تفسير سفر التكوين القس انطونيوس فكري كنيسة العذراء الفجالة

Page 1

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ‬ ‫ﺳﻔﺮ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‬ ‫اﻟﻘﺲ اﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﻜﺮي‬ ‫ﻛﻨﻴﺴﺔ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﻌﺬراء ﺑﺎﻟﻔﺠﺎﻟﺔ‬ ‫اﻻﺻﺪار اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪2012‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سفر التكوين ‪ -‬جدول التكوين‬ ‫رقم األصحاح‬ ‫مقدمة العهد القديم‬ ‫مقدمة سفر التكوين‬ ‫تكوين‪1‬‬ ‫تكوين‪2‬‬ ‫تكوين ‪3‬‬ ‫تكوين ‪4‬‬ ‫تكوين ‪5‬‬ ‫تكوين ‪6‬‬

‫رقم األصحاح‬ ‫تكوين ‪7‬‬ ‫تكوين‪8‬‬ ‫تكوين ‪9‬‬ ‫تكوين ‪10‬‬ ‫تكوين ‪11‬‬ ‫تكوين ‪12‬‬ ‫تكوين ‪13‬‬ ‫تكوين ‪14‬‬

‫رقم األصحاح‬ ‫تكوين ‪15‬‬ ‫تكوين ‪16‬‬ ‫تكوين ‪17‬‬ ‫تكوين ‪18‬‬ ‫تكوين ‪19‬‬ ‫تكوين ‪20‬‬ ‫تكوين ‪21‬‬ ‫تكوين ‪22‬‬

‫رقم األصحاح‬ ‫تكوين ‪23‬‬ ‫تكوين ‪24‬‬ ‫تكوين ‪25‬‬ ‫تكوين ‪26‬‬ ‫تكوين ‪27‬‬ ‫تكوين ‪28‬‬ ‫تكوين ‪29‬‬ ‫تكوين ‪30‬‬

‫رقم األصحاح‬ ‫تكوين ‪31‬‬ ‫تكوين ‪32‬‬ ‫تكوين ‪33‬‬ ‫تكوين ‪34‬‬ ‫تكوين ‪35‬‬ ‫تكوين ‪36‬‬ ‫تكوين ‪37‬‬ ‫تكوين ‪38‬‬

‫رقم األصحاح‬ ‫تكوين ‪39‬‬ ‫تكوين ‪40‬‬ ‫تكوين ‪41‬‬ ‫تكوين ‪42‬‬ ‫تكوين ‪43‬‬ ‫تكوين ‪44‬‬ ‫تكوين ‪45‬‬ ‫تكوين ‪46‬‬

‫رقم األصحاح‬ ‫تكوين ‪47‬‬ ‫تكوين ‪48‬‬ ‫تكوين ‪49‬‬ ‫تكوين ‪50‬‬

‫‪1‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬

‫مقدمة عن العهد القديم‬

‫عودة للجدول‬

‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫لماذا ندرس العهد القديم‬ ‫قد يتصور البعض أنه ما دمنا نحن نحيا في العهد الجديد فال حاجة بنا للعهد القديم وهذا تصور خاطئ واليك‬ ‫بعض األدلة‪.‬‬ ‫‪ .1‬العهد القديم كان كلمة هللا التي أوحي بها لرجاله القديسين ليكتبوها‪.‬‬ ‫أ‪ .‬كل الكتاب هو موحي به من هللا ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب (‪2‬تي ‪.)11 :3‬‬ ‫ب‪ .‬ألنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس هللا القديسون مسوقين من الروح القدس (‪ 2‬بط ‪:1‬‬ ‫‪.)21‬‬ ‫ج‪ .‬لساني قلم كاتب ماهر (مز ‪( )1 :54‬الكاتب الماهر هنا هو الروح القدس) وطالما هو كلمة هللا‬ ‫الموحي بها فيجب أن ندرسها ونشبع بها‪ .‬فكيف نهمل ما أوحي به هللا‪.‬‬ ‫‪ .2‬طالما أن العهد القديم هو كلمة هللا فيكون العهد الجديد مكمالً للعهد القديم‪ .‬وكال العهدين هما كتاب هللا‬ ‫المقدس‪ ،‬كما قال السيد المسيح ما جئت ألنقض بل ألكمل (مت ‪.)1::4‬‬ ‫‪ .3‬يقول القديس يوحنا الالهوتي إن "شهادة يسوع هي روح النبوة" (رؤ ‪ .)11:11‬ويقول بولس الرسول "ألن‬ ‫غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن" (رو ‪ )25:11‬إذاً نحن نري يسوع من خالل العهد القديم‬ ‫بنبواته وتعاليمه وطقوسه‪.‬‬ ‫‪ .5‬هناك نبوات في العهد القديم لوقت المنتهي كنبوات دانيال وغيره (دا ‪ .)1::1‬إذا هناك نبوات لم تتم حتي‬ ‫األن‪ .‬فكيف نهمل دراسة النبوات‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫‪ .4‬العهد الجديد يستشهد بالعهد القديم في عشرات من اآليات المقتبسة‪ ،‬والسيد المسيح نفسه إستشهد ببعضها‬ ‫‪ ،‬فكيف نفصل العهد القديم عن العهد الجديد‪.‬‬ ‫‪ .1‬قيل أننا يمكن ان نستخرج العهد الجديد من العهد القديم ونري في العهد الجديد تحقيق العهد القديم‪ .‬فالذي‬ ‫أوحي بالعهد القديم هو الذي أوحي بالعهد الجديد‪.‬‬ ‫‪ .:‬يعتبر العهد القديم شرح وتفسير للعهد الجديد‪.‬‬ ‫أ‪ .‬كيف كنا سنفهم كل معاني ذبيحة الصليب إن لم نفهم معني الذبائح في العهد القديم‪.‬‬ ‫ب‪ .‬الحروب الكثيرة في العهد القديم تشير وتشرح حقيقة الحروب الروحية التي نواجهها اآلن فحين تق أر‬ ‫عن حرب أثارها األعداء ضد شعب هللا‪ ،‬فلتفهمها علي أن األعداء هم إبليس وجنوده وشعب هللا هو‬ ‫نحن أي كنيسة المسيح‪ .‬هناك حروب ساند هللا شعبه فيها وحروب حاربها هللا بالنيابة عن شعبه‪.‬‬ ‫ولكن هناك مبدأ هام نستخلصه من هذه الحروب إن كنت أحفظ نفسى طاه اًر فاهلل الذي معي‬ ‫سينصرنى في حروبي مع إبليس فالجهاد شرط لمعونة هللا‪.‬‬ ‫ج‪ .‬األسماء الكثيرة المدونة في الكتاب المقدس تشير ألن اسماءنا مكتوبة في سفر الحياة‪.‬‬ ‫د‪ .‬األعداد الكثيرة المذكورة تشير ألن هللا يعرفنا واحداً واحداً‪.‬‬ ‫‪ .1‬العهد القديم الذي بين أيدي اليهود هو دليل صحة الكتاب المقدس‪ ،‬فالنبوات التي وردت فيه تمت في‬ ‫شخص المسيح تماماً وفي كنيسته كما يتضح من كتاب العهد الجديد الذي بين أيدي المسيحيين لذلك قيل‬ ‫أن اليهود هم أمناء مكتبة المسيحية‪ .‬هم حفظوا كتاب العهد القديم بنبواته إلي أن جاء وقت تحقيقها‪ .‬هم‬ ‫حفظوها دون تحريف ودون أن يفهموها فكانت شاهداً علي صحة الكتاب‪.‬‬ ‫‪ .1‬العهد القديم كان ليتعرف البشر علي شخص هللا‪ .‬فقبل السقوط كان هللا يتكلم مباشرة مع أبوينا آدم وحواء‪.‬‬ ‫ولكن الخطية جعلت هناك حائالً بين هللا واإلنسان‪ ،‬وجعلت اإلنسان ضعيفاً ال يستطيع أن يري هللا واالّ‬ ‫يموت " ال يراني اإلنسان ويعيش" (خر ‪ )21:33‬هذا مثل من يريد أن يحدق في نور الشمس فإنه يفقد‬ ‫بصره‪ .‬فاهلل يتمني أن نري مجده ونفرح به‪ .‬ولكن إمكانيات الجسد البشري بسبب الخطية تمنعه من رؤية هللا‬ ‫لئال يموت‪ .‬ثم صار هللا بعد السقوط يكلم اإلنسان باألحالم والرؤي (أي ‪ )21-12 :5‬بعد أن كان يتكلم‬ ‫معهم مباشرة‪ .‬ثم صار هللا يكلم البشر عن طريق الكتاب المقدس‪ .‬ومنه نتعرف علي طبيعة شخص هللا‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫أ‪ .‬نري في العهد القديم حروب ودماء كثيرة‪ ،‬ولعنات أصابت البشر فنري غضب هللا علي الخطية‪.‬‬ ‫فنعرف قداسة هللا وبغضه للخطية‪.‬‬ ‫ب‪ .‬علي أننا نري أيضاً لطف هللا ومحبته وعنايته وسعيه وراء اإلنسان ليخلصه‪ .‬وأن هناك بشر‬ ‫إستطاعوا أن يتلذذوا بشخص هللا وعشرته‪ .‬بإختصار كان العهد القديم وسيلة ليتعرف بها اإلنسان‬ ‫علي شخص هللا بعد ان فقد اإلتصال المباشر مع هللا نتيجة للخطية‪ .‬فكيف نهمل وسيلة بها نتعرف‬ ‫علي شخص هللا‪.‬‬ ‫‪.11‬‬

‫كان العهد القديم هو المؤدب حتي يأتي المسيح (غل ‪ .)25:3‬فمثالً كان اليهودي يشتهي خطية الزنا‪،‬‬

‫ولكنه يخاف من عقوبتها وهي الرجم‪ ،‬فكان يكبت شهوته‪ .‬ولكن الشهوة تتعبه أما المسيحي فالنعمة داخله‬ ‫تميت الخطية داخله (رو‪ )3:1‬وبهذا نعرف فضل النعمة علينا‪.‬‬ ‫العهد القديم هو ظل للعهد الجديد‪.‬‬ ‫‪ .1‬هناك نبوات صريحة عن السيد المسيح (مثل "ها العذراء تحبل وتلد إبنا"ً)‪.‬‬ ‫‪ .2‬هناك شخصيات ترمز للسيد المسيح (مثل إسحق ويوسف… إلخ)‪.‬‬ ‫‪ .3‬هناك أحداث ترمز لقصة الخالص (مثل خروج الشعب من مصر ودخولهم كنعان)‪.‬‬ ‫‪ .5‬خيمة اإلجتماع ترمز لعمل السيد المسيح الفدائي وسيأتي شرحها في سفر الخروج‪.‬‬ ‫العهد القديم يشير للمسيح‬ ‫‪ .1‬نبوات صريحة تشير للمسيح وعمله الفدائي‪:‬‬ ‫أوالً‪:‬‬

‫في مجئ المسيح‬ ‫هو (زرع المرأة) يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه (تك ‪ +)14:3‬يعلن مجد الرب ويراه كل بشر جميعاً‬ ‫(إش ‪ + )4 :51‬يأتي مشتهي كل األمم (حج ‪.)::2‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫في وقت مجيئه‬

‫‪4‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫ال يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتي يأتي شيلون (تك ‪ )11 :51‬نبوة دانيال عن‬ ‫السبعين أسبوعاً (دا ‪.)2:-25 :1‬‬ ‫ثالثاً‪:‬‬

‫المسيح سيكون إلهاً وانساناً معاً‬ ‫قال لي أنت إبني وأنا اليوم ولدتك (مز ‪)::2‬‬ ‫قال الرب لربي (مز ‪)1 :111‬‬ ‫مخارجه منذ القديم منذ أيام األزل (مى ‪)2:4‬‬

‫رابعاً‪ :‬في من يتناسل المسيح منه‬ ‫من المرأة األولي (تك ‪ )14 :3‬ومن إبراهيم (تك ‪ )3:12‬ومن إسحق (تك ‪ )5 :21‬ومن يعقوب (تك‬ ‫‪ )15:21‬ومن يهوذا (تك ‪ )11 :51‬ومن يسى‬

‫) إش ‪ (1:11‬ومن داود (مز ‪)11 :132‬‬

‫خامساً‪ :‬في أنه يولد من عذراء‬ ‫ها العذراء تحبل وتلد إبناً (إش ‪)15::‬‬ ‫سادساً‪ :‬المكان الذي يولد فيه‬ ‫وأما أنت يا بيت لحم أفراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا‪ ،‬فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً‬ ‫علي إسرائيل (مي ‪)2:4‬‬ ‫سابعاً‪ :‬في أن نبياً بروح وقوة إيليا يسبقه ويعد طريقه مل‪ + 1:3‬مل ‪4:5‬‬ ‫ثامناً‪ :‬في أنه سيبشر باإلنجيل في الجليل أش ‪2،1:1‬‬ ‫تاسعاً‪ :‬في أنه يكون نبياً (تث ‪ )14 :11‬يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك‪....‬‬ ‫عاش اًر‪ :‬في أنه يثبت تعليمه بمعجزات عظيمة (إش ‪( + )1 ، 4:34‬إش ‪)2:32 + ::52‬‬ ‫حادي عشر‪ :‬يدخل أورشليم عالنية (زك ‪)1:1‬‬

‫‪5‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫يكون فقي ارً ومهاناً ويبيعه أحد تالميذه بثالثين من الفضة (ثمن العبد) ويشتري بها حقل‬

‫ثاني عشر‪:‬‬

‫الفخارى إش ‪ + 3:43‬مز ‪ + 15 ،12 :44 + 1:51‬زك ‪13 ،12 :11‬‬ ‫ثالث عشر‪:‬‬

‫يحتمل األالم والموت ألجل خطايا العالم مز ‪+ 1: ،11 :22‬‬ ‫إش‪ + 1:41‬إش‪1 ، 12 ، 4:43‬‬

‫رابع عشر‪:‬‬

‫يه أز به ويسخر به كثي ارً مز ‪1 ،: ،13 ،12:22‬‬

‫خامس عشر‪:‬‬

‫ُيسقي خالً ومرارة علي الصليب وثيابه تقسم وتلقي قرعة علي قميصه‬

‫مز ‪ + 21:11‬مز ‪11:22‬‬ ‫سادس عشر‪:‬‬

‫ال يكسر منه عظم بل يطعن جنبه بحربة مز ‪21:35‬‬

‫سابع عشر‪:‬‬

‫يموت مع الخطاة ولكن يدفن بالكرامة أش ‪1:43‬‬

‫ثامن عشر‪:‬‬

‫يقوم من األموات مز‪ +11 ، 1:11‬إش ‪ +11:43‬مز ‪1:11‬‬

‫تاسع عشر‪:‬‬

‫يقوم في اليوم الثالث ويقيمنا معه وبعد القيامة يحل الروح القدس‬ ‫هو ‪ + 2،1:1‬هو ‪3:1‬‬

‫عشرون‪:‬‬

‫يصعد للسماء مز ‪ + 11:11‬مز ( ‪ + ) 11-: ،3:25‬مز‪4: 5:‬‬

‫واحد وعشرون‪ :‬حلول الروح القدس‬

‫يؤ ‪21:2‬‬

‫‪ .2‬شخصيات ترمز للمسيح‪:‬‬ ‫كل شخص من الذين يرمزون للمسيح‪ ،‬نجد بينه وبين المسيح تشابهاً في نقاط كثيرة ولكننا في هذا البحث‬ ‫السريع سنأخذ أهم نقطة في هذه الرموز أو هذه المشابهات‬ ‫‪ )1‬آدم‬

‫رأس الخليقة‪.‬‬

‫‪ )2‬هابيل‬

‫البار يموت حسداً‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫يرمز للمسيح رأس الخليقة الجديدة‪.‬‬

‫‪ )3‬نوح‬ ‫‪ )5‬ملكي صادق‬ ‫‪ )4‬إسحق‬

‫المسيح ملك وكاهن معاً‪.‬‬ ‫العريس السماوي وعروسته تذهب إليه للسماء (الكنيسة) له عروس واحدة ال تموت‬

‫(فلم يذكر خبر موت رفقة)‪.‬‬ ‫‪ )1‬يعقوب العريس الذي ينزل لعروسته في األرض‪ ،‬يأخذ عروستين رمز لألمم ولليهود اللتين كون‬ ‫منهما المسيح كنيسته (جعل األثنين واحداً)‪.‬‬ ‫‪ ):‬يوسف البكر الذي أعطانا ميراث األبكار ففي المسيح صرنا كنيسة أبكار (عب ‪.)23:12‬‬ ‫‪ )1‬موسي المخلص والمنقذ من العبودية للحرية (فرعون كان رم اًز إلبليس(‪.‬‬ ‫‪ )1‬يشوع المسيح يعبر مع الشعب إلي كنعان السماوية المسيح مات وقام ليحملنا فيه إلي السماء‪.‬‬ ‫‪)11‬‬

‫هارون المسيح رئيس كهنة يقدم ذبيحة نفسه‪.‬‬

‫‪)11‬‬

‫شمشون المسيح كان خالصه بقوة عجبية‪.‬‬

‫‪)12‬‬

‫داود المسيح الملك مؤسس الملكوت‪.‬‬

‫‪)13‬‬

‫سليمان أقنوم الحكمة وباني الهيكل (جسده أي الكنيسة)‪.‬‬

‫‪)15‬‬

‫حزقيا المسيح يموت ولكنه يقوم بقوة الهوته‪.‬‬

‫أحداث ترمز لقصة الخالص‪:‬‬ ‫‪ )1‬قصة الخروج من مصر‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫قصة الخالص‬

‫رحلة الخروج‬ ‫خروف الفصح‬

‫المسيح المصلوب‬

‫الحية النحاسية ( من ينظر لها يشفي)‬

‫المسيح المصلوب (من يؤمن به يخلص)‬

‫ضربة األبكار‪ /‬غرق جيش فرعون‬

‫هزيمة الشيطان‬

‫فرعون نفسه لم يغرق( لم يذكر أنه الشيطان لم ينتهي تماما ً حتي اآلن‬ ‫غرق)‬ ‫عماليق يحارب الشعب‬ ‫هزيمة عماليق (صالة موسي ‪ +‬سيف‬ ‫يشوع)‬ ‫عبور البحر األحمر‬

‫الشيطان مازال يحارب أوالد هللا‬ ‫هزيمة إبليس بالجهاد والصالة‬ ‫المعمودية‬ ‫التناول‬

‫المن‬ ‫الماء من الصخرة‬ ‫الخيمة وسط الشعب‬ ‫ترحال الشعب ‪ 04‬سنة‬ ‫ذبائح مستمرة‬ ‫عبور األردن‬

‫إنسكاب الروح القدس علي الكنيسة‬ ‫المسيح وسط كنيسته‬ ‫حياتنا علي األرض‬ ‫قداسات مستمرة (ذبيحة اإلفخارستيا)‬ ‫الموت‬ ‫السماء‬

‫كنعان‬

‫المسيح المخلص‬

‫موسي‬ ‫فرعون يستعبد الشعب‬

‫الشيطان يستعبد اإلنسان‬

‫موسي ال يدخل أرض الميعاد‬ ‫يشوع يدخل أرض الميعاد‬

‫الناموس ال يمكنه ان يخلص‬ ‫المسيح المخلص دخل للسماء‬ ‫كسابق لنا‬

‫‪ )2‬تقديم إسحق ذبيحة هذه قصة الخالص فإسحق يحمل الحطب رم اًز للمسيح الحامل صليبه‪،‬‬ ‫ورجوع إسحق حياً رمز لقيامة المسيح‪.‬‬ ‫‪ )3‬سلم يعقوب‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫‪ )4‬بل أن العهد القديم كله بترتيبه يشرح قصة الخالص والكنيسة‬ ‫‪ )1‬اإلصحاح األول والثانى من سفر التكوين يشرحان قصد هللا من الخليقة فقد خلق هللا اإلنسان فى جنة‬ ‫َع ْد ْن = وكلمة َع ْد ْن هى كلمة عبرية تعنى فرح ‪ ،‬وجنة تعنى مكان جميل إستمر هللا فى خلقه واعداده‬

‫مليارات السنين ليسكن فيه آدم الذى يحبه ‪ ،‬وليحيا آدم حياة فرح ‪ .‬ونالحظ أن حب هللا آلدم وبنيه هو‬

‫حب أزلى أبدى (راجع شرح اآلية يو‪ . )1 : 13‬وكان هللا يتمنى لو إستمرت عالقة الحب هذه بينه‬ ‫وبين آدم ‪ ،‬ويستمر آدم فى جنة الفرح إلى األبد ‪ .‬ولن يسقط قصد هللا وسيكمل فى أورشليم السمائية‬ ‫حيث مسكن هللا مع الناس (رؤ‪. )3 : 21‬‬ ‫‪ )2‬سقط آدم ولُ ِع َنت األرض وصار الحكم على آدم بالموت ‪ ...‬ولكن كان هناك الوعد اإللهى بالخالص‬ ‫عن طريق مولود يسحق رأس الحية إذ قال هللا " أن نسل المرأة سيسحق رأس الحية " ‪ .‬فقصد هللا لن‬

‫يسقط ‪.‬‬ ‫‪ )3‬ظنت حواء أن إبنها البكر قايين هو المخلص ولكن ‪ -:‬ا) هللا قال أن المولود هو نسل المرأة وقايين هو‬ ‫نسل رجل ‪.‬‬

‫ب) نرى فى اإلصحاح الرابع فساد قايين فكيف ُيخلِّص هذا الفاسد اآلخرين‪ ،‬فمن‬

‫يتصدى لخالص اآلخرين ال بد يكون هو نفسه با ار ‪.‬‬

‫‪ )5‬يأتى اإلصحاح الخامس لنرى أن كل نسل آدم يموتون ألن أبوهم آدم قد مات وهم على صورته ‪ ،‬بعد‬ ‫أن كان آدم على صورة هللا حياً‪ ،‬ولكنه بالخطية فقد هذه الصورة ومات فكان أن مات كل نسله ‪.‬‬ ‫‪ )4‬نرى فى اإلصحاح السادس فساد كل البشرية ‪...‬فكيف يتم الخالص ؟!‬ ‫ويخلق إنسان جديد ‪ .‬وهذا تممه سر‬ ‫‪ )1‬تأتى قصة فلك نوح لتشرح أنه ال بد أن تموت البشرية القديمة ُ‬ ‫المعمودية ( ‪1‬بط‪ . )21 ، 21 : 3‬فكيف يتم شرح ذلك ؟‬

‫‪ ):‬كان ذلك عن طريق ُفلك نوح إذ صار للبشرية رأس جديد هو نوح وقال هللا عنه أنه با ار (تك‪)1 : 1‬‬ ‫فكان مثاال للسيد المسيح المخلص البار اآلتى ليكون رأسا للخليقة الجديدة ‪.‬‬ ‫‪ )1‬ثم تأتى قصة إبراهيم وتقديمه إبنه إسحق ذبيحة ولكنه يعود حيا (موت المسيح وقيامته) ‪ .‬ونرى هنا‬ ‫فرحة هللا بإبراهيم وعالقته معه وقبوله ضيافة إبراهيم ال ليأكل فاهلل والمالئكة الذين كانوا معه ال يحتاجون‬ ‫لطعام ‪ ،‬بل ألن هللا يريد أن يسكن مع الناس على أن يكونوا قديسين مثل إبراهيم‪.‬‬ ‫‪ )1‬ثم نجد إسحق وقد عاد إلى بيت أبيه ‪ ،‬وأبيه يرسل خادمه ليحضر عروسا إلبنه = المسيح فى مجده بعد‬ ‫قيامته وصعوده لمجد أبيه والروح القدس ُي ِّعد له عروسه (الكنيسة) التى ستحيا أبديا ‪ ،‬فلم َيذكر الكتاب‬ ‫‪9‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫خبر موت رفقة ‪ .‬وكان واضحا أن قصة زواج إسحق من رفقة وأن يخصص لها الوحى هذا اإلصحاح‬ ‫الطويل جدا (تك‪ ، )25‬أنها رمز لقصة عرس المسيح بكنيسته (رؤ‪ . ): : 11‬فلم تُذكر أى قصة زواج‬ ‫بهذا اإلسهاب فى الكتاب المقدس سوى زواج إسحق برفقة ‪.‬‬ ‫‪)11‬‬

‫ثم تأتى قصة يعقوب لنرى فيها اإلبن الذى يترك بيت أبيه ويذهب ليتزوج عروستين إحداهما‬

‫ضعيفة البصر (اليهود الذين لم يفهموا نبوات كتابهم فرفضوا المسيح) واألخرى الجميلة المحبوبة والتى‬ ‫تعب يعقوب بسببها كثي ار (التجسد والصلب والموت) ولكنها ماتت فى الطريق إذ كان يعقوب متجها إلى‬ ‫بيت أبيه إسحق فى كنعان تك‪( 11 : 31‬الكنيسة التى تموت اآلن بالجسد ولكنها ستحيا أبديا فى كنعان‬ ‫السماوية مع عريسها) وهذا العريس أتى لكل البشر وجعل اإلثنين واحداً (أف‪. )22 – 13 : 2‬‬ ‫‪)11‬‬

‫ونجد أن هذا العريس يعطى إلبنه يوسف نصيبا فى أرض الميعاد هو ضعف نصيب أى سبط‬

‫(فقد إستبدل نصيب يوسف فى أرض الميعاد بنصيبين إلبنيه إفرايم ومنسى فصار ليوسف ضعف‬ ‫نصيب إخوته) ومن يحصل على نصيب ضعف باقى إخوته هو البكر ‪ .‬وهذا يشير للمسيح الذى‬ ‫صارت الكنيسة عروسه كنيسة أبكار (عب‪ . )23 : 12‬ونفهم أن الضعف للبكر تشير لنصيب‬ ‫المسيحى فى ميراث السماء فى مقابل ميراث األرض لليهودى فى العهد القديم ‪ .‬والحظ أن اليهود كانوا‬ ‫اإلبن البكر هلل ‪ ،‬والكنيسة هى اإلبن الثانى ولكنها صارت هى البكر إذ ُرِفض اليهود حينما صلبوا‬

‫المسيح ‪ .‬وهذا تم شرحه فى رفض كل أبكار العهد القديم فيصير اإلبن الذى يليه هو البكر وهو الذى‬ ‫ينال البركة ‪ ،‬فرأينا هذا مع قايين وهابيل ‪ /‬واسمعيل واسحق ‪ /‬وعيسو ويعقوب ‪ /‬ورأوبين ويوسف ‪/‬‬ ‫وفارص وزارح ‪.‬‬ ‫‪)12‬‬

‫ثم ينزل يعقوب وأسرته إلى مصر (‪ :1‬نفسا = عدد شعوب العالم تك‪ )11‬إشارة ألنه بسبب‬

‫الخطية (‪ 11‬إشارة للوصايا × ‪ :‬رقم كامل فقد كسرت الخليقة كل الوصايا) أ ِ‬ ‫ُخضعت الخليقة (كل‬

‫البشر وكل المخلوقات واألرض التى صارت ملعونة بسبب خطية آدم) للباطل (رو‪ )21 : 1‬ولكن على‬ ‫رجاء = وهذا ما شرحه إصرار كل األباء إبراهيم واسحق ويعقوب ويوسف على أن يدفنوا فى أرض‬ ‫الميعاد إيمانا منهم بأن هللا سيحقق وعده برجوعهم إلى كنعان ‪ ،‬ولهذا إشترى إبراهيم مغارة المكفيلة ليدفن‬ ‫فيها سارة زوجته ‪ .‬وهذا هو نفس إيماننا اآلن أننا سنحصل على نصيبنا فى كنعان السماوية ‪ .‬ونرى رقم‬ ‫‪ :1‬يتكرر مرة ثانية فى سبى الشعب إلى بابل ‪ ،‬وهنا فالرقم ‪ :1‬يشير ألن مدة حياتنا المؤقتة على‬ ‫األرض بآالمها هى نتيجة لخطايانا ولكننا سنعود وكان المسيح سابقا لنا ‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫‪)13‬‬

‫ويتذوق الشعب طعم م اررة العبودية فى مصر ولكن يرسل لهم هللا مخلصا هو موسى رم از‬

‫للمسيح الذى يحررنا بدمه (خروف الفصح وبه نجا األبكار) من عبودية إبليس (ورمزه هنا فرعون) ‪.‬‬ ‫ومرة أخرى نرى أن نجاة األبرار هى رمز ألن الكنيسة صارت كنيسة أبكار ‪ .‬وكما رأينا فى الجدول‬ ‫السابق كيف أن رحلة الخروج من أرض العبودية مصر وحتى دخول أرض كنعان األرضية مع يشوع‬ ‫هى شرح كامل لقصة الخالص التى تبدأ بفداء المسيح (خروف الفصح) ثم المعمودية أى الدفن والموت‬ ‫مع المسيح (كما إجتاز موسى البحر األحمر مع الشعب ‪1‬كو‪ )5 – 1 : 11‬وحتى عبور نهر األردن‬ ‫(موت اإلنسان فى نهاية رحلة غربة حياته على األرض) ودخول كنعان األرضية رم از لدخولنا أبديا إلى‬ ‫كنعان السماوية ‪.‬‬ ‫‪)15‬‬

‫ونرى بعد الفداء بخروف الفصح والخروج والحرية يعطيهم هللا الوصايا العشر ‪ ،‬ثم يطلب منهم‬

‫عمل خيمة اإلجتماع ليسكن فى وسطهم ‪ ،‬وهذا يعنى أن هللا يشتاق ألن نطيع الوصايا فيسكن فى‬ ‫وسطنا ‪ .‬وطاعة الوصية عالمة حب اإلنسان هلل (يو‪ )23 : 15‬وعالمات حب هللا لإلنسان ال تحصى‬ ‫‪ .‬ولهذا رأينا هللا يقبل ضيافة إبراهيم القديس الذى يطيع الوصية ‪.‬‬ ‫‪)14‬‬

‫وخيمة اإلجتماع بها مذبح المحرقة وتقدم عليه ذبائح دموية من الشعب كذبيحة المحرقة فيرضى‬

‫هللا عليهم‪ ،‬وكل من يخطئ يقدم ذبيحة خطية فيغفرها له هللا ‪ .‬وبهذا يقبل هللا أن يستمر ساكنا فى‬ ‫وسطهم ‪.‬‬ ‫‪)11‬‬

‫يأتى سفر الالويين = هو سفر القداسة ليشرح تفصيل الذبائح والتقدمات ‪ .‬وهذه كلها تشرح‬

‫عمل الصليب ‪ .‬والقداسة لها شقين ‪ -:‬األول هو فداء المسيح بتجسده وصليبه ‪ ....‬الثانى هو دور‬ ‫جهاد اإلنسان الشخصى ليتقدس ‪ .‬ولذلك ينقسم سفر الالويين إلى قسمين ‪ -:‬األول هو شرائع الذبائح ‪،‬‬ ‫وكان هذا إشارة لعمل المسيح ‪.....‬الثانى هو دور اإلنسان فى تطهير نفسه وجهاده الشخصى ليتقدس ‪.‬‬ ‫‪)1:‬‬

‫ثم يأتى سفر العدد ونرى فيه توهان الشعب فى البرية لمدة ‪ 51‬سنة رم از لرحلة حياة غربتنا‬

‫على األرض ونرى فيه هللا المحب ألوالده يرعاهم خالل هذه الرحلة كأب يهتم بكل شئ فى حياة‬ ‫أوالده‪...‬يعولهم ويؤدبهم بضربات موجعة ليخافوا الخطية ‪ ،‬فالخطية مهلكة ‪ .‬وهذا يعمله معنا هللا اآلن‬ ‫فيؤدبنا ببعض التجارب ليساعدنا على خالص أنفسنا "ومن يحبه الرب يؤدبه " (عب‪. )1 : 12‬‬ ‫‪)11‬‬

‫ونرى فى سفر العدد هللا يقود الشعب خالل الرحلة عن طريق سحابة ‪ ،‬من أول خروجهم من‬

‫معمودية البحر األحمر وحتى عبورهم نهر األردن ‪ ،‬وهذا يشير لقيادة الروح القدس للكنيسة التى إجتازت‬ ‫المعمودية حتى دخولها إلى كنعان السماوية (هذا نراه فى سفر أعمال الرسل)‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫‪)11‬‬

‫ونرى فى سفر العدد أن هللا وسط شعبه دائما ‪ ،‬فمجد هللا يحل فى خيمة اإلجتماع والكهنة‬

‫والالويين فى خيامهم على شكل صليب صغير حول الخيمة ‪ ،‬واإلثنى عشر سبطا بخيامهم حول الخيمة‬ ‫على شكل صليب كبير ‪ .‬فالصليب كان سر الصلح بين هللا وشعبه ‪ ،‬ورضا هللا على شعبه فى شخص‬ ‫المسيح ‪ .‬وتجد الرسم أسفل يوضح ذلك (عدد إصحاح ‪. )2‬‬ ‫رسم توضيحى لمحالت األسباط حول خيمة اإلجتماع ونرى فيه توزيع الشعب على شكل صليبين‬

‫شرق‬

‫ن‬

‫يهوذا‬ ‫يساكر‬ ‫زبولون‬

‫غرب‬

‫نحشو‬

‫جنوب (تيمن)‬ ‫القهانيون‬ ‫محلة رأوبين‬

‫‪)04‬‬

‫االجرشونيون‬

‫المحلة‬

‫موسى وهرون وبنيه‬

‫رئيس‬

‫محلة‬ ‫يهوذا‬ ‫يساكر‬ ‫زبولون‬ ‫يهوذا‬

‫محلة دان دان ‪ /‬أشير ‪ /‬رئيس المحلة أخيعزر‬ ‫ننننفتالى‬ ‫أبناء الجاريتين‬ ‫رئيس المحلة‬ ‫أليشمع‬ ‫المراريون‬ ‫محلة‬ ‫شمال‬ ‫إفرايم‬ ‫إفرايم‬ ‫خيمة‬ ‫منسى‬ ‫اإلجتما‬ ‫بنيامين‬ ‫إفرايم‬ ‫منسى‬ ‫بنيامين‬

‫رأوبين ‪ /‬شمعون ‪ /‬جاد رئيس المحلة أليصور‬

‫ونرى فى سفر يشوع أن يشوع يقوم بتقسيم أرض الميعاد على األسباط ‪ ،‬وهنااك أساباط حصالت‬

‫علااى أنصاابة كبي ارة وأسااباط حصاالت علااى أنصاابة صااغيرة ‪ ،‬رم ا از ليسااوع المساايح الااذى ساايعطى كاال منااا‬ ‫نصيبا فى مجده بحسب إستحقاقه " فنجما يمتاز عن نجم فى المجد " (‪1‬كو‪. )01 : 11‬‬ ‫‪)01‬‬

‫ويأتى سفر القضاة لنرى تفشى الخطية والفوضى إذ ال ملك فى البالد ‪.‬‬

‫‪)00‬‬

‫وفى األسفار التاريخية نجاد هللا يعطايهم ملكاا عظيماا هاو داود ليؤساس مملكاة قوياة رما از لمملكاة‬

‫المسيح إبن داود أى كنيسته التى يملك عليها بصاليب محبتاه ‪ ،‬ورأيناا ساليمان إبناه وقاد أعطااه هللا حكماة‬ ‫عجيبااة وقااام ببناااء الهيكاال ومااأل مملكتااه بركااات رم ا از للمساايح أقنااوم حكمااة هللا مؤسااس هيكاال جسااده أى‬ ‫الكنيسة ومالئ كنيسته بكل بركة ‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫‪)02‬‬

‫ث اام ن اارى إنقس ااام المملك ااة لمملكت ااين هم ااا إسا ارائيل (‪ 14‬أس ااباط) ويه ااوذا (س اابطين) رما ا از إلنقس ااام‬

‫الكنيسة بعد ذلك ‪.‬‬ ‫‪)00‬‬

‫وتأتى األسفار الشعرية لتضع منهجا متصاعدا لعالقة اإلنسان باهلل‬ ‫أيوب ‪ -:‬يمثل تذمر اإلنسان على أحكام هللا ألنه ال يفهمها‪ ،‬لكنها لصالح خالص نفسه‪.‬‬

‫‪)01‬‬ ‫‪)02‬‬

‫المزامير ‪ -:‬هنا نرى خطوة لألمام حين يلجأ اإلنسان بالصالة هلل فى ضيقاته ‪.‬‬

‫‪)02‬‬

‫األمثال ‪ -:‬هنا نرى نتائج الصالة إذ يمتلئ من يصلى مان الاروح القادس روح الحكماة‪ .‬فالصاالة‬

‫هى الوسيلة لإلمتالء من الروح القدس (لو‪ + 12 : 11‬أف‪. )01 – 11 : 1‬‬ ‫‪)01‬‬

‫الجامعة ‪ -:‬كمال الحكمة أن يدرك اإلنسان بطالن هذا العالم ‪.‬‬

‫‪)02‬‬

‫النشيد ‪ -:‬هنا نصل لقمة النضج فى عالقة اإلنسان باهلل فى عالقة حب‪.‬‬

‫‪)24‬‬

‫وتتلخص أسفار األنبياء فى إظهار حالة الفساد التى وصل إليها البشار ‪ ،‬ولكان نجادهم يتنباأون‬

‫جميعاا عاان مخلاص آت هااو الارب يسااوع ‪ ،‬فاال حاال لمشاكلة الخطيااة ساوى بالمساايح المخلاص ‪ .‬وتنتهااى‬ ‫أساافار األنبياااء بنبااوة مالخااى وفيهااا يكشااف النبااى عاان أن المساايح المخلااص ساايأتى إلااى العااالم مارتين ‪-:‬‬ ‫األولىىىى (‪ )0 ، 1 : 2‬ويساابق مجيئااه م اان يعااد الطريااق أمام ااه وهااو يوحنااا المعم اادان ‪ ،‬وهااذه الم ارة ي ااأتى‬ ‫للخالص ‪ .‬والثانية (‪ )2 ، 1 : 0‬ويسبق مجيئه من يعد الطريق له وهو إيليا النباى ‪ ،‬وهاذه المارة ياأتى‬ ‫للدينونة ‪.‬‬

‫آمين تعال أيها الرب يسوع‬

‫مقدمة في دراسات العهد القديم‬ ‫‪ .1‬عاش إسرائيل مثل كل الشعوب القديمة حياة بدائية قبلية تعتمد علي التجوال والرعي قبل أن يستقر ويتحول‬ ‫من قبائل إلي شعب‪ .‬وحتي بعد أن إستقر أبقي علي الكثير من العادات القبلية‪ .‬والقبائل عادة التي تعتمد‬ ‫علي الرعي تسافر بقطعانها من الغنم والماعز بحثاً عن العشب والماء‪ .‬لذلك كانوا يسكنون الخيام‪ ،‬واستقرت‬ ‫كلمة الخيام كمكان للسكن في مفهومهم حتي بعد أن صارت لهم منازل ومدن يسكنون فيها‪ ،‬فحينما قاد‬ ‫يربعام بن نباط العشرة أسباط لإلنفصال عن مملكة يهوذا أو كرسي الملك داود قال " إلي خيامك يا إسرائيل"‬ ‫(‪1‬مل ‪ )11:12‬أي فلننفصل وننعزل بمملكتنا عن بيت داود‪ .‬وكمجتمع رعاة كانت تشبيهاتهم من واقع ما‬ ‫يعيشونه‪ ،‬فأقوي شئ عند الرعاة هو القرن‪ ،‬فإتخذ القرن عالمة للقوة "إرتفع قرني بالرب" (‪1‬صم ‪" )1:2‬إلهي‬ ‫ترسي وقرن خالصي وملجأي" (مز‪ .)2:11‬وهللا مشبه بالراعي أيضاً (مز ‪ +23‬حز ‪.)35‬‬

‫‪13‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫‪ .2‬عاش إبراهيم واسحق ويعقوب ثم األسباط حياة القبائل هذه‪ ،‬وما األسباط سوي قبائل‪ .‬وحياة القبائل التي‬ ‫تبحث عن الماء يكون من أهم الفضائل فيها الكرم مع الضيف الذي اليجد ماء وال طعام‪ .‬وهذا ما رأيناه في‬ ‫كرم إبراهيم ولوط مع ضيوفهما‪.‬‬ ‫‪ .3‬القبيلة هي مجموعة عائالت إنحدرت من أب واحد تعيش متضامنة تحمي أفرادها‪ ،‬لذلك إذا إنفصل أحد عن‬ ‫قبيلته كان يلزم أن يلجأ لقبيلة أخري تحميه‪ ،‬وكانت كل قبيلة تتسمي بإسم األب األكبر (هذا نراه في األسباط‬ ‫فيقال مثال سبط يهوذا ونراه عند العرب فيقال بني علي مثالً…‪ ).‬وهذا ما يعبر عنه أبيمالك في قوله ألقرباء‬ ‫أمه" تذكروا أني من عظامكم ولحمكم" (قض‪.)2:1‬‬ ‫‪ .5‬قد تندمج قبيلة مع أخري وتتسمي بإسمها نتيجة للمصاهرة‪ ،‬وهذا ما نراه في إنضمام الكالبيين نسل قناز إلي‬ ‫سبط يهوذا (عدد ‪ + 12:32‬يش ‪ )1:15‬وكان القنزيين غرباء عن إسرائيل (تك ‪ )11:14‬ثم دخل كالب‬ ‫إلي سبط يهوذا (‪1‬أي ‪ + 11:2‬عد ‪.)1:13‬‬ ‫‪ .4‬قد تضعف قبيلة فتضطر أن تدخل ضمن قبيلة أخري وتذوب فيها‪ ،‬وهذا ما حدث مع سبط شمعون الذي‬ ‫ذاب في سبط يهوذا (يش ‪ )1-1 :11‬وموسي ال يذكر سبط شمعون في بركته لألسباط (تث‪ )33‬ألن‬ ‫شمعون لضعفه ذاب في سبط يهوذا‪.‬‬ ‫‪ .1‬وقد ينقسم السبط أو القبيلة إلي عشائر وكل عشيرة بها رئيس يسمي رئيس ألف أو يسمونهم شيوخ أو أمير‬ ‫(قض ‪ +15 ،1:1‬تك ‪ + 53-51:31‬يش ‪.)11-15::‬‬ ‫‪ .:‬لكل قبيلة حدود يتم التعارف عليها ولكن تنشأ صراعات دائمة علي مصادر المياه من األبار كما تنازع ُرعاة‬ ‫لوط مع رعاة إبراهيم‪ ،‬واستيالء عبيد أبيمالك علي بئر حفرها عبيد إبراهيم‪ .‬وواجه إسحق نفس المشكلة (تك‬ ‫‪.)22-11 :21+ 24 :21+::13‬‬ ‫‪ .1‬في الحروب بين القبائل يتقاسم المنتصرون الغنائم ولقد قَن َن داود هذا المبدأ وكان النصيب األكبر يذهب‬ ‫لرئيس القبيلة ثم صار يذهب إلي الالويين أي إلي الرب‪.‬‬

‫‪ .1‬كانت القبيلة تقوم بحماية ضيفها‪ .‬ولذلك كاد لوط أن يعطي إبنتيه ألهل سدوم لكي ينقذ ضيفيه‪ .‬وصارت‬ ‫مدن الملجأ تعبي اًر له معني روحي ورمزي لهذا المفهوم وكانت مدن الملجأ بالنسبة لليهود طريقة للحد من‬ ‫األخذ بالثأر‪.‬‬ ‫‪.11‬‬

‫حينما تعيش عشيرة في مكان لفترة قد تتخلي عن اإلسم األصلي للسبط وتسمي نفسها بإسم مشتق من‬

‫المكان الذى عاشت فيه فنسمع عن قبيلة الجلعاديين (قض ‪ )1::4‬وبعد أن صارت إسرائيل دولة إنتشرت‬ ‫هذه الطريقة للتسمية‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫‪.11‬‬

‫قلنا أن الخيمة وهي أساس السكن عند القبائل‪ ،‬إستمرت هي التعبير عن أماكن السكن حتي بعد أن‬

‫صار لهم بيوتاً ومدن يسكنون فيها‪ ،‬واستمر هذا التشبيه حتي أنهم صوروا الموت علي أنه فك أوتاد الخيمة‬ ‫للرحيل (أي ‪ + 21:5‬إش ‪2 + 12:31‬كو ‪ .)1 :4‬وتم وصف السالم بالخيمة المشدودة (إش ‪.)21:33‬‬ ‫وكثرة النسل شبهت بإتساع الخيمة (إش ‪.)2:45‬‬ ‫‪.12‬‬

‫وحينما عاش اليهود في بيوت إزدادت الرفاهية فإزدادت الخطية‪ .‬ومن هنا نري حنين األنبياء في العودة‬

‫للتقشف والعودة للبرية حيث الخيمة والزهد والتقشف (هو‪ + 1:-15:2‬هو‪ +1:12‬إش ‪ + 11:53‬إر‬ ‫‪ ):– 1:34‬ومن هنا نفهم أن هذه دعوة للتغرب عن العالم حتي تكون هناك عالقة صحيحة مع هللا‪.‬‬ ‫‪.13‬‬

‫كان األخ األكبر ينتقل له الميراث ويجمع في يده كل شئ ويصير رأساً لألسرة ولذلك نجد البان يقوم‬

‫بالدور الرئيسى في زواج أخته رفقة‪ .‬وكان لألخ األكبر نصيب الضعف في الميراث (تث‪.)1::21‬‬ ‫‪.15‬‬

‫كان يمكن نظ اًر لتعدد الزوجات أن تكون هناك أخوات غير شقيقات ألخ (أي لهم نفس األب لكن من‬

‫أمهات مختلفات)‪ .‬وكان يمكن لألخ أن يتزوج أخته غير الشقيقة كما تزوج إبراهيم بسارة‪ .‬وكما طلبت ثامار‬ ‫من أمنون أن يطلبها للزواج من أبيهما داود‪ .‬وهذا ما نفهمه أن في بعض األحيان كانت صلة القرابة تنسب‬ ‫لألم وليس لألب‪ ،‬ولكن كان هذا في أحوال نادرة‪ .‬إال أن الشكل العام هو نسب الشخص ألبيه وليس ألمه‪.‬‬ ‫ولكن نالحظ إهتمام الكتاب المقدس بنسبة كل ملك من ملوك يهوذا ألمه كما ألبيه‪.‬‬ ‫‪.14‬‬

‫هناك فريضة عبرانية أن يفتدي أحد أفراد األسرة فرداً آخر من نفس األسرة ويحميه ويدافع عنه ويثأر له‪.‬‬

‫وهذا معروف عند كل القبائل‪ .‬إال أنه عند العبرانيين يأخذ وضعاً خاصاً بهم‪ ،‬فالفادي أو المخلص هو أقرب‬ ‫شخص للفرد المصاب أو الواقع في األسر‪ ،‬فإذا إضطر اإلسرائيلي أن يبيع نفسه عبداً لسداد دين فمن‬ ‫واجب الفادي أو المخلص أن يسرع لفك أسره وسداد دينه‪ .‬وهكذا يسدد دينه لو إضطر أن يبيع منزله أو‬ ‫أرضه حتي ال يقع المنزل أو األرض في أيد أجنبية‪ .‬وكان بوعز هو المخلص أو الفادي بالنسبة لراعوث‬ ‫ونعمي‪ ،‬عندما تخلي الفادي األقرب عن دوره بالنسبة لهما‪ .‬ولعل هذا هو السبب الذي جعل كاتب السفر في‬ ‫أن يغفل إسم الفادي األول‪ ،‬إذ تخلي عن دوره‪ .‬وكان دور الفادي ان يشتري الحقل وأن يتزوج راعوث‪ .‬وعمل‬ ‫الفادي هذا منصوص عليه في (ال ‪ )51:24‬الذي نص علي أن العم ثم إبنه ثم باقي األقارب عليهم أن‬ ‫يقوموا بالفداء‪ .‬ولكن كان من حق المخلص أو الفادي أن يرفض‪ ،‬وكان يعلن عن رفضه بأن يخلع نعليه‬ ‫أمام الجماعة (تث ‪ + 1 :24‬ار ‪ . )1،::5‬ومن واجبات الفادي الثأر‪ .‬وبالطبع فواضح أن هذا الفادي هو‬ ‫رمز للفادي الحقيقي لنا أي المسيح له المجد الذي هو أقرب لنا من أي قريب‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫‪.11‬‬

‫تخصصت عشائر أو قري في حرف معينة أو مهن معينة‪ .‬ودعي رأس هؤالء الحرفيين "أب" وربما هذا‬

‫تفسير قوله حورام أبي (‪2‬أي ‪ )13:2‬فهو أبو الصناع والمهنيين الذين يعملون في الفضة والذهب والنحاس‪.‬‬ ‫لذلك فهو يدعوه حيرام فقط في سفر الملوك (‪ 1‬مل ‪ )13::‬وراجع (‪ 1‬أي‪ + 15:5‬نح‪ 1 + 34:11‬أي‬ ‫‪.)23 ،21:5‬‬ ‫‪.1:‬‬

‫نالحظ انه كان منتش اًر في العهد القديم تعدد الزوجات‪ ،‬والذي بدأ ذلك هو "المك" من نسل قايين‪ .‬أما‬

‫أوالد شيث فقد إلتزموا بمبدأ الزوجة الواحدة كما هو واضح من قصة نوح فقد كان لكل من نوح وأوالده زوجة‬ ‫واحدة‪ .‬ثم إنتشر مذهب تعدد الزوجات (يعقوب مثال)‪ .‬وكان للزوج أن يتخذ سرية‪ .‬والسرية ليس لها نفس‬ ‫مكانة وحقوق الزوجة‪ .‬وكان للرجل أن يدخل علي جاريته لو كانت زوجته عاق اًر‪ .‬كل هذا لزيادة النسل‪ .‬فكان‬ ‫النسل هو أهم شئ عندهم حتي يكون للرجل مكانة وهيبة (مز ‪ .)4-3 :12:‬لذلك كان اليهود ال يفهمون‬ ‫معني البتولية‪ ،‬فكانت بركة الرب لإلنسان تعني زيادة النسل‪ .‬والتلمود حدد عدد الزوجات بأربع للرجل‬ ‫العادي وثمانية عشر للملك‪ .‬وبهذا كان سليمان حالة شاذة‪ .‬ولكن كان تعدد الزوجات مصدر إضطراب‬ ‫العائالت كما حدث مع إب ارهيم ثم يعقوب‪.‬‬ ‫‪.11‬‬

‫كانت المرأة تعيش في بيت أبيها في طاعة له‪ ،‬ثم تذهب إلي بيت زوجها في طاعة له‪ .‬وكان الزوج‬

‫ومازال يسمي بعل‪ .‬وكلمة بعل عبرانية وتعني سيد (خر‪ )3:21‬لذلك فهموا أن المرأة هي قنية من قنايا‬ ‫بعلها‪ .‬علي أن الزوجة كان يدفع الزوج مه ًار لها أي لوالدها وتصبح له العمر كله‪ ،‬أما السرية فكان يشتريها‬ ‫بثمن من والدها وله أن يبيعها بعد ذلك‪ .‬وكان المهر يؤول للزوجة من والدها في حالة وفاته أو طالقها ولعل‬ ‫هذا ما كانت تعنيه ليئة وراحيل أن أباهما البان باعهما وأكل ثمنهما أي لم يعطهما حقهما في المهر عندما‬ ‫غادرتا بيته نهائياً‪ ،‬إذ كانتا لن ترياه ثانية‪.‬‬ ‫‪.11‬‬

‫حدد الربيين (معلمو الشريعة) سن الزواج با ‪ 12‬سنة للبنت‪ 13 ،‬سنة للولد‪ ،‬ولصغر السن المسموح به‬

‫للزواج كان الوالدين يختارون ألبنائهم دون إستشارتهم كما أرسل إبراهيم عبده إلختيار زوجة إلسحق‪ .‬إال أن‬ ‫القوانين البابلية والتي كانت تحكم عائلة رفقة كانت تحتم أن يستشير األخ األكبر (البان في هذه الحالة)‬ ‫أخته (رفقة في هذه الحالة) إذا كان األب متوفياً‪.‬‬ ‫‪.21‬‬

‫كانت جريمة اإلعتداء علي فتاة عذراء تحتم الزواج منها مع تقديم مهر زائد عن المهر العادي‪ .‬دون أن‬

‫يكون للزوج فيما بعد حق طالقها (خر ‪ +1:،11:22‬تث ‪.)21،21:22‬‬ ‫‪.21‬‬

‫كانوا يفضلون الزواج من األقارب (إسحق ورفقة مثالً) وال يفضلون الزواج من أسباط اخري وال بأجنبيات‬

‫إال أن هذا كان مسموحاً به ونجد أن نحميا تشدد جداً في فصل الزواج من أجنبيات‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫‪.22‬‬

‫كان الزواج من العمة أو الخالة مباحاً‪ .‬وموسي نفسه ثمرة زواج من هذا النوع‪ .‬ولكنه حرم بعد هذا (ال‬

‫‪ +13،12:11‬ال‪ .)11:21‬وكذلك تم تحريم الزواج من أختين كما فعل يعقوب (ال‪.)11:11‬‬ ‫‪.23‬‬

‫غالبا لم يكن للزواج طقوس دينية‪ ،‬ولكن هناك وثيقة للزواج ووثيقة للطالق (تث ‪ +3-1 :25‬إر ‪.)1:3‬‬

‫حقاً ال نجد في العهد القديم إشارة لوثيقة الزواج لكن ال يعقل أن يكون هناك كتاب طالق وال يوجد وثيقة‬ ‫زواج‪ .‬وقد عثر في جزيرة فيلة علي عقد زواج يهودي مكتوب فيه ( أنا زوجها وهي زوجتي لألبد)‪.‬‬ ‫‪.25‬‬

‫كانت العروس تستعد بلباس برقع وال تنزعه سوي في غرفة الزوجية‪ ،‬وهذا يفسر لماذا وضعت رفقة برقعاً‬

‫علي وجهها عندما رأت إسحق‪ .‬وبذلك أيضا خدع البان يعقوب‪ .‬وكان العريس يلبس تاجاً (نش‪ +11:3‬إش‬ ‫‪ )11:11‬وراجع (نش ‪ ): :1 +3،1:5‬لتري نقاب العروس‪ .‬وكانت العروس أيضا تحيط بها صديقاتها منذ‬ ‫خروجها من منزلها إلي لحظة وصولها إلي منزل العريس (مز ‪ )14:54‬وتلبس أفخر الثياب وتلبس‬ ‫جواهرها‪ .‬وكانت تنشد األناشيد في مدح العريس والعروس (إر‪ .)1:11‬وتقام والئم واحتفاالت لمدة أسبوع‬ ‫(تك ‪ + 2::21‬قض ‪.)12:15‬‬ ‫‪.24‬‬

‫كانت هناك مدرستين في موضوع السماح بالطالق فقد نص في (تث ‪ )1:25‬أن الرجل له أن يطلق‬

‫إمراته إن لم تجد نعمة في عينيه‪ ،‬فإحدي المدارس شددت في هذا وقالت ال يطلق الرجل إمراته إال إذا‬ ‫وجدها زانية (ليست بك اًر) أو إكتشف انها سيئة التدبير‪ .‬والمدرسة الثانية تساهلت تماماً حتي أنها أباحت‬ ‫بإمرة أخري‪ .‬ويكون الطالق أمام شاهدين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الطالق إذا كانت المرأة ال تجيد الطهي‪ ،‬أو إذا أعجب الرجل‬ ‫ويعطي الرجل زوجته وثيقة طالق تستطيع بها أن تتزوج ثانية‪ .‬ولكننا من (مال ‪ )11:2‬نفهم ان هللا يكره‬ ‫الطالق‪ .‬ومن تعليم السيد المسيح نفهم أن هللا سمح لهم بالطالق لقساوة قلوبهم‪ .‬واعالنا من هللا أنه يكره‬ ‫الطالق لم تسجل حالة طالق واحدة في العهد القديم راجع (مت ‪.):،1 :11‬‬ ‫‪.21‬‬

‫لم يكن من حق المرأة أ ن تطلب الطالق‪ ،‬لذلك كان لو أرسلت إمرأة وثيقة طالق لزوجها إعتبر هذا‬

‫عمالً غير مسموح به وضد الشريعة اليهودية ولذلك كان ما قاله الرب يسوع "وان طلقت إمرأة زوجها…"‬ ‫جديداً علي مفاهيم اليهود‪( .‬مر‪.)12:11‬‬ ‫‪.2:‬‬

‫كانت األرملة التي لم تنجب أوالداً ذكو اًر‪ ،‬كان من حقها أن تتزوج من شقيق زوجها لتنجب أوالداً‪ .‬وأول‬

‫ولد يكون علي إسم الزوج المتوفي (تث‪ .)11-4:24‬راجع قصة أوالد يهوذا مع ثامار وقصة راعوث‪.‬‬ ‫‪.21‬‬

‫كان للرجل ان يبيع أي شئ يملكه حتي بناته‪ ،‬لكنه ال يحق له ان يبيع زوجته حتي األجنبية التي‬

‫إغتنمها في الحرب (تث ‪.)15 ،11:21‬‬ ‫‪.21‬‬

‫ساوت الشريعة في كرامة األم كما األب (تث ‪" + )21-11:21‬أكرم أباك وأمك‪".‬‬

‫‪17‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫‪.31‬‬

‫كان النسل الكثير أهم عناصر البركة ( ار‪( + )12-11:5‬تك ‪ + 11:25‬تك ‪+ 5:21‬تك ‪ + 4:14‬تك‬

‫‪ + 1::22‬مز ‪ )4-3:12:‬لذلك اعتبر العقم لعنة أو تجربة‪ .‬لذلك شعرت أم صموئيل بالعار إذ لم تنجب‪.‬‬ ‫وكان النساء يتحايلن علي ذلك بتبني األوالد حتى من جواريهن‪.‬‬ ‫‪.31‬‬

‫كان البكر يحصل علي أكبر نصيب‪ .‬ولكن هذه القاعدة لم تطبق في حالة إسحق الذي كان أصغر من‬

‫إسماعيل‪ ،‬وال في حالة يعقوب فقد كان أصغر من عيسو‪ .‬وكان سليمان أصغر أبناء داود والسبب أن هللا‬ ‫أراد أن يشرع أن المختار من هللا ليس بالضرورة هو البكر جسدياً ‪ ،‬فإسرائيل هو اإلبن البكر الذي حلت‬ ‫الكنيسة مكانه بإتحادها بالمسيح البكر المختار‪.‬‬ ‫‪.32‬‬

‫إستخدم العبرانيون أسماء دخل فيها أسم هللا "إيل" مثل صموئيل أو إسم "يهوه" مثل ناثان ياهو أي يهوه‬

‫أعطي‪ ،‬وذلك حين بدأت عالقتهم باهلل‪ .‬أما في زمان إنحدار عالقتهم باهلل فتسموا بأسماء آلهة أخري مثل‬ ‫البعل‪ ،‬فسموا أبنائهم يربعل أو أشبعل (قض ‪1 +1::‬أي ‪ .)33:1‬وبعد السبى دخلت أسماء أرامية وبعد‬ ‫حكم اليونان والرومان دخلت أسماء يونانية ورومانية‪ ،‬بل تسمي الشخص الواحد بإسمين مثل يوحنا مرقس‪،‬‬ ‫شاول بولس‪ .‬وكان تغير األسماء يشير لسلطة من َغير اإلسم‪ .‬ففرعون غير إسم يوسف وفرعون غير إسم‬

‫الملك إلياقيم وجعله يهوياقم‪ .‬ونبوخذ نصر غير إسم متنيا إلي صدقيا وغير أسماء دانيال والثالثة فتية‪.‬‬ ‫‪.33‬‬

‫عرف الختان في معظم شعوب الشرق ولكن كان للختان عند اليهود معني ديني هو العهد مع يهوه‪.‬‬

‫والكتاب لم يطلق لفظ أغلف إال علي الفلسطينين غالباً ألنهم كانوا ال يختتنون‪ .‬وغالباً فقد كان الختان‬ ‫مرتبطاً بالزواج قبل أن يكون طقس ديني‪ ،‬لذلك يسمي العريس بالختن‪ ،‬وكذلك قالت زوجة موسي عنه‬ ‫"عريس دم" (خر ‪ .)21-25:5‬وبهذا المنطق أقنع أوالد يعقوب أهل شكيم أن يختتنوا قبل زواج إبنهم من‬ ‫دينة‪ .‬وكلمة عريس بالعبرانية وكل مشتقاتها تجئ من الفعل العبراني "ختن"‪ .‬وكون أن الختان سابق للناموس‬ ‫فواضح من أن هللا أعطاه إلبراهيم كعالمة عهد وراجع أيضاً قول السيد المسيح (يو‪ )22::‬فاليهود قد إعتبروا‬ ‫أن الختان قد شرعه موسي‪.‬‬ ‫‪.35‬‬

‫كان الختان هو العالمة الخارجية للدخول في عهد مع هللا‪ ،‬فالدخول في عهد يتطلب دائما عالمة‬

‫خارجية (إر ‪ + 11:35‬تك ‪ + 1:14‬تك ‪.)55:31‬‬ ‫‪.34‬‬

‫كما قلنا فمفهوم الختان هو أن يصبح الرجل عريساً وبالتالي يكون له نسل وأوالد‪ ،‬وهذه هي عالمة‬

‫البركة (كثرة البنين)‪ .‬ومن هنا كان الختان عالمة العهد مع هللا ألنه حين يدخل الشخص في عهد مع هللا‬ ‫يباركه هللا وهذا ما نفهمه من (تك ‪ )21:1‬أن هللا بارك آدم وحواء وقال لهم أثمروا واكثروا وامالوا األرض‬ ‫وبهذا المفهوم نفهم النص (ال‪ )23،25: 11‬فالشجرة التى ال يأكلون ثمرها يسميها شجرة غلفاء ويسمي‬

‫‪18‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة عن العهد القديم‬ ‫الشجرة التي لها ثمار‪ ،‬شجرة مختونة‪ .‬وبهذا المفهوم نفهم معني األذن المختونة والقلب المختون‪ .‬ويضاف‬ ‫لذلك أن الختان فيه قطع لجزء من الجسم وتركه ليموت فيحيا باقي الجسم (أي اإلنسان) في عهد مع هللا‪.‬‬ ‫وذلك إشارة ورمز للمعمودية التي هي موت وحياة ونقوم منها كأوالد هللا‪.‬‬ ‫‪.31‬‬

‫إهتم األباء بجانب تعليم أوالدهم القراءة والكتابة والتقاليد واألناشيد الدينية‪ ،‬أن يعلموهم إحدي الحرف‬

‫وغالباً ما تكون هي حرفة األب‪ .‬قال أحد الربيين من ال يعلم إبنه حرفة‪ ،‬يربيه لكي يصير لصاً‪ .‬ولذلك تعلم‬ ‫بولس صناعة الخيام‪ .‬وألن األب كان له دور المعلم أساساً إعتبر الكاهن المعلم أباً فدعي يوسف أباً لفرعون‬ ‫ألنه كان مشي اًر له (تك ‪ + 1:54‬قض ‪ )11:11‬الذي منه نري ان الكاهن أسموه أبا لهم‪.‬‬ ‫‪.3:‬‬

‫كانت المرأة عادة ال تذهب للتعليم‪ ،‬وكل ما تتعلمه في البيت هو الطهي والغسيل‪ ،‬وكانت المرأة عادة‬

‫تضع برقعاً‪ .‬وكان من العادات اإلجتماعية والتقاليد أن المرأة ال تكلم غرباء‪ ،‬وأن يمتنع الرجل عن أن يكلم‬ ‫نساء‪ ،‬لذلك تعجب التالميذ إذ وجدوا المسيح يتحدث مع السامرية فهي إمرأة وثانياً هي سامرية‪ .‬وكان النساء‬ ‫يمنعن من دخول الهيكل فيما بعد رواق النساء المسموح بتواجدهن فيه‪ .‬وكان النساء غير مسموحاً لهن أن‬ ‫يحضرن الجزء الخاص بشرح الناموس والوصايا التي يقوم بها الكتبة‪ .‬وكانت المرأة ممنوعة من التعليم‪.‬‬ ‫عموماً كانت المرأة في درجة أقل كثي اًر من الرجل بل كان الرجل يصلي قائالً مبارك هو الذي لم يخلقني‬ ‫وثنياً ومبارك هو الذي لم يخلقني إمرأة ومبارك هو الذي لم يخلقني عبداً أو رجالً جاهالً‪ .‬لذلك كان المسيح‬ ‫يبدأ عهداً جديداً للمرأة إذ َعلم النساء وتحاور معهن‪ ،‬وكان منهن تلميذات له (لو‪ +3-1:1‬مر ‪+51:14‬مت‬ ‫‪ .)21:21‬ولكن فى نفس الوقت علم المسيح تالميذه أن ال ينظرن نظرة شهوانية للنساء‪ ،‬فالذي ينظر‬

‫ليشتهي هو يزني في قلبه‪.‬‬ ‫‪ )31‬لم يعرف العهد القديم معني البتولية‪ ،‬فكانت شيئاً غير مفهوم‪ .‬ولما أراد يفتاح تقديم إبنته ذبيحة قالت "‬ ‫اتركني شهرين فأذهب إلي الجبال وأبكي عذراويتي" فكان عدم الزواج مثل العقم‪ ،‬يعتبر لعنة أو وضعاً وضيعا‬ ‫( لو‪ )24:1‬فالتي ال تتزوج ال يحترمها المجتمع اليهودي‪ .‬لذلك قد نفهم قول األنبياء " عذراء إسرائيل" (عا ‪2:4‬‬ ‫‪ +‬م ار ‪ )13:2 + 14:1‬أنه تأكيد علي بؤس إسرائيل ونهايته كنهاية العذاري دون أن يتركن أوالداً‪ .‬وقال الربيون‬ ‫"أن الرجل غير المتزوج ليس رجالً علي اإلطالق" لذلك كانت حالة إيليا حالة شاذة وسط األنبياء اليهود‬

‫‪19‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )1‬أورشليم‬

‫‪-1‬أورشليم‬ ‫ملخص تاريخ أورشليم‪:‬‬

‫‪ )1‬كانت أورشليم في يد اليبوسيين وكان إسمها يبوس (قض‪( )11 ، 11 : 11‬يبوس لغوياً = يدوس)‪.‬‬ ‫‪ )2‬بعد عبور الشعب نهر األردن بقيادة يشوع ‪ ،‬جمع ملك أورشليم ‪ 5‬ملوك آخرين وحاربوا شعب هللا وهزمهم‬ ‫يشوع وجعل قادة رجال الحرب يطأون بأرجلهم أعناق هؤالء الملوك ثم قتلهم (يش ‪ . )11‬ولكن يشوع لم‬ ‫يأخذ المدينة‪.‬‬ ‫‪ )3‬أخذها اليهود أيام القضاة "وحارب بنو يهوذا أورشليم وأخذوها وضربوها بحد السيف ‪ ،‬وأشعلوا المدينة‬ ‫بالنار" (قض‪ )1 :1‬ولكن لم يطردوا اليبوسيين منها "وبنو بنيامين لم يطردوا اليبوسيين سكان أورشليم ‪،‬‬ ‫فسكن اليبوسيون مع بني بنيامين في أورشليم إلى هذا اليوم" (قض ‪.)21 :1‬‬ ‫‪ )5‬أخذها داود حوالى سنة ‪ 1111‬ق‪.‬م‪ .‬وجعلها عاصمة له‪ ،‬وأسموها مدينة داود (‪2‬صم ‪1 + 11 :1‬أي ‪:14‬‬ ‫‪ .)1‬وكان هذا بحكمة من داود فجغرافياً هي ال تتصل بحدود أي سبط ولكنها تتوسط كل األسباط‪ .‬وحين‬ ‫حاربها داود وحاصرها قال سكانها لداود‪" :‬ال تدخل هنا ما لم تنزع العميان والعرج" (‪2‬صم ‪. )1 :4‬‬ ‫والمقصود السخرية ألنهم يعتبرون أن مدينتهم محصنة مما يجعل من المستحيل دخولها حتى لو كان أهلها‬ ‫عميان وعرج‪.‬‬ ‫‪ )4‬ظلت أورشليم عاصمة لألسباط الا ‪ 12‬أثناء ملك داود وسليمان‪ .‬وبعد ‪ 11‬سنة انفصلت يهوذا عن إسرائيل‬ ‫وصارت عاصة إسرائيل السامرة ‪ ،‬وأورشليم عاصمة ليهوذا ‪ ،‬وبدأ ضعف أورشليم ويهوذا‪.‬‬ ‫‪ )1‬صارت حروب بين إسرائيل ويهوذا‪.‬‬ ‫‪ ):‬نهبها شيشق ملك مصر‪.‬‬ ‫‪ )1‬دخلها الفلسطينيون والعرب في عصر يهورام ونهبوها (‪2‬أي ‪.)1: ،11 :21‬‬ ‫‪ )1‬ضربها حزائيل ملك أرام‪.‬‬

‫‪)11‬‬ ‫‪)11‬‬

‫نهبها يوآش ملك إسرائيل‬ ‫أحرق سنحاريب ملك أشور ‪ 51‬مدينة من يهوذا‪ ،‬لكنه سقط مع جيشه على أسوار أورشليم (يوم الا ‪114‬‬

‫ألف)‪.‬‬ ‫‪)12‬‬

‫أخذ نبوخذ نصر المدينة مرتين ‪ ،‬وفي المرة الثانية سنة ‪ 411‬ق‪.‬م‪ .‬دمر المدينة والهيكل‪ .‬وقتل صدقيا‬

‫الملك وبهذا إنتهت عائلة داود وبدأ بعد ذلك حكم الغرباء حتى أتى المسيح إبن داود ليملك ال على أورشليم‬ ‫أرضية بل على كنيسته السماوية ‪ ،‬ال على أراضى ولكن على قلوب شعبه ‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )1‬أورشليم‬

‫‪)13‬‬

‫خضعت لمملكة فارس سنة ‪ 431‬ق‪.‬م‪ .‬على يد كورش الملك وحكمها والة من الفرس‪.‬‬

‫‪)15‬‬

‫خضعت لليونان سنة ‪ 333‬على يد اإلسكندر األكبر وحكمها ملوك يونانيين‪.‬‬

‫‪)14‬‬

‫حكمها البطالسة ملوك مصر بعد اإلسكندر‪.‬‬

‫‪)11‬‬

‫أخذها السلوكيون ملوك سوريا من البطالسة‪ ،‬وصارت حروب بين ملوك سوريا ومصر عليها‪.‬‬

‫‪)1:‬‬

‫أقام المكابيون مملكة مستقلة فيها لفترة بسيطة‪.‬‬

‫‪)11‬‬

‫أخذها بومبى وضمها للدولة الرومانية سنة ‪ 13‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫‪)11‬‬

‫صارت تتبع الدولة الرومانية ويقوم الرومان بتعيين ملوك لها مثل (هيرودس) أو والة كما كان‬

‫(بيالطس)‪.‬‬ ‫‪)21‬‬

‫تم تخريبها نهائياً سنة‪:1‬م على يد تيطس‪.‬‬

‫‪)21‬‬

‫أخذها المسلمون وصارت مكاناً مقدساً لهم‪.‬‬

‫‪)22‬‬

‫كانت هذه فكرة عن الحروب التى تعرضت لها أورشليم ‪ ،‬وبعد ذلك وقبل ذلك أيضا قامت حروب كثيرة‬

‫من ضمنها ما ُس ِّمى خطأً بالحروب الصليبية‪ ،‬فالصليب برئ تماما من الزج به فى حروب دموية‪ .‬وما‬ ‫نالحظه أن الحروب حول وفى أورشليم باإلضافة لما سبق كانت تقدر بعشرات الحروب التى سالت فيها دماء‬

‫كثيرة‪.‬‬ ‫أورشليم‪:‬‬ ‫‪ ‬إسمها ‪ - :‬أساس السالم ‪ /‬أساس اإلله شاليم (اإلله ساليم) ‪ /‬نور السالم أو اإلطمئنان‪.‬‬ ‫‪ ‬أول ذكر لها بإسم ساليم إذ قيل ملكي صادق ملك ساليم (وهو رمز المسيح) لماذا؟ ملكي صادق = ملك‬ ‫البر ‪ ،‬ملك ساليم = ملك السالم‪ .‬وهو الذي أعطى إبراهيم خبز وخمر وبارك إبراهيم‪ .‬وكان كاهنا هلل‬ ‫العلي (تك‪ .)25- 11 : 15‬إذاً هكذا أرادها هللا أن تكون مكان بركة (يسودها البر) ويحيا شعبها فى‬ ‫سالم (ملكها ملك السالم) وكهنوتها على طقس الخبز والخمر أى أن هللا يريد لمن يسكن فيها أن تكون‬ ‫له الحياة األبدية‪.‬‬ ‫‪ ‬وتسمى المدينة المقدسة (إش ‪( + )2 :51‬مت ‪.)4 :5‬‬ ‫‪ ‬هي مدينة مقدسة للمسيحيين واليهود والمسلمين‪.‬‬ ‫‪ ‬هللا طلب أن ُيقام الهيكل فيها وهو حدد المكان لداود وطلب أن ال تُقدم ذبائح خارج الهيكل (تث‪،4 :12‬‬ ‫‪ .)13 ،11‬واليهود فهموا هذا الكالم حرفياً (والحرف يقتل)‪ .‬فاهلل كان يقصد أن من يذهب إلى أورشليم‬

‫‪21‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )1‬أورشليم‬

‫لتقديم ذبيحة فى الهيكل تصحح عقيدته لو كانت قد إنحرفت عن العقيدة الصحيحة لبعده عنه وعن‬ ‫الكهنة والتعاليم الصحيحة‬ ‫فى الهيكل‪ .‬ولكن هذا الكالم ال معنى له اآلن مع وسائل اإلعالم الحديثة ووجود كنائس فى كل مكان‪ .‬أما‬ ‫إصرارهم على التنفيذ الحرفى فسوف يتسبب فى حروب دموية ليس لها أى داع‪.‬‬ ‫‪ ‬والعجيب أن تتحول مدينة أرادها هللا أن تكون مكان سالم وبركة وحياة إلى مدينة صراعات دموية‬ ‫وحروب ونزاعات ال داع لها‪ ،‬وصار هناك تناقض بين إسمها وواقع حالها وتاريخها‪ .‬بل سماها هللا‬ ‫أريئيل (ومعناها موقد هللا) (إش‪ )1 : 21‬والموقد هو إشارة لنيران الحروب التى إشتعلت فيها عبر‬ ‫الزمان‪ .‬أو ليست هذه هى قصة اإلنسان آدم الذى خلقه هللا فى جنة وفى مجد وبسقوطه إمتلكه‬ ‫الشيطان‪.‬‬

‫أورشليم من الناحية الرمزية‪:‬‬

‫‪ ‬كما سمعنا هكذا رأينا في مدينة رب الجنود في مدينة إلهنا (مز ‪.)1 :51‬‬ ‫‪ ‬نهر سواقيه تفرح مدينة هللا مقدس مساكن العلى (مز ‪.)5 :51‬‬

‫‪ ‬قد قيل بك أمجاد يا مدينة هللا (مز ‪.)3 :1:‬‬ ‫اس ُه ِفي ا ْل ِج َب ِ‬ ‫َّس ِة‪.‬‬ ‫ال ا ْل ُمقَد َ‬ ‫َس ُ‬ ‫أَ‬ ‫ِ‬ ‫ب أَبواب ِ‬ ‫وب‪.‬‬ ‫ص ْه َي ْو َن أَ ْكثَ​َر ِم ْن َج ِم ِ‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ب أَ‬ ‫يع َم َساك ِن َي ْعقُ َ‬ ‫َح َّ ْ َ َ‬ ‫اد يا م ِدي َن َة ِ‬ ‫قَ ْد ِق ِ‬ ‫للا‪.‬‬ ‫يل ِبك أ َْم َج ٌ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ب َوَبا ِب َل َع ِ‬ ‫اك‪.‬‬ ‫أَذ ُ‬ ‫ور َم َع ُك َ‬ ‫وش‪ .‬ه َذا ُولِ َد ُه َن َ‬ ‫ارفَتَ َّي‪ُ .‬ه َوَذا َفلَ ْس ِط ُ‬ ‫ْك ُر َرَه َ‬ ‫ين َو ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ان‪َ ،‬وه َذا ِ‬ ‫ال‪« :‬ه َذا ِ‬ ‫يها‪َ ،‬و ِه َي ا ْل َعلِ ُّي ُيثَِبتُ َها‬ ‫اإل ْن َس ُ‬ ‫اإل ْن َس ُ‬ ‫ان ُولِ َد ف َ‬ ‫َولص ْه َي ْو َن ُيقَ ُ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫ب َي ُع ُّد ِفي ِكتَ َاب ِة ُّ‬ ‫اك»‪.‬‬ ‫وب‪« :‬أ َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َن ه َذا ُولِ َد ُه َن َ‬ ‫ان ِف ِ‬ ‫الس َّك ِ‬ ‫ون َك َع ِ‬ ‫يك»‪.‬‬ ‫ين‪ُ « :‬ك ُّل ُّ‬ ‫ازِف َ‬ ‫َو ُم َغ ُّن َ‬ ‫والمعنى أن المسيح ُولِد في أورشليم لتولد األمم رهب (إسم رمزى لمصر) وبابل وفلسطين‪....‬إلخ في‬

‫أورشليم في المسيح ويصير الجميع أوالداً هلل‪ .‬وتصير أورشليم مدينة هللا هي الكنيسة‪ .‬وتشير أيضا للنفس ‪.‬‬ ‫أورشليم هى الكنيسة التى بدأت بإسرائيل ثم إتسعت لتشمل العالم كله فى المسيح‪ .‬وصارت تسمى إسرائيل‬

‫هللا (غل‪ )11 : 1‬أى إسرائل الكبيرة جدا ‪ ،‬فهى شملت كل العالم ‪ .‬فاهلل يسكن فيها وهذا معنى (إش ‪:51‬‬ ‫‪ )1‬أن مدينة هللا اتسعت لتشمل كل الشعوب‪" .‬فقال‪ :‬قليل أن تكون لي عبدا إلقامة أسباط يعقوب‪ ،‬ورد‬ ‫محفوظي إسرائيل‪ .‬فقد جعلتك نو ار لألمم لتكون خالصي إلى أقصى األرض"‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )1‬أورشليم‬

‫لذلك نصلي فلتُبنى أسوار أورشليم (مز ‪ )41‬ونكون بهذا نقصد لتبنى أسوار الكنيسة ‪ .‬وأسوار الكنيسة ليست‬ ‫أسوار عادية لكن هللا " هو سور من نار حولها " (زك‪.)4 : 2‬‬ ‫مدينة للا ‪ ‬أساس السالم‬

‫فاهلل حين يملك على مكان يمأله سالم‬ ‫ولنفهم اآلن أنه إذا كانت أورشليم ترمز للنفس البشرية ‪ .‬فنفهم أن هللا خلق اإلنسان لكى يحيا أبدياً ويحيا فى‬

‫سالم وفى فرح ‪ ،‬ولكن نتيجة الخطية سقط اإلنسان واستعبده الشيطان‪ .‬وصار هذا سبب الصراع‬

‫فالحرب الحقيقية هى بين الشيطان (عدو الخير) الذى إمتلك النفس البشرية قبل المسيح واستعبدها وبين ملك‬

‫السالم‬

‫الذى فدانا وحررنا ‪ .‬وهذه الحرب مستمرة لآلن ‪ ،‬فالشيطان ما زال يغوى البشر ليسقطهم ويذلهم ‪ .‬وهذا‬

‫نراه بصورة رمزية إذ حين دخل يشوع المنتصر إلى أرض الميعاد ليحررها (رم ًاز للمسيح الذى جاء ليحرر‬

‫اإلنسان) هاج عليه ملك أورشليم وأعلن الحرب عليه (وهذا ما فعله ويفعله إبليس حتى اآلن) (يش ‪ . )11‬وهى‬ ‫المعركة التى أوقف فيها يشوع الشمس حتى ينتهى من هزيمة أعداءه "يا شمس دومي على جبعون"‪.‬‬

‫وقد امتلك ع دو الخير اإلنسان وأذله ‪ ،‬وجاء المسيح ليحرر اإلنسان بل يعطى لإلنسان سلطان أن يدوس‬ ‫على الحيات والعقارب (رم ًاز لعدو الخير الملعون) (لو‪ )11 : 11‬وهذا ما فعله يشوع إذ جعل رجاله يدوسون‬ ‫على ملك أورشليم وبقية الملوك المتضامنين معه ‪ ،‬فملك أورشليم هنا رمز للشيطان الذى يحارب ليستعيد كل‬

‫نفس حررها المسيح وجعل منها أرضا مقدسة له أى مخصصة له‪.‬‬

‫والعجيب أننا نسمع في النقوشات المصرية‪-:‬‬

‫‪ -1‬أنها كانت مكاناً مقدساً ألخناتون الذي اعتبرها مقدساً إللهه أتون (قرص الشمس)‪.‬‬ ‫‪ -2‬وأول ذكر ألورشليم في النقوش المصرية في القرن ‪ 11‬ق‪.‬م‪ .‬وفيه تصب اللعنة على أمير هذه المدينة‪.‬‬ ‫ونالحظ فى هذه األثار المصرية أن المدينة مقدسة لكن ملكها ملعون‪.‬‬ ‫وأساليب حرب إبليس دائما هى محاولة جذب النفس من داخل الكنيسة لينفرد بها لكن مازال كل من هو محتمى‬ ‫بأسوار أورشليم ينجو ‪ ..‬ومحاوالت الشيطان أن يجذبنا خارجاً عن أسوارها بإغراءات العالم‪2( .‬مل ‪-31 :11‬‬ ‫‪ )33‬وكرمز لذلك نسمع أنه فى حصار أشور ألورشليم حاول القائد ربشاقى خداع الشعب ليخرجوا إلى خارج‬ ‫أورشليم إذ قال ‪-:‬‬ ‫إلي‪ ،‬وكلوا كل واحد من جفنته‬ ‫ال تسمعوا لحزقيا‪ .‬ألنه هكذا يقول ملك أشور‪ :‬اعقدوا معي صلحا‪ ،‬واخرجوا َّ‬ ‫وكل واحد من تينته‪ ،‬واشربوا كل واحد ماء بئره حتى آتي وآخذكم إلى أرض كأرضكم‪ ،‬أرض حنطة وخمر‪،‬‬ ‫أرض خبز وكروم‪ ،‬أرض زيتون وعسل واحيوا وال تموتوا‪ .‬وال تسمعوا لحزقيا ألنه يغركم قائال‪ :‬الرب ينقذنا‪.‬‬ ‫هل أنقذ آلهة األمم كل واحد أرضه من يد ملك أشور ‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )1‬أورشليم‬

‫ولألسف نسمع في سفر الرؤيا أن األمم سيدوسون أورشليم األرضية في النهاية حتى يأتي المسيح (رؤ‬

‫‪ .)11‬وكان ذلك إستعداداً ألن تظهر أورشليم السمائية‪.‬‬

‫لذلك كان آخر ذكر ألورشليم في سفر الرؤيا‪ " :‬رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء‬ ‫من عند للا مهيأة كعروس مزينة لرجلها" (رؤ ‪)2 :21‬‬

‫و "وذهب بي بالروح إلى جبل عظيم عال‪ ،‬وأراني المدينة العظيمة أورشليم المقدسة نازلة من السماء من‬ ‫عند للا" (رؤ ‪ )11 :21‬وهذه هى أورشليم السمائية‬

‫أورشليم السمائية ‪ :‬مسكن هللا مع الناس ال يدخلها شيء نجس (إبليس) رؤ ‪.2: :21‬‬ ‫قدس األقداس‬

‫نحن في المسيح في السماء‬

‫رمز السماء‬

‫نحن فى المسيح وهو معنا اآلن على‬

‫القدس‬

‫األرض‬

‫هيكل سليمان‬

‫رمز الكنيسة على األرض‬

‫نالحظ فى هيكل سليمان أنه ينقسم إلى قدس وقدس أقداس‬

‫القدس يشير للكنيسة اآلن على األرض وقدس األقداس يشير للكنيسة فى السماء‪.‬‬

‫واإلسم الحالى ألورشليم هو القدس وما نحن فى إنتظاره دخولنا إلى قدس األقداس أورشليم السمائية التى‬

‫دخلها المسيح كسابق ألجلنا (عب‪. )21 – 13 : 1‬‬

‫المسيح وأورشليم‪:‬‬

‫ دخول المسيح إلى أورشليم ليطهر الهيكل (أحد الشعانين)‬‫ ُيصلب ويقوم ويصعد من على جبل الزيتون (الزيت رمز للروح القدس)‬‫‪ -‬وسيأتي على جبل الزيتون (زك ‪)5 ،3 :15‬‬

‫الخروف يقتادنا إلى نهر (رؤ ‪( ، )1 :22‬رؤ ‪)1: ::‬‬ ‫ من يجده مملوء بالروح (العذارى الحكيمات) ‪ ‬أورشليم الجديدة ليمتليء بالروح‬‫ يموت اإلنسان العتيق ويقوم الجديد ويمتليء بالروح‬‫‪ -‬دخول المسيح للقلب‬

‫‪24‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )1‬أورشليم‬

‫جغرافية أورشليم‬

‫‪-‬‬

‫خريطة رقم ( ‪) 1‬‬

‫‪ - )1‬إرتفاع أورشليم عن البحر ‪ 2411 - 2341‬قدم‬

‫أحدهم جبل صهيون ومدينة داود وعليهم الهيكل وجبل المريا حيث قُِّد َم‬ ‫‪ - )2‬مبنية على ‪ 4‬تالل‬ ‫إسحق ذبيحة فكان رم اًز للمسيح بل وفى نفس المكان‪.‬‬ ‫‪ - )3‬أورشليم هى األرض المقدسة وتجدها محصورة بين بحرين ( البحر المالح المتوسط والبحر الميت ) ‪.‬‬ ‫وهذا يعنى أن من هو خارج األرض المقدسة فهو يعيش يشرب من الماء المالح لذلك فهو يموت‪.‬‬ ‫‪ - )4‬أورشليم عالية عن سطح البحر وفى هذا إشارة لسماوية الكنيسة‪.‬‬ ‫‪ - )5‬نرى أن خط حياة المسيح يظلل عليه ظل الصليب من يوم ميالده حتى يوم صعوده للسماء‪ .‬فهو مولود‬ ‫فى‬

‫بيت لحم (‪ )1‬وعاش فى الناصرة (‪ )2‬وهذا يمثل خطا رأسيا‪ .‬ودخل أورشليم (‪ )3‬ليصلب ويموت ويقوم‬

‫ويصعد من على جبل الزيتون (‪ )5‬وهذا يمثل خطا أفقيا ‪ ،‬ليتقاطع مع الخط الرأسى مكونا صليبا أتى المسيح‬ ‫ساعيا إليه‪ .‬ولتأكيد هذا يولد فى مذود ستقدم حيواناته للذبح ‪ ،‬ويرسل له المالئكة رعاة متبدين وهؤالء مهمتهم‬ ‫رعاية الغنم المعدة للذبح فى الهيكل فهذه الذبائح كانت ترمز لذبيحته هو على الصليب ‪ ،‬ويقدم له المجوس م اًر‬ ‫رم اًز ألالمه وصلبه‪.‬‬

‫جغرافية أورشليم‬ ‫‪25‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )1‬أورشليم‬

‫بالرجوع للخريطة رقم (‪)2‬‬

‫خريطة رقم ( ‪) 2‬‬

‫ جبل الزيتون شرق أورشليم فالمسيح شمس البر سيأتي من المشارق (مت ‪)02 :00‬‬‫‪-‬‬

‫بين أورشليم وجبل الزيتون وادي يهوشافاط فالمسيح الديان سيدين العالم‬

‫فإما مع المسيح إلى أورشليم السماوية‬

‫أو إلى‬

‫‪:‬‬

‫جى هنوم = جهنم‬

‫‪26‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫‪ -2‬مصىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىر‬ ‫مصر لها مكانة خاصة فى الكتاب المقدس‪ ،‬فهى البلد الوحيد الذى ازره رب المجد يسوع خارج اليهودية‪ ،‬ولها وعد بالبركة "‬ ‫مبارك شعبى مصر " (إش‪ .)24 : 11‬وفى عام ‪ 11:1‬وجدوا كتاب مقدس طافيا على وجه الماء وكأنه يسبح إلى كنيسة‬ ‫السيدة العذراء بالمعادى‪ .‬وكان الكتاب المقدس مفتوحا على اآلية التى يبارك فيها هللا شعب مصر فى سفر إشعياء‪ .‬فما هى‬ ‫قصة مصر تاريخياً ؟‬

‫تاريخ مصر‬ ‫بدأت الحضارة المصرية قبل الميالد با ‪ 4111‬سنة تقريبا وكانت هناك ثقافات متعددة‪ .‬وحضارة مصر غنية عن التعريف‬ ‫ويكفى شهادة الكتاب (أع‪ .)22 : :‬وهم الذين إبتدعوا التقويم الشمسى‪ .‬وكانت مصر تنقسم إلى مصر العليا (الصعيد)‬ ‫ومصر السفلى (الدلتا)‪( .‬عليا وسفلى ألن الصعيد مرتفع عن مستوى البحر وذلك لتنزل مياه النيل من أعلى إلى أسفل) ‪ .‬إلى‬ ‫أن ظهر الملك مينا نارمر سنة ‪ 3211‬ق‪.‬م‪ .‬ووحد القطرين‪ ،‬وبه صارت مصر دولة واحدة تحت حكم أسرات متعددة إنتهت‬ ‫بمجئ اإلسكندر األكبر سنة ‪ 332‬ق‪.‬م‪ .‬وبدأ الحكم اليونانى لمصر‪ .‬وكان عدد األسرات التى حكمت مصر ‪ 31‬أسرة‪.‬‬

‫أسماء مصر‬ ‫‪ -1‬حى كو بتاح ولما جاء الغزو اليونانى تحورت إلى إيجيبتوس ومنها إلى الالتينية ‪ EGYPT‬ومن هذا اإلسم جاء‬ ‫لفظ قبط أو أقباط ليطلق على المصريين‪ .‬حى كو بتاح = بيت روح بتاح‪.‬‬ ‫‪ -2‬مصرايم كما جاءت فى الكتاب المقدس (تك‪ " )1 : 11‬وبنو حام كوش ومصرايم وفوط‪ "...‬وهذه أسماء شعوب‬ ‫وليس أفراد فهى ترد بصورة الجمع وليس بصيغة المفرد‪ .‬ويكون بهذا لفظ مصرايم هو مصر لكن بلغة المثنى أى‬ ‫ص َرين = مصر ومصر للتعبير عن مصر العليا ومصر السفلى‪ .‬ولما جاء العرب إلى مصر أطلقوا عليها إسم‬ ‫َم ْ‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫‪ -3‬أما المصريون فأطلقوا على أنفسهم إسم كيمى = األرض السوداء وذلك بسبب مياه الطمى‪ .‬ثم أطلقوا على أنفسهم‬ ‫إسم توا أى األرضين (العليا والسفلى) ‪.‬‬ ‫‪ -5‬وأطلق فى بعض األحيان على مصر العليا إسم فتروس وبهذا يصبح إسم مصر كلها مصر وفتروس وهكذا‬ ‫كانت التسمية فى (حز‪.)15 ، 13 : 31 + 15 : 21‬‬ ‫‪ -4‬رهب ‪ -:‬وهو بالعبرانية يعنى العاصفة ويشير لكبرياء مصر‪( .‬إش‪ + 1 : 41 + : : 31‬أى ‪)13 : 1‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫عصر األسرات المبكر (األولى والثانية) (‪)2033 – 3233‬‬ ‫أول ملوكها الملك مينا وجعل العاصمة منف (منفيس‪/‬ممفيس) وكان معبود منف هو اإلله بتاح‪ .‬وعلى إسمه سميت مصر‬ ‫حى كو بتاح ‪.‬‬

‫الدولة القديمة (األسرات ‪)2233 – 2033( )6 – 3‬‬ ‫وعاصمتها ممفيس‪.‬وأول ملوكها زوسر صاحب هرم سقارة المدرج‪ .‬ومهندسه إيمحتب وزيره األول‪ ،‬وهذا ألهوه ونسبوا إليه‬

‫علوم المعمار واألداب والطب‪ .‬وهو عند اليونان إسكليبيوس إله الطب ‪ .‬وأشهر ملوك األسرة الرابعة خوفو وخفرع ومنقرع‪.‬‬ ‫وكانت فترة بناء األهرامات فى الفترة (‪. )2411 - 2111‬‬ ‫فترة اإلنحالل األولى (األسرات ‪)2352 – 2233( )13 – 0‬‬ ‫كل بإمارته‬ ‫وحكموا من منفيس وطيبة‪ .‬وأيامهم ضعفت السلطة المركزية وسلطة الملك‪ ،‬فبدأ اإلنهيار ‪ .‬واستقل األشراف ٌ‬ ‫وأسمى كل واحد منهم نفسه ملكا‪ .‬إلى أن ظهر فى أواخر األسرة العاشرة أمير من طيبة رأي أن يوحد مصر‪ .‬وكان إسمه‬

‫منتوحوتب ‪.‬‬

‫األسرة الحادية عشر (‪)2313- 2361‬‬ ‫أسسها منتوحوتب الذى وحد مصر ثانية‪ .‬واشتهر فى هذه الدولة اإلله آمون وأدمج مع اإلله رع وصار آمون رع‪.‬‬

‫الدولة الوسطى (األسرة الثانية عشر) (حتى ‪)1073‬‬

‫أسسها وزير قوى آلخر ملوك األسرة ‪ 11‬واسمه إمنمحات وابنه سنوسرت الثالث وهذا وصل بحملة إلى فلسطين (شكيم)‪.‬‬ ‫وخالل هذه الفترة نجد نقوش أثرية لبعض األسيويين جاءوا طلبا للطعام فى مصر‪ ،‬وغالبا هذه هى الفترة التى نزل فيها إبراهيم‬

‫إلى مصر‪.‬‬

‫فترة اإلنحالل الثانية (األسرات ‪)1503 – 1073( )10 – 13‬‬ ‫عاد التفكك ثانية بعد نهاية األسرة الثانية عشر فدخل الهكسوس مصر‪ .‬واستولوا على الحكم سنة ‪ . 1:31‬وكانت‬

‫عاصمتهم تانيس (صوعن)‪ .‬وخالل هذه الفترة كان أمراء طيبة يحكمون الصعيد كنواب للهكسوس‪ .‬وخالل هذه الفترة إرتفع‬

‫يوسف‪.‬‬

‫الدولة الحديثة (األسرات ‪ )1375 - 1560 ( )23 – 17‬فترة اإلمبراطورية‬ ‫وأول ملوكها أحمس وهو أمير طيبة وأسس األسرة ‪ 11‬وطرد الهكسوس ‪ .‬وخالل هذه الدولة كان خروج اليهود من مصر‪.‬‬ ‫ومن ملوك هذه الفترة امنحوتب (أمنوفس بالنطق اليونانى) وهذا أسس إمبراطورية من الفرات إلى الجندل الرابع فى السودان‪.‬‬ ‫وابنة أمنحوتب هى حتشبسوت‪.‬‬ ‫ومن أشهر ملوك هذه الفترة أمنحوتب الرابع ‪ ،‬وهذا هجر طيبة وبنى عاصمة جديدة أسماها أخت آتون وهى تل العمارنة‬ ‫حاليا فى مصر الوسطى وكانت زوجته هى نفرتيتي المشهورة‪ .‬وقاما كالهما بثورة دينية تاركين عبادة آمون وعبدوا آتون‬ ‫(قرص الشمس اإلله الواحد) ‪ .‬فقام نزاع بينه وبين كهنة آمون‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫وبينما هو مشغول بإصالحاته الدينية ضاعت منه فلسطين وسوريا‪ .‬وخلفه زوج إبنته إخناتون‪ ،‬وهذا إضطر لترك عبادة‬ ‫آتون تحت ضغط كهنة آمون‪ ،‬وغير إسمه إلى توت عنخ آمون ( = آمون جميل فى الحياة) وأرغم على العودة إلى طيبة‬ ‫كعاصمة‪ .‬ومن أشهر ملوك هذه الفترة رمسيس الثانى من األسرة التاسعة عشرة‪.‬‬ ‫األسرات المتأخرة (األسرة ‪ – 21‬الفتح اليونانى سنة ‪)332 – 1375( )332‬‬ ‫األسرة ‪ 21‬وعاصمتهم تانيس‪.‬‬ ‫األسرة ‪ 22‬وهذه كان ملوكها من أصل ليبى وعاصمتهم بوبسطس (تل بسطا) ومنهم شيشق‪.‬‬ ‫وفى أثناء حكم األسرات (‪ )25 – 22‬أقام الكوشيون مملكة مستقلة لهم وعاصمتها نباتا‪ ،‬ثم تمكن الكوشيون (كوش هى‬ ‫النوبة جنوب مصر وحتى إثيوبيا) من التغلب على كل البالد وأسسوا األسرة ‪ . 25‬وكانت أشور هى الدولة القوية فى ذلك‬ ‫الوقت ‪ ،‬فجاءوا إلى مصر وهزموا ملكها ترهاقة الكوشى واستولوا على طيبة (ناحوم‪. )11 - 1 : 3‬‬ ‫األسرة ‪ 26‬أسسها بسماتيك الملك الوطنى (‪ )424 – 113‬ق‪.‬م‪ .‬ومن ملوكها نخو وفيها إزدهرت مصر‪ .‬ونخو هذا هو الذى‬ ‫حارب يهوذا وقتل الملك يوشيا‪ .‬ومن ملوك هذه األسرة الملك هفرع وهذا ضربه نبوخذ نصر ملك بابل وهزمه‪ ،‬وهذا الملك قال‬ ‫فى كبريائه " حتى هللا ال يستطيع أن ينزعنى ‪ ،‬وقال " هذا النيل أنا صنعته " وقتل هفرع هذا بعد هزيمته من نبوخذ نصر‬ ‫أحمس الثانى‪.‬‬ ‫وفى سنة ‪ 424‬ق‪.‬م‪ .‬غ از مصر جيش فارس بقيادة قمبيز وأسس ملوك الفرس‬ ‫األسرة ‪. 20‬‬ ‫ثار حكام مصريين على الفرس وأسسوا األسرات ‪ . 33 ، 22 ، 27‬وفى نهاية أيام األسرة الا ‪ 31‬عاود الفرس غزو مصر‬ ‫(‪ )332 – 351‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫غ از اإلسكنر األكبر مصر سنة ‪ 332‬ق‪.‬م‪ ، .‬وقد َم ذبائح للعجل أبيس واستقبله الكهنة كما الفرعون إذ أروا فيه منقذا من‬ ‫الفرس ‪ .‬وتولى بعد اإلسكندر البطالمة‪ ،‬وهؤالء أسسوا مكتبة اإلسكندرية كمركز مرموق للثقافة اليونانية‪ .‬وآخر ملوك البطالمة‬ ‫الملكة كليوبات ار ‪ .‬وفى أيامها إرتفع نجم الرومان‪ .‬وجاء لها يوليوس قيصر ثم ماركوس أنطونيوس وحاولت إغرائهما لتبقى‬ ‫على العرش‪ ،‬ولكن جاء أكتافيوس وهزمها هى وأنطونيوس فى معركة إكتيوم سنة ‪ 31‬ق‪ .‬م‪ .‬رافضا إغراء كليوبات ار فإنتحرت‬ ‫وصارت مصر بعدها إقليما رومانياً‪.‬‬

‫البلدان والمقاطعات المصرية المذكورة فى الكتاب المقدس‬ ‫‪29‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫آون ‪( -:‬حز‪ )1: : 31‬وهى أون (تك‪ )21 : 51 + 41 ، 54 : 51‬وكانت آسنات زوجة يوسف إبنة كاهن أون ‪ ،‬وهى‬ ‫العاصمة التى حكم منها يوسف كرئيس للوزراء ‪ .‬وأون هى بيت شمس فى (إر‪ .)13 : 53‬وهى فى ضاحية المطرية‬ ‫وأسموها هليوبوليس فى العصر اليونانى‪ .‬وكانت مرك از لعبادة رع إله الشمس وكان لإلله رع معبد ضخم طوله نصف ميل‬ ‫تقريبا‪ .‬وكانت آون عاصمة لمصر فى األسرات (‪.)1 – 1‬‬ ‫حانيس ‪( -:‬إش‪ )5 : 31‬وهى أهناسيا المدينة بالقرب من بنى سويف‪.‬‬ ‫نو أو نو آمون ‪( -:‬إر‪ + 21: 51‬حز‪ )14 ، 15 : 31‬وهى طيبة = اآلن (األقصر) ‪ .‬وكانت عاصمة مصر العليا‪،‬‬ ‫وكانت مركز عبادة آمون فى معبد الكرنك‪[ .‬نو= المدينة العظيمة‪ .‬نو آمون= مدينة اإلله آمون]‬ ‫نوف أو موف أو ممفيس ‪ -:‬هى عاصمة المملكة القديمة (األسرات ‪ )1 – 1 ، 5 – 3‬هى ميت رهينة اآلن وغربها هرم‬ ‫وجبانة سقارة‪ .‬وظلت مدينة هامة حتى جاء اإلسكندر وأسس اإلسكندرية‪ .‬ومن أهميتها أن بعض البطالمة كانوا يحتفلون‬ ‫بتتويجهم فيها وليس فى اإلسكندرية‪ .‬ومن أحجارها بنى العرب الفسطاط‪.‬‬ ‫فيبستة ‪( -:‬حز‪ )1: : 31‬أو بوبسطة وهى اآلن تل بسطا شرق الزقازيق ‪ .‬وفيبستة إسم فرعونى = بيت المعبودة باست‬ ‫(القطة أو تصور على هيئة إمرأة لها رأس لبؤة)‪ .‬وباست بالهيروغليفية هى القطة ‪ .‬وكانت فيبستة عاصمة لمصر زمن‬ ‫األسرة ‪ 22‬التى أسسها شيشق‪ ،‬وظلت عاصمة لألسرة ‪. 23‬‬ ‫سين ‪( -:‬حز‪ )11 ، 14 : 31‬وهى تل الفرما حاليا شرق قناة السويس وعلى بعد ‪ 32‬كم من بورسعيد‪ .‬وكانت حصنا قويا‬ ‫للدفاع عن مصر‪ .‬وسين معناها حصن‪ .‬ويسميها حزقيال حصن مصر ‪ .‬ولكن هناك برية سين فى سيناء حيث أعطى هللا‬ ‫المن‪.‬‬ ‫أسوان ‪( -:‬حز‪ )11 : 21‬وهى بالقرب من الشالل األول‪ .‬وكان فى جزيرة فيلة معبد ليهوة ومستعمرة يهودية‪.‬‬ ‫تحفنحيس أو تحفنيس ‪ -:‬هى تل الدفنة (وهى من اليونانية دافنى) وتقع فى شمال شرق الدلتا (ما بين اإلسماعيلية‬ ‫وبورسعيد) ‪ .‬وبناها ترهاقة الملك النوبى ‪ ،‬وظلت مدينة مهمة لمدة تقرب من ‪ 111‬سنة‪ .‬وهى أقرب مدينة حصينة لفلسطين‪.‬‬ ‫وهى غالبا بعل صفون (خر‪ )2 : 15‬بالقرب من البحر األحمر ونزل فيها بنو إسرائيل قبل عبور البحر األحمر‪.‬‬ ‫فتروس ‪ -:‬هو إسم عبرى يطلق على أرض الجنوب أو مصر العليا من جنوب منف وحتى أسوان‪ .‬ولقد وجد فى النقوش‬ ‫األشورية أن الملك أسرحدون يفتخر بأنه صار ملكا على مصر وفتروس وكوش‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫صوعن ‪( - :‬عدد‪ )22 : 13‬واسمها باليونانية تانيس ‪ ،‬مقر اإلله ست ‪ .‬وهى صان الحجر شرق الدلتا حاليا‪ .‬وقد وجدت‬ ‫من عصر األسرة السادسة‪ .‬وكانت العاصمة من أول األسرة الا ‪ 12‬وحصنوها ليراقبوا الهجمات اآلتية من الشرق‪ .‬وهى‬ ‫المدينة التى تمت فيها المفاوضات بين موسى النبى وفرعون‪ ،‬وذلك ألنها كانت عاصمة الهكسوس لقربها من موطنهم‬ ‫األصلى‪ .‬وهى رعمسيس إحدى مدينتى المخازن التى بناها بنو إسرائيل واألخرى التى بنوها هى فيثوم‪ .‬وتقع جنوب شرق‬ ‫دمياط بحوالى ‪ 11‬ميل ‪ .‬وربما كانت فى ذلك الزمان على البحر مباشرة إذ أنه بسبب ترسيب الطمى زادت الرقعة المنزرعة‪.‬‬ ‫جاسان ‪ -:‬فى شرق الدلتا حيث سكن بنو إسرائيل وهى أرض واقعة بالقرب من الزقازيق وهى أرض خصبة‪.‬‬ ‫مجدل ‪ -:‬بالقرب من البحر األحمر‪ ،‬وهى كلمة سامية معناها برج‪ .‬واإلسم دخل غالبا مع الهكسوس‪ .‬وتوجد مجدل فى‬ ‫فلسطين‪ .‬أما فى مصر فيوجد‬ ‫‪ )1‬مجدل ‪ - :‬بجانب البحر األحمر عبر منها الشعب‪.‬‬ ‫‪ )2‬مجدل ‪ -:‬التى هرب إليها‬ ‫اليهود آخذين معهم إرمياء النبى‪.‬‬ ‫فيثوم ‪ -:‬إحدى مدينتين بناهما اليهود فى مصر وتقع فى تل الرطابة فى وادى الطميالت‪.‬‬ ‫سكوت ‪ -:‬تقع فى تل المسخوطة فى وادى الطميالت ‪ .‬وهذا ممتد من دلتا النيل حتى بحيرة التمساح‪.‬‬

‫نهر مصر (تك‪)17 : 15‬‬ ‫ليس المقصود بهذا النهر نهر النيل ولكن هو وادى جنوب غرب غزة ويمتلئ بالماء فى فصل الشتاء من األمطار ‪ .‬وكان‬ ‫هناك فرع للنيل بالقرب من بورسعيد إسمه الفرع البليوزى‪.‬‬ ‫ولقد تمت نبوة (تك‪ )11 : 14‬فعال أيام سليمان الملك (‪1‬مل‪ . )21 : 5‬والحظ أن هللا لم يضم أرض مصر إلى األراضى‬ ‫التى وهبها إلبراهيم ونسله (تك‪.)21 – 11 : 14‬‬

‫الديانة فى مصر‬ ‫عبد المصريون النيل وأسموه اإلله حابى‪ .‬وعبدوا الشمس بإسم اإلله رع وأيضا بإسم اإلله آتون‪ .‬وعبدوا الملك وقالوا أن فرعون‬ ‫هو من نسل اآللهة وهو إبناً لإلله رع‪ ،‬وعندما يموت يعاود اإلتحاد بأبيه رع‪ .‬ولذلك كانت ضربات هللا العشرة ضد مصر هى‬

‫‪31‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫إلظهار خطأ عبادتهم لهذه اآللهة‪ .‬فتحويل الماء إلى دم كان ضد اإلله حابى ‪ ،‬وغياب الشمس ضد اإلله رع ‪ ،‬وموت بكر‬ ‫فرعون ضد تأليه فرعون‪.‬‬ ‫وكان بتاح و رع هما أهم آلهة الدولة القديمة‪ .‬وكان آمون هو إله الدولة الحديثة ‪ .‬أما آتون الذى إبتدعه إخناتون فلم‬ ‫يستمر مدة طويلة‪.‬‬ ‫آلهة األماكن ‪ -:‬بتاح إله منفيس ‪ /‬التمساح أو سوبك إله الفيوم ‪ /‬آمون وله رأس كبش هو إله طيبة ‪.‬‬ ‫آلهة كونية ‪ -:‬إلهة القبة الزرقاء نوت ‪ /‬إلهة األرض جب ‪ /‬إله الشمس رع ‪.‬‬

‫الكتابة‬ ‫بدأت الكتابة بالهيروغليفية‪ ،‬وهذه كانت عبارة عن صور تمثل األشياء أو األعمال التى يعملها اإلنسان ثم إستخدمت لتمثل‬ ‫المقاطع‪ .‬وفى النهاية إستخدمت لتمثل أصوات مفردة أو األبجدية األولى‪ .‬ثم جاء بنتينوس ليكتب الكلمات بالحروف اليونانية‬ ‫وأخذ من الحروف المصرية بعض الحروف التى لم يجد لها مثيل فى اليونانية وصارت هذه هى الكتابة التى نستعملها اآلن‬ ‫فى لغتنا القبطية‪.‬‬

‫مصر فى الكتاب المقدس‬ ‫مصر فى كبريائها وعنادها واستعبادها وذلها لشعب هللا بنو إسرائيل تشير للشيطان‪ ،‬فهذا بالضبط ما عمله الشيطان مع آدم‬ ‫ونسله‪ .‬وقصة خروج بنو إسرائيل من مصر هى رمز واضح لما عمله المسيح إذ حررنا من يد إبليس‪ .‬ويصير بهذا موسى‬ ‫رم از للمسيح (خر‪ ، )15 – 11 : 32‬وصار فرعون رم از للشيطان‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫كبرياء مصر رمز لكبرياء الشيطان ‪ -:‬يقول فرعون لموسى " من هو الرب حتى أسمع لقوله‪( "...‬خر‪ . )2 : 4‬وفى‬ ‫(حز‪ )3 : 21‬نسمع أن فرعون فى كبريائه يقول " نهرى لى وأنا عملته لنفسى " ‪ .‬وهذا الفرعون هو هفرع من األسرة ‪21‬‬ ‫وقال هفرع أيضا " حتى هللا ال يستطيع أن ينزعنى " ولقد كانت أيام هذا الفرعون أيام رخاء فإنتفخ ‪ ،‬واذا وضعنا أمامنا أن‬ ‫المصريين كانوا يؤلهون ملوكهم‪ ،‬نفهم هذا الكبرياء العجيب الذى وصل إليه الفراعنة‪ .‬وفى هذا نرى فرعون رم از للشيطان‬ ‫الذى أله نفسه‪ ،‬وأسماه الرب " رئيس هذا العالم " ‪.‬‬ ‫وكما رأينا أن من األسماء التى أطلقت على مصر إسم رهب ‪،‬‬

‫‪32‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫عناد مصر رمز لعناد إبليس ‪ -:‬وهذا نراه فى الضربات العشر ‪ ،‬والتى ظل خاللها فرعون يعاند هللا مع إزدياد شدة الضربات‬ ‫رافضا التوبة حتى بعد أن مات بكره‪.‬‬ ‫مصر تستعبد شعب للا ( وهذا ما عمله الشيطان فى الناس قبل المسيح ) ‪ -:‬راجع (خر‪ . )15 – 11 : 1‬وقتلوا أوالدهم‬ ‫(خر‪ . )11 : 1‬وحينما هدد هللا شعبه بأنه سوف يعيدهم للعبودية تأديبا لهم على خطاياهم قال " ال يسكنون فى أرض الرب‬ ‫بل يرجع أفرايم إلى مصر ويأكلون النجس فى أشور " (هو‪[ )3 : 1‬أرض الرب المقصود بها أرض الميعاد حيث الحرية‪،‬‬ ‫عبدون ولكن فى أشور‪ ،‬والمقصود من ذكر مصر هنا‬ ‫سيستَ َ‬ ‫وأفرايم كناية عن إسرائيل كلها‪ ،‬ومصر رمز للعبودية‪ ،‬أي أنهم ُ‬ ‫أنها صارت رم از للعبودية ] ‪ .‬وراجع أيضا (هو‪ " )13 : 1‬اآلن يذكر إثمهم ويعاقب خطيتهم إنهم إلى مصر يعودون " ‪.‬‬ ‫وكان الخروج من أرض مصر رم از لخروج شعب هللا من عبودية إبليس‪ .‬والعكس فالكتاب يهدد من يريد العودة إلى مصر‬ ‫(إر‪ )11 – 13 : 52‬وهذا يشير لألالم التى سيواجهها كل من يريد اإلرتداد إلى الخطية وهذا يعنى إرتداده إلى العبودية‬ ‫(‪2‬بط‪ . )22 – 21 : 2‬وحينما يتكرر كثي ار فى الكتاب المقدس قول هللا " أنا الرب إلهكم الذى أخرجكم من أرض مصر "‬ ‫ففى هذا إشارة لنا أن المسيح هو الذى أخرجنا من عبودية الشيطان وحررنا " إن حرركم اإلبن فبالحقيقة تكونون أح ار ار " (يو‪1‬‬ ‫‪. )31 :‬‬ ‫عبادة األوثان فى مصر ‪ -:‬وقطعا فالشيطان وراء هذه العبادة‪.‬‬ ‫وبسبب كل هذا نسمع أن أول مرة يذكر فيها إسم مصر فى الكتاب المقدس إقترن ذكر إسمها باإلنحدار إذ قيل " إنحدر أبرام‬ ‫إلى مصر " (تك‪ . )11: 12‬وآخر مرة يذكر فيها إسم مصر كان ذلك فى سفر الرؤيا إذ قيل أن جثتا الشاهدين ستكونان‬ ‫على شارع المدينة العظيمة التى تدعى روحيا سدوم ومصرحيث صلب ربنا أيضا (رؤ‪ . )1 : 11‬والمدينة العظيمة بهذا‬ ‫تكون أورشليم فهو يقول "حيث صلب ربنا أيضا " والرب صلب فى أورشليم‪ .‬ومعنى أنها تدعى روحياً مصر وسدوم ‪ ،‬فخطية‬ ‫مصر هى الكبرياء والعناد ‪ ،‬وخطية سدوم هى الشذوذ الجنسى وهذا ما إنتشر فى األيام الحالية ‪ .‬ونتيجة إنتشار الخطية فاهلل‬ ‫يؤدب ولكن نجد أن عناد الناس يزداد وبدون توبة (رؤ ‪. )21 : 1‬‬ ‫ولكن نالحظ أن للا يحب مصر‬ ‫‪ -1‬المسيح أتى إلى مصر مع أمه العذراء مريم ويوسف النجار‪ .‬بل بارك الرب بزيارته كل أرض مصر إذ وصلت‬ ‫العائلة المقدسة إلى درنكة فى أسيوط‪ .‬وكان خط سير رحلة العائلة المقدسة من أرض فلسطين ثم رفح ثم العريش ثم‬ ‫الفرما فى سيناء ‪ .‬ثم وصلت العائلة المقدسة إلى تل بسطا بالقرب من الزقازيق ثم مسطرد ثم سمنود ثم البرلس ثم‬ ‫سخا ثم برية شيهيت بوادى النطرون ثم عين شمس فمصر القديمة ثم دير العذراء بجبل الطير فاألشمونين فديروط‬

‫‪33‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫فالقوصية ثم مير ثم دير المحرق وكانت نهاية الرحلة بجبل درنكة‪ .‬وبهذا نرى أن رب المجد قد بارك أرض مصر‬ ‫كلها‪ .‬ونالحظ أن األوثان كانت تسقط عندما يدخل المسيح إلى بلد ما فى كل أرض مصر‪.‬‬ ‫‪ -2‬البركة التى أخذتها مصر حين قال هللا " مبارك شعبى مصر‪"....‬‬ ‫(إش‪.)24 : 11‬‬ ‫‪ -3‬الضربات العشر ضد مصر هى ضربات بسيطة وليست ضربات إبادة لكنها للتأديب " من يحبه الرب يؤدبه " (عب‬ ‫‪ . )1 : 12‬وقارن مع ضربات هللا لبابل وأشور وكنعان بل واسرائيل شعب هللا ( المملكة الشمالية أى مملكة األسباط‬ ‫العشرة ) فهذه كانت ضربات إبادة‪.‬‬ ‫‪ -5‬فى سفر الحكمة لسليمان الملك اإلصحاح ‪ 11‬يشرح سليمان لشعبه أن هللا أظهر لهم فى المصريين وضرباتهم قوته‬ ‫ومحبته لهم ‪ ،‬ثم يتساءل سليمان ‪...‬وهل معنى ذلك أن هللا ال يحب مصر؟! ويجيب سليمان أن هللا يرحم الجميع‬ ‫ويحب جميع األكوان وال يمقت شيئا مما صنع فإنه لو أبغض شيئا‪ ،‬ما كان قد َكونه أصال ! ‪ ،‬وأنه ال يمكن لشئ ال‬ ‫يريده هللا أن يبقى‪ ،‬بل هللا يحفظ ما خلقه فهو يشفق على جميع األكوان‪ .‬وبهذا نفهم أن ضربات هللا للمصريين لها‬ ‫هدفين‪ )1 -:‬أن يعرف بنى إسرائيل من هو يهوه إلههم‪.‬‬

‫‪ )2‬وأن يعرف المصريون خطأ عبادتهم الوثنية‪.‬‬

‫إذا فاهلل يريد شيئا من مصر والمصريين فما هو؟‬ ‫‪ )1‬هللا كان ينوى أن يأتى لمصر فكيف يأتى إن لم يطهرها من كبريائها أوال‪.‬‬ ‫‪ )2‬هللا يريد من مصر شيئا ولهذا أتى ليباركها بنفسه‪ .‬وقد رأينا عبر التاريخ أن مصر أخرجت أبطاال لإليمان‬ ‫كأثناسيوس الرسولى وكيرلس عمود الدين وديوسقورس وهؤالء حفظوا اإليمان المستقيم‪ .‬ومصر هى التى‬ ‫أسست نظام الرهبنة فى العالم‪.‬‬ ‫‪ )3‬وسنرى أن مصر لها دور كبير فى األيام األخيرة ‪ ،‬وهذا يتضح من (إش ‪ )11‬وهذا اإلصحاح هو ما كان‬ ‫الكتاب المقدس مفتوحا عليه عندما وجدوه طافيا على مياه النيل‪.‬‬ ‫ولهذه األسباب أتى رب المجد ليبارك مصر‪ .‬وكان الرب حتى يباركها عليه أن يشفيها أوال من خطاياها‪ .‬فكيف يشفى‬ ‫كبريائها ؟‬ ‫‪ )1‬يقول الرب " أكسر ذراعى فرعون "‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫‪ )2‬ضربات كثيرة ضد مصر فى اإلصحاح ‪ 31‬من سفر حزقيال وغيره ‪.‬‬ ‫‪ )3‬بل تسقط مصر تحت العبودية " ال يكون بعد رئيس من أرض مصر وألقى الرعب فى أرض مصر " (حز‪: 31‬‬ ‫‪. )13‬‬ ‫ض ِعف مصر وتنخفض كبريائها والضعيف يلجأ هلل وحينئذ يكون قويا إذ أن هللا سيسانده فيحيا ويثمر كما يريد هللا‬ ‫وكل هذا ُلي ْ‬

‫(‪2‬كو‪. )11 ، 1 : 12‬‬

‫واذا كان فرعون كما فهمنا رم از للشيطان فاهلل يظهر لنا ضعفه حتى ال نخاف منه‪ .‬هللا كان يظهر لشعبه أن فرعون ملك‬ ‫ضعيف فال يعودون لإلتكال عليه " فملعون من إتكل على ذراع بشر " ‪ .‬وبالنسبة لنا فاهلل يظهر لنا ضعفه حتى ال نخشاه ‪.‬‬ ‫وإلظهار ضعفه يقول ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬أكسر ذراعى فرعون (حز‪ )25 : 31‬وهذا يعنى بالنسبة للشيطان أنه لم يعد له قوة سوى اإلغواء بالفكر‪ ،‬لذلك يسمى‬ ‫األباء الشيطان قوة فكرية لكن ليس له قوة أن يرغم أحد على شئ‪.‬‬ ‫‪ -2‬يقول عن الشيطان أنه عدو هالك (إر‪ )1: : 51‬وجاءت باإلنجليزية ‪ he is but a noise‬والمعنى أن الشيطان ال‬ ‫يملك سوى أن يخيفنا بأصوات هى عبارة عن أحداث ومشاكل يثيرها حولنا ليصور لنا أنه قوى وأنه قادر على أن يؤذينا ‪،‬‬ ‫غير أن هذا ال يزيد عن كونه كذبا " فهو كذاب وأبو الكذاب " (يو‪ . )55 : 1‬وهذا عادة يحدث للمبتدئين فيخافوا ويرتدوا‬ ‫تاركين طريق هللا‪ .‬غير أنهم لو صبروا فسوف يجدون أن كل هذا سينتهى إلى ال شئ ( وكتشبيه لهذا نقول أن الصوت‬ ‫الناشئ عن مسدس الصوت نجده يزعج ولكنه ال يصيب أحداً بضرر) ‪ -3‬فى لهجة ساخرة من فرعون وقوة مصر ‪ ،‬وذلك‬ ‫حتى ال يعتمد شعب هللا عليها (وبالنسبة لنا حتى ال نخاف من أنه قادر على أذيتنا) ‪ ،‬يقول الكتاب " هم عكاز قصب لبيت‬ ‫إسرائيل ‪ .‬عند مسكهم بك بالكف انكسرت ومزقت لهم كل كتف ولما توكأوا عليك انكسرت وقلقلت كل متونهم " (حز‪1 : 21‬‬ ‫‪ .): ،‬ونرى أن من األسماء التى أطلقت على مصر إسم رهب ويعنى فى العبرية عاصفة ‪ ،‬وذلك ربما ألنهم يخافون قوتها‬ ‫فهم إنخدعوا فيها لكبريائها ‪ ،‬وهللا فى (إش‪ ): : 31‬يقول عنها رهب الجلوس فى تشبيه مأخوذ من تماثيل المصريين‬ ‫الجالسة ‪ ،‬وفى هذا إشارة ألن المصريين لهم هيئة الكبرياء والعظمة ولكنهم كتماثيلهم ال يتحركون وعاجزون أن يساعدوا أحد‬ ‫‪ ،‬وهذا رمز للشيطان الذى يصدر أصواتا ولكنه ال يؤذى‪.‬‬ ‫‪ -5‬ونسمع قول الكتاب عن مصر " تكون أحقر الممالك " (حز‪ . )14 : 21‬ليس هذا فقط بل تذهب مصر إلى السبي‪،‬‬ ‫ولكى يشرح الرب هذا لشعبه يطلب من إشعياء النبى أن يسير حافيا وشبه عارى كما يساق األسرى ‪ ،‬وحينما يسألونه لماذا‬ ‫يفعل هذا ‪ ،‬يقول هكذا سيفعل هللا مع المصريين (إش ‪. )21‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫‪ -4‬ولماذا كل هذا يا رب ضد مصر ‪ ،‬هل أنت يا رب ال تحب مصر ؟ ال بل هللا يحب مصر ‪ ،‬ولكن ماذا يقول‬ ‫الكتاب " فيسلبون كبرياء مصر " (حز‪ . )12 : 32‬فالكبرياء هى خطية الشيطان المهلكة ‪ .‬وهللا يريد شفاء مصر‬ ‫منها لتتعافى وتؤدى عملها الذى أوجدها هللا بسببه‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫إشعيىىىىىىاء ‪12‬‬ ‫اإلصحاح الذى أرسله للا للكنيسة فى مصر لتتنبه لدورها‬ ‫المطلوب منها فى هذه األيام‬

‫نورد هنا ملخص لفكرة اإلصحاح ‪ ،‬ويرجى الرجوع لتفسير اإلصحاح نفسه‪.‬‬ ‫أقسام اإلصحاح‬ ‫اآليات ‪4 – 1‬‬

‫‪ -:‬دخول المسيح إلى مصر ‪ ،‬ودخول المسيحية واضطهادها‪.‬‬

‫اآليات ‪ -: 13 - 5‬حالة ضعف تجتاح الكنيسة والمؤمنين يقل عددهم‪.‬‬ ‫اآليات ‪ -: 17 – 11‬حالة ضعف تجتاح البالد وتمر بحالة عدم نجاح كدولة‪.‬‬ ‫اآليات ‪ -: 22 – 12‬نهضة قوية للكنيسة بعد أن تمر بضيقات ليشفيها هللا من ضعفها‪.‬‬ ‫اآليات ‪ -: 25 – 23‬إيمان قوي فى كل من مصر وسوريا واسرائيل إستعدادا لتأدية دور هام‪.‬‬ ‫ونالحظ أن اإلصحاح يبدأ بدخول المسيح مصر‪ ،‬وينتهى ببركة مصر وسوريا واسرائيل (اآلية األخيرة)‪ .‬وكون أن هللا يبارك‬ ‫إسرائيل فهذا يعنى شيئا واحدا أنها نهاية األيام " هوذا بيتكم يترك لكم خرابا‪ .‬ألنى أقول لكم إنكم ال تروننى من اآلن حتى‬ ‫تقولوا مبارك اآلتى بإسم الرب " (مت‪ .)31 – 3: : 23‬وكما نفهم من (رو‪ )14 : 11‬أن إيمان اليهود بالمسيح هو عالمة‬ ‫على نهاية األيام والمجئ الثانى‪.‬‬ ‫وفى نهاية األيام سيظهر ضد المسيح ويخدع العالم ليبعده عن هللا وراجع فى هذا (رؤ ‪ . )13‬وهذا هو دور اإليمان القوى‬ ‫الذى يريده هللا من هذه المنطقة حتى نكشف حيل هذا المضل للعالم‪ .‬وهذا هو ما قيل فى (دا‪ " )3 :12‬والفاهمون يضيئون‬ ‫كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور " ‪.‬‬ ‫إذاً هذا اإلصحاح يبدأ بدخول المسيح إلى مصر وينتهى بنهاية العالم‪ ،‬وأحداث النهاية‪ ،‬ودور مصر فيها‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫‪38‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫‪39‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫‪40‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )2‬مصر‬

‫‪41‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫‪ -3‬األمم‬ ‫المقصود باألمم فى الكتاب المقدس هم الشعوب الوثنية التى لم تكن تعبد هللا ‪ .‬وهذا فى مقابل اليهود الذين كانوا يعرفون هللا‬ ‫ويعبدونه‪ .‬وهذه األمم المذكورة فى العهد القديم هي ‪-:‬‬ ‫‪ 1‬مصر (وهذه سبق دراستها)‬ ‫‪ 2‬أشور‬ ‫‪ 3‬بابل‬ ‫‪ 4‬الفرس (وكانت تسمى مادى وفارس)‬ ‫‪ 5‬اليونان (وكانت تسمى ياوان)‬ ‫‪ 6‬أرام‬ ‫‪ 7‬موآب‬ ‫‪ 8‬بنى عمون‬ ‫‪ 9‬أدوم‬ ‫‪ 11‬الفلسطينيين‬ ‫‪ 11‬صور‬ ‫‪ 12‬صيدون‬ ‫‪ 13‬قيدار وممالك حاصور‬ ‫‪ 14‬كوش‬ ‫وبين هؤالء إمبراطوريات عظيمة مثل مصر وبابل وأشور والفرس ‪ ،‬ومنها ماهو بالد صغيرة بل هناك ما ال يزيد عن كونه‬ ‫مدناً مثل صور وصيدون‪ .‬وما يهمنا منها عالقتها بشعب هللا ‪،‬وهذا لنفهم معنى النبوات الواردة فى الكتاب المقدس عنها‬ ‫ولماذا كانت هذه النبوات ولماذا تنبأ ضدهم األنبياء‪ ،‬وما المعانى والرموز فى تاريخ هذه اإلمبراطوريات والبلدان‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫‪43‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫ملحوظة ‪ -:‬كل الخرائط الموجودة هنا تقريبية فكانت حدود الدول تتسع وتضيق على حساب جيرانها بحسب قوة كل منهم ‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫‪45‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫‪46‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫‪47‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫‪48‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫‪49‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫‪50‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫‪51‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫‪52‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫موجز جغرافية وتاريخ هذه الدول بإختصار‬ ‫‪ -1‬أدوم‬

‫موقعها جنوب إسرائيل وحدودها التقريبية تبدأ من جنوب البحر الميت وحتي البحر األحمر (خليج العقبة) ‪ .‬وبها كثير من‬

‫الجبال يتراوح إرتفاعها من ‪ 1111 – 2111‬قدم‪ .‬وهناك قمم كثيرة ال يمكن تسلقها وتفصل بينها فجوات عميقة ووديان‬ ‫سحيقة‪ .‬كانوا فى حروب مستمرة مع إسرائيل شعب هللا‪ .‬أخضعهم داود وقتل منهم ‪ 11111‬ويوآب ضرب كل ذكر فى آدوم‪.‬‬ ‫وبهذا الفتح وصل إسرائيل إلى البحر األحمر‪ .‬وبعد هذا هزمهم يهورام بن يهوشافاط ‪ .‬وقتل منهم أمصيا ملك يهوذا بعد ذلك‬ ‫‪ 11111‬فى وادى الملح‪ .‬وبعد سقوط يهوذا في يد بابل وذهابها لبابل فى السبي زحف األدوميون على بعض أراضى يهوذا‬ ‫وسميت هذه المنطقة المحتلة أدومية‪ .‬وفى النهاية أخضعها يوحنا هركانوس وهو ملك يهودى من نسل المكابيين الذين حرروا‬ ‫بالد اليهود من اليونانيين وكان هذا على يد يهوذا المكابى‪ ،‬ويهوذا هذا كان قد إستولى على حبرون أهم مدنهم‪ .‬وأخضع‬ ‫يوحنا هركانوس األدوميون للختان وهودهم وانضموا للشعب اليهودى‪ .‬وبعد اإلحتالل الرومانى للمنطقة عين يوليوس قيصر‬

‫أنتيباتر األدومى واليا على اليهودية ‪ ،‬وجاء بعده إبنه هيرودس ملكا على كل اليهودية والسامرة والجليل‪.‬‬ ‫وأدوم هو إبن إسحق بن إبراهيم ‪ ،‬ومعنى إسمه أحمر لحمرة وجهه ويسمى أيضا سعير لغ ازرة شعره‪.‬‬

‫‪ - 2‬موآب وعمون‬ ‫هما إبنا لوط من إبنتيه ‪ .‬وسكنوا شرق البحر الميت‪ .‬فكان بنو عمون شمال نهر أرنون وموآب جنوبه‪ .‬ونهر عمون هذا‬ ‫متعامد مع البحر الميت عند منتصفه‪ .‬وكان هللا قد طلب من بنى إسرائيل أن ال يهاجموا موآب أو بنو عمون وال يستولوا‬ ‫على أراضيهم فهم أوالد عمومة‪ .‬وهذا قد نفذه بنو إسرائيل عند دخولهم إلى أرض الميعاد‪ .‬ولكن عبر التاريخ حدثت حروب‬ ‫كثيرة بينهم وبين إسرائيل‪.‬‬ ‫وكان الموآبيون يعبدون آلهة الخصوبة بما فيها من عهارة فى طقوسها وبخاصة فى عبادة بعل فغور‪ .‬وكانوا يقدمون أوالدهم‬ ‫ذبائح بشرية‪.‬‬

‫‪ - 3‬كوش‬ ‫كوش المقصودة فى الكتاب المقدس هى بالد النوبة وجنوبها حتى إثيوبيا‪ ،‬وهؤالء يتميزون بلونهم األسود‪ .‬ولكن نسمع عن‬ ‫كوش أخرى فى جنة َع ْد ْن وهذه أرض يحيط بها نهر جيحون‪ ،‬إذاً كوش هذه هي فى بالد بين النهرين‪ .‬ونسمع أن نمرود‬

‫الذى بنى بابل هو إبن كوش بن حام ‪ .‬ونمرود هذا أسس مملكته فى أرض شنعار‪ .‬وشنعار إسم يطلق على شمال الخليج‬ ‫‪53‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫الفارسى بين نهرى دجلة والفرات‪ .‬وعرف بعد ذلك بإسم بابل‪ .‬والعهد القديم يطلق إسم شنعار على بابل (إش‪+ 11 : 11‬‬ ‫زك‪ . )11 : 4‬وهناك حاولوا بناء برج بابل‪ .‬ويتضح من كل هذا أن هناك كوش أخرى فى شمال شرق الجزيرة العربية‪.‬‬

‫‪ - 5‬صىىىىور‬ ‫مدينة فينيقية على الساحل الشرقى للبحر المتوسط وتمتد إلى صرفة صيدا‪ .‬وتسمى باليونانية تيروس ومنها جاء إسمها‬ ‫باإلنجليزية ‪ TYRE‬وهى على بعد ‪ 51‬كم جنوب صيدون و ‪ 54‬كم شمال عكا‪ .‬وهى جزئين أحدهما على الساحل‬ ‫والثانى على جزيرة مواجهة لها وبينهما كوبرى‪ .‬إشتهرت بالتجارة حتى وصلوا لألطلنطى ومنه إلى إنجلت ار وغرب إفريقيا‪.‬‬ ‫وأسسوا موانى كثيرة ومستعمرات على سواحل البحر المتوسط مثل قرطاجنة فى شمال إفريقيا وقادس فى أسبانيا‪ .‬وصار رجال‬ ‫صور رؤساء التجار وسادة البحار‪.‬‬ ‫وكانت هناك عصور صداقة مع إسرائيل ‪ ،‬فملكها حيرام كان صديقا لسليمان الملك وساعده فى بناء الهيكل بأن أرسل له‬ ‫عمال مهرة وأرسل له خشب األرز‪ .‬ثم أرسل له بحارة مدربين ساعدوه بخبرتهم فى إنشاء تجارة بحرية فى البحر األحمر‪ .‬وفى‬ ‫سنة ‪ 11:‬ق‪.‬م‪َ .‬زوج إيثبعل ملك صور إبنته إيزابل آلخاب ملك إسرائيل‪ ،‬وكان إيثبعل هذا رئيساً لكهنة البعل فى صور‪.‬‬

‫فأدخلت إيزابل عبادة البعل إلى إسرائيل‪ .‬ومع الزمن إنقلبت صور على اليهود فى ضعفهم وباعت بنيهم عبيدا لليونان‪ .‬فتنبأ‬

‫ضدها األنبياء بالخراب وتم هذا أوال على يد نبوخذ نصر ملك بابل‪ ،‬وهذا حطم صور التى على الساحل ولكنه لم يستطع‬ ‫عبور البحر فلم يكن لديه أسطول بحرى‪ .‬وجاء بعده اإلسكندر الذى ردم المسافة بين الساحل والجزيرة ليدمر صور نهائيا‪.‬‬

‫‪ - 4‬صيدون‬ ‫معنى اإلسم مكان الصيد ‪ ،‬وهى من أقدم المدن الفينيقية‪ .‬هى محصورة بين البحر وجبل لبنان‪ .‬وهى رائدة فى ركوب البحر‬ ‫وبحارتها كان لهم مهارة اإلسترشاد بالنجوم‪ .‬واتصلوا ببالد اليونان‪ .‬وأسسوا لهم مستعمرات فى البحر المتوسط‪ ،‬وكانت لهم‬ ‫حكومة ملكية‪ .‬وضايقوا بنو إسرائيل كثي ار‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫‪ - 1‬الفلسطينيون‬ ‫هم من نسل‬

‫مصرايم بن حام بن نوح‬

‫لوديم‬

‫عناميم‬

‫لهابيم‬

‫نفتوحيم‬

‫فتروسيم‬

‫كسلوحيم‬

‫فلشتيم‬

‫كفتوريم‬

‫كسلوحيم هم من أوالد مصرايم وخرج منهم فلشتيم وكفتوريم (تك‪ .)15 ، 13 : 11‬فلشتيم وكفتوريم (هذه األسماء كلها‬ ‫بالجمع فقولنا فلشتيم يعنى شعب وليس فرد كقولنا مثال مصريين) ‪ .‬ولقد سكن فلشتيم جنوب ساحل المتوسط أما كفتوريم‬ ‫فسكنوا فى جزيرة كريت ‪ ،‬ثم عادوا الكفتوريم واستوطنوا الجزء الجنوبى الغربى من أرض كنعان على ساحل البحر المتوسط‪.‬‬ ‫وانضم كال فلشتيم وكفتوريم ُلي َك ِّونوا شعب الفلسطينيين ‪ ،‬وواضح أن إسم فلسطين مأخوذ من إسم فلشتيم أول من سكن فى‬ ‫المكان ثم إنضم عليهم الكريتيون الذين أتوا من جزيرة كفتور ‪ .‬وكفتور هى جزيرة كريت (إر‪ . )5 : 5:‬ويذكر العهد القديم‬ ‫الفلسطينيين والكريتيين كمترادفان (حز‪ + 11: 21‬صف‪ . )1 ، 4 : 2‬وراجع (عا‪ + : : 1‬تث‪1 + 23 : 2‬صم‪: 31‬‬ ‫‪ . )15‬وبلغوا أوج عظمتهم ما بين سنة ‪ 1111‬ق‪.‬م‪ .‬وسنة ‪ 1211‬ق‪.‬م‪ .‬وكانوا شعبا مولعا بالحرب‪ .‬وكانوا فى ذلك‬ ‫الوقت أعدى أعداء اليهود‪ .‬وكان اليهود يسمونهم الغلف فهم دون شعوب المنطقة مثل (عمون وموآب وأدوم) كانوا ال يختنون‬ ‫ذكورهم‪ .‬وفلسطين بالعبرية فلسطيا وفى السجالت المصرية فلسط وفى النصوص األشورية فلسطى أو فالسطو‪.‬‬ ‫وفلسطين هى ساحل ضيق فى الجنوب الغربى من فلسطين الحالية‪ .‬ومدنها الخمسة الرئيسية هى أشقلون (وهى الميناء‬ ‫الرئيسى لفلسطين) وغزة وأشدود (وكان لهما ميناءان يفصلهما عن الساحل كثبان رملية) وجت وعقرون (وهما بعيدتان عن‬ ‫الساحل) ‪.‬‬ ‫وكان لكل مدينة أمير يسمونه قطب‪ .‬إذاً كان هناك خمسة أقطاب للفلسطينيين ‪ ،‬والخمسة يكونون هيئة حكومة األمة‬ ‫ويعملون لخيرها‪.‬‬

‫‪ - :‬قيدار وممالك حاصور‬ ‫‪55‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫قيدار‪ -:‬هو إبن إسماعيل ومعنى إسمه أسود وهو جد القبائل العربية ونسمع فى (إش‪ " )11 : 21‬فى مدة سنة كسنة األجير‬ ‫يفنى كل مجد قيدار " إذاً هذا يدل على ما وصلوا إليه كشعب له مجد وعظمة‪ ،‬ولكن ضربتهم أشور‪ .‬ويتنبأ عنهم إشعياء‬ ‫أنهم سيعرفون هللا فى المستقبل (‪ . ): : 11 + 11 : 52‬وكان عملهم رعاية الماشية ونقل التجارة‪ ،‬ولم يكن لهم بيوت بل‬ ‫يسكنون الخيام فهم دائمى التنقل‪ .‬عاشوا فى الصحراء السورية شرق إسرائيل وجنوبها فى شرق األردن وبعد هذا ذابوا فى‬ ‫القبائل العربية‪.‬‬ ‫حاصور‪ -:‬هناك عدة أماكن بإسم حاصور ولكن المقصودة فى النبوة هى منطقة تقع فى مكان ما بالصحراء العربية فى‬ ‫شرق فلسطين وتنبأ إرمياء النبى بخرابها‪.‬‬

‫‪ - 7‬أرام‬ ‫نشأتهم ‪ -:‬جاء من شمال الجزيرة العربية شعب إسمهم سوتو فى األلف الثالثة قبل الميالد وشعب آخر لهم إسم أحالمو‬ ‫(وتظهر أسماء سوتو وأحالمو فى بعض خطابات تل العمارنة الموجهة إلى ملك بابل وظهرت‬ ‫هذه األسماء فى السجالت األشورية) وأغار هؤالء على حضارة ما بين النهرين وبدأوا فى اإلنتشار فى إتجاه أراضى ما بين‬ ‫النهرين وكل سوريا شماال وجنوبا‪ .‬وكونوا شعب األراميين‪ .‬و لكنهم كانوا فى إنتشارهم واليات أو دويالت متناثرة فى سوريا‬ ‫وشمال فلسطين ‪.‬‬ ‫وكانت دمشق أعظم هذه الواليات والتى ضمت معظم سوريا ما عدا الساحل الفينيقى‪ ،‬وهذه قد ضمها الملك داود ولكنها‬ ‫إستقلت قبل نهاية حكم سليمان الملك ‪ ،‬وأصبحت مملكة قوية منافسة إلسرائيل ‪ ،‬وتذكر فى العهد القديم بإسم أرام‪ .‬وكانت‬ ‫هناك حروب دائمة بين إسرائيل وأرام ‪ ،‬ولكن فى بعض األحيان إتحدت الدولتان فى حرب مشتركة ضد أشور إلى أن‬ ‫دمرتهما أشور نهائيا‪ .‬بل إتحدت الدولتان فى حرب مشتركة ضد يهوذا شعب هللا وهنا نجد إشعياء النبى يتنبأ ضدهما (‪: 1:‬‬ ‫‪ )1‬فلقد شابهت إسرائيل األمم بعبادتها لألوثان وحروبها ضد شعب هللا ومنع شعبها من العبادة الصحيحة التى يريدها هللا فى‬ ‫هيكله فى أورشليم‪.‬‬ ‫وكانت أرام دويالت مثل أرام دمشق وأرام صوبة وأرفاد وحلب وأرام النهرين ‪ ،‬ولكنهم لم يتوحدوا وذلك بسبب أنهم من شعوب‬ ‫مختلفة باإلضافة إلمتزاجهم بعناصر غير متجانسة من الشعوب‪.‬‬ ‫أرام النهرين أو فدان أرام ‪ -:‬هو إسم يطلقه الكتاب المقدس على الجزء الشمالى الغربى من منطقة بين النهرين (تك‪: 24‬‬ ‫‪ + 21‬تك‪ . )4 : 21‬وأرام النهرين هى منطقة يحدها نهر الفرات األعلى من الغرب ونهر خابور من الشرق وتشمل مدينة‬

‫‪56‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫حاران التى سكن فيها تارح أبو إبراهيم بعد أن ترك أور‪ .‬وهى نفسها فدان أرام التى ذهب إليها عبد إبراهيم ليأتى برفقة كزوجة‬ ‫إلسحق ‪ .‬وهى أيضا موطن بلعام بن بعور‪.‬‬

‫اللغة األراميىىىىة لغة ربنا يسوع المسيح‬ ‫الشعب األرامى لم يترك أث اًر أهم من اللغة األرامية (وهى اللغة السريانية) ‪ .‬وكان هذا أعظم نصر لهم أال وهو النصر أو‬ ‫الغزو الثقافى ‪ ،‬بل هى أهم ما قدمه األراميون للشرق األوسط ‪ .‬واللغة األرامية قريبة من اللغة العبرية‪ .‬وهى لغة متقدمة عن‬ ‫اللغة األشورية التى إعتمدت على الرموز والصور كالهيروغليفية ‪ .‬وانتشرت اللغة األرامية فى أشور وكانت لغة التخاطب بين‬ ‫سنحاريب واليهود فى حصار أشور ألورشليم (يوم الا ‪ . )114111‬واستخدم بعض ملوك األشوريين كتبة من األراميين‬ ‫وصارت اللغة األرامية لغة اإلمبراطورية األشورية ولغة الدبلوماسية فيها‪ .‬وانتشرت األرامية مع بداية القرن الرابع ق‪.‬م‪ .‬وسط‬ ‫بعض العرب واستمرت حتى القرن الرابع الميالدى فى العصور الرومانية‪.‬‬ ‫وصارت اللغة األرامية لغة دولية بل صارت اللغة الرسمية فى اإلمبراطورية الفارسية المترامية األطراف أيضا‪ .‬وكانت لغة‬ ‫مفهومة فيما بين آسيا الصغرى شماال إلى شالالت النيل جنوبا ‪ ،‬ومن جبال ميديا شرقا إلى البحر المتوسط غربا‪ .‬ومازال‬ ‫سكان ضفاف دجلة والفرات يتكلمون بها حتى اليوم‪.‬‬ ‫وبعد رجوع اليهود من سبى بابل حلت األرامية محل العبرية كلغة لليهود (وهى مختلفة تماما عن العبرية) ‪ .‬وكانت اللغات‬ ‫المنتشرة فى اليهودية والجليل بالذات (المنفتحة على العالم) هى األرامية والعبرية واليونانية‪.‬‬ ‫واألرجح أن ربنا يسوع المسيح كان يتكلم الثالث لغات فهو من الجليل‪ ،‬لكنه كان يكلم الناس باللغة األرامية‬ ‫وكمثال للكلمات األرامية التى إستخدمها الرب يسوع قوله لألصم األعقد إفثأ أى إنفتح (مر‪ )35 : :‬وقول الرب على‬ ‫الصليب إلوى إلوى لما شبقتنى (مر‪. )35 : 14‬‬ ‫والعهد القديم كله مكتوب بالعبرية ما عدا (إر‪ + 11 : 11‬دا‪ + 5 : 2‬دا‪ + 21 : :‬أجزاء من عز ار وهى (‪11 : 1 – 1 :5‬‬ ‫‪ .)11 – 12 : : +‬أما العهد الجديد فمكتوب باللغة اليونانية لكنه إشتمل على بعض العبارات والكلمات باألرامية كما رأينا‪.‬‬

‫‪ - 1‬أشىىىىىور‬ ‫هى ثانى اإلمبراطوريات العظمى فى التاريخ بعد مصر ‪ ،‬واتسعت أشور لتشمل أجزاء من فارس وشملت بابل وامتدت جنوبا‬ ‫حتى الخليج الفارسى (ويسميه العرب الخليج العربى) ‪ .‬وامتدت غربا فشملت أجزاء من آسيا الصغرى (تركيا) وشرق البحر‬

‫‪57‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫المتوسط (سوريا أى أرام وعمون وموآب واسرائيل وأدوم) ومصر حتى أسوان‪ .‬وكانت عاصمتها نينوى التى تقع على نهر‬ ‫دجلة (إسم هذا النهر حداقل فى جنة َع ْدن)‪.‬‬ ‫وكان جيش أشور يضم عددا كبي ار من المرتزقة ‪ ،‬فكان ال بد ألشور أن تستمر فى الحروب لتنفق على هذا الجيش من‬ ‫أسالب الحروب‪.‬‬ ‫وأصبحت أشور ملجأ لكثير من التجار ‪ ،‬وكان بينهم كثير من األراميين ‪ ،‬لذلك صارت األرامية لغة التجارة ومن ثم صارت‬ ‫لغة الدبلوماسية‪ .‬وكانت الوثائق التجارية باللغة السومارية المندثرة ومكتوبة باللغة أو الطريقة المسمارية (وهذه تكتب باإلزميل‬ ‫على ألواح من الطفل [الصلصال] ثم تجفف فى الشمس أو فى الفرن) وكانت هذه الوثائق تزود بنسخة مكتوبة باألرامية ‪.‬‬ ‫والحظ تدبير هللا أن اللغة األرامية التى تكلم بها ربنا يسوع المسيح تنتشر هذا اإلنتشار ليفهم الناس كالمه ‪.‬‬ ‫الديانة ‪ -:‬لهم إله قومى هو أسور وأصبح يطلق عليه أشور لتشابه اإلسمين‪ .‬وكان الملك هو ممثل لهذا اإلله وكاهنه‬ ‫األعظم ‪ .‬وأسور هذا هو إله حرب ويصور كقائد حربى مسلح بقوس‪ .‬وكان الجيش هم جنود أسور والجيوش المعادية التى‬ ‫يحاربونها هم أعداء اإلله أسور (إش‪.)21 – 13 : 31‬‬

‫‪ - 11‬بىىىىىابل‬ ‫على أنقاض أشور قامت إمبراطورية بابل ‪ .‬ومعنى إسم بابل = باب اآللهة ‪ .‬وهى عاصمة مملكة شنعار وشنعارهى بابل‬ ‫(تك‪ . )1 : 15 + 11 : 11‬وأسسها نمرود الذى يقول عنه البابليون أنه مردوخ (أو مرودخ) رأس آلهة بابل ‪ .‬والمدينة‬ ‫مربعة طول ضلعها حوالى ‪ 22 , 4‬كم ‪ ،‬وسمك سورها حوالى ‪ 24‬مت ار ‪ ،‬وارتفاع أسوارها حوالى ‪ 111‬مت ار ‪ .‬ولها ‪111‬‬ ‫البناء العظيم‬ ‫باب ‪ .‬وتقع المدينة على شاطئى نهر الفرات وبها الحدائق المعلقة وهذه قد بناها نبوخذ نصر ملك بابل ويسمى َ‬

‫أو أعظم البناة ‪ ،‬وهذا كما نراه فى العهد القديم‪ .‬والسبب فى بناء هذه الحدائق المعلقة أن نبوخذ نصر تزوج من أميتيس إبنة‬ ‫ملك فارس‪ ،‬وهذه حينما أتت إلى بابل إفتقدت الجبال الخضراء الجميلة التى فى بالدها‪ ،‬فكان أن صمم لها نبوخذ نصر‬ ‫زوجها هذه الحدائق المعلقة ‪ ،‬وهى على شكل مصاطب هرمية مزروعة باألشجار لتبدو كالجبال الخضراء بل صمم لها‬

‫طلمبات لترفع المياه إلى فوق فتروى بها األشجار ‪ ،‬فكانت هذه الحدائق إحدى عجائب الدنيا السبع‪ .‬وشكل المدينة كما يلى‬ ‫‪-:‬‬

‫‪58‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫وطول ضلع هذه الحدائق المعلقة حوالى ‪ 511‬قدم ‪.‬‬ ‫وحول المدينة خندق كبير مبطن باآلجر ومملوء بالماء (وتسمى قناة الخندق) وحوله سور آخر ‪ ،‬فهناك إذاً للمدينة سور‬ ‫داخلى وسور خارجى وبينهما خندق مملوء ماء‪( .‬تأمل ‪ -:‬هل إستطاعت كل هذه التحصينات أن تحمى المدينة ؟!‪....‬حقاً‬ ‫" إن لم يحرس الرب المدينة فباطال يسهر الحراس " ‪ .‬ولنالحظ أنه حينما حاصر كورش اإلمبراطور مدينة بابل ‪ ،‬دخلوا إلى‬ ‫المدينة وأغلقوا األسوار وكان لديهم خزين من الطعام يكفى مدة ‪ 21‬سنة ولديهم نهر عظيم يخترق المدينة‪ .‬ولكن كورش حفر‬ ‫قناة إلى بحيرة جافة بجانب المدينة كان مزمعا أن تكون بحيرة صناعية ‪ ،‬فإندفعت المياه إلى النهر فإنخفض مستوى الماء‬ ‫فى النهر وتسلل جنود فارس فى ليلة كان الجميع فيها سكارى (دا ‪ )4‬وفتحوا األبواب‬ ‫ودخلوا ليقتلوا كل من المدينة‪ .‬فماذا فعلت األسوار بل أين هى بابل اآلن ‪ ،‬وماذا حدث للمطمئنين الذين سكروا بملذات العالم‬ ‫ودنسوا آنية بيت الرب ؟!‬ ‫وكانت المدينة مملوءة بالمعابد المزينة والحدائق والقصور وأهمها طبعا قصر الملك ‪ .‬وكانت التماثيل مغطاة بالذهب بل‬ ‫والقصور والهياكل (دا‪ . )1‬قيل إن من يقف على إرتفاع يرى المدينة تلمع وتبرق بذهبها فى ضوء الشمس ‪ .‬ومن عظمة ما‬

‫‪59‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫شيد نبوخذ نصر إنتفخ وتكبر فأدبه هللا ليتواضع (دا‪ . )5‬وفى المدينة أيضا البرج الذى بناه أبناء نوح ليكون رأسه بالسماء أى‬ ‫عاليا جدا (تك‪ .)5 – 2: 11‬وكان هذا فى أرض شنعار‪ .‬واشتهر البرج بإسم برج بابل لكن الكتاب المقدس لم يذكر إسم برج‬ ‫بابل بل يقول فى بقعة شنعار ‪ .‬وهناك بلبل هللا األلسنة فأسموا البرج والمكان بابل ‪ .‬هو تالعب باأللفاظ فبابل كانت تعنى‬ ‫باب هللا ‪ ،‬وأسماها الكتاب المقدس هكذا لبلبلة األلسنة ‪ ،‬فإسم بابل بمعنى باب هللا يتطابق مع بابل بمعنى بلبلة األلسنة أو‬

‫التشويش والخلط فى العبرية‪ .‬وهكذا فعلت أبيجايل زوجة نابال وهى تكلم داود " ال يضعن سيدى قلبه على الرجل اللئيم هذا‪،‬‬ ‫على نابال ألن كإسمه هكذا هو‪ .‬نابال إسمه والحماقة عنده " (‪1‬صم‪. )24 : 24‬‬ ‫وبابل فى الكتاب المقدس هى بين النهرين حيث ُسبِى اليهود على يد نبوخذ نصر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وأشهر آلهتهم إنليل وهو بيل (رب العالم) ومرودخ أو مردوخ (هو الكبير فى اآللهة) ونبو (إله الخضرة) ونرجل (إله‬ ‫الحمى والطاعون ولذلك فهو إله العالم السفلى) واشتار إلهة اإلثمار والحب وفى هياكلها تمارس الدعارة) وتموز (إله‬ ‫ُ‬ ‫الخضرة التى إزدهرت بأمطار الربيع وهو عشيق إشتار) ‪.‬‬

‫ولم يخطر على بال البابليين واألشوريين فكرة اإلله الواحد أبدا‪ .‬وكانت أسماءهم مرتبطة باآللهة فمثال ‪ -:‬نبوخذ نصر = يا‬ ‫نبو أحرس الحدود ومرودخ بالدان = مرودخ أعطى إبنا‪ .‬ومن هنا نفهم لماذا غيروا أسماء دانيال والثالث فتية فى بابل‬ ‫فمثال دانيال واسمه دان إيل أي هللا يدين فإسمه منسوب هلل ‪ ،‬غيروا إسمه فصار بلطشاصر وهذه تعنى ليحفظ اإلله بيل‬ ‫حياته ‪ ،‬وبهذا نسبوا إسمه إللههم بيل‪ .‬وغيروا إسم حنانيا ومعنى إسمه هللا حنان فهو منسوب ليهوه (ياه إختصار يهوه) ‪،‬‬ ‫غيروا إسمه إلى شدرخ ومعنى إسمه أخو إله القمر آخ أو أكو وهكذا ‪.‬‬

‫‪ - 11‬مىىىادى‬ ‫هم شعب الميديون أو الماديون ومملكتهم شمال غرب إيران وعاصمتها إكبتانا‪ .‬وأعطى ملكهم إستياجيس إبنته أميتيس زوجة‬ ‫لنبوخذ نصر ملك بابل ‪ ،‬وهذه هى الزوجة التى من أجلها أقام نبوخذ نصر حدائق بابل المعلقة‪ .‬كما أعطى إستياجيس ملك‬ ‫مادى إبنته الثانية مادين زوجة للملك الفارسى قمبيز األول ‪ ،‬فولدت له كورش الثانى الفاتح العظيم وفى سنة ‪ 441‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫صار كورش هذا ملكا على مادى وفارس فهو يحمل دماء فارسية من أبيه ودماء مادية من أمه‪ .‬وأسس كورش هذا‬ ‫اإلمبراطورية الفارسية مترامية األطراف وأطلق عليها دولة مادى وفارس‪ .‬وهذه الدولة أسقطت بابل وأسست الدولة الفارسية‬ ‫ولم تظهر مادى فى التاريخ بعد ذلك‪.‬‬

‫‪ - 12‬فىىىىارس‬

‫‪60‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫أسقطت مملكة فارس مملكة بابل وانتشرت وصارت أكبر إمبراطوريات الشرق األوسط ‪ ،‬وامتدت من حدود الهند شرقا‬ ‫إلى بحر إيجة والى نهر الدانوب فى أوروبا غربا ‪ ،‬ومن بحر قزوين وجبال القوقاز والبحر األسود إلى النوبة جنوبا فى‬ ‫إفريقيا ‪ ،‬وفى آسيا وصلت اإلمبراطورية الفارسية إلى الخليج الفارسي والمحيط الهندى (أنظر الخريطة) ‪ .‬وكان شعبها‬ ‫يسميها " أريانا " ومعناها شريف فى المؤلفات الزرادشتية ‪ ،‬ومن هنا جاءت كلمة إيران التى تطلق على فارس اآلن‪.‬‬ ‫ولقد بدأت اإلمبراطورية بإسم عيالم فى الجنوب الغربى من إيران على إمتداد الساحل الشمالى للخليج الفارسى ‪ .‬ثم‬ ‫دخلت لهم قبائل إمتزجت بهم مثل الفرس والماديين فإمتدت عيالم وانتشرت حتى شمال غرب إيران‪ .‬وهم الذين حطموا‬ ‫نينوى فى تحالف مع بابل بعد أن كانوا خاضعين ألشور وتحرروا منها حينما بدأت تضعف‪ .‬وفى سنة ‪ 431‬ق‪.‬م‪ .‬أسقط‬ ‫الفرس بابل وكونوا إمبراطوريتهم وكان ذلك بيد كورش الملك ‪ .‬وكورش هذا أعاد الشعوب المسبية فى بابل إلى أماكنهم‬ ‫األصلية وأعطى لكل شعب حريته الدينية وكان منهم اليهود ‪ ،‬بل أنه ساعد اليهود فى بناء الهيكل (عز‪ )1‬حينما أراه‬ ‫دانيال النبى نبوات إشعياء التى تنبأت عنه باإلسم بل وبالخطة التى بها حول مجرى نهر الفرات ليقتحم جنوده مدينة بابل‬ ‫المحصنة (إش ‪ )54 ، 55‬ونبوات إرمياء النبى بالزمن الذى سيتم فيه كل هذا‪.‬‬ ‫وكانت اللغة األرامية هى اللغة الرسمية‪ .‬وكان للفرس آلهة متعددة حتى ظهر زرادشت حوالى سنة ‪ 111‬ق‪.‬م‪ .‬والذى‬ ‫كان يميل للتوحيد فى صورة اإلله أهورامازدا خالق العالم‪.‬‬ ‫وجاء اإلسكندر األكبر الفاتح العظيم والذى غ از كل العالم المعروف تقريبا فى مدة قصيرة جدا ‪ ،‬فهزم الفرس وافتتح‬ ‫عاصمتهم برسبوليس‪ .‬ولكن بعد اإلسكندر إنقسمت إمبراطوريته إلى أربعة أقسام وقسمت على قادة جيوشه األربعة ‪،‬‬ ‫وهؤالء لم تكن لهم كفاءة اإلسكندر فتحرر منهم الفرس إلى أن فتحها العرب‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫‪ – 13‬يىىىىاوان (اليونان)‬ ‫ياوان هو اإلبن الرابع ليافث بن نوح ونسل ياوان (تك‪)5 : 11‬‬ ‫ياوان‬

‫أليشة‬ ‫جزء من قبرص‬

‫ترشيش‬ ‫سردينيا أو أسبانيا‬

‫كتيم‬

‫دودانيم أو رودانيم‬

‫جزء من قبرص‬

‫رودس‬

‫وياوان تسمى صراحة اليونان فى نبوات دانيال التى تنبأت عن اإلسكندر األكبر الذى إكتسح العالم وبعد موته تفرقت‬ ‫إمبراطوريته على أربعة من قادته ‪ ،‬وهؤالء إقتسموا اإلمبراطورية فكان نصيب بطليموس مصر ‪ ،‬وتُ َسمى فى الكتاب المقدس‬

‫فى نبوة دانيال بمملكة الجنوب ‪ .‬وسلوكس أخذ سوريا حتى إيران وتسمت مملكته بمملكة السلوكيين أو مملكة سوريا وفى نبوة‬

‫دانيال تسمى بمملكة الشمال ‪ .‬وكان بجانب هذين مملكتى آسيا الصغرى (تركيا) واليونان واللتين كانتا من نصيب القائدين‬ ‫اآلخرين‪.‬‬ ‫وكان من ضمن أمالك سلوكس وعائلته شعب اليهود ‪ ،‬وظل الحال هادئا معظم الوقت بين اليهود وملوك اليونان‪ .‬وكان آخر‬ ‫ملوك اليونان على مملكة سوريا والتى تضم إسرائيل هو الملك أنطيوخس إبيفانيوس ‪ ،‬وابيفانيوس كلمة تعنى الالمع‪ .‬ولجنونه‬ ‫فى تأليه نفسه واضطهاده الدموى لليهود أسماه اليهود فى تالعب باأللفاظ أنطيوخس إبيمانس التى تعنى المجنون‪ .‬وهذا سفك‬ ‫دماء اليهود بغ ازرة ودنس هيكل هللا بأن قدم خنزيرة ذبيحة على مذبح هللا ‪ ،‬ووضع تمثاال له فى الهيكل‪(....‬أنظر تفسير‬ ‫دانيال وسفرى المكابيين) ‪ .‬واستمر هذا إلى أن ظهر المكابيين وهزموا جيوشه وانتقم منه هللا بمرض بشع بعيدا عن بالده فى‬ ‫حرب من حروبه ‪ ،‬وفى أيامه األخيرة قال أن ما يحدث له هو بسبب ما عمله فى هيكل هللا بل نذر نذ ار بأن يتصالح مع‬ ‫اليهود لو شفى من مرضه ولكنه مات بعيدا عن بالده‪ .‬وهذا ما كان قد تنبأ عنه زكريا النبى‪.‬‬ ‫وكانت هناك مشكلة أخرى مع اليونان فى عالقتها مع شعب هللا ‪ ،‬إذ أن الصوريون والصيدونيون عندما ضربت بابل شعب‬ ‫يهوذا أخذوا بنى يهوذا وباعوهم عبيداً لليونانيين‪ .‬ولهذا تنبأ ضدهم يوئيل النبى (يؤ ‪. )1 – 5 : 3‬‬

‫‪62‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫العبادات الوثنية عند األمم‬ ‫عبدت األمم أصنام وآلهة وثنية متعددة‪ ،‬وتتضمن عبادات بشعة تشمل تقديم ذبائح حية يلقونهم أحياء فى النار إلرضاء‬ ‫اآللهة ونوال بركتها ‪ ،‬ويمارس فيها الزنا وغيره‪ .‬ولكل أمة إله غير األخرى‪ .‬فاليونان كان إلههم زيوس كبير اآللهة (ومن‬

‫المعروف أن أم اإلسكندر األكبر حملت به من زنا ‪ ،‬ولما ُسئِلت قالت هذا الحمل من عالقة مع زيوس ‪ ،‬ولكن الكتاب‬

‫المقدس تنبأ عن اإلسكندر وأنه إبن زنى قبل ميالده بحوالى ‪ 11‬سنة زك‪ . )1 : 1‬لكنهم كانوا يؤمنون بتزاوج اآللهة مع‬

‫البشر‪ .‬وعبد الصوريون عشتاروت وملكارت والبعل‪ ،‬ورأينا إيزابل التى تزوجها آخاب ملك إسرائيل قد أدخلت عبادة البعل‬ ‫كعبادة رسمية فى إسرائيل فقد كانت إيزابل إبنة إيثبعل ملك صور وكان رئيساً لكهنتها فى نفس الوقت‪ .‬وموآب عبدوا آلهة‬ ‫الخصوبة بكل ما تتضمنه من عهارة فى طقوسها ‪ ،‬خصوصاً فى هياكل بعل فغور‪ ،‬إذ كانت لهم هياكل بها أعداد كبيرة من‬ ‫الفتيات بل والرجال المأبونون (‪1‬كو‪ + 1 : 1‬تث‪ )1: : 23‬مكرسين ذواتهم للزنى وما يحصلون عليه من أموال يضعونه فى‬ ‫الهيكل (مأبون = شاذ جنسيا) ‪ .‬واآللهة األم عشتاروت‪ .‬وهناك تشابه كبير بين العبادات الكنعانية النجسة والعبادات الموآبية‪.‬‬ ‫وكانوا يقدمون ذبائح بشرية على مذابحهم ‪ ،‬ويقيمون وراءها حفالت ماجنة‪ .‬وقدموا أوالدهم ذبائح بشرية ‪ ،‬وكانوا يقيمون‬ ‫تماثيل نحاسية ويصنعونها مجوفة ويشعلون النيران داخلها إلى درجة اإلحمرار ويلقون أوالدهم على أيادى هذه التماثيل‬ ‫ليحترقوا أحياء وبهذا يسترضون اآللهة ‪ ،‬ويدقون طبول بأصوات عالية حتى ال يتأثر الواقفين بأصوات صراخ األطفال‪ .‬وكانوا‬ ‫يعبدون إله إسمه كموش وهو إله الحرب وهو فى نفس الوقت اإلله الذى يأتى بالبركة واللعنة ‪ ،‬ولذلك حين أخبرهم هللا‬ ‫بالضربات اآلتية عليهم قال لهم " يخجل موآب من كموش إلههم " (إر‪ . )13 : 51‬ونفس هذا الكالم يقال عن عبادات وثنية‬ ‫كثيرة أخرى‪ .‬وعمون يعبدون إلههم ملكوم (كبير اآللهة) ‪ .‬والفلسطينيين يعبدون داجون وبعلزبول وعشتاروت ‪ .‬وداجون هذا‬ ‫إله فلسطينى له رأس إنسان ويد إنسان أما بدنه فعلى شكل سمكة ويعتبر إله الخصوبة ألن البحر يفيض بسمك كثير‪،‬‬ ‫وداجون هذا هو الذى سقط أمام تابوت العهد على وجهه (‪1‬صم‪ . ): – 1 : 4‬وحينما سقط ‪ ،‬سقط على عتبة البيت لذلك‬ ‫كانوا يقفزون فوق العتبة حتى ال يطأوا بأقدامهم المكان الذى سقط عليه ‪ ،‬وصارت هذه عادة عند الفلسطينيين ‪،‬القفز فوق‬ ‫العتبات ‪ .‬والعجيب أن اليهود تعلموا هذه العادة وصاروا يمارسونها (صف‪ . )1 : 1‬وعبد الصيدونيون عشتاروت هذه التى‬ ‫ذهب سليمان وراءها‪ .‬أما المصريين فرأينا فى دراستنا لمصر آلهتهم التى عبدوها ‪ ،‬وتبعهم الكوشيون فى نفس العبادات‬ ‫ونفس اآللهة ‪ .‬ونرى أن بعض الشعوب نقلت عبادات الشعوب المجاورة أو التى سكنوا وسطها ‪ ،‬فعبدت الشعوب األرامية‬ ‫آلهة الشعوب الكنعانية (كما رأينا أنهم كانوا واليات متعددة وأتوا من عدة قبائل وأتوا إلى أراضي سوريا وشمال العراق‬ ‫واستوطنوا فيها) ‪.‬‬

‫والعجيب ‪ ،‬وأنه لمما أحزن هللا جداً أن شعبه إسرائيل أدخل كل هذه اآللهة واألصنام والعبادات إلى بالدهم وعبدوها " ألنه‬ ‫على عدد مدنك صارت آلهتك يا يهوذا " (إر‪ . )13 : 11 + 21 : 2‬وقدموا بنيهم ذبائح حية لهذه اآللهة ‪ ،‬واعتبر هللا أنهم‬ ‫‪63‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫يقدمون أوالده هو ذبائح لهذه اآللهة " ِ‬ ‫أخذت ِ‬ ‫بنيك وبناتك الذين ولدتهم لى وذبحتهم لها طعاما ‪ .‬أهو قليل من زناك أنك‬

‫ِ‬ ‫وجعلتهم يجوزون فى النار لها " (حز‪ . )21 ، 21 : 11‬فكان هناك نوعين من الممارسات ‪ )1 -:‬أن يقدموا‬ ‫ذبحت بني‬ ‫األوالد ذبائح حية فعال لهذه اآللهة‪.‬‬ ‫‪ )2‬أن يجيزوا أوالدهم بين أيادى هذه األصنام المشتعلة بالنار لتبارك األصنام هؤالء األطفال‪.‬‬ ‫حقيقة هذه األصنام واألوثان‬ ‫" نعلم أن ليس وثن فى العالم وأن ليس إله آخر إال واحدا " (‪1‬كو‪. )5 : 1‬‬ ‫" بل إن ما يذبحه األمم فإنما يذبحونه للشياطين ال هلل " (‪1‬كو‪. )21 : 11‬‬ ‫إذاً نفهم أن من يقف وراء هذه العبادات هو الشيطان الذى ضلل الناس وخدعهم ليعبدونه تاركين هللا‪ .‬ونفهم مما حدث مع‬ ‫موسى النبى من أعمال السحرة أنه كان لهؤالء السحرة قوة على عمل أشياء خارقة لتضليل الناس‪ .‬ولكن كل هذا ال قيام له‬

‫أمام قوة هللا ‪ ،‬فعصا هرون تحولت إلى ثعبان وهكذا ِع ِ‬ ‫صى السحرة ‪ ،‬ولكن قول الكتاب أن " عصا هرون إبتلعت عصى‬ ‫ّ ْ‬ ‫سحرة فرعون " (خر‪ )12 – 1 : :‬فهذا يعنى أن قوة الشيطان تالشت أمام قوة هللا‪ .‬والعجيب أن الشيطان كان يخدع فى‬ ‫عصور الظالم القديمة البشر بخداعاته هذه ‪ ،‬أما اآلن وفى األيام الحالية وفى عصر نور المسيح ‪ ،‬فقد جعل الشيطان‬ ‫عبادته عبادة صريحة له ‪ ،‬ومن يعبدون هذه العبادة يسمون أنفسهم عبدة الشيطان ‪ ،‬ولكنها الشهوة الخاطئة التى أعمت‬ ‫أعين البشر‪ ،‬فبعد أن كانوا يعبدون الشيطان من خالل أصنام هى رمز للشيطان صار الناس اآلن ويا للعجب ‪ ،‬يعبدون‬ ‫الشيطان صراحة‪.‬‬ ‫النبوات ضد األمم‬

‫هناك نبوات كثيرة ضد األمم ‪ ،‬تحمل إنذارات وأخبا ار مخيفة ضدهم بالهالك والخراب ‪ .‬ولكل األنبياء تقريبا نبوات ضد األمم‬ ‫أى الشعوب الوثنية‪ .‬بل أن من األنبياء الصغار من كانت نبوته متجهة ضد أمة بعينها ‪ ،‬فعوبديا تنبأ ضد أدوم وناحوم‬ ‫تنبأ ضد أشور‬ ‫وحبقوق تنبأ ضد بابل‪.......‬‬

‫فهل للا ضد هذه األمم ؟‬

‫للا ليس ضد األمم‬

‫هناك تصور خاطئ عند اليهود ‪ ،‬وتأثر بعض الناس بأقوالهم ‪ ،‬أن الكتاب المقدس فى العهد القديم يشير إلى أن هللا هو إله‬ ‫خاص لهم ‪ ،‬وساعد على ذلك الفهم الخاطئ للكتاب‪ .‬ولكن ليس هذا هو الفهم الصحيح للكتاب المقدس ‪ ،‬ولكن ألن الكتاب‬

‫‪64‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫المقدس هو كتاب ‪ -‬كان لليهود أساسا ‪ -‬فنجد أنه يركز على تعامل هللا مع اليهود ‪ ،‬ولكن لو فهمنا الكتاب فهماً دقيقا لوجدنا‬ ‫إشارات كثيرة ألن هللا كان يتعامل مع كل العالم ‪-:‬‬ ‫‪ )1‬هللا ليس ضد األمم فهو خالق الجميع‪ ،‬فيقول سليمان فى سفر الحكمة " هللا لو أبغض شيئا ما كان قد كونه أصال "‬ ‫(حك‪ .)11‬إذاًخلق هللا األمم ألنه يحبهم ويريدهم فلهم دورهم وعملهم الذى خلقهم هللا ليعملونه (أف‪. )11 : 2‬‬ ‫‪ )2‬ملكى صادق رمز المسيح والذى بارك إبراهيم أبو األباء وأخذ منه العشور ‪ ،‬ألم يكن أمميا‪.‬‬ ‫‪ )3‬أيوب وأصحابه أليسوا من األمم ‪ ،‬فهم ليسوا من نسل يعقوب ‪ ،‬ولكن الحظ حواراتهم ومستواهم الروحى العالى جداً‬ ‫‪ ،‬بل كان هللا يكلمهم برؤى وأحالم (أى‪ . )1: – 12 : 5‬فمن أين أتت هذه المستويات الروحية العالية ‪ ،‬أليس من‬ ‫هللا‪...‬إذاً هللا كان له تعامالت مع األمم‪.‬‬ ‫‪ )5‬بلعام النبى األممى والذى تنبأ نبوات عجيبة عن المسيح وخالص المسيح ‪ ،‬من أين أتى بهذا ؟ أليس من هللا ‪ ،‬بل‬ ‫نجده يدخل فى حوار مباشرة مع هللا‪ .‬وهذه النبوات هى التى على هداها إنتظر المجوس ميالد المسيح حسب نبوة‬ ‫أبيهم بلعام‪ .‬وإلنتظارهم كل هذا الزمان كافأهم هللا وكلمهم بلغتهم عن طريق نجم أرسله هللا لهم ليقودهم إلى حيث‬ ‫المسيح‪ .‬وهؤالء المجوس نسل بلعام وعبراألزمان ألم يكونوا من األمم‪.‬‬ ‫‪ )4‬نينوى ألم يرسل لهم هللا يونان النبى ‪ ،‬وكانت توبة نينوى درسا لكل األجيال‪ .‬فهل بعد أن عفا عنهم هللا يعود‬ ‫ويهلكهم فى البحيرة المتقدة بالنار فقط ألنهم ليسوا يهودا من نسل يعقوب ‪ .‬وبحارة يونان من أين كانت لهم هذه‬ ‫الشفقة والرقة فى التعامل مع يونان ‪ ،‬أليس هذا من عمل هللا معهم ‪ ،‬فكل عطية صالحة هى نازلة من فوق من عند‬

‫أبى األنوار (يع‪ ، )1: : 1‬ومن أين عرفوا أن هناك إله ينبغى أن ُيصلِّى له الجميع " قم أصرخ إلى إلهك عسى أن‬ ‫يفتكر اإلله فينا فال نهلك " (يون‪ )1 : 1‬فقولهم هذا يعنى أن هناك إله واحد للجميع‪ .‬والحظ أنهم قدموا للرب ذبيحة‬

‫(يون‪ )11 : 1‬فقول الكتاب الرب فهذا يعنى يهوه إله إسرائيل ‪ ،‬إذاً هم آمنوا باإلله الحقيقى‪ .‬فهل يرفضهم هللا بعد‬ ‫هذا ألنهم ليسوا من نسل يعقوب‪ .‬والحظ أن هللا كلمهم بلغتهم ‪ ،‬فهم يفهمون كبحارة لغة البحر واضطرابه وهياجه‬ ‫غير العادى ثم هدوءه فجأة إذ ألقوا يونان فى البحر‪ .‬كل هذا يشير لتعامل هللا مع األمم‪.‬‬ ‫‪ )1‬وهناك نبوة ضد نينوى هى نبوة ناحوم النبى تتنبأ بهالك أشور وفنائها وأتت بعد يونان بحوالى ‪ 111‬سنة ‪ ،‬فاهلل قبل‬ ‫أن ُيهلك ويخرب ينذر أوال ‪ ،‬وهذا ما حدث فعال ‪ .‬وهذا إن دل على شئ فهو يدل على أن هللا يحب نينوى فهم‬

‫خليقته وال يريد هالكها لذلك أنذرها فلما إستجابت فرح بها‪ .‬لكن حينما تقست القلوب سمح بخرابها‪ .‬وهذا نفس ما‬

‫‪65‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫قاله هللا عن شعب يهوذا " هل مسرة أُسر بموت الشرير يقول السيد الرب ‪ .‬أال برجوعه عن طرقه فيحيا " (حز‪: 11‬‬ ‫‪. )23‬‬ ‫"‬

‫‪ ):‬واألعجب أننا نرى عند أحد شعراء اليونان واسمه أبيمينيدس هذا الشعر العجيب إلله أسماه اإلله المجهول‬

‫لقد صنعوا لك قب ار أيها القدوس األعلى والكريتيون دائما كذابون وقتلة‪ .‬وحوش ردية بطون بطالة‪ .‬ولكنك لست‬ ‫ميتا إلى األبد‪ ...‬أنت قائم وحى ألنه بك نحيا ونتحرك ونوجد " ‪ .‬فمن أين أتى هذا الشاعر األممى بهذا الكالم‬ ‫العجيب إالّ لو كان هللا يتعامل مع األمم‪ .‬عاش هذا الشاعر قبل المسيح با ‪ 111‬سنة‪.‬‬ ‫‪ )1‬تشابهت وربما تطابقت بعض أمثال سليمان وحكمته مع بعض األمثال الحكيمة عند بعض شعوب األمم (فبعض‬ ‫األمثال األخرى الفاسدة عندهم هى من نتاج خبرات فاسدة) فكيف حدث هذا إالّ لو كان المصدر واحداً وهو الروح‬ ‫القدس‪ .‬فاهلل يشرق شمسه على األبرار واألشرار (مت‪ ، )01 : 1‬مما يعنى أن هللا كمسئول عن خليقته كلها أوحى‬ ‫لحكماء هذه الشعوب بهذه األمثال الحكيمة حتى ال يقودهم عدو الخير للهالك التام‪ .‬فال يعقل أن يترك هللا الشيطان‬ ‫يعيث فى األرض فساداً ويضلل الناس وال يكون هناك عمل مضاد من هللا‪.‬‬ ‫‪ )1‬هناك نبوات قاسية جدا على بابل وذلك لتدميرها للهيكل وألورشليم ‪ ،‬ولكن هل هللا ضد البشر الذين فيها ؟ قطعا ال‬ ‫‪...‬فنرى هللا يتعامل مع ملك بابل الشهير نبوخذ نصر عن طريق األحالم (دا‪ )2‬وضربات التأديب (دا‪ )5‬حتى قاده‬

‫لإليمان به ‪ ،‬وألن يتواضع ويخشع أمامه ويقول " وباركت العلى وسبحت وحمدت الحى إلى األبد الذى سلطانه‬ ‫ّ‬ ‫سلطان أبدى وملكوته إلى دور فدور " (دا‪ . )3: – 33 :5‬والحظ أن هللا ال يجبر الناس على شئ بل خلق هللا‬ ‫اإلنسان عاقال ‪ ،‬ويتعامل هللا مع اإلنسان باإلقناع " أقنعتنى يا رب فإقتنعت وألححت على فغلبت " إر ‪. ): : 21‬‬ ‫والحظ طول المدة التى تعامل هللا فيها مع نبوخذ نصر واألساليب المتنوعة التى تعامل بها معه حتى وصل إلى ما‬ ‫وصل إليه من اإليمان ‪ ،‬فاهلل‪ ...‬قصبة مرضوضة ال يقصف‪.‬‬ ‫‪)11‬‬

‫هللا ال يهتم فقط باألمم كبشر بل يهتم بالحيوانات وكل الخليقة ‪ ،‬فهو يرزق الجميع وحنانه ورحمته تشمل‬

‫الجميع ‪ ،‬عصافير السماء ولفراخ الغربان هذه التى يكرهها الناس لكن هللا يرزقها (مز ‪ ، )1 : 15:‬وللوحوش التى‬ ‫يريد الناس قتلها وللدودة الصغيرة ‪ ،‬وللنعام ‪ ،‬ولنالحظ أن النعامة تترك بيضها لوحوش البرية تدوسه فيحافظ هللا‬

‫عليه (أى‪ )11 – 13 : 31‬ولنسمع قول هللا ليونان النبى " أفال أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التى يوجد‬ ‫فيها أكثر من إثنتى عشرة ربوة من الناس الذين ال يعرفون يمينهم من شمالهم وبهائم كثيرة" هذا هو هللا المحب‬ ‫الحنون على خليقته أفيهلك األمم ألنهم ليسوا من نسل يعقوب ‪ ،‬بينما نراه فى هذه اآلية يهتم بالبهائم ؟!‬

‫‪66‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫‪)11‬‬

‫هناك نبوات عديدة فى العهد القديم تشير لقبول األمم وايمانهم فى المستقبل ولنأخذ أمثلة لذلك " سبحوا الرب‬

‫يا كل األمم‪(...‬مز‪ " + )1 : 11:‬ألنه من مشرق الشمس إلى مغربها إسمى عظيم بين األمم وفى كل مكان‬ ‫يقرب إلسمى بخور وتقدمة طاهرة ألن إسمى عظيم بين األمم قال رب الجنود " (مال‪ .)11 : 1‬واآلن قال الرب‬ ‫جابلى من البطن عبدا له (المسيح الذى أخلى ذاته آخذا صورة عبد) إلرجاع يعقوب (اإلسم القديم له يشير لليهود) فينضم‬ ‫إليه إسرائيل (اإلسم الجديد ليعقوب رم از لكنيسة العهد الجديد إسرائيل هللا غل‪ 11 : 1‬وهذه ضمت األمم واليهود) ‪ ..‬فقال قليل‬ ‫أن تكون لى عبدا إلقامة أسباط يعقوب ورد محفوظى إسرائيل‪ .‬فقد جعلتك نو ار لألمم لتكون خالصى إلى أقصى‬ ‫األرض‪( ...‬إش‪ . ): – 4 : 51‬وراجع ( إش‪ . ): – 1 : 14 + 3 – 1 : 45‬وراجع مزمور ‪ 1:‬لترى نبوة‬ ‫واضحة لدخول شعوب مصر وبابل وفلسطين وصور وكوش إلى شعب هللا‪.‬‬ ‫‪)12‬‬

‫ألم يبارك هللا شعب مصر وأشور فى سفر إشعياء " مبارك شعبى مصر وعمل يدى أشور‪. )24 : 11(..‬‬

‫بل قال هللا " شعبى مصر " ولم يقل شعب مصر مما يعنى أن شعب مصر صار من خاصته‪.‬‬ ‫‪)12‬‬

‫هللا ليس ضد أشخاص وال بشر إنما هللا ضد الشيطان والعبادة الوثنية والخطية التى يخدع بها الشيطان‬

‫ِ‬ ‫ص َرع " ويصل فى ضعف العقل إلى درجات عجيبة‬ ‫البشر فيجعلهم كمن بال عقل ويقول الوحى " شعب ال يَعْقل يُ ْ‬

‫من الممارسات الوثنية الحمقاء " الزنى والخمر والسالفة تخلب القلب‪ .‬شعبى يسأل خشبه ‪ ،‬وعصاه تخبره‪( "..‬هو‪5‬‬

‫‪ )15 – 11 :‬وهذه كانت عادة وثنية فيوقفون عصا ويتركونها تسقط ويحددون مواقفهم بناء على إتجاه وقوع العصا‬ ‫‪ ،‬وكانوا يذبحون عجال ويحددون مواقفهم بناء على لون كبده (حز‪ . )21 : 21‬إلى هذه الدرجة إستخف الشيطان‬ ‫بعقل اإلنسان ‪ ،‬وما الذى أدى باإلنسان ليصل إلى هذه الدرجة ؟ الزنى والخمر ‪ .‬وهذا ما يدفع إليه عدو الخير‪.‬‬ ‫ونرى سخرية الوحى من العبادة الوثنية (إش‪ . )21 – 12 : 55‬ويخبر هللا شعبه أن هللا هو الوحيد الذى يعرف‬ ‫المستقبل (إش‪( + )25 – 21 : 51‬إش‪ . )1 – 1 : 55‬وفى هذه النقطة نرى هللا العادل خالق الخليقة كلها وديان‬ ‫كل البشر‪ .‬أنه حين يدين يدين الجميع يهوداً وأمم بال إستثناء ‪ .‬بل نجد أن النبوات ضد األمم كانت عدة آيات فقط‬ ‫‪ ،‬أما النبوات ضد إسرائيل فطالت إلصحاحات‪.‬‬ ‫‪)15‬‬

‫هناك ما يسمى الناموس الطبيعى (الضمير) وهذا لكل البشر ‪ ،‬يهود وأمم ومسيحيين وهى وصايا هللا‬

‫مطبوعة على القلب‪ .‬فإذا كان هللا قد طبع وصاياه على قلوب األمم فهو يتعامل معهم‪ .‬وبهذا الناموس الطبيعى‬ ‫عرف يوسف أن الزنا يغضب هللا‪ .‬وبهذا الناموس أطلق يعقوب على المكان الذى تصارع فيه مع هللا بيت إيل أي‬ ‫بيت هللا ودشن المكان بالزيت ‪ ،‬وعرفت الرقة والرحمة بل والصالة طريقها إلى قلوب بحارة يونان ‪ .‬ونسمع بولس‬ ‫الرسول يقول " إن كان األغرل يحفظ أحكام الناموس أفما تحسب غرلته ختانا "‬ ‫‪67‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫(رو‪ . )21 : 2‬وكيف يستطيع األغرل أن يحفظ الناموس إن لم يكن هللا قد طبع الناموس على قلبه‪ .‬ونالحظ أنه‬ ‫إذا كان األمم قد كسروا الناموس الطبيعى فإن اليهود قد كسروا ناموس موسى وراجع (رو‪ - 1‬رو‪.)3‬‬ ‫‪)14‬‬

‫نخلص من هذا أن هللا هو لكل العالم ‪ ،‬خلق الجميع ألنه يحبهم ويريدهم ويرعاهم ‪ ،‬وقد طبع وصاياه على‬

‫قلوبهم وان قيل عن اليهود أنهم شعب هللا المختار ‪ ،‬فهذا يعنى أنهم مختارين ليأتى منهم المسيح وليكونوا أمناء‬ ‫مكتبة المسيحية ‪ ،‬أى ما بين أيديهم من الناموس والنبوات تشهد بأزلية فكرة الخالص‪( .‬فى هذه النقطة راجع‬ ‫موضوع إسرائيل باب ‪. ) 5‬‬ ‫إذاً لماذا كل هذه النبوات ضد األمم‬ ‫رأينا أن الشيطان وراء كل هذه العبادات الوثنية ‪ ،‬ونرى أن هللا ُي َعّبِر فى هذه النبوات عن ضيقه الشديد من أعمال الشيطان‬

‫(‪1‬كو‪1 + 5 : 1‬كو‪-: )21 : 11‬‬

‫‪ )1‬من ناحية ‪ ،‬هللا غاضب منه ألعماله والتى أفسدت اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ )2‬ومن ناحية أخرى هللا غاضب من إستجابة اإلنسان له‪.‬‬ ‫ولكن نلمح أن خطايا األمم التى يعلن هللا نبوات عنها إنما هى صفات الشيطان وخطاياه‪ .‬وبهذا تصبح هذه الشعوب رم از‬ ‫للشيطان ‪ ،‬ونرى هذا بوضوح فى نبوتين األولى خاصة بملك بابل (إش‪ )15‬والثانية خاصة بملك أشور حز(‪ )21‬حيث نجد‬ ‫الكالم عن ملك منهم ثم يتحول الكالم فجأة إلى ملك من نوع آخر ال يمكن أن يكون إنسان عادى ‪......‬مثالً ويكون فى يوم‬ ‫يريحك الرب من تعبك ومن إنزعاجك ومن العبودية القاسية‪...‬أنك تنطق بهذا الهجو على ملك بابل وتقول‪ .‬كيف باد‬ ‫الظالم‪....‬الضارب الشعوب بال فتور‪...‬إستراحت إطمأنت كل األرض‪(....‬إلى هنا فالكالم يمكن أن يكون فعال على ملك بابل ‪ ،‬لكن‬

‫مايأتى بعد هذا ال ينطبق على إنسان) كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح‪(..‬إش‪ . )1: – 3 : 15‬وهذا األسلوب نفسه‬ ‫نجده عن ملك صور فى (حز‪)21‬‬ ‫ولكن لماذا إستخدم الوحى هذين الملكين بالذات ليرم از للشيطان بهذا األسلوب؟ ‪-:‬‬ ‫ملك بابل يمثل القوة المدمرة والجيوش الجبارة التى دمرت األرض ‪ ،‬فجيش بابل أينما توجه كان يخرب ويقتل‪ ،‬وبابل هى التى‬ ‫دمرت هيكل هللا ‪،‬‬ ‫وبابل هى التى إستعبدت شعب هللا فى سبى إستمر ‪ :1‬سنة ‪ ،‬حتى جاء كورش ملك فارس وكسر بابل وحرر شعب هللا ‪.‬‬ ‫فصارت بابل بهذا رم از للشيطان الذى إستعبد اإلنسان ودمره كهيكل هلل فكان قتاالً للناس منذ البدء (يو‪ ، )55 : 1‬حتى جاء‬ ‫‪68‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫المسيح وحررنا فصرنا أح ار ار (يو‪ ، )31 : 1‬وفى هذا صار كورش رم از للمسيح ‪ ،‬فهو محرر شعب هللا وهو بانى الهيكل‬ ‫(أصدر أم ار بالبناء) الذى دمرته بابل (التى ترمز للشيطان) وكما كسر كورش أبواب بابل المنيعة هكذا كسر المسيح أبواب الجحيم‬ ‫ليخرج الذين رقدوا على رجاء ‪ ،‬ومعنى إسم كورش = شمس وباألرامية راعى وهذه هى صفات المسيح شمس البر والراعى‬ ‫الصالح‪ .‬بل قال عنه الكتاب هذا صراحة‪ ...‬أنه مسيح الرب وأنه الراعى المعين من قبل هللا ليتمم هذا العمل (إش‪21 : 55‬‬ ‫‪. )1 : 54 +‬‬ ‫أما ملك صور بغناه الفاحش وأمواله فقد صار رم از للملذات العالمية والشهوات الحسية واغراءت الخطية ‪ ،‬ولنرى ماذا صنعت‬ ‫إيزابل زوجة أخاب ملك إسرائيل وهى إبنة ملك صور الذى كان رئيساً لكهنتها فى نفس الوقت ‪ ،‬وكيف أدخلت عبادة البعل‬ ‫إلى إسرائيل بكل ما تضمنته من فجور فى هياكل البعل فأفسدت شعب هللا تماما مما أدى ألن هللا سمح لملك أشور أن يدمر‬ ‫إسرائيل المملكة الشمالية تماما‪.‬‬ ‫وهذه وسائل حروب الشياطين ضد اإلنسان عادة ‪ ،‬فإما الخداع بإغراءات الخطايا التى فى العالم (ويمثلها غنى صور) أو‬ ‫اإلضطهاد الدموى (وهذا ما تمثله بابل) ‪ .‬وهذا نراه فى سفر الرؤيا (رؤ‪ )13‬وأن هناك وحشين فى سيظهران فى نهاية األيام‬ ‫‪ ،‬وحش البحر وهذا شخص دموى ‪ ،‬وهناك وحش البر وهو إنسان مخادع ‪ ،‬ويعطيهما الشيطان كل قوته‪ .‬وأليس هذا هو‬ ‫األسلوب الذى إتبعه الشيطان فى حربه ضد المسيح‪ .‬فبدأ معه بإغراءات خطايا العالم وأمجاده " أعطيك كل هذه " ولما رفض‬ ‫كان الهجوم من الكهنة والفريسيين واستمر هذا إلى أن إنتهى بالصليب‪.‬‬ ‫‪ 03‬سنىىىىة ‪ -:‬إِ ْستُعبِد شعب هللا مدة ‪ :1‬سنة فى بابل ‪ .‬فلقد تم السبى على أربع مراحل بدأت فى أيام الملك يهوياقيم ‪،‬‬ ‫فلقد جاء نبوخذ نصر ملك بابل وأخذ معه أعدادا كبيرة من المسبيين ليستعبدهم فى بابل وكان منهم دانيال والثالث فتية ‪،‬‬ ‫وكان ذلك سنة ‪ 111‬ق‪.‬م‪ .‬وكان السبى الرابع واألخير سنة ‪ 411‬ق‪.‬م‪ .‬وفى هذه المرة أخذ كل من هو قادر على العمل إلى‬ ‫بابل وترك فى أورشليم مساكين األرض ‪ ،‬ودمر المدينة والهيكل وأخذ آنية بيت الرب (وهذه ترمز لشعب هللا الذى هو آنية‬ ‫يسكن فيها روح هللا ‪1‬كو‪2+ 11: 1‬تى‪ )21 ، 21: 2‬وأحرق المدينة وكسر أسوارها وتركها خرابا‪ .‬وهذا ما عمله الشيطان‬ ‫فى اإلنسان‪ .‬واستمر ذلك حتى سنة ‪ 431‬ق‪.‬م‪ .‬عندما حرر كورش الشعب وبهذا تمت نبوات إرمياء النبى (إر‪. )21 ، 24‬‬ ‫فالسبى بدأ سنة ‪ 111‬وانتهى سنة ‪ 431‬ق‪.‬م‪ .‬أى مدة ‪ :1‬سنة‪.‬‬ ‫وهذه السبعون سنة فى السبي كانت عقوبة للشعب عن خطيتهم ‪ ،‬ولكنها عقوبة لفترة محدودة ليأتى بعدها كورش ويحرر‬ ‫الشعب ‪ .‬وكان هذا رم از ألننا بخطيتنا إستُعبِدنا للشيطان لفترة محدودة إلى أن جاء المسيح وحررنا‪.‬‬ ‫‪...11‬‬

‫‪ 0‬هى سبعة أيام الخليقة ونحن اآلن فى اليوم السابع‪...‬‬

‫ورقم ‪× : = :1‬‬

‫ورقم ‪ 13‬يمثل الوصايا ‪ .‬وبهذا تصبح مدة الا‬

‫‪ :1‬سنة هى مدة رمزية تشير للمدة التى يقضيها اإلنسان على األرض بآالمها وضيقاتها الناتجة عن كسره للوصايا‪ .‬فآدم أبو‬ ‫‪69‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫البشرية بالجسد سقط فى نهاية اليوم السادس فبدأ اليوم السابع على األرض ‪ ،‬واإلنسان مستعبد للشيطان‪ .‬ونالحظ أنه عندما‬ ‫أخطأ آدم فارقه هللا فإستعبده الشيطان ‪ ،‬وعندما أخطأت أورشليم فارق هللا الهيكل فدمره جيش بابل (حز ‪ – 1‬حز‪ . )11‬وهذا‬ ‫ما قاله بولس الرسول " إذ أخضعت الخليقة للبطل ‪ .‬ليس طوعا بل من أجل الذى أخضعها على الرجاء " (رو‪. )21 : 1‬‬

‫سيْل ِقى مسيحنا فى نهاية هذا اليوم السابع الشيطان فى‬ ‫وكما َخ ِرَب ْ‬ ‫ت بابل فى نهاية الا ‪ :1‬سنة بيد كورش مسيح الرب ‪ ،‬هكذا ُ‬

‫البحيرة المتقدة بالنار ليهلك أبدياً‪( .‬رؤ‪. )11 : 21‬‬

‫وهناك أيضا نبوة أخرى فى سفر دانيال النبى اإلصحاح التاسع يقول فيها أن المسيح سيأتى بعد ‪ 07‬أسبوعا ‪ ،‬وهذه النبوة‬ ‫قيلت فى بداية ملك مادى وفارس بعد سقوط بابل على يد كورش الملك الفارسى‪ .‬وحقا لقد أعاد كورش الملك شعب هللا إلى‬

‫أرضه ولكن ظل الشعب تحت حكم فارس ثم اليونان ثم الرومان مدة ‪ 07‬أسبوع سنين أى ‪ 491 = 7 × 71‬سنة ‪ .‬أى أن‬

‫الشعب ظل فى حالة عبودية وبال حرية تحت حكم هذه الشعوب الوثنية ‪ .‬ولقد جاء المسيح فعال بعد هذه النبوة با ‪ 491‬سنة‬

‫(يرجى الرجوع لتفسير سفر دانيال النبى لمزيد من الشرح) ‪ .‬وبهذا تتكرر نفس الفكرة أن شعب هللا يظل مستعبدا لفترة زمنية‬ ‫تقدر بسبعين وحدة (سنة أو أسبوع سنين) ‪.‬‬

‫ويقول موسى النبى لشعب إسرائيل " سبعين نفسا نزل آباؤك إلى مصر واآلن قد جعلك الرب إلهك كنجوم السماء فى الكثرة "‬

‫(تث‪ . )22 : 11‬فكان عدد األنفس الذين نزلوا إلى مصر ‪ 07‬نفسا (تك‪ . )27 : 46‬وبالرجوع لإلصحاح العاشر من سفر‬

‫التكوين نجد حص اًر لكل شعوب العالم التى تناسلت من نوح ونجد أن عددها ‪ 07‬شعباً‪ .‬فإذا فهمنا أن نزول الشعب إلى مصر‬

‫وعبوديتهم لفرعون كان رم اًز لعبودية البشر للشيطان بسبب الخطية ‪ .‬فيكون تكرار رقم ‪ 07‬ما بين عدد األنفس التى نزلت إلى‬

‫مصر وعدد شعوب العالم الا ‪ 07‬هو إشارة لعبودية كل البشر للشيطان بسبب الخطية يهوداً كانوا أم أمم ‪ ،‬إلى أن جاء‬ ‫المسيح وحرر الجميع وقال لليهود " إن حرركم اإلبن فبالحقيقة تكونون أح ار ار"‬

‫(يو‪. )36 : 8‬‬

‫بابىىىىىىل‬ ‫يصورها سفر الرؤيا فى اإلصحاح ‪ 1:‬بإمرأة زانية زنى معها ملوك األرض وهى جالسة على مياه كثيرة محاولة أن تتجمل ‪،‬‬ ‫ويقول‪ ..‬وعلى جبهتها إسم مكتوب ‪ِ .‬سٌر ‪ .‬بابل العظيمة أم الزوانى ورجاسات األرض‪ .‬وقوله األرض فهو يعنى اإلنسان‬ ‫الذى يظن أنه إمتلك الكثير من شهوات األرض وال يهتم بأن تكون له كنوز فى السماء‪ .‬وجالسة على مياه كثيرة فهذا إشارة‬ ‫لخيرات وملذات هذا العالم ‪ .‬والرب قال عن الشيطان رئيس هذا العالم ‪ ،‬فهو يعطى ملذات حسية وخطايا لمن يسير معه‬ ‫ويخضع له ‪ ،‬ويعطيه إحساس مخادع بأنه إمتلك كل شئ فصار َملِكاً على األرض (يو‪ .)31 : 15‬وال يدرى أن الشيطان قد‬ ‫إمتلكه هو " أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لى " (مت‪ . )1 : 5‬ونرى فى هذا أن ملوك بابل وأشور كانوا يعطون‬ ‫ألنفسهم لقب ملك ملوك (حز‪ + 2 : 02‬دا‪ + 22 : 0‬إش‪ . )1 : 14‬ونفهم من هذا أن كل من يقبل خطية من يد الشيطان‬

‫ليتلذذ بها ويتصور أنه إمتلك شيئا هو فى الحقيقة صار عبدا للشيطان‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫ونمرود الذى أسس بابل (تك‪ )11 – 2 : 14‬هذا هو إبن كوش بن حام بن نوح ‪ ،‬إذاً هو ملعون لعنة نبوية نطق بها نوح‬ ‫(تك‪ . )21 – 24 : 1‬وكان إسم نمرود عند اليهود رم از للتمرد ضد هللا‪ .‬ويقول عنه الكتاب أنه كان جبار صيد فهو الصورة‬ ‫المضادة للملك المثالى أى الراعى (‪1‬صم‪ . ): : 4‬فإن كان المسيح هو الراعى الصالح ورئيس الرعاة يكون نمرود رم از‬ ‫للشيطان الذى هو ضد المسيح (‪1‬بط‪ . )5 : 4‬فنمرود صياد يقتل فريسته ‪ ،‬أما الراعى فهو يبذل نفسه عن خرافه‪ .‬وكان‬ ‫أول ِذ ْكر لبابل فى سفر التكوين (تك‪ )11 : 11‬فيقول أن نمرود كان إبتداء مملكته بابل‪...‬ونمرود هذا يقول عنه الكتاب أنه‬

‫" إبتدأ يكون جبا ار فى األرض‪...‬جَبار صيد أمام الرب " ‪ .‬وأما نمرود مؤسس بابل فهو مخلوق جبار كما قال عنه الكتاب ‪،‬‬ ‫ونمرود إسم سامى ويعني جبار أو متمرد ‪ .‬ويقول ميخا النبى "بابل أرض نمرود" (مى‪ . )1 : 4‬وهو أول من أسس مملكة‬ ‫فى تاريخ البشرية ‪ ،‬ومن إشارات عديدة يبدو أنه كان شخصية عدوانية شريرة‪ .‬ثم فى (تك‪ )1 – 1 : 11‬نجد بداية التمرد‬

‫على هللا فى حادثة بناء برج بابل ومن ثم بلبلة األلسنة ‪ ،‬وهذه إشارة ضمنية لعدم المحبة فال وجود لطريقة للتفاهم بين البشر‬ ‫‪ ،‬وهذا عكس عمل الروح القدس ومن ثماره المحبة ‪ ،‬مما ظهر يوم الخمسين فى التكلم بألسنة فوجدت طريقة للتفاهم بين‬ ‫البشر مما يؤدى للمحبة‪ .‬فإن كان التفاهم يؤدى للمحبة فإن سمة ملكوت هللا المحبة ‪ ،‬فعدم المحبة يؤدى للصراع والدم لغة‬ ‫مملكة الشيطان القتال للناس منذ البدء (يو‪)55 : 1‬‬ ‫وقوله فى سفر الرؤيا أن إسم بابل سر فهذا إشارة ألن بابل هنا قد ال تعنى جغرافيا بابل = العراق ‪ ،‬ولكنه إسم يشير لمملكة‬ ‫مضادة هلل فى كل العالم ‪ ،‬وكل من يترك هللا ويذهب لغيره يسمي الكتاب هذا بالزنى الروحى‪ .‬ومن كل ما سبق نأخذ بابل‬ ‫كرمز لمملكة الشيطان على األرض ‪ ،‬فالشيطان هو المتمرد على هللا ‪ ،‬الجبار الذى يصيد ضحاياه من البشر بإغراءات‬ ‫الخطايا والشرور والملذات الحسية‪ .‬ومن هنا قال المفسرون أن هناك عريسين وعروستين فى الكتاب المقدس ‪ ،‬المسيح‬ ‫عريس كنيسته‪ ....‬وهناك‪ ....‬الشيطان عريس بابل مملكة الشر المقاومة هلل فى هذا العالم‪ .‬ونالحظ فى سفر إرمياء‬ ‫اإلصحاح ‪ 24‬أن هللا يعطى إرمياء النبى كأسا قال عنه كأس سخط من يد هللا ليسقى الشعوب (أورشليم‪...‬ومصر‪...‬وكل‬ ‫األمم المعروفة وقتها) وفى النهاية يشرب ملك شيشك بعدهم (‪ . )21 – 14‬وشيشك كلمة رمزية تشير لبابل وهذا يتضح من‬ ‫(إر‪ )51 : 41‬وفيها يذكر النبى اإلسمين معا ‪ ،‬بابل وشيشك‪ .‬ولهذا تفسيرين ‪ )1 -:‬أن شيشك كان إسما آخر لبابل أو‬ ‫لجزء منها على األقل‪.‬‬

‫‪ )2‬هى كلمة بها لغز وبها تالعب فى الحروف وقد تشير لشئ ما زال غامضا‪ .‬ولكنها عموما هى‬

‫رمز لبابل‪ .‬ومعنى كالم إرمياء النبى أن الشيطان ورمزه ملك بابل سيسود ويستعبد كل العالم ‪ ،‬ثم يشرب هو أخي ار كأس‬ ‫سخط هللا عليه حين يلقيه فى البحيرة المتقدة بالنار‪ .‬وكرمز لهذا نجد نبوات رهيبة ضد بابل فى إصحاحين طويلين من سفر‬ ‫إرمياء النبى (‪ )41 ، 41‬وطلب من مندوب له هو سرايا بن نيريا الذاهب إلى بابل أن يق أر هذا الكالم عند نهر الفرات ثم‬ ‫يربطه بحجر ويلقيه فى نهر الفرات قائال "هكذا تغرق بابل وال تقوم من الشر الذى أنا جالبه عليها ويعيون" (إر‪41 : 41‬‬ ‫– ‪ . )15‬وهذا نفس ما قاله سفر الرؤيا (‪ " )21 : 11‬ورفع مالك واحد قوى حج ار كرحى عظيمة ورماه فى البحر قائال‬ ‫‪71‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫هكذا بدفع ستُرمى بابل المدينة العظيمة ولن توجد فيما بعد" ‪ .‬وهناك تفسير لمعنى كلمة شيشك وهو الغرق‪ .‬ونرى موآب‬ ‫كرمز للشيطان ُمداسا فى ماء المزبلة (إش‪ . )10 – 2 : 01‬ونسمع أيضا فى إصحاح (رؤ‪ )21‬ما سمعناه عن بابل فى‬

‫(إر‪ )41 ، 41‬من نبوات رهيبة بخرابها‪ .‬وهذا نفس ما نسمعه فى (إش‪ )15 ، 13‬بل فى (إش‪ )15‬ينتقل الكالم صراحة من‬ ‫ملك بابل إلى الشيطان بوضوح‪ .‬وراجع (إش‪ )5:‬لتجد نفس النهاية المخيفة للشيطان ‪ ،‬لكل هذا نقول أن بابل ترمز لمملكة‬ ‫الشيطان المتمرد على هللا ويحاول بكل ما يمكنه أن يجذب كل من يستطيع ألن يتمرد على هللا ‪ ،‬مستخدما فى هذا أسلحته‬ ‫من ملذات وأمجاد هذا العالم‪ .‬بل كانت بابل فى جمالها وروعة وفخامة مبانيها التى أسسها نبوخذ نصر البناء العظيم ‪ ،‬كانت‬ ‫رم از لجمال الشيطان قبل سقوطه (حز‪ . )14 – 11 : 21‬ولذلك لم نسمع كلمة بركة واحدة فى الكتاب موجهة لبابل‪ .‬لذلك‬ ‫ينبه هللا أوالده وكل من يريد الخالص والحياة األبدية أن يخرجوا من بابل (أى يتوبوا عن خطاياهم) حتى ال ينالهم من‬ ‫ضرباتها (إش‪ + 21 : 5:‬رؤ‪. )1 – 5 : 11‬‬ ‫ونجد نبوات عديدة ضد ملوك وشعوب كثيرة إضطهدت شعب هللا وسنأتي لدراستها ‪ ،‬ولكن إذا كانت بابل رمز إلبليس‬ ‫ومملكته ‪ ،‬تكون هذه الشعوب هي التى إنقادت للشيطان ونفذت خططه فى إضطهاد شعب هللا‪ .‬وكما أن هناك نبوات بهالك‬ ‫بابل فهناك نبوات بهالك هذه الشعوب والملوك (حز‪ + 32 – 1: : 32‬يؤ‪ )21 – 5 : 3‬وهذه الدينونة المشار إليها هى‬ ‫دينونة اليوم األخير‪ .‬دينونة كل هؤالء ستكون مع الشيطان فى البحيرة المتقدة بالنار (رؤ‪، 11 : 21 + 21 ، 11 : 11‬‬ ‫‪ . )14‬والعكس فنجد أن شعب هللا ينجو فالمسيح بررهم (يؤ‪ . )21 ، 21 : 3‬ونرى فى نبوة عاموس عقوبة الكل يوم الدينونة‬ ‫(دمشق وفلسطين وصور وأدوم وعمون وموآب ويهوذا واسرائيل ‪ ،‬فاهلل ضد الخطية فى كل زمان ومكان أينما كانت ‪ ،‬وهللا‬ ‫الديان يعاقب كل الخطاة‪ .‬واألالم الحالية الحادثة للبشر هى نتيجة للخطية ‪ ،‬وناشئة من أن هللا أسلم الخليقة للبطل ولكن‬ ‫على رجاء هو أن يأتى ليفدى الخليقة (رو‪ . ) 21 : 1‬وأتى المسيح وتمم الفداء ‪ ،‬وتبقت األالم لتأديب أوالد هللا " فمن يحبه‬ ‫الرب يؤدبه " (عب‪ . ) 1 : 12‬والحظ أن كسر بابل (أى الشيطان) مرتبط بخالص المسيح ورجوع العالم إلى هللا ‪ ،‬فبعد أن‬ ‫تنبأ إرمياء النبى بخراب بابل يقول " فى تلك األيام وفى ذلك الزمان يقول الرب بنو إسرائيل (كنيسة األمم) هم وبنو يهوذا‬ ‫(اليهود) معا (فهم صاروا كنيسة واحدة هى إسرائيل هللا غل‪ )11 : 1‬يسيرون سي ار ويبكون ويطلبون الرب إلههم (إر‪ .)5 : 41‬وما‬ ‫هو المطلوب من الكنيسة التى فداها المسيح وأسسها " إهربوا من وسط بابل " (إر‪ . )1 : 41‬والكنيسة لها وعد بأن تنتصر‬ ‫وتغلب " ألنى هأنذا أوقظ وأصعد على بابل (الشيطان) جمهور شعوب عظيمة (المسيحيين من كل أمة ولسان)‪ ......‬وتكون‬ ‫أرض الكلدانيين غنيمة‪( "...‬إر‪ " )11 ، 1 : 41‬ألنكم قد فرحتم وشمتم يا ناهبى ميراثى " (شماتة الشيطان بسقوط اإلنسان)‬ ‫‪(...‬إر‪ . )11 : 41‬وخراب الشيطان صدر بحكم نهائى " ‪.....‬ها آخرة الشعوب (بابل التى ضم جيشها من كل األجناس) برية‬ ‫وأرض ناشفة وقفر‪( ...‬إر‪ . )21 – 1: : 41‬وهذا مرتبط بعودة البشر هلل " إسرائيل (البشر الذين أسقطهم إبليس) غنم متبددة‬ ‫‪ .‬قد طردته السباع (الشياطين)‪ ".....‬فى تلك األيام وفى ذلك الزمان يقول الرب ُيطلَب إثم إسرائيل فال يكون وخطية يهوذا‬ ‫‪72‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫فال توجد ألنى أغفر لمن أبقيه " (غفران الخطية كان بدم المسيح) (إر‪ . )21 – 1: : 41‬ويلخص الوحى على لسان إرمياء‬ ‫النبى تاريخ الخالص والفداء ويقول‬

‫" هكذا قال رب الجنود إن بنى إسرائيل وبنى يهوذا معا مظلومون وكل الذين سبوهم‬

‫أمسكوهم أبوا أن يطلقوهم ‪ .‬وليهم قوى (هو الفادى رب المجد يسوع المسيح الذى دفع دمه فدية) ‪ .‬رب الجنود إسمه‪ .‬يقيم دعواهم‬ ‫لكى يريح األرض ويزعج سكان بابل " (إر‪ . )35 – 33‬ونجد نبوة حبقوق النبى كلها عن بابل ‪.‬‬

‫ونرى الشيطان هو الذى يقود الملوك الذين يضطهدون شعب هللا " رئيس مملكة فارس وقف مقابلى واحدا وعشرين يوما‪ ..‬فإذا‬ ‫خرجت هوذا رئيس اليونان يأتى‪( ".‬دا‪ . )21 – 13 : 11‬فقوله رئيس فارس أى الشيطان الذى يحرك ملك فارس فيجعله‬ ‫يضطهد شعب هللا ‪ ،‬فنجد أن أحد ملوك فارس قد أمر بوقف بناء الهيكل‪ .‬ورئيس اليونان هو الشيطان الذى يحرك ملك‬ ‫اليونان ‪ ،‬وراجع ما فعله أنطيوخس إبيفانيوس فى شعب هللا‪.‬‬ ‫وبنفس المفهوم نجد بابل فى صورة إمرأة زانية ( فهى قد تركت هللا وذهبت وراء عريسها الشيطان) جالسة على وحش قرمزى‬ ‫(الشيطان الدموى) مملوء أسماء تجديف (وهذه أخالق الشيطان) له سبعة رؤوس ‪....‬هى سبعة جبال ‪ ...‬سبعة ملوك (هى سبعة‬

‫ممالك وهى مصر فرعون وأشور وبابل‪ )...‬وهذه الممالك هى التى إضطهدت شعب هللا عبر التاريخ (رؤ‪ 1:‬كله) ‪ .‬ونسمع عن‬ ‫ملك أشور كرمز للشيطان يقول " أليست رؤسائي كلهم ملوكا " (إش‪ . )1 : 11‬ومن هذا نخلص أن النبوات التى قيلت ضد‬ ‫األمم إنما هى أيضا ضد الشيطان الذى يحركهم فينقادوا إليه‪ .‬وتكون كل أعمالهم البشعة فى إضطهاد شعب هللا وخطاياهم‬ ‫هى بفعل الشيطان المقاوم هلل والمتمرد عليه‪.‬‬ ‫المعركة هى بين للا والشيطان‬ ‫تَ َمرَد الشيطان على هللا وفَكر أن‪ ...‬يجعل كرسيه فوق كواكب هللا‪...‬ويصير مثل العلى (إش‪ . )15 ، 13 : 15‬وفى تمرده‬ ‫ّ‬

‫ض آدم وحواء ليصنعا مثله ويكس ار وصية هللا متصورين هم أيضا أنهم سيصيرون مثله (تك‪ . )4 : 3‬ومن يومها صارت‬ ‫َحر َ‬ ‫هذه عادة الشيطان أن يغوى أوالد آدم ليتمردوا على هللا ‪.‬وكانت النتيجة فساد الجنس البشرى وحزن هللا على خليقته‪ .‬وقطعا‬

‫كان هللا فى ضيق مما حدث ويحدث من إنتشار الشر فى العالم وكأنه تحدى هلل‪ .‬وكان حزن هللا ألنه محب للبشر وحزن‬ ‫على ما حدث لهم (هذا يفسر بكاء المسيح على قبر لعازر مع أنه يعلم أنه سيقيمه بعد دقائق معدودات) ‪ .‬وقيل عن هللا أنه‬ ‫" فى كل ضيقهم تضايق ومالك حضرته خلصهم ‪ .‬بمحبته ورأفته هو فكهم ورفعهم وحملهم كل األيام القديمة" (إش‪.)1 : 13‬‬

‫وعبر عن هذا الغيظ من الشيطان بقوله " فدستهم بغضبى ووطئتهم بغيظى فَ ُرش‬ ‫فاهلل لمحبته للبشر تضايق مما حدث لهم َ‬ ‫عصيرهم على ثيابى فلطخت كل مالبسى ‪ .‬ألن يوم النقمة فى قلبى وسنة ِ‬ ‫مفديّى قد أتت " (إش‪ . )5 ، 3 : 13‬فالعداوة‬ ‫َ‬ ‫الحقيقية هى بين هللا والشيطان وهذه النبوات ضد األمم هى فى الحقيقة نبوات تهديد ضد الشيطان " ويل لك أيها المخرب‬ ‫وأنت لم تخرب‪( ".‬إش‪ . )1 : 33‬ويقول إشعياء أيضا " فإن لرب الجنود يوما على كل متعظم وعال وعلى كل مرتفع فيوضع‬ ‫‪73‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫" (‪ . )21 : 2‬وهذا المتعظم العالى هو الشيطان الذى رفع نفسه جدا‪ ...‬فإنخفض جدا "‪ ....‬أنزل األعزاء عن الكراسى ورفع‬ ‫المتضعين " (لو‪. )42 ، 41 : 1‬‬ ‫والحظ مشاعر الحب فى قلب هللا تجاه البشر وغيظه من إبليس فيما فعله بهم ‪ .‬ولكن هذا كان ثَ َمناً للحرية التى أراد هللا أن‬

‫يمنحها لإلنسان فقد خلقنا هللا على أح ار اًر صورته كشبهه‪ .‬وقطعا لم يسكت هللا ‪ ،‬فاهلل لن يعجز عن الحل ‪ ،‬ورأينا الحل فى‬

‫اآلية السابقة إذ نجد الدم وقد لطخ ثيابه ‪ ،‬بل كان فى محبته متشوقا لهذا اليوم " ليس لى غيظ‬

‫(من اإلنسان فغيظ هللا موجه‬

‫على الشوك والحسك (وهذه هى أثار الخطية وقد ظهرت كإكليل شوك على رأسه تك‪ )11 : 3‬فى القتال (‬ ‫لعدوه الحقيقى الشيطان) ليت َّ‬

‫فهناك معركة بين المسيح والشيطان الذى خطفنا منه وهذه كانت معركة الصليب) فأهجم عليها وأحرقها معاً ‪ .‬أو يتمسك بحصنى‬

‫فيصنع صلحا معى ‪ .‬صلحا يصنع معى " ‪( .‬إش‪ . )4 – 2 : 2:‬وتنبأ إشعياء عن عمل المسيح الفدائى " يا رب إرتفعت‬ ‫يدك (يد هللا هو المسيح) ‪...‬فى ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسى العظيم الشديد (الصليب) لوياثان الحية الهاربة‪"...‬‬ ‫(إش‪ . )1 : 2: – 11 : 21‬ثم يقول فى ذلك اليوم غنوا للكرمة المشتهاة‬

‫(الكنيسة التى أحبها المسيح واشتهى أن تكون عروسا‬

‫له) ‪ .‬أنا الرب حارسها ‪ .‬أسقيها كل لحظة‪( .‬بالروح القدس) لئال يوقع بها‪( .‬إش‪ )3 ، 2 : 2:‬فالرب حاميها‪ .‬الرب عريس‬

‫كنيسته نجده يؤسس كنيسته هنا (إش ‪ " )1 – 1 : 2:‬فى المستقبل يتأصل يعقوب‬ ‫المسيح األزلى سيأتى من نسله) ويفرع إسرائيل‬

‫(يعقوب هنا هم اليهود ويتأصل تعنى أن‬

‫(كنيسة العهد الجديد ويسميها بولس الرسول إسرائيل هللا ‪ ،‬تضم العالم كله مع من آمن من‬

‫اليهود غل‪ )11 : 1‬ويمألون وجه المسكونة ثما ار‪. "..‬‬

‫إذاً إن كان للا ضد الشيطان هكذا فلماذا يتركه ؟!‬ ‫‪ )1‬نرى إجابة هذا بوضوح فى سفر حبقوق ‪ .‬فحبقوق النبى رأى الفساد وقد إنتشر فى يهوذا شعب هللا ‪ ،‬فإشتكى هلل "‬ ‫حتى متى يا رب أدعو وأنت ال تسمع أصرخ إليك من الظلم وأنت ال تخلص " (حب‪ . )2 : 1‬ويريه هللا صورة لبابل‬

‫بوحشيتها وهى رمز للشيطان (حب‪ . )11 – 4 : 1‬ويصرخ حبقوق " يارب للحكم جعلتها ويا صخر للتأديب أسستها‬ ‫" (حب‪ . )12 : 1‬وفى اإلصحاح الثانى لحبقوق النبى نرى جزاء بابل على ما فعلته بشعب هللا‪ .‬فاهلل يسمح بتأديب‬ ‫شعبه‪ .‬ولكن نجد هللا كأب يرى إبنه ُيعاقَب بسبب ذنب إرتكبه ولكنه يبكى ألالم إبنه‪.‬‬ ‫‪ )2‬نسمع فى نبوة زكريا النبى أن هناك أمة يرسلها هللا لتؤدب أمة أخرى (زك‪ . )21 - 11 : 1‬وفعال أرسل هللا ملك‬ ‫اء على ما فعلته بشعبه‪ .‬فاهلل يرسل أمة لتؤدب شعبه ‪ ،‬وحينما ينتهى التأديب يرسل أمة أخرى‬ ‫فارس ليضرب بابل جز ً‬ ‫لتؤدب من تسبب فى أذية شعبه‪ .‬وفى هذا يقول هللا " ويل ألشور قضيب غضبى والعصا فى يدى هى سخطى "‬

‫(إش‪ . )4 : 11‬وبعد أن ينتهى التأديب يقول هللا " فيكون متى أكمل السيد كل عمله بجبل صهيون وأورشليم أنى‬

‫‪74‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫أعاقب ثمر عظمة قلب ملك أشور وفخر رفعة عينيه " ولماذا العقاب ؟ ألنه قال بقدرة يدى صنعت "‪ "...‬هل تفتخر‬ ‫الفأس على القاطع بها أو يتكبر المنشار على مردده‪( "....‬إش‪. )14 12 : 11‬‬ ‫‪ )3‬نرى فى نبوة إرمياء النبى أن هللا كلف نبوخذ نصر وجيش بابل أن يدمر أورشليم والهيكل ‪ ،‬ويأخذ شعبها كسبايا‪.‬‬ ‫ولكننا نجد هللا يهدد بسحق بابل على ما فعلته بشعبه (إصحاحات ‪ ! )41 ، 41‬والسبب فى ذلك أن هللا إستخدم بابل‬ ‫كعصا تأديب ولكن يا ويل من يقوم بأذية شعب هللا ‪ ،‬وهذا ما رأيناه فى هذه اإلصحاحات‪.‬‬ ‫‪ )5‬ونالحظ أن التأديب درجات ‪ ،‬فحينما تكون الخطايا بسيطة يكون التأديب بسيطا ‪ ،‬ولكن حينما تكون الخطايا شديدة‬ ‫نسمع عن خراب صعب ومدمر‪ .‬ولكن نتائجه تكون إيجابية‪ .‬فعندما إنتشرت الوثنية فى يهوذا سمح هللا بسبى شعبها‬

‫إلى بابل ‪ ،‬فلما عادوا لم نسمع مرة أخرى عن الوثنية فى وسط اليهود‪ .‬وهذا يؤكده إشعياء النبى وتزول األوثان‬ ‫بتمامها ‪....‬فى ذلك اليوم يطرح اإلنسان أوثانه‪( "...‬إش‪ . )22 – 11 : 2‬واألوثان هى من عمل الشيطان‪ .‬ونرى‬ ‫درجات التأديب فى (إش‪ . )21 – 23 : 21‬وهللا يعرف الطريقة المناسبة لعالج كل إنسان من خطيته‪.‬‬ ‫‪ )4‬وبنفس المنطق يستخدم هللا الشيطان ليؤدب البشر‪ .‬وهذا ما رأيناه مع أيوب ‪ ،‬ومع بولس الرسول نفسه الذى كان هللا‬ ‫يحميه لئالّ يرتفع من فرط اإلستعالنات فسمح للشيطان أن يضربه بشوكة فى الجسد (‪2‬كو‪ ): : 12‬وبولس الرسول‬ ‫أطلق الشيطان ليؤدب زانى كورنثوس " قد حكمت‪...‬أن يُ َسلمْ مثل هذا للشيطان لهالك الجسد (أى ليضربه بأمراض)‬

‫لكى تخلص الروح فى يوم الرب يسوع " (‪1‬كو‪ . )4 – 1 : 4‬وحينما تم تأديبه رفع عنه الرسول بسلطانه الرسولى‬ ‫هذه الضربة (‪2‬كو‪ . )1 : 2‬وهللا الذى خلقنا أح ار ار كان يعلم أننا سنسقط وهو الذى ترك الشيطان كأداة تأديب ‪.‬‬

‫ولكن كما رأينا فحينما ينتهى التأديب سيلقيه فى البحيرة المتقدة بالنار‪ .‬وبنفس المفهوم نجد الرسول يقول " لذلك ال‬ ‫نفشل بل وان كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما " (‪2‬كو‪ . )11 : 5‬ويقول القديس بطرس " ألن من‬ ‫تألم فى الجسد كُف عن الخطية " (‪1‬بط‪ . )1 : 5‬لذلك نجد الالبسين ثيابا بيض فى السماء ‪ ،‬نجدهم آتين من‬ ‫الضيقة العظيمة (رؤ‪ )15 ، 13 : :‬والضيقة العظيمة هى أالم هذا العالم التى تنقى ‪ ،‬هذه التى يثيرها الشيطان‬ ‫واستخدمها هللا لتنقية شعبه‪ " .‬هأنذا قد نقيتك وليس بفضة ‪ .‬إخترتك فى كور المشقة " (إش‪ . )11 : 51‬أنا إختطفت‬ ‫لى قضية الموت ‪ +‬حولت لى العقوبة خالصا ‪.‬‬ ‫‪ )1‬هللا يؤسس هيكل جسد المسيح ونحن األحجار الحية التى يتكون منها الجسد (‪1‬بط‪ . )5 : 2‬وكان هللا يريد أن كل‬ ‫الخليقة تكون أحجا ار حية ليتركب منها الجسد (‪1‬تى‪ . )5 : 2‬ولما كان هللا لم يخلق إنسان إال ليكون له عمل (أف‪2‬‬ ‫‪ . )11 :‬لذلك نجد أن من يريد أن يكون حج ار حيا يهذبه هللا على األرض ‪ .‬وهذا ما كان يحدث عند بناء هيكل‬ ‫سليمان ‪ ،‬فكانوا ينحتون الحجارة فى الجبل وال ُي ْس َمع صوت منحت وال معول فى مكان بناء الهيكل (‪1‬مل ‪): : 1‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫فكانت الحجارة تأتى من الجبل منحوتة بحسب المقاسات المطلوبة تماما‪ .‬والهيكل يشير للسماء وفى السماء ال أالم ‪،‬‬ ‫فبأالم األرض تمت تنقية أوالد هللا‪ .‬ومن أراد أن يكون حجارة حية فى الهيكل يتم تهذيبه بالمعول والمنحت هنا على‬ ‫األرض ‪ ،‬ومن رفض دعوة هللا لكى يكون حجارة حية ‪ ،‬فاهلل يتركه ‪ ،‬فبشروره يكون المنحت أو المعول الذى ُي ِعّ َ​َ ْد‬

‫ويهذب أوالد هللا ليكونوا حجارة حية‪ .‬وبنفس المفهوم نجد أن هللا إستخدم األمم الوثنية لتكون المنحت الذى يهذب‬ ‫ويؤدب شعبه‪.‬‬ ‫النبوات ضد الشعوب لها إذاً عدة أهداف‬

‫‪ )1‬هى إنذارات وتحذيرات لهذه الشعوب ‪ ،‬وكانت تصل لهذه الشعوب بطريقة أو بأخرى لعلها تتوب فال يضربها هللا‪.‬‬ ‫بل من إهتمام هللا أرسل نبيا لنينوى ‪ ،‬وان تاب الشعب الذى أنذره هللا ‪ ،‬يباركه هللا وال يضربه‪ .‬وفى نفس الوقت هى‬ ‫دعوة لهذه الشعوب الوثنية ليعرفوا هللا " يهوه " القدير الذى يعاقبهم على خطاياهم ويبارك لهم إن تابوا ‪ ،‬فيعرفوا تفاهة‬ ‫آلهتهم التى ال تنفع وال تضر ويؤمنوا باهلل‬ ‫إلهاً لهم (حز‪. )02 : 24‬‬ ‫‪ )2‬هى نبوات ضد الشيطان الذى يحرك هذه الشعوب فتخطئ ‪ ،‬ونرى فى خطاياها صورة لخطايا الشيطان‪ .‬فالشيطان‬ ‫هو المقصود بهذه النبوات‪.‬‬ ‫‪ )3‬فيها إظهار لضعف الشيطان فال نخاف منه خصوصا بعد فداء المسيح‪.‬‬ ‫ضعف الشيطان يظهر فى النبوات اآلتية على سبيل المثال ‪-:‬‬ ‫‪ )1‬قيل عن فرعون أنه هالك وفى الترجمة اإلنجليزية ‪( he is but a noise‬إر‪ )1: : 51‬والمعنى أنه غير قادر على‬ ‫إلحاق األذى بأحد ‪ ،‬هو مجرد صوت مزعج (مسدس صوت) للتخويف لكنه ال يقدر أن يؤذى‪.‬‬ ‫‪ )2‬وفى (حز‪ " )21 : 31‬إنى كسرت ذراع فرعون " وهذا يعنى إضعاف قوته وأن الشيطان ورمزه فرعون هنا صار كما قال‬ ‫األباء قوة فكرية ال أكثر ‪ ،‬غير قادر على شئ إال عرض أفكار الخطية على البشر‪.‬‬ ‫‪)3‬ويقول هللا ألدوم كرمز للشيطان " إنى قد جعلتك صغي ار بين األمم ‪ .‬أنت محتقر جدا " (عو‪. )2‬‬ ‫‪ )5‬وعن موآب كرمز للشيطان يقول " ويُداس موآب فى مكانه كما يداس التبن فى ماء المزبلة " (إش‪)11 – 1 : 24‬‬

‫‪76‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫ِ‬ ‫ب قرن موآب تحطمت ذراعه " (إر‪ = )24 : 51‬صار بال قوة ‪ .‬بل صار ضحكة‪...‬‬ ‫‪ )4‬ويقول عن موآب أيضا " عُض َ‬ ‫ويتمرغ فى قيائه (إذ جعله هللا يشرب من كأس خمر غضب هللا )‪(...‬إر‪. )21 : 51‬‬

‫‪ )1‬عن أدوم‪ .‬كل ما عمله بالبشر سيردون كل هذا عليه " كما فعلت يفعل بك ‪ .‬عملك يرتد على رأسك " (عو‪. )14‬‬ ‫‪ ):‬عن بابل‪ " .‬أال يقوم مقارضوك ويستيقظ مزعزعوك فتكون غنيمة لهم " (حب‪. ): : 2‬‬ ‫‪ )1‬وألشور يقول‪ " ...‬أكسر نيره عنك وأقطع ربطك " (نا‪ )14 ، 13: 1‬أى تحرر البشر من سلطانه‪ .‬وفى األيات (نا‪: 2‬‬ ‫‪ )13 – 11‬نرى ضربات هللا ضده التى أفقدته قوته‪.‬‬ ‫خطايا األمم والشعوب الوثنية وما فيها من رموز للشيطان‬ ‫ومراحم للا تجاه البشر الذين فيها‬ ‫أوالً كل هذه الشعوب لها خطية مشتركة أال وهى العبادة الوثنية التى هى عبادة للشيطان المختفى وراء هذه األوثان‪ .‬ولكن‬ ‫الكتاب المقدس ينسب لكل شعب من هذه الشعوب خطية مميزة أو صفة خاصة به ‪ ،‬وحينما نجمع كل هذه الصفات‬ ‫والخطايا نفهم ما هى شرور الشيطان وما هى أفعاله ضد البشر‪ .‬ونرى فى النبوات ضد هذه الشعوب كما قلنا إنذا ار لها‬ ‫لتتوب ‪ ،‬فإن تابت رفع هللا غضبه عنها وان إستمرت نالت عقابها (نبوات يونان وناحوم لنينوى) ‪ ،‬وأيضا هى نبوءات لما‬ ‫سيعاقب هللا به عدو الخير على ما فعله بالبشر‪ .‬وفى المقابل نرى فى هذه النبوات مراحم وحنان هللا تجاه البشر فى هذه‬ ‫األمم ‪ ،‬فاهلل ليس ضد إنسان ولكن للا القدوس هو ضد الشر والخطية والشيطان الذى هو وراء كل هذا‪ .‬فقداسة هللا ال‬ ‫تقبل الخطية‪.‬‬ ‫بابل ‪ -:‬وهذه تمت دراستها فيما سبق‪ .‬ولكننا نسمع فى مز‪ 1:‬عن قبول شعب بابل ‪ ،‬ورأينا عمل هللا مع نبوخذ نصر وكيف‬ ‫إجتذبه لإليمان واإلنسحاق أمامه‪ .‬فاهلل ليس ضد إنسان بل قصبة مرضوضة ال يقصف وفتيلة مدخنة ال يطفئ‪.‬‬ ‫مصر ‪ -:‬رأينا ما قيل عنها فى دراسة خاصة بها (الباب السابق) ‪ .‬لكننا نسمع آية قد تبدو ثقيلة على أسماع شعوب مصر‬

‫وكوش ‪ ،‬إذ يقول هللا لشعبه إسرائيل " ألنى أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك‪ .‬جعلت مصر فديتك ‪ ،‬كوش وسبا‬ ‫عوضك " (إش‪ . )3 : 53‬وهذا قد يعنى أن هللا يضحى بمصر وكوش من أجل إسرائيل التى يحبها ‪ ،‬ولكن هذا الفهم خاطئ‬ ‫‪ .‬وال تفهم هذه اآلية إال بالمفهوم الرمزى ‪ ،‬فكيف يستقيم هذا التفسير مع قول إشعياء " مبارك شعبى مصر " فمصر وكوش‬ ‫هنا هم رموز كما قلنا للشيطان كشعوب وثنية ‪ ،‬مصر بكبريائها وعنادها وكوش بسواد بشرتهم واللون األسود يرمز للخطية ‪،‬‬ ‫وبذلك يصير المعنى أن هللا سيرفض الشيطان ويطرده ليقبل إسرائيل هللا (غل‪ )11 : 1‬أى الكنيسة‪ .‬فالشيطان كاروبيم ساقط‬

‫‪77‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫ومتمرد طرده هللا وحلت مكانه الكنيسة‪ .‬وسيرث المؤمنون مكانه السابق ‪ ،‬وقيل أن العالم سينتهى حين يصل عدد الم َخل ِ‬ ‫صين‬ ‫ُ‬ ‫إلى نفس عدد المالئكة الساقطين ليرثوا مكانهم فى السماء‪.‬‬

‫كوش ‪ -:‬هى لها نفس آلهة وعبادات مصر ‪ ،‬ولكن هناك شئ يميز الكوشيون وهو لونهم األسود‪ .‬وهللا ليس ضد لون بشرة‬ ‫إنسان ‪ ،‬فهو خالق الجميع وأعطى للكوشيون هذا اللون األسود‪ .‬لكن المقصود هو ما يرمز له اللون األسود الذى يرمز‬ ‫للخطية ‪ ،‬وهناك نوعين من الخطايا ‪ )1‬خطية أصلية ولدنا بها (كما ُوِلد الكوشيون بلونهم األسود)‪ .‬كما يقول داود النبى‬ ‫فى مز‪" 41‬بالخطية ولدتنى أمى" ‪ )2‬خطية كل شخص الشخصية‪ .‬وألن الجداء لونها أسود قال الرب أنها ستكون على‬ ‫اليسار أى مرفوضة أبدياً ‪ ،‬أما الخراف البيضاء سيكون مكانها على اليمين حيث األفراح األبدية (مت‪ . )33 : 24‬ويقول هللا‬ ‫لشعب يهوذا أنه ال أمل لهم أن يتخلصوا من خطاياهم كما ال أمل للكوشى أن يغير لون جلده ‪ ،‬وال النمر أن يتخلص من‬ ‫لون رقطه أى البقع السوداء التى فى جسده (إر‪ . )23 : 13‬ونرى أن ضد المسيح ‪..‬وحش البر كان شبه نمر إشارة لخطاياه‬ ‫الكثيرة (رؤ‪ . )2 : 13‬وكون أن هللا يقول لشعبه أنه غير قادر أن يتخلص من خطيته كما أن الكوشى غير قادر أن يتخلص‬

‫من لون جلده ‪ ،‬فألن الوسيلة الوحيدة لذلك كانت دم المسيح ‪ ،‬لذلك يصلى داود قائال "تغسلنى فأبيض أكثر من الثلج"‬ ‫ِ‬ ‫صر على خطيته أى يبقى على لونه األسود " كوش‬ ‫(مز‪ + 41‬إش‪ + 11 : 1‬رؤ‪ . )15 : :‬واآلن فما هو اإلنذار لمن ُي ّ‬

‫قتلى سيفى هم " (صف‪ . )12 : 2‬ونفهم اآلية أن الرب يوجهها للشيطان الذى هو وراء كل خطية ‪...‬أن الرب سيضربه‬ ‫بسيفه الشديد القاسى " الذى هو صليبه ‪ ،‬وراجع (إش‪. )1 : 2:‬‬

‫ولكن رحمة هللا للكوشيون تظهر فى قبوله لهم وأنهم سيصيرون من شعبه ويسبحونه بشفة نقية وهذا حينما يولدون فى المسيح‬

‫بالمعمودية ‪ ،‬فاهلل ليس ضد الكوشيون وال ضد لونهم األسود (صف‪ + 11 ، 1 : 3‬مز‪ . )5 : 1:‬ويقول المرنم " يأتى‬ ‫شرفاء من مصر‪ .‬كوش تسرع بيديها إلى هللا " (مز‪. )31 : 11‬‬ ‫صور ‪ -:‬نرى صورة لخرابها التام فى (حز‪ ، )21 ، 2:‬وذلك لكثرة غناها الذى إستخدمته فى الفساد ‪ .‬وفى هذا تشير‬ ‫للشيطان الذى حول خيرات هذا العالم والتى خلقها هللا وأعطاها لإلنسان ليستعملها ويحيا بها ويفرح ‪ ،‬فإذ به يخدع اإلنسان‬ ‫ويقنعه بأن يحولها فتصبح هدفا له ‪ ،‬بل يعبدونها كإله (مثال المال والجنس‪ ، )...‬وهكذا فعلت صور إذ أل َهت المال ففقدت‬

‫الرحمة ‪ ،‬وفرحت بسقوط يهوذا ‪ ،‬إذ ستتحول تجارة يهوذا إليها ويزداد غناها على حساب نكبات اآلخرين (حز‪. )2 : 21‬‬

‫وهذا عكس من هم أوالد هللا فإنهم يكونون مثله رحماء‪ .‬وفى (حز‪ )2:‬نرى أمثلة للخيرات التى أعطاها هللا لإلنسان فى هذا‬ ‫العالم ‪ .‬وفى (حز‪ )21‬نجد الكالم يتحول فجأة من ملك صور ليتكلم صراحة عن الشيطان‪ .‬وكما قيل عن صور لغناها من‬ ‫التجارة وأن تجارها رؤساء (إش‪ )1 : 23‬هكذا قيل عن الشيطان أنه رئيس هذا العالم‪ .‬وهذا ما قاله الشيطان للرب على جبل‬ ‫التجربة " أعطيك كل هذه‪"..‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫وهللا ليس ضد شعب صور ونسمع إشعياء يقول عنها " ويكون من بعد سبعين سنة أن الرب يتعهد صور ‪...‬وتكون تجارتها‬ ‫وأجرتها قدسا للرب‪( "...‬إش‪ . )11 ، 1: : 23‬وعرفنا أن السبعين سنة هى رمز لمدة إستعباد الشيطان للبشر هذه التى‬ ‫إنتهت بمجئ المسيح المحرر والذى قَبِل كل العالم ومنهم صور الذى سيتعهدها ‪ .‬وتكون خيرات صور قدسا للرب ‪ .‬وهذا‬

‫يعنى أن المؤمن ُي ِّ‬ ‫كرس كل طاقاته وأمواله لخدمة الرب‪ .‬قبل المسيح أساء البشر إستخدام تلك المواهب والثروات والطاقات ‪،‬‬ ‫هذه التى أسماها السيد المسيح بالوزنات‪ .‬وبعد المسيح يعود كل شئ فيكون لمجد هللا‪.‬‬

‫أدوم ‪ -:‬إتُّ ِخذ أدوم فى الكتاب المقدس كرمز تقليدى لشعب هللا‪ .‬فأدوم هو توأم يعقوب وكانا فى صراع من البطن وخالل‬ ‫حياتهم إستمر الصراع بين نسل يعقوب (إسرائيل شعب هللا) وبين نسل عيسو توأم يعقوب الذى هو أدوم ومعنى اإلسم دموى‬ ‫أو من األرض ‪ ،‬والشيطان كان قتاال للناس منذ البدء (يو‪ )55 : 1‬وله إسم آخر هو سعير ألنه كان ذو شعر كثيف‪.‬‬ ‫ويستخدم فى النبوات إسم أدوم لدمويتهم ضد شعب هللا‪ .‬ورموز أدوم للشيطان ‪ -:‬ا) متكبر‬ ‫ُ‬

‫ب) مولود هو ويعقوب فى‬

‫بيت إبراهيم (رم از لبيت هللا فإبراهيم هو رجل هللا) لكنه باع بكوريته بإستهتار ‪ ،‬فأخفق في اإلحتفاظ بما كان ميزة له بالوالدة‪...‬‬ ‫وضيع ميزته ‪ .‬ج) كان األدوميون يقتلون شعب اليهود الهاربين أمام جيش بابل‪ .‬ومن ال يقتلونه‬ ‫وهكذا الشيطان كان إبنا هلل َ‬ ‫كانوا يبيعونه كعبد وهذه هى أعمال الشياطين الذين إستعبدوا البشر‪.‬‬

‫د) كما كان يعقوب وعيسو فى صراع مستمر من‬

‫البطن ‪ ،‬وعند مرور الشعب عند خروجهم من مصر رفض األدوميون مرورهم فى أراضيهم بل وحاولوا أن يحاربوهم وسببوا‬ ‫لهم مضايقات كثيرة بل عبر التاريخ ظل الصراع مشتعال بينهم‪ .‬وهكذا الشيطان هو فى عداوة مستمرة مع اإلنسان‪ .‬ه) ظن‬ ‫أدوم خطأً أنهم فى حماية طبيعية فهم يسكنون فى جبال ظنوا أن العدو اليستطيع الوصول إليهم فإنتفخوا ‪ ،‬ولكن هللا يقول ال‬ ‫بل ستخرب ألجل خطاياك مهما كانت مساكنك فى حماية لعلوها (عو‪ .)4 – 3‬وهكذا ظن الشيطان أن هللا لن يقدر أن يهلكه‬ ‫‪ ،‬فهالكه مرتبط بخالص البشر ‪ ،‬وهللا أصدر حكما بموت اإلنسان لو أخطأ وها قد أخطأ فمات وال سبيل لخالصه ‪ ،‬هكذا‬ ‫ظن الشيطان ‪ ،‬ولكن هل يستحيل على الرب شئ ! وكان الفداء عن طريق المسيح األسد الخارج من كبرياء األردن (إر‪: 51‬‬ ‫‪ .)22 – 11‬وقد تمت دينونة الشيطان بالصليب وستكمل بإلقائه فى البحيرة المتقدة بالنار‪ .‬و) شماتة األدوميون فى شعب‬ ‫هللا هي نفسها شماتة الشيطان فى اإلنسان ‪ ،‬وكما أدين شعب أدوم سيدين هللا الشيطان‪ .‬ز) يسمي المرنم أدوم " بنت بابل‬ ‫المخربة " وفى السبعينية " بنت بابل الشقية " ويطوب من يجازيها كما جازت هى شعب هللا ‪ ،‬ويمسك أطفالها ويضرب بهم‬ ‫الصخرة‪( .‬ويدفنهم عند الصخرة فى السبعينية) ‪ .‬والتفسير الحرفى لهذا ‪ ..‬فبحسب الشريعة التى تقول عين بعين وسن بسن ‪،‬‬ ‫جازوا ‪ .‬وبالمعنى الروحى نجد أن بابل هى الرمز األصلى للشيطان‬ ‫فهكذا كما قتلوا شعب هللا فى محنتهم هكذا ال بد أن ُي ْ‬ ‫وأدوم رمز لمن يحركهم الشيطان ‪ ،‬لذلك أسماها فى المزمور بنت بابل ‪ ،‬فالبنت تشابه أمها‪ .‬وبنفس المفهوم نجد أن السيد‬ ‫المسيح يقول عن الهروب من األالم المتوقعة فى ضيق األيام األخيرة " ويل للحبالى والمرضعات فى تلك األيام " (مت‪: 25‬‬

‫‪ )11‬والحبالى هنا هم المملوئين من الخطايا ‪ ،‬والمرضعات هم من ُي َعِلّموا اآلخرين ويقودونهم فى طريق الخطية ‪ .‬وأطفال‬

‫‪79‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫أدوم هم الخطايا الصغيرة (الثعالب الصغيرة بلغة النشيد ‪ ،‬وهذه تقود للخطايا الكبيرة) بينما ُينسب لبابل الخطايا الكبيرة‪.‬‬

‫وطوبى لمن يدفن خطاياه عند الصخرة ‪ ،‬والصخرة = المسيح (‪1‬كو‪ . )5 : 11‬فيكون المعنى أن يذهب الخاطئ للمسيح‬

‫حينما يدرك أنه بدونه ال يقدر أن يفعل شيئا (يو‪. )4 : 14‬‬ ‫ومن خطايا أدوم التى ذكرها الوحى أنها ال تميز قدرة هللا وظنت أنه كباقى اآللهة (حز‪ . )1 : 24‬وبالتالى لن يستطيع حماية‬ ‫شعبه يهوذا كما لم تحمى بقية اآللهة شعوبها‪ .‬وفى ظنهم هذا إنتقموا من اليهود دون أن يخشوا إلههم يهوه ‪ .‬ولذلك يعاقبهم‬ ‫هللا (حز‪ + )15 – 12 : 24‬سفر عوبديا كله ‪ +‬إش‪. 1 : 35‬‬ ‫ولكن نرى هللا فى حنانه ورحمته يقول " أترك أيتامك أنا أحييهم وأراملك على ليتوكلن " (إر‪ . )11 : 51‬وتفهم هذه أيضا‬ ‫على أن الشيطان قتال الناس منذ البدء ترك بعد إفساد البشر أبرياء وهللا سيحميهم ويعولهم‪.‬‬ ‫موآب ‪ -:‬خطيتها الكبرياء (إش‪ ): : 11‬والحظ تكرار كلمات الكبرياء والتعظم ست مرات فى آية واحدة ‪ .‬والكذب (إر‪: 51‬‬ ‫‪( + )31 ، 21‬إش‪ 14‬كله) ومصيرها تجده فى (إر‪ )11 – 14 : 51‬ولها نفس خطية أدوم أنها إستهانت بقوة هللا وظنته‬ ‫غير قادر على حماية شعبه (حز‪ )11 – 1 : 24‬وكرمز للشيطان تكون للدوس (إش‪ )11: 24‬وقارن مع (لو‪، )11 : 11‬‬ ‫وستكون ضحكة فهم ضحكوا على إسرائيل واسته أزوا بشعب هللا (إر‪ . )2: ، 21 : 51‬وهذه هى أوصاف الشيطان أيضا ‪،‬‬ ‫فهو متكبر وكذاب (يو‪ )55 : 1‬وكان مخادعا لبنى البشر ‪ ،‬فإذا سقطوا إسته أز بهم‪.‬‬ ‫ولكن نسمع قول الكتاب عن شعب موآب " أرد سبى موآب فى آخر األيام " (إر‪. )5: : 51‬‬ ‫بنى عمون ‪ -:‬حينما ضربت أشور إسرائيل ‪ ،‬وقتلت من قتلت وأخذت الغالبية إلى السبى ‪ ،‬أخليت األرض من سكانها فدخل‬ ‫العمونيون ليرثوها (إر‪ . )1 : 51‬وفرحوا وشمتوا فى شعب إسرائيل وشعب يهوذا ‪ ،‬وشمتوا فى خراب المقدس (حز‪- 1 : 24‬‬ ‫‪ ، )3‬فلذلك يضربها هللا (حز‪. ): – 5 : 24‬‬ ‫ولكن عمون كشعب ‪ ،‬هللا ال يرفضه بل يرد سبيه (إر‪. )1 : 51‬‬ ‫الفلسطينيين ‪ -:‬هم فى عداوة مستمرة مع شعب هللا ‪ ،‬وعملوا على اإلنتقام منهم ‪ ،‬وأول ذكر لعداوتهم مع شعب هللا نجده فى‬ ‫قصة شمشون ‪ .‬فهم رمز للشيطان الذى هو فى عداوة مستمرة مع شعب هللا‪ .‬وتجد ضربات هللا ضدهم فى (إر‪ 5:‬كله) ‪.‬‬

‫عيالم ‪ -:‬يشير الكتاب إليهم بأنهم يفتخرون بقوتهم ولذلك يقول هللا أنه سيضعف قوتهم هذه " هأنذا أحطم قوس عيالم أول‬ ‫قوتهم " (إر‪ )34 : 51‬وقوله أول تعنى أكثر ما يفتخرون به أنهم مهرة فى إستخدام القوس وبهذه يفتخرون ‪ ،‬وهذه خطية أمام‬ ‫هللا الذى " ال يسر بقوة الخيل‪ .‬ال يرضى بساقى الرجل" (مز‪ . )11 : 15:‬وهكذا لن يدخل ملكوت هللا المتكلين على أموالهم‬

‫‪80‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫(مر‪ . )25 : 11‬والمقصود أن هللا يريد من اإلنسان أن يفهم أن هللا هو قوته ‪ ،‬وهذه قد فهمها داود وقال " أحبك يا رب يا‬ ‫قوتى " (مز‪ )1 : 11‬وقال " يا رب بقوتك يفرح الملك وبخالصك كيف ال يبتهج أحد " (مز‪ . )1 : 21‬وواضح أنه من الغباء‬ ‫أن يتكل أحد على قوته أو ذكاءه‪...‬إلخ ‪ ،‬فكل هذا محدود ‪ ،‬إنما المتكل على هللا فله مصدر ال نهائى من القدرات‪ .‬واآلن‬ ‫نفهم لماذا يحطم هللا قوتهم ‪ ...‬هذا ليشفيهم فيلجأون إليه فينقذهم ويخلصهم‪.‬‬ ‫وعيالم كشعب يقول عنهم هللا " ولكن هللا يرد سبيهم " فهو قد شفاهم (إر‪. )31 : 51‬‬ ‫أشىىىور ‪ -:‬هؤالء كانوا متوحشين فى معاملة األسرى ‪ ،‬إذ كانوا يجدعون أنوفهم وأذانهم ويضعونهم فى أقفاص لتسلية الناس‬ ‫فى األسواق‪ .‬ويقطعون رقبة أسير ويعلقونها فى رقبة زميله ‪ .‬ويحكى التاريخ عن بشاعة تصرفاتهم ‪ ،‬وما هذه القسوة إال من‬ ‫الشيطان الذى يقودهم‪ .‬وفى إستعمارهم ألرض شعب هللا وسبيهم لشعبه وقسوتهم صاروا رم از للشيطان ‪ .‬وحينما إنتصروا‬ ‫على شعب إسرائيل (المملكة الشمالية التى إنحرفت لعبادة البعل‪ ..‬وكان هللا يؤدبها بسماحه لجيش أشور بعمل ما عمله فيها‬ ‫من تخريب) إنتفخ ملك أشور وقال كالما فيه جسارة على هللا مستهينا باهلل فى أثناء حصاره ألورشليم ‪ ،‬وتصور أنه سيهزم هللا‬ ‫كما هزم بقية آلهة الشعوب ‪ .‬وفى هذا أيضا كان يرمز للشيطان فى تحديه هلل متصو ار فى كبريائه أن هللا غير قادر أن ينال‬ ‫منه (إش‪ . )21 – 5 : 31‬وفى هذا قال له هللا " هل تفتخر الفأس على القاطع بها أو يتكبر المنشار على مردده "‬ ‫(إش‪ . )14: 11‬ويقول الوحى على لسان إشعياء " ويسقط أشور بسيف غير رجل وسيف غير إنسان‪(....‬إش‪. )1 : 31‬‬ ‫وبالنسبة ألشور " ضرب مالك الرب من جيش أشور ‪ 175333‬رجل (سيف المالك = سيف غير رجل) ( إش‪. )31 : 3:‬‬ ‫وألن أشور ترمز للشيطان نفهم أن المسيح بصليبه ضرب الشيطان (الصليب = سيف غير إنسان فالسيف هنا سيف معنوى)‬ ‫‪ .‬ونبوة ناحوم النبى كلها ضد أشور ‪ ،‬وهو يتنبأ بخرابها خرابا تاما (رمز لما عمله مسيحنا بصليبه) ‪ .‬ونجد هذا مقترنا ببشارة‬ ‫الخالص ‪ ،‬بشارة اإلنجيل " هوذا على الجبال قدما مبشر مناد بالسالم ِ‬ ‫عيدى يا يهوذا أعيادك أوفى نذورك فإنه ال يعود‬ ‫يعبر فيك أيضا المهلك ‪ .‬قد إنقرض كله " (نا‪. )14 : 1‬‬ ‫اليونان ‪ -:‬هم إشتروا شعب هللا من الصيدونيين كعبيد حين سقطت أورشليم بيد بابل (يؤ‪ .)1 – 5: 3‬والملك اليونانى‬ ‫أنطيوخس إبيفانيوس كما ذكرنا من قبل إضطهد اليهود ونجس هيكل هللا ‪ .‬إلى أن جاء المكابيين بنى يهوذا وهزموه عدة هزائم‬ ‫‪ ،‬وطهروا الهيكل ‪ .‬وبهذا فاليونان شابهت الشيطان وصارت رم از له‪ .‬ويتنبأ زكريا النبى ويقول عن المكابيين ‪ ،‬الذين هم هنا‬ ‫رمز للمسيحيين " ألنى أوترت يهوذا لنفسى ومألت القوس إفرايم وأنهضت أبناءك يا صهيون (الكنيسة الواحدة من اليهود‬ ‫واألمم ‪ ،‬يهوذا وافرايم) ‪ .‬على بنيك يا ياوان (اليونان كرمز للشيطان) وجعلتك كسيف جبار (نحن المسيحيين لسنا سوى سيف فى يد‬

‫مسيحنا القوى الجبار) " (زك‪ . )13 : 1‬المعركة هى بين المسيح وبين الشيطان ‪ ،‬فنحن كبشر ال قبل لنا بمواجهته ‪ ،‬وكل من‬ ‫يسلم حياته للمسيح يصير سهما يضعه المسيح فى القوس ولكنه هو الممسك بالقوس ‪ ،‬ويكون سيفا فى يد المسيح ‪ ،‬ويكون‬ ‫‪81‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )3‬األمم‬

‫فرسا أبيض (فى مركبات فرعون‬

‫نش‪ )1 : 1‬راكب عليه فارس (هو المسيح) وخرج غالبا (فى معركة الصليب فصار الشيطان‬

‫عدو مهزوم هالك إر‪ )1: : 51‬ولكى يغلب فينا (رؤ‪ . )2 : 1‬ويطمئننا أنه غالب وغلب العالم فال نخاف من حروب‬ ‫الشيطان وال من الضيق الذى فى العالم ويكون لنا فيه سالم (يو‪. )33 : 11‬‬ ‫أرام ‪ -:‬أرام هاجمت شعب إسرائيل كثي ار ‪ ،‬وتحالفت عدة مرات مع إسرائيل ضد يهوذا شعب هللا ‪ .‬فتنبأ ضدهم إشعياء النبى‬ ‫(إش‪ )1:‬وأيضا إرمياء النبى (إر‪. )2: – 23 : 51‬‬ ‫صيدون ‪ -:‬هؤالء أشتركوا مع عماليق فى مضايقة شعب هللا (قض‪ )12 : 11‬وباعوا شعب هللا كعبيد لليونان‪.‬‬ ‫قيدار وممالك حاصور ‪( -:‬إر‪ )21 : 51‬مشكلة هؤالء اإلطمئنان الزائف ‪ ،‬عاشوا اليهتمون بحماية أنفسهم ظانين أنه لن‬ ‫يهاجمهم أحد فعاشوا بال أسوار ‪ ،‬فهم ال يملكون سوى بعض الماشية واإلبل‪ .‬لكن هاجمهم ملك بابل واستولى على هذه‬ ‫القطعان إلطعام جيشه ‪ .‬وهؤالء رمز لمن يعيشوا بعيدا عن هللا شاعرين بإطمئنان زائف ال يحتمى باهلل الذى هو سور من نار‬ ‫حول شعبه‪.‬‬ ‫للا يدعونا للحرب ضد الشيطان‬ ‫رأينا أننا فرس أبيض يقودنا المسيح الغالب (أبيض ألننا غسلنا ثيابنا فى دم الخروف رؤ‪ )15 : :‬ونحن سهام وسيف فى‬ ‫يد المسيح ‪ ،‬ونسمع فى إرمياء النبى " قد سمعت خب ار من قبل الرب وأرسل رسول (هو المسيح) إلى األمم (كل البشر دعاهم‬

‫المسيح للدخول إلى كنيسته) قائال تجمعوا وتعالوا عليها وقوموا للحرب " (إر‪ )14 : 15 : 51‬وهذا العدو هو أدوم رمز‬ ‫للشيطان‪ ،‬ويطمئننا بأنه لم يعد عدو قوى فقد حطم المسيح قوته " ألنى ها قد جعلتك صغي ار بين الشعوب ومحتق ار يين‬ ‫الناس "‪ .‬ونرى هذا الرسول كأسد وكنسر وأن شعب المسيح المشبه بصغار الغنم تسحبهم ‪ ،‬والنصرة مضمونة ‪ ،‬فالمسيح‬ ‫خرج غالبا ولكى يغلب (إر‪ . )22 – 11 : 51‬وعلمنا السيد المسيح كيفية هزيمة الشيطان " هذا الجنس ال يخرج إال‬ ‫بالصالة والصوم " (مت‪. )21 : 1:‬‬ ‫الصوم ‪ -:‬هو نزع سالح الشيطان ضدنا من يده‪ .‬فسالح الشيطان رئيس هذا العالم هو دعوتنا للملذات الحسية‪ .‬ومن يصوم‬ ‫ويزهد فيها ال يجد الشيطان ما يحاربه به‪.‬‬ ‫الصالة ‪ -:‬هذا سالحنا أن نكون على صلة باهلل ونترك له القيادة كفارس وهويقودنا فما نحن سوى فرس يقوده فارس جبار ‪.‬‬ ‫ونحن سهام وسيف فى يد محارب قوى‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪ -4‬إسرائيىىىىىل‬ ‫ُسئِ َل أحدهم ما هو الدليل على صحة الكتاب المقدس فكانت إجابته إسرائيل هى الدليل ‪ ،‬فما من وعد أو وعيد‬ ‫إلسرائيل إال وتحقق ‪ ،‬وعدهم هللا باألرض وأعطاهم إياها وهددهم بالتشتت لو خالفوا وصاياه (تث‪– 13 : 21‬‬

‫‪ )11‬ولقد تشتت اليهود فعال حوالى ‪ 2111‬سنة‪ .‬بل إن تاريخ اليهود كله إثبات لصحة الكتاب‪.‬‬ ‫صارت إسرائيل بتاريخها ‪ )1 -:‬إثبات لصحة الكتاب ‪.‬‬

‫‪ )2‬شهادة حية مسجلة لخالص‬

‫المسيح‪.‬‬ ‫تاريخ إسرائيل وما فيه من رموز لخالص المسيح‬ ‫‪ )1‬أخطأ آدم فأعطى هللا وعداً بأن نسل المرأة أى المسيح يسحق رأس الحية (أى الشيطان) ولكن لم يتم هذا‬ ‫فو ار من أول إبن لحواء ‪ ،‬فلم تكن حواء هى المرأة المقصودة بل العذراء مريم ‪ ،‬فالمسيح لم يكن له أب‬ ‫بالجسد‪.‬‬ ‫‪ )2‬قال بولس الرسول أن المسيح تجسد من إمرأة فى ملء الزمان (غل‪ )5 : 5‬فماذا تعنى كلمة ملء الزمان‬ ‫هذه؟ تعنى ببساطة أن التجسد عمل عجيب يلزم له إعداد طويل‪ .‬وملخص سريع لهذا اإلعداد أ) وجود‬ ‫شعب مهيئ لوالدة المسيح منه‪ .‬وهذا معنى أن اليهود هم شعب هللا المختار‪ .‬ب) وجود العذراء‬ ‫بشخصيتها المملوءة نعمة ووجود التالميذ‪ .‬ج) وجود لغة عالمية منتشرة فى كل العالم ليفهم الناس لغة‬ ‫اإلنجيل‪ ،‬ودبر هللا هذا عن طريق اإلسكندر األكبر ملك اليونان الذى فتح كل العالم تقريبا ولم يهتم هو‬ ‫وخلفاءه بشئ قدر إهتمامهم بنشر اللغة اليونانية فى كل العالم ‪ ،‬وهذه هى اللغة التى كتب بها العهد‬ ‫الجديد وقبلها بحوالى ‪ 111‬سنة كان العهد القديم قد ترجم إلى اللغة اليونانية‪.‬‬

‫د) وجود الدولة‬

‫الرومانية التى جعلت العالم كله بلدا واحدا وأنشأت ومهدت الطرق ‪ ،‬وصار تنقل التالميذ والمبشرين بال‬ ‫عوائق‪ .‬ه) عبر التاريخ سلم هللا لليهود شرائع وطقوس ونبوات شملت كل شئ عن المسيح المنتظر‬ ‫وصارت شهادة أن فكرة الخالص أزلية‪ .‬وشرحت هذه الطقوس بذبائحها الدموية وتطهيراتها ذبيحة‬ ‫المسيح على الصليب‪ .‬ولذلك أُطلِق على اليهود أمناء مكتبة المسيحية و) الزمن المناسب لنضج‬ ‫اإلنسان ليتقبل تعليم المسيح‪ .‬ز) وجود الشخصيات التى ستتمم العمل مثل قيافا وبيالطس‪.‬‬ ‫‪ )3‬بدأت خطة هللا فى تدبير الخالص بإختيار إبراهيم وعزله عن الوسط الوثنى فى أور الكلدانيين فى أرض‬ ‫العراق‪ ،‬وليحيا فى كنعان كمتغرب حتى يمتلك األرض كلها ‪ ،‬ويصير أبا لهذا الشعب الذى سيأتى منه‬ ‫‪83‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫المسيح‪ .‬وألن إبراهيم فى إنتقاله من أور إلى كنعان َع َب َر نهر الفرات تسمى هو ونسله من اليهود‬

‫بالعبرانيين‪ .‬وكانت قصة تقديم إسحق ذبيحة إشارة ونبوة صريحة لذبيحة الصليب وقيامة المسيح‪ .‬وكانت‬ ‫والدة إسحق بوعد من مستودع سارة المائت = والدة المسيح من عذراء = والدة كل منا بوعد لنصبح‬

‫أوالداً هلل‪ .‬نحن بالطبيعة وبسبب الخطية يجب أن نموت ‪ ،‬ولكن حسب وعود هللا لنا نحيا بخالص‬ ‫المسيح فأصبحنا أوالد موعد أى بحسب وعد من هللا كإسحق‪ .‬وكان إسحق عريس رفقة رم از للمسيح‬ ‫عريس الكنيسة ‪ ،‬والحظ الرمز فى القصة‬ ‫فى مجد أبيه ينتظر وصول كنيسته‪.‬‬

‫أ) إسحق فى بيت أبيه ينتظر وصول عروسه = المسيح‬

‫ب) ال يذكر خبر موت رفقة = فعروس المسيح ستحيا لألبد‪.‬‬

‫‪ )5‬ثم يأتى يعقوب الذى يمثل المسيح الذى أخلى ذاته وجاء إلينا ليجعل اإلثنين واحدا ليئة وراحيل = (يهود‬ ‫وأمم ‪ /‬سمائيين وأرضيين) ‪ ،‬فإن كان إسحق يمثل المسيح فى سماء مجده اآلن منتظ ار عروسه الكنيسة‬ ‫‪ ،‬فيعقوب الذى تعب ألجل راحيل عروسه التى أحبها ‪ ،‬يمثل المسيح الذى جاء إلى األرض ليشقى من‬ ‫أجل كنيسته عروسه ‪ ،‬والحظ الرمز فراحيل تموت فى الطريق إلى بيت إيل ‪ ،‬وراحيل المحبوبة تمثل‬ ‫الكنيسة المحبوبة ‪ ،‬بينما ليئة ذات العين الضعيفة تمثل اليهود الذين ال يستطيعون رؤية المسيح فى‬ ‫نبوات كتابهم‪ .‬ويظهر هللا ليعقوب ويباركه ويغير إسمه إلى إسرائيل ومعنى اإلسم يجاهد أو يصارع مع‬ ‫هللا‪ ،‬فالبركات هى لمن يجاهد‪.‬‬ ‫ويستعبدوا للمصريين رم از لعبودية البشر‬ ‫‪ )4‬ثم يكمل التدبير اإللهى بنزول يعقوب وأوالده إلى مصر ُ‬

‫للشيطان ونرى فى قصة خروجهم من أرض مصر بقيادة موسى رم از ناطقا للحرية التى أعطاها لنا‬

‫المسيح‪ .‬وكان مجئ يعقوب واألسباط إلى مصر فى وقت حكم الهكسوس‪ .‬وقضى بنو إسرائيل فى‬ ‫مصر سنوات عديدة‪ ،‬فكيف نقدرها " فقال الرب ألبرام إعلم يقينا أن نسلك سيكون غريبا فى أرض ليست‬ ‫لهم (وهذه أتت فى السبعينية فى مصر وفى أرض كنعان) ويستعبدون لهم فيذلونهم أربع مئة سنة‪ .‬ثم‬ ‫األمة التى يستعبدون لها أنا أدينها‪ .‬وبعد ذلك تخرجون بأمالك جزيلة‪ ... .‬وفى الجيل الرابع يرجعون‬ ‫إلى ههنا " (تك‪ . )11 - 13 : 14‬وكان هللا قد وعد إبراهيم بأن يعطيه هو ونسله كل أرض كنعان‬ ‫(تك‪ . )11 – 15 : 13‬ونسمع من بولس الرسول " ‪..‬إن الناموس الذى صار بعد أربعمئة وثالثين سنة‬ ‫(بعد الوعود التى أعطاها هللا إلبراهيم) ال ينسخ عهدا قد سبق فتمكن من هللا نحو المسيح حتى يبطل‬ ‫الموعد " (غل‪ .)1: : 3‬وهذا الوعد الذى كان إلبراهيم " فيك تتبارك جميع األمم " (غل‪. )1 : 3‬‬ ‫وهذه اآلية نجدها فى (تك‪ .)11 : 22‬وتفسير كل هذا كاآلتى ‪-:‬‬

‫أ) أن شعب هللا لم يقضى فى‬

‫مصر مدة ‪ 511‬سنة كاملة بل هذه المدة تشمل المدة التى قضوها فى كنعان إذ كانوا لم يمتلكوها بعد ‪،‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫بل إمتلكوها بعد دخولهم مع يشوع‪ .‬ب) ولثقة إبراهيم فى وعد هللا فلقد دفع ثمن مغارة المكفيلة ليدفن‬ ‫سارة زوجته فاألرض ليست ملكه ولن تكون ملكه قبل ‪511‬سنة ولكن إليمانه دفن سارة فيها فهى ستكون‬ ‫أرضه ‪ ،‬وألنها ليست ملكه اآلن لذلك هو ما زال غريبا عنها ‪ ،‬إذاً فليدفع ثمنها‪.‬‬

‫ج) وبذلك تقدر مدة‬

‫بقاء الشعب فى أرض مصر بحوالى ‪ 214‬سنة ‪ .‬والرجاء الرجوع لتفسير سفر التكوين اإلصحاح ‪14‬‬ ‫للتفسير الكامل‪.‬‬ ‫‪ )1‬لم يذكر سفر الخروج أن الشعب تأثر بالعبادة الوثنية فى مصر ولكن من (يش‪ + 15 : 25‬حز‪: 21‬‬ ‫‪ ):‬ومن عملهم تمثاال لعجل ذهبى ليعبدوه فى البرية على طريقة عبادة المصريين ‪ ،‬ندرك أنهم تأثروا‬ ‫فعال بالعبادات الوثنية ‪ .‬ولذلك سمح هللا بذلهم من فرعون ‪ ،‬فما كان هللا سيسمح ألحد بأن يذل شعبه إال‬ ‫لو كانت هناك خطية‪ .‬ولكن أيضا ليكمل الرمز فإن ذلهم بسبب الخطية لفرعون هو رمز لذل البشر‬ ‫للشيطان بسبب الخطية‪.‬‬ ‫‪ ):‬عاش الشعب فى مصر فترة فى هدوء إلى أن طرد الملك أحمس الهكسوس فبدأ إضطهاد المصريين‬ ‫للشعب إلى أن أرسل هللا لهم موسى ليخلصهم فكان رم اًز للمسيح الذى خلصنا من عبودية إبليس‪.‬‬ ‫وكانت قصة الخروج مليئة بالرموز لقصة خالص المسيح‪.‬‬

‫أ) دم خروف الفصح يحيي من إحتمى به‬

‫وكان العبور (بيسح ومنها كلمة بصخة) من العبودية للحرية = وقال بولس الرسول أن فصحنا المسيح‬ ‫(‪1‬كو‪. ): : 4‬‬

‫ب) كان المن رم از للتناول من جسد المسيح الذى به نحيا فى غربة هذا العالم‪،‬‬

‫وأسماه بولس الرسول طعاما روحيا (‪1‬كو‪ . )3 : 11‬ج) وكان الماء يأتى بضرب موسى لصخرة رم از‬ ‫إلنسكاب الروح القدس على الكنيسة بعد الصليب (‪1‬كو‪ )5 : 11‬هذا ما أسماه الرسول الماء الروحى‪.‬‬ ‫ويقول الرسول أن الصخرة كانت المسيح‪ .‬ويقول أن الصخرة تابعتهم‪ ..‬وغير وارد التفكير أن هناك‬ ‫صخرة كانت تسير وراءهم طوال األربعين سنة ليشربوا منها ‪ ،‬ولكن المعنى أن موسى كلما إحتاجوا‬ ‫للماء كان يضرب أى صخرة موجودة فيخرج الماء‪ .‬لكن لماذا لم ُيذكر سوى حادثة واحدة لضرب‬

‫الصخرة ؟ كان هذا أيضا ألجل الرمز فضرب الصخرة كان رم از لصلب المسيح‪ ،‬والمسيح ال يصلب‬

‫سوى مرة واحدة على إثرها إنسكب الروح على الكنيسة‪ .‬ونحن اآلن نمتلئ بالروح بأن نطلب (يو‪3: : :‬‬ ‫– ‪ + 31‬لو‪ . )13 : 11‬لذلك ففى نهاية الرحلة غضب هللا من موسى إذ قال له هللا أن يكلم الصخرة‬ ‫فينسكب الماء فمن غضب موسى على الشعب لتذمرهم ضرب الصخرة فأفسد الرمز (عد ‪. )21‬‬

‫‪85‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫د) كان توهان الشعب فى البرية لمدة ‪ 51‬سنة ثم دخولهم إلى أرض كنعان مع يشوع رم از لرحلة غربتنا‬ ‫على األرض إلى السماء ونسميها رمزيا كنعان السماوية حيث نكون مع يسوع ‪ ،‬وبهذا يكون عبور نهر‬ ‫األردن هنا إشارة لموتنا بالجسد فى نهاية رحلتنا األرضية‪ .‬وتوزيع يشوع األرض على األسباط رمز لتوزيع‬ ‫المسيح نصيبنا السماوى علينا فى األبدية (أف‪ . )11 : 1‬ونالحظ أن عدم دخول موسى إلى أرض الميعاد‬ ‫ال يعنى سوى أنه رمز للناموس ‪ ،‬والناموس أقصى ما يستطيع أن يقدمه إلنسان أن يعاين السماء من بعيد‬ ‫دون أن يراها ‪ ،‬كما نظر موسى لألرض ولم يدخلها ‪ ،‬وقطعا لم يكن موسى فاهما لموضوع الرمز هذا ‪،‬‬ ‫لكن هو أخطأ وبحكم الناموس فخطية واحدة تحرم اإلنسان من الحياة األبدية‪ .‬أما نحن فندخل إلى السماء‬ ‫" إثبتوا فى وأنا فيكم " ‪ .‬ولكن بكل المقاييس فموسى هو األعظم ولكن‬

‫فى المسيح لذلك يقول الرب لنا‬

‫يشوع دخل مع الشعب رم از ليسوع لتطابق اإلسمين‪ .‬فحرف س فى اليونانية هو ش فى العبرية‪ ،‬أما موسى‬ ‫فرأينا ما له من عظمة فى ظهوره هو وايليا مع رب المجد على جبل التجلى‪ .‬ه) لم ُيذكر فى سفر الخروج‬ ‫خبر غرق فرعون فى البحر األحمر وهذا رمزيا إشارة ألن الشيطان ما زال يحارب الكنيسة ‪ ،‬حقا لقد‬

‫إنكسرت شوكته (غرق جيش فرعون) لكنه ما زال قاد ار على المقاومة ‪ ،‬وهذا ظهر رمزيا فى هجوم عماليق‬ ‫على الشعب بعد الخروج مباشرة ‪ ،‬فعماليق هى األخرى رمز إلبليس الذى ما زال يحارب الكنيسة بعد أن‬ ‫حررها المسيح‪ .‬و) خيمة اإلجتماع وسط الشعب = المسيح وسط كنيسته دائما ‪.‬‬ ‫طقوس التطهير = الصليب‬

‫ح) رئيس الكهنة = المسيح رئيس كهنتنا‬

‫ز) الذبائح وكل‬

‫ط) مقابلة موسى هلل أول‬

‫مرة إشتملت على رموز قصة الخالص فتحويل العصا إلى ثعبان ثم إلى عصا لم يكن عمال سحريا لكنه‬ ‫شرح عمل المسيح فى تجسده ‪ ،‬فالعصا فى يد موسى صارت هى قوة هللا صانعة كل المعجزات إشارة‬ ‫للمسيح قوة هللا ‪ ،‬وتحول العصا إلى ثعبان إشارة للمسيح ‪ "....‬هللا جعل الذى لم يعرف خطية خطية ألجلنا‬ ‫لنصير نحن بر هللا فيه‪2( "..‬كو‪ . )21 : 4‬وهذا معنى تحول اليد البرصاء إلى يد سليمة بعد أن أصابها‬ ‫البرص عندما أدخل موسى يده إلى ُعّبِه ثم شفائها بعد ذلك ‪ ،‬وكان تحول الماء إلى دم إشارة ألن الدم هو‬

‫وسيلة التطهير من الخطية‪ .‬وعودة الثعبان إلى عصا مرة أخرى إشارة لمجد المسيح بالجسد بعد أن تمم فدائه‬

‫للبشر‪.‬‬

‫ى) لذلك أيضا كانت الحية النحاسية رم از للمسيح من ينظر إليها ُيشفى وال يموت ‪ ،‬ولنالحظ‬

‫فالحية رمز الشيطان المملوء ُسماً مميتا هو الخطية لكن الحية النحاسية لها شكل الحية ولكن بدون السم‬

‫الداخلى فالمسيح كان بال خطية‪.‬‬

‫وواضح حقيقة معونة هللا لموسى فى قيادة شعب متعب يزيد عدده على‬

‫المليونين ولمدة ‪ 51‬سنة فى البرية ‪.‬‬

‫‪86‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪ )1‬من طرائف تسجيل األخبار أن نرى كيف سجل المصريين خبر خروج الشعب من مصر وكيف جاءت‬

‫فى األثار المصرية ‪ -:‬هناك عدة روايات ولنأخذ إحداها ويقولون فيها " إن وباء إنتشر فى مصر واعتقد‬ ‫الناس أن اآللهة غاضبة على المصريين إلهمالهم الطقوس الدينية ‪ ،‬ولهذا طردوا كل األجانب ‪ .‬وأن‬ ‫جزءاً منهم هاجر بقيادة موسى إلى اليهودية وهناك أسسوا مدينة أورشليم "‬ ‫‪ )1‬بعد دخول الشعب مع يشوع إلى أرض الموعد أمرهم هللا أن يطردوا كل الكنعانيين منها = وهذا إشارة‬ ‫لوجوب طرد كل خطية من القلب‪ .‬فحاربوا فترة وحرروا أراضى كثيرة ثم تقاعسوا وتركوا شعوب كنعان‬ ‫التى أمرهم هللا بأن يطردوهم لنجاساتهم البشعة‪ ،‬وكانت إنتصارات الشعب بمعونة هللا‬ ‫أن يعين بنعمته من يجاهد‪.‬‬

‫أ) فاهلل مستعد‬

‫ب) هللا طلب إبادة الشعب الكنعانى ألنهم كانوا قد إنحدروا فى خطاياهم‬

‫إلى مستوى بشع من شذوذ جنسى بل ومع الحيوانات ‪ ،‬وتقديم أوالدهم ذبائح حية آللهتهم (التى كانت‬ ‫تماثيلها من نحاس ومجوفة ويشعلوا النيران داخلها لدرجة اإلحمرار ثم يلقون األطفال عليها أحياء مع‬ ‫الي ْسمع صراخ األطفال) هؤالء إنحطوا لمستويات من الوحشية إستوجبت‬ ‫صوت الطبول العالى حتى ُ‬

‫إبادتهم ‪ ،‬وكان ذلك بواسطة الشعب كما أحرق هللا سدوم وكما أغرق العالم قديما بالطوفان‪ .‬والحظ أن‬

‫هللا كان له حكمة فى إستخدام الشعب لعقوبة الكنعانيين‪ ،‬وهى أن يرى الشعب عقوبة الخطية فال يخطئوا‬ ‫مثلهم‪.‬‬ ‫‪)11‬‬

‫كان نتيجة إهمال الشعب وتركهم الكنعانيين فى األرض أن الشعب قلدوهم فى عباداتهم الوثنية ‪،‬‬

‫وكما هو متوقع كان هللا يعاقبهم بأن يترك هذه الشعوب التى تركوها لتذلهم ‪ ،‬والمعنى الروحى أن لكل‬ ‫خطية نتركها دون أن نتخلص منها أالمها‪ .‬وحينما يصرخون هلل كان يرسل لهم قاض ليخلصهم وهذا ما‬ ‫نراه فى سفر القضاة‪ .‬ولم يكن القاضى له أن يقوم بدور الملك بل هو يقود الشعب ليحرره من أعدائه ثم‬ ‫يحكم للشعب بحسب الشريعة‪ .‬ونرى أيضا فى سفر القضاة أنهم كانوا بال ملك فإنحدر مستواهم‬ ‫األخالقى ومستواهم الروحى بشدة‪ .‬ونرى عدد من قصص القضاة فى هذا السفر وأغلب الظن أن بعض‬ ‫كل لسبط غير اآلخر‪.‬‬ ‫كل فى مكان أو ٌ‬ ‫القضاة تواجدوا فى وقت واحد مع قضاة آخرين ٌ‬ ‫‪)11‬‬

‫كان آخر القضاة هو صموئيل النبى ‪ ،‬وقد طالبه الشعب بأن يقيم لهم ملكا كبقية الشعوب ‪ ،‬وحزن‬ ‫صموئيل جدا فهو يرى أن الشعب يتمتع بميزة ليست لدى أى شعب آخر وهى أن ملكهم هو هللا نفسه‪،‬‬ ‫ب خاطره وقال له إنهم لم يرفضوك أنت إنما رفضونى‬ ‫وحاول أن يثنيهم عن رأيهم فأصروا‪ ،‬ولكن هللا طَي َ‬

‫أنا ‪ .‬وأعطاهم هللا ملكا بحسب قلبهم هو "شاول الملك" وكان أطول رجل وأقوى رجل فى نظرهم فهم‬

‫‪87‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫يطلبون ملك يتفاخرون به أمام الشعوب ففرحوا به‪ .‬وعبر داود عن ذلك بقوله " ليعطك الرب حسب قلبك‬ ‫ويتمم كل رأيك " (مز‪ .)5 : 21‬ولنالحظ أن هللا كان يعد لهم "داود" الذى أسس لهم المملكة حقيقة‬ ‫والذى هو بحسب قلب هللا‪ ،‬ولكن هذا نتيجة التسرع وعدم الصبر على أحكام هللا ‪ ،‬وهذا عبر عنه داود‬ ‫أيضا " إنتظر الرب ‪ .‬ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب " (مز‪ . )15 : 2:‬وكم سبب شاول هذا من‬ ‫أالم ومشاكل إلسرائيل والعكس مع داود‪ .‬ولنعلم أن هناك عبارة إسمها ملء الزمان ‪ ،‬فاهلل كان ُي ِّع ْد داود‬ ‫ليظهر فى الزمان الذى يراه هللا مناسبا‪ .‬ونخرج من هذا بدرس لكل منا هو أن ال نتعجل األمور ‪ ،‬فاهلل‬ ‫صانع الخيرات يدبر الخير دائما لنا ولكل أوالده ‪ .‬ولكن إص اررنا أن نحصل على شئ بل قد نتخاصم‬ ‫مع هللا ألنه لم يعطه لنا‪ ،‬قد يدفع هللا أن يسمح بهذا الشئ لنعرف أنه لم يكن فى صالحنا‪ ،‬فاهلل ال يمنع‬ ‫الخير عن أوالده‪ .‬وبنفس المنطق نفهم لماذا سوف ُي َح ُّل الشيطان من سجنه فى نهاية الزمان (رؤ‪: 21‬‬

‫‪ . ):‬فالناس ببساطة يريدون الخطايا التى يعرضها عليهم الشيطان وال يريدون أن يلتزموا بوصايا هللا ‪،‬‬ ‫بل يظنون أن هللا يتدخل فى حياتهم ويحرمهم مما يريدون ‪ ،‬وحين يطلق هللا الشيطان تزداد الخطايا ‪،‬‬ ‫ويحدث ما حذر هللا منه وأن كل خطية لها نتائجها المؤلمة لذلك فحرصا من هللا على اإلنسان خليقته‬

‫منع هذه الخطية بوصية (كما إكتشفوا أخي ار أن اإليدز ناتج عن خطية الشذوذ الجنسى) ‪ ،‬فالوصايا هى‬ ‫لصالح البشر وليس تقييدا لحريتهم‪ .‬ونتيجة إلطالق الشيطان وازدياد الخطايا تزداد أالم الناس بل‬ ‫يعضون ألسنتهم من الوجع (رؤ‪ )11 : 11‬وكان المفروض أن يفهموا فيتوبوا ولكنهم سيرفضون التوبة‬ ‫(رؤ‪ ، )21 : 1‬ولرفض الناس التوبة مع إزدياد األالم قيل عن خطية تلك األيام " تدعى روحيا مصر‪"..‬‬ ‫(رؤ‪ )1 : 11‬فهذا ما حدث مع فرعون مصر إذ إزداد عناده مع كثرة الضربات‪.‬‬ ‫‪)12‬‬

‫ودخل شاول فى صراع مع صموئيل وسبب هذا أنه تصور أو أراد أن يكون كباقى ملوك العالم ‪ُ ،‬ي َش ِّرع‬

‫هو لشعبه رافضا هو اآلخر مشيئة هللا‪ .‬ولم يعلم لكبريائه أن هللا أراد أن تكون مملكة شعبه مملكة‬

‫ثيئوقراطية أى أن هللا هو الذى يحكمها أو بتعريف آخر أن الملك الذى يملك على شعب هللا وظيفته أن‬ ‫يطبق الشريعة ال أن يضع هو للمملكة شريعة من عنده ‪ ،‬فالشعب هو شعب هللا وليس شعب الملك‪.‬‬ ‫لذلك رفض هللا شاول وجعل الملك لداود‪.‬‬ ‫‪)13‬‬

‫أسس داود المملكة الحقيقية التى إمتدت من سوريا إلى حدود مصر واستمر ملكه ‪ 51‬عاما ‪ ،‬وأتى بعده‬ ‫سليمان إبنه والذى إستمر هو أيضا ‪ 51‬سنة ‪ ،‬وخالل ملك داود وسليمان إستمرت المملكة قوية ومتحدة‬ ‫وفى سالم ‪ .‬لكن لم يكن رحبعام إبن سليمان فى حكمة أبيه فإنشقت المملكة أيامه إلى مملكتين هما‬ ‫إسرائيل ويه ااوذا وتكونت إسرائيل من األسباط العشرة التى تمردت على كرسى داود واستمرت يهوذا تحت‬ ‫‪88‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫حكم أسرة داود‪ .‬وكانت المملكة األكبر هى إسرائيل وعاصمتها السامرة ‪ ،‬واألصغر يهوذا وعاصمتها‬ ‫أورشليم وبها الهيكل‪ .‬وكان يربعام أول ملك على إسرائيل( المملكة الشمالية ) ‪ ،‬وهذا خاف من أن شعبه‬ ‫حينما يذهبون إلى هيكل هللا فى أورشليم يرجعون بقلوبهم إلى كرسى داود ملكهم األول فيتمردوا عليه ‪،‬‬ ‫آلهتك يا إسرائيل الذين‬ ‫فأقام هيكلين فى أراضي إسرائيل ووضع بهما عجول ذهبية وقال " هوذا‬ ‫َ‬

‫أصعدوك من أرض مصر " (‪1‬مل‪ )33 – 24 : 12‬واخترع نظاما للعبادة وابتدع طريقا لتعيين كهنة‬ ‫َ‬

‫للعجول فأفسد العبادة تماما‪ .‬وكان أن أقام حراسة على حدود مملكته مع مملكة يهوذا لقتل من يفكر فى‬ ‫الذهاب إلى أورشليم‪.‬‬ ‫‪)15‬‬

‫وكانت حكمة هللا فى وجود مكان واحد للعبادة أن يكون هذا المكان مرجعا لتصويب أى إنحراف فى‬ ‫عقيدة شعبه حينما يذهبون للعبادة فى هيكل أورشليم حيث الكهنة ومعلمو الشريعة‪ .‬ولذلك سرعان ما‬ ‫إنحرفت عبادة المملكة الشمالية بل أدخل الملك آخاب وزوجته إيزابل عبادة البعل وعشتاروت الوثنية بما‬ ‫فيها من ممارسة الفجور والزنى فى هياكل البعل‪ ،‬وأقامت إيزابل هيكل كبير لهذه العبادة فى السامرة‪.‬‬ ‫واضطهدت أنبياء هللا وقتلت منهم الكثيرين إلى أن ظهر إيليا النبى‪.‬‬

‫‪)14‬‬

‫كانت نتيجة عدم طاعة أحكام هللا فى مملكة إسرائيل أن تعدد إغتيال الملوك ليجلس على الكرسى قادة‬ ‫آخرين فتعددت األسر الحاكمة وبلغت ‪ 1‬أسرات خالل فترة ‪ 251‬سنة جلسواعلى كرسى السامرة‪ .‬ونتيجة‬ ‫اإلنهيار التام فى معرفة هللا والفساد الوثنى الذى إنتشر ‪ ،‬سمح هللا فى سنة‪ :22‬ق‪.‬م‪ .‬بأن تدمر أشور‬ ‫السامرة وتنقل جزءاً كبي ار من شعبها إلى أجزاء إمبراطوريتها الشاسعة وتأتى بشعوب وثنية لتعيش فى‬ ‫أرض إسرائيل ‪ ،‬وكان لذلك حكمة عند ملوك أشور ‪ ،‬وهى أن الشعوب التى نقلوها إلى أرض إسرائيل‬ ‫لن تكون لها أى دوافع حماسية وطنية فيتمردوا على أشور مطالبين بالحرية ‪ ،‬فاألرض ليست أرضهم‪.‬‬ ‫ولكن لما إنخفض عدد سكان األرض كثرت الوحوش فآذت البشر‪ ،‬ولما كان للشعوب الوثنية عقيدة أن‬ ‫لكل أرض إلهاً له طقوس ينبغى طاعتها ليحيا شعب األرض فى سالم ‪ ،‬سألوا شعب إسرائيل المتبقى‬ ‫فى األرض عن كيفية عبادة هللا ‪ ،‬والعكس فالشعب قلد هؤالء الوثنيين فى عباداتهم الوثنية ‪ ،‬فإختلط‬ ‫مخلط ودين مخلط ‪ .‬لذلك كان اليهود‬ ‫الشعبان واختلطت العبادتان ليخرج لنا شعب السامريين كشعب َ‬ ‫يحتقرون السامريين وال يتعاملون معهم‪.‬‬

‫‪)11‬‬

‫أما يهوذا فإستمرت تحت حكم أسرة داود طوال فترات حكم داود وسليمان وأثناء اإلنفصال وبعده حتى‬ ‫سنة ‪ 411‬ق‪.‬م‪ .‬حين سمح هللا بأن يذهب شعب يهوذا أيضا فى سبى إلى بابل‪ .‬وكان ذلك بسبب‬ ‫‪89‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫خطاياهم بل هم أيضا إنجرفوا إلى العبادة الوثنية‪ .‬وقطعا فإن اإلستقرار السياسي فى يهوذا كان راجعا‬ ‫ألن حالتها الروحية كانت أفضل نسبيا من أختها إسرائيل ‪ ،‬واستمرت أسرة داود على عرش المملكة‬ ‫طوال هذه الفترة‪ .‬ولكن ألن يهوذا كان حالها أفضل من األخرى كان أن هللا أدبها بذهابها إلى السبى‬ ‫لتطهيرها ولكنه لم يفنها‪ .‬وكانت مدة السبى ‪ :1‬سنة عادوا بعدها وتطهروا تماما من العبادة الوثنية ‪،‬‬ ‫فكان السبى عالجا شافيا‪ .‬وفى خالل إقتحام البابليين ألورشليم حطموا األسوار والهيكل وأحرقوا ودمروا‬ ‫كل شئ وقتلوا الكثيرين‪.‬‬ ‫‪)1:‬‬

‫ونالحظ فى الكتاب المقدس أنه ال يكتب التاريخ كما تكتبه الشعوب األخرى ‪ ،‬فتُ َم ِّج ْد ملوكها وشعوبها‬

‫وحروبها بل يكتب الواقع‪ ،‬بل كان يظهر عيوب الملوك األبرار كما يظهر حسنات الملوك األشرار‪ .‬وال‬

‫يمجد الشعب بل يظهر عيوبه ونقائصه فهو ليس كتاب تاريخى بل كتاب تعليمى ‪ ،‬نتعلم منه أن قوة‬ ‫الشعب وانتصاراته فى تقواه وهنا تأتى المعونة من هللا ‪ .‬والكتاب ال يركز على تاريخ الملوك ولكن على‬ ‫تعامل هللا مع هؤالء الملوك ومع شعوبهم ‪ ،‬فالكتاب المقدس هو قصة عالقة هللا مع البشر‪.‬‬ ‫‪)11‬‬

‫بعد ‪ :1‬سنة من السبى إنكسرت مملكة بابل أمام الملك البابلى كورش وكان ذلك سنة ‪ 431‬ق‪.‬م‪ .‬وقام‬ ‫كورش الملك بإعطاء كل الشعوب المسبية فى بابل الحرية فى أن يعود كل من يريد إلى بلده األصلى ‪،‬‬ ‫فعاد كثير من اليهود ممن كانوا فى يهوذا إلى أورشليم ‪ ،‬وكان ذلك فى سنة ‪ 431‬ق‪.‬م‪ .‬وعاد معهم‬ ‫بعض من شعب مملكة إسرائيل الشمالية ‪ .‬وحينما أظهر دانيال النبى للملك كورش نبوات إشعياء والتى‬ ‫تنبأت عن إسمه بل وخطته الحربية (إش‪ )1 : 54 + 21 : 55‬ونبوات إرمياء بالتاريخ الذى سيحدث‬

‫فيه هذا (إر‪ )11 : 21 + 12 : 24‬أمر كورش ببناء الهيكل قائال " هللا أوصانى أن أبنى له بيتا فى‬ ‫أورشليم " (عز‪ )1 – 1 : 1‬ولكن ظلت يهوذا والية فارسية ‪ُ ،‬ي َعّيِن لها الملك الفارسى والياً من عنده‬

‫ولكنها صارت والية واحدة غير منقسمة‪ .‬ولكن تعطل بناء الهيكل فترة بعد موت كورش الملك نتيجة‬ ‫للوشايات ‪ ،‬فأرسل هللا النبيين حجى وزكريا ليحثوا الشعب على إعادة البناء ‪ ،‬وتم بناء الهيكل الثانى سنة‬

‫‪ 414‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫‪)11‬‬

‫وفى سنة ‪ 333‬أتى اإلسكندر وهزم الفرس بل فتح معظم العالم المعروف ‪ ،‬وصارت يهوذا خاضعة‬ ‫لليونان ‪ .‬وبعد موت اإلسكندر إنقسمت مملكته إلى أربعة أقسام ( اليونان وآسيا الصغرى وسوريا‬ ‫ومصر) وكانت يهوذا تحت حكم ملك سوريا‪ .‬وتسمت هذه المملكة بإسم مؤسسها سلوكس فكان إسمها‬ ‫مملكة السلوكيين‪ .‬واستمرت األمور هادئة تحت حكم السلوكيين فى اليهودية نسبيا إلى حوالى سنة ‪1:4‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫ق‪.‬م‪ .‬حين ملك أنطيوخس إبيفانيوس على كرسى مملكة سوريا ‪ ،‬وابيفانيوس كلمة تعنى الالمع‪ .‬ولجنونه‬ ‫فى تأليه نفسه واضطهاده الدموى لليهود أسماه اليهود فى تالعب باأللفاظ أنطيوخس إبيمانس التى تعنى‬ ‫المجنون‪ .‬وهذا سفك دماء اليهود بغ ازرة ودنس هيكل هللا بأن قدم خنزيرة ذبيحة على مذبح هللا ‪ ،‬ووضع‬ ‫تمثاال له فى الهيكل‪.‬وكان يقتل من اليهود من يرفض أن يأكل لحم الخنزير‪ ،‬ومنع تقديس يوم السبت ‪،‬‬ ‫وحاول نشر اللغة والثقافة اليونانية بل والخالعة اليونانية وكرس هيكل هللا إلله األولمب جوبيتر‪ .‬وقبل‬ ‫هذا الكثيرون من اليهود بينما إستشهد الكثيرون رافضين كل ذلك‪(... .‬أنظر تفسير سفر دانيال وسفرى‬ ‫المكابيين) ‪ .‬واستمر هذا إلى أن ظهر المكابيين من أوالد متتيا الكاهن وكان أشهرهم يهوذا المكابى سنة‬ ‫‪ 11:‬ق‪.‬م‪ .‬وهؤالء عاشوا كشعب مقدس هلل فهزموا جيوش أنطيوخس هذا وحرروا أورشليم وطهروا‬ ‫الهيكل ‪ ،‬فكان هذا اليوم هو عيد التجديد عند اليهود (يو‪ . )22 : 11‬وانتقم هللا من أنطيوخس هذا‬ ‫بمرض بشع بعيدا عن بالده فى حرب من حروبه ‪ ،‬وفى أيامه األخيرة قال أن ما يحدث له هو بسبب ما‬ ‫عمله فى هيكل هللا بل نذر نذ ار بأن يتصالح مع اليهود لو شفى من مرضه ولكنه مات بعيدا عن بالده‬ ‫بمرض مؤلم ‪ .‬وهذا ما كان قد تنبأ عنه زكريا النبى‪.‬‬ ‫‪)21‬‬

‫المْلك ورئاسة‬ ‫وخلف يهوذا إخوته ثم نسلهم ‪ ،‬وألنهم كانوا أوالد كاهن جمعوا فى نفس الوقت مابين ُ‬

‫الكهنوت ‪ ،‬وكان آخرملوكهم األقوياء يوحنا هركانوس الذى أجبر األدوميون على الختان وهوَدهم‬ ‫وضمهم لليهودية‪.‬‬

‫‪)21‬‬

‫وظهرت اإلمبراطورية الرومانية كقوة عظمى على مسرح األحداث‪ .‬فكانت سقطة المكابيين أنهم بدأوا‬ ‫يستعينوا بالرومان‪ ،‬بل وصل األمر إلى أن كان أحدهم يستعين بالرومان ضد أخيه بعد أن كان هللا هو‬ ‫قوتهم والذى نصرهم على ملوك اليونان‪ .‬وكانت النتيجة الحتمية أن ضم الرومان اليهودية إليهم لتصير‬ ‫والية رومانية وتفقد إستقاللها‪ .‬وكان ذلك على يد بومبى الرومانى سنة ‪ 13‬ق‪ .‬م‪ .‬وبالتالى كان القيصر‬ ‫الرومانى هو الذى يعين والة اليهودية‪ ،‬وكان منهم هيرودس الطاغية الذى حظى برضى الرومان فجعلوه‬ ‫ملكا على اليهودية والجليل والسامرة ‪ ،‬وكان ذلك سنة ‪ 3:‬ق‪.‬م‪ .‬وكان هيرودس هذا من أصل أدومى‪.‬‬

‫‪)22‬‬

‫بعد موت هيرودس إنقسمت مملكته إلى أربعة أقسام كان لكل والى ربع مملكة هيرودس وتسمى رئيس‬ ‫ربع (لو‪ . )1 : 3‬وكانت والية اليهودية من نصيب أرخيالوس وهذا سرعان ما عزله الرومان سنة ‪ 1‬م‪.‬‬ ‫وتوالى الوالة الرومان على اليهودية والذين كان من أشهرهم بيالطس البنطى (‪31 – 21‬م) ‪ .‬والذى‬ ‫صلب المسيح على أيامه بأمر منه‪.‬‬ ‫‪91‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪)23‬‬

‫وفى سنة ‪ 51‬م‪ .‬وضع بترونيوس والى سوريا تمثاال لكاليجوال القيصرالرومانى فى هيكل أورشليم ( ألم‬ ‫يطلبوا هم هذا بأنفسهم حين رفضوا إبن هللا وقالوا ليس لنا ملك إالّ قيصر يو‪ .)14 : 21‬ومن هنا بدأ‬ ‫صراع بين اليهود وبين الرومان إنتهى بتدمير أورشليم والهيكل سنة ‪ :1‬م‪ .‬على يد تيطس الرومانى‪.‬‬ ‫وتشتت اليهود الذين تبقوا من المذبحة الرومانية‪ .‬ولكنهم بدأوا فى التجمع مرة أخرى وعادوا للثورة على‬ ‫الرومان ما بين سنة ‪ 134 – 132‬م‪ .‬وهنا دمرهم الرومان تدمي ار أبشع من تدمير تيطس ‪ .‬وتشت‬ ‫الباقين فى كل العالم وصاروا بال مقدس لهم‪ .‬ولم نسمع عن تجمعهم إال فى بدايات القرن العشرين‪.‬‬

‫الخالص واليهود‬ ‫كما ذكرنا من قبل فاليهود كانوا شعب هللا المختار بمعنى أن هللا ُي ِّعدهم ليأتى منهم المسيح ‪ ،‬ولكن هللا يريد أن‬

‫الجميع يخلصون ‪ ،‬فاهلل خالق البشر جميعا ‪ ،‬ويحبهم جميعا ويريد خالص كل البشر وليس اليهود فقط‪ .‬وكما أن‬

‫هللا يدبر إحتياجات كل الخليقة المادية من مأكل ومشرب‪...‬إلخ ‪ ،‬ويشرق شمسه على األبرار واألشرار ‪ ،‬فهو‬ ‫قطعا يريد الحياة األبدية لكل الخليقة ‪ ،‬فاهلل لم يخلق بعض البشر ليحيوا أبديا وليحكم على البعض اآلخر‬ ‫بالهالك األبدى فقط ألنهم ليسوا يهودا‪ .‬وكما أن هللا سيدين كل الخليقة كان عليه أن يدبر الخالص لكل البشرية‬ ‫‪ ،‬ومن يقبل ويؤمن يخلص ويحيا أبديا ‪ ،‬ومن يرفض يهلك‪ ......‬ولكن هللا أعد الخالص لكل خليقته ووضع‬

‫أمامنا طريق الحياة وطريق الموت وهذا ما قاله موسى للشعب " أنظر‪ .‬قد جعلت اليوم قدامك الحيوة والخير‬ ‫والموت والشر " (تث‪. )14 : 31‬‬ ‫وكما نفهم من الكتاب المقدس فإن فكر هللا هو أن يكون للمسيح العريس عروسا واحدة هى الكنيسة من كل‬ ‫الشعوب وكل األلسنة وكل القبائل وكل األمم (رؤ‪ . )1 : :‬وهى كنيسة واحدة بال فرق بين يهودى وأممى بل‬ ‫الكل واحد فى المسيح‪ .‬وهناك تشبيهات فالكنيسة تشبه بهيكل يبنيه هللا هو جسد المسيح ‪ ،‬وكل منا هو حجر‬ ‫حى فى هذا الهيكل (يو‪1 + 21 : 2‬بط‪ . )4 : 2‬وفى تشبيه آخر فالكنيسة تشبه بزيتونة (شجرة زيتون) بدأت‬ ‫بآدم وحواء ثم أوالدهم من نسل إبراهيم واسحق ويعقوب الذين جاء منهم المسيح ‪ .‬وبعد المسيح كان من آمن‬ ‫منهم بالمسيح أنه إستمر غصنا حياً فى الزيتونة ‪ ،‬ومن رفض المسيح رفضه هللا وقُ ِطع من الزيتونة ‪ ،‬وطَعم هللا‬ ‫األمم كأغصان برية فى أصل الزيتونة (رو‪. )11‬‬ ‫ونالحظ أنه حتى فى العهد القديم لم يرفض هللا األمم بدليل إرسال هللا يونان النبى إلى نينوى يدعوهم للتوبة ‪،‬‬ ‫فهل يأتى هللا فى اليوم األخير ويرفض هؤالء الذين تابوا بل صارت توبتهم مثال وعبرة لكل الشعوب عبر كل‬ ‫األزمنة (راجع هذه النقطة فى الباب الثالث " األمم " ) ‪ .‬وكما كانت الزيتونة رم از إلسرائيل صارت رم از للكنيسة‬ ‫‪92‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫فال فرق فهى كنيسة واحدة ‪ ،‬ولكن ألنها إتسعت لتشمل كل العالم وصارت كنيسة ضخمة أسماها بولس الرسول‬ ‫إسرائيل للا أى إسرائيل الضخمة (وهذه طريقة عبرية فى التعبير عن ضخامة الشئ فيقولون جبل هللا عن الجبل‬ ‫الضخم وجيش هللا عن الجيش الضخم وهكذا) ‪ .‬وتشبيه الكنيسة بالزيتونة له معنى روحى ‪ ،‬فمن شجرة الزيتون‬ ‫يأتى الزيت الذى ُيصنع منه المسحة والتى ُيمسح بها رئيس الكهنة والملوك ليمتلئوا من الروح القدس‪ .‬إذاً الزيتونة‬

‫رمز للكنيسة المملوءة من الروح القدس‪ .‬وهناك تشبيه ثان للكنيسة وهو شجرة التين ذات الثمار الحلوة ‪ ،‬وثمرة‬

‫التين نجد بداخلها بذور كثيرة بجانب بعضها تشير لشعب الكنيسة المجتمع فى محبة‪ ،‬وهذه المحبة لها طعم حلو‬ ‫عند هللا ‪ .‬وهذه الصورة يصفها المرنم فى مزمور ‪ 133‬حيث نرى أن اإلخوة أى الكنيسة المجتمعة فى محبة‬ ‫ينسكب عليها الروح القدس (الدهن) وهذا ما حدث يوم الخمسين (أع‪ . )31 : 5 + 5 – 1 : 2‬وهناك تشبيه‬ ‫آخر هو الكرمة (إش‪ + 1 – 2 : 2:‬يو‪ )1 – 1 : 14‬وتشبيه الكرمة مناسب جدا للكنيسة فالكرمة يؤخذ منها‬ ‫العصير ومنه الخمر ‪ ،‬والخمر فى الكتاب المقدس رمز للفرح‪ .‬والفرح ثمرة من ثمار اإلمتالء من الروح (غل‪: 4‬‬ ‫‪ . )22‬وهذه هى العالقة بين الثالث شجرات‪ .‬وهذه التشبيهات يذكرها الكتاب كما رأينا عن إسرائيل وعن الكنيسة‬ ‫فهى كنيسة واحدة وعروس واحدة لعريسها المسيح‪.‬‬ ‫الكنيسة هى هيكل للا‬

‫‪ :‬جسد المسيح والروح القدس يسكن فيها‪.‬‬

‫الكنيسة كنيسة واحدة‬

‫‪ :‬أمم ويهود‪/‬سمائيين وأرضيين‪ /‬بشر فى محبة بال شقاق ‪ ،‬فالخطية سبب الشقاق‪.‬‬

‫الكنيسة هى شجرة زيتون‪ :‬فهى مملوءة من الروح القدس‪.‬‬ ‫الكنيسة هى شجرة تين ‪:‬‬ ‫الكنيسة هى كرمة‬

‫ولكن لها ثمار وليست مجرد أوراق ‪ ،‬وأهم هذه الثمار هى المحبة‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫مملوءة فرحا كثمرة للمحبة التى فيها وبهذا فهى أيضا مفرحة هلل‪.‬‬

‫ونرى فى قصة لعن السيد المسيح لشجرة التين الرموز التالية ‪-:‬‬ ‫‪ )1‬شجرة التين ترمز لشعب وأمة اليهود‪.‬‬ ‫‪ )2‬جوع السيد المسيح لم يكن جوعا لطعام مادى بل إليمان اليهود " أنا لى طعام آلكل لستم تعرفونه أنتم "‬

‫يو‪ ، )32 : 5‬فالمسيح يشبع بخالص الناس (إش‪ )11 : 43‬وهو جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله‬ ‫(يو‪.)11 : 1‬‬

‫‪93‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪ )3‬لم يكن الوقت وقت إثمار التين ‪ ،‬وهذا يشير ألن هللا يعلم أنهم سيرفضون المسيح وهذا ما كان سوف‬

‫يبررهم ‪ ،‬وايمانهم وتبريرهم لو قبلوا المسيح وآمنوا به ‪ ،‬هو ما كان سوف يشبعه‪ .‬وقول الكتاب " فلم يجد‬ ‫فيها شيئا إال ورقا " وورق التين منذ أن فشل آدم فى أن يستره ورق التين هذا ‪ ،‬حينما عرف أنه عريان‬ ‫‪ ،‬صار رم از لكل محاولة إنسانية للتبرير بدون المسيح ويشير بهذا للبر الذاتى (تك‪ . ): : 3‬والبر‬ ‫الذاتى كان هو مشكلة اليهود الذين يشعرون بأن أعمالهم تبررهم (رو‪ )5 ، 3 : 11‬وهذا ما قادهم‬ ‫للكبرياء‪.‬‬ ‫‪ )5‬جفاف شجرة التين رمز لخراب الشعب اليهودى نتيجة لرفضهم للمسيح وصلبهم له‪.‬‬ ‫‪ )4‬يقول القديس متى أن السيد حين لعن التينة جفت فى الحال‪ ،‬ويقول القديس مرقس فى إنجيله أنهم‬ ‫الحظوا هذا فى اليوم التالى (مت‪ + 21 – 11 : 21‬مر‪ )21 – 21 ، 15 – 11 : 11‬وهذا الخالف‬ ‫له معنى واضح يشير له الوحى‪...‬أن اليهود حين صلبوا المسيح رفضهم هللا وقطع عالقته معهم كشعب‬ ‫‪ ،‬وصاروا أغصانا مقطوعة من الزيتونة‪ .‬ولكن لم يظهر هذا إال سنة ‪ :1‬م‪.‬عند تخريب تيطس‬ ‫ألورشليم‪ .‬وكأنه عند صلبهم للمسيح كانوا كشجرة إنقطعت عنها عصارة الحياة ‪ ،‬وقطعا ظهر هذا بعد‬ ‫مدة فى يبوسة الشجرة‪.‬‬ ‫‪ )1‬بعد أن الحظ التالميذ أن التينة يبست وكان هذا يوم الثالثاء فى أسبوع األالم وهم متجهين إلى الهيكل‬

‫مع السيد‪ ،‬وعندما وصلوا للهيكل سأل التالميذ الرب عن ميعاد نهاية األيام فقال " فمن شجرة التين‬ ‫تعلموا المثل‪ .‬متى صار غصنها رخصا وأخرجت أوراقها تعلمون أن الصيف قريب " (مت‪)32 : 25‬‬ ‫والمعنى أن إسرائيل ستخرب بسبب ما إرتكبوه وهذا قد حدث وخربت إسرائيل سنة ‪:1‬م ‪ ،‬ولكن عالمة‬ ‫نهاية األيام أن تعود إسرائيل وتظهر كأوراق أى منظر دون جوهر أى دون إيمان بالمسيح يبررها‪ .‬وهذا‬ ‫ما هو حادث اآلن‪ .‬ونعلم من (رو‪ )11‬أن عالمة المجئ الثانى إيمان اليهود ويقول السيد المسيح لليهود‬

‫" هوذا بيتكم يترك لكم خرابا‪ .‬ألنى أقول لكم إنكم ال تروننى من اآلن حتى تقولوا مبارك اآلتى بإسم‬ ‫الرب " (مت‪ . )31 ، 31 : 23‬ومرة ثانية فهذا هو ما نراه أمام عيوننا ‪ ،‬أنهم عادوا كدولة ولكن ال‬ ‫عالقة لهم بالمسيح ‪ ،‬فصاروا شجرة تين لكن مجرد أوراق بدون ثمار‪ .‬ونسمع عن بقية مؤمنة بدأت‬ ‫تتكون فى إسرائيل كان عددهم فى سنة ‪ 1112‬قد بلغ حوالى ‪ 11111‬جاءوا من أوروبا وأمريكا ليعتمدوا‬ ‫فى نهر األردن وأسموا أنفسهم اليهود الماسيانيين ‪ ،‬وكلمة المسيا هى النطق العبرانى لكلمة المسيح‪.‬‬ ‫فهل يشير كل هذا ألننا إقتربنا من أيام النهاية ؟ ‪...‬أمامنا إحتمالين ‪ )1‬أننا إقتربنا منها فعال‪ .‬ويكون‬ ‫‪94‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫هؤالء اليهود الماسيانيين هم البقية كما يسميها إشعياء النبى ‪ ،‬وهذه البقية هي التى ستقول مبارك اآلتى‬ ‫بإسم الرب‪.‬‬

‫‪ )2‬أن إسرائيل ستخرب مرة أخرى ‪ ،‬ليتحقق قول الرب أن بيتهم يترك لهم خرابا إلى أن‬

‫يأتى المسيح‪.‬‬

‫يثبت معلمنا بولس الرسول فى (رو‪ – 1‬رو‪ )3‬إحتياج كل الخليقة لتبرير المسيح " فالجميع زاغوا وفسدوا‬ ‫معا‪ .‬ليس من يعمل صالحا ليس وال واحد " ‪ ،‬اليهود كسروا ناموس موسى واألمم كسروا الناموس الطبيعى‬ ‫أى ما يسمى الضمير‪ .‬وهو وصايا هللا التى طبعها على قلوب البشر ومنها عرف يوسف أن الزنا خطية‬ ‫دون أن يكون هناك ناموس مكتوب ‪ .‬فإذ فسدت الخليقة األولى كانت خطة هللا أن يتجسد إبنه ويموت ويقوم‬ ‫‪ ،‬وبالمعمودية نموت معه بخليقتنا األولى الفاسدة ونقوم بخليقة جديدة ثابتين فى المسيح ‪ ،‬هذه التى أطلق‬ ‫عليها بولس الرسول تعبير أننا فى المسيح (رو‪2 + 1‬كو‪ . )1: : 4‬وراجع أيضا " ألننا نحن عمله (خلقة‬ ‫آدم األولى) مخلوقين فى المسيح يسوع (الخلقة الثانية بتدبير الفداء)‪( "....‬أف‪ .)11 : 2‬وهذا الفداء إستلزم‬ ‫أن يموت المسيح ولكن كيف يموت اإلله الحى الذى ال يموت ؟ إذاً كان ال بد أن يحصل على جسد قابال‬ ‫للموت ‪ ،‬وأخذ رب المجد هذا الجسد من الشعب الذى إختاره أى اليهود ‪ ،‬ليتجسد من هذا الشعب ‪.‬‬ ‫موجز تاريخ الشعب اليهودى‬ ‫‪ ‬هللا يختار إبراهيم ويعزله فى أرض كنعان وابراهيم ولد إسحق ‪ ،‬واسحق ولد يعقوب‪.‬‬ ‫‪ ‬نزول يعقوب واألسباط إلى مصر‪.‬‬ ‫‪ ‬الخروج مع موسى مخلص الشعب من عبودية مصر والتوهان ‪ 51‬سنة فى برية سيناء‪.‬‬ ‫‪ ‬دخول أرض الميعاد مع يشوع ثم حكم القضاة وكان شاول أول ملك بعد إنتهاء عصر القضاة‪.‬‬ ‫‪ ‬تأسيس المملكة حوالى سنة ‪ 1111‬ق‪.‬م‪ .‬على يد داود الملك ‪ ،‬وملك داود ‪ 51‬سنة‪.‬‬ ‫‪ ‬ملك سليمان بن داود ‪ 51‬سنة‪ .‬ثم إنقسمت المملكة إلى مملكتين على يد إبنه (إسرائيل ويهوذا) ‪.‬‬ ‫‪ ‬إسرائيل تنحرف من بدايتها وتتشتت بيد أشور سنة ‪ :22‬ق‪.‬م‪ .‬ويهوذا تستمر‪.‬‬ ‫‪ ‬لخطايا يهوذا تذهب إلى سبى بابل سنة ‪ 411‬ق‪.‬م‪ .‬وتعود من السبى سنة ‪ 431‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫‪ ‬يستمر اليهود كأمة واحدة تحت الحكم الفارسى الذى سقط على يد اإلسكندر األكبر‪.‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪ ‬بدأ الحكم اليونانى ألورشليم من سنة ‪333‬ق‪.‬م‪ .‬وآخر ملك منهم على أورشليم كان أنطيوخس إبيفانيوس‪.‬‬ ‫‪ ‬المكابيين يحرروا يهوذا من أنطيوخس إبيفانيوس ويهزموا جيوشه ‪ ،‬وينشأوا مملكة من سنة ‪ 11:‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫‪ ‬تسقط اليهودية تحت حكم الرومان سنة ‪ 13‬ق‪.‬م‪ .‬على يد بومبي الرومانى‪ .‬وتعين روما والة على‬ ‫اليهودية‪.‬‬ ‫‪ ‬هيرودس يصير ملكا على اليهودية سنة ‪ 3:‬ق‪.‬م‪ .‬وفى أيامه يولد المسيح‪.‬‬ ‫‪ ‬بعد موت هيرودس تقسم روما اليهودية أربعة أقسام وعلى كل قسم والى رومانى وأشهرهم بيالطس‬ ‫البنطى‪.‬‬ ‫‪ ‬وفى أيام بيالطس يصلب المسيح ويقوم فيتمم الفداء‪.‬‬ ‫‪ ‬وفى سنة ‪ :1‬م يدمر تيطس الرومانى أورشليم والهيكل فقد إنتهى عهد الذبائح الحيوانية بذبيحة‬ ‫الصليب‪.‬‬

‫‪96‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪ 1141‬ق‪.‬م‬

‫تأسيس مملكة داود‬

‫مملكة يهوذا‬

‫مملكة إسرائيل‬

‫إنقسام المملكة‬

‫سنة ‪:2:‬ق‪.‬م إسرائيل تذهب لسبي أشور‬ ‫سنة ‪411‬ق‪.‬م يهوذا تذهب لسبي بابل‬ ‫سنة ‪431‬ق‪.‬م العودة من السبي‬ ‫سنة ‪333‬ق‪.‬م حكم اليونان ألورشليم‬ ‫سنة ‪11:‬ق‪.‬م حكم المكابيين اليهود‬ ‫سنة ‪3:‬ق‪.‬م حكم هيرودس تحت يد الرومان‬ ‫سنة ‪5‬ق‪.‬م والدة المسيح‬

‫الرسم العلوى خاص بتاريخ األمة اليهودية‪ .‬ولكن للعجب فلقد شابه إلى حد كبير تاريخ الكنيسة‪.‬‬

‫‪97‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫داود أسا ا ااس مملكا ا ااة واحا ا اادة‪ .‬قوانينها ا ااا ودسا ا ااتورها المسيح إبن داود يؤسس كنيسته ككنيسة واحدة وكل‬ ‫وكهنتهااا بحسااب فكاار هللا‪ .‬فناااموس موسااى دسااتور طقوسا ا ااها وعقيا ا اادتها وكهنوتها ا ااا بحسا ا ااب فكا ا اار هللا ‪،‬‬ ‫المملكااة‪ ،‬والكهنااة ماان نساال هااارون‪ ،‬والعبااادة فااى وبحسا ااب اإليم ا ااان المس ا االم م ا ارة للقديس ا ااين (ي ا ااه‪. )2‬‬ ‫هيكل أورشليم وهذا ما أوصى به هللا‪.‬‬

‫وبحسب تسليم األباء‪.‬‬

‫تسااتمر المملكااة واحاادة متحاادة فت ارة ماان الاازمن ثاام الكنيس ااة تظ اال واح اادة متح اادة فتا ارة ث اام ب اادأ اإلنقس ااام‪.‬‬ ‫تنقسم‪ .‬وتستمر مملكة يهاوذا بحساب فكار هللا أماا وه ااذا اإلنقس ااام ب اااق حت ااى اآلن‪ .‬وب ااالرجوع للرس ااائل‬ ‫إسا ارائيل فخالف اات فك اار هللا واس ااتمر ه ااذا اإلنش ااقاق الس اابع ف ااى س اافر الرؤي ااا نج ااد الكنيس ااة قب اال األخيا ارة‬ ‫حتى إتحدوا بعد العودة من السبى‪.‬‬

‫فيالدلفيااا بمعنااى المحبااة األخويااة‪ .‬ممااا يعطينااا أماال‬ ‫فى وحدة الكنائس قريبا‪.‬‬

‫ه ااذه الوح اادة إس ااتمرت حت ااى مج اائ المس اايح األول ها ااذه الوحا اادة المنتظ ا ارة با ااين الكنا ااائس تسا اابق مجا اائ‬ ‫بالجسد‪.‬‬

‫المس اايح الث ااانى‪ .‬وتك ااون ه ااذه الوح اادة والمحب ااة ب ااين‬ ‫الكنائس هى إعداد الماؤمنين ألياام النهاياة التاى يفاك‬ ‫فيها ااا الشا اايطان‪ ،‬ها ااذه األيا ااام التا ااى تمثلها ااا الودكيا ااة‬ ‫الكنيسة األخيرة فى الرسائل السبع‪.‬‬

‫فحت ااى ف ااى ت اااريخ المملكت ااين كان اات إسا ارائيل رما ا از الخي ارات الماديااة التااى كااان هللا يعااد بهااا اليهااود فااى‬ ‫للكنيسة‪.‬‬

‫العه ااد الق ااديم ه ااى ظ اال البرك ااات الموع ااودة للكنيس ااة‬ ‫(عب‪)1 : 14‬‬

‫‪98‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫جغرافيىة إسرائيل‬

‫ليبدأ هللا تنفيذ وعده فى خالص البشر ‪ ،‬دعا أبونا إبراهيم ليترك موطنه أور فى أرض العراق ويذهب إلى كنعان‬ ‫فتكون له ولنسله ميراثاً‪ .‬فخرج إبراهيم هو وعائلته لكنه تعطل فى حاران حتى مات أبوه فذهب إلى كنعان وهو‬ ‫فى سن الخامسة والسبعين‪ .‬وعاش إبراهيم فى النقب ثم تنقل بين بئر سبع وجرار وحبرون‪.‬‬

‫وألهمية األبار وذلك لندرة المياه فى األرض ‪ ،‬حفر إبراهيم بئ ار وقدم ألبيمالك ملك الفلسطينيين ‪ :‬نعاج وحلفا‬

‫كالهما أن البئر إلبراهيم فسميت البئر " بئر سبع " (سبع تحمل معنيين ‪ -1‬رقم سبعة‬

‫‪ -2‬قسم أو حلف)‪.‬‬

‫وأكد المعنى نفسه إسحق بعد ذلك (تك‪ . )21 : 21‬ومن بئر سبع ذهب إبراهيم إلى جبل المريا فى المكان الذى‬ ‫صلب فيه المسيح بعد ذلك بحوالى ألفى عام‪ .‬وعاش إسحق فى نفس األماكن‪ .‬ثم تغرب يعقوب فى حاران وعاد‬

‫مع زوجتيه وأخي ار نزل إلى مصر‪ .‬وعلى اليمين نرى خريطة لرحالت يعقوب‪ .‬وكانت خطة هللا فى ذلك تكوين‬ ‫ليوِدع خطة خالص البشر فى يد هذا الشعب ‪،‬‬ ‫شعب إسرائيل بمعزل عن ممارسات الشعوب الكنعانية النجسة ُ‬ ‫وليولد مخلص البشر منهم‪ .‬وظل الشعب فى مصر عدة سنوات فى عبودية لفرعون إلى أن أرسل هللا موسى‬ ‫كمخِلص ُلي ْخ ِرج الشعب‪ .‬والخريطة التى فى األسفل توضح رحلة الخروج مع موسى النبى‪ .‬ولكن دخل‬ ‫النبى ُ‬ ‫الشعب أرض الميعاد مع يشوع‪.‬‬

‫‪99‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫ودخل يشوع مع الشعب إلى أرض كنعان ‪ .‬وكانت أول مدينة دخلوا إليها هى أريحا ‪.‬‬

‫‪100‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫وصل الكهنة إلى النهر وغمسوا أرجلهم في مياهه من عند ضفته الشرقية وقد كان هذا في‬ ‫شهر نيسان في موسم حصاد الشعير والكتان وهو موسم فيضان نهر األردن حيث يرتفع‬

‫الماء إلى جميع شطوطه (يش‪ )14 : 3‬أي شواطئه بسبب انتهاء فصل الشتاء واقبال الربيع‬ ‫حيث يذوب الجليد على جبال لبنان وينساب الماء غزي اًر في النهر‪ .‬وكان أن النهر توقف‬ ‫عندما لمست أرجل الكهنة الماء ‪ .‬وكلمة األردن تعنى اإلنحدار أو المنحدر ودعي هكذا‬

‫لشدة إنحداره من الشمال إلى الجنوب فبينما يكون االرتفاع في بعض منابعه ‪1:11‬قدم عن‬ ‫سطح البحر (عند موقع حاصبيا) ينخفض مجرى النهر في بحيرة الحولة إلى ‪ 1‬أقدام فوق‬

‫سطح البحر‪ .‬وعند بحر الجليل يصير االرتفاع ‪ 114‬قدماً تحت سطح البحر حتى يصب‬

‫في البحر الميت الذي ينخفض إلى ‪ 12:4‬قدما تحت سطح البحر‪= .‬المياه المنحدرة من‬

‫فوق (يش‪ . )13 : 3‬وفضالً عن ذلك فإن المجري‬

‫يتسع في وقت الفيضان فالن قطة المواجهة ألريحا يتراوح اتساعها ما بين ‪44-54‬مت اًر بينما‬ ‫في وقت الفيضان يصل اتساعها إلي الضعف ومن ذلك نتصور ضخامة مياه الفيضان‬

‫وسرعة جريان المياه في النهر وقوة إنحدارها في الظرف الذي عبروا فيه‪.‬‬

‫واستمرت الحروب بين الشعب وبين الكنعانيين بعد سقوط أريحا فى يدهم ‪ ،‬ويزداد معها إمتالك األرض ويقسم يشوع‬

‫األرض على األسباط‪.‬‬

‫‪101‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫وكان طلب هللا أن يطردوا كل الكنعانيين من األرض إال أن بعض األسباط تكاسلوا ولم يطردوا الكنعانيين فكانوا سبب‬ ‫عثرة لهم‪ .‬وهذه األسباط كانت فى الجزء الشمالى من األرض والمسمى الجليل وبه أسباط نفتالى وأشير وزبولون‪ .‬لذلك‬ ‫قال عنهم إشعياء النبى " جليل األمم " لوجود كثرة من الشعوب الوثنية وسطهم فتعايشوا سويا (إش‪ . )1 : 1‬واستمر‬ ‫الوضع هكذا أيام القضاة إلى أن أسس الملك داود مملكة قوية فى األرض‪ .‬واستمر ملكه لمدة ‪ 51‬سنة‪.‬‬

‫وملك سليمان بعده لمدة ‪ 51‬سنة‪ .‬واتسعت مملكته وامتدت شماال إلى نهر الفرات‪ .‬وأتى بعده إبنه رحبعام الذى لم يكن‬ ‫فى حكمة أبيه سليمان ‪ .‬وتسبب برعونته فى شق المملكة إلى مملكتين ‪ -1‬المملكة الشمالية إسرائيل وهى األكبر ولها‬ ‫‪ 11‬أسباط وعاصمتها السامرة‪ -2 .‬المملكة الجنوبية يهوذا وعاصمتها أورشليم‪ .‬وعلى اليمين خريطة لمملكة داود‪.‬‬

‫ونرى فى الصفحة التالية خريطة لمملكة داود ولكن يظهر فيها الحدود التى وصلت لها مملكة سليمان فقد وصلت لنهر‬

‫الفرات شماال‪ .‬وفى الصفحة التالية أيضا نجد خريطة للمملكتين بعد اإلنقسام‪.‬‬

‫واستمرت الحروب بين المملكتين بعضهما مع بعض‪ .‬وحروب أخرى لكل منهما مع الشعوب المجاورة‪ .‬ونتيجة إنحراف‬ ‫كليهما أدبهما هللا بالسبى ‪ .‬فذهبت إسرائيل إلى سبى أشور سنة ‪ 022‬ق‪.‬م‪ .‬وبعدها ذهبت يهوذا إلى سبى بابل سنة‬ ‫‪ 576‬ق‪.‬م‪ .‬وعادت يهوذا سنة ‪ 536‬ق‪.‬م‪ .‬وعاد معهم بعض من شعوب األسباط ولكن تحت الحكم الفارسى ثم‬

‫اليونانى وبعده تحرروا لفترة قليلة أيام المكابيين‪ .‬ثم وفى أيام المكابيين سقطوا تحت الحكم الرومانى ‪ .‬وفى أيام الدولة‬

‫الرومانية ولد المسيح يسوع ربنا‪.‬‬

‫ونرى أيضا فى الصفحة التالية خريطة تظهر مدى إتساع الدولة الرومانية‪.‬‬

‫‪102‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪103‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪104‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪105‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫اليهودية والجليل والسامرة أيام الرب يسوع المسيح‬

‫هكذا كانت إسرائيل قبل أن تستعمرها الشعوب األخرى ‪ ،‬وبدأ إنهيارها بسبب خطاياها ووثنيتها ‪ ،‬فغضب هللا‬

‫عليها وأسلمها لهذه الشعوب الوثنية للتأديب‪ .‬وتغير شكل إسرائيل تماما‪ .‬فخالل فترات وقوع األسباط العشر (المملكة‬ ‫الشمالية إسرائيل) فى يد أشور سنة ‪ :22‬ق‪.‬م‪ .‬أخذت أشور شعب إسرائيل ووزعته فى كل أراضى إمبراطوريتها الواسعة‪،‬‬ ‫ونقلت أشور شعوب وثنية كثيرة ليعيشوا فى أرض إسرائيل‪ .‬وبإندماج هذه الشعوب معهم إختلطت العبادات وتشوهت ‪،‬‬

‫وخرج منها شعب السامرة وكانوا قلة وسط شعبين ‪- :‬‬

‫فى الجنوب اليهودية وكان شعبها هم سبط يهوذا الذى كان قد أ ِ‬ ‫ُخ َذ فى سبى بابل سنة ‪ 411‬ق‪.‬م‪ .‬وعادوا سنة ‪431‬‬

‫ق‪.‬م‪ .‬وقد تطهروا من وثنيتهم ‪.‬‬

‫وفى الشمال كانت هناك الجليل وشعبها كان خليط من اليهود الذين عاش بينهم شعوب وثنية كاليونانيين والفينيقيين‬

‫واألراميين ‪ .‬وكان هذا منذ تهاونت األسباط الشمالية فى طرد الكنعانيين من أيام يشوع‪ .‬أما بعد العودة من السبى فقد قل‬

‫العنصر اليهودى فى أرض الجليل ‪.‬‬

‫وبينما إتسم شعب اليهودية بالتزمت الشديد نجد أن شعب الجليل‬ ‫كان منفتحا ولم يكن لهم نفس التعصب كما وجدنا من شعب اليهودية‪ .‬بل إختلفت لهجتهم عن اليهودية‪( .‬مر‪):1 : 14‬‬

‫‪106‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪107‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫بل إختلفت لهجة الجليليين عن لهجة شعب اليهودية (مر‪. ):1 : 14‬‬

‫وبسبب تسامح الجليليين مع الثقافات األخرى‬

‫إحتقر يهود اليهودية يهود الجليل فيقول نثنائيل " أمن الناصرة يمكن أن يكون شئ صالح " (يو‪ )51 : 1‬وقال رؤساء‬

‫الكهنة والفريسيين لنيقوديموس " فتش وأنظر‪ .‬إنه لم يقم نبى من الجليل " (يو‪ )42 : :‬وفى هذا أخطأوا فقد خرج من‬

‫الجليل قضاة (باراق وابصان وأيلون وتولع) ومن األنبياء إليشع ويونان وربما هوشع‪ .‬أما إزدرائهم للسامريين فوصل لدرجة‬ ‫أنهم إعتبروهم نجاسة وبهم شياطين وكانوا لو أرادوا إهانة أحد يقولون له أنه سامرى كما قالوا للرب (يو‪ . )51 : 1‬وكانوا‬

‫يتحاشون المرور فى أراضى السامرة عند مرورهم من اليهودية إلى الجليل أو العكس ‪ ،‬وكان كال اليهود والجليليين يفعلون‬

‫‪108‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫هذا‪ .‬وبدال من المرور على السامرة كانوا يسلكون عبر نهر األردن خالل منطقة بيرية‪ .‬وكانت مدينة أريحا ملتقى‬ ‫المسافرين الجليليين الراغبين فى تفادى إجتياز السامرة فى ذهابهم وعودتهم لهيكل أورشليم فى الفصح‪.‬‬

‫وكان رجاء الجليليين فى مجئ المسيح كبي ار واستعدادهم لقبول فكر مختلف سبب ًا فى قبولهم للمسيح بسهولة عن الحال فى‬

‫اليهودية‪ .‬ويقدر يوسيفوس سكان الجليل وقت المسيح بحوالى ‪ 3‬مليون نسمة ‪ ،‬وهذا يفسر الجموع الضخمة التى كانت‬ ‫تلتف حول المسيح‪ .‬وفى دخول المسيح ألورشليم فى أحد الشعانين كان غالبية من إستقبله منهم ‪ ،‬فهم قد عرفوه فى‬

‫بالدهم التى قضى فيها معظم أوقات خدمته‪ .‬وبعد سقوط أورشليم سنة ‪ 03‬م‪ .‬أصبح الجليل مرك از للثقافة اليهودية وانتقل‬

‫السنهدريم إليها‪ .‬ومعنى إسم الجليل الدائرة أو المنطقة‪.‬‬

‫‪109‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫وفى الخرائط عاليه نرى مدينة الناصرة حيث ظهر المالك للسيدة العذراء وبشرها بوالدتها للرب يسوع‪ .‬وقامت العذراء‬ ‫وذهبت إلى الجبال إلى مدينة يهوذا لتخدم أليصابات (لو‪ )31 : 1‬ومدينة يهوذا غالبا هى حبرون فحبرون هى مدينة‬

‫كهنة وزكريا زوجها كان كاهنا‪ .‬إال أن البعض يقول أن بيت زكريا كان فى قرية عين كارم التى تبعد ‪ 4‬أميال إلى الغرب‬

‫من أورشليم‪ .‬وظلت العذراء تخدم أليصابات مدة ثالثة أشهر ثم عادت للناصرة‪ .‬وحبرون هى مدينة الخليل حاليا ‪ ،‬وهو‬ ‫إسم أطلق على إبراهيم (يع‪ . )23 : 2‬وتقع حبرون فى واد فسيح وترتفع نحو ‪ 3151‬قدم فوق سطح البحر ‪ ،‬وهى‬

‫جنوب أورشليم بحوالى ‪ 21‬ميال وكانت تسمى قرية أربع ‪ ،‬فهى منسوبة ألربع أبى عناق (يش‪. )13 : 14 + 14 : 15‬‬

‫وفى التقسيم صارت مدينة من مدن يهوذا (يش‪ )45 : 14‬وكانت للقهاتيين بنى الوى (‪ )11 : 21‬وصارت مدينة للملجأ‪.‬‬

‫وذهبت السيدة العذراء مع يوسف النجار إلى بيت لحم لإلكتتاب وهناك ولدت الرب يسوع فى مذود وجاء لها الرعاة ‪،‬‬ ‫وبعد ذلك إنتقلت العائلة إلى بيت حيث جاء المجوس لزيارة السيد الرب‪ .‬وفى يوم األربعين لوالدة السيد ذهبوا للهيكل‬

‫لتقديم الصبى للرب ثم ذهبوا إلى مصر‪ .‬ولما عادوا ‪ ،‬عادوا إلى الناصرة وطن الرب يسوع (مت‪ + 45 : 13‬مر‪)1 : 1‬‬

‫‪ .‬وفى الناصرة عاش الرب فترة شبابه يعمل كنجار مساعدا ليوسف النجار‪ .‬وتقول بعض التقاليد أن يوسف مات وعمر‬

‫الرب يسوع ‪ 17‬سنة ‪ ،‬وكان عمره وقت والدة السيد ‪ 11‬سنة ‪ .‬وبعد موت يوسف عمل السيد نجا ار ليعول عائلته (مر‪: 1‬‬ ‫‪ . )3‬وكانت األسرة تذهب إلى أورشليم فى عيد الفصح ‪ ،‬ولما كان عمر الصبى يسوع ‪ 12‬سنة تحاور مع شيوخ الهيكل‪.‬‬ ‫وفى سن الثالثين إعتمد الرب من يوحنا المعمدان واختار تالميذه ‪ ،‬وبدأ بإختيار بعض من تالميذ المعمدان بعد أن‬

‫أعدهم المعمدان ومهد الطريق للرب وحول تالميذه للرب فمضوا وراء السيد وقبلوا دعوته (يو‪ .)1‬وعاد السيد إلى الجليل‬ ‫وكانت أولى معجزاته فى عرس فى قانا الجليل وكان السيد قد ذهب مع أمه وتالميذه إلى هذا العرس‪.‬‬

‫ثم إنتقل الرب هو وأمه وتالميذه إلى مدينة كفر ناحوم وجعلها مرك از لخدمته وهو فى الجليل‪ .‬وحاول أقرباءه أن يمسكوه‬ ‫ألنهم قالوا أنه مختل (مر‪ . )21 : 3‬وكانت معظم خدمة السيد فى الجليل وتخللتها زيارات ألورشليم وكان ذلك مرتبطا‬ ‫باألعياد ‪ .‬وذهب الرب أيضا إلى نواحى صور وصيدا وذهب إلى العشر المدن والى قيصرية فيلبس على سفوح جبل‬

‫حرمون‪.‬‬

‫‪110‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫العشر المدن ‪ -:‬هم عشر مدن كونوا حلفا للتجارة وللدفاع ضد القبائل المتاخمة لها من الشرق‪ .‬وهم ‪ 1‬مدن كلهم شرق‬ ‫األردن ومدينة واحدة غرب األردن هى سكيثوبوليس التى كانت بيت شان‪ .‬وقد بني غالبيتها خلفاء اإلسكندر األكبر ثم‬

‫خضعت للمكابيين بعد أن إفتتحها إسكندر يانوس المكابى (‪ ):1 – 113‬ق‪.‬م‪ .‬وفى سنة ‪ 13‬ق‪.‬م‪ .‬غزاها القائد الرومانى‬

‫الشهير بومبى وأعطاها حكما ذاتيا ‪ ،‬فكان لها الحق فى سك عملتها وادارة محاكمها وتكوين جيشها الخاص بها‪ .‬ولكنها‬ ‫خاضعة للوالى الرومانى على سوريا ‪ .‬وكان هدف الرومان من هذا نشر الثقافة اليونانية فى المنطقة فتتكون منطقة‬

‫عازلة للنفوذ اليهودى‪ .‬ومن المدن العشر جدرة وجرسة (جرش حاليا) وهذه هى التى خرج منها المجنون الذى كان عليه‬

‫لجئون وشفاه السيد المسيح‪ .‬وانتشار الثقافة اليونانية فى هذه المدن يفسر وجود قطعان كثيرة من الخنازير هناك‪ .‬ومن‬

‫هذه المدن العشر فيالدلفيا التى كانت ربة بنى عمون من قبل (عمان عاصمة األردن حاليا) ‪ .‬ومن هذه المدن دمشق ‪.‬‬

‫ومنها أيضا مدينة بالَّ التى هرب إليها مسيحيو أورشليم قبل خراب أورشليم سنة ‪ :1‬م‪ .‬ومعظم هذه المدن كان واقعا فى‬

‫بيرية (التى هى عبر األردن) ‪.‬‬

‫قيصرية فيلبس ‪ -:‬وهى أيضا إحدى المدن العشر وتقع على بعد نحو ‪ 41‬ميالً من دمشق فى منطقة رائعة على السفوح‬ ‫الجبلية لجبل حرمون‪ ،‬وهى على إرتفاع ‪ 1141‬قدم من سطح البحر‪ .‬وتقع فى وادى بانياس أقصى منابع نهر األردن‪.‬‬ ‫وكان اليونانيون قد أقاموا فيها هيكال إللههم بان وأطلقوا على المعبد إسم بانيون وعلى المنطقة كلها بانياس وهو إسم‬

‫المدينة حتى اآلن ‪ .‬وأقام فيها هيرودس معبداً من الرخام األبيض تكريما ألوغسطس قيصر حين ضم أوغسطوس المدينة‬

‫إلى هيرودس‪ .‬ووضع فى المعبد تمثاال ألوغسطس قيصر بالقرب من اإلله بان وعند موت هيرودس الكبير عام ‪ 5‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫‪111‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫قام إبنه فيلبس رئيس الربع بإعادة بناء المدينة وتجميلها وسماها قيصرية فيلبس تكريما لطيباريوس قيصر ‪ ،‬وتميي از عن‬

‫قيصرية العاصمة اإلدارية التى أقامها أبوه على ساحل البحر ‪ .‬وفى هذه المدينة بالغة الجمال سأل الرب تالميذه "من‬ ‫يقول الناس إنى أنا إبن اإلنسان" مت‪. 13 : 11‬‬

‫قيصرية ‪ -:‬مدينة بناها هيرودس الكبير فيما بين ‪ 11 – 22‬ق‪.‬م‪ .‬على ساحل البحر المتوسط وأسماها قيصرية تكريما‬ ‫ميناء هاماً‪ .‬وجعل منها‬ ‫ألوغسطس قيصر وهى على شمال غرب أورشليم وتبعد عنها نحو ‪ 14‬ميالً ‪ .‬وعمل فيها‬ ‫ً‬ ‫العاصمة اإلدارية لليهودية طوال فترة العصر الرومانى‪ .‬وعاش فى المدينة ثالثة من الوالة الرومان هم بيالطس وفيلكس‬

‫وفستوس (أع‪ . )24 ، 25‬وكانت مدينة عظيمة بقصورها ومعابدها ومبانيها‪ .‬وفى أحد قصورها جلس الملك هيرودس‬

‫أغريباس وهو من أوالد هيرودس الكبير وانتفخ ولم يعطى المجد هلل ‪ ،‬فصار يأكله الدود ومات (أع‪. )23 – 21 : 12‬‬ ‫وكان سكان المدينة خليطا من اليهود واألمم‪.‬‬

‫بحر الجليل والبحار األخرى‬

‫ويسمى بحر الجليل أيضا بحيرة طبرية (نسبة إلى طبرية التى بنيت عليه تكريما لطيباريوس قيصر) ويسمى كذلك بحيرة‬ ‫جنيسارات (لو‪ )1 : 4‬ويسمى البحر (يو‪ )11 : 1‬وفى العهد القديم ُس ِّمى بحر كنروت وماء جناسر‪ .‬وبحر فى العبرية‬ ‫َ‬ ‫هى يم وتطلق على أى مجتمع للمياه ‪ ،‬فتقال على البحار (البحر األبيض المتوسط ويسمى البحر تك‪ 13 : 51‬والبحر‬ ‫الكبير أو العظيم عد‪ 1 : 35‬أو البحر الغربى تث‪ 25 : 11‬ألن البحر الشرقى هو البحر الميت ‪ ...‬والبحر األحمر‬ ‫ويسمى بحر سوف أى قصب الغاب خر‪ 11 : 11‬والبحر الميت ويسمى بحر الملح عد‪ )3 : 35‬وتقال يم على نهر‬ ‫النيل (نا‪ . )1 : 3‬وقيلت عن البحر النحاسى فى هيكل سليمان‪ .‬أما جنيسارات فهو إسم األرض أو المنطقة الواقعة‬ ‫شمال غربى ساحل بحر الجليل وهى أرض خصبة جدا‪ .‬وجنيسارات كلمة من مقطعين ‪-:‬‬ ‫األرض‬

‫‪ )1‬جن = جنة لخصوبة‬

‫‪ )2‬سارات = قد تكون إسم علم أو تعنى الكلمة الجنات العظيمة‪ .‬ويقع بحر الجليل فى حوض نهر‬

‫األردن ‪ ،‬وينخفض مستوى سطح الماء فيه بمقدار ‪ 111‬قدم ًا تحت سطح البحر ‪ .‬وطول البحر ‪ 13‬ميال ما بين نقطة‬ ‫دخول نهر األردن له ونقطة خروج النهر منه وعرضه يتراوح ما بين ‪ : – 3‬أميال عرضا‪.‬‬

‫البحر الميت ‪ -:‬هو عبارة عن بحيرة شديدة الملوحة تشغل الجزء الجنوبى من وادى األردن ‪ .‬وله عدة أسماء فى الكتاب‬ ‫المقدس فهو بحر الملح كما فى (تك‪ )3 : 15‬وهو بحر العربة أو بحر السهل كما فى (تث‪ )1: : 3‬والبحر الشرقى كما‬

‫فى (حز‪ )11 : 5:‬ويسميه العرب بحر لوط‪.‬‬

‫‪112‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪113‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫وسطح البحر الميت ينخفض عن سطح‬ ‫البحربحوالى ‪ 1311‬قدم ‪ .‬وعمق قاعه ‪ 1311‬قدم ‪ .‬وطوله ‪ 41‬ميل وعرضه ‪ 11‬ميل وبه منطقة ضيقة عرضها‬

‫حوالى ‪ 2‬ميل ‪ .‬وينبثق من قاعه ينابيع مياه مالحة محملة بأمالح معدنية كالكبريت والبروميدات وهذه تمنع وجود كائنات‬ ‫حية فى مياه البحر الميت وتجعل مذاق المياه م اًر ورائحتها كريهة‪.‬‬

‫ويقال أن ما دمر سدوم وعمورة كان زل ازالً قوي ًا صاحبه إنفجار شديد قذف بالغازات والقار والصخور الملحية ‪ ،‬فإنهمرت‬

‫على المدينة‪ .‬ومن المرجح أن سدوم وعمورة اآلن هما تحت مياه االقسم الجنوبى للبحر الميت حيث المياه ضحلة وال يزيد‬ ‫عمقها عن ‪ 11‬أقدام بينما عمق القسم الشمالى فوق المنطقة الضيقة حوالى‪ 1311‬قدم ‪ ،‬ويقال أنه فى وقت من األوقات‬

‫كان الجزء الجنوبى من البحر الميت سهالً خصباً‪.‬‬

‫ويصب نهر األردن فى البحر الميت ‪ 1 , 4‬مليون طن مياه عذبة يوميا وهناك ‪ 5‬نهيرات صغيرة هم (اليودهمى والزرقا‬

‫وأرنون وزارد) ويصبوا مجتمعين حوالى نصف مليون طن يوميا ‪ ،‬ليصبح اإلجمالى ‪ :‬مليون طن من المياه العذبة ‪.‬‬ ‫ولكن نتيجة للح اررة الشديدة نجد أن معدل البخر عالى جدا مما يجعل مستوى البحر ثابتا ‪ ،‬وفى الشتاء حيث تنخفض‬ ‫درجات الح اررة ويقل البخر يرتفع مستوى البحر الميت حوالى ‪ 14 – 11‬قدما فى المتوسط ‪.‬‬ ‫مدن الجليل‬ ‫الناصرة ‪ -:‬فى والية الجليل ‪ ،‬وهى وطن السيد التى سكن فيها بعد رجوع العائلة المقدسة من مصر وحتى معموديته من‬ ‫يوحنا المعمدان ‪ .‬عاش الرب فيها مع أمه العذراء ومع يوسف النجار ‪ .‬وهى قرية صغيرة لم تذكر سوى كمكان سكن‬

‫للرب يسوع ‪ .‬وهى على بعد ‪ 14‬ميل غرب بحر الجليل وعلى بعد ‪ 21‬ميل من البحر المتوسط ‪ ،‬وعلى بعد‪ :1‬ميل‬

‫شمال أورشليم ‪ .‬سكانها مثل كل سكان الجليل خليط من األمم مع اليهود‪ .‬ولهجة شعبها مختلفة ‪ .‬وبعد أن إنتقل الرب‬ ‫ُسِل َم المعمدان ‪ ،‬لم يذهب للناصرة سوى مرة واحدة حين دخل المجمع وق أر‬ ‫إلى كفر ناحوم ليجعلها مرك از لخدمته بعد أن أ ْ‬ ‫نبوة إشعياء فأرادوا قتله (لو‪ + 31 – 11 : 5‬مت‪ + 41 – 45 : 13‬مر‪. )1 – 1 : 1‬‬ ‫كفرناحوم ‪ -:‬مدينة فى الجليل جعلها السيد مرك از لخدمته فى الجليل حتى أن متى البشير أسماها مدينته (مت‪)1 : 1‬‬ ‫وهى تقع على الساحل الغربى لبحر الجليل (كفر = قرية‪ ...‬وناحوم = شخص غير معروف) ‪ .‬وكانت مرك از لصيد‬

‫السمك (غالبا كانت بيت صيدا هى قرية الصيد لمدينة كفرناحوم فهى قريبة جدا لكفرناحوم) ‪ .‬ورغم أن الرب عمل فيها‬ ‫كثير من المعجزات إال أن أهلها قابلوا كل ذلك بغير إهتمام لذلك قال لها الرب ستهبطين إلى الهاوية فهى مبنية على ربوة‬

‫عالية (مت‪ )25 ، 23 : 11‬وقد خربت كفرناحوم فعال فى القرن السابع ‪.‬‬

‫بيت صيدا ‪ -:‬شمال شرق بحر الجليل‪ .‬عاش فيها فيلبس وأندراوس وبطرس ويعقوب ويوحنا ‪ ،‬وكانت قريبة جدا من‬

‫كفرناحوم وفيها أشبع الرب الجموع من خمس خبزات وسمكتين ‪ .‬وهى بالقرب من ملتقى نهر األردن ببحيرة جنيسارات‪.‬‬

‫وهناك مكانين بإسم بيت صيدا ‪ )1‬بيت صيدا شرق البحر حيث سكن تالميذ المسيح ‪ )2‬بيت صيدا الجليل إلى‬ ‫الغرب حيث أشبع الرب الجموع ‪ .‬وهناك رأى بأن كال المكانين مكان واحد ‪.‬‬

‫كورازين ‪ -:‬هى إحدى مدن الجليل الثالثة التى وبخها الرب يسوع (كفرناحوم وكو ارزين وبيت صيدا) (مت‪– 21 : 11‬‬

‫‪ + 25‬لو‪ . )11 – 13: 11‬وتقع على بعد ميلين شمال كفرناحوم ‪ .‬ويقول يوسابيوس المؤرخ الكنسى (من القرن‬

‫الخامس) أنها كانت خرابا فى أيامه ‪.‬‬

‫قانا ‪ -:‬هناك مدينتين بإسم قانا – األولى فى فينيقية (لبنان) ‪ ،‬والثانية هى قانا الجليل حيث حول السيد الماء إلى خمر‪.‬‬ ‫وقانا الجليل توجد شمال الناصرة ‪ ،‬ويقال عنها قانا الجليل تميي از لها عن قانا فينيقية ‪.‬‬

‫‪114‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫نايين ‪ -:‬فى جنوب الجليل على بعد ‪ 1‬أميال جنوب غربى الناصرة ‪ ،‬وقريبة من السامرة ‪.‬‬ ‫طبرية ‪ -:‬مدينة تقع فى منتصف الساحل الغربى لبحر الجليل وعلى بعد نحو ‪ 12‬ميل من مدخل نهر األردن إلى بحر‬ ‫الجليل أسسها هيرودس أنتيباس ما بين سنتى ‪ 22 ، 11‬م ‪ .‬وأطلق عليها طبرية تكريما لإلمبراطور طيباريوس خليفة‬

‫أوغسطوس قيصر‪ .‬وغلب على بحر الجليل اإلسم فصار إسمه بحيرة طبرية (يو‪ . )1 : 21 + 1 : 1‬وجعلها هيرودس‬ ‫عاصمة للجليل وبيرية ‪ .‬ورغم أهمية المدينة فهى ال تذكر سوى مرة واحدة فى العهد الجديد (يو‪ . )23 : 1‬وبعد تدمير‬

‫أورشليم سنة ‪ :1‬م‪ .‬صارت طبرية المركز العلمى لليهود وانتقل إليه السنهدريم حوالى سنة ‪ 141‬م‪.‬‬ ‫كورة الجدريين ‪ -:‬هى التى وجد فيها رب المجد المجنون الهائج والذى كان به لجيئون‪ .‬لكن بينما تقول أناجيل مرقس‬ ‫ولوقا أنها كورة الجدريين يقول إنجيل متى أنها كورة الجرجسيين ‪ ،‬وجدرة هى إحدى المدن العشر فيقال عن سكانها‬

‫الجدريين ‪ ،‬وبها مدينة صغيرة إسمها جرجسة ويكون إسم سكانها الجرجسيين ‪ .‬ويبدو أن متى ألنه يكتب لليهود واليهود‬ ‫يعرفون جرجس ة ومرقس ولوقا يكتبون لألمم فنجدهم يستخدمون إسم الكورة كلها وليس القرية الصغيرة (مر‪ + 1 : 4‬لو‪1‬‬ ‫‪ + 3: – 21 :‬مت‪ . )21 : 1‬وجدرة مكانها نحو ستة أميال من الجنوب الشرقى لبحر الجليل‪ .‬وهناك مدينة أخرى من‬ ‫المدن العشر إسمها جرسة وهناك تفسير آخر لما سبق قوله ‪ ،‬وهو أن المجنون كان من جرسة وهذه يعرفها اليهود أما‬ ‫جدرة فهى أكبر ونفوذها ممتد لجرسة ومعروفة لدى شعوب األمم الذين يكتب لهم مرقس ولوقا‪.‬‬ ‫دلمانوثة ‪ -:‬قرية بالقرب من السلحل الغربي لبحر الجليل (مر‪ )11 : 1‬وغالبا هى نفسها مجدل (راجع مت‪. )31 : 14‬‬ ‫أو يكونوا متجاورتين ‪ ،‬فتكون نواحى دلمانوثة هى نفسها تخوم مجدل‪.‬‬

‫نهر األردن ‪ -:‬كلمة أردن تعنى المنحدر أو المتدفق فالنهر يبدأ يتدفق ماءه من جبال لبنان العالية من إرتفاع ‪1:11‬‬ ‫قدم فوق سطح البحر عبر أربع نهيرات صغيرة وأكبرهم نهر الحاصبانى ‪ ،‬ويلتقوا عند شمال بحيرة الحولة وهذه على‬

‫إرتفاع ‪ :‬أقدام فقط من سطح البحر ‪ ،‬ثم ينحدر نهر األردن بعد ذلك إلى ما تحت مستوى البحر إلى أن يصب فى بحر‬ ‫الجليل والذى ينخفض عن سطح البحر با ‪ 111‬قدما ‪ .‬ومن بحر الجليل ينحدر النهر إلى البحر الميت ‪ .‬وشكل النهر‬

‫متعرج (طول النهر حوالى ‪ 211‬ميل ولكن المسافة الطولية حوالى ‪ :1‬ميال ‪.‬‬

‫مخاضات األردن ‪ -:‬هم حوالى ‪ 11‬مخاضة بين بحر الجليل والبحر الميت ‪ ،‬والمخاضة منطقة من النهر يمكن إجتيازها‬

‫سي ار على األقدام عند إنحسار المياه فى النهر‪ .‬ولكن يتعذر عبورها عند إرتفاع المياه فى أثناء شهور الشتاء والربيع‪.‬‬ ‫عبر األردن ‪ -:‬هو المنطقة الواقعة شرق األردن وتشمل المنطقة الواقعة من دان فى أقصى الشمال إلى حدود مصر‬

‫والسعودية فى الجنوب والجنوب الشرقى ‪ ،‬وشرقاً تتاخم العراق والسعودية‪ .‬وتسمى منطقة عبر األردن بيرية = بيرية إسم‬

‫يطلق على عبر األردن أو شرق األردن ‪ ،‬وجاء اإلسم من الكلمة اليونانية بيران أى َعْب ْر ‪ .‬وال نجد إسم بيرية موجودا فى‬ ‫الكتاب المقدس واإلسم المستخدم فى الكتاب هو عبر األردن‪ .‬والسيد المسيح إعتمد فى مكان ما فى عبر األردن‪.‬‬ ‫بيت عبرة = حيث إعتمد المسيح فى عبر األردن (يو‪. )21 : 1‬‬ ‫ساليم ‪ -:‬يبدو أنها كانت مكانا معروفا أيام السيد رب المجد ‪ ،‬فكان يوحنا يعمد فى عين نون ويعرفها الكتاب بأنها‬ ‫بالقرب من ساليم مما يدل على شهرتها فى ذلك الوقت‪ .‬وهنا أراء كثيرة فى تحديد مكانها ‪.‬‬

‫أريحا ‪ -:‬معناها مدينة القمر أو مكان الروائح العطرية وتسمى مدينة النخل‪ .‬وتقع غرب نهر األردن وكانت أول مدينة‬

‫يدخلها شعب هللا مع يشوع بعد أن أسقط هللا أسوارها أمامهم‪ .‬ويقع جبل نبو على الضفة الشرقية لألردن فى مقابل أريحا‪.‬‬ ‫ومن على جبل نبو رأى موسى النبى أرض الميعاد ولكنه لم يدخلها‪ .‬وتقع المدينة فى السهول (وتدعى العربات) ‪ .‬وحين‬ ‫‪115‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫دخلها يشوع لعن من يبنيها‪ .‬ولذلك فى مثل السامرى الصالح نجد المسافر نازال من أورشليم إلى أريحا ‪ ،‬فأورشليم مرتفعة‬ ‫وأريحا منخفضة‪ .‬وهذا يمثل كل إنسان يترك حياته السماوية وعشرته مع هللا لينزل للعام وشهواته مثل ديماس الذى ترك‬ ‫بولس الرسول إذ أحب العالم الحاضر (‪2‬تى‪. )11 : 5‬‬

‫اليهودية تحت حكم أسرة هيرودس‬

‫‪116‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫بعد موت هيرودس الكبير إنقسمت مملكته إلى أربعة أقسام ‪ ،‬وفى أيام الرب يسوع له المجد كان الوضع كاآلتى (لو‪: 3‬‬ ‫‪)1‬‬ ‫‪ )1‬بيالطس البنطى واليا على اليهودية‪.‬‬ ‫‪ )2‬هيرودس رئيس ربع على الجليل‪.‬‬ ‫‪ )3‬فيلبس رئيس ربع على إيطورية وكورة تراخونيتس‪.‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪ )5‬ليسانيوس رئيس ربع على األبلية‪.‬‬ ‫إيطورية وكورة تراخونيتس ‪ -:‬إيطورية هى المنطقة التى سكنها اإليطوريون من نسل يطور بن إسمعيل (تك‪)14 : 24‬‬ ‫وهم من قبائل البدو العربية‪ .‬وكانوا مهرة فى رمى السهام‪ .‬وكانوا يقطنون فى المنطقة المحيطة بجبل حرمون إلى الشرق‬

‫من الجبل‪ .‬وجبل حرمون جبل عظيم فى الطرف الجنوبى من جبال لبنان الشرقية وارتفاعه ‪ 1211‬قدم فوق سطح البحر‬ ‫ويمتد ما بين ‪ 11‬إلى ‪ 21‬ميال من الشمال إلى الجنوب ويسميه الصيدونيون " سريون " (تث‪ + 1 : 3‬مز‪)1 : 21‬‬

‫وسيئون قمة من قممه ‪ .‬وقد شن أرسطوبولوس المكابى حربا عليهم وأجبر الكثيرين على الختان وضم جزء كبير من‬

‫بالدهم لليهودية سنة ‪ 151‬ق‪.‬م‪ .‬أما تراخونيتس فاإلسم يعنى األرض المحجرة الوعرة وهى واقعة شمال شرق بحر الجليل‬ ‫شرق نهر األردن تحت األبلية وتضم قيصرية فيلبس ‪ .‬وعلي الشمال الشرقى منها توجد دمشق‪.‬‬

‫األبلية ‪ -:‬اإلسم مأخوذ من أبيال المدينة الرئيسية فيها وهى على الطريق إلى مدينة بعلبك على بعد ‪ 11‬ميل من دمشق‪.‬‬ ‫أماكن شهيرة حول أورشليم‬ ‫جبل الزيتون ‪( -:‬راجع موضوع أورشليم فى الباب األول) ويوجد الجبل شرق أورشليم ومن على إحدى قممه صعد الرب‬

‫يسوع إلى السماء ‪ .‬وفى أيام الرب له المجد كانت الخضرة تكسو سفوح الجبل من أشجار الزيتون والتين وغابات النخيل‬

‫‪ ،‬ولذلك كان الرب يستريح هناك بعيدا عن ضجيج أورشليم المزدحمة‪ .‬وكانت بيت عنيا مق ار له حينما يكون فى أورشليم‬ ‫كما أن كفر ناحوم كانت مق ار له وهو فى الجليل‪.‬‬

‫جثسيمانى ‪ -:‬على السفوح السفلى لجبل الزيتون كان يوجد بستان جثسيمانى حيث جاهد الرب فى الصالة ‪ .‬وجثسيمانى‬

‫كلمة أرامية تعنى معصرة الزيت‪ .‬أسماها متى ومرقس ضيعة أى مكان محاط بسياج‪ .‬وكان بستان جثسيمانى ملكا لمريم‬ ‫أم القديس مرقس‪ .‬وكان الرب يختلى فيه مع تالميذه‪ .‬وكان وادى قدرون يفصل ما بين أورشليم وبستان جثسيمانى‪.‬‬

‫بيت عنيا ‪ -:‬تعنى بيت الثمر أو بيت العناء وهى قرية على بعد ‪ 2‬ميل إلى الجنوب الشرقى من أورشليم (يو‪)11 : 11‬‬ ‫وهى على الطريق إلى أريحا‪ .‬وهى على جبل الزيتون بالقرب من بيت فاجى التى أرسل منها الرب تلميذيه إلحضار‬

‫األتان‪ .‬وعاشت مريم ومرثا مع لعازر أخوهما فى بيت عنيا ‪ .‬وكانت مكان إقامة الرب عند زياراته ألورشليم (مت‪: 21‬‬ ‫‪ + 1:‬مر‪ .)11 : 11‬ومنها صعد الرب للسماء بعد أن بارك تالميذه‪.‬‬

‫(مت‪)11-1:21‬‬

‫شرق‬ ‫بيت عنيا‬ ‫طريق مشترك إلى‬ ‫أورشليم‬ ‫بيت‬ ‫فاجي‬

‫جبل‬ ‫الزيتون‬

‫الهيكل‬

‫وادي‬ ‫قدرون‬

‫إرسال التلميذين ليحضرا‬ ‫الجحش تم من على‬ ‫الطريق المشترك لبيت‬ ‫عنيا وبيت فاجي‬

‫أورشليم‬

‫السفح الغربي‬ ‫لجبل الزيتون‬ ‫‪2‬ميل‬

‫بيت عنيا وبيت فاجي هما من ضواحي أورشليم فهما تحسبان أنهما من أورشليم‪ .‬فهناك طريق واحد منهما إلى أورشليم‪ .‬وبيت‬ ‫عنيا توجد على السفح الشرقي‪ ،‬شمال جبل الزيتون‪ ،‬وبيت فاجي على السفح الشرقي‪ ،‬جنوب جبل الزيتون‪،‬‬

‫‪118‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫بيت فاجى ‪ -:‬تعنى بيت التين الفج أى غير الناضج‪ .‬وهى قرية صغيرة إلى الجنوب الشرقى من جبل الزيتون‪ .‬وهى‬ ‫على الطريق إلى أريحا‪.‬‬

‫بيت لحم ‪ -:‬وتعنى بيت الخبز ويقال لها إفراتة‪ .‬والحظ معنى اإلسمين فالمسيح أعطانا جسده لنأكله فنحيا أبديا (يو‪: 1‬‬ ‫‪ )4:‬فهو صار لنا خبز الحياة (يو‪ )41 : 1‬وكان السيد حبة الحنطة التى وقعت فى األرض فأتت بثمر كثير (يو‪: 12‬‬

‫‪ . )25‬وبيت لحم تقع جنوب أورشليم بحوالى ‪ 4‬أميال وعلى إرتفاع ‪ 2341‬قدم فوق سطح البحر ‪ .‬ويحيط بها أراضى‬ ‫خصبة‪.‬‬ ‫إفرايم ‪ -:‬هى مدينة قريبة من البرية ذهب إليها يسوع بعد إقامة لعازر من األموات‪.‬‬ ‫عمواس ‪ - :‬إسم عبرى معناه الينابيع الحارة وتبعد عن أورشليم ‪ 11‬غلوة = ‪ 11‬كم ‪.‬‬

‫بركة بيت حسدا ‪ - :‬كلمة بِ ْرَكة تطلق على أى حوض تتجمع فيه مياه األمطار أو مياه نبع من الينابيع ‪ .‬وكان اإلحتفاظ‬ ‫بالمياه مسألة شديدة األهمية فى فلسطين فاألمطار قليلة ‪ .‬وكانت المنخفضات الطبيعية تستخدم لتخزين المياه ‪ ،‬واذا لم‬ ‫توجد تلك المنخفضات الطبيعية كانوا يحفرون بركا صناعية‪ .‬واذا كانت مصادر المياه تقع خارج المدينة كانوا يحفرون‬

‫أنفاق لنقل المياه إلى داخل المدينة لتنفعهم وقت حصار األعداء للمدينة وقت الحروب ‪ ،‬ولقد قام حزقيا الملك بعمل هذا‬

‫(‪2‬مل‪ .)21 : 21‬ومن أشهر البرك فى الكتاب المقدس فى العهد الجديد بركة بيت حسدا (يو‪ )2 : 4‬وبركة سلوام (يو‪1‬‬ ‫‪. ): :‬‬ ‫أماكن أخرى زارها الرب يسوع المسيح‬ ‫سوخار ‪ -:‬ليقابل السامرية ‪.‬‬ ‫تخوم صور وصيدا ‪ - :‬صور وصيدا على ساحل البحر المتوسط وذهب السيد إلى تخومهما (تخوم = نواحى أو بالقرب‬

‫من حدود صور وصيدا) وشفى إبنة الكنعانية‪ .‬هذه المرأة قيل عنها فى إنجيل متى أنها كنعانية من نواحى صور وصيدا‬

‫(مت‪ )21 – 21 : 14‬وقيل عنها فى إنجيل مرقس أنها أممية وفى جنسها فينيقية سورية (مر‪ )21 : :‬فهل هناك‬ ‫إختالف ؟ إطالقا ال يوجد إختالف‪...‬ولكن ألن متى يكتب لليهود الذين يفهمون أن الكنعانيين قد لُ ِعنوا ‪ ،‬فلقد لعن نوح‬

‫حفيده كنعان بن حام (تك‪ . )24 : 1‬وألن هذه المرأة كنعانية فهى إذاً ملعونة لذلك عاملها الرب بشدة ‪ ،‬ومتى يذكر أنها‬

‫كنعانية ليشرح لماذا عاملها السيد بهذه الشدة ‪ .‬ولكن مرقس يكتب لألمم الذين ال يعرفون قصة لعنة كنعان‪ .‬وكانت المرأة‬ ‫تعيش فى نواحى صور وصيدا ‪ ،‬وصور وصيدا موجودان فى فينيقية‪ .‬وهناك أسئلة ال بد وأن ترد على الذهن ‪-:‬‬

‫‪ )1‬هل ألن نوح قد لعن كنعان ونسله تظل هذه اللعنة سائدة عبر األجيال ؟! قطعا ال ‪...‬وراجع فى ذلك حزقيال‬

‫‪ 11‬لترى أن كل إنسان مسئول عن أعماله فقط ‪ .‬ويفسر هذا ما قيل فى الوصايا العشر أن " هللا إله غيور يفتقد‬ ‫ذنوب األباء فى األبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضيه " (خر‪ . )4 : 21‬وكم سبب عدم فهم هذه اآلية‬ ‫من مشاكل لكثيرين ‪ ،‬ولكن هذه القصة توضح األمر تماما ‪ .‬فاهلل يظل غاضبا على من يظل على خطية أبيه‬

‫ولكن من يتوب فاهلل قطعا سيقبله ‪ ،‬فاهلل ال يشاء موت الخاطئ مثل أن يرجع ويحيا (حز‪ . )11‬وهللا يريد أن‬ ‫الجميع يخلصون (‪1‬تى‪ . )5 : 2‬ويقول الكتاب من ِ‬ ‫ض َّى ألن من ال يحفظ وصية هللا فهو ال يحب هللا‬ ‫مبغ َ‬

‫(يو‪ . )23 : 15‬ولكن عبر التاريخ إستمرت نجاسة الكنعانيين بصورة بشعة (سدوم وعمورة مثال كانوا من‬

‫‪119‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫الكنعانيين) وهذه المرأة بالتالى كانت تعيش فى هذه النجاسة‪ .‬وهذا معنى أن هللا يفتقد ذنوب األباء فى األبناء لو‬ ‫إستمر األبناء يبغضون هللا ويعيشون فى نجاسات أبائهم‪.‬‬ ‫‪ )2‬لماذا قال السيد لهذه المرأة " ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكالب " وبهذا فهو يشبهها بالكلب ؟ ألن‬ ‫الكلب عند اليهود يشير للنجاسة فهو يعود إلى قيئه (‪2‬بط‪ )22 : 2‬وهذه عن اإلنسان الذى يعود لخطيته بعد أن‬ ‫يتوب عنها‪ .‬وكأن السيد يريد أن يقول لها ‪....‬قبل أن تبحثى عن خروج الشيطان من إبنتك ‪ ،‬إبحثى عن سبب‬ ‫ُخ ِرج منها الشيطان وتستمر فى نجاستها فيعود مرة أخرى بل يأتى ومعه سبعة‬ ‫دخوله فيها أوالً ‪ ،‬فماذا ينفعها أن أ ْ‬ ‫شياطين أشر منه فيصير حاله أردأ (مت‪. )54 – 53 : 12‬‬ ‫‪ )3‬هل لم يخف السيد على المرأة أن تتذمر عليه بسبب إهانتها ؟ السيد طبيب حكيم أتى لشفاء الخطاة وهو يعرف‬ ‫الدواء المطلوب تماما ‪ .‬والنتيجة واضحة أمامنا فالمرأة لم تتذمر بل إنسحقت فشفيت فنالت مع الشفاء الروحى‬ ‫الشفاء الجسدى أيضاً ‪ .‬وهذا ما قاله بولس الرسول " ال يدعكم تجربون فوق ما تحتملون‪1( "...‬كو‪. )13 : 11‬‬ ‫فالرب كان يعلم رد فعل المرأة اإليجابى فقال لها ما قاله فهو فاحص القلوب والكلى‪.‬‬ ‫‪ )5‬ولنتساءل لماذا ذهب السيد فى هذه المرة إلى نواحى صور وصيدا ؟ وكانت هى المرة الوحيدة التى ذهب فيها‬ ‫إلى هناك ‪ .‬هو ذهب ألجل هذه المرأة ليشفى إبنتها ويشفيها هى روحيا وجسديا ‪ ،‬فهو لهذا أتى‪ .‬وبنفس‬ ‫األسلوب ذهب للسامرية وذهب لزكا وآخرين ‪ ،‬بل هو الذى يبحث ويفتش على الخروف الضال والدرهم المفقود‪.‬‬ ‫‪ )4‬برجاء الرجوع لتفسير إنجيل متى ‪.‬‬ ‫فينيقية ‪ - :‬اإلسم مأخوذ من اإلسم اليونانى " فيونيكس " أى صبغة األرجوان‪ .‬ويقال أنها ترجمة لكلمة سامية بمعنى‬ ‫كنعانى والكلمة فى لغة أخرى من لغات المنطقة تعنى صبغة أرجوانية‪ .‬وفينيقية عبارة عن شريط ضيق على ساحل‬

‫البحر المتوسط طوله حوالى ‪ 121‬ميل وعرضه ‪ 4‬ميل ‪ ،‬ويمتد من ساحل البحر حتى سفوح جبل لبنان شرقا‪ .‬وتمتد‬ ‫جبال لبنان مسافة ‪ 114‬أميال موازية لساحل البحر ويبلغ إرتفاع بعض القمم إلى ‪ 11111‬قدم ‪ .‬ومحدودية األرض‬ ‫جعلت أهل فينيقية يبرعون فى التجارةعبر البحر المتوسط بل وصلوا لألطلنطى وتاجروا فى كل شئ‪ .‬ومدن فينيقية‬

‫الساحلية الشهيرة هى صور وصيدون وصرفة صيدا وعكا وأكذيب‪.‬‬ ‫أسماء وأماكن أخرى وردت فى األناجيل‬ ‫ملكة التيمن ‪( - :‬مت‪ )52 : 12‬وهذه هى التى أتت لسليمان الملك وانبهرت بحكمته (‪1‬مل‪2 + 11 – 1 : 11‬أى‪: 1‬‬

‫‪ )1 – 1‬وكلمة التَْي َم ْن تعنى اليمين أو الجنوب (فاليمين عكس الشمال ويقصدون بها كال الشمال الجغرافى أو شمال‬ ‫اإلنسان) ‪ .‬وفى أسفار الملوك وأخبار األيام قيل ملكة سبا ‪ .‬وسبا هذه فى اليمن ‪ .‬والمسافة بين اليمن وأورشليم حوالى‬ ‫‪ 2111‬كم ‪ ،‬وتصور بحسب مواصالت تلك األيام على الجمال ‪ ،‬كم تكبدت هذه الملكة لتسمع حكمة سليمان‪ .‬ولذلك‬

‫يلوم رب المجد اليهود ألنهم يرفضون سماعه وهو األعظم من سليمان ‪ ،‬باإلضافة ألنه هو الذى أتى إليهم ولم يبذلوا هم‬

‫أى مشقة فى الوصول إليه (والعتاب موجه لنا نحن باألولى) ‪ .‬إال أن اإلثيوبيين يقولون عن ملكة سبا أنها كانت ملكة‬

‫‪120‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫على إثيوبيا وذهبت لسليمان وحملت منه أول ملك إلثيوبيا ‪ ،‬وهكذا يفسرون قول الكتاب " وأعطى الملك سليمان لملكة‬

‫سبا كل مشتهاها " (‪1‬مل ‪ )13 : 11‬أى هى إشتهت أن يكون لها إبن من سليمان ‪ .‬وبالتالى فملوك إثيوبيا هم نسل‬ ‫الملك سليمان‪.‬‬

‫كنداكة ملكة الحبشة ‪( - :‬أع‪ )31 – 21 : 1‬الحبشة هنا ليست إثيوبيا بل هى مملكة النوبة شمالى السودان وكانت‬ ‫عاصمتها مروى‪ .‬ويقال أن كنداكة كان لقبا حملته عدة ملكات فى القرون الثالثة األخيرة قبل الميالد والقرون الثالثة‬

‫األولى بعد الميالد‪ .‬وكنداكة المقصودة فى هذه القصة حكمت البالد فى الفترة من سنة ‪ 51 – 24‬م‪.‬‬ ‫المعلومات التاريخية والجغرافية فى هذا البحث مأخوذة من دائرة المعارف الكتابية للدكتور القس صموئيل حبيب‬ ‫وآخرون‪.‬‬

‫‪121‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫العهد القديم يشرح فكرة الخالص‬ ‫الخليقة الجديدة لإلنسان‬

‫العهد القديم كله شرح لكيفية الخالص أال وهو بالخليقة الجديدة أى أن يخلق اإلنسان خلقة ثانية ‪ ،‬بموت األولى وخلقه‬ ‫مرة أخرى خلقة جديدة (أف‪ ، )11 : 2‬وبهذه الخليقة الجديدة يخلص اإلنسان (غل‪ ، )15 : 6‬وقيل فى هذا أنه لو‬ ‫تشوهت لوحة رسمها فنان وأراد أن يعيدها ألصلها يجد أن األسهل له أن يرسمها من جديد ‪ .‬وهذا ما عمله هللا تماما ‪.‬‬ ‫ونجد هنا مجرد سرد سريع للفكرة وكيف تم شرح الفكرة فى العهد القديم‪.‬‬

‫هللا خلق آدم كامالً وكانت الخليقة التى خلقها هللا كلها جميلة ‪ ،‬وفى نهاية اليوم السادس وبعد أن أكمل هللا خلقة العالم‬

‫وجد هللا أن كل شئ خلقه فإذا هو حسن جداً ‪ ،‬وكان آدم فى الجنة يرى هللا وله عشرة مع هللا ‪ .‬ولكن بعد السقوط إختبأ‬

‫آدم من وجه هللا وما عاد قاد ار أن يعاين مجد هللا ‪ .‬وهكذا صارت الخليقة الساقطة من نسل آدم والتى سكنت فيها‬

‫الخطية ال يمكنها أن تعاين مجد هللا ‪ ،‬وال أن ترى هللا وتعيش (خر‪ )21 : 33‬فإلهنا نار آكلة (عب‪ . )29 : 12‬والهنا‬ ‫قدوس (ال‪ . )44 : 11‬إذاً هللا نار ستحرق من يعيش فى الخطية ‪ ،‬ولقد إعترف داود النبى بهذا حين قال "بالخطية‬

‫ولدتنى أمى" (مز‪ )5 : 51‬وردد نفس المعنى بولس الرسول (رو‪ . )17 : 7‬وبهذا صار اإلنسان محروما من أن يرى هللا‪.‬‬

‫بل وجدنا عبر الزمن إنهيا اًر سريعاً لإلنسان ظهر فيه فساد وتشوه كامل للخليقة الجميلة التى جبل هللا اإلنسان عليها أوالً ‪.‬‬ ‫وهذا بدأ منذ قتل قايين هابيل أخوه ‪.‬‬

‫واذا فهمنا أن هللا يفرح باإلنسان الذى خلقه على صورته " لذاتى مع بنى آدم " (أم‪ )31 : 8‬فاهلل كان من المستحيل أن‬ ‫يقف عاج از عن أن ُي َخلِّص اإلنسان الذى يحبه وكان هذا بالفداء الذى قدمه ابن هللا ‪ .‬بل نقول أن هللا ألنه خلق اإلنسان‬ ‫على صورته‪ ،‬وهللا حر ‪ ،‬فسيكون اإلنسان ح ار وبهذه الحرية سيسقط ‪ ،‬وكان هللا بسابق معرفته يعلم هذا ‪ ،‬وكان مستعدًا‬ ‫ألن يدفع الثمن بدم إبنه على الصليب‪ .‬فاهلل يريد ويفرح بإنسان حر ‪ ،‬وبحريته يختار هللا ويحبه ‪ ،‬وال يريد إنسان مجبر‬

‫على أن يحبه‪ .‬والخالص يعنى حياة أبدية ‪ ،‬وهذه ال تكون سوي باإلتحاد بالمسيح (وهو القيامة والحياة وهو المحبة‬

‫أيضاً) وهذا لن يحدث إالّ لو إمتأل اإلنسان محبة هلل ولكل إنسان (يو‪1 + 9 : 15‬يو‪. )14 : 3‬‬

‫والعهد القديم كله يثبت أن فكرة الخالص بدم المسيح لم تكن وليدة اللحظة ‪ ،‬فنحن نرى شرحاً كامالً لفكرة الفداء فى العهد‬

‫القديم منذ لحظة السقوط ‪ .‬فاهلل ال زمنى وهو ال يتغير والتاريخ أمامه يرى الماضى والحاضر والمستقبل ‪ ،‬الكل كلوحة‬

‫مرسومة ‪ .‬وكون أن كل شئ قد تم شرحه من أول لحظة فهذا يثبت أزلية فكرة الفداء ‪ ،‬وهى ببساطة محبة باذلة إلى آخر‬

‫قطرة دم‪ .‬وهذا هو تعريف الصليب = حب باذل حتى الدم وال ينطق به ‪ ،‬جعل إبن هللا يتجسد ويصلب ويموت لنموت‬ ‫فيه بخليقتنا القديمة ‪ ،‬ويقوم لنقوم معه بخليقة جديدة ‪ ،‬ويصعد ُلي ِّعد لنا مكاناً نحيا فيه معه لألبد ‪ .‬وتكون لنا حياته نحيا‬ ‫بها فى طهارة وبر ‪ .‬ويقول أن من يريد أن يكون له تلميذا فعليه أن يحمل صليبه ويتبعه = أي أن يحيا هذا النوع من‬

‫المحبة الباذلة فنتحد معه بالحب فنحيا ‪.‬‬ ‫فكيف تم شرح كل هذا ‪-:‬‬

‫‪ )1‬من أول لحظة نسمع وعد هللا أن " نسل المرأة سيسحق رأس الحية ونسل الحية يسحق عقبه " (تك‪)15 : 3‬‬ ‫وهذا وعد بالتجسد والفداء ‪ ،‬فهناك إنسان سيولد من إمرأة (هى العذراء مريم) وهو ليس إنسان مثل كل البشر ‪،‬‬

‫‪122‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫فهو مولود من إمرأة فقط وال أب جسدى له‪ .‬وهذا اإلنسان سوف يسحق الشيطان ‪ .‬ولكن الشيطان يسحق‬ ‫عقبه أى أن هذا اإلنسان سيموت ويكون هذا بتدبير شيطانى‬ ‫( ِ‬ ‫عق َب ُه = جسده ‪...‬يسحق = يميت أو يقتل)‪.‬‬ ‫‪ )2‬ورأينا بعد هذا فساد تام للبشرية ناتج عن الطبيعة الخاطئة التى صارت للبشر‪ .‬بل نسمع عن حزن هللا لما‬

‫وصل إليه اإلنسان " فحزن الرب أنه عمل اإلنسان فى األرض‪( " ...‬تك‪ " . )6 : 6‬وقال الرب أمحو عن‬ ‫وجه األرض اإلنسان" (تك‪" . )7 : 6‬وأما نوح فوجد نعمة فى عينى الرب " (تك‪ . )8 : 6‬وكان الطوفان‬ ‫ومات الكل ودفنوا فى الماء ‪ ،‬ولكن خرج من الفلك نوح وعائلته (‪ 8‬أفراد ورقم ‪ 8‬هو رقم األبدية) ‪ .‬وكل هذا‬ ‫رآه القديس بطرس الرسول أنه رمز للمعمودية ‪ ،‬فالحياة الخاطئة (الخليقة األولى) ماتت وقامت حياة جديدة‬ ‫خرجت من الماء (‪1‬بط‪ . )21 : 3‬وصار نوحا رأسا لخليقة جديدة ‪ ،‬بعد أن ماتت القديمة ‪.‬‬ ‫‪ )3‬ثم نسمع عن تقديم إسحق ذبيحة وعودته حيا ‪ ،‬فكان إبراهيم رم اًز لآلب الذى قدم إبنه الكلمة ذبيحة ثم قيامة‬ ‫اإلبن ‪ ،‬وبهذا فرح إبراهيم ‪ ،‬ويبدو أن هللا شرح له معنى ما حدث فى تقديم إسحق ذبيحة ورجوعه حياً ‪ ،‬وأنه‬ ‫بهذا سيكون إلبراهيم حياة أبدية ففرح ‪ ،‬وتم هذا الشرح حين رأى إبراهيم هللا (تك‪ . )14 : 22‬لذلك قال السيد‬ ‫المسيح " أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومى فرأى وفرح " ‪ .‬وفى هذه القصة رأينا أن اآلب سيقدم إبنه ذبيحة‬ ‫لتكون لنا حياة أبدية (يو‪ . )56 : 8‬ونرى هنا أن الخالص يتم بالموت والحياة ‪ ،‬موت اإلبن الوحيد إبن‬ ‫الموعد وقيامته بعد ذلك‪.‬‬ ‫ويترك ليموت‬ ‫وي َسمى الغرلة ُ‬ ‫‪ )4‬وكان هللا قد أعطى إبراهيم عالمة الختان ‪ ،‬وهذه تعنى أن جزءاً يقطع من الجسم ُ‬ ‫‪ ،‬وبهذا يصير المختون من شعب هللا ويحيا ‪ ،‬أما من ال يختن " تقطع تلك النفس من شعبه "ا أى ال تكون‬

‫من شعب هللا فتهلك (ال‪ . )14 : 17‬ولقد شرح لهم هللا المعنى الروحى للختان وأنه يعنى قطع محبة الخطية‬ ‫من القلب " فإختنوا غرلة قلوبكم‪( "....‬تث‪ . )16 : 11‬ويهدد هللا غير التائب من شعبه أن يفعل به كذا‬ ‫وكذا‪ ...‬ويسلمه أليدى األعداء إلى أن يفنى فى أرض األعداء (ال‪ . )39 ، 38 : 26‬ولكن التائب ويشبهه‬ ‫هنا بأن قلبه كان غير مختونا وهو يخطئ ‪ ،‬لكنه حين أخضع قلبه هلل قبله هللا وعفا عنه (ال‪)42 – 41 : 26‬‬ ‫‪ .‬إذاً هم منذ البدء فهموا أن الختان فى الجسد يشير ألهمية ختان القلب أى موت الخطية فى القلب فيحيا‬

‫اإلنسان‪ .‬وهذا ما قاله إرمياء النبى " إختتنوا للرب وانزعوا غرل قلوبكم‪..‬لئال يخرج كنار غيظى‬ ‫فيحرق‪("...‬إر‪ . )4 : 4‬والقديس بولس الرسول شرح أن هذا يتم فى العهد الجديد بمعونة الروح (رو‪)29 : 2‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪123‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪ )5‬ولكن كيف يستفيد البشر من موت المسيح وقيامته ؟ هذا تم شرحه بنزول يعقوب إلى مصر وعبوديتهم‬ ‫لفرعون رم از لعبودية البشر للشيطان بسبب خطيتهم‪ .‬ثم إرسال موسى كمخلص للشعب ا) دم خروف‬ ‫الفصح ينقذ من الموت ويحرر‬

‫ب) الشعب يتحرر ويخرج حيا من أرض العبودية مع موسى عن طريق‬

‫المعمودية فى البحر األحمر ‪ ،‬وهكذا رآها القديس بولس الرسول (‪1‬كو‪ . )2 : 11‬وللمرة الثانية نرى أن‬ ‫الخالص هو عن طريق المعمودية ‪ ،‬التى هى موت مع المسيح والقيامة معه (رو‪. )6‬‬ ‫األحمر جاء بعد ذبح خروف الفصح = المعمودية تأتى بعد الصليب‬

‫ج) عبور البحر‬

‫د) دخول الشعب للبحر األحمر مع‬

‫موسى وخروجهم منه = موتنا مع المسيح وقيامتنا معه (واألدق قولنا فيه وليس معه) ‪.‬‬ ‫‪ )6‬حين أخطأ الشعب وعملوا العجل الذهبى ليعبدوه وهم فى البرية غضب الرب ولنرى ما قاله لموسى وكيف كان‬ ‫موسى فى هذا رم اًز للمسيح المخلص‬

‫ا) إذهب إنزل = هذه للرب يسوع تعنى التجسد ‪.‬‬

‫ب) ألنه قد‬

‫فسد شعبك = هذه للرب يسوع تعنى أن الخليقة األولى لإلنسان قد فسدت ‪ .‬ج) إتركنى ليحمى غضبى‬ ‫عليهم وأفنيهم = هذه تعنى موت الخليقة األولى‬ ‫سيكون رأس الخليقة الجديدة ‪.‬‬

‫د) فأصيرك شعبا عظيما = هذه تعنى أن الرب يسوع‬

‫ه) فتضرع موسى ‪...‬وقال‪....‬إرجع يا رب عن حمو غضبك‪...‬واندم على‬

‫الشر بشعبك ‪ =..‬وهذه بالنسبة للرب يسوع تشير لشفاعته الكفارية عنا ‪.‬‬

‫و) فندم الرب = هذه تعنى‬

‫قبول هللا لشفاعة المسيح ‪.‬‬ ‫‪ )7‬وحقا فدم خروف الفصح يحرر وينقذ من العبودية‪...‬لكن على الشعب أن يعيش فى طهارة وهذا تم شرحه‬ ‫بأنهم بعد أن يأكلوا الفصح ال يستعملوا الخمير أى ال يأكلوا الخبز بل الفطير فقط ولمدة أسبوع‪ .‬واذا فهمنا أن‬ ‫رقم ‪ 7‬رقم كامل فالمعنى أنه بعد فداء المسيح ومعموديتنا علينا أن نعيش بال خطية طول العمر‪ .‬والفطير ال‬ ‫يدخل فيه الخمير ‪ ،‬والخمير رمز للشر وهذا ما قاله القديس بولس الرسول (‪1‬كو‪. )8 – 6 : 5‬‬ ‫‪ )8‬المن = اإلفخارستيا ‪ .‬وبدون المن الذى نزل من السماء لكان الشعب قد هلك فى البرية من الجوع‪ .‬وهكذا‬ ‫أعطانا المسيح النازل من السماء جسده مأكالً لنحيا به (يو‪ . )6‬وهذا المن أسماه بولس الرسول الطعام‬ ‫الروحى ‪ .‬ونحن نتناول الجسد المكسور ثم الدم المحيى إشارة لقبولنا صلب الجسد (األهواء مع الشهوات غل‪5‬‬ ‫‪ )24 :‬فنحيا " مع المسيح صلبت فأحيا ال أنا بل المسيح يحيا فى (غل‪ . )21 : 2‬وهذا أيضا يفهم منه أن‬ ‫الخالص هو موت يؤدى لحياة ‪.‬‬ ‫‪ )9‬خروج الماء من الصخرة = حلول الروح القدس ‪ .‬وهذا ما أسماه بولس الرسول الشراب الروحى (‪1‬كو‪3 : 11‬‬ ‫‪ .)4 ،‬وعمل الروح القدس األول أن يثبتنا فى المسيح ‪ ،‬نموت معه بطبيعتنا القديمة ونقوم معه بخليقة جديدة‬ ‫‪ ،‬وان أخطأنا يبكتنا ويعطينا معونة لنعود ونثبت فى المسيح بأن نموت عن الخطية فنحيا‪.‬‬

‫‪124‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫‪ )11‬كيف شرح هللا عمل الصليب ؟ كان هذا عن طريق الذبائح ‪-:‬‬

‫ا) الفصح ‪ :‬وفهموا منها أن من يحتمى بدم‬

‫خروف الفصح يحيا ويتحرر ‪ ،‬لذلك ذكرت ذبيحة الفصح فى سفر الخروج ‪ ،‬والذى فيه تحرروا من عبودية‬ ‫فرعون ‪ .‬ب) المحرقة‪ :‬وبها يرضى هللا عليهم ج) الدقيق ‪ :‬وبها يحيون بحياة المسيح (فاإلنسان يحيا‬ ‫بالخبز) ‪.‬‬ ‫د) الخطية واإلثم ‪ :‬بالذبيحة تغفر الخطايا ‪.‬‬

‫ه) السالمة ‪ :‬اإلفخارستيا ‪.‬‬

‫ذكرت فى سفر الالويين سفر التقديس ‪.‬‬

‫والذبائح (ب ‪ ،‬ج ‪ ،‬د ‪ ،‬ه)‬

‫و) البقرة الحمراء ‪ :‬التقديس خالل رحلة حياتنا ولذلك‬

‫ذكرت فى سفر العدد سفر التجوال فى البرية رمز لرحلة حياتنا على األرض ‪.‬‬

‫ز) ذبيحة الكفارة ‪ :‬الدم‬

‫ُي َك ِفّر ‪ .‬وهذه الذبائح تشير لنفس الفكرة فبرئ يذبح ويموت ليحيا اإلنسان الخاطئ ‪.‬‬ ‫‪ )11‬كيف شرح هللا للشعب عمل الدم ؟ أمثلة‪ )1 ...‬األبرص (والبرص رمز للخطية) يتطهر بأن يحضر عصفوران‬ ‫ُيذبح أحدهما على ماء حى ‪ ،‬ويطلق اآلخر حياً بعد أن ُيغمس العصفور الحى بدم المذبوح وينضح الكاهن‬

‫من الماء والدم على األبرص فيطهر (ال‪ ، )14 ، 13‬وهذا يشرح ببساطة أن التطهير كان بالموت (العصفور‬

‫المذبوح) والقيامة (العصفور الحى) إشارة لعمل المسيح الفدائى وعن طريق الدم والماء ‪ )2 ...‬يوم الكفارة‬ ‫يأتون بتيسين ليذبح أحدهما وينضح رئيس الكهنة من دمه على تابوت العهد فيكفر عن خطايا الشعب‪.‬‬ ‫ويطلق التيس اآلخر حياً ‪ .‬رم از لموت المسيح وقيامته ‪.‬ونالحظ أن التطهير وغفران الخطية فى الحالتين كان‬ ‫بالموت والحياة‪.‬‬ ‫‪ )12‬وعاش الشعب فى البرية ‪ 41‬سنة إلى أن فنى ومات كل من خرج من أرض مصر (كل من كان فوق‬ ‫العشرين وقت الخروج) ‪ .‬ودخل إلى أرض الميعاد مع يشوع المولودين بعيدا عن أرض العبودية‪ .‬وكان هذا‬ ‫بعد عبورهم نهر األردن مع يشوع (رم از للموت فى نهاية حياتنا) ‪ .‬ومن جديد نرى أن الخليقة الجديدة تدخل‬ ‫وولِ َد الجديد ‪ .‬فالخالص‬ ‫للسماء (كنعان السماوية رمزها كنعان أرض الميعاد) بعد الموت بعد أن مات القديم ُ‬ ‫هو خليقة جديدة تخرج بعد موت الخليقة القديمة‪.‬‬

‫‪ )13‬شرح الرب إلرمياء كل هذا حين قال له " لقد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك‬ ‫وتنقض وتبنى وتغرس " (إر‪ . )11 : 1‬ثم شرحها له هللا مرة أخرى عندما أرسله ليرى ماذا يعمل الفخارى‬ ‫حين يفسد اإلناء الذى يعمله ‪ ،‬فهو يعيد عجنه من جديد (كمن يقتل القديم) ويعيد تشكيل اإلناء من جديد‬ ‫(كمن يخلق خلقة جديدة) ‪ .‬وكان هذا إعالنا من هللا أنه سيهدم أورشليم التى تنجست بالخطايا والوثنية ‪ ،‬ليعيد‬ ‫تشكيلها من جديد بعد أن تذهب للسبي (إر‪ . )18‬وفعال دمر جيش بابل أورشليم وأخذوا شعبها سبايا ‪ ،‬وحين‬ ‫عاد الشعب من السبي كانوا قد تطهروا تماما من وثنيتهم ‪ .‬ومن جديد نرى خليقة جديدة بعد موت األولى ‪.‬‬

‫‪125‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫ملخص طريقة الخالص‬ ‫وعد للا آلدم = إنسان غير عادى يموت ليسحق الشيطان ‪.‬‬

‫فلك نوح = موت الخليقة القديمة ورأسها آدم ‪ ،‬لتولد خليقة جديدة من الماء رأسها نوح ‪ .‬وكيف يحدث هذا ؟‬

‫تقديم إسحق ذبيحة = موت المسيح وقيامته ‪ .‬وكيف تموت الخليقة القديمة لتقوم الجديدة أو كيف نستفيد بالفداء ؟‬ ‫عبور البحر األحمر مع موسى = المعمودية وهى موت وقيامة مع المسيح ؟ وهل تكفى المعمودية للخالص ؟‬ ‫الختان = موت جزء من الجسم ليحيا اإلنسان وهذا إشارة لختان القلب = قبول الموت عن الخطية ‪.‬‬

‫رمز المعمودية = فلك نوح وعبور البحر األحمر فما الفرق بينهما ؟ فلك نوح يشير أن الخليقة الجديدة سيكون لها رأس‬

‫جديد هو نوح ‪ .‬وعبور البحر األحمر مع موسى يشير ألن المعمودية هى موت وقيامة مع المسيح رأس الخليقة الجديدة ‪.‬‬ ‫وخروج خليقة جديدة من الماء من بعد موت يعتبر والدة من الماء ‪.‬‬

‫وما هو معنى الخالص ؟‬

‫عدم هالك وحرية (الفصح) ‪ .‬تقديس أى نتكرس هلل فقد سحق المخلص الحية (الذبائح) ‪ .‬وتكون لنا حياة المسيح‬ ‫(تقدمة الدقيق والمن) ‪ .‬عمل الروح القدس فى الخليقة الجديدة ( الماء من الصخرة) ‪ .‬التطهير (شريعة تطهير‬ ‫األبرص) ‪ .‬شفاعة المسيح الكفارية عنا (شفاعة موسى عن الشعب) ‪ .‬وأخي ار دخول أرض الميعاد بعد موت الجسد‬ ‫(عبور نهر األردن مع يشوع) ‪ .‬وما علينا سوى رفض الخطية وهللا يعطى معونة بالروح (الختان) ‪.‬‬

‫لذلك تعجب السيد حين لم يفهم نيقوديموس معنى الوالدة من الماء والروح وهو معلم إسرائيل وفاهم لكل هذا ‪.‬‬

‫نيقوديموس جاء وفى قلبه سؤال ماذا يعمل فهو فريسى فهذا هو فكر الفريسيين " أنا أعمل فأتبرر وهذا هو ما نسميه البر‬

‫َخلِق خلقة ثانية من الماء والروح وتكون والدة‬ ‫الذاتى "‪ ...‬فكانت إجابة السيد الفاحص القلوب ‪ ...‬أنا الذى سوف أعمل أل ْ‬ ‫جديدة لكم من فوق أى أنها ستكون بعمل إلهى ‪ .‬الحل يا نيقوديموس ليس من األرض بل من السماء ‪ ،‬يجب أن تموت‬ ‫الخليقة القديمة لتولد خليقة جديدة ‪ ،‬وهذا سيكون بصلبى أنا اآلتى من السماء يا نيقوديموس (الحية النحاسية) وموتى‬ ‫لتموتوا معى فى المعمودية وتخرجوا كخليقة جديدة يمكن لها أن تخلص ‪ .‬لكن الخليقة القديمة الساقطة ال يمكنها‬ ‫الخالص بعد أن فسدت بالخطية مهما عملت ‪ ،‬فبحسب الناموس فإن خطية واحدة قادرة أن تهلك " ألن الكتاب يقول أن‬

‫من يفعل الوصية يحيا بها (ال‪ )4 : 18‬وبالتالى من أخطأ يهلك لذلك يقول يعقوب الرسول " ألن من حفظ كل الناموس‬

‫وانما عثر فى واحدة فقد صار مجرما فى الكل " (يع‪ . )11 : 2‬مشكلة نيقوديموس أنه تصور أن الوالدة من فوق‬

‫تستوجب دخوله بطن أمه ثانية ‪ ،‬والسيد الرب تعجب أنه لم يفهم معنى الوالدة من الماء والروح ‪ ،‬بينما أن الكتاب يذكر‬ ‫كليهما ‪-:‬‬ ‫‪ )1‬الوالدة من الماء ‪ -:‬أال يعنى خروج نوح وعائلته أحياء بينما مات وهلك كل العالم أنهم ولدوا من جديد ‪،‬‬ ‫حياة خرجت من موت ‪ .‬وهكذا خروج شعب إسرائيل مع موسى من البحر ‪ ،‬أال يعتبر هذا والدة جديدة لشعب‬ ‫كان محكوماً عليه بالموت على يد فرعون الذى أصدر ق ار ار بقتل كل ذكور الشعب ‪ ،‬وهذا يعنى فناء الشعب‬ ‫وتحول النساء إلى جوارى ‪ ،‬بل دخول البحر أال يعتبر موتا ‪ ،‬فهل يمكن إلنسان أن يعيش فى البحر ‪ ،‬بل‬ ‫عندما دخل جيش فرعون فى البحر ماتوا ‪ ،‬أفليست هذه حياة خرجت من موت فهى بالتالى والدة جديدة ‪ .‬وأال‬ ‫يعتبر موت الشعب الذى خرج من مصر فى الصحراء ودخول شعبا جديدا إلى أرض كنعان بعد عبور ماء‬

‫‪126‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫البلدان والمدن في الكتاب المقدس (‪ )4‬إسرائيل‬

‫نهر األردن أنه والدة جديدة من الماء‪ .‬وأال يعتبر خروج نعمان السريانى من ماء نهر األردن ولحم جسده‬ ‫كلحم صبى صغير ‪ ،‬أال يعتبر هذا والدة جديدة (‪2‬مل‪. )14 : 5‬‬ ‫‪ )2‬والدة شعب بأكمله ‪ " -:‬من سمع مثل هذا ‪ .‬من رأى مثل هذا هل تمخض بالد فى يوم واحد ‪ .‬أو تولد أمة‬ ‫دفعة واحدة ‪ .‬فقد مخضت صهيون بل ولدت بنيها " (إش‪... " + )8 : 66‬بل إفرحوا وابتهجوا إلى األبد فى‬ ‫ما أنا خالق ألنى هأنذا خالق أورشليم بهجة وشعبها فرحا " (إش‪. )18 : 65‬‬

‫‪ )3‬الوالدة من الروح ‪ " -:‬فأخذ صموئيل قنينة الدهن وصب على رأسه (هذا عن شاول الملك)‪....‬وكان عندما‬ ‫أدار كتفه لكى يذهب من عند صموئيل أن هللا أعطاه قلبا آخر " (‪1‬صم‪1( + )11 ، 9 ، 1 : 11‬صم‪: 16‬‬

‫‪( + )13‬مز‪( + )11 : 51‬حز‪ " + )19 : 11‬فقال لى تنبأ للروح (أى صلى) ‪..‬وقل‪...‬هب على هؤالء القتلى‬ ‫ليحيوا‪ ...‬فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم‪(....‬حز‪( + )14 – 9 : 37‬يؤ‪. )28 : 2‬‬

‫‪ )4‬الوالدة من الماء والروح ‪ " -:‬وأرش عليكم ماء طاه ار فتطهرون من كل نجاستكم ومن كل أصنامكم‬ ‫أطهركم‪ ....‬وأعطيكم قلبا جديدا وأجعل روحا جديدا فى داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب‬ ‫لحم‪ .‬وأجعل روحى فى داخلكم‪(...‬حز‪ . )28 – 25: 36‬وأال يعتبر هذا التغيير الجوهرى فى قلوب الشعب‬ ‫أنه والدة جديدة من الماء والروح‪.‬‬

‫المعلومات التاريخية والجغرافية فى هذا البحث مأخوذة من دائرة المعارف الكتابية للدكتور القس صموئيل حبيب‬ ‫وآخرون‪.‬‬

‫‪127‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( المقدمة )‬

‫مقدمة التكوين‬

‫عودة للجدول‬

‫المقدمة‬ ‫كاتب األسفار الخمسة هو موسي النبي‬ ‫‪ .1‬شهادة العهد القديم‪ -:‬نسمع كثي اًر "كلم الرب موسي" (خر ‪ )1 :24‬في األسفار الخمسة وفي باقي العهد‬ ‫القديم نسمع كثي اًر " كما هو مكتوب في شريعة موسي رجل هللا (عز ‪ )2:3‬وهللا هو الذي أمر موسي أن‬ ‫يكتب كل هذا تذكا اًر (خر ‪ )15:1:‬فاهلل أراد أن يذكر ويسجل كل أعماله مع شعبه‪ .‬راجع (عز ‪،2:3‬‬ ‫‪ + 11:1‬نح ‪ + 1:1‬دا ‪ + 13:1‬مل‪.)5:5‬‬ ‫‪ .2‬شهادة العهد الجديد‪ -:‬نسب المسيح والرسل الشريعة والناموس لموسي (يو‪ 5:-51 :4‬وراجع أع ‪21:14‬‬ ‫‪ +‬رو ‪.)4 :11‬‬ ‫‪ .3‬تثار أسئلة كيف كتب موسي وكيف عرف كل هذه المعلومات‬ ‫أ‪ .‬الكتاب كله موحي به من الروح القدس الذي ساق أناس هللا القديسون لكي يكتبوا ما كتبوه راجع‪،‬‬ ‫(‪2‬تي‪2 + 11:3‬بط ‪.)21:1‬‬ ‫ب‪ .‬أخبار الخلقة وأخبار اآلباء تناقلت عبر رجال هللا األتقياء بدون تشويه عبر أجيال نحددها كاآلتي‪،‬‬ ‫آدم – متوشالح – سام – إبراهيم – إسحق – الوى – قهات – موسي‪ .‬واألحداث هنا تم تناقلها‬ ‫شفوياً من جيل إلي جيل‪.‬‬ ‫ج‪ .‬إذا كان هللا قد أظهر لموسي مثال لخيمة اإلجتماع علي الجبل ليصنع مثلها راجع (خر ‪،)51:24‬‬ ‫فهل ال نتصور أن هللا ال يظهر كل الحق لموسي سواء بصورة أو برؤيا ليكتبه شهادة لألجيال وهذا‬ ‫الكالم سيبقي آلخر األيام‪ ،‬في الوقت الذي يظهر له هللا مثاالً لخيمة سينتهي إستخدامها بعد عدة‬ ‫مئات من السنين‪.‬‬ ‫د‪ .‬موسي تهذب بكل حكمة المصريين (خر ‪ + 11:2‬أع ‪ )21::‬فهو قادر علي الكتابة‪.‬‬ ‫كثير من الكلمات المصرية‪ .‬صفنات فعنيح (تك ‪ )54:51‬وأسنات‬ ‫ه‪ .‬جاءت األسفار الخمسة تضم‬ ‫اً‬ ‫(تك ‪ )54:51‬وبعض أسماء المدن واستخدم لكلمة كأس الكلمة المصرية طاس‪ .‬وأورد عادات‬ ‫مصرية معروفة مثل عزل إخوة يوسف عن يوسف والمصريين علي المائدة (تك ‪ + 32:53‬تك‬ ‫‪128‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( المقدمة )‬

‫‪ )22:5: + 35:51‬والمعلومات الجغرافية الواردة صحيحة فهذا يقطع بأن كاتب هذه األسفار عاش‬ ‫في مصر ويعرفها‪.‬‬ ‫إسم السفر‬ ‫يدعي في العبرية "بي راشيت" وهي الكلمة األولى في السفر وهي عبرية وتعني "في البدء" وتسميته التكوين‬ ‫فمترجمة عن السبعينية وتعني األصل أو بداية األمور وفي اإلنجليزية ‪ Genesis‬ومنها ‪ Generate‬بمعني يلد‬ ‫أو يولد أو ينتج‪“Generation” ،‬بمعني توليد أو نسل أو ذرية أو جيل أو نشوء‪ .‬وهكذا جاءت نفس الكلمة في‬ ‫أول آية في إنجيل متي ‪ The book of the generation of Jesus‬وهي اليونانية ‪BiBλOS‬‬ ‫‪ΓeυσEWς.‬‬ ‫والسفر يحوي فعالً البدايات لكل شئ فهو يحوي بداية الخليقة وبداية الجنس البشري وبداية الزواج وبداية دخول‬ ‫الخطية والموت وبداية نشأة األمم والحرف والفنون واختراع مخترعات‪ .‬وهو يحوي أيضا سلسلة األنساب األولى‪.‬‬ ‫سمات السفر وغايته‬ ‫‪ .1‬كتب موسي وسجل تاريخ العالم في شئ من البساطة التي يفهمها الرجل العامي فهو ليس كتاباً علمياً‪ ،‬ولكن‬ ‫حين تعرض للعلم لم يخطئ‪ .‬وكان أن إبتعد في كتاباته عن الخزعبالت التي إنتشرت في وقته وكانت في‬ ‫وقتها هي النظريات العلمية السائدة‪ .‬هو نظر في أعمال هللا ليظهر نفعها للبشر ويظهر هللا كخالق ماهر‬ ‫يخلق كل هذه الطبيعة حتي يتمتع بني آدم بها‪ ،‬ولم ينظر إلي فلسفات أو نظريات علمية في طبيعة الخلقة‪.‬‬ ‫‪ .2‬كون أن هللا خلق العالم فهذا يثبت أن العالم ليس أزلياً وال أبدياً فله بداية وله نهاية‪.‬‬ ‫‪ .3‬يبرز هذا السفر أن اإلنسان ليس مجرد خليقة وسط ماليين الكائنات‪ ،‬لكنه كائن فريد يحمل السمة األرضية‬ ‫في الجسد والسماوية في الروح‪ .‬وقد وهبه هللا اإلرادة الحرة دوناً عن باقي المخلوقات فالكواكب لها قوانين‬ ‫تسير عليها والحيوانات تسلك حسب غريزة طبيعية‪.‬‬ ‫‪ .5‬يظهر السفر إعتزاز هللا بنا فهو ينسب نفسه للبشر ويدعو نفسه " إله إبراهيم واسحق ويعقوب… فهو يود أن‬ ‫يكون إلهاً خاصا بكل إبن له"‪ .‬بل هو أب لإلنسان ولم يخلقه أسي اًر وال في ذل يتحكم فيه كيفما أراد‪ ،‬بل‬ ‫خلقه ليكون إبناً له‪ ،‬خلق ألجله المسكونة‪ ،‬وهيأ له األمجاد األبدية ليرفعه إلي حيث يوجد هللا أبوه ليعيش‬ ‫اإلنسان شريكاً في المجد‪ ،‬متنعماً باألبوة الفائقة‪ .‬إذن هو السفر الذي بدأ بشرح عالقة هللا بنا‪ .‬وشرح السفر‬ ‫أهمية الوصية اإللهية وخطورة مخالفتها‪.‬‬

‫‪129‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( المقدمة )‬

‫‪ .4‬فضح عدو الخير وأعلن خططه المهلكة وشهوته من جهة هالك اإلنسان‪ .‬ووعد هللا بالخالص من هذا‬ ‫العدو‪ ،‬وفي نفس الوقت يظهر هللا صداقته لإلنسان‪ ،‬فيتمشي صوته عند هبوب ريح النهار علي الجنة‬ ‫ليلتقي باإلنسان الساقط‪ ،‬وفي الحقل يحاج قايين الخاطئ القاتل‪" ،‬وعند ثورة بابل ينزل ليري ماذا يفعل‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ويقبل ضيافة إبراهيم مع مالكيه" ويصارع مع يعقوب ليصلح شيئاً ما في داخله‪ .‬ولنالحظ أن السفر‬ ‫يظهر قدرة هللا علي الخلقة ويظهر محبة هللا لإلنسان ولكن إعالن قدرته سهل فالسموات بجندها تحدث بمجد‬ ‫هللا والفلك بمداراته يخبر بعمل يديه‪ ،‬أما محبة هللا وحتي يظهرها لإلنسان كلفته الكثير فقد َخبر بها إبنه‬

‫الوحيد المتجسد علي الصليب ‪.‬إذاً هناك صراع بين هللا المحب الذي ال يريد أن يهلك أي أحد بل أن يخلص‬ ‫كل واحد وبين الشيطان الذي يتودد لإلنسان بملذات العالم‪ ،‬وميدان الصراع هو اإلنسان الذي خلقه هللا ح اًر‪.‬‬ ‫بل هناك من قال أن الكتاب المقدس كله جاء ليكشف ما ورد في هذا السفر عن حديث هللا للحية " أضع‬ ‫عداوة بينك وبين المرأة‪ ،‬وبين نسلك ونسلها هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه (‪ .)14:3‬فالكتاب المقدس‬ ‫يعلن الصراع المر بين عدو الخير واإلنسان‪.‬‬ ‫‪ .1‬نجد أن الخطية قد أفسدت عيني اإلنسان وأفقدته القدرة علي لقاء صديقه األعظم هللا‪ .‬فكان هللا قد خلق‬ ‫اإلنسان بعد أن هيأ له خالل ماليين السنين أرضاً وسماء وبح اًر هي جنة بالحقيقة‪ ،‬بل كان هللا شريكاً‬ ‫لإلنسان في عمله ورفيقاً له يكلم اإلنسان ويريد مجده‪ .‬وجاءت الخطية فأقامت حاج اًز كثيفاً بين هللا واإلنسان‬ ‫فعجز اإلنسان عن أن يدخل في حوار مع هللا وذلك لآلتى‪-:‬‬ ‫أ‪ .‬ال شركة للنور مع الظلمة وقد إختار اإلنسان طريق الظلمة أي الخطية‪.‬‬ ‫ب‪ .‬مع زيادة حجم الخطية إزداد سمك هذا الحاجز الكثيف‪ ،‬فنجد أن هللا بعد سقوط آدم وقايين مباشرة‬ ‫يأتي ليكلمهم‪ .‬ولكن نجد أن اإلنسان بدأ يهرب من لقاء هللا‪ ،‬فآدم مثالً إختبأ من أمامه خائفاً أن‬ ‫يفتضح من نوره‪ ،‬كان آدم مثل من ال يستطيع ان ينظر في نور الشمس حتي ال تحترق عيناه وكمن‬ ‫يفضل أن يتستر بالظالم ليتداري بسبب شكله المزري‪.‬‬ ‫رص هللا فى محبته أن يخفي نفسه عن اإلنسان وكان هذا رد هللا علي موسي حين طلب أن يري‬ ‫ج‪َ .‬ح َ‬ ‫مجده (خر‪ )33‬والسبب " ال يراني اإلنسان ويعيش" فاهلل خاف علي موسي وعلي اإلنسان أن يحترق‬

‫ويموت عند رؤيته وهو نار ونور‪ .‬والخطية أضعفت طبيعة اإلنسان مثل المرض حينما يفسد صحة‬ ‫إنسان‪ .‬فكان إحتجاب هللا يظهر محبته من ناحية حتي ال يهلك اإلنسان ويظهر أيضا قداسته فال‬ ‫شركة للنور مع الظلمة وقد إختار اإلنسان طريق الظلمة‪ ،‬طريق اإلنفصال‪.‬‬

‫‪130‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( المقدمة )‬

‫د‪ .‬لم يسكت هللا علي هالك اإلنسان بل كان التجسد ليعيد الوحدة بين هللا مع اإلنسان ثم الصليب‬ ‫لتموت طبيعة اإلنسان العتيقة ويأخذ طبيعة جديدة‪ .‬وهذا شرحه هللا في سفر التكوين حينما شرح‬ ‫الطريقة التي سترت آدم وهي الذبيحة ثم السلوك الحي حتي يتحقق عودة الصداقة بين هللا واإلنسان‪.‬‬ ‫‪ .:‬في عرض السفر لحياة األباء البطاركة رأينا‬ ‫أ‪ .‬هللا يعمل في أوالده طالما وجد فيهم بصيصاً من اإليمان (إبراهيم‪ /‬إسحق‪.)...‬‬ ‫ب‪ .‬أبرز هللا بطوالتهم الرائعة اإليمانية الحية‪.‬‬ ‫ج‪ .‬كشف هللا عن ضعفاتهم ولم يضفي عليهم مسحة من العصمة من الخطأ وذلك‪-1 -:‬حتي ال نيأس‬ ‫إذا أخطانا‪ ،‬فقد أخطأ اآلباء ولم يهلكوا‪-2 .‬حتي ندرك أنه ليس صالح ليس وال واحد والكل محتاج‬ ‫للمسيح الصالح وحده‪.‬‬ ‫د‪ .‬رأينا في بركة هللا لهم‪ ،‬ثمار الطاعة‪ ،‬هذه الطاعة التي كملت بطاعة المسيح‪.‬‬ ‫ه‪ .‬عناية هللا بهم خالل حياتهم وصداقته لهم‪.‬‬ ‫و‪ .‬إستغل هللا حياتهم واستخدمهم كرموز ليشرح بهم خطته الخالصية كما حدث في قصة إبراهيم مع‬ ‫إسحق وتقديمه له ذبيحة‪.‬‬ ‫‪ .1‬كشف السفر عن مفهوم البركة واللعنة‪ ،‬فاهلل الطيب الحنون الذي أعطانا نعمة الوجود وأسكننا في الجنة‬ ‫وخلقنا علي صورته‪ ،‬هو نفسه هللا القدوس العادل الذي ال يترك الخطية بدون عقوبة‪.‬‬ ‫البركة‪ :‬عندما خلق هللا اإلنسان باركه بركة مجانية فهو لم يفعل شيئاً يستحق عليه البركة "وباركهم هللا وقال‬ ‫أثمروا… (تك ‪ " )21:1‬وأعطاهم بركة السلطة والسيادة‪ .‬فأصبح اإلنسان مثل هللا علي األرض أو نائباً له وسيداً‬ ‫لكل الخليقة‪ .‬ثم بارك نوحاً وبنيه بعد الطوفان ‪ 2،1 :1‬ثم بارك إبراهيم واسحق ويعقوب (‪ )3-1:12‬ورأينا البركة‬ ‫درجات ‪ -1‬تكون مباركاً ‪ -2‬تصير بركة بل رأينا البشر يباركون آخرين (تك ‪ )11:15‬وابراهيم بارك إسحق…‬ ‫إلخ وكان هللا يعتمد هذه البركة‪ .‬ومن أمثال هذا النوع بركة الوالدين ألبنائهم‪ .‬وهناك بركة مجانية يعطيها هللا‪ ،‬كما‬ ‫آلدم‪ ،‬وهناك بركة نتيجة عمل صالح كما بارك هللا إبراهيم لتقديمه إبنه ذبيحة‪ .‬وهناك بركة اإلبن البكر هذا إذا‬ ‫حافظ علي بكوريته بال عيب ولم يكن كعيسو مستبيحا لبكوريته‪ .‬والبكر كان يعتبر رئيساً لألسرة وسيدها وهو‬ ‫الكاهن لألسرة‪ ،‬يأخذ نصيبين من الميراث‪ .‬وكان من المفهوم أن البكر سيأتي منه المسيح‪ ،‬وهذه هي البركة‬ ‫الحقيقية للبكر‪ .‬وكان اآلباء يصارعون للحصول علي هذه البركة سواء من هللا أو من إنسان‪ ،‬بل كانوا جوعي‬ ‫بركة " ال أطلقك حتي تباركني" بل يشتريها يعقوب من عيسو ويتحايل علي أبيه إسحق ليأخذها‪ .‬وال يهتم بأن‬ ‫يخلع فخذه بل المهم أنه قد أخذ بركة فسفر التكوين يعطينا فكرة عن البركة‪ ،‬أنها بركة علي أساس العالقة التي‬

‫‪131‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( المقدمة )‬

‫تربط اإلنسان باهلل والعالقة التي تربط األب بأوالده والكاهن برعيته‪ .‬فاهلل يريد أن يبارك كل ما هو لنا بل كل ما‬ ‫نلمسه يتبارك‪ .‬لكن هذه البركة ممكن أن تفقد نتيجة الخطية ويأتي بدلها اللعنة ‪ .‬فنحن سمعنا عن البركة فى‬ ‫اإلصحاح األول ‪ ،‬ثم رأينا لمحة عن معنى البركة من الجنة الجميلة (كل ما خلقه هللا كان حسن جدا) التى‬ ‫خلقها هللا ليفرح فيها آدم (عَدْ ْن كلمة عبرية تعنى فرح وبهجة) ‪ ،‬ولكن كلمة اللعنة لم نسمع عنها إالّ بعد الخطية‬

‫فى اإلصحاح الثالث ‪.‬‬

‫واللعنة‪ :‬شئ دخيل علي األرض ودخيل علي اإلنسان وهو نتيجة الخطية وتنقسم إلي‪:‬‬ ‫أ‪ .‬لعنة الحية‪ :‬الحية أول كائن يلعن في الكتاب المقدس‪ .‬وهللا لعنها دون أن يحاكمها وصارت تأكل‬ ‫التراب بعد أن كانت تأكل العشب‪ .‬وهناك تأمل للقديس أغسطينوس فآدم من تراب والي تراب يعود‬ ‫فالحية تأكل اإلنسان واذا أراد اإلنسان أن ال تأكله عليه أن ال يخطئ‪ .‬وفي هذه اللعنة رأينا أول‬ ‫عداوة بين إنسان وحيوان بعد أن كان له سلطة علي كل الحيوانات‪ .‬ومن يرفض الخطية تفشل‬ ‫الحية في أن تسحق عقبه‪ .‬لذلك فلعنة الحية تضمنت عقوبة لإلنسان وهي سحق عقبه‪.‬‬ ‫ب‪ .‬لعنة األرض‪ :‬حينما أخطأ آدم لم يلعنه هللا بل قال ملعونة األرض بسببك فصار اإلنسان يتعب‬ ‫ليخرج الخير من األرض‪ .‬وصارت خيرات األرض قليلة‪ .‬والبركة معناها أن األرض تعطي بال‬ ‫تعب‪ ،‬وآدم كان في الجنة يعمل ولكن عمله كان بلذة ولما لعنت األرض أخرجت شوكاً وحسكاً ‪،‬‬ ‫ولكن في األصحاح األول ال نسمع شيئاً عن الشوك وهذا الشوك حمله عني المسيح‪( .‬راجع‬ ‫تك‪ )12:5‬أمثلة للعنة األرض (الدودة‪ /‬الحر…‪ ).‬ولم يكن ممكناً أن يلعن هللا آدم لسببين‪-:‬‬ ‫‪ )1‬عطية هللا بال ندامة‪ :‬فاهلل بارك آدم ‪ ،‬ولن يرجع هللا في بركته وهذا ما حدث مع إسحق‬ ‫حينما بارك يعقوب ثم إكتشف الخدعة فقال نعم ويكون مباركاً (‪.)33:2:‬‬ ‫‪ )2‬سيأتي منه المسيح‪ :‬لذلك إستبقي هللا البركة مع آدم وعاقبه عقوبة جزئية‪.‬‬ ‫ج‪ .‬لعنة اإلنسان‪:‬‬

‫هللا لعن قايين حينما قتل وطاردته اللعنة وهو خائف وليس من يطارد‪ .‬ثم‬

‫ظهرت لعنة اإلفناء مثل الطوفان وسدوم وعمورة ألن الخطية تفشت حتي أنه قيل "فحزن الرب أنه‬ ‫عمل اإلنسان" فالخطية تشعل غضب هللا والعكس فإذا وجد إنسان بار يستبقي هللا الحياة (نوح‪/‬‬ ‫لوط…) وكذلك لعن كنعان من جده نوح‪.‬‬ ‫‪ .2‬أظهر سفر التكوين آثار الخطية‬ ‫أ‪ .‬الموت‪:‬‬

‫أجرة الخطية موت والموت له أنواع‪:‬‬ ‫‪ )1‬موت أبدي‪:‬‬

‫الهالك األبدي نتيجة الخطية‪ .‬إنفصال أبدي عن هللا‪.‬‬

‫‪132‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( المقدمة )‬

‫‪ )2‬موت جسدي‪:‬‬

‫إنفصال الروح عن الجسد‪.‬‬

‫‪ )3‬موت أدبي‪:‬‬

‫فقدان اإلنسان لكرامته ولصورة هللا ‪.‬‬

‫‪ )5‬موت روحي‪:‬‬

‫إنفصال الروح عن هللا‪.‬‬

‫وله نوعان تعب الجسد وتعب النفس‪.‬‬

‫ب‪ .‬المرض‪:‬‬

‫‪ )1‬المرض الجسدي‪ :‬بالتعب تأكل… بالوجع تلدين‪ .‬وقبل الخطية لم يكن هناك مرض‪.‬‬ ‫‪ )2‬المرض النفسي‪ :‬قلق وخوف‪ .‬هذا ما جعل اإلنسان يعمل الخطية في الظالم‪ .‬والخوف‬ ‫ضعف في الشخصية وأما اإلنسان الروحاني فال يخاف‪ .‬ومن األمراض النفسية الكذب‬ ‫وتبرير الذات "المرأة التي أعطيتني… الحية هي السبب" ولم يقل أحد أخطات‪ .‬وألن من‬ ‫آثار الخطية الخوف قيل في سفر الرؤيا أن الخائفون نصيبهم البحيرة المتقدة بالنار‪.‬‬ ‫ومن األمراض النفسية الخجل بسبب الخطية‪ .‬بل من األمراض النفسية ما حدث لقايين‬ ‫وهو نوع من الهلوسة أو الشيزوفرنيا‪ .‬هو صار هارباً من منظر هابيل المقتول‪.‬‬ ‫ج‪ .‬فسدت طبيعة اإلنسان البسيطة ‪ :‬فبعد أن كان ال يعرف سوي الخير أصبح يعرف الخير والشر‪.‬‬ ‫ولكن صارت له أيضا طبيعة عاصية متمردة ضد الخير‪ .‬وصارت له شهوة للشر سببت له صراعاً‬ ‫نفسياً أليماً‪ .‬كانت عينيه مقفلة أما اآلن فمفتوحة (نش ‪.)12:5‬‬ ‫د‪ .‬فقدان السالم‪:‬‬

‫فقد اإلنسان السالم بينه وبين هللا وبينه وبين اإلنسان وبينه وبين نفسه‪ .‬وبينه‬

‫وبين سائر الحيوانات التي صارت تؤذيه‪.‬‬ ‫ه‪ .‬اللعنة‪:‬‬

‫وقد تحدثنا عنها‪ .‬وتمردت األرض علي اإلنسان‪ .‬لكن المشكلة أن اإلنسان حزن لفقدان‬

‫بركة األرض ولم يحزن ألن هللا حزين‪ .‬عموماً الخطية أفقدت اإلنسان البركة‪.‬‬ ‫و‪ .‬سمعنا عن العبودية‪:‬وصار كنعان عبداً إلخوته (تك ‪ )24:1‬فالعبودية لعنة من هللا كما أن السيادة‬ ‫بركة من هللا‪.‬‬ ‫ز‪ .‬كانت هناك عقوبات عامة‪ :‬الطوفان‪ /‬سدوم وعمورة‪ /‬بلبلة األلسنة التي ظهر فيها كراهية هللا‬ ‫للكبرياء‪.‬‬ ‫ح‪ .‬عقوبة نقص العمر‪ :‬فصار ‪ 121‬سنة عوضاً عن ما يقرب من الا‪ 1111‬سنة لمتوشالح‪.‬‬ ‫ط‪ .‬عقوبة السبي والهزيمة‪:‬‬

‫كما حدث ألهل سدوم وعمورة مع كدر لعومر‪.‬‬

‫ي‪ .‬فقد اإلنسان صورة للا‪.‬‬

‫‪133‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( المقدمة )‬

‫‪.11‬‬

‫سفر التكوين إستغرقت أحداثه ‪ 2311‬سنة من آدم إلي يوسف بحسب األسماء المذكورة وقد يكون هناك‬

‫أسماء لم تذكر‪ .‬وبدأ بأن خلق هللا السماء واألرض وانتهي نهاية محزنة بموت يوسف في أرض العبودية في‬ ‫مصر‪ .‬هكذا شاء هللا أن يحيا اإلنسان واختار اإلنسان الموت "أنا إختطفت لي قضية الموت" القداس‬ ‫الغريغوري‬ ‫السفر واللغة العلمية‬ ‫يعيب البعض علي الكتاب المقدس وخاصة اإلصحاح األول من سفر التكوين أنه غير علمي وال يتماشي مع‬ ‫أحدث نظريات العلم‪ .‬ولكن نشكر هللا علي ذلك لألسباب اآلتية‪.‬‬ ‫‪ .1‬لو كتب السفر بلغة علمية لظل كتاباً مغلقاً ال يفهمه أحد ألالف السنين‪.‬‬ ‫‪ .2‬وحتي اليوم لن يفهم أحد اللغة العلمية سوي قلة من العلماء‪.‬‬ ‫‪ .3‬لو كتب باللغة العلمية للقرن العشرين سيصبح بالياً في القرن الحادي والعشرين ‪.‬‬ ‫أما ما كتب ليس الغرض منه العلم ولكن‪-:‬‬ ‫‪ .1‬هللا يظهر بخليقته نوره وجالله وعظمته‪.‬‬ ‫‪ .2‬أنه ظل يمهد لإلنسان ألالف الماليين من السنين‪ ،‬وحين يخلق اإلنسان يجد األرض والسموات كجنة‪ .‬فاهلل‬ ‫يظهر محبته لإلنسان كأب وأم يعدان كل شئ لمولودهما الجديد المنتظر‪.‬‬ ‫الكتاب مكتوب بلغة بسيطة يفهمها كل الناس ويفرحون بها‪ .‬ولكنه ال يخطئ علمياً‪.‬‬

‫‪134‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫اإلصحاح األول‬

‫عودة للجدول‬

‫(خلقة العالم )‬ ‫آية (‪ِ 1 " -:)1‬في ا ْلب ْد ِء َخلَق للا َّ ِ‬ ‫ض"‬ ‫الس َم َاوات َواأل َْر َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِفي ا ْل َب ْد ِء‪:‬‬ ‫هى كلمة تشير لمعنيان‪:‬‬

‫‪ .1‬تشير للوقت الذي بدأ هللا فيه خلقة األشياء‪ ،‬أى حينما بدأت تدور عقارب ساعة الزمان فاهلل أزلى أبدى‪،‬‬

‫غير زمنى‪ .‬ولكن الخليقة زمنية تقاس بالزمن فحينما بدأت الخليقة بدأ معها الزمان‪ .‬وكلمة فى البدء‬ ‫تعنى الحركة األولى للخلقة وبداية الزمن‪.‬‬

‫‪ .2‬نضع أمامنا هذه اآليات "أنا من البدء‪( "...‬يو‪)24:1‬‬

‫"به كان كل شئ…" (يو‪)3:1‬‬ ‫"في البدء كان الكلمة" (يو‪)1:1‬‬

‫"بكر كل خليقة…" (كو ‪)14:1‬‬

‫"هو قبل كل شئ وفيه يقوم الكل" (كو ‪)1::1‬‬ ‫"الذى كان من البدء…" (‪1‬يو‪1 + 1:1‬يو‪)15،13 :2‬‬

‫"الذى هو البداءة‪( "...‬كو ‪)11:1‬‬ ‫لذلك رأى كثير من اآلباء أن ِفي ا ْل َب ْد ِء = فى المسيح يسوع ويكون المعنى أن فى المسيح يسوع خلق هللا‬ ‫السموات واألرض‪ .‬أو فى كلمة هللا خلق هللا…‬ ‫ق‪:‬‬ ‫َخلَ َ‬

‫هذا يثبت أن هللا هو الذى خلق العالم‪ .‬وهذا الكالم موجه لليهود الذين عاشوا وسط الجو الوثني فى مصر‬ ‫وسمعوا عن آلهة كثيرة وبهذا يعلموا أن إلههم الواحد هو خالق السموات واألرض فال يعبدوا هذه المخلوقات‬

‫(المالئكة أو الشمس أو النار…) وهي تعنى أن العالم مخلوق وليس أزلى وهذا ثابت علمياً اآلن‪-:‬‬ ‫‪ .1‬قانون إضمحالل الطاقة ‪ :‬فالشمس تزداد فيها البقع المظلمة حسب قانون‪.‬‬ ‫‪ .2‬العناصر المشعة ‪ :‬تفقد إشعاعيتها مع الوقت ثم تتحول الى رصاص‪.‬‬ ‫‪ .3‬إستمرار تغير الكون‪.‬‬

‫‪135‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫فلو كان العالم أزلى لكانت الشمس قد إنتهت والعناصر المشعة كلها تحولت لرصاص وألخذ العالم شكل ثابت ال‬ ‫يتغير‪.‬‬

‫ق بالعبرية كما بالعربية ب أر ومنها خالق = بارى‪ ،‬وخليقة = برية وهي تعنى إيجاد الشئ من العدم‪ .‬وهللا‬ ‫وكلمة َخلَ َ‬ ‫خلق من عدم كل شئ فى اليوم األول ثم بدأ عبر األيام الستة يستعمل ما خلقه فى أن يصنع كل شئ مما خلقه‬ ‫من العدم والكلمة جاءت هنا بصيغة المفرد‪.‬‬

‫للاُ ‪:‬‬

‫جاء بصيغة الجمع فكأنه يقول " فى البدء خلق اآللهة السموات واألرض وبالعبرية فالمفرد آل أو آلوه والمعنى‬

‫الواجب التعظيم والخشوع واإلحترام‪ .‬والجمع بالعبرية آلوهيم‪ .‬وهذا يشير للثالوث القدوس الذى خلق‪:-‬‬ ‫اآلب ‪ :‬يريد وهو الذات الذى يلد اإلبن وينبثق منه الروح القدس‪.‬‬

‫وي َك ِّون كل شئ‪.‬‬ ‫اإلبن ‪ :‬هو فى البدء الذى يصنع كل شئ ُ‬ ‫الروح القدس ‪ :‬كان يرف على المياه ليبعث حياة (آية ‪.)2‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ات ‪:‬‬ ‫َّ َ َ‬ ‫يشير بولس الرسول أنه إختطف للسماء الثالثة‪ .‬والسموات الثالث‪-:‬‬ ‫‪ .1‬األولى‪ :‬سماء العصافير ويوجد بها طبقة الهواء‪.‬‬

‫‪ .2‬الثانية‪ :‬سماء الكواكب‪ .‬وكال السماء األولى والثانية سموات مادية‪.‬‬

‫‪ .3‬الثالثة‪ :‬السماء الروحية التى يستعلن فيها مجد هللا وفيها مساكن المالئكة وفيها عرش هللا وميراث‬ ‫القديسين حيث يسكنون مع هللا‪ .‬وهذه لها مرحلتان األولى ما نسميه الفردوس ‪ ،‬وهو مكان إنتظار األبرار‬

‫اآلن بعد إنتقالهم ‪ .‬والثانية نسميها سماء السموات حيث عرش هللا ‪.‬‬

‫وكلمة سماء عموماً تشير لكل ما سما وعال‪ .‬والسماء األولى والثانية الماديتان هما اللذان سيزوالن مع األرض‬

‫(واألدق تختفى صورتهما الحالية) لتوجد سماء جديدة وأرض جديدة وبالطبع فلن تزول السماء الثالثة الروحية‪.‬‬ ‫ولكن لماذا صمت الكتاب عن خلقة السماوات‪-:‬‬

‫‪ .1‬الكالم فى الكتاب موجه للبشر وهم لن يفهموا ما هو خاص بالسموات‪ .‬وهذا ماعناه المسيح فى كالمه‬ ‫مع نيقوديموس (يو ‪.)12:3‬‬

‫‪ .2‬بولس نفسه لم يستطع أن يصف ما فى السماء فقال "ما لم تره عين ولم تسمع به أذن" ألن لغة السماء‬ ‫مختلفة تماماً عن لغة البشر على األرض‪.‬‬

‫وهللا خلق السماء قبل أن يخلق األرض‪:‬‬

‫‪ .1‬ذكرت السماء قبل األرض فى هذه اآلية‪.‬‬

‫‪ .2‬راجع أى ‪ :-1:31‬فالمالئكة كواكب الصبح رنموا حين خلقت األرض ‪.‬‬ ‫‪ .3‬وكلمة السموات هنا تشير لخلقة المالئكة ثم الكواكب في مساراتها‪.‬‬

‫‪136‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫ض‪:‬‬ ‫األ َْر َ‬ ‫كلمة أرض هنا تشير أنها كانت في حالة جنينية‪ .‬والكلمة المستخدمة هنا تشمل أول حرف وآخر حرف في‬

‫العبرية ( ما يناظر األلف والياء) وهذا ما دعا العلماء ألن يقولوا أن الكلمة هنا تعنى أن هللا خلق كل المواد أوالً‬ ‫والتى سوف يستخدمها فى األيام الستة فى خلقة العالم‪.‬‬

‫وعبارة "فى البدء خلق السموات واألرض" تحتمل معنيين‪:‬‬

‫‪ .1‬هي عبارة موجزة تعلن أن هللا خلق السموات واألرض وباقى اإلصحاح يشرح التفاصيل‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن هذه العبارة تشير ألن هللا خلق المواد األولية في صورة غير كاملة ‪ ،‬ثم تأتى باقى آيات اإلصحاح‬

‫لتشرح كيف إستخدم هللا هذه المواد األولية (المشار لها هنا بكلمة األرض) ليصنع منها أرضنا الجميلة‪.‬‬

‫وهذا الرأى هو األرجح‪ .‬وتصبح كلمة األرض هنا بمعنى المواد األولية التى سيصنع هللا منها األرض‪.‬‬ ‫‪ِ 2‬‬ ‫ف علَى و ْج ِه ا ْل ِمي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه‪".‬‬ ‫آية (‪َ "-:)2‬و َكا َنت األ َْر ُ‬ ‫ض َخ ِرَب ًة َو َخال َي ًة‪َ ،‬و َعلَى َو ْجه ا ْل َغ ْم ِر ظُ ْل َم ٌة‪َ ،‬وُر ُ‬ ‫َ‬ ‫وح للا َي ِر ُّ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ض َخ ِرَب ًة َو َخالِ َي ًة ‪:‬‬ ‫َو َكا َنت األ َْر ُ‬

‫ض هنا هو كل ما ينتمى للمادة‪ .‬وهو ما يسمى الهيولى وهى المادة األولية الالمتشكلة المفروض أنها سبقت‬ ‫األ َْر ُ‬ ‫الشكل الحالى للكون وباإلنجليزية ‪ CHAOS.‬وكلمة َخ ِرَب ًة َو َخ ِال َي ًة بالعبرية توهو وبوهو وباإلنجليزية ‪Without‬‬ ‫‪form & void‬أى مشوشة عديمة الشكل ومقفرة‪ .‬ال تصلح للحياة فارغة من كل جمال‪ ،‬يكسوها الظالم‪.‬‬ ‫والترجمة السبعينية ترجمتها "غير منظورة وغير كاملة"‪.‬‬

‫َو َعلَى َو ْج ِه ا ْل َغ ْم ِر ظُ ْل َم ٌة ‪:‬‬ ‫ا ْل َغ ْم ِر فى العبرية تشير لمعنى العمق والتشويش‪ .‬وكلمة غمر مستخدمة ألن المياه كانت تغمر كل شئ بعمق‪.‬‬

‫وظُ ْل َم ٌة نشأت من أن ح اررة األرض الشديدة جداً فى بدايتها جعلت المياه تتبخر وتكون ضباب وأبخرة منعت‬ ‫النور عن وجه األرض‪.‬‬ ‫ف علَى و ْج ِه ا ْل ِمي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ‪:‬‬ ‫َوُر ُ‬ ‫َ‬ ‫وح للا َي ِر ُّ َ َ‬ ‫وح وكلمة ريح هى كلمة واحدة فى العبرية واليونانية ومن عادات اللغة اليهودية أنهم إذا قالوا روح هللا‬ ‫كلمة ُر ُ‬ ‫فمعناها ريح عظيمة واذا قالوا رئيس من هللا تك ‪ 1:23‬إذاً هو رئيس عظيم‪ ،‬وقول راحيل مصارعات هللا قد‬ ‫صارعت أى مصارعات عظيمة‪ ،‬سبات الرب وقع عليهم أى سبات عظيم‪ .‬وهكذا فهم اليهود اآلية أن هناك ريح‬ ‫عظيمة هى نفخة الرب إلعالن بدء الخليقة (مز ‪ + 1:33‬أي ‪ .)13:21‬وهكذا كان تشبيه المسيح يو ‪1:3‬‬

‫كون عالم‬ ‫ونحن المسيحيين نفهم هذه اآلية على أن الروح القدس هو الذى كان يرف على المياه ليعطى حياة ُ‬ ‫ولي ِّ‬ ‫جميل‪ .‬وما يربط كال المعنيين ما حدث يوم الخمسين يوم حل الروح القدس على الكنيسة فصار صوت كما من‬ ‫هبوب ريح عاصفة (أع ‪.)2:2‬‬

‫‪137‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫وتعبير َي ِر ُّ‬ ‫ف إستخدم في تث ‪ + 11:32‬إش ‪ + 4:31‬مت ‪ 3::23‬والمعنى المقصود بالكلمة يحتضن = وكأن‬ ‫الروح يشبه طائ اًر يحتضن بيضاً ليهبه حياة خالل دفئه الذاتى‪ .‬وال يزال الروح القدس يحل على مياه المعمودية‬ ‫ليقدسها فيقيم من اإلنسان الذى أفسدته الخطية وجعلت منه أرضاً خربة وخاوية‪ ،‬سموات جديدة وأرضاً جديدة‪.‬‬

‫ويقول العالمة ترتليان لقد أنجبت المياه األولى حياة‪ ،‬فال يتعجب أحد إن كانت المياه فى المعمودية أيضاً تقدر‬

‫أن تهب حياة‪ .‬والروح القدس هكذا يحتضننا ويريد أن يعمل فينا ليصيرنا نو اًر للعالم‪ ،‬يعمل فينا نحن المادة التى‬ ‫بال جمال وال قداسة ليخلق فينا ما هو حسن ومقدس‪( .‬راجع أيضاً حزقيال ‪.)3:‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫صل للاُ َب ْي َن ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ور‬ ‫ور»‪ ،‬فَ َك َ‬ ‫ور‪َ .‬و َأرَى للاُ الن َ‬ ‫ان ُن ٌ‬ ‫ال للاُ‪« :‬ل َي ُك ْن ُن ٌ‬ ‫ور أَن ُه َح َس ٌن‪َ .‬وفَ َ َ‬ ‫اآليات (‪َ "-:)5-3‬وقَ َ‬ ‫ُّ ِ ‪5‬‬ ‫ان صباح يوما و ِ‬ ‫ُّ‬ ‫اح ًدا‪".‬‬ ‫ور َن َه ًارا‪َ ،‬والظُّ ْل َم ُة َد َع َ‬ ‫اها لَ ْيالً‪َ .‬و َك َ‬ ‫اء َو َك َ َ َ ٌ َ ْ ً َ‬ ‫ان َم َس ٌ‬ ‫َوالظ ْل َمة‪َ .‬وَد َعا للاُ الن َ‬

‫اليوم األول‬

‫هناك رأيين بخصوص األيام الستة‬

‫أوالً‪ :‬أنها أيام حقيقية كل منها ‪ 25‬ساعة وأصحاب هذا الرأى يقولون هللا قادر على كل شئ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬أنها حقبات زمنية ال نعرف مقدارها فقد تطول لتصبح آالف الماليين من السنين وهذا هو األرجح‬ ‫لألسباب اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬األيام ليست أيام شمسية فالشمس لم تكن قد خلقت فى اليوم األول وحتى اليوم الثالث‪.‬‬ ‫‪ .2‬اليوم السابع بدأ ولم ينتهى حتى اآلن‪ .‬حقاً إن يوماً عند الرب كألف سنة ‪ 2‬بط ‪.1:3‬‬

‫‪ .3‬فى تك ‪" 5:2‬يوم عمل الرب اإلله األرض والسموات" هنا أدمجت الستة أيام فى يوم‪ .‬فكلمة يوم هنا ال‬ ‫تعنى بالقطع اليوم المعروف اآلن با ‪ 25‬ساعة‪.‬‬

‫‪ .5‬وحتى اآلن ففى القطبين اليوم ليس ‪ 25‬ساعة‪.‬‬

‫‪ .4‬الكتاب المقدس يستخدم كلمة اليوم بمعانى مختلفة بمفهوم أوسع من اليوم الزمنى‪-:‬‬ ‫أ‪ .‬يقصد به األزل… أنت إبنى أنا اليوم ولدتك مز ‪ + ::2‬عب ‪.4:1‬‬

‫ب‪ .‬يقصد الكتاب بقوله عن هللا "القديم األيام" دا ‪ 1::‬أنه أزلى‪.‬‬ ‫ج‪ .‬يقصد به األبدية‪" ...‬يوم الرب" أع ‪.21:2‬‬

‫اح ؟‬ ‫اء َو َك َ‬ ‫ولماذا كان يقولَ َك َ‬ ‫ص َب ٌ‬ ‫ان َ‬ ‫ان َم َس ٌ‬

‫(والحظ أنه قبل خلقة الشمس لم يكن هناك مساء وصباح بالمعنى المفهوم اآلن)‪.‬‬ ‫اح هو تعبير يهودى عن اليوم الكامل‪ .‬فاليوم يبدأ من العشية ثم الصباح‪ .‬وهكذا نفعل‬ ‫ص َب ٌ‬ ‫اء َو َ‬ ‫‪ .1‬تعبير َم َس ٌ‬ ‫نحن اآلن فى الكنيسة األرثذكسية ‪ ،‬فيوم األربعاء مثالً يبدأ من غروب الثالثاء وينتهى بنهاية صباح‬ ‫األربعاء ثم يبدأ يوم الخميس من غروب األربعاء وهكذا‪.‬‬

‫‪ .2‬المساء هو ما قبل خروج العمل للنور والصباح هو ما بعد خروج العمل‪.‬‬

‫‪ .3‬في اليوم األول خلق للا النور فكان بعد خلق النور صباح هذا اليوم وما قبل خلقة النور مساء اليوم األول‪.‬‬ ‫‪138‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫‪ .5‬في اليوم السابع إستراح هللا‪ ،‬وهللا إستراح بعد الفداء الذى صنعه المسيح وكان ما قبل مجئ المسيح شمس‬ ‫البر هو مساء اليوم السابع‪ ،‬وما بعد المسيح صباح هذا اليوم‪.‬‬

‫‪ .4‬كان اليهود يسمون المساء "عرب" من غروب فى العربية والكلمة فى العبرية تعنى مزيج أو خليط والمقصود‬ ‫به إختالط النور مع العتمة‪ .‬وكانوا يسمون الصباح "بقر" أى شق أو إنفجر ألن النور هنا شق جلباب‬

‫الظالم‪ .‬ولسبق الظلمة على النهار بدأوا اليوم بالمساء‪.‬‬

‫‪ .1‬اليوم الثامن هو األبدية بعد القيامة العامة حيث النور الدائم وحيث تستمر حياتنا لألبد فى هذا النور‪ ،‬ولكن‬

‫حياتنا بدأت في مساء هذا العالم وستكمل فى صباح األبدية‪ .‬وهناك يفصل هللا بين النور (أبناء النور)‬

‫والظلمة (أتباع إبليس سلطان الظلمة)‪.‬‬

‫خلقة النور‪:‬‬

‫هناك نظرية تسمي نظرية السديم‪ .‬والسديم هو كتلة غازية هائلة الحجم ذات كثافة متخلخلة‪ .‬وغازاتها ذات حركة‬

‫دوامية‪ .‬وهى تحتوى على كل مقومات الطاقة والمادة‪ .‬ومادة السديم خفيفة جداً فى حالة تخلخل كامل ولكنها أى‬ ‫ذرات هذا السديم تتحرك بإستمرار من الوضع المتباعد حول نقطة للجاذبية في مركز السديم وبإستمرار الحركة‬

‫ينكمش السديم فتزداد كثافته تدريجياً نحو المركز وبالتالى يزداد تصادم الذرات المكونة له بسرعات عظيمة وهذا‬

‫يؤدى لرفع ح اررة السديم‪ .‬وبإستمرار إرتفاع الح اررة يصبح اإلشعاع الصادر من السديم إشعاعاً مرئياً فتبدأ األنوار‬

‫فى الظهور ألول مرة ولكنها أنوار ضئيلة خافتة‪ ،‬فسفورية‪ .‬وهذا يفسر ظهور النور فى اليوم األول وخلقة الشمس‬

‫فى اليوم الرابع‪ ،‬ففى اليوم األول لم تكن الشمس قد أخذت صورتها الحالية‪ ،‬بل أخذت هذه الصورة فى اليوم‬

‫الرابع‪ .‬وفى السموات اآلن أعداداً هائلة من هذه السدم‪ " .‬قد يكون أول مصدر للنور الشمس ذاتها فى حالتها‬ ‫السديمية األولى أو أى سدم سمائية أخرى‪.‬‬

‫وهذا السديم كثير اإلنفجار واإلنكماش‪ .‬ونتيجة لهذا اإلنكماش نشأ فراغات متخلخلة‬

‫وحركة الغازات الدوامية سببت تمزيقاً أدى إلى تكوين ما يشبه األذرع الخارجة عن‬

‫جزئها المركزى وبزيادة التخلخل إنفصلت هذه األذرع متكاثفة بعيداً عن الجزء األم‪.‬‬

‫وكان أن األجزاء المنفصلة كونت الكواكب المعتمة ولكن بفعل الحركة ظلت هذه الكواكب دائرة فى فلك الجزء‬

‫المركزي‪.‬‬

‫‪139‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫وبإستمرار اإلقتراب بين الذرات واستمرار تصادمها أدى هذا إلرتفاع كبير فى درجة الح اررة وأدى لتفاعالت نووية‬

‫(كما هى حالة الشمس اآلن)‪ .‬وهكذا كانت كل الكواكب مثل الشمس لكن مع األيام بردت الكواكب مثل األرض‬

‫قبل الشمس لصغر حجمها بالمقارنة مع الشمس وبعد أيام كثيرة ستبرد الشمس أيضاً وتتحول لكوكب مظلم‪.‬‬ ‫وكانت دورة الكواكب (األرض‪/‬المريخ… إلخ) أسرع من الشمس فهى وصلت للسخونة والبرودة أسرع من الشمس‬

‫لصغر حجمها بالمقارنة مع الشمس‪.‬‬

‫تفسير أباء الكنيسة لظهور النور قبل خلقة الشمس‬ ‫علل توما اإلكوينى (‪ )12:5-1224‬نور اليوم األول بأنه نور الشمس التى لم تكن قد إتخذت هيأتها قبل اليوم‬

‫الرابع للخليقة ‪ .‬وفسره ذهبى الفم (‪ )51:-355‬بأنه كان نور الشمس التى كانت فى اليوم األول عارية من‬

‫الصورة وتصورت فى اليوم الرابع‪.‬‬

‫بدء ظهور النور على األرض‬

‫كانت األرض محاطة بغيوم كثيفة تحجز النور عنها وعندما بدأ ينقشع هذا الضباب بدأ النور يظهر‪ .‬وكان هناك‬ ‫مناطق بها غيوم كثيفة حجزت النور أما المناطق التى إنقشع عنها الضباب فصارت منيرة‪ .‬هذا هو أول معنى‬

‫لفصل النور عن الظلمة‪ .‬وأيضاً بدأ ظهور النور حينما تكون الغبار حول األرض الذى تنكسر عليه األشعة‬

‫فيظهر النور‪ .‬هنا نقف أمام قول بولس الرسول "لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر" عب ‪.1:3‬‬ ‫وللا فصل بين النور والظلمة ‪:‬‬

‫فإذا أشرق النور ال تصير هناك ظلمة‪ .‬وبداءة كان هناك مناطق منيرة ومناطق مظلمة ثم عين هللا الشمس لهذا‬ ‫بعد ذلك ‪ ،‬فبشروقها يكون نور وبغروبها يكون ظالم وهذا ناشئ عن دوران األرض والشمس‪ .‬وروحيا فصل هللا‬ ‫بين المالئكة الذين إختاروا النور والشيطان الذى إختار الظلمة‪ ،‬وصار سلطان الظلمة (لو‪ )53 : 22‬وطرد‬

‫الشيطان من السماء وبقى المالئكة ‪.‬‬

‫وهللا كانت أول أعماله خلقة النور لنرى نحن أعماله فنسبحه كما تسبحه مالئكته‪ .‬والنور هو بكر خالئق هللا‪.‬‬

‫والمسيح البكر كان هو نور العالم‪ .‬والعكس هو الشيطان سلطان الظلمة الذى أعماله تكون ليالً حيث يسرق‬

‫وينهب أما هللا فأعماله فى النور فكلها حب وعطاء وكلها حسن وجميل‪.‬‬

‫ال للاُ ‪:‬‬ ‫َوقَ َ‬ ‫المسيح هو كلمة هللا وقوته ويده‪ ،‬به صنع كل شئ (مز ‪ )1:33‬وكلمة قال هنا ال تعنى أن هللا تكلم ليسمعه أحد‬

‫بل هو أراد فنفذ كلمته (األقنوم الثانى) إرادته‪ .‬فالمسيح كلمة هللا به كان النور فهو النور الحقيقى‪ .‬راجع كو‪:1‬‬

‫‪11،1:‬‬

‫‪140‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫ُّ‬ ‫ور أ ََّن ُه َح َس ٌن ‪:‬‬ ‫َو َأرَى للاُ الن َ‬ ‫لم يقل هذا عن الظلمة‪ .‬فاهلل لم يخلق ظلمة‪ ،‬بل أن الظلمة ناشئة عن غياب النور‪ ،‬هي حرمان من النور‪ ،‬بل‬ ‫بظهور النور إنفضحت الظلمة وعرفت‪ .‬لكن الظلمة جعلها هللا نتيجة لدوران األرض‪ ،‬واإلنسان المتعب من‬

‫العمل نها اًر يحتاج إلى الليل لينام ويعطى جسده راحة ‪ .‬أما فى األبدية فال تعب وال حاجة للظلمة أبداً‪ .‬وكون أن‬ ‫هللا يجد الشئ حسن فهذا ليس راجعاً فقط لشكله وجماله بل ألنه كامالً ونافعاً ومناسباً‪ .‬وكان أن هللا خلق كل‬ ‫شئ حسن ولكن اإلنسان بفساده أفسد إستخدام الخليقة الصالحة‪ .‬وبعد أن جاء المسيح ليجدد طبيعتنا الساقطة‬

‫وكأنه يخلقها من جديد ال نعود نرى في العالم شيئاً شري اًر‪.‬‬

‫ُّ‬ ‫اها لَ ْيالً ‪:‬‬ ‫ور َن َه ًارا‪َ ،‬والظُّ ْل َم ُة َد َع َ‬ ‫َوَد َعا للاُ الن َ‬ ‫هنا هللا يعلم اإلنسان أن يدعو األشياء بأسمائها ويميزها حتي ال يسقطوا تحت الويل النبوى " ويل للقائلين للشر‬

‫خي اًر وللخير ش اًر الجاعلين الظالم نو اًر والنور ظالماً إش ‪ "21:4‬فاهلل فصل بين النور والظلمة لكى نقبل النور‬ ‫كأبناء للنور ونرفض الظلمة فال نسقط تحت ليل الجهالة المهلك‪ .‬وفصل النور عن الظلمة يشير لفصل المالئكة‬ ‫عن الشياطين بعد سقوطهم فصاروا ظلمة‪ ،‬وفصل القديسين فى السماء وهم فى أحضان إبراهيم عن األشرار في‬

‫الجحيم مثل الغنى وبينهما هوة عظيمة ‪.‬‬

‫وكان أول أعمال هللا هو النور ورأت المالئكة فمجدته أي ‪ .::31‬وهكذا فى بداية الخليقة الجديدة حينما قام‬

‫المسيح من القبر المقدس إنطلق منه نور مازال ينطلق حتي اليوم فى بعض األوقات ألن الرب أشرق علينا بنوره‬

‫االلهي‪ .‬وهكذا فى المعمودية ننعم بالنور اإللهى‪ ،‬نور قيامته عامالً فينا‪ ،‬كأول عمل إلهى فى حياتنا‪ .‬ولذلك‬ ‫نسمى المعمودية "سر اإلستنارة" فنوهب روح التمييز بين النور والظلمة "أف ‪"1:4‬‬

‫‪6‬‬ ‫ال للاُ‪« :‬لِ َي ُك ْن َجلَ ٌد‬ ‫اآليات (‪َ " -:)7-6‬وقَ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ت ا ْلجلَِد وا ْل ِمي ِ‬ ‫اه‬ ‫ص َل َب ْي َن ا ْلم َياه الَّتي تَ ْح َ َ َ َ‬ ‫َوفَ َ‬ ‫اح َي ْو ًما ثَ ِان ًيا‪".‬‬ ‫َو َك َ‬ ‫ص َب ٌ‬ ‫ان َ‬

‫اه و ِمي ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه»‪0 .‬فَ َع ِم َل للاُ ا ْل َجلَ َد‪،‬‬ ‫في َو َسط ا ْلم َياه‪َ .‬وْل َي ُك ْن فَاصالً َب ْي َن م َي َ َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْلجلَِد‪ .‬و َك َ ِ‬ ‫اء‬ ‫اء‪َ .‬و َك َ‬ ‫ان َم َس ٌ‬ ‫ان َكذل َك‪َ .‬وَد َعا للاُ ا ْل َجلَ َد َس َم ً‬ ‫الَّتي فَ ْو َ َ َ‬

‫اليوم الثانى‬ ‫ا ْل َجلَ َد ‪:‬‬

‫الكلمة العبرية هى "رقيع" وتعنى أى شئ مبسوط وممتد (أش‬ ‫‪.)22:51‬‬

‫وتشير الكلمة لغطاء ممتد أو خيمة مبسوطة‪ .‬والكلمة الالتينية‬

‫‪141‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫‪Firmamentum‬‬

‫واإلنجليزية‪Firmament‬‬

‫‪Firm‬أى ثابت ومتين)‪.‬‬

‫وتعنى دعامة أو أساس ثابت (ربما من نفس مصدر كلمة‬

‫والقديس باسيليوس فسر كلمة جلد بأن الهواء هو جسم له صالبة (أى كثافة وشدة) فيستطيع أن يحمل السحاب‬

‫فوقه‪ .‬إذن الجلد هو الجو المحيط باألرض‪ .‬ونرى هنا أن موسى لم يأخذ بالرأى القديم أن الهواء هو فراغ وعدم‬

‫فموسى ال يردد ما يسمعه من الناس بل من الروح القدس‪ .‬والجلد إذن هو سماء الطيور‪ ،‬وليس سماء الكواكب‪.‬‬

‫وطريقة تح قيق ذلك كانت بأن األرض كانت فى غليان مستمر وبخار فكانت محاطة بغالف بخارى كثيف‪ .‬وفى‬

‫الفترة بين اليوم األول والثانى أى الحقبة األولى والثانية أخذت درجة الح اررة تهبط‪ ،‬وبالتالى هدأ البخار وبدأ الجو‬

‫يصير صحواً‪ .‬أما تسمية الجلد سماء فذلك من قبيل إطالق الكلمة على ما هو سام ومرتفع‪.‬‬ ‫كيف تكون الجلد‬ ‫كان جو األرض مدفوناً تحت سطحها‪ .‬وتشمل خاماته األولية والمواد الطيارة الحبيسة في البلورات أو الداخلة في‬

‫تركيب الجزيئات الثقيلة في األيام األولي لتكوينها… وكل هذه الخامات تحررت من البراكين مع الرماد والحمم‬

‫وتحررت من الينابيع والنافورات مع مائها وأمالحها وغازاتها… وهكذا تكون جو األرض بعد أن هدأت الغيوم‬

‫وخرجت الغازات‪.‬‬

‫المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد ‪:‬‬ ‫هنا قدم المياه التي تحت ألنها األصل والمنشأ لما فوق وهذا الجلد يفصل ما بين المياه التي من فوق أي‬

‫السحب‪ ،‬والمياه التي من أسفل أى البحار وقد حمل هذا مفهوماً روحياً‪ .‬فحينما يستنير اإلنسان (بعمل نور‬

‫المعمودية – اليوم األول) عليه أن يحمل داخله الجلد الذى يفصل بين مياه ومياه فيتقبل مياه الروح القدس‬ ‫العلوية واهبة الحياة (يو ‪ )15:5‬ويسمو فوق المياه التي هي أسفل‪ ،‬مياه البحر المالحة التى من يشرب منها‬

‫يعطش أكثر‪ .‬واذ يرتبط المؤمن بالمياه العليا التي هي فوق في السماوات يصير سماوياً‪ ،‬ويطلب األمور المرتفعة‬ ‫العلوية‪ ،‬فال يكون له فكر أرضى بل سماوى (كو‪ )1:3‬ونالحظ أنه لم يقل هنا أنه حسن‪ .‬ولعل هذا راجع أن‬ ‫السماء لم تكن قد إكتملت زينتها بالكواكب والنجوم أو ألن عمل اليوم الثاني والثالث كان متصل حيث إجتمعت‬

‫المياه معاً في اليوم الثالث ولما تم العمل قال إنه حسن فى اليوم الثالث‪ .‬وهناك رأى يقول أن اليهود كانوا‬

‫ينظرون إلى الهواء كمسكن للشياطين حين طردهم هللا من السماء‪ .‬وأكد بولس الرسول هذا المعنى وأطلق على‬

‫الشيطان رئيس سلطان الهواء (أف‪ )2:2‬فهو يثير الهواء‪ ،‬والهواء بدوره يثير البحر (والبحر يرمز للعالم) وهكذا‬

‫أثار الشيطان الجميع على السيد المسيح فصلبوه‪ .‬وراجع (مت‪ . )24 : 14‬و بهذا المفهوم لم يقل هنا أنه حسن‬

‫فالجلد مسكن الشيطان‪ .‬لذلك فحين علق المسيح على الصليب حاربهم فى عرينهم‪ .‬ولذلك قال بولس الرسول "‬

‫سنخطف جميعاً معهم في السحب لمالقاة الرب في الهواء ‪1‬تس ‪ "1::5‬فإن كانت الشياطين تقطن الهواء‪،‬‬ ‫فالرب قد غلبهم في عرينهم وسيحملنا في ذات الموضع كأبناء الميراث عوضاً أن كنا أبناء المعصية‪ .‬والهواء‬

‫‪142‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫يشير لخروج النفس من الجسد خالل الموت لتنطلق في الهواء‪ .‬وبعد أن كانت النفس قبل المسيح تنطلق من‬

‫الجسد فتجد الشياطين تحاصرها فى الهواء‪ ،‬أصبحت تقابل الرب في الهواء‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ان و ِ ٍ‬ ‫ت َّ ِ‬ ‫ان َكذلِ َك‪.‬‬ ‫ال للاُ‪« :‬لِتَ ْجتَ ِم ِع ا ْل ِم َياهُ تَ ْح َ‬ ‫احد‪َ ،‬وْلتَ ْظ َه ِر ا ْل َيا ِب َس ُة»‪َ .‬و َك َ‬ ‫الس َماء ِإلَى َم َك ٍ َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)13-2‬وقَ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ضا‪ ،‬وم ْجتَمع ا ْل ِمي ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ض‬ ‫اه َد َعاهُ ِب َح ًا‬ ‫ال للاُ‪« :‬لِتُْن ِبت األ َْر ُ‬ ‫َوَد َعا للاُ ا ْل َيا ِب َس َة أ َْر ً َ ُ َ َ َ‬ ‫ار‪َ .‬و َأرَى للاُ ذل َك أَن ُه َح َس ٌن‪َ .‬وقَ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ع ْشبا وب ْقالً يب ِزر ِب ْزرا‪ ،‬و َشج ار َذا ثَم ٍر يعمل ثَم ار َك ِج ْن ِس ِه‪ِ ،‬ب ْزره ِف ِ‬ ‫يه َعلَى األ َْر ِ‬ ‫َخ َر َج ِت‬ ‫ان َكذلِ َك‪ .‬فَأ ْ‬ ‫ض»‪َ .‬و َك َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ًَ‬ ‫ُ ً َ َ ُْ ُ ً َ َ ً‬ ‫‪13‬‬ ‫ض ع ْشبا وب ْقالً يب ِزر ِب ْز ار َك ِج ْن ِس ِه‪ ،‬و َشج ار يعمل ثَم ار ِب ْزره ِف ِ‬ ‫ان‬ ‫يه َك ِج ْن ِس ِه‪َ .‬و َأرَى للاُ ذلِ َك أ ََّن ُه َح َس ٌن‪َ .‬و َك َ‬ ‫َ َ ً َ ْ َ ُ ًَ ُ​ُ‬ ‫األ َْر ُ ُ ً َ َ ُ ْ ُ ً‬ ‫اح َي ْو ًما ثَالِثًا‪".‬‬ ‫اء َو َك َ‬ ‫ص َب ٌ‬ ‫ان َ‬ ‫َم َس ٌ‬

‫اليوم الثالث‬

‫‪2‬‬ ‫ان و ِ ٍ‬ ‫ت َّ ِ‬ ‫ان َكذلِ َك‪" .‬‬ ‫ال للاُ‪« :‬لِتَ ْجتَ ِم ِع ا ْل ِم َياهُ تَ ْح َ‬ ‫احد‪َ ،‬وْلتَ ْظ َه ِر ا ْل َيا ِب َس ُة»‪َ .‬و َك َ‬ ‫الس َماء ِإلَى َم َك ٍ َ‬ ‫آية (‪َ " -:)2‬وقَ َ‬ ‫حين بردت األرض ظهرت القشرة األرضية وحين بردت أكثر أدى هذا إلي تقلص القشرة األرضية وتشققها‬

‫فنشأت المجارى العميقة ومنها المحيطات والبحار واألنهار وكل مجتمع البحار متصل بعضه ببعض‪ ،‬أما البحار‬

‫المعزولة اآلن فجاءت نتيجة عوامل طبيعية مختلفة‪ .‬ونالحظ أن ¾ مساحة األرض عبارة عن مياه لتكون كمية‬

‫البخر كافية لتكوين سحاب كافى ليروى األرض ويرطب جوها‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض ع ْشبا وب ْقالً يب ِزر ِب ْزرا‪ ،‬و َشج ار َذا ثَم ٍر يعمل ثَم ار َك ِج ْن ِس ِه‪ِ ،‬ب ْزره ِف ِ‬ ‫يه‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ًَ‬ ‫ال للاُ‪« :‬لتُْن ِبت األ َْر ُ ُ ً َ َ ُ ْ ُ ً َ َ ً‬ ‫آية (‪َ " -:)11‬وقَ َ‬ ‫َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ان َكذلِ َك‪".‬‬ ‫ض»‪َ .‬و َك َ‬

‫نجد هنا خلقة النبات ولم يخلق هللا النبات إال بعد أن خلق مستلزمات نموه من أرض وح اررة معقولة وأنوار‪.‬‬ ‫وخلقة النباتات الزمة فى هذه الحقبة قبل خلقة الحيوان واإلنسان‪ ،‬فجو األرض اآلن مشبع بغازات كربونية‬

‫والنبات يمتص هذه الغازات ويخرج بدالً منها أكسوجين فيتنقى جو األرض‪ .‬وحين يخلق هللا الحيوان يجد النبات‬

‫غذاء له‪ ،‬ويجد أيضاً الجو نقى فيستطيع الحياة‪.‬‬

‫وموسى قد رتب بالوحى اإللهى ترتيب ظهور الحياة النباتية (عشب فبقل فشجر) والعشب مثل الطحالب‬

‫والحشائش القصيرة والبقل يشمل نباتات الحبوب (قمح‪ /‬ذرة‪ /‬فول……) والنباتات حتى تنمو فى اليوم الثالث قبل‬ ‫شمس اليوم الرابع فلهذا إحتماالت‪:‬‬ ‫‪ .1‬هللا قادر أن ينبت النبات دون شمس فهو خالق الكل‪.‬‬

‫‪143‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫‪ .2‬ربما استفادت النباتات من ح اررة األرض الذاتية ومن األنوار السديمية أو من الشمس ذاتها قبل أن تأخذ‬ ‫صورتها الحالية أو دورتها الحالية بينها وبين األرض‪.‬‬

‫‪ .3‬ان يكون هللا إكتفى بالحشائش لتنقية الجو وأعطى لألرض إمكانية اإلنبات فى هذا اليوم ثم أنبتت األرض‬

‫البقول واألشجار في أيام الحقة‪ .‬ونجد في (تك‪ )1:2‬أن الرب االله غرس جنة ليسكن فيها آدم فربما تكون‬ ‫فى هذه المرحلة أن النباتات بدأت تأخذ شكلها المعروف‪ .‬وأما نباتات اليوم الثالث فكانت شئ خاص لتنقية‬

‫الجو‪ .‬كانت نباتات ليست مثل ما نعرفه اليوم ‪.‬‬

‫الترتيب الذى أعلنه موسى للخليقة وهو أعشاب‪ /‬بقل‪ /‬شجر‪ /‬حيوانات مائية‪ /‬طيور‪ /‬حيوانات أرضية‪ /‬إنسان‪،‬‬ ‫يتفق مع الترتيب الذى تضعه علوم الحياة الحديثة‪.‬‬

‫والحظ أن اليوم الثالث هو الذى ظهرت فيه األرض المثمرة بعد أن كانت مدفونة لمدة يومين تحت الماء‪ .‬واليوم‬

‫الثالث هو يوم قيامة المسيح‪.‬‬

‫واألرض تشير لإلنسان (خرج الزارع ليزرع… وبعض البذور وقعت على أرض صالحة فأعطت ثم اًر)‪ .‬وكون‬ ‫األرض غارقة تحت مياه البحر فهذا يشير لغرق اإلنسان وموته فى خطايا وشهوات العالم‪ .‬وتوبة اإلنسان تجعله‬

‫يقوم مع المسيح فيكون له ثمر‪ .‬فاألرض الصالحة طالما كانت مدفونة فال فائدة منها (األرض هنا تشير لحياتنا‬

‫أو لوزناتنا) (مت ‪ )24:24 + 1:13‬راجع تك ‪ .2::2:‬إذن فى إنبات األرض عالمة على قيامة الجسد‪ ،‬فكما‬

‫تخرج األرض حياة بأمر الرب‪ ،‬هكذا بأمره يرد الحياة لجسدنا المائت‪ .‬وهذا بأن نخرج من مياه المعمودية كخليقة‬

‫جديدة لنا حياة جديدة هى المسيح (رو‪ + 6‬فى‪ )21 : 1‬فنثمر بالروح القدس (غل‪. )23 ، 22 : 5‬‬ ‫ار واللَّي ِل‪ ،‬وتَ ُكون آلي ٍ‬ ‫اآليات (‪14 " -:)12- 14‬وقَال للا‪« :‬لِتَ ُك ْن أَ ْنوار ِفي جلَِد َّ ِ ِ ِ‬ ‫صل َب ْي َن َّ‬ ‫ات‬ ‫َ‬ ‫الن َه ِ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ٌَ‬ ‫الس َماء لتَ ْف َ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأَوقَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ض»‪ .‬و َك َ ِ‬ ‫ار ِفي جلَد َّ ِ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ات َوأ ََّي ٍام َو ِس ِن ٍ‬ ‫ورْي ِن‬ ‫ون أَ ْن َو ًا‬ ‫ين‪َ .‬وتَ ُك َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ير َعلَى األ َْر ِ َ‬ ‫ان َكذل َك‪ .‬فَ َعم َل للاُ الن َ‬ ‫الس َماء لتُن َ‬ ‫النجوم‪10 .‬وجعلَها للا ِفي جلَِد َّ ِ ِ ِ‬ ‫النور األ ْ ِ ِ َّ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫النور األَ ْك َبر لِ ُح ْكِم َّ‬ ‫ا ْل َع ِظيم ْي ِن‪ُّ :‬‬ ‫الن َه ِ‬ ‫ير‬ ‫َ‬ ‫َص َغ َر ل ُح ْكم الل ْيل‪َ ،‬و ُّ ُ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫الس َماء لتُن َ‬ ‫ار‪َ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ار َوالل ْيل‪َ ،‬ولِتَ ْفصل َب ْي َن ُّ‬ ‫ض‪َ ،‬ولِتَ ْح ُكم َعلَى َّ‬ ‫َعلَى األ َْر ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫الن َه ِ‬ ‫ان‬ ‫ور َوالظ ْل َمة‪َ .‬و َأرَى للاُ ذل َك أ ََّن ُه َح َس ٌن‪َ .‬و َك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اح َي ْو ًما َارِب ًعا‪".‬‬ ‫اء َو َك َ‬ ‫ص َب ٌ‬ ‫ان َ‬ ‫َم َس ٌ‬ ‫اليوم الرابع‬

‫ات وأَوقَ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫آية (‪14 " -:)14‬وقَال للا‪« :‬لِتَ ُك ْن أَ ْنوار ِفي جلَِد َّ ِ ِ ِ‬ ‫صل َب ْي َن َّ‬ ‫الن َه ِ‬ ‫ات َوأ ََّي ٍام‬ ‫ار َواللَّْي ِل‪َ ،‬وتَ ُك َ‬ ‫َ‬ ‫آلي َ ْ‬ ‫ون َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ٌَ‬ ‫الس َماء لتَ ْف َ‬ ‫َو ِس ِن ٍ‬ ‫ين‪".‬‬

‫أَ ْن َو ٌار ‪:‬‬ ‫هنا بالعبرية مأوروت وتعنى حوامل نور أو نيرات والمقصود بها الشمس والقمر والنجوم أما كلمة نور في‬ ‫ا إلصحاح األول فهى بالعبرية أور ومقصود بها مجرد إشعاع أو ضياء قد يكون سببه أنوار السدم أو أى مصدر‬ ‫كهرومغناطيسى أو كيميائى أو أنه نور الشمس السديم األم التى ستشكل الشمس فيما بعد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫اء‪:‬‬ ‫َجلَد َّ َ‬

‫‪144‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫هذا غير جلد األرض (أية ‪ )1‬الذى يفصل بين مياه ومياه‪ .‬فجلد السماء هو الذى يحمل الكواكب‪.‬‬

‫حتى اليوم الرابع كان نور الشمس أو الشمس ذاتها فى حالة هيولية ولم تأخذ الشمس صورتها بعد‪ .‬وكان هذا‬

‫اليوم هو يوم ترتيب العالم الشمسى وفيه توالى الليل والنهار‪ ،‬كما هو معروف إلى يومنا هذا‪ .‬وأخذ الفلك شكله‬

‫المعروف‪ .‬وهل يمكن أن ننسب حفظ الكواكب في مداراتها بهذا اإلعجاز للصدفة!! حقا فالسموات تحدث بمجد‬

‫هللا‪ .‬وهناك تأمل روحى فإن الشمس تشير للمسيح‪ ،‬شمس البر الذى قدمه اآلب لنا ليحول ظلمتنا إلى نور‪.‬‬ ‫والقمر يشير للكنيسة التى ال تضئ من نفسها بل ينير عليها المسيح فتضئ والكواكب هم القديسون سواء علي‬

‫األرض أو فى السماء كل له موضعه في الفلك ويضئ‪.‬‬ ‫وتَ ُكون آلي ٍ‬ ‫ات ‪:‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫فالشمس لها موعدها تشرق فيه كل صباح وهى تشرق وتغرب بحسب قانون معروف وحين يكسر هذا القانون‬ ‫فيكون بطريقة معجزية أو آية وهذا حدث ‪ 3‬مرات‪:‬‬

‫‪ .1‬يوم صلب المسيح حدثت ظلمة علي األرض ولم يكن وقت كسوف‪.‬‬ ‫‪ .2‬بصالة يشوع توقفت الشمس ليكمل حربه ضد عدوه يش ‪.12:11‬‬

‫‪ .3‬رجوع الظل على المزولة كعالمة لتأكيد شفاء حزقيا الملك ‪ 2‬مل ‪.11:21‬‬ ‫وأَوقَ ٍ‬ ‫ات‪:‬‬ ‫َْ‬

‫الكلمة فى العبرية تشمل األعياد والمناسبات التى أمر هللا بها إش ‪ 13:11‬وقد حدد الناس مواسم الزراعة وهجرة‬

‫الطيور بحسب الوقت الذى يحدده مكان الشمس وفصول السنة ومواسمها (ربيع‪ /‬شتاء…) كل هذا راجع‬

‫للشمس‪.‬‬ ‫َوأ ََّي ٍام َو ِس ِن ٍ‬ ‫ين ‪:‬‬ ‫هناك تقويم شمسى وتقويم مبنى على دورة القمر وتقويم مبنى على الكواكب (الشعرى اليمانية) وهم بالترتيب‬ ‫السنة الميالدية ثم السنة العربية ثم السنة القبطية‪.‬‬ ‫‪ِ 16‬‬ ‫النور األ ْ ِ ِ َّ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫النور األَ ْك َبر لِ ُح ْكِم َّ‬ ‫النورْي ِن ا ْل َع ِظيم ْي ِن‪ُّ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫الن َه ِ‬ ‫وم‪".‬‬ ‫ار‪َ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫آية (‪ "-:)16‬فَ َعم َل للاُ َ‬ ‫َ‬ ‫َص َغ َر ل ُح ْكم الل ْيل‪َ ،‬والن ُج َ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫يم ْي ِن ‪:‬‬ ‫الن َ‬ ‫ورْي ِن ا ْل َعظ َ‬ ‫أى الشمس تنير صباحاً والقمر ينير ليالً‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫ٍ‬ ‫ق األ َْر ِ‬ ‫ات َن ْف ٍ‬ ‫ال للاُ‪« :‬لِتَ ِف ِ‬ ‫ض َعلَى َو ْج ِه‬ ‫س َح َّي ٍة‪َ ،‬وْل َي ِط ْر طَ ْيٌر فَ ْو َ‬ ‫ض ا ْل ِم َياهُ َزحَّافَات َذ َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)23-23‬وقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫اء»‪21 .‬فَ َخلَق للا التََّن ِانين ا ْل ِعظَام‪ ،‬و ُك َّل َذو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج َن ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ات األَ ْنفُ ِ‬ ‫اس َها‪،‬‬ ‫حي ِة الد َّ‬ ‫س ا ْل َّ‬ ‫َ‬ ‫اض ْت ِب َها ا ْل ِم َياهُ َكأ ْ‬ ‫َّب َاب ِة ا ْلتى فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َجلَد َّ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِائ ٍر ِذي ج َن ٍ ِ ِ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫إلي ا ْل ِم َياهَ ِفي‬ ‫َو ُك َّل َ‬ ‫َ‬ ‫اح َكج ْنسه‪َ .‬و َأرَى للاُ ذل َك أَنَّ ُه َح َس ٌن‪َ .‬وَب َارَك َها للاُ قَائالً‪« :‬أَثْم ِري َوا ْكثُ ِري َو ْ‬ ‫‪23‬‬ ‫ان صباح يوما َخ ِ‬ ‫ار‪َ .‬وْل َي ْكثُ ِر الطَّ ْي ُر َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ا ْل ِب َح ِ‬ ‫ام ًسا‪".‬‬ ‫ض»‪َ .‬و َك َ‬ ‫ان َم َس ٌ‬ ‫اء َو َك َ َ َ ٌ َ ْ ً‬

‫‪145‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫اليوم الخامس‬

‫‪23‬‬ ‫ٍ‬ ‫ق األ َْر ِ‬ ‫ات َن ْف ٍ‬ ‫ال للاُ‪« :‬لِتَ ِف ِ‬ ‫ض َعلَى َو ْج ِه َجلَِد‬ ‫س َح َّي ٍة‪َ ،‬وْل َي ِط ْر َ‬ ‫ط ْيٌر فَ ْو َ‬ ‫ض ا ْل ِم َياهُ َزحَّافَات َذ َ‬ ‫آية (‪َ " -:)23‬وقَ َ‬ ‫السم ِ‬ ‫اء»‪".‬‬ ‫َّ َ‬ ‫لِتَ ِف ِ‬ ‫ض ا ْل ِم َياهُ ‪:‬‬ ‫كل سمكة تضع آالف من البيض فيفيض الماء سمك‪ .‬وهناك كائنات مجهرية منها أالف مؤلفة في نقطة ماء‬

‫واحدة‪ .‬وكما خرج من الماء أحياء مائية هكذا تلد مياه المعمودية كائنات حية حسب النعمة‪ .‬وأخذت السمكة رم اًز‬ ‫للمسيحية فكلمة سمكة بالقبطية "إخثيس" خمسة حروف كل حرف منها يبدأ كلمة من الجملة "يسوع المسيح إبن‬

‫هللا مخلصنا" وألن السمك يعيش فى الماء وال يموت هكذا فالمسيحى يحيا فى العالم وال يموت روحياً‪.‬‬ ‫َزحَّافَ ٍ‬ ‫ات ‪:‬‬ ‫ترجمت في اإلنجليزية حيتان ولكن أصل الكلمة العبرى يشير لكل األسماك الضخمة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫آية (‪21 " -:)21‬فَ َخلَق للا التََّن ِانين ا ْل ِعظَام‪ ،‬و ُك َّل َذو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات األَ ْنفُ ِ‬ ‫حي ِة الد َّ‬ ‫س ا ْل َّ‬ ‫َ‬ ‫َّب َاب ِة ا ْلتى فَ َ‬ ‫اض ْت ِب َها ا ْلم َياهُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َج َن ِ‬ ‫اح َك ِج ْن ِس ِه‪َ .‬و َأرَى للاُ ذلِ َك أ ََّن ُه َح َس ٌن‪.‬‬ ‫ط ِائ ٍر ِذي َج َن ٍ‬ ‫اس َها‪َ ،‬و ُك َّل َ‬ ‫َكأ ْ‬ ‫َج َن ِ‬ ‫اس َها‪:‬‬ ‫َكأ ْ‬ ‫كل حيوان وكل طير بل كل نبات يخرج ويلد كجنسه وال برهان على نشوء جنس جديد من يوم خلق هللا هذه‬ ‫األجناس كلها‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار‪َ .‬وْل َي ْكثُ ِر الطَّ ْي ُر َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫إلي ا ْل ِم َياهَ ِفي ا ْل ِب َح ِ‬ ‫ض»‪".‬‬ ‫آية (‪َ " -:)22‬وَب َارَك َها للاُ قَائالً‪« :‬أَثْم ِري َوا ْكثُِري َو ْ‬ ‫َوَب َارَك َها ‪:‬‬ ‫أى أعطاها هللا قوة للتوالد واإلثمار‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫س ح َّي ٍة َك ِج ْن ِسها‪ :‬به ِائم‪ ،‬ود َّباب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وش‬ ‫ات‪َ ،‬وُو ُح َ‬ ‫ال للاُ‪« :‬لِتُ ْخ ِر ِج األَ ْر ُ‬ ‫ض َذ َوات أَ ْنفُ ٍ َ‬ ‫َ َ​َ َ َ​َ َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)31-24‬وقَ َ‬ ‫‪25‬‬ ‫اسها‪ ،‬وج ِميع د َّباب ِ‬ ‫اسها‪ ،‬وا ْلبه ِائم َكأ ْ ِ‬ ‫ض َكأ ْ ِ‬ ‫َج َن ِ‬ ‫وش األ َْر ِ‬ ‫أ َْر ٍ‬ ‫ات‬ ‫ان َكذلِ َك‪ .‬فَ َع ِم َل للاُ ُو ُح َ‬ ‫اس َها»‪َ .‬و َك َ‬ ‫ض َكأ ْ‬ ‫َج َن َ َ َ َ َ َ‬ ‫َج َن َ َ َ َ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ض َكأ ْ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ال للاُ‪َ « :‬ن ْع َم ُل ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ون‬ ‫ورِت َنا َك َش َب ِه َنا‪ ،‬فَ َيتَ َسلَّطُ َ‬ ‫اإل ْن َس َ‬ ‫ان َعلَى ُ‬ ‫ص َ‬ ‫َج َناس َها‪َ .‬و َأرَى للاُ ذل َك أَن ُه َح َس ٌن‪َ .‬وقَ َ‬ ‫َّباب ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫اء َو َعلَى ا ْل َب َه ِائِم‪َ ،‬و َعلَى ُك ِل األ َْر ِ‬ ‫ب َعلَى‬ ‫ض‪َ ،‬و َعلَى َج ِم ِ‬ ‫ات الَِّتي تَِد ُّ‬ ‫َعلَى َس َم ِك ا ْل َب ْح ِر َو َعلَى َ‬ ‫يع الد َّ َ‬ ‫ط ْي ِر َّ َ‬ ‫‪27‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ان علَى صورِت ِه‪ .‬علَى ص ِ ِ‬ ‫ق للاُ ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ال‬ ‫ض»‪ .‬فَ َخلَ َ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َس َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ورة للا َخلَقَ ُه‪َ .‬ذ َك ًار َوأُْنثَى َخلَقَ ُه ْم‪َ .‬وَب َارَك ُه ُم للاُ َوقَ َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اء َو َعلَى ُك ِل‬ ‫ض‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ض ُع َ‬ ‫امألُوا األ َْر َ‬ ‫لَ ُه ْم‪« :‬أَثْم ُروا َوا ْكثُ​ُروا َو ْ‬ ‫وها‪َ ،‬وتَ َسلطُوا َعلَى َس َمك ا ْل َب ْح ِر َو َعلَى طَ ْي ِر َّ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫َعطَ ْيتُ ُك ْم ُك َّل َب ْقل ُي ْب ِزُر ِب ْزًار َعلَى َو ْج ِه ُك ِل األ َْر ِ‬ ‫ب َعلَى األ َْر ِ‬ ‫َح َي َو ٍ‬ ‫ض‪َ ،‬و ُك َّل َش َج ٍر‬ ‫ان َي ِد ُّ‬ ‫ال للاُ‪ِ« :‬إني قَ ْد أ ْ‬ ‫ض»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِف ِ‬ ‫اء َو ُك ِل َد َّب َاب ٍة َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ان األ َْر ِ‬ ‫اما‪َ 33 .‬ولِ ُك ِل َح َي َو ِ‬ ‫ض‬ ‫ض َو ُك ِل َ‬ ‫ون َ‬ ‫يه ثَ َم ُر َش َج ٍر ُي ْب ِزُر ِب ْزًار لَ ُك ْم َي ُك ُ‬ ‫ط ْي ِر َّ َ‬ ‫ط َع ً‬

‫‪146‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫ِ‬ ‫ان َكذلِ َك‪َ 31.‬و َأرَى للاُ ُك َّل َما َع ِملَ ُه فَِإ َذا ُه َو َح َس ٌن ِجدًّا‪.‬‬ ‫ت ُك َّل ُع ْش ٍب أ ْ‬ ‫َعطَ ْي ُ‬ ‫اما»‪َ .‬و َك َ‬ ‫َخ َ‬ ‫س َحيَّ ٌة‪ ،‬أ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫يها َن ْف ٌ‬ ‫ض َر طَ َع ً‬ ‫اح َي ْو ًما َس ِاد ًسا‪".‬‬ ‫اء َو َك َ‬ ‫َو َك َ‬ ‫ص َب ٌ‬ ‫ان َ‬ ‫ان َم َس ٌ‬

‫اليوم السادس‬

‫في اليوم الخامس كانت خلقة المخلوقات المائية والطيور التى تطير في الهواء‪ :‬جلد السماء‬

‫وفي اليوم السادس خلق هللا الحيوانات التى تعيش على األرض وخلق اإلنسان الذى يعيش على األرض وقد‬

‫خلقهم هللا بعد أن هيأ كل شئ إلمكانية حياتهم‪.‬‬ ‫َب َه ِائ َم ‪:‬‬ ‫الحيوانات المستأنسة التى يستخدمها اإلنسان‪.‬‬ ‫د َّباب ٍ‬ ‫ات ‪:‬‬ ‫َ َ‬ ‫التى تدب على األرض (حيات‪ /‬سحالى‪ /‬ديدان) أو ماله أرجل قصيرة كالفأر‪.‬‬

‫وش ‪:‬‬ ‫ُو ُح َ‬ ‫هى الوحوش المفترسة ويرى بعض القديسين أن هذه الوحوش لم تحمل روح الشراسة إال بعد سقوط اإلنسان‪.‬‬

‫فالديناصورات كانت من آكالت الحشائش‪ .‬فكما أخرجت األرض شوكاً وحسكاً هكذا إنعكست طبيعة العصيان‬ ‫على بعض الحيوانات فصارت شرسة ومفترسة‪ .‬وهذا تفسير ألن األرض صارت ملعونة بسبب آدم‪ .‬والعكس‬

‫فبركة برسوم العريان هدأت الثعبان‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ال للاُ‪َ « :‬ن ْع َم ُل ِ‬ ‫ون َعلَى َس َم ِك ا ْل َب ْح ِر َو َعلَى طَ ْي ِر‬ ‫ورِت َنا َك َش َب ِه َنا‪ ،‬فَ َيتَ َسلَّطُ َ‬ ‫اإل ْن َس َ‬ ‫ان َعلَى ُ‬ ‫ص َ‬ ‫آية (‪َ " -:)26‬وقَ َ‬ ‫َّباب ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ب َعلَى األ َْر ِ‬ ‫اء َو َعلَى ا ْل َب َه ِائِم‪َ ،‬و َعلَى ُك ِل األ َْر ِ‬ ‫ض»‪" .‬‬ ‫ض‪َ ،‬و َعلَى َج ِم ِ‬ ‫ات الَِّتي تَِد ُّ‬ ‫يع الد َّ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫أخي اًر توج هللا خليقته األرضية بخلق اإلنسان ولم يخلقه أول المخلوقات لسببين‪-:‬‬

‫‪ .1‬حتى ال يظن اإلنسان نفسه شريكاً هلل فى الخلق فيتضع أى ‪.5:31‬‬

‫‪ .2‬هللا خلقه بعد أن أعد له كل شئ ليعيش في جنة غرسها هللا له‪ .‬بعد خلق المسكن خلق الساكن‪ .‬وهللا لم‬ ‫يخلق اإلنسان كخليقة وسط مخلوقات بال حصر وانما نالحظ فرقين أساسيين‪:‬‬

‫‪َ )1‬ن ْع َم ُل ِ‬ ‫ان‪:‬‬ ‫اإل ْن َس َ‬

‫لم يقل هللا كالعادة ليكن إنسان فكان إنسان‪ .‬هذا التعبير المستخدم قد يشير للمشورة الثالوثية لخلقة اإلنسان أو‬ ‫يشير إلهتمام هللا العجيب باإلنسان الذى قال عنه "لذاتى مع بنى آدم" (أم ‪ )31:1‬وقد يشير أن اإلنسان خلق‬

‫على شكل ثالوث فهو كائن عاقل حى‪" .‬يلذ للثالوث القدوس أن يعمل معاً بسرور من أجل هذا الكائن المحبوب‬

‫عموماً فخلقة اإلنسان هى عمل الثالوث القدوس‪ .‬اآلب يريد واإلبن يخلق والروح يعطى حياة‪ .‬لذلك ففى الخلقة‬

‫الجديدة بالمعمودية ظهر الثالوث القدوس (عيد الظهور اإللهى) فاإلبن فى الماء والروح القدس على هيئة حمامة‬

‫واآلب يقول "هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت" إعالناً عن فرحة اآلب بعودة البشر إلى حضنه في إبنه‬

‫الوحيد بتقديس الروح القدس‪.‬‬

‫‪147‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫ورِت َنا َك َش َب ِه َنا ‪:‬‬ ‫‪َ )2‬علَى ُ‬ ‫ص َ‬

‫الحظ أن هللا لم يقل على صورنا فاهلل ثالوث فى واحد‪ .‬وهللا وضع صورته فينا عالمة ملكه لنا كما يضع الملك‬

‫صورته على العمالت النقدية‪ .‬واإلنسان هو أقرب خليقة هللا لصورة هللا مع اإلحتفاظ بالفارق الضخم بين هللا‬ ‫واإلنسان‪ .‬ونحن صورة هللا ليس بحسب الجسد لكن بحسب الروح‪ ،‬فالجسد مأخوذ من تراب األرض‪ ،‬أما الروح‬

‫فهى نسمة حياة نفخها هللا في أنف اإلنسان (تك‪ .): :2‬وألننا كبشر لسنا مثل هللا أضاف بقوله كشبهنا‪ .‬ولكن لم‬ ‫تقال هذه الكلمة عن المسيح فهو صورة هللا وهو بهاء مجده ورسم جوهره (عب ‪ .)3:1‬وهو الذى قال "من رآنى‬

‫فقد أرى اآلب" لذلك لم يقال أن المسيح يشبه هللا فهو هللا نفسه‪ .‬ونحن نشبه هللا في اآلتى‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلنسان له طبيعة ثالوثية مثل للا ‪ -:‬فاهلل كائن عاقل حى وهكذا اإلنسان مع الفارق ‪ .‬فاهلل أزلى واجب‬ ‫الوجود هو الخالق ‪ ،‬كائن بذاته‪ ،‬واإلنسان مخلوق أعطاه هللا حياة من محبته ولكن حياته معتمدة على‬ ‫هللا (هذا من ناحية الذات)‪ .‬وهللا بعقله خلق كل شئ واإلنسان بعقله بالكاد يفهم شئ مما خلقه هللا (هذا‬ ‫من ناحية العقل) وهللا بروحه يعطى حياة واإلنسان بروحه يحيا هو ولكن ال يعطى حياة بل روحه‬ ‫تنفصل عن جسده فيموت (هذا من ناحية الروح)‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلنسان يشبه للا في صفاته‪:‬‬

‫أ‪ .‬الحرية واإلختيار‪ :‬هللا وضع أمامه شجرة معرفة الخير والشر وشجرة الحياة وخيره بينهما‪ .‬ومعنى‬ ‫كشبهنا أن حرية هللا مطلقة بينما حرية اإلنسان محدودة‪.‬‬

‫ب‪ .‬القداسة‪ :‬راجع أف ‪ .25:5‬وكشبهنا تعنى أن هللا قدوس قداسة مطلقة بينما اإلنسان يسعى ليكون‬ ‫قديساً‪.‬‬

‫ج‪ .‬الحكمة والمنطق‪ :‬وهذا لم يوجد في أى خليقة أخرى‪ .‬وكشبهنا تعنى أن حكمة هللا ال نهائية بينما‬ ‫اإلنسان حكمته محدودة‪.‬‬

‫د‪ .‬سلطان‪ :‬فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء… تك ‪ 21:1‬لكن سلطان اإلنسان كان‬ ‫محدوداً (فليس له سلطان علي الكواكب مثالً…‪ ).‬فهو ليس إلهاً‪ .‬وهذا معنى كشبهنا‪.‬‬

‫ه‪ .‬المعرفة‪ :‬آدم أعطى أسماء للحيوانات (تك ‪ )11:2‬بعد أن أفهمه هللا صفاتها‪.‬‬

‫و‪ .‬المحبة‪ :‬محبة هللا ال نهائية لكن محبة اإلنسان مهما كانت فمحدودة‪ .‬وهذا معنى كشبهنا‪.‬‬

‫ز‪ .‬الخلود‪ :‬راجع رو ‪ 12:4‬فاهلل خلق اإلنسان ليحيا لألبد ليس ليموت وأما الموت فدخل كعقوبة‬ ‫مؤقتة‪ .‬ولكن هللا ازلي واالنسان له بداية بمولده‬

‫ح‪ .‬ال محدودية للا ‪ :‬هللا غير محدود‪ ،‬واإلنسان محدود‪ .‬لكن ألن اإلنسان على صورة هللا فلن يشبعه‬ ‫سوى هللا غير المحدود‪ ،‬أما العالم المحدود فلن يشبع أحد‪ ،‬وهذا ما جربه سليمان الملك وقال أن‬ ‫العالم باطل وفسرها بأنه قبض الريح أي مهما إمتلكت فأنت لم تمتلك شيئا (راجع سفر الجامعة)‪.‬‬

‫وهذا ما جربه سليمان ‪ ،‬فالمال زاد أيامه جدا فهو إغتنى جدا‪ ،‬لكنه رفع الضرائب على الشعب‬

‫وأتعب شعبه‪ ،‬وأكثر من نسائه ولم يشبع من زيادة هذا أو ذاك‪ .‬فاهلل وحده هو الذى يشبع اإلنسان‬ ‫‪148‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫(يرجى مراجعة مقدمة اإلصحاح السادس من إنجيل يوحنا لترى معنى الشبع الكامل)‪ .‬لن يشبع‬

‫اإلنسان سوى هللا‪ ،‬وهذا ما نتذوق عربونه هنا ويكمل فى السماء حيث نفهم تماما قول بولس‬

‫الرسول " لكى تمتلئوا إلى كل ملء هللا " (أف‪ . )19 : 3‬وهذه شبهوها بأن الدائرة ال يمألها أى‬ ‫شكل من األشكال سوى دائرة مثلها‪ .‬والدائرة ترمز لالنهائية فهى بال بداية وبال نهاية‪.‬‬

‫ط‪ .‬للا أزلى ‪ :‬فهل اإلنسان أزلى هو اآلخر ؟! قطعا اإلنسان ليس أزلياً ‪ ،‬ولكن لنسمع ما قيل فى‬ ‫(يو‪ " )1 : 13‬أما يسوع‪....‬إذ كان قد أحب خاصته الذين فى العالم أحبهم إلى المنتهى " فقول‬ ‫الكتاب أن يسوع كان قد أحب خاصته يجعلنا نتساءل منذ متى بدأ هذا الحب ؟ فلو قلنا أن هللا بدأت‬

‫محبته للبشر منذ أن خلقهم فنحن بهذا ننسب هلل أنه متغير إذ كان ال يحب أحدا ‪ ،‬ثم بدأ يحب‬

‫كنا فى‬ ‫اإلنسان بعد أن خلقه ‪....‬حاشا ‪ .‬إذاً‪ ..‬كان‪ ..‬هذه تشير لمحبة هللا األزلية لإلنسان ‪ .‬لقد ّ‬ ‫عقل هللا أزلياً ‪ ،‬ولما جاء ملء الزمان وبعد أن أَعد لنا هللا األرض لنمشى عليها‪ ،‬بل أعد لنا كل ما‬

‫نحتاجه للحياة بفرح ‪ ،‬خلقنا‪ .‬هللا أحبنا لذلك خلقنا ‪ ،‬ولم يخلقنا فأحبنا‪.‬‬

‫والحظ انه لم يقل على صورتنا ومثالنا‪ ،‬فنحن نعم على صورة هللا فى الصفات التي ذكرناها ولكن نحن نشبهه‪.‬‬ ‫فصفات هللا مطلقة‪ ،‬أما صفاتنا فنسبية فاهلل حر حرية مطلقة أما اإلنسان فله حرية داخل دائرة معينة ال يتعداها‬

‫ك العب الكرة الذي إذا أتته الكرة هو حر أن يعطيها ألي العب أخر‪ ،‬ولكن ليس ح اًر أن يضرب أي العب‬

‫مثالً‪ .‬وفي القداسة‪ ،‬فقداسة هللا مطلقة فهو المتسامي والمرتفع عن األرضيات والخطايا‪ ،‬أما اإلنسان فهو الساعي‬ ‫نحو القداسة‪ .‬ومن ناحية السلطان فسلطان هللا مطلق أما سلطان اإلنسان فمحدود‪.‬وهذا معنى كشبهنا‪.‬‬

‫فاإلنسان صار ممثل هلل يحمل صورته وهو كشبهه فصار له سلطان علي كل المخلوقات ‪ ،‬هو يحكم ويسيطر‬

‫بإسم هللا علي كل الخليقة‪ .‬ولكن بعد الخطية فقد اإلنسان هذه الصورة وهذا الشبه ففقد سلطانه علي‬

‫الحيوانات…‪ .‬وغيرها ولكن نسمع أن قديسين كان لهم هذا السلطان علي الحيوانات لما عادت لهم هذه الصورة‬ ‫(األنبا برسوم العريان)‪.‬‬

‫هللا خلق اإلنسان علي صورته ليقبل خالقه صديقاً له‪ ،‬يتجاوب معه ال علي مستوي المذلة والضعف وانما علي‬

‫مستوي الحرية والحب والصداقة‪ .‬وليكون وارثاً هلل مع المسيح وشريكا معه في المجد األبدي يجري وراءه ليضمه‬

‫إليه ال ليحطمه ‪ .‬وجود هللا ال يقوم علي اهدار حياة اإلنسان وكرامته‪ ،‬وانما نزل هللا إلينا لكي يرفعنا إليه‪ ،‬صار‬

‫إنساناً ليرفع اإلنسان إليه وليجعلنا شركاء الطبيعة اإللهية‪.‬‬

‫الذين هم علي صورة هللا اآلن لهم سلطان علي شهواتهم‪ .‬راجع غل ‪1 ،11:5‬يو ‪.2:3‬‬

‫‪20‬‬ ‫ان علَى صورِت ِه‪ .‬علَى صورِة ِ‬ ‫ق للاُ ِ‬ ‫للا َخلَقَ ُه‪َ .‬ذ َك ًار َوأُْنثَى َخلَقَ ُه ْم‪" .‬‬ ‫آية (‪ " -:)20‬فَ َخلَ َ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َس َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َذ َك ًار َوأُْنثَى َخلَقَ ُه ْم ‪:‬‬

‫حواء لم تكن قد خلقت حتي اآلن‪ .‬والحظ أنه لم يقل خلقهما‪ .‬وهذا بإعتبار ما سيكون فحواء كانت في آدم‬

‫واألوالد كانوا في آدم‪ .‬وهكذا الكنيسة في المسيح‪ .‬فكلمة خلقهم هنا تشير للجنس البشري كله‪ .‬وتشير لبركة سر‬ ‫‪149‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫الزواج وللوحدة التي خلق هللا العالم بها فالكل من واحد (آدم) وكان يجب ان تسود المحبة لكن الخطية دمرت‬

‫صورة الوحدة‪ .‬لهذا أتي المسيح ليعيد صورة الوحدة (يو ‪ .)21:1:‬والكنيسة واحد مع المسيح فهي جسده‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫َخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وها‪َ ،‬وتَ َسلَّطُوا َعلَى َس َم ِك ا ْل َب ْح ِر‬ ‫ض‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ض ُع َ‬ ‫امألُوا األ َْر َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬أَثْم ُروا َوا ْكثُ​ُروا َو ْ‬ ‫آية (‪َ "-:)27‬وَب َارَك ُه ُم للاُ َوقَ َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ب َعلَى األَ ْر ِ‬ ‫اء َو َعلَى ُك ِل َح َي َو ٍ‬ ‫ض»‪" .‬‬ ‫ان َي ِد ُّ‬ ‫َو َعلَى طَ ْي ِر َّ َ‬

‫َب َارَك ُه ُم ‪:‬‬ ‫هنا هي بركة روحية وبركة جسدية للزواج ليزيد عددهم ويمألوا األرض لذلك كل من يفكر في أن سقطة آدم هي‬

‫أنه عاشر زوجته حواء يكون خاطئاً فهل تخرج بركة من خطية‪ .‬وهللا قال لهم أثمروا قبل أن يسقطا‪ .‬إذاً عالقة‬

‫الزوج بزوجته عطية وليس خطية‪ .‬ولكن قبل السقوط كان اإلنجاب يتحقق ال كثمرة للشهوة ‪ ،‬وانما كجزء من مجد‬

‫الزواج الذي أسسه هللا‪ .‬لقد خلق هللا آدم وحواء لينجبا حتي لو لم يسقطا في العصيان‪ .‬ولكن الشهوة أتت كثمرة‬ ‫من ثمار الخطية والعصيان‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ض‪ ،‬و ُك َّل َشج ٍر ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه‬ ‫َع َ‬ ‫ال للاُ‪ِ« :‬إني قَ ْد أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ط ْيتُ ُك ْم ُك َّل َب ْقل ُي ْب ِزُر ِب ْزًار َعلَى َو ْجه ُك ِل األ َْر ِ َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)33-22‬وقَ َ‬ ‫اء و ُك ِل َد َّباب ٍة علَى األَر ِ ِ‬ ‫طي ِر َّ ِ‬ ‫ان األ َْر ِ‬ ‫اما‪َ 33 .‬ولِ ُك ِل َح َي َو ِ‬ ‫يها‬ ‫ون َ‬ ‫ثَ َم ُر َش َج ٍر ُي ْب ِزُر ِب ْزًار لَ ُك ْم َي ُك ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ض َو ُك ِل َ ْ‬ ‫ضف َ‬ ‫الس َم َ‬ ‫ْ‬ ‫ط َع ً‬ ‫ان َكذلِ َك‪".‬‬ ‫ت ُك َّل ُع ْش ٍب أ ْ‬ ‫َعطَ ْي ُ‬ ‫اما»‪َ .‬و َك َ‬ ‫َخ َ‬ ‫س َح َّي ٌة‪ ،‬أ ْ‬ ‫َن ْف ٌ‬ ‫ض َر طَ َع ً‬ ‫اإلنسان خلق كنباتي ال يأكل اللحوم‪ .‬وهللا أعطي له تصريح بأكل اللحوم بعد الطوفان‪ ،‬فاالنسان بخطيته فسدت‬

‫طبيعته وصارت وحشية ‪ ،‬وأنظر كيف كان الرومان يتسلون ويلهون بمنظر الدماء االنسانية والوحوش تفترس‬

‫البشر ‪ ،‬ولآلن فهناك من يأكل لحوم البشر‪ .‬وهذه الطبيعة الوحشية للبشر إنعكست علي بعض الحيوانات‪ .‬وحتي‬ ‫ال يفترس البشر بعضهم البعض سمح هللا بعد نوح بأكل اللحم الحيواني‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫اح َي ْو ًما َس ِاد ًسا‪" .‬‬ ‫اء َو َك َ‬ ‫آية (‪َ " -:)31‬و َأرَى للاُ ُك َّل َما َع ِملَ ُه فَِإ َذا ُه َو َح َس ٌن ِجدًّا‪َ .‬و َك َ‬ ‫ص َب ٌ‬ ‫ان َ‬ ‫ان َم َس ٌ‬

‫َح َس ٌن ِجدًّا ‪:‬‬ ‫فكل الخليفة قد تمت‪ ،‬ال بل اإلنسان موضع سرور هللا قد خلق‪.‬‬ ‫فخلق هللا اإلنسان علي صورته…‪ .‬وباركهم… إمألوا األرض وأخضعوها وتسلطوا‪...‬‬

‫اإلنسان كالعملة المطبوع عليها صورة ملك البالد‪ ،‬واإلنسان مطبوع عليه صورة هللا وهللا محبة‪ ،‬لذلك قال السيد‬

‫المسيح "أحبوا أعدائكم" فمن إمتأل قلبه محبة للكل حتي اعدائه يصير عملة قابلة للتداول في السماء (أي يدخل‬

‫الملكوت فيخلص)‪ ،‬ومن ال يعرف المحبة يصبح خارج الملكوت (عملة َبراني) ‪1‬يو ‪.11-::5+ 11-11:3‬‬ ‫ونحن نحيا في العالم لنجاهد في الصالة والصوم…الخ لنمتلئ من الروح القدس‪ ،‬ومن يمتلئ من الروح يمتلئ‬

‫محبة رو‪ + 4:4‬غل ‪ .22:4‬وفي النهاية من يغلب في جهاده ويمتلئ محبة يصبح عملة قابلة للتداول في‬ ‫السماء أي يخلص‪ .‬وقطعاً فمن يوجد فيه صورة الملك مطبوعة فهو ِمْل ْك هلل " أنا لحبيبي وحبيبي لي" ونحن‬ ‫‪150‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األول )‬

‫خلقنا علي صورة هللا لنصير قادرين علي الحب والصداقة مع هللا "لذاتي مع بني آدم"‪ .‬لقد صارت الخطية سبباً‬ ‫لفقدان اإلتصال مع هللا‪ ،‬فأرسل لنا هللا أنبياء هم أقرب الناس له وهم قادرين أن يوصلوا لإلنسان إرادة هللا ومحبة‬

‫هللا وصداقته لإلنسان‪ ،‬وهناك آية كانت تعبر عن إشتياق اإلنسان لتجسد المسيح‪ ،‬فيصير اإلتصال باهلل مباشرة‬

‫سهالً ولتدخل النفس في عالقة الحب هذه مع المسيح " ليتك كأخ لي الراضع ثدييي أمي (تجسد) فأجدك في‬

‫الخارج وأقبلك فال يخزونني (نش ‪ )1:1‬وفي عالقة الحب هذه لذة للنفس ولذة هلل‪.‬‬ ‫ومن هو علي صورة هللا يباركه هللا‪ :‬وباركهم‪ .‬والبركة هنا نوعان‪:‬‬ ‫ض‪:‬‬ ‫امألُوا األ َْر َ‬ ‫‪َ .1‬و ْ‬ ‫كثرة عددية وهذه للحيوان( آية ‪ ) 22‬ولإلنسان( آية ‪.)21‬‬

‫‪ .2‬تَ َسلَّطُوا (آية ‪.) 21 ،21‬‬ ‫وهذه لإلنسان فقط‪ .‬فالسلطان هو بركة خاصة لإلنسان فقط‪ .‬ولكن لمن؟ لمن هو علي صورة هللا‪.‬‬

‫لذلك نفهم ضمناً أن من يكون علي صورة هللا يكون له سلطان علي شهوته‪ ،‬وعلي الخطية عموماً‪ ،‬وكلما إبتعدنا‬ ‫عن صورة هللا نفقد هذه البركة‪ ...‬وأنت تسود عليها‬

‫تك ‪.::5‬‬

‫ولكن كيف نحصل علي صورة هللا؟‪:‬‬ ‫‪ .1‬بالمعمودية‬

‫بعمل الروح القدس الذي يجددنا يوما فيوم لنصير علي صورة هللا رو‪ + 15 ، 4 : 1‬غل‪ + 11:5‬كو‪11:3‬‬

‫‪151‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني )‬

‫اإلصحاح الثاني‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح األول نجد فيه صلة هللا بالكون عموماً‪ .‬أما في اإلصحاح الثاني فنجد فيه صلة هللا المحب باإلنسان‬ ‫بصفة خاصة‪ .‬هو إصحاح الروابط الحلوة‪:‬‬ ‫‪ .1‬نشأة اإلنسان وعالقته باهلل‪.‬‬

‫‪ .2‬راحة هللا هي في راحة اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ .3‬عالقة اإلنسان باألرض (هللا ينبت زرعاً في جنة ألجل اإلنسان)‪.‬‬

‫‪ .5‬اإلنسان يعمل بلذة وفرح في الجنة‪ .‬فاهلل خلق اإلنسان ليفرح ( َع ْد ْن = فرح) وهللا شريكاً لإلنسان في‬ ‫العمل فنجد أن هللا هو الذي غرس جنة ليحيا فيها آدم‪ ،‬وآدم يعمل لكي يحفظ هذه الجنة‪.‬‬ ‫‪ .4‬عالقة اإلنسان بالحيوان (آدم له سلطان علي كل شئ) = إعطاء األسماء‪.‬‬

‫‪ .1‬عالقة الزواج (هللا يؤسس سر الزيجة) هنا نجد عالقة المحبة التي تربط اإلنسان باإلنسان‪.‬‬ ‫‪ .:‬وراء كل هذا نجد هللا المحب الذي خلق كل هذه الخليقة من أجل اإلنسان‪.‬‬

‫‪ .1‬ولكن نجد هناك وصية آلدم حتي يكون له الحق ان يستمتع بكل هذا‪ ،‬ففي مقابل الحرية هناك وصية‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ض َو ُك ُّل ُج ْن ِد َها‪" .‬‬ ‫أية (‪ " -:)1‬فَأُ ْك ِملَ ِت َّ‬ ‫ات َواأل َْر ُ‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫أ ْك ِملَ ِت ‪ :‬المعني أن بعد اليوم السادس لم يعد هللا يخلق أجناساً جديدة‪ ،‬بل هو يخلق من نفس األجناس التي‬

‫سبق فخلقها وهو يحافظ علي خليقته وهذا معني " أبي يعمل حتي اآلن وأنا أعمل " (يو ‪ . )1::4‬فهو يحفظ‬

‫الخليقة حتي ال تهلك والكواكب في مداراتها‪.‬‬ ‫ُج ْن ِد َها‪ :‬الجند في العبراية صبا وجمعها صباؤوت ومعناها جمهور أو جيش عرمرم وهللا يسمي لذلك رب‬ ‫الصباؤوت أي رب الجنود‪ .‬والجنود تطلق علي المالئكة وعلي شعب هللا الذي علي األرض وعلي أفالك السماء‬ ‫وكواكبها (‪ 2‬أي ‪ + 11:11‬إش ‪ + 12:54‬مز ‪ )1:33‬فاألولي تشير لجيش المالئكة والثانية تشير ألجرام‬ ‫السماء وقوات األرض والثالثة تشير لكل المخلوقات‪ .‬ويكون المقصود من اآلية أن هللا خلق كل شئ حسب‬

‫جنسه ونظامه وترتيبه‪ .‬السموات غير المنظورة بمالئكتها والسموات المنظورة بنجومها واألرض وما عليها بكل‬

‫زينتها‪ .‬ولكن لماذا التسمية جنود؟! فالكواكب لنظامها البديع هي كجيش منظم وهي كثيرة جداً مثل الجيش لكن‬ ‫كل كوكب يعرف مكانه وهو تحت رياسة تضبطه وتضبط تحركاته‪ .‬فاهلل ضابط الكل والكنيسة سميت أنها مرهبة‬

‫كجيش بألوية (أش ‪.)5:1‬‬

‫‪2‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ ِ‬ ‫ابع ِم ْن َج ِمي ِع‬ ‫الس ِ‬ ‫اح ِفي ا ْل َي ْوِم َّ‬ ‫غ للاُ ِفي ا ْل َي ْوِم َّ‬ ‫األيات (‪َ " -:)3-2‬وفَ​َر َ‬ ‫استَ​َر َ‬ ‫ابع م ْن َع َمله الَّذي َعم َل‪ .‬فَ ْ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يع َع َملِ ِه الَِّذي َع ِم َل للاُ َخالِقًا‪".‬‬ ‫اح ِم ْن َج ِم ِ‬ ‫َع َملِ ِه الَِّذي َع ِم َل‪َ .‬وَب َار َك للاُ ا ْل َي ْوَم َّ‬ ‫استَ​َر َ‬ ‫الس َ‬ ‫َّس ُه‪ ،‬أل ََّن ُه فيه ْ‬ ‫ابع َوقَد َ‬

‫‪152‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني )‬

‫أكمل هللا خليقته في اليوم السادس ورأي ذلك أنه حسن جداً ‪ .‬والتطابق عجيب ففي اليوم السادس بل في الساعة‬ ‫السادسة أكمل هللا فداء البشرية قائال علي الصليب "قد أكمل" فبالصليب أعيدت خلقتنا من جديد وبالقيامة أخذنا‬

‫الحياة‪ .‬ومعني أن هللا يستريح في اليوم السابع أي هو يفرح ويسر باإلنسان موضع حبه وحينما سقط اإلنسان‬ ‫وفسدت طبيعته جدده هللا روحياً وفتح له باب السماء‪ ،‬في خالل اليوم السابع (الذي بدأ بعد سقوط آدم فى‬

‫الخطية ‪ ،‬وينتهي بمجئ المسيح الثاني ‪ ،‬فآدم سقط فى اليوم السادس وفى الساعة السادسة)‪ ،‬ففي خالل اليوم‬ ‫السابع (فى منتصف اليوم السابع) كان الفداء الذي به أنهي هللا أعماله كلها لإلنسان ‪ ،‬واستراح هللا ألنه قدم‬ ‫لإلنسان طريق السماء‪ .‬وراحة اإلنسان الحقيقية أنه يكتشف أنه ليس تراباً فقط فيكون كل إهتمامه للعالم‪ ،‬بل هو‬ ‫خليقة روحية ال يستريح سوي في هللا ومع هللا‪ ،‬بل هو يقضي فترة خاطفة علي األرض ويكمل بعد ذلك حياته‬

‫األبدية في السماء في حضن هللا‪ .‬وحتي يطبع هللا هذه المفاهيم في اإلنسان نري هللا يطلب من اإلنسان أن ال‬

‫َّس ُه = فكلمة قد َسه أى‬ ‫يعمل يوم السبت بل يخصصه هلل وللعبادة وهذا معنى قوله َوَب َار َك للاُ ا ْل َي ْوَم َّ‬ ‫الس َ‬ ‫ابع َوقَد َ‬ ‫صار مخصصا ومكرسا هلل ‪ ،‬ال عمل لنا فيه سوى اإلتصال باهلل وتسبيحه وخدمته ‪ .‬فاإلنسان كجسد البد أن‬ ‫يعمل وهذا هو ما طلبه هللا من آدم وترك له ستة أيام يعمل فيها ‪ .‬وحتى ال ينسى اإلنسان أنه ينتمى للسماء‬

‫وليس لألرض ‪ ،‬وألن اإلنسان كروح لن يرتاح وتكون له راحة إال في هللا ‪ ،‬طلب هللا من اإلنسان أن يقدس يوما‬ ‫هلل ‪ .‬وعالقتنا باهلل فى الصالة والتسبيح تجعلنا نشعر بأننا ننتمى للسماء وليس األرض ‪.‬‬

‫اح ‪:‬‬ ‫استَ​َر َ‬ ‫فَ ْ‬ ‫في العبرية ال تعني الكف عن العمل بل الراحة واإلستقرار والرضي ألن هللا ال يكل وال يعيا‪ .‬وراجع مز‬ ‫‪ + 31:115‬صف ‪ 1::3‬لتري ان هللا يفرح ويسر بأعماله‪ .‬وما يتعب هللا خطايانا إش ‪ .25:53‬واإلنسان كان‬ ‫سيظل في راحة لو لم يخطئ‪ .‬ولكن الخطية والموت الذي إستتبعها كانا شيئاً عاب اًر وبعده ستعود الراحة‪ .‬لذلك‬ ‫يعيش اإلنسان مدة حياته علي األرض يعمل ويشقي ويتعب (رمزياً مدة عمر اإلنسان ‪ 1‬أيام) وبعد الستة األيام‬

‫يذهب اإلنسان للفردوس حتي يرتاح‪ .‬وصارت راحة هللا في إتحادنا بالمسيح القائم‪ ،‬وراحة اإلنسان في المسيح‬ ‫القائم‪ ،‬لذلك إستبدلت الكنيسة يوم السبت بيوم األحد يوم القيامة‪ .‬وصار هذا اليوم هو راحة للجسد من التعب‬

‫واهتمامات العالم لترتاح الروح في عالقتها باهلل‪ .‬فراحة للا= راحة الذين يستريحون في هللا‪.‬‬

‫السماو ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫‪ِ ِ​ِ 4‬‬ ‫ب ِ‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫ات‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ين ُخلِقَ ْت‪َ ،‬ي ْوَم َع ِم َل َّ‬ ‫له األ َْر َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫ض ِح َ‬ ‫ض َو َّ َ َ‬ ‫أية (‪ " -:)4‬هذه َم َبادئُ َّ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه َم َب ِادئُ ‪:‬‬

‫بالعبرية جاءت الكلمة توليدوت وترجمت باإلنجليزية ‪ Generations‬وبالعربية مبادئ فعمليات الخلق الجديدة‬

‫تعتبر إنتاجاً لألجناس وتشبه بعمليات الوالدة‪.‬‬ ‫ب ِ‬ ‫له ‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫اإل ُ‬

‫ألن اإلصحاح األول كان يتكلم عن عالقة هللا بالعالم وأنه الخالق الجبار إستخدم لفظ إلوهيم= اإلله بمعني‬

‫صاحب القوة أو الكلي القدرة والقوة‪ .‬ولكن في هذا اإلصحاح الذي يكلمنا عن هللا المحب الذي هو كل شئ‬ ‫‪153‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني )‬

‫لإلنسان وصنع كل شئ ألجل اإلنسان الذي يحبه فنجد هنا الكتاب يحدثنا عن هللا بإسم يهوه إلوهيم أي الرب‬

‫اإلله وهذه أول مرة يستخدم الكتاب اللفظ يهوه‪ .‬واسم يهوه من الفعل العبري "هوا" أو "هيا" بمعني كان‪ ،‬إذاً يهوه‬

‫معناها الكائن‪ .‬وهللا عرف موسي المعني بقوله " أهية الذي أهية" ‪ :‬أكون الذي أكون والمعني أن هللا هو الواجب‬ ‫الوجود بذاته وال يعتمد علي أحد في وجوده هو أزلي وأبدي‪ ،‬هو الذي كان والكائن اآلن والي األبد‪ .‬ولماذا‬

‫إستخدم الكتاب هذا اإلسم في هذا اإلصحاح؟ ألن هللا يعلن لإلنسان الذي يحبه أنه هو له (أي لالنسان ) كل‬ ‫شئ‪ ،‬هو يعلن ذاته للمؤمنين به بالنعمة والمحبة وهو الذي فيه كل إحتياجات البشر ‪.‬‬

‫يهوه = ‪ = I am‬أنا أكون… أكون كل شئ ألحبائي لذلك نري إسم الرب يأتي هنا في إصحاح حب هللا آلدم‪.‬‬ ‫لفظ هللا يشير لسيادة هللا علي كل الخليقة ولكن لفظ يهوه (الرب) تشير لعالقة هللا بخاصته أي اإلنسان الذي‬

‫أحبه وخلق كل شئ ألجله ‪.‬‬

‫"هو حياتنا كلنا خالصنا كلنا رجاؤنا كلنا وقيامتنا كلنا" (أوشية اإلنجيل)‪.‬‬ ‫واليهود لم يكونوا يستعملون إسم يهوه لخوفهم من اإلسم ‪ ،‬فإستعملوا بدال منه لفظ أدوناي أي السيد أو الرب‬

‫وباإلنجليزية ‪ The Lord‬وباليونانية كيريوس هذا ونالحظ أن المسيح بعد أن أنهي خدمته الجهارية علي األرض‬ ‫صلب يوم الجمعة وقضي يوم السبت في القبر‪.‬‬

‫ويري األباء أن وصية حفظ السبت والتي تعني في العبرية "الراحة" إنما هي رمز للثبوت في المسيح بكونه راحة‬

‫اآلب‪ ،‬فيه يجد لذته من جهتنا‪ ،‬وراحتنا نحن‪ ،‬إذ فيه ندخل إلي حضن اآلب‪ .‬وكأن السيد المسيح نفسه هو سبتنا‬

‫الحقيقي‪ .‬هذا هو سر إهتمام هللا بحفظ وصية السبت وجعلها خطاً رئيسياً في خطة خالص شعبه‪ ،‬من يكسرها‬ ‫يكون قد نقض العهد اإللهي وحرم نفسه من عضويته في جسد المسيح أي الكنيسة‪.‬‬

‫ب ِ‬ ‫له ‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫اإل ُ‬ ‫نالحظ في اإلصحاح األول قول الكتاب في البدء خلق هللا …‬ ‫وفي اإلصحاح الثاني تتكرر كلمة الرب اإلله‪.‬‬

‫فاهلل بمعني سيد‪ ،‬هو سيد كل الخليقة وموجدها من العدم وهو يسود علي الكل‪ ،‬علي كل ما خلقه‪.‬‬ ‫وفي اإلصحاح الثاني‪ ،‬إصحاح صداقة هللا باإلنسان‪ ،‬الذي فيه لذته "لذاتي مع بني آدم (أم ‪ ")31:1‬يقدم هللا‬

‫نفسه بإسم الرب اإلله‪ ،‬فهو إله آدم أي خالقه وسيده‪ ،‬ولكنه أيضاً هو ربه‪ .‬فما معني كلمة رب هذه؟ هي في‬

‫أصلها يهوه (خر ‪ )14:3‬ولكن اليهود خوفاً من إسم يهوه‪ ،‬صاروا ال يستعملونه‪ ،‬بل إستخدموا بدالً منه كلمة‬ ‫الرب‪ ،‬وصاروا يستبدلون كل كلمة يهوه بكلمة الرب في الكتاب المقدس بدافع الخوف من هللا ومن إسمه يهوه‪.‬‬

‫(كما ال يذكر غالبية المصريين أسماء زوجاتهم ويقولون "الجماعة")‪.‬‬

‫فما معني كلمة يهوه؟ ‪ Iam‬أنا أكون… فهي من ناحية تعني أن هللا هو الكائن بذاته ولم يوجده أحد‪ .‬كان وكائن‬ ‫وسيكون لألبد‪ .‬ومن ناحية أخري فهو كل شئ لنا‪ ،‬لذلك يصلح أن يوضع مكان النقاط في أنا أكون… أي شئ‪،‬‬ ‫‪154‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني )‬

‫كما نقول في أوشية اإلنجيل "أنت حياتنا‪ ،‬خالصنا‪ ،‬رجاءنا… كلنا" ونالحظ في الكتاب أن كلمة هللا يستخدمها‬

‫الكتاب غالباً في حديثه عن عالقة هللا بالعالم ككل‪ ،‬أما كلمة الرب فتستخدم مع شعب هللا وخاصته‪.‬‬

‫أمثلة‪ :‬قارن تك ‪ ::11‬فوجد (هاجر) مالك الرب مع تك ‪ 1::21‬ونادي مالك هللا هاجر من السماء‪ ،‬فهو مالك‬ ‫الرب حين أمرها أن تعود إلبراهيم‪ ،‬وابراهيم هو شعب هللا‪ ،‬وهو مالك هللا حين أمرها أن ال ترجع‪ .‬وقارن تك‬ ‫‪ 13:1‬وقال هللا لنوح "نهاية كل بشر"‪ ...‬هنا هللا سيد الخليقة الذي يأمر بهالكها‪ .‬مع تك ‪ 1::‬وقال الرب لنوح‬

‫أدخل… هنا نوح هو خاصة الرب والذي يحميه الرب من الهالك‪ ،‬هو للرب والرب له‪.‬‬

‫ب ِ‬ ‫أية (‪ُ 5 " -:)5‬ك ُّل َش َج ِر ا ْل َب ِرَّي ِة لَ ْم َي ُك ْن َب ْع ُد ِفي األ َْر ِ‬ ‫له لَ ْم َي ُك ْن‬ ‫ض‪َ ،‬و ُك ُّل ُع ْش ِب ا ْل َب ِرَّي ِة لَ ْم َي ْن ُب ْت َب ْع ُد‪ ،‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫اإل َ‬ ‫ط َر َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫قَ ْد أ َْم َ‬ ‫ان لِ َي ْع َم َل األ َْر َ‬ ‫ان ِإ ْن َس ٌ‬ ‫ض‪َ ،‬والَ َك َ‬

‫هي تكرار لليوم الثالث وهي ال تعني أن هللا بدأ خلق النبات في هذا الوقت ألن اآلن كانت األرض قد إكتملت‪.‬‬

‫وهذه اآلية ذكرت هنا لتشير أن هللا خلق النبات ألجل آدم حبيبه ليكون له طعاماً‪ .‬وهو خلق النبات من أرض‬

‫كانت خربة وخالية‪ .‬هذه اآل ية مراجعة لليوم الثالث تتمشي مع فكرة األصحاح الثاني أن هللا أعد كل شئ‬

‫لإلنسان‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫ض َوَي ْس ِقي ُك َّل َو ْج ِه األ َْر ِ‬ ‫اب َي ْطلَعُ ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫أية (‪ " -:)6‬ثُ َّم َك َ‬ ‫ان َ‬ ‫ض َب ٌ‬ ‫هذه اآلية تشرح كيفية تكوين المطر فهو عطية هللا لإلنسان أيضا‪ .‬والمطر أصله ماء قد تبخر من األرض‬

‫فتكون الضباب (السحاب) وتكاثف في طبقات الجو العليا حتي يمطر راجع أي ‪.2::31‬‬

‫‪0‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫آدم تَُر ًابا ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫آد ُم َن ْف ًسا َح َّي ًة‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫أية (‪َ " -:)0‬و َج َب َل َّ‬ ‫ص َار َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫ض‪َ ،‬وَنفَ َخ في أَ ْنفه َن َس َم َة َح َياة‪ .‬فَ َ‬ ‫له َ َ‬ ‫آد َم ‪:‬‬ ‫َ‬

‫جسده من تراب األرض وكلمة آدم تعني أحمر وأصل الكلمة "أدمية" أي تراب أحمر‪ .‬ولكنه ليس تراب فقط بل‬

‫فيه روح‬ ‫َنفَ َخ ِفي أَ ْن ِف ِه َنسم َة حي ٍ‬ ‫اة ‪:‬‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫هذه هي الروح فآدم من تراب ليعرف حقيقة ضعفه بدون نعمة هللا‪ ،‬ومن نسمة هللا ليعرف قيمته أمام هللا‪ ،‬فيعطي‬ ‫لروحه الغلبة علي جسده وشهواته‪ .‬وكلمة نفخ أي أودع هللا في آدم خاصية الحياة فنسمة الحياة هذه هي الروح‬

‫أي ‪.1:32‬‬

‫تأمل‪ :‬في آية ‪ 4‬نري أن آدم كان البد ان يعمل حتي يكون هناك ثمر‪ .‬والبد أيضا من بذور وهذه قد خلقها هللا‬ ‫منذ اليوم الثالث والبد من مطر يسقطه هللا من السماء‪ .‬وآدم هو من تراب األرض فنجد آدم يشترك مع هللا في‬

‫العمل وهللا يشترك مع آدم في العمل حتي يكون هناك ثمر‪ .‬وروحياً وبالرجوع لمثل السيد المسيح "الزارع والزرع"‬

‫مت ‪ 23-2:13‬يكون المقصود باألرض في المثل هو اإلنسان (آدم من تراب)‪ .‬والبذرة هي كلمة هللا (البذور‬

‫‪155‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني )‬

‫خلقت في اليوم الثالث والمسيح قام في اليوم الثالث ‪ ،‬والبذرة التى زرعت فينا بالمعمودية هى حياة المسيح) ‪.‬‬

‫والمطر هو الروح القدس الذي يعطيه هللا من السماء لإلنسان ليجدد طبيعتنا ويظهر حياة يسوع فينا‪ .‬ولكن‬ ‫لنالحظ أهمية عمل اإلنسان بجانب نعمة هللا وهذا ما تشير له كنيستنا بتعبير الجهاد والنعمة‪.‬‬ ‫من هذه اآلية ومن تك‪ 26 : 1‬نرى عمل الثالوث القدوس ‪-:‬‬

‫وقال للا نعمل اإلنسان على صورتنا‪ = ...‬اآلب يريد أن يخلق‪.‬‬

‫جبل الرب اإلله ترابا من األرض = اإلبن ُي َك ِّون اإلنسان‪ .‬فبه كان كل شئ (يو‪)3 : 1‬‬ ‫= الروح القدس يعطى حياة للجسد‪.‬‬ ‫ونفخ فى أنفه نسمة حياة‬ ‫وبنفس األسلوب كانت الخليقة الثانية فى المسيح ‪.‬‬

‫للا يريد أن الجميع يخلصون‪....‬‬

‫= اآلب يريد خالصاً لكل البشر (‪1‬تى‪)4 : 2‬‬

‫اإلبن فى الماء يؤسس سر المعمودية = وبه نموت عن الخليقة القديمة ونقوم بخليقة جديدة‪.‬‬

‫الروح القدس يحل على جسد المسيح = فعمله أن يثبتنا فى المسيح فنحيا‪.‬‬ ‫ونفس الفكرة نجدها فى اإلصحاح التالى ‪ ،‬راجع شرح (تك‪. )8 : 3‬‬

‫‪7‬‬ ‫ب ِ‬ ‫آد َم الَِّذي َج َبلَ ُه‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫س َّ‬ ‫اك َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫ض َع ُه َن َ‬ ‫له َج َّن ًة ِفي َع ْد ٍن َش ْرقًا‪َ ،‬و َو َ‬ ‫أية (‪َ " -:)7‬و َغ َر َ‬ ‫هنا نري محبة هللا وأبوته الفائقة ورعايته ومحبته لإلنسان فهو يغرس جنة ليعيش فيها اإلنسان‪ .‬وهي َش ْرقًا ألن‬ ‫موسي اآلن يكتب في سيناء والجنة كانت عند نهر الفرات ‪.‬‬

‫وكلمة َع ْد ٍن تعني بهجة أو نعيم‪ .‬هكذا خلق هللا آدم ليحيا في فرح‪ .‬وكل مسيحي اآلن ينظر للشرق أي ينتظر‬ ‫المسيح شمس البر في مجيئه الثاني بفرح ويعيش علي هذا الرجاء أن ينتقل من عالم الحزن والشقاء لعالم الفرح‬

‫عدن فهذا يعني ان آدم كان يحيا في فرح ‪ .‬ولكن كان هذا النه كان‬ ‫األبدي‪ .‬ولكن معني ان هناك جنة بإسم ْ‬ ‫يبادل هللا حباً بحب ‪ .‬فآدم النه علي صورة هللا ‪ ،‬وهللا محبة ‪ ،‬كان يحب هللا وكذلك كانت لذته في هللا ‪ .‬والفرح‬

‫الحقيقى مصدره المحبة ‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ض ُك َّل َشجرٍة َش ِه َّي ٍة لِ َّلنظَ ِر وج ِي َد ٍة لِألَ ْك ِل‪ ،‬و َشجرةَ ا ْلحي ِ‬ ‫له ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫اة ِفي َو َس ِط‬ ‫الر ُّ‬ ‫ت َّ‬ ‫اإل ُ‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬وأَ ْن َب َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ​َ َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ا ْل َج َّن ِة‪َ ،‬و َش َج َرةَ َم ْع ِرفَ ِة ا ْل َخ ْي ِر َو َّ‬ ‫الش ِر‪" .‬‬ ‫َش ِه َّي ٍة لِ َّلنظَ ِر َو َج ِي َد ٍة لِألَ ْك ِل ‪:‬‬ ‫والمسيح حلقه حالوة وكله مشتهيات نش ‪ .11:4‬فهل ننظر له لنشبع أم ننظر للعالم نشبع به‪.‬‬ ‫و َشجرةَ ا ْلحي ِ‬ ‫اة ِفي َو َس ِط ا ْل َج َّن ِة ‪:‬‬ ‫َ َ​َ َ​َ‬ ‫تشير للمسيح الذي كل من يؤمن به تكون له الحياة األبدية "يو‪ "14:3‬وراجع أم ‪ 11:3‬فالحكمة هي شجرة حياة‬

‫لممسكيها والمسيح هو أقنوم الحكمة (اللوغوس) وراجع رؤ ‪ + 2:22+ ::2‬يو‪ .45:1‬وال نجد في أورشليم‬

‫‪156‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني )‬

‫السماوية غير شجرة حياة وال نسمع أنه في السماء توجد شجرة معرفة خير وشر فال يوجد هناك شر بل حياة‬

‫أبدية‪.‬‬

‫َش َج َرةَ َم ْع ِرفَ ِة ا ْل َخ ْي ِر َو َّ‬ ‫الش ِر ‪:‬‬ ‫المشكلة ليست في معرفة الخير والشر فاهلل يريدنا أن نميز بينهما ونختار الخير ونرفض الشر‪ .‬ولكن المقصود‬

‫هو أن من يأكل من هذه الشجرة فيعرف الخير والشر بمعني يعرف الخير حين يفقده ويعرف الشر بأن يختبره‪.‬‬

‫فالمعرفة في حد ذاتها هي نعمة وبركة ولكنها إن إتجهت إلي خبرة الشر تصير علة للهالك‪ .‬هذه المعرفة هي‬ ‫التي تحمل العصيان في داخلها (عب ‪ )15:4‬هللا كان يريد آلدم أال يختبر الشر ألنه مازال ضعيفاً ‪.‬‬

‫و َشجرةَ ا ْلحي ِ‬ ‫اة كانت ضمن شجر الجنة المسموح آلدم أن يأكل منها‪ ،‬ولوفعل لعاش لألبد‪ .‬والمقصود بهذا أن آدم‬ ‫َ َ​َ َ​َ‬ ‫كان معروضاً عليه أن يختار بحرية بين أن يتحد باهلل فيحيا لألبد‪ ،‬أو أن يبدأ في اإلحساس بمواهبه وغناه‬ ‫وجماله وقوته باإلنفصال عن هللا‪ ،‬وليس من خالل وحدته مع هللا‪ .‬واإلنفصال عن هللا يساوي موتاً‪ .‬وكانت هذه‬ ‫سقطة إبليس أنه شعر بإمكانياته حينما كان مالكاً من طبقة الكاروبيم فإنفصل عن هللا ومات وهلك‪ .‬وهنا فاهلل‬

‫يشرح آلدم ال تأكل من هذه الشجرة‪ ،‬شجرة اإلنفصال عن هللا كما فعل ذاك ‪ .‬أى الشيطان فهلك‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير أ َْرَب َع َة ُر ُؤ ٍ‬ ‫وس‪"ٍ :‬‬ ‫ان َن ْهٌر َي ْخ ُر ُج ِم ْن َع ْد ٍن لِ َي ْس ِق َي ا ْل َج َّن َة‪َ ،‬و ِم ْن ُه َن َ‬ ‫أية (‪َ " -:)13‬و َك َ‬ ‫اك َي ْنقَس ُم فَ َيص ُ‬ ‫كما نجد َن ْهٌر هنا في الجنة نجد نهر في أورشليم السماوية رؤ‪ .1:22‬وقد سبق ورأينا في أورشليم السماوية شجرة‬

‫حياة كما هنا في الجنة‪ .‬واذا كانت شجرة الحياة هي المسيح فالنهر إشارة للروح القدس الذي يفيض علي أرضنا‬

‫فيحول قفرنا إلي جنة تفرح قلب هللا (يو‪ )31::‬وانقسام النهر إلي أ َْرَب َع َة ُر ُؤ ٍ‬ ‫وس فيشير إلي فيض الروح علي‬ ‫الكنيسة في كل مكان (رقم ‪ 5‬هو رقم العمومية‪ ،‬أي هو لكل إنسان يريد) (مز ‪ )5:51‬إذاً االنسان في عالقته‬ ‫باهلل يصير بالروح القدس جنة عدن الجديدة‪ .‬وبذلك فجنة عدن تشير للكنيسة أو للنفس البشرية التي فيها المسيح‬

‫ويرويها الروح القدس وهي في فرح‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫ض ا ْلح ِويلَ ِة حي ُ َّ‬ ‫األيات (‪ِ11" -:(14-11‬اسم ا ْلو ِ‬ ‫ب ِت ْل َك‬ ‫ون‪َ ،‬و ُه َو ا ْل ُم ِحيطُ ِب َج ِم ِ‬ ‫اح ِد ِف ُ‬ ‫يش ُ‬ ‫يع أ َْر ِ َ‬ ‫َْ‬ ‫ب‪َ .‬وَذ َه ُ‬ ‫ث الذ َه ُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫اسم َّ‬ ‫ض ُك ٍ‬ ‫ون‪َ ،‬و ُه َو ا ْل ُم ِحيطُ ِب َج ِمي ِع أ َْر ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫وش‪.‬‬ ‫يح ُ‬ ‫ض َج ِي ٌد‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫الن ْه ِر الثَّانى ِج ُ‬ ‫اك ا ْل ُم ْق ُل َو َح َج ُر ا ْل َج ْز ِع‪َ .‬و ْ ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫النه ِر الثَّالِ ِث ِحد ِ‬ ‫ِ‬ ‫َشور‪َ .‬و َّ‬ ‫َّاق ُل‪َ ،‬و ُه َو ا ْل َج ِ‬ ‫ات‪".‬‬ ‫الن ْه ُر َّ‬ ‫الرابعُ ا ْلفَُر ُ‬ ‫اس ُم َّ ْ‬ ‫َو ْ‬ ‫اري َش ْرق َّي أ ُّ َ‬

‫أسماء األنهار األربعة أو الفروع األربعة كل منها يشير لعمل من أعمال الروح القدس مع اإلنسان‪.‬‬ ‫ون ‪ :‬الجاري أو المنطلق والبعض يترجمه زيادة أو نمو‪ .‬وهو يحيط بأرض ا ْل َح ِويلَ ِة وحويلة تعني تعب‬ ‫ِف ُ‬ ‫يش ُ‬ ‫ووجع‪ .‬فالروح يفيض ليخلصنا من التعب‪ ،‬فهو المعزي‪.‬‬

‫ون‪ :‬منقذ أو مخلص وهو محيط بأرض كوش (أسود) أي خالص من سلطان الظلمة‪.‬‬ ‫يح ُ‬ ‫ِج ُ‬ ‫ِح َّد ِاق ُل‪ :‬هو نهر دجلة والكلمة تعني سريع وهو يجري شرق أشور‪ .‬وأشور شعب مقاوم هلل ولشعب هللا‪ .‬والمعني‬ ‫أن هللا هو في إستجابته سريع‪ ،‬وعمل نعمته سريع حتي تخضع كل التحديات المقاومة لشعب هللا‪.‬‬

‫‪157‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني )‬

‫ات‪ :‬غزير وماءه عذب‪ .‬وما أحلي وأعذب إعالن هللا في المحبة‪.‬‬ ‫ا ْلفَُر ُ‬ ‫إذاً الروح القدس يفيض علي اإلنسان بغ ازرة ويعطي له عذوبة تذوق محبة هللا‪ .‬ويخلصه من أتعابه ووجعه فهو‬ ‫المعزي ويخلصه من سلطان الظلمة فهو الذي يبكت علي الخطية وهو الذي يسندنا في حروبنا مع أعدائنا‪.‬‬ ‫حي ُ َّ‬ ‫اك ا ْل ُم ْق ُل َو َح َج ُر ا ْل َج ْز ِع‪ :‬مرة أخري نعود ألورشليم السماوية فنجدها من ذهب رؤ‪11:22‬‬ ‫ب‪ُ ........‬ه َن َ‬ ‫َْ‬ ‫ث الذ َه ُ‬ ‫وسوقها ذهب رؤ‪ 21:22‬وأساساتها أحجار كريمة رؤ‪ 11:22‬ولنقارن مع الجنة‪ .‬فالجنة ألنها مازالت في األرض‬ ‫فكان فيها ذهب وفيها حجر جزع أما في السماء فكلها ذهب وأساساتها أحجار كريمة‪ .‬فآدم خلق في الجنة‬

‫كإنسان ترابي لكن نفخة الروح فيه وشركته مع هللا جعلت لاه حياة سماوية‪ .‬والذهب يرمز للسماويات أما لو إنتقل‬

‫للسماء فعالً فسيصير سماوياً بالكامل‪ .‬ا ْل ُم ْق ُل هو نوع من الصمغ (المر الذي يسيل من أشجاره) ويصلح كدواء‬ ‫الد ْر‪َ .‬و َح َج ُر ا ْل َج ْز ِع هو من األحجار‬ ‫وبخور وقد يكون حجر كريم نادر وفى اللغة العبرية = الكلمة تعنى ُ‬

‫الكريمة‪ .‬وأوالد هللا في نظره هم أحجار كريمة والمقل هنا يشير لعالقته باهلل وصالته أو إتصاله الدائم باهلل‪ .‬وأن‬ ‫كد َرر أمام عينيه‬ ‫أوالده هم ُ‬ ‫ونالحظ التشابه والمقارنة بين الجنة وأورشليم السماوية (أول وآخر الكتاب المقدس)‪.‬‬ ‫وجغرافيا‪:‬‬

‫فقوله النهر غالباً يقصد به إلتقاء نهري دجلة والفرات واألربعة فروع هم دجلة والفرات وفرعين‬

‫لهما وربما يكونوا قد إندثروا‪ .‬والحويلة هي القسم الشمالي‬

‫الشرقي من أرض العرب وكان حويلة من أبناء كوش‪ .‬وكان‬

‫الذهب يوجد في الجبال التي علي شرق البحر األسود‪ .‬وأرض‬

‫كوش غالباً هي أرض عيالم التي عرفت إلي زمان طويل بإسم‬

‫"كاشو" كما أن سهل بابل كان يدعي "عدنو" وهناك فروع كثيرة‬

‫للنهرين الكبيرين ربما يكون منهما جيحون وفيشون وربما هما‬

‫فرعان مندثران‪ .‬وموقع الجنة هو إما جنوب العراق أو في أرمينيا‪ .‬وعموماً فهذه األرض أرض خصبة وأرض‬

‫أنهار‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ب ِ‬ ‫ض َع ُه ِفي َجنَّ ِة َع ْد ٍن لِ َي ْع َملَ َها َوَي ْحفَظَ َها‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َخ َذ َّ‬ ‫أية (‪َ " -:)15‬وأ َ‬ ‫له َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫آد َم َو َو َ‬ ‫لِ َي ْع َملَ َها َوَي ْحفَظَ َها ‪:‬‬

‫هنا نجد آدم شريكاً هلل في العمل فجنة عدن غرسها هللا وها هو آدم يعملها ويحفظها‪ .‬فاإلنسان خلق ليعمل وهللا‬

‫نفسه يعمل‪ .‬ونحن كخليقة جديدة فى المسيح يسوع مخلوقين ألعمال صالحة (أف ‪ )11:2‬فاهلل لم يخلق اإلنسان‬

‫ويعطيه عقالً وحكمة لينام ويأكل ويشرب فقط‪ .‬فاهلل قدس العمل‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ب ِ‬ ‫َما َش َج َرةُ َم ْع ِرفَ ِة‬ ‫آد َم قَ ِائالً‪ِ « :‬م ْن َج ِم ِ‬ ‫الر ُّ‬ ‫صى َّ‬ ‫يع َش َج ِر ا ْل َج َّن ِة تَأ ُْك ُل أَ ْكالً‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫له َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫االيات (‪َ " -:(10-16‬وأ َْو َ‬ ‫ا ْل َخ ْي ِر َو َّ‬ ‫الش ِر فَالَ تَأ ُْك ْل ِم ْن َها‪ ،‬أل ََّن َك َي ْوَم تَأ ُْك ُل ِم ْن َها‬

‫وت»‪" .‬‬ ‫َم ْوتًا تَ ُم ُ‬

‫‪158‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني )‬

‫هذه اآليات هي شرط اإلستمرار في هذه الحياة والشركة الحلوة مع هللا‪ .‬هنا نجد الوصية‬ ‫والوصية هي‪-:‬‬

‫‪ .1‬إعالن حرية إرادة اإلنسان فمع الحرية البد من وصية‪.‬‬ ‫‪ .2‬شرط اإلستم اررية في هذا النوع من الحياة‪.‬‬ ‫ونجد هنا نتيجة عدم طاعة الوصية…‬

‫وت‪ :‬فاإلنسان لم يخلق ليموت بل ليحيا ولكن "أنا أختطفت لي قضية الموت… القداس الغريغوري"‪ .‬وهذه‬ ‫َم ْوتًا تَ ُم ُ‬ ‫ليست عقوبة بقدر ما هي نتيجة يحذر هللا آدم منها‪ ...‬أن اإلنفصال عنه = موت‪ .‬ومن هنا نري أن الوصية‬

‫ليست حرماناً بل هي الطريق للتمتع بالفرح والقداسة مع هللا‪ .‬أما الموت فهو الثمرة الطبيعية للخطية‪ .‬ومن محبة‬ ‫هللا لإلنسان فهو لم يلعن اإلنسان بسبب الخطية بل لعن األرض ولعن الحية‪.‬‬

‫(كان آدم في الجنة مثل شخص ضعيف في غرفة معقمة أعطي له الطبيب وصية‪ ،‬أنه لو خرج منها ستقابله‬ ‫الميكروبات فيمرض ويموت‪ .‬وخرج الشخص فأصيب باألمراض فأعطي هللا الوصايا العشر كنصائح مثلما‬ ‫يعطي الطبيب نصائح للمريض حتي يطيل عمره بقدر اإلمكان)‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫يرهُ»‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫س َج ِي ًدا أ ْ‬ ‫ون َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫آد ُم َو ْح َدهُ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫له‪« :‬لَ ْي َ‬ ‫َص َن َع لَ ُه ُمعي ًنا َنظ َ‬ ‫االيات (‪َ " -:(21-17‬وقَ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ض ُك َّل حيوا َن ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫له ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ات ا ْل َب ِريَّ ِة َو ُك َّل طُ ُي ِ‬ ‫وها‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َو َج َب َل َّ‬ ‫آد َم لِ َي َرى َما َذا َي ْد ُع َ‬ ‫ض َرَها ِإلَى َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫َح َ‬ ‫اء‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ور َّ َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫اء ج ِميع ا ْلبه ِائِم وطُيور َّ ِ‬ ‫آدم ِبأ ٍ‬ ‫ت َن ْف ٍ ٍ‬ ‫آد ُم َذا َ‬ ‫َو ُك ُّل َما َد َعا ِب ِه َ‬ ‫الس َماء َو َجميعَ‬ ‫اس ُم َها‪ .‬فَ َد َعا َ ُ ْ‬ ‫س َح َّية فَ ُه َو ْ‬ ‫َس َم َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫حيوا َن ِ‬ ‫َخ َذ و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ات ا ْلب ِريَّ ِة‪ .‬وأ َّ ِ ِ ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫اح َدةً ِم ْن‬ ‫الر ُّ‬ ‫يرهُ‪ .‬فَأ َْوقَ َع َّ‬ ‫له ُس َباتًا َعلَى َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫َ‬ ‫ام‪ ،‬فَأ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َما ل َن ْفسه َفلَ ْم َيج ْد ُمعي ًنا َنظ َ‬ ‫آد َم فَ َن َ‬ ‫َضالَ ِع ِه َو َمألَ َم َكا َن َها لَ ْح ًما‪" .‬‬ ‫أ ْ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫يرهُ»‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫س َج ِي ًدا أ ْ‬ ‫ون َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫آد ُم َو ْح َدهُ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫له‪« :‬لَ ْي َ‬ ‫َص َن َع لَ ُه ُمعي ًنا َنظ َ‬ ‫أية ( ‪َ -:)17‬وقَ َ‬ ‫نري هللا يتخذ ق ار اًر بأن يصنع آلدم معيناً نظيره‪ ،‬أي أن هللا قد إتخذ ق ار اًر بأن يخلق حواء من جنب آدم‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫َخ َذ و ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫اح َدةً ِم ْن‬ ‫الر ُّ‬ ‫وكان المسار الطبيعي لأليات أن تأتي آية ‪ ( 21‬فَأ َْوقَعَ َّ‬ ‫له ُس َباتًا َعلَى َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫ام‪ ،‬فَأ َ َ‬ ‫آد َم فَ َن َ‬ ‫َضالَ ِع ِه …الخ) بعد آية ‪ 11‬مباشرة‪ .‬فما الذي أدخل اآليات ‪21،11‬فيما بينهما‪.‬‬ ‫أ ْ‬

‫هنا نري طريقة هللا في التعامل مع اإلنسان‪ ،‬صديق هللا‪ .‬فاهلل خلق اإلنسان ح اًر‪ ،‬وهللا ال يفرض علي اإلنسان‬

‫شئ رغماً عن إرادته ‪ .‬لذلك نجد هللا هنا يأتي بالحيوانات ويشرح آلدم طبيعة كل حيوان وبعد أن يفهم آدم طبيعة‬

‫الحيوان ويدرسه دراسة كاملة يعطيه أي يعطي للحيوان إسماً ‪ [ .‬كما نقول في العربية (دب) ألن هذا الحيوان‬

‫ضخم وثقيل الوزن‪ ،‬وحينما يسير يدب علي األرض… وهكذا] وفي أثناء الشرح يكتشف آدم أن الحيوانات كلها‬

‫ذكر وأنثى فيسأل هللا ولماذا هم ذكر وأنثي؟ فتكون إجابة هللا أن اإلنثي يا آدم‬ ‫‪ -1‬لتكون معيناً نظيره‬ ‫‪ -2‬ليتكاثروا‪.‬‬

‫‪159‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني )‬

‫ويسأل آدم ولماذا أن ا وحيد دون أنثي؟ ويقول له هللا وهل تريد لك أنثي‪ ،‬ويقول آدم بعد أن أقنعه هللا نعم أريد…‬

‫هنا تحول قرار هللا في آية ‪ 11‬إلي طلب من آدم هلل‪ .‬فاهلل ال يفرض علي شيئاً إال بعد أن يقنعني‪ ،‬ويصير هذا‬

‫الشئ طلباً لي‪ ،‬لذلك قال إرميا "أقنعتني يارب فإقتنعت وألححت علي فغلبت" أر‪ ::21‬بل أن اآلية "الروح‬

‫القدس يبكت علي خطية … يو ‪ 1:11‬في ترجمات أخري نجدها "الروح القدس يقنع علي خطية… فالروح‬ ‫القدس يقنع اإلنسان ويحاوره ويلح عليه أن يترك الخطية لمصلحته‪.‬‬

‫آية ‪ :17‬نري هنا أن هللا يريد أن يحيا اإلنسان حياة إجتماعية‪ ،‬فيها حب متبادل وأسرة متحابة ومجتمع متعاون‬ ‫فى تكامل ‪ ،‬وكمثال اإلنسان فيه األذن والعين واليد والرجل…كل له وظيفته فى الجسد الواحد ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرهُ = يكشف عن مفهوم الحياة الزوجية فهي نظيره فال يتشامخ أحدهما علي األخر‪.‬‬ ‫وكلمة ُمعي ًنا َنظ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ض ُك َّل حيوا َن ِ‬ ‫له ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ات ا ْل َب ِرَّي ِة َو ُك َّل طُ ُي ِ‬ ‫ور‬ ‫الر ُّ‬ ‫األيات (‪َ -:)23-12‬و َج َب َل َّ‬ ‫اإل ُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ات َن ْف ٍ ٍ‬ ‫السم ِ‬ ‫اس ُم َها‪.‬‬ ‫آد َم لِ َي َرى َما َذا َي ْد ُع َ‬ ‫آد ُم َذ َ‬ ‫وها‪َ ،‬و ُك ُّل َما َد َعا ِب ِه َ‬ ‫ض َرَها ِإلَى َ‬ ‫َح َ‬ ‫اء‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫س َح َّية فَ ُه َو ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫اء وج ِميع حيوا َن ِ‬ ‫ِبأ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ات ا ْلب ِريَّ ِة‪ .‬وأ َّ ِ ِ ِ‬ ‫اء ج ِميع ا ْلبه ِائِم وطُيور َّ ِ‬ ‫يرهُ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الس َم َ َ َ َ َ َ‬ ‫َس َم َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫َما ل َن ْفسه َفلَ ْم َيج ْد ُمعي ًنا َنظ َ‬

‫‪23‬‬ ‫آد ُم‬ ‫فَ َد َعا َ‬

‫لماذا يسمي آدم الحيوانات بأسمائها‪-:‬‬

‫هذا يعطيه شعو اًر بالسيادة عليهم‪.‬‬

‫كان يعطي اإلسم بعد أن يدرس ويعرف طبيعة الحيوان وما العمل الممكن ان يقوم به أو الخدمة التي يمكن‬

‫إستخدامه فيها‪ .‬إذاً هي نوع من الدراسة والمعرفة‪.‬‬

‫كان في هذا تدريب من هللا آلدم علي التفكير والنطق‪.‬‬

‫حين درس الحيوانات وجدهم ذك اًر وأنثي ولم يكن بينهم من هو نظيره فإشتاق أن يكون له معيناً نظيره‪.‬‬

‫والحظ فإن هللا أعطي أسماء للشمس والقمر والنهار والليل فهو له سلطان علي كل هذه وترك السلطان علي‬

‫الحيوانات والطيور آلدم‪ .‬فهو أي هللا وضع بعضاً من كرامته علي آدم‪ .‬ولألسف فقد اإلنسان هذه الكرامة بعد‬ ‫سقوطه وهذا ما يسمى الموت األدبى‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫َخ َذ و ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫َضالَ ِع ِه َو َمألَ َم َكا َن َها لَ ْح ًما‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫األيات( ‪ " -:( 24-21‬فَأ َْوقَ َع َّ‬ ‫اح َدةً ِم ْن أ ْ‬ ‫له ُس َباتًا َعلَى َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫ام‪ ،‬فَأ َ َ‬ ‫آد َم فَ َن َ‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫له ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫اآلن َع ْظ ٌم ِم ْن‬ ‫الر ُّ‬ ‫َوَب َنى َّ‬ ‫الض ْل َع الَِّتي أ َ‬ ‫ال َ‬ ‫ض َرَها ِإلَى َ‬ ‫َخ َذ َها ِم ْن َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫آد ُم‪« :‬هذ ِه َ‬ ‫َح َ‬ ‫ام َأرَةً َوأ ْ‬ ‫آد َم ْ‬ ‫آد َم‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪24‬‬ ‫امي ولَحم ِم ْن لَح ِمي‪ِ .‬‬ ‫ُم ُه وي ْلتَ ِ‬ ‫هذ ِه تُ ْدعى ام أرَةً أل ََّنها ِم ِن ام ِرٍء أ ِ‬ ‫ِعظَ ِ‬ ‫ق‬ ‫ُخ َذ ْت»‪ .‬لِذلِ َك َيتُْر ُك َّ‬ ‫صُ‬ ‫ْ‬ ‫الر ُج ُل أ َ​َباهُ َوأ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ ٌْ‬ ‫ان جس ًدا و ِ‬ ‫ِب ِ ِ‬ ‫اح ًدا‪".‬‬ ‫ام َأرَته َوَي ُكوَن ِ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫حواء صنعها هللا من ضلع آدم ‪ ،‬والضلع بجانب القلب وتحت الذراع حتي يحيطها بحبه ويحميها بذراعه‪ .‬وهي‬

‫ليست من رأسه فتنتفخ عليه وال من قدمه فيدوسها‪ .‬والحظ طريقة هللا‪ ،‬فاهلل أخذ من آدم ضلعاً فهو حرمه من‬ ‫شئ‪ ،‬أي أحد ضلوعه ولكن ماذا أعطي له بعد ذلك… معيناً نظيره‪ .‬وهكذا كل ما يحرمنا منه هللا يعوضنا عنه‬

‫برطات مضاعفة ‪.‬‬

‫‪160‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني )‬

‫ان جس ًدا و ِ‬ ‫ق ِب ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ًدا = هذه اآلية فيها تأسيس سر الزواج ‪ ،‬فقوله جسد واحد = هذا إشارة‬ ‫ام َأرَته َوَي ُكوَن ِ َ َ َ‬ ‫َوَي ْلتَص ُ ْ‬ ‫للعالقة الجسدية بين الرجل وزوجته بغرض اإلنجاب ‪ .‬وهكذا فهم بولس الرسول هذه اآلية وراجع (‪1‬كو‪14 : 1‬‬

‫‪. )11 ،‬‬

‫ونجد في هذه القصة تشابهاً مع قصة المسيح مع كنيسته عروسه‬ ‫المسيح والكنيسة‬

‫آدم وحواء‬ ‫أوقع الرب سباتاً علي آدم فنام‪.‬‬

‫مات المسيح علي الصليب (موته كان كالنوم)‪.‬‬

‫فتح هللا جنب آدم ليأخذ ضلعاً‪.‬‬

‫فتح جنب المسيح بالحربة ليخرج دم وماء‪.‬‬

‫بني الرب اإلله الضلع… إمرأة‪.‬‬

‫الروح القدس يبني الكنيسة بإستحقاقات الدم‪.‬‬

‫حواء هي جسد آدم (جسداً واحداً)‬

‫الكنيسة هي جسد المسيح (والمسيح هو الرأس)‬

‫هذه عظم من عظامي‪ ..‬لحم من لحمي‪.‬‬ ‫يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمراته‪.‬‬

‫أف‪31:4‬‬ ‫المسيح ترك مجده السماوي وأمته اليهودية ليلتصق‬ ‫بنا‪.‬‬

‫فحين مات المسيح علي الصليب وطعن في جنبه فخرج دم وماء فاضت أسرار الكنيسة من جنب المسيح‪.‬‬ ‫والمسيح ترك أباه بمعني أنه "إذ كان في صورة هللا لم يحسب خلسة أن يكون معادالً هلل‪ ،‬لكنه أخلي نفسه أخذاً‬

‫صورة عبد (في ‪ )1:2‬وتَْرِكه أمه أي تَْرِكه مجمع اليهود الذي ولد منه حسب الجسد ليلتصق بالكنيسة التي‬

‫جمعها من كل األمم‪.‬‬

‫آد َم ‪ :‬هذا تأسيس سر الزواج‪.‬‬ ‫ض َرَها ِإلَى َ‬ ‫َح َ‬ ‫َوأ ْ‬ ‫‪25‬‬ ‫ام َأرَتُ ُه‪َ ،‬و ُه َما الَ َي ْخ َجالَ ِن‪".‬‬ ‫أية ( ‪َ " -:( 25‬و َكا َنا ِكالَ ُه َما ُع ْرَيا َن ْي ِن‪َ ،‬‬ ‫آد ُم َو ْ‬ ‫َكا َنا ِكالَ ُه َما ُع ْرَيا َن ْي ِن ‪ :‬الجو كان ليس بارداً وال حا اًر فهي جنة‪ ،‬بل ليس للحر وال البرد سلطان عليهما‪ .‬وعوامل‬

‫الطبيعة ليس لها سلطان عليهما وفي السماء ال حر وال برد‪َ .‬و ُه َما الَ َي ْخ َجالَ ِن‪ :‬في ترجمة أخري "ال يعرفان‬

‫الخجل" فهما عريانين جسدياً لكن مستورين روحياً لهذا لم يجدا ما يخجلهما‪ .‬ألن ما يخجل اإلنسان ليس جسده‬ ‫بل الفساد الذي دب فيه بسبب الخطية "فمن لم يعرف الخطية لن يعرف الخجل" وهذا هو وضع األطفال‬ ‫الصغار‪.‬‬

‫‪161‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث )‬

‫األصحاح الثالث‬

‫عودة للجدول‬

‫مقدمة من كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة‬ ‫خطية آدم وحواء هي خطية مركبة‪-:‬‬ ‫‪ .1‬هي خطية عصيان ومخالفة‪ -:‬فاهلل أنذرهم وخالفوا فهي ليست خطية بجهل‪.‬‬ ‫‪ .2‬هي خطية معاشرات رديئة‪ -:‬حوار مع الحية‪ ،‬وتستمر حواء في الحوار بينما الحية تشكك في كالم هللا‪.‬‬ ‫‪ .3‬هي خطية شك وعدم محبة‪ -:‬الشك في صدق كالم هللا‪ .‬والشك أيضا في المحبة (يو ‪.)21 :15‬‬ ‫‪ .5‬هي خطية إنقياد‪ -:‬إنقياد للشر ضد كالم هللا‪ ،‬فيها حواء إنقادت للحية وآدم لحواء‪.‬‬

‫‪ .4‬هي خطية ضعف إيمان‪ -:‬حواء قبلت كالم الحية أكثر من كالم هللا فالحية قالت "لن تموتا‪".‬‬ ‫‪ .1‬هي خطية إستهانة وعدم خوف هللا‪ -:‬ألنهما قد مدا أياديهما وأكال‪.‬‬

‫‪ .:‬هي خطية شهوة‪ -:‬فالشجرة كانت شهية للنظر‪ .‬أصبحت النظرة للشجرة ُم َشبعة بشهوة‪.‬‬ ‫‪ .1‬هي خطية كبرياء‪ -:‬أرادا أن يصي ار مثل هللا " هي نفس سقطة الشيطان" إش ‪.15:15‬‬ ‫‪ .1‬هي خطية معرفة مخربة‪ -:‬هي معرفة الشر واختباره "الذي يزداد علماً يزداد غماً‪".‬‬

‫‪ .11‬هي خطية طلب المعرفة من غير هللا‪ -:‬كان يجب أن يكون هللا هو المعلم والمرشد الوحيد‪.‬‬ ‫‪ .11‬هم حفظوا الوصية عقالً وليس عمالً‪.‬‬

‫‪ .12‬عدم القناعة‪ -:‬فكان أمامهم كل شجر الجنة ولم يكتفوا به‪.‬‬ ‫وخطايا بعد السقوط هى‪:‬‬ ‫‪ .13‬إعثار اآلخرين‪ -:‬فحواء أعطت رجلها أيضاً‪.‬‬

‫‪ .15‬عدم اإلعتراف والشعور بالخطأ‪ -:‬فكل يبرر موقفه بال إقرار بالذنب وبال إدانة للنفس‪.‬‬ ‫‪ .14‬محاولة تبرير النفس والقاء التبعة علي األخرين‪.‬‬

‫‪ .11‬إلقاء التبعة علي األخرين فيه عدم محبة لهم‪ .‬فآدم يرجع السبب في خطيته هلل ولحواء‪.‬‬ ‫‪ .1:‬عدم اللياقة في الحديث‪ -:‬المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني"‬

‫‪ .11‬فقدان البساطة‪ :‬فدخل الخجل لحياتهما وعرفا أنهما عريانين‪ .‬وصار هناك الحالل والحرام‪ .‬الخير والشر‪ ،‬ما‬ ‫ينبغي وما ال ينبغي‪ .‬لقد تشوه فكر اإلنسان بمعرفة الشر‪.‬‬

‫‪ .11‬صارت هناك شهوة للمعرفة من طريق آخر غير هللا بعد أن كان هللا هو المعلم الوحيد‪.‬‬

‫‪ .21‬تغطية الخطية بأوراق التين‪ -:‬القلب صار فيه فساد ولكن هي محاولة للتستر من الخارج وال فائدة للتغطية‬ ‫سوي بدم المسيح‪.‬‬ ‫‪162‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث )‬

‫‪ .21‬الهروب من هللا‪ -:‬إختباء آدم وحواء من هللا (مثل من يهرب من الصالة حين يخطئ)‪.‬‬ ‫‪ .22‬الجهل باهلل وقدرته‪ -:‬ظنا في جهلهما أنهما حين يختبئان ال يراهما هللا‪.‬‬

‫هذا اإلصحاح نجد فيه خبر سقوط اإلنسان وموته نتيجة ذلك فبإنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم وبالخطية‬

‫الموت… رو‪12:4‬‬

‫وسبب السقوط أن عدو الخير حسد اإلنسان فأراد أن يهبط به إلي الموت فكان أن إستخدم الحية في خداع‬

‫اإلنسان‪ .‬وقد يكون إبليس إتخذ له شكل حية فهو يمكنه أن يتخذ‬

‫شكل مالك نور ‪2‬كو‪ .15:11‬أو أن إبليس إستخدم الحية‪ .‬فواضح من نفس اآلية ‪2‬كو‪ 15:11‬أن خدام إبليس‬ ‫يغيرون أشكالهم حتي يخدعوا البسطاء‪ .‬وهذا يحدث في حياتنا حين يأتينا صديق ردئ ليدعونا إلرتكاب خطية‬

‫معينة‪ .‬إذن الحية هي إبليس وراجع رؤ ‪ .1:12‬وابليس إذن قد يستخدم خليقة هللا الصالح كوسيلة لتحطيم‬

‫اإلنسان‪.‬‬

‫يع حيوا َن ِ‬ ‫‪ِ 1‬‬ ‫ِ‬ ‫له‪ ،‬فَقَالَ ْت لِ ْلم أر َِة‪« :‬أ َ ًّ‬ ‫ب ِ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ات ا ْل َب ِرَّي ِة الَِّتي َع ِملَ َها َّ‬ ‫اإل ُ‬ ‫أية ( ‪َ " -:(1‬و َكا َنت ا ْل َح َّي ُة أ ْ‬ ‫َح َي َل َجم ِ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ال للاُ‬ ‫َحقا قَ َ‬ ‫الَ تَأ ُْكالَ ِم ْن ُك ِل َش َج ِر ا ْل َج َّن ِة؟» "‬ ‫ِ‬ ‫َح َي َل ‪:‬‬ ‫َو َكا َنت ا ْل َح َّي ُة أ ْ‬ ‫الحية تدور وتلتف وتخادع وهكذا إبليس‪ ..‬وماذا قالت الحية "أحقا قال هللا ال تأكال من كل شجر الجنة"‬

‫َحقًّا ‪ :‬هي تريد ان تقول ان هللا ظالم إذ أمر بهذا وعليكم أن ال تطيعوه‬ ‫قولها َ​َأ َ‬ ‫وقولها ِم ْن ُك ِل َش َج ِر ا ْل َج َّن ِة ‪ :‬هذا كذب‪ ،‬هي دست الكذب وسط أقوال صادقة‪ .‬فاهلل تكلم فعالً مع آدم وحواء‬ ‫وأعطاهما وصية والوصية كانت أن يأكال من كل شجر الجنة ولكن شجرة واحدة ممنوعة عنهما‪ .‬ولكن الكذب‬ ‫هنا أنها إدعت أن هللا منعهما من األكل من كل شجر الجنة حتي تثير المرأة ضد هللا‪ .‬وكما قال المسيح عن‬

‫الشيطان هو كذاب وأبو الكذاب وهدفه من الكذب والخداع هو هالك البشر فهو كان قتاالً للناس منذ البدء (يو‬ ‫‪ )55:1‬والحظ طريقة إبليس فهو يدخل كذبة صغيرة في وسط كالم صادق‪.‬‬ ‫جزء صدق ‪ +‬جزء خداع = خداع أكثر‬

‫واذ ا قبل اإلنسان هذا الطعم ودخل في حوار مع إبليس يبدأ إبليس في زيادة الكذب فحواء كان يجب أن تصمت‬ ‫وأال تبادل الحية الحديث "المباحثات الغبية والسخيفة فإجتنبها ‪2‬تي ‪ "23:2‬طالما هي إكتشفت أن هناك جزء من‬

‫الكالم به كذب‪ ،‬كان عليها أن تكف وال تسلم نفسها في أيدي من يتآمر عليها‪ .‬لكنها طرحت دررها أمام الخنازير‬

‫مت ‪ 1::‬فداستها الخنازير والتفتت فمزقتها‪ .‬إبليس ال يقتحم حياتنا بالعنف ولكن نحن الذين نقبل أضاليله فنسمح‬ ‫له بالتسلل إلي أعماقنا‪ .‬ونحن الذين نسلم له قيادة إرادتنا فيسيطر علي القلب والفكر والحواس وبذلك نسقط تحت‬ ‫المرة‪.‬‬ ‫عبوديته َ‬

‫أية ( ‪2 " -:(2‬فَقَالَ ِت ا ْل َم ْأرَةُ لِ ْل َح َّي ِة‪ِ « :‬م ْن ثَ َم ِر َش َج ِر ا ْل َج َّن ِة َنأ ُْك ُل‪" ،‬‬ ‫‪163‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث )‬

‫‪3‬‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫َما ثَمر َّ ِ َِّ ِ‬ ‫ال للاُ‪ :‬الَ تَأ ُْكالَ ِم ْن ُه َوالَ تَ َم َّساهُ لِ َئالَّ تَ ُموتَا»"‬ ‫آية (‪َ " - :(3‬وأ َّ َ ُ‬ ‫الش َج َرة التي في َو َسط ا ْل َجنة فَقَ َ‬ ‫قولها َ​َالَ تَ َم َّساهُ ‪ :‬هو زيادة في الكالم تظهر هللا بمظهر المتشدد (مبالغة في الكالم)‬ ‫ِل َئالَّ تَ ُموتَا ‪ :‬هو تشكيك في قرار هللا الذي قال "موتاً تموتا" بالتأكيد‪ .‬إذن المرأة سايرت الحية في اإلستخفاف‬ ‫المرة هنا‬ ‫بكالم هللا واإلستهانة به‪ :‬هذه ثمرة معاشرة األشرار… إذاً في مجلس المستهزئين ال نجلس‪ .‬إذاً بدأت أ‬

‫تستجيب للخداع بأن أظهرت هللا في موقف المتشدد وشككت في ق ارراته‪ .‬لذلك فهي أعطت الفرصة للحية بأن‬

‫يكون هناك المزيد من التشكيك‪.‬‬

‫طريقة الشيطان المستمرة مع اإلنسان‪:-‬‬ ‫‪ .1‬تشكيك في محبة هللا مدعياً أن الوصية ثقيلة‪ :‬فإذا وافق اإلنسان وتبرم وتذمر‪.‬‬ ‫‪ .2‬يقدم إقناعات ويسهل طريق الخطية لعقل الشخص ‪ 2‬كو‪.3 :11‬‬

‫‪ .3‬مخاطبة الشهوة واثارة الحاجة إليها‪ :‬ثم دفع اإلنسان المستسلم للسقوط‪.‬‬ ‫‪ .5‬ترك اإلنسان للموت واليأس‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 4‬‬ ‫َع ُي ُن ُك َما َوتَ ُكوَن ِ‬ ‫ان‬ ‫اآليات (‪ " -:(5-4‬فَقَالَت ا ْل َح َّي ُة لِ ْل َم ْأر َِة‪« :‬لَ ْن تَ ُموتَا! َب ِل للاُ َعالِ ٌم أ ََّن ُه َي ْوَم تَأ ُْكالَ ِن ِم ْن ُه تَ ْنفَت ُح أ ْ‬ ‫َك ِ‬ ‫ارفَ ْي ِن ا ْل َخ ْي َر َو َّ‬ ‫اهلل َع ِ‬ ‫الش َّر»‪" .‬‬

‫‪ِ ....‬‬ ‫ان َك ِ‬ ‫ارفَ ْي ِن ا ْل َخ ْي َر َو َّ‬ ‫اهلل َع ِ‬ ‫َع ُي ُن ُك َما َوتَ ُكوَن ِ‬ ‫الش َّر»‪.‬‬ ‫«لَ ْن تَ ُموتَا! تَ ْنفَت ُح أ ْ‬ ‫الشيطان ال يملك سوي أن يقدم وعوداً كاذبة‪ " .‬لن تموتا… تنفتح أعينكما… تكونان كاهلل" لكن هللا ال يقدم وعود‬

‫بل هو الذي خلق كل شئ ألجلي وابليس لم يعطني شئ سوي الكذب‪ .‬وحتي المعرفة التي يدعي إبليس أن‬

‫اإلنسان سيحصل عليها هي معرفة واختبار شريرين ال يجد اإلنسان من ورائهما إال الغم "من إزداد علماً إزداد‬ ‫غماً‪".‬‬

‫والحظ كبرياء اإلنسان الذي يريد أن يكون كاهلل‪ .‬ورداءة فكر اإلنسان أن ينظر للشيطان كمحل ثقة أكثر من هللا‪،‬‬

‫مع أن هللا أظهر إرادته الحسنة بأعماله‪ .‬مع أنه كان يليق باإلنسان أن يدرك العدو من كالمه المناقض ألقوال‬

‫هللا‪ .‬حقا قال أغسطينوس القائد (هللا) يقدم وصيته للحياة والمهلك (إبليس) يقترح خدعة ليهلك‪ ،‬وذلك بتصوير أن‬ ‫وصية هللا فيها حرمان من الملذات ‪ ،‬بينما ان هذه الملذات هي طريق الفرح وهذا حق لنا ‪.‬‬ ‫أية (‪6" -:( 6‬فَ أر ِ‬ ‫َن َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫الش َج َرةَ َج ِي َدةٌ لِألَ ْك ِل‪َ ،‬وأ ََّن َها َب ِه َج ٌة لِ ْل ُع ُي ِ‬ ‫َخ َذ ْت ِم ْن‬ ‫ون‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َت ا ْل َم ْأرَةُ أ َّ‬ ‫الش َج َرةَ َش ِهيَّ ٌة لِ َّلنظَ ِر‪ .‬فَأ َ‬ ‫َ‬ ‫ضا َم َع َها فَأ َ​َك َل‪".‬‬ ‫َعطَ ْت َر ُجلَ َها أ َْي ً‬ ‫ثَ َم ِرَها َوأ َ​َكلَ ْت‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫حوربت حواء بالشهوة وراجع ‪1‬يو‪ 1:-14 :2‬وراجع يع ‪11-15:1‬‬ ‫شهوة الجسد أو البطن‪ :‬كانت الشجرة جيدة لألكل في نظرها= فرأت‪.‬‬

‫‪164‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث )‬

‫شهوة العين‪:‬‬

‫كانت الشجرة= بهجة للعيون‪ ،‬شهية للنظر‪.‬‬

‫تعظم معيشة وطمع‪ = :‬تكونان كاهلل‪.‬‬ ‫ونفس الخطايا حورب بها المسيح‬

‫شهوة البطن ‪ :‬قل أن تصير هذه الحجارة خب اًز "مت ‪"3:5‬‬

‫شهوة العين‬

‫‪ :‬أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي مت ‪1:5‬‬

‫تعظم المعيشة ‪ :‬إن كنت إبن هللا فإطرح نفسك ألسفل‪.‬‬

‫وما نجح فيه المسيح فشل فيه آدم وحواء "إذ أن المسيح رد علي الشيطان بأقوال هللا دون أن يحرفها‪ ،‬أما حواء‬

‫فقد حرفت في كالم هللا فسقطت"‬ ‫َخ َذ ْت ِم ْن ثَ َم ِرَها ‪:‬الشيطان ال يمكن له وال سلطان له إال أن يغوي فقط‪ .‬لكن ليس له سلطان أن يضع الثمرة في‬ ‫فَأ َ‬ ‫فم المرأة‪ .‬بل هي فعلت "أنا أختطفت لي قضية الموت"‬ ‫َعطَ ْت َر ُجلَ َها ‪ :‬فقدت حواء رسالتها األصلية كمعينة وصارت فخاً لرجلها ومحطمة لحياته‪.‬‬ ‫َوأ ْ‬

‫‪0‬‬ ‫ص َن َعا ألَ ْنفُ ِس ِه َما َم ِ‬ ‫اق ِت ٍ‬ ‫َع ُي ُن ُه َما َو َعلِ َما أ ََّن ُه َما ُع ْرَيا َن ِ‬ ‫آزَر‪".‬‬ ‫ان‪ .‬فَ َخا َ‬ ‫طا أ َْو َر َ‬ ‫أية (‪ " -:(0‬فَا ْنفَتَ َح ْت أ ْ‬ ‫ين َو َ‬ ‫اق ِت ٍ‬ ‫ين ‪:‬‬ ‫َخا َ‬ ‫طا أ َْو َر َ‬ ‫َع ُي ُن ُه َما َو َعلِ َما أ ََّن ُه َما ُع ْرَيا َنان هذا يعني أن اإلنسان بالخطية يدرك أنه دخل إلي حالة من الفساد‬ ‫فَا ْنفَتَ َح ْت أ ْ‬ ‫تظهر خالل أحاسيس الجسد وشهواته التي ال تضبط‪ .‬بهذا يدخل اإلنسان في معرفة جديدة‪ ،‬هي خبرة الشر‬

‫الذي إمتزج بحياته وأفسد جسده تماماً‪ ،‬هو تعرف علي جسده الذي صار عنيفاً في الشر بال ضابط‪ .‬هما صا ار‬ ‫عريانين إذ فقدا النعمة التي حفظتهما من خزي عري الجسد‪ .‬وحاوال أن يستت ار فلم يجدا سوي أوراق التين‪.‬‬

‫وخياطة أوراق التين تشير لمجهود اإلنسان الذي ال يستر فهو ليس كافياً بدون نعمة المسيح‪ .‬فهما فقدا رداء‬

‫الفضيلة والبراءة والمجد والفرح وصا ار في عوز للكرامة بل للحكم المنطقي فهما حاوال اإلختباء من هللا الذي يري‬

‫كل شئ بعد أن كان آدم مثال للحكمة والسلطان‪.‬‬

‫أوراق التين أصبحت تشير للبر الذاتي‪ ،‬وكل مجهود لتبرير أخطائي هو ورق تين‪.‬‬ ‫عندما خلق هللا آدم كان يحب هللا ألنه مخلوق على صورة هللا وهللا محبة‪ .‬وألن هناك محبة متبادلة بين آدم وهللا‬

‫كان آدم يحيا فى جنة الفرح (عدن=فرح)‪ .‬ولما ُخلقت حواء استم ار كالهما فى النظر نحو هللا وكانا يحبان هللا‬ ‫فاستم ار فى حالة الفرح أى إستم ار فى الجنة‪.‬‬

‫وعندما سقطا صا ار ينظران لبعضهما فانشغال بجسديهما ونسيا النظر هلل ‪ ،‬بل هم إختبآ من هللا فما عادا يرياه ‪،‬‬

‫فقل الحب ‪ ،‬فضاع منهما الفرح وهذا معنى أنهما طردا من الجنة‪ .‬فدخل الحزن إلى العالم‪ .‬وحينما فقدا الفرح ‪،‬‬ ‫إذ بدات محبة هللا تبرد في قلوبهم اذ صاروا ال يرونه ‪ .‬فحولوا طاقة الحب التي كانت داخلهم إلي اإلهتمام‬

‫بأجسادهم ‪ .‬فإستبدلوا الفرح باللذة الحسية ‪ .‬ولآلن فهذا هو خداع ابليس أن الفرح هو اللذة ‪ .‬ولكن شتان الفارق‬

‫‪165‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث )‬

‫بين عطية هللا وعطية الجسد ‪.‬فاللذة ثوان عابرة يعقبها حزن ‪ ،‬بينما الفرح دائم ‪ ،‬بل ينتصر علي أي ألم خارجي‬

‫" ال ينزع أحد فرحكم منكم " ( يو ‪ . ) 22 : 11‬وهل تستطيع الملذات الحسية ان تعطي فرحا إلنسان مهدد‬ ‫بالموت ‪ .‬لذلك فبولس الرسول الذي يقول أن الزواج مكرم (عب ‪ 1 ( + )5 : 13‬كو ‪ ) 5- 2 : :‬يعود‬

‫ويطلب في اآلية التالية مباشرة ‪ ،‬االمتناع لفترة يقضيها الزوجان في الصوم والصالة (‪1‬كو‪ ) 4 : :‬وواضح انه‬ ‫يطلب هذا من كل المؤمنين ليتفرغوا هلل محولين طاقة الحب داخلهم إلي هللا ‪ ،‬فيتذوقوا الفرح الحقيقي بدال من‬

‫اللذة الحسية ‪.‬‬

‫وبعد الفداء صحح هللا الوضع فجاء الروح القدس ليسكب محبة هللا فى قلوبنا (رو‪ )4:4‬وبذلك صارت ثمار‬

‫الروح القدس محبة فرح ‪ ...‬وبهذا كان من ثمار الفداء إستعادة الحالة الفردوسية‪ .‬ولهذا طلب الرسول منا أن‬ ‫نمتلئ من الروح لنفرح بدال من الخمر أي الملذات العالمية ‪ .‬وطريقة اإلمتالء شرحها الرسول في اآليات اآلتية (‬

‫أف ‪) 21 – 11 : 4‬‬

‫له م ِ‬ ‫الر ِب ِ ِ‬ ‫‪ِ 7‬‬ ‫يح َّ‬ ‫اش ًيا ِفي ا ْل َج َّن ِة ِع ْن َد ُه ُب ِ‬ ‫الن َه ِ‬ ‫ام َأرَتُ ُه ِم ْن َو ْج ِه‬ ‫وب ِر ِ‬ ‫ت َّ‬ ‫ار‪ ،‬فَ ْ‬ ‫اختَ​َبأَ َ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫أية (‪َ " -:( 7‬و َسم َعا َ‬ ‫آد ُم َو ْ‬ ‫اإل َ‬ ‫اإل ِ‬ ‫الر ِب ِ‬ ‫له ِفي َو َس ِط َش َج ِر ا ْل َج َّن ِة‪".‬‬ ‫َّ‬ ‫قابل اإلنسان حب هللا بالعصيان‪ .‬وقابل هللا عصيان اإلنسان بالحب حتي يرجع له اإلنسان‪.‬‬

‫الر ِب ‪ :‬الصوت ال يمشي‪ ،‬لكننا نسمع هنا أن صوت هللا كان ماشياً‪ .‬إذاً هو كلمة هللا‪ ،‬اإلبن الوحيد‬ ‫ت َّ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫َ‬ ‫الجنس الذي جاء مباد اًر بالحب ليقتنص اإلنسان الساقط ويقيمه (عب ‪)11:2‬‬ ‫م ِ‬ ‫اش ًيا ‪ :‬الكلمة العبرية تفيد أنه يمشي للمسرة‪ ،‬فهذا هو فرح هللا أن يخلص اإلنسان بإبنه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يح َّ‬ ‫ِع ْن َد ُه ُب ِ‬ ‫الن َه ِ‬ ‫ار ‪ :‬كلمة ريح وكلمة روح بالعبرية هي كلمة واحدة‪ .‬والمعني أن الروح القدس هو الذي‬ ‫وب ِر ِ‬

‫يعطينا معرفة المسيح الكلمة نور العالم‪ :‬ريح النهار فبنورك يارب نعاين النور والحظ أن هللا لم ينتظر اإلنسان‬

‫ليأتي إليه معتذ اًر عن خطاياه‪ ،‬بل تقدم هو له بالحب يجتذبه ليعرف خطاياه ويعترف بها‪.‬‬

‫هنا نرى أول عمل للثالوث القدوس فى عمل الخالص لالنسان‪ .‬فاآلب يرسل صوته (كلمته) وروحه آلدم‪ .‬وهذا‬

‫ما رأيناه يوم عماد المسيح فى االردن‪ .‬ولذلك نسمع هنا عن الفرح فى كلمة ماشيا = هذا هو ابنى الحبيب الذى‬

‫به سررت‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ب ِ‬ ‫ت؟»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ادى َّ‬ ‫ال لَ ُه‪« :‬أ َْي َن أَ ْن َ‬ ‫له َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫أية (‪ " -:(2‬فَ َن َ‬ ‫آد َم َوقَ َ‬

‫ت؟‬ ‫أ َْي َن أَ ْن َ‬ ‫هذه ال تعني أن هللا يسأل عن مكانه بل عن حاله‪ ،‬فهو صار ضائعاً مفقوداً من الشركة مع هللا‪ .‬وهللا يسأل آدم‬

‫ليستدرجه لإلعتراف كما عمل مع السامرية‪ ،‬لذلك هو لم يسأل الحية فال رحمة للشيطان ألنه لن يتوب‪ .‬هنا‬

‫صوت هللا يبحث عن خروفه الضال‪ .‬هذا سؤال هللا لكل خاطئ ومعناه "لماذا صرت بعيداً عني" فآدم كان يسعي‬

‫قبل ذلك للقاء هللا واآلن يختبئ! لو عرف كل خاطئ أين هو من هللا بعد أن ترك حضنه‪ ،‬وأنه بإنصرافه عن هللا‬

‫‪166‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث )‬

‫صار في مزبلة لرجع فو اًر‪ .‬ومع هذا فمن محبة هللا أنه يريد أن يدخل في حوار مع اإلنسان‪ ،‬ويكشف له أن‬ ‫خطيته جعلته غير مستحقاً أن يكون موضع معرفة هللا وأنه بالخطية صار مختفياً عن النور اإللهي " هللا صار‬

‫ال يعرفه معرفة الصداقة والشركة معه"‬

‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ْت»‪" .‬‬ ‫ان فَ ْ‬ ‫اختَ​َبأ ُ‬ ‫ص ْوتَ َك ِفي ا ْل َج َّن ِة فَ َخ ِش ُ‬ ‫ال‪َ « :‬س ِم ْع ُ‬ ‫يت‪ ،‬ألَني ُع ْرَي ٌ‬ ‫ت َ‬ ‫أية (‪ " -:( 13‬فَقَ َ‬ ‫يتضح أن آدم فهم سؤال هللا أنه ليس سؤال عن المكان بل عن حاله "لماذا هو مختبئ" وواضح أن الخوف‬

‫والخشية دخال نتيجة الخطية‪ ،‬فالظلمة التطيق معاينة النور (‪1‬يو ‪)11 ، 1::5‬‬

‫واختباء آدم من وجه هللا يساوي هروب يونان من هللا وكالهما جهل فالخطية تعمي نظر العقل‪ .‬واإلنسان إذ‬ ‫طلب المعرفة خالل خبرة الشر إظلمت عيناه فإختبأ من وجه الرب وابتعد عن معرفة هللا النقية (إر ‪.)2::2‬‬

‫اإلنسان لم يعد يستطيع أن يعاين الرب ال ألن الرب مرعب ومخيف‪ ،‬وانما ألن اإلنسان في شره فقد صورة هللا‬

‫الداخلية التي تجتذبه بالحب نحو خالقه محب البشر‪ ،‬فصار هللا بالنسبة له مرعباً ودياناً للخطاة‪ .‬فالعيب في‬

‫اإلنسان الذي فقد نقاوة طبيعته وهذا هو سر خوفنا من الموت اآلن‪ .‬بل إن هللا من محبته تواري عن اإلنسان‬

‫فآدم لم يعد يحتمل نور هللا‪ ،‬وحتي ال يموت اإلنسان‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ِم َن َّ‬ ‫َن الَ تَأ ُْك َل ِم ْن َها؟» "‬ ‫ص ْيتُ َك أ ْ‬ ‫ان؟ َه ْل أ َ​َك ْل َ‬ ‫َعلَ َم َك أ ََّن َك ُع ْرَي ٌ‬ ‫ال‪َ « :‬م ْن أ ْ‬ ‫الش َج َرِة الَّتي أ َْو َ‬ ‫أية (‪ " -:(11‬فَقَ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫طتْ ِني ِم َن َّ‬ ‫ب‬ ‫الر ُّ‬ ‫َع َ‬ ‫ال َّ‬ ‫الش َج َرِة فَأ َ​َك ْل ُ‬ ‫ال َ‬ ‫آد ُم‪« :‬ا ْل َم ْأرَةُ الَّتي َج َع ْلتَ َها َم ِعي ِه َي أ ْ‬ ‫ت»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫األيات (‪ " -:)13-12‬فَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت»‪" .‬‬ ‫له لِ ْل َم ْأر َِة‪َ « :‬ما ه َذا الَّذي فَ َع ْلت؟» فَقَالَت ا ْل َم ْأرَةُ‪« :‬ا ْل َح َّي ُة َغ َّرتْني فَأ َ​َك ْل ُ‬ ‫اإل ُ‬ ‫كان قصد هللا أن يعترف اإلنسان بخطيته ولكن هذا لم يحدث‪ ،‬بل برر اإلنسان نفسه وألقي اللوم علي الغير‪.‬‬

‫وربما يكون جواب حواء أفضل من جواب آدم إذ هي تقر بأنها خدعت وعيب أن آدم وهو رأس المرأة يختبئ وراء‬

‫إمرأة كان المفروض أنها هي تمتثل به وتتعلم منه‪ .‬ونالحظ أن هللا لم يدخل في حوار مع الحية (إبليس) فهو ال‬

‫أمل له في الخالص‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫ب ِ‬ ‫له لِ ْل َح َّي ِة‪« :‬أل ََّن ِك فَ َع ْل ِت ه َذا‪َ ،‬م ْل ُعوَن ٌة أَْن ِت‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫اإل ُ‬ ‫األيات (‪ " -:( 15-14‬فَقَ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع ُو ُح ِ‬ ‫َج ِم ِ‬ ‫َضعُ َع َد َاوةً‬ ‫وش ا ْل َب ِرَّي ِة‪َ .‬علَى َب ْطن ِك تَ ْس َع ْي َن َوتَُر ًابا تَأ ُْكلِ َ‬ ‫ين ُك َّل أ ََّي ِام َح َيات ِك‪َ .‬وأ َ‬ ‫ِ‬ ‫ين َع ِق َب ُه»‪" .‬‬ ‫َن ْسلِ ِك َوَن ْسلِ َها‪ُ .‬ه َو َي ْس َح ُ‬ ‫ْس ِك‪َ ،‬وأَ ْنت تَ ْس َح ِق َ‬ ‫ق َأر َ‬ ‫لعنة الحية ‪:‬‬

‫يع ا ْل َب َه ِائِم َو ِم ْن‬ ‫ِم ْن َج ِم ِ‬ ‫َب ْي َن ِك َوَب ْي َن ا ْل َم ْأر َِة‪َ ،‬وَب ْي َن‬

‫‪ .1‬هذه اللعنة موجهة إلبليس في الحقيقة فهو الذي صار مكروها من كل الناس‪.‬‬ ‫‪ .2‬واللعنة موجهة للحية كأداة أعثر بها الشيطان اآلخرين‪ .‬وهللا بهذا يشرح لنا أن عقوبة من يعثر اآلخرين‬ ‫كبيرة‪ .‬وهللا هنا يستخدم الحية كوسيلة شرح كما لعن المسيح التينة‪.‬‬

‫‪167‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث )‬

‫‪ .3‬هللا يعاقب الحية ألنها كانت األداة في الخطية‪ ،‬هكذا الجسد ألنه أداة الخطية البد وان يعاقب مع النفس‬ ‫يوم الدينونة‪ .‬وهذه الفكرة نجدها أيضاً في عقوبة الثور الذي ينطح إنساناً فيقتله‪ ،‬فكان البد من قتل الثور‬

‫(خر‪.)21،21:21‬‬

‫‪ .5‬هناك إحتمال بأن الحية كان لها قبل اللعنة أرجل تمشي عليها وترفع نفسها عن األرض‪ ،‬ولكن المهم أن‬ ‫اآلن الحية تسعي علي بطنها وتلحس التراب أو هي تحصل علي طعامها ملوثاً به‪ .‬هكذا كل إنسان‬ ‫يقبل أن يكون أداة للعدو الشرير يصير كالحية‪ ،‬يسعي علي بطنه محباً لألرضيات‪ ،‬ليس له أقدام ترفعه‬

‫عن التراب‪ ،‬وال أجنحة تنطلق به فوق الزمنيات واألرضيات الفانية‪ .‬يصير محباً ألن يمأل بطنه بالتراب‪.‬‬

‫واذ يمأل نفسه بالتراب يصير هو نفسه تراباً أي مأكالً للحية‪ .‬ياليت لنا أجنحة الروح القدس نرتفع بها‬

‫عن األرضيات للسماء‪.‬‬

‫‪ .4‬والشيطان بعد أن كان جميالً قبل سقوطه صار كريهاً‪ .‬وأكل التراب رمز للدناءة‪.‬‬

‫‪ .1‬صارت العداوة دائمة بين الشيطان (الحية) وبين اإلنسان فالحية دائما تعض اإلنسان في قدمه واإلنسان‬ ‫يقتل الحية بضرب رأسها‪ .‬والحظ ان اإلنسان والحية كانا قد إتفقا في الشر والنتيجة كانت كراهية وقطيعة‬ ‫بينهما فالكراهية والقطيعة مصاحبان للخطية‪.‬‬ ‫البركة داخل اللعنة‪" :‬حولت لي العقوبة خالصاً‪ ..‬القداس الغريغوري"‬ ‫نجد داخل الكلمات التي لعن بها هللا الحية بركات كثيرة لإلنسان‪.‬‬ ‫‪ .1‬نسل المرأة‪ :‬هو المسيح‪ ...‬إذن هي نبوءة بتجسد المسيح‪ .‬ولم يقل نسل الرجل فهو ولد من العذراء بدون‬ ‫زرع بشر‪ .‬لذلك رجع لوقا بنسب المسيح إلي آدم ليظهر أن نسله سحق رأس الحية‪ .‬وكان كل القدماء‬

‫من األباء ينتظرون مسيا حتي السامرية توارثت هذا الرأي (يو‪ .)5‬ووجدوا في مصر صورة لإلله "هاو"‬

‫يسحق رأس حية‪.‬‬

‫‪ .2‬تسحق عقبه‪ :‬هذه تشير ألالم المسيح ومعاناته التي لحقت بطبيعته البشرية‪ .‬فالشيطان أقنع اليهود‬ ‫بإضطهاد المسيح وصلبه وأقنع بطرس بإنكاره‪ .‬وكل هذا ليعطل الخالص‬

‫‪ .3‬يسحق رأسك‪ :‬راجع رؤ ‪ + 21:11‬لو‪ 21-1::11‬المسيح بصليبه سحق إبليس كو‪.14،15:2‬‬

‫‪ +‬إذن نجد في نفس الكلمات لعنة للشيطان وبركات لإلنسان‪ .‬وهذه تشبه نار ناحية الشعب تضئ لهم ليالً‬ ‫وسحابة تجاه المصريين تظللهم (خر ‪) 21:15‬‬

‫‪ +‬والحظ أن سحق رأس الشيطان يشير لحيله وأفكاره وخبثه‪.‬‬ ‫‪ +‬نجد في هذه اآليات أول وعد بالخالص‪.‬‬

‫‪ +‬مازالت الحية تسحق عقب كل من يقبل أن ينزل من الحياة السماوية‪.‬‬

‫‪168‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث )‬

‫ِ‬ ‫أية (‪16" -:(16‬وقَال لِ ْلم أر َِة‪« :‬تَ ْك ِث ا ِ‬ ‫اش ِت َياقُ ِك َو ُه َو‬ ‫ون ْ‬ ‫ين أ َْوالَ ًدا‪َ .‬وِالَى َر ُجلِ ِك َي ُك ُ‬ ‫اب َح َبلِ ِك‪ِ ،‬با ْل َو َج ِع تَلِد َ‬ ‫ير أ َُكث ُر أَتْ َع َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ً‬ ‫ود َعلَ ْي ِك»‪".‬‬ ‫َي ُس ُ‬ ‫تأديب المرأة ‪:‬‬

‫‪ .1‬يالحظ أن أتعاب المرأة في والدتها أكثر من أي خليقة أخري‪.‬‬

‫‪ .2‬هللا وضع الزواج ليكون الرجل رأس المرأة يفيض عليها من حبه وهي تخضع له بالمحبة ولكن يبدو في‬ ‫هذا الكالم أنه نوع من الرياسة والخضوع حتي يقود المرأة للتواضع والتوبة‪.‬‬

‫‪ .3‬إلي رجلك يكون إشتياقك‪ :‬لشعورها بالضعف المستمر واحتياجها للحماية‪ .‬ونالحظ أن إشتياق المرأة‬ ‫للرجل دفعها للتغلب علي المخاوف من الوالدة وأتعابها وحتي ال ترفض الزواج‪ .‬وأيضا كون الرجل يسود‬ ‫عليها أعطي أن يكون للبيت رأس واحد‪.‬‬

‫البركة داخل العقوبة ‪:‬‬

‫‪ .1‬رأينا سابقا ان العقوبة أثمرت عن وجود رأس واحد لألسرة‪ .‬واستم اررية الحياة بالنسل‪..‬‬

‫‪ .2‬إلي رجلك يكون إشتياقك‪ :‬الرجل هنا يشير للمسيح والمرأة تشير للكنيسة وهي تشتاق له‪.‬‬ ‫‪ . 3‬يسود عليك‪ :‬بالحب وبصليبه‪ .‬وهي تشتاق لمجيئه عبر العصور‪.‬‬

‫‪ .4‬أتعاب حبلك‪ :‬غل ‪ .11:5‬فنري هنا الكنيسة وخدامها يتألمون لكي يولد أي مؤمن‪ ،‬ويفرحون بعد أن‬ ‫يتوب هذا المؤمن‪ ،‬أالمهم هي جهادهم معه وصلواتهم ألجل توبته‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫األيات (‪10" -:(12-10‬وقَال آلدم‪« :‬أل ََّنك س ِمعت لِقَو ِل ِ‬ ‫ت ِم َن َّ‬ ‫ص ْيتُ َك قَ ِائالً‪ :‬الَ‬ ‫ام َأرَت َك َوأ َ​َك ْل َ‬ ‫الش َج َرِة الَّتي أ َْو َ‬ ‫َ َ َْ ْ ْ‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ض ِب َس َب ِب َك‪ِ .‬بالتَّ َع ِب تَأ ُْك ُل ِم ْن َها ُك َّل أ ََّي ِام َح َيات َك‪َ .‬و َش ْو ًكا َو َح َس ًكا تُْن ِب ُ‬ ‫تَأ ُْك ْل ِم ْن َها‪َ ،‬م ْل ُعوَن ٌة األ َْر ُ‬ ‫ت لَ َك‪َ ،‬وتَأ ُْك ُل ُع ْش َ‬ ‫ُخذ َ ِ‬ ‫ض الَِّتي أ ِ‬ ‫اب‪َ ،‬وِالَى تُر ٍ‬ ‫ود ِإلَى األ َْر ِ‬ ‫ا ْل َح ْق ِل‪ِ 12 .‬ب َع َر ِ‬ ‫ود»‪".‬‬ ‫اب تَ ُع ُ‬ ‫ق َو ْج ِه َك تَأ ُْك ُل ُخ ْب ًاز َحتَّى تَ ُع َ‬ ‫ْت م ْن َها‪ .‬أل ََّن َك تَُر ٌ‬ ‫َ‬ ‫تأديب الرجل ‪:‬‬ ‫‪ .1‬لعنة األرض‪ :‬تعني أنها لم تعد سخية في عطائها بل صارت قاسية ال تعطي إال بالتعب‪.‬‬ ‫‪ .2‬أكل الخبر بعرق الوجه يشير ألن العمل لم يعد لذة بل صار تعباً‪.‬‬

‫‪ .3‬األرض تنبت شوكاً وحسكاً‪ :‬أي عقوبتها الحريق عب ‪ .1:1‬والشوك يشير ألن آدم كان يجد في عمله‬ ‫آالماً توخزه‪ .‬واألمراض واألح ازن هي شوك وحسك‪.‬‬

‫‪ .5‬أكل عشب الحقل‪ :‬كان العشب طعام الحيوانات فصار طعاماً لإلنسان‪ .‬وهذا ما حدث مع نبوخذ نصر‬ ‫فرفع عينيه للسماء‪ .‬فهذه العقوبة تشير ألن هللا يريد أن نرفع أعيننا للسماء ونعرف أن هذه األرض ليست‬ ‫مكاننا وال فيها راحتنا‪ ،‬بل كلها تعب وأشواك وحسك وهي ملعونة فال نشتاق أن نحيا فيها لألبد‪.‬‬

‫‪ .4‬إلي التراب تعود‪ :‬هي عقوبة الموت‪ .‬أما من إشتاق للسماء وعاش في السماويات‪ .‬فيسمع الصوت أنت‬ ‫عشت في السماويات فللسماء تعود‪ ،‬هذا عمل نعمة ‪.‬‬

‫‪169‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث )‬

‫بركات داخل العقوبة ‪:‬‬

‫هذه اللعنة لألرض واألالم واألتعاب التي يعاني منها اإلنسان صارت تدفعه لإلشتياق للخالص من أتعاب هذا‬

‫العالم حتي يذهب للراحة‪ .‬بل الموت نفسه صار طريقاً للخالص من هذا الجسد ومن شهواته (رو‪)25::‬‬ ‫وصارت السماء شهوة (في‪ )23:1‬بل العمر القصير صار بركة حتي ال يعتمد اإلنسان علي طول عمره فيحيا‬

‫في الخطية‪ ،‬بل يكون مستعداً دائماً‪.‬‬

‫ماذا حمل المسيح عنا‪:‬‬ ‫قبل المسيح عنا كل آثار الخطية‪ ،‬وحمل كل ما كان يجب علي آدم أن يحتمله‬ ‫‪ .1‬اللعنة‪ :‬المسيح قبل اللعنة "ملعون كل من علق علي خشبة" وصار لعنة ألجلنا‬ ‫‪ .2‬التعب‪ :‬المسيح صار رجل أوجاع ومختبر الحزن (أش ‪ + 3:43‬عب‪.): : 4‬‬

‫(رو ‪)21-12:4‬‬ ‫(غل ‪.)13:3‬‬

‫‪ .3‬الشوك‪ :‬هذا حمله علي رأسه‪.‬‬

‫‪ .5‬الموت‪ :‬وقد تذوقه المسيح ألجلنا عب ‪.1:2‬‬

‫‪ .4‬العري‪ :‬فقد علق المسيح عارياً علي الصليب‪.‬‬

‫‪ .1‬تعب الوالدة‪ :‬هو يتعب ليأتي بالمؤمنين " من تعب نفسه يري ويشبع أش ‪.11:43‬‬ ‫‪ .:‬الخضوع‪ :‬أطاع المسيح حتي الموت‪ ،‬موت الصليب بل خضع للناموس‬ ‫‪ .1‬العرق‪ :‬هو عرق دماً في بستان جثسيماني لو ‪.55:22‬‬

‫غل ‪ + 5:5‬في ‪1:2‬‬

‫‪ .1‬الحزن‪ :‬صار رجل أحزان أش ‪.3:43‬‬

‫‪23‬‬ ‫آدم اسم ِ ِ‬ ‫اء» أل ََّن َها أ ُُّم ُك ِل َح ٍي‪".‬‬ ‫ام َأرَته « َح َّو َ‬ ‫أية (‪َ " -:( 23‬وَد َعا َ ُ ْ َ ْ‬ ‫أ ُُّم ُك ِل َح ٍي ‪:‬‬

‫كما رأينا فاهلل َحم َل أيات العقوبات ببركات الخالص وقد فهم آدم الوعود المتضمنه في هذه الكلمات‪ .‬وتسمية آدم‬ ‫إلمرته حواء (من كلمة حياة) هي ختم تصديق علي وعود هللا‪ .‬كما غير هللا إسم إبرام إلي إبراهيم كختم تصديق‬ ‫أ‬ ‫إمرة واآلن يسميها حواء علي الرجاء في وعد هللا بمخلص يأتي له بالحياة‪.‬‬ ‫علي الوعد‪ .‬هو سبق له أن سماها أ‬

‫ومن نسلها سيأتي المخلص الذي يسحق رأس الحية‪ .‬فآدم فهم واستوعب أقوال هللا بأن حواء ستصير أماً للمسيح‬

‫الحي الذي يعطي حياة للكل‪ .‬وفي آدم نري أباً لكل البشرية وفي حواء نري أماً لكل البشرية‪ .‬ولذلك من خاللهما‬

‫‪170‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث )‬

‫سقطنا معهم ا تحت ذات التأديب حتي جاء آدم الثاني يهب الحياة للمؤمنين وصارت حواء الثانية هي الكنيسة‬ ‫والدة كل المسيحيين‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫آلدم و ِ ِ ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ص ًة ِم ْن ِج ْل ٍد َوأَْل َب َس ُه َما "‬ ‫الر ُّ‬ ‫ص َن َع َّ‬ ‫اإل ُ‬ ‫ام َأرَته أَقْم َ‬ ‫أية (‪َ " -:( 21‬و َ‬ ‫له َ َ َ ْ‬ ‫األقمصة الجلدية جاءت من ذبائح‪.‬‬

‫وفي الذبائح رأي آدم حيوان برئ يموت ‪ ،‬ليلبس هو وفهم أهمية الذبيحة أن هناك برئ يموت ليستتر هو‪ .‬إذاً‬

‫األقمصة الجلدية فيها يشرح هللا طريقة الحياة‪ ،‬كيف تكون حواء أم كل حي وليست أماً لكل ميت‪ .‬وبالذبيحة‬

‫يشرح هللا كيف يتحول الموت لحياة‪.‬‬

‫ونري هنا كيف أن هللا يهتم بملبسهم‪ .‬واذا وجدنا من يفتخر بمالبسه نفكر في أنه يفتخر بعريه وخطيته فبدون‬

‫الخطية ما كان في حاجة لملبس وال حماية المالبس‪.‬‬

‫ونالحظ أن هللا وآدم تقاسما الذبيحة فاهلل حصل علي اللحم كذبيحة محرقة وآدم حصل علي الجلد يلبسه‪.‬‬

‫والمسيح قدم نفسه ذبيحة محرقة لآلب وكسانا برداء بره وسترنا وستر خطايانا كذبيحة خطية‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫ان قَ ْد صار َكو ِ‬ ‫له‪ُ « :‬ه َوَذا ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ارفًا ا ْل َخ ْي َر َو َّ‬ ‫اح ٍد ِم َّنا َع ِ‬ ‫اآلن لَ َعلَّ ُه َي ُم ُّد‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫اإل ُ‬ ‫الش َّر‪َ .‬و َ‬ ‫اإل ْن َس ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫أية (‪َ " -:( 22‬وقَ َ‬ ‫ي َده ويأْ ُخ ُذ ِم ْن َشجرِة ا ْلحي ِ‬ ‫ضا َوَيأ ُْك ُل َوَي ْح َيا ِإلَى األ َ​َب ِد»‪" .‬‬ ‫اة أ َْي ً‬ ‫َ​َ َ​َ‬ ‫َ ُ َ​َ‬ ‫قَ ْد صار َكو ِ‬ ‫اح ٍد ِم َّنا ‪ :‬هذه قد تعتبر أسلوبا تهكمياً فهل صارت معرفة اإلنسان كمعرفة هللا وهذا ما كان اإلنسان‬ ‫َ َ َ‬ ‫يأمله‪ .‬فاهلل لقداسته يعرف الشر ويكرهه‪ .‬أما اإلنسان لضعفه فصار يعرف الشر ويشتهيه وهذا هو ما أورثه آدم‬

‫للبشرية‪ .‬وكون اإلنسان صار كواحد من الثالوث فهذه تعتبر نبوة عن تجسد المسيح األقنوم الثاني فهو الذي‬ ‫تجسد وصار كواحد منا ‪.‬‬

‫اإلنسان ال يستطيع ان يحيا من ذاته لألبد لذلك وضع هللا طريقة يحيا بها وهي شجرة الحياة‪ .‬واآلن بعد أن‬

‫وقعت علي اإلنسان عقوبة الموت كان البد ان يحرم من شجرة الحياة ولكن داخل كل عقوبة هناك بركة‪ .‬فكان‬

‫يجب أن يموت آدم حتي يتخلص من جسد الخطية‪ .‬وصار الموت عالجاً ألنه يضع حداً للشرور‪ .‬فاهلل ال يريد‬

‫لإلنسان أن يحيا بجسد شوهته الخطية‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫ض الَِّتي أ ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ُخ َذ ِم ْن َها‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َخ َر َج ُه َّ‬ ‫أية (‪ " -:( 23‬فَأ ْ‬ ‫له ِم ْن َجنَّ ِة َع ْد ٍن لِ َي ْع َم َل األ َْر َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫طرد اإلنسان من الجنة‬

‫‪ .1‬هللا بذلك يعلن عدم رضائه عن تصرف آدم ‪.‬‬ ‫‪ .2‬هناك مراحم محفوظة لإلنسان بعد موته ‪.‬‬ ‫‪ .3‬خارج الجنة سيقارن بين حاله فيها وحاله خارجها فيتوب ويشتاق هلل كما حدث مع اإلبن الضال‪.‬‬ ‫‪ .5‬إذا قدم توبه يسمع الصوت "تكون معي في الفردوس"‬ ‫‪171‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث )‬

‫ِ ِ​ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪24 " -:( 24‬فَطَ َرَد ِ‬ ‫اس ِة طَ ِري ِ‬ ‫ق َش َج َرِة‬ ‫اإل ْن َس َ‬ ‫يم‪َ ،‬ولَ ِه َ‬ ‫يب َس ْيف ُمتَ َقل ٍب لح َر َ‬ ‫ام َش ْرق َّي َجنة َع ْد ٍن ا ْل َك ُروب َ‬ ‫ان‪َ ،‬وأَقَ َ‬ ‫ا ْلحي ِ‬ ‫اة‪".‬‬ ‫َ​َ‬ ‫الكاروبيم يمنع اإلنسان ‪:‬‬

‫ألنه صارت حالة عدم سالم بين السمائيين واألرضيين ألن اإلنسان في حالة تمرد علي هللا‪ .‬وبنفس المفهوم كان‬ ‫هناك كاروبيم علي حجاب قدس األقداس وصار الكاروبيم شاهداً علي تنفيذ العقوبة حتي جاء المسيح الراكب‬ ‫علي الكروب وشق حجاب الهيكل وصار الصلح بين األرضيين والسمائيين‪ .‬بل صار فرح في السماء برجوع‬

‫خاطئ واحد وتوبته‪.‬‬

‫بل أن الكاروبيم هذا صار شاهداً علي محبة هللا الذي اليريد لإلنسان أن يحيا في جسد شوهته الخطية‪ ،‬بل عليه‬

‫أن يموت أوالً بهذا الجسد ليحصل علي الجسد الممجد بعد ذلك ويحيا لألبد في مجد‪ .‬فالكاروبيم هو شاهد علي‬ ‫مراحم هللا الذي بدمه سوف يستعيد اإلنسان مجده وحياته األبدية فالكاروبيم كانوا فوق تابوت العهد ينظران دم‬

‫ذبيحة الكفارة علي غطاء تابوت العهد‪ .‬والدم يعلن غفران هللا للشعب حتي ال يهلك الشعب‪ .‬لذلك دعي الغطاء‬ ‫كرسي الرحمة فى الترجمة السبعينية‪.‬‬

‫وكما ان الكاروبيم كان شاهداً علي محبة هللا وان هللا ال يريد ان نحيا في هذا الجسد الذي سكنت فيه الخطية‬

‫فشوهته ‪ ،‬وان هللا ينتظر حتي يتمم لنا الفداء ونلبس االجساد الممجدة ‪ .‬هكذا فالكاروبيم شاهد علي كلمة هللا‬

‫ووعده بأن يأتى المسيح نسل المرأة ليسحق رأس الحية ‪ .‬والسيف في يد المالك هو كلمة هللا النارية أى وعود هللا‬ ‫= لهيب سيف ‪ ( .‬عب ‪) 12 : 5‬‬

‫وهو متقلب = ‪which turned every way‬‬

‫أي يظهر كلمة هللا ووعده لكل الخليقة وكل لسان بأن المخلص آت ‪ .‬أليس هو المالك الكاروبيم ذو األربع وجوه‬ ‫( حز ‪ + : – 4 : 1‬رؤ ‪ . ) 11 – 1: 5‬ونحن نري هذه الوعود وتحقيقها في األربع أناجيل ‪ ،‬ورموز األناجيل‬ ‫كما تعلمنا الكنيسة هي نفسها وجوه الكاروبيم ‪.‬‬

‫لحراسة طريق شجرة الحياة = مما سبق نفهم معنى هذه العبارة ‪ ،‬أن هذا الكاروبيم يقف أمام العالم كله شاهدا‬ ‫على مراحم هللا وصدق كلمته ووعوده بعودة اإلنسان المطرود‪ .‬وبنفس المعنى نجد أن يوحنا الحبيب رأى حول‬

‫العرش فى السماء قوس قزح شبه الزمرد ‪ ،‬قوس قزح = هللا ال يريد إهالك البشر ‪ .‬الزمرد بلونه األخضر= هو‬ ‫ويظهر وعوده لكل العالم بأنه يريد الحياة للبشر ‪ ،‬وسيفعل والكاروب شاهد‬ ‫إشارة للحياة ‪ .‬إذاً المعنى أن هللا ُيعلن ُ‬ ‫على هذه الوعود ‪.‬‬ ‫طرد االنسان من الجنة‬

‫جغرافيا فان الجنة هي في أرض العراق كما أرينا من قبل ‪ .‬فما معني طرد آدم من الجنة؟‬

‫‪172‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث )‬

‫عدن أي الفرح ‪ .‬وبالتالي نفهم ان آدم استمر في ارض العراق ولكنه ما عاد يستمتع‬ ‫الجنة كان اسمها جنة ْ‬ ‫بالفرح ‪ .‬فبسبب الخطية ما عاد قاد ار أن يعاين هللا او يراه فكان أن إختبأ من هللا ‪ .‬وبدأ الحب يفتر والفرح يقل ‪.‬‬ ‫فبحث عن اللذة الحسية عوضا عن الفرح‬

‫وهذا معني انهما علما انهما عريانين ولكن شتان الفرق بين اللذة والفرح ‪ .‬هذا الذي أعاده لنا المسيح بفدائه "‬

‫أراكم فتفرح قلوبكم " (يو ‪ ) 22 : 11‬والمسيح أرسل لنا " الروح القدس الذي سكب محبة هللا في قلوبنا" (رو‪: 4‬‬ ‫‪ )4‬وأصبح من ثمار الروح المحبة والتي نتيجتها الطبيعية الفرح (غل ‪ ) 22 :4‬وبهذا إستعدنا الحالة الفردوسية‬

‫االولي‪.‬‬

‫رأينا فى هذا اإلصحاح خطية آدم وهذه الخطية هى الخطية التى توارثها البشر بإسم الخطية الجدية وهى التمرد‬

‫والعصيان‪ ،‬لقد كان أمام آدم كل شجر الجنة لكنه إختار الشجرة الوحيدة الممنوعة‪ .‬ودخل للقاموس اإلنسانى‬

‫القول ( كل ممنوع مرغوب ) ‪ .‬وصارت شهوة اإلنسان أن يحصل على ما ليس له وهذا ما قاله سليمان الحكيم "‬ ‫المياه المسروقة حلوة وخبز الخفية لذيذ " (أم‪ . )17 : 9‬والخطية تعريفها ببساطة أن اإلنسان يبحث عما يريده‬ ‫هو وليس ما يريده هللا‪ ،‬ولغويا فكلمة خطية تعنى من يخطئ إصابة الهدف فيفقد المكافأة‪ ،‬وروحيا فمن يصر‬ ‫على خطيته بال توبة يفقد المكافأة التى هى الخالص ويحرم من معاينة مجد هللا (رو‪ . )23 : 3‬وبالنسبة آلدم‬

‫فهو حينما أخطأ فقد الجنة بكل أفراحها وجمالها وما عاد يرى هللا ففقد بالتالى ما كان له من مجد وبهاء خلقته‬

‫األولى‪....‬إلخ‪.‬‬

‫إذا فمعنى طرد اإلنسان = ما عاد يرى هللا ففقد صورة المجد فالمجد هو إنعكاس مجد هللا عليه ‪ /‬فقد الحياة‬ ‫األبدية ومات ‪ /‬فقد حالة الفرح ‪.....‬إلخ ‪ .‬وراجع فى مقدمة سفر التكوين موضوع نتائج الخطية‪.‬‬

‫‪173‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع )‬

‫اإلصحاح الرابع‬

‫عودة للجدول‬

‫بعد أن سقط آدم وحواء حمل نسلهما ميكروب الخطية‪ .‬وظهر هذا بقوة في الجريمة األولي التي شهدت قتل‬ ‫قايين ألخيه هابيل‪ .‬ورأينا نتائج الخطية حسد وبغضة وقتل …ألخ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ِب»‪" .‬‬ ‫ت َر ُجالً ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬و َع َر َ‬ ‫ف َ‬ ‫ين‪َ .‬وقَالَت‪« :‬اقْتَ​َن ْي ُ‬ ‫ام َأرَتَ ُه فَ َح ِبلَ ْت َو َولَ َد ْت قَا ِي َ‬ ‫آد ُم َح َّو َ‬ ‫اء ْ‬ ‫هذا هو التعبير المهذب اإلنجيلي للمعاشرة الزوجية‪ .‬وكان آدم من المفروض ان يعاشر زوجته قبل السقوط‬

‫إلنجاب بنين لكن دون شهوة‪.‬‬ ‫الر ِب‪ :‬يمكن ترجمتها (إقتنيت رجالً هو الرب) أو (بمعونة الرب) وهذا معناه أن حواء‬ ‫ت َر ُجالً ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫اقْتَ​َن ْي ُ‬ ‫تصورت أن إبنها هو المخلص أو هي تنسب هلل الخلق فهو الموجد الخالق‪ .‬وهكذا علينا ان ننسب كل نجاح هلل‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ين ع ِ‬ ‫امالً ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫اد ْت فَ َولَ َد ْت أ َ‬ ‫أية (‪ " -:)2‬ثُ َّم َع َ‬ ‫يل َراع ًيا لِ ْل َغ َنِم‪َ ،‬و َك َ‬ ‫يل‪َ .‬و َك َ‬ ‫ان قَا ِي ُ َ‬ ‫ان َها ِب ُ‬ ‫َخاهُ َها ِب َ‬ ‫يل‪:‬‬ ‫َها ِب َ‬

‫معني إسمه غير ثابت أو زائل كالبخار وهذا اإلسم قد تكون حواء أطلقته علي إبنها بعد أن قتله قايين أخوه‬

‫فقالت أنه زال كما يزال البخار‪ .‬أو تكون أسمته هذا األسم ألنها تيقنت أن كل إنسان مصيره الزوال حسب قضاء‬ ‫الرب‪ .‬ونالحظ أن األسماء غالباً كانت تطلق علي اإلنسان ليس وهو صغي اًر فالعدد كان قليل ال يحتاج ألسماء‬

‫للتمييز (وهذا سوف نالحظه في أسماء أوالد قايين)‪ .‬أو ألن حواء تصورت أن قايين هو المخلص الذي أرسله‬

‫هللا وكل ما سواه هو هباء "في ‪ "1:3‬وكان هابيل راعياً للغنم وهكذا كان داود‪ ،‬وكان المسيح هو الراعي الصالح‪.‬‬

‫ونالحظ هنا ورود اسم هابيل قبل قايين‪.‬‬

‫ين‪ :...‬هنا يظهر مفهوم البكورية الروحية والجسدية فقايين هو البكر جسدياً لكنه لشره‬ ‫ان قَا ِي ُ‬ ‫يل‪َ ...‬و َك َ‬ ‫َو َك َ‬ ‫ان َها ِب ُ‬ ‫فقد البكورية فتقدم عليه هابيل (مثل رأوبين وعيسو وغيرهما‪ ،‬فرأوبين فقد البكورية وصارت ليوسف الطاهر‪ ،‬الذى‬ ‫حصل على نصيب البكر المضاعف فى الميراث ‪ .‬وهكذا كان مع عيسو ويعقوب)‪.‬‬

‫وهكذا كان المسيح هو بكر بين إخوة كثيرين‪ .‬بكر البشرية جسدياً‪ .‬وكان قايين رم اًز آلدم األول‪ ،‬بكر البشرية‬

‫جسدياً‪ ،‬وقد فقد بكوريته ليظهر هابيل الحقيقي السيد المسيح‪ ،‬آدم الثاني والبكر الحقيقي للبشرية‪ .‬وقايين يرمز‬ ‫لجماعة اليهود الذين حملوا بكورية معرفة هللا لكنهم جحدوا اإليمان بالمخلص وتلطخ مجمعهم بسفك دم البرئ‪،‬‬

‫ليأتي هابيل ممثالً لكنيسة العهد الجديد تضم أعضاء من األمم‪ ،‬فتحتل البكورية الروحية وتحسب كنيسة أبكار‬

‫عب ‪ 23:12‬خالل إلتصاقها أو إتحادها بالرب البكر‪ .‬ونالحظ أن عمل هابيل الرعاية وهذه تشير لمن يدير‬

‫ويقود طاقات جسده (الغنم) أما عمل قايين الزراعة في األرض ربما تشير لمن وجه عنايته للزمنيات‪ .‬لنأكل‬

‫ونشرب ألننا غداً نموت إش ‪1 + 13:22‬كو ‪.32:14‬‬ ‫‪174‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع )‬

‫‪3‬‬ ‫ث ِم ْن‬ ‫األيات (‪َ " -:)5-3‬و َح َد َ‬ ‫أ َْب َك ِ‬ ‫ظ َر‬ ‫ار َغ َن ِم ِه َو ِم ْن ِس َم ِان َها‪ .‬فَ َن َ‬ ‫ط َو ْج ُه ُه‪" .‬‬ ‫ِجدًّا َو َسقَ َ‬

‫‪4‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّم ِم ْن أَثْ َم ِ‬ ‫ضا ِم ْن‬ ‫َب ْع ِد أ ََّي ٍام أ َّ‬ ‫َن قَا ِي َ‬ ‫يل أ َْي ً‬ ‫َّم َها ِب ُ‬ ‫ار األ َْرض قُ ْرَبا ًنا ل َّلرب‪َ ،‬وقَد َ‬ ‫ين قَد َ‬ ‫ب ِإلَى َها ِبيل وقُرب ِان ِه‪5 ،‬و ِ‬ ‫ين‬ ‫الر ُّ‬ ‫ين َوقُْرَب ِان ِه لَ ْم َي ْنظُ ْر‪ .‬فَا ْغتَا َ‬ ‫َّ‬ ‫ظ قَا ِي ُ‬ ‫لك ْن ِإلَى قَا ِي َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ‬

‫لماذا قبل للا قربان هابيل دون قايين؟‬

‫‪ .1‬ربما أشارت عبارة وحدث بعد أيام‪ :‬إلي تراخي قايين في تقدمته أو ممارستها بال حب‪ .‬وبالرجوع لسفر‬ ‫الالويين نفهم أن قرباناً للرب‪ :‬عطية دقيق‪.‬‬

‫‪ .2‬ربما أن قايين حين قدم لم يقدم أفخر ما عنده بل من أثمار األرض وليس مثل هابيل الذي قدم من‬ ‫أبكار غنمه ومن سمانها‪ .‬فهو قدم أفضل ما لديه‪.‬‬

‫‪ .3‬كانت تقدمة قايين من ثمار األرض وهذه غير قادرة علي المصالحة بين هللا واإلنسان أما تقدمة هابيل‬ ‫فكانت ذبيحة دموية تحمل رم اًز للسيد المسيح الذبيحة الحقيقية الذي صالحنا مع اآلب‪ .‬وهنا نسأل كيف‬

‫وعلم أوالده‪.‬‬ ‫عرف هابيل التقدمة التي ترضي اآلب؟ بالتقليد والتسليم فآدم عرف فكرة الذبيحة التي سترته َ‬ ‫‪ .5‬قايين قدم من ثمار األرض واألرض ملعونة‪ .‬وعموماً فاألرض تشير للجسد (راجع مثل الزارع) وثمار‬ ‫الجسد أو أعمال الجسد‪ ..‬زني عهارة‪ ..‬غل ‪ .21-11:4‬وهنا ثمار جسد قايين أي نتيجة عرقه وتعبه‬

‫في أرض ملعونة‪ .‬وتشير ألعمال البر الذاتي مثل ورق التين‪ .‬بينما هابيل قدم ذبيحة ليعلن أنه خاطئ‬ ‫وال سبيل للصلح مع هللا سوي بوساطة ذبيحة (شخص ثالث)‪ .‬وهذا هو إيمان هابيل‪ .‬باإليمان قدم هابيل‬

‫ذبيحة هلل أفضل من قايين عب ‪ .5:11‬اإليمان بالمسيح الذبيحة الحقيقية‪ .‬وكل أعمال الجسد بدون‬

‫المسيح ال قيمة لها وتصبح غير مقبولة‪.‬‬

‫‪ .4‬أعمال قايين كانت شريرة وأعمال هابيل بارة‪ .‬عب ‪ 5:11‬أيو ‪ 12:3‬فالمسيح قال هابيل الصديق‪.‬‬

‫‪ .6‬وكيف عرف قايين ان تقدمة هابيل قد قبلت؟‬

‫غالباً بنزول نار من السماء كما حدث في ال ‪1 + 25:11‬مل ‪.51-31:11‬‬ ‫ط َو ْج ُه ُه‪ :‬أي نكس وجهه وعبسه من الخجل والغيظ‪ .‬فالخطية تفقد اإلنسان سالمه وتحطمه ليعيش في‬ ‫َو َسقَ َ‬ ‫غيظ‪ .‬وضيق‪ .‬ويسقط وجهه للتراب عوضا عن أن يرتفع للسماء‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ت؟ َولِ َما َذا َسقَطَ َو ْج ُه َك؟ "‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ين‪« :‬لِ َما َذا ا ْغتَ ْظ َ‬ ‫ب لِقَا ِي َ‬ ‫أية (‪ " -:)6‬فَقَ َ‬ ‫هللا لم يترك قايين مغتاظا منها اًر بل تقدم إليه بالحب يحدثه ويحاوره قائالً‪.‬‬

‫‪175‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع )‬

‫ت؟ = أي ال سبب لغيظك سوي شر فعلك‪ .‬ثم يبدأ يضع له أول قانون للتوبة "إرجعوا إلي أرجع‬ ‫لِ َما َذا ا ْغتَ ْظ َ‬ ‫إليكم" في اآلية القادمة‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اب َخ ِط َّي ٌة ارِبض ٌة‪ ،‬وِالَيك ْ ِ‬ ‫ت أَفَالَ رفْعٌ؟ َوِا ْن لَم تُ ْح ِس ْن فَ ِع ْن َد ا ْل َب ِ‬ ‫ود‬ ‫ت تَ ُس ُ‬ ‫اشت َياقُ َها َوأَ ْن َ‬ ‫َح َس ْن َ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫أية (‪ِ " -:)0‬إ ْن أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َعلَ ْي َها»‪" .‬‬

‫ت أَفَالَ َرفْعٌ‪ :‬إن أحسنت أفال أرفع وجهك من جديد فلماذا تستسلم للغيط‪.‬‬ ‫َح َس ْن َ‬ ‫ِإ ْن أ ْ‬ ‫اب َخ ِط َّي ٌة ارِبض ٌة‪ ،‬وِالَيك ْ ِ‬ ‫َوِا ْن لَم تُ ْح ِس ْن فَ ِع ْن َد ا ْل َب ِ‬ ‫ود َعلَ ْي َها = إذا لم ترجع عن طريقك الخاطئة‬ ‫ت تَ ُس ُ‬ ‫اشت َياقُ َها َوأَ ْن َ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫(أي الحسد والغيظ‪ .‬والحقد) فهناك خطية أعظم وهي القتل وهي رابضة عند الباب (ورابضة تستخدم مع الوحوش‬

‫فكانت الخطية هي وحش وهذه تشبه خصكم إبليس … كأسد) ونتيجة ضعف اإلنسان صار هناك شهوة واشتياق‬

‫للخطية لكن هناك سيادة عليها‪ .‬فاإلنسان هو صاحب السيادة واإلرادة فإن قبلها تسود هي عليه‪ .‬إن تسللت‬

‫الخطية لإلنسان تستعبده وينحني أمامها بروح العبودية وينحدر من سئ إلي أسوأ‪ .‬كأنه ينحدر علي تل ودائما‬

‫الخطية األسوأ تنتظر عند الباب‪ .‬وهنا كان الحسد عند الباب وحينما دخل لداخل قلب قايين ظهر الغضب‬ ‫والحقد عند الباب‪ ،‬وحينما دخل الغضب والحقد ظهر القتل عند الباب‪ .‬ولذلك فاهلل يحذر حتي ال يستسلم فيظهر‬

‫األسوأ‪.‬‬

‫ونالحظ أن كلمة خطية وكلمة ذبيحة خطية هي كلمة واحدة‪ .‬ونالحظ أيضأ ان الضمير "ها" في هذه األية يمكن‬

‫ترجمته "اه" وبذلك تصبح اآلية " عند الباب ذبيحة خطية رابضة واليك إشتياقه وأنت تسود عليه" هذه رحمة هللا‬ ‫والمنقذ لكل خاطىء فال داعي لليأس حتي لو سقط في الخطية فهناك ذبيحة خطية يمكن اإلستفادة منها‪ .‬وقوله‬

‫عند الباب يذكرنا بقول السيد المسيح "أنا واقف علي الباب أقرع…" ويذكرنا بأن الخاطئ كان يأتي بذبيحة‬

‫لخطيته عند باب خيمة اإلجتماع (ال ‪ .)5:5‬فالمسيح واقف عند باب قلبي يقرع ويدعو للتوبة وما علي سوي أن‬ ‫َ‬ ‫أقبل هذه الدعوة وأذهب للكنيسة (خيمة اإلجتماع) معترفاً بالخطية فتنقل خطيتي إلي المسيح الذبيحة الحقيقية‪.‬‬ ‫واذا كان قايين قد قبل أن يقدم توبة كانت قد عادت له بكوريته الروحية ورجعت له السيادة علي أخيه األصغر‬

‫وإلشتاق إليه هابيل كأخ أكبر قادر علي أن يمنحه البركة‪ .‬وهللا صاغ العبارات بهذا األسلوب ليمنع حسد قايين‬

‫ضد هابيل‪ .‬وهللا يعلن هنا أن قبوله لذبيحة هابيل ال يعني أن يحرم قايين من بكوريته‪( .‬وهذا المبدأ طبقه‬ ‫اإلنجيل حين دعا المسيحيين للخضوع لرؤسائهم)‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫َخ ِ‬ ‫ين قَام علَى َها ِبيل أ ِ‬ ‫يه َوقَتَلَ ُه‪" .‬‬ ‫ث ِإ ْذ َكا َنا ِفي ا ْل َح ْق ِل أ َّ‬ ‫َخاهُ‪َ .‬و َح َد َ‬ ‫يل أ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)7‬و َكلَّ َم قَا ِي ُ‬ ‫َن قَا ِي َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ين َها ِب َ‬ ‫َخاهُ‪:‬‬ ‫يل أ َ‬ ‫َو َكلَّ َم قَا ِي ُ‬ ‫ين َها ِب َ‬

‫بعض النسخ تزيد "لنخرج إلي الحقل" إذاً هو كلمه بمحبة زائفة ليخرج معه للحقل كما إعتادوا كل يوم‪ ،‬كما صنع‬ ‫يهوذا مع المسيح‪ ،‬ولكن هذه المرة كان قد أضمر ش اًر ليقتله‪.‬‬

‫‪176‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع )‬

‫وهذه الزيادة قد تكون إضافة للشرح من أحد النساخ ونالحظ أن خطية آدم مهما كانت بسيطة فهي قد فتحت‬

‫الباب لخطايا بشعة (كراهية وقتل) هنا نجد تطبيق عملي للصراع بين الحية واإلنسان‪ ،‬بين الروح والجسد‪ .‬ونفهم‬ ‫أيضا ماذا تعنى الخطية الجدية ‪ ،‬فقد ورثنا تمرداً داخليا على وصايا هللا ‪ ،‬أو قل أننا صرنا نبحث وننفذ ما نريده‬ ‫غير عابئين بما يريده هللا ففقدنا الهدف وبالتالى المكافأة وهى مجد هللا = " الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد هللا "‬

‫(رو‪ ، )23 : 3‬ونجد أن هابيل صار أول شهداء هذا الصراع وقايين أول مضطهد لشعب هللا بقيادة الحية‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫َح ِ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫يل أَ ُخ َ‬ ‫ب لِقَا ِي َ‬ ‫ال‪« :‬الَ أ ْ‬ ‫َعلَ ُم! أ َ‬ ‫ار ٌ‬ ‫س أَ​َنا ألَخي؟» فَقَ َ‬ ‫وك؟» فَقَ َ‬ ‫ين‪« :‬أ َْي َن َها ِب ُ‬ ‫األيات (‪ "-:)13-2‬فَقَ َ‬ ‫ت َدِم أ ِ‬ ‫ار ٌخ ِإلَ َّي ِم َن األ َْر ِ‬ ‫صِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫« َما َذا فَ َع ْل َ‬ ‫َخ َ‬ ‫يك َ‬ ‫ت؟ َ‬

‫ظن قايين أنه قتل أخوه واستراح ‪ ،‬ولكن كان سؤال هللا له يكشف الجراحات ويفضحها ألجل العالج‪ .‬وكما سأل‬

‫وك ‪ .‬ونجد هللا هنا يدفعه لإلعتراف‬ ‫يل أَ ُخ َ‬ ‫هللا آدم حين أخطأ " أين أنت " ‪ ،‬كان سؤال هللا لقايين‪ :‬أ َْي َن َها ِب ُ‬ ‫ارس أَ​َنا أل ِ‬ ‫َخي رد كله تبجح علي هللا وكذب فالخطايا تتصاعد من‬ ‫والتوبة‪ .‬ولألسف كان رد قايين ال أعلم‪ ،‬أ َ‬ ‫َح ِ ٌ‬

‫حسد إلي غضب إلي قتل إلي كذب علي هللا إلي بجاحة واستهتار في الرد علي هللا‪ .‬ونجد هللا هنا يؤكد لقايين‬ ‫أنه إله هابيل الذي ال ينساه‬ ‫ت َدِم أ ِ‬ ‫ار ٌخ ِإلَ َّي ِم َن األ َْر ِ‬ ‫صِ‬ ‫ض‪ :‬لقد أخفي قايين جسد أخيه‪ ،‬لكنه لم يقدر أن يكتم صوت النفس‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫َخ َ‬ ‫يك َ‬ ‫َ‬ ‫الصارخة إلي هللا‪ ،‬إذ يشير الدم إلي النفس‪ ،‬بكونه عالمة الحياة ومن المعزي أن أول من مات ذهب للسماء ألنه‬ ‫كان قديس وبار وهللا يحتفظ لنفسه باألبكار وكان موت هابيل هو إفتتاح للعالم اآلخر لمن يموت‪ .‬ونري هنا أن‬

‫كل شهيد للحق تبقي صرخاته تدوي فوق حدود المكان والزمان (رؤ ‪ )11:1‬وهذه الصرخات تطلب اإلنتقام‪.‬‬

‫ولكن هابيل كان رم اًز للمسيح فدم المسيح الذي سفكه إخوته اليهود (رمزهم قايين) صار أيضا يصرخ ولكن طالباً‬

‫الشفاعة والغفران والكفارة لذلك هو أفضل (عب ‪.)25:12‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫اها لِتَ ْقبل َدم أ ِ‬ ‫ون أَ ْن َ ِ‬ ‫ت‬ ‫يك ِم ْن َيد َك‪َ .‬متَى َع ِم ْل َ‬ ‫َخ َ‬ ‫اآلن َم ْل ُع ٌ‬ ‫األيات (‪ " -:)12-11‬فَ َ‬ ‫ت م َن األ َْرض التي فَتَ َح ْت فَ َ َ َ َ‬ ‫ون ِفي األ َْر ِ‬ ‫يك قُ َّوتَ َها‪ .‬تَ ِائ ًها َو َه ِ‬ ‫ض»‪.‬‬ ‫ض الَ تَ ُع ُ‬ ‫األ َْر َ‬ ‫ارًبا تَ ُك ُ‬ ‫ود تُ ْع ِط َ‬ ‫ت ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ض …‬ ‫ون أَ ْن َ‬ ‫َم ْل ُع ٌ‬ ‫تفسيرها فيما بعدها متي عملت األرض ال تعطيك قوتها فاإلنسان في حالته المتدنية كخاطئ ال يفهم سوي‬

‫الماديات‪ .‬وهنا هللا يشرح له غضبه بهذا األسلوب أي أنه سيخسر مادياً‪ .‬ورمزياً فاألرض تشير للجسد المأخوذ‬ ‫منها الذي صار بالخطية قفر ال يقدم ثم اًر روحيا‪ .‬بل تبعته النفس ففقدت سالمها الداخلي‪ :‬تَ ِائ ًها َو َه ِ‬ ‫ون‬ ‫ارًبا تَ ُك ُ‬ ‫فالنفس التي خضعت للجسد الترابي األرضي الذي صار قف اًر تعيش فيه بال راحة وال سالم إنما في حالة تيه‬ ‫وفزع‪ .‬وقوله تائهاً ربما تشير أنه في سعيه أن يجد أرضاً مثمرة لن يجد ويظل يبحث وال يجد‪ .‬وهارباً قد تكون‬

‫من ضميرك وخوفك‪.‬‬

‫‪177‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع )‬

‫وقايين أول إنسان يلعن ولعنته كانت من األرض‪ .‬فاإلنسان كان له سلطاناً علي األرض ‪ ،‬واآلن بعد لعنته لم‬ ‫يعد له هذا السلطان وألنه لوث األرض صارت تضن عليه بثمرها‪ .‬واللعنة جاءت من األرض التي سال عليها‬

‫دم هابيل‪ .‬واذا كان دم هابيل يرمز لدم المسيح‪ .‬إذاً من يستفيد من دم المسيح يكون له سبب بركة وخالص‬ ‫وحياة "رائحة حياة لحياة" ومن يصر علي خطيته يكون له دم المسيح سبب لعنة وموت "رائحة موت لموت" لذلك‬ ‫قال بولس الرسول "فكم عقاباً أشر تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس إبن هللا…‪ .‬عب ‪ 21:11‬وألن قايين‬

‫صار ملعوناً صار أوالده يسمون أوالد الناس (تك ‪ )2:1‬بينما أوالد شيث لهم اسم "أوالد هللا"‬

‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ط َرْدتَِني ا ْل َي ْوَم َع ْن َو ْج ِه‬ ‫َن ُي ْحتَ َم َل‪ِ .‬إ َّن َك قَ ْد َ‬ ‫َع َ‬ ‫ظ ُم ِم ْن أ ْ‬ ‫ال قَا ِي ُ‬ ‫ين لِ َّلر ِب‪َ « :‬ذ ْن ِبي أ ْ‬ ‫األيات (‪ "-:)15-13‬فَقَ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ارًبا ِفي األ َْر ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ون تَ ِائ ًها َو َه ِ‬ ‫ب‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال لَ ُه َّ‬ ‫ض‪َ ،‬و ِم ْن َو ْج ِه َك أ ْ‬ ‫ض‪ ،‬فَ َي ُك ُ‬ ‫َختَ ِفي َوأ َُك ُ‬ ‫ون ُك ُّل َم ْن َو َج َدني َي ْقتُلُني»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َضع ٍ‬ ‫ين َعالَ َم ًة لِ َك ْي الَ َي ْقتُلَ ُه ُك ُّل َم ْن َو َج َدهُ‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫اف ُي ْنتَقَ ُم ِم ْن ُه»‪َ .‬و َج َع َل َّ‬ ‫ب لِقَا ِي َ‬ ‫«لِذلِ َك ُك ُّل َم ْن قَتَ َل قَا ِي َ‬ ‫ين فَ َس ْب َع َة أ ْ َ‬

‫هناك عدة إحتماالت لرد قايين علي هللا‬ ‫‪ .1‬ربما نجد هنا بداية توبة وشعور بالخطأ واقرار بالذنب ولذلك حماه هللا من الموت ليعطيه فرصة توبة‬ ‫ثانية‪ ،‬وهذا من طول أناة هللا‪.‬‬

‫‪ .2‬هي حالة يأس بال داع من رحمة هللا‪ .‬فاهلل يتحاور معه ليجذبه للتوبة‪.‬‬

‫‪ .3‬هي حالة شعور بالندم ليس كراهية في الخطية وانما خوفاً من العقاب األرضي‪.‬‬

‫‪ .5‬وسواء هذا أو ذاك فاهلل الرحوم نجده يبدأ مع قايين بالحب لعله يتوب‪.‬‬ ‫َن ُي ْحتَ َم َل = أعظم من أن يغفر (حالة يأس بال داع)‪.‬‬ ‫َع َ‬ ‫ظ ُم ِم ْن أ ْ‬ ‫َذ ْن ِبي أ ْ‬ ‫َختَ ِفي‪ :‬يختفي من خجله أو لجهله ظن أنه يمكنه اإلختفاء من هللا كما فعل آدم أبيه‪.‬‬ ‫ِم ْن َو ْج ِه َك أ ْ‬ ‫ُك ُّل َم ْن َو َج َد ِني َي ْقتُلُِني ‪ :‬ربما ولد آلدم أوالد آخرين لم يذكرهم الكتاب وظن قايين أن أيا منهم يقتله إنتقاماً‬

‫لهابيل‪ .‬أو هو خاف من أي حيوان أن يقتله فهو خسر سلطانه علي الخليقة أو هو خائف من ال شئ مجرد وهم‬

‫(هذه الحالة مرض نفسي قد يكون الشيزوفرينيا) وهذا ما يطلق عليه كتابياً "ال سالم قال الرب لألشرار" فهو ألنه‬

‫خرج من حماية هللا عاش فى رعب‪ ،‬فمن ينشق علي هللا تقف الخليقة كلها ضده‪.‬‬ ‫َضع ٍ‬ ‫اف ُي ْنتَقَ ُم ِم ْن ُه = ربما أن قايين قتل دون أن يسمع من هللا أن القتل ممنوع لكن‬ ‫ُك ُّل َم ْن قَتَ َل قَا ِي َ‬ ‫ين فَ َس ْب َع َة أ ْ َ‬ ‫َضع ٍ‬ ‫اف‪ .‬فالنفس‬ ‫اآلن فاهلل يسن تشريعاً بمنع القتل ومن يقتل حتي لإلنتقام سينتقم منه هللا انتقاماً كامالً‪َ :‬س ْب َع َة أ ْ َ‬ ‫ملك هلل وله اإلنتقام‪ .‬والحظ أن القانون المدني لم يكن قد تم وضعه‪ .‬فليس من حق أحد ان يقتل دون أن يسمح‬ ‫هللا بذلك‪.‬‬

‫ين َعالَ َم ًة = لكي ال يقتله كل من يجده‪ .‬هذه عالمة حب من هللا ليقتاده للتوبة‪ .‬وهذه العالمة قد‬ ‫الر ُّ‬ ‫َج َع َل َّ‬ ‫ب لِقَا ِي َ‬ ‫تكون عالمة في قايين حتي ال يقتله أحد‪ ،‬هي عالمة يراها كل أحد فال يقتله ليحيا تحت اللعنة وغضب هللا‪،‬‬ ‫ويصير هو نفسه عالمة علي غضب هللا علي الخطية‪ .‬وقد تكون عالمة (مثل قوس قزح) حين يراها قايين يثق‬

‫‪178‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع )‬

‫في حماية هللا له من أي شر ونحن نحتمي في عالمة الصليب كخطاة لنجد فيه سالماً وأماناً ومصالحة مع هللا‬

‫وحياة‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫ض ُن ٍ‬ ‫الر ِب‪َ ،‬و َس َك َن ِفي أ َْر ِ‬ ‫ود َش ْرِق َّي َع ْد ٍن‪" .‬‬ ‫ين ِم ْن لَ ُد ِن َّ‬ ‫أية (‪ "-:)16‬فَ َخ َر َج قَا ِي ُ‬ ‫الر ِب ‪:‬‬ ‫ين ِم ْن لَ ُد ِن َّ‬ ‫فَ َخ َر َج قَا ِي ُ‬

‫لم يستفيد من كل إعالنات حب هللا بل إنفصل عنه ولم يعد يتحادث معه وانفصل عن آدم ومذبحه ولم يعد‬ ‫يصلي معهم ولم تعد له مخافة الرب وال حفظ وصاياه وشرائعه وطقوس عبادته‪ .‬هنا قايين القاتل إتحد بنسل‬

‫الحية رمز إبليس الذي كان قتاالً للناس منذ البدء يو ‪ .55:1‬وخروج قايين من لدن الرب هو خروج النفس من‬

‫حضن ربها مصدر سالمها‪.‬‬ ‫َو َس َك َن ِفي أ َْر ِ‬ ‫ض ُنوٍد ‪ :‬نود تعني التيه أو اإلضطراب‪ .‬وهذا نتيجة اإلنفصال عن هللا وهذا ما حدث مع اليهود‬ ‫(رمزهم قايين) إذ صلبوا المسيح ربهم تاهوا أو تشتتوا هنا وهناك‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اسِم ْاب ِن ِه‬ ‫أية (‪َ "-:)10‬و َع َر َ‬ ‫وك‪َ .‬و َك َ‬ ‫ام َأرَتَ ُه فَ َح ِبلَ ْت َو َولَ َد ْت َحنُ َ‬ ‫ف قَا ِي ُ‬ ‫اس َم ا ْل َمدي َنة َك ْ‬ ‫ان َي ْبني َمدي َن ًة‪ ،‬فَ َد َعا ْ‬ ‫ين ْ‬ ‫وك‪" .‬‬ ‫َح ُن َ‬

‫امراة قايين هي أخته وهللا سمح بهذا أوالً ليقيم نسالً‪ .‬وحنوك هو الثالث من آدم من ناحية قايين وله نفس إسم‬ ‫أخنوخ تقريباً السابع من آدم من جهة شيث‪ .‬وزاد أوالده وأحفاده جداً فبني مدينة بإسم ابنه وهذا طبيعي أن يبني‬

‫مدينة لكن روحياً‪.‬‬

‫‪ .1‬سجل أن قايين بني مدينة‪ ،‬أما هابيل فكعابر لم يبن شيئاً "فليس لنا هنا مدينة باقية"‬

‫‪ .2‬هو بني هذه المدينة ليحتمي من التيه الذي جلبه لنفسه ويحتمي من ق اررات هللا وتأديباته فهو مازال خائفاً‬ ‫ان يقتله أحد‪.‬‬

‫وش ِائيل‪ .‬ومتُ َ ِ‬ ‫األيات (‪17 " -:)24-17‬وولِد لِح ُنوك ِعيراد‪ .‬و ِعيراد ولَد محوي ِائيل‪ .‬ومح ِ‬ ‫يل َولَ َد‬ ‫َُ َ َ َ َُ َ َُ َ َ َُ َ َ َ​َُ َ‬ ‫وشائ ُ‬ ‫يل َولَ َد َمتُ َ َ َ َ‬ ‫ويائ ُ‬ ‫‪23‬‬ ‫صلَّ ُة‪ .‬فَولَد ْت عادةُ ياب ِ‬ ‫ُخرى ِ‬ ‫الَم َك‪12 .‬واتَّ َخ َذ الَم ُك لِ َن ْف ِس ِه ام أرَتَي ِن‪ :‬اسم ا ْلو ِ‬ ‫ان أ ًَبا‬ ‫اح َد ِة َع َ‬ ‫ال الَّذي َك َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ادةُ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫اس ُم األ ْ َ‬ ‫َ َ َ​َ َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار‪ .‬و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ار ٍب ِبا ْلع ِ‬ ‫ود َوا ْل ِم ْزَم ِ‬ ‫ضِ‬ ‫ضا‬ ‫ال الَّذي َك َ‬ ‫صلَّ ُة أ َْي ً‬ ‫ان أ ًَبا ِل ُك ِل َ‬ ‫ل َساكني ا ْلخ َيام َوُر َعاة ا ْل َم َواشي‪َ .‬و ْ‬ ‫اس ُم أَخيه ُي َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وب ُ‬ ‫‪23‬‬ ‫اس وح ِد ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ين الض ِ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ين َن ْع َم ُة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يد‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ادةَ‬ ‫الم َأرَتَْي ِه َع َ‬ ‫ُخ ُ‬ ‫ال قَا ِي َ‬ ‫ال قَا ِي َ‬ ‫ب ُك َّل آلَة م ْن ُن َح ٍ َ َ‬ ‫ت تُ َ‬ ‫َّار َ‬ ‫َولَ َد ْت تُ َ‬ ‫َ‬ ‫ال الَ َم ُك ْ‬ ‫َ‬ ‫وب َ‬ ‫وب َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َر ُجالً لِ ُج ْر ِحي‪َ ،‬وفَتى لِ َش ْد ِخي‪ِ24 .‬إ َّن ُه ُي ْنتَقَ ُم‬ ‫َص ِغ َيا لِ َكالَ ِمي‪ .‬فَِإني قَتَ ْل ُ‬ ‫ام َأرَتَ ْي الَ َم َك‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َوصلَّ َة‪ْ « :‬‬ ‫اس َم َعا قَ ْولِي َيا ْ‬ ‫ً‬ ‫َضع ٍ‬ ‫ين»‪".‬‬ ‫اف‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما لِالَ َم َك فَ َس ْب َع ًة َو َس ْب ِع َ‬ ‫لِقَا ِي َ‬ ‫ين َس ْب َع َة أ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫اد‪ :‬قد تعني مدينة أو جحش‬ ‫ير ُ‬ ‫عَ‬ ‫وك‪ :‬تعني تعليم‬ ‫َح ُن َ‬

‫‪179‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع )‬

‫مح ِ‬ ‫يل‪ :‬مضروب من هللا‬ ‫َُ َ‬ ‫ويائ َ‬ ‫متُ َ ِ‬ ‫يل‪ :‬بطل هللا‬ ‫وشائ َ‬ ‫َ‬

‫الَ َم َك‪ :‬قوي‬ ‫ادةُ‪ :‬جمال أو زينة في العبرية تشير لشهوة العين‪ .‬وتعني ظالم في األشورية‪.‬‬ ‫َع َ‬ ‫ِ‬ ‫صلَّ ُة‪ :‬ظل في العبرية وظالل الليل في األشورية‪.‬‬ ‫َن ْع َم ُة‪ :‬جمال‬ ‫ال‪ :‬جوال يجول البادية‬ ‫َي َاب َ‬

‫ال‪ :‬موقع علي آالت الطرب‬ ‫ُي َ‬ ‫وب ُ‬ ‫ال‪ :‬تعنى نحاس ‪ ،‬أما توبال قايين = صانع نحاس (قايين هنا بمعني صانع وليس بمعني قنية)‪.‬‬ ‫تُ َ‬ ‫وب َ‬ ‫توجد بعض مالحظات علي هذه اآليات‪:‬‬ ‫‪ .1‬نجد هنا في هذه األسماء والحرف "الجمال والقوة وصناعة الحديد والنحاس وكل هذا ال يوجد فيه خطية‬ ‫لكن لم نسمع أن أحداً من هذه العائلة كانت له عالقة باهلل ولذلك فالجمال بدون أن تكون هناك عالقة‬

‫مع هللا يصبح شهوة ولذة وعبادة للعالم‪ .‬والقوة بدون هللا يصبح فيها إفتخار واعتداد بالذات وكبرياء‪.‬‬

‫العالم بدون هللا يصبح فساد ونهايته العدم والالشئ‪.‬‬

‫‪ .2‬بعض األسماء نالحظ فيها إسم هللا ولكنه التدين الظاهري (مثل اليهود) فلم نسمع مثالً أن هذه العائلة‬ ‫كانت لها مذابح أو عبادة أو خرج منها قديسين‪.‬‬

‫‪ .3‬األسماء مرتبطة بصناعات األشخاص لذلك يغلب الظن أن األسماء أطلقت بعد أن يكبر الشخص‬ ‫ويحترف صناعة ما‪.‬‬

‫‪ .5‬المك يعني قوي (هو شاعر بقوته والناس يعرفون عنه أنه قوي) كان له زوجتين عادة بمعني جمال أو‬ ‫زينة وهذه تشير لشهوة العين‪ .‬فهو يظن أنه في قوته قادر ان يكون له كل ما تشتهيه عينيه‪ .‬والثانية‬

‫صلة بمعني ظل فهو حين إنشغل بالجمال في العالم وبقوته إنشغل عن الحقيقة (السماويات) بظلها (أي‬

‫األرضيات)‪ .‬ولذلك نجد في معني األسماء باألشورية تكميالً للمعني أنه عاش في الظالم وظالل الليل‪.‬‬

‫‪ .4‬عيراد تعني (مدينة أو جحش) فمن يظن أنه يبني مدينة يحتمي بها من غضب هللا يكون له فكر حيواني‬ ‫مظلم والنتيجة أنه يلد محويائيل أي مضروب من هللا‪.‬‬

‫إمرتين شابه الهراطقة الذين قسموا الكنيسة (لم تكن له حواء واحدة)‪.‬‬ ‫‪ .1‬المك بإتخاذه أ‬

‫‪ .:‬توبال قايين صانع النحاس صنع سيوفاً وأعطاها لوالده المك فإفتخر المك بقوته وبأنه بهذه األسلحة‬ ‫صار منيعاً ال يستطيع أحد أن يقتله‪ .‬بل هو ينتقم لمن يلحق به أي إهانة‪ ،‬هو ينتقم للضرر البسيط‬ ‫الذي يلحقه بما هو عظيم‪.‬‬

‫‪180‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع )‬

‫أغنية أو نشيد المك‪23 :‬وقَال الَم ُك الم أرَتَي ِه ع َ ِ‬ ‫َص ِغ َيا لِ َكالَ ِمي‪ .‬فَِإ ِني‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫ام َأرَتَ ْي الَ َم َك‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ادةَ َوصلَّ َة‪ْ « :‬‬ ‫اس َم َعا قَ ْولِي َيا ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪24‬‬ ‫َضع ٍ‬ ‫ين»‪.‬‬ ‫ت َر ُجالً لِ ُج ْر ِحي‪ ،‬وف‬ ‫اف‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫قَتَ ْل ُ‬ ‫َما لِالَ َم َك فَ َس ْب َع ًة َو َس ْب ِع َ‬ ‫تى لِ َش ْد ِخي‪ِ .‬إ َّن ُه ُي ْنتَقَ ُم لِقَا ِي َ‬ ‫ين َس ْب َع َة أ ْ َ‬ ‫َ​َ ً‬ ‫هذه أول قطعة شعرية في األدب العبري تسمي "أغنية السيف لالمك" ونشتم فيها رائحة اإلفتخار واإلعتداد بالذات‬ ‫والثقة في قوة اإلنسان وعنفه‪ .‬ومعناها أنه أي المك قتل رجالً حين جرحه‪:‬‬ ‫ت َر ُجالً لِ ُج ْر ِحي‪َ ،‬وفَتى لِ َش ْد ِخي ‪ :‬أي قتل فتي لمجرد أنه لطمه أو جرح كرامته فكلمة َش ْد ِخي تعني كسر‬ ‫قَتَ ْل ُ‬ ‫ً‬ ‫الشئ أي أذي لحق بكرامته هي غالباً تشير إلفتخار المك بقوته وتعاظمه أمامهم‪ .‬وأنه يفعل هذا في دفاعه عن‬

‫نفسه لهذا يحسب بريئاً إن قتل إنسان‪ .‬وان كان هللا ينتقم لقايين سبعة أضعاف ينتقم لالمك سبعة وسبعين ورقم‬

‫‪ ::‬هو رقم كامل يشير لإلنتقام الشديد‪ .‬أو أنه إذا كان هناك من أراد أن يؤذيه ينتقم منه المك إنتقاما شديدا‪.‬‬ ‫هذه األغنية تمثل ما وصل إليه اإلنسان من صلف وغرور واعتداد بالذات‪ .‬هذا الغرور هو إستغالل لطول أناة‬

‫هللا‪.‬‬

‫وهناك تفسير آخر لهذه األغنية‪ .‬أن المك شاخ جداً وضعف بصره وكان حفيده يقوده‪ .‬وبينما هو يصطاد ضرب‬

‫سهمه خطأ بعد أن أشار له حفيده علي صيد فإذا بهذا الصيد ال يكون سوي قايين الذي قتله المك دون قصد‪.‬‬

‫واذ صرخ الحفيد معلناً قتل قايين ضرب المك الفتي فقتله (قتل رجالً (قايين) وفتي (الحفيد)‪ .‬وحين ذاك أدرك أنه‬

‫البد وسينتقم منه‪ .‬لكن إعالناً انه برئ من دم قايين فقد قتله دون قصد يقول أن هللا سينتقم لقاتله (أي من يقتل‬

‫المك) ‪ ::‬مرة‬

‫لكن األكثر واقعية هو أنه نشيد الكبرياء والغطرسة‪.‬‬ ‫هذه األيات نري فيها مجموعة خطايا عائلة قايين‪:‬‬ ‫‪ .1‬زواج متعدد‬ ‫‪ .2‬تفاخر بالقوة‬

‫‪ .3‬أسلحة وقوة عالمية وجبروت‪.‬‬

‫‪ .5‬إنقياد للجمال والشهوة ولذات هذا العالم‪.‬‬ ‫‪ .4‬البعد الكامل عن هللا واإلنفصال عنه‬ ‫ض َع لِي‬ ‫ِشيثًا‪ ،‬قَ ِائلَ ًة‪« :‬أل َّ‬ ‫َن للاَ قَ ْد َو َ‬ ‫وش‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ‬ ‫اس َم ُه أَُن َ‬ ‫ُولِ َد ْاب ٌن فَ َد َعا ْ‬

‫‪25‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس َم ُه‬ ‫األيات (‪َ "-:)26-25‬و َع َر َ‬ ‫ف َ‬ ‫ام َأرَتَ ُه أ َْي ً‬ ‫ضا‪ ،‬فَ َولَ َدت ْاب ًنا َوَد َعت ْ‬ ‫آد ُم ْ‬ ‫‪26‬‬ ‫َنسالً َ ِ‬ ‫ضا‬ ‫يل»‪ .‬أل َّ‬ ‫ان قَ ْد قَتَلَ ُه‪َ .‬ولِ ِش َ‬ ‫ين َك َ‬ ‫َن قَا ِي َ‬ ‫يث أ َْي ً‬ ‫آخ َر ع َو ً‬ ‫ْ‬ ‫ضا َع ْن َها ِب َ‬ ‫الر ِب‪" .‬‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ْابتُِدئَ أ ْ‬ ‫َن ُي ْد َعى ِب ْ‬ ‫يث = عوض فهو عوض هابيل ويعني‬ ‫هلل لم يترك حواء منكسرة الخاطر لخسارتها قايين وهابيل‪ .‬بل وهبها ِش ً‬

‫أيضا معين فاهلل عينه أرساً لجيل مقدس‪ .‬واقامة شيث عوض هابيل تحمل معني إمتداد حياة هابيل أي قيامة‬

‫المسيح الذي قيل عنه يري نسالً تطول أيامه (إش ‪ )11:43‬وهذا أريناه في زيادة أيام حزقيا الملك‪ .‬وأنجب شيث‬ ‫‪181‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع )‬

‫إبنه أنوش ويعني إنساناً ضعيفاً هشاً ولكن هللا يستخدم اآلنية الضعيفة لمدحه وتسبيحه‪ :‬حينئذ إبتدىء أن يدعي‬ ‫بإسم الرب‪ .‬لذلك دعي أوالد شيث أوالد هللا‪ .‬في مقابل أوالد الناس (أوالد قايين)‪.‬‬

‫‪182‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس)‬

‫األصحاح الخامس‬

‫عودة للجدول‬

‫سنة ميالده‬

‫سنة موته‬

‫بالنسبة لتاريخ‬

‫بالنسبة لتاريخ‬

‫العالم‬

‫العالم‬

‫آدم‬

‫‪131‬‬

‫‪131‬‬

‫‪1‬‬

‫‪131‬‬

‫شيث‬

‫‪114‬‬

‫‪112‬‬

‫‪131‬‬

‫‪1152‬‬

‫أنوش‬

‫‪11‬‬

‫‪114‬‬

‫‪234‬‬

‫‪1151‬‬

‫قينان‬

‫‪:1‬‬

‫‪111‬‬

‫‪324‬‬

‫‪1234‬‬

‫مهللئيل‬

‫‪14‬‬

‫‪114‬‬

‫‪314‬‬

‫‪1211‬‬

‫يارد‬

‫‪112‬‬

‫‪112‬‬

‫‪511‬‬

‫‪1522‬‬

‫أخنوخ‬

‫‪14‬‬

‫‪314‬‬

‫‪122‬‬

‫‪11:‬‬

‫متوشالح‬

‫‪11:‬‬

‫‪111‬‬

‫‪11:‬‬

‫‪1141‬‬

‫المك‬

‫‪112‬‬

‫‪:::‬‬

‫‪:15‬‬

‫‪1141‬‬

‫نوح‬

‫‪411‬‬

‫‪141‬‬

‫‪1141‬‬

‫‪2111‬‬

‫اإلسم‬

‫عمره عند والدة‬ ‫اإلبن‬

‫عمره عند موته‬

‫السنوات فى هذا الجدول محسوبة على أساس األسماء التى وردت بالكتاب المقدس‪ .‬وهناك إحتمال أن تكون‬ ‫هناك أسماء أخرى لم يوردها الكتاب‪.‬‬ ‫مالحظات علي هذه القائمة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬إدعي البعض ان الحفريات تثبت وجود عظام إنسانية عمرها أكثر من مليون سنة بينما أن ما يتضح من‬ ‫هذا الجدول أن عمر اإلنسان علي األرض ال يزيد‬

‫علي ‪ :111-1111‬سنة والرد علي ذلك يكون بحسبة رياضية نجد أن سكان العالم الحاليين ال يمكن أن‬ ‫يكونوا ثمر أكثر من ‪ 1111‬سنة علي األرض‪ .‬فبإفتراض أن كل عائلة تنجب حوالي ‪ 3‬أطفال‪ ،‬وخصم‬

‫نسبة مرتفعة من الموتي بسبب الموت الطبيعي والكوارث الطبيعية والحروب… لو أن تاريخ اإلنسان يرجع‬ ‫‪183‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس)‬

‫إلي مليون سنة فإن تعداد البشرية لو بدأ إنسان واحد من مليون سنة لكان ال تكفيه أالفاً مضاعفة من‬ ‫مساحة األرض لوجودهم‪ .‬وربما تكون العظام الموجودة لحيوانات ثديية حملت شكل اإلنسان ولكن بدون‬

‫النسمة التي من فم هللا‪.‬‬

‫ات " فهو اإلصحاح الذي يثبت أن بإنسان واحد دخلت الخطية إلي‬ ‫‪ -2‬نالحظ ان النغمة المتكررة هي " َو َم َ‬ ‫َخ ُنو ُخ وذلك قيل عنه‬ ‫العالم وبالخطية الموت‪ ،‬وهكذا إجتار الموت إلي جميع الناس رو ‪ .2:4‬وهناك إستثناء هو أ ْ‬ ‫" وسار مع ِ‬ ‫للا"‬ ‫َ َ​َ َ​َ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ان‪ .‬علَى َشب ِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق للاُ ِ‬ ‫للا َع ِملَهُ‪َ .‬ذ َك ًار َوأُْنثَى َخلَقَ ُه‪َ ،‬وَب َارَكهُ‬ ‫آد َم‪َ ،‬ي ْوَم َخلَ َ‬ ‫اب َم َوالِيد َ‬ ‫اإل ْن َس َ َ‬ ‫َ‬ ‫أية (‪ " -:)1‬ه َذا كتَ ُ‬ ‫ق‪" .‬‬ ‫آد َم َي ْوَم ُخلِ َ‬ ‫اس َم ُه َ‬ ‫َوَد َعا ْ‬ ‫ِ‬ ‫آد َم ‪ :‬هي كلمة توليدوت علي شبه هللا عمله‪ :‬في الخلود وفي السلطان… الخ‪.‬‬ ‫‪َ -3‬م َوالِيد َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ق‪" .‬‬ ‫آد َم َي ْوَم ُخلِ َ‬ ‫اس َم ُه َ‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬ذ َك ًار َوأُْنثَى َخلَقَ ُه‪َ ،‬وَب َارَك ُه َوَد َعا ْ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ين س َن ًة‪ ،‬وولَ َد ولَ ًدا علَى َشب ِه ِه َكص ِ‬ ‫اش َ ِ‬ ‫اس َم ُه ِشيثًا‪" .‬‬ ‫أية (‪َ " -:)3‬و َع َ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫ورِته َوَد َعا ْ‬ ‫َ‬ ‫آد ُم م َئ ًة َوثَالَ ث َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ورِت ِه ‪ :‬أي علي شبه آدم وليس علي شبه هللا ففاقد الشئ ال يعطيه فبالخطية فقد آدم صورة هللا‬ ‫َعلَى َش َب ِهه َك ُ‬ ‫ص َ‬

‫وكل مميزاتها بل كان شيث علي شبه آدم ضعيفاً ساقطاً وارثاً للخطية ومحكوماً عليه بالموت‪ .‬ولذلك نجد النغمة‬

‫المكررة هنا كأنها قرار ألغنية حزينة‪ .....‬ومات‬

‫ٍ ‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آد َم‬ ‫ين َوَب َنات‪ .‬فَ َكا َن ْت ُك ُّل أ ََّي ِام َ‬ ‫ام َ‬ ‫آد َم َب ْع َد َما َولَ َد ِشيثًا ثَ َمان َي ِم َئ ِة َس َن ٍة‪َ ،‬و َولَ َد َبن َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)5-4‬و َكا َن ْت أ ََّي ُ‬ ‫ِ‬ ‫الَِّتي ع َ ِ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َم َ‬ ‫اش َها ت ْس َع ِم َئ ٍة َوثَالَ ث َ‬ ‫َ‬

‫ات " فكل االوالد علي شكل ابيهم آدم ‪.‬‬ ‫" َو َم َ‬

‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫اش ِش ُ ِ‬ ‫وش ثَ َم ِان َي‬ ‫اش ِش ُ‬ ‫يث َب ْع َد َما َولَ َد أَُن َ‬ ‫وش‪َ .‬و َع َ‬ ‫ين‪َ ،‬و َولَ َد أَُن َ‬ ‫األيات (‪َ "-:)32-6‬و َع َ‬ ‫س ِسن َ‬ ‫يث م َئ ًة َو َخ ْم َ‬ ‫ات‪7 .‬فَ َكا َن ْت ُك ُّل أ ََّي ِام ِش َ ِ‬ ‫ِم َئ ٍة وسبع ِس ِنين‪ ،‬وولَد ب ِنين وب َن ٍ‬ ‫ات‪.‬‬ ‫يث ت ْس َع ِم َئ ٍة َواثْ َنتَ ْي َع َش َرةَ َس َن ًة‪َ ،‬و َم َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ َ​َ َ َ َ َ​َ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اش أَُن ُ ِ‬ ‫وش بع َد ما ولَ َد ِقي َن َ ِ ِ ٍ‬ ‫س َع َش َرةَ َس َن ًة‪،‬‬ ‫ان‪َ .‬و َع َ‬ ‫َو َع َ‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َولَ َد ِقي َن َ‬ ‫وش ت ْس ِع َ‬ ‫ان ثَ َمان َي م َئة َو َخ ْم َ‬ ‫اش أَُن ُ َ ْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪11 .‬فَ َكا َن ْت ُك ُّل أ ََّي ِام أَُن َ ِ‬ ‫وولَد ب ِنين وب َن ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ات‪.‬‬ ‫ين‪َ ،‬و َم َ‬ ‫س ِسن َ‬ ‫َ​َ َ َ َ َ​َ‬ ‫وش ت ْس َع م َئة َو َخ ْم َ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َس َن ًة‪،‬‬ ‫يل‪َ .‬و َع َ‬ ‫َو َع َ‬ ‫يل ثَ َمان َي ِم َئ ٍة َوأ َْرَب ِع َ‬ ‫اش ِقي َن ُ‬ ‫ان َس ْب ِع َ‬ ‫اش ِقي َن ُ‬ ‫ان َب ْع َد َما َولَ َد َم ْهلَ ْلئ َ‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َولَ َد َم ْهلَ ْلئ َ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪14 .‬فَ َكا َن ْت ُك ُّل أ ََّي ِام ِقي َن ِ‬ ‫وولَد ب ِنين وب َن ٍ‬ ‫ات‪.‬‬ ‫ين‪َ ،‬و َم َ‬ ‫ان ت ْس َع ِم َئ ٍة َو َع َش َر ِسن َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ َ َ َ​َ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َس َن ًة‪،‬‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َولَ َد َي َارَد‪َ .‬و َع َ‬ ‫َو َع َ‬ ‫يل َب ْع َد َما َولَ َد َي َارَد ثَ َمان َي ِم َئ ٍة َوثَالَ ث َ‬ ‫يل َخ ْم ًسا َو ِست َ‬ ‫اش َم ْهلَ ْلئ ُ‬ ‫اش َم ْهلَ ْلئ ُ‬ ‫ٍ ‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪.‬‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َم َ‬ ‫يل ثَ َمان َي ِم َئ ٍة َو َخ ْم ًسا َوِت ْس ِع َ‬ ‫َو َولَ َد َبن َ‬ ‫ين َوَب َنات‪ .‬فَ َكا َن ْت ُك ُّل أ ََّيام َم ْهلَ ْلئ َ‬

‫‪184‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس)‬ ‫‪12‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫َخ ُنو َخ ثَ َم ِان َي ِم َئ ِة َس َن ٍة‪،‬‬ ‫اش َي َارُد َب ْع َد َما َولَ َد أ ْ‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َولَ َد أ ْ‬ ‫َخنُ َ‬ ‫وخ‪َ .‬و َع َ‬ ‫َو َع َ‬ ‫اش َي َارُد ِم َئ ًة َواثْ َنتَ ْي ِن َو ِست َ‬ ‫ٍ ‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪.‬‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َم َ‬ ‫ين َوَب َنات‪ .‬فَ َكا َن ْت ُك ُّل أ ََّي ِام َي َارَد ت ْس َع ِم َئ ٍة َواثْ َنتَ ْي ِن َو ِست َ‬ ‫َو َولَ َد َبن َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫َخ ُنو ُخ مع ِ‬ ‫ث ِم َئ ِة‬ ‫وشالَ َح ثَالَ َ‬ ‫وشالَ َح‪َ .‬و َس َار أ ْ‬ ‫اش أ ْ‬ ‫للا َب ْع َد َما َولَ َد َمتُ َ‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َولَ َد َمتُ َ‬ ‫َو َع َ‬ ‫َخ ُنو ُخ َخ ْم ًسا َو ِست َ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪24‬‬ ‫ٍ ‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ ُنو ُخ مع ِ‬ ‫للا‪َ ،‬ولَ ْم‬ ‫ين َوَب َن‬ ‫وخ ثَالَ َ‬ ‫ين َس َن ًة‪َ .‬و َس َار أ ْ‬ ‫ات‪ .‬فَ َكا َن ْت ُك ُّل أ ََّي ِام أ ْ‬ ‫َخ ُن َ‬ ‫ث ِم َئ ٍة َو َخ ْم ًسا َو ِست َ‬ ‫َس َن ٍة‪َ ،‬و َولَ َد َبن َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َخ َذهُ‪.‬‬ ‫وج ْد أل َّ‬ ‫َن للاَ أ َ‬ ‫ُي َ‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ِ‬ ‫وشالَ ُح َب ْع َد َما َولَ َد الَ َم َك َس ْب َع ِم َئ ٍة‬ ‫اش َمتُ َ‬ ‫اش َمتُ َ‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َولَ َد الَ َم َك‪َ .‬و َع َ‬ ‫َو َع َ‬ ‫وشالَ ُح ِم َئ ًة َو َس ْب ًعا َوثَ َمان َ‬ ‫ٍ ‪20‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪.‬‬ ‫ين َوَب َن‬ ‫ات‪ .‬فَ َكا َن ْت ُك ُّل أ ََّي ِام َمتُ َ‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َم َ‬ ‫وشالَ َح ت ْس َع ِم َئ ٍة َوِت ْس ًعا َو ِست َ‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َولَ َد َبن َ‬ ‫َواثْ َنتَ ْي ِن َوثَ َمان َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ِ‬ ‫وحا‪ ،‬قَ ِائالً‪« :‬ه َذا ُي َع ِزي َنا َع ْن َع َملِ َنا‬ ‫َو َع َ‬ ‫اش الَ َم ُك ِم َئ ًة َواثْ َنتَْي ِن َوثَ َمان َ‬ ‫اس َم ُه نُ ً‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َولَ َد ْاب ًنا‪َ .‬وَد َعا ْ‬ ‫‪33‬‬ ‫َوتَ َع ِب أ َْي ِدي َنا ِم ْن ِق َب ِل األ َْر ِ‬ ‫ين‬ ‫الر ُّ‬ ‫ض الَِّتي لَ َع َن َها َّ‬ ‫ب»‪َ .‬و َع َ‬ ‫س ِم َئ ٍة َو َخ ْم ًسا َوِت ْس ِع َ‬ ‫اش الَ َم ُك َب ْع َد َما َولَ َد ُن ً‬ ‫وحا َخ ْم َ‬ ‫ٍ ‪31‬‬ ‫ِ‬ ‫ات‪.‬‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َم َ‬ ‫ين َوَب َنات‪ .‬فَ َكا َن ْت ُك ُّل أ ََّي ِام الَ َم َك َس ْب َع ِم َئ ٍة َو َس ْب ًعا َو َس ْب ِع َ‬ ‫َس َن ًة‪َ ،‬و َولَ َد َبن َ‬ ‫‪32‬‬ ‫ان ُنوح اب َن َخم ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ث‪.‬‬ ‫اما‪َ ،‬وَيافَ َ‬ ‫س م َئة َس َنة‪َ .‬و َولَ َد ُن ٌ‬ ‫َو َك َ ٌ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اما‪َ ،‬و َح ً‬ ‫وح‪َ :‬س ً‬

‫‪ -4‬قد يكون هناك مواليد آخرين لم يذكرهم الكتاب لذلك فهذا الجدول هو تقريبي وليس نهائياً ولكن المقصود هو‬ ‫تتبع نسب المسيح وليس حساب التاريخ‪.‬‬

‫‪ -5‬لم يذكر هابيل ألنه إستشهد وصار سماوياً (صوته لم يتوقف "وان مات يتكلم بعد") عب ‪ .5:11‬ومن هو‬

‫سماوي ال يحسب في عداد األرضيين‪ .‬وتجاهلت القائمة نسل قايين فهو قد حكم عليه بالموت ومن هو محكوم‬

‫عليه بالموت ال يحسب من ضمن شعب هللا‪.‬‬

‫‪ -6‬تكرار الجمل بنفس المعني لكل شخص نالحظ فيه سرور هللا بأن يذكر قائمة أوالده بالتفصيل عكس قايين‬ ‫الذي أدمجت قائمته في أيات قليلة (إصحاح ‪.)5‬‬

‫‪ -0‬يذكر هنا أعمارهم بالتفصيل فطول العمر هبة من هللا‪.‬‬

‫وشالَ َح ‪ 111‬سنة ولكنه مات أيضاً فمهما طال العمر فنهايته الموت‪.‬‬ ‫‪ -7‬أطول القائمة عم اًر هو َمتُ َ‬ ‫‪ -2‬معاني األسماء‪:‬‬ ‫‪:‬‬

‫وش‬ ‫أَُن َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ان‬ ‫ِقي َن َ‬ ‫ِ‬ ‫يل ‪:‬‬ ‫َم ْهلَ ْلئ َ‬ ‫‪:‬‬ ‫َي َارُد‬ ‫‪:‬‬

‫َخ ُنو ُخ‬ ‫أْ‬ ‫وشالَ َح ‪:‬‬ ‫َمتُ َ‬ ‫الَ َم ُك‬

‫‪:‬‬

‫هش زائل لكن البركة والقوة من هللا‪.‬‬ ‫حين ندرك ضعفنا وأن قوتنا باهلل‪ ،‬يقتنينا هللا ‪ .‬قينان= إقتناء‪.‬‬

‫هللا بهاء واستنارة‪ .‬هللا يعطي إستنارة لمن يقتنيه‪.‬‬ ‫نزول ومن صفات شعب هللا التواضع‪.‬‬

‫تعليم وتهذيب ومن صفات شعب هللا أن يقبل أن يتعلم من هللا‪.‬‬

‫رجل السالح فعلي شعب هللا أن يجاهد حتي الدم‪.‬‬

‫القوي‪ .‬ولكن ليس بذاته مثل المك قايين ولكنه قوياً باهلل‪.‬‬ ‫‪185‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس)‬

‫وح‬ ‫ُن ٌ‬

‫‪:‬‬

‫راحة وتعزية هللا‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ ُنو ُخ‬ ‫صدر الموت فهو مات في نفس سنة الفيضان فأبوه أ ْ‬ ‫وهناك رأي بأن َمتُ َ‬ ‫صدر‪ .‬بمعني ُي ّ‬ ‫وشالَ َح = مات ‪ُ +‬ي ّ‬ ‫أطلق عليه إسمه كنبوة أن بموته يأتي الموت علي العالم كله‪.‬‬ ‫َخ ُنوخ‪:‬‬ ‫‪ .1‬أ ْ‬ ‫َخ ُنوخ) من نسل قايين الذي بنيت علي اسمه أول مدينة علي األرض وهذه غرقت في‬ ‫يقابل اسم حنوك (أ ْ‬ ‫َخ ُنوخ يشير أن من هم له ليس لهم مدينة باقية علي األرض ‪ ،‬بل هم لهم السمة‬ ‫الطوفان‪ .‬وكأن هللا بأخذه أ ْ‬

‫َخ ُنوخ السابع من آدم يقابل أيضا المك السابع من آدم من نسل قايين ‪ ،‬والمك هذا تزوج بإمراتين‬ ‫السماوية‪ .‬وأ ْ‬ ‫هما الظلمة وظل الليل واتسم بالعنف‪ .‬وأيضا المك من نسل شيث أنجب نوح عالمة النياح الروحي والراحة في‬ ‫يث من‬ ‫َخ ُنوخ أنه أرضى هللا (عب ‪ .)4:11‬وهناك تأمل بأن باقي نسل ِش ُ‬ ‫الرب‪ .‬يقول بولس الرسول عن أ ْ‬ ‫َخ ُنوخ فهو يشير ألعضاء الكنيسة‬ ‫القديسين يمثلون الكنيسة حالياً التي يموت أفرادها علي رجاء القيامة‪ .‬أما أ ْ‬ ‫التي ال تعاين الموت عند مجئ ربنا يسوع بل ترتفع معه علي السحاب‪.‬‬

‫َخ ُنوخ يؤكد أن سر سعادة اإلنسان ليس بطول بقائه علي األرض وانما إنتقاله إلي حضرة الرب‬ ‫ما ورد عن أ ْ‬

‫َخ ُنوخ الذي ال يملك شيئاً علي األرض بل‬ ‫ليعيش معه وجهاً لوجه‪ .‬وقارن بين حنوك قايين الذي أقام مدينة وبين أ ْ‬ ‫هو في السماء‪ ،‬أما مدينة حنوك فقد غرقت وهلك هو‪.‬‬

‫َخ ُنوخ يمثل إسترداد اإلنسان لحالته الفردوسية األولي بإنطالقه من األرض التي فسدت إلي مقدس هللا‪ .‬وانتقال‬ ‫و أْ‬ ‫َخ ُنوخ هو نبوة عملية عن الحياة األبدية‪.‬‬ ‫أْ‬ ‫وألخنوخ نبوة سجلها التقليد وصدق عليها العهد الجديد (يه ‪ )14،15‬خاصة بدينونة األشرار‪.‬‬

‫َخ ُنوخ يمثل القلب الذى يتحد مع هللا ويصير موضع سروره فال يمكن للموت الروحي أن يجد له موضعاً فيه‪.‬‬ ‫و أْ‬ ‫معني وسار مع ِ‬ ‫للا = أنه وضع هللا أمامه منفذاً كل وصاياه وشرائعه شاع اًر أن عين هللا عليه فيخاف أن يصنع‬ ‫َ َ​َ َ​َ‬ ‫الشر‪ ،‬ويبحث عن مجد هللا‪ .‬يسير مع هللا في أفراحه وأحزانه‪ .‬والنه سار مع هللا ولم يشبه العالم في حياته لم‬ ‫يشبه اآلخرين في مماتهم‪ .‬قصة أخنوخ تجذب النفوس للتوبة‪.‬‬ ‫وح‪:‬‬ ‫‪ُ .2‬ن ٌ‬

‫سماه أبوه هكذا (راحة ونياح وتعزية) ألنه كان يأمل أن يكون المسيا المنتظر‪ .‬فكانت التسمية نبوة ألن المسيح‬

‫من نسل نوح‪ .‬وف ي المسيح سنرتاح من كل أتعابنا في األرض هناك في السماء وأصبح نوح بعد الطوفان عالمة‬ ‫راحة العالم بعد التجديد الذي حدث بالطوفان‪ .‬ومعاني األسماء‪-:‬‬

‫ام ‪ :‬إسم وصيت ومجد‪ .‬كان جد المسيح لذلك ذكر إسمه أوالً ونال البكورية الروحية‪.‬‬ ‫َس ً‬ ‫ام ‪ :‬أسود وكان جد اإلفارقة‪.‬‬ ‫َح ً‬ ‫يافث ‪ :‬منتشر أو متسع وكان جد األسيويين واألوروبيين‪.‬‬

‫‪186‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس)‬

‫األصحاح السادس‬

‫عودة للجدول‬

‫كان من نتائج الخطية فساد الجنس البشري وظهر هذا في عالقة أبناء هللا مع بنات الناس والمقصود أبناء شيث‬ ‫مع بنات قايين‪ ،‬ويفهم من هذا أن الفساد إستشري في األرض حتي وسط أبناء هللا وحتي يعلن هللا غضبه علي‬

‫الفساد وأن عقوبة الخطية هي الموت أرسل هللا الطوفان وكان الطوفان رم اًز‪- :‬‬

‫‪ .1‬للمعمودية‪ -:‬فكان هللا قاد اًر أن يرسل مالكاً يقتل الخطاة كما فعل مالك بجيش أشور وقتل ‪ 114111‬في‬ ‫ليلة واحدة أو كما أهلك مالك أبكار مصر‪ .‬ولكن الطوفان كان يشير للتجديد بالمعمودية فهناك من ماتوا‬

‫بالطوفان وهناك من نجا في الفلك فكان هذا رم اًز ألن المعمودية دفن وقيامة مع المسيح (رو ‪ + 5:1‬ابط‬

‫‪.)21،21:3‬‬

‫‪ .2‬للكنيسة‪ -:‬فمن هو داخل الكنيسة يخلص لذلك وجد في الطقس المعماري كنائس علي هيئة فلك‪ .‬والحظ أنه‬ ‫كما أحاطت التيارات واللجج بالفلك هكذا تحيط التجارب واألالم بالكنيسة ولكنها لن تغرق كالفلك تماماً‬ ‫فأبواب الجحيم لن تقوي عليها مت ‪ .11:11‬والحظ أن الفلك إحتوي كل األجناس رم ًاز للكنيسة التي شملت‬

‫اليهود واألمم من كل العالم‪.‬‬

‫‪ .3‬للمسيح‪ -:‬والحظ أن الكنيسة هي جسد المسيح‪ .‬ومن هم في المسيح يخلصون ويكونون في سالم‪ .‬والحظ‬ ‫أن المسيح قد إحتمل الدينونة والعواصف ولجج مياه الموت لكي ننجو نحن‪ ،‬بشرط أن نكون فيه مز ‪::52‬‬

‫‪ + 2:11+‬يو ‪ .5:14‬ونحن في المسيح في سالم مهما إشتدت العواصف وهذا ما حدث مع يونان (رم اًز لموت‬

‫المسيح) الذي أحاطت به اللجج (يون‪ .)4-3:2‬والخشب عموماً يرمز للصليب وبهذا يكون خشب الفلك رم ًاز‬ ‫لصليب المسيح‪ .‬والخشب كان خشب جفر وهناك من قال أن كلمة جفر من نفس أصل كلمة تكفير فبصليب‬ ‫المسيح كانت الكفارة والحياة لنا‪ .‬والحمامة تشير للروح القدس‪ ،‬فكما تعود الحمامة إلى بيتها دائما ‪ ،‬هكذا يعيد‬

‫الروح القدس أوالد هللا للثبات فى المسيح بعد أن إنفصلوا عنه بالخطية ‪ .‬أما الغراب الذى ذهب للجيف ولم يعد‬

‫للفلك فيشير للخاطئ الذى يترك المسيح والكنيسة ويذهب حيث الخطية والنجاسة‪ .‬والفلك كان له باب دخل منه‬ ‫كل من نجا من الطوفان والمسيح هو الباب‪ .‬والفلك كان له طاقة (كوة) ونحن في المسيح اآلن ونحن بالجسد لنا‬

‫كوي نتطلع منها إلي السماء‪ .‬نوح كان يراقب منها السماء ويصلي ونحن خالل صالتنا يرينا الروح القدس جزءاً‬ ‫من أمجاد السماء فنفرح به ويزداد إشتياقنا (حز‪ + 11:51‬نش ‪ 1 + 1:2‬كو‪.)11:2‬‬

‫ونالحظ أنه بالطوفان ظهر عدل هللا وأن الموت عقوبة الخطية‪ ،‬ولكن ظهرت رحمة هللا فكان هناك من خلص ‪.‬‬

‫واآلن فاهلل يعطينا فرصة إلظهار مراحمه‪.‬‬

‫ونالحظ أيضاً أن هللا كان مهتماً بأكلهم وشربهم فهو أعد كل شئ وهو يذكر كل إحتياجاتنا‪.‬‬ ‫‪187‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس)‬

‫وقد ظهرت عالمة قوس قزح كعالمة للحياة وصار الصليب عالمة حياة تظهر وسط سحب وظالم هذا العالم‪.‬‬

‫فال أقوي من الصليب دليل أن هللا يريد الحياة للبشر‪.‬‬

‫ولقد تناقلت الشعوب قصة الطوفان‪ .‬فنجد قصة الطوفان في معظم الحضارات القديمة ولكنها محرفة وتنسبها‬

‫الشعوب الوثنية آللهتها‪.‬‬

‫وقصة الطوفان تشير إلي أن هللا في مراحمه يسمح ببعض األشياء المؤلمة لكن يخرج منها حياة‪ ،‬يخرج من‬ ‫الجافي حالوة ومن الطوفان حياة مجددة ومن الصليب حياة لكل البشرية‪ .‬ومن موتنا الحالي بالجسد خالصاً من‬

‫الجسد العتيق إستعداداً للجسد النوراني‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ث لَ َّما ْابتَ َدأَ َّ‬ ‫ون َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ات‪" ،‬‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬و َح َد َ‬ ‫ض‪َ ،‬وُولِ َد لَ ُه ْم َب َن ٌ‬ ‫اس َي ْكثُ​ُر َ‬ ‫الن ُ‬ ‫ون ‪ :‬هذه ثمار البركة في (تك ‪ )21:1‬التي كانت آلدم وحواء‪.‬‬ ‫َي ْكثُ​ُر َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫للا أرَوا ب َن ِ‬ ‫َن أَب َناء ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اختَ ُاروا‪" .‬‬ ‫اء ِم ْن ُك ِل َما ْ‬ ‫اس أ ََّن ُه َّن َح َس َن ٌ‬ ‫َْ َ‬ ‫ات‪ .‬فَاتَّ َخ ُذوا ألَ ْنفُس ِه ْم ن َس ً‬ ‫أية (‪ " -:)2‬أ َّ ْ َ‬ ‫أَب َناء ِ‬ ‫للا = في العبرانية أبناء اآللهة وجاءت في السبعينية "المالئكة" أو أنجيلوس وهي قطعاً ال تعني المالئكة‬ ‫ْ َ‬

‫السماويين فهؤالء ال يتزوجون (مت ‪ .)31:22‬لكن كلمة المالئكة تعني رسل ومالك أي رسول‪ .‬فاهلل خلق آدم‬

‫وأوالده كرسل يشهدون له في األرض‪ ،‬خلقهم ألعمال صالحة‪ ،‬وليكونوا سفراء له‪ .‬وهم قطعاً أوالد شيث هذا الذي‬

‫لم يلعن بل هو مبارك في شخص أبيه الذي باركه هللا‪.‬‬ ‫ب َن ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اس ‪ :‬هؤالء هم بنات قايين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َأر َْوا = عوضا عن أن ينشغل أوالد هللا أو رسله وخدامه بخدمته‪ .‬إذ بهم ينجذبون إلي اإلنشغال بالجمال الجسدي‪.‬‬ ‫واختلط األبرار المباركين باألشرار الملعونين‪ ،‬وزاغ الكل وفسدوا فصارت الحاجة لتجديد عام (الطوفان )‬ ‫اختَ ُاروا ‪ :‬هم نظروا كيف يرضون شهواتهم دون النظر لروحيات النساء‪ .‬فصاروا تحت نير واحد مع‬ ‫ِم ْن ُك ِل َما ْ‬ ‫غير المؤمنين (‪ 2‬كو‪ )14،15:1‬وفسد مواطني المدينة السماوية‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ر ِ‬ ‫وحي ِفي ِ‬ ‫اإل ْن َس ِ‬ ‫ام ُه ِم َئ ًة‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ان ِإلَى األ َ​َبد‪ ،‬لِ َزَي َغان ِه‪ُ ،‬ه َو َب َشٌر‪َ .‬وتَ ُك ُ‬ ‫ب‪« :‬الَ َيد ُ ُ‬ ‫ون أ ََّي ُ‬ ‫أية (‪ " -:)3‬فَقَ َ‬ ‫ين َس َن ًة»‪" .‬‬ ‫َو ِع ْش ِر َ‬ ‫ِ‬ ‫ين = ال يلبث (الكتاب بشواهد) وجاءت ‪ STRIVE‬باإلنجليزية بمعني يكافح‪ /‬يجاهد‪ /‬يناضل وقد تعني‬ ‫الَ َيد ُ‬ ‫الكلمة العبرية يسود‪ /‬يعمل مع‪ /‬يسكن‪ /‬يدير‪.‬‬

‫ويكون المعني أن من يقاوم عمل الروح القدس فيه ويحزنه ويطفئه يصير غير مستحقاً ألن يعمل فيه الروح‬ ‫القدس فينزع منه الروح القدس لذلك نصلي مع داود "روحك القدوس ال تنزعه مني" ‪ .‬فاإلنسان حينما إنحرف‬

‫هكذا‪ ،‬حرمه هللا من س كنى الروح القدس ‪ ،‬إلى أن أتى المسيح وتمم الفداء وأرسل لنا الروح القدس ليسكن فينا‪.‬‬

‫وهذا تفسير التجديف علي الروح القدس أن يصل اإلنسان لهذه الحالة فال يعود يتوب بعد‪ ،‬طالما ينزع منه الروح‬ ‫‪188‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس)‬

‫القدس‪ .‬فاهلل يحرم هؤالء من الروح القدس لفسادهم واغاظتهم له بهذه الزيجات وهذا الفساد‪ .‬وكان الروح القدس‬

‫يعمل معهم عن طريق وعظ نوح مثال ‪ 1‬بط ‪ .11:3‬ولما عاندوا وقاوموا الروح‪ ،‬ال يستمر الروح في عمله بل‬

‫يترك هللا هذا اإلنسان المقاوم (هو ‪ .)1::5‬وهذا ما حدث مع شاول الملك (‪1‬صم ‪ .)15:11‬والحظ أن من‬ ‫يمتنع الروح عن العمل معه فهو قادم إلي خراب سريع‪ .‬وقد تعني كلمة روحي نفس اإلنسان التي هي نفخة‬ ‫نسمة حياة من هللا ويكون معني حكم هللا أن يقصر عمر اإلنسان فالروح يعمل في اإلنسان لفترة معينة يحددها‬

‫هللا‪.‬‬

‫ِإلَى األ َ​َب ِد = أي تقصر مدة وجود الروح وعمله في اإلنسان‪.‬‬ ‫ُه َو َب َشٌر = وفي السبعينية "هو جسد" فهو بسلوكه الشهواني الجسداني صار جسد بال روح هو صار شبيه‬ ‫بالحيوان فال ينبغي أن يعيش طويالً‪.‬‬ ‫ين َس َن ًة ‪ :‬العدل ينادي للخاطئ "موتاً تموت" والرحمة تقول" أتركها هذه السنة أيضاً" فتكون الا ‪121‬‬ ‫ِم َئ ًة َو ِع ْش ِر َ‬ ‫سنة هي الفرصة التي يتركها هللا للخاطئ ليتوب فيها وقد تكون كل مدة عمره الذي صار بحد أقصي ‪ 121‬سنة‪.‬‬ ‫وهناك من قال أنها المدة التي تركها هللا للعالم أيام نوح ليقدموا توبة ‪ ،‬ويكون نوح قد إستمر في بناء الفلك ‪121‬‬

‫سنة أمامهم وكان يبشر بالطوفان الذي سيهلك العالم بسبب الخطية‪.‬‬ ‫كيف نحسب مدة بناء الفلك‪-:‬‬ ‫من اآلية ‪ 32:4‬كان عمر نوح ‪ 411‬سنة ومن اآلية ‪ 1::‬كان عمره ‪ 111‬وقت الطوفان وبهذا تكون مدة بناء‬

‫الفلك ‪ 111‬سنة‪ .‬وقيل أنها ‪ 121‬سنة على أساس أن أقصى مدة يعطيها هللا كعمر لإلنسان هى ‪ 121‬سنة‪،‬‬

‫وهى فى نفس الوقت تعتبر فرصة لإلنذار والتوبة ‪ ،‬فبناء الفلك إستلفت نظر هؤالء الخطاة فكانو يسألون ‪ ،‬وكان‬

‫نوح ينذرهم‪ .‬وبهذا يكون مدة بناء الفلك تتراوح من ‪ 111‬إلى ‪ 121‬سنة‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫للا علَى ب َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا ِإ ْذ َد َخل ب ُنو ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ان ِفي األ َْر ِ‬ ‫اس َو َولَ ْد َن‬ ‫أية (‪َ "-:)4‬ك َ‬ ‫ض طُ َغاةٌ ِفي ت ْل َك األ ََّي ِام‪َ .‬وَب ْع َد ذلِ َك أ َْي ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫اسٍم‪" .‬‬ ‫لَ ُه ْم أ َْوالَ ًدا‪ُ ،‬‬ ‫ين ُم ْن ُذ الد ْ‬ ‫هؤالَ ِء ُه ُم ا ْل َج َبا ِب َرةُ الَّذ َ‬ ‫َّه ِر َذ ُوو ْ‬

‫طُ َغاةٌ = في أصلها العبري (الساقطين) هم كانوا أوالد هللا وصاروا أوالداً للناس وترجمتها السبعينية "المولودين من‬

‫األرض"‪ .‬والنتيجة الطبيعية للزواج الشهواني أن األوالد يكونوا طغاة فاألب ال يختار حسب الروحيات بل حسب‬

‫شهواته‪ ،‬واألوالد يتشبهوا بالطرف األسوأ ويكونوا محبين للكرامة الزمنية ‪ :‬ذوو إسم= أي لهم سمعة وصيت منذ‬

‫َّه ِر ‪ :‬فخطية الكبرياء قديمة جداً‪ .‬ومثال لهؤالء الجبابرة المك قايين‪ .‬ويكون في هذه‬ ‫األجيال القديمة ‪ُ :‬م ْن ُذ الد ْ‬ ‫اآلية ملخص للخطايا التي كان الطوفان بسببها‪ )1 -:‬الشهوة التي أدت إلي انحراف وفساد أوالد هللا‪2 .‬‬ ‫‪ )2‬عبادة القوة والمجد العالمي والبحث عن الصيت العالمي ونسيان العالم اآلخر‪.‬‬

‫‪189‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس)‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ان قَ ْد َكثَُر ِفي األ َْر ِ‬ ‫َن َش َّر ِ‬ ‫ص ُّو ِر أَف َْك ِ‬ ‫اإل ْن َس ِ‬ ‫ير ُك َّل‬ ‫ض‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ب أ َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫أية (‪َ " -:)5‬و َأرَى َّ‬ ‫َن ُك َّل تَ َ‬ ‫ار َق ْل ِبه إن َما ُه َو ش ِر ٌ‬ ‫َي ْوٍم‪" .‬‬

‫ُك َّل َي ْوٍم= في األصل العبراني كل اليوم أي دائما بال توبيخ ضمير‪ .‬وهللا ال يطيق هذا الشر‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫ان ِفي األ َْر ِ‬ ‫ب أَنَّ ُه َع ِم َل ِ‬ ‫ف ِفي َق ْل ِب ِه‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ض‪َ ،‬وتَأ َّ‬ ‫أية (‪ " -:)6‬فَ َح ِز َن َّ‬ ‫َس َ‬ ‫اإل ْن َس َ‬ ‫ف ِفي َق ْل ِب ِه "‪ :‬هي تعبيرات موجهة للبشر ليفهم البشر‪ .‬ولكن هللا قطعا ليس‬ ‫الر ُّ‬ ‫ب " و" تَأ َّ‬ ‫تعبيرات " َح ِز َن َّ‬ ‫َس َ‬

‫إنفعالياً فيندم علي صنعه فهو ال يندم وال يتغير (‪1‬صم ‪ 21:14‬عد ‪ + 11:23‬يع ‪ +1::1‬مل ‪ .)1:3‬ويكون‬ ‫حزن هللا وأسفه هو حكم خالله تقع العقوبة علي الخطية‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫اإل ْنسان مع به ِائم ود َّباب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ب‪« :‬أ َْم ُحو َع ْن َو ْج ِه األ َْر ِ‬ ‫ات َوطُ ُي ِ‬ ‫ور‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫اإل ْن َس َ‬ ‫ان الَّذي َخلَ ْقتُ ُه‪َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ،‬‬ ‫أية (‪ " -:)0‬فَقَ َ‬ ‫السم ِ ِ‬ ‫ت أ َِني َع ِم ْلتُ ُه ْم»‪" .‬‬ ‫اء‪ ،‬ألَني َح ِزْن ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫هذا ما كان متوقعاً بعد أن حزن الروح القدس بسبب إصرار الناس علي الخطية (آية ‪ )3‬أَ ْم ُحو َع ْن َو ْج ِه األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫= كما يمحو كاتب بضع أسطر مكتوبة وجد بها خطأ يشوه الصفحة‪ .‬مع به ِائم ود َّباب ٍ‬ ‫ات = هذه خلقت ألجل‬ ‫َ َ َ​َ َ َ​َ َ‬

‫اإلنسان فهي تموت معه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت أ َِني َع ِم ْلتُ ُه ْم = قلب هللا ال يتغير من نحونا وانما بتغيرنا نحن واعتزالنا إياه بقبولنا الفساد الذي هو‬ ‫ألَني َح ِزْن ُ‬ ‫غريب عن هللا وعكس هذه اآلية وبنفس المفهوم زك ‪ 3:1‬إرجعوا إلي … أرجع إليكم ‪1‬يو‪.1:1‬‬

‫‪7‬‬ ‫َما ُنوح فَوجد ِنعم ًة ِفي عي َن ِي َّ ‪ِ 2‬‬ ‫ار َك ِ‬ ‫امالً ِفي‬ ‫وح َر ُجالً َب ًّا‬ ‫يد ُن ٍ‬ ‫األيات (‪َ " -:)2-7‬وأ َّ‬ ‫الر ِب‪ .‬هذ ِه َم َوالِ ُ‬ ‫وح‪َ :‬ك َ‬ ‫ان ُن ٌ‬ ‫َْ‬ ‫ٌ َ َ​َ َْ‬ ‫َجيالِ ِه‪ .‬وسار ُنوح مع ِ‬ ‫للا‪" .‬‬ ‫َ َ​َ ٌ َ​َ‬ ‫أَْ‬

‫هللا ال يتجاهل إنساناً واحداً يسلك بالبر وسط جيل شرير‪ .‬وبر نوح كان راجعاً إليمانه عب ‪ ::11‬وظهر هذا في‬ ‫َج َيالِ ِه = هذه تكشف أن بر وكمال اإلنسان ليسا مطلقين‪ .‬وانما نوح كان‬ ‫أنه صدق كالم هللا وبني الفلك‪ِ .‬في أ ْ‬ ‫با اًر بالنسبة لما في جيله من فساد‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ث‪" .‬‬ ‫اما‪َ ،‬وَيافَ َ‬ ‫وح ثَالَ ثَ َة َبن َ‬ ‫أية (‪َ " -:)13‬و َولَ َد ُن ٌ‬ ‫اما‪َ ،‬و َح ً‬ ‫ين‪َ :‬س ً‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫للا‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض أَمام ِ‬ ‫ض فَِإ َذا ِه َي قَ ْد‬ ‫ض ظُ ْل ًما‪َ .‬و َأرَى للاُ األ َْر َ‬ ‫امتَألَت األ َْر ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)12-11‬وفَ َس َدت األ َْر ُ َ َ‬ ‫ْس َد طَ ِريقَ ُه َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫فَ َس َد ْت‪ِ ،‬إ ْذ َك َ‬ ‫ان ُك ُّل َب َش ٍر قَ ْد أَف َ‬

‫فساد األرض راجع لفساد اإلنسان الذي شوه المخلوقات غير العاقلة‪ .‬وفي هذه األيات وردت كلمة أرض بالعبرية‬

‫ض" بينما كانت تذكر قبل ذلك "أدمة" وهذا يشير غالباً أن األرض التي أفسدها الطوفان ليست كل الكرة‬ ‫َ"أ َْر ُ‬ ‫‪190‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس)‬

‫ِ‬ ‫ض ‪ :‬ال‬ ‫األرضية بل األرض التي عاش فيها اإلنسان حتي هذا التاريخ وأفسدها بخطيته‪ .‬إذاً قوله فَ َس َدت األ َْر ُ‬ ‫تعني فساد مادة األرض‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫وح‪ِ « :‬نهاي ُة ُك ِل ب َش ٍر قَ ْد أَتَ ْت أَم ِ‬ ‫امي‪ ،‬أل َّ‬ ‫َت ظُ ْل ًما ِم ْن ُه ْم‪ .‬فَ َها أَ​َنا‬ ‫ال للاُ لِ ُن ٍ‬ ‫امتَأل ْ‬ ‫َن األ َْر َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ض ْ‬ ‫َ‬ ‫أية (‪ "-:)13‬فَقَ َ‬ ‫ُم ْهلِ ُك ُه ْم َم َع األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫وح ‪ :‬هذه العبارة تكشف صداقة هللا ومحبته لإلنسان البار فهو يكشف له حكمته وأس ارره "مز ‪15:24‬‬ ‫ال للاُ لِ ُن ٍ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫‪ +‬تك ‪ ."1::11‬ومعني اآلية لم أكن أود أن أهلك البشر لكنهم هم صنعوا بأنفسهم هالكاً يجلب نهايتهم‪" ،‬أنا‬

‫إختطفت لي قضية الموت‪".‬‬

‫يه ِم ْن َد ِ‬ ‫اك َن‪ ،‬وتَ ْطلِ ِ‬ ‫أية (‪ِ14 "-:)14‬اص َنع لِ َن ْف ِس َك ُف ْل ًكا ِم ْن َخ َش ِب ج ْف ٍر‪ .‬تَ ْجعل ا ْل ُف ْل َك مس ِ‬ ‫ار ٍج ِبا ْلقَ ِ‬ ‫اخل َو ِم ْن َخ ِ‬ ‫ار‪".‬‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َُ‬ ‫ِ‬ ‫ص َن ْع لِ َن ْف ِس َك ُف ْل ًكا ‪ :‬الفلك رمز الصليب الذي حمل المسيح معلقاً ألجلنا‪ .‬فحمل فيه الكنيسة التي هي جسده‬ ‫ا ْ‬

‫المقدس‪ .‬كان البد من هالك العالم القديم (اإلنسان العتيق) في مياه المعمودية ليقوم العالم الجديد واإلنسان‬

‫الجديد الذي علي صورة خالقه‪ ،‬يحمل جدة الحياة أو الحياة المقامة في المسيح يسوع‪ .‬وكانت الكلمة العبرية‬ ‫المستخدمة للفلك هي تابوت أو صندوق‪ ،‬إذاً هو سفينة كالتابوت مصنوعة للطفو وليس للسير في الماء‪.‬‬ ‫ِم ْن َخ َش ِب ُج ْف ٍر ‪ :‬ربما هو خشب السرو أو الكافور وكالهما ال ُي َس ِّوس‪.‬‬

‫يه ِم ْن َد ِ‬ ‫تَ ْطلِ ِ‬ ‫ار ٍج ِبا ْلقَ ِ‬ ‫اخل َو ِم ْن َخ ِ‬ ‫ار ‪ :‬القار يكثر في بالد أشور (العراق) حيث بني الفلك‪ ،‬وطالء الفلك بالقار‬ ‫يشير لحمايته من الوسط الخارجي (حماية الكنيسة من تيارات وهجوم العالم)‪ .‬والحظ أن هللا كان يمكنه بسهولة‬

‫أن يخبئ نوح وعائلته بعيداً عن مكان الطوفان ولكن هللا تركه يعمل ويجاهد في البناء والطالء بالقار‪ ،‬فهذا هو‬ ‫الجهاد ولكن هللا أغلق عليه بعد ذلك بنعمته (تك ‪ 11::‬وأغلق الرب عليه)‪ .‬ولنالحظ أن الفلك وسط هذه المياه‬

‫كان يشبه غواصة ويستحيل بتكنولوجيا هذه األيام أن تحتمل سفينة نوح كل هذا الماء إال لو كان هللا قد أغلق‬

‫عليه بيده ليكمل نقص جهاد اإلنسان بنعمته‪ .‬وهذا ما قاله الوحى (‪. )11 : :‬‬

‫‪15‬‬ ‫اع ي ُكون طُول ا ْل ُف ْل ِك‪ ،‬و َخم ِسين ِذراعا عرضه‪ ،‬وثَالَ ِث ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعا‬ ‫ص َن ُع ُه‪ :‬ثَالَ َ‬ ‫أية (‪َ "-:)15‬و َ‬ ‫َ‬ ‫ث ِم َئ ِة ذ َر ٍ َ ُ‬ ‫ين ذ َر ً‬ ‫هك َذا تَ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ً َْ ُ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫اع ُه‪" .‬‬ ‫ْارِتفَ ُ‬

‫أبعاد الفلك ‪ 31 ×41 ×311‬ذراع (طول × عرض × علو)‬

‫‪ 311 =3 ×111‬هذا هو قطيع المسيح (‪ )111‬المؤمن بالثالوث (‪ )3‬وقام من موت الخطية مع المسيح فرقم‬

‫‪ 3‬يشير للقيامة فالمسيح قام في اليوم الثالث‪.‬‬

‫‪ =41‬حل عليهم الروح القدس يوم الخمسين‪ .‬وفي اليوبيل (كل ‪ 41‬سنة) يحرر العبيد‪ .‬فهم تحرروا من عبودية‬ ‫الخطية ‪.‬‬

‫‪191‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس)‬

‫‪=31‬‬

‫هي السن التي وقف فيها يوسف أمام فرعون وبدأت خدمة المسيح‪ .‬هي سن النضج وكان فيها الكهنة‬

‫يبدأون خدمتهم الكهنوتية‪.‬‬

‫إذاً األبعاد تشير للكنيسة قطيع المسيح المؤمن بالثالوث والتي قامت مع المسيح فى اليوم الثالث ( اآلن من موت‬

‫الخطية) والتى يحل الروح القدس فيها وهي كنيسة لها خدمة كهنوتية وشعبها يقدم ذبائح التسبيح والشكر‪ .‬وقد‬ ‫تحررت من عبودية إبليس وأيضاً هى كنيسة شعبها ناضج‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫ضع باب ا ْل ُف ْل ِك ِفي ج ِان ِب ِه‪ .‬مس ِ‬ ‫اك َن‬ ‫أية (‪"-:)16‬‬ ‫ص َنعُ َك ًّوا لِ ْل ُف ْل ِك‪َ ،‬وتُ َك ِملُ ُه ِإلَى َح ِد ِذ َر ٍ‬ ‫اع ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫َ‬ ‫َوتَ ْ‬ ‫ق‪َ .‬وتَ َ ُ َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ط ًة َو ُع ْل ِوَّي ًة تَ ْج َعلُ ُه‪" .‬‬ ‫ُس ْفلِ َّي ًة َو ُمتَ​َو ِس َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اب ا ْل ُف ْل ِك ِفي‬ ‫َك ًّوا ل ْل ُف ْلك ‪ :‬هذه التي نعاين من خاللها السماويات علي قدر ما تسمح به إمكانياتنا الجسدية‪َ .‬ب َ‬ ‫َج ِان ِب ِه ‪ :‬الباب يشير للمسيح "أنا هو الباب" وكون الباب في الفلك والفلك يشير للمسيح فهو إذا يشير للجرح الذي‬

‫كان في جنب المسيح بالحربة‪ .‬فمنه فاضت األسرار التي بها ينضم المؤمن به إلي عضويته‪ .‬ومن خالله يدخل‬

‫القادمون إليه‪ .‬من جرح جنب المسيح خرج دم وماء (‪1‬يو‪.)1:4‬‬

‫الكوة لغوياً هي خرق في الحائط يدخل منه الضوء والهواء‪.‬‬ ‫مس ِ‬ ‫اك َن ُس ْفلِ َّي ًة َو ُمتَ​َو ِسطَ ًة َو ُع ْل ِوَّي ًة تَ ْج َعلُ ُه ‪ :‬فالمؤمن حين يدخل لجسد المسيح كمبتدئ يكون في مساكن سفلية‬ ‫َ​َ‬ ‫ويتدرج في الصعود حتي يصل ألعلي درجة‪ .‬إذا هي تشير لثالث درجات النمو الروحي وهكذا كانت المنارة في‬ ‫وعجر وأزهار) وهيكل حزقيال كان ثالث طوابق‪ .‬كل هذا يشير لنفس المفهوم‪.‬‬ ‫الخيمة لها ‪ 3‬درجات (كاسات ُ‬ ‫وكان نوح غالباً يقيم بالطابق األعلي ‪ .‬ونوح كلمة تعني نياح وتعزية‪ .‬فكلما صعدنا ألعلي فى السماويات التى‬ ‫أتى بها المسيح لنا على األرض نقترب من الراحة والتعزية (مت ‪( .)21:11‬فهو طأطأ السموات ونزل مز‪: 11‬‬

‫‪. )1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫السم ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ض أل ْ ِ‬ ‫ان ا ْلم ِ‬ ‫اء َعلَى األ َْر ِ‬ ‫اء‪ُ .‬ك ُّل‬ ‫ُهل َك ُك َّل َج َسد فيه ُر ُ‬ ‫وح َح َياة م ْن تَ ْحت َّ َ‬ ‫أية (‪ " -:)10‬فَ َها أَ​َنا آت ِبطُوفَ ِ َ‬ ‫َما ِفي األ َْر ِ‬ ‫وت‪" .‬‬ ‫ض َي ُم ُ‬

‫لك ْن أ ُِقيم عه ِدي معك‪ ،‬فَتَ ْد ُخل ا ْل ُف ْلك أَ ْنت وب ُنوك وام أرَتُك وِنس ِ‬ ‫أية (‪17 "-:)17‬و ِ‬ ‫يك َم َع َك‪".‬‬ ‫اء َبن َ‬ ‫َ​َ​َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َْ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الحظ القديس بطرس أن عدد الذين خلصوا بالفلك كانوا ثمانية أشخاص‪ .‬ورقم ‪ 1‬يشير للحياة فيما بعد الزمن‬

‫فأيام زمن هذا العالم ‪ :‬يأتي بعدها الدهر اآلتي‪ .‬إذاً عمل الطوفان كان تجديد العالم بمعني إقامة كنيسة لها‬ ‫طبيعة سماوية خالل تمتعها بالحياة المقامة في المسيح يسوع (الذي قام يوم األحد في بداية األسبوع الجديد)‬

‫(راجع ‪1‬بط ‪ )21:3‬والحظ أن القديس بطرس يركز علي هذا المفهوم (‪2‬بط ‪ )4:2‬فنوح أيضاً كان ثامناً وقوله‬ ‫ثامناً أي دخل بعد أن دخلت عائلته فكان ثامناً‪ .‬لكن بتفسير معني األرقام فنوح هنا يرمز للمسيح يسوع (يسوع=‬

‫‪ )111‬وفي يسوع نحصل علي الخالص والحياة األبدية بعد القيامة العامة‪ .‬وكما كرز نوح للذين كانوا في‬

‫‪192‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس)‬

‫السجن (ابط ‪ )21،11:3‬جاء المسيح وكرز في العالم‪ .‬وقول بطرس "السجن" هذا يشير إلي أن العالم الخاطئ‬

‫حكم عليه بالموت‪ ،‬وكأنهم مساجين في سجن ينتظرون تنفيذ حكم الموت (اإلعدام) ولكن نوح كان يكرز لهم‬

‫فاهلل أعطاهم فرصة ‪ 121‬سنة ومن يندم ويتوب يفلت من حكم اإلعدام وهكذا صنع المسيح‪ .‬فكان نوح يكرز‬ ‫بروح المسيح‪ .‬وهو شابه المسيح الذي بشر حتي ينقذ الناس من طوفان غضب هللا‪ .‬وشابه المسيح في أنه بدأ‬

‫حياة جديدة‪.‬‬

‫‪ ‬ولنالحظ أن نفس الماء الذي أهلك األشرار هو نفسه الذي رفع الفلك‪ .‬فكل األالم التي يسمح بها هللا‬ ‫للبشرية تكون لنا سبب أو رائحة حياة لحياة وللخطاة رائحة موت لموت‪.‬‬

‫‪ ‬كيف نظر البشر الخطاة لنوح؟ قطعاً هزءوا به حين دخل الفلك وقالوا هو حكم علي نفسه بالموت وكيف‬ ‫نظر نوح للخطاة؟ أنهم في سبيلهم للموت قطعاً‪ ،‬بسبب خطاياهم‪.‬‬ ‫‪ ‬إذاً الفلك تطبيق عملي لألية " ِ‬ ‫صلبت للعالم"‬ ‫صلب العالم لي وأنا ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬الفلك الذي هو كالسجن أو كالتابوت يصير جنة ألن هللا فيه (الثالث فتية ومعهم شبيه بإبن اآللهة)‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِت ْبقَ ِائ َها َم َع َك‪.‬‬ ‫األيات (‪َ " -:)22-12‬و ِم ْن ُك ِل َح ٍي م ْن ُك ِل ذي َج َسد‪ ،‬اثْ َن ْي ِن م ْن ُكل تُ ْدخ ُل ِإلَى ا ْل ُف ْلك ْ‬ ‫اسها‪ ،‬و ِم ْن ُك ِل د َّباب ِ‬ ‫َج َن ِ‬ ‫اسها‪ ،‬و ِم َن ا ْلبه ِائِم َكأ ْ ِ‬ ‫ور َكأ ْ ِ‬ ‫ات األ َْر ِ‬ ‫ون َذ َك ًار َوأُْنثَى‪ِ 23 .‬م َن الطُّ ُي ِ‬ ‫اس َها‪ .‬اثْ َن ْي ِن‬ ‫تَ ُك ُ‬ ‫ض َكأ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َج َن َ َ‬ ‫َج َن َ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن ُكل تُ ْد ِخل ِإلَيك ِ ِ‬ ‫ون لَ َك َولَ َها‬ ‫ت‪ ،‬فَ ُخ ْذ لِ َن ْف ِس َك ِم ْن ُك ِل َ‬ ‫الست ْبقَائ َها‪َ .‬وأَ ْن َ‬ ‫اج َم ْع ُه ع ْن َد َك‪ ،‬فَ َي ُك َ‬ ‫ط َع ٍام ُي ْؤ َك ُل َو ْ‬ ‫ُ َْ ْ‬ ‫‪22‬‬ ‫وح َح َس َ ِ‬ ‫هك َذا فَ َعل‪" .‬‬ ‫َم َرهُ ِب ِه للاُ‪َ .‬‬ ‫اما»‪ .‬فَفَ َع َل ُن ٌ‬ ‫ب ُكل َما أ َ‬ ‫طَ َع ً‬

‫‪193‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع)‬

‫األصحاح السابع‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ِفي ه َذا ا ْل ِج ِ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫ت َب ًّا‬ ‫ب لِ ُن ٍ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ار لَ َد َّ‬ ‫اك َأر َْي ُ‬ ‫وح‪ْ « :‬اد ُخ ْل أَ ْن َ‬ ‫ت َو َج ِميعُ َب ْيت َك ِإلَى ا ْل ُف ْل ِك‪ ،‬ألَني ِإ َّي َ‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬وقَ َ‬ ‫وقال الرب= الرب هو يهوه والحظ أن العمل هنا عمل حب ورعاية فيستخدم الروح القدس لفظ الرب‪ .‬وحينما‬

‫يتكلم عن الطوفان المهلك يستخدم لفظ هللا (‪.)13،12:1‬‬

‫أدخل= هذه تساوي تعالوا إلي يا جميع المتعبين… وتساوي من يعطش فليأت إلي‪….‬‬

‫وجميع بيتك= هذه تساوي "الموعد هو لك ولبيتك" المهم أن الجميع يكونوا في المسيح‪ ،‬العالم مصلوب لهم وهم‬

‫مصلوبين للعالم‪ .‬أما لو أحب أحدهم العالم بعد ذلك لهلك‪.‬‬

‫با ارً = ما أجمل أن يشهد هللا ألوالده‪ .‬وهللا ال يشهد فقط بل يدبر كل شئ ألوالده فاهلل إهتم بتحديد نوع الخشب‬ ‫وأبعاد الفلك وطالؤه بالقار وتموينه بالطعام…‪ ..‬ويري البعض أن نوح بقي ‪ 121‬سنة في إنذار األشرار‪ ،‬وهو‬ ‫يبني الفلك أمام أعينهم ليؤكد لهم صدق إنذارات هللا ويعتمد القائلون بهذا علي اآلية (‪ )3:1‬راجع تفسير آية ‪1‬‬

‫أيضاً‪ .‬ولكن من المؤكد أن نوح كان موضع سخرية الناس وهو يبني فلكاً ليهرب به من طوفان ظنوه وهماً‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫اهرِة تَأْ ُخ ُذ مع َك سبع ًة سبع ًة َذ َك ار وأُْنثَى‪ .‬و ِم َن ا ْلبه ِائِم الَِّتي لَيس ْت ِبطَ ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫اه َرٍة‬ ‫أية (‪ِ " -:)2‬م ْن َج ِم ِ‬ ‫َ​َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ​َ ََْ ََْ‬ ‫يع ا ْل َب َهائم الط َ‬ ‫اثْ َن ْي ِن‪َ :‬ذ َك ًار َوأُْنثَى‪" .‬‬

‫البهائم الطاهرة‪ :‬الحظ أن شريعة موسي لم تكن قد حددت في هذا الوقت البهائم الطاهرة وغير الطاهرة‪ .‬لذلك‬

‫فهذه اآلية تثبت أن التقليد الذي تعمل به كنيستنا صحيح‪ .‬فقد تسلم آدم هذه الشريعة شفاهة من هللا وسلمها‬ ‫ألوالده ووصلت لنوح‪ .‬ونالحظ أن البهائم الطاهرة اخذ منها سبعة ألنه سيأكل منها ويقدم منها ذبائح‪.‬‬

‫ضا سبع ًة سبع ًة‪َ :‬ذ َك ار وأُْنثَى‪ .‬الس ِتبقَ ِ‬ ‫ور َّ ِ‬ ‫اء َن ْسل َعلَى َو ْج ِه ُك ِل األ َْر ِ‬ ‫أية (‪َ 3 "-:)3‬و ِم ْن طُ ُي ِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫ْ ْ‬ ‫ً َ‬ ‫الس َماء أ َْي ً َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫كل األرض= رأي بعض الدارسين أن الفلك بحجمه هذا ال يمكن أن يحمل كل حيوانات العالم وطيوره‪ .‬ويقولون‬ ‫أن الطوفان كان محلياً فهو أفني كل الجنس البشري ما عدا نوح وعائلته وكل حيوانات المنطقة التي كان بها‬

‫بشر‪ .‬أما القارات البعيدة فإستمرت فيها الحياة الحيوانية ولم تتأثر‪ .‬ويؤكدون هذا بأنه قيل عن يوسف أن كل‬ ‫األرض جاءت لتشتري منه قمحاً (تك ‪ )4::51‬وكان المقصود البالد التي حول مصر‪ .‬وفي لو ‪ 1:2‬يقول‬

‫إكتتبت كل المسكونة والمقصود كل الدول الخاضعة للحكم الروماني‪ .‬وهذا رأى صحيح‪.‬‬

‫‪ِ 4‬‬ ‫ين لَ ْيلَ ًة‪َ .‬وأ َْم ُحو َع ْن َو ْج ِه األ َْر ِ‬ ‫ضا أ ُْم ِط ُر َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ين َي ْو ًما َوأ َْرَب ِع َ‬ ‫ض أ َْرَب ِع َ‬ ‫أية (‪ " -:)4‬ألَني َب ْع َد َس ْب َع ِة أ ََّي ٍام أ َْي ً‬ ‫ُك َّل قَ ِائٍم َع ِم ْلتُ ُه»‪" .‬‬ ‫سبعة أيام‪ =:‬هي المدة التي إستغرقها نوح في إدخال الحيوانات إلي الفلك‪.‬‬ ‫‪194‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع)‬

‫أربعين يوماً‪ =:‬هي ذات المدة التي صامها المسيح وموسي وايليا‪ .‬وقد تشير هذه المدة ألنها مدة إنسحاق وتذلل‬ ‫أمام هللا حتي يعطي خيراته‪ .‬وهكذا كانت فترة اإلنذار لنينوي وفترة الا ‪ 121‬سنة هي ‪ 51×3‬سنة‪ .‬هي فترة إنذار‬

‫بالتوبة حتي ال يهلكهم الطوفان وبينما إستغل شعب نينوي فرصة األربعين يوماً وتابوا‪ ،‬فشل الناس أيام نوح‬ ‫وهلكوا ‪ .‬فهى فترة أو فرصة يعطيها هللا يعقبها إما خيرات أو عقوبات‪ .‬لذلك هي تشير لفترة حياتنا علي األرض‬ ‫وعلينا أن نختفي في الفلك حتي ننجو‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫وح َح َس َ ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َم َرهُ ِب ِه َّ‬ ‫أية (‪ "-:)5‬فَفَ َع َل نُ ٌ‬ ‫ب ُكل َما أ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ان ا ْلم ِ‬ ‫ِ​ِ ِ ِ ٍ‬ ‫اء َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‪" ،‬‬ ‫أية (‪َ " -:)6‬ولَ َّما َك َ‬ ‫ان ُن ٌ‬ ‫وح ْاب َن ست م َئة َس َنة َ‬ ‫ص َار طُوفَ ُ َ‬ ‫قارن مع آية ‪ 32:4‬فقد قيل أن عمر نوح كان ‪ 411‬سنة وهنا نسمع أن عمره كان ‪ 111‬سنة وقت أن دخل‬

‫الفلك‪ .‬لذلك تقدر مدة بناء الفلك ما بين ‪ 121– 111‬سنة‪.‬‬ ‫يه مع ُه ِإلَى ا ْل ُف ْل ِك ِم ْن و ْج ِه ِمي ِ‬ ‫األيات (‪0" -:)7-0‬فَ َد َخل نُوح وبنُوه وام أرَتُ ُه وِنس ِ ِ‬ ‫اه الطُّوفَ ِ‬ ‫ان‪َ 7 .‬و ِم َن ا ْل َب َه ِائِم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اء َبن َ َ‬ ‫َ ٌ َ َ ُ َ َْ َ َ ُ‬ ‫ط ِ‬ ‫الطَّ ِ‬ ‫ب َعلَى األ َْر ِ‬ ‫اه َرٍة‪َ ،‬و ِم َن الطُّ ُي ِ‬ ‫ض‪" :‬‬ ‫ور َو ُك ِل َما َي ِد ُّ‬ ‫اه َرِة َوا ْل َب َه ِائِم الَِّتي لَ ْي َس ْت ِب َ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِإلَى ُن ٍ ِ‬ ‫ان اثْ َن ِ‬ ‫أية (‪َ 2 " -:)2‬د َخ َل اثْ َن ِ‬ ‫وحا‪".‬‬ ‫َم َر للاُ ُن ً‬ ‫وح إلَى ا ْل ُف ْلك‪َ ،‬ذ َك ًار َوأُْنثَى‪َ ،‬ك َما أ َ‬ ‫نوح يتحرك نحو الفلك ويستغرق ‪ :‬أيام إشارة للكنيسة التي تفتح أبواب الرجاء لكل إنسان كل أيام األسبوع‪.‬‬ ‫والحظ أن نوح وأوالده لم يكن لكل واحد سوي زوجة واحدة‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ص َار ْت َعلَى األ َْر ِ‬ ‫َن ِم َياهَ الطُّوفَ ِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫الس ْب َع ِة األ ََّي ِام أ َّ‬ ‫ث َب ْع َد َّ‬ ‫أية (‪َ " -:)13‬و َح َد َ‬ ‫ان َ‬ ‫يفسرون الطوفان علمياً بهبوط قشرة األرض ألسفل وبذلك تكون أسفل من مستوي البحار‪ .‬ثم بحركة عكسية‬

‫تصعد األرض فتنحسر المياه وتتراجع إلي البحار‪ .‬وقال بعضهم أن األرض تفتحت وخرجت منها المياه الجوفية‪.‬‬

‫وقد أمكن إثبات حدوث الطوفان جيولوجياً فقد وجد طبقات طمي ومن تحتها ومن فوقها طبقات أحجار بل حددوا‬

‫ميعاد هذا الطوفان بسنة ‪ 3511-3211‬ق‪.‬م‪ .‬وهي نفس الفترة المحددة حسب التقويم العبري‪.‬‬

‫أية (‪ِ 11 " -:)11‬في س َن ِة ِس ِت ِم َئ ٍة ِم ْن حي ِ‬ ‫ابع َع َش َر ِم َن َّ‬ ‫وح‪ِ ،‬في َّ‬ ‫الش ْه ِر ِفي‬ ‫اة ُن ٍ‬ ‫الش ْه ِر الثَّ ِانى‪ِ ،‬في ا ْل َي ْوِم َّ‬ ‫الس َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‪" .‬‬ ‫الي ْوِم‪ ،‬ا ْنفَ َج َر ْت ُك ُّل َي َنا ِب ِ‬ ‫يع ا ْل َغ ْم ِر ا ْل َع ِظ ِيم‪َ ،‬وا ْنفَتَ َح ْت طَاقَ ُ‬ ‫ذل َك َ‬ ‫ات َّ َ‬ ‫إنفجرت كل ينابيع الغمر العظيم‪ :‬إذاً الطوفان لم يكن نتيجة المطر فقط‪ ،‬بل صارت األرض وكأنها مجموعة من‬ ‫العيون والينابيع تفجر ماء بال حساب‪.‬‬

‫‪195‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع)‬

‫‪12‬‬ ‫ان ا ْل َمطَ ُر َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ين لَ ْيلَ ًة‪ِ 13 .‬في ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َع ْي ِن ِه َد َخ َل‬ ‫ين َي ْو ًما َوأ َْرَب ِع َ‬ ‫ض أ َْرَب ِع َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)15-12‬و َك َ‬ ‫اء ب ِن ِ‬ ‫وح‪ ،‬وثَالَ ُ ِ ِ‬ ‫يه َم َع ُه ْم ِإلَى ا ْل ُف ْل ِك‪ُ 14 .‬ه ْم َو ُك ُّل ا ْل ُو ُح ِ‬ ‫وش‬ ‫ث َب ُنو ُن ٍ‬ ‫ام َوَيافَ ُ‬ ‫ُن ٌ‬ ‫ث ن َس َ‬ ‫ام َأرَةُ ُن ٍ َ‬ ‫وح‪َ ،‬و ْ‬ ‫ام َو َح ٌ‬ ‫وح‪َ ،‬و َس ٌ‬ ‫َّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج َن ِ‬ ‫َج َن ِ‬ ‫َج َن ِ‬ ‫َج َن ِ‬ ‫ب َعلَى األ َْر ِ‬ ‫اس َها‪َ ،‬و ُك ُّل الطُّ ُي ِ‬ ‫اس َها‪ُ :‬ك ُّل‬ ‫ابات الَِّتي تَِد ُّ‬ ‫اس َها‪َ ،‬و ُك ُّل الد َّ‬ ‫ور َكأ ْ‬ ‫ض َكأ ْ‬ ‫اس َها‪َ ،‬و ُك ُّل ا ْل َب َهائِم َكأ ْ‬ ‫َكأ ْ‬ ‫‪15‬‬ ‫يه روح حي ٍ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صفُ ٍ‬ ‫اة‪.‬‬ ‫ور‪ُ ،‬ك ُّل ِذي َج َن ٍ‬ ‫اح‪َ .‬وَد َخلَ ْت ِإلَى ُن ٍ‬ ‫ُع ْ‬ ‫وح ِإلَى ا ْل ُف ْلك‪ ،‬اثْ َن ْي ِن اثْ َن ْي ِن م ْن ُك ِل َج َسد ف ُ ُ َ َ‬

‫ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫أية (‪16 " -:)16‬والد ِ‬ ‫ب َعلَ ْي ِه‪" .‬‬ ‫َم َرهُ للاُ‪َ .‬وأ ْ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ق َّ‬ ‫َّاخالَ ُ‬ ‫َغلَ َ‬ ‫َ‬ ‫ت َد َخلَ ْت َذ َك ًار َوأُْنثَى‪ ،‬م ْن ُكل ذي َج َسد‪َ ،‬ك َما أ َ‬ ‫وأغلق الرب عليه‪ :‬من ناحية ليحميهم من الطوفان‪ .‬ومن ناحية أخري فهي تشبه مثل العذاري فالمستعدات دخلن‬ ‫ثم أغلق الباب‪ .‬فاآلن أغلق هللا الباب وحتي لو أراد أحد األشرار أن يدخل سيمنعه هللا الذي أغلق فهو يفتح وال‬

‫أحد يغلق ويغلق وال أحد يفتح‪ .‬وبعد أن ينتهي زمان غربتنا يغلق الباب‪( .‬رؤ ‪ )::3‬وهللا فتح لنا باب الفردوس‬ ‫بمفتاح صليبه لكي ندخل معه وفيه بشركة أمجاده وهو يغلق علينا معه أبدياً فال يتسرب العدو الشرير إلينا‪ .‬وهذه‬

‫العبارة هي نموذج إليمان كنيستنا في موضوع الجهاد والنعمة‪ .‬فهل كانت التكنولوجيا المتوفرة أيام نوح تسمح‬

‫ببناء فلك يقاوم المياه من فوق ومن تحت كأنه غواصة‪ .‬لقد ترك هللا نوحاً يجاهد في البناء علي قدر إستطاعته‬

‫وهذا هو الجهاد (هذا يساوي خمس أرغفة وسمكتين)‪ .‬ثم إغلق الرب عليه بنعمته (وهذا يساوي إطعام األالف)‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ىىىىىىىىىىين َي ْو ًمىىىىىىىىىىا َعلَىىىىىىىىىىىى األ َْر ِ‬ ‫ىىىىىىىىىىان أ َْرَب ِع‬ ‫األيىىىىىىىىىىات (‪َ 10 " -:)24-10‬و َك‬ ‫َ‬ ‫ىىىىىىىىىىان الطُّوفَى ُ‬ ‫َ‬ ‫ض‪َ .‬وتَ َكىىىىىىىىىىاثَ​َرت ا ْلم َيىىىىىىىىىىىاهُ‬ ‫ض‪17 .‬وتَعاظَمى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ىىىىىىت ا ْل ِم َيىىىىىىىاهُ َوتَ َكىىىىىىىاثَ​َر ْت ِجىىىىىىىدًّا َعلَىىىىىىىى األ َْر ِ‬ ‫ىىىىىىن األ َْر ِ‬ ‫ىىىىىىارتَفَ َع َعى ِ‬ ‫ىىىىىىان‬ ‫ض‪ ،‬فَ َكى َ‬ ‫َو َرفَ َعىىىىىىىت ا ْل ُف ْلى َ‬ ‫ىىىىىىك‪ ،‬فَى ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ىىىىىاه‪12 .‬وتَعاظَمى ِ‬ ‫ض‪ ،‬فَتَ َغطَّى ْ ِ‬ ‫ىىىىىه ا ْل ِميى ِ‬ ‫ىىىىىك ي ِسىىىىىىير علَىىىىىىى و ْجى ِ‬ ‫ىىىىىر ِجىىىىىىدًّا َعلَىىىىىىى األ َْر ِ‬ ‫ىىىىىت ا ْل ِم َيىىىىىىاهُ َك ِثيى ًا‬ ‫ُ َ‬ ‫ىىىىىت َجميىىىىىىعُ‬ ‫َ‬ ‫ا ْل ُف ْلى ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِ ‪23‬‬ ‫ظمى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشى ِ‬ ‫ىىىىىىت ُكى ِ‬ ‫ا ْل ِج َبى ِ‬ ‫ىىىىىىال َّ‬ ‫ىىىىىىت‬ ‫االرِتفَى ِ‬ ‫ىىىىىىل َّ‬ ‫ىىىىىىام َخ ِة الَّتىىىىىىىي تَ ْحى َ‬ ‫ىىىىىىرةَ ذ َر ً‬ ‫ىىىىىىماء‪َ .‬خ ْمى َ‬ ‫اعىىىىىىىا فىىىىىىىي ْ‬ ‫ىىىىىىس َع َشى َ‬ ‫ىىىىىىاع تَ َعا َ َ‬ ‫السى َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ىىىىىور وا ْلبهى ِ‬ ‫ىىىىىد َكىىىىىىان يى ِ‬ ‫ىىىىىل ِذي جسى ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِمى َ ُّ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ب َعلَىىىىىىى األ َْر ِ‬ ‫ىىىىىائِم‬ ‫ىىىىىد ُّ‬ ‫ىىىىىات ُكى ُّ‬ ‫ىىىىىال‪ .‬فَ َمى َ‬ ‫ىىىىىن الط ُيى ِ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ا ْلم َيىىىىىىاهُ‪ ،‬فَتَ َغطىىىىىىت ا ْلج َبى ُ‬ ‫الزحَّافَى ِ‬ ‫ض‪َ ،‬و َج ِميىىىىىىعُ َّ‬ ‫النى ِ‬ ‫ىىىىىف َعلَىىىىىىى األ َْر ِ‬ ‫ىىىىىل َّ‬ ‫َوا ْل ُو ُحى ِ‬ ‫ىىىىىل َمىىىىىىا ِفىىىىىىي‬ ‫ىىىىىاس‪ُ 22 .‬كى ُّ‬ ‫ىىىىىوش‪َ ،‬و ُكى ُّ‬ ‫ىىىىىت تَْز َحى ُ‬ ‫ىىىىىات الَِّتىىىىىىي َكا َنى ْ‬ ‫ىىىىان علَىىىىىى و ْجى ِ‬ ‫ىىىىل مىىىىىا ِفىىىىىي ا ْليا ِبسى ِ‬ ‫وح حيى ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ىىىىات‪23 .‬فَمحىىىىىا للا ُكى َّ ِ ٍ‬ ‫ىىىىاة ِمى ْ ِ‬ ‫ىىىىه‬ ‫ىىىىة َمى َ‬ ‫ىىىىل قَىىىىىائم َكى َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ىىىىم ُة ُر ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ىىىىن ُكى َ‬ ‫أَ ْنفىىىىىه َن َسى َ‬ ‫ىىىىىىىائم‪ ،‬والىىىىىىىىد َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫السىىىىىىىىم ِ‬ ‫ض‪َّ :‬‬ ‫ىىىىىىىن األ َْر ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ىىىىىىىوح‬ ‫اء‪ .‬فَا ْن َم َحى ْ‬ ‫ىىىىىىىت ِمى َ‬ ‫ض‪َ .‬وتَ​َبقَّىىىىىىىىى ُنى ٌ‬ ‫ىىىىىىىاس‪َ ،‬وا ْل َب َهى َ َ‬ ‫النى َ‬ ‫َّب َابات‪َ ،‬وطُ ُيى َ‬ ‫ىىىىىىىور َّ َ‬ ‫ىىىىىىك فَقَىىىىىى ْط‪24 .‬وتَعاظَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ىىىىىىه ِفىىىىىىي ا ْل ُف ْل ِ‬ ‫ىىىىىىت ا ْل ِم َيىىىىىىاهُ َعلَىىىىىىى األ َْر ِ‬ ‫َي ْو ًمىىىىىىا‪".‬‬ ‫ىىىىىىين‬ ‫ين َم َع ُ‬ ‫ض ِم َئىىىىىى ًة َو َخ ْم ِس َ‬ ‫َوالَّىىىىىىذ َ‬ ‫َ َ َ‬

‫‪196‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن)‬

‫اإلصحاح الثامن‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يحا َعلَى األَ ْر ِ‬ ‫وحا َو ُك َّل ا ْل ُو ُح ِ‬ ‫ض‬ ‫َج َاز للاُ ِر ً‬ ‫وش َو ُك َّل ا ْل َب َهائم الَّتي َم َع ُه في ا ْل ُف ْلك‪َ .‬وأ َ‬ ‫أية (‪ " -:)1‬ثُ َّم َذ َك َر للاُ نُ ً‬ ‫فَهدأ ِ‬ ‫َت ا ْل ِم َياهُ‪" .‬‬ ‫َ​َ‬

‫ثم ذكر للا= أي فاض هللا بمراحمه علي نوح‪ .‬لذلك تصلي الكنيسة أذكر يارب كذا…‬

‫أجاز ريحاً علي األرض= كما أجاز ريحاً لشق البحر خر ‪ 21:15‬أيام موسي‪ .‬وألن كلمة ريح وكلمة روح في‬

‫العبرية كلمة واحدة‪ ،‬فكأن هللا وسط مياه المعمودية يهب بروحه القدوس لتقديس أجسادنا (أرضنا) فنتهيأ كأعضاء‬ ‫لجسد المسيح ونصير هيكالً لروحه القدوس‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات َّ ِ‬ ‫اء‪" .‬‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬وا ْن َسد ْ‬ ‫َّت َي َنا ِبيعُ ا ْل َغ ْم ِر َوطَاقَ ُ‬ ‫الس َماء‪ ،‬فَ ْ‬ ‫امتَ​َن َع ا ْل َمطَ ُر م َن َّ َ‬

‫أية (‪َ 3" -:)3‬و َر َج َع ِت‬ ‫ورجعت المياه= هذه‬

‫ا ْل ِم َياهُ َع ِن األ َْر ِ‬ ‫ص ِت ا ْل ِم َياهُ‪" ،‬‬ ‫وعا ُمتَ​َوالِ ًيا‪َ .‬وَب ْع َد ِم َئ ٍة َو َخ ْم ِس َ‬ ‫ض ُر ُج ً‬ ‫ين َي ْو ًما َنقَ َ‬ ‫قد تؤكد نظرية أن األرض هبطت فطمت عليها مياه البحر ثم عادت األرض وصعدت‬

‫كطبيعتها فرجعت المياه‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الش ْه ِر‪َ ،‬علَى ِج َب ِ‬ ‫ابع َع َش َر ِم َن َّ‬ ‫استَقَ​َّر ا ْل ُف ْل ُك ِفي َّ‬ ‫ط‪" .‬‬ ‫ال أ َ​َرَا‬ ‫الس ِ‬ ‫ابع‪ِ ،‬في ا ْل َي ْوِم َّ‬ ‫الش ْه ِر َّ‬ ‫ار َ‬ ‫الس َ‬ ‫أية (‪َ " -:)4‬و ْ‬ ‫إستقر الفلك علي جبال أ ارراط‪ :‬الحظ أن بداية الحياة الجديدة كانت علي جبل أي حياة سماوية مرتفعة وهذا ما‬

‫تعطيه المعمودية‪ .‬وكلمة أ ارراط تعني مكان مرتفع‪ .‬وهذا الجبل يوجد في أرمينيا‪.‬‬ ‫اش ِر‪ .‬وِفي ا ْلع ِ‬ ‫الشه ِر ا ْلع ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ 5‬‬ ‫اش ِر ِفي أ ََّو ِل َّ‬ ‫الش ْه ِر‪ ،‬ظَ َه َر ْت‬ ‫صا ُمتَ​َوال ًيا ِإلَى َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص َن ْق ً‬ ‫أية (‪َ " -:)5‬و َكا َنت ا ْلم َياهُ تَ ْنقُ ُ‬ ‫وس ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ال‪" .‬‬ ‫ُر ُؤ ُ‬ ‫تكرر رقم ‪ 11‬في هذه اآلية مرتين مقترناً بظهور رؤوس الجبال‪ .‬ورقم ‪ 11‬يشير للوصايا التي لو نفذناها لظهرت‬

‫في حياتنا رؤوس جبال الفضائل بل يظهر فينا المسيح نفسه‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان قَ ْد َع ِملَ َها ‪َ 0‬وأ َْر َس َل‬ ‫ين َي ْو ًما أ َّ‬ ‫األيات (‪َ " -:)12-6‬و َح َد َ‬ ‫وحا فَتَ َح طَاقَ َة ا ْل ُف ْل ِك الَّتي َك َ‬ ‫ث ِم ْن َب ْعد أ َْرَب ِع َ‬ ‫َن ُن ً‬ ‫‪7‬‬ ‫اب‪ ،‬فَ َخ َر َج ُمتَ​َرِد ًدا َحتَّى َن ِشفَ ِت ا ْل ِم َياهُ َع ِن األ َْر ِ‬ ‫ام َة ِم ْن ِع ْن ِد ِه لِ َي َرى َه ْل َقلَّ ِت ا ْل ِم َياهُ َع ْن‬ ‫ا ْل ُغ َر َ‬ ‫ض‪ .‬ثُ َّم أ َْر َس َل ا ْل َح َم َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اها َكا َن ْت َعلَى َو ْج ِه ُك ِل األ َْر ِ‬ ‫َو ْج ِه األ َْر ِ‬ ‫ام ُة َمقًَّار لِ ِر ْجلِ َها‪ ،‬فَ َر َج َع ْت ِإلَ ْي ِه ِإلَى ا ْل ُف ْل ِك أل َّ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫َن ِم َي ً‬ ‫ض‪َ ،‬فلَ ْم تَجد ا ْل َح َم َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ام َة ِم َن ا ْل ُف ْل ِك‪،‬‬ ‫َخ َذ َها َوأ َْد َخلَ َها ِع ْن َدهُ ِإلَى ا ْل ُف ْل ِك‪َ .‬فلَ ِب َ‬ ‫ضا َس ْب َع َة أ ََّي ٍام أ َ‬ ‫فَ َم َّد َي َدهُ َوأ َ‬ ‫ُخ َر َو َع َ‬ ‫ث أ َْي ً‬ ‫اد فَأ َْر َس َل ا ْل َح َم َ‬

‫‪197‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن)‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ام ُة‬ ‫فَأَتَ ْت إلَ ْيه ا ْل َح َم َ‬ ‫‪12‬‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ضا‬ ‫ض‪َ .‬فلَ ِب َ‬ ‫ث أ َْي ً‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضر ِ‬ ‫ِع ْن َد ا ْلمس ِ‬ ‫اء‪َ ،‬وِا َذا َو َرقَ ُة َزْيتُ ٍ‬ ‫َن ا ْل ِم َياهَ قَ ْد َقلَّ ْت َع ِن‬ ‫وح أ َّ‬ ‫اء في فَم َها‪ .‬فَ َعل َم ُن ٌ‬ ‫ون َخ ْ َ ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ضا‪" .‬‬ ‫َس ْب َع َة أ ََّي ٍام أ َ‬ ‫ام َة َفلَ ْم تَ ُع ْد تَْرجعُ ِإلَ ْي ِه أ َْي ً‬ ‫ُخ َر َوأ َْر َس َل ا ْل َح َم َ‬

‫الفلك يشير إلي الكنيسة ويوجد فيها القديسين (الحمامة) والخطاة (الغراب) والغراب يشير إلي الخطية فهو ينطلق‬ ‫إلي حيث الجيف النتنة ثم يعود مرة أخري إلي الفلك يقف خارجه‪ :‬فخرج متردداً= أي ذاهباً وراجعاً‪ .‬هو ال يدخل‬

‫إلي الفلك‪ .‬وال يمد نوح يده ليدخله كما فعل مع الحمامة‪ .‬أما الحمامة التي تعلن السالم (غصن الزيتون) فقد‬ ‫عادت وأدخلها نوح‪ .‬والحمامة ال تأكل الجيف النتنة بل تأكل النباتات لذلك عادت فال مكان لها وسط الجيف بل‬

‫تعود لتعلن السالم‪ .‬وفي المعمودية ُيطرد الشيطان (رمزه الغراب) ويحل الروح القدس يعلن السالم والحظ أن‬ ‫الحمامة عادت بغصن زيتون‪ .‬والزيتون نحصل منه علي الزيت وهذا يشير لزيت الميرون الذي به يحل الروح‬

‫القدس‪ .‬والحمامة عادت بثمر فالروح له ثمار (غل ‪ .)22:4‬وقد تشير الحمامة للنفس المؤمنة التي تطلب‬

‫المسيح فيسميها النشيد "حمامتي" ( نش ‪ ) 15:2‬وهذه النفس ال تجد لها مستق اًر وسط الجيف كالغراب ولكنها‬ ‫تعود لنوح الذى يرمز للمسيح‪ ،‬فهي ال تسترح سوي في يديه‪ .‬وكما نعرف فالحمام دائما يعود لبيته ‪ ،‬لذلك ظهر‬

‫الروح القدس علي هيئة حمامة يوم حل علي المسيح في معموديته ‪ ،‬فهذا هو عمل الروح فينا ‪ ,‬نحن جسد‬

‫المسيح ‪ ،‬ان يعيدنا دائما للمسيح لنثبت فيه ‪ .‬والحظ أنها حين ترجع يمد يده ليدخلها‪ .‬والحمامة خرجت من الفلك‬

‫ثالث مرات‪-:‬‬

‫المرة األولي‪ :‬لم تجد لرجلها مق اًر‪ .‬وهذه تشير للنفس الملتهبة بالروح القدس ال يمكنها أن تعيش وسط الجيف‪.‬‬ ‫وتنجذب في غربتها نحو الفلك فتجد يد مسيحها ممتدة لتحملها لحضنه = (الروح يعيدنا للمسيح‬

‫والمسيح يقبلنا)‬

‫المرة الثانية‪ :‬عادت لتعلن السالم وظهور الحياة الجديدة‪ .‬ولذلك فغصن الزيتون يشير إلي السالم الذي حدث‬ ‫بين هللا والناس‪ .‬وذلك ألن شجرة الزيتون دائمة الخضرة تمثل اإلنسان المملوء سالماً دائما بالرغم‬

‫من عواصف العالم‪ .‬والزيت يطفو علي سطح الماء الذي يمثل تيارات تجارب هذا العالم فالمؤمن‬ ‫يطفو فوق ضيقات واغراءات العالم‪.‬‬

‫المرة الثالثة‪ :‬خرجت ولم تعد إشارة إلنطالق الموكب كله إلي األرض الجديدة‪ .‬هذه الحالة تشير إلنطالق‬ ‫النفس إلي األبدية بعد حياة كلها سالم وثمار‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫اح َد ِة و ِ‬ ‫الس َن ِة ا ْلو ِ‬ ‫الش ْه ِر األ ََّو ِل ِفي أ ََّو ِل َّ‬ ‫الس ِت ِم َئ ٍة‪ِ ،‬في َّ‬ ‫َن ا ْل ِم َياهَ َن ِشفَ ْت َع ِن‬ ‫الش ْه ِر‪ ،‬أ َّ‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫أية (‪َ " -:)13‬و َك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫اء َع ِن ا ْل ُف ْل ِك َوَنظَ َر‪ ،‬فَِإ َذا َو ْج ُه األ َْر ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ف‪".‬‬ ‫ض قَ ْد َن ِش َ‬ ‫ض‪ .‬فَ َك َش َ‬ ‫ف ُن ٌ‬ ‫وح ا ْلغطَ َ‬

‫هنا نري نوح يبدأ حياته الجديدة في قرنه السابع بعد أن أنهي ستة قرون (‪111‬سنة) والكنيسة مدة تغربها عن‬

‫الراحة الحقيقية ‪ 1‬أيام عمل يعقبها اليوم السابع حين ينزع الرب كل غطاء لنلتقي معه وجهاً لوجه = فكشف نوح‬

‫الغطاء‪ .‬راجع ‪1‬كو ‪.12:13‬‬

‫‪198‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن)‬

‫ِ‬ ‫ين ِم َن َّ‬ ‫األيات (‪َ 14 " -:)12-14‬وِفي َّ‬ ‫ض‪َ 15 .‬و َكلَّ َم‬ ‫الس ِ‬ ‫الش ْه ِر الثَّ ِاني‪ِ ،‬في ا ْل َي ْوِم َّ‬ ‫الش ْه ِر‪َ ،‬جفَّت األ َْر ُ‬ ‫ابع َوا ْل ِع ْش ِر َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫اخرج ِمن ا ْل ُف ْل ِك أَ ْنت وام أرَتُك وب ُنوك وِنساء ب ِنيك معك‪10 .‬و ُك َّل ا ْلحيوا َن ِ‬ ‫ات الَِّتي َم َع َك ِم ْن ُك ِل‬ ‫َ َ َْ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ‬ ‫وحا قَائالً‪َ ْ ُ ْ « :‬‬ ‫للاُ نُ ً‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َّباب ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َخ ِر ْج َها َم َع َك‪َ .‬وْلتَتَ​َوالَ ْد ِفي األَ ْر ِ‬ ‫ب َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ِذي َج َس ٍد‪ :‬الطُّ ُي ِ‬ ‫ض َوتُثْ ِم ْر‬ ‫ات الَِّتي تَِد ُّ‬ ‫ض‪ ،‬أ ْ‬ ‫ور‪َ ،‬وا ْل َب َهائم‪َ ،‬و ُك َّل الد َّ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫َّباب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض»‪17 .‬فَ َخرج ُنوح وب ُنوه وام أرَتُ ُه وِنس ِ ِ‬ ‫َوتَ ْكثُْر َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ات‪َ ،‬و ُك ُّل‬ ‫اء َبنيه َم َع ُه‪َ .‬و ُك ُّل ا ْل َح َي َوا َنات‪ُ ،‬ك ُّل الد َّ َ‬ ‫َ َ ٌ َ َ ُ َ َْ َ َ ُ‬ ‫ض‪َ ،‬كأَ ْنو ِ‬ ‫ب َعلَى األ َْر ِ‬ ‫الطُّ ُي ِ‬ ‫اع َها َخ َر َج ْت ِم َن ا ْل ُف ْل ِك‪".‬‬ ‫ور‪ُ ،‬ك ُّل َما َي ِد ُّ‬ ‫َ‬ ‫اهرِة وأَصعد محرقَ ٍ‬ ‫اهرِة و ِم ْن ُك ِل الطُّي ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫أية (‪23" -:)23‬وب َنى ُنوح مذْبحا لِ َّلر ِب‪ .‬وأ َ ِ‬ ‫ات‬ ‫ٌ َ ًَ‬ ‫ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫َخ َذ م ْن ُك ِل ا ْل َب َهائم الط َ َ‬ ‫َ‬ ‫ور الط َ َ ْ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َعلَى ا ْل َمذ َْب ِح‪"،‬‬ ‫كما بدأت حياة آدم علي األرض بذبيحة هكذا تبدأ الحياة الجديدة لنوح بذبيحة‪ .‬وكان أول ما صنعه نوح بعد‬

‫خروجه إلي األرض التي غسلها الطوفان هو أنه أقام مذبحاً‪ .‬وكأن الكنيسة ال تقدر أن تقدم ذبيحة السيد المسيح‬

‫(اإلفخارستيا) إال بعد التمتع بالمعمودية‪ .‬لهذا السبب أيضاً نجد الكتاب المقدس للمرة األولي يعلن عن إقامة‬ ‫مذبح للرب‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ُّ ِ‬ ‫َج ِل ِ‬ ‫ب َرِائ َح َة ِ‬ ‫اإل ْن َس ِ‬ ‫ان‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫أية (‪ " -:)21‬فَتَ​َن َّس َم َّ‬ ‫ود أَْل َع ُن األ َْر َ‬ ‫َع ُ‬ ‫الر َ‬ ‫ضا ِم ْن أ ْ‬ ‫ض أ َْي ً‬ ‫ب في َق ْل ِبه‪« :‬الَ أ ُ‬ ‫ضا‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ضا أ ِ‬ ‫اإل ْنس ِ ِ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫أل َّ‬ ‫يت ُك َّل َح ٍي َك َما فَ َع ْل ُ‬ ‫ُم ُ‬ ‫َع ُ‬ ‫ود أ َْي ً‬ ‫ير ُم ْن ُذ َح َداثَته‪َ .‬والَ أ ُ‬ ‫ص ُّو َر َق ْل ِب ِ َ‬ ‫َن تَ َ‬ ‫ان ش ِر ٌ‬

‫تنسم الرب رائحة الرضا= فاهلل كان يري في هذه الذبائح رم اًز إلبنه المحرقة الحقيقية التي بها بدأت حياتنا‬

‫الجديدة مع هللا‪ .‬إذاً ما عمله نوح كان رم اًز لعمل المسيح الذبيحي لكنيسته وصار مذبح نوح رم اًز للصليب الذي‬ ‫صار سبباً لنزع اللعنة عن األرض‪ .‬ولذلك نسمع هنا أن هللا ال يعود يلعن األرض بطوفان ثانية= ال أعود أيضا‬ ‫أميت كل حي كما فعلت لكن هذا ال يمنع أن هللا يضرب ضربات محدودة ألجل التأديب ولكن هللا لن يعود‬

‫لضربة عامة تشمل األرض كلها‪ .‬قال الرب في قلبه‪ =:‬تعبير مجازي يعني نية هللا وعزمه أن يفعل شئ‪.‬‬

‫اد‪ ،‬وبرٌد وحٌّر‪ ،‬وصي ٌ ِ‬ ‫أية (‪ُ 22" -:)22‬م َّدةَ ُك ِل أ ََّي ِام األ َْر ِ‬ ‫ال»‪".‬‬ ‫ص ٌ َ َْ َ َ َ َ ْ‬ ‫ف َوشتَ ٌ‬ ‫ض‪َ :‬زْرعٌ َو َح َ‬ ‫اء‪َ ،‬وَن َه ٌار َولَ ْي ٌل‪ ،‬الَ تَ​َز ُ‬ ‫أي مادامت األرض قائمة فجميع نواميس الطبيعة وظواهرها تظل قائمة بعملها لخدمة اإلنسان وهللا سيبقي علي‬ ‫العالم رغم إنحرافاته مت ‪ 54:4‬ويؤدب محاوالً جذب كل نفس لإلستفادة من دمه الذي سال‪ .‬لكن من يرفض‬

‫سيهلك‪.‬‬

‫‪199‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع)‬

‫اإلصحاح التاسع‬

‫عودة للجدول‬

‫جدول لقصة نوح والطوفان‪ .‬وقد إستغرقت حوالي سنة كاملة‬

‫‪ .1‬صدور األمر بدخول الفلك (‪.)1::‬‬

‫‪ .2‬بعد سبعة أيام بدأ الطوفان (‪ )11::‬بتاريخ ‪( 111/2/1:‬من عمر نوح)‪.‬‬ ‫‪ .3‬مدة سقوط األمطار وانفجار ينابيع الغمر ‪ 51‬يوماً (‪.)12::‬‬

‫‪ .5‬تعاظم المياه علي األرض ‪ 141‬يوماً شاملة الا ‪ 51‬يوماً مدة نزول المطر‪.)25::( .‬‬ ‫‪ .4‬نقصان المياه حتي ظهور رؤوس الجبال (‪ )4:1‬بتاريخ ‪.111/11/1‬‬ ‫‪ .1‬إرسال الغراب بعد ‪ 51‬يوماً (‪.)1،::1‬‬

‫‪ .:‬إرسال الحمامة للمرة األولي بعد ‪ :‬أيام‪.‬‬ ‫‪ .1‬إرسال الحمامة للمرة الثانية‪.‬‬ ‫‪ .1‬إرسال الحمامة للمرة الثالثة‪.‬‬

‫‪ .11‬كشف الغطاء بتاريخ ‪.111/1/1‬‬

‫‪ .11‬جفاف األرض وخروج نوح بتاريخ ‪.111/2/2:‬‬ ‫وبعد أن خرج نوح وقدم ذبيحة وتنسم هللا رائحة الرضا بارك نوح وبنيه وقدم لهم ناموساً ليخضعوا له وعهداً‬

‫يربطهم به وعالمة تسندهم في أيام غربتهم‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫امألُوا األ َْر َ‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬وَب َار َك للاُ نُ ً‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬أَثْم ُروا َوا ْكثُ​ُروا َو ْ‬ ‫وحا َوَبنيه َوقَ َ‬ ‫وبارك للا نوحاً وبنيه‪ :‬بإعتبارهم رؤوساً جديدة للخليقة‪ .‬فنوح صار رأس جديد للخليقة مثاال للمسيح رأس الخليقة‬

‫الجديدة‪ .‬وأوالد نوح تفرعت منهم كل شعوب العالم‪ .‬وكلمات البركة تشبه هذه التي قيلت آلدم وحواء‪.‬‬

‫األيات (‪2 " -:)0-2‬وْلتَ ُك ْن َخ ْشيتُ ُكم ورْهبتُ ُكم علَى ُك ِل حيوا َن ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ات األ َْر ِ‬ ‫ض َو ُك ِل طُ ُي ِ‬ ‫ب‬ ‫اء‪َ ،‬م َع ُك ِل َما َي ِد ُّ‬ ‫َ ْ َ​َ َ ْ َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ور َّ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ض‪ ،‬و ُك ِل أَسم ِ‬ ‫ض ِر‬ ‫اما‪َ .‬كا ْل ُع ْش ِب األ ْ‬ ‫اك ا ْل َب ْح ِر‪ .‬قَ ْد ُد ِف َع ْت ِإلَى أ َْي ِد ُ‬ ‫يك ْم‪ُ .‬ك ُّل َد َّاب ٍة َح َّي ٍة تَ ُك ُ‬ ‫َخ َ‬ ‫َعلَى األ َْر ِ َ‬ ‫ون لَ ُك ْم طَ َع ً‬ ‫َْ‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ​ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب أَ​َنا َد َم ُك ْم ألَ ْنفُ ِس ُك ْم فَقَ ْط‪ِ .‬م ْن َي ِد ُك ِل َح َي َو ٍ‬ ‫ان‬ ‫يع‪َ 4 .‬غ ْي َر أ َّ‬ ‫َدفَ ْع ُ‬ ‫ت ِإلَ ْي ُك ُم ا ْل َجم َ‬ ‫َن لَ ْح ًما ِب َح َياته‪َ ،‬دمه‪ ،‬الَ تَأ ُْكلُوهُ‪َ .‬وأَ ْطلُ ُ‬ ‫يه‪6 .‬س ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ان أ ِ‬ ‫ان ِب ِ‬ ‫اف ُك َدِم ِ‬ ‫ان‪ِ ،‬م ْن َي ِد ِ‬ ‫س ِ‬ ‫أَ ْطلُ ُب ُه‪َ .‬و ِم ْن َي ِد ِ‬ ‫اإل ْن َس ِ‬ ‫اإل ْن َس ِ‬ ‫اإل ْن َس ِ‬ ‫اإل ْن َس ِ‬ ‫اإل ْن َس ِ‬ ‫ان ُي ْسفَ ُك َد ُم ُه‪.‬‬ ‫ان أَ ْطلُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ب َن ْف َ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪0 .‬فَأَثْ ِم ُروا أَ ْنتُ ْم َوا ْكثُ​ُروا َوتَ​َوالَ ُدوا ِفي األ َْر ِ‬ ‫ورِت ِه َع ِم َل ِ‬ ‫يها»‪".‬‬ ‫أل َّ‬ ‫اإل ْن َس َ‬ ‫ض َوتَ َكاثَُروا ف َ‬ ‫َن للاَ َعلَى ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ناموس نوح‬ ‫هذا الناموس يناظر الوصية التي أعطاها هللا آلدم وحواء‪.‬‬

‫‪200‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع)‬

‫‪ .1‬ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات…‪ .‬فاهلل يعطي سلطاناً لإلنسان علي المخلوقات‪ ،‬بل يعطيها ان‬ ‫تخافه وهذا رأيناه مع عديد من القديسين (دانيال… األنبا برسوم العريان)‪.‬‬

‫‪ .2‬كل دابة حية تكون لكم طعاماً= كان طعام اإلنسان قبال من العشب األخضر‪ .‬واآلن يسمح له هللا بأكل‬ ‫لحوم الحيوانات والطيور واألسماك‪ .‬لماذا؟‬

‫* سقوط اإلنسان حول طبعه لطبع وحشي فوجدنا قايين يقتل أخوه هابيل ووحشية اإلنسان إنعكست علي‬ ‫الحيوان فصارت بعض الحيوانات متوحشة وصارت بعض الطيور متوحشة وهكذا األسماك‪ .‬وحرصا من‬ ‫هللا أن ال يتحول اإلنسان لوحش يأكل أخيه سمح هللا بأكل لحوم الحيوانات‪ .‬إال أننا أيضا وجدنا بعض‬

‫القبائل تأكل لحم اإلنسان‪.‬‬

‫* قد تكون األرض ضعفت نتيجة اللعنة وأصبحت تعطي نباتات أضعف‪.‬‬ ‫* قد تكون العلة في ضعف جسد اإلنسان الذي أصبح يحتاج لطعام أقوي‪.‬‬

‫* ليهيئ الطريق لقبول الشريعة الموسوية التي بها يلتزم الكاهن أن يأكل من بعض الذبائح‪ 1.‬وهذا رمز‬

‫للتمتع بتناول جسد ربنا يسوع ودمه " ألن جسدي مأكل حق… يو ‪" "44،45:1‬فالذبيحة تعلن مصالحة‬

‫هللا مع اإلنسان وهي عطية لإلنسان بها تشبع نفسه ويرتوي قلبه علي مستوي روحي فائق للطبيعة‪( .‬أما‬

‫الوثنيين فيظنون أن الذبيحة هي لتهدئة غضب آلهتهم‪ ).‬أكل الكاهن لجزء من لحم ذبيحة الخطية إشارة‬

‫للمسيح الذى حمل خطايانا فى جسده‪ .‬فالخاطىء يأتى بذبيحة الخطية ويمسك بقرونها معترفاً بخطاياه‬ ‫وكأنه نقل خطاياه إليها ثم تذبح وتقدم للمذبح ( الصليب ) وجزء منها يأكله الكاهن‪ .‬والكاهن هنا هو‬

‫رمز للمسيح الذى حمل خطايانا بصليبه‪.‬‬

‫‪ .3‬لحماً بحياته دمه ال تأكلوه= هللا سمح بأكل اللحوم ولكنه يحذر من أكلها بدمائها‪ .‬فالدم يساوي الحياة والحياة‬ ‫هي هلل‪ ،‬أما اللحم فيعطي لإلنسان‪ .‬واحتفظ هللا بسر الدم الذي ال يشربه اإلنسان حتي كشف السر المخفي‬ ‫في دم المسيح الذي أعطي كفارة لنا ونشربه لنحيا به‪ .‬أما شرب دم الحيوانات فيعطي لإلنسان وحشية‬

‫يرفضها هللا‪ .‬هللا ال يريد أن تدخل فينا حياة غريبة بل أن تكون لنا حياة المسيح‪.‬‬

‫‪ .5‬وأطلب أنا دمكم ألنفسكم فقط= هللا هو الذي ينتقم من قاتل اإلنسان‪ .‬لذلك منع القتل وكذلك اإلنتحار فاهلل‬ ‫وحده هو الذي يحدد حياة اإلنسان‪ .‬وقد يتم هذا بالشريعة كما يأتي‪.‬‬

‫‪ .4‬من يد كل حيوان أطلبه= إذا قتل حيوانا إنساناً يقتل الحيوان (خر ‪ 21:21‬وما بعده)‪.‬‬

‫‪ .1‬سافك دم االنسان باالنسان يسفك دمه‪ :‬هذا أول قانون مدني‪ .‬وهللا َي ُسنه فمن قتل يقتل‪ .‬وهذا القتل للقاتل‬ ‫بسماح من هللا‪.‬‬ ‫‪ .:‬فأثمروا أنتم‪ ..‬رغبة هللا حياة وتعمير لألرض وبركة لإلنسان‪.‬‬

‫‪1‬بعد الخطية نزل اإلنسان لمستوي الحيوان وأكل العشب ‪ .1883‬وبركة نوح أشارت إلي إعطاء حياة بدالً من الموت‪.‬‬

‫‪201‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع)‬

‫عه قَ ِائالً‪«2 :‬و َها أَ​َنا م ِقيم ِميثَ ِ‬ ‫األيات (‪7 " -:)10-7‬و َكلَّم للا ُنوحا وب ِن ِ‬ ‫اقي َم َع ُك ْم َو َم َع َن ْسلِ ُك ْم ِم ْن َب ْع ِد ُك ْم‪،‬‬ ‫يه َم ُ‬ ‫َ َ ُ ً َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫‪13‬ومع ُك ِل َذو ِ‬ ‫وش األ َْر ِ‬ ‫ور َوا ْل َب َه ِائِم َو ُك ِل ُو ُح ِ‬ ‫ات األَ ْنفُ ِ‬ ‫س ا ْل َح َّي ِة الَِّتي َم َع ُك ْم‪ :‬الطُّ ُي ِ‬ ‫ض الَِّتي َم َع ُك ْم‪ِ ،‬م ْن َج ِمي ِع‬ ‫َ​َ​َ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ضا ِب ِمي ِ‬ ‫ض‪ .‬أ ُِقيم ِميثَ ِ‬ ‫ان األ َْر ِ‬ ‫ين ِم َن ا ْل ُف ْل ِك َحتَّى ُك ُّل َح َي َو ِ‬ ‫ا ْل َخ ِ‬ ‫اه‬ ‫اقي َم َع ُك ْم فَالَ َي ْنقَ ِر ُ‬ ‫ار ِج َ‬ ‫ض ُك ُّل ذي َج َسد أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ان‪ .‬والَ ي ُكون أَيضا طُوفَان لِي ْخ ِرب األَرض»‪12 .‬وقَال للا‪ِ « :‬‬ ‫ق الَِّذي أَ​َنا و ِ‬ ‫هذ ِه َعالَ َم ُة ا ْل ِميثَا ِ‬ ‫اض ُع ُه َب ْي ِني‬ ‫ٌ ُ َ ْ َ‬ ‫الطُّوفَ ِ َ َ ُ ْ ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫وبي َن ُكم‪ ،‬وبين ُك ِل َذو ِ‬ ‫َج َي ِ‬ ‫الس َح ِ‬ ‫ات األَ ْنفُ ِ‬ ‫ون‬ ‫ت قَ ْو ِسي ِفي َّ‬ ‫ال الد ْ‬ ‫ض ْع ُ‬ ‫اب فَتَ ُك ُ‬ ‫َ َْ ْ َ َْ َ‬ ‫َّه ِر‪َ :‬و َ‬ ‫س ا ْل َح َّي ِة الَّتي َم َع ُك ْم ِإلَى أ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الس َح ِ‬ ‫ون َمتَى أَ ْن ُش ْر َس َح ًابا َعلَى األ َْر ِ‬ ‫َعالَ َم َة ِميثَاق َب ْي ِني َوَب ْي َن األ َْر ِ‬ ‫اب‪ ،‬أ َِني‬ ‫س ِفي َّ‬ ‫ض‪ .‬فَ َي ُك ُ‬ ‫ض‪َ ،‬وتَ ْظ َه ِر ا ْلقَ ْو ُ‬ ‫ٍ‬ ‫أَ ْذ ُكر ِميثَ ِ‬ ‫اقي الَِّذي َب ْي ِني َوَب ْي َن ُك ْم َوَب ْي َن ُك ِل َن ْف ٍ‬ ‫ضا ا ْل ِم َياهُ طُوفَا ًنا لِتُ ْهلِ َك ُك َّل ِذي‬ ‫س َح َّي ٍة ِفي ُك ِل َج َسد‪ .‬فَالَ تَ ُك ُ‬ ‫ون أ َْي ً‬ ‫ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْكر ِميثَاقًا أَب ِد ًّيا بي َن ِ‬ ‫س ِفي َّ ِ‬ ‫للا َوَب ْي َن ُك ِل َن ْف ٍ‬ ‫س َح َّي ٍة ِفي ُك ِل َج َس ٍد‬ ‫َ َْ‬ ‫َج َسد‪ .‬فَ َمتَى َكا َنت ا ْلقَ ْو ُ‬ ‫الس َحاب‪ ،‬أ ُْبص ُرَها ألَذ ُ َ‬ ‫‪10‬‬ ‫وح‪ِ « :‬‬ ‫ق الَِّذي أَ​َنا أَقَ ْمتُ ُه َب ْي ِني َوَب ْي َن ُك ِل ِذي َج َس ٍد َعلَى األ َْر ِ‬ ‫َعلَى األ َْر ِ‬ ‫هذ ِه َعالَ َم ُة ا ْل ِميثَا ِ‬ ‫ض»‪.‬‬ ‫ال للاُ لِ ُن ٍ‬ ‫ض»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫تجديد العهد والميثاق‬ ‫قوس قزح هو ظاهرة طبيعية تحدث من إنكسار أشعة الشمس علي قطرات المطر بعد أن تمطر السماء‪ .‬وهو‬

‫غالباً كان يظهر قبل الطوفان ولكن هللا إستخدمه كعالمة حب ولنالحظ‪ .‬كما أن قوس قزح البد وأن يظهر بعد‬ ‫كل مطر طالما الشمس والمطر موجودان هكذا فإن وعد هللا بعدم حدوث طوفان عام مرة أخري لن يكسر‪.‬‬

‫ظهر قوس قزح حول العرش اإللهي (رؤ‪ )1:11+3:5‬وهذه عالمة أن هللا يريد لنا الحياة ويريد أن يعلن من‬

‫السماء أنه عند وعده ولم ينسى أنه يعد لنا حياة أبدية‪ .‬والحظ أول آية في الكتاب المقدس "في البدء خلق…‬

‫إعطاء حياة" ونهاية الكتاب في سفر الرؤيا "أمين تعال أيها الرب يسوع … هي رجاء في هذه الحياة الموعودة‪.‬‬

‫هللا ال يكرر الطوفان‪ .‬والطوفان رمز المعمودية لذلك المعمودية ال تتكرر‪.‬‬

‫هذا القوس ( قوس قزح) يذكرنا باآلتي‪:‬‬

‫الخطية عقوبتها الموت‪( .‬إعالنا عن عدل هللا وقداسته)‪.‬‬ ‫غني مراحم هللا الذي يطيل أناته علينا‪ .‬ويريد لنا الحياة‪.‬‬

‫المثال الصالح لنوح الذي كان بركة للعالم‪.‬‬

‫إذن من يتشبه بنوح يستفيد من مراحم هللا وينجو من غضبه وعدله الذي يستوجب الموت للخاطئ‪.‬‬

‫القوس هو ختم العهد (الميثاق بين هللا ونوح)‪.‬‬

‫الشمس تسقط نورها علي قطرات المطر فتظهر هذه األلوان المتعددة‪ .‬والمسيح شمس البر يرسل نوره علي‬

‫قطرات الماء = الروح القدس الذي يعلن مجد المسيح (يو‪ . )15 ، 13 : 11‬واأللوان متعددة لتعلن عن‬ ‫إحسانات هللا وعطاياه المتعددة ‪ .‬ويفهم ايضا ان الروح القدس يعطي ويوزع مواهبه علي الكنيسة لتتكامل فيظهر‬ ‫المسيح شمس البر في هذه الكنيسة (اللون االبيض للنور ) ‪ .‬أما ألوان القوس فتعلن عن تعدد المواهب داخل‬

‫الكنيسة ‪ ،‬لتتكامل الكنيسة ‪ .‬وهذا ما كان يعنيه بولس الرسول بقوله قامة ملء المسيح ( أف ‪ . ) 5‬وتعلن مجد‬

‫المسيح ووساطته فهو عالمة حب قدمها هللا حين أقام ميثاقاً مع نوح بعد الطوفان‪ ،‬ويبقي هللا كمحب للبشرية‬

‫‪202‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع)‬

‫يقدم لنا كل حب خالل ميثاقه معنا‪ .‬وهللا في حبه يعتز بالميثاق فيقول "ميثاقي… قوسي " إذاً القوس عالمة‬

‫ميثاق بين السماء واألرض والحظ أنه يمتد من السماء حتي األرض‪.‬‬

‫األيات (‪17 " -:)24-17‬و َكان ب ُنو ُن ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪.‬‬ ‫اما َوَيافَ َ‬ ‫ام ُه َو أ َُبو َك ْن َع َ‬ ‫وح الَّذ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫اما َو َح ً‬ ‫ين َخ َر ُجوا م َن ا ْل ُف ْلك َس ً‬ ‫ث‪َ .‬و َح ٌ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪12‬‬ ‫وح ي ُك ُ َّ‬ ‫هؤالَ ِء تَ َش َّع َب ْت ُك ُّل األ َْر ِ‬ ‫ب‬ ‫هؤالَ ِء الثَّالَ ثَ ُة ُه ْم َب ُنو ُنو ٍح‪َ .‬و ِم ْن ُ‬ ‫ُ‬ ‫س َك ْرًما‪َ .‬و َش ِر َ‬ ‫ض‪َ .‬و ْابتَ َدأَ ُن ٌ َ‬ ‫ون فَال ًحا َو َغ َر َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ ِ ِ ‪22‬‬ ‫ان عورةَ أَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َوْي ِه َخ ِ‬ ‫ام‬ ‫يه‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ار ًجا‪ .‬فَأ َ‬ ‫َخ َب َر أ َ‬ ‫م َن ا ْل َخ ْم ِر فَ َسك َر َوتَ َع َّرى َداخ َل خ َبائه‪ .‬فَأ َْب َ‬ ‫ام أ َُبو َك ْن َع َ َ ْ َ‬ ‫َخ َذ َس ٌ‬ ‫ص َر َح ٌ‬ ‫اء‪َ .‬فلَم يب ِ‬ ‫اهما ِإلَى ا ْلور ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫ص َار‬ ‫َوَيافَ ُ‬ ‫اء َو َو َ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫الرَد َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ض َعاهُ َعلَى أَ ْكتَاف ِه َما َو َم َش َيا إلَى ا ْل َو َراء‪َ ،‬و َستَ​َار َع ْو َرةَ أَِبي ِه َما َو َو ْج َه ُ َ‬ ‫عورةَ أَِبي ِهما‪َ 24 .‬فلَ َّما استَيقَظَ ُنوح ِم ْن َخم ِرِه‪ ،‬علِم ما فَعل ِب ِه اب ُن ُه َّ ِ‬ ‫ير‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫الصغ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫نوح وعريه‬ ‫أية ‪ :11‬وحام هو أبو كنعان‪ :‬يذكر هنا كنعان فهو سبب أساسي لألحداث التالية‪ .‬وليعرف موسي والشعب لماذا‬ ‫يعاقب هللا الكنعانيين ولماذا يأخذ اليهود أرضهم‪ ،‬وأن هذا كان بسبب خطية كنعان ولعنة "أبيه نوح له"‪ .‬فيحذر‬

‫الشعب أن ال يتشبهوا بخطايا الكنعانيين لئال يشابهوهم في المصير‪ .‬ولسبب آخر هو أن حام نفسه كان أباً‬

‫لكنعان ‪ ،‬وكأب كان مؤكداً انه يعرف كيف يجب ان يحترمه إبنه كنعان وعليه هو أن يحترم أباه نوحاً وهذا ما لم‬

‫يحدث‪.‬‬

‫أية ‪ :23‬وابتدأ نوح يكون فالحاً= قوله إبتدأ ألنه كان له مدة ‪ 121‬سنة يعمل نجا اًر‪ .‬ويفسر كثيرين الفرق بين‬

‫نوح كفالح وقايين كعامل في األرض بقولهم أن العامل في األرض يشير لمن يضع كل طاقاته في الزمنيات‪.‬‬

‫والفالح يشير للمسيح الذي جاء يغرس كرمه من جديد‪ .‬واألرض في هذه الحالة تشير للكنيسة أو الجسد الذي‬

‫يرتوي بمياه الروح القدس ‪.‬‬

‫أية ‪ -:21‬غالبا سكر نوح بعد أ ن شرب من الخمر دون أن يعرف أن هذا الخمر يكون نتيجته العري واإلستهزاء‬ ‫ولفقدان اإلنسان لكرامته‪ .‬عموما نحن نصلي هلل قائلين إغفر لنا خطايانا التي صنعناها بمعرفة وبغير معرفة‪.‬‬

‫ومرة أخري نري تفسي اًر ألن نوح كان كامالً في أجياله أي كمال نسبي‪ .‬فها هو له سقطات أيضا‪ .‬وها نحن نجد‬

‫الخمر وقد عرت هذا القديس الذي لم تطوله مياه الطوفان وظل مستت اًر أكثر من ‪ 111‬عام‪ .‬فالخطية هي‬

‫بالحقيقة الخمر المسكر الذي يعري النفس ويفضحها‪ ،‬أما السيد المسيح فهو اللباس البهي الذي يستر النفس من‬

‫فضيحتها األبدية‪ .‬والحظ أن سبب خطية نوح مثل آدم‪ ..‬البطن التي تتخم وعندئذ تثور األعضاء‪ .‬ورأي القديس‬ ‫جيروم أن في هذه القصة رمز لعمل المسيح فهو شرب كأس األلم علي الصليب ومن أجلنا تعري علي الصليب‬

‫فسخر به األشرار(حام وكنعان) بينما آمن به األمم (سام ويافث) ولنذكر قول المسيح "إن أمكن ان تعبر عني‬ ‫هذه الكأس مت ‪ .31:21‬وجاء حام وضحك كما ضحك اليهود واسته أزوا بالمسيح‪ .‬واألمم غطوا أالمه بإيمانهم‪.‬‬

‫أية ‪ -:22‬من يكشف عورة اآلخرين أي يذيع خطاياهم ويفضحهم يلعن‪.‬‬

‫أية ‪ :23‬من يستر عورة اآلخرين يستره هللا (مثال أبومقار) هما صنعا هذا بالناموس الطبيعي‪.‬‬

‫‪203‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع)‬

‫أية ‪ -:24‬إبنه الصغير= كلمة إبن في العبرانية تستخدم أيضاً للحفيد‪ .‬وقوله إبنه الصغير فهذا غالباً يشير‬

‫لكنعان‪ .‬ويصبح التفسير أن حاما رأي أباه نوح في هذا الوضع وسخر منه واشترك معه كنعان أو أن كنعان‬

‫دخل مع حام أبيه واشتركا كالهما في السخرية‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ال‪:‬‬ ‫األيات (‪ " -:)20-25‬فَقَ َ‬ ‫ان َع ْب ًدا لَ ُه ْم‪ِ 20 .‬ل َي ْفتَ ِح‬ ‫َوْل َي ُك ْن َك ْن َع ُ‬ ‫نبوة نوح‬

‫‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ان! َع ْب َد ا ْل َع ِبيد َي ُك ُ‬ ‫ون َك ْن َع ُ‬ ‫« َم ْل ُع ٌ‬ ‫ون ِإل ْخ َوته»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ث فَيس ُك َن ِفي مس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َع ْب ًدا‬ ‫اك ِن َس ٍام‪َ ،‬وْل َي ُك ْن َك ْن َع ُ‬ ‫للاُ ل َيافَ َ َ ْ‬ ‫َ​َ‬

‫له َس ٍام‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫« ُم َب َار ٌك َّ‬ ‫ب ِإ ُ‬ ‫لَ ُه ْم»‪".‬‬

‫كنعان عبد العبيد= ملعون‪ .‬وعبد العبيد تعني أحقر العبيد‪ .‬واستعباد أخويه له تم أوالً بإستعباد اليهود نسل سام‬ ‫للكنعانيين ثم إستعباد اليونان والرومان نسل يافث لهم‪ .‬ونوح لم يلعن حام ألن هللا سبق وباركه فال يلعن من‬

‫باركه هللا (عد ‪ ،)21،11،11:23‬لكن كانت لعنة كنعان سبب غصة وألم ألبيه حام‪ .‬ونبوة نوح تحققت في أن‬ ‫شعب الكنعانيين كان في حالة من النجاسة واإلنحراف للرجاسات الوثنية وهذه لم يكن مثلها رجاسات ‪ .‬وقيل‬

‫عنهم لم يكن مثلهم في مزجهم سفك الدماء (ضحايا بشرية) بالفجور إكراماً آللهتهم‪ .‬وقيل أماتت ديانة الكنعانيين‬

‫أحسن العواطف البشرية (تقديم أبنائهم ذبائح) واشتهروا بخرافاتهم وفسقهم ولم َي ُسد بينهم شئ من الفضائل‪ .‬فهم‬ ‫نزلوا إلي أدني صور العبيد‪ .‬وصاروا ملعونين بوثنيتهم‪.‬‬

‫سام= مبارك الرب إله سام‪ :‬هو بارك الرب من أجل سام ونسل سام فمنه خرج المسيح ومنه خرج إبراهيم واسحق‬

‫ويعقوب وداود أباء المسيح بالجسد‪ .‬إذن نبوة نوح تحققت بوالدة المسيح‪ .‬واسم سام = سام أو عال فأي إسم‬

‫أسمي من المسيح الذي فاح عبيره في كل مكان‪ .‬وتعني النبوة أيضا ليكن نسل سام مباركاً فيبارك الرب إلهه‬

‫ومن نسل سام جاء شعب هللا‪ .‬الذي كان سيؤتمن علي عبادة هللا ومعرفته وشريعته وناموسه وهيكله‪ .‬ولذلك‬ ‫الحظ أن نوح إستخدم لقب الرب أي يهوه حين تكلم عن سام‪.‬‬

‫يافث‪ -:‬يعني توسع أو ملء‪ .‬ونبوة نوح عنه أن هللا يفتح له فتتسع مساكنه وهذا حدث مع يافث الذي مأل أوروبا‬ ‫ومعظم آسيا ثم األمريكتين واستراليا‪.‬‬

‫فيسكن في مساكن سام‪ :‬لقد إتسعت مساكن سام أي كنيسة المسيح لتقبل األمم إليها أي يافث وفي الكنيسة‬

‫إتحد نسل يافث وسام‪ .‬وقد تعني النبوة إحتالل األوروبين لبالد سام لفترة ما‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪27‬‬ ‫وح َب ْع َد الطُّوفَ ِ‬ ‫وح ِت ْس َع ِم َئ ٍة‬ ‫ين َس َن ًة‪ .‬فَ َكا َن ْت ُك ُّل أ ََّي ِام ُن ٍ‬ ‫ان ثَالَ َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)22-27‬و َع َ‬ ‫ث ِم َئ ٍة َو َخ ْم ِس َ‬ ‫اش ُن ٌ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َم َ‬ ‫َو َخ ْم ِس َ‬

‫‪204‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


)‫التكوين ( األصحاح التاسع‬

205

http://coptic-treasures.com


‫التكوين ( األصحاح العاشر)‬

‫اإلصحاح العاشر‬

‫عودة للجدول‬

‫‪206‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


)‫التكوين ( األصحاح العاشر‬

207

http://coptic-treasures.com


‫التكوين ( األصحاح العاشر)‬

‫نمرود قد يكون حفيد لكوش أو إبنا له وذكر وحده ألهميته‪.‬‬ ‫يفهم من اآلية أيضا أن فلشتيم وكفتوريم من نسل فتروسيم وكسلوحيم فقط وغالبا هم نسل كسلوحيم فقط‪.‬‬

‫يسمي هذا اإلصحاح قائمة األمم القديمة وفيه يظهر أن هللا الذي أهلك العالم‪ ،‬ها هو يعيد بناؤه ثانية فهو يقلع‬

‫ليغرس ويهدم ليبني ويميت ليحيي (راجع إر‪ .)11:1‬وقد قسمت الشعوب بأسماء أوالد نوح وبأسماء أوالدهم‪.‬‬ ‫ونجد القائمة بدأت بيافث سواء ألنه األكبر أو األبعد عن شعب إسرائيل فهو األبعد تأثي اًر عن حياتهم‪ .‬ثم يأتي‬ ‫نسل حام الذي يشكل أوالده أكبر أعداء للشعب ثم يأتي نسل سام الذي تناسل منه إسرائيل ويبدأه هنا بإختصار‬

‫ويسهب في الشرح بعد ذلك‪ .‬ولقد جدد هللا الخليقة بالطوفان ولكن سريعاً مازاغت للشر بعد ذلك ولكن لم يستعمل‬ ‫الهالك واإلفناء التام ثانية بل إستعمل التأديبات المحلية (حريق سدوم وعمورة‪ /‬أوبئة…) (حروب‪ /‬مجاعات…)‬

‫ليدفع الناس إلي التوبة‪ .‬وهذا ما يحدث بعد المعمودية فنحن نحصل علي اإلنسان الجديد لكن نعود ونخطئ‬ ‫ولكن نستعيد صورة اإلنسان الجديد بالتوبة وقد يستعمل هللا التأديبات حتي يتوب اإلنسان (راجع عب ‪.)1:12‬‬

‫ويقول العلماء أن هذا السجل ال نظير له علي اإلطالق لبيان أصل األمم ومنشأها وقد أيدته اإلكتشافات األثرية‪.‬‬

‫ولكن هذا السفر ال يهدف إلي عرض نشأة األمم إنما‪:-‬‬

‫أراد أن يقدم لنا تمهيد لنشأة الشعب الذي يخرج منه المسيح المخلص لكل الشعوب‪.‬‬

‫فيه يظهر أن هللا هو صانع وخالق لكل الشعوب وكل األمم أنه المسئول عن خالصها أيضا‪.‬‬

‫‪ِ 1‬‬ ‫ون َب ْع َد الطُّوفَ ِ‬ ‫ان‪".‬‬ ‫يد َب ِني نُ ٍ‬ ‫ام َوَيافَ ُ‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬وهذ ِه َم َوالِ ُ‬ ‫ث‪َ .‬وُولِ َد لَ ُه ْم َب ُن َ‬ ‫ام َو َح ٌ‬ ‫وح‪َ :‬س ٌ‬

‫‪208‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح العاشر)‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َش َك َن ُاز‬ ‫األيات (‪َ " -:)5-2‬ب ُنو َيافَ َ‬ ‫وم َر‪ :‬أ ْ‬ ‫وج َو َم َ‬ ‫اداي َوَي َاو ُ‬ ‫اج ُ‬ ‫وم ُر َو َم ُ‬ ‫ان َوتُ َ‬ ‫ير ُ‬ ‫ال َو َماش ُك َوت َ‬ ‫اس‪َ .‬وَب ُنو ُج َ‬ ‫وب ُ‬ ‫ث‪ُ :‬ج َ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫يش و ِك ِتيم ود ِ‬ ‫هؤالَ ِء تَفَ​َّرقَ ْت ج َزِائر األُمِم ِبأَر ِ‬ ‫اضي ِه ْم‪ُ ،‬ك ُّل‬ ‫َو ِريفَ ُ‬ ‫ان‪ :‬أَلِ َ‬ ‫يم‪ِ .‬م ْن ُ‬ ‫يش ُة َوتَْر ِش ُ َ ُ َ ُ َ‬ ‫وج ْرَم ُة‪َ .‬وَبنُو َي َاو َ‬ ‫اث َوتُ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ودان ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِإ ْنس ٍ ِ ِ ِ‬ ‫ُم ِم ِه ْم‪".‬‬ ‫ان َكل َسانه َح َس َ‬ ‫َ‬ ‫ب قَ َبائل ِه ْم ِبأ َ‬

‫بنو يافث‬

‫جومر‪ :‬سكن نسل جومر في الشمال‪ .‬وجاء منهم إلي أسيا من مناطق ما وراء القوقاز واستوطنوا كبادوكية‬ ‫وتناسل منهم سكان أوروبا الشمالية وسكان بريطانيا والدانمارك ويقال روسيا‪( .‬بعض جماعات نزحت للدانمارك‬

‫وروسيا)‬

‫ماجوج‪ :‬كلمة عبرية تعني أرض جوج‪ .‬واقترن اإلسمان معاً وصا ار رم اًز لمقاومة اإليمان المسيحي (رؤ ‪-::21‬‬ ‫‪ .)1‬ومنهم التتار والسكيثيين‪ .‬ومكانهم بين بحر قزوين والبحر األسود‪.‬‬

‫ماداي‪ :‬من نسله تكونت إمبراطورية مادي التي إتحدت بعد ذلك مع فارس‪ .‬وعرفت بالدهم بإسم مادي أو ميديا‬ ‫وسكنوا جنوب وجنوب غربي بحر قزوين وهي اآلن جزء من إيران‪.‬‬

‫ياوان‪ :‬هو أب اليونانيين‪ .‬وكلمة ياوان في الكتاب المقدس يقصد بها اليونان‬ ‫(زك ‪)13:1‬‬

‫توبال‪ :‬سكنوا جنوب شرق البحر األسود‪.‬‬

‫ماشك‪ :‬سكنوا بقرب ينابيع دجلة والفرات ثم انتقلوا إلي جوار البحر األسود وبحر قزوين‪.‬‬

‫تيراس‪ :‬جاء من نسله الشعب الترسيني وسكنوا في جزر وسواحل بحر إيجة‪ .‬ثم إقتصر الوحي علي نسل إثنين‬ ‫من أوالد يافث هما جومر وياوان ألنهما أكثرهما شعوباً وأهمية‪.‬‬

‫أشكناز‪ :‬سكنوا شرق البحر األسود في أرمينية‪ .‬والبحر األسود كان يدعي بحر أشكناز‪.‬‬ ‫ريفاث‪ :‬هناك رأيان عن مكانهما ‪ )1‬شرق األردن ‪ )2‬أقصي شمال العالم القديم‪.‬‬ ‫توجرمة‪ :‬سكنوا في أرمينيا جنوب غرب أسيا‪.‬‬

‫إليشة‪ :‬سكنوا اليونان وقبرص‪.‬‬

‫ترشيش‪ :‬سكنوا إيطاليا وأسبانيا‪ .‬وكانت بداية ترشيش في كيليكية حيث طرسوس حيث ولد بولس‪.‬‬

‫كتيم‪ :‬الساحل الغربي لفلسطين وبعض الجزائر بالبحر المتوسط مثل قبرص كان إسمها كتيم بل إن هذا اإلسم‬ ‫إمتد لليونان وايطاليا‪ .‬ولقد عبر اليهود عن الشعوب اآلتية من البحر المتوسط بأنهم من كتيم‪ .‬وأشير لهذا هنا‬ ‫بإسم جزائر األمم (آية ‪)4‬‬

‫دودانيم‪ :‬يرجح أنهم سكان رودس ومن نسلهم من نزح لليونان‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫وش‪َ :‬س َبا َو َح ِويلَ ُة َو َس ْبتَ ُة َو َر ْع َم ُة‬ ‫ان‪َ .‬وَب ُنو ُك َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)23-6‬وَب ُنو َح ٍام‪ُ :‬ك ُ‬ ‫ص َارِي ُم َوفُوطُ َو َك ْن َع ُ‬ ‫وش َو ِم ْ‬ ‫‪7‬‬ ‫ار ِفي األَر ِ ‪ِ 2‬‬ ‫وش ولَد ِنمر ِ‬ ‫ص ْي ٍد‬ ‫ون َج َّب ًا‬ ‫ان‪َ .‬و ُك ُ َ َ ْ ُ َ‬ ‫ض‪ ،‬الَّذي َك َ‬ ‫ود الَّذي ْابتَ َدأَ َي ُك ُ‬ ‫َو َس ْبتَ َكا‪َ .‬وَب ُنو َر ْع َم َة‪َ :‬ش َبا َوَد َد ُ‬ ‫ان َج َّب َار َ‬ ‫ْ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أَمام َّ ِ ِ ِ‬ ‫اء َم ْملَ َك ِت ِه َبا ِب َل َوأ َ​َر َك َوأ ََّك َد َو َك ْل َن َة‪ِ ،‬في‬ ‫ام َّ‬ ‫ال‪َ « :‬كن ْم ُر َ‬ ‫الر ِب»‪َ .‬و َك َ‬ ‫ان ْابت َد ُ‬ ‫ود َج َّب ُار َ‬ ‫ص ْيد أ َ‬ ‫الرب‪ .‬لذل َك ُيقَ ُ‬ ‫َم َ‬ ‫َ​َ‬

‫‪209‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح العاشر)‬

‫ِ‬ ‫ض ِش ْن َع َار‪ِ 11 .‬م ْن ِت ْل َك األ َْر ِ‬ ‫أَْر ِ‬ ‫ض َخ َر َج أ ُّ‬ ‫وت َع ْي َر َو َكالَ َح ‪َ 12‬و َر َس َن‪َ ،‬ب ْي َن ِني َن َوى َو َكالَ َح‪،‬‬ ‫وب َ‬ ‫ور َوَب َنى ني َن َوى َو َر ُح ُ‬ ‫َش ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِهي ا ْلم ِدي َن ُة ا ْل َك ِبيرةُ‪َ 13 .‬و ِم ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َخ َر َج‬ ‫يم‪ .‬الَّذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫يم َو َك ْسلُوح َ‬ ‫يم َوفَتْ ُروس َ‬ ‫يم َوَن ْفتُوح َ‬ ‫يم َولَ َهاب َ‬ ‫يم َو َع َنام َ‬ ‫ص َاري ُم َولَ َد‪ :‬لُود َ‬ ‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ي وا ْل ِجرج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ولَ َد‪ِ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ًّ‬ ‫َم ِ‬ ‫يم َو َك ْفتُ ِ‬ ‫ي‬ ‫اش َّي َوا ْل ِح ِو َّ‬ ‫ص ْي ُد َ‬ ‫ور َّ َ ْ َ‬ ‫يم‪َ .‬و َك ْن َع ُ َ‬ ‫ون ِب ْك َرهُ‪َ ،‬وحثا َوا ْل َي ُبوس َّي َواأل ُ‬ ‫ور ُ‬ ‫م ْن ُه ْم فل ْشت ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا ْلعرِق َّي و ِ‬ ‫الص َم ِ‬ ‫وم ا ْل َك ْن َع ِان ِي‬ ‫ي َو َّ‬ ‫ار َّ‬ ‫ين َّي َواأل َْرَو ِاد َّ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ي َوا ْل َح َمات َّي‪َ .‬وَب ْع َد ذل َك تَفَ​َّرقَ ْت قَ َبائ ُل ا ْل َك ْن َعان ِي‪َ .‬و َكا َن ْت تُ ُخ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يء َن ْح َو َس ُدوم َو َعمورةَ َوأ َْدم َة َو َ ِ‬ ‫يم ِإلَى الَ َش َع‪.‬‬ ‫ص ْي ُد َ‬ ‫يء َن ْح َو َج َرَار ِإلَى َغ َّزةَ‪َ ،‬وحي َن َما تَ ِج ُ‬ ‫ون‪ ،‬حي َن َما تَ ِج ُ‬ ‫م ْن َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُبوي َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫‪ِ ُ 23‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُم ِم ِه ْم‪.‬‬ ‫هؤالَء َب ُنو َحام َح َس َ‬ ‫ب قَ َبائل ِه ْم َكأَْلس َنت ِه ْم ِبأ َ​َراضي ِه ْم َوأ َ‬ ‫بنو حام‬

‫كلمة حام تعني حام أو ساخن أو أسود ودعي إله الشمس حامو بسبب ح اررة الشمس وبهذا المفهوم تكون أسود‬ ‫بمعني لفحته الشمس أو أحمته وسكنوا أفريقيا وبعض أجزاء من آسيا‪.‬‬

‫كوش‪ :‬تعني أسود بالعبرية وله خمسة أوالد سبا وحويلة وسبتة ورعمة وسبتكا‪.‬‬

‫سبا‪ :‬منهم من سكن جنوب جزيرة العرب ومنهم من عبر إلي إفريقيا عبر بوغاز باب المندب وأقاموا علي‬ ‫سواحل البحر المتوسط وتكون من هؤالء شعب إثيوبيا (الحبشة)‪.‬‬

‫حويلة‪ :‬سكنوا شمال بالد العرب بجوار خليج العجم ووصلوا إلى اليمن‪.‬‬

‫سبتة‪ :‬سكنوا في حضرموت في بالد العرب وسكن بعض منهم في الحبشة‪.‬‬

‫رعمة‪ :‬وولداه شبا وددان‪ .‬سكنا جنوب خليج العجم ثم رحال للجنوب الغربي من بالد العرب‪.‬‬

‫سبتكا‪ :‬سكنوا جنوب بالد العرب ومنهم من رحل إلفريقيا‪.‬‬ ‫شبا‪ :‬إبن رعمة إنتقل للحبشة‪.‬‬

‫ددان‪ :‬إستقر في بالد العرب‪.‬‬

‫وبذلك نجد أن أبناء كوش إما سكنوا في بالد العرب أو إنتقلوا إلي الحبشة ولذلك نجد في الكتاب المقدس مكانين‬ ‫بإسم كوش أولهما عند عيالم في منطقة جنوب دجلة والفرات (تك ‪ )13:2‬وثانيهما هو الحبشة وهذا هو األكثر‬

‫شهرة‪ .‬وكوش إفريقيا يقصد بها الحبشة والنوبة جنوب مصر‪.‬‬

‫وقد قدم نسل حام بوجه عام شعوباً وأمما ِ‬ ‫مقاومة لعمل هللا ولشعبه في العهد القديم‪ .‬لذا جاء العهد القديم يعلن‬

‫العقوبة اإللهية علي هذه الشعوب بكونها تحمل رمو اًز للشر فكوش كانت تشير إلي ظلمة الجهالة ولسواد الخطية‬

‫أر ‪.23:13‬‬

‫ومصر كانت تشير إلي محبة العالم التي تستعبد النفس (فالشعب إشتهي أكل مصر ونسي العبودية)‪.‬‬ ‫كنعان كانت تشير إلي العمل الشيطانى وتشير للعنة زك ‪.21:15‬‬

‫نمرود‬

‫معني إسمه جبار متمرد قوي وشديد‪ .‬هو نموذج كيف تحدي نسل حام هللا في مقابل كيف كان نسل سام منه‬

‫إبراهيم واسحق ويعقوب‪.‬‬

‫‪210‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح العاشر)‬

‫كان قوياً ومشهو اًر بأنه صياد جبار‪ .‬وقد وجدت له تماثيل في أطالل نينوي وهو يحمل أسداً تحت ذراعه األيسر‪.‬‬ ‫وهو الذي أسس األسرة الحاكمة في بابل وشنعار وأكاد‪ .‬وربما كان هو نفسه جلجاميش األكادي أو البابلي‪.‬‬

‫وقوله جبار صيد أمام الرب‪ :‬اإلضافة " أمام الرب" تعني أنه كان عظيماً‪ .‬وقد تعني وهذا واضح من إسمه أنه‬ ‫حينما ظهرت قوته أخذ موقف التحدي من هللا‪ .‬وينسب لنمرود بداية العبادة الوثنية‪ .‬وصارت بابل في الكتاب‬

‫المقدس رم اًز لمعاندة هللا وللكبرياء والزنا الروحي بل أطلق عليها "أم الزواني" وصارت إسماً لمملكة الدجال‬ ‫وجماعة األشرار‪ .‬وعجيب هو اإلنسان إذا ما شعر بقوته فهو يتحدي هللا عوضاً عن أن يشكره علي عطاياه‬

‫(راجع رؤ ‪.)4-1:1: + 11:11 + 1:15‬‬

‫وكانت مملكة نمرود في أرض شنعار التي تعني "نهرين" ربما لوقوعها بين نهري دجلة والفرات‪ .‬وهي المناطق‬

‫السهلة في بالد بابل‪ .‬وقد حوت هذه المملكة أربع مدن رئيسية في ذلك الوقت‪-:‬‬

‫بابل‪ :‬قد تعني باب هللا "باب إيل" ولكنها صارت لها معني آخر هو بلبلة األلسنة وموسي حين كتب إستخدم‬

‫األسماء المعروفة وقته‪.‬‬

‫أرك‪ :‬كانت شرق الفرات‪.‬‬

‫أكد‪ :‬تأسس منها بعد ذلك مملكة األكاديين وكانت مملكة ذات شأن وكانت غرب دجلة‪.‬‬ ‫كلنة‪ :‬شرق الفرات‪.‬‬

‫نمرود قد يكون إبنا سادساً لكوش وذكر وحده ألهميته أو هو من أحفاد كوش‪ .‬وقد إشتهر جبروته حتي صار‬ ‫مضربا لألمثال‪ :‬لذلك يقال كنمرود وجبار صيد (هذا مثل تناوله الناس) من تلك األرض خرج أشور وبني‬ ‫نينوي‪ :‬أشور هو من أبناء سام وال مجال لذكره اآلن وسط أبناء حام‪ .‬لذلك تفهم اآلية بمعني آخر يؤيده أن كلمة‬

‫خرج فى العبرية مثل العربية قد تصلح أن نترجمها "خرج من" أو " خرج إلي وقد استخدمت الترجمة العربية "خرج‬ ‫من" واألرجح هي الترجمة األخري ويصير المعني وخرج إلي أرض أشور = ويكون المقصود هو أن نمرود لم‬ ‫يكتف بأرضه وخرج كجبار يفتح مدناً أخري في أرض أشور‪ .‬وبني نينوي علي الضفة الشرقية لدجلة التي‬ ‫أصبحت عاصمة أشور فيما بعد‪ .‬وبني أيضاً رحوبوت عير ومعناها المدينة الرحبة وقد تكون ضاحية لنينوي أو‬

‫مدينة أخري تجاورها‪ .‬وبني كالح جنوب نينوي بعشرين ميالً‪ .‬ورسن بنيت بين نينوي وكالح كمكملة لهما‪ ،‬يكون‬

‫قوله هي المدينة الكبيرة‪ .‬كقولنا القاهرة العظمي حين نضم حلوان والجيزة عليها (يون ‪ 2:1‬المدينة العظيمة )‬

‫مصرايم‪ :‬مصرايم في العبرية مثني‪ ،‬لذا ظن البعض أنها دعيت هكذا بسبب وجود الوجه البحري والوجه القبلي أو‬ ‫ألن نهر النيل يقسمها إلي ضفة شرقية وغربية‪ .‬أو هي دعيت مصر نسبة لمصرايم حيث سكن فيها هو وأوالده‬

‫وامتدوا للبالد المجاورة‪ .‬واسم مصر القديم كيمي أو خيمي أي أرض حام وسميت كذلك لسواد تربتها أو نسبة‬

‫لحام‪.‬‬

‫لوديم‪ :‬جاء منه شعب لود أو اللوديون وهم غير شعب لود من نسل سام وسكنوا نحو ليبيا‪.‬‬ ‫عناميم‪ :‬سكنوا غرب النيل في جنوب مصر غالباً‪.‬‬

‫لهابيم‪ :‬غالباً هم اللوبيون (قبيلة لوبيم) نشأوا في مصر ونزحوا إلي ليبيا‪.‬‬ ‫‪211‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح العاشر)‬

‫نفتوحيم‪ :‬من سكان مصر الوسطي قرب منف مركز اإلله بتاح‪.‬‬

‫فتروسيم‪ :‬سكنوا في فتروس بصعيد مصر "كلمة فتروس تعني أرض الجنوب‬ ‫(عاصمتها طيبة)‬

‫كسلوحيم‪ :‬معناها محصن‪ .‬سكن نسله في كسيونس في منطقة جبلية علي الحدود بين مصر وفلسطين‪.‬‬

‫فلشتيم‪ :‬خرج من نسل كسلوحيم ولقربهم من فلسطين هاجروا إليها‪ .‬وفلشتيم هي أصل كلمة فلسطين وتعني‬

‫متغرب أو مهاجر‪.‬‬

‫كفتوريم‪ :‬خرج غالباً من كسلوحيم أيضاً وسكنوا في كفتور وكانت توجد في دلتا مصر مدينة تسمي كابت هور‬ ‫يغلب أنها كفتور هذه‪ .‬وغالبا هاجر هؤالء إلي جزيرة كريت وسميت بإسمهم ثم هاجر منهم بعد ذلك إلي‬

‫فلسطين‪ .‬وبذلك إجتمع في فلسطين المهاجرين من نسل كسلوحيم (فلشتيم وكفتوريم) مكونين الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫كنعان‪ :‬اإلبن األصغر لحام‪ .‬وظهر من نسله القبائل الكنعانية‪ .‬وسكن كنعان علي الساحل المنخفض لفلسطين‬ ‫وفي بعض األحيان يطلق اسم كنعان علي كل الشعوب في منطقة فلسطين‪.‬‬

‫صيدون‪ :‬سكن في صيدون (صيدا)‪.‬‬

‫حث‪ :‬جاء منه الحثيين (تك ‪ )21:23‬ومنهم أوريا الحثي‪ .‬واتسعوا وشملوا أراضي شمال فلسطين بل إمتدوا حتي‬ ‫الفرات‪.‬‬

‫اليبوسي‪ :‬االسم القديم ألورشليم قبل أن يستولي داود عليها‪.‬‬ ‫األموري‪ :‬سكنوا الجبال غرب البحر الميت جنوب أورشليم‪.‬‬

‫الجرجاشي‪ :‬شرق بحر الجليل‪.‬‬

‫الحوي‪ :‬شمال شرق فلسطين ولبنان‪.‬‬ ‫العرقي‪ :‬في لبنان‪.‬‬ ‫السيني‪ :‬لبنان‬

‫األروادي‪ :‬هم قوم ُر َحل‪.‬‬

‫الصماري‪ :‬سكنوا في فينيقيا‪.‬‬

‫الحماتي‪ :‬سكنوا حماة بسوريا‪.‬‬ ‫أية ‪ :11‬يهتم بتحديد أرض الكنعانيين وذلك ألن أسرائيل سيرث هذه األرض وهي الحدود التي حددها لهم موسي‬ ‫بعد ذلك عند إقترابهم من أرض كنعان‪ .‬ولقد تجمعت كل القبائل الكنعانية في هذا المكان حتي يسهل علي شعب‬

‫هللا ضربهم وامتالك أرضهم‪ .‬وكان هذا بحكمة هللا وذلك لتأديبهم علي شرورهم التي إشتهروا بها‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ون‪" .‬‬ ‫ام أ َُبو ُك ِل َب ِني َعا ِب َر‪ ،‬أَ ُخو َيافَ َ‬ ‫ضا َب ُن َ‬ ‫ير‪ُ ،‬ولِ َد لَ ُه أ َْي ً‬ ‫ث ا ْل َك ِب ُ‬ ‫أية (‪َ " -:)21‬و َس ٌ‬ ‫سام أبو كل بني عابر‪ :‬عابر هو ابن حفيد سام‪ .‬وعابر من عبر وهو جد العبرانيين‪.‬‬

‫‪212‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح العاشر)‬

‫وسام ينسب هنا ألهم أحفاده وهو عابر فمنه جاء إبراهيم واسحق ويعقوب ومن نسله جاء المسيح بالجسد‪.‬‬

‫فالبركة تسلسلت من نوح لسام لعابر كما تسلسلت اللعنة من كنعان ألسرته‪ .‬ومن نسل عابر أيضاً العرب‬

‫واألراميين‪ .‬وغالباً كان عابر هو الرجل الصالح البار في عصره ونقل بره ألوالده‪ .‬ويقول البعض أنه لصالحه‬

‫عند بلبلة األلسنة إستمرت العبرانية لغته ولغة أسرته بينما تبلبلت ألسنة الباقين (غالبا هذا التفسير من التقليد‬

‫العبرى)‪.‬‬

‫أخو يافث‪ :‬ذكره أن سام هو أخو يافث إشارة ألخوة األمم مع اليهود في كنيسة المسيح‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫األيات (‪َ 22" -:)33-22‬ب ُنو َس ٍام‪ِ :‬عيالَ ُم َوأ ُّ‬ ‫ول َو َجاثَُر‬ ‫اد َولُ ُ‬ ‫ور َوأ َْرفَ ْك َش ُ‬ ‫ام‪ُ :‬ع ُ‬ ‫َش ُ‬ ‫وص َو ُح ُ‬ ‫ام‪َ .‬وَب ُنو أ َ​َر َ‬ ‫ود َوأ َ​َر ُ‬ ‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫َن ِفي أ ََّي ِ‬ ‫ان‪ :‬اسم ا ْلو ِ‬ ‫ام ِه قُ ِس َم ِت‬ ‫اح ِد فَالَ ُج أل َّ‬ ‫َو َم ُ‬ ‫اش‪َ .‬وأ َْرفَ ْك َش ُ‬ ‫اد َولَ َد َشالَ َح‪َ ،‬و َشالَ ُح َولَ َد َعا ِب َر‪َ .‬ولِ َعا ِب َر ُولِ َد ْاب َن ِ ْ ُ َ‬ ‫‪20‬‬ ‫‪26‬‬ ‫َخ ِ‬ ‫ض‪ .‬واسم أ ِ‬ ‫ال َوِد ْقلَ َة‬ ‫ان‪َ .‬وَي ْق َ‬ ‫يه َي ْق َ‬ ‫ام َوأ َ‬ ‫اد َو َشالَ َ‬ ‫ض ْرَم ْو َ‬ ‫ود َ‬ ‫ان َولَ َد‪ :‬أَْل ُم َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫ف َو َح َ‬ ‫ت َوَي َار َح َو َه ُد َ‬ ‫ُوز َ‬ ‫ور َ‬ ‫األ َْر ُ َ ْ ُ‬ ‫‪33‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪ِ 22‬‬ ‫وبال َوأَِب ِ‬ ‫يشا ِحي َن َما‬ ‫ان َم ْس َك ُن ُه ْم ِم ْن ِم َ‬ ‫اب‪َ .‬ج ِميعُ ُ‬ ‫ان‪َ .‬و َك َ‬ ‫هؤالَ ِء َب ُنو َي ْقطَ َ‬ ‫وب َ‬ ‫ير َو َح ِويلَ َة َوُي َ‬ ‫يماي َل َو َش َبا َوأُوف َ‬ ‫َ‬ ‫َو ُع َ َ‬ ‫يء َن ْح َو َسفَ َار َج َب ِل ا ْل َم ْش ِر ِ‬ ‫ق‪".‬‬ ‫تَ ِج ُ‬

‫بنو سام‬

‫سكن أوالده الخمسة في األرض الممتدة من عيالم غرب أسيا حتي شرق البحر المتوسط‪ .‬ومن نسله جاء اليهود‬

‫واألراميون واألشوريون والعرب وتسمي لغات هؤالء اللغات السامية‪.‬‬

‫عيالم‪ :‬من نسله العيالميون والفرس وبالدهم تمتد وراء دجلة شرق مملكة بابل وجنوب أشور وميديا وشمال‬ ‫الخليج الفارسي وهي اآلن جزء من إيران‪.‬‬

‫أشور‪ :‬أب األشوريين‪ .‬بالده تقع علي الجزء األعلي من نهر دجلة‪.‬‬

‫أرفكشاد‪ :‬جد القبائل العربية اليقطانية‪ .‬وقد يكون جد الكلدانيين (كهنة وحكماء بابل) وهؤالء موطنهم المنطقة‬ ‫الجنوبية فيما بين النهرين (المصة)‬

‫لود‪ :‬جد اللوديين (غير اللوديين من نسل مصرايم) سكنوا في منطقة ليديا جنوب أسيا الصغري‪.‬‬

‫أرام‪ :‬هناك عدة دويالت بإسم أرام منها أرام بين النهرين وأرام دمشق… وأرام هي سوريا القديمة‪ .‬واللغة األرامية‬ ‫هي السورية القديمة‪.‬‬ ‫وذكر هنا أوالد أرام وأرفكشاد فقط غالباً ألهميتهما‪.‬‬

‫عوص‪ :‬هي أرض أيوب (أي ‪ )1:1‬وهي جنوب صحراء سوريا بين سوريا وأدوم‪.‬‬

‫حول‪ :‬وادي األردن‪.‬‬

‫جاثر‪ :‬مقاربة لحول‪.‬‬

‫ماش‪ :‬غالباً بسوريا بها جبل ماسوس‪.‬‬

‫فالج‪ :‬إهتم موسي بنسل أرفكشاد الذي انجب شالح وشالح ولد عابر وعابر ولد فالج الذي من نسله جاء إبراهيم‬ ‫أبو شعب هللا‪ .‬وسمي هكذا ألن في أيامه قسمت األرض ومعني كلمة فالج تعني‬ ‫‪213‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح العاشر)‬

‫‪ .1‬مجري ماء وربما أشارت إلقتسام فالج ويقطان ينابيع المياه وأراضي الرعي فقد سكن فالج‬ ‫عند الفرات ويقطان ذهب لبالد العرب‪.‬‬

‫‪ .2‬كلمة فالج قد تعنى إنقسام وقد يشير إلقتسام فالج ويقطان األرض بينهما‪ .‬أو يشير لتفرق‬

‫العالم نتيجة بلبلة األلسنة‪ .‬هذا كان تفسير القديس أغسطينوس أن كلمة فالج تشير لتعدد‬ ‫اللغات ففي أيامه بدأ ظهور أكثر من لغة علي األرض بعد أن كان الكل يتحدث بما دعي‬

‫فيما بعد بالعبرية‪( .‬هذا التفسير بحسب التقليد اليهودي)‪.‬‬

‫يقطان‪ :‬يسميه العرب قحطان وله ‪ 13‬إبن سكنوا جميعاً في الجزيرة العربية ومن أوالده شبا= سكن في جنوب‬

‫غرب الجزيرة العربية وكان منهم ملكة سبأ وسميت ملكة التيمن أي ملكة الجنوب ‪ ،‬اليمن حالياً‪ .‬وكانت عاصمة‬

‫اليمن تسمي سبأ‪.‬‬

‫أوفير‪ :‬قد تكون جنوب الجزيرة العربية ‪ .‬وهاجر منها بعضهم إلفريقيا وأرضهم مشهورة بالذهب‪.‬‬ ‫حويلة‪ :‬جنوب بالد العرب وهو غير حويلة بن كوش الذي كان في الشمال‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫هؤالَ ِء َب ُنو َس ٍام‬ ‫األيات (‪ُ " -:)32-31‬‬ ‫ِ​ِ​ِ‬ ‫هؤالَ ِء‬ ‫ُن ٍ‬ ‫ُم ِم ِه ْم‪َ .‬و ِم ْن ُ‬ ‫وح َح َس َ‬ ‫ب َم َواليده ْم ِبأ َ‬

‫ب‬ ‫َح َس َ‬ ‫تَفَ​َّرقَ ِت‬

‫‪32‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫هؤالَ ِء قَ َب ِائ ُل َب ِني‬ ‫ُم ِم ِه ْم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قَ َبائل ِه ْم َكأَْلس َنت ِه ْم ِبأ َ​َراضي ِه ْم َح َس َ‬ ‫ب أَ‬ ‫ُمم ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض َب ْع َد الطُّوفَ ِ‬ ‫ان‪".‬‬ ‫األ َ ُ‬

‫‪214‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى عشر)‬

‫اإلصحاح الحادي عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح العاشر يأتي تاريخياً بعد اإلصحاح الحادي عشر‪ .‬ولكن األسلوب الذي إتبعه الوحي أنه بدأ في‬ ‫العاشر شرح كيف أن نوح وأبناؤه إنتشروا في األرض كلها ويأتي هنا ليشرح السبب وهو بلبلة األلسنة‪.‬‬ ‫ونجد في هذا اإلصحاح موضوعين مختلفين‪.‬‬ ‫الموضوع األول‬ ‫سعي األنسان للهروب من هللا‪.‬‬

‫تمثل هذا في بابل التي تبني برجاً‪.‬‬

‫يمكن تسمية هؤالء أبناء الناس‪.‬‬

‫الموضوع الثاني‬ ‫دعوة هللا لإلنسان‪.‬‬

‫تمثل هذا في أبرام الذي دعاه هللا ليترك‬

‫أرضه‪.‬‬

‫يمكن تسمية أبرام ونسله أبناء هللا‪.‬‬

‫هؤالء كل إهتمامهم باألرض وكل‬

‫هؤالء إشتياقهم للسماء وهم في إرتحال‬

‫إشتياقهم لها ليكون لهم إسماً فيها‪.‬‬

‫مستمر إلي كنعان السماوية (تك ‪)1:12‬‬

‫هؤالء لم يقيموا بيتاً أو مذبحاً للرب بل‬

‫أبرام لم تفارقه الخيمة (غربة) وال المذبح فلم‬

‫أقاموا مدناً ألنفسهم محصنة‪.‬‬

‫فهم في غربة مستمرة‪.‬‬

‫تكن له هنا مدينة باقية عب ‪.11:11‬‬

‫لهذه األسباب صارت بابل من أول سفر التكوين حتي سفر الرؤيا رم اًز للمادية والعصيان علي هللا وهذا ما حاول‬ ‫هللا هنا أن يحطمه‪ .‬نري في شعب بابل أنه عوضاً أن يتكأ علي صدر هللا إتكا علي ذاته‪ ،‬وأراد أن يقيم لنفسه‬

‫برجاً من صنع يديه‪ ،‬وهذا نتيجة لقسوة قلب الخطاة فهم يصابوا بما يسمي العمي الروحي فبدالً من أن يهرب‬

‫إلي هللا في وقت الشدة نراه يهرب من هللا‪.‬‬ ‫‪ِ 1‬‬ ‫اح ًدا ولُ َغ ًة و ِ‬ ‫ض ُكلُّها لِسا ًنا و ِ‬ ‫اح َدةً‪" .‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬و َكا َنت األ َْر ُ َ َ َ‬ ‫لغة واحدة‪ :‬يظن البعض أن هذه اللغة كانت العبرانية ويدللون علي ذلك ان األسماء األولي مثل آدم وحواء‬

‫وعدن عبرية‪ .‬وأن بعد بلبلة األلسنة ظلت هذه اللغة هي لغة عابر وكان هذا مكافأة له علي قداسته (نادي بهذا‬ ‫القديس أغسطينوس) واستمرت العبرية لغة اليهود حتي السبي ثم تحولت لألرامية إلختالطهم بالبابليين‪ .‬ويري‬

‫البعض اآلخر أنها كانت الكلدانية (السريانية) ويعللون ذلك بأن اللغات الشرقية كلها مشتقة من مصدر واحد‪،‬‬ ‫وأن العبرية ليست إال فرعاً من فروع هذه اللغة‪ .‬عموماً يصعب تحديد هذه اللغة الواحدة قبل البلبلة‪.‬‬

‫ولكننا نري يوم الخمسين حين حل الروح القدس أنهم تكلموا بلغات مختلفة وفهموا بعضهم فمثالً سمع المصريين‬

‫أو الفرس بعض الرسل يتكلمون بلغتهم وفهموهم‪ .‬ونستنتج أن الروح القدس روح المحبة قادر أن يضع فينا لغة‬

‫‪215‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى عشر)‬

‫مشتركة بها نتفاهم معاً هي لغة الحب الذي ال يعرف اإلنقسام‪ .‬لغة الشكر والتسبيح هلل‪ .‬هذه هي اللغة التي‬ ‫سنتكلم بها في السماء‪ ،‬فهي لغة كل السمائيين‪ .‬ونفهم أن بلبلة األلسنة حدثت لتفضح البلبلة الداخلية‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ث ِفي ْارِت َحالِ ِه ْم َش ْرقًا أ ََّن ُه ْم َو َج ُدوا ُب ْق َع ًة ِفي أ َْر ِ‬ ‫اك‪" .‬‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬و َح َد َ‬ ‫ض ِش ْن َع َار َو َس َك ُنوا ُه َن َ‬ ‫وحدث في ارتحالهم‪ :‬غالباً للبحث عن مراعي للماشية‪ .‬أو لإلمتداد لباقي األماكن لتعميرها‪ .‬شرقاً‪ :‬بعد الطوفان‬

‫إستقر الفلك علي جبل أ ارراط وقوله شرقاً فهذا يشير إما انهم بعد الطوفان كانوا قد إتجهوا ناحية الغرب أوالً ثم‬

‫إتجهوا شرقاً نحو أرض شنعار‪ :‬وأرض شنعار هي سهل دجلة والفرات‪ .‬أو أن جزء منهم إتجه شرقاً وهم الذين‬

‫حاولوا بناء البرج‪ .‬ألن جبل أ ارراط شمال أرض شنعار‪ .‬أو ألن أرض شنعار عموماً تسمي الشرق (عد ‪)::23‬‬

‫فهي شرق أرض الميعاد‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ض ُه ْم لِ َب ْع ٍ‬ ‫ان لَ ُه ُم‬ ‫ان ا ْل َح َج ِر‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ان لَ ُه ُم اللِ ْب ُن َم َك َ‬ ‫ص َنعُ لِ ْب ًنا َوَن ْش ِوي ِه َش ًّيا»‪ .‬فَ َك َ‬ ‫ال َب ْع ُ‬ ‫ض‪َ « :‬هلُ َّم َن ْ‬ ‫أية (‪َ " -:)3‬وقَ َ‬ ‫ان ِ‬ ‫الط ِ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫ا ْل ُح َم ُر َم َك َ‬

‫قال بعضهم لبعض‪ :‬هنا نري األشرار يدعمون بعضهم بعض فهل نفعل هذا كأوالد هللا‪ .‬ونجد هنا بداية التمدن‪.‬‬ ‫فألن سهل شنعار يفتقد وجود الحجر إستعملوا اللبن المحروق بالنار بعد تجفيفه في الشمس‪ ،‬كما يحدث حالياً‬

‫الحمر‪ :‬نوع من القار المعدني متي جمد يدعي بالزفت‪ .‬وهو يكثر في‬ ‫في مصر لتصنيع الطوب األحمر‪ .‬و ُ‬ ‫منطقة الفرات‪.‬‬ ‫مكان الطين‪ :‬استخدم الطين لعمل المونة بين قطع الحجر‪ .‬واآلن يستخدم الحمر بدالً منه‪ .‬ولنالحظ أن هؤالء‬

‫الذي ن بنوا لهم مدينة لتكون باقية في األرض إستخدموا الطين والزفت‪ .‬أما من عاش في خيمة مثل أبرام متغرباً‬ ‫فلنسمع ما أعده هللا لمن هم مثله‬

‫(إش ‪ +12،11:45‬رؤ ‪.)11:21‬‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪4 " -:)4‬وقَالُوا‪َ « :‬هلُ َّم َنب ِن ألَ ْنفُ ِس َنا م ِدي َن ًة وبرجا أرْس ُه ِب َّ ِ‬ ‫َّد َعلَى‬ ‫اس ًما لِ َئالَّ َنتَ​َبد َ‬ ‫ْ‬ ‫ص َنعُ ألَ ْنفُس َنا ْ‬ ‫الس َماء‪َ .‬وَن ْ‬ ‫َ ُْ ً َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو ْج ِه ُك ِل األ َْر ِ‬ ‫ض»‪" .‬‬ ‫ما هو هدف بناء البرج والمدينة؟‬

‫‪ .1‬قال البعض‪ :‬ليهربوا من الطوفان إذا حاول هللا إهالكهم بسبب خطاياهم‪ .‬ولكن إذا كان هذا صحيحاً لبنوا‬ ‫البرج فوق الجبل‪ .‬عموماً هو إحتمال قائم‪.‬‬

‫‪ .2‬برجاً رأسه بالسماء‪ :‬هذا القول يحمل نغمة تحدي هلل فيصل للسماء أي يصل هلل‪ .‬ولكن الوصول للسماء‬ ‫يكون بالقداسة وليس باألبراج العالية‪ .‬وقال البعض أقاموه لعبادة نجوم السماء وأرادوه عالياً ليصلوا ألعلي‬

‫مكان ليرضوا آلهتهم ويتقربوا لها (بداية العبادة الوثنية)‪.‬‬

‫‪216‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى عشر)‬

‫‪ .3‬لنصنع ألنفسنا إسماً‪ :‬كانوا يريدون أن يكون هذا البناء الرائع شاهداً لعظمتهم مخلداً لهم ليتحدث عنهم‬ ‫الجميع بمهابة وتعطيهم سيادة للعالم‪ .‬وهناك من قال أنهم كتبوا أسماؤهم علي حجارة البرج‪ .‬فهو عالمة علي‬

‫المجد الزمني العالمي‪ ،‬هم قوم مختالين بأنفسهم‪.‬‬

‫‪ .5‬لئال نتبدد علي وجه كل األرض‪ :‬لقد أمرهم هللا باإلنتشار ليمألوا كل األرض ولكنهم حاولوا أن يتمركزوا في‬ ‫بابل مؤسسين مملكة عظيمة غالباً بقيادة نمرود مخالفين رأي هللا‪ .‬وقيل عن الكنعانيين أن لهم مدن عظيمة‬

‫محصنة إلي السماء (تث ‪ .)21:1‬ولم يكن الشر في أنهم أرادوا أن يقيموا مدينة وال في بناء برج شاهق لكن‬ ‫في قلوبهم التي كانت في وضع تحدي هلل ورفض لمشورته فهم لم يثقوا في حمايته ووعوده مع أن هللا يكون‬

‫سو اًر من نار ليحمي أوالده‪( .‬زك ‪ )4:2‬وهم في بعدهم عن هللا أرادوا أن يثبتوا ذواتهم فيقيموا ألنفسهم إسماً‪.‬‬ ‫واذا كان الكنعانيين بنوا مدن عظيمة محصنة إلي السماء ‪ ،‬فلنا أن نتصور أن هؤالء البابليين لم يكتفوا ببناء‬

‫برج واحد بل أرادوا بناء أبراج عالية كثيرة‪ .‬ولو عادوا هلل بالحب لوجدوا فيه مدينتهم السماوية وحصنهم‬

‫الحقيقي‪ ،‬ولنالوا إسماً في السماء وليس علي األرض فقط‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫آد َم َي ْب ُنوَن ُه َما‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫أية (‪ " -:)5‬فَ َن َز َل َّ‬ ‫ان َب ُنو َ‬ ‫ب لِ َي ْنظُ َر ا ْل َمدي َن َة َوا ْل ُب ْر َج اللَّ َذ ْي ِن َك َ‬ ‫فنزل الرب‪ :‬هللا موجود في كل مكان وقوله نزل ال ُيفهم حرفياً لكن معناها‪-:‬‬

‫‪ .1‬نزل تشير لمدي تدني فكرهم فنزول هللا معناها أن يتواضع ليري عملهم المتدني‪.‬‬ ‫‪ .2‬هو نزول‪ ،‬أن هللا يهتم بتفاصيل حياة البشر حتي عصيانهم‪.‬‬

‫‪ .3‬بعد ذلك نزل الرب وتجسد ليخلص ويرفع مستوي البشر الهابط‪.‬‬ ‫‪ .5‬قوله ينزل أي أنه سوف يفعل شيئاً غير عادي علي األرض لتصير حضرته ملموسة‪.‬‬

‫لينظر‪ :‬بنفس المفهوم ال يعني أن يعلم شيئاً جديداً لم يكن يعلمه‪ ،‬فهو ال يجهل شيئاً‪ .‬إنما يقال ينظر ويعرف‬ ‫بالمعني الذي به يجعل اآلخرين ينظرون ويعرفون‪ .‬فاهلل يحدثنا بلغتنا بقدر ما نفهم ونحتمل‪.‬‬

‫بنو آدم‪ :‬هم بنو آدم وليس أبناء هللا‪ .‬فهم هنا شابهوا آدم أبيهم في عصيانه‪ .‬وهم علي شكل أبيهم سيموتون‬ ‫فلماذا يبحثون عن إسم علي األرض ولماذا يتحدون هللا وهم ضعفاء‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫اح ٌد لِج ِم ِ‬ ‫ان و ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ُّ‬ ‫اآلن الَ‬ ‫ال َّ‬ ‫يع ِه ْم‪َ ،‬وه َذا ْاب ِت َد ُ‬ ‫اؤ ُه ْم ِبا ْل َع َم ِل‪َ .‬و َ‬ ‫َ‬ ‫ب‪ُ « :‬ه َوَذا َش ْع ٌ‬ ‫ب َواح ٌد َولِ َس ٌ َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)7-6‬وقَ َ‬ ‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫ان َب ْع ٍ‬ ‫ض»‪.‬‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ض ُه ْم ِل َس َ‬ ‫َن َي ْع َملُوهُ‪َ .‬هلُ َّم َن ْن ِز ْل َوُن َب ْل ِب ْل ُه َن َ‬ ‫َي ْمتَنعُ َعلَ ْي ِه ْم ُك ُّل َما َي ْن ُو َ‬ ‫اك لِ َسا َن ُه ْم َحتَّى الَ َي ْس َم َع َب ْع ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫اك َعلَى َو ْج ِه ُك ِل األ َْر ِ‬ ‫ض‪ ،‬فَ َكفُّوا َع ْن ُب ْن َي ِ‬ ‫ان ا ْل َم ِدي َن ِة‪"،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّد ُه ُم َّ‬ ‫فَ َبد َ‬ ‫ب ِم ْن ُه َن َ‬

‫كان هللا يمكنه بسهولة أن يعاقبهم بالموت لكن ليست هذه هي طريقة هللا‪ ،‬فاهلل ال يعاقب اآلن في هذه الحياة بل‬

‫هو يؤدب ويوقف إمتداد الشر حتي ال يؤثر علي خطة هللا للبشر‪ .‬ونجد هللا هنا يؤدبهم بأن بلبل ألسنتهم وبددهم‬ ‫في األرض ولنالحظ‪:-‬‬

‫‪ .1‬هم خافوا أن يتبددوا فبنوا برجاً يجمعهم كنقطة تجمع ومركز لمملكة قوية لكن هللا بددهم‪.‬‬ ‫‪217‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى عشر)‬

‫‪ .2‬ضربات هللا تظهر عدله ومراحمه ممتزجين معاً‪.‬‬

‫أ‪ .‬لقد بلبل هللا ألسنتهم حتي ال يتفقوا علي صنع الشر‪ .‬وبوقوف األشرار ضد بعضهم وعدم إتحادهم‬ ‫نفهم كيف تعين األرض المرأة (رؤ ‪.)11:12‬‬

‫ب‪ .‬بلبلة األلسنة أدت إلنتشارهم في األرض كلها وتعميرها‪.‬‬ ‫‪ِ ِ ِ2‬‬ ‫ان ُك ِل األ َْر ِ‬ ‫ب َعلَى‬ ‫اس ُم َها « َبا ِب َل» أل َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َّد ُه ُم َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫اك َبد َ‬ ‫ض‪َ .‬و ِم ْن ُه َن َ‬ ‫اك َب ْل َب َل لِ َس َ‬ ‫ب ُه َن َ‬ ‫أية (‪ " -:)2‬لذل َك ُدع َي ْ‬ ‫َو ْج ِه ُك ِل األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫لذلك دعي إسمها بابل‪ :‬إسم بابل يعني باب إيل أي باب هللا‪ .‬وهللا هنا يستخدم اسم بابل لبلبلة األلسنة‪ .‬فهناك‬

‫معان متعددة لبعض األسماء ومنها بابل هذه‪ .‬وهناك بيت شعر للمتنبي صنع فيه هذا فمدينة تدمر أعجمية‬ ‫معناها النخل وجاء المتنبي فوضعها في بيت شعر بمعني الدمار‪ .‬وهكذا صنعت زوجة نابال مع داود فهي‬

‫غيرت مفهوم إسم زوجها نابال فكلمة نابال تعني عود للطرب أو أحمق‪ .‬وهذا يدل علي عدم رضاء هللا علي أهل‬

‫بابل وال يريد أن ينسب أسمها له‪.‬‬

‫‪ِ 13‬‬ ‫اد‪َ ،‬ب ْع َد الطُّوفَ ِ‬ ‫ان ِب َس َنتَ ْي ِن‪.‬‬ ‫ام ْاب َن ِم َئ ِة َس َن ٍة َولَ َد أ َْرفَ ْك َش َ‬ ‫األيات (‪ " -:)26-13‬هذ ِه َم َوالِ ُ‬ ‫يد َس ٍام‪ :‬لَ َّما َك َ‬ ‫ان َس ٌ‬ ‫ٍ ‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َس َن ًة‬ ‫ين َوَب َن‬ ‫ات‪َ .‬و َع َ‬ ‫َو َع َ‬ ‫اش أ َْرفَ ْك َش ُ‬ ‫ام َب ْع َد َما َولَ َد أ َْرفَ ْك َش َ‬ ‫اد َخ ْم ًسا َوثَالَ ث َ‬ ‫س ِم َئ ِة َس َن ٍة‪َ ،‬و َولَ َد َبن َ‬ ‫اد َخ ْم َ‬ ‫اش َس ٌ‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ث ِس ِنين‪ ،‬وولَد ب ِنين وب َن ٍ‬ ‫اش َشالَ ُح‬ ‫اد َب ْع َد َما َولَ َد َشالَ َح أ َْرَبعَ ِم َئ ٍة َوثَالَ َ‬ ‫ات‪َ .‬و َع َ‬ ‫َو َولَ َد َشالَ َح‪َ .‬و َع َ‬ ‫اش أ َْرفَ ْك َش ُ‬ ‫َ َ​َ َ َ َ َ​َ‬ ‫ٍ ‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫اش َشالَح بعد ما ولَد عا ِبر أَربع ِم َئ ٍة وثَالَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اش‬ ‫ين َوَب َن‬ ‫ات‪َ .‬و َع َ‬ ‫ين َس َن ًة َو َولَ َد َعا ِب َر‪َ .‬و َع َ‬ ‫ين‪َ ،‬و َولَ َد َبن َ‬ ‫ث ِسن َ‬ ‫ثَالَ ث َ‬ ‫ُ ََْ َ َ َ َ َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫ين َس َن ًة َو َولَ َد فَالَ َج‪َ .‬و َع َ‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َولَ َد َبن َ‬ ‫اش َعا ِب ُر َب ْع َد َما َولَ َد فَالَ َج أ َْرَب َع ِم َئ ٍة َوثَالَ ث َ‬ ‫َعا ِب ُر أ َْرَب ًعا َوثَالَ ث َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ٍ ‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫َوَب َن‬ ‫ين َس َن ًة َو َولَ َد َر ُع َو‪َ .‬و َع َ‬ ‫ات‪َ .‬و َع َ‬ ‫ين‪َ ،‬و َولَ َد َبن َ‬ ‫اش فَالَ ُج َب ْع َد َما َولَ َد َر ُع َو ِم َئتَ ْي ِن َوِت ْسعَ ِسن َ‬ ‫اش فَالَ ُج ثَالَ ث َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ٍ ‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫َوَب َن‬ ‫وج‪َ .‬و َع َ‬ ‫ات‪َ .‬و َع َ‬ ‫وج ِم َئتَْي ِن َو َس ْب َع ِسن َ‬ ‫اش َر ُعو اثْ َنتَْي ِن َوثَالَ ث َ‬ ‫اش َر ُعو َب ْع َد َما َولَ َد َس ُر َ‬ ‫ين َس َن ًة َو َولَ َد َس ُر َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ٍ ‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ور ِم َئتَ ْي َس َن ٍة‪،‬‬ ‫ين َوَب َن‬ ‫ور‪َ .‬و َع َ‬ ‫ات‪َ .‬و َع َ‬ ‫وج ثَالَ ث َ‬ ‫َو َولَ َد َبن َ‬ ‫وج َب ْع َد َما َولَ َد َن ُ‬ ‫اش َس ُر ُ‬ ‫ين َس َن ًة َو َولَ َد َن ُ‬ ‫اش َس ُر ُ‬ ‫اح َ‬ ‫اح َ‬ ‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫اش َناح ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫احو ُر َب ْع َد َما َولَ َد تَ َار َح ِم َئ ًة‬ ‫ين َس َن ًة َو َولَ َد تَ َار َح‪َ .‬و َع َ‬ ‫ور ت ْس ًعا َو ِع ْش ِر َ‬ ‫َو َولَ َد َبن َ‬ ‫اش َن ُ‬ ‫ين َوَب َنات‪َ .‬و َع َ ُ ُ‬ ‫ٍ ‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫ان‪".‬‬ ‫ين َوَب َن‬ ‫ات‪َ .‬و َع َ‬ ‫ور َو َه َار َ‬ ‫اش تَ َار ُح َس ْب ِع َ‬ ‫َوِت ْس َع َع َش َرةَ َس َن ًة‪َ ،‬و َولَ َد َبن َ‬ ‫ام َوَن ُ‬ ‫اح َ‬ ‫ين َس َن ًة‪َ ،‬و َولَ َد أ َْب َر َ‬ ‫هذه القائمة تشير أنه كما جاء من نسل حام من يقيم بابل رمز للمدينة األرضية هكذا جاء من نسل سام من يقيم‬ ‫مدينة هللا‪ .‬وهنا يبدأ من سام ليصل إلبراهيم ونالحظ ‪:‬‬

‫‪ .1‬ال نسمع في هذه القائمة نغمة "ومات" كما في األصحاح الخامس فهذا النسل سيأتي منه المسيح‪ .‬وهذه‬ ‫القائمة مدعوة من هللا لوعد بالحياة‪.‬‬ ‫‪ .2‬كان منهم من عبد األوثان‪( .‬يش ‪ +3،2:25‬أع ‪ )2،1::‬فاهلل دعا إبراهيم ليترك أرضه وعشيرته وال يتشبه‬ ‫بأباه في عبادة األوثان‪ .‬لكن الوحي لم يذكر لهم هنا عبادتهم لألوثان‪.‬‬

‫‪218‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى عشر)‬

‫‪ .3‬أعمار هذه القائمة صغيرة بالنسبة لقائمة إصحاح "‪ "4‬لكن ماذا يهم لو أن األعمار هنا قليلة لكن هناك وعد‬ ‫بالحياة في السماء‪.‬‬

‫‪ .5‬لقد كان كل أب يسلم إبنه وعداً ورجاء بالميراث‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫األيات (‪20" -:)32-20‬و ِ‬ ‫هذ ِه موالِ‬ ‫ان‬ ‫ر‬ ‫َب‬ ‫أ‬ ‫ح‬ ‫ار‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫‪:‬‬ ‫ح‬ ‫ار‬ ‫ت‬ ‫يد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان لُوطًا‪َ .‬و َم َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ات َه َار ُ‬ ‫ان‪َ .‬و َولَ َد َه َار ُ‬ ‫ور َو َه َار َ‬ ‫ام َوَن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَبل تَارح أَِب ِ‬ ‫يه ِفي أ َْر ِ‬ ‫ض ِميالَِد ِه ِفي أ ِ‬ ‫ام‬ ‫ُور ا ْل َك ْل َدان ِي َ‬ ‫ام َوَن ُ‬ ‫َْ َ​َ‬ ‫ام َأرَتَ ْي ِن‪ْ :‬‬ ‫اس ُم ْ‬ ‫ور ألَ ْنفُس ِه َما ْ‬ ‫اح ُ‬ ‫ام َأرَة أ َْب َر َ‬ ‫ين‪َ .‬واتَّ َخ َذ أ َْب َر ُ‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ‬ ‫ت َهار َ ِ ِ‬ ‫ساراي‪ ،‬واسم ام أر َِة َناح ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س لَ َها َولَ ٌد‪.‬‬ ‫اي َعاق ًار لَ ْي َ‬ ‫ور م ْل َك ُة ِب ْن ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ ُ َ ْ ُ َْ‬ ‫ان‪ ،‬أَبي م ْل َك َة َوأَبي ي ْس َك َة‪َ .‬و َكا َن ْت َس َار ُ‬ ‫‪31‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ام ْاب ِن ِه‪ ،‬فَ َخ َر ُجوا َم ًعا ِم ْن أ ِ‬ ‫ُور‬ ‫َوأ َ‬ ‫ام ْاب َن ُه‪َ ،‬ولُوطًا ْب َن َه َار َ‬ ‫اي َك َّنتَ ُه ْ‬ ‫ام َأرَةَ أ َْب َر َ‬ ‫َخ َذ تَ َار ُح أ َْب َر َ‬ ‫ان‪ْ ،‬اب َن ْابنه‪َ ،‬و َس َار َ‬ ‫‪32‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْه ُبوا ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫ين‪.‬‬ ‫ين لِ َيذ َ‬ ‫س ِسن َ‬ ‫اموا ُه َن َ‬ ‫ان‪ .‬فَأَتَ ْوا ِإلَى َح َار َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ا ْل َك ْل َدان ِي َ‬ ‫ام تَ َار َح م َئتَ ْي ِن َو َخ ْم َ‬ ‫ان َوأَقَ ُ‬ ‫اك‪َ .‬و َكا َن ْت أ ََّي ُ‬ ‫ان‪.‬‬ ‫َو َم َ‬ ‫ات تَ َار ُح ِفي َح َار َ‬

‫هاران ولد إبناً هو لوط وابنتين هما ملكة ويسكة‪ .‬وتزوج ناحور أخو هاران ملكة بنته (بنت هاران) أي تزوج بنت‬

‫أخيه‪ .‬وهؤالء ظلوا في أور وقد تزوج إسحق ويعقوب من هذه العائلة‪ .‬والحظ فقد خرج تارح مع إبرام وساراي‬ ‫ولوط من أور ثم توقف في حاران ومات‪ .‬وكثيرون خرجوا من أور (الخطية) لكنهم بقوا في حاران ولم يصلوا‬

‫لكنعان‬

‫‪219‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى عشر)‬

‫حياة إبراهيم‬ ‫‪ ‬يسمي األباء األولون مثل إبراهيم واسحق ويعقوب ونوح وأيوب… األباء البطاركة فكان كل منهم رأس لعائلته‬ ‫وكاهناً لها ويقدم الذبائح هلل وكان هذا قبل تأسيس الكنهوت الالوي‪.‬‬

‫‪ ‬بدأ عصر البطاركة (األباء) كطريق تمهيدي لدخول هللا مع البشرية في عهود متتالية تختم بالعهد الذي يقيمه‬ ‫هللا مع اإلنسان في المسيح يسوع خالل الدم الزكي علي الصليب‪.‬‬

‫‪ ‬بدأ العمل بدعوة إبراهيم كأب األباء‪ ،‬خالله أخذت البشرية كلها – أهل الختان وأهل الغرلة – الوعد بالبركة‪.‬‬ ‫فبإيمانه تبرر وهو بعد في الغرلة (رو‪ )5‬وأخذ الختان كختم لهذا اإليمان‪ ،‬فحمل إبراهيم أبوة جسدية ألهل‬

‫الختان وأبوة روحية لمن يسلك بإيمانه‬ ‫رحلة حياة إبراهيم‬ ‫‪ .1‬عاش إبراهيم مع أبيه تارح واخوته في أور الكلدانيين حيث تزوج سارة‪.‬‬ ‫‪ .2‬تلقي الدعوة األولي للخروج وهو في أور وهذا ما أعلنه إسطفانوس أع ‪.2::‬‬

‫‪ .3‬خرج من أور ومعه أبيه تارح وزوجته وابن أخيه لوط وسكنوا في حاران ‪ 14‬سنة‪.‬‬ ‫‪ .5‬بعد موت أبيه تارح جاءته الدعوة الثانية للذهاب إلي كنعان‪ .‬فاهلل يكرر دعواته لعبيده‪ ،‬بمحبة ولطف وكرم‬ ‫بل وبإلحاح "ألححت علي فغلبت" (إر ‪ )::21‬وخرج إبراهيم من حاران وعمره "‪ ":4‬سنة‪.‬‬

‫‪ .4‬يبدو أنه إتخذ طريقه إلي كنعان عبر دمشق حيث أخذ عبده كبير بيته أليعازر الدمشقي‪.‬‬ ‫‪ .1‬أقام أوال في شكيم (‪ )1:12‬ثم ذهب إلي بيت إيل (‪ )1:12‬ثم جنوباً‪.‬‬

‫‪ .:‬إذ حدث جوع إرتحل إلي مصر وقال عن سارة أنها اخته خوفا من فرعون‪.‬‬ ‫‪220‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى عشر)‬

‫‪ .1‬عاد إلي أرض الجنوب في فلسطين ‪ 1:13‬ثم ذهب إلي بيت إيل ‪.3:13‬‬

‫‪ .1‬إفترق عن لوط فذهب إبراهيم إلي بلوطات مم ار في حبرون وذهب لوط إلي سدوم‪ .‬وأقام إبراهيم في بلوطات‬ ‫مم ار بين ‪ 24-14‬سنة ودخل في عهود مع ملوك األموريين‪ .‬وغلب كدرلعومر وحلفائه لينقذ لوط‪ .‬وفي‬ ‫عودته باركه ملكي صادق‪.‬‬

‫‪ .11‬إنتقل من بلوطات مم ار إلي أرض الجنوب وهناك أخذ أبيمالك ملك جرار زوجته سارة‪.‬‬ ‫‪ .11‬إمتحن هللا إبراهيم وسأله أن يذبح إبنه أسحق علي جبل المريا‪.‬‬ ‫‪ .12‬إرتحل إبراهيم بعد ذلك إلي بئر سبع‪.‬‬ ‫‪ .13‬موت سارة ودفنها في مغارة المكفيلة‪.‬‬

‫‪ .15‬بعد موتها أوصي إبراهيم عبده أن يذهب لعائلته ليأخذ زوجة إلبنه إسحق‪.‬‬ ‫‪ .14‬تزوج قطورة وأنجب منها ‪ 1‬أوالد‪.‬‬

‫‪ .11‬مات إبراهيم وسنة ‪ 1:4‬سنة ودفن في مغارة المكفيلة‪.‬‬

‫مالحظات سريعة علي حياة إبراهيم‬ ‫‪ .1‬دعوة هللا إلبراهيم إن يخرج من أور ثم من حاران هي دعوة هللا لكل نفس أن تعتزل أماكن الشر‪ .‬فأهل أور‬ ‫من نسل حام كانوا يعبدون األوثان‪ .‬وكانت دعوة هللا إلبراهيم أن يترك أهله وعشيرته ألرض ال يعرفها ليحيا‬

‫حياة الغربة في خيمة‪.‬‬

‫‪ .2‬هو تغرب من أهله وعن عشيرته لكنه لم يتغرب عن هللا فأينما َحل أقام مذبحاً‪ .‬لذلك ظهر في حياة إبراهيم‬ ‫دائما الخيمة والمذبح= غربة عن العالم وشركة مع هللا‪.‬‬

‫‪ .3‬ظهر اإليمان واضحاً في حياته فصار أباً لجميع المؤمنين وآمنت جميع األديان بقداسته ففيه إلتقي الجميع‪.‬‬ ‫فحينما دعاه هللا خرج وراء هللا وهو ال يعلم إلي إين‪ .‬وحينما طلب منه هللا تقديم إبنه قدمه دون مناقشة‪.‬‬

‫‪ .5‬دعوة هللا إلعتزال الشر موجودة دائماً في الكتاب المقدس راجع (‪2‬كو ‪ + 1::1‬رؤ ‪ + 5:11‬تك ‪.)1::11‬‬ ‫واإلنسان لكى تدخله محبة المسيح البد أن يترك شيئاً ألجله‪ ،‬فالمرأة السامرية تركت جرتها والتالميذ تركوا‬ ‫شباكهم بل تركوا المهنة كلها‪ ،‬ومتي ترك مكان الجباية وابراهيم ترك بيته وعشيرته وبلده‪.‬‬

‫‪ .4‬إتبع هللا مع إبراهيم منهجاً عجيباً فهو يجرده من كل شئ حتي تزداد صلته باهلل وتزداد محبته‪ ،‬بدأ بأباه تارح‬ ‫ثم بأرض حاران ومن قبل ذلك أخرجه من أور نفسها ثم جرده من هاجر واسمعيل (رمز المحبة الجسدية) ‪،‬‬

‫كما كان تارح رم اًز للمعطالت فهو عطل إبراهيم في حاران ‪ 14‬سنة بعيداً عن كنعان‪ .‬وجرده من المدينة‬ ‫اآلمنة أور فهي مركز للعبادة الوثنية‪ .‬ثم جرده من سارة وطلب منه تقديم إسحق‪ .‬وهنا إرتفع إبراهيم في‬

‫‪221‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى عشر)‬

‫محبته للمستوي الذي قال عنه المسيح "من أحب أباً أو أماً… أكثر مني فال يستحقني" والمعني أن ال تكون‬

‫العواطف البشرية الطبيعية عائقاً عن حب هللا‪.‬‬

‫‪ .1‬إيمان إبراهيم وحياته مثاالً عجيباً في الكتاب المقدس‪ .‬فهو إيمان عملي بأن هللا يعوله عب ‪ .1،1:11‬وعاش‬ ‫كغريب ينتظر المدينة السماوية ساكناً هنا في خيام‪ .‬بل آمن بأن هللا قادر ان يقيم إسحق من الموت بعد أن‬ ‫يقدمه ذبيحة ألن هللا وعده بنسل من اسحق فهو رجل إيمان ورجل طاعة هلل وله روح العبادة يقيم مذبحاً في‬

‫كل مكان‪ ،‬متغرباً عن العالم بشروره‪ .‬بل هو مثال لإلتضاع (يسجد لبني حث طالباً منهم شراء مغارة‬

‫المكفيلة) وللشجاعة فهو يحارب خمس ملوك لينقذ لوط‪ .‬ومثال للتسامح فهو أنقذ لوط بالرغم مما فعله به‬ ‫لوط‪ .‬ومثاال لعفة النفس فلم يقبل أي أجر عن حربه وانقاذ أهل سدوم ومثال للكرم فهو يضيف الغرباء وهو‬ ‫ال يعرفهم‪ .‬هو صديق هلل يشفع عن أهل سدوم وحتي أن هللا ال يخفي عنه شيئاً‪.‬‬

‫‪ .:‬بسبب كل هذه الفضائل في حياة إبراهيم كثرت وعود هللا له وبركاته إلبراهيم ونسله وتركزت الوعود في‪-:‬‬ ‫أ‪ .‬يكون بركة وبه تتبارك األمم‪ :‬يأتي منه المسيح‪.‬‬

‫ب‪ .‬وعود بالنسل الكثير‪ :‬رمز لنمو الكنيسة (يهود وأمم)‪.‬‬ ‫ج‪ .‬وعود باألرض وميراثها‪ :‬رمز األرض الجديدة والملكوت‪.‬‬ ‫ووعود للا إلبراهيم‬ ‫‪ .1‬تك ‪3-2:12‬‬

‫كانت في حاران وعمره ‪ :4‬سنة‪.‬‬

‫‪ .2‬تك ‪::12‬‬

‫بعد أن ترك حاران حينما أمره هللا‪.‬‬

‫‪ .3‬تك ‪1:-15:13‬‬

‫بعد أن تركه لوط فوعده هللا بميراث األرض كلها‪.‬‬

‫‪ .5‬تك ‪11-5:14‬‬

‫بعد معركة كدر لعومر‪.‬‬

‫‪ .1‬تك ‪11 ،1::22‬‬

‫بعد تقديم إسحق محرقة‪.‬‬

‫‪ .4‬تك ‪5:1:‬‬

‫غير هللا إسمه إلبراهيم‪.‬‬

‫علي إننا نالحظ أن وعود هللا ال تتحقق فورياً‪ ،‬فوعد هللا األول إلبراهيم كان وعمره ‪ :4‬سنة ولم يتحقق أن‬ ‫يكون إلبراهيم نسل من سارة إال وسنه ‪ 111‬سنة‪ .‬فاهلل ال يتعجل األمور كالبشر المصابين بحمي السرعة‬ ‫ولكن هناك ميعاد لتحقيق وعود هللا وهو الميعاد المناسب والذي يسمي "ملء الزمان‪ (".‬غل ‪) 5 : 5‬‬

‫‪ .:‬ومع كل صفات إبراهيم الرائعة كان له سقطات فظيعة مثل‬

‫أ‪ .‬النزول إلي مصر دون إستشارة هللا حين حدثت المجاعة‪ .‬فاهلل الذي عال إيليا كان يستطيع أن‬ ‫يعوله لكنه تعجل وبحث عن الحلول البشرية ونتعجب فهو لم يقم مذبحاً هلل في أرض مصر‪.‬‬

‫ب‪ .‬كذبه وادعائه أن سارة أخته (هي من أبيه وليست من أمه) لكن إخفاء جزء من الحقائق للخداع هو‬ ‫كذب وكانت النتيجة أن فرعون أخذها‪.‬‬

‫ج‪ .‬قبوله هدايا فرعون مقابل زوجته‪ .‬فهو إحتمي وراء زوجته بل كسب مادياً من ذلك‪.‬‬ ‫‪222‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى عشر)‬

‫د‪ .‬تكرار نفس الخطأ مع أبيمالك ملك جرار‪ .‬وفي قصة أبيمالك نري إبراهيم يعترف بأنها خطة إتفق‬ ‫عليها مع سارة حتي ال يقتله أحد بسبب جمالها‪ .‬ونري إبراهيم هنا يحكم علي أهل جرار ظلماً بأن‬

‫ليس فيهم خوف هللا والسؤال "لماذا أتيت إذاً‪".‬‬

‫ه‪ .‬لما أبطأ هللا في تنفيذ وعده بالنسل تعجل إبراهيم وتزوج هاجر فكان هذا سبب مشاكل أسرية وم اررة‬ ‫نفس للجميع وبعد أن كانت سارة تقول له يا سيدي بدأت تتشاجر معه وتقول له أنه ظلمها وتحولت‬

‫السعادة العائلية لمشاجرات‪.‬‬ ‫والسؤال ‪ - :‬لماذا يكشف للا ضعفات رجاله في الكتاب المقدس؟‬ ‫‪ .1‬من المعزي حينما نق أر الكتاب المقدس عن رجال هللا القديسين نجدهم شخصيات بشرية مثلنا لهم ضعفاتهم‬

‫ونقائصهم وسقطاتهم فال نظن أنهم من عجينة أخري غيرنا أو من طبيعة مختلفة عنا (فنوح سكر وتعري‬

‫أ‪.‬‬

‫ب‪.‬‬

‫وابراهيم أخطأ) إذاً‪-:‬‬

‫ال نيأس إن أخطانا بل يكون لنا رجاء أن نقوم ونتوب وأن هللا سيقبلنا‪.‬‬

‫يكون لنا رجاء في حياة مقدسة مثلهم وتكون لنا أشواق روحية للقداسة‪.‬‬

‫‪ .2‬حينما نجد أن الجميع زاغوا وفسدوا…رو ‪ 12:3‬نعرف أن الجنس البشري كله ساقط ويحتاج لمعونة من هللا‬ ‫فنشعر بإحتياجنا جميعاً لدم المسيح ونعمته‪.‬‬

‫‪ .3‬هللا لم يختار أش خاص معصومين لخدمته بل أشخاص عاديين لهم إيجابياتهم ولهم سلبياتهم ولكنه يقنعهم‬ ‫بأن يتخلوا عن سلبياتهم ليسيروا في طريق الكمال‪ .‬وهكذا كل منا بالرغم من سلبياتنا فاهلل وضع لكل منا‬ ‫عمل وخدمة وعلينا أن نعمل بأمانة حتي نتممه وال نسمع لمشورات عدو الخير بأن نترك خدمتنا ألننا غير‬

‫مستحقين بل نتجاوب مع عمل الروح القدس الذي يتوبنا فتكون خدمتنا ناجحة‪.‬‬

‫‪ .5‬هللا يتدخل لحماية أوالده وحياتهم حتي دون أن يسألوه وحتي لو كانت مشاكلهم بسبب أخطائهم الشخصية‪،‬‬ ‫هكذا أنقذ هللا سارة في المرتين من يد فرعون ومن يد أبيمالك‪ .‬بل نري هللا يسعي لصداقة مع البشر ويكشف‬

‫لهم أس ارره "هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله‪ .‬وابراهيم يكون أمة كبيرة وقوية تك ‪ 1::11‬هذه تساوي في‬ ‫األمثال العامية " إن كبر إبنك خاويه"‪ .‬وعجيب هو هللا في تواضعه ومحبته‪.‬‬

‫‪ .4‬يتضح من قصة سارة وهاجر‪ .‬خطأ تعدد الزوجات وخطأ الحلول البشرية‪ .‬والحلول البشرية قد تأتي بحلول‬ ‫سريعة لكن مشاكلها كثيرة‪ .‬فما فشلت فيه سارة بأن تنجب ولداً لمدة ‪ 13‬سنة عملته هاجر في سنة‪ .‬ولكن‬ ‫حجم المشاكل كان رهيباً‪.‬‬

‫الخيمة والمذبح‪ :‬هما عالمتين مالزمتين إلبراهيم أينما ذهب‪ .‬والخيمة تعني شعوره بالغربة في هذا العالم‪ ،‬ألنه‬ ‫يبتغي وطناً أفضل أي سماوي عب ‪ 11:11‬والمذبح إشارة للعالقة مع هللا‪ ،‬وعبادة هللا‪ .‬ولنالحظ أن خيمة بدون‬

‫مذبح‪ ،‬ال تزيد عن كونها "مرضا" نفسياً وعزلة عن المجتمع فالشعور بالغربة واإلنعزال عن المجتمع دون أن‬

‫يكون هناك حياة وصالة وعشرة لذيذة معزية مع هللا‪ ،‬ستكون هذه العزلة‪ ،‬شيئاً غريباً مؤلماً للنفس‪ .‬المؤمن‬

‫‪223‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى عشر)‬

‫الحقيقي يعتزل العالم بشره وخطاياه ألنه إكتشف لذة المخدع‪ .‬ولذلك وجدنا حياة إبراهيم سلسلة من الرؤي‬ ‫والتعزيات اإللهية بسبب عبادته (المذبح) التي كانت بجانب إحساسه بالغربة (الخيمة )‬

‫أبوكم إبراهيم رأي يومي وفرح‪ :‬يو ‪ 41:1‬لقد رأي إبراهيم هللا بعد أن قدم إسحق (تك ‪ .)15:22‬وغالباً في هذه‬ ‫الرؤيا فهم إبراهيم معني تقديم إبنه اسحق ذبيحة‪ ،‬وفهم معني الخالص الذي سيتم بالمسيح…‪ .‬ففرح وتهلل ‪.‬‬

‫الوعد بأن اليهود لهم األرض من النيل للفرات‬

‫هذا الوعد جاء في تك ‪ 11:14‬ولنا عليه عدة تعليقات ألن اليهود كعادتهم يخدعون البسطاء وغير الدارسين‪.‬‬

‫‪ .1‬الوعد لم يقل من النيل… بل من نهر مصر (وهذا المقصود به فرع النيل الذي كان يصل إلي شرق‬ ‫العريش‪ ،‬وهذا الفرع إندثر اآلن)‪.‬‬

‫‪ .2‬نهر الفرات المقصود هو الفرع الذي يمر في سوريا وليس العراق‪.‬‬ ‫‪ .3‬هذه المملكة تحققت فعالً في أيام سليمان ‪1‬مل ‪ 21:5‬فهذه النبوة قد تمت فعالً‪.‬‬

‫‪ .5‬في اآليات تك ‪ 21،11:14‬لم يذكر اسم المصريين وال السوريين ضمن الشعوب التي سيخضعها اليهود‬ ‫لهم‪ .‬بل ذكر الشعوب الكنعانية فقط (ولم يذكر أيضا الفلسطينيين)‪.‬‬

‫هذه اآلية تك ‪ 11:14‬لها تطبيق روحي جميل يتمشي مع إش ‪ 24-23:11‬وهو أنه في األيام األخيرة سيكون‬

‫هناك إيمان قوي لمسيحيي مصر وسوريا باإلضافة لليهود في إسرائيل الذين سيؤمنون بالمسيح في نهاية األيام‪،‬‬

‫وهؤالء المؤمنين األقوياء لهم عمل هام ‪ ،‬هو أن يكشفوا خداع الوحش (ضد المسيح) لكل العالم ‪ ،‬وراجع تفسير‬

‫(إش‪.)11‬‬

‫‪224‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني عشر)‬

‫اإلصحاح الثاني عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫بعد الطوفان تعاملت البشرية مع هللا كخصم وليس كصديق محب‪ ،‬وبحث هللا عن إنسان يستحق أن يتمتع‬

‫بالدعوة ليكون أباً لشعب هللا الذي يأتي منه المسيح‪ .‬ووجد أبرام فدعاه ليعتزل شعبه لينطلق بالبشرية في عالقتها‬

‫مع هللا ببداية جديدة‪ .‬وأبرام تعني أب مكرم أو أب سام وحينما غير هللا إسمه جعله إبراهيم وهذه تعني أباً لجمهور‬ ‫كثير فهو أب األباء وأب جميع المؤمنين‪ .‬وهو أب الشعب الذي سيأتمنه هللا علي الخالص المزمع أن يحدث‪.‬‬

‫وأور بلد إبراهيم كانت عاصمة الكلدانيين وكانت مرك اًز لعبادة األوثان‪ .‬وعاش فيها إبراهيم مع أبيه تارح (في‬

‫جنوب بابل)‪ .‬كانت علي ساحل الخليج الفارسي في أيام إبراهيم ثم ردم الطمي جزءاً من الخليج فصارت اآلن‬

‫للداخل‪ .‬وحينما كانت علي الخليج كانت مرك اًز تجارياً ساحلياً وهناك إنتشر الغني مع الرجاسات واشتهرت بإلهها‬

‫"نانار" إله القمر الذي إشتهرت عبادته بالرجاسات المرة‪ .‬وهكذا كانت حاران أيضا مرك اًز لعبادة إله القمر‪ .‬ولذلك‬ ‫نجد أن إبراهيم لم يحصل علي أية إعالنات أثناء فترة تواجده في أماكن الشر‪.‬‬

‫ولم يوجد وسط المنطقة كلها‪ ،‬بل في العالم في ذلك الحين من يعبد هللا بالحق سوي أبرام الذي بقي شاهداً هلل‬

‫واجتذب إليه زوجته ساراي ولوط إين أخيه‪.‬‬

‫واذ رأي هللا أمانة إبرام دعاه للخروج من أور فخرج ومعه تارح أبيه ولوط وساراي ولكن تارح عطله فترة طويلة‬

‫في حاران‪ .‬وبعد موت تارح كرر هللا الدعوة إلبرام ونجد سفر التكوين يحكي لنا عن هذه الدعوة في حاران بينما‬

‫كشف إسطفانوس عن دعوة هللا إلبراهيم في أور (أع ‪ .)2::‬واستجابة أبرام هلل تعبر عن إيمانه العجيب بأن هللا‬ ‫قادر أن يخرج حياة من الموت‪ .‬هذا هو اإليمان الظاهر في حياته‪ .‬وهذا هو اإليمان الذي يحتاجه كل خاطئ‪.‬‬

‫‪ .1‬خروجه وهو في سن كبير (‪ ):4‬سنة من مدينة معروفة إلي برية ومكان مجهول‪ ،‬لم يسأل كيف يعوله هللا‬ ‫في البرية وهو في هذه السن الكبيرة‪ .‬والبرية القاحلة تعني الموت لكن هللا قادر أن يحييه في غربته وفي هذه‬

‫البرية‪.‬‬

‫‪ .2‬إيمانه بأن هللا قادر أن يحيي مستودع سارة الميت‪.‬‬

‫‪ .3‬إيمانه بأن هللا قادر أن يقيم إسحق ويكون له نسل منه حتي لو قدمه محرقة عب ‪.11:11‬‬ ‫‪ .5‬وكانت عائ لة إبراهيم عائلة مؤمنة بال شك ولكن تسلل إليها بعض العادات الوثنية من الجيران الوثنيين فنحن‬ ‫نجد البان بعد ذلك له آلهته (تماثيله الوثنية التي يعتقد في بركتها) فهو يعبد هللا لكن ال مانع من وجود هذه‬

‫التماثيل‪ .‬وكان هللا بدعوته إلبراهيم يحافظ علي نسله من تسلل هذه العبادات إليهم‪ .‬وقد أثر إبراهيم علي من‬ ‫حوله واجتذبهم لعبادة هللا ومنهم من إرتقي خطوة كتارح الذي خرج معه لكنه لم يكمل الطريق‪ .‬ومنهم من‬ ‫إرتقي لخطوة أكبر من تارح كلوط الذي خرج من حاران مع إبراهيم لكنه سقط بعد ذلك في محبة العالم‬

‫واختار النصيب العالمي‪ .‬هؤالء كانت قوتهم الدافعة للخروج هي إيمان إبراهيم وليس إيمانهم الشخصي‪.‬‬

‫‪225‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني عشر)‬

‫هؤالء كل منهم سقط في مكان فتارح سقط ومات في حاران أما لوط الذي كانت محبة العالم في قلبه فسقط‬

‫في سدوم (أين نحن؟)‪.‬‬

‫وفي إش ‪" 2،1:41‬إنظروا إلي الصخر الذي منه قطعتم إنظروا إلي إبراهيم أبيكم‬

‫والي نقرة الجب التي منها حفرتم والي سارة التي ولدتكم" ‪ .‬والصخر هنا هو إيمان إبراهيم الذي آمن بأن‬

‫مستودع سارة الميت (نقرة الجب) يعطي حياة ‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ضك و ِم ْن ع ِشيرِتك و ِم ْن بي ِت أَِبيك ِإلَى األَر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ألَبرام‪« :‬اذ َ ِ‬ ‫يك‪".‬‬ ‫ال َّ‬ ‫ض الَّتي أ ُِر َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َْ‬ ‫ْه ْب م ْن أ َْر َ َ‬ ‫ْ‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬وقَ َ‬ ‫الر ُّ ْ َ َ‬ ‫ليس من السهل أن يحتفظ اإلنسان باهلل واألرض في وقت واحد‪ .‬وهذه الدعوة اإللهية موجهة لكل نفس بشرية‬

‫حتي تنطلق من محبة العالم والذات (األنا) من محبة العادات والخطايا القديمة‪ .‬هي دعوة للغربة عن العالم‬

‫ولتطبيق اآلية "أنا صلبت للعالم والعالم صلب لي"‪ .‬بهذا تلتقي النفس باهلل وتعيش معه في أحضانه "أميلي أذنك‬ ‫وانسى شعبك وبيت أبيك مز ‪ "54‬من أرضك‪ :‬الدائرة الواسعة التي تعيش فيها أي كل أرض الكلدانيين ومن‬

‫عشيرتك‪ :‬الدائرة األصغر‪ :‬أي القبيلة التي تنتمي إليها ومن بيت أبيك‪ :‬هي أصغر دائرة‪ .‬فمن يعتزل يعتزل كل‬ ‫شئ‪ .‬إلي األرض التي أريك‪ :‬لقد أعطي هللا إلبرام وعداً بأرض أفضل لكنه لم يحددها ولم يكن إبرام قد رآها‪ .‬لكنه‬

‫صدق هللا باإليمان‪ .‬فهل نصدق أننا لو تركنا خطايانا نرث السماء التي هي أفضل‪ .‬اإليمان ال يخدع لكن‬ ‫حواسنا تخدعنا‪ .‬وباإليمان يفتح هللا عيوننا علي األمور غير المنظورة ونتمتع بمعرفة هللا فنزداد إقتناعاً بترك‬ ‫العالم فتزداد بصيرتنا وهكذا ننتقل من إيمان أليمان أعظم‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ارَك َك وأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار ُك ُم َب ِ‬ ‫ون َب َرَك ًة‪َ 3 .‬وأ َُب ِ‬ ‫يك‪َ ،‬والَ ِع َن َك أَْل َع ُن ُه‪.‬‬ ‫َج َعلَ َك أ َّ‬ ‫ارِك َ‬ ‫اس َم َك‪َ ،‬وتَ ُك َ‬ ‫األيات (‪ " -:)3-2‬فَأ ْ‬ ‫يم ًة َوأ َُب ِ َ َ‬ ‫ُعظ َم ْ‬ ‫ُم ًة َعظ َ‬ ‫يك َج ِميعُ قَ َب ِائ ِل األ َْر ِ‬ ‫ض»‪" .‬‬ ‫َوتَتَ​َب َار ُك ِف َ‬

‫مع كل دعوة أو وصية هناك وعد يقدمه هللا (‪2‬كو ‪ + 11،1::1‬رؤ ‪ )2،3‬من يغلب أعطيه…‪ .‬كذا وكذا‪ .‬فاهلل‬

‫إذا حرم إنسان من شئ يعوضه أضعاف‪ .‬فاهلل حرم إبرام من أهله وعشيرته وها هو يعده بأن أجعلك أمة عظيمة‪.‬‬ ‫وهو ترك أور العظيمة يومها وهللا يقدم له وعداً وأباركك وأعظم إسمك ‪ :‬وأين عظمة أور اليوم التي تركها إبراهيم‬

‫من العظمة التي صارت إلبراهيم في كل العالم وفي كل العصور‪ .‬وهو ترك غني أور وهللا يعده تكون بركة‪ :‬هو‬

‫يبارك من حوله ويبارك المكان الذي يوجد فيه‪ .‬هو ترك أور فأعطاه هللا كنعان كلها وحرم من عائلته فصار أبا‬

‫للمؤمنين‪ .‬فقد حماية أور بأسوارها المنيعة فصار له هللا سو اًر من نار‪ :‬أبارك مباركك والعنك العنه‪ .‬ونأتي‬

‫ألعظم بركة نالها إبراهيم وتتبارك فيك جميع قبائل األرض ‪ :‬هذا هو وعد الخالص وبأن المسيح يأتي من نسله‬

‫لذلك قال وتتبارك فيك جميع قبائل األرض‪ :‬هذا هو وعد الخالص وبأن المسيح يأتي من نسله لذلك قال فيك‬

‫ولم يقل بك‪ .‬فاإلنسان الذي يتخلي عن شئ من أجل هللا ال يعيش محروماً بل هو يأخذ الكثير فاهلل ال يقبل أن‬

‫يكون مديناً إلنسان بل هو يعطي بسخاء وال يعير‪ .‬وهذه البركة األخيرة تشير إلي أن من يتخلي عن شئ يعطيه‬ ‫هللا أن يأخذ ولحساب الجماعة فهو أخذ وعداً بأن يأتي المسيح من نسله‪ .‬وكل من قدم توبة حقيقية ينعم بتجلي‬

‫‪226‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني عشر)‬

‫المسيح فيه فيكون بركة لكثيرين‪ .‬هذا هو معني "أنتم ملح األرض… أنتم نور العالم" والوعد إلبراهيم أجعلك أمة‬

‫عظيمة تحقق في األمة اإلسرائيلية وأنها ترث كنعان والوعد بالبركة لكل العالم صار فيه إبراهيم أباً لكل المؤمنين‬

‫الذين يتشبهون به ويؤمنون‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫ان أ َْب َرام ْاب َن َخ ْم ٍ‬ ‫ين َس َن ًة لَ َّما‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ط‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ام‬ ‫ر‬ ‫َب‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ف‬ ‫األيات (‪" -:)5-4‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫س َو َس ْب ِع َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪5‬‬ ‫َِّ‬ ‫َخ ِ‬ ‫َخ َذ أَبرام ساراي ام أرَتَ ُه‪ ،‬ولُوطًا اب َن أ ِ‬ ‫يه‪َ ،‬و ُك َّل م ْقتَ​َن َي ِات ِهما الَِّتي اقْتَ​َن َيا َو ُّ‬ ‫امتَلَ َكا‬ ‫َخ َر َج ِم ْن َح َار َ‬ ‫ْ‬ ‫النفُ َ‬ ‫َ‬ ‫وس التي ْ‬ ‫ان‪ .‬فَأ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ان‪ .‬فَأَتَ ْوا ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫ْه ُبوا إِلَى أ َْر ِ‬ ‫ان‪".‬‬ ‫ان‪َ .‬و َخ َر ُجوا لِ َيذ َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ِفي َح َار َ‬

‫ليتنا ال نكون مثل تارح نخرج من أور وال نكمل الطريق إلي كنعان السماوية‪ ،‬وياليتنا ال يكون لنا تارح يعطلنا‬

‫عن المسير‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ان َش ِكيم ِإلَى بلُّو َ ِ‬ ‫ون ِحي َن ِئ ٍذ ِفي األ َْر ِ‬ ‫اجتَ َاز أ َْب َرام ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض ِإلَى َم َك ِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫ان ا ْل َك ْن َعان ُّي َ‬ ‫ورةَ‪َ .‬و َك َ‬ ‫أية (‪َ " -:)6‬و ْ‬ ‫َ‬ ‫طة ُم َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫بلوطة مورة‪ :‬تعني بلوطة المعلم وربما أخذت اسمها من معلم ديني أي مدرس كان يجلس تحتها‪ .‬ويقال أنها‬

‫تعني بلوطة العراف‪ .‬وشكيم هي نابلس علي بعد ‪ 14‬كيلومتر من أورشليم وهي أول بلد بلغها إبراهيم في أرض‬

‫كنعان‪.‬‬

‫وكان الكنعانيون هناك‪ :‬تاريخياً تشير هذه الجملة إلي أنه في هذا الوقت كان الكنعانيون قد تسيدوا علي األرض‬

‫كلها‪ .‬أو إلي أن موسي بروح اإليمان قبل أن يدخل الشعب لكنعان وبناء علي وعد هللا أن هذه األرض هي لنسل‬

‫إبراهيم واسحق ويعقوب يقول هذا كأنه يري األرض في يد شعب هللا‪ ،‬وكأنه بهذه العبارة يريد أن يقول هللا َو َع َد‬ ‫إبراهيم باألرض لكن مازالت األرض في يد الكنعانين‪ ،‬علي رجاء حصول شعب هللا عليها‪ .‬وروحياً يشير هذا‬

‫للمقاومة التي يجدها أوالد هللا في الكنيسة التي تشير إليها كنعان فليس معني التوبة والرجوع للكنيسة أن مقاومة‬

‫إبليس ستنتهي وتكون الجملة= وكان الكنعانيون حينئذ في األرض تعني وكان إبليس حينئذ يحارب أوالد هللا‪.‬‬ ‫فالكنيسة التي تحيا في السماويات مازالت علي األرض لذلك يحاربها إبليس (أف ‪ .)12:1‬وليس معني وصول‬

‫إبراهيم لكنعان هالك الكنعانيين فو اًر بل هناك بعض الحروب لكن كان هللا يظهر له ويعزيه (أية ‪ ):‬ونحن‬ ‫يعطينا هللا نصرة وغلبة علي الشيطان ويعطينا سالماً وفرحاً وصب اًر علي هذه الحروب‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫اك َمذ َْب ًحا لِ َّلر ِب الَِّذي ظَ َه َر لَ ُه‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫أية (‪َ " -:)0‬وظَ َه َر َّ‬ ‫ُع ِطي هذ ِه األ َْر َ‬ ‫ض»‪ .‬فَ َب َنى ُه َن َ‬ ‫ال‪« :‬لِ َن ْسلِ َك أ ْ‬ ‫ام َوقَ َ‬ ‫ب أل َْب َر َ‬ ‫هذه أول مرة يذكر فيها أن هللا ظهر لبشر وهي أحد ظهورات المسيح قبل التجسد‪ .‬وفي هذا المكان أقام أبرام‬

‫مذبحاً للرب فتقدس الموضع بتقديمه ذبيحة شكر هلل من أجل وصوله سالماً‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ِإ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اي ِم َن‬ ‫أية (‪ " -:)7‬ثُ َّم َن َق َل ِم ْن ُه َن َ‬ ‫صَ‬ ‫اك ِإلَى ا ْل َج َب ِل َش ْرِق َّي َب ْيت إِيل َوَن َ‬ ‫ب َخ ْي َمتَ ُه‪َ .‬ولَ ُه َب ْي ُ َ‬ ‫يل م َن ا ْل َم ْغ ِرب َو َع ُ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َم ْش ِر ِ‬ ‫الر ِب‪" .‬‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ق‪ .‬فَ َب َنى ُه َن َ‬ ‫اك َمذ َْب ًحا ل َّلر ِب َوَد َعا ِب ْ‬

‫‪227‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني عشر)‬

‫الحظ أنه يكرر بناء مذبح للرب حينما إنتقل إبرام لمكان جديد فالمذبح لم يكن يفارقه‪.‬‬ ‫أية (‪2 " -:)2‬ثُ َّم ْارتَ َحل أ َْبرام ْارِت َحاالً متَ​َو ِال ًيا َن ْح َو ا ْل َج ُن ِ‬ ‫وب‪" .‬‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫إرتحاالً متوالياً‪ :‬نحن في غربتنا في هذا العالم علينا أن نكون في إرتحال متوالي ناحية كنعان السماوية ال تعوقنا‬ ‫أتعاب العالم وال مغريات العالم‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ِفي األ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫اك‪ ،‬أل َّ‬ ‫أية (‪َ " -:)13‬و َح َد َ‬ ‫َن ا ْل ُجو َ‬ ‫ض َك َ‬ ‫ب ُه َن َ‬ ‫ام ِإلَى م ْ‬ ‫ص َر ل َيتَ َغ َّر َ‬ ‫ث ُجوعٌ في األ َْرض‪ ،‬فَا ْن َح َد َر أ َْب َر ُ‬ ‫ِ‬ ‫يدا‪".‬‬ ‫َشد ً‬ ‫هذه أول مجاعة تذكر في الكتاب المقدس ومن المؤكد أن سببها هو شر سكان األرض وكانت المجاعات تتكرر‬

‫في أرض كنعان وكان العالج هو النزول إلي مصر حيث نهر النيل‪ .‬وهكذا صنع إبراهيم دون إن يستشير الرب‬

‫الذي كان قاد اًر أن يعوله كما فعل مع إيليا‪ .‬وهذا الخطأ يمثل خطأ من تاب لكنه سرعان ما يعتمد علي الذراع‬

‫البشري فيطلب المعونة اإلنسانية وليس المعونة اإللهية‪ .‬ولم يكن في مصر مذبح بناه إبرام فهو يبحث عن شبع‬ ‫البطن ومشكلتنا أننا نبحث عن الراحة الخارجية وليس عن السالم الداخلي الذي يتحقق باللقاء مع الرب عند‬

‫المذبح‪ ،‬مذبح الصالة والشكر‪.‬‬

‫[ بالرغم من خطأ إبراهيم إال أن أرض مصر تباركت بزيارته كما تباركت بعد ذلك بحفيده يعقوب ثم بأعظم الكل‬ ‫السيد المسيح‪ .‬إال أن هناك فرقاً بين نزول إبراهيم ونزول يعقوب‪ .‬فيعقوب نزل إلي مصر بمشورة هللا]‬

‫ألن الجوع في األرض كان شديداً‪ :‬الجوع يؤثر في األرض لكن أوالد هللا السماويين لهم معاملة خاصة فالكتاب‬

‫لم يقل أن إبراهيم جاع‪ .‬أو إشتد عليه الجوع كما قال عن المصريين (تك ‪ )21:5:‬وقد يجوع الجسد لكن هناك‬ ‫سالماً في النفس (مز ‪ )24:3:‬هللا ال يتخلي عن أوالده ويعطيهم حياة سماوية وشبعاً أبدياً‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫اري ام أرَِت ِه‪ِ« :‬إ ِني قَ ْد علِم ُ ِ‬ ‫َن ي ْد ُخل ِمصر أَنَّ ُه قَ ِ‬ ‫األيات (‪َ " -:)13-11‬و َح َد َ‬ ‫ام َأرَةٌ‬ ‫ث لَ َّما قَُر َ‬ ‫ت أ ََّنك ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ال ل َس َا َ ْ َ‬ ‫ب أْ َ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ون أ ََّنهم يقُولُ َ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ام َأرَتُ ُه‪ .‬فَ َي ْقتُلُوَن ِني َوَي ْستَ ْبقُوَن ِك‪13 .‬قُولِي ِإ َّن ِك‬ ‫َح َس َن ُة ا ْل َم ْنظَ ِر‪ .‬فَ َي ُك ُ‬ ‫ون ِإ َذا َرآك ا ْلم ْ‬ ‫ص ِريُّ َ ُ ْ َ‬ ‫ون‪ :‬هذه ْ‬ ‫أ ِْ‬ ‫َجلِ ِك»‪.‬‬ ‫ُختي‪ ،‬لِ َي ُك َ‬ ‫ون لِي َخ ْيٌر ِب َس َب ِب ِك َوتَ ْح َيا َن ْف ِسي ِم ْن أ ْ‬

‫هذه هي سقطة أبرام الكبري‪ .‬فإخفاء جزء من الحقيقة (أنها زوجته) يعتبر كذباً حتي لو كانت شقيقته من أبيه‬

‫وليس من أمه‪ .‬فهذا يعتبر خداع وكذب وضعف إيمان‪ .‬والخداع هو نوع من الغواية يسقط فيه اإلنسان ليحل‬

‫مشكلة بطريقة سهلة فيجلب علي نفسه مشاكل عديدة‪ .‬وبدء السقوط كان ضعف اإليمان الذي جعله ينزل إلي‬ ‫مصر‪ .‬وهذا إمتد لضعف إيمان أن هللا قادر علي حمايته وحماية زوجته‪ .‬فالخطية تأتي ورائها بخطايا أخري‪.‬‬ ‫والنتيجة أنه حرم من زوجته‪.‬‬

‫‪228‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني عشر)‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ث لَ َّما َد َخل أَبرام ِإلَى ِمصر أ َّ ِ‬ ‫آها‬ ‫األيات (‪ " -:)23-14‬فَ َح َد َ‬ ‫ين َأر َْوا ا ْل َم ْأرَةَ أ ََّن َها َح َس َن ٌة ِجدًّا‪َ .‬و َر َ‬ ‫ص ِرِي َ‬ ‫َن ا ْلم ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫وها لَ َدى ِفرعو َن‪ ،‬فَأ ِ‬ ‫ُخ َذ ِت ا ْلم ْأرَةُ ِإلَى َب ْي ِت ِف ْر َع ْو َن‪16 ،‬فَ َ ِ‬ ‫ص َار‬ ‫اء ِف ْر َع ْو َن َو َم َد ُح َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ام َخ ْي ًار ِب َس َب ِب َها‪َ ،‬و َ‬ ‫ُر َؤ َس ُ‬ ‫َ‬ ‫ص َن َع إلَى أ َْب َر َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ب ِفرعو َن وبيتَ ُه َ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اي‬ ‫ب َّ‬ ‫ير َو َع ِب ٌ‬ ‫ال‪ .‬فَ َ‬ ‫الر ُّ ْ َ ْ َ َ ْ‬ ‫ض َر َ‬ ‫يد َوِا َم ٌ‬ ‫لَ ُه َغ َن ٌم َوَبقٌَر َو َحم ٌ‬ ‫ض َرَبات َعظ َ‬ ‫اء َوأُتُ ٌن َوج َم ٌ‬ ‫يم ًة ب َس َبب َس َار َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪:‬‬ ‫ت ِبي؟ لِ َما َذا لَ ْم تُ ْخ ِب ْرِني أ ََّن َها ا ْم َأرَتُ َك؟ لِ َما َذا ُق ْل َ‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫ال‪َ « :‬ما ه َذا الَّذي َ‬ ‫ْ‬ ‫ام َوقَ َ‬ ‫ام‪ .‬فَ َد َعا ف ْر َع ْو ُن أ َْب َر َ‬ ‫ام َأرَة أ َْب َر َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صى َعلَ ْيه ف ْر َع ْو ُن ِر َجاالً‬ ‫ِه َي أ ْ‬ ‫ُختي‪َ ،‬حتَّى أ َ‬ ‫ْها َواذ َ‬ ‫ام َأرَتُ َك! ُخذ َ‬ ‫ون َز ْو َجتي؟ َو َ‬ ‫َخذْتُ َها لي لتَ ُك َ‬ ‫ْه ْب!»‪ .‬فَأ َْو َ‬ ‫اآلن ُه َوَذا ْ‬ ‫ان لَ ُه‪.‬‬ ‫ام َأرَتَ ُه َو ُك َّل َما َك َ‬ ‫فَ َش َّي ُعوهُ َو ْ‬

‫العجيب أن ما كان إبرام عاج اًز عن إعالنه بأن ساراي زوجته أعلنه هللا لفرعون ليردها إليه دون أن يمسها‪ ،‬بل‬

‫ونال غني وكرامة‪ .‬فاهلل في محبته ال يحاسب اإلنسان حسب ضعفاته‪ .‬ويفهم من الكالم أن هللا ضرب فرعون‬

‫بضربات ال نعرفها‪ ،‬المهم أنها أي الضربات إستطاعت أن تقنع فرعون بأن هللا غاضب إذ هو حاول أن ينال‬ ‫من ساراي‪ .‬وربما أفهمت ساراي فرعون أنها زوجة إبرام وطلبت منه أن ال يمسها‪ .‬وربما حاول فرعون فضربه‬

‫هللا‪ .‬المهم أن هللا في محبته لم يقبل أن يعيش إبرام معذب الضمير كل حياته في حالة أن فرعون مس ساراي‬

‫زوجته‪ .‬لذلك حفظها الرب من يدي فرعون بل ورد ألبرام غني وكرامة (مز ‪ )11 ، 11:113‬فاهلل يخرج من‬

‫الجافي حالوة‪ .‬لقد كان إبرام أحد خائفي الرب ومحبيه لذا تمتع بالمراحم التي تعلو علي األرض (مز ‪)14:114‬‬ ‫وتوبيخ فرعون ألبرام يشبه توبيخ البحارة ليونان النبي وهو شئ يدعو لألسف‪.‬‬

‫وهنا تشابه بين ما حدث إلبراهيم ونسله بعد ذلك‪.‬‬

‫‪ .1‬كالهما (إبراهيم ونسل يعقوب) ذهبوا لمصر بسبب المجاعة‪.‬‬ ‫‪ .2‬في الحالتين كانت هناك ضربات لفرعون وبيته‪.‬‬

‫‪ .3‬كالهما عادا محملين بالعطايا‪( .‬هللا سمح بهذا ليدركوا محبته ورحمته)‪.‬‬

‫وفي اآليات ‪ :21،11‬نجد أن فرعون ورجاله أخرجوا أبرام‪ .‬وهنا لم يظهر له الرب‪ .‬وكان الرب يحدثه باللغة التي‬ ‫تناسبه في ذلك الحين‪ .‬فحينما كان إيمان إبراهيم بسيطاً كلمه الرب‪ .‬ولكن إذ لجأ لفرعون ليطعمه ترك هللا فرعون‬

‫يكلمه‪ .‬هذه هي معامالت هللا معنا‪ .‬فعندما صار بلعام جاهالً ترك حماره يكلمه‪ .‬واذ كان المجوس مهتمين‬ ‫بالنجوم حدثهم بنجم عن ميالد المسيح‪.‬‬

‫‪229‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث عشر)‬

‫اإلصحاح الثالث عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫أية (‪1 " -:)1‬فَص ِع َد أَبر ِ ِ‬ ‫ان لَ ُه‪َ ،‬ولُوطٌ م َع ُه ِإلَى ا ْل َج ُن ِ‬ ‫وب‪" .‬‬ ‫ام َأرَتُ ُه َو ُك ُّل َما َك َ‬ ‫ام م ْن م ْ‬ ‫ص َر ُه َو َو ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫إلي الجنوب‪ :‬أي جنوب أرض فلسطين‪ .‬وصعود إبراهيم من أرض مصر يشير لقيام كل خاطئ من سقطته‬ ‫وعدم إستسالمه (مي ‪ .)1::‬ودائما نعود محملين بالبركات‪.‬‬ ‫األيات (‪2" -:)5-2‬و َكان أَبر ِ‬ ‫َّة و َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذ َه ِب‪َ 3 .‬و َسار ِفي ِر ْحالَ ِت ِه ِم َن ا ْل َج ُن ِ‬ ‫وب ِإلَى‬ ‫ام َغن ًّيا ِجدًّا في ا ْل َم َواشي َوا ْلفض َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ ُ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫يه ِفي ا ْلب َد ِ‬ ‫ان الَِّذي َكا َن ْت َخيمتُ ُه ِف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اي‪ِ ،‬إلَى َم َك ِ‬ ‫يل‪ِ ،‬إلَى ا ْل َم َك ِ‬ ‫ان ا ْل َمذ َْب ِح الَّذي َع ِملَهُ‬ ‫َ َ‬ ‫اءة‪َ ،‬ب ْي َن َب ْيت إ َ‬ ‫َْ‬ ‫َب ْيت إ َ‬ ‫يل َو َع َ‬ ‫الر ِب‪5 .‬ولُوطٌ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام‪.‬‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ام‪َ ،‬ك َ‬ ‫ُه َن َ‬ ‫اك أ ََّوالً‪َ .‬وَد َعا ُه َن َ‬ ‫ان لَ ُه أ َْي ً‬ ‫ام ِب ْ‬ ‫َ‬ ‫ضا َغ َن ٌم َوَبقٌَر َوخ َي ٌ‬ ‫السائ ُر َم َع أ َْب َر َ‬ ‫اك أ َْب َر ُ‬

‫إلي بيت أيل‪ :‬هللا أعاده إلي المكان الذي كان فيه في البداية وهللا ال يستريح إال بهذا ‪.‬‬ ‫وعودته لبيت إيل ‪-:‬‬

‫‪ .1‬تعيد له الذكريات األولي الحلوة مع هللا وهذا مفيد جداً‪.‬‬

‫‪ .2‬ربما عودته لبيت إيل كانت لتقديم الشكر هلل علي عودته هو وسارة سالمين‪.‬‬ ‫‪ .3‬هو عاد إلي مذبحه القديم‪.‬‬

‫غنياً جداً‪ :‬هو خرج من التجربة منتفعاً وغنياً جداً وهكذا أوالد هللا ال يتوقفوا في نموهم المستمر والدخول إلي‬ ‫الغني الروحي حتي لو تعرضوا لضعفات أو سقطات‪ .‬وكون إبراهيم كان غنياً جداً هذا يعطي رجاء لألغنياء‪.‬‬ ‫فاألغنياء ال تكون السماء مغلقة أمامهم إذا لم يتكلوا علي أموالهم واذا لم تكن أموالهم قد سببت لهم كبرياء‪ .‬أو‬

‫أن حب أموالهم دخل إلي قلوبهم وأربك فكرهم‪ .‬الفارق بين إبرام ولوط هنا أن أبرام كان له ذهباً وفضة= والذهب‬ ‫يشير للسماويات أو الحياة السماوية والفضة تشير إلي كلمة هللا‪ .‬فكأن إبرام كان يحيا حياة سماوية متمتعاً بكلمة‬

‫هللا أو الوصية كسر غني داخلي‪ .‬فغناه الحقيقي كان داخله وليس خارجه‪ .‬أما لوط فيمثل اإلنسان المتدين الذي‬ ‫له معرفة نظرية باهلل ويصاحب من هم في الكنيسة ولكن قلبه مع العالم( غنم وبقر وخيام)‪ .‬وما يكشف كالهما‬

‫(قلب إبراهيم وقلب لوط) هو التجارب (النار هي التي تمتحن القش أو الذهب)‪ .‬وهذا ما سنراه بعد ذلك‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن َي ْس ُك َنا َم ًعا‪.‬‬ ‫يرةً‪َ ،‬فلَ ْم َي ْق ِد َار أ ْ‬ ‫ض أْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)13-6‬ولَ ْم تَ ْحتَ ِم ْل ُه َما األ َْر ُ‬ ‫َن َي ْس ُك َنا َم ًعا‪ ،‬إ ْذ َكا َن ْت أ َْمالَ ُك ُه َما َكث َ‬ ‫‪0‬‬ ‫وط‪ .‬و َكان ا ْل َك ْنع ِان ُّيون وا ْلفَ ِر ِزيُّون ِحي َن ِئ ٍذ س ِ ِ‬ ‫اة مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِفي‬ ‫اكن َ‬ ‫َ‬ ‫اشي لُ ٍ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ام َوُر َع َ َ‬ ‫فَ َح َدثَ ْت ُم َخ َ‬ ‫اص َم ٌة َب ْي َن ُر َعاة َم َواشي أ َْب َر َ‬ ‫ض‪7 .‬فَقَال أَبر ِ ٍ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫َخ َو ِ‬ ‫ان‪2 .‬أَلَ ْي َس ْت ُك ُّل‬ ‫اص َم ٌة َب ْي ِني َوَب ْي َن َك‪َ ،‬وَب ْي َن ُر َع ِاتي َوُر َع ِات َك‪ ،‬أل ََّن َنا َن ْح ُن أ َ‬ ‫ام للُوط‪« :‬الَ تَ ُك ْن ُم َخ َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ت ِش َماالً فَأَ​َنا َي ِمي ًنا‪َ ،‬وِا ْن َي ِمي ًنا فَأَ​َنا ِش َماالً»‪13.‬فَ َرفَ َع لُوطٌ َع ْي َن ْي ِه َو َأرَى ُك َّل‬ ‫اعتَ ِز ْل َعني‪ِ .‬إ ْن َذ َه ْب َ‬ ‫ام َك؟ ْ‬ ‫َم َ‬ ‫ض أَ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِب‪َ ،‬كأَر ِ ِ‬ ‫َد ِائرِة األُرُد ِن أ َّ ِ‬ ‫يء ِإلَى‬ ‫الر ُّ‬ ‫ورةَ‪َ ،‬ك َجنَّ ِة َّ‬ ‫ب َّ‬ ‫يع َها َس ْق ٌي‪ ،‬قَ ْبلَ َما أ ْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫َخ َر َ‬ ‫ص َر‪ .‬حي َن َما تَ ِج ُ‬ ‫َن َجم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫وم َو َع ُم َ‬ ‫ب َس ُد َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫اعتَ​َزل ا ْلو ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ام َس َك َن ِفي‬ ‫صو َغ َر‪ .‬فَ ْ‬ ‫اح ُد َع ِن َ‬ ‫اختَ َار لُوطٌ ل َن ْفسه ُك َّل َدائ َرِة األ ُْرُد ِن‪َ ،‬و ْارتَ َح َل لُوطٌ َش ْرقًا‪ .‬فَ ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫اآلخ ِر‪ .‬أ َْب َر ُ‬

‫‪230‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث عشر)‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّائرِة‪َ ،‬وَن َقل ِخ َي ِ‬ ‫أ َْر ِ‬ ‫الر ِب‬ ‫َش َرًا‬ ‫ار َو ُخطَاةً لَ َدى َّ‬ ‫وم أ ْ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫وم‪َ .‬و َك َ‬ ‫ان‪َ ،‬ولُوطٌ َس َك َن في ُم ُد ِن الد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ام ُه إلَى َس ُد َ‬ ‫َه ُل َس ُد َ‬ ‫ِجدًّا‪".‬‬

‫كانت التجربة التي كشفت قلبيهما هي المشاجرة بين الرعاة فماذا اختار اإلثنين‪:-‬‬

‫لوط إختار ما يرفع ذاته ويلذذه ولم يهتم بأن يكون جيرانه من األشرار‪ :‬فكان أهل سدوم أش ار اًر وخطاة لدي الرب‬ ‫جداً‪ .‬أما إبراهيم الذي تجرد من كل شئ فقد ترك لوط يختار لنفسه معتمداً علي هللا الذي يختار له‪ ،‬فكان نصيبه‬ ‫سالم قلبي داخلي بل هو إمتلك في نسله كل األرض (مت ‪ .)51:4‬لوط سار مع إبراهيم في رحلة الخروج من‬

‫أور لكن بقلب مغلق حمل في داخله محبة العالم لكن في خارجه كان يبدو رفيقاً لرجل اإليمان‪ .‬ودعوة إبرام للوط‬

‫أن يعتزال كانت من أجل السالم بينهما فيبدو أن لوط لم ينهر رجاله بل ناصرهم وأيدهم وعند اإلختيار كان‬

‫المفروض أن لوط يترك إلبرام األكبر واألقوي إيماناً أن يختار لكن إذ بأدب وتواضع وانكار ذات طلب منه إبرام‬

‫أن يختار‪ .‬لم يرد ان يخسر الفرصة فإختار أحسن األرض‪ .‬فهذه التجربة كشفت عن قلب إبرام المتغرب عن‬

‫العالم وقلب لوط المادي‪ .‬ولقد احترقت كل سدوم وعمورة وذهبت إمراة لوط وفسدت إبنتيه‪ .‬هذا هو مصير محبة‬

‫العالم ولكن ال يمكن لنا أن ننكر أنه كانت هناك جوانب طيبة في لوط ( ‪2‬بط ‪ )1-1:2‬ولقد أثبتت األثار فعالً‬ ‫خصوبة أرض سدوم أيام إبراهيم وعجيب أن يكون سكانها بهذا الشر فحين يتنعم اإلنسان جداً ينجذب للشر جداً‪،‬‬

‫لذلك تكثر كنيستنا من أصوامها‪.‬‬

‫وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذ ساكنين في األرض= بنفس المفهوم السابق‪ .‬والسؤال هل كان يليق هذا‬

‫الخالف بين اإلخوة أمام هؤالء‪ .‬والسؤال موجه لكل منا‪ .‬هل يصح أن نتخاصم مع إخوتنا ويشمت فينا‬

‫الشياطين‪ .‬ألننا نحن أخوان‪ :‬إبرام عينه كانت علي هللا أما لوط فإنغلق علي أنانيته‪ .‬حينما تجيء إلي صوغر‪:‬‬ ‫جاءت في بعض الترجمات صوعن وهي في مصر علي ضفاف النيل فإن كانت هكذا يكون المعني أن األرض‬

‫جيدة كأرض مصر‪ .‬واذا كانت صوغر فهي بلدة تبعد عن سدوم عدة كيلومترات ذهب لوط لها قبل الحريق‬ ‫ويكون المعني أنه إمتلك في األرض ما بين سدوم وصوغر‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫وط ع ْن ُه‪« :‬ارفَع عي َني َك وا ْنظُر ِم َن ا ْلمو ِ‬ ‫اع ِت َز ِال لُ ٍ‬ ‫ت‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ض ِع الَّذي أَ ْن َ‬ ‫ام‪َ ،‬ب ْع َد ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ْ َْ ْ َ ْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)10-14‬وقَ َ‬ ‫ب أل َْب َر َ‬ ‫ِ ‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫َن ج ِميع األَر ِ َِّ‬ ‫ت تَرى لَ َك أ ْ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َج َع ُل‬ ‫يها َولِ َن ْسلِ َك ِإلَى األ َ​َبد‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ُعط َ‬ ‫فيه ش َماالً َو َج ُن ً‬ ‫وبا َو َش ْرقًا َو َغ ْرًبا‪ ،‬أل َّ َ َ ْ‬ ‫ض التي أَ ْن َ َ‬ ‫‪ِ 10‬‬ ‫َن ْسلَ َك َكتُر ِ‬ ‫ش ِفي األ َْر ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫اب األ َْر ِ‬ ‫اب األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫َح ٌد أ ْ‬ ‫استَطَ َ‬ ‫ض فَ َن ْسلُ َك أ َْي ً‬ ‫اع أ َ‬ ‫ض‪َ ،‬حتَّى ِإ َذا ْ‬ ‫َن َي ُع َّد تَُر َ‬ ‫ضا ُي َع ُّد‪ .‬قُم ْ‬ ‫َ‬ ‫ضها‪ ،‬أل َِني لَ َك أ ْ ِ‬ ‫يها»‪".‬‬ ‫ُعط َ‬ ‫طُولَ َها َو َع ْر َ َ‬

‫نجد هنا بركة هللا إلبرام الذي تنازل عن حقه في اإلختيار فأعطاه هللا األرض كلها هو ترك قسم فأخذ الكل‪ .‬ومن‬

‫إختار لنفسه وسط األشرار خسر كل شئ‪ .‬التجارب تزيد المؤمنين قوة وبركة وتكشف أعمال المرائين وتفضحها‪.‬‬ ‫وقد يكون النظر لإلتجاهات األربعة إشارة للصليب الذي به سيملك المسيح الخارج من نسل إبرام علي كل‬

‫الشعوب وقوله قم إمش‪ :‬يشير لقيامة المسيح‪ ،‬ولشعبه الذي يعمل وال يتراخ بل يمشي دائماً في اتجاه السماء‪.‬‬

‫‪231‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث عشر)‬

‫أجعل نسلك كتراب األرض‪ :‬قال له هللا هذا في النهار أما وهو يكلمه في المساء فيقول كنجوم السماء (‪.)4:14‬‬ ‫عموما فابراهيم أب للمؤمنين كلهم يهوداً و أمم ‪ .‬واليهود يشار لهم بنجوم السماء (هم كانوا قبل ان يأتي المسيح‬

‫شمس البر ) ‪ ،‬وأب للمؤمنين بالمسيح من األمم ‪ ،‬ويشار لهم هنا برمل البحار ‪ ،‬الذي يمكن رؤيته في نور‬ ‫الشمس ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪17" -:)17‬فَ َن َقل أَبرام ِخيامه وأَتَى وأَقَ ِ‬ ‫اك َمذ َْب ًحا لِ َّلر ِب‪".‬‬ ‫ون‪َ ،‬وَب َنى ُه َن َ‬ ‫ام ع ْن َد َبلُّوطَات َم ْم َار الَّتي ِفي َح ْب ُر َ‬ ‫َ َْ ُ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫بلوطات مم ار‪ :‬مم ار كان رجال أموريا كان إبرام ضيفاً عنده ثم إتحد معه بعد ذلك‪.‬‬

‫بني مذبحاً للرب‪ :‬كأنه يقول للرب أنت نصيبي وان تركني أقربائي "معك ال أريد شيئاً علي األرض" فهو في هللا‬ ‫يمتلك كل شئ‪ .‬وعند بلوطات مم ار تقابل مع هللا واستضافه مع المالكين‪ .‬وعاش في شركة مع هللا‪ .‬حياته كانت‬

‫رحيل مستمر نحو شركة أعمق مع هللا‪ .‬وأما لوط فكان رحيله إلي سدوم حيث الهالك وخسارة كل شئ‪.‬‬

‫‪232‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع عشر)‬

‫اإلصحاح الرابع عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫كان أهل سدوم أش ار اًر ونهايتهم كانت الحريق ولكن هللا ال يضرب مباشرة دون إنذار لذلك نجد في هذا اإلصحاح‬

‫إنذارين موجهين ألهل سدوم وعمورة‪.‬‬

‫‪ .1‬خضوعهم لكدر لعومر ‪ 12‬سنة كانوا يدفعون فيها الجزية له‪.‬‬

‫‪ .2‬لم يفهموا أن هذا األلم راجع للخطية فيتوبوا بل فكروا بطريقة بشرية وعصوا علي كدر لعومر فحاربهم‬ ‫وسبا منهم سبياً ومن ضمن السبايا كان لوط‪.‬‬

‫‪ .3‬وتدخل إبرام ناسياً أعمال لوط وأنقذه وأعاد كل شئ لسدوم وعمورة ولم يقبل أن يأخذ في مقابل ذلك أي‬ ‫شئ‪ .‬ولكن هؤالء األشرار أيضاً لم يتوبوا‬

‫‪1‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ث ِفي أ ََّي ِام أَم ار َفل ملِ ِك ِش ْنعار‪ ،‬وأَري َ ِ ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫األيات (‪َ " -:)0-1‬و َح َد َ‬ ‫َ َ َ ُْ‬ ‫وك َملك أَال َس َار‪َ ،‬و َك َد ْرلَ َع ْو َم َر َملك عيالَ َم‪َ ،‬وت ْد َع َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ملِ ِك س ُدوم‪ ،‬وِبر َش َ ِ ِ‬ ‫هؤالَ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب َر‬ ‫ار‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫ء‬ ‫َن‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫يم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫آب َملك أ َْد َم َة‪َ ،‬وش ْمئ َ‬ ‫ورةَ‪َ ،‬وش ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اع َملك َع ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َملك ُجوي َ‬ ‫‪3‬‬ ‫هؤالَ ِء اجتَمعوا متَع ِ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ملِ ِك َ ِ‬ ‫ين ِإلَى ُع ْم ِ‬ ‫الس ِد ِيم الَِّذي ُه َو َب ْح ُر‬ ‫صو َغ ُر‪َ .‬ج ِميعُ ُ‬ ‫اهد َ‬ ‫ْ َُ ُ َ‬ ‫يم‪َ ،‬و َملك َبالَ َع الَّتي ه َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ص ُبوي َ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس َن ِة َّا‬ ‫ص ْوا َعلَ ْي ِه‪َ .‬وِفي َّ‬ ‫استُ ْع ِب ُدوا لِ َك َد ْرلَ َع ْو َم َر‪َ ،‬و َّ‬ ‫الرِب َع َة َع َش ْرةَ‬ ‫ا ْلم ْل ِح‪ .‬اثْ َنتَ ْي َع َش َرةَ َس َن ًة ْ‬ ‫الس َن َة الثالثَ َة َع َش َرةَ َع َ‬ ‫أَتَى َكدرلَعومر وا ْلملُوك الَِّذين معه وضربوا َّ ِ‬ ‫اإل ِ‬ ‫ين ِفي َهام‪َ ،‬و ِ‬ ‫وث قَ ْرَنا ِيم‪َ ،‬و ُّ‬ ‫الز ِ‬ ‫ين ِفي‬ ‫ين ِفي َع ْشتَ ُار َ‬ ‫يم ِي َ‬ ‫وزِي َ‬ ‫الرفَائ ِي َ‬ ‫َْ َْ َُ َ ُ ُ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ​َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ورِيين ِفي جبلِ ِهم س ِعير ِإلَى ب ْطم ِة فَار ِ ِ‬ ‫اءوا ِإلَى َع ْي ِن‬ ‫ُ َ َ​َ‬ ‫َش َوى قَ ْرَيتَا ِي َم‪َ ،‬وا ْل ُح ِ َ‬ ‫ان الَّتي ع ْن َد ا ْل َب ِرَّية‪ .‬ثُ َّم َر َج ُعوا َو َج ُ‬ ‫َ​َ ْ َ َ‬ ‫الس ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َم ِ‬ ‫ام َار‪".‬‬ ‫ين ِفي َح ُّ‬ ‫ين َّ‬ ‫ِم ْشفَا َ‬ ‫ط الَِّتي ِه َي قَ ِاد ُ‬ ‫ص َ‬ ‫اكن َ‬ ‫ورِي َ‬ ‫ض َرُبوا ُك َّل ِبالَد ا ْل َع َمالِقَ ِة‪َ ،‬وأ َْي ً‬ ‫ش‪َ .‬و َ‬ ‫ون تَ َ‬ ‫ضا األ ُ‬ ‫سكن لوط منطقة سدوم الخاضعة في ذلك الحين لكدر لعومر ملك عيالم (فارس) وكانت تدفع له الجزية وهذا‬

‫الملك عرف ببطشه وسطوته إذ إكتسح كل ممالك الجنوب‪ .‬وأخضع لسلطانه كل بالد وادي األردن (كان هذا‬ ‫جزءاً من نبوة نوح بخضوع كنعان لسام)‪.‬‬

‫وشنعار‪ :‬هي مابين النهرين الفرات ودجلة وأالسار علي الفرات‪ .‬وملوك ما بين النهرين كانوا قد أخضعوا ملوك‬ ‫سدوم وعمورة وأدمة وصبوييم وصوغر للجزية لمدة ‪ 12‬سنة ولم يذكر اسم ملك صوغر إما ‪ )1‬لصغر شأنه أو‬

‫‪ )2‬لبشاعة خطيته‪.‬‬

‫واذ شعرت البالد بالمذلة قام الخمسة ملوك (سدوم وعمورة…‪ .‬الخ) بالثورة ضد ملوك ما بين النهرين حتي ال‬ ‫يدفعوا الجزية‪ .‬فقام كدر لعومر بحملة تأديب ثانية ضد المتمردين وتحالف معه ‪ 3‬ملوك وقد إكتسح هؤالء‬

‫الملوك األربعة المنطقة‪ .‬وكان خط سير الغزاة الرفائيين في عشتاروت ترنايم… األموريين الساكنين في حصون‬

‫تامار (‪ ):-4‬هم ضربوا كل هؤالء قبل أن يأتوا علي سدوم وعمورة‪ .‬وكانت هذه خطة عسكرية محكمة فهم‬ ‫ضربوا الشعوب الصغيرة التي كانت ستؤيد وتدعم ملوك سدوم وعمورة‪ .‬فهم بهذا أفقدوهم من يعينهم وتركوهم‬

‫وحدهم للمرحلة األخيرة من الحرب‪.‬‬

‫‪233‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع عشر)‬

‫عمق السديم‪ :‬لها تفسيرات عديدة (‪ )1‬قالوا أنها سلسلة الصخور الطباشيرية الممتدة جنوب سهل أريحا وتسمي‬ ‫السد وجمعها بالعبرانية السديم فيكون المقصود هو كل دائرة األردن‪ )2( .‬رأي البعض أن بحر الملح إبتلع سدوم‬

‫بعد حرقها فسمي المكان عمق السديم (عمق سدوم) (‪ )3‬رأي البعض أنه يعني نمور السديم‪ :‬وادي الحفر‬ ‫واألخاديد وهو سهل منخفض في منطقة بحر لوط (البحر الميت) تكثر به أبار الحمر‪.‬‬

‫والحرب بين ملوك بابل األربعة ضد ملوك كنعان الخمسة لها تأمل روحي فرقم (‪ )4‬هو رقم الحواس ورقم (‪)5‬‬

‫هو رقم العالم‪ .‬فالعالم بكل قوة إغرائه وخطاياه يهجم علي حواسنا الخمسة الخاضعة إلغراءات العالم‪ .‬وكيف‬

‫نغلب= إبراهيم ‪ 311 +‬من رجاله وابراهيم يمثل اإليمان ورقم ‪ 311‬قد يمثل رجال مجمع نيقية أي الثبات علي‬ ‫اإليمان المسلم مرة من األباء وقد يشير كما سنري للصليب عالمة يسوع المسيح‪.‬‬

‫أية ‪ :5‬استعبدوا لكدر لعومر‪ :‬أي دفعوا له الجزية مدة ‪ 12‬سنة‬

‫األيات (‪7" -:)12-7‬فَ َخر َج ملِ ُك َس ُدوم‪َ ،‬وملِ ُك َعمورةَ‪َ ،‬وملِ ُك أ َْدم َة‪َ ،‬وملِ ُك َ ِ‬ ‫يم‪َ ،‬و َملِ ُك َبالَ َع‪ ،‬الَِّتي ِه َي‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ص ُبوي َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫صو َغر‪ ،‬وَنظَموا حربا معهم ِفي عم ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم‪َ ،‬وأ َْم َار َف َل َملِ ِك‬ ‫ُْ‬ ‫ُ ُ َ ُ ًَْ َ َ ُْ‬ ‫ق السديم‪َ .‬م َع َك َد ْرلَ َع ْو َم َر َملك عيالَ َم‪َ ،‬وت ْد َع َ‬ ‫ال َملك ُجوي َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫الس ِد ِيم َك َ ِ ِ‬ ‫وك ملِ ِك أَالَّسار‪ .‬أَربع ُة ملُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ب َملِ َكا‬ ‫وك َم َع َخ ْم َس ٍة‪َ .‬و ُع ْم ُ‬ ‫يرةٌ‪ .‬فَ َه َر َ‬ ‫ان فيه َ‬ ‫آب ُار ُح َم ٍر َكث َ‬ ‫َ َ َْ​َ ُ‬ ‫ش ْن َع َار‪َ ،‬وأ َْرُي َ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع أَ ْط ِع َم ِت ِه ْم‬ ‫ورةَ َو َسقَ َ‬ ‫ون َه َرُبوا ِإلَى ا ْل َج َب ِل‪ .‬فَأ َ‬ ‫اك‪َ ،‬وا ْل َباقُ َ‬ ‫طا ُه َن َ‬ ‫ورةَ َو َجم َ‬ ‫َخ ُذوا َجم َ‬ ‫وم َو َع ُم َ‬ ‫وم َو َع ُم َ‬ ‫يع أ َْمالَ ك َس ُد َ‬ ‫َس ُد َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ضوا‪ِ ،‬إ ْذ َك َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم‪.‬‬ ‫ض ْوا‪َ .‬وأ َ‬ ‫َو َم َ‬ ‫ام َوأ َْمالَ َك ُه َو َم َ ْ‬ ‫ان َساك ًنا في َس ُد َ‬ ‫َخ ُذوا لُوطاً ْاب َن أَخي أ َْب َر َ‬ ‫أبار حمر ‪ :‬الحمر هو القار المعدني وهو كالزفت أو القطران وهو موجود لآلن بهذه المنطقة‪ .‬وسقطا هناك‪:‬‬ ‫ملوك سدوم وعمورة كانوا يعتمدون علي أبار الحمر هذه كحماية طبيعية لهم تحميهم من هجوم األعداء لكنهم‬

‫سقطوا فيها‪ .‬فهم سقطوا فيما تصوروا أنه يحميهم‪ ،‬وهذا حال كل خاطئ‪ .‬وريما يكون المعني أن الملوك سقطوا‬ ‫في أبار الحمر وأنقذوهم أو أن رجال جيشهم سقطوا هناك وهلكوا‪ .‬أو أن المعركة دارت في هذه األماكن غير‬

‫المناسبة وكانت سبباً لهزيمتهم‪ .‬وفي آية (‪ )12‬تركيز علي أن لوط الذي إختار لنفسه خسر كل شئ في هذه‬ ‫الحرب بل خسر نفسه إذ هو نفسه ذهب أسي اًر‪ .‬لقد خسر كل ما تشاجر عليه‪ .‬وفي هذه اآليات نجد أن ملوك ما‬ ‫بين النهرين بعد أن ضربا الشعوب الصغيرة المؤيدة لكل من ملوك سدوم إستداروا علي ملوك سدوم وعمورة‬

‫لضربهم‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫اك ًنا ِع ْند بلُّو َ ِ‬ ‫َخبر أَبر ِ ِ‬ ‫َش ُكول وأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان س ِ‬ ‫َم ِ‬ ‫َخي‬ ‫َ َ‬ ‫ورِي‪ ،‬أَخي أ ْ َ َ‬ ‫ام ا ْلع ْب َران َّي‪َ .‬و َك َ َ‬ ‫طات َم ْم َار األ ُ‬ ‫أية (‪ " -:)13‬فَأَتَى َم ْن َن َجا َوأ ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ام‪" .‬‬ ‫َعان َر‪َ .‬و َكا ُنوا أ ْ‬ ‫َص َح َ‬ ‫اب َع ْهد َم َع أ َْب َر َ‬ ‫إذ نجا إنسان كان يعرف عالقة لوط بإبرام أتي وأخبر إبرام‪ ،‬العبراني ‪ :‬قد تعني أنه إبن عابر أو ألنه عبر‬

‫الفرات وأتي إلي كنعان‪ .‬ولكن ذكر الوحي هنا أنه عبراني مقصود أن يذكرنا بأن إبرام المتغرب في خيام هو‬ ‫الذي أنقذ لوط الساكن المستوطن في سدوم‪ .‬وواضح أن إبرام هنا كان في عهد مع مم ار وأشكول وعانر اإلخوة‬

‫األموريين وهؤالء ساعدوه‪.‬‬

‫‪234‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع عشر)‬

‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ِم َئ ٍة َوثَ َم ِان َي َة َع َش َر‪،‬‬ ‫ام‪ ،‬أ َّ‬ ‫ان َب ْي ِت ِه‪ ،‬ثَالَ َ‬ ‫َن أ َ‬ ‫ين‪ِ ،‬وْل َد َ‬ ‫َخاهُ ُس ِب َي َج َّر غ ْل َما َن ُه ا ْل ُمتَ َم ِرن َ‬ ‫أية (‪َ " -:)14‬فلَ َّما َسم َع أ َْب َر ُ‬ ‫ان‪" .‬‬ ‫َوتَِب َع ُه ْم ِإلَى َد َ‬

‫هي شجاعة وشهامة من إبرام أن يحارب لينقذ لوط‪ .‬وأنها لحكمة إلهية تعطينا أن نعرف متي نتسامح ومتي‬

‫نحارب لندافع‪ .‬فإبرام ترك حقوقه في نزاعه مع لوط لكنه حارب هنا ألن قلبه الناري لم يحتمل أن يكون هو في‬

‫راحة وغيره متألم‪ .‬ونالحظ أن لوط الذي طلب ما لنفسه خسر كل شئ‪ .‬وهو قد تعرض لحروب األعداء ألنه‬

‫خرج بإرادته من حماية هللا فهو رفض أن يسير مع إبرام واختار األماكن الشريرة ليحيا فيها‪ .‬إذن فعليه أن‬

‫يتعرض لحروب العالم وتقلباته‪ .‬ويري القديس إكليمنضس السكندري أن رقم ‪ 311‬باليونانية يكتب هكذا ‪TIH‬‬

‫ويري أن حرف ‪ T‬هو شبيه بعالمة الصليب ‪ ،‬وحرف ‪ i‬من ‪ IOC‬أي إبن ‪ ،‬وحرف‪ H‬هو من ‪ Hcorc‬أي‬ ‫يسوع ويكون المعني أنها رمز لعالمة يسوع المسيح إبن هللا أي الصليب (هي عالمة الذين خلصوا) وقطعاً فإن‬

‫رجال إبراهيم وحلفائه عددهم كان قليالً‪ ،‬لكن هللا هو الذي يحارب ويعطي حكمة إلبراهيم ‪ ،‬كما حدث مع جدعون‬

‫بعد ذلك ‪ .‬بل لم نسمع عن أي خسارة في رجال إبراهيم‪.‬‬

‫أية (‪15" -:)15‬وا ْنقَسم علَي ِهم لَيالً ُهو وع ِبيده فَ َك َّسرُهم وتَِبعهم ِإلَى حوب َة الَِّتي ع ْن َشم ِ ِ‬ ‫ق‪".‬‬ ‫ال د َم ْش َ‬ ‫َ َ​َ َ ْ ْ ْ َ َ َ ُ​ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ َ َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫إنقسم عليهم‪ :‬أي قسم نفسه لعدة جيوش ليهجم عليهم من عدة نواح وهذا ما عمله جدعون أيضاً‪( .‬وكان رجال‬ ‫جدعون أيضا ‪ 311‬رجل)‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا َو َّ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫استَْر َج َع لُوطاً أ َ‬ ‫َخاهُ أ َْي ً‬ ‫اء أ َْي ً‬ ‫استَْر َج َع ُك َّل األ َْمالَ ك‪َ ،‬و ْ‬ ‫أية (‪َ " -:)16‬و ْ‬ ‫الش ْع َ‬ ‫ضا َوأ َْمالَ َك ُه‪َ ،‬والن َس َ‬ ‫أبرام الذي عاش كمتغرب هو الذي أنقذ لوط‪ .‬وهكذا أوالد هللا الذين يعيشون بروح الغربة قادرين أن يسندوا‬

‫النفوس الضعيفة التي إنغمست في العالم‪.‬‬

‫تعليق‪ :‬القديس بطرس في (‪2‬بط ‪ )1-1:2‬يقول أن لوط كان يعذب نفسه بسبب الشر ‪ .‬لذلك كان عليه أن يترك‬

‫هذا المكان مضحياً بالثروات المادية لينقذ حياته‪ .‬فهو ذهب لهذا المكان سعياً وراء المادة فقط ولذلك لم يستطع‬

‫أن يبشر أو يشهد للحق وحينما فعل أخي اًر كان كمازح في عيون أهل سدوم (ص ‪ .)11‬لذلك قال له المالك‬

‫"إهرب لحياتك" وكان عليه أن يفعل هذا من قبل لكنه لم يفعل‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫وع ِه ِم ْن َكسرِة َكدرلَعومر وا ْلملُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِت ْق َبالِ ِه‪َ ،‬ب ْع َد ر ُج ِ‬ ‫ين َم َع ُه ِإلَى ُع ْم ِ‬ ‫ق‬ ‫وك الَّذ َ‬ ‫وم ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َْ َْ َ​َ َ ُ‬ ‫أية (‪ " -:)10‬فَ َخ َر َج َمل ُك َس ُد َ‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْل َملِ ِك‪".‬‬ ‫َش َوى‪ ،‬الَّذي ُه َو ُع ْم ُ‬

‫‪235‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع عشر)‬

‫عمق شوي‪ :‬وادي السهل وعمق الملك‪ :‬يقولون أن ملوك يهوذا كانوا يدربون جيوشهم في هذا المكان وبذلك‬ ‫تكون إضافة حديثة تضع اإلسم الحديث للمكان وهناك من يقول أن اإلسم راجع لحادثة إجتماع الملوك مع إبرام‬

‫ليشكروه علي إنقاذهم‪.‬‬

‫األيات (‪17" -:)23-17‬وم ْل ِكي ص ِ‬ ‫ق‪ ،‬ملِ ُك َشالِ‬ ‫َخ َر َج ُخ ْب ًاز َو َخ ْم ًار‪.‬‬ ‫اد‬ ‫يم‪ ،‬أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫‪23‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫«مبار ٌك أَبر ِ‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫ض‪َ ،‬و ُم َب َار ٌك للاُ ا ْل َعلِ ُّي‬ ‫ام م َن للا ا ْل َعل ِي َمالك َّ َ َ‬ ‫ُ َ َ َْ ُ‬ ‫ُع ْش ًار ِم ْن ُك ِل َش ْي ٍء‪".‬‬

‫‪12‬‬ ‫و َك َ ِ ِ ِ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ان َكاه ًناِ هلل ا ْل َعل ِي‪َ .‬وَب َارَك ُه َوقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َك ِفي َيد َك»‪ .‬فَأ ْ‬ ‫َسلَ َم أ ْ‬ ‫َعطَاهُ‬ ‫الَّذي أ ْ‬ ‫َع َد َ‬

‫ملكي صادق‬

‫قصة لقاء إبراهيم مع ملكي صادق تمثل لغ اًز عند اليهود ال يعرفون له تفسي اًر (عب ‪ )11:4‬وقالوا أنه عسر‬

‫التفسير‪ .‬إذ كيف يقدم إبراهيم أب األباء الذي في صلبه كهنوت الوي العشور لرجل غريب ولماذا ظهر هذا‬ ‫الرجل في الكتاب فجأة واختفي فجاة وال يعرف أحد أباه أو أمه أو نسبه ولماذا لم يقدم ذبيحة دموية كما كانت‬ ‫عادة ذلك الزمان‪ .‬وقد قال اليهود كمحاولة للتفسير أن ملكي صادق هو سام إبن نوح؟!! لكن ما الذي غير اسمه‬

‫وماذا أتي به إلي كنعان!! هناك أسئلة كثيرة ال يجد لها اليهود حالً‪ .‬وقد كشف السر بولس الرسول في رسالة‬

‫العبرانيين وقال إن ملكي صادق هو رمز للسيد المسيح‪ .‬ونجد هنا لفظ كاهن ولفظ هللا العلي ألول مرة في‬ ‫الكتاب فالمسيح هو العلي الذي سيقدم نفسه ذبيحة ككاهن‪ .‬وهو ملك وابن داود ‪.‬‬

‫‪ .1‬ملكي صادق تعني ملك البر رو ‪ 25:3‬هذا من جهة اإلسم‪.‬‬

‫‪ .2‬ملك ساليم تعني ملك السالم يو ‪ 33:11‬من جهة العمل (وساليم غالبا هي أورشليم)‪.‬‬

‫‪ .3‬كان ملكاً وكاهناً في نفس الوقت وهذا ال يتحقق عند اليهود فالملوك من سبط والكهنة من سبط آخر‪ .‬فداود‬ ‫من سبط يهوذا والكهنة من سبط الوي ‪.‬‬

‫‪ .5‬قدم خب اًز وخم اًر وهكذا قدم المسيح جسده ودمه على هذه الصورة فى اإلفخارستيا‪.‬‬

‫‪ .4‬لم نعرف شيئاً عن أبيه وأمه وهو ال بداية لملكه وال نهاية مذكورة‪ ،‬إشارة إلي السيد المسيح الذي بال أب‬ ‫جسدي وبال أم من جهة الالهوت‪ ،‬بال بداية أيام‪ ،‬أبدي‪.‬‬

‫‪ .1‬جاء السيد المسيح كاهناً علي رتبة ملكي صادق‪ .‬وكأن الكهنوت الالوي قد إنتهي ليقوم كهنوت جديد يقدم‬ ‫خب اًز وخم اًر‪.‬‬

‫‪ .:‬إبراهيم الذي من صلبه الكهنوت الالوي يجمع العشور‪ ،‬هو نفسه يقدم العشور لملكي صادق فمن يكون هذا‬ ‫الذي يقبل العشور من إبراهيم سوي هللا نفسه أو من يرمز إليه‪.‬‬ ‫أية (‪21" -:)21‬وقَ ِ‬ ‫َع ِط ِني ُّ‬ ‫ْها لِ َن ْف ِس َك»‪" .‬‬ ‫وس‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما األ َْمالَ َك فَ ُخذ َ‬ ‫ام‪« :‬أ ْ‬ ‫النفُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫وم أل َْب َر َ‬ ‫ال َمل ُك َس ُد َ‬ ‫كان من حق إبرام أن يحصل علي األمالك فهو الذي حرر الجميع‪ ،‬كمكافأة علي تعبه‪.‬‬

‫‪236‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع عشر)‬

‫السم ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الر ِب ِ ِ ِ‬ ‫أية (‪22" -:)22‬فَقَال أَبر ِ ِ ِ‬ ‫اء َواأل َْر ِ‬ ‫ض‪"،‬‬ ‫ت َي ِدي ِإلَى َّ‬ ‫وم‪َ « :‬رفَ ْع ُ‬ ‫اإل له ا ْل َعل ِي َمالك َّ َ‬ ‫ام ل َملك َس ُد َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫الحظ ان إبرام يكرر وراء ملكي صادق ما تعلمه منه "هللا العلي مالك السماء واألرض" وعلينا ان نتشبه نحن‬

‫أيضاً بالقديسين‪ .‬ورفع اليد تعني القسم‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫اك َن ْعل َوالَ ِم ْن‬ ‫أية (‪ " -:)23‬الَ آ ُخ َذ َّن الَ َخ ْيطًا َوالَ ِش َر َ‬ ‫ال خيطاً‪ :‬هذا خاص بالنساء فالخيط هو الذي يربطون‬

‫ِ‬ ‫ام‪" .‬‬ ‫ول‪ :‬أَ​َنا أَ ْغ َن ْي ُ‬ ‫ُكل َما ُه َو لَ َك‪ ،‬فَالَ تَقُ ُ‬ ‫ت أ َْب َر َ‬ ‫به شعرهم وال شراك نعل‪ :‬هذا للرجال والمقصود أنه ال‬

‫يريد أي مكافأة أرضية (ال من الرجال وال من النساء الذين أنقذهم) ترك المكافأة األرضية طالباً المكافأة‬

‫السماوية‪ .‬بل هو في تركه المكافأة فاق مطالب الناموس التي أعطيت فيما بعد وكانت تعطيه الحق في المكأفاة‪.‬‬

‫الرج ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪ ،‬وأ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪24" -:)24‬لَي ِ‬ ‫ول َو َم ْم َرا‪،‬‬ ‫ين َذ َه ُبوا َم ِعي‪َ :‬ع ِان َر َوأ ْ‬ ‫ال الَّذ َ‬ ‫يب ِ َ‬ ‫َما َنص ُ‬ ‫س لي َغ ْي ُر الَّذي أ َ​َكلَ ُه ا ْلغ ْل َم ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َش ُك َ‬ ‫فَهم يأْ ُخ ُذ َ ِ‬ ‫يب ُه ْم»‪".‬‬ ‫ون َنص َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫هو ترك حقه لكن طلب حق الرجال الذين حاربوا معه‪ .‬فهو ال يلزم اآلخرين بنفس مستواه الروحي‪ .‬بل بحكمته‬

‫هذه إشتري صداقتهم‪ .‬هذه صورة حية للنضوج الروحي والفكري‪.‬‬

‫‪237‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس عشر)‬

‫اإلصحاح الخامس عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫صار َكالَم َّ ِ ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫س لَ َك‪.‬‬ ‫ام ِفي ُّ‬ ‫الر ْؤَيا قَ ِائالً‪« :‬الَ تَ َخ ْ‬ ‫ام‪ .‬أَ​َنا تُْر ٌ‬ ‫ور َ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬ب ْع َد هذه األ ُ‬ ‫ف َيا أ َْب َر ُ‬ ‫الرب إلَى أ َْب َر َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ير ِجدًّا»‪" .‬‬ ‫أْ‬ ‫َج ُر َك َكث ٌ‬

‫ال تخف ‪ :‬هو مهدد بحرب اآلن مع كدرلعومر ورجاله كنوع من اإلنتقام من هزيمته ‪ ،‬وهو ساكن وسط أناس‬

‫غرباء‪ .‬وقد ترك أهله فى أور وأهله الذين فى حاران ‪ ،‬وحتى لوط إبن أخيه ورجاله تركوه ‪ ،‬وهو بدون أبناء‬ ‫يساعدونه ‪ .‬ولكن نجد أن هللا الذى إختار له هذا المكان ليعيش فيه يقول له لماذا تخاف وأنا الذى أحميك = أنا‬

‫ترس لك ‪ .‬وهذه عادة هللا أنه إذا سمح ألحد أبنائه أن يوجد وحيدا تجد هللا يشعره بوجوده حتى يطمئن ‪ ،‬وهذا ما‬ ‫فعله هللا حين غادر يعقوب بيت أبيه وأمه وسار وحيدا فى صحراء ‪ ،‬إذ ظهرت له رؤيا السلم الواصل إلى‬

‫السماء ‪.‬‬

‫ترس = هو الدرع الذى يحمى الصدر فى أثناء القتال ‪ .‬والمعنى أن هللا هو الذى يدافع عنه ويحميه ‪.‬‬

‫أجرك كثير جداً‪ :‬ما سبق كان عن حماية هللا ولكن هذا ليس كل شئ بل هناك مكافأة من هللا ألبرام ‪ .‬هو ترك‬

‫أهله وترك الراحة واألمان فى أور وحاران‪ .‬وهللا هنا يكافأه بما ال يستطيع البشر أن يعطوه ‪ ،‬فيكون نسله كنجوم‬

‫السماء ومن نسله يتبارك األمم‪ .‬فالنسل الموعود به ليس إسحق فقط بل المسيح الذى فيه يتباك كل األمم ‪.‬‬

‫والحظ قوله بعد هذه األمور‪ :‬كأن ما تمتع به إبرام من كالم الرب ووعوده له جاء نتيجة مواقفه اإليمانية ‪ ،‬فهو‬ ‫ترك أور وترك حاران ونفذ كالم هللا بإيمان وألنه عرض نفسه للخطر من أجل إنقاذ لوط ‪ .‬وبالنسبة لنا فكلما‬

‫جاهدنا في عالقتنا مع هللا وأطعناه كلما إقترب هللا منا‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬ما َذا تُع ِط ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يني وأَ​َنا م ٍ ِ‬ ‫يع َازُر‬ ‫ام‪« :‬أ َُّي َها َّ‬ ‫الس ِي ُد َّ‬ ‫ْ‬ ‫يما‪َ ،‬و َمال ُك َب ْيتي ُه َو أَل َ‬ ‫اض َعق ً‬ ‫َ َ‬ ‫الر ُّ َ‬ ‫أية (‪ " -:)2‬فَقَ َ‬ ‫ال أ َْب َر ُ‬ ‫ِ‬ ‫الد َم ْش ِق ُّي؟» "‬ ‫حينما شعر أبرام بإقت ارب هللا إليه تحدث أبرام في جرأة ودالة مع هللا وقال ماذا تعطيني وأنا ماض عقيماً‪ :‬ماض‬

‫في طريق األرض كلها أي سأموت دون وريث يحمل اسمي= ومالك بيتي = أثبتت األثار أن العبد كان يرث‬

‫سيده إن لم يكن له أبناء‪ .‬اليعازر الدمشقي‪ :‬فربما صار له عبداً وهو في طريقه من حاران إلي كنعان مرو اًر‬

‫بدمشق‪ .‬معنى كالم أبرام هنا أننى قد كبرت فحتى لو كافأتنى يارب بمكافآت مادية فماذا أنتفع بها وأنا أيامى قد‬

‫إقتربت وليس لى وريث فكل ما ستعطينى سيذهب إلى أليعازر‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ضا‪ِ« :‬إ َّن َك لَ ْم تُ ْع ِط ِني َن ْسالً‪َ ،‬و ُه َوَذا ْاب ُن َب ْي ِتي َو ِ‬ ‫ث لِي»‪".‬‬ ‫ار ٌ‬ ‫ام أ َْي ً‬ ‫أية (‪َ " -:)3‬وقَ َ‬ ‫ال أ َْب َر ُ‬ ‫ابن بيتي ‪ :‬هذه تعني مالك بيتي أو عبدي ومن تواضعه ومحبته يسميه إبن أي بمنزلة إبن‪.‬‬

‫‪238‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس عشر)‬ ‫‪4‬‬ ‫الر ِب ِإلَ ْي ِه قَ ِائالً‪« :‬الَ َي ِرثُ َك‬ ‫األيات (‪ " -:)5-4‬فَِإ َذا َكالَ ُم َّ‬ ‫ار ٍج وقَال‪« :‬ا ْنظُر ِإلَى َّ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫وم‬ ‫أْ‬ ‫ْ‬ ‫َخ َر َج ُه إلَى َخ ِ َ َ‬ ‫الس َماء َو ُع َّد الن ُج َ‬ ‫َن ْسلُ َك»‪" .‬‬

‫ِ‬ ‫َح َش ِائ َك ُه َو َي ِرثُ َك»‪5 .‬ثُ َّم‬ ‫ه َذا‪َ ،‬ب ِل الَّذي َي ْخ ُر ُج ِم ْن أ ْ‬ ‫ون‬ ‫ال لَ ُه‪َ « :‬‬ ‫َن تَ ُعد َ‬ ‫ت أْ‬ ‫استَطَ ْع َ‬ ‫هك َذا َي ُك ُ‬ ‫ِإ ِن ْ‬ ‫َّها»‪َ .‬وقَ َ‬

‫حياة إبراهيم سلسلة غير منقطعة من اللقاءات مع هللا والتمتع بالوعود بسبب إيمانه الحي العملي وطاعته للرب‬

‫في كل شئ‪ .‬وعد النجوم‪ :‬إذاً هذه الرؤيا كانت ليالً وحين قال له نسلك كتراب األرض (‪ )11:13‬كان هذا في‬ ‫نور النهار وهو يري التراب‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫الر ِب فَ َح ِس َب ُه لَ ُه ِب ًّار‪".‬‬ ‫آم َن ِب َّ‬ ‫أية (‪ " -:)6‬فَ َ‬ ‫فآمن بالرب فحسبه له ب ارً ‪ :‬بحسب الطبيعة كان يبدو مستحيالً تنفيذ هذا الوعد‪ .‬وهنا نسمع ألول مرة كلمة‬

‫"آمن" (عب‪ + 21:5‬رو‪ + 3:5‬غل ‪ + 1:3‬يع ‪ + 23:2‬رؤ ‪ )25،23:5‬وصرنا نحن أوالد إلبراهيم باإليمان‪.‬‬ ‫هو فتح لنا طريق البر خالل اإليمان‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َر َج َك ِم ْن أ ِ‬ ‫ض لِتَ ِرثَ َها»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال لَ ُه‪« :‬أَ​َنا َّ‬ ‫ب الَِّذي أ ْ‬ ‫ين لِ ُي ْع ِط َي َك هذ ِه األ َْر َ‬ ‫ُور ا ْل َك ْل َدان ِي َ‬ ‫أية (‪َ " -:)0‬وقَ َ‬ ‫هللا لم يخرجه من أور ليتركه في الصحراء بل أعد له كنعان ليرثها‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫َعلَ ُم أ َِني أ َِرثُ َها؟»"‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال‪« :‬أ َُّي َها َّ‬ ‫الس ِي ُد َّ‬ ‫ب‪ِ ،‬ب َما َذا أ ْ‬ ‫أية (‪ " -:)7‬فَقَ َ‬ ‫بماذا أعلم أني أرثها‪ :‬هو سؤال ال يحمل الشك فاهلل قد أعلن إيمانه من قبل (آية ‪ )1‬وهو لم يقل كيف أعرف؟‬

‫كما لو كان لم يؤمن بعد أنه يرث‪ .‬وانما قال بماذا أعلم كأنه يطلب عالمة ليعرف الطريق الذي به يتحقق ما قد‬

‫آمن أن يناله أو أن يكون معنى السؤال هو كيف سيحدث هذا‪ .‬وهذا ما صنعته العذراء مريم فهي سألت عن‬

‫الوسيلة التي بها تلد وهي ال تعرف رجالً لذلك أجابها المالك "الروح القدس يحل عليك" وألن سؤال إبراهيم كان‬ ‫عن ميراث كنعان‪ ،‬وكنعان تشير إلي كنعان السماوية جاءت إجابة هللا تحمل جوانب ذبيحة المسيح وعهده‬

‫الجديد الذي به يكون ألوالد إبراهيم باإليمان الدخول لكنعان السماوية‪ .‬وسؤال إبرام هلل هنا يظهر الدالة بينه وبين‬

‫هللا‪ .‬وقد جاءت العالمة تكشف لنا سر الكنيسة الخارجة من صلب أبرام ‪ .‬فاهلل وعده بنسل كنجوم السماء ‪،‬‬ ‫واآل ن يكشف له عن هذا النسل الذي يصير كنيسة مقدسة للرب تضم أهل الختان (اليهود) واألمم‪ .‬وهنا نفهم‬

‫اآليات التى سبقت بمفهوم جديد ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َح َش ِائ َك ُه َو َي ِرثُ َك (اآليات ‪. )4 ، 5‬‬ ‫الَ َي ِرثُ َك ه َذا‪َ ،‬ب ِل الَّذي َي ْخ ُر ُج ِم ْن أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ض لِتَ ِرثَ َها (اآلية ‪. ):‬‬ ‫لِ ُي ْع ِط َي َك هذ ِه األ َْر َ‬

‫وقارن مع "فأعطيك األمم ميراثا لك وأقاصى األرض ملكا لك" (مز‪ .." + )1 : 2‬لتعلموا ‪ ..‬ما هو غنى مجد‬

‫ميراثه فى القديسين" (أف‪ .)11 : 1‬إذاً المؤمنين هم ميراث المسيح‪.‬‬

‫‪239‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس عشر)‬

‫الميراث هو ميراث كنعان األرضية وسيرثها إسحق نسل أبرام بالجسد وهكذا فهم أبرام كالم هللا ‪ .‬ولكن المعنى‬

‫األبعد أن المسيح الخارج من أحشاء أبرام هو الذى يرث المؤمنين به من كل العالم يهوداً وأمم الذين لهم نفس‬

‫إيمان أبرام (إبراهيم) ‪ .‬وهذا الميراث من المؤمنين بالمسيح سيكونوا معه فى كنعان السماوية ‪.‬‬

‫وسؤال أبرام هنا بماذا أعلم أنى أرثها كان يعنى بالنسبة ألبرام ما هى الطريقة التى سأرث بها وأنا ضعيف‬ ‫وحدى أمام كل هذه الشعوب ؟ وهللا لم يرد عليه مباشرة ‪ ،‬ولكن بأن أعطاه وعدا بطريقة ذلك الزمان وهى شق‬ ‫حيوان والمشى بين جزئى الحيوان ‪ .‬وهذا يعنى يكفيك يا أبرام أننى وعدت ودخلت معك فى عهد ‪.‬‬

‫ولكن بالمعنى الرمزى صار سؤال أبرام يعنى كيف سيتم ذلك ؟ أى كيف يا رب سترث هذا العالم المتمرد عليك‬

‫من عابدى الوثن ‪ ...‬إلخ ؟ ويكون معنى اإلجابة ‪ ...‬بالذبيحة التى ستقدم على الصليب ‪.‬‬

‫وبعد ذلك بسنين نجد هللا يشرح ذبيحة المسيح عن طريق تقديم اإلبن المحبوب إلبراهيم أى إسحق ذبيحة ولكنه‬

‫يعود حيا ‪ ،‬فالخالص ال يكون بذبائح حيوانية بل بذبيحة المسيح الكفارية ‪ ،‬وكانت الذبائح الحيوانية فى العهد‬

‫القديم رم از ‪ .‬وهكذا صار إصحاح (تك‪ )14‬وما حدث فيه إنما هو رمز إلصحاح (تك ‪ )22‬من تقديم إسحق‬ ‫ذبيحة ‪.‬‬

‫وبعد تقديم الذبيحة كان معنى كالم هللا ألبرام ‪ ،‬أنك لن ترث اآلن مباشرة ‪ ،‬بل بعد أن يذهب نسلك ليقضى فترة‬

‫فى العبودية ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ام ًة»‪.‬‬ ‫ام ًة َو َح َم َ‬ ‫ال لَ ُه‪ُ « :‬خ ْذ لي ع ْجلَ ًة ثُالَ ث َّي ًة‪َ ،‬و َع ْن َزةً ثُالَ ث َّي ًة‪َ ،‬و َك ْب ًشا ثُالَ ث ًّيا‪َ ،‬وَي َم َ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫اح ٍد مقَا ِبل ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم َن ا ْل َو َس ِط‪َ ،‬و َج َع َل ِش َّ‬ ‫َما الطَّ ْي ُر َفلَ ْم َي ُشقَّ ُه‪" .‬‬ ‫اح ِب ِه‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ق ُك ِل َو ُ َ َ‬

‫األيات (‪" -:)13-2‬‬ ‫‪13‬‬ ‫َخ َذ ِ‬ ‫هذ ِه ُكلَّ َها َو َشقَّ َها‬ ‫فَأ َ‬ ‫الحيوانات المشقوقة هي طريقة الميثاق والدخول في عهد عند القبائل القديمة‪ ،‬فيقوم المتعاهدان بشق حيوان‬ ‫ويسيران وسطه كعالمة عهد وميثاق‪ ،‬وبمعني ليشقني هللا هكذا لو خالفت العهد‪ .‬وهنا شق أبرام الحيوانات إلي‬ ‫نصفين ووضع كل شق منهم تجاه اآلخر أما الطيور فلم يشقها بل وضع كل طائر تجاه اآلخر (الحمامة‬

‫واليمامة) [ الحظ أن العهد بين هللا واإلنسان (العهد الجديد) كان بذبيحة المسيح] فهذه الرؤيا كشفت ‪-:‬‬ ‫(‪ )1‬سر المسيح المصلوب‬

‫(‪ )2‬سر الكنيسة الخارجة من صلب أبرام‪.‬‬ ‫وهذه الحيوانات لها تفسيرات متعددة ‪-:‬‬

‫‪ )1‬هذه الذبائح تشير لذبيحة الصليب (وراجع تفسير سفر الالويين) فنوع واحد من الذبائح ما كان يكفى‬ ‫لشرح ذبيحة الصليب ‪ .‬فهناك ذبائح المحرقة وذبائح الخطية وذبائح اإلثم‪ .‬ويمكننا القول أن العجل يمثل‬ ‫ذبيحة المحرقة والمعزة تمثل ذبيحة الخطية والكبش يمثل ذبيحة اإلثم ‪ .‬والطيور تمثل الكنيسة التى‬

‫تحمل الصليب مع مسيحها ‪ ،‬فاليمامة تمثل الكنيسة المنعزلة عن شرور العالم ولكنها كنيسة مسبحة ‪،‬‬

‫والحمامة تمثل الكنيسة المملوءة بالروح القدس الذى يعزيها وسط أالمها ‪ .‬أما رقم ‪ = 3‬ثالثية =‬

‫الموجود مع الحيوانات المذبوحة = فيشير ألن المسيح حقا مات على الصليب ولكنه قام فى اليوم الثالث‬ ‫‪240‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس عشر)‬

‫وأقام معه كنيسته ‪ .‬وقارن هذا مع ما رآه القديس يوحنا الالهوتى عن شكل المسيح فى رؤياه "خروف‬

‫قائم كأنه مذبوح" (رؤ‪ . )1 : 4‬ويقول بولس الرسول "فإذ لنا أيها اإلخوة ثقة بالدخول إلى األقداس بدم‬ ‫يسوع ‪ .‬طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب أى جسده" (عب‪ )21 ، 11 : 11‬فالمسيح هو الذبيحة‬

‫الحية ‪.‬‬

‫‪ )2‬تشير الذبائح للمؤمنين الذين يسلك بعضهم روحياً والبعض جسدياً وسن الحيوانات ‪ 3‬سنوات إشارة‬

‫إليمان المؤمنين بسر الثالوث القدوس ولقيامتهم مع المسيح‪ .‬والجسديون يشير لهم الحيوانات ‪،‬‬

‫والروحيون يشير لهم الطيور‪ .‬وشق الحيوانات يشير ألن الجسديون دائما منقسمون أما الروحيون فال‬

‫ينقسموا‪ ،‬فهم لهم قلب واحد وروح واحد ومحبة واحدة‪ .‬واليمام يمثل الطهارة والحمام يمثل البساطة‪.‬‬ ‫الجسديون المنقسمون علي أنفسهم مثقلون بقيود الرذيلة الثقيلة‪ ،‬أما الروحيون فمرتفعون إلي األعالي‬

‫بأجنحة الفضيلة المتنوعة كما بجناحين‪.‬‬

‫‪ )3‬البهائم والطيور المستخدمة هي من الطيور والحيوانات الطاهرة كما جاءت بعد ذلك في الشرائع الالوية‬

‫وهي المسموح بتقديم ذبائح منها واذا فهمنا أن الذبائح كلها تشير للمسيح يمكن فهم أن تعدد الذبائح‬ ‫يشير لتعدد أوجه ذبيحة المسيح فالعجلة تشير ألنه أتي كعبد طائع صابر والمسيح أطاع حتي الموت‬

‫بكل خضوع ‪ ،‬بل أعطانا جسده طعاماً (اإلبن الضال ذبح له العجل المسمن) ‪ .‬والعنزة تشير للخاطئ‬

‫(الجداء علي اليسار مت ‪ ، )33:24‬والمسيح صار خطية ألجلنا لنصير نحن بر هللا فيه‪ .‬والكبش كان‬ ‫يستخدم في ذبيحة اإلثم ‪ .‬أما الطيور (اليمامة والحمامة) فيشيروا ألنه سماوي جاء من فوق ليفدي‬

‫البشر‪ .‬واليمامة تشير للمحبة والحزن ولم يكن ما يفوق محبة المسيح وال أحزانه "نفسى حزينة حتي‬

‫الموت" وهي تشير للطهارة أيضاً والحمامة تشير للبساطة والطهارة والوداعة‪.‬‬

‫واألراء الثالثة يشيروا إلي الرد علي سؤال أبرام " كيف يرث" والرد بالمسيح المصلوب والكنيسة المتألمة كطريق‬

‫للمجد‪.‬‬

‫ِ‬ ‫أية (‪11 " -:)11‬فَ َن َزلَ ِت ا ْل َج َو ِ‬ ‫ام َي ْز ُج ُرَها‪".‬‬ ‫ار ُح َعلَى ا ْل ُجثَث‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ان أ َْب َر ُ‬ ‫الطيور الجارحة تمثل أرواح الهواء النجسة التي تطلب ما لنفسها خالل إنشقاقات الجسديين‪ .‬وابرام يشير للنفس‬ ‫الروحية اليقظة التي ال تستطيع أن تمنع الطيور الجارحة من أن تحوم حولها‪ ،‬لكنه يقدر أن يمنعها من أن‬

‫تستقر عنده أو تخطف شيئاً من عندياته‪ .‬وهذا ما أكده أباء الكنيسة أن المؤمن الحي ال يقدر ان يمنع حرب‬

‫الخطايا من مهاجمته لكنها إذ تجد إنساناً يقظاً ال تقدر أن تدخل إليه أو تتسلل إلي فكره أو قلبه‪ .‬وابرام هنا طلب‬

‫عالمة ‪ .‬فطلب منه هللا شق الذبائح وانتظر إبرام عالمة فلم تظهر بل هاجمت الجوارح الذبائح (الذبائح تشير‬

‫للمؤمن كذبيحة روحية حية) فصار أبرام يبعدها النهار كله ‪ ،‬وهذا يشير للحرب التى يشنها الشيطان رئيس‬ ‫سلطان الهواء ضد الكنيسة كل األيام ‪ ،‬وهذا يشير أيضا إلى أنه يجب علينا أن نسهر علي ذبائحنا الروحية‬ ‫وننتظر إعالنات هللا وعلينا أن ننتظرها بصبر وهي بالتأكيد ستأتي‪ .‬ولكن علينا أن ننتظر في يقظة تحقيق وعود‬ ‫‪241‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس عشر)‬

‫هللا‪ .‬وقد تشير هذه الجوارح للشعوب المناوئة إلسرائيل مثل بابل وأشور وغيرها‪ .‬ولنالحظ أنه البد من حروب‬ ‫عدو الخير ضد شعب هللا وال أحد يكلل إن لم يجاهد قانونياً (أف ‪ .)12:1‬ويظل المؤمن فى جهاده وتقديم نفسه‬

‫ذبيحة حية العمر كله‪ ،‬وسيظل أيضا فى حرب فكرية من الشيطان وعليه أن يقاومها بإسم المسيح طوال اليوم ‪.‬‬

‫أية (‪12 " -:)12‬ولَ َّما صار ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِإلَى ا ْلم ِغ ِ‬ ‫َّ‬ ‫يم ٌة َو ِاق َع ٌة‬ ‫ر‬ ‫َب‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫يب‬ ‫م‬ ‫الش‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ام ُس َب ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ات‪َ ،‬وِا َذا ُر ْع َب ٌة ُم ْظل َم ٌة َعظ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َعلَ ْي ِه‪".‬‬

‫أوقع للا علي إبرام سباتاً مثل الذي أوقعه علي آدم‪ ،‬فاهلل أغلق أبواب الجسد ليعطي الروح فرصة لتتأمل األشياء‬ ‫الروحية‪.‬‬

‫واذا رعبة مظلمة عظيمة واقعة عليه ‪ :‬وهذه تشير إلي‪:-‬‬

‫‪ .1‬لقد رأي ثمر الخطية في حياة اإلنسان‪ ،‬كيف تستعبده وتفسده‪ .‬وسمع عن أن نسله سيكون مستعبداً ‪511‬‬

‫سنة‪ .‬هي صورة مؤلمة للنفس التي تسقط تحت الخطية فتصير في عبودية فرعون الطاغي ومذلته‪ .‬وتشير‬ ‫للضيق العظيم في نهاية األزمنة بسبب الخطية مت ‪.21:25‬‬

‫‪ .2‬ما حدث مع إبرام هنا يشير إلي عمل السيد المسيح الخالصي فقبيل غروب الشمس‪ ،‬في ملء الزمان‪ ،‬وقع‬ ‫علي الرب سبات‪ ،‬إذ أسلم الروح علي الصليب‪ ،‬معلناً م اررة الخطية التي أحدرتنا إلي الجحيم ونزلت بنا إلي‬

‫العبودية زماناً‪.‬‬

‫‪ .3‬الرعب ناشئ عن إحتجاب وجه الرب بسبب الخطية وهذا ما ستختبره ذرية أبرام إلي حين‪ .‬وهذا كرمز لما‬ ‫حدث للجنس البشرى إذ أخضعت الخليقة للبطل ‪ ..‬ولكن على رجاء" (رو‪. )21 : 1‬‬

‫‪13‬‬ ‫يبا ِفي أ َْر ٍ‬ ‫ون لَ ُه ْم‪.‬‬ ‫اعلَ ْم َي ِقي ًنا أ َّ‬ ‫ض لَ ْي َس ْت لَ ُه ْم‪َ ،‬وُي ْستَ ْع َب ُد َ‬ ‫َن َن ْسلَ َك َس َي ُك ُ‬ ‫ام‪ْ « :‬‬ ‫ون َغ ِر ً‬ ‫أية (‪ " -:)13‬فَقَ َ‬ ‫ال أل َْب َر َ‬ ‫فَ ُي ِذلُّوَن ُه ْم أ َْرَب َع ِم َئ ِة َس َن ٍة‪" .‬‬

‫فيذلونهم ‪ 433‬سنة‬ ‫يذكر سفر الخروج في (‪ )5:12‬أن إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في مصر كانت ‪ 531‬سنة وغالباً فإن مصر‬

‫تشير للغربة والعبودية‪ .‬وبالمفهوم الرمزي تصبح مدة الا ‪ 531‬سنة هي منذ دعوة هللا إلبرام بالخروج من أور حتي‬

‫خروج الشعب من أرض مصر‪ .‬وتكون مدة ‪ 511‬سنة هي من بدء إضطهاد إسمعيل إلسحق حتي خروج‬ ‫الشعب من أرض مصر لذلك قال هنا فيذلونهم مع تحديد المدة با ‪ 511‬سنة‪ .‬أما بقاء الشعب في مصر فكانت‬

‫مدته حوالي ‪ 211‬سنة وتحسب المدد كالتالي‪:-‬‬

‫‪ .1‬المدة من دعوة هللا إلبرام وهو في ما بين النهرين في أور إلي خروجه من حاران كانت ‪ 14-4‬سنة ولنقل‬ ‫أنها ‪ 4‬سنين‪.‬‬

‫‪ .2‬المدة من ترك حاران ودخوله كنعان إلي والدة اسحق ‪ 24‬سنة ألنه ترك حاران وعمره ‪ :4‬سنة وولد إسحق‬ ‫وعمره ‪ 111‬سنة (‪.)24:21 + 25:12‬‬

‫‪242‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس عشر)‬

‫‪ .3‬من والدة اسحق إلي والدة يعقوب ‪ 11‬سنة (‪.)21:24‬‬

‫‪ .5‬من والدة يعقوب حتي دخوله إلي أرض مصر مع بنيه ‪ 131‬سنة (‪ )1:5:‬وبذلك تكون مدة التغرب في‬ ‫كنعان ‪ 221=131+11+24 +4 :‬سنة‬

‫وتصبح مدة اإلقامة في مصر ‪ 211 = 221 – 531 :‬سنة ‪.‬‬

‫وحينما قال أن مدة تغربهم في مصر ‪ 511‬سنة فهي إطالق الجزء علي الكل بإعتبار أن فترة إقامتهم في مصر‬

‫كانت الجزء األعظم أهمية في تاريخ تغربهم أو نقل أن فترة وجودهم في مصر هي التي تمثل عبوديتهم‪ .‬وفترة‬

‫وجود إبراهيم واسحق ويعقوب في كنعان هي فترة تغرب ولم يكن قد أتي بعد فترة الميراث أى كانوا ما زالوا لم‬

‫يمتلكوا األرض بعد‪ ،‬وكانوا في هذه الفترة رحل في خيام (عب ‪ .)1:11‬وبهذا المفهوم قالت الترجمة السبعينية ان‬

‫فترة إقامتهم في مصر وكنعان كانت ‪ 531‬سنة‪ .‬فالسبعينية أضافت كنعان علي مصر كحاشية توضيحية‪.‬‬

‫وهكذا فهمها بولس الرسول "وانما أقول هذا أن الناموس الذي صار بعد ‪ 531‬سنة ال ينسخ عهداً قد سبق فتمكن‬

‫من هللا نحو المسيح حتي يبطل الموعد" (غل‪ . )1: : 3‬فهو إعتبر أن الا ‪ 531‬سنة بدأت بوعد هللا إلبرام حتي‬

‫خروج الشعب من مصر وحصولهم علي الناموس‪ .‬ولنالحظ قول هللا نسلك سيكون غريباً في أرض ليست لهم ‪:‬‬

‫(كنعان ومصر) ويستعبدون لهم هذه تمت في مصر‪ .‬وهللا لم يكشف إسم مصر لسببين‪:‬‬ ‫‪ .1‬في أن الغربة شاملة مصر وكنعان في أيام إبراهيم واسحق ويعقوب ‪.‬‬ ‫‪ .2‬حتي ال يرفض يعقوب ونسله النزول إلي مصر‪.‬‬

‫ِ‬ ‫أية (‪14 " -:)14‬ثُ َّم األ َّ ِ‬ ‫ون ِبأ َْمالَ ٍك َج ِزيلَ ٍة‪" .‬‬ ‫ون لَ َها أَ​َنا أَدي ُن َها‪َ ،‬وَب ْع َد ذلِ َك َي ْخ ُر ُج َ‬ ‫ُم ُة الَّتي ُي ْستَ ْع َب ُد َ‬ ‫هناك خطة سمح بها هللا للخالص فنحن إستعبدنا ووقعنا تحت األالم والضيق نتيجة للخطية‪ .‬وغربة الشعب‬ ‫(‪ 511‬سنة) إشارة لغربتنا في هذا العالم‪ .‬وهكذا كنا قبل المسيح في عبودية‪ .‬وكما إضطهد إسمعيل إسحق‬

‫واضطهد المصريين شعب هللا بل كانوا يقتلون أوالدهم (هذا إشارة ألعمال إبليس الذي كان قتاالً للناس منذ‬

‫البدء) هكذا الكنيسة البد وأن تقع في ضيق يصل إلي ذروته في نهاية العالم مرو اًر بعصور إستشهاد‪ .‬وهللا سمح‬

‫بل رتب أنه من خالل األالم نتطهر ونتنقي ونستعد لألمجاد ‪ ،‬بل كان أن هللا قد أخضع الخليقة للبطل (رو‪: 1‬‬

‫‪ )21‬للتأديب وراجع تفسير اآلية (‪1‬كو‪ .)4 : 4‬ومن يتألم معه يتمجد معه (رو ‪( + )1::1‬لو ‪.)21:25‬‬

‫األمة التي يستعبدون لها أنا أدينها‪ :‬هذا ما حدث خالل الضربات العشر ضد فرعون ورجاله ثم بشق البحر‬ ‫وغرق جنوده‪ .‬وهذا رمز لدينونة إبليس في بحيرة النار (رؤ ‪.)21:11‬‬

‫بعد ذلك يخرجون بأمالك جزيلة ‪ :‬الشعب خرج من مصر محمالً بعطايا كثيرة‪ .‬والرب يسوع الراقد علي الصليب‬

‫إذ ينزل إلي الجحيم يحملنا علي كتفيه ويخرج بنا كما بأمالك جزيلة‪ .‬حامالً غناه‪ ،‬وواهباً إيانا غني الروح‪ ،‬حتي‬

‫متي جاء غروب العالم وانقضاء الدهر يعلن خالص أجسادنا ‪ .‬وبحسب وعده نكون معه فى عرشه إلى األبد‬ ‫(رؤ‪ )21 : 3‬وتتغير صورتنا الوضيعة إلى صورة جسد مجده (فى‪. )21 : 3‬‬

‫‪243‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس عشر)‬

‫ويمكننا القول أن فترة الا ا ‪ 511‬سنة وهى تساوى ‪ 111 × 5‬ورقم ‪ 5‬هو رقم العمومية ورقم ‪ 111‬يشير لقطيع‬ ‫ون لَ ُه ْم‪ .‬فَ ُي ِذلُّوَن ُه ْم أ َْرَب َع ِم َئ ِة َس َن ٍة (اآلية ‪ )13‬هى فترة‬ ‫المسيح ‪ ،‬وبهذا تكون فترة الذل والعبودية َوُي ْستَ ْع َب ُد َ‬ ‫الخضوع للبطل ألجل التأديب لكل قطيع المسيح ‪ ،‬وهذا التأديب الزم جدا بسبب الخطية األصلية التى ورثناها‬ ‫وهى التمرد على وصايا هللا ‪ .‬والذى يحبه الرب يؤدبه (عب‪ . )11 - 5 : 12‬فاهلل يتركنا للتأديب ليضمن لنا‬

‫ميراثا سماويا ‪ .‬وألن رقم ‪ 511‬هنا هو لإلشارة إلى زمن فيكون المعنى أننا هنا على األرض نحن فى زمن‬

‫التأديب واإلعداد ‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ضي ِإلَى ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ت فَتَم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫صالِ َح ٍة‪".‬‬ ‫أية (‪َ " -:)15‬وأ َّ‬ ‫َ‬ ‫آبائ َك ِب َسالَم َوتُ ْدفَ ُن ِب َش ْي َبة َ‬ ‫َما أَ ْن َ ْ‬ ‫هذه تشير إلي خلود النفس حيث تجتمع نفس إبرام مع نفوس أبائه‪ .‬ألن جسد إبراهيم دفن في كنعان في مغارة‬

‫المكفيلة بينما دفن أبائه في أراض ما بين النهرين‪ .‬والمعنى أنه يا إبراهيم قبل يوم الرب العظيم الذى يتمجد فيه‬

‫أبناء هللا باألمالك الجزيلة أى الفرح والمجد األبدى (ميراث السماء) ‪ ،‬هناك فترة راحة للنفوس فى الفردوس ترتاح‬ ‫فيها مع أبائك ‪.‬‬

‫اآلن َك ِ‬ ‫أية (‪َ 16 " -:)16‬وِفي ا ْل ِج ِ‬ ‫َم ِ‬ ‫امالً»‪" .‬‬ ‫هه َنا‪ ،‬أل َّ‬ ‫الر ِ‬ ‫يل َّ‬ ‫س ِإلَى َ‬ ‫ورِي َ‬ ‫ابع َي ْر ِج ُع َ‬ ‫َن َذ ْن َ‬ ‫ون ِإلَى ُ‬ ‫ين لَ ْي َ‬ ‫ب األ ُ‬ ‫في الجيل الرابع ‪ :‬ربما المقصود ‪ 511 : 111×5‬سنة فيكون الجيل ‪ 111‬سنة‪ .‬ولكن هذه اآلية تحدد غالباً‬ ‫األجيال التي عاشت في مصر وكانت ثالثة أجيال وقد خرج من مصر الجيل الرابع فقد دخل الوي (الجيل‬

‫األول) وخرج موسي (الجيل الرابع(‬

‫ألن ذنب األموريين ليس إلي اآلن كامالً ‪ :‬األموريين هم أشهر شعوب الكنعانيين ومن أشرهم‪ .‬وهللا يتركهم هذه‬

‫المدة دون عقاب ‪-:‬‬

‫أ) لعل طول أناته تقتادهم إلي التوبة‬

‫ب) حتي تكون خطاياهم شاهدة عليهم‪.‬‬

‫‪244‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس عشر)‬

‫ج) هللا يطيل أناته ويعطى فرص كثيرة للتوبة ولكن لزمن يحدده هو ‪ ،‬وبعده تأتى الضربات (رؤ‪)22 ، 21 : 2‬‬

‫"وأعطيتها زمانا لكى تتوب عن زناها ولم تتب ‪ .‬ها أنا ألقيها‪. "...‬‬

‫وكون أن هللا يسمح بأن اليهود يضربوهم فهذا بسبب ذنوبهم وكان ذلك حينما إمتأل كأسهم‪ .‬والحظ أن سدوم‬

‫وعمورة كانوا أكثر ش اًر فلم يمهلهم هللا‪ ،‬وكان كأسهم قد إمتأل أسرع وصاروا ناضجين للخراب وذنبهم كامالً‬

‫فأحرقهم هللا‪ .‬وهللا يستخدم شعب ليؤدب شعباً آخر‪ ،‬وقد إستخدم هللا مثالً الشعوب المجاورة إلسرائيل لتأديب‬

‫إسرائيل‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫الشمس فَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫اح َن ٍ‬ ‫ور ُد َخ ٍ‬ ‫ط ِع‪".‬‬ ‫وز َب ْي َن ِت ْل َك ا ْل ِق َ‬ ‫ار َي ُج ُ‬ ‫ص َب ُ‬ ‫ان َو ِم ْ‬ ‫أية (‪ " -:)10‬ثُ َّم َغ َابت َّ ْ ُ َ‬ ‫ص َارت ا ْل َعتَ َم ُة‪َ ،‬وِا َذا تَن ُ‬ ‫تنور دخان ومصباح نار يجوز بين القطع‪ :‬تنور الدخان يشير للغموض الذي كان يكتنف أحداث الخالص في‬

‫العهد القديم ‪ ،‬وإلبراهيم يشير ألنه ليس من السهل أن يفهم معنى الرؤيا أو األحداث التى أعلنها هللا له هنا ‪،‬‬ ‫ويشير للدخان المتصاعد من ذبيحة المحرقة فالمسيح المخلص قدم نفسه ذبيحة محرقة عنا ‪ ،‬ويشير ألالم‬

‫الشعب في عبوديتهم في مصر وألالم الكنيسة فكما تألم المسيح ستتألم كنيسته ‪ ،‬ولآلن فكثيرين ال يفهمون لماذا‬

‫يتألمون ‪ ،‬بينما أن هذا األلم هو لخالص نفوسهم وهذا أيضا معنى الدخان‪ .‬ومصباح النار يعلن حضور هللا‬ ‫ولقيادته لشعبه فهو كان لهم كعمود نار يقودهم في برية هذا العالم (كما قاد إسرائيل في برية سيناء) واآلن يقودنا‬

‫بكلمته المقدسة وبروحه القدوس الذي حل علي تالميذه كألسنة نار‪ .‬وهو ظهر لموسي في العليقة كنار" وهللا لنا‬ ‫في حمايته كسور من نار ومجداً في وسطنا (زك ‪ +4:2‬زك ‪ )1:12‬إذن فهذا المصباح يشير للخالص اإللهي‬ ‫وسط الضيقات وكما تتألم الكنيسة معه هكذا تتمجد معه‪ .‬ونشرق كمصباح منير بعد نهاية هذا العالم وسط ظلمة‬

‫ودخان الدينونة (أش ‪. )1:12‬‬

‫وقد جرت العادة في المعاهدات التي من هذا النوع أن يجوز الطرفان وسط الذبائح ولكن نجد أن إبرام لم ُي ْدع‬

‫لإلجتياز بين القطع فال تعهد من قبله بل المصباح وحده يجوز بين القطع إعالناً أن هللا هو الذي يتعهد أن يتم‬

‫عمله كامالً بواسطة صليب إبنه‪ .‬وابنه الذي قدم ذبيحة (الحيوانات المشقوقة) وهو السماوي (اليمامة والحمامة)‬ ‫وهو نور العالم (مصباح نار) وكانت أالمه رهيبة كذبيحة محرقة (الدخان)‪ .‬وما كان علي إبرام ومن صار من‬ ‫أوالده المؤمنين سوي أن يزجر الطيور الجارحة وأن يجاهد في رفض األفكار الشريرة‪ .‬ولنالحظ أن الروح القدس‬

‫النارى الذي حصلنا عليه يعطينا معونة واستنارة‪ .‬واذا قال هللا لنا أن هناك أالم فلنذكر أنه بحسب وعده علينا أن‬

‫نصبر ‪ ،‬فسنخرج من العالم بأمالك جزيلة ‪ .‬هذا معنى أن يجوز المصباح وسط القطع ‪ .‬فلنشكر هللا على هذا‬ ‫الوعد وهذا الحب ‪ ،‬الذى به ُي ِعدنا هللا للميراث السماوى ‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ب مع أَبرام ِميثَاقًا قَ ِائالً‪« :‬لِ َنسلِك أُع ِطي ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه األَر َ ِ‬ ‫ص َر‬ ‫أية (‪ِ " -:)17‬في ذلِ َك ا ْل َي ْوِم قَطَ َع َّ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ض‪ ،‬م ْن َن ْه ِر م ْ‬ ‫ْ‬ ‫الر ُّ َ َ ْ َ َ‬ ‫ير‪َ ،‬نه ِر ا ْلفُر ِ‬ ‫ِإلَى َّ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫الن ْه ِر ا ْل َك ِب ِ ْ‬ ‫َ‬

‫‪245‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس عشر)‬

‫من نهر مصر إلي النهر الكبير نهر الفرات‪ :‬تم هذا فعالً أيام سليمان الذي امتدت مملكته من حدود مصر إلي‬

‫األراضي الواقعة عند الفرات ولكن حينما حنث في وعده وتزوج أجنبيات وبخر ألوثانهن شق هللا مملكته‪ .‬وعن‬

‫نهر مصر يقال أنه كان هناك فرع للنيل يمر قرب السويس وحتي شرق العريش وكان يقصد بسهل العريش وادي‬

‫النيل‪ .‬ونري في هذه األية صورة لإليمان القوي في نهاية األيام في هذه المنطقة إيمان شعب المسيح في مصر‬

‫وفي أشور بل وفي وسط إسرائيل نفسها حينما يؤمن الشعب اليهودي بالمسيح مخلصاً (إش ‪ ، )24-23:11‬بل‬ ‫هم سيكون لهم دور هو بركة للعالم ‪ ،‬فهم سيعلنوا للعالم حقيقة ضد المسيح الذى سيضل العالم (رجاء الرجوع‬

‫لتفسير إشعياء ‪. )11‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 12‬‬ ‫ين"‬ ‫ين َوا ْلقَ ْد ُموِن ِي َ‬ ‫ين َوا ْلقَن ِزِي َ‬ ‫أية (‪ " -:)12‬ا ْل ِقين ِي َ‬ ‫الميثاق بين هللا وابرام كان يحمل جانبين متكاملين‬ ‫‪ .1‬تمتع أوالد إبراهيم باألرض‬

‫=‬

‫‪ .2‬طرد األمم الوثنية من األرض =‬

‫تمتع شعب المسيح بميراث السماء‪.‬‬

‫دينونة إبليس وطرده لشروره‪.‬‬

‫وقد تم تحديد الشعوب بعشر شعوب‬

‫‪ .1‬رقم ‪ 11‬يشير للوصايا وهذه الشعوب أدمنت كسر الوصايا العشر‪.‬‬ ‫‪ .2‬قال بعض األباء أنها تشير للخطايا العظيمة [ النهم والزنا ومحبة المال والغضب والغم والفتور الروحي‬ ‫وحب الظهور والكبرياء وعبادة األوثان والتجديف]‪ .‬وهذه هي خطايا الشعوب التي طردها هللا أمامهم‪.‬‬

‫‪ .3‬حينما يحدد هللا الشعوب التي يطردونها عند دخولهم لألرض فاهلل يحدد لهم األرض التي يأخذونها فال‬ ‫يحاربون شعوباً اخري‪.‬‬

‫‪ .5‬األرض التي حددها هللا محصورة بين نهرين خصيبين هما النيل والفرات‪ ،‬بمعني أن عطايا هللا كلها خيرات‬ ‫والنهر يشير للخير ولعطايا الروح القدس‪ ،‬لذلك نجد في أورشليم السماوية نه اًر رؤ ‪ 1:22‬وكان في الجنة‬

‫نه اًر (تك ‪.)11:2‬‬

‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫األيات (‪23 " -:)21-23‬وا ْل ِح ِث ِيين وا ْلفَ ِر ِزِيين و َّ ِ‬ ‫ين وا ْليب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َم ِ‬ ‫ين»‪".‬‬ ‫وس ِي َ‬ ‫ين َوا ْل َك ْن َعان ِي َ‬ ‫ورِي َ‬ ‫الرفَائ ِي َ‬ ‫ين َوا ْل ِج ْر َجاش ِي َ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ين َواأل ُ‬ ‫الرجاء مراجعة تفسير هذه اآليات األخيرة فى نهاية اإلصحاح ‪11‬‬

‫‪246‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس عشر)‬

‫األصحاح السادس عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫في اإلصحاح السابق سمعنا "فآمن بالرب فحسبه له ب اًر" تك ‪ 1:14‬ونسمع في عب ‪" 14:1‬وهكذا إذ تأني نال‬

‫الموعد" ولكن نجد في هذا اإلصحاح عكس التأني فنري التسرع والحلول البشرية فكان نتيجة للقلق وعدم اإليمان‬ ‫أن ساراي سلكت بتفكير بشري بحت خارج دائرة اإليمان‪ .‬فالقلق يعطل اإليمان‪ .‬وكان للزوجة أن تهب جاريتها‬

‫لزوجها لتعطيه نسالً‪ .‬ويحسب النسل لها ألن جاريتها ونسلها ملك للسيدة‪ .‬وهكذا تعجلت ساراي األمور وكان لها‬

‫جارية مصرية هي هاجر وغالباً كانت ضمن هدايا فرعون إلبرام‪ .‬وكان الحل البشري خطأ فهو عبارة عن تعدد‬ ‫زوجات نتج عنه م اررة وخسارة فهاجر أثبتت أنها غير وفية لسيدتها وأهانت سيدتها حين حبلت من إبرام‪ .‬والحظ‬ ‫أن الشيطان قد يستخدم أقرب الناس لنا لغوايتنا فساراي استخدمت لغواية إبرام وحواء إستخدمت لغواية آدم‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫َما ساراي ام أرَةُ أَبرام َفلَم تَِل ْد لَ ُه‪ .‬و َكا َن ْت لَها ج ِ ِ‬ ‫اج ُر‪،‬‬ ‫اس ُم َها َه َ‬ ‫َ َ‬ ‫ص ِرَّي ٌة ْ‬ ‫ارَي ٌة م ْ‬ ‫َ‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬وأ َّ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ ْ‬ ‫هاجر ‪ :‬تعني هجر أو هرب وغالباً فإن إبرام هو الذي أعطي لها اإلسم واإلسم يعني أيضا غريبة فهي كانت‬

‫غريبة علي حياة إبراهيم وايمانه‪ .‬هي تمثل الفكر الغريب الذي يدخل لإلنسان فيسبب مضايقات وم اررة‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ب قَ ْد أَمس َك ِني ع ِن ا ْل ِوالَد ِة‪ْ .‬اد ُخل علَى ج ِ ِ‬ ‫ق ِم ْن َها‬ ‫الر ُّ‬ ‫ام‪ُ « :‬ه َوَذا َّ‬ ‫ارَيتي لَ َعلِي أ ُْرَز ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫اي أل َْب َر َ‬ ‫أية (‪ " -:)2‬فَقَالَ ْت َس َار ُ‬ ‫ِ‬ ‫ين»‪ .‬فَ َس ِم َع أ َْبر ِ ِ‬ ‫اي‪" .‬‬ ‫َبن َ‬ ‫َُ‬ ‫ام لقَ ْول َس َار َ‬

‫يري القديس ذهبي الفم أن ساراي ظنت أن عدم اإلنجاب يرجع إلي رجلها لذلك سلمته لتمتحن األمر‪ ،‬واذ رأت‬

‫جاريتها حبلت إغتمت‪ .‬عموماً ما فعلته ساراي يمثل إتكال اإلنسان علي ذاته يخطط لنفسه دون الرجوع إلي هللا‬ ‫وطلب مشورته‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام ِة أ َْب َرام ِفي أ َْر ِ‬ ‫ص ِرَّي َة َج ِ‬ ‫ض‬ ‫أية (‪ " -:)3‬فَأ َ‬ ‫ارَيتَ َها‪ِ ،‬م ْن َب ْعد َع َش ِر ِسن َ‬ ‫ام َه َ‬ ‫اج َر ا ْلم ْ‬ ‫اي ْ‬ ‫ين ِإلقَ َ‬ ‫َ‬ ‫ام َأرَةُ أ َْب َر َ‬ ‫َخ َذ ْت َس َار ُ‬ ‫ام َر ُجلِ َها َز ْو َج ًة لَ ُه‪".‬‬ ‫َع َ‬ ‫َك ْن َع َ‬ ‫ان‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫طتْ َها أل َْب َر َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ص ُغ َر ْت َم ْوالَ تُ َها ِفي َع ْي َن ْي َها‪".‬‬ ‫اج َر فَ َح ِبلَ ْت‪َ .‬ولَ َّما َأر ْ‬ ‫أية (‪ " -:)4‬فَ َد َخ َل َعلَى َه َ‬ ‫َت أ ََّن َها َح ِبلَ ْت َ‬ ‫إحتقار هاجر لساراي ربما تمثل في رفضها لخدمتها أو ظنها أنها هي السيدة المحبوبة من إبرام ومن هللا الذي‬

‫أعطاها ذلك‪ .‬وربما سخرت من ساراي حينما رأت أن ساراي لها أمل في أن تنجب هي األخري‪ .‬ولنالحظ أن‬ ‫األشرار حينما تأتي لهم ميزات يتكبرون ويحتقرون األخرين‪ .‬وهللا إستخدم الخطأ البشري ليشرح شيئاً هاماً أن‬

‫ساراي هنا أصبحت تمثل كنيسة األمم (العهد الجديد) التي كانت قبالً عاق اًر ال تنجب أوالداً هلل وهاجر تشير إلي‬

‫اليهود الذين أنجبوا عبيداً برفضهم البنوة هلل في المسيح يسوع‪ .‬وفي ملء الزمان أنجبت ساراي إسحق إذ أتت‬

‫‪247‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس عشر)‬

‫بأبناء كثيرين هلل‪ .‬ولدت ساراي إبنها ليس حسب الطبيعة إذ كانت عاق اًر وانما حسب وعد هللا فجاء إبناً مباركاً‪.‬‬

‫أما هاجر فأنجبته حسب الطبيعة فجاء عبداً (غل ‪ )31-21:5‬وكانت ساراى العاقر تمثل األمم الذين عجزوا‬ ‫عن تقديم أوالد هلل‪ .‬لهذا سمح هللا أن تظل ساراي عاق اًر لتصبح رم اًز للبشرية الميتة وهللا يقيم منها حياة من موت‪.‬‬

‫أية (‪5" -:)5‬فَقَالَ ْت ساراي ألَبرام‪« :‬ظُ ْل ِمي علَيك! أَ​َنا دفَعت ج ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫ض ِن َك‪َ ،‬فلَ َّما َأر ْ‬ ‫ص ُغ ْر ُ‬ ‫ارَيتي ِإلَى ِح ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫َت أ ََّن َها َح ِبلَ ْت َ‬ ‫َ َ ُ َْ َ‬ ‫ِفي عي َنيها‪ .‬ي ْق ِ‬ ‫ب َب ْي ِني َوَب ْي َن َك»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ضي َّ‬ ‫َْ ْ َ َ‬ ‫ظلمي عليك … يقضي الرب بيني وبينك ‪ :‬هذه نتائج الحلول البشرية فبعد أن كانت سارة تقول إلبراهيم يا‬ ‫سيدي‪ ،‬ها هي تتهمه بالظلم‪ .‬وفقدت العائلة سالمها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪6" -:)6‬فَقَال أَبرام لِساراي‪ُ « :‬هوَذا ج ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اي‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫ارَيتُك في َيدك‪ .‬اف َْعلي ب َها َما َي ْح ُس ُن في َع ْي َن ْيك»‪ .‬فَأَ َذلتْ َها َس َار ُ‬ ‫َ َْ ُ َ َ َ‬ ‫فَ َه َرَب ْت ِم ْن َو ْج ِه َها‪".‬‬ ‫ربما تكون ساراي قد أثقلت بالعمل علي هاجر أو هي أدبتها بقسوة فهربت‪ .‬ويبدو أن إبرام عاملها كزوجة وكان‬

‫يحميها وحين تضايقت ساراي تركها لسيدتها فأذلتها‪ .‬ويعلق القديس أغسطينوس علي موقف إبراهيم أنه بزواجه‬ ‫من هاجر وتسليمها لساراي حسب طلبها فهذا يثبت أنه فعل هذا ليس عن شهوة بل تنفيذا لمشورة زوجته حتي‬

‫يحصل علي نسل‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫الر ِب علَى عي ِن ا ْلم ِ‬ ‫اء ِفي ا ْل َب ِريَّ ِة‪َ ،‬علَى ا ْل َع ْي ِن الَِّتي ِفي طَ ِري ِ‬ ‫ور‪".‬‬ ‫ق ُش َ‬ ‫أية (‪ " -:)0‬فَ َو َج َد َها َمالَ ُك َّ َ َ ْ َ‬ ‫لعلها كانت متجهة إلي مصر موطنها األصلي‪ ،‬فنزلت إلي برية فاران حيث القاها مالك الرب عند عين ماء‬

‫(ربما عيون موسي) وطريق شور هو طريق قوافل في البرية‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫ين؟»‪ .‬فَقَالَ ْت‪« :‬أَ​َنا َه ِ‬ ‫ِ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫األيات (‪" -:)13-7‬‬ ‫ارَب ٌة‬ ‫ار‬ ‫س‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ار‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫اج‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اي‪ِ ،‬م ْن أ َْي َن أَتَ ْي ِت؟ َوِالَى أ َْي َن تَذ َ‬ ‫َ‬ ‫ْه ِب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لَ َها‬ ‫ال لَ َها َمالَ ُك َّ‬ ‫الر ِب‪ْ « :‬ار ِج ِعي ِإلَى َم ْوالَ ِت ِك َو ْ‬ ‫ض ِعي تَ ْح َ‬ ‫اخ َ‬ ‫ت َي َد ْي َها»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫اي»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫م ْن َو ْجه َم ْوالَ تي َس َار َ‬ ‫ير أ َُك ِث ُر َن ْسلَ ِك فَالَ ُي َع ُّد ِم َن ا ْل َكثَْرِة»‪".‬‬ ‫الر ِب‪« :‬تَ ْك ِث ًا‬ ‫َمالَ ُك َّ‬ ‫يظهر فيها خطة هللا مع كل خاطئ‬

‫كبرياء هاجر‪ :‬هاجر كانت خطيتها الكبرياء فأهانت سيدتها‪.‬‬

‫سماح هللا لها واتيانه بها للبرية‪ :‬يسمح هللا بتجربة (برية) يمر بها الخاطئ حتي يشعر بم اررة الخطية‪.‬‬

‫مالك الرب يقابلها في البرية‪ :‬من مراحم الرب أن ال يترك الخاطئ وحده بل يظهر له ويرحمه‪.‬‬

‫المالك يقول لها يا جارية ساراي‪ :‬قال لها المالك يا جارية ساراي حتي تترك كبريائها‪ .‬وهنا يقول مالك الرب‬ ‫ففى عودتها لبيت إبراهيم تصير من خاصة هللا ‪ .‬فالرب هو اإلسم الذى يستعمله الكتاب فى عالقة هللا بخاصته‬

‫‪ .‬ويستعمل إسم هللا فى عالقة هللا بكل الخليقة ‪ ،‬وابراهيم وبيته اآلن هم خاصة هللا ‪.‬‬

‫‪248‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس عشر)‬

‫المالك يقول لها من أين أتيت والي أين‪ :‬لماذا تركت بيت القداسة واآلن أنت في الصحراء؟‬ ‫المالك يقول لها إرجعي إلي موالتك‪ :‬أمر بالرجوع لبيت القداسة كما عاد اإلبن الضال‪.‬‬

‫المالك يقابلها عند عين ماء‪ :‬أول لقاء لنا مع المسيح يكون عند جرن المعمودية‪.‬‬

‫هاجر تنجب إبناً وهي في بيت إبرام‪ :‬في بيت هللا بعد معوديتنا وتوبتنا يكون لنا ثمر‬

‫المسيح نزل لنا في بريتنا القاحلة لكي يلتقي بنا عند مياه المعمودية ويردنا من اإلتجاه إلي مصر أي محبة العالم‬

‫إلي كنعان السماوية‪ .‬لقد طردنا من كنعان أي الفردوس بسبب خطايانا‪ ،‬وبسببها صرنا في م اررة وعزلة‪ ،‬في برية‬ ‫هذا العالم‪ ،‬لكن هللا لم يتركنا بل ردنا بتجديد المعمودية‪ .‬حقا لقد كان لهاجر بنين ولكن حتي يكمل الرمز فإن‬

‫سارة فاقتها في عدد أبنائها رم اًز ألن كنيسة األمم كان لها أبناء أكثر جداً فقد دخل للكنيسة كل األمم من كل‬

‫العالم‪ .‬وكانوا اح ار اًر‬

‫وقال لها مالك الرب تكثي ار اكثر نسلك فال يعد من الكثرة‬

‫وقال لها مالك الرب تكثي ارً أكثر نسلك‪ :‬هذه الجملة تظهر أن مالك الرب هذا هو المسيح‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪ ،‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ال لَ َها َمالَ ُك َّ‬ ‫ين ْاب ًنا َوتَ ْدع َ‬ ‫الر ِب‪َ « :‬ها أَ ْنت ُح ْبلَى‪ ،‬فَتَلِد َ‬ ‫ب قَ ْد َسمعَ‬ ‫ين ْ‬ ‫اس َم ُه إ ْس َماع َ‬ ‫أية (‪َ " -:)11‬وقَ َ‬ ‫لِ َم َذلَِّت ِك‪" .‬‬

‫إسمعيل= هللا سمع‪ .‬إعالناً أن هللا سمع لصوت مذلتها وأنقذها‪.‬‬

‫ِ ٍِ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪َ 12" -:)12‬وِا َّن ُه َي ُك ُ ِ‬ ‫يع ِإ ْخ َوِت ِه َي ْس ُك ُن»‪.‬‬ ‫ام َج ِم ِ‬ ‫ون إ ْن َسا ًنا َو ْحش ًّيا‪َ ،‬ي ُدهُ َعلَى ُكل َواحد‪َ ،‬وَي ُد ُكل َواحد َعلَ ْيه‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َم َ‬ ‫"‬

‫إنساناً وحشياً‪ :‬أصل الكلمة "إنسانا كالف ار" والف ار هو حمار الوحش وهو معروف بقوته وميله للحرية واإلنطالق‬

‫في الصحراء ومن الصعب تذليله واخضاعه وحمار الوحش عند العرب يعتبر من الحيوانات الراقية (أي ‪-4:31‬‬

‫‪ )1‬وهذا الوصف هو أحسن وصف للعرب البدو‪ .‬فصار رم اًز لحياتهم الطلقة واسمعيل هو أبو العرب‪ .‬يده علي‬ ‫كل واحد ‪ :‬يميل البدو لغزو من حولهم وتقوم الحروب بين قبائلهم ويعتبرون األسالب الناتجة عن الغزو من‬ ‫الربح الحالل ويد كل أحد عليه ‪ :‬الحظ أن الجزاء من نفس جنس الخطية‪ .‬أمام جميع إخوته يسكن ‪ :‬أي أن‬ ‫الشعوب العربية المتناسلة من إسمعيل يكون لها كيانها المستقل كشعوب مستقلة أمام باقي الشعوب المتناسلة من‬

‫إبراهيم أي غير خاضعة ألحد منهم‪.‬‬

‫‪ِ 13‬‬ ‫الر ِب الَِّذي تَ َكلَّم م َع َها‪« :‬أَ ْن َ ِ‬ ‫ت َب ْع َد‬ ‫اس َم َّ‬ ‫ضا َأر َْي ُ‬ ‫َهه َنا أ َْي ً‬ ‫أية (‪ " -:)13‬فَ َد َعت ْ‬ ‫يل ُرِئي»‪ .‬أل ََّن َها قَالَ ْت‪« :‬أ ُ‬ ‫ت إ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُر ْؤَي ٍة؟» "‬

‫‪249‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس عشر)‬

‫أنت إيل رئي‪ :‬أي إله الرؤيا ‪ :‬إله ُيري والمعني ان هللا الذي رأي مشقتها ظهر لها وها هي تراه‪ .‬إذاً هو ُيري‬ ‫وأيضا ممكن رؤيته فها أنا أراه‪ .‬والعبارة في العبرية تعني " هل مازلت أحيا ومازلت أري بعد أن رأيت هللا" رأيت‬

‫بعد رؤيا‪ :‬رأيت ظهر أو قفا الذي رآني‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫ش َوَب َارَد‪".‬‬ ‫أية (‪ " -:)14‬لِذلِ َك ُد ِع َي ِت ا ْل ِب ْئ ُر « ِب ْئ َر لَ َح ْي ُرِئي»‪َ .‬ها ِه َي َب ْي َن قَ ِاد َ‬ ‫بئر لحي رئي‪ :‬بئر الحي الذي ُيري وتعني إستمرار الحياة بعد رؤية الرب‪ .‬وهذا يتماشي مع كالم منوح "نموت‬

‫موتاً ألننا قد رأينا هللا قض ‪ 22:13‬ثم كالم زوجة منوح‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫يل»‪" .‬‬ ‫اس َم ْابنه الَّذي َولَ َدتْ ُه َه َ‬ ‫أية (‪ " -:)15‬فَ َولَ َد ْت َه َ‬ ‫ام ْ‬ ‫اج ُر «إ ْس َماع َ‬ ‫ام ْاب ًنا‪َ .‬وَد َعا أ َْب َر ُ‬ ‫اج ُر أل َْب َر َ‬

‫ودعا إبرام اسم ابنه إسمعيل‪ :‬ربما يكون إبرام قد أسماه إسمعيل بعد أن سمع قصة لقاء هللا مع هاجر أو يكون‬ ‫إبرام قد تصور خطأ أن هذا هو اإلبن الموعود به وأن هللا استمع له وأعطاه هذا اإلبن الذي سيكون من نسله‬

‫البركة‪ .‬وهذا يحدث كثي اًر معنا أن نظن أن صوت إرادتنا الشخصية هو صوت هللا فنخدع إذ نكون منحصرين‬

‫داخل أنفسنا ‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ام‪".‬‬ ‫أية (‪َ " -:)16‬ك َ‬ ‫ام ْاب َن ِست َوثَ َمان َ‬ ‫ين َس َن ًة لَ َّما َولَ َد ْت َه َ‬ ‫اج ُر إ ْس َماع َ‬ ‫ان أ َْب َر ُ‬ ‫يل أل َْب َر َ‬ ‫وكان إبرام إبن ‪ 11‬سنة ‪ :‬وحين ولد إسحق كان عمره ‪ 111‬سنة‬

‫ملحوظات‬

‫‪ .1‬هاجر فهمت أن المالك الذي ظهر لها هو الرب (يهوه) هكذا قالت وهكذا أيدها موسي (‪)13‬‬ ‫‪ .2‬سارة تشير للكنيسة (النعمة) وهاجر للناموس وعودتها لبيت إبرام يعني أن الناموس يجب أن يحل في بيت‬ ‫هللا ويكون األوالد أوالد الناموس (إسمعيل) إلي أن يأتي ملء الزمان ويولد إسحق (المسيح)‪.‬‬

‫‪250‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع عشر)‬

‫األصحاح السابع عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫في بدء خلق اإلنسان وقبل السقوط كانت العهود بين هللا واإلنسان مقامة علي أساس الحب دون أي عالمة‬ ‫ظاهرة للعهد فكان اإلنسان كصورة هللا متجاوباً مع خالقه بالحب‪ .‬وبعد السقوط إحتاج اإلنسان لعالمات يشعر‬ ‫بها اإلنسان بوجود هللا ومحبته فجوهر العهد هو وجود هللا ألن جوهر الخالص هو رجوعنا لإلتحاد باهلل‪ .‬فعند‬

‫تجديد العالم بالطوفان أعطي هللا عالمة قوس قزح عالمة العهد مع نوح‪ .‬واآلن نري أن هللا يدخل في عهد مع‬

‫إبرام‪ ،‬يعطي عالمة الختان كعالمة ثابتة في جسم كل ذكر‪ .‬وعالمة الختان هي عالمة بالدم فهو ظل لميثاق‬

‫أعظم يقدمه المسيح في جسده للمصالحة علي مستوي أبدي‪ .‬فالدم هو شكل العهد الجديد‪ .‬والختان يعتبر قطع‬

‫جزء من جسم اإلنسان ليموت هذا الجزء إعالناً عن قطع الحياة القديمة ليقوم الشخص في حياة جديدة كإبن هلل‪.‬‬ ‫وكما كان قوس قزح موجوداً قبل الطوفان واتخذه هللا عالمة إلرادته فى أن يحيا اإلنسان ‪ ،‬هكذا كان الختان‬

‫معروفاً وسط بعض الشعوب واتخذه هللا عالمة عهد بينه وبين شعبه‪.‬‬

‫ويقول بولس الرسول أن الختان هو ختم لبر اإليمان (رو‪ . )11 : 5‬فكيف تبرر إب ارهيم ؟ هو تبرر باإليمان‬

‫(تك‪ . )1 : 14‬وما هو نوع إيمان إبراهيم ؟ أن هللا قادر أن يخرج حياة من الموت ‪ .‬ورأينا هذا فى حياة إبراهيم‬ ‫فعالً عدة مرات ‪ )1‬يترك أور ويذهب إلى المجهول وراء هللا ‪.‬‬ ‫باألرض الضعيفة واثقا أن هللا يرزقه‪.‬‬

‫‪ )2‬يترك لوط يختار األرض الجيدة ويكتفى‬

‫‪ )3‬إيمان إبراهيم بأ هللا قادر أن يعطيه إبنا من مستودع سارة الميت ‪.‬‬

‫‪ )5‬يقدم إبنه ذبيحة واثقاً إن هللا قادر أن يقيمه (عب‪. )11 : 11‬‬

‫وما هو الختان ؟ حياة تخرج من الموت ‪ .‬فمن دخل فى عهد مع هللا وصار من شعبه يحيا أبدياً ‪ ،‬وهذا فى‬

‫مقابل شئ تافه (هو الغرلة) من جسم اإلنسان يقطعه اإلنسان ويتركه ليموت ‪ .‬ولهذا فالختان هو رمز للمعمودية‬

‫‪ ،‬فما هى المعمودية ؟ هى موت اإلنسان العتيق وحياة أبدية هى حياة المسيح (رو‪ . )1‬وكل من يحيا ميتا عن‬

‫الخطية يستمر حياً لألبد ‪ .‬ومن هو الذى يقبل أن يحيا ميتا عن ملذات العالم ؟ هو من له إيمان بهذه الحياة‬ ‫األبدية ‪.‬‬

‫ومن اليقبل الختان تقطع تلك النفس من شعبها (آية ‪ )15‬وما معنى ذلك ؟ من اليقبل الختان فهذا يرمز لمن‬ ‫يرفض التخلى عن خطايا هذا العالم ‪ ،‬أو لمن ال يؤمن بالحياة األبدية ‪ ،‬فيترك ألجلها شهواته وملذاته الخاطئة‬

‫التافهة تفاهة الغرلة ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ألَبرام وقَال لَ ُه‪« :‬أَ​َنا للا ا ْلقَِدير‪ِ .‬سر أَم ِ‬ ‫امي َو ُك ْن‬ ‫ين َس َن ًة ظَ َه َر َّ‬ ‫ام ْاب َن ت ْس ٍع َوِت ْس ِع َ‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬ولَ َّما َك َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫الر ُّ ْ َ َ َ َ‬ ‫ان أ َْب َر ُ‬ ‫َك ِ‬ ‫امالً‪" ،‬‬ ‫للا القدير ‪ :‬في أصلها "الذي فيه كل الكفاية الذي يسكب كل النعم عليك بغني واستمرار‪.‬‬

‫كن كامالً ‪ :‬هذا القول راجع لضعف اإليمان الذي ظهر في نزوله لمصر وزواجه بهاجر‪.‬‬

‫‪251‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع عشر)‬

‫سر أمامي ‪ :‬السير مع هللا كانت الفضيلة التي نسبت ألخنوخ ثم لنوح‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ير ِجدًّا»‪".‬‬ ‫َج َع َل َع ْه ِدي َب ْي ِني َوَب ْي َن َك‪َ ،‬وأ َُك ِث َر َك َك ِث ًا‬ ‫أية (‪ " -:)2‬فَأ ْ‬ ‫أجعل عهدي بيني وبينك ‪ :‬قصة هللا مع اإلنسان هي قصة عهود مستمرة ومتجددة خاللها يعلن هللا حبه لإلنسان‬

‫ويتوق أن يقبل اإلنسان هذا الحب ويبادله بالحب والطاعة‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ام َعلَى َو ْج ِه ِه‪َ .‬وتَ َكلَّ َم للاُ َم َع ُه قَ ِائالً‪" :‬‬ ‫أية (‪ " -:)3‬فَ َسقَ َ‬ ‫ط أ َْب َر ُ‬ ‫ِ ‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ون أَبا لِجمه ٍ ِ‬ ‫ام َب ْل‬ ‫األيات (‪« " -:)5-4‬أ َّ‬ ‫ُمم‪ ،‬فَالَ ُي ْد َعى ْ‬ ‫َما أَ​َنا فَ ُه َوَذا َع ْهدي َم َع َك‪َ ،‬وتَ ُك ُ ً ُ ْ ُ‬ ‫ور م َن األ َ‬ ‫اس ُم َك َب ْع ُد أ َْب َر َ‬ ‫ِ‬ ‫َجعلُ َك أَبا لِجمه ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُمِم‪".‬‬ ‫َي ُك ُ‬ ‫ون ْ‬ ‫يم‪ ،‬ألَني أ ْ َ ً ُ ْ ُ‬ ‫ور م َن األ َ‬ ‫اس ُم َك إ ْب َراه َ‬

‫تغيير اإلسم من إبرام إلبراهيم التي تعني أباً لجمهور تشير إلي تجديد البشرية‪.‬‬ ‫العهد القديم‬

‫رمز إلي‬

‫العهد الجديد‬

‫الختان‬

‫رمز إلي‬

‫للمعمودية‬

‫الوعد هنا بالنسل (الوعد مرتبط بالنسل)‬

‫رمز إلي‬

‫المعمودية والدة جديدة‬

‫تغيير األسماء‬

‫رمز إلي‬

‫تجديد البشرية بالمعمودية‬

‫فيه دم يسيل‬

‫رمز إلي‬

‫للرجال فقط فالرجل رأس للمرأة والمرأة‬ ‫مقدسة فى الرجل‬

‫كان الختان في اليوم الثامن‬

‫رمز إلي‬

‫كل شئ يتطهر بالدم‬

‫عب ‪ + 22:2‬خر ‪7:24‬‬ ‫ألن دم المسيح سال عن كنيسته‬

‫رمز إلي‬

‫عروسه‬

‫ورقم ‪ 7‬يشير للحياة األبدية‬

‫ولقد إعتادت الكنيسة أن تغير األسماء عند الرسامات بنفس المفهوم حتي يشعر الكاهن أو الراهب أنه اآلن يحيا‬

‫حياة جديدة‪ .‬وكون إبراهيم صار أباً لجمهور تعني أنه صار أباً للجميع (يهوداً وأمماً)‪ .‬ما أجمل أن اإلنسان حين‬ ‫يتحد باهلل يخرج من ذاته ليهتم باألخرين‪.‬‬

‫ون‪" .‬‬ ‫أية (‪َ 6" -:)6‬وأُثْ ِم ُر َك َك ِث ًا‬ ‫وك ِم ْن َك َي ْخ ُر ُج َ‬ ‫ُم ًما‪َ ،‬و ُملُ ٌ‬ ‫ير ِجدًّا‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َج َعلُ َك أ َ‬

‫‪252‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع عشر)‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 0‬‬ ‫لها لَ َك َولِ َن ْسلِ َك‬ ‫َج َيالِ ِه ْم‪َ ،‬ع ْه ًدا أ َ​َب ِد ًّيا‪ ،‬أل ُ‬ ‫َك َ‬ ‫يم َع ْهدي َب ْيني َوَب ْي َن َك‪َ ،‬وَب ْي َن َن ْسلِ َك ِم ْن َب ْعد َك ِفي أ ْ‬ ‫ون ِإ ً‬ ‫أية (‪َ " -:)0‬وأُق ُ‬ ‫ِم ْن َب ْع ِد َك‪" .‬‬

‫عهداً أبدياً‪ :‬ألوالده بالجسد يكون بالختان وألوالده باإليمان يكون بالمعمودية‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُغ ْرَب ِت َك‪ُ ،‬ك َّل أ َْر ِ‬ ‫له ُه ْم»‪".‬‬ ‫ُع ِطي لَ َك َولِ َن ْسلِ َك ِم ْن َب ْعد َك أ َْر َ‬ ‫ان ُم ْل ًكا أ َ​َبد ًّيا‪َ .‬وأ َُك ُ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫أية (‪َ " -:)7‬وأ ْ‬ ‫ون ِإ َ‬ ‫ملكاً أبدياً‪ :‬اإلنسان المختون بالقلب يرث السماء (كنعان السماوية) ميراثاً أبدياً‪ .‬وختان القلب يشير لقطع الخطايا‬

‫التي يحبها القلب هنا نجد سكيناً سماوياً يقطع غلف الخطية النجسة‪ .‬وختان األذن أي أن يغلقها اإلنسان أمام‬ ‫الوشاية الخاطئة والكذب والغضب واألغاني الخليعة وختان اليدين أي اإلمتناع عن السرقة والقتل وختان الرجلين‬

‫بمعني ان ال يسرعا للشر وختان العينين أي اإلمتناع عن النظرة الشهوانية والنظرة التي تحسد اآلخرين…‪.‬ألخ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪2" -:)2‬وقَال للا ِإلبر ِ‬ ‫َج َيالِ ِه ْم‪" .‬‬ ‫اهيم‪َ « :‬وأ َّ‬ ‫ت فَتَ ْحفَظُ َع ْهدي‪ ،‬أَ ْن َ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫ت َوَن ْسلُ َك ِم ْن َب ْعد َك ِفي أ ْ‬ ‫َ َ ُ َْ‬ ‫أية (‪13" -:)13‬ه َذا ُه َو َع ْه ِدي الَِّذي تَ ْحفَظُوَن ُه َب ْي ِني َوَب ْي َن ُك ْم‪َ ،‬وَب ْي َن َن ْسلِ َك ِم ْن َب ْع ِد َك‪ُ :‬ي ْختَ ُن ِم ْن ُك ْم ُك ُّل َذ َك ٍر‪" ،‬‬ ‫لم يطلب هللا ختان اإلناث فهو ضار أما ختان الذكور فهو صحي‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ون ِفي لَ ْحِم‬ ‫أية (‪ " -:)11‬فَتُ ْختَُن َ‬ ‫الغرلة‪ :‬هي الجزء الذي يقطع وهو‬

‫ِ‬ ‫ون َعالَ َم َة َع ْه ٍد َب ْي ِني َوَب ْي َن ُك ْم‪".‬‬ ‫ُغ ْرلَت ُك ْم‪ ،‬فَ َي ُك ُ‬ ‫جزء ال أهمية له وهكذا كل خطية ال أهمية لها‪.‬‬

‫يد ا ْلبي ِت‪ ،‬وا ْلمبتَاعُ ِب ِفض ٍ‬ ‫أية (‪ِ12" -:)12‬اب َن ثَم ِاني ِة أ ََّي ٍام ي ْختَ ُن ِم ْن ُكم ُك ُّل َذ َك ٍر ِفي أ ْ ِ‬ ‫َّة ِم ْن ُك ِل ْاب ِن‬ ‫َج َيال ُك ْم‪َ :‬ولِ ُ َ ْ َ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َغ ِر ٍ‬ ‫س ِم ْن َن ْسلِ َك‪" .‬‬ ‫يب لَ ْي َ‬ ‫إبن ثمانية أيام‪ :‬رقم ‪ :‬يشير لحياتنا الزمنية (‪ :‬أيام األسبوع) والثامن يعني الدخول إلي ما وراء حياتنا الزمنية‪،‬‬ ‫فاليوم الثامن للخليقة هو األبدية ‪ .‬والختان هو عبور للحياة األبدية بخلع محبة الزمنيات المبتاع بفضة ‪ :‬أي‬

‫العبيد‪ .‬وختان العبيد كان رم اًز إليمان األمم‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َع ْه ِدي ِفي لَ ْح ِم ُك ْم َع ْه ًدا أ َ​َب ِد ًّيا‪".‬‬ ‫أية (‪ُ " -:)13‬ي ْختَ ُن ِختَا ًنا َولِ ُ‬ ‫يد َب ْيت َك َوا ْل ُم ْبتَاعُ ِب ِفضَّت َك‪ ،‬فَ َي ُك ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫َما َّ‬ ‫ف الَِّذي الَ ُي ْختَ ُن ِفي لَ ْحِم ُغ ْرلَ ِت ِه فَتُ ْقطَعُ ِت ْل َك َّ‬ ‫ث‬ ‫الذ َك ُر األ ْ‬ ‫أية (‪َ " -:)14‬وأ َّ‬ ‫س ِم ْن َش ْع ِب َها‪ِ .‬إ َّن ُه قَ ْد َن َك َ‬ ‫َغلَ ُ‬ ‫الن ْف ُ‬ ‫َع ْه ِدي»‪".‬‬

‫تقطع تلك النفس‪ :‬تفرز وال تعتبر من المؤمنين وال يكون له أي حق من حقوق الشعب وال يدافعون عنه‪( .‬قطعاً‬ ‫هذا بالنسبة للكبار فالصغار يختنون وهم في سن ثمانية أيام(‬

‫‪253‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع عشر)‬

‫أية (‪15" -:)15‬وقَال للا ِإل ِ‬ ‫اس ُم َها َس َارةُ‪" .‬‬ ‫َ َ ُ ْ‬ ‫اي‪َ ،‬ب ِل ْ‬ ‫ام َأرَتُ َك الَ تَ ْد ُعو ْ‬ ‫اي ْ‬ ‫ئب َراه َ‬ ‫اس َم َها َس َار َ‬ ‫يم‪َ « :‬س َار ُ‬ ‫ساراي‪ :‬أميرتي‪ .‬واآلن إذ حملت أمومة للمؤمنين دعيت سارة= أميرة إذن هي لم تعد بعد خاصة بإبراهيم بل بكل‬ ‫المؤمنين‪ .‬وسارة ترمز للعذراء مريم في أمومتها وفي أنها ولدت إبنا ضد الطبيعة فسارة ولدت ومستودعها ميت‬ ‫والعذراء ولدت بدون زرع بشر‪.‬‬ ‫وك ُش ُع ٍ‬ ‫ضا ِم ْن َها ْاب ًنا‪ .‬أ َُب ِ‬ ‫أية (‪َ 16" -:)16‬وأَُب ِ‬ ‫ون»‪".‬‬ ‫وب ِم ْن َها َي ُكوُن َ‬ ‫ُم ًما‪َ ،‬و ُملُ ُ‬ ‫ارُك َها فَتَ ُك ُ‬ ‫ُع ِط َ‬ ‫يك أ َْي ً‬ ‫ارُك َها َوأ ْ‬ ‫ون أ َ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِح َك‪ ،‬وقَ ِ‬ ‫أية (‪10" -:)10‬فَسقَ َ ِ ِ‬ ‫الب ِن ِم َئ ِة َس َن ٍة؟ َو َه ْل تَلِ ُد َس َارةُ‬ ‫يم َعلَى َو ْج ِه ِه َو َ‬ ‫ال في َق ْل ِبه‪َ « :‬ه ْل ُيولَ ُد ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ط إ ْب َراه ُ‬ ‫و ِهي ِب ْن ِ‬ ‫ين َس َن ًة؟»‪".‬‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ت ت ْس ِع َ‬ ‫وضحك‪ :‬كال إبراهيم وسارة ضحكا عندما سمعا بأنه سيكون لهما ولد وهما شيخين وألن هللا شهد إلبراهيم بإيمانه‬

‫(‪ )1:14‬فنفهم أن ضحكه هنا عالمة فرح وليس عالمة شك (مز ‪ )2،1:121‬عالمة إستغراب من عطايا هللا أن‬ ‫يكون له إبن في هذه الظروف فضحكه ال يعني عدم إيمانه بل شدة دهشته لعمل هللا معه وعالمة إيمانه أنه‬

‫سقط علي وجهه أي سجد ليقدم الشكر هلل‬

‫)رو ‪ + 21-11:5‬مت ‪ + 1:3‬إش ‪(1:41‬‬ ‫هلل‪« :‬لَي ِ ِ‬ ‫أية (‪17" -:)17‬وقَ ِ ِ‬ ‫ام َك!»‪" .‬‬ ‫يل َي ِع ُ‬ ‫يمِ ِ ْ َ‬ ‫َم َ‬ ‫يش أ َ‬ ‫ت إ ْس َماع َ‬ ‫َ َ‬ ‫ال إ ْب َراه ُ‬ ‫ليت إسمعيل يعيش أمامك‪ :‬هذا القول يحتمل عدة معان‬ ‫‪ .1‬أنا يارب مكتف بإسمعيل الذي أعطيتني وال أطلب المزيد‪ .‬فلتحفظه ليحيا في طاعتك‪.‬‬ ‫‪ .2‬إذا كنت ستعطيني إبنا اخر فهذا ال تحرمه من بركاتك‪.‬‬

‫أية (‪12" -:)12‬فَقَال للا‪« :‬بل سارةُ ام أرَتُ َك تَلِ ُد لَ َك اب ًنا وتَ ْدعو اسم ُه ِإسح َ ِ‬ ‫يم َع ْه ِدي َم َع ُه َع ْه ًدا أ َ​َب ِد ًّيا‬ ‫ْ َ ُ َْ َْ‬ ‫َ ُ َ ْ َ َ َْ‬ ‫اق‪َ .‬وأُق ُ‬ ‫لِ َن ْسلِ ِه ِم ْن َب ْع ِد ِه‪".‬‬

‫الذي يرث هو إبن الموعد الذي أعطاه هللا حياة من موت‪ .‬واسحق تعني ضحك فكال إبراهيم وسارة ضحكا حينما‬

‫سمعا‪.‬‬

‫ِ‬ ‫أية (‪23" -:)23‬وأ َّ ِ ِ‬ ‫ت لَ َك ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه‪َ .‬ها أَ​َنا أ َُب ِ‬ ‫يسا َيلِ ُد‪،‬‬ ‫ارُك ُه َوأُثْ ِم ُرهُ َوأ َُك ِث ُرهُ َك ِث ًا‬ ‫يل فَقَ ْد َس ِم ْع ُ‬ ‫ير ِجدًّا‪ .‬اثْ َن ْي َع َش َر َرئ ً‬ ‫َ‬ ‫َما إ ْس َماع ُ‬ ‫يرةً‪" .‬‬ ‫َج َعلُ ُه أ َّ‬ ‫َوأ ْ‬ ‫ُم ًة َك ِب َ‬ ‫إسمعيل له بركات زمنية ولكن الوعد والميراث إلسحق المولود ليس حسب الجسد بل حسب الروح خالل التجديد‬

‫بواسطة نعمة هللا في المعمودية‪.‬‬

‫‪254‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع عشر)‬

‫والحظ التشابه بين اليهود نسل يعقوب‬

‫‪ 12‬سبطاً‬

‫لهم عالمة الختان‬

‫والعرب نسل إسمعيل‬

‫إثني عشر رئيساً (هذا تحقق في تك ‪) 11-12:24‬‬ ‫لهم عالمة الختان (تعلمه كالهما من إبراهيم(‬

‫الس َن ِة ِ‬ ‫لك ْن عه ِدي أ ُِقيمه مع ِإسحاق الَِّذي تَلِده لَك سارةُ ِفي ه َذا ا ْلوق ِ‬ ‫أية (‪21" -:)21‬و ِ‬ ‫اآلت َي ِة»‪" .‬‬ ‫ْت ِفي َّ‬ ‫ُ​ُ َ َ ْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ​ُ َ َ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أية (‪َ 22" -:)22‬فلَ َّما فَرغَ ِم َن ا ْل َكالَِم مع ُه ِ‬ ‫يم‪".‬‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫صع َد للاُ َع ْن إ ْب َراه َ‬ ‫صعد للا ‪ :‬كان هللا يكلمه بصورة منظورة‪ .‬وهذا الصعود دليل له أن من كان يكلمه ليس إنساناً عادياً‪ .‬هكذا‬ ‫صعد المسيح أمام تالميذه‪.‬‬

‫اعين ِب ِفض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعيل اب َن ُه‪ ،‬وج ِميع ِوْل َد ِ ِ ِ‬ ‫أية (‪23" -:)23‬فَأ َ ِ ِ‬ ‫َه ِل‬ ‫َّت ِه‪ُ ،‬ك َّل َذ َك ٍر ِم ْن أ ْ‬ ‫يع ا ْل ُم ْبتَ َ‬ ‫ان َب ْيته‪َ ،‬و َجم َ‬ ‫يم ِإ ْس َم َ ْ َ َ َ‬ ‫َخ َذ إ ْب َراه ُ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يم‪َ ،‬و َختَ َن لَ ْح َم ُغ ْرلَ ِت ِه ْم ِفي ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َع ْي ِن ِه َك َما َكلَّ َم ُه للاُ‪".‬‬ ‫َب ْيت إ ْب َراه َ‬ ‫فأخذ إبراهيم ‪ :‬الحظ التنفيذ الفوري من إبراهيم‪ ،‬وقارن مع تأجيل موسي ختان إبنه وغضب هللا لذلك‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫اهيم ابن ِتس ٍع وِتس ِعين س َن ًة ِحين ُخ ِتن ِفي لَحِم ُغرلَ ِت ِه‪25 ،‬و َك ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل ْاب ُن ُه‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)25-24‬و َك َ‬ ‫ان ِإ ْب َر ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ان إ ْس َماع ُ‬ ‫ين ُخ ِت َن ِفي لَ ْحِم ُغ ْرلَ ِت ِه‪" .‬‬ ‫ْاب َن ثَالَ َ‬ ‫ث َع َش َرةَ َس َن ًة ِح َ‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ ِ ِ ِ‬ ‫‪ِ ِ 26‬‬ ‫يل ْاب ُن ُه‪" .‬‬ ‫يم َوِا ْس َماع ُ‬ ‫أية (‪ " -:)26‬في ذل َك ا ْل َي ْوم َع ْينه ُخت َن إ ْب َراه ُ‬ ‫في ذلك اليوم عينه ختن إبراهيم‪ :‬لم يخجل إبراهيم وعمره ‪ 11‬سنة أن يختتن فهو الشيخ الكبير الوقور يختتن‬ ‫فهذا قد يصير سخرية من الناس‪ .‬لكن إبراهيم لم يهتم فليس أمامه كصديق هلل سوي أن يطيع في محبة ودون‬ ‫مناقشة‪ .‬وهكذا علي كل تائب أن يطيع هللا دون مناقشة ويقطع من قلبه كل محبة للخطية‪ .‬والحظ ان الختان هو‬ ‫عالمة داخلية ال يراها الناس من خارج وهكذا التوبة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِبا ْل ِفض ِ‬ ‫أية (‪َ 20" -:)20‬و ُك ُّل ِر َج ِ‬ ‫َّة ِم ِن ْاب ِن ا ْل َغ ِر ِ‬ ‫ال َب ْي ِت ِه ِوْل َد ِ‬ ‫يب ُخ ِت ُنوا َم َع ُه‪".‬‬ ‫ان ا ْل َب ْيت َوا ْل ُم ْبتَاع َ‬ ‫إبن الغريب = الحظ أن من يلتصق بشعب هللا يصير منهم ‪ ،‬ويحيا مثلهم ويقبل إيمانهم فيحيا أبديا‪.‬‬

‫‪255‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن عشر)‬

‫اإلصحاح الثامن عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ب ِع ْند بلُّو َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْت َح ِر َّ‬ ‫س ِفي َب ِ‬ ‫الن َه ِ‬ ‫األيات (‪َ " -:)2-1‬و َ‬ ‫ظ َه َر لَ ُه َّ‬ ‫اب ا ْل َخ ْي َم ِة َوق َ‬ ‫ار‪ ،‬فَ َرفَعَ‬ ‫الر ُّ َ َ‬ ‫طات َم ْم َار َو ُه َو َجال ٌ‬ ‫الس ِت ْق َبالِ ِهم ِم ْن َب ِ‬ ‫اب ا ْل َخ ْي َم ِة َو َس َج َد ِإلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‪" ،‬‬ ‫ون لَ َد ْي ِه‪َ .‬فلَ َّما َنظَ َر َرَك َ‬ ‫َع ْي َن ْي ِه َوَنظَ َر َوِا َذا ثَالَ ثَ ُة ِر َجال َو ِاقفُ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ْ‬ ‫الصداقة الفريدة بين هللا وابراهيم تظهر هنا في زيارة هللا إلبراهيم ومعه مالكين وهي أحد ظهورات المسيح في‬

‫العهد القديم‪ .‬هي زيارة كشفت الكثير من حب هللا ومعامالته‪.‬‬

‫وسجد إلي األرض‪ :‬هو سجود إكراماً للضيف وليس سجود هلل فإبراهيم لم يكن يعرف أوالً أنه هللا بدليل (عب‬

‫‪ . )2:13‬هذا النوع من السجود هو الذي تقدمه الكنيسة ألبائها البطاركة واألساقفة‪ .‬بل أن إبراهيم سجد بعد ذلك‬ ‫لبني حث (تك ‪ )12:23‬فأي إعتراض علي ما تقوم به الكنيسة‪ .‬ومشهد إستقبال إبراهيم للمسيح يشرح لكل نفس‬ ‫تتمثل بإبراهيم وتدخل مع هللا في صداقة حب تجلس عند باب خيمتها (الغربة عن العالم)‪ .‬هذه النفس تستقبل‬

‫رب السماء ومالئكته‪" .‬إن أحبني أحد يحفظ كالمى ويحبه أبي واليه نأتي وعنده نصنع منزالً " يو ‪"23:15‬‬

‫"وهأنذا واقف علي الباب وأقرع‪ .‬إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه رؤ ‪ . "21:3‬ودخول‬ ‫المسيح‪ ،‬الشخص األول والبارز من الثالثة إلي خيمة إبراهيم يرمز لتجسده (أي أخذ خيمة بشرية( ‪.‬‬

‫بلوطات مم ار‪ :‬مم ار أي الرؤية أو البصيرة "طوبي ألنقياء القلب ألنهم يعاينون هللا" وبولس يعطي درس من هذه‬ ‫الحادثة أنه بإضافة الغرباء إستضاف إبراهيم مالئكة وهو ال يعلم ركض إلستقبالهم‪ :‬هنا إبراهيم يتوجه للثالثة ولم‬

‫يميز حتي اآلن تَ َمُّيز أحدهم عن الباقين‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ت ِن ْع َم ًة ِفي َع ْي َن ْي َك فَالَ تَتَ َج َاو ْز َع ْب َد َك‪" .‬‬ ‫ت قَ ْد َو َج ْد ُ‬ ‫ال‪َ « :‬يا َس ِي ُد‪ِ ،‬إ ْن ُك ْن ُ‬ ‫أية (‪َ " -:)3‬وقَ َ‬ ‫الم َميز أي المسيح فوجه كالمه إليه‪.‬‬ ‫يا سيد ‪ :‬حين اقترب منهم ميز الشخص ُ‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫األيات (‪4" -:)5-4‬لِي ْؤ َخ ْذ َقلِيل م ٍ‬ ‫ت َّ‬ ‫وب ُك ْم‬ ‫اء َوا ْغ ِسلُوا أ َْر ُجلَ ُك ْم َواتَّ ِك ُئوا تَ ْح َ‬ ‫الش َج َرِة‪ ،‬فَآ ُخ َذ ِك ْس َرةَ ُخ ْب ٍز‪ ،‬فَتُ ْسن ُد َ‬ ‫ون ُقلُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ت»‪".‬‬ ‫ون‪ ،‬أل ََّن ُك ْم قَ ْد َم َرْرتُ ْم َعلَى َع ْب ِد ُك ْم»‪ .‬فَقَالُوا‪َ « :‬‬ ‫هك َذا تَ ْف َع ُل َك َما تَ َكلَّ ْم َ‬ ‫ثُ َّم تَ ْجتَ ُاز َ‬

‫ظنهم إبراهيم مسافرين فسألهم أن يغسل أقدامهم وأن يأكلوا‪ .‬وغسل األقدام هي عادة شرقية (لم يكن هناك أحذية‬

‫بل صنادل مفتوحة فكانت سخونة الرمال تؤذي الجسد) ألن السير في الحر مؤلم‪ ،‬وغسل األرجل يبرد الجسم كله‬

‫وينعشه عالوة علي تنظيف األرجل من الغبار‪ .‬فتسندون قلوبكم‪ :‬هذا بالطعام ليتقووا جسدياً بعد طول سفر‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اه ِ‬ ‫اع ِج ِني‬ ‫َس ِرِعي ِبثَالَث َك ْيالَت َد ِقيقًا َس ِمي ًذا‪ْ .‬‬ ‫ال‪« :‬أ ْ‬ ‫األيات (‪ " -:)7-6‬فَأ ْ‬ ‫يم إلَى ا ْل َخ ْي َمة إلَى َس َارةَ‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َس َرعَ إ ْب َر ُ‬ ‫اهيم ِإلَى ا ْلبقَ ِر وأ َ ِ‬ ‫واص َن ِعي ُخب َز ملَّ ٍة»‪0 .‬ثُ َّم رَك َ ِ ِ‬ ‫َع َ ِ ِ‬ ‫ع ِل َي ْع َملَ ُه‪7 .‬ثُ َّم‬ ‫َس َر َ‬ ‫صا َو َج ِي ًدا َوأ ْ‬ ‫طاهُ ل ْل ُغالَم فَأ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َخ َذ ع ْجالً َر ْخ ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ض إ ْب َر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َّ‬ ‫الش َج َرِة أ َ​َكلُوا‪".‬‬ ‫أَ‬ ‫ان ُه َو َواقفًا لَ َد ْي ِه ْم تَ ْح َ‬ ‫َّام ُه ْم‪َ .‬واِ ْذ َك َ‬ ‫َخ َذ ُزْب ًدا َولَ َب ًنا‪َ ،‬وا ْلع ْج َل الَّذي َعملَ ُه‪َ ،‬و َو َ‬ ‫ض َع َها قُد َ‬

‫‪256‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن عشر)‬

‫كان إبراهيم كريما جداً هو قال كسرة خبز‪ ،‬فماذا كانت كسرة الخبز التي قدمها لهم ؟ ‪ 3‬كيالت دقيق سميذاً‬

‫(أفخر دقيق) مصنوع خبز ملة (كان يخبز علي حجارة محماة) وهو من الخبز النفيس ‪+‬عجل رخص وجيد ‪+‬‬ ‫زبداً ولبناً‪ .‬ووقف هو يخدم الضيوف وهم يأكلوا واذ كان هو واقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا ‪ :‬فإبراهيم كان لديه‬

‫غلمان لكنه من كرمه كان هو بنفسه الذي يخدم الضيوف الغرباء‪ .‬والحظ تكرار كلمات (ركض‪ /‬أسرع‪/‬‬

‫أسرعي)‪ .‬وما هي تقدمة إبراهيم‬

‫أ) دقيق يشير للمسيح في نقاوته (أبيض) وعاش مسحوقاً باألحزان‬

‫ب) ‪3‬‬

‫كيالت رقم ‪ 3‬يشير للثالوث ففي المسيح حل كل ملء الالهوت "فإنه فيه يحل كل ملء الالهوت جسدياً كو‬ ‫‪ "1:2‬ولذلك كان رقم ‪ 3‬يشير أيضا للقيامة فالمسيح ما كان ممكنا ان يسود عليه الموت طالما حل فيه كل ملء‬

‫الالهوت جسدياً‪ .‬ج) عجل جيد مذبوح هذا يشير للمسيح المذبوح الذي قدم جسده لنا لنأكله "العجل المسمن لو‬

‫‪ "23:14‬والكنيسة تجتمع دائما حول المائدة المقدسة فاهلل ال يمكث معنا إن لم يكن المسيح في وسطنا‪ .‬لنقف مع‬ ‫إبراهيم تحت شجرة الصليب نخدم اآلخرين في إتضاع وبفرح فنحن نخدم الرب فيهم‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ال‪َ « :‬ها ِه َي ِفي ا ْل َخ ْي َم ِة»‪" .‬‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬وقَالُوا لَ ُه‪« :‬أ َْي َن َس َارةُ ْ‬ ‫ام َأرَتُ َك؟» فَقَ َ‬ ‫أين سارة إمراتك ‪ :‬هللا لم يقبل أن يكون مديوناً‪ .‬فإبراهيم أكرمه وها هو يرد الجميل إلبراهيم بأن يبارك زوجته‪.‬‬

‫ولم يكن من عادة الشرقيين أن يسألوا عن الزوجة بإسمها ولكن الرب هنا أراد أن يعلن أنه ليس إنساناً عادياً‪.‬‬

‫فكيف عرف اسم سارة؟‬

‫‪13‬‬ ‫ون لِسارةَ ام أرَِت َك اب ٌن»‪ .‬و َكا َن ْت سارةُ س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ِ« :‬إ ِني أ َْرجعُ ِإلَ ْي َك َن ْح َو َزَم ِ‬ ‫ام َع ًة ِفي‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫ان ا ْل َح َياة َوَي ُك ُ َ َ ْ َ‬ ‫أية (‪ " -:)13‬فَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫َب ِ‬ ‫اءهُ‪" .‬‬ ‫اب ا ْل َخ ْي َمة َو ُه َو َو َر َ‬

‫زمان الحياة ‪ :‬في تك ‪ 21:1:‬سبق الرب وحدد أن سارة تلد في السنة اآلتية أي بعد سنة‪ ،‬وهنا يسمي هذا‬ ‫الزمن زمان الحياة فهو زمن إعطاء حياة لمستودع سارة الميت‪.‬‬

‫وهو وراءه‪ :‬الضمير يعود علي باب الخيمة ولذلك يترجم النص "وسمعت سارة في باب الخيمة الذي كان وراءه"‬ ‫ومن كان وراءه سوي المتكلم طبعاً وهي ظنته أوالً إنسان عادي يجامل زوجها‪.‬‬ ‫ادةٌ َكا ِلنس ِ‬ ‫أية (‪11 " -:)11‬و َك َ ِ ِ‬ ‫اء‪" .‬‬ ‫يم َو َس َارةُ َش ْي َخ ْي ِن ُمتَقَِد َم ْي ِن ِفي األ ََّي ِام‪َ ،‬وقَِد ا ْنقَ َ‬ ‫ط َع أ ْ‬ ‫ون لِ َس َارةَ َع َ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان إ ْب َراه ُ‬ ‫هذه اآلية تثبت أن والدة إسحق تساوي إقامة حياة من الموت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪12 " -:)12‬فَض ِح َك ْت سارةُ ِفي ب ِ ِ‬ ‫اخ؟» "‬ ‫ون لِي تَ​َن ُّع ٌم‪َ ،‬و َس ِي ِدي قَ ْد َش َ‬ ‫اطن َها قَائلَ ًة‪« :‬أ َ​َب ْع َد فَ َنائي َي ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ضحكت سارة ‪ :‬ربما ضحكت من الفرح أو اإلندهاش‪ .‬لذلك سمي اإلبن إسحق الذي يعني ضحكاً حتي يذكر‬ ‫إبراهيم وسارة عمل هللا معهما كلما نادياه بإسمه فيمجدوا هللا‪.‬‬

‫وسيدي قد شاخ ‪ :‬هذه الكلمة لفتت نظر الرسول بطرس (‪ 1‬بط ‪(1:3‬‬ ‫‪257‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن عشر)‬

‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ُّ ِ ِ‬ ‫ت؟ ‪َ 14‬ه ْل‬ ‫ال َّ‬ ‫ض ِح َك ْت َس َارةُ قَائلَ ًة‪ :‬أَفَ ِبا ْل َح ِقيقَ ِة أَلِ ُد َوأَ​َنا قَ ْد ِش ْخ ُ‬ ‫يم‪« :‬لِ َما َذا َ‬ ‫األيات (‪ " -:)14-13‬فَقَ َ‬ ‫ب إل ْب َراه َ‬ ‫الر ِب َشيء؟ ِفي ا ْل ِم ِ‬ ‫ان ا ْلحي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون لِ َس َارةَ ْاب ٌن»‪" .‬‬ ‫يل َعلَى َّ‬ ‫اة َوَي ُك ُ‬ ‫يعاد أ َْرجعُ ِإلَ ْي َك َن ْح َو َزَم ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌْ‬ ‫َي ْستَح ُ‬

‫أية (‪15 " -:)15‬فَأَ ْن َكر ْت سارةُ قَ ِ‬ ‫َض َح ْك»‪ .‬أل َّ‬ ‫ض ِح ْك ِت»‪" .‬‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫َن‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ائ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ال‪« :‬الَ! َب ْل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫إنكار سارة يعني أنها بدأت تدرك أن المتكلم شخص إلهي ألنه عرف ما في قلبها فخافت‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الرج ِ‬ ‫اهيم م ِ‬ ‫اك وتَطَلَّعوا َن ْحو س ُدوم‪ .‬و َك َ ِ ِ‬ ‫اش ًيا َم َع ُه ْم لِ ُي َش ِي َع ُه ْم‪" .‬‬ ‫ال م ْن ُه َن َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ام ِ َ ُ‬ ‫ان إ ْب َر ُ َ‬ ‫أية (‪ " -:)16‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫لم يكتفي إبراهيم بالوليمة بل سار معهم ليرشدهم للطريق ويودعهم‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اهيم ما أَ​َنا فَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‪َ « :‬هل أ ْ ِ‬ ‫اعلُ ُه‪" ،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُخفي َع ْن إ ْب َر َ َ‬ ‫أية (‪ " -:)10‬فَقَ َ‬ ‫هل أخفي عن إبراهيم ‪ :‬هذا سؤال لتأكيد أن هللا ال يريد أن يخفي عن إبراهيم شيئاً هو سؤال للتأكيد مثل " هل‬

‫يخرج الشوك عنباً" (إن كبر إبنك خاويه(‬

‫ِ ِ‬ ‫‪ِ 17‬‬ ‫ُمِم األ َْر ِ‬ ‫ض؟ "‬ ‫ون أ َّ‬ ‫يم َي ُك ُ‬ ‫ُم ًة َك ِب َ‬ ‫يرةً َوقَ ِويَّ ًة‪َ ،‬وَيتَ​َب َار ُك ِبه َجميعُ أ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)17‬وِا ْب َراه ُ‬ ‫وابراهيم يكون أمة كبيرة ‪ :‬من اليهود والمسيحيين اوالده باإليمان‬ ‫‪ِ 12‬‬ ‫وصي ب ِن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِب‪ ،‬لِ َي ْع َملُوا ِب ًّار َو َع ْدالً‪ ،‬لِ َك ْي‬ ‫يق َّ‬ ‫يه َوَب ْيتَ ُه ِم ْن َب ْع ِد ِه أ ْ‬ ‫َن َي ْحفَظُوا طَ ِر َ‬ ‫أية (‪ " -:)12‬ألَني َع َرفْتُ ُه ل َك ْي ُي َ َ‬ ‫الر ُّ ِ ِ‬ ‫يم ِب َما تَ َكلَّ َم ِب ِه»‪" .‬‬ ‫َيأ ِْت َي َّ‬ ‫ب إل ْب َراه َ‬ ‫لكي يوصي بنيه ‪ :‬علي األب أن يعلم بنيه‪ .‬وواضح أن وعد هللا مشروط بحفظهم وصاياه‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ورةَ قَ ْد َكثَُر‪َ ،‬و َخ ِط َّيتُ ُه ْم قَ ْد َعظُ َم ْت ِجدًّا‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ب‪ِ« :‬إ َّن ُ‬ ‫وم َو َع ُم َ‬ ‫أية (‪َ " -:)23‬وقَ َ‬ ‫اخ َس ُد َ‬ ‫صراخ في سدوم‪ :‬من بشاعة خطاياهم صارت الخطايا تصرخ طالبة القصاص أو أن األرض التي تلوثت‬

‫صارت تصرخ من فساد أهلها كما حدث في حالة دم هابيل الصارخ إلي هللا‪.‬‬ ‫أية (‪21 " -:)21‬أَ ْن ِز ُل َوأ َ​َرى َه ْل فَ َعلُوا ِبالتَّ َماِم‬ ‫أنزل وأري‪ :‬هذا ليشير لعدل هللا الكامل فهو‬

‫ِ‬ ‫حسب صر ِ‬ ‫َعلَ ُم»‪" .‬‬ ‫اخ َها اآلتي ِإلَ َّي‪َ ،‬وِاالَّ فَأ ْ‬ ‫َ َ َ َُ‬ ‫ال يعاقب إال بعد الفحص التام‪ .‬وهو الذي نزل فيما بعد ليصلب‬

‫ويرفع عنا خطايانا إذ أخذ شكل العبد‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫اك وَذ َهبوا َن ْحو س ُدوم‪ ،‬وأ َّ ِ ِ‬ ‫الرج ِ‬ ‫الر ِب‪" .‬‬ ‫ام َّ‬ ‫ص َر َ‬ ‫يم فَ َك َ‬ ‫ال م ْن ُه َن َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)22‬وا ْن َ‬ ‫ان لَ ْم َي َز ْل قَائ ًما أ َ‬ ‫ف َِ ُ‬ ‫َم َ‬ ‫َما إ ْب َراه ُ‬

‫‪258‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن عشر)‬

‫كان إبراهيم لم يزل قائما أمام الرب‪ :‬كان الرب قد أخبره بما نوي عمله وكان هذا ليدفع إبراهيم للصالة والشفاعة‬ ‫كما فعل مع موسي بعد ذلك‪.‬‬

‫وسدوم وعمورة مدينتان بجوار البحر الميت أقام لوط في إحداهما‪ .‬وسدوم تعني إحراق وعمورة تعني فيض أو‬

‫طوفان‪ .‬فالخطية تسبب اإلحتراق والغرق‪ .‬وربما نتيجة الحريق غرقتا‪ .‬وغالبا مكان سدوم وعمورة اآلن تحت‬ ‫البحر الميت وهذا سبب ملوحة هذا البحر الزائدة ‪ ،‬مما تسبب فى إستحالة الحياة فيه ‪.‬‬ ‫أية (‪23 " -:)23‬فَتَقَد ِ ِ‬ ‫ال‪« :‬أَفَتُ ْهلِ ُك ا ْل َب َّار َم َع األ َِث ِيم؟ "‬ ‫يم َوقَ َ‬ ‫َّم إ ْب َراه ُ‬ ‫َ‬ ‫حينما سمع إبراهيم بمصير سدوم وعمورة لم يتحدث مع هللا عن إبنه المقبل وال وعود هللا بل إهتم وصلي وتشفع‬

‫عن سدوم وعمورة‪ .‬هي صورة حية للحب الناضج الذي فيه ينشغل اإلنسان بخالص إخوته‪ .‬هكذا نفوس‬

‫القديسين ال تهتم بما لنفسها بل بما لآلخرين‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫َج ِل‬ ‫ون َب ًّا‬ ‫األيات (‪َ " -:)33-24‬ع َسى أ ْ‬ ‫ار ِفي ا ْل َمدي َن ِة‪ .‬أَفَتُ ْهلِ ُك ا ْل َم َك َ‬ ‫ون َخ ْم ُس َ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫صفَ ُح َع ْن ُه ِم ْن أ ْ‬ ‫ان َوالَ تَ ْ‬ ‫ِ ِ ‪25‬‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َخم ِسين ب ًّا ِ‬ ‫ون ا ْل َب ُّار َكاأل َِث ِيم‪.‬‬ ‫ين ف‬ ‫يه؟ َح َ‬ ‫َن تَ ْف َع َل ِم ْث َل ه َذا األ َْم ِر‪ ،‬أ ْ‬ ‫اشا لَ َك أ ْ‬ ‫َن تُ ِم َ‬ ‫يت ا ْل َب َّار َمعَ األَث ِيم‪ ،‬فَ َي ُك ُ‬ ‫ار الَّذ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ب‪ِ« :‬إ ْن وج ْد ُ ِ‬ ‫ان ُك ِل األ َْر ِ‬ ‫ار ِفي ا ْل َم ِدي َن ِة‪،‬‬ ‫ين َب ًّا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫َح َ‬ ‫وم َخ ْم ِس َ‬ ‫اشا لَ َك! أ َ​َد َّي ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ض الَ َي ْ‬ ‫ص َنعُ َع ْدالً؟» فَقَ َ‬ ‫ت في َس ُد َ‬ ‫اهيم وقَال‪ِ« :‬إ ِني قَ ْد َشر ْع ُ ِ‬ ‫َجلِ ِهم»‪20 .‬فَأَج ِ ِ‬ ‫فَِإ ِني أَصفَح ع ِن ا ْلم َك ِ ِ ِ ِ‬ ‫اب‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ت أ َُكل ُم ا ْل َم ْولَى َوأَ​َنا تَُر ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ان ُكله م ْن أ ْ ْ‬ ‫اب إ ْب َر ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪27‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك‬ ‫ون َب ًّا‬ ‫ال‪« :‬الَ أ ْ‬ ‫ُهلِ ُك ِإ ْن َو َج ْد ُ‬ ‫َو َرَم ٌ‬ ‫ت ُه َن َ‬ ‫ص ا ْل َخ ْم ُس َ‬ ‫اد‪ُ .‬ربَّ َما َنقَ َ‬ ‫ار َخ ْم َس ًة‪ .‬أَتُ ْهل ُك ُك َّل ا ْل َمدي َنة ِبا ْل َخ ْم َسة؟» فَقَ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫َج ِل‬ ‫ال‪َ « :‬ع َسى أ ْ‬ ‫ين»‪ .‬فَ َع َ‬ ‫اك أ َْرَب ُع َ‬ ‫وج َد ُه َن َ‬ ‫َخ ْم َس ًة َوأ َْرَب ِع َ‬ ‫ال‪« :‬الَ أَف َْع ُل ِم ْن أ ْ‬ ‫اد ُي َكلِ ُم ُه أ َْي ً‬ ‫َن ُي َ‬ ‫ون»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ضا َوقَ َ‬ ‫‪33‬‬ ‫اك‬ ‫ال‪« :‬الَ َي ْس َخ ِط ا ْل َم ْولَى فَأَتَ َكلَّ َم‪َ .‬ع َسى أ ْ‬ ‫ال‪« :‬الَ أَف َْع ُل ِإ ْن َو َج ْد ُ‬ ‫ت ُه َن َ‬ ‫اك ثَالَ ثُ َ‬ ‫وج َد ُه َن َ‬ ‫األ َْرَب ِع َ‬ ‫َن ُي َ‬ ‫ون»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ين»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪31‬‬ ‫َن يوجد ُه َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِل‬ ‫ال‪« :‬الَ أ ْ‬ ‫ت أ َُكلِ ُم ا ْل َم ْولَى‪َ .‬ع َسى أ ْ ُ َ َ‬ ‫ال‪ِ« :‬إني قَ ْد َش َر ْع ُ‬ ‫اك ع ْش ُر َ‬ ‫َ‬ ‫ثَالَ ث َ‬ ‫ُهلِ ُك ِم ْن أ ْ‬ ‫ون»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ين»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ا ْل ِع ْش ِرين»‪32 .‬فَقَال‪« :‬الَ يس َخ ِط ا ْلمولَى فَأَتَ َكلَّم ِ‬ ‫ُهِل ُك‬ ‫ال‪« :‬الَ أ ْ‬ ‫هذ ِه ا ْل َم َّرةَ فَقَ ْط‪َ .‬ع َسى أ ْ‬ ‫وج َد ُه َن َ‬ ‫َ‬ ‫َن ُي َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫اك َع َش َرةٌ»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب ِع ْن َدما فَر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ِإلَى َم َك ِان ِه‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ب َّ‬ ‫ِم ْن أ ْ‬ ‫َج ِل ا ْل َع َش َرِة»‪َ .‬وَذ َه َ‬ ‫َ َ‬ ‫يم‪َ ،‬و َر َج َع إ ْب َراه ُ‬ ‫غ م َن ا ْل َكالَم َم َع إ ْب َراه َ‬

‫نالحظ في هذه األيات‬

‫‪ .1‬اتضاع إبراهيم أمام هللا " أنا تراب ورماد" هكذا يجب ان نقف أمام هللا‪.‬‬

‫‪ .2‬شفاعته عن اآلخرين وصالته عنهم‪ .‬ولم ينشغل بنفسه ومشكلته هو الشخصية‪.‬‬

‫‪ .3‬لو وجد في سدوم ‪ 11‬أبرار لنجت وهذا يشير لبركة وجود قديسين في مكان ما‪ .‬وهذا معنى قول السيد‬ ‫المسيح أنتم ملح األرض ‪.‬‬

‫‪ .5‬صالة إبراهيم توقفت عند ‪ 11‬أبرار ولم يكمل فلعله إقتنع بأن هذا الشعب يستحق مادام ال يوجد وال حتي‬ ‫عشرة أبرار‪ .‬وغالباً ما كان يدفعه للصالة والشفاعة هو الروح القدس الذي يعلمنا كيف نصلي وهو الذي‬ ‫يضع كالماً في أفواهنا( هو‪ .) 2:15‬والروح القدس هو الذي أقنع إبراهيم أن يكف فهم ال يستحقون‪ .‬إنما‬ ‫قبل هللا صالة وشفاعة إبراهيم وأنقذ لوطاً وزوجته وابنتيه بل كان من أجل خاطر إبراهيم أن المالكين‬ ‫سمحا للوط أن يخرج معه أصهاره‪ ،‬إال أن أصهاره لم يستفيدوا من هذه الفرصة‪.‬‬

‫‪259‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن عشر)‬

‫‪ .4‬ذهب الرب عندما فرغ من الكالم مع إبراهيم ‪ :‬فاهلل حاضر طالما كان إبراهيم يصلي ويتشفع‪ .‬لذلك يقول‬ ‫بولس الرسول صلوا بال إنقطاع ‪1‬تس ‪1::4‬‬

‫‪260‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع عشر)‬

‫األصحاح التاسع عشر‬

‫عودة للجدول‬

‫هللا له طرق يجذب بها النفس للسماء وكل طريقة تتناسب مع حالة الشخص‪ .‬ففي اإلصحاح السابق نجد هللا في‬

‫شركة حلوة مع إبراهيم يجذبه للسماويات وفي هذا اإلصحاح نجد صورة عكسية‪ ،‬إنذار بالدينونة والخراب والحريق‬ ‫ليجذب لوط خارج دائرة الشر‪.‬‬

‫وكانت خطية سدوم وعمورة هي الشذوذ الجنسي وتسمي في العربية اللواط نسبة إلي لوط وهى تسمية خطأ فلوط‬

‫برئ من هذه الجريمة فلماذا تنسب إليه ‪ .‬ولكن في اإلنجليزية تسمي السدومية ‪ Sodomy‬نسبة لسدوم وعمورة‬

‫وهذه تسمية صحيحة‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ا ْلمالَ َك ِ ِ‬ ‫ام‬ ‫وم‪َ .‬فلَ َّما َر ُ‬ ‫اء‪َ ،‬و َك َ‬ ‫وم َم َس ً‬ ‫أية (‪ " -:)1‬فَ َج َ َ‬ ‫آه َما لُوطٌ قَ َ‬ ‫ان لُوطٌ َجال ًسا في َباب َس ُد َ‬ ‫ان إلَى َس ُد َ‬ ‫الس ِت ْق َبالِ ِه َما‪َ ،‬و َس َج َد ِب َو ْج ِه ِه ِإلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫ْ‬

‫باب المدينة ‪ :‬كان العظماء والوجهاء والقضاة هم الذين يجلسون في باب المدينة فهذا يدل علي عظم المركز‬ ‫وغني لوط الذي وصل لهما‪ .‬ونجد هنا لوط الذي تربي في بيت إبراهيم يصنع ما صنعه إبراهيم في ضيافة‬

‫الغرباء‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ْه َب ِ‬ ‫ي‪ِ ،‬ميالَ ِإ َلى َب ْي ِت َع ْب ِد ُك َما َوِبيتَا َوا ْغ ِسالَ أ َْر ُجلَ ُك َما‪ ،‬ثُ َّم تَُب ِك َر ِ‬ ‫ان ِفي‬ ‫ال‪َ « :‬يا َس ِي َد َّ‬ ‫ان َوتَذ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬وقَ َ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫يت»‪" .‬‬ ‫يق ُك َما»‪ .‬فَقَاالَ‪« :‬الَ‪َ ،‬ب ْل ِفي َّ‬ ‫َ‬ ‫اح ِة َن ِب ُ‬ ‫الس َ‬ ‫ال‪ ،‬بل في الساحة نبيت ‪ :‬كان الغريب يبيت في الساحة إذا لم يجد مكاناً آخر (قض ‪ )21،14:11‬وكان هذا‬

‫إحتجاجاً منهما علي لوط وبيته‪ .‬إذ فضال أن يبيتا في ساحة المدينة‪ .‬نجد في ‪2‬بط ‪ 1:2‬أن القديس بطرس‬

‫يطلق علي لوط لقب البار فهو بار نسبياً بالنسبة لشعب سدوم وعمورة ولكن بره هذا يتصاغر جداً بالنسبة لبر‬

‫إبراهيم‪ .‬وكان خطأ لوط الواضح انه إختار أن يسكن في هذا المكان الشرير وبعد أن إكتشف شره لم يتركه‪.‬‬

‫‪261‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع عشر)‬

‫وهنا مقارنة بين إبراهيم ولوط‬ ‫إبراهيم‬ ‫‪.1‬يستضيف الرب ومالكين في شركة حب وصداقة‪.‬‬

‫لوط‬ ‫‪.1‬بالكاد يخلصه المالكين من الدمار من مدينة إختارها‬ ‫هو‪.‬‬

‫‪.2‬كان لقاء إبراهيم معهم في النهار‬

‫‪.2‬لقاء لوط معهم كان في المساء‪.‬‬

‫(فهو يحيا في النور)‪.‬‬ ‫‪.3‬إستضاف إبراهيم الرب ومالكين‪.‬‬

‫‪.3‬لوط لم يذهب له سوي المالكين‪.‬‬

‫‪.4‬قبلوا دعوة إبراهيم فو ارً‪" .‬قالوا هكذا نفعل كما تكلمت"‪.‬‬

‫‪.4‬رفضوا الدخول أوالً ثم دخلوا بعد إلحاح من لوط بعد‬

‫‪.5‬وليمة إبراهيم تضمنت سر الثالوث والقيامة سر المسيح‬

‫‪.5‬وليمة لوط عادية‪.‬‬

‫ان كانا يفضالن أن يبيتا في الساحة‪.‬‬

‫والمصلوب والمقام فهو عينه مفتوحة‪.‬‬ ‫‪.6‬إنتهي لقاء إبراهيم معهم بالبركة له ولسارة‪.‬‬

‫‪.6‬إنتهي اللقاء معهم بالكاد بنجاته من الدمار‬

‫‪.0‬إبراهيم يقف كشفيع عن اآلخرين‪.‬‬

‫‪.0‬لوط يتوسل ألن يسكن في صوغر وليس في الجبل‪.‬‬

‫‪.7‬إبراهيم إختار له للا األ رض‪.‬‬

‫‪.7‬لوط إختار لنفسه وترك الصحبة الطيبة‪.‬‬

‫‪.2‬إبراهيم كان قلبه علي الخيمة والمذبح‪.‬‬

‫‪.2‬لوط بحث عن العشب والمراعي (يختار المادة)‪.‬‬

‫‪.13‬ظل ح ارً في محبة للا‪.‬‬

‫‪.13‬فقد شجاعته األدبية وحريته الشخصية‪.‬‬

‫‪.11‬هو أنقذ لوط بشفاعته بل ورث كل األرض‬

‫‪.11‬أضاع كل شئ إختاره‬

‫والحظ أن إلحاح لوط أن يبيت الرجالن عنده كان ليحميهما من شر أهل سدوم الذي يعرفه‪.‬‬ ‫أية (‪3" -:)3‬فَأَلَ َّح علَي ِهما ِجدًّا‪ ،‬فَماالَ ِإلَي ِه وَد َخالَ بيتَ ُه‪ ،‬فَص َنع لَهما ِ‬ ‫ير فَأ َ​َكالَ‪" .‬‬ ‫ض َيافَ ًة َو َخ َب َز فَ ِط ًا‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الش ْي ِخ‪ُ ،‬ك ُّل َّ‬ ‫وم‪ِ ،‬م َن ا ْل َح َد ِث ِإلَى َّ‬ ‫الش ْع ِب ِم ْن‬ ‫ط َج َعا أَ َحا َ‬ ‫اض َ‬ ‫أية (‪َ " -:)4‬وقَ ْبلَ َما ْ‬ ‫ال ا ْل َمدي َنة‪ِ ،‬ر َج ُ‬ ‫ط ِبا ْل َب ْيت ِر َج ُ‬ ‫ال َس ُد َ‬ ‫اها‪" .‬‬ ‫ْص َ‬ ‫أَق َ‬

‫الحظ فساد الشعب كله من الحدث إلي الشيخ‪ .‬الكل صار في نجاسة‪.‬‬

‫‪262‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع عشر)‬

‫‪5‬‬ ‫الر ُجالَ ِن اللَّ َذ ِ‬ ‫َخ ِر ْج ُه َما ِإلَ ْي َنا لِ َن ْع ِرفَ ُه َما»‪" .‬‬ ‫اد ْوا لُوطًا َوقَالُوا لَ ُه‪« :‬أ َْي َن َّ‬ ‫ان َد َخالَ ِإلَ ْي َك اللَّْيلَ َة؟ أ ْ‬ ‫أية (‪ " -:)5‬فَ َن َ‬ ‫لنعرفهما‪ :‬هي لغة الكتاب المهذبة للمعاشرة الجنسية‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫األيات (‪6" -:)0-6‬فَ َخر َج ِإلَ ْي ِهم لُوطٌ ِإلَى ا ْل َب ِ‬ ‫ال‪« :‬الَ تَ ْف َعلُوا َش ًّار َيا ِإ ْخ َوِتي‪" .‬‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫اء‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫اب‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫َغ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫اب‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َما ه َذ ِ‬ ‫ان‬ ‫ِإلَ ْي ُك ْم فَاف َْعلُوا ِب ِه َما َك َما َي ْح ُس ُن ِفي ُع ُيوِن ُك ْم‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َس ْق ِفي»‪" .‬‬

‫أية (‪ُ 7 " -:)7‬ه َوَذا لِي ْاب َنتَ ِ‬ ‫ُخ ِر ُج ُه َما‬ ‫ان لَ ْم تَ ْع ِرفَا َر ُجالً‪ .‬أ ْ‬ ‫ت ِظ ِل‬ ‫َّ‬ ‫الر ُجالَ ِن فَالَ تَ ْف َعلُوا ِب ِه َما َش ْي ًئا‪ ،‬أل ََّن ُه َما قَ ْد َد َخالَ تَ ْح َ‬ ‫لوط يحاول ان يصلح الموقف ولكن بطريقة فاسدة‪ ،‬أو قال هذا ليخجلهم‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫اإل ْنس ُ ِ‬ ‫اآلن َن ْف َع ُل ِب َك‬ ‫ب‪َ ،‬و ُه َو َي ْح ُك ُم ُح ْك ًما‪َ .‬‬ ‫أية (‪ " -:)2‬فَقَالُوا‪ْ « :‬اب ُع ْد ِإلَى ُه َن َ‬ ‫ان ل َيتَ َغ َّر َ‬ ‫اء ه َذا ِ َ‬ ‫اك»‪ .‬ثُ َّم قَالُوا‪َ « :‬ج َ‬ ‫وط ِجدًّا وتَقَد ِ ِ‬ ‫َش ًّار أَ ْكثَر ِم ْنهما»‪ .‬فَأَلَ ُّحوا علَى ا ْل َّرج ِل لُ ٍ‬ ‫اب‪" ،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّموا ل ُي َكس ُروا ا ْل َب َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َُ‬

‫وهو يحكم حكماً ‪ :‬لم يحتمل هؤالء األشرار أن لوط يمنعهم من اإلعتداء الجنسي علي الرجلين فقالوا هل يتحكم‬

‫فينا هذا الغريب‪ .‬بل هددوه بأن يفعلوا فيه ش اًر أكثر منهما‪ .‬وربما هم إستاءوا من قوله في (‪ ):‬ال تفعلوا ش اًر‬ ‫فقالوا هل يحكم هذا الغريب بأن أعمالنا شريرة‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫اب‪" .‬‬ ‫الر ُجالَ ِن أ َْي ِد َي ُه َما َوأ َْد َخالَ لُوطًا ِإلَ ْي ِه َما ِإلَى ا ْل َب ْي ِت َوأ ْ‬ ‫أية (‪ " -:)13‬فَ َم َّد َّ‬ ‫َغلَقَا ا ْل َب َ‬ ‫حاول لوط أن يحمي ضيفيه فطلب أن يخرج بنتيه لكن قاما الغريبان بحمايته مع أهل بيته‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫الرج ِ‬ ‫ين َعلَى َب ِ‬ ‫ير ِإلَى ا ْل َك ِب ِ‬ ‫الص ِغ ِ‬ ‫َن‬ ‫اه ْم ِبا ْل َع َمى‪ِ ،‬م َن َّ‬ ‫أية (‪َ " -:)11‬وأ َّ‬ ‫ير‪ ،‬فَ َع ِج ُزوا َع ْن أ ْ‬ ‫ض َرَب ُ‬ ‫ال الَّذ َ‬ ‫اب ا ْل َب ْيت فَ َ‬ ‫َما ِ َ ُ‬ ‫اب‪" .‬‬ ‫َي ِج ُدوا ا ْل َب َ‬

‫ضرباهم بالعمي ‪ :‬الكلمة المستخدمة للعمي تش ير لنور شديد يلمع فيفقد اإلنسان رؤيته أو يحدث نوع من عدم‬ ‫توافق النظر مع العقل فيضل اإلنسان طريقه (وهذا هو حال الخاطئ لهم عيون لكنهم ال يبصرون أع ‪)21:21‬‬

‫فهم ظنوا أنهم يرون باب البيت لكنهم سعوا وراء شئ أخر‪( .‬راجع ‪ 2‬مل ‪ )11:1‬حيث إستخدمت نفس الكلمة‪.‬‬

‫أو قد تعني أنهم أحيطوا بظالم يتخبطوا فيه‪ .‬والحظ تسلسل ضربات هللا للخطاة للتحذير قبل الضربة العظيمة‪.‬‬ ‫‪ .1‬وقوعهم تحت الجزية وخضوعهم لكدرلعومر ‪ 12‬سنة‪.‬‬ ‫‪ .2‬الحرب واألسر للنفوس والممتلكات‪.‬‬ ‫‪ .3‬ضربة العمي‪.‬‬

‫‪ .5‬ك ارزة لوط لكنهم اعتبروه يمزح ولم يهرب أحد‪.‬‬

‫‪263‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع عشر)‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫الرجالَ ِن لِلُ ٍ‬ ‫يك َوَب َن ِات َك َو ُك َّل َم ْن لَ َك ِفي ا ْل َم ِدي َن ِة‪،‬‬ ‫َص َه َار َك َوَبن َ‬ ‫وط‪َ « :‬م ْن لَ َك أ َْي ً‬ ‫ال َّ ُ‬ ‫هه َنا؟ أ ْ‬ ‫ضا ُ‬ ‫أية (‪َ " -:)12‬وقَ َ‬ ‫َخ ِر ْج ِم َن ا ْل َم َك ِ‬ ‫ان‪" ،‬‬ ‫أْ‬

‫من لك ههنا‪ :‬نظ اًر لشفاعة إبراهيم فالمالكان كان مستعدان إلنقاذ أقرباء لوط‪.‬‬

‫أية (‪13 " -:)13‬أل ََّن َنا ُم ْهلِ َك ِ‬ ‫ب لِ ُن ْهلِ َك ُه»‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ِب‪ ،‬فَأ َْر َسلَ َنا َّ‬ ‫ام َّ‬ ‫ان ه َذا ا ْل َم َك َ‬ ‫ان‪ِ ،‬إ ْذ قَ ْد َعظُ َم ُ‬ ‫ص َار ُخ ُه ْم أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫اآلخ ِذ َ ِ ِ‬ ‫أية (‪14 " -:)14‬فَ َخرج لُوطٌ و َكلَّم أَصهاره ِ‬ ‫اخ ُر ُجوا ِم ْن ه َذا ا ْل َم َك ِ‬ ‫ب ُم ْهلِ ٌك‬ ‫ان‪ ،‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫وموا ْ‬ ‫َ َ ْ َ َُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ال‪« :‬قُ ُ‬ ‫ين َب َناته َوقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫َص َه ِ‬ ‫ان َك َم ِ‬ ‫ارِه‪" .‬‬ ‫ا ْل َمدي َن َة»‪ .‬فَ َك َ‬ ‫از ٍح ِفي أ ْ‬ ‫َع ُي ِن أ ْ‬

‫أصهاره األخذين بناته‪ :‬سبق وقال أن بناته لم يعرفوا رجالً فيكون هؤالء األصهار إما في حالة خطوبة للبنات أو‬ ‫كان لوط له بنات آخرين متزوجين وهلكوا مع هالك سدوم وعمورة‪.‬‬

‫كان كمازح‪ :‬فالوعظ ال يصلح إذا كان سلوك الشخص ال يؤيده‪ .‬وبالنسبة ألهل سدوم نقول إن من اعتاد علي‬ ‫المزاح فحين يأتي وقت الجد نجده مازحاً‪ .‬فهم كانوا يمكن أن يخلصوا لكن في كل جيل يري األشرار في إنذارات‬ ‫هللا هزالً ومزاحاً فيستخفون بها‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ان يع ِجالَ ِن لُو ً ِ‬ ‫ودتَ ْي ِن لِ َئالَّ‬ ‫أية (‪َ " -:)15‬ولَ َّما َ‬ ‫ام َأرَتَ َك َو ْاب َنتَ ْي َك ا ْل َم ْو ُج َ‬ ‫طلَ َع ا ْلفَ ْج ُر َك َ‬ ‫ان ا ْل َمالَ َك ِ ُ َ‬ ‫طا قَائلَ ْي ِن‪« :‬قُ ْم ُخذ ْ‬ ‫تَ ْهلِ َك ِبِإثِْم ا ْل َم ِدي َن ِة»‪" .‬‬

‫قم‪ :‬هي دعوة من السماء أن نقوم مع المسيح القائم من األموات في الفجر‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ام َأرَِت ِه َوِب َي ِد ْاب َنتَْي ِه‪ ،‬لِ َشفَقَ ِة َّ‬ ‫أية (‪َ " -:)16‬ولَ َّما تَ​َوا َنى‪ ،‬أ َْم َس َك َّ‬ ‫الر ِب َعلَ ْي ِه‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َخ َر َجاهُ َو َو َ‬ ‫ض َعاهُ‬ ‫الر ُجالَ ِن ِب َيده َوِب َيد ْ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ار َج ا ْل َم ِدي َن ِة‪".‬‬ ‫عجيب أن يجذب المالكان لوط وعائلته لخارج المدينة‪ .‬فهم متمسكون بالدنيويات للنفس األخير‪ .‬فكان لوط‬

‫متمسكاً بالمكان وبثروته ال يريد أن يتركها‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫اهم ِإلَى َخ ِ َّ‬ ‫ف‬ ‫ان لَ َّما أ ْ‬ ‫اه ُر ْب لِ َح َي ِات َك‪ .‬الَ تَ ْنظُ ْر ِإلَى َو َرِائ َك‪َ ،‬والَ تَ ِق ْ‬ ‫ال‪ْ « :‬‬ ‫األيات (‪َ " -:)22-10‬و َك َ‬ ‫َخ َر َج ُ ْ‬ ‫ار ٍج أَن ُه قَ َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّائرِة‪ِ ْ .‬‬ ‫ال َل ُه َما لُوطٌ‪« :‬الَ َيا َس ِي ُد‪ُ 12 .‬ه َوَذا َع ْب ُد َك قَ ْد َو َج َد ِن ْع َم ًة ِفي‬ ‫في ُكل الد َ‬ ‫اه ُر ْب إلَى ا ْل َج َبل ل َئال تَ ْهل َك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِإلَ َّي ِباس ِتبقَ ِ‬ ‫ب ِإلَى ا ْل َج َب ِل لَ َع َّل َّ‬ ‫الش َّر ُي ْد ِرُك ِني‬ ‫َن أ ْ‬ ‫اء َن ْف ِسي‪َ ،‬وأَ​َنا الَ أَق ِْد ُر أ ْ‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫َع ْي َن ْي َك‪َ ،‬و َعظَّ ْم َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َه ُر َ‬ ‫ت لُ ْطفَ َك الَّذي َ‬ ‫فَأَموت‪ُ 23 .‬هوَذا ا ْلم ِدي َن ُة ِ‬ ‫اك‪ .‬أَلَيس ْت ِهي ِ‬ ‫هذ ِه قَ ِريب ٌة لِ ْلهر ِب ِإلَيها و ِهي ِ‬ ‫يرةً؟ فَتَ ْح َيا‬ ‫يرةٌ‪ .‬أ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َه ُر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ب ِإلَى ُه َن َ ْ َ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫صغ َ‬ ‫صغ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َس ِر ِع‬ ‫ضا‪ ،‬أ ْ‬ ‫ب ا ْل َمدي َن َة الَّتي تَ َكلَّ ْم َ‬ ‫ال لَ ُه‪ِ« :‬إني قَ ْد َرفَ ْع ُ‬ ‫ت َو ْج َه َك ِفي ه َذا األ َْم ِر أ َْي ً‬ ‫ت َع ْن َها‪ .‬أ ْ‬ ‫َن الَ أَقْل َ‬ ‫َن ْفسي»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫صو َغ َر»‪" .‬‬ ‫ْ‬ ‫َستَ ِطيعُ أ ْ‬ ‫يء ِإلَى ُه َن َ‬ ‫اه ُر ْب ِإلَى ُه َن َ‬ ‫اك»‪ .‬لذل َك ُدع َي ْ‬ ‫اك ألَني الَ أ ْ‬ ‫اس ُم ا ْل َمدي َنة « ُ‬ ‫َن أَف َْع َل َش ْي ًئا َحتَّى تَ ِج َ‬

‫‪264‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع عشر)‬

‫طلب المالكان من لوط أن يهرب إلي الجبل فإختار ان يذهب إلي مدينة صوغر!! وعجيب أن يختار هللا إلنسان‬

‫المكان اآلمن فيختار اإلنسان لنفسه ‪ ،‬فهل رأي لوط أن اختياره أفضل واألعجب أنه بعد أن رفض الصعود‬

‫للجبل عاد وصعد للجبل (آية ‪ .)31‬فهل كان لوط متعباً ال يستطيع صعود الجبل وهل يتعب من يجذبه مالكان‪.‬‬ ‫هل خاف لوط أن ال يستطيع الوصول للجبل قبل أن يأتي الدمار؟ هذا مردود عليه فالمالك أفهمه أنه ال يستطيع‬

‫أن يفعل شئ إن لم يهرب لوط وينجو (‪ )22‬أو هل هو طمع أن تكون صوغر ملكاً له فيقول "اليست هي‬

‫صغيرة فتحيا نفسي" ‪ :‬أي هي صغيرة فآلخذها ميراثاً ألحيا عوضاً عن كل ما خسرته في سدوم‪ .‬وصوغر كانت‬

‫أصغر مدن الدائرة‪ .‬وهذا حا ل كثيرين يدعوهم هللا لصعود الجبل المقدس فيكتفوا بصوغر أي بنصيب مادي‬

‫أرضي‪ .‬مهما كان كبي اًر فهو تافه بالنسبة للسماويات‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫س َعلَى األ َْر ِ‬ ‫َش َرقَ ِت َّ‬ ‫صو َغ َر‪" ،‬‬ ‫أية (‪َ " -:)23‬وِا ْذ أ ْ‬ ‫ض َد َخ َل لُوطٌ ِإلَى ُ‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫ِ ‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ب ِت ْل َك‬ ‫ورةَ ِك ْب ِريتًا َوَن ًا‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ِب ِم َن َّ‬ ‫ار ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫األيات (‪ " -:)25-24‬فَأ َْمطَ َر َّ‬ ‫الس َماء‪َ .‬وَقلَ َ‬ ‫وم َو َع ُم َ‬ ‫ب َعلَى َس ُد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات األ َْر ِ‬ ‫يع ُس َّك ِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫ان ا ْل ُم ُد ِن‪َ ،‬وَن َب َ‬ ‫ا ْل ُم ُد َن‪َ ،‬و ُك َّل الدَّائ َرِة‪َ ،‬و َجم َ‬

‫هللا في رحمته لم يمطر علي سدوم وعمورة قبل أن يدخل لوط إلي صوغر فهو حريص علي لوط كإنسان بار‬

‫"قصبة مرضوضة ال يقصف وفتيلة مدخنة ال يطفئ"‬

‫فأمطر الرب… من عند الرب‪ :‬هذه تشبه "قال الرب لربي" والمعني أن اإلبن أمطر من عند اآلب (اآلب يريد‬ ‫واإلبن ينفذ) ‪ .‬وغالباً كان خراب سدوم وعمورة عن طريق بركان قذف حمماً فطبيعة المنطقة كبريتية وباطن‬

‫األرض به غازات مكتومة مضغوطة قابلة لإلشتعال وقد إنطلقت بفعل أحد الزالزل ثم إشتعلت ونزلت علي‬ ‫األرض بشكل أمطار ملتهبة‪ .‬وربما كانت هناك صواعق من السماء تشعل أبار الحمر الموجودة بكثرة‪ .‬المهم أن‬

‫غضب هللا أحرق المدن بطريقة ما بسبب شرها‪ .‬وهكذا كل من يجري وراء شهوته ستحرقه نار غريبة (يه ‪):‬‬ ‫وما حدث في سدوم وعمورة هو نموذج للنار األبدية ‪.‬‬

‫قلب مدن الدائرة = غالباً تشير لغرقهم في البحر الميت‪ ،‬بحر الملح‪.‬‬ ‫أية (‪26 " -:)26‬وَن َ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود ِم ْل ٍح‪".‬‬ ‫ص َار ْت َع ُم َ‬ ‫ام َأرَتُ ُه م ْن َو َرائه فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ظ َرت ْ‬ ‫هللا حولها بقدرته لعمود ملح‪ .‬أو أنها إختنقت من الكبريت والدخان ثم غطي الملح جسدها فصار لها قب اًر‪ .‬أو‬

‫إنهالت عليها الحمم السائلة وجمدت عليها فصارت عمود ملح‪ .‬لكن لماذا؟ هي نظرت لسدوم مشتهية خطاياها‪.‬‬

‫ولذلك قال السيد المسيح "اذكروا إمراة لوط لو ‪ "3::1:‬فهي إشتهت أشياء عالمية وخطاياها بينما هي صاعدة‬ ‫للجبل فعلينا أن ال ننظر للوراء ونمتد إلي ما هو قدام‪ .‬والملح في الكتاب المقدس يشير لعدم الفساد‪ ،‬فيقال العهد‬

‫عهد ملح أي أبدي ‪ .‬وامراة لوط أصبحت شاهدة علي نتائج الخطية شهادة أبدية‪.‬‬

‫‪265‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع عشر)‬ ‫‪20‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم‬ ‫األيات (‪َ " -:)27-20‬وَب َّك َر إ ْب َراه ُ‬ ‫ض الد ِ‬ ‫ورةَ‪َ ،‬وَن ْح َو ُك ِل أ َْر ِ‬ ‫َّائ َرِة‪َ ،‬وَنظَ َر‬ ‫َو َع ُم َ‬

‫ان الَِّذي وقَ َ ِ ِ‬ ‫الر ِب‪َ 27 ،‬وتَ َ َّ‬ ‫ِفي ا ْل َغ ِد ِإلَى ا ْل َم َك ِ‬ ‫وم‬ ‫ام َّ‬ ‫َ‬ ‫ف فيه أ َ‬ ‫طل َع َن ْح َو َس ُد َ‬ ‫َم َ‬ ‫ان األ َْر ِ‬ ‫ان األَتُ ِ‬ ‫ص َع ُد َك ُد َخ ِ‬ ‫ون‪" .‬‬ ‫َوِا َذا ُد َخ ُ‬ ‫ض َي ْ‬

‫إبراهيم كان قد عرف قرار هللا بالنسبة لسدوم وهو ذهب لينظر حزيناً علي مصيرهما وهو نظر ولم يتحول لعمود‬

‫ملح فهناك فرق في النظرة ‪ .‬إبراهيم ال يشتهي الخطية بل يرثي علي الخطاة‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫َخرب للا مدن الد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين‬ ‫َّائ َرِة أ َّ‬ ‫أية (‪َ " -:)22‬و َح َد َ‬ ‫يم‪َ ،‬وأ َْر َس َل لُوطًا ِم ْن َو َس ِط اال ْن ِقالَ ِب‪ِ .‬ح َ‬ ‫ث لَ َّما أ ْ َ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫َن للاَ َذ َك َر إ ْب َراه َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يها لُوطٌ‪".‬‬ ‫ب ا ْل ُم ُد َن الَّتي َس َك َن ف َ‬ ‫َقلَ َ‬

‫هذه اآل ية تثبت قوة شفاعة إبراهيم والحظ أن إبراهيم لم يتشفع في لوط وعائلته فقط بل للجميع ولكن هللا أنقذ كل‬

‫فتيلة مدخنة‪ .‬ولنالحظ المدعوين للخروج‪.‬‬

‫‪ .1‬أصهار لوط‪ :‬هؤالء إستهانوا وكان لوط كمازح في أعينهم وهؤالء هلكوا إذ رفضوا‪.‬‬

‫إمرة لوط‪ :‬تمثل المتواجدين في الكنيسة تواجداً جسدياً لكن قلبهم مشتعل بمحبة العالم وهذه هلكت‪.‬‬ ‫‪ .2‬أ‬

‫‪ .3‬إبنتي لوط‪ :‬خرجتا لكن قلبهما لم يكن نقياً‪ ،‬خرجتا خوفاً من الموت وليس رغبة في عدم الشركة مع‬ ‫األشرار‪ .‬كانتا لهما صورة التقوي وداخلهم مملوءاً ش اًر‪.‬‬

‫‪ .5‬لوط‪ :‬متردد يمسكه المالكان ليجذباه‪ ،‬متباطئ‪ ،‬يجادل في كالم هللا ويرفض صعود الجبل ويذهب إلي‬ ‫صوغر (مثال لمن يرفض التقديس الكامل) ‪.‬‬

‫حقاً قصبة مرضوضة ال يقصف‪.‬‬

‫ِ‬ ‫األيات (‪33" -:)37 -33‬و ِ‬ ‫َن َي ْس ُك َن ِفي‬ ‫صو َغ َر َو َس َك َن ِفي ا ْل َج َب ِل‪َ ،‬و ْاب َنتَاهُ َم َعهُ‪ ،‬أل ََّن ُه َخ َ‬ ‫اف أ ْ‬ ‫صع َد لُوطٌ م ْن ُ‬ ‫َ َ‬ ‫‪31‬‬ ‫صو َغر‪ .‬فَس َك َن ِفي ا ْلم َغارِة ُهو واب َنتَاه‪ .‬وقَالَ ِت ا ْل ِب ْكر لِ َّ ِ‬ ‫س ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض َر ُج ٌل لِ َي ْد ُخ َل‬ ‫يرِة‪« :‬أ َُبوَنا قَ ْد َش َ‬ ‫اخ‪َ ،‬ولَ ْي َ‬ ‫َ َ َ َْ ُ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫لصغ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد ِة ُك ِل األ َْر ِ‬ ‫اه َما َخ ْم ًار‬ ‫ضطَجعُ َم َع ُه‪ ،‬فَ ُن ْح ِيي م ْن أَِبي َنا َن ْسالً»‪ .‬فَ َسقَتَا أ َ​َب ُ‬ ‫ض‪َ .‬هلُ َّم َن ْسقي أ َ​َبا َنا َخ ْم ًار َوَن ْ‬ ‫َعلَ ْي َنا َك َع َ‬ ‫‪34‬‬ ‫ِفي ِت ْلك اللَّيلَ ِة‪ ،‬ود َخلَ ِت ا ْل ِب ْكر واضطَجع ْت مع أَِبيها‪ ،‬ولَم يعلَم ِب ِ ِ‬ ‫اعها والَ ِب ِقي ِ‬ ‫َن‬ ‫ث ِفي ا ْل َغ ِد أ َّ‬ ‫ام َها‪َ .‬و َح َد َ‬ ‫ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َْ ْ ْ‬ ‫َ ْ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫اضط َج َ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ارح َة مع أَِبي‪َ .‬نس ِق ِ‬ ‫ا ْل ِب ْكر قَالَ ْت لِ َّ ِ‬ ‫اضطَ ِج ِعي َم َع ُه‪،‬‬ ‫ضا فَ ْاد ُخلِي ْ‬ ‫اضطَ َج ْع ُ‬ ‫يرِة‪ِ« :‬إني قَد ْ‬ ‫يه َخ ْم ًار اللَّْيلَ َة أ َْي ً‬ ‫ت ا ْل َب ِ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫لصغ َ‬ ‫َ‬ ‫‪35‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضا‪ ،‬وقَام ِت َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫اضطَ َج َع ْت َم َع ُه‪َ ،‬ولَ ْم َي ْعلَ ْم‬ ‫فَ ُن ْح ِي َي ِم ْن أَِبي َنا َن ْسالً»‪ .‬فَ َسقَتَا أ َ​َب ُ‬ ‫يرةُ َو ْ‬ ‫الصغ َ‬ ‫اه َما َخ ْم ًار في ت ْل َك الل ْيلَة أ َْي ً َ َ‬ ‫‪36‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 30‬‬ ‫ِ‬ ‫ِب ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وآب»‪َ ،‬و ُه َو أ َُبو‬ ‫ْ‬ ‫اضط َجاع َها َوالَ ِبق َيام َها‪ ،‬فَ َح ِبلَت ْاب َنتَا لُوط م ْن أَِبي ِه َما‪ .‬فَ َولَ َدت ا ْل ِب ْك ُر ْاب ًنا َوَد َعت ْ‬ ‫اس َم ُه « ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِإلَى ا ْليوِم‪37 .‬و َّ ِ‬ ‫ون ِإلَى ا ْل َي ْوِم‪".‬‬ ‫اس َم ُه « ِب ْن َع ِمي»‪َ ،‬و ُه َو أ َُبو َبني َع ُّم َ‬ ‫ا ْل ُموآ ِب ِي َ‬ ‫يرةُ أ َْي ً‬ ‫ضا َولَ َدت ْاب ًنا َوَد َعت ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫الصغ َ‬ ‫نجد لوط هنا وقد صعد للجبل وهذا ما قد رفضه أوالً‪ .‬ولو ذهب أوالً لكان قد ذهب في إيمان ومحبة وطاعة هلل‬ ‫كإبن أما اآلن فهو يذهب خائفاً كعبد‪ .‬وهذا الفصل الذي به يختم الكتاب قصة لوط مؤلم فهو أوضح أن إبنتا‬

‫لوط شربتا الكثير من شر سدوم وعمورة والبعض قدم عذ اًر لهما أنهن تصورن خراب العالم كله بعد الحريق فأردن‬ ‫أن يحتفظن بالنسل أو هن أردن أن يحتفظن بالنسل المقدس ظنا منهما إن إبراهيم قد مات (فيأتي من نسلهن‬

‫المسيح) ولكنه حل بشري خاطئ مرفوض‪ .‬وما فعلوه كان خطية بشعة وكان إبنيهما رأسين لشعبين شريرين‬ ‫‪266‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع عشر)‬

‫موآب (إبن األب أي منسوب ألبي األم) وبني عمون (إبن شعبي أي الذي من جنسي)‪ .‬وموآب صار أمة كبيرة‬ ‫ثم إندمج مع بني عمون في الشعوب العربية‪.‬‬

‫‪267‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح العشرون)‬

‫األصحاح العشرون‬

‫عودة للجدول‬ ‫ب ِفي َج َرَار‪.‬‬ ‫َو َس َك َن َب ْي َن قَ ِاد َ‬ ‫ور‪َ ،‬وتَ َغ َّر َ‬ ‫ش َو ُش َ‬ ‫َخ َذ َس َارةَ‪" .‬‬ ‫َج َرَار َوأ َ‬

‫‪1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض ا ْل َج ُن ِ‬ ‫اك ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫وب‪،‬‬ ‫يم ِم ْن ُه َن َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)2-1‬وا ْنتَ َق َل إ ْب َراه ُ‬ ‫اهيم ع ْن سارةَ ام أرَِت ِه‪ِ « :‬هي أ ْ ِ‬ ‫‪2‬وقَ ِ ِ‬ ‫يمالِ ُك َملِ ُك‬ ‫ال إ ْب َر ُ َ َ َ ْ َ‬ ‫ُختي»‪ .‬فَأ َْر َس َل أَِب َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ال نعرف لماذا ذهب إبراهيم إلي جرار‪ ،‬وهناك من يقول أنه تأثر مما حدث في سدوم وعمورة إذ آرهما تحترقان‪.‬‬

‫أو هو طلب مرعي آخر إذ كثرت مواشيه‪ ،‬أو لعل مجاعة جديدة حدثت فغادر بلوطات مم ار إلي جرار‪ .‬وهنا نجد‬

‫لحظة ضعف إيمان ألبو اإليمان‪ ،‬فيها تغيرت نظرة إبراهيم فبدالً من أن ينظر للسماء بإيمان نظر ألهل جرار‬ ‫فرآهم أشرار فخاف منهم وكرر الخدعة األولي التي فعلها مع فرعون بعد حوالي ‪ 21‬سنة‪ .‬لكن هناك سؤال كيف‬

‫ينظر ملك جرار إلي سارة وهي اآلن تقترب من التسعين من عمرها!! هل كانت مازالت محتفظة بجمالها؟‬

‫اإلجابة أن هللا الذي أعطاها نسالً ضد الطبيعة وقد غير طبيعتها بل هي كانت ترضع إسحق هو نفسه أعطاها‬ ‫جدد مثل النسر شبابها‪ .‬وبنفس المفهوم نفهم كيف أن‬ ‫حيوية تتحمل الوالدة والرضاعة وتربية الطفل فهو الذي َ‬ ‫إبراهيم وقد إندهش أن يكون إلبن مائة عام قدرة أن ينجب قد إستمر ينجب بعد أن تزوج قطورة وعمره ‪151‬‬

‫عاماً وأنجب منها ‪ 1‬أوالد فعطايا هللا دائمة ال يرجع فيها‪.‬‬

‫إبيمالك‪ :‬غالبا ال تعني إسماً بل لقباً مثلما كان فرعون في مصر هو ملك مصر‪ .‬وابيمالك تعني أبي ملك‪ .‬وهو‬

‫كان وثنياً لكن كان له صفات لطيفة وجميلة‪ .‬والحظ حديثه مع هللا ومع إبراهيم ومع سارة‪ .‬ونتعجب كيف حكم‬

‫إبراهيم أن هذا الموضع ليس فيه خوف هللا (آية ‪ .)11‬ومدينة جرار علي الجانب الجنوبي من حدود فلسطين‬

‫تبعد ‪ 1‬كيلومتر من غزة وسكنها الفلسطينيون‪.‬‬ ‫َج ِل ا ْل َم ْأر َِة الَّ ِتي‬ ‫ت َم ِي ٌ‬ ‫أَ ْن َ‬ ‫ت ِم ْن أ ْ‬ ‫ُم ًة َب َّارةً تَ ْقتُ ُل؟ ‪5‬أَلَ ْم َي ُق ْل‬ ‫َس ِي ُد‪ ،‬أَأ َّ‬

‫األيات (‪3" -:)5-3‬فَجاء للا ِإلَى أَِب ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ال لَ ُه‪َ « :‬ها‬ ‫َ َ ُ‬ ‫يمال َك في ُح ْلم الل ْيل َوقَ َ‬ ‫َ‬ ‫فَِإ َّنها متَ​َز ِوج ٌة ِببعل»‪4 .‬و ِ‬ ‫لك ْن لَم َي ُك ْن أَِبيمالِ ُك قَِد اقْتَر َ ِ‬ ‫ال‪َ « :‬يا‬ ‫َ ُ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب إلَ ْي َها‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫َ‬ ‫ِإ َّنها أ ْ ِ‬ ‫ضا َن ْفسها قَالَ ْت‪ُ :‬هو أ ِ‬ ‫ت ه َذا»‪".‬‬ ‫َخي؟ ِب َسالَ َم ِة َق ْل ِبي َوَنقَ َاوِة َي َد َّ‬ ‫ي فَ َع ْل ُ‬ ‫ُختي‪َ ،‬و ِه َي أ َْي ً‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َخذْتَ َها‪،‬‬ ‫أَ‬ ‫ُه َو لِي‪:‬‬

‫‪6‬‬ ‫َن‬ ‫ضا أ َْم َس ْكتُ َك َع ْن أ ْ‬ ‫ت أ ََّن َك ِب َسالَ َم ِة َق ْل ِب َك فَ َع ْل َ‬ ‫ضا َعلِ ْم ُ‬ ‫ت ه َذا‪َ .‬وأَ​َنا أ َْي ً‬ ‫ال لَ ُه للاُ ِفي ا ْل ُح ْلِم‪« :‬أَ​َنا أ َْي ً‬ ‫أية (‪ " -:)6‬فَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ئ ِإلَ َّي‪ ،‬لِذلِ َك لَ ْم أ َ​َد ْع َك تَ َم ُّس َها‪" .‬‬ ‫تُ ْخط َ‬

‫وأنا أمسكتك‪ :‬لعل هللا أصابه بمرض حتي ال يمس سارة‪ .‬ولعل أبيمالك تذمر وقتها بسبب المرض الذي لحقه‪.‬‬ ‫لكن كان هذا المرض لخيره ألنه لو كان صحيحاً ومسها لكان هللا قتله‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اعلَ ْم أ ََّن َك َم ْوتًا‬ ‫ام َأرَةَ َّ‬ ‫ت تَُرد َ‬ ‫ت لَ ْس َ‬ ‫َجلِ َك فَتَ ْح َيا‪َ .‬وِا ْن ُك ْن َ‬ ‫أية (‪ " -:)0‬فَ َ‬ ‫ُّها‪ ،‬فَ ْ‬ ‫صلِ َي أل ْ‬ ‫الر ُج ِل‪ ،‬فَِإ َّن ُه َن ِب ٌّي‪ ،‬فَ ُي َ‬ ‫اآلن ُرَّد ْ‬ ‫ت َو ُك ُّل َم ْن لَ َك»‪".‬‬ ‫وت‪ ،‬أَ ْن َ‬ ‫تَ ُم ُ‬

‫‪268‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح العشرون)‬

‫فإنه نبي ‪ :‬نبي باليونانية بروفيتيس ‪ :‬برو (قبل) ‪ +‬فيتيس (يتكلم) والمعني أنه يتكلم بأشياء قبل أن تحدث أي‬ ‫أشياء مستقبلية‪ .‬وفي العبرية الكلمة نبي مثل العربية ولكنها تعني الذي يصلي ويتوسل ويتشفع‪ .‬وألن من بين من‬ ‫يصلي ويتوسل هلل يوجد من إرتقي لعالقة المودة والمحبة هلل والصداقة هلل التي معها يقول هللا‬

‫"هل أخفي عن‬

‫عبدي هذا ما أنا فاعله"‪ .‬فيكشف لهم هللا أفكاره عن الحاضر والمستقبل‪ .‬ولذلك أصبحت كلمة نبي تعني من‬

‫يتكلم ويعظ ويعلم عن هللا وتعني أيضا من يكشف المستقبل‪ .‬وكان المعني الذي قصده بولس الرسول في ‪1‬كو‬

‫‪ 3:15‬يعني من يتكلم عن أفكار هللا ويعلنها ويعلمها وهكذا كان المعني لموسي وهرون‪ ،‬فهرون كان له اللسان‬ ‫الذي به يعلن أفكار هللا التي تأتي لموسي‪ .‬وهذه اآلية إثبات مهم لموضوع الشفاعة ‪ ،‬وهنا نجد هللا يكرم إبراهيم‬

‫جداً في عيون الفلسطينين‪.‬‬

‫فهل هللا كان غير قادر ان يبارك أبيمالك بدون صالة إبراهيم‪ .‬قطعاً ال لكن هللا أراد ان ُي ِ‬ ‫كرم ابراهيم الذي أكرمه‬ ‫‪1‬صم ‪31:2‬‬ ‫أية (‪7" -:)7‬فَب َّكر أَِبيمالِك ِفي ا ْل َغ ِد ودعا ج ِميع ع ِب ِ‬ ‫يد ِه‪ ،‬وتَ َكلَّم ِب ُك ِل ه َذا ا ْل َكالَِم ِفي مس ِ‬ ‫اف ِ‬ ‫ال‬ ‫ام ِع ِه ْم‪ ،‬فَ َخ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ​َ َ َ َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫الر َج ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِجدًّا‪" .‬‬ ‫كان رجال إبيمالك وثنيين لكن كانت قلوبهم مستعدة لقبول كلمة هللا‪.‬‬

‫أية (‪2" -:)2‬ثُ َّم َدعا أَِب ِ ِ ِ‬ ‫ت َعلَ َّي َو َعلَى‬ ‫ت ِب َنا؟ َوِب َما َذا أ ْ‬ ‫ْت ِإلَ ْي َك َحتَّى َجلَ ْب َ‬ ‫َخطَأ ُ‬ ‫ال لَ ُه‪َ « :‬ما َذا فَ َع ْل َ‬ ‫َ‬ ‫يم َوقَ َ‬ ‫َ‬ ‫يمال ُك إ ْب َراه َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِبي»‪".‬‬ ‫َع َماالً الَ تُ ْع َم ُل َع ِم ْل َ‬ ‫يم ًة؟ أ ْ‬ ‫َم ْملَ َكتي َخط َّي ًة َعظ َ‬ ‫هللا يسمح ألبيمالك أن يعاتب إبراهيم ويلومه‪ .‬ماذا فعلت بي ‪ :‬أي ماذا قصدت بي‪ ،‬فإني لم أسئ إليك حتي‬

‫خدعتني وجلبت علي غضباً إلهياً‪ .‬لو قلت الصدق ما حدث هذا‪.‬‬ ‫أية (‪13" -:)13‬وقَال أَِبيمالِ ُك ِإلبر ِ‬ ‫ت ه َذا َّ‬ ‫الش ْي َء؟»"‬ ‫اه‬ ‫ت َحتَّى َع ِم ْل َ‬ ‫يم‪َ « :‬ما َذا َأر َْي َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ماذا رأيت حتي عملت هذا الشي‪ :‬ماذا رأيت فينا من شر حتي تفعل بنا هذا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت‪ :‬لَيس ِفي ه َذا ا ْلمو ِ‬ ‫األيات (‪11" -:)13-11‬فَقَ ِ ِ‬ ‫َج ِل‬ ‫ض ِع َخ ْو ُ‬ ‫للا ا ْل َبتَّ َة‪ ،‬فَ َي ْقتُلُوَنني أل ْ‬ ‫َْ‬ ‫يم‪ِ« :‬إني ُق ْل ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ال إ ْب َراه ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث لَ َّما‬ ‫ص َار ْت لِي َز ْو َج ًة‪َ .‬و َح َد َ‬ ‫ضا ِه َي أ ْ‬ ‫ام َأرَتي‪َ .‬وِبا ْل َح ِقيقَ ِة أ َْي ً‬ ‫ُختي ْاب َن ُة أَِبي‪َ ،‬غ ْي َر أ ََّن َها لَ ْي َست ْاب َن َة أُمي‪ ،‬فَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِإلَ َّي‪ :‬في ُك ِل َم َك ٍ‬ ‫ان َنأْتي ِإلَ ْيه قُولِي َعني‪:‬‬ ‫أَتَ َ‬ ‫اهني للاُ م ْن َب ْيت أَِبي أَني ُق ْل ُ‬ ‫ص َنع َ‬ ‫ت لَ َها‪ :‬ه َذا َم ْع ُروفُك الَّذي تَ ْ‬ ‫ُهو أ ِ‬ ‫َخي»‪".‬‬ ‫َ‬ ‫العجيب أن رد إبراهيم لم يتضمن إعترافاً بالخطأ بل تضمن إتهاماً ألهل جرار بالشر دون مبرر فسقط في خطية‬

‫اإلدانة والتسرع في الحكم علي اآلخرين‪ .‬مع أنه ثبت أنهم صالحين‪ .‬وأوضح كالم إبراهيم أن ما فعله كان إتفاقاً‬ ‫قديما بينه وبين سارة ونفذوه من قبل مع فرعون‪.‬‬

‫‪269‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح العشرون)‬

‫حدث لما أتاهني للا ‪ :‬أي حينما أخرجني هللا من أور ثم من حاران وكنت ال أعلم إلي إين أذهب‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ط َ ِ ِ‬ ‫يم‪َ ،‬و َرَّد ِإلَ ْي ِه‬ ‫َع َ‬ ‫األيات (‪ " -:)16-14‬فَأ َ‬ ‫يمالِ ُك َغ َن ًما َوَبقًَار َو َع ِب ً‬ ‫اء َوأ ْ‬ ‫يدا َوِا َم ً‬ ‫َخ َذ أَِب َ‬ ‫اها إل ْب َراه َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪15‬وقَال أَِب ِ‬ ‫ال لِ َس َارةَ‪ِ« :‬إ ِني قَ ْد‬ ‫َّام َك‪ْ .‬‬ ‫اس ُك ْن في َما َح ُس َن في َع ْي َن ْي َك»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫يمال ُك‪ُ « :‬ه َوَذا أ َْرضي قُد َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َع ْي ٍن م ْن ِج َهة ُك ِل َما ع ْن َدك َو ِع ْن َد ُك ِل َواحد‪ ،‬فَأُْنص ْفت»‪" .‬‬ ‫أَْلفًا ِم َن ا ْل ِفضَّة‪َ .‬ها ُه َو لَك غ َ‬ ‫ط ُ‬

‫ام َأرَتَ ُه‪.‬‬ ‫َس َارةَ ْ‬ ‫َخ ِ‬ ‫اك‬ ‫َع َ‬ ‫ت أَ‬ ‫ط ْي ُ‬ ‫أْ‬

‫كان إكرام أبيمالك إلبراهيم عظيماً ال في الهدايا وحسب وانما في إعالن محبته وتقديره له‪ ،‬لقد رد إالساءة إليه‬ ‫بالحب العملي‪.‬‬

‫أني قد أعطيت اخاك ‪ :‬هو عتاب مملوء حباً ألنها قالت ألبيمالك هو أخي فهو يعاتبها بقوله أخاك‪ .‬وقد تكون‬ ‫األلف فضة ثمن المواشي أو هي فوق المواشي‪.‬‬

‫غطاء عين لك ‪ :‬يعني هذا أن الهدية معناها أن أبيمالك لم يمس سارة فقبول إبراهيم للهدية يعني هذا وهو إثبات‬ ‫لعفة سارة‪ .‬هو تكريم ورد شرف وتقدي اًر لها ولزوجها أمام الناس‪ .‬وهناك من يقول أن المقصود بغطاء العين هو‬ ‫إبراهيم نفسه فيكون حامياً لها وسات اًر إياها عن كل عين تتطلع أو تفكر في أخذها‪.‬‬

‫للا‪ ،‬فَ َشفَى للا أَِب ِ‬ ‫اهيم ِإلَى ِ‬ ‫األيات (‪10" -:)17 -10‬فَ َّ ِ ِ‬ ‫ام َأرَتَ ُه َو َج َو ِ‬ ‫ان‬ ‫ارَي ُه فَ َولَ ْد َن‪17 .‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ب َك َ‬ ‫َ‬ ‫يمال َك َو ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫صلى إ ْب َر ُ‬ ‫ق ُك َّل ر ِحٍم لِبي ِت أَِبيمالِ َك ِبسب ِب سارةَ ِ ِ ِ‬ ‫يم‪".‬‬ ‫قَ ْد أ ْ‬ ‫َغلَ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ​َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ام َأرَة إ ْب َراه َ‬ ‫يبدو أن إبراهيم صلي ألجل إبيمالك وس ارريه بعد مدة فيها علموا بعقمهم‪ .‬والمفروض أن يكون الزواج غطاء عين‬ ‫فال ينظر أي من الطرفين ليشتهي (أي ‪.)1:31‬‬

‫‪270‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى والعشرون)‬

‫األصحاح الحادي والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫الر ُّ ِ‬ ‫َّ ‪ِ 2‬‬ ‫يم ْاب ًنا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال‪َ ،‬وفَ َع َل َّ‬ ‫األيات (‪َ " -:)2-1‬وافْتَقَ َد َّ‬ ‫ب َس َارةَ َك َما قَ َ‬ ‫ب ل َس َارةَ َك َما تَ َكل َم‪ .‬فَ َحبلَ ْت َس َارةُ َو َولَ َد ْت إل ْب َراه َ‬ ‫وخ ِت ِه‪ِ ،‬في ا ْلوق ِ‬ ‫ْت الَِّذي تَ َكلَّ َم للاُ َع ْن ُه‪" .‬‬ ‫ِفي َش ْي ُخ َ‬ ‫َ‬

‫هذا االبن هو ثمرة إفتقاد الرب لسارة ووعوده لها ولرجلها‪ .‬هو إبن موعد وعلينا أن نجاهد وال نطلب الثمر بل في‬

‫إيمان نجاهد العمر كله وهللا سيعطينا في الوقت المناسب وما خاب من إنتظر هللا أبداً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪3 " -:)3‬وَدعا ِإبر ِ‬ ‫اسم ْاب ِن ِه ا ْلم ْولُ ِ‬ ‫اق»‪" .‬‬ ‫يم‬ ‫اه‬ ‫ود لَ ُه‪ ،‬الَّذي َولَ َدتْ ُه لَ ُه َس َارةُ «ِإ ْس َح َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ ُ َ‬ ‫هللا هو الذي أسماه قبل ذلك وابراهيم ينفذ أمر هللا‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫اق اب َن ُه و ُهو اب ُن ثَم ِاني ِة أ ََّي ٍام َكما أَمره للا‪5 .‬و َك َ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم ْاب َن ِم َئ ِة َس َن ٍة‬ ‫يم ِإ ْس َح َ ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ​َُ ُ َ‬ ‫ان إ ْب َراه ُ‬ ‫األيات (‪َ " -:)5-4‬و َختَ َن إ ْب َراه ُ‬ ‫اق ْاب ُن ُه‪".‬‬ ‫ين ُولِ َد لَ ُه ِإ ْس َح ُ‬ ‫ِح َ‬

‫أية (‪6" -:)6‬وقَالَ ْت سارةُ‪« :‬قَ ْد ص َنع ِإلَ َّي للا ِ‬ ‫ض َح ُك لِي»‪" .‬‬ ‫ض ْح ًكا‪ُ .‬ك ُّل َم ْن َي ْس َمعُ َي ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫الكل سيفرح لي ويستغربون عطية هللا لعجوز رحمها كان ميتاً كالصخر (إش‪ . )2 ،1 : 41‬وهكذا السمائيين‬ ‫يفرحون بكل خاطئ كميت يتوب فيحيا‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫اهيم‪ :‬سارةُ تُر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وخ ِت ِه!»‪" .‬‬ ‫ت ْاب ًنا ِفي َش ْي ُخ َ‬ ‫ين؟ َحتَّى َولَ ْد ُ‬ ‫ضعُ َبن َ‬ ‫ال ِإل ْب َر َ َ َ ْ‬ ‫أية (‪َ " -:)0‬وقَالَ ْت‪َ « :‬م ْن قَ َ‬ ‫من قال إلبراهيم ‪ :‬أي هذا لم يخطر علي بال أحد فيقوله إلبراهيم‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ِ‬ ‫اق‪".‬‬ ‫يم ًة َي ْوَم ِف َ‬ ‫ط ِام ِإ ْس َح َ‬ ‫أية (‪ " -:)7‬فَ َك ِب َر ا ْل َولَ ُد َوفُط َم‪َ .‬و َ‬ ‫يم ًة َعظ َ‬ ‫يم َول َ‬ ‫ص َن َع إ ْب َر ُ‬ ‫كان الفطام عند اليهود في سن ‪ 3‬سنين (وفي هذا السن ذهب صموئيل إلي الهيكل) ولم يذكر الكتاب أن إبراهيم‬

‫صنع وليمة عظيمة يوم والدة إسحق‪ .‬فالفرح الحقيقي للمؤمن يكون بالنضوج في طريق اإليمان والتوبة وبكل نمو‬

‫روحي إلنساننا الداخلي‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم َي ْم َز ُح‪" ،‬‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬و َأر ْ‬ ‫َت َس َارةُ ْاب َن َه َ‬ ‫اج َر ا ْلم ْ‬ ‫ص ِريَّة الذي َولَ َدتْهُ إل ْب َراه َ‬ ‫يمزح ‪ :‬يسخر ويتهكم ويري المفسرون أن هذه الحادثة هي بداية الا ‪ 511‬سنة التي يضطهد فيها نسل إبراهيم‬

‫وبدايتها إضطهاد إبن المصرية إلسحق وفي نهايتها إضطهد المصريون الشعب نسل إسحق‪ .‬لذلك قال الكتاب‬

‫إبن المصرية ولم يقل إسمعيل‪ .‬وربما كانت الوليمة العظيمة التي أقامها إبراهيم هي التي أغاظت هاجر واسمعيل‬ ‫‪271‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى والعشرون)‬

‫بوصول وريث جديد إلبراهيم‪ .‬وبولس هو الذي كشف أن هذا المزاح كان إضطهاداً‪ .‬وهكذا كان إضطهاد اليهود‬

‫للمسيحية في بدايتها فاليهود يرمز لهم إسمعيل‪ ،‬والكنيسة يرمز لها إسحق‪ .‬والميراث الذي تنتظره الكنيسة هو‬

‫ميراث روحي فال يرثه إنسان جسدي بل إنسان روحي‪ .‬واإلنسان الروحي ُولِد بوعد وبحسب إيمان فورث من أبيه‬ ‫اإليمان وهو إبن الحرة سارة فورث منها الحرية وهكذا الكنيسة المولودة من المعمودية من فوق (يمثله اسحق)‪.‬‬ ‫أما اإلنسان الجسداني فهو إبن الجسد والشهوة وضعف اإليمان فورث من أبيه ضعف اإليمان ومن أمه العبودية‬

‫فكان إنساناً وحشياً حيواني الغرائز يحيا حسب الجسد (يمثله إسمعيل)‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫َن ابن ِ‬ ‫اهيم‪« :‬ا ْطرْد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هذ ِه ا ْل َج ِ‬ ‫هذ ِه ا ْل َج ِ‬ ‫اق»‪".‬‬ ‫ارَي ِة الَ َي ِر ُ‬ ‫ث َم َع ْابني ِإ ْس َح َ‬ ‫ارَي َة َو ْاب َن َها‪ ،‬أل َّ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫أية (‪ " -:)13‬فَقَالَ ْت إل ْب َر َ‬ ‫كان كالم سارة هذا بروح النبوة لذلك فقد وافق هللا عليه‪ .‬فكان لكنيسة العهد القديم أن تتواري حتي تظهر كنيسة‬

‫العهد الجديد ولذلك سمح هللا بطرده‪ .‬كنيسة العهد القديم هم اليهود الذين تمسكوا بحرف الناموس وشكلياته فعاشوا‬

‫علي مستوي الجسد ال الروح‪ .‬أما كنيسة العهد الجديد فجاءت ثمرة النعمة اإللهية لها حق الميراث‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم لِ َس َب ِب ْاب ِن ِه‪" .‬‬ ‫أية (‪ " -:)11‬فَقَ ُب َح ا ْل َكالَ ُم جدًّا في َع ْي َن ْي إ ْب َراه َ‬ ‫فقبح الكالم‪ :‬كم تألم إبراهيم وهو يطرد إبنه إسمعيل لكن هذا كان نتيجة ثمار الحلول البشرية التي كانت ضد‬

‫خطة هللا‪ .‬وهكذا أيضاً كل خطية تمكنت فينا أو أحببناها حين يأتي الوقت الذي نريد أن نتركها نكون كمن يقدم‬ ‫ذبيحة نقطع فيها هذا الشئ المحبوب‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َج ِل َج ِ ِ ِ ِ‬ ‫ول لَ َك‬ ‫َج ِل ا ْل ُغالَِم َو ِم ْن أ ْ‬ ‫يم‪« :‬الَ َي ْق ُب ُح ِفي َع ْي َن ْي َك ِم ْن أ ْ‬ ‫ارَيت َك‪ .‬في ُكل َما تَقُ ُ‬ ‫أية (‪ " -:)12‬فَقَ َ‬ ‫ال للاُ إل ْب َراه َ‬ ‫اق ُي ْد َعى لَ َك َن ْس ٌل‪" .‬‬ ‫اس َم ْع لِقَ ْولِ َها‪ ،‬ألَنَّ ُه ِبِإ ْس َح َ‬ ‫َس َارةُ ْ‬

‫هللا قبل طرد الجارية والغالم ليكون هذا رم اًز إلختفاء كنيسة العهد القديم أمام كنيسة المسيح‪ .‬وهللا حين وافق‬

‫على طرد إسمعيل وأمه كان هو من سيقوم بإعالتهما ‪.‬‬ ‫أية (‪َ 13" -:)13‬و ْاب ُن ا ْل َج ِ‬ ‫ارَي ِة‬ ‫لكن هللا لن ينسي إسمعيل من‬

‫ُم ًة أل ََّن ُه َن ْسلُ َك»‪".‬‬ ‫َج َعلُ ُه أ َّ‬ ‫ضا َسأ ْ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫أجل إبراهيم ومن أجل أنه خليقته وهو المسئول عنه‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫اهما لِهاجر‪ ،‬و ِ‬ ‫َخ َذ ُخب ًاز وِقرب َة م ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اه َما َعلَى َك ِت ِف َها‪،‬‬ ‫اض ًعا ِإ َّي ُ‬ ‫اء َوأ ْ‬ ‫ص َب ً‬ ‫َعطَ ُ َ َ َ َ َ‬ ‫يم َ‬ ‫احا َوأ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫أية (‪ " -:)14‬فَ َب َّك َر إ ْب َراه ُ‬ ‫اه ْت ِفي َب ِرَّي ِة ِب ْئ ِر َس ْب ٍع‪" .‬‬ ‫ض ْت َوتَ َ‬ ‫ص َرفَ َها‪ .‬فَ َم َ‬ ‫َوا ْل َولَ َد‪َ ،‬و َ‬ ‫هناك من يتهم إبراهيم بالقسوة في طرد هاجر واسمعيل ولكن هو نفسه الذي قدم إسحق للذبح ففي الحالتين فعل‬

‫هذا ألنها أوامر هللا‪ .‬وهللا الذي عال إسمعيل في البرية هو الذي فدي إسحق‪ .‬ولكن هللا سمح بهذا ليقدم الرمز‪.‬‬

‫وكانت العادة أن يتزود الشخص المسافر بماء في قربة يكفيه للوصول ألقرب بئر وقطعاً أرشدهما إبراهيم للطريق‬

‫إلي أقرب بئر لكنهم ضلوا الطريق‪ .‬وكان الولد حينئذ سنة ‪ 1:-11‬سنة‪.‬‬

‫‪272‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى والعشرون)‬

‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫َش َج ِ‬ ‫ار‪" ،‬‬ ‫ت ِإ ْح َدى األ ْ‬ ‫اء ِم َن ا ْل ِق ْرَب ِة طَ َر َحت ا ْل َولَ َد تَ ْح َ‬ ‫أية (‪َ " -:)15‬ولَ َّما فَ َرغَ ا ْل َم ُ‬ ‫في سن الشباب وبسبب النشاط وزيادة العرق يحتاج الشاب لكمية من الماء أكثر من كبار السن لذلك خارت قوي‬

‫إسمعيل قبل أمه وظهر تعبه قبلها‪.‬‬

‫وبينما كان الطفل إسحق يرتوي من ينابيع حب أبويه بال توقف‪ ،‬شرب إبن هاجر من القربة المصنوعة من جلد‬

‫حيوانات ميتة‪ ،‬فلم تستطع ان تروه إال قليالً ليبقي في حالة ظمأ واعياء ويقترب جداً من الموت‪ .‬أنها صورة‬ ‫تكشف عن الفارق بين روح الحياة اإلنجيلية والفكر الجسداني النابع عن حرفية الناموس‪ .‬وهكذا كل من ترك بيت‬

‫هللا (هنا يرمز له بيت إبراهيم)‪ .‬لكن هللا يعطي ماء وينقذ هاجر وابنها فهو أب الجميع ‪ .‬لكن مثل اليهود اآلن‬ ‫لهم خيرات زمنية ولكن ليس مثل حضن اآلب‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫يدا َن ْح َو َرْم َي ِة قَ ْو ٍ‬ ‫ت ا ْل َولَِد»‪ .‬فَ َجلَ َس ْت‬ ‫س‪ ،‬أل ََّن َها قَالَ ْت‪« :‬الَ أَ ْنظُ​ُر َم ْو َ‬ ‫ض ْت َو َجلَ َس ْت ُمقَا ِبلَ ُه َب ِع ً‬ ‫أية (‪َ " -:)16‬و َم َ‬ ‫ص ْوتَ َها َوَب َك ْت‪" .‬‬ ‫ُمقَا ِبلَ ُه َو َرفَ َع ْت َ‬ ‫المسافة بين األم والولد قيست بحسب ما إشتهر به الولد أنه رامي قوس (‪ )21‬أي صياد‪.‬‬

‫ِ‬ ‫للا َهاجر ِم َن َّ ِ‬ ‫ادى مالَ ُك ِ‬ ‫‪ِ 10‬‬ ‫ِ‬ ‫اج ُر؟ الَ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫ال لَ َها‪َ « :‬ما َلك َيا َه َ‬ ‫أية (‪ " -:)10‬فَ َسم َع للاُ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫الس َماء َوقَ َ‬ ‫ت ا ْل ُغالَم‪َ ،‬وَن َ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫تَ َخ ِ‬ ‫ث ُه َو‪".‬‬ ‫افي‪ ،‬أل َّ‬ ‫ص ْو ِت ا ْل ُغالَِم َح ْي ُ‬ ‫َن للاَ قَ ْد َسم َع ل َ‬ ‫فسمع للا صوت الغالم ‪ :‬بينما أن هاجر هي التي رفعت صوتها وبكت (‪ )11‬ولكن هللا يعرف إحتياجنا دون أن‬

‫نتكلم أو نصرخ‪ .‬ونادي مالك للا ‪ :‬سبق في ‪ ::11‬أن قيل مالك الرب أي يهوه ‪ .‬فهي اآلن خارج دائرة شعب‬

‫الرب وهذا بسماح من هللا‪ .‬وشعب الرب اآلن هو بيت إبراهيم‪ .‬وهللا يعلن نفسه لها أنه هللا إله العالم كله‪ .‬لكن‬ ‫إسم يهوه هو لشعبه فقط‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ًة»‪" .‬‬ ‫َج َعلُ ُه أ َّ‬ ‫أية (‪ " -:)17‬قُو ِمي ْ‬ ‫اح ِملِي ا ْل ُغالَ َم َو ُشدي َي َد ِك ِب ِه‪ ،‬ألَني َسأ ْ‬ ‫ُم ًة َعظ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اء َو َسقَ ِت ا ْل ُغالَ َم‪" .‬‬ ‫ص َر ْت ِب ْئ َر َماء‪ ،‬فَ َذ َه َب ْت َو َمألَت ا ْلق ْرَب َة َم ً‬ ‫أية (‪َ " -:)12‬وفَتَ َح للاُ َع ْي َن ْي َها فَأ َْب َ‬ ‫البئر كانت بجانبهم لكنهم لم يروها إال حين أرشدهم هللا وبدونها كانوا معرضين للهالك‪ .‬وهكذا اليهود اآلن لو‬

‫صرخوا هلل سيفتح عيونهم ويرشدهم لإليمان بالمسيح‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫امي قَ ْو ٍ‬ ‫س‪َ 21 .‬و َس َك َن ِفي‬ ‫ان للاُ َم َع ا ْل ُغالَِم فَ َك ِب َر‪َ ،‬و َس َك َن ِفي ا ْل َب ِرَّي ِة‪َ ،‬و َك َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)21-23‬و َك َ‬ ‫ان َي ْن ُمو َر َ‬ ‫ُم ُه َزوج ًة ِم ْن أَر ِ ِ‬ ‫ص َر‪".‬‬ ‫ان‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َب ِريَّ ِة فَ َار َ‬ ‫َخ َذ ْت لَ ُه أ ُّ ْ َ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ْ‬

‫‪273‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى والعشرون)‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ِفي ذلِ َك َّ‬ ‫الزَم ِ‬ ‫ان أ َّ‬ ‫األيات (‪َ " -:)20-22‬و َح َد َ‬ ‫يمالِ َك َوِف ُ‬ ‫ول َرئ َ‬ ‫يم قَائلَ ْي ِن‪« :‬للاُ‬ ‫يك َ‬ ‫َن أَِب َ‬ ‫يس َج ْيشه َكل َما إ ْب َراه َ‬ ‫‪23‬‬ ‫معك ِفي ُك ِل ما أَ ْنت ِ‬ ‫اهلل هه َنا أ ََّن َك الَ تَ ْغ ُدر ِبي والَ ِب َنسلِي وُذ ِرَّي ِتي‪َ ،‬كا ْلمعر ِ‬ ‫ف لِي ِب ِ‬ ‫وف الَِّذي‬ ‫احلِ ْ‬ ‫صانعٌ‪ .‬فَ َ‬ ‫َ​َ​َ‬ ‫اآلن ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ُ‬ ‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ص َنعت ِإلَيك تَص َنع ِإلَ َّي وِالَى األَر ِ ِ‬ ‫ف»‪ .‬وعاتَ ِ ِ‬ ‫ت ِفيها»‪ .‬فَقَ ِ ِ‬ ‫يم‬ ‫َحلِ ُ‬ ‫يم‪« :‬أَ​َنا أ ْ‬ ‫َ ُْ َْ ْ ُ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ض الَّتي تَ َغ َّرْب َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ب إ ْب َراه ُ‬ ‫ال إ ْب َراه ُ‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يد أَِب ِ‬ ‫أَِب ِ ِ‬ ‫ت لَ ْم‬ ‫َعلَ ْم َم ْن فَ َع َل ه َذا األ َْم َر‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫يمالِ ُك‪« :‬لَ ْم أ ْ‬ ‫يمال َك ل َس َب ِب ِب ْئ ِر ا ْل َماء الَّتي ا ْغتَ َ‬ ‫ال أَِب َ‬ ‫يمال َك‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ص َب َها َع ِب ُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪20‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت س َوى ا ْل َي ْوِم»‪ .‬فَأ َ ِ‬ ‫ط َعا كالَ ُه َما ميثَاقًا‪".‬‬ ‫يمال َك‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫َع َ‬ ‫تُ ْخ ِب ْرِني‪َ ،‬والَ أَ​َنا َسم ْع ُ‬ ‫يم َغ َن ًما َوَبقًَار َوأ ْ‬ ‫طى أَِب َ‬ ‫َخ َذ إ ْب َراه ُ‬

‫أكرم أبيمالك ملك جرار إبراهيم جداً وسمح له بالبقاء في ارضه‪ ،‬لكنه إذ رآه يعظم جداً‪ ،‬أدرك أن هللا هو سر‬ ‫عظمته ونجاحه فخاف منه‪ ،‬لذلك جاء ومعه رئيس جيشه فيكول ليقيما معه ميثاقاً حتي ال يغدر إبراهيم به أو‬ ‫بنسله وذريته‪ .‬وغالباً كان سبب الزيارة أن إبراهيم قد فترت مودته بطريقة شعر بها أبيمالك فأتي للبحث عن‬

‫السبب‪ .‬وكان غضب إبراهيم راجعاً بسبب بئر الماء التي إغتصبها عبيد أبيمالك واألبار في هذه المناطق هي‬ ‫وسيلة الحياة‪ .‬والحظ أن هللا يظهر نجاحاً وتوفيقاً لعبيده وسط العالم به يظهر أنه معهم ويؤيدهم‪.‬‬

‫اهيم‪« :‬ما ِهي ِ‬ ‫اج ِم َن ا ْل َغ َنِم و ْح َد َها‪22 .‬فَقَال أَِب ِ ِ ِ‬ ‫األيات (‪27" -:)31-27‬وأَقَ ِ ِ‬ ‫هذ ِه‬ ‫يم َس ْب َع ِن َع ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ام إ ْب َراه ُ‬ ‫َ َ‬ ‫يمال ُك إل ْب َر َ َ َ‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النع ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ال‪ِ« :‬إ َّن َك َس ْبعَ ن َع ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ون لي َش َه َ‬ ‫ادةً ِبأَني َحفَ ْر ُ‬ ‫اج تَأْ ُخ ُذ م ْن َيدي‪ ،‬ل َك ْي تَ ُك َ‬ ‫الس ْبعُ َ‬ ‫اج التي أَقَ ْمتَ َها َو ْح َد َها؟» فَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ذل َك ا ْلمو ِ‬ ‫هذ ِه ا ْل ِب ْئر»‪31 .‬لِذلِ َك َدعا ِ‬ ‫اك َحلَفَا ِكالَ ُه َما‪".‬‬ ‫ض َع « ِب ْئ َر َس ْب ٍع»‪ ،‬ألَنَّ ُه َما ُه َن َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫كلمة سبع بالعبرية ‪ Shevah‬وأصلها ‪ Savah‬أي يشبع ويمتلئ فاهلل في اليوم السادس‬ ‫أتم خلقة العالم‪ ،‬وفي اليوم السابع إستراح فكل شئ كان قد تم خلقه حسنا وكامالً وال يمكن أن يضاف شئ لما‬ ‫خلقه هللا‪ .‬ومن نفس األصل إشتقت كلمة يقسم أو يحلف فهم كانوا يستخدمون للحلف سبع نعاج أو سبع خراف‬

‫فالبئر أسميت بئر سبع‪ ،‬أي بئر القسم أو الحلف‪ ،‬ألنهم تعاهدوا بحلف بشأنها واستخدم في الحلف سبع نعاج‪.‬‬ ‫ومعني الاسبع نعاج كمال القسم أو تمام الروابط بينهم (تك ‪ )31-21:21‬لذلك نجد نفس الكلمة تستخدم كرقم‬

‫سبع وتستخدم كقسم أو حلف‪ .‬وفي (‪ )21‬إتضح أن أبيمالك لم يفهم هذه العادة العبرانية‪.‬‬ ‫أية (‪32 " -:)32‬فَقَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس َج ْي ِش ِه َو َر َج َعا ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض‬ ‫يمالِ ُك َوِف ُ‬ ‫ول َرئ ُ‬ ‫يك ُ‬ ‫ام أَِب َ‬ ‫ط َعا ميثَاقًا في ب ْئ ِر َس ْب ٍع‪ ،‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫ا ْل ِفلِ ْس ِطين ِي َ‬ ‫اإل ِ‬ ‫أية (‪33" -:)33‬و َغر ِ ِ‬ ‫الر ِب ِ‬ ‫الس ْرَم ِد ِي‪" .‬‬ ‫له َّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫يم أَثْالً ِفي ِب ْئ ِر َس ْب ٍع‪َ ،‬وَد َعا ُه َن َ‬ ‫اك ِب ْ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫س إ ْب َراه ُ‬ ‫وغرس إبراهيم أثالً في بئر سبع ‪ :‬ليؤكد ملكيته للبئر غرس هذه األشجار واألثل يماثل السرو وهو يكبر ويرتفع‬

‫في البالد الحارة للتظليل وإلقامة الخيام تحتها‪.‬‬

‫وروحياً فالبئر تشير للكنيسة التي تفيض بالروح القدس الذي يهبه المسيح واصرار إبراهيم أن يحصل علي البئر‬ ‫يجب أن يكون إصرار للمؤمن أن يمتلئ بالروح القدس‪ .‬والنها بئر سبع فتشير لألسرار السبع التي يعمل فيها‬

‫‪274‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى والعشرون)‬

‫الروح القدس‪ .‬وغرس األشجار حولها يشير لغرس المؤمنين الذين يلتفون حول مياه الروح القدس‪ .‬ودعا هناك‬ ‫باسم الرب ‪ :‬هذا المكان صار مقدساً بصلوات أبينا إبراهيم‪.‬‬

‫السرمدي ‪ :‬هللا الموجود دائما أبداً األزلي األبدي واألصل العبري يشير إلي أنه غير مرئي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ا ْل ِفلِس ِط ِ‬ ‫أية (‪34 " -:)34‬وتَ َغ َّرب ِإبر ِ‬ ‫اهيم ِ‬ ‫ين ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرةً‪".‬‬ ‫َي‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫ي‬ ‫َر‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اما َكث َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ َْ ُ‬

‫‪275‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني والعشرون)‬

‫اإلصحاح الثاني والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫لو لم توجد في حياة إبراهيم واسحق سوي هذه الحادثة التي فيها يقدم إبراهيم إبنه ذبيحة‪ ،‬وابنه إسحق ال يعترض‬ ‫وال يقاوم بينما هو قادر كشاب‪ ،‬لكان كالهما أعظم قديسين عبر العصور‪ .‬وهذه القصة تشير لعظمة إيمان‬

‫إبراهيم الذي يري أن هللا هو كل كفايته حتي لو حرم من كل مصادر التعزية فإبنه إسمعيل مطرود وابنه اسحق‬

‫سيقدمه ذبيحة بيديه ‪ .‬وبقدر ما قست التجربة جداً تمجد إبراهيم واسحق إبنه‪ ،‬فصار يمثالن صورة حية لعمل هللا‬

‫الخالصي خالل ذبيحة الصليب واعالن قيامة المسيح‪.‬‬

‫والكنيسة تصلي في يوم خميس العهد قسمة ذبح إسحق وهي تذكر تقديم المسيح نفسه كذبيحة‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫ال‪« :‬هأَ​َن َذا»‪".‬‬ ‫ور أ َّ‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬و َح َد َ‬ ‫َن للاَ ْ‬ ‫يم!»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫يم‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫ث َب ْع َد هذه األ ُ‬ ‫ال لَ ُه‪َ « :‬يا إ ْب َراه ُ‬ ‫امتَ َح َن إ ْب َراه َ‬ ‫وحدث بعد هذه األمور ‪ :‬كأن هللا لم يسمح بالتجربة الرهيبة إال بعد أن أعطي له الوعد من جهة إسحق ‪ ،‬وقد‬

‫تحقق الوعد وبعد أن اعطي له مهابة ورهبة أمام الملوك‪ .‬فاهلل قوي إيمانه قبل أن يمتحنه (رو‪ ، )21 : 5‬فاهلل ال‬ ‫يجرب إنسان فوق ما يستطيع (‪1‬كو‪ . )13 : 11‬ومن المؤكد أن هللا رافقه وشدده خاللها "يجعل مع التجربة‬

‫المنفذ" ويكون هذا بطريقة خفية ‪.‬‬

‫للا إمتحن إبراهيم ‪ :‬والكلمة العبرية إلمتحن تعني يختبر أو يثبت‪ .‬والمعني أن هللا وضع له هذه التجربة ليظهر‬ ‫عظمته أمام األجيال‪ ،‬عظمة إيمانه الذي ال يهتز‪ .‬وأراد هللا في نفس الوقت أن يظهر إلبراهيم طريقة الخالص‪،‬‬ ‫فرجل مثل إبراهيم حصل علي كل ما يتمناه‪ ،‬األبناء واألرض والمهابة‪ .‬من المؤكد أنه كان يفكر في طريقة‬

‫الخالص بعد الموت وهنا طلب منه هللا هذا الطلب وكان إبراهيم في هذه القصة الرمزية رم اًز لآلب الذي سيقدم‬

‫إبنه ‪ ،‬ولقد اختبر إبراهيم بنفسه م اررة األلم إعالناً عن مشاعر اآلب الذي قدم إبنه فداء عن بني آدم الذين‬ ‫أحبهم‪ .‬وخالل التجربة تمتع إبراهيم برؤية واضحة لطريقة الخالص وفهم مسبقاً كيف أن المسيح سيقوم من‬ ‫األموات مانحاً الحياة إلبراهيم وألوالده ففرح إبراهيم "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يري يومي فرأي وفرح يو ‪) 41:1‬‬ ‫فهو باإليمان والم اررة إنطلق بإبنه نحو المذبح‪ ،‬ورجع من التجربة فرحاً بإسحق القائم من األموات رم اًز للمسيح‬

‫وتقوى إيمانه باألكثر‪ .‬لقد شرح هللا طريقة الخالص ولكن إستخدم هللا إبراهيم واسحق الجبابرة الذين يصلحون لهذه‬

‫المهمة‪ .‬ولنالحظ أنه كلما زادت التجربة زاد حجم العطية ولكن هللا يعرف من يتحمل فيمتحنه‪ .‬إذاً معني أن هللا‬ ‫يمتحن إبراهيم ال تعني أن هللا ينتظر ماذا سيكون موقف إبراهيم من التجربة فهو بالقطع يعرف‪ ،‬ليس هذا فقط‪،‬‬

‫بل هللا أظهر نتيجة االمتحان مسبقاً في ‪" 1:14‬فآمن إبراهيم بالرب فحسبه له ب اًر"‪ .‬إنما اإلمتحان هنا هو لمزيد‬ ‫من اإلعالنات وإلظهار بر إبراهيم للعالم‪ .‬ولقد شرح بولس الرسول ماذا كان إيمان إبراهيم في هذه الحالة عب‬

‫‪ .11-1::11‬إذ قد صدق وآمن بوعد هللا أنه بإسحق سيدعي له نسل فآمن أنه ولو قدمه ذبيحة فسيقيمه هللا‬

‫‪276‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني والعشرون)‬

‫ثانية فال نحزن إذا إمتحننا هللا بتجربة صعبة فاهلل ال يمتحن سوي األقوياء ليعطيهم مزيداً من اإلعالنات‪ .‬ولذلك‬ ‫كان هذا االعالن أو هذا االمتحان البراهيم القوي وليس للوط األضعف‪.‬‬

‫وهذا ما قد حدث فلقد مر إبراهيم بتجربة صعبة والنتيجة أنه رأى هللا‪ ،‬لقد تحول اإليمان إلى عيان ( أية ‪.)15‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْه ْب ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫اك ُم ْح َرقَ ًة‬ ‫اق‪َ ،‬واذ َ‬ ‫يد َك‪ ،‬الَّذي تُ ِح ُّب ُه‪ِ ،‬إ ْس َح َ‬ ‫ال‪ُ « :‬خذ ْاب َن َك َو ِح َ‬ ‫َص ِع ْدهُ ُه َن َ‬ ‫ض ا ْل ُم ِرَّيا‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫أية (‪ " -:)2‬فَقَ َ‬ ‫علَى أ ِ ِ ِ َِّ‬ ‫ول لَ َك»‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َحد ا ْلج َبال الذي أَقُ ُ‬

‫هللا ال يطيق الذبائح البشرية وقد حرم الناموس والشريعة ذلك تماماً‪ .‬وكان الوثنيون يقدمون أبكارهم ذبائح آللهتهم‬

‫فهم كانوا كيائسين يودون إسترضاء آلهتهم المتعطشة للدماء‪ .‬أما هللا هنا المحب للبشر فهو أراد أن يعلن أنه ال‬ ‫يريد موت إنسان بل هو الذي سيبذل نفسه عن البشر ليعطيهم حياة‪.‬‬

‫إينك وحيدك الذي تحبه ‪ :‬هذه الكلمات مصممة لتنطبق علي المسيح اإلبن الوحيد الجنس المحبوب‪ .‬أف ‪1:1‬‬

‫‪ .‬أرض المريا ‪ :‬يري البعض أنه المكان الذي بني فيه الهيكل حيث كانت تقدم الذبائح ويري البعض أنه الموقع‬

‫الذي صلب فيه المسيح (‪ 2‬أي ‪ )1:3‬المهم أن المكانين متجاورين‪ .‬وكلمة مريا تعني (الرب راء أو معد) حيث‬ ‫أعد الرب كبش المحرقة‪ .‬وقد قال إبراهيم الرب يري له الخروف للمحرقة (آية ‪ .)1‬فغالباً المكان سمي بحسب‬

‫الحادثة‪ .‬وغالباً فجبل المريا يعني كل جبال أورشليم وهي تبعد عن بئر سبع حيث كان إبراهيم يسكن ‪ 52‬ميالً‬

‫(‪ 3‬أيام سفر)‪ .‬واآلن فهمنا لماذا كلم هللا ابراهيم في هذا المكان لكي يقدم إبنه ذبيحة‪ .‬فمن هذا الوقت وحتي‬ ‫عودة إسحق حيا ‪ ،‬واسحق في حكم الميت ‪ .‬كما أن المسيح قضي في القبر ‪ 3‬أيام ثم قام حيا ‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫احا َو َش َّد َعلَى ِح َم ِ‬ ‫ق َحطَ ًبا‬ ‫ارِه‪َ ،‬وأ َ‬ ‫اق ْاب َن ُه‪َ ،‬و َشقَّ َ‬ ‫َخ َذ اثْ َن ْي ِن ِم ْن غ ْل َمان ِه َم َع ُه‪َ ،‬وِا ْس َح َ‬ ‫ص َب ً‬ ‫يم َ‬ ‫أية (‪ " -:)3‬فَ َب َّك َر إ ْب َراه ُ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫لِم ْحرقَ ٍة‪َ ،‬وقَام َوَذ َه َ ِ‬ ‫ال لَ ُه للاُ‪".‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ب إلَى ا ْل َم ْوض ِع الذي قَ َ‬ ‫َ‬ ‫فبكر ‪ :‬دون تراخ وقبل أن تستيقظ سارة وتعرف فتمنعه‪ .‬وبغير جدال أو شك في مواعيد هللا‪ .‬كان إبراهيم عجيباً‬

‫في طاعته واسحق عجيباً في إستسالمه‪ .‬وهذا يعني الحب‪.‬‬

‫وشقق حطباً‪ :‬ليذهب للمكان مستعداً فال يوجد ما يعوقه عن تحقيق أمر الرب وحتي ال يضعف حين يصل إلي‬

‫المكان‪ .‬والحطب هو الخشب الذي يشير لخشبة صليب المسيح‪ .‬هللا كان يكشف سر الصليب بطرق متنوعة‬ ‫غير أن الكثيرين عيونهم قد إنطمست‪ .‬ولنري مميزات إيمان إبراهيم‪.‬‬ ‫‪ .1‬هللا سيقيم من األموات‬

‫‪ .2‬بال تردد وال أسئلة كيف ولماذا‪.‬‬ ‫‪ .3‬بسرعة وباك اًر وال يستشير لحماً وال دماً‬ ‫‪ .5‬إيمان عملي ينفذ وليس كالماً فقط‪.‬‬

‫لذلك هو إختبر هللا ورآه ورأي يومه ورجع من هذه التجربة فرحاً‪ .‬ال تجربة بال فرح‬

‫‪277‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني والعشرون)‬

‫ضع ِم ْن ب ِع ٍ‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِ 4‬‬ ‫يد‪" ،‬‬ ‫ص َر ا ْل َم ْو َ‬ ‫َ‬ ‫يم َع ْي َن ْيه َوأ َْب َ‬ ‫أية (‪َ " -:)4‬وفي ا ْل َي ْوم الثالث َرفَ َع إ ْب َراه ُ‬ ‫وفي اليوم الثالث ‪ :‬اليوم الثالث يشير للقيامة وكأن إسحق ظل مع المسيح في القبر هذه الثالثة أيام وفي اليوم‬ ‫الثالث رجع حياً‪ .‬ولقد تكررت قصة األيام الثالثة في الكتاب المقدس لتشرح نفس الفكرة وهناك بعض األمثلة‪.‬‬ ‫‪ .1‬طلب من بني إسرائيل أن يقدموا ذبيحة علي مسيرة ‪ 3‬أيام فالذبيحة ال تقبل خارج دائرة القيامة‪.‬‬ ‫‪ .2‬بعد مسيرة ‪ 3‬أيام وجدوا ماء‬ ‫‪ .3‬مسيرة التابوت ‪ 3‬أيام‬

‫راجع خر ‪ + 22:14 + 3:4‬عد ‪ + 33:11‬خر ‪ + 11:11‬يش ‪ 2 + 15:1‬مل ‪ 4:21‬والكتاب لم يخبرنا‬ ‫لماذا سكن إبراهيم في جرار بجانب أبيمالك ولعلنا اآلن علمنا السبب!! ليكون إبراهيم واسحق علي مسافة ‪ 3‬أيام‬

‫من جبل المريا في أورشليم ويكمل الرمز‪ .‬كم كانت التجربة مؤلمة ومرة علي نفس إبراهيم واسحق ولكن وسط‬

‫التجربة وبين ضغطات األلم وعند كثرة الهموم إمتألت نفس إبراهيم تعزية وانفتحت بصيرته الداخلية فعاين سر‬ ‫المصلوب القائم من بين األموات فتهلل إذ رأي يوم الرب (يو ‪ .)41:1‬وبالنسبة لنا فمن المؤكد أنه لو صبرنا‬

‫علي أي تجربة ستكون النتيجة خي اًر وبقدر ما زاد ألم التجربة زادت إعالنات هللا وتعزيته وزاد المجد المنتظر رؤ‬

‫‪ + 11،1::1‬يع ‪ .2:1‬والحظ أن هللا لم يجرب لوط بمثل هذه التجربة فلوط الذي وضع نفسه في هذا المكان‬

‫السيئ هو غير مستعد لإلعالنات اإللهية‪.‬‬

‫اهيم لِ ُغالَمي ِه‪ِ ْ « :‬‬ ‫أية (‪5 " -:)5‬فَقَ ِ ِ‬ ‫هه َنا َم َع ا ْل ِح َم ِ‬ ‫اك َوَن ْس ُج ُد‪،‬‬ ‫ار‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما أَ​َنا َوا ْل ُغالَ ُم فَ َنذ َ‬ ‫ب ِإلَى ُه َن َ‬ ‫َْ‬ ‫ْه ُ‬ ‫اجل َسا أَ ْنتُ َما ُ‬ ‫َ‬ ‫ال إ ْب َر ُ‬ ‫ثُ َّم َن ْرجعُ ِإلَ ْي ُك َما»‪" .‬‬ ‫لقد منع إبراهيم غالميه أن يصحباه ألنهما كانا من المؤكد أنهما سيعوقانه ويمنعانه من ذبح إبنه‪ .‬فهل نترك‬

‫تحت التل ما يعوقنا عن العبادة من أفكار وأهتمامات‪ .‬أما الخادمان اللذان تركهما إبراهيم تحت التل مع الحمار‬

‫فيشيران للشعب اليهودي الذي لم يستطيع أن يصعد ويبلغ إلي موضع الذبيحة إذ لم يريدوا أن يؤمنوا‪ .‬وهم أروا‬ ‫المسيح والصليب ولم يدركوا سره وال قوة القيامة ولم يفرحوا كما فرح إبراهيم‪ .‬من إرتبط بالفكر الترابي ال يدرك‬

‫السماويات ‪.‬‬

‫وأما أنا والغالم فنذهب… ثم نرجع ‪ :‬هذا يوضح إيمان إبراهيم برجوع إبنه حياً‪.‬‬

‫النار و ِ‬ ‫اق اب ِن ِه‪ ،‬وأ َ ِ ِ‬ ‫أية (‪6 " -:)6‬فَأ َ ِ ِ‬ ‫ين‪ .‬فَ َذ َه َبا ِكالَ ُه َما‬ ‫يم َح َ‬ ‫الس ِك َ‬ ‫ب ا ْل ُم ْح َرقَ ِة َو َو َ‬ ‫طَ‬ ‫َخ َذ ِب َيده َّ َ َ‬ ‫ض َع ُه َعلَى ِإ ْس َح َ ْ َ‬ ‫َخ َذ إ ْب َراه ُ‬ ‫َم ًعا‪" .‬‬ ‫إسحق كان شاباً ويقدر البعض عمره با ‪ 24‬سنة لذلك وضع إبراهيم عليه الحطب رم اًز لحمل المسيح لخشبة‬

‫صليبه‪( .‬وتكون الرئاسة علي كتفيه إش ‪) 1،4:1‬‬

‫فذهبا كالهما معاً ‪ :‬قدم إبراهيم إبنه الوحيد خالل الحب الفائق وقدم إسحق نفسه في طاعة كاملة فحسبت‬

‫الذبيحة لحساب اإلثنين معاً‪ .‬وهكذا فذبيحة المسيح هي ذبيحة اآلب الذي قدم إبنه فدية عنا وهي ذبيحة اإلبن‬

‫‪278‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني والعشرون)‬

‫الذي أطاع حتي الموت موت الصليب (يو ‪ + 11:3‬رو ‪ + 32:1‬في ‪ )1:2‬فقوله ذهبا كالهما معاً يشير إلي‬

‫انطالق اآلب واإلبن إلي الصليب ليقدما ذبيحة الصليب‪ .‬فاإلبن فى اآلب واآلب فى اإلبن ‪.‬‬

‫أية (‪0 " -:)0‬و َكلَّم ِإسح ُ ِ ِ‬ ‫اهيم أَِباهُ َوقَال‪َ « :‬يا أَِبي!»‪ .‬فَقَال‪« :‬هأَ​َن َذا َيا ْاب ِني»‪ .‬فَقَال‪ُ « :‬ه َوَذا َّ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫الن ُار َوا ْل َح َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫طُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اق إ ْب َر َ‬ ‫وِ‬ ‫وف لِ ْل ُم ْح َرقَ ِة؟» "‬ ‫لك ْن أ َْي َن ا ْل َخ ُر ُ‬ ‫َ‬ ‫لقد كان سؤال إسحق إلبراهيم أبيه ربما أقسي موقف في التجربة‪ .‬ولكن هذا السؤال سؤال تعليمى لنا جميعاً‪.‬‬

‫فهوذا النار = الروح القدس الذى يساعد وهللا الذى يقبل‪...‬‬

‫وهوذا الحطب ‪ :‬الوصايا التي نصلب عليها شهواتنا وأهوائنا‪.‬‬

‫ولكن أين الخروف للمحرقة ‪ :‬فهل نقبل أن نكون ذبائح حية (رو ‪ )1:12‬ونقدم ذواتنا محرقة‪.‬‬

‫أية (‪7 " -:)7‬فَقَ ِ ِ‬ ‫وف لِ ْل ُم ْح َرقَ ِة َيا ْاب ِني»‪ .‬فَ َذ َه َبا ِكالَ ُه َما َم ًعا‪".‬‬ ‫يم‪« :‬للاُ َي َرى لَ ُه ا ْل َخ ُر َ‬ ‫َ‬ ‫ال إ ْب َراه ُ‬ ‫للا يري له الخروف ‪ :‬جاءت في اإلنجليزية في النسخ القديمة ‪Old KJ(God will provide himself a‬‬ ‫‪lamb for a burnt offering.‬‬ ‫وأضيفت كلمة‪ For‬قبل ‪ Himself‬في النسخ الجديدة ‪ New KJ‬والمعني أن هللا سيدبر نفسه الخروف للمحرقة‪.‬‬

‫قال إبراهيم هذا الرد بروح النبوة الذي به رأي خطة هللا للخالص ‪ ،‬وأنها ليست من صنع إنسان لكنها بتدبير إلهي‬

‫هو وحده يراه‪.‬‬

‫ض ِع الَِّذي قَال لَ ُه للا‪ ،‬ب َنى ُه َن َ ِ ِ‬ ‫أية (‪َ 2 " -:)2‬فلَ َّما أَتَيا ِإلَى ا ْلمو ِ‬ ‫اق‬ ‫ب َو َرَب َ‬ ‫ط ِإ ْس َح َ‬ ‫َْ‬ ‫ب ا ْل َحطَ َ‬ ‫يم ا ْل َمذ َْب َح َو َرتَّ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اك إ ْب َراه ُ‬ ‫ط ِب‪" .‬‬ ‫ق ا ْل َح َ‬ ‫ض َع ُه َعلَى ا ْل َمذ َْب ِح فَ ْو َ‬ ‫ْاب َن ُه َو َو َ‬ ‫هذه صورة المسيح المربوط والمثبت علي الصليب ولكن بمسامير‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫َخ َذ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين لِ َيذ َْب َح ْاب َن ُه‪.‬‬ ‫يم َي َدهُ َوأ َ‬ ‫الس ِك َ‬ ‫أية (‪ " -:)13‬ثُ َّم َم َّد إ ْب َراه ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫اهيم! ِإبر ِ‬ ‫اء وقَال‪ِ« :‬إبر ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫الر ِب ِ‬ ‫ال‪« :‬هأَ​َن َذا» "‬ ‫اه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫اه‬ ‫اد‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫أية (‪" -:)11‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يم!»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مالك الرب ‪ :‬يهوه صانع الخالص‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ف للاَ‪َ ،‬فلَ ْم تُ ْم ِس ِك‬ ‫ت أ ََّن َك َخ ِائ ٌ‬ ‫اآلن َعلِ ْم ُ‬ ‫ال‪« :‬الَ تَ ُم َّد َي َد َك ِإلَى ا ْل ُغالَِم َوالَ تَ ْف َع ْل ِب ِه َش ْي ًئا‪ ،‬ألَني َ‬ ‫أية (‪ " -:)12‬فَقَ َ‬ ‫يد َك َع ِني»‪" .‬‬ ‫ْاب َن َك َو ِح َ‬

‫ال تمد يدك إلي الغالم ‪ :‬هذا تدبير الخالص وهو نفس ما قاله المسيح لمن أتوا للقبض عليه "فدعوا هؤالء‬

‫يذهبون يو ‪ "1:11‬فيسوع حين قال أنا هو يعني أنا يهوه‪ .‬ألني األن علمت ‪ :‬هل كان هللا ال يعلم قبل ذلك؟‬ ‫‪279‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني والعشرون)‬

‫بالقطع كان يعلم فهو ال يخفي عليه شئ وهو فاحص القلوب والكلى‪ .‬لكن اآلن صار إيمان إبراهيم العجيب‬

‫مكشوفاً أمام العالم كله وأمام نفسه‪ .‬ونالحظ أن بولس حين ناقش اآلية "فآمن إبراهيم باهلل فحسب له ب اًر" ركز‬ ‫علي إيمان إبراهيم وحين ناقشها يعقوب فقد ركز علي أعمال إبراهيم (رؤ ‪ + 4-1:5‬يع ‪ )23-21:2‬وليس‬

‫هناك أي خالف فبولس كان يكشف الجانب الخفي في قلب إبراهيم ويعقوب كان يتكلم عن األعمال التي تظهر‬

‫أمام العالم‪ .‬فتبرر إبراهيم بإيمانه أمام هللا وتبرر بأعماله أمام الناس‪ .‬فأعمال إبراهيم أظهرت أن إيمانه المخفي‬

‫إيمان حي وليس إيمان ميت‪ .‬وهذا اإليمان الذي لم يكن يراه سوي هللا ظهر اآلن أمام الناس بل حتي أمام إبراهيم‬ ‫نفسه‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ش وراءه ممس ًكا ِفي ا ْل َغاب ِة ِبقَرَني ِه‪ ،‬فَ َذ َهب ِإبر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َخ َذ‬ ‫اهي ُم َوأ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫يم َع ْي َن ْيه َوَنظَ َر َوِا َذا َك ْب ٌ َ َ َ ُ ُ ْ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫أية (‪ " -:)13‬فَ َرفَعَ إ ْب َراه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ضا َع ِن ْاب ِن ِه‪" .‬‬ ‫ا ْل َك ْب َ‬ ‫َص َع َدهُ ُم ْح َرقَ ًة ع َو ً‬ ‫ش َوأ ْ‬ ‫ممسكاً في الغابة بقرنيه ‪ :‬قرون الكبش هي عالمة قوته وهنا هو موثق من قرنيه إشارة للمسيح الذي أخلي ذاته‬

‫بإرادته وسلطانه (يو ‪ .)11،1::11‬المسيح أوثق قوته أو تنازل عنها حتي يصلب‪ .‬والغابة شجرة‪ .‬والمعني أن‬

‫المسيح كان موثقاً علي الصليب‪ .‬وسر ذبيحة المسيح نراها في إسحق والكبش معاً‪ .‬الكبش يمثل المسيح في‬

‫موته فعالً واسحق يمثل المسيح في حمله للصليب ثم في قيامته‪ .‬ولنالحظ أيضاً أن الكبش فدي إسحق (إبن‬

‫الحرة) والمسيح فدي كنيسته الحرة التي حررها‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫اهيم اسم ذلِ َك ا ْلمو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َه»‪َ .‬حتَّى ِإ َّن ُه‬ ‫ض ِع « َي ْه َو ْه ِي ْأر ْ‬ ‫َْ‬ ‫أية (‪ " -:)14‬فَ َد َعا إ ْب َر ُ ْ َ‬ ‫يهوة يرأه ‪ :‬أي هللا ُيري‪ .‬فمن ثمار التجربة المؤلمة أن إبراهيم إختبر‬

‫الر ِب ُي َرى»‪".‬‬ ‫ال ا ْل َي ْوَم‪ِ « :‬في َج َب ِل َّ‬ ‫ُيقَ ُ‬ ‫الرب ورآه‪ .‬هكذا تراءي هللا إلبراهيم في‬

‫موضع الذبيحة إذ فيه تمت المصالحة بين هللا واإلنسان‪ .‬فصار لنا حق رؤيته كأبناء‪ .‬وهو يري حالً لكل‬

‫مشاكلنا ولذلك نتكل عليه وصار هذا مثالً "‬

‫في جبل الرب ُيري ‪ :‬أي أن هللا في علوه وسموه في سماه المشار لها بالجبل‪ ،‬هو يري تعب البشر وأمورهم‬ ‫الصعبة وينقذهم وكان هذا نبوة عن التجسد (إش ‪. ) 4:43‬‬

‫‪280‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني والعشرون)‬

‫مقارنة بين إسحق والمسيح‬ ‫المسيح‬

‫إسحق‬

‫والدة إعجازية من مستودع سارة والدة إعجازية من العذراء بدون زرع‬

‫الميت‬

‫بشر‪.‬‬

‫إبن محبوب وحيد لوالديه‪.‬‬

‫اإلبن الوحيد الجنس المحبوب من اآلب‬ ‫المحب‪.‬‬

‫حمل الخشب وسار ثالثة أيام‪.‬‬

‫حمل الصليب ودفن ثالثة أيام‪.‬‬

‫طاعة إسحق العجيبة= تفسيرها محبته طاعة المسيح حتي الموت موت الصليب‬ ‫فهو يحب اآلب يو‪31 : 15‬‬ ‫ألبيه وثقته فيه‪.‬‬ ‫أخذ إبراهيم معه غالمين وحمار دخل المسيح أورشليم علي حمار أتي به‬ ‫التالميذ‬ ‫ألورشليم (المريا)‬ ‫عاد إسحق حياً‬

‫قام المسيح من األموات‬

‫يهوه يرأة‪:‬غالبا هنا اظهرهللا البراهيم كيفية الخالص وتطابق ما فعله بفداء المسيح ففرح ‪ .‬وهذا مااشار له‬ ‫المسيح بقوله أبوكم ابراهيم رأي يومي وفرح ( ‪) 41 : 1‬‬ ‫ِ ‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ادى مالَ ُك َّ ِ ِ ِ‬ ‫ب‪ ،‬أ َِني‬ ‫الر ُّ‬ ‫يم ثَ ِان َي ًة ِم َن َّ‬ ‫ول َّ‬ ‫ْس ْم ُ‬ ‫ال‪ِ « :‬ب َذاتي أَق َ‬ ‫ت َيقُ ُ‬ ‫الس َماء َوقَ َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)17-15‬وَن َ َ‬ ‫الرب إ ْب َراه َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد َك‪10 ،‬أ َُب ِ‬ ‫اء‬ ‫ارُك َك ُم َب َارَك ًة‪َ ،‬وأ َُك ِث ُر َن ْسلَ َك تَ ْك ِث ًا‬ ‫ت ه َذا األ َْم َر‪َ ،‬ولَ ْم تُ ْم ِس ِك ْاب َن َك َو ِح َ‬ ‫َج ِل أ ََّن َك فَ َع ْل َ‬ ‫ِم ْن أ ْ‬ ‫ير َك ُن ُجوم َّ َ‬ ‫ِ ِ ‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرم ِل الَِّذي علَى َش ِ‬ ‫ُمِم األ َْر ِ‬ ‫َج ِل‬ ‫اط ِئ ا ْل َب ْح ِر‪َ ،‬وَي ِر ُ‬ ‫ض‪ِ ،‬م ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ث َن ْسلُ َك َب َ‬ ‫َو َك َّ ْ‬ ‫اب أَ ْع َدائه‪َ ،‬وَيتَ​َب َار ُك في َن ْسل َك َجميعُ أ َ‬ ‫ت ِلقَ ْولِي»‪".‬‬ ‫أ ََّن َك َس ِم ْع َ‬

‫هنا يتمتع إبراهيم بتجديد الوعد بطريقة فاقت المرات السابقة فهو لم يمسك إبنه عن هللا فإستحق أن يكشف له هللا‬

‫عن اآلتي‪:-‬‬

‫‪ .1‬كان الكالم مثبتاً بقسم ‪ :‬بذاتى أقسمت للتدليل علي أهميته وتأكيداً لحدوثه‪.‬‬ ‫‪ .2‬هو وعد بالبركة ‪ :‬أباركك مباركة‪.‬‬

‫‪ .3‬كثرة النسل‪ .‬وقد سمعنا من قبل أن نسل إبراهيم سيكون كنجوم السماء ومرة أخري سمعنا أنهم كتراب‬

‫األرض ‪ ،‬وكان هذا راجعاً ألن الرؤيا األولي كانت‬ ‫مساء فقال نجوم السماء والرؤيا الثانية كانت صباحاً‬ ‫ً‬ ‫فقال كتراب األرض‪ .‬وهنا جمع اإلثنين وربما أشار هذا أن نسل إبراهيم سيكون من اليهود (نجوم‬ ‫‪281‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني والعشرون)‬

‫السماء) الذين كانوا في ليل العالم قبل أن يشرق المسيح شمس البر‪ .‬وسيكون أباً للكنيسة المسيحية‬

‫(رمل البحر) الذين هم اآلن في نور المسيح‪.‬‬

‫‪ .5‬النصرة والغلبة علي الشياطين واألعداء ‪ :‬يرث نسلك باب أعدائه‪.‬‬

‫‪ .4‬الوعد بتجسد المسيح ويكون من نسله ‪ :‬يتبارك في نسلك جميع أمم األرض فالمسيح هو بركة العالم‬ ‫العظمي ‪.‬‬

‫‪ .1‬ألن هذه الرؤيا كانت تخص شعب العهد الجديد كان الصوت من السماء ‪ :‬نادي مالك الرب إبراهيم‬ ‫ثانية من السماء‪ .‬وقبل ذلك كان الصوت من األرض فهو لم يقل من السماء من قبل ‪.‬‬

‫‪ .:‬لهذه األسباب رجع إبراهيم فرحاً‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اه ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم ِفي ِب ْئ ِر َس ْب ٍع‪".‬‬ ‫يم إلَى ُغالَ َم ْيه‪ ،‬فَقَ ُ‬ ‫اموا َوَذ َه ُبوا َم ًعا إلَى ب ْئ ِر َس ْب ٍع‪َ .‬و َس َك َن إ ْب َراه ُ‬ ‫أية (‪ " -:)12‬ثُ َّم َر َج َع إ ْب َر ُ‬ ‫وسكن إبراهيم في بئر سبع ‪ :‬بئر سبع أصبحت تشير للمعمودية‪ .‬والختان يشير للمعمودية ولقد إختتن إبراهيم‬

‫من قبل فما معني أن يسكن عند بئر سبع‪ .‬المعني ان المعمودية هي موت وقيامة مع المسيح وهذا تم في‬

‫المعمودية ‪ ،‬ولكن علي اإلنسان أن يعيش ميتاً عن خطايا العالم (وهذا ما ُيسمى باإلماتة) ليتمتع بالحياة المقامة‬ ‫مع المسيح (جدة الحياة أو الحياة الجديدة)‪ .‬وهكذا إبراهيم بعد أن أخذ كل هذه اإلعالنات عاش كميت عن العالم‬ ‫متمتعاً بالحياة الجديدة وفرحاً مع هللا متذك اًر عمل البنوة اإللهية‪ .‬ومياه البئر تشير للروح القدس الذي ينعم به‬ ‫األبناء فيكون لهم ثمار "محبة وفرح وسالم…" هكذا ينبغي أن يحيا المؤمن‪.‬‬

‫ولعل إنطالق الغالمين إلي بئر سبع مع إبراهيم واسحق في نهاية المطاف يشير إلي عودة اليهود إلي اإليمان‬

‫بالمسيح الذي لم يستطيعوا قبالً معاينة سر ذبيحته‪ .‬فينطلقوا في آخر العصور إلي مياه المعمودية ويقبلوا من‬

‫كانوا قد جحدوه‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫ور أ َّ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫ضا‬ ‫األيات (‪َ " -:)24-23‬و َح َد َ‬ ‫يم أ ْ‬ ‫يل لَ ُه‪ُ « :‬ه َوَذا ِم ْل َك ُة قَ ْد َولَ َد ْت ِه َي أ َْي ً‬ ‫ُخ ِب َر َوق َ‬ ‫ث َب ْع َد هذه األ ُ‬ ‫َن إ ْب َراه َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ين لِ َناحور أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل»‪.‬‬ ‫وصا ِب ْك َرهُ‪َ ،‬وُب ًا‬ ‫وز أ َ‬ ‫اش َوِي ْدالَ َ‬ ‫اس َد َو َح ْزًوا َوِف ْل َد َ‬ ‫َخ َ‬ ‫ام‪َ ،‬و َك َ‬ ‫يك‪ُ :‬ع ً‬ ‫َبن َ ُ َ‬ ‫ف َوَبتُوئ َ‬ ‫َخاهُ‪َ ،‬وقَ ُموئ َ‬ ‫يل أ َ​َبا أ َ​َر َ‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪23‬وولَ َد بتُوِئيل ِرْفقَ َة‪ِ ُ .‬‬ ‫وم ُة‪ ،‬فَ َولَ َد ْت‬ ‫يم‪َ .‬وأ َّ‬ ‫هؤالَء الثَّ َمان َي ُة َولَ َدتْ ُه ْم م ْل َك ُة ل َن ُ‬ ‫َما ُس ِريَّتُ ُه‪َ ،‬و ْ‬ ‫اح َ‬ ‫اس ُم َها َر ُؤ َ‬ ‫َ​َ َ ُ‬ ‫ور أَخي إ ْب َراه َ‬ ‫ش َو َم ْع َك َة‪".‬‬ ‫ضا‪َ :‬‬ ‫اح َ‬ ‫ِه َي أ َْي ً‬ ‫اح َم َوتَ َ‬ ‫ط َاب َح َو َج َ‬ ‫جاءت أخبار عائلة إبراهيم إلبراهيم ربما عن طريق القوافل التجارية‪ .‬وربما أن هذا النبأ هو ما شجع إبراهيم أن‬

‫يطلب زوجة إلبنه من عائلته‪ .‬وهذا النبأ يكشف قرابة رفقة لزوجها إسحق‪ .‬فرفقة قريبة إسحق بالجسد‪ .‬وهكذا‬

‫الكنيسة صارت عروس للمسيح وصار هناك قرابة جسدية بين المسيح والكنيسة فهو البكر بين إخوة كثيرين‪.‬‬

‫وقيل عن أقرباء المسيح "أمه واخوته فهو صارت له قرابات جسدية مع البشر‪".‬‬

‫‪282‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث والعشرون)‬

‫اإلصحاح الثالث والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫بعد أن أخذ إبراهيم وعد الحياة والبركة في اإلصحاح السابق نجد هنا أخبار الموت‪ .‬وهذا يشير إلي أنه ولو أن‬

‫المسيح مات عنا وقام ليحمل عنا عقوبتنا إال أنه يجب أن نموت كعبور للحياة األخري‪ .‬وخبر أقارب رفقة ما بين‬ ‫اإل صحاحين يشير إلي إستمرار الحياة عن طريق األبناء بعد موت األباء حتي يأتي يوم القيامة الذي يقوم فيه‬ ‫الجميع وهذا معبر عنه بقول الوحي وقام إبراهيم من أمام ميته (آية ‪ ،)3‬بعد أن ناح وبكي ولم تكن قامة إبراهيم‬

‫الروحية العالية جداً مانعاً أمام ظهور العواطف والمشاعر اإلنسانية فالمسيح نفسه بكي أمام قبر لعازر لكن قوله‬ ‫وقام تشير إليمانه بالقيامة‪ .‬ولكن نحن هنا في هذه األرض في فترة بكاء وعالم حزن يخفف منهم اإليمان‬

‫بالقيامة‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ين س َن ًة‪ِ ،‬س ِني حي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اة َس َارةَ‪" .‬‬ ‫َ​َ‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬و َكا َن ْت َح َياةُ َس َارةَ م َئ ًة َو َس ْب ًعا َوع ْش ِر َ َ‬ ‫سارة هي المرأة الوحيدة التي يذكر الكتاب المقدس عمرها فهى أم العب ارنيين‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫اه ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ون‪ِ ،‬في أ َْر ِ‬ ‫ب َس َارةَ َوَي ْب ِك َي‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬و َماتَ ْت َس َارةُ ِفي قَ ْرَي ِة أَْرَب َع‪ ،‬الَّتي ِه َي َح ْب ُر ُ‬ ‫يم ل َي ْن ُد َ‬ ‫ان‪ .‬فَأَتَى إ ْب َر ُ‬ ‫َعلَ ْي َها‪".‬‬

‫كان إبراهيم يتنقل غالباً وله عدة مراكز بسبب أمالكه الوفيرة بين حبرون وبئر سبع فأتي إبراهيم ليندب سارة ‪:‬‬

‫معناها أنه كان متغرباً في عمله وسمع فأتي ليندبها‪.‬‬

‫أية (‪3" -:)3‬وقَ ِ ِ‬ ‫اهيم ِم ْن أَم ِام م ِي ِت ِه َو َكلَّم َب ِني ِح َّ‬ ‫ث قَ ِائالً‪":‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ام إ ْب َر ُ‬ ‫َ َ‬ ‫كلمة حث معناها خوف ورعب‪ .‬وهذا هو حال األرض قبل فداء المسيح‪.‬‬ ‫أية (‪«4 " -:)4‬أَ​َنا َغ ِريب وَن ِز ِ‬ ‫َعطُوِني م ْل َك قَب ٍر مع ُكم أل َْد ِف َن مي ِتي ِم ْن أَم ِ‬ ‫امي»‪".‬‬ ‫يل ع ْن َد ُك ْم‪ .‬أ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ​َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ ٌ‬ ‫أنا غريب ونزيل ‪ :‬بالرغم من كل أمالكه وهيبته أمام بني حث حتي عاملوه كرئيس بينهم (آية ‪ )1‬إال أنه في‬ ‫إتضاع عاش كغريب شاع اًر أنه ال ينتمي لهذا العالم بل لمن هو في السماء‪ .‬وقطعاً فإن شركته مع هللا هذه هي‬

‫التي أعطته الكرامة أمام هؤالء القوم ‪.‬‬

‫أعطوني ملك قبر ‪ :‬لم يفكر إبراهيم في دفن سارة زوجته بجوار أسالفه‪ ،‬فإن كان باإليمان قد خرج مع سارة من‬ ‫أور‪ .‬فهو قد بقي سالكاً بهذا اإليمان حتي النفس األخير‪ .‬وهو الذي لم يمتلك شيئاً في أرض كنعان إمتلك مقبرة‬

‫(أع ‪ )4::‬بينما إمتلك نمرود وقايين مدناً‪ .‬هذا يعبر عن روح الغربة‪ .‬إال أننا نالحظ‪.‬‬

‫‪ .1‬إصرار إبراهيم علي شراء األرض وهذه األرض بالذات هو تأكيد إليمانه بإن هللا سيعطيها له‪.‬‬

‫‪283‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث والعشرون)‬

‫‪ .2‬األرض التي وهبها هللا له مجاناً ال يأخذها سوي بعد دفع الثمن‪ .‬وهذا إشارة ألن هللا أعطانا هبات مجانية‬ ‫وميراثاً للسماء من نعمته ولكن علينا أن نجاهد حتي نرث (الثمن)‪.‬‬

‫‪ .3‬األرض إشتراها بفضة‪ .‬واألرض تشير لميراث السماء ‪ .‬و الفضة تشير للفداء الذي به نلنا الميراث‪.‬‬

‫‪ .5‬هللا وعده باألرض لكنه لم يمتلك منها سوى مقبرة‪ .‬وحل هذا قاله بولس الرسول‪ ،‬أنها أرض غربة وكان‬ ‫ينتظر المدينة التى لها األساسات التى صانعها وبارئها هللا عب ‪ 11:11‬أى ميراث السماء‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫ين لَ ُه‪" :‬‬ ‫يم قَائلِ َ‬ ‫أية (‪ " -:)5‬فَأ َ‬ ‫َج َ‬ ‫اب َب ُنو حث إ ْب َراه َ‬

‫‪ِ 6‬‬ ‫ِ‬ ‫ورَنا ْاد ِف ْن ميتَ َك‪ ،‬الَ يم َنع أ ِ‬ ‫ت رِئيس ِم َن ِ‬ ‫ْض ِل قُ ُب ِ‬ ‫للا َب ْي َن َنا‪ِ .‬في أَف َ‬ ‫َح ٌد م َّنا قَ ْب َرهُ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫أية (‪« " -:)6‬ا ْس َم ْع َنا َيا َس ِيدي‪ .‬أَ ْن َ َ ٌ‬ ‫َع ْن َك َحتَّى الَ تَ ْد ِف َن َم ْيتَ َك»‪".‬‬ ‫رئيس من للا ‪ :‬أي رئيس عظيم‪ .‬والحظ محبة بني حث وتكريمهم إلبراهيم‪.‬‬

‫أية (‪0" -:)0‬فَقَام ِإبر ِ‬ ‫ض‪ ،‬لِ َب ِني ِح َّ‬ ‫اهيم َو َس َج َد لِ َش ْع ِب األ َْر ِ‬ ‫ث‪"،‬‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫سجود إبراهيم هنا سجود إكرام وليس سجود عبادة ‪ :‬وهكذا نسجد للبابا واألساقفة‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫َن أ َْد ِف َن مي ِتي ِم ْن أ ِ‬ ‫ان ِفي ُنفُ ِ‬ ‫اس َم ُعوِني َوا ْلتَ ِم ُسوا لِي‬ ‫وس ُك ْم أ ْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)2-7‬و َكلَّ َم ُه ْم قَائالً‪ِ« :‬إ ْن َك َ‬ ‫َْ‬ ‫َمامي‪ ،‬فَ ْ‬ ‫َ‬ ‫امل يع ِط ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِم ْن ِع ْفرون ب ِن صوحر ‪2‬أ ْ ِ ِ‬ ‫ف ح ْقلِ ِه‪ِ .‬بثَم ٍن َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اها‬ ‫يني ِإ َّي َ‬ ‫َن ُي ْعط َيني َم َغ َارةَ ا ْل َم ْكفيلَة الَّتي لَ ُه‪ ،‬الَّتي في طَ َر َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ َ ْ ُ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ِفي َو َس ِط ُك ْم ُم ْل َك قَ ْب ٍر»‪" .‬‬

‫هنا نجد إصرار إبراهيم علي الدفع ولم يستغل محبة بني حث‪ .‬وواضح أن إبراهيم كان يعلم إسم صاحب األرض‬

‫التي يريد شراؤها لكنه لم يكن قد رآه من قبل‪.‬‬

‫أية (‪13" -:)13‬و َك ِ‬ ‫اهيم ِفي مس ِ‬ ‫ث‪ ،‬فَأَجاب ِع ْفر ُ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ام ِع َب ِني ِح َّ‬ ‫ون َجالِ ًسا َب ْي َن َب ِني ِح َّ‬ ‫ث‪ ،‬لَ َدى‬ ‫ان ع ْف ُر ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ون ا ْلحث ُّي إ ْب َر َ‬ ‫يع الد ِ‬ ‫اب َم ِدي َن ِت ِه قَ ِائالً‪":‬‬ ‫َج ِم ِ‬ ‫َّاخلِ َ‬ ‫ين َب َ‬ ‫كان الوجهاء والعظماء يجلسون في باب المدينة حيث تحل المشاكل‪.‬‬

‫أية (‪«11" -:)11‬الَ يا س ِي ِدي‪ ،‬اسمع ِني‪ .‬اَْلح ْقل و َهبتُ َك ِإ َّياه‪ ،‬وا ْلم َغارةُ الَِّتي ِف ِ‬ ‫يه لَ َك َو َه ْبتُ َها‪ .‬لَ َدى ُع ُي ِ‬ ‫ون َب ِني‬ ‫َ ُ َ ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫اها‪ْ .‬اد ِف ْن َم ْيتَ َك»‪".‬‬ ‫َش ْع ِبي َو َه ْبتُ َك ِإ َّي َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َمام َش ْع ِب األ َْر ِ‬ ‫ض‪" ،‬‬ ‫يم أ َ َ‬ ‫أية (‪ " -:)12‬فَ َس َج َد إ ْب َراه ُ‬ ‫السجود هنا هو سجود شكر لهم علي مودتهم‪.‬‬

‫‪284‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث والعشرون)‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ام ِع َشع ِب األَر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِفي مس ِ‬ ‫يك‬ ‫ت أَ ْن َ‬ ‫ض قَائالً‪َ « :‬ب ْل ِإ ْن ُك ْن َ‬ ‫ُع ِط َ‬ ‫أية (‪َ " -:)13‬و َكلَ َم ع ْف ُر َ‬ ‫ت ِإيَّاهُ َفلَ ْيتَ َك تَ ْس َم ُعني‪ .‬أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك»‪".‬‬ ‫ثَ َم َن ا ْل َح ْق ِل‪ُ .‬خ ْذ ِمني فَأ َْد ِف َن َم ْيتي ُه َن َ‬

‫هنا إكتشف إبراهيم أن عفرون جالساً في وسطهم فقال له إن كنت أنت إياه ‪ :‬أي إن كنت أنت عفرون صاحب‬

‫المغارة والحقل‪ .‬وقد تعني الجملة إن أردت هذا فعالً أن تعطيني المغارة وأنت قادر فعالً أن تعطيني مجاناً فأنا‬ ‫واثق من كرمك ولكن إسمح أن أدفع الثمن‪ .‬واألسلوب الذي إتبع هنا هو أسلوب شرقي مهذب للشراء والبيع‬

‫فيسأل الشاري "بكم" ويرد البائع "مجانا" أو "ألجلك مجانا" ويرد الشاري "أنت قدها وزيادة ولكن أريد أن أدفع"‬

‫وايمانياً فإبراهيم ال يريد أن يأخذ األرض مجاناً من يد عفرون فهو ينتظر أن يأخذها من يد هللا في الوقت الذي‬

‫يحدده هللا‪ .‬هو ينتظر بصبر تحقيق وعد هللا وال يظهر كمن يتقبل من الناس شيئاً وعده هللا أن يهبه إياه‪.‬‬ ‫أية (‪14 " -:)14‬فَأَجاب ِع ْفر ُ ِ ِ‬ ‫يم قَ ِائالً لَ ُه‪" :‬‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ون إ ْب َراه َ‬

‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اق ِل ِفض ٍ‬ ‫ض ِبأَرب ِع ِم َئ ِة َش ِ‬ ‫َّة‪َ ،‬ما ِه َي َب ْي ِني َوَب ْي َن َك؟ فَ ْاد ِف ْن‬ ‫األيات (‪َ « " -:)16-15‬يا َس ِيدي‪ْ ،‬‬ ‫اس َم ْعني‪ .‬أ َْر ٌ ْ َ‬ ‫ض َة الَِّتي َذ َكرَها ِفي مس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِ ِ ِ 16‬‬ ‫ام ِع َب ِني ِح َّ‬ ‫ث‪ .‬أ َْرَب َع ِم َئ ِة‬ ‫ون ا ْل ِف َّ‬ ‫يم لِ ِع ْف ُر َ‬ ‫يم لِ ِع ْف ُر َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ون‪َ ،‬و َو َز َن إ ْب َراه ُ‬ ‫َم ْيتَ َك»‪ .‬فَ َسم َع إ ْب َراه ُ‬ ‫اق ِل ِفض ٍ‬ ‫َش ِ‬ ‫َّة َج ِائ َزٍة ِع ْن َد التُّج ِ‬ ‫‪ 433‬فضة كانت كثيرة علي األرض لكن عند إبراهيم لم تكن شيئاً فهي‬ ‫َّار‪".‬‬

‫عربون ميراثه‪ .‬وهو لم يقتن من األرض إالّ ما يدفن فيه جسده‪ .‬ولقد دفن في هذه المغارة إبراهيم وسارة واسحق‬ ‫ورفقة ويعقوب وليئة واآلن مقام فوقها مسجد الخليل وساحته‪ .‬ولقد إشتري يعقوب مدفناً آخر في شكيم (يش‬

‫‪ )32:25‬دفن فيه يوسف وآخرين ‪ .‬راجع أع ‪ 11::‬وغالباً دفن فيه بعض أباء األسباط ‪ .‬ويقال أن عظام يوسف‬ ‫تم نقلها بعد ذلك إلي مغارة المكفيلة‪ .‬فضة جائزة عند التجار ‪ :‬هذه تشبه التمغة اآلن‪ .‬أي الذهب والفضة يتم‬

‫تمغهما ليظهر أنهما ليسا مغشوشان ‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ون الَِّذي ِفي ا ْلم ْك ِفيلَ ِة الَِّتي أَمام ممرا‪ ،‬ا ْلح ْقل وا ْلم َغارةُ الَِّتي ِف ِ‬ ‫يه‪،‬‬ ‫ب َح ْق ُل ع ْف ُر َ‬ ‫األيات (‪ " -:)23-10‬فَ َو َج َ‬ ‫َ ُ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ‪ِ ِ 17‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ون َب ِني ِح َّ‬ ‫َو َج ِميعُ َّ‬ ‫يم ُم ْل ًكا لَ َدى ُع ُي ِ‬ ‫ث‪َ ،‬ب ْي َن َج ِمي ِع‬ ‫الش َج ِر الَِّذي ِفي ا ْل َح ْق ِل الَِّذي ِفي َج ِم ِ‬ ‫يع ُح ُدوده َح َوالَ ْيه‪ ،‬إل ْب َراه َ‬ ‫ِ ِ ِ ‪12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ام َم ْم َرا‪ ،‬الَِّتي ِه َي‬ ‫َّاخلِ َ‬ ‫ين َب َ‬ ‫يم َس َارةَ ْ‬ ‫ام َأرَتَ ُه في َم َغ َارة َح ْقل ا ْل َم ْكفيلَة أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫اب َمدي َنته‪َ .‬وَب ْع َد ذل َك َدفَ َن إ ْب َراه ُ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫َِّ ِ ِ‬ ‫اهيم م ْل َك قَ ْب ٍر ِم ْن ِع ْن ِد َب ِني ِح َّ‬ ‫ون‪ِ ،‬في أ َْر ِ‬ ‫ث‪".‬‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫َح ْب ُر ُ‬ ‫ان‪ ،‬فَ َو َج َ‬ ‫ب ا ْل َح ْق ُل َوا ْل َم َغ َارةُ التي فيه ِإل ْب َر َ ُ‬

‫‪285‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع والعشرون)‬

‫اإلصحاح الرابع والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫هناك خط عام يتضح في قصة حياة إبراهيم يشرح قصة الخالص‬

‫‪ .1‬إختيار إبراهيم ليكون أباً للشعب الذي سيأتي منه المسيح واعداده بدعوته للخروج وهذا يشمل‬ ‫اإلصحاحات (‪.)1:-12‬‬

‫‪ .2‬الوعد بالنسل من سارة (إصحاح ‪ )11‬واعالن عقوبة سدوم وعمورة إعالناً لهالك الشر ودينونة عدو‬ ‫الخير‪.‬‬

‫‪ .3‬تنفيذ الدينونة في األشرار فعالً (إصحاح ‪.)11‬‬ ‫‪ .5‬والدة اسحق رمز المسيح (إصحاح ‪.)21‬‬

‫‪ .4‬تقديم إسحق ذبيحة ورجوعه حياً إعالن عن حمل الصليب (إصحاح ‪.)22‬‬

‫‪ .1‬موت سارة (إصحاح ‪ )23‬وسارة تمثل الكنيسة اليهودية التي كان يجب أن تموت وينتهي دورها قبل ان‬ ‫يخطب المسيح لنفسه كنيسته‪.‬‬

‫‪ .:‬هذا اإلصحاح (‪ )25‬يعلن خطبة المسيح واقترانه بكنيسته‪ .‬وارسال كبير بيت إبراهيم إلحضار رفقة‬ ‫زوجة إلسحق من مدينة ناحور بحاران فيشير إلي عمل الروح القدس الذي إجتذب األمم من أرضهم‬

‫الشريرة (عبادتهم لألوثان) ليقيمها إلسحق الحقيقي ربنا يسوع المسيح عروساً يتعزي بها عوضاً عن أمه‬

‫سارة = عوضاً عن األمة اليهودية التي رفضته وصلبته‪ .‬ولنالحظ أنه إذا كان الوحي قد أفرد إصحاحاً‬ ‫كامالً بهذا الطول ليحكي لنا قصة إختيار زوجة إلسحق ولم يحكي لنا كيف إختار إبراهيم زوجته مثالً‪.‬‬ ‫فهذا يشير إلهتمام الروح القدس ليس بتاريخ زواج إسحق نفسه إنما بكونه رم اًز لما حدث بين المسيح‬

‫وكنيسته‪ .‬ونالحظ أن إبراهيم كان األفضل له سياسياً ان يزوج إبنه من إبنة احد رؤساء القبائل من حوله‬ ‫فيضمن اإلستقرار وسطهم لكنه أصر علي تزويجه من عائلته التي كانت تعبد هللا‪ ،‬لكن لألسف كان قد‬

‫تسلل إليها نوع من الوثنية كالتفاؤل بالتماثيل (الترافيم) التي كانوا يعتقدون أن لها شفاعة أو وساطة لدي‬

‫هللا ‪ .‬لكنهم أي عائلة إبراهيم لم يكونوا ببشاعة أهل كنعان الذين كانوا في طريق الخراب بل كانوا أفضل‬

‫كثي اًر جداً‪ .‬ولو فهمنا أن كبير بيت إبراهيم يرمز للروح القدس فنفهم لماذا لم يذكر إسمه هنا وقد سبق أن‬ ‫ذكره إبراهيم من قبل في ‪ 2:14‬وهو لعازر الدمشقي‪ .‬لكن لماذا لم يذكر هنا؟ لنفهم ذلك نرجع إلي يو‬

‫‪ 14-13:11‬فالروح القدس اآلن ال يتكلم عن نفسه بل هو يشهد للمسيح ليمجده‪ .‬وهكذا يجب أن يكون‬ ‫كل خدام المسيح " ال يتكلمون عن أنفسهم بل يكون همهم هو الشهادة للمسيح"‪.‬‬

‫الر ُّ ِ ِ‬ ‫أية (‪1 " -:)1‬و َش َ ِ ِ‬ ‫يم ِفي ُك ِل َش ْي ٍء‪" .‬‬ ‫َّم ِفي األ ََّي ِام‪َ .‬وَب َار َك َّ‬ ‫َ‬ ‫ب إ ْب َراه َ‬ ‫يم َوتَقَد َ‬ ‫اخ إ ْب َراه ُ‬ ‫‪286‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع والعشرون)‬

‫‪2‬‬ ‫اهيم لِعب ِد ِه َك ِب ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت فَ ْخ ِذي‪" ،‬‬ ‫ض ْع َي َد َك تَ ْح َ‬ ‫ير َب ْيت ِه ا ْل ُم ْستَْولِي َعلَى ُك ِل َما َك َ‬ ‫ان لَ ُه‪َ « :‬‬ ‫ال ِإ ْب َر ُ َ ْ‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬وقَ َ‬ ‫نالحظ هنا ان هناك مشاورات بين إبراهيم وكبير بيته وهناك قسم وتشديد علي أن يتزوج إسحق رفقة‪ ،‬كل هذا‬

‫ورفقة ال تعلم شيئاً‪ .‬وهذا يشير الهتمام هللا بخالصنا وأن هناك مشاورات داخل الثالوث بخصوص اإلنسان دون‬ ‫أن يعلم اإلنسان بل دون أن يسأل اإلنسان فاهلل يعطينا ويحبنا ويدبر لنا حتي دون أن نسأل‪ .‬هذه إرادة اآلب أن‬

‫نكون عروساً إلبنه‪ .‬والروح القدس هو الذي صنع هذا بدءاً بتجسد المسيح حتي األسرار السبعة‬

‫ضع يدك تحت فخذي ‪ :‬هو أسلوب القسم وهذا يعني أنه يضع يده تحت عالمة العهد مع هللا وهي الختان كمن‬

‫يشهد الكتاب المقدس علي كالمه كعالمة العهد الجديد‪ .‬والمعني كما أن عهد هللا ال يتغير في طبيعته وأن هللا ال‬ ‫يتغير وال يغير في وعوده هكذا يكون من يحلف بهذا األسلوب ملتزماً بوعوده واال خسر بركات هللا‪ .‬وهذه الطريقة‬

‫للقسم تشير أيضاً أنه قسم بالمتجسد من نسله فكلمة فخذ تترجم صلب بمعني مصدر النسل (تك ‪ )21:51‬وكأن‬ ‫إبراهيم بروح النبوة وباإلعالنات التي أعلنت له فهم أن المسيح سيأتي من نسله‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن الَ تَأْ ُخ َذ َزوج ًة ِ‬ ‫السما ِء وِا ِ‬ ‫ِ‬ ‫له األ َْر ِ‬ ‫ين أَ​َنا‬ ‫َستَ ْحلِفَ َك ِب َّ‬ ‫ض أْ‬ ‫ين الَّذ َ‬ ‫البني ِم ْن َب َنات ا ْل َك ْن َعان ِي َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫أية (‪ " -:)3‬فَأ ْ‬ ‫الر ِب ِإله َّ َ َ‬ ‫سِ‬ ‫اك ٌن َب ْي َن ُه ْم‪" ،‬‬ ‫َ‬

‫لم يهتم إبراهيم أن يزوج إبنه بمن لها مركز سياسي أو أن تكون جميلة‪ .‬بل إذ خرج هو من أور لينعزل عن‬

‫عبادة األوثان لم يرد أن يزوج ابنه لمن تجذبه للخطية‪.‬‬ ‫ْهب وتَأْ ُخ ُذ َزوج ًة ِ‬ ‫أية (‪4 " -:)4‬بل ِإلَى أَر ِ‬ ‫ضي وِالَى َع ِش ِ‬ ‫اق»‪" .‬‬ ‫البني ِإ ْس َح َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫يرتي تَذ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫‪5‬‬ ‫َن تَتْبع ِني ِإلَى ِ‬ ‫ض‪َ .‬ه ْل أ َْرجعُ ِب ْاب ِن َك ِإلَى األ َْر ِ‬ ‫هذ ِه األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫اء ا ْل َم ْأرَةُ أ ْ َ َ‬ ‫ال لَ ُه ا ْل َع ْب ُد‪ُ « :‬رَّب َما الَ تَ َش ُ‬ ‫أية (‪ " -:)5‬فَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِم ْن َها؟» "‬ ‫الَّتي َخ َر ْج َ‬ ‫نالحظ هنا إهتمام كبير البيت بتفاصيل اإلتفاق الذي يحلف عليه وذلك الهتمامه بالحلف‪.‬‬

‫هل أرجع بإبنك إلي األرض التي خرجت منها = أي أور أو حاران‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اك‪" .‬‬ ‫احتَ ِرْز ِم ْن أ ْ‬ ‫جع ِب ْابني ِإلَى ُه َن َ‬ ‫يم‪ْ « :‬‬ ‫َن تَْر َ‬ ‫أية (‪ " -:)6‬فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه إ ْب َراه ُ‬ ‫رفض إبراهيم عرض عبده ألنه خاف أن يعود إسحق ألور فيفضل البقاء فيها‪ .‬ولقد كان من عادة العظماء أن‬

‫يرسلوا رسالً ليخطبوا ألبنائهم‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫السم ِ‬ ‫اء الَِّذي‬ ‫أية (‪ " -:)0‬اَ َّلر ُّ‬ ‫ب ِإ ُ‬ ‫له َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض‪ُ ،‬ه َو‬ ‫ُع ِطي هذ ِه األ َْر َ‬ ‫قَائالً‪ :‬لِ َن ْسلِ َك أ ْ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذ ِني ِم ْن بي ِت أَِبي و ِم ْن أَر ِ ِ ِ‬ ‫ْس َم لِي‬ ‫أَ‬ ‫َْ‬ ‫ض ميالَدي‪َ ،‬والَّذي َكلَّ َمني َوالَّذي أَق َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ير ِسل مالَ َكه أَمامك‪ ،‬فَتَأْ ُخ ُذ َزوج ًة ِ‬ ‫اك‪" .‬‬ ‫البني ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ُْ ُ َ ُ َ َ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫‪287‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع والعشرون)‬

‫يرسل مالكه أمامك ‪ :‬هو يطمئن عبده أن هذه المهمة ستكون بتدبير من هللا ومساعدته‪ .‬وعموما كل من وضع‬ ‫فى قلبه أن ينفذ مشيئة هللا يجد أن هللا يساعده ويدبر له ‪.‬‬ ‫األيات (‪َ 7" -:)2-7‬وِا ْن لَ ْم‬ ‫‪2‬‬ ‫ت فَ ْخ ِذ‬ ‫ض َع ا ْل َع ْب ُد َي َدهُ تَ ْح َ‬ ‫فَ َو َ‬

‫َن تَتْبعك‪ ،‬تَب َّأرْت ِم ْن ح ْل ِفي ه َذا‪ .‬أ َّ ِ‬ ‫اك»‪.‬‬ ‫تَ َشِإ ا ْل َم ْأرَةُ أ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫جع ِب ِه ِإلَى ُه َن َ‬ ‫َما ْابني فَالَ تَْر ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف لَ ُه َعلَى ه َذا األ َْم ِر‪".‬‬ ‫يم َم ْوالَهُ‪َ ،‬و َحلَ َ‬ ‫إ ْب َراه َ‬

‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذ ا ْل َع ْب ُد َع َشرةَ ِجمال ِم ْن ِجم ِ‬ ‫ب‬ ‫أية (‪ " -:)13‬ثُ َّم أ َ‬ ‫ال َم ْوالَهُ‪َ ،‬و َم َ‬ ‫ام َوَذ َه َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ضى َو َجميعُ َخ ْي َرات َم ْوالَهُ في َيده‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِإلَى أَرِام َّ‬ ‫ور‪".‬‬ ‫الن ْه َرْي ِن ِإلَى َمدي َنة َن ُ‬ ‫اح َ‬ ‫َ‬

‫مدينة ناحور ‪ :‬غالباً حين هاجر إبراهيم إلي كنعان بعد موت تارح أبيه جاء ناحور إلي هذا المكان حتي يرث‬

‫أمالكهما (أمالك تارح أبيه فتارح هو أبو إبراهيم وناحور) وجميع خيرات مواله= العبد يشير للروح القدس الذي‬ ‫يعطينا بسخاء وال يعير‪ ،‬ثمار ومواهب… وهو أتي ليحملنا كعروس لعريسنا السماوي يسوع لنوجد معه إلي األبد‬ ‫وهو يحملنا خالل معونته لنا في تنفيذ الوصايا (الوصايا العشر = عشرة جمال)‪ .‬الروح القدس الذي يهبنا هنا‬ ‫السالم والفرح وشبع النفس يقدم هذا كعربون للتمتع بالخيرات األبدية‪ .‬هنا تنعم بنصيب من المهر ال بالمهر كله‬

‫فالمهر كله " لم تراه عين ولم تسمع به أذن وال خطر علي قلب بشر" ‪1‬كو ‪ 1:2‬وما سنأخذه الخلود وتسابيح‬ ‫المالئكة والخالص من الموت والتحرر من الخطية وميراث الملكوت العظيم والبر والتقديس والخالص من‬

‫الشرور الحاضرة وما نحصل عليه اآلن ليس سوي العربون الذي يسحب قلوبنا للسماء فنشتاق إلي أن نحصل‬

‫علي أكثر‪.‬‬

‫وج ا ْلمستَ ِقي ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ْت ا ْلمس ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪َ 11" -:)11‬وأَ​َن َ ِ‬ ‫ال َخ ِ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫اء‪َ ،‬وق َ‬ ‫ْت ُخ ُر ِ ُ ْ َ‬ ‫ار َج ا ْل َمدي َنة ع ْن َد ِب ْئ ِر ا ْل َماء َوق َ َ َ‬ ‫اخ ا ْلج َم َ‬ ‫عند بئر الماء ‪ :‬تشير لمياة المعمودية التي فيها نولد من الماء والروح (رمزه هنا عبد إبراهيم) ومرة أخري تقابل‬ ‫إسحق مع رفقة عند بئر الماء (آية ‪ )12‬فالمسيح ال يجد الكنيسة وال الكنيسة تجد المسيح إال بسر المعمودية‬

‫(وفيه يوحدنا الروح القدس فى المسيح)‪ .‬وقت المساء ‪ :‬مساء هذا العالم وفي انتظار مجئ المسيح شمس البر‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫ِ​ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب ِإ َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫أية (‪َ " -:)12‬وقَا َل‪« :‬أَيُّ َها َّ‬ ‫يم‪َ ،‬يس ْر لي ا ْل َي ْوَم َو ْ‬ ‫اص َن ْع لُ ْطفًا إلَى َسيدي إ ْب َراه َ‬ ‫له َسيدي إ ْب َراه َ‬ ‫لقد تعلم العبد من سيده إبراهيم وها هو يبدأ مهمته بالصالة ليعينه هللا‪ .‬وبعد اإلختيار (آية ‪ )51‬نجده يقدم الشكر‬

‫هلل علي نجاح طريقه‪( .‬آية ‪ )21‬أي مع كل نجاح يقدم صالة شكر هلل‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ف علَى عي ِن ا ْلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َه ِل ا ْل َم ِدي َن ِة َخ ِ‬ ‫اء‪" .‬‬ ‫أية (‪" -:)13‬‬ ‫ات أ ْ‬ ‫ار َج ٌ‬ ‫اء‪َ ،‬وَب َن ُ‬ ‫ات لِ َي ْستَ ِق َ‬ ‫ين َم ً‬ ‫َها أَ​َنا َواق ٌ َ َ ْ َ‬

‫‪288‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع والعشرون)‬

‫َن ا ْلفَتَاةَ الَِّتي أَقُول لَها‪ :‬أ ِ‬ ‫ضا‪،‬‬ ‫أية (‪َ 14 " -:)14‬ف ْل َي ُك ْن أ َّ‬ ‫ول‪ْ :‬‬ ‫َميلِي َج َّرتَ ِك أل ْ‬ ‫َس ِقي ِج َمالَ َك أ َْي ً‬ ‫اش َر ْب َوأَ​َنا أ ْ‬ ‫َش َر َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ب‪ ،‬فَتَقُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت لُ ْطفًا ِإلَى َس ِي ِدي»‪".‬‬ ‫ِه َي الَّتي َعيَّ ْنتَ َها لِ َع ْبد َك ِإ ْس َح َ‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫اق‪َ .‬وِب َها أ ْ‬ ‫َعلَ ُم أ ََّن َك َ‬ ‫هذا اإلنسان الروحي وضع عالمة لطيفة بها يظهر وداعة البنت واستعدادها للخدمة ولم يضع عالمة أن تكون‬

‫جميلة أو غنية‪ ،‬بل وديعة ولها روح الخدمة‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ور‬ ‫ان لَ ْم َي ْف َر ْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)21-15‬وِا ْذ َك َ‬ ‫ام َأرَة َن ُ‬ ‫يل ْاب ِن م ْل َك َة ْ‬ ‫اح َ‬ ‫غ َب ْع ُد م َن ا ْل َكالَم‪ ،‬إ َذا ِرْفقَ ُة التي ُول َد ْت ل َبتُوئ َ‬ ‫ِ ِ ‪ِ 16‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يم‪َ ،‬خ ِ‬ ‫ْها َر ُج ٌل‪ .‬فَ َن َزلَ ْت‬ ‫اء لَ ْم َي ْع ِرف َ‬ ‫ار َج ٌة َو َج َّرتُ َها َعلَى َكتف َها‪َ .‬و َكا َنت ا ْلفَتَاةُ َح َس َن َة ا ْل َم ْنظَ ِر ِجدًّا‪َ ،‬و َعذ َْر َ‬ ‫أَخي إ ْب َراه َ‬ ‫َت ج َّرتَها وطَلَع ْت‪10 .‬فَرَكض ا ْلعبد لِلِقَ ِائها وقَال‪« :‬اس ِق ِ‬ ‫يني َقلِيل م ٍ‬ ‫اء ِم ْن َج َّرِت ِك»‪17 .‬فَقَالَ ِت‪:‬‬ ‫َ َ َْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِإلَى ا ْل َع ْي ِن َو َمأل ْ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َستَ ِقي ِل ِج َمالِ َك‬ ‫« ْ‬ ‫َس َر َع ْت َوأَ ْن َزلَ ْت َج َّرتَ َها َعلَى َيد َها َو َسقَتْ ُه‪َ .‬ولَ َّما فَ​َر َغ ْت م ْن َس ْق ِيه قَالَ ْت‪« :‬أ ْ‬ ‫اش َر ْب َيا َس ِيدي»‪َ .‬وأ ْ‬ ‫الشر ِب»‪23 .‬فَأَسرع ْت وأَفْر َغ ْت ج َّرتَها ِفي ا ْلمسقَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا ِإلَى ا ْل ِب ْئ ِر لِتَ ْستَ ِق َي‪،‬‬ ‫ض ْت أ َْي ً‬ ‫اة‪َ ،‬و َرَك َ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ضا َحتَّى تَ ْف َرغَ م َن ُّ ْ‬ ‫َْ​َ َ َ‬ ‫ِ ِ ‪21‬‬ ‫الرجل يتَفَ​َّرس ِفيها ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب طَ ِريقَ ُه أ َْم الَ‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫امتًا لِ َي ْعلَ َم‪ :‬أَأَ ْن َج َح َّ‬ ‫فَ ْ‬ ‫استَقَ ْت ل ُك ِل ِج َماله‪َ .‬و َّ ُ ُ َ ُ َ َ‬

‫لقد طلب عالمة روحية فأعطاه هللا ما طلبه بل كانت البنت جميلة ومن عائلة إبراهيم‪ .‬حقا فاهلل يسهل األمور‬

‫وهو الذي يرشد ويقود ويعطي أكثر مما نظن أو نفتكر‪.‬‬

‫المسقاة ‪ :‬هو المكان الذي يوضع فيه ماء للماشية‪ .‬لذلك كان عليها التردد بين البئر والمسقاة عدة مرات حتي‬ ‫تسقي كل الجمال وأليعازر يتأمل كيف أن هللا في محبته إستجاب لصالته‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪22 " -:)22‬وحد َ ِ‬ ‫ف َش ِ‬ ‫الرجل أ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال ِم َن ُّ‬ ‫اقل‬ ‫الش ْر ِب أ َّ‬ ‫صُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ام َة َذ َه ٍب َو ْزُن َها ن ْ‬ ‫َخ َذ خ َز َ‬ ‫َن َّ ُ َ‬ ‫ث ع ْن َد َما فَ​َر َغت ا ْلج َم ُ‬ ‫َو ِس َو َارْي ِن َعلَى َي َد ْي َها َو ْزنُ ُه َما َع َش َرةُ َش َو ِاق ِل َذ َه ٍب‪".‬‬ ‫نصف شاقل ‪ :‬هذا هو المهر الذي دفعه اسحق ليخطب رفقة‪ .‬وماذا قدم لنا المسيح؟ لقد قدم دمه كفارة ليخطبنا‪.‬‬ ‫ولقد كان اليهودي يدفع ½ شاقل فضة كفارة سنأتي للحديث عنها في سفر الخروج‪ .‬المهم أن ½ الشاقل هذا‬

‫يرمز للكفارة بدم المسيح‪ .‬وهو ذهب فالمسيح سماوي‪ .‬والخزامة توضع في األنف رم اًز لتقديس الحواس‪.‬‬

‫وسوارين علي يديها وزنهما ‪ 13‬شواقل ‪ :‬رقم ‪ 11‬يشير للوصايا وكون السوارين علي اليدين رم اًز لتقديس‬

‫األعمال طبقاً للوصايا العشر‪ .‬هذا واجب العروس ان تتسم بالطابع السماوي (الذهب) فتتقدس حواسها وأعمالها‬

‫لتستحق ان تكون عروساً للمسيح‪ .‬والحواس المدربة هذا من عمل الروح القدس‪ .‬واعطاء هدايا لرفقة نجد له‬ ‫صورة جميلة في رسالة أفسس ‪ 1:5‬إذ صعد إلي العالء سبي سبياً وأعطي الناس عطايا‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫َخ ِب ِر ِ‬ ‫يني‪َ :‬هل ِفي بي ِت أَِب ِ‬ ‫يت؟» ‪24‬فَقَالَ ْت لَ ُه‪:‬‬ ‫ت َم ْن أَ ْن ِت؟ أ ْ‬ ‫ان لَ َنا لِ َن ِب َ‬ ‫ال‪ِ « :‬ب ْن ُ‬ ‫يك َم َك ٌ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)33-23‬وقَ َ‬ ‫«أَ​َنا ِب ْنت بتُوِئيل اب ِن ِم ْل َك َة الَِّذي ولَدتْه لِ َناحور»‪25 .‬وقَالَ ْت لَه‪« :‬ع ْند َنا ِتبن وعلَ ٌ ِ‬ ‫ضا»‪.‬‬ ‫ير‪َ ،‬و َم َك ٌ‬ ‫ان لِتَِبيتُوا أ َْي ً‬ ‫ُ َ َ ٌْ َ َ‬ ‫ُ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ف َكث ٌ‬ ‫َ َ ُ ُ َ‬ ‫‪20‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ب ِإ ُ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم الَِّذي لَ ْم َي ْم َن ْع لُ ْطفَ ُه َو َحقَّ ُه َع ْن َس ِي ِدي‪ِ .‬إ ْذ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال‪ُ « :‬م َب َار ٌك َّ‬ ‫فَ َخ َّر َّ‬ ‫الر ُج ُل َو َس َج َد ل َّلرب‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫له َسيدي إ ْب َراه َ‬ ‫ُمها ِبحس ِب ِ‬ ‫ب ِإلَى بي ِت ِإ ْخوِة س ِي ِدي»‪27 .‬فَرَك ِ‬ ‫َخبر ْت بي َ ِ‬ ‫ت أَ​َنا ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫هذ ِه‬ ‫الر ُّ‬ ‫ق‪َ ،‬ه َد ِاني َّ‬ ‫ُك ْن ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ضت ا ْلفَتَاةُ َوأ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ت أ َ َ​َ‬ ‫َ َ‬

‫‪289‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع والعشرون)‬

‫ور‪22 .‬و َك َ ِ‬ ‫اس ُم ُه‬ ‫ان ل ِرْفقَ َة أَ ٌخ ْ‬ ‫ُم ِ َ‬ ‫األ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُخ ِت ِه‪َ ،‬وِا ْذ‬ ‫ي أْ‬ ‫َوالس َو َارْي ِن َعلَى َي َد ْ‬ ‫ف ِع ْن َد ا ْل ِجم ِ‬ ‫ال َعلَى ا ْل َع ْي ِن‪".‬‬ ‫َو ِاق ٌ‬ ‫َ‬

‫ِ‬ ‫ار ًجا ِإلَى ا ْل َع ْي ِن‪َ 33 .‬و َح َد َ َّ ِ‬ ‫الر ُج ِل َخ ِ‬ ‫ام َة‬ ‫ان ِإلَى َّ‬ ‫ان‪ ،‬فَ َرَك َ‬ ‫ض الَ َب ُ‬ ‫الَ َب ُ‬ ‫ث أَن ُه إ ْذ َأرَى ا ْلخ َز َ‬ ‫الر ُج ِل‪َ ،‬وِا َذا ُه َو‬ ‫اء ِإلَى َّ‬ ‫هك َذا َكلَّ َم ِني َّ‬ ‫َس ِم َع َكالَ َم ِرْفقَ َة أ ْ‬ ‫ُخ ِت ِه قَ ِائلَ ًة‪َ « :‬‬ ‫الر ُج ُل»‪َ ،‬ج َ‬

‫‪31‬‬ ‫ت َوم َكا ًنا لِ ْل ِجم ِ‬ ‫ف َخ ِ‬ ‫ال؟»‪" .‬‬ ‫ال‪ْ « :‬اد ُخ ْل َيا ُم َب َار َك َّ‬ ‫الر ِب‪ ،‬لِ َما َذا تَ ِق ُ‬ ‫ار ًجا َوأَ​َنا قَ ْد َه َّيأ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْت ا ْل َب ْي َ َ‬ ‫أية (‪ " -:)31‬فَقَ َ‬

‫نجد فيها أن البان له نفس الطريقة المهذبة التي لرفقة أخته‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫َعطَى ِت ْب ًنا َو َعلَفًا لِ ْل ِجم ِ‬ ‫الر ُجل ِإلَى ا ْل َب ْي ِت َو َح َّل َع ِن ا ْل ِجم ِ‬ ‫اء لِ َغ ْس ِل ِر ْجلَ ْي ِه‬ ‫ال‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ال‪َ ،‬و َم ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أية (‪ " -:)32‬فَ َد َخ َل َّ ُ‬ ‫الرج ِ ِ‬ ‫ين َم َع ُه‪" .‬‬ ‫ال الَّذ َ‬ ‫َوأ َْر ُج ِل ِ َ‬

‫ِ‬ ‫ضع قُد ِ‬ ‫‪ِ 33‬‬ ‫َّ‬ ‫ال‪« :‬تَ َكلَّ ْم»‪".‬‬ ‫ال‪« :‬الَ ُ‬ ‫آك ُل َحتَّى أَتَ َكل َم َكالَمي»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َّام ُه ل َيأ ُْك َل‪ .‬فَقَ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)33‬وُو َ َ‬ ‫إذ يدخل البيت ال يريد ان تلهيه المجامالت عن عمله ورسالته فهو له هدف واضح لذلك قال السيد المسيح‬ ‫موصياً تالميذه ال تسلموا علي أحد في الطريق وال تنتقلوا من بيت إلي بيت لو ‪.:،5:11‬‬

‫‪34‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم‪" ،‬‬ ‫أية (‪ " -:)34‬فَقَ َ‬ ‫ال‪« :‬أَ​َنا َع ْب ُد إ ْب َراه َ‬ ‫العب د هنا يشهد لعظمة مواله وهذا ما يعمله الروح القدس أنه يشهد للمسيح وعن مجده وعظمته ومحبته ليجذبنا‬

‫إليه وكيف أن اآلب أعطي كل شئ لالبن (يو ‪) 14-13:11‬‬

‫‪35‬‬ ‫ِ‬ ‫اء‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ار‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫و‬ ‫أية (‪" -:)35‬‬ ‫َعطَاهُ َغ َن ًما َوَبقًَار َوِف َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ض ًة َوَذ َه ًبا َو َع ِب ً‬ ‫َ‬ ‫يما‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يدا َوِا َم ً‬ ‫ي ِجدًّا فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص َار َعظ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ير‪" .‬‬ ‫َو ِج َماالً َو َح ِم ًا‬ ‫‪36‬‬ ‫طاهُ ُك َّل َما لَ ُه‪" .‬‬ ‫َع َ‬ ‫ام َأرَةُ َس ِي ِدي ْاب ًنا لِ َس ِي ِدي َب ْع َد َما َش َ‬ ‫اخ ْت‪ ،‬فَقَ ْد أ ْ‬ ‫أية (‪َ " -:)36‬و َولَ َد ْت َس َارةُ ْ‬ ‫إبراهيم أعطي كل غناه إلسحق إبنه وكل ما لآلب أعطاه لإلبن يو ‪.14-13:11‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األيات (‪30" -:)42-30‬واستَحلَفَ ِني س ِي ِدي قَ ِائالً‪ :‬الَ تَأْ ُخ ْذ َزوج ًة ِ‬ ‫ين أَ​َنا س ِ‬ ‫اك ٌن ِفي‬ ‫ين الَّذ َ‬ ‫البني ِم ْن َب َنات ا ْل َك ْن َعان ِي َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪32‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ْهب وِالَى ع ِشيرِتي‪ ،‬وتَأْ ُخ ُذ َزوج ًة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت لِ َس ِي ِدي‪ُ :‬رَّب َما الَ تَتْ َب ُع ِني ا ْل َم ْأرَةُ‪.‬‬ ‫البني‪ .‬فَ ُق ْل ُ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫أ َْرض ِه ْم‪َ ،‬ب ْل ِإلَى َب ْيت أَِبي تَذ َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪43‬‬ ‫ِ‬ ‫ت أَمام ُه ير ِسل مالَ َك ُه مع َك وي ْن ِجح طَ ِريقَ َك‪ ،‬فَتَأْ ُخ ُذ َزوج ًة ِ ِ‬ ‫الر َّ َِّ ِ‬ ‫يرِتي َو ِم ْن‬ ‫ال لِي‪ِ :‬إ َّن َّ‬ ‫َ​َ َُ ُ‬ ‫َْ ْ‬ ‫البني م ْن َعش َ‬ ‫ب الذي س ْر ُ َ َ ُ ْ ُ َ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫َب ْي ِت أَِبي‪ِ 41 .‬حي َن ِئ ٍذ تَتَ​َب َّأرُ ِم ْن َح ْل ِفي ِحي َنما تَ ِج ُ ِ‬ ‫ت‬ ‫ون َب ِر ً‬ ‫يئا ِم ْن َح ْل ِفي‪ .‬فَ ِج ْئ ُ‬ ‫وك فَتَ ُك ُ‬ ‫يرِتي‪َ .‬وِا ْن لَ ْم ُي ْعطُ َ‬ ‫يء إلَى َعش َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ‪43‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِإ ُ ِ ِ‬ ‫ط ِريقي الَّذي أَ​َنا َسال ٌك فيه‪ ،‬فَ َها أَ​َنا‬ ‫الر ُّ‬ ‫ت تُْن ِج ُح َ‬ ‫ت‪ :‬أ َُّي َها َّ‬ ‫يم‪ِ ،‬إ ْن ُك ْن َ‬ ‫ا ْل َي ْوَم ِإلَى ا ْل َع ْي ِن‪َ ،‬وُق ْل ُ‬ ‫له َسيدي إ ْب َراه َ‬ ‫ِ ِ ‪44‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫َن ا ْلفَتَاةَ الَِّتي تَ ْخرج لِتَستَ ِقي وأَقُول لَها‪ِ ِ ِ :‬‬ ‫ف علَى عي ِن ا ْلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول‬ ‫اء‪َ ،‬وْل َي ُك ْن أ َّ‬ ‫َواق ٌ َ َ ْ‬ ‫ُ​ُ ْ َ َ ُ َ ْ‬ ‫يل َماء م ْن َج َّرتك‪ ،‬فَتَقُ َ‬ ‫اسقيني َقل َ‬ ‫َ‬ ‫‪290‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع والعشرون)‬ ‫‪45‬‬ ‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ت أَ​َنا لَ ْم أَف َْر ْ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ضا‪ِ ،‬ه َي ا ْل َم ْأرَةُ الَِّتي َع َّي َن َها َّ‬ ‫لِ َي‪ْ :‬‬ ‫اش َر ْب أَ ْن َ‬ ‫الب ِن َس ِيدي‪َ .‬وِا ْذ ُك ْن ُ‬ ‫َستَ ِقي لِ ِج َمالِ َك أ َْي ً‬ ‫ب ْ‬ ‫ت‪َ ،‬وأَ​َنا أ ْ‬ ‫ارج ٌة وج َّرتُها علَى َك ِت ِفها‪ ،‬فَ َن َزلَ ْت ِإلَى ا ْلعي ِن واستَقَ ْت‪ .‬فَ ُق ْلت لَها‪ :‬اس ِق ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يني‪.‬‬ ‫َب ْع ُد م َن ا ْل َكالَم في َق ْل ِبي‪ِ ،‬إ َذا ِرْفقَ ُة َخ ِ َ َ َ َ َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪46‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضا‪.‬‬ ‫َس َر َع ْت َوأَ ْن َزلَ ْت َج َّرتَ َها َع ْن َها َوقَالَ ِت‪ْ :‬‬ ‫ضا‪ .‬فَ َش ِرْب ُ‬ ‫ال أ َْي ً‬ ‫َس ِقي ِج َمالَ َك أ َْي ً‬ ‫اش َر ْب َوأَ​َنا أ ْ‬ ‫فَأ ْ‬ ‫ت‪َ ،‬و َسقَت ا ْلج َم َ‬ ‫‪40‬‬ ‫ِ‬ ‫ضع ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت م ْن أَ ْن ِت؟ فَقَالَ ْت‪ِ :‬ب ْن ُ ِ‬ ‫ام َة ِفي أَ ْن ِف َها‬ ‫فَ َسأَْلتُ َها َوُق ُ‬ ‫يل ْب ِن َن ُ‬ ‫ور الَّذي َولَ َدتْ ُه لَ ُه م ْل َك ُة‪ .‬فَ َو َ ْ‬ ‫اح َ‬ ‫ت ا ْلخ َز َ‬ ‫ت َبتُوئ َ‬ ‫لت‪ِ :‬ب ْن ُ َ‬ ‫‪47‬‬ ‫اهيم الَِّذي َه َد ِاني ِفي طَ ِريق أ ِ‬ ‫ب ِإ َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫َم ٍ‬ ‫ين‬ ‫الر َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ت لِ َّلر ِب‪َ ،‬وَب َارْك ُ‬ ‫ت َو َس َج ْد ُ‬ ‫الس َو َارْي ِن َعلَى َي َد ْي َها‪َ .‬و َخ َرْر ُ‬ ‫َ‬ ‫له َسيدي إ ْب َر َ‬ ‫‪42‬‬ ‫َخي س ِي ِدي ِ‬ ‫آل ُخ َذ اب َن َة أ ِ‬ ‫َخ ِب ُروِني‬ ‫َخ ِب ُروِني‪َ ،‬وِاالَّ فَأ ْ‬ ‫َما َن ًة ِإلَى َس ِي ِدي فَأ ْ‬ ‫ص َن ُع َ‬ ‫البن ِه‪َ .‬و َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اآلن ِإ ْن ُك ْنتُ ْم تَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ون َم ْع ُروفًا َوأ َ‬ ‫ف َي ِمي ًنا أ َْو ِش َماالً»‪".‬‬ ‫ص ِر َ‬ ‫ألَ ْن َ‬ ‫‪53‬‬ ‫ِ‬ ‫َن ُن َكلِ َم َك ِب َشر أ َْو َخ ْي ٍر‪".‬‬ ‫يل َوقَاالَ‪ِ « :‬م ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫الر ِب َخ َر َج األ َْم ُر‪ .‬الَ َن ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫اب الَ َب ُ‬ ‫أية (‪ " -:)53‬فَأ َ‬ ‫َج َ‬ ‫ان َوَبتُوئ ُ‬ ‫الرب الذي دبر األمر كله هو أقنع البان ثم رفقة بالقبول‪ .‬لقد أدرك الكل أن األمر صدر من عند الرب‪.‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪51‬‬ ‫ان‬ ‫الر ُّ‬ ‫الب ِن َس ِي ِد َك‪َ ،‬ك َما تَ َكلَّ َم َّ‬ ‫ْها َواذ َ‬ ‫َّام َك‪ُ .‬خذ َ‬ ‫ب»‪َ .‬و َك َ‬ ‫ْه ْب‪َ .‬ف ْلتَ ُك ْن َز ْو َج ًة ْ‬ ‫األيات (‪ُ " -:)54-51‬ه َوَذا ِرْفقَ ُة قُد َ‬ ‫‪53‬‬ ‫َّة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهيم َكالَ َم ُه ْم أ ََّن ُه َس َج َد لِ َّلر ِب ِإلَى األ َْر ِ‬ ‫آن َي َة َذ َه ٍب َوِث َي ًابا‬ ‫ض‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َخ َر َج ا ْل َع ْب ُد آن َي َة فض َ‬ ‫ع ْن َد َما َسم َع َع ْب ُد إ ْب َر َ‬ ‫‪54‬‬ ‫الرج َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احا‬ ‫َعطَ َ‬ ‫اها لِ ِرْفقَ َة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َوأ ْ‬ ‫ص َب ً‬ ‫َعطَى تُ َحفًا ألَخ َ‬ ‫يها َوألُم َها‪ .‬فَأ َ​َك َل َو َش ِر َ‬ ‫اموا َ‬ ‫ب ُه َو َو ِ َ ُ‬ ‫ال الذي َن َم َع ُه َوَباتُوا‪ .‬ثُ َّم قَ ُ‬ ‫اص ِرفُوِني ِإلَى َس ِي ِدي»‪".‬‬ ‫ال‪ْ « :‬‬ ‫فَقَ َ‬ ‫‪55‬‬ ‫ذل َك تَم ِ‬ ‫ُمها‪« :‬لِتَم ُك ِث ا ْلفَتَاةُ ِع ْن َد َنا أ ََّياما أَو ع َشرةً‪ ،‬بع َد ِ‬ ‫ضي»‪" .‬‬ ‫ال أَ ُخ َ‬ ‫ً ْ َ َ َْ‬ ‫وها َوأ ُّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أية (‪ " -:)55‬فَقَ َ‬ ‫أياماً أو عشرة ‪ :‬كانوا يقسمون الشهر لثالث أقسام كل منها عشرة أيام فيكون المقصود أن تقضي معنا األيام‬

‫المتبقية من العشرة األولي أو أن تقضي العشرة األيام التالية كاملة‪.‬‬

‫‪56‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب ِإلَى َس ِي ِدي»‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬الَ تُ َع ِوقُوِني َو َّ‬ ‫ص ِرفُوِني ألَذ َ‬ ‫ب قَ ْد أَ ْن َج َح طَ ِريقي‪ .‬ا ْ‬ ‫ْه َ‬ ‫األيات (‪ " -:)50-56‬فَقَ َ‬ ‫‪50‬‬ ‫اها»‪" .‬‬ ‫فَقَالُوا‪َ « :‬ن ْد ُعو ا ْلفَتَاةَ َوَن ْسأَلُ َها ِشفَ ً‬ ‫‪57‬‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫ين َم َع ه َذا َّ‬ ‫الر ُج ِل؟» فَقَالَ ْت‪« :‬أَذ َ‬ ‫أية (‪ " -:)57‬فَ َد َع ْوا ِرْفقَ َة َوقَالُوا لَ َها‪َ « :‬ه ْل تَذ َ‬ ‫ْه ِب َ‬ ‫ْه ُ‬ ‫نجد هنا حرية اإلختيار فالزواج ليس غصباً عن البنت‪ .‬ونحن كعروس للمسيح لسنا مجبرين أن نسير وراءه‪ .‬لكن‬

‫رفقة حين سمعت عن مجد اسحق قالت أذهب وياليتنا نفعل مثلها‪.‬‬

‫‪52‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم َو ِر َجالَ ُه‪َ 63 .‬وَب َارُكوا ِرْفقَ َة َوقَالُوا لَ َها‪:‬‬ ‫ص َرفُوا ِرْفقَ َة أ ْ‬ ‫األيات (‪ " -:)63-52‬فَ َ‬ ‫ُختَ ُه ْم َو ُم ْرض َعتَ َها َو َع ْب َد إ ْب َراه َ‬ ‫ٍ‬ ‫ض ِ‬ ‫ات‪ ،‬وْلي ِر ْث َنسلُ ِك باب مب ِغ ِ‬ ‫ُختَُنا‪ِ .‬‬ ‫صِ‬ ‫يه»‪".‬‬ ‫«أَ ْن ِت أ ْ‬ ‫يري أُلُ َ‬ ‫ْ َ َ ُْ‬ ‫وف ِرْب َو َ َ‬

‫‪291‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع والعشرون)‬

‫أية (‪61 " -:)61‬فَقَام ْت ِرْفقَ ُة َوفَتَ​َياتُ َها َورِك ْب َن َعلَى ا ْل ِجم ِ‬ ‫ضى‪" .‬‬ ‫ال َوتَِب ْع َن َّ‬ ‫الر ُج َل‪ .‬فَأ َ‬ ‫َخ َذ ا ْل َع ْب ُد ِرْفقَ َة َو َم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫غالباً طوال الرحلة كان العبد يحكي لرفقة عن اسحق ليلهب أشواقها إليه (هذا عمل الروح القدس) وكما إنطلقت‬ ‫رفقة تاركة بيت أبيها هكذا صنعت الكنيسة تاركة عالمها الوثني وسارت وراء المسيح‪.‬‬

‫‪62‬‬ ‫اق قَ ْد‬ ‫ان ِإ ْس َح ُ‬ ‫األيات (‪َ " -:)63-62‬و َك َ‬ ‫‪63‬و َخرج ِإسح ُ ِ‬ ‫َمل ِفي ا ْل َح ْق ِل ِع ْن َد ِإق َْب ِ‬ ‫ال‬ ‫َ َ​َ ْ َ‬ ‫اق ل َيتَأ َّ َ‬

‫أَتَى ِم ْن‬ ‫ا ْلمس ِ‬ ‫اء‪،‬‬ ‫َ​َ‬

‫ان س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ا ْل َج ُن ِ‬ ‫اك ًنا ِفي أ َْر ِ‬ ‫وب‪.‬‬ ‫ُوُرود ِب ْئ ِر لَ َح ْي ُرئي‪ِ ،‬إ ْذ َك َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ُم ْق ِبلَ ٌة‪" .‬‬ ‫فَ َرفَ َع َع ْي َن ْيه َوَنظَ َر َوِا َذا ج َم ٌ‬

‫كانت عادة عند اليهود أن يخرجوا للتأمل والصالة عند الغروب‪ .‬وكما خرج إسحق عند المساء‪ .‬هكذا خرج‬

‫المسيح عند المساء إلي صليبه ليموت عليه‪ .‬واسحق قابل رفقة عن بئر الماء والمسيح أعطانا مياه المعمودية‬ ‫لنموت معه فيها ونقوم وبهذا نصبح عروساً له‪ ،‬فرفقة رمز للكنيسة‪ .‬وألن رفقة رمز الكنيسة لم يذكر الكتاب‬ ‫حادثة موت رفقة فالكنيسة لن تموت‪ .‬وما ذكر في تك ‪ 31:51‬يكون إشارة للموت بالجسد‪ .‬فنحن لم نعرف متي‬

‫وأين وكيف ماتت رفقة‪ .‬أتى من ورود = هو كان عند البئر وأتى (ورود من َوَرَد أى أتى) وجلس لينتظر =‬ ‫يتأمل‪ ،‬وجاءت رفقة ليستقبلها بفرح‪ .‬ورمزيا فهذا يرمز للمسيح العريس الذى أعد المعمودية لنتحد به كما إتحدت‬ ‫رفقة بإسحق (المسيح أعد المعمودية بمعموديته فى األردن وبموته وقيامته وراجع تفسير رو‪ . )6‬والمسيح الذى‬ ‫ذهب ليعد لنا مكانا هو اآلن ينتظرنا فى السماء‪ .‬والحظ أن عبارة ورود إسحق من بئر الماء ال معنى لها فى‬

‫سياق الكالم إالّ بأن البئر رمز للمعمودية التى أتم المسيح تأسيسها بكل ما عمله على األرض بعد تجسده لتتحد‬

‫به كنيسته الواحدة الوحيدة‪ ،‬عروسه‪ .‬ولذلك فإسحق رمز المسيح فى السماء اآلن لم يتزوج سوى واحدة هى‬ ‫رفقة‪ ،‬أما يعقوب فهو يرمز للمسيح الذى نزل إلى األرض ليجعل اإلثنين واحدا(أف‪ )14 : 2‬بل المسيح جعل‬

‫السماء واألرض واحدا (أف‪ . )11 : 1‬واإلثنين هما ‪-:‬‬

‫اليهود ورمزهم ليئة ذات العينين الضعيفتين‪ ،‬فاليهود حتى اآلن لم يفهموا نبوات كتابهم‪.‬‬ ‫واألمم ورمزهم راحيل المحبوبة‪ .‬فاألمم قبلوا المسيح بسهولة‪.‬‬

‫وجعل المسيح من كلتيهما كنيسة واحدة ‪ .‬وهو اآلن ينتظر يوم تأتى إليه فى السماء لتعاين مجده‪ .‬والحظ أن‬

‫العبد قاد رفقة إلى عريسها = الروح القدس هو رفيق دائم يرافقنا للسماء حتى نتقابل مع عريسنا‪ .‬المسيح أنهى‬ ‫عمله الفدائى وأرسل روحه القدوس ليكمل العمل بأن يثبتنا فى المسيح ‪.‬‬

‫بئر لحي ُرؤي = تعنى الحي الذى يرانى ‪ ،‬فعريسنا عينه علينا ونحن على األرض وحتى نصل إليه فى السماء‬ ‫‪ .‬قارن مع قول الرب " عندكم اآلن حزن ‪ .‬ولكنى سأراكم فتفرح قلوبكم‪( "...‬يو‪. )22 : 16‬‬ ‫‪64‬‬ ‫اق فَ َن َزلَ ْت َع ِن ا ْل َج َم ِل‪" .‬‬ ‫أية (‪َ " -:)64‬و َرفَ َع ْت ِرْفقَ ُة َع ْي َن ْي َها فَ َأر ْ‬ ‫َت ِإ ْس َح َ‬ ‫ال يمكن أن نتقابل مع المسيح إن لم نتضع وننزل فهو قد إتضع‪ .‬وال نقابله سوي باإلتضاع‪.‬‬

‫‪292‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع والعشرون)‬ ‫‪65‬‬ ‫ِ ِ​ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َخ َذ ِت‬ ‫أية (‪َ " -:)65‬وقَالَ ْت لِ ْل َع ْب ِد‪َ « :‬م ْن ه َذا َّ‬ ‫ال ا ْل َع ْب ُد‪ُ « :‬ه َو َس ِي ِدي»‪ .‬فَأ َ‬ ‫الر ُج ُل ا ْل َماشي في ا ْل َح ْقل للقَائ َنا؟» فَقَ َ‬ ‫ا ْل ُب ْرقُ َع َوتَ َغطَّ ْت‪" .‬‬

‫سؤال رفقة عن إسحق‪ .‬هو سؤالنا عن المسيح والروح القدس هو الذي يخبرنا عنه (يو‪. )14 – 13 : 11‬‬

‫وكانت العادة الشرقية أن العروس تضع برقعاً أمام عريسها حتي تتزوج منه عالمة للخضوع له‪.‬‬

‫المسيح عريس الكنيسة = إسحق عريس رفقة‬

‫واضح من طول هذا االصحاح وتكرار الكالم أن المهم ليس زواج اسحق برفقة بل أهميته راجعة لكونها إشارة‬

‫ورم از إلرتباط المسيح بكنيسته ‪ .‬والتكرار نلمح فيه فرحا هو فرحة اآلب السماوي بعودة ابنائه الي حضنه " هذا‬

‫هو إبنى الحبيب الذى به سررت " ‪ .‬كما نالحظ أنه ليس من المعتاد أن يرسل أحد ليستدعي عروسا بينما هو‬

‫في مكانه ‪ .‬لكن هذا إشارة للمسيح الذي هو في السماء وينتظر كنيسته ‪.‬‬ ‫‪66‬‬ ‫اء سارةَ أ ِ‬ ‫ور الَِّتي ص َنع‪60 ،‬فَأ َْد َخلَها ِإسح ُ ِ ِ ِ‬ ‫َّث ا ْل َع ْب ُد ِإ ْس َح َ ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫ُم ِه‪،‬‬ ‫األيات (‪ " -:)60-66‬ثُ َّم َحد َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫اق إلَى خ َب َ َ‬ ‫اق ِب ُكل األ ُ‬ ‫اق بع َد مو ِت أ ِ‬ ‫ُم ِه‪".‬‬ ‫َوأ َ‬ ‫ص َار ْت لَ ُه َز ْو َج ًة َوأ َ‬ ‫َح َّب َها‪ .‬فَتَ َع َّزى ِإ ْس َح ُ َ ْ َ ْ‬ ‫َخ َذ ِرْفقَ َة فَ َ‬

‫‪293‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس والعشرون)‬

‫األصحاح الخامس والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫اد ِإبر ِ‬ ‫ورةُ‪" ،‬‬ ‫اه‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫أية (‪" -:)1‬‬ ‫يم فَأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َخ َذ َز ْو َج ًة ْ‬ ‫َ‬ ‫اس ُم َها قَطُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يقول كثير من المفسرين أن إبراهيم تزوج قطورة في حياة سارة ألنهم إستصعبوا أن يكون إبراهيم قاد اًر علي‬

‫اإلنجاب وعمره فوق ‪ 151‬سنة‪ .‬وهو نفسه قال "هل يولد إلبن مئة سنة تك ‪ .1::1:‬وأكد بولس هذا في رو‬ ‫‪ 11:5‬وقال أن جسده كان مماتاً‪ .‬ولكن مع حب إبراهيم لسارة نجد أنه من المستحيل أن يكون إبراهيم قد تزوج‬

‫بقطورة في حياتها ‪ ،‬وقول الوحى عاد إبراهيم = أنه تزوجها بعد موت سارة‪ .‬ولكن يمكن أن نفهم أن عطية هللا‬

‫إلبراهيم وسارة كانت مستمرة فإحتفظت سارة بشبابها وكانت جميلة في التسعين من عمرها وابراهيم ظل قاد اًر علي‬

‫اإلنجاب فاهلل أعطاهما كالهما حيوية وجدد مثل النسر شبابهما‪ .‬ورمزياً كان يجب أن تموت سارة أوالً وهي التي‬ ‫تمثل الكنيسة اليهودية ثم يتزوج إبراهيم ونكتشف أنه قادر علي النسل فإبراهيم هو أب الكنيسة والكنيسة أم ولود‬

‫ال تشيخ أبداً‪.‬‬

‫وهناك رأي بأن أوالد إبراهيم من قطورة يشيروا لألمم الذين دخلوا لإليمان بعد موت الكنيسة اليهودية‪ .‬وهناك من‬ ‫رأي أن أوالد قطورة يمثلوا الهراطقة في الكنيسة أو كل من ليس له إيمان سليم وأعتقد أن هذا هو الرأي األرجح‬

‫ألن أوالد قطورة قد صرفهم إبراهيم عن اسحق الذي أخذ كل ما إلبراهيم وأعطاهم عطايا فقط‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وحا‪" .‬‬ ‫ان َوِي ْش َب َ‬ ‫ان َو ِم ْد َي َ‬ ‫ان َو َم َد َ‬ ‫ان َوَي ْق َش َ‬ ‫أية (‪ " -:)2‬فَ َولَ َد ْت لَ ُه‪ِ :‬زْم َر َ‬ ‫اق َو ُش ً‬

‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪ :‬أ ُّ‬ ‫َش ِ‬ ‫يم‪" .‬‬ ‫ان َب ُنو َد َد َ‬ ‫ان‪َ .‬و َك َ‬ ‫ان‪َ :‬ش َبا َوَد َد َ‬ ‫أية (‪َ " -:)3‬و َولَ َد َي ْق َش ُ‬ ‫يم َوألُم َ‬ ‫يم َولَطُوش َ‬ ‫ور َ‬ ‫شبا وددان ‪ :‬هما أوالد يقشان ونجد أن نفس األسماء في تك ‪ ::11‬علي أنهما أبناء رعمة بن كوش وغالباً‬

‫فيكون شبا وددان هما أسماء مناطق سكنها أوالً أوالد كوش ثم إستولي عليها أبناء يقشان إبن إبراهيم‪ .‬وما يؤيد‬

‫هذا أن أسماء أشوريم ولطوشيم هي بالجمع مما يدل أن األسماء هي أسماء قبائل أو أماكن وليس أفراد‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫يداعُ وأَْل َدع ُة‪ .‬ج ِميع ُ ِ‬ ‫ورةَ‪".‬‬ ‫ان‪َ :‬ع ْيفَ ُة َو ِع ْف ُر َو َح ُن ُ‬ ‫أية (‪َ " -:)4‬وَب ُنو ِم ْد َي َ‬ ‫وك َوأَِب َ َ َ َ ُ‬ ‫هؤالَء َب ُنو قَطُ َ‬ ‫‪5‬‬ ‫َعطَى ِإبر ِ‬ ‫ان لَ ُه‪" .‬‬ ‫اه‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫أية (‪" -:)5‬‬ ‫يم ِإ ْس َح َ‬ ‫اق ُك َّل َما َك َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫إسحق حصل علي كل شئ إعالناً أن شعب المسيح لهم كل الميراث الروحي‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫السر ِ َّ ِ‬ ‫َعطَ ُ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ق ْاب ِن ِه َش ْرقًا‬ ‫أية (‪َ " -:)6‬وأ َّ‬ ‫ص َرفَ ُه ْم َع ْن ِإ ْس َحا َ‬ ‫يم فَأ ْ‬ ‫يم َعطَ َايا‪َ ،‬و َ‬ ‫َما َب ُنو َّ َ‬ ‫اه ْم إ ْب َراه ُ‬ ‫ارِي الل َواتي َكا َن ْت إل ْب َراه َ‬ ‫ِإلَى أَْر ِ‬ ‫ض ا ْل َم ْش ِر ِ‬ ‫ق‪َ ،‬و ُه َو َب ْع ُد َح ٌّي‪" .‬‬

‫أبناء السراري المقصود بهم أبناء هاجر وقطورة‪.‬‬

‫‪294‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس والعشرون)‬

‫هذ ِه أ ََّي ِ ِ‬ ‫أية (‪0 " -:)0‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ون َس َن ًة‪".‬‬ ‫يم الَِّتي َع َ‬ ‫س َو َس ْب ُع َ‬ ‫اش َها‪ :‬م َئ ٌة َو َخ ْم ٌ‬ ‫َ‬ ‫ام سني َح َياة إ ْب َراه َ‬ ‫ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض َّم ِإلَى قَ ْو ِم ِه‪" .‬‬ ‫وح ُه َو َم َ‬ ‫صالِ َح ٍة‪َ ،‬ش ْي ًخا َو َش ْب َع َ‬ ‫اما‪َ ،‬وا ْن َ‬ ‫يم ُر َ‬ ‫أية (‪َ " -:)7‬وأ ْ‬ ‫ات ِب َش ْي َبة َ‬ ‫ان أ ََّي ً‬ ‫َسلَ َم إ ْب َراه ُ‬ ‫شبعان أياماً ‪ :‬عاش أياماً كثيرة وفي راحة مع هللا رغم غربته‪ .‬وانضم إلي قومه ‪ :‬المقصود بها روحه‪ .‬فالجسد‬

‫في المكفيلة بعيد جداً عن أجساد عائلته في أور وحاران‪ .‬وهللا إله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب إله أحياء وليس‬ ‫هو إله اموات لو ‪.3::21‬‬

‫‪2‬‬ ‫ِ ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬وَدفَ َن ُه ِإ ْس َح ُ‬ ‫يل ْاب َناهُ ِفي َم َغ َارِة ا ْل َم ْك ِفيلَ ِة ِفي َح ْق ِل ع ْف ُر َ‬ ‫ص َ‬ ‫ون ْب ِن ُ‬ ‫وح َر ا ْلحث ِي الذي أ َ‬ ‫اق َوِا ْس َماع ُ‬ ‫َم َ‬ ‫َم ْم َرا‪" ،‬‬

‫كان إسمعيل يسكن في فاران قريباً من لحي رئي حيث يسكن إسحق‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫اهيم ِم ْن ب ِني ِح ٍث‪ُ .‬ه َن َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ام َأرَتُ ُه‪" .‬‬ ‫أية (‪ " -:)13‬ا ْل َح ْق ِل الَِّذي ْ‬ ‫َ‬ ‫يم َو َس َارةُ ْ‬ ‫اك ُدف َن إ ْب َراه ُ‬ ‫اشتَ​َراهُ إ ْب َر ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اق ِع ْن َد ِب ْئ ِر لَ َح ْي ُرِئي‪" .‬‬ ‫يم أ َّ‬ ‫اق ْاب َن ُه‪َ .‬و َس َك َن ِإ ْس َح ُ‬ ‫َن للاَ َب َار َك إِ ْس َح َ‬ ‫أية (‪َ " -:)11‬و َك َ‬ ‫ان َب ْع َد َم ْوت إ ْب َراه َ‬ ‫للا بارك إسحق ‪ :‬إذن البركة التي حصل عليها إبراهيم لم تمت بموته بل إستمرت إلسحق‪ .‬وسكن إسحق عند‬

‫بئر لحي رئي ‪ :‬بئر لحي رئي يعني بئر الرؤيا وما أجملها بركة أن نستمر في حالة الرؤيا فننعم بإشعاعات رؤيا‬

‫ربنا في عقولنا‪ .‬فنلهج في كالم هللا دائما وهللا يعطينا إستنارة وفهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه موالِ ِ ِ‬ ‫األيات (‪12" -:)17 -12‬و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ِريَّ ُة َج ِ‬ ‫يم‪.‬‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫يم‪ ،‬الَّذي َولَ َدتْ ُه َه َ‬ ‫اج ُر ا ْلم ْ‬ ‫َ‬ ‫يد إ ْس َماع َ‬ ‫ارَي ُة َس َارةَ إل ْب َراه َ‬ ‫يل ْب ِن إ ْب َراه َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعيل ِبأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ 13‬‬ ‫ِ‬ ‫ام‬ ‫يل‪َ ،‬وِق َ‬ ‫ب َم َوالِيد ِه ْم‪َ :‬ن َب ُاي ُ‬ ‫اء َبني ِإ ْس َم َ ْ‬ ‫َوهذه أ ْ‬ ‫َس َمائ ِه ْم َح َس َ‬ ‫َس َم ُ‬ ‫يد ُار‪َ ،‬وأ َ​َد ْبئ ُ‬ ‫وت ِب ْك ُر إ ْس َماع َ‬ ‫يل َوم ْب َس ُ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫يش وِق ْدم ُة‪ِ ُ 16 .‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 14‬‬ ‫اؤ ُه ْم‬ ‫َس َم ُ‬ ‫يل‪َ ،‬وهذه أ ْ‬ ‫وم ُة َو َم َّسا َو َح َد ُار َوتَ ْي َما َوَيطُ ُ‬ ‫هؤالَء ُه ْم َبنُو إ ْس َماع َ‬ ‫ور َوَناف ُ َ َ‬ ‫َوم ْش َماعُ َوُد َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ ِ 10‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ارِهم و ُح ِ‬ ‫ون َس َن ًة‪،‬‬ ‫يل‪ِ :‬م َئ ٌة َو َس ْبعٌ َوثَالَ ثُ َ‬ ‫يسا َح َس َ‬ ‫صون ِه ْم‪ .‬اثْ َنا َع َش َر َرئ ً‬ ‫ِبد َي ِ ْ َ ُ‬ ‫ب قَ َبائل ِه ْم‪َ .‬وهذه س ُنو َح َياة إ ْس َماع َ‬ ‫ِ‬ ‫ض َّم ِإلَى قَو ِم ِه‪17 .‬وس َك ُنوا ِم ْن ح ِويلَ َة ِإلَى ُشور الَِّتي أَم ِ‬ ‫يء َن ْح َو أ ُّ‬ ‫ور‪.‬‬ ‫وح ُه َو َم َ‬ ‫ات َوا ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َسلَ َم ُر َ‬ ‫ام م ْ‬ ‫ْ‬ ‫َوأ ْ‬ ‫ص َر حي َن َما تَ ِج ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َش َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫يع ِإ ْخ َوِت ِه َن َز َل‪".‬‬ ‫ام َج ِم ِ‬ ‫أَ‬ ‫َم َ‬ ‫هنا نري وعد هللا إلبراهيم ببركة أوالده قد تم تنفيذها فاهلل بارك إسحق واسمعيل ‪ .‬واسمعيل صار له ‪ 12‬رئيساً‬ ‫تنفيذاً لوعد هللا في تك ‪ .21:1:‬والكتاب يذكر نسل إسمعيل اوالً‪:-‬‬

‫‪ .1‬لينتهي منه ثم يتفرغ لنسل إسحق ويعقوب اللذان منهم المسيح بالجسد‪.‬‬ ‫‪ .2‬هللا ال ينسي أوالده الذين خلقهم فهو مهتم بالجميع إال أن التركيز في الكتاب المقدس علي المسيح‪.‬‬ ‫‪ .3‬نري هنا إسمعيل ونسله رؤساء وأمراء فاإلنسان العالمي الجسداني يحصل علي إمتيازاته سريعاً‪.‬‬ ‫‪ .5‬يبدأ إسمعيل ثم يأتي إلسحق ألن الجسداني أوالً ثم الروحاني ‪ 1‬كو ‪.51:14‬‬

‫‪295‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس والعشرون)‬

‫بنايوت‪ :‬هو مؤسس مملكة األنباط عاصمتهم كانت سالع وسميت بت ار بعد ذلك‪.‬‬

‫قيدار‪ :‬معناها قادر أو جلد أسود ألن خيامهم كانت سوداء نش ‪ 4:1‬وهم من أشهر قبائل العرب‪.‬‬

‫حصونهم‪ :‬كانوا محصنين في كهوف جبلية يصعب الوصول إليها‪ .‬حسب مواليدهم‪ :‬بترتيب اعمارهم‪.‬‬

‫من حويلة إلي شور‪ :‬سكنوا في المسافة بين مصر وأشور‪ .‬حينما تجئ إلي أشور ‪ :‬أي في الطريق المعروف‬

‫إلي أشور‪ .‬أمام جميع إخوته ‪ :‬أي شرق أرض فلسطين وأنه عاش مزده اًر وقوياً ومنفصالً عن إخوته نسل‬

‫إسحق (تك ‪.)12:11‬‬

‫‪ِ 12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اق‪" .‬‬ ‫يم ِإ ْس َح َ‬ ‫يد ِإ ْس َح َ‬ ‫أية (‪َ " -:)12‬وهذ ِه َم َوالِ ُ‬ ‫يم‪َ :‬ولَ َد إ ْب َراه ُ‬ ‫اق ْب ِن إ ْب َراه َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ت بتُوِئيل األَر ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ان‬ ‫ام ِي‪ ،‬أ ْ‬ ‫ُخ َ‬ ‫ان ِإ ْس َح ُ‬ ‫ت الَ َب َ‬ ‫اق ْاب َن أ َْرَب ِع َ‬ ‫أية (‪َ " -:)23‬و َك َ‬ ‫ين َس َن ًة لَ َّما اتَّ َخ َذ ل َن ْفسه َز ْو َج ًة‪ِ ،‬رْفقَ َة ِب ْن َ َ َ َ‬ ‫األَر ِ‬ ‫ام‪".‬‬ ‫ام ِي ِم ْن فَد َ‬ ‫َ‬ ‫َّان أَ​َر َ‬

‫األرامي ‪ :‬ألنه سكن في فدان أرام عند حاران‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الر ِب أل ْ ِ‬ ‫ب‪ ،‬فَ َح ِبلَ ْت ِرْفقَ ُة‬ ‫الر ُّ‬ ‫اب لَ ُه َّ‬ ‫اق ِإلَى َّ‬ ‫صلَّى ِإ ْس َح ُ‬ ‫ام َأرَته أل ََّن َها َكا َن ْت َعاق ًرا‪ ،‬فَ ْ‬ ‫استَ َج َ‬ ‫أية (‪َ " -:)21‬و َ‬ ‫َجل ْ‬ ‫ام َأرَتُ ُه‪" .‬‬ ‫ْ‬ ‫كثير من القديسات كانوا عواقر مثل سارة ورفقة وراحيل وحنة أم صموئيل وزوجة منوح أم شمشون واليصابات‬

‫وأم القديس مكاريوس الكبير وأم مارمينا…الخ) وتظهر هنا قوة الصالة‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫هك َذا َفلِما َذا أَ​َنا؟» فَم َ ِ‬ ‫اح َم ا ْل َولَ َد ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫َل َّ‬ ‫ان َ‬ ‫ان ِفي َب ْطن َها‪ ،‬فَقَالَ ْت‪« :‬إِ ْن َك َ‬ ‫أية (‪َ " -:)22‬وتَ​َز َ‬ ‫ض ْت لتَ ْسأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إن كان هكذا فلماذا أنا ‪ :‬كان تزاحمهما عنيفاً وفي بعض الترجمات تصارعا وهذا كان سبباً ألالم شديدة لرفقة‬

‫ومعني قولها "إذا كنت حبلت بصالة إسحق واستجابة هللا فلماذا أنا متألمة هكذا أو ما الداعي لهذا الحمل إن كان‬ ‫سيؤدي لموتي وموت األوالد‪.‬‬

‫فمضت لتسأل الرب ‪ :‬لقد كان إبراهيم موجوداً ومذبحه كان هناك وابراهيم واسحق علماها الصالة عند المذبح‬ ‫‪23‬‬ ‫ان‪ ،‬و ِم ْن أ ِ‬ ‫ق َش ْع َب ِ‬ ‫ب َي ْق َوى َعلَى َش ْع ٍب‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال لَ َها َّ‬ ‫ب‪ِ « :‬في َب ْط ِن ِك أ َّ‬ ‫َح َشائ ِك َي ْفتَ ِر ُ‬ ‫ْ‬ ‫ان‪َ :‬ش ْع ٌ‬ ‫ُمتَ ِ َ‬ ‫أية (‪ " -:)23‬فَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِغ ٍ‬ ‫ير»‪" .‬‬ ‫ير ُي ْستَ ْع َب ُد ل َ‬ ‫َو َك ِب ٌ‬

‫هنا إجابة الرب علي صالة رفقة‪ .‬وهذه نبوة عن أن كل منهما يصير شعباً وأمة‪.‬‬ ‫وكبير يستعبد لصغير ‪ :‬نبوة بأن يعقوب أو إسرائيل يسود علي عيسو‪.‬‬

‫والصراع بين يعقوب وعيسو منذ أن كانا في البطن والذي إستمر بعد ذلك خاللهما وخالل نسلهما يراه بعض‬

‫األباء انه صورة للصراع المستمر بين الشر والخير في داخل أحشاء الكنيسة‪ .‬أو صراع نسل المرأة ونسل الحية‪.‬‬ ‫‪296‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس والعشرون)‬

‫وهذا الصراع مستمر مادام اإلنسان مازال في الجسد‪ .‬لذلك قال المسيح "ما جئت أللقي سالماً بل سيفاً" (مت‬

‫‪ )35:11‬ويلقي نا اًر (لو ‪ .)51:12‬ولكن النار هي الحرب المقدسة مع إبليس ونتيجتها سالماً داخلياً يفوق كل‬ ‫عقل وهذا أفضل من سالم مزيف مع إبليس‪ ،‬أو مع العالم‪ .‬وعيسو يرمز لمن يحب إمتالك األرضيات ويسعي‬ ‫وراء كل ما هو للعالم أما يعقوب فيرمز لمن يسعي وراء الروحيات‪ .‬وفي هذه النبوة نري يعقوب الروحاني يسود‬

‫علي عيسو الجسداني والسبب أن يعقوب يتمتع بل يسعي للحصول علي البركات الروحية‪ ،‬كل إشتياقاته روحية‬ ‫فحصل علي بكورية الروح وتمتع بالبركة وخرج من صلبه األنبياء واخي اًر المسيح بالجسد‪ .‬وهذه العبارة تشير‬

‫للكنيسة التي هي بحكم التاريخ‪ ،‬األصغر إذ تعرفت علي هللا في آخر األزمنة لكنها صارت األقوي روحياً‬

‫واغتصبت باكورة الروح‪ .‬وكيف يخدم الكبير (اليهود) الصغير (الكنيسة)؟ هم حفظوا للكنيسة الناموس والنبوات‬ ‫وكل الكتب‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ ِ‬ ‫َم ِ‬ ‫ان‪" .‬‬ ‫ام َها لتَل َد إ َذا في َب ْطن َها تَْوأ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)24‬فلَ َّما َك ُملَ ْت أ ََّي ُ‬ ‫‪25‬‬ ‫َح َم َر‪ُ ،‬كلُّهُ َكفَ ْرَوِة‬ ‫األيات (‪ " -:)26 -25‬فَ َخ َر َج أأل ََّو ُل أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان‬ ‫وب»‪َ .‬و َك َ‬ ‫َوَي ُدهُ قَا ِب َ‬ ‫يسو‪ ،‬فَ ُدع َي ْ‬ ‫اس ُم ُه « َي ْعقُ َ‬ ‫ض ٌة ِب َعق ِب ع ُ‬

‫‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس َو»‪َ .‬وَب ْع َد ذل َك َخ َر َج أَ ُخوهُ‬ ‫َش ْع ٍر‪ ،‬فَ َد َع ْوا ْ‬ ‫اس َمهُ «ع ُ‬ ‫ِ‬ ‫ين َس َن ًة لَ َّما َولَ َدتْ ُه َما‪".‬‬ ‫ِإ ْس َح ُ‬ ‫اق ْاب َن ِست َ‬

‫عيسو ‪ :‬أي كثير الشعر أو خشن‪ .‬ويعقوب ‪ :‬يتعقب = ألنه كان ممسكاً بعقب أخيه‪ .‬وقد بقي كل عمره يتعقبه‬

‫ليختلس منه البكورية والبركة‪ .‬ويبدو أن يعقوب إما كان فعالً ممسكاً بعقب أخيه أو ولد وراءه مباشرة (بينما يكون‬ ‫هناك فاصل زمني في والدة التوائم حوالي ساعة) فبدا كما لو كان ماسكاً بعقبه‪ .‬أحمر ‪ :‬بالعبرية أدموني وبعد‬

‫أكله العدس تثبت اإلسم عليه وثبتت عليه شهوانيته إذ باع بكوريته بأكلة عدس أحمر فسمي أدوم‪.‬‬

‫هذان الطفالن يحمالن رم اًز لإلنسان الجسدي (فالشعر ألنه ينبت طبيعياً من الجسد مثلما كان عيسو فهو إشارة‬ ‫للشهوات التي تنبعث من الجسد ) فكثرة الشعر إشارة لإلرتباط بالجسد وأن الجسداني يحب الجسديات ويعيش‬

‫ألجلها‪ .‬وأدوم كان صياداً محباً للدماء وهذا أيضاً مما يثبت فكرة إسم أدوم‪ .‬ويؤكد هذه الفكرة فكر عيسو الوحشي‬

‫"أقتل اخي"‪ .‬وهذا كله ناشئ عن مشاعر الغضب الخارجة من داخل اإلنسان (مثلما ينبت الشعر من داخل) فهي‬

‫مشاعر كراهية وغضب وشهوة إنتقام نابعة من الداخل‪ .‬بل دموية عيسو أشارت لعدو الخير الذي كان قتاالً‬ ‫للناس منذ البدء يو ‪ .55:1‬أما يعقوب فيرمز لإلنسان الروحي الذي يتعقب الكل ألجل إقتناء األبديات‪ .‬هو‬

‫مصارع ومجاهد من أجل الروحيات‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ان‪ ،‬و َك ِ‬ ‫ان ا ْلب ِرَّي ِة‪ ،‬ويعقُوب ِإ ْنسا ًنا َك ِ‬ ‫امالً َي ْس ُك ُن‬ ‫ف َّ‬ ‫يسو ِإ ْن َسا ًنا َي ْع ِر ُ‬ ‫أية (‪ " -:)20‬فَ َك ِب َر ا ْل ُغالَ َم ِ َ َ‬ ‫الص ْي َد‪ِ ،‬إ ْن َس َ َ‬ ‫َ​َْ ُ َ‬ ‫ان ع ُ‬ ‫ِ‬ ‫ام‪".‬‬ ‫ا ْلخ َي َ‬

‫كان عيسو رجل البرية محباً للصيد ممسكاً بالسيف بيده ال يقدر المعانى الروحية‪ .‬واسحق أحب عيسو بسبب ما‬ ‫يقدمه له من صيد‪ .‬أما يعقوب فكان إنساناً كامالً بمعنى وديعاً محباً‪ .‬فأحبته أمه رفقة وكان راعياً للغنم فإتسم‬ ‫‪297‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس والعشرون)‬

‫بالهدوء‪ .‬يسكن الخيام= عاش بروح الغربة رجاءه فى هللا مثل أبائه‪ .‬وبالقطع كان عيسو يسكن الخيام مثل‬ ‫الجميع لكن الكتاب حين يذكر أن يعقوب كان يسكن الخيام يود أن يشير لروح الغربة عنده‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫اق ِعيسو أل َّ ِ ِ ِ‬ ‫وب‪".‬‬ ‫َما ِرْفقَ ُة فَ َكا َن ْت تُ ِح ُّ‬ ‫َح َّ‬ ‫ص ْي ًدا‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫أية (‪ " -:)27‬فَأ َ‬ ‫ب َي ْعقُ َ‬ ‫َن في فَمه َ‬ ‫ب ِإ ْس َح ُ ُ َ‬ ‫ألن في فمه صيداً ‪ :‬أي من صيد عيسو يأكل فم إسحق‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫يخا‪ ،‬فَأَتَى ِعيسو ِمن ا ْلح ْق ِل و ُهو قَ ْد أَعيا‪33 .‬فَقَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب‪:‬‬ ‫وب طَ ِب ً‬ ‫يسو ل َي ْعقُ َ‬ ‫َْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)34 -22‬وطَ َب َخ َي ْعقُ ُ‬ ‫ال ع ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪31‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫وب‪ِ « :‬ب ْع ِني ا ْل َي ْوَم‬ ‫َع َي ْي ُ‬ ‫َح َم ِر ألَني قَ ْد أ ْ‬ ‫«أَ ْط ِع ْمني ِم ْن ه َذا األ ْ‬ ‫ت»‪ .‬لذل َك ُدع َي ْ‬ ‫ال َي ْعقُ ُ‬ ‫وم»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫اس ُم ُه «أ َُد َ‬ ‫‪33‬‬ ‫ورَّيتَك»‪32 .‬فَقَ ِ‬ ‫يسو‪َ « :‬ها أَ​َنا َم ٍ‬ ‫اض ِإلَى ا ْل َم ْو ِت‪َ ،‬فلِ َما َذا لِي َب ُك ِ‬ ‫ف ِل َي ا ْل َي ْوَم»‪.‬‬ ‫احِل ْ‬ ‫َب ُك ِ َ‬ ‫وب‪ْ « :‬‬ ‫ال َي ْعقُ ُ‬ ‫ال ع ُ‬ ‫ورَّي ٌة؟» فَقَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪34‬‬ ‫ِ‬ ‫اع ب ُك ِ ِ‬ ‫يخ َع َد ٍ‬ ‫ضى‪.‬‬ ‫يس َو ُخ ْب ًاز َو َ‬ ‫َع َ‬ ‫ط ِب َ‬ ‫فَ َحلَ َ‬ ‫ام َو َم َ‬ ‫وب‪ .‬فَأ ْ‬ ‫س‪ ،‬فَأ َ​َك َل َو َش ِر َ‬ ‫طى َي ْعقُ ُ‬ ‫ورَّيتَ ُه ل َي ْعقُ َ‬ ‫ف لَ ُه‪ ،‬فَ َب َ َ‬ ‫وب ع ُ‬ ‫ب َوقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫يسو ا ْل َب ُك ِ‬ ‫وريَّ َة‪".‬‬ ‫فَ ْ‬ ‫احتَقَ َر ع ُ‬

‫نجد هنا قصة أكلة العدس وهي أشهر أسوأ أكلة بعد أكلة آدم وحواء‪ .‬يظهر عيسو هنا كإنسان جسدي إذ‬ ‫بإستهتار يبيع بكوريته ألخيه نظير طبق عدس‪ .‬وكانت بركات البكر ‪:-‬‬ ‫‪ .1‬ينوب عن أبيه في غيابه ويأخذ الرياسة بعد موت أبيه‪.‬‬

‫‪ .2‬يقوم بخدمة الكهنوت وتقديم ذبائح عن العائلة في غياب أبيه وبعد موته‪.‬‬

‫‪ .3‬يأخذ نصيباً مضاعفاً من الميراث أي ضعف إخوته تث ‪( 1::21‬وهذا البند هو سبب حزن عيسو بعد‬ ‫ذلك)‪.‬‬

‫‪ .5‬كان يعتبر مكرساً هلل حتي جاءت شريعة الالويين خر ‪ + 21:22‬عد ‪.12:3‬‬

‫‪ .4‬كان مفهوماً أن من البكر يأتي المسيح (هذا إن كان يستحق) وكثيرون من األبكار فقدوا هذه البركة‬ ‫بسبب خطيتهم (قايين ‪ /‬عيسو‪ /‬رأوبين‪.)...‬‬

‫وقد سمح هللا أن تكتب قصة بيع البكورية لنفهم لماذا إختار هللا يعقوب وترك عيسو‪ .‬وراجع رو ‪" 21:1‬ألن‬ ‫الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم" فاهلل كان يعرف محبة يعقوب فإختاره‪ .‬ونري في هذه القصة أن يعقوب آمن‬

‫وعرف وفهم بركات البكورية فسعي وراءها ولكن إختار الوسائل البشرية الخاطئة‪ .‬كانت إشتياقاته روحية مقدسة‬

‫لكن وسائله بشرية خاطئة‪ .‬أما عيسو فمثل اإلنسان المستهتر الذي يفرط في النعم الروحية واألمجاد األبدية‪.‬‬

‫لذلك يقول فأكل وشرب وقام ومضي = أي كل ما إهتم به أن يأكل ويشرب "نأكل ونشرب ألننا غداً نموت" فعل‬

‫كل هذا بإستهتار للبكورية ومعانيها‪ .‬فالخطأ ليس في طبق العدس بل في الشهوة المفرطة واإلستهتار وهذا ال‬ ‫يمنع أن يعقوب قد أخطأ إذ إستغل جوع أخوة عيسو ليشتري البكورية‪ .‬بالنسبة لنا كم من مرة تركنا مواعيد هللا‬

‫ألجل لذة وقتية سرعان ما تزول‪ .‬فإن كنا ننعم نحن بالبكورية بإتحادنا مع هللا في إبنه البكر‪ ،‬ليتنا ال نستهين بها‬

‫من أجل أي لذة جسدية‪ .‬فاإلنسان الروحاني واثق في زوال الحياة الحاضرة فيسعي وراء الحياة األبدية‬

‫بإيمان(‪2‬بط‪ ) 15- 11 : 3‬أما اإلنسان الجسداني فيهتم فقط بالحاضر مستهيناً بأمور هللا‪ ،‬وأكلة عدس عنده‬ ‫‪298‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس والعشرون)‬

‫أهم من األبدية‪ .‬فقال عيسو أنا ماض للموت = يتضح من هنا إما جهله أو إستهتاره أو عدم إيمانه‪ .‬فإن كان‬ ‫من المعروف أن المسيح سيأتي من البكر فكيف يموت وليس له ولد‪.‬‬

‫عيسو بإستهتاره أن يأتي منه المسيح مثل الشعب اليهودي الذي إحتقر المسيح وصلبه‪.‬‬ ‫آدوم ‪ -‬عيىىىسو ‪ -‬سعيىىىىر‬

‫هى ثالثة أسماء مترادفة تشير لعيسو ‪-:‬‬

‫سعير = إسم عبرى معناه " كثير الشعر " ‪ .‬وهو إسم األمير الحورى الذى أُطلِق إسمه على المناطق الجبلية‬ ‫التى سكنها هو ونسله (تك‪ . )31 - 21 + 1 – 4 : 31‬وسعير هذا أسس عائلة حكمت هذه المنطقة (حوالى‬

‫سنة ‪ 1:11‬ق‪.‬م‪ ).‬إلى أن إستول ى عيسو عليها ‪ ،‬وفعل بالحوريين ما فعله بنو إسرائيل بالكنعانيين (تث‪: 2‬‬ ‫‪ . )12‬وهكذا أصبح سعير وجبل سعير مرادفة آلدوم (تك‪2 + 31 : 31‬أى‪ . )11 : 21‬وجبل سعير هى‬ ‫سلسلة جبال أدوم ‪ ،‬وتقع شرق البحر الميت وجنوب نهر أرنون وحتى مقربة من خليج العقبة ‪ .‬ونسمع إسم‬

‫سعير ألول مرة حينما هاجمهم كدرلعومر والملوك الذين معه ‪ ،‬وهذا ما دفع ملك سدوم وملك عمورة للخروج‬ ‫لمحاربة كدرلعومر (تك‪ )11 – 1 : 15‬فإنهزم ملوك سدوم وعمورة وأ ِ‬ ‫ُخذوا أسرى مع لوط ‪ ،‬إلى أن أنقذهم إبرام‬

‫العبرانى (إبراهيم بعد ذلك) ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫وس ِمى هكذا ألنه عند والدته كان أحمر كله كفروة شعر‬ ‫عيسو = إسم عبرى معناه " ُم ْشعر أى كثير الشعر " ُ‬ ‫(تك‪. )24 : 24‬‬

‫أدوم = كلمة تشير للون األحمر لون بشرة عيسو ‪ ،‬وتأكدت الكلمة عليه بعد أكلة العدس الشهيرة ‪.‬‬

‫‪299‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس والعشرون)‬

‫األصحاح السادس والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫حدث جوع في األرض مثلما حدث أيام إبراهيم‪ .‬لكن إسحق يسأل الرب وكطلب الرب ال ينزل إلي مصر بل‬ ‫يتغرب في جرار‪ .‬لقد تربي إسحق في بيئة إيمانية وله إيمان قوي فلماذا يمتحنه الرب بهذه المجاعة؟ هنا نري أن‬

‫هللا يسمح بالتجارب ليتثبت اإليمان وينمو حين يحتمل اإلنسان التجربة فها نحن نري زراعة إسحق ‪ 111‬ضعف‪.‬‬

‫فإيمانه قطعاً زاد وتثبت حينما رأي يد هللا في الشدة‪ .‬ورأى من حوله بركة هللا له‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ض جوع َغير ا ْلجوِع األ ََّو ِل الَِّ‬ ‫ان ِفي أ ََّي ِام ِإبر ِ‬ ‫ان ِ‬ ‫اق ِ‬ ‫بِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يمالِ َك‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫يم‬ ‫اه‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫َر‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫أية (‪" -:)1‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪ِ ،‬إلَى َج َرَار‪".‬‬ ‫َملِ ِك ا ْل ِفلِ ْس ِطين ِي َ‬

‫وكان في األرض جوع = الجوع وقع علي األرض وليس علي إسحق‪ .‬فاهلل يعول أوالده‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ب وقَال‪« :‬الَ تَ ْن ِزل ِإلَى ِمصر‪ .‬اس ُك ْن ِفي األَر ِ َِّ‬ ‫ول لَ َك‪3 .‬تَ َغ َّر ْب ِفي‬ ‫األيات (‪َ " -:)4-2‬و َ‬ ‫ظ َه َر لَ ُه َّ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ض التي أَقُ ُ‬ ‫الر ُّ َ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ارَك َك‪ ،‬أل َِني لَ َك ولِ َنسلِ َك أ ْ ِ‬ ‫هذ ِه األ َْر ِ‬ ‫ون َم َع َك َوأ َُب ِ‬ ‫ت‬ ‫ْس ْم ُ‬ ‫ض فَأَ ُك َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُعطي َجميعَ هذه ا ْل ِبالَد‪َ ،‬وأَفي ِبا ْلقَ َسم الَّذي أَق َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‪ ،‬وأ ْ ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُمِم‬ ‫يم أَِب َ‬ ‫ُعطي َن ْسلَ َك َجم َ‬ ‫َ‬ ‫يع هذه ا ْل ِبالَد‪َ ،‬وتَتَ​َب َار ُك في َن ْسل َك َجميعُ أ َ‬ ‫يك‪َ .‬وأ َُكث ُر َن ْسلَ َك َك ُن ُجوم َّ َ‬ ‫إل ْب َراه َ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ض‪"،‬‬

‫إذ ذهب إبراهيم إلي مصر دون إستشارة هللا كاد أن يفقد زوجته‪ .‬ومن المؤكد أن إسحق وقع تحت نفس الغواية‬

‫إال أنه سال هللا وأطاعه فكان له وعود بالبركة ثم بركات كثيرة‪ .‬فال مانع من التجارب لكن هناك بركة مع الطاعة‬

‫والصبر‪ .‬واذ سمع إسحق لصوت هللا ولم ينزل سمع تجديد العهد معه وظهر له الرب = إن كنا نسمع صوت هللا‬ ‫ننعم بتجليه فينا‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِل أ َّ ِ ِ‬ ‫ام‬ ‫يم َس ِم َع لِقَ ْولِي َو َح ِف َ‬ ‫األيات (‪ِ " -:)6-5‬م ْن أ ْ‬ ‫ظ َما ُي ْحفَظُ لي‪ :‬أ َ​َوام ِري َوفَ َرائضي َو َش َرائعي»‪ .‬فَأَقَ َ‬ ‫َن إ ْب َراه َ‬ ‫اق ِفي َج َرَار‪".‬‬ ‫ِإ ْس َح ُ‬

‫هللا يبارك إسحق من أجل إبراهيم الذي مات وهذا دليل علي الشفاعة‪ .‬الحظ أن هللا يبارك إلسحق من أجل أبيه‬

‫الذى مات بالجسد لكنه حى عند هللا‪ ،‬فلماذا ال نتشفع بالعذراء والقديسين والمالئكة‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َه ُل ا ْل َم َك ِ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫أية (‪َ " -:)0‬و َسأَلَ ُه أ ْ‬ ‫ان َع ِن ْ‬ ‫ام َأرَته‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َم َك ِ‬ ‫َج ِل ِرْفقَ َة» أل ََّن َها َكا َن ْت َح َس َن َة‬ ‫ان‪َ « :‬ي ْقتُلُوَنني ِم ْن أ ْ‬

‫َه َل‬ ‫« ِه َي أ ْ‬ ‫ُخ ِتي»‪ .‬أل ََّن ُه َخ َ‬ ‫ام َأرَِتي» لَ َع َّل أ ْ‬ ‫اف أ ْ‬ ‫ول‪ْ « :‬‬ ‫َن َيقُ َ‬ ‫ا ْل َم ْنظَ ِر‪".‬‬

‫‪300‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس والعشرون)‬

‫حقا ال يوجد إنسان كامل فها هو إسحق يكرر نفس خطأ أبيه إبراهيم‪ .‬والكتاب المقدس ال يمتنع أن يذكر أخطاء‬

‫القديسين حتي ال نيأس فهم بشر مثلنا "وكان إيليا إنسان تحت األالم مثلنا يع ‪ .1::4‬فها هو إسحق يخاف من‬ ‫أهل جرار فيكذب‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫ف ِم َن ا ْل ُك َّوِة َوَنظَ َر‪َ ،‬وِا َذا‬ ‫أية (‪" -:)7‬‬ ‫اك أ َّ‬ ‫َي‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ط‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫َش َر َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يمالِ َك َملِ َك ا ْل ِفلِ ْس ِطين ِي َ‬ ‫ام ُه َن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َن أَِب َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ام َأرَتَ ُه‪".‬‬ ‫ِإ ْس َح ُ‬ ‫اق ُيالَع ُ‬ ‫ب ِرْفقَ َة ْ‬ ‫أبيمالك غالباً ليس هو نفس الملك الذي عاصر إبراهيم‪ .‬فإبيمالك لقب ملوك جرار وليس إسماً ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ام َأرَتُ َك!‬ ‫يم ِال ُك ِإ ْس َح َ‬ ‫ال‪ِ« :‬إ َّن َما ه َي ْ‬ ‫اق َوقَ َ‬ ‫األيات (‪ " -:)11 -2‬فَ َد َعا أَِب َ‬ ‫‪13‬‬ ‫اق‪« :‬أل َِني ُق ْل ُ ِ‬ ‫يمالِ ُك‪َ « :‬ما ه َذا الَِّذي‬ ‫َم ُ‬ ‫ِإ ْس َح ُ‬ ‫ال أَِب َ‬ ‫وت ِب َس َب ِب َها»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ت‪ :‬لَ َعلي أ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت علَي َنا َذ ْنبا»‪11 .‬فَأَوصى أَِب ِ‬ ‫يع َّ‬ ‫َّ‬ ‫الش ْع ِب‬ ‫يمال ُك َجم َ‬ ‫ام َأرَت َك فَ َجلَ ْب َ َ ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ َ‬ ‫الش ْع ِب َم َع ْ‬ ‫َ‬

‫وت»‪".‬‬ ‫ام َأرَتَ ُه َم ْوتًا َي ُم ُ‬ ‫ْ‬

‫ف ُق ْلت‪ِ :‬هي أ ْ ِ‬ ‫ال لَ ُه‬ ‫فَ َك ْي َ َ‬ ‫ُختي؟» فَقَ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َح ُد‬ ‫الض َ‬ ‫يل ْ‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫ط َجعَ أ َ‬ ‫َ‬ ‫ت ِب َنا؟ لَ ْوالَ َقل ٌ‬ ‫الر ُج َل أ َِو‬ ‫قَ ِائالً‪« :‬الَِّذي َي َم ُّ‬ ‫س ه َذا َّ‬

‫كما أن الكتاب المقدس يظهر أخطاء القديسين نراه يظهر حسنات الوثنيين‪ .‬وهنا نجد أبيمالك شخصاً أمينا‬ ‫يخاف الرب فعلينا أن ال نحتقر إنسان بسبب دينه فاهلل هو الذي يري خفايا القلوب‪ .‬ومن أقوال أبيمالك نعرف أن‬

‫مخاوف إسحق من أهل جرار لم يكن لها مبرر‪.‬‬

‫أية (‪12" -:)12‬و َزرع ِإسح ِ ِ‬ ‫ضع ٍ‬ ‫ض فَأَصاب ِفي ِت ْل َك َّ ِ ِ ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ف‪َ ،‬وَب َارَك ُه َّ‬ ‫َ َ​َ َْ ُ‬ ‫الس َنة م َئ َة ْ‬ ‫اق في ت ْل َك األ َْر ِ َ َ‬ ‫وزرع إسحق… مئة ضعف ‪ :‬البدو عادة ال يهتمون بالز ارعة أما إسحق فأهتم بزراعة األرض‪ .‬وبالرغم من خطأ‬ ‫إسحق إال أن هللا لم يمنع بركته عنه بل أصاب ‪ 111‬ضعف‪ .‬وهذا الرقم ‪ 111‬راجع إلي‬ ‫‪ .1‬بركة الرب‪.‬‬

‫‪ .2‬عدم اهتمام البدو بالزراعة‪.‬‬

‫‪ .3‬هو وقت مجاعة فاألرض ال تعطي ثم اًر لكن هي بركة الرب "كما كان في أيام موسي ظلمة علي كل‬ ‫مصر ونور علي الشعب‪".‬‬

‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يما ِجدًّا‪".‬‬ ‫أية (‪ " -:)13‬فَتَ َعا َ‬ ‫ظ َم َّ‬ ‫الر ُج ُل َو َك َ‬ ‫ان َيتَ​َز َاي ُد في التَّ َعاظُم َحتَّى َ‬ ‫ص َار َعظ ً‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫اش ِمن ا ْلبقَ ِر وع ِب ِ‬ ‫ان لَ ُه َم َو ٍ‬ ‫ون‪" .‬‬ ‫اش ِم َن ا ْل َغ َنِم َو َم َو ٍ َ َ َ َ ٌ‬ ‫ون‪ .‬فَ َح َس َدهُ ا ْل ِفلِ ْس ِطين ُّي َ‬ ‫ير َ‬ ‫أية (‪ " -:)14‬فَ َك َ‬ ‫يد َكث ُ‬ ‫هذه البركة في الزراعة مع كثرة المواشي سبب حسد الفلسطينيين إلسحق‪ .‬وهنا نري في هذا الصراع والحسد‬

‫صراع العالم مع أوالد هللا‪ .‬وهللا أعطي إسحق ‪ 111‬ضعف ليلمس وجوده معه فال ييأس في هذا الصراع‪ .‬وكثي اًر‬ ‫ما يعطينا هللا خيرات مادية نشعر بسببها بوجوده معنا في حياتنا ويكون هذا تثبيتاً لنا في صراعاتنا الروحية وأنه‬

‫‪301‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس والعشرون)‬

‫قادر أن يهبنا نصرة علي عدو الخير كما باركنا مادياً‪ .‬وهذا يعطي إطمئنان ألوالد هللا فال يخافوا في أثناء‬ ‫صراعهم " ال تخف ألني معك"‪.‬‬

‫ِ‬ ‫اهيم أَِب ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ار‪ ،‬الَِّتي حفَرَها ع ِب ُ ِ ِ ِ‬ ‫‪ِ 15‬‬ ‫اآلب ِ‬ ‫ُوها تَُر ًابا‪".‬‬ ‫ون َو َمأل َ‬ ‫يه‪ ،‬طَ َّم َها ا ْل ِفلِ ْس ِطين ُّي َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)15‬و َجميعُ َ‬ ‫يد أَبيه في أ ََّيام إ ْب َر َ‬ ‫بدأت الحرب بأن ردم الفلسطينيين أبار إسحق‪ .‬فالحرب هنا ألجل المياه‪ .‬واذا فهمنا أن المياه تشير إلي الروح‬ ‫القدس نفهم أن عدو الخير يحاول أن يحرمنا من هذه النعمة حتي ال نثمر‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ْهب ِم ْن ِع ْن ِد َنا أل ََّن َك ِ‬ ‫ضى‬ ‫ص ْر َ‬ ‫يمالِ ُك ِإل ْس َح َ‬ ‫ت أَق َْوى ِم َّنا ِجدًّا»‪ .‬فَ َم َ‬ ‫اق‪« :‬اذ َ ْ‬ ‫ال أَِب َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)10 -16‬وقَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ِإ ْس َح ُ‬ ‫ام ُه َن َ‬ ‫اق ِم ْن ُه َن َ‬ ‫اك‪َ ،‬وَن َز َل في َوادي َج َرَار َوأَقَ َ‬ ‫‪17‬‬ ‫اهيم أَِب ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اء الَِّتي حفَر َ ِ‬ ‫ش آبار ا ْلم ِ‬ ‫يه‪َ ،‬وطَ َّم َها‬ ‫اد ِإ ْس َح ُ‬ ‫األيات (‪ " -:)22 -17‬فَ َع َ‬ ‫َ ُ‬ ‫اق َوَن َب َ َ َ َ‬ ‫وها في أ ََّيام إ ْب َر َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫اء َكاألَسم ِ‬ ‫اها ِبأَسم ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اق ِفي ا ْل َو ِادي‬ ‫اء الَِّتي َد َع َ‬ ‫يد ِإ ْس َح َ‬ ‫اها ِب َها أ َُبوهُ‪َ .‬و َحفَ َر َع ِب ُ‬ ‫ا ْل ِفلِ ْس ِطين ُّي َ‬ ‫َْ‬ ‫ون َب ْع َد َم ْوت أَِبيه‪َ ،‬وَد َع َ ْ َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ق»‬ ‫اس َم ا ْل ِب ْئ ِر «ع ِس َ‬ ‫اص َم ُر َعاةُ َج َرَار ُر َعاةَ ِإ ْس َح َ‬ ‫اق قَائلِ َ‬ ‫فَ َو َج ُدوا ُه َن َ‬ ‫اء»‪ .‬فَ َد َعا ْ‬ ‫ين‪« :‬لَ َنا ا ْل َم ُ‬ ‫اك ِب ْئ َر َماء َح ٍي‪ .‬فَ َخ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫اك َو َحفَ​َر‬ ‫أل ََّن ُه ْم َن َاز ُعوهُ‪ .‬ثُ َّم َحفَُروا ِب ْئ ًار أ ْ‬ ‫اس َم َها « ِس ْط َن َة»‪ .‬ثُ َّم َن َق َل ِم ْن ُه َن َ‬ ‫اص ُموا َعلَ ْي َها أ َْي ً‬ ‫ضا‪ ،‬فَ َد َعا ْ‬ ‫ُخ َرى َوتَ َخ َ‬ ‫ب َوأَثْ َم ْرَنا ِفي‬ ‫الر ُّ‬ ‫ب لَ َنا َّ‬ ‫ِب ْئ ًار أ ْ‬ ‫وب َ‬ ‫ال‪ِ« :‬إ َّن ُه َ‬ ‫اص ُموا َعلَ ْي َها‪ ،‬فَ َد َعا ْ‬ ‫اآلن قَ ْد أ َْر َح َ‬ ‫اس َم َها « َر ُح ُ‬ ‫ُخ َرى َولَ ْم َيتَ َخ َ‬ ‫وت»‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ض»‪".‬‬

‫فضل أن يترك مكان النزاع بعد أن طردوه ولكنه بدأ في نبش أبار الماء أي الجهاد حتي يحصل علي‬ ‫إسحق َ‬ ‫المياه وهذه تساوي "إضرم موهبة هللا التي فيك ‪ 2‬تي ‪ "1:1‬لكن هل يترك عدو الخير األمور تمضي بسالم؟‬ ‫بالقطع ال !! فخاصم رعاة جرار رعاة إسحق وتكرر هذا‪ .‬لقد إحتمل إسحق بوداعة كل اإلضطهاد وكان يترك‬

‫مكان الشر رم اًز إلضطهاد المسيح كل أيام حياته علي األرض‪ .‬وردم األبار في البرية هي أحسن وسيلة لطرد‬

‫شخص من مكانه فال حياة بدون ماء‪ .‬وللعلم فإن هذه األبار كانت من حق إسحق بمقتضي المعاهدة بين أبيه‬

‫إبراهيم وابيمالك‪ .‬إال أن النزاع المستمر بين العالم الذي ال يحتمل أن يري نعمة هللا في أبنائه‪ ،‬نجدهم يغتاظون‬ ‫محاولين هدم ما عمله هللا‪ .‬ونالحظ أن هللا يتركهم حيناً إلدانتهم كبشر لكنه يفتح باباً آخر للنجاح والقوة ألوالده‪.‬‬

‫وهكذا إذ تخاصموا علي بئر وأخذوها أعطي هللا إلسحق بئ اًر اخري‪ .‬البئر األولي أسماها عسق = أي خصام ‪.‬‬

‫والبئر الثانية سطنة = أي نزاع ‪ .‬والبئر الثالثة أسماها رحوبوت = أي األماكن الرحبة المتسعة‪ .‬ألن إسحق‬ ‫شعر أن هللا أعطاه بركات بإتساع وبغير نزاع‪ .‬وهذه هي البئر الثالثة ورقم (‪ )3‬يشير للقيامة وكأن الروح القدس‬ ‫يعطي ثماره بإتساع ورحبة علي أساس القيامة‪ .‬واإليمان بسر الثالوث‪ .‬ولنالحظ أن الحرب مع عدو الخير‬

‫ستستمر إلي أن نذهب لل ارحة األبدية (الرحبة) دون نزاع علي رجاء القيامة‪.‬‬

‫‪302‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس والعشرون)‬

‫اك ِإلَى ِب ْئ ِر َس ْب ٍع‪24 .‬فَظَ َه َر لَ ُه‬ ‫ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ارُك َك وأ َُك ِثر َنسلَ َك ِم ْن أ ْ ِ ِ ِ‬ ‫يم‬ ‫َوأ َُب ِ َ ُ ْ‬ ‫َجل إ ْب َراه َ‬

‫الر ُّ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫له‬ ‫َّ‬ ‫ال‪« :‬أَ​َنا ِإ ُ‬ ‫ب في ت ْل َك الل ْيلَة َوقَ َ‬ ‫‪25‬‬ ‫ِ‬ ‫اك َمذ َْب ًحا َوَد َعا‬ ‫َع ْبدي»‪ .‬فَ َب َنى ُه َن َ‬

‫‪23‬‬ ‫ص ِع َد‬ ‫األيات (‪ " -:)25 -23‬ثُ َّم َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف أل َِني َم َع َك‪،‬‬ ‫يك‪ .‬الَ تَ َخ ْ‬ ‫يم أَِب َ‬ ‫إ ْب َراه َ‬ ‫اق ِب ْئ ًار‪".‬‬ ‫اسِم َّ‬ ‫يد ِإ ْس َح َ‬ ‫اك َع ِب ُ‬ ‫اك َخ ْي َمتَ ُه‪َ ،‬و َحفَ​َر ُه َن َ‬ ‫ب ُه َن َ‬ ‫ِب ْ‬ ‫صَ‬ ‫الر ِب‪َ .‬وَن َ‬ ‫بعد أن حصل إسحق علي الماء نجد هنا سلسلة من األحداث لها معاني روحية‪.‬‬

‫‪.1‬‬

‫صعد من هناك‪:‬‬

‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬

‫إلي بئر سبع‪:‬‬

‫ظهر له الرب‪:‬‬

‫‪.5‬‬

‫إني معك وأباركك‪:‬‬

‫‪.1‬‬

‫نصب خيمته ‪:‬‬

‫‪.4‬‬

‫فبني هناك مذبحاً‪:‬‬

‫‪.:‬‬

‫حفر بئ ارً‪:‬‬

‫ترك مكان الشر (يمثل توبة المؤمن)‪.‬‬ ‫بئر الماء يشير للمعمودية ويشير لعمل الروح القدس في المعمد‪.‬‬ ‫فالمعمودية ثم التوبة في حياة المسيحي تعطي إستنارة "طوبي ألنقياء القلب‬ ‫ألنهم‪"...‬‬

‫هللا معنا فكيف نخاف‪ .‬وهو يباركنا فال نضطرب‪ .‬ويسندنا في هذه الحرب‪.‬‬ ‫عبادة مستمرة وصلوات بل تقديم اإلنسان نفسه ذبيحة حية‪.‬‬ ‫اإلحساس بالغربة واالشتياق والحنين للسماويات‬

‫إضرام موهبة هللا بالجهاد المستمر في حياتنا حتي الدم ضد الخطية‪.‬‬

‫ِ ِ ‪20‬‬ ‫األيات (‪26" -:)33 -26‬وَذ َهب ِإلَي ِه ِم ْن جرار أَِبيمالِ ُك وأَح َّز ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‬ ‫َص َحا ِب ِه َوِف ُ‬ ‫َ​َ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ات م ْن أ ْ‬ ‫ول َرئ ُ‬ ‫يس َج ْيشه‪ .‬فَقَ َ‬ ‫يك ُ‬ ‫‪27‬‬ ‫اق‪« :‬ما َبالُ ُكم أَتَ ْيتُم ِإلَ َّي وأَ ْنتُم قَ ْد أ َْب َغ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ص َرفْتُ ُموِني ِم ْن ِع ْن ِد ُك ْم؟» فَقَالُوا‪ِ« :‬إ َّن َنا قَ ْد َأر َْي َنا أ َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ضتُ ُموني َو َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫إ ْس َح ُ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ص َنعَ ِب َنا َش ًّرا‪َ ،‬ك َما لَ ْم َن َم َّس َك َو َك َما‬ ‫ف‪َ ،‬ب ْي َن َنا َوَب ْي َن َك‪َ ،‬وَن ْق َ‬ ‫ان َم َع َك‪ ،‬فَ ُق ْل َنا‪ :‬لِ َي ُك ْن َب ْي َن َنا َح ْل ٌ‬ ‫طعُ َم َع َك َع ْه ًدا‪ :‬أ ْ‬ ‫َك َ‬ ‫َن الَ تَ ْ‬

‫الر ِب»‪33 .‬فَص َنع لَهم ِ‬ ‫َّ‬ ‫ض َيافَ ًة‪ ،‬فَأ َ​َكلُوا َو َش ِرُبوا‪31 .‬ثُ َّم‬ ‫اآلن ُم َب َار ُك َّ‬ ‫اك ِب َسالٍَم‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ت َ‬ ‫ص َرْف َن َ‬ ‫لَ ْم َن ْ‬ ‫ص َن ْع ِب َك ِإال َخ ْي ًار َو َ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫‪32‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ُه ْم لِ َب ْع ٍ‬ ‫َن‬ ‫ث ِفي ذلِ َك ا ْل َي ْوِم أ َّ‬ ‫ض ْوا ِم ْن ِع ْن ِد ِه ِب َسالٍَم‪َ .‬و َح َد َ‬ ‫ص َرفَ ُه ْم ِإ ْس َح ُ‬ ‫اق‪ .‬فَ َم َ‬ ‫َب َّك ُروا ِفي ا ْل َغد َو َحلَفُوا َب ْع ُ‬ ‫ض‪َ ،‬و َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َخبروه ع ِن ا ْل ِب ْئ ِر الَِّتي حفَروا‪ ،‬وقَالُوا لَ ُه‪« :‬قَ ْد وج ْد َنا ماء»‪33 .‬فَ َدع َ ِ‬ ‫اس ُم‬ ‫يد ِإ ْس َح َ‬ ‫َع ِب َ‬ ‫َ‬ ‫اءوا َوأ ْ َ ُ ُ َ‬ ‫اها «ش ْب َع َة»‪ ،‬لذل َك ْ‬ ‫َ​َ َ ً‬ ‫َ ُ َ‬ ‫اق َج ُ‬ ‫ا ْل َم ِدي َن ِة ِب ْئ ُر َس ْب ٍع ِإلَى ه َذا ا ْل َي ْوِم‪".‬‬ ‫في هذه األيات تحقيق لوعد هللا "إن أرضت الرب طرق إنسان جعل حتي أعداؤه يسالمونه أم ‪ "::11‬فأهل‬ ‫المنطقة حينما أروا نجاح إسحق حسدوه وخافوا منه وطردوه‪ .‬لكن إذ أروا فيه عمل هللا دعوه مبارك الرب وطلبوا‬

‫أن يقطعوا معه عهداً فاهلل يعطي نعمة ألوالده في أعين الجميع (قارن مع خر‪ . )12 : 1‬ونالحظ أن إسحق قابل‬ ‫مبادرتهم بالحب والتسامح‪ .‬ونالحظ أن أبيمالك هنا يستعمل إسم يهوه (‪ )21‬أو الرب وهذا يعني أنه تعلمه من‬

‫إسحق ولم يستعمل أبيمالك أسماء آلهته ‪)1‬إكراماً إلسحق ‪) 2‬شعو اًر بقوة يهوه التي تجلت في بركاته لعبده‬

‫إسحق‪.‬‬

‫فدعاها شبعة ‪ :‬سبق إبراهيم وأسماهها بئر سبع وهنا إسحق كأنه يؤكد هذا بتسميتها شبعة‪ .‬وشبعة تعني إمتالء‪.‬‬ ‫وصادف هذا يوم الحلف والمعاهدة مع أبيمالك فتأكد اإلسم‪ .‬وما صنعه إسحق في اإلسم أنه أضاف حرفاً‬

‫ليصبح المعني وفرة ورضا وامتالء ‪ .‬هذا معني شبعة أما اإلسم بئر سبع‪ :‬يعني قسم أو حلف أو مملوءة‪ .‬هذا‬ ‫تأكيد لتسمية إبراهيم‪.‬‬

‫‪303‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس والعشرون)‬

‫األيات (‪34" -:)35 -34‬ولَ َّما َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين س َن ًة اتَّ َخ َذ َز ْو َج ًة‪َ :‬ي ُه ِ‬ ‫يت ْاب َن َة ِب ِ‬ ‫يري ا ْل ِح ِث ِي‪َ ،‬وَب ْس َم َة‬ ‫ود َ‬ ‫َ‬ ‫يسو ْاب َن أ َْرَبع َ َ‬ ‫ان ع ُ‬ ‫َ‬ ‫ون ا ْل ِح ِث ِي‪35 .‬فَ َكا َنتَا َم َرَارةَ َن ْف ٍ‬ ‫اق َو ِرْفقَ َة‪".‬‬ ‫س ِإل ْس َح َ‬ ‫ْاب َن َة ِإيلُ َ‬

‫لم يكن عيسو حكيماً في تصرفه إذ إلتحم بوثنيتين أفسدتا عالقته بوالديه ‪ ،‬وحرمتاه ونسله من السالم‪ .‬فهو أوالً‬ ‫باع البكورية ثم تزوج وثنيات‪ ،‬حسب شهوته وضد فكر هللا‪ ،‬فإختفي من خطة الخالص التي هي محور الكتاب‬

‫المقدس‪ .‬فهو لوث نسله بهؤالء الوثنيات‪.‬‬

‫‪304‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والعشرون)‬

‫اإلصحاح السابع والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫ظ ِر‪ ،‬أ ََّنه دعا ِ‬ ‫اق َو َكلَّ ْت َع ْي َناهُ َع ِن َّ‬ ‫اخ ِ‬ ‫ال لَ ُه‪َ « :‬يا‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫اب‬ ‫و‬ ‫يس‬ ‫ع‬ ‫الن‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫إ‬ ‫ش‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫األيات (‪" -:)4-1‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلن ُخ ْذ ُع َّدتَ َك‪ُ :‬ج ْع َبتَ َك‬ ‫َع ِر ُ‬ ‫ت َولَ ْس ُ‬ ‫ال‪ِ« :‬إ َّنني قَ ْد ِش ْخ ُ‬ ‫ف َي ْوَم َوفَاتي‪ .‬فَ َ‬ ‫ت أْ‬ ‫ال لَ ُه‪« :‬هأَ​َن َذا»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ْابني»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫اخر ْج ِإلَى ا ْلب ِرَّي ِة وتَص َّي ْد لِي صي ًدا‪4 ،‬واص َنع لِي أَ ْط ِعم ًة َكما أ ِ‬ ‫آلك َل َحتَّى تَُب ِ‬ ‫ارَك َك َن ْف ِسي‬ ‫ُح ُّ‬ ‫ب‪َ ،‬وأ ِْت ِني ِب َها ُ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َوقَ ْو َس َك‪َ ،‬و ْ ُ‬ ‫َ َ‬

‫وت»‪".‬‬ ‫قَ ْب َل أ ْ‬ ‫َم َ‬ ‫َن أ ُ‬

‫وحدث لما شاخ إسحق‪ :‬يقدر كثيرين أن عمره وقتئذ كان ‪ 11:‬سنة لكنه عاش حتي عمر ‪ 111‬سنة‬ ‫(‪ .)21:34‬ونجده هنا يريد أن يعطي البكورية لبكره عيسو بالرغم من‪:‬‬ ‫‪ .1‬النبوة لرفقة بأنها ليعقوب (‪.)23:24‬‬

‫‪ .2‬إستهتار عيسو وبيعه للبكورية ثم زواجه بوثنيات وهو غالباً كان مدفوعاً بالعواطف البشرية فعيسو هو‬ ‫البكر وهو صياد واسحق يحب أن يأكل من صيده ‪.‬‬

‫وسكان البرية يحبون أن يأكلوا من الصيد وليس من قطعانهم لتوفير قطعانهم وألن الوعول والغزالن البرية طعمها‬ ‫أفضل‪ .‬وخطأ إسحق في إ ختيار عيسو للبركة كان ألنه ضد النبوة وبسبب تصرفات عيسو الخاطئة‪ ،‬فكيف‬ ‫يعطي البكورية لهذا المستهتر‪ .‬لكن إسحق بسبب أكلة صيد كان سيخالف النبوة كما باع عيسو البكورية بأكلة‬

‫عدس‪ .‬وطلب إسحق إصنع لي أطعمة‪ ..‬ألكل‪ ..‬حتي تباركك نفسي = هذه تعني أن إسحق سيفرح بأن ابنه‬

‫يصطاد له ويطعمه إعالناً عن محبته كإبن ألبيه‪ .‬أو هي طقوس كانت سائدة (طقوس أكل وشرب) مع حفل‬

‫إعطاء البركة التي يشعر فيها إسحق أنه يقوم بعمل ديني إلهي بأن يمنح البركة إلبنه‪ .‬وكما بارك إسحق يعقوب‬

‫هكذا بارك يعقوب أوالده‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫امع ًة ِإ ْذ تَ َكلَّم ِإسحاق مع ِعيسو اب ِن ِه‪ .‬فَ َذ َه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد‬ ‫صَ‬ ‫طَ‬ ‫َ َْ ُ َ​َ ُ ْ‬ ‫يسو ِإلَى ا ْل َب ِرَّية َك ْي َي ْ‬ ‫َ‬ ‫بع ُ‬ ‫األيات (‪َ " -:)13-5‬و َكا َن ْت ِرْفقَ ُة َس َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك قَ ِائالً‪0 :‬ا ْئ ِت ِني‬ ‫ص ْي ًدا لِ َيأ ِْت َي ِب ِه‪َ .‬وأ َّ‬ ‫يس َو أ َ‬ ‫َما ِرْفقَ ُة فَ َك ْ‬ ‫وب ْابن َها قَائل ًة‪ِ« :‬إني قَ ْد َس ِم ْع ُ‬ ‫َخ َ‬ ‫ت أ َ​َب َ‬ ‫لمت َي ْعقُ َ‬ ‫اك ُي َكل ُم ع ُ‬ ‫َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِب ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫آلك َل َوأ َُب ِ‬ ‫آم ُر َك ِب ِه‪:‬‬ ‫ام َّ‬ ‫اص َن ْع لِي أَ ْط ِع َم ًة ُ‬ ‫الر ِب قَ ْب َل َوفَاتي‪ .‬فَ َ‬ ‫اآلن َيا ْابني ْ‬ ‫ص ْيد َو ْ‬ ‫َ‬ ‫اس َم ْع لقَ ْولي في َما أَ​َنا ُ‬ ‫ارَك َك أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ِ2‬‬ ‫ب‪ ،‬فَتُ ْح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َرَها‬ ‫يك َك َما ُي ِح ُّ‬ ‫اذ َ‬ ‫َص َن َع ُه َما أَ ْط ِع َم ًة ألَِب َ‬ ‫ْه ْب ِإلَى ا ْل َغ َنِم َو ُخ ْذ لِي ِم ْن ُه َن َ‬ ‫اك َج ْد َي ْي ِن َج ِي َد ْي ِن م َن ا ْلم ْع َزى‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫يك لِ َيأ ُْك َل َحتَّى ُي َب ِ‬ ‫ارَك َك قَ ْب َل َوفَ ِات ِه»‪".‬‬ ‫ِإلَى أَِب َ‬

‫رفقة كانت تذكر وعد هللا وكان األفضل أن تذكر إسحق به ولكنها فضلت أن تلجأ للطرق البشرية والحيل البشرية‬ ‫فلم تثق أن هللا قادر أن يحقق وعده دون اللجوء لهذه الحيل‪ ،‬وألنها خافت من عيسو المتوحش‪ .‬ولكننا نجد أن‬

‫يعقوب أعطي البركة ألفرايم عكس إرادة يوسف الذى أرادها لمنسى البكر ‪ ،‬وبطريقة بسيطة جدا هى عكس يديه‬

‫ولم تحدث أية مشاكل ‪ .‬وأعطي بركة ليهوذا ولم يعطها لرأوبين‪ .‬عموماً كان هللا قادر أن يتدخل في اللحظة‬ ‫األخيرة ولكن رفقة أخطأت في حيلتها واسحق أخطأ في نيته أن يبارك عيسو ‪ ،‬ويعقوب أخطأ في أن قبل الحيلة‬

‫‪305‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والعشرون)‬

‫والكل دفع الثمن‪ ،‬فرفقة حرمت من إبنها المحبوب ويعقوب تمررت حياته كلها‪ .‬وعيسو بكي بدموع وبال فائدة‪.‬‬ ‫واسحق إرتعد بشدة حينما أدرك خطأه وكذلك حرم من إبنه يعقوب وهذه ثمرة الحلول البشرية‪.‬‬

‫إال أن األباء أروا في القصة رمو ًاز‪:-‬‬

‫‪ .1‬دعوة إسحق لعيسو ليباركه بعد أن شاخ إسحق‪ :‬دعوة هللا لليهود ليؤمنوا بالمسيح في أواخر الدهر بعد‬ ‫أن بارك الكنيسة منذ يوم الخمسين‪.‬‬

‫‪ .2‬دعوة رفقة ليعقوب األصغر ليحصل علي البركة‪ :‬هو عمل الروح القدس مع الكنيسة (األمم)‪.‬‬ ‫‪ .3‬رفقة ألبست يعقوب ثياب عيسو‪ :‬كنيسة العهد الجديد إقتنت لقب شعب هللا بدالً من اليهود‪.‬‬

‫‪ .5‬يعقوب يضع علي يديه وجسمه جلود المعزي‪ :‬المسيح يحمل خطايانا فالماعز تشير للخطية‪.‬‬ ‫ُم ِه‪ُ « :‬هوَذا ِعيسو أ ِ‬ ‫األيات (‪11" -:)12-11‬فَقَال يعقُوب لِ ِرْفقَ َة أ ِ‬ ‫س‪ُ 12 .‬رَّب َما‬ ‫َخي َر ُج ٌل أ ْ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َش َع ُر َوأَ​َنا َر ُج ٌل أ َْملَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫او ٍن‪ ،‬وأ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يج ُّس ِني أَِبي فَأ َُك ُ ِ‬ ‫ب َعلَى َن ْف ِسي لَ ْع َن ًة الَ َب َرَك ًة»‪" .‬‬ ‫َُ‬ ‫َجل ُ‬ ‫ون في َع ْي َن ْيه َك ُمتَ َه ِ َ‬ ‫يعقوب هنا ال يرفض ألنه يكره المكر ويرفضه بل ألنه خاف أن يفتضح أمره فتتحول البركة إلي لعنة من أبيه‬

‫له‪ ،‬ويتعرض لغضب عيسو‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ُم ُه‪« :‬لَ ْع َنتُ َك َعلَ َّي َيا ْاب ِني‪ِ .‬ا ْس َم ْع لِقَ ْولِي فَقَ ْ‬ ‫األيات (‪ " -:)10-13‬فَقَالَ ْت لَ ُه أ ُّ‬ ‫ط َواذ َ‬ ‫ْه ْب ُخ ْذ لي»‪ .‬فَ َذ َه َ‬ ‫‪15‬‬ ‫َخ َذ ْت ِرْفقَ ُة ِثياب ِعيسو اب ِنها األَ ْكب ِر ا ْلفَ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ان أ َُبوهُ ُي ِح ُّ‬ ‫ص َن َع ْت أ ُّ‬ ‫اخ َرةَ‬ ‫ب‪َ .‬وأ َ‬ ‫َوأ َ‬ ‫ُم ُه أَ ْط ِع َم ًة َك َما َك َ‬ ‫َح َ‬ ‫َخ َذ َوأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ض َر ألُمه‪ ،‬فَ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود َج ْد َي ِي ا ْل ِم ْع َزى‪.‬‬ ‫َص َغ َر‪َ ،‬وأَْل َب َس ْت َي َد ْي ِه َو َمالَ َس َة ُع ُن ِق ِه ُجلُ َ‬ ‫وب ْاب َن َها األ ْ‬ ‫الَّتي َكا َن ْت ع ْن َد َها في ا ْل َب ْيت َوأَْل َب َس ْت َي ْعقُ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪10‬وأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب ْاب ِن َها‪".‬‬ ‫َ ْ‬ ‫ص َن َع ْت في َيد َي ْعقُ َ‬ ‫َعطَت األَ ْطع َم َة َوا ْل ُخ ْب َز الَّتي َ‬ ‫نعود مرة أخري لألباء الذين أروا في الذبيحة التي قدمها يعقوب ألبيه وهو البساً ثياب عيسو (غالباً هي ثيابه‬

‫الكهنوتية التي كان يستخدمها وهو يقوم بعمله الكهنوتي) رأي األباء هنا يعقوب يقوم بدور المسيح الذي قام‬

‫كرئيس كهنة بتقديم نفسه ذبيحة أمام اآلب‪ .‬يعقوب هنا يمثل المسيح الذي لبس جسدنا ِ‬ ‫وزينا ومالبسنا وحمل‬ ‫خطايانا‪ .‬ورأي األباء أ يضا أن إنطالق يعقوب لخاله البان هو إنطالق اإليمان إلي األمم بعد أن قاومه اليهود‬

‫(يمثلهم عيسو) ‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب‬ ‫ال‪« :‬هأَ​َن َذا‪َ .‬م ْن أَ ْن َ‬ ‫ال َي ْعقُ ُ‬ ‫ت َيا ْابني؟» فَقَ َ‬ ‫ال‪َ « :‬يا أَِبي»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫األيات (‪ " -:)25-17‬فَ َد َخ َل إلَى أَِبيه َوقَ َ‬ ‫‪23‬‬ ‫يه‪« :‬أَ​َنا ِعيسو ِب ْكرك‪ .‬قَ ْد فَع ْلت َكما َكلَّمتَِني‪ .‬قُِم اجلِس و ُكل ِم ْن صي ِدي لِ َكي تُب ِ ِ‬ ‫ألَِب ِ‬ ‫ال‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ارَكني َن ْف ُس َك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫اق ِ ِ‬ ‫َسر ْع َ ِ ِ‬ ‫اق‬ ‫الر َّ‬ ‫ال‪ِ« :‬إ َّن َّ‬ ‫ال ِإ ْس َح ُ‬ ‫ِإ ْس َح ُ ْ‬ ‫ب ِإ َ‬ ‫البنه‪َ « :‬ما ه َذا الذي أ ْ َ‬ ‫له َك قَ ْد َي َّس َر لي»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ت لتَج َد َيا ْابني؟» فَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت ُهو اب ِني ِعيسو أَم الَ؟»‪22 .‬فَتَقَدَّم يعقُوب ِإلَى ِإسح َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫َْ‬ ‫َّم أل ُ‬ ‫َج َّس َك َيا ْابني‪ .‬أَأَ ْن َ َ ْ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫ل َي ْعقُ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫وب‪« :‬تَقَد ْ‬ ‫اق أَِبيه‪ ،‬فَ َج َّس ُه َوقَ َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫َن ي َدي ِه َكا َنتَا م ْش ِعرتَي ِن َكي َدي ِعيسو أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه‪،‬‬ ‫« َّ‬ ‫يسو»‪َ .‬ولَ ْم َي ْع ِرف ُ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫الص ْو ُ‬ ‫ْه أل َّ َ ْ‬ ‫ت َي ْعقُ َ‬ ‫ُ‬ ‫وب‪َ ،‬ولك َّن ا ْل َي َد ْي ِن َي َدا ع ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ُ َْ َ ْ‬

‫‪306‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والعشرون)‬ ‫‪24‬‬ ‫ت ُهو اب ِني ِعيسو؟» فَقَال‪« :‬أَ​َنا ُهو»‪25 .‬فَقَال‪« :‬قَِدم لِي ُ ِ‬ ‫ص ْي ِد ْاب ِني َحتَّى‬ ‫ال‪َ « :‬ه ْل أَ ْن َ َ ْ‬ ‫آلك َل م ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فَ َب َارَك ُه‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫تَُب ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫َح َ‬ ‫َّم لَ ُه فَأ َ​َك َل‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ض َر لَ ُه َخ ْم ًار فَ َش ِر َ‬ ‫ارَك َك َن ْفسي»‪ .‬فَقَد َ‬

‫كيف جرؤ يعقوب أن يقول كل هذه األكاذيب "أنا عيسو بكرك" "أن الرب إلهك قد يسر لي" "أنا هو" هي جرأة‬

‫دفع ثمنها في حياته غالياً‪ .‬وكان إسحق حقا نظره ضعيف وقد شاخ لكنه شك في يعقوب بسبب قوله "أن الرب‬

‫إلهك قد يسر لي" فهذا ليس أسلوب عيسو في الكالم بل أسلوب يعقوب‪ .‬وقد يكون صوت التوائم متشابهاً إال أن‬ ‫هناك فرق قد يكون إسحق قد أدركه وقد يكون سبب الشك سرعة إعداد الطعام‪.‬‬

‫الصوت صوت يعقوب لكن اليدين يدا عيسو‪ :‬هي صورة المسيح الذي لبس جسدنا‪ .‬فصوته هو صوت اإلبن‬ ‫وحيد الجنس لكن يديه هما أيدينا إذ حمل طبيعتنا فيه‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫َّم َوقَ ِب ْل ِني َيا ْاب ِني»‪" .‬‬ ‫ال لَ ُه إِ ْس َح ُ‬ ‫اق أ َُبوهُ‪« :‬تَقَد ْ‬ ‫أية (‪ " -:)26‬فَقَ َ‬ ‫‪20‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال‪« :‬ا ْنظُ ْر! َرِائ َح ُة ْاب ِني َك َرِائ َح ِة َح ْقل قَ ْد َب َارَك ُه َّ‬ ‫َّم َوقَ​َّبلَ ُه‪ ،‬فَ َش َّم َرائ َح َة ث َيا ِبه َوَب َارَك ُه‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫أية (‪ " -:)20‬فَتَقَد َ‬ ‫رائحة إبني كرائحة حقل باركه الرب‪ :‬عيسو كانت ثيابه لها رائحة طيبة‪ .‬فهناك عادة للشرقيين أن يضعوا ثيابهم‬

‫في صناديق ومعها أزهار ورياحين‪ .‬وحقول فلسطين عطرة بسبب كثرة الزهور العطرة التي تزرع فيها واألشجار‬ ‫التي بها‪ .‬وهللا حين يبارك شخص يجب أن تكون له رائحة حسنة "أنتم رائحة المسيح الزكية ‪ 2‬كو ‪ "14:2‬فحتي‬ ‫يباركنا هللا يجب ان نلبس مالبس أخونا البكر المسيح "إلبسوا المسيح" رؤ ‪ 15:13‬أي تكون لنا نفس صفاته‬

‫حلوة الرائحة (حب‪ ،‬وداعة‪.)...،‬‬ ‫األيات (‪َ 27" -:)22-27‬ف ْل ُي ْع ِط َك‬ ‫وب‪َ ،‬وتَ ْس ُج ْد لَ َك قَ َب ِائ ُل‪ُ .‬ك ْن‬ ‫ُش ُع ٌ‬ ‫ين»‪".‬‬ ‫ُم َب َارِك َ‬ ‫فليعطك للا= لم يقل الرب (يهوه)‬

‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َو ِم ْن َد َسِم األ َْر ِ‬ ‫ض‪َ .‬و َكثَْرةَ ِح ْنطَ ٍة َو َخ ْم ٍر‪22 .‬لِ ُي ْستَ ْع َب ْد لَ َك‬ ‫للاُ م ْن َن َدى َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫س ِي ًدا ِإل ْخوِت َك‪ ،‬وْليسج ْد لَ َك ب ُنو أ ِ‬ ‫ين‪َ ،‬و ُم َب ِ‬ ‫وك‬ ‫ارُك َ‬ ‫وك َم ْل ُعوِن َ‬ ‫ُم َك‪ .‬لِ َي ُك ْن الَع ُن َ‬ ‫َ َُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ألن هللا يعطي للجميع وليس شعبه فقط‪ .‬من ندي السماء ‪ :‬أي كثرة المطر‪.‬‬

‫ومن دسم األرض ‪ :‬جودة اراضيه وكثرة حنطة وخمر أي كثرة الثمار‪ .‬أي يحول هللا أراضيه القفر إلي جنة‬

‫خصيبة‪ .‬ويعطيه حنطة أي شبع وخمر أي فرح‬

‫ويستعبد لك شعوب = سيادة علي من حوله‪ .‬وهذا حدث في أيام داود واستمر فترة طويلة‪ .‬وليسجد لك بنو‬

‫أمك=أي نسل عيسو‪ .‬وقد فرض داود ملكه عليهم واستمر هذا حتي أيام يهورام إبن يهوشافاط ثم تحرروا في‬ ‫أيامه حتي عهد المكابيين حين أخضعهم يوحنا هركانوس لليهود نهائياً وتهودوا‪ .‬ولم يخضع إسرائيل ألدوم أبداً‪.‬‬ ‫ولكن هذه البركات لم تعني فقط البركات الزمنية التي حصل عليها اليهود في أرض فلسطين‪ ،‬فيعقوب ونسله‬

‫هاجروا لمصر بسبب المجاعة واستعبدوا هناك‪ .‬وعاشوا فترات طويلة في حروب وسبي وخضوع ألمم مثل بابل‬ ‫والفرس واليونان‪ .‬ولكن هذه البركات تشير للبركات الروحية التي تحققت بمجئ المسيح حيث تمتع يعقوب‬

‫الروحي الكنيسة بالبركات وصارت الكنيسة هي الحقل ذو الرائحة الطيبة‪ .‬وحل عليها الروح القدس (ندي السماء)‬ ‫‪307‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والعشرون)‬

‫وتغذت الكنيسة علي الجسد والدم (الحنطة والخمر) وصار المسيح رأساً للكنيسة = كن سيداً إلخوتك‪ ،‬ليستعبد‬

‫لك شعوب‪ .‬فالمسيح صار إلهاً وملكاً علي الجميع وتعبد له رؤساء وملوك األرض‪.‬‬

‫وبالنسبة للنفس حينما تمتلئ من ندي السماء (الروح القدس) حينما تقدس نفسها تصبح مثمرة وتتحول ألرض‬

‫خصبة‪ .‬تشبع من الحنطة (العريس السماوي النازل من السماء) وتفرح بالخمر أي فيض الفرح الروحي الداخلي‪.‬‬ ‫مثل هذه النفس يكون لها سلطان وسيادة‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫اق أَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ِع ْن َدما فَرغَ ِإسح ُ ِ‬ ‫يه‪،‬‬ ‫األيات (‪َ " -:)32-33‬و َح َد َ‬ ‫وب قَ ْد َخ َر َج ِم ْن لَ ُد ْن ِإ ْس َح َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫وب‪َ ،‬وَي ْعقُ ُ‬ ‫اق م ْن َب َرَكة َي ْعقُ َ‬ ‫أ َّ ِ‬ ‫يه وقَال ألَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخاه أَتَى ِم ْن صي ِد ِه‪31 ،‬فَص َنع ُهو أَي ً ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه‪« :‬لِ َيقُ ْم أَِبي َوَيأ ُْك ْل ِم ْن‬ ‫يس َو أ َ ُ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َن ع ُ‬ ‫ضا أَ ْطع َم ًة َوَد َخ َل ِب َها إلَى أَِب َ َ‬ ‫‪32‬‬ ‫ِ‬ ‫صي ِد اب ِن ِه حتَّى تُب ِ ِ‬ ‫يسو»‪" .‬‬ ‫اق أ َُبوهُ‪َ « :‬م ْن أَ ْن َ‬ ‫ال لَ ُه ِإ ْس َح ُ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ال‪« :‬أَ​َنا ْاب ُن َك ِب ْك ُر َك ع ُ‬ ‫ت؟» فَقَ َ‬ ‫ارَكني َن ْف ُس َك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ‬ ‫ادا َع ِظ ِ‬ ‫ت ِم َن‬ ‫ص ْي ًدا َوأَتَى ِب ِه ِإلَ َّي فَأ َ​َك ْل ُ‬ ‫اق ْارِت َع ً‬ ‫أية (‪ " -:)33‬فَ ْارتَ َع َد ِإ ْس َح ُ‬ ‫ال‪« :‬فَ َم ْن ُه َو الَّذي ْ‬ ‫اصطَا َد َ‬ ‫يما جدًّا َوقَ َ‬ ‫ً‬ ‫ون ُم َب َارًكا»‪".‬‬ ‫ا ْل ُك ِل قَ ْب َل أ ْ‬ ‫يء‪َ ،‬وَب َارْكتُ ُه؟ َن َع ْم‪َ ،‬وَي ُك ُ‬ ‫َن تَ ِج َ‬

‫إرتعد إرتعاداً عظيماً= ألنه علم أن نيته فى أن يبارك عيسو كانت ضد إرادة هللا ‪ ،‬وأن ما حدث كان بسماح من‬

‫هللا لذلك لم يلم رفقة وال يعقوب لذلك قال نعم ويكون مباركاً فهذه هي إرادة الرب‪ .‬لذلك قال بولس أن عيسو‬

‫طلب التوبة بدموع ولم يجدها عب ‪.1::12‬‬

‫ِ ِ‬ ‫يه صر َخ صر َخ ًة ع ِظيم ًة وم َّرةً ِجدًّا‪ ،‬وقَال ألَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 34‬‬ ‫يه‪َ « :‬ب ِ‬ ‫ارْك ِني‬ ‫األيات (‪ " -:)30-34‬فَع ْن َد َما َسم َع ع ُ‬ ‫يسو َكالَ َم أَِب َ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫‪36‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ِ‬ ‫وب‪ ،‬فَقَ ْد‬ ‫وك ِب َم ْك ٍر َوأ َ‬ ‫اء أَ ُخ َ‬ ‫أَ​َنا أ َْي ً‬ ‫ال‪« :‬أَالَ ِإ َّن ْ‬ ‫اس َم ُه ُدع َي َي ْعقُ َ‬ ‫ال‪« :‬قَ ْد َج َ‬ ‫َخ َذ َب َرَكتَ َك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ضا َيا أَِبي»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪30‬‬ ‫َخ َذ ب ُك ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذ برَك ِتي»‪ .‬ثُ َّم قَال‪« :‬أَما أَبقَي َ ِ‬ ‫اب‬ ‫ورَّيتي‪َ ،‬و ُه َوَذا َ‬ ‫تَ َعقَّ َبني َ‬ ‫ت لي َب َرَك ًة؟» فَأ َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َج َ‬ ‫اآلن َم َّرتَ ْي ِن! أ َ َ‬ ‫اآلن قَ ْد أ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫اق وقَال لِ ِعيسو‪ِ« :‬إ ِني قَ ْد جع ْلتُ ُه س ِي ًدا لَ َك‪ ،‬وَدفَع ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ْدتُ ُه ِب ِح ْنطَ ٍة َو َخ ْم ٍر‪ .‬فَ َما َذا‬ ‫يع ِإ ْخ َوِت ِه َع ِب ً‬ ‫يدا‪َ ،‬و َع َ‬ ‫ت ِإلَ ْيه َجم َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ُ‬ ‫إ ْس َح ُ َ َ‬ ‫َص َنعُ ِإلَ ْي َك َيا ْاب ِني؟»"‬ ‫أ ْ‬ ‫عيسو حرم من البركة ألجل إستهتاره عب ‪ .11:12‬وصراخه وحزنه كانا بسبب الخسارة المادية (نصيب البكر‬

‫في الميراث) وليس بأي إحساس روحي‪ .‬بدليل قوله "أما بقيت لي بركة" فكيف يأتي المسيح من نسلهما معاً‬

‫ِ‬ ‫احدةٌ فَقَ ْط يا أَِبي؟ ب ِ ِ‬ ‫أية (‪37 " -:)37‬فَقَال ِعيسو ألَِب ِ‬ ‫يسو‬ ‫يه‪« :‬أَلَ َك َب َرَك ٌة َو ِ َ‬ ‫ارْكني أَ​َنا أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضا َيا أَِبي»‪َ .‬و َرفَ َع ع ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ص ْوتَ ُه َوَب َكى‪" .‬‬ ‫َ‬ ‫‪32‬‬ ‫السم ِ‬ ‫اق أ َُبوهُ‪ُ « :‬ه َوَذا ِبالَ َد َسِم األ َْر ِ‬ ‫ق‪" .‬‬ ‫اء ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫اب ِإ ْس َح ُ‬ ‫ض َي ُك ُ‬ ‫أية (‪ " -:)32‬فَأ َ‬ ‫َج َ‬ ‫ون َم ْس َك ُن َك‪َ ،‬وِبالَ َن َدى َّ َ‬ ‫بال دسم األرض يكون مسكنك= أي في الصحراء فهو ال يميل للحرث والزرع‪.‬‬

‫‪308‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والعشرون)‬

‫وبال ندي السماء من فوق= فالروح القدس ال يحل سوي علي من هم من نسل يعقوب أي الكنيسة‪ .‬وكل من‬ ‫يبتعد عن هللا ال يرتوي من الروح القدس وال يكون مثم اًر بل كمن في برية‪ .‬وبسيفك تعيش‪.‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫لك ْن ي ُك ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يش‪ ،‬وأل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫يرهُ َع ْن ُع ُن ِق َك»‪".‬‬ ‫َخ َ‬ ‫يك تُ ْستَ ْع َب ُد‪َ ،‬و َ‬ ‫أية (‪َ " -:)43‬وِب َس ْيف َك تَع ُ َ‬ ‫ون حي َن َما تَ ْج َم ُح أَن َك تُ َكس ُر ن َ‬ ‫يعيش بسيفه فهو صياد‪ .‬ولكن يكون حينما تجمح أنك تكسر نيره عن عنقك‪ :‬إجماالً خضع أدوم إلسرائيل‬

‫ولكنهم تحرروا منهم أيام الملك يورام وأيام أحاز فكسروا النير فترة‪.‬‬

‫األيات (‪41" -:)46-41‬فَحقَد ِعيسو علَى يعقُوب ِم ْن أَج ِل ا ْلبرَك ِة الَِّتي بارَكه ِبها أَبوه‪ .‬وقَ ِ‬ ‫يسو ِفي َق ْل ِب ِه‪:‬‬ ‫َ َ ُ َ َْ َ‬ ‫ال ع ُ‬ ‫ْ َ​َ‬ ‫َ​َ ُ َ ُ ُ َ َ‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫«قَرب ْت أ ََّيام م َناح ِة أَِبي‪ ،‬فَأَقْتُل يعقُوب أ ِ‬ ‫وب‬ ‫َخي»‪ .‬فَأ ْ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫يس َو ْابن َها األَ ْك َب ِر‪ ،‬فَأَْر َسلَ ْت َوَد َع ْت َي ْعقُ َ‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُخ ِب َر ْت ِرْفقَ ُة ِب َكالَم ع ُ‬ ‫‪43‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلن يا اب ِني اسم ْع لِقَوِلي‪ ،‬وقُمِ‬ ‫يسو أَ ُخ َ‬ ‫وك ُمتَ َسل م ْن ِج َهت َك ِبأ ََّن ُه َي ْقتُلُ َك‪ .‬فَ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْاب َن َها األ ْ‬ ‫َ‬ ‫َص َغ َر َوقَالَ ْت لَ ُه‪ُ « :‬ه َوَذا ع ُ‬ ‫َْ‬ ‫‪45‬‬ ‫ضب أ ِ‬ ‫ان‪44 ،‬وأ َِقم ِع ْن َده أ ََّياما َقلِيلَ ًة حتَّى يرتَ َّد س ْخطَ أ ِ‬ ‫اهرب ِإلَى أ ِ‬ ‫يك‬ ‫َخ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫ان ِإلَى َح َار َ‬ ‫َخي الَ َب َ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫يك‪َ .‬حتَّى َي ْرتَ َّد َغ َ ُ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ً‬ ‫‪46‬‬ ‫ُع َدم اثْ َني ُكما ِفي يوٍم و ِ‬ ‫ت ِب ِه‪ .‬ثُ َّم أُر ِسل فَآ ُخ ُذ َك ِم ْن ُه َن َ ِ‬ ‫اح ٍد؟»‪َ .‬وقَالَ ْت ِرْفقَ ُة‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َع ْن َك‪َ ،‬وَي ْن َسى َما َ‬ ‫اك‪ .‬ل َما َذا أ ْ ُ ْ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫هؤالَ ِء ِم ْن ب َن ِ‬ ‫ث‪ِ .‬إ ْن َكان يعقُوب يأْ ُخ ُذ َزوج ًة ِم ْن ب َن ِ‬ ‫ِإلسحاق‪« :‬ملِ ْلت حي ِاتي ِم ْن أَج ِل ب َن ِ‬ ‫ات ِح َّ‬ ‫ات ِح َّ‬ ‫ات‬ ‫ث ِم ْث َل ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ َ َ ُ َ​َ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ض‪َ ،‬فلِ َما َذا لِي َح َياةٌ؟»‪".‬‬ ‫نوي عيسو أن يقتل يعقوب بعد موت أبيه فدبرت رفقة خطة لهروب يعقوب فهي لم تستطع ان تواجه إسحق بما‬ ‫نوي عيسو أن يفعله واالّ المها إسحق علي فعلتها ‪ ،‬فدبرت أن تشتكي من زوجات عيسو حتي يرسل إسحق إبنه‬

‫إلي البان ليتزوج من عائلته‪ .‬وكان تدبيرها ان يقيم يعقوب لدي خاله أياماً قليلة= لكن إقامته طالت عشرات‬

‫السنين فيها حرمت أمه منه ‪ ،‬وهناك تمررت حياة يعقوب من خداع البان خاله كماخادع هو أبوه‪.‬‬

‫‪309‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن والعشرون)‬

‫األصحاح الثامن والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫ظهرت عناية هللا بأوالده بصورة واضحة ومتكررة وبخاصة في حياة يعقوب‪ .‬فاهلل ال يترك أوالده ويتخلي عنهم أن‬ ‫بدرت منهم أخطاء بل يؤدبهم بضيقات يسمح بها حتي ينزع منهم شرورهم‪ .‬ويعقوب بالرغم من ضعفاته ومكره‬

‫كان مشتاقاً للبركة‪ ،‬عينه علي السماء وعلي هللا‪ .‬وكل من كان مثله ال يتركه هللا بل يجذبه ويعتني به بالرغم من‬

‫خطاياه (تك ‪ )14:51‬ويستمر هللا سامحاً له ببعض األالم حتي يتكمل‪ .‬فهو كان معتمداً علي مكره وذكائه‪.‬‬ ‫ونجد هللا قد سمح له باألالم حتي يتخلي عن هذا ويلقي كل رجاؤه واعتماده علي هللا‪.‬‬

‫رحلة يعقوب إلي خاله البان وزواجه من محبوبته راحيل تمثل تجسد المسيح وقدومه إلينا إلي أرض غربتنا‬

‫ليتخذنا له عروساً‪ .‬أما إسحق في زواجه من رفقة فيمثل المسيح في سمائه الذي أرسل لنا ليصعدنا إليه في‬ ‫سمائه‪ .‬علي أننا نجد راحيل وقد أخذها يعقوب إلي كنعان ولكنها ماتت في الطريق علي رجاء القيامة وهذا ما‬ ‫يحدث معنا اآلن فنحن نموت إنتظا اًر للقيامة‪ .‬أما رفقة التي تمثل الكنيسة في السماء وستكون حية لألبد‪ ،‬ال‬

‫يذكر موتها أي موت رفقة‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ان‪".‬‬ ‫أية (‪ " -:)1‬فَ َد َعا ِإ ْس َح ُ‬ ‫ال لَ ُه‪« :‬الَ تَأْ ُخ ْذ َز ْو َج ًة ِم ْن َب َنات َك ْن َع َ‬ ‫اق َي ْعقُ َ‬ ‫وب َوَب َارَك ُه‪َ ،‬وأ َْو َ‬ ‫صاهُ َوقَ َ‬ ‫لقد بارك إسحق يعقوب من قبل بخدعة واآلن يباركه بعد أن علم أن األمر من قبل الرب‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ام‪ِ ،‬إلَى‬ ‫األيات (‪ " -:)3-2‬قُِم اذ َ‬ ‫ْه ْب ِإلَى فَد َ‬ ‫َّان أ َ​َر َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ب َن ِ‬ ‫ات الَب َ ِ ِ‬ ‫ير ُي َب ِ‬ ‫ارُك َك‪َ ،‬وَي ْج َعلُ َك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان أَخي أُم َك‪َ .‬وللاُ ا ْلقَد ُ‬

‫بي ِت بتُوِئيل أَِبي أ ِ‬ ‫اك‪ِ ،‬م ْن‬ ‫ُم َك‪َ ،‬و ُخ ْذ لِ َن ْف ِس َك َز ْو َج ًة ِم ْن ُه َن َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫ور ِم َن ُّ‬ ‫وب‪" .‬‬ ‫ون ُج ْم ُه ًا‬ ‫ُمثْ ِم ًرا‪َ ،‬وُي َكث ُر َك فَتَ ُك ُ‬

‫جمهو ارً من الشعوب تعني هنا جماعة مختارة لمقاصد دينية وترجمت باليونانية كنيسة وأصبحت إسماً لشعب‬

‫إسرائيل "جماعة إسرائيل" ال ‪.1::11‬‬

‫‪4‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم»‪".‬‬ ‫َع َ‬ ‫يم لَ َك َولِ َن ْسلِ َك َم َع َك‪ ،‬لِتَ ِر َ‬ ‫ط َ‬ ‫ث أ َْر َ‬ ‫أية (‪َ " -:)4‬وُي ْع ِط َ‬ ‫ض ُغ ْرَبت َك الَّتي أ ْ‬ ‫اها للاُ إل ْب َراه َ‬ ‫يك َب َرَك َة إ ْب َراه َ‬ ‫لترث أرض غربتك‪ :‬فيها إيمان إسحق بأن يرث نسله أرض الموعد وهذا اإليمان أيضاً كان لرفقة حين قالت‬

‫ليعقوب أن يبقي في فدان أرام أياماً قليلة (‪.)54،55:2:‬‬

‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب‬ ‫ص َر َ‬ ‫ف ِإ ْس َح ُ‬ ‫ام‪ِ ،‬إلَى الَ َب َ‬ ‫ب ِإلَى فَد َ‬ ‫يل األ َ​َرام ِي‪ ،‬أَخي ِرْفقَ َة أُم َي ْعقُ َ‬ ‫وب فَ َذ َه َ‬ ‫اق َي ْعقُ َ‬ ‫أية (‪ " -:)5‬فَ َ‬ ‫ان ْب ِن َبتُوئ َ‬ ‫َّان أ َ​َر َ‬ ‫ِ‬ ‫يس َو‪".‬‬ ‫َوع ُ‬

‫رفقة أم يعقوب وعيسو= هنا حسب يعقوب البكر وذكر اسمه أوالً‪.‬‬

‫‪310‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن والعشرون)‬

‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫اك‬ ‫يسو أ َّ‬ ‫َن ِإ ْس َح َ‬ ‫ام لِ َيأْ ُخ َذ لِ َن ْف ِس ِه ِم ْن ُه َن َ‬ ‫وب َوأ َْر َسلَ ُه ِإلَى فَد َ‬ ‫اق َب َار َك َي ْعقُ َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)2 -6‬فلَ َّما َأرَى ع ُ‬ ‫َّان أ َ​َر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِإلَى‬ ‫ان»‪َ 0 .‬وأ َّ‬ ‫صاهُ قَائالً‪« :‬الَ تَأْ ُخ ْذ َز ْو َج ًة ِم ْن َب َنات َك ْن َع َ‬ ‫وب َسم َع ألَِبيه َوأُمه َوَذ َه َ‬ ‫َن َي ْعقُ َ‬ ‫َز ْو َج ًة‪ِ ،‬إ ْذ َب َارَك ُه َوأ َْو َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يه‪2 ،‬فَ َذ َه ِ‬ ‫َن ب َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫اق أَِب ِ‬ ‫ات َك ْنع َ ِ‬ ‫َخ َذ‬ ‫يل َوأ َ‬ ‫ات ِفي َع ْي َن ْي ِإ ْس َح َ‬ ‫ير ٌ‬ ‫فَد َ‬ ‫َ‬ ‫يسو أ َّ َ‬ ‫بع ُ‬ ‫َ‬ ‫ام‪َ .،‬أرَى ع ُ‬ ‫ان ش ِر َ‬ ‫يسو إلَى إ ْس َماع َ‬ ‫َّان أ َ​َر َ‬ ‫محلَ َة ِب ْن ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وت‪َ ،‬ز ْو َج ًة لَ ُه َعلَى ِن َس ِائ ِه‪".‬‬ ‫يم‪ ،‬أ ْ‬ ‫ت َن َب ُاي َ‬ ‫ُخ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ت إ ْس َماع َ‬ ‫يل ْب ِن إ ْب َراه َ‬

‫عيسو يحاول إسترضاء أبيه وأمه بهذا الزواج‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ف َم َكا ًنا‬ ‫اد َ‬ ‫صَ‬ ‫ب َن ْح َو َح َار َ‬ ‫وب م ْن ِب ْئ ِر َس ْب ٍع َوَذ َه َ‬ ‫األيات (‪ " -:)15 -13‬فَ َخ َر َج َي ْعقُ ُ‬ ‫ان‪َ .‬و َ‬ ‫ت أر ِ‬ ‫َّ‬ ‫َخ َذ ِم ْن ِح َج َارِة ا ْل َم َك ِ‬ ‫اضطَ َج َع ِفي ذلِ َك‬ ‫س َكا َن ْت قَ ْد َغ َاب ْت‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ْس ِه‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ان َو َو َ‬ ‫الش ْم َ‬ ‫ض َع ُه تَ ْح َ َ‬ ‫للا ص ِ‬ ‫السماء‪ ،‬و ُهوَذا مالَ ِئ َك ُة ِ‬ ‫وب ٌة َعلَى األ َْر ِ‬ ‫اع َدةٌ َوَن ِ‬ ‫ازلَ ٌة َعلَ ْي َها‪َ 13 .‬و ُه َوَذا‬ ‫ْس َها َي َم ُّ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫ض َو َأر ُ‬ ‫ُح ْل ًما‪َ ،‬وِا َذا ُسلَّ ٌم َم ْن ُ‬ ‫س َّ َ َ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ضطَ ِجع علَيها أ ْ ِ‬ ‫ب ِإ ُ ِ ِ‬ ‫يها‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال‪« :‬أَ​َنا َّ‬ ‫َّ‬ ‫ب َو ِاق ٌ‬ ‫ض الَّتي أَ ْن َ‬ ‫اق‪ .‬األ َْر ُ‬ ‫له ِإ ْس َح َ‬ ‫يك َوِا ُ‬ ‫يم أَِب َ‬ ‫ُعط َ‬ ‫ت ُم ْ ٌ َ ْ َ‬ ‫ف َعلَ ْي َها‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫له إ ْب َراه َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َن ْسلُ َك َكتُر ِ‬ ‫اب األ َْر ِ‬ ‫وبا‪َ ،‬وَيتَ​َب َار ُك ِف َ‬ ‫لَ َك َولِ َن ْسلِ َك‪َ .‬وَي ُك ُ‬ ‫يك َوِفي َن ْسل َك َجميعُ‬ ‫ض‪َ ،‬وتَ ْمتَ ُّد َغ ْرًبا َو َش ْرقًا َو َش َماالً َو َج ُن ً‬ ‫َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ْهب‪ ،‬وأَردُّك ِإلَى ِ‬ ‫هذ ِه األ َْر ِ‬ ‫قَ َب ِائ ِل األ َْر ِ‬ ‫ض‪ ،‬أل َِني الَ أَتُْرُك َك َحتَّى أَف َْع َل َما‬ ‫َحفَظُ َك َح ْيثُ َما تَذ َ ُ َ ُ َ‬ ‫ض‪َ .‬و َها أَ​َنا َم َع َك‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َكلَّ ْمتُ َك ِب ِه»‪".‬‬

‫َن‬ ‫اك أل َّ‬ ‫َوَب َ‬ ‫ات ُه َن َ‬ ‫ا ْل َم َكا ِن‪َ 12 .‬و َأرَى‬

‫هذه الرؤيا كانت ليعقوب المدلل من أمه الهارب من وجه عيسو محروماً من بيته وعاطفة أبويه‪ ،‬سائ اًر في برية‬

‫وحده‪ ،‬واضعاً رأسه علي حجر لينام وسط مخاوفه‪ ،‬كانت هذه الرؤيا تشجيعاً له واعالنا من هللا أنه لن يتركه‬

‫وحده بل هو في حمايته ومالئكته تحيطه والسماء ليست مغلقة أمامه بالرغم من خطأه‪ .‬لم ينعم يعقوب برؤيا‬ ‫مثل هذه في بيته"‪.‬‬

‫معني الرؤيا‪ :‬هذه الرؤيا تشير لتجسد المسيح فهو الذي بتجسده صالح السمائيين واألرضيين وهذا معني‬ ‫المالئكة الصاعدة والنازلة فالمسيح فتح السماء (يو ‪ .)41:1‬ويشير السلم للعذراء فالمسيح تجسد من بطنها ‪،‬‬ ‫وللصليب الذي به تم الفداء‪ .‬ويعقوب يشير للسيد المسيح الذي أرسله أبوه إسحق (اآلب) ليأخذ له عروساً‬

‫(الكنيسة) تاركاً بنات المنطقة (اليهود) أع ‪ .51:13‬وقد ظهرت هذه الرؤيا ليعقوب قبل أن يأخذ راحيل زوجة‪.‬‬ ‫فالصليب كان أوالً ثم قدم المسيح دمه مه اًر لعروسه‪ .‬فوعود هللا ليعقوب في هذه الرؤيا كانت تناسب حاضر‬

‫يعقوب ومستقبله (الكنيسة)‪ .‬والحجر تحت رأس يعقوب يشير للمسيح كحجر تبني عليه الكنيسة بعد أن صار‬ ‫‪13‬‬ ‫ف عليها = بكونه السماوي فهو السماوي قد تجسد ليؤسس‬ ‫الر ُّ‬ ‫رأساً للزاوية‪ .‬أي بعد تجسده‪َ .‬و ُه َوَذا َّ‬ ‫ب َو ِاق ٌ‬ ‫الكنيسة عليه ‪ .‬واذا كان الصليب يشير له السلم‪ ،‬والسلم يستخدم للصعود والنزول‪ .‬فالقديسين حينما يحملون‬ ‫صليبهم يرتفعون للسماويات واألشرار بجحدهم للمسيح المصلوب ينزلون للهاوية‪ .‬والمالئكة الصاعدة والنازلة‬

‫تشير إلهتمام السماويين بنا وأن مشورات هللا في السماء تنفذ هنا علي األرض والمسيح علي رأس السلم فهو فوق‬

‫الكل وضابط الكل يسندنا ويرفعنا اليه‪.‬‬

‫‪311‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن والعشرون)‬

‫ِ​ِ‬ ‫أية (‪16 " -:)16‬فَاستَيقَظَ يعقُ ِ‬ ‫ب ِفي ه َذا ا ْل َم َك ِ‬ ‫َعلَ ْم!»‪".‬‬ ‫الر َّ‬ ‫ال‪َ « :‬حقًّا ِإ َّن َّ‬ ‫ان َوأَ​َنا لَ ْم أ ْ‬ ‫ْ ْ َْ ُ‬ ‫وب م ْن َن ْومه َوقَ َ‬ ‫الرب في هذا المكان‪ :‬ربما ظن يعقوب ان هللا ال يمكن أن يقابله سوي عند مذبح العائلة‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ان! ما ه َذا ِإالَّ بي ُ ِ‬ ‫اء»‪".‬‬ ‫أية (‪َ " -:)10‬و َخ َ‬ ‫َْ‬ ‫ت للا‪َ ،‬وه َذا َب ُ‬ ‫ال‪َ « :‬ما أ َْرَه َ‬ ‫اب َّ َ‬ ‫ب ه َذا ا ْل َم َك َ َ‬ ‫اف َوقَ َ‬ ‫هل نحس بهذه الرهبة ونحن في الكنيسة أو في الهيكل أو ونحن نصلي فبيت هللا هو الكنيسة‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ضع ُه تَ ْح َ ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫الص َب ِ‬ ‫ص َّ‬ ‫وب ِفي َّ‬ ‫اح َوأ َ‬ ‫ام ُه َع ُم ً‬ ‫األيات (‪َ " -:)22 -17‬وَب َّك َر َي ْعقُ ُ‬ ‫ودا‪َ ،‬و َ‬ ‫َخ َذ ا ْل َح َج َر الَّذي َو َ َ‬ ‫ت َأرْسه َوأَقَ َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ ِ ‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان « َب ْي َ ِ‬ ‫اس َم ذلِ َك ا ْل َم َك ِ‬ ‫ْر‬ ‫وب َنذ ًا‬ ‫ان لُ َ‬ ‫اس ُم ا ْل َمدي َن ِة أ ََّوالً َك َ‬ ‫يل»‪َ ،‬ولك ِن ْ‬ ‫َزْيتًا َعلَى َأرْسه‪َ .‬وَد َعا ْ‬ ‫وز‪َ .‬وَن َذ َر َي ْعقُ ُ‬ ‫تإ َ‬ ‫ِ‬ ‫ق الَِّذي أَ​َنا س ِائر ِف ِ‬ ‫ط ِاني ُخ ْب ًاز ُ ِ‬ ‫ظ ِني ِفي ه َذا الطَّ ِري ِ‬ ‫س‪،‬‬ ‫َع َ‬ ‫ان للاُ َم ِعي‪َ ،‬و َح ِف َ‬ ‫قَائالً‪ِ« :‬إ ْن َك َ‬ ‫يه‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫آلك َل َوث َي ًابا ألَ ْل َب َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫الر ُّ ِ‬ ‫للا‪َ ،‬و ُك ُّل َما‬ ‫ون َّ‬ ‫ون َب ْي َ‬ ‫لها‪َ ،‬وه َذا ا ْل َح َج ُر الَّذي أَقَ ْمتُ ُه َع ُم ً‬ ‫َو َر َج ْع ُ‬ ‫ودا َي ُك ُ‬ ‫ت ِب َسالٍَم ِإلَى َب ْيت أَِبي‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫ب لي ِإ ً‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ُع ِش ُرهُ لَ َك»‪".‬‬ ‫تُ ْعطيني فَِإني أ َ‬

‫نجد هنا إثبات أهمية التقليد في الكنيسة‪ .‬فمن أين عرف يعقوب ان يصب زيتاً علي الحجر لتكريس المكان‬

‫ليصبح بيتاً هلل ومن أين عرف فكرة العشور‪ .‬إال أن هللا سلم هذا لألباء ابتداء من آدم حتي إبراهيم واسحق‬ ‫ويعقوب ‪ ،‬ثم جاءنا ناموس موسي ليؤيد الناموس الشفهي (التقليد) المسلم لألباء شفاهة‪ .‬واقامة عمود في هذا‬

‫المكان ليكون شاهداً علي هذه الرؤيا‪.‬‬

‫لوز وبيت إيل ‪ :‬يش ‪ .2،1:11‬لوز كانت قريبة من بيت إيل والمعني أن يعقوب كان خالل هذه الرؤيا يبيت‬

‫في مكان قرب لوز‪ .‬ثم أطلق علي المكان بيت إيل ثم بعد هذا صارت بيت إيل ولوز مكاناً واحداً بعد أن إتسعت‬ ‫الرقعة وصار اسم المكان كله بيت إيل‪.‬‬

‫‪312‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع والعشرون)‬

‫األصحاح التاسع والعشرون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫ض َب ِني ا ْل َم ْش ِر ِ‬ ‫ق‪" .‬‬ ‫وب ِر ْجلَ ْيه َوَذ َه َ‬ ‫أية (‪ " -:)1‬ثُ َّم َرفَ َع َي ْعقُ ُ‬ ‫رفع يعقوب رجليه= تعني اإلسراع في الطريق بعد أن بعثت فيه الرؤيا نشاطاً وطمأنينة‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اك ثَالَ ثَ ُة قُ ْط َع ِ‬ ‫ض ٌة ِع ْن َد َها‪ ،‬أل ََّن ُه ْم َكا ُنوا ِم ْن ِت ْل َك ا ْل ِب ْئ ِر‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬وَنظَ َر َوِا َذا ِفي ا ْل َح ْق ِل ِب ْئٌر َو ُه َن َ‬ ‫ان َغ َنٍم َارِب َ‬ ‫ير‪".‬‬ ‫ان َك ِب ًا‬ ‫ان‪َ ،‬وا ْل َح َج ُر َعلَى فَِم ا ْل ِب ْئ ِر َك َ‬ ‫ون ا ْلقُ ْط َع َ‬ ‫َي ْسقُ َ‬

‫يبدو أن البئر كانت من حق البان فكان الرعاة ينتظرون حتي تأتي راحيل ليسقوا قطعانهم‪ .‬أو هم يجتمعون وال‬

‫يرفعون الحجر إال بعد أن يجتمع الجميع حتي ال تتلوث البئر بالتراب‪.‬‬

‫وفي هذا اإلصحاح نجد يعقوب رم اًز للسيد المسيح وراحيل رم اًز للكنيسة‪-:‬‬

‫‪ .1‬هو ذهب لها ليقتنيها زوجة والمسيح أتي لكنيسته ليقتنيها عروساً له‪.‬‬ ‫‪ .2‬هو جاء إلي الحقل أي إلي العالم ليقابلها هناك‪.‬‬

‫‪ .3‬البئر تشير للمعمودية وهذه كان عليها حج اًر أزاحه يعقوب‪ .‬والمعمودية هي بنوة هلل وبتجسد المسيح‬ ‫إنفتحت المعمودية لنصير أوالداً هلل‪ .‬والمعمودية هي بعمل الروح القدس والبئر تشير لكل أعمال الروح‬

‫القدس هذا الذي إنسكب علي الكنيسة بعمل المسيح (األسرار)‪.‬‬

‫‪ .5‬القطعان الرابضة في إنتظار مجئ يعقوب وراحيل هم كل من سبق وجاء قبل التجسد وربما ثالثة ليرمزوا‬ ‫إلي ‪ )1‬األباء السابقين للناموس الموسوي (هابيل… يوسف) وهؤالء يمثلون الناموس الطبيعي ‪)2 .‬‬ ‫رجال الناموس الموسوي برموزه ‪ )3 .‬األنبياء‪ .‬كل هؤالء كانوا ينتظرون علي رجاء مجئ المسيح‪ .‬وهللا‬ ‫تكلم مع األباء بطرق متنوعة عب ‪ 2،1:1‬فكلمهم بالرؤي وبالناموس والنبوات وحين جاء ملء الزمان‬ ‫جاء المسيح وأرسل الروح القدس‪ .‬ودحرجة الحجر ربما تشير للمالك الذي دحرج الحجر ليعلن قيامة‬

‫المسيح‪.‬‬

‫‪ .4‬أخبر يعقوب راحيل أنه أخو أبيها=هو إعالن المسيح عن قرابته لنا بتجسده وفدائه والمصالحة التي‬ ‫صنعها بين أبيه السماوي وبيننا وقال البان "أنت عظمي ولحمي" أف ‪.31:4‬‬

‫‪ .1‬رفع الحجر= يشير أيضا لرفع حجر الظالل والرموز ويعلن كمال الحق ويشير أيضاً ألن المسيح بموته‬ ‫داس الموت وأعطانا القيامة والحياة‪.‬‬

‫‪ .:‬يعقوب قَ​َبل راحيل= إعالناً عن حبه وهذا ماعمله المسيح فأعلن حبه بصليبه‪.‬‬ ‫‪ .1‬حين أعلن ذاته لها أدخلته بيت أبيها وسكن عندهم = عالمة شركة الكنيسة مع المسيح كل أيام غربتنا‬ ‫حتي يدخل بنا إلي سمواته‪ .‬ووجود يعقوب كضيف في بيت خاله لفترة تشير ألن المسيح كان كضيف‬

‫سماوي في األرض حتي يقتني عروسه‪.‬‬

‫‪313‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع والعشرون)‬

‫‪ .1‬ليئة= تعني ُمعياة ربما بسبب مرض عينيها وراحيل تعني شاة‪ .‬وليئة هنا تشير لشعب اليهود ذو النظر‬ ‫الكليل فهم لم يروه كمخلص ورفضوه أما المسيح فقبلهم فترة من الزمان حتي يحصل علي كنيسته (هي‬

‫الشاة وهو الراعي) هي ذات العيون القوية الجميلة التي عرفته وأحبته واختارته ألنه هو أحبها اوالً‪.‬‬ ‫عموماً كان المسيح هو حجر الزاوية الذي ربط بين الشعبين (أف ‪ .)1:2‬هذا ويالحظ أن المسيح جاء‬ ‫من سبط يهوذا ابن ليئة فهو من نسل اليهود (رمزهم ليئة) بالجسد‪.‬‬

‫‪ .11‬من محبة يعقوب لراحيل قيل "كانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته له"‪ .‬وقيل عن المسيح " ال‬ ‫يوجد حب أعظم من هذا أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه" وقيل عن القديسين "لم يحبوا حياتهم حتي‬ ‫الموت رؤ ‪ 11:12‬وقال بولس الرسول "من يفصلني عن محبة المسيح أشدة أم ضيق …إذاً هي محبة‬ ‫متبادلة‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ط َع ِ‬ ‫ون ا ْل َغ َن َم‪ ،‬ثُ َّم‬ ‫اك َج ِميعُ ا ْلقُ ْ‬ ‫ون ا ْل َح َج َر َع ْن فَِم ا ْل ِب ْئ ِر َوَي ْسقُ َ‬ ‫ان فَ ُي َد ْح ِر ُج َ‬ ‫ان َي ْجتَ ِمعُ ِإلَى ُه َن َ‬ ‫األيات (‪ " -:)13-3‬فَ َك َ‬ ‫ِ​ِ ‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب‪َ « :‬يا ِإ ْخ َوِتي‪ِ ،‬م ْن أ َْي َن أَ ْنتُ ْم؟» فَقَالُوا‪َ « :‬ن ْح ُن ِم ْن‬ ‫َي ُرد َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ْعقُ ُ‬ ‫ُّون ا ْل َح َج َر َعلَى فَم ا ْل ِب ْئ ِر إلَى َم َكانه‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ « :‬ه ْل لَ ُه َسالَ َم ٌة؟» فَقَالُوا‪:‬‬ ‫ون الَ َب َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ « :‬ه ْل تَ ْع ِرفُ َ‬ ‫َح َار َ‬ ‫ان ْاب َن َن ُ‬ ‫اح َ‬ ‫ور؟» فَقَالُوا‪َ « :‬ن ْع ِرفُ ُه»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ان»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪0‬‬ ‫النهار بعد طَ ِويل‪ .‬لَيس وقْت ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع ا ْلمو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اشي‪.‬‬ ‫ال‪ُ « :‬ه َوَذا َّ َ ُ َ ْ ُ‬ ‫ٌ َْ َ َ ْ‬ ‫اجت َم ِ َ َ‬ ‫يل ْاب َنتُ ُه آت َي ٌة َم َع ا ْل َغ َنم»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫«لَ ُه َسالَ َم ٌة‪َ .‬و ُه َوَذا َراح ُ‬ ‫ِا ْسقُوا ا ْل َغ َن َم َوا ْذ َه ُبوا ْار َع ْوا»‪7 .‬فَقَالُوا‪« :‬الَ َن ْق ِد ُر َحتَّى تَ ْجتَ ِمعَ َج ِميعُ ا ْلقُ ْط َع ِ‬ ‫ان َوُي َد ْح ِر ُجوا ا ْل َح َج َر َع ْن فَِم ا ْل ِب ْئ ِر‪ ،‬ثُ َّم‬ ‫‪13‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫وب‬ ‫يها‪ ،‬ألَنَّ َها َكا َن ْت تَْر َعى‪ .‬فَ َك َ‬ ‫ص َر َي ْعقُ ُ‬ ‫يل َم َع َغ َنم أَِب َ‬ ‫ان لَ َّما أ َْب َ‬ ‫َن ْسقي ا ْل َغ َن َم»‪َ .‬وِا ْذ ُه َو َب ْع ُد َيتَ َكل ُم َم َع ُه ْم أَتَ ْت َراح ُ‬ ‫ِ‬ ‫ان َخالِ ِه‪.‬‬ ‫ان َخالِ ِه‪ ،‬أ َّ‬ ‫يل ِب ْن َ‬ ‫َّم َوَد ْح َر َج ا ْل َح َج َر َع ْن فَِم ا ْل ِب ْئ ِر َو َسقَى َغ َن َم الَ َب َ‬ ‫ان َخالِ ِه‪َ ،‬و َغ َن َم الَ َب َ‬ ‫ت الَ َب َ‬ ‫َن َي ْعقُ َ‬ ‫َراح َ‬ ‫وب تَقَد َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ْت‬ ‫ص ْوتَ ُه َوَب َكى‪َ .‬وأ ْ‬ ‫يها‪َ ،‬وأ ََّن ُه ْاب ُن ِرْفقَ َة‪ ،‬فَ​َرَك َ‬ ‫يل أَنَّ ُه أَ ُخو أَِب َ‬ ‫َخ َب َر َي ْعقُ ُ‬ ‫َوقَ​َّب َل َي ْعقُ ُ‬ ‫يل َو َرفَعَ َ‬ ‫وب َراح َ‬ ‫وب َراح َ‬ ‫اها‪13 .‬فَ َكان ِحين س ِمع الَبان َخبر يعقُوب اب ِن أ ْ ِ‬ ‫ض ِلِلقَ ِائ ِه َو َعا َنقَ ُه َوقَ​َّبلَ ُه َوأَتَى ِب ِه ِإلَى‬ ‫َوأ ْ‬ ‫َخ َب َر ْت أ َ​َب َ‬ ‫ُخت ِه أ ََّن ُه َرَك َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ​َ َ ْ َ ْ‬ ‫ان ِبج ِم ِ ِ ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫ور‪" .‬‬ ‫َب ْي ِت ِه‪ .‬فَ َحد َ‬ ‫َّث الَ َب َ َ‬ ‫يع هذه األ ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫ت َع ْظ ِمي َولَ ْح ِمي»‪ .‬فَأَقَام ِع ْن َدهُ َش ْه ًار ِم َن َّ‬ ‫الزَم ِ‬ ‫ان‪".‬‬ ‫ان‪ِ« :‬إ َّن َما أَ ْن َ‬ ‫ال لَ ُه الَ َب ُ‬ ‫أية (‪ " -:)14‬فَقَ َ‬ ‫َ‬ ‫أقام يعقوب عند البان شه ارً‪ .‬فكانت العادة أن يستضيف اإلنسان ضيفه بحد أقصي شهر‪ .‬بعد ذلك يصير‬

‫كواحد من العائلة ويشاركهم حياتهم بما فيها من عمل وينال أجرة عن عمله (أية ‪.)14‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ان لِيعقُوب‪« :‬أَألَنَّ َك أ ِ‬ ‫ان‬ ‫َخي تَ ْخ ِد ُم ِني َمجَّا ًنا؟ أ ْ‬ ‫ُج َرتُ َك»‪َ .‬و َك َ‬ ‫َخ ِب ْرِني َما أ ْ‬ ‫ال الَ َب ُ َ ْ َ‬ ‫األيات (‪ " -:)22-15‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ض ِعيفَتَي ِن‪ ،‬وأ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ْاب َنتَ ِ‬ ‫يل فَ َكا َن ْت َح َس َن َة‬ ‫اس ُم ُّ‬ ‫لِالَ َب َ‬ ‫اس ُم ا ْل ُك ْب َرى لَ ْي َئ ُة َو ْ‬ ‫ان‪ْ ،‬‬ ‫يل‪َ .‬و َكا َن ْت َع ْي َنا لَ ْي َئ َة َ ْ َ‬ ‫َما َراح ُ‬ ‫الص ْغ َرى َراح ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪17‬‬ ‫َخ ِدم َك سبع ِس ِن ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫َح َّ‬ ‫يل ْاب َن ِت َك ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ورِة َو َح َس َن َة ا ْل َم ْنظَ ِر‪َ .‬وأ َ‬ ‫ال‪« :‬أ ْ ُ َ ْ َ‬ ‫ب َي ْعقُ ُ‬ ‫الص َ‬ ‫الص ْغ َرى»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ين ِب َراح َ‬ ‫يل‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫وب َراح َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل َس ْب َع ِس ِن ٍ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫ُع ِط َي َها لِ َر ُجل َ‬ ‫َح َس ُن ِم ْن أ ْ‬ ‫ُع ِط َي َك ِإ َّي َ‬ ‫ان‪« :‬أ ْ‬ ‫الَ َب ُ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫اها أ ْ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫آخ َر‪ .‬أَق ْم ع ْندي»‪ .‬فَ َخ َد َم َي ْعقُ ُ‬ ‫وب ِب َراح َ‬

‫‪314‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع والعشرون)‬

‫و َكا َن ْت ِفي عي َني ِه َكأ ََّي ٍام َقلِيلَ ٍة ِبسب ِب مح َّب ِت ِه لَها‪21 .‬ثُ َّم قَال يعقُوب لِالَبان‪« :‬أ ِ ِ‬ ‫َن أ ََّي ِ‬ ‫امي قَ ْد َك ُملَ ْت‪،‬‬ ‫ام َأرَِتي أل َّ‬ ‫َ َْ ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َعطني ْ‬ ‫‪22‬‬ ‫فَأ َْد ُخل علَيها»‪ .‬فَجمع الَب ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َه ِل ا ْل َم َك ِ‬ ‫يم ًة‪".‬‬ ‫يع أ ْ‬ ‫ان َجم َ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ان َو َ‬ ‫ص َنعَ َول َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ان ِفي ا ْلمس ِ‬ ‫َخ َذ لَ ْي َئ َة ْاب َنتَ ُه َوأَتَى ِب َها ِإلَ ْي ِه‪ ،‬فَ َد َخ َل َعلَ ْي َها‪" .‬‬ ‫اء أ ََّن ُه أ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)23‬و َك َ‬ ‫َ​َ‬ ‫لم يكن الخداع صعباً فالعروس تزف ليالً وهي مرتدية برقع أحمر‪ .‬وكما خدع يعقوب أبوه إسحق هكذا فعل به‬

‫البان خاله‪ .‬ثم خدعه أوالده في موضوع يوسف‪ .‬فكان في حياته معذباً‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫ان ِزْلفَ َة َج ِ‬ ‫ارَيتَ ُه لِلَ ْي َئ َة ْاب َن ِت ِه‬ ‫َعطَى الَ َب ُ‬ ‫األيات (‪َ " -:)26-24‬وأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِع ْن َد َك؟‬ ‫يل َخ َد ْم ُ‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫لِالَ َب َ‬ ‫ت ِبي؟ أَلَ ْي َ‬ ‫ان‪َ « :‬ما ه َذا الَّذي َ‬ ‫س ِب َراح َ‬ ‫طى َّ ِ‬ ‫يرةُ قَْب َل ا ْل ِب ْك ِر‪" .‬‬ ‫َن تُ ْع َ‬ ‫َ‬ ‫هك َذا ِفي َم َك ِان َنا أ ْ‬ ‫الصغ َ‬

‫‪25‬‬ ‫الصب ِ ِ ِ‬ ‫َج ِ‬ ‫ال‬ ‫ارَي ًة‪َ .‬وِفي َّ َ‬ ‫اح إ َذا ه َي لَ ْي َئ ُة‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪« :‬الَ ُي ْف َع ُل‬ ‫ال الَ َب ُ‬ ‫َفل َما َذا َخ َد ْعتَني؟»‪ .‬فَقَ َ‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪20 " -:)20‬أَ ْك ِمل أُسبو ِ‬ ‫ضا َس ْب َع ِس ِن ٍ‬ ‫ُخ َر»‪".‬‬ ‫ين أ َ‬ ‫ْ ُْ َ‬ ‫ضا‪ِ ،‬با ْل ِخ ْد َم ِة الَّتي تَ ْخد ُمني أ َْي ً‬ ‫ع هذ ِه‪ ،‬فَ ُن ْع ِط َي َك ت ْل َك أ َْي ً‬ ‫كانت العادة أن يحتفل العريس بعروسه لمدة أسبوع (مثل شهر العسل عندنا)‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪27‬‬ ‫هك َذا‪ .‬فَأَ ْكمل أُسبو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫َع َ‬ ‫َع َ‬ ‫وب َ‬ ‫َ​َ ُْ َ‬ ‫طى الَ َب ُ‬ ‫يل ْاب َنتَ ُه َز ْو َج ًة لَ ُه‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ع هذ ِه‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫األيات (‪ " -:)22-27‬فَفَ َع َل َي ْعقُ ُ‬ ‫طاهُ َراح َ‬ ‫ِ‬ ‫ارَيتَ ُه َج ِ‬ ‫يل ْاب َنتَ ُه ِب ْل َه َة َج ِ‬ ‫ارَي ًة لَ َها‪".‬‬ ‫َراح َ‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ‬ ‫ب أَي ً ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل أَ ْكثَ​َر ِم ْن لَ ْي َئ َة‪َ .‬و َع َ‬ ‫يل أ َْي ً‬ ‫ضا‪َ ،‬وأ َ‬ ‫اد فَ َخ َد َم ع ْن َدهُ َس ْبعَ‬ ‫َح َّ ْ‬ ‫ضا َراح َ‬ ‫األيات (‪ " -:)31-33‬فَ َد َخ َل َعلَى َراح َ‬ ‫‪31‬‬ ‫احيل فَ َكا َن ْت ع ِ‬ ‫وه ٌة فَفَتَح ر ِحمها‪ ،‬وأ َّ ِ‬ ‫ِس ِن ٍ‬ ‫اق ًار‪".‬‬ ‫ب أ َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ُخ َر‪َ .‬و َأرَى َّ‬ ‫ين أ َ‬ ‫َن لَ ْي َئ َة َم ْك ُر َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ​َ َ‬ ‫َما َر ُ‬

‫كلمة مكروهة في أصلها أنها محبوبة بدرجة أقل ويتضح هذا من اآليتين وهللا الذي سمح لها بأن تكون عينها‬ ‫هكذا عوضها بكثرة البنين‪ .‬وليئة بأبنائها الكثيرين تشير لليهود الذين كانوا مخصبين أما راحيل العاقر فتشير‬ ‫لألمم الذين كانوا في حالة عقم ثم أثمروا‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب قَ ْد َنظَ َر ِإلَى‬ ‫الر َّ‬ ‫ُوب ْي َن»‪ ،‬أل ََّن َها قَالَ ْت‪ِ« :‬إ َّن َّ‬ ‫األيات (‪ " -:)35-32‬فَ َح ِبلَ ْت لَ ْي َئ ُة َو َولَ َدت ْاب ًنا َوَد َعت ْ‬ ‫اس َم ُه « َأر َ‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِاني‬ ‫الر َّ‬ ‫َع َ‬ ‫ضا َو َولَ َد ِت ْاب ًنا‪َ ،‬وقَالَ ْت‪ِ« :‬إ َّن َّ‬ ‫ب قَ ْد َس ِم َع أ َِني َم ْك ُر َ‬ ‫َم َذلَّتي‪ِ .‬إنَّ ُه َ‬ ‫وه ٌة فَأ ْ‬ ‫اآلن ُي ِح ُّبني َر ُجلِي»‪َ .‬و َح ِبلَ ْت أ َْي ً‬ ‫ه َذا أَيضا»‪ .‬فَدع ِت اسمه « ِشمعون»‪34 .‬وح ِبلَ ْت أَيضا وولَد ِت اب ًنا‪ ،‬وقَالَ ِت‪« :‬اآلن ِ‬ ‫هذ ِه ا ْل َم َّرةَ َي ْقتَ ِر ُن ِبي َر ُجلِي‪،‬‬ ‫َُْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْ ً‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ْ ً َ​َ َ ْ َ‬ ‫‪35‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح َم ُد‬ ‫ألَني َولَ ْد ُ‬ ‫ت لَ ُه ثَالَ ثَ َة َبن َ‬ ‫ضا َو َولَ َدت ْاب ًنا َوقَالَ ْت‪« :‬هذ ِه ا ْل َم َّرةَ أ ْ‬ ‫ي»‪َ .‬و َح ِبلَ ْت أ َْي ً‬ ‫ين»‪ .‬لذل َك ُدع َي ْ‬ ‫اس ُم ُه «الَو َ‬ ‫ِ‬ ‫الر َّ ِ ِ‬ ‫اس َم ُه « َي ُهوَذا»‪ .‬ثُ َّم تَ​َوقَّفَ ْت َع ِن ا ْل ِوالَ َد ِة‪".‬‬ ‫َّ‬ ‫ب»‪ .‬لذل َك َد َعت ْ‬

‫ليئة حينما شعرت أنها مكروهة لجأت إلي هللا واتضح هذا في تسمية أوالدها فنسبتهم كلهم هلل فهي أسمت البكر‬

‫رأوبين= إبن الرؤيا أي هللا رأي مذلتي فوهبني إبنا حتي يحبني زوجي وأسمت الثاني شمعون= هللا سمعني إذ‬ ‫‪315‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع والعشرون)‬

‫كنت مكروهة فشمعون تعني مستمع وأسمت الثالث الوي أي مقترن بي وتعني اآلن يقترن بي زوجي والرابع‬

‫يهوذا= يعترف أو يحمد فهي تشكر هللا علي عطيته‪ .‬وليئة التي تمثل اليهود أنجبت البكر فهم بالنسبة هلل األخ‬ ‫األكبر فهم أسبق من المسيحيين في معرفة هللا ولكن سحبت منهم البكورية وأصبحت لهم البكورية الجسدية فقط‬

‫بحكم الزمن أما البكورية الروحية فصارت للشعب المسيحي‪ .‬ومن ليئة جاء الوي أى الكهنوت‪ ،‬كهنوت العهد‬ ‫القديم وجاء من ليئة يهوذا أبو المسيح بالجسد‪ .‬ويقول الكتاب ثم توقفت عن الوالدة فهذا هو كل دور شعب‬ ‫اليهود أن يأتي منهم المسيح وبعد ذلك ال يوجد لهم أي دور في خطة الخالص سوي أن يؤمنوا بالمسيح‪ .‬وقد‬

‫تشير إلي أنهم برفضهم السيد المسيح توقفوا عن اإلنجاب الروحي‪ .‬علي أننا نجد أن ليئة بعد ذلك عادت‬ ‫وأنجبت يساكر وزبولون وقد يكون هذا إشارة لقبول اليهود اإليمان المسيحي في أواخر األيام‪.‬‬ ‫إسحق ويعقوب‬ ‫إن كان يعقوب يشير للمسيح الذى نزل لألرض ليأخذ عروستين ( اليهود واألمم) وكان موت راحيل فى الطريق‬

‫يشير لموتنا اآلن بالجسد فى طريقنا للسماء فإسحق يشير المسيح الموجود اآلن فى السماء وعروسته الواحدة (‬

‫رفقة) تذهب له‪ ،‬يأتى بها له الروح القدس‪ .‬وهى واحدة وحيدة‪ ،‬فهكذا هى عروس المسيح‪ .‬وهذه ستكون حية فى‬ ‫السماء لألبد فى حياة أبدية‪ ،‬لذلك ال يذكر خبر موتها‪.‬‬

‫‪316‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالثون)‬

‫األصحاح الثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫كان يعقوب يعيش حياة هادئة في بيت أبيه إلي أن سقط في خطية الخداع واإلحتيال فتمررت حياته ونجد هنا‬

‫صورة للصراعات في حياة يعقوب‪ .‬فهو هرب من الصراع مع أخيه عيسو ولكن نجد خاله البان يخدعه ويعطيه‬

‫ليئة عوضاً عن راحيل فيضطر للزواج من كلتيهما وينشأ عن الزواج المتعدد صراعات بينهما ولم يعد بيت‬ ‫يعقوب البيت الهادئ‪ .‬بل صار هناك صراع مع خاله البان بسبب أجرته‪.‬‬

‫ِ‬ ‫احيل ِم ْن أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أية (‪َ 1 " -:)1‬فلَ َّما أر ْ ِ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫وب‪َ « :‬ه ْب لِي َبن َ‬ ‫ُخت َها‪َ ،‬وقَالَ ْت ل َي ْعقُ َ‬ ‫يل أ ََّن َها لَ ْم تَل ْد ل َي ْعقُ َ‬ ‫َ‬ ‫وب‪َ ،‬غ َار ْت َر ُ‬ ‫َت َراح ُ‬ ‫َّ‬ ‫وت!»‪".‬‬ ‫َم ُ‬ ‫َوِاال فَأَ​َنا أ ُ‬ ‫واال فأنا أموت= أي بدون أوالد أحسب كميتة أو أنني أموت من الحسرة‪ .‬هذه حالة يأس من المؤكد أنها أحزنت‬

‫قلب يعقوب رجل الصالة‪ .‬فهي تشكو وتتمرد ولكنها ال تصلي‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ان ِ‬ ‫ِ‬ ‫للا الَِّذي َم َن َع َع ْن ِك ثَ ْم َرةَ ا ْل َب ْط ِن؟»‪".‬‬ ‫ال‪« :‬أَلَ َعلِي َم َك َ‬ ‫أية (‪ " -:)2‬فَ َح ِم َي َغ َ‬ ‫ب َي ْعقُ َ‬ ‫ضُ‬ ‫يل َوقَ َ‬ ‫وب َعلَى َراح َ‬ ‫العلي مكان للا‪ :‬أي لماذا تشتكي لي إذهبي إلي هللا وتعلمي أن تصلي وتشتكي له‪.‬‬

‫األيات (‪3" -:)13 -3‬فَقَا َل ْت‪ُ « :‬هوَذا ج ِ ِ‬ ‫ضا ِم ْن َها‬ ‫ارَيتي ِب ْل َه ُة‪ْ ،‬اد ُخ ْل َعلَ ْي َها فَتَِل َد َعلَى ُرْك َبتَ َّي‪َ ،‬وأ ُْرَز ُ‬ ‫ق أَ​َنا أ َْي ً‬ ‫َ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طتْ ُه ِب ْل َه َة َج ِ‬ ‫يل‪:‬‬ ‫َع َ‬ ‫َبن َ‬ ‫ين»‪ .‬فَأ ْ‬ ‫وب‪ ،‬فَ َح ِبلَ ْت ِب ْل َه ُة َو َولَ َد ْت ل َي ْعقُ َ‬ ‫ارَيتَ َها َز ْو َج ًة‪ ،‬فَ َد َخ َل َعلَ ْي َها َي ْعقُ ُ‬ ‫وب ْاب ًنا‪ ،‬فَقَالَ ْت َراح ُ‬ ‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫«قَ ْد قَضى لِي للا وس ِمع أَيضا لِصوِتي وأ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ضا ِب ْل َه ُة َج ِ‬ ‫ارَي ُة‬ ‫اس َم ُه « َدا ًنا»‪َ .‬و َح ِبلَ ْت أ َْي ً‬ ‫َ ُ َ َ َ ْ ً َْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َعطَان َي ْاب ًنا»‪ .‬لذل َك َد َعت ْ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫للا قَ ْد صارعت أ ْ ِ‬ ‫احيل‪« :‬مصارع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس َم ُه‬ ‫ُختي َو َغلَ ْب ُ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫وب‪ ،‬فَقَالَ ْت َر ُ ُ َ َ َ‬ ‫ت»‪ .‬فَ َد َعت ْ‬ ‫يل َو َولَ َدت ْاب ًنا ثَان ًيا ل َي ْعقُ َ‬ ‫َراح َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذ ْت ِزْلفَ َة َج ِ‬ ‫وب َز ْو َج ًة‪13 ،‬فَ َولَ َد ْت ِزْلفَ ُة‬ ‫َت لَ ْي َئ ُة أَنَّ َها تَ​َوقَّفَ ْت َع ِن ا ْل ِوالَ َد ِة‪ ،‬أ َ‬ ‫« َن ْفتَالِي»‪َ .‬ولَ َّما َأر ْ‬ ‫ارَيتَ َها َوأ ْ‬ ‫َعطَتْ َها ل َي ْعقُ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ادا»‪َ 12 .‬و َولَ َد ْت ِزْلفَ ُة َج ِ‬ ‫َج ِ‬ ‫ارَي ُة لَ ْي َئ َة ْاب ًنا ثَ ِان ًيا‬ ‫اس َم ُه « َج ً‬ ‫وب ْاب ًنا‪ .‬فَقَالَ ْت لَ ْي َئ ُة‪ِ « :‬ب َس ْعد»‪ .‬فَ َد َعت ْ‬ ‫ارَي ُة لَ ْي َئ َة ل َي ْعقُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِيعقُوب‪13 ،‬فَقَالَ ْت لَي َئ ُة‪ِ « :‬ب ِغب َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير»‪".‬‬ ‫طتي‪ ،‬أل ََّن ُه تُ َغ ِبطُني َب َن ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ات»‪ .‬فَ َد َعت ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫اس َم ُه «أَش َ‬ ‫دخلت الصراعات بين األختين إلي مجال آخر في التنافس فكل منهن أعطت يعقوب جاريتها ليلد منها‪ .‬فمن بلهة‬

‫جارية راحيل جاء ليعقوب دان بمعني يدين أو يقضي وراحيل تعني بهذا اإلسم أن هللا قضي لها وأنصفها‬

‫فأعطاها إبنا ألن إبن الجارية كان يحسب لسيدتها ‪ ،‬فالجارية وكل ما تملك ملك لسيدتها‪ .‬واإلبن الثاني نفتالي‪:‬‬ ‫متسع أي اعطاها هللا أن تتسع وتغلب حينما زاد األبناء‪ .‬ثم أنجبت زلفة جارية ليئة جاد= أي توفيق وهي تعني‬

‫أنها في صراع مع أختها قد وفقها هللا وأسعدها بسعد فأنجبت أشير= سعيد أو مغبوط فليئة قد صارت مغبوطة‪.‬‬

‫مصارعات للا‪ :‬أي مصارعات عظيمة‪.‬‬

‫‪317‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالثون)‬ ‫‪14‬‬ ‫ضى أرُوبي ُن ِفي أ ََّي ِام حص ِاد ا ْل ِح ْنطَ ِة فَوج َد لُفَّاحا ِفي ا ْلح ْق ِل وجاء ِب ِه ِإلَى لَي َئ َة أ ِ‬ ‫ُم ِه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َ​َ‬ ‫ْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)21 -14‬و َم َ َ َ ْ‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫اح اب ِن ِك»‪15 .‬فَقَالَ ْت لَها‪« :‬أَ َقلِيل أ ََّن ِك أ َ ِ‬ ‫احيل لِلَي َئ َة‪« :‬أ ْ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ْاب ِني‬ ‫َخذْت َر ُجلِي فَتَأْ ُخذ َ‬ ‫ين لُفَّ َ‬ ‫َعطيني م ْن لُفَّ ِ ْ‬ ‫فَقَالَ ْت َر ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ضا ع ْن لُفَّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب ِم َن ا ْل َح ْق ِل ِفي‬ ‫يل‪ِ« :‬إ ًذا َي ْ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫ضطَجعُ َم َعك اللَّْيلَ َة ع َو ً َ‬ ‫اح ْابنك»‪َ .‬فلَ َّما أَتَى َي ْعقُ ُ‬ ‫ضا؟» فَقَالَ ْت َراح ُ‬ ‫اء‪َ ،‬خرج ْت لَي َئ ُة لِمالَقَ ِات ِه وقَالَ ْت‪ِ« :‬إلَ َّي تَ ِجيء أل َِني قَِد استَأْجرتُك ِبلُفَّ ِ ِ‬ ‫ا ْلمس ِ‬ ‫ط َج َع َم َع َها ِت ْل َك اللَّْيلَ َة‪.‬‬ ‫اض َ‬ ‫اح ْابني»‪ .‬فَ ْ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ ْ ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫َع َ‬ ‫َع َ‬ ‫ط ْي ُ‬ ‫ُج َرِتي‪ ،‬ألَني أ ْ‬ ‫طاني للاُ أ ْ‬ ‫وب ْاب ًنا َخام ًسا‪ .‬فَقَالَ ْت لَ ْي َئ ُة‪« :‬قَ ْد أ ْ‬ ‫َو َسم َع للاُ للَ ْي َئ َة فَ َح ِبلَ ْت َو َولَ َد ْت ل َي ْعقُ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫جِ​ِ ِ ِ‬ ‫وب‪23 ،‬فَقَالَ ْت لَ ْي َئ ُة‪« :‬قَ ْد‬ ‫اس َم ُه « َي َّس َ‬ ‫اك َر»‪َ .‬و َح ِبلَ ْت أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫ارَيتي ل َر ُجلي»‪ .‬فَ َد َعت ْ‬ ‫ضا لَ ْي َئ ُة َو َولَ َدت ْاب ًنا َساد ًسا ل َي ْعقُ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َهب ِني للا ِهب ًة حس َن ًة‪ .‬اآلن يس ِ ِ‬ ‫ون»‪ .‬ثُ َّم َولَ َد ِت‬ ‫اك ُنني َر ُجلِي‪ ،‬ألَني َولَ ْد ُ‬ ‫اس َم ُه « َزُبولُ َ‬ ‫ت لَ ُه ِستَّ َة َبن َ‬ ‫ين»‪ .‬فَ َد َعت ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ َ َ​َ‬ ‫ِ‬ ‫اس َم َها « ِدي َن َة»‪".‬‬ ‫ْاب َن ًة َوَد َعت ْ‬ ‫رأوبين أبن ليئة وجد في الحقل نبات إسمه اللفاح ويسمونه تفاح الجنة وكانوا يعتقدون أنه يجلب محبة الزوج‬

‫لزوجته‪ .‬وأعطي رأوبين اللفاح ألمه ليئة‪ .‬ويبدو أن يعقوب كان قد هجر ليئة ليعيش مع راحيل (رمز ألن هللا ترك‬ ‫شعب اليهود بسبب محبته للكنيسة)‪ .‬وطلبت راحيل من ليئة أن تعطيها اللفاح‪ .‬وهذا خطأ آخر لراحيل أنها تؤمن‬

‫بهذه الخرافات فهل نوع من النبات يجلب محبة الزوج أو يعطيها أوالد هي محاوالت بشرية فاشلة عوضاً عن أن‬

‫تصلي وتلجأ إلي هللا‪ .‬علي أن ليئة إنتهزت هي األخري هذه الفرصة وسمحت لها بأن تاخذ اللفاح علي أن تترك‬ ‫لها يعقوب يعاشرها فأخذت اللفاح وذهب يعقوب إلي ليئة فأنجبت يساكر= أي جزاء وهي تعني ان هللا قد‬

‫أعطاها أجرتها‪ .‬وأنجبت ليئة بعد ذلك زبولون= مسكن وتعني اآلن يساكنني رجلي ألنها ولدت له ستة بنين‪ .‬ثم‬ ‫ولدت له دينة‪ .‬واإلشارة لدينة هنا بسبب قصتها التي ستأتي بعد ذلك‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫َر ِح َم َها‪ ،‬فَ َح ِبلَ ْت َو َولَ َدت ْاب ًنا فَقَالَ ْت‪« :‬قَ ْد َن َزعَ‬ ‫آخ َر»‪".‬‬ ‫َ‬

‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫يل‪َ ،‬و َس ِم َع لَ َها‬ ‫األيات (‪َ " -:)24 -22‬وَذ َك َر للاُ َراح َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 24‬‬ ‫للاُ َع ِ‬ ‫يد ِني‬ ‫وس َ‬ ‫ف» قَائلَ ًة‪َ « :‬ي ِز ُ‬ ‫اري»‪َ .‬وَد َعت ْ‬ ‫اس َمهُ « ُي ُ‬ ‫لقد سمح هللا بعقم راحيل حتي يفتح قلب يعقوب فيحب ليئة‪ .‬وسبب آخر هو أن تصبح راحيل رم اًز للكنيسة أو‬

‫للاُ َوفَتَ َح‬ ‫ب ْاب ًنا‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬

‫لألمم الذين كانوا في حالة عقم وأصبحو مثمرين‪ .‬وأنجبت راحيل أخي اًر وأسمت إبنها يوسف‪ :‬يزيد فهي تشتاق‬

‫ألوالد أكثر وحتي تنمو الكنيسة وتزداد وتظل مثمرة علي الدوام‪ .‬مع مالحظة أن إبن راحيل الثاني والذي ماتت‬

‫بعد أن ولدته مباشرة كان اسمه بنيامين والمعني أن بعد نهاية هذا الزمن (الموت) تجلس الكنيسة عن يمين هللا‬

‫في السماء مثل الخراف وليس عن اليسار المرفوضين مثل الجداء واألم راحيل في الوالدة ثم موتها تعبير عن‬ ‫األالم التي تجتازها الكنيسة في العالم وتنتهي ِ‬ ‫بآخر عدو ُيبطل وهو الموت ولكن النتيجة أن تصبح بنت اليمين‬ ‫فبنيامين يعني إبن اليمين‪ .‬مع أن راحيل كانت تود تسميته ابن أوني أي إبن حزني لكن أباه يعقوب أسماه‬ ‫بنيامين‪ ، .‬فالموت الذى نظنه حزنا (كما فهمت راحيل) ينقلنا إلى السماء‪ ،‬كما عبر يعقوب عن هذا ‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ِإلَى َم َك ِاني‬ ‫ف أ َّ‬ ‫األيات (‪َ " -:)34 -25‬و َح َد َ‬ ‫وس َ‬ ‫اص ِرْف ِني ألَذ َ‬ ‫ال لِالَ َب َ‬ ‫ان‪ْ « :‬‬ ‫ْه َ‬ ‫َن َي ْعقُ َ‬ ‫يل ُي ُ‬ ‫وب قَ َ‬ ‫ث لَ َّما َولَ َد ْت َراح ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضي‪26 .‬أ ِ ِ ِ‬ ‫وِالَى أَر ِ‬ ‫ت تَ ْعلَ ُم ِخ ْد َم ِتي الَِّتي َخ َد ْمتُ َك»‪.‬‬ ‫ين َخ َد ْمتُ َك ِب ِه ْم فَأَذ َ‬ ‫ب‪ ،‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫َع ِطني ن َسائي َوأ َْوالَدي الَّذ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْه َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫‪318‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالثون)‬ ‫‪27‬‬ ‫‪20‬فَقَال لَه الَبان‪« :‬لَيتَِني أ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُج َرتَ َك‬ ‫الر ُّ‬ ‫ت فَ َب َارَك ِني َّ‬ ‫اء ْل ُ‬ ‫َ ُ َ ُ‬ ‫ال‪َ « :‬ع ِي ْن لِي أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َج ُد ن ْع َم ًة في َع ْي َن ْي َك‪ .‬قَ ْد تَفَ َ‬ ‫ب ِب َس َب ِب َك»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫‪33‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت تَعلَم ما َذا َخ َدمتُ َك‪ ،‬وما َذا صار ْت مو ِ‬ ‫فَأ ْ ِ‬ ‫يل فَقَِد‬ ‫يك َم ِعي‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن َما َك َ‬ ‫اش َ‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫ْ‬ ‫ان لَ َك قَ ْبلي َقل ٌ‬ ‫َ​َ‬ ‫ال لَ ُه‪« :‬أَ ْن َ ْ ُ َ‬ ‫ُعط َي َك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪31‬‬ ‫ب ِفي أَثَ ِري‪ .‬واآلن متَى أَعمل أَ​َنا أَي ِ ِ‬ ‫اتَّ َس َع ِإلَى َك ِث ٍ‬ ‫ال‬ ‫الر ُّ‬ ‫ير‪َ ،‬وَب َارَك َك َّ‬ ‫ُع ِط َ‬ ‫ال‪َ « :‬ما َذا أ ْ‬ ‫ْ ً‬ ‫يك؟» فَقَ َ‬ ‫ضا ل َب ْيتي؟» فَقَ َ‬ ‫َُْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪32‬‬ ‫يعقُوب‪« :‬الَ تُع ِط ِ‬ ‫يني َشي ًئا‪ِ .‬إ ْن ص َنع َ ِ‬ ‫َجتَ ُاز َب ْي َن َغ َن ِم َك ُكِل َها‬ ‫َع ُ‬ ‫َحفَظُ َها‪ :‬أ ْ‬ ‫ود أ َْر َعى َغ َن َم َك َوأ ْ‬ ‫ت لي ه َذا األ َْم َر أ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ت ِم ْنها ُك َّل َش ٍ‬ ‫اء َب ْي َن ا ْل ِخ ْرفَ ِ‬ ‫اء َب ْي َن ا ْل ِم ْع َزى‪.‬‬ ‫ان‪َ ،‬وَب ْلقَا َء َو َرْق َ‬ ‫اة َرْق َ‬ ‫ا ْل َي ْوَم‪َ ،‬و ْ‬ ‫اع ِز ْل أَ ْن َ َ‬ ‫ط َ‬ ‫اء‪َ ،‬و ُك َّل َشاة َس ْوَد َ‬ ‫اء َوَب ْلقَ َ‬ ‫ط َ‬ ‫‪33‬‬ ‫ٍ‬ ‫َج ِل أ ْ ِ‬ ‫ق‬ ‫س أ َْرقَطَ أ َْو أ َْبلَ َ‬ ‫ُج َرِتي‪َ .‬وَي ْش َه ُد ِف َّي ِب ِري َي ْوَم َغد ِإ َذا ِج ْئ َ‬ ‫فَ َي ُك َ‬ ‫ت ِم ْن أ ْ‬ ‫ون ِمثْ ُل ذلِ َك أ ْ‬ ‫َّام َك‪ُ .‬ك ُّل َما لَ ْي َ‬ ‫ُج َرتي قُد َ‬ ‫‪34‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َس َوَد َب ْي َن ا ْل ِخ ْرفَ ِ‬ ‫ان‪ُ « :‬ه َوَذا لِ َي ُك ْن ِب َح َس ِب َكالَ ِم َك»‪".‬‬ ‫ان فَ ُه َو َم ْس ُر ٌ‬ ‫ال الَ َب ُ‬ ‫َب ْي َن ا ْلم ْع َزى َوأ ْ‬ ‫وق ع ْندي»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫نجد هنا يعقوب يود أن يعود إلي أرض الميعاد‪ .‬وفي آية (‪ )2:‬نري كيف أن يعقوب صار بركة لبيت البان وأن‬

‫البان أحس بهذا فكان يود لو بقي يعقوب معه حتي تستمر البركة‪ .‬ثم نجد أن يعقوب والبان يتفقان علي طريقة‬

‫يأخذ بها يعقوب أجرته‪.‬‬

‫البلقاء‪ :‬السواد والبياض موزعان علي السواء‪.‬‬

‫الرقطاء‪ :‬سوداء يشوبها نقط بيضاء‪.‬‬

‫وهذه الصفات للغنم (سواء من الخرفان أو الماعز) قليلة ونادرة واألغلب هو األبيض للخراف ‪ ،‬واألسود للماعز‪.‬‬ ‫تم األتفاق علي أن يقسم القطيع إلي قسمين‪:‬‬

‫األول ‪:‬‬

‫ما هو أبيض وأسود فقط‬

‫الثاني‪:‬‬

‫ما هو (بلقاء ورقطاء)‬

‫غالبا الغنم تكون بيضاء والماعز سوداء‬ ‫والمنقط هو النادر‬

‫والقسم األول يستمر مع يعقوب يرعاه‬

‫والقسم الثاني يأخذه البان معه ويبتعد مسيرة ‪ 3‬أيام عن يعقوب‪ ،‬لمدة معينة من الزمن‪.‬‬

‫‪319‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالثون)‬

‫قبل البان عرض يعقوب ألنه إفترض أن القطيع األبيض واألسود سيكون نتاجه غالباً أبيض وأسود وأن البلقاء‬ ‫والرقطاء فيه أي نصيب يعقوب المتفق عليه سيكون هو القليل‪ .‬والبان قبل العرض نتيجة جشعه وطمعه ظانا‬

‫بهذا أنه سيخرج بنصيب األسد‪ .‬ولكن هللا خيب ظن البان وكان النصيب األكبر ليعقوب فجاءت الغالبية بلقاء‬

‫ورقطاء ونفهم من (‪ )11:31‬أن هللا هو الذي أوحي ليعقوب بهذه الفكرة أي أن تكون أجرته هي البلقاء والرقطاء‪.‬‬

‫فاهلل كان ناوياً أن يعوضه عن أمانته وخدمته لخاله بأمانة كل هذا العمر‪ ،‬وهللا كان يعرف جشع خاله وأنه‬ ‫سيخدعه م ار اًر فأرشده هللا لهذه الخطة‪.‬‬

‫ولكن نجد يعقوب مرة اخري يسقط في الحلول البشرية والخداع والمكر‪ .‬فنجده يقشر أعواد بعض النباتات حتي‬

‫تبدو منقطة ويضعها أمام الغنم التي ستلد حينما يجد الغنم قوية‪ .‬وهو إعتمد علي فكرة الوحم عند اإلناث اللواتي‬

‫يلدن‪ .‬فحينما تتوحم الشاة التي ستلد وأمامها ألوان منقطة تكون الشاة المولودة منقطة‪ .‬وهذه الفكرة موجودة حتي‬

‫اآلن ولكنها لم تثبت علمياً‪ .‬فنجد أن كثرة الغنم المنقطة القوية التي صارت ليعقوب كانت نتيجة بركة الرب‬

‫وليس لخداعات يعقوب‪ .‬هي عدم إيمان وثقة في وعود هللا الذي قال له أنه سوف يبارك‪ .‬وهذا حدث مرتين في‬

‫حياة يعقوب‪ .‬فاهلل وعد رفقة بأن كبير يستعبد لصغير‪ .‬وهللا وعده بأنه سيبارك وفي المرة األولي خدع أبوه إسحق‬ ‫ليضمن البركة والمرة الثانية خدع خاله البان ليضمن بركة لنصيبه‪ .‬وكان هللا سيعطيه البركة في المرتين دون‬

‫خداع!‬

‫وما نتيجة الخداع؟ انه خدع مرتين األولي في موضوع ليئة والثانية في موضوع يوسف!! " كما فعلت‬

‫يفعل بك "(عو ‪)14‬‬

‫ِ ِ‬ ‫يل فَقَِد اتَّ َس َع ِإلَى َك ِث ٍ‬ ‫َع َم ُل أَ​َنا‬ ‫أية (‪33 " -:)33‬أل َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ير‪َ ،‬وَب َارَك َك َّ‬ ‫ب ِفي أَثَ ِري‪َ .‬و َ‬ ‫َن َما َك َ‬ ‫اآلن َمتَى أ ْ‬ ‫ان لَ َك قَ ْبلي َقل ٌ‬ ‫ضا لِ َب ْي ِتي؟» "‬ ‫أ َْي ً‬ ‫لقد زاد قطيع البان من قطيع صغير تقوده راحيل إلي قطعان يفصل بينهما مسيرة ‪ 3‬أيام أي حوالي ‪ 14‬كيلو‬

‫متر‪ .‬وهذه المسافة دليل ضخامة قطعان البان‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫اة رْقطَاء وب ْلقَاء‪ ،‬و ُك َّل َش ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اع ِزل أَ ْن َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اة َس ْوَدا َء َب ْي َن‬ ‫ت م ْن َها ُك َّل َش َ َ َ َ َ َ‬ ‫أية (‪ " -:)32‬أَ ْجتَ ُاز َب ْي َن َغ َنم َك ُكل َها ا ْل َي ْوَم‪َ ،‬و ْ ْ‬ ‫ا ْل ِخ ْرفَ ِ‬ ‫ُج َرِتي‪".‬‬ ‫اء َب ْي َن ا ْل ِم ْع َزى‪ .‬فَ َي ُك َ‬ ‫ون ِم ْث ُل ذلِ َك أ ْ‬ ‫اء َو َرْقطَ َ‬ ‫ان‪َ ،‬وَب ْلقَ َ‬

‫أجتاز بين غنمك … وأعزل أنت‪ :‬أي اإلثنين يمران سوياً لكن البان هو الذي يعزل ويختار ويشرف علي عملية‬ ‫الفصل ليضمن حقه‪ .‬فيكون مثل ذلك أجرتي‪ :‬أي بعد عزل كل ما هو بلقاء ورقطاء يبقي ما هو أبيض وما هو‬

‫أسود‪ .‬وناتج هذا القطيع األبيض واألسود كل ما يوجد فيه من بلق ورقط مثل الذي عزله البان يكون من نصيب‬ ‫يعقوب‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫ٍ‬ ‫َج ِل أ ْ ِ‬ ‫ق َب ْي َن‬ ‫أية (‪" -:)33‬‬ ‫س أ َْرقَ َ‬ ‫ط أ َْو أ َْبلَ َ‬ ‫َوَي ْش َه ُد ِف َّي ِب ِري َي ْوَم َغد ِإ َذا ِج ْئ َ‬ ‫ت ِم ْن أ ْ‬ ‫َّام َك‪ُ .‬ك ُّل َما لَ ْي َ‬ ‫ُج َرتي قُد َ‬ ‫ِ‬ ‫َس َوَد َب ْي َن ا ْل ِخ ْرفَ ِ‬ ‫وق ِع ْن ِدي»‪".‬‬ ‫ان فَ ُه َو َم ْس ُر ٌ‬ ‫ا ْلم ْع َزى َوأ ْ‬

‫‪320‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالثون)‬

‫يشهد في بري‪ :‬صيغة قسم والمعني أن بره وشرفه يشهدان له أو عليه إن حاول أن يغير أجرته التي عينها‬

‫لنفسه‪ .‬فهو مسروق عندي‪ :‬كل ما ليس له هذه الصفات يكون مختلساً منك‪.‬‬

‫‪34‬‬ ‫ان‪ُ « :‬ه َوَذا لِ َي ُك ْن ِب َح َس ِب َكالَ ِم َك»‪".‬‬ ‫ال الَ َب ُ‬ ‫أية (‪ " -:)34‬فَقَ َ‬ ‫هوذا ليكن بحسب كالمك‪ :‬البان وافق ظانا أنه الفائز في هذه الصفقة فالمنقط نادر‪.‬‬

‫األيات (‪35" -:)36 -35‬فَ َع َز َل ِفي‬ ‫ِف ِ‬ ‫َس َوَد َب ْي َن ا ْل ِخ ْرفَ ِ‬ ‫ان‪،‬‬ ‫يه َب َي ٌ‬ ‫اض َو ُك َّل أ ْ‬ ‫ان ا ْلب ِ‬ ‫اق َي َة‪".‬‬ ‫وب َي ْر َعى َغ َن َم الَ َب َ َ‬ ‫َي ْعقُ ُ‬

‫اء وا ْلب ْلقَ ِ‬ ‫از َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اء‪َ ،‬و ُك َّل ا ْل ِع َن ِ‬ ‫اء‪ُ ،‬ك َّل َما‬ ‫الرْقطَ َ َ‬ ‫وس ا ْل ُم َخططَ َة َوا ْل َب ْلقَ َ‬ ‫ذل َك ا ْل َي ْوِم التُُّي َ‬ ‫ِ ِ ‪36‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫وب‪َ ،‬و َك َ‬ ‫يرةَ ثَالَ ثَة أَيَّام َب ْي َن ُه َوَب ْي َن َي ْعقُ َ‬ ‫َوَدفَ َع َها إلَى أ َْيدي َبنيه‪َ .‬و َج َع َل َمس َ‬

‫‪30‬‬ ‫يضا‪َ ،‬ك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضبا ًنا ُخ ْ ِ‬ ‫َخ َذ يعقُ ِ ِ ِ‬ ‫اشطًا‬ ‫يها ُخطُوطًا ِب ً‬ ‫ض ًار م ْن لُ ْب َنى َولَ ْو ٍز َوُد ْل ٍب‪َ ،‬وقَ َّش َر ف َ‬ ‫وب ل َن ْفسه قُ ْ َ‬ ‫أية (‪ " -:)30‬فَأ َ َ ْ ُ‬ ‫ع ِن ا ْلبي ِ ِ‬ ‫ض َب ِ‬ ‫ان‪".‬‬ ‫اض الَّذي َعلَى ا ْلقُ ْ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫اللبني‪ :‬نبات له لبن كالعسل يسمي الميعة‪ .‬والدلب‪ :‬نبات يوجد في السهول وعلي شواطيء األنهار‪ .‬ويعقوب‬

‫وضع هذه األعواد بعد أن قشرها في المساقي أمام الغنم حين كانت تأتي لتشرب‪ .‬وهللا وعده بالبركة حين أرشده‬ ‫إلختيار المنقطة ولكنه لم يرشده لهذه الخدعة‪.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اقي ا ْلم ِ‬ ‫ان ِفي مس ِ‬ ‫َج َر ِ‬ ‫يء‬ ‫اء َح ْي ُ‬ ‫األيات (‪َ " -:)43 -37‬وأ َْوقَ َ‬ ‫ف ا ْلقُ ْ‬ ‫ض َب َ‬ ‫ان الَّتي قَ َّش َرَها ِفي األ ْ‬ ‫ث َكا َنت ا ْل َغ َن ُم تَ ِج ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ان‪ ،‬وولَد ِت ا ْل َغ َنم م َخطَّطَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يئها لِتَ ْشرب‪32 .‬فَتَوح ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِتَ ْشرب‪ ،‬تُجاه ا ْل َغ َنِم‪ ،‬لِتَتَوح ِ‬ ‫ات‬ ‫ض َب ِ َ َ َ‬ ‫َّمت ا ْل َغ َن ُم ع ْن َد ا ْلقُ ْ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َّم ع ْن َد َم ِج َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪43‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪َ .‬و َج َع َل لَهُ‬ ‫َس َوَد َب ْي َن َغ َنِم الَ َب َ‬ ‫وب ا ْل ِخ ْرفَ َ‬ ‫ان َو َج َع َل ُو ُجوهَ ا ْل َغ َنم ِإلَى ا ْل ُم َخطَّط َو ُك ِل أ ْ‬ ‫َوُرْقطًا َوُب ْلقًا‪َ .‬وأَف َْرَز َي ْعقُ ُ‬ ‫ان‪" .‬‬ ‫قُ ْط َعا ًنا َو ْح َدهُ َولَ ْم َي ْج َع ْل َها َمعَ َغ َنِم الَ َب َ‬

‫أية (‪َ 41" -:)41‬و َح َد َ َّ‬ ‫َج َر ِ‬ ‫ام ُع ُي ِ‬ ‫ان‬ ‫َّم ِت ا ْل َغ َن ُم ا ْلقَ ِوَّي ُة أ َّ‬ ‫ض َع ا ْلقُ ْ‬ ‫ض َب َ‬ ‫ون ا ْل َغ َنِم ِفي األ ْ‬ ‫وب َو َ‬ ‫َن َي ْعقُ َ‬ ‫ان أ َ‬ ‫ث ُكل َما تَ​َوح َ‬ ‫َم َ‬ ‫ِ‬ ‫ض َب ِ‬ ‫ان‪".‬‬ ‫َّم َب ْي َن ا ْلقُ ْ‬ ‫لتَتَ​َوح َ‬

‫نالحظ أن يعقوب كان يصنع هذا مع الغنم القوية ليكون نصيبه قوياً وال يصنع هذا مع الضعيفة فتكون البيضاء‬

‫نصيب البان هي الضعيفة‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضعها‪ ،‬فَصار ِت الض ِ‬ ‫وب‪" .‬‬ ‫استَ ْ‬ ‫َّعيفَ ُة لِالَ َب َ‬ ‫أية (‪َ " -:)42‬و ِح َ‬ ‫ين ْ‬ ‫ان َوا ْلقَ ِويَّ ُة ل َي ْعقُ َ‬ ‫ض َعفَت ا ْل َغ َن ُم لَ ْم َي َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪43‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار َو َع ِب ٌ ِ‬ ‫ير َو َج َو ٍ‬ ‫ير‪" .‬‬ ‫الر ُج ُل َك ِث ًا‬ ‫أية (‪ " -:)43‬فَاتَّ َس َع َّ‬ ‫ير ِجدًّا‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ال َو َحم ٌ‬ ‫ان لَ ُه َغ َن ٌم َكث ٌ‬ ‫يد َوج َم ٌ‬ ‫إتسع الرجل كثي ارً جداً‪ :‬ليس بسبب الخدعة ولكن ألن هللا يريد ان يباركه‪.‬‬

‫‪321‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالثون)‬

‫األعواد المقشرة‬

‫‪322‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى والثالثون)‬

‫األصحاح الحادي والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫رجوع يعقوب إلي كنعان مع عائلته يمثل المسيح حامالً الكنيسة داخالً بها أورشليم (كنعان) السماوية ‪ .‬ولكن‬ ‫خالل هذه الرحلة وبينما الكنيسة تجاهد علي األرض فإن الشيطان ورمزه هنا البان‪ ،‬ال يتركها بل يسعي وراءها‬

‫محاوالً إعادتها ليمنعها من دخول كنعان‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َن َع ُك َّل ه َذا ا ْل َم ْج ِد»‪.‬‬ ‫ين‪« :‬أ َ‬ ‫وب ُك َّل َما َك َ‬ ‫ان قَائلِ َ‬ ‫أية (‪ " -:)1‬فَ َس ِم َع َكالَ َم َبني الَ َب َ‬ ‫َخ َذ َي ْعقُ ُ‬ ‫ان ألَِبي َنا‪َ ،‬و ِم َّما ألَِبي َنا َ‬ ‫"‬

‫فسمع كالم بني البان = بلغ يعقوب كالم بني البان وحسدهم إياه لنجاحه ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫س َوأ ََّو َل ِم ْن أ َْم ِ‬ ‫س َم َع ُه َكأ َْم ِ‬ ‫س‪" .‬‬ ‫وب َو ْج َه الَ َب َ‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬وَنظَ َر َي ْعقُ ُ‬ ‫ان َوِا َذا ُه َو لَ ْي َ‬ ‫‪3‬‬ ‫الر ُّ ِ‬ ‫جع ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫آب ِائ َك‬ ‫ال َّ‬ ‫وب‪ْ « :‬ار ْ‬ ‫ب ل َي ْعقُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫أية (‪َ " -:)3‬وقَ َ‬ ‫بال شك كان حنين يعقوب أن يعود ألرض أبائه ونجد هللا‬

‫ِ‬ ‫ون َم َع َك»‪".‬‬ ‫يرِت َك‪ ،‬فَأ َُك َ‬ ‫َوِالَى َعش َ‬ ‫هنا يشجعه‪ .‬بل أن هللا سمح بأن يصل إلي مسامعه‬

‫حسد أبناء البان وكراهيتهم ليشعر بالغربة وينطلق‪ .‬كم من أالم يسمح بها هللا لنا لنشعر بغربتنا في األرض‬

‫ويكون حنيننا إلي السماء‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫يل َولَ ْي َئ َة ِإلَى ا ْل َح ْق ِل ِإلَى َغ َن ِم ِه‪"،‬‬ ‫أية (‪ " -:)4‬فَأ َْر َس َل َي ْعقُ ُ‬ ‫وب َوَد َعا َراح َ‬ ‫دعوة يعقوب ليتشاور في األمر مع ليئة وراحيل وذهابهن للحقل غالباً ألنه كان مشغوالً بجز الغنم‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫س‪ .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َن ْح ِوي َكأ َْم ِ‬ ‫له أَِبي‬ ‫ال لَ ُه َما‪« :‬أَ​َنا أ َ​َرى َو ْج َه أَِب ُ‬ ‫لك ْن ِإ ُ‬ ‫س َوأ ََّو َل م ْن أ َْم ِ َ‬ ‫يك َما أ ََّن ُه لَ ْي َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)6 -5‬وقَ َ‬ ‫َكان م ِعي‪6 .‬وأَ ْنتُما تَعلَم ِ ِ‬ ‫اك َما‪"،‬‬ ‫ت أ َ​َب ُ‬ ‫ان أَني ِب ُك ِل قُ َّوِتي َخ َد ْم ُ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪0‬‬ ‫وكما فَ َغدر ِبي و َغيَّر أُجرِتي ع َشر م َّر ٍ‬ ‫ات‪ِ .‬‬ ‫ص َن َع ِبي َش ًّار‪".‬‬ ‫أية (‪َ " -:)0‬وأ َّ‬ ‫لك َّن للاَ لَ ْم َي ْس َم ْح لَ ُه أ ْ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫َما أ َُب ُ َ َ َ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ‬ ‫غير أجرتي عشر مرات‪ :‬لم يذكر الكتاب كيف حدث هذا‪ .‬وهنا من فسر هذا بأن البان كان يأتي ويأخذ من‬

‫الغنم البلقاء والرقطاء من يعقوب‪ .‬بينما هذه من المفروض أن تكون من نصيبه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ7‬‬ ‫ون أُ ْج َرتَ َك‪،‬‬ ‫هك َذا‪ُّ :‬‬ ‫ال َ‬ ‫ال َ‬ ‫هك َذا‪ :‬ا ْل ُم َخطَّطَ ُة تَ ُك ُ‬ ‫الرْقطُ تَ ُك ُ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ُج َرتَ َك‪َ ،‬ولَ َد ْت ُك ُّل ا ْل َغ َنم ُرْقطًا‪َ .‬وِا ْن قَ َ‬ ‫أية (‪ " -:)7‬إ ْن قَ َ‬ ‫َولَ َد ْت ُك ُّل ا ْل َغ َنِم ُم َخطَّطَ ًة‪".‬‬ ‫‪323‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى والثالثون)‬

‫المعني أن هللا أعطاني أن يزيد الغنم الذي إخترت لونه‪.‬‬ ‫أية (‪2 " -:)2‬فَقَ ْد سلَب للا مو ِ‬ ‫ط ِاني‪" .‬‬ ‫َع َ‬ ‫اش َي أَِب ُ‬ ‫يك َما َوأ ْ‬ ‫َ َ ُ َ​َ‬ ‫سلب للا مواشي أبيكما‪ :‬عاقب هللا أبيكما علي ظلمه لي وأعطاني‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت عي َن َّي وَنظَر ُ ِ‬ ‫األيات (‪13 " -:)13 -13‬وح َد َ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ول‬ ‫َ​َ‬ ‫ث في َوقْت تَ​َوحُّم ا ْل َغ َنم أَني َرفَ ْع ُ َ ْ َ ْ‬ ‫ت في ُح ْلم‪َ ،‬وِا َذا ا ْلفُ ُح ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اع َدةُ علَى ا ْل َغ َنِم م َخطَّطَ ٌة ورْقطَاء وم َن َّمرةٌ‪ .‬وقَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪ :‬هأَ​َن َذا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وب‪ .‬فَ ُق ْل ُ‬ ‫َ‬ ‫ال لي َمالَ ُك للا في ا ْل ُح ْلم‪َ :‬يا َي ْعقُ ُ‬ ‫َ​َ ُ َُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ول َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫‪12‬فَقَال‪ :‬ارفَ ْع َع ْي َن ْي َك َوا ْنظُر‪َ .‬ج ِميعُ ا ْلفُ ُح ِ‬ ‫ت ُك َّل َما‬ ‫اء َو ُم َن َّم َرةٌ‪ ،‬ألَني قَ ْد َأر َْي ُ‬ ‫الصاع َدة َعلَى ا ْل َغ َنم ُم َخططَ ٌة َو َرْقطَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪13‬‬ ‫اخرج ِم ْن ِ‬ ‫ان‪ .‬أَ​َنا ِإ ُ ِ ِ‬ ‫هذ ِه األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ت لِي َنذ ًا‬ ‫ودا‪َ ،‬ح ْي ُ‬ ‫يل َح ْي ُ‬ ‫ث َن َذ ْر َ‬ ‫ت َع ُم ً‬ ‫ث َم َس ْح َ‬ ‫ْر‪َ .‬‬ ‫ص َنعُ ِب َك الَ َب ُ‬ ‫اآلن قُِم ْ ُ ْ‬ ‫َي ْ‬ ‫له َب ْيت إ َ‬ ‫جع ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫ض ِميالَِد َك»‪".‬‬ ‫َو ْار ْ‬ ‫هللا هو الذي أرشده لهذه الخطة ليحصل علي أجرته ويعود ألرض أبائه ‪.‬‬

‫وتُ َسمي الذكور ‪ :‬الفحول‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ضا َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ٌ ِ‬ ‫اث ِفي َب ْي ِت أَِبي َنا؟ ‪15‬أَلَ ْم‬ ‫ير ٌ‬ ‫يل َولَ ْي َئ ُة َوقَاَلتَا لَ ُه‪« :‬أَلَ َنا أ َْي ً‬ ‫األيات (‪ " -:)16 -14‬فَأ َ‬ ‫يب َوم َ‬ ‫َج َاب ْت َراح ُ‬ ‫ضا ثَ َم َن َنا؟ ‪ِ16‬إ َّن ُك َّل ا ْل ِغ َنى الَِّذي َسلَ َب ُه للاُ ِم ْن أَِبي َنا ُه َو لَ َنا‬ ‫اع َنا َوقَ ْد أ َ​َك َل أ َْي ً‬ ‫ُن ْح َس ْب ِم ْن ُه أ ْ‬ ‫َج َن ِب َّيتَ ْي ِن‪ ،‬ألَنَّ ُه َب َ‬ ‫ِ‬ ‫ال لَ َك للاُ اف َْع ْل»‪".‬‬ ‫َوأل َْوالَد َنا‪ ،‬فَ َ‬ ‫اآلن ُك َّل َما قَ َ‬ ‫تعاطف زوجتيه معه راجع إلي‬

‫‪ .1‬ألنهما شعرتا بأن هللا يبارك في يعقوب وكل ماله ‪.‬‬

‫‪ .2‬شع ار أن أباهن ظلمهن وظلم رجلهن‪ .‬وقولهن ألنا نصيب‪ :‬كالم يفيد النفي أى أنه ليس لهن نصيب‬

‫فأباهن قد ظلمهن‪ .‬وقولهن أجنبيتين باعنا= كأننا لسنا بنتيه فهو لم يعطنا شيئاً من المهر وال أي هدايا‪.‬‬ ‫بل أخذ كل شئ لنفسه فكأنه باعنا وأخذ الثمن خدمة يعقوب له‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اءهُ َعلَى ا ْل ِجم ِ‬ ‫ال‪َ ،‬و َس َ‬ ‫يع ُم ْقتَ​َناهُ‬ ‫اق ُك َّل َم َواشيه َو َجم َ‬ ‫ام َي ْعقُ ُ‬ ‫وب َو َح َم َل أ َْوالَ َدهُ َون َس َ‬ ‫َ‬ ‫األيات (‪ " -:)17 -10‬فَقَ َ‬ ‫ِ ِ ِ َِّ‬ ‫الَِّذي َك ِ‬ ‫اق أَِب ِ‬ ‫َّان أَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫ان‪".‬‬ ‫يء ِإلَى ِإ ْس َح َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫َ‬ ‫ام‪ ،‬ل َي ِج َ‬ ‫ان قَد اقْتَ​َنى‪َ :‬م َواش َي اقْت َنائه التي اقْتَ​َنى في فَد َ َ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ان قَ ْد م َ ِ‬ ‫يها‪" .‬‬ ‫أية (‪َ " -:)12‬وأ َّ‬ ‫ان فَ َك َ‬ ‫َما الَ َب ُ‬ ‫يل أ ْ‬ ‫ام أَِب َ‬ ‫ضى ل َي ُج َّز َغ َن َم ُه‪ ،‬فَ َس َرقَ ْت َراح ُ‬ ‫َ‬ ‫َص َن َ‬ ‫هذه غلطة أخري لراحيل فهي سرقت أصنام أبيها= األصنام المذكورة هنا تسمي الترافيم وهي تماثيل صغيرة في‬

‫شكل أ شخاص كان الوثنيين يضعونها في بيوتهم ويتفاءلون بها ويعتقدون أنها تجلب الخير ويستشيرونها‪ .‬وقد‬ ‫سرقتها راحيل ربما بنفس المعاني فهي تتفاءل بها وتسهل لهم رحلتهم وتمنع والدها من أن يستشير هذه األصنام‬

‫فال يدركهم وعجيب أن راحيل التي عاشرت يعقوب رجل هللا ورجل الصالة كل هذا العمر يكون لها مثل هذه‬

‫المعتقدات الوثنية‪ .‬هي تمثل المسيحي الذي مازال يحمل خطاياه في قلبه‪ .‬وبسبب هذه األصنام ثار البان وكان‬ ‫‪324‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى والثالثون)‬

‫ناوياً علي اإلنتقام ممن سرقها‪ .‬وهكذا يفعل الشيطان مع كل من يحتضن خطايا في قلبه فهو يطلب كل ما هو‬

‫مختبئ فينا لذلك يقول الكتاب " من يكتم خطاياه ال ينجح‪".‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ان األَر ِ‬ ‫ام ِي ِإ ْذ لَ ْم ُي ْخ ِب ْرهُ ِبأَنَّ ُه َه ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫أية (‪َ " -:)23‬و َخ َد َ‬ ‫ار ٌ‬ ‫وب َق ْل َ‬ ‫ع َي ْعقُ ُ‬ ‫ب الَ َب َ َ‬ ‫وخدع يعقوب قلب البان= أي لم يظهر له أنه سوف يهرب منه‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫ان لَ ُه‪َ ،‬وقَام َو َع َبر َّ‬ ‫اد‪" .‬‬ ‫الن ْه َر َو َج َع َل َو ْج َه ُه َن ْح َو َج َب ِل ِج ْل َع َ‬ ‫ب ُه َو َو ُك ُّل َما َك َ‬ ‫أية (‪ " -:)21‬فَ َه َر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وعبر النهر‪ :‬النهر هو نهر الفرات‪ .‬والمسيح عبر بنا مياه المعمودية كأول خطوة نحو أورشليم السماوية ولسان‬

‫حالنا يقول مع راحيل وليئة أن أبينا القديم عدو الخير عاملنا كغرباء وسلبنا حياتنا وحريتنا وأمجادنا ونحن اآلن‬

‫منطلقين مع عريسنا المسيح (يعقوب الحقيقي) في طريق كنعان السماوية‪.‬‬

‫جبل جلعاد= هو كورة صخرية وكان جبلها حاج اًز بين األراميين والكنعانيين وأسماه يعقوب جلعيد‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫ان ِفي ا ْل َي ْوِم الثَّالِ ِث ِبأ َّ‬ ‫أية (‪ " -:)22‬فَأ ْ‬ ‫ُخ ِب َر الَ َب ُ‬ ‫وب قَ ْد َه َر َ‬ ‫َن َي ْعقُ َ‬ ‫البان هنا في سعيه وراء الموكب المنطلق إلي كنعان يمثل عدو الخير‪ .‬وهكذا صنع فرعون حينما إنطلق وراء‬

‫الشعب بقيادة موسي (أي نسل يعقوب)‪.‬‬

‫فأخبر البان في اليوم الثالث= فعدو الخير لم يتعرف علي سر عمل المسيح الخالصي إال بقيامة المسيح في‬

‫اليوم الثالث فوهبنا الحياة‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫اد‪".‬‬ ‫أية (‪ " -:)23‬فَأ َ‬ ‫يرةَ َس ْب َع ِة أ ََّي ٍام‪ ،‬فَأ َْد َرَك ُه ِفي َج َب ِل ِج ْل َع َ‬ ‫َخ َذ ِإ ْخ َوتَ ُه َم َع ُه َو َس َعى َو َر َ‬ ‫اءهُ َمس َ‬ ‫هو سعي وراء يعقوب مع جيش من إخوته وهكذا إبليس وكل جنوده وراءنا في محاولة لمنعنا‪.‬‬

‫وقد لحقه في جبل جلعاد= أي علي مسافة كبيرة جداً وهذا كان راجعاً غالبا لخطة ذكية من يعقوب فالمسافة‬

‫كانت حوالي ‪ 511‬كم من مكان البان حتي جبل جلعاد‪ .‬فغالباً حينما نوي يعقوب أن يهرب خطط لهذا علي مدة‬

‫طويلة وليس في سبعة أيام فقط‪ .‬فهو حرك كل مواشيه أوال وحينما تحرك هو كانت مواشيه ذات الحركة البطيئة‬ ‫قد صارت قرب جبل جلعاد‪ .‬وبعد أيام من رحيل مواشيه تحرك هو وعائلته‪ .‬وكون مسيرة البان كانت ‪ :‬أيام‬ ‫فهذا إشارة ألن عدو الخير يظل يالحقنا طوال أيام العمر (‪ :‬أيام العمر)= كل العمر‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫احتَ ِرْز ِم ْن أ ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫وب ِب َخ ْي ٍر أ َْو‬ ‫أية (‪َ " -:)24‬وأَتَى للاُ ِإلَى الَ َب َ‬ ‫ال لَ ُه‪ْ « :‬‬ ‫َن تُ َكل َم َي ْعقُ َ‬ ‫ان األ َ​َرام ِي في ُح ْلم الل ْيل َوقَ َ‬ ‫َشر»‪".‬‬

‫هذه هي عناية هللا بأوالده فهو َحذر البان من أن يؤذي يعقوب‪ .‬فلماذا نخاف إن كان هللا يحمينا هكذا‪ .‬وهذا‬ ‫تفسير لقول هللا إلبراهيم "أنا ترس لك" (تك‪. )1 : 14‬‬

‫‪325‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى والثالثون)‬

‫بخير أو بشر‪ :‬بخير أي تحاول بكالمك المعسول أن تعيده ألرام‪ .‬وبشر أي ال تؤذيه‪ .‬فاهلل يحمينا من خداعات‬ ‫إبليس ومن أذيته‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ان َم َع ِإ ْخ َوِت ِه ِفي َج َب ِل‬ ‫أية (‪َ " -:)25‬فلَ ِح َ‬ ‫ب الَ َب ُ‬ ‫ق الَ َب ُ‬ ‫ب َخ ْي َمتَ ُه ِفي ا ْل َج َب ِل‪ .‬فَ َ‬ ‫وب قَ ْد َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫وب‪َ ،‬وَي ْعقُ ُ‬ ‫ان َي ْعقُ َ‬ ‫اد‪" .‬‬ ‫ِج ْل َع َ‬

‫يعقوب ضرب خيمته في الجبل‪ :‬هذا تعبير رائع عن الكنيسة التي تحيا في السماويات فالجبل يشير للسماويات‬

‫وألن الكنيسة راسخة‪ .‬والبان أيضاً أتي إلي الجبل‪ .‬وأحسن شرح لهذا في أف ‪" 12:1‬فإن مصارعتنا ليست مع دم‬

‫ولحم بل مع الرؤساء… مع أجناد الشر الروحية في السماويات" فالشيطان ال يحتمل أن الكنيسة تحيا في‬

‫السماويات فيحاربها هناك ليجذبها لألرضيات‪.‬‬

‫ِ‬ ‫السي ِ‬ ‫أية (‪26 " -:)26‬وقَال الَب ُ ِ‬ ‫ف؟ "‬ ‫ت َق ْل ِبي‪َ ،‬و ُس ْق َ‬ ‫ت‪َ ،‬وقَ ْد َخ َد ْع َ‬ ‫وب‪َ « :‬ما َذا فَ َع ْل َ‬ ‫ت َب َناتي َك َس َب َايا َّ ْ‬ ‫ان ل َي ْعقُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪20‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّف وا ْلع ِ‬ ‫ود‪" ،‬‬ ‫ت ُخ ْف َي ًة َو َخ َد ْعتَِني َولَ ْم تُ ْخ ِب ْرِني َحتَّى أ َ‬ ‫أية (‪ " -:)20‬لِ َما َذا َه َرْب َ‬ ‫ُش ِي َع َك ِبا ْلفَ َر ِح َواألَ َغان ِي‪ِ ،‬بالد َ ُ‬ ‫بالدف والعود= هنا البان يخادع‪ .‬إال أن هذا القول يعبر عن إنهيار القيم الروحية في العائلة فرفقة ودعوها‬

‫بالصالة والبركات‪ .‬واآلن هو كان يود أن يودعهم بإحتفاالت عالمية‪ ،‬دف وعود‪ .‬علي أن البان كان يود أن‬

‫يمنعهم تماماً من الرحيل‪.‬‬

‫األيات (‪َ 27" -:)22 -27‬ولَ ْم تَ َد ْع ِني أُقَِب ُل َب ِن َّي َوَب َن ِاتي؟‬ ‫ِ‬ ‫وِ‬ ‫يك ْم َكلَّ َم ِني ا ْل َب ِ‬ ‫َن تُ َكلِ َم‬ ‫له أَِب ُ‬ ‫احتَ ِرْز ِم ْن أ ْ‬ ‫لك ْن ِإ ُ‬ ‫ار َح َة قَائالً‪ْ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪22‬‬ ‫َص َن َع ِب ُك ْم َش ًّرا‪،‬‬ ‫ت! ِفي قُ ْد َرِة َي ِدي أ ْ‬ ‫اآلن ِب َغ َب َاوٍة فَ َع ْل َ‬ ‫َ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫وب ِب َخ ْي ٍر أ َْو َشر‪" .‬‬ ‫َي ْعقُ َ‬

‫‪33‬‬ ‫ِ‬ ‫يك‪ ،‬و ِ‬ ‫ْت آلِ َه ِتي؟»‪".‬‬ ‫ت أل ََّن َك قَِد ْ‬ ‫لك ْن لِ َما َذا َس َرق َ‬ ‫اشتَ ْق َ‬ ‫ت َذ َه ْب َ‬ ‫اآلن أَ ْن َ‬ ‫أية (‪َ " -:)33‬و َ‬ ‫ت ِإلَى َب ْيت أَِب َ َ‬ ‫لماذا سرقت ألهتي=هذا دليل الغباوة الروحية فهل تسرق اآللهة‪ .‬وال تدافع عن نفسها‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ْاب َنتَ ْي َك ِم ِني‪" .‬‬ ‫ت ألَني ُق ْل ُ‬ ‫ان‪ِ« :‬إني ِخ ْف ُ‬ ‫ال لِالَ َب َ‬ ‫أية (‪ " -:)31‬فَأ َ‬ ‫ت لَ َعلَّ َك تَ ْغتَص ُ‬ ‫اب َي ْعقُ ُ‬ ‫َج َ‬ ‫وب َوقَ َ‬ ‫‪32‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب‬ ‫أية (‪ " -:)32‬اَلَِّذي تَ ِج ُد آلِ َهتَ َك َم َع ُه الَ َي ِع ُ‬ ‫َّام ِإ ْخ َوِت َنا ا ْنظُ ْر َما َذا َمعي َو ُخذْهُ ل َن ْفس َك»‪َ .‬ولَ ْم َي ُك ْن َي ْعقُ ُ‬ ‫يش‪ .‬قُد َ‬ ‫يعلَم أ َّ ِ‬ ‫يل َس َرقَتْ َها‪".‬‬ ‫َن َراح َ‬ ‫َْ ُ‬

‫ال يعيش= يعقوب كان يقصد أن البان يقتل من معه األصنام‪ .‬ولكن قيل أنه تنبأ عن موت راحيل في الطريق‪.‬‬

‫‪326‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى والثالثون)‬

‫اريتَي ِن ولَم ي ِج ْد‪ .‬و َخرج ِم ْن ِخب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪33 " -:)33‬فَ َد َخل الَب ُ ِ‬ ‫اء لَ ْي َئ َة َوَد َخ َل‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫اء ا ْل َج ِ َ ْ َ ْ َ‬ ‫اء َي ْعقُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اء لَ ْي َئ َة َوخ َب َ‬ ‫وب َوخ َب َ‬ ‫ان خ َب َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫خ َب َ‬ ‫اء َراح َ‬ ‫‪34‬‬ ‫احيل قَ ْد أ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ُك َّل‬ ‫اج ِة ا ْل َج َم ِل َو َجلَ َس ْت َعلَ ْي َها‪ .‬فَ َج َّ‬ ‫س الَ َب ُ‬ ‫ام َو َو َ‬ ‫ض َعتْ َها في ح َد َ‬ ‫َخ َذت األ ْ‬ ‫أية (‪َ " -:)34‬و َكا َن ْت َر ُ‬ ‫َص َن َ‬ ‫ا ْل ِخب ِ‬ ‫اء َولَ ْم َي ِج ْد‪".‬‬ ‫َ‬ ‫حداجة الجمل= ما يوضع فوق الجمل للركوب عليه وهو إذا وضع علي األرض يصلح للجلوس عليه‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ام َك أل َّ‬ ‫ادةَ‬ ‫َستَ ِطيعُ أ ْ‬ ‫َن َعلَ َّي َع َ‬ ‫يها‪« :‬الَ َي ْغتَ ْظ َس ِيدي أَني الَ أ ْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)37 -35‬وقَالَ ْت ألَِب َ‬ ‫َم َ‬ ‫وم أ َ‬ ‫َن أَقُ َ‬ ‫‪36‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النس ِ‬ ‫ان‪َ « :‬ما ُج ْرِمي؟ َما‬ ‫اء»‪ .‬فَفَتَّ َ‬ ‫ال لِالَ َب َ‬ ‫اص َم الَ َب َ‬ ‫ان‪َ .‬و َ‬ ‫ش َولَ ْم َي ِجد األ ْ‬ ‫اب َي ْعقُ ُ‬ ‫أج َ‬ ‫ام‪ .‬فَا ْغتَاظَ َي ْعقُ ُ‬ ‫وب َو َخ َ‬ ‫َ‬ ‫وب َوقَ َ‬ ‫َص َن َ‬ ‫َخ ِط َّي ِتي حتَّى ح ِميت ورِائي؟ ‪ِ30‬إ َّنك جسست ج ِميع أَثَ ِاثي‪ .‬ما َذا وج ْدت ِم ْن ج ِم ِ ِ ِ‬ ‫َّام‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫يع أَثَاث َب ْيت َك؟ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ ْ َ َ َ‬ ‫ض ْع ُه ُ‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫هه َنا قُد َ‬ ‫‪37‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ ْخوِتي وِا ْخوِت َك‪َ ،‬ف ْلي ْن ِ‬ ‫اش َغ َن ِم َك‬ ‫اج َك َو ِع َن ُاز َك لَ ْم تُ ْس ِق ْط‪َ ،‬و ِك َب َ‬ ‫آلن ع ْش ِر َ‬ ‫صفُوا َب ْي َن َنا اال ثْ َن ْي ِن‪ .‬اَ َ‬ ‫ين َس َن ًة أَ​َنا َم َع َك‪ .‬ن َع ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫آك ْل‪" .‬‬ ‫لَ ْم ُ‬ ‫‪32‬‬ ‫ِ‬ ‫ُح ِ‬ ‫ت تَ ْطلُ ُب َها‪ .‬م ْسروقَ َة َّ‬ ‫الن َه ِ‬ ‫ار أ َْو َم ْس ُروقَ َة‬ ‫ت أْ‬ ‫َخ َس ُرَها‪ِ .‬م ْن َيدي ُك ْن َ‬ ‫ض ْر ِإلَ ْي َك‪ .‬أَ​َنا ُك ْن ُ‬ ‫يس ًة لَ ْم أ ْ‬ ‫أية (‪ " -:)32‬فَ ِر َ‬ ‫َ ُ‬ ‫اللَّْي ِل‪".‬‬

‫فريسة لم أحضر إليك= كان الراعي مسئول عن كل ما ُيسرق من القطيع فيرد لصاحب القطيع عوضه‪ ،‬ولكنه‬ ‫ال يسأل عما تفترسه الوحوش علي أن يحضر جزء من الفريسة لصاحب القطيع إال إن حتي هذا لم يصنعه‬

‫يعقوب بل كان يعوض البان عن الغنم المفترسة من عنده‪ .‬وهنا نري أن من إيجابيات يعقوب أمانته كما أن من‬

‫سلبياته المكر والخداع‪ .‬وهنا تأمل للخدام‪ .‬إن كانت الغنم هكذا ثمينة عند صاحب القطيع فكم باألولي النفوس‬

‫أمام المسيح صاحب القطيع‪.‬‬

‫مسروقة النهار أو مسروقة الليل= كان البان يطلب التعويض عن كل ما يسرق ويعقوب يرد له‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ِفي َّ‬ ‫الن َه ِ‬ ‫آلن لِي‬ ‫ار َيأ ُْكلُني ا ْل َح ُّر َوِفي اللَّْي ِل ا ْل َجلِ ُ‬ ‫األيات (‪ُ " -:)41 -43‬ك ْن ُ‬ ‫يد‪َ ،‬وطَ َار َن ْو ِمي ِم ْن َع ْي َن َّي‪ .‬اَ َ‬ ‫ين ِب َغ َن ِمك‪ .‬وقَ ْد َغ َّيرت أُجرِتي ع َشر م َّر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِس ِن ٍ‬ ‫ون َس َن ًة ِفي َب ْي ِت َك‪َ .‬خ َد ْمتُ َك أ َْرَب َع َع َش َرةَ َس َن ًة َب ْاب َنتَ ْي َك‪َ ،‬و ِس َّ‬ ‫ات‪".‬‬ ‫ع ْش ُر َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َْ َ َ َ‬

‫له أَِبي ِإ َ ِ ِ‬ ‫ص َرفْتَِني فَ ِ‬ ‫ار ًغا‪َ .‬م َشقَِّتي‬ ‫أية (‪42 " -:)42‬لَ ْوالَ أ َّ‬ ‫ان َم ِعي‪ ،‬لَ ُك ْن َ‬ ‫يم َو َه ْي َب َة ِإ ْس َح َ‬ ‫َن ِإ َ‬ ‫ت َ‬ ‫اق َك َ‬ ‫اآلن قَ ْد َ‬ ‫له إ ْب َراه َ‬ ‫ظ َر للاُ‪ ،‬فَ َوَّب َخ َك ا ْل َب ِ‬ ‫ار َح َة»‪".‬‬ ‫ي قَ ْد َن َ‬ ‫ب َي َد َّ‬ ‫َوتَ َع َ‬ ‫هيبة اسحق= لم يذكر اسم أبيه مباشرة إحتراماً له وتعظيماً له‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫ِ‬ ‫ان وقَ ِ‬ ‫ون َب ِن َّي‪َ ،‬وا ْل َغ َن ُم‬ ‫وب‪« :‬ا ْل َب َن ُ‬ ‫ات َب َناتي‪َ ،‬وا ْل َب ُن َ‬ ‫األيات (‪ " -:)45 -43‬فَأ َ‬ ‫ال ل َيعقُ َ‬ ‫َج َ‬ ‫اب الَ َب ُ َ َ‬ ‫‪44‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلن َهلُ َّم َن ْقطَ ْع‬ ‫أَ ْن َ‬ ‫ين َولَ ْد َن؟ فَ َ‬ ‫َص َنعُ ِب ِه َّن ا ْل َي ْوَم أ َْو ِبأ َْوالَد ِه َّن الَّذ َ‬ ‫ت تَ​َرى فَ ُه َو لي‪ .‬فَ َب َناتي َما َذا أ ْ‬ ‫‪45‬‬ ‫ون َش ِ‬ ‫ودا‪"،‬‬ ‫اه ًدا َب ْي ِني َوَب ْي َن َك»‪ .‬فَأ َ‬ ‫وب َح َج ًار َوأ َْوقَفَ ُه َع ُم ً‬ ‫فَ َي ُك ُ‬ ‫َخ َذ َي ْعقُ ُ‬

‫َغ َن ِمي‪َ ،‬و ُك ُّل َما‬ ‫ت‪،‬‬ ‫َع ْه ًدا أَ​َنا َوأَ ْن َ‬ ‫‪327‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى والثالثون)‬

‫‪46‬‬ ‫اك َعلَى‬ ‫أية (‪" -:)46‬‬ ‫وب ِإل ْخ َوِت ِه‪« :‬ا ْلتَ ِقطُوا ِح َج َارةً»‪ .‬فَأ َ‬ ‫َخ ُذوا ِح َج َارةً َو َع ِملُوا ُر ْج َم ًة َوأ َ​َكلُوا ُه َن َ‬ ‫ال َي ْعقُ ُ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫الر ْج َم ِة‪".‬‬ ‫ُّ‬

‫أكلوا علي الرجمة= هي ذبيحة عهد وقارن مع آية ‪( 45‬فكانوا يذبحون ويأكلون ليتعاهدوا) ويكون العمود والرجمة‬

‫(كومة الحجارة) التي نصبوها وأكلوا عليها‪ ،‬هي شهادة بينهما حتي ال يعبرها أحدهم إلي الطرف األخر ليؤذيه‪.‬‬ ‫‪40‬‬ ‫يد»‪".‬‬ ‫ان « َي َج ْر َس ْه ُدوثَا» َوأ َّ‬ ‫وب فَ َد َع َ‬ ‫أية (‪َ " -:)40‬وَد َع َ‬ ‫اها « َج ْل ِع َ‬ ‫اها الَ َب ُ‬ ‫َما َي ْعقُ ُ‬ ‫يجر سهدوثا= كلمة ارامية وجلعيد كلمة عبرية وكالهما يعنيان رجمة الشهادة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األيات (‪47" -:)42 -47‬وقَال الَبان‪ِ « :‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس ُم َها‬ ‫هذ ِه ُّ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫الر ْج َم ُة ه َي َشاه َدةٌ َب ْيني َوَب ْي َن َك ا ْل َي ْوَم»‪ .‬لذل َك ُدع َي ْ‬ ‫الر ُّ ِ‬ ‫يد»‪42 .‬و «ا ْل ِ‬ ‫صفَاةَ»‪ ،‬أل َّ‬ ‫ض َنا َع ْن َب ْع ٍ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫َن‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ال‪« :‬لِ ُي َر ِاق ِب َّ‬ ‫ُ‬ ‫« َج ْل ِع َ‬ ‫ب َب ْيني َوَب ْي َن َك ِحي َن َما َنتَ​َو َارى َب ْع ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يجب أعادة ترتيبهم ليكونوا ‪51‬وقال البان هذه الرجمة هي شاهدة بينى وبينك اليوم ‪ 51‬لذلك دعي إسمها جلعيد‬ ‫والمصفاة ألنه قال… الخ والمصفاة= تعني برج المراقبة‪ .‬أي أن يعقوب أطلق علي الرجمة إسمين جلعيد‬

‫والمصفاة‪.‬‬ ‫‪53‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان مع َنا‪ .‬اُْنظُر‪ ،‬اَهلل َش ِ‬ ‫اه ٌد‬ ‫س ِإ ْن َس ٌ َ َ‬ ‫اء َعلَى َب َناتي‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫األيات (‪ِ " -:)51 -53‬إ َّن َك الَ تُذ ُّل َب َناتي‪َ ،‬والَ تَأْ ُخ ُذ ن َس ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بي ِني وبي َنك»‪51.‬وقَال الَبان لِيعقُوب‪ُ « :‬هوَذا ِ‬ ‫ت َب ْي ِني َوَب ْي َن َك‪".‬‬ ‫هذ ِه ُّ‬ ‫ض ْع ُ‬ ‫الر ْج َم ُة‪َ ،‬و ُه َوَذا ا ْل َع ُم ُ‬ ‫َْ َ َْ َ‬ ‫ود الَّذي َو َ‬ ‫َ َ َ ُ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪52‬‬ ‫اهدةٌ ِ‬ ‫الرجم َة ِإلَيك‪ ،‬وأ ََّنك الَ تَتَجاوُز ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهد ا ْلعم ِ‬ ‫هذ ِه‬ ‫أية (‪" -:)52‬‬ ‫هذ ِه ُّ‬ ‫الر ْج َم ُة َو َش ِ ٌ َ ُ ُ‬ ‫َش ِ َ‬ ‫ود أَني الَ أَتَ َج َاوُز هذ ِه ُّ ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ود ِإلَ َّي لِ َّ‬ ‫لش ِر‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫الر ْج َم َة َوه َذا ا ْل َع ُم َ‬

‫للشر= أي يمكن تجاوزها لكن للخير والمودة والصداقة‪.‬‬ ‫ف يعقُوب ِبهيب ِة أَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫له ِإبر ِ‬ ‫أية (‪ِ53" -:)53‬‬ ‫اق‪".‬‬ ‫اه‬ ‫إ‬ ‫يه ِإ ْس َح َ‬ ‫ُ‬ ‫ور‪ ،‬آلِ َه ُة أَِبي ِه َما‪َ ،‬ي ْق ُ‬ ‫يم َوآل َه ُة َن ُ‬ ‫ْ‬ ‫ضو َن َب ْي َن َنا»‪َ .‬و َحلَ َ َ ْ ُ َ ْ َ‬ ‫اح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إله إبراهيم وألهة ناحور= هنا يظهر وثنية البان بل وناحور‪.‬‬ ‫‪54‬‬ ‫اما َوَباتُوا ِفي‬ ‫اما‪ ،‬فَأ َ​َكلُوا َ‬ ‫يح ًة ِفي ا ْل َج َب ِل َوَد َعا ِإ ْخ َوتَ ُه لِ َيأ ُْكلُوا َ‬ ‫وب َذ ِب َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)55 -54‬وَذ َب َح َي ْعقُ ُ‬ ‫ط َع ً‬ ‫ط َع ً‬ ‫‪55‬‬ ‫ِ‬ ‫ان صباحا وقَ​َّبل ب ِن ِ‬ ‫ان ِإلَى َم َك ِان ِه‪".‬‬ ‫ضى‪َ .‬و َر َج َع الَ َب ُ‬ ‫يه َوَب َنات ِه َوَب َارَك ُه ْم َو َم َ‬ ‫ا ْل َج َب ِل‪ .‬ثُ َّم َب َّك َر الَ َب ُ َ َ ً َ َ َ‬

‫‪328‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني والثالثون)‬

‫األصحاح الثاني والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫اآلن يعقوب إنطلق في إتجاه كنعان وهو تخلص من مضايقات البان لكنه األن بدأ يشعر بالخوف بل بالرعب‬ ‫من عيسو وانتقامه المتوقع ويعقوب خاف من إنتقام عيسو منه ومن زوجاته وأوالده‪.‬‬ ‫ِ ‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َما يعقُوب فَم َ ِ‬ ‫ش‬ ‫آه ْم‪« :‬ه َذا َج ْي ُ‬ ‫وب ِإ ْذ َر ُ‬ ‫ال َي ْعقُ ُ‬ ‫ضى في طَ ِريقه َوالَقَاهُ َمالَ ئ َك ُة للا‪َ .‬وقَ َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)2-1‬وأ َّ َ ْ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫اس َم ذلِ َك ا ْل َم َك ِ‬ ‫ان « َم َح َنا ِي َم»‪".‬‬ ‫للا!»‪ .‬فَ َد َعا ْ‬

‫القاه مالئكة للا= لقد كان المالئكة حوله دائما لكنه لم يكن يراهم‪ .‬وهم اآلن يشعرونه بوجودهم تشجيعاً له إلزالة‬

‫مخاوفه من عيسو‪ .‬وهناك معني آخر رائع‪ .‬فها هو موكب الكنيسة المنطلق في إتجاه كنعان السماوية والمالئكة‬

‫ترافق الموكب كما حملت المالئكة لعازر المسكين وهو منطلق للسماء‪ .‬ويبدو أن عدد المالئكة كان كبي اًر جداً‬

‫فأسماهم يعقوب جيش للا‪ .‬ودعا الموضع محنايم أي معسكرين أو محلتين‪ .‬ألن يعقوب وعائلته كانا يمثالن‬ ‫جيشاً والمالئكة جيشاً آخر‪ .‬وما أروع هذه الصورة عن الكنيسة المجاهدة والكنيسة المنتصرة فى السماء‪ ،‬والمسيح‬ ‫هو حجر الزاوية الذي وحد األرضيين مع السمائيين‪ .‬وهذا له تطبيق رائع في الطقس القبطي في صالة الساعة‬

‫الثانية عشر يوم الجمعة العظيمة حينما يردد الشمامسة في الهيكل لحن ثوك تي تي جوم (ممثلين للسمائيين)‬

‫ويرد عليهم الشعب من الكنيسة بنفس اللحن (ممثلين الكنيسة علي األرض)‪.‬‬

‫جيش للا = عند العبرانيين حينما يضاف إسم هللا على شئ فهذا للداللة على ضخامته‪ .‬وهنا تعنى جيشا عظيما‬ ‫وكبي ار جدا‪ .‬ولو قلنا جبل هللا فهذا يعنى جبل ضخم جدا وهكذا‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ض س ِعير ِبالَِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫األيات (‪3 " -:)7 -3‬وأَرسل يعقُوب رسالً قُدَّام ُه ِإلَى ِعيسو أ ِ‬ ‫يه ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫َم َرُه ْم قَ ِائالً‪:‬‬ ‫َد‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َ َ َْ ُ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫وم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪5‬‬ ‫هك َذا قَال عبدك يعقُوب‪ :‬تَ َغ َّرب ِ‬ ‫هك َذا تَقُولُ ِ ِ ِ‬ ‫ص َار لِي َبقٌَر‬ ‫يس َو‪َ :‬‬ ‫« َ‬ ‫ان َولَ ِبثْ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ت ِإلَى َ‬ ‫ت ع ْن َد الَ َب َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُْ َ َْ ُ‬ ‫اآلن‪َ .‬وقَ ْد َ‬ ‫ون ل َس ِيدي ع ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُخ ِبر َس ِي ِدي لِ َكي أ ِ‬ ‫ين‪:‬‬ ‫َج َد ِن ْع َم ًة ِفي َع ْي َن ْي َك»‪ .‬فَ​َر َج َع ُّ‬ ‫اء‪َ .‬وأ َْر َس ْل ُ‬ ‫ير َو َغ َن ٌم َو َع ِب ٌ‬ ‫وب قَائلِ َ‬ ‫الر ُس ُل ِإلَى َي ْعقُ َ‬ ‫يد َواِ َم ٌ‬ ‫ت أل ْ َ‬ ‫َو َحم ٌ‬ ‫ْ‬ ‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫«أَتَي َنا ِإلَى أ ِ‬ ‫اق ِب ِه‬ ‫ضا قَ ِاد ٌم لِلِقَ ِائ َك‪َ ،‬وأ َْرَبعُ ِم َئ ِة َر ُجل َم َع ُه»‪ .‬فَ َخ َ‬ ‫ض َ‬ ‫َخ َ‬ ‫وب ِجدًّا َو َ‬ ‫يسو‪َ ،‬و ُه َو أ َْي ً‬ ‫ْ‬ ‫اف َي ْعقُ ُ‬ ‫يك‪ِ ،‬إلَى ع ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫احدِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ا ْلو ِ‬ ‫َّ‬ ‫ين م َع ُه َوا ْل َغ َنم َوا ْل َبقَر َوا ْل ِجم ِ‬ ‫يسو ِإلَى ا ْل َج ْي ِ َ‬ ‫اء ع ُ‬ ‫ال‪ِ« :‬إ ْن َج َ‬ ‫َ‬ ‫ال إ َلى َج ْي َش ْي ِن‪َ .‬وقَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫األ َْم ُر‪ ،‬فَقَ َس َم ا ْلقَ ْوَم الذ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ش ا ْلب ِ‬ ‫اقي َن ِ‬ ‫اج ًيا»‪".‬‬ ‫ض َرَب ُه‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫َو َ‬ ‫ون ا ْل َج ْي ُ َ‬

‫مازال يعقوب في ضعفه البشري خائفاً بعد أن أراه هللا أنه حماه من البان وبعد أن رأي جيش المالئكة‪ .‬وهنا نجده‬

‫يرسل ألخيه كأنه يستأذنه في أن يعود وليعرف مشاعره تجاهه‪ .‬واستخدم لغة اإلتضاع… سيدي عيسو… عبدك‬

‫يعقوب‪ .‬وحينما سمع أن عيسو آتيا ومعه ‪ 511‬رجل خاف جداً‪ .‬وكون عيسو يأتي ومعه ‪ 511‬رجل فهذا إعالنا‬ ‫عن غناه وقوته‪ .‬وبدأ يعقوب يفكر في تقسيم عائلته إلي جيشين لينجو جزء منهم لو ضرب عيسو الجيش اآلخر‪.‬‬

‫‪329‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني والثالثون)‬

‫ب الَِّذي قَ ِ‬ ‫األيات (‪2" -:)12 -2‬وقَال يعقُوب‪« :‬يا ِإ َ ِ ِ ِ‬ ‫جع ِإلَى‬ ‫الر َّ‬ ‫اق‪َّ ،‬‬ ‫له أَِبي ِإ ْس َح َ‬ ‫يم َوِا َ‬ ‫ال ل َي‪ْ :‬ار ْ‬ ‫َ َ َْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫له أَبي إ ْب َراه َ‬ ‫يع األ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُح ِس َن ِإلَي َك‪ِ 13 .‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِإلَى َع ْب ِد َك‪.‬‬ ‫ير أَ​َنا َع ْن َج ِم ِ‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫يرِت َك فَأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َما َنة الَّتي َ‬ ‫َ‬ ‫صغ ٌ‬ ‫أ َْرض َك َوِالَى َعش َ‬ ‫يع أَْلطَاف َك َو َجم ِ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ ِ ِ 11‬‬ ‫اآلن قَ ْد ِ‬ ‫ف‬ ‫يس َو‪ ،‬أل َِني َخ ِائ ٌ‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫اي َع َب ْر ُ‬ ‫ت ه َذا األ ُْرُد َّن‪َ ،‬و َ‬ ‫ت َج ْي َش ْي ِن‪َ .‬ن ِجني م ْن َيد أَخي‪ ،‬م ْن َيد ع ُ‬ ‫فَِإني ِب َع َ‬ ‫ص َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن يأ ِْتي وي ِ‬ ‫َج َع ُل َن ْسلَ َك َك َرْم ِل ا ْل َب ْح ِر الَِّذي الَ ُي َع ُّد‬ ‫ت قَ ْد ُق ْل َ‬ ‫ين‪َ .‬وأَ ْن َ‬ ‫ِم ْن ُه أ ْ َ َ َ َ ْ‬ ‫ض ِرَبني األ َُّم َم َع ا ْل َبن َ‬ ‫ُح ِس ُن ِإلَ ْي َك َوأ ْ‬ ‫ت‪ِ :‬إني أ ْ‬ ‫لِ ْل َكثَْرِة»‪" .‬‬ ‫نجد هنا صالة يعقوب وهي أول صالة يذكرها الكتاب بكلماتها وتفاصيلها‪.‬‬

‫يا إله أبي إبراهيم= هللا بالنسبه له ليس إلهاً محتجباً عن البشر‪ .‬بل هناك عالقة شخصية بين هللا وبين عائلته‪،‬‬

‫جده وأبيه‪ .‬هو أب له ولعائلته‪.‬‬

‫الرب الذي قال= هو يذكر هللا بم واعيده وهللا يفرح بأوالده الذين يصرون علي تحقيق المواعيد اإللهية لذلك تقول‬ ‫الكنيسة في صلواتها "أذكر يارب كذا وكذا"…‬

‫صغير انا= هو شعور بالضعف واإلنسحاق أمام هللا‪.‬‬ ‫بعصاي عبرت= أي كنت ال أملك شيئاً‪.‬‬

‫األن قد صرت جيشين= إذا هذه بركة من هللا‪ .‬فهو يشكر هللا علي بركاته ونعمه ويذكرها له وهناك تأمل أن‬ ‫يعقوب الذي خرج بعصاه يمثل المسيح الذي حمل صليبه‪ .‬ويعقوب رجع بعائلته والمسيح إقتني كنيسته‪.‬‬

‫ِ ِ ‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ​ِ‬ ‫اك ِت ْل َك اللَّيلَ َة وأ َ ِ‬ ‫ين‬ ‫يسو أَخ‬ ‫األيات (‪َ " -:)21 -13‬وَب َ‬ ‫يه‪ِ :‬م َئتَ ْي َع ْن ٍز َو ِع ْش ِر َ‬ ‫ات ُه َن َ‬ ‫َخ َذ م َّما أَتَى ِب َيده َهديَّ ًة لع ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ضع ًة وأَوالَد َها‪ ،‬أَرب ِعين بقَرةً وع َشرةَ ِثير ٍ ِ‬ ‫‪ِ 15‬‬ ‫ين أَتَا ًنا‬ ‫ين َناقَ ًة ُم ْر ِ َ َ ْ َ‬ ‫ان‪ ،‬ع ْش ِر َ‬ ‫ين َك ْب ًشا‪ ،‬ثَالَ ث َ‬ ‫تَ ْي ًسا‪ِ ،‬م َئتَ ْي َن ْع َج ٍة َو ِع ْش ِر َ‬ ‫َْ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجتَ ُازوا قُد ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫َو َع َش َرةَ َح ِم ٍ‬ ‫اج َعلُوا فُ ْس َح ًة‬ ‫َّامي َو ْ‬ ‫ال لِ َع ِبيد ِه‪ْ « :‬‬ ‫يعا قَط ً‬ ‫ير‪َ ،‬وَدفَ َع َها ِإلَى َيد َع ِبيده قَط ً‬ ‫يعا َعلَى ح َدة‪َ .‬وقَ َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ادفَ َك ِعيسو أ ِ‬ ‫ب؟‬ ‫يع َوقَ ِط ٍ‬ ‫َب ْي َن قَ ِط ٍ‬ ‫ت؟ َوِالَى أ َْي َن تَذ َ‬ ‫صَ‬ ‫َخي َو َسأَلَك قَائالً‪ِ :‬ل َم ْن أَ ْن َ‬ ‫ْه ُ‬ ‫ُ‬ ‫َم َر األ ََّو َل قَائالً‪ِ« :‬إ َذا َ‬ ‫يع»‪َ .‬وأ َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫اء َنا»‪.‬‬ ‫يس َو‪َ ،‬و َها ُه َو أ َْي ً‬ ‫ول‪ :‬ل َع ْبد َك َي ْعقُ َ‬ ‫ضا َو َر َ‬ ‫وب‪ُ .‬ه َو َهد َّي ٌة ُم ْر َسلَ ٌة ل َس ِيدي ع ُ‬ ‫َّام َك؟ تَقُ ُ‬ ‫َول َم ْن ه َذا الذي قُد َ‬ ‫ِ‬ ‫‪12‬وأَمر أَيضا ا ْلثَ ِانى والثَّالِ َث وج ِميع َّ ِ‬ ‫اء ا ْلقُ ْط َع ِ‬ ‫يس َو ِحي َن َما تَ ِج ُدوَن ُه‪،‬‬ ‫ان‪ِ « :‬ب ِم ْث ِل ه َذا ا ْل َكالَِم تُ َكلِ ُم َ‬ ‫السائ ِر َ‬ ‫َ َ​َ ْ ً‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ون ع ُ‬ ‫ين َو َر َ‬ ‫َ‬ ‫‪23‬‬ ‫الس ِائرِة أَم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫امي‪َ ،‬وَب ْع َد ذلِ َك‬ ‫َستَ ْع ِط ُ‬ ‫َوتَقُولُ َ‬ ‫وب أ َْي ً‬ ‫ال‪« :‬أ ْ‬ ‫ون‪ُ :‬ه َوَذا َع ْب ُد َك َي ْعقُ ُ‬ ‫ضا َو َر َ‬ ‫ف َو ْج َه ُه ِبا ْل َهديَّة َّ َ َ‬ ‫اء َنا»‪ .‬ألَن ُه قَ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ِت ْل َك اللَّْيلَ َة ِفي ا ْل َم َحلَّ ِة‪".‬‬ ‫أَ ْنظُ​ُر َو ْج َه ُه‪َ ،‬ع َسى أ ْ‬ ‫َّام ُه‪َ ،‬وأَ َّما ُه َو فَ َب َ‬ ‫َن َي ْرفَعَ َو ْج ِهي»‪ .‬فَ ْ‬ ‫اجتَ َازت ا ْل َهديَّ ُة قُد َ‬ ‫مجزة‪ .‬كل هدية تليها هدية‬ ‫أ‬ ‫هنا يعقوب يرسل هدايا ضخمة إلي عيسو يطفئ بها لهيب غضبه‪ .‬وهو يرسلها إليه‬

‫حتي يأسر قلب أخيه‪ .‬وأمر خدامه حاملي الهدايا بأن يكون كالمهم في منتهي التواضع= سيدي عيسو…‬

‫عبدك يعقوب‪.‬‬

‫أية (‪22 " -:)22‬ثُ َّم قَ ِ ِ‬ ‫َخ َذ ام أرَتَي ِه وج ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وق‪" .‬‬ ‫اض َة َي ُّب َ‬ ‫َح َد َع َش َر َو َع َب َر َم َخ َ‬ ‫ارَيتَْيه َوأ َْوالَ َدهُ األ َ‬ ‫ام في ت ْل َك اللَّْيلَة َوأ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫مخاضة يبوق= يبوق هو أحد روافد األردن‪ .‬ومخاضة تعني جزء ضحل يعبر باألقدام‪.‬‬

‫‪330‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني والثالثون)‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ان لَ ُه‪".‬‬ ‫أية (‪ " -:)23‬أ َ‬ ‫َج َاز َما َك َ‬ ‫ي‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َخ َذ ُه ْم َوأ َ‬ ‫َج َازُه ُم ا ْل َواد َ‬ ‫‪ِ 24‬‬ ‫ان َحتَّى طُلُوِع ا ْلفَ ْج ِر‪َ 25 .‬ولَ َّما َأرَى أ ََّن ُه الَ َي ْق ِد ُر‬ ‫ص َار َع ُه ِإ ْن َس ٌ‬ ‫األيات (‪ " -:)22 -24‬فَ َبق َي َي ْعقُ ُ‬ ‫وب َو ْح َدهُ‪َ ،‬و َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ق فَ ْخ ِذ يعقُ ِ‬ ‫ق فَ ْخ ِذ ِه‪ ،‬فَا ْن َخلَ َع ُح ُّ‬ ‫ب ُح َّ‬ ‫طلِ ْق ِني‪ ،‬أل ََّنهُ قَ ْد طَلَ َع ا ْلفَ ْج ُر»‪.‬‬ ‫ال‪« :‬أَ ْ‬ ‫َعلَ ْي ِه‪َ ،‬‬ ‫َْ َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫وب في ُم َ‬ ‫ص َار َعته َم َع ُه‪َ .‬وقَ َ‬ ‫‪27‬‬ ‫‪20‬‬ ‫فَقَال‪« :‬الَ أُ ْطلِقُك ِإ ْن لَم تُب ِ ِ‬ ‫اس ُم َك ِفي َما‬ ‫َ‬ ‫ال‪« :‬الَ ُي ْد َعى ْ‬ ‫ال لَ ُه‪َ « :‬ما ْ‬ ‫ال‪َ « :‬ي ْعقُ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫وب»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫اس ُم َك؟» فَقَ َ‬ ‫ارْكني»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت م َع للا َو َّ‬ ‫َب ْع ُد َي ْعقُ َ ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ال‪« :‬أ ْ‬ ‫يل‪ ،‬أل ََّن َك َج َ‬ ‫اس َوقَ َد ْر َ‬ ‫َخ ِب ْرِني ِب ْ‬ ‫َل َي ْعقُ ُ‬ ‫اسم َك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫وب َوقَ َ‬ ‫ت»‪َ .‬و َسأ َ‬ ‫اه ْد َ َ‬ ‫وب َب ْل إ ْس َرائ َ‬ ‫ِ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫اس ِمي؟» َوَب َارَك ُه ُه َن َ‬ ‫َل َع ِن ْ‬ ‫«ل َما َذا تَ ْسأ ُ‬ ‫هللا حاول تثبيت يعقوب وتشجيعه برؤيا لالبان ثم برؤيا جيش المالئكة ولكن يعقوب ظل في رعب‪ .‬ونجد هنا أن‬

‫هللا يتعامل معه بأسلوب جديد ليشجعه ويعطيه ثقة بنفسه‪ .‬وفي هذه الليلة التي بدأت بالصالة المذكورة‪ ،‬من‬

‫المؤكد أن يعقوب بعد أن أرسل هديته إستمر يجاهد في صالته‪ .‬وظهر له إنسان وصارعه حتي طلوع الفجر‪.‬‬ ‫وهللا أعطي له هذه القوة للصراع والجهاد فهو لم يكن يملك هذه القوة‪ .‬وهناك رأيين في هذا اإلنسان أولهما أنه‬ ‫أحد ظهورات المسيح قبل التجسد وثانيهما أنه مالك علي شكل إنسان لكنه يمثل الحضرة اإللهية‪ .‬وكان هدف‬

‫هللا أن يعطيه ثقة بذاته حينما يغلب فال يخاف من مقابلة عيسو‪ .‬ولكن هذا الصراع يشير للجهاد في الصالة‬ ‫وثمرة الجهاد والتمسك بمواعيد هللا لذلك بدأ الصراع جسدياً وانتهي صراعاً روحياً والي هذا يشير هوشع النبي هو‬

‫‪ . 5،3:12‬بكي واسترحمه فهو لم يكن صراعاً جسدياً ولكنه بكاء وطلب رحمة من هللا‪ .‬هو تمسك باهلل ولم يرخه‬

‫"نش ‪ "5:3‬ولما أري أنه ال يقدر عليه‪ .‬بمعني أن المالك حين رأي يعقوب في جهاده لم يستسلم بل ظل يصارع‬ ‫طوال الليل‪ .‬األمر الذي بدا فيه المالك كمن هو مغلوب ويعقوب كغالب‪ .‬ولكن هل يغلب هللا؟ نرجع لسفر‬

‫النشيد فنسمع "حولي عنى عينيك فإنهما قد غلبتاني نش ‪ "4:1‬فاهلل يغلب بالدموع والتوبة ويعقوب هنا بكي‬ ‫واسترحمه‪ .‬وحتي ال يأتي إنتصار يعقوب بنتيجة عكسية فيدخل في الكبرياء ضرب المالك حق فخذه فإنخلع‪.‬‬ ‫كما سمح هللا لبولس بشوكة في الجسد لكي ال يرتفع من فرط اإلستعالنات‪ .‬وحق الفخذ هو مفصل الفخذ وكلمة‬

‫ضرب في العبرية تأتي بمعني لمسة خفيفة "لمس حق فخذه" وهذا لو أدي لخلع المفصل يكون من لمس يعقوب‬ ‫ليس إنساناً عادياً‪.‬‬

‫أطلقني‪ :‬هذه تبين ما صار ليعقوب من صداقة مع هللا فالمالك ال يريد أن يفارقه دون أن يسأله ذلك ‪ .‬وجهاد‬ ‫غصب والغاصبون يختطفونه مت ‪ .12:11‬ولنالحظ أن‬ ‫يعقوب لحصوله علي البركة = ملكوت السماوات ُي َ‬ ‫مشكلة يعقوب كانت خداعاته ومكره وذلك بسبب إحساسه بالضعف وها نحن نراه مرعوباً من لقاء عيسو‪ ،‬وهللا‬ ‫حاول أن يظهر له أنه يسانده م ار ار عديدة‪.‬‬ ‫‪ .1‬نبوة لرفقة حتي قبل ميالده‬ ‫‪ .2‬رؤيا السلم في الطريق‪.‬‬

‫‪ .3‬توفيقه في لقاء راحيل وعائلته‪.‬‬ ‫‪ .5‬البركة في بيت البان‪.‬‬

‫‪ .4‬رؤيا البان وفيها إعالن لحماية هللا له‪.‬‬ ‫‪331‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني والثالثون)‬

‫‪ .1‬رؤيا جيش المالئكة‪.‬‬

‫ولكن النفسية الخائفة غير المصدقة ترتعب عند أول ذكر لمشكلة مثل عيسو‪ ،‬وتنسي كل إعالنات واحسانات‬ ‫هللا!! فكيف يتعامل هللا مع هذه الشخصية؟‬

‫يصارعه مالك ليشعر بضعفه‪ ،‬فهو كان يتغلب علي ضعفه بالحيل والمكر والخداع‪ .‬واآلن ما الحل مع من‬

‫يصارعه وجها لوجه؟ ال مكان للحيل والخداع والمكر‪ .‬بل هناك حل واحد أن يبكي ويسترحم ويصلي ويجاهد‬

‫ويغلب ويحصل علي البركة ‪ .‬وهنا يعرف كيف يتخلي عن ذاته واضعاً كل ثقته في هللا‪ .‬لذلك ما لم تحله الرؤي‬ ‫واإلعالنات حلته هذه الرؤيا أو هذا الجهاد فاهلل يلمس نقاط الضعف فينا فنشعر بضعفنا واحتياجنا إليه وأن فيه‬

‫كفايتنا‪ .‬واآلن هو كان خائفاً من لقاء عيسو ألن فكره وحيله لم تسعفه فعيسو آت ومعه ‪ 511‬رجل ولكن بعد هذا‬ ‫اللقاء عرف أن الحل ليس في الحيل والمكر بل في جهاده مع هللا وأن هللا هو الذي يحفظه‪ .‬ثم نجد بعد هذه‬

‫الحادثة أن المالك يسأل يعقوب عن إسمه ال لجهله بإسمه ولكن ليعلن له أن إسمه القديم يعقوب قد تغير إلي‬ ‫اسم جديد يناسب البركة التي حصل عليها بجهاده‬

‫إسرائيل‪ :‬أمير هللا أو قوي مع هللا أو هو مجاهد قوي في صف هللا‪ .‬هو قوي بجهاده فهو جاهد مع هللا ومع‬ ‫الناس‬

‫سار‪ :‬أمير‬

‫إيل‪:‬هللا‬

‫ومن هذا األسم سارة ‪ :‬أميرة‬

‫فيكون إسرائيل= أمير هللا‬

‫ولها تفسير آخر‬ ‫إس‬

‫ار‬

‫إيل‬

‫إيس‬

‫ار‬

‫إيل‬

‫رجل‬

‫رأى‬

‫هللا‬

‫وهذا التفسير يتفق مع تسمية يعقوب للمكان فنوئيل‪.‬‬

‫وفي (‪ )21‬يعقوب يسأل المالك عن إسمه فال يجيبه‪ .‬وهذا يتمشي مع قول المالك لمنوح أبو شمشون لماذا‬

‫تسأل عن إسمي وهو عجيب‪ .‬والمسيح هو من دعي عجيباً إلهاً مشي اًر إش ‪ 1:1‬وهو هنا يرفض اإلجابة عن‬

‫إسمه فميعاد التجسد واعالن هذه الحقيقة لم يأتي أوانه‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪33 " -:)33‬فَدعا يعقُوب اسم ا ْلم َك ِ ِ ِ‬ ‫ت للاَ َو ْج ًها لِ َو ْج ٍه‪َ ،‬وُن ِج َي ْت َن ْف ِسي»‪" .‬‬ ‫يل» قَائالً‪« :‬ألَني َنظَ ْر ُ‬ ‫ان «فَنيئ َ‬ ‫َ َ َْ ُ ْ َ َ‬ ‫فنيئيل= وجه هللا‪ .‬وأسمي المكان هكذا ألنه رأي هللا وجهاً لوجه ولم يمت‪ .‬ولم يسمي بإسم يحمل معني أنه غلب‬ ‫هللا بل هو سعيد بأنه رأي هللا ولم يمت = ونجيت نفسي‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫ِ‬ ‫الش ْم ُ ِ‬ ‫َش َرقَ ْت لَ ُه َّ‬ ‫يل َو ُه َو َي ْخ َمعُ َعلَى فَ ْخ ِذ ِه‪" .‬‬ ‫أية (‪َ " -:)31‬وأ ْ‬ ‫س إ ْذ َع َب َر فَ ُنوئ َ‬

‫‪332‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني والثالثون)‬

‫واشرقت له الشمس=المسيح هو شمس البر مل ‪ .2:5‬وما أجمل هذا القول فاآلن عرف يعقوب معرفة جديدة‬ ‫عن هللا فأشرق له نور المسيح بعد أن تخلي عن ذاته ووضع ثقته في الرب‪ .‬وليس مهماً بعد ذلك أن يخمع علي‬

‫فخذه = شوكة الجسد مع المعرفة الحقيقية هلل تصبح ال شئ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫أية (‪32 " -:)32‬لِذلِك الَ يأ ُْكل ب ُنو ِإسرِائ ِ‬ ‫ق َّ‬ ‫الن َسا الَِّذي َعلَى ُح ِ‬ ‫ب ُح َّ‬ ‫ق‬ ‫يل ع ْر َ‬ ‫ق ا ْلفَ ْخذ ِإلَى ه َذا ا ْل َي ْوِم‪ ،‬أل ََّن ُه َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ق َّ‬ ‫وب َعلَى ِع ْر ِ‬ ‫الن َسا‪" .‬‬ ‫فَ ْخذ َي ْعقُ َ‬ ‫عرق النسا = هو ممتد من الورك إلي الكعب ويمر بجانب حق الفخذ واجالالً لهذه الواقعة فاليهود يستخرجونه‬ ‫من ذبائحهم وال يأكلونه‪.‬‬

‫‪333‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث والثالثون)‬

‫اإلصحاح الثالث والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫في اإلصحاح السابق جاهد مع هللا بصالته وفي هذا اإلصحاح يجاهد مع اإلنسان (عيسو) بمحبته وتواضعه‪،‬‬ ‫باللطف والهدايا‪ ،‬بإنكار الذات‪ .‬اآل ن الهدايا والمحبة والتواضع ليست عن خوف بعد البركة التي نالها‪ ،‬بل عن‬

‫حب‪ .‬فالخوف تم عالجه في الصراع مع المالك‪ .‬ولقد إنتزع هللا منه اإلعتداد بالذات والمكر وانتزع أيضا منه‬ ‫الخوف‪ .‬ونجد هنا عيسو مع يعقوب إنساناً محباً عطوفاً يبكي حينما رأي أخوه بعد هذا الفراق! فأين الوحشية‬ ‫السابقة؟ حقا إن أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداؤه يسالمونه‪ .‬وحقا فإن قلوب الملوك والناس في يد هللا‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يسو ُم ْق ِب ٌل َو َم َع ُه أ َْرَبعُ ِم َئ ِة َر ُجل‪ ،‬فَقَ َس َم األ َْوالَ َد َعلَى لَ ْي َئ َة‬ ‫األيات (‪َ " -:)4 -1‬و َرفَ َع َي ْعقُ ُ‬ ‫وب َع ْي َن ْيه َوَنظَ َر َوِا َذا ع ُ‬ ‫‪2‬‬ ‫ف أِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َع ا ْل َج ِ‬ ‫يل َو َعلَى ا ْل َج ِ‬ ‫ير‪.‬‬ ‫َخ ًا‬ ‫وس َ‬ ‫ارَيتَ ْي ِن‪َ .‬و َو َ‬ ‫يل َوُي ُ‬ ‫ارَيتَ ْي ِن َوأ َْوالَ َد ُه َما أ ََّوالً‪َ ،‬ولَ ْي َئ َة َوأ َْوالَ َد َها َو َر َ‬ ‫اء ُه ْم‪َ ،‬و َراح َ‬ ‫َو َعلَى َراح َ‬ ‫ِ ِ ‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّام ُه ْم َو َس َج َد ِإلَى األ َْر ِ‬ ‫ب ِإلَى أَخ‬ ‫َوأ َّ‬ ‫يسو لِلِقَائ ِه َو َعا َنقَهُ‬ ‫يه‪ .‬فَ َرَك َ‬ ‫َما ُه َو فَ ْ‬ ‫ض َس ْب َع َم َّرات َحتَّى اقْتَ​َر َ‬ ‫ضع ُ‬ ‫اجتَ َاز قُد َ‬ ‫َو َوقَ َع َعلَى ُع ُن ِق ِه َوقَ​َّبلَ ُه‪َ ،‬وَب َك َيا‪".‬‬ ‫الحظ أنه يضع راحيل المحبوبة وابنها يوسف في المؤخرة حرصاً عليهم وهو إجتاز أمام الجميع‪ .‬وسجد في‬

‫إتضاع‪ .‬هنا يمثل المسيح الذي يتقدم الموكب محامياً عن عبيده وجسده أي كنيسته‪ .‬وكون عائلته وراءه فهذا‬ ‫يعطيهم فرصة للهروب إعالناً عن حمايته لهم وبذله نفسه عنهم‪ .‬والكتاب المقدس يعلن فضائل عيسو ومحبته‬

‫وبكاؤه فكما أن الكتاب المقدس ال يخفي عيوب القديسين فهو ال يخفي فضائل اإلنسان العالمي‪ .‬ولكن لنعلم أن‬

‫كل عطية صالحة هي من فوق من عند هللا‪ .‬فاهلل هو الذي جعل عيسو هكذا ألجل يعقوب‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النساء واألَوالَ َد وقَال‪« :‬ما ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين أَ ْن َع َم‬ ‫ال‪« :‬األ َْوالَ ُد الَّذ َ‬ ‫األيات (‪ " -:)0 -5‬ثُ َّم َرفَ َع َع ْي َن ْيه َوأ َْب َ‬ ‫هؤالَء م ْن َك؟» فَقَ َ‬ ‫ص َر َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫‪0‬‬ ‫ارَيتَ ِ‬ ‫للاُ ِب ِه ْم َعلَى َع ْب ِد َك»‪6 .‬فَاقْتَ​َرَب ِت ا ْل َج ِ‬ ‫ضا َوأ َْوالَ ُد َها َو َس َج ُدوا‪.‬‬ ‫ان ُه َما َوأ َْوالَ ُد ُه َما َو َس َج َدتَا‪ .‬ثُ َّم ا ْقتَ​َرَب ْت لَ ْي َئ ُة أ َْي ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل َو َس َج َدا‪" .‬‬ ‫وس ُ‬ ‫َوَب ْع َد ذل َك اقْتَ​َر َ‬ ‫ب ُي ُ‬ ‫ف َو َراح ُ‬

‫أية (‪7 " -:)7‬فَقَال‪« :‬ما َذا ِم ْنك ُك ُّل ه َذا ا ْلجي ِ ِ‬ ‫ادفْتُ ُه؟» فَقَال‪« :‬أل ِ‬ ‫َج َد ِن ْع َم ًة ِفي َع ْي َن ْي َس ِي ِدي»‪".‬‬ ‫صَ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ش الَّذي َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ماذا منك كل هذا الجيش= يقصد الهدايا التي سبقته‪ .‬ثم حاول عيسو أن يرفض الهدية فله الكثير‪.‬‬ ‫أية (‪2 " -:)2‬فَقَال ِعيسو‪« :‬لِي َك ِثير‪ ،‬يا أ ِ‬ ‫َخي‪ .‬لِ َي ُك ْن لَ َك الَِّذي لَ َك»‪".‬‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪13" -:)13‬فَقَال يعقُوب‪« :‬الَ‪ِ .‬إ ْن وج ْد ِ‬ ‫ت َو ْج َه َك َك َما‬ ‫ت ن ْع َم ًة ِفي َع ْي َن ْي َك تَأْ ُخ ْذ َهد َّيتي ِم ْن َيدي‪ ،‬ألَني َأر َْي ُ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫للا‪ ،‬فَر ِ‬ ‫يرى و ْج ُه ِ‬ ‫يت َعلَ َّي‪".‬‬ ‫ض َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪334‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث والثالثون)‬

‫ألني رأيت وجهك كما يري وجه للا = أي رأيت فيك صورة هللا الذي يقابلنا بالحب والعفو فأنت ألنك عفوت‬ ‫عني صرت هكذا‪ .‬أو رأيت في وجهك محبة واحسان وعفو هي نتيجة عمل هللا معك‪.‬‬ ‫َخ َذ‪" .‬‬ ‫أية (‪ُ 11" -:)11‬خ ْذ َب َرَك ِتي الَِّتي أ ُِت َي ِب َها ِإلَ ْي َك‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن للاَ قَ ْد أَ ْن َع َم َعلَ َّي َولِي ُك ُّل َش ْي ٍء»‪َ .‬وأَلَ َّح َعلَ ْي ِه فَأ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫َن األ َْوالَ َد‬ ‫ال لَ ُه‪َ « :‬س ِي ِدي َعالِ ٌم أ َّ‬ ‫ْه ْب‪َ ،‬وأَذ َ‬ ‫ال‪« :‬لِ َن ْر َح ْل َوَنذ َ‬ ‫ْه ُ‬ ‫َّام َك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ب أَ​َنا قُد َ‬ ‫األيات (‪ " -:)16 -12‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ‪ِ 14‬‬ ‫َّام‬ ‫استَ َكد َ‬ ‫ص ٌة‪َ ،‬وا ْل َغ َن َم َوا ْل َبقَ​َر الَّتي ع ْندي ُم ْرض َع ٌة‪ ،‬فَِإ ِن ْ‬ ‫َر ْخ َ‬ ‫ُّوها َي ْو ًما َواح ًدا َماتَ ْت ُك ُّل ا ْل َغ َنم‪ .‬ل َي ْجتَْز َسيدي قُد َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اق علَى مهلِي ِفي ِإثْ ِر األَمالَ ِك الَِّتي قُد ِ‬ ‫َّامي‪َ ،‬وِفي ِإثْ ِر األ َْوالَِد‪َ ،‬حتَّى أ ِ‬ ‫يء ِإلَى َس ِي ِدي ِإلَى‬ ‫َع ْبده‪َ ،‬وأَ​َنا أ ْ‬ ‫َستَ ُ َ َ َ‬ ‫َج َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫س ِعير»‪15 .‬فَقَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين م ِعي»‪ .‬فَقَال‪« :‬لِما َذا؟ َد ْع ِني أ ِ‬ ‫َج ْد ِن ْع َم ًة ِفي َع ْي َن ْي‬ ‫ال ع ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يسو‪« :‬أَتُْر ُك ع ْن َد َك م َن ا ْلقَ ْوم الذ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير‪".‬‬ ‫َس ِيدي»‪ .‬فَ َر َج َع ع ُ‬ ‫يسو ذل َك ا ْل َي ْوَم في طَ ِريقه إلَى َسع َ‬ ‫نجد هنا يعقوب يرفض أن يسير في الطريق مع عيسو أو أن يبقي عيسو من رجاله معه فهو ال يضمن‬

‫تصرفاته‪ .‬وهو ال يحتاج لحماية أحد طالما هو في حماية هللا‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اش ِ‬ ‫وت‪ ،‬وب َنى لِ َن ْف ِس ِه بيتًا‪ ،‬وص َنع لِمو ِ‬ ‫ظالَّ ٍت‪ .‬لِذلِ َك‬ ‫يه ِم َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)23 -10‬وأ َّ‬ ‫وب فَ ْارتَ َح َل ِإلَى ُس ُّك َ َ َ‬ ‫َما َي ْعقُ ُ‬ ‫َْ َ َ َ َ َ‬ ‫‪17‬‬ ‫وب َسالِ ًما ِإلَى َم ِدي َن ِة َش ِكيم الَِّتي ِفي أ َْر ِ‬ ‫اس َم ا ْل َم َك ِ‬ ‫اء ِم ْن‬ ‫ان « ُس ُّك َ‬ ‫ان‪ِ ،‬ح َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫َد َعا ْ‬ ‫وت»‪ .‬ثُ َّم أَتَى َي ْعقُ ُ‬ ‫ين َج َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ‪12‬‬ ‫اع ِق ْطع َة ا ْلح ْق ِل الَِّتي َنصب ِفيها َخيمتَ ُه ِم ْن ي ِد ب ِني حمور أَِبي َش ِ‬ ‫فَد ِ‬ ‫يم ِب ِم َئ ِة‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫اب‬ ‫و‬ ‫ام ا ْل َمدي َنة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ام‪َ .‬وَن َز َل أ َ‬ ‫َ‬ ‫َم َ‬ ‫َّان أ َ​َر َ‬ ‫قَ ِسيطَ ٍة‪23 .‬وأَقَام ُه َناك مذْبحا ودعاه «ِإيل ِإ ِ ِ‬ ‫يل»‪".‬‬ ‫َ َ ًَ َ​َ َ ُ َ َ‬ ‫له إ ْس َرائ َ‬ ‫َ َ‬ ‫سكوت=مظال‪ .‬ثم أتي إلي شكيم واشتري هناك حقالً دفع فيه ثمنا غالياً مئة قسيطة‪ .‬والقسيطة =عملة مرتفعة‬

‫القيمة وعرفنا هذا ألن أصحاب أيوب أعطوه كل واحد هدية قسيطة واحدة (أي ‪ )11:52‬ويترجمها البعض‬

‫خروف وقد يكون السبب أن هذه العملة قد رسم عليها خروف‪ .‬وكان أول ما فعله يعقوب أنه أقام هناك مذبحاً‪.‬‬

‫وهذه األرض التي إشتراها يعقوب من شكيم هي التي دفن فيها يوسف‪ .‬وهي ثاني أرض مشتراة بعد المكفيلة‪.‬‬

‫وهذه األرض بقيت ملكاً ليعقوب حتي بعد إقامته في مصر‪ .‬ولكن إقامة يعقوب في شكيم وعدم عودته فو اًر لبيت‬

‫إيل أو إلي بئر سبع حيث اسحق سببا له مشكلة دينة‪ .‬هو خالف أمر هللا له في أن يعود ألرض أبائه (‪)3:31‬‬ ‫لذلك حدثت المشكلة بل المشاكل‪.‬‬

‫‪335‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع والثالثون)‬

‫اإلصحاح الرابع والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫مشكلة دينة جاءت نتيجة للسكني في مكان الشر‪ ،‬وعدم تنفيذ أمر هللا‪ ،‬والسكن في مكان لم يأمر به هللا‪.‬‬ ‫أية (‪1 " -:)1‬و َخرج ْت ِدي َن ُة اب َن ُة لَي َئ َة الَِّتي ولَدتْها لِيعقُوب لِتَ ْنظُر ب َن ِ‬ ‫ات األ َْر ِ‬ ‫ض‪" ،‬‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َْ َ‬ ‫وخرجت دينة… لتنظر بنات األرض = غالباً هي خرجت لحضور أحد اإلحتفاالت كما قال يوسيفوس‪ .‬وخرجت‬ ‫لتري حليهن ومالبسهن‪ .‬هي تمثل أوالد هللا حينما يريدون أن يتمثلوا بأوالد العالم‪ ،‬يعيشوا مثل أهل العالم وينجذبوا‬

‫لشرور العالم‪ .‬وماذا كانت النتيجة‬ ‫‪ .1‬ضياع البنت‪.‬‬ ‫‪ .2‬سفك دماء‪.‬‬

‫‪ .3‬خوف عائلة يعقوب من اإلنتقام‪.‬‬

‫وهذه هي طريقة الشيطان فهو يدعونا أوالً للخروج من بيت أبينا (الكنيسة) وبعد ذلك يلفت نظرنا لجمال العالم‬

‫فننخدع‪ .‬والحظ أنه ال يدعونا أوالً للخطية بل للخروج ثم تأتي الخطية بعد ذلك وغالباً فمحاولته تتضمن اإلقناع‬ ‫بأننا محرومين من لذات العالم‪.‬‬

‫األيات (‪2" -:)3 -2‬فَر َ ِ‬ ‫يس األ َْر ِ‬ ‫ور ا ْل ِح ِو ِي َرِئ ِ‬ ‫اضطَ َج َع َم َع َها َوأَ َذلَّ َها‪َ 3 .‬وتَ َعلَّقَ ْت‬ ‫ض‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َخ َذ َها َو ْ‬ ‫يم ْاب ُن َح ُم َ‬ ‫َ‬ ‫آها َشك ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ا ْلفَتاةَ‪".‬‬ ‫َح َّ‬ ‫ب ا ْلفَتَاةَ َوالَ َ‬ ‫طَ‬ ‫وب‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َن ْف ُس ُه ِبدي َن َة ْاب َنة َي ْعقُ َ‬ ‫وأحب الفتاة = هذا ال يسمي حباً بل هو شهوة فمن يحب فتاة ال يغتصبها ويحجزها في بيته‪ .‬ولكن منذ القدم‬

‫إعتاد الناس أن يسموا الشهوة حباً‪ .‬ولكن الحب له معني آخر وهو البذل ‪.‬‬

‫أية (‪4 " -:)4‬فَ َكلَّم َش ِكيم حمور أَِباه قَ ِائالً‪ُ « :‬خ ْذ لِي ِ‬ ‫الص ِب َّي َة َز ْو َج ًة»‪".‬‬ ‫هذ ِه َّ‬ ‫ُ َُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫أية (‪5 " -:)5‬وس ِمع يعقُوب أ ََّنه َنج ِ‬ ‫اش ِ‬ ‫َما ب ُنوه فَ َكا ُنوا مع مو ِ‬ ‫وب َحتَّى‬ ‫يه ِفي ا ْل َح ْق ِل‪ ،‬فَ َس َك َ‬ ‫َّس دي َن َة ْاب َنتَ ُه‪َ .‬وأ َّ َ ُ‬ ‫ت َي ْعقُ ُ‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫َ َ َ َْ ُ ُ َ‬ ‫اءوا‪".‬‬ ‫َج ُ‬ ‫سكوت يعقوب حين سمع كان ليعطي إلخوتها الحق في التصرف‪ .‬وهذه كانت عادة متبعة مع تعدد الزوجات‪.‬‬

‫فإخوة دينة من أمهما ليئة هم لهم حق التصرف‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ور أ َُبو‬ ‫األيات (‪ " -:)0 -6‬فَ َخ َر َج َح ُم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ال َوا ْغتَاظُوا ِجدًّا أل ََّن ُه‬ ‫َسم ُعوا‪َ .‬و َغض َ‬ ‫الر َج ُ‬

‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫وب ِم َن ا ْل َح ْق ِل ِح َ‬ ‫وب ل َيتَ َكلَّ َم َم َع ُه‪َ .‬وأَتَى َب ُنو َي ْعقُ َ‬ ‫يم ِإلَى َي ْعقُ َ‬ ‫َشك َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ض ِ ِ‬ ‫ص َنعُ‪" .‬‬ ‫وب‪َ ،‬و َ‬ ‫يل ِب ُم َ َ‬ ‫ص َن َع قَ َب َ‬ ‫هك َذا الَ ُي ْ‬ ‫اج َعة ْاب َنة َي ْعقُ َ‬ ‫َ‬ ‫اح ًة في إ ْس َرائ َ‬

‫‪336‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع والثالثون)‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ 7‬‬ ‫اها َز ْو َج ًة‬ ‫َعطُوهُ ِإ َّي َ‬ ‫يم ْابني قَ ْد تَ َعلَّقَ ْت َن ْف ُس ُه ِب ْاب َنت ُك ْم‪ .‬أ ْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)12 -7‬وتَ َكل َم َح ُم ُ‬ ‫ور َم َع ُه َم قَائالً‪َ « :‬شك ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪2‬وص ِ‬ ‫اس ُك ُنوا َواتَّ ِج ُروا‬ ‫ون األ َْر ُ‬ ‫ون َم َع َنا‪َ ،‬وتَ ُك ُ‬ ‫ون لَ ُك ْم َب َنات َنا‪َ .‬وتَ ْس ُك ُن َ‬ ‫اه ُروَنا‪ .‬تُ ْعطُوَن َنا َب َنات ُك ْم‪َ ،‬وتَأْ ُخ ُذ َ‬ ‫َّام ُك ُم‪ْ .‬‬ ‫َ َ‬ ‫ض قُد َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫َج ْد ِنعم ًة ِفي أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يها َوِإل ْخ َوِت َها‪َ « :‬د ُعوِني أ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُع ِطي‪.‬‬ ‫َع ُين ُك ْم‪ .‬فَالَّذي تَقُولُ َ‬ ‫ون لِي أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫يم ألَِب َ‬ ‫ف َ‬ ‫َْ‬ ‫يها َوتَ َمل ُكوا ِب َها»‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ال َشك ُ‬ ‫‪ِ 12‬‬ ‫َعطُوِني ا ْلفَتَاةَ َز ْو َج ًة»‪".‬‬ ‫ُع ِط َي َك َما تَقُولُ َ‬ ‫ون لِي‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َكث ُروا َعلَ َّي ِجدًّا َم ْه ًار َو َع ِط َّي ًة‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ظن حمور أنه يعوض يعقوب عن شرفه بأن يقدم عرضاً بأن يتزوج إبنه دينة‪ .‬ثم تقدم بعرض سخي‪ ،‬أن يدخلوا‬ ‫في مصاهرات عائلية ويصيروا أسرة واحدة ويسكنوا معاً ويتاجروا ويتملكوا‪ ،‬هو عرض كريم ولكن ماذا يقدم نظير‬

‫الشرف‪ .‬وهنا نجد أسلوب من أساليب إبليس فبعد أن يدعو اإلنسان للخروج ثم يغويه بالخطية نجده يتقدم خطوة‬ ‫أبعد ويطلب المصاهرة وأن تحيا النفس معه وتسكن معه ولكن "أي شركة للنور مع الظلمة"‬

‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ُختَ ُه ْم‪،‬‬ ‫َّس ِدي َن َة أ ْ‬ ‫ور أ َ​َباهُ ِب َم ْك ٍر َوتَ َكلَّ ُموا‪ .‬أل ََّن ُه َك َ‬ ‫األيات (‪ " -:)22 -13‬فَأ َ‬ ‫اب َب ُنو َي ْعقُ َ‬ ‫َج َ‬ ‫ان قَ ْد َنج َ‬ ‫يم َو َح ُم َ‬ ‫وب َشك َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ف‪ ،‬أل ََّن ُه َع ٌار لَ َنا‪َ 15 .‬غ ْي َر أ ََّن َنا ِبه َذا‬ ‫ُختَ​َنا لِ َر ُجل أ ْ‬ ‫َن ُن ْع ِط َي أ ْ‬ ‫َغلَ َ‬ ‫َن َن ْف َع َل ه َذا األ َْم َر أ ْ‬ ‫فَقَالُ ُوا لَ ُه َما‪« :‬الَ َن ْستَ ِطيعُ أ ْ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صير َشعبا و ِ‬ ‫ِ‬ ‫يكم‪ِ :‬إ ْن ِ‬ ‫اح ًدا‪.‬‬ ‫ص ْرتُ ْم ِم ْثلَ َنا ِب َختِْن ُك ْم ُك َّل َذ َك ٍر‪ُ .‬ن ْع ِط ُ‬ ‫يك ْم َب َنات َنا َوَنأْ ُخ ُذ لَ َنا َب َنات ُك ْم‪َ ،‬وَن ْس ُك ُن َم َع ُك ْم َوَن ُ ْ ً َ‬ ‫ُنوات ُ ْ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم‬ ‫َوِا ْن لَ ْم تَ ْس َم ُعوا لَ َنا‪ ،‬أ ْ‬ ‫َن تَ ْختَت ُنوا‪َ ،‬نأْ ُخ ُذ ْاب َنتَ​َنا َوَن ْمضي»‪ .‬فَ َح ُس َن َكالَ ُم ُه ْم في َع ْي َن ْي َح ُم َ‬ ‫ور َوفي َع ْي َن ْي َشك َ‬ ‫يع بي ِت أَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ور‪َ 12 .‬ولَ ْم َيتَأ َّ‬ ‫يه‪.‬‬ ‫ان َم ْس ُر ًا‬ ‫َخ ِر ا ْل ُغالَ ُم أ ْ‬ ‫وب‪َ .‬و َك َ‬ ‫َن َي ْف َع َل األ َْم َر‪ ،‬أل ََّن ُه َك َ‬ ‫ان أَ ْك َرَم َجم ِ َ ْ‬ ‫ور ِب ْاب َنة َي ْعقُ َ‬ ‫ْب ِن َح ُم َ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫اب م ِدي َن ِتهما‪ ،‬و َكلَّما أ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون لَ َنا‪.‬‬ ‫ين‪ُ « :‬‬ ‫هؤالَ ِء ا ْلقَ ْوُم ُم َسالِ ُم َ‬ ‫َه َل َمدي َنت ُه َما قَائلِ َ‬ ‫فَأَتَى َح ُم ُ‬ ‫يم ْاب ُن ُه إلَى َب َ ُ َ َ َ‬ ‫ور َو َشك ُ‬ ‫اسع ُة الطَّرفَي ِن أَمامهم‪َ .‬نأْ ُخ ُذ لَ َنا ب َن ِات ِهم َزوج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َف ْل َي ْس ُك ُنوا ِفي األ َْر ِ‬ ‫ات َوُن ْع ِطي ِه ْم‬ ‫يها‪َ .‬و ُه َوَذا األ َْر ُ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫ض َوَيتَّ ِج ُروا ف َ‬ ‫ض َو َ‬ ‫َ ْ َ َ ُْ‬ ‫‪22‬‬ ‫صير َشعبا و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اح ًدا‪ِ :‬ب َختْ ِن َنا ُك َّل َذ َك ٍر َك َما ُه ْم‬ ‫َب َن ِات َنا‪َ .‬غ ْي َر أ ََّن ُه ِبه َذا فَقَ ْط ُيو ِاتي َنا ا ْلقَ ْوُم َعلَى َّ‬ ‫الس َك ِن َم َع َنا ل َن َ ْ ً َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ 24‬‬ ‫ون مو ِ‬ ‫ور‬ ‫اشي ِه ْم َو ُم ْقتَ​َن ُ‬ ‫اه ْم َو ُك ُّل َب َهائ ِم ِه ْم لَ َنا؟ ُنواتي ِه ْم فَقَ ْط فَ َي ْس ُكنُ َ‬ ‫َم ْختُوُن َ‬ ‫ون‪ .‬أَالَ تَ ُك ُ َ َ‬ ‫ون َم َع َنا»‪ .‬فَ َسم َع ل َح ُم َ‬ ‫‪25‬‬ ‫ِ‬ ‫ين ِم ْن َب ِ‬ ‫ين ِم ْن َب ِ‬ ‫اختَتَ َن ُك ُّل َذ َك ٍر‪ُ .‬ك ُّل ا ْل َخ ِ‬ ‫يم ْاب ِن ِه َج ِميعُ ا ْل َخ ِ‬ ‫ث ِفي‬ ‫اب ا ْل َم ِدي َن ِة‪ .‬فَ َح َد َ‬ ‫اب ا ْل َم ِدي َن ِة‪َ ،‬و ْ‬ ‫ار ِج َ‬ ‫ار ِج َ‬ ‫َو َشك َ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذا ُك ُّل و ِ‬ ‫وب‪ِ ،‬ش ْم ُع َ ِ‬ ‫اح ٍد َس ْيفَ ُه َوأَتَ​َيا َعلَى‬ ‫ين أ َّ‬ ‫ي ِدي َن َة‪ ،‬أ َ‬ ‫ي أَ‬ ‫ا ْل َي ْوِم الثَّالِث ِإ ْذ َكا ُنوا ُمتَ​َو ِج ِع َ‬ ‫َن ْاب َن ْي َي ْعقُ َ‬ ‫َ‬ ‫َخ َو ْ‬ ‫ون َوالَو َ‬ ‫ف‪ ،‬وأ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلم ِدي َن ِة ِبأَم ٍن وقَتَالَ ُك َّل َذ َك ٍر‪26 .‬وقَتَالَ حمور و َش ِكيم اب َن ُه ِبح ِد َّ ِ‬ ‫يم َو َخ َر َجا‪20 .‬ثُ َّم‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫الس ْي َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َخ َذا دي َن َة م ْن َب ْيت َشك َ‬ ‫‪27‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرُه ْم َو ُك ُّل َما في‬ ‫َّسوا أ ْ‬ ‫أَتَى َب ُنو َي ْعقُ َ‬ ‫وب َعلَى ا ْلقَ ْتلَى َوَن َه ُبوا ا ْل َمدي َن َة‪ ،‬ألَنَّ ُه ْم َنج ُ‬ ‫ُختَ ُه ْم‪َ .‬غ َن َم ُه ْم َوَبقَ َرُه ْم َو َحم َ‬ ‫َخ ُذوه‪22 .‬وسبوا وَنهبوا ُك َّل ثَروِت ِهم و ُك َّل أَ ْطفَالِ ِهم‪ ،‬وِنساء ُهم و ُك َّل ما ِفي ا ْلبي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وت "‬ ‫ُ​ُ‬ ‫ا ْل َمدي َنة َو َما في ا ْل َح ْق ِل أ َ ُ َ َ َ ْ َ َ ُ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ َ‬

‫نجد هنا حيلة شمعون والوي لإلنتقام لشرف دينة وشرف العائلة وخطأهم كان‬

‫‪ .1‬خداع ‪ -:‬فأهل شكيم وحمور إعتبروهم أصدقاء‪ .‬ووافقوا علي الختان ألجلهم‪.‬‬

‫‪ .2‬إستغالل الدين‪ -:‬فهم أقنعوا شكيم وحمور بأن هذا أي الختان هو ضرورة دينية للزواج‪.‬‬ ‫‪ .3‬هم نظروا لخطأ شكيم ولم ينظروا لخطية أختهم فهي التي ذهبت إليهم وربما ما حدث كان برضاها‪.‬‬ ‫‪ .5‬هم لم يقتلوا المخطئ بل قتلوا الجميع وكانوا أبرياء وهذه وحشية وبربرية‬ ‫‪ .4‬لم يراعوا كرم ومودة أهل شكيم وعرضهم الذي عرضوه‪.‬‬

‫حقا لقد أخطأ شكيم إذ ظن المسألة صفقة تجارية‪ .‬ولكن أبناء يعقوب تصرفوا بطريقة خاطئة ‪.‬‬ ‫‪337‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع والثالثون)‬

‫‪33‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان األ َْر ِ‬ ‫اي ِع ْن َد ُس َّك ِ‬ ‫ين‬ ‫ض ا ْل َك ْن َعان ِي َ‬ ‫وب لِ َش ْم ُع َ‬ ‫ال َي ْعقُ ُ‬ ‫أية (‪ " -:)33‬فَقَ َ‬ ‫ون َوالَوي‪َ « :‬كد َّْرتُ َماني بتَ ْك ِري ِه ُك َما إ َّي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد أَ​َنا َوَب ْي ِتي»‪" .‬‬ ‫ض ِرُبوَنني‪ ،‬فَأَِب ُ‬ ‫ون َعلَ َّي َوَي ْ‬ ‫يل‪ .‬فَ َي ْجتَ ِم ُع َ‬ ‫َوا ْل ِف ِر ِزِي َ‬ ‫ين‪َ ،‬وأَ​َنا َنفٌَر َقل ٌ‬ ‫هي جريمة وحشية أزعجت نفس يعقوب وكدرته وجعلته خائفاً من اإلنتقام‪ .‬هو اآلن يتألم بسبب مكر إبنيه‪ .‬لقد‬

‫صارت حياته كلها سلسلة من األالم‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫ِ‬ ‫ُخ ِت َنا؟»‪".‬‬ ‫ير َزِان َي ٍة َي ْف َع ُل ِبأ ْ‬ ‫أية (‪ " -:)31‬فَقَاالَ‪« :‬أَ​َنظ َ‬

‫‪338‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس والثالثون)‬

‫اإلصحاح الخامس والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫اك مذْبحاِ ِ‬ ‫األيات (‪1" -:)4 -1‬ثُ َّم قَال للا لِيعقُوب‪« :‬قُِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ص َع ْد ِ‬ ‫هلل الَِّذي‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يل َوأ َِق ْم ُه َن َ‬ ‫اص َن ْع ُه َن َ َ َ ً‬ ‫ْ‬ ‫اك‪َ ،‬و ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِم ْن و ْج ِه ِعيسو أ ِ‬ ‫يب َة‬ ‫ين َه َرْب َ‬ ‫وب لِ َب ْيت ِه َولِ ُك ِل َم ْن َك َ‬ ‫َخ َ‬ ‫ظَ َه َر لَ َك ِح َ‬ ‫ان َم َع ُه‪ْ « :‬‬ ‫اع ِزلُوا اآلل َه َة ا ْل َغ ِر َ‬ ‫ال َي ْعقُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الَِّتي َب ْي َن ُكم َوتَطَ َّهروا َوأ َْب ِدلُوا ِث َي َاب ُكم‪َ 3 .‬وْل َنقُم َوَن ْ ِ‬ ‫اب لِي ِفي‬ ‫َص َن َع ُه َن َ‬ ‫اك َمذ َْب ًحاِ هلل الَّذي ْ‬ ‫يل‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫استَ َج َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ص َع ْد إلَى َب ْيت إ َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ضيقَِتي‪ ،‬و َكان م ِعي ِفي الطَّ ِري ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت ِف ِ‬ ‫يوِم ِ‬ ‫يب ِة الَِّتي ِفي أ َْي ِدي ِه ْم‬ ‫ق الَّذي َذ َه ْب ُ‬ ‫يه»‪ .‬فَأ ْ‬ ‫َْ‬ ‫وب ُك َّل اآلل َهة ا ْل َغ ِر َ‬ ‫َعطَ ْوا َي ْعقُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِ َِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم‪".‬‬ ‫َواألَق َا‬ ‫ط الَِّتي ِفي آ َذ ِان ِه ْم‪ ،‬فَ َ‬ ‫ْر َ‬ ‫وب تَ ْح َ‬ ‫ط َم َرَها َي ْعقُ ُ‬ ‫ت ا ْل ُب ْط َمة التي ع ْن َد َشك َ‬ ‫هللا هنا يجدد الدعوة ليعقوب حتي يصعد إلي بيت إيل ليقيم هناك ويصنع مذبحاً هلل‪ .‬واذ شعر بأن هناك ستتم‬ ‫مقابلة هللا إهتم بدفن وعزل كل اآللهة الغريبة (الترافيم) هذه التي سرقتها راحيل وما كان مع عبيده قبل أن يدخلوا‬

‫في العهد اإللهي‪ .‬وكل ما نهبه أوالده من شكيم ‪.‬‬

‫[ ولنالحظ أن عبيد يعقوب كانوا من أرام حيث تنتشر الوثنية ولنالحظ أن أوالد يعقوب قد سبوا نساء وأطفال‬

‫عائلة شكيم وكلهم وثنيون]‪ .‬فال يمكن أن نقابل هللا إال علي أساس القداسة وعزل كل ما هو غريب عن هللا‬

‫ودفنه‪ .‬ودفن هذه األشياء يشير لدفن كل عمل شيطاني وكل فكر شرير تحت خشبة الصليب كتطبيق لقول‬ ‫بولس الرسول "صلب العالم لي وأنا صلبت للعالم" وأبدلوا ثيابكم = إشارة إلي تطهير الجسد ونقاوته واألقراط‪:‬‬

‫هذه لم تكن تستخدم في الزينة فقط بل ألغراض دينية خرافية كجلب الخير وابعاد الحسد ولهذا السبب فالعجل‬ ‫الذهبي الذي صنعه هارون للشعب كان من أقراطهم‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ف ِ‬ ‫للا َعلَى ا ْل ُم ُد ِن الَِّتي َح ْولَ ُه ْم‪َ ،‬فلَ ْم‬ ‫ان َخ ْو ُ‬ ‫أية (‪ " -:)5‬ثُ َّم َر َحلُوا‪َ ،‬و َك َ‬ ‫كان خوف للا= أوقع هللا رعباً علي من حول يعقوب حتي ال يمسوه‬

‫يسعوا ور ِ‬ ‫وب‪".‬‬ ‫اء َبني َي ْعقُ َ‬ ‫َ ْ َْ َ َ َ‬ ‫فلم يجسر أحد أن يذهب وراءه أو يقتفي‬

‫أثره‪ .‬هم شعروا بأن رهبة هللا ظاهرة في حياة هذا اإلنسان‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ان‪َ ،‬و ِهي َب ْي ُ ِ‬ ‫وز الَِّتي ِفي أ َْر ِ‬ ‫ين َم َعهُ‪.‬‬ ‫وب ِإلَى لُ َ‬ ‫يل‪ُ .‬ه َو َو َج ِميعُ ا ْلقَ ْوِم الَّذ َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫األيات (‪ " -:)0 -6‬فَأَتَى َي ْعقُ ُ‬ ‫تإ َ‬ ‫َ‬ ‫‪0‬‬ ‫َخ ِ‬ ‫ين َهرب ِم ْن و ْج ِه أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اك مذ َْب ًحا‪َ ،‬وَد َعا ا ْلم َك َ ِ‬ ‫يه‪" .‬‬ ‫اك َ‬ ‫يل» أل ََّن ُه ُه َن َ‬ ‫ظ َه َر لَ ُه للاُ ح َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫يل َب ْيت إ َ‬ ‫ان «إ َ‬ ‫َ‬ ‫َوَب َنى ُه َن َ َ‬

‫ِ‬ ‫أية (‪7" -:)7‬وماتَ ْت َدبورةُ مر ِ‬ ‫ت َب ْي َ ِ‬ ‫وت»‪".‬‬ ‫ون َب ُ‬ ‫اك َ‬ ‫يل تَ ْح َ‬ ‫ض َع ُة ِرْفقَ َة َوُد ِف َن ْت تَ ْح َ‬ ‫اس َم َها «أَلُّ َ‬ ‫ت ا ْل َبلُّوطَة‪ ،‬فَ َد َعا ْ‬ ‫ُ َ ُْ‬ ‫تإ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫عجيب أن يهتم الكتاب بموت دبورة مرضعة رفقة وال يذكر الكتاب موت رفقة نفسها وكل ما يذكره الكتاب أن‬

‫رفقة مدفونة في مغارة المكفيلة (تك ‪ )31:51‬والسبب ببساطة أن رفقة ترمز للكنيسة التي ال تموت روحياً ولكنها‬

‫تموت جسدياً علي رجاء القيامة‪ .‬وكل أجساد القديسين مدفونة علي رجاء القيامة‪.‬‬

‫‪339‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس والثالثون)‬

‫وكان للمرضعات منزلة كبيرة واحترام يقترب من منزلة األم‪ .‬وقد أحضرها يعقوب من بيت أبيه إسحق في‬

‫حبرون‪ ،‬وربما أن يعقوب كان يزور والده اسحق‪ .‬وفي إحدي الزيارات إستأذنه أن تقيم معه دبورة ليأخذ بركتها‬

‫وغالباً كانت أمه رفقة قد ماتت خالل هذه الفترة‪ .‬ويقدر المفسرين عمر دبورة في هذا الوقت بحوالي ‪ 111‬سنة‪.‬‬

‫تحت بيت إيل= أي في مكان منخفض في بيت إيل أو بجوارها‪ .‬الون باكوت‪ :‬بلوطة البكاء وبيت إيل تعني بيت‬ ‫هللا‪ .‬هناك أقام داود الذي يمثل الكنيسة المجاهدة وهناك دفنت دبورة التي تمثل الراقدين‪ .‬والكنيسة اآلن تصلي‬ ‫في كل صالة عشية أوشية الراقدين فالكل أحياء وراقدين هم كنيسة واحدة وبيتاً واحداً للرب‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫اس ُم َك‬ ‫األيات (‪َ " -:)15 -2‬و َ‬ ‫اء ِم ْن فَد َ‬ ‫ضا ِح َ‬ ‫وب أ َْي ً‬ ‫ال لَ ُه للاُ‪ْ « :‬‬ ‫ظ َه َر للاُ ل َي ْعقُ َ‬ ‫ين َج َ‬ ‫ام َوَب َارَك ُه‪َ .‬وقَ َ‬ ‫َّان أ َ​َر َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لَ ُه للاُ‪:‬‬ ‫وب‪َ ،‬ب ْل َي ُك ُ‬ ‫يل»‪ .‬فَ َد َعا ْ‬ ‫ون ْ‬ ‫وب‪ .‬الَ ُي ْد َعى ْ‬ ‫يما َب ْع ُد َي ْعقُ َ‬ ‫َي ْعقُ ُ‬ ‫يل»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫اس َم ُه «إ ْس َرائ َ‬ ‫اس ُم َك إ ْس َرائ َ‬ ‫اس ُم َك ف َ‬ ‫‪12‬‬ ‫وك سي ْخرج َ ِ‬ ‫«أَ​َنا للا ا ْلقَِدير‪ .‬أَثْ ِمر وا ْكثُر‪ .‬أُ َّم ٌة وجماع ُة أُمٍم تَ ُك ُ ِ‬ ‫ض الَِّتي‬ ‫ص ْل ِب َك‪َ .‬واأل َْر ُ‬ ‫ون م ْن َك‪َ ،‬و ُملُ ٌ َ َ ُ ُ‬ ‫ون م ْن ُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ​َ َ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫اق‪ ،‬لَ َك أ ْ ِ‬ ‫َعطَي ُ ِ ِ‬ ‫ص ِع َد للاُ َع ْن ُه ِفي ا ْل َم َك ِ‬ ‫ان الَِّذي‬ ‫ُع ِطي األ َْر َ‬ ‫يم َوِا ْس َح َ‬ ‫يها‪َ ،‬ولِ َن ْسلِ َك ِم ْن َب ْعد َك أ ْ‬ ‫أْ ْ‬ ‫ُعط َ‬ ‫ض»‪ .‬ثُ َّم َ‬ ‫ت إ ْب َراه َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يه تَ َكلَّم مع ُه‪ ،‬عم ً ِ‬ ‫ان الَِّذي ِف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ودا ِفي ا ْل َم َك ِ‬ ‫يبا‪،‬‬ ‫وب َع ُم ً‬ ‫ب َعلَ ْيه َسك ً‬ ‫ودا م ْن َح َج ٍر‪َ ،‬و َس َك َ‬ ‫ب َي ْعقُ ُ‬ ‫صَ‬ ‫فيه تَ َكلَّ َم َم َع ُه‪ .‬فَ َن َ‬ ‫َ َ​َ َُ‬ ‫‪15‬‬ ‫ان الَِّذي ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه تَ َكلَّم للاُ م َع ُه « َب ْي َ ِ‬ ‫اس َم ا ْل َم َك ِ‬ ‫يل»‪".‬‬ ‫ص َّ‬ ‫وب ْ‬ ‫ب َعلَ ْيه َزْيتًا‪َ .‬وَد َعا َي ْعقُ ُ‬ ‫َو َ‬ ‫تإ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫إذ طمر يعقوب اآللهة الغريبة وصعد لبيت إيل كما أراد هللا له أوالً‪ ،‬وهذه تناظر التوبة‪(،‬فبالتوبة نعود ونري هللا‬

‫ونسمع صوته) إستحق أن هللا يظهر له ويجدد له الوعد بالبركة‪ .‬وقدم يعقوب عموداً حجرياً وسكيباً من الخمر‬

‫والزيت‪ .‬وسكب الزيت هو للتدشين أو التكريس أي أن هذا المكان صار مخصصاً هلل وسكب الخمر هو إعتراف‬ ‫الشخص هلل علي إحساناته وعالمة تضحية‪ .‬وهللا يتنازل الذي ال تسعه السماء واألرض ويقبل أن يسكن في‬ ‫مكان يعطيه له اإلنسان كعالمة علي حلوله وسط شعبه‪ .‬وهناك للعمود الحجري رمز آخر فهو إشارة للمسيح‬

‫حجر الزاوية الذي أعلن سكيب الخمر أي تقدمة الفرح وزيت المسحة الذي هو حلول الروح القدس علي الكنيسة‬

‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان َم َسافَ ٌة ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ض َب ْع ُد َحتَّى َيأْتُوا ِإ َلى أَف َْراتَ َة‪َ ،‬ولَ َد ْت‬ ‫يل‪َ .‬ولَ َّما َك َ‬ ‫األيات (‪ " -:)23 -16‬ثُ َّم َر َحلُوا م ْن َب ْيت إ َ‬ ‫‪10‬‬ ‫َن ا ْلقَا ِبلَ َة قَالَ ِت لَها‪« :‬الَ تَ َخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا ْاب ٌن‬ ‫افي‪ ،‬أل َّ‬ ‫عس َر ْت ِوالَ َدتُ ِها أ َّ‬ ‫ين تَ َّ‬ ‫يل َوتَ َع َّس َر ْت ِوالَ َدتُ َها‪َ .‬و َح َد َ‬ ‫ث ِح َ‬ ‫َن ه َذا أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫َراح ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫َما أَبوه فَ َدعاه «ب ْني ِ‬ ‫ان ِع ْن َد ُخر ِ ِ‬ ‫ين»‪.‬‬ ‫ام َ‬ ‫لَ ِك»‪َ .‬و َك َ‬ ‫وج َن ْفس َها‪ ،‬أل ََّن َها َماتَ ْت‪ ،‬أ ََّن َها َد َعت ْ‬ ‫اس َم ُه « َب ْن أُوِني»‪َ .‬وأ َّ ُ ُ َ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ‪23‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل َوُد ِف َن ْت ِفي طَ ِري ِ‬ ‫ود‬ ‫ودا َعلَى قَ ْب ِرَها‪َ ،‬و ُه َو « َع ُم ُ‬ ‫وب َع ُم ً‬ ‫ق أَف َْراتَ َة‪ ،‬الَّتي ِه َي َب ْي ُ‬ ‫ب َي ْعقُ ُ‬ ‫صَ‬ ‫ت لَ ْحم‪ .‬فَ َن َ‬ ‫فَ َماتَ ْت َراح ُ‬ ‫ِ‬ ‫يل» ِإلَى ا ْل َي ْوِم‪".‬‬ ‫قَ ْب ِر َراح َ‬ ‫أفراته= هي بيت لحم أي بيت الخبز حيث ولد المسيح‪ .‬هنا نجد قصة موت راحيل المحبوبة‪ .‬وعجيب أيضاً ان‬

‫يذكر مناحة دبورة وال يذكر أي مناحة أو بكاء علي راحيل المحبوبة‪ .‬فموت راحيل التي تشير لكنيسة المسيح‬

‫يشير إلنتقال الكنيسة من هذا العالم إلي العالم اآلخر وهذا فرح‪ .‬ولنالحظ أن راحيل كانت قد قالت "إعطني نسالً‬

‫واال أموت" وها هي قد ماتت بسبب النسل وبسبب والدتها‪ .‬وكثي اًر ما يحجز هللا عنا ما نظنه خي اًر ويراه هللا غير‬

‫ذلك‪ .‬وموت راحيل بعد والدة بنيامين يشير ألن الكنيسة تظل تتمخض بأوالدها متوجعة حتي متي كمل‬

‫‪340‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس والثالثون)‬

‫المختارون ترحل الكنيسة كلها لتستريح أبدياً‪ .‬وما يؤلم الكنيسة هنا حتي تدعوه إبن أوني‪ ،‬يفرح به الرب فيدعوه‬

‫بنيامين‪ ،‬إنها تتألم إلي حين وتحزن ولكن حزننا يتحول إلي فرح حين ننطلق جميعاً مع الرب علي السحاب‬

‫ونكون عن يمينه‪ .‬وراحيل كانت تريد تسمية إبنها إبن أوني أي إبن حزني بسبب شدة ما قاسته من األالم‬ ‫واألحزان‪ ،‬أما أبوه فأسماه بنيامين أي أبن اليمين وهي تسمية كلها رجاء في هللا بالرغم من أحزانه‪ ،‬عربون القوة‬

‫للشعب القديم (األالم ستكون سبباً في وجودنا عن يمين هللا يو ‪.)22-21:11‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان ِإسرِائيل س ِ‬ ‫اك ًنا ِفي‬ ‫اء َم ْج َد َل ِع ْد ٍر‪َ .‬و َح َد َ‬ ‫صَ‬ ‫ث ِإ ْذ َك َ ْ َ ُ َ‬ ‫ب َخ ْي َمتَ ُه َو َر َ‬ ‫يل َوَن َ‬ ‫األيات (‪ " -:)22 -21‬ثُ َّم َر َح َل إ ْس َرائ ُ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِت ْل َك األ َْر ِ‬ ‫وب اثْ َن ْي َع َش َر‪":‬‬ ‫ض‪ ،‬أ َّ‬ ‫اض َ‬ ‫ب َو ْ‬ ‫يل‪َ .‬و َك َ‬ ‫ان َب ُنو َي ْعقُ َ‬ ‫ُوب ْي َن َذ َه َ‬ ‫َن َأر َ‬ ‫ط َج َع َم َع ِب ْل َه َة ُس ِرَّية أَِبيه‪َ ،‬و َسم َع إ ْس َرائ ُ‬ ‫مجدل عدر ‪ :‬أي برج عدر أو برج القطيع وهو موضع يقع في سهل الرعاة شرقي بيت لحم‪ .‬وهنا حدثت خطية‬

‫رأوبين البشعة التي فقد بسببها البكورية والذي ظل يعقوب يذكرها له بم اررة حتي فراش الموت (تك ‪.)15:51‬‬

‫وقوله وسمع إسرائيل يعني أنه لم يتكلم لكنه كتم في قلبه م اررة ال يمحوها الزمن وال الكالم‪ .‬ورأوبين ظن أنه فعل‬

‫في الخفاء لكن ليس مكتوماً إال ويعلن‪.‬‬

‫ملحوظة أخيرة علي حياة يعقوب‬ ‫لماذا إختار هللا يعقوب وترك عيسو‪ ،‬بالرغم من كل ضعفات يعقوب وسقطات أبنائه‪ ،‬هللا إحتمل ضعف يعقوب‬

‫وكان يكمله ويؤدبه ويعقوب خاضع بين يديه ومستسلم للتأديب‪ .‬أما عيسو الوحشي في طبعه فهذا ال يخضع‬

‫لعمل هللا في حياته فهناك خطيتين ال يحتملهما هللا‪:‬‬ ‫‪ .1‬الكبرياء‪.‬‬

‫‪ .2‬الوحشية والقسوة وحب اإلنتقام "أقوم وأقتل أخي"‪.‬‬ ‫هذه الخطايا تمنع عمل هللا في اإلنسان فال يتكمل وال يتأدب بتأديب هللا ويكون مصيره الرفض‪ .‬هللا يرفض من ال‬

‫يقبل التأديب ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫ون‪َ 24 .‬و ْاب َنا‬ ‫ون َوالَ ِوي َوَي ُهوَذا َوَي َّس َ‬ ‫اك ُر َو َزُبولُ ُ‬ ‫وب‪َ ،‬و ِش ْم ُع ُ‬ ‫ُوب ْي ُن ِب ْك ُر َي ْعقُ َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)22 -23‬ب ُنو لَ ْي َئ َة‪َ :‬أر َ‬ ‫‪26‬‬ ‫اري ِة لَي َئ َة‪ :‬ج ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪25 .‬واب َنا ِب ْله َة ج ِ ِ ِ‬ ‫ف وب ْني ِ‬ ‫ِ‬ ‫هؤالَ ِء‬ ‫ير‪ُ .‬‬ ‫يل‪َ :‬د ُ‬ ‫ام ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ان َوَن ْفتَالي‪َ .‬و ْاب َنا ِزْلفَ َة َج ِ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫وس ُ َ َ َ‬ ‫يل‪ُ :‬ي ُ‬ ‫اد َوأَش ُ‬ ‫ارَية َراح َ‬ ‫َراح َ‬ ‫‪20‬‬ ‫ِ‬ ‫اق أَِب ِ‬ ‫يه ِإلَى َم ْم َرا‪ ،‬قَ ْرَي ِة أ َْرَب َع‪ ،‬الَِّتي ِه َي‬ ‫وب ِإلَى ِإ ْس َح َ‬ ‫ين ُولِ ُدوا لَ ُه ِفي فَد َ‬ ‫وب الَّذ َ‬ ‫اء َي ْعقُ ُ‬ ‫َب ُنو َي ْعقُ َ‬ ‫ام‪َ .‬و َج َ‬ ‫َّان أ َ​َر َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ِ‬ ‫ث تَ َغ َّر ِ ِ‬ ‫ات‬ ‫ون‪َ ،‬ح ْي ُ‬ ‫وح ُه َو َم َ‬ ‫َسلَ َم ِإ ْس َح ُ‬ ‫ام ِإ ْس َح َ‬ ‫يم َوِا ْس َح ُ‬ ‫اق ِم َئ ًة َوثَ َمان َ‬ ‫َح ْب ُر ُ‬ ‫اق ُر َ‬ ‫ين َس َن ًة‪ .‬فَأ ْ‬ ‫َ‬ ‫اق‪َ .‬و َكا َن ْت أ ََّي ُ‬ ‫ب إ ْب َراه ُ‬ ‫ِ‬ ‫وب ْاب َناهُ‪" .‬‬ ‫ض َّم ِإلَى قَ ْو ِم ِه‪َ ،‬ش ْي ًخا َو َش ْب َع َ‬ ‫َوا ْن َ‬ ‫يسو َوَي ْعقُ ُ‬ ‫اما‪َ .‬وَدفَ َن ُه ع ُ‬ ‫ان أ ََّي ً‬

‫‪341‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس والثالثون)‬

‫اإلصحاح السادس والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫لماذا إهتم الكتاب بذكر قوائم نسل عيسو؟‬ ‫‪ .1‬جاءت القوائم مختصرة حتي يمكن للمؤمن أن يتفهم األحداث الواردة بعد ذلك عبر العصور بمعرفته‬ ‫ألصل كل شعب أو أمة‪ .‬وليظهر أن الكتاب المقدس ليس أساطير وال قصص مؤلفة لكن أشخاصه قد‬

‫ظهروا في التاريخ فعالً‪ .‬ويظهر من إهتمام الكتاب بنسل شخص مرفوض مثل عيسو‪ ،‬أن البشرية كانت‬

‫كلها جسد واحد وقد مزقته الخطية فصار الجسد الواحد شقين األول القديسين الذين إختاروا هللا والثاني‬

‫األشرار الذين إختاروا العالم‪.‬‬

‫‪ .2‬الكتاب يذكر نسل عيسو ليظهر أن هللا بارك فيه وأنه أثمر وتحققت وعود هللا إلبراهيم واسحق‪ .‬فهذه‬

‫البركات لعيسو كانت بسبب أبويه القديسين‪ .‬وكانت وعود هللا لهما أن منهما يخرج ملوك ورؤساء ويكون‬

‫نسلهم كنجوم السماء وتراب األرض‪ .‬وفيه تحقيق لقول هللا لرفقة "في بطنك أمتان" فها نحن نري أن‬

‫عيسو قد أصبح أمة كبيرة‪.‬‬

‫‪ .3‬يتم هنا التركيز علي عيسو ألنه سيتركه تماماً بعد ذلك ويتفرغ الكتاب لنسل يعقوب‪.‬‬

‫‪ .5‬يظهر هنا أن نسل عيسو قد إمتلك األرض وأما يعقوب وأوالده فقد ظلوا مشردين بل مستعبدين في‬ ‫مصر مئات السنين متغربين في األرض لكن علي رجاء ميراث أرض الميعاد وهذا رمز ألن الكنيسة‬

‫تحيا في العالم متغربة علي رجاء ميراث الحياة األبدية‪ .‬أما الغرباء عن هللا يمتلكوا في هذه األرض‬

‫سريعاً ويصيروا ملوكاً‪ .‬وال عجب فإبليس رئيس هذا العالم‪.‬‬

‫‪ .4‬مما سبق نري أننا كمؤمنين نفضل أن نحيا كغرباء علي رجاء ميراث أورشليم السماوية عن أن نرث‬ ‫ونملك في جبل سعير أي العالم‪.‬‬

‫‪ .1‬يأتي الحديث عن عيسو قبل أن يحدثنا الكتاب عن يوسف كرمز للمسيح‪ .‬فكما قال بولس الرسول "لكن‬ ‫ليس الروحاني أوالً بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني ‪1‬كو ‪.".41-55:14‬‬

‫‪ .:‬أدوم في صراعه منذ البطن مع يعقوب يشير للصراع القديم بين نسل الحية ونسل المرأة‪ ،‬بين إبليس وبين‬ ‫أوالد هللا‪ .‬ونجد أن أدوم كثي اًر ما حاول أن يعترض مسيرة أوالد هللا وهذا ما يصنعه إبليس الذي هو قتال‬

‫للناس منذ البدء‪ .‬فهو يحاول دائما أن يعترض مسيرة معامالت هللا مع أوالده‪.‬‬

‫‪ .1‬وقد سبق أن ذكرت أسماء نساء عيسو في (تك ‪ .)1 :21+34 ،35:21‬ونجد هنا إختالف في األسماء‬ ‫بين ما سبق وما ورد هنا والسبب هو حمل األشخاص ألكثر من اسم وهذه كانت عادة سائدة بين الرجال‬

‫والنساء‪ .‬فعيسو هو أدوم‪ .‬وساراي هي سارة وأبرام هو إبراهيم‪ .‬وبولس هو شاول وبطرس هو صفا وهو‬

‫سمعان… الخ وربما أن عيسو هو الذي أطلق علي زوجاته األسماء الجديدة‪.‬‬

‫‪342‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس والثالثون)‬

‫َِّ‬ ‫هذ ِه موالِ ِ‬ ‫‪ِ 1‬‬ ‫وم‪".‬‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬و َ َ ُ‬ ‫يد ع ُ‬ ‫يس َو‪ ،‬الذي ُه َو أ َُد ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪2 " -:)2‬أ َ ِ‬ ‫ت ع َنى ِب ْن ِت ِ‬ ‫ون‬ ‫ون ا ْل ِح ِث ِي‪َ ،‬وأ ُ‬ ‫ان‪َ :‬ع َدا ِب ْن َ‬ ‫ص ْب ُع َ‬ ‫ت ِإيلُ َ‬ ‫اءهُ ِم ْن َب َنات َك ْن َع َ‬ ‫ام َة ِب ْن َ َ‬ ‫ُهولِ َ‬ ‫يسو ن َس َ‬ ‫َخ َذ ع ُ‬ ‫يب َ‬ ‫ا ْل ِح ِو ِي‪"،‬‬ ‫عدا بنت إيلون الحثي ‪:‬هي بسمة (‪ .)35:21‬وأهوليبامة‪ :‬بنت عني هي يهوديت ووالدها عني هو بيري‪ .‬ألن‬

‫بيري تعني صاحب بئر فهو الذي وجد الينابيع الحارة في البرية (آية ‪ )25‬والينابيع الحارة سميت هنا الحمائم‪.‬‬

‫ونجد هنا مرة أنه يذكر الحويين ومرة الحثيين‪ .‬وهذا بسبب المصاهرات بينهم فعني الحوي هو بيري الحثي ألن‬ ‫أبوه حوي وأمه حثية‪ .‬والحويين والحثيين من القبائل المتناسلة من كنعان (‪.)1:،14:11‬‬ ‫أية (‪3 " -:)3‬وبسم َة ِب ْن ِ ِ‬ ‫وت‪" .‬‬ ‫يل أ ْ‬ ‫ت َن َب ُاي َ‬ ‫ُخ َ‬ ‫َ‬ ‫ت إ ْس َماع َ‬ ‫َ​َ ْ َ‬ ‫بسمة بنت إسمعيل هي محلة أخت نبايوت (‪)1:21‬‬ ‫ملحوظات‬

‫‪ .1‬نسل عيسو نجد منهم الكثير ملوك وأمراء هم ملكوا قبل أن يقوم ملك من بني إسرائيل ‪ :‬قبلما َملَ َك َمِل ْك‬ ‫لبني إسرائيل ‪ :‬فما ليس من هللا يفرخ ويزدهر سريعاً أما ما هو من هللا فينمو بالتدريج وببطء وفي نهاية‬ ‫األمر يزهر ويثمر ويدوم ثمره لألبد‪ .‬وموسي كتب هذه اآلية باإليمان فهو يؤمن بوعد هللا إلسرائيل‬

‫"وملوك سيخرجون من صلبك ‪ "11:34‬هو كتبها قبل عصر الملوك بمئات السنين‪ .‬وأما النقاد الذين ال‬ ‫يفهموا معني اإليمان فقالوا إن هذه العبارة أضيفت بعد عصر الملوك‪.‬‬

‫‪ .2‬إذ إغتني كال من عيسو ويعقوب ولم تعد األرض تحتملهما معاً‪ .‬سكن يعقوب في أرض كنعان ميراث‬

‫أبائه حيث وعده هللا‪ .‬أما عيسو فإرتحل إلي بالد سعير التي كانت تمتد من البحر الميت إلي خليج‬

‫العقبة وهي تضم سلسة من الجبال بها مناطق وعرة وبها أيضاً مناطق زراعية‪.‬‬

‫‪ .3‬سعير إسم لعيسو بكونه مملوء شع اًر‪ .‬ويقول البعض بل هو إسم للمنطقة الموجود بها أشجار كثيرة فتشبه‬ ‫األرض الجسد المشعر‪.‬‬

‫‪ .5‬رؤساء القبائل أسماهم الكتاب أمراء‪ .‬وجاءت الكلمة العبرية بمعني رؤساء ألوف فهم شيوخ قبائل‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫وش َوَي ْعالَ َم‬ ‫ام ُة‪َ :‬ي ُع َ‬ ‫يل‪َ ،‬و َولَ َد ْت أ ُ‬ ‫ُهولِ َ‬ ‫يب َ‬ ‫األيات (‪ " -:)32 -4‬فَ َولَ َد ْت َع َدا لعي ُسو أَليفَ َاز‪َ ،‬و َوَل َد ْت َب ْس َم ُة َر ُعوئ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقُورح‪ِ ُ .‬‬ ‫ين ُولِ ُدوا لَ ُه ِفي أ َْر ِ‬ ‫ان‪.‬‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫يسو الَّذ َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫هؤالَء َب ُنو ع ُ‬

‫ِ‬ ‫‪6‬ثُ َّم أ َ ِ‬ ‫وس بي ِت ِه ومو ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اش َي ُه َو ُك َّل َب َه ِائ ِم ِه َو ُك َّل ُم ْقتَ​َناهُ الَِّذي اقْتَ​َنى ِفي‬ ‫اءهُ َوَبنيه َوَب َناته َو َجم َ‬ ‫يع ُنفُ ِ َ ْ َ َ َ‬ ‫يسو ن َس َ‬ ‫َخ َذ ع ُ‬ ‫ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ُخرى ِم ْن و ْج ِه يعقُوب أ ِ‬ ‫ضى ِإلَى أ َْر ٍ‬ ‫أ َْر ِ‬ ‫الس ْك َنى َم ًعا‪َ ،‬ولَ ْم‬ ‫يه‪0 ،‬أل َّ‬ ‫يرةً َعلَى ُّ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ان‪َ ،‬و َم َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َن أ َْمالَ َك ُه َما َكا َن ْت َكث َ‬ ‫ض أ َْ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم‪.‬‬ ‫ض ُغ ْرَب ِت ِه َما أ ْ‬ ‫تَ ْستَ ِط ْع أ َْر ُ‬ ‫َن تَ ْح ِملَ ُه َما ِم ْن أ ْ‬ ‫ير‪َ .‬وع ُ‬ ‫َج ِل َم َواشي ِه َما‪ .‬فَ َس َك َن ع ُ‬ ‫يسو في َج َبل َسع َ‬ ‫يسو ُه َو أ َُد ُ‬

‫‪343‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس والثالثون)‬

‫ِ ِ‬ ‫هذ ِه أَسم ِ ِ‬ ‫هذ ِه موالِيد ِعيسو أَِبي أَدوم ِفي جب ِل س ِعير‪ِ 13 .‬‬ ‫‪2‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫يسو‪،‬‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ام َأرَة ع ُ‬ ‫اء َبني ع ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يسو‪ :‬أَليفَ ُاز ْاب ُن َع َدا ْ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام َوقَ َن َاز‪َ .‬و َكا َن ْت ت ْم َناعُ‬ ‫ان َب ُنو أَلِيفَ َاز‪ :‬تَ ْي َم َ‬ ‫يسو‪َ .‬و َك َ‬ ‫ان َوأ َْو َم َار َو َ‬ ‫ام َأرَة ع ُ‬ ‫يل ْاب ُن َب ْس َم َة ْ‬ ‫َو َر ُعوئ ُ‬ ‫ص ْف ًوا َو َج ْعثَ َ‬ ‫ِ‬ ‫هؤالَ ِء ب ُنو ع َدا ام أر َِة ِعيسو‪13 .‬و ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث‬ ‫يل‪َ :‬ن َح ُ‬ ‫يسو‪ ،‬فَ َولَ َد ْت ألَلِيفَ َاز َع َمالِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُس ِريَّ ًة ألَليفَ َاز ْب ِن ع ُ‬ ‫يق‪َ ْ َ َ ُ .‬‬ ‫هؤالَء َبنُو َر ُعوئ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُهولِيبام َة ِب ْن ِت ع َنى ِب ْن ِت ِ‬ ‫هؤالَ ِء َكا ُنوا ب ِني بسم َة ام أر َِة ِعيسو‪14 .‬و ُ ِ‬ ‫ون‬ ‫َو َزَار ُح َو َش َّم ُة َو ِم َّزةُ‪ُ .‬‬ ‫ص ْب ُع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ َْ‬ ‫هؤالَء َكا ُنوا َبني أ ُ َ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ور َح‪.‬‬ ‫يسو‪َ :‬ي ُع َ‬ ‫يسو‪َ ،‬ولَ َد ْت لع ُ‬ ‫ام َأرَة ع ُ‬ ‫ْ‬ ‫وش َوَي ْعالَ َم َوقُ َ‬

‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫هؤالَ ِء أُمر ِ ِ‬ ‫‪ِ 16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َمير تَيم َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير‬ ‫ُ‬ ‫ير َ‬ ‫يسو‪َ :‬ب ُنو أَليفَ َاز ِب ْك ِر ع ُ‬ ‫اء َبني ع ُ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ير قَ َن َاز َوأَم ُ‬ ‫ص ْف ٍو َوأَم ُ‬ ‫ُوم َار َوأَم ُ‬ ‫ان َوأَم ُ‬ ‫ير أ َ‬ ‫يسو‪ :‬أ ُ ْ َ‬ ‫هؤالَ ِء ب ُنو ع َدا‪10 .‬و ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هؤالَ ِء أُمر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل ْب ِن‬ ‫يق‪ُ .‬‬ ‫ير َع َمالِ َ‬ ‫وم‪َ َ ُ .‬‬ ‫َ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ام َوأَم ُ‬ ‫ور َح َوأَم ُ‬ ‫قُ َ‬ ‫هؤالَء َب ُنو َر ُعوئ َ‬ ‫اء أَليفَ َاز في أ َْرض أ َُد َ‬ ‫ير َج ْعثَ َ‬ ‫ِ‬ ‫هؤالَ ِء أُمراء رعوِئ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َمير َنح َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هؤالَ ِء َب ُنو َب ْس َم َة‬ ‫وم‪ُ .‬‬ ‫ير ِم َّزةَ‪ُ .‬‬ ‫يسو‪ :‬أ ُ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ير َش َّم َة َوأَم ُ‬ ‫ير َزَار َح َوأَم ُ‬ ‫ث َوأَم ُ‬ ‫َ​َ ُ َ ُ َ‬ ‫يل في أ َْرض أ َُد َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َمير قُورح‪ِ ُ .‬‬ ‫ِ‬ ‫َمير يع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‬ ‫يسو‪َ .‬و ُ‬ ‫هؤالَ ِء َب ُنو أ ُ‬ ‫ير َي ْعالَ َم َوأ ُ َ َ‬ ‫ُهولِ َ‬ ‫ُم َر ُ‬ ‫يسو‪ :‬أ ُ َ ُ‬ ‫ام َأرَة ع ُ‬ ‫ام َأرَة ع ُ‬ ‫ام َة ْ‬ ‫ْ‬ ‫وش َوأَم ُ‬ ‫هؤالَء أ َ‬ ‫يب َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ُهولِيبام َة ِب ْن ِت ع َنى ِ ِ‬ ‫هؤالَ ِء ب ُنو ِعيسو الَِّذي ُهو أ َُدوم‪ ،‬و ُ ِ‬ ‫اؤ ُه ْم‪.‬‬ ‫يسو‪.‬‬ ‫ُم َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ام َأرَة ع ُ‬ ‫ْ‬ ‫هؤالَء أ َ‬ ‫أُ َ َ‬

‫‪21‬‬ ‫ان و ُشوبال و ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ُ 23‬‬ ‫ان األَ ْر ِ‬ ‫ير ا ْل ُح ِ‬ ‫ان‪.‬‬ ‫يص ُر َوِد َ‬ ‫ون َو َع َنى َوِد ُ‬ ‫ص ْب ُع ُ‬ ‫يش ُ‬ ‫يش ُ‬ ‫ورِي ُس َّك ُ‬ ‫ض‪ :‬لُوطَ ُ َ َ ُ َ‬ ‫ون َوِا َ‬ ‫هؤالَء َب ُنو َسع َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ين بنُو س ِع ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫اء ا ْل ُح ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪ُ :‬ح ِ‬ ‫ت‬ ‫ام‪َ .‬و َكا َن ْت ِت ْم َناعُ أ ْ‬ ‫ُخ َ‬ ‫ان ْاب َنا لُوطَ َ‬ ‫وم‪َ .‬و َك َ‬ ‫ُم َر ُ‬ ‫وري َ َ َ َ‬ ‫هؤالَء أ َ‬ ‫ي َو َه ْي َم َ‬ ‫ير في أ َْرض أ َُد َ‬ ‫ور َ‬ ‫‪24‬‬ ‫ان اب َنا ِ‬ ‫ان‪23 .‬و ُ ِ‬ ‫ون‪ :‬أ ََّي ُة َو َع َنى‪ .‬ه َذا ُه َو‬ ‫ص ْب ُع َ‬ ‫ال‪َ :‬ع ْل َو ُ‬ ‫لُوطَ َ‬ ‫ان َو َم َن َ‬ ‫ام‪َ .‬وه َذ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫اح ُة َو َع ْي َب ُ‬ ‫هؤالَء َب ُنو ُشوَب َ‬ ‫ال َو َش ْفٌو َوأُوَن ُ‬ ‫ِ ‪25‬‬ ‫َِّ‬ ‫ان يرعى ح ِمير ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ون أَِب‬ ‫ام ُة‬ ‫يه‪َ .‬وه َذا ْاب ُن َع َنى‪ِ :‬د ُ‬ ‫ون‪َ .‬وأ ُ‬ ‫ص ْب ُع َ‬ ‫يش ُ‬ ‫ُهولِ َ‬ ‫َع َنى الذي َو َج َد ا ْل َح َمائ َم في ا ْل َب ِرَّية إ ْذ َك َ َ ْ َ َ َ‬ ‫يب َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ان‪ِ ُ 20 .‬‬ ‫ان‬ ‫ان َوأ ْ‬ ‫هؤالَ ِء َب ُنو ِد َ‬ ‫ت َع َنى‪َ .‬و ُ‬ ‫ِه َي ِب ْن ُ‬ ‫ان َو َز ْع َو ُ‬ ‫يص َر‪ِ :‬ب ْل َه ُ‬ ‫ان َو َك َر ُ‬ ‫ان َوِيثَْر ُ‬ ‫َش َب ُ‬ ‫ان‪َ :‬ح ْم َد ُ‬ ‫يش َ‬ ‫هؤالَء َب ُنو ِإ َ‬ ‫َمير ُشوبال وأ َِمير ِ‬ ‫ِ‬ ‫ورِي َ ِ‬ ‫ان‪ِ ُ 22 .‬‬ ‫اء ا ْل ُح ِ‬ ‫ان‪27 .‬ه َذ ِ‬ ‫ون‬ ‫ير لُو َ‬ ‫ان ْاب َنا ِد َ‬ ‫ص ْب ُع َ‬ ‫وص َوأ َ​َر ُ‬ ‫يش َ‬ ‫َو َعقَ ُ‬ ‫ُم َر ُ‬ ‫ان‪ُ :‬ع ٌ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫طا َن َوأ ُ‬ ‫ين‪ :‬أَم ُ‬ ‫هؤالَء أ َ‬ ‫ين ِبأُمرِائ ِهم ِفي أَر ِ ِ‬ ‫ان‪ِ ُ .‬‬ ‫ِ‬ ‫يش َ ِ‬ ‫‪ِ 33‬‬ ‫ِ‬ ‫اء ا ْل ُح ِ ِ‬ ‫ير‪.‬‬ ‫ير ِد َ‬ ‫ير ِد ُ‬ ‫يش َ‬ ‫ُم َر ُ‬ ‫ير ِإ َ‬ ‫ْ‬ ‫ض َسع َ‬ ‫وري َ َ َ ْ‬ ‫يص َر َوأَم ُ‬ ‫ون َوأَم ُ‬ ‫ير َع َنى َوأَم ُ‬ ‫َوأَم ُ‬ ‫هؤالَء أ َ‬ ‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ِ ِ​ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ور‪،‬‬ ‫َو ُ‬ ‫وك الَّذ َ‬ ‫هؤالَ ِء ُه ُم ا ْل ُملُ ُ‬ ‫وم َبالَعُ ْب ُن َب ُع َ‬ ‫وم‪ ،‬قَ ْبلَ َما َملَ َك َمل ٌك ل َبني إ ْس َرائ َ‬ ‫يل‪َ .‬ملَ َك في أ َُد َ‬ ‫ين َملَ ُكوا في أ َْرض أ َُد َ‬ ‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب‪ ،‬فَ َملَ َك َم َكا َن ُه‬ ‫ص َرةَ‪َ .‬و َم َ‬ ‫اس ُم َمدي َنت ِه د ْن َه َاب َة‪َ .‬و َم َ‬ ‫َو َك َ‬ ‫اب ْب ُن َزَار َح م ْن ُب ْ‬ ‫ان ْ‬ ‫وب ُ‬ ‫ات ُي َ‬ ‫وب ُ‬ ‫ات َبالَعُ‪ ،‬فَ َملَ َك َم َكا َن ُه ُي َ‬ ‫‪35‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد الَِّذي َك َّسر ِم ْدي َ ِ‬ ‫وشام ِم ْن أَْر ِ‬ ‫ان‬ ‫ات ُح َ‬ ‫اد ْب ُن َب َد َ‬ ‫ام‪ ،‬فَ َملَ َك َم َكا َن ُه َه َد ُ‬ ‫ض التَّْي َمان ِي‪َ .‬و َم َ‬ ‫وآب‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ان في ِبالَد ُم َ‬ ‫َ َ‬ ‫وش ُ‬ ‫ُح َ ُ‬ ‫‪30‬‬ ‫‪36‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُول ِم ْن‬ ‫اد‪ ،‬فَ َملَ َك َم َكا َن ُه َس ْملَ ُة ِم ْن َم ْس ِريقَ َة‪َ .‬و َم َ‬ ‫ات َه َد ُ‬ ‫يت‪َ .‬و َم َ‬ ‫اس ُم َمدي َنت ِه َع ِو َ‬ ‫ْ‬ ‫ات َس ْملَ ُة‪ ،‬فَ َملَ َك َم َكا َن ُه َشأ ُ‬ ‫‪32‬‬ ‫‪37‬‬ ‫رحوب ِ‬ ‫وت َّ‬ ‫ور‪ ،‬فَ َملَ َك‬ ‫ور‪َ .‬و َم َ‬ ‫الن ْه ِر‪َ .‬و َم َ‬ ‫ات َب ْع ُل َحا َن َ‬ ‫ُول‪ ،‬فَ َملَ َك َم َكا َن ُه َب ْع ُل َحا َن َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ان ْب ُن َع ْك ُب َ‬ ‫ان ْب ُن َع ْك ُب َ‬ ‫ات َشأ ُ‬ ‫‪43‬‬ ‫اء َذ َه ٍب‪ .‬و ِ‬ ‫م َكا َنه َهدار و َكان اسم م ِدي َن ِت ِه فَاعو‪ ،‬واسم ام أرَِت ِه م ِهي َ ِ‬ ‫هذ ِه أَسماء أُمر ِ‬ ‫ط ِرَد ِب ْن ِت م ِ‬ ‫اء‬ ‫ت َم ْ‬ ‫يل ِب ْن ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ط ْبئ ُ‬ ‫َُ َ ْ ُ َْ َ‬ ‫َ ُ َُ َ َ ُْ َ‬ ‫اك ِن ِهم ِبأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َمير ي ِت َ ‪ِ 41‬‬ ‫ِ‬ ‫َمير ِتم َن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِعيسو‪ ،‬حسب قَب ِائلِ ِهم وأ ِ‬ ‫ير ِإيلَ َة‬ ‫ير أ ُ‬ ‫َم ْ ْ‬ ‫ُهولِ َ‬ ‫ير َع ْل َوةَ َوأ ُ َ‬ ‫َس َمائ ِه ْم‪ :‬أ ُ ْ‬ ‫ام َة َوأَم ُ‬ ‫يت َوأَم ُ‬ ‫اع َوأَم ُ‬ ‫يب َ‬ ‫ُ َ​َ َ َ ْ َ َ‬ ‫‪43‬‬ ‫َمير ِ‬ ‫َمير مج ِد ِ‬ ‫هؤالَ ِ‬ ‫يئيل وأ ِ‬ ‫ان وأ َِمير ِمبصار وأ ِ‬ ‫َمير قَ َن َاز وأ ِ‬ ‫ون ‪42‬وأ ِ‬ ‫َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َد‬ ‫أ‬ ‫اء‬ ‫ر‬ ‫ُم‬ ‫أ‬ ‫ء‬ ‫‪.‬‬ ‫ام‬ ‫ير‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ير‬ ‫َم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وم َح َس َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ير في ُن َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َوأ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫اك ِن ِهم ِفي أَر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم‪".‬‬ ‫ض ُم ْلك ِه ْم‪ .‬ه َذا ُه َو ع ُ‬ ‫ْ‬ ‫َم َس ْ‬ ‫يسو أ َُبو أ َُد َ‬

‫‪344‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والثالثون)‬

‫اإلصحاح السابع والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫إبتداء من هنا نجد قصة يوسف كرمز للمسيح لكن يعترضها قصة يهوذا فهو الذي جاء منه المسيح بالجسد‪ .‬ولم‬

‫يعرض الكتاب بالتفصيل لقصة حياة يهوذا لكنه يتحدث بالتفصيل عن قصة حياة يوسف ألنه حمل رمو اًز‬

‫واضحة لحياة وعمل المسيح‪ .‬وتعتبر حياة يوسف حلقة الوصل بين عصر األباء البطاركة ونشأة اليهود كشعب‬ ‫وأمة تحت العبودية تصرخ طالبة الخالص‪ .‬وفتح يوسف الطريق ألبيه إسرائيل وعائلته أن يعيشوا في مصر‬

‫ليكونوا جسداً منفصالً عن وثنية كنعان وعن كبرياء مصر‪.‬‬ ‫يوسف كرمز للمسيح‬ ‫‪ .1‬يوسف كان اإلبن المحبوب ألبيه ثم صار عبداً في مصر‪ .‬والمسيح هو اإلبن المحبوب الذي جاء إلي‬ ‫العالم كعبد (مصر رمز العالم)‪ .‬فهو أخذ شكل العبد وهو اإلبن المحبوب‪ .‬أف ‪ + 1:1‬هذا هو إبني‬

‫الحبيب الذي به سررت‪.‬‬

‫‪ .2‬أول ما نري يوسف في ‪ 2:3:‬أنه كان يرعي مع إخوته رم اًز للمسيح الراعي الصالح‪.‬‬

‫‪ .3‬وفي ‪ 3:3:‬كان يعمل ويرعي مع أبناء بلهة وزلفة الجاريتين‪ .‬فهو اإلبن المحبوب يخدم أوالد العبيد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫خدم‪ .‬ويخدم من؟ أوالد عبيده‪.‬‬ ‫والمسيح اإلبن المحبوب الذي أتي َليخدم ال ُلي َ‬ ‫‪ .5‬يوسف هو إبن شيخوخة يعقوب‪ .‬والمسيح هو إبن قديم األيام دا ‪.13::‬‬ ‫‪ .4‬أحالم يوسف كانت تشير ألن يوسف ليس إنساناً عادياً ولكن إخوته رفضوا ملكه ورفض إخوة يوسف‬ ‫ألحالمه هو ما حدث عندما رفض اليهود أن يسجدوا للمسيح ويعبدوه كملك هذا الذي تجثو له كل ركبة‬

‫في ‪ .11-1:2‬وفرعون طلب السجود ليوسف‪.‬‬

‫‪ .1‬يوسف حسده إخوته ‪ .11:3:‬والمسيح حسده الكهنة وبيالطس عرف هذا (مر ‪. )11:14‬‬ ‫‪ .:‬وأما أبوه يعقوب فحفظ األمر وهكذا كانت العذراء (لو ‪ )11:2‬ويعقوب تعجب من أحالم يوسف ربما فهم‬ ‫أنه سيكون عظيما لكنه كتم األمر حتي ال يثير حسد إخوته باألكثر‪.‬‬

‫‪ .1‬يعقوب يرسل يوسف إلخوته (‪ )13:3:‬والمسيح يرسله اآلب للعالم‬ ‫( يو ‪.(31 -31:4‬‬

‫‪ .1‬يوسف ذهب إلخوته في محبة‪ .‬ولم يجدهم في شكيم حيث أرسله والده فذهب يفتش ويسأل عنهم وذهب‬ ‫وراءهم إلي دوثان (يقال أن معناها ثورة)‪ .‬وكان يمكن أن يعود إلي والده قائالً لم أجدهم‪ ،‬لكنها هي‬

‫محبته‪ .‬أما إخوته نتيجة حسدهم خططوا لقتله‪ .‬والمسيح جاء إلي خاصته وخاصته لم تقبله‪( .‬مت‬ ‫‪ .)31:21‬هو وجد إخوته في حالة ثورة ضده (دوثان)‪.‬‬

‫‪345‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والثالثون)‬

‫‪ .11‬هو ذهب إلخوته يحمل لهم خب اًز‪ .‬فأرسلوه لمصر كعبد وسجن ليخرج ويدخل القصر ويعود ليعطي‬ ‫إخوته خب اًز يشبعهم ويعطيهم حياة‪ .‬هو وهب حياة لكل إنسان من الحنطة أي الخبز والمسيح جاء‬

‫ليعطينا نفسه خب اًز‪ .‬وهو اآلن في قصره السماوي يشبع كل إنسان‪.‬‬

‫‪ .11‬مشاوراتهم لقتل يوسف هي مثال لمشاورات اليهود لقتل المسيح‪.‬‬

‫‪ .12‬كما أنقذ يوسف العالم من المجاعة أنقذ المسيح العالم من مجاعة للحق ومن الموت الروحي‪.‬‬ ‫‪ .13‬رفضه إخوته ولم يستطيعوا أن يكلموه بسالم أما هو فكلمهم بسالم وجاء يخدمهم ورفضوه‪ .‬فإخوته‬ ‫رفضوه وقبله األمم (مصر) وهكذا المسيح رفضه اليهود وقبله كل العالم‪.‬‬

‫‪ .15‬أعطاه أبوه قميصاً ملوناً‪ .‬والمسيح كانت له الكنيسة ثوباً ملوناً‪ ،‬وثوباً ألنها إلتصقت بالمسيح كالثوب‬ ‫وملونا فهي متعددة المواهب‪.‬‬

‫‪ .14‬هم كرهوه ألنه في أحالمه أعلن مجده‪ .‬والمسيح كان دائما يعلن نسبته هلل مما أثار اليهود فكرهوه يو‬ ‫‪ .41،41:1‬ويوسف لم يكره إخوته بالرغم من كراهيتهم له وهكذا المسيح‪.‬‬

‫‪ .11‬إخوة يوسف أخلعوه ثيابه‪ .‬وهكذا فعل اليهود بالمسيح‪.‬‬

‫‪ .1:‬األمم ألبسوا يوسف الثياب الملوكية بعد أن سجنوه والعالم خضع للمسيح بعد أن رفضه زمناً‪.‬‬ ‫‪ .11‬األمم إشتروا يوسف بالفضة‪ .‬واألمم اشتروا المسيح بإيمانهم به‪.‬‬

‫‪ .11‬لم نسمع أن يوسف قاومهم والمسيح لم يقاوم بل كان كشاة سيقت للذبح وكان طائعاً‪.‬‬ ‫‪ .21‬بيع يوسف بعشرين من الفضة‪ .‬والمسيح بيع بثالثين من الفضة‪.‬‬

‫‪ .21‬الذي أشار ببيع يوسف هو يهوذا أخوه‪ .‬ويهوذا هو الذي سلم المسيح‪.‬‬ ‫‪ .22‬إخوة يوسف بعد أن طرحوه في البئر جلسوا ليأكلوا والمسيح بعد أن صلبوه أكلوا الفصح‪.‬‬ ‫‪ .23‬نزول يوسف للبئر وخروجه حياً يشير لموت المسيح وقيامته‪.‬‬

‫‪ .25‬يوسف كان حسن الصورة والمنظر (‪ )1:3‬والمسيح كان أبرع جماالً من بني البشر‪.‬‬

‫‪ .24‬يوسف حوكم ظلماً في مصر وهكذا المسيح حوكم ظلماً في العالم (مصر رمز ألرض العبودية)‪.‬‬ ‫‪ .21‬يوسف ُج ِّرب من أمراة فوطيفار وغلب ‪ ،‬والمسيح جربه إبليس وغلب‪.‬‬

‫‪ .2:‬المرأة إتهمت يوسف ظلماً وزو اًر والمسيح طالما إتهموه زو اًر (أنه مجنون وببعلزبول يخرج الشياطين وأنه‬ ‫أكول وشريب خمر‪ .‬بل لآلن هناك إتهامات موجهة للمسيح‪.‬‬

‫‪ .21‬كان مع يوسف في السجن إثنين ‪ ،‬خباز وساقي‪ .‬والمسيح صلب بين لصين‪ .‬وكما نجا الساقي وهلك‬ ‫الخباز هكذا خلص اللص اليمين وهلك اللص اليسار‪ .‬وهكذا كل العالم فجزء من العالم سيخلص والجزء‬

‫اآلخر سيهلك يو ‪.21:4‬‬

‫‪ .21‬دخل يوسف السجن ال لذنب إرتكبه‪ .‬وهكذا المسيح صار إنساناً وصلب عن ذنوبنا ال ذنبه هو‪.‬‬

‫‪ .31‬يوسف وقف أمام فرعون وسنه ‪ 31‬سنة والمسيح بدأ خدمته وسنة ‪ 31‬سنة‪ .‬وكانت خدمة يوسف أن‬ ‫يشبع العالم وهكذا كان عمل المسيح‪.‬‬

‫‪346‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والثالثون)‬

‫‪ .31‬خلع يوسف ثياب السجن ولبس اللبس الملوكي‪ .‬ليعلن أن زمن األالم إنتهي ويأتي زمن المجد‪ .‬فطريق‬ ‫المجد ليوسف مر عبر األالم (من إخوته ومن المصريين وفي السجن…) والمسيح جلس عن يمين‬

‫اآلب بعد أن مر بطريق األالم والصليب‪.‬‬

‫‪ .32‬حلق الشعر ليوسف يشير ألن المسيح خلع صورة الجسد األول ليأخذ الجسد النوراني‪.‬‬

‫‪ .33‬فرعون ألبس يوسف ثوب كتان أبيض (رمز بر المسيح) وخاتم (رمز السلطان والبنوة) وطوق ذهبي‬ ‫(رمز المجد)‪.‬‬

‫‪ .35‬مشورة يوسف لفرعون هي الحكمة والتدبير والمسيح هو أقنوم الحكمة‪ .‬واذا سلمنا له حياتنا يدبرها حسنا‬ ‫فال نجوع‪ .‬وكانت سمة يوسف عموماً الحكمة‪.‬‬

‫‪ .34‬سماه فرعون صفنات فعنيح ولها ترجمات عديدة سنذكرها بعد ذلك وتعني طعام الحياة أو مخلص العالم‬ ‫أو معلن األسرار وهذه كلها أسماء المسيح مشبع العالم ومخلصه‪.‬‬

‫‪ .31‬زواج يوسف بأسنات هو رمز المسيح الذي إتخذ كنيسة األمم عروساً له‪ .‬وكان ثمرة الزواج منسي‬

‫(أنساني هللا كل تعبي) وأفرايم (جعلني هللا مثم اًر)‪ .‬والمسيح يفرح وينسى كل أالمه حين يجد الكنيسة‬ ‫مثمرة‪ .‬بل السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب‪.‬‬

‫‪ .3:‬كان حلم فرعون ‪ :‬بقرات سمينة تأكلها سبع بقرات قبيحة‪ .‬والبقرات السمينة تشير للكنيسة الخارجة من‬ ‫المعمودية (فالبق ارت خرجت من الماء)‪ .‬والبقرات القبيحة تشير للهراطقة وكل محاوالت عدو الخير‬ ‫إلبتالع الكنيسة خصوصاً محاولة الوحش في نهاية األيام أن يبتلع الكنيسة ويعتدي عليها‪.‬‬

‫‪ .31‬المجاعة كانت تدبير من هللا ليعود إخوة يوسف ويتقابلوا مع يوسف‪ .‬كما دبر هللا مجاعة لإلبن الضال‬ ‫ليعود لحضن أبيه‪ .‬وحوتاً يبتلع يونان‪ .‬هي خطة هللا ليجذب كل نفس للتوبة حتي تتقابل مع المسيح‬ ‫يوسفها الحقيقي‪.‬‬

‫‪ .31‬لقاء يوسف مع إخوته تم علي ‪ 3‬مراحل تشير لمعامالت هللا مع الخاطئ التائب‪:-‬‬ ‫أ‬

‫إخوة يوسف لم يعرفوه في اللقاء األول واليهود لم يعرفوا المسيح‪ .‬وهكذا كل خاطئ في بداية توبته تكون‬

‫معرفته بالمسيح ضعيفة جداً بل يكاد ال يعرفه‪ .‬وقد يعامل المسيح الخاطئ بجفاء كما عامل المسيح المرأة‬ ‫الكنعانية‪ ،‬وكما عامل يوسف إخوته‪( .‬نش ‪):-2:4‬‬

‫ب‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫القيامة‪.‬‬

‫د‪.‬‬

‫في اللقاء الثاني أيضا لم يعرفوه لكنه بكي وحده‪ .‬هو قلب المسيح الذي يشتاق لكل واحد منا‪.‬‬

‫في اللقاء ال ثالث أعلن ذاته لهم وبكي وأخرج الجميع فالمسيح ال يعلن نفسه سوي ألحبائه كما في‬ ‫الحظ أن يوسف أمر بحبسهم ‪ 3‬أيام ثم أعطاهم القمح‪ .‬وهكذا حتي نشبع من المسيح علينا أن نموت‬

‫معه (صلب األهواء والشهوات) والثالث أيام إشارة للقيامة في اليوم الثالث فنحن نتقابل مع المسيح علي أساس‬

‫القيامة (أي بحياته المقامة التي يعطينا إياها)‪.‬‬

‫‪347‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والثالثون)‬

‫‪ .51‬إرتاع إخوة يوسف عند رؤيته والمسيح سيرتاع منه الخطاة عند ظهوره‪ .‬هم إرتاعوا أما هو فيقول تعالوا‬ ‫إلي‪ .‬وكما غفر يوسف إلخوته غفر المسيح علي الصليب "يا أبتاه إغفر لهم‪".‬‬

‫‪ .51‬يوسف لم يستح من إخوته وهكذا المسيح ال يستحي بنا بل يدعونا إخوته‪ .‬عب ‪ .11:2‬وكما قدم يوسف‬ ‫إخوته لفرعون غير خجالً من وضاعتهم هكذا سيقدمنا المسيح لآلب كإخوة له قائالً ها أنا واألوالد الذين‬

‫أعطانيهم هللا عب ‪.13-11:2‬‬

‫‪ .52‬دعوة يوسف ليعقوب واخوته ليعيشوا في مكان مجده (هو مصر اآلن) هي دعوة المسيح لنا لنعاين مجده‬ ‫"من يغلب يجلس معي في العرش رؤ ‪ .21:3‬وارسال العربات الملكية ليعقوب لتشهد لمجده‪ .‬هو إرسال‬ ‫الروح القدس لنا ليعلن مجد المسيح "فهو يأخذ مما للمسيح ويخبرنا يو ‪.15:11‬‬

‫‪ .53‬يقول يعقوب ألوالده ما بالكم واقفين تنظروا لبعضكم إذهبوا لئال نموت‪ .‬هي دعوة الكنيسة ألوالدها توبوا‬ ‫وارجعوا للمسيح فيرجع إليكم فتكون لكم حياة وال تموتوا‪.‬‬

‫‪ .55‬يقول فرعون "ال تحزن عيونكم علي أثاثكم ألن خيرات مصر كلها لكم" والعربات هي العربون وبولس‬ ‫الرسول يحسب كل شئ نفاية ليعرف المسيح في ‪.1،::3‬‬

‫‪ .54‬رجوع إخوة يوسف إلي يوسف يشير لرجوع اليهود للمسيح وايمانهم به في آخر األيام‪.‬‬

‫‪ .51‬قيل عن يعقوب "فعاشت روح يعقوب حين سمع عن يوسف" فنحن ال نعيش إال به ونموت لو إبتعدنا‬ ‫عنه‪ .‬فهو الحياة "من أمن بي يحيا" وهو خبر الحياة‪.‬‬

‫‪ .5:‬قيل عن يوسف أنه سيد األرض كلها والمسيح هو ملك الملوك وسيد الخليقة كلها‪.‬‬

‫‪ .51‬سجود يعقوب لعصا يوسف هو سجود الكنيسة كلها للصليب الذي كان به الخالص‪.‬‬ ‫‪ .51‬قيل عن يوسف أنه حسن الصورة وحسن المنظر وهو في بيت فوطيفار أي في بيت العبودية ونحن لم‬

‫نعرف جمال محبة المسيح إال بعد أن تجسد ورأيناها بوضوح وهو علي الصليب‪ .‬والمسيح قيل عنه "‬

‫أبرع جماال من بني البشر " (مز ‪. ) 54‬‬

‫‪ .41‬لعل أروع ما قاله يوسف "أنتم قصدتم بي ش اًر‪ .‬أما هللا فقصد به خي اًر‪ .‬لكى يفعل كما اليوم‪ ،‬ليحيي شعباً‬ ‫كثي اًر" أليس هذا هو ما حدث مع المسيح‪ .‬لقد قصد اليهود أذيته وأن يلحقوا به ش اًر ‪ ،‬حوله هللا لخير‬ ‫البشرية كلها وحياة العالم مزمور ‪.5-1:2‬‬

‫العهد القديم كله هو ظل للعهد الجديد‪ .‬كله إشارات لعمل المسيح‪ .‬هو وسائل إليضاح خطة الخالص‪ .‬وهناك‬ ‫نبوات واضحة صريحة عن المسيح مثل "ها العذراء تحبل وتلد إبناً إش ‪ ":‬وهناك شخصيات ترمز للمسيح مثل‬

‫إسحق ويوسف‪ .‬وشخصيات ترمز للكنيسة مثل راحيل ورفقة‪ .‬وهناك أحداث تشير لخطة الخالص مثل مرور‬

‫الشعب في البحر رم اًز للمعمودية وهكذا أيضا الطوفان‪ .‬بل أن خيمة اإلجتماع كلها هي رمز للمسيح كما سنري‬

‫لذلك قال األباء أن العهد الجديد مختبئ في العهد القديم والعهد القديم مشروح في العهد الجديد‪ .‬وانجيل متي مثالً‬ ‫حاول أن يشرح كيف أنه في المسيح كان تحقيق نبوات العهد القديم‪ .‬وهذا ما يعنيه السيد المسيح بأنه ما جاء‬

‫لينقض العهد القديم بل ليكمله‪ .‬ويكمله أي يحقق في نفسه كل ما حاول العهد القديم أن يشرحه‪ ،‬هو أعلن كل‬

‫‪348‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والثالثون)‬

‫معاني القصص التي وردت في العهد القديم‪ ،‬فكلها كانت تشير لشخصه المبارك‪ .‬هو حل رموز وألغاز العهد‬

‫القديم‪ .‬فإن شهادة يسوع هي روح النبوة "رؤ ‪"11:11‬‬ ‫حياة يوسف‬

‫يوسف هو إبن راحيل المحبوبة‪ ،‬لذلك أحبه أبوه وصنع له قميصاً ملوناً كان سبب أالمه‪ .‬إذ كرهه إخوته ألنهم‬

‫شعروا بمحبة أبيهم الزائدة ليوسف‪ .‬وهم كانوا قادرين علي جذب محبة أبيهم بحكمة وبخضوع ألبيهم‪ .‬ولكنهم‬ ‫آثروا طريق الشر فرأوبين إعتدي علي فراش أبيه وشمعون والوي كانوا متوحشين وأوالد بلهة وزلفة كانوا أشرار‬

‫وأتي يوسف بنميمتهم أي نقل ألبيه أخبار شرورهم‪ .‬قطعاً نقل أخبار مثل هذه ليس صحيحاً لكن يبدو أن يعقوب‬

‫كان له حزناً في قلبه بسبب أوالده وأحب يوسف الذي رآه كامالً فضالً عن أنه إبن راحيل‪ .‬وهنا نجد ربما خطأ‬ ‫ليعقوب أنه أحب يوسف أكثر من إخوته وهذه المعاملة المميزة تسبب غيرة وحسد بين اإلخوة‪ .‬ونالحظ أن يوسف‬ ‫في محبته‪ ،‬إذ أحب إ خوته بالرغم من كراهيتهم له قد نفذ وصية المسيح قبل أن يأتي المسيح با ‪ 2111‬سنة ‪،‬‬

‫وفي طهارته ورفضه للزني نفذ وصايا موسي قبل أن يأتي موسي أو تكتب الوصايا (هذا بالتقليد فكل شي مسلم‬

‫شفاهة لألباء وموسي قام بكتابته) كانت وصايا هللا مكتوبة علي قلب يوسف قبل أن تكتب علي ألواح حجرية‪.‬‬

‫كانت هناك أسباب أخري لكراهية إخوة يوسف له وهي أحالمه التي رواها لهم فأثارت كل أحقادهم الدفينة وهذا‬

‫يعطينا فكرة أن ال نتحدث عن نجاحنا الجسدي أو نجاحنا الروحي أمام اآلخرين حتي ال نثير أحقادهم ونكون‬

‫سبب عثرة لهم‪.‬‬

‫أما إخوة يوسف فنري في مؤامراتهم منتهي الوحشية والعجيب أن يجلسوا ويأكلوا بعد أن ألقوا بأخيهم في البئر بل‬

‫ربما أكلوا من الطعام الذي أحضره لهم‪.‬‬

‫وربما سمح هللا ليوسف بهذه األالم ألنه كان شخصاً مدلالً أراد هللا أن يصقله ليعده لعمل عظيم‪ .‬ولذلك فقول‬

‫يوسف "لستم أنتم أرسلتموني إلي مصر بل هللا الذي أرسلني" يعطينا فكرة أن حياتنا هي في يد هللا وكل شئ‬

‫بسماح منه وأن كل األمور تعمل معاً للخير للذين يحبون هللا" ولقد سمح هللا بأن يجتاز يوسف تجربة شديدة لكنه‬ ‫كان معه في كل خطوة كما حدث مع الثالثة فتية في أتون النار‪ .‬فاهلل رافقه في بيت فوطيفار وفي السجن‬

‫فتحول إلي بركة للجميع‪ .‬وأعطاه القلب المفتوح والعين المفتوحة ففسر األحالم‪ .‬بل أنقذ العالم من مجاعة فصار‬ ‫بركة للعالم‪ .‬وأعطاه هللا نعمة في عين كل أحد (فوطيفار‪ /‬رئيس السجن‪ /‬فرعون)‪.‬‬

‫ولكن لم يسكت الشيطان بل حرك زوجة فوطيفار‪ .‬ولم يجد يوسف عذ اًر للخطية بأنه شاب وفي إحتياج لهذا أو‬

‫أن زوجة فوطيفار قادرة علي أذيته… الخ بل شعر بأنه أمام هللا وال يجب أن يخطئ‪ .‬لقد كان هذا الشاب البتول‬

‫أكثر طهارة من داود المحصن بزوجاته‪ .‬فهو فضل أن يلقي في السجن‪ ،‬فضل العار وربما الموت عن أن‬

‫يخطئ إلي هللا‪ .‬في حياة يوسف نري كيف أن نعمة هللا تعمل وسط التجارب‪ ،‬وكيف أن هللا فسر علي يديه‬

‫األحالم ليعد له الطريق إلي القصر‪ .‬وكانت هذه األحالم (الخباز والساقي ثم أحالم فرعون) من هللا‪ ،‬علي أن‬

‫هناك أحالم من الشيطان وأحالم من العقل الباطن‪ .‬ولنتأمل في يوسف حين سأل الساقي أن يذكره أمام فرعون‪.‬‬ ‫‪349‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والثالثون)‬

‫ماذا كانت أقصي أماله‪ :‬إما أن يطلقه فرعون ح اًر ويعود ألبيه وإلخوته األشرار أو يعمل مساعداً للساقي‪ .‬ولكن‬

‫هل كان يعلم ما في فكر هللا من خير نحوه بل نحو كل العالم‪ .‬وجميل أن نري في حياة يوسف أن إسم هللا دائما‬

‫علي لسانه‪ .‬هو ال يخطئ أمام هللا‪ .‬وهو ال يفسر األحالم بل هللا… إذاً هو يعطي المجد هلل لذلك رفعه هللا‪،‬‬ ‫وعلينا أن ال نطلب مجد أنفسنا بل نترك هذا هلل‪ ،‬نحن نمجده وهو الذي يشهد لنا‪ .‬فهو أراد أن يختفي هو ليظهر‬

‫هللا لكن هللا أظهره ومجده حتي اآلن‪.‬‬

‫ونقطة أخري تتضح في حياة يوسف المتدين‪ .‬فهو يظهر أن الدين ليس صوم وصالة فقط بل عمل وتدبير وهللا‬

‫يشترك في العمل فيكون ناجحاً "وكان هللا مع يوسف فكان رجالً ناجحاً" وكان جفاؤه مع إخوته ظاهرياً فهو إنسان‬

‫عاطفي حساس يبكي م ار اًر‪ .‬ولكن سبب الجفاء الظاهري أن يشعر إخوته بخطإهم‪ .‬أيضا هو نفذ "إحسنوا إلي‬

‫المسيئين إليكم" قبل المسيح‪ .‬ونري في يوسف بره بأبيه وكيف إستقبله إستقباالً الئق وفي موته كيف شيعه ونفذ‬ ‫وصيته بدفنه في مغارة المكفيلة أي تحمل كل مشاق السفر إكراماً ألبيه‪.‬‬

‫ووصية يوسف إلخوته أن ال تتغاضبوا في الطريق هى وصية المسيح لكنيسته وشعبه أن ال تتغاضبوا‬

‫وتتخاصموا بل كونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً… (أف ‪.)5:5‬‬

‫ويوسف حصل علي نصيب البكر ألمانته‪ ،‬إذ حصل علي نصيب إثنين في الميراث في شخصي إبنيه إفرايم‬

‫ومنسي لذلك نجد دائما اسماء األسباط الا‪ 12‬ال تشتمل علي إسم يوسف‪ ،‬بل رفع اسم يوسف ليوضع مكانه‬

‫أسماء أفرايم ومنسي وبهذا يكون يوسف قد حصل علي نصيب البكر أي نصيبين من الميراث وفي هذا إشارة‬

‫إلي البكورية الروحية التي فقدها رأوبين لخطيته‪ .‬والبكورية الروحية حصلت عليها الكنيسة بسبب خطية شعب‬

‫اليهود وصلبهم للمسيح ورفضهم له‪.‬‬

‫ض ُغرب ِة أَِب ِ‬ ‫أية (‪1 " -:)1‬وس َك َن يعقُ ِ‬ ‫يه‪ِ ،‬في أ َْر ِ‬ ‫ان‪" .‬‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫وب في أ َْر ِ ْ َ‬ ‫َ َ َْ ُ‬ ‫سكن يعقوب في أرض كنعان أرض غربة أبيه= حتي يتسلمها أبنائه وأحفاده كأرض موعد يعيشون فيها ال‬ ‫كغرباء في خيام وانما كمواطنين يبنون المدن والمنازل‪.‬‬ ‫‪ِ 2‬‬ ‫ان ْاب َن َس ْب َع َع َش َرةَ َس َن ًة‪،‬‬ ‫وس ُ‬ ‫أية (‪ " -:)2‬هذ ِه َم َوالِ ُ‬ ‫ف ِإ ْذ َك َ‬ ‫يد َي ْعقُ َ‬ ‫وب‪ُ :‬ي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يه‪ ،‬وأَتَى يوس ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يئ ِة ِإلَى‬ ‫يم ِت ِهِم َّ‬ ‫الرِد َ‬ ‫ام َأرَتَ ْي أَِب َ ُ ُ‬ ‫ع ْن َد َبني ِب ْل َه َة َوَبني ِزْلفَ َة ْ‬ ‫ف ِب َنم َ‬

‫ان َي ْر َعى َم َع ِإ ْخ َوِت ِه ا ْل َغ َن َم َو ُه َو ُغالَ ٌم‬ ‫َك َ‬ ‫أَِبي ِه ْم‪".‬‬

‫أية (‪3 " -:)3‬وأ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه أل ََّن ُه اب ُن َشي ُخ َ ِ ِ‬ ‫ف أَ ْكثَر ِم ْن س ِائ ِر ب ِن ِ‬ ‫يصا ُملَ َّوًنا‪".‬‬ ‫َح َّ‬ ‫يل فَأ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ص َن َع لَ ُه قَم ً‬ ‫وخته‪ ،‬فَ َ‬ ‫ب ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫وس َ َ‬ ‫َما إ ْس َرائ ُ‬ ‫كانت شعوب المنطقة في ذلك الوقت تعتبر الثياب الملونة شيئاً فاخ اًر يلبسه المكرمون‪.‬‬

‫‪350‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والثالثون)‬

‫ضوه‪ ،‬ولَم يستَ ِطيعوا أ ْ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫األيات (‪َ 4" -:)2 -4‬فلَ َّما َأرَى ِإ ْخ َوتُ ُه أ َّ‬ ‫َح َّب ُه أَ ْكثَ​َر ِم ْن َج ِم ِ‬ ‫َن أ َ​َب ُ‬ ‫َن ُي َكل ُموهُ‬ ‫اه ْم أ َ‬ ‫يع ِإ ْخ َوته أ َْب َغ ُ ُ َ ْ َ ْ ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ٍ ‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‪:‬‬ ‫ف ُح ْل ًما َوأ ْ‬ ‫وس ُ‬ ‫اس َم ُعوا ه َذا ا ْل ُح ْل َم الَّذي َحلُ ْم ُ‬ ‫َخ َب َر ِإ ْخ َوتَ ُه‪ ،‬فَ ْازَد ُ‬ ‫ضا ُب ْغ ً‬ ‫ادوا أَ ْي ً‬ ‫ال لَ ُه ُم‪ْ « :‬‬ ‫ِب َسالَم‪َ .‬و َحلُ َم ُي ُ‬ ‫ضا لَ ُه‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪0‬فَ َها َن ْح ُن َح ِ‬ ‫ال‬ ‫ازُم َ‬ ‫ص َب ْت‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ام ْت َوا ْنتَ َ‬ ‫احتَاطَ ْت ُح َزُم ُك ْم َو َس َج َد ْت ل ُح ْزَمتي»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ون ُح َزًما في ا ْل َح ْقل‪َ ،‬وِا َذا ُح ْزَمتي قَ َ‬ ‫َج ِل‬ ‫لَ ُه ِإ ْخ َوتُ ُه‪« :‬أَلَ َعلَّ َك تَ ْملِ ُك َعلَ ْي َنا ُم ْل ًكا أ َْم تَتَ َسلَّطُ َعلَ ْي َنا تَ َسلُّ ً‬ ‫طا؟» َو ْازَد ُ‬ ‫َحالَ ِم ِه َو ِم ْن أ ْ‬ ‫َج ِل أ ْ‬ ‫ضا لَ ُه ِم ْن أ ْ‬ ‫ضا ُب ْغ ً‬ ‫ادوا أ َْي ً‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ضا‪َ ،‬وِا َذا َّ‬ ‫س َوا ْلقَ َم ُر‬ ‫آخ َر َوقَ َّ‬ ‫ضا ُح ْل ًما َ‬ ‫ال‪ِ« :‬إني قَ ْد َحلُ ْم ُ‬ ‫ت؟ ُح ْل ًما أ َْي ً‬ ‫َكالَ ِم ِه‪ .‬ثُ َّم َحلُ َم أ َْي ً‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫ص ُه َعلَى إ ْخ َوته‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫َح َد َع َشر َك ْو َك ًبا َس ِ‬ ‫اج َدةٌ لِي»‪".‬‬ ‫َوأ َ‬ ‫َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت؟ َه ْل َنأ ِْتي‬ ‫أية (‪َ " -:)13‬وقَ َّ‬ ‫ال لَ ُه‪َ « :‬ما ه َذا ا ْل ُح ْل ُم الَّذي َحلُ ْم َ‬ ‫ص ُه َعلَى أَِبيه َو َعلَى إ ْخ َوته‪ ،‬فَا ْنتَ َه َرهُ أ َُبوهُ َوقَ َ‬ ‫ُم َك َوِا ْخ َوتُ َك لِ َن ْس ُج َد لَ َك ِإلَى األ َْر ِ‬ ‫ض ؟» "‬ ‫أَ​َنا َوأ ُّ‬

‫هل نأتي أنا وأمك‪ :‬غالباً يقصد بلهة جارية راحيل فهي التي إهتمت به بعد موت أمه لكن المعني أن األسرة كلها‬

‫تسجد له‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫َما أ َُبوهُ فَ َح ِفظَ األ َْم َر‪".‬‬ ‫أية (‪ " -:)11‬فَ َح َس َدهُ ِإ ْخ َوتُ ُه‪َ ،‬وأ َّ‬

‫فحسده إخوته = بسبب األحالم وبسبب محبة أبيه له وربما ما زاد األمر نقل نميمتهم ألبيه‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ضى ِإ ْخوتُ ُه لِيرعوا َغ َنم أَِبي ِهم ِع ْن َد َش ِ‬ ‫يم‪".‬‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫أية (‪" -:)12‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪13 " -:)13‬فَقَال ِإسرِائ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف‪« :‬أَلَ ْي َ ِ‬ ‫ال لَ ُه‪:‬‬ ‫وس َ‬ ‫يل ل ُي ُ‬ ‫ال فَأُْرسلَ َك إلَ ْي ِه ْم»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫يم؟ تَ َع َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫س إ ْخ َوتُ َك َي ْر َع ْو َن ع ْن َد َشك َ‬ ‫«هأَ​َن َذا»‪" .‬‬

‫اليس اخوتك يرعون عند شكيم= خوف يعقوب علي أبنائه راجع لخوفه من إنتقام أهل شكيم‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫ْه ِب ا ْنظُر سالَم َة ِإ ْخوِت َك وسالَم َة ا ْل َغ َنِم ورَّد لِي َخب ار»‪ .‬فَأَرسلَ ُه ِم ْن وطَ ِ‬ ‫اء‬ ‫ال لَ ُه‪« :‬اذ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ًَ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫األيات (‪ " -:)12 -14‬فَقَ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ال ِفي ا ْل َح ْق ِل‪ .‬فَ َسأَلَ ُه َّ‬ ‫ض ٌّ‬ ‫َح ْب ُر َ‬ ‫يم‪ .‬فَ َو َج َدهُ َر ُج ٌل َوِا َذا ُه َو َ‬ ‫الر ُج ُل قَائالً‪َ « :‬ما َذا تَ ْطلُ ُ‬ ‫ب؟» فَقَ َ‬ ‫ون فَأَتَى إلَى َشك َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِإ ْخوِتي‪ .‬أ ْ ِ‬ ‫ون‪:‬‬ ‫ال َّ‬ ‫الر ُج ُل‪« :‬قَد ْارتَ َحلُوا ِم ْن ُه َنا‪ ،‬ألَني َس ِم ْعتُ ُه ْم َيقُولُ َ‬ ‫«أَ​َنا طَال ٌ َ‬ ‫َخ ِب ْرني «أ َْي َن َي ْر َع ْو َن؟»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ب‬ ‫وس ُ‬ ‫لِ َنذ َ‬ ‫اء ِإ ْخ َوِت ِه فَ َو َج َد ُه ْم ِفي ُدوثَ َ‬ ‫ْه ْب ِإلَى ُدوثَ َ‬ ‫ص ُروهُ م ْن َبعيد‪ ،‬قَ ْبلَ َما اقْتَ​َر َ‬ ‫ان»‪ .‬فَ َذ َه َ‬ ‫ان‪َ .‬فلَ َّما أ َْب َ‬ ‫ف َو َر َ‬ ‫ب ُي ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض ُه ْم لِ َب ْع ٍ‬ ‫َحالَِم قَ ِاد ٌم‪".‬‬ ‫ب األ ْ‬ ‫ال َب ْع ُ‬ ‫ِإلَ ْي ِهِم‪ْ ،‬‬ ‫صاح ُ‬ ‫ض‪ُ « :‬ه َوَذا ه َذا َ‬ ‫احتَالُوا لَ ُه ل ُيميتُوهُ‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ار وَنقُول‪ :‬و ْح ٌ ِ‬ ‫ون‬ ‫يء أ َ​َكلَ ُه‪ .‬فَ َن َرى َما َذا تَ ُك ُ‬ ‫أية (‪ " -:)23‬فَ َ‬ ‫اآلن َهلُ َّم َن ْقتُ ْل ُه َوَن ْط َر ْح ُه في ِإ ْح َدى َ‬ ‫ش َرد ٌ‬ ‫اآلب ِ َ ُ َ‬ ‫َحالَ ُم ُه»‪" .‬‬ ‫أْ‬

‫‪351‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والثالثون)‬

‫أحد األبار= هي حفر تحفر لجمع المياه (مياه األمطار) وادخارها لوقت الحاجة وكانت تجف وقت الصيف‪.‬‬ ‫وكان من يطرح فيها يندر أن ينجو فهي عميقة وواسعة من أسفل‪ ،‬ضيقة من أعلي‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِ 21‬‬ ‫وب ْي ُن‪« :‬الَ تَ ْس ِف ُكوا‬ ‫ال لَ ُه ْم َأرُ َ‬ ‫األيات (‪ " -:)24 -21‬فَ َسم َع َأر َ‬ ‫ال‪« :‬الَ َن ْقتُلُ ُه»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ُوب ْي ُن َوأَ ْنقَ َذهُ م ْن أ َْيدي ِه ْم‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ِ ‪23‬‬ ‫دما‪ِ .‬ا ْطرحوه ِفي ِ‬ ‫ان‬ ‫هذ ِه ا ْل ِب ْئ ِر الَِّتي ِفي ا ْل َب ِرَّي ِة َوالَ تَ ُم ُّدوا ِإلَ ْي ِه َي ًدا»‪ .‬لِ َك ْي ُي ْن ِق َذهُ ِم ْن أ َْي ِدي ِه ْم لِ َي ُردَّهُ ِإلَى أَِب‬ ‫يه‪ .‬فَ َك َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ًَ‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫ف ِإلَى ِإ ْخوِت ِه أ ََّنهم َخلَعوا ع ْن يوس َ ِ‬ ‫َخ ُذوهُ َوطَ َر ُحوهُ ِفي‬ ‫يص ا ْل ُملَ َّو َن الَِّذي َعلَ ْي ِه‪َ ،‬وأ َ‬ ‫وس ُ‬ ‫يص ُه‪ ،‬ا ْلقَم َ‬ ‫ف قَم َ‬ ‫ُْ ُ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫اء ُي ُ‬ ‫لَ َّما َج َ‬ ‫ار َغ ًة لَي ِ‬ ‫اء‪".‬‬ ‫ا ْل ِب ْئ ِر‪َ .‬وأ َّ‬ ‫سف َ‬ ‫يها َم ٌ‬ ‫َما ا ْل ِب ْئ ُر فَ َكا َن ْت فَ ِ ْ َ‬ ‫‪25‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طعاما‪ .‬فَرفَعوا عيوَنهم وَنظَروا وِا َذا قَ ِ‬ ‫ين ُم ْق ِبلَ ٌة ِم ْن‬ ‫افلَ ُة ِإ ْس َماعيلِ ِي َ‬ ‫األيات (‪ " -:)27 -25‬ثُ َّم َجلَ ُسوا ل َيأ ُْكلُوا َ َ ً َ ُ ُ ُ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫اه ِب َ ِ‬ ‫املَ ٌة َك ِثيراء وبلَسا ًنا والَ َذ ًنا‪َ ،‬ذ ِ‬ ‫اد‪ ،‬و ِجمالُهم ح ِ‬ ‫ال َي ُهوَذا ِإل ْخ َوِت ِه‪َ « :‬ما ا ْلفَ ِائ َدةُ‬ ‫ِج ْل َع َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫ين ل َي ْن ِزلُوا ِب َها ِإلَى م ْ‬ ‫َ َ َ​َ َ َ‬ ‫ص َر‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َخا َنا وُن ْخ ِفي دمه؟ ‪20‬تَعالَوا فَ َن ِبيعه لِ ِ ِ‬ ‫ين‪َ ،‬والَ تَ ُك ْن أ َْي ِدي َنا َعلَ ْي ِه ألَنَّ ُه أَ ُخوَنا َولَ ْح ُم َنا»‪ .‬فَ َس ِم َع لَ ُه‬ ‫أْ‬ ‫َ َ​َُ‬ ‫َُ‬ ‫إل ْس َماعيلِ ِي َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َن َن ْقتُ َل أ َ َ‬ ‫‪27‬‬ ‫ف لِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫وس َ‬ ‫وس َ‬ ‫إل ْس َماعيلِ ِي َ‬ ‫ال ِم ْد َيان ُّي َ‬ ‫ِإ ْخ َوتُ ُه‪َ .‬و ْ‬ ‫َص َع ُدوهُ م َن ا ْل ِب ْئ ِر‪َ ،‬وَب ُ‬ ‫ف َوأ ْ‬ ‫اعوا ُي ُ‬ ‫َّار‪ ،‬فَ َس َح ُبوا ُي ُ‬ ‫ون تُج ٌ‬ ‫اجتَ َاز ِر َج ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِب ِع ْش ِر َ ِ ِ ِ‬ ‫ص َر‪".‬‬ ‫وس َ‬ ‫ف ِإلَى م ْ‬ ‫ين م َن ا ْلفضَّة‪ .‬فَأَتَ ْوا ِب ُي ُ‬ ‫القافلة قافلة إسماعيليين ومدياينين فهم بينهم تجارة وزواج مشترك‪.‬‬

‫كثيراء= نوع من أنواع الصمغ يستخدم في الطب وفي التغرية (لصق األشياء)‪.‬‬

‫بلسان= دهن طيب الرائحة يسيل من شجرة البلسان متي جرح ساقها يستخدم في الطب والتحنيط ‪.‬‬

‫الذن= نوع من الصمغ يستخدم في الطب‬

‫‪22‬‬ ‫ق ِث َي َاب ُه‪33 .‬ثُ َّم َر َج َع ِإلَى‬ ‫وس ُ‬ ‫س ِفي ا ْل ِب ْئ ِر‪ ،‬فَ َم َّز َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)31 -22‬و َر َج َع َأر َ‬ ‫ف لَ ْي َ‬ ‫ُوب ْي ُن ِإلَى ا ْل ِب ْئ ِر‪َ ،‬وِا َذا ُي ُ‬ ‫‪31‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ف َوَذ َب ُحوا تَ ْي ًسا ِم َن ا ْل ِم ْع َزى‬ ‫ب؟»‪ .‬فَأ َ‬ ‫وس َ‬ ‫ودا‪َ ،‬وأَ​َنا ِإلَى أ َْي َن أَذ َ‬ ‫س َم ْو ُج ً‬ ‫ْه ُ‬ ‫يص ُي ُ‬ ‫َخ ُذوا قَم َ‬ ‫ال‪« :‬ا ْل َولَ ُد لَ ْي َ‬ ‫إ ْخ َوته َوقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫يص ِفي الدَِّم‪".‬‬ ‫َو َغ َم ُسوا ا ْلقَم َ‬ ‫‪32‬‬ ‫ضروه ِإلَى أَِبي ِهم وقَالُوا‪« :‬وج ْد َنا ه َذا‪ .‬ح ِق ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يص ْاب ِن َك ُه َو أ َْم‬ ‫يص ا ْل ُملَ َّو َن َوأ ْ‬ ‫َح َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ق أَقَم ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)32‬وأ َْر َسلُوا ا ْلقَم َ‬ ‫الَ؟»"‬

‫أحضروه إلي أبيهم = لقد خدع يعقوب أبيه بمالبس عيسو وها هو يخدع بمالبس يوسف‪.‬‬

‫‪34‬‬ ‫ش رِديء أ َ​َكلَه‪ ،‬افْتُ ِرس يوس ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ 33‬‬ ‫ق‬ ‫اسا»‪ .‬فَ َم َّز َ‬ ‫يص ْابني! َو ْح ٌ َ ٌ ُ‬ ‫ف افْت َر ً‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ال‪« :‬قَم ُ‬ ‫األيات (‪ " -:)35 -33‬فَتَ َحققَ ُه َوقَ َ‬ ‫يعقُ ِ‬ ‫ضع ِمسحا علَى حقَوي ِه‪ ،‬وَناح علَى اب ِن ِه أ ََّياما َك ِثيرةً‪35 .‬فَقَام ج ِميع ب ِن ِ‬ ‫يه َو َج ِميعُ َب َن ِات ِه لِ ُي َع ُّزوهُ‪،‬‬ ‫وب ث َي َاب ُه‪َ ،‬و َو َ َ ْ ً َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ِ« :‬إني أَ ْن ِز ُل ِإلَى ْابني َنائ ًحا ِإلَى ا ْل َه ِ‬ ‫اوَي ِة»‪َ .‬وَب َكى َعلَ ْي ِه أ َُبوهُ‪".‬‬ ‫فَأ َ​َبى أ ْ‬ ‫َن َيتَ َع َّزى َوقَ َ‬

‫‪352‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع والثالثون)‬

‫أية (‪36 " -:)36‬وأ َّ ِ ِ‬ ‫وطيفَار َخ ِ‬ ‫ون فَباعوه ِفي ِمصر لِفُ ِ‬ ‫ص ِي ِف ْر َع ْو َن‪َ ،‬رِئ ِ‬ ‫يس ُّ‬ ‫الش َر ِط‪".‬‬ ‫َما ا ْلم ْد َيان ُّي َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫في (‪ )1:31‬يذكر أن فوطيفار رجل مصري وهذا غريب‪ .‬والتفسير أن فرعون في هذا الوقت كان من الهكسوس‬ ‫ورجاله كلهم من الرعاة (الملوك الرعاة) فتركيز الكتاب المقدس هنا أن خصي فرعون كان مصرياً يصبح شئ‬

‫مفهوم ألنه مصري وسط رجال القصر الذي هم كلهم من الهكسوس الرعاة‪ .‬ولذلك طلب يوسف من إخوته أن‬

‫يذكروا لفرعون أنهم رعاة (‪ )35:51‬فهو بالتأكيد سيتعاطف معهم فهم رعاة مثله‪ .‬ونفهم كذلك كيف إرتقي يوسف‬ ‫لهذا المنصب الكبير وهو غريب فالملك نفسه غريب‪ .‬وألن الهكسوس الغرباء كانوا رعاة كان المصريين يكرهون‬

‫الرعاة ويعتبرونهم شيئاً كريهاً (‪ .)35:51‬ونالحظ أيضا أن الملك كان له مواش كثيرة‪ .‬والخصي هو من نزعت‬

‫خصيتاه ليخدم مع نساء فرعون‪ .‬ثم أصبحت إسم وظيفة كبيرة حتي لو لم يحدث له هذا بدليل أننا نجد فوطيفار‬

‫أن له زوجة‪( .‬خصي مترجمة رئيس)‪.‬‬

‫‪353‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن والثالثون)‬

‫اإلصحاح الثامن والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫هذا اإلصحاح تاريخياً مكانه يسبق هذا المكان فلماذا أتي في هذا المكان وهذا التوقيت؟‬

‫يوسف كان يرمز للمسيح في رسالته ولكن يهوذا هو أبو المسيح بالجسد والكتاب المقدس يعرض نسل يهوذا‬

‫لنتتبع أنساب السيد المسيح‪ .‬وجاء هذا اإلصحاح مملوء خطايا وتعدي ألن المسيح جاء ليحمل في جسده الذي‬

‫أخذه من يهوذا كل تعدي وكل خطايا أبائه وكل ضعف وراثي فهو جاء من نسل يهوذا مع زوجة إبنه (هو زني‬

‫معها)‪ .‬هو جاء من نسل الخطاة ليفديهم‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ​ِ‬ ‫ث ِفي ذلِ َك َّ‬ ‫الزَم ِ‬ ‫ال ِإلَى َر ُجل َع ُدالَّ ِم ٍي‬ ‫ان أ َّ‬ ‫األيات (‪َ " -:)3 -1‬و َح َد َ‬ ‫َن َي ُهوَذا َن َز َل م ْن ع ْند إ ْخ َوته‪َ ،‬و َم َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذ َها َوَد َخ َل َعلَ ْي َها‪3 ،‬فَ َح ِبلَ ْت َو َولَ َد ِت ْاب ًنا‬ ‫َوَن َ‬ ‫اس ُم ُه ُشوعٌ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ظ َر َي ُهوَذا ُه َن َ‬ ‫اك ْاب َن َة َر ُجل َك ْن َعان ٍي ْ‬ ‫ير»‪" .‬‬ ‫« ِع ًا‬

‫اس ُم ُه‬ ‫ْ‬ ‫َوَد َعا‬

‫ِ‬ ‫يرةُ‪.‬‬ ‫حَ‬ ‫اس َمهُ‬ ‫ْ‬

‫ربما كان حيرة الرجل العدالمي صديقاً ليهوذا‪ .‬رجل كنعاني= كنعاني تعني انه إما هو كنعانياً أو تعني تاجر‪.‬‬ ‫وزواج يهوذا من إبنة رجل كنعاني أتي علي العائلة بمصائب كثيرة فالكنعانيون منحرفون جداً‪ ،‬لذلك كان أوالد‬

‫يهوذا من الكنعانية منحرفون أيضاً‪ .‬وعدالم التي ينسب إليها حيرة هي إحدي مدن كنعان الكبري‪ .‬وهناك تأمل‬

‫فيهوذا هو الذي نسب له شعب اليهود (يهود من يهوذا) فيهوذا كان أكبر األسباط ومنهم ملوك يهوذا‪ .‬وتركيز‬

‫الكتاب أن شيلة ابنه ولد في كزيب يشير أن اليهود مصرين علي جحدهم اإليمان بالمسيح مصدقين في ذلك‬ ‫أكاذيبهم التي يقولونها علي المسيح‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا ْاب ًنا َوَد َع ِت‬ ‫ان»‪ .‬ثُ َّم َع َ‬ ‫اس َم ُه «أُوَن َ‬ ‫اد ْت فَ َولَ َد ْت أ َْي ً‬ ‫األيات (‪ " -:)5 -4‬ثُ َّم َح ِبلَ ْت أ َْي ً‬ ‫ضا َو َولَ َدت ْاب ًنا َوَد َعت ْ‬ ‫اسم ُه « ِشيلَ َة»‪ .‬و َك َ ِ‬ ‫ين َولَ َدتْ ُه‪".‬‬ ‫يب ِح َ‬ ‫ان في َك ِز َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫‪6‬‬ ‫ير ِب ْك ِرِه اسمها ثَامار‪0 .‬و َك ِ‬ ‫َخ َذ َي ُهوَذا َز ْو َج ًة لِ ِع ٍ‬ ‫الر ِب‪،‬‬ ‫ير ِب ْك ُر َي ُهوَذا ِش ِر ًا‬ ‫ير ِفي َع ْي َن ِي َّ‬ ‫األيات (‪َ " -:)11 -6‬وأ َ‬ ‫َُْ َُ َ َ‬ ‫ان ع ٌ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫يك وتَ​َزَّو ْج ِبها‪ ،‬وأ َِقم َنسالً أل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن‬ ‫ان أ َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫َماتَ ُه َّ‬ ‫يك»‪ .‬فَ َعلِ َم أُوَن ُ‬ ‫َخ َ‬ ‫ال َي ُهوَذا ألُوَن َ‬ ‫َ َ ْ ْ‬ ‫ام َأرَة أَخ َ َ‬ ‫ان‪ْ « :‬اد ُخ ْل َعلَى ْ‬ ‫ب‪ .‬فَقَ َ‬ ‫فَأ َ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ض‪ ،‬لِ َكي الَ يع ِطي َنسالً أل ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ْس َد َعلَى األ َْر ِ‬ ‫يه‪13 .‬فَقَ ُب َح‬ ‫ون لَ ُه‪ ،‬فَ َك َ‬ ‫الن ْس َل الَ َي ُك ُ‬ ‫ْ ُْ َ ْ‬ ‫ام َأرَة أَخيه أَنَّ ُه أَف َ‬ ‫ان ِإ ْذ َد َخ َل َعلَى ْ‬ ‫ضا‪11 .‬فَقَال يهوَذا لِثَامار َك َّن ِت ِه‪« :‬اقْع ِدي أَرملَ ًة ِفي بي ِت أَِب ِ‬ ‫ِفي َع ْي َن ِي َّ ِ‬ ‫يك َحتَّى َي ْك ُب َر ِشيلَ ُة‬ ‫َماتَ ُه أ َْي ً‬ ‫َْ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫َْ‬ ‫الرب َما فَ َعلَ ُه‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫يها‪".‬‬ ‫ضا َكأ َ‬ ‫ال‪« :‬لَ َعلَّ ُه َي ُم ُ‬ ‫َخ َوْي ِه»‪ .‬فَ َم َ‬ ‫وت ُه َو أ َْي ً‬ ‫ام ُار َوقَ َع َد ْت في َب ْيت أَِب َ‬ ‫ض ْت ثَ َ‬ ‫ْابني»‪ .‬ألَن ُه قَ َ‬ ‫ثمار الزواج الخاطئ إبنين شريرين يميتهم الرب‪ .‬وكانت العادة التي شرعها موسي في ما بعد أن األخ يتزوج‬

‫إمرة أخيه إذا مات أخوه دون أن يترك نسالً ‪ ،‬وحتي ال يمحي إسم أخوه كان النسل (غالباً الطفل األول فقط)‬ ‫أ‬ ‫ينسب لألخ المتوفي‪ .‬ولكن أونان ثاني أوالد يهوذا رفض أن يكون ألخيه نسل فلم يرد اإلنجاب من ثامار زوجة‬

‫‪354‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن والثالثون)‬

‫أخيه المتوفي عي ار حتي ال يشاركه اإلبن في الميراث ‪ .‬وساء هذا جداً في عيني الرب فأماته أيضاً‪ .‬ورفض‬

‫يهوذا أن يزوج إبنه المتبقي شيلة لثامار متحججاً بصغر سنه ‪ ،‬لكنه كان متصو اًر انها السبب في موت إبنيه‪،‬‬ ‫هي نظرة تشاؤم مرفوضة‪ .‬وكان الحل هو نزع الخطايا من األسرة وليس في أن ندعي أن شخصاً هو سبب‬

‫مصائبنا (كما يقول العامة فالن نحس)‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫ص ِع َد ِإلَى ُج َّز ِ‬ ‫از َغ َن ِم ِه‬ ‫الزَم ُ‬ ‫ام َأرَةُ َي ُهوَذا‪ .‬ثُ َّم تَ َع َّزى َي ُهوَذا فَ َ‬ ‫ان َماتَت ْاب َن ُة ُشوٍع ْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)12 -12‬ولَ َّما طَ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫وك ص ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُخ ِبر ْت ثَامار وِقيل لَها‪ُ « :‬هوَذا حم ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع ٌد ِإلَى ِت ْم َن َة لِ َي ُج َّز‬ ‫َُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫يرةُ َ‬ ‫صاح ُب ُه ا ْل َع ُدالم ُّي‪ .‬فَأ ْ َ‬ ‫إلَى ت ْم َن َة‪ُ ،‬ه َو َوح َ‬ ‫َ َُ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫اب تَ​َرُّملِ َها‪َ ،‬وتَ َغطَّ ْت ِب ُب ْرقُ ٍع َوتَلَفَّفَ ْت‪َ ،‬و َجلَ َس ْت ِفي َم ْد َخ ِل َع ْي َنا ِي َم الَِّتي َعلَى طَ ِري ِ‬ ‫ق‬ ‫َغ َن َمهُ»‪ .‬فَ َخلَ َع ْت َع ْن َها ث َي َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ظ َرَها َي ُهوَذا َو َح ِس َب َها َزِان َي ًة‪ ،‬أل ََّن َها َكا َن ْت قَ ْد َغطَّ ْت‬ ‫َت أ َّ‬ ‫ط لَ ُه َز ْو َج ًة‪ .‬فَ َن َ‬ ‫َن ِشيلَ َة قَ ْد َك ُب َر َو ِه َي لَ ْم تُ ْع َ‬ ‫ِت ْم َن َة‪ ،‬ألَنَّ َها َأر ْ‬ ‫ق وقَال‪َ « :‬ه ِاتي أ َْد ُخل علَي ِك»‪ .‬أل ََّنه لَم يعلَم أ ََّنها َك َّنتُه‪ .‬فَقَالَ ْت‪« :‬ما َذا تُع ِط ِ‬ ‫َّ‬ ‫َو ْج َه َها‪16 .‬فَم ِ‬ ‫يني‬ ‫ُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ال إلَ ْي َها َعلَى الط ِري ِ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي م ْع َزى م َن ا ْل َغ َنم»‪ .‬فَقَالَ ْت‪َ « :‬ه ْل تُ ْعطيني َرْه ًنا َحتَّى تُْرسلَ ُه؟»‪.‬‬ ‫ل َك ْي تَ ْد ُخ َل َعلَ َّي؟» فَقَ َ‬ ‫ال‪« :‬إني أ ُْرس ُل َج ْد َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرْه ُن الَِّذي أ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اها َوَد َخ َل َعلَ ْي َها‪،‬‬ ‫ال‪َ « :‬ما َّ‬ ‫َعطَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫اك الَّتي ِفي َيد َك»‪ .‬فَأ ْ‬ ‫ص َابتُ َك َو َع َ‬ ‫ُعطيك؟» فَقَالَ ْت‪َ « :‬خات ُم َك َوع َ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب تَ​َرُّملِ َها‪".‬‬ ‫ام ْت َو َم َ‬ ‫ض ْت َو َخلَ َع ْت َع ْن َها ُب ْرقُ َع َها َولَ ِب َس ْت ث َي َ‬ ‫فَ َح ِبلَ ْت م ْن ُه‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬

‫كبر شيلة ولم يف يهوذا بوعده ويزوجه لثامار‪ .‬وثامار إشتهت أن يكون لها نسالً فهي عاشت وسط عائلة‬ ‫يعقوب وسمعت عن أن المسيح سيأتي من نسلهم‪ .‬فقبلت أن تعرض حياتها للخطر‪ .‬وقامت بدور زانية لتحصل‬

‫علي نسل‪ .‬وتغطت ببرقع= ليس فقط حتي ال يعرفها يهوذا‪ .‬ولكن كانت الزواني ال يضعن برقعاً‪ .‬وأما ناذرات‬

‫أنفسهن للزني (وهذه كانت عادة كنعانية في الهياكل الوثنية) كن يضعن برقعاً‪ .‬وكان هؤالء يذهبن للهياكل‬ ‫الوثنية وينذرن أنفسهن لمدة سنة ويحصلن علي أجرهن من الزنا ِج ْدياً يتبرعن به للهيكل‪ .‬وكانوا يسمين الزانية ‪:‬‬

‫قدشة أي قديسة‪ .‬والحظ أن يهوذا تموت زوجته وأوالده ثم يذهب ليزني ويسمي هذا تعزية ‪ .‬وأما ثامار الوثنية‬ ‫فقبلت أن تكون كزانية حتي يأتي منها نسل قد يكون المسيح‪ .‬حقاً نحن ال نبرر الخطأ الذي إرتكبته لكن كان‬

‫مما يؤكد شهوتها ألن يكون لها نسل مقدس أنها عاشت بعد ذلك مع يهوذا دون أن تعرفه‪ .‬فكان كل ما تريده هو‬

‫النسل وليس الشهوة الخاطئة في حد ذاتها‪ .‬لذلك قال عنها يهوذا "هي أبر مني" آية ‪ 21‬وبهذا العمل اإليماني‬ ‫تأهلت ثامار أن تكون جدة للسيد المسيح‪ ،‬دمها يجري في عروقه‪ ،‬وقد سجل متي إسمها في أنساب السيد‬ ‫المسيح (مت ‪ )23:1‬بينما لم يسجل اسم سارة ورفقة‪ .‬وصارت تشير لكنيسة األمم التي كانت كأرملة مهجورة‬

‫فصارت كنيسة مقدسة للرب‪.‬‬

‫أية ‪:11‬خاتمك = كان الخاتم يعلق بحبل في الصدر لختم األوراق الهامة‪ .‬وكان لكل واحد صورة علي خاتمه‪،‬‬ ‫قد تكون صورة حيوان وربما كانت الصورة التي وضعها يهوذا علي خاتمه صورة أسد‪ .‬وربما كان يساكر له علي‬

‫خاتمه صورة حمار لذلك قال يعقوب أبيهم في نبوته يهوذا جرو أسد – يساكر حمار جسيم" ‪."15،1:51‬‬

‫‪355‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن والثالثون)‬

‫َي ِد ا ْل َم ْأر َِة‪َ ،‬فلَ ْم‬ ‫هه َنا‬ ‫«لَ ْم تَ ُك ْن ُ‬

‫األيات (‪23" -:)26 -23‬فَأَرسل يهوَذا ج ْدي ا ْل ِمع َزى ِبي ِد ص ِ‬ ‫الرْه َن ِم ْن‬ ‫اح ِب ِه ا ْل َع ُدالَّ ِم ِي لِ َيأْ ُخ َذ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫َه َل َم َك ِان َها قَ ِائالً‪« :‬أ َْي َن َّ‬ ‫الزِان َي ُة الَِّتي َكا َن ْت ِفي َع ْي َنا ِي َم َعلَى الطَّ ِري ِ‬ ‫ق؟» فَقَالُوا‪:‬‬ ‫َل أ ْ‬ ‫َيج ْد َها‪ .‬فَ َسأ َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫َزِان َي ٌة»‪22 .‬فَر َج َع ِإلَى َي ُهوَذا َوقَال‪« :‬لَم أ ِ‬ ‫َه ُل ا ْل َم َك ِ‬ ‫ال َي ُهوَذا‪:‬‬ ‫َج ْد َها‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ان أ َْي ً‬ ‫ضا قَالُوا‪ :‬لَ ْم تَ ُك ْن ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫هه َنا َزان َي ٌة»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َش ُه ٍر‪،‬‬ ‫ان َن ْح ُو ثَالَ ثَ ِة أ ْ‬ ‫ي َوأَ ْن َ‬ ‫ير ِإ َها َن ًة‪ِ .‬إني قَ ْد أ َْر َس ْل ُ‬ ‫ت لَ ْم تَ ِج ْد َها»‪َ .‬ولَ َّما َك َ‬ ‫«لتَأْ ُخ ْذ ل َن ْفس َها‪ ،‬ل َئال َنص َ‬ ‫ت ه َذا ا ْل َج ْد َ‬ ‫ِ‬ ‫ضا ِم َن ِ‬ ‫ق»‪.‬‬ ‫ال َي ُهوَذا‪« :‬أ ْ‬ ‫أْ‬ ‫َخ ِر ُج َ‬ ‫وها فَتُ ْح َر َ‬ ‫ام ُار َك َّنتُ َك‪َ ،‬و َها ِه َي ُح ْبلَى أ َْي ً‬ ‫الزَنا»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫يل لَ ُه‪« :‬قَ ْد َزَن ْت ثَ َ‬ ‫ُخ ِب َر َي ُهوَذا َوق َ‬ ‫‪25‬‬ ‫الرج ِل الَِّذي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق لِ َم ِن‬ ‫أ َّ‬ ‫َما ِه َي َفلَ َّما أ ْ‬ ‫هذ ِه لَ ُه أَ​َنا ُح ْبلَى!» َوقَالَ ْت‪َ « :‬ح ِق ْ‬ ‫يها قَائلَ ًة‪« :‬م َن َّ ُ‬ ‫ُخ ِر َج ْت أ َْر َسلَ ْت ِإلَى َحم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َاب ُة َوا ْل َع َ ِ ِ ‪َّ 26‬‬ ‫ُع ِط َها لِ ِشيلَ َة ْاب ِني»‪َ .‬فلَ ْم َي ُع ْد‬ ‫ال‪ِ « :‬ه َي أ َ​َب ُّر ِمني‪ ،‬ألَني لَ ْم أ ْ‬ ‫ا ْل َخات ُم َوا ْلع َ‬ ‫صا هذه»‪ .‬فَتَ َحققَ َها َي ُهوَذا َوقَ َ‬ ‫ضا‪".‬‬ ‫َي ْع ِرفُ َها أ َْي ً‬ ‫في (‪ )21‬أين الزانية ‪ :‬األصل أين القدشة‪ .‬وقول يهوذا لتأخذ لنفسها أي تأخذ الخاتم والعصاة كأجر لها وحتي‬ ‫ال يتهم بعدم دفع األجر لها يشهد صديقه العدالمي ‪.‬‬

‫آية ‪ 25‬أخرجوها لتحرق = هنا يهوذا ككبير العائلة ورب البيت يأمر بعقابها علي خطيتها واستغل المفهوم العام‬ ‫أنها زوجة لشيال إبنه وقد زنت فعقابها الحرق‪ .‬وهو هنا يحكم ويدين وهو ال يحكم علي نفسه‪ .‬فهو الزاني وهو‬ ‫الذي رفض أن يزوجها إلبنه‪ .‬وعالمات الحمل ظهرت بعد ثالثة شهور = هنا ثامار ترمز للكنيسة التي‬ ‫إلتصقت بالمسيح بعد أن كانت أممية وظهر لها ثمار الروح القدس (األقنوم الثالث) بإيمانها بالثالوث وتمتعها‬

‫بالقيامة في المسيح الذي قام في اليوم الثالث‪ .‬لذلك يقال خلعت ثياب ترملها = فالنفس التي تتالقي مع المسيح‬ ‫(هنا يهوذا يرمز للمسيح) ال تعود تحيا في حزن‪.‬‬

‫وكونها تغطت ببرقع فهذا يرمز ألننا مازلنا في الجسد (البرقع) ال نعاين أمجاده‪ .‬ولكن قد حصلنا علي خاتمه‬

‫(عالمة البنوة كما حصل عليه اإلبن الضال وعلي صليبه (عصاه)‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫ْت ِوالَد ِتها ِإ َذا ِفي ب ْ ِ‬ ‫األيات (‪20" -:)33 -20‬وِفي وق ِ‬ ‫َم ِ‬ ‫َخ َر َج َي ًدا‬ ‫ان ِفي ِوالَ َد ِت َها أ َّ‬ ‫َح َد ُه َما أ ْ‬ ‫ان‪َ .‬و َك َ‬ ‫َن أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫طن َها تَْوأ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َرَّد َي َدهُ‪ِ ،‬إ َذا أَ ُخوهُ قَ ْد َخ َر َج‪ .‬فَقَا َل ْت‪:‬‬ ‫َخ َذ ِت ا ْلقَا ِبلَ ُة َو َرَب َ‬ ‫فَأ َ‬ ‫ط ْت َعلَى َيد ِه ق ْرِم ًزا‪ ،‬قَائلَ ًة‪« :‬ه َذا َخ َر َج أ ََّوالً»‪َ .‬ولك ْن ح َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس ُم ُه «فَ ِ‬ ‫ص»‪َ 33 .‬وَب ْع َد ذلِ َك َخ َر َج أَ ُخوهُ الَِّذي َعلَى َي ِد ِه ا ْل ِق ْرِم ُز‪ .‬فَ ُد ِع َي‬ ‫«لِ َما َذا اقْتَ َح ْم َ‬ ‫ام!»‪ .‬فَ ُدع َي ْ‬ ‫ار َ‬ ‫ت؟ َعلَ ْي َك اقْت َح ٌ‬ ‫اس ُم ُه « َزَار َح»‪".‬‬ ‫ْ‬ ‫أخرج زارح يده فربطت القابلة يده بخيط قرمزي أحمر‪ ،‬لكنه أدخل يده ليخرج فارص وبعده زارح‪ .‬ويري بعض‬

‫األباء في زارح مثالً للشعب اليهودي الذي كان يجب أن يكون البكر‪ .‬وقد مد يده واستلم شريعة الذبائح الدموية(‬

‫الخيط القرمزي األحمر) لكنه رفض اإليمان بالمسيح المرموز إليه بالذبائح فرد يده مرة أخري وفقد البكورية التي‬ ‫أخذها فارص ممثل األمم الذين صارت لهم باكورية الروح ‪.‬‬

‫‪356‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع والثالثون)‬

‫اإلصحاح التاسع والثالثون‬

‫عودة للجدول‬

‫إمرة سيده أن تدنسه بالرغم من‬ ‫هذا اإلصحاح يشير لطهارة يوسف رمز المسيح الذي كان بال خطية ولم تستطع أ‬ ‫ظروفه الصعبة في مقابل يهوذا الذي دنس نفسه مع الكنعانية ثم في زنا ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ص ُّي ِفرعو َن رِئيس ُّ ِ‬ ‫وطيفَار َخ ِ‬ ‫اشتَراه فُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‪ِ ،‬م ْن‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬وأ َّ‬ ‫ص ِر ٌّ‬ ‫وس ُ‬ ‫ص َر‪َ ،‬و ْ َ ُ‬ ‫الش َرط‪َ ،‬ر ُج ٌل م ْ‬ ‫ف فَأُْن ِز َل ِإلَى م ْ‬ ‫ْ َْ َ ُ‬ ‫َما ُي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َي ِد ِ‬ ‫اك‪" .‬‬ ‫ين أَ ْن َزلُوهُ ِإلَى ُه َن َ‬ ‫ين الَّذ َ‬ ‫اإل ْس َماعيلِ ِي َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ ِ​ِ ِ‬ ‫اجحا‪ ،‬و َك َ ِ‬ ‫ص ِرِي‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ان َّ‬ ‫وس َ‬ ‫ف فَ َك َ‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬و َك َ‬ ‫ان في َب ْيت َس ِيده ا ْلم ْ‬ ‫ان َر ُجالً َن ِ ً َ‬ ‫ب َمعَ ُي ُ‬ ‫ظهرت بركة الرب مع يوسف في ألمه وهو كعبد محروم من حنان أبيه فصار بركة‪.‬‬

‫ب ُي ْن ِج ُح ُه ِب َي ِد ِه‪" .‬‬ ‫ب َم َع ُه‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫أية (‪َ 3 " -:)3‬و َأرَى َس ِي ُدهُ أ َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫الر َّ‬ ‫ان َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ص َنعُ َك َ‬ ‫َن ُك َّل َما َي ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪4" -:)4‬فَوجد يوس ُ ِ‬ ‫ان لَ ُه‪".‬‬ ‫ف ن ْع َم ًة ِفي َع ْي َن ْي ِه‪َ ،‬و َخ َد َم ُه‪ ،‬فَ َو َّكلَ ُه َعلَى َب ْيت ِه َوَدفَ َع ِإلَى َيد ِه ُك َّل َما َك َ‬ ‫َ َ​َ ُ ُ‬ ‫فوكله= في اليونانية جعله أسقفاً أي ناظ اًر‪ .‬والحظ أمانته فلم يتكاسل ويقول أنا إبن يعقوب المحبوب‪ ،‬أو أنا إبن‬ ‫إبراهيم‪ .‬والمسيح صار عبداً ليخدم ويعمل‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ب بار َك بي َ ِ‬ ‫ان ِم ْن ِح ِ‬ ‫ص ِرِي ِب َس َب ِب‬ ‫ان لَ ُه‪ ،‬أ َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ين َو َّكلَ ُه َعلَى َب ْيت ِه‪َ ،‬و َعلَى ُك ِل َما َك َ‬ ‫أية (‪َ " -:)5‬و َك َ‬ ‫الر َّ َ َ َ ْ‬ ‫ت ا ْلم ْ‬ ‫ان لَ ُه ِفي ا ْل َب ْي ِت َوِفي ا ْل َح ْق ِل‪"،‬‬ ‫ف‪َ .‬و َكا َن ْت َب َرَك ُة َّ‬ ‫وس َ‬ ‫الر ِب َعلَى ُك ِل َما َك َ‬ ‫ُي ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف‬ ‫وس ُ‬ ‫ف‪َ .‬ولَ ْم َي ُك ْن َم َع ُه َي ْع ِر ُ‬ ‫وس َ‬ ‫ف َش ْي ًئا ِإالَّ ا ْل ُخ ْب َز الَّذي َيأ ُْك ُل‪َ .‬و َك َ‬ ‫أية (‪ " -:)6‬فَتَ​َر َك ُك َّل َما َك َ‬ ‫ان ُي ُ‬ ‫ان لَ ُه في َيد ُي ُ‬ ‫ورِة َو َح َس َن ا ْل َم ْنظَ ِر‪".‬‬ ‫َح َس َن ُّ‬ ‫الص َ‬

‫إال الخبز = أي ترك البيت كله ليوسف ولم يهتم إال بما يأكله فقط‪ .‬حسن الصورة والمنظر لقد كشفت الضيقة‬

‫عن جماله وسالم قلبه الداخلي‪ ،‬كل هذا (البركة والجمال) لم يظه ار في بيت أبيه‪ .‬وهذا ما حدث مع يعقوب أبيه‬

‫فهو لم يتمتع برؤيا السلم إال وهو محروم من أبويه‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫ور أ َّ‬ ‫األيات (‪َ " -:)15 -0‬و َح َد َ‬ ‫ام َأرَةَ‬ ‫َن ْ‬ ‫ث َب ْع َد هذه األ ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫الم َأر َِة َس ِي ِد ِه‪ُ « :‬ه َوَذا َس ِي ِدي الَ َي ْع ِر ُ‬ ‫ال ْ‬ ‫َمعي»‪ .‬فَأ َ​َبى َوقَ َ‬

‫ِ​ِ‬ ‫ف َوقَالَ ِت‪:‬‬ ‫وس َ‬ ‫َس ِيده َرفَ َع ْت َع ْي َن ْي َها ِإلَى ُي ُ‬ ‫َم ِعي َما ِفي ا ْل َب ْي ِت‪َ ،‬و ُك ُّل َما لَ ُه قَ ْد َدفَ َع ُه‬

‫جع‬ ‫« ْ‬ ‫اضطَ ْ‬ ‫ِإلَى َي ِدي‪.‬‬ ‫‪357‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع والثالثون)‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َص َنعُ ه َذا َّ‬ ‫يم‬ ‫ام َأرَتُ ُه‪ .‬فَ َك ْي َ‬ ‫س ُه َو ِفي ه َذا ا ْل َب ْيت أ ْ‬ ‫فأ ْ‬ ‫لَ ْي َ‬ ‫َعظَ َم مني‪َ .‬ولَ ْم ُي ْمس ْك َعني َش ْي ًئا َغ ْي َرك‪ ،‬أل ََّنك ْ‬ ‫الش َّر ا ْل َعظ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ُخ ِطئ ِإلَى ِ‬ ‫ون َم َع َها‪.‬‬ ‫وس َ‬ ‫ف َي ْو ًما فَ َي ْو ًما أ ََّن ُه لَ ْم َي ْس َم ْع لَ َها أ ْ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫جع ِب َجان ِب َها لِ َي ُك َ‬ ‫للا؟»‪َ .‬و َك َ‬ ‫ضطَ َ‬ ‫ان ِإ ْذ َكلَّ َم ْت ُي ُ‬ ‫َوأ ْ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك ِفي ا ْل َب ْي ِت‪.‬‬ ‫ثُ َّم َح َد َ‬ ‫ان ِم ْن أ ْ‬ ‫ث َن ْح َو ه َذا ا ْل َوقْت أ ََّن ُه َد َخ َل ا ْل َب ْي َ‬ ‫َه ِل ا ْل َب ْيت ُه َن َ‬ ‫ت لِ َي ْع َم َل َع َملَ ُه‪َ ،‬ولَ ْم َي ُك ْن ِإ ْن َس ٌ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َو َخ َر َج ِإلَى َخ ِ‬ ‫َت أ ََّن ُه‬ ‫اض َ‬ ‫ان لَ َّما َأر ْ‬ ‫فَأ َْم َس َكتْ ُه ِبثَْوِب ِه قَائلَ ًة‪ْ « :‬‬ ‫ار ٍج‪َ .‬و َك َ‬ ‫ط ْ‬ ‫جع َمعي!»‪ .‬فَتَ​َر َك ثَْوَب ُه في َيد َها َو َه َر َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب ِإلَى َخ ِ‬ ‫اء ِإلَ ْي َنا ِب َر ُجل‬ ‫اد ْت أ ْ‬ ‫ار ٍج‪ ،‬أ ََّن َها َن َ‬ ‫َه َل َب ْيت َها‪َ ،‬و َكلَّ َم ُ‬ ‫تَ​َر َك ثَْوَب ُه في َيد َها َو َه َر َ‬ ‫ته ْم قَائل ًة‪« :‬ا ْنظُ​ُروا! قَ ْد َج َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫اعب َنا! د َخل ِإلَ َّي لِيضطَجع م ِعي‪ ،‬فَصر ْخت ِب ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ص ْوِتي‬ ‫ان لَ َّما َس ِمعَ أَني َرفَ ْع ُ‬ ‫ص ْوت َع ِظ ٍيم‪َ .‬و َك َ‬ ‫ت َ‬ ‫َ​َ ُ َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ع ْب َران ٍي ل ُي َد َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ب َو َخ َر َج ِإلَى َخ ِ‬ ‫ار ٍج»‪".‬‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫ت‪ ،‬أَنَّ ُه تَ​َر َك ثَْوَب ُه ِب َجان ِبي َو َه َر َ‬ ‫َو َ‬

‫عدو الخير لم يكتف بأن يهيج إخوته ضده‪ ،‬بل أثار زوجة فوطيفار ضده فهجمات عدو الخير متنوعة‪ .‬ولكن هللا‬

‫من بعيد ينظر ويحول كل األمور للخير لمن يحبون هللا ويوسف أحب هللا ولم يسقط فتحولت كل األمور للخير‪.‬‬

‫وكان يوسف له أعذار قوية ليسقط في الخطية‪.‬‬

‫‪ .1‬هو شاب في سن صغيرة وغير متزوج وفاقد لحنان أبويه‪.‬‬

‫‪ .2‬هو مظلوم في عبوديته شاع اًر بخيانة من حوله حتي إخوته (أي ظروف نفسية سيئة)‪.‬‬ ‫‪ .3‬زوجة سيده هي التي تطلبه وهي قادرة أن تلحق به األذي وقد حدث‪.‬‬

‫‪ .5‬إلحاحها المستمر فهي لم تطلب الخطية مرة واحدة بل مرات ‪ :‬كلمت يوسف يوماً فيوماً‪.‬‬ ‫‪ .4‬كانا وحدهما في المنزل‪.‬‬

‫‪ .1‬ترك الثوب فيه خطورة عليه ويعرض حياته للخطر‪.‬‬

‫‪ .:‬كانت شريعة موسي " ال تزن" لم تأتي بعد‪ .‬لكن كانت وصايا هللا مكتوبة في قلبه فهو يحب هللا وكان‬ ‫حب زوجة فوطيفار له ال يسمي حباً بل هو شهوة وهذا النوع من السهل أن ينقلب إلي عداوة وقد حدث‬

‫ووضعته في السجن أما يوسف فقد أحبها حباً حقيقياً فهو الذي أحب إخوته بالرغم مما فعلوه‪ .‬ودليل هذا‬

‫‪:-‬‬

‫أ‪ .‬انه لم يفضحها‬

‫ب‪ .‬ولم ينتقم منها بعد أن صار في مجده‬ ‫ج‪ .‬لم يجرح مشاعرها بكلمة بل كان يذكرها بمركزها ومركز زوجها ويسدي لها النصح وفي تواضع‬ ‫يذكرها بأنها سيدته (وهذا الحب الشهواني ظهر في قصة أوالد داود ‪ 2‬صم ‪ )14:13‬حقا صار‬

‫يوسف مثاالً للطهارة‪ .‬لقد خاطر بكل شئ ثمناً لطهارته وعالقته باهلل‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫اء َس ِي ُدهُ ِإلَى َب ْي ِت ِه‪10 .‬فَ َكلَّ َمتْ ُه ِب ِم ْث ِل ه َذا ا ْل َكالَِم قَ ِائلَ ًة‪:‬‬ ‫األيات (‪ " -:)12 -16‬فَ َو َ‬ ‫ض َع ْت ثَْوَب ُه ِب َجان ِب َها َحتَّى َج َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪ ،‬أَنَّ ُه تَ​َر َك ثَْوَب ُه‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫ان لَ َّما َرفَ ْع ُ‬ ‫« َد َخ َل ِإلَ َّي ا ْل َع ْب ُد ا ْل ِع ْب َران ُّي الَّذي ِج ْئ َ‬ ‫ت ِب ِه ِإلَ ْي َنا لِ ُي َداع َبني‪َ .‬و َك َ‬ ‫ص ْوتي َو َ‬ ‫ت َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ار ٍج»‪12.‬فَ َكان لَ َّما س ِمع س ِيده َكالَم ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِإلَى َخ ِ‬ ‫َ‬ ‫ص َنعَ‬ ‫ِب َجان ِبي َو َه َر َ‬ ‫ام َأرَته الَّذي َكلَّ َمتْهُ ِبه قَائلَ ًة‪ِ « :‬ب َح َس ِب ه َذا ا ْل َكالَم َ‬ ‫َ َ َ ُ​ُ َ ْ‬ ‫ض َب ُه َح ِم َي‪" .‬‬ ‫ِبي َع ْب ُد َك»‪ ،‬أ َّ‬ ‫َن َغ َ‬

‫‪358‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع والثالثون)‬ ‫‪23‬‬ ‫السج ِن‪ ،‬ا ْلم َك ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِف ِ‬ ‫ان أَسرى ا ْلملِ ِك م ْحب ِ‬ ‫يه‪.‬‬ ‫أية (‪ " -:)23‬فَأ َ‬ ‫وس َ‬ ‫وس َ‬ ‫ض َع ُه ِفي َب ْيت ِ ْ‬ ‫ف َس ِي ُدهُ َو َو َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َخ َذ ُي ُ‬ ‫ان الذي َك َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫اك ِفي بي ِت ِ‬ ‫الس ْج ِن‪".‬‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫َو َك َ‬ ‫َْ‬ ‫من مزمور ‪ 11:114‬نعرف أن يوسف عذب أوالً في السجن‪ ،‬ويبدو أنهم عرفوا براءته فيما بعد لكنهم لم يطلقوه‪:‬‬

‫‪ .1‬منعاً للفضيحة‪.‬‬

‫‪ .2‬ربما خاف فوطيفار أن تخونه زوجته معه ثانية‪.‬‬

‫لكن صار له مكانة مميزة في السجن‪ .‬والحظ أن هذا السجن كان يوضع فيه أسري الملك وهذه تدبيرات هللا‪:‬‬ ‫‪ .1‬فهو يباع لفوطيفار‪.‬‬

‫‪ .2‬يسجن في سجن الملك ليتقابل مع الساقي‪ .‬ألن هللا كان واضعاً في خطته أن يتمجد يوسف وينقذ العالم‬ ‫من المجاعة‪.‬‬

‫وهللا كان مع يوسف في بيت فوطيفار وفي السجن‪ .‬كما كان مع الفتية الثالث في أتون النار واذ كان هللا معنا‬

‫فحتي النار تتحول إلي سماء والسجن يتحول إلي سماء وبيت العبودية يتحول إلي سماء‪ .‬ونالحظ أن الفريسي‬

‫حرم من اللقاء مع هللا وهو داخل الهيكل فاهلل ينظر للقلب‪ .‬ويوسف كان متضعاً وهللا يسكن عند المتضعين (إش‬

‫‪ )14:4:‬فتتحول قلوبهم أينما كانوا إلي سماء‪ .‬ويتحول السجن إلي طريق للمجد‪ .‬وما كنا نظنه ش اًر إذا هو بعينه‬

‫الذي يكون لنا الخير‪.‬‬

‫األيات (‪21" -:)23 -21‬و ِ‬ ‫ف‪َ ،‬وَب َسطَ ِإلَ ْي ِه لُ ْطفًا‪َ ،‬و َج َع َل ِن ْع َم ًة لَ ُه ِفي َع ْي َني َرِئ ِ‬ ‫يس َب ْي ِت‬ ‫وس‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫لك‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِفي بي ِت ِ‬ ‫الس ْج ِن ِإلَى ي ِد يوس َ ِ‬ ‫الس ْج ِن‪22 .‬فَ َدفَع رِئيس بي ِت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫الس ْج ِن‪َ .‬و ُك ُّل َما َكا ُنوا َي ْع َملُ َ‬ ‫َس َرى الَّذ َ‬ ‫َْ‬ ‫ف َجم َ‬ ‫َ َ ُ َْ‬ ‫يع األ ْ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫امل‪23 .‬ولَم ي ُك ْن رِئيس بي ِت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َم َع ُه‪َ ،‬و َم ْه َما‬ ‫الس ْج ِن َي ْنظُ​ُر َش ْي ًئا ا ْل َبتَّ َة ِم َّما ِفي َي ِد ِه‪ ،‬أل َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ب َك َ‬ ‫اك َك َ‬ ‫ُه َن َ‬ ‫ان ُه َو ا ْل َع َ َ ْ َ َ ُ َ ْ‬ ‫ب ُي ْن ِج ُح ُه‪".‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ان َّ‬ ‫ص َن َع َك َ‬ ‫َ‬

‫‪359‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األربعون)‬

‫األصحاح األربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫لقد سمح هللا ليوسف بالسجن‪ .‬فاهلل تكمل خطته ببعض األالم ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ ِ ِ​ِ ِ‬ ‫ور أ َّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫ص َر‪" .‬‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬و َح َد َ‬ ‫ص َر َوا ْل َخ َّب َاز أَ ْذ َن َبا ِإلَى َس ِيده َما َملك م ْ‬ ‫َن َساق َي َملك م ْ‬ ‫ث َب ْع َد هذه األ ُ‬ ‫‪2‬‬ ‫السقَ ِ‬ ‫ط ِفرعو ُن علَى َخ ِ‬ ‫اة َو َرِئ ِ‬ ‫ص َّي ْي ِه‪َ :‬رِئ ِ‬ ‫يس ا ْل َخ َّب ِ‬ ‫ين‪" ،‬‬ ‫يس ُّ‬ ‫از َ‬ ‫أية (‪ " -:)2‬فَ َس َخ َ ْ َ ْ َ‬ ‫خصييه = أي أن مركزهما سام جداً‬

‫أية (‪" -:)3‬‬ ‫ِف ِ‬ ‫يه‪" .‬‬

‫‪3‬‬ ‫السج ِن‪ ،‬ا ْلم َك ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َب ْي ِت َرِئ ِ‬ ‫ض َع ُه َما ِفي َح ْب ِ‬ ‫يس ُّ‬ ‫وسا‬ ‫وس ُ‬ ‫ان الَّذي َك َ‬ ‫الش َر ِط‪ِ ،‬في َب ْيت ِ ْ‬ ‫فَ َو َ‬ ‫ف َم ْح ُب ً‬ ‫ان ُي ُ‬ ‫َ‬

‫الشر ِط يوس َ ِ‬ ‫األيات (‪4" -:)7 -4‬فَأَقَ ِ‬ ‫اما ِفي ا ْل َح ْب ِ‬ ‫س‪َ 5 .‬و َحلُ َما ِكالَ ُه َما ُح ْل ًما‬ ‫يس ُّ َ ُ ُ‬ ‫ام َرئ ُ‬ ‫ف ع ْن َد ُه َما فَ َخ َد َم ُه َما‪َ .‬و َكا َنا أ ََّي ً‬ ‫َ‬ ‫ان ِفي بيتِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح َد ٍة‪ُ ،‬ك ُّل و ِ‬ ‫ِفي لَيلَ ٍة و ِ‬ ‫وس ِ‬ ‫اح ٍد ُح ْل َم ُه‪ُ ،‬ك ُّل َواحد ِب َح َس ِب تَ ْع ِب ِ‬ ‫َْ‬ ‫ير ُح ْلمه‪َ ،‬ساقي َملك م ْ‬ ‫ص َر َو َخ َّب ُازهُ‪ ،‬ا ْل َم ْح ُب َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ان‪ .‬فَسأَل َخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح َوَنظَ َرُه َما‪َ ،‬واِ َذا ُه َما ُم ْغتَ َّم ِ‬ ‫ص َّي ْي ِف ْر َع ْو َن اللَّ َذ ْي ِن َم َع ُه ِفي‬ ‫الص َب ِ‬ ‫ف ِإلَ ْي ِه َما ِفي َّ‬ ‫وس ُ‬ ‫الس ْج ِن‪ .‬فَ َد َخ َل ُي ُ‬ ‫َ َ‬ ‫‪7‬‬ ‫َح ْب ِ‬ ‫اك َما ُم ْك َمد ِ‬ ‫ال لَ ُه َما‬ ‫س َب ْي ِت َس ِي ِد ِه قَ ِائالً‪« :‬لِ َما َذا َو ْج َه ُ‬ ‫َّان ا ْل َي ْوَم؟» فَقَاالَ لَ ُه‪َ « :‬حلُ ْم َنا ُح ْل ًما َولَ ْي َ‬ ‫س َم ْن ُي َع ِب ُرهُ»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫صا َعلَ َّي»‪".‬‬ ‫ير؟ قُ َّ‬ ‫وس ُ‬ ‫ُي ُ‬ ‫ف‪« :‬أَلَ ْي َس ْت هلل التَّ َعا ِب ُ‬ ‫فخدمهما… فسأل لماذ وجهاكما مكمدان ‪ :‬لم يجدا من يخدمهما بأمانة ورقة مثل يوسف‪ .‬وهي خدمة أن‬

‫يسألهما عما يحزنهما ويعزيهما بقدر إمكانه‪ .‬والحظ قول يوسف أليس هلل التعابير = فهو في كل كالمه يعطي‬

‫المجد هلل‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ت ِفي ح ْل ِمي وِا َذا َكرم ٌة أَم ِ‬ ‫السقَ ِ‬ ‫ص رِ‬ ‫امي‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫وس‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫اة‬ ‫يس‬ ‫ئ‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫األيات (‪" -:)12 -2‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ضج ْت ع َن ِ‬ ‫ض َب ٍ‬ ‫ْس ِف ْر َع ْو َن ِفي‬ ‫اق ُ‬ ‫َوِفي ا ْل َك ْرَم ِة ثَالَ ثَ ُة قُ ْ‬ ‫ان‪َ ،‬و ِه َي ِإ ْذ أَف َْر َخ ْت طَلَ َع َزْه ُرَها‪َ ،‬وأَ ْن َ َ َ‬ ‫يد َها ع َن ًبا‪َ .‬و َكا َن ْت َكأ ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ت ا ْل َكأ ِ ِ ِ‬ ‫َخذ ُ ِ‬ ‫ص ْرتُ ُه ِفي َكأ ِ‬ ‫ف‪« :‬ه َذا‬ ‫َي ِدي‪ ،‬فَأ َ‬ ‫وس ُ‬ ‫َعطَ ْي ُ‬ ‫ْس ِف ْر َع ْو َن‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ْت ا ْلع َن َ‬ ‫ال لَ ُه ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫ب َو َع َ‬ ‫ْس في َيد ف ْر َع ْو َن»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ُّك ِإلَى مقَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َب ِ‬ ‫ام َك‪ ،‬فَتُ ْع ِطي‬ ‫يرهُ‪ :‬الثَّالَ ثَ ُة ا ْلقُ ْ‬ ‫ْس َك َوَي ُرد َ‬ ‫ان ِه َي ثَالَ ثَ ُة أ ََّي ٍام‪ِ .‬في ثَالَ ثَ ِة أ ََّي ٍام أ َْي ً‬ ‫ضا َي ْرفَعُ ف ْر َع ْو ُن َأر َ‬ ‫تَ ْع ِب ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ُك ْن َ ِ ‪ِ َّ 14‬‬ ‫ْس ِف ْر َع ْو َن ِفي َيد ِه َكا ْل َع َ‬ ‫اد ِة األُولَى ِح َ‬ ‫ص َنعُ‬ ‫ير لَ َك َخ ْيٌر‪ ،‬تَ ْ‬ ‫َكأ َ‬ ‫ت َساق َي ُه‪َ .‬وِان َما إ َذا َذ َك ْرتَني ع ْن َد َك حي َن َما َيص ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ‪ِ 15‬‬ ‫ِ‬ ‫ْت ِم ْن أ َْر ِ‬ ‫ضا لَ ْم‬ ‫ِإلَ َّي ِإ ْح َسا ًنا َوتَذ ُ‬ ‫ْك ُرِني لِ ِف ْر َع ْو َن‪َ ،‬وتُ ْخ ِر ُجني ِم ْن ه َذا ا ْل َب ْيت‪ .‬ألَني قَ ْد ُس ِرق ُ‬ ‫ض ا ْل ِع ْب َران ِي َ‬ ‫ين‪َ ،‬و ُه َنا أ َْي ً‬ ‫‪16‬‬ ‫ين أ ََّن ُه ع َّبر ج ِي ًدا‪ ،‬قَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَفْعل َشي ًئا حتَّى و َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس ا ْل َخ َّب ِ‬ ‫ضا‬ ‫وس َ‬ ‫ف‪ُ « :‬ك ْن ُ‬ ‫از َ‬ ‫ت أَ​َنا أ َْي ً‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ال ل ُي ُ‬ ‫ض ُعوني في الس ْج ِن»‪َ .‬فلَ َّما َأرَى َرئ ُ‬ ‫َْ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِفي ح ْل ِمي وِا َذا ثَالَ ثَ ُة ِسالَ ِل ح َّوارى علَى أر ِ‬ ‫ص ْن َع ِة ا ْل َخ َّب ِ‬ ‫از‪.‬‬ ‫الس ِل األَ ْعلَى ِم ْن َج ِم ِ‬ ‫ْسي‪َ .‬وِفي َّ‬ ‫ُ‬ ‫يع طَ َعام ف ْر َع ْو َن م ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ‬

‫‪360‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح األربعون)‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ف وقَال‪« :‬ه َذا تَع ِبيره‪ :‬الثَّالَ ثَ ُة ِ‬ ‫ُّ‬ ‫السالَ ِل ِه َي ثَالَ ثَ ُة أ ََّي ٍام‪.‬‬ ‫ور تَأ ُْكلُ ُه ِم َن َّ‬ ‫ْ ُ​ُ‬ ‫الس ِل َع ْن َأرْسي»‪ .‬فَأ َ‬ ‫َج َ‬ ‫اب ُي ُ‬ ‫َوالط ُي ُ‬ ‫وس ُ َ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ور لَ ْح َم َك َع ْن َك»‪".‬‬ ‫ِفي ثَالَ ثَ ِة أ ََّي ٍام أ َْي ً‬ ‫ضا َي ْرفَعُ ف ْر َع ْو ُن َأر َ‬ ‫ْس َك َع ْن َك‪َ ،‬وُي َعلقُ َك َعلَى َخ َش َبة‪َ ،‬وتَأ ُْك ُل الط ُي ُ‬

‫الخصيان يشيران إلي جنس البشرية الساقط وهو ينقسم قسمين‪ .‬األول يجتاز الغضب باإليمان فيعبر إلي‬ ‫الملكوت واآلخر في جحوده يفقد حياته أبدياً‪ .‬وهنا يوسف حين يخبر كليهما بمصيره فهو يمثل المسيح الذي‬ ‫يخبرنا عن مصير كل قسم منا‪:‬‬

‫(يو ‪ ) 21:4‬وقد قسم المسيح البشرية هكذا لقسمين في مثل العذاري الحكيمات والجاهالت‪ .‬والحظ أن رقم ‪ 3‬أي‬ ‫الثالث أيام التي حلم بها كالهما تشير لفترة الموت وبعدها القيامة التي تكون في اليوم الثالث ويذكر أن يوسف‬

‫ضعف حين طلب من الساقي (آية ‪ )15‬أن يذكره أمام فرعون‪ .‬ولذلك ركز الوحي علي أن الساقي قد نسيه‬ ‫(‪ .)22:51‬ولنالحظ أن اللص اليمين طلب من المسيح أن يذكره فلم ينساه المسيح بل قال "اليوم تكون معي في‬ ‫الفردوس" وأما من طلب من البشر أن يذكروه فنسوه‪ .‬وأعتقد أن هذا الدرس لنا نحن حتي ال نطلب أن يذكرنا‬

‫البشر‪ .‬بل نصلي لمن ال ينسي‪ .‬وهللا جعل الساقي ينسى يوسف ألنه لو ذكره في هذه الفترة ربما كان فرعون قد‬

‫أفرج عنه وكان يوسف قد ذهب ألبيه وتعطلت قصة الخالص ولما أنقذ أحداً من المجاعة‪ .‬فنقول أن هللا جعل‬ ‫الساقي ينسي حتي تكمل خطة هللا‪ .‬ولكن من الصعب أن نلوم يوسف علي طلبه للساقي وهو في هذه الظروف‬

‫القاسية‪ .‬وهو درس لنا لنضع ثقتنا في هللا‪.‬‬

‫حواري هي نفس الكلمة التي ترجمت سابقاً سميذ (‪ )1:11‬أي دقيق فاخر‪ .‬يعلق جسدك =‬ ‫ثالث سالل َ‬ ‫حواري = َ‬ ‫هي عقوبة مخيفة عند المصريين فهو لن يحنط جسده وبالتالي حسب عقيدة قدماء المصريين فلن تكون له‬

‫قيامة‪ .‬والحظ أن يوسف لم يجرح زوجة فوطيفار ولم يفضحها أمام الساقي والخباز ‪.‬‬

‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫األيات (‪23" -:)23 -23‬فَح َد َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ًة لِ َج ِم ِ‬ ‫َ‬ ‫يع َع ِبيده‪َ ،‬و َرفَعَ‬ ‫ث في ا ْل َي ْوِم الثالث‪َ ،‬ي ْوِم ميالَد ف ْر َع ْو َن‪ ،‬أ ََّن ُه َ‬ ‫ص َن َع َول َ‬ ‫‪21‬‬ ‫السقَ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫يس ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْس َرِئ ِ‬ ‫ْس َرِئ ِ‬ ‫يس ا ْل َخ َّب ِ‬ ‫ْس ِفي َي ِد‬ ‫يس ُّ‬ ‫از َ‬ ‫اة ِإلَى َس ْق ِي ِه‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫َعطَى ا ْل َكأ َ‬ ‫ين َب ْي َن َع ِبيده‪َ .‬و َرَّد َرئ َ‬ ‫السقَاة َو َأر َ‬ ‫َأر َ‬ ‫ْكر رِئيس ُّ ِ‬ ‫ين فَعلَّقَ ُه‪َ ،‬كما ع َّبر لَهما يوس ُ ‪ِ 23‬‬ ‫ِفر َع ْو َن‪22 .‬وأ َّ ِ‬ ‫يس ا ْل َخ َّب ِ‬ ‫ف َب ْل َن ِس َي ُه‪".‬‬ ‫وس َ‬ ‫السقَاة ُي ُ‬ ‫ف‪َ .‬ولك ْن لَ ْم َيذ ُ ْ َ ُ‬ ‫َ َ َ َُ ُ ُ‬ ‫از َ َ‬ ‫َما َرئ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫‪361‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى واألربعون)‬

‫اإلصحاح الحادي واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫في ملء الزمان أي في الوقت الذي رآه هللا مناسباً رفع هللا يوسف ووضعه في القصر‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ف ِع ْن َد َّ‬ ‫ث ِم ْن َب ْع ِد َس َنتَ ْي ِن ِم َن َّ‬ ‫الزَم ِ‬ ‫الن ْه ِر‪َ 2 ،‬و ُه َوَذا‬ ‫ان أ َّ‬ ‫األيات (‪َ " -:)5 -1‬و َح َد َ‬ ‫َن ِف ْر َع ْو َن َأرَى ُح ْل ًما‪َ :‬وِا َذا ُه َو َو ِاق ٌ‬ ‫النه ِر حس َن ِة ا ْلم ْنظَ ِر وس ِمي َن ِة اللَّحِم‪ ،‬فَارتَع ْت ِفي روض ٍة‪3 .‬ثُ َّم ُهوَذا سبع بقَر ٍ‬ ‫ٍ ِ ٍ ِ‬ ‫ُخ َرى‬ ‫ات أ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َس ْبعُ َبقَ َرات طَال َعة م َن َّ ْ َ َ‬ ‫َ َْ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫النه ِر قَِبيح ِة ا ْلم ْنظَ ِر ورِقيقَ ِة اللَّحِم‪ ،‬فَوقَفَ ْت ِبج ِان ِب ا ْلبقَر ِ‬ ‫ات األُولَى علَى َش ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِ ٍ‬ ‫اط ِئ َّ‬ ‫الن ْه ِر‪4 ،‬فَأ َ​َكلَ ِت‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اء َها م َن َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫طال َعة َو َر َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪5‬‬ ‫الرِقيقَ ُة اللَّحِم ا ْلبقَر ِ‬ ‫الس ِمي َن َة‪ .‬واستَيقَ َ ِ‬ ‫ام فَ َحلُ َم‬ ‫الس ْب َع ا ْل َح َس َن َة ا ْل َم ْنظَ ِر َو َّ‬ ‫ات َّ‬ ‫يح ُة ا ْل َم ْنظَ ِر َو َّ‬ ‫ا ْل َبقَ َر ُ‬ ‫ات ا ْلقَ ِب َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ْ َ​َ‬ ‫ظ ف ْر َع ْو ُن‪ .‬ثُ َّم َن َ‬ ‫ثَ ِاني ًة‪ :‬و ُهوَذا سبع س َنا ِبل طَالِع ٍة ِفي ساق و ِ‬ ‫اح ٍد َس ِمي َن ٍة َو َح َس َن ٍة‪".‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َْ ُ َ َ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ٍ‬ ‫يح َّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وح ٍة ِب ِ‬ ‫اء َها‪".‬‬ ‫الر ِ‬ ‫أية (‪ " -:)6‬ثُ َّم ُه َوَذا َس ْبعُ َس َنا ِب َل َرِقيقَة َو َم ْلفُ َ‬ ‫الش ْرِق َّية َنا ِبتَة َو َر َ‬ ‫الريح الشرقية ‪ :‬هي ريح ساخنة ضارة بالمزروعات وكلها غبار (رياح الخماسين)‪ .‬والريح الشرقية تشير لعمل‬

‫المسيح الدجال (ضد المسيح) الذي سيفسد كثيرين‪ .‬بل أن البقرات القبيحة والسنابل الرقيقة تشير للهراطقة في‬ ‫أيام ضد المسيح وهم يبتلعون أوالد هللا (البقرات السمينة)‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫السبع َّ ِ‬ ‫ظ ِف ْر َع ْو ُن‪َ ،‬وِا َذا ُه َو‬ ‫الرِقيقَ ُة َّ‬ ‫األيات (‪ " -:)13 -0‬فَ ْابتَلَ َع ِت َّ‬ ‫استَ ْيقَ َ‬ ‫الس َنا ِب ُل َّ‬ ‫الس َنا ِب َل َّ ْ َ‬ ‫السمي َن َة ا ْل ُم ْمتَل َئ َة‪َ .‬و ْ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َعلَ ْي ِه ْم‬ ‫اح أ َّ‬ ‫الص َب ِ‬ ‫يع ُح َك َم ِائ َها‪َ .‬وقَ َّ‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫ُح ْل ٌم‪َ .‬و َك َ‬ ‫ص َر َو َجم َ‬ ‫َن َن ْف َس ُه ا ْن َز َع َج ْت‪ ،‬فَأ َْر َس َل َوَد َعا َجمي َع َس َح َرِة م ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِفرعو ُن ح ْلم ُه‪َ ،‬فلَم ي ُك ْن م ْن يع ِبره لِ ِفرعو َن‪2 .‬ثُ َّم َكلَّم رِئيس ُّ ِ ِ‬ ‫اي‪.‬‬ ‫َ َُ ُ​ُ ْ َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ َْ ُ َ‬ ‫السقَاة ف ْر َع ْو َن قَائالً‪« :‬أَ​َنا أَتَ َذ َّك ُر ا ْل َي ْوَم َخطَ َاي َ‬ ‫‪11‬‬ ‫يس ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َب ْي ِت َرِئ ِ‬ ‫‪ِ 13‬ف ْر َع ْو ُن َس َخطَ َعلَى َع ْب َد ْي ِه‪ ،‬فَ َج َعلَ ِني ِفي َح ْب ِ‬ ‫يس ا ْل َخ َّب ِ‬ ‫ين‪ .‬فَ َحلُ ْم َنا ُح ْل ًما ِفي‬ ‫از َ‬ ‫الش َرط أَ​َنا َو َرئ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫اح َد ٍة أَ​َنا و ُهو‪ .‬حلُم َنا ُك ُّل و ِ‬ ‫لَيلَ ٍة و ِ‬ ‫اك َم َع َنا ُغالَم ِع ْب َرِان ٌّي َع ْب ٌد ِل َرِئ ِ‬ ‫يس ُّ‬ ‫اح ٍد ِب َح َس ِب تَ ْع ِب ِ‬ ‫الش َر ِط‪،‬‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫ير ُح ْل ِم ِه‪َ .‬و َك َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ ِ ‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫فَقَصص َنا علَي ِه‪ ،‬فَع َّبر لَ َنا ح ْلمي َنا‪ .‬ع َّبر لِ ُك ِل و ِ‬ ‫ث‪َ .‬ردَّني أَ​َنا ِإلَى‬ ‫هك َذا َح َد َ‬ ‫احد ِب َح َس ِب ُح ْلمه‪َ .‬و َك َما َع َّب َر لَ َنا َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫مقَ ِ‬ ‫َما ُه َو فَ َعلَّقَ ُه»‪".‬‬ ‫امي‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ف‪ ،‬فَأَسرعوا ِب ِه ِم َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق َوأ َْب َد َل ِث َي َاب ُه َوَد َخ َل َعلَى ِف ْر َع ْو َن‪" .‬‬ ‫وس َ‬ ‫الس ْج ِن‪ .‬فَ َحلَ َ‬ ‫َُْ‬ ‫أية (‪ " -:)14‬فَأ َْر َس َل ف ْر َع ْو ُن َوَد َعا ُي ُ‬ ‫حلق = كان في مصر من يطلق لحيته إما من هو في حزن أو األسري واألدنياء‪ .‬وكانت صور األسري ترسم‬

‫في هذه األيام ولهم لحي‪.‬‬

‫‪362‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى واألربعون)‬

‫ِ‬ ‫األيات (‪15" -:)32 -15‬فَقَ ِ‬ ‫ت َع ْن َك قَ ْوالً‪ِ ،‬إ َّن َك‬ ‫وس َ‬ ‫س َم ْن ُي َع ِب ُرهُ‪َ .‬وأَ​َنا َس ِم ْع ُ‬ ‫ف‪َ « :‬حلُ ْم ُ‬ ‫ت ُح ْل ًما َولَ ْي َ‬ ‫ال ف ْر َع ْو ُن ل ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ف ِفرعو َن‪« :‬لَي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِف ْر َع ْو ُن‬ ‫تَ ْس َمعُ أ ْ‬ ‫َحالَ ًما لتُ َع ِب َرَها»‪ .‬فَأ َ‬ ‫وس ُ ْ َ ْ‬ ‫س لي‪ .‬اَهللُ ُي ِج ُ‬ ‫َج َ‬ ‫َْ‬ ‫اب ُي ُ‬ ‫يب ِب َسالَ َمة ف ْر َع ْو َن»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫النه ِر‪17 ،‬و ُهوَذا سبع بقَر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪ِ« :‬إ ِني ُك ْن ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات طَالِ َع ٍة ِم َن َّ‬ ‫الن ْه ِر َس ِمي َن ِة اللَّ ْحِم‬ ‫وس َ‬ ‫ت في ُح ْلمي َواقفًا َعلَى َشاط ِئ َّ ْ‬ ‫ل ُي ُ‬ ‫َ َ َْ ُ َ َ‬ ‫ٍ ‪12‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُخرى َ ِ ٍ‬ ‫ورِة ِجدًّا‬ ‫يح َة ُّ‬ ‫َو َح َس َن َة ُّ‬ ‫ورِة‪ ،‬فَ ْارتَ َع ْت ِفي َر ْو َ‬ ‫اء َها َم ْه ُزولَ ًة َوقَِب َ‬ ‫طال َعة َو َر َ‬ ‫الص َ‬ ‫ضة‪ .‬ثُ َّم ُه َوَذا َس ْبعُ َبقَ َرات أ ْ َ‬ ‫الص َ‬ ‫الرِقيقَ ُة وا ْلقَ ِبيح ُة ا ْلبقَر ِ‬ ‫‪ِ 23‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ورِقيقَ َة اللَّ ْحِم‪ .‬لَم أَ ْنظُر ِفي ُك ِل أَر ِ ِ‬ ‫الس ْب َع‬ ‫ات َّ‬ ‫ات َّ‬ ‫اح ِة‪ .‬فَأ َ​َكلَت ا ْل َبقَ َر ُ‬ ‫ص َر م ْثلَ َها في ا ْلقَ َب َ‬ ‫ضم ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪21‬‬ ‫يحا َك َما ِفي األ ََّو ِل‪.‬‬ ‫األُولَى َّ‬ ‫َج َو ِاف َها‪ ،‬فَ َك َ‬ ‫َج َوافَ َها‪َ ،‬ولَ ْم ُي ْعلَ ْم أ ََّن َها َد َخلَ ْت ِفي أ ْ‬ ‫الس ِمي َن َة‪ .‬فَ َد َخلَ ْت أ ْ‬ ‫ان َم ْنظَ ُرَها قَ ِب ً‬ ‫‪23‬‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪22 .‬ثُ َّم أرَي ُ ِ‬ ‫استَ ْيقَ ْظ ُ‬ ‫ت في ُح ْلمي َو ُه َوَذا َس ْبعُ َس َنا ِب َل طَال َع ٌة في َساق َواحد ُم ْمتَل َئ ًة َو َح َس َن ًة‪ .‬ثُ َّم ُه َوَذا َس ْبعُ‬ ‫َْ‬ ‫َو ْ‬ ‫‪24‬‬ ‫يح َّ ِ‬ ‫وح ًة ِب ِ‬ ‫الس ْب َع ا ْل َح َس َن َة‪.‬‬ ‫الر ِ‬ ‫الس َنا ِب َل َّ‬ ‫الرِقيقَ ُة َّ‬ ‫اء َها‪ .‬فَ ْابتَلَ َع ِت َّ‬ ‫الس َنا ِب ُل َّ‬ ‫َس َنا ِب َل َيا ِب َس ًة َرِقيقَ ًة َم ْلفُ َ‬ ‫الش ْرِق َّية َنا ِبتَ ٌة َو َر َ‬ ‫‪25‬‬ ‫ف لِ ِفرعو َن‪« :‬ح ْلم ِفرعو َن و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت لِ َّ ِ‬ ‫َخ َب َر للاُ ِف ْر َع ْو َن ِب َما ُه َو‬ ‫اح ٌد‪ .‬قَ ْد أ ْ‬ ‫فَ ُق ْل ُ‬ ‫وس ُ ْ َ ْ‬ ‫ُ ُ ْ َْ َ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫لس َح َرة‪َ ،‬ولَ ْم َي ُك ْن َم ْن ُي ْخ ِب ُرني»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪ُ .‬هو ح ْلم و ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ٌد‪.‬‬ ‫الس َنا ِب ُل َّ‬ ‫ين‪َ ،‬و َّ‬ ‫ات َّ‬ ‫صانعٌ‪ .‬اَْل َبقَ َر ُ‬ ‫الس ْبعُ ا ْل َح َس َن ُة ِه َي َس ْبعُ ِسن َ‬ ‫الس ْبعُ ا ْل َح َس َن ُة ه َي َس ْبعُ سن َ َ ُ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫‪20‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح ُة ِب ِ‬ ‫الس ْبعُ ا ْلفَ ِ‬ ‫يح‬ ‫الر ِ‬ ‫الس َنا ِب ُل َّ‬ ‫ين‪َ ،‬و َّ‬ ‫ات َّ‬ ‫الس ْبعُ َّ‬ ‫َوا ْل َبقَ َر ُ‬ ‫اء َها ِه َي َس ْبعُ ِسن َ‬ ‫ار َغ ُة ا ْل َم ْلفُ َ‬ ‫الرِقيقَ ُة ا ْلقَ ِب َ‬ ‫يح ُة الَّتي طَلَ َع ْت َو َر َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ين جوعا‪ُ 27 .‬هو األَمر الَِّذي َكلَّم ُ ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ص ِانعٌ‪.‬‬ ‫الش ْرِق َّي ِة تَ ُك ُ‬ ‫ون َس ْب َع سن َ ُ ً‬ ‫ت ِبه ف ْر َع ْو َن‪ .‬قَ ْد أَ ْظ َه َر للاُ لف ْر َع ْو َن َما ُه َو َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫‪33‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين قَ ِادم ٌة ِشبعا ع ِظيما ِفي ُك ِل أَر ِ ِ‬ ‫وعا‪ ،‬فَ ُي ْن َسى ُك ُّل‬ ‫وم َب ْع َد َها َس ْبعُ ِسن َ‬ ‫ُه َوَذا َس ْبعُ ِسن َ‬ ‫ين ُج ً‬ ‫ضم ْ‬ ‫ْ‬ ‫ًَ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ص َر‪ .‬ثُ َّم تَقُ ُ‬ ‫‪31‬‬ ‫ف ِ‬ ‫الشبع ِفي أَر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش َبعُ ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض‪َ .‬والَ ُي ْع َر ُ‬ ‫ص َر َوُي ْتلِ ُ‬ ‫َج ِل ذلِ َك ا ْل ُجوِع َب ْع َدهُ‪ ،‬أل ََّنهُ‬ ‫ف ا ْل ُجوعُ األ َْر َ‬ ‫ض ِم ْن أ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪32‬‬ ‫ِ‬ ‫َن األَمر مقَ​َّرر ِم ْن ِقب ِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما َع ْن تَ ْك َر ِ‬ ‫يدا ِجدًّا‪َ .‬وأ َّ‬ ‫للا‪َ ،‬وللاُ ُم ْس ِرعٌ‬ ‫ون َشد ً‬ ‫َي ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫ار ا ْل ُح ْلم َعلَى ف ْر َع ْو َن َم َّرتَ ْي ِن‪ ،‬فَأل َّ ْ َ ُ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ص َن َع ُه‪".‬‬ ‫ل َي ْ‬ ‫ير وح ِكيما وي ْجع ْل ُه علَى أَر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األيات (‪«33" -:)36 -33‬فَ َ ِ‬ ‫ص َر‪َ 34 .‬ي ْف َع ْل ِف ْر َع ْو ُن‬ ‫ضم ْ‬ ‫اآلن ل َي ْنظُ ْر ف ْر َع ْو ُن َر ُجالً َبص ًا َ َ ً َ َ َ َ ْ‬ ‫الشب ِع‪35 ،‬فَيجمعون ج ِميع طَع ِام ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض‪ ،‬ويأْ ُخ ْذ ُخمس َغلَّ ِة أَر ِ ِ‬ ‫هذ ِه‬ ‫فَ ُي َو ِك ْل ُنظَّ ًا‬ ‫ضم ْ‬ ‫ص َر في َس ْب ِع سني َ‬ ‫ار َعلَى األ َْر ِ َ َ‬ ‫َْ َُ َ َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ي ِد ِفر َع ْو َن طَعاما ِفي ا ْلم ُد ِن وي ْحفَظُوَن ُه‪36 .‬فَي ُك ُ َّ‬ ‫يرةً‬ ‫ين ا ْل َج ِي َد ِة ا ْلقَاد َم ِة‪َ ،‬وَي ْخ ِزُن َ‬ ‫السن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ​َ‬ ‫ون قَ ْم ًحا تَ ْح َ َ ْ‬ ‫ام َذخ َ‬ ‫َ ً‬ ‫ون الط َع ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِفي أَر ِ ِ‬ ‫لِأل َْر ِ‬ ‫ض ِبا ْل ُجوِع»‪".‬‬ ‫ض األ َْر ُ‬ ‫ص َر‪ ،‬فَالَ تَ ْنقَ ِر ُ‬ ‫ض لِ َس ْب ِع ِسني ا ْل ُجوِع الَّتي تَ ُك ُ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ْ‬ ‫هللا يعطينا فترات في حياتنا يمكننا أن نشبع فيها وهي أيام السالم فلنحاول جاهدين أن نشبع ‪ ،‬حتي إن أتت أيام‬ ‫األالم والتجارب ‪ ،‬يعيننا ما خزناه روحياً في فترات الشبع‪.‬‬

‫يد ِه‪37 .‬فَقَال ِفرعون لِع ِب ِ‬ ‫يع ع ِب ِ‬ ‫األيات (‪30" -:)32 -30‬فَحس َن ا ْل َكالَم ِفي عي َني ِفرعو َن وِفي عي ِ ِ‬ ‫يد ِه‪:‬‬ ‫ون َجم ِ َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َ ْ َْ ُ َ‬ ‫َْ ْ ْ َْ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫‪32‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫للا؟» ثُ َّم قَ ِ‬ ‫يه روح ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير‬ ‫وس َ‬ ‫ف‪َ « :‬ب ْع َد َما أ ْ‬ ‫« َه ْل َن ِج ُد م ْث َل ه َذا َر ُجالً ف ُ ُ‬ ‫َعلَ َم َك للاُ ُك َّل ه َذا‪ ،‬لَ ْي َ‬ ‫ال ف ْر َع ْو ُن ل ُي ُ‬ ‫س َبص ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يم ِم ْثلَ َك‪" .‬‬ ‫َو َحك ٌ‬ ‫‪43‬‬ ‫ِ‬ ‫ون ِف ِ‬ ‫َعظَ َم ِم ْن َك»‪".‬‬ ‫أية (‪ " -:)43‬أَ ْن َ‬ ‫ون َعلَى َب ْيتي‪َ ،‬و َعلَى فَ ِم َك ُيقَِب ُل َج ِميعُ َش ْع ِبي ِإالَّ ِإ َّن ا ْل ُك ْر ِس َّي أ َُك ُ‬ ‫ت تَ ُك ُ‬ ‫يه أ ْ‬

‫‪363‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى واألربعون)‬

‫وعلي فمك يقبل جميع شعبي = كان من أعظم الوظائف وظيفة الفم األعظم ألنه هو الذي يصدر األوامر‪.‬‬ ‫فيكون المعني فليقبل الجميع أوامرك بمحبة وخضوع فالتقبيل عالمة الحب واألحترام‪.‬‬ ‫ف‪« :‬ا ْنظُر‪ ،‬قَ ْد جع ْلتُ َك علَى ُك ِل أَر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪41 " -:)41‬ثُ َّم قَ ِ‬ ‫ص َر»‪.‬‬ ‫وس َ‬ ‫َ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ال ف ْر َع ْو ُن ل ُي ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب ُب ٍ‬ ‫ق َذ َه ٍب‬ ‫وس َ‬ ‫ض َع طَ ْو َ‬ ‫وص‪َ ،‬و َو َ‬ ‫ف‪َ ،‬وأَْل َب َس ُه ث َي َ‬ ‫أية (‪َ " -:)42‬و َخلَ َع ف ْر َع ْو ُن َخات َم ُه م ْن َيده َو َج َعلَ ُه في َيد ُي ُ‬ ‫ِفي ُع ُن ِق ِه‪"،‬‬ ‫خاتمه = الذي يختم به األوامر‪ .‬ثياب بوص = أي كتان أبيض وهذه ثياب الكهنة والملوك طوق ذهب= هذا من‬ ‫عالمات الملك في مصر‪.‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ادوا أَمام ُه «ارَكعوا»‪ .‬وجعلَ ُه علَى ُك ِل أَر ِ ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر‪.‬‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫ض م ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)44 -43‬وأ َْرَك َب ُه في َم ْرَك َبته ا ْلثان َية‪َ ،‬وَن َ ْ َ َ‬ ‫ان ي َده والَ ِر ْجلَ ُه ِفي ُك ِل أَر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪44‬وقَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر»‪".‬‬ ‫وس َ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ال ف ْر َع ْو ُن ل ُي ُ‬ ‫ف‪« :‬أَ​َنا ف ْر َع ْو ُن‪ .‬فَ ِب ُدون َك الَ َي ْرفَعُ ِإ ْن َس ٌ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫‪45‬‬ ‫ِ‬ ‫ع َك ِ‬ ‫ت فُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُون‬ ‫َع َ‬ ‫وس َ‬ ‫وطي فَ َار َ‬ ‫ات ِب ْن َ‬ ‫َس َن َ‬ ‫ص ْف َن َ‬ ‫اه ِن أ َ‬ ‫يح»‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ات فَ ْعن َ‬ ‫طاهُ أ ْ‬ ‫أية (‪َ " -:)45‬وَد َعا ف ْر َع ْو ُن ْ‬ ‫ف «َ‬ ‫اس َم ُي ُ‬ ‫ف علَى أَر ِ ِ‬ ‫ص َر‪" .‬‬ ‫ضم ْ‬ ‫َز ْو َج ًة‪ .‬فَ َخ َر َج ُي ُ‬ ‫وس ُ َ ْ‬

‫صفنات فعنيح = بالقبطية صاف إنتي إبؤنخ‪ .‬صاف تعني حبوب أو طعام‪ ،‬أونخ تعني حياة فيكون المعني الذي‬ ‫قصده فرعون باللغة المصرية طعام الحياة‪ .‬ويري البعض أن اإلسم بالعبرية يعني مخلص العالم أو معلن‬

‫األسرار‪ .‬أسنات = محبوبة نات‪ .‬ونات هي إلهة الحكمة عند المصريين وهي تقابل منيرفا عند الرومان‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ف قُد ِ‬ ‫ف ِم ْن‬ ‫وس ُ‬ ‫وس ُ‬ ‫ف ْاب َن ثَالَ ث َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)42 -46‬و َك َ‬ ‫َّام ف ْر َع ْو َن َملك م ْ‬ ‫ص َر‪ .‬فَ َخ َر َج ُي ُ‬ ‫ان ُي ُ‬ ‫ين َس َن ًة لَ َّما َوقَ َ َ‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ِفي سب ِع ِس ِني ِ‬ ‫اجتَ َاز ِفي ُك ِل أَر ِ ِ‬ ‫الس ْب ِع‬ ‫ط َع ِام َّ‬ ‫الش َب ِع ِب ُح َزٍم‪ .‬فَ َج َم َع ُك َّل َ‬ ‫ص َر‪َ .‬وأَثْ َم َرت األ َْر ُ‬ ‫لَ ُد ْن ِف ْر َع ْو َن َو ْ‬ ‫َْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين الَِّتي َكا َن ْت ِفي أَر ِ ِ‬ ‫يها‪.‬‬ ‫اما ِفي ا ْل ُم ُد ِن‪َ .‬‬ ‫ص َر‪َ ،‬و َج َع َل َ‬ ‫ِسن َ‬ ‫ض م ْ‬ ‫ام َح ْق ِل ا ْل َمدي َنة الَّذي َح َوالَ ْي َها َج َعلَ ُه ف َ‬ ‫ْ‬ ‫ط َع ً‬ ‫ط َع َ‬ ‫‪42‬‬ ‫ير ِجدًّا َحتَّى تَ​َر َك ا ْل َع َد َد‪ِ ،‬إ ْذ لَ ْم َي ُك ْن لَ ُه َع َد ٌد‪".‬‬ ‫ف قَ ْم ًحا َك َرْم ِل ا ْل َب ْح ِر‪َ ،‬ك ِث ًا‬ ‫وس ُ‬ ‫َو َخ َز َن ُي ُ‬ ‫‪53‬‬ ‫ان قَبل أ ْ ِ‬ ‫ت فُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُون‪.‬‬ ‫وس َ‬ ‫وطي فَ َار َ‬ ‫ات ِب ْن ُ‬ ‫َس َن ُ‬ ‫ع َكا ِه ِن أ َ‬ ‫َن تَأْت َي َس َن ُة ا ْل ُجوِع‪َ ،‬ولَ َدتْ ُه َما لَ ُه أ ْ‬ ‫أية (‪َ " -:)53‬وُولِ َد ل ُي ُ‬ ‫ف ْاب َن ِ ْ َ‬ ‫"‬

‫كون أن يوسف يلد أوالده قبل سني الجوع فهذا يشير ألن الكنيسة ستكمل قبل مجئ ضد المسيح‪ .‬وحين تكتمل‬ ‫الكنيسة ستكون معدة لألمجاد وإلنتهاء األالم (رؤ ‪.)11-1:1‬‬

‫‪364‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الحادى واألربعون)‬ ‫‪51‬‬ ‫َن للاَ أَ ْن َس ِاني ُك َّل تَ َع ِبي َو ُك َّل َب ْي ِت أَِبي»‪.‬‬ ‫اس َم ا ْل ِب ْك ِر « َم َن َّسى» قَ ِائالً‪« :‬أل َّ‬ ‫وس ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)52 -51‬وَد َعا ُي ُ‬ ‫‪52‬‬ ‫َن للاَ َج َعلَ ِني ُمثْ ِم ًار ِفي أ َْر ِ‬ ‫ض َم َذلَِّتي»‪".‬‬ ‫ْرِي َم» قَ ِائالً‪« :‬أل َّ‬ ‫اس َم الثَّ ِانى «أَف َا‬ ‫َوَد َعا ْ‬

‫هللا أنساه في مجده األالم التي سببها له إخوته وبعده عن بيت أبيه‪ .‬وسجنه…الخ‪ .‬وجعله هللا مثم اًر في أرض‬

‫مصر وجعله في مجد "وفي السماء يمسح هللا كل دمعة من عيوننا‪ .‬وهكذا كل نفس تلتصق بالمسيح ينسيها هللا‬ ‫همومها ويعطيها ثمر متكاثر‪ .‬وتنسي الماضي الشرير وتمتد إلي ما هو قدام وتمارس الخير وخدمة هللا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ان ِفي أَر ِ ِ‬ ‫أية (‪53 " -:)53‬ثُ َّم َك ِملَ ْت سبع ِس ِني ِ‬ ‫ص َر‪" .‬‬ ‫الش َب ِع الَّذي َك َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪54‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ان‪ .‬وأ َّ ِ‬ ‫ان ُجوعٌ ِفي َج ِم ِ‬ ‫وس ُ‬ ‫أية (‪َ " -:)54‬و ْابتَ َدأ ْ‬ ‫ف‪ ،‬فَ َك َ‬ ‫َما َجميعُ‬ ‫يع ا ْلُب ْل َد ِ َ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫َت َس ْبعُ سني ا ْل ُجوِع تَأْتي َك َما قَ َ‬ ‫ض ِمصر فَ َك َ ِ‬ ‫يها ُخ ْبٌز‪".‬‬ ‫ان ف َ‬ ‫أ َْر ِ ْ َ‬ ‫إن سلمنا حياتنا في يدي إلهنا وقت الشبع فإنه لن يتركنا جائعين وقت الشدة‪.‬‬

‫األيات (‪55 " -:)50 -55‬ولَ َّما جاع ْت ج ِميع أَر ِ ِ‬ ‫ب ِإلَى ِفر َع ْو َن أل ْ ِ‬ ‫ص َر َخ َّ‬ ‫ال ِف ْر َع ْو ُن‬ ‫ضم ْ‬ ‫الش ْع ُ‬ ‫ص َر َو َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ُ ْ‬ ‫َجل ا ْل ُخ ْب ِز‪ ،‬قَ َ‬ ‫‪56‬‬ ‫ْهبوا ِإلَى يوس َ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ا ْل ُجوعُ َعلَى ُك ِل َو ْج ِه األ َْر ِ‬ ‫ض‪َ ،‬وفَتَ َح‬ ‫ول لَ ُك ُم اف َْعلُوا»‪َ .‬و َك َ‬ ‫ص ِرِي َ‬ ‫ل ُك ِل ا ْلم ْ‬ ‫ين‪« :‬اذ َ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ف‪َ ،‬والذي َيقُ ُ‬ ‫‪50‬‬ ‫ِ‬ ‫اشتَ َّد ا ْلجوعُ ِفي أَر ِ ِ‬ ‫طعام وب َ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يوس ُ ِ‬ ‫اء ْت ُك ُّل األ َْر ِ‬ ‫ص َر ِإلَى‬ ‫ين‪َ .‬و ْ‬ ‫ص ِرِي َ‬ ‫ُ‬ ‫ف َجم َ‬ ‫ض ِإلَى م ْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫اع ل ْلم ْ‬ ‫يع َما فيه َ َ ٌ َ َ‬ ‫ص َر‪َ .‬و َج َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫يوس َ ِ‬ ‫يدا ِفي ُك ِل األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫ي قَ ْم ًحا‪ ،‬أل َّ‬ ‫ان َشد ً‬ ‫َن ا ْل ُجو َ‬ ‫ع َك َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ف لتَ ْشتَ ِر َ‬

‫‪365‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني واألربعون)‬

‫اإلصحاح الثاني واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫أية (‪َ 1 " -:)1‬فلَ َّما أرَى يعقُوب أَنَّ ُه يوج ُد قَمح ِفي ِمصر‪ ،‬قَال يعقُوب لِب ِن ِ‬ ‫ض ُك ْم ِإلَى‬ ‫يه‪« :‬لِ َما َذا تَ ْنظُ​ُر َ‬ ‫ون َب ْع ُ‬ ‫ُ َ ٌْ‬ ‫َ َْ ُ َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َب ْع ٍ‬ ‫ض؟»‬ ‫فلما رأي يعقوب = لماذا لم يقل "إسرائيل" مع أن هللا أسماه إسرائيل من قبل؟ ألن يعقوب هنا يمثل اليهود وليس‬ ‫شعب هللا‪ .‬هنا يعقوب هو أبو العشرة الذين سلموا يوسف وباعوه‪ .‬رم اًز لليهود الذين صلبوا المسيح‪ .‬والمجاعة‬ ‫التي حدثت ترمز للمجاعة الروحية التي ستحدث في نهاية األيام "ثمنية القمح بدينار"‪ .‬ونزول اإلخوة إلي مصر‬

‫يشير إليمان اليهود والي أنهم سوف يلجأون لكنيسة األمم لتشبعهم بمعرفتها بالمسيح الحقيقي‪ .‬وهكذا كل من باع‬

‫المسيح بسبب خطية يفقد ما له ويحتاج مثل ما حدث مع اإلبن الضال‪ .‬لماذا تنظرون بعضكم إلي بعض؟ أنظ ار‬

‫ليوسف أي المسيح‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اك لِ َن ْح َيا َوالَ‬ ‫اك َو ْ‬ ‫ال «ِإني قَ ْد َس ِم ْع ُ‬ ‫اشتَُروا لَ َنا ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ص َر‪ .‬ا ْن ِزلُوا ِإلَى ُه َن َ‬ ‫ت أ ََّن ُه ُي َ‬ ‫وج ُد قَ ْم ٌح في م ْ‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬وقَ َ‬ ‫وت»‪".‬‬ ‫َن ُم َ‬

‫إنزلوا إلي هناك = فمتي نتقابل مع المسيح علينا أن نتواضع‪ .‬واليهود إتسموا بالكبرياء‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫أية (‪3 " -:)3‬فَ َن َزل ع َشرةٌ ِم ْن ِإ ْخوِة يوس َ ِ‬ ‫ص َر‪" .‬‬ ‫ف ل َي ْشتَُروا قَ ْم ًحا م ْن م ْ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫فنزل عشرة = أيضاً حتي نتقابل مع المسيح علينا أن نلتزم بالوصايا العشرة‪ .‬لقد سمح هللا بالمجاعة لينزل هؤالء‬

‫المتكبرين إلي مصر ويتقابلوا مع يوسف (هذه خطة هللا مع كل نفس حتي تتوب‪ ،‬أن يسمح ببعض التجارب‬

‫فتشعر النفس بخطاياها وتتوب)‪ .‬ربما كان إخوة يوسف قد نسوا ما فعلوه بأخيهم وكان لو أن هللا تركهم هكذا‬

‫لهلكوا إذ لم يتوبوا عن هذه الخطية‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما ب ْني ِ‬ ‫َّ‬ ‫وس َ‬ ‫يبهُ‬ ‫ام ُ‬ ‫ال‪« :‬لَ َعلَّ ُه تُص ُ‬ ‫ف َفلَ ْم ُي ْرس ْل ُه َي ْعقُ ُ‬ ‫األيات (‪َ " -:)5 -4‬وأ َّ َ َ‬ ‫ين أَ ُخو ُي ُ‬ ‫وب َم َع إ ْخ َوته‪ ،‬ألَن ُه قَ َ‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِفي أ َْر ِ‬ ‫ان‪".‬‬ ‫ين أَتَ ْوا‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن ا ْل ُجو َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ع َك َ‬ ‫يل لِ َي ْشتَُروا َب ْي َن الَّذ َ‬ ‫أَذ َّي ٌة»‪ .‬فَأَتَى َبنُو إ ْس َرائ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ض‪َ ،‬و ُه َو ا ْل َب ِائ َع لِ ُك ِل َش ْع ِب األ َْر ِ‬ ‫ط َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ف‬ ‫ف ُه َو ا ْل ُم َسلَّ َ‬ ‫وس َ‬ ‫وس ُ‬ ‫أية (‪َ " -:)6‬و َك َ‬ ‫ض‪ .‬فَأَتَى ِإ ْخ َوةُ ُي ُ‬ ‫ان ُي ُ‬ ‫َو َس َج ُدوا لَ ُه ِب ُو ُجو ِه ِه ْم ِإلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‪" .‬‬

‫‪366‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني واألربعون)‬

‫لماذا ذهب األخوة إلي يوسف ولم يذهبوا للموظفين؟ كان المصريين يتوجسون خيفة من كل من يأتي من الشرق‬

‫خصوصاً الساميين لذلك أقاموا القالع علي حدودهم‪ .‬ولما وجد الموظفين أنهم عشرة رجال ظنوا أن كل منهم أتى‬ ‫ممثالً عن قبيلة ليتجسسوا األرض كمقدمة لغزو األرض‪ ،‬والحظ أن عبيدهم كانوا معهم فيصيروا عدد كبير‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫ف ِإ ْخ َوتَ ُه َع َرفَ ُه ْم‪ ،‬فَتَ​َن َّك َر لَ ُه ْم َوتَ َكلَّ َم‬ ‫وس ُ‬ ‫األيات (‪َ " -:)7 -0‬ولَ َّما َنظَ َر ُي ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫ض َك ْنع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِإ ْخ َوتَ ُه‪،‬‬ ‫وس ُ‬ ‫اما»‪َ .‬و َع َر َ‬ ‫ف ُي ُ‬ ‫ِج ْئتُ ْم؟» فَقَالُوا‪« :‬م ْن أ َْر ِ َ‬ ‫ي طَ َع ً‬ ‫ان ل َن ْشتَ ِر َ‬ ‫كلمهم يوسف بجفاء‬

‫ٍ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪ِ « :‬م ْن أ َْي َن‬ ‫َم َع ُه ْم ِب َجفَاء‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َما ُه ْم َفلَ ْم َي ْع ِرفُوهُ‪".‬‬ ‫َوأ َّ‬

‫‪ .1‬ألنه تذكر قسوتهم‪.‬‬

‫‪ .2‬ليعرف أخبار أبيه وأخوه بنيامين فهو خاف أن يكونوا قد قتلوه هو أيضاً‪ .‬فدبر الخطة التي سوف نراها‬ ‫ليأتي بأبيه وبنيامين‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫يس أَ ْنتُ ْم! لِتَ​َر ْوا َع ْو َرةَ األ َْر ِ‬ ‫ض ِج ْئتُ ْم»"‬ ‫وس ُ‬ ‫ف األ ْ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ « :‬ج َواس ُ‬ ‫أية (‪ " -:)2‬فَتَ َذ َّك َر ُي ُ‬ ‫َحالَ َم التي َحلُ َم َع ْن ُه ْم‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫لتروا عورة األرض جئتم= أي تتعرفوا النقاط الضعيفة الحراسة حتي تهاجموها‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫اما‪".‬‬ ‫اءوا لِ َي ْشتَُروا َ‬ ‫أية (‪ " -:)13‬فَقَالُوا لَ ُه‪« :‬الَ َيا َس ِيدي‪َ ،‬ب ْل َع ِب ُ‬ ‫يد َك َج ُ‬ ‫ط َع ً‬ ‫‪11‬‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس»‪".‬‬ ‫س َع ِب ُ‬ ‫يد َك َج َواس َ‬ ‫اء‪ ،‬لَ ْي َ‬ ‫ُم َن ُ‬ ‫أية (‪َ " -:)11‬ن ْح ُن َجم ُ‬ ‫يع َنا َب ُنو َر ُجل َواحد‪َ .‬ن ْح ُن أ َ‬

‫بنو رجل واحد= هذا القول يدفع عنهم تهمة الجاسوسية‪ .‬فهل يعقل أن رجل واحد يرسل كل أبنائه كجواسيس‬

‫فيعرضهم للهالك‪ .‬وهل رجل واحد بأوالده سيهاجم مصر بجيوشها‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ « :‬كالَّ! َب ْل ِلتَ​َر ْوا َع ْو َرةَ األ َْر ِ‬ ‫َخا‪.‬‬ ‫يد َك اثْ َنا َع َش َر أ ً‬ ‫ض ِج ْئتُ ْم»‪ .‬فَقَالُوا‪َ « :‬ع ِب ُ‬ ‫األيات (‪ " -:)14 -12‬فَقَ َ‬ ‫‪14‬‬ ‫الص ِغير ِع ْن َد أَِبي َنا ا ْليوم‪ ،‬وا ْلو ِ‬ ‫َن ْح ُن ب ُنو رجل و ِ‬ ‫اح ٍد ِفي أ َْر ِ‬ ‫ف‪:‬‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ود»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وس ُ‬ ‫اح ُد َم ْفقُ ٌ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ال لَ ُه ْم ُي ُ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ان‪َ .‬و ُه َوَذا َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس أَ ْنتُ ْم! "‬ ‫«ذل َك َما َكلَّ ْمتُ ُك ْم ِبه قَائالً‪َ :‬ج َواس ُ‬ ‫‪15‬‬ ‫يء أ ِ‬ ‫ون ِم ْن ُه َنا ِإالَّ ِبم ِج ِ‬ ‫ون‪ .‬وحي ِ‬ ‫الص ِغ ِ‬ ‫ير ِإلَى ُه َنا‪".‬‬ ‫يك ُم َّ‬ ‫َخ ُ‬ ‫اة ِف ْر َع ْو َن الَ تَ ْخ ُر ُج َ‬ ‫أية (‪ِ " -:)15‬به َذا تُ ْمتَ َح ُن َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫يظهر تخطيط يوسف في أنه يريدهم أن يأتوا له ببنيامين‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ًدا لِي ِجيء ِبأ ِ‬ ‫أية (‪16 " -:)16‬أَر ِسلُوا ِم ْن ُكم و ِ‬ ‫ق‪ .‬وِاالَّ‬ ‫َخ ُ‬ ‫يك ْم‪َ ،‬وأَ ْنتُ ْم تُ ْح َب ُس َ‬ ‫ون‪ ،‬فَ ُي ْمتَ َح َن َكالَ ُم ُك ْم َه ْل ع ْن َد ُك ْم ص ْد ٌ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يس!»‪" .‬‬ ‫فَ َو َح َياة ف ْر َع ْو َن ِإ َّن ُك ْم لَ َج َواس ُ‬ ‫سؤال يوسف عن بنيامين اإلبن األصغر إعالن أن المسيح يبحث عن أصغر نفس‪.‬‬

‫‪367‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني واألربعون)‬

‫ا ْل َي ْوِم الثَّالِ ِث‪:‬‬ ‫َوا ْنطَلِقُوا أَ ْنتُ ْم‬

‫ٍ ‪17‬‬ ‫األيات (‪10" -:)23 -10‬فَ َج َم َع ُه ْم ِإلَى َح ْب ٍ‬ ‫ف ِفي‬ ‫وس ُ‬ ‫ال لَ ُه ْم ُي ُ‬ ‫س ثَالَ ثَ َة أ ََّيام‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫للا‪ِ12 .‬إ ْن ُك ْنتُم أُم َناء َف ْلي ْحبس أَ ٌخ و ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫اح ٌد ِم ْن ُك ْم ِفي َب ْي ِت َح ْب ِس ُك ْم‪،‬‬ ‫اح َي ْوا‪ .‬أَ​َنا َخ ِائ ُ‬ ‫َو ْ‬ ‫ْ َ َ ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫اكم َّ ِ‬ ‫لِمجاع ِة بيوِت ُكم‪23 .‬وأ ْ ِ‬ ‫ض ُه ْم‬ ‫ق َكالَ ُم ُك ْم َوالَ تَ ُموتُوا»‪ .‬فَفَ َعلُوا َ‬ ‫ير ِإلَ َّي‪ ،‬فَ َيتَ َحقَّ َ‬ ‫هك َذا‪َ .‬وقَالُوا َب ْع ُ‬ ‫َ‬ ‫الصغ َ‬ ‫َ َ َ ُ​ُ ْ‬ ‫َحض ُروا أَ َخ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِ َب ْع ٍ‬ ‫اء ْت َعلَ ْي َنا هذ ِه‬ ‫ض‪َ « :‬حقًّا ِإ َّن َنا ُمذْن ُب َ‬ ‫ون إِلَى أَخي َنا الَّذي َأر َْي َنا ضيقَ َة َن ْفسه لَ َّما ْ‬ ‫استَْر َح َم َنا َولَ ْم َن ْس َم ْع‪ .‬لذل َك َج َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب»‪.‬‬ ‫الضيقَ ُة»‪ .‬فَأ َ‬ ‫ُوب ْي ُن قَائالً‪« :‬أَلَ ْم أ َُكل ْم ُك ْم قَائالً‪ :‬الَ تَأْثَ ُموا ِبا ْل َولَد‪َ ،‬وأَ ْنتُ ْم لَ ْم تَ ْس َم ُعوا؟ فَ ُه َوَذا َد ُم ُه ُي ْطلَ ُ‬ ‫َج َاب ُه ْم َأر َ‬ ‫ف فَ ِ‬ ‫ان َب ْي َن ُه ْم‪" .‬‬ ‫اه ٌم؛ أل َّ‬ ‫‪َ 23‬و ُه ْم لَ ْم َي ْعلَ ُموا أ َّ‬ ‫وس َ‬ ‫ان َك َ‬ ‫َن التُّْر ُج َم َ‬ ‫َن ُي ُ‬

‫«اف َْعلُوا ه َذا‬ ‫َو ُخ ُذوا قَ ْم ًحا‬

‫‪24‬‬ ‫ام ُع ُيوِن ِه ْم‪".‬‬ ‫أية (‪ " -:)24‬فَتَ َح َّو َل َع ْن ُه ْم َوَب َكى‪ ،‬ثُ َّم َر َج َع ِإلَ ْي ِه ْم َو َكلَّ َم ُه ْم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َخ َذ ِم ْن ُه ْم ِش ْم ُع َ‬ ‫ون َوقَيَّ َدهُ أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫بكي يوسف عند أول إعتراف بخطيتهم‪ .‬أي تحركت مشاعره نحوهم بعد توبتهم‪.‬‬

‫لماذا قيد شمعون؟‬

‫‪ .1‬ربما كان أعنفهم في إضطهاده ليوسف‬

‫‪ .2‬وربما كان هو أقلهم شعو اًر وتوبة واحساساً بالندم واستخفافاً بالموقف أمام يوسف اآلن‪.‬‬

‫‪ .3‬لتحريك مشاعر اآلخرين بالتوبة والندم حتي يروا أخيهم مقيداً ومحبوساً‪ .‬هي ضيقات كثيرة تحاصرهم‬ ‫حتي يذكروا ما صنعوه بأخيهم يوسف‪ .‬وهذه الضيقات رمز للضيقات التي ستحدث لليهود في آخر‬

‫الزمان لصلبهم المسيح‪ .‬وقوله في ‪ -:22‬هوذا دمه يطلب = هو بداية التوبة أو بداية اإليمان‪ .‬وهكذا‬ ‫علينا أن ندين أنفسنا في كل ما يقع علينا من أالم‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ض ُة ُك ِل و ِ‬ ‫ادا‬ ‫َن تُ ْمألَ أ َْو ِع َيتُ ُه ْم قَ ْم ًحا‪َ ،‬وتَُرَّد ِف َّ‬ ‫وس ُ‬ ‫اح ٍد ِإلَى ِع ْدلِ ِه‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ف أْ‬ ‫َن ُي ْعطَ ْوا َز ً‬ ‫َ‬ ‫َم َر ُي ُ‬ ‫أية (‪ " -:)25‬ثُ َّم أ َ‬ ‫لِلطَّ ِري ِ‬ ‫هك َذا‪" .‬‬ ‫ق‪ .‬فَفُ ِع َل لَ ُه ْم َ‬ ‫رد فضة كل واحد= إشارة إلي أن عطايا المسيح مجانية‪ .‬عدله = جواله (كيس كبير)‪.‬‬

‫أية (‪26" -:)26‬فَ َح َملُوا قَ ْم َح ُه ْم َعلَى َح ِم ِ‬ ‫اك‪" .‬‬ ‫ض ْوا ِم ْن ُه َن َ‬ ‫يرِه ْم َو َم َ‬ ‫‪20‬‬ ‫َح ُد ُه ْم ِع ْدلَ ُه لِ ُي ْع ِطي َعلِيقًا لِ ِح َم ِ‬ ‫ارِه ِفي ا ْل َم ْن ِز ِل‪َ ،‬أرَى ِفضَّتَ ُه َوِا َذا ِه َي ِفي فَِم ِع ْدلِ ِه‪".‬‬ ‫أية (‪َ " -:)20‬فلَ َّما فَتَ َح أ َ‬ ‫َ‬ ‫في المنزل = المقصود نزل أو فندق في الطريق‪ .‬وكان عبارة عن غرفة تكون بجانب األبار طول الطريق‪.‬‬

‫وليس المقصود هنا منزل أبيه‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫َّت ِفض ِ‬ ‫َّتي َو َها ِه َي ِفي ِع ْدلِي»‪.‬‬ ‫ال ِإل ْخ َوِت ِه‪ُ « :‬رد ْ‬ ‫األيات (‪ " -:)35 -27‬فَقَ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫بع ٍ ِ‬ ‫وب أَِبي ِه ْم‬ ‫ض قَائلِ َ‬ ‫َْ‬ ‫اءوا ِإلَى َي ْعقُ َ‬ ‫ص َن َع ُه للاُ ِب َنا؟»‪ .‬فَ َج ُ‬ ‫ين‪َ « :‬ما ه َذا الَّذي َ‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يس األ َْر ِ‬ ‫الر ُج ُل َس ِي ُد األ َْر ِ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫ين‪« :‬تَ َكلَّ َم َم َع َنا َّ‬ ‫َص َاب ُه ْم قَائلِ َ‬ ‫ض ِب َجفَاء‪َ ،‬و َحس َب َنا َج َواس َ‬ ‫أَ‬

‫ض ُه ْم ِفي‬ ‫وب ُه ْم َو ْارتَ َع ُدوا َب ْع ُ‬ ‫فَطَ َار ْت ُقلُ ُ‬ ‫ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫َخ َب ُروهُ ِب ُك ِل َما‬ ‫ان‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫‪31‬‬ ‫اء‪،‬‬ ‫ُم َن ُ‬ ‫فَ ُق ْل َنا لَ ُه‪َ :‬ن ْح ُن أ َ‬

‫‪368‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثاني واألربعون)‬ ‫‪32‬‬ ‫ود و َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير ا ْل َي ْوم ِع ْن َد أَِبي َنا ِفي أ َْر ِ‬ ‫ان‪.‬‬ ‫يس‪َ .‬ن ْح ُن اثْ َنا َع َش َر أ ً‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫َخا َب ُنو أَِبي َنا‪ .‬ا ْل َواح ُد َم ْفقُ ٌ َ‬ ‫لَ ْس َنا َج َواس َ‬ ‫الصغ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف أ ََّن ُكم أُم َناء‪َ .‬دعوا أ ً ِ ِ‬ ‫الر ُج ُل َس ِي ُد األ َْر ِ‬ ‫اع ِة ُب ُيوِت ُك ْم‬ ‫ال لَ َنا َّ‬ ‫َع ِر ُ‬ ‫ض‪ِ :‬به َذا أ ْ‬ ‫َخا َواح ًدا م ْن ُك ْم ع ْندي‪َ ،‬و ُخ ُذوا ل َم َج َ‬ ‫ْ َ ُ ُ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫‪34‬‬ ‫ِ‬ ‫اكم َّ ِ‬ ‫َح ِ‬ ‫َّ‬ ‫اك ْم‬ ‫ُع ِط َي ُك ْم أ َ‬ ‫ض ُروا أ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫َع ِر َ‬ ‫اء‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ير ِإلَ َّي فَأ ْ‬ ‫َوا ْنطَلِقُوا‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ُم َن ُ‬ ‫ف أَنَّ ُك ْم لَ ْستُ ْم َج َواس َ‬ ‫الصغ َ‬ ‫يس‪َ ،‬ب ْل أَن ُك ْم أ َ‬ ‫َخ ُ ُ‬ ‫‪35‬‬ ‫اح ٍد ِفي ِع ْدلِ ِه‪َ .‬فلَ َّما أرَوا صرر ِفض ِ‬ ‫َّة ُك ِل و ِ‬ ‫ون ِع َدالَهم ِإ َذا ص َّرةُ ِفض ِ‬ ‫ون ِفي األ َْر ِ‬ ‫َّت ِه ْم‬ ‫َوتَتَّ ِج ُر َ‬ ‫ض»‪َ .‬وِا ْذ َكا ُنوا ُيفَ ِر ُغ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َُ​َ‬ ‫ُْ‬

‫وه ْم َخافُوا‪".‬‬ ‫ُه ْم َوأ َُب ُ‬

‫‪36‬‬ ‫ود‪ ،‬وب ْني ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين تَأْ ُخ ُذوَن ُه‪.‬‬ ‫وس ُ‬ ‫ف َم ْفقُ ٌ‬ ‫ام ُ‬ ‫ود‪َ ،‬و ِش ْم ُع ُ‬ ‫وب‪« :‬أ ْ‬ ‫ون َم ْفقُ ٌ َ َ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ْعقُ ُ‬ ‫َع َد ْمتُ ُموني األ َْوالَ َد‪ُ .‬ي ُ‬ ‫أية (‪ " -:)36‬فَقَ َ‬ ‫ص َار ُك ُّل ه َذا َعلَ َّي»‪" .‬‬ ‫َ‬ ‫صار كل هذا علي = هل كان يعقوب يقول مثل هذا القول لو كان يعقوب يعلم خطة هللا وأن ما حدث كان‬

‫إلنقاذ حياته وحياة أوالده وحياة شعب بأكمله "كل األمور تعمل معاً للخير‪".‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ُوب ْي ُن أ َ​َباهُ قَ ِائالً‪« :‬اقْتُ ِل ْاب َن َّي ِإ ْن لَم أ ِ‬ ‫ئ ِب ِه ِإلَ ْي َك‪َ .‬سلِ ْم ُه ِب َي ِدي َوأَ​َنا أ َُردُّهُ ِإلَ ْي َك»‪.‬‬ ‫َج ْ‬ ‫األيات (‪َ " -:)37 -30‬و َكلَّ َم َأر َ‬ ‫ْ‬ ‫‪37‬‬ ‫َص َابتْ ُه أ َِذيَّ ٌة ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫ون‬ ‫ال‪« :‬الَ َي ْن ِز ُل ْاب ِني َم َع ُك ْم‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن أ َ‬ ‫ق الَِّتي تَذ َ‬ ‫َخاهُ قَ ْد َم َ‬ ‫ْه ُب َ‬ ‫ات‪َ ،‬و ُه َو َو ْح َدهُ َباق‪ .‬فَِإ ْن أ َ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ون َش ْي َب ِتي ِب ُح ْز ٍن إِلَى ا ْل َه ِ‬ ‫اوَي ِة»‪".‬‬ ‫يها تُْن ِزلُ َ‬ ‫ف َ‬

‫‪369‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث واألربعون)‬

‫اإلصحاح الثالث واألربعون‬ ‫األيات (‪1" -:)2 -1‬و َكان ا ْلجو ِ‬ ‫يدا‬ ‫ع َشد ً‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫اشتَُروا‬ ‫ص َر‪ ،‬أ َّ‬ ‫ال لَ ُه ُم‪ْ « :‬ار ِج ُعوا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َن أ َ​َبا ُه ْم قَ َ‬

‫عودة للجدول‬

‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِفي األ َْر ِ‬ ‫اءوا ِب ِه ِم ْن‬ ‫ض‪َ .‬و َح َد َ‬ ‫ث لَ َّما فَ َر ُغوا م ْن أَ ْك ِل ا ْلقَ ْم ِح الَّذي َج ُ‬ ‫لَ َنا َقلِيالً ِم َن الطَّ َع ِام»‪" .‬‬

‫‪3‬‬ ‫َش َه َد َعلَ ْي َنا قَ ِائالً‪ :‬الَ تَ​َر ْو َن َو ْج ِهي ِب ُد ِ‬ ‫وك ْم‬ ‫أية (‪ " -:)3‬فَ َكلَّ َم ُه َي ُهوَذا قَ ِائالً‪ِ« :‬إ َّن َّ‬ ‫الر ُج َل قَ ْد أ ْ‬ ‫ون أَ ُخ ُ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫َم َع ُك ْم‪".‬‬ ‫ال ترون وجهي بدون أن يكون أخوكم معكم = أخوكم أي بنيامين ومعني إسمه إبن اليمين فيوسف يمثل المسيح‬

‫مرفوضاً ومعزوالً عن إخوته ‪ .‬وبنيامين يمثل المسيح في مجده عن يمين اآلب ‪ .‬ونحن ال يمكننا أن نتالقي مع‬ ‫المسيح إال بمعرفتنا بكالهما أي حين يلتقي يوسف مع بنيامين ‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫طعاما‪5 ،‬و ِ‬ ‫ت الَ تُْر ِسلُ ُه الَ َن ْن ِز ُل‪.‬‬ ‫ت تُْر ِس ُل أ َ‬ ‫لك ْن ِإ ْن ُك ْن َ‬ ‫األيات (‪ِ " -:)7 -4‬إ ْن ُك ْن َ‬ ‫َخا َنا َم َع َنا‪َ ،‬ن ْن ِز ُل َوَن ْشتَ ِري لَ َك َ َ ً َ‬ ‫وكم مع ُكم»‪6.‬فَقَ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لَ َنا‪ :‬الَ تَ​َر ْو َن َو ْج ِهي ِب ُد ِ‬ ‫َسأْتُ ْم ِإلَ َّي َحتَّى‬ ‫أل َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫يل‪« :‬ل َما َذا أ َ‬ ‫ون أَ ُخ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫ال إ ْس َرائ ُ‬ ‫َ‬ ‫الر ُج َل قَ َ‬ ‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ُجل قَ ْد َسأ َّ‬ ‫ِ‬ ‫وك ْم َح ٌّي َب ْع ُد؟‬ ‫الر ُج َل أ َّ‬ ‫َخ َب ْرتُ ُم َّ‬ ‫أْ‬ ‫َن لَ ُك ْم أ ً‬ ‫يرِت َنا‪ ،‬قَ ِائالً‪َ :‬ه ْل أ َُب ُ‬ ‫َخا أ َْي ً‬ ‫َل َعنا َو َع ْن َعش َ‬ ‫َ‬ ‫ضا؟» فَقَالُوا‪« :‬إ َّن َّ َ‬ ‫يكم؟»‪7.‬وقَال يهوَذا ِإلسرِائيل أَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫يه‪:‬‬ ‫َه ْل لَ ُك ْم أَ ٌخ؟ فَأ ْ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ول‪ :‬ا ْن ِزلُوا ِبأَخ ُ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َخ َب ْرَناهُ ِب َح َسب ه َذا ا ْل َكالَم‪َ .‬ه ْل ُكنا َن ْعلَ ُم أَن ُه َيقُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫يعا‪".‬‬ ‫وم َوَنذ َ‬ ‫وت‪َ ،‬ن ْح ُن َوأَ ْن َ‬ ‫ب َوَن ْح َيا َوالَ َن ُم َ‬ ‫ْه َ‬ ‫ت َوأ َْوالَ ُد َنا َجم ً‬ ‫«أ َْرسل ا ْل ُغالَ َم َمعي ل َنقُ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َجئ ِب ِه ِإلَي َك وأُوِق ْف ُه قُدَّام َك‪ ،‬أ ِ‬ ‫َص ْر ُمذ ِْن ًبا ِإلَ ْي َك ُك َّل األ ََّي ِام‪".‬‬ ‫أية (‪ " -:)2‬أَ​َنا أ ْ‬ ‫َض َم ُن ُه‪ .‬م ْن َيدي تَ ْطلُ ُب ُه‪ِ .‬إ ْن لَ ْم أ ِ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫عرض يهوذا هنا عرض يمثل الفداء وهو عرض معقول = أصر مذنباً إليك‪ .‬أما عرض رأوبين فهو عرض‬

‫وحشي غير مقبول فهل كان يعقوب سيقتل ولديه (‪ .)3::52‬هنا يهوذا أبو المسيح بالجسد يشير لعمل المسيح‬

‫الفدائي‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫اآلن َم َّرتَ ْي ِن»‪".‬‬ ‫ان لَ ُك َّنا قَ ْد َر َج ْع َنا َ‬ ‫أية (‪ " -:)13‬أل ََّن َنا لَ ْو لَ ْم َنتَ​َو َ‬ ‫لكنا رجعنا األن مرتين = رفض يعقوب أن يرسل بنيامين كان السبب أنهم لم يذهبوا إلي مصر فإرتفع ثمن القمح‬

‫مع المدة‪ .‬واذا كان يعقوب قد وافق علي إرسال بنيامين لكانوا قد ذهبوا في خالل هذه الفترة إلي مصر واشتروا‬ ‫قمح بالثمن المنخفض مرتين‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْخ ِر َج َنى األ َْر ِ‬ ‫ض ِفي أ َْو ِع َي ِت ُك ْم‪،‬‬ ‫هك َذا فَاف َْعلُوا ه َذا‪ُ :‬خ ُذوا ِم ْن أَف َ‬ ‫ان َ‬ ‫يل أ َُب ُ‬ ‫وه ْم‪ِ« :‬إ ْن َك َ‬ ‫ال لَ ُه ْم إ ْس َرائ ُ‬ ‫أية (‪ " -:)11‬فَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوأَ ْن ِزلُوا لِ َّلر ُج ِل َه ِد َّي ًة‪َ .‬قلِيالً ِم َن ا ْل َبلَ َس ِ‬ ‫اء َوالَ َذ ًنا َوفُ ْستُقًا َولَ ْوًاز‪".‬‬ ‫ير َ‬ ‫ان‪َ ،‬وَقليالً م َن ا ْل َع َسل‪َ ،‬و َكث َ‬

‫‪370‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث واألربعون)‬

‫كثيراء= نوع من الصمغ كان يستخدم في الطب وصنع المواد الالصقة‪ .‬وربما دعيت كثيراء ألنها عندما توضع‬ ‫في الماء يزداد حجمها‪ .‬والذنا ‪ :‬نوع من اللبان (الدن) أفخر جني األرض ‪ :‬في أصلها العبري أفخر غناء‬ ‫األرض أي الثمار التي نسبح هللا علي أنه أعطاها لنا‪ .‬فاألرض حين تثمر تكون كأنها تغني وحين تبور تصبح‬

‫كأنها تنوح (هو ‪ .)3:5‬واذا كانت األرض تشير لإلنسان فحين يمتلئ من الروح القدس يكون له ثمار فيسبح‬ ‫(يغني)‪ .‬ولنتأمل ماذا كان يوجد في كنعان فستق ولوز والدن…الخ هي أشياء ثمينة لكنها ال تغني عن الخبز‬ ‫ومهما كان في العالم من لذات فهو بدون المسيح الخبز الحقيقى هو عالم جائع مائت ويميت‪.‬‬

‫األيات (‪" -:)13 -12‬‬ ‫ودةَ ِفي أَفْو ِ‬ ‫ان‬ ‫يك ْم‪َ .‬وا ْل ِف َّ‬ ‫‪َ 12‬و ُخ ُذوا ِف َّ‬ ‫ض ًة أ ْ‬ ‫ُّوها ِفي أ َ​َي ِاد ُ‬ ‫ُخ َرى ِفي أ َ​َي ِاد ُ‬ ‫اه ِع َدالِ ُك ْم ُرد َ‬ ‫ض َة ا ْل َم ْرُد َ‬ ‫يك ْم‪ ،‬لَ َعلَّ ُه َك َ‬ ‫َ‬ ‫‪13‬‬ ‫الر ُج ِل‪" .‬‬ ‫وموا ْار ِج ُعوا ِإلَى َّ‬ ‫َو ُخ ُذوا أ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫اك ْم َوقُ ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫اآلخر وب ْني ِ‬ ‫ين‪َ .‬وأَ​َنا ِإ َذا‬ ‫ام َّ‬ ‫ق لَ ُك ْم أ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫ير ُي ْع ِط ُ‬ ‫الر ُج ِل َحتَّى ُي ْطلِ َ‬ ‫ام َ‬ ‫اك ُم َ َ َ َ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)14‬وللاُ ا ْلقَد ُ‬ ‫يك ْم َر ْح َم ًة أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫األ َْوالَ َد َع ِد ْمتُ ُه ْم»‪".‬‬ ‫وأنا إذا عدمت األوالد عدمتهم = أي يكون هذا أمر مقضي به أمام الرب فليكون حسب إرادته‪.‬‬

‫َس ْه ًوا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫َعد ْم ُ‬

‫‪15‬‬ ‫الرجال ِ‬ ‫َّة ِفي أَي ِادي ِهم‪ ،‬وب ْني ِ‬ ‫ف ا ْل ِفض ِ‬ ‫َخ ُذوا ِ‬ ‫اموا َوَن َزلُوا‬ ‫هذ ِه ا ْل َه ِد َّي َة‪َ ،‬وأ َ‬ ‫األيات (‪ " -:)22 -15‬فَأ َ‬ ‫ض ْع َ‬ ‫ام َ‬ ‫َ ْ َ​َ َ‬ ‫ين‪َ ،‬وقَ ُ‬ ‫َخ َذ ِ َ ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫ف ب ْني ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لِلَِّذي َعلَى َب ْي ِت ِه‪« :‬أ َْد ِخ ِل ِ‬ ‫ال ِإلَى‬ ‫وس َ‬ ‫ام َ‬ ‫ِإلَى م ْ‬ ‫وس ُ َ َ‬ ‫ف‪َ .‬فلَ َّما َأرَى ُي ُ‬ ‫ام ُي ُ‬ ‫الر َج َ‬ ‫ين َم َع ُه ْم‪ ،‬قَ َ‬ ‫ص َر َو َوقَفُوا أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫َن ِ‬ ‫الر ُج ُل‬ ‫ئ‪ ،‬أل َّ‬ ‫ف‪َ .‬وأ َْد َخ َل َّ‬ ‫ون َم ِعي َع ْن َد الظُّ ْه ِر»‪ .‬فَفَ َع َل َّ‬ ‫وس ُ‬ ‫ال َيأ ُْكلُ َ‬ ‫ا ْل َب ْيت َواذ َْب ْح َذ ِب َ‬ ‫يح ًة َو َه ِي ْ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫الر ُج ُل َك َما قَ َ‬ ‫الر َج َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪ ،‬وقَالُوا‪« :‬لِسب ِب ا ْل ِفض ِ‬ ‫ِ‬ ‫اف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّة الَِّتي َر َج َع ْت أ ََّوالً ِفي‬ ‫وس َ‬ ‫ف‪ .‬فَ َخ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫وس َ َ‬ ‫ال ِإ ْذ أ ُْدخلُوا ِإلَى َب ْيت ُي ُ‬ ‫ال ِإلَى َب ْيت ُي ُ‬ ‫الر َج ُ‬ ‫الر َج َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ُج ِل الَِّذي َعلَى َب ْي ِت‬ ‫َّموا ِإلَى َّ‬ ‫ع َدالِ َنا َن ْح ُن قَ ْد أ ُْد ِخ ْل َنا لِ َي ْه ِج َم َعلَ ْي َنا َوَيقَ َع ِب َنا َوَيأْ ُخ َذ َنا َع ِب ً‬ ‫يدا َو َحم َ‬ ‫يرَنا»‪ .‬فَتَقَد ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫اب ا ْلبي ِت ‪23‬وقَالُوا‪ِ « :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ َّ‬ ‫ان لَ َّما أَتَ ْي َنا‬ ‫ي َ‬ ‫وس َ‬ ‫اما‪َ .‬و َك َ‬ ‫ف‪َ ،‬و َكلَّ ُموهُ في َب ِ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُي ُ‬ ‫ط َع ً‬ ‫استَم ْع َيا َسيدي‪ ،‬إن َنا قَ ْد َن َزْل َنا أ ََّوالً ل َن ْشتَ ِر َ‬ ‫ض ُة ُك ِل و ِ‬ ‫اها ِفي أ َ​َي ِادي َنا‪.‬‬ ‫ِإلَى ا ْل َم ْن ِز ِل أ ََّن َنا فَتَ ْح َنا ِع َدالَ َنا‪َ ،‬وِا َذا ِف َّ‬ ‫اح ٍد ِفي فَِم ِع ْدلِ ِه‪ِ .‬فضَّتَُنا ِب َو ْزِن َها‪ .‬فَقَ ْد َرَد ْد َن َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض ًة أ ْ ِ‬ ‫ض َع ِفضَّتَ​َنا ِفي ِع َدالِ َنا»‪".‬‬ ‫‪َ 22‬وأَ ْن َزْل َنا ِف َّ‬ ‫اما‪ .‬الَ َن ْعلَ ُم َم ْن َو َ‬ ‫ي طَ َع ً‬ ‫ُخ َرى في أ َ​َيادي َنا ل َن ْشتَ ِر َ‬

‫كل محاوالت يوسف مع إخوته (شدة ‪ /‬جفاء‪ /‬حبس ‪ /‬مأدبة طعام كما هنا ‪/‬حجز أخيهم‪ /‬طلب بنيامين‪ /‬وضع‬

‫الفضة ثم الطاس في عدالهم‪ ،‬كان لتحريك ضمائرهم للتوبة‪ .‬وحين طلب يوسف إعداد مأدبة لهم كان يتكلم‬

‫المصرية (آية ‪ )11‬فلم يفهم إخوته لذلك حين ذهبوا لبيت يوسف خافوا وظنوا أنهم يعاقبونهم علي الفضة‬

‫المسروقة فحاولوا تبرير موقفهم‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫صلَ ْت ِإلَ َّي»‪.‬‬ ‫َعطَ ُ‬ ‫له أَِب ُ‬ ‫له ُك ْم َواِ ُ‬ ‫يك ْم أ ْ‬ ‫ال‪َ « :‬سالَ ٌم لَ ُك ْم‪ ،‬الَ تَ َخافُوا‪ِ .‬إ ُ‬ ‫اك ْم َك ْن ًاز في ع َدال ُك ْم‪ .‬فضَّتُ ُك ْم َو َ‬ ‫أية (‪ " -:)23‬فَقَ َ‬ ‫ون‪" .‬‬ ‫ثُ َّم أ ْ‬ ‫َخ َر َج ِإلَ ْي ِه ْم ِش ْم ُع َ‬

‫يبدو أن يوسف لقن الرجل هذا الكالم ليطمئن إخوته‪.‬‬ ‫‪371‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث واألربعون)‬

‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ُج ُل ِ‬ ‫َعطَى َعلِيقًا‬ ‫األيات (‪َ " -:)27 -24‬وأ َْد َخ َل َّ‬ ‫وس َ‬ ‫َعطَ ُ‬ ‫اء لِ َي ْغ ِسلُوا أ َْر ُجلَ ُه ْم‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ف َوأ ْ‬ ‫اه ْم َم ً‬ ‫ال ِإلَى َب ْيت ُي ُ‬ ‫الر َج َ‬ ‫‪25‬‬ ‫لِ َح ِم ِ‬ ‫ون طَ َعا ًما‪َ 26 .‬فلَ َّما‬ ‫وس ُ‬ ‫يرِه ْم‪َ .‬و َه َّيأُوا ا ْل َه ِديَّ َة ِإلَى أ ْ‬ ‫اك َيأ ُْكلُ َ‬ ‫ف َع ْن َد الظُّ ْه ِر‪ ،‬أل ََّن ُه ْم َس ِم ُعوا أ ََّن ُه ْم ُه َن َ‬ ‫يء ُي ُ‬ ‫َن َي ِج َ‬ ‫‪20‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ُروا ِإلَ ْي ِه ا ْل َه ِد َّي َة الَِّتي ِفي أ َ​َي ِادي ِه ْم ِإلَى ا ْل َب ْي ِت‪َ ،‬و َس َج ُدوا لَ ُه ِإلَى األ َْر ِ‬ ‫َل َع ْن‬ ‫وس ُ‬ ‫َح َ‬ ‫ف ِإلَى ا ْل َب ْيت أ ْ‬ ‫اء ُي ُ‬ ‫َج َ‬ ‫ض‪ .‬فَ َسأ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وك ُم َّ‬ ‫َح ٌّي ُه َو َب ْع ُد؟» ‪27‬فَقَالُوا‪َ « :‬ع ْب ُد َك أ َُبوَنا َسالِ ٌم‪ُ .‬ه َو َح ٌّي‬ ‫َسالِ ٌم أ َُب ُ‬ ‫الش ْي ُخ الَّذي ُق ْلتُ ْم َع ْن ُه؟ أ َ‬ ‫ال‪« :‬أ َ‬ ‫َسالَ َمت ِه ْم‪َ ،‬وقَ َ‬

‫َب ْع ُد»‪َ .‬و َخ ُّروا َو َس َج ُدوا‪".‬‬

‫وكم َّ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫أية (‪22 " -:)22‬فَرفَع عي َني ِه وَنظَر ب ْني ِ‬ ‫ير الَِّذي ُق ْلتُ ْم لِي َع ْن ُه؟»‬ ‫ين أ َ‬ ‫ام َ‬ ‫َ َ َْ ْ َ َ َ َ‬ ‫الصغ ُ‬ ‫َخاهُ ْاب َن أُمه‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ال‪« :‬أَه َذا أَ ُخ ُ ُ‬ ‫ال‪« :‬للاُ ُي ْن ِع ُم َعلَ ْي َك َيا ْاب ِني»‪.‬‬ ‫ثُ َّم قَ َ‬ ‫كان يوسف قد ترك بنيامين وعمره ‪ 1‬سنوات وها هو اآلن عمره حوالي ‪ 31‬سنة‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫استَ ْع َج َل‬ ‫األيات (‪َ " -:)31 -33‬و ْ‬ ‫اك‪31 .‬ثُ َّم َغ َس َل َو ْج َه ُه َو َخ َر َج‬ ‫َوَب َكى ُه َن َ‬

‫ف‬ ‫وس ُ‬ ‫ُي ُ‬ ‫َوتَ َجلَّ َد‪،‬‬

‫ِ ِ‬ ‫أل َّ‬ ‫ب َم َكا ًنا لِ َي ْب ِك َي‪ ،‬فَ َد َخ َل ا ْل َم ْخ َدعَ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫اءهُ َح َّن ْت ِإلَى أَخيه َوطَلَ َ‬ ‫َح َش َ‬ ‫ِ‬ ‫اما»‪".‬‬ ‫ال‪« :‬قَد ُموا طَ َع ً‬ ‫َوقَ َ‬

‫‪32‬‬ ‫ِ‬ ‫ين ِع ْن َده و ْح َد ُهم‪ ،‬أل َّ ِ‬ ‫ين ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫ين الَ َي ْقد ُر َ‬ ‫ص ِرِي َ‬ ‫اآلكلِ َ‬ ‫ص ِرِي َ‬ ‫َن ا ْلم ْ‬ ‫َّموا لَ ُه َو ْح َدهُ‪َ ،‬ولَ ُه ْم َو ْح َد ُه ْم‪َ ،‬ولِ ْلم ْ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫أية (‪ " -:)32‬فَقَد ُ‬ ‫طعاما مع ا ْل ِعبرِان ِيين‪ ،‬أل ََّنه ِرج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫أْ‬ ‫ص ِرِي َ‬ ‫َن َيأ ُْكلُوا َ َ ً َ َ ْ َ َ‬ ‫س ع ْن َد ا ْلم ْ‬ ‫ُ ْ ٌ‬

‫كان المصريين يعتبرون أن األكل مع الغرباء رجس ‪.‬‬

‫‪ .1‬فالغرباء يأكلون من لحوم ذبائح تعتبر مقدسة عند المصريين ‪.‬‬ ‫‪ .2‬هم يحتقرون الرعاة ألن منهم الهكسوس‪.‬‬

‫‪ .3‬هم ال يحبون الغرباء عموماً حتي أنهم كانوا يمتنعون عن أن يستعملوا سكيناً إستعملها يوناني من قبل‬ ‫لعله ذبح بها أحد حيواناتهم المقدسة لذلك كان ليوسف مائدة لمستواه الرفيع وكان لكل من اليهود‬ ‫والمصريين مائدة‪ ،‬كل علي حدة‪ .‬ولكن من ناحية أخري فإجتماع الجميع مع يوسف ليأكلوا فيه رمز‬

‫للمسيح الذي جمع اليهود واألمم حول مائدة واحدة‪.‬‬

‫وعدم معرفة األخوة ليوسف تشير ألن اليهود قد أغلقت عيونهم عن أن يعرفوا المسيح بسبب قساوة قلوبهم‪" .‬ألنهم‬

‫لو عرفوا لما صلبوا رب المجد ‪1‬كو ‪ .1:2‬وكان اإلخوة لم يعرفوا يوسف فهو زاد في العمر حوالي ‪ 22‬سنة‬ ‫باإلضافة لهيبته ومجده ومالبسه ولغته المصرية‪.‬‬ ‫الص ِغير ِبحس ِب ِ‬ ‫أية (‪33 " -:)33‬فَجلَسوا قُدَّام ُه‪ :‬ا ْل ِب ْكر ِبحس ِب ب ُك ِ ِ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ض ُه ْم ِإلَى‬ ‫ص َغ ِرِه‪ ،‬فَ ُب ِه َ‬ ‫ال َب ْع ُ‬ ‫ُ َ​َ َ‬ ‫ورَّيته‪َ ،‬و َّ ُ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الر َج ُ‬ ‫َ‬ ‫َب ْع ٍ‬ ‫ض‪".‬‬

‫‪372‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثالث واألربعون)‬

‫أية (‪َ 34" -:)34‬و َرفَ َع‬ ‫َضع ٍ‬ ‫اف‪َ .‬و َش ِرُبوا َو َرُووا‬ ‫أ َْ‬

‫ص ج ِم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ُة ب ْني ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع ِه ْم َخ ْم َس َة‬ ‫ام َ‬ ‫ص ِ َ‬ ‫صا م ْن قُدَّامه ِإلَ ْي ِه ْم‪ ،‬فَ َكا َن ْت ح َّ َ َ‬ ‫ين أَ ْكثَ​َر م ْن ح َ‬ ‫صً‬ ‫حَ‬ ‫َم َع ُه‪" .‬‬

‫خمسة أضعاف ‪ :‬رقم ‪ 4‬هو رقم النعمة‪ .‬فالمسيح يشبعنا من نعمته مجاناً‪.‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬ ‫دخول األخوة بيت يوسف ‪ :‬دخولنا للكنيسة‪ .‬والماء لغسل األرجل = معمودية ثم توبة مستمرة والجلوس علي‬

‫مائدة يوسف = سر اإلفخارستيا (آية ‪. )25‬‬

‫‪373‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع واألربعون)‬

‫اإلصحاح الرابع واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫أية (‪1 " -:)1‬ثُ َّم أَمر الَِّذي علَى بي ِت ِه قَ ِائالً‪« :‬امألْ ِ‬ ‫الر َج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َة‬ ‫ع‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ض ْع ِف َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب َما ُي ِطيقُ َ‬ ‫ون ِح ْملَ ُه‪َ ،‬و َ‬ ‫َ َْ‬ ‫اما َح َس َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُك ِل و ِ‬ ‫اح ٍد ِفي فَِم ِع ْدلِ ِه‪" .‬‬ ‫َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫طاس ا ْل ِفض ِ‬ ‫‪ِ 2‬‬ ‫ِ‬ ‫الص ِغ ِ‬ ‫ف‬ ‫ضعُ ِفي فَِم ِع ْد ِل َّ‬ ‫وس َ‬ ‫َّة‪ ،‬تَ َ‬ ‫ير‪َ ،‬وثَ َم َن قَ ْمحه»‪ .‬فَفَ َع َل ِب َح َس ِب َكالَم ُي ُ‬ ‫أية (‪َ " -:)2‬وطَاسي‪َ َ ،‬‬ ‫الَِّذي تَ َكلَّ َم ِب ِه‪".‬‬ ‫طاس الفضة = هو كأس يستخدم في الشرب وكان بعض األمم يتفاءلون بهذا الكأس فكانوا يلقون عملة أو خاتم‬ ‫فيه ويتأملون عدد الفقاقيع التي تظهر واتجاهاتها وعلي حسب هذا يحددون المستقبل (وهذه العادة مازالت موجودة‬ ‫في مصر مع من يدعي معرفة المستقبل من فنجان القهوة) وكان البعض يستخدم الكأس إلستجالب النوم خالل‬

‫التأمل المستمر والعميق في الفقاقيع التي تظهر فيه‪ ،‬حيث يعطي ذلك لإلنسان شيئاً من النوم‪ .‬وهذه العادات‬

‫الوثنية هي التي يعنيها القول هنا في آية ‪ :4‬يتفاءل به‪ .‬ومن المؤكد فإن يوسف الطاهر النقي‪ ،‬خائف هللا ال‬

‫يمكن أن يعني هذا حرفياً‪ .‬بل كما قلنا هي خطة إلرجاعهم ثانية‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫يرُه ْم‪َ 4 .‬ولَ َّما َكا ُنوا قَ ْد َخ َر ُجوا ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة َولَ ْم‬ ‫اء ُّ‬ ‫ص َر َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)5 -3‬فلَ َّما أ َ‬ ‫الص ْب ُح ا ْن َ‬ ‫َض َ‬ ‫ال ُه ْم َو َحم ُ‬ ‫الر َج ُ‬ ‫ِ‬ ‫يبتَِعدوا‪ ،‬قَال يوس ُ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر َج ِ‬ ‫اء ِ‬ ‫ضا‬ ‫َْ ُ‬ ‫ال‪َ ،‬و َمتَى أ َْد َرْكتَ ُه ْم فَ ُق ْل لَ ُه ْم‪ :‬لِ َما َذا َج َازْيتُ ْم َش ًّار ع َو ً‬ ‫ف للَّذي َعلَى َب ْيته‪« :‬قُم ْ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫اس َع َو َر َ‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ص َن ْعتُ ْم»‪".‬‬ ‫س ه َذا ُه َو الَّذي َي ْش َر ُ‬ ‫َسأْتُ ْم في َما َ‬ ‫اء ُل ِبه‪ .‬أ َ‬ ‫ب َس ِيدي فيه؟ َو ُه َو َيتَفَ َ‬ ‫َع ْن َخ ْي ٍر؟ أَلَ ْي َ‬

‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫اشا‬ ‫ال لَ ُه ْم ه َذا ا ْل َكالَ َم‪ .‬فَقَالُوا لَ ُه‪« :‬لِ َما َذا َيتَ َكلَّ ُم َس ِي ِدي ِم ْث َل ه َذا ا ْل َكالَِم؟ َح َ‬ ‫األيات (‪ " -:)13 -6‬فَأ َْد َرَك ُه ْم َوقَ َ‬ ‫لِع ِب ِ‬ ‫ض ُة الَِّتي وج ْد َنا ِفي أَفْو ِ‬ ‫اها ِإلَ ْي َك ِم ْن أ َْر ِ‬ ‫ان‪.‬‬ ‫َن َي ْف َعلُوا ِمثْ َل ه َذا األ َْم ِر! ‪ُ 7‬ه َوَذا ا ْل ِف َّ‬ ‫اه ِع َدالِ َنا َرَد ْد َن َ‬ ‫يد َك أ ْ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يدا‬ ‫ق ِم ْن َب ْي ِت َس ِي ِد َك ِف َّ‬ ‫فَ َك ْي َ‬ ‫ون َع ِب ً‬ ‫وج ُد َم َع ُه ِم ْن َع ِبيد َك َي ُم ُ‬ ‫ف َن ْس ِر ُ‬ ‫ضا َن ُك ُ‬ ‫وت‪َ ،‬وَن ْح ُن أ َْي ً‬ ‫ض ًة أ َْو َذ َه ًبا؟ الَّذي ُي َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ون‬ ‫ون لِي َع ْب ًدا‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫اآلن ِب َح َس ِب َكالَ ِم ُك ْم َ‬ ‫َما أَ ْنتُ ْم فَتَ ُكونُ َ‬ ‫وج ُد َم َع ُه َي ُك ُ‬ ‫هك َذا َي ُك ُ‬ ‫ال‪َ « :‬ن َعِم‪َ ،‬‬ ‫ون‪ .‬الَّذي ُي َ‬ ‫ل َسيدي»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ض‪ ،‬وفَتَحوا ُك ُّل و ِ‬ ‫ش ُم ْبتَِد ًئا ِم َن ا ْل َك ِب ِ‬ ‫ير‬ ‫اح ٍد ِع ْدلَ ُه‪ .‬فَفَتَّ َ‬ ‫استَ ْع َجلُوا َوأَ ْن َزلُوا ُك ُّل َواحد ع ْدلَ ُه ِإلَى األ َْر ِ َ ُ‬ ‫اء»‪ .‬فَ ْ‬ ‫َ‬ ‫أ َْب ِرَي َ‬ ‫ين‪13 .‬فَم َّزقُوا ِثيابهم وح َّمل ُك ُّل و ِ‬ ‫ير‪ ،‬فَو ِج َد الطَّاس ِفي ِع ْد ِل ب ْني ِ‬ ‫حتَّى ا ْنتَهى ِإلَى َّ ِ‬ ‫اح ٍد َعلَى ِح َم ِ‬ ‫ارِه َو َر َج ُعوا‬ ‫ام َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الصغ ِ ُ‬ ‫َ َ ُْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِإلَى ا ْل َم ِدي َن ِة‪".‬‬

‫لقد نجحت الخطة وهاهم يعودون إليه‪.‬‬

‫‪374‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع واألربعون)‬

‫األيات (‪14" -:)15 -14‬فَ َد َخ َل َي ُهوَذا َوِا ْخ َوتُ ُه‬ ‫‪15‬‬ ‫ف‪َ « :‬ما ه َذا ا ْلفَ ْع ُل الَِّذي فَ َع ْلتُ ْم؟‬ ‫وس ُ‬ ‫ال لَ ُه ْم ُي ُ‬ ‫فَقَ َ‬

‫ِ‬ ‫ام ُه َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫وس َ‬ ‫ف َو ُه َو َب ْع ُد ُه َن َ‬ ‫ِإلَى َب ْيت ُي ُ‬ ‫َم َ‬ ‫اك‪َ ،‬و َوقَ ُعوا أ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اء ُل؟» "‬ ‫أَلَ ْم تَ ْعلَ ُموا أ َّ‬ ‫َن َر ُجالً م ْثلي َيتَفَ َ‬

‫لِس ِي ِدي؟ ما َذا َنتَ َكلَّم؟ وِبما َذا َنتَب َّرر؟ للا قَ ْد وجد ِإثْم ع ِب ِ‬ ‫يد َك‪َ .‬ها َن ْح ُن‬ ‫ُ َ َ​َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫يعا»‪" .‬‬ ‫َيده َجم ً‬

‫‪16‬‬ ‫ول‬ ‫أية (‪ " -:)16‬فَقَ َ‬ ‫ال َي ُهوَذا‪َ « :‬ما َذا َنقُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ع ِب ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫اس ِفي‬ ‫َ ٌ‬ ‫يد ل َس ِيدي‪َ ،‬ن ْح ُن َوالَّذي ُو ِج َد الط ُ‬ ‫للا وجد إثم عبيدك = هنا يظهر نجاح خطة يوسف فها هم شعروا بخطيتهم واعترفوا علناً‪ .‬لقد تغير قلبهم ومزقوا‬

‫ثيابهم ورجعوا في م اررة‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ون لِي َع ْب ًدا‪،‬‬ ‫َن أَف َْع َل ه َذا! َّ‬ ‫ال‪َ « :‬ح َ‬ ‫اشا لِي أ ْ‬ ‫اس ِفي َيد ِه ُه َو َي ُك ُ‬ ‫الر ُج ُل الَّذي ُو ِج َد الط ُ‬ ‫األيات (‪ " -:)12 -10‬فَقَ َ‬ ‫يكم»‪17.‬ثُ َّم تَقَد ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫استَ ِم ْع َيا َس ِي ِدي‪ .‬لِ َيتَ َكلَّ ْم َع ْب ُد َك َكلِ َم ًة ِفي‬ ‫َوأ َّ‬ ‫َما أَ ْنتُ ْم فَ ْ‬ ‫ال‪ْ « :‬‬ ‫اص َع ُدوا ِب َسالَم إلَى أَِب ُ ْ‬ ‫َّم إلَ ْيه َي ُهوَذا َوقَ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ 12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫َب أ َْو أَ ٌخ؟"‬ ‫َل َع ِب َ‬ ‫أُ ُذ َن ْي َس ِيدي َوالَ َي ْح َم َغ َ‬ ‫يدهُ قَائالً‪َ :‬ه ْل لَ ُك ْم أ ٌ‬ ‫ض ُب َك َعلَى َع ْبد َك‪ ،‬ألَن َك م ْث ُل ف ْر َع ْو َن‪َ .‬سيدي َسأ َ‬ ‫ات أَ ُخوه وب ِقي ُهو و ْح َده أل ِ‬ ‫األيات (‪23" -:)27 -23‬فَ ُق ْل َنا لِس ِي ِدي‪ :‬لَ َنا أَب َشي ٌخ‪ ،‬واب ُن َشي ُخو َخ ٍة ِ‬ ‫ُم ِه‪،‬‬ ‫ير‪َ ،‬م َ‬ ‫ُ َ​َ َ َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صغ ٌ‬ ‫ِ ‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن َيتُْر َك أ َ​َباهُ‪،‬‬ ‫َج َع َل َن َ‬ ‫ظ ِري َعلَ ْيه‪ .‬فَ ُق ْل َنا ل َس ِيدي‪ :‬الَ َي ْقد ُر ا ْل ُغالَ ُم أ ْ‬ ‫َوأ َُبوهُ ُي ِحبُّ ُه‪ .‬فَ ُق ْل َ‬ ‫ت لِ َع ِبيد َك‪ :‬ا ْن ِزلُوا ِبه ِإلَ َّي فَأ ْ‬ ‫‪24‬‬ ‫وكم َّ ِ‬ ‫وت‪23 .‬فَ ُق ْل َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ان لَ َّما‬ ‫َوِا ْن تَ​َر َك أ َ​َباهُ َي ُم ُ‬ ‫ير َم َع ُك ْم الَ تَ ُع ُ‬ ‫ون َو ْج ِهي‪ .‬فَ َك َ‬ ‫ودوا تَ ْنظُ​ُر َ‬ ‫الصغ ُ‬ ‫ت ل َعبيد َك‪ :‬إ ْن لَ ْم َي ْن ِز ْل أَ ُخ ُ ُ‬ ‫‪25‬‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫اشتَُروا لَ َنا َقلِيالً ِم َن الطَّ َع ِام‪26 .‬فَ ُق ْل َنا‪:‬‬ ‫ص ِع ْد َنا ِإلَى َع ْب ِد َك أَِبي أ ََّن َنا أ ْ‬ ‫ال أ َُبوَنا‪ْ :‬ار ِج ُعوا ْ‬ ‫َ‬ ‫َخ َب ْرَناهُ ِب َكالَم َسيدي‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫الرج ِل وأَ ُخوَنا َّ ِ‬ ‫ان أَ ُخوَنا َّ ِ‬ ‫ير‬ ‫ير َم َع َنا َن ْن ِز ُل‪ ،‬أل ََّن َنا الَ َن ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫الَ َن ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َن َن ْن ِز َل‪َ ،‬وِا َّن َما ِإ َذا َك َ‬ ‫َن َن ْنظَُر َو ْج َه َّ ُ َ‬ ‫الصغ ُ‬ ‫الصغ ُ‬ ‫‪20‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن ام أرَِتي ولَ َد ْت ِلي اثْ َني ِن‪27 ،‬فَ َخرج ا ْلو ِ‬ ‫ت‪:‬‬ ‫اح ُد ِم ْن ع ْندي‪َ ،‬وُق ْل ُ‬ ‫ال لَ َنا َع ْب ُد َك أَِبي‪ :‬أَ ْنتُ ْم تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ون أ َّ ْ َ َ‬ ‫لَ ْي َ‬ ‫س َم َع َنا‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلن‪".‬‬ ‫اسا‪َ ،‬ولَ ْم أَ ْنظُ ْرهُ ِإلَى َ‬ ‫س افْت َر ً‬ ‫ِإ َّن َما ُه َو قَد افْتُ ِر َ‬

‫مات أخوه… إفترس إفتراساً = يبدو أنه من تكرارهم لهذه الكذبة صدقوها‪ .‬لكن لماذا إختار يوسف عدل بنيامين‬

‫ليضع فيه الطاس؟ يوسف أراد أن يختبرهم هل تابوا حقاً وهل هم يحبون بنيامين‪ .‬ألنه لو كانوا كما كانوا في‬ ‫وحشيتهم السابقة ووجدوا أن يوسف يريد أن يلقي القبض علي بنيامين وحده كسارق لكانوا قد تركوه للرجال وهربوا‬

‫هم لكنهم لم يفعلوا‪ ،‬بل عادوا عالمة صدق توبتهم فإستحقوا أن يعلن لهم يوسف نفسه‪.‬‬

‫واذا كانت الكأس قد أعادت اإلخوة إلي يوسف فكأس األالم التي شربها الرب أعادتنا إليه‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ضا ِم ْن أ ِ‬ ‫ون َش ْي َب ِتي ِب َشر ِإلَى‬ ‫األيات (‪ " -:)32 -22‬فَِإ َذا أ َ‬ ‫َص َابتْ ُه أَذيَّ ٌة‪ ،‬تُْن ِزلُ َ‬ ‫َخذْتُ ْم ه َذا أ َْي ً‬ ‫َمام َو ْج ِهي َوأ َ‬ ‫َ‬ ‫‪31‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َه ِ‬ ‫َن‬ ‫ون َمتَى َأرَى أ َّ‬ ‫اآلن َمتَى ِج ْئ ُ‬ ‫س َم َع َنا‪َ ،‬وَن ْف ُس ُه ُم ْرتَِبطَ ٌة ِب َن ْف ِس ِه‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫اوَي ِة‪ .‬فَ َ‬ ‫ت ِإلَى َع ْبد َك أَِبي‪َ ،‬وا ْل ُغالَ ُم لَ ْي َ‬ ‫يد َك َش ْي َب َة َع ْب ِد َك أَِبي َنا ِب ُح ْز ٍن ِإلَى ا ْل َه ِ‬ ‫ض ِم َن ا ْل ُغالَ َم ألَِبي‬ ‫اوَي ِة‪32 ،‬أل َّ‬ ‫وت‪ ،‬فَ ُي ْن ِز ُل َع ِب ُ‬ ‫ود‪ ،‬أ ََّن ُه َي ُم ُ‬ ‫ا ْل ُغالَ َم َم ْفقُ ٌ‬ ‫َن َع ْب َد َك َ‬ ‫ِ‬ ‫َجئ ِب ِه ِإلَي َك أ ِ‬ ‫َص ْر ُمذ ِْن ًبا ِإلَى أَِبي ُك َّل األ ََّي ِام‪" .‬‬ ‫ْ‬ ‫قَائالً‪ِ :‬إ ْن لَ ْم أ ِ ْ‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َع ِد ا ْل ُغالَ ُم َم َع ِإ ْخ َوِت ِه‪" .‬‬ ‫أية (‪ " -:)33‬فَ َ‬ ‫اآلن لِ َي ْم ُك ْث َع ْب ُد َك ع َو ً‬ ‫ضا َع ِن ا ْل ُغالَم‪َ ،‬ع ْب ًدا ل َس ِيدي‪َ ،‬وَي ْ‬

‫‪375‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الرابع واألربعون)‬

‫هنا يهوذا كجسد للمسيح يرمز له في فدائه فهو يضع نفسه عن أخوه المتهم بالسرقة‪.‬‬ ‫ف أَصعد ِإلَى أَِبي وا ْل ُغالَم لَيس م ِعي؟ لِ َئالَّ أَ ْنظُر َّ ِ‬ ‫‪ِ 34‬‬ ‫ِ‬ ‫يب أَِبي»‪".‬‬ ‫أية (‪ " -:)34‬ألَني َك ْي َ ْ َ ُ‬ ‫الش َّر الَّذي ُيص ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َْ َ‬

‫‪376‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس واألربعون)‬

‫اإلصحاح الخامس واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫يع ا ْلو ِاق ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ ِر ُجوا ُك َّل ِإ ْن َس ٍ‬ ‫ان‬ ‫ض ِب َ‬ ‫ص َر َخ‪« :‬أ ْ‬ ‫وس ُ‬ ‫ف أْ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫ط َن ْف َس ُه لَ َدى َج ِم ِ َ َ‬ ‫ين ع ْن َدهُ فَ َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)3 -1‬فلَ ْم َي ْستَط ْع ُي ُ‬ ‫‪2‬‬ ‫فأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس ُ‬ ‫ين َع َّر َ‬ ‫ف ِإ ْخ َوتَ ُه ِب َن ْف ِس ِه‪ .‬فَأَ ْطلَ َ‬ ‫ص ِرُّي َ‬ ‫َح ٌد ع ْن َدهُ ِح َ‬ ‫َعني»‪َ .‬فلَ ْم َيق ْ َ‬ ‫ون َو َسمعَ‬ ‫ص ْوتَ ُه ِبا ْل ُب َكاء‪ ،‬فَ َسم َع ا ْلم ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ف ُي ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫بي ُ ِ‬ ‫اعوا‬ ‫وس ُ‬ ‫وس ُ‬ ‫َح ٌّي أَِبي َب ْع ُد؟» َفلَ ْم َي ْستَ ِط ْع ِإ ْخ َوتُ ُه أ ْ‬ ‫يبوهُ‪ ،‬أل ََّن ُه ُم ْارتَ ُ‬ ‫ف‪ .‬أ َ‬ ‫َْ‬ ‫َن ُي ِج ُ‬ ‫ف ِإل ْخ َوته‪« :‬أَ​َنا ُي ُ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫ت ف ْر َع ْو َن‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ِم ْن ُه‪".‬‬

‫لقد أخرج يوسف المصريين من عنده حتي ال يعرفوا مؤامرة اإلخوة ضده فيسقطوا في نظر المصريين‪ .‬وهذا يشير‬

‫هلل الذي يستر علينا ويغطي ضعفاتنا‪ .‬وقول يوسف ‪....‬‬

‫أنا يوسف = هو قول المسيح أنا هو ال تخافوا‪ .‬وبكاء يوسف هي عواطف األب عند رجوع إبنه الضال (لو‬ ‫‪ .)21:14‬قد يكتمها أحياناً ولكن من المؤكد أنه سيعلنها يوماً للتائب‪.‬‬

‫واعالن يوسف نفسه إلخوته دون المصريين يشير ألن المسيح سيعلن نفسه في القيامة لشعبه وألحبائه فقط‪،‬‬ ‫فبينما أن كثيرين شهدوا الصلب فلم يراه في قيامته سوي التالميذ وأحبائه‪ .‬فسمع المصريون = هم كانوا‬

‫كالحراس علي قبر المسيح فهم أحسوا بالزلزلة وشاهدوا بهاء شديداً لكنهم لم يفهموا سر القيامة‪ .‬وهذا ما حدث‬

‫مع شاول الطرسوسى فهو وحده سمع صوت المسيح ورآه ‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫ف أَ ُخ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِإل ْخ َوِت ِه‪« :‬تَقَد ِ‬ ‫ص َر‪".‬‬ ‫وس ُ‬ ‫وس ُ‬ ‫وك ُم الَّذي ِب ْعتُ ُموهُ ِإلَى م ْ‬ ‫ال‪« :‬أَ​َنا ُي ُ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫َّموا‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َّموا إلَ َّي»‪ .‬فَتَقَد ُ‬ ‫ُ‬ ‫أية (‪ " -:)4‬فَقَ َ‬ ‫‪5‬‬ ‫َسفُوا َوالَ تَ ْغتَاظُوا أل ََّن ُك ْم‬ ‫اآلن الَ تَتَأ َّ‬ ‫أية (‪َ " -:)5‬و َ‬ ‫نالحظ هنا رقة مشاعر يوسف فهو ال يعاتب وال‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِبعتُموِني ِإلَى ُه َنا‪ ،‬أل ََّن ُه ِ ِ‬ ‫َّام ُك ْم‪".‬‬ ‫ْ‬ ‫الست ْبقَاء َح َياة أ َْر َسلَن َي للاُ قُد َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫يلوم‪ .‬هم إرتاعوا منه وخافوا من إنتقامه وهو في مجده هذا‪.‬‬

‫لكن كل ما قاله لهم تقدموا إلي‪ .‬فالخطية تبعدنا عن المسيح لكننا دائما نجد صوته يدعونا أن نقترب‪ .‬والحظ‬ ‫شعور يوسف بأن هللا ضابط الكل وهو في حضرته دائما‪ ،‬فهو يشهد هلل أمام فرعون ويخاف هللا أمام زوجة‬

‫فوطيفار واآلن يشعر أن كل األمور هي بسماح من هللا = أرسلني للا‪ .‬فاهلل في نظر يوسف هو ضابط الكل‪.‬‬ ‫يدبر كل األمور معاً للخير‪.‬‬ ‫َن ِل ْل ُجوِع ِفي األ َْر ِ‬ ‫س‬ ‫األيات (‪6 " -:)0 -6‬أل َّ‬ ‫ض َ‬ ‫اآلن َس َنتَ ْي ِن‪َ .‬و َخ ْم ُ‬ ‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫َّام ُك ْم لِ َي ْج َع َل لَ ُك ْم َب ِق َّي ًة ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض َولِ َي ْستَ ْب ِق َي لَ ُك ْم‬ ‫فَقَ ْد أ َْر َسلَني للاُ قُد َ‬

‫ِ‬ ‫ضا الَ تَ ُك ُ ِ‬ ‫اد‪.‬‬ ‫صٌ‬ ‫ِسن َ‬ ‫ين أ َْي ً‬ ‫ون ف َ‬ ‫يها فَالَ َح ٌة َوالَ َح َ‬ ‫ِ‬ ‫يم ًة‪" .‬‬ ‫َن َجاةً َعظ َ‬

‫‪7‬‬ ‫س أَ ْنتُ ْم أ َْر َس ْلتُ ُموِني ِإلَى ُه َنا َب ِل للاُ‪َ .‬و ُه َو قَ ْد َج َعلَ ِني أ ًَبا لِ ِف ْر َع ْو َن َو َس ِي ًدا لِ ُك ِل َب ْي ِت ِه‬ ‫أية (‪ " -:)7‬فَ َ‬ ‫اآلن لَ ْي َ‬ ‫طا علَى ُك ِل أَر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر‪".‬‬ ‫َو ُمتَ َسل ً َ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ْ‬

‫‪377‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس واألربعون)‬

‫أباً لفرعون = كان رئيس الوزراء أو الوزير األول عند المصريين وملوك فارس والعرب والرومان والفينيقيين‬ ‫يسمي أب للملك ‪ ،‬فالملك يترك له تدبير كل األمور كما يسلم اإلبن كل شئ ألبيه وهكذا صار المسيح أبا لكل‬

‫ملوك األرض‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص َر‪.‬‬ ‫وس ُ‬ ‫اص َع ُدوا ِإلَى أَِبي َوقُولُوا لَ ُه‪َ :‬‬ ‫ف‪ :‬قَ ْد َج َعلَن َي للاُ َس ِي ًدا ل ُك ِل م ْ‬ ‫َس ِر ُعوا َو ْ‬ ‫أية (‪ " -:)2‬أ ْ‬ ‫ول ْاب ُن َك ُي ُ‬ ‫هك َذا َيقُ ُ‬ ‫ف‪".‬‬ ‫ِا ْن ِز ْل ِإلَ َّي‪ .‬الَ تَ ِق ْ‬ ‫أسرعوا أصعدوا = المجاعة القادمة ال تترك وقتا للتهاون‪ .‬ونحن هل نتوب سريعاً‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪13 " -:)13‬فَتَ ْس ُك َن ِفي أ َْر ِ‬ ‫يك َو َغ َن ُم َك َوَبقَُر َك َو ُك ُّل َما‬ ‫يبا ِمني‪ ،‬أَ ْن َ‬ ‫وك َوَب ُنو َبن َ‬ ‫ت َوَب ُن َ‬ ‫ان َوتَ ُك َ‬ ‫اس َ‬ ‫ون قَ ِر ً‬ ‫ض َج َ‬ ‫لَ َك‪".‬‬ ‫أرض جاسان = شمال شرق الدلتا‪ ،‬ومكانها اآلن محافظة الشرقية وتسمي أرض رعمسيس (تك ‪ )11:5:‬وهي‬ ‫من أجود األراضي للرعي‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اك‪ ،‬أل ََّن ُه‬ ‫َعولُ َك ُه َن َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)12 -11‬وأ ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫َخي ب ْني ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫ام َ‬ ‫لَ َك‪َ .‬و ُه َوَذا ُع ُيوُن ُك ْم تَ​َرى‪َ ،‬و َع ْي َنا أ َ َ‬

‫ِ‬ ‫ت َوَب ْيتُ َك َو ُك ُّل َما‬ ‫ين ُجو ًعا‪ .‬لِ َئالَّ تَ ْفتَ ِق َر أَ ْن َ‬ ‫س ِسن َ‬ ‫َي ُك ُ‬ ‫ون أ َْي ً‬ ‫ضا َخ ْم ُ‬ ‫َن فَ ِمي ُه َو الَِّذي ُي َكلِ ُم ُك ْم‪" .‬‬ ‫أ َّ‬

‫‪13‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ون ِبأَِبي ِإلَى ُه َنا»‪".‬‬ ‫ون َوتَ ْن ِزلُ َ‬ ‫ص َر َوِب ُك ِل َما َأر َْيتُ ْم‪َ ،‬وتَ ْستَ ْع ِجلُ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)13‬وتُ ْخ ِب ُر َ‬ ‫ون أَِبي ِب ُك ِل َم ْجدي في م ْ‬ ‫هو يستعجل مجئ أبيه واخوته لمصر ليتمتعوا بمجده والمسيح هكذا أيضاً يو ‪.22:1:‬‬ ‫‪14‬‬ ‫يه وب َكى‪ ،‬وب َكى ب ْني ِ‬ ‫ام َ ِ ِ‬ ‫ق ب ْني ِ‬ ‫ين َعلَى‬ ‫ام ُ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫ين أَخ َ َ‬ ‫األيات (‪ " -:)16 -14‬ثُ َّم َوقَ َع َعلَى ُع ُن ِ َ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫يل‪:‬‬ ‫إ ْخ َوته َوَب َكى َعلَ ْي ِه ْم‪َ .‬وَب ْع َد ذل َك تَ َكل َم إ ْخ َوتُ ُه َم َع ُه‪َ .‬و ُسم َع ا ْل َخ َب ُر في َب ْيت ف ْر َع ْو َن‪َ ،‬وق َ‬ ‫ون ع ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد ِه‪" .‬‬ ‫فَ َح ُس َن في َع ْي َن ْي ف ْر َع ْو َن َوِفي ُع ُي ِ َ‬

‫ِ ِ ‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ُع ُنقه‪َ .‬وقَ​َّب َل َجميعَ‬ ‫ف»‪.‬‬ ‫وس َ‬ ‫اء ِإ ْخ َوةُ ُي ُ‬ ‫« َج َ‬

‫ِ‬ ‫األيات (‪10" -:)23 -10‬فَقَ ِ‬ ‫ْه ُبوا ِإ َلى‬ ‫وس َ‬ ‫ف‪« :‬قُ ْل ِإل ْخ َوِت َك‪ :‬اف َْعلُوا ه َذا‪َ :‬ح ِملُوا َد َو َّاب ُك ْم َوا ْنطَلِقُوا‪ ،‬اذ َ‬ ‫ال ف ْر َع ْو ُن ل ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ات أَر ِ ِ‬ ‫اكم وبيوتَ ُكم وتَعالَوا ِإلَ َّي‪ ،‬فَأ ْ ِ‬ ‫ص َر َوتَأ ُْكلُوا َد َسم األ َْر ِ‬ ‫أ َْر ِ‬ ‫ت قَ ْد‬ ‫ض‪ .‬فَأَ ْن َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ان‪َ .‬و ُخ ُذوا أ َ​َب ُ ْ َ ُ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫ُعط َي ُك ْم َخ ْي َر ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ت‪ ،‬افْعلُوا ه َذا‪ُ :‬خ ُذوا لَ ُكم ِم ْن أَر ِ ِ‬ ‫أِ‬ ‫اك ْم َوتَ َعالَ ْوا‪َ 23 .‬والَ تَ ْح َز ْن‬ ‫اح ِملُوا أ َ​َب ُ‬ ‫ُم ْر َ‬ ‫ص َر َع َجالَت أل َْوالَد ُك ْم َوِن َسائ ُك ْم‪َ ،‬و ْ‬ ‫ض م ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫يع أَر ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص َر لَ ُك ْم»‪".‬‬ ‫ُع ُيوُن ُك ْم َعلَى أَثَ ِاث ُك ْم‪ ،‬أل َّ‬ ‫ضم ْ‬ ‫َن َخ ْي َرات َجم ِ ْ‬ ‫كان الكل يحب يوسف‪ .‬ولذلك كان فرعون كريماً جداً معه ومع عائلته‪ .‬ودسم األرض هو أسرار ملكوت هللا‬ ‫وفيض غني السماء الذي صار لنا من قبل هللا خالل المسيح (ورمزه يوسف) ال تحزن عيونكم علي أثاثكم =‬

‫‪378‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس واألربعون)‬

‫باإليمان علينا ان نتخلي عن كل شئ فما أعده هللا لنا من أمجاد سماوية ال يقاس بما نتركه هنا من تراب في‬

‫األرض مهما كان ذهباً أو فضة فالكل زائل‪.‬‬ ‫أية (‪" -:)21‬‬ ‫لِلطَّ ِري ِ‬ ‫ق‪" .‬‬

‫‪21‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ادا‬ ‫َع َ‬ ‫َع َ‬ ‫وس ُ‬ ‫يل َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫اه ْم َز ً‬ ‫ف َع َجالَت ِب َح َس ِب أ َْم ِر ِف ْر َع ْو َن‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫هك َذا‪َ .‬وأ ْ‬ ‫اه ْم ُي ُ‬ ‫فَفَ َع َل َب ُنو إ ْس َرائ َ‬

‫عجالت = هي أعمال الروح القدس في حياة الكنيسة‪ ،‬التي هي عجالت إلهية قادرة أن ترفعنا إلي حضن األب‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َعطَاه ثَالَ َ ِ ٍ ِ‬ ‫َما ب ْني ِ‬ ‫َعطَى ُك َّل و ِ‬ ‫اح ٍد ِم ْن ُهم ُحلَل ِث َي ٍ‬ ‫س ُحلَ ِل‬ ‫ام ُ‬ ‫أية (‪َ " -:)22‬وأ ْ‬ ‫ين فَأ ْ ُ‬ ‫اب‪َ ،‬وأ َّ َ َ‬ ‫ث م َئة م َن ا ْلفضَّة َو َخ ْم َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِث َي ٍ‬ ‫اب‪" .‬‬

‫حلل ثياب = اإلتحاد بالمسيح فيصير لنا كثوب يسترنا أبدياً‪ 333 .‬من الفضة = رقم ‪ 311‬في اليونانية ‪T‬‬

‫كعالمة الصليب والفضة ترمز للكفارة‪ .‬وهذا ما أعطاه لنا المسيح كفارة علي الصليب ‪ .‬خمس حلل ثياب =‬ ‫بنعمته كسانا برداء بره‪ .‬وعلينا أن نشترك في صليبه وأالمه وهذا معني أنه يعطي ألخيه ‪ 311‬فضة‪ .‬واذا فعلنا‬

‫وصلبنا األهواء مع الشهوات نلبس ثوب بره‪.‬‬ ‫املَ ًة ِم ْن َخير ِ‬ ‫ات ِمصر‪ ،‬وع َشر أُتُ ٍن ح ِ‬ ‫ير ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪23 " -:)23‬وأَرسل ألَِب ِ‬ ‫ط ًة‪َ ،‬و ُخ ْب ًاز‬ ‫املَ ًة ِح ْن َ‬ ‫يه َ‬ ‫َ‬ ‫هك َذا‪َ :‬ع َش َرةَ َحم ٍ َ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ََْ​َ‬ ‫وطَعاما ألَِب ِ‬ ‫َج ِل الطَّ ِري ِ‬ ‫ق‪" .‬‬ ‫يه أل ْ‬ ‫َ َ ً‬ ‫كل ما أرسله هو طعام للطريق حتي يصل الركب إلي أرض المجد‪ .‬وهذا ما فعله المسيح إذ أن كل ما أعطاه لنا‬

‫هو عربون وزاد للطريق حتي نصل إلي األمجاد السماوية‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫اض ُبوا ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫ق»‪".‬‬ ‫ف ِإ ْخ َوتَ ُه فَا ْن َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬الَ تَتَ َغ َ‬ ‫أية (‪ " -:)24‬ثُ َّم َ‬ ‫طلَقُوا‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫هو خشي أن يلقي كل واحد منهم اللوم علي اآلخر في موضوع يوسف وبيعه لإلسماعيليين ‪ ،‬واآلن ليس وقت‬

‫عتاب لكن عليهم باإلسراع والعودة مع أبيهم وبيوتهم حتي ال تدركهم المجاعة‪.‬‬

‫‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫األيات (‪25" -:)27 -25‬فَ ِ ِ ِ‬ ‫اءوا ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫ين‪:‬‬ ‫وب أَِبي ِه ْم‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َخ َب ُروهُ قَائلِ َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫صع ُدوا م ْن م ْ‬ ‫ان‪ِ ،‬إلَى َي ْعقُ َ‬ ‫ص َر َو َج ُ‬ ‫َ‬ ‫‪20‬‬ ‫ِ‬ ‫ف ح ٌّي بع ُد‪ ،‬و ُهو متَسلِطٌ علَى ُك ِل أَر ِ ِ‬ ‫ْه ْم‪ .‬ثُ َّم َكلَّ ُموهُ ِب ُك ِل َكالَِم‬ ‫َ‬ ‫ض م ْ‬ ‫صدق ُ‬ ‫ص َر»‪ .‬فَ َج َم َد َق ْل ُب ُه أل ََّن ُه لَ ْم ُي َ‬ ‫وس ُ َ َ ْ َ َ ُ َ‬ ‫« ُي ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪27‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يوس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ف لِتَ ْح ِملَ ُه‪ .‬فَ َع َ‬ ‫وس ُ‬ ‫اش ْت ُر ُ‬ ‫وح َي ْعقُ َ‬ ‫ص َر ا ْل َع َجالَت الَّتي أ َْر َسلَ َها ُي ُ‬ ‫ف الَّذي َكلَّ َم ُه ْم ِبه‪َ ،‬وأ َْب َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫وب أَِبي ِه ْم‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وت»‪".‬‬ ‫وس ُ‬ ‫ب َوأ َ​َراهُ قَ ْب َل أ ْ‬ ‫ف ْاب ِني َح ٌّي َب ْع ُد‪ .‬أَذ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ْه ُ‬ ‫يل‪َ « :‬كفَى! ُي ُ‬ ‫َن أ ُ‬ ‫إ ْس َرائ ُ‬ ‫كان الموقف أكبر من أن يحتمله قلب الشيخ يعقوب حتي خيل إليه أن قلبه قد توقف عن النبض‪ .‬لم ينشغل‬

‫يعقوب بالمركبات وال مجد يوسف بل بأن يوسف إبنه حي‪ .‬هو يطبق قول المرتل "من لي في السماء‪ ،‬ومعك ال‬

‫‪379‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخامس واألربعون)‬

‫أريد شيئاً في األرض" مز ‪ .24::3‬ونالحظ عودة إسم إسرائيل إلي يعقوب (أية ‪ )21‬حين أدرك أن إبنه يوسف‬ ‫حي‪ ،‬حين عاشت روحه‪ ،‬هي حياة وقيامة مع المسيح‬

‫إذاً إسم يعقوب يشير للكنيسة قبل المسيح‬

‫واسم إسرائيل يشير للكنيسة بعد قيامة المسيح‬ ‫هو يشير للكنيسة المقامة في المسيح‬

‫ولكن لماذا لم يتصل يوسف بيعقوب كل هذه المدة فيدفع يعقوب فديته ويحرره من العبودية لفوطيفار‪" ،‬ربما‬

‫خاف من إخوته حتي ال يجدوا وسيلة أخري لقتله‪ .‬ولماذا لم يتصل به بعد أن تملك؟ هو تدبير هللا حتي يأتي‬ ‫ملء الزمان أي يكمل عمل هللا في كل النواحي‪.‬‬

‫‪380‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس واألربعون)‬

‫اإلصحاح السادس واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫له أَِب ِ‬ ‫ان لَ ُه وأَتَى ِإ َلى ِب ْئ ِر سب ٍع‪ ،‬وَذبح َذب ِائح ِإل ِ‬ ‫اق‪2 .‬فَ َكلَّ َم‬ ‫يه ِإ ْس َح َ‬ ‫يل َو ُك ُّل َما َك َ‬ ‫َْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫األيات (‪ " -:)4 -1‬فَ ْارتَ َح َل إ ْس َرائ ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫للا ِإسرِائ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ف ِم َن‬ ‫يك‪ .‬الَ تَ َخ ْ‬ ‫ال‪« :‬أَ​َنا للاُ‪ِ ،‬إ ُ‬ ‫له أَِب َ‬ ‫وب‪َ ،‬ي ْعقُ ُ‬ ‫ال‪َ « :‬ي ْعقُ ُ‬ ‫ال‪« :‬هأَ​َن َذا»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫وب!»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫يل في ُر َؤى الل ْيل َوقَ َ‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن ُز ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ف‬ ‫َج َعلُ َك أ َّ‬ ‫وس ُ‬ ‫يم ًة ُه َن َ‬ ‫ضا‪َ .‬وَي َ‬ ‫ُص ِع ُد َك أ َْي ً‬ ‫ص َر‪ ،‬ألَني أ ْ‬ ‫ص َر‪َ ،‬وأَ​َنا أ ْ‬ ‫اك‪ .‬أَ​َنا أَ ْن ِز ُل َم َع َك ِإلَى م ْ‬ ‫ول ِإلَى م ْ‬ ‫ضعُ ُي ُ‬ ‫ُم ًة َعظ َ‬ ‫َي َدهُ َعلَى َع ْي َن ْي َك»‪".‬‬

‫بقدر إشتياق يعقوب أن يري إ بنه يوسف إال أنه لم ينزل إلي مصر إال بعد أن استشار هللا فهو يعلم أن هللا إختار‬

‫لهم كنعان أرضاً لهم وهو يعلم أيضاً أن هللا قد رفض نزول إسحق إلي مصر في مجاعة مماثلة ولم يكن هللا‬

‫سعيداً بنزول إبراهيم إلي مصر أيضاً بسبب مجاعة‪ .‬وقد ذهب يعقوب إلي بئر سبع المكان المقدس الذي ظهر‬ ‫هللا فيها إلبراهيم ثم إلسحق‪.‬‬

‫خصوصاً أن بئر سبع في الطريق إلي مصر‪ .‬ولقد نزل يعقوب إلي مصر وسنه ‪ 131‬سنة بعد حوالي ‪214‬‬

‫سنة من الوعد إلبراهيم ‪ 5-1:12‬في السنة ‪ 2211‬للعالم وقبل المسيح با ‪ 1:11‬سنة‪ .‬ولقد نزل بعد أن طمأنه‬

‫هللا من جهة نزوله إلي مصر‪ .‬وكانت هذه الرؤيا هي الرؤيا األخيرة ليعقوب ولم يظهر هللا ألحد فيما بعد إال‬

‫لموسي في العليقة‪ .‬فهو ظهر ليعقوب آلخر مرة عند النزول إلي مصر وظهر لموسي بعد ذلك عند الخروج من‬

‫مصر‪ .‬واذا كانت مصر تمثل أرض العبودية وفرعون يمثل الشيطان فقول هللا ال تخف… أنا أنزل معك = قوله‬

‫لنا ال تخافوا من الصراع مع الشيطان فأنا معكم‪ .‬أنا نزلت إليكم ألصارع معكم فبدوني ال تقدرون أن تفعلوا شيئاً‪.‬‬

‫وأنا أصعد معك أيضاً = هذه إذاً صورة لنزول هللا إلي هذا العالم ونموه في األمة العظيمة أي في الكنيسة التي‬ ‫تضم األمم وصعوده إلي اآلب‪ .‬ولماذا ناداه هللا يعقوب يعقوب ولم يناديه إسرائيل؟ يعقوب هنا يمثل آدم األول‬ ‫الذي نزل إلي العالم كما نزل يعقوب إلي مصر‪ .‬وآدم نزل إلي العالم في معركة مع إبليس‪ .‬ولكن نزل هللا معه‬ ‫ليسحق هللا رأس الحية تحت قدميه واهباً إياه الغلبة والنصرة‪ ،‬ليصعد معه رافعاً إياه من الجحيم إلي فردوسه‬

‫السماوي‪ .‬وقول المسيح للص اليمين "اليوم تكون معي في الفردوس" هذا القول موجه لنا جميعاً نحن الذين نزل‬ ‫المسيح ليصعدنا معه‪.‬‬

‫ألني أجعلك أمة عظيمة هناك = وحقاً لقد بارك هللا الشعب في مصر فصاروا ما بين ‪ 3-2‬مليون نسمة وكان‬

‫لهم خشية عند المصريين‪ .‬لقد صاروا أمة عظيمة ثم صعد بهم من مصر‪ .‬ويضع يوسف يديه علي عينيك =‬

‫هي عادة سائدة أن يغمض أعز األقرباء عيني المتوفي‪ .‬ولقد نال يعقوب هذه المواعيد عند بئر سبع (البئر تشير‬

‫للمعمودية)‬

‫‪381‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس واألربعون)‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ُه ْم ِفي‬ ‫وب أ َ​َب ُ‬ ‫يل َي ْعقُ َ‬ ‫ام َي ْعقُ ُ‬ ‫اه ْم َوأ َْوالَ َد ُه ْم َون َس َ‬ ‫وب م ْن ِب ْئ ِر َس ْب ٍع‪َ ،‬و َح َم َل َب ُنو إ ْس َرائ َ‬ ‫األيات (‪ " -:)0 -5‬فَقَ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫اهم الَِّذي اقْتَ​َن ْوا ِفي أ َْر ِ‬ ‫اءوا ِإلَى‬ ‫ا ْل َع َجالَ ِت الَِّتي أ َْر َس َل ِف ْر َع ْو ُن لِ َح ْملِ ِه‪َ .‬وأ َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ان‪َ ،‬و َج ُ‬ ‫َخ ُذوا َم َواش َي ُه ْم َو ُم ْقتَ​َن ُ ُ‬ ‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫يه مع ُه‪ ،‬وب َناتُ ُه وب َن ُ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر‪".‬‬ ‫اء ِب ِه ْم َم َع ُه ِإلَى م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫وب َو ُك ُّل َن ْسله َم َع ُه‪َ .‬ب ُنوهُ َوَب ُنو َبن َ َ َ َ‬ ‫ص َر‪َ .‬ي ْعقُ ُ‬ ‫ات َبنيه َو ُك ُّل َن ْسله‪َ ،‬ج َ‬

‫ِ‬ ‫هذ ِه أَسم ِ ِ ِ‬ ‫األيات (‪7" -:)20 -7‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُوب ْي ُن‪.‬‬ ‫يل الَّذ َ‬ ‫اءوا ِإلَى م ْ‬ ‫وب َأر َ‬ ‫وب َوَب ُنوهُ‪ِ .‬ب ْك ُر َي ْعقُ َ‬ ‫ص َر‪َ :‬ي ْعقُ ُ‬ ‫ين َج ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫اء َبني إ ْس َرائ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ُوه ُد وي ِ‬ ‫ون‪ :‬يموِئيل وي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُول‬ ‫اك ُ‬ ‫ام ُ‬ ‫ص ُر ُ‬ ‫ُوب ْي َن‪َ :‬ح ُن ُ‬ ‫ص َ‬ ‫وك َوَفلُّو َو َح ْ‬ ‫ين َوأ َ َ َ‬ ‫ون َو َك ْرِمي‪َ .‬وَب ُنو ش ْم ُع َ َ ُ ُ َ َ‬ ‫َوَب ُنو َأر َ‬ ‫ين َو ُ‬ ‫وح ُر َو َشأ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫اري‪12 .‬وب ُنو يهوَذا‪ِ :‬عير وأُوَن ُ ِ‬ ‫ات َو َم َر ِ‬ ‫َما‬ ‫ص َو َزَار ُح‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ون َوقَ َه ُ‬ ‫ْاب ُن ا ْل َك ْن َعان َّي ِة‪َ .‬وَب ُنو الَ ِوي‪ِ :‬ج ْر ُش ُ‬ ‫َ​َ َُ‬ ‫ان َوشيلَ ُة َوفَ َار ُ‬ ‫ٌ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ان فَ َماتَا ِفي أ َْر ِ‬ ‫وب‬ ‫ول‪َ .‬وَب ُنو َي َّس َ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ان‪َ .‬و َك َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ير َوأُوَن ُ‬ ‫ص‪َ :‬ح ْ‬ ‫اك َر‪ :‬تُوالَعُ َوفَ َّوةُ َوُي ُ‬ ‫ان ْاب َنا فَ َار َ‬ ‫عٌ‬ ‫ام َ‬ ‫ون َو َح ُ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫و ِشمرون‪14 .‬وب ُنو َزبولُون‪ :‬سارد وِايلُون وي ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وب ِفي فَد َ‬ ‫هؤالَ ِء َب ُنو لَ ْي َئ َة الَّذ َ‬ ‫َ ُْ ُ‬ ‫َ​َ ُ َ َ َُ َ ُ َ​َ َ‬ ‫ام َمعَ‬ ‫ين َولَ َدتْ ُه ْم ل َي ْعقُ َ‬ ‫اح ْلئ ُ‬ ‫َّان أ َ​َر َ‬ ‫ِ‬ ‫وس ب ِن ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ون‪.‬‬ ‫يه َوَب َن ِات ِه ثَالَ ٌ‬ ‫ث َوثَالَ ثُ َ‬ ‫دي َن َة ْاب َنته‪َ .‬جميعُ ُنفُ ِ َ‬ ‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اد‪ِ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ون َو ِع ِ‬ ‫ير‪ِ :‬ي ْم َن ُة َوِي ْش َوةُ َوِي ْش ِوي‬ ‫َوَب ُنو َج َ‬ ‫َص ُب ُ‬ ‫ص ْف ُي ُ‬ ‫ون َو َح ِجي َو ُشوِني َوأ ْ‬ ‫يري َوأ َُرودي َوأ َْرئيلي‪َ .‬وَب ُنو أَش َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ان لِلَ ْي َئ َة ْاب َن ِت ِه‪،‬‬ ‫يل‪.‬‬ ‫يع ُة‪َ ،‬و َس َار ُح ِه َي أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َعطَ َ‬ ‫اها الَ َب ُ‬ ‫هؤالَ ِء َب ُنو ِزْلفَ َة الَّتي أ ْ‬ ‫ُختُ ُه ْم‪َ .‬و ْاب َنا َب ِر َ‬ ‫َوَب ِر َ‬ ‫يع َة‪َ :‬حا ِب ُر َو َم ْلكيئ ُ‬ ‫فَولَ َد ْت ُ ِ ِ‬ ‫وب‪ِ ،‬س َّ‬ ‫ت َع َش َرةَ َن ْف ًسا‪.‬‬ ‫هؤالَء ل َي ْعقُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪23‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ف ِفي أَر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف وب ْني ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْرِي ُم‪ ،‬اللَّ َذ ِ‬ ‫ان‬ ‫ص َر‪َ :‬م َن َّسى َوأَف َا‬ ‫وس َ‬ ‫ام ُ‬ ‫ض م ْ‬ ‫وس ُ َ َ َ‬ ‫ام َأرَة َي ْعقُ َ‬ ‫ين‪َ .‬وُولِ َد ل ُي ُ‬ ‫وب‪ُ :‬ي ُ‬ ‫ْ‬ ‫يل ْ‬ ‫ا ْب َنا َراح َ‬ ‫ان وِا ِ‬ ‫ُون‪21 .‬وب ُنو ب ْني ِ‬ ‫ع َك ِ‬ ‫ت فُ ِ‬ ‫اه ِن أ ٍ‬ ‫يحي‬ ‫يل َو ِج َا‬ ‫اك ُر َوأ ْ‬ ‫ين‪َ :‬بالَعُ َوَب َ‬ ‫وطي فَ َار َ‬ ‫ات ِب ْن ُ‬ ‫َس َن ُ‬ ‫ام َ‬ ‫َولَ َدتْ ُه َما لَ ُه أ ْ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫ير َوَن ْع َم ُ َ‬ ‫َش ِب ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وش وم ِفيم وح ِفيم وأَرُد‪ِ ُ 22 .‬‬ ‫وب‪َ .‬ج ِميعُ ُّ‬ ‫النفُ ِ‬ ‫وس أ َْرَب َع َع َش َرةَ‪.‬‬ ‫يل الَّذ َ‬ ‫ين ُولِ ُدوا ل َي ْعقُ َ‬ ‫َوُر ُ َ ُ ُ َ ُ ُ َ ْ‬ ‫هؤالَء َب ُنو َراح َ‬ ‫‪25‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫وشيم‪24 .‬وب ُنو َن ْفتَالِي‪ :‬ياح ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫اها‬ ‫يم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َعطَ َ‬ ‫َو ْاب ُن َد َ‬ ‫هؤالَ ِء َب ُنو ِب ْل َه َة الَّتي أ ْ‬ ‫يل َو ُجوِني َوِي ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫صئ ُ‬ ‫ص ُر َوشل ُ‬ ‫ان‪ُ :‬ح ُ‬ ‫احيل اب َن ِت ِه‪ .‬فَولَ َد ْت ُ ِ ِ‬ ‫الَب ُ ِ ِ‬ ‫وب‪َ .‬ج ِميعُ األَ ْنفُ ِ‬ ‫س َس ْبعٌ‪.‬‬ ‫ان ل َر َ ْ‬ ‫هؤالَء ل َي ْعقُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ارج ِة ِم ْن ص ْل ِب ِه‪ ،‬ما عدا ِنس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النفُ ِ ِ‬ ‫َج ِميعُ ُّ‬ ‫ص َر‪ ،‬ا ْل َخ ِ َ‬ ‫وب‪َ ،‬جميعُ‬ ‫وب الَّتي أَتَ ْت ِإلَى م ْ‬ ‫اء َبني َي ْعقُ َ‬ ‫وس ل َي ْعقُ َ‬ ‫َ َ​َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪20‬‬ ‫ان‪ .‬ج ِميع ُنفُ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫النفُ ِ‬ ‫ف اللَّ َذ ِ‬ ‫وس ِس ٌّ‬ ‫وب الَِّتي‬ ‫وس َ‬ ‫ت َو ِستُّ َ‬ ‫ص َر َن ْف َس ِ َ ُ‬ ‫ان ُولِ َدا لَ ُه في م ْ‬ ‫وس َب ْيت َي ْعقُ َ‬ ‫ون َن ْف ًسا‪َ .‬و ْاب َنا ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫ص َر َس ْب ُع َ‬ ‫اء ْت ِإلَى م ْ‬ ‫َج َ‬ ‫أعداد بني إسرائيل حسب النسخة العبرية التي بين أيدينا‬

‫رأوبين وأوالده =‪4‬‬

‫شمعون وأوالده=‪:‬‬

‫الوي وأوالده=‪5‬‬

‫يساكر وأوالده = ‪4‬‬

‫زبولون وأوالده=‪5‬‬

‫يعقوب ودينة = ‪2‬‬

‫يهوذا وابنه شيلة ‪ +‬فارص وابنيه حصرون وحامول ‪ +‬زارح = ‪1‬‬ ‫المجموعة األولي أي يعقوب مع أوالد ليئة = ‪ 33‬نفس‬

‫بنو زلفة جاد وأوالده وأشير وأوالده = ‪ 11‬نفس وهذه هي المجموعة الثانية‬

‫أوالد راحيل يوسف وأوالده =‪3‬‬

‫أوالد بلهة دان وابنه =‪2‬‬

‫وبنيامين وأوالده =‪11‬‬

‫نفتالي وأوالده = ‪4‬‬

‫فيكون جميع األنفس ‪ :1 =:+15+11+33‬نفس‬

‫المجموعة الثالثة =‪ 15‬نفس‬

‫المجموعة الرابعة = ‪ :‬أنفس‬

‫‪382‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس واألربعون)‬

‫ويكون عدد األنفس بدون يعقوب ويوسف وابنيه = ‪ 11‬نفس ألن يوسف وابنيه كانوا في مصر ولم ينزلوا إليها‬

‫مع يعقوب‪ .‬ولذلك يقال جميع األنفس ليعقوب التي أتت إلي مصر ست وستون نفساً (أية ‪)21‬‬

‫وقد وردت هذه القوائم‪ ،‬قوائم األسباط في‪ 1‬أي ‪ + 1-5‬عد ‪ 21‬مع بعض اإلختالفات وهذه اإلختالفات راجعة‬

‫لألسباب األتية‬

‫* يوجد للشخص الواحد عدة أسماء‪ ،‬أو قد ينطق اإلسم الواحد بعدة طرق‪.‬‬ ‫* في بعض األحيان يطلق علي األحفاد بنون‪ .‬وربما أضيفت أسماء بعض األحفاد الذين ولدوا في مصر خالل‬

‫فترة حياة يعقوب في مصر وهي ‪ 1:‬سنة‪ .‬ومثال لهذا أوالد فارص فهؤالء غالباً ولدوا في مصر‪.‬‬ ‫* ربما أسقطت بعض األسماء لموتهم أو شرورهم أو ألنهم لم يتركوا أوالداً‬

‫‪ +‬وقد ذكر القديس الشهيد إسطفانوس أن عدد عشيرة يعقوب ‪ :4‬نفس!!‬

‫(راجع أع ‪ )15::‬وهناك تفسيرين لهذا‪:‬‬

‫‪ .1‬ورد في السبعينية أن هناك ‪ 4‬أحفاد ليوسف وأضيفت أسماءهم في اآلية ‪ 21‬في هذا اإلصحاح مع أوالد‬

‫يوسف‪ .‬وهم ماكير من منسي وجلعاد بن ماكير وسوتالم وتام أبناء إفرايم وأدوم ابن سوتالم‪.‬‬ ‫واسطفانوس حين كان يتكلم كانت عينه علي النسخة السبعينية ‪ ،‬فأضاف الخمسة أحفاد إلي الا ‪ :1‬نفساً‬

‫ليصبحوا ‪ :4‬نفس‪.‬‬

‫‪ .2‬هناك طوائف ال تعترف بالنسخة السبعينية وهؤالء لهم تصور آخر لحل المشكلة فهم يضيفوا علي الا ‪11‬‬

‫نفس عدد زوجات اإلخوة وهم ‪( 1‬ألن زوجة يهوذا ذكر أنها ماتت في ص ‪ .31‬وغالباً فشمعون زوجته‬ ‫ماتت ألنه أنجب شاول من كنعانية فيصبح العدد ‪ .:4 = 1+11‬لكن هذا الحل واضح فيه أنه غير‬

‫منطقي ويكون الحل األول هو المعقول خصوصاً وأن كنيستنا تعتمد النسخة السبعينية‪ ،‬بل أن كتاب‬ ‫العهد الجديد اإلنجيليين والرسل إعتمدوها وكانت إقتباساتهم من النسخة السبعينية‪.‬‬

‫األيات (‪27" -:)33 -27‬فَأَرسل يهوَذا أَمام ُه ِإلَى يوس َ ِ‬ ‫اءوا ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ي الطَّ ِر َ‬ ‫اس َ‬ ‫ْ َ َ َُ‬ ‫ان‪ ،‬ثُ َّم َج ُ‬ ‫ام ُه ِإلَى َج َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َم َ‬ ‫يق أ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ف ل ُي ِر َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ف مرَكبتَه وص ِعد ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪َ .‬ولَ َّما ظَ َه َر لَ ُه َوقَ َع َعلَى ُع ُن ِق ِه َوَب َكى‬ ‫اس َ‬ ‫اس َ‬ ‫وس ُ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ‬ ‫يل أَِبيه ِإلَى َج َ‬ ‫ان‪ .‬فَ َش َّد ُي ُ‬ ‫َج َ‬ ‫الست ْق َبال إ ْس َرائ َ‬ ‫علَى ع ُن ِق ِه َزما ًنا‪33 .‬فَقَال إِسرِائ ِ‬ ‫ت َو ْج َه َك أ ََّن َك َح ٌّي َب ْع ُد»‪".‬‬ ‫وس َ‬ ‫اآلن َب ْع َد َما َأر َْي ُ‬ ‫َم ُ‬ ‫وت َ‬ ‫َ ُ‬ ‫يل ل ُي ُ‬ ‫ف‪« :‬أ ُ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫أرسل يعقوب إبنه يهوذا إلي يوسف لكي يدلهم علي الطريق إلي جاسان‪ ،‬ويدبر لهم أمر نزولهم فيها‪ .‬فإن كان‬

‫يعقوب يمثل الكنيسة ويهوذا هو جد المسيح بالجسد‪ .‬فيكون المعني أن المسيح هو الذي يقود الكنيسة في أرض‬ ‫غربتها‪ .‬بل هو الطريق لها‪.‬‬

‫أموت اآلن بعد ما رأيت وجهك = ألن رؤياك هي كل ما كنت أتمني من السعادة في هذا العالم ولم يبقي لي في‬ ‫الحياة أي فرح آخر أكثر من هذا‪ .‬وكل نفس تتقابل مع المسيح تقول مع بولس "لي إشتهاء أن أنطلق" وتقول مع‬ ‫سمعان الشيخ "اآلن يا سيدي إطلق عبدك بسالم"‬

‫‪383‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السادس واألربعون)‬ ‫‪31‬‬ ‫يه‪« :‬أَصع ُد وأ ْ ِ‬ ‫ف ِإل ْخوِت ِه ولِبي ِت أَِب ِ‬ ‫ت‬ ‫وس ُ‬ ‫ول لَ ُه‪ِ :‬إ ْخ َوِتي َوَب ْي ُ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫ُخ ِب ُر ف ْر َع ْو َن َوأَقُ ُ‬ ‫األيات (‪ " -:)34 -31‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫َه َل َم َو ٍ‬ ‫ين ِفي أ َْر ِ‬ ‫اءوا ِإلَ َّي‪َ 32 .‬و ِ‬ ‫اءوا ِب َغ َن ِم ِه ْم َوَبقَ ِرِه ْم‬ ‫ال ُر َعاةُ َغ َنٍم‪ ،‬فَِإ َّن ُه ْم َكا ُنوا أ ْ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫أَِبي الَّذ َ‬ ‫اش‪َ ،‬وقَ ْد َج ُ‬ ‫ان َج ُ‬ ‫الر َج ُ‬ ‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬ ‫اش م ْن ُذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِإ َذا َدع ُ ِ‬ ‫ص َبا َنا ِإلَى‬ ‫يد َك أ ْ‬ ‫اعتُ ُك ْم؟ أ ْ‬ ‫َن تَقُولُوا‪َ :‬ع ِب ُ‬ ‫َو ُك ِل َما لَ ُه ْم‪ .‬فَ َي ُك ُ‬ ‫ال‪َ :‬ما ص َن َ‬ ‫َ‬ ‫َه ُل َم َو ٍ ُ‬ ‫اك ْم ف ْر َع ْو ُن َوقَ َ‬ ‫َن ُك َّل ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعي َغ َنٍم ِر ْج ِ ِ‬ ‫يعا‪ .‬لِ َكي تَ ْس ُك ُنوا ِفي أ َْر ِ‬ ‫ين»‪".‬‬ ‫ان‪ .‬أل َّ‬ ‫آب ُ‬ ‫ص ِرِي َ‬ ‫اس َ‬ ‫َ‬ ‫س ل ْلم ْ‬ ‫اآلن‪َ ،‬ن ْح ُن َو َ‬ ‫ض َج َ‬ ‫اؤَنا َجم ً‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫لماذا أختيرت جاسان لسكن بني أسرائيل؟‬

‫‪ .1‬ليكونوا في شمال شرق مصر‪ ،‬أقرب ما يمكن ألرض كنعان‪ .‬كأن هللا أرشد يوسف لهذا ليكون الشعب‬ ‫طوال مدة غربتهم التي طالت ألكثر من ‪ 211‬سنة لهم القلب المهيأ للرحيل إلي كنعان فاهلل أعطاهم‬

‫كنعان ميراثاً‪.‬‬

‫‪ .2‬كانوا في جاسان منعزلين عن المصريين‪ .‬فال يتعرضون إلزدرائهم ومضايقاتهم‪ .‬فشعب مصر شعب‬ ‫وثني يقدس األغنام‪ ،‬وبعض الحيوانات التي يذبحها الشعب‪ .‬باإلضافة لكراهية المصريين للهكسوس‬

‫والغرباء‪ ،‬لذلك كانوا يعتبرون رعاية الغنم رجس‪.‬‬

‫‪ .3‬هذه األرض صالحة لهم فهي أرض مراع وهم رعاة‪.‬‬ ‫‪ .5‬بإعتزالهم في جاسان لن يتأثروا بالعبادات الوثنية بقدر المستطاع‪.‬‬ ‫‪ .4‬كثافة المصريين في أرض جاسان قليلة فهي أرض مراع‪.‬‬

‫‪ .1‬بهذه الطريقة لن يذوبوا ويختلطوا بالعائالت المصرية فيختلط النسل المقدس مع الشعب الوثني ويتزاوجوا‬ ‫معهم‪.‬‬

‫‪ .:‬حتي يمارسوا شعائرهم الدينية (بما فيها الذبائح) بحرية ودون مضايقات‪.‬‬

‫‪384‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع واألربعون)‬

‫اإلصحاح السابع واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫لم يخجل يوسف من أبيه واخوته‪ ،‬بل إنطلق بمركبته ليلتقي بهم وأسرع لفرعون يخبره بمجيئهم‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اءوا ِم ْن أ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫وس ُ‬ ‫ف َوأ َ‬ ‫ال‪« :‬أَِبي َوِا ْخ َوتي َو َغ َن ُم ُه ْم َوَبقَُرُه ْم َو ُك ُّل َما لَ ُه ْم َج ُ‬ ‫أية (‪ " -:)1‬فَأَتَى ُي ُ‬ ‫َخب َر ف ْر َع ْو َن َوقَ َ‬ ‫ان‪َ ،‬و ُه َوَذا ُه ْم ِفي أ َْر ِ‬ ‫ان»‪".‬‬ ‫اس َ‬ ‫َك ْن َع َ‬ ‫ض َج َ‬

‫ِ ِ ِ​ِ‬ ‫أية (‪2 " -:)2‬وأ َ ِ‬ ‫ام ِف ْر َع ْو َن‪" .‬‬ ‫َ‬ ‫َخ َذ م ْن ُج ْملَة إ ْخ َوته َخ ْم َس َة ِر َجال َوأ َْوقَفَ ُه ْم أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫أخذ… خمسة رجال= كممثلين عن إخوته‪ .‬وربما رقم "‪ "4‬يمثل شيئاً عند المصريين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أية (‪3 " -:)3‬فَقَ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يعا»‪".‬‬ ‫آب ُ‬ ‫اعتُ ُك ْم؟» فَقَالُوا لِ ِف ْر َع ْو َن‪َ « :‬ع ِب ُ‬ ‫ال ف ْر َع ْو ُن ِإل ْخ َوِته‪َ « :‬ما ص َن َ‬ ‫يد َك ُر َعاةُ َغ َنم َن ْح ُن َو َ‬ ‫اؤَنا َجم ً‬ ‫َ‬ ‫‪4‬‬ ‫َن ا ْلجو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ب ِفي األ َْر ِ‬ ‫يد ِفي‬ ‫ع َشد ٌ‬ ‫س لِ َغ َنِم َع ِبيد َك َم ْر ًعى‪ ،‬أل َّ ُ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)4‬وقَالُوا لف ْر َع ْو َن‪ِ « :‬ج ْئ َنا ل َنتَ َغ َّر َ‬ ‫ض‪ِ ،‬إ ْذ لَ ْي َ‬ ‫يد َك ِفي أ َْر ِ‬ ‫أ َْر ِ‬ ‫ان»‪" .‬‬ ‫اآلن لِ َي ْس ُك ْن َع ِب ُ‬ ‫اس َ‬ ‫ان‪ .‬فَ َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ض َج َ‬ ‫جئنا لنتغرب= فشعور الغربة ال يفارقهم إليمانهم بوعد هللا أن كنعان هي أرضهم‪.‬‬

‫األيات (‪5" -:)6 -5‬فَ َكلَّم ِفرعون يوس َ ِ‬ ‫وك وِا ْخوتُ َك جاءوا ِإلَي َك‪6 .‬أَر ُ ِ‬ ‫ْض ِل‬ ‫َّام َك‪ِ .‬في أَف َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ض م ْ‬ ‫ف قَائالً‪« :‬أ َُب َ َ َ‬ ‫َ ْ َْ ُ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ص َر قُد َ‬ ‫اك َوِا ْخ َوتَ َك‪ ،‬لِ َي ْس ُك ُنوا ِفي أ َْر ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫اء‬ ‫ان‪َ .‬وِا ْن َعلِ ْم َ‬ ‫اس َ‬ ‫َس ِك ْن أ َ​َب َ‬ ‫وج ُد َب ْي َن ُه ْم َذ ُوو قُ ْد َرٍة‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ت أ ََّن ُه ُي َ‬ ‫ضأْ‬ ‫اج َع ْل ُه ْم ُر َؤ َس َ‬ ‫ض َج َ‬ ‫َم َو ٍ‬ ‫اش َعلَى الَِّتي لِي»"‬ ‫‪0‬‬ ‫ف يعقُوب أَباه وأَوقَفَ ُه أَم ِ‬ ‫وب ِف ْر َع ْو َن‪" .‬‬ ‫وس ُ َ ْ َ َ ُ َ ْ‬ ‫ام ف ْر َع ْو َن‪َ .‬وَب َار َك َي ْعقُ ُ‬ ‫أية (‪ " -:)0‬ثُ َّم أ َْد َخ َل ُي ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫وبارك يعقوب فرعون = لقد شعر فرعون بمهابة هذا الرجل فطلب بركته مرتين (راجع آية ‪ )11‬هنا نري تطبيق‬

‫لما قاله بولس الرسول كمجهولين ونحن معروفون… كفقراء ونحن نغني كثيرين ‪ 2‬كو ‪.11،1:1‬‬ ‫األيات (‪7" -:)2 -7‬فَقَال ِفرعو ُن لِيعقُوب‪َ « :‬كم ِهي أ ََّيام ِس ِني حي ِات َك؟» ‪2‬فَقَال يعقُوب لِ ِ‬ ‫ام ِس ِني‬ ‫َي‬ ‫أ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ ْ َْ َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُغرب ِتي ِم َئ ٌة وثَالَ ثُون س َن ًة‪َ .‬قلِيلَ ًة و رِديَّ ًة َكا َن ْت أ ََّي ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫آب ِائي ِفي أ ََّي ِام‬ ‫ام سني َح َياتي‪َ ،‬ولَ ْم تَْبلُ ْغ ِإلَى أ ََّيام سني َح َياة َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُغ ْرَب ِت ِه ْم»‪" .‬‬

‫‪385‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع واألربعون)‬

‫كم هي أيام سني حياتك…‪ .‬أيام سني غربتي= الحظ شعور يعقوب بالغربة والحظ تقدير العمر باأليام فهو‬

‫قليل مهما كان كثي اًر‪" .‬بخار يظهر قليالً ثم يضمحل" وأيام يعقوب بحسب تقديره كانت ردية = كانت بال راحة بل‬

‫سلسلة من المتاعب فهو تألم من عيسو العنيف وهرب إلي خاله البان وخدمه خدمة شاقة مضنية (‪ )51:21‬وقد‬

‫خدعه خاله ‪ 11‬مرات وعاش في رعب من إنتقام عيسو‪ .‬ثم عاني من خلع فخذه ثم كدره إبناه شمعون والوي‬ ‫وابنته دينة‪ .‬وماتت راحيل زوجته المحبوبة وخانه رأوبين مع زوجته وخدع في قصة يوسف ثم أرادوا أخذ بنيامين‬ ‫إلي مصر وحجز شمعون عند يوسف‪ .‬لقد تألم يعقوب كثي اًر ولكنه بارك فرعون مرتين وكأن األالم لم تزده إال‬

‫بركة‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫وب ِف ْر َع ْو َن َو َخ َر َج ِم ْن لَ ُد ْن ِف ْر َع ْو َن‪".‬‬ ‫أية (‪َ " -:)13‬وَب َار َك َي ْعقُ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫اهم م ْل ًكا ِفي أَر ِ ِ‬ ‫ْض ِل األ َْر ِ‬ ‫ض‪ِ ،‬في‬ ‫وس ُ‬ ‫ص َر‪ِ ،‬في أَف َ‬ ‫ف أ َ​َباهُ َوِا ْخ َوتَ ُه َوأ ْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫األيات (‪ " -:)12 -11‬فَأ ْ‬ ‫َس َك َن ُي ُ‬ ‫ْ‬ ‫َعطَ ُ ْ ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ف أَباه وِا ْخوتَ ُه و ُك َّل بي ِت أَِب ِ‬ ‫ض رعم ِسيس َكما أ ِ‬ ‫يه ِبطَ َع ٍام َعلَى َح َس ِب األ َْوالَِد‪".‬‬ ‫وس ُ َ ُ َ َ َ َ ْ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫أ َْر ِ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َم َر ف ْر َع ْو ُن‪َ .‬و َع َ‬ ‫أرض رعمسيس = هي جزء من أرض جاسان (غالبا صان الحجر حالياً) وبني فيها العبرانيون لفرعون مدينة‬

‫رعمسيس (خر ‪ .)11:1‬وأعطاهم ملكا في أرض مصر ‪ :‬إشارة للمسيح الذي أعطي كنيسته أن تملك روحياً‪ ،‬أي‬

‫يستطيع اإلنسان أن يضبط شهواته‪ .‬وسكن الشعب في مصر إشارة أيضا إلنتشار اإليمان وسط األمم خصوصاً‬

‫أنه كان بموافقة الملك‪.‬‬

‫ِ‬ ‫يدا ِجدًّا‪ .‬فَ َخ َّور ْت أَر ُ ِ‬ ‫األيات (‪َ 13" -:)26 -13‬ولَ ْم َي ُك ْن ُخ ْبٌز ِفي ُك ِل األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ض‪ ،‬أل َّ‬ ‫ص َر َوأ َْر ُ‬ ‫ان َشد ً‬ ‫َن ا ْل ُجو َ‬ ‫ع َك َ‬ ‫ضم ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪14‬‬ ‫ود ِة ِفي أَر ِ ِ‬ ‫ف ُك َّل ا ْل ِفض ِ‬ ‫ص َر َوِفي أ َْر ِ‬ ‫ان ِبا ْلقَ ْم ِح الَِّذي‬ ‫وس ُ‬ ‫َّة ا ْل َم ْو ُج َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫َك ْن َع َ‬ ‫ان ِم ْن أ ْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫َج ِل ا ْل ُجوِع‪ .‬فَ َج َم َع ُي ُ‬ ‫ْ‬ ‫ض ُة ِم ْن أَر ِ ِ‬ ‫ف ِبا ْل ِفض ِ‬ ‫ص َر َو ِم ْن أ َْر ِ‬ ‫ان أَتَى‬ ‫َّة ِإلَى َب ْي ِت ِف ْر َع ْو َن‪َ 15 .‬فلَ َّما فَ​َر َغ ِت ا ْل ِف َّ‬ ‫ْ‬ ‫وس ُ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ضم ْ‬ ‫اشتَُروا‪َ ،‬و َجا َء ُي ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪16‬‬ ‫ج ِميع ا ْل ِمص ِرِيين ِإلَى يوس َ ِ‬ ‫ال‬ ‫س ِف َّ‬ ‫َّام َك؟ أل ْ‬ ‫َع ِط َنا ُخ ْب ًزا‪َ ،‬فلِ َما َذا َن ُم ُ‬ ‫ف قَائلِ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ض ٌة أ َْي ً‬ ‫ين‪« :‬أ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َن لَ ْي َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ضا»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫وت قُد َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ُع ِطي ُكم ِبمو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫يك ْم‪ِ ،‬إ ْن لَ ْم َي ُك ْن ِف َّ‬ ‫وس َ‬ ‫اش ُ‬ ‫وس ُ‬ ‫ض ٌة أ َْي ً‬ ‫اءوا ِب َم َواشي ِه ْم ِإلَى ُي ُ‬ ‫ضا»‪ .‬فَ َج ُ‬ ‫ف‪َ « :‬هاتُوا َم َواش َي ُك ْم فَأ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ُي ُ‬ ‫يع مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ُخب ًاز ِبا ْل َخي ِل وِبمو ِ‬ ‫اشي ا ْل َغ َنِم َوا ْل َبقَ ِر َوِبا ْل َح ِم ِ‬ ‫اشي ِه ْم‪.‬‬ ‫ير‪ .‬فَقَاتَ ُه ْم ِبا ْل ُخ ْب ِز ِت ْل َك َّ‬ ‫َعطَ ُ‬ ‫فَأ ْ‬ ‫وس ُ ْ‬ ‫الس َن َة َب َد َل َجم ِ َ َ‬ ‫ْ َ َ​َ‬ ‫اه ْم ُي ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫ض ُة‪،‬‬ ‫الس َن ِة ا ْلثَّ ِان َي ِة َوقَالُوا لَ ُه‪« :‬الَ ُن ْخ ِفي َع ْن َس ِي ِدي أ ََّن ُه ِإ ْذ قَ ْد فَ َر َغ ِت ا ْل ِف َّ‬ ‫الس َن ُة أَتَْوا ِإلَ ْي ِه ِفي َّ‬ ‫َولَ َّما تَ َّم ْت ِت ْل َك َّ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومو ِ‬ ‫ض َنا‬ ‫ض َنا‪ .‬لِ َما َذا َن ُم ُ‬ ‫َج َس ُ‬ ‫اشي ا ْل َب َهائِم َع ْن َد َس ِيدي‪ ،‬لَ ْم َي ْب َ‬ ‫ام َع ْي َن ْي َك َن ْح ُن َوأ َْر ُ‬ ‫اد َنا َوأ َْر ُ‬ ‫َّام َس ِيدي ِإالَّ أ ْ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫وت أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ق قُد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َنا‬ ‫َعط ِب َذ ًا‬ ‫ار ل َن ْح َيا َوالَ َن ُم َ‬ ‫ض َنا َع ِب ً‬ ‫ير أ َْر ُ‬ ‫يدا لف ْر َع ْو َن‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ير َن ْح ُن َوأ َْر ُ‬ ‫يعا؟ ا ْشتَ ِرَنا َوأ َْر َ‬ ‫َجم ً‬ ‫وت َوالَ تَص َ‬ ‫ض َنا ِبا ْل ُخ ْب ِز‪ ،‬فَ َنص َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ون ُك ُّل و ِ‬ ‫ض ِمصر لِ ِفرعو َن‪ِ ،‬إ ْذ ب َ ِ‬ ‫اشتَ َّد َعلَ ْي ِه ْم‪.‬‬ ‫اح ٍد َح ْقلَ ُه‪ ،‬أل َّ‬ ‫ع ْ‬ ‫قَ ْف ًار»‪ .‬فَ ْ‬ ‫وس ُ‬ ‫َن ا ْل ُجو َ‬ ‫ص ِرُّي َ‬ ‫اع ا ْلم ْ‬ ‫ف ُك َّل أ َْر ِ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اشتَ​َرى ُي ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫فَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما َّ‬ ‫ض‬ ‫ض لِ ِف ْر َع ْو َن‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ْصاهُ‪ِ .‬إالَّ ِإ َّن أ َْر َ‬ ‫ص َارت األ َْر ُ‬ ‫ْصى َحد م ْ‬ ‫الش ْع ُ‬ ‫ص َر ِإلَى أَق َ‬ ‫ب فَ َن َقلَ ُه ْم ِإلَى ا ْل ُم ُد ِن م ْن أَق َ‬ ‫َ‬ ‫اه ْم ِف ْر َع ْو ُن‪ ،‬لِذلِ َك لَ ْم‬ ‫يضتَ ُه ُم الَِّتي أَ ْعطَ ُ‬ ‫يض ٌة ِم ْن ِق َب ِل ِف ْر َع ْو َن‪ ،‬فَأ َ​َكلُوا فَ ِر َ‬ ‫ا ْل َك َه َن ِة لَ ْم َي ْشتَ ِرَها‪ِ ،‬إ ْذ َكا َن ْت لِ ْل َك َه َن ِة فَ ِر َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ف لِ َّ‬ ‫ون‬ ‫لش ْع ِب‪ِ« :‬إ ِني قَِد ْ‬ ‫وس ُ‬ ‫ض ُك ْم لِ ِف ْر َع ْو َن‪ُ .‬ه َوَذا لَ ُك ْم ِب َذ ٌار فَتَْزَر ُع َ‬ ‫اشتَ​َرْيتُ ُك ُم ا ْل َي ْوَم َوأ َْر َ‬ ‫يعوا أ َْر َ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫َي ِب ُ‬ ‫ض ُه ْم‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪386‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع واألربعون)‬ ‫‪24‬‬ ‫اء تَ ُكو ُن لَ ُكم ِب َذ ا ِ ِ‬ ‫اما لَ ُك ْم‬ ‫األ َْر َ‬ ‫ون َع ْن َد ا ْل َغلَّ ِة أ ََّن ُك ْم تُ ْعطُ َ‬ ‫ض‪َ .‬وَي ُك ُ‬ ‫ون ُخ ْم ًسا لِ ِف ْر َع ْو َن‪َ ،‬واأل َْرَب َع ُة األ ْ‬ ‫َج َز ُ‬ ‫ْ ً‬ ‫ار ل ْل َح ْقل‪َ ،‬وطَ َع ً‬ ‫‪25‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يدا‬ ‫ون َع ِب ً‬ ‫َح َي ْيتَ​َنا‪ .‬لَ ْيتَ​َنا َن ِج ُد ن ْع َم ًة ِفي َع ْي َن ْي َس ِيدي فَ َن ُك َ‬ ‫اما أل َْوالَد ُك ْم»‪ .‬فَقَالُوا‪« :‬أ ْ‬ ‫َول َم ْن في ُب ُيوت ُك ْم‪َ ،‬وطَ َع ً‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ضا علَى أَر ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ض ا ْل َك َه َن ِة‬ ‫وس ُ‬ ‫س‪ِ .‬إالَّ ِإ َّن أ َْر َ‬ ‫ف فَ ْر ً َ‬ ‫ض م ْ‬ ‫ص َر ِإلَى ه َذا ا ْل َي ْوِم‪ :‬لف ْر َع ْو َن ا ْل ُخ ْم ُ‬ ‫لف ْر َع ْو َن»‪ .‬فَ َج َعلَ َها ُي ُ‬ ‫ْ‬ ‫و ْح َد ُهم لَم تَ ِ‬ ‫ص ْر لِ ِف ْر َع ْو َن‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬

‫هذه األحداث غالباً حدثت في السنتين األخيرتين للمجاعة حيث إشتد الجوع فنقلهم يوسف إلي المدن (‪ )21‬حيث‬

‫مخازن الحبوب‪ .‬وهنا نجد أن المصريين قدموا لفرعون أوال فضتهم ثم مواشيهم فأجسادهم وأرضهم‪ .‬أي إستعبدوا‬ ‫له بالكامل وهناك عدة تأمالت فيما حدث في هذه اآليات‬

‫‪ .1‬هنا يوسف يشير للسيد المسيح الذي أنقذنا من الجوع واشترانا ومالنا هلل اآلب "ألنك ذبحت واشتريتنا هلل‬ ‫رؤ ‪ ."1:4‬والحظ أن المصريين كانوا يعطون أنفسهم بفرح ليوسف ولفرعون ليحيوا فهو أنقذ حياتهم‪،‬‬ ‫وهكذا ينبغي أن نصنع فنسلم أنفسنا هلل بفرح‪.‬‬

‫‪ .2‬الا ‪ 1/4‬لفرعون‪ .‬ورقم ‪ 4‬هو رقم النعمة ‪( 1+5 =4‬الخليقة ‪ +‬هللا) فاهلل من نعمته أعطي األرض‬ ‫لإلنسان‪ .‬فالكل له وهو يعطي بسخاء من نعمته وال يطلب سوي العشور‪.‬‬

‫‪ .3‬أرض الكهنة لم يشترها‪ .‬إذ كانت للكهنة فريضة من قبل فرعون ‪ :‬وهللا يقول لكهنته أنا نصيبك ال‬ ‫‪.21:11‬‬

‫‪ .5‬من ناحية أخري نري أن المصريين إستعبدوا أنفسهم بأنفسهم لفرعون‪ .‬فإذا نظرنا لفرعون علي أنه رمز‬ ‫للشيطان فنجد هنا مثاالً لمن يستعبد نفسه للشيطان وهذا يبيع بالتدريج‪:‬‬

‫أ‪ .‬الفضة= فقدان كالم هللا واإلنفصال عنه فالفضة تشير لكالم هللا‪.‬‬

‫ب‪ .‬المواشي= بيع الحواس للشيطان‪.‬‬

‫ج‪ .‬األجساد= هذا يمثل اإلستعباد الكامل له‪.‬‬

‫ولو الحظنا أن فرعون قد إستعبد شعب إسرائيل بعد ذلك‪ ،‬لكن كان هذا دون رغبتهم‪ .‬لذلك من سقط دون رغبته‬ ‫يرسل هللا له مخلصاً يحرره هو موسي‪.‬‬ ‫األيات (‪20" -:)27 -20‬وس َك َن ِإسرِائيل ِفي أَر ِ ِ‬ ‫ص َر‪ِ ،‬في‬ ‫ضم ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫‪27‬‬ ‫اش يعقُوب ِفي أَر ِ ِ‬ ‫ام‬ ‫ضم ْ‬ ‫َو َع َ َ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ص َر َس ْب َع َع َش َرةَ َس َن ًة‪ .‬فَ َكا َن ْت أ ََّي ُ‬

‫ِ‬ ‫أ َْر ِ‬ ‫يها َوأَثْ َم ُروا َو َكثُ​ُروا ِجدًّا‪.‬‬ ‫اس َ‬ ‫ان‪َ ،‬وتَ َملَّ ُكوا ف َ‬ ‫ض َج َ‬ ‫ِ‬ ‫ين َس َن ًة‪" .‬‬ ‫وب‪ِ ،‬س ُنو َح َيات ِه ِم َئ ًة َو َس ْب ًعا َوأَْرَب ِع َ‬ ‫َي ْعقُ َ‬

‫أية (‪22 " -:)22‬ولَ َّما قَرب ْت أ ََّيام ِإسرِ‬ ‫ت ِن ْع َم ًة ِفي‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫وس‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫اب‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫وت‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫َن‬ ‫أ‬ ‫يل‬ ‫ائ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ت قَ ْد َو َج ْد ُ‬ ‫ال لَ ُه‪ِ« :‬إ ْن ُك ْن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر‪"،‬‬ ‫ض ْع َي َد َك تَ ْح َ‬ ‫َع ْي َن ْي َك فَ َ‬ ‫َما َن ًة‪ :‬الَ تَ ْدفني في م ْ‬ ‫ت فَ ْخذي َو ْ‬ ‫اص َن ْع َمعي َم ْع ُروفًا َوأ َ‬ ‫ال تدفني في مصر… بل أضطجع مع أبائي = لقد عاش يعقوب في مصر لكن قلبه كان في كنعان مع هللا‬

‫الذي وعده بكنعان‪ .‬وهذا يعني إهتمامه بقيامة جسده وثقته في مواعيد هللا‪ .‬وعلينا وان عشنا في غربة العالم أن‬ ‫تكون إشتياقاتنا هناك في السماء حيث أبونا السماوي‪.‬‬ ‫‪387‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح السابع واألربعون)‬

‫أية (‪33 " -:)33‬بل أَضطَجع مع ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ​ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪« :‬أَ​َنا أَف َْع ُل ِب َح َس ِب‬ ‫آبائي‪ ،‬فَتَ ْحملُني م ْن م ْ‬ ‫َْ ْ ُ َ َ َ‬ ‫ص َر َوتَ ْدف ُنني في َم ْق َب َرت ِه ْم»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫قَ ْولِ َك»‪" .‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ف لَه‪ .‬فَسجد ِإسرِ‬ ‫ف لِ‬ ‫احلِ‬ ‫يل َعلَى َأر ِ‬ ‫الس ِر ِ‬ ‫ير‪".‬‬ ‫ائ‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫»‬ ‫ي‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫أية (‪" -:)31‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْس َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫علي رأس السرير = السرير أو الفراش بالعبرية ‪ Mittah‬والعصا ‪ Mattah‬وفي العبرية تكتب من ثالث حروف‬

‫م ت ها أو ‪ M T H‬مع تغيير النقط فوق الحروف‪ .‬ووضع النقط فوق الحروف شئ جديد لم يكن مستعمالً من‬

‫قديم‪ .‬لذلك فكلمة سريره تق أر عصاه‪ .‬وهكذا فعلت السبعينية وقرأت اآلية علي رأس عصاه‪ .‬وعصا يوسف تمثل‬ ‫صولجانه وسيادته‪ 2‬ورئاسته‪ .‬ولو فهمنا أن يعقوب رمز للكنيسة ويوسف يرمز للمسيح وعصا يوسف للصليب‬ ‫فهذا الموقف يشير لسجود الكنيسة للصليب الذي به الخالص‪ .‬هذا السجود هو إعتراف بمراحم هللا‪ .‬وما فعله‬

‫يعقوب بسجوده هو إعتراف يعقوب بإحسانات هللا له وإلبنه يوسف‪ .‬ويعقوب يشكر يوسف ألنه سيعيد جسده‬

‫لكنعان‪ .‬ونحن نسجد للمسيح الذي بصليبه أعادنا أو سيعيدنا إلي كنعان السماوية‪( .‬عب ‪.)21:11‬‬

‫‪2‬والصليب (عصاه) كان السرير الذي مات (نام) المسيح عليه‪ ،‬وبه ملك المسيح علينا‬

‫‪388‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن واألربعون)‬

‫اإلصحاح الثامن واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫ور أَنَّ ُه ِق ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫َخ َذ َم َع ُه ْاب َن ْي ِه َم َن َّسى‬ ‫األيات (‪َ " -:)2 -1‬و َح َد َ‬ ‫يض»‪ .‬فَأ َ‬ ‫وس َ‬ ‫وك َم ِر ٌ‬ ‫ف‪ُ « :‬ه َوَذا أ َُب َ‬ ‫يل ل ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫ث َب ْع َد هذه األ ُ‬ ‫‪2‬‬ ‫ف قَ ِادم ِإلَيك»‪ .‬فَتَ َشد ِ ِ‬ ‫ُخ ِبر َي ْعقُ ُ ِ‬ ‫َوأَف ا ِ‬ ‫الس ِر ِ‬ ‫ير‪".‬‬ ‫س َعلَى َّ‬ ‫َ‬ ‫وس ُ ٌ ْ َ‬ ‫يل َو َجلَ َ‬ ‫يل لَ ُه‪ُ « :‬ه َوَذا ْاب ُن َك ُي ُ‬ ‫ْري َم‪ .‬فَأ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّد إ ْس َرائ ُ‬ ‫وب َوق َ‬

‫يوسف يريد بركة أبيه إلبنيه كما بارك إسحق إبنه يعقوب‪ .‬فيكون لهما رجاء في الخالص‪.‬‬ ‫أية (‪3 " -:)3‬وقَال يعقُ ِ‬ ‫وز‪ِ ،‬في أ َْر ِ‬ ‫ان‪َ ،‬وَب َارَك ِني‪" .‬‬ ‫ف‪« :‬للاُ ا ْلقَ ِاد ُر َعلَى ُك ِل َش ْي ٍء ظَ َه َر لِي ِفي لُ َ‬ ‫وس َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫َ َ َْ ُ‬ ‫وب ل ُي ُ‬

‫إشارة يعقوب لظهور هللا له في لوز معناه أن كل بركة له راجعة إلي هللا الذي باركه وهكذا فكل بركة تقدمها‬

‫الكنيسة ألوالدها إنما هي من قبل هللا واهب البركة‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجعلُ َك جمه ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِم ْن‬ ‫ُع ِطي َن ْسلَ َك هذ ِه األ َْر َ‬ ‫ُمِم‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ال لِي‪َ :‬ها أَ​َنا أ ْ‬ ‫َج َعلُ َك ُمثْم ًار َوأ َُكث ُر َك‪َ ،‬وأ ْ َ ُ ْ ُ ً‬ ‫ور م َن األ َ‬ ‫أية (‪َ " -:)4‬وقَ َ‬ ‫َب ْع ِد َك ُم ْل ًكا أ َ​َب ِد ًّيا‪".‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫ان لَ َك ِفي أَر ِ ِ‬ ‫ود ِ‬ ‫ْرِي ُم َو َم َن َّسى‬ ‫ص َر ُه َما لِي‪ .‬أَف َا‬ ‫ص َر‪ ،‬قَ ْبلَ َما أَتَْي ُ‬ ‫اك ا ْل َم ْولُ َ‬ ‫اآلن ْاب َن َ‬ ‫أية (‪َ " -:)5‬و َ‬ ‫ت ِإلَ ْي َك ِإلَى م ْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ْ‬ ‫ون َي ُكوَن ِ‬ ‫ان لِي‪".‬‬ ‫ُوب ْي َن َو ِش ْم ُع َ‬ ‫َك َأر َ‬

‫هنا يعقوب يعطي يوسف نصيب البكر أي ضعف إخوته فيصير إفرايم ومنسي كالهما مثل باقي األسباط وهو‬ ‫بهذا حرم رأوبين من هذه البركة بسبب خطيته‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫َخوي ِهم يس َّمو َن ِفي َن ِ‬ ‫ون لَ َك‪ .‬علَى ِ‬ ‫صي ِب ِه ْم‪".‬‬ ‫أية (‪َ " -:)6‬وأ َّ‬ ‫ين تَلِ ُد َب ْع َد ُه َما فَ َي ُكوُن َ‬ ‫َما أ َْوالَ ُد َك الَّذ َ‬ ‫َ‬ ‫اسم أ َ َ ْ ْ ُ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫فيكونون لك = أي أوالد آخرين غير إفرايم ومنسي ال يحسبون من األسباط‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل ِفي أ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ين ِج ْئ ُ‬ ‫ت ِم ْن فَد َ‬ ‫أية (‪َ " -:)0‬وأَ​َنا ِح َ‬ ‫َّان َماتَ ْت ع ْندي َراح ُ‬ ‫ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ط ِري ِ‬ ‫ق أَف َْراتَ َة‪ ،‬الَِّتي ِه َي‬ ‫اك ِفي َ‬ ‫ض َحتَّى آت َي ِإلَى أَف َْراتَ َة‪ ،‬فَ َدفَ ْنتُ َها ُه َن َ‬ ‫حتي النفس األخير ال ينسى زوجته المحبوبة راحيل‪ .‬وهو يبارك أحفادها‪ .‬وكأنه يريد أن يركز األوالد أنظارهم‬

‫ان ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫ق‪ِ ،‬إ ْذ َب ِق َي ْت َم َسافَ ٌة ِم َن‬ ‫َك ْن َع َ‬ ‫ت لَ ْحٍم»‪".‬‬ ‫َب ْي ُ‬

‫علي كنعان حيث أمهم مدفونة فال تنسيهم مصر كنعان أرضهم‪ .‬وحزن يعقوب علي راحيل هو حزن المسيح‬

‫علي كنيسته التي مازال أعضائها يعانون الموت ولكن المسيح ال ينسى نفساً واحدة منهم‪ .‬والحظ أن راحيل دفنت‬

‫في بيت لحم حيث ولد المسيح الذي يعطي حياة لكل من مات علي الرجاء‪.‬‬

‫‪389‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن واألربعون)‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان؟»‪2 .‬فَقَال يوس ُ ِ ِ‬ ‫اي اللَّ َذ ِ‬ ‫ال‪َ « :‬م ْن ه َذ ِ‬ ‫ان‬ ‫وس َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫يل ْاب َن ْي ُي ُ‬ ‫ف فَقَ َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)11 -7‬و َأرَى إ ْس َرائ ُ‬ ‫ف ألَبيه‪ُ « :‬ه َما ْاب َن َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫أ ِ‬ ‫يل فَ َكا َنتَا قَ ْد ثَ ُقلَتَا ِم َن َّ‬ ‫ال‪« :‬قَِد ْم ُه َما ِإلَ َّي أل َُب ِ‬ ‫وخ ِة‪ ،‬الَ‬ ‫ارَك ُه َما»‪َ .‬وأ َّ‬ ‫الش ْي ُخ َ‬ ‫ْ‬ ‫َعطَان َي للاُ ُ‬ ‫َما َع ْي َنا إ ْس َرائ َ‬ ‫هه َنا»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ض َنهما‪ .‬وقَال ِإسرِائ ِ‬ ‫َن يب ِ‬ ‫ف‪« :‬لَ ْم أ َُك ْن أَظُ ُّن أ َِني أ َ​َرى َو ْج َه َك‪،‬‬ ‫وس َ‬ ‫ص َر‪ ،‬فَقَ​َّرَب ُه َما ِإلَ ْي ِه فَقَ​َّبلَ ُه َما َو ْ‬ ‫َي ْق ُد ُر أ ْ ُ ْ‬ ‫يل ل ُي ُ‬ ‫َ َ َْ ُ‬ ‫احتَ َ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ضا»‪" .‬‬ ‫َو ُه َوَذا للاُ قَ ْد أ َ​َراني َن ْسلَ َك أ َْي ً‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫َخرجهما يوس ُ ِ‬ ‫َمام َو ْج ِه ِه ِإلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‪".‬‬ ‫أية (‪ " -:)12‬ثُ َّم أ ْ َ َ ُ َ ُ ُ‬ ‫ف م ْن َب ْي َن ُرْك َبتَ ْيه َو َس َج َد أ َ َ‬ ‫وسجد = أي أن يوسف سجد أمام أبيه‪ .‬واألغلب أن يوسف وابنيه سجدوا أمامه‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ارِه ع ْن ي ِم ِ ِ ِ‬ ‫ين ِه ع ْن يس ِ ِ ِ‬ ‫ْرِيم ِبي ِم ِ‬ ‫يل‬ ‫أية (‪َ " -:)13‬وأ َ‬ ‫وس ُ‬ ‫يل‪َ ،‬و َم َن َّسى ِب َي َس ِ َ َ‬ ‫ف اال ثْ َن ْي ِن أَف َا َ َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َخ َذ ُي ُ‬ ‫ين إ ْس َرائ َ‬ ‫ار إ ْس َرائ َ‬ ‫َوقَ​َّرَب ُه َما ِإلَ ْي ِه‪" .‬‬

‫‪ِ ِ 14‬‬ ‫ْرِيم و ُهو َّ ِ‬ ‫ير‪َ ،‬وَي َس َارهُ َعلَى َأر ِ‬ ‫ض َع َها َعلَى َأر ِ‬ ‫ْس َم َن َّسى‪َ .‬و َ‬ ‫يل َي ِمي َن ُه َو َو َ‬ ‫ضعَ‬ ‫ْس أَف َا َ َ َ‬ ‫الصغ ُ‬ ‫أية (‪ " -:)14‬فَ َم َّد إ ْس َرائ ُ‬ ‫ان ا ْل ِب ْك َر‪" .‬‬ ‫َي َد ْي ِه ِب ِف ْط َن ٍة فَِإ َّن َم َن َّسى َك َ‬ ‫بفطنة= جاءت في السبعينية متقاطعتين أي علي شكل صليب‪ .‬لقد أراد يوسف وربما يعقوب أيضاً أن يبارك‬

‫منسي البكر‪ .‬ولكن هللا أرشد يعقوب أن الذي سيأخذ البركة األكبر هو األصغر (وهذا ما حدث مع هابيل واسحق‬

‫ويعقوب‪ ،‬فليس األكبر جسدياً هو الذي يستحق دائما) والتاريخ يشير أن يعقوب قد صنع هذا بفطنة ففي أول‬

‫إحصاء عمل في أيام موسي كان سبط إف اريم ‪ 51411‬بينما سبط منسي ‪ .22211‬وعاش سبط منسي منقسماً‬ ‫نصفه شرقي األردن واآلخر غربه‪ ،‬مما عرضه لإلختالط بالشعوب الوثنية‪ .‬أما سبط أفرايم فكان قوياً دائماً حتي‬

‫أن المملكة الشمالية (أسرائيل) دعيت إفرايم ومن هذا السبط خرج يشوع بن نون ودبورة النبية وجدعون ويفتاح‬ ‫وصموئيل النبي‪ ،‬ومنهم يربعام أول ملوك إسرائيل بعد اإلنفصال عن يهوذا‪ .‬ووضع يعقوب يديه علي شكل‬

‫صليب يشير ألن البركة الحقيقية كانت بالصليب‪ .‬واختيار إفرايم األصغر للبركة إشارة للكنيسة األصغر جسدياً‬

‫من شعب اليهود (اإلبن البكر خر ‪ )22:5‬ولكنها استحقت البركة‪ .‬وهكذا فآدم األخير أي المسيح صار أوالً‬

‫وصار آدم األول أخي اًر‪.‬‬

‫ولقد ركز بولس الرسول في عب ‪ 21:11‬علي أن يعقوب كان قد فقد البصر الجسدي ولكن اإليمان أعطاه بص اًر‬

‫روحياً فبارك األصغر ضد الرغبات الطبيعية وسجد لعصا يوسف (الصليب)‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ف وقَال‪« :‬للا الَِّذي سار أَمام ُه أَبو ِ ِ‬ ‫اق‪ ،‬للاُ الَِّذي َر َع ِاني ُم ْن ُذ‬ ‫يم َواِ ْس َح ُ‬ ‫أية (‪َ " -:)15‬وَب َار َك ُي ُ‬ ‫ُ‬ ‫وس َ َ َ‬ ‫اي إ ْب َراه ُ‬ ‫َ َ َ َ َ​َ َ‬ ‫و ُج ِ‬ ‫ودي ِإلَى ه َذا ا ْل َي ْوِم‪" ،‬‬ ‫ُ‬

‫وبارك يوسف = مع أنه وضع يديه علي أفرايم ومنسي إال أن البركة حسبت ليوسف‪.‬‬

‫‪390‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن واألربعون)‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ع علَي ِهما اس ِمي واسم أَبو َّ ِ ِ‬ ‫ص ِني ِم ْن ُك ِل َشر‪ُ ،‬ي َب ِ‬ ‫يم‬ ‫ار ُك ا ْل ُغالَ َم ْي ِن‪َ .‬وْل ُي ْد َ َ ْ َ ْ‬ ‫َ ْ ُ َ​َ‬ ‫أية (‪ " -:)16‬ا ْل َمالَ ُك الَّذي َخلَّ َ‬ ‫ي إ ْب َراه َ‬ ‫ير ِفي األ َْر ِ‬ ‫ض»‪".‬‬ ‫اق‪َ ،‬وْل َي ْكثَُار َك ِث ًا‬ ‫َوِا ْس َح َ‬

‫لم يطلب لهما مجداً كمجد يوسف ولكن بركة هللا التي أعطاها إلبراهيم وإلسحق‪ .‬وأن يخلصهم المالك الذي‬

‫خلصه من كل شر‪ .‬والحظ أن المالك ال يمنع الشر بل هو يخلص منه‪ .‬يدعي عليهما إسمي = صار أفرايم‬ ‫ومنسي سبطين مستقلين كباقي األسباط‬

‫‪10‬‬ ‫ض َع َي َدهُ ا ْل ُي ْم َنى َعلَى َأر ِ‬ ‫اء ذلِ َك ِفي َع ْي َن ْي ِه‪،‬‬ ‫ْس أَف َا‬ ‫ف أ َّ‬ ‫وس ُ‬ ‫َن أ َ​َباهُ َو َ‬ ‫ْرِي َم‪َ ،‬س َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)12 -10‬فلَ َّما َأرَى ُي ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ ِ ِ‬ ‫ْرِيم ِإلَى َأر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ه َذا‬ ‫هك َذا َيا أَِبي‪ ،‬أل َّ‬ ‫س َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ف ألَِبيه‪« :‬لَ ْي َ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫ْس َم َن َّسى‪َ .‬وقَ َ‬ ‫فَأ َْم َس َك ب َيد أَبيه ل َي ْن ُقلَ َها َع ْن َأرْس أَف َا َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ُهو ا ْل ِب ْكر‪ِ َ .‬‬ ‫ون َش ْع ًبا‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫ت َيا ْابني‪َ ،‬علِ ْم ُ‬ ‫ال‪َ « :‬علِ ْم ُ‬ ‫ضا َي ُك ُ‬ ‫ت‪ُ .‬ه َو أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ض ْع َيمي َن َك َعلَى َأرْسه»‪ .‬فَأ َ​َبى أ َُبوهُ َوقَ َ‬ ‫ون جمه ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخاه َّ ِ‬ ‫صير َك ِب ا ِ‬ ‫أَي ً ِ‬ ‫ُمِم»‪" .‬‬ ‫ير َي ُك ُ‬ ‫ير‪َ .‬ولك َّن أ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ون أَ ْك َب َر م ْن ُه‪َ ،‬وَن ْسلُ ُه َي ُك ُ ُ ْ ُ ً‬ ‫الصغ َ‬ ‫ضا َي ُ ً‬ ‫ور م َن األ َ‬

‫ار ُك ِإ ْسرِائيل قَ ِائالً‪َ :‬ي ْج َعلُ َك للاُ َكأَف ا ِ‬ ‫أية (‪َ 23 " -:)23‬وَب َارَك ُه َما ِفي ذلِ َك ا ْل َي ْوِم قَ ِائالً‪ِ « :‬ب َك ُي َب ِ‬ ‫َّم‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْري َم َو َك َم َن َّسى»‪ .‬فَقَد َ‬ ‫ْرِي َم َعلَى َم َن َّسى‪".‬‬ ‫أَف َا‬ ‫أي إذا صلي إنسان من أجل أحد يطلب من هللا أن يباركه كما بارك إفرايم ومنسي ولقد ظل اليهود يستعملون‬

‫هذه البركة دائماً‪.‬‬

‫وت‪ ،‬و ِ‬ ‫أية (‪21 " -:)21‬وقَال ِإسرِائ ِ‬ ‫ُّك ْم ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫آب ِائ ُك ْم‪" .‬‬ ‫ون َم َع ُك ْم َوَي ُرد ُ‬ ‫وس َ‬ ‫لك َّن للاَ َس َي ُك ُ‬ ‫ض َ‬ ‫َم ُ َ‬ ‫يل ل ُي ُ‬ ‫ف‪َ « :‬ها أَ​َنا أ ُ‬ ‫َ َ َْ ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت لَ َك سهما و ِ‬ ‫َم ِ‬ ‫ين ِب َس ْي ِفي َوقَ ْو ِسي»‪".‬‬ ‫ق إِ ْخ َوِت َك‪ ،‬أ َ‬ ‫اح ًدا فَ ْو َ‬ ‫أية (‪َ " -:)22‬وأَ​َنا قَ ْد َو َه ْب ُ‬ ‫ورِي َ‬ ‫َ ًْ َ‬ ‫َخذْتُ ُه م ْن َيد األ ُ‬ ‫كلمة سهم في أصلها العبراني "شكيم" وشكيم تعني المرتفع عن األرض أو كتف ولقد إشتري يعقوب أرضاً في‬

‫شكيم بمئة قسيطة‪ .‬ثم أخذ أوالد يعقوب أرض شكيم بالسيف والقوس‪ ،‬حقا هم حاربوا بخدعة ولكنهم أخذوا‬

‫األرض‪ .‬وربما اإلشارة هنا للسيف والقوس هي إشارة لهذه المعركة بين أبنائه وأبناء شكيم‪ ،‬لكن األصح أنها نبوة‬ ‫عن إستيالء شعب إسرائيل بقيادة يشوع بن نون علي كل األرض‪ .‬ومعني قول يعقوب هنا أنه حين تأخذون‬

‫األرض يكون ليوسف هذه األرض‪ .‬فهذه األرض كانت عربون إقتناء األرض كلها‪ .‬ولقد كانت شكيم إحدي مدن‬

‫إفرايم بعد ذلك (يش ‪ )::21‬وهناك دفن يوسف‪ .‬ولهذه األرض يشير اإلنجيلي في يو ‪ 1،4:5‬فكان مفهوماً أن‬ ‫يعقوب وهب هذه األرض ليوسف ولنالحظ أن‪:-‬‬

‫يهوذا‪ :‬جاء منه الملوك‬

‫الوي‪ :‬جاء منه الكهنة‪.‬‬

‫‪391‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الثامن واألربعون)‬

‫يوسف‪ :‬كان له نصيب البكر‪ ،‬هو أخذ عربون الميراث المميز ونجد أن (تث ‪ )1::21‬ينص علي أن البكر له‬ ‫نصيبين‪ .‬وراجع إثباتاً لهذا (‪ 1‬أي ‪ )1:4‬لذلك قال يعقوب ليوسف (تك ‪ )21:51‬بركات أبيك فاقت بركات أبوي‪.‬‬ ‫تأمل‪ -:‬هللا وعد ان يبارك يعقوب دون عيسو ‪ .‬ولكن الحلول البشرية سببت كم هائل من األالم للجميع‬ ‫‪ .‬ولو كانت رفقة لم تفعل هذا ‪ ،‬وتركت التدبير هلل لكان هللا أوجد حال سهال ال يسبب أية مشاكل ‪ .‬وهذا رأيناه‬ ‫في طريقة بركة يعقوب ألوالد يوسف ‪ ,‬بأن وضع يديه علي شكل صليب ‪ .‬ونفذت إرادة هللا بطريقة سهلة ‪.‬‬

‫‪392‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع واألربعون)‬

‫اإلصحاح التاسع واألربعون‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫صيب ُكم ِفي ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه وقَال‪ِ ْ « :‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫آخ ِر األ ََّي ِام‪".‬‬ ‫أية (‪َ " -:)1‬وَد َعا َي ْعقُ ُ‬ ‫اجتَم ُعوا ألُ ْن ِب َئ ُك ْم ِب َما ُي ُ ْ‬ ‫وب َبن َ َ‬ ‫آخر األيام= هو تعبير كتابي يشير للمستقبل بوجه عام‪ .‬وقد يشير لنهاية األيام أو لنهاية العالم وقد يشير أليام‬

‫كنيسة المسيح وبهذا يعني نهاية أيام اليهود كشعب هلل‪.‬‬ ‫أية (‪2 " -:)2‬اجتَ ِمعوا واسمعوا يا ب ِني يعقُوب‪ ،‬واص َغوا ِإلَى ِإسرِ‬ ‫يك ْم‪":‬‬ ‫ائ‬ ‫يل أَِب ُ‬ ‫ْ ُ َ ْ َُ َ َ َْ َ َ ْ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫يعقوب يجمع أوالده لينبئهم بما يحدث لهم‪ .‬ولقد رأي بروح النبوة المسيح الخارج من سبط يهوذا ورأي الكنيسة‬

‫الخارجة من الشعب القديم‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ت ِب ْك ِري‪ ،‬قَُّوِتي َوأ ََّو ُل‬ ‫ُوب ْي ُن‪ ،‬أَ ْن َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)4 -3‬أر َ‬ ‫يك‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ َد َّن ْستَ ُه‪َ .‬علَى‬ ‫ت َعلَى َم ْ‬ ‫ص ِع ْد َ‬ ‫ض َج ِع أَِب َ‬ ‫أل ََّن َك َ‬

‫رأوبين ‪:‬‬

‫ِ ‪ِ 4‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ُل ِ‬ ‫َّل‪،‬‬ ‫ْع ِة َوفَ ْ‬ ‫قُ ْد َرِتي‪ ،‬فَ ْ‬ ‫الرف َ‬ ‫ض ُل ا ْلع ِز‪ .‬فَائ ًار َكا ْل َماء الَ تَتَفَض ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ِع َد‪".‬‬ ‫ف َراشي َ‬

‫أنت بكري قوتي= كان البنون يعدون قوة األباء وألنه البكر فهو أول قدرته وقوته‪.‬‬

‫وأول قدرتي= هو نتيجة قوة اإلنسان‪ .‬ولكن ما هي نتيجة قوة اإلنسان الساقط سوي الشهوة التي أفقدت أبوينا آدم‬ ‫وحواء بساطتهما وها هي تفقد رأوبين بكوريته‪.‬‬

‫فضل الرفعة= أي أفضلها ألنه أولها فهو البكر‪.‬‬

‫فائ ارً كالماء= أصل الكلمة "فعل قباحة" وفعل فجور بإنغماس في اللذات والشهوات والماء يفور ولكنه يهبط‬

‫سريعاً للداللة علي شدة هياج إنفعاالته‪.‬‬

‫ال تتفضل= هذا جزاء كل من يسير وراء شهواته‪ ،‬هو يفقد كرامته‪.‬‬ ‫كان يعقوب يعتز ببكره ويدعوه قوته وأول قدرته‪ ،‬نال أفضل رفعة وعز‪ .‬ولكنه سار وراء شهوته‪ .‬ولم ينس له أبوه‬

‫ما فعله مع بلهة حتي وهو علي سرير موته‪ .‬ولهذا فقد بكوريته لينالها إبنا يوسف‪ .‬والبكورية الروحية أخذها‬

‫يهوذا‪.‬‬

‫هنا رأوبين يمثل سقوط آدم وحواء‪ ،‬آدم الذي كان بك اًر للخليقة وسقط وخسر بركته‪ .‬ويمثل الشعب اليهودي قبل‬

‫المسيح الذي حسب بك اًر في معرفة هللا‪ ،‬لكنه بالجحود فقد بكوريته وقوته الروحية ورفعته وعزه وحسبوا دنسين‬

‫بصلبهم المسيح واضطهادهم لكنيسته‪ .‬بل في األيام األخيرة عن طريق ضد المسيح الذي يسيرون وراءه‬ ‫سيهاجمون الكنيسة مضجع هللا أبيهم (فالكنيسة عروس هللا) بقصد إفسادها‪.‬‬

‫‪393‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع واألربعون)‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫َخ َو ِ‬ ‫ت ظُ ْلٍم ُس ُيوفُ ُه َما‪ِ .‬في َم ْجلِ ِس ِه َما الَ تَ ْد ُخ ُل َن ْف ِسي‪ِ .‬ب َم ْج َم ِع ِه َما الَ‬ ‫ون َوالَ ِوي أ َ‬ ‫ان‪ ،‬آالَ ُ‬ ‫األيات (‪ِ " -:)0 -5‬ش ْم ُع ُ‬ ‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫تَتَّ ِحد َكر ِ‬ ‫يد‪،‬‬ ‫ض ُ‬ ‫ض ُب ُه َما فَِإنَّ ُه َشد ٌ‬ ‫اه َما َع ْرقَ َبا ثَْوًار‪َ .‬م ْل ُع ٌ‬ ‫ون َغ َ‬ ‫ض ِب ِه َما قَتَالَ ِإ ْن َسا ًنا‪َ ،‬وِفي ِر َ‬ ‫امتي‪ .‬ألَنَّ ُه َما ِفي َغ َ‬ ‫ُ َ​َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َس َخطُ ُه َما فَِإنَّ ُه قَ ٍ‬ ‫يل‪".‬‬ ‫اس‪ .‬أُقَس ُم ُه َما في َي ْعقُ َ‬ ‫وب‪َ ،‬وأُفَ ِرقُ ُه َما في إ ْس َرائ َ‬

‫شمعون والوي‪:‬‬

‫هنا نري وجه آخر لسقوط البشرية قبل المسيح‪ .‬فرأوبين يمثل الفساد والشهوة‪ .‬بينما شمعون والوي يمثالن القسوة‬

‫والظلم‪ .‬واذا مثل رأوبين آدم فهما يمثلهما قايين سافك الدم‪.‬‬

‫أخوان= أي متشابهان في قسوتهما وتخطيطهما الماكر للقتل‪.‬‬

‫في مجلسهما ال تدخل نفسي= ال أشترك في مؤامرتهما الرديئة‪.‬‬

‫بمجمعهما ال تتحد كرامتي= أي أن إتفاقهما علي الشر ال يتفق مع كرامتي‪ .‬لذلك فأفعالنا الشريرة ال تتفق مع‬

‫كرامة أبينا السماوي‪ .‬وفي رضاهما عرقبا ثو ارً= قمة الشر في اإلنسان أن يفعل الشر وهو راضي أي يفرح بشره‬ ‫وهو يخطط لشره‪ ،‬يخطط بهدوء وسرور‪ .‬وهذا ما فعله شعب اليهود في المسيح‪ .‬وهكذا كان شاول الطرسوسي‬

‫مع إسطفانوس "وكان شاول راضياً بقتله" أع ‪ .1:1‬وكلمة ثور تستخدم للرجال العظماء عند العبرانيين فكلمة ثور‬

‫قريبة جداً من كلمة أمير (مزمور ‪. )12:22‬‬

‫ملعون غضبهما فإنه شديد= شمعون والوي أخوان أي متشابهان في السمات‪ ،‬أخذ كل منهما سيفه وأتي كالهما‬ ‫إلي شكيم حيث قتال كل ذكر ولم يراعيا العدل فيما يصنعون فسببا تعباً ألبيهما‪ .‬والوي جاء منه الكهنة وشمعون‬ ‫جاء منهم الكتبة وهؤالء وأولئك هم الذين دبروا بمكر قتل المسيح‪ .‬وكان الكتبة والكهنة أخوان في هذا‪ .‬قتال‬

‫إنساناً فالمسيح هو إبن اإلنسان وعرقباه كثور‪ :‬فهو أتي ليقدم نفسه كذبيحة (كثور)‪ .‬ولقد كان غضبهما شديداً‬ ‫علي المسيح كما كان غضبهما شديد علي شكيم وغالباً أيضاً علي يوسف فهم كانوا أكثر قسوة عليه من باقي‬

‫اإلخوة لذلك إحتجز يوسف شمعون‪.‬‬

‫أقسمهما في يعقوب= الوي تم توزيعه في كل إسرائيل‪ .‬وشمعون لم يعين له نصيباً مستقالً بل كانوا في داخل‬ ‫نصيب يهوذا (يش ‪ )1:11‬بل في أسوا أماكن في نصيب يهوذا‪ .‬ولم يذكر شمعون في بركة موسي‪ .‬ثم تشتتوا‬

‫في أماكن أخري كونوا فيها قبائل شمعونية (‪ 1‬أي ‪ . )…31:5‬أما الوي فألن أوالده وقفوا وقفة مقدسة نجد أن‬

‫هللا قد إستخدم تفريقهم وسط إسرائيل للبركة وكان الرب نصيبهم‪ .‬وهم كالويين وكهنة تفرقوا ليعلموا الشعب‬

‫الشريعة‪.‬‬

‫األيات (‪7" -:)12 -7‬يهوَذا‪ِ ،‬إ َّياك يحمد ِإ ْخوتُك‪ ،‬يدك علَى قَفَا أ ِ‬ ‫يك‪َ 2 .‬ي ُهوَذا َج ْرُو‬ ‫َع َدائ َك‪َ ،‬ي ْس ُج ُد لَ َك َب ُنو أَِب َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َ َ َُ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫‪13‬‬ ‫أَس ٍد‪ِ ،‬م ْن فَ ِريس ٍة ص ِع ْدت يا اب ِني‪ ،‬جثَا وربض َكأ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يب ِم ْن َي ُهوَذا َو ُم ْشتَ ِرعٌ‬ ‫َ َ َ​َ َ‬ ‫َسد َو َكلَ ْب َوٍة‪َ .‬م ْن ُي ْن ِه ُ‬ ‫َ َ َ َ ْ‬ ‫ول قَض ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض ُه؟ الَ َي ُز ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ضوعُ ُش ُع ٍ‬ ‫وب‪َ .‬ارِبطًا ِبا ْل َك ْرَم ِة َج ْح َش ُه‪َ ،‬وِبا ْل َج ْف َن ِة ْاب َن أَتَ ِان ِه‪،‬‬ ‫ون َولَ ُه َي ُك ُ‬ ‫ِم ْن َب ْي ِن ِر ْجلَ ْي ِه َحتَّى َيأْت َي ِشيلُ ُ‬ ‫ون ُخ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َس َن ِ‬ ‫اس ُه‪َ ،‬وِب َدِم ا ْل ِع َن ِب ثَْوَب ُه‪ُ 12 .‬م ْس َوُّد ا ْل َع ْي َن ْي ِن ِم َن ا ْل َخ ْم ِر‪َ ،‬و ُم ْب َي ُّ‬ ‫ان ِم َن اللَّ َب ِن‪".‬‬ ‫ض األ ْ‬ ‫َغ َس َل ِبا ْل َخ ْم ِر ل َب َ‬ ‫يهوذا‪:‬‬ ‫‪394‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع واألربعون)‬

‫رأينا فيما سبق الفساد والشهوة والظلم والقسوة ونري هنا مجئ المسيح‪ .‬فيهوذا هو أبو المسيح بالجسد‪ .‬لقد نال‬

‫يهوذا نصيب األسد في البركة إذ رأي يعقوب السيد المسيح الملك والكاهن يأتي من نسله‪.‬‬

‫يهوذا إياك يحمد إخوتك= يهوذا يعني يحمد‪ .‬ومن هو يهوذا هذا الذي يحمده إخوته ويرفعونه ويسبحونه إال‬ ‫السيد المسيح نفسه الخارج من سبط يهوذا‪.‬‬

‫يدك علي قفا أعدائك= لقد تم هذا مع داود النبي في حروبه وانتصاراته‪ .‬وبالنسبة للمسيح فهو وضع بصليبه ‪،‬‬

‫يده علي قفا إبليس عدوه فحطمه وحرر البشرية من سلطانه‪.‬‬

‫ويسجد لك بنو أبيك= داود كملك حرر األرض سجد له الجميع‪ .‬والمسيح تجثو له كل ركبة في ‪.11:2‬‬ ‫ويسجدون هنا تكون بمعني يعبدون‪ .‬وقوله بنو أبيك أي كل أسباط أي أوالد يعقوب يسجدون للسبط الملوكي‬

‫الذي خرج منه داود‪ .‬وبالنسبة للمسيح فقد قال عن اآلب "أبي وأبيكم" فقد صرنا فيه أبناء لآلب‪.‬‬

‫يهوذا جرو أسد… كأسد وكلبوة= كان يهوذا قد إختار لخاتمه شعا اًر هو صورة أسد‪ .‬والتطور هنا يبدأ بجرو أسد‬

‫ثم أسد ثم لبؤة‪ .‬ويقال أن جرو األسد يشير لكالب الذي نما وصار أسداً في أيام داود‪ .‬ومن نسل داود خرج ملوك‬

‫شرسين شبهوا هنا باللبؤة التي هي أكثر شراسة من األسد‪ .‬واذا نظرنا لهذه النبوة علي أنها عن المسيح نقول أن‬ ‫جرو أسد تشير لوالدة المسيح كإبن‪ .‬واألسد يشير للملك ولقد ملك المسيح علي الصليب لذلك يقول جثا وربض‬

‫كأسد‪ :‬لقد رأي يعقوب في يهوذا المسيح الخارج من نسله ودعاه باألسد الذي خرج من حرب الصليب غالباً‬ ‫أعدائه الروحيين‪ .‬لقد جثا أي ُس ِّمر في ضعف أو في ما يشبه الضعف ونام علي الصليب ولكنه كان كأسد‬ ‫يربض متحف اًز للمعركة فهو سلم نفسه بإرادته ليقاتل في ضراوة (يو ‪.)11:11‬‬ ‫وكلبوة= هنا إشارة للكنيسة عروس األسد التي يجب أن تصلب معه وتحمل الصليب فتصير تلميذة له‪ ،‬يصلب‬

‫لها العالم وتصلب هي للعالم‪.‬‬

‫من ينهضه= بمعني أنه ليس هناك إنساناً يقيمه بل يقوم هو من نفسه يو ‪. 11:2‬‬

‫من فريسة صعدت‪ :‬هو كان أسداً في حربه ‪ ،‬ولكن ماذا كانت صورته أمام الناس سوي فريسة مستسلمة‪ ،‬كشاة‬

‫سيقت للذبح‪ ،‬صعد إلي صليبه في إستسالم لصالبيه‪.‬‬

‫ال يزول قضيب من يهوذا= القضيب هو صولجان الملك‪ .‬والملوك تناسلوا من داود‪.‬‬ ‫ومشترع من بين رجليه= مشترع أي مشرع للقوانين‪ .‬ومن بين رجليه أي من نسله‪.‬‬

‫حتي يأتي شيلون= شيلون من نفس مصدر سلوام أي مرسل من هللا يو ‪ +::1‬لو ‪ + 11:5‬يو ‪.31-31:4‬‬ ‫وفي إش ‪ 4:1‬كلمة شيلوه من نفس المصدر وقد ترجمتها السبعينية سلوام‪( .‬وقد فُتِحت عيني األعمي في سلوام‬ ‫وقارن مع مسود العينين من الخمر)‪ .‬ومعني هذه اآلية أن المسيح سيأتي بعد أن يزول الملك عن يهوذا وال‬ ‫يعود ليهوذا الحق في أن يشرع ويحكم ويقضي‪ .‬وهذا تم في أثناء الحكم الروماني حين قال اليهود "ليس لنا ملك‬

‫سوي قيصر‪ .‬واإلكتتاب الذي قام به وأمر به أغسطس قيصر شمل اليهودية فهي إذاً كانت خاضعة لحكمه (لو‬

‫‪ .)2،1:2‬وكون اليهود لم يعد لهم سلطاناً ليحكموا يتضح من اآلية يو ‪ .31:11‬فاليهود إذاً كانوا خاضعين تحت‬

‫‪395‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع واألربعون)‬

‫الحكم الروماني‪ ،‬ال سلطان لهم علي القضاء أو التنفيذ وكان ملكهم أو واليهم هيرودس أدومياً‪ .‬وتكون هذه النبوة‬

‫آية ‪ 11‬تشير ألن ‪:‬‬

‫‪ .1‬الملك سيكون في يهوذا (القضيب والتشريع)‪.‬‬

‫‪ .2‬شيلون أي المسيح المرسل سيأتي من نسل يهوذا‪ .‬وقد إتفق علي أن شيلون هو المسيح واتفق علي هذا‬ ‫اليهود والمسيحيين‪ .‬واتفق أن الكلمة تشير أيضاً للراحة والسالم‪ .‬وأن فترة المسيح ستكون فترة سالم وهذا‬

‫ما حدث فإن فترة وجود المسيح علي األرض كانت فترة بال حروب في الدولة الرومانية‪ ،‬وأغلقت الهياكل‬

‫الوثنية التي تفتح فقط في أيام الحروب‪ ،‬وفتحت هياكل السالم وتفتح في أوقات السالم‪.‬‬

‫‪ .3‬يستمر يهوذا في الحكم حتي يأتي المسيح‪ .‬والمسيح سيأتي بعد أن ينتقل القضيب لشعب اخر‪ .‬رابطاً‬ ‫بالكرمة جحشه‪ ،‬وبالجفنة إبن أتانه= الكرمة والجفنة مترادفان‪ ،‬ومعناهما شجرة العنب‪ .‬وقد جاءت‬

‫الجفنة في اإلنجليزية الكرمة المختارة‪ .‬والمعني المباشر لآلية أنها تعبير عن الرخاء والثروة التي سيتمتع‬ ‫بها السبط فمن كثرة األشجار والخصب ‪ ،‬لن يجد الرجل مكاناً يربط فيه جحشه سوي الكرمة‪ .‬والكرمة‬

‫شجرة ضعيفة‪ ،‬فيكون معني أن يربط الرجل جحشه أنها ستكون قوية حتي تحتمل‪ .‬ولكن الكرمة هي‬

‫بالمفهوم الرمزي إشارة لشعب إسرائيل ثم صارت تشير للكنيسة (مز ‪ + 1:11‬هو ‪ + 1:11‬إش ‪:-1:4‬‬

‫‪ +‬إر ‪ + 21:2‬مت ‪ + 33:21‬يو ‪ )1:14‬إذاً الكرمة هي شعب هللا في العهد القديم والعهد الجديد‪.‬‬ ‫والحظ أن المسيح يوم دخوله إلي أورشليم طلب جحشاً (هذا إستعمله وركبه الناس من قبل) وابن أتان‬

‫(هذا لم يركبه أحد من قبل) وقد ركب إبن األتان‪ .‬ورأي األباء أن الجحش يشير لليهود وابن األتان يشير‬ ‫لألمم وقد ربط المسيح كالهما بكرمته فهو الكرمة وكلنا األغصان‪ .‬وهو الذي جعل اإلثنين واحداً والحظ‬

‫أنه ربط إبن األتان رمز الكنيسة بالجفنة أي الكرمة المختارة‪.‬‬

‫غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه= من وفرة الخيرات يصير الخمر كالماء فيغسلون به الثياب ولكن الثوب‬ ‫يشير للكنيسة (كما أشار ثوب يوسف الملون للكنيسة متعددة المواهب) وكون الثوب يغسل بالخمر بل ويقول دم‬ ‫العنب فهذه نبوة واضحة بأن الكنيسة تطهرت بدم المسيح رؤ ‪ 1 + 15::‬يو ‪ .::1‬والخمر هو إشارة لكأس دم‬

‫الرب الذي يعطي لغفران الخطايا‪.‬‬

‫مسود العينين من الخمر ومبيض األسنان من اللبن= مسود العينين مترجمة المع العينان أي عيناه جميلتان‬

‫والمعتان‪ .‬والخمر إشارة للوفرة والخير الكثير وكذلك اللبن والمعني أن الخيرات الكثيرة (كروم ولبن) أعطته عينين‬ ‫قويتين وحدة بصر وأسنان قوية وروحياً فالمسيح أعطانا فرحاً روحياً كثمرة من ثمار روحه القدوس (غل ‪+ 22:4‬‬ ‫يو ‪ )22:11‬والروح القدس الذي يعطي فرحاً للقلب يعطي أيضاً إستنارة ووضوح رؤيا‪ .‬ويعطي تعليم يو ‪21:15‬‬

‫‪ +‬عب ‪ .11،11:1‬بل األقوياء يحصلوا علي الطعام القوي ويحولونه إلي لبن يعطونه للصغار ‪1‬كو ‪1 + 2:3‬‬ ‫بط ‪ .2:2‬فالروح القدس يعطي الطعام القوي للبالغين وهؤالء يعطون غذاء الضعفاء ‪ 2‬تي ‪ .2:2‬وراجع إش‬ ‫‪ .1:44‬والروح القدس يستخدم كلمة هللا كغذاء يشبع به النفوس‪ .‬وهو يعطي بسخاء‪.‬‬

‫‪396‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع واألربعون)‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫اح ِل ا ْلب ْح ِر يس ُك ُن‪ ،‬و ُهو ِع ْن َد س ِ‬ ‫ون‪ِ ،‬ع ْن َد س ِ‬ ‫ون‪" .‬‬ ‫اح ِل ُّ‬ ‫ص ْي ُد َ‬ ‫أية (‪َ " -:)13‬زُبولُ ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫السفُ ِن‪َ ،‬و َجان ُب ُه ع ْن َد َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫زبولون‪:‬‬

‫زبولون تعني مسكن‪ .‬فبعد أن رأينا العالم قبل المسيح في فساد وقسوة ورأينا المسيح آتيا من يهوذا بالجسد‪ .‬نري‬

‫اآلن سكن الجميع في الكنيسة يهوداً وأمماً‪ .‬فسبط زبولون سكن بجانب البحر وهم جاوروا الفينيقيين تجار البحر‬

‫وجاءوا منهم بتجارتهم وباعوا لهم‪ .‬فيكون زبولون تجا اًر‪ .‬وهذا يشير للك ارزة خصوصاً أن البحر يشير لألمم والنهر‬

‫يشير لليهود‪ .‬ويكون سكن زبولون (اليهود)‪ .‬بجانب البحر (األمم) إشارة للكنيسة الواحدة من كالهما‪ .‬وصيدون‬

‫هي صيدا علي البحر المتوسط‪( .‬لقد عرف العالم المسيحية من الشعب اليهودي الذي آمن)‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫اكر‪ِ ،‬حمار ج ِسيم ارِبض بين ا ْلح َ ِ‬ ‫ض أ ََّن َها‬ ‫ظائ ِر‪ .‬فَ َأرَى ا ْل َم َح َّل أ ََّن ُه َح َس ٌن‪َ ،‬واأل َْر َ‬ ‫َ ٌ َ ٌ َ ٌ َْ َ َ‬ ‫األيات (‪َ " -:)15-14‬ي َّس َ ُ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ص َار لِ ْل ِج ْزَي ِة َع ْب ًدا‪" .‬‬ ‫َن ِزَه ٌة‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫َح َنى َكتفَ ُه ل ْلح ْم ِل َو َ‬

‫يساكر‪:‬‬

‫يساكر حمار جسيم= غالباً فإن يساكر إختار الحمار شعا اًر لخاتمه‪ .‬وحمار جسيم أي ضخم وقوي وباإلنجليزية‬

‫‪Strong donkey.‬فقد إشتغل هذا السبط بالفالحة وكان دأبهم الصبر‪ .‬وكانت أرضهم خصبة فإكتفوا بالزراعة‬

‫ولم ينشغلوا بالسياسة‪ .‬وكانوا معرضين لدفع الضرائب‪ .‬وتشبيه يساكر بحمار يشير لعمله الشاق فهو حمل حملين‬

‫‪ )1‬عمله الشاق في الزراعة‬ ‫وماذا كانت مكافأتهم؟‬

‫‪ )2‬الجزية‪.‬‬

‫أرضهم الخصبة وزراعتهم الناجحة‪.‬‬

‫وحظائرهم كثيرة أي أغنامهم كثيرة = رابض بين الحظائر… واألرض نزهة‪ .‬ونزهة أي مبهجة بخصبها ودسمها‪.‬‬

‫وهم لم يهتموا بالضرائب ألن أرضهم خصبة‪.‬‬ ‫وما أجمل هذا التشبيه عن الكنيسة والذي أتي في مكانه‪ .‬فبعد أن سمعنا عن مجئ المسيح من سبط يهوذا‬

‫وسكن اليهود واألمم معاً نسمع أن أرضهم دسمة إشارة للكنيسة التي هي جسد المسيح وتتغذي علي جسده ودمه‪.‬‬

‫وأن الكنيسة مخصبة ورعاياها يزيدون جداً (حظائر كثيرة للرعاية)‪ .‬لقد أدرك خدام هللا أن األرض نزهة ففي‬ ‫السماء مالم تره عين ولم تسمع به أذن وعلي األرض أروا عمل المسيح في كنيسته فإهتموا بك ارزتهم وعملهم في‬

‫حقل المسيح دون أن يهتموا بأي أالم تفرض عليهم‪ .‬وهذا ما قاله بولس الرسول "إذ كنت ح اًر من الجميع‬

‫استعبدت نفسي للجميع ألربح األكثرين ‪1‬كو ‪ 2 + 11:1‬كو ‪.14:12‬‬

‫‪10‬‬ ‫األيات (‪16" -:)17 -16‬دان‪ ،‬ي ِدين َشعبه َكأَح ِد أ ِ ِ ِ‬ ‫ان َح َّي ًة َعلَى الطَّ ِري ِ‬ ‫ْعوا ًنا َعلَى‬ ‫ون َد ُ‬ ‫يل‪َ .‬ي ُك ُ‬ ‫َ ُ َ ُ َْ ُ َ ْ‬ ‫ق‪ ،‬أُف ُ‬ ‫َس َباط إ ْس َرائ َ‬ ‫‪17‬‬ ‫اء‪ .‬لِ َخالَ ِ‬ ‫اكب ُه ِإلَى ا ْلور ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِب ِ‬ ‫يل‪َ ،‬ي ْل َسعُ َع ِق َب ِي ا ْلفَ َر ِ‬ ‫ب‪".‬‬ ‫ت َيا َر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ص َك ا ْنتَظَ ْر ُ‬ ‫س فَ َي ْسقُطُ َر ُ‬ ‫َ​َ‬

‫دان‪:‬‬

‫‪397‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع واألربعون)‬

‫دان كان سبط مقاتل وقد عرفت ذرية دان بالمكر والدهاء قض ‪ .11،1:‬ولقد خرج منه شمشون الجبار ‪ .‬فكانوا‬ ‫كحية تلسع خيول أعدائهم فيسقط أعدائهم من على خيولهم = يسقط راكبه إلى الوراء ‪ .‬ولكن الخالص من عند‬

‫الرب ‪ ،‬لذلك قال يعقوب لخالصك انتظرت يا رب ‪.‬‬

‫ولكن من الناحية النبوية يفسر كالم يعقوب بمعنى آخر ‪ .‬فلقد رأينا فيما سبق الكنيسة المثمرة وخدامها‪ .‬ورأينا‬

‫خدامها كيف يتألمون فمن أين تأتي هذه األالم؟ البد أنها تأتي بحيل إبليس الحية القديمة‪ .‬لذلك كان دان حية‬

‫علي الطريق‪ .‬هو دائما يثير المشاكل في طريق هللا وخدامه‪ .‬وهذه الحرب بين إبليس والكنيسة تصل لذروتها في‬ ‫نهاية األيام حين يطلق إبليس من سجنه ويعمل بقوته مع ضد المسيح‪ .‬وكان سبط دان هم أول من أدخل العبادة‬

‫الوثنية في إسرائيل بوضعهم تمثال ميخا في مدينة دان‪ .‬وبسبب هذا حذف إسم دان من المختومين في الرؤيا‬

‫(رؤ ‪ .):‬وهذا قد يكون بسبب وثنية سبط دان إال أن كثير من األباء أروا أن نبوة يعقوب هذه مع حذف إسم دان‬ ‫من رؤيا ‪ :‬راجع إلي أن ضد المسيح سيأتي من سبط دان‪ .‬لكن يمكننا القول أن المعنى ‪ ...‬أن الشيطان الحية‬

‫القديمة بدأ حربه ضد اإلنسان منذ البدء حين أسقط آدم وحواء ‪ ،‬وسيظل يحارب الكنيسة ويحاول تعطيل عمل‬

‫هللا حتى نهاية األيام ‪ ،‬وستكون هذه الحرب على أشدها أيام الوحش أو من يسمى ضد المسيح (رؤ‪ . )13‬ولكن‬

‫قطعا فالمسيح هو الغالب "هؤالء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم" (رؤ‪ + 2 : 1‬رؤ‪+ 21 – 11 : 11‬‬

‫رؤ‪ ، )15 : 1:‬ومن يتبع المسيح سيغلب "وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم" (رؤ‪ . )11 : 12‬بل أن هللا‬ ‫يرى كل محاوالت الحية ومن يتبعها ويضحك ويستهزئ بهم (مز‪ ، )4 – 1 : 2‬فهو يعرف أن كل ما يصنعونه‬ ‫هو قادر أن يحوله لمجد إسمه ولخير أوالده ‪ ،‬فهو يخرج من الجافى حالوة ‪ .‬ومعنى إسم دان = يقضى (تك‪31‬‬

‫‪ . )1 :‬والمعنى أن هللا يرى أعمال الشيطان الشريرة وسيدينه وسيقضى بعدل ‪ .‬وهناك من سيرفض حيل الحية‬ ‫وهناك من سيتبع الشيطان إذ قد إنخدع من شهوته ‪ ،‬وهللا يرى ويقضى ‪ .‬ولكن هل هللا يترك أوالده وحدهم فى‬

‫هذه المعركة ؟ قطعا ال يتركهم فهو القائل "بدونى ال تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يو‪ . )4 : 14‬لكن هذه المعونة‬

‫هى لمن يريد ويترك القيادة للمسيح ‪ .‬فنحن فى معاركنا مع الشيطان ما نحن سوى فرس والمسيح هو الذى يقود‬ ‫هذا الفرس ‪ .‬وصورة المسيح الذى يقود الفرس نراها حين فُتِ َح الختم األول إذ نرى المسيح جالسا على فرس‬ ‫أبيض (رؤ‪ )2 ، 1 : 1‬والفرس أبيض ألن المسيح برر المؤمنين به بدمه (رؤ‪ ، )15 : :‬ومرة ثانية المسيح‬ ‫يقود من يريد فهو القائل "كم مرة أردت‪...‬وأنتم لم تريدوا" (مت‪ . )3: : 23‬ومن يترك القيادة للمسيح ويسلم له‬

‫تسليما كامال فالمسيح يغلب به وفيه ‪ .‬فالمسيح هو الذى "خرج غالبا ولكى يغلب" (رؤ‪ . )2 : 1‬أما من ينقاد‬ ‫وينخدع من شهوته تلسعه الحية فال يعود المسيح يقوده إذ قد رفض هو المسيح ‪ .‬وهذا ما نراه فى األختام الثالثة‬

‫الباقية (رؤ‪ )1‬إذ كان الشيطان هو الذى يقود الثالثة أحصنة (الخيول) الباقية األحمر واألسود والباهت‬

‫(األخضر) ‪ ،‬وواضح أنه يقود للموت سواء باإلستشهاد (الحصان األحمر) أو بالهرطقات (الحصانين األسود‬ ‫الس ِب ِ‬ ‫يل‪َ ،‬ي ْل َسعُ َع ِق َب ِي‬ ‫ْعوا ًنا َعلَى َّ‬ ‫والباهت (األخضر) ‪ ،‬وهذا معنى قول يعقوب هنا عن الشيطان الحية أنه أُف ُ‬ ‫اكب ُه ِإلَى ا ْلور ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلفَ َر ِ‬ ‫اء ‪ .‬أما من يثبت فى المسيح ويسلك ليس بحسب الجسد بل بحسب الروح فال‬ ‫س فَ َي ْسقُطُ َر ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫دينونة عليه (رو‪ . )1 : 1‬والحظ أن كلمة دينونة فى هذه اآلية هى بمعنى يقضى = دان ‪ .‬وهذا نراه أيضا فى‬

‫‪398‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع واألربعون)‬

‫(رؤ‪ )1‬فمن كان حصانا أبيض قاده المسيح فهو فى السماء البسا ثيابا بيض أى مبر ار ‪ ،‬ومن رفض قيادة‬

‫المسيح وكان حصانا أسود أو باهت نجده مرعوبا من قضاء المسيح الديان ويقول للجبال "أسقطى علينا وأخفينا‬

‫عن وجه الجالس على العرش" (رؤ‪. )11 : 1‬‬

‫وبسبب األالم الكثيرة التي سيوقعها ضد المسيح بالكنيسة صرخ يعقوب لخالصك إنتظرت يارب فالمسيح سيأتي‬

‫مباشرة عقب هذه األحداث‪ ،‬فال خالص حقيقي لكل إرتداد سوي بالمسيح‪ .‬وهذه اآلية هي إيمان بعمل المسيح‬

‫المخلص‪.‬‬

‫دان يدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل = قد يكون المعنى أن ضد المسيح سيخرج من هذا السبط ‪ ،‬ويكون ضد‬

‫المسيح هذا سبب دينونة إلسرائيل واليهود الذي سينقادون وراءه ‪ .‬أو يكون المعنى أن الحية أى الشيطان الذى‬

‫يعمل اآلن فى خداع الشعب اليهودى ‪ ،‬فينكرون المسيح حتى اآلن ‪ ،‬فهذا سيكون سببا لدينونتهم والقضاء عليهم‬

‫‪.‬‬

‫والحظ أن إسم دان جاء وسط األسباط فى نبوة يعقوب هذه عن أبناءه ومستقبلهم ‪ ،‬وكما رأينا وسنرى أنها نبوة‬

‫عن الكنيسة أيضا ‪ ،‬وما رأيناه هنا عن أن الحرب ضد الكنيسة مستمرة ‪ ،‬فلقد رأينا شيئا شبيها بذلك فى (عز‪: 2‬‬

‫‪ )13‬فلقد ُو ِج َد رقم الوحش ‪ 111‬مع الراجعين من السبى ‪ .‬فالحرب لن تكف عن الكنيسة ‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ش‪ ،‬و ِ‬ ‫لك َّن ُه َي ْز َح ُم ُم َؤ َّخ َرهُ‪" .‬‬ ‫أية (‪َ " -:)12‬ج ُ‬ ‫اد‪َ ،‬ي ْز َح ُم ُه َج ْي ٌ َ‬ ‫جاد‪:‬‬

‫كان نصيب سبط جاد شرق األردن كطلبه‪ .‬وهذا جعلهم معرضين للقتال من األعداء من حولهم بصفة مستمرة‬

‫(أمثال أرام والعمونيين واألموريين) إال أنهم كانوا يحاربون أعداءهم دائماً وال يسكتون وكانوا محاربين أقوياء (‪1‬‬

‫أي ‪ )15-1:12‬لهم وجوه األسود‪ .‬إذاً جاد كان في حرب مستمرة‪ :‬يزحمه جيش‪ .‬ولكنه سرعان ما يضرب‬

‫مؤخرة جيوش أعدائه ويسترد غنائمه‪ :‬ولكنه يزحم مؤخره في اإلنجليزية هو سيتغلب وينتصر أخي اًر‪ .‬إذاً فجاد‬

‫يمثل الكنيسة التي هي في حرب مستمرة ولكنها ستنتصر أخي اًر فهي مرهبة كجيش بألوية‪.‬‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ات ملُ ٍ‬ ‫‪ِ 23‬‬ ‫وك‪".‬‬ ‫ير‪ُ ،‬خ ْب ُزهُ َس ِم ٌ‬ ‫أية (‪ " -:)23‬أَش ُ‬ ‫ين َو ُه َو ُي ْعطي لَذ ُ‬ ‫أشير ‪:‬‬

‫خبزه سمين وهو يعطي لذات ملوك= تنبأ يعقوب عن أشير بكثرة الخيرات‪ .‬وقال عنه موسي في نبوته أنه يغمس‬

‫في الزيت قدمه تث ‪ .25:33‬وفعالً تحققت النبوتان فقد تمتع سبط أشير بأرض خصبة غنية بأشجار الزيتون‬

‫التي يستخرج منها الزيت‪ .‬وكانت غالت أرضه وفيرة فقيل أن خبزه سمين‪ .‬ويصدر من خيراته للملوك ولباقي‬ ‫األسباط‪ .‬هذا يشير لشبع أوالد هللا ولفيض النعمة في حياة المجاهدين الروحيين‪ .‬مع جاد رأينا الجهاد ‪ ،‬فهل‬ ‫الجهاد وحده يكفى للخالص ؟ قطعا ال ‪ ،‬لذلك نسمع هنا عن الزيت والذى يرمز للروح القدس الذى يعطى‬

‫المجاهد نعمة وقوة تسنده فى جهاده ‪.‬‬

‫‪399‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع واألربعون)‬

‫أية (‪َ 21 " -:)21‬ن ْفتَالِي‪ ،‬أ َِيلَ ٌة ُم َسيَّ َب ٌة ُي ْع ِطي أَق َْواالً َح َس َن ًة‪" .‬‬ ‫نفتالي‪:‬‬

‫أيلة‪ :‬أنثي األيل‪ .‬وهي مسيبة= أي كانت ممسوكة ثم جاء من حررها وسيبها حرة وهنا نفتالي يشبه في محبته‬ ‫للحرية بأيلة منطلقة في برية مفتوحة تتحرك في خفة وسرعة أينما أرادت‪ .‬ولكن حرية هذا السبط لم تكن فرصة‬

‫لإلنحالل والشر‪ ،‬بل إلتزم بعالقات طيبة مع بقية األسباط فكانت كلماته = أقواال حسنة‪ .‬وهذه صورة رائعة‬

‫للكنيسة التي حررها المسيح "إن حرركم اإلبن فبالحقيقة تكونون أح ار اًر‪ .‬والذي حرره المسيح يسبح ويشهد للمسيح‬

‫أي يعطي أقواالً حسنة‪ .‬هنا نرى ثمار الروح القدس والنعمة التى يفيض بها على من يجاهد ‪ ،‬فهنا نرى الحرية‬ ‫الحقيقية ‪ ،‬هنا يصل المؤمن لترك خطيته بكامل حريته فالروح القدس يقنعه بذلك (إر‪ . ): : 21‬والحرية يحصل‬

‫عليها المؤمن بعمل النعمة وتعنى أنه بإقتناعه يرفض خداع الخطية ‪ ،‬فاهما أن الحزن على األرض والهالك‬

‫األبدى نهاية طريق ملذات الخطية ‪ ،‬وهو يترك طريق الخطية بكامل حريته وليس عن ضغط أو خوف من‬

‫عقاب ‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫ف‪ُ ،‬غصن َشجرٍة مثْ ِمرٍة‪ُ ،‬غصن َشجرٍة مثْ ِمرٍة علَى عي ٍن‪ .‬أَ ْغص ِ‬ ‫ق‬ ‫وس ُ‬ ‫ان قَد ْارتَفَ َع ْت فَ ْو َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ْ ُ َ​َ ُ َ َ َْ‬ ‫األيات (‪ُ " -:)26 -22‬ي ُ‬ ‫ْ ُ َ​َ ُ َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫السه ِام‪24 .‬و ِ‬ ‫طه َدتْ ُه أَرباب ِ‬ ‫ي‬ ‫لك ْن ثَ​َبتَ ْت ِب َمتَا َن ٍة قَ ْو ُس ُه‪َ ،‬وتَ َشد َ‬ ‫َحائ ٍط‪ .‬فَ َم َّرَرتْ ُه َو َرَمتْ ُه َو ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫اض َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّد ْت َس َواع ُد َي َد ْيه‪ .‬م ْن َي َد ْ‬ ‫الر ِ‬ ‫اعي ص ْخ ِر ِإسرِائيل‪ِ 25 ،‬م ْن ِإ ِ‬ ‫َع ِز ِ‬ ‫يك الَِّذي ُي ِعي ُن َك‪َ ،‬و ِم َن ا ْلقَ ِاد ِر َعلَى ُك ِل َش ْي ٍء‬ ‫اك‪ِ ،‬م َن َّ‬ ‫له أَِب َ‬ ‫وب‪ِ ،‬م ْن ُه َن َ‬ ‫يز َي ْعقُ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫الرِب ِ‬ ‫الَِّذي ُي َب ِ‬ ‫يك‬ ‫ات ا ْل َغ ْم ِر َّا‬ ‫ات الثَّ ْد َي ْي ِن َو َّ‬ ‫الر ِحِم‪َ .‬ب َرَك ُ‬ ‫ت‪َ .‬ب َرَك ُ‬ ‫ض تَ ْح ُ‬ ‫ق‪َ ،‬وَب َرَك ُ‬ ‫اء ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫ارُك َك‪ ،‬تَأْتي َب َرَك ُ‬ ‫ات أَِب َ‬ ‫ات َّ َ‬ ‫فَاقَ ْت علَى برَك ِ‬ ‫ون َعلَى َأر ِ‬ ‫ف‪َ ،‬و َعلَى ِق َّم ِة َن ِذ ِ‬ ‫ير ِإ ْخ َوِت ِه‪".‬‬ ‫ات أ َ​َب َو َّ‬ ‫وس َ‬ ‫ي‪ِ .‬إلَى ُم ْن َي ِة َ‬ ‫اآلك ِام الد ْ‬ ‫َّه ِرَّي ِة تَ ُك ُ‬ ‫ْس ُي ُ‬ ‫َ َ​َ‬

‫يوسف‪:‬‬

‫نال يوسف مدحا أكثر من إخوته فقد كان أميناً مع هللا ومحباً للجميع أيا كان موقعه‪ .‬ولقد كان مثم اًر ‪ :‬غصن‬

‫شجرة مثمرة‪ .‬وهذه أعلي درجات النمو أن يكون اإلنسان الروحي مثم اًر مهما أصابته سهام العدو (إخوته ثم‬ ‫زوجة فوطيفار ثم فوطيفار نفسه) فمررته ورمته واضطهدته أرباب السهام‪ .‬ويعقوب كرر مرتين أن يوسف كان‬

‫غصن شجرة مثمرة‪ .‬فهو رغماً عن اإلضطهادات التي واجهته ثبت ونما وزاد ونال من ثماره الجميع‪ ،‬فهى ثمار‬

‫محبته هلل وللجميع‪ .‬وهنا يوسف يشير للمسيح الذي إضطهدوه ولكن تمتع بخالصه الجميع حتي من إضطهدوه‪.‬‬ ‫ثم قال يعقوب أغصان قد إرتفعت فوق حائط= كان غصن وصار أغصان‪ ،‬إذاً هو نمو وزيادة‪ ،‬وهكذا الكنيسة‬

‫جسد المسيح‪ .‬فالمسيح هو الغصن (إش ‪ + 1:11‬إر ‪ + 4:23‬زك ‪ )1:3‬ولماذا كرر قوله غصن مرتين؟ فرقم‬ ‫‪ 2‬يشير للتجسد الذي جعل به اإلثنين واحداً وصار المسيح الكرمة ونحن األغصان‪ .‬فاألغصان إشارة للكنيسة‬ ‫جسد المسيح يو ‪ 4:14‬وهذه الكنيسة مسنودة علي حائط‪ ،‬هو المسيح الصخرة الحقيقية‪ .‬فالكروم تحتاج لحائط‬ ‫قوي يسندها فهي ضعيفة في ذاتها إن لم يسندها أحد‪ .‬وهذه هي بركات المسيح لكنيسته المضطهدة ‪ .‬وهذا‬

‫الغصن علي عين= عين الماء هو إشارة للروح القدس الذي يروي الكنيسة فتثمر‪ .‬وبالرغم من اإلضطهاد‬ ‫‪400‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع واألربعون)‬

‫ليوسف (أو للمسيح أو للكنيسة) ثبتت بمتانة قوسه‪ ،‬وتشددت سواعد يديه بمساعدة من هللا من يدي عزيز‬ ‫يعقوب‪ .‬فاهلل هو عزيز يعقوب أي إلهه المحبوب لديه‪ ،‬الراعي والصخر المعين له‪ .‬ويعقوب يطلب إلبنه‬

‫المحبوب كل البركات‪ .‬بركات السماء من فوق= أي مطر وندي‪ .‬وبركات الغمر الرابض تحت= أي األنهار‬ ‫والينابيع‪ .‬وبركات الثديين والرحم= أي كثرة النسل وصحة وبركة لألطفال من لبن الثديين‪ .‬بركات أبيك لك فاقت‬

‫علي بركات أبوي= أي أكثر من البركات التي أعطاها أبوي يعقوب ليعقوب‪ .‬هذه البركات رمز للبركات الروحية‬

‫التي يعطيها هللا لكنيسته وهي تزيد بكثير عن البركات المادية التي حصل عليها شعب هللا في العهد القديم‪ .‬إلي‬

‫منية األكام الدهرية= األكام هي التالل العالية‪ .‬والدهرية أي إلي مدي الدهر‪ .‬والمعني فلتحل هذه البركات‬ ‫ع ليك وأمنيتي أن تستمر لك طالما كانت األكام باقية وطالما هي باقية إلي األبد‪ .‬إذاً فالبركات لك تكون إلي‬

‫األبد‪ .‬وهذه هي بركات المسيح التي صارت للكنيسة وتستمر حتي تزول السماء واألرض‪.‬‬

‫وعلي قمة نذير إخوته= إخوة يوسف أبعدوه عنهم لكنه كان قد أفرز وتكرس وتخصص هلل فالنذير يعتزل إخوته‬

‫وكل الناس‪ .‬ومن تكرس هلل يستحق كل هذه البركات له‪ .‬وقمة نذير إخوته في اإلنجليزية علي تاج رأس نذير‬ ‫إخوته‪.‬‬

‫مع نفتالى وجدنا الحرية كثمرة للروح القدس ‪ ،‬وهنا نرى ثمار كثيرة ‪ ،‬فالروح القدس له ثمار كثيرة ‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫ام ِ‬ ‫اح يأ ُْكل َغ ِنيم ًة‪ ،‬و ِع ْن َد ا ْلمس ِ‬ ‫اء ُيقَ ِس ُم َن ْه ًبا»‪".‬‬ ‫س‪ِ .‬في َّ‬ ‫أية (‪َ " -:)20‬ب ْن َي ِ ُ‬ ‫ين ذ ْئ ٌ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫ب َي ْفتَ ِر ُ‬ ‫الص َب ِ َ ُ‬ ‫بنيامين ‪:‬‬

‫إذا فهمنا أن كل ما مر من نبوات ألوالد يعقوب يشير للكنيسة المجاهدة جسد المسيح واألالم التي تقع عليها‬

‫والجهاد المفروض عليها‪ ،‬فنجد أن نهاية األمر أن تجلس الكنيسة بعد طول جهاد عن يمين اآلب‪ ،‬فبنيامين‬

‫تعني إبن اليمين‪ ،‬واليمين هو مكان الخراف ‪ ،‬بينما اليسار مكان الجداء‪ .‬وبركة موسي لبنيامين تشير لنفس‬

‫الشئ في تث ‪ 12:33‬حبيب الرب يسكن لديه آمناً‪ .‬فبعد طول جهاد نسكن عند الرب في أورشليم السماوية‬

‫مسكن هللا مع الناس رؤ ‪.3:21‬‬

‫بنيامين ذئب مفترس= إشارة لشجاعة السبط في الحروب قض ‪ .11:21‬وتشير لشجاعة الكنيسة المجاهدة التي‬ ‫هي مرهبة كجيش بألوية‪ .‬وقيل هي نبوة عن شاول الطرسوسي الذي خرج كذئب في الصباح ليفترس المسيحيين‬

‫المؤمنين ويقتلهم كمضطهد للكنيسة وبعد إيمانه آمن علي يده الكثيرين فقسم نهباً= أي المؤمنين الذي آمنوا‬

‫بك ارزته‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫األيات (‪27" -:)33 -27‬ج ِميع ُ ِ‬ ‫وه ْم َوَب َارَك ُه ْم‪ُ .‬ك ُّل‬ ‫يل اال ثْ َنا َع َش َر‪َ .‬وه َذا َما َكلَّ َم ُه ْم ِب ِه أ َُب ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫هؤالَء ُه ْم أ ْ‬ ‫َس َباطُ إ ْس َرائ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫آب ِائي ِفي ا ْل َم َغ َارِة الَِّتي‬ ‫ص ُ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬أَ​َنا أَ ْن َ‬ ‫ض ُّم ِإلَى قَ ْو ِمي‪ .‬ا ْدف ُنوِني ع ْن َد َ‬ ‫َواحد ِب َح َس ِب َب َرَكته َب َارَك ُه ْم‪َ .‬وأ َْو َ‬ ‫اه ْم َوقَ َ‬ ‫ِ ِ َِّ‬ ‫ِ َِّ ِ‬ ‫ِفي ح ْق ِل ِع ْفر َ ِ ِ ‪ِ 33‬‬ ‫ِ‬ ‫َمام َم ْم َار ِفي أ َْر ِ‬ ‫اها‬ ‫ان‪ ،‬الَِّتي ْ‬ ‫اشتَ​َر َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ون ا ْلحث ِي‪ .‬في ا ْل َم َغ َارة التي في َح ْقل ا ْل َم ْكفيلَة‪ ،‬التي أ َ َ‬ ‫‪31‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اق َو ِرْفقَ َة‬ ‫اك َدفَ ُنوا ِإ ْس َح َ‬ ‫ام َأرَتَ ُه‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫ون ا ْل ِحث ِي ُم ْل َك قَ ْب ٍر‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫يم َم َع ا ْل َح ْق ِل ِم ْن ع ْف ُر َ‬ ‫يم َو َس َارةَ ْ‬ ‫اك َدفَ ُنوا إ ْب َراه َ‬ ‫إ ْب َراه ُ‬ ‫‪401‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح التاسع واألربعون)‬ ‫‪33‬‬ ‫غ يعقُوب ِم ْن تَو ِ‬ ‫ت لَي َئ َة‪ِ 32 .‬شراء ا ْلح ْق ِل وا ْلم َغارِة الَِّتي ِف ِ‬ ‫ان ِم ْن َب ِني ِح َّ‬ ‫ص َي ِة‬ ‫يه َك َ‬ ‫ام َأرَتَ ُه‪َ ،‬و ُه َن َ‬ ‫اك َدفَ ْن ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ث»‪َ .‬ولَ َّما فَ َر َ َ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ َ َ َ‬ ‫ب ِن ِ‬ ‫الس ِر ِ‬ ‫ض َّم ِإلَى قَ ْو ِم ِه‪".‬‬ ‫ض َّم ِر ْجلَ ْي ِه ِإلَى َّ‬ ‫َسلَ َم ُّ‬ ‫وح َوا ْن َ‬ ‫يه َ‬ ‫الر َ‬ ‫ير‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َ‬

‫عند يعقوب نجد الموت أهم من الحياة‪ .‬فالحياة جعلته حبيس مصر أرض العبودية‪ .‬أما الموت فمركبة تحمله إلي‬

‫كنعان‪ ،‬ويضمه إلي أبائه واله أبائه‪ .‬فهو حين يوصي أوالده بدفنه في أرض أبائه‪ ،‬ينظر إلي ما وراء الحياة‪ ،‬إلي‬ ‫خارج مصر‪ .‬هو يوفد جسده الميت ليمتلك الميراث علي الرجاء‪ .‬لذلك يوصي أوالده ويوصي يوسف بأن ينقلوا‬ ‫جسده إلي كنعان (‪ .)21:51 + 31:5:‬فتبقي أيضاً قلوب أوالده متعلقة بكنعان‪.‬‬ ‫ملخص عالقة النبوات بالكنيسة‬ ‫رأوبين‬

‫يمثل آدم بكر الخليقة الذى سقط فخسر بركته بسبب الخطية‬

‫شمعون والوى فساد الجنس البشرى نتيجة للخطية فلقد دخل لإلنسان الزنا والقتل‪...‬‬ ‫يهوذا‬

‫كان الحل فى الفداء بيسوع المسيح الذى من سبط يهوذا‬

‫زبولون‬

‫المسيح أسس الكنيسة فى العالم وهو يسكن فيها‬

‫يساكر‬

‫الكنيسة لها خيرات كثيرة وهى تشبع بالمسيح الذى فيها‬

‫دان‬

‫لكن الشيطان الحية القديمة ال بد وسيحاربها‬

‫جاد‬

‫الكنيسة كنيسة مجاهدة حتى الدم ضد الخطية والشيطان عب‪5 : 12‬‬

‫أشير‬

‫الجهاد وحده ال ينفع لذلك مأل هللا كنيسته بالروح القدس (زيت = النعمة)‬

‫نفتالى‬

‫هى كنيسة تختار المسيح بحريتها إذ أقنعها الروح القدس‬

‫يوسف‬

‫هى كنيسة مثمرة‬

‫بنيامين‬

‫نهاية الكنيسة قطيع المسيح عن اليمين فى المجد‬

‫‪402‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخمسون)‬

‫اإلصحاح الخمسون‬

‫عودة للجدول‬

‫لماذا أصر يعقوب على أن يدفن في كنعان؟‬ ‫‪ .1‬ليدرك أوالده قيامة األجساد فها هو ينضم ألبائه إعالناً أنه يأتي يوم يتقابل فيه الجميع‪.‬‬

‫‪ .2‬لذلك عاشوا كغرباء حارمين أجسادهم من الترف فهم ينتظرون جسداً ممجداً في يوم الرب‪.‬‬

‫‪ .3‬أراد يعقوب أن يؤكد ألوالده أنه وان عاش في مصر لكن قلبه متعلق بهناك حيث وعد الرب‪.‬‬ ‫‪ .5‬طلبه أن يدفن مع أبائه إعالناً عن وحدة إيمانهم‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن ُي َح ِنطُوا‬ ‫وس ُ‬ ‫وس ُ‬ ‫اء أ ْ‬ ‫ف َع ِب َ‬ ‫يدهُ األَط َّب َ‬ ‫َم َر ُي ُ‬ ‫األيات (‪ " -:)2-1‬فَ َوقَ َع ُي ُ‬ ‫ف َعلَى َو ْجه أَِبيه َوَب َكى َعلَ ْيه َوقَ​َّبلَ ُه‪َ .‬وأ َ‬ ‫َط َّب ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫أ َ​َباهُ‪ .‬فَ َح َّنطَ األ ُ‬ ‫اء إ ْس َرائ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين َي ْو ًما‪".‬‬ ‫ون َي ْو ًما‪ ،‬أل ََّن ُه َ‬ ‫ون َس ْب ِع َ‬ ‫ص ِرُّي َ‬ ‫ام ا ْل ُم َح َّن ِط َ‬ ‫أية (‪َ " -:)3‬و َك ُم َل لَ ُه أ َْرَب ُع َ‬ ‫ين‪َ .‬وَب َكى َعلَ ْيه ا ْلم ْ‬ ‫هك َذا تَ ْك ُم ُل أ ََّي ُ‬ ‫كان البد من تحنيط جسد يعقوب ليتمكنوا من نقله إلي كنعان فال يفسد في الطريق وهذا إعالن عن أن أجسادنا‬

‫تظل محفوظة بطريقة ما حتي نقوم بأجساد نورانية‪ .‬وعن عملية التحنيط قال هيرودوتس أنها تستمر ‪ 51‬يوماً‬ ‫خاللها تفتح البطن وتزال األحشاء وتوضع مواد كيماوية وروائح‪ .‬ثم بعد ذلك توضع الجثة في الملح ‪ 31‬يوماً‪.‬‬

‫وبعد ذلك تلف بكتان مصمغ‪ .‬وطوال السبعين يوماً تكون مناحة للعائلة يخرجون للشوارع وقد سودوا وجوههم‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ت ِن ْع َم ًة ِفي ُع ُيوِن ُك ْم‪،‬‬ ‫وس ُ‬ ‫ت قَ ْد َو َج ْد ُ‬ ‫ت ِف ْر َع ْو َن قَائالً‪ِ« :‬إ ْن ُك ْن ُ‬ ‫ف َب ْي َ‬ ‫أية (‪َ " -:)4‬وَب ْع َد َما َم َ‬ ‫ام ُب َكائه َكلَّ َم ُي ُ‬ ‫ض ْت أ ََّي ُ‬ ‫ِ‬ ‫فَتَ َكلَّموا ِفي مس ِ‬ ‫ين‪":‬‬ ‫ام ِع ِف ْر َع ْو َن قَائلِ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ُ‬

‫كلم يوسف بيت فرعون= إذ لم يكن ممكناً أن يكلم فرعون وهو حزين وبلحيته التي يطلقها ألجل حزنه علي ميته‬

‫(راجع إس ‪.)2:5‬‬

‫األيات (‪5" -:)6-5‬أَِبي استَحلَفَ ِني قَ ِائالً‪َ :‬ها أَ​َنا أَموت‪ِ .‬في قَب ِر ِ‬ ‫ت ِل َن ْف ِسي ِفي أ َْر ِ‬ ‫اك‬ ‫ي الَّذي َحفَ ْر ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اآلن أَصع ُد أل َْد ِف َن أَِبي وأَر ِجع»‪ .‬فَقَ ِ‬ ‫استَ ْحلَفَ َك»‪".‬‬ ‫اص َع ْد َو ْاد ِف ْن أ َ​َب َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫اك َك َما ْ‬ ‫ال ف ْر َع ْو ُن‪ْ « :‬‬ ‫تَ ْدف ُنني‪ ،‬فَ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ف لِي ْد ِفن أَباه‪ ،‬وص ِعد معه ج ِميع ع ِب ِ‬ ‫األيات (‪0" -:)2-0‬فَ ِ‬ ‫يد ِف ْر َع ْو َن‪ُ ،‬ش ُيو ُخ َب ْي ِت ِه‬ ‫وس ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ‬ ‫صع َد ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ت أَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه‪َ ،‬غ ْي َر أ ََّن ُه ْم تَ​َرُكوا أ َْوالَ َد ُه ْم َو َغ َن َم ُه ْم َوَبقَ َرُه ْم‬ ‫وس َ‬ ‫ف َوِا ْخ َوتُ ُه َوَب ْي ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ص َر‪َ ،‬و ُك ُّل َب ْيت ُي ُ‬ ‫‪2‬‬ ‫ير ِجدًّا‪".‬‬ ‫ش َك ِث ًا‬ ‫ان ا ْل َج ْي ُ‬ ‫ص ِع َد َم َع ُه َم ْرَك َب ٌ‬ ‫ان‪ ،‬فَ َك َ‬ ‫ات َوفُ ْر َس ٌ‬ ‫َو َ‬

‫وخ أ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫َو َج ِميعُ ُش ُي ِ‬ ‫ِفي أ َْر ِ‬ ‫ان‪.‬‬ ‫اس َ‬ ‫ض َج َ‬

‫‪403‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخمسون)‬

‫هو موكب صعود ال نزول‪ .‬إذ حمل رم اًز إلرتفاع الكنيسة نحو أورشليم العليا‪ ،‬كنعان الحقيقية‪ ،‬لتوجد مع عريسها‬

‫إلي األبد‪ .‬وضم الموكب يوسف فهو قائد الموكب الحقيقي (‪2‬كو ‪ )15:2‬والمسيح هو قائد موكبنا‪ .‬والموكب‬

‫إنطلق من أرض مصر (أرض العبودية) رمز العالم الذي نتركه لننطلق للسماء‪ .‬وهذا الموكب ضم عدداً غفي اًر‪.‬‬ ‫فالذين يذهبون للسماء كثيرين‪.‬‬

‫ِ‬ ‫أية (‪13 " -:)13‬فَأَتَوا ِإلَى بي َد ِر أَطَ َ ِ ِ‬ ‫يدا ِجدًّا‪ ،‬وص َنع ألَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه‬ ‫يما َو َشد ً‬ ‫احوا ُه َن َ‬ ‫اد الَّذي في َع ْب ِر األ ُْرُد ِن َوَن ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫اك َن ْو ًحا َعظ ً‬ ‫اح ًة َس ْب َع َة أ ََّي ٍام‪" .‬‬ ‫َم َن َ‬

‫بيدر أطاد= أطاد هو نوع من الشوك والشوك يشير لألالم التي وجدها يعقوب في حياته‪ ،‬بل وأالم كل البشر‪.‬‬

‫فالشوك كان نتيجة للخطية‪ .‬وناحوا نوحاً عظيماً= فالنوح هنا إشارة لنوح الجنس البشري علي أثار الخطية‬ ‫وأصعبها الموت لذلك بكي المسيح علي قبر لعازر‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ين»‪.‬‬ ‫أية (‪َ " -:)11‬فلَ َّما َأرَى أ ْ‬ ‫اح َة ِفي َب ْي َد ِر أَطَ َ‬ ‫ص ِرِي َ‬ ‫َه ُل ا ْل ِبالَد ا ْل َك ْن َعان ُّي َ‬ ‫اد قَالُوا‪« :‬هذه َم َن َ‬ ‫ون ا ْل َم َن َ‬ ‫اح ٌة ثَقيلَ ٌة ل ْلم ْ‬ ‫لِذلِ َك ُد ِعي اسم ُه « ِ‬ ‫ص َارِي َم»‪ .‬الَِّذي ِفي َع ْب ِر األ ُْرُد ِن‪".‬‬ ‫آب َل م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬

‫أبل مصرايم= أي مناحة مصر‪ .‬وعلينا أن نبكي خطايانا في هذا العالم‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اه ْم‪":‬‬ ‫أية (‪َ " -:)12‬وفَ َع َل لَ ُه َب ُنوهُ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫هك َذا َك َما أ َْو َ‬

‫ِ ِ َِّ‬ ‫اشتَر َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أية (‪َ 13 " -:)13‬ح َملَ ُه َب ُنوهُ ِإلَى أ َْر ِ‬ ‫يم َم َع ا ْل َح ْق ِل‬ ‫ض َك ْن َع َ‬ ‫ان َوَدفَ ُنوهُ في َم َغ َارة َح ْقل ا ْل َم ْكفيلَة‪ ،‬التي ْ َ‬ ‫اها إ ْب َراه ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام َم ْم َار‪".‬‬ ‫ُم ْل َك قَ ْب ٍر ِم ْن ع ْف ُر َ‬ ‫ون ا ْلحث ِي أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫لم نسمع أنهم عملوا مناحة في كنعان فهي رمز للسماء حيث يمسح هللا كل دمعة من عيوننا رؤ ‪.5:21‬‬

‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ْن أَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِع ُدوا َم َع ُه لِ َدف ِ‬ ‫يه َب ْع َد َما َدفَ َن‬ ‫وس ُ‬ ‫ص َر ُه َو َوِا ْخ َوتُ ُه َو َج ِميعُ الَّذ َ‬ ‫ف ِإلَى م ْ‬ ‫ين َ‬ ‫األيات (‪ " -:)21-14‬ثُ َّم َر َج َع ُي ُ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫يع َّ‬ ‫الش ِر الَِّذي‬ ‫ف أ َّ‬ ‫وس َ‬ ‫وس َ‬ ‫َن أ َ​َب ُ‬ ‫ف َي ْ‬ ‫اه ْم قَ ْد َم َ‬ ‫ضطَ ِه ُد َنا َوَي ُرُّد َعلَ ْي َنا َجم َ‬ ‫ات‪ ،‬قَالُوا‪« :‬لَ َع َّل ُي ُ‬ ‫أ َ​َباهُ‪َ .‬ولَ َّما َأرَى ِإ ْخ َوةُ ُي ُ‬ ‫‪10‬‬ ‫ص َنع َنا ِب ِه»‪16 .‬فَأَوصوا ِإلَى يوس َ ِ‬ ‫ون لِيوس َ ِ‬ ‫اصفَ ْح‬ ‫صى قَ ْب َل َم ْوِت ِه قَ ِائالً‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ين‪« :‬أ َُب َ‬ ‫ف قَائلِ َ‬ ‫ف‪ :‬آه! ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫هك َذا تَقُولُ َ ُ ُ‬ ‫وك أ َْو َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلن اصفَ ْح ع ْن َذ ْن ِب ع ِبيد ِإ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫وس ُ‬ ‫ف ِح َ‬ ‫له أَِب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص َن ُعوا ِب َك َش ًّار‪ .‬فَ َ ْ‬ ‫يك»‪ .‬فَ َب َكى ُي ُ‬ ‫َع ْن َذ ْن ِب ِإ ْخ َوت َك َو َخط َّيت ِه ْم‪ ،‬فَِإ َّن ُه ْم َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ف‪« :‬الَ تَ َخافُوا‪ .‬أل ََّن ُه َه ْل‬ ‫وس ُ‬ ‫ام ُه َوقَالُوا‪َ « :‬ها َن ْح ُن َع ِب ُ‬ ‫َكلَّ ُموهُ‪َ .‬وأَتَى ِإ ْخ َوتُ ُه أ َْي ً‬ ‫ال لَ ُه ْم ُي ُ‬ ‫يد َك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ضا َو َوقَ ُعوا أ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ ‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫اآلن‬ ‫ص ْدتُ ْم لِي َش ًّرا‪ ،‬أ َّ‬ ‫ص َد ِب ِه َخ ْي ًرا‪ ،‬لِ َك ْي َي ْف َع َل َك َما ا ْل َي ْوَم‪ ،‬لِ ُي ْح ِي َي َش ْع ًبا َكثي ًار‪ .‬فَ َ‬ ‫أَ​َنا َم َك َ‬ ‫َما للاُ فَقَ َ‬ ‫ان للا؟ أَ ْنتُ ْم قَ َ‬ ‫وب ُه ْم‪".‬‬ ‫َعولُ ُك ْم َوأ َْوالَ َد ُك ْم»‪ .‬فَ َع َّز ُ‬ ‫الَ تَ َخافُوا‪ .‬أَ​َنا أ ُ‬ ‫ب ُقلُ َ‬ ‫اه ْم َوطَ َّي َ‬

‫‪404‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التكوين ( األصحاح الخمسون)‬

‫عظيم هو يوسف في محبته وغفرانه‪ .‬نحن لم نجد في حياة يوسف رؤي وال مالئكة… لكننا نجده مثاال حياً‬

‫للمحبة وطاعة هللا‪ .‬وخوف إخوته ناشئ عن خطاياهم فالمحبة تطرح الخوف إلي خارج‪ .‬ولم يحتمل قلب يوسف‬

‫المحب تذلل إخوته فبكي وقال هل أنا مكان للا‪ :‬أي ألنتقم‪.‬‬

‫ولعل رجوع إخوة يوسف له أخي اًر إشارة لرجوع اليهود للمسيح في آخر األيام‪.‬‬

‫أنتم قصدتم لي ش ارً أما للا فقصد به خي ارً= هللا هو ضابط الكل الذي يخرج من الجافي حالوة‪.‬‬ ‫أنا أعولكم وفي (‪ )25‬للا سيفتقدكم = والمعني أن هللا يعولهم بإستخدام يوسف كأداة ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ت أَِب ِ‬ ‫األيات (‪22" -:)23-22‬وس َك َن يوس ُ ِ ِ‬ ‫ين‪َ 23 .‬و َأرَى‬ ‫وس ُ‬ ‫يه‪َ ،‬و َع َ‬ ‫ص َر ُه َو َوَب ْي ُ‬ ‫ف ِم َئ ًة َو َع َش َر ِسن َ‬ ‫ف في م ْ‬ ‫اش ُي ُ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫ِ ِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ألَف ا ِ‬ ‫ف‪" .‬‬ ‫وس َ‬ ‫ير ْب ِن َم َن َّسى أ َْي ً‬ ‫ضا ُولِ ُدوا َعلَى ُرْك َبتَ ْي ُي ُ‬ ‫ُي ُ‬ ‫ْري َم أ َْوالَ َد ا ْلجيل الثالث‪َ .‬وأ َْوالَ ُد َماك َ‬ ‫وس ُ َ‬ ‫‪24‬‬ ‫لك َّن للا سي ْفتَ ِقد ُكم ويص ِعد ُكم ِم ْن ِ‬ ‫وت‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ض ِإلَى األ َْر ِ‬ ‫هذ ِه األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫وس ُ‬ ‫َم ُ َ‬ ‫ال ُي ُ‬ ‫َ َ​َ ُ ْ َُ ْ ُ ْ‬ ‫ف ِإل ْخ َوته‪« :‬أَ​َنا أ ُ‬ ‫أية (‪َ " -:)24‬وقَ َ‬ ‫الَِّتي حلَ َ ِ ِ‬ ‫وب»‪" .‬‬ ‫يم َوِا ْس َح َ‬ ‫َ‬ ‫اق َوَي ْعقُ َ‬ ‫ف إل ْب َراه َ‬

‫للا سيفتقدكم ويصعدكم= قالها غالباً باإليمان والثقة في مواعيد هللا عب ‪.22:11‬‬

‫‪25‬‬ ‫ِ‬ ‫ف يوس ُ ِ ِ ِ‬ ‫ون ِعظَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫امي ِم ْن ُه َنا»‪" .‬‬ ‫ص ِع ُد َ‬ ‫يل قَائالً‪« :‬للاُ َس َي ْفتَق ُد ُك ْم فَتُ ْ‬ ‫أية (‪َ " -:)25‬و ْ‬ ‫استَ ْحلَ َ ُ ُ‬ ‫ف َبني إ ْس َرائ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص َر‪".‬‬ ‫وس ُ‬ ‫أية (‪ " -:)26‬ثُ َّم َم َ‬ ‫ف َو ُه َو ْاب ُن ِم َئ ٍة َو َع َش ِر ِسن َ‬ ‫ين‪ ،‬فَ َح َّنطُوهُ َوُوض َع في تَ ُابوت في م ْ‬ ‫ات ُي ُ‬ ‫بدأ سفر التكوين بخلقة الحياة وانتهي بالموت والدفن وهذه هي نتيجة الخطية‪ .‬واآلن صار الشعب في عبودية في‬

‫أرض مصر مشتاقين للخالص وهذا ما سنراه في سفر الخروج‪.‬‬

‫ملحوظة‪:1‬‬

‫ملحوظة ‪:2‬‬

‫لم نسمع عن خيمة وال مذبح مع يوسف فهو يمثل حياة المجد وليس حياة الغربة حياة المجد بعد‬

‫األالم‪.‬‬

‫هنا نسمع عن التحنيط ومعناه فى مفهوم المصريين أن هناك حياة أخرى بعد الموت‪ .‬وكون‬

‫الكتاب المقدس ينهى سفر التكوين باإلشارة إلى التحنيط فهو بهذا يشير ضمنياً إلى أن هناك قيامة بعد الموت‪.‬‬

‫‪405‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.