سلسلة من التراث الخالد لمعلم الاجيال ج07 مشاكلك الروحية كيف احب الله؟ البابا شنودة الثالث

Page 1


‫من الرتاث اخلالد ملعلم الأجيال‬

‫‪7‬‬

‫م�شاكلك الروحية ‪ -‬كيف �أحب اهلل؟‬


‫من الرتاث اخلالد ملعلم الأجيال‬ ‫الكتاب ال�سابع‪ :‬م�شاكلك الروحية ‪ ،‬كيف �أحب اللـه؟‬ ‫النا�رش‪ :‬املكتبة القبطية امل�سيحية الأرثوذك�سية على االنرتنت‬ ‫‪http://copticlibrary.blogspot.com‬‬ ‫تاريخ الن�رش‪ :‬ابريل ‪2012‬م‬


‫مثلث الرحمات‬ ‫قدا�سة البابا �شنوده الثالث‬ ‫بابا اال�سكندرية وبطريرك الكرازة املرق�سية ال ‪117‬‬



‫هذه ال�سل�سلة‬ ‫تقدم املكتبة القبطية املسيحية األرثوذكسية ىلع االنرتنت‬ ‫ً‬ ‫لقرائها األعزاء يف هذه السلسلة بعضا من الرتاث اخلادل ملعلم‬ ‫األجيال وذهيب فم القرن العرشين واحلادي والعرشين مثلث‬ ‫الرمحات قداسة ابلابا شنوده اثلالث‪ .‬اذلي أثرى حياتنا‪ ،‬وحياة‬ ‫املاليني من حمبيه عرب األجيال بأقواهل وتعايلمه وحياته‪ ،‬فاكن‬ ‫مصباح منري‪ ،‬بل شمس ساطعة أضاءت بقوة اعملنا اذلي‬ ‫حيتاج دوما إىل قدوة صاحلة تسري ىلع هدى السيد املسيح‬ ‫وتتبع خطواته يف احلب وابلذل واالتضاع‪.‬‬ ‫وكتابنا السابع يف هذه السلسلة عبارة عن مقال بعنوان‬ ‫«مشالكك الروحية ‪ -‬كيف أحب اهلل؟» نرشه األستاذ نظري‬ ‫جيد يف جملة مدارس األحد عدد شهر أكتوبر سنة ‪1949‬م‪.‬‬ ‫نصيل إىل الرب أن ينيح روحه الطاهرة يف ملكوت‬ ‫السموات وأن يمتعنا بربكه صالته عنا‪.‬‬ ‫املكتبة القبطية امل�سيحية الأرثوذك�سية على االنرتنت ‪�-‬إبريل ‪2012‬م‬

‫‪5‬‬



‫م�شاكلك الروحية‬ ‫عرفت أن حمبة اهلل يه الوصية األوىل‪ ،‬وأريد أن أحب‬

‫اهلل‪ ،‬ولكن كيف السبيل إىل ذلك؟‬

‫‪ +‬ليك حتب اهلل ينبيغ لك يا أيخ املحبوب قبل لك يشء‬

‫أن ختيل ذاتك من حمبة العالم «ألن حمبة العالم عداوة هلل»‬ ‫كما يقول الكتاب‪ .‬اعرف أنك غريب يف أرض ال تنبت لك‬

‫غري الشوك و احلسك؛ وال حتاول أن تتمسك بيشء اعليم يف‬ ‫ً‬ ‫هذه الغربة‪ .‬ال تكن عبدا لرغبة معينة أو شهوة باطلة أو جمد‬ ‫زائل أو منصب أو مركز أو لقب‪ ...‬واعلم أنه جيب أن حتب‬

‫الرب إهلك من لك قلبك ومن لك فكرك‪.‬‬

‫وهكذا يا أيخ‪ ،‬إذا ما شعرت أن العالم سيبيد وشهوته‬

‫معه‪ ،‬وإذا لم تتعلق بيشء فيه‪ ،‬حينئذ سيأيت اهلل ويمأل قلبك‬ ‫ً‬ ‫لكه‪ .‬وليك تدرك هذه الغاية اقرأ كثريا عن فناء احلياة‪ ،‬وتعمق‬

‫يف دراسة القديسني‪ ،‬ويف قراءة سفر اجلامعة‪ ،‬واستفد من ال‬ ‫‪7‬‬


‫مشاكلك الروحية‬

‫حوادث اليت تمر بك وتعطيك فكرة عن بطالن لك ما يف‬

‫العالم من اغراء‪.‬‬

‫‪ +‬تذكر احسانات اهلل إيلك‪ :‬استعرض حياتك منذ‬

‫ودلت وحىت هذه اللحظة‪ ،‬وتأمل كيف راعك اهلل‪ ،‬واهتم‬ ‫بك‪ ،‬وأىت بكل إىل هذه الساعة‪ .‬تذكر املواقف املحرجة اليت‬ ‫أحاطت بك وكيف جناك اهلل من مجيعها‪ .‬تذكر الطلبات اليت‬

‫سألت اهلل من أجلها وكيف أنه استجابها بكل حمبة‪ .‬تذكر‬

‫الضيقات واملشقات واألمراض واألوبئة اليت تعرضت هلا‬ ‫ً‬ ‫وكيف أخرجك هلل منها ساملا‪ .‬تذكر لك هذا واشعر أنك حماط‬ ‫بمحبة اهلل‪ ،‬وأن هذه املحبة حني حترصك تشعر أنك اغرق يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جلة احسانات اهلل‪ ،‬وأن اهلل اكن وال يزال رفيقا بك جدا‪ ،‬ثم‬ ‫أرصخ بعد ذلك من أعماقك «باريك يا نفيس الرب وال تنيس‬

‫لك حسناته»‪.‬‬

‫‪ +‬تذكر آالم املسيح وعذاباته ودماءه اليت سفكت من‬ ‫‪8‬‬


‫كيف أحب اهلل‬

‫أجلك‪ ،‬وختيله وهو جمروح ألجل معاصيك‪ ،‬ومسحوق ألجل‬ ‫آثامك‪ ..‬استعرض أمام عينيك انلاسيتني‪ ،‬منظر اجللجثة‬ ‫واجلدل وإلكيل الشوك واحلربة واملصلوب‪ ،‬ثم أشعر بعد لك‬ ‫هذا أنك مديون حبياتك هلذا اذلي أحبك وأعتقك واشرتاك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بدمه اثلمني‪ ،‬وأشعر أيضا أنك اعجز مطلقا عن وفاء هذا‬ ‫ادلين‪ ،‬بل حىت عن تقديم الشكر الالزم‪ ،‬ثم تسلل يف صمت‬ ‫إىل ذلك القلب الكبري اذلي أحبك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ +‬تأمل أيضا كيف أن رجال اهلل عرفوا عنه حبه‬

‫لقديسيه فاكنوا يذكرونه بهم فيسمع طلباتهم‪ .‬وهكذا يقول‬ ‫موىس «اذكر ابراهيم واسحق وارسائيل عبيدك» ويقول إيليا‬ ‫«أيها الرب هلإ ابراهيم واسحق وارسائيل» ويقول سليمان «من‬ ‫أجل داود عبدك ال ترد وجهك عن مسيحك»‪ .‬لعلك معجب‬ ‫يا أيخ بهذه املاكنة العظيمة اليت ناهلا أوالد اهلل يف القديم‬ ‫واليت ورثها أيضا آباؤنا القديسون و الشهداء أنبا أنطونيوس‬ ‫‪9‬‬


‫مشاكلك الروحية‬

‫وأنبا باخوميوس وأنبا ماكريوس وأنبا شنوده ومارجرجس‪..‬‬ ‫ً‬ ‫واليت يمكن أن حتصل عليها أنت أيضا إذا أحببت اهلل كما‬ ‫أحبوه‪.‬‬

‫ً‬ ‫‪ +‬إذا أردت أن حتب اهلل فعليك يا أيخ أيضا أن ختصص‬

‫نلفسك أوقات كثرية تقضيها مع القديسني‪ :‬تقرأ أخبارهم‬ ‫وتعرف قصصهم وتتأمل حياتهم وتدرك مدى الصلة العجيبة‬ ‫اليت اكنت تربطهم باهلل ‪ -‬عش يف هذا الوسط املقدس فرتة‬

‫من الزمن ب ين آبائك اذلين يقول عنهم الويح إن العالم لم‬ ‫ً‬ ‫يكن مستحقا هلم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تأمل كيف أحبوا اهلل حبا فاشتعل فيهم روح االنطالق‬

‫حىت يقول داود «غريب أنا ىلع األرض» وحىت يقول بولس «يل‬ ‫ً‬ ‫اشتهاء أن أنطلق وأكون مع املسيح فذاك أفضل جدا»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتأمل أيضا كيف تدرجوا يف القداسة حىت أصبحوا صورة‬ ‫مقاربة من املسيح‪ :‬ختيل أنبا بوال عندما طرق الشيطان بابه‬ ‫‪10‬‬


‫كيف أحب اهلل‬

‫ً‬ ‫فأجابه أخريا «بوال ليس ههنا‪ ،‬ولكن هنا املسيح يف صورة‬ ‫ً‬ ‫األنبا بوال» ردد أيضا قول بولس الرسول «ليك أحيا ال أنا‬ ‫ولكن املسيح اذلي حييا يف»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتأمل أيضا الطرق اليت اكن ينتقل بها كثري من هؤالء‬

‫القديسني‪ :‬كيف أن أنبا سزيوئيس عند انتقاهل أضاء وجهه‬ ‫ً‬ ‫جدا إذ رأى القديسني واملالئكة آتني إيله؛ ثم أرشق وجهه‬ ‫للغاية وقال «هوذا رب املجد آت َّ‬ ‫ايل» واسلم الروح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تأمل أيضا طريقة انتقال أنبا بوال وأنبا يوحنا القصري‬ ‫وإيليا انليب‪ ..‬واقرأ عن أوئلك اذلين عند انتقاهلم اكنت تمتلئ‬

‫غرفهم بانلور أو راحئة ابلخور أو لكيهما‪ ،‬قرب لك هؤالء إىل‬ ‫قلبك وتقرب أيضا إىل قلوبهم جتد أن حمبة اهلل رست منهم‬ ‫إيلك‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ +‬فكر كثريا يف اهلل‪ .‬اعطه حزيا أوفر من عقلك ووقتك‪.‬‬

‫أكرث من اتلأمالت الروحية املفيدة‪ .‬رتل الرتاتيل املتعلقة‬ ‫‪11‬‬


‫مشاكلك الروحية‬

‫بمحبة اهلل واليت جتد فيها ذلة معينة؛ انشدها من صميم‬ ‫مشاعرك‪ .‬إقرأ (صالة الصلح) من القداس االليه وتأمل لك‬

‫حرف فيها بمحبة زائدة‪.‬‬

‫ً‬ ‫‪ +‬اعرف أن املرأة اخلاطئة أحبت كثريا ألنه غفر هلا‬ ‫ً‬ ‫كثريا‪ .‬وأنت يا أيخ املحبوب‪ ،‬هل تعلم أيضا أن اهلل قد غفر‬

‫لك الكثري‪ ،‬وأنه لم يصنع معك حسب خطاياك‪ ،‬ولم جيازك‬ ‫ً‬ ‫حسب آثامك‪ .‬وإنما أطال أناته عليك جدا لعلك ختجل‬ ‫وتعود‪ ،‬من أجل هذا أطلب إيلك يا أيخ أن حتدد نلفسك‬

‫فرتة أو فرتات يف لك يوم حتاسب فيها نفسك‪ ،‬وتقارن بني‬ ‫معاملة اهلل لك ومعاملتك هل‪ .‬وهكذا إذ تشعر بالفارق الكبري‬

‫ستفعل كما فعلت املرأة اخلاطئة وحتب اهلل‪.‬‬

‫‪ +‬تذكر صفات اهلل اجلميلة اليت حتببك فيه‪ .‬إقرأ كثريا‬

‫عن حمبة اهلل وحتننه‪ ،‬عن املسيح الطيب اهلادئ املحب الوديع‬ ‫املتواضع القلب‪ .‬إدرس لك صفاته السامية الاكملة واهتف‬ ‫‪12‬‬

‫ً‬


‫كيف أحب اهلل‬

‫مع داود‪ :‬ليس لك يا رب شبيه بني اآلهلة‪ .‬تعلق بهذه القداسة‬

‫وحاول أن تعود كما كنت «صورة اهلل ومثاهل» وهكذا ستحب‬

‫اهلل‪.‬‬

‫‪ +‬اجعل مثلك األىلع هو اهلل نفسه وعندئذ ستحبه‪.‬‬

‫فاجلميع حيبون مثلهم العليا‪.‬‬

‫‪ +‬تذكر املوت وعند ذلك سيبطل أمامك لك يشء‪.‬‬

‫وتتعلق باهلل وأنت ترصخ «ارجيع يا نفيس إىل موضع راحتك‬

‫ألن الرب قد أحسن إيلك»‪.‬‬

‫‪ +‬تأمل ادلالة العظيمة اليت قد تربط اهلل بقديسيه‪.‬‬

‫حاول أن تفهم بقلبك ال بعقلك معاين العبارات اآلتية‪:‬‬

‫«وسار أخنوخ مع اهلل» ‪ .‬تأمل صداقة اهلل مع إبراهيم وقول‬ ‫الرب عند حرق سدوم «هل أخيف عن إبراهيم ما أنا فاعله»‬

‫وتذكر ادلالة اليت حتدث بها إبراهيم إىل اهلل حيث قال هل‬ ‫«حاشا لك أن تفعل هذا‪ ،‬أديان لك األرض ال يصنع عدال»‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫مشاكلك الروحية‬

‫يه نفس ادلالة العجيبة اليت قال بها موىس للرب «ارجع عن‬

‫محو غضبك واندم ىلع الرش بشعبك‪ ،‬اذكر إبراهيم وإسحق‬ ‫وإرسائيل عبيدك اذلين حلفت هلم بنفسك‪ »...‬تأمل هذه‬ ‫اللكمات وأذكر أن الكتاب املقدس يقول بعدها «فندم الرب‬

‫ىلع الرش اذلي قال إنه سيفعله بشعبه» أال تشعر جباذبية حنو‬

‫هذه احلياة اليت تكلم فيها اجلبلة جابلها بهذا األسلوب‪.‬‬

‫تأمل مركز أحباب اهلل يف قلبه‪ ،‬وكيف أنه تعاىل اكن‬

‫يسيم نفسه بهم فيقول ملوىس «أنا اهل آبائك‪ :‬اهل إبراهيم واهل‬

‫إسحق واهل يعقوب» وكيف أنه اكن يرحم انلاس من أجلهم‬ ‫ً‬ ‫فيقول لسليمان «فإين أمزق اململكة عنك تمزيقا‪ ،‬وأعطها‬

‫لعبدك إال أين ال أفعل ذلك يف أيامك من أجل داود أبيك‪ ،‬ىلع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اىن ال أمزق منك اململكة لكها‪ ،‬بل أعطي سبطا واحدا البنك‬

‫ألجل داود عبدي»‪.‬‬

‫‪ +‬اجعل املاديات اليت تقابلك تذكرك باهلل‪ .‬إذا رأيت‬ ‫‪14‬‬


‫كيف أحب اهلل‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫عصفورا فتذكر أن واحدا من هؤالء ال يسقط بدون أبيك‪.‬‬ ‫وإذا مررت ىلع فقري فتخيل أنه هو املسيح نفسه اذلي قال‬ ‫ً‬ ‫كنت جواعنا‪ ..‬وإذا نظرت إىل السماء فاعرف أنها تسبح‬ ‫بمجد اهلل‪ ،‬وإذا رأيت وجهك يف املرآة فتذكر أنك ىلع صورة‬

‫اهلل‪ ،‬وأن مجيع شعور رأسك حمصاة‪..‬‬

‫تلكن لك الصلوات اتلأملية اليت تتأمل فيها حمبة اهلل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أو يف حياة املسيح‪ ،‬أو يف إحدى قصصه وأمثاهل مطبقا إياها‬

‫ىلع نفسك‪.‬‬

‫‪ +‬فليدخل يف صلواتك عنرص املناجاة‪ .‬لكم اهلل كأنك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تكلم شخصا واقفا أمامك ناظرا إيلك‪ .‬ثم ناج اهلل بعبارات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫املحبة متذكرا فضله عليك‪ ،‬ومرددا صفاته اجلميلة كقول‬ ‫ً‬ ‫أحد املصلني «يا إهلنا املحب الشفوق واملتحنن جدا» « يا‬

‫يسوع الوديع‪ ،‬املتواضع القلب‪ ،‬الصالح‪ ،‬الطويل الروح‪ ،‬الكثري‬ ‫الرمحة‪ ،‬اجلزيل اتلحنن‪ ،‬يا من نقشتنا ىلع كفك وجعلتنا‬ ‫‪15‬‬


‫مشاكلك الروحية‬

‫كحدقة عينك‪ ،‬يا من أشفقت علينا يف املايض‪ ،‬وتشفق علينا‬ ‫يف لك حني ‪ -‬حنن جبلتك‪ ،‬حنن صورتك‪ ،‬حنن أوالدك ‪ ،‬حنن‬ ‫صنعة يديك‪ ،‬فال تهملنا إىل االنقضاء‪ ،‬وال ترتكنا إىل ادلهر»‪.‬‬

‫‪ +‬تستطيع يا أيخ أن تثبت يف حمبة اهلل حبياة االختبار‪.‬‬

‫تعال وأنظر‪ .‬اعرش الرب إهلك‪ ،‬ادرك بنفسك كم هو طيب‬

‫وحمب ‪ -‬انتهز احلوادث اليت حتدث لك لك يوم ليك تزيد بها‬ ‫حمبتك هلل‪ .‬كون صلة وعالقة متينة بينك وبني اهلل‪ ،‬بل كون‬

‫صداقة شخصية معه كما اكن يفعل إبراهيم‪ ،‬اجعله الشخص‬ ‫الوحيد اذلي تقول هل أرسارك وتذكر هل احتياجاتك وتطلب‬ ‫منه أن ي رشدك ويعينك‪ ،‬قل هل يف لك يوم «امكث ميع يا‬

‫سيدي» واشعر بفرقة وألم يف الوقت اذلي تشعر فيه أنه ليس‬ ‫معك‪.‬‬

‫‪ +‬أشعر أن اهلل معك باستمرار‪ :‬ينظر إىل لك عمل تعمله‬

‫ويرشدك ويشجعك‪ ،‬ختيل أنه عن يمينك فال تزتعزع‪ ،‬تذكر‬ ‫‪16‬‬


‫كيف أحب اهلل‬

‫قول داود انليب « وإن رست يف وادي ظل املوت ال أخاف‬ ‫ً‬ ‫رشا ألنك أنت ميع» وقول إيليا «يح هو رب اجلنود اذلي أنا‬ ‫واقف أمامه»‪ .‬أشعر أن عني اهلل ناظرة إيلك‪ ،‬وأذنه منصتة‬

‫إىل لكماتك وقل مع املرتل «يمينه حتت رأيس وشماهل تعانقين»‬ ‫تأكد أنه حيبك‪ ،‬وحيبك إىل املنتىه بل وحيبك يف أوقات‬

‫ضاللك ويسىع إيلك وينتظر جميئك يف لك حني‪.‬‬

‫ً‬ ‫‪ +‬تذكر أنك حمتاج إىل اهلل وأنك يشء ضئيل جدا يف هذا‬

‫العالم الكبري املضطرب وان اهلل لو ختىل عنك حليظة واحدة‬ ‫ً‬ ‫فستهبط إىل أعماق اهلاوية‪ ،‬ذللك تمسك به جدا وال تدعه‬ ‫ً‬ ‫يفلت من يدك ألنك بدونه ال تستطيع شيئا‪.‬‬ ‫‪ +‬ارجع لك نعمة وبركة ومساعدة حتصل عليها إىل اهلل‬

‫وحده‪.‬‬

‫ً‬ ‫أخريا‪ ،‬صل إىل اهلل أن يهبك هذه املحبة‪ ،‬وسيهبك إياها‪،‬‬

‫ما دمت تطلبها بإيمان صادق؛ ورغبة ملحة‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫املكتبة القبطية امل�سيحية الأرثوذك�سية على الأنرتنت‬ ‫‪http://copticlibrary.blogspot.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.