعلَ ْي ُك ْم‪َ :‬ه ْه! إ َّن ا ْل ُم ْرتَفَ َعات ا ْلقَد َ‬ ‫يرثًا‪" ،‬‬ ‫ِم َا‬

‫شماتة العدو بسقوط أوالد اهلل وهزيمتهم‪ .‬وقالوا = المرتفعات القديمة صارت لنا ميراثاً = أى لم يعد هناك مكان‬ ‫مقدس‪ ،‬بل تسيد العدو على كل شئ وقد رأينا سيادة بابل على أورشليم وتخريب الهيكل‪ .‬ومن قبل رأينا العبادة‬

‫الوثنية تدخل الهيكل (إصحاح ‪ .)8‬والمرتفعات القديمة هى آدم الذى خلقه اهلل فى حياة سماوية وبسبب خطيته‬

‫سقط‪ ،‬فظنه الشيطان أنه صار له ميراثاً أبدياً‪ ،‬لكن اهلل سمح بأن يسلم اإلنسان للباطل فترة للتأديب حتى يأتى‬

‫المسيح‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫َخ َرُبو ُك ْم َوتَ َه َّم ُمو ُك ْم ِم ْن ُك ِّل َج ِان ٍب‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َج ِل أ ََّن ُه ْم قَ ْد أ ْ‬ ‫آية (‪َ " -:)3‬فلِذلِ َك تَ​َن َّبأْ َوُق ْل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ‬ ‫ان‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّة األُمِم‪ ،‬وأ ِ‬ ‫يرثًا لِب ِقي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْرتُ ْم َم َذ َّم َة َّ‬ ‫الش ْع ِب‪"،‬‬ ‫لتَ ُكوُنوا م َا َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫سِ َ‬ ‫ُصع ْدتُ ْم َعلَى شفَاه اللِّ َ‬ ‫تهمموكم = داسوا عليكم و إبتلعوكم‪ .‬والمعنى أنه حينما هزمت بابل الشعب صار فريسة لباقى الشعوب مثل‬

‫سعير‪ ،‬فأخربوه من كل جانب‪ .‬فصار مذمة الشعوب‪ .‬وهذا ما حدث بسقوط آدم أن البشر عموماً صاروا فريسة‬ ‫وسخرية إلبليس وهكذا كل من يسقط فى خطية اآلن‪ ،‬يجر هذا عليه خطايا أكثر فيصير مذمة للشعوب‬

‫‪ِ ِ4‬‬ ‫ب لِ ْل ِج َب ِ‬ ‫ال َواآل َك ِام َولِألَ ْن َه ِ‬ ‫ار‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ال َّ‬ ‫يل َكلِ َم َة َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫الس ِّي ِد َّ‬ ‫ب‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اس َم ِعي َيا ِج َب َ‬ ‫ال إِ ْ‬ ‫آية (‪ " -:)4‬لذل َك فَ ْ‬ ‫ولِألَوِدي ِة ولِ ْل ِخر ِب ا ْلم ْق ِفرِة ولِ ْلم ُد ِن ا ْلمهجورِة الَِّتي صار ْت لِ َّلنه ِب و ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ين َح ْولَ َها‪".‬‬ ‫ُمِم الَِّذ َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫َُْ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬ ‫االست ْه َزاء ل َبقيَّة األ َ‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫هنا نجد وعد اهلل بأنه سيخلص الجميع‪ ،‬وأنه سيأتى للجميع كبا اًر وصغا اًر قديسين وخطاة = جباالً وودياناً‪.‬‬

‫فالناس درجات فمنهم الجبال = مثل حزقيال وأرمياء ودانيال‪...‬الخ ‪ ،‬ومنهم درجات أقل فهم أكام ومنهم درجات‬

‫‪160‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس والثالثون)‬

‫منخفضة جداً = وديان ومنهم من خربته الخطية = خرب مقفرة وهذه األخيرة صارت للنهب‪ .‬ومنهم الذين كانوا‬ ‫معلمين = أنهار‬

‫‪5‬‬ ‫ت علَى ب ِقي ِ‬ ‫َّة األ ِ‬ ‫ب‪ :‬إِ​ِّني ِفي َن ِ‬ ‫وم‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َج ِل ذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫آية (‪ِ " -:)5‬م ْن أ ْ‬ ‫ار َغ ْي َرِتي تَ َكلَّ ْم ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُمم َو َعلَى أ َُد َ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِة َن ْف ٍ ِ‬ ‫ين جعلُوا أَر ِ‬ ‫َِّ‬ ‫يم ًة‪" .‬‬ ‫ضي ِم َا‬ ‫يرثًا لَ ُه ْم ِبفَ َر ِح ُك ِّل ا ْل َق ْل ِب َوُب ْغ َ‬ ‫ُكلِّ َها‪ ،‬الذ َ َ َ ْ‬ ‫س ل َن ْه ِب َها َغن َ‬ ‫أعداء اهلل وضعوا أياديهم الدنسة على شعبه = أرضه وظنوها ميراثاً لهم وبكل بغضة نفوسهم ضد شعبه فرحوا‬

‫بقلوبهم لهذا‪ .‬لكن اهلل لن يسكت فهذا أثار نار غيرته على شعبه‬

‫يل َوُق ْل لِ ْل ِج َب ِ‬ ‫آية (‪6 " -:)6‬فَتَ​َن َّبأْ َعلَى أ َْر ِ‬ ‫ال َولِ ْلتِّالَ ِل َولِألَ ْن َه ِ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ار َولِأل َْوِد َي ِة‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِم ْن أ ْ ِ َّ‬ ‫ُمِم‪".‬‬ ‫ض ِبي تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫ِفي َغ ْي َرِتي َوِفي َغ َ‬ ‫َجل أَن ُك ْم َح َم ْلتُ ْم تَ ْعي َ‬ ‫ير األ َ‬ ‫لنالحظ أنه حين يقوم األمم بتعيير شعب اهلل أى إهانتهم فهذا يثير غضبه وغيرته‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫ب‪ :‬إِ ِّني رفَع ُ ِ‬ ‫ين َح ْولَ ُكم ُهم َي ْح ِملُ َ ِ‬ ‫يرُه ْم‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫آية (‪ " -:)7‬لِذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫ُم ُم الَِّذ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ون تَ ْعي َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ت َيدي‪ ،‬فَاأل َ‬ ‫اهلل هنا يقسم = رفعت يدى = عالمة القسم أن األمم سيالقون نفس المصير أى التعيير‪ .‬فالكأس التى أعدوها‬

‫لشعب اهلل سيشربونها‪ ،‬فالصليب الذى أعده هامان صلب عليه هو (قصة إستير)‪ .‬إذاً ال داعى للشكوى من أى‬

‫إضطهاد فكلما زاد اإلضطهاد تزيد م ارحم اهلل‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫يل‪ ،‬ألَنَّ ُه‬ ‫اآليات (‪ " -:)11-8‬أ َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ون ثَ َم َرُك ْم لِ َ‬ ‫وع ُك ْم َوتُثْ ِم ُر َ‬ ‫يل‪ ،‬فَِإ َّن ُك ْم تُْن ِبتُ َ‬ ‫ون فُ​ُر َ‬ ‫ش ْع ِبي إِ ْ‬ ‫َما أَ ْنتُ ْم َيا ِج َبا َل إِ ْ‬ ‫‪9‬‬ ‫ِ‬ ‫ون‪َ 11 .‬وأُ َكثِّر َّ‬ ‫يب ِ‬ ‫اإل تْ َي ِ‬ ‫َج َم ِع ِه‪،‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ان‪ .‬أل َِّني أَ​َنا لَ ُك ْم َوأَْلتَ ِف ُ‬ ‫ون َوتُْزَر ُع َ‬ ‫ت إِلَ ْي ُك ْم فَتُ ْح َرثُ َ‬ ‫يل ِبأ ْ‬ ‫قَ ِر ُ‬ ‫اس َعلَ ْي ُك ْم‪ُ ،‬ك َّل َب ْيت إِ ْ‬ ‫الن َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪َ 11 .‬وأُ َكثُِّر َعلَ ْي ُكم ِ‬ ‫ب َحالَ ِت ُك ُم‬ ‫ون َوُيثْ ِم ُر َ‬ ‫يم َة فَ َي ْكثُ​ُر َ‬ ‫س َ‬ ‫سَ‬ ‫فَتُ ْع َم ُر ا ْل ُم ُد ُن َوتُْب َنى ا ْلخ َر ُ‬ ‫ُس ِّك ُن ُك ْم َح َ‬ ‫ون‪َ ،‬وأ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ان َوا ْل َب ِه َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫يم ِة‪َ ،‬وأُ ْح ِس ُن إِلَ ْي ُك ْم أَ ْكثَ​َر ِم َّما ِفي أ َ​َو ِائلِ ُك ْم‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ا ْلقَد َ‬

‫وعد برجوع الشعب إلى أرضه ويكونون فى حرية ويكون لهم ثمر‪ .‬وهذا اليوم قريب اإلتيان = وهناك يوم رمزى‬

‫وهو عودة الشعب من السبى ويوم حقيقى‪ ،‬هو يوم الصليب‪ .‬تحرثون وتزرعون = هنا يشبه اهلل اإلنسان‬ ‫باأل رض‪ ،‬التى يجب أن تحرث ليتم تنقيتها‪ ،‬وتزرع لتأتى بثمر‪ .‬ونحن بالمعمودية نتنقى إذ يموت إنساننا العتيق‪،‬‬ ‫ويزرع فينا إنسان جديد على شكل المسيح‪ ،‬ألن المسيح يعطينا حياته رو ‪ 8 – 4 : 3‬اإلنسان والبهيمة = حين‬

‫تكثر أعدادهم فهذا يشير لزيادة الخير والبركات‪ .‬لكن اإلنسان يشير للسالك بالروح والبهيمة تشير لمن يسلك‬

‫بحسب شهواته‪ .‬والروح القدس يقدس كليهما‪ .‬وأحسن إليكم أكثر من أوائلكم = فنعمة المسيح وعمله جعلتنا فى‬ ‫وضع أفضل من آدم‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫شي َّ‬ ‫ُم ِّ‬ ‫ون لَ ُه ْم ِم َا‬ ‫اآليات (‪" -:)15-12‬‬ ‫يرثًا َوالَ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اس َعلَ ْي ُك ْم َ‬ ‫يل‪ ،‬فَ َي ِرثُوَن َك فَتَ ُك ُ‬ ‫ش ْع ِبي إِ ْ‬ ‫الن َ‬ ‫َوأ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫شعوِب ِك‪14 .‬لِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِل أ ََّن ُهم قَالُوا لَ ُكم‪ :‬أَ ْن ِت أ ََّكالَ ُة َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ذل َك‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫تُثْ ِكلُ ُه ْم‪ .‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪ِ :‬م ْن أ ْ‬ ‫اس َو ُمثْكلَ ُة ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬

‫ود َب ْع ُد‬ ‫تَ ُع ُ‬ ‫لَ ْن تَأْ ُكلِي‬

‫‪161‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس والثالثون)‬

‫ب‪15 .‬والَ أُس ِّمع ِف ِ‬ ‫يك ِم ْن َب ْع ُد تَ ْع ِيير األُمِم‪َ ،‬والَ تَ ْح ِملِ َ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ير‬ ‫الر ُّ‬ ‫وب ِك َب ْع ُد‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اس َب ْع ُد‪َ ،‬والَ تُثْ ِكلِي ُ‬ ‫ش ُع َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫الن َ‬ ‫ين تَ ْعي َ‬ ‫َ َ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫وب ِك َب ْع ُد‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ين ُ‬ ‫وب َب ْع ُد‪َ ،‬والَ تُ ْع ِث ِر َ‬ ‫ش ُع َ‬ ‫هنا وعد لشعب اهلل أن يعود ألرضه‪ .‬فالكالم هنا للجبال = وأمشى عليكم شعبى إسرائيل‪ .‬أى يكثر اهلل الناس‬ ‫داخل الكنيسة‪ ،‬ويكونون فى حالة حركة بال توقف‪ ،‬وال يقترب الموت إليهم‪ .‬وكانت سخرية األمم على إسرائيل‬

‫أنها أكالة الناس بالسيف والجوع والوبأ والحصار‪ .‬ولكن بنعمة المسيح بطل كل هذا‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ض ُه ْم‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫آد َم‪ ،‬إِ َّن َب ْي َ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)19-16‬و َك َ‬ ‫س َك ُنوا أ َْر َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫يل لَ َّما َ‬ ‫َّ ِ ِ ‪18‬‬ ‫امي َك َنج ِ‬ ‫يق ِهم وِبأَفْعالِ ِهم‪َ .‬كا َن ْت طَ ِريقُهم أَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِل الدَِّم الَِّذي‬ ‫َّس َ‬ ‫س َك ْب ُ‬ ‫ض ِبي َعلَ ْي ِه ْم أل ْ‬ ‫ت َغ َ‬ ‫اسة الطامث‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َنج ُ‬ ‫وها ِبطَ ِر ْ َ َ ْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫‪19‬‬ ‫اضي‪َ .‬ك َ ِ‬ ‫َّدتُهم ِفي األُمِم فَتَ َذ َّروا ِفي األَر ِ‬ ‫ض‪ ،‬وِبأ ِ‬ ‫ْع ِال ِه ْم ِد ْنتُ ُه ْم‪.‬‬ ‫َّس َ‬ ‫ْ‬ ‫سفَ ُكوهُ َعلَى األ َْر ِ َ ْ‬ ‫ط ِريق ِه ْم َوأَف َ‬ ‫َص َنام ِه ْم َنج ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وها‪ .‬فَ َبد ْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫"‬

‫اهلل يذكرهم هنا بأن تأديبهم راجع لخطاياهم‪ .‬فهم نجسوا األرض المقدسة‪.‬‬ ‫ث جاءوا َنجَّسوا ِ‬ ‫آية (‪َ 21" -:)21‬فلَ َّما جاءوا إِلَى األ ِ‬ ‫ب َوقَ ْد‬ ‫الر ِّ‬ ‫ب َّ‬ ‫هؤالَ ِء َ‬ ‫ُّوس‪ ،‬إِ ْذ قَالُوا لَ ُه ْم‪ُ :‬‬ ‫ش ْع ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫اسمي ا ْلقُد َ‬ ‫ُمم َح ْي ُ َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َخرجوا ِم ْن أَر ِ‬ ‫ض ِه‪" .‬‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫حتى حينما أرسلهم اهلل للسبى فى أرض غريبة إستمروا فى خطاياهم فنجسوا إسم اهلل القدوس‪ ،‬وهذه عكس "‬ ‫ليرى الناس أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات"‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ت إِسرِائ َ ِ‬ ‫ت علَى اس ِمي ا ْلقُد ِ ِ‬ ‫اءوا‪.‬‬ ‫ُمِم َح ْي ُ‬ ‫اآليات (‪ " -:)22-21‬فَتَ َح َّن ْن ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ث َج ُ‬ ‫ُّوس الَّذي َنج َ‬ ‫َّس ُه َب ْي ُ ْ َ‬ ‫يل في األ َ‬ ‫ب‪ :‬لَ ْيس أل ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِ ِ 22‬‬ ‫اس ِمي‬ ‫الس ِّي ُد ا َّلر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س َرِائي َل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ص ِانعٌ َيا َب ْي َ‬ ‫يل‪َ ،‬ب ْل أل ْ‬ ‫َج ِل ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫«لذل َك فَ ُق ْل ل َب ْيت إِ ْ‬ ‫َجل ُك ْم أَ​َنا َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلقُد ِ ِ‬ ‫ث ِج ْئتُ ْم‪" .‬‬ ‫ُمِم َح ْي ُ‬ ‫ُّوس الَّذي َنج ْ‬ ‫َّستُ ُموهُ في األ َ‬ ‫هذه اآليات ال تعنى أن اهلل ال يهتم بنا‪ ،‬أو يهتم فقط بمجد إسمه القدوس‪ ،‬بل تعنى أن ال شئ فينا يستحق‬ ‫نعمته‪ ،‬بل هو يعمل فينا بمحبته وألجل مجد إسمه القدوس‪.‬‬

‫اآليات (‪23 " -:)25-23‬فَأُقَدِّس اس ِمي ا ْلع ِظيم ا ْلم َنجَّس ِفي األُمِم‪ ،‬الَِّذي َنجَّستُموه ِفي و ِ‬ ‫ُم ُم‬ ‫ْ ُ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫سط ِه ْم‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم األ َ‬ ‫َ‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫ين أَتَقَدَّس ِفي ُكم قُدَّام أ ْ ِ‬ ‫َج َم ُع ُك ْم ِم ْن َج ِمي ِع‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ب‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ب‪ِ ،‬ح َ‬ ‫ُمِم َوأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َع ُين ِه ْم‪َ .‬وآ ُخ ُذ ُك ْم م ْن َب ْي ِن األ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ون‪ِ .‬م ْن ُك ِّل َنجاس ِت ُكم و ِم ْن ُك ِّل أَص َن ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫آتي ِب ُكم إِلَى أَر ِ‬ ‫اضي و ِ‬ ‫األَر ِ‬ ‫ض ُك ْم‪َ 25 .‬وأ َُر ُّ‬ ‫ام ُك ْم‬ ‫اه ًار فَتُ َ‬ ‫اء َ‬ ‫ط َّه ُر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫ش َعلَ ْي ُك ْم َم ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ط ِّه ُرُك ْم‪".‬‬ ‫أُ َ‬ ‫حين يؤدب اهلل شعبه ثم يرفعهم يتعلم اآلخرين الدرس فيتقدس اهلل قدام أعين األمم‪ .‬وفى ‪ 24‬نبوة بدخول األمم‬ ‫للكنيسة جسد المسيح مع اليهود‪ .‬وحين يجمع اهلل شعبه يطهرهم‪ .‬وهذه نبوة عن عمل المعمودية أى غسل‬

‫الخطايا القديمة‪.‬‬

‫‪162‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس والثالثون)‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َجع ُل روحا ج ِد َ ِ‬ ‫ُع ِطي ُك ْم‬ ‫ُع ِطي ُك ْم َق ْل ًبا َج ِد ً‬ ‫ب ا ْل َح َج ِر ِم ْن لَ ْح ِم ُك ْم َوأ ْ‬ ‫آية (‪َ " -:)26‬وأ ْ‬ ‫يدةً في َداخل ُك ْم‪َ ،‬وأَ ْن ِزعُ َق ْل َ‬ ‫يدا‪َ ،‬وأ ْ َ ُ ً َ‬ ‫ب لَ ْحٍم‪" .‬‬ ‫َق ْل َ‬

‫أنظر شرح اآلية حز ‪ . 12 : 11‬والقلب الجديد‪ ،‬هو القلب المختون بالروح رو ‪ 22 : 2‬الذى مات منه إنسان‬

‫الخطية أى شهوة الخطية‪ .‬فالروح القدس يمنحنا طبيعة جديدة منفتحة على اهلل عوضاً عن الطبيعة الفاسدة‬

‫المنفتحة على الشر‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ون ِفي فَرِائ ِ‬ ‫وحي ِفي َد ِ‬ ‫َجع ُل ر ِ‬ ‫ون ِب َها‪".‬‬ ‫امي َوتَ ْع َملُ َ‬ ‫ضي‪َ ،‬وتَ ْحفَظُ َ‬ ‫سلُ ُك َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫اخلِ ُك ْم‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َج َعلُ ُك ْم تَ ْ‬ ‫َ‬ ‫آية (‪َ " -:)27‬وأ ْ َ ُ‬ ‫هذه نبوة عن سر الميرون الذى به يسكن الروح القدس فى المؤمن المعمد فيعينه على حفظ الوصايا‪ .‬وذلك بأن‬

‫يسكب محبة اهلل فى قلبه رو ‪.6 : 6‬‬ ‫‪28‬‬ ‫لها‪" .‬‬ ‫ون لِي َ‬ ‫اء ُك ْم إِي َ‬ ‫َعطَ ْي ُ‬ ‫ون األ َْر َ‬ ‫ش ْع ًبا َوأَ​َنا أَ ُك ُ‬ ‫َّاها‪َ ،‬وتَ ُكوُن َ‬ ‫س ُك ُن َ‬ ‫ض الَِّتي أ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫آية (‪َ " -:)28‬وتَ ْ‬ ‫ون لَ ُك ْم إِ ً‬ ‫آب َ‬ ‫اهلل يذكر عهده أل بائهم بأن يعطيهم األرض‪ ،‬وهذا ما حدث بعد العودة من السبى ولكن هذه اآلية تنظر لما هو‬

‫أبعد من ذلك‪ .‬فهى تشير إلستردادنا الميراث السماوى فمن يسكن الكنيسة اآلن سيرث السماء‪.‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ِ‬ ‫وعا‪َ 31 .‬وأُ َكثُِّر‬ ‫اس ِات ُك ْم‪َ .‬وأ َْد ُعو ا ْل ِح ْن َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)31-29‬وأ َ‬ ‫ط َة َوأُ َكثُِّرَها َوالَ أ َ‬ ‫َضعُ َعلَ ْي ُك ْم ُج ً‬ ‫ص ُك ْم م ْن ُك ِّل َن َج َ‬ ‫ُخلِّ ُ‬ ‫‪31‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ثَ َم َر َّ‬ ‫َع َمالَ ُك ْم َغ ْي َر‬ ‫ون طُ​ُرقَ ُك ُم َّ‬ ‫الرِد َ‬ ‫ُمِم‪ .‬فَتَ ْذ ُك ُر َ‬ ‫يئ َة َوأ ْ‬ ‫الش َج ِر َو َغل َة ا ْل َح ْقل ل َك ْيالَ تَ​َنالُوا َب ْع ُد َع َار ا ْل ُجوِع َب ْي َن األ َ‬ ‫ِ‬ ‫اس ِات ُك ْم‪" .‬‬ ‫َّ‬ ‫الصالِ َح ِة‪َ ،‬وتَ ْمقُتُ َ‬ ‫ام ُو ُجو ِه ُك ْم ِم ْن أ ْ‬ ‫َج ِل آثَام ُك ْم َو َعلَى َر َج َ‬ ‫ون أَ ْنفُ َ‬ ‫س ُك ْم أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫حين يسكن اهلل وسط كنيسته فهو يبارك ببركات روحية بل ومادية أيضاً‪ .‬والحظ أنه فى حالة القداسة والبركة‪ ،‬لو‬

‫تذكر التائب خطاياه يمقت نفسه ألنه أهان اهلل يوماً‪ .‬بل مهما وصلنا لدرجة عالية من القداسة سنظل نمقت‬

‫أنفسنا إذ نكتشف دائماً وجود خطايا داخلنا ‪1‬تى ‪ 16 : 1‬وهذه عالمة التوبة الحقيقية‪.‬‬

‫آية (‪32 " -:)32‬الَ ِم ْن أ ْ ِ‬ ‫اخ َز ْوا ِم ْن طُ​ُرِق ُك ْم َيا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ص ِانعٌ‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اخ َجلُوا َو ْ‬ ‫وما لَ ُك ْم‪ .‬فَ ْ‬ ‫َجل ُك ْم أَ​َنا َ‬ ‫ب‪َ ،‬ف ْل َي ُك ْن َم ْعلُ ً‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َب ْي َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫فأخجلوا = اهلل غفر حقاً‪ ،‬لكن لنقل خطيتى أمامى فى كل حين فال نسقط فى الكبرياء‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ِ :‬في َي ْوِم تَ ْط ِه ِ‬ ‫ُس ِك ُن ُك ْم ِفي ا ْل ُم ُد ِن‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪ " -:)35-33‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫يري إِيَّا ُك ْم م ْن ُك ِّل آثَام ُك ْم‪ ،‬أ ْ‬ ‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ون‪ِ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض‬ ‫هذ ِه األ َْر ُ‬ ‫ب‪َ .‬وتُ ْفلَ ُح األ َْر ُ‬ ‫ام َع ْي َن ْي ُك ِّل َعا ِب ٍر‪ .‬فَ َيقُولُ َ‬ ‫ض ا ْل َخ ِرَب ُة ِع َو ً‬ ‫فَتُْب َنى ا ْلخ َر ُ‬ ‫ضا َع ْن َك ْون َها َخ ِرَب ًة أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ورةً‪" .‬‬ ‫ص َار ْت َك َجنَّ ِة َع ْد ٍن‪َ ،‬وا ْل ُم ُد ُن ا ْل َخ ِرَب ُة َوا ْل ُم ْق ِف َرةُ َوا ْل ُم ْن َه ِد َم ُة ُم َح َّ‬ ‫ا ْل َخ ِرَب ُة َ‬ ‫ص َن ًة َم ْع ُم َ‬ ‫النفس التى يفارقها اهلل تصبح خراباً موحشة‪ ،‬وحين يعود لها اهلل تصبح جنة‪.‬‬

‫‪163‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس والثالثون)‬ ‫‪36‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ت ا ْل ُم ْق ِف َرةَ‪ .‬أَ​َنا َّ‬ ‫ين تُ ِرُكوا َح ْولَ ُك ْم أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫سُ‬ ‫ب‪َ ،‬ب َن ْي ُ‬ ‫ُم ُم الَِّذ َ‬ ‫ت ا ْل ُم ْن َهد َم َة َو َغ َر ْ‬ ‫آية (‪ " -:)36‬فَتَ ْعلَ ُم األ َ‬ ‫سأَف َْع ُل‪" .‬‬ ‫تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫ت َو َ‬

‫اهلل أب للجميع فهو يصلح من حال شعبه ويجعلهم كجنة‪ ،‬ولكن عين اهلل أيضاً على األمم‪ .‬وحين يرى األمم‬

‫عمله مع شعبه يؤمنون به فيتحولون هم أيضاً لجنات‪.‬إذاً "لنسعى كسفراء للمسيح كأن المسيح يعظ بنا" فهذا‬ ‫واجب كل مؤمن‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه أُ ْطلَ ِ‬ ‫ب‪ :‬بع َد ِ‬ ‫يل ألَف َْع َل لَ ُه ْم‪ .‬أُ َكثُِّرُه ْم َك َغ َنِم‬ ‫اآليات (‪" -:)38-37‬‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ه َك َذا قَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ب م ْن َب ْيت إِ ْ‬ ‫الر ِّ َ ْ‬ ‫شلِيم ِفي مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ا ْل ُم ُد ُن ا ْل َخ ِرَب ُة َمآل َن ًة َغ َنم أَُن ٍ‬ ‫اس‪َ 38 ،‬ك َغ َنِم َم ْق ِد ٍ‬ ‫أَُن ٍ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا‬ ‫اس‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫اس ِم َها‪ ،‬فَتَ ُك ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫س‪َ ،‬ك َغ َنم أ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬

‫حينما تمتلئ النفس من بركة ونعمة ومحبة اهلل يقدم اإلنسان نفسه كذبيحة حية ( رو ‪ ) 1 : 12‬وهذه معناها‬

‫صلب األهواء والشهوات ( غل ‪ ) 24 : 6‬وهذه تعني أن نحسب أنفسنا أمواتا أمام الخطايا ( رو ‪ + 11 : 3‬كو‬

‫‪ ، ) 6 : 3‬كغنم سيقت للذبح رو ‪ 33 : 8‬واآليات تشير إلزدياد عدد المؤمنين فى الكنيسة ‪ .‬وهذه تعني أن‬ ‫نجاهد حتي الدم ضد الخطية ( عب ‪ ، ) 4 : 12‬بل حتي الموت وسفك الدم في سبيل التمسك بااليمان‪ ،‬أي‬

‫لو إقتضي األمر أن نستشهد‪.‬‬

‫أما في خالل حياتنا العادية فلنكن كغنم تتبع راعيها أينما سار ‪ ،‬فهو يقودها إلي المراعي الخضراء ومياه الراحة‬ ‫‪ .‬وتقبل ضربات عصاه وعكازه (التجارب) حتى يعيدها للطريق الصحيح فال تفقد ميراثها السماوي فتسكن في‬

‫بيت الرب مدي االيام‬

‫( مزمور ‪.) 23‬‬

‫اإلصحاح ‪ 36‬يلخص عمل المسيح لكنيسة العهد الجديد‬

‫يبدأ اإلصحاح بأن يخاطب اهلل شعب العهد الجديد ويسميهم جبال إسرائيل (آية‪ )1‬وهذا يعنى حياتهم السماوية‬ ‫وثباتهم على اإليمان كما رأينا فى نهاية اإلصحاح السابق ‪ .‬ولكن ماذا كنا قبل ذلك ؟ كنا مستعبدين للشيطان =‬

‫أخربوكم وتهمموكم (آية‪ = )3‬أى داسوا عليكم وخربوا شكلكم وحياتكم‪ .‬ونجد فى (آية‪ )2‬الشيطان يسخر من‬

‫اإلنسان ظاناً أن هذا الوضع نهائى ‪ ،‬وأن البشر بعد أن كانوا قبل السقوط مرتفعات قديمة صاروا له ميراثا‪.‬‬

‫ويشير فى (آيات‪ )24 – 13‬كيف صارت حال اإلنسان رديئة والى أى مستوى قد إنحدر‪ .‬وحتى فى العهد القديم‬

‫صار من كانوا هم شعب اهلل سخرية ومذمة لألمم الوثنية (آية‪ . )3‬ولكن اهلل تحنن على إسمه القدوس (آية‪)21‬‬ ‫وبرحمته ومحبته للبشر = وفى نار غيرته يقول تكلمت على بقية األمم وعلى أدوم (آية‪ = )6‬والمقصود من‬

‫بقية األمم وأدوم الشيطان ومن يتبعه ‪ ،‬وأن المسيح كلمة اهلل سيسحقهم بصليبه (إصحاح‪ )36‬فقوله تكلمت إشارة‬

‫لإلبن كلمة اهلل وعمله الفدائى ‪ ،‬وأيضا نجد فى (آية‪ )4‬قول اهلل رفعت يدى إشارة ألن العمل هو عمل اإلبن ‪،‬‬ ‫فاإلبن هو ذراع اهلل (إش‪ . )14 : 62 + 13 : 62 + 1 : 62 + 22 : 42 + 2 : 61‬ونجد المسيح فى‬ ‫فدائه يهتم بكل درجات البشر ‪ ،‬المتقدمين روحيا ويسميهم الجبال ‪ ،‬واألقل درجة ويسميهم األكام ‪ ،‬ومعلمو‬

‫‪164‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس والثالثون)‬

‫الشعب ويسميهم األنهار وأقل الدرجات أى األودية ‪ ...‬بل وبالذين إستسلموا للشيطان فخربهم = الخرب المقفرة‬ ‫والمدن المهجورة (آية‪ . )4‬ويعمل المسيح بروحه القدوس فى كل هؤالء ليحولهم إلى جبال إسرائيل (آية‪. )1‬‬ ‫ولكن هناك من لن يقبل عمل المسيح ويظل فى عناده تابعا للشيطان ‪ ،‬لذلك نجد الوحى فى (آية‪ )3‬يكرر‬

‫(آية‪ )4‬دون ذكر الخرب المقفرة والمدن المهجورة ‪ ،‬فهؤالء هم من رفضوا عمل المسيح وتجديد الروح القدس لهم‬ ‫الذى وحده قادر أن يحولهم إلى خليقة جديدة ‪ ،‬فبرفضهم ظلوا كما هم خراباً ‪.‬‬

‫ونجد المسيح يجمع كنيسته من بين كل األمم والشعوب ‪ ،‬فهو ليس مخلصا للشعب اليهودى فقط (آية‪. )24‬‬

‫ويصير المخلصون كثيرون جدا (آية‪ . )16 – 14‬ونالحظ أن القديس بولس الرسول يسمى الكنيسة إسرائيل اهلل‬ ‫= إسرائيل الكبيرة جداً (غل‪. )13 : 3‬‬

‫والمسيح قَدَّم للكنيسة الفداء ‪ ،‬ولكن كيف نستفيد من عمل المسيح ؟‬

‫يكون ذلك بالمعمودية التى تغفر كل‬

‫ماء طاه ار = والحظ أن قوله يرش هو‬ ‫الخطايا السابقة وتثبتنا فى المسيح لنصير أبناء اهلل (آية‪ )26‬وأرش عليكم ً‬ ‫بأسلوب العهد القديم إذ كان الكاهن يرش (ينضح) على الشعب بزوفا‪ ،‬ماء به نقاط من دم الذبيحة ليطهرهم ‪،‬‬

‫لذلك يقول داود النبى "تنضح على بزوفاك فأطهر" (مز‪ )61‬والزوفا نبات يغمس فى ماء الرش‪ ،‬ويرش به‬

‫الكاهن ‪ .‬وفى (آية‪ )24‬نسمع عن سر الميرون وسكنى الروح القدس فينا ‪ ،‬وهو الذى يجدد طبيعتنا ‪ .‬وعن‬

‫الطبيعة الجديدة يقول فى (آية‪ )23‬أعطيكم قلبا جديدا وأجعل روحا جديدة فى داخلكم = والروح الجديدة فى هذه‬

‫اآلية هى الخليقة الجديدة لإلنسان وليس الروح القدس المذكور فى (آية‪ . )24‬القلب الجديد والروح الجديدة‬

‫(آية‪ )23‬أى الحياة الجديدة أو ما أسماها بولس الرسول " الخليقة الجديدة " (‪2‬كو‪ . )14 : 6‬وماذا أيضا عن‬ ‫عمل الروح القدس فينا بعد المعمودية والميرون ؟ الروح يبكت ويعين اإلنسان فيتوب عن خطاياه ودم المسيح‬

‫يطهر = أخلصكم من كل نجاساتكم (آية‪ ، )22‬فيظل ثابتا فى المسيح وفى كنيسته = آتى بكم إلى أرضكم =‬ ‫أى الكنيسة‪ ،‬ومن يثبت فى الكنيسة يظل حيا فيكون له ثمار = وتثمرون ثمركم (آية‪ . )8‬وهذا يكون ببعض‬

‫التجارب إذا دعت الضرورة لذلك = فتُحرثون (آية‪ . )2‬وفى (آية‪ )12‬يقول وكأفعالهم دنتهم = هذه بالنسبة‬ ‫لليهود كانت تسليمهم كعبيد لبابل ‪ ،‬وللبشرية كلها أوالد آدم فاهلل أسلمهم للشيطان للتأديب " أُخ ِ‬ ‫ضعت الخليقة‬

‫للباطل " (رو‪. )24 : 8‬‬

‫ومن يمتلئ بالروح حينما ال يقاوم عمل الروح يكون له نصيب فى الميراث السماوى = تسكنون األرض (آية‪)28‬‬

‫‪ .‬وتكون عالمة التوبة الحقيقية = تمقتون أنفسكم (آية‪ ، )31‬إذ أن التوبة تنقى القلب وتفتح العينين فيعاين‬

‫اإلنسان النقى اهلل (مت‪ ، )8 : 6‬وفى هذا النور يرى خطايا له ال يراها اإلنسان العادى ‪ ،‬ولكن حقا سنمقت‬

‫أنفسنا ونخجل إذ بسبب خطايانا هذه سببنا حزنا وألماً هلل ‪ ،‬ولكن هذا الخجل يكون ممتزجا بروح الشكر والتسبيح‬ ‫على الخالص الذى تممه لنا المسيح ‪ .‬ومع اإلمتالء من الروح القدس تكون الثمار الطبيعية هى المحبة والفرح‬

‫والسالم (غل‪ )22 : 6‬وهذه سمات جنة َع ْد ْن ‪ ،‬وكأن المسيح إستعاد لنا الحياة الفردوسية مرة أخرى (آية‪. )36‬‬ ‫والروح القدس يسكب محبة اهلل فى قلوبنا (رو‪ )6 : 6‬والنتيجة الطبيعية لوجود المحبة وجود الفرح ‪ .‬وكيف‬ ‫يسكب الروح القدس محبة اهلل فى قلوبنا ؟ يكون هذا بأن يخبرنا عن المسيح (يو‪ . )14 : 13‬ومن يفتح الروح‬

‫‪165‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس والثالثون)‬

‫القدس عينيه ويعرف شخص المسيح يحبه ‪ .‬ولماذا ؟ من إختبر وعرف شخص المسيح وجده شخص جميل‬

‫ويحب ‪ ،‬قالت عنه عروس النشيد " حبك أطيب من الخمر ‪ ...‬لذلك أحبتك العذارى " (نش‪. )3 ، 2 : 1‬‬ ‫وحلو ُ‬ ‫ومن عرف المسيح الجوهرة الكثيرة الثمن باع بقية الآللئ إذ وجد كل شئ نفاية (مت‪ + 43 : 13‬فى‪)8 : 3‬‬ ‫وهذا معنى أن شخص المسيح فيه الشبع ‪ ،‬إذ معه ال تحتاج لسواه ‪ .‬وعبر الوحى عن الشبع بشخص المسيح‬

‫فقال وأدعو الحنطة وأكثرها وال أضع عليكم جوعا (آية‪. )22‬‬

‫ِ‬ ‫س = هذا الغنم يقدم ذبائح فى الهيكل هلل‪.‬‬ ‫ومع هذا الحب هلل يقدم اإلنسان نفسه ذبيحة حية (آية‪ = )38‬كغنم مقد ْ‬ ‫ومن يقبل أن يصلب جسده أهواءه مع شهواته تزداد الثمار فيه (غل‪ . )24 : 6‬ومن يقبل أن ُيصلب مع المسيح‬ ‫فى أالمه يختبر حالة من الفرح ال يعرفها العالم ‪ ،‬وهذا الفرح غير الملذات الحسية تماما ‪ .‬وليعبر الوحى عن‬

‫حالة الفرح هذه يسمى الغنم = كغنم أورشليم فى مواسمها = والمواسم هى األعياد وهذه تكون أيام فرح ‪.‬‬

‫ولكن هناك تساؤل‪ ...‬هل كل هذا ممكن للخليقة الساقطة ولإلنسان الخاطئ الذى وصل إلى أبشع أنواع‬ ‫النجاسة ؟! اإلجابة فى اإلصحاح القادم حيث يشرح اهلل أن هذا ممكن وسيحدث بعمل اإلبن كلمة اهلل وعمل‬

‫الروح القدس فهذه هى إرادة اآلب ‪ ،‬أن الجميع يخلصون ‪.‬‬

‫‪166‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع والثالثون)‬

‫اإلصحاح السابع والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫نحن أمام أمة مسبية ميتة بسبب إنفصالها عن اهلل وهيكل اهلل ‪ ،‬واهلل ُيظهر لحزقيال أنه قادر أن يعيد لهذه األمة‬ ‫الحياة مرة أخرى ‪ ،‬بل هو يريد ويفرح بهذا ‪ .‬ولكن هذه هى نفس قصة آدم وبنيه ‪ ،‬الذين ماتوا بالخطية وأتى‬ ‫المسيح ليخلق منهم خليقة جديدة لها حياة أبدية ‪ ،‬وعبر عن هذا الفرح قول اآلب يوم معمودية المسيح "هذا هو‬

‫إبنى الحبيب الذى به سررت " ‪.‬‬

‫ونجد هنا صورة رائعة لخلق اإلنسان أدم األول والخليقة الثانية فى المعمودية ونرى الفرق بين عمل المعمودية‬ ‫وعمل سر الميرون‪ .‬فما حدث نتيجة خطية آدم أن اإلنسان مات وتحول إلى عظام يابسة‪ ،‬وتحولت األمم إلى‬ ‫أمم ميتة كعظام يابسة بال حياة‪ ،‬وبال ثمر‪ .‬وكرمز لهذا فها هى أمة إسرائيل بسبب خطاياها‪ ،‬هى فى السبى‪،‬‬

‫وكأنها عظام يابسة‪ .‬وكما تعود إسرائيل من السبى إلى أرضها‪ ،‬ويبنى الهيكل ثانية ويعود اهلل وسطهم‪ ،‬فتدب‬

‫فيهم الحياة مرة أخرى‪ ،‬هكذا بالمسيح سيحيا اإلنسان ثانية‪ .‬فالمسيح جاء وحول الموت إلى حياة‪ ،‬وبالمعمودية‬ ‫نولد من جديد‪ ،‬وبالميرون (أو وضع اليد) يدب فينا الروح‪ .‬وكرمز لهذا كانت العودة من السبى‪ .‬ونرى فى أع‬

‫‪ 3 – 1 : 12‬شرح للفرق بين المعمودية وحلول الروح القدس‪.‬‬

‫ونالحظ أن حالة العظام اليابسة يرتد لها كل من يرتد للخطية ويتقسى قلبه‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫اما‪" ،‬‬ ‫َخ َر َجني ِب ُر ِ‬ ‫الر ِّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫س ِط ا ْل ُب ْق َع ِة َو ِه َي َمآل َن ٌة ِع َ‬ ‫وح َّ‬ ‫آية (‪َ " -:)1‬كا َن ْت َعلَ َّي َي ُد َّ‬ ‫ب‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ب َوأَ ْن َزلَني في َو ْ‬ ‫ظً‬ ‫يد الرب = إشارة للمسيح الذى بقيامته سيعطى حياة‪ .‬رو ‪ .8 -4 : 3‬واليد تشير للمسيح فهو قوة اهلل ‪1‬كو ‪: 1‬‬

‫‪ + 24‬إش ‪ + 1 : 62‬إش ‪ + 11 – 2 : 61‬إش ‪ .1 : 61‬فأخرجنى بروح الرب = الروح القدس الذى يعمل‬ ‫فى الكنيسة إنسكب على الكنيسة بإستحقاقات دم المسيح المخلص‪ ،‬وهو يعطى الميالد الجديد فى المعمودية‬

‫(فالمعمودية ميالد من الماء والروح يو ‪ )6 : 3‬ثم يحل على المعمد ليعطيه قلباً جديداً‪ ،‬ويثبته فى المسيح ‪2‬كو‬

‫‪ .21 : 1‬ومن يثبت فى المسيح يصير خليقة جديدة حية ‪2‬كو ‪ .14 : 6‬إذاً العمل هو عمل مشترك لإلبن‬ ‫الكلمة (يد الرب) والروح القدس‪ .‬وألن النبى يرمز لهذا العمل‪ ،‬فهو سيتنبأ لتقوم العظام ويدب فيها الحياة‪ ،‬ونرى‬

‫هنا يد الرب وروحه القدوس يعمالن فى النبى رم اًز لعمل أقنومى اإلبن والروح القدس فى إعطاء حياة جديدة‬

‫لإلنسان الذى مات بالخطية‪ .‬وأنزلنى = فالخطية أنزلتنا من فوق مآلنة عظاماً = ال أمل فى قيامتها ثانية‪.‬‬

‫وهى مآلنة فكل بنى آدم ماتوا‪ .‬وقد تشير هذه العظام إلي ‪ ) 1‬األمة اليهودية والتي تشتتت بسبب خطاياها‬ ‫وكأنها ماتت‪ )2 .‬لكل بني آدم الذين ماتوا بالخطية ‪ .‬علي كل حال فدائماً الخطية = موت‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪َ 2 " -:)2‬وأ ِ‬ ‫س ٌة ِجدًّا‪".‬‬ ‫يرةٌ ِجدًّا َعلَى َو ْجه ا ْل ُب ْق َعة‪َ ،‬وِا َذا ه َي َيا ِب َ‬ ‫َم َّرني َعلَ ْي َها م ْن َح ْول َها َوِا َذا ه َي َكث َ‬ ‫َ‬ ‫يابسة جداً = إنقضى على موت أصحابها زمن طويل‪ ،‬أى منذ سقط آدم‬ ‫‪167‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع والثالثون)‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ال لِي‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫س ِّي ُد َّ‬ ‫ت تَ ْعلَ ُم»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫اآليات (‪ " -:)5-3‬فَقَ َ‬ ‫ب أَ ْن َ‬ ‫ام؟» فَ ُق ْل ُ‬ ‫ال لِي‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫ت‪َ « :‬يا َ‬ ‫آد َم‪ ،‬أَتَ ْح َيا هذه ا ْلعظَ ُ‬ ‫‪5‬‬ ‫ب لِ ِ‬ ‫«تَ​َن َّبأْ علَى ِ‬ ‫ظ ِام‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ال َّ‬ ‫هذ ِه ا ْل ِع َ‬ ‫هذ ِه ا ْل ِعظَ ِام َوُق ْل لَ َها‪ :‬أَيَّتُ َها ا ْل ِع َ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اس َم ِعي َكلِ َم َة َّ‬ ‫ب‪ :‬هك َذا قَ َ‬ ‫َ‬ ‫س ُة‪ْ ،‬‬ ‫ام ا ْل َيا ِب َ‬ ‫ظُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وحا فَتَ ْح َي ْو َن‪" .‬‬ ‫هأَ​َن َذا أ ُْدخ ُل في ُك ْم ُر ً‬

‫اإلجابة المنطقية للسؤال فى آية ‪ 3‬هى ال‪ .‬فهل يعقل أن يقوم إنسان قد ألقى فى قبر‪ ،‬أو هل هناك أمل فى‬

‫عودة اليهود ألورشليم بعد أن تشتتوا فى السبى‪ ،‬أو هل هناك أمل فى توبة خاطئ أثيم‪ .‬لكن إن كان عقل‬ ‫اإلنسان قد حكم بأن إجابة السؤال السابق بال‪ ،‬لكن كلمة الرب‪ ،‬اإلبن أى المسيح بعمل فدائه قادر أن يعطى‬

‫حياة للموتى وإلسرائيل ولكل خاطئ فيحيا وهذا معنى = إسمعى كلمة الرب‪ .‬فمن يسمع صوت إبن اهلل يحيا‬

‫يو ‪ 26 ،24 : 6‬قال السيد الرب‪ ...‬أدخل فيكم روحاً = هذه تساوى "ومتى جاء المعزى الذى سأرسله إليكم أنا‬

‫من اآلب روح الحق الذى من عند اآلب‪ ...‬يو ‪ . "23 : 16‬قال السيد الرب = أى اإلبن الكلمة الذى سيرسل‬ ‫روحه يدخل فينا فيعطى حياة = فتحيون‬

‫‪6‬‬ ‫َضع علَ ْي ُكم عصبا وأَ ْك ِسي ُكم لَ ْحما وأ َْبسطُ علَ ْي ُكم ِج ْل ًدا وأ ْ ِ‬ ‫ون أ َِّني‬ ‫وحا‪ ،‬فَتَ ْح َي ْو َن َوتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫َج َع ُل في ُك ْم ُر ً‬ ‫آية (‪َ " -:)6‬وأ َ ُ َ ْ َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ْ ً َ ُ َ ْ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫أَ​َنا َّ‬ ‫‪7‬‬ ‫ْت كما أ ِ‬ ‫ام ُك ُّل َع ْظٍم إِلَى َع ْظ ِم ِه‪".‬‬ ‫ش‪ ،‬فَتَقَ َارَب ِت ا ْل ِع َ‬ ‫ت‪َ ،‬وِا َذا َر ْع ٌ‬ ‫ص ْو ٌ‬ ‫ُم ُ‬ ‫رت‪َ .‬وَب ْي َن َما أَ​َنا أَت َن َّبأُ َك َ‬ ‫ان َ‬ ‫آية (‪ " -:)7‬فَتَ​َن َّبأ ُ َ‬ ‫ظُ‬ ‫فتنبأت = حقاً إن الروح هو الذى يعطى حياة‪ ،‬ولكن اهلل يطلب خداماً يتكلمون والروح يضع فى أفواههم ما‬

‫يقولونه "أطلبوا من رب الحصاد" (مت ‪ )38 : 2‬أن يرسل فعلة إلى حصاده‪ .‬فكان يمكن أن الروح يقيم هذه‬

‫العظام بدون أن يتكلم النبى‪ ،‬ولكن اهلل يريد أن يظهر كرامة وأهمية الخدمة "عظ وبخ إنتهر فى وقت مناسب‬

‫وغير مناسب ‪2‬تى ‪ ."2 : 4‬وبينما أنا أتنبأ كان صوت هذا هو صوت الروح القدس الذى ينبه القلوب الميتة‬ ‫فتقدم توبة وتزلزل كيان الخاطئ واذا رعش = هكذا إرتعد بولس حينما كلم الرب أع ‪ 3 : 2‬وهكذا إرتعب فيلكس‬

‫حينما كلمه بولس أع ‪ . 26 : 24‬فتقاربت العظام = هذا ما سيحدث مع اليهود حين يجمعهم اهلل من كل أنحاء‬ ‫السبى إلى بالدهم‪ ،‬كما يجمع العظام لجسد واحد‪ .‬وهكذا سيحدث مع كنيسة المسيح‪ .‬فيتكامل الجسد الذى هو‬

‫كعظام مرتبطة بمفاصل بالمسيح الرأس أف ‪ + 34 : 6‬كو ‪ + 12 : 2‬أف ‪.13 ،16 : 4‬‬

‫‪8‬‬ ‫ق‪ ،‬ولَ ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح‪" .‬‬ ‫وب ِس َ‬ ‫س َ‬ ‫آية (‪ " -:)8‬وَنظَ ْر ُ‬ ‫يها ُر ٌ‬ ‫اها‪ُ ،‬‬ ‫سف َ‬ ‫ط ا ْل ِج ْل ُد علَ ْي َها م ْن فَ ْو ُ َ َ‬ ‫ص ِب َواللَّ ْحم َك َ‬ ‫ت َوِا َذا ِبا ْل َع َ‬ ‫هنا العظام تحولت إلى جسد من جديد‪ .‬هذه هى الوالدة الجديدة بالمعمودية‬ ‫‪9‬‬ ‫وح ِم َن‬ ‫الر ُّ‬ ‫آد َم‪َ ،‬وُق ْل لِ ُّلر ِ‬ ‫ال لِي‪« :‬تَ​َن َّبأْ لِ ُّلر ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫وح‪ :‬هك َذا قَ َ‬ ‫آية (‪ " -:)9‬فَقَ َ‬ ‫ااب َن َ‬ ‫وح‪ ،‬تَ​َن َّبأْ َي ْ‬ ‫ب‪َ :‬هلُ َّم َيا ُر ُ‬ ‫ب َعلَى ه ُؤالَ ِء ا ْلقَ ْتلَى لِ َي ْح َي ْوا»‪" .‬‬ ‫اح األ َْرَب ِع َو ُه َّ‬ ‫الرَي ِ‬ ‫ِّ‬

‫‪168‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع والثالثون)‬

‫هنا وربما هذه هى المرة الوحيدة التى يصلى فيها أحد فى الكتاب المقدس للروح القدس‪ ،‬ونحن نصلى للروح‬

‫القدس ليمألنا ويسكب فينا محبة اهلل‪ ،‬وهكذا تعلمنا الكنيسة فى صلوات الساعة الثالثة "أيها الملك السمائى‬ ‫المعزى روح الحق‪ "...‬وقوله الرياح األربع فيه إشارة ألن الروح القدس سيمأل كل العالم‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫َقد ِ‬ ‫ْت َكما أَمرني‪ ،‬فَ َد َخ َل ِفي ِهِ‬ ‫ِ‬ ‫ظيم ِجدًّا ِجدًّا‪" .‬‬ ‫ع‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ام‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ام‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫وح‬ ‫الر‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫آية (‪" -:)11‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫هذا يشبه نفخة الكاهن فى وجه المعمد قائالً " إقبل الروح القدس" فبعد والدته الجديدة يأخذ نعمة الروح القدس‬

‫فيحيا‪ .‬وقاموا جيش عظيم جداً جداً هكذا أوالد اهلل هم مرهبين للشياطين بالروح القدس الذى يسكن فيهم‬ ‫وبالمسيح الذى يثبت فيهم‪" .‬هم كجيش بألوية" المسيح يغلب بهم نش ‪ + 14 : 3‬رؤ ‪. 2 : 3‬‬

‫نرى فى هذه القصة شرح لقصة خلق آدم ‪ ،‬فالثالوث يشترك فى الخلقة األولى والثانية‪ :‬الخلقة األولى ‪ :‬اآلب‬ ‫يقول نعمل اإلنسان على صورتنا (تك‪ . )23 : 1‬واإلبن الكلمة يخلق اإلنسان من تراب األرض ‪ .‬والروح ينفخ‬

‫فى أنفه نفساً حيوة (تك‪. )4: 2‬‬

‫والخلقة الثانية ‪ :‬اآلب يريد أن الجميع يخلصون (‪1‬تى‪ . )4 : 2‬واإلبن الكلمة يموت ويقوم ‪ .‬والروح يثبتنا فى‬ ‫اإلبن بالمعمودية فنحيا بحياة اإلبن الذى إتحدنا به ‪.‬‬

‫وما حدث مع حزقيال يشرح تماما ما حدث ‪ :‬اآلب يقول لحزقيال تنبأ أى تكلم وقل إسمعى كلمة الرب‪ ،‬فيتكون‬

‫جسم كامل بدون حياة ‪ ،‬كونه الكلمة اإلبن ‪ .‬ثم يتنبأ للروح فيعطى الروح حياة للجسم ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫العظَ ِ‬ ‫هذ ِه ِ‬ ‫آدم‪ِ ،‬‬ ‫اآليات (‪11 " -:)14-11‬ثُ َّم قَ َ ِ‬ ‫س ْت‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل‪َ .‬ها ُه ْم َيقُولُ َ‬ ‫ام ه َي ُك ُّل َبيت إِ ْ‬ ‫ون‪َ :‬ي ِب َ‬ ‫ُ‬ ‫ال لي‪َ « :‬يا ْاب َن َ َ‬ ‫اؤَنا‪ .‬قَِد ا ْنقَطَع َنا‪12 .‬لِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُص ِع ُد ُك ْم‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال ال َّ‬ ‫س ِّي ُد َّ‬ ‫ذل َك تَ​َن َّبأْ َوُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬هك َذا قَ َ‬ ‫ام َنا َو َهلَ َك َر َج ُ‬ ‫ورُك ْم وأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا أَفتَ ُح قُ ُب َ‬ ‫عظَ ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ُّ ِ‬ ‫شع ِبي‪ ،‬و ِ‬ ‫آتي ِب ُك ْم إِلَى أ َْر ِ‬ ‫ِم ْن قُ ُب ِ‬ ‫ص َع ِادي إِيَّا ُك ْم‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل‪ .‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ورُك ْم َوِا ْ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫ورُك ْم َيا َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ب ع ْن َد فَتْحي قُ ُب َ‬ ‫‪14‬‬ ‫َجعلُ ُكم ِفي أَر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِم ْن قُ​ُب ِ‬ ‫ت َوأَف َْع ُل‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أ َنا َّ‬ ‫ورُك ْم َيا َ‬ ‫ب تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫ض ُك ْم‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫ش ْع ِبي‪ .‬وأَ ْج َع ُل ُروحي في ُك ْم فتَ ْح َي ْو َن‪َ ،‬وأ ْ َ ْ‬ ‫ب»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َيقُو ُل َّ‬ ‫المقصود أن اهلل سيعطى حياة ثانية لشعبه إسرائيل‪ ،‬ولكن هذا يرمز لقيامة النفس الخاطئة وقيامة كنيسة العهد‬

‫الجديد والقيامة األخيرة من األموات يو ‪( 22-26:6‬وفى هذه اآليات نرى قيامتين للمؤمنين)‬

‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫آدم‪ُ ،‬خ ْذ ِل َن ْف ِس َك عصا و ِ‬ ‫اح َدةً َوا ْكتُ ْب‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫ب قَ ِائالً‪َ « :‬وأَ ْن َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)28-15‬و َك َ‬ ‫َ ً َ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َرِائي َل‬ ‫صا أَف َا‬ ‫صا أ ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫وس َ‬ ‫ْرِي َم َو ُك ِّل َب ْيت إِ ْ‬ ‫َعلَ ْي َها‪ :‬ل َي ُهوَذا َولِ َبني إِ ْ‬ ‫ف‪َ ،‬ع َ‬ ‫ُخ َرى َوا ْكتُ ْب َعلَ ْي َها‪ :‬ل ُي ُ‬ ‫يل ُرفَقَائه‪َ .‬و ُخ ْذ َع ً‬ ‫‪18‬‬ ‫ص ا ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫رفَقَ ِائ ِه‪17 .‬واق ِْرْنهما ا ْلو ِ‬ ‫َما‬ ‫اح َدةَ ِباأل ْ‬ ‫اء َ‬ ‫ش ْع ِب َك قَ ِائلِ َ‬ ‫ير َواح َدةً في َيد َك‪ .‬فَِإ َذا َكلَّ َم َك أ َْب َن ُ‬ ‫ُخ َرى َك َع ً‬ ‫َ َُ َ‬ ‫صا َواح َدة‪ ،‬فَتَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ين‪ :‬أ َ‬ ‫‪19‬‬ ‫ف الَِّتي ِفي َي ِد أَف َا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫َس َباطَ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫تُ ْخ ِب ُرَنا َما لَ َك َوه َذا؟ فَ ُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫وس َ‬ ‫ْرِي َم َوأ ْ‬ ‫صا ُي ُ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا آ ُخ ُذ َع َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ون و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َو ِ‬ ‫ان‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اح َدةً ِفي َي ِدي‪َ .‬وتَ ُك ُ‬ ‫صا َي ُهوَذا‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫اءهُ‪َ ،‬وأ ُ‬ ‫إِ ْ‬ ‫ون ا ْل َع َ‬ ‫ير َ َ‬ ‫َج َعلُ ُه ْم َع ً‬ ‫َض ُّم إِلَ ْي َها َع َ‬ ‫يل ُرفَقَ َ‬ ‫صا َواح َدةً فَ َيص ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اللَّتَ ِ‬ ‫يل ِم ْن َب ْي ِن‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َع ُي ِن ِه ْم‪َ .‬وُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ان َكتَ ْب َ‬ ‫ام أ ْ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا آ ُخ ُذ َبني إِ ْ‬ ‫ت َعلَ ْي ِه َما في َيد َك أ َ‬ ‫َم َ‬

‫‪169‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السابع والثالثون)‬

‫ُمِم‬ ‫األ َ‬

‫ِج َب ِ‬ ‫ال‬

‫‪22‬‬ ‫ُم ًة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح َدةً ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض َعلَى‬ ‫الَِّتي َذ َه ُبوا إِلَ ْي َها‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ُص ِّي ُرُه ْم أ َّ َ‬ ‫َج َم ُع ُه ْم م ْن ُك ِّل َناح َية‪َ ،‬وآتي ِب ِه ْم إِلَى أ َْرض ِه ْم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫يل‪ ،‬وملِ ٌك و ِ‬ ‫إِ ِ‬ ‫ون َب ْع ُد إِلَى َم ْملَ َكتَ ْي ِن‪.‬‬ ‫ون َب ْع ُد أ َّ‬ ‫ُمتَْي ِن‪َ ،‬والَ َي ْنقَ ِس ُم َ‬ ‫ون َملِ ًكا َعلَ ْي ِه ْم ُكلِّ ِه ْم‪َ ،‬والَ َي ُكونُ َ‬ ‫اح ٌد َي ُك ُ‬ ‫ْ‬ ‫س َرائ َ َ َ َ‬

‫‪23‬‬ ‫ُخلِّصهم ِم ْن ُك ِّل مس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام ِهم والَ ِبرجاس ِات ِهم والَ ِب َ ٍ ِ‬ ‫ون بع ُد ِبأ ِ‬ ‫اك ِن ِهِم الَِّتي‬ ‫ْ‬ ‫َّس َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َص َن ْ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫َوالَ َيتَ​َنج ُ‬ ‫ش ْيء م ْن َم َعاصي ِه ْم‪َ ،‬ب ْل أ َ ُ ُ ْ‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫طأُوا‪َ ،‬وأُ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫يها أ ْ‬ ‫ون لِي َ‬ ‫ون َملِ ًكا َعلَ ْي ِه ْم‪َ ،‬وَي ُك ُ‬ ‫لها‪َ .‬وَد ُاوُد َع ْب ِدي َي ُك ُ‬ ‫ش ْع ًبا َوأَ​َنا أَ ُك ُ‬ ‫ط ِّه ُرُه ْم فَ َي ُكوُن َ‬ ‫ون لَ ُه ْم إِ ً‬ ‫ف َ‬ ‫‪25‬‬ ‫ون فَرِائ ِ‬ ‫ون ِفي أ ْ ِ‬ ‫يع ِهم ر ٍ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ون ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض الَِّتي‬ ‫س ُك ُن َ‬ ‫ضي َوَي ْع َملُ َ‬ ‫سلُ ُك َ‬ ‫ون ِب َها‪َ .‬وَي ْ‬ ‫اع َواح ٌد‪ ،‬فَ َي ْ‬ ‫َح َكامي َوَي ْحفَظُ َ َ‬ ‫ل َجم ْ َ‬

‫اؤ ُكم‪ ،‬ويس ُك ُن َ ِ‬ ‫ت ع ْب ِدي يعقُوب إِي َ ِ‬ ‫وه ْم َوَب ُنو َب ِني ِه ْم إِلَى األ َ​َب ِد‪َ ،‬و َع ْب ِدي َد ُاوُد‬ ‫يها ُه ْم َوَب ُن ُ‬ ‫أْ‬ ‫س َك َن َها َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َعطَ ْي ُ َ‬ ‫آب ُ ْ َ َ ْ‬ ‫ون ف َ‬ ‫َّاها‪ ،‬الَّتي َ‬ ‫ِ ‪26‬‬ ‫َج َع ُل َم ْق ِد ِسي‬ ‫ون َم َع ُه ْم َع ْه ًدا ُم َؤب ً‬ ‫سالٍَم‪ ،‬فَ َي ُك ُ‬ ‫َّدا‪َ ،‬وأ ُِق ُّرُه ْم َوأُ َكثُِّرُه ْم َوأ ْ‬ ‫يس َعلَ ْي ِه ْم إِلَى األ َ​َبد‪َ .‬وأَ ْقطَعُ َم َع ُه ْم َع ْه َد َ‬ ‫َرِئ ٌ‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ِ‬ ‫ُم ُم أ َِّني أَ​َنا‬ ‫ون لِي َ‬ ‫لها َوَي ُكونُ َ‬ ‫س َك ِني فَ ْوقَ ُه ْم‪َ ،‬وأَ ُك ُ‬ ‫س ِط ِه ْم إِلَى األ َ​َب ِد‪َ .‬وَي ُك ُ‬ ‫ون َم ْ‬ ‫في َو ْ‬ ‫ون لَ ُه ْم إِ ً‬ ‫ش ْع ًبا‪ .‬فَتَ ْعلَ ُم األ َ‬ ‫يل‪ ،‬إِ ْذ ي ُك ُ ِ ِ ِ‬ ‫س ِط ِه ْم إِلَى األ َ​َب ِد»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َ‬ ‫ون َم ْقدسي في َو ْ‬ ‫ِّس إِ ْ‬ ‫ب ُمقَد ُ‬ ‫خلق اهلل اإلنسان وفى ذهنه أن يكون هناك وحدة‪ ،‬فحواء جزء من آدم واألوالد أجزاء منهما كليهما أى الكل جزء‬

‫من آدم‪ .‬ولذلك فكل الخليقة هى جسد آدم‪ .‬وكانت خطة اهلل أن يكون هناك وحدة بينه وبين آدم ( لو أكل من‬

‫شجرة الحياة)‪ .‬ولكن الخطية دمرت هذه الوحدة فإنفصل آدم عن اهلل وتحول إلى عظام‪ ،‬بل قتل األخ جسده‬

‫(قايين وهابيل) فهم جسد واحد‪ .‬أى أن الخطية كسرت هذه الوحدة‪ .‬وجاء المسيح ليعيد هذه الوحدة بيننا كجسد‬

‫واحد‪ ،‬وبيننا وبينه (يو ‪ .)24 – 24 : 14‬وفى هذه اآليات يرمز لهذا اإلنفصال بين اإلخوة ‪ ،‬باإلنفصال بين‬

‫يهوذا واسرائيل‪ .‬ولكن عمل المسيح سيعيدهم إلى الوحدة ثانية‪ .‬وتم تمثيل هذا بربط عصوين واحدة ترمز ليهوذا‬

‫وواحدة ترمز إلسرائيل لجعلهما عصا واحدة ثانية‪ .‬ومن خالل هذه الوحدة سيحكم داودعبدى = أى المسيح يملك‬

‫على الكنيسة الواحدة‪ .‬فهو الذى جعل اإلثنين واحداً أف ‪ 14 : 2‬واختيار داود كرمز للمسيح هنا ‪ -1 -:‬ألن‬

‫المسيح إبن داود ‪ -2‬كانت المملكة أيام داود مملكة واحدة بال إنقسام‪ ،‬فحيث الشقاق والخصومة ال يستطيع‬

‫المسيح أن يملك (مز‪ .)133‬وفى المسيح يجتمع الكل وهو يكون رأساً لهم حتى السمائيين واألرضيين أف ‪: 1‬‬

‫‪ 14‬ومن خالل هذه الوحدة أقطع عهد سالم = فال سالم بدون حب‪ .‬بل قد تكون العصوين قد جمعتا على شكل‬

‫صليب‪ ،‬فتكون كل هذه البركات من عمل صليب المسيح أف ‪13 : 2‬‬

‫‪170‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن والثالثون)‬

‫اإلصحاح الثامن والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫رأينا فى اإلصحاحات السابقة قيام الكنيسة‪ ،‬ونرى هنا أن هناك حروباً ستنشأ ضد هذه الكنيسة‪ .‬فالحروب قائمة‬

‫ضد شعب اهلل فى كل زمان ومكان‪ ،‬دائماً هناك حرب ضد شعب اهلل أياً كان (شعب إسرائيل فيما قبل المسيح‬ ‫أو الكنيسة فيما بعد المسيح)‪ .‬وهذه الحروب هى تنفيذ لما قاله اهلل للحية "أضع عداوة بينك وبين المرأة وبين‬

‫نسلك ونسلها تك ‪ ."16 : 3‬ولكن شك اًر هلل أن النبوة لم تنتهى هكذا بل نسمع "هو يسحق رأسك" فدائماً تنتهى‬ ‫هذه الحروب بأن يتدخل اهلل فى الوقت المناسب لهزيمة أعداء الكنيسة‪ .‬بل إن اهلل يستخدم هذه الحروب فى تنقية‬

‫كنيسته‪ ،‬وتطهير مؤمنيه وزيادة إيمانهم وثباتهم فيه‪ ،‬فقد رأينا اهلل يسمح للشيطان بأن يضرب أيوب لينقيه‪،‬‬ ‫ويسمح للشيطان أن يضرب بولس الرسول ليحميه من أن ينتفخ ‪2‬كو ‪. 4: 12‬‬

‫والنبوات تكتب بطريقة مرنة جداً واعجازية بحيث يمكن تطبيقها عدة مرات‪ .‬وهذه النبوة التى تشمل اإلصحاحين‬

‫‪ 32 ،38‬تتكلم عن حرب رهيبة ضد شعب اهلل يبدو فى أولها أن النصر ألعداء الكنيسة‪ ،‬ولكن سرعان ما ينقلب‬ ‫الحال‪ ،‬إذ أن اهلل يتدخل لحماية شعبه بعد أن تكون الحرب قد أثمرت الثمرة المطلوبة منها مثل تنقية البعض‬

‫وايمان البعض‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫ومناسبة هذين اإلصحاحين فى هذا الجزء من حزقيال أن النبى كان قد أشار فى الجزء األول لخ ارب أورشليم‬

‫بسبب خطاياها ثم أشار فى اإلصحاحات ‪ 32 – 26‬لهالك كل أعدائهم‪ .‬ثم بدأت الوعود بتأسيس أورشليم‬ ‫جديدة‪ .‬ولكن إنه لمنطق ضعيف أن يتصور أحد أن لنا سالم دائم فى هذا العالم‪ ،‬فهذا لن يكون قبل أن نصل‬

‫للسماء‪ .‬والضيقات القديمة ال تعفينا من ضيقات جديدة يسمح بها اهلل ضد كنيسته ولكنها تحت سيطرته اإللهية‪.‬‬ ‫وهذا ما يشير إليه النبى هنا‪ ،‬فبعد أن عادت إسرائيل وعاشت فترة فى سالم جاء عليها الغزو اليونانى الذى‬

‫إنتهى بأبشع أنواع اإلضطهاد أيام أنطيوخس إبيفانيوس الذى هزمه المكابيون وأنهوا حكم اليونان‪.‬‬

‫وهذه الحرب هى رمز للعداوة المستمرة ضد ملكوت اهلل يو ‪ .12 ،18 : 16‬فبعد أن أتى المسيح بالسالم‬

‫لكنيسته أثار عدو الخير ضدها كل أنواع الحروب‪ ،‬فبدأ باإلضطهاد الدموى وفشل‪ ،‬ثم حاول بالهرطقات التى‬

‫أثارت اإلنشقاقات‪ ،‬ولكن فى األيام األخيرة يبدو أنه سيثير حرباً رهيبه ضد شعب اهلل ويبدو أيضاً أن النصر‬ ‫سيكون حليفه فى أولها‪ ،‬ولكن اآلية تنقلب عليه ويهلك جيشه بأسلحته ألن اهلل هو الذى يحمى كنيسته‪ .‬وهذه‬

‫الحروب األخيرة تشير لها أيضاً النبوات الواردة فى زك ‪ + 6 -1 : 14‬رؤ ‪ + 24 ،12 : 14‬رؤ ‪– 12 : 13‬‬

‫‪ + 13‬رؤ ‪ 2 – 4 : 24‬وهذه الحرب األخيرة أسماها سفر الرؤيا حرب جوج وماجوج ضد الكنيسة‪ ،‬وبهذا تصبح‬ ‫التسمية جوج وماجوج هى إسم رمزى للعدو الذى سيثير حرباً ضد الكنيسة خاصة فى األيام األخيرة‪ .‬ولكن‬

‫مصير هذا العدو الهالك‪ .‬وكأن ما حدث حول أسوار أورشليم حين زحف جيش أشور الجبار ضدها ُمحطماً فى‬

‫طريقه عدة مدن من يهوذا حارقاً إياها‪ ،‬ثم حاصر أورشليم أخي اًر‪ ،‬لكن اهلل أهلك ‪ 186444‬من هذا الجيش‪ ،‬هذا‬ ‫سوف يتكرر ثانية حين يزحف أعداء اهلل على كنيسته‪ ،‬وفى طريقهم سيضربون كل ما هو خارج أورشليم أى‬

‫‪171‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن والثالثون)‬

‫خارج الكنيسة‪ ،‬فمن هو داخل الكنيسة لن يفقد إيمانه‪ ،‬ألن اهلل يحميه‪ ،‬هو يكون سو اًر من نار حول كنيستة زك‬

‫‪6:2‬‬

‫‪1‬‬ ‫ب قَ ِائالً‪" :‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ان إِلَ َّي َكالَ ُم َّ‬ ‫آية (‪َ " -:)1‬و َك َ‬ ‫‪2‬‬ ‫يس ر ٍ ِ‬ ‫اج َ ِ‬ ‫وج‪ ،‬أ َْر ِ‬ ‫ال‪َ ،‬وتَ​َن َّبأْ َعلَ ْي ِه "‬ ‫اج َع ْل َو ْج َه َك َعلَى ُج ٍ‬ ‫وب َ‬ ‫آية (‪َ « " -:)2‬يا ْاب َن َ‬ ‫آد َم‪ْ ،‬‬ ‫وش َماش َك َوتُ َ‬ ‫ض َم ُ‬ ‫وج َرئ ِ ُ‬ ‫جوج = هو إسم لملك بربرى متوحش ودموى فى حروبه وقد يرمز ألنطيوخس إبيفانيوس‪ ،‬أو كل من يثير حرباً‬

‫وحشية ضد شعب اهلل‪ ،‬كما سيحدث فى أيام النهاية (أيام ظهور ضد المسيح)‪ .‬ويقول البعض أنه رئيس روسيا‪،‬‬

‫حيث أنه مذكور هنا أنه رئيس روش ماشك وتوبال‪ .‬فيفسرون روش على أنها روسيا وماشك على أنها موسكو‬ ‫وتوبال على أنها توبولسك وكل هذا فى روسيا‪ .‬ولكن األقرب للصحة أن روش وماشك وتوبال هى قبائل كانت‬

‫تقطن فى مناطق البحر األسود وبحر قزوين‪ .‬جوج أرض ماجوج ماجوج هو إبن يافث‪ ،‬وغالباً فماجوج هى‬ ‫األرض التى يسكنها جوج‪ ،‬كما نقول فرعون والمصريين أو فرعون وأرض مصر‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا علَ ْي َك يا جوج رِئيس ر ٍ ِ‬ ‫ال‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫وب َ‬ ‫آية (‪َ " -:)3‬وقُ ْل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫وش َماش َك َوتُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ ُ ُ‬ ‫هذا مما يعطينا ثقة كبيرة فى النصرة األكيدة‪ ،‬أن اهلل على هذا المتوحش جوج‪ .‬ومن المعزى أن اهلل قبل أن‬

‫يعطى فكرة عن وحشيته يعطى هذا التأكيد‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ْخ َر‬ ‫ش َك ِائ َم ِفي فَ َّك ْي َك‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ين أَف َ‬ ‫َضعُ َ‬ ‫ُخ ِر ُج َك أَ ْن َ‬ ‫سا ًنا ُكلَّ ُه ْم الَ ِب ِس َ‬ ‫آية (‪َ " -:)4‬وأ ُْر ِج ُع َك‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ت َو ُك َّل َج ْيش َك َخ ْيالً َوفُْر َ‬ ‫ِ‬ ‫يم ًة َم َع أَتْ َر ٍ‬ ‫لِ َب ٍ‬ ‫وف‪" .‬‬ ‫اس َو َم َج َّ‬ ‫ين ُّ‬ ‫الس ُي َ‬ ‫ان‪ُ ،‬كلَّ ُه ْم ُم ْم ِس ِك َ‬ ‫اس‪َ ،‬ج َم َ‬ ‫اع ًة َعظ َ‬ ‫وأرجعك و أضع شكائم فى فكيك وأخرجك = الحظ أنه قبل أن يقول أخرجك يقول أرجعك‪ .‬وهذا يعنى أوالً ‪-:‬‬

‫أنه خروج بسماح من اهلل ومحكوم عليه مقدماً بالرجوع وهو خاسر‪ ،‬بل أن حكم الرجوع يسبق حكم الخروج‪ .‬فكأن‬ ‫اهلل يريد أن يقول "ولو جاء عليكم هذا كله فال تخافوا" فهو محكوم عليه بالهالك‪ .‬وثانياً ‪ - :‬فهذا العدو لم يخرج‬ ‫ضد الكنيسة من نفسه بل ألن اهلل ضابط الكل سمح له بذلك‪ .‬قارن هذا مع رد السيد المسيح على بيالطس "لم‬

‫يكن لك على سلطان البتة إن لم تكن قد أعطيت من فوق" وثالثاً ‪ -:‬فهذا العدو ليس مطلق السلطان ضد أوالد‬

‫اهلل‪ ،‬ولكنه مقيد فاهلل وضع شكائم فى فكيه ليسيطر عليه‪ ..‬إذاً علينا أن ال نخشى فنحن أوالً وأخي اًر فى يد اهلل‪.‬‬ ‫ولكن لماذا يسمح اهلل بالضيقات المذكورة؟ المعروف أن الضيقات تقود اإلنسان للتوبة والى اللجوء هلل‪ .‬ولنتأمل‬

‫فى وصف جيش األعداء فى هذه اآلية‪ ..‬فهم فى منتهى القوة ومسلحين بل البسين افخر الثياب‪ ..‬ولكن فالعبرة‬

‫دائماً بالنهاية‪.‬‬

‫آية (‪5 " -:)5‬فَ ِ‬ ‫وش َوفُوطَ َم َع ُه ْم‪ُ ،‬كلَّ ُه ْم ِب ِم َج ٍّن َو ُخوَذ ٍة‪" ،‬‬ ‫س َو ُك َ‬ ‫ار َ‬

‫‪172‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن والثالثون)‬

‫هنا نسمع عن الدول المتحدة مع هذا الجوج المتوحش وهى فارس وكوش وفوط = فارس هى إيران‪ ،‬أما كوش‬ ‫فهناك مكانين يسميان كوش فى الكتاب المقدس‪ ،‬أولهما هى المنطقة من النوبة وحتى أثيوبيا والثانية هى فى‬

‫أراضى العراق أو الجزيرة العربية تك ‪ 13 : 2‬أما فوط فهى ليبيا‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪6 " -:)6‬وجومر و ُك َّل جي ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫وبا َك ِث ِ‬ ‫ين َم َع َك‪".‬‬ ‫ال َم َع ُك ِّل َج ْي ِش ِه‪ُ ،‬‬ ‫وش ِه‪َ ،‬وَب ْي َ‬ ‫ير َ‬ ‫ش ُع ً‬ ‫ت تُ َ‬ ‫َ ُ َ​َ َ ُ ُ‬ ‫وج ْرَم َة م ْن أَقَاصي ِّ َ‬ ‫جومر = قبائل سكنت فى كبادوكيا (شرق تركيا) بعد أن هاجرت من روسيا‬ ‫توجرمة = غالباً هؤالء سكنوا جنوب شرق أرمينيا‪.‬‬

‫ت و ُك ُّل جماع ِات َك ا ْلم ْجتَ ِمع ِة إِلَ ْي َك‪ ،‬فَ ِ‬ ‫آية (‪ِ7" -:)7‬استَِع َّد و َه ِّي ِ ِ‬ ‫ت لَ ُه ْم ُم َوقًَّرا‪".‬‬ ‫ص ْر َ‬ ‫ئ ل َن ْفس َك أَ ْن َ َ َ َ َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫هذا الجوج عدو شعب اهلل أياً كان هو‪ ،‬نجده وقد صار موق اًر وسط كل هذه الشعوب المذكورة سابقاً وصارت‬ ‫تحت إمرته‪ ،‬وهكذا حدث أن إجتمعت معظم هذه الجيوش فعالً متضامنين مع جيش أنطيوخس إبيفانيوس‪ .‬فهذه‬

‫اآليات تطبق أوالً على اليهود‪ ،‬وكأنها نبوة عن قيام أعداء لهم بشن حروب ضدهم بعد أن يعودوا من السبى‪،‬‬ ‫وتطبق هذه اآليات ثانية على األيام األخيرة‬

‫‪8‬‬ ‫َّة ِم َن َّ ِ‬ ‫ض ا ْلمستَرد ِ‬ ‫الس ِن َ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫َخ ِ ِ ِ‬ ‫وع ِة ِم ْن‬ ‫يرٍة تُ ْفتَقَ ُد‪ِ .‬في ِّ‬ ‫الس ْيف ا ْل َم ْج ُم َ‬ ‫يرة تَأْتي إلَى األ َْر ِ ُ ْ َ‬ ‫ين األ َ‬ ‫آية (‪َ " -:)8‬ب ْع َد أَيَّام َكث َ‬ ‫وب وس َك ُنوا ِ‬ ‫وب َك ِثيرٍة َعلَى ِج َب ِ‬ ‫ش ُع ٍ‬ ‫ُخ ِر ُجوا ِم َن ُّ‬ ‫ين ُكلُّ ُه ْم‪" .‬‬ ‫ين أ ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ُ‬ ‫آم ِن َ‬ ‫يل الَِّتي َكا َن ْت َد ِائ َم ًة َخ ِرَب ًة‪ ،‬لِلَِّذ َ‬ ‫ال إِ ْ‬ ‫الش ُع ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫هذه قد تعنى تجمع شعب اليهود فى أرض إسرائيل بعد عودتهم من سبى بابل‪ ،‬ليعمروا أورشليم ويهوذا التى‬

‫كانت قد صارت خربة على يد البابليين‪ .‬وهذه اآلية تشير لدخول األمم لإليمان بعد أن كانوا فى وثنيتهم = كانت‬

‫دائماً خربة‪ .‬وهؤالء دخلوا إلى الكنيسة السماوية العالية = جبال إسرائيل‪ .‬وهؤالء جمعهم اهلل من الشعوب الكثيرة‬ ‫= فاألمم الذين آمنوا بالمسيح كانوا من كل العالم‪ .‬ولقد إستردهم المسيح من يد إبليس = األرض المستردة من‬

‫السيف‪ .‬وقد تعنى تجمع شعب إسرائيل الحالى إستعداداً إليمانهم‪ ،‬وهذه إشارة أليام النهاية‪ .‬وفى كل هذه المرات‪،‬‬ ‫حينما يجمع اهلل شعبه يثور عليه األعداء (األيات ‪ 2‬وما بعدها) ‪ .‬ولنالحظ أن إسرائيل الحالية ال يقال عنها‬

‫شعب اهلل فهم غير مؤمنين بالمسيح ‪ ،‬بل دم المسيح ما زال عليهم ‪.‬‬

‫بعد أيام كثيرة تُفتَقَد = تُفتَقَ ْد تأتى هنا بمعنى تُعاقَ ْب أو أنتقم منك على ما فعلته بأوالدى‪ .‬ولماذا تركه اهلل كل‬

‫هذه الفترة يضرب أوالده ؟ ألن اهلل كان يستخدمه كأداة تأديب ألوالده‪ .‬وبعد أن إنتهى التأديب ُيعاقبه اهلل على‬ ‫كل شره ‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫ِ‬ ‫ت و ُك ُّل جي ِ‬ ‫س َح َاب ٍة تُ َغ ِّ‬ ‫ون َم َع َك‪.‬‬ ‫وش َك َو ُ‬ ‫شي األ َْر َ‬ ‫ير َ‬ ‫ص َع ُد َوتَأ ِْتي َك َز ْوَب َع ٍة‪َ ،‬وتَ ُك ُ‬ ‫ش ُع ٌ‬ ‫ض أَ ْن َ َ ُ ُ‬ ‫آية (‪َ " -:)9‬وتَ ْ‬ ‫ون َك َ‬ ‫وب َكث ُ‬ ‫"‬

‫‪173‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن والثالثون)‬

‫يثور العدو عليه كزوبعة‪ ،‬فبعد رجوعهم من السبى ثار عليهم أنطيوخس‪ ،‬وفى زمن اإليمان بالمسيح ثار على‬

‫الكنيسة اليهود والوثنيين‪ .‬وفى أيام النهاية يثور الشيطان ضد الكنيسة فى شخص ضد المسيح‪ ،‬فتكون هناك‬ ‫الحرب الرهيبة المشار إليها سابقاً‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫يئا‪،‬‬ ‫ُم ًا‬ ‫ون ِفي ذلِ َك ا ْل َي ْوِم أ َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪ " -:)13-11‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ور تَ ْخطُ​ُر ِب َبالِ َك فَتُفَ ِّك ُر ِف ْك ًار َرِد ً‬ ‫ب‪َ :‬وَي ُك ُ‬ ‫َن أ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ين ِفي أَم ٍن‪ُ ،‬كلُّهم س ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫اء‪ِ .‬‬ ‫َعر ٍ‬ ‫َص َع ُد َعلَى أ َْر ٍ‬ ‫س ٍ‬ ‫س لَ ُه ْم‬ ‫ين َّ‬ ‫اك ُن َ‬ ‫اك ِن َ‬ ‫آتي ا ْل َه ِاد ِئ َ‬ ‫َوتَقُو ُل‪ :‬إِ ِّني أ ْ‬ ‫ور َولَ ْي َ‬ ‫ون ِب َغ ْي ِر ُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ض أ َْ‬ ‫الس ْل ِب ولِ ُغ ْنِم ا ْل َغ ِن ِ ِ ِ‬ ‫‪ِ 12‬‬ ‫ِ ٍ‬ ‫صِ‬ ‫َع ِ‬ ‫ش ْع ٍب َم ْج ُموٍع ِم َن‬ ‫ورٍة َو َعلَى َ‬ ‫ار َ‬ ‫س ْل ِب َّ َ‬ ‫اريعُ‪ ،‬ل َ‬ ‫ض ٌة َوالَ َم َ‬ ‫يمة‪ ،‬ل َرِّد َيد َك َعلَى خ َرب َم ْع ُم َ‬ ‫َ‬ ‫‪13‬‬ ‫اشي ًة وقُ ْني ًة‪ِ ِ َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األ ِ‬ ‫َعالِي األ َْر ِ‬ ‫ون‬ ‫يش َو ُك ُّل أَ ْ‬ ‫ض‪َ .‬‬ ‫َّار تَْر ِش َ‬ ‫ش َبالِ َها َيقُولُ َ‬ ‫ش َبا َوَد َد ُ‬ ‫الساك ُن في أ َ‬ ‫ُمم‪ ،‬ا ْل ُم ْقتَني َم َ َ َ‬ ‫ان َوتُج ُ‬ ‫َ‬ ‫َخ ِذ ا ْلم ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫لَ َك‪َ :‬ه ْل لِس ْل ِب س ْل ٍب أَ ْن َ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ِ َّ ِ‬ ‫اش َي ِة َوا ْلقُ ْن َي ِة‪،‬‬ ‫يم ٍة َج َم ْع َ‬ ‫ت َج َم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اعتَ َك‪ ،‬ل َح ْمل ا ْلفضَّة َوالذ َهب‪ ،‬أل ْ َ‬ ‫ت َجاء؟ َه ْل ل ُغ ْنم َغن َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لِ َن ْه ِب َن ْه ٍب َعظيم؟ "‬

‫فى ذلك اليوم = يوم تدبير الشر ضد أوالد اهلل‪ .‬يظن عدو الخير أن شعب اهلل هو أرض أعراء = أى بدون‬ ‫أسوار‪ ،‬فيظن أنه قادر أن ينهب منها ما يشاء‪ .‬فى الحروب العادية ينهب األعداء الممتلكات أما فى الحروب‬

‫الروحية فالشيطان يسلب نفوس أوالد اهلل‪ .‬الخرب المعمورة = أورشليم بعد سبى بابل صارت خرب‪ ،‬وحينما عاد‬

‫الشعب ُعمرت من جديد‪ .‬ونفوس البشر كانت خراباً وهى تحت عبودية الشيطان‪ ،‬وبعد المسيح صارت أرضاً‬ ‫معمورة‪ .‬شبا وددان = هذه قبائل عربية‪ .‬وتجار ترشيش = ترشيش غالباً تشير ألسبانيا أو بريطانيا‪ .‬وكل‬

‫أشبالها = أى تابعيهم حينما يرون هذا الهجوم سيسألون هل أتيت لنهب األرض = فهم حينئذ سيتضامنون معه‪.‬‬

‫وحين جاء قائد جيش أنطيوخس ليحارب اليهود‪ ،‬إتحدت معه األمم المجاورة ‪1‬مك ‪ 41 : 3‬لتشترك فى النهب‪.‬‬

‫ويبدو أنه فى هذا الهجوم األخير ستتحد دوالً كثيرة مع هذا الجوج فى هجومه على شعب اهلل‪ ،‬سيكونون فى‬

‫منتهى العنف‪.‬‬

‫الساكن فى أعالى األرض = جاءت كلمة أعالى األرض بمعنى ‪ to pile up‬وهذه تعنى ُيكوم أشياء فوق‬ ‫ويس ِكنهم آمنين‬ ‫بعضها ‪ ،‬أو ‪ to accumulate‬وهذه تعنى يتراكم ‪ .‬فاهلل يجمع أوالده من كل أنحاء األرض ُ‬ ‫(آية‪ )14‬فهو يحميهم ويظلل عليهم كسور من نار (زك‪ . )6 : 2‬ولكن فى نفس الوقت يؤدبهم ليضمن خالص‬ ‫نفوسهم ‪ .‬ولكن قوله‬

‫‪ Pile up‬تعطى معنى يوحى بأن اهلل دائما يسعى أن يجذب أوالده إلى فوق ‪ ،‬ليحيوا فى السماويات وهم هنا‬ ‫على األرض‪ .‬ولهذا يدعونا القديس بولس الرسول " إطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس ‪( ....‬كو‪. )4 – 1 : 3‬‬

‫تجار ترشيش = هم من تجار القبائل العربية الذين لهم تجارة مع أسبانيا أو الدول البعيدة فترشيش تطلق على‬ ‫البالد البعيدة عن إسرائيل كأسبانيا وغيرها ‪ .‬أو هم تجار تلك البالد الذين لهم تجارة أو مصالح مع القبائل‬

‫العربية ‪.‬‬

‫‪174‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن والثالثون)‬

‫أرض أعراء = جوج ومن مثله من أعداء الكنيسة يظنون أنها ضعيفة بال حماية ‪ ،‬فيهاجمونها فهم ال يرون يد‬ ‫اهلل القوية التى تحمى الكنيسة عروسه ‪ .‬ولذا إنخدع ملك أرام وأرسل رجاله ليلقى القبض على إليشع النبى ‪.‬‬

‫ولكن كان هناك جيش من المالئكة يحمونه (‪2‬مل‪. )18 – 13 : 3‬‬

‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ُّ ِ ِ‬ ‫س ْك َنى‬ ‫آد َم‪َ ،‬وُق ْل لِ ُج ٍ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫وج‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫اآليات (‪« " -:)16-14‬لِذلِ َك تَ​َن َّبأْ َيا ْاب َن َ‬ ‫ب‪ :‬في ذل َك ا ْل َي ْوِم ع ْن َد ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫‪ِ ِ 15‬‬ ‫يل ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ون َم َع َك‪ُ ،‬كلُّ ُه ْم‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ت َو ُ‬ ‫َ‬ ‫ال أَ ْن َ‬ ‫ير َ‬ ‫آم ِن َ‬ ‫ش ُع ٌ‬ ‫ش ْع ِبي إِ ْ‬ ‫وب َكث ُ‬ ‫ين‪ ،‬أَفَالَ تَ ْعلَ ُم؟ َوتَأْتي م ْن َم ْوضع َك م ْن أَقَاصي ِّ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ون َخ ْيالً‪ ،‬جماع ٌة ع ِظيم ٌة وج ْي ٌ ِ‬ ‫رِ‬ ‫ض‪ِ .‬في األَي ِ‬ ‫س َح َاب ٍة تُ َغ ِّ‬ ‫َّام‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ص َع ُد َعلَى َ‬ ‫شي األ َْر َ‬ ‫اك ُب َ‬ ‫َ​َ َ َ َ َ​َ‬ ‫ش ْع ِبي إِ ْ‬ ‫ير‪َ .‬وتَ ْ‬ ‫يل َك َ‬ ‫ش َكث ٌ‬ ‫َ‬ ‫يك أَمام أ ْ ِ‬ ‫ين أَتَقَد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َخيرِة ي ُك ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وج‪" .‬‬ ‫ُم ُم‪ِ ،‬ح َ‬ ‫َع ُين ِه ْم َيا ُج ُ‬ ‫األ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ون‪َ .‬وآتي ِب َك َعلَى أ َْرضي ل َك ْي تَ ْع ِرفَني األ َ‬ ‫َّس ف َ َ َ‬

‫هنا تكرار للجزء األول‪ ،‬وحينما يكرر اهلل جزء معين‪ ،‬فهو يقصد أن نلتفت إليه ألهميته‪ .‬أفال تعلم = كأن اهلل‬

‫يريد أن يقول أال تعلم أن شعبى يسكن آمنين ألنى أنا أحميهم‪ .‬حين أتقدس فيك = قد تعنى أنه حين تنزل‬ ‫ضربات اهلل عليه‪ ،‬يؤمن باهلل غير المؤمنين الذين غالباً ما سيكونوا قد إنخدعوا فى شخص ضد المسيح وتبعوه‪،‬‬

‫ولكنهم يرجعون عنه مؤمنين بالمسيح‬

‫‪17‬‬ ‫َّام ا ْلقَِديم ِة ع ْن ي ِد ع ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ع ْن ُه ِفي األَي ِ‬ ‫يدي‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫آية (‪ « " -:)17‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪َ :‬ه ْل أَ ْن َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ت ُه َو الَّذي تَ َكلَّ ْم ُ َ‬ ‫َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين تَ​َن َّبأُوا ِفي ِت ْل َك األَي ِ‬ ‫آت َي ِب َك َعلَ ْي ِه ْم؟ "‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َّام ِس ِني ًنا أ ْ‬ ‫يل‪ ،‬الَِّذ َ‬ ‫أَ ْن ِب َياء إِ ْ‬ ‫يقول السيد المسيح لتالميذه "قلت لكم اآلن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون يو ‪ ."22 : 14‬فحينما نعلم أن‬

‫اهلل يخبرنا بما سيحدث قبل حدوثه يزداد إيماننا بأنه ضابط الكل‪ ،‬وأننا فى يده محفوظين فنمتلئ سالماً وسط هذه‬

‫الضيقات التى أخبرنا أنها ستحدث‪ ،‬فمن يعلم بحدوثها هو قادر أيضاً أن يسيطر عليها‪ .‬هل أنت هو الذى‬

‫تكلمت عنه فى األيام القديمة لقد تنبأ دانيال عن شخص ضد المسيح (راجع دا ‪ )32 – 31 : 11‬وتنبأ عنه‬

‫زكريا (‪ )14 – 16 : 11‬وعن الضيقة العظيمة التى ستكون فى أيامه تنبأ دانيال فى (‪ .)1 : 12‬وعن إنتقام اهلل‬ ‫من أعداء شعبه تنبأ موسى تث ‪ 43 : 32‬وداود مز ‪ 16 : 2‬ويوئيل ‪ 3 – 1 : 3‬واشعياء ‪1 : 24‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ون ِفي ذلِ َك ا ْليوِم‪ ،‬يوم م ِج ِ‬ ‫وج َعلَى أ َْر ِ‬ ‫ض ِبي‬ ‫ب‪ ،‬أ َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫يء ُج ٍ‬ ‫يل‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫آية (‪َ " -:)18‬وَي ُك ُ‬ ‫َن َغ َ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫َْ َْ َ َ‬ ‫ص َع ُد ِفي أَ ْن ِفي‪" .‬‬ ‫َي ْ‬ ‫ت‪ ،‬أ ََّن ُه ِفي ِ‬ ‫ش َع ِظيم ِفي أ َْر ِ‬ ‫آية (‪َ 19 " -:)19‬وِفي َغ ْي َرِتي‪ِ ،‬في َن ِ‬ ‫ض‬ ‫ون َر ْع ٌ‬ ‫س َخ ِطي تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫ذل َك ا ْل َي ْوِم َي ُك ُ‬ ‫ار َ‬ ‫ٌ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫إِ ْ‬ ‫رعش عظيم = هذه نبوة بزلزلة رهيبة ستصاحب أحداث النهاية وهذا الزلزال سيصاحب ضربات اهلل ليلقى الرعب‬

‫فى القلوب من يد اهلل القوية‪ ،‬وهذا ليقود البعض للتوبة‪ .‬وهذا الزلزال يشير إليه أيضاً زكريا النبى ‪6 – 1 : 14‬‬

‫ويوحنا فى رؤياه ‪ .18 : 13‬ويبدو من نبوة زكريا أن هذا الزلزال سيكون سبباً فى نجاة المؤمنين زك ‪6 : 14‬‬

‫‪175‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن والثالثون)‬ ‫‪21‬‬ ‫السم ِ‬ ‫شأ ِ‬ ‫َّات‬ ‫اء َوُو ُح ُ‬ ‫وش ا ْل َح ْق ِل َوالدَّاب ُ‬ ‫َمامي َ‬ ‫س َم ُك ا ْل َب ْح ِر َوطُ ُي ُ‬ ‫ور َّ َ‬ ‫آية (‪ " -:)21‬فَتَْر َع ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫َو ُك ُّل َّ‬ ‫ين َعلَى َو ْج ِه األ َْر ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫َس َو ِ‬ ‫ار‬ ‫اس الَِّذ َ‬ ‫سقُطُ ُك ُّل األ ْ‬ ‫سقُطُ ا ْل َم َعاق ُل َوتَ ْ‬ ‫ض‪َ ،‬وتَْن َد ُّك ا ْل ِج َبا ُل َوتَ ْ‬

‫ب َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‪،‬‬ ‫الَِّتي تَ ُد ُّ‬ ‫إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬

‫من هول ما سيحدث‪ ،‬نجد أنه حتى الحيوانات سترتعب‪ ،‬ولكن نالحظ أن ضربة الزلزال ستكون السبب فى إنهيار‬

‫دفاعات ضد المسيح = تسقط المعاقل وتسقط كل األسوار إلى األرض‪ .‬والحظ سقوط ضد المسيح هذا فى حرب‬ ‫أهلية‪ ،‬وتحت عقوبات كثيرة ‪.‬‬

‫وقد يعنى سمك البحر = البشر الذين يعيشون فى العالم جاهلين طرق السماء أما طيور السماء = فيشيرون‬

‫للمتقدمين روحيا ويحيون فى السمائيات ‪ ،‬وتشير وحوش الحقل لكل ظالم جبار وسفاك دم ‪ ،‬أما الدبابات فهم‬

‫يشيرون لكل من يسعى وراء شهواته الجسدية‪ ،‬يلعق تراب األرض ‪ ،‬لذلك يقول اهلل " إنى أنا الرب إلهكم‬

‫فتتقدسون وتكونون قديسين ألنى أنا قدوس ‪ .‬وال تنجسوا أنفسكم بدبيب يدب على األرض " (ال‪ . )44 : 11‬وكل‬ ‫الناس الذين على وجه األرض = اهلل قصد من هذا الزلزال أن يوقع الرعب بكل سكان األرض فينتبه األبرار‬ ‫ويلجأون هلل بصلوات حارة ‪ ،‬فيزدادون نقاوة محت ِقرين كل األرضيات فيلمع إكليلهم ‪ ،‬أما األشرار فستكون هذه‬

‫آخر فرصة ليقدموا توبة فيخلصوا ‪.‬‬

‫ف ُك ِّل و ِ‬ ‫اح ٍد‬ ‫س ْي ُ‬ ‫فَ َي ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫ون َ‬ ‫ط ًار َج ِ‬ ‫ارفًا‬ ‫ين َم َع ُه َم َ‬ ‫الَِّذ َ‬

‫‪21‬‬ ‫ب‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ِفي ُك ِّل ِج َبالِي‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫َستَ ْد ِعي َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫الس ْي َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)23-21‬وأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫يه‪22 .‬وأُع ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫علَى أ ِ‬ ‫اق ُب ُه ِبا ْل َوَبِإ َوِبالدَِّم‪َ ،‬وأ ُْم ِطر َعلَ ْي ِه َو َعلَى َج ْي ِش ِه َو َعلَى ُّ ِ‬ ‫يرِة‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫الش ُعوب ا ْل َكث َ‬ ‫ُ‬ ‫‪23‬‬ ‫ون أ ٍ ِ‬ ‫ُعر ُ ِ‬ ‫و ِحجارةَ برٍد ع ِظيم ًة وَن ا ِ‬ ‫َّ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫يرٍة‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ار َوك ْب ِريتًا‪ .‬فَأَتَ َعظ ُم َوأَتَقَد ُ‬ ‫ُمم َكث َ‬ ‫َّس َوأ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ​َ َ َ َ ً‬ ‫ف في ُع ُي ِ َ‬

‫صورة للعقوبات التى يضرب بها أعداءه ‪.‬‬

‫فيكون سيف كل واحد على أخيه = هذا نفس ما حدث مع جدعون وراجع (قض‪ )22 : 4‬فاهلل إما أن يضع‬ ‫سالمه فى القلب ويكون له الروح القدس روح قوة ونصح ‪ ،‬أو يلقى الرعب فى النفوس فيتخبط اإلنسان كما لو‬ ‫كان فى الظالم ‪ .‬وهذا نفس ما قيل فى (زك‪. )13 : 14‬‬

‫‪176‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والثالثون)‬

‫اإلصحاح التاسع والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫يس ُر ٍ‬ ‫وش‬ ‫الر ُّ‬ ‫آد َم‪ ،‬تَ​َن َّبأْ َعلَى ُج ٍ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫وج َوقُ ْل‪ :‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫آية (‪َ « " -:)1‬وأَ ْن َ‬ ‫ب‪ :‬هأَ​َن َذا َعلَ ْي َك َيا ُج ُ‬ ‫وج َرِئ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪" .‬‬ ‫وب َ‬ ‫َماش َك َوتُ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ال و ِ‬ ‫ود َك وأُص ِع ُد َك ِم ْن أَقَ ِ‬ ‫آتي ِب َك َعلَى ِج َب ِ‬ ‫اصي ِّ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫آية (‪َ " -:)2‬وأ َُرد َ‬ ‫ال إِ ْ‬ ‫ُّك َوأَقُ ُ َ ْ‬ ‫الش َم ِ َ‬ ‫اهلل هو الذى يرده ويقوده ويصعده = فهو لم يتحرك هكذا ألنه هو أراد ذلك‪ ،‬بل ألن اهلل أراد‪ .‬أقاصى الشمال =‬

‫فاليونانيون والرومان جاءوا من الشمال وهكذا األشوريون والبابليون من قبل‪ .‬وهكذا فى أواخر األيام سيحدث أن‬

‫يأتى األعداء على إسرائيل من الشمال‪ .‬والحظ سآتى بك على جبال إسرائيل = جبال إسرائيل تشير للكنيسة‬ ‫المرتفعة العالية الثابتة كالجبل‪ .‬واهلل هو الذى سيأتى به‪ ،‬ولكن لماذا يسمح اهلل بأن يأتى هذا العدو على الكنيسة‬

‫فى هذا الوقت ؟ ذلك ألن محبتها بردت لكثرة اإلثم مت ‪ 12 : 24‬فيكون ذلك ليدفع اهلل كنيسته للتوبة فال تهلك‪.‬‬

‫وقد يتحقق هذا حرفياً فى نهاية األيام‪ ،‬فتحضر جيوش إلى أورشليم فعالً‪ ،‬وتكون أورشليم فى ذلك الوقت مؤمنة‬ ‫بضد المسيح (الذى سيكون مقره أورشليم رؤ ‪ )8 : 11‬وتضرب هذه الجيوش أورشليم وال يستطيع ضد المسيح‬

‫هذا أن ينقذ من آمن به وتبعه‪ ،‬وهنا يتدخل اهلل وينقذهم ويعرفوا المسيح الحقيقى ويؤمنوا به‪ ،‬قارن مع آية ‪24‬‬

‫فى نفس اإلصحاح‪ .‬وفى زك ‪ 6 – 1 : 14‬نجد هذا المفهوم‪ ،‬بل نفهم أن الزلزال الرهيب الذى سيحدث سيكون‬ ‫وسيلة ينقذ بها المسيح شعبه فيعرفوه ويخلصوا‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َض ِرب قَوس َك ِم ْن ي ِد َك ا ْليسرى‪ ،‬وأ ِ ِ‬ ‫سقُطُ َعلَى ِج َب ِ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ام َك م ْن َيد َك ا ْل ُي ْم َنى‪ .‬فَتَ ْ‬ ‫ُ َْ َ ْ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)5-3‬وأ ْ ُ ْ َ‬ ‫ُسقطُ س َه َ‬ ‫ور ا ْل َك ِ‬ ‫اس َرِة ِم ْن ُك ِّل َن ْوٍع َولِ ُو ُح ِ‬ ‫ت َو ُك ُّل َج ْي ِش َك َو ُّ‬ ‫ين َم َع َك‪ .‬أ َْب ُذلُ َك َمأْ َكالً ِللطُّ ُي ِ‬ ‫وش ا ْل َح ْق ِل‪.‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل أَ ْن َ‬ ‫وب الَِّذ َ‬ ‫الش ُع ُ‬ ‫إِ ْ‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ت‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫سقُطُ‪ ،‬أل َِّني تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫َعلَى َو ْجه ا ْل َح ْق ِل تَ ْ‬ ‫اهلل هو الذى سيضرب سالحه‪ ،‬بل يضرب جيشه كما حدث يوم الـ ‪ .186444‬ويكون القتلى كثيرين حتى تشبع‬

‫منهم الطيور الكاسرة والوحوش رؤ ‪ .21 – 14 : 12‬وروحياً فالمؤمنين يكونون كالطيور المحلقة فى السماويات‬ ‫وكالوحوش الكاسرة فى حربهم ضد العدو وضد الخطية‪ ،‬أما النار التى تحرقه فهى نار الروح اإللهى الساكن فينا‬

‫ويطهرنا من كل خطية‪ ،‬فهو روح اإلحراق والتطهير إش ‪ .4 : 4‬هذه هى النار التى تنزل على ماجوج (آية ‪.)3‬‬ ‫واهلل دائماً يسقط سالح عدونا إبليس من يده‬

‫ين ِفي ا ْلج َزِائ ِر ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫آية (‪َ 6 " -:)6‬وأ ُْر ِس ُل َن ًا‬ ‫الر ُّ‬ ‫وج َو َعلَى َّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ين‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫آم ِن َ‬ ‫السا ِك ِن َ‬ ‫َ‬ ‫اج َ‬ ‫ار َعلَى َم ُ‬ ‫الساكنين فى الجزائر آمنين = كلمة آمنين تفترق تماماً عن معنى من يعيش فى سالم داخلى‪ .‬فالسالم الداخلى‬ ‫هو عطية من اهلل‪ .‬وأما اإلحساس باألمن الكاذب نتيجة القوة العسكرية أو اإلقتصادية‪ ....‬الخ فهذا راجع‬

‫إليح اءات وخداعات الشياطين‪ ،‬فهم يخدعون البشر بأن كل شئ على ما يرام‪ ،‬فالمال متوفر‪ ،‬والمستقبل سعيد‪،‬‬ ‫واإلستجابة لكل شهوة موجودة فى العالم‪ .‬والجزائر محاطة بماء البحر المالحة‪ ،‬وهى عادة خصبة أى غنية‪،‬‬

‫‪177‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والثالثون)‬

‫ولكن إحاطتها بمياه البحار يشير للغارقين فى شهوات العالم شاعرين باألمان الكاذب‪ ...‬فهل تعنى الجزائر‬

‫الدول الغربية ؟؟ وهذه األماكن سيرسل اهلل عليها ضرباته فيعلمون أنى أنا الرب‪ .‬وعلينا أن نعلم أن السبيل‬ ‫الوحيد لألمان الحقيقى والسالم الداخلى هو التوبة‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫يل‪ ،‬والَ أ َ​َدعُ ِ‬ ‫شع ِبي إِ ِ‬ ‫َّس ِفي و ِ‬ ‫اس ِمي ا ْل ُمقَد ِ‬ ‫َّس َب ْع ُد‪ ،‬فَتَ ْعلَ ُم‬ ‫ُعِّر ُ‬ ‫آية (‪َ " -:)7‬وأ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫سط َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ف ِب ْ‬ ‫َّس ُي َنج ُ‬ ‫اسمي ا ْل ُمقَد َ‬ ‫س َرائ َ َ‬ ‫يل‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ُم ُم أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ُّوس إِ ْ‬ ‫ب قُد ُ‬ ‫األ َ‬ ‫اهلل بضرباته سيعرف شعبه أنه هو المسيح الحقيقى = بإسمى المقدس وال أدع إسمى المقدس يتنجس بعد =‬

‫حين يتخلوا عن إيمانهم بضد المسيح فتعلم األمم = اهلل فى محبته‪ ،‬عينه على الجميع‪ ،‬فهو يريد إيمان األمم‬ ‫والشعوب الذين لم يؤمنوا به حتى اآلن‪ .‬ولنالحظ أن من يعرف إسم اهلل القدوس ال يجرؤ على تدنيسه‪ .‬وبسبب‬ ‫الخطية والجهل به يكون البعض فى جرأة بل هم يستخفون بإسم اهلل‪ .‬واهلل له طرق متعددة منها هذه الضربات‬

‫لنعرف إسمه القدوس‪ ،‬أى لنترك خطايانا ونرجع إليه‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ت َع ْن ُه‪َ 9 .‬وَي ْخ ُر ُج‬ ‫الر ُّ‬ ‫ص َار‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ب‪ .‬ه َذا ُه َو ا ْل َي ْوُم الَِّذي تَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫اآليات (‪َ « " -:)9-8‬ها ُه َو قَ ْد أَتَى َو َ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫السالَ َح َوا ْل َم َج َّ‬ ‫اس َوا ْل ِق ِس َّي َو ِّ‬ ‫ون ِّ‬ ‫اب َو ِّ‬ ‫يل َوُي ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اح‪َ ،‬وُيوِق ُد َ‬ ‫ون َوُي ْح ِرقُ َ‬ ‫ش ِعلُ َ‬ ‫س َّك ُ‬ ‫الرَم َ‬ ‫ام َوا ْلح َر َ‬ ‫ان ُم ُد ِن إِ ْ‬ ‫ان َواألَتْ َر َ‬ ‫ُ‬ ‫الس َه َ‬ ‫ِب َها َّ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫س ْب َع ِس ِن َ‬ ‫الن َار َ‬ ‫ها هو قد آتى وصار = هذا اليوم الذى يتكلم عنه هو يوم النهاية‪ ،‬ولكنه يذكره هنا بصيغة الماضى‪ ،‬كأن هذا‬

‫قد تم‪ ،‬ألن ما سيحدث هو أكيد‪ .‬هذا هو اليوم الذى تكلمت عنه = يوم إنكسار آخر أعداء كنيسة اهلل‪ .‬ويدخل‬ ‫المؤمنون حالة سالم نهائى‪ ،‬إذ يلقى إبليس فى النار األبدية‪ ،‬ويدخل المؤمنون الملكوت األبدى‪ ،‬وال يعود إبليس‬

‫يحاربهم ويغويهم‪ ،‬أى ال يوجد عدو بعد‪ ،‬وبالتالى فال داعى لوجود أسلحة‪ ،‬فيحرقون كل األسلحة‪ .‬وهناك نوعان‬

‫من األسلحة ‪-:‬‬

‫أوالً ‪ -:‬األسلحة التى بها يحارب شعب اهلل الشيطان (أف ‪ .)11 : 3‬واآلن ال حروب‬

‫ثانياً ‪ -:‬أسلحة الشيطان التى بها يحارب الشيطان شعب اهلل‪ ،‬وهذه إنتهت فعاليتها فى السماء‪ ،‬فلم يعد لنا جسد‬ ‫ضعيف يتأثر بشهوات العالم‬

‫وبالتالى فسواء هذا النوع أو ذاك النوع من األسلحة‪ ،‬فال يوجد كالهما فى األبدية‪ .‬مع مالحظة أن رقم ‪ 4‬هو رقم‬ ‫الكمال‪ ،‬فكونهم يحرقون هذه األسلحة ‪ 4‬سنين‪ ،‬أى هم يحرقونها ولألبد‪ ،‬فلم يعد لها إستعمال‪ ،‬بل تكون هذه‬ ‫األسلحة أى الخطايا والشهوات التى أغوى بها الشيطان البشر هى نفسها وقود جهنم وبحيرة النار التى يلقى فيها‬

‫الشيطان وتابعيه رؤ ‪16 : 24‬‬

‫‪11‬‬ ‫السالَ َح ِب َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ون ِم َن ا ْل ُو ُع ِ‬ ‫ار‪،‬‬ ‫ون ِّ‬ ‫ون ِم َن ا ْل َح ْق ِل ُع ً‬ ‫ور‪ ،‬ألَنَّ ُه ْم ُي ْح ِرقُ َ‬ ‫ودا‪َ ،‬والَ َي ْحتَ ِط ُب َ‬ ‫آية (‪ " -:)11‬فَالَ َيأْ ُخ ُذ َ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫وه ْم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫سلَ ُب ُ‬ ‫ين َن َه ُب ُ‬ ‫ون الَِّذ َ‬ ‫سلُ ُب َ‬ ‫ون الَِّذ َ‬ ‫َوَي ْن َه ُب َ‬ ‫وه ْم‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫ين َ‬

‫‪178‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والثالثون)‬

‫هذه النار أبدية ووقودها أسلحة العدو نفسه (الخطايا) فالخطايا تحرق "أياخذ أنسانا نا اًر فى حضنه وال تحترق‬

‫ثيابه" أم ‪ 22 – 24 : 3‬ولن يحتطب أحد ليبقيها موقدة فهى ستظل هكذا ولألبد‪ .‬ويسلبون الذين سلبوهم =‬ ‫لطالما قام الشياطين بسلبنا على األرض‪ ،‬وفى السماء سنسلبهم نحن ونأخذ نصيبهم فى األمجاد السماوية‪.‬‬

‫ألنهم يحرقون السالح بالنار = جاءت العبارة فى الترجمة اإلنجليزية (‪ )NKJV‬هكذا‬

‫‪ They will make fires with the weapons‬أى سيشعلون النيران بوقود هو هذه األسلحة ‪ .‬وهذه الترجمة‬ ‫أدق ومتمشية مع المعنى العام لآلية ‪ .‬وربما إختبرنا نحن فى حياتنا كم هو عذاب الضمير من خطايا قديمة ‪،‬‬

‫ندمنا عليها وتمنينا لو لم تكن قد حدثت‪ .‬ففى األبدية إما أن ننسى تماما هذه الخطايا بأالمها وندمنا عليها حينما‬

‫" يمسح اهلل كل دمعة من عيوننا " (رؤ‪ = )14 : 4‬وهذا لمن يخلص ويدخل أورشليم السمائية ‪ ،‬أو يظل اإلنسان‬ ‫فى عذاب األبدية وجحيم خطاياه السابقة وهو على األرض = وهذا لمن يرفض التوبة فيهلك ويكون نصيبه فى‬

‫جهنم النار ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ضعا ُه َن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪َ ،‬و َو ِادي‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اك ل ْلقَ ْب ِر في إِ ْ‬ ‫َم ْو ً‬ ‫ِ‬ ‫ي ُج ْم ُه ِ‬ ‫ور‬ ‫س ُّموَن ُه‪َ :‬واد َ‬ ‫ورهُ ُكلَّ ُه‪َ ،‬وُي َ‬ ‫َو ُج ْم ُه َ‬

‫‪11‬‬ ‫ون ِفي ذلِ َك ا ْليوِم‪ ،‬أ َِّني أ ْ ِ‬ ‫وجا‬ ‫اآليات (‪َ " -:)16-11‬وَي ُك ُ‬ ‫ُعطي ُج ً‬ ‫َْ‬ ‫َع َب ِ‬ ‫وجا‬ ‫ين‪َ .‬و ُه َن َ‬ ‫يم ِب َ‬ ‫اك َي ْد ِف ُن َ‬ ‫س ا ْل َعا ِب ِر َ‬ ‫ون ُج ً‬ ‫س ُّد َنفَ َ‬ ‫ش ْرِق ِّي ا ْل َب ْح ِر‪ ،‬فَ َي ُ‬ ‫ار َ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ش ْع ِب األ َْر ِ‬ ‫ون لَ ُه ْم َي ْوُم‬ ‫ُج ٍ‬ ‫س ْب َع َة أَ ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ش ُه ٍر‪ُ .‬ك ُّل َ‬ ‫يل لِ ُيطَ ِّه ُروا األ َْر َ‬ ‫وج‪َ .‬وَي ْق ِب ُرُه ْم َب ْي ُ‬ ‫ون‪َ ،‬وَي ُك ُ‬ ‫ض َي ْق ِب ُر َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ون أَُناسا مستَِد ِ‬ ‫تَم ِج ِ‬ ‫ين ِفي األ َْر ِ‬ ‫ين‬ ‫الر ُّ‬ ‫ورا‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫يدي َم ْ‬ ‫ين َم َع ا ْل َعا ِب ِر َ‬ ‫ض‪ ،‬قَا ِب ِر َ‬ ‫ين َعا ِب ِر َ‬ ‫يم َ‬ ‫ب‪َ .‬وُي ْف ِرُز َ‬ ‫ً ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ش ُه ً‬ ‫‪15‬‬ ‫أ ِ‬ ‫ون ِفي األ َْر ِ‬ ‫ين َبقُوا َعلَى َو ْج ِه األ َْر ِ‬ ‫ض‪،‬‬ ‫ض‪ .‬تَ ْط ِه ًا‬ ‫س ْب َع ِة أَ ْ‬ ‫ون‪ .‬فَ َي ْع ُب ُر ا ْل َعا ِب ُر َ‬ ‫ص َ‬ ‫ُولئ َك الَِّذ َ‬ ‫ش ُه ٍر َي ْف َح ُ‬ ‫ير لَ َها‪َ .‬ب ْع َد َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫وِا َذا أرَى أَح ٌد ع ْظم إِ ْنس ٍ ِ‬ ‫ون ِفي َو ِادي ُج ْم ُه ِ‬ ‫اس ُم ا ْل َم ِدي َن ِة‬ ‫ص َّوةً َحتَّى َي ْق ِب َرهُ ا ْلقَا ِب ُر َ‬ ‫ور ُجو ٍج‪َ ،‬وأ َْي ً‬ ‫ضا ْ‬ ‫ان َي ْبني ِب َجان ِبه ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬

‫ض‪.‬‬ ‫ون األ َْر َ‬ ‫« َه ُموَن ُة»‪ ،‬فَ ُيطَ ِّه ُر َ‬ ‫القبور تشير للموت والنجاسة ألن الموت كان نتيجة الخطية وهذه األرض التى كانت شهوة أعداء اهلل ستكون لهم‬ ‫قبو اًر ونجاسة‪ .‬وهذه القبور ستكون فى وادى عباريم‪ .‬وهذا الوادى خارج األرض المقدسة شرقى نهر األردن‪،‬‬ ‫ويفصله عن النهر سلسلة من الجبال منها جبل نبو الذى رأى منه موسى أرض الموعد دون أن يدخلها‪ .‬والمعنى‬

‫أن أعداء اهلل لن يدخلوا أرض الراحة‪ ،‬ويكون لهم قبور خارجها ومدفونين فى نجاسة أما شعب اهلل الذى لم يطيق‬

‫أن يبقى فى هذه األرض وصعد إلى الجبل ورأى أرض الموعد واشتاق إليها واحتقر الزمنيات فهذا يستطيع أن‬ ‫يدخل لألقداس السماوية‪ .‬والمكان الذى يدفنون فيه يسمى همونة أى جمهور فالهالكين كثيرين‪ .‬وقطعاً فهذا‬

‫يشير أيضاً لهالك الجيوش المعادية فى أزمنة النهاية فى الحرب األخيرة‪ .‬فيسد نفس العابرين = لنتأمل هذا‬

‫العالم الذى كان شهوة للنظر وأصبح يسد نفس العابرين‪ .‬وهكذا أوالد اهلل إكتشفوا أن العالم نفاية‪ ،‬هكذا أسماه‬

‫سليمان "باطل األباطيل" وأسماه بولس نفاية (فى ‪ .)8 : 3‬ويقبرهم بيت إسرائيل ليطهروا األرض سبعة أشهر =‬ ‫هذا واجب سكان األرض أن يطهروا العالم من الخطية‪ .‬وهناك أشخاص مفروزون = أناساً مستديمين = عملهم‬

‫التنقية (هم خدام اهلل‪ ...‬إكليروس وخدام)‪ .‬حتى العابرون = أى كل واحد من الشعب فكلنا فى األرض مسافرون‬

‫عابرون فى طريقنا لألقداس السماوية‪ .‬فحتى هؤالء العابرون إذا رأى أحد منهم عظم يبنى بجانبه صوة =‬ ‫‪179‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والثالثون)‬

‫(العظام هي عظام اموات والموت = خطية) و علي الشعب أن ينبه الخدام ألماكن الخطية أو ينبه إلنحراف أى‬ ‫إنسان حتى يقوموا بدورهم بدعوته للتوبة فيقبروا نجاسته ويطهروا األرض‪ .‬وهذا إشارة للتطهير النهائى‪ ،‬فنحن‬

‫ننتظر التبنى فداء أجسادنا رو ‪ 23 : 8‬حين نلبس أجساداً ممجدة نورانية ونتطهر تماماً من الخطية التى سكنت‬

‫أجسادنا األرضية رو ‪ 24 – 14 : 4‬وهذا لن يتم بالكامل سوى فى الحياة اآلتية‪.‬‬

‫رأينا فى (آية‪ )8‬أن اليوم الذى أتى وصار هو يوم األبدية وتنتهى الحروب فيه تماما ‪ ،‬وكعربون لهذا نجد فى‬

‫هذه اآليات سلطانا ألوالد اهلل على الشيطان وحروبه ضدهم وهم فى الجسد اآلن على األرض ‪ .‬وهذا معنى "‬

‫طأطأ السموات ونزل " (مز‪ )2 : 18‬فلقد صار هناك إمكانية ألوالد اهلل أن يحيوا فى السماويات ‪.‬‬

‫هذه اآليات نرى فيها سلطان أوالد اهلل على الخطية وعلى محاوالت الشيطان إلسقاطهم‪ .‬فالمؤمنون هم العابرين‬

‫فى األرض كغرباء (آية‪ . )14‬ولهم سلطان أن يقدموا أجسادهم ذبيحة حية (رو‪ )1 : 12‬صالبين الجسد ‪،‬‬

‫إسرئيل‬ ‫األهواء مع الشهوات (غل‪ = )24 : 6‬أعطى جوجا موضعا للقبر فى إسرائيل (آية‪ = )11‬كل من فى ا‬

‫(أى الكنيسة) قادر على هذا ‪ ،‬وهذا معنى قول القديس يوحنا " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا‬ ‫أوالد اهلل أى المؤمنون بإسمه " (يو‪ .)12 : 1‬فقوله موضعا للقبر فهذا يعنى أن المسيح "دان الخطية فى الجسد‬ ‫"(رو‪ )3 : 8‬أى أعطانا سلطانا أن تموت الخطية وتدفن فى داخلنا‪ .‬وهذا السلطان هو لكل مؤمن معمد = كل‬

‫شعب األرض يقبرون (آية‪ . )13‬وهذا معنى قول المرنم فى المزمور‬ ‫ويدفنهم عند الصخرة (المسيح هو الصخرة) " (مز‪. )2 : 134‬‬

‫" طوبى لمن يمسك أطفالك (الخطايا)‬

‫وعمل الكنيسة تطهير األرض من الخطية = ويقبرهم بيت إسرائيل (الكنيسة) ليطهروا األرض سبعة أشهر‬

‫(آية‪ = )12‬أى عمل الكنيسة الدائم حتى نهاية األيام ‪ ،‬وعمل وجهاد كل إنسان العمر كله‪ .‬فرقم ‪ 4‬هو رقم كامل‬ ‫= هذا هو اليوم الذى تكلمت عنه (آية‪ = )8‬هو يوم دينونة الخطية بالصليب وتستمر فاعليته حتى المجئ‬

‫الثانى ‪ .‬وحينما يظهر سلطان أبناء اهلل على الخطية يجذبون اآلخرين إلى اإليمان فيتطهروا ويخلصوا فيتمجد اهلل‬

‫= يوم تمجيدى (آية‪ . )13‬وعمل الكنيسة هذا يكون عن طريق خدام = أناسا مستديمين لهم خبرات مع الخطية‬ ‫وعذاب من يسلكون فى طريقها = يفحصون (آية‪ = )14‬وجاءت كلمة يفحصون بمعنى من يكتشف ويسبر غور‬

‫الخطية = إذا رأى أحد عظم إنسان (آية‪ = )16‬أثار خطية مهلكة ‪ .‬وحينما يدرك ويختبر ينبه الجميع عن هذه‬ ‫العثرة حتى يقبره القابرون أى ال يسقط فيها اآلخرين وهذا معنى = يبنى بجانبه صوة (آية‪ = )16‬أى عالمة‬

‫لتنبيه المسافرين فى الطريق إلى أماكن الخطر ‪ ،‬وكلنا مسافرون عابرون فى األرض كغرباء فى طريقنا للسماء‬ ‫‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اح‪َ ،‬ولِ ُك ِّل ُو ُح ِ‬ ‫وش ا ْل َبِّر‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ب‪ُ :‬ق ْل لِطَ ِائ ِر ُك ِّل َج َن ٍ‬ ‫آد َم‪ ،‬فَه َك َذا قَا َل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫اآليات (‪َ « " -:)22-17‬وأَ ْن َ‬ ‫احتَ ِش ُدوا ِم ْن ُك ِّل ِجه ٍة‪ ،‬إِلَى َذ ِب ِ ِ‬ ‫يح ًة َع ِظيم ًة َعلَى ِج َب ِ‬ ‫يل‪،‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اجتَ ِم ُعوا‪َ ،‬وتَ َعالَ ْوا‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫يحتي الَّتي أَ​َنا َذا ِب ُح َها لَ ُك ْم‪َ ،‬ذ ِب َ‬ ‫َ‬ ‫ال إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪18‬‬ ‫ون َدم ر َؤس ِ‬ ‫اش َو ُح ْمالَ ٌن َوأ ْ ِ ِ‬ ‫اء األ َْر ِ‬ ‫ان‬ ‫ون لَ ْح َم ا ْل َج َبا ِب َرِة َوتَ ْ‬ ‫لِتَأْ ُكلُوا لَ ْح ًما َوتَ ْ‬ ‫ض‪ِ .‬ك َب ٌ‬ ‫ير ٌ‬ ‫ش َرُبوا َد ًما‪ .‬تَأْ ُكلُ َ‬ ‫ش َرُب َ َ ُ َ‬ ‫َعت َدةٌ َوث َ‬ ‫‪19‬‬ ‫ون الدَّم إِلَى ُّ ِ‬ ‫ُكلُّها ِم ْن مس َّم َن ِ‬ ‫الش ْح َم إِلَى َّ‬ ‫ون َّ‬ ‫يح ِتي الَِّتي َذ َب ْحتُ َها‬ ‫الش َب ِع‪َ ،‬وتَ ْ‬ ‫ات َبا َ‬ ‫ان‪َ .‬وتَأْ ُكلُ َ‬ ‫ش َ‬ ‫الس ْك ِر م ْن َذ ِب َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ش َرُب َ َ‬

‫‪180‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والثالثون)‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ون علَى م ِائ َد ِتي ِم َن ا ْل َخ ْي ِل وا ْلمرَكب ِ‬ ‫ات َوا ْل َج َبا ِبرِة َو ُك ِّل ِر َج ِ‬ ‫َج َع ُل‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال ا ْل َح ْر ِب‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫لَ ُك ْم‪ .‬فَتَ ْ‬ ‫ب‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ش َب ُع َ َ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫م ْج ِدي ِفي األ ِ‬ ‫يل‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َج َرْيتُ ُه‪َ ،‬وَي ِدي الَِّتي َج َع ْلتُ َها َعلَ ْي ِه ْم‪ ،‬فَ َي ْعلَ ُم َب ْي ُ‬ ‫ُمِم َي َر ْو َن ُح ْك ِمي الَِّذي أ ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ُمم‪َ ،‬و َجميعُ األ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صاع ًدا‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ب إِ ُ‬ ‫له ُه ْم م ْن ذل َك ا ْل َي ْوِم فَ َ‬ ‫يتضح هنا حجم األهوال وضخامة عدد القتلى فى هذه المعركة األخيرة‪ .‬فهذا العدو سيذبحه اهلل وتأكله الطيور‬

‫والوحوش رؤ ‪ 21 – 14 : 12‬ويرى الناس مجد اهلل وحكمه‪ .‬وأما بيت إسرائيل فيعلم إن المسيح هو الرب إلههم‬

‫من اآلن فصاعداً‪ .‬وكثير من النبوات تشير إليمان إسرائيل فى األيام األخيرة‪ .‬وربما تكون هذه المعركة إثباتاً لهم‬ ‫أن المسيح الذى صلبوه كان هو المسيح الحقيقى‪ .‬وايمان إسرائيل فى نهاية األيام يشير له بولس الرسول فى‬

‫رسالته إلى رومية اإلصحاح ‪.11‬‬ ‫وليمتين‬

‫من إصحاح ‪ 12‬من سفر الرؤيا نفهم أنه سيكون هناك وليمتين فى األبدية ‪-:‬‬

‫األولى ‪ -:‬وليمة يقيمها المسيح للكنيسة عروسه = عشاء عرس الخروف وهى شبع دائم بشخص المسيح وفرح‬ ‫ومجد أبدى ونور بال ظالم ‪.‬‬

‫الثانية ‪ -:‬وليمة للشياطين يشبعون فيها من دم البشر = أى نفوس الذين هلكوا إذ إنخدعوا فإنجذبوا وراء‬ ‫الشيطان ورفضوا تقديم توبة عن خطاياهم ‪ .‬وقولنا أن الشيطان يشبع بدم هؤالء فهذا ألنه فى حقده على البشر‬ ‫أوالد اهلل ‪ ،‬فهو يفرح بهالك أكبر عدد منهم ‪ .‬وهذه الوليمة الشيطانية سيكون لها صورة على األرض فى هالك‬

‫جيش جوج عدو شعب اهلل والذى سيضربه اهلل ضربة مؤلمة نراها فى هذا اإلصحاح ‪ .‬ونراها أيضا فى (زك‪14‬‬

‫‪ . ) 16 – 12 :‬وما سيحدث هنا هو تكرار لما حدث لجيش أشور على أسوار أورشليم يوم ضرب مالك الرب‬ ‫من جيش آشور ‪ 186444‬رجل ‪.‬‬

‫والحظ الفرق بين (آية‪ )4‬واآلية (‪ )14‬هنا ‪ -:‬فتجد فى (آية‪ )4‬وحوش الحقل وهذه تشير لقديسى الكنيسة الذين‬ ‫لهم سلطان أن يدوسوا الحيات والعقارب ‪ .‬أما فى (آية‪ )14‬فيقول وحوش البر ويقصد بها الوحوش التى يدعوها‬

‫اهلل أن تلتهم جثث أعداء كنيسته ‪ ،‬وترمز هذه الوحوش أيضا إلى الشياطين ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫ت َو ْج ِهي َع ْن ُه ْم‬ ‫ُم ُم أ َّ‬ ‫ُجلُوا ِبِإثْ ِم ِه ْم أل ََّن ُه ْم َخانُوِني‪ ،‬فَ َح َج ْب ُ‬ ‫َن َب ْي َ‬ ‫س َرِائي َل قَ ْد أ ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)24-23‬وتَ ْعلَ ُم األ َ‬ ‫ف‪َ 24 .‬ك َنجاس ِت ِهم و َكمع ِ‬ ‫الس ْي ِ‬ ‫وسلَّمتُهم لِي ِد م َ ِ‬ ‫ت َو ْج ِهي َع ْن ُه ْم‪".‬‬ ‫سقَطُوا ُكلُّ ُه ْم ِب َّ‬ ‫ت َم َع ُه ْم َو َح َج ْب ُ‬ ‫اصي ِه ْم فَ َع ْل ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ​َ‬ ‫ضا ِيقي ِه ْم‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ َ ْ ُْ َ ُ‬

‫هذه اآليات توكد ما سبق‪ ،‬فإسرائيل حين خان اهلل وصلبوا المسيح‪ ،‬حكم اهلل عليهم بالخراب "ها بيتكم يترك لكم‬

‫خراباً" فهذه األحداث األخيرة واألهوال التى سيعانون منها‪ ،‬ستكون سبباً فى أنهم يفهمون أن كل ما حدث لهم من‬ ‫خراب على يد الرومان سنة ‪ 44‬م ثم تشتتهم فى العالم أجمع‪ ،‬وحروب هذه األيام األخيرة المذكورة هنا‬ ‫والمصائب التى ستحدث خاللها‪ ،‬كان سببه غضب اهلل عليهم إذ صلبوا رب المجد‪ .‬أجلوا بإثمهم = أى جعلهم‬

‫‪181‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والثالثون)‬

‫اهلل يغادرون أرضهم ويتشتتوا فى العالم كله وسلمتهم ليد مضايقيهم = أسلمهم اهلل ليد الرومان سنة ‪ 44‬م‬

‫فضربوهم ضربة رهيبة‪ .‬وكان هذا كله ألن اهلل حجب وجهه عنهم‪ .‬فسقط من سقط بالسيف والباقى هرب‬ ‫وتشتت فى كل أنحاء العالم‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫ِ‬ ‫يل‪َ ،‬وأَ َغ ُار‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اآليات (‪ « " -:)29-25‬لِذلِ َك ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪َ :‬‬ ‫س ْب َي َي ْعقُو َ‬ ‫ب‪َ ،‬وأ َْر َح ُم ُك َّل َب ْيت إِ ْ‬ ‫اآلن أ َُرُّد َ‬ ‫‪26‬‬ ‫َّاها ِع ْن َد س َك ِن ِهم ِفي أَر ِ‬ ‫اس ِمي ا ْلقُد ِ‬ ‫ين َوالَ‬ ‫ون ِخ ْزَي ُه ْم َو ُك َّل ِخ َيا َن ِت ِهِم الَِّتي َخا ُنوِني إِي َ‬ ‫ض ِه ْم ُم ْط َم ِئ ِّن َ‬ ‫ُّوس‪ .‬فَ َي ْح ِملُ َ‬ ‫َعلَى ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اضي أ ْ ِ‬ ‫َّاهم ِم ْن أَر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّاهم ِم َن ال ُّ ِ‬ ‫م ِخ ٌ ‪ِ ِ ِ ِ 27‬‬ ‫ام ُع ُي ِ‬ ‫ُمٍم‬ ‫َ‬ ‫ش ُعوب‪َ ،‬و َج ْمعي إي ُ ْ‬ ‫يف‪ .‬ع ْن َد إ ْر َجاعي إي ُ ْ‬ ‫ون أ َ‬ ‫َع َدائ ِه ْم‪َ ،‬وتَ ْقديسي في ِه ْم أ َ‬ ‫ُ‬ ‫َم َ‬ ‫‪28‬‬ ‫َّاهم إِلَى األُمِم‪ ،‬ثُ َّم جم ِع ِهم إِلَى أَر ِ‬ ‫ب إِ ُ ِ ِ ِ‬ ‫َك ِث ِ‬ ‫اك‬ ‫الر ُّ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا َّ‬ ‫ض ِه ْم‪َ .‬والَ أَتُْر ُك َب ْع ُد ُه َن َ‬ ‫ين‪َ ،‬ي ْعلَ ُم َ‬ ‫ير َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫له ُه ْم ِبإ ْجالَ ئي إي ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪29‬‬ ‫ِ‬ ‫َحجب و ْج ِهي ع ْنهم بع ُد‪ ،‬أل َِّني س َك ْب ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫يل‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫أَ‬ ‫ت ُروحي َعلَى َب ْيت إِ ْ‬ ‫َ ُْ َْ‬ ‫َ‬ ‫َح ًدا م ْن ُه ْم‪َ ،‬والَ أ ْ ُ ُ َ‬

‫رأينا أعداء اهلل يموتون على جبال إسرائيل وتأكلهم الوحوش‪ .‬أما شعب اهلل فيؤدبه اهلل لوقت معين حتى يتوب‪.‬‬

‫ولذلك نجد اهلل هنا يعيد تجميع شعب إسرائيل و يسكنهم مطمئنين وال مخيف بعد أن يجمعهم من الشعوب‬ ‫ويعطيهم هذا الدرس األخير حتى يؤمنوا به مسيحاً أتى من أجل خالصهم فرفضوه‪ .‬وهو هنا سيعلن لهم نفسه‬

‫بطريقة ما‪ .‬ويتقدس فيهم أمام عيون أمم كثيرين = وهذا معناه الواضح إيمانهم بالمسيح مخلصاً وفادياً‪ ،‬وهذه‬ ‫من عالمات نهاية العالم‪ .‬وتأتى آية ‪ 22‬بطريقة معزية جداً‪ ،‬فكل من حل عليه روح اهلل لن يعود اهلل يحجب‬ ‫وجهه عنه فلنجتهد أن ال ينطفئ فينا روح اهلل القدوس بل نضرمه فينا‪.‬‬

‫فى هذه اآليات نرى عودة إسرائيل قبل أيام النهاية ‪ ،‬وهؤالء الراجعين لإليمان هم من أسماهم إشعياء النبى "‬

‫البقية " ‪ .‬فالخالص سيكون لكل من إمتأل بالروح من المسيحيين ومعهم البقية من اليهود الذين سيقبلون المسيح‬ ‫‪.‬‬

‫ويتلخص اإلصحاح فى النقاط التالية ‪-:‬‬

‫األيات ‪7 – 1‬‬

‫‪ -:‬نهاية أعداء الكنيسة وهزيمتهم على األرض بعد أن سمح لهم اهلل أن يهاجموا ويضربوا‬

‫شعبه للتأديب ‪.‬‬

‫األيات ‪ -: 11 – 8‬ال حروب فى األبدية وكعربون لذلك إمكانية أن يحيا شعب اهلل فى حياة سماوية وهم على‬ ‫األرض ‪.‬‬

‫اآليات ‪ -: 16 – 11‬من هم الذين يخلصون ؟ هم من إكتشفوا سلطانهم على الخطية وصلبوا أهواءهم الخاطئة‬ ‫‪ ،‬ودفنوا خطاياهم إذ قبلوا عمل النعمة فيهم ‪.‬‬

‫اآليات ‪ -: 22 – 18‬نهاية مرعبة ألعداء اهلل وكنيسته ‪.‬‬

‫اآليات ‪ -: 28 – 23‬رجوع اليهود فى نهاية األيام وايمانهم بالمسيح وقبول اهلل لهم ‪.‬‬ ‫اآلية ‪29‬‬

‫‪ -:‬الخالص لكل من هو ممتلئ بالروح ‪ .‬راجع (مثل العشر العذارى مت‪. )26‬‬

‫تعليق أخير على اإلصحاح ‪39‬‬

‫‪182‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والثالثون)‬

‫يفهم من سفر الرؤيا اإلصحاح (‪ )2‬أنه مع البوق السادس تحدث حرب رهيبة يدخلها عدد ‪ 244‬مليون جندى ‪،‬‬

‫ويموت فيها ثلث الناس ‪ .‬ومن اإلصحاح (‪ )13‬من سفر الرؤيا نرى أن هناك ما يسمى وحش البحر ‪ ،‬وهذا‬

‫ربما يكون قائد عسكرى أو زعيم وسيكون متوحش سفاك دم للقديسين ‪ ،‬وهناك من رجاله واحد " قد شُِفى من‬ ‫جرحه المميت فتعجبت األرض من ورائه"‪ .‬وهذا الوحش " سيصنع حربا مع القديسين ويغلبهم "(رؤ‪، )4 : 13‬‬

‫وهذا يعنى أنه سيعلن حربا على الكنيسة ‪ ،‬وربما يكون هذا الرجل الذى ُشفى من جرحه المميت قد أصيب فى‬

‫حرب البوق السادس المشار إليها ‪ .‬وبالتالى يكون وحش البحر هو ضد المسيح والمسمى فى هذا اإلصحاح‬

‫جوج ‪ .‬فنفهم أنه بعد حرب البوق السادس يظهر ضد المسيح ليشن حربا شعواء ضد الكنيسة ‪ ،‬بل " يجلس فى‬ ‫هيكل اهلل مظه ار نفسه أنه إله " (‪2‬تس‪ )4 : 2‬وهذا " سيبيده الرب بنفخة فمه " (‪2‬تس‪ )8 : 2‬وهذا يتفق مع قول‬

‫الكتاب " أن غضبى يصعد فى أنفى " (حز‪. )18 : 38‬‬

‫‪183‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والثالثون) الهيكل الجديد‬

‫الهيكل الجديد‬ ‫نظرة شاملة على السفر كله‬ ‫يبدأ سفر حزقيال برؤيا مجيدة لمجد اهلل يراها النبى‪ ،‬وحول عرش اهلل رأى المخلوقات السماوية وعملها هو تنفيذ‬ ‫مشيئة اهلل‪ ،‬واهلل هو الذى يدبر أمور هذا العالم بحكمة عجيبة (البكرات كانت مملوءة عيوناً)‪ .‬وقصد اهلل دائماً‬

‫حياة الناس والخير للناس‪ .‬ورأينا أن مجد اهلل كان موجوداً داخل هيكله فى أورشليم‪ .‬ثم رأينا خطايا إسرائيل‬

‫البشعة التى تسببت فى أنهم بسبب خطاياهم فقدوا الحس‪ ،‬فلم يشعروا بهذا المجد حاالً فى وسطهم فإزدروا به‬ ‫عابدين آلهة أخرى تعلقت بها قلوبهم‪ ..‬وهذا تسبب فى‪-:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫مفارقة اهلل لهيكله وألورشليم ‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫حكم اهلل بحريق أورشليم وكأننا أمام حكم اهلل على شاول الملك إذ فارقه روح الرب وباغته روح‬

‫ردئ من قبل الرب‪.‬‬

‫ولكن يالعمق محبة اهلل‪ ،‬فاهلل ال ينتقم لألبد‪ ،‬بل هو يضرب ليؤدب ويطهر فكل من يحبه الرب يؤدبه عب ‪: 12‬‬ ‫‪ 3‬ثم بعد التطهير يرفع اهلل من أمام شعبه عصا التأديب بأن يحكم على كل األمم التى إستعبدتهم بأن تنتهى وال‬ ‫تكون (إصحاحات ‪ .)32 – 26‬وبعد هذا يبدأ فى الوعود بتأسيس شعبه على أسس جديدة‪ .‬ثم يعرض لما يحدث‬

‫فى المستقبل من أن هذا الشعب سيخونه حينما يأتى متجسداً فيشتته ويجمعه ثانية ليتقدس فيهم ويؤمنوا به‪.‬‬

‫رجاء فى العودة ليؤسسوا هذا الهيكل‪.‬‬ ‫وينتهى السفر بهيكل يؤسسه الشعب فى أورشليم‪ .‬وهذا يعطيهم‬ ‫ً‬ ‫وهناك رؤية لهذا السفر‪ ،‬فالمجد الذى رآه حزقيال هو إشارة لما كان آدم يتمتع به فى الجنة إذ كان يرى اهلل‪،‬‬ ‫وبسبب خطيته سقط ففارقه هذا المجد‪ ،‬ثم وعد من اهلل بهزيمة الشيطان (إصحاحات ‪ 32 – 26‬فاألمم الوثنية‬

‫ترمز للشيطان)‪ .‬ثم وعد بتأسيس كنيسة جديدة ولكنها ستقابل بعض األالم ونجد فى هذا الهيكل (إصحاحات ‪44‬‬ ‫– ‪ )48‬مواصفات هذه الكنيسة‪.‬‬

‫نظرتين مختلفتين لهذا الهيكل‬

‫هناك مدرستين فى تفسير هذه اإلصحاحات‪.‬‬

‫المدرسة األلفية ‪ -:‬وهؤالء من بعض الطوائف البروتستانتية الذين يؤمنون بأن المسيح سيأتى ليحكم العالم حكماً‬

‫زمنياً لمدة ‪ 1444‬سنة‪ ،‬وهم يقولون أن مركز حكمه يكون فى أورشليم‪ .‬وأنه سيبنى هذا الهيكل فى أورشليم‬

‫بالمقاييس المذكورة هنا ليكون مرك اًز لحكمه‪ ،‬فهم إذاً يقومون بتفسير هذه اإلصحاحات تفسي اًر حرفياً ولذلك‬

‫يهتمون جداً برسومات الهيكل‪ ،‬وكتب تفسيرهم منصبة على التفسيرات الهندسية‪ ،‬ومحاولة حل مشكالت األبعاد‪،‬‬ ‫وذلك حتى يسهل إنشاء هذا الهيكل خالل الحكم األلفى ولكن هذا التفسير مرفوض تماماً‪ ،‬فما معنى أن نقيم‬

‫هيكل تقدم فيه ذبائح حيوانية دموية (ذبيحة خطية وذبيحة إثم وذبيحة محرقة) بعد أن قدم المسيح نفسه فعالً‬

‫على الصليب‪ .‬لقد كانت الذبائح الدموية رم اًز‪ ،‬وحين أتى المرموز إليه أى المسيح يبطل الرمز‪ .‬بل أن هذا‬

‫الهيكل يصعب تماماً تنفيذه فمثالً نجد أن هناك حجرات محيطة بالهيكل‪ ،‬وأبعاد هذه الحجرات ‪2‬متر × ‪ 2‬متر‬

‫‪184‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والثالثون) الهيكل الجديد‬

‫بينما سمك الحوائط ‪ 3‬متر‪ ،‬فما معنى هذا ؟ وما كيفية الدخول لهذه الحجرات وكيف يمكن تهويتها‪ ،‬وكيف يمكن‬

‫اإلستفادة من حجرات بهذه األبعاد‪.‬‬

‫المدرسة األرثوذكسية ‪-:‬ونحن نرى أنها األدق‪ ،‬فى ضوء فهمنا لهذا السفر‪ .‬وكنيستنا ترى أن هذه اإلصحاحات‬ ‫تفسر رمزياً وروحياً‪ ،‬وهذا الهيكل يشير لكنيسة العهد الجديد‪ ،‬سواء المجاهدة أو المنتصرة‪ ،‬فكالهما كنيسة واحدة‬

‫يفصلها اإلن تقال‪ .‬فالنبوات عينها على عمل المسيح فى تأسيس الكنيسة‪ ،‬سواء الكنيسة المجاهدة على األرض أو‬

‫الكنيسة المنتصرة فى السماء‪ .‬ويؤيد وجهة النظر هذه قول السيد المسيح "مملكتى ليست من هذا العالم‪ ..‬يو ‪18‬‬ ‫‪ "33 :‬ولنسمع قول بولس الرسول "وان كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد‪ ،‬لكن اآلن ال نعرفه بعد ‪2‬كو ‪: 6‬‬ ‫‪. 13‬‬

‫معانى األرقام‬ ‫طالما سنعتمد مدرسة التفسير الرمزى‪ ،‬فعلينا أن نفهم رموز األرقام ‪-:‬‬

‫رقم (‪ ) 1‬هو رقم الوحدة واألولوية‪ ،‬هو ال يمكن تقسيمه‪ ،‬لذلك يشير هلل الواحد ونحن نؤمن بإله واحد‪ .‬ويشير‬

‫لألقنوم األول‪ ..‬اآلب‪.‬‬

‫رقم (‪ ) 2‬يشير ألن هناك آخر‪ ،‬وهذا اآلخر قد يختلف أو يتفق مع األول‪ .‬لذلك هو يشير لإلنقسام الذى دخل‬

‫إلى العالم بالخطية‪ .‬ولكنه يشير للتجسد ألن اإلبن هو األقنوم الثانى‪ ،‬وهو بتجسده جعل اإلثنين واحداً أف ‪: 2‬‬

‫‪13 – 14‬‬

‫رقم (‪ )3‬يشير هلل مثلث األقانيم ويشير للروح القدس األقنوم الثالث‪ .‬ويشير للقيامة التى حدثت فى اليوم الثالث‪.‬‬ ‫رقم (‪ )4‬يشير للعالم بجهاته األربعة‪ .‬ولذلك أيضاً يشير للعمومية‪.‬‬

‫رقم (‪ )6‬يشير للمسئولية‪ ،‬فنحن لنا ‪ 6‬أصابع فى اليد ومثلهم فى القدم‪ 6 ،‬حواس‪ .‬ويشير للنعمة فالمسيح أشبع‬ ‫‪ 6444‬بخمس خبزات‪ .‬فبجهادنا تنسكب فينا النعمة‬

‫رقم (‪ )3‬يشير لإلنسان الناقص الذى خلق فى اليوم السادس‪.‬‬

‫رقم (‪ )4‬يشير للكمال ‪ 3 + 4 = 4‬أى اهلل (‪ )3‬خلق اإلنسان على صورته ‪ )4( +‬أى اإلنسان المأخوذ من‬ ‫تراب األرض = (‪ )4‬أى اإلنسان الكامل‪( 1 + 3 = 4 .‬اإلنسان الناقص (‪ )3‬باهلل الواحد (‪ )1‬يصير كامالً‪.‬‬

‫رقم (‪ )8‬هو األول فى مسلسل جديد أو أسبوع جديد لذلك يشير لألبدية‪.‬‬ ‫رقم (‪ )2‬يشير للدينونة‪.‬‬

‫رقم (‪ )14‬يشير للكمال التشريعى فهو رقم الوصايا العشر‪ .‬ويشير لكمال البر والسعادة حين يلتصق اإلنسان‬

‫الكامل (‪ )4‬باهلل مثلث األقانيم (‪)3‬‬

‫رقم (‪ )11‬يرمز للتعدى على وصايا اهلل وبره‪ .‬فالخاطئ يطلب ما هو خارج حدود البر‪.‬‬ ‫رقم (‪ )12‬يرمز لملكوت اهلل فى العالم أى من هم هلل (‪ 12‬سبط ‪ 12 +‬تلميذ)‬

‫رقم (‪ )34‬يشير للنضج‪ .‬فالكاهن يبدأ كهنوته فى سن ‪ ،34‬والمسيح بدأ خدمته فى سن الثالثين ‪3 × 6 = 34‬‬ ‫(عمل النعمة فى اإلنسان الناقص)‪ .‬وداود ملك في سن الثالثين‬

‫‪185‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والثالثون) الهيكل الجديد‬

‫أبو المسيح بالجسد‪ ،‬ويوسف رمز المسيح بدأ عمله فى قصر فرعون فى سن الثالثين‪.‬‬

‫رقم (‪ )64‬فى العهد القديم يرمز لليوبيل وفيه يتم التحرير‪ ،‬فهو رقم الحرية وفى العهد الجديد يرمز لحلول الروح‬

‫القدس‪.‬‬

‫رقم (‪ )34‬هو إشارة لحماية اهلل لكنيستة‪ ،‬هم الستون جبا اًر المحيطين بالكنيسة( نش ‪12 × 6 = 34 ) 4 : 3‬‬ ‫عمل النعمة فى شعب اهلل فيتحولون إلى جبابرة فى مواجهة أعداء الكنيسة‪.‬‬

‫رقم (‪ )144‬يشير لقطيع المسيح‪ ،‬القطيع الصغير‪ ،‬الذى لو فقد منهم واحد يسعى المسيح ليرده‪ .‬ويشير الرقم‬ ‫لعطايا المسيح لمن يترك بإرادته أباً أو أماً‪ ...‬ألجل المسيح فيعطيه المسيح ‪ 144‬ضعف ‪.‬‬

‫رقم (‪ )1444‬هو إشارة للسماويات فالمالئكة ألوف ألوف وربوات ربوات دا ‪14 : 4‬‬

‫وهو = ‪ 14 × 14 × 14‬واذا كان رقم ‪ 14‬يشير للكمال التشريعى على األرض (الوصايا العشر) فتكرار الرقم‬

‫‪ 3‬مرات يشير للسماء التى ال يدخلها شئ دنس رؤ‪. 24 : 21‬‬

‫رقم (‪ )2/1‬يشير للمهر الذى يدفعه العريس لعروسه تك ‪ 22 : 24‬ويشير لفضة الكفارة خر ‪ 13 : 34‬وبهذا‬

‫فرقم ‪ 2 / 1‬يشير لدم المسيح الذى دفعه كمهر لنصير عروسه‪ ،‬هو دم الفداء‪ .‬ولكن المجد الذى نحصل عليه‬ ‫هنا هو ال شئ أمام ما سيكون لنا فى السماء ‪1‬مل ‪4 : 14‬‬ ‫الفروق بين هيكل سليمان وهيكل حزقيال‬ ‫‪-1‬‬

‫تقدم فى هيكل حزقيال ذبيحة صباحية فقط وال تقدم ذبيحة مسائية‪ .‬وكان فى هيكل سليمان تقدم‬

‫ذبيحة صباحية وذبيحة مسائية‪ .‬فأيام هيكل سليمان كان الشعب فى ليل إيمانهم (العهد القديم)‬

‫أو ما يسمى بظل الخيرات العتيدة كو ‪ .14 : 2‬وبعد مجئ المسيح شمس البر صارت الكنيسة‬ ‫فى نور دائم‪ ،‬فال داع للذبائح المسائية‪ .‬ولذلك ال تقيم الكنيسة قداسات مسائية‪ ،‬وقداسات‬

‫األعياد تقام فج اًر‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ال يوجد هنا رئيس كهنة ألن رئيس الكهنة الحقيقى هو المسيح وهو موجود بنفسه‪ ،‬وهناك تقليد‬

‫جميل فى الكنيسة أن األسقف أو األب البطريرك يحمل عصا الرعايا معه دائماً‪ ،‬وفى أثناء‬ ‫خدمة القداس يحمل أحد الشمامسة عصا الرعاية (الموضوع عليه ثعبان) طوال مدة الصالة‪.‬‬

‫ولكنها تُحمل بعيداً بعد كلمات التقديس‪ ،‬والتحول إلى الجسد والدم‪ ،‬فرئيس الكهنة الحقيقى‬ ‫موجود‬ ‫‪-3‬‬

‫األعياد هنا ال تشير إلى عيد الخمسين وهو رمز لحلول الروح القدس ألن الرمز قد تحقق‪،‬‬ ‫والروح القدس يعمل بنفسه فى كنيسته‪ .‬ولنفس السبب ال توجد بالهيكل الجديد (هيكل حزقيال)‬

‫منارة‪ ،‬فهى أيضاً كانت ترمز لما سيعمله الروح القدس فى أسرار الكنيسة (كنيسة العهد‬ ‫الجديد)‪ .‬وهذا قد حدث ويحدث فعالً فال داع للرموز‪.‬‬

‫‪-4‬‬

‫ال يذكر هنا عيد األبواق الذى فيه ُيذكر اهلل شعبه بعهوده ومواعيده لألباء وأن المسيح خالصهم‬ ‫سيأتى (شهادة المسيح هى روح النبوة رؤ ‪ )14 : 12‬والمسيح قد أتى فعالً‪.‬‬ ‫‪186‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح التاسع والثالثون) الهيكل الجديد‬

‫‪-5‬‬

‫ال ذكر أيضاً ليوم الكفارة‪ .‬فالمسيح قدم ذاته كفارة عنا‪ .‬وطالما حدث المرموز إليه فال داع‬

‫‪-6‬‬

‫ال ذكر لتابوت العهد هنا فالتابوت يمثل حضور الرب وسط شعبه رمزياً‪ .‬واهلل موجود وسط‬

‫لتكرار الرمز‪ .‬ومن المعروف أن طقس عيد الكفارة كان يشير لموت المسيح وقيامته‪.‬‬

‫شعبه اآلن (مت ‪ )24 : 28‬فال داع للرموز‪ .‬وأيضاً ال ذكر لمائدة خبز الوجوه‪ .‬فالمسيح‬

‫موجود بجسده ودمه على المذبح وال داع للرمز أيضاً‪ .‬وال ذكر لدار األمم فكل األمم قبلوا فى‬

‫المسيح‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫ال ذكر هنا للفضة والذهب‪ .‬فالفضة ترمز لكلمة اهلل الحية والفعالة‪ ،‬وكلمة اهلل مسيحنا‪ ،‬وكلمة اهلل‬ ‫المكتوبة فى اإلنجيل معنا دائماً تعطينا حياة‪ .‬وأما الذهب فهو يرمز للسماويات‪ .‬والكنيسة تحيا اآلن فى‬

‫السماويات‪ ،‬وسيرتنا هى فى السماويات أف ‪ + 3 : 2‬فى ‪ 24 : 3‬فالمسيح في وسط الكنيسة ‪،‬‬

‫وحيثما وجد المسيح فالمكان سماء‪ .‬وهذا معنى أن المسيح طأطأ السموات ونزل أى أنه بتجسده أتى لنا‬

‫بالحياة السماوية على األرض (مز‪. )2 : 18‬‬

‫‪187‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬

‫اإلصحاح األربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫بعد أن فارق مجد اهلل أورشليم حزناً على خطاياها‪ .‬نجده هنا راجعاً لكنيسته‪ ،‬كنيسة العهد الجديد‪ .‬يقيم فى‬

‫وسطها لألبد "إذا إجتمع إثنين أو ثالثة بإسمى فهناك أكون فى وسطهم" (مت‪ + 24 : 18‬مت ‪ .)24 : 28‬بل‬

‫يكون من يصنع وصاياه منزالً لآلب واإلبن (يو ‪ )23 : 14‬هذا هو مفهوم الهيكل فى العهد الجديد‪ ،‬لقد صار‬

‫المؤمنين هيكالً هلل والروح القدس يسكن فيهم (‪1‬كو‪ .)13 : 3‬وصار المؤمنين حجارة حية فى هيكل الكنيسة‬

‫(‪1‬بط‪ . )6 ، 4 : 2‬والسيد المسيح قال لتالميذه عن جسده كنبوة عن موته وقيامته "إنقضوا هذا الهيكل وفى‬

‫ثالثة أيام أقيمه‪ ...‬وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده" (يو ‪ .)21 ،12 : 2‬وجسد المسيح هو الكنيسة (أف ‪6‬‬

‫‪ .)34 :‬إذاً فالهيكل هو جسد المسيح أى كنيسته‪ .‬لذلك وبهذا المفهوم يقول بولس الرسول "مبنيين على أساس‬ ‫الرسل واألنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية‪ ،‬الذى فيه كل البناء مركباً معاً ينمو هيكالً مقدساً فى الرب‪.‬‬

‫الذى فيه أنتم أيضاً مبنيون معاً مسكناً هلل فى الروح" ( أف ‪ ) 22 – 24 : 2‬وقارن مع (أف‪ .)13 ،12 : 4‬هذا‬ ‫هو مفهوم الهيكل اآلن‪.‬‬

‫الس َن ِة‪ِ ،‬في ا ْلع ِ‬ ‫ش ِر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ِ 1 " -:)1‬في َّ ِ‬ ‫س ْب ِي َنا‪ِ ،‬في َأر ِ‬ ‫اش ِر ِم َن َّ‬ ‫الس َن ِة‬ ‫الش ْه ِر‪ِ ،‬في َّ‬ ‫ْس َّ‬ ‫س ِة َوا ْل ِع ْ‬ ‫َ‬ ‫ين م ْن َ‬ ‫الس َنة ا ْل َخام َ‬ ‫ض ِرَب ِت ا ْل َم ِدي َن ُة ِفي َن ْف ِ‬ ‫اك‪" .‬‬ ‫َّا‬ ‫الر ِّ‬ ‫س ذلِ َك ا ْل َي ْوِم‪َ ،‬كا َن ْت َعلَ َّي َي ُد َّ‬ ‫ب َوأَتَى ِبي إِلَى ُه َن َ‬ ‫الرِب َع ِة َع َ‬ ‫ش َرةَ‪َ ،‬ب ْع َد َما ُ‬ ‫فى رأس السنة = كان لليهود بدايتان للسنة ‪ )1‬السنة المقدسة الدينية ‪ )2‬السنة المدنية‪ .‬والسنة المقدسة بدايتها‬ ‫شهر أبيب‪ .‬وفى العاشر منه يقدم خروف الفصح أى يبدأ حفظه حتى يوم الرابع عشر فيذبح‪ .‬أما السنة المدنية‬ ‫فالعاشر من أول شهورها هو عيد الكفارة‪ .‬فرأس السنة فى هذه اآلية قد يكون رأس السنة الدينية أو رأس السنة‬

‫المدنية‪ ،‬وكالهما(سواء الفصح أو يوم الكفارة) يشير لصليب المسيح ‪ .‬والمعنى أن تأسيس الكنيسة مبنى على‬

‫ذبيحة الصليب‪ .‬فالعاشر من أول شهور السنة الدينية أو العاشر من أول شهور السنة المدنية‪ ،‬كالهما يشير‬ ‫للصليب (الفصح أو الكفارة)‪.‬‬

‫وفى سنة اليوبيل يتحرر كل عبد أو كل مرهون‪ ،‬وسنة اليوبيل كانت تبدأ بيوم الكفارة وهكذا فاإلبن حررنا من‬

‫أسر الشيطان بدم صليبه‪.‬‬

‫ومن هذه اآلية يمكن حساب السنة التى تم سبى حزقيال فيها ‪ .‬فهو يحدد أن رؤياه كانت فى السنة الرابعة‬

‫عشرة ‪ ،‬وهذه غالبا منسوبة لسنة سقوط مدينة أورشليم وخراب الهيكل ‪ .‬وبالتالى تكون هى سنة ‪= 14 – 683‬‬ ‫‪ . 642‬فبإضافة الــ ‪ 25‬سنة من يوم سبيه إلى بابل تصبح سنة ‪ 624‬هى السنة التى تم سبيه فيها ‪ ،‬وبالرجوع‬

‫إلى المقدمة نجد أن هذا قد حدث فى فترة السبى الثانى ‪.‬‬

‫‪188‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬

‫ضع ِني علَى جبل عال ِجدًّا‪ ،‬علَ ْي ِه َك ِب َن ِ‬ ‫آية (‪ِ 2 " -:)2‬في ر َؤى ِ‬ ‫اهلل أَتَى ِبي إِلَى أ َْر ِ‬ ‫اء َم ِدي َن ٍة ِم ْن‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َ‬ ‫يل َو َو َ َ َ َ َ َ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِج َه ِة ا ْل َج ُن ِ‬ ‫وب‪" .‬‬ ‫جبل عال جداً = فكأن اهلل رفع النبى بالروح القدس إلى السماويات التى ستكون فيها الكنيسة كبناء مدينة = أى‬

‫تشبه مدينة ألنها فيها منازل كثيرة يو ‪ .2 : 14‬وهى ليست من صنع إنسان بل من صنع اهلل‪ ،‬المسيح أقامها‬

‫بنفسه‪ ،‬اآل ن على األرض هنا مدينة هى الكنيسة بمنازلها الكثيرة‪ ،‬وفى السماء هناك مدينة أورشليم السماوية‪،‬‬ ‫المدينة المقدسة رؤ ‪ + 12 : 22‬عب ‪ .14 : 11‬والمرنم صور فى المزمور الكنيسة على أنها كمدينة متصلة‬

‫كلها (مز‪ ، ) 3 : 122‬الروح القدس يجمع المؤمنين فى محبة ‪ ،‬والروح القدس ينسكب على من يجتمعوا فى‬ ‫محبة (مز‪ . )133‬وهذه المدينة السماوية أعدها المسيح بنفسه يو ‪ + 2 : 14‬عب ‪ .14 : 11‬وهذ المدينة‬ ‫كانت هيكل هكذا ضخم كأنه مدينة‪ .‬والحظ أن أورشليم الجديدة ال يوجد داخلها هيكل رؤ ‪ .22 : 21‬وهنا‬ ‫المدينة كلها هيكل‪ .‬فهى مدينة للبشر ليسكنوا فيها وهى هيكل هلل ليسكن فيه‪ .‬ألنه فى الكنيسة جسد المسيح‪ ،‬اهلل‬

‫يسكن مع الناس رؤ ‪ . 3 ،2 : 21‬وهى من جهة الجنوب = ألن الشعب اآلن مسبى فى بابل أى فى الشمال‪.‬‬ ‫وهذا وعد لهم بأنهم سيعودون أح ار اًر ألرضهم‪ .‬والكنيسة هى أورشليم األرضية هنا‪ ،‬وهى أورشليم السماوية فى‬

‫األبدية‪.‬‬

‫وألن الجنوب يرمز للح اررة فهذا يعنى أن الكنيسة ستكون ممتلئة بالروح القدس وبالمحبة والغيرة النارية ‪ ،‬أما‬

‫الشمال فيرمز للبرودة الروحية ‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اك‪ ،‬إِ َذا ِبر ُجل م ْنظَرهُ َكم ْنظَ ِر ُّ‬ ‫ص َب ُة ا ْل ِق َي ِ‬ ‫الن َح ِ‬ ‫اس‪َ ،‬وِب َي ِد ِه َخ ْيطُ َكتَّ ٍ‬ ‫اس‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫آية (‪َ " -:)3‬ولَ َّما أَتَى ِبي إِلَى ُه َن َ‬ ‫ان َوقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ف ِبا ْل َب ِ‬ ‫اب‪" .‬‬ ‫َو ِاق ٌ‬

‫رجل منظره كمنظر النحاس = راجع تفسير ‪ 14-4:1‬فالنحاس يشير للدينونة أما هذا الرجل فهو إبن اهلل الذى‬ ‫تجسد‪ .‬وهكذا رآه يوحنا فى رؤياه ‪ 16 : 1‬رجاله شبه النحاس النقى كأنهما محميتان فى األتون‪ ،‬فالنار رمز‬ ‫لالهوت والنحاس رمز للناسوت‪ ،‬والنحاس المحمى فى النار يشير إلتحاد الالهوت بالناسوت‪ .‬ولماذا النحاس‬

‫بالذات ؟ كما رأينا في االصحاح االول هو رمز للدينونة ‪ ،‬فالنحاس معدن ثقيل وقوى وكان يستخدم فى صنع‬ ‫األسلحة‪ ،‬وسالح المسيح كان فدائه على الصليب الذى به دك معاقل الشيطان‪ ،‬لذلك كان مذبح النحاس فى‬

‫خيمة اإلجتماع حيث تقدم الذبائح (خطية ومحرقة‪ ...‬الخ) كان يرمز للصليب‪ .‬فبالصليب دان المسيح الخطية‬

‫والشيطان (رو‪ ، )3 : 8‬وداس الموت بموته جسدياً‪ .‬والمسيح أخذ جسداً أيضاً ليبنى الكنيسة أى هذه المدينة أو‬ ‫هذا الهيكل‪ .‬وكان بيد المسيح خيط كتان وقصبة القياس = الكتان رمز للطهارة‪ ،‬وهذا عمل المسيح مع‬

‫المؤمنين ‪1‬يو ‪ + 4 : 1‬رؤ ‪ .14 : 4‬وقصبة القياس تشير ألن المؤمنين من أبناء اهلل هو يحفظهم وال أحد‬ ‫يخطفهم من يده يو ‪ .12 : 14‬وهؤالء معروفون عنده (تحت القياس) وهذا معنى أن يكون عدد السمك فى شبكة‬

‫بطرس محدد بعدد ‪ 163‬سمكة (يو ‪ .)21‬وهذا العدد المحدد هو من قال لهم المسيح "ال تخف أيها القطيع‬

‫الصغير فإن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت"‪ .‬والمسيح هو الذى يبنى كنيسته‪ ،‬وهو الطريق‪ .‬والروح القدس هو‬

‫‪189‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬

‫الذى به يعترف كل إنسان بالمسيح أنه رب (‪1‬كو ‪ . )3 : 12‬واآلب يجتذب المؤمنين (يو‪ . )44 : 3‬إذاً بقياس‬

‫دقيق يجتذب اآلب إنساناً‪ ،‬واإلبن يقرع على باب قلبه (رؤ‪ )24 : 3‬ويظهر له نفسه وأنه هو نفسه الطريق‪.‬‬

‫والروح القدس يشهد فى داخل هذا اإلنسان للمسيح ويقنعه ليؤمن هذا اإلنسان بالمسيح ‪ ،‬فيثبته فى المسيح‬

‫الطريق (باألسرار الكنسية) فيصير حج اًر حياً فى هيكل جسد المسيح‪ .‬والقياس يعنى أن المسيح سيمتلكنا فمن‬ ‫يريد أن يمتلك شيئاً يقيسه‪ ،‬وهو إشترانا بدمه‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫اج َع ْل َق ْل َب َك إِلَى ُك ِّل َما أ ُِري َك ُه‪ ،‬ألَنَّ ُه‬ ‫ال لِي َّ‬ ‫آية (‪ " -:)4‬فَقَ َ‬ ‫الر ُج ُل‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫اس َم ْع ِبأُ ُذ َن ْي َك َو ْ‬ ‫آد َم‪ ،‬ا ْنظُ ْر ِب َع ْي َن ْي َك َو ْ‬ ‫يل ِب ُك ِّل َما تَ​َرى»‪".‬‬ ‫اء ِت َك أ ُِت َي ِب َك إِلَى ُه َنا‪ .‬أ ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َخ ِب ْر َب ْي َ‬ ‫أل ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫َج ِل إِ َر َ‬ ‫أنظر بعينيك واسمع بأذنيك واجعل قلبك = اهلل يقصد أن على النبى أن يفهم بوعى قلبى داخلى المعانى‬

‫الموجودة وراء ما يراه فيفرح هو ويتعزى‪ ،‬ثم يعزى غيره‪ ،‬وهذا واجب كل خادم أن يتذوق هو أوالً قبل أن يخدم‪.‬‬ ‫الرج ِل قَصب ُة ا ْل ِقي ِ ِ‬ ‫ت أَذْر ٍع طُوالً ِب ِّ‬ ‫اع َو ِش ْبٌر‪.‬‬ ‫الذ َر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫اس س ُّ ُ‬ ‫"‬

‫‪5‬‬ ‫ارج ا ْلب ْي ِت م ِح ٍ‬ ‫س ٍ‬ ‫يط ِب ِه‪َ ،‬وِب َي ِد‬ ‫آية (‪َ " -:)5‬وِا َذا ِب ُ‬ ‫ور َخ ِ َ َ ُ‬ ‫اح َدةً‪ ،‬وسم َك ُه قَصب ًة و ِ‬ ‫اء قَصب ًة و ِ‬ ‫ض ا ْل ِب َن ِ‬ ‫اح َدةً‪.‬‬ ‫اس َع ْر َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫القصبة ست أذرع وشبر = هذه القصبة هى التى يتم بها قياس المبنى‪ .‬وقد ُيفسر هذا بأن القصبة = ‪ 3‬وحدات‬ ‫‪ +‬وحدة = ‪ 4‬وحدات قياس‪ .‬أى أن عمل اهلل فى قياس المبنى أى تحديد المؤمنين وتجديدهم هو عمل كامل ‪،‬‬

‫فاهلل بسابق معرفته يعرف من سيتجاوب معه باإلسم والعدد (رو‪ )22 : 8‬وهؤالء هم قطيعه الصغير ‪ ،‬وهؤالء‬

‫يقوم بتجديدهم ليصلحوا للسماء (هؤالء هم من قيل عنهم ‪ 163‬سمكة فى الشبكة يو‪ . )21‬وقد تعنى الـ ‪6‬‬

‫وحدات (أذرع) عمل اهلل فى اإلنسان الناقص‪ ،‬فرقم ‪ 6‬هو رقم اإلنسان‪ ،‬والذراع يشير لعمل المسيح فى تجسده‬

‫وفدائه (النعمة) إش ‪ + 1 : 62‬إش ‪ + 2 ، 6 : 61‬إش‪ + 14 : 62‬إش‪ . 1 : 63‬أما الوحدة (الشبر) فهى‬ ‫نصيب اإلنسان فى العمل (الجهاد)‪ ،‬وهذا ما تسميه الكنيسة الجهاد والنعمة‪ ،‬فيجب أن نعمل ونجتهد حتى الدم‬ ‫وذلك لتعمل فينا نعمة اهلل فنخلص عب ‪ . 4 : 12‬فاهلل يريد أن الجميع يخلصون ولكن ليس الجميع يخلصون‬

‫ألنهم ال يجاهدون أو ال يعملون أو ال يريدون (‪1‬تى ‪ + 4 : 2‬مت ‪ .)34 : 23‬فبعمل النعمة مع جهاد اإلنسان‬

‫كمل اإلنسان ‪ ،‬وهذا معنى قول الكتاب " قوتى فى الضعف تُكمل " (‪2‬كو‪. )2 : 12‬‬ ‫ي ُ‬ ‫ولنالحظ أن إستخدام القصبة فى القياس كان فى الخارج‪ ،‬أما فى الداخل (راجع إصحاحات ‪)42 ،41 ،44‬‬ ‫فيندر إستخدام القصبة أو الشبر‪ ،‬والوحدة المستخدمة فى الداخل هى الذراع‪ .‬فالعمل الداخلى فى بناء الكنيسة أو‬ ‫النفس هو عمل اهلل وحده (مر ‪ )22 – 23 : 4‬فاهلل هو الذى ينمى ‪1‬كو ‪ .4 : 3‬ومعنى هذا أن إقترابى هلل هو‬

‫عمل مشترك بينى وبين اهلل‪ ،‬اهلل يجتذب وأنا أجاهد كما قال الكتاب " توبنى فأتوب ألنك أنت الرب إلهى "‬

‫(إر‪ . )18 : 31‬ولكن بناء الداخل‪ ،‬وكذلك بناء الكنيسة الداخلى هو عمل اهلل وحده‪ .‬فى سر الميرون يسكن‬

‫المعمد ‪ ،‬ولكن اإلمتالء من الروح القدس هو مسئولية كل إنسان ‪ ،‬بجهاده يمتلئ (أف ‪14 : 6‬‬ ‫الروح القدس فى ُ‬ ‫‪2 +‬تى‪ )3 : 1‬وبمقاومته لصوت الروح القدس يطفأه ويحزنه (أف‪1 + 34 : 4‬تس‪. )12 : 6‬‬

‫‪190‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬

‫واذا بسور = هذا أول ما رآه النبى‪ .‬فاهلل هو سور خالصنا‪ ،‬وهو المحامى والمدافع عنا "كسور من نار" (زك ‪2‬‬

‫‪ .)6 :‬والحظ فلقد ظن أعداء الكنيسة أنها أرض أعراء أى أنها بال سور (حز ‪ .)11 : 38‬وهذا السور يعنى‬ ‫أيضاً إنعزال شعب اهلل عن الخطية التى فى العالم كما بسور‪.‬‬

‫عرض البناء قصبة وسمكه قصبة = عرض المبنى ‪ 644‬قصبة ‪ .‬وسمكه = أى طوله أيضاً ‪ 644‬قصبة‪ .‬فما‬

‫معنى هذه العبارة ؟ ربما يكون حل هذه المشكلة فى اآلية ‪ 8 : 41‬حيث يقول "أسس الغرفات قصبة تامة"‪.‬‬ ‫والمعنى أن القصبة هنا إشارة للعمل الكامل‪ ،‬فسواء الطول أو العرض أو األساس فعمل اهلل كامل وهذا ما أشرنا‬

‫إليه سابقا‪ .‬هو الذى يؤسس الهيكل ‪ ،‬والهيكل مؤسس عليه‪ ،‬أى هو أساس الهيكل أف ‪ .22 -24 : 2‬وهو‬ ‫الذى يحمى المؤمنين‪ .‬ودور المؤمن هو أن يبقى تحت حمايته‪ ،‬ولكن كيف ؟ بأن يجاهد أن يحفظ الوصايا (‬

‫‪ ) 14‬ومن يحاول يساعده الروح القدس (‪ ) 64‬بالنعمة ‪.‬‬

‫إذاً ‪ 14 × 64 = 644‬فيكون البناء هو عمل مشترك بين اهلل وبين االنسان‪.‬‬ ‫سمكه = جاءت فى السبعينية قامته (الكتاب المقدس بشواهد) ‪.‬‬

‫ملحوظة ‪ -:‬فى حسابات أبعاد المبنى سنعتبر القصبة = ‪ 3‬ذراع بإهمال الشبر‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫قو ِ ِ‬ ‫اس َعتَ​َب َة ا ْل َب ِ‬ ‫اء إِلَى ا ْل َب ِ‬ ‫اب الَِّذي َو ْج ُه ُه َن ْح َو َّ‬ ‫ص َب ًة‬ ‫اب قَ َ‬ ‫صع َد في َد َر ِجه‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫الش ْر ِ َ َ‬ ‫اآليات (‪ " -:)16-6‬ثُ َّم َج َ‬ ‫اح َدةً طُوالً وقَصب ًة و ِ‬ ‫ضا‪7 .‬وا ْل ُغرفَ َة قَصب ًة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِ‬ ‫ضا‪َ ،‬وَب ْي َن‬ ‫ضا‪َ ،‬وا ْل َعتَ​َب َة األ ْ‬ ‫اح َدةً َع ْر ً‬ ‫اح َدةً َع ْر ً‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ُخ َرى قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ص َب ًة َواح َدةً َع ْر ً َ ْ‬ ‫اخل قَصب ٌة و ِ‬ ‫اب ِم ْن َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْل َب ِ‬ ‫س أَذْر ٍع‪َ ،‬و َعتَ​َب ُة ا ْل َب ِ‬ ‫اب ِب َج ِان ِب ِرَوا ِ‬ ‫اح َدةٌ‪.‬‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ا ْل ُغ ُرفَات َخ ْم ُ ُ‬

‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اب ثَم ِاني أَذْر ٍع‪ ،‬وع َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اق ا ْلب ِ ِ‬ ‫اق‬ ‫اع ْي ِن‪َ ،‬و ِرَو ُ‬ ‫اس ِرَو َ‬ ‫ضائ َدهُ ذ َر َ‬ ‫اق ا ْل َب ِ َ َ ُ َ َ‬ ‫اس ِرَو َ َ‬ ‫ص َب ًة َواح َدةً‪َ .‬وقَ َ‬ ‫اب م ْن َداخل قَ َ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫اك‪ .‬لِلثَّالَ ِث ِقياس و ِ‬ ‫اب ِم ْن َد ِ‬ ‫ات ا ْل َب ِ‬ ‫ا ْل َب ِ‬ ‫اب َن ْح َو َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ض ِائ ِد‬ ‫ث ِم ْن ُه َنا َوثَالَ ٌ‬ ‫ق ثَالَ ٌ‬ ‫ث ِم ْن ُه َن َ‬ ‫اخل‪َ .‬و ُغ ُرفَ ُ‬ ‫اح ٌد‪َ ،‬ولِ ْل َع َ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ث عَ ِ‬ ‫ِقياس و ِ‬ ‫ول ا ْل َب ِ‬ ‫ض م ْد َخ ِل ا ْل َب ِ‬ ‫اعا‪.‬‬ ‫ش َر أَذ ُْر ٍع‪َ ،‬وطُ َ‬ ‫اب َع َ‬ ‫اح ٌد ِم ْن ُه َنا َو ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ش َرةَ ذ َر ً‬ ‫اب ثَالَ َ َ‬ ‫اك‪َ .‬وقَ َ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫اس َع ْر َ َ‬ ‫اح َدةٌ ِم ْن ُه َنا‪ ،‬وا ْلحافَّ ُة ِذراعٌ و ِ‬ ‫ات ِذراعٌ و ِ‬ ‫‪12‬وا ْلحافَّ ُة أَمام ا ْل ُغرفَ ِ‬ ‫ت أَذ ُْر ٍع ِم ْن ُه َنا‪َ ،‬و ِس ُّ‬ ‫اك‪َ .‬وا ْل ُغ ْرفَ ُة ِس ُّ‬ ‫ت‬ ‫اح َدةٌ ِم ْن ُه َن َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ش ِر َ ِ‬ ‫اح َد ِة إِلَى س ْق ِ‬ ‫ف ا ْل ُغرفَ ِة ا ْلو ِ‬ ‫اك‪ .‬ثُ َّم قَاس ا ْلباب ِم ْن س ْق ِ‬ ‫ض َخ ْم ٍ‬ ‫اعا‪.‬‬ ‫ف األ ْ‬ ‫س َو ِع ْ‬ ‫أَذ ُْر ٍع ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ُخ َرى َع ْر َ‬ ‫ين ذ َر ً‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪14‬‬ ‫ض ِائ َد ِست َ ِ‬ ‫اب ا ْلم ْد َخ ِل إِلَى قُد ِ‬ ‫اب‪َ 15 .‬وقُدَّام َب ِ‬ ‫َّار َح ْو َل ا ْل َب ِ‬ ‫اب مقَا ِب ُل ا ْل َب ِ‬ ‫اد ِة الد ِ‬ ‫َّام‬ ‫ضَ‬ ‫اعا إِلَى َع َ‬ ‫اب‪َ .‬و َع ِم َل َع َ‬ ‫ِّين ذ َر ً‬ ‫َ‬ ‫اَْل َب ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ض ِائ ِد ِم ْن َد ِ‬ ‫ون ِذراعا‪16 .‬وِل ْل ُغرفَ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اخ ِل ا ْل َب ِ‬ ‫ق ا ْل َب ِ‬ ‫ِرَوا ِ‬ ‫اب َح َوالَ ْي ِه‪َ ،‬وه َك َذا ِفي‬ ‫ات ُك ًوى ُم َ‬ ‫ش َّب َك ٌة‪َ ،‬وِل ْل َع َ‬ ‫س َ َ ً‬ ‫اب الدَّاخل ِّي َخ ْم ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ضا‪ُ ،‬كوى حوالَ ْيها ِم ْن َد ِ‬ ‫اد ِة َن ِخي ٌل‪".‬‬ ‫ضَ‬ ‫اخل‪َ ،‬و َعلَى ا ْل َع َ‬ ‫ا ْلقُ َب ِب أ َْي ً ً َ َ َ‬

‫نجد هنا تفاصيل الباب الرئيسى وهو الباب الشرقى المؤدى لألقداس‪ .‬على أنه يوجد هناك بابان آخران أحدهما‬

‫من جهة الشمال واآلخر من جهة الجنوب لهما ذات المقاييس التى للباب الشرقى (آيات‪ . )24 ، 24‬ولكن‬ ‫الوحى يبدأ بالباب المتجه للشرق ألن من يريد أن يدخل إلى هذا البيت فعليه أن ينظر للشرق منتظ ار المسيح‬

‫فيشفى ويحيا (يو‪14: 3‬‬ ‫شمس البر فيشفى ويخلص كما كان الملدوغ من الحيات المحرقة ينظر للحية النحاسية ُ‬ ‫‪ + 16 :‬عد‪. )2 – 4 : 21‬‬

‫‪191‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬

‫عتبة الباب قصبة واحدة = هذا ليعرف الداخل أنه عليه أن يجاهد فتسنده النعمة فالقصبة = ‪ 3‬أذرع ‪ +‬شبر ‪.‬‬ ‫وفوق العتبة باب المدخل وهو ‪ 13 × 11‬ذراع ‪.‬ورأينا أن هناك ‪ 3‬أبواب ‪ ،‬ورقم ‪ 3‬يشير للثالوث القدوس فبه‬

‫وخالله ندخل إلى هذه المدينة = الكنيسة جسد المسيح‪ .‬إذ يعود اإلنسان إلى حضن اآلب باإلتحاد فى إبنه‬

‫بواسطة الروح القدس‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ثعَ ِ‬ ‫ول ا ْل َب ِ‬ ‫ض م ْد َخ ِل ا ْل َب ِ‬ ‫اعا‪ = .‬المسيح هو‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫اس‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ش َر أَذ ُْر ٍع‪َ ،‬وطُ َ‬ ‫اب َع َ‬ ‫َ‬ ‫ش َرةَ ذ َر ً‬ ‫اب ثَالَ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الباب أو المدخل ‪ ،‬ورقم ‪ 13‬يشير للخطية (‪ 12‬هو شعب اهلل ‪ ،‬وكل ما يزيد على ‪ 12‬هو خارج عن شعب اهلل)‬

‫‪ "،‬فالمسيح الذى لم يعرف خطية صار خطية ألجلنا لنصير نحن بر اهلل فيه" (‪2‬كو‪ . )21 : 6‬ورقم ‪ 14‬يشير‬ ‫إلى الكمال التشريعى ‪ ،‬فمع أننا لنا أخطاءنا (‪1‬يو‪ )8 : 1‬لكننا فى المسيح نحسب كاملين = بر اهلل فيه ‪ .‬لذلك‬

‫يقول لنا الرب أن نجاهد لكى نكون ثابتين فيه " إثبتوا فى وأنا فيكم " وراجع (كو‪ + 28 : 1‬يو‪ . )4 : 16‬والحظ‬

‫أن القياس بالذراع فهذا عمل المسيح وحده = " دست المعصرة وحدى ومن الشعوب لم يكن معى أحد " (إش‪33‬‬

‫‪. )3 :‬‬

‫‪192‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬

‫وفى الرسم عاليه تفاصيل كل باب‪ .‬وتوجد بكل باب ‪ 3‬حجرات ثالثة على كل جانب وهى حجرات صغيرة‬ ‫ومتساوية تستخدم فى الحراسة ‪ .‬والحراسة كما فهمنا هى عمل مشترك بين اهلل واإلنسان ‪ ،‬فعلى اإلنسان أن‬ ‫يجاهد قدر طاقته (الشبر = المسافة بين رأس اإلبهام ورأس الخنصر إذا إمتدا وانفرجا بقدر ما يمكن = يجاهد‬ ‫قدر طاقته = " لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية " (عب‪ . )4 : 12‬وتشير الحجرات الموجودة‬ ‫على الجانبين ألن الحراسة اإللهية تحيط بنا من كل جانب ‪ ،‬وهذا قطعا لمن يريد ويجاهد على حفظ حواسه‬ ‫طاهرة ‪ .‬واإلنسان هو نفس وجسد وروح ‪ ،‬وكلما إجتهد اإلنسان فى حفظ نفسه وجسده وروحه فى حالة قداسة أى‬ ‫مخصصة هلل يجد المعونة اإللهية حاضرة عنده ‪ .‬وهذه هى إرادة اهلل قداستنا (‪1‬تس‪ . )3 : 4‬والروح القدس يبدأ‬ ‫بأن يبكت اإلنسان على خطاياه (يو‪ )8 : 13‬وبعد أن يقرر اإلنسان التوبة والجهاد يبدأ الروح القدس يعينه‬

‫(رو‪ . )23 : 8‬ويسمى الكتاب جهاد اإلنسان فى حفظ نفسه وجسده وروحه فى حالة قداسة بالسهر = "إسهروا‬ ‫إذن ألنكم ال تعلمون فى أية ساعة يأتى ربكم " (مت‪. )42 : 24‬‬ ‫والمبنى كله يشير للنفس المتحدة مع اهلل ‪ ،‬فاهلل يحفظ ما عمله ولكن أيضا مع حفظ قانون الحرية ‪ ،‬فنحن‬

‫مخلوقين على صورة اهلل أح ار ار ‪ ،‬لذلك اهلل يعين من يريد ويجاهد ألجل هذا قال الرب " أتريد أن تب أر ‪ +‬كم مرة‬

‫أردت‪ ...‬ولم تريدوا " (يو‪ + 3 : 6‬مت‪ . )34 : 23‬وقال أغسطينوس " اهلل الذى خلقك بدونك ال يقدر أن‬ ‫يخلصك بدونك " ‪.‬‬

‫وعمل عضائد = فالمسيح الذى صنعها هو يعضدها ويضع لها عضائد‪ .‬وبدون المسيح ال نقدر على أن نفعل‬ ‫أى شئ (يو‪ . )6 : 16‬وفيه نستطيع كل شئ (فى‪. )13 : 4‬‬

‫تأمل فى طقس سر الميرون ‪ -:‬إذا كان هناك ثالث أبواب خارجية وثالث أبواب داخلية بمجموع ‪ 3‬أبواب ولكل‬

‫منها ‪ 3‬غرف فيصبح المجموع ‪ 33‬غرفة‪ ،‬وهذا يتفق مع ‪ 33‬رشم للميرون لكل أجزاء الجسم فيحرس اهلل إبنه‬ ‫الجديد الداخل لإليمان بعمل الروح القدس ‪.‬‬

‫ورقم ‪ 12 × 3 = 33‬ورقم ‪ 12‬يشير للكنيسة‪ .‬ويكون المعنى أن الثالوث القدوس هو الذى يحفظ شعبه ساه اًر‬

‫عليهم ‪ .‬الجهاد يأتى بقرار من اإلنسان فيه يغصب نفسه على الدخول من الباب الضيق‪ ،‬ولكن ما أن يغصب‬ ‫نفسه ويدخل من هذا الباب يجد النعمة تسانده ‪ ،‬لذلك فعدد الحجرات ‪ 3‬ورقم ‪ 3‬يتحدث عن الضعف اإلنسانى‬

‫ولكن لنالحظ ‪-:‬‬

‫‪ )1‬الغرف قصبة × قصبة = أى النعمة تساند جهادنا ‪.‬‬

‫‪ )2‬بين الغرفات ‪ 5‬أذرع ورقم ‪ 5‬يتحدث عن النعمة أى قوة الروح القدس فينا والمساندة لنا ‪ ،‬ولذلك فالقياس‬ ‫هو بالذراع ألنها نعمة = أى عمل اهلل وحده ‪.‬‬

‫‪ )3‬والعضائد ‪ = 12 × 6 = 61‬النعمة تساند شعب اهلل ‪.‬‬

‫‪193‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬

‫‪ )4‬الحافة ذراع = التخم (الكتاب بشواهد) هى مسافة أمام كل غرفة ‪ ،‬والغرفة ‪ 6‬أذرع من هنا و‪ 6‬أذرع‬ ‫من هناك = أى أن المسافة المحيطة بالغرفة هى من أمامها وعن يمينها وعن يسارها ومقدارها ذراع من‬

‫كل ناحية ‪ .‬وهذا تشديد على الحماية والحراسة اإللهية للضعف اإلنسانى ‪.‬‬

‫عضائد ‪ 61‬ذراعا = للحجرات كلها عضائد حولها وحول رواق الباب الداخلى طولها ‪ 34‬ذراعاً هى طول‬ ‫العضادات ورقم ‪ 34‬يشير للستون جبار المحيطين بالكنيسة‪ .‬ورقم ‪ . 12 × 6 = 34‬والحظ فرقم ‪ 6‬يشير‬

‫للحواس ‪ ،‬فكأن شعب اهلل عليه أن يقدس حواسه‪ .‬وأيضاً رقم ‪ 6‬يشير للنعمة الفائضة (الخمس خبزات) ‪ .‬لذلك‬ ‫يصبح رقم ‪ 6‬يشير للنعمة المسئولة‪ ،‬أى على اإلنسان أن يبدأ جهاده بالتغصب (مت‪ )12 : 11‬وذلك بحفظ‬ ‫حواسه نقية فال يشاهد ما يعثره وال يسمع ما يدنس حواسه وهكذا ‪ ،‬واهلل يبارك بنعمته ويعينه فيصبح رفض الخطأ‬

‫كطبيعة فيه وهذا ما يسمى بالخليقة الجديدة (‪2‬كو‪ . )14 : 6‬عموما كل هذا ليشير أن العمل هو عمل مشترك‬ ‫بين اهلل وبين اإلنسان ‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫اب ِم ْن َد ِ‬ ‫اب ثَم ِاني أَذْر ٍع‪ ،‬وع َ ِ ِ‬ ‫اق ا ْل َب ِ‬ ‫اخل = من وصل إلى رواق الباب فهو‬ ‫اع ْي ِن‪َ ،‬و ِرَو ُ‬ ‫اس ِرَو َ‬ ‫ضائ َدهُ ذ َر َ‬ ‫اق ا ْل َب ِ َ َ ُ َ َ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫قد قرر الدخول إلى العمق = الدار الداخلية (آية‪ ،)32‬وقد حفظ نفسه مسنودا ومدعما بالحراسة اإللهية أى‬

‫الغرف الست‪ .‬ومثل هذا فقد بدأ الحياة األبدية‪ ،‬والتى يشار لها برقم ‪ = 8‬ثمانى أذرع ‪.‬‬

‫وعضائده ذراعين =‬

‫رقم ‪ 2‬يشير للتجسد ‪ ،‬فسر كل نعمة حصلنا عليها هو التجسد ‪ .‬ورواق الباب من داخل = وهذا يعنى أننا نبدأ‬

‫الحياة األبدية ونحن ما زلنا فى هذا العالم ‪ ،‬وأن من يغلب ويحفظ نفسه ساه ار هو الذى لن ُيمحى إسمه من سفر‬ ‫الحياة األبدية (رؤ‪. )6 : 3‬‬

‫الكوى = هى شبابيك ضيقة لإلستنارة ولكنها ضيقة ألننا اآلن ننظر للسماء كما فى لغز كما فى مرآة ‪1‬كو ‪13‬‬ ‫‪ 12 :‬ورؤيتنا اآلن ال تقارن بما سنراه فى السماء ألننا حينئذ سنراه كما هو ‪1‬يو ‪ . 2 : 3‬ولنالحظ أن المدخل‬

‫كله طوله يساوى ‪ 64‬ذراعاً ‪ .‬ورقم خمسين يرمز لسنة اليوبيل التى كان يحدث فيها التحرير‪ .‬فمن دخل عن‬ ‫طريق هذا الباب يتحرر أى من يتحد باإلبن ويؤمن به يحصل على الحرية (يو‪. )33 : 8‬‬

‫وكانت العضائد تزين بالنخيل = قارن مع "الصديق كالنخلة يزهو" مز ‪ .11 : 22‬فكل من يدخل ويسنده المسيح‬ ‫ويعضده يصير ِ‬ ‫صديقاً ويتبرر‪ .‬وسقف الحجرات عل شكل قبو = القبب = لتشير أن كل ما فى اإلنسان ينبغى‬

‫أن يحمل الطابع السماوى ‪.‬‬

‫ار ِجي ِ‬ ‫ص ُنوٍع لِلد ِ‬ ‫َّار ا ْل َخ ِ‬ ‫اآليات (‪17 " -:)26-17‬ثُ َّم أَتَى ِبي إِلَى الد ِ‬ ‫َّار َح َوالَ ْي َها‪َ .‬ع َلى‬ ‫َّة‪َ ،‬وِا َذا ِب َم َخ ِاد َ‬ ‫ع َو ُم َج َّز ٍع َم ْ‬ ‫‪19‬‬ ‫اب مقَا ِب َل طُ ِ‬ ‫ول األ َْب َو ِ‬ ‫ون ِم ْخ َد ًعا‪َ 18 .‬وا ْلم َج َّزعُ ِب َج ِان ِب األ َْب َو ِ‬ ‫ض ِم ْن‬ ‫اس ا ْل َع ْر َ‬ ‫ا ْل ُم َج َّز ِع ثَالَ ثُ َ‬ ‫اب‪ ،‬ا ْل ُم َج َّزعُ األ ْ‬ ‫َس َف ُل‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫َّاخلِي ِ‬ ‫َّار الد ِ‬ ‫اب األَس َف ِل إِلَى قُد ِ‬ ‫قُد ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫َّام ا ْل َب ِ‬ ‫اع إِلَى َّ‬ ‫َّة ِم ْن َخ ِ‬ ‫َّام الد ِ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫اب ا ْل ُمتَّ ِج ُه‬ ‫ار ٍج‪ِ ،‬م َئ َة ِذ َر ٍ‬ ‫ال‪َ .‬وا ْل َب ُ‬ ‫ْ‬ ‫ق َوِالَى ِّ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫اك‪ ،‬وع َ ِ‬ ‫ث ِم ْن ُه َنا وثَالَ ٌ ِ‬ ‫َّار ا ْل َخ ِ ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ال الَِّذي ِللد ِ‬ ‫ض ُه‪َ .‬و ُغ ُرفَاتُ ُه ثَالَ ٌ‬ ‫اس طُولَ ُه َو َع ْر َ‬ ‫ضائ ُدهُ‬ ‫ث م ْن ُه َن َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ار ِجيَّة قَ َ‬ ‫َن ْح َو ِّ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫شر َ ِ‬ ‫اب األ ََّو ِل‪ ،‬طُولُها َخمس َ ِ‬ ‫ض َها َخ ْم ٌ ِ‬ ‫اس ا ْل َب ِ‬ ‫َو ُمقَب َُّب ُه َكا َن ْت َعلَى ِق َي ِ‬ ‫اها‬ ‫اعا‪َ .‬و ُك َو َ‬ ‫اعا َو َع ْر ُ‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫س َوع ْ ُ‬

‫‪194‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬

‫ٍ‬ ‫ق‪ ،‬و َكا ُنوا يصع ُد َ ِ ِ‬ ‫اس ا ْل َب ِ‬ ‫َو ُمقَب َُّب َها َوَن ِخيلُ َها َعلَى ِق َي ِ‬ ‫اب ا ْل ُمتَّ ِج ِه َن ْح َو َّ‬ ‫ام ُه‪.‬‬ ‫ون إِلَ ْيه في َ‬ ‫َ َْ‬ ‫الش ْر ِ َ‬ ‫َم َ‬ ‫س ْب ِع َد َر َجات‪َ ،‬و ُمقَب َُّب ُه أ َ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫لشم ِ‬ ‫اب إِلَى َب ٍ‬ ‫اس ِم ْن َب ٍ‬ ‫ال َولِ َّ‬ ‫‪َ 23‬ولِلد ِ‬ ‫لش ْر ِ‬ ‫اع‪.‬‬ ‫اب ِم َئ َة ِذ َر ٍ‬ ‫َّار الدَّاخليَّة َب ٌ‬ ‫ق‪َ .‬وقَ َ‬ ‫اب ُمقَا ِب ُل َباب ل ِّ َ‬ ‫‪24‬‬ ‫هذ ِه األَ ْق ِيس ِة‪25 .‬وِف ِ‬ ‫ض ِائ ُده ومقَبَّب ُه َك ِ‬ ‫اب َن ْح َو ا ْل َج ُن ِ‬ ‫وب‪َ ،‬وِا َذا ِب َب ٍ‬ ‫ب ِبي َن ْح َو ا ْل َجنُ ِ‬ ‫يه ُك ًوى َوِفي‬ ‫اس َع َ ُ َ ُ َ‬ ‫ثُ َّم َذ َه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وب‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ٍ‬ ‫شر َ ِ‬ ‫مقَ َّب ِب ِه ِم ْن حوالَ ْي ِه َك ِت ْل َك ا ْل ُكوى‪ .‬اَلطُّو ُل َخمس َ ِ‬ ‫ض َخ ْم ٌ ِ‬ ‫اعا َوا ْل َع ْر ُ‬ ‫ص َع ُدهُ‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫س ْبعُ َد َر َجات َم ْ‬ ‫اعا‪َ .‬و َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫س َوع ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضائده‪" .‬‬ ‫َّام ُه‪َ ،‬ولَ ُه َنخي ٌل َواح َدةٌ م ْن ُه َنا َو َواح َدةٌ م ْن ُه َن َ‬ ‫اك َعلَى َع َ‬ ‫َو ُمقَب َُّب ُه قُد َ‬

‫وسمى هكذا ألن كلمة َّ‬ ‫مجزع تشير إلى نوع من الرخام المجزع الفخم الذى فى لون‬ ‫الم َج َّزع = هو رصيف الرواق ُ‬ ‫ُ‬ ‫الفحم المشتعل‪ .‬ألن الذى يدخل داخالً يجب أن يضع كل أمجاد العالم تحت قدميه وهو يقترب من اهلل‪ .‬واذا كان‬ ‫الرصف بهذا اللمعان فكيف يكون مجد البيت نفسه "المجد الذى لى أعطيته إياكم" يو ‪ .22 : 14‬ولكن هذا‬

‫المجزع أيضا يشير لألالم التى يعانى منها أوالد اهلل فى هذا العالم ‪ ،‬وهذه أيضا يطأونها بأقدامهم ‪ ،‬فهم ال‬ ‫يهتمون بأى مجد أو كرامة زمنية وال بأى أالم أو إضطهاد (رو‪ . )32 – 36 : 8‬والمخادع هى الغرفات التى‬

‫يقيم فيها الشعب فى األعياد‪ .‬وكل باب كان له سبع درجات ليصعدون إليه = رقم ‪ 7‬يشير للكمال فكأننا يجب‬

‫أن نكون كاملين كما أن أبانا الذى فى السموات هو كامل ‪ ،‬لذلك فمن يدخل عليه أن يسعى للكمال‪ .‬ولكن الحظ‬

‫اآلية (‪ )34‬فهناك ‪ 8‬درجات أخرى نصعد بها لألقداس ورقم ‪ 8‬يشير للحياة السماوية األبدية‪ ،‬فعلى من يريد أن‬

‫يدخل لألقداس فى العمق أن يصير سماوياً‪ .‬ورقم ‪ 8‬يشير لليوم الثامن أى القيامة‪ .‬أليس هذا ما قاله بولس‬

‫الرسول "أقامنا معه وأجلسنا معه فى السماويات"‪ .‬ولنالحظ أن كلمة مخادع = مكان للنسك والخلوة‪.‬‬

‫واآليات (‪ ) 23 – 24‬هى شرح تفاصيل الباب المتجه للشمال والباب المتجه للجنوب وهى متطابقة مع تفاصيل‬

‫الباب المتجه للشرق ‪ .‬فمن يدخل البيت من أى إتجاه هو مقبول عند اهلل " من يأتى إلى ال أخرجه خارجا "‬

‫(يو‪ . ) 34 : 3‬ويمكن أن نفهم أن اآلتى من جهة الشمال هو من كان فى الخطية (الشمال دائما بارد إشارة لمن‬ ‫كان يحيا فى برودة روحية) ‪ .‬أما الجنوب فهو يشي للح اررة الروحية ‪ ،‬فالجنوب دائما حار ‪.‬‬

‫ِ​ِ ِ‬ ‫اب َن ْح َو ا ْل َج ُن ِ‬ ‫اب إِ َلى ا ْل َب ِ‬ ‫اس ِم َن ا ْل َب ِ‬ ‫اب َن ْح َو ا ْل َج ُن ِ‬ ‫اآليات (‪َ 27 " -:)37-27‬ولِلد ِ‬ ‫وب ِم َئ َة‬ ‫َّار الدَّاخليَّة َب ٌ‬ ‫وب‪َ .‬وقَ َ‬ ‫هذ ِه األَ ْق ِيس ِة‪29 .‬و ُغرفَاتُ ُه وع َ ِ‬ ‫وب َك ِ‬ ‫َّاخلِي ِ‬ ‫َّار الد ِ‬ ‫اب ا ْل َج ُن ِ‬ ‫اب ا ْل َج ُن ِ‬ ‫َّة ِم ْن َب ِ‬ ‫اع‪َ 28 .‬وأَتَى ِبي إِلَى الد ِ‬ ‫ِذ َر ٍ‬ ‫ضائ ُدهُ‬ ‫َ​َ‬ ‫اس َب َ‬ ‫َ‬ ‫وب‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫شر َ ِ‬ ‫يه وِفي مقَ َّب ِب ِه ُكوى حوالَ ْي ِه‪ .‬اَلطُّو ُل َخمس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه األَ ْق ِي ِ‬ ‫ومقَبَّب ُه َك ِ‬ ‫ض َخ ْم ٌ ِ‬ ‫اعا‪.‬‬ ‫اعا َوا ْل َع ْر ُ‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫َُ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ً َ​َ‬ ‫سة‪َ .‬وِف َ‬ ‫َ‬ ‫س َوع ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ار ِجي ِ‬ ‫شر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّب َخ ْم ٌ ِ‬ ‫َّار ا ْل َخ ِ‬ ‫ضا‪َ .‬و ُمقَب َُّبهُ َن ْح َو الد ِ‬ ‫َّة‪َ ،‬و َعلَى‬ ‫س أَذ ُْر ٍع َع ْر ً‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫َو َح َوالَ ْيه ُمقَب ٌ‬ ‫اعا طُوالً َو َخ ْم ُ‬ ‫س َوع ْ ُ‬ ‫ض ِائ ِد ِه َن ِخي ٌل‪ ،‬ومصع ُده ثَم ِاني َدرج ٍ‬ ‫ات‪.‬‬ ‫َع َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ َْ ُ َ‬ ‫ِ ‪33‬‬ ‫ض ِائ ُده ومقَبَّب ُه َك ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َّاخِلي ِ‬ ‫َّار الد ِ‬ ‫‪َ 32‬وأَتَى ِبي إِلَى الد ِ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫هذ ِه‬ ‫َّة َن ْح َو ا ْل َم ْ‬ ‫سة‪َ .‬و ُغ ُرفَاتُ ُه َو َع َ ُ َ ُ ُ‬ ‫اس ا ْل َب َ‬ ‫اب َكهذه األَ ْق ِي َ‬ ‫ق َوقَ َ‬ ‫شر َ ِ‬ ‫يه وِفي مقَبَّ ِب ِه ُكوى حوالَ ْي ِه‪ .‬اَلطُّو ُل َخمس َ ِ‬ ‫األَ ْق ِي ِ ِ ِ‬ ‫ض َخ ْم ٌ ِ‬ ‫اعا‪َ 34 .‬و ُمقَب َُّب ُه َن ْح َو‬ ‫اعا َوا ْل َع ْر ُ‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫ْ ُ‬ ‫ً َ​َ‬ ‫َ‬ ‫س َوع ْ ُ‬ ‫سة‪َ .‬وف َ ُ‬ ‫ٍ ‪35‬‬ ‫ِ‬ ‫ار ِجي ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّار ا ْل َخ ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫ال‬ ‫ض ِائ ِد ِه َن ِخي ٌل ِم ْن ُه َنا َو ِم ْن ُه َن َ‬ ‫َّة‪َ ،‬و َعلَى َع َ‬ ‫اك‪َ ،‬و َم ْ‬ ‫ص َع ُدهُ ثَ َماني َد َر َجات‪َ .‬وأَتَى ِبي إلَى َباب ِّ َ‬ ‫ِ ‪36‬‬ ‫ض ِائ ُده ومقَبَّب ُه وا ْل ُكوى الَِّتي لَ ُه حوالَ ْي ِه‪ .‬اَلطُّو ُل َخمس َ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ض‬ ‫اعا َوا ْل َع ْر ُ‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫سة‪ُ .‬غ ُرفَاتُ ُه َو َع َ ُ َ ُ ُ َ َ‬ ‫اس َكهذه األَ ْق ِي َ‬ ‫َوقَ َ‬

‫‪195‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬ ‫‪37‬‬ ‫ار ِجي ِ‬ ‫شر َ ِ‬ ‫َخ ْم ٌ ِ‬ ‫ار ا ْل َخ ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫ض ِائ ُدهُ َن ْح َو َّ‬ ‫ض ِائ ِد ِه َن ِخي ٌل ِم ْن ُه َنا َو ِم ْن ُه َن َ‬ ‫َّة‪َ ،‬و َعلَى َع َ‬ ‫اعا‪َ .‬و َع َ‬ ‫ص َع ُدهُ‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫اك‪َ ،‬و َم ْ‬ ‫س َوع ْ ُ‬ ‫ثَم ِاني َدرج ٍ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬

‫المسافة بين الباب الخارجى والباب الداخلى دائماً ‪ 111‬ذراع من كل ناحية وهذا ينطبق على أبواب الشمال‬

‫والجنوب والشرق‪ .‬ففى إتجاهنا لألقداس علينا أن نترك كل محبة أرضية "وكل من ترك أباً أو أماً‪ ........‬يأخذ‬ ‫مئه ضعف‪ ".‬والدار الداخلية آية ‪ 32‬تشير لمن دخل للعمق فصار من القطيع الصغير‪ .‬ولنالحظ أن بوابات‬

‫الدار الداخلية متشابهة تماماً مع بوابات الدار الخارجية‪ .‬وهم جميعاً لهم نفس المقاسات ونفس الغرف واألروقة‬ ‫ونفس الحفريات على األعمدة هى نفسها‪ .‬ألن عمل النعمة فى كل أوالد اهلل واحد سواء الذين نموا أم الذين‬ ‫مازالوا فى بداياتهم‪ ،‬لكن إستجابة كل منهم تختلف‪ .‬وهذا معنى وجود ‪ 3‬أطوار للوز فى عصا هرون التى أفرخت‬

‫و‪ 3‬أطوار لنبات اللوز فى المنارة ‪ ،‬فالمعنى أن الروح القدس يتعامل مع كل المستويات ‪.‬‬ ‫وهناك إختالفين بين األبواب الداخلية واألبواب الخارجية ‪-:‬‬

‫الخالف األول ‪ -:‬هو فى عدد الدرجات لكل باب = ومصع ُده ثَم ِاني َدرج ٍ‬ ‫ات = فدرجات الباب الخارجى ‪ ، 7‬أما‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ َْ ُ َ‬ ‫للباب الداخلى فهناك ‪ 8‬درجات أخرى نصعد بها لألقداس ورقم ‪ 8‬يشير للحياة السماوية األبدية‪ ،‬فعلى من يريد‬

‫أن يدخل لألقداس فى العمق أن يصير سماوياً‪ .‬ورقم ‪ 8‬يشير لليوم الثامن أى القيامة والحياة األبدية وهذا‬ ‫نصيب من يدخل العمق ويحيا فيه ‪.‬‬

‫والخالف الثانى ‪ -:‬هو أن هنا مقبب حول أبواب الجنوب (آية‪ )31‬والشرق (آية‪ )34‬وهذا المقبب طوله ‪25‬‬

‫ذراعا وعرضه ‪ 5‬أذرع = وكأن المعنى أن النعمة تظلل على من يدخل ‪ ،‬والحظ أن ‪6 × 6 × 6 = 25 × 5‬‬ ‫والحظ أن ‪ 5‬هو رقم النعمة ‪.‬‬

‫‪196‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬

‫‪ K2‬مطابخ فى األربع زوايا ‪24 – 21 : 43‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ق ا ْل َب ِ‬ ‫ض ِائ ِد األ َْب َو ِ‬ ‫ون ا ْل ُم ْح َرقَ َة‪َ 39 .‬وِفي ِرَوا ِ‬ ‫اب‬ ‫اب ِم ْخ َدعٌ َو َم ْد َخلُ ُه‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫اك َي ْغ ِسلُ َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)49-38‬و ِع ْن َد َع َ‬ ‫اك‪ ،‬لِتُذْبح علَ ْيها ا ْلم ْحرقَ ُة وَذ ِبيح ُة ا ْل َخ ِط َ ِ‬ ‫يح ُة ِ‬ ‫ان ِم ْن ُه َنا‪َ ،‬و َم ِائ َدتَ ِ‬ ‫َم ِائ َدتَ ِ‬ ‫اإل ثِْم‪َ 41 .‬و َعلَى ا ْل َج ِان ِب‬ ‫ان ِم ْن ُه َن َ‬ ‫يئة َوَذ ِب َ‬ ‫َ​َ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫‪41‬‬ ‫الشم ِ‬ ‫ق ا ْل َب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ث ُي ْ ِ‬ ‫اب َم ِائ َدتَ ِ‬ ‫ال َم ِائ َدتَ ِ‬ ‫ِم ْن َخ ِ‬ ‫اآلخ ِر الَِّذي ِل ِرَوا ِ‬ ‫ار ٍج َح ْي ُ‬ ‫ان‪َ ،‬و َعلَى ا ْل َج ِان ِب َ‬ ‫ان‪ .‬أ َْرَبعُ‬ ‫ص َع ُد إلَى َم ْد َخل َباب ِّ َ‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫اك َعلَى َج ِان ِب ا ْل َب ِ‬ ‫َم َو ِائ َد ِم ْن ُه َنا‪َ ،‬وأ َْرَبعُ َم َو ِائ َد ِم ْن ُه َن َ‬ ‫اب‪ .‬ثَ َم ِاني َم َو ِائ َد َكا ُنوا َيذ َْب ُح َ‬ ‫ون َعلَ ْي َها‪َ .‬وا ْل َم َوائ ُد األ َْرَبعُ‬ ‫السم ُك ِذراعٌ و ِ‬ ‫ف‪ ،‬وا ْلعر ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫صٌ‬ ‫ض ُع َ‬ ‫اح َدةٌ‪َ .‬كا ُنوا َي َ‬ ‫ض ذ َراعٌ َوِن ْ‬ ‫ل ْل ُم ْح َرقَة م ْن َح َج ٍر َنحيت‪ ،‬الطُّو ُل ذ َراعٌ َوِن ْ‬ ‫ف‪َ ،‬و َّ ْ َ َ‬ ‫ص ٌ َ َْ‬ ‫‪43‬‬ ‫آزيب ِش ْبر و ِ‬ ‫َّ‬ ‫علَ ْيها األ َ​َدو ِ‬ ‫اح ٌد ُم َم َّك َن ًة ِفي ا ْل َب ْي ِت ِم ْن َح ْولِ ِه‪َ .‬و َعلَى‬ ‫ات الَِّتي َيذ َْب ُح َ‬ ‫ون ِب َها ا ْل ُم ْح َرقَ َة َوالذ ِب َ‬ ‫َ َ‬ ‫يح َة‪َ .‬وا ْل َم ِ ُ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫‪44‬‬ ‫ِ ِ ِ َِّ‬ ‫اب الد ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ار ِج ا ْل َب ِ‬ ‫ين ِفي الد ِ‬ ‫ان‪َ .‬و ِم ْن َخ ِ‬ ‫ا ْل َم َو ِائ ِد لَ ْح ُم ا ْلقُ ْرَب ِ‬ ‫ال‪،‬‬ ‫َّاخلِ ِّي َم َخ ِادعُ ا ْل ُم َغ ِّن َ‬ ‫َّار الدَّاخليَّة التي ِب َجانب َباب ِّ َ‬ ‫‪45‬‬ ‫وب‪ .‬و ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫الشر ِ ِ‬ ‫اح ٌد ِب َج ِان ِب َب ِ‬ ‫ال لِي‪« :‬ه َذا ا ْل ِم ْخ َدعُ الَِّذي َو ْج ُه ُه‬ ‫ال‪َ .‬وقَ َ‬ ‫َوُو ُج ُ‬ ‫وه َها َن ْح َو ا ْل َج ُن ِ َ‬ ‫اب َّ ْ‬ ‫ق ُمتَّج ٌه َن ْح َو ِّ َ‬ ‫ال لِ ْل َكه َن ِة ح ِ ِ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ ‪ِ 46‬‬ ‫ار ِسي ِحر ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫َن ْح َو ا ْل َج ُن ِ‬ ‫وب ُه َو لِ ْل َك َه َن ِة َح ِ‬ ‫اس ِة‬ ‫َ َ‬ ‫ارسي ح َر َ‬ ‫َ َ‬ ‫اسة ا ْل َب ْيت‪َ .‬وا ْلم ْخ َدعُ الذي َو ْج ُه ُه َن ْح َو ِّ َ‬ ‫‪47‬‬ ‫الر ِّ ِ ِ‬ ‫اع طُوالً‪َ ،‬و ِم َئ َة‬ ‫َّار ِم َئ َة ِذ َر ٍ‬ ‫ون ِم ْن َب ِني الَ ِوي إِلَى َّ‬ ‫اد َ‬ ‫صُ‬ ‫وق ا ْل ُمقَ​َّرُب َ‬ ‫ب ل َي ْخد ُموهُ»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ا ْل َمذ َْب ِح‪ُ .‬ه ْم َب ُنو َ‬ ‫اس الد َ‬ ‫ِ‬ ‫الرَوا ِ‬ ‫ام ا ْل َب ْي ِت‪َ 48 .‬وأَتَى ِبي إِلَى ِرَوا ِ‬ ‫س أَذ ُْر ٍع ِم ْن‬ ‫ِذ َر ٍ‬ ‫ادةَ ِّ‬ ‫ضَ‬ ‫اس َع َ‬ ‫اع َع ْر ً‬ ‫ق‪َ ،‬خ ْم َ‬ ‫ق ا ْل َب ْيت َوقَ َ‬ ‫ضا‪ُ ،‬م َرب َ‬ ‫َّع ًة‪َ ،‬وا ْل َمذ َْب َح أ َ‬ ‫َم َ‬

‫‪197‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬ ‫‪49‬‬ ‫ض ا ْل َب ِ‬ ‫الرَوا ِ‬ ‫ون‬ ‫ث أَذ ُْر ٍع ِم ْن ُه َنا َوثَالَ َ‬ ‫اب ثَالَ َ‬ ‫اك‪ .‬طُو ُل ِّ‬ ‫ق ِع ْ‬ ‫ث أَذ ُْر ٍع ِم ْن ُه َن َ‬ ‫س أَذ ُْر ٍع ِم ْن ُه َن َ‬ ‫اك‪َ ،‬و َع ْر َ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫ُه َنا َو َخ ْم َ‬ ‫َع ِم َدةٌ‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شرةَ ِذر ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ٌد ِم ْن‬ ‫اعا‪َ ،‬وا ْل َع ْر ُ‬ ‫ص َع ُد َ‬ ‫ض ِائ ِد أ ْ‬ ‫ون إِلَ ْي ِه‪َ .‬و ِع ْن َد ا ْل َع َ‬ ‫ض إِ ْح َدى َع َ َ َ ً‬ ‫ذ َر ً‬ ‫اعا ع ْن َد الد َ​َّر ِج الَّذي ِبه َكا ُنوا َي ْ‬ ‫َ‬ ‫ُه َنا وو ِ‬ ‫اك‪" .‬‬ ‫اح ٌد ِم ْن ُه َن َ‬ ‫َ​َ‬

‫وجد ت ثمانية موائد تذبح عليها المحرقة وذبيحة اإلثم وذبيحة الخطية وهى تشير للمسيح ذبيحتنا وشفيعنا لألبد‬

‫فرقم ‪ 8‬يشير للحياة السماوية ‪ ،‬ولذلك نصلى فى القداس " يُعطى لمغفرة الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه " ‪.‬‬

‫والموائد من حجر نحيت = نحيت أى منحوت ‪ .‬فى خيمة اإلجتماع وهيكل سليمان كانت مائدة خبز الوجوه‬ ‫تصنع من خشب مغشى بالذهب رم از لناسوت المسيح (ورمزه الخشب) المتحد بالهوته (ويرمز له بالذهب)‪ .‬أما‬

‫على المذبح المسيحى فعليه جسد المسيح المتحد بالهوته ‪ ،‬فلماذا الرمز ؟ (راجع خيمة اإلجتماع) ‪ .‬والموائد من‬ ‫حجر فهى تمثل األرض التى ِ‬ ‫وصلِب‬ ‫صلب عليها رب المجد ‪ ،‬بل تمثل القلوب التى تحجرت من كثرة الخطية ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫من أجلها ربنا يسوع المسيح ‪ .‬والموائد من حجارة بال أى زينة إنسانية وليست كمذابح الوثنيين لها بهاء وعظمة‬ ‫وفخامة‪ ،‬فهل األرض التى لعنها اهلل والقلوب التى تحجرت يصلحها أى زينة خارجية ‪ ،‬بل أن ما يصلحها هو‬

‫فقط الدماء الزكية التى سالت من أجلها ‪.‬‬

‫اإلجابة‬

‫حجر نحيت = إذا كان الحجر يمثل القلوب التى تحجرت ‪ ،‬فكيف ُيروض اهلل هذه القلوب لتخلص ؟‬ ‫ببساطة أن اهلل يسمح لهذه النفوس ببعض األالم ليكف عنادها وهذا ما يشبه نحت الحجارة " ألن من تألم فى‬ ‫الجسد كُف عن الخطية " (‪1‬بط‪ . )1 : 4‬ونرى فى‬ ‫بناء هيكل سليمان مثاالً لهذا‪ .‬ولنالحظ أن هيكل‬ ‫سليمان يمثل الكنيسة فى السماء ‪ ،‬بينما أن خيمة‬

‫اإلجتماع تمثل الكنيسة على األرض ‪ .‬فالخيمة كانت‬ ‫تتجول مع الشعب خالل رحلة األربعين سنة فى‬

‫البرية ‪ ،‬وهذه تناظر رحلة غربة الكنيسة على األرض‬

‫فى طريقها إلى أرض ميعادها أى نصيبها السمائى‬

‫أورشليم السمائية ‪ ،‬بينما الهيكل يمثل فعال أورشليم‬ ‫السمائية ‪ .‬فالهيكل قد ُبنِى فى كنعان أرض الميعاد‪.‬‬ ‫" من حجارة صحيحة مقتلعة = (منحوتة فى الجبل) ولم يسمع منحت وال معول وال‬ ‫فكيف تم بناء الهيكل ؟‬ ‫أداة من حديد فى بنائه " (‪1‬مل‪ . )4 : 3‬فالمعول وأدوات الحديد هى األالم والضيقات التى يسمح بها اهلل لينحت‬ ‫القلوب الحجرية‪ ،‬فيصبح أصحاب هذه القلوب حجارة صحيحة حية فى هيكل اهلل السمائى أى أورشليم السمائية‬

‫(‪1‬بط‪. )6 : 2‬‬

‫وواضح أن هذه الذبيحة مرتبطة بالباب الشمالى‪ .‬والشمال مرتبط بالقضاء والدينونة على الخطية ‪ ،‬فمن جهة‬

‫الشمال جاء أشور وبابل واليونان والرومان‪ .‬إذاً يذكرنا بالدينونة مقابل خطايانا‪ .‬ولكن ذبيحة المسيح أبعدت‬

‫‪198‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬

‫الدينونة‪ .‬والذبيحة غير الدموية التى نقدمها على مذبح الكنيسة تعطى لمغفرة الخطايا‪ .‬وحين نأتى لنشترك فى‬

‫مائدة الرب فنحن نعترف بصورة عامة باإليمان واعترافنا باإليمان هو دخولنا فى الدار الداخلية‪.‬‬

‫مخدع غسل المحرقة = إذا فهمنا كلمة مخدع بأنها = تعنى منسك أو ما يشابه القالية عند الرهبان أو ما يعنى‬

‫مكان الخلوة "واذا أردت أن تصلى فإدخل مخدعك وصلى فى الخفاء " ففى هذه الخلوة فى مخدعنا نكتشف كم‬

‫أن المسيح قدوس وبال خطية وقادر أن يقدسنا‪ .‬فغسل المحرقة يخرجها نقية والمسيح هكذا قال عن نفسه "من‬

‫منكم يبكتنى على خطية "‪ .‬وكلما تأملنا فى مخدعنا فى ذلك القدوس البار الذى بال خطية ومات ألجلنا‪ ،‬تتحرك‬

‫فى داخلنا مشاعر الندم والتوبة بل والحب لمن مات ألجلنا ‪ ،‬ومن يشعر بهذا الحب يحفظ وصاياه (يو‪: 14‬‬

‫‪ . )23‬ولذلك فحينما طلب اليهود من المسيح آية أى معجزة إلظهار حقيقته ‪ ،‬قال لهم " ال تُعطى لكم آية إالّ‬ ‫آية يونان النبى" ‪ ،‬ويونان كان رم از للمسيح فى موته وقيامته ‪ .‬فالتأمل فى صليب المسيح يفتح عيوننا على‬ ‫معرفة المسيح أكثر مما تفعله المعجزات ‪ .‬وهذه الموائد فى رواق الباب = فإذا كانت الموائد تشير لكل هذا ‪،‬‬

‫فمعرفة شخص المسيح والدخول معه فى عالقة حب هو الدخول للعمق‪ .‬فالباب ندخل منه إلى الداخل ‪ ،‬وكلما‬

‫ندخل إلى الداخل نقترب من األقداس ‪ .‬واذا فهمنا أن ملكوت اهلل داخلنا ‪ ،‬تكون األقداس هى القلب الذى عرف‬ ‫المسيح وأحبه ‪ .‬أربع موائد من هنا وأربع موائد من هناك = رقم ‪ 4‬يشير للعمومية ‪ ،‬أى أن هذا متاح لكل إنسان‬

‫‪ .‬من ناحية أخرى فالموائد تشير للمذبح المسيحى وما عليه من ذبيحة اإلفخارستيا = المائدة ‪× 1,5 × 1,5‬‬

‫‪ 1‬ذراع = وجود رقم ‪ 1,5‬هنا يشير ألن ما نحصل عليه هنا فى التناول من جسد الرب ودمه هو عربون‬

‫لإلتحاد الكامل فى السماء‪( ،‬راجع معنى رقم ‪ 4,6‬فى سفر الخروج تحت عنوان معانى األرقام) ‪.‬‬

‫األدوات التى نذبح بها المحرقة = هى ما نستخدمه على مذبح الكنيسة مثل الصينية والكأس والصليب‬ ‫واللفائف‪...‬إلخ ‪ .‬وذبيحة اإلفخارستيا موجودة على كل مذابح الكنائس القبطية ومتاحة لكل إنسان مستحق =‬

‫وعلى الموائد لحم القربان ‪.‬‬

‫والمآزيب شبر واحد = مآزيب تعنى خطاطيف التى تعلق منها وتمسك منها الذبيحة‪ .‬والمعنى أنه يجب أن‬

‫نتمسك بالمسيح ذبيحتنا كما قالت عروس النشيد "أمسكته ولم أرخه" ومقاسها شبر واحد‪ .‬فهذا التمسك بالمسيح‬ ‫هو عملى وجهدى أنا‪ ،‬فإذا لم أرد أن أتمسك به أتركه ولن يرغمنى هو على شئ وهى ممكنة فى البيت من‬

‫حوله = أى اإلمكانيات متوفرة ولكن هل نتمسك نحن بالمسيح كذبيحة تقدسنا‪ .‬ممكنة = أي مثبتة ‪fastened‬‬ ‫ومن يمسك بها يثبته المسيح في جسده ‪.‬‬

‫ومن خارج الباب الداخلى مخادع المغنين = بعضه يستخدمه المغنين (آية ‪ )44‬والبعض اآلخر يستعمله الكهنة‬

‫(‪ . )46‬وقد إ رتبطت ذبيحة العهد الجديد بالتسبيح المستمر‪ .‬والتسبيح هو لغة الذين تحرروا‪ .‬ولذلك نالحظ‬

‫قيثارتنا‪ ...‬هناك سألنا الذين سبونا أقوال التسبيح‪ ..‬كيف نسبح تسبحة‬ ‫المزمور على أنهار بابل‪ "....‬هناك علقنا ا‬

‫الرب فى أرض غريبة " ‪ .‬فمن هو فى عبودية الشيطان أو الخطية ال يكون قاد اًر على التسبيح‪ .‬ومن تحرر‬ ‫يسبح بفرح ‪ ،‬لذلك يقول فى الدار الداخلية = فالتسبيح هو تعبير عن فرح القلب وهو أيضا الطريق للفرح‬ ‫الداخلى الناشئ عن اإلمتالء بالروح ‪ ،‬واإلمتالء يحدث مع التسبيح ‪ ،‬وهذا يبدأ بالتغصب ثم يتحول إلى التعبير‬

‫‪199‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬

‫عن الفرح بعد اإلمتالء من الروح ‪ .‬وال يوجد فرح أكبر من وجود المسيح على المذبح وسطنا ولذلك إرتبطت‬ ‫الذبيحة بالتسبيح‪ .‬وهنا فى كنيستنا طقس للتسبحة قبل أى قداس‪ .‬وهذا ما فعله الرب نفسه بعد أن تناول مع‬

‫تالميذه من جسده ودمه "ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون" (مت‪. )34 : 23‬‬

‫والمخادع بجانب باب الشمال ووجوهها نحو الجنوب = إذا كان الجنوب يشير للح اررة فهذا يعنى أن التسبيح‬ ‫نقلهم من البرودة (الشمال) إلى الح اررة الروحية ‪ ،‬وهذا ما قاله بولس الرسول ‪ ،‬أن من وسائل اإلمتالء بالروح‬

‫التسبيح من القلب (أف‪. )21 – 18 : 6‬‬

‫واحد بجانب باب الشرق متجه نحو الشمال (آية‪ . )44‬وهذا للكهنة حارسى حراسة المذبح (آية‪ = )43‬هذا‬ ‫المخدع يتكلم عن خدمة الكهنة الذين يقتربون لخدمة مذبح العهد الجديد ‪ ،‬وهؤالء يجب أن يكونوا من الناظرين‬

‫إلى الشرق الذين يرددوا مع القديس يوحنا الالهوتى " آمين تعالى أيها الرب يسوع " (رؤ‪ . )24 : 22‬متجه‬

‫نحو الشمال = باحثين عن الشعب الذى يخطئ = الشمال ‪ ...‬ويجذبونه لمائدة الرب ‪ ،‬فاإلفخارستيا " تعطى‬

‫لمغفرة الخطايا " ‪ .‬ولكن الوحى وضع المخدع مع مخادع المغنين ‪ ،‬فالتسبيح ليس عمل الالويين المغنين فقط‬ ‫(الشمامسة اآلن) ‪ ،‬بل هو عمل الكهنة بل وكل الشعب ‪.‬‬

‫المخدع الذى وجهه نحو الجنوب هو للكهنة حارسى حراسة البيت = وهذا المخدع يتكلم عن وظيفة أخرى‬ ‫للكهنة وهى حراسة شعب اهلل من الخطية ‪ ،‬وهدفهم أن يقودوا شعب اهلل ليتذوقوا الح اررة الروحية = الجنوب ‪.‬‬

‫الكهنة هم بنو صادوق = قارن مع ‪1‬صم ‪ .36 : 2‬وصادوق = بر‪ .‬وخدمة كهنة العهد الجديد هى خدمة بر‪.‬‬ ‫فهم يخدمون خدمة البيت نظافة وصيانة‪ .‬وهذا يعنى خدمة دعوة الناس للتوبة حتى يتبرروا‪ .‬ويقدم الناس‬

‫إعترافاتهم ويحصلوا على الغفران والحياة بذبيحة اإلفخارستيا ‪ .‬وهذا هو عمل كهنة العهد الجديد أن يعلموا‬ ‫الشعب ويدعونهم للتوبة ومن يجدونه مستحقا يسمحون له بالتناول = الكهنة حارسى حراسة المذبح ‪.‬‬

‫صلبِه ‪ ،‬وهكذا نفهم أن كهنة العهد‬ ‫المقربون من بنى الوى = الكهنة يجب أن يكونوا من نسل هارون أى من ُ‬ ‫الجديد‪ ،‬كهنوتهم مستمد من كهنوت المسيح ‪ ،‬فالكهنوت هو كهنوت المسيح ‪ ،‬هو الذى يقرب نفسه ذبيحة ‪،‬‬ ‫والكاهن المسيحى هو مدعو من اهلل لهذه الوظيفة (عب‪ )4 : 6‬أى ليؤدى للصالة ‪ ،‬التى بها يتم السر‪ ،‬والروح‬

‫القدس هو الذى ُيحول القرابين ‪ .‬والكاهن حين يدعوه اهلل يضع األسقف يده عليه ُليقرب ذبيحة اإلفخارستيا =‬ ‫المقربون ‪ .‬ونرى أن الكنيسة وضعت اليد على شاول وبرنابا حين إختارهما اهلل لهذه الخدمة (أع‪)3 : 13‬‬ ‫رواق البيت = أنظر الرسم السابق والرسم الموجود فى اإلصحاح التالى الذى يبين مواقع الرواق‪ .‬وهذا الرواق‬

‫من خالله ندخل إلى المقدسات‪ ،‬حتى ال يقترب أحد إلى اهلل بتهور وتسرع‪ ،‬إنما بوقار فيعبر فى الرواق كفرصة‬ ‫لينسى كل أفكاره الزمنية ويستعد للتأمل فى السماويات واإللهيات‪ ،‬وهذا هو معنى طلب اهلل لموسى أن يخلع‬

‫حذاءه أمام العليقة فسيكون له حوار مع اهلل ‪ ،‬وهكذا فى كنيستنا القبطية لنا طقوس لإلقتراب من الهيكل ‪ ،‬فأوال‬

‫نصلى فى طريقنا للكنيسة مزمور "فرحت بالقائلين لى‪ "...‬ثم ندخل للكنيسة ونسجد أمام الهيكل ونصلى "أسجد‬

‫أمام هيكل قدسك بمخافتك‪ "..‬ونخلع الحذاء بمعنى التخلى عن كل فكر دنيوى فنحن سندخل لعالقة وحوار مع‬

‫‪200‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح األربعون)‬

‫اهلل ‪ .‬وهكذا كأننا فى كنيستنا نمر فى طريقنا لألقداس على الدار الخارجية فالداخلية واألبواب ورواق البيت كما‬

‫فى هذا الهيكل‪.‬‬

‫عضادة الرواق ‪ 5‬أذرع = النعمة تسند من يدخل لألقداس ‪ .‬وعرض الباب ‪ 3‬أذرع = فدخولنا إلى حضن اآلب‬ ‫يكون بثباتنا فى المسيح ابنه بالروح القدس (‪ 3‬إشارة للثالوث)‪.‬‬

‫وعند العضائد أعمدة = عمودان واحد من هنا وواحد من هناك = هما غالباً للتثبيت والتجميل كما كان هناك‬ ‫فى هيكل سليمان عمودان "ياكين وبوعز" ومعناها "يثبت" و"بقوة" وهكذا فاهلل يثبت هذا البناء الذى أقامه بقوة (‬

‫أي كنيسته) ‪.‬‬

‫آية ‪ -: 44‬الدار الداخلية أبعادها ‪ 111 × 111‬ذراع‪ .‬ورقم ‪ 111‬يشير للقطيع الصغير‪ ،‬فالدار الخارجية هم‬ ‫كل المدعوون‪ ،‬أما الدار الداخلية فهم الذين يعرفهم المسيح بالعدد وان فقد منهم واحد يذهب وراءه ليرده ‪ ،‬وان‬ ‫ترك شيئا يعوضه ‪ 144‬ضعف‪.‬‬

‫آيات ‪ -: 42 ، 48‬فى اإلصحاح التالى ‪.‬‬

‫‪201‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى واألربعون)‬

‫اإلصحاح الحادى واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫مدخل رواق الهيكل له باب بضلفتين كل منهما عرضها ‪ 3‬أذرع ‪.‬‬

‫عرض رواق الباب من الداخل = ‪ 11‬ذراع = عرض الخيمة فى العهد القديم ‪.‬‬ ‫وُذ ِكر فى السبعينية أنه ‪ 12‬ذراع ‪ ...‬فكيف ُيحسب عرض الخيمة (راجع خر ‪. )23‬‬ ‫عرض الخيمة (خر‪ 3[ = )23‬ألواح × ‪ 1,6‬ذراع = ‪ 8‬ذراع] ‪[ +‬عرض اللوحين المزدوجين] وهذا غير محدد‬ ‫وغير واضح (راجع التفاصيل فى سفر الخروج) ‪.‬‬

‫يالحظ فى الرسم السابق أنه غريب بعض الشئ عن المألوف فسمك الحوائط أكبر من عرض الحجرات‪ .‬وهذا‬

‫مما يعطى أحساس بإستحالة تنفيذه عملياً كما يتصور مفسرى الملك األلفى فما معنى تكديس حجرات ‪4 × 4‬‬

‫ذراع (أقل من ‪ 2‬متر × ‪ 2‬متر) ‪ ،‬وتصور أنها محاطة بحوائط أسمك منها فكيف يكون الدخول إليها وكيف يتم‬

‫‪202‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى واألربعون)‬

‫تهويتها ؟! وكما يالحظ أنه فى هذا الهيكل ال يحدد إرتفاعات ‪ .‬لذلك يبدو منطقياً أن نلجأ للتفسير الروحى فهذا‬ ‫هو المقصود بهذه األبعاد ولنتأمل فى هذا ‪-:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫هناك غرف فى الدار الخارجية وتسمى مخادع وهناك بجانب المقادس توجد مخادع أخرى‪.‬‬ ‫والمعنى إذا فهمنا أن المخادع تشير لمكان الخلوة مع اهلل أن هناك مستويات للعمق فى هذه‬

‫اللقاءات مع اهلل‪ .‬فهناك من يتقابل مع اهلل فى الدار الخارجية وهناك من يتقابل مع اهلل فى‬ ‫العمق ويعرفه عن قرب‪ .‬وكلما إزددنا عمقاً إزددنا حباً هلل‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ال يوجد إرتفاع ‪ ،‬فإرتفاع العالقة مع اهلل ال حدود له فهو يصل إلى كمال اآلب مت ‪.48 : 6‬‬

‫إذاً معرفة اهلل غير محدودة هنا فى هذا العالم وهناك أيضاً فى السماء‪ .‬ألن اهلل غير محدود‬ ‫وكل يوم يمر فى السماء سنعرف عنه شيئاً جديداً يعطينا فرحاً أعمق وربما أن هذا هو ما يشير‬

‫إليه فى رؤ ‪ 2 : 22‬فهذا هو الشفاء الحقيقي " أنا هو الرب شافيك "‬ ‫‪-3‬‬

‫الحوائط أسمك من الغرف‪ .‬والحوائط هى دعامات المبنى ‪ .‬والمعنى أن اهلل يدعم العالقة معنا‬ ‫على أسس قوية‪ .‬ولكن من المالحظ أن هناك ثالثة طوابق للمخادع وسمك الحائط يقل كلما‬

‫إرتفعنا مما يعطى فرصة إلزدياد حجم الحجرات ‪ ،‬وهذا يشير إلتساع القلب بالحب كلما زاد‬ ‫العلو وتتسع النفس باألكثر ليسكن الرب فيها بكل ملكوته ومجده "ها ملكوت اهلل فى داخلكم" ‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫اك ِس ُّ‬ ‫ض َها ِم ْن ُه َنا ِس ُّ‬ ‫ت أَذ ُْر ٍع‪،‬‬ ‫ت أَذ ُْر ٍع‪َ ،‬و ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ض ِائ َد‪َ ،‬ع ْر ُ‬ ‫اس ا ْل َع َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)11-1‬وأَتَى ِبي إِلَى ا ْل َه ْي َك ِل َوقَ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س أَذ ُْر ٍع‪.‬‬ ‫س أَذ ُْر ٍع َو ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ض ا ْل َم ْد َخ ِل َع َ‬ ‫ض ا ْل َخ ْي َم ِة‪َ .‬و َع ْر ُ‬ ‫َع ْر ُ‬ ‫ش ُر أَذ ُْر ٍع‪َ ،‬و َج َوان ُ‬ ‫اك َخ ْم ُ‬ ‫ب ا ْل َم ْد َخ ِل م ْن ُه َنا َخ ْم ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِر َ ِ‬ ‫وقَاس طُولَ ُه أَرب ِع َ ِ‬ ‫اع ْي ِن‪َ ،‬وا ْل َم ْد َخ َل‬ ‫ض ِع ْ‬ ‫ضَ‬ ‫اعا َوا ْل َع ْر َ‬ ‫اس َع َ‬ ‫ادةَ ا ْل َم ْد َخ ِل ذ َر َ‬ ‫ين ذ َر ً‬ ‫ين ذ َر ً‬ ‫َْ‬ ‫اء إِلَى َداخل َوقَ َ‬ ‫اعا‪ .‬ثُ َّم َج َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ش ِر َ ِ‬ ‫ين ِذراعا إِلَى قُد ِ‬ ‫ِس َّ‬ ‫َّام ا ْل َه ْي َك ِل‪.‬‬ ‫ض ِع ْ‬ ‫اس طُولَ ُه ِع ْ‬ ‫اعا‪َ ،‬وا ْل َع ْر َ‬ ‫ت أَذ ُْر ٍع‪َ ،‬و َع ْر َ‬ ‫ش ِر َ َ ً‬ ‫ين ذ َر ً‬ ‫س ْب َع أَذ ُْر ٍع‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ض ا ْل َم ْد َخ ِل َ‬ ‫‪5‬‬ ‫وقَ َ ِ‬ ‫س األَق َْد ِ‬ ‫ط ا ْل َب ْي ِت ِس َّ‬ ‫ض ا ْل ُغ ْرفَ ِة أ َْرَب َع أَذ ُْر ٍع َح ْو َل ا ْل َب ْي ِت ِم ْن ُك ِّل‬ ‫اس َح ِائ َ‬ ‫ت أَذ ُْر ٍع‪َ ،‬و َع ْر َ‬ ‫اس»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ال لي‪« :‬ه َذا قُ ْد ُ‬ ‫َ‬

‫‪6‬‬ ‫ين م َّرةً‪ ،‬وَد َخلَ ْت ِفي ا ْلح ِائ ِط الَِّذي ِل ْلب ْي ِت لِ ْل ُغرفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ات َح ْولَ ُه لِتَتَ َم َّك َن‪َ ،‬والَ‬ ‫ِج َه ٍة‪َ .‬وا ْل ُغ ُرفَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ات ُغ ْرفَ ٌة إِلَى ُغ ْرفَة ثَالَ ثًا َوثَالَ ث َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫اع ًدا فَص ِ‬ ‫ان ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع ًدا‪ ،‬أل َّ ِ‬ ‫اع ًدا فَص ِ‬ ‫ات وأَحاطَ ْت ص ِ‬ ‫تَتَم َّك َن ِفي ح ِائ ِط ا ْلب ْي ِت‪7 .‬واتَّ ِ‬ ‫اع ًدا‬ ‫س َعت ا ْل ُغ ُرفَ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َن ُمحيطَ ا ْل َب ْيت َك َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪8‬‬ ‫ق‪ ،‬وه َك َذا ِم َن األَس َف ِل يصع ُد إِلَى األ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ْم َك ا ْل َب ْي ِت‬ ‫س ِط‪َ .‬و َأر َْي ُ‬ ‫َح ْو َل ا ْل َب ْي ِت‪ .‬لِذلِ َك َع ْر ُ‬ ‫َعلَى في ا ْل َو ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ْ ُ َْ‬ ‫ض ا ْل َب ْيت إِلَى فَ ْو ُ َ‬ ‫‪9‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ا ْل َح ِائ ِط الَِّذي ِل ْل ُغ ْرفَ ِة ِم ْن َخ ِ‬ ‫ام ٌة ِس ُّ‬ ‫س أَذ ُْر ٍع‪،‬‬ ‫ص َب ٌة تَ َّ‬ ‫ص ِل‪َ .‬ع ْر ُ‬ ‫ار ٍج َخ ْم ُ‬ ‫ت أَذ ُْر ٍع إِلَى ا ْل َم ْف َ‬ ‫س ا ْل ُغ ُرفَات قَ َ‬ ‫ُس ُ‬ ‫َح َوالَ ْيه‪ .‬أ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ش ِر َ ِ‬ ‫وما ب ِقي فَفَسح ٌة لِ ُغرفَ ِ‬ ‫اعا َح ْو َل ا ْل َب ْي ِت ِم ْن ُك ِّل َج ِان ٍب‪َ 11 .‬و َم ْد َخ ُل‬ ‫ض ِع ْ‬ ‫ات ا ْل َب ْي ِت‪َ .‬وَب ْي َن ا ْل َم َخ ِاد ِع َع ْر ُ‬ ‫ين ذ َر ً‬ ‫َ​َ َ َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ان ا ْلفَ ِ‬ ‫ا ْل ُغرفَ ِة ِفي ا ْلفَسح ِة م ْد َخ ٌل و ِ‬ ‫اح ٌد َن ْح َو ِّ ِ‬ ‫آخر َن ْح َو ا ْل َج ُن ِ‬ ‫ض َم َك ِ‬ ‫س أَذ ُْر ٍع‬ ‫وب‪َ .‬و َع ْر ُ‬ ‫ْ‬ ‫س َحة َخ ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الش َمال‪َ ،‬و َم ْد َخ ٌل َ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َح َوالَ ْي ِه‪" .‬‬ ‫فى ختام اإلصحاح السابق (آية ‪ )42 ،48‬رأينا وصفاً لرواق البيت كمقدمة ليدخل إلى البيت نفسه وقطعاً‬

‫الوصف صعب جداً ولكن هذه مجرد محاوالت للفهم‬

‫‪203‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى واألربعون)‬

‫آية ‪ -: 1‬بالرجوع لآليات (‪ )42 ،48‬من اإلصحاح السابق نفهم معنى ما جاء في هذه اآلية عرض الخيمة =‬ ‫فعرض الخيمة (خيمة اإلجتماع) حسب ما ورد فى خر ‪ 26 ،22 ،13 : 23‬يساوى ‪ 12‬ذراع ( = عرض‬

‫القدس في الخيمة وهو ‪ 14‬ذراع ‪ +‬سمك االلواح وهو غير محدد تماما في الخيمة ) ‪ .‬وهنا فالرواق أى مدخل‬ ‫المقادس عرضه ‪ 11‬ذراع (‪ )42 : 44‬وهو ‪ 12‬ذراع حسب الترجمة السبعينية ‪ .‬وكأن المعنى أن عرض‬

‫الخيمة فى العهد القديم يساوى عرض باب العهد الجديد‪ .‬أى أن العهد القديم كان مدخالً للعهد الجديد‪ .‬وأتى بى‬

‫= بعد أن رأى الخارج يجب أن يدخل للعمق وهذا واجب كل منا‪.‬‬

‫آية ‪ -: 2‬عرض المدخل عشر أذرع = رقم عشرة يشير للوصايا‪ .‬وهى مذكورة فى الناموس‪ .‬ولكن لنا فى العهد‬ ‫الجديد ناموس جديد هو ناموس المحبة "من يحبنى يحفظ وصاياى" والمعنى أننا بالحب‪ ،‬وبالحب وحده ندخل‬

‫لمقادس اهلل ونحفظ وصاياه‪ .‬والجوانب ‪ 5‬أذرع = والجوانب تدعم المدخل ورقم ‪ 6‬يشير للنعمة (الخمس خبزات)‪.‬‬ ‫والمسيح يسندنا بنعمته لكى ندخل ‪ ،‬ولنعلم أن باب الناموس الطقسى ضيق بينما أن باب ناموس المحبة واسع‪.‬‬ ‫والحظ أن القدس = ‪. 44 × 24‬‬

‫آية ‪ -: 4 ،3‬ذكرت فى اآلية السابقة مقاييس القدس وفى آية ‪ 4‬مقاييس قدس األقداس ‪ 24 × 24‬وهى نفس‬ ‫مقاييس هيكل سليمان‪ .‬ففى عمق األقداس نجد اهلل واله العهد القديم هو إله العهد الجديد‪ .‬ولنالحظ أن مدخل‬

‫قدس األقداس ليس مغلقاً بحجاب مثل العهد القديم بل مدخله = ‪ 6‬أذرع ‪ ،‬ورقم ‪ 3‬يشير للكمال اإلنسانى أى‬ ‫أقصى ما يستطيعه اإلنسان‪ ،‬وهو ناقص‪ .‬ولكن أصبح لإلنسان الناقص الخاطئ الشرير فرصة لدخول األقداس‬

‫وهو فى ضعفه ‪ ،‬فمجئ المسيح كمله ليستطيع الدخول ولنالحظ أن عرض المدخل = ‪ 7‬ذراع فعمل اهلل كامل‪،‬‬

‫وسمكه ‪ 2‬ذراع ورقم ‪ 2‬يشير للتجسد‪ .‬فدخول المقادس أى ألعماق العالقة مع اهلل أصبح متاحاً للجميع ومدعماً‬ ‫بتجسد وفداء المسيح‪ .‬والحظ فى آية ‪ 3‬أن حزقيال لم يدخل لقدس األقداس ألنه قال ثم جاء إلى داخل =‬ ‫فاألقداس لم يدخلها سوى رئيس كهنتنا بدمه أى المسيح عب ‪ 12 : 2‬ونحن ندخل أيضاً ولكن فيه عب ‪: 14‬‬

‫‪ 12‬وأما فى العهد القديم فلم يكن هذا ممكناً للنبى ‪.‬‬

‫‪204‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى واألربعون)‬

‫آيات ‪ -: 7 ، 6‬اآليات تق أر هكذا ‪ -: 3 -:‬والغرفات كانت ثالثة طوابق كل منها فوق األخرى ثالثون غرفة‬

‫بكل طابق‪ .‬وهى مستقرة على حواف (رف أو إفريز) وهذه الحواف‬

‫لكل الغرف الجانبية حتى تدعم أو تحمل الغرفات ولكن ال تثبت‬

‫الغرفات فى الحوائط ‪.‬‬

‫‪ -: 4‬وكلما صعدنا ألعلى تتسع الحجرات ألن هذه الحواف متصاعدة‬

‫كأنها سلم ولذلك كانت الغرفات تتسع من الدور األسفل للعلوى مرو ارً‬

‫باألوسط ‪( .‬مترجمة من الترجمة اإلنحليزية ‪ . )NKJV‬وهى أوضح‬ ‫من الترجمة العربية‪.‬‬

‫واتساع الغرف كلما صعدنا هو عالمة إتساع ملكوت اهلل داخلنا ومن المالحظ أن أقصى عرض للغرفة ‪ 3‬ذراع‪.‬‬

‫نعود ثانية لرقم ‪ 3‬فما يحد إتساع ملكوت اهلل داخلنا هو نقص كمالنا اإلنسانى ‪ .‬لتتمكن وال تتمكن ‪to be‬‬

‫‪ .supported but not fastened‬أى تؤيد وتدعم وتستند على الحوائط ‪ ،‬ولكن ال تثبت فيها ‪ .‬وربما يكون‬

‫المعنى أننا طالما نحن فى العالم فنعمة اهلل فقط تسندنا إن رغبنا فى ذلك‪ .‬واهلل ال يجبرنا أن نقبله داخلياً فلو شاء‬

‫أحد اإلنفصال ينفصل "ديماس تركنى إذ أحب العالم الحاضر"‪ .‬وبنفس المعنى يقول الرب للفاتر الذى تركه‬

‫وانجذب للعالم " أنا مزمع أن أتقيأك من فمى " راجع تفسير رسالة الودكية فى (رؤ‪. )3‬‬

‫آية ‪ -: 8‬وأساس هذه العالقة قصبة تامه = قوله تامة فهذا يشير ألن عمل اهلل دائما تام وكامل ‪ ،‬فسواء الطول‬ ‫أو العرض أو األساس فعمل اهلل كامل ‪،‬هو يؤسس الهيكل ‪ ،‬والهيكل مؤسس عليه (أف‪. )22 – 24 : 2‬‬

‫والقصبة كما رأينا تشير لعمل نعمة اهلل التى تساند جهاد اإلنسان ‪ ،‬فاهلل هو الذى يحمى المؤمنين الذين بإرادتهم‬

‫يستمرون تحت حمايته ‪.‬‬

‫آية ‪-: 2‬هناك فسحة (‪ 6‬أذرع) حول الغرفات للدخول منها‪ .‬أى الدخول فيه إتساع وبنعمة اهلل ‪.‬‬

‫آية ‪ -: 14‬العشرين ذراعا هى المسافة المسماة المكان المنفصل فى الرسم األول فى هذا اإلصحاح وفى‬

‫اإلصحاح ‪ 44‬ومع الرسم المرافق لشرح اآليات ‪ 34 – 24‬تجدهم برموز ‪. c & c‬‬

‫آية ‪ -:11‬هناك مدخلين للغرفات من الشمال ومن الجنوب = فلو فهمنا الشمال على أنه المكان الذى تأتى منه‬

‫الضربات أى التجارب والضيقات‪ ،‬والجنوب يشير لمصر جنة اهلل بنعمها " كما رأى لوط سدوم وعمورة كجنة اهلل‬

‫كأرض مصر" إذاً الجنوب يشير لنعم اهلل‪ .‬وبكليهما = التجارب ونعم اهلل ‪ ،‬لنا دخول الي األعماق‪ .‬وهناك تفسير‬

‫آخر فالشمال يشير للبرودة الروحية والجنوب يشير للح اررة الروحية ‪ ،‬ولكل آت من الجهتين دخول لألقداس ‪،‬‬ ‫األول ليتوب عن خطيته والثانى ليمتلئ باألكثر ويزداد ح اررة روحية وغيرة ‪.‬‬

‫المدخلين (راجع الرسم بجانب تفسير اآليات ‪ )34-24:44‬المداخل مشار لها بعالمة ‪..‬‬ ‫والمدخلين من المكان المنفصل ‪. c&c‬‬

‫خمس أذرع = الدخول بالنعمة ‪.‬‬

‫‪205‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى واألربعون)‬

‫ف َن ْحو ا ْل َغر ِب س ْبع َ ِ‬ ‫ص ِل ِع ْن َد الطَّر ِ‬ ‫ان ا ْلم ْنفَ ِ‬ ‫اآليات (‪12 " -:)15-12‬وا ْل ِب َن َِّ‬ ‫ضا‪،‬‬ ‫اعا َع ْر ً‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫َ ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ام ا ْل َم َك ِ ُ‬ ‫اء الذي أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ضا ِم ْن حولِ ِه‪ ،‬وطُولُ ُه ِتسع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ان‬ ‫ت ِم َئ َة ِذ َر ٍ‬ ‫اس ا ْل َب ْي َ‬ ‫اع طُوالً‪َ ،‬وا ْل َم َك َ‬ ‫س أَذ ُْر ٍع َع ْر ً‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫َْ‬ ‫اعا‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َو َحائط ا ْل ِب َناء َخ ْم ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫ان ا ْلم ْنفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِل َن ْح َو َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫اع‪.‬‬ ‫ق ِم َئ َة ِذ َر ٍ‬ ‫ط ِان ِه ِم َئ َة ِذ َر ٍ‬ ‫اء َم َع ِحي َ‬ ‫اع طُوالً‪َ .‬و َع ْر َ‬ ‫ا ْل ُم ْنفَص َل َوا ْل ِب َن َ‬ ‫ض َو ْجه ا ْل َب ْيت َوا ْل َم َك ِ ُ‬ ‫‪15‬‬ ‫ص ِل الَِّذي وراءه وأَس ِ‬ ‫ان ا ْلم ْنفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اطي َن ُه ِم ْن َج ِان ٍب إِلَى َج ِان ٍب ِم َئ َة ِذ َر ٍ‬ ‫اس طُ َ‬ ‫اع‪َ .‬معَ‬ ‫َ​َ َُ َ َ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫ول ا ْل ِب َناء إلَى قُدَّام ا ْل َم َك ِ ُ‬ ‫ا ْله ْي َك ِل الد ِ‬ ‫َّاخلِ ِّي َوأ َْر ِوقَ ِة الد ِ‬ ‫َّار‪" .‬‬ ‫َ‬ ‫هذا البناء ‪ 91 × 71‬ذراع ويضاف له سمك الحوائط (‪ + )6 + 6‬والمكان‬

‫المنفصل (‪ )14 + 14‬كما بالرسم فيصبح اإلجمالى ‪144 × 144‬‬

‫= نفس رقم البيت اآلخر أنظر الرسم فى مقدمة اإلصحاح‪ .‬والمعنى أن‬ ‫هذا المبنى الجديد يشير لكنيسة األمم التى سيضمها اهلل ‪ ،‬ولكنها كانت‬

‫لم تنضم وقت رؤيا حزقيال فنجد أن هناك مكاناً منفصالً حول كليهما‬

‫ألنهم كانا معزولين عن بعضهما ‪ ،‬فنجد حول البناء الذى يشير لألمم‬ ‫‪ 14‬أذرع من كل ناحية يسا ار ويمينا ‪ ،‬وهناك مسافة ‪ 24‬ذراع حول‬

‫البيت الذى يشير لكنيسة اليهود فى العهد القديم = المكان المنفصل ‪( c&c‬آية‪ . )14‬وهذا يعنى أن كنيسة‬

‫األمم كانت فى فكر اهلل ‪ ،‬ومحجوز لها مكان فى الداخل ولها نفس األبعاد فالكل أوالد هلل ‪ .‬وكما إهتم اهلل بشعب‬ ‫إسرائيل إهتم بأشور وأرسل لهم يونان النبى‪ .‬ولكن هذا المبنى هو نبوة عن المستقبل ودخول األمم لإليمان ‪،‬‬

‫وكليهما ‪. 111 × 111‬‬

‫ورقم ‪ 111‬يشير كما قلنا لجزاء اهلل عن تركنا لمحبة العالم "من يترك‪ ...‬يأخذ ‪ 144‬ضعف" ‪ .‬فمن ترك محبة‬

‫العالم والتصق باهلل سواء من اليهود أو األمم سيأخذ ‪ 144‬ضعف ‪ .‬وأما اآلن وقد أصبح الكل واحداً فى المسيح‬ ‫فلم يعد هناك مكان منفصل "والحاجز المتوسط هدمته والعداوة القديمة نقضتها" ‪.‬‬

‫معنى كلمة أساطينه = أروقته‪.‬‬

‫ورقم ‪ 111‬يشير لقطيع المسيح الصغير واألمم صاروا من هذا القطيع الصغير ‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫ين حوالَ ِي الطَّبقَ ِ‬ ‫ش َّب َك ُة واأل ِ‬ ‫ات الثَّالَ ِث ُمقَا ِب ُل ا ْل َعتَ​َب ِة ِم ْن أَْل َوا ِح‬ ‫ات َوا ْل ُك َوى ا ْل ُم َ‬ ‫آيات (‪ " -:)17 - 16‬ا ْل َعتَ​َب ُ‬ ‫َ‬ ‫َساط ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ق ا ْلم ْد َخ ِل‪ ،‬وِالَى ا ْلب ْي ِت الد ِ‬ ‫َّ ‪ِ17‬‬ ‫ش ٍب ِم ْن ُك ِّل َج ِان ٍب‪َ ،‬و ِم َن األ َْر ِ ِ‬ ‫َّاخِل ِّي‬ ‫َخ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض إلَى ا ْل ُك َوى‪َ ،‬وا ْل ُك َوى ُم َغطاةٌ‪ .‬إلَى َما فَ ْو َ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ار ِج‪ ،‬وِالَى ا ْلح ِائ ِط ُكلِّ ِه حوالَ ْي ِه ِم ْن َد ِ‬ ‫اخل َو ِم ْن َخ ِ‬ ‫س ِة‪" .‬‬ ‫َ‬ ‫ار ٍج ِبهذه األَ ْق ِي َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َوِالَى ا ْل َخ ِ َ‬

‫الكل مغطى بالخشب ولم يذكر أنه مغشى بالذهب كما فى هيكل سليمان‪ .‬فالذهب والخشب إشارة لالهوت‬ ‫وناسوت السيد المسيح ‪ .‬وكان كل ما يشير للسيد المسيح فى هيكل سليمان مصنوع من الخشب المغشى‬

‫‪206‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى واألربعون)‬

‫بالذهب‪ ،‬إشارة إلتحاد الطبيعتين بال إمتزاج وال إختالط وال تغيير‪ .‬ولكن المقصود هنا الكالم عن الكنيسة جسد‬ ‫المسيح التى أسسها بدم صليبه الخشبى ‪ ،‬وأيضا فالمسيح موجود فى الكنيسة دائما ‪.‬‬

‫‪ِ ِ ِ 18‬‬ ‫وب‪َ ،‬ولِ ُك ِّل َكر ٍ‬ ‫وب َو َكر ٍ‬ ‫يه َكروِبيم َوَن ِخي ٌل‪َ .‬ن ْخلَ ٌة َب ْي َن َكر ٍ‬ ‫وب َو ْج َه ِ‬ ‫ان‪19 .‬فَ َو ْج ُه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫آيات (‪َ " -:)21 - 18‬و ُعم َل ف ُ ُ‬ ‫الش ْب ِل َن ْح َو َن ْخلَ ٍة ِم ْن ُه َنالِ َك‪ُ .‬ع ِم َل ِفي ُك ِّل ا ْل َب ْي ِت َح َوالَ ْي ِه‪ِ 21 .‬م َن األ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان َن ْح َو َن ْخلَ ٍة ِم ْن ُه َنا‪َ ،‬و َو ْج ُه ِّ‬ ‫ض إِلَى‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫‪ِ 21‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّع ٌة‪َ ،‬و َو ْج ُه ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َم ْنظَُرهُ َك َم ْنظَ ِر‬ ‫َما فَ ْو َ‬ ‫يم َوَنخي ٌل‪َ ،‬و َعلَى َحائط ا ْل َه ْي َك ِل‪َ .‬وقَ َوائ ُم ا ْل َه ْي َك ِل ُم َرب َ‬ ‫ق ا ْل َم ْد َخل ُعم َل َك ُروب ُ‬ ‫َو ْج ِه ا ْل َه ْي َك ِل‪".‬‬

‫ذكر فى إصحاح (‪ )1‬معنى الكاروبيم وسبق أيضاً ذكر معنى نقش النخيل‪ .‬والمعنى هنا أن الكاروبيم عيونهم‬ ‫على األبرار لحمايتهم وظهر هنا وجها اإلنسان والشبل‪ .‬فهما مهتمان باإلنسان ويحمونه كما لو كانوا أسوداً فى‬

‫مواجهة إبليس األسد الزائر ‪ .‬فالمالئكة كما قال القديس بولس الرسول " أرواحا خادمة مرسلة للخدمة ألجل‬

‫العتيدين أن يرثوا الخالص " (عب‪ . )14 : 1‬وأيضاً هما يعبران هنا عن عمل اهلل كملك يملك على نفوس‬ ‫األبرار من البشر ِ‬ ‫الصديقين المشبهين بالنخيل = وجه االنسان نحو نخلة‪ ...‬هذه زينة الهيكل الحقيقية أى ُملك‬ ‫ِ‬ ‫فالصديق هو من ملك اهلل علي قلبه‪ .‬والحظ أن البيت‬ ‫اهلل على نفوس وقلوب أوالده‪ .‬هذه زينة القلب الداخلية‪.‬‬ ‫كله هكذا ‪ .‬فمن هو في البيت هو الثابت في المسيح ‪.‬‬

‫وجه القدس منظره كمنظر وجه الهيكل = هذه تذكرنا بما قاله القديس بولس الرسول والقديس يوحنا الحبيب بأن‬ ‫المسيح يتصور فينا هنا وفي السماء ( غل ‪ 1 + 12: 4‬يو ‪ . ) 2: 3‬وفى الكتاب بشواهد نجد اآلية هكذا "‬

‫وجه القدس منظره كالمنظر " ‪ .‬فإذا كان القدس يمثل الكنيسة على األرض ‪ ،‬فقوله كالمنظر يشير إلى صورة‬

‫المجد التى ال يمكن التعبير عنها التى ستكون عليها الكنيسة فى السماء (فى‪ ، )21 : 3‬وهذا معنى قول الوحى‬

‫كالمنظر ‪ ...‬ثم ال يكمل ‪ ،‬وهذا نفس ما عمله القديس يوحنا الالهوتى فى سفر الرؤيا حين قال " وعلى العرش‬ ‫جالس " ولم يستطع أن يصف ما رآه (رؤ‪. )2 : 4‬‬

‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫اع ِ‬ ‫ش ٍب‪.‬‬ ‫ش ٍب ثَالَ ُ‬ ‫ان‪َ ،‬و َزَو َاياهُ َوطُولُ ُه َو ِحيطَانُ ُه ِم ْن َخ َ‬ ‫آية (‪ " -:)22‬اَْل َمذ َْب ُح ِم ْن َخ َ‬ ‫اعا‪َ ،‬وطُولُ ُه ذ َر َ‬ ‫ث أَذ ُْر ٍع ْارِتفَ ً‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫وقَ َ ِ‬ ‫ب»‪" .‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ام َّ‬ ‫َ‬ ‫ال لي‪« :‬هذه ا ْل َمائ َدةُ أ َ‬ ‫َم َ‬

‫هذا مذبح البخور وهو من خشب وغير مغشى فهو يرمز للصالة " لتستقم صالتى كالبخور قدامك ليكن رفع يدى‬

‫كذبيحة مسائية " (مز‪ . )2 : 141‬ثم أسماه المائدة التى أمام الرب = المائدة تقدم عليها الذبائح ‪ ،‬والصالة كما‬ ‫رأينا فى المزمور هى ذبيحة وهكذا التسبيح هو ذبيحة تقدم هلل (عب‪ ، )16 : 13‬وتشير المائدة ألن اإلنسان‬

‫يجب أن يقدم "جسده ذبيحة حية مرضية أمام اهلل" (رو‪ ، )1 : 12‬والسلوك بإنسحاق هو ذبيحة أيضاً (مز‪61‬‬

‫‪ . )14 :‬وهذا ما نسميه الكهنوت العام وهو لكل المؤمنين ‪ .‬وصلواتنا ال تُقبل إن لم تكن صادرة من إنسان قام‬ ‫القيامة األولى من موت الخطية = المذبح ثالث أذرع إرتفاعا ‪ .‬ورقم ‪ 3‬يشير للقيامة والحياة ‪ .‬فصالة الخطاة ال‬ ‫يقبلها اهلل (أم‪ .)22 : 16‬والشرط الثانى هو أن صلواتنا ال تقبل إال بالمسيح يسوع ربنا الذى تجسد = طوله‬

‫‪207‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الحادى واألربعون)‬

‫ذراعان‪ .‬ورقم ‪ 2‬يشير للتجسد ‪ ،‬فالرب قدم لنا دمه يشفع فينا فيستجيب اآلب لصلواتنا (يو‪ . )23 : 13‬لذلك‬

‫نختم صلواتنا بقولنا " بالمسيح يسوع ربنا "‪.‬‬

‫ط ِوي ِ ِ‬ ‫ان‪24 .‬ولِ ْلباب ْي ِن ِمصراع ِ ِ‬ ‫ان لِ ْل َب ِ‬ ‫آيات (‪َ 23" -:)24 - 23‬ولِ ْل َه ْي َك ِل َولِ ْلقُ ْد ِ‬ ‫اع ِ‬ ‫اع ِ‬ ‫س َب َاب ِ‬ ‫اب‬ ‫ص َر َ‬ ‫ان َي ْن َ َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ان‪ .‬م ْ‬ ‫ان‪ ،‬م ْ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ان لِ ْل َب ِ‬ ‫اع ِ‬ ‫اآلخ ِر‪" .‬‬ ‫اب َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ا ْل َواحد َو ِم ْ‬ ‫الباب لكل من الهيكل والقدس عبارة عن بابين وكل باب له ضلفتين‪ ،‬أى أن فتحة الباب تتسع وتضيق‪ .‬ومن يا‬

‫ترى يستطيع أن يفتح ويغلق إال اهلل الذى يفتح وال أحد يغلق ويغلق وال أحد يفتح‪ .‬وهو يفتح بالتأكيد بمقدار‬

‫إقترابنا منه‪ ،‬ولكنه مفتوح لكل العالم وهذا معنى وجود ‪ 4‬ضلف بالباب ‪ 4 )1 -:‬رقم العمومية ‪ ،‬إذاً الباب مفتوح‬ ‫لكل العالم ‪.‬‬

‫‪ )2‬فتحة الباب تتسع وتضيق ‪ ،‬وهذا يعنى أنه كلما إقتربنا تتسع فتحة الباب ‪ ،‬وهذا يعنى أن اهلل‬

‫يفتح لنا ذراعيه ويزداد إقترابه منا " إقتربوا إلى اهلل فيقترب إليكم " (يع‪ . )8 : 4‬وهذا ألن اهلل ال يجبر أحد أن‬

‫يقترب إليه ‪ ،‬بل هو الذى يقول " هنذا واقف على الباب وأقرع ‪ .‬إن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه‬

‫وأتعشى معه وهو معى‪( ".‬رؤ‪. )24 : 3‬‬

‫‪ O‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪O‬‬ ‫مغلق‬

‫مفتوح جزئيا‬

‫‪ِ 25‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم َوَن ِخي ٌل َك َما ُع ِم َل َعلَى ا ْل ِحيطَ ِ‬ ‫صِ‬ ‫اء‬ ‫ار ِ‬ ‫ان‪َ ،‬و ِغ َ‬ ‫ش ٌ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)26-25‬و ُعم َل َعلَ ْي َها َعلَى َم َ‬ ‫يع ا ْل َه ْي َكل َك ُروب ُ‬ ‫‪26‬‬ ‫ق ِم ْن َخ ِ‬ ‫الرَوا ِ‬ ‫الرَوا ِ‬ ‫ق َو َعلَى‬ ‫اك َعلَى َج َو ِان ِب ِّ‬ ‫ش ٍب َعلَى َو ْج ِه ِّ‬ ‫ش َّب َك ٌة َوَن ِخي ٌل ِم ْن ُه َنا َو ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ار ٍج‪َ ،‬و ُك ًوى ُم َ‬ ‫ِم ْن َخ َ‬ ‫ات ا ْلب ْي ِت وعلَى األُس ُكفَّ ِ‬ ‫ُغرفَ ِ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫األسكفات = هى األلواح الخشبية المغشية للبيت من الداخل ‪ ،‬وهذه عليها نقوش كروبيم = مالئكة ‪ ،‬ونقوش‬ ‫نخيل = قديسين ‪ ،‬فبيت اهلل هو بيت المالئكة والقديسين ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صِ‬ ‫يم َوَن ِخي ٌل = على األبواب نقوش مالئكة وقديسين‪ ،‬وهذه كأنها تقول‬ ‫ار ِ‬ ‫َو ُعم َل َعلَ ْي َها َعلَى َم َ‬ ‫يع ا ْل َه ْي َكل َك ُروب ُ‬ ‫للمدعوين أنتم مدعوين لشركة المالئكة والقديسين ‪ .‬وكان هذا ما عمله السيد المسيح ‪ ،‬فهو بعد تجسده جمع‬

‫الكل فيه " لتدبير ملء األزمنة ليجمع كل شئ فى المسيح ما فى السموات وما على األرض فى ذاك " (أف‪: 1‬‬ ‫‪" . )14‬‬

‫‪208‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني واألربعون)‬

‫اإلصحاح الثانى واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫َّة ِم ْن طَ ِري ِ ِ ِ‬ ‫ار ِجي ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫َّار ا ْل َخ ِ‬ ‫َخ َر َج ِني إِلَى الد ِ‬ ‫ال‪َ ،‬وأ َْد َخلَ ِني إِلَى ا ْل ِم ْخ َد ِع الَِّذي ُه َو‬ ‫اآليات (‪َ " -:)12-1‬وأ ْ‬ ‫ق ج َهة ِّ َ‬ ‫ِ ِ َِّ‬ ‫ال‪2 .‬إِلَى قُد ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫َّام طُ ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫تُ َجاهَ ا ْل َم َك ِ‬ ‫ض‬ ‫ول ِم َئ ِة ِذ َر ٍ‬ ‫ال‪َ ،‬وا ْل َع ْر ُ‬ ‫اع َم ْد َخ ُل ِّ َ‬ ‫َّام ا ْل ِب َناء إلَى ِّ َ‬ ‫ان ا ْل ُم ْنفَصل‪َ ،‬والذي ُه َو قُد َ‬ ‫‪3‬‬ ‫َّار ا ْل َخ ِ ِ‬ ‫َّاخلِي ِ‬ ‫َّار الد ِ‬ ‫َخمس َ ِ‬ ‫َّة‪َ ،‬وتُ َجاهَ ا ْل ُم َج َّز ِع الَِّذي لِلد ِ‬ ‫ين الَِّتي لِلد ِ‬ ‫اعا‪ .‬تُ َجاهَ ا ْل ِع ْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ُسطُ َوا َن َه تُ َجاهَ‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫ار ِجيَّة أ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ضا‪َ .‬وِالَى الدَّاخليَّة َ‬ ‫يق‪ ،‬ذ َراعٌ َواح َدةٌ‬ ‫شى َع َ‬ ‫ام ا ْل َم َخاد ِع َم ْم ً‬ ‫ط ِر ٌ‬ ‫ش ُر أَذ ُْر ٍع َع ْر ً‬ ‫أْ‬ ‫ُسطُ َوا َنة في الط َبقَات الثالَث‪َ .‬وأ َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪5‬‬ ‫اف ِل ا ْل ِب َن ِ‬ ‫هذ ِه‪ِ .‬م ْن أَس ِ‬ ‫ين أَ َكلَ ْت ِم ْن ِ‬ ‫َن األَس ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫اء َو ِم ْن‬ ‫ْص ُر‪ .‬أل َّ‬ ‫اط َ‬ ‫َع ْر ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال‪َ .‬وا ْل َم َخادعُ ا ْل ُع ْل َيا أَق َ‬ ‫ضا َوأ َْب َو ُاب َها َن ْح َو ِّ َ‬

‫‪209‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني واألربعون)‬ ‫ِ ِ ِ ‪6‬‬ ‫اف ِل و ِم َن األَو ِ‬ ‫يق ِم َن األ ِ‬ ‫ُّور‪ ،‬لِذلِ َك تَ ِ‬ ‫ث طَبقَ ٍ‬ ‫َع ِم َد ِة الد ِ‬ ‫اس ِط ِم َن‬ ‫ض ُ‬ ‫َع ِم َدةٌ َكأ ْ‬ ‫ات‪َ ،‬ولَ ْم َي ُك ْن لَ َها أ ْ‬ ‫أ َ​َواسطه‪ .‬أل ََّن َها ثَالَ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َس َ‬ ‫َ‬ ‫َّام ا ْلم َخ ِاد ِع‪ ،‬طُولُ ُه َخمس َ ِ‬ ‫ار ِجي ِ‬ ‫َّة إِلَى قُد ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫َّار ا ْل َخ ِ‬ ‫ار ٍج َم َع ا ْل َم َخ ِاد ِع َن ْح َو الد ِ‬ ‫ض‪َ 7 .‬وا ْل َح ِائطُ الَِّذي ِم ْن َخ ِ‬ ‫اعا‪.‬‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫اع‪9 .‬و ِم ْن تَ ْح ِت ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّة َخمس َ ِ‬ ‫ار ِجي ِ‬ ‫َّار ا ْل َخ ِ‬ ‫ول ا ْل َم َخ ِاد ِع الَِّتي لِلد ِ‬ ‫هذ ِه‬ ‫‪8‬أل َّ‬ ‫َن طُ َ‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫ام ا ْل َه ْي َك ِل م َئ ُة ذ َر ٍ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫اعا‪َ .‬و ُه َوَذا أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ِ ‪11‬‬ ‫ع َكا َن ْت ِفي َع ْر ِ‬ ‫ا ْل َم َخ ِاد ِع َم ْد َخ ٌل ِم َن َّ‬ ‫ار الد ِ‬ ‫ض ِج َد ِ‬ ‫َّار ا ْل َخ ِ‬ ‫ث ُي ْد َخ ُل إِلَ ْي َها ِم َن الد ِ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫َّار‬ ‫ار ِجي‬ ‫ق ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫َّة‪ .‬اَْل َم َخ ِاد ُ‬ ‫ِ ‪11‬‬ ‫ِ َِّ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ط ِر ٌ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َن ْح َو َّ‬ ‫َّام ا ْل َم َك ِ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ال‪َ ،‬كطُوِل َها‬ ‫ام َها َ‬ ‫يق َكمثْل ا ْل َم َخاد ِع التي َن ْح َو ِّ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ان ا ْل ُم ْنفَصل َوقُ َبالَ َة ا ْل ِب َناء‪َ .‬وأ َ‬ ‫ق قُد َ‬

‫ِ‬ ‫ه َك َذا َع ْر ُ‬ ‫ض َها َو َجميعُ‬ ‫ق‪ .‬الطَّ ِري ِ‬ ‫الطَّ ِري ِ‬ ‫ام‬ ‫ق أَ‬ ‫َم َ‬

‫َم َخ ِ‬ ‫ش َكالِ َها َو َكأ َْب َوا ِب َها‪،‬‬ ‫ار ِج َها َو َكأَ ْ‬ ‫ق َن ْح َو َّ‬ ‫ا ْل ِج َد ِ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ار ا ْل ُمو ِاف ِ‬ ‫ق ِم ْن‬

‫اب ا ْلم َخ ِاد ِع الَِّتي َن ْح َو ا ْل َج ُن ِ‬ ‫‪َ 12‬و َكأ َْب َو ِ‬ ‫اب َعلَى َأر ِ‬ ‫ْس‬ ‫وب َب ٌ‬ ‫َ‬ ‫ث ُي ْد َخ ُل إِلَ ْي َها‪".‬‬ ‫َح ْي ُ‬

‫تشتمل على وصف للمخدع الشمالى والجنوبى وهى التى لها العالمات أ‪ ،1‬أ‪ ،2‬ب وطول كل من المخدعين‬

‫‪ 111‬ذراع وعرضه ‪ 51‬ذراع ‪ .‬فكأن المبنيين معاً أبعادهم ‪ 144 × 144‬وهم فى هذا يتساوون مع البيت‬

‫والبناء المنفصل ‪ ،‬فكأن الجميع لهم مقاس واحد ‪ . 144 × 144‬وموقع هذا المخدع فى الدار الخارجية =‬

‫وأخرجنى إلى الدار الخارجية‪ .‬تجاه المكان المنفصل والذى هو قدام البناء‪ ...‬تجاه العشرين التى للدار‬

‫الداخلية وتجاه المجزع = وبهذا فإن المخدع (أنظر الرسم) يحيط بكال الهيكل والبناء المنفصل‪ .‬وهذا المخدع‬ ‫عبارة عن أسطوانة تجاه أسطوانة = أسطوانة = ‪ gallery‬صالة كبيرة أو رواق وجمعها أساطين ‪ ،‬ويبدو أن هذا‬ ‫المبنى به مخادع وأساطين وهو على طبقات ثالث وكلما إرتفعت الطوابق زاد حجم ومساحة األساطين على‬

‫حساب حجم المخادع = ألن األساطين أكلت من هذه ومدخل هذه المخادع من الشرق‪ .‬من الدار الخارجية‪.‬‬

‫وأمامها طريق = هذا الطريق والممرات تصلح للتمشية = ممشى كما وعد اهلل يهوشع الكاهن "وأعطيك مسالك‬ ‫بين هؤالء الواقفين إن سلكت فى طرقى" (زك‪ . )4 : 3‬والمقصود بالمشى = الخدمة النشيطة والعمل لحساب‬

‫مجد المسيح ‪ .‬وهذه الطرق حول المخادع طولها كعرضها = فكما قلنا سابقاً أنه بجمع المخادع الشمالية‬ ‫والجنوبية يصبح الطول والعرض متساويين ‪ .144 × 144‬ودائماً هناك أبواب للمخادع ‪.‬‬

‫والى الداخلية طريق ذراع واحدة عرضا وأبوابها نحو الشمال = جاءت كلمة طريق بمعنى " طريقة للحياة " واذا‬

‫فهمنا أن الذراع يشير لعمل اهلل ‪ ،‬فبهذا نفهم أنه ال يوجد سوى طريق واحد للخالص وهو المسيح الذى قال عن‬ ‫نفسه " أنا هو الطريق والحق والحياة ‪ .‬ليس أحد يأتى إلى اآلب إال بى " (يو‪ . )3 : 14‬نحو الشمال = فأنا فى‬

‫المسيح قادر على صد كل هجمات العدو الشمالى (إبليس والخطية) ‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ان ا ْلم ْنفَ ِ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ال لِي‪« :‬م َخ ِادعُ ِّ ِ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)14-13‬وقَ َ‬ ‫ص ِل ِه َي َم َخ ِادعُ‬ ‫ام ا ْل َم َك ِ ُ‬ ‫الش َمال َو َم َخادعُ ا ْل َج ُنوب التي أ َ‬ ‫َ‬ ‫َم َ‬ ‫س األَق َْد ِ‬ ‫س األَق َْد ِ‬ ‫اس َوالتَّ ْق ِد َم َة‬ ‫الر ِّ‬ ‫ون إِلَى َّ‬ ‫َّس ٌة‪َ ،‬ح ْي ُ‬ ‫اس‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫ض ُع َ‬ ‫ين َيتَقَ​َّرُب َ‬ ‫ث َيأْ ُك ُل ا ْل َك َه َن ُة الَِّذ َ‬ ‫اك َي َ‬ ‫ون قُ ْد َ‬ ‫ب قُ ْد َ‬ ‫ُمقَد َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّس‪ِ 14 .‬ع ْن َد ُد ُخ ِ‬ ‫ون ِم َن ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫يح َة ِ‬ ‫س إِلَى الد ِ‬ ‫َّار‬ ‫اإل ثِْم‪ ،‬أل َّ‬ ‫ول ا ْل َك َه َن ِة الَ َي ْخ ُر ُج َ‬ ‫َن ا ْل َم َك َ‬ ‫يح َة ا ْل َخطيَّة َوَذ ِب َ‬ ‫َوَذ ِب َ‬ ‫ان ُمقَد ٌ‬ ‫ون ِبها أل ََّنها مقَدَّس ٌة‪ ،‬وي ْلبس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ُه َن َ ِ‬ ‫ار ِجي ِ‬ ‫ا ْل َخ ِ‬ ‫ون إِلَى َما‬ ‫َّم َ‬ ‫ض ُع َ‬ ‫َّة‪َ ،‬ب ْل َي َ‬ ‫اك ث َي َاب ُه ُم الَّتي َي ْخد ُم َ َ‬ ‫َ ُ َ َ​َ َ ُ‬ ‫ون ث َي ًابا َغ ْي َرَها َوَيتَقَد ُ‬ ‫ُه َو لِ َّ‬ ‫لش ْع ِب»‪".‬‬

‫‪210‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني واألربعون)‬

‫إستعمال هذه المخادع‪ -:‬فيها يأكل الكهنة من الذبائح‪ ،‬ذبائح الخطية واإلثم وهناك يلبسون ثياباً مقدسة‪ .‬ومن‬

‫هو ذبيحة إثمنا غير الرب يسوع إش ‪ .14:63‬ومن هو ثوب برنا نرتديه فنتبرر غير المسيح ( إلبسوا المسيح )‬

‫‪.‬‬

‫يأكل الكهنة من الذبائح = إذا فهمنا أن المسيحيين كلهم كهنة بالمفهوم العام كما قلنا فى اإلصحاح السابق فى‬ ‫تفسير اآلية (‪ ، )22‬أما الكهنوت الخاص فهم الكهنة الذين إختارهم اهلل لهذه الوظيفة (عب‪ )4 : 6‬أى للصالة‬ ‫فى القداسات وتوزيع جسد ودم ذبيحة اإلفخارستيا على الشعب ‪ ،‬وهنا نضع أمامنا تساؤل أين تتم ممارسة هذا ؟‬

‫أين تُؤكل هذه الذبيحة ؟ اإلجابة قطعا فى الكنائس ‪ .‬وأشار الوحى للكنائس بقوله مخادع ‪-:‬‬ ‫‪ )1‬فهو ال يقدر أن يقول هياكل لليهود فى وقت النبوة ‪ ،‬فهم بحسب ناموسهم ال يمكن لهم تقديم ذبيحة إال‬ ‫فى هيكل أورشليم (راجع تث‪ . )14 ، 11 ، 6 : 12‬فقال عن الكنائس مخادع ‪.‬‬

‫‪ )2‬المخادع كما قلنا تعنى مناسك أى أماكن للصالة والخلوة مع اهلل ‪ ،‬وعندما أوصانا رب المجد بمكان‬ ‫للصالة قال " أدخل إلى مخدعك " (مت‪ . )3 : 3‬والكنائس هى أماكن صالة ولقاء مع اهلل ‪.‬‬

‫‪ )3‬وألن الكنائس ستكون لليهود ولألمم نجد المخادع تحيط بكالهما (البيت) الذى يشير لليهود (والبناء‬ ‫المنفصل) الذى يشير لألمم ‪ .‬ونالحظ أن أبعاد كل من البيت والبناء المنفصل والمخادع (الشمالى ‪+‬‬

‫الجنوبى) = ‪ 144 × 144‬والمعنى أن اهلل يريد اليهود (البيت ‪ )144 × 144‬ويريد األمم (البناء‬ ‫المنفصل (‪ )144 × 144‬ومن يقبل منهم ينضم للكنيسة (‪ )144 × 144‬جسد المسيح الواحد ‪،‬‬ ‫والمعبر عنها هنا بالمخادع ‪.‬‬

‫تعليق على اآليات (‪)14 - 1‬‬

‫بالرجوع إلى خيمة اإلجتماع أو هيكل سليمان كان قدس األقداس عب ـارة عن مكـعب‬ ‫بالنسبة لخيمة اإلجتماع كان قدس األقداس = ‪ 14 × 14 × 14‬ذراع‪.‬‬ ‫وبالنسبة للهيكل كان قدس األقداس = ‪ 24 × 24 × 24‬للهيكل‪.‬‬

‫أى متساوى من كافة األضالع ‪ .‬وقدس األقداس كان موضوعاً به تابوت العهد حيث يحل الرب بمجده من بين‬ ‫الكاروبين‪ .‬وكون أن قدس األقداس يشير لمجد اهلل وهو على شكل مكعب فالمعنى أن صفات اهلل كاملة من كل‬

‫ناحية‪ .‬وهكذا ستكون أورشليم السماوية متساوية فى الطول والعرض واإلرتفاع رؤ ‪ .13 : 21‬فنحن سنكمل‬ ‫بالمسيح‪ .‬أما القدس فحجمه ضعف قدس األقداس ‪-:‬‬

‫ففى خيمة اإلجتماع كان القدس = ‪ 24 × 14 × 14‬ذراع‬ ‫وفى هيكل سليمان كان القدس = ‪ 44 × 24 × 24‬ذراع‪.‬‬

‫والقدس كان يحتوى على مائدة خبز الوجوه ومذبح البخور والمنارة‪ .‬والقدس يشير لعمل المسيح فى اإلنسان ليفتح‬ ‫أمامه طريق الفردوس كعربون للمجد األبدى‪ .‬بأن غفر خطايانا وجدد طبيعتنا‪ .‬فالمائدة كان يوضع عليها خبز‬

‫مصنوع من دقيق حنطة ‪ ،‬والمسيح هو حنطتنا المسحوق ألجل أثامنا ودخل لنار األالم من أجلنا (إش‪. )63‬‬

‫مقدماً لنا ذاته ذبيحة حية أوالً بما إحتمل من أالم أثناء حياته ثم ذبيحة فعلية فى صلبه ‪ .‬فكان لعمله هذا رائحة‬

‫‪211‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني واألربعون)‬

‫طيبة كالبخور ‪ .‬ثم هناك نتيجة لعمل المسيح وهى حلول الروح القدس فينا فنكون نو اًر للعالم‪ .‬وكأن القدس يعلن‬ ‫إمتداد مجد اهلل لإلنسان ‪ ،‬نتذوق اآل ن عربونه حتى نصل للحياة األبدية فيستعلن فينا‪ .‬أى يظهر فينا هذا المجد‬

‫المختبئ اآلن‪ .‬وهذه المخادع الجديدة الشمالية والجنوبية تشير لطريق جديد نحصل به على المجد أال وهو‬

‫التناول من الجسد والدم فهذا هو إستعمال هذه المخادع ‪ ،‬وهذا معنى قوله المخدع ‪ ...‬تجاه العشرين (آيات ‪1‬‬

‫‪ 3 ،‬من هذا اإلصحاح) ‪ .‬فالعشرين تشير لقدس األقداس فى البيت ‪ ،‬وقدس األقداس فى الكنيسة هو الهيكل‬

‫المناظر لقدس األقداس فى الهيكل اليهودى‬ ‫الذى تتم فيه صلوات سر اإلفخارستيا ‪ ،‬فصار الهيكل المسيحى هو ُ‬ ‫‪ .‬ولكن وفى نفس اآلية (‪ )3‬يقول تجاه العشرين ‪ ...‬وتجاه المجزع = وكما قلنا من قبل أن المجزع يشير‬ ‫ألمجاد هذا العالم التى يجب أن يدوس عليها المسيحى الحقيقى (أنظر تفسير حز‪ + 14 : 44‬رؤ‪، )2 : 16‬‬

‫والمعنى أ ن كل إنسان حر فى أن يختار ما بين الثبات فى المسيح = العشرين ‪ ،‬وما بين أمجاد العالم =‬

‫المجزع ‪ ،‬وهذا معنى عبارة من يغلب التى تتكرر فى سفر الرؤيا ‪ 4‬مرات (إصحاحات ‪ . )3 ، 2‬وأبعاد هذه‬

‫المخادع = ‪( 51 × 111‬آية ‪ . )2‬والحظ ‪ = 111‬قطيع المسيح الصغير الذى قرر ترك العالم والثبات فى‬

‫المسيح ‪ ،‬ومن يترك شئ من أجل المسيح يعطيه المسيح ‪ 144‬ضعف‪ ،‬ورقم ‪ 51‬يشير ألكبر نعمة يحصل‬

‫عليها من يثبت فى المسيح أى اإلمتالء من الروح القدس ‪ ،‬ومثل هذا اإلنسان ينال الحرية الحقيقية ألن (‪)64‬هو‬

‫رقم اليوبيل فى العهد القديم ‪.‬‬ ‫اك ِث َي َاب ُه ُم = بعد التناول الذى " يعطى لغفران الخطايا " يتبرر المتناول وهذا قيل عنه هنا أنه‬ ‫ون ُه َن َ‬ ‫ض ُع َ‬ ‫بل َي َ‬ ‫إرتدى ثياب هى ثياب البر (إش‪ ، )14 : 31‬لكن عليه أال يرتديها أمام الناس ‪ ،‬أى إلظهار بره أمام الناس ‪،‬‬ ‫فنحن حقا يجب أن يرى الناس أعمالنا الصالحة ليمجدوا أبونا السماوى ‪ ،‬لكن ال نتصرف كالفريسيين ونبحث‬ ‫عن مجد أنفسنا ونتفاخر بأعمال برنا (يو‪ ، )43 : 12‬وبالنسبة للكهنة عليهم أن ال يتاجروا بالمقدسات ‪.‬‬

‫وقارن مع باقى المخادع الخارجية‪ .‬فباقى المخادع كانت تشتمل على غرف فقط وهذه الغرف تشير إلى اللقاء مع‬

‫المسيح فى مخادعنا‪ ،‬أما فى حالتنا هذه فهناك غرف وهناك أساطين أى أروقة‪ .‬فإن كان القدس يرمز إلمتداد‬ ‫مجد اهلل لإلنسان فهذه األروقة تشير لمجد أسمى ناله اإلنسان بالتناول‪ .‬وكلما إرتفعنا فى الطبقات تتسع هذه‬

‫األروقة على حساب الغرف والمعنى إزدياد المجد داخل اإلنسان ‪ " ،‬فنجم يمتاز عن نجم فى المجد" (‪1‬كو‪: 16‬‬

‫‪ . )41‬ألم يقل القديس بطرس أننا أصبحنا شركاء الطبيعة اإللهية‪ .‬وقال السيد المسيح أنا قد أعطيتهم المجد‬ ‫الذى أعطيتنى يو ‪ 22 : 14‬وهناك أبواب لهذا المخدع‪ ،‬كأن الجميع مدعوون لهذا المجد‪ .‬وهناك ممرات‬ ‫لنمشى‪ .‬فاهلل يريدنا فى حركة دائمة ونمو دائم وتوبة مستمرة ‪ ،‬نخدم اهلل ونشهد له فى حياتنا ‪ ،‬إتجاهنا دائماً هو‬

‫مجد إسمه‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخر َج ِني َن ْح َو ا ْل َب ِ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫اس ُه‬ ‫اب ا ْل ُمتَّ ِج ِه َن ْح َو ا ْل َم ْ‬ ‫ق َوقَ َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)21-15‬فلَ َّما أَتَ َّم ق َي َ‬ ‫اس ا ْل َب ْيت الدَّاخل ِّي‪ ،‬أ ْ َ‬ ‫ِ ‪17‬‬ ‫ِ ‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫اس‪َ ،‬خمس ِم َئ ِة قَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ص َب ِة ا ْل ِق َي ِ‬ ‫ص َب ِة ا ْل ِق َي ِ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫ب‬ ‫ب ا ْل َم ْ‬ ‫اس َجان َ‬ ‫اس َجان َ‬ ‫اس َح َوالَ ْيه‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ص َبة ِبقَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ق ِبقَ َ‬ ‫َح َوالَ ْيه‪ .‬قَ َ‬ ‫ِ ‪18‬‬ ‫وب‪َ ،‬خمس ِم َئ ِة قَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪َ ،‬خمس ِم َئ ِة قَ ٍ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ب ا ْل َج ُن ِ‬ ‫ص َب ِة ا ْل ِق َي ِ‬ ‫ص َب ِة ا ْل ِق َي ِ‬ ‫اس‪.‬‬ ‫اس َجان َ‬ ‫ص َبة ِبقَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫اس َح َوالَ ْيه‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ص َبة ِبقَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِّ َ‬

‫‪212‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني واألربعون)‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪19‬ثُ َّم َدار إِلَى ج ِان ِب ا ْل َغر ِب وقَاس َخمس ِم َئ ِة قَ ٍ‬ ‫ص َب ِة ا ْل ِق َي ِ‬ ‫ور‬ ‫َ‬ ‫اس ُه م َن ا ْل َج َوان ِب األ َْرَب َعة‪ .‬لَ ُه ُ‬ ‫اس‪ .‬قَ َ‬ ‫ص َبة ِبقَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ْ َ‬ ‫س ٌ‬ ‫َ‬ ‫حوالَ ْي ِه َخمس ِم َئ ٍة طُوالً‪ ،‬و َخمس ِم َئ ٍة عر ً ِ‬ ‫ص ِل َب ْي َن ا ْل ُمقَد ِ‬ ‫َّس َوا ْل ُم َحلَّ ِل‪".‬‬ ‫ضا‪ ،‬ل ْلفَ ْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫َْ‬

‫هو بيت مربع كما رآه يوحنا الحبيب فاهلل عمله متكامل فينا وهو يكمل ضعفاتنا‪ .‬ومساحة البيت من كل ناحية‬

‫(‪ . )144 × 6‬ورقم (‪ )6‬يشير للنعمة الفائضة ورقم (‪ )144‬يشير لعطية المسيح لنا على األرض وفى السماء‬

‫على كل ما تركناه ألجله من محبة لهذا العالم ‪ .‬فكأن أبعاد البيت تعنى أننا فى جسد المسيح ومن خالله نحصل‬

‫على عطاياه وبنعمة فائقة كلما إنفصلنا عن العالم الخارجى ‪ .‬وهذا معنى للفصل بين المقدس والمحلل = " فكل‬

‫شئ يحل لى ولكن ليس كل األشياء تبنى" وتثبتنى فى هذا البناء المقدس = جسد المسيح‪ .‬ونحن كجسد للمسيح‬

‫وهيكله يجب أن نضع حداً فاصالً وسو اًر بين األشياء العادية المحللة وبين ما هو مقدس‪ ،‬بين إسم اهلل وباقى‬ ‫األسماء‪ ،‬بين يوم اهلل وباقى األيام‪ ،‬بين كتابه المقدس وباقى الكتب‪ ،‬وبين تصرفاتنا مع العالم وحياتنا فيه وبين‬

‫أن يكون القلب فى عبادة بوقفة مقدسة أمام اهلل‪.‬‬

‫ورقم ‪ 144 × 6 = 511‬أى نعمة اهلل التى تشمل قطيع المسيح الصغير كله‪.‬‬

‫ملخص اإلصحاح‬ ‫رأينا من قبل أن هناك مخادع (مخدع تترجم منسك) فى كل مكان فى الهيكل ‪ ،‬وهذه المخادع تشير لمخدع‬

‫الصالة " وأما أنت فمتى صليت فأدخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصل ‪( "...‬مت‪ . )3 : 3‬وفى هذه الخلوة مع‬ ‫اهلل يكشف لنا الروح القدس عن شخص المسيح القدوس الحلو العشرة ‪ .‬وتوجد مخادع خارجية ومخادع فى‬ ‫الداخل ‪ ،‬وهذا يشير ألن معرفة المسيح تزداد كلما دخلنا إلى العمق ‪ .‬وهنا فى هذا اإلصحاح نرى عمقا جديدا‬ ‫ندخل إليه عن طريق سر اإلفخارستيا الذى تمارسه الكنيسة والذى به تنفتح أعيننا باألكثر لنعرف المسيح‬

‫ونت ذوق حالوة عشرته ‪ ،‬كما إنفتحت أعين تلميذى عمواس وعرفوا المسيح إذ ناولهم من الخبز الذى باركه وكسره‬

‫(لو‪ . ) 31 ، 34 : 24‬ولكى يعبر الوحى هنا عن هذه الحقيقة تكلم ال عن مخادع بل عن أساطين (أروقة) =‬

‫(آية‪ . )6‬والرواق أوسع بكثير من المخدع ‪ .‬واإلشارة لسر اإلفخارستيا جاءت فى اآليات (‪ . )14 ، 13‬إذن‬ ‫فاألساطين تتكلم عن عالقة داخلية مع المسيح على مستوى اإلتحاد به عن طريق سر اإلفخارستيا ‪ .‬وأيضا فهذه‬

‫العالقة درجات لذلك نجد أن األساطين ثالث طبقات (آية‪ )3‬وهى تتسع كلما تعلو (آية‪. )3‬‬

‫ثم نسمع عن الممشى (آية‪ )4‬الذى أمام المخادع ‪ ،‬وهذا يعنى أن من يعرف المسيح يحبه ‪ ،‬ومن أحبه ال يقدر‬ ‫إال أن يخدمه وال يستطيع أن يبقى ساكنا ‪ ،‬فخدمة المسيح عالمة محبتنا له ‪ ،‬ومفهوم هذا كما قال بولس الرسول‬

‫" أنا مديون لليونانيين ‪( "...‬رو‪ )14 :1‬والمعنى أنه بعد أن شعر بولس الرسول بعظم عطايا المسيح ومحبته ‪،‬‬

‫شع ر أنه يريد أن يفرح قلب المسيح بأن يأتى له باليونانيين بل بكل العالم ‪ .‬وراجع إصحاحات ‪ 8 ،4‬من سفر‬ ‫النشيد لترى ما حدث مع العروس‪ ،‬إذ عرفت عريسها وأحبته ‪ .‬وهذا ما حدث لإلبن الضال حينما عاد‪ ،‬نجد أن‬

‫أبوه‪ ،‬بعد أن تاب إبنه ألبسه (الحلة األولى) إشارة لقبول توبته ولغفران خطاياه وتبريره ‪ ،‬وأعطاه (حذاء) ليخرج‬

‫‪213‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثاني واألربعون)‬

‫ويخدم دائسا على أشواك العالم = الممشى ‪ .‬وأعطاه (خاتما) يصرف به من المواهب ما يحتاجه لخدمته ‪ .‬أما‬

‫(العجل المسمن) فهو إشارة لإلتحاد بالمسيح من خالل سر اإلفخارستيا ‪.‬‬

‫أما اآليات (‪ )24 – 16‬نجد فيها النعمة القوية وعمل اهلل فى حماية من يخدم ويجاهد = سور ‪ .‬وهذا ما يعنيه‬

‫رقم ‪ ، 6‬فطول السور وعرضه خمس مئة ذراع ‪ .‬ورقم ‪ 5‬يشير للنعمة المسئولة ‪ .‬ورقم ‪ 111‬يشير لقطيع‬ ‫المسيح (مت‪ ، )12 : 18‬وتشير أيضا لعطية المسيح لمن يترك ألجله بيوتا أو إخوة ‪( ....‬مت‪. )22 : 12‬‬

‫النعمة المسئولة = عطايا اهلل المجانية نسميها النعمة ‪ ،‬ولكن كما قال األباء أن النعمة عطية مجانية ولكن اهلل‬ ‫يعطيها لمن يستحقها ‪ .‬ونرى معنى أن رقم ‪ 5‬يشير للنعمة فى عطية السيد المسيح الوفيرة فى معجزة الخمس‬

‫خبزات ‪ .‬ونرى معنى المسئولة من أن لنا ‪ 5‬حواس ‪ ،‬و‪ 5‬أصابع فى كل يد ‪ ،‬و‪ 5‬أصابع فى كل رجل ‪ .‬وأنا‬ ‫المسئول عما يدخل إلى القلب مما أسمح به ألن يدخل من خالل حواسى ‪ ،‬أو ما أعمله بيدى ‪ ،‬أو المكان الذى‬

‫أتواجد فيه وقد ذهبت إليه بقدمى ‪ .‬فمن يتحكم فى كل هذا تسانده النعمة ‪ .‬لذلك سأل الرب مريض بيت حسدا "‬

‫أتريد أن تب أر " ‪.‬‬

‫والحماية المقصود بها أن ال ينجذب أحد من أبناء اهلل لما أسماه هنا المحلل ‪ ،‬بل ينجذب لكل ما هو مقدس =‬ ‫والمقدس هو كل ما يخص العشرة مع اهلل كالصالة والتسابيح ‪ .‬والعالم وكل ما خلقه اهلل محلل ولكن اإلنغماس‬ ‫فى ملذات العالم يقود لإلبتعاد عن الخلوات والصلوات والتسابيح ‪ .‬وحماية اهلل هنا تعنى أن اهلل يعطينا أن نقول‬

‫مع بولس الرسول " من أجل فضل معرفة يسوع المسيح ربى الذى من أجله خسرت كل األشياء وأنا أحسبها نفاية‬

‫لكى أربح المسيح " (فى‪ = )8 : 3‬للفصل بين المقدس والمحلل (آية‪.)24‬‬ ‫تأمالت فى اإلصحاح‬

‫اآلية ‪ -: 1‬أدخلنى إلى المخدع = الثبات فى اهلل ‪ ...‬الذى هو تجاه المكان المنفصل = من يطلب الثبات فى‬ ‫اهلل عليه أن ينعزل عن العالم ‪ ...‬الذى هو قدام البناء إلى الشمال = من جهة الشمال يأتى شر األعداء ‪.‬‬ ‫وأعداؤنا هم الشيطان والجسد الساكن فيه الخطية‪ ،‬والخطايا والعثرات الموجودة فى العالم ‪ ،‬وهذه هى المقصودة‬

‫بأن نعتزلها ‪ ،‬فحين نقول أنه علينا أن نعتزل العالم فالمقصود أن نعتزل الخطايا والمعثرات التى فى العالم ‪.‬‬

‫اآلية ‪ -: 4‬المخادع ‪ ...‬أبوابها نحو الشمال = إذا كان الشمال هو مصدر هجوم وتهديد العدو ‪ ،‬والمخادع‬ ‫هى الكنائس التى نأخذ منها الثبات فى المسيح عن طريق سر اإلفخارستيا من على المذبح مائدة الرب ‪ ،‬فهذا‬

‫يذكرنا بقول المرنم فى المزمور " ترتب قدامى مائدة تجاه مضايقى " (مز‪ ، )6 : 23‬فالمضايقين هم من الشمال‬

‫والرب أعد لنا هذه المائدة لنقاومهم بالثبات فيه ‪.‬‬

‫آية ‪ -: 6‬األساطين ‪ ...‬لم يكن لها أعمدة = األعمدة وظيفتها أن تحمل البناء أما الكنيسة فالمسيح يسندها‬ ‫ويحملها ‪.‬‬

‫‪214‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث واألربعون)‬

‫اإلصحاح الثالث واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الثالث واألربعون‬ ‫ذهب به الروح إلى الباب الشرقى فى ذات الموضع الذى منه إنطلقت المركبة الكاروبيمية لتفارق بيت اهلل (‪14‬‬ ‫‪ )12 :‬ثم يفارق اهلل المدينة كلها (إصحاح ‪ )11‬بسبب خطايا الشعب‪ .‬واآلن بعد تأسيس هذا الهيكل الفخم صار‬

‫مشابهاً لألجسام التى تكونت من العظام اليابسة واكتست لحماً وأعصاباً ثم حل فيها الروح‪ .‬هكذا فى هذا الهيكل‬ ‫حل فيه مجد اهلل‪ .‬وكم كان اهلل الذى " لذاته مع بنى آدم " (أم‪ )31 : 8‬مشتاقاً لهذه اللحظة‪ .‬والمجد اإللهى جاء‬

‫من الشرق معلناً أن عودة المجد اإللهى إلى الطبيعة البشرية إنما يتحقق بمجئ السيد المسيح " شمس البر "‬ ‫(مل ‪ )2 : 4‬والمسيح ظهر نجمه فى المشرق‪ .‬ولهذا يصرخ الشماس " والى الشرق أنظروا " ‪ .‬والكنيسة تصلى‬ ‫نحو الشرق كتقليد‪ ،‬فنحن فى إشتياق دائم لمجئ المسيح الثانى فى مجده لنتمجد معه‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫اب‪ ،‬ا ْل َب ِ‬ ‫ب ِبي إِلَى ا ْل َب ِ‬ ‫اب ا ْل ُمتَّ ِج ِه َن ْح َو َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ق‪" .‬‬ ‫آية (‪ " -:)1‬ثُ َّم َذ َه َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ق وصوتُ ُه َك ِ ِ ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ق َّ‬ ‫ط ِري ِ‬ ‫ض‬ ‫اء ِم ْن َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يرٍة‪َ ،‬واأل َْر ُ‬ ‫الش ْر ِ َ َ ْ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)12-2‬وِا َذا ِب َم ْجد إِله إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫يل َج َ‬ ‫ص ْوت م َياه َكث َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ُخ ِرب ا ْلم ِدي َن َة‪ ،‬وا ْلم َن ِ‬ ‫ت ِع ْن َد‬ ‫اظ ُر َكا ْل َم ْنظَ ِر الَِّذي َأرَ ْي ُ‬ ‫اء ْت ِم ْن َم ْج ِد ِه‪َ .‬وا ْل َم ْنظَ ُر َكا ْل َم ْنظَ ِر الَِّذي َأر َْيتُ ُه لَ َّما ِج ْئ ُ‬ ‫أ َ‬ ‫َض َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت أل ْ َ َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ق ا ْل َب ِ‬ ‫اب ا ْل ُمتَّ ِج ِه َن ْح َو َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ب إِلَى ا ْل َب ْي ِت ِم ْن طَ ِري ِ‬ ‫ق‪5 .‬فَ َح َملَ ِني‬ ‫الر ِّ‬ ‫اء َم ْج ُد َّ‬ ‫ور‪ ،‬فَ َخ َرْر ُ‬ ‫ت َعلَى َو ْج ِهي‪ .‬فَ َج َ‬ ‫َن ْه ِر َخ ُاب َ‬ ‫‪6‬‬ ‫َّاخلِي ِ‬ ‫َّار الد ِ‬ ‫وح َوأَتَى ِبي إِلَى الد ِ‬ ‫ان َر ُج ٌل َو ِاقفًا‬ ‫الر ِّ‬ ‫َّة‪َ ،‬وِا َذا ِب َم ْج ِد َّ‬ ‫ب قَ ْد َمألَ ا ْل َب ْي َ‬ ‫س ِم ْعتُ ُه ُي َكلِّ ُم ِني ِم َن ا ْل َب ْي ِت‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ُر ٌ‬ ‫ت‪َ ،‬و َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ث أَس ُك ُن ِفي و ِ ِ‬ ‫ان ُكر ِس ِّيي وم َك ُ ِ‬ ‫يل إِلَى‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ِع ْن ِدي‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ال لِي‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫سط َبني إِ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ان َباط ِن قَ َد َم َّي َح ْي ُ ْ‬ ‫آد َم‪ ،‬ه َذا َم َك ُ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫اهم والَ ِبجثَ ِث ملُ ِ‬ ‫يل ِ‬ ‫ت إِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وك ِه ْم ِفي‬ ‫ُّوس‪ ،‬الَ ُه ْم َوالَ ُملُو ُك ُه ْم‪ ،‬الَ ِب ِزَن ُ ْ َ ُ‬ ‫س َرائ َ ْ‬ ‫س َب ْع ُد َب ْي ُ ْ‬ ‫اسمي ا ْلقُد َ‬ ‫األ َ​َبد‪َ ،‬والَ ُي َن ِّج ُ‬ ‫ُ‬ ‫مرتَفَع ِات ِهم‪ِ 8 .‬بجعلِ ِهم عتَبتَهم لَ َدى عتَب ِتي‪ ،‬وقَو ِائمهم لَ َدى قَو ِائ ِمي‪ ،‬وب ْي ِني وب ْي َنهم ح ِائطٌ‪ ،‬فَ َنجَّسوا ِ‬ ‫ُّوس‬ ‫َ َ ُْ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫اسمي ا ْلقُد َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُْ‬ ‫َ ْ ْ َ َ ُْ‬ ‫ُْ َ ْ‬ ‫‪9‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِط ِه ْم إِلَى‬ ‫اه ْم َو ُجثَ َ‬ ‫اآلن ِزَن ُ‬ ‫اس ِات ِهِم الَِّتي فَ َعلُ َ‬ ‫ض ِبي‪َ .‬ف ْل ُي ْب ِع ُدوا َع ِّني َ‬ ‫وها‪ ،‬فَأَ ْف َن ْيتُ ُه ْم ِب َغ َ‬ ‫َس ُك َن في َو ْ‬ ‫ث ُملُوك ِه ْم فَأ ْ‬ ‫ِب َر َج َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س َم‪11 .‬فَِإ ْن َخ ُزوا‬ ‫يسوا َّ‬ ‫آد َم‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َخ ِب ْر َب ْي َ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫األ َ​َب ِد‪َ « .‬وأَ ْن َ‬ ‫الر ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫يل َع ِن ا ْل َب ْيت ل َي ْخ َز ْوا م ْن آثَام ِه ْم‪َ ،‬وْل َيق ُ‬ ‫ش َكالِ ِه و ُك َّل فَرِائ ِ‬ ‫ارج ُه وم َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش َرِائ ِع ِه‪َ ،‬وا ْكتُ ْب‬ ‫اخلَ ُه َو ُك َّل أَ ْ‬ ‫ض ِه َو ُك َّل َ‬ ‫ورةَ ا ْل َب ْيت َو َر ْ‬ ‫م ْن ُك ِّل َما فَ َعلُوهُ‪ ،‬فَ َعِّرف ُ‬ ‫َ‬ ‫ْه ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫ص َ‬ ‫س َم ُه َو َم َخ ِ َ َ َ‬ ‫‪ِ ِ 12‬‬ ‫ِ​ِ​ِ‬ ‫َعي ِن ِهم لِي ْحفَظُوا ُك َّل ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َّن ُة ا ْل َب ْي ِت‪َ :‬علَى َأر ِ‬ ‫ْس ا ْل َج َب ِل ُك ُّل تُ ْخ ِم ِه‬ ‫َّام أ ْ ُ ْ َ‬ ‫سو ِمه َو ُك َّل فَ َرائضه َوَي ْع َملُوا ِب َها‪ .‬هذه ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ذل َك قُد َ‬ ‫حوالَ ْي ِه قُ ْدس أَق َْد ٍ ِ ِ ِ‬ ‫سنَّ ُة ا ْل َب ْي ِت‪".‬‬ ‫اس‪ .‬هذه ه َي ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ​َ‬

‫اإلصحاح السابق سمعنا فيه عن الدخول إلى أعماق جديدة وعالقة داخلية جديدة مع المسيح على مستوى‬

‫اإلتحاد به عن طريق سر اإلفخارستيا كما سبق وقلنا ‪.‬‬

‫ولكن كيف يعطينا المسيح سر اإلفخارستيا هذا ؟‬

‫كان هذا بالصليب ‪ ،‬واإلفخارستيا هى إمتداد لذبيحة الصليب ‪.‬‬ ‫‪215‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث واألربعون)‬

‫وكيف يصلب ويموت إبن اهلل الحى الذى ال يموت ؟‬ ‫كان هذا بالتجسد‪ .‬وهنا فى هذا اإلصحاح نسمع عن التجسد‪ .‬والتجسد هو إتحاد الهوت ابن اهلل له كل المجد‬

‫بجسد (ناسوت ) أخذه من العذراء مريم ‪ .‬فالعذراء مريم كانت الباب الذى دخل منه ابن اهلل شمس البر للبشرية =‬

‫الباب المتجه نحو الشرق‪ .‬وقارن مع اآليات (حز‪ . )3 – 1 : 44‬وألنه شمس البر أتى من الباب الشرقى ‪.‬‬ ‫واذا بمجد إله إسرائيل جاء من طريق الشرق (آية‪ . )2‬جاء مجد إله إسرائيل (أى الهوت االبن) جاء ليتحد‬

‫بجسد ونراه فى الهيئة كإنسان ‪ ،‬لذلك رآه حزقيال كرجل = وكان رج ٌل واقفا عندى(آية‪ = )3‬ابن اهلل " تجسد‬ ‫وتأنس " وصار إنسانا كامال وشابهنا فى كل شئ إال أنه كان بال خطية ‪ " .‬والكلمة صار جسدا وحل بيننا‬

‫ورأينا مجده ‪( "....‬يو‪. )14 : 1‬‬ ‫وصوته كصوت ٍ‬ ‫مياه كثيرة = المياه تشير للروح القدس‪ ،‬فالروح القدس هو الذى حل على العذراء مريم ليحدث‬ ‫فى بطنها هذا اإلتحاد العجيب بين الهوت اإلبن وجسده الذى أخذه منها ‪ .‬وأيضا بعد أن جلس المسيح عن‬

‫يمين اآلب أرسل الروح القدس يوم الخمسين ليؤسس الكنيسة جسد المسيح ‪ .‬واألرض أضاءت من مجده =‬ ‫فالمسيح هو نور العالم (يو‪ . )12 : 8‬ويشرح الوحى على فم حزقيال أن االبن بالهوته ومجده أتى إلى العالم‬ ‫متحدا بجسد بشريتنا عن طريق العذراء فى (أيات‪ ، )4 ، 3‬فالنبى رأى نفس المنظر الذى رآه لعرش اهلل والمركبة‬

‫الكاروبيمية من قبل ‪ .‬وهذا اإلله الذى رآه على عرشه هو نفسه الذى تجسد من بطن العذراء ‪ .‬ولما دخل االبن‬

‫إلى العالم دخل المجد إلى العالم " أكون مجدا فى وسطها " (زك‪ )6 : 2‬والمسيح وسط كنيسته ولألبد ‪.‬‬

‫والمنظر الذى رأيته كالمنظر الذى رأيته لما جئت ألخرب المدينة = (راجع إصحاحات ‪ )11 – 8‬وقوله لما‬

‫جئت ألخرب المدينة يعنى أنه تنبأ بهذا " ألجل هذا تنبأ عليهم تنبأ يا ابن آدم " (حز‪ . )4 : 11‬والرب أوحى‬ ‫لحزقيال بما قاله ثم نفذه ‪ .‬والمناظر كالمنظر الذى رأيت عند نهر خابور = أى عرش اهلل والكاروبيم وكل ما‬ ‫صاحبه من نور ومجد ‪.‬‬

‫وفى (آية‪ )4‬أسكن فى وسط بنى إسرائيل إلى األبد = إسرائيل هنا هى الكنيسة " إسرائيل اهلل " (غل‪. )13 : 3‬‬

‫وهذا ألن اهلل يقول بعد هذا مباشرة وال ينجس بعد بيت إسرائيل إسمى القدوس ‪ ....‬فهم نجسوه من قبل (آية‪)8‬‬ ‫‪ .‬ولكن من يؤمن فيهم بالمسيح ويتوب يقبله المسيح = فليبعدوا عنى اآلن زناهم ‪ ...‬فأسكن فى وسطهم إلى‬

‫األبد ‪ .‬وفى (آية‪ ) 14‬يطلب الرب من النبى أن يشرح للجميع يهود ومسيحيين عن الثمن الذى دفعه المسيح‬ ‫ليؤسس الكنيسة = ليقيسوا الرسم ‪ .‬فيخزوا من خطاياهم التى سببت للمسيح كل هذه اآلالم ‪.‬‬

‫صوته كصوت مياه كثيرة = قارن مع (رؤ ‪ .)16 : 1‬أى أن هذا الذى جاء هو المسيح نفسه‪ ،‬صوته مرعب‬ ‫كصوت مياه كثيرة بالنسبة للخطاة ‪ ،‬وبالنسبة ألحبائه فالمياه الكثيرة تشير لفيض نعمته عليهم وحلول الروح‬ ‫عليهم‪ .‬واألرض أضاءت = ألنه هو نور العالم ‪( +‬أف ‪ . )8 : 6‬وحينما رأى هذا المنظر ثانية خر على وجهه‬

‫وحمله الروح للدار الداخلية واذا بمجد الرب قد مأل البيت = فكل مجد إبنة الملك من داخل‪ .‬ولنالحظ أن هذا‬

‫هو عمل الروح القدس أن يكشف لنا مجد المسيح فى الداخل "يأخذ مما لى ويخبركم" (يو‪1 +14 : 13‬كو ‪: 2‬‬

‫قدمى حيث أسكن = هذا التعبير كان يقال من اليهود عن هيكل أورشليم‬ ‫‪ .)14 ، 2‬مكان كرسيي ومكان باطن‬ ‫َّ‬

‫‪216‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث واألربعون)‬

‫قدمى ‪ ،‬وصلب فى هذا المكان ‪،‬‬ ‫‪ ،‬ولكن المسيح ابن اهلل تجسد فعال ووطأت قدماه على أرضنا = مكان باطن‬ ‫َّ‬ ‫وبصليبه ملك على قلوب شعبه = مكان كرسي َّى ‪ .‬ولكن اآلن تعنى العبارة الكنيسة هيكل جسد المسيح فى كل‬ ‫مكان ‪ .‬فهو حل وسطنا وسكن فينا نحن جسده وأصبحنا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه‪ .‬وال نجد هنا‬ ‫سحابة فالرؤيا اآلن أوضح كثي اًر جداً من العهد القديم ‪ .‬وكان رجالً واقفاً عندى = هذا الرجل هو السيد المسيح‬

‫كإعالن عن تجسده وأن تجسده هو الطريق لهذا المجد للكنيسة‪.‬‬

‫ولكن هناك شرط ليبقى مجد اهلل وسطنا ‪ ،‬ولنكون حجارة حية فى هيكل جسد المسيح أال وهو التوبة والنقاوة = ال‬ ‫ينجس بيت إسرائيل إسمى القدوس ال هم وال ملوكهم = هم وملوكهم بخطاياهم جلبوا على أنفسهم كل هذه‬

‫األحكام ‪ .‬ولكن غالباً كلمة ملوكهم المقصود بها األوثان التى سموها ملوكاً فهكذا كان إسم اإلله عند الوثنيين‬ ‫بعل أو مولوك أى سادة عليهم فمعنى كلمة بعل = سيد و مولوك = ملك ‪ .‬ولكن اهلل يسمى هؤالء السادة جثث‬

‫ملوكهم = فهى ليست آلهة بل موت ونجاسة‪ ،‬والجثث تعنى نجاسة‪ .‬والعجيب أنهم جعلوا عتبتهم لدى عتبة اهلل‬ ‫= أى أن مساكنهم كانت ملتصقة ببيت اهلل (= صاروا جيرانا لبيت اهلل) ولكنهم لم يستطيعوا أن يتقدسوا‪،‬‬

‫ولألسف فهذا حال كثيرين ممن فى الكنيسة ملتصقين باهلل ولكنهم بعيدين بقلوبهم عنه‪ .‬إال أن عبارة جثث‬

‫ملوكهم = يمكن فهمها على المؤمنين اآلن‪ ،‬فاهلل جعلنا ملوكاً وكهنة (رؤ ‪ ،)2 : 1‬وجعلنا ملتصقين به وقريبين‬

‫جداً منه = عتبتهم لدى عتبة اهلل ولكننا مع وجودنا فى هيكله ننجس هذا المكان الطاهر وال نستفيد من وجودنا‬ ‫فيه‪ .‬فاهلل فى وسطنا يسكن وقادر أن يطهرنا فنصير أحياء وليس جثث ملوك‪ .‬وليقيسوا الرسم = المعنى أن‬ ‫عليهم أن يعرفوا ويفهموا حجم الخيرات التى أعدها اهلل لهم‪ .‬وعلينا أن ال نكون كاإلبن األكبر لإلبن الضال‬

‫نحسب أن خيرات اهلل هى العطايا المادية ‪ ،‬بل علينا أن تنفتح عيوننا على عطايا اهلل الروحية ‪ .‬وبالنسبة للعهد‬ ‫القديم فهم سيسعدون بأن اهلل سيقيم لهم هيكل أفخم من الهيكل األول‪ .‬وبالنسبة لنا فهذا الهيكل هو جسده‪ ،‬وهو‬

‫يحل فينا بمجده وحينما نعرف هذا علينا أن نخجل من خطايانا‪ .‬ولنعرف أن الجبل كله قدس أقداس = أى‬ ‫الكنيسة كلها‪ ،‬فلم يعد هناك قدس أقداس منفصل‪ ،‬بل الجسد‪ ،‬جسد المسيح أى الكنيسة كلها مقدسة ‪.‬‬ ‫اآليات (‪«13 " -:)17-13‬و ِ‬ ‫هذ ِه أَ ْق ِيس ُة ا ْلمذ َْب ِح ِباألَذْر ِع‪ ،‬و ِّ‬ ‫ض ِذ َارعٌ‪،‬‬ ‫ض ُن ِذ َراعٌ‪َ ،‬وا ْل َع ْر ُ‬ ‫الذ َراعُ ِه َي ِذ َراعٌ َوِفتٌْر‪ :‬ا ْل ِح ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪14‬‬ ‫شفَ ِت ِه حوالَ ْي ِه ِش ْبر و ِ‬ ‫وح ِ‬ ‫ض إِلَى ا ْل ُخ ِ‬ ‫ض ِن ِع ْن َد األ َْر ِ‬ ‫َس َف ِل‬ ‫اش َيتُ ُه إِلَى َ‬ ‫اح ٌد‪ .‬ه َذا ظَ ْه ُر ا ْل َمذ َْب ِح‪َ .‬و ِم َن ا ْل ِح ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫صم األ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ض ِذراعٌ‪ .‬و ِم َن ا ْل ُخصِم األَص َغ ِر إِلَى ا ْل ُخصِم األَ ْكب ِر أَربع أَذْر ٍع‪ ،‬وا ْلعر ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع ِ‬ ‫ذ َر َ‬ ‫ض ذ َراعٌ‪َ .‬وا ْل َم ْوِق ُد أ َْرَبعُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ َ َْ‬ ‫ان‪َ ،‬وا ْل َع ْر ُ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ق أ َْرَب َع ُة قُ​ُر ٍ‬ ‫َّعا َعلَى َج َو ِان ِب ِه‬ ‫ش َرةَ طُوالً‪ِ ،‬باثْ َنتَ ْي َع َ‬ ‫ون‪َ .‬وا ْل َم ْوِق ُد اثْ َنتَا َع َ‬ ‫أَذ ُْر ٍع‪َ .‬و ِم َن ا ْل َم ْوِق ِد إِلَى فَ ْو ُ‬ ‫ش َرةَ َع ْر ً‬ ‫ضا‪ُ ،‬م َرب ً‬ ‫ِ ‪17‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اع‪،‬‬ ‫ف ِذ َر ٍ‬ ‫ش َرةَ طُوالً ِبأ َْرَب َع َع َ‬ ‫ص ُم أ َْرَب َع َع َ‬ ‫صُ‬ ‫ش َرةَ َع ْر ً‬ ‫ضا َعلَى َج َوان ِبه األ َْرَب َعة‪َ .‬وا ْل َحاش َي ُة َح َوالَ ْيه ن ْ‬ ‫األ َْرَب َعة‪َ .‬وا ْل ُخ ْ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫ق»‪".‬‬ ‫ض ُن ُه ِذ َراعٌ َح َوالَ ْي ِه‪َ ،‬وَد َر َجاتُ ُه تُ َجاهَ ا ْل َم ْ‬ ‫َو ِح ْ‬ ‫قلنا سابقا أن المسيح تجسد ليصلب ويموت ‪ ،‬لذلك تأتى اآليات اآلتية لتشرح لماذا قبل المسيح الصليب ‪ .‬ولكن‬

‫لنفهم أن الصليب قبِله المسيح وعلينا أن نقبله نحن أيضا ‪ ،‬فهو طريق الكمال ‪ .‬وفيما يلى سنرى مقاييس المذبح‬ ‫ومعناها ‪ .‬ونرى فى الجدول اآلتى لماذا قبل المسيح الصليب ‪ ،‬والدوافع التى تجعلنا نحن أن نقبله ‪ .‬إذ تحدث‬ ‫‪217‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث واألربعون)‬

‫عن عودة مجد الرب تكلم عن التوبة‪ .‬ولكن توبة بدون دم المسيح هى بال فائدة‪ ،‬لذلك جاء الحديث مباشرة عن‬

‫المذبح‪ ،‬وقطعاً نحن ال ننتظر أن يوجد مذبح اآلن تقدم عليه ذبائح حيوانية‪ ،‬فهذه ال مكان لها فى العبادة بعد أن‬

‫قدم المسيح نفسه على الصليب‪ .‬ولكن هذا المذبح يشير ألن المسيح قد قدم نفسه ذبيحة عنا‪ ،‬ومازالت الكنيسة‬

‫فى كل قداس تقدم ذبيحة اإلفخارستيا ‪ ،‬وهى تعطى لمغفرة الخطايا‪ .‬ويشير المذبح‪ ،‬للصليب الذى قبله المسيح‬ ‫شفيعنا الذى يشفع فينا بدمه ولألبد‪.‬‬

‫ويشير لنا نحن الذين يجب علينا أن نقدم أنفسنا ذبائح حية مقدسة (رو‪ . )1 : 12‬بل يجب أن تكون هذه‬

‫حياتنا أن نمات ألجل المسيح كل النهار (رو‪ . )33 : 8‬فتظهر حياة المسيح فى جسدنا المائت (‪2‬كو‪)14 : 4‬‬ ‫‪.‬‬

‫ولكن لنالحظ أن أبعاد هذا المذبح ال معنى لها لو تم تنفيذها حرفياً طبقاً للقياسات الموجودة هنا‪ .‬فطول هذا‬

‫المذبح (إرتفاعه) = ‪ 14 = 4 + 4 + 4 + 2‬ذراع أى حوالى ‪ 4‬متر‪ .‬ومن يتصور أن كل هذا سيتم تنفيذه‬

‫حرفياً‪ ،‬يقول أن هناك كهنة يقفون على الحضن ويتسلمون الذبائح ليسلموها لكهنة آخرين واقفين على الخصم‬ ‫األسفل‪ ،‬وهؤالء يضعون الذبيحة فى نيران الموقد !! فما معنى هذا ؟ هذا ال يمكن فهمه إال بالمعنى الرمزى‬

‫ولنالحظ ‪-:‬‬

‫الحضن‬

‫الخصم األسفل‬ ‫الخصم األعلى‬

‫= ‪ 18‬ذراع = ‪ 2( 2 × 2‬رقم الدينونة)‬ ‫= ‪ 13‬ذراع = ‪ 8( 8 × 2‬رقم األبدية السعيدة)‬ ‫= ‪ 14‬ذراع = ‪ 4( 4 × 2‬رقم الكمال)‬

‫الموقد (الصليب) = ‪ 12 × 12‬ذراع (‪ 12‬هم شعب اهلل شركاء صليب المسيح )‬ ‫ومعنى األرقام أن من يأتى للمذبح‪ ،‬يكون أول ما يجذبه هو الخوف من الدينونة‪ ،‬ولكنه حينما ينضج روحياً‬ ‫تنفتح عيناه ليرى األبدية السعيدة فيفرح بالمسيح الذى أعد له هذا‪ .‬ومع إستمرار النضج‪ ،‬يكمل الشخص ويفرح‬

‫بالمسيح الذى بمحبته يكمله ويعده للسماء‪ ،‬فيثبت فى المسيح الكامل ‪ ،‬وهذا هو الكمال (كو‪. )28 : 1‬‬

‫والمسيحى الكامل يفرح بأن يشترك مع المسيح فى أالمه وصليبه ‪ ،‬فيقبل أن ُيلقى فى موقد التجارب واأللم متقبالً‬ ‫الصليب فى حب‪ .‬وهذا ما قاله بولس الرسول تماماً "من سيفصلنا عن محبة المسيح أشدة أم‪ ...‬من أجلك‬ ‫نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح " (رو ‪ .)33 ،36 : 8‬والحظ أن أبعاد الموقد ‪ 12 × 12‬وهذا إشارة‬

‫لشعبى اهلل ‪ ،‬شعب العهد القديم وشعب العهد الجديد‪ .‬والحظ تكرار رقم ‪ )4 × 2 ، 8 × 2 ، 2 × 2( 2‬فرقم ‪2‬‬ ‫هو رقم ابن اهلل األقنوم الثانى ‪ ،‬وهو رقم المسيح المتجسد الذى قدم نفسه ذبيحة ليجعل اإلثنين واحداً‪.‬‬

‫ومحبة المسيح الذى سبق وقدم نفسه ذبيحة عنا هى ما تدفعنا ألن نقدم أنفسنا ذبائح‪ ،‬سواء حية (بصلب أهوائنا‬ ‫مع شهواتنا) أو ذبائح حقيقية (كالشهداء)‪ " ،‬فنحن نحبه ألنه هو أحبنا أوالً " (‪1‬يو ‪ . )12 : 4‬ولذلك نجد‬

‫أقيسة المذبح باألذرع والذراع هو ذراع وفتر = الفتر هو المسافة الممتدة من السبابة إلى رأس اإلبهام إذا كانت‬

‫األصابع منفرجة بقدر ما يمكن‪ .‬والذراع هنا يشير للمسيح ذراع اهلل الذى تجسد ليقدم نفسه ذبيحة (إش ‪: 61‬‬

‫‪ .)1 : 62 + 2 ،6‬والفتر يشير لجهادى فى أن أقدم نفسى ذبيحة‪ ،‬جهاد بقدر ما أستطيع‪ .‬ونالحظ أن القصبة‬

‫‪218‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث واألربعون)‬

‫المستخدمة فى قياسات كل المبنى كانت ذراع وشبر (حز‪ )6 : 44‬والشبر هو المسافة الممتدة من رأس اإلبهام‬

‫إلى رأس الخنصر إذا إنفرجا وامتدا بقدر ما يمكن ‪ .‬والشبر أطول من الفتر ‪ ،‬والسبب واضح فالشبر هو جهادى‬

‫لبنائى روحيا كحجر حى فى هيكل اهلل (كالصالة والخدمة ‪ . )...‬أما الفتر فهو جهادى ألجل قبول الصليب‬ ‫وتقديم نفسى ذبيحة حية ‪ ،‬وتقديم النفس ذبيحة حية أصعب ولكنه طريق الكمال ‪ ،‬لكن الدوافع النفسية لقبول‬ ‫الصليب ضعيفة لذلك وضع قياساتها بالفتر ‪ .‬واهلل الذى يعلم ضعف اإلنسان لقبوله أالم الصليب يساعده‬ ‫ويعطيه معونة " بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا " (‪1‬كو‪ . )13 : 14‬ونالحظ أنه قيل‬ ‫عن المسيح أنه يك ُمل باألالم أى ليشابهنا فى كل شئ حتى األالم واألحزان ‪ ،‬ونحن نكمل باألالم لنتنقى ونشبه‬ ‫المسيح‪.‬‬ ‫أما الكهنة الواقفين على درجات المذبح ليتسلموا الذبائح ويسلموها لمن فى الدرجة األعلى‪ ،‬حتى تصل للموقد‪،‬‬

‫فهذا يشير أوالً للمسيح كاهننا األعظم الذى يعمل فينا لنكمل‪ ،‬وثانياً لكهنة الكنيسة وخدامها الذين يعمل فيهم‬ ‫الروح القدس فيحملون لنا التعليم الصحيح فنصل للكمال ونقبل أن نقدم أنفسنا ذبائح‪.‬‬

‫الحضن = هو جزء األساس المالمس لألرض مباشرة‪ .‬وهو القاعدة األساس الذى يستقر عليه كل المذبح ‪ .‬وقيل‬

‫عنه الحضن فهو يطوق ويحيط بكل المذبح وهو األساس لكل المذبح ‪ ،‬لذلك لنا أن نقول أنه يشير للمسيح الذى‬ ‫‪219‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث واألربعون)‬

‫هو أساس الكنيسة وهو يحتضنها بل يحملها كما نرى فى سفر الرؤيا أنه يحمل مالئكة الكنائس (رؤ‪. )1 : 2‬‬

‫وهو " حامل كل األشياء بكلمة قدرته " (عب‪. )3 : 1‬‬

‫والقاعدة أى الحضن إرتفاعها ‪ 2‬ذراع ‪ ،‬فرقم ‪ 2‬يشير للتجسد الذى حدث ليمكن للمسيح أن يقدم نفسه على هذا‬

‫المذبح ويموت ‪ ،‬فالالهوت ال يموت ‪.‬‬

‫الحضن ذراع والعرض ذراع = حينما ننظر إلى رسم المذبح نجد أبعاد الخصم األعلى ‪ . 14 × 14‬والخصم‬ ‫األسفل يزداد بمقدار عرض الخصم ‪ ،‬والعرض ذراع من كل ناحية‪ .‬فتكون قياسات الخصم األعلى ‪13 × 13‬‬

‫= (‪ . )2 + 14‬وبنفس الطريقة تكون قياسات الحضن ‪ 18 × 18‬ذراع ‪ .‬فما معنى القول أن الحضن ذراع‬

‫والعرض ذراع ‪ .‬المعنى سبق شرحه فى (حز‪ . )6 : 44‬ونقول هنا بنفس الطريقة أن الذراع هنا إشارة للعمل‬

‫الكامل‪ ،‬فسواء الطول أو العرض أو األساس فعمل اهلل كامل‪ .‬فالمسيح هو " الذى داس المعصرة وحده "‬

‫(إش‪ . )3 : 33‬والمسيح تمم الفداء كامال بصليبه ‪.‬‬

‫واذا كان الذراع هو ذراع وفتر فهذه هبة أعطاها لنا المسيح أن نتألم معه (فى‪ ، )22 : 1‬ومن يتألم معه سيتمجد‬

‫أيضا معه (رو‪. )14 : 8‬‬

‫وحاشيته إلى شفته حواليه شبر واحد = الحاشية هى كورنيش أو برواز كسور يدور حول الحضن ‪ .‬وهو‬ ‫لحماية الكهنة الواقفين عليه ‪ .‬ومرة أخرى نرى إستحالة تنفيذ هذا عمليا ‪ .‬فعرض الحضن حيث يقف الكاهن =‬

‫ذراع ويقتطع منه عرض الكورنيش وهو شبر!! فأين يقف الكاهن وكيف يحفظ إتزانه بل وعلى إرتفاع يصل إلى‬

‫‪ 6‬أمتار عن األرض وليضع الذبيحة على الموقد الذى هو أيضا على إرتفاع ‪ 2‬متر ؟! لكن هذا الكالم ال يفهم‬ ‫سوى رمزيا ‪ .‬فالمسيح قام بعمل الفداء ويدعونا ألن نحمل معه الصليب ‪ ،‬وهذا يعتبر كرامة لنا ‪ .‬ومن يقبل‬

‫يعينه المسيح ويحمله حمالً ‪ ،‬ولكن ثباته متوقف على قبوله اإلستمرار وجهاده ‪ ،‬لذلك كان قياس السور شبر =‬

‫وهو دور اإلنسان نفسه واستم ارره فى جهاده‪ .‬وأما من يرفض وينجذب لمحبة العالم ثانية سيسمع قول المسيح‬

‫‪ ...‬أنت حر واذا أردت أن تتركنى " أنا مزمع أن أتقيأك من فمى " (رؤ‪ . )13 : 3‬وبهذا يتكرر القول أن ك ٌل‬ ‫منا ‪ supported but not fastened‬وراجع شرح اآليات (حز‪ . )4 ، 3 : 41‬ولكن كان هذا بالنسبة للحضن‬ ‫وهو المستوى األول لإلقتراب من الصليب ‪ .‬هذا ظهر المذبح = كلمة ظهر جاءت فى الترجمة اإلنجليزية‬

‫‪ higher place of the altar‬وتأتى الكلمة بمعنى المشهور أو الرئيس فالحضن إشارة للمسيح الملك الذى‬ ‫صلِب ألجلها وهى تقبل الصليب حباً فيه ‪.‬‬ ‫يحمل الكنيسة ‪ ،‬هو ُ‬ ‫وفوق الحضن نجد ال ُخصم األسفل وفوقه ال ُخصم األعلى ‪ .‬وكلمة ُخصم تعنى المقعد ‪ .‬إذاً كأن هناك قاعدتين‬ ‫يحمالن الموقد الذى تحرق عليه الذبائح ‪.‬‬ ‫وارتفاع كل من الخصم األسفل والخصم األعلى والموقد ثابت وهو ‪ 4‬ذراع ‪ .‬ورقم ‪ 4‬هو رقم العمومية ‪ ،‬فالكل‬

‫مدعو للصليب " ومن ال يحمل صليبه ويأتى ورائى فال يقدر أن يكون لى تلميذا " (لو‪. )24 : 14‬‬

‫ولكن حين يصل اإلنسان للمستوى األعلى = ال ُخصم = إذ يقرر قبول الصليب فنسمع هذا والحاشية حواليه‬

‫نصف ذراع = وطالما قياس السور بالذراع تكون الحماية إلهية بالكامل ‪ .‬وراجع معنى رقم ‪ 1/2‬فى مقدمة خيمة‬

‫‪220‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث واألربعون)‬

‫اإلجتماع (سفر الخروج) ويكون المعنى أننا لن ندرك مدى الحماية اإللهية إال حينما نختبرها ‪ ،‬وذلك كما قالت‬

‫ملكة سبأ للملك سليمان بعد رؤيتها لمجد سليمان وعظمته ‪ ،‬عما سمعته عنه وهى بعد فى بلدها " فهوذا‬

‫النصف لم أخبر به " (‪1‬مل‪ )4 : 14‬أى ما سمعته كان كال شئ مما رأيته واختبرته حينما أتيت إلى قصر‬ ‫الملك فى أورشليم ‪ .‬وعن الحماية اإللهية قال الرب " ألنكم تعطون فى تلك الساعة ما تتكلمون به " (مت‪: 14‬‬

‫‪ . )12‬فاهلل يعطى ما نحتاج إليه فى حينه ‪.‬‬

‫المذبح = هو مركز الهيكل‪ ،‬فكل شئ فى هذا الهيكل مؤسس على ذبيحة الصليب وحتى يوحنا فى رؤياه رأى‬ ‫المسيح على أنه "خروف قائم كأنه مذبوح " (رؤ ‪. )3 : 6‬‬

‫القرون = تشير ألن عمل المسيح الكفارى وهزيمته للشيطان كان بقوة‪ ،‬وأن عمله فى تكميل المؤمنين هو عمل‬ ‫قوى أيضاً‪.‬‬

‫‪ 3‬درجات للوصول للموقد = قد تشير لدرجات الكهنوت الثالث (األسقفية والقسيسية والشموسية)‪ .‬أو تشير‬ ‫لدرجات اإلرتفاع للسماويات‪ ،‬كما كانت الغرف ثالث طبقات‪ ،‬هكذا هناك ‪ 3‬درجات فيمن يقتربون للذبيحة‪،‬‬

‫وكان فلك نوح ‪ 3‬طبقات (رمز الكنيسة الخارجة من المعمودية)‪ .‬وكلما إقتربنا ألعلى روحياً كان عمل الذبيحة‬

‫فينا نارياً يلهب قلوبنا‪ ،‬وكلما إ قتربنا ألعلى إزداد إشتياقنا لتقديم أنفسنا ذبائح‪ .‬وموضوع أن المسيح يقدم نفسه‬ ‫ذبيحة‪ ،‬وكنيسته تقدم نفسها ذبيحة سبق أبونا يعقوب وتنبأ عنه فى نبوته إلبنه يهوذا (جد المسيح بالجسد)‪ ،‬حين‬

‫صلِب) كأسد (المسيح) وكلبوة (الكنيسة) " (تك‪ . )2 : 42‬فالصليب هو نصيب المسيح‬ ‫قال "جثا وربض (أى ُ‬ ‫ونصيب من يريد أن يكون تلميذاً للمسيح وهذا ما قاله السيد المسيح (مر‪" )34 : 8‬من أراد أن يأتى ورائى‬ ‫فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى " وهذا هو طريق الكمال = الخصم األعلى = ‪( 4 × 2‬رقم الكمال)‪ .‬وراجع‬ ‫حوار الرب يسوع مع بطرس ( يو ‪ ) 21‬ونفهم منه أن الصليب هو عالمة محبتنا له ‪ ،‬لكن قبوله صعب وقارن‬

‫مع (مت‪. )22 : 13‬‬

‫‪221‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث واألربعون)‬

‫كيف نفهم معنى األرقام بالنسبة للمسيح وبالنسبة لنا ؟‬ ‫األرقام‬

‫بالنسبة لنا‬

‫بالنسبة للمسيح‬

‫‪ 2 ×2 = 18‬المسيح يتقدم للصليب (المذبح) نقبل الصليب (صلب أهواء الجسد‬ ‫ليرفع عنا الدينونة ‪.‬‬

‫أى نكون ذبيحة حية) خوفا من‬

‫‪ 2‬رقم الدينونة والمسيح هو الديان الدينونة ‪.‬‬

‫‪ 8 ×2 = 13‬المسيح يتقدم للصليب ليعطينا نقبل الصليب ألن عيوننا إنفتحت‬ ‫حياة أبدية ‪.‬‬

‫بالروح القدس ورأينا األبدية المعدة ‪.‬‬

‫‪ 8‬رقم الحياة األبدية وهى المسيح‬ ‫‪ 4 ×2 = 14‬المسيح يتقدم للصليب ليشبهنا كلما ندخل للعمق نثبت فى المسيح‬ ‫ويحمل األالم مثلنا ‪.‬‬

‫فنكمل (نحسب كاملين فى المسيح‬

‫‪ 4‬رقم الكمال والمسيح هو الرجل الكامل) (كو‪ )28 : 1‬وحينئذ نقبل‬ ‫شركة الصليب مع المسيح ‪.‬‬ ‫الكامل ونصير كاملين فيه‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ق أ َْرَب َع ُة قُ​ُر ٍ‬ ‫ضا‪،‬‬ ‫ش َرةَ طُوالً‪ِ ،‬باثْ َنتَ ْي َع َ‬ ‫ون‪َ .‬وا ْل َم ْوِق ُد اثْ َنتَا َع َ‬ ‫َوا ْل َم ْوِق ُد أ َْرَبعُ أَذ ُْر ٍع‪َ .‬و ِم َن ا ْل َم ْوِق ِد إِلَى فَ ْو ُ‬ ‫ش َرةَ َع ْر ً‬ ‫َّعا َعلَى َج َو ِان ِب ِه األربعة = الموقد = هو مكان إحراق الذبيحة وارتفاعه ‪ 4‬أذرع ‪ .‬وأبعاده ‪ 12 × 12‬وفوقه ‪4‬‬ ‫ُم َرب ً‬

‫قرون ومكانه فوق الخصم األعلى ‪ .‬ومعنى األبعاد ‪ 12 × 12‬أن شعب المسيح عليه أن يقبل األالم فى هذا‬

‫العالم الذى يبغض شعب المسيح ألنهم يبغضون المسيح (يو‪. )21 – 18 : 16‬‬

‫ودرجاته تجاه المشرق = ما يجعلنا نقبل الصليب نظرنا الدائم واشتياقنا للمجد حين يأتى المسيح فى مجيئه‬ ‫الثانى من الشرق ‪ .‬لذلك ينتهى اإلنجيل بقول القديس يوحنا " آمين تعال أيها الرب يسوع " (رؤ‪. )24 : 22‬‬

‫وقوله درجات ال تعنى بالضرورة أنه سيكون هناك سلم فهو لم يذكر أى مواصفات لهذه الدرجات ‪ ،‬إذاً المقصود‬ ‫بها هو قبول الشخص ألن يدخل إلى أعماق أكبر فى العالقة مع المسيح إلى أن تصل إلى شركة الصليب ‪.‬‬

‫هى أعماق تُعبر عن درجة الحب ‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ب‪ِ :‬‬ ‫ص ْن ِع ِه‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫آد َم‪ ،‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)27-18‬وقَ َ‬ ‫هذ ِه فَ َرِائ ُ‬ ‫ال لِي‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫ض ا ْل َمذ َْب ِح َي ْوَم ُ‬ ‫‪19‬‬ ‫ين الَِّذ َ ِ‬ ‫ص َع ِاد ا ْل ُم ْح َرقَ ِة َعلَ ْي ِه َولِ َر ِّ‬ ‫ين إِلَ َّي‬ ‫اد َ‬ ‫صُ‬ ‫وق ا ْل ُم ْقتَ ِرِب َ‬ ‫ش الدَِّم َعلَ ْي ِه‪ :‬فَتُ ْع ِطي ا ْل َك َه َن َة الالَّ ِوِّي َ‬ ‫ين م ْن َن ْ‬ ‫ِإل ْ‬ ‫س ِل َ‬ ‫ِ ٍ ‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُع ُه َعلَى قُ​ُروِن ِه األ َْرَب َع ِة‪،‬‬ ‫يح ِة َخطي‬ ‫الر ُّ‬ ‫لِ َي ْخ ِد ُموِني‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َّة‪َ .‬وتَأْ ُخ ُذ ِم ْن َد ِم ِه َوتَ َ‬ ‫ب‪ ،‬ثَْوًار م َن ا ْل َبقَ ِر ل َذ ِب َ‬ ‫ط ِّهره وتُ َكفِّر ع ْن ُه‪21 .‬وتَأْ ُخ ُذ ثَور ا ْل َخ ِطي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وعلَى أَرب ِع َزوايا ا ْل ُخ ِ‬ ‫ق ِفي‬ ‫َّة فَ ُي ْح َر ُ‬ ‫صم َو َعلَى ا ْل َحاش َية َح َوالَ ْي َها‪ ،‬فَتُ َ ُ ُ َ ُ َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫‪22‬‬ ‫س‪ .‬وِفي ا ْليوِم الثَّ ِاني تُقَِّرب تَ ْيسا ِم َن ا ْلمع ِز ص ِحيحا َذ ِبيح َة َخ ِطي ٍ‬ ‫ا ْلمو ِ‬ ‫ار َج ا ْل َم ْق ِد ِ‬ ‫َّن ِم َن ا ْل َب ْي ِت َخ ِ‬ ‫ض ِع ا ْل ُم َعي ِ‬ ‫َّة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ً‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ً‬ ‫َ‬

‫‪222‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث واألربعون)‬ ‫‪23‬‬ ‫ت التَّ ْط ِهير‪ ،‬تُقَِّرب ثَو ار ِم َن ا ْلبقَ ِر ِ‬ ‫الضأ ِ‬ ‫ْن‬ ‫شا ِم َن َّ‬ ‫يحا‪َ ،‬و َك ْب ً‬ ‫ون ا ْل َمذ َْب َح َك َما طَ َّه ُروهُ ِبالثَّْو ِر‪َ .‬وِا َذا أَ ْك َم ْل َ‬ ‫فَ ُيطَ ِّه ُر َ‬ ‫صح ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ًْ‬ ‫َ‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪25 .‬س ْبع َة أَي ٍ‬ ‫َّام تَ ْع َم ُل ِفي‬ ‫ص ِع ُدوَن ُه َما ُم ْح َرقَ ًة لِ َّلر ِّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫َّام َّ‬ ‫صح ً‬ ‫ب‪َ ،‬وُي ْلقي َعلَ ْي ِه َما ا ْل َك َه َن ُة م ْل ًحا َوُي ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫يحا‪َ .‬وتُقَِّرُب ُه َما قُد َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ُك ِّل يوٍم تَ ْيس ا ْل َخ ِطي ِ‬ ‫ْن ص ِحيح ْي ِن‪ .‬س ْبع َة أَي ٍ‬ ‫ون َع ِن ا ْل َمذ َْب ِح‬ ‫شا ِم َن َّ‬ ‫ون ثَْوًار ِم َن ا ْل َبقَ ِر َو َك ْب ً‬ ‫َّام ُي َكفُِّر َ‬ ‫َّة‪َ .‬وَي ْع َملُ َ‬ ‫الضأ ِ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪27‬‬ ‫ام ِن فَص ِ‬ ‫ون ِفي ا ْليوِم الثَّ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َعلَى‬ ‫اع ًدا أ َّ‬ ‫َوُي َ‬ ‫َن ا ْل َك َه َن َة َي ْع َملُ َ‬ ‫َّام َي ُك ُ‬ ‫ط ِّه ُروَن ُه َوَي ْمأل َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُون َي َدهُ‪ .‬فَإ َذا تَ َّم ْت هذه األَي ُ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ضى َع ْن ُك ْم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ا ْل َمذ َْب ِح ُم ْح َرقَ ِات ُك ْم َوَذ َب ِائ َح ُك ْم َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫السالَ ِم َّي َة‪ ،‬فَأ َْر َ‬

‫الصليب ذبيحة ممتدة حتى نهاية األيام‬ ‫قدم المسيح نفسه ذبيحة خطية عن البشر على الصليب ‪ ،‬واستمر المسيح يقدم نفسه ذبيحة خطية فى الكنيسة‬ ‫المسيحية عبر العصور والى نهاية األيام من خالل ذبيحة اإلفخارستيا ‪ .‬وذلك للتكفير عن الخطايا وتطهير‬

‫الكنيسة شعب المسيح ‪ .‬ونرى المسيح على الصليب وجسده مغطى (‪ )covered‬بالدماء يقول " يا أبتاه إغفر‬

‫لهم " = فلتبدأ الكفارة وغفران الخطايا لمن يؤمن من اآلن فلقد تغطى جسدى بالدم ‪ ،‬وجسد المسيح هو كنيسته‬ ‫التى ستر عليها بدمه (أف‪. )34 : 6 + 23 ، 22 : 1‬‬

‫ويكمل تطهير كل شخص حين يقبل أن ُيملك المسيح على قلبه ويقبل أن يقدم نفسه ذبيحة حية صالبا جسده ‪،‬‬ ‫أهواءه مع شهواته (رو‪ + : 12‬غل‪ + 24 : 6‬رو‪ . )11 : 3‬وهذا ما قاله يعقوب إلبنه يهوذا فى نبوة عن‬

‫صلب المسيح وأن الصليب هو للمسيح ويستمر فى حياة المؤمنين " جثا وربض (على الصليب) كأسد‬

‫(المسيح‬

‫األسد الخارج من سبط يهوذا) ولبوة (الكنيسة عروس المسيح) " (تك‪ . )2 : 42‬وهذا ما نراه مشروحا فى هذه اآليات‬ ‫بلغة العهد القديم ‪ ،‬والمسيح لم يكن فى صلبه ضعيفا بل كان قويا كأسد يحارب عن شعبه ضد الشيطان‬

‫والخطية والموت ‪ ،‬لينقذ شعبه من هؤالء األعداء ‪ .‬هو غلب بما كان يبدو أنه ضعفا‪ ،‬ما كان يبدو أنه قوة‬ ‫(الموت) ‪ ،‬وهكذا كنيسته عروسه تسلم نفسها للصليب ليس عن ضعف بل فى قوة ‪.‬‬

‫اآليات ‪ -: 21 – 18‬هذه تتكلم عن يوم الصليب ‪.‬‬

‫اآليات ‪ -: 23 – 22‬هذه تتكلم عن ذبيحة اإلفخارستيا كإمتداد لذبيحة الصليب ‪.‬‬ ‫اآلية ‪28‬‬

‫‪ -:‬هذه تتكلم عن األبدية ‪.‬‬

‫نتائج الخطية كانت ‪-:‬‬

‫‪ )1‬إحزان قلب اهلل إذ خالف آدم اهلل ولم يطعه ‪ ،‬وكان اهلل فى محبته يريد أن يبادله آدم حباً فى مقابل حب‬ ‫‪ .‬حب اهلل ظهر فى عطاياه آلدم ‪ ،‬وكانت محبة آدم ستظهر فى طاعة اهلل ‪.‬‬

‫‪ )2‬موت اإلنسان نتيجة الخطية وضياع فرحه ‪.‬‬

‫* وكانت طاعة المسيح حتى الموت موت الصليب هى ما رأى اهلل فيها طاعة البشر له‪ ،‬فنحن فى المسيح‬ ‫نحسب طائعين حينما أطاع المسيح ‪ .‬وكانت ذبيحة المحرقة هى التى تعبر عن طاعة المسيح ‪ .‬لذلك قيل عن‬

‫ذبيحة المحرقة "محرقة وقود رائحة سرور للرب " (ال‪ )2 : 1‬وكلمة وقود هنا تأتى بمعنى رائحة جميلة كالبخور ‪.‬‬ ‫* وكان المسيح على الصليب أيضا ذبيحة خطية كفارة عن خطايانا فصالحنا مع اآلب ‪.‬‬

‫يوم الصليب‬

‫‪223‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث واألربعون)‬

‫إلصعاد المحرقة = المحرقة هى ذبيحة تقدم إلسترضاء اهلل لذلك كان يشتمها كرائحة سرور ‪ ،‬فهو كان يرى فيها‬

‫الطاعة الكاملة ويرى فيها رجوع أوالده إليه بالفداء الذى قدمه إبنه (راجع التفسير فى سفر الالويين) ‪ .‬ولرش‬

‫الدم عليه = كان رش الدم فى العهد القديم للتطهير ‪ .‬والمسيح سفك دمه ليكفر عنا وتغفر خطايانا فنطهر‪.‬‬ ‫الكهنة من نسل صادوق = وصادوق تعنى صديق وبار‪ .‬وهذا هو كهنوت العهد الجديد على طقس ملكى‬

‫صادق ‪ ،‬كهنوت الخبز والخمر‪ .‬كهنوت خالل المسيح نفسه‪ .‬المسيح هو الكاهن الحقيقي والذبيحة المقدمة‬

‫علي المذبح ‪ .‬الكاهن المسيحي يستمد كهنوته من كهنوت المسيح ‪ .‬فالكهنوت هو تقديم ذبائح ‪ .‬والمسيح ككاهن‬

‫قدم نفسه ذبيحة ‪ .‬والكاهن المسيحى يقوم بتقديم ذبيحة جسد المسيح كوكيل ‪ ،‬والمسيح أعطاه هذه الوكالة‬

‫ليوصل هذه النعمة لشعبه ‪ .‬وال يجب أن يقترب الكاهن إلى مذبح اهلل إال خالل التمتع ببر المسيح ليكون نسل‬

‫صادوق روحياً‪.‬‬

‫ولكن كان قيافا ورؤساء كهنة اليهود من نسل صادوق ‪ ،‬وكانت آخر ذبيحة مقبولة يقدمونها هلل هى صلب‬

‫المسيح = ليخدمونى ‪ ،‬وبعدها بطلت ذبائحهم (دا‪ )24 : 2‬بطل الرمز إذ أتى المرموز إليه ‪.‬‬

‫ثو ار من البقر لذبيحة خطية = هذا إشارة للمسيح رئيس كهنتنا البار (ال‪ = )3 : 3‬نسل صادوق وقوله نسل‬

‫صادوق فهذا إشارة لبره ‪ ،‬فهو وحده الذى بال خطية ‪ ،‬وهو الذى قدم نفسه ذبيحة للصلب ‪ .‬وقوله ثو ار من البقر‬ ‫مقصود به ثو ار من نفس جنس البقر كما كان المسيح بناسوته من نفس جنس البشر ‪.‬‬ ‫وتأخذ من دمه وتضعه على قرونه األربعة = إعالنا عن مدى قوة ذبيحة الصليب ‪.‬‬

‫وعلى أربع زوايا الخصم = هذا الدم هو لكل العالم ‪ .‬رقم ‪ 4‬يشير للعمومية ‪.‬‬ ‫ويحرق خارج المقدس = فهم أخذوا المخلص وصلبوه خارج أسوار أورشليم ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫إستمرارية الذبيحة من خالل سر اإلفخارستيا‬

‫وفى اليوم الثانى تقرب تيسا من المعز = تيسا من المعز = راجع سفر الالويين (‪ )22 : 3‬فتجد أن التيس‬ ‫يقدم عن الرئيس (أى الملك) ومن هنا نفهم أن المسيح رئيس كهنتنا وملكنا ( كرئيس كهنتنا يقدم نفسه ذبيحة‬

‫لغفران الخطايا ‪ ،‬وكملك يملك على حياتنا فنطيع وصاياه فنحيا فى طهارة)‪ .‬وعن هذا تنبأ إشعياء النبى وقال "‬

‫وتكون الرياسة على كتفه " (إش‪ . )3 : 2‬ولقد حمل المسيح الصليب على كتفه ‪ ،‬وبصليبه ملك على قلوبنا ‪.‬‬

‫وفى (آيات‪ )24 ، 23‬نجد طقسا يتكرر ‪ 4‬أيام = تقدم ثو ار من البقر صحيحا وكبشا من الضأن صحيحا = ‪4‬‬ ‫أيام أى كل مدة الكنيسة على األرض ‪ ،‬فرقم ‪ 4‬هو رقم كامل ‪ .‬وهذا إشارة لسر اإلفخارستيا الذى قال عنه الرب‬

‫" إصنعوا هذا لذكرى " وهذا ما تمارسه الكنيسة والى نهاية األيام ‪ .‬ورقم ‪ 4‬يشير أيضا ألن عمل المسيح كذبيحة‬ ‫عنا يشمل كل أيام غربتنا وكل أيام الكنيسة على األرض ‪ ،‬وهذا معناه أيضا إزالة تامة لخطايانا‪.‬‬

‫ماذا يعنى تقديم ثو ار وكبش ؟ الثور يقدم كذبيحة خطية والكبش يقدم كذبيحة إثم راجع تفسير سفر الالويين ‪.‬‬ ‫فذبيحة الخطية تقدم عن الخطايا الال إرادية الناشئة عن طبيعتنا الساقطة ‪ ،‬أما ذبيحة اإلثم فهى تقدم عن‬

‫الخطايا اإلرادية ‪.‬‬

‫‪224‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثالث واألربعون)‬

‫يمألون يده (آية ‪ )23‬فهنا تكريس للمذبح فكلمة يمألون يده تعنى تكريس أو تخصيص هذا المذبح المسيحى‬ ‫لتكون الذبيحة المقدمة عليه لغفران الخطايا لمن يتناول منها ‪ .‬وقال المرنم أن المسيح لن يرى فساداً بل سيقوم‬

‫(مز ‪ ، )14 : 13‬وقام المسيح حيا فى اليوم الثالث وبالمعمودية نقوم متحدين معه فتكون لنا حياته ‪ ،‬ولهذا ال‬ ‫نموت بل يكون لنا إنتقال ‪ .‬ومن يستمر فى التناول من ذبيحة اإلفخارستيا ال يفسد أى ال يموت = ال ينفصل‬

‫عن اهلل بل يثبت فى المسيح الحى (يو‪ . )64 – 62 : 3‬والملح يشير لعدم الفساد ‪ .‬وهذا معنى يلقى الكهنة‬

‫عليهما ملحاً‪ .‬وكهنة اهلل‪ ،‬خدام اهلل سيمألهم اهلل من نعمته ليمألوا هم شعبه بالذبيحة اإلفخارستية = هذا معنى‬ ‫ذبيحة الملء‪.‬‬

‫ويبدأ الرضى عنهم فى اليوم الثامن وهو اليوم األول من األسبوع الجديد وهو يوم قيامة السيد المسيح من‬

‫األموات‪ ،‬والذى فيه نقوم نحن أيضاً ونحسب جالسين فى السماويات‪ .‬ونحن سنستمر فى التناول من الذبيحة‬ ‫اإلفخارستية لتغفر خطايانا ونستمر أحياء روحيا‪.‬‬

‫األبدية‬

‫أما فى اليوم الثامن ننطلق للحياة األبدية السعيدة ويقول عن هذا الكهنة يعملون على المذبح محرقاتكم‬

‫وذبائحكم السالمية فأرضى عنكم يقول السيد الرب = وهذا يعنى أننا فى السماء سنقدم الشكر على هذه النعمة‬

‫التى حصلنا عليها ‪ ،‬فهكذا كانوا فى العهد القديم يقدمون ذبيحة السالمة عندما يعطيهم اهلل خيرات يفرحون بها ‪.‬‬

‫أما عن المحرقات‪ ،‬فإن المحرقة كانت ترمز للطاعة الكاملة هلل عن محبة هلل ‪ ،‬وهذا ما سنكون عليه فى السماء‬

‫التى يرمز لها هنا باليوم الثامن ‪ ،‬فرقم ‪ 8‬هو رقم الحياة األبدية ‪ .‬نحن اآلن نحيا فى اليوم السابع للخليقة ‪ ،‬وعند‬ ‫المجئ الثانى يبدأ اليوم الثامن وهو بال نهاية ‪ .‬فى األبدية لن تكون هناك ذبائح ‪ ،‬ولكن هذا يعنى إعالن عن‬

‫فرحة اهلل بأوالده ‪ ،‬وفرحة أوالده بدخولهم السماء ‪ .‬وللتعبير عن فرحة اهلل قيل هنا أن الكهنة يعملون على‬

‫المذبح محرقاتكم ‪ .‬وللتعبير عن فرحتنا نحن قيل وذبائحكم السالمية ‪.‬‬

‫‪225‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع واألربعون)‬

‫اإلصحاح الرابع واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪2‬‬ ‫ق َب ِ‬ ‫اب ا ْل َم ْق ِد ِ‬ ‫س ا ْل َخ ِ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫اآليات (‪1 " -:)3-1‬ثُ َّم أ َْر َج َع ِني إِلَى طَ ِري ِ‬ ‫ال لِ َي‬ ‫ار ِج ِّي ا ْل ُمتَّ ِج ِه لِ ْل َم ْ‬ ‫ق‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ق‪َ ،‬و ُه َو ُم ْغلَ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ون ُم ْغلَقًا‪.‬‬ ‫الر َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ان‪ ،‬ألَ َّن َّ‬ ‫َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ب إِ َ‬ ‫يل َد َخ َل ِم ْن ُه فَ َي ُك ُ‬ ‫سٌ‬ ‫اب َي ُك ُ‬ ‫ب‪« :‬ه َذا ا ْل َب ُ‬ ‫له إِ ْ‬ ‫ون ُم ْغلَقًا‪ ،‬الَ ُي ْفتَ ُح َوالَ َي ْد ُخ ُل م ْن ُه إِ ْن َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫الرِئيس ُهو ي ْجلِ ِ ِ ِ‬ ‫ق ا ْل َب ِ‬ ‫ق ِرَوا ِ‬ ‫ط ِري ِ‬ ‫يق ِه َي ْخ ُر ُج»‪" .‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫اب َي ْد ُخ ُل‪َ ،‬و ِم ْن َ‬ ‫ب‪ِ .‬م ْن َ‬ ‫ام َّ‬ ‫يس َّ ُ َ َ ُ‬ ‫اَ َّلرِئ ُ‬ ‫س فيه ل َيأْ ُك َل ُخ ْب ًاز أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫قارن مع (يو‪ )28 ، 24 : 13‬وأيضاً " متى أدخل البكر إلى العالم " (عب‪ .)3 : 1‬فنحن اآلن فى حديث عن‬

‫هيكل المسيح جسده ‪ ،‬أى الكنيسة‪ .‬وبداية تكوين الجسد هو تجسد المسيح نفسه حين " دخل إلى العالم" ‪ .‬وقد‬

‫إتفق األباء أن هذا الباب الشرقى الذى دخل منه المسيح هو العذراء مريم‪ ،‬فهو ُوِلد منها وبقيت بتوالً‪ .‬وهذا معنى‬ ‫يكون مغلقاً ال يفتح وال يدخل منه إنسان‪ .‬ويدلل األباء على إمكانية هذا بأن المسيح دخل خالل األبواب‬

‫المغلقة بعد القيامة‪ .‬وحتى ال يظن أحد أنه روح بال جسد سمح لهم أن يلمسوا يديه وجنبه‪ .‬ومرة ثانية أكل معهم‪.‬‬ ‫وهناك إشارة أخرى للتجسد = الرئيس الرئيس هو يجلس فيه ليأكل خب ازً أمام الرب = فهو كان يأكل ويشرب‬

‫ويجوع ويعطش‪ .‬لقد تجسد وتأنس أى شابهنا فى كل شئ ما خال الخطية وحدها‪ .‬بل كان ينمو فى القامة‬ ‫اب ي ْد ُخ ُل‪ ،‬و ِم ْن طَ ِر ِ‬ ‫ق ِرَوا ِ‬ ‫والحكمة‪ .‬والحظ أن باقى األبواب مفتوحة للجميع‪ِ .‬م ْن طَ ِري ِ‬ ‫يق ِه َي ْخ ُر ُج = رواق‬ ‫ق ا ْل َب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫الباب هو األمة اليهودية وشعب اليهود الذى تجسد ابن اهلل فى وسطهم وأخذ جسدا منهم‪ .‬ودخل من باب الرواق‬ ‫الذى هو بطن العذراء مريم ‪ .‬ومن طريقه يخرج = وخرج من الرواق = خرج من أورشليم عاصمة اليهود إذ أخذه‬

‫اليهود ليصلبوه خارج أورشليم ‪.‬‬ ‫ال إِلَى قُد ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫آية (‪4 " -:)4‬ثُ َّم أَتَى ِبي ِفي طَ ِري ِ ِ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ت َوِا َذا ِب َم ْج ِد َّ‬ ‫ب قَ ْد َمألَ َب ْي َ‬ ‫َّام ا ْل َب ْي ِت‪ ،‬فَ َنظَ ْر ُ‬ ‫ق َباب ِّ َ‬ ‫ت َعلَى َو ْج ِهي‪".‬‬ ‫فَ َخ َرْر ُ‬ ‫المجد مأل بيت الرب قارن مع (يو‪ " )22 : 14‬وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى" فنحن حصلنا على مجد‬

‫عظيم ولكنه لم يستعلن بعد فينا (رو‪ " )18 : 8‬المجد العتيد أن يستعلن فينا "‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫اس َم ْع ِبأُ ُذ َن ْي َك ُك َّل َما أَقُولُ ُه لَ َك َع ْن ُك ِّل‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال لِي َّ‬ ‫آية (‪ " -:)5‬فَقَ َ‬ ‫ب‪َ « :‬يا ْاب َن َ‬ ‫آد َم‪ْ ،‬‬ ‫اج َع ْل َق ْل َب َك َوا ْنظُ ْر ِب َع ْي َن ْي َك َو ْ‬ ‫ار ِج ا ْل َم ْق ِد ِ‬ ‫فَ َرِائ ِ‬ ‫اج َع ْل َق ْل َب َك َعلَى َم ْد َخ ِل ا ْل َب ْي ِت َم َع ُك ِّل َم َخ ِ‬ ‫س‪" .‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ض َب ْي ِت َّ‬ ‫س َن ِن ِه‪َ ،‬و ْ‬ ‫ب َو َع ْن ُك ِّل ُ‬

‫اهلل أسس البيت وزود الكنيسة بأسرار سبعة لتأسيس هذا البيت ‪ .‬واآلن ما دور الكنيسة لتحافظ على هذا المجد‪.‬‬ ‫هنا طُلِب من النبى أن يعى جيداً بقلبه وينظر بعينيه = أى بوعى كامل بما هو مدخل البيت = أى طريق‬

‫ووسائل دخولنا لهذا الجسد (الكنيسة) ‪ .‬والمدخل هو األسرار واإلستمرار فى حياة التوبة والنقاوة واإلبتعاد عن‬

‫النجاسات ‪.‬‬

‫ومخارج المقادس = ما يحرمنا منها فيجعلنا نخرج‪.‬‬ ‫‪226‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع واألربعون)‬

‫الر ُّ ِ‬ ‫آية (‪6 " -:)6‬وقُ ْل لِ ْلمتَمِّرِد َ ِ ِ‬ ‫يل‪" ،‬‬ ‫يل‪ :‬ه َك َذا قَا َل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اس ِات ُك ْم َيا َب ْي َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ين‪ ،‬ل َب ْيت إِ ْ‬ ‫ب‪َ :‬ي ْكفي ُك ْم ُك ُّل َر َج َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫يكفيكم كل رجاساتكم = إذاً المدخل األول هو التوبة‪ ،‬ويكفى ما مضى من زمان الخطية‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ا ْل ُقلُ ِ‬ ‫اء ا ْل َغ ِر ِ‬ ‫سوا َب ْي ِتي ِبتَ ْق ِري ِب ُك ْم‬ ‫وب ا ْل ُغ ْل َ‬ ‫يب ا ْل ُغ ْل َ‬ ‫ف اللَّ ْحم ل َي ُكوُنوا في َم ْقدسي‪ ،‬فَ ُي َن ِّج ُ‬ ‫آية (‪ِ " -:)7‬بِإ ْد َخال ُك ْم أ َْب َن َ‬ ‫ُخ ْب ِزي َّ‬ ‫اس ِات ُك ْم‪" .‬‬ ‫ضوا َع ْه ِدي فَ ْو َ‬ ‫َّم‪ .‬فَ َنقَ ُ‬ ‫ق ُك ِّل َر َج َ‬ ‫الش ْح َم َوالد َ‬

‫ليست أول مرة نسمع عن غلف القلوب = أى غير المختونين بالقلب‪ .‬وهذا ما أشار إليه بولس الرسول (رو‪: 2‬‬ ‫‪ )22‬وقارن مع (ال ‪ +41 : 23‬إر ‪ .)4 : 4‬فاهلل إذاً منذ أن طلب أن يختتن شعبه لم يكن مهتماً بقطع جزء من‬

‫اللحم‪ .‬بل قطع الخطية من القلب ‪.‬‬

‫أبناء الغريب = كان لليهود شريعة أن من يخدم بيت اهلل هم الالويين والكهنة فقط وأيضاً يكونون فى قداسة وال‬ ‫يدخل غريب للخدمة‪ .‬وهنا نجد اهلل يعاتبهم ويؤسس الشرط الثانى أو المدخل الثانى لبيته = أن يكون كهنتة‬

‫وخدامه ليسوا غرباء‪ .‬ولكن ما المعنى الروحى للغرباء ؟ فالغريب عن شعب اهلل هو من يعيش للعالم وبلغة‬ ‫وطريقة ومبادئ العالم من محبة للعالم وللمادة ولشهواتهم‪ .‬فعلى خدام اهلل أن ال ي ِ‬ ‫دخلوا هذه المبادئ الغريبة‬ ‫ُ‬ ‫للكنيسة‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َع ْن ُك ْم ِفي َم ْق ِد ِسي‪".‬‬ ‫س َ‬ ‫اسا َي ْح ُر ُ‬ ‫اس َة أَق َْداسي‪َ ،‬ب ْل أَقَ ْمتُ ْم ُح َّر ً‬ ‫سوا ح َر َ‬ ‫آية (‪َ " -:)8‬ولَ ْم تَ ْح ُر ُ‬ ‫حراسة أقداسى ‪ -:‬هذا عمل الكهنة والخدام حراسة أوالد اهلل من الضياع فى العالم‪ .‬وأن يتشدد الكهنة فى حراسة‬

‫األقداس فال يسمحوا لخاطئ غير تائب من اإلقتراب للتناول‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ب‪ْ :‬اب ُن ا ْل َغ ِر ِ‬ ‫ف اللَّ ْحِم الَ َي ْد ُخ ُل َم ْق ِد ِسي‪ِ ،‬م ْن‬ ‫الر ُّ‬ ‫ف ا ْل َق ْل ِب َوأ ْ‬ ‫يب أ ْ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪ « " -:)14-9‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫َغلَ ُ‬ ‫َغلَ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫يب الَِّذي ِم ْن و ِ ِ‬ ‫ُك ِّل ْاب ٍن َغ ِر ٍ‬ ‫ضلُّوا َع ِّني‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ين ْابتَ َع ُدوا َع ِّني ِح َ‬ ‫ُّون الَِّذ َ‬ ‫يل‪َ .‬ب ِل الالَّ ِوي َ‬ ‫س َرِائي ُل‪ ،‬فَ َ‬ ‫ين َ‬ ‫ض َّل إِ ْ‬ ‫سط َبني إِ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ون ُخد ِ‬ ‫وراء أَص َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫َّام ا ْل َب ْي ِت‪ُ .‬ه ْم َيذ َْب ُح َ‬ ‫ون إِثْ َم ُه ْم‪َ .‬وَي ُكونُ َ‬ ‫ام ِه ْم‪َ ،‬ي ْح ِملُ َ‬ ‫َ​َ َ ْ‬ ‫َّاما في َم ْقدسي‪ُ ،‬ح َّر َ‬ ‫ً‬ ‫اس أ َْب َواب ا ْل َب ْيت َو ُخد َ‬ ‫‪12‬‬ ‫وهم أَمام أَص َن ِ‬ ‫َّ‬ ‫يح َة لِ َّ‬ ‫ام ِه ْم َو َكا ُنوا َم ْعثَ​َرةَ إِثٍْم‬ ‫ام ُه ْم لِ َي ْخ ِد ُم ُ‬ ‫لش ْع ِب‪َ ،‬و ُه ْم َي ِقفُ َ‬ ‫ا ْل ُم ْح َرقَ َة َوالذ ِب َ‬ ‫وه ْم‪ .‬أل ََّن ُه ْم َخ َد ُم ُ ْ َ َ ْ‬ ‫َم َ‬ ‫ون أ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ت َي ِدي َعلَ ْي ِه ْم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫ون إِلَ َّي ِل َي ْك َه ُنوا ِلي‪َ ،‬والَ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل‪ .‬لِذلِ َك َرفَ ْع ُ‬ ‫ون إِثْ َم ُه ْم‪َ .‬والَ َيتَقَ​َّرُب َ‬ ‫ب‪ ،‬فَ َي ْح ِملُ َ‬ ‫ل َب ْيت إِ ْ‬ ‫‪14‬‬ ‫اس‪ ،‬ب ْل ي ْح ِملُ َ ِ‬ ‫شي ٍء ِم ْن أَق َْد ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫اسي إِلَى قُ ْد ِ‬ ‫َج َعلُ ُه ْم‬ ‫اس ِات ِهِم الَِّتي فَ َعلُ َ‬ ‫وها‪َ .‬وأ ْ‬ ‫س األَق َْد ِ َ َ‬ ‫ون خ ْزَي ُه ْم َو َر َج َ‬ ‫لالقْت َراب إلَى َ ْ‬ ‫ار ِسي ِحراس َة ا ْلب ْي ِت لِ ُك ِّل ِخ ْدم ٍة لِ ُك ِّل ما يعم ُل ِف ِ‬ ‫َح ِ‬ ‫يه‪".‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫َ‬

‫اهلل هنا يمنع الكهنوت اليهودى من الهيكل الجديد‪ .‬وال يمنع الغرباء عن جسده بل فقط غير المختونين بالقلب‪.‬‬

‫أغلف اللحم = هو من يجرى وراء شهواته ولم يميتها (كو‪ . )6 : 3‬وأما الكهنوت اليهودى الذى ضلل شعبه‬

‫وجعلهم يقدمون المسيح للصليب ويرفضونه حتى هذا اليوم فهو كهنوت مرفوض ال يقدم ذبائح ويتحمل إثم‬ ‫‪227‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع واألربعون)‬

‫الشعب الذى ضلله‪ .‬وهم ضلوا وراء أصنامهم = قبل سبى بابل هم ضلوا وراء أصنام حقيقية‪ ،‬أما اآلن فهم‬ ‫يضلون وراء شهوة قلوبهم فى مسيح يعطيهم مجد هذا العالم‪ .‬ولكن نجد آية (‪ )11‬تعترض هذا الرفض بأن هناك‬ ‫من كهنة اليهود من يقدمون ذبائح وهناك إحتمالين ولكنهم مكملين لبعضهم ‪ -:‬األول أن هذه اآلية تتكامل مع‬

‫(‪ )13 ، 16‬أى كهنوت أبناء صادوق‪ ،‬ويكون المقصود بكهنة آية (‪ )11‬هم أنفسهم أبناء صادوق ‪ .‬والثانى‬

‫وهو األوقع أن الكهنوت اليهودى ممثالً فى قيافا وحنان قدموا آخر ذبيحة مقبولة‪ ،‬أى السيد المسيح شخصياً‪.‬‬

‫وبذلك قدموا أعظم خدمة للجسد الجديد أو الهيكل الجديد وربما يكون هذا معنى ويكونون خداماً فى مقدسى‪.‬‬

‫وهم لهم خدمة عظيمة جداً حتى اآلن‪ ،‬فهم يمسكون بين أيديهم كتابهم العهد القديم شاهداً بنبواته على صحة‬

‫العهد الجديد‪ .‬وألجل خطاياهم رفعت يدى عليهم = ضربتهم وشتتهم فى كل أنحاء العالم‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫سوا‬ ‫اآليات (‪« " -:)16-15‬أ َّ‬ ‫اد َ‬ ‫صُ‬ ‫وق الَِّذ َ‬ ‫َما ا ْل َك َه َن ُة الالَّ ِوي َ‬ ‫ين َح َر ُ‬ ‫اء َ‬ ‫ُّون أ َْب َن ُ‬ ‫ون أَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪ ،‬فَ ُهم َيتَقَدَّم َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫امي لِ ُيقَِّرُبوا لِي َّ‬ ‫الش ْح َم‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َب ُنو إِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ون إلَ َّي ل َي ْخد ُموني‪َ ،‬وَيقفُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ي ْد ُخلُ َ ِ ِ‬ ‫اس ِتي‪" .‬‬ ‫َّم َ‬ ‫َ‬ ‫سوا ح َر َ‬ ‫ون إِلَى َمائ َدتي ل َي ْخد ُموِني َوَي ْح ُر ُ‬ ‫ون َم ْقدسي َوَيتَقَد ُ‬

‫ِ‬ ‫ض َّل َعنِّي‬ ‫اس َة َم ْق ِد ِسي ِح َ‬ ‫ين َ‬ ‫ح َر َ‬ ‫ب‪ُ 16 .‬ه ْم‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َوالد َ‬

‫قلنا سابقاً أن صادوق = بر‪ .‬فهؤالء هم كهنة العهد الجديد الذين يقدمون ذبيحة جسد ودم المسيح للتبرير‪ .‬هذا‬

‫هو الكهنوت الذى على طقس ملكى صادق الذى يقدم شحم ودم = إشارة للجسد والدم ولكن بلغة العهد القديم‪.‬‬

‫ولذلك يسمى المذبح هنا مائدتى‪ .‬فمن عليها نتناول كلنا هذا الجسد والدم‪.‬‬

‫ِ​ِ ِ‬ ‫اآليات (‪17 " -:)18-17‬وي ُك ُ ِ‬ ‫اب الد ِ‬ ‫ون‬ ‫س َ‬ ‫ون ع ْن َد ُد ُخولِ ِه ْم أ َْب َو َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َّار الدَّاخليَّة‪ ،‬أ ََّن ُه ْم َي ْل َب ُ‬ ‫‪18‬‬ ‫اخل‪ .‬وْلتَ ُك ْن ع ِ‬ ‫َّة و ِم ْن َد ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫وف ِع ْن َد ِخ ْدم ِت ِهم ِفي أ َْب َو ِ‬ ‫اب الد ِ‬ ‫ب‬ ‫ص ٌ‬ ‫صائ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّار الدَّاخلي َ‬ ‫َعلَ ْي ِه ْم ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫س َر ِ‬ ‫اوي ُل ِم ْن َكتَّ ٍ‬ ‫ق‪" .‬‬ ‫ون ِب َما ُي َعِّر ُ‬ ‫َحقَ ِائ ِه ْم‪ .‬الَ َيتَ​َنطَّقُ َ‬ ‫ان َعلَى أ ْ‬ ‫َوْلتَ ُك ْن َ‬

‫ِث َي ًابا ِم ْن‬ ‫ِم ْن َكتَّ ٍ‬ ‫ان‬

‫َكتَّ ٍ‬ ‫ان‪َ ،‬والَ َيأ ِْتي‬ ‫علَى ر ُؤ ِ‬ ‫وس ِه ْم‪،‬‬ ‫َ ُ‬

‫ثياب الكتان = " كهنتك يلبسون البر " (مز‪ )2 : 132‬المالبس البيضاء هى رمز للبر الذى بالمسيح ‪ ،‬لذلك‬ ‫يلبس كهنة العهد الجديد أثناء الخدمة مالبس بيضاء‪.‬‬

‫ال يأتى عليهم صوف = فمن المفروض أن خدام اهلل وخصوصاً الكهنة يكونون فى ح اررة روحية ملتهبون بالروح‬ ‫كما قال بولس الرسول " من يضعف وأنا ال أضعف ‪ .‬من يعثر وأنا ال ألتهب "‪ .‬فال داعى لما يدفئهم خارجياً ‪.‬‬

‫وال يتنطقون بما ُي َعِّرق = المعنى أنه يجب أن يكونوا فى ح اررة الروح ‪ ،‬هذا يدفعهم للخدمة بحماس ‪ ،‬وهم فى‬ ‫خدمتهم سيعرقون جداً‪ .‬كما تقول الكنيسة فى سر اإلبركسيس " أن للرسل أعراق ولنشترك معهم فيها " ‪ .‬فعلينا‬ ‫أن نشترك فى أعراق الخدمة‪ .‬أى نخدم بنشاط وال يكون هناك ما يعرق‪ .‬وليكن لهم عصائب من كتان على‬

‫رؤسهم = الكتان لونه أبيض = مظهر الكهنة وتصرفاتهم مفروض أنه قدوة للشعب ‪ ،‬والشعب يتعلم منهم ‪ ،‬وبر‬ ‫الكهنة هو بالمسيح الذى فيهم وليس بر ذاتى وليس هو عن رياء ‪ .‬وهذا البر يجب أن يراه الشعب فى تصرفاتهم‬

‫حتى ال يتعثروا ‪ .‬وتغطية الشعر عموما هو رمز للخضوع التام‪ .‬ولتكن سراويل = ليغطوا عورتهم (خر‪. )28‬‬ ‫والمعنى العام أن يلبسوا السيد المسيح فهو برنا = المالبس الكتانية وهو الذى يسترنا = السراويل‪.‬‬

‫‪228‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع واألربعون)‬

‫ار ِجي ِ‬ ‫ار ِجي ِ‬ ‫آية (‪َ 19 " -:)19‬و ِع ْن َد ُخر ِ‬ ‫َّة‪ ،‬إِلَى َّ‬ ‫َّار ا ْل َخ ِ‬ ‫الش ْع ِب‪ ،‬إِلَى الد ِ‬ ‫َّار ا ْل َخ ِ‬ ‫وج ِه ْم إِلَى الد ِ‬ ‫ون ِث َي َاب ُه ُم الَِّتي‬ ‫َّة‪َ ،‬ي ْخلَ ُع َ‬ ‫ُ‬ ‫ض ُعوَن َها ِفي َم َخ ِاد ِع ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫ون َّ‬ ‫ب ِب ِث َيا ِب ِه ْم‪" .‬‬ ‫ون ِث َي ًابا أ ْ‬ ‫ِّس َ‬ ‫س َ‬ ‫َخ َد ُموا ِب َها‪َ ،‬وَي َ‬ ‫الش ْع َ‬ ‫ُخ َرى َوالَ ُيقَد ُ‬ ‫س‪ ،‬ثُ َّم َي ْل َب ُ‬ ‫ال يليق أنه فى حياتنا وسط العالم أن نلبس المالبس الكهنوتية = " ال تلقوا درركم أمام الخنازير " ‪ .‬وهناك معني‬

‫روحي هو عدم محاولة إظهار البر في رياء ‪ ،‬فالبر ليس للمظهريات بل هو حياة يحياها الكاهن ‪ ،‬وعدم الظهور‬ ‫بالمالبس الكهنوتية أمام الناس له معنى عدم التجارة بالمقدسات ‪ ،‬فمجانا أخذتم ومجانا اعطوا‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫شعر ر ُؤ ِ‬ ‫وس ِه ْم َج ًّزا‪" .‬‬ ‫صالً‪َ ،‬ب ْل َي ُج ُّز َ‬ ‫وس ُه ْم‪َ ،‬والَ ُي َرب َ‬ ‫آية (‪َ " -:)21‬والَ َي ْحلِقُ َ‬ ‫ُّون ُخ َ‬ ‫ون ُر ُؤ َ‬ ‫ون َ ْ َ ُ‬ ‫ال يحلقون رؤسهم تماماً مثل كهنة األوثان ‪ ،‬وال يرخونه فى ميوعة بل يقصونه بإعتدال‪ ،‬والمعنى هنا المظهر‬

‫المعتدل فى كل شئ‪ .‬ومعنى اآليتين (‪ )24 ، 12‬المظهر مهم ففى (‪ )12‬ال يظهر أحد بره للشعب "من أراد أن‬

‫يصلى فليدخل مخدعه" ‪ ،‬وفى آية (‪ )24‬ال يعثر الشعب بمظهره‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫َّاخلِي ِ‬ ‫َّار الد ِ‬ ‫شرب َك ِ‬ ‫اه ٌن َخ ْم ًار ِع ْن َد ُد ُخولِ ِه إِلَى الد ِ‬ ‫َّة‪" .‬‬ ‫آية (‪َ " -:)21‬والَ َي ْ َ ُ‬ ‫الخمر رمز لألفراح‪ .‬فمن يدخل الدار الداخلية طالباً الفرح الروحى فليمتنع عن الفرح العالمى ‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪ ،‬أ َْو أ َْرَملَ ًة الَِّتي‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ون أ َْرَملَ ًة َوالَ ُمطَلَّقَ ًة َز ْو َج ًة‪َ ،‬ب ْل َيتَّ ِخ ُذ َ‬ ‫آية (‪َ " -:)22‬والَ َيأْ ُخ ُذ َ‬ ‫س ِل َب ْيت إِ ْ‬ ‫ون َع َذ َارى م ْن َن ْ‬ ‫َكا َن ْت أَرملَ َة َك ِ‬ ‫اه ٍن‪" .‬‬ ‫َْ‬ ‫والكاهن كوكيل هلل ال يرتبط سوى بعذراء أو بأرملة التى كانت أرملة كاهن ‪ ،‬ألن عروس المسيح ال يجب أن‬

‫يكون قلبها مع أحد سوى اهلل ‪ .‬والعذراء هى من لم تعطى قلبها ألحد سوى المسيح ‪ ،‬أما قوله األرملة فهذا يعنى‬

‫أن األرملة كانت مرتبطة بكاهن ‪ ،‬والكاهن يرمز للمسيح ‪ ،‬وحيث أن المسيح رئيس كهنتنا ال يموت ‪ ،‬فتكون هذه‬

‫األرملة هى التى ماتت عن ا لعالم حين إرتبطت بالمسيح ‪ .‬وهذا التشبيه إستخدمه القديس بولس الرسول فى‬

‫(رو‪ . )4 ، 3 : 4‬وبالنسبة للكاهن المسيحى لو ماتت زوجته فهو ال يتزوج ثانية ألن كل بنات الشعب بناته ال‬ ‫يتزوج منهن‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫س والطَّ ِ‬ ‫يز َب ْي َن َّ‬ ‫يز َب ْي َن ا ْل ُمقَد ِ‬ ‫اه ِر‪" .‬‬ ‫َّس َوا ْل ُم َحلَّ ِل‪َ ،‬وُي َعلِّ ُموَن ُه ُم التَّ ْم ِي َ‬ ‫ش ْع ِبي التَّ ْم ِي َ‬ ‫ون َ‬ ‫آية (‪َ " -:)23‬وُي ُر َ‬ ‫الن ِج ِ َ‬ ‫على الكاهن أن يكون صالحاً للتعليم (‪1‬تى‪ . )2 : 3‬المقدس = هو كل ما يخص اهلل ‪ ،‬فيكون المقصود هو كل‬

‫ما يساعد على الدخول باألكثر فى عالقة العمق فى محبة اهلل ‪ .‬أما المحلل = فالمقصود به هو كل شئ خلقه‬

‫اهلل ‪ .‬مثال ‪ -:‬كل المأكوالت محللة ‪ ،‬لكن الصوم يساعد باألكثر على أن نعيش فى السماويات ‪ ،‬وهكذا " كل‬

‫األشياء تحل لى لكن ليس كل األشياء تبنى " ‪.‬‬

‫‪229‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع واألربعون)‬ ‫‪24‬‬ ‫شرِائ ِعي وفَرِائ ِ‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضي ِفي‬ ‫امي‪َ ،‬وَي ْحفَظُ َ‬ ‫ون لِ ْل ُح ْكِم‪َ ،‬وَي ْح ُك ُم َ‬ ‫ص ِام ُه ْم َي ِقفُ َ‬ ‫ب أْ‬ ‫سَ‬ ‫ون َح َ‬ ‫آية (‪َ " -:)24‬وِفي ا ْلخ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ون َ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫س ُبوِتي‪".‬‬ ‫ِّس َ‬ ‫ون ُ‬ ‫ُك ِّل َم َواسمي‪َ ،‬وُيقَد ُ‬

‫على الكاهن أن يكون عادالً فى حكمه وحسب الشريعة‪ .‬وأن يحفظ هو الشريعة فيكون قدوة‪.‬‬

‫آية (‪25 " -:)25‬والَ ي ْد ُنوا ِم ْن إِ ْنس ٍ ٍ‬ ‫َما أل ٍ‬ ‫ُخ ٍت لَ ْم تَ ُك ْن‬ ‫َب أ َْو أ ٍُّم أَ ِو ْاب ٍن أ َِو ْاب َن ٍة أ َْو أ ٍ‬ ‫َّسوا‪ .‬أ َّ‬ ‫َخ أ َْو أ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ان َم ِّيت فَ َيتَ​َنج ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ون‪" .‬‬ ‫َّس َ‬ ‫ل َر ُجل َيتَ​َنج ُ‬ ‫الموت نتيجة للخطية وعليه فلمس الميت المقصود منه التالمس مع الخطية والتلذذ بها‪ .‬والدليل على أن‬

‫المقصود بهذه الشريعة المعنى الروحى‪ ،‬هو قيام ميت حين تالمس مع عظام إليشع النبى‪ .‬وهناك معنى آخر أن‬

‫يرتفع قلب الكاهن فال يحزن على ميت فهو فى السماء ولكن اهلل يراعى قطعاً المشاعر الطبيعية لألب واألم‪...‬‬

‫وهو نفسه بكى على قبر لعازر‪.‬‬

‫س ْبع َة أَي ٍ‬ ‫َّام‪َ 27 .‬وِفي َي ْوِم ُد ُخولِ ِه إِلَى ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫س إِلَى الد ِ‬ ‫َّار‬ ‫َ َ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َيقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬

‫اآليات (‪َ 26 " -:)27-26‬وَب ْع َد تَ ْط ِه ِ‬ ‫ون لَ ُه‬ ‫يرِه َي ْح ِس ُب َ‬ ‫س‪ ،‬يقَِّرب َذ ِبيحتَ ُه ع ِن ا ْل َخ ِطي ِ‬ ‫ِ​ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫َّة‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫الدَّاخليَّة ل َي ْخد َم في ا ْلقُ ْد ِ ُ ُ‬ ‫وماذا يحدث لو تالمس مع ميت أى أخطأ ؟ يتطهر ويقدم ذبيحة أى توبة وتناول ‪ ،‬فدم المسيح وحده يغفر‬ ‫الخطايا = يقرب ذبيحته ‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ون‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يل‪ .‬أَ​َنا ِم ْل ُك ُه ْم‪َ .‬يأْ ُكلُ َ‬ ‫تُ ْعطُوَن ُه ْم م ْل ًكا في إِ ْ‬ ‫ات ج ِم ِ‬ ‫ون لَهم‪31 .‬وأَو ِائ ُل ُك ِّل ا ْلبا ُك ِ‬ ‫يع َها‪َ ،‬و ُك ُّل‬ ‫ور َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫َي ُك ُ ُ ْ‬

‫‪28‬‬ ‫يرثًا‪ .‬أَ​َنا ِم َا‬ ‫ون لَ ُه ْم ِم َا‬ ‫يرثُ ُه ْم‪َ .‬والَ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)31-28‬وَي ُك ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّة وَذ ِبيح َة ِ ِ‬ ‫يل‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يح َة ا ْل َخطي َ َ‬ ‫التَّ ْقد َم َة َوَذ ِب َ‬ ‫اإل ثْم‪َ ،‬و ُك ُّل ُم َح َّرٍم في إِ ْ‬ ‫اه َن أَو ِائ َل ع ِج ِ‬ ‫ون ا ْل َك ِ‬ ‫ين ُك ْم لِتَ ِح َّل ا ْل َب َرَك ُة َعلَى َب ْي ِت َك‪" .‬‬ ‫ون لِ ْل َك َه َن ِة‪َ .‬وتُ ْعطُ َ‬ ‫يع ٍة ِم ْن ُك ِّل َرفَ ِائ ِع ُك ْم تَ ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َرِف َ‬ ‫ال يكون للكهنة عمل يتكسبون منه سوى خدمتهم‪ ،‬واهلل نفسه يكون لهم ميراثاً وقطعاً ليس من المفروض أن يهتم‬

‫الكاهن بما يملك‪ .‬فاهلل هو الذى يعوله‪ ،‬من باكورات شعبه يأكل (ثمارهم وماشيتهم وعجينهم) " الذين ينادون‬

‫باإلنجيل من اإلنجيل يعيشون " (‪1‬كو‪ )14 ، 13 : 2‬وبذلك تحل البركة على الشعب‪.‬‬

‫اه ُن ِم ْن م ِّيتَ ٍة والَ ِم ْن فَ ِر ٍ‬ ‫آية (‪31 " -:)31‬الَ يأْ ُك ُل ا ْل َك ِ‬ ‫يم ًة‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫يسة‪ ،‬طَ ْي ًار َكا َن ْت أ َْو َب ِه َ‬ ‫على الكاهن أن يكون عفيف النفس‪ .‬فأكل شئ ميت دليل دناءة النفس‪ ،‬وهذا معناه أن ال ُيشبع نفسه بملذات هذا‬ ‫العالم‪ ،‬بل يكون له الشبع الروحى بشخص السيد المسيح ‪ ،‬لذلك عليه أن يعيش على كلمة اهلل الحية تنعش‬ ‫وتقدس جسده وروحه‪.‬‬ ‫ملخص اإلصحاح‬ ‫نرى هنا الكهنوت المسيحى ‪ ،‬والكاهن عمله أن يقدم ذبيحة إلسترضاء اهلل ولغفران خطايا الشعب ‪ .‬وكانوا فى‬ ‫العهد القديم يقدمون ذبائح حيوانية دموية ‪ .‬أما فى العهد الجديد فلقد صارت الذبيحة التى تقدم هلل هى ذبيحة‬

‫‪230‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الرابع واألربعون)‬

‫اإلفخارستيا ‪ .‬وبطلت الذبائح الحيوانية ‪ ،‬هذه التى كانت رم از لذبيحة المسيح ‪ ،‬فمتى جاء المرموز إليه يبطل‬

‫الرمز ‪.‬‬

‫ولكن كيف نقدم المسيح إبن اهلل ذبيحة وهو الحى الذى ال يموت ؟‬

‫كان يجب أن يتجسد إبن اهلل من العذراء باب المقدس الخارجى وهذا الباب = يكون مغلقا لذلك نقول أنها دائمة‬

‫البتولية ‪ .‬لذلك سمعنا فى األيات (‪ )3 – 1‬عن تجسد وتأنس إبن اهلل = ليأكل خب ازً = ومن يأكل فهو صار‬ ‫إنسانا يجوع ويعطش فيأكل ويشرب ‪ .‬والمسيح أخذ جسدا ليموت به على الصليب ويكون ذبيحة خطية وذبيحة‬

‫إلى الشحم والدم = الجسد والدم ‪.‬‬ ‫إثم (آية‪ . )22‬وذبيحة اإلفخارستيا نسمع عنها فى (‪ )16‬ليقربوا َّ‬ ‫ونسمع هنا عن نهاية الكهنوت اليهودى (آية‪ )14‬فهم صلبوا المسيح وما زالوا ضالين‪ .‬ونسمع عن قبول األمم‬ ‫ويكون منهم كهنة (آية‪ )2‬ولكن عليهم أن يسلكوا بالبر مختوني القلب = أبناء صادوق ‪ .‬وأما من هو مستمر‬

‫فى خطيته = أغلف القلب فال ُيقبل فى خدمة الكهنوت = أما فى (آية‪ )11‬نسمع أن آخر ذبيحة مقبولة قدمها‬ ‫الكهنوت اليهودى كانت ذبيحة المسيح ‪ .‬ويقول عنها هنا = هم يذبحون المحرقة ‪ .‬وما زالوا يقدمون خدمة‬ ‫للكنيسة بحفظ العهد القديم ونبواته بين أيديهم والتى تشهد للمسيح ‪ .‬وهذه النبوات هى تشهد للمسيح وتشهد عليهم‬

‫‪ .‬واستمر الكهنوت المسيحى فى تقديم ذبيحة اإلفخارستيا كإمتداد لذبيحة الصليب ‪ ،‬ولكن على طقس ملكى‬ ‫صادق ‪ ،‬أى ذبيحة الخبز والخمر (تك‪ + 18 : 14‬مز‪. )4 : 114‬‬

‫واستمر المسيح إبن اهلل وله كل المجد فى وسط كنيسته ولألبد وكان هذا ما وعدنا به (مت‪ . )24 : 28‬واذا كان‬ ‫المسيح وسط كنيسته فلقد عاد المجد للكنيسة (آية‪ )4‬ولكن غير مستعلن وغير مرئى وسيستعلن فى اليوم األخير‬

‫(رو‪ . )18 : 8‬وهذا هو ما قاله الرب بنفسه " وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى " (يو‪. )22 : 14‬‬

‫وعلى كهنة العهد الجديد أن يسلكوا بطهارة وبر فهم " وكالء سرائر اهلل " (‪1‬كو‪ . )1 : 4‬ونرى هذا فى (اآليات‬

‫‪ ) 31 – 14‬فهم عليهم اإلبتعاد عن كل خطية ونجاسة وعن العادات السائدة فهم قدوة ‪ .‬بل ويبتعدون عن‬ ‫األفراح العالمية ‪ .‬وأن يكون حكمهم بعدل حتى ال يكونوا عثرة ألحد ‪.‬‬

‫‪231‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس واألربعون)‬

‫اإلصحاح الخامس واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫المسيح أتى وتجسد ليكون وسط كنيسته دائما ولألبد ولكن علينا أن نحيا فى بر ‪ .‬وهو أتى كإنسان بار وكامل‬ ‫ولكنه أتى بسيطا فقي ار متواضعا ليقدم نفسه ذبيحة عنا ‪ .‬وأسس كنيسته لتكون كنيسة قوية تستمد قوتها من دم‬

‫ذبيحته ‪.‬‬

‫سا ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ون أَْلفًا‬ ‫ون تَ ْق ِد َم ًة لِ َّلر ِّ‬ ‫س ٌة َو ِع ْ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫ِّم َ‬ ‫ض طُولُ ُه َخ ْم َ‬ ‫ب قُ ْد ً‬ ‫تُقَد ُ‬ ‫تُ ُخو ِم ِه َح َوالَ ْي ِه‪" .‬‬

‫‪1‬‬ ‫ض ِم ْل ًكا‪،‬‬ ‫س ْمتُ ُم األ َْر َ‬ ‫آية (‪َ « " -:)1‬وِا َذا قَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫س ِب ُك ِّل‬ ‫ض َع َ‬ ‫طُوالً‪َ ،‬وا ْل َع ْر ُ‬ ‫ش َرةُ آالَف‪ .‬ه َذا قُ ْد ٌ‬ ‫ما أعجب محبة اهلل فهو الذى أعطاهم األرض ثم يعود يطلب منهم جزء‪ ،‬وهو الذى أعطانا المال ويعود يطلب‬

‫العشور والبكور‪ .‬وهذا يكون سر تقديس األرض كلها والمال كله ‪" ...‬وجربونى" ‪ .‬وهذه األرض سيجعل اهلل له‬

‫فيها بيتاً يسكن فيه ليقدس شعبه‪ .‬وهذه هى أبوة اهلل ومحبته ‪ ،‬إذ يريد أن يسكن وسط أوالده ‪ ،‬يقول له إبراهيم "‬

‫إسمح وأدخل بيتى لتأكل ‪ ،‬فيدخل ال ليأكل فهو ال يحتاج ليأكل (فهذا كان قبل التجسد) ولكن يفرح بأن يدخل بيت‬

‫إبنه ‪ ،‬ثم يطلب خيمة إجتماع ليقيم وسط شعبه ‪ ،‬وهكذا فى الهيكل ‪ ،‬وأخي ار فأورشليم السمائية هى " مسكن اهلل‬

‫مع الناس وهو سيسكن معهم " (رؤ‪. )3 : 21‬‬

‫ونرى فى الرسم التال ى كيفية وجود خيمة اإلجتماع وسط شعب اهلل ‪ .‬أوال يحيط به مباشرة الكهنة والالويين فهم‬ ‫خدام الخيمة ‪ ،‬وحول الكهنة والالويين نجد األسباط ‪ .‬والحظ أن خيام الالويين والكهنة تحيط بالخيمة على شكل‬

‫صليب صغير ‪ ،‬واألسباط تحيط بالالويين على شكل صليب كبير ‪ .‬ومن هذا نرى أن طريق اللقاء مع اهلل هو‬

‫الصليب ‪.‬‬

‫ونالحظ أن خيمة اإلجتماع شقين ‪ )1 -:‬خيمة = تشير كلمة خيمة للجسد اإلنسانى (راجع خيمة اإلجتماع فى‬

‫سفر الخروج ‪2 +‬كو‪. )1 : 6‬‬

‫‪ )2‬واإلجتماع = ففى جسد المسيح تالقى اهلل مع جسد اإلنسان ‪ .‬وتم الصلح‬

‫بالصليب ‪.‬‬

‫وهذا ما حدث فى التجسد فهو القدوس نفسه أخذ جسدنا وطبيعتنا فتتقدس فيه طبيعتنا‪ .‬وهكذا فحين يسكن اهلل‬ ‫فى النفس يتقدس الجسد كله‪ .‬والحظ أن األبعاد المذكورة هنا ال يذكر لها وحدات فربما تكون الذراع أو القصبة‪.‬‬

‫ولو إتفقنا على أن كل ما هو خارج الهيكل يقاس بالقصبة فتكون األبعاد المذكورة ‪ 3 × 26444‬ذراع =‬ ‫‪ 164444‬ذراع‪ .‬والذراع حوالى ‪ 43,6‬سم أى حوالى ‪ 46‬كم وهذا ال يعقل فبهذا نكون قد خرجنا عن حدود‬ ‫أورشليم وما حولها بقطعة أرض مساحتها ‪ 46 × 46‬كم‪ .‬ومدرسة التفسير األلفى تقول أن هذا الهيكل سيبنى‬

‫بهذه المقاييس واهلل قادر على تغيير جغرافية األرض وشق الجبال من جديد (وفى هذا يفسرون نبوة زكريا حرفياً‬

‫أى تحدث زالزل تشق الجبال وتغير جغرافية األرض)‪ .‬ولكن األقرب للمنطق أن يكون القصد من هذه األبعاد‬

‫المعنى الروحى فقط‪ .‬ونقطة أخرى فالتقسيم يتم حسب األسباط (ص‪ )48‬فهل يوجد يهودى واحد اليوم يعرف‬ ‫‪232‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس واألربعون)‬

‫سبطه ‪ ،‬بل إذا كان التقسيم ألسباط اليهود فأين يسكن المسيحيين ‪.‬‬

‫هذا قدس بكل تخومه = كل المساحة‬

‫مقدسة وهو نصيب الكهنة ‪ .‬وفى وسطه الهيكل وأبعاد القدس = ‪14444 × 26444‬‬ ‫منسى‬

‫أفرايم‬

‫بنيامين‬

‫غرب‬ ‫جرشون‬

‫دان‬ ‫أشير‬

‫شمال‬

‫مراري‬

‫اهلل وسطهم‬ ‫الخيمة‬ ‫رؤ‪1311‬‬

‫قهات‬

‫خيام موسى‬

‫نفتالي‬ ‫شرق‬ ‫يساكر‬

‫يهوذا‬

‫وهرون‬

‫رأوبين‬ ‫جنوب‬

‫شمعون‬ ‫جاد‬

‫زبولون‬

‫‪2‬‬ ‫س ِم َئ ٍة‪ ،‬مربَّع ٍة حوالَ ْي ِه‪ ،‬و َخمس َ ِ‬ ‫ون لِ ْلقُ ْد ِ ِ‬ ‫س ِم َئ ٍة ِفي َخ ْم ِ‬ ‫س َر ًحا لَ ُه‬ ‫آية (‪َ " -:)2‬ي ُك ُ‬ ‫ون ذ َر ً‬ ‫اعا َم ْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َُ َ َ َ‬ ‫س م ْن ه َذا َخ ْم ُ‬ ‫َح َوالَ ْي ِه‪" .‬‬

‫الهيكل ‪ . 511 × 511‬و‪ 51‬ذراعا حوله مسرحاً‬

‫مسرحا = أى أرض فضاء تكون كمرعى ترعى فيها الغنم ‪ ،‬والحظ أن المسيح هو الراعى الصالح ونحن الخراف‬

‫التى يرعاها ‪.‬‬

‫خمس مئة = ‪ = 144 × 6‬قطيع المسيح (‪ )144‬الذى يفيض اهلل عليه بنعمته (‪. )6‬‬

‫خمسون = ‪ 64‬هو رقم اليوبيل فى العهد القديم وفيه يتحرر العبيد ‪ ،‬وفى العهد الجديد ‪ 64‬هو يوم حلول‬ ‫الروح القدس ‪ .‬فيكون المعنى أن رعية المسيح يفيض عليها بنعمته ويسكن فيهم الروح القدس وقد حررهم اإلبن‬

‫(يو‪ . )33 : 8‬بل الروح القدس يحيط بهم كما كان روح اهلل يرف على وجه المياه فخرجت الحياة (تك‪. )2 : 1‬‬

‫والروح القدس يحيط بالكنيسة ليعطى المؤمنين حياة ويقنع غير المؤمنين ليجذبهم ‪ " ،‬فال أحد يقدر أن يقول‬

‫يسوع رب إال بالروح القدس " (‪1‬كو‪. )3 : 12‬‬

‫‪233‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس واألربعون)‬

‫ونالحظ فى الرسم السابق أن الروح القدس يحيط بالكنيسة ليعطيها حياة ‪ .‬وكيف يحدث هذا ؟ راجع الرسم اآلتى‬ ‫(بعد تفسير اآليات ‪ )8 – 4‬تجد أن حياة المسيح فى الكنيسة ‪ .‬وعمل الروح القدس أنه يثبتنا فى المسيح فنحيا‬ ‫بحياة المسيح فينا (فى‪ . )21 : 1‬والروح القدس يثبتنا فى المسيح بالتبكيت على الخطايا ‪ ،‬وهو يعطينا معونة‬

‫لنتوب عن خطايانا (رو‪ )23 : 8‬فنثبت فى المسيح ونحيا ‪.‬‬ ‫ف‪ ،‬وِف ِ‬ ‫شرِة آالَ ٍ‬ ‫اآليات (‪ِ 3" -:)4 - 3‬م ْن ه َذا ا ْل ِقي ِ ِ‬ ‫ون‬ ‫س ٍة َو ِع ْ‬ ‫ين أَْلفًا‪َ ،‬و َع ْر َ‬ ‫يه َي ُك ُ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يس طُو َل َخ ْم َ‬ ‫اس تَق ُ‬ ‫ض َع َ َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ون لِ ْل َكه َن ِة ُخد ِ‬ ‫َّام ا ْل َم ْق ِد ِ‬ ‫س ِم َن األ َْر ِ‬ ‫س األَق َْد ِ‬ ‫ون‬ ‫الر ِّ‬ ‫ين لِ ِخ ْد َم ِة َّ‬ ‫ب‪َ ،‬وَي ُك ُ‬ ‫س ا ْل ُم ْقتَ ِرِب َ‬ ‫ض ُه َو‪َ .‬ي ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫اس‪ .‬قُ ْد ٌ‬ ‫س‪ ،‬قُ ْد ُ‬ ‫ا ْلم ْقد ُ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّسا لِ ْل َم ْق ِد ِ‬ ‫س‪" .‬‬ ‫لَ ُه ْم َم ْوض ًعا ل ْل ُب ُيوت َو ُمقَد ً‬ ‫وبيوت الكهنة حول الهيكل‬ ‫‪5‬‬ ‫شرةُ آالَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ين ُخد ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ف ِفي ا ْل َع ْر ِ‬ ‫َّام ا ْل َب ْي ِت لَ ُه ْم ِم ْل ًكا‪.‬‬ ‫س ٌة َو ِع ْ‬ ‫ون لِالَّ ِوِّي َ‬ ‫ض تَ ُك ُ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫آية (‪َ " -:)5‬و َخ ْم َ‬ ‫ون أَْلفًا في الطول َو َع َ َ‬ ‫ون ِم ْخ َد ًعا‪" .‬‬ ‫ِع ْ‬ ‫ش ُر َ‬

‫ومساحة أرض الالويين مساوية للكهنة ‪ .‬عشرون مخدعا = مخدعا هنا جاءت فى الترجمة السبعينية مدنا‬

‫للسكن ‪ .‬والالويين هم معلمو الشريعة والقضاة ‪ .‬ولو فهمنا أن رقم ‪ 14‬يشير للوصايا ‪ ،‬فيكون ‪+ 14 = 24‬‬ ‫‪ 14‬لها معنى أن خدام اهلل فى العهدين القديم والجديد ‪ ،‬بل وفى كل زمان مهمتهم التعليم والعمل على حث‬

‫الشعب على حفظ الوصايا‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫ون ِم ْل َك ا ْلم ِدي َن ِة َخمس َة آالَ ٍ‬ ‫ازًيا تَ ْق ِد َم َة ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫ين أَْلفًا طُوالً‪ُ ،‬مو ِ‬ ‫س‪،‬‬ ‫س ًة َو ِع ْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫آية (‪َ " -:)6‬وتَ ْج َعلُ َ‬ ‫ف َع ْر ً‬ ‫ضا َو َخ ْم َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫فَي ُك ُ ِ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َ‬ ‫ون ل ُك ِّل َب ْيت إِ ْ‬

‫وتكون المدينة كما هو موضح ‪ ،‬ولها نصيب حولها ‪ . 6444 × 26444‬وكما سنرى بعد ذلك لن يعود إسمها‬

‫أورشليم (حز‪. )36 : 48‬‬

‫‪234‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس واألربعون)‬

‫س‪َ ،‬و ِم ْن ِم ْل ِك ا ْل َم ِدي َن ِة قُدَّام تَ ْق ِد َم ِة ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫اك ِم ْن تَ ْق ِد َم ِة ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫اآليات (‪َ «7 " -:)8-7‬ولِ َّلرِئ ِ‬ ‫س‬ ‫يس ِم ْن ُه َنا َو ِم ْن ُه َن َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّام ِم ْل ِك ا ْل َم ِدي َن ِة ِم ْن ِج َه ِة ا ْل َغ ْر ِب َغ ْرًبا‪َ ،‬و ِم ْن ِج َه ِة َّ‬ ‫ش ْرقًا‪َ ،‬والطُّو ُل ُم َو ٍ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫س َم ْي ِن ِم ْن تُ ْخِم ا ْل َغ ْر ِب‬ ‫ق َ‬ ‫از أ َ‬ ‫َح َد ا ْلق ْ‬ ‫َوقُد َ‬ ‫‪8‬‬ ‫ون لَ ُه أَر ً ِ ِ‬ ‫إِلَى تُ ْخِم َّ‬ ‫الش ْر ٍ‬ ‫ض ُي ْعطُوَن َها لِ َب ْي ِت‬ ‫ون َ‬ ‫ش ْع ِبي‪َ ،‬واأل َْر ُ‬ ‫س َرِائي َل‪َ ،‬والَ تَ ُع ُ‬ ‫س ِائي َي ْظلِ ُم َ‬ ‫ق‪ .‬تَ ُك ُ‬ ‫ضا م ْل ًكا في إِ ْ‬ ‫ود ُر َؤ َ‬ ‫ْ‬ ‫يل ألَسب ِ‬ ‫إِ ِ‬ ‫اط ِه ْم‪".‬‬ ‫س َرائ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ونصيب الرئيس يحيط بكل هذا بإمتداد حدود إسرائيل ‪ ،‬وهو بين يهوذا وبنيامين ‪ .‬هو أخذ جسده من يهوذا‪،‬‬

‫وبجسده جلس عن يمين اآلب يشفع فى الكنيسة التى هى جسده‪ .‬ولكن من هو هذا الرئيس غير السيد المسيح‬ ‫رأس الكنيسة‪ .‬ولماذا يقع نصيبه بين يهوذا وبنيامين؟‬

‫أوالً ‪ -:‬يهوذا وبنيامين كانوا أكثر أمانة من باقى األسباط ‪ ،‬فكانوا هم مملكة يهوذا الخاضعة لكرسى داود ‪،‬‬

‫ولهم الهيكل والكهنوت والشرائع بحسب إرادة اهلل ‪ .‬أما العشرة األسباط فإنشقوا مكونين مملكة إسرائيل بفكر بشرى‬

‫وضد إرادة اهلل ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -:‬المسيح جاء من سبط يهوذا وهو اآلن يشفع فى شعبه جالساً عن يمين اآلب وكلمة بنيامين تعنى إبن‬

‫اليمين‪.‬‬

‫ومعنى ما سبق فإن قدس األقداس يسكنه المسيح فيتقدس الجسد كله‪ .‬ووجود الكهنة ساكنين حول الهيكل يشير‬

‫للعبادة المقدسة التى ينبغى أن تقدمها الكنيسة للمسيح‪ .‬وجوهر العبادة سر اإلفخارستيا وبها نحيا بحياة المسيح‬

‫فينا ‪.‬‬

‫ووجود الالويين الحراس معناه اإلنتباه على نفوس أوالد اهلل حتى ال تدخل مبادئ غريبة‪ .‬وأبعاد المدينة كلها‬

‫مضاعفات للرقم ‪ 1111‬فهى سمائية ‪ ،‬وأيضا مضاعفات الرقم ‪ 5‬الذى يشير للنعمة المسئولة = [الحواس ‪5‬‬ ‫وأصابع اليد ‪ 5‬وأصابع الرجل ‪ = 5‬فقولنا المسئولة أى من يمنع نفسه عن متابعة أى شئ نجس (الحواس)‬

‫والتلذذ به ‪ ،‬ويمنع يديه (اليد) عن عمل أى شئ نجس ‪ ،‬ويمنع نفسه عن التوجه لألماكن الشريرة (رجل) وهذا ما‬

‫نسميه الجهاد وهو بالتغصب (مت‪ ، )12 : 11‬حينئذ يفيض اهلل عليه بنعمته التى تسانده] ‪ .‬وسيرتنا هى‬ ‫السماويات وأبونا هو سماوى‪ .‬وألننا نحيا فى السماويات فالحرب التى يثيرها عدو الخير هى فى السماويات التى‬ ‫نعيش فيها ‪ ،‬محاوال أن يجذبنا من هذه السماويات (أف ‪.)12 : 3‬‬

‫وراجع الرسم لترى الرئيس محيطاً بقلب شعبه فهو ملك على قلوبنا بصليبه‪ .‬وهو يحفظنا بنعمته لو جاهدنا‬

‫(يشير لها رقم ‪ . )6‬فيجعلنا فى السماويات ويشير لها رقم (‪ . 26444 = 1444 × 6 × 6 = )1444‬ونرى‬

‫فى الرسم ‪-:‬‬

‫سبط يهوذا من فوق‬

‫= ومن سبط يهوذا تجسد المسيح ‪.‬‬

‫سبط بنيامين من أسفل = جسد المسيح تمجد وجلس عن يمين اآلب ‪.‬‬

‫الرئيس يحيط بالقدس = المسيح الملك يحيط بشعبه ‪ ،‬ليعتنى به ويقوده للمكان الذى أعده له فى السماء " حيث‬ ‫أكون أنا تكونون أنتم أيضا " (يو‪. )3 : 14‬‬

‫‪235‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس واألربعون)‬

‫‪9‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ُروا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اآليات (‪ « " -:)12-9‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫اب‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫اء إِ ْ‬ ‫يل‪ .‬أ َِزيلُوا ا ْل َج ْو َر َواال ْغت َ‬ ‫س َ‬ ‫ب‪َ :‬ي ْكفي ُك ْم َيا ُر َؤ َ‬ ‫ين َحق‪َ ،‬وِايفَ ُة َحق‪َ ،‬وَب ُّ‬ ‫ب‪َ 11 .‬م َو ِ‬ ‫ا ْل َح َّ‬ ‫ون لَ ُك ْم‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ش ْع ِبي‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ق َوا ْل َع ْد َل‪ْ .‬ارفَ ُعوا الظُّ ْل َم َع ْن َ‬ ‫ث َحق تَ ُك ُ‬ ‫از ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ث ِم ْق َد ا ِ ِ‬ ‫س َع ا ْل َب ُّ‬ ‫اإليفَ ُة َوا ْل َب ُّ‬ ‫وم ِر‪َ ،‬و ِ‬ ‫ون ِ‬ ‫ون‬ ‫اإليفَ ُة ُع ْ‬ ‫ث ُع ْ‬ ‫وم ِر َي ُك ُ‬ ‫تَ ُك ُ‬ ‫ار َواح ًدا‪ ،‬ل َك ْي َي َ‬ ‫ً‬ ‫وم ِر‪َ .‬علَى ا ْل ُح َ‬ ‫ش ُر ا ْل ُح َ‬ ‫ش َر ا ْل ُح َ‬ ‫شِ‬ ‫ون َ ِ‬ ‫ون َ ِ‬ ‫ِم ْق َدارُهما‪12 .‬و َّ ِ ِ‬ ‫شر َ ِ‬ ‫ون َم َّن ُك ْم‪.‬‬ ‫س ٌة َو ِع ْ‬ ‫يرةً‪ِ .‬ع ْ‬ ‫ش َر َ‬ ‫س َة َع َ‬ ‫اقالً تَ ُك ُ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫شاقالً َو َخ ْم َ‬ ‫شاقالً َو َخ ْم َ‬ ‫َ‬ ‫ون ج َ‬ ‫الشاق ُل ع ْ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫"‬

‫قانون األرض المقدسة العدالة وعدم الظلم أو الجور‪ .‬هذه هى سمة النفس التى تقبل اهلل فى داخلها كسر تقديسها‬ ‫فال شئ يحزن اهلل قدر الظلم والغش‪ .‬وهذه العدالة تشير لطابع تعامل اهلل فى كنيسته فهو الذى يقضى بالعدل‬

‫للمساكين ويحكم باإلنصاف لبائسى األرض (إش ‪ . )4 : 11‬وهذا واجب على كل مسئول من الشعب أو‬ ‫الكهنة‪ .‬وفى معامالت الناس مع بعضهم‪ .‬والحظ أن هذا مقدمة لما سوف يقدمه الشعب هلل من فرائض‪ .‬والمعنى‬

‫أن ال نعطى هلل بالغش بل نعطى بالحق والعدل أيضاً‪ .‬تكون اإليفة والبث مقدا ار واحداً‪ ،‬واإليفة والبث نفس‬

‫الحجم ‪ ،‬ولكن اإليفة = مكيال للحبوب الجافة والدقيق‪ .‬والبث = مكيال للسوائل مثل الخمر والزيت‪ .‬والمقصود‬ ‫منع الغش فى التجارة فكان التجار الغشاشون يستخدمون إيفة للبيع وأخرى للشراء ‪ ،‬وكان اهلل يطالبهم بأن يكون‬

‫هناك إيفة واحدة للبيع والشراء ‪ ،‬وبث واحد للبيع والشراء (عاموس‪ . )6 : 8‬والحومر = ‪ 14‬إيفة أو بث‪ .‬والعمر‬

‫= ‪ 14 / 1‬إيفة ‪ .‬واإليفة تعادل تقريباً الكيلة‪ .‬أما حساب النقود فيكون هكذا = تكون َم َّن َكم = ‪ 34‬شاقالً ‪.‬‬

‫‪236‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس واألربعون)‬

‫الم ْن = ‪ 34‬شاقالً ‪ ،‬والشاقل قديماً كان وزناً للذهب أو الفضة‪ .‬ولكنه هنا لم يذكر رقم ‪ 34‬مباشرة‬ ‫فالمعروف أن َ‬ ‫بل قال أنه =‬ ‫‪ 34 = 16 + 24 + 26‬وذلك ألن النقود المستخدمة وقتها كانت هذه وحداتها‪ .‬والمن يساوى تقريباً رطل‬

‫(الكيلوجرام = ‪ 2,2‬رطل) ‪.‬‬

‫تكون اإليفة والبث مقدا ار واحدا = اهلل هنا يدعوهم لعدم الغش ‪ ،‬وذلك يعنى أن اهلل يتهم كهنة اليهود بالغش ‪-:‬‬

‫‪ )1‬فى مؤامراتهم ضد المسيح حتى صلبوه (مت‪ + 31 – 62 : 23‬مر‪ = )62 – 66 : 14‬هم طلبوا شهود‬ ‫زور ولم يتفق هؤالء الشهود ومع هذا نفذوا جريمتهم ‪.‬‬

‫‪ )2‬بالرغم من وضوح النبوات التى بين أيديهم ما زالوا ينكرون المسيح ‪ .‬ولكى ُيعبر اهلل عن غش اليهود فى‬ ‫تحريف وانكار أن النبوات التى بين أيديهم إنما تشير للسيد المسيح ‪ ،‬أظهر اهلل ذلك لزكريا النبى عن طريق رؤيا‬ ‫اإليفة الخارجة ‪ ،‬وكلمة الخارجة تعنى المغشوشة (راجع تفسير زك‪. )11 – 6 : 6‬‬ ‫هذ ِه ِهي التَّ ْق ِدم ُة الَِّتي تُقَدِّموَنها‪ :‬س ْدس ِ ِ ِ‬ ‫اآليات (‪ِ «13 " -:)17-13‬‬ ‫ون‬ ‫وم ِر ا ْل ِح ْنطَ ِة‪َ ،‬وتُ ْعطُ َ‬ ‫ُ َ ُ َ‬ ‫اإليفَة م ْن ُح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪14‬‬ ‫شرِة أ َْبثَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ث عْ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الزْي ِت ب ٌّ ِ‬ ‫س ْدس ِ ِ ِ‬ ‫يض ُة َّ‬ ‫وم ِر َّ‬ ‫الش ِع ِ‬ ‫اث‬ ‫ير‪َ .‬وفَ ِر َ‬ ‫ث م ْن َزْيت‪ .‬اَْل َب ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫شٌر م َن ا ْل ُكِّر‪ ،‬م ْن َع َ َ‬ ‫اإليفَة م ْن ُح َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الضأ ِ ِ‬ ‫شاةٌ و ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يل تَ ْق ِد َم ًة َو ُم ْح َرقَ ًة‬ ‫وم ِر‪ ،‬أل َّ‬ ‫اح َدةٌ ِم َن َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َن َع َ‬ ‫س ْق ِي إِ ْ‬ ‫ْن م َن ا ْلم َئتَ ْي ِن م ْن َ‬ ‫ومٌر‪َ .‬و َ َ‬ ‫ش َرةَ أ َْبثَاث ُح َ‬ ‫ل ْل ُح َ‬ ‫هذ ِه التَّ ْق ِدم ُة لِ َّلرِئ ِ ِ‬ ‫ب‪16 .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ْع ِب‬ ‫الر ُّ‬ ‫سالَ َم ٍة‪ ،‬لِ ْل َكفَّ َارِة َع ْن ُه ْم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ون َعلَى ُك ِّل َ‬ ‫يل تَ ُك ُ‬ ‫يس في إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َوَذ َبائ َح َ‬ ‫َ‬ ‫‪17‬‬ ‫السب ِ‬ ‫ات والتَّ ْق ِدم ُة و َّ ِ‬ ‫الرِئ ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫َع َي ِاد َوِفي ُّ‬ ‫الش ُه ِ‬ ‫وت َوِفي ُك ِّل‬ ‫ض‪َ .‬و َعلَى َّ‬ ‫يس تَ ُك ُ‬ ‫يب ِفي األ ْ‬ ‫ور َوِفي ُّ ُ‬ ‫السك ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ون ا ْل ُم ْح َرقَ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫َّة والتَّ ْق ِدم َة وا ْلم ْحرقَ َة وَذب ِائح َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫يل‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫يل‪َ .‬و ُه َو َي ْع َم ُل َذ ِب َ‬ ‫السالَ َمة‪ ،‬ل ْل َكفَّ َارِة َع ْن َب ْيت إِ ْ‬ ‫َم َواسم َب ْيت إِ ْ‬ ‫يح َة ا ْل َخطي َ‬ ‫كما قدم الشعب هلل أرضاً‪ ،‬هكذا ينبغى أن يقدموا له مما يمتلكون‪ ،‬أو مما أنعم اهلل به عليهم من الحنطة والشعير‬ ‫والزيت‪ ،‬ومن كل ‪ 244‬شاة يعطون واحدة من سقى إسرائيل = أى من أجود األرض‪ ،‬فال يعطون شاة بها‬

‫عيب‪ ،‬بل من أسمن أى من أفضل ما عندهم وذلك لتقدم ذبيحة‪ ،‬فهذه ترمز للمسيح الذى هو بال عيب ‪ .‬إذاً‬ ‫الشعب يقدم عطاياه هلل‪ ...‬لكن الرئيس هو الذى يقدم الذبيحة = وعلى الرئيس تكون المحرقات والسكيب‪...‬‬

‫والرئيس كما قلنا هو المسيح‪ ،‬وهو الذى قدم نفسه محرقة وذبيحة خطية وسكب حياته الجسدية بإرادته عنا‪ .‬وماذا‬

‫قدمت له البشرية ؟ قدمت البشرية له جسداً أى حياة جسدية (حنطة وشعير)‪ .‬لقد قدمت البشرية له جسداً من‬ ‫بطن القديسة العذراء مريم ليصير حمل اهلل الذى يرفع خطية العالم كله ‪ ،‬وليصير كشاة سيقت للذبح‪ .‬وهو كان‬

‫بال عيب = شاة من سقى إسرائيل‪ .‬شاة واحدة من ‪ 211‬شاة =( ‪ )144 ×2 = 244‬أو هى = ‪+ 144‬‬ ‫‪( 144‬قطيع المسيح من اليهود ‪ +‬قطيع المسيح من األمم)‪ ،‬فهو أخذ جسد من البشرية كلها ليشترك معنا فى‬ ‫جسدنا‪ ...‬هو أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له فلنسبحه ‪( ...‬من قطع التسبحة)‪ .‬وماذا أعطانا المسيح ؟ لقد صرنا‬

‫شركاء الطبيعة اإللهية‪ .‬وما معنى تحديد أرقام فى العطايا التى نقدمها هلل اإليفة من حومر الحنطة‪ ....‬سبق اهلل‬ ‫فى اآليات السابقة وشدد على أن تكون معامالتنا بالحق (آيات ‪ . )12 – 2‬والمفهوم أن كل ما نعطيه هلل يكون‬ ‫بالحق وليس برياء‪ ،‬نعطيه حياتنا (حنطة وشعير) ونكون كشاة تساق للذبح‪ .‬والمسيح بدمه يشفع فيمن يقدم نفسه‬

‫‪237‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس واألربعون)‬

‫هلل بحق‪ ،‬وبذبيحة المسيح أيضاً تحقق العدل اإللهى‪ ،‬وعادت األفراح الحقيقية لإلنسان‪ ،‬فنجده هنا يتكلم عن‬

‫األعياد والشهور والسبوت والمواسم ‪ .‬ولنرى ما هى التقدمة التى نقدمها ومعناها ‪-:‬‬

‫الحنطة = هى دقيق القمح األبيض = المسيح البار ‪ ،‬فاللون األبيض لون البر‪ .‬والدقيق هو قمح مطحون =‬ ‫المسيح المسحوق باألحزان ‪ .‬وقد قيل عنه " مسحوق ألجل آثامنا " (إش‪( . )6 : 63‬راجع تفسير ال‪. )2‬‬

‫الشعير = هو طعام الفقراء بل وبعض الحيوانات = فلقد عاش المسيح فقي ار ال يجد أين يسند رأسه ‪ ،‬بل ولد فى‬ ‫مذود " محتقر ومخذول من الناس " (إش‪. )3 : 63‬‬

‫بث زيت = الزيت هو إشارة لعمل الروح القدس الذى كون جسد المسيح فى بطن العذراء‪ ،‬ولذلك قال لها المالك‬

‫" الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك لذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن اهلل " (لو‪. )36 : 1‬‬

‫هنا صورة مكررة لما حدث عند تأسيس خيمة اإلجتماع التى ترمز لجسد المسيح ‪ ،‬فلقد طلب اهلل من كل من‬

‫يحثه قلبه أن يتبرع لبناء الخيمة (خر‪ ، )2 : 26‬وهذا كما أعطت البشرية جسد العذراء مريم ليتجسد فيه المسيح‬ ‫‪ ،‬وهذا ما يحدث اآلن فالشعب يتبرع بثمن الدقيق والخمر اللذين يحولهما الروح القدس لجسد المسيح ودمه ‪.‬‬

‫‪ = 6/1‬المسيح أخذ جسدا أعده الروح القدس (الزيت) فى بطن العذراء مريم ‪ ،‬وهذا الجسد هو جسد إنسانى‬

‫كامل ‪ ،‬فإبن اهلل تجسد وتأنس ليشابهنا فى كل شئ ‪ .‬والحظ أن رقم اإلنسان الناقص الضعيف هو ‪ ، 6‬فاإلنسان‬ ‫األول آدم سقط فى اليوم السادس وفى الساعة السادسة ‪ ،‬لذلك جاء المسيح آدم األخير بجسد إنسانى ضعيف‬

‫قابل للموت والجوع والعطش لكن بال خطية ‪ ،‬ليموت على الصليب فى اليوم السادس وفى الساعة الساعة‬

‫السادسة ‪ ،‬ويقدم نفسه ذبيحة عنا = وعلى الرئيس تكون المحرقات والتقدمة والسكيب ‪(...‬آية‪ . )14‬وهذا ما‬

‫حول حياتنا إلى أعياد = فى األعياد وفى الشهور‪ ....‬إذ صار لنا رجاء فى الحياة األبدية بعد أن رفع المسيح‬ ‫خطايانا ‪ .‬وليس فقط رفع الخطايا بل صار المسيح وسط كنيسته وسر شبعها دائماً ‪.‬‬

‫إذاً رقم ‪ 6/1‬يمثل المسيح الذى صار واحدا من البشر ليفديهم ‪.‬‬

‫فريضة الزيت بث من زيت = هنا ال نرى كسور ‪ ،‬فالروح القدس لم يأخذ جسدا من البشر ‪ .‬ولكنه يعود ويقول‬

‫أن الحومر ‪ 11‬أبثاث فما المعنى ؟ رقم ‪ 14‬هو رقم الوصايا العشر ‪ ،‬وبالتالى فهو يشير للكمال التشريعى ‪،‬‬ ‫وهذا عمل الروح القدس فينا ‪ ،‬نصلى ونسبح فيمألنا الروح القدس (أف‪ )21 – 18 : 6‬ويبكتنا لو أخطأنا ‪،‬‬ ‫ويعيننا فنتوب ويسكب محبة اهلل فى قلوبنا (رو‪ ، )6 : 6‬فنحفظ الوصايا العشر ألن من يحب المسيح يحفظ‬

‫وصاياه (يو‪ ، )23 : 14‬فيصنع عنده اآلب واإلبن منزال ‪ ،‬وبهذا يعيدنا للثبات فى المسيح ‪ ،‬فنستمر أحياء ‪.‬‬

‫وشاة واحدة من الضأن = هو المسيح الذى سيقدم ذبيحة ‪ ،‬فقد قيل عنه " ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح "‬

‫(إش‪ )4 : 63‬ويقدم نفسه " كذبيحة إثم عنا " (إش‪. )14 : 63‬‬

‫‪18‬‬ ‫الش ْه ِر األ ََّو ِل‪ِ ،‬في أ ََّو ِل َّ‬ ‫ب‪ِ :‬في َّ‬ ‫الش ْه ِر‪ ،‬تَأْ ُخ ُذ ثَْوًار ِم َن ا ْل َبقَ ِر‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪ « " -:)25-18‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫اه ُن ِم ْن َدِم َذ ِبيح ِة ا ْل َخ ِطي ِ‬ ‫ط ِّهر ا ْلم ْق ِدس‪19 .‬ويأْ ُخ ُذ ا ْل َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫صِم‬ ‫َّة َوَي َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫صح ً‬ ‫ض ُع ُه َعلَى قَ َوائم ا ْل َب ْيت‪َ ،‬و َعلَى َزَو َايا ُخ ْ‬ ‫يحا َوتُ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ا ْلمذ َْب ِح األ َْرَب ِع‪َ ،‬و َعلَى قَ َو ِائِم َب ِ‬ ‫ابع َّ‬ ‫اب الد ِ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫س ِ‬ ‫الر ُج ِل َّ‬ ‫اهي أ َِو ا ْل َغ ِو ِّ‬ ‫الش ْه ِر َع ِن َّ‬ ‫َّار الدَّاخليَّة‪َ .‬وه َك َذا تَ ْف َع ُل في َ‬ ‫َ‬

‫‪238‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس واألربعون)‬

‫ِ‬ ‫ش َر ِم َن َّ‬ ‫ون َع ِن ا ْل َب ْي ِت‪ِ 21 .‬في َّ‬ ‫س ْب َع َة‬ ‫الر ِ‬ ‫الش ْه ِر األ ََّو ِل‪ِ ،‬في ا ْل َي ْوِم َّ‬ ‫ابع َع َ‬ ‫ص ُح ِع ً‬ ‫الش ْه ِر‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫فَتُ َكفُِّر َ‬ ‫ون لَ ُك ُم ا ْلف ْ‬ ‫يدا‪َ .‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ض ثَو ار َذ ِبيح َة َخ ِطي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يس ِفي ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َع ْن َن ْف ِس ِه َو َع ْن ُك ِّل َ ِ‬ ‫َّة‪َ 23 .‬وِفي‬ ‫ير‪َ .‬وَي ْع َم ُل َّ‬ ‫َ‬ ‫الرِئ ُ‬ ‫ش ْعب األ َْر ِ ْ ً‬ ‫أَيَّام ُي ْؤ َك ُل ا ْلفَط ُ‬ ‫ِ‬ ‫اش ص ِح ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّام ا ْل ِع ِ‬ ‫الس ْبع ِة األَي ِ‬ ‫س ْبع ِة أَي ِ‬ ‫ير ٍ‬ ‫َّام‪َ .‬و ُك َّل َي ْوٍم‬ ‫يد َي ْع َم ُل ُم ْح َرقَ ًة لِ َّلر ِّ‬ ‫س ْب َع َة ك َب ٍ َ َ‬ ‫يحة‪ُ ،‬ك َّل َي ْوٍم م َن َّ َ‬ ‫ان َو َ‬ ‫ب‪َ :‬‬ ‫َ َ‬ ‫س ْب َع َة ث َ‬ ‫ِ ‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫تَ ْيسا ِم َن ا ْلمع ِز َذ ِبيح َة َخ ِطي ٍ‬ ‫ش‪َ ،‬و ِهي ًنا ِمن َزْي ٍت ِل ِ‬ ‫َّة‪َ .‬وَي ْع َم ُل التَّ ْق ِد َم َة إِيفَ ًة لِلثَّْو ِر‪َ ،‬وِايفَ ًة ِل ْل َك ْب ِ‬ ‫إليفَة‪ .‬في َّ‬ ‫الش ْه ِر‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ً‬ ‫َّة و َكا ْلم ْحرقَةِ‬ ‫َّام َك َذ ِبيح ِة ا ْل َخ ِطي ِ‬ ‫الشه ِر‪ِ ،‬في ا ْل ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد يعم ُل ِم ْث َل ذلِ َك س ْبع َة أَي ٍ‬ ‫ابع‪ ،‬في ا ْل َي ْوِم ا ْل َخام ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫َّ‬ ‫س َع َ‬ ‫َ‬ ‫ش َر م َن َّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ََْ‬ ‫َو َكالتَّ ْق ِد َم ِة َو َك َّ‬ ‫الزْي ِت‪".‬‬ ‫إن كان أساس الكنيسة هو القداسة التى صارت لنا فى المسيح القدوس وقانونها هو العدل الذى تحقق فى‬

‫ذبيحته ‪ ،‬فإن عالمتها هى الفرح فى الرب ‪ .‬لذلك يأتى الكالم مباشرة هنا عن األعياد ‪ ،‬فإن حياة الكنيسة فرح‬ ‫دائم سماوى وعيد دائم‪ .‬وفرحنا ال يقدر أحد أن ينزعه منا‪ .‬والعيد األول هنا هو رأس السنة‪ .‬والمسيح هو بدء‬

‫حياتنا الجديدة‪ .‬والحظ أنه فى كل األعياد هناك ذبائح تقدم وهكذا فى كنيستنا ال توجد أعياد بدون قداسات فهذا‬

‫سر فرحنا الحقيقى‪ ،‬ربنا يسوع المسيح بجسده ودمه معنا فى وسطنا‪ .‬هو الذى يقدس الهيكل والناس وكل شئ ‪.‬‬

‫يأخذ الكاهن من الدم ويضع على قوائم البيت = دم المسيح الكفارى هو األساس فى بناء وتكوين الكنيسة‬ ‫صِم ا ْل َمذ َْب ِح األ َْرَب ِع = هذا الدم هو سر التقديس‬ ‫فالقوائم هى األساسات التى يبنى عليها البيت ‪َ .‬و َعلَى َزَو َايا ُخ ْ‬ ‫والكفارة للعالم كله (رقم ‪ 4‬هو رقم العمومية) َو َعلَى قَ َو ِائِم َب ِ‬ ‫اب الد ِ‬ ‫َّار الداخلية = الدم يعطى للمعمودية فاعليتها‬ ‫وبها ندخل البيت كأوالد اهلل ‪ .‬وهذه الذبيحة تعطى غفراناً للخطايا = وهكذا تفعل فى السابع من الشهر عن‬

‫الرجل الساهى‪ .‬وهذا سر جديد للفرح‪ .‬فلنا رجاء مستمر بغفران خطايانا‪ .‬والرجل الساهي = من يخطئ سهوا‬

‫ودون قصد‪ .‬الغوي = الجاهل ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ش َر ِم َن َّ‬ ‫يدا والمسيح هو فصحنا الذى ذبح‬ ‫الر ِ‬ ‫ثم يجئ عيد الفصح = ِفي ا ْل َي ْوِم َّ‬ ‫ابع َع َ‬ ‫ص ُح ِع ً‬ ‫الش ْه ِر‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫ون لَ ُك ُم ا ْلف ْ‬ ‫ألجلنا ‪1‬كو‪. 4 : 6‬‬ ‫َّام ا ْل ِع ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َّة‪ .‬وِفي س ْبع ِة أَي ِ‬ ‫ش ْع ِب األ َْر ِ‬ ‫يد َي ْع َم ُل‬ ‫َوَي ْع َم ُل َّ‬ ‫يس ِفي ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َع ْن َن ْف ِس ِه َو َع ْن ُك ِّل َ‬ ‫ض ثَْوًار َذ ِب َ‬ ‫َ َ‬ ‫يح َة َخطي َ‬ ‫الرِئ ُ‬ ‫ب = فى الترجمة اإلنجليزية جاءت عبارة ويعمل الرئيس فى ذلك اليوم عن نفسه وعن كل شعب‬ ‫ُم ْح َرقَ ًة لِ َّلر ِّ‬

‫األرض هكذا = ‪upon that day shall the prince prepare for himself and for all the people‬‬ ‫‪of the land …..‬‬

‫وهذه الترجمة أدق ‪ ،‬فقول الكتاب وعن نفسه ال يمكن أن يقال عن المسيح ‪ ،‬فالمسيح بال خطية ‪ .‬ولكن فى‬ ‫تأسيس سر اإلفخارستيا أكل الرب مع تالميذه ليشركهم معه فى جسده فيصيروا ‪ ،‬ونصير نحن أى الكنيسة‬

‫عروس المسيح أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه (أف‪ . )34 : 6‬لكن هذه تساوى قول الرب يوم أسس سر‬

‫اإلفخارستيا (يوم خميس العهد) (مت‪ ... " )26 – 14 : 23‬ففعل التالميذ كما أمرهم يسوع وأعدوا الفصح ‪...‬‬

‫"‪ .‬هذه األيات ليست عن يوم الصليب بل عن تأسيس سر اإلفخارستيا الذى أعده المسيح لنفسه وللكنيسة كلها‬ ‫ليتحد بهم ويعيدهم إلى حضن اآلب ‪ .‬وكانت ذبيحة السالمة فى العهد القديم تشير لإلفخارستيا فكان مقدمها‬

‫يأكل منها هو وأسرته والمدعوي ن والكهنة بعد أن يأخذ المذبح نصيبه ‪ ،‬وكأنها شركة بين اهلل واإلنسان (‪1‬كو‪14‬‬ ‫‪239‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس واألربعون)‬

‫‪ ، )18 :‬فما يوضع على المذبح هو هلل ‪ .‬وأتت كلمة يعمل = ‪ prepare‬باإلنجليزية فى أصلها اللغوى بمعنى‬ ‫ينجز‪ /‬يتم‪/‬يقدم‪/‬يمنح‪/‬يقدم ذبيحة عن خطية ‪ .‬وجاءت كلمة عن = ‪ for‬باإلنجليزية فى أصلها اللغوى بمعنى‬

‫بواسطة‪/‬خالل‪/‬ضمن ‪ .‬فيصير المعنى أن المسيح قدم نفسه كذبيحة خطية عن البشر ‪.‬‬ ‫َّام ا ْل ِع ِ‬ ‫وهذا السر يستمر العمر كله = وِفي س ْبع ِة أَي ِ‬ ‫ب سبعة ثيران وسبعة كباش صحيحة كل‬ ‫يد َي ْع َم ُل ُم ْح َرقَ ًة ِل َّلر ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫يوم من السبعة أيام ‪ .‬وكل يوم تيسا من الماعز ذبيحة خطية = والحظ أن رقم ‪ 4‬هو رقم كامل فذبيحة‬

‫اإلفخارستيا ممتدة العمر كله وحتى نهاية الزمن‪ ،‬وراجع اآليات (حز‪ . )23 – 18 : 43‬المحرقة تعطى إلرضاء‬ ‫اهلل ‪ ،‬أما الثور ذبيحة الخطية فهو يعطى لغفران الخطايا ‪ .‬والتيس من المعز = يشير ألن المسيح ملك علينا‬ ‫بمحبته التى رأيناها فى صليبه (إش‪ + 3 : 2‬ال‪. )6 ، 4‬‬

‫وبعد الفصح يؤكل الفطير وهو بدون خمير‪ ،‬والخمير يشير للخطية‪ .‬فعلى المسيحى أن يعيش بال خطية =‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ير ‪ .‬لنالحظ أنه طالما المسيح فصحنا أعطانا الحرية من الشيطان الذى رمزه‬ ‫فطير دائم = َ‬ ‫س ْب َع َة أَيَّام ُي ْؤ َك ُل ا ْلفَط ُ‬ ‫فرعون فى قصة خروج الشعب من مصر‪ ،‬فلنحيا إذاً فى قداسة مستمرة حتى ال يستعبدنا الشيطان مرة أخرى ‪،‬‬

‫وهذا هو نفس ما قاله بولس الرسول " نقوا منكم الخميرة العتيقة لكى تكونوا عجينا جديدا كما أنتم فطير ‪ .‬ألن‬

‫فصحنا أيضا المسيح قد ذبح ألجلنا " (‪1‬كو‪. )8 ، 4 : 6‬‬ ‫ما معنى التقدمات التى يقدمونها ؟‬

‫الذبائح الدموية = الدم يعطي لغفران الخطايا والتقديس ‪.‬‬

‫اإليفة = هى إيفة دقيق والدقيق يصنع منه الخبز ‪ .‬والخبز يشير لحياة المسيح التى أعطاها لنا " لى الحياة هى‬

‫المسيح " (فى‪. )21 : 1‬‬

‫(راجع تفسير اإلصحاح الثانى من سفر الالويين) ‪.‬‬

‫الزيت = الزيت هو إشارة لعمل الروح القدس الذى كون جسد المسيح فى بطن العذراء‪ ،‬ولذلك قال لها المالك "‬ ‫الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك لذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن اهلل " (لو‪. )36 : 1‬‬

‫والحظ ماذا نقدم هلل ‪ )1‬ثور ذبيحة ‪ )2‬إيفة دقيق ‪ )3‬بعض الزيت ‪.‬‬

‫وماذا تحولوا فى يد اهلل ؟ " يُعطى لغفران الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه " ‪ .‬وهذا ما يحدث فى سر‬

‫اإلفخارستيا = فالروح القدس يحول الخبز والخمر إلى جسد ودم المسيح لغفران الخطية وحياة أبدية لمن يتناول‬

‫منه ‪.‬‬

‫وأما العيد المشار له فى آية (‪ )26‬فيشير لعيد المظال وهو يستمر ثمانية أيام (ال‪.)23‬‬ ‫وكانوا يسكنون فيه لمدة سبعة أيام فى مظال تاركين منازلهم ‪ ،‬رم اًز لتوهان شعب إسرائيل فى سيناء ‪ 44‬سنة قبل‬

‫دخول أرض الميعاد ‪ ،‬وفى اليوم الثامن أفراح كبيرة رم اًز ألفراح دخولهم إلى أرض الميعاد ‪ ،‬وبالنسبة لإلنسان‬ ‫المسيحى فأيام حياته على األرض هى أيام غربة (تك‪ )2 : 44‬وبعدها أفراح األبدية فى السماء ‪ .‬الفرح بالنسبة‬ ‫لنا هو عيد دخولنا إلى السماء بعد المجئ الثانى ‪ ،‬وهذا نفس ما نجده فى (حز‪ . )24 : 43‬ويصير معنى اآلية‬

‫(‪ )26‬هو تكرار أن ذبيحة اإلفخارستيا مستمرة طوال مدة غربتنا على األرض ‪.‬‬ ‫ملخص اإلصحاح‬

‫‪240‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الخامس واألربعون)‬

‫فى بداية اإلصحاح نجد أن اهلل يحدد مكانا للمقدس وللكهنة والالويين ‪ ،‬وهذا إشارة لوجود إبن اهلل فى ذبيحة‬

‫اإلفخارستيا سر حياة الكنيسة = المسيح يحيا فينا ‪ .‬ونجد المسيح يأخذ جسدا من سبط يهوذا ُليقدم لهم الفداء ‪،‬‬ ‫وهو الرئيس الذى يملك على شعبه ‪ ،‬وصعد للسماء ُليعد لهم مكانا ويأتى ليأخذهم فيه للمجد ‪ ،‬ويجلس عن يمين‬ ‫اآلب يشفع فى شعبه‪ ،‬ويحيط بهم بنعمته ليحميهم (راجع مز‪ = )126‬نحن فى المسيح ‪ .‬وسنجد باقى األسباط‬ ‫بعد ذلك تحيط بهذا المقدس ‪ ،‬ولها نصيب تحيا فيه لتأكل ‪ ،‬والمعنى أن اهلل ُيدبر حياتنا هنا على األرض‬ ‫ليعطينا خبزنا كفافنا ‪ ،‬ويدبر لنا اإلفخارستيا ليعطينا خبزنا الذى للغد ‪ ،‬فهو مسئول عن كليهما ‪ .‬ثم يطلب من‬ ‫شعبه أن يمتنع عن الخطية والغش = يأكلون فطي ار ‪ 4‬أيام ليستمر المسيح وسط شعبه وتستمر أعيادهم أى أفراح‬

‫شعبه ‪ .‬وكما قدمت البشرية جسد العذراء والروح القدس كون فيه جسد المسيح الذى قدمه ذبيحة على الصليب ‪،‬‬ ‫على شعب الكنيسة اآلن أن يقدموا تقدمات للكنيسة ‪ ،‬وبالقداسات وهى خدمة الكهنة والالويين يتحول الخبز‬

‫والخمر إلى جسد المسيح ودمه إستم ار ار لذبيحة الصليب ‪ ،‬ويستمر هذا لنهاية األيام ‪.‬‬

‫‪241‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس واألربعون)‬

‫اإلصحاح السادس واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫الشرائع الموجودة هنا لم ينفذوها بعد عودتهم من السبى بل إتبعوا شريعة موسى‪ .‬ونظروا لهذه الشرائع وهذا‬

‫الهيكل على أنها أشياء سرية وليست حرفية وهى لألجيال القادمة‬

‫‪1‬‬ ‫َّاخلِي ِ‬ ‫َّار الد ِ‬ ‫ون م ْغلَقًا ِستَّ َة أَي ِ‬ ‫اب الد ِ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫َّام ا ْل َع َم ِل‪َ ،‬وِفي‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫َّة ا ْل ُمتَّ ِج ُه لِ ْل َم ْ‬ ‫آية (‪ « " -:)1‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪َ :‬ب ُ‬ ‫ق َي ُك ُ ُ‬ ‫ضا ِفي َي ْوِم َأر ِ‬ ‫ْس َّ‬ ‫الش ْه ِر ُي ْفتَ ُح‪" .‬‬ ‫َّ‬ ‫الس ْب ِت ُي ْفتَ ُح‪َ .‬وأ َْي ً‬

‫هذا الباب الشرقى الذى للدار الداخلية خاص بالملك المسيح‪ .‬الحظ أن الباب الذى ذكر فى (حز‪ )1 : 44‬هو‬

‫الب اب الخارجى‪ .‬أما المذكور هنا فهو الباب الداخلى‪ .‬فالباب الخارجى دخل منه المسيح مرة بتجسده‪ .‬وبعدها‬ ‫يكون مغلقاً وهذا كان إشارة للعذراء الدائمة البتولية ‪ .‬أما هذا الباب الداخلى فال يفتح إال فى السبت فهذا يشير‬

‫للراحة ‪ ،‬فاهلل خلق العالم فى ستة أيام واستراح فى اليوم السابع (السبت) ‪ .‬وقطعا اهلل ال يتعب من العمل والخلقة‬

‫‪ ،‬ولكن اهلل كان حزينا على هالك اإلنسان الذى أحبه فخلقه‪ .‬واستراح اهلل إذ تم الفداء وعاد اإلنسان لحضن اهلل‬

‫‪ ،‬واستراح اإلنسان وصار له رجاء بعد أن تم الصلح بالصليب (‪2‬كو‪. )12 : 6‬‬

‫وقال اهلل " هذا هو إبنى‬

‫الحبيب الذى به سررت " ‪ .‬فالراحة التى إستراحها اهلل هى أيضا كانت راحة لإلنسان ‪ ،‬هى الراحة التى كانت فى‬ ‫منتصف اليوم السابع للخليقة ‪ ،‬اليوم الذى نحيا فيه اآلن ‪ .‬ورمز الراحة التى يعطيها لنا اهلل هو السبت ‪ .‬ففى‬

‫السبت إستراح اهلل ‪ ،‬واستراح اإلنسان‪ .‬إذاً هذا الباب يشير لصليب وقيامة المسيح شمس البر وعمله الكفارى‪.‬‬

‫أما رأس الشهر القمرى فهو يشير للعناية اإللهية ‪ ،‬فالقمر فى دورته يحدد فصول متكررة‪ .‬وفى مراقبتنا لدورة‬ ‫القمر علينا أن ال ننسى أعمال اهلل وعنايته ونشكره عليها ‪ .‬والقمر أيضا يشير للكنيسة التى تعكس نور المسيح‬

‫شمس البر ‪ ،‬واإلحتفال بعيد رأس الشهر يشير إلحتفال الكنيسة بلبسها اإلنسان الجديد المسيح شمس البر ‪،‬‬

‫وتركها العتيق بالمعمودية التى تستمد قوتها من الصليب (رو‪ . )3‬وكان رأس الشهر يوما مقدسا (عد‪14 : 14‬‬

‫‪ +‬عد‪ + 11 : 28‬مز‪ + 3 : 81‬إش‪ + 23 : 33‬هو‪ + 11 : 2‬عا‪ + 3 : 8‬كو‪ . )13 : 2‬وواضح اآلن أن‬ ‫من محبة اهلل لإلنسان أنه خلقه ليفرح فى جنة أعدها اهلل له ‪ ،‬وكان آدم فى الجنة يحيا فى فرح وهو يتبادل‬

‫المحبة مع اهلل ‪ ،‬وكان آلدم صورة منيرة مجيدة إذ كان يرى اهلل ولكنه خسر هذه الصورة إذ سقط ‪ ،‬وبعد أن سقط‬

‫كان من عناية اهلل أنه بذل إبنه الوحيد ليعيد آلدم صورة المجد هذه ‪ ،‬ويصير اإلنسان مرة أخرى كالقمر يعكس‬ ‫نور المسيح شمس البر (نش‪. )14 : 3‬‬

‫إذاً الباب الداخلى يشير للصليب والقيامة والعمل الكفارى ‪ ،‬وبه بدأنا بداية جديدة‪ ،‬بداية الصلح مع اهلل والراحة‬ ‫ورجاء المجد ‪ .‬هذا الباب كان مغلقا ستة أيام العمل = طوال مدة أيام الخليقة الستة (تك‪ . )1‬وفُتِح بالصليب‬ ‫فى منتصف اليوم السابع ‪ .‬وهذه الذبيحة الكفارية هى عمل المسيح وحده ولذلك فمن هذا الباب ال يدخل أحد‬

‫سواه (آية ‪ . )8‬هذه تساوى " قد دست المعصرة وحدى ومن الشعوب لم يكن أحد معى " (إش‪.)3 : 33‬‬

‫‪242‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس واألربعون)‬ ‫‪2‬‬ ‫ف ِع ْن َد قَ ِائم ِة ا ْل َب ِ‬ ‫ق ا ْل َب ِ‬ ‫اب ِم ْن َخ ِ‬ ‫ق ِرَوا ِ‬ ‫يس ِم ْن طَ ِري ِ‬ ‫اب‪َ ،‬وتَ ْع َم ُل ا ْل َك َه َن ُة ُم ْح َرقَتَ ُه‬ ‫آية (‪َ " -:)2‬وَي ْد ُخ ُل َّ‬ ‫ار ٍج َوَي ِق ُ‬ ‫الرِئ ُ‬ ‫َ‬ ‫ق إِلَى ا ْلمس ِ‬ ‫وَذب ِائح ُه َّ ِ‬ ‫س ُج ُد َعلَى َعتَ​َب ِة ا ْل َب ِ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫اب ثُ َّم َي ْخ ُر ُج‪ .‬أ َّ‬ ‫اب فَالَ ُي ْغلَ ُ‬ ‫َما ا ْل َب ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫السالَم َّي َة‪ ،‬فَ َي ْ‬ ‫َ َ‬

‫وذبيحة المسيح كان فيها منتهى الطاعة لآلب " أطاع حتى الموت موت الصليب " (فى‪ . )8 : 2‬وهذه تساوى‬

‫تماماً فيسجد على عتبة الباب = فالسجود هنا هو الطاعة الكاملة ‪ .‬ثم يخرج = أى قيامته وصعوده وجلوسه‬ ‫عن يمين اآلب‪ .‬وتعمل الكهنة محرقته = هذا ما صنعه قيافا فقد قدموه محرقة لسالمتنا‪ .‬وعمل ذبيحته مستمر‬ ‫لنهاية األيام حتى مجيئه الثانى = أما الباب فال يغلق إلى المساء ‪.‬‬

‫رواق الباب = الرواق هو صالة متسعة ولها باب ‪ .‬والرواق هو قطعا الشعب اليهودى الذى دخل المسيح منه‬ ‫إلى الحياة اإلنسانية بجسده البشرى ‪ ،‬وعاش وسطهم ‪ ،‬وأخرجوه من أورشليم حامال صليبه ‪ ،‬ليصلبوه خارج‬

‫المحلة ‪ ،‬لكنهم إذ فعلوا ذلك خرج وترك لهم بيتهم خرابا ‪ ،‬وبهذا نرى معنى آخر لقوله ثم يخرج ‪ .‬فالمسيح مع‬ ‫كونه صعد للسماء فهو ما زال فى كنيسته ‪ ،‬لكنه لم يعد فى وسط الشعب اليهودى ‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫السب ِ‬ ‫الر ِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت َوِفي ُر ُؤ ِ‬ ‫وس ُّ‬ ‫الش ُه ِ‬ ‫ور‪".‬‬ ‫َّام َّ‬ ‫س ُج ُد َ‬ ‫ب في ُّ ُ‬ ‫ش ْع ُ‬ ‫آية (‪َ " -:)3‬وَي ْ‬ ‫ب األَ ْرض ع ْن َد َم ْد َخل ه َذا ا ْل َباب قُد َ‬ ‫وشعب األرض يسجد عند مدخل هذا الباب = إيمان العالم بصليب المسيح وعبادتهم التى يقدمونها للمسيح‬

‫مقدمين له الشكر والحمد والتسبيح على الخالص والراحة التى قدمها لهم ‪ .‬واهلل طالب مثل هؤالء الساجدين (أى‬

‫العابدين الذين يقدمون ذبائح الشكر والتسبيح) للمسيح الذى قدم ذاته ليعيدهم إلى حضن اآلب ‪.‬‬

‫فى السبوت = أى فى راحتهم التى حققها لهم ‪ .‬وفى بداية الشهور = بداياتهم مع المسيح وعنايته والخليقة‬

‫الجديدة التى حصلوا عليها ‪ ،‬وأنهم قد صار لهم شكل المسيح = "إلبسوا المسيح " (رو‪ )14 : 13‬وأن " صورة‬

‫جسد تواضعهم ستتغير إلى صورة جسد مجده " (فى‪. )21 : 3‬‬

‫الس ْب ِت‪ِ :‬ستَّ ُة حمالَ ٍن ِ‬ ‫ش‬ ‫ِفي َي ْوِم َّ‬ ‫يح ٍة َو َك ْب ٌ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫إليفَ ِة‪َ 6 .‬وِفي َي ْوِم َأر ِ‬ ‫ين َزْي ٍت لِ ِ‬ ‫ْس َّ‬ ‫الش ْه ِر‪ :‬ثَْوٌر‬ ‫َو ِه ُ‬

‫‪4‬‬ ‫ب‬ ‫يس لِ َّلر ِّ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)7-4‬وا ْل ُم ْح َرقَ ُة الَِّتي ُيقَِّرُب َها َّ‬ ‫الرِئ ُ‬ ‫ش‪ ،‬ولِ ْلحمالَ ِن تَ ْق ِدم ُة ع ِطي ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 5‬‬ ‫ِ‬ ‫َّة َي ِد ِه‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫صحي ٌح‪َ .‬والتَّ ْقد َم ُة إِيفَ ٌة ل ْل َك ْب ِ َ ُ ْ‬ ‫‪7‬‬ ‫ون ِ‬ ‫ْاب ُن بقَ ٍر ِ‬ ‫يح ًة‪َ .‬وَي ْع َم ُل تَ ْق ِد َم ًة إِيفَ ًة لِلثَّْو ِر َوِايفَ ًة لِ ْل َك ْب ِ‬ ‫َما لِ ْل ُح ْمالَ ِن‬ ‫ش‪ .‬أ َّ‬ ‫يح َو ِستَّ ُة ُح ْمالَ ٍن َو َك ْب ٌ‬ ‫صح َ‬ ‫صح ٌ‬ ‫َ‬ ‫ش تَ ُك ُ َ‬ ‫َ‬ ‫س َب َما تَ​َنا ُل َي ُدهُ‪َ ،‬ولِ ِ‬ ‫ين َزْي ٍت‪".‬‬ ‫إليفَ ِة ِه ُ‬ ‫فَ َح ْ‬ ‫ماذا كانت نتائج الخطية ؟ ‪ )1‬إحزان قلب اهلل لعدم طاعة اإلنسان ‪ )2‬موت اإلنسان ‪.‬‬

‫وكانت ذبائح المحرقات تقدم إلرضاء اهلل ‪ ،‬وذبائح الخطية تقدم لغفران الخطية حتى ال يهلك اإلنسان (راجع‬

‫تفسير اآليات حز‪ + 24 – 18 : 43‬التفاصيل فى سفر الالويين)‬

‫اآليات (‪ -: )5 ، 4‬المحرقة التى يقدمها الرئيس للرب يوم السبت‬ ‫هذه إلرضــــــــــــــــاء اهلل‬

‫‪243‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس واألربعون)‬

‫ستة حمالن صحيحة = المسيح الرئيس قدم نفسه ذبيحة محرقة بالنيابة عن اإلنسان ليرضى اهلل عن اإلنسان‬ ‫(‪ 6‬رقم رمزى لإلنسان الذى ُخلِق وسقط ومات فى اليوم السادس) ‪ .‬وكيف يرضى اهلل ويفرح ؟ اهلل يفرح بعودة‬ ‫البشر إلى حضنه ‪ .‬فقوله ستة حمالن صحيحة المقصود بها اإلنسان الذى عاد إلى حضن اهلل فى المسيح‬

‫(نحن ُنحسب كاملين فى المسيح كو‪ 28 : 1‬وهذا معنى قوله صحيحة) ‪.‬‬

‫كبش صحيح = الكبش كان يقدم كذبيحة إثم ‪ ،‬وهكذا قدم المسيح نفسه ذبيحة إثم (إش‪ )14 : 63‬لتغفر خطايا‬ ‫البشر ويحدث الصلح بين اهلل وبين اإلنسان ‪.‬‬

‫إيفة للكبش = اإليفة هى معيار للدقيق ‪ ،‬والدقيق يرمز لحياة المسيح التى أعطاها للبشر عطية منه = عطية‬ ‫يده ‪ ،‬لنحيا بها حياة أبدية ‪( .‬راجع ال‪ . )2‬فالمسيح بذبيحة الصليب ُيقدم لآلب البشر كحمالن (على صورة‬ ‫المسيح الحمل الوديع) ‪ ،‬ثابتين فيه (مغفورى الخطايا بدمه) ‪ ،‬أحياء (بحياته المقامة من بين األموات) ‪.‬‬ ‫وهين زيت لإليفة = الزيت إشارة للروح القدس الذى يثبت حياة المسيح فينا لنظل أحياء (‪2‬كو‪. )22 ، 21 : 1‬‬

‫وسنجد الزيت مالزما تقدمة الدقيق ‪ ،‬ففى سر اإلفخارستيا يحول الروح القدس الخبز إلى جسد المسيح ليحيا به‬

‫كل من يأكل منه ‪.‬‬

‫اآليات (‪ -: )4 ، 3‬تقدمة يوم رأس الشهر‬

‫هذه ذبيحة الخطية لغفران خطايا اإلنسان فال يموت‬

‫ثور ابن بقر صحيح = كان الثور ُيقدم ذبيحة خطية إذا أخطأت الجماعة كلها ‪ ،‬والمسيح ابن اإلنسان مات‬ ‫كذبيحة خطية عن كل البشر (لكن لمن يؤمن) ‪.‬‬

‫وكبش = هناك فرق بين ذبيحة الخطية وذبيحة اإلثم ‪ ،‬فذبيحة الخطية تقدم عن الخطية الجدية أو األصلية‬ ‫(النفس المتمردة على وصايا اهلل التى ورثناها عن أبوينا) ‪ .‬أما ذبيحة اإلثم فتقدم عن الخطايا التى نصنعها‬ ‫والناتجة عن الخطية الجدية ‪ .‬والمسيح حمل الكل‪.‬‬

‫ُيعطى لمغفرة الخطايا (القداس)‬ ‫س َب َما تَ​َنا ُل َي ُدهُ = الحياة األبدية هى عطية من المسيح لنا ‪ ،‬واهلل يعطى بسخاء وال ُيعير ‪ ،‬فهو " يُعطى‬ ‫فَ َح ْ‬ ‫لغفران الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه " ‪.‬‬

‫إيفة للثور وايفة للكبش هما حياة المسيح قدمها لنا‬

‫وحياة أبدية لكل من يتناول منه (القداس)‬

‫اب‪ ،‬و ِم ْن طَ ِر ِ‬ ‫اآليات (‪َ «8 " -:)9-8‬و ِع ْن َد ُد ُخ ِ‬ ‫الرِئ ِ‬ ‫ق ِرَوا ِ‬ ‫يس َي ْد ُخ ُل ِم ْن طَ ِري ِ‬ ‫يق ِه َي ْخ ُر ُج‪.‬‬ ‫ول َّ‬ ‫ق ا ْل َب ِ َ‬ ‫يفسر هذه اآلية اآليات التالية ‪-:‬‬ ‫" وأيضا متى أدخل البكر إلى العالم ‪( "...‬عب‪. )3 : 1‬‬

‫‪244‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس واألربعون)‬

‫" آمنتم إنى من عند اهلل خرجت ‪ .‬خرجت من عند اآلب وقد أتيت إلى العالم وأيضا أترك العالم وأذهب إلى اآلب‬

‫" (يو‪. )28 ، 24 : 13‬‬

‫فالمسيح خرج من عند اهلل وأتى إلى العالم وعاش فى وسط اليهود ‪ .‬والرواق هو ما قبل الباب = فإذا كان الباب‬ ‫هو الصليب ‪ ،‬فالرواق يكون هو حياة المسيح بالجسد فى هذا العالم وسط شعب اليهود ‪ .‬وصلب المسيح وقام‬

‫ليترك هذا العالم ويعود إلى اآلب ‪.‬‬

‫ومن طريقه يخرج = لقد خرج المسيح أيضا من أورشليم تاركا أورشليم وشعبها الذى صلبه لمصيره ‪ ،‬ولم يعد‬ ‫بعدها شعب اليهود شعبا هلل ‪ ،‬لقد فارقهم اهلل بعد أن صلبوا ابنه‪ ،‬فصاروا بال حماية فدمرهم الرومان سنة ‪ 44‬م‬ ‫‪ .‬وهذا نفس ما حدث حين فارق مجد الرب الهيكل فدمره البابليون سنة ‪ 683‬ق‪.‬م‪( .‬راجع حزقيال إصحاحات ‪8‬‬

‫– ‪. )11‬‬

‫الشم ِ ِ‬ ‫اسِم‪ ،‬فَالد ِ‬ ‫ب ِفي ا ْلمو ِ‬ ‫آية (‪َ 9 -: )2‬و ِع ْن َد ُد ُخ ِ‬ ‫َّاخ ُل ِم ْن طَ ِري ِ ِ‬ ‫ول َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُج َد َي ْخ ُر ُج‬ ‫الر ِّ‬ ‫َّام َّ‬ ‫ال ل َي ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ق َباب ِّ َ‬ ‫ش ْعب األ َْرض قُد َ‬ ‫وب‪ ،‬والد ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫وب َي ْخر ُج ِم ْن طَ ِري ِ ِ‬ ‫اب ا ْل َجنُ ِ‬ ‫ق َب ِ‬ ‫ق َب ِ‬ ‫ال‪ .‬الَ َي ْرجعُ ِم ْن طَ ِري ِ‬ ‫َّاخ ُل ِم ْن طَ ِري ِ‬ ‫ِم ْن طَ ِري ِ‬ ‫ق‬ ‫اب ا ْل َج ُن ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ق َباب ِّ َ‬ ‫ا ْل َب ِ‬ ‫اب الَِّذي َد َخ َل ِم ْن ُه‪َ ،‬ب ْل َي ْخ ُر ُج ُمقَا ِبلَ ُه‪" .‬‬ ‫فى اآلية السابقة رأينا المسيح يدخل العالم ُليصلب ‪ ،‬ويقوم ليخرج من العالم ذاهبا إلى اآلب‪ .‬أما نحن إذا قبلنا‬ ‫ودخلنا طريق حمل الصليب نخرج من العالم حاسبين إياه نفاية (فى‪ )2 : 3‬لنحيا مع اهلل متغربين عن العالم ‪.‬‬

‫واإلنسان قبل الصليب كان يعيش فى الخطية مستمتعا بملذاتها وفى برودة روحية (والبرودة يعبر عنها الكتاب‬

‫بالشمال ‪ ،‬فالشمال تأتى منه الرياح الباردة) ‪ ،‬فإذا عاش هذا اإلنسان مع المسيح حامال صليبه ‪ ،‬ثابتا فى المسيح ‪،‬‬

‫ررة الروح (والح اررة ُيعبر عنها الكتاب بالجنوب وهذا تأتى‬ ‫وتمأل قلبه تعزيات المسيح ‪ ،‬يلتهب قلبه بمحبة المسيح فى ح ا‬

‫منه الرياح الساخنة) ‪ .‬ومن يحيا فى ح اررة الروح يخرج إلى حقل الخدمة فَالد ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ط ِري ِ ِ‬ ‫ال (حيث‬ ‫َّاخ ُل ِم ْن َ‬ ‫ق َباب ِّ َ‬ ‫ِ‬ ‫اب ا ْل َج ُن ِ‬ ‫ق َب ِ‬ ‫ط ِري ِ‬ ‫وب (حيث الح اررة الروحية) ليخدم المسيح باحثا عن كل نفس مات‬ ‫س ُج َد َي ْخ ُر ُج ِم ْن َ‬ ‫البرودة الروحية) ل َي ْ‬ ‫المسيح ألجلها " من يضعف وأنا ال أضعف ‪ ،‬ومن يعثر وأنا ال ألتهب " (‪2‬كو‪ . )22 : 11‬وراجع سفر النشيد‬

‫إصحاحات (‪ . )2 ، 8‬أما من يرتد بعد أن تذوق ح اررة الروح فهو كان فى الجنوب حا ار بالروح ‪ ،‬واذ قرر‬

‫اإلرتداد يعود إلى برودته الروحية = يخرج من طريق باب الشمال فيهلك هذا اإلنسان (عب‪. )6 ، 4 : 3‬‬

‫الداخل من بوابة يخرج من أخرى = من قبِل شركة الصليب مع المسيح ويتذوق لذة تعزيات المسيح " شماله‬

‫تحت رأسى ويمينه تعانقنى " (نش‪ ، )3 : 2‬فمع طول مدة هذه الشركة المباركة مع المسيح يزداد اإلنسان ثباتا‬ ‫فى المسيح ويمتلئ بالروح ويزداد ح اررة‪ .‬ولنرى أمثلة على ذلك ‪ -:‬القديس يوحنا الحبيب رأى رؤياه وهو منفى‬ ‫فى جزيرة بطمس بعد أن ألقوه فى الزيت المغلى وأنقذه اهلل من الموت ‪ .‬وبولس الرسول رأى السماء الثالثة وهو‬

‫يتألم من شوكة فى الجسد بل كان يقمع جسده ويستعبده باإلضافة لكل أالم الخدمة ‪.‬‬

‫إرمياء النبى قال له اهلل فى بداية خدمته "ها قد جعلت كالمى فى فمك " وبعد أن حمل صليب اإلضطهاد من‬

‫الجميع سمع قول اهلل "مثل فمى تكون " (إر‪.)12 : 16 + 2 : 1‬‬

‫‪245‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس واألربعون)‬

‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫س ِط ِهم َي ْد ُخ ُل ِع ْن َد ُد ُخولِ ِهم‪َ ،‬و ِع ْن َد ُخر ِ‬ ‫ون َم ًعا‪.‬‬ ‫آية (‪َ " -:)11‬و َّ‬ ‫وج ِه ْم َي ْخ ُر ُج َ‬ ‫الرِئ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫يس في َو ْ ْ‬ ‫هذا هو سر فرحنا الدائم المسيح الرئيس فى وسطنا فى عبادتنا وهذه = "حيثما إجتمع إثنين أو ثالثة بإسمى‬

‫فهناك أكون فى وسطهم " (مت‪ )24 : 18‬راجع أيضاً (مت ‪ . )24 : 28‬والحظ قوله يدخل عند دخولهم =‬

‫فإذا كان الباب هو قبول الصليب ‪ ،‬إذًا إذا قرر أحدنا قبول الصليب فى حياته فالمسيح لن يتركه ‪ ،‬بل هو‬ ‫سيحمل معه الصليب إلى أن تنتهى رحلة حياته ‪ .‬وعند مفارقتنا لهذه الحياة فالمسيح الثابت فينا يخرج معنا =‬

‫وعند خروجهم يخرجون معا أى يستمر ثابتاً فينا ليدخلنا إلى راحة الفردوس إنتظا ار لدخول المجد ‪ .‬من يقبل أن‬ ‫يدخل مع المسيح فى شركة األلم والصليب ال يعود المسيح يتركه بل يثبت فيه ‪ .‬ولعل قوله يخرجون معا = هو‬

‫إشارة لساعة موتنا بالجسد ‪ ،‬فإذا كنا متحدين به يظل ثابتا فينا وتفارق أرواحنا أجسادنا ‪ ،‬لكن حياة المسيح ال‬

‫تفارق أرواحنا ‪ ،‬فنموت جسديا لكن نظل أحياء روحيا ‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫َعي ِاد وِفي ا ْلمو ِ‬ ‫ون التَّ ْق ِد َم ُة إِيفَ ًة لِلثَّْو ِر َوِايفَ ًة لِ ْل َك ْب ِ‬ ‫ش‪َ .‬ولِ ْل ُح ْمالَ ِن َع ِط َّي ُة َي ِد ِه‪،‬‬ ‫اسِم تَ ُك ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫آية (‪َ " -:)11‬وِفي األ ْ َ َ‬ ‫َولِ ِ‬ ‫ين َزْي ٍت‪" .‬‬ ‫إليفَ ِة ِه ُ‬

‫األعياد والمواسم تكون أيام فرح فتكون‬

‫النتيجة األولى للصليب الفــــــــــــــــرح نتيجة للصلح مع اهلل‬ ‫فيما سبق رأينا أن المسيح بذبيحة صليبه قد أرضى اآلب ‪ ،‬وحمل كل خطايانا‪ ،‬وصرنا شركاء صليبه ‪ ،‬ونحن‬

‫ثابتين فيه وهو ثابت فينا‪ ،‬وأعطانا عطية يده حياة أبدية هى حياته المقامة من األموات = إيفة ‪ .‬وسر هذا‬ ‫الفرح هو ‪ )1‬الصلح مع اهلل ‪ ،‬ولنالحظ أن اهلل حين يفرح نفرح معه ‪.‬‬

‫‪ )2‬المسيح فى وسطنا دائما وهذا‬

‫بحسب اآلية (‪ )14‬السابقة ‪ ،‬وأيضا فهذا بحسب وعده " إذا إجتمع إثنين أو ثالثة بإسمى فأنا أكون فى وسطهم "‬

‫‪ )3 .‬ذبيحة اإلفخارستيا فى وسطنا على المذبح كل يوم ‪.‬‬

‫هين زيت = الروح القدس هو الذى يحول الخبز فى سر اإلفخارستيا إلى جسد المسيح غفرانا لخطايانا وحياة‬ ‫أبدية لمن يتناول منه ‪ .‬والسيد المسيح أرسل لنا الروح القدس يسكن فينا‪ .‬فصار هذا لفرحنا ‪ ،‬فمن ثمار الروح‬

‫القدس الفرح (غل‪. )22 : 6‬‬

‫والحظ أنه لم يتكلم عن ذبائح فى هذه اآلية بل عن نتائج الذبيحة أى نتائج صليب المسيح أى التقدمات عطية‬

‫يده ‪ .‬فاهلل يريد أن يتكلم هنا عن أن الفرح هو إرادته تجاه البشر ‪ ،‬فاهلل خلق اإلنسان فى جنة عدن وهى كلمة‬ ‫عبرية تعنى فرح ‪ ،‬فلما فقدنا الفرح ها هو اهلل يعيده لنا وراجع (يو‪ + 22 : 13‬فى‪. )4 : 4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الرِئيس َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫افلَ ًة‪ُ ،‬م ْح َرقَ ًة أ َْو‬ ‫آية (‪َ " -:)12‬وِا َذا َعم َل َّ ُ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫السالَ ِم َّي َة َك َما َي ْع َم ُل ِفي‬ ‫ق‪ ،‬فَ َي ْع َم ُل ُم ْح َرقَتَ ُه َوَذ َب ِائ َح ُه َّ‬ ‫لِ ْل َم ْ‬ ‫الرئيس يقدم نافلة‬

‫َذب ِائح سالَم ٍة‪َ ،‬ن ِ‬ ‫ب‪ُ ،‬ي ْفتَ ُح‬ ‫افلَ ًة لِ َّلر ِّ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫الس ْب ِت ثُ َّم َي ْخ ُر ُج‪َ .‬وَب ْع َد ُخ ُرو ِج ِه‬ ‫َي ْوِم َّ‬

‫اب ا ْل ُمتَّ ِج ُه‬ ‫لَ ُه ا ْل َب ُ‬ ‫اب‪" .‬‬ ‫ُي ْغلَ ُ‬ ‫ق ا ْل َب ُ‬

‫‪246‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس واألربعون)‬

‫النتيجة الثانية للصليب فتـــــــــــــــــــح باب الفـــــــــردوس أمام البشر‬

‫نافلة = عطية إختيارية‪ .‬وهذه يقدمها الرئيس‪ " .‬لى سلطان أضعها وأن آخذها " (يو‪. )18 : 14‬‬

‫والباب الذى يفتح له المتجه للشرق = هو باب الفردوس الذى فتحه بعد الصلح الذى تممه الرب بصليبه بعد‬

‫أن كان مغلقا أمام البشر ‪ ،‬فجنة عدن المفقودة كانت فى الشرق ‪ .‬لذلك قال الرب للص اليمين " اليوم تكون‬

‫معى فى الفردوس " ‪ .‬هنا ال نسمع عن ذبائح خطية (ثور) أو ذبائح إثم (كبش) إنما عن محرقة وذبائح سالمية‬

‫= والمحرقة تشير إلى فرح اآلب بعودة أبنائه = "هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت " ‪ .‬والذبائح السالمية‬ ‫تشير لفرح اإلنسان بدخوله إلى الفردوس ‪ .‬فهم كانوا يقدمون ذبائح السالمة حينما يكونون فى حالة فرح بخيرات‬ ‫أعطاها لهم اهلل ‪ .‬ثُ َّم َي ْخر ُج‪َ .‬وَب ْع َد ُخر ِ‬ ‫اب = ربما تعنى أن المسيح بعد أن تمم الفداء صعد إلى‬ ‫وج ِه ُي ْغلَ ُ‬ ‫ق ا ْل َب ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫السموات بجسده البشرى الذى صار له نفس مجد الهوته األزلى ‪ ،‬وأغلق الباب أمام سائر البشر إلى أن يأتى‬

‫فى مجده ليدين األحياء واألموات ‪ ،‬يأتى ليأخذنا معه فحيث يكون هو نكون معه (يو‪ . )3 : 14‬وقوله ثم يخرج‬

‫قد يعنى أنه كراع صالح مهتم بأمور كنيسته هو دائما سائ ار وسطها وساكنا فيها (رؤ‪ . )1 : 2‬وقول الكتاب أن‬

‫اهلل يخرج من مكانه فهذا يعنى أنه يفعل شيئا ال يحب أن يعمله ‪ ،‬كما جاء فى (مى‪ " )3 : 1‬فإنه هوذا الرب‬

‫يخرج من مكانه وينزل ويمشى على شوامخ األرض ‪ .‬فتذوب الجبال تحته ‪ " ...‬وتفسير هذا أن اهلل حين يقال‬

‫عنه يخرج ‪ ،‬فهو يظهر نفسه في تأديباته العظيمة‪ .‬فمكان اهلل هو الرحمة والحب‪ ،‬وحين يعاقب ويؤدب فهو‬

‫يخرج من مكانه‪ .‬راجع أيضا (هو‪ . )16:6‬فاهلل خرج لكي يؤدب " فتذوب الجبال " ‪ ،‬ثم رجع لمكانه منتظ اًر أن‬ ‫يطلبوه ليظهر لهم محبته ورحمته من مكانه‪ .‬ويكون معنى َي ْخر ُج َوَب ْع َد ُخر ِ‬ ‫اب أن المسيح الديان بعد‬ ‫وج ِه ُي ْغلَ ُ‬ ‫ق ا ْل َب ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أن ُيدخل شعبه إلى مجده ويفرح بهم يخرج ليدين األشرار مغلقا باب السماء أمامهم ‪ ،‬وهذا هو ما حدث مع‬

‫العذارى الجاهالت = " وأغلق الباب " (مت‪. )14 : 26‬‬

‫‪13‬‬ ‫ب حمالً حولِيًّا ِ‬ ‫ِ‬ ‫احا تَ ْع َملُ ُه‪َ 14 .‬وتَ ْع َم ُل‬ ‫ص َب ً‬ ‫ص َب ً‬ ‫صح ً‬ ‫اآليات (‪َ " -:)15-13‬وتَ ْع َم ُل ُك َّل َي ْوٍم ُم ْح َرقَ ًة ل َّلر ِّ َ َ َ ْ‬ ‫احا َ‬ ‫يحا‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫ش الد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ث ا ْل ِه ِ‬ ‫َّقي ِ‬ ‫ين لِ َر ِّ‬ ‫يض ًة أ َ​َب ِديَّ ًة َد ِائ َم ًة‪.‬‬ ‫ق‪ .‬تَ ْق ِد َم ًة لِ َّلر ِّ‬ ‫اإليفَ ِة‪َ ،‬و َزْيتًا ثُلُ َ‬ ‫ب‪ ،‬فَ ِر َ‬ ‫ص َب ً‬ ‫ص َب ً‬ ‫س ْد َ‬ ‫احا ُ‬ ‫احا َ‬ ‫َعلَ ْيه تَ ْقد َم ًة َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ون ا ْل َح َم َل َوالتَّ ْق ِد َم َة َو َّ‬ ‫احا ُم ْح َرقَ ًة َد ِائ َم ًة‪".‬‬ ‫الزْي َ‬ ‫َوَي ْع َملُ َ‬ ‫ص َب ً‬ ‫ص َب ً‬ ‫احا َ‬ ‫ت َ‬ ‫محرقة دائمة‬

‫النتيجة الثالثة للصليب ‪ ،‬شفاعــــــــــة كفــــــــــــارية أبدية عن البشر‬

‫صباحا صباحا = فأورشليم السمائية سيكون المسيح نورها وهو فى وسطها إلى األبد (رؤ‪ . )6 : 22‬محرقة‬

‫دائمة = هذه تعبير عن فرح اآلب الدائم بوجود أوالده حوله ‪.‬‬

‫‪ 6/1‬اإليفة = كما رأينا أن المسيح كان واحدا (‪ )1‬من البشر (‪ . )6‬شابهنا فى كل شئ‪ ،‬ومات وقام وأعطانا‬ ‫حياته ‪ ،‬حياة أبدية نحيا بها لألبد فى أورشليم السمائية حيث مسكن اهلل مع الناس (رؤ‪ . )3 : 21‬وبدم ذبيحته‬ ‫يشفع فينا لألبد شفاعة كفارية فهو يغطينا بدمه ويستر علينا (عب‪. )12 : 14 + 12 : 2 + 26 : 4‬‬

‫‪247‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس واألربعون)‬

‫‪ 3/1‬الهين زيت لرش الدقيق = المسيح بدمه بررنا وألبسنا ثيابا بيض ُغ ِسلت وابيضت بدمه (رؤ‪. )14 : 4‬‬ ‫المسيح بدمه بررنا وبالهوته المتحد بناسوته أعطانا حياة أبدية ‪ .‬أما الزيت فهو إشارة للروح القدس ‪ ،‬وقوله لرش‬

‫الدقيق = الرش يكون للتطهير " طهرنى بالزوفا فأطهر " (مز‪ " = )4 : 61‬تنضح علي بزوفاك فأطهر‬

‫(سبعينية) " ‪ .‬فكان الكاهن يستخدم بعض من نبات الزوفا ويرش على الشعب بعض قطرات من دم الذبيحة‬ ‫والماء ليتطهروا من خطاياهم ‪ ،‬إذاً الدقيق هنا ليس عن المسيح بل علينا نحن ‪ ،‬فالمسيح بال خطية وال يحتاج‬

‫لمن ينضح عليه ليطهر‪ ،‬أما الروح القدس األقنوم الواحد (‪ )1‬من الثالثة أقانيم (‪ 3/1 = )3‬هو يحفظ طهارتنا‬

‫ويجعلنا فى السماء ثابتين فى المسيح أبديا‪ ،‬وفى حالة مجد وفرح أبدى ‪ ،‬وهذا ما سنراه فى اآليات التالية (‪13‬‬

‫– ‪ ، )18‬وهذا معنى قول الكتاب " ألن الخروف يقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح اهلل كل دمعة من عيونهم "‬

‫(رؤ‪ .)14 : 4‬ومسح الدموع يعنى الفرح األبدى وعدم تذكر أحزان الماضى على األرض (وراجع ‪1‬بط‪. )8 : 1‬‬ ‫حوليا‬ ‫يض ًة أ َ​َب ِد َّي ًة َد ِائ َم ًة = شفاعة المسيح ستكون أبدية وبالتالى سيكون وجودنا فى السماء أبديا ‪.‬‬ ‫فَ ِر َ‬ ‫= ابن سنة ‪.‬‬ ‫ملحوظة ‪ -:‬التقدمات هنا صباحية ‪ ،‬بينما فى شريعة موسى كان هناك تقدمة صباحية وتقدمة مسائية ‪ .‬فالعهد‬

‫القديم كان فى ظالل المساء منتظ اًر إشراق شمس البر‪ .‬ولكننا نحن اآلن فى الكنيسة بعد أن تمم المسيح فدائنا ‪،‬‬ ‫نحن فى نهار شمس البر والمسيح مشرق دائماً فى كنيسته لذلك ال تقام قداسات ليالً ‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫ون لِب ِن ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫يه‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫َعطَى َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪ « " -:)18-16‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪ :‬إِ ْن أ ْ‬ ‫يس َر ُجالً م ْن َبنيه َعط َّي ًة‪ ،‬فَِإ ْرثُ َها َي ُك ُ َ‬ ‫الرِئ ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ​ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َن ِة ا ْل ِعتْ ِ‬ ‫يرِاث ِه فَتَ ُك ُ‬ ‫ُم ْل ُك ُه ْم ِه َي ِبا ْل َو َارثَ ِة‪ .‬فَِإ ْن أ ْ‬ ‫َعطَى أ َ‬ ‫ق‪ ،‬ثُ َّم تَْرجعُ‬ ‫ون لَ ُه إِلَى َ‬ ‫َح ًدا م ْن َع ِبيده َعط َّي ًة م ْن م َ‬ ‫ِ ِ ‪18‬‬ ‫الرِئيس ِم ْن ِمير ِ‬ ‫يس‪ .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫اث َّ‬ ‫الش ْع ِب طَ ْرًدا لَ ُه ْم ِم ْن ُم ْل ِك ِه ْم‪ِ .‬م ْن ُم ْل ِك ِه‬ ‫لك َّن ِم َا‬ ‫يرثَ ُه َي ُك ُ‬ ‫ون أل َْوالَده‪َ .‬والَ َيأْ ُخ ُذ َّ ُ‬ ‫ل َّلرِئ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ث ب ِن ِ‬ ‫ُي ِ‬ ‫الر ُج ُل َع ْن ِم ْل ِك ِه»‪".‬‬ ‫ش ْع ِبي‪َّ ،‬‬ ‫ق َ‬ ‫يه‪ ،‬لِ َك ْيالَ ُيفَ​َّر َ‬ ‫ور ُ َ‬

‫قانون الميراث ‪ -:‬قارن مع " أن كنا أوالداً فإننا ورثة أيضاً ورثة اهلل ووارثون مع المسيح " (رو‪. )14 ، 13 : 8‬‬ ‫وهكذا نحن أوالد اهلل ‪ ،‬واهلل يعطينا ميراثاً من ملكه (‪ = )18‬فالمسيح " صار وارثا لكل شئ " أى تمجد بناسوته ‪،‬‬

‫ليعطينا أن نتمجد فيه (عب‪ + 2 : 1‬يو‪ . )22 ، 6 : 14‬واألبناء فقط يرثون لألبد (‪ . )13‬ونحن قد صرنا‬

‫أبناء هلل بالمعمودية إذ فيه إتحدنا بالمسيح (رو‪ . )3‬أما العبد فيتمتع ببركات مؤقتة مادية‪ .‬وهذه البركات تستمر‬ ‫طوال مدة الحياة ‪ ،‬فاهلل كإله لكل البشر يعول كل خليقته وهم على األرض ‪ ،‬ويشرق شمسه على األبرار‬

‫واألشرار (مت‪ )46 : 6‬حتى تنتهى حياتهم على األرض = سنة العتق ‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الرِئيس ِم ْن ِمير ِ‬ ‫اث َّ‬ ‫الش ْع ِب طَ ْرًدا لَ ُه ْم ِم ْن ُم ْل ِك ِه ْم‪ = .‬هذا يعنى أن ميراثنا السماوى هو ميراث أبدى‬ ‫َوالَ َيأْ ُخ ُذ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫الينزع منا " ال يفنى وال يتدنس وال يضمحل " (‪1‬بط‪. )4 : 1‬‬ ‫اآليات (‪19 " -:)24-19‬ثَُّم أ َْد َخلَ ِني ِبا ْلم ْد َخ ِل الَِّذي ِب َج ِان ِب ا ْل َب ِ‬ ‫اب إِلَى َم َخ ِاد ِع ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫س الَِّتي لِ ْل َك َه َن ِة ا ْل ُمتَّ ِج َه ِة‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫لشم ِ‬ ‫ال لي‪« :‬ه َذا ُه َو ا ْل َم ْوضعُ الذي تَ ْط ُب ُخ فيه ا ْل َك َه َن ُة‬ ‫ضعٌ َعلَى ا ْل َج ِان َب ْي ِن إِلَى ا ْل َغ ْر ِب‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ال‪َ ،‬وِا َذا ُه َن َ َ ْ‬ ‫ل ِّ َ‬ ‫‪248‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس واألربعون)‬

‫َّار ا ْل َخ ِ ِ ِ‬ ‫اإل ثِْم وَذ ِبيح َة ا ْل َخ ِطي ِ‬ ‫ِّسوا َّ‬ ‫ون التَّ ْق ِد َم َة‪ ،‬لِ َئالَّ َي ْخ ُر ُجوا ِب َها إِلَى الد ِ‬ ‫ب»‪.‬‬ ‫َّة‪َ ،‬و َح ْي ُ‬ ‫ث َي ْخ ِب ُز َ‬ ‫الش ْع َ‬ ‫يح َة ِ َ َ‬ ‫َذ ِب َ‬ ‫ار ِجيَّة ل ُيقَد ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ار ِجي ِ‬ ‫َّار األ َْرَب ِع‪ ،‬فَِإ َذا ِفي ُك ِّل َز ِ‬ ‫اوَي ٍة ِم َن الد ِ‬ ‫َّة َو َعب َ​َّرِني َعلَى َزَو َايا الد ِ‬ ‫َّار ا ْل َخ ِ‬ ‫َخ َر َج ِني إِلَى الد ِ‬ ‫َّار َد ٌار‪ِ 22 .‬في َزَو َايا‬ ‫ثُ َّم أ ْ‬ ‫ون‪ .‬لِ َّلزوايا األَرب ِع ِقياس و ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫اح ٌد‪َ 23 .‬و ُم ِحيطَ ٌة ِب َها َحافَ ٌة‬ ‫ض َها ثَالَ ثُ َ‬ ‫ص َّوَن ٌة طُولُ َها أ َْرَب ُع َ‬ ‫ون َو َع ْر ُ‬ ‫َ َ َْ َ ٌ َ‬ ‫ور ُم َ‬ ‫َّار األ َْرَب ِع ُد ٌ‬ ‫‪24‬‬ ‫ت الطَّب ِ‬ ‫ت ا ْلحافَ ِ‬ ‫ث َي ْط ُب ُخ‬ ‫ات ا ْل ُم ِحي َ‬ ‫َح ْو َل األ َْرَب َع ِة‪َ ،‬و َم َ‬ ‫ين َح ْي ُ‬ ‫ط ِة ِب َها‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ال لِي‪« :‬ه َذا َب ْي ُ‬ ‫َّاخ َ‬ ‫طا ِب ُخ َم ْع ُمولَ ٌة تَ ْح َ َ‬ ‫ِ‬ ‫يح َة َّ‬ ‫الش ْع ِب»‪" .‬‬ ‫َّام ا ْل َب ْيت َذ ِب َ‬ ‫ُخد ُ‬ ‫راجع الرسم فى مقدمة اإلصحاح( ‪ . )42‬فالرب حدد مواضع للكهنة للطبخ فى مخادعهم فى الدار الداخلية‪ .‬كما‬ ‫حدد مواضع أخرى فى أطراف الدار الخارجية فى األربعة أركان‪ .‬كما حدد أماكن للخبيز = حيث يخبزون‬

‫التقدمة ‪ .‬وشتان بين من يدخل الدار الداخلية وبين من يبقى فى الدار الخارجية‪ .‬فالدار الداخلية تشير للعمق ‪،‬‬ ‫والخارجية تشير للسطحيات ‪ .‬لكن اهلل فى محبته ال يترك أحد جائعاً ما دام قد دخل إلى الشركة مع السيد‬

‫المسيح ‪ ،‬إنه يعطى الجميع من مقدساته‪ .‬ولكن يليق بنا أن ندخل دوماً للداخل فتكون لنا شركة حياة داخلية معه‬ ‫وشبع من مقدساته‪ .‬وال يخرجوا بالتقدمة إلى الدار الخارجية ليقدسوا الشعب = حتى يفهم هذا القول راجع‬

‫(حج‪ )12 ، 11 : 2‬فيبدو أن بعض الكهنة إتخذوا من المقدسات وسائل للتجارة‪ .‬يأخذون المقدسات للشعب‬ ‫ليلمسها الشعب ويوهمونهم أنهم بهذا يتقدسون ويتقاضون عن هذا أج اًر والمعنى أن ال تتاجروا بالمقدسات‪.‬‬

‫المطابخ = هناك مطابخ للكهنة‪ ،‬وهناك مطابخ فى كل ركن من األربع أركان (راجع الرسومات فى مقدمة‬ ‫إصحاح ‪ 42‬وأيضاً الرسم المقابل لتفسير اآليات (‪ . )34 – 24 : 44‬والمطابخ هى أماكن إعداد الطعام‬

‫للشبع‪ .‬والمعنى أن ذبيحة اإلفخارستيا ستقدم فى كل مكان فى العالم ولكل المؤمنين ‪ .‬ولها معنى آخر أن على‬ ‫الكاهن فى خلوته أن يشبع بالمسيح‪ ،‬ليعطى الشبع للمؤمنين‪ .‬والشبع بالمسيح متاح للعالم أجمع‪ ،‬هذا معنى‬

‫وجود المطابخ فى الـ ‪ 4‬أركان‪ ،‬فرقم ‪ 4‬يشير للعمومية‪.‬‬

‫وفى مزمور ‪ 43‬كان آساف فى حالة إعتراض على أحكام اهلل وظن أن اهلل يترك األبرار فى حزن وظلم ‪ ،‬بينما‬

‫األشرار فى سعادة دائمة ‪ .‬ثم يقول " حتى دخلت مقادس العلى " فقال كالم آخر ووصل فيه ألن قال " إنتبهت‬

‫إلى آخرتهم ‪ ...‬صرت كبهيم عندك ‪....‬وبعد إلى مجد تأخذنى ‪ ...‬معك ال أريد شيئا على األرض‪....‬إلخ " ‪.‬‬ ‫فالمقادس هى خلوة مع اهلل إستمع فيها إلى صوت الروح القدس ووجد ردا على تساؤالته ‪ ،‬ففرح بمحبة اهلل‬

‫وماأعده اهلل له ‪ ،‬بل إعتبر أن من يعترض على حكم اهلل هو كالبهيمة ‪ ،‬فاهلل قد أعد له مجد فى السماء ‪ .‬وأن‬

‫اهلل يرعاه فى األرض ليس ليعطيه خيرات مادية بل ليضمن له أن يصل لهذا المجد المعد له فى السماء ‪ .‬وهذا‬

‫هو ما ُيسمى الشبع ‪ ،‬لذلك قال عن مكان الخلوة مطابخ وأماكن للخبيز يشبع فيها الكاهن والخادم ويخرج ُليشبع‬ ‫شعبه ‪ .‬ولترى صورة معكوسة لخبيز من نوع آخر يقود للموت والهالك راجع (هو‪. )4 – 3 : 4‬‬

‫دور مصونة = فى الترجمة اإلنجليزية ساحات مسيجة = وهى أماكن ليختلى فيها الكاهن مع اهلل‬ ‫آية ‪ٌ -: 22‬‬ ‫ويمتلئ ليستطيع أن يعطى الشعب ‪ ،‬وقوله ساحات فهو إشارة ألن اهلل يعطى بسخاء وال ُيعير ‪ ،‬ولكل من يريد ‪.‬‬ ‫‪( 31 = 31 × 41‬رقم النضج ‪ .‬والكاهن يبدأ خدمته الكهنوتية فى سن الثالثين)‪.‬‬

‫‪249‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السادس واألربعون)‬

‫‪( 41‬هى مدة يعقبها بركة أو عقوبة) ‪ .‬فالكاهن عليه أن يشبع ويمتلئ ويخدم ويعلم ‪ ،‬والخدمة هدفها أن ينضج‬ ‫المؤمن‪ .‬واهلل يعطى فرصة محددة للجميع ‪ ،‬للكاهن ليخدم بأمانة ‪ ،‬وللشعب لتأتى هذه الخدمة بثمارها فيهم ‪ .‬اهلل‬ ‫يعطى الكثير فهل نريد أن نأخذ ‪ ،‬وماذا سنفعل بما سنأخذه ‪ .‬اهلل يمد يده بالعطايا فهل نفتح قلوبنا له فيشبعنا ‪.‬‬

‫المتجهة للشمال = الكاهن عليه أن يهتم بخلوته لكى يشبع ‪ ،‬لكى يجذب هؤالء الخطاة الذين فى الشمال (حيث‬ ‫البرودة الروحية) ‪.‬‬

‫موضع على الجانبين إلى الغرب = فى اإلصحاح التالى ‪ 44‬سنرى أن أرض شعب اهلل محصورة بين البحر‬ ‫غربا والشرق ‪ .‬والبحر إشارة للعالم ‪ ،‬والشرق إشارة للمسيح شمس البر الذى سيأتى من المشارق ‪ .‬وعمل الكاهن‬

‫جذب نفوس من هم فى العالم فى برودة روحية = الشمال ‪ ،‬وينقلهم من العالم الذين هم منغمسين فيه كموتى =‬

‫البحر الذى فى الغرب بمياهه التى يشرب منها يعطش = أى شهوات العالم ‪ ،‬إلى تذوق لذة العالقة مع المسيح‬

‫شمس البر الذى يأتى من الشرق ‪ ،‬فيتجهوا بقلوبهم للمسيح بل يشتهوا مجيئه الثانى قائلين " آمين تعال أيها‬

‫الرب يسوع " (رؤ‪. )24 : 22‬‬

‫زوايا الدار األربع = هذا الشبع متاح للجميع (رقم ‪ 4‬هو رقم العمومية) ‪.‬‬ ‫َو ُم ِحيطَ ٌة ِب َها َحافَ ٌة َح ْو َل األ َْرَب َع ِة = كلمة حافة تعنى سور للحماية يظلل عليهم ‪ ،‬والحظ كم مرة فى هذه اآليات‬ ‫يقول اهلل ليطمئن من يريد اإلمتالء ‪ ،‬أنه يحميه ويسيج حوله ويعطيه وعدا بأن طريق اإلمتالء مفتوح أمامه ‪،‬‬ ‫ويشبِع شعبه ‪.‬‬ ‫وعليه هو أن يشبع ُ‬

‫‪250‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السايع واألربعون)‬

‫اإلصحاح السابع واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫اآليات (‪1 " -:)5-1‬ثُ َّم أَرجع ِني إِلَى م ْد َخ ِل ا ْلب ْي ِت وِا َذا ِب ِمي ٍ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫َن‬ ‫ق‪ ،‬أل َّ‬ ‫اه تَ ْخ ُر ُج ِم ْن تَ ْح ِت َعتَ​َب ِة ا ْل َب ْي ِت َن ْح َو ا ْل َم ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ​َ‬ ‫َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ازلَ ٌة ِم ْن تَ ْح ِت َج ِان ِب ا ْل َب ْي ِت األ َْيم ِن َع ْن َج ُن ِ‬ ‫ق‪َ .‬وا ْل ِم َياهُ َن ِ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫َخ َر َج ِني ِم ْن‬ ‫وب ا ْل َمذ َْب ِح‪ .‬ثُ َّم أ ْ‬ ‫َو ْج َه ا ْل َب ْي ِت َن ْح َو ا ْل َم ْ‬ ‫َ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ار ٍج إِلَى ا ْل َب ِ‬ ‫ط ِري ِ ِ‬ ‫اب ا ْل َخ ِ‬ ‫ق ِم ْن َخ ِ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫ار ِج ِّي ِم َن الطَّ ِري ِ‬ ‫ال َوَد َار ِبي ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫ق‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ق الَِّذي َيتَّ ِج ُه َن ْح َو ا ْل َم ْ‬ ‫ق َباب ِّ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫وِا َذا ِب ِمي ٍ‬ ‫اه َج ِ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫اع َو َعب َ​َّرِني‬ ‫ف ِذ َر ٍ‬ ‫ارَي ٍة ِم َن ا ْل َج ِان ِب األ َْي َم ِن‪َ .‬و ِع ْن َد ُخ ُر ِ‬ ‫وج َّ‬ ‫الر ُج ِل َن ْح َو ا ْل َم ْ‬ ‫اس أَْل َ‬ ‫َ‬ ‫ق َوا ْل َخ ْيطُ ِب َيده‪ ،‬قَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس أَْلفًا َو َعب َ​َّرِني‪،‬‬ ‫اس أَْلفًا َو َعب َ​َّرِني في ا ْلم َياه‪َ ،‬وا ْلم َياهُ إِلَى ُّ‬ ‫الرْك َبتَ ْي ِن‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫في ا ْلم َياه‪َ ،‬وا ْلم َياهُ إِلَى ا ْل َك ْع َب ْي ِن‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا ْل ِمياه إِلَى ا ْلح ْقوْي ِن‪5 .‬ثُ َّم قَاس أَْلفًا‪ ،‬وِا َذا ِب َنه ٍر لَم أَستَ ِطع عبوره‪ ،‬أل َّ ِ‬ ‫اح ٍة‪َ ،‬ن ْه ٍر الَ‬ ‫ْ ْ ْ ْ ُ​ُ َُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َن ا ْلم َياهَ طَ َم ْت‪ ،‬م َياهَ س َب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُي ْع َب ُر‪".‬‬

‫البيت هو جسد المسيح شمس البر والذى يأتى من المشارق ‪ ،‬وكل كنيسته تنظر إليه تطلب حمايته ومعونته‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫ق ‪ .‬والمياه نازلة من تحت جانب البيت‬ ‫مشتاقة لمجيئه الثانى ليأخذها للمجد = أل َّ‬ ‫َن َو ْج َه ا ْل َب ْي ِت َن ْح َو ا ْل َم ْ‬ ‫األيمن = ما هذا إال جنب المسيح المطعون الذى جرى منه دم وماء‪ .‬والمسيح نفسه قال " من آمن بى تجرى‬

‫من بطنه أنهار ماء حى‪ ..‬قال هذا عن الروح القدس " (يو‪ .)32 – 34 : 4‬إذاً فأنهار الماء تشير إلى الروح‬ ‫القدس الذى فاض على الكنيسة ‪ ،‬ومن الكنيسة إلى اآلخرين بواسطة عمل المسيح الكفارى ‪ ،‬الذى إكتمل‬ ‫بإنطالقه للسماء وجلوسه عن يمين اآلب شفيعاً فينا بدمه لألبد‪" .‬وان لم أنطلق ال يأتيكم المعزى " ‪ .‬فكأنه‬ ‫بإكتمال عمله حل الروح القدس على كنيسته بفيض‪ .‬وهو يخرج من تحت عتبة البيت = ألن عمل الروح فى‬

‫اإلنسان عمل سرى خفى‪ ،‬مستتر مع المسيح فى اهلل (كو‪ . )3 : 3‬وقيل عن الروح القدس " نهر سواقيه تفرح‬

‫مدينة اهلل " (مز ‪ . )4 : 43‬والمياه جارية = فهى ليست مياه آسنة ولكنها جارية كنهر ينتشر بسرعة ‪ .‬وهكذا‬

‫إنتشرت الك ارزة بسرعة ‪ .‬وأيضاً فالروح القدس فى اإلنسان يظل يدفعه دائماً لألمام وللكمال‪( .‬المياه الجارية هى‬ ‫المياه التى تندفع فى النهر فتنظف مجرى النهر من كل القاذورات الموجودة فيه ‪ ،‬أما اآلسنة فهى كمياه البرك‬ ‫المغلقة ‪ ،‬لذلك تجدها عفنة من كثرة القاذورات التى ترمى فيها) ‪ .‬والمياه الجارية هى التى يقول عنها السيد‬

‫المسيح للسامرية أنها " ماء حيا " ‪ .‬وهكذا نفهم قول داود فى المزمور الخمسين " روحا مستقيما جدده فى‬

‫أحشائى " ‪ ،‬فهو يطلب أن يعمل فيه الروح القدس لينقيه ‪.‬‬

‫وهى خارجة من جنوب المذبح = والمذبح هو الصليب المقدم عليه المسيح ذبيحة‪ .‬والجنوب يشير للح اررة كما‬ ‫قلنا من قبل ‪ ،‬وهذا هو عمل الروح القدس أن يمأل اإلنسان بح اررة روحية ‪ ،‬وحبا ملتهبا وغيرة نارية على مجد‬

‫اهلل ‪ .‬وهذه المياه تجرى ناحية البحر الميت أى إلى المشرق ‪ .‬ونالحظ أن المياه بعد ‪ 1111‬ذراع وصلت‬

‫للكعبين ‪ ،‬وبعد ‪ 1111‬ذراع أخرى وصلت للركبتين ‪ ،‬وبعد ‪ 1111‬ذراع أخرى وصلت إلى الحقوين ‪ ،‬وبعد‬

‫‪ 1111‬ذراع أخرى وصلت إلرتفاع ال تصله قامة اإلنسان = ألن المياه طمت مياه سباحة نهر ال يعبر =‬ ‫ومعنى هذا أن الروح القدس صار يحمل اإلنسان الذى دخل إلى عمق السماويات وأصبح يقوده ‪ .‬ولنراجع سفر‬ ‫‪251‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السايع واألربعون)‬

‫أعمال الرسل أو سفر أعمال الروح القدس لنرى كيف كان الروح القدس يقود الكنيسة ‪ .‬وفى بعض األحيان كان‬ ‫الروح يقودهم ضد رغبة وتخطيط الرسل أنفسهم (رو‪ + 13 : 1‬أع‪ + 2 : 13‬أع‪ . )4 : 21‬فاإلنسان الروحى‬

‫فى بداية حياته الروحية تكون له رغباته التى قد تكون ضد مشيئة الروح القدس‪ .‬وبمشيئته يقاوم تيار الروح‬ ‫القدس‪ .‬ومشيئة اإلنسان معبر عنها هنا بمفاصل الرجل‪ ،‬فالرجل هى التى تقود اإلنسان فى سيره‪ .‬ومع حداثة‬

‫اإلنسان الروحى‪ ،‬ال يكون قد أدرك العمق‪ ،‬وكأن المياه تغمر الكعبين فقط محاولة أن تظهر له إتجاه التيار ‪،‬‬ ‫أى هو يشعر بما يريده الروح القدس أن يعمله ‪ ،‬ولكن يكون لإلنسان الحرية والمقاومة ‪ ،‬فيمكنه أن يسير عكس‬

‫إتجاه تيار الماء مع أنه شاعر بإتجاه التيار ‪ ،‬وهذا ما يسمى بمقاومة الروح‪ .‬وكلما دخل اإلنسان الروحى للعمق‬ ‫يزيد عمق المياه‪ .‬والعمق هنا هو الدخول للسماويات المعبر عنها برقم ‪ 1444‬ذراع‪ .‬وكلما زاد عمق المياه يزداد‬ ‫توجيه الروح القدس للشخص وتصل المياه للركبتين ‪ ،‬وهذا يعنى أن الروح يزداد فى مقاومة الشخص فيجد‬ ‫صعوبة فى تنفيذ إرادته التى هى عكس إرادة الروح القدس ‪ ،‬ثم بعد أن يدخل اإلنسان إلى عمق آخر = يصل‬ ‫الماء إلى الحقوين ‪ ،‬ومع إزدياد عمق المياه يكون السير ضد إتجاه التيار صعبا تماما ‪ .‬وهذا يعنى أنه كلما‬

‫إزداد اإلنسان الروحى عمقا تجد أن الروح القدس يمنعه من طريق يريده هو إلى الطريق الذى يريده الروح‪ ،‬مما‬

‫يجبره على السير فى إتجاه التيار إلحساسه بمقاومته ‪ ،‬وهذا معنى قول اهلل لبولس الرسول " صعب عليك أن‬

‫ترفس مناخس " (أع‪ . )6 : 2‬وفى كمال العمق الروحى يشعر اإلنسان وكأنه محموالً بالروح القدس ‪ .‬الروح‬

‫ُيسيره ويحمله حسبما يشاء الروح (أع‪ ، )32 : 8‬وقارن مع (إش ‪ " )21 : 33‬بل هناك الرب العزيز لنا مكان‬ ‫أنهار وترع واسعة الشواطئ ال يسير فيها قارب بمقذاف وسفينة عظيمة ال تجتاز فيها " ‪ .‬فالقارب بمقذاف أى‬ ‫القارب الذى له إمكانية توجيه نفسه والسفينة العظيمة لها دفة وأشرعة تسير أينما تريد‪ .‬ولكن اهلل لنا نهر يحملنا‬

‫إلى حيث يريد هو‪ .‬وقارن مع قول السيد المسيح لبطرس‬

‫" لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشى‬

‫حيث تشاء‪ .‬ولكنك متى شخت فإنك تمد يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث ال تشاء " (يو ‪ . )18 : 21‬وقارن‬

‫مع قول الرب لنيقوديموس " الريح تهب حيث تشاء‪ ...‬هكذا كل من ولد من الروح " (يو ‪ . )8 : 3‬وهذا معنى "‬

‫لتكن ال إرادتى بل إرادتك " وهذا ما نصليه دائماً " لتكن مشيئتك" ‪ .‬هذه األيات معزية جداً فهى دليل على أن اهلل‬

‫يريد أن يوجه كنيسته ويحملها حتى تصل إلى السماء‪ ،‬هو الذى " يحمل السبعة كواكب فى يمينه " (رؤ ‪: 1‬‬

‫‪. )13‬‬

‫‪6‬‬ ‫ش ِ‬ ‫الن ْه ِر‪َ 7 .‬و ِع ْن َد ر ُج ِ‬ ‫اط ِئ َّ‬ ‫وعي‬ ‫ال لِي‪« :‬أ َأ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)7 - 6‬وقَ َ‬ ‫ب ِبي َوأ َْر َج َع ِني إِلَى َ‬ ‫ت َيا ْاب َن َ‬ ‫َر َْي َ‬ ‫آد َم؟»‪ .‬ثُ َّم َذ َه َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫اط ِئ َّ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫الن ْه ِر أَ ْ‬ ‫يرةٌ ِجدًّا ِم ْن ُه َنا َو ِم ْن ُه َن َ‬ ‫إِ َذا َعلَى َ‬ ‫ش َج ٌار َكث َ‬

‫األشجار هم المؤمنين الذين يرويهم الروح القدس (مز‪ ، )1‬ويعطون ثمرهم فى أوانه ‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫الشرِقي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لِي‪ِ « :‬‬ ‫هذ ِه ا ْل ِم َياهُ َخ ِ‬ ‫ب إِلَى ا ْل َب ْح ِر‪ .‬إِلَى‬ ‫آية (‪َ " -:)8‬وقَ َ‬ ‫َّة َوتَ ْن ِز ُل إِلَى ا ْل َع َرَب ِة َوتَذ َ‬ ‫ْه ُ‬ ‫ار َج ٌة إِلَى الدَّائ َرِة َّ ْ‬ ‫ا ْل َب ْح ِر ِهي َخ ِ‬ ‫شفَى ا ْل ِم َياهُ‪" .‬‬ ‫ار َج ٌة فَتُ ْ‬ ‫َ‬

‫‪252‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السايع واألربعون)‬

‫البحر هنا هو البحر الميت وهو بحر مملوء ملحاً بنسبة عالية (راجع للملح الناتج من حريق سدوم) ‪ .‬ويسمى‬ ‫بحيرة سدوم الكبريتية التى تقف عبرة للنقمة اإللهية‪ .‬ولذلك ال يعيش فى هذه البحيرة أى كائنات بحرية‪ .‬وهذا‬

‫البحر يشير للعالم المملوء بالخطية‪ .‬من يحيا فيه يموت من ملوحته "من يشرب من هذا الماء يعطش" كما قال‬

‫الرب للسامرية‪ .‬وهذا البحر عن يمين أورشليم أو شرقها لذلك كانت المياه تجرى إليه لتشفيه‪ .‬هذا هو عمل‬

‫الروح القدس أن يشفى الذين إنغمسوا فى حب العالم فماتوا روحيا ‪ ،‬ويعطيهم حياة ثانية‪ .‬ويكثر عدد الذين تم‬

‫شفاءهم بعمل الروح القدس ‪ .‬وتنزل إلى العربة = العربة هى الصحراء أو الوادى المحيط بالبحر الميت ‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫ير ِجدًّا أل َّ ِ ِ ِ‬ ‫س حي ٍ‬ ‫ب َح ْيثُما َيأ ِْتي َّ‬ ‫الن ْه َر ِ‬ ‫الس َم ُك َك ِث ًا‬ ‫ون أ َّ‬ ‫َّة تَِد ُّ‬ ‫ون َّ‬ ‫ان تَ ْح َيا‪َ .‬وَي ُك ُ‬ ‫آية (‪َ " -:)9‬وَي ُك ُ‬ ‫َن هذه ا ْلم َياهَ‬ ‫َن ُك َّل َن ْف ٍ َ‬ ‫َ‬ ‫شفَى‪َ ،‬وَي ْح َيا ُك ُّل ما َيأ ِْتي َّ‬ ‫الن ْه ُر إِلَ ْي ِه‪" .‬‬ ‫اك فَتُ ْ‬ ‫تَأ ِْتي إِلَى ُه َن َ‬ ‫َ‬ ‫بل أن هذا البحر حينما ُيشفى يتحول لنهر فيقال هنا نهران‪ .‬فالعالم غير المؤمن أصبح كنيسة أى نه اًر آخر ‪،‬‬

‫وهذا ما قاله السيد المسيح " من آمن بى تجرى من بطنه أنهار ماء حى " (يو‪ . )32 – 34 : 4‬قطعاً هذا من‬ ‫محبة اهلل فهو النهر الحقيقى ولكن هذا كما قال السيد عن نفسه " أنا نور" وقال " أنتم نور" ‪ ،‬فنحن به ننير‬

‫وهكذا الكنيسة بالروح القدس تصير نه اًر وتفيض على شعبها ‪ .‬ويكون السمك كثي ارً = السمك رمز للمؤمنين‬

‫الذين يحيون وسط العالم وال يموتون ‪ ،‬وهذا مثل السمك يعيش فى البحر وال يموت‪ .‬ولذلك كان المسيحيون‬

‫القدماء يرمزون للمسيحية برسم سمكة‪ .‬بل أن كلمة سمكة باليونانية " إخثيس" = الحروف األولى من "يسوع‬ ‫المسيح إبن اهلل مخلصنا "‪ .‬وزيادة السمك تشير لكثرة عدد المؤمنين الذين يشفيهم الروح القدس‪ .‬هذه صورة‬

‫معكوسة لما قاله إشعياء النبى (إش‪. )14 – 6 : 12‬‬

‫‪11‬‬ ‫الشب ِ‬ ‫ون لِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اك‪،‬‬ ‫ون َّ‬ ‫الصي ُ‬ ‫ون َو ِاق ِف َ‬ ‫َّاد َ‬ ‫آية (‪َ " -:)11‬وَي ُك ُ‬ ‫سط ِّ َ‬ ‫ين َعلَ ْيه‪ .‬م ْن َع ْي ِن َج ْد ٍي إِلَى َع ْي ِن ع ْجالَ ِي َم َي ُك ُ َ ْ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ير ِجدًّا‪".‬‬ ‫س َم ِك ا ْل َب ْح ِر ا ْل َع ِظ ِيم َك ِث ًا‬ ‫َوَي ُك ُ‬ ‫س َم ُك ُه ْم َعلَى أَ ْن َواعه َك َ‬ ‫ون َ‬ ‫عين جدى تقع غرب البحر الميت فى منتصفه ‪ .‬وعين عجاليم تقع على شمال البحر الميت ‪ .‬والصيادون هم‬

‫الكارزون والخدام الذين يستخدمهم اهلل ليصطادوا الناس‪.‬‬

‫عين جدى = عين تعنى ينبوع ماء ‪ .‬جدى = الجدى (من الماشية) ‪ .‬ولكن أصل كلمة جدى فى العبرية يشير‬ ‫للتقسيم ‪ .‬عجاليم = عجلين (زوج من العجول) ‪.‬‬

‫البحر العظيم هو البحر األبيض المتوسط ‪.‬‬

‫والحظ أن تالميذ المسيح كانوا صيادين أرسلهم الرب ليجمعوا ويصطادوا شعبه من كل العالم والذى ُيرمز له‬ ‫بالبحر العظيم ‪ ،‬والبحر الميت هو رمز للعالم الذى كان فى حالة موت قبل المسيح ‪ .‬وكان العالم منقسما قبل‬ ‫المسيح إلى يهود وأمم (أصل كلمة جدى فى معناها اللغوى تقسيم) ‪ ،‬بل أن الخطية قسمت العالم الذى خلقه اهلل‬

‫فى وحدة إلى قسمين (راجع معنى رقم ‪ 2‬فى تفسير معانى األرقام) والمسيح أتى ليجعل اإلثنين واحدا (أف‪: 2‬‬

‫‪253‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السايع واألربعون)‬

‫‪ . )14‬وع ِمل الروح القدس مع التالميذ والرسل ليجذبوا البشر إلى شباكهم (أى اإليمان بالمسيح واإلنتماء إلى‬

‫الكنيسة) ويصيرونهم كعجلين = لقد صار كال اليهود واألمم مقبولين ‪-:‬‬

‫‪ )1‬العجل كان يقدم كمحرقة إلرضاء اهلل ‪ .‬والمعنى أن أوالد اهلل يقدمون أنفسهم كذبائح حية مرضية هلل‬ ‫(رو‪. )1 : 12‬‬

‫‪ )2‬العجول حيوانات طاهرة (ال‪. )11‬‬

‫‪ )3‬ولكن يقال عن أوالد اهلل أنهم فى فرحهم يمرحون أمامه مثل عجل (مز‪. )22‬‬

‫والحظ أن لقاء الرسل مع الناس كان عند عين أى ينبوع إشارة للمعمودية ‪ ،‬التى بها يولد اإلنسان كإبن هلل‬ ‫فيخلص ‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫شفَى‪ .‬تُ ْج َع ُل لِ ْل ِم ْل ِح‪" .‬‬ ‫آية (‪ " -:)11‬أ َّ‬ ‫َما َغ ِمقَاتُ ُه َوِب َرُك ُه فَالَ تُ ْ‬ ‫غمقاته = مستنقعاته وهذه مع ِب َرِكه ال تشفى‪ .‬وهذه المستنقعات هى أماكن مقفولة ال يطولها تيار الماء الجارى‬

‫‪ .‬هذه األماكن المقفولة ال تنقيها المياه الجارية ‪ ،‬فيطلق على مياهها مياه آسنة ‪ .‬وهذه المياه تشبه النفوس التى‬

‫أغل قت على نفسها ال تريد أن الروح يشفيها فهذه تظل فى مستنقعها مملوءة بالملح وميتة‪ .‬كخاطئ ال يريد أن‬

‫يقدم توبة فلن يستطيع الروح القدس أن يشفيه فقد أغلق الباب أمامه (قارن مع نش‪ + 3 ، 2 : 6‬رؤ‪. )24 : 3‬‬

‫وهناك بنفس الطريقة نجد إنسانا حزينا بسبب تجربة أصابته ويرفض أن يطلب تعزية وقد أغلق قلبه أمام عمل‬ ‫الروح ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫اك ُك ُّل َ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫آية (‪َ 12 " -:)12‬و َعلَى َّ‬ ‫اط ِئ ِه ِم ْن ُه َنا َو ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ت َعلَى َ‬ ‫الن ْه ِر َي ْن ُب ُ‬ ‫ش َج ٍر لألَ ْك ِل‪ ،‬الَ َيذُْب ُل َو َرقُ ُه َوالَ َي ْنقَطعُ‬ ‫ون ثَمره لِألَ ْك ِل وورقُ ُه لِلدَّو ِ‬ ‫ار َج ٌة ِم َن ا ْل َم ْق ِد ِ‬ ‫اه ُه َخ ِ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫ش ْه ٍر ُي َب ِّك ُر أل َّ‬ ‫ثَ َم ُرهُ‪ُ .‬ك َّل َ‬ ‫َن ِم َي َ‬ ‫س‪َ ،‬وَي ُك ُ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ​َ‬ ‫هنا عكس اآلية السابقة‪ .‬فمن فتح قلبه لعمل الروح القدس سيشفى ويصبح كشجر له ثمر (مز‪ . )1‬بل أن ورقه‬

‫للدواء‪ .‬وهكذا إنسان اهلل مملوء ثم اًر وحتى حديثه وكالمه يفرح‪ ،‬يعزى الحزين ويشجع الضعيف وابتسامته فى‬ ‫سالمه تكون كدواء‪ .‬فالورق يشير للمظهر ‪ ،‬وهذا معنى " تجرى من بطنه أنهار ماء حى" (يو‪ . )38 : 4‬فهناك‬

‫من يمتلئ من الروح فيمتلئ فرحاً وسالماً ‪ ،‬وهناك من يفيض أى يكون مصدر فرح للحزانى ومصدر عزاء‬

‫للمتألمين ‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ض ِبحس ِب أَسب ِ‬ ‫اط‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫اآليات (‪ « " -:)23-13‬ه َك َذا قَ َ‬ ‫ب‪ :‬ه َذا ُه َو التُّ ْخ ُم الَِّذي ِب ِه تَ ْمتَلِ ُك َ‬ ‫َْ‬ ‫ون األ َْر َ َ َ‬ ‫ت ي ِدي أل ْ ِ‬ ‫ان‪14 .‬وتَمتَلِ ُكوَنها أَح ُد ُكم َك ِ ِ ِ‬ ‫شر‪ ،‬يوس ُ ِ‬ ‫س َم ِ‬ ‫َّاها‪.‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اء ُك ْم إِي َ‬ ‫ُعط َي َ‬ ‫صاح ِبه‪ ،‬الَّتي َرفَ ْع ُ َ‬ ‫ف قْ‬ ‫إِ ْ‬ ‫آب َ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫يل اال ثْ َن ْي َع َ َ ُ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ون إِلَى ا ْلم ِج ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫يبا‪َ 15 .‬وه َذا تُ ْخم األ َْر ِ‬ ‫ال ِم َن ا ْل َب ْح ِر ا ْل َك ِب ِ‬ ‫يء‬ ‫ير طَ ِر ُ‬ ‫هذ ِه األ َْر ُ‬ ‫يق ِح ْثلُ َ‬ ‫ض تَقَعُ لَ ُك ْم َنص ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض‪َ :‬ن ْح َو ِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫سطَى‪ ،‬الَِّتي َعلَى تُ ْخِم‬ ‫ص َد َد‪َ ،‬ح َماةُ َوَب ْي ُروثَ ُة َو ِس ْب َرِائ ُم‪ ،‬الَِّتي َب ْي َن تُ ْخِم ِد َم ْ‬ ‫شَ‬ ‫ص ُر ا ْل ُو ْ‬ ‫ق َوتُ ْخم َح َماةَ‪َ ،‬و َح ْ‬ ‫إِلَى َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ق َو ِّ‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ان تُ ْخ َم ِد َم ْ‬ ‫شَ‬ ‫ص َر ِعي َن َ‬ ‫ان‪َ .‬وَي ُك ُ‬ ‫َح ْو َر َ‬ ‫الش َما ُل ش َماالً َوتُ ْخ َم َح َماةَ‪َ .‬وه َذا َجان ُ‬ ‫ون التُّ ْخ ُم م َن ا ْل َب ْح ِر َح ْ‬ ‫ب ِّ َ‬

‫‪254‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السايع واألربعون)‬

‫ِ‬ ‫‪ِ 18‬‬ ‫يل األ ُْرُد ُّن‪ِ .‬م َن التُّ ْخِم إِلَى ا ْل َب ْح ِر َّ‬ ‫ب َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ون‪.‬‬ ‫ان َوِد َم ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اد َوأ َْر َ‬ ‫ق َو ِج ْل َع َ‬ ‫شَ‬ ‫يس َ‬ ‫ق َب ْي َن َح ْو َر َ‬ ‫َو َجان ُ‬ ‫ض إِ ْ‬ ‫الش ْرِق ِّي تَق ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ش ِر ِ ‪ِ 19‬‬ ‫ِ‬ ‫ش َّ‬ ‫الن ْه ُر إِلَى ا ْل َب ْح ِر ا ْل َك ِب ِ‬ ‫ير‪َ .‬وه َذا‬ ‫يب َ‬ ‫ب ا ْل َم ْ‬ ‫وث قَ ِاد َ‬ ‫ام َار إِلَى م َياه َم ِر ُ‬ ‫ق‪َ .‬و َجان ُ‬ ‫َوه َذا َجان ُ‬ ‫ب ا ْل َج ُنوب َيمي ًنا م ْن ثَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ين ج ُنوبا‪21 .‬وج ِانب ا ْل َغر ِب ا ْلب ْحر ا ْل َك ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ا ْل َغ ْر ِب‪.‬‬ ‫ير م َن التُّ ْخم إِلَى ُمقَا ِب ِل َم ْد َخ ِل َح َماةَ‪َ .‬وه َذا َجان ُ‬ ‫ب ا ْل َيم ِ َ ً‬ ‫َجان ُ‬ ‫َ​َ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫ون أ ََّن ُكم تَ ْق ِسموَنها ِبا ْلقُرع ِة لَ ُكم ولِ ْل ُغرب ِ‬ ‫ض لَ ُكم أل ِ‬ ‫‪21‬فَتَ ْقتَ ِسم َ ِ ِ‬ ‫ين ِفي‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اء ا ْل ُمتَ َغِّرِب َ‬ ‫ْ َ َ​َ‬ ‫َْ‬ ‫َس َباط إِ ْ‬ ‫ون هذه األ َْر َ ْ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫يل‪َ .‬وَي ُك ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫اث ِفي وسطِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون لَ ُك ْم َكا ْل َو َ‬ ‫ير َ‬ ‫س َرائ َ‬ ‫طن ِّي َ‬ ‫سط ُك ْم‪ ،‬فَ َي ُكوُن َ‬ ‫ون َبن َ‬ ‫ين َيل ُد َ‬ ‫س ِط ُك ُم الَّذ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ين م ْن َبني إِ ْ‬ ‫ين في َو ْ‬ ‫َو ْ‬ ‫يل‪ُ .‬يقَاس ُموَن ُك ُم ا ْلم َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ون أَنَّ ُه ِفي ِّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫أ ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫اك تُ ْعطُوَن ُه ِم َا‬ ‫الر ُّ‬ ‫يرثَ ُه‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫يب ُه َن َ‬ ‫يل‪َ .‬وَي ُك ُ‬ ‫ب َغ ِر ٌ‬ ‫الس ْبط الَّذي فيه َيتَ َغ َّر ُ‬ ‫َس َباط إِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫هنا توزي ع األرض وهذا يشير لميراث ملكوت السموات والبركات التى حصلنا عليها بعمل المسيح‪ .‬وهذا طبيعى‬ ‫أن يأتى بعد أن تكلم عن الروح القدس فى اآليات السابقة‪ ،‬وعن الشفاء‪ ،‬ومن يشفي فله نصيب في ميراث‬

‫الملكوت ‪ .‬والخيرات التى حصلنا عليها من الروح هكذا ال تحصى حتى أن المسيح قال " خير لكم أن أنطلق‬

‫فإنه إن لم أنطلق ال يأتيكم المعزى " ‪ .‬واشارة لهذه البركات يحدثنا هنا عن التقسيم‪ .‬ويكون التقسيم بالقرعة‬

‫(‪ = )22‬فاهلل هو الذى يعطى‪ ،‬واذا أعطى اهلل فهو " يعطى بسخاء وال يُعير" وكما قيل فى المزمور " الحبال‬ ‫وقعت لى فى أماكن حسنة " أى القرعة ‪ ،‬والحبال تستخدم فى قياس األرض عند التقسيم للميراث ‪ .‬فبركات اهلل‬

‫ال تحصى فهو صانع خيرات‪ .‬قارن مع (أف ‪ " )11 : 1‬الذى فيه نلنا نصيباً معينين سابقاً حسب قصد الذى‬ ‫يعمل كل شئ حسب رأى مشيئته " ‪ .‬إذاً هذا التقسيم إشارة لعطايا اهلل المادية لنا ولبركات وثمار الروح القدس‬

‫اآلن ونحن هنا على األرض ‪ ،‬وأيضاً يشير لميراث الملكوت األبدى ‪ .‬والحظ أن سبط يوسف أخذ نصيبين فهذا‬ ‫جزاء العفة = يوسف قسمان ‪ .‬وكان هذا نصيب البكر ‪ ،‬فاألخ البكر يرث نصيبا ضعف إخوته ‪ .‬وهذا إشارة‬

‫ألننا فى المسيح صرنا كنيسة أبكار (عب‪ . )23 : 12‬فالمسيح الذى صار بك ار بين إخوة كثيرين (رو‪)22 : 8‬‬ ‫ورث بجسده نفس مجد الهوته األزلى (يو‪ + 6 : 14‬عب‪ . )2 : 1‬وهذا معنى أنه جلس عن يمين اآلب أو‬

‫جلس فى عرش اآلب (مز‪ + 1 : 114‬رؤ‪ . )21 : 3‬ونحن فيه صار لنا نصيبا فى هذا المجد = نجلس مع‬

‫المسيح فى عرشه (رؤ‪. )21 : 3‬‬

‫والحظ أن الغرباء لهم نصيب وهذا إشارة لدخول األمم (أيات ‪ . )23 ، 22‬ولكن كلمة غريب هنا فى األصل‬

‫اللغوى تختلف عما جاء فى (‪ . )4 : 44‬فهنا تشير للغريب الذى يعيش بينهم (إشارة لألمم) ‪ .‬أما فى (‪: 44‬‬ ‫‪ )4‬فتعنى األجانب الدخالء بعاداتهم الغريبة المرفوضة من اهلل‪.‬‬

‫ملحوظة ‪ -:‬بالنسبة للرسم التالى البحر المتوسط المالح عن يسار أرض الميراث ‪ .‬والبحر الميت عن يمينها ‪،‬‬ ‫ماء مالحاً ‪ ،‬إشارة إلى ملذات العالم الخاطئة ‪ .‬وهذه تؤدى للموت كمن‬ ‫إشارة ألن من هو خارج أرض اهلل يشرب ً‬ ‫يشرب الماء المالح فقط فهو يعطش ويموت ‪.‬‬

‫‪255‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السايع واألربعون)‬

‫معانى األسماء الواردة فى تحديد أرض الميراث‬ ‫حثلون = يضمد أو يعصب ‪ /‬صدد = إسم سامى (نسبة إلى سام بن نوح) ويعنى جانب الجبل ‪ /‬حماة =‬

‫حصر = حظيرة أو‬ ‫حصن أو قلعة وتقع على تل ‪ /‬بيروثة = إسم عبرى معناه أبار ‪ /‬سبرائم = أمل مضاعف ‪َ /‬‬ ‫مكان محصور ومسور أو قرية ‪ /‬حوران= أصل الكلمة يشحب وجهه من الخجل ‪ /‬حصر عينان = قرية الينابيع‬

‫‪ /‬صافون = الكلمة تعنى فى العبرية الشمال وهناك إحتمال كبير أنها كانت مق ار لعبادة اإلله الوثنى بعل صافون‬ ‫‪ /‬ثامار = نخلة ‪ /‬مياه مريبوث = مريبوث كلمة عبرية تعنى خصام أو نزاع ‪ ،‬فهناك ضرب موسى الصخرة‬

‫بدال من أن يكلمها فغضب اهلل وحرمه من دخول أرض الموعد ‪ /‬جلعاد = اسم مشتق من العبرية ومكون من‬

‫شقين جل ‪ +‬عيد ‪ .‬جل = حجر وعيد = شاهد ‪ .‬إذاً جلعاد تعنى حجر الشهادة ‪ ،‬وفى األرامية يجر سهدوثا ‪.‬‬ ‫رفعت يدى ألعطى ‪ = ...‬هذه صورة قسم ‪ ،‬يشدد بها اهلل على أن الميراث الذى وعد به مؤكد وسنحصل عليه‬ ‫فى ملء الزمان ‪ .‬والحدود الشمالية فى ضوء معانى الكلمات ‪ -:‬نحو الشمال من البحر الكبير (البحر الكبير‬

‫= هو خارج الحدود ‪ ،‬وال يوجد إنسان يعيش فى البحر ‪ ،‬والمعنى أن من هو خارج أرض اهلل هو ميت) طريق‬

‫حثلون (المسيح السامرى الصالح يبدأ يداوى ويضمد جراح من يدخل إلى شعبه تاركا العالم = البحر الكبير) إلى‬

‫المجئ إلى صدد (من يبدأ يدخل إلى شعب اهلل يكون بجانب الجبال ومع نموه الروحى يصير هو نفسه جبل‬ ‫جاء مضاعفاً ويفيض عليهم من‬ ‫إش‪ + 2 : 2‬مز‪ )1: 126‬حماة وبيروثة وسبرائم (اهلل يحصنهم ويمألهم ر ً‬

‫‪256‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السايع واألربعون)‬

‫بركات الروح القدس = أبار)‪ .‬ويدخلهم اهلل الراعى الصالح إلى حظيرة الخراف فى وسط شعبه = حصر الوسطى‬

‫على تخم حوران = صاروا وسط حظيرة الخراف بعد أن كانت وجوههم شاحبة من الخجل‪ ،‬ولكن أيضا بعد أن‬ ‫يرى اإلنسان كرم اهلل ومحبته يخجل ويمقت نفسه (حز‪ )31 : 33‬ويكون التخم من البحر حصر عينان (بعد‬

‫أن كانوا أمواتا فى البحر نجد اهلل يعطيهم ينابيع = من آمن بى تجرى من بطنه أنهار ماء حى قال هذا عن‬

‫الروح القدس) (يو‪ . )32 – 34 : 4‬والشمال شماال وتخم حماة = فى الكتاب بشواهد نجد أن كلمة الشمال‬

‫تترجم ‪ ..‬وصافون شماال ‪ ،‬والمعنى أنه بدال من ضياعهم وتوهانهم وراء األصنام يحميهم اهلل فيكونوا كمن فى‬

‫قلعة عالية على تل هى الكنيسة التى تحيا فى السماء ‪.‬‬

‫وجانب الشرق بين حوران ودمشق وجلعاد وأرض إسرائيل األردن = بدال من شحوب الوجه من سيرتهم السابقة‬

‫فى العالم = حوران ‪ ،‬ودمشق كأقدم مدن العالم فهى تتخذ كرمز للعالم‪ ،‬خصوصا حين نحسب رقم الكلمة نجدها‬ ‫‪ 444‬والمعنى كمال اإلنغماس فى حياة العالم (راجع معانى األرقام فى سفر الخروج) ‪ ،‬نجد أن اهلل يسكنهم فى‬

‫جلعاد بجانب كنيسته السماوية ‪ ،‬ووسط كنيسته = أرض إسرائيل اهلل (غل‪ ، )13 : 3‬ويرويهم من نهر األردن ‪،‬‬ ‫أى يفيض عليهم من بركاته روحيا وماديا ‪ .‬وجلعاد = الحظ أن جلعاد تفصل بين حوران ودمشق = خزى وجوه‬

‫من يحيا فى خطايا العالم ‪ ،‬وبين إسرائيل األردن حيث بركات اهلل لشعبه ‪ .‬وحجر الشهادة فاصل بينهما ‪ ،‬وكأن‬ ‫اهلل يقول ها قد وضعت أمامكم طريق الحياة والبركة فال تختاروا طريق الموت ‪.‬‬

‫وجانب الجنوب يمينا من ثامار إلى مياه مريبوث قادش = يصير شعب اهلل كالنخل يزهون " الصديق كالنخلة‬ ‫يزهو " (أم‪ )12 : 22‬بعد أن كانوا فى حالة خصام مع اهلل محرومين من أرض الميعاد (أى الميراث السمائى)‬

‫فموسى النبى ُح ِرم من أرض الميعاد عند قادش حينما ضرب الصخرة مرتين بدال من أن يكلمها (عد‪– 3 : 24‬‬ ‫‪. )12‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ق = حماة وبيروثة وسبرائم يمثلون‬ ‫الحظ فى آية‪ 13‬قول الكتب َح َماةُ َوَب ْي ُروثَ ُة َو ِس ْب َرِائ ُم‪ ،‬الَِّتي َب ْي َن تُ ْخِم ِد َم ْ‬ ‫شَ‬ ‫الكنيسة التى يجعلها اهلل كحصن سماوى ولها رجاء مضاعف وبركات ‪ ،‬هذه الثالثة حماة وبيروثة وسبرائم على‬

‫حدود دمشق = تخم دمشق‪ .‬والمعنى أن على كل إنسان أن يختار بين حماية اهلل وبركاته وبين العالم وملذاته‬

‫الخاطئة‪ .‬وبنفس المعنى فقوله تخم حماة وحصر الوسطى التى على تخم حوران فإن حماة وحصر الوسطى هى‬ ‫حظيرة اهلل ‪ ،‬واهلل هو الراعى الصالح للخراف ‪ .‬والمعنى أن على كل إنسان أن يختار بين رعاية اهلل لشعبه داخل‬ ‫كنيسته وبين البقاء خارجا فى حالة خزى الوجوه = حوران ‪.‬‬ ‫وجانب الغرب البحر الكبير من التخم إلى مقابل مدخل حماة ‪.‬‬

‫البحر الكبير = أى البحر األبيض المتوسط‬

‫وهذا يشير لمن يعيش فى ملذات العالم الخاطئة ‪ .‬والذى يعيش فيه يموت روحيا ‪.‬‬

‫مدخل حماة = إن كانت حماة تعنى حصن ‪ ،‬فمدخل حماة يشير للتائب الذى يحتمى بالحصن ‪ ،‬ومن يرفض‬ ‫التوبة فهو يظل غارقا فى بحر العالم بملذاته وشهواته = مياهه المالحة ‪ ،‬والتى من يشرب منها يعطش كما قال‬ ‫‪257‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح السايع واألربعون)‬

‫الرب للسامرية (يو‪ ، )4‬أما من يقرر التوبة تاركا البحر‪ ،‬معطيا للغرب ظهره‪ ،‬ناظ ار للشرق وقد إختار المسيح‬

‫شمس البر الذى يأتى من المشارق ‪ ،‬فهذا قد إحتمى بالحصن = حماة ‪ .‬وكل من يتخذ هذا القرار ينطبق عليه‬

‫قول سليمان الحكيم " إسم الرب برج حصين ‪ .‬يركض إليه الصديق ويتمنع " (أم‪ . )14 : 18‬وبهذا نفهم أن‬ ‫مدخل حماة هو التوبة = والتوبة هى نية ثم قرار لمن هو فى البحر أن يغير طريقه ‪ ،‬ويتجه إلى الشرق أى‬ ‫طالبا المسيح شمس البر ‪ .‬ونالحظ أن كل من يقرر التوبة اليمكن أن يتركه اهلل بدون حماية ‪ ،‬فاهلل يحمى‬

‫ويحصن ويدافع عن كل من يحتمى به ‪.‬‬ ‫ملحوظة‬

‫نالحظ هنا أن هناك تركيز شديد على الحدود الشمالية ‪ ،‬فمن الشمال كان األعداء دائما يأتون (األشوريون‬

‫فع ِرف الشمال فى الكتاب المقدس بأنه مصدر هجمات العدو على شعب‬ ‫والبابليون والفرس واليونان والرومان) ‪ُ .‬‬ ‫اهلل ‪ ،‬ويكون التركيز على الحماية من الشمال هو إلعطاء اإلطمئنان لشعب اهلل أنه يحميهم حماية كاملة ويكون‬

‫لهم " مجداً فى وسطهم وسور من نار حولهم " (زك‪. )6 : 2‬‬

‫الشمال (حماية قوية = راجع معانى حثلون‪ ...‬إلى‪ ...‬حصر عينان)‬ ‫(اآليات‪)14 – 16‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الشرق‬

‫من يأتى للمسيح من العالم‬

‫الغرب (البحر الكبير)‬ ‫(البحر المتوسط)‬

‫آية (‪)18‬‬ ‫حيث المسيح شمس البر‬

‫مدخل حماة = التوبة‬

‫رمز لمن يحيا فى العالم‬ ‫فى الموت‬

‫فهناك كل البركة (األردن)‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الجنوب آية (‪)12‬‬ ‫النتيجة ‪ - :‬كل من يترك العالم (البحر) متجها للمسيح ويدخل فى شعبه‬ ‫ويتمتع ببركات األردن يكون كالنخلة (ثامار) وله نصيب فى السماء‬

‫‪258‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن واألربعون)‬

‫اإلصحاح الثامن واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫ِ‬ ‫هذ ِه أَسماء األ ِ ِ‬ ‫اآليات (‪«1" -:)29-1‬و ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ال‪ ،‬إِلَى َج ِان ِب طَ ِري ِ‬ ‫ون إِلَى َم ْد َخ ِل َح َماةَ‬ ‫ق ِح ْثلُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َس َباط‪ :‬م ْن طَ َرف ِّ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ق إِلَى ا ْلب ْح ِر ِقسم و ِ‬ ‫ون لَ ُه ِم َن َّ‬ ‫ق ِش َماالً إِلَى َج ِان ِب َح َماةَ لِ َد ٍ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫اح ٌد‪َ .‬و َعلَى‬ ‫ان تُ ْخ ُم ِد َم ْ‬ ‫شَ‬ ‫ان‪ .‬فَ َي ُك ُ‬ ‫ص ُر ِعي َن َ‬ ‫َ‬ ‫َح ْ‬ ‫ٌْ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ش ِر ِ ِ‬ ‫ير ِم ْن َج ِان ِب َّ‬ ‫تُ ْخِم َد ٍ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ق إِلَى َج ِان ِب‬ ‫ان ِم ْن َج ِان ِب ا ْل َم ْ‬ ‫ير ق ْ‬ ‫س ٌم َواح ٌد‪َ .‬و َعلَى تُ ْخم أَش َ‬ ‫ق إلَى َجانب ا ْل َب ْح ِر أل َ‬ ‫سى ِقسم و ِ‬ ‫ا ْلب ْح ِر لِ َن ْفتَالِي ِقسم و ِ‬ ‫اح ٌد‪َ 4 .‬و َعلَى تُ ْخِم َن ْفتَالِي ِم ْن َج ِان ِب َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫اح ٌد‪َ 5 .‬و َع َلى‬ ‫ق إِلَى َج ِان ِب ا ْل َب ْح ِر لِ َم َن َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌْ َ‬ ‫ٌْ َ‬ ‫ْرِيم ِقسم و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْرِي َم ِم ْن َج ِان ِب َّ‬ ‫سى ِم ْن َج ِان ِب َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ق إِلَى‬ ‫اح ٌد‪َ 6 .‬و َعلَى تُ ْخِم أَف َا‬ ‫تُ ْخِم َم َن َّ‬ ‫ق إِلَى َجان ِب ا ْل َب ْح ِر ألَف َا َ ْ ٌ َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ق إِلَى ج ِان ِب ا ْلب ْح ِر لِيهوَذا ِقسم و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُوب ْي َن ِم ْن َج ِان ِب َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫اح ٌد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ٌم َواح ٌد‪َ .‬و َعلَى تُ ْخم َأر َ‬ ‫َجان ِب ا ْل َب ْح ِر ل َأرُوَب ْي َن ق ْ‬ ‫َُ‬ ‫ٌْ َ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ 8‬و َعلَى تُ ْخِم َي ُهوَذا ِم ْن َج ِان ِب َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ين أَْلفًا‬ ‫س ًة َو ِع ْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ق إِلَى َج ِان ِب ا ْل َب ْح ِر تَ ُك ُ‬ ‫ِّموَن َها َخ ْم َ‬ ‫ون التَّ ْقد َم ُة التي تُقَد ُ‬ ‫ون ا ْلم ْق ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا‪ ،‬والطُّو ُل َكأ ِ‬ ‫ْس ِام ِم ْن َج ِان ِب َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫س ِط َها‪9 .‬التَّ ْق ِد َم ُة الَِّتي‬ ‫َ‬ ‫س في َو ْ‬ ‫ق إِلَى َجان ِب ا ْل َب ْح ِر‪َ ،‬وَي ُك ُ َ ُ‬ ‫َحد األَق َ‬ ‫َع ْر ً َ‬ ‫‪11‬‬ ‫شرةَ آالَ ٍ‬ ‫ون تَ ْق ِد َم َة ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫س لِ ْل َك َه َن ِة‪.‬‬ ‫ِّموَن َها لِ َّلر ِّ‬ ‫س ًة َو ِع ْ‬ ‫ضا‪َ .‬ولِ ُ‬ ‫هؤالَ ِء تَ ُك ُ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ب تَ ُك ُ‬ ‫ف َع ْر ً‬ ‫ون َخ ْم َ‬ ‫ين أَْلفًا طُوالً‪َ ،‬و َع َ َ‬ ‫تُقَد ُ‬ ‫شرةُ آالَ ٍ‬ ‫ُّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ف ِفي ا ْل َع ْر ِ‬ ‫ض‪َ ،‬و ِم ْن ِج َه ِة‬ ‫س ٌة َو ِع ْ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫ال َخ ْم َ‬ ‫ون أَْلفًا في الطول‪َ ،‬وم ْن ج َهة ا ْل َب ْح ِر َع َ َ‬ ‫م ْن ج َهة ِّ َ‬ ‫ول‪ .‬وي ُك ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫شرةُ آالَ ٍ‬ ‫ض‪َ ،‬و ِم ْن ِج َه ِة ا ْل َج ُن ِ‬ ‫ف ِفي ا ْل َع ْر ِ‬ ‫َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ب ِفي‬ ‫الر ِّ‬ ‫س َّ‬ ‫س ٌة َو ِع ْ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫ون أَْلفًا في الطُّ ِ َ َ‬ ‫ون َم ْقد ُ‬ ‫وب َخ ْم َ‬ ‫ق َع َ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ين لَم ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين حرسوا ِحر ِ‬ ‫اد َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ض َّل َبنُو‬ ‫س ِط َها‪ .‬أ َّ‬ ‫صُ‬ ‫ضلُّوا ِح َ‬ ‫ين َ‬ ‫استي‪ ،‬الَّذ َ ْ َ‬ ‫َو ْ‬ ‫َ َ‬ ‫وق الَّذ َ َ َ ُ‬ ‫َّس َفل ْل َك َه َنة م ْن َبني َ‬ ‫َما ا ْل ُمقَد ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫س أَق َْد ٍ‬ ‫ون لَ ُه ْم تَ ْق ِد َم ًة ِم ْن تَ ْق ِد َم ِة األ َْر ِ‬ ‫ين‪.‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اس َعلَى تُ ْخِم الالَّ ِوِّي َ‬ ‫ُّون‪َ .‬وتَ ُك ُ‬ ‫ض َّل الالَّ ِوي َ‬ ‫يل َك َما َ‬ ‫إِ ْ‬ ‫ض‪ ،‬قُ ْد ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫شرةُ آالَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ف ِفي ا ْل َع ْر ِ‬ ‫ض‪ .‬الطُّو ُل‬ ‫س ٌة َو ِع ْ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫« َولِالَّ ِوِّي َ‬ ‫ين َعلَى ُمو َازاة تُ ْخم ا ْل َك َه َنة َخ ْم َ‬ ‫ون أَْلفًا في الطول‪َ ،‬و َع َ َ‬ ‫ٍ ‪14‬‬ ‫ون با ُكور ِ‬ ‫ات األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫س ٌة َو ِع ْ‬ ‫ض َع َ‬ ‫ون أَْلفًا‪َ ،‬وا ْل َع ْر ُ‬ ‫ون ِم ْن ُه َوالَ ُي َب ِّدلُ َ‬ ‫يع َ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫ون‪َ ،‬والَ َي ْ‬ ‫ش َرةُ آالَف‪َ .‬والَ َي ِب ُ‬ ‫ُكلُّ ُه َخ ْم َ‬ ‫ص ِرفُ َ َ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين أَْلفًا ِه َي ُم َحلَّلَ ٌة لِ ْل َم ِدي َن ِة‬ ‫َّس ٌة لِ َّلر ِّ‬ ‫س ِة َوا ْل ِع ْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫َّام ا ْل َخ ْم َ‬ ‫ب‪َ .‬وا ْل َخ ْم َ‬ ‫أل ََّن َها ُمقَد َ‬ ‫س ُة اآلالَف ا ْلفَاضلَ ُة م َن ا ْل َع ْرض قُد َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ 16‬‬ ‫ون ِفي و ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫س ِم َئ ٍة‪،‬‬ ‫لِ ُّ‬ ‫س َر ِح‪َ ،‬وا ْل َم ِدي َن ُة تَ ُك ُ‬ ‫ستُ َها‪َ :‬جان ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫لس ْك َنى َولِ ْل َم ْ‬ ‫ال أ َْرَب َع ُة آالَف َو َخ ْم ُ‬ ‫سط َها‪َ .‬وهذه أَ ْق ِي َ‬ ‫ب ِّ َ‬ ‫ف و َخمس ِم َئ ٍة‪ ،‬وج ِانب ا ْل َغر ِب أَربع ُة آالَ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ف و َخم ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ب ا ْل َج ُن ِ‬ ‫ب َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ف‬ ‫س م َئة‪َ ،‬و َجان ُ‬ ‫َو َجان ُ‬ ‫َ َ ُ ْ َْ​َ‬ ‫ق أ َْرَب َع ُة آالَ َ ْ ُ‬ ‫وب أ َْرَب َع ُة آالَ َ ْ ُ‬ ‫ِ ٍ ‪17‬‬ ‫ون مسرح لِ ْلم ِدي َن ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ين‪َ ،‬وَن ْح َو ا ْل َج ُن ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ين‪َ ،‬وَن ْح َو‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ة‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫س م َئة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وب ِم َئتَ ْي ِن َو َخ ْم ِس َ‬ ‫ال ِم َئتَ ْي ِن َو َخ ْم ِس َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َخ ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شرةُ آالَ ٍ‬ ‫ين‪18 .‬وا ْلب ِ‬ ‫اقي ِم َن الطُّ ِ‬ ‫ازًيا تَ ْق ِد َم َة ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫َّ‬ ‫ول ُمو ِ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ف‬ ‫ين‪َ ،‬وَن ْح َو ا ْل َغ ْر ِب ِم َئتَْي ِن َو َخ ْم ِس َ‬ ‫ق ِم َئتَ ْي ِن َو َخ ْم ِس َ‬ ‫َ َ‬ ‫س َع َ َ‬ ‫‪19‬‬ ‫شرةُ آالَ ٍ‬ ‫ازًيا تَ ْق ِد َم َة ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫َن ْح َو َّ‬ ‫ون ُمو ِ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫َما‬ ‫ون أَ ْكالً لِ ِخ ْد َم ِة ا ْل َم ِدي َن ِة‪ .‬أ َّ‬ ‫س‪َ ،‬و َغلَّتُ ُه تَ ُك ُ‬ ‫ف َن ْح َو ا ْل َغ ْر ِب‪َ .‬وَي ُك ُ‬ ‫ق‪َ ،‬و َع َ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َخ َدم ُة ا ْلم ِدي َن ِة فَي ْخ ِدموَنها ِم ْن ُك ِّل أ ِ‬ ‫ين أَْلفًا‪.‬‬ ‫س ٍة َو ِع ْ‬ ‫س ٌة َو ِع ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫َس َباط إِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ون أَْلفًا ِب َخ ْم َ‬ ‫يل‪ُ .‬ك ُّل التَّ ْقد َمة َخ ْم َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫اك ِلتَ ْق ِد َم ِة ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫س َمعَ ُم ْل ِك ا ْل َم ِدي َن ِة‪َ .‬وا ْل َب ِق َّي ُة ِل َّلرِئ ِ‬ ‫ون تَ ْق ِد َم َة ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫س َولِ ُم ْل ِك‬ ‫يس ِم ْن ُه َنا َو ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ِّم َ‬ ‫ُم َرب َ‬ ‫َّع ًة تُقَد ُ‬ ‫الشر ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين أَْلفًا‬ ‫س ِة َوا ْل ِع ْ‬ ‫س ِة َوا ْل ِع ْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ام ا ْل َخ ْم َ‬ ‫َّام ا ْل َخ ْم َ‬ ‫ين أَْلفًا للتَّ ْقد َمة إِلَى تَ ْخم َّ ْ‬ ‫ق‪َ ،‬وم ْن ج َهة ا ْل َغ ْرب قُ َّد َ‬ ‫ا ْل َمدي َنة قُد َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون تَ ْق ِد َم ُة ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫الرِئ ِ‬ ‫َعلَى تُ ْخِم ا ْل َغ ْر ِب ُمو ِ‬ ‫ين‬ ‫ازًيا أ َْمالَ َك َّ‬ ‫س ِط َها‪َ .‬و ِم ْن ُم ْل ِك الالَّ ِوِّي َ‬ ‫يس‪َ ،‬وتَ ُك ُ‬ ‫س ا ْل َب ْيت في َو ْ‬ ‫س َو َم ْقد ُ‬ ‫يس‪23 .‬وب ِ‬ ‫يس‪ ،‬ما ب ْي َن تُ ْخِم يهوَذا وتُ ْخِم ب ْني ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن م ْل ِك ا ْلم ِدي َن ِة ِفي و ِ ِ‬ ‫ون لِ َّلرِئ ِ‬ ‫اقي‬ ‫ين‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫ام َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫سط الَّذي ُه َو ل َّلرِئ ِ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪24‬‬ ‫اح ٌد‪ .‬وعلَى تُ ْخِم ب ْني ِ‬ ‫ين ِقسم و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫األَسب ِ‬ ‫ين‪ِ ،‬م ْن َج ِان ِب َّ‬ ‫اط‪ :‬فَ ِم ْن َج ِان ِب َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ق‬ ‫ام َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َْ‬ ‫ق إِلَى َجان ِب ا ْل َب ْح ِر ل َب ْن َيام َ ْ ٌ َ‬

‫‪259‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن واألربعون)‬ ‫‪25‬‬ ‫ِ‬ ‫ون ِقسم و ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِم ْن َج ِان ِب َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫س ٌم‬ ‫ق إِلَى َج ِان ِب ا ْل َب ْح ِر لِ َي َّ‬ ‫اح ٌد‪َ .‬و َعلَى تُ ْخِم ِش ْم ُع َ‬ ‫سا َك َر ق ْ‬ ‫إِلَى َجان ِب ا ْل َب ْح ِر لش ْم ُع َ ْ ٌ َ‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ون ِقسم و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِ‬ ‫سا َك َر ِم ْن َج ِان ِب َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ون ِم ْن‬ ‫اح ٌد‪َ .‬و َعلَى تُ ْخِم َي َّ‬ ‫اح ٌد‪َ .‬و َعلَى تُ ْخِم َزُبولُ َ‬ ‫ق إِلَى َجان ِب ا ْل َب ْح ِر ل َزُبولُ َ ْ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫‪28‬‬ ‫ق إِلَى ج ِان ِب ا ْلب ْح ِر لِج ٍاد ِقسم و ِ‬ ‫اح ٌد‪َ .‬و َعلَى تُ ْخِم َج ٍاد ِم ْن َج ِان ِب ا ْل َج ُن ِ‬ ‫َج ِان ِب َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ون التُّ ْخ ُم ِم ْن‬ ‫وب َي ِمي ًنا َي ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌْ َ‬ ‫ض الَِّتي تَ ْق ِسموَنها م ْل ًكا ألَ ِ‬ ‫ير‪ِ 29 .‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ش َّ‬ ‫يب َة قَ ِاد ِ‬ ‫الن ْه ِر إِلَى ا ْل َب ْح ِر ا ْل َك ِب ِ‬ ‫يل‪،‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫هذ ِه ِه َي األ َْر ُ‬ ‫ام َار إِلَى م َياه َم ِر َ‬ ‫س َباط إِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ثَ َ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ص ُه ْم‪َ ،‬يقُو ُل َّ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫ص ُ‬ ‫َوهذه ح َ‬

‫نجد هنا التقسيم وواضح أنه ال يمكن تنفيذه حرفياً ‪ ،‬فكيف يمكن أن نستدل اليوم على شخص يهودى من أى‬

‫سبط هو‪ .‬وحتى المقاييس المعطاة ال يمكن تنفيذها عملياً‪ .‬ولكن أصحاب التفسير األلفى يقولون أن اهلل قادر‬ ‫وسيدل كل يهودى على‬ ‫على كل شئ ‪ ،‬فهو سيغير جغرافية المكان ويخرج نهر حقيقى من تحت الهيكل ‪ُ ،‬‬ ‫سبطه‪ .‬كل هذا من أجل تنفيذ الملك األلفى حرفياً ليحكم المسيح ‪ 1444‬سنة على األرض حكماً جسدياً‪ .‬ونرد‬

‫عليهم بأن ملكوت المسيح ليس من هذا العالم فهو قال " مملكتى ليست من هذا العالم " (يو‪ . )33 : 18‬ويقول‬

‫رسوله بولس " إن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد لكن اآلن ال نعرفه بعد " ‪ .‬واهلل منذ صليبه يملك على‬ ‫قلوبنا فملكوت اهلل فى داخلنا ‪ .‬وهم أنفسهم يعترفون أن العالم لن يكون نقياً ‪ %144‬فى أثناء الملك األلفى‬ ‫وسينقسم العالم فى نهايته ألتباع المسيح وأتباع ضد المسيح ‪ .‬فأى فائدة لهذا الملك األلفى المزعوم ويرد‬

‫أصحاب الملك األلفى ألن اليهود قالوا " هذا ال يحكم علينا " ‪ .‬فالمسيح ينبغى أن يثأر لكرامته ويحكم عليهم‬

‫حكماً زمنياً‪ .‬هذا ليس فكر المسيح‪ .‬وهناك رأى آخر يبررون به فكرهم أن أوالد اهلل ينبغى أن ينالوا فى خالل هذه‬ ‫الفترة بركات زمنية تعويضاً لهم عما عانوه من أالم‪ .‬ولكن أوالد اهلل لهم رأى آخر فهم ال يقبلون بتعويض دنيوى‬ ‫بل هم لهم شهوة أخرى أن ينطلقوا للسماء فهم فى األرض متغربين‪ .‬وكل من ذاق حالوة العشرة مع اهلل يحتقر‬

‫هذا العالم ويعتبره نفاية وال يرضى عن السماء بديالً‪ .‬وهناك سؤال هل المؤمنين فى خالل الملك األلفى لهم ما‬ ‫يقدمونه للمسيح أكثر من كل ما قدمه الشهداء والنساك الذين قدموا كل حياتهم للمسيح‪ .‬فماذا ينتظر المسيح‬

‫أكثر من هذا خالل الملك األلفى‪ .‬هل سيحبه أحد مثلما أحبه هؤالء القديسون‪ .‬وأيهما أقوى أن يحبه إنسان وهو‬

‫فى أتون النار أم يحبه وهو متمتع ببركات الملك األلفى من جبال تسيل خم اًر ولبناً وأشجار مثقلة بالخيرات طوال‬

‫العام‪ .‬أخشى أن أقول أن من ينتظر مسيحاً يعطيه خيرات زمنية أن يكون مشابهاً لليهود الذين سيصدقون‬ ‫ويتبعون ضد المسيح‪ .‬ويكون هؤالء المؤمنين بالملك األلفى تابعين له أيضاً‪ .‬وال معنى أن نتكلم عن أنصبة‬

‫ألسباط إسرائيل فى األرض اآلن‪ .‬ولكن معنى هذا هو كما قلنا سابقاً‪ ،‬هو توزيع بركات الروح القدس على‬

‫المؤمنين هنا على األرض وهناك فى السماء‪ .‬ويكون أسباط إسرائيل هم كنيسة المسيح كلها يهوداً وأمم‪ .‬فكل‬ ‫أممى أراد أن يعيش ويستوطن وسط األسباط يكون له نصيب‪ .‬وهذا يعنى أن كل غير مؤمن أراد أن يقبل‬

‫اإليمان سيكون له نصيب مع المؤمنين فى ثمار الروح القدس‪ ،‬هنا وفى ميراث ملكوت السموات هناك‪ .‬وكونه‬

‫يذكر أسماء األسباط سبطاً سبطاً فهذا معناه أن لكل واحد مكان واهلل لن ينسى أحداً من شعبه‪ .‬فهو ال ينسى‬ ‫أجر من أعطى كأس ماء بارد بإسمه‪ .‬ولنالحظ أن القدس يمثل قلب الشعب فهناك ‪ 4‬أسباط ألعلى وخمسة‬

‫أسفله‪ .‬وهذا القدس سر حياة وتقديس الشعب‪.‬‬

‫‪260‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن واألربعون)‬

‫‪ +‬بالنسبة لسبط دان فهناك نبوة قديمة قالها أبونا يعقوب "يكون دان حية على الطريق" (تك ‪. )18 ،14 : 42‬‬

‫لذلك قال أباء كثيرين أن ضد المسيح سيأتى من هذا السبط ‪ .‬ولنالحظ أن سبط دان يأتى فى أقصى الشمال فى‬

‫توزيع األسباط وبالتالى هو أبعد سبط عن القدس‪ .‬فهذا إشارة أن الذي يبعد عن المسيح ينجرف بسرعة لضد‬

‫المسيح‬

‫‪ . ANTI CHRIST‬ولنفس السبب فإن سبط دان فى العهد القديم‪ ،‬سريعا ما إنجرف للعبادة الوثنية‬

‫لبعد السبط عن أورشليم والهيكل والعبادة بحسب شريعة اهلل ( قض ‪. )18‬‬

‫‪ +‬ولنالحظ أن األسباط حدودها تقع متالمسة وما أحلى المحبة "هوذا ما أحلى وما أحسن أن يسكن األخوة معاً "‬

‫(مز‪. )133‬‬

‫‪ +‬والمدينة جعلت مربعة تماماً وهذا ال ينطبق على أى مدينة فى العالم‪ ،‬إذاً فالمعنى روحى ألن أورشليم‬ ‫السماوية هكذا هى مربعة‪ .‬وهذا يشير إلستقرارها وثباتها والعدل الذى سيسود فيها ‪.‬‬

‫‪ +‬واألنصبة دائماً من الشرق إلى البحر‪ .‬فكل الخيرات تجئ من الشرق أى من المسيح شمس البر صانع‬

‫الخيرات ‪ ،‬وكل من يلتصق به ينال من خيراته‪ .‬وتمتد إلى جانب البحر‪ .‬فإذا كان البحر يشير للعالم ‪ ،‬فعلى‬

‫شعب اهلل الذى يحصل على خيراته بإلتصاقه بجانب المسيح ‪ ،‬أن يعيش فى العالم مجاو اًر له أى بجانب البحر‬

‫دون أن يعيش داخله منغمساً فى لذاته ‪ ،‬فيغرق فيه ويحرم من بركاته ‪ .‬يعيش المؤمن تاركا العالم (البحر) وراء‬ ‫ظهره ناظ ار إلى الشرق منتظ ار مجئ المسيح شمس البر من الشرق بتشوق ‪.‬‬

‫‪ +‬ونالحظ أنه يكرر ما جاء فى إصحاح (‪ )46‬أن نصيب الكهنة والقدس فى الوسط ألهميته ‪ .‬ولكن فى‬

‫إصحاح (‪ )46‬كان الكالم عن المسيح فى كنيسته بذبيحة جسده ودمه من خالل سر اإلفخارستيا ‪ ،‬وهذا السر‬ ‫مستمر كل أيام الكنيسة على األرض ‪ ،‬فال توجد إفخارستيا فى السماء ‪ .‬ولكن التكرار هنا يعنى فرحة اهلل‬

‫بوجوده وسط شعبه ‪ ،‬كما قيل عن أورشليم السمائية " هوذا مسكن اهلل مع الناس " (رؤ‪ ، )3 : 21‬وصوت اآلب‬

‫من السماء يوم معمودية المسيح " هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت " فاهلل يفرح بوجوده وسط أوالده ‪ ،‬وهنا‬

‫على األرض فهذا أيضا وعده " ألنه حيثما إجتمع إثنين أو ثالثة بإسمى فهناك أكون فى وسطهم " (مت‪: 18‬‬

‫‪. )24‬‬

‫‪17‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ين‪َ ،‬وَن ْح َو ا ْل َج ُن ِ‬ ‫ين‪َ ،‬وَن ْح َو َّ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫ق ِم َئتَْي ِن‬ ‫وب ِم َئتَْي ِن َو َخ ْم ِس َ‬ ‫ال ِم َئتَْي ِن َو َخ ْم ِس َ‬ ‫َوَي ُك ُ‬ ‫ون َم ْ‬ ‫س َر ٌح ل ْل َمدي َنة َن ْح َو ِّ َ‬ ‫ين = المسرح = أى أرض فضاء تكون كمرعى ترعى فيها الغنم ‪ ،‬والحظ‬ ‫ين‪َ ،‬وَن ْح َو ا ْل َغ ْر ِب ِم َئتَْي ِن َو َخ ْم ِس َ‬ ‫َو َخ ْم ِس َ‬ ‫ين = ‪ = 211‬هم قطيع المسيح فى‬ ‫أن المسيح هو الراعى الصالح ونحن الخراف التى يرعاها‪ِ .‬م َئتَ ْي ِن َو َخ ْم ِس َ‬ ‫العهد القديم والعهد الجديد ‪ ،‬ك ٌل منهم ‪ = 51 ، 111‬مملوئين من الروح القدس (يوم الخمسين فى العهد‬

‫الجديد) ‪ ،‬وقد تحرروا من كل عبودية (اليوبيل فى العهد القديم) ‪ .‬كما يمكن فهم داللة الرقم هكذا ‪× 5 = 251‬‬

‫‪ 11 × 5‬فإذا فهمنا أن رقم ‪ 11‬يشير لحفظ الوصايا ‪ ،‬وأن رقم ‪ 5‬يشير للنعمة المسئولة (‪ 5‬هو رقم النعمة‬ ‫فالرب أشبع ‪ 5111‬ب ـ ‪ 5‬خبزات ‪ ...‬والمسئولة ألن هناك ‪ 5‬حواس و‪ 5‬أصابع فى كل يد و‪ 5‬أصابع فى كل‬ ‫رجل) ‪ ،‬فيكون معنى الرقم ‪ 251‬أن كل من يجاهد فى حفظ حواسه من دخول أى شئ يلوث فكره وقلبه ‪،‬‬ ‫وأيضا أن يم تنع عن أن يمد يده إلى الخطية ويمنع نفسه من الذهاب إلى أماكن الخطية ‪ ،‬هذا تشمله نعمة اهلل‬

‫‪261‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن واألربعون)‬

‫التى تحفظه فتجده يحفظ الوصايا بسهولة ‪ .‬ولهذا قال القديس بولس الرسول " لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة‬ ‫بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا " (عب‪ . )1 : 12‬السهولة هنا فى مقاومة الخطية‬

‫ناشئة عن معونة النعمة ‪.‬‬

‫‪ +‬األرض ال يمكن بيعها أو شراؤها فمواهب اهلل ليست للبيع وكما قال القديس بطرس لسيمون الساحر حين أراد‬

‫شراء الموهبة " لتكن فضتك معك للهالك "‪ .‬وهكذا الكنيسة ِ‬ ‫تحرم األسقف الذى يبيع الكهنوت وتحرم الكاهن الذى‬

‫إشتراه ( السيمونية) ‪.‬‬

‫‪ +‬فى المدينة الجديدة كل األسباط تقوم بالخدمة (آية ‪ .)12‬فجسد المسيح هو للكل‪ .‬كما قال القديس بطرس "‬ ‫ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا ‪1( "...‬بط‪ )14 : 4‬وهذا ما يسمى بالتكامل داخل‬

‫الجسد الواحد ‪.‬‬

‫‪ +‬وذكر األسماء ( أسماء األسباط ) ليس بدون سبب ولكن ألن لها دالالت روحية ‪ .‬وقطعا هى ال تعنى أن‬

‫الذين من شعب اهلل هم فقط من نسل األسباط ‪ ،‬واال أين سيذهب الذين آمنوا بالمسيح واستشهدوا على إسمه من‬

‫كل العالم ‪.‬‬

‫دان = اهلل يدين ‪ .‬ويقضى بين شعبه‪.‬‬

‫أشير = السعيد ‪ .‬ألن وجود اهلل يعطى فرح ‪ ،‬والسماء هى مكان الفرح األبدى والمجيد ‪ ،‬وأفراحنا على األرض‬ ‫هى عربون ما سنحياه هناك ‪.‬‬

‫نفتالى = مصارعات ‪ .‬فهذه طبيعة حياتنا جهاد مستمر ‪ ،‬ومن كان يجاهد وهو على األرض يصل للسماء‪.‬‬

‫منسى = ينسى ‪ .‬علينا دائما ان ننسى ما فات ونمتد إلى ما هو قدام ‪ ،‬وفى السماء سيمسح اهلل كل دمعة من‬ ‫العيون = فى السماء سننسى كل أالم األرض نفسية كانت أو جسدية ‪.‬‬

‫أفرايم = مثمر ‪ .‬والكنيسة بالروح القدس الساكن فيها لها ثمار‪.‬‬

‫رأوبين = إبن الرؤيا ‪ .‬فالروح يرينا كل شىء واضحاً ‪ .‬وسنرى اهلل فى مجده فى السماء ‪.‬‬

‫يهوذا = يحمد ‪ .‬اإلعتراف والتسبيح والشكر بعمله معنا هنا على األرض وفى السماء‪ .‬وهذه ستكون حياتنا فى‬ ‫السماء ‪ ،‬تسبيح تعبي ار عن الفرح الذى سنكون فيه ‪.‬‬

‫بنيامين = إبن اليمين ‪ .‬فهذا نصيبنا مع الخراف التى على اليمين ‪.‬‬

‫شمعون = مستمع ‪ .‬هذا نصيبنا لو سمعنا لصوته ‪ ،‬فرح وبركات هنا وهناك‪.‬‬

‫يساكر = جزاء ‪ .‬نحن نجاهد واضعين أمام أعيننا الجزاء السماوى ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫زبولون = مسكن ‪ .‬فنحن هنا نسكن مع الرب فالمسيح بحسب وعده يكون فى وسط أى إثنين يجتمعان بإسمه ‪.‬‬ ‫وأورشليم السماوية هى مسكن اهلل مع الناس (رؤ‪. )3 : 21‬‬

‫جاد = متشدد ‪ .‬فيلزم أن نثابر للنهاية فهذه هى صفات شعب اهلل‪.‬‬

‫‪262‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن واألربعون)‬ ‫‪31‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اآليات (‪«31 " -:)35-31‬و ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫س ِم َئ ِة ِم ْق َي ٍ‬ ‫هذ ِه َم َخ ِ‬ ‫اب‬ ‫اس‪َ .‬وأ َْب َو ُ‬ ‫ال أ َْرَب َع ُة آالَف َو َخ ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫ار ُج ا ْل َمدي َنة‪ :‬م ْن َجانب ِّ َ‬ ‫‪32‬‬ ‫اء أ ِ‬ ‫ا ْلم ِدي َن ِة علَى أَسم ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اب الَ ِوي‪َ .‬وِالَى‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اب َي ُهوَذا َوَب ُ‬ ‫ُوب ْي َن َوَب ُ‬ ‫اب َأر َ‬ ‫ال‪َ :‬ب ُ‬ ‫َ‬ ‫َس َباط إِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫يل‪ .‬ثَالَ ثَ ُة أ َْب َواب َن ْح َو ِّ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ‬ ‫ف وباب ب ْني ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ب ا ْل َج ُن ِ‬ ‫س ِم َئ ٍة‪َ ،‬وثَالَ ثَ ُة أ َْب َو ٍ‬ ‫َج ِان ِب َّ‬ ‫اب َد ٍ‬ ‫الش ْر ِ‬ ‫وب‬ ‫ام َ‬ ‫ان‪َ .‬و َجان ُ‬ ‫ين َوَب ُ‬ ‫وس َ َ َ ُ َ َ‬ ‫اب‪َ :‬ب ُ‬ ‫اب ُي ُ‬ ‫ق أ َْرَب َع ُة آالَف َو َخ ْم ُ‬ ‫سا َكر وباب َزبولُ َ ‪ِ 34‬‬ ‫ٍ‬ ‫اس‪َ ،‬وثَالَ ثَ ُة أ َْب َو ٍ‬ ‫س ِم َئ ِة ِم ْق َي ٍ‬ ‫ب ا ْل َغ ْر ِب‬ ‫اب ِش ْم ُع َ‬ ‫ون‪َ .‬و َجان ُ‬ ‫اب َي َّ َ َ َ ُ ُ‬ ‫ون َوَب ُ‬ ‫اب‪َ :‬ب ُ‬ ‫أ َْرَب َع ُة آالَف َو َخ ْم ُ‬ ‫‪35‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫س ِم َئ ٍة‪َ ،‬وثَالَ ثَ ُة أ َْب َو ٍ‬ ‫اس ُم‬ ‫اب َن ْفتَالِي‪ .‬ا ْل ُم ِحيطُ ثَ َم ِان َي َة َع َ‬ ‫ير َوَب ُ‬ ‫اب َجاد َوَب ُ‬ ‫اب‪َ :‬ب ُ‬ ‫ش َر أَْلفًا‪َ ،‬و ْ‬ ‫أ َْرَب َع ُة آالَف َو َخ ْم ُ‬ ‫اب أَش َ‬ ‫ش َّم ْه»‪".‬‬ ‫ا ْل َم ِدي َن ِة ِم ْن ذلِ َك ا ْل َي ْوِم‪َ :‬ي ْه َوهْ َ‬

‫المدينة مربعة كما رآها يوحنا ‪ 4511×4511‬مقياس والمعنى أنها مفتوحة للجميع ‪+ 4444 = 4511 ،‬‬ ‫‪ 644‬هذه مواصفات من هم داخل المدينة ‪-:‬‬

‫‪ 1444×4 = 4444‬أى من كل أنحاء العالم (‪ )4‬مدعوون للسماويات (‪. )1444‬‬

‫‪ 144×6 +‬من يترك العالم يعطيه اهلل ‪ 144‬ضعف ‪ ،‬وبفيض النعمة (‪. )6‬‬

‫أو ‪ 144×6‬هم قطيع المسيح (‪ )144‬الذى تعمل فيهم النعمة (‪ .)6‬والتفسيرين متكاملين‪.‬‬

‫وقوله مقياس لعله يقصد به أنه نفس أبعاد المدينة (آية‪ . )13‬وبهذا يكون المعنى أن الدخول والخروج متاح‬

‫للجميع ‪ ،‬وعلى كل إنسان أن يختار بحريته ‪.‬‬

‫لها من كل ضلع ‪ 3‬أبواب = كل من يدخلها يجب أن يؤمن باهلل (‪ )3‬الثالوث ‪ ،‬ويقوم القيامة األولى من موت‬

‫الخطية (‪ 3‬رقم القيامة) ‪.‬‬

‫وهذه المدينة لم يعد إسمها أورشليم فاألسماء الماضية إنتهت وكل شىء أصبح جديداً فقد كان إسم أورشليم =‬ ‫رؤيا السالم ولكن اإلسم الجديد هو أساس اإلسم القديم أى أساس رؤيا السالم أو سبب رؤيتنا للسالم أن يهوة‬

‫شمة = أى اهلل هناك‪ .‬وهذا وعد المسيح لكنيسته " ها أنا معكم كل األيام والى إنقضاء الدهر " ‪ .‬مسيحنا ملك‬

‫السالم هو فى وسط كنيسته يحكمها ويقودها ‪ ،‬يحميها ويشجعها‪.‬‬ ‫وما أحاله ختام لهذا السفر‪ .‬أن ي ِعد اهلل بأنه سيكون فى وسط كنيسته‪ .‬فلنعمل بجدية أن نضمن مكاناً فى هذه‬ ‫المدينة المقدسة حتى نبقى مع الرب لألبد‪ .‬لقد غادر مجد الرب الهيكل سابقاً وتركه يتحطم وها هو يعود‪.‬‬

‫يـــــا ابـــــن آدم‬ ‫التعبير الذي تكرر كثي اًر نفهم له اآلن معنى هام‪ .‬فاهلل جعل حزقيال النبي شاهد على مراحم الرب‪ ،‬كما كان‬ ‫هناك فوق تابوت العهد كاروبان ينظران إلى دم الكفارة على الغطاء ويشهدان على مراحم اهلل وغفرانه لخطايا‬

‫شعبه بدم الذبيحة‪.‬‬

‫واهلل ُيش ِهد السماء واألرض على شر إسرائيل (إر‪ .)13 ، 2 :12‬وموسى يفعل نفس الشئ ويجعل السماء‬ ‫واألرض شهوداً على كالمه (تث‪.)28:31 +12:34 +23:4‬‬ ‫وهنا يجعل اهلل حزقيال كممثل عن البشر (أوالد آدم) يشهد على‪-:‬‬

‫‪263‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر حزقيال (اإلصحاح الثامن واألربعون)‬

‫‪ .1‬اهلل خلق اإلنسان ليتمتع بمجد اهلل= حزقيال يرى عرش اهلل والمركبة الكاروبيمية (ص‪.)1‬‬ ‫‪ .2‬بسبب خطايا البشر فقدنا كل هذا (ص‪ = )24-2‬اهلل يشهد النبي على حال الشعب وزناهم الروحي‬ ‫حتى داخل الهيكل‪.‬‬

‫‪ .3‬اهلل يجعل حزقيال شاهداً على ما يستحقه هذا الشعب من عقوبة (ص‪.)2-6‬‬ ‫‪ .4‬اهلل جعله شاهداً أنه فعل مع شعبه كل شئ وهم رفضوا‪.‬‬

‫‪ .6‬معاناة حزقيال من األنبياء الكذبة الذين يخدعون الشعب بسالم زائف‪ ،‬قائلين أنه لن يكون خراب قادم ‪،‬‬ ‫كما يقول إرمياء واألنبياء الحقيقيون الذين يرسلهم اهلل ليحذروا الناس فيتوبوا ‪ ،‬فإستمر الناس في‬

‫خطاياهم مصدقين أقوال األنبياء الكذبة ‪ ،‬وهذا نفسه ما يحدث وسيحدث فى األيام األخيرة (‪2‬بط‪3 : 3‬‬

‫‪ )4 ،‬وهذا هو عمل الشيطان دائما فى كل عصر حتى ال يتوب أحد ‪ .‬واهلل يشهد حزقيال على ذلك ‪،‬‬ ‫لينتبه باقي أوالد آدم الذين هم نحن‪.‬‬

‫‪ .3‬اهلل يشهده على وجود مجده في الهيكل‪ ،‬وأنه بسبب خطاياهم سيفارق الهيكل‪ ،‬وكان يود لو لم يفعل‪.‬‬ ‫فصاروا بال حماية فاهلل ليس في وسطهم فخربت أورشليم وخرب الهيكل‪ ،‬فحين غادره الرب صار كومة‬

‫من الحجارة‪ .‬وهكذا اإلنسان إذ إنفصل الرب عنه مات‪ .‬وكون حزقيال يرى مجد الرب داخل الهيكل‬

‫بالرغم من كل خطايا الشعب‪ ،‬واحتمال اهلل العجيب لهم‪ ،‬فهذا يظهر مدى محبة اهلل لشعبه‪ ،‬ولكن إذ زاد‬ ‫األمر عن الحد فارق الرب الهيكل‪.‬‬

‫‪ .4‬ووسط كل هذا نسمع عن محبة اهلل الذي سيفتقد البشر في زمن الحب بعمل المسيح الفدائي (ص‪.)13‬‬ ‫فمحبته ال نهائية‪ ،‬والكنيسة عروس المسيح‪.‬‬

‫‪ .8‬اهلل يشهد النبي أنه يتعامل بعدل مع كل الناس‪ ،‬كل واحد بحسب عمله‪ ،‬وكان يود لو خلص كل البشر‪،‬‬ ‫وعادوا بالتوبة ليحيوا‪ ،‬فهو ال ُيسر بموت أحد‪.‬‬ ‫‪ .2‬اهلل يشهد النبي على رغبته في تدمير األمم التي ضايقت شعبه‪ .‬واهلل ليس ضد األمم كبشر‪ ،‬بل اهلل ضد‬

‫الشيطان الذي أدى حسده لإلنسان إلى إسقاط اإلنسان وبالتالي موته وهالكه‪ .‬فالنبي صار شاهداً على‬ ‫محبة اهلل ألوالده وأنه ال ينسى من يسبب لهم األذى (‪)36( + )32 ،38 + 32-26‬‬

‫‪ .14‬النبي صار شاهداً على رحمة اهلل ومحبته لشعبه وانه بعد أن خرب الهيكل (إشارة لموت اإلنسان) سيعيد‬ ‫الحياة للموتى (ص‪ .)34‬ولذلك يدعو الكل للتوبة للحصول على هذه الحياة (ص‪ .)33‬واهلل سيفتقدنا‬ ‫بالمسيح الراعي الصالح‪ ،‬والذي سيرسل لنا رعاة (ص‪ .)34‬ويعيد لشعبه إسرائيل أرضه (إشارة لعودتنا‬

‫للميراث السماوي (ص‪.)33‬‬

‫‪ .11‬واهلل يجعل النبي شاهداً على تأسيس الهيكل الجديد بدل الهيكل الساقط‪ .‬وهذا رمز للمسيح الذي سيؤسس‬ ‫الكنيسة جسده‪ .‬والمسيح سيجعلنا خليقة جديد (ص‪.)44-44‬‬

‫وهذا كله سيصنعه المسيح الذي سيتجسد ويصير إبن آدم‪.‬‬ ‫‪264‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.