ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻵﺏ ﻭﺍﻻﺑﻦ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺁﻣﲔ
< <ì†èù]<l^窧<àÚ < <ð]…„ÃÖ]<ì‚éŠÖ]<†è<ífjÓÚ < <]< <á^è†ŠÖ <Ý‚Ïi <
ﺗﻘﺪﱘ
@ñ…bjÈÛa@¿@æìÓ‡b§a@õbiŁa @Þëþa@õŒ¦a ¾@ @wjåà@ÒÕc@‘íåïØíÝïÐ@Šb ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ١٧٢٢ﺵ – ٢٠٠٥ﻡ ﺗﻨﻘﻴﺢ ﻭﺗﻘﺪﱘ @ @úbnß@bjãþa@òÏbîã
_< <†Ú^ÃÖ]<á^膊Ö]<†è<‹éñ…æ<Ìω
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ) ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﳊﺎﺫﻗﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺩﺓ ( ﺍﳉـﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﺻﺪﺭ ﻋﻦ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﰲ ﻃﺒﻌﺘﻪ ﺍﻷﻭﱃ ﺳﻨﺔ ١٩٥١ﻡ ﺃﻱ ﻣﻨـﺬ ٥٤ﺳﻨﺔ ،ﻭﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺳﻨﺔ ١٩٧٢ﻡ ،ﻭﻷﻧﻪ ﻛﺘـﺎﺏ ﻣﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﳌﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﻭﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺝ ﺧﱪﺓ ﺃﺏ ﻛﺒﲑ ﻣـﻦ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﺎﺭ ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﺃﺳﻘﻒ ﻣﻨﺒﺞ ﻭﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﲑ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ،ﻧﻘﻮﻡ ﺍﻵﻥ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﻃﺒﻌﻪ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ. ﲢﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻫﺎﻣﺔ ﳚﺐ ﺍﻗﺘﻨﺎﺅﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﳐﺎﻓﺔ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻭﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﻗﻤﻊ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﻏﲑﻫـﺎ، ﻗﺪﻣﻬﺎ ﰲ ﻋﺪﺓ ﻣﻴﺎﻣﺮ. ﻧﻘﺪﻡ ﻟﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺟﺒﺔ ﺍﻟﺪﲰﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻟﺘﺸﺒﻊ ﻭﺗﺮﺗﻮﻱ ﻣﻦ ﺩﺳﻢ ﺧﱪﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺍﻗﺘﻨﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﻋﺎﺷﻮﻫﺎ ﻭﻛﺘﺒﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﻋﻨـﻬﺎ ﻟﻨﻘـﺘﲏ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﻧﺴﲑ ﰲ ﺇﺛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻨـﺎ ﻣﻌﻬـﻢ ﻧﺼﻴﺐ ﰲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺭﺑﻨﺎ. }{ ٧
ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ ﺃﻣﻨﺎ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﻣﺮﱘ ﻭﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﺎﺭ ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺄﻣﻼﺕ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ،ﻭﺑﺼﻠﻮﺍﺕ ﺃﺑﻴﻨﺎ ﺍﳌﻜﺮﻡ ﺃﺏ ﻭﻣﻌﻠﻢ ﺭﻫﺒﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﺍﻷﻧﺒﺎ ﺷﻨﻮﺩﻩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ. ﻭﻹﳍﻨﺎ ﺍﺪ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ ﺁﻣﲔ،، @ @úbnß@bjãþa א
١١ﺳﺒﺘﻤﱪ ٢٠٠٥ ﺃﻭﻝ ﺗﻮﺕ ١٧٢٢
رأس اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻘﺒﻄﻴﺔ
}{ ٨
א
ICXUROC
ﺒﺎﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﻭﻱ
CUN QE~W
@ @µëþa@òÈjİÛa@ò߆Ôß ﳊﻴﺎﺓ ﺍﳍﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺎ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ ﺃﺛﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﻓﻴﻤـﺎ ﺗﻨﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﻭﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ،ﺍﻣﺘﺎﺯﺕ ﺑﺎﻟﻌﻤﻖ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺩﻗـﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﳋﱪﺓ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗـﺴﻤﻮ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑـﺔ ﻋـﻦ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﺴﻄﺤﻲ ﻓﺤﺴﺐ. ﻭﻇﻠﺖ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﳑﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻣﻦ ﺃﻫـﻢ ﺃﺳـﺲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻗﺮﻭﻧﹰﺎ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻏﻤﺮﺕ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﺎﺧﺘﻔﺖ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﻄﻮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﳌﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺣﱴ ﻃﻐﺖ ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﳊﺎﱄ – ﻋﺼﺮ ﺍﻟـﺴﺮﻋﺔ – ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻐﻮﺭ ﺇﱃ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﳍﺎﺩﺉ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﺘﺄﺛﺮ ﺎ ﺍﻟﻘـﺎﺭﺉ ﺍﳌـﺴﻴﺤﻲ ﰲ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻓﺈﺫﺍ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻀﺔ ﺇﺻﻼﺣﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻛﺒﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﰲ ﺇﻳﻘﺎﻅ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺇﺣﻴﺎﺋﻪ ﻭﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺍﻹﺻﻼﺡ ) ،ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻛﲑﻟﺲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ( ،ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺆﺳﺲ ﺇﺻﻼﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻡ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻭﺟﺪ ﻟﺰﺍﻣﹰﺎ ﺃﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﻣﻦ ﺍﳋـﺎﺭﺝ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﺳﺘﻘﺒﺎﳍﺎ ﺑﺎﺣﺘﻔﺎﻝ ﻛﻨﺴﻲ ﳌﺎ ﻗﺪﺭ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﰲ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﱵ ﺭﺟﺎﻫﺎ. }{ ٩
ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻏﺒﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﻴﺎﻓﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎ ﺛﺎﺅﻓﻴﻠﺲ ﺃﺳﻘﻒ ﺩﻳـﺮ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ) ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ( ) (١ﰲ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﺮﻫﺒﻨﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟـﻮﻉ ﺎ ﺇﱃ ﻋﺼﻮﺭﻫﺎ ﺍﳌﺰﺩﻫﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺭﻭﺣﻴﺔ ﻭﻋﻠﻤﻴﺔ ﻗﻮﳝﺔ. ﻋﻤﺎﺩﻫﺎ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺿـﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻮﻥ ﻣﺆﺳﺴﻮ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ ﺍﻷﻭﱃ. ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻧﻴﺔ ﲡﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻮﺍﺣﻲ :ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﺍﻟﻘـﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ﺃﻱ ﺍﳉﻬﺪ ﺍﳉﺴﺪﻱ. ﻭﻗﺪ ﻫﻴﺄ ﻧﻴﺎﻓﺘﻪ ﻟﻠﺮﻫﺒﺎﻥ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ ﺍﳌﻨﺘﻈﻤـﺔ ﻟﻠﻌﻠـﻮﻡ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﳍﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺪﻳﺮ ،ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺘﺪﻋﻴﻢ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻛﻤـﺎ ﻛﺎﻧـﺖ ﰲ ﻋﺼﻮﺭ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻫﺎ .ﻭﺃﺗﺎﺡ ﳍﻢ ﻓﺮﺹ ﻧﻮﺍﻝ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺎﺕ ﻳﻮﻣﻴﹰﺎ .ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺘﲔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﰒ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺗﻘﻮﱘ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ( ﲟـﺸﺮﻭﻉ ﻳﻨﺎﺳـﺐ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ،ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻓﻮﺍﺋﺪﻩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺮﻫﺒـﺎﻥ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﺑﻞ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺄﲨﻌﻬـﺎ ﺇﺫ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﳜﻠـﻖ ﰲ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﺭﻭﺡ ﳏﺒﺔ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻳﺮ. ) (١ﺗﻨﻴﺢ ﰲ ٥ﺩﻳﺴﻤﱪ ١٩٨٩ﻡ.
}{١٠
ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﳊﺎﱄ ﺃﺳﺎﺱ ﻻﺯﻡ ﻟﻺﺻﻼﺡ، ﻓﺈﻥ ﻧﻴﺎﻓﺘﻪ ﺧﻄﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﺧﻄﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻹﺻـﻼﺡ ﺣﱴ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺇﺻﻼﺣﻴﺔ. ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻟﻴﺤﻘﻖ ﺎ ﻋﺪﺓ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ .ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻓﺮﺍﻏﻬﻢ ﰲ ﻋﻤـﻞ ﻣﻨﺘﺞ ،ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻳﻨﻘﺤﻮﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻳﻨـﺴﺨﻮﻥ ﺍﻷﺻـﻮﻝ ﻭﺍﻟـﺒﻌﺾ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺘﺼﺤﻴﺢ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒـﻊ ﻭﻫﻜﺬﺍ... ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳍﺎﺩﺉ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﺮﻫﺒـﺎﻥ ﰲ ﺧﺪﻣـﺔ ﻛﻨﻴﺴﺘﻬﻢ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﲰﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﻄﻮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﳌﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﻟﺘﻨﲑ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻴﻨﻬﻞ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﻣـﻦ ﻳﻨﺎﺑﻴﻌﻬﺎ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﳝﺔ ،ﻭﺗﺼﺒﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻣﺮﺍﺟﻌﹰﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟ ﹸﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﳌﺆﻟﻔﲔ. ﻭﺬﺍ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻳﻬﺪﻑ ﻧﻴﺎﻓﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎ ﺛﺎﺅﻓﻴﻠﺲ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳـﺔ ﺃﻋﻈﻢ ﻃﺎﳌﺎ ﲤﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﺃﻭﻗﺎﻑ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻣﺎﺩﻳﹰﺎ ﰲ ﺳﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻴﻘﺪﻡ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﳑﺎ ﳝﻜﻦ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺭﻳﻔﻪ ﻏﺬﺍ ًﺀ ﺭﻭﺣﻴﹰﺎ ﻋﻤﻴﻘﹰﺎ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻭﻫﺎ ﻗﺪ ﺃﻧﺘﺠـﺖ ﺍﳌﻄﺒﻌـﺔ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﺮﺍﺕ ﺍﳌﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ) ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻷﺩﻳﺮﺓ ( ﺗﻮﺯﻉ ﳎﺎﻧﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ .ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻳﺮﺻﺪ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﹰﺍ ﺧﺎﺻﹰﺎ ﻟﻜﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﺼﺪﺭﻩ }{١١
ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﻃﺒﺎﻋﺘﻪ ﻋﻦ ﲦﻦ ﺑﻴﻌﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻳﻬـﺪﻑ ﺇﱃ ﺟﻌﻞ ﲦﻦ ﻣﻄﺒﻮﻋﺎﺗﻪ ﺯﻫﻴﺪﺓ ﻟﻠﺤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻜﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﻨﺎﺋﻪ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺑﻜﻨﻮﺯﻩ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﰲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺼﺪﺭﻩ ﻼ ﻓﺮﻕ ﺍﳋﺴﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﺟـﻞ ﺭﺑـﺢ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﻜﺎﻟﻴﻔﻪ ﻣﺘﺤﻤ ﹰ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ. ﻭﺣﱴ ﻳﺴﻬﻞ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﺳﻨﺪ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻣﻬﻤﺔ ﻧﺸﺮﻩ ﺇﱃ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ﺑﺎﳉﻴﺰﺓ ﳌﺎ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻭﺛﻴـﻖ ﲞـﺪﺍﻡ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺷﺒﺎﺎ ﺍﳌﺘﺪﻳﻦ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﻟﻜﺮﺍﺯﺓ ﺍﳌﺮﻗﺴﻴﺔ.
ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻛﻮﺭﺓ ﻣﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﺮ ) (١ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻧﻘﺪﻣﻪ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ، ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﻄﻮﻁ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ) ﺑﺎﻵﺑﺎﺀ ﺍﳊـﺎﺫﻗﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ( ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ ﻣﻌﺎﹰ ،ﻓﻬﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ ﻛﺄﺳﺲ ﻟﺘﻌـﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨـﺔ ) ﻣﺎﺭ ﺇﺳﺤﺎﻕ – ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ – ﻣﺎﺭ ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ (. ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﳊﺎﺫﻗﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﳎﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ ﺍﳌﻴﺎﻣﺮ ) ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ ( ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﳌﺸﺎﻫﲑ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺒـﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻧﻴﺔ. ) (١ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ١٩٥١ﻡ.
}{١٢
ﻼ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘـﺮﻥ ﻭﻛﹸﺘﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻴﺎﻣﺮ ﺃﺻ ﹰ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ ،ﰒ ﺗﺮﲨﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺎﺻﻄﺒﻐﺖ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﱐ. ﻭﻋﻨﺪ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻠﻄﺒﻊ ﻋﻤﺪﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣـﻦ ﺗﻨﻘـﻴﺢ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﳉﻤﻞ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﺤﻮﻳﺔ ﺣـﱴ ﳓﺘﻔﻆ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ. ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻥ ﻳﺪﻗﻖ ﰲ ﻓﻬﻢ ﺍﳉﻤﻞ ﻓﻼ ﻳﻘـﺮﺃ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ ﻛﻘﺼﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ ،ﻓﻬﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﻭﺣـﻲ ﻋﻤﻴـﻖ ﳑﻠـﻮﺀ ﺑﺎﳌﺒـﺎﺩﺉ ﻭﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺇﻣﻌﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺗﺮﻛﻴﺰ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ. ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ،ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺣﺸﻮ ﺃﻭ ﺇﺳﻬﺎﺏ ﻓﻬﻮ ﻟﺬﻟﻚ ﳛﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﳎﺮﺩ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﺴﺮﺩ ﺑﻞ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﲢﺘـﺎﺝ ﺇﱃ ﺗـﺪﺭﻳﺐ ﻭﳑﺎﺭﺳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ. ﻭﺇﻥ ﳎﺮﺩ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻳﺜﲑ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟـﺸﻮﻕ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﻳﻐﻤﺮﻫﺎ ﲝﺮﺍﺭﺓ ﺭﻭﺣﻴﺔ ﲡﺪﺩ ﺍﻟﻌﺰﳝـﺔ ﻟﻠﺠﻬـﺎﺩ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ. ﻭﻗﺪ ﺃﲨﻊ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻮﻥ ) ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﰲ ﻧﺼﻮﺹ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ( ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺰﻡ ﳌﻦ ﻳﺸﺘﺎﻕ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔـﻀﻴﻠﺔ ﺃﻥ }{١٣
ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺮﺷﺪ ﺭﻭﺣﻲ ﻳﺮﺳﻢ ﻟﻪ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘـﺪﺭﺝ ﺎ ﰲ ﺻﻌﻮﺩ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ. ﻓﻤﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﻭﺣﻴﹰﺎ ﻭﻋﻠﻤﻴﹰﺎ ﺃﻥ ﺑﲔ ﺍﻷﺷـﺨﺎﺹ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﲔ ﻓﺮﻭﻗﹰﺎ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﳌﻴﻮﻝ ﻭﺍﻟﻘـﺪﺭﺓ ،ﻭﻟـﺬﻟﻚ ﻓﺎﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻓﺮﺩﻱ ﺧﺎﺹ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﺐ ﺭﻭﺣﺎﱐ ﺧﺒﲑ .ﻓﺎﻷﻣﺮ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﺪﺭﺝ ﻳﺮﺷﺪﻙ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺏ ﺍﻻﻋﺘـﺮﺍﻑ ﺃﻭ ﺍﳌﺮﺷﺪ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ .ﻭﺍﺟﻌﻞ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻫﺪﻓﻚ ﻓﺘﺠﺪ ﻣﻌﻮﻧـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺗﻌﻀﺪﻙ ﻭﺗﻘﻮﻳﻚ. ﻭﻛﻞ ﻣﻴﺎﻣﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻠﻘﺪﻳﺲ ﻓﻴﻠﻮﻛـﺴﻴﻨﻮﺱ ﺍﳌﻨﺒﺠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﺮﻡ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺮﺍﺩ ﻛﺎﻣﻞ ) ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﲜﺎﻣﻌﺔ ﻓﺆﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ( ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﻧﺒﺬﺓ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﳝﻬـﺪ ـﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ .ﻭﺍﻟﺪﻳﺮ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻸﺳﺘﺎﺫ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﻭﺍﻓﺮ ﺍﻟـﺸﻜﺮ ﻟﺘﻌـﻀﻴﺪﻩ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻭﳋﺪﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻌﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ. ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﺘﺔ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻭﻳﺘﻌﻬﺪﻫﺎ ﲟﺮﺍﲪـﻪ ﻭﻳﺴﻴﺞ ﺣﻮﳍﺎ ﺣﱴ ﺗﻨﻤﻮ ﻭﺗﺘﺮﻋﺮﻉ ﻭﺗﺜﻤﺮ ﺃﲦﺎﺭﹰﺍ ﺗﻠﻴﻖ ﲟﺠﺪ ﺍﲰـﻪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﻭﺭﻓﻌﺔ ﻛﻨﻴﺴﺘﻪ ﻭﺧﻼﺹ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ. ﻟﻪ ﺍﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ ﺁﻣﲔ א }{١٤
א
א א
·@ @†îè )
( ٥٢٣
@ @émbîy
ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﺃﺳﻘﻒ ﻣﻨـﺒﺞ ) (١ﻣـﻦ ﻣـﺸﺎﻫﲑ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻭﻛﺘﺒـﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻘـﺮﻥ ﺍﻟـﺴﺎﺩﺱ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﲑ ﻛﺒﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ .ﻭﻛـﺎﻥ ﻣﻌﺎﺻـﺮﹰﺍ ﻟﻠﻘﺪﻳﺲ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﺮﻭﺟﻲ ) ٥٢١ – ٤٥١ﻡ (. ﺍﲰﻪ :ﺍﲰﻪ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﱐ ﻗﺒﻞ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﺍﻷﺳﻘﻔﻴﺔ " ﺃﻛﺴﻨﺎﻳﺎ " ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ " ﻛﺴﻴﻨﻮﺱ " ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﻏﺮﻳﺐ ﻭﺳﻤﻲ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﺍﻷﺳﻘﻔﻴﺔ " ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ " ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﳏﺐ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ. ﻣﻮﻟﺪﻩ :ﻭﻟﺪ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ،ﰲ ﻗﺮﻳﺔ ﲢﻞ ﺑـﲔ ﺑﻴـﺖ ﺟﺮﻣﻲ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﺟﻠﺔ ﻭﺍﻟﺰﺍﺏ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ .ﻭﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺳﻨﺔ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺮﺟﺤﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﺣﻮﺍﱄ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳋﺎﻣﺲ. ) (١ﻣﻨﺒﺞ ﺑﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠـﺐ ﻋﻠـﻰ ـﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﻫﲑﺍﺑﻮﻟﻴﺲ .ﻭﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨـﺔ " ﻛﺮﻛﻤﻴﺶ " ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻵﻥ " ﻗﻠﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﻢ ". }{١٥
ﻭﱂ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﲰﻪ ﰲ ﺍﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﰲ ﺧﻄﺎﺏ ﻟﻪ ﺇﱃ ﺍﻹﻣﱪﺍﻃﻮﺭ ﺯﻳﻨﻮﻥ ﺃﻧـﻪ ﺗﻌﻤـﺪ ﺣـﺴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﱃ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﺒﺲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟـﺬﻱ ﺗﻌﻤﺪ ﺑﺎﲰﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻪ. ﻧﺸﺄﺗﻪ :ﺭﺣﻞ ﺑﻪ ﺃﻫﻠﻪ ﺇﱃ ﻃﻮﺭ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﰲ ﺻﺒﺎﻩ ﻓﺪﺧﻞ ﺩﻳـﺮ ﻗﺮﲤﲔ ﺣﻴﺚ ﺩﺭﺱ ﻣﻊ ﺃﺧﻴﻪ ) ﺃﺩﻱ ( ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴـﺔ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰒ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﱃ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﻫـﺎ ﻭﺃﰎ ﺩﺭﺍﺳـﺘﻪ ﻟﻠﻌﻠـﻮﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ﻭﺃﳒﺰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺘﲔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺩﻳﺮ ﺗﻠﻌﺪﺍ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ – ﻭﺗﺮﻫﺐ ﻭﺳﻴﻢ ﻗﺴﹰﺎ. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﻃﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻘﻨـﻪ ﺇﻳﺎﻫـﺎ ﺃﺳﻘﻒ ﺍﻟﺮﻫﺎ ،ﻭﺭﻓﺾ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺘﲔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﺤﻤﺴﹰﺎ ﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ .ﻭﺧﺼﺺ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨـﻬﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﻃﺮﺓ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﳎﻤﻊ ﺧﻠﻘﻴﺪﻭﻧﻴﺔ ﰲ ﺿﻮﺍﺣﻲ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴـﺔ ) ﺑﺴﻮﺭﻳﺎ ( ﻭﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺸﻤﺎﱄ ﳑﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ ) ﺍﻟﻌـﺮﺍﻕ ( ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﳑﺎ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ. ﺟﻬﺎﺩﻩ :ﺑﺪﺃ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﲟﻬﺎﲨﺔ ﺍﻟﻨﺴﻄﻮﺭﻳﺔ ﻟﻜﺴﺮ ﺷﻮﻛﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺜﻬﺎ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳـﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﻫـﺎ ﻟﻌﻘﻴـﺪﺓ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺘﲔ ﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﲔ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴـﺪﺓ ﻓﻄﺮﺩﻩ ) ﻗﻠﻨﺪﻳﻮﻥ ( ﺑﻄﺮﻳﺮﻙ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺰﻝ ﻗﻠﻨﺪﻳﻮﻥ ﻋـﻦ }{١٦
ﻛﺮﺳﻴﻪ ﺳﻨﺔ ٤٨٥ﻡ ﺭﲰﻪ ﺧﻠﻔﻪ ﺑﻄﺮﺱ ﺍﳌﺸﺎﺋﻲ ) ﺍﻟﻘﺼﺎﺭ ( ﺃﺳﻘﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺞ ) ( ٥١٩ – ٤٨٥ﻭﱂ ﻳﻜﺪ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻴﻪ ﺣﱴ ﻋﺎﻭﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺿﺪ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﻫﺎ .ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﺣـﺮﺽ ﺍﻷﺳﻘﻒ ﺳﲑﻭﺱ ﻋﻠﻰ ﺇﻏﺮﺍﺀ ﺍﻹﻣﱪﺍﻃﻮﺭ ﺯﻳﻨﻮﻥ ﺑﺈﻏﻼﻕ ﺍﳌﺪﺭﺳـﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﰎ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ،ﻓﺈﻥ ﺯﻳﻨﻮﻥ ﺃﻣـﺮ ﺑﺈﻏﻼﻗﻬـﺎ ﺳـﻨﺔ ٤٨٩ﻡ .ﻭﱂ ﻳﻜﺘﻒ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺑﺎﺩﺭ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺯﻳﻨﻮﻥ ﺳـﻨﺔ ٤٩١ﻡ ﺑﺎﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﲟﺎ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺣﻈﻮﺓ ﻋﻨﺪ ﺃﻧﺴﻄﺎﺱ ﻓﺴﺎﻓﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻣﺮﺗﲔ ﰲ ﺳﻨﺔ ٤٩٩ﻡ ﻭﺳﻨﺔ ٥٠٦ﻡ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺚ ﺍﻹﻣﱪﺍﻃﻮﺭ ﻟﻴﺘﺨﺬ ﻣﻮﻗﻔﹰﺎ ﺣﺎﺯﻣـﹰﺎ ﺿـﺪ ﺃﺻـﺤﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺘﲔ .ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺒﹰﺎ ﰲ ﺍﺳﺘﺜﺎﺭﺓ ﻣﺎﻗﻴﺪﻭﻧﻴﺲ ﺭﺋﻴﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﻓﻼﻓﻴﺎﻧﻮﺱ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻄﺮﺱ ﺑﻄﺮﻳﺮﻙ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ) ٤٩٨ – ٥١٢ﻡ ( ﻓﺤﻘﺪﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﱂ ﻳﻜﺘﻔﻴﺎ ﺑﺎﺿﻄﻬﺎﺩﻩ ﺑﻞ ﺣﺎﻭﻻ ﺃﻳـﻀﹰﺎ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣـﺪﺓ ﺑـﺎﻟﻘﻮﺓ .ﻭﻟﻜـﻦ ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﳒﺢ ﺃﺧﲑﹰﺍ ﲟﺴﺎﻋﺪﺓ ﺳﻮﺗﲑﻧﻴﺨﻮﺱ ﺃﺳﻘﻒ ﻗﻴـﺼﺮﻳﺔ ﻛﺒﺎﺩﻭﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺼﺪﺍﺭ ﺃﻣﺮ ﺳﻨﺔ ٥١٢ﻡ ﺑﻨﻔـﻲ ﻓﻼﻓﻴـﺎﻧﻮﺱ .ﰒ ﺭﺃﺱ ﳎﻤﻌﹰﺎ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﺍﹸﻧﺘﺨـﺐ ﻓﻴـﻪ ﺳـﻮﻳﺮﺱ ﺻـﺪﻳﻖ ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﺧﻠﻔﹰﺎ ﻟﻔﻼﻓﻴﺎﻧﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻩ ﱂ ﻼ ﻓﺈﻥ ﻳﻮﺳﺘﲔ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺃﻧﺴﻄﺎﺱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺎﻳﻊ ﺍﻟﻨـﺴﺎﻃﺮﺓ، ﻳﺪﻡ ﻃﻮﻳ ﹰ ﻓﺒﺪﺃ ﰲ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﻧﻔﻴﻬﻢ ﻻﻣﺘﻨﺎﻋﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﳎﻤﻊ ﺧﻠﻘﻴﺪﻭﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗـﺮﺭ ﺃﻥ ﻟﻠﻤـﺴﻴﺢ }{١٧
ﻃﺒﻴﻌﺘﲔ :ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻻﻫﻮﺗﻴﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻧﺎﺳﻮﺗﻴﺔ .ﻭﻛﺎﻥ ﺑﲔ ﻣﻦ ﻧﻔـﻰ ﺳﺎﻭﻳﺮﺱ ﻭﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺘﻠﻲ ﻭﻣﺎﺭﺍ ﺍﻷﻣﻴﺪﻱ.
ﻋﻴﺪ ﺁﺧﺮ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺃﺑﺮﻳﻞ ﻭﺁﺧﺮ ﰲ ١٦ﺃﻏﺴﻄﺲ ﻭﺁﺧـﺮ ﰲ ١٠ ﺩﻳﺴﻤﱪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﻴﺎﺣﺘﻪ.
ﻓﻨﻔﻲ ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺇﱃ ﻓﻴﻠﻴﺒﻮﺑﻮﻟﻴﺲ ﰲ ﺗﺮﺍﻗﻴﺎ ) ﻭﻻﻳـﺔ ﺃﺩﺭﻧﺔ ( ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻛﺘﺐ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺇﱃ ﺭﻫﺒﺎﻥ ﺩﻳﺮ ﺳﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣـﻦ ﺍﻟﺮﻫﺎ ﺳﻨﺔ ٥٢٢ﻡ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ " ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﲢﻤﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻓﻼﻓﻴﺎﻧﻮﺱ ﻭﻣﺎﻗﻴﺪﻭﻧﻴﺲ ﺃﺳﻘﻔﻲ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺎﺳﻴﺘﻪ ﻗﺒﻠـﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻗﻠﻨﺪﻳﻮﻥ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ .ﻭﺇﱐ ﻷﻟﺘﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻋﻤﺎ ﳊﻘﲏ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺑـﺈﻏﺮﺍﺀ ﻓﻼﻓﻴـﺎﻥ ﺍﳌﻬﺮﻃﻖ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻶ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﻋﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﲏ ﰲ ﺍﻟﺮﻫﺎ ﻭﰲ ﺃﻓﺎﻣﻴﺔ ﻭﰲ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟـﱵ ﺷـﺪﺩﺕ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺘﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺎﺑﺘﲏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﻃﺮﺓ ﺍﳌﻬﺮﻃﻘﲔ ".
ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺍﻟﻜﻨـﺎﺋﺲ ﺍﻟـﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻄﻴـﺔ ﻭﺍﳊﺒـﺸﻴﺔ ﺑﻔﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﻛﺄﺏ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺀ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣـﺪﺓ ﻭﻣـﻊ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﺸﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺴﻨﻜﺴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺒﻄﻲ ﺃﻭ ﺍﳊﺒﺸﻲ.
ﻧﻴﺎﺣﺘﻪ :ﰒ ﻧﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻔﺎﻩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺟﻨﺠـﺮﺍ ﰲ ﻭﻻﻳـﺔ ﺑﺎﻓﻼﺟﻮﻧﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﺣﺒﺲ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺃﻭﻗﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﲑﺍﻥ ﻭﺳﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻨﺎﻓﺬ ﻓﺎﺧﺘﻨﻖ ﰲ ﺣﺠﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻭﻣﺎﺕ ﺷﻬﻴﺪ ﺍﻹﳝﺎﻥ. ﻭﲢﺘﻔﻞ ﺍﻟﻜﻨﻴـﺴﺔ ﺍﻟـﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛـﺴﻴﺔ ﺑﻌﻴـﺪ ﻣـﺎﺭ ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﺔ .ﻭﻻ ﺗﺸﲑ ﺍﳌﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﻋﻴﺪ .ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺃﻋﻴﺎﺩﻩ ﻳﻮﻡ ١٨ﻓﱪﺍﻳﺮ ﻭﻟـﻪ }{١٨
ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ :ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻛﻔﺎﺡ ﻭﺟﻬـﺎﺩ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ﺃﺩﻳﺒﹰﺎ ﻧﺎﹰﺎ ﻭﻛﺎﺗﺒﹰﺎ ﺭﻗﻴـﻖ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﻳﻌﺪﻭﻧﻪ ﰲ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﻛﹸﺘﺎﻢ .ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻔﺎﺣﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺣﺎﻓﺰﹰﺍ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﲝـﺎﺙ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻑ ﻟﻔﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﺣﻮﺍﱄ ٨٠ﻛﺘﺎﺑﹰﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺄﻟﻴﻔﻬﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﺍﳉﺪﻟﻴﺔ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﲝﺮﺍﺭﺓ ﻭﲪﺎﺳﺔ ﻻ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﳌﻔﻜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺑﻪ ﺍﳍـﺎﺩﺉ ﻛﻤﺎ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﺴﻜﻴﺔ. ﻭﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ: – ١ﺗﻔﺎﺳﲑ: ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻔﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﺑﺄﻭﻝ ﺗﺮﲨﺔ ﺣﺮﻓﻴﺔ ﻣﻨﻘﺤﺔ ﻟﻸﻧﺎﺟﻴﻞ ،ﻓﺒﺪﺃ ﺳﻨﺔ ٥٠٥ﻡ ﲟﻌﺎﻭﻧﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪﻩ ﺑﻮﻟﻴﻜﺎﺭﺑﻮﺱ ﺑﺘﺮﲨﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺑﻌﻬﺪﻳﻪ ﺗﺮﲨﺔ ﺣﺮﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺄﲤﺎ ﰲ }{١٩
ﺳﻨﺔ ٥٠٨ﻡ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﺘﺮﲨﺔ ﺍﻟﻔﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﳍـﺎ ﺷﺄﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺑﲔ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ .ﻓﺈﻥ ﻼ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺗﺮﲨﺘﻪ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﺍﳌﺰﺍﻣﲑ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺟﻴﻠﻲ ﻣﺜ ﹰ ﺃﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺼﺮ ،ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺟﻌﺖ ﺗﺮﲨﺘﻪ ﻫـﺬﻩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺣﻮﺍﱄ ﺳﻨﺔ ٦١٦ﻡ ﰲ ﺃﺣﺪ ﺃﺩﻳﺮﺓ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻓﺮﺍﺟﻊ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺘﻠﻲ ﺗﺮﲨﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﺭﺍﺟﻊ ﺗﻮﻣﺎ ﺍﳊﺮﻗﻠﻲ ﺗﺮﲨﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ. ﻭﻗﺎﻡ ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﺑﺸﺮﺡ ﺃﻧﺎﺟﻴﻞ ﻣﱴ ﻭﻟﻮﻗﺎ ﻭﻳﻮﺣﻨﺎ ﻭﲞﺎﺻﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺻﺤﺎﺣﺎﺕ ﺍﳍﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ﺭﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺳﲑ ﺍﻟﻨﺴﺎﻃﺮﺓ ﳍﺎ .ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺑﺎﺳﻢ ) ﻫﺮﻃﻘﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺎﺿﺮ ( ﻭﻛـﺎﻥ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺃﺛﺮ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺳﲑ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣـﺪﺓ ﻟﻸﻧﺎﺟﻴﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. ﻭﻗﺪ ﺣﻔﻈﺖ ﻟﻨﺎ ﺗﻔﺎﺳﲑﻩ ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻧﺴﺨﺘﲔ ﻭﺟﺪﺗﺎ ﺑﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﺑﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻄﺮﻭﻥ ﻭﳘﺎ ﺍﻵﻥ ﰲ ﻟﻨـﺪﻥ ﲟﻜﺘﺒـﺔ ﺍﳌﺘﺤـﻒ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ ،ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻨﺴﺨﺘﲔ ﺇﱃ ﻋﺼﺮ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺳـﻨﺔ ٥١١ﻡ .ﻭﺗﻔﺴﲑﻩ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﰲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﳊﺒﺸﻴﺔ. – ٢ﻻﻫﻮﺕ ﻟﻪ ٦ﻣﻴﺎﻣﺮ ﻭ ١٨ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ: }{٢٠
ﺍﳌﻴﺎﻣﺮ :ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﲡﺴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ – ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ – ﺍﳉﺪﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﻃﺮﺓ – ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠـﻰ ﻧـﺴﻄﻮﺭﻳﻮﺱ ﻭﺃﻭﺗﻴﺨﻮﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ – ﻣﻴﻤﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ. ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ :ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﺮﺍﻃﻘﺔ – ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟـﻮﻥ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﲔ ﻭﻣﺸﻴﺌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ – ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻄﻮﺭﻳﻮﺱ – ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠـﻰ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻧﺴﻄﻮﺭﻳﻮﺱ – ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﺴﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ – ﺍﻟـﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﺮﺍﻃﻘﺔ – ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ – ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﳎﻤﻊ ﺧﻠﻘﻴﺪﻭﻧﻴـﺔ – ﺇﺫﺍ ﺳﺌﻞ ﺭﺟﻞ ﻛﻴﻒ ﺗﺆﻣﻦ ﻓﻠﻴﺠﺎﻭﺏ ﻫﻜﺬﺍ – ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ. – ٣ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻨﺴﻚ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ: ﻟﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻦ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﻴﺎﻣﺮ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﺳﲑ ﻭﺍﻟﻴﺲ ﺑﺪﺝ ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﺮﲨﺘﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺳﻨﺔ ١٨٩٤ﻡ .ﻭﻫـﻲ ﻣﻴﺎﻣﺮ ﺫﺍﺕ ﺃﺛﺮ ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻔـﻀﺎﺋﻞ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﺗﺄﺛﺮ ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﲟﻴـﺎﻣﺮ " ﺃﻓﺮﻫـﺎﺕ " ﻭﻫـﻲ ﻣﻘﺴﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﺇﱃ ١٣ﻣﻴﻤﺮ (١) :ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ (٣ ،٢) ،ﻋـﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ (٥ ،٤) ،ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ (٧ ،٦) ،ﺧـﻮﻑ ﺍﷲ( ٩ ،٨) ، ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ (١٠) ،ﺍﻟﺸﺮﺍﻫﺔ (١١) ،ﺬﻳﺐ ﻭﻗﻤـﻊ ﺍﳉـﺴﺪ،١٢) ، (١٣ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻄﻬﺎﺭﺓ. ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﺑﺪﺝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻪ ﺑﻌﺪﺓ ﻧـﺴﺦ ﺧﻄﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺎﳌﺘﺤﻒ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ ،ﻭﻫﻲ ﻧﺴﺦ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺑﲔ }{٢١
ﺍﻟﻘﺮﻧﲔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﺷﺎﺋﻊ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﰲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ. ﻭﻗﺪ ﺗﺮﲨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻴﺎﻣﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﲰـﺎﺀ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﳐﻄﻮﻃﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﲟﻜﺘﺒـﺔ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﰲ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﺑﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻄﺮﻭﻥ ﺳﻨﺔ ١٤٩٣ﻡ. ﻭﻟﻪ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺷﺮﺡ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ – ﺭﺳـﺎﻟﺔ ﻋـﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺭﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﻫﻞ ﳜﺮﺝ ﺍﻟـﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘـﺪﺱ ﻣـﻦ ﺍﳋﺎﻃﻲﺀ ﰒ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﺎﺏ؟ -ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﻫـﻲ ﰲ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ – ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ.
– ٤ﻭﻟﻪ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﻋﺎﺩﺓ ﺇﱃ ﺭﻫﺒﺎﻥ ﺭﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺃﻳﻪ ﰲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﺃﻗﺪﻡ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳـﺎﺋﻞ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻹﻣﱪﺍﻃﻮﺭ ﺯﻳﻨﻮﻥ ﻭﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻛﹸﺘﺒـﺖ ﺣـﻮﺍﱃ ﺳـﻨﺔ ٤٨٢ﻡ. ﻭﻟﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺭﻫﺒﺎﻥ ﺩﻳﺮ ﺗﻠﻌﺪﺍ – ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺭﻫﺒﺎﻥ ﺩﻳﺮ ﺑﻴﺖ ﻛﻮﻛﻞ ) ﻭﻫﻮ ﺟﺒﻞ ﺑﺎﻛﻮﻛﻞ ﰲ ﻃﻮﺭ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺩﻳـﺎﺭ ﺑﻜﺮ ( ﻛﹸﺘﺒﺖ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ ٤٩١ﻡ ﻷﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮ ﻟﻺﻣﱪﺍﻃﻮﺭ ﻳﻔﻬـﻢ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﻗﺖ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ٤٨٥ﻡ ﻷﻧﻪ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻹﻣﱪﺍﻃﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﻴﻮﻧﺘﻴﻮﺱ ﻭﺇﻟﻴﻮﺱ.
ﻭﻟﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ ﻣﺆﻟﻒ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟـﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﻳﻌﺎﰿ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻟﺒﻼﺩﻳﻮﺱ ﻋﻦ ﺳﲑ ﺍﻵﺑـﺎﺀ ﺍﻟﺮﻫﺒـﺎﻥ ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ – ﻭﻗﺪ ﺗﺮﺟﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘـﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺔ ١٣٠٥ﻡ .ﻭﻗﺎﻡ ﺍﳌﻄﺮﺍﻥ ﺳﻼﻣﺔ ﻣﻄﺮﺍﻥ ﺍﳊﺒـﺸﺔ ﺍﻟﻘﺒﻄﻲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﰲ ﺍﳊﺒﺸﺔ ﺑﺎﳌﺘﺮﺟﻢ ﺑﻨﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﳊﺒﺸﻴﺔ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﻜﻢ ﻣﻠﻚ ﺍﳊﺒﺸﺔ ﺳﻴﻒ ﺃﺭﻋﺪ ) ١٣٧٢ – ١٣٤٤ﻡ (، ﻭﻗﺪ ﻃﹸﺒﻊ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﰲ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﺳﻨﺔ ١٩٢٨ﻡ ﻭﺍﻟـﻨﺺ ﺍﻟﻌـﺮﰊ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺍﻵﻥ ﰲ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻧﺎﻗﺺ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻳﻮﺟﺪ ﻣﻨﻪ ﻧـﺺ ﻛﺎﻣﻞ ﲟﻜﺘﺒﺔ ﺍﳌﺘﺤﻒ ﺍﻟﻘﺒﻄﻲ ﲟﺼﺮ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ.
ﻭﻟﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻟﺮﻫﻮﻳﲔ ﺃﺑﺮﺍﻫﺎﻡ ﻭﺃﻭﺭﺳﱵ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺳﻚ ﺍﳌﺒﺘﺪﻉ ﺇﺳﻄﻔﺎﻥ ﺑﺮﺻـﺪﻳﻠﻲ – ﻭﺭﺳـﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺑﻄﺮﻳـﺮﻙ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻝ ٥١٦ – ٥٠٥ ) ٣٠ﻡ ( .ﻭﻟﻪ ﺛﻼﺙ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻧﻔﻴﻪ ﰲ ﺗﺮﺍﻗﻴﺎ – ﻭﻟـﻪ ﺭﺳـﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺭﻫﺒﺎﻥ ﺳﻨﻮﻥ ﻋﻦ ﲡﺴﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ – ﻭﻟﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺮﻫﺎ ﻋـﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ – ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﺍﳌﺒﺘـﺪﺋﲔ – ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺃﰊ ﻧﻔﲑ ﺍﳊﲑﻱ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻨﺴﻄﻮﺭﻳﺔ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺣﻮﺍﱄ ﺳﻨﺔ ٥٠٠ﻡ.
}{٢٢
}{٢٣
ﻭﻟﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺟﺎﻭﺏ ﺎ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺎﺳﻚ ﺍﻟﺮﻫـﺎﻭﻱ ﰲ ﺣﻔـﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻭﻟﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻋـﻦ ﺭﺗﺐ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ ﺍﻟﺜﻼﺙ. – ٥ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﻭﻟﻪ ﻛﺘﺐ ﻃﻘﺴﻴﺔ ﻋﺮﻓﻨﺎﻫﺎ ﻣـﻦ ﺍﳌﺨﻄﻮﻃـﺎﺕ ﺍﻟـﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﳌﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺍﳊﺒﺸﻴﺔ .ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻼﺙ ﻗﺪﺍﺳﺎﺕ ﺗﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺻﻠﻮﺍﺕ ﺗﺘﻠﻰ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﻭﻭﺿﻊ ﻃﻘﺴﹰﺎ ﳐﺘﺼﺮﹰﺍ ﻟﻌﻤـﺎﺩ ﺍﻷﻃﻔـﺎﻝ ﺍﶈﺘﻀﺮﻳﻦ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳـﺎﻟﺔ ﺍﳌﻄﻮﻳﺔ ﺇﱃ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻨﺴﻚ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺣﱴ ﺗﻌﻮﺩ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﺸﻊ ﻣﻦ ﻧﻮﺭﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺿﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﺁﺑﺎﺋﻨﺎ ﺃﺟﻴﺎ ﹰﻻ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﻓﺈﱐ ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺍﻟـﺪﻳﺮ ﺑﺘﻬﻨﺌﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﺗﻪ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺃﺭﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻌـﲔ ﺍﻷﻧﺒـﺎ ﺛﺎﺅﻓﻴﻠﺲ ﺃﺳﻘﻒ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻭﻳﺴﺪﺩ ﺧﻄﺎﻩ ﻟﻠـﺴﲑ ﰲ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳـﻖ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ ﺍﻟﻘﻮﱘ ﲞﻄﻰ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻣﻮﻓﻘﺔ. ﻣﺮﺍﺩ ﻛﺎﻣﻞ
ﻭﻟﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﻟﻸﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺗﺮﲨﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﳊﺒﺸﻴﺔ. ﻭﻟﻪ ﻣﻴﻤﺮ ﰲ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﳌﺴﻴﺢ – ﻭﻟﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺷﻜﺮ ﻣﺘﺮﲨـﺔ ﺇﱃ ﺍﳊﺒﺸﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﺿﺎﻉ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﺃﲰﺎﺀ ﺑﻌـﻀﻬﺎ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻓﹸﻘﺪﺕ. ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﳓﻦ ﺑﺼﺪﺩﻩ ﻫﻮ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﻓﻴﺾ ﻓﻴﻠﻮﻛﺴﻴﻨﻮﺱ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻴﺎﻣﺮ ﰲ ) ﺍﻹﳝﺎﻥ ،ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ،ﺧﻮﻑ ﺍﷲ، ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ،ﺍﻟﺸﺮﺍﻫﺔ ،ﺬﻳﺐ ﻭﻗﻤﻊ ﺍﳉﺴﺪ ،ﺃﱂ ﺍﻟﺰﻧﺎ (. ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﲔ ﺍﻷﻭﱃ ﺇﱃ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺎﺳﻚ ﺍﻟﺮﻫﺎﻭﻱ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋـﻦ ﺭﺗﺐ ﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ. }{٢٤
}{٢٥
@ @pbzÜİ–ß ﻣﺎﺭﻱ :ﻛﻠﻤﺔ ﺳﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻳﻠﻘﺐ ﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳـﺴﻮﻥ ﻭﻗﺪ ﺿﺎﻉ ﻧﻄﻖ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳋـﺎﻣﺲ .ﻓﻜﺎﻧـﺖ ﺗﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﻴﺎﺀ ﻭﺗﻨﻄﻖ ﺑﺪﻭﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧـﹰﺎ ﺑﺎﻟﻴﺎﺀ ) ﻣﺎﺭﻱ ( ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﻳﺎﺀ ) ﻣﺎﺭ (. ﻣﻴﻤﺮ :ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﱏ ) ﺍ ﻡ ﺭ ( ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ) ﻗﺎﻝ ( ﻭﻣﻌﲎ ﻣﻴﻤﺮ ﻗﻮﻝ ﺃﻭ ﻋﻈﺔ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﻴﻤﺮ ﺇﻣﺎ ﺗﺎﺭﳜﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﻭﻋﻈﻴـﺎﹰ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺇﻣﺎ ﻧﻈﻤﹰﺎ ﺃﻭ ﻧﺜﺮﹰﺍ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟـﺴﺮﻳﺎﱐ ،ﻭﻗـﺪ ﺃﺧـﺬﺕ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﺇﻓﺮﺍﺯ :ﺍﻹﻓﺮﺍﺯ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻨﺴﻜﻴﺔ ﺍﳌﻮﻫﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳝﻴﺰ ﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻭﺑﲔ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻓﻴﻪ ﻭﺑﲔ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ. ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺔ :ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴـﺔ ﻭﻣﻌﻨﺎﻫـﺎ ﻟﻐـﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳـﺔ ﻭﺍﺻﻄﻼﺣﹰﺎ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺒﺎﻃﲏ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻣﻨـﻬﺎ ﺭﺅﻳـﺔ ﺍﷲ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺍﻭ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﺠﻼﺀ ﺍﻷﻣـﻮﺭ ﺍﳋﻔﻴﺔ. ﻭﻫﻲ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﳝﻨﺤﻬﺎ ﺍﷲ ﻟﺒﻌﺾ ﻗﺪﻳﺴﻴﻪ ﺇﻣﺎ ﳌﻨﻔﻌﺘـﻬﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺃﻭ ﳌﻨﻔﻌﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ. }{٢٦
@ @Þëþa@Šàî½a ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﻧﻮ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﻟﺘﺪﺑﲑ ﺳﲑﻩ ﺗﻠﻤﺬﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﲏ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺇﳝﺎﻧﹰﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﹰﺎ ﻓﻴـﺼﺪﻕ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻳﻔﺤﺺ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭﻛﻼﻣﻪ ،ﻭﳛﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﻭﻻ ﻳﻔﺘﺶ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘـﻪ. ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﺃﻧﻪ ﳚـﺎﺯﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻠﺒﻮﻧﻪ ) ﻋﺐ ( ٦ :١١ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺿﻤﲑ ﻃﻔﻞ ﻷﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﰲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻗﻮﺓ ﺃﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻤﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻞ ﺗﻮﻟﺪ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳـﺘﻌﻠﻢ ﺃﲰﺎﺀ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻗﻮﺎ .ﻫﻜﺬﺍ ﳓﻦ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻧﻘﺒﻞ ﻛـﻼﻡ ﺍﻷﲰﺎﺀ .ﺃﻣﺎ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻓﻠﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻷﻧﻨﺎ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﻌﺮﻓـﺔ ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﺎ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳـﺴﺘﻤﻊ ﺇﱃ ﻛﻼﻡ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﻳﺼﺪﻕ ﻭﻋﻮﺩﻩ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻭﻳﺼﺪﻕ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻓﻼ ﻳﻜﺬﺏ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻭﻻ ﻳﻔﺤﺼﻬﺎ. @ @a@bíb•ë@ÅÐyë@æb¹⁄a ﻧﺎﺩﻯ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﲟﻠﻜﻮﺗﻪ ﻭﻛﺸﻔﻪ ﻟﻠﺘﺮﺍﺑﻴﲔ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺪ ﺍﻗﺘـﺮﺏ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ) ﻣﺖ ( ٧ :١٠ﺇﻥ ﲰﻌﺖ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟـﺼﻮﺕ }{٢٧
ﺟﺴﺪﻳﺔ ﻭﺑﺎﳉﺴﺪ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓـﻴﺤﺲ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﻓﻘﻂ.
ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻭﻳﺒﺸﺮ ﺑﺎﳌﻠﻜﻮﺕ ،ﺻﺪﻕ ﻭﻻ ﺗﺸﻚ ﻷﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺻﻮﺕ ﺍﷲ .ﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﰲ ﻧﻔﺴﻚ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﻭﻻ ﺗﻔﺤﺺ ﺑﻠـﺪ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﲔ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻙ .ﺍﲰﻊ ﻗﻮﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﺍﻗﺘـﺮﺏ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻓﻼ ﺗﻔﺤﺺ ﻭﺗﻔﺘﺶ ﻋﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻚ .ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺎﻟﺪﻧﻮ ﻣﻨﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺤﺚ ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﻭﲟﺎﺫﺍ ﺗﺸﺒﻬﻪ ﺑﻞ ﺃﻥ ﲢﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﷲ ﻭﺗﻜﻤـﻞ ﺳـﻨﻦ ﻭﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﱵ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ .ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻹﳝـﺎﻥ. ﲰﻌﺖ ﻋﻦ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﺃﺯﱄ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﱘ ،ﺃﺑﺪﻱ ﺑﺄﺯﻟﻴﺘﻪ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣـﻦ ﺁﺧﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻗﻨﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺃﺯﻟﻴﺔ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﻗﺎﻧﻴﻢ ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ .ﺛﻖ ﻭﺻﺪﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﻣﺎ ﲡﺰﺃ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟـﺪ ﻣـﺎ ﺍﻧﻘﻄـﻊ ﻭﺍﻧﻔﺼﻞ .ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻵﺏ ﻣﻌﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﺃﺯﻟﻴﹰﺎ ﻗﺪﳝﹰﺎ ﻣﻊ ﺍﻟـﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘـﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﻭﺍﻋﺘﺮﻑ ﺃﻢ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻘﻂ .ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻴﻒ ﻭﻣـﱴ ﻭﺇﱃ ﺃﻳﻦ ﻭﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻭﺑﺄﻱ ﻧﻮﻉ ﻭﺑﺄﻱ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻫﻮ ﺷﺒﻬﻬﻢ ﻭﻛﻴﻒ ﻫﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﻻ ﻳﺘﻤﻴﺰﻭﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻭﻻ ﻳﻔﺮﺯﻭﻥ .ﺃﻭ ﻛﻴـﻒ ﻫـﻢ ﺑﺒﻌﻀﻬﻢ ﻳﺴﻤﻮﺍ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﻛﻴﻒ ﻭﻟﺪ ﺍﻻﺑﻦ ﻣﻦ ﺍﻵﺏ ﻭﻣﺎ ﺍﻧﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻵﺏ ،ﻭﻛﻴﻒ ﻭﻟﺪﻩ ﺍﻵﺏ ﻭﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﻋﻨﻪ .ﻫﺬﻩ ﻭﻣـﺎ ﻳـﺸﺒﻬﻬﺎ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺇﳝﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﳛﺘﻤﻠﻬﺎ ﺣﱴ ﻭﻻ ﲰﺎﻋﹰﺎ ﺳﺎﺫﺟﹰﺎ .ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺭﻭﺣﺎﱐ ﺑـﻞ ﲨﻴـﻊ ﻋـﺎﱂ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﲔ ﺇﳕﺎ ﻧﻨﻈﺮﻩ ﻭﳓﺲ ﺑﻪ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ .ﻓﺈﻥ ﱂ ﻧﻘـﱳ ﺇﳝﺎﻧـﹰﺎ ﰲ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺧﺎﺭﺟﹰﺎ ﻋﻤﺎ ﻧﻨﻈﺮﻩ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ .ﻷﺎ
ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺷﻲﺀ ﻭﺣﺴﺐ ﻛﻼﻡ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺗﻘﻬﺮ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺗﻔﻌﻞ ﻛـﻞ ﺷـﻲﺀ ﻳﻔـﻮﻕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ .ﻭﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻓﺎﻹﳝﺎﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﻗﻮﺓ ﺇﳍﻴﺔ ﰲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴـﺚ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺮﻳﺪ ،ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﺈﳝﺎﻥ .ﺣﱴ ﻭﺇﻥ ﻛـﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒـﻊ
}{٢٨
}{٢٩
ﻟﻘﺪ ﻗﺴﻢ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺇﱃ ﲬﺴﺔ ﺃﻧـﻮﺍﻉ: ﻓﻤﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﺬﺍﻕ ﻭﻣﻨﻪ ﻣـﺎ ﻳﺤﺲ .ﻭﺃﻋﻄﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﲬﺴﺔ ﺣﻮﺍﺱ ﻟﻜﻲ ﻳﺬﻭﻕ ـﺎ ﺍﻟﻌـﺎﱂ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻏﻴﺎﺭﺍﺗﻪ .ﻭﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻮﺍﺱ ﺍﳋﻤﺲ ﻟﻴﺲ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳉﺴﺪﺍﱐ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﺎﺭﺟﹰﺎ ﻋﻨﻬﺎ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳋﻠﻴﻘﺔ ﻓﻤـﺎ ﳜـﻀﻊ ﻟﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﻤﺲ ﺣﻮﺍﺱ ﻭﻷﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻟﻜﻲ ﳓﺲ ﺑﻪ .ﻓﺄﻭ ﹰﻻ ﺳـﻠﻢ ﺍﷲ ﺤ ﻖ ﹶﺃﻗﹸﻮ ﹸﻝ ﹶﻟﻜﹸ ﻢ :ﹶﻟ ﻮ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻗﻮﺗﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ " ﻓﹶﺎﹾﻟ ﺠﺒ ِﻞ :ﺍﻧﺘ ِﻘ ﹾﻞ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ِﺇﳝﺎ ﹲﻥ ِﻣﹾﺜﻞﹸ ﺣﺒ ِﺔ ﺧ ﺮ ﺩ ٍﻝ ﹶﻟ ﹸﻜﻨﺘ ﻢ ﺗﻘﹸﻮﻟﹸﻮ ﹶﻥ ِﻟ ﻬﺬﹶﺍ ﺍﹾﻟ ِﻣ ﻦ ﻫﻨﺎ ِﺇﻟﹶﻰ ﻫﻨﺎ ﻙ ﹶﻓﻴﻨﺘ ِﻘﻞﹸ ﻭ ﹶﻻ ﻳﻜﹸﻮ ﹸﻥ ﺷ ﻲ ٌﺀ ﹶﻏﻴ ﺮ ﻣ ﻤ ِﻜ ٍﻦ ﻟﹶـ ﺪﻳ ﹸﻜ ﻢ " ) ﻣﺖ .( ٢٠ :١٧ @ @æb¹⁄a@ñìÓ
ﺍﻹﳍﻲ ﺍﻷﺯﱄ ﻫﻮ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﻜﻞ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﺑﺎﻹﳝـﺎﻥ .ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺩﺍﺧﻞ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﲔ ﻭﺍﻟـﺼﺎﻣﺘﲔ ﻭﺍﻷﺣﻴـﺎﺀ ﻭﺍﳉﻤﺎﺩ ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻮﺟﻮﺩ .ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻃﺒﻊ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﻳﻨﻈﺮ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻳﻌـﺮﻑ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺤﺲ ﻳﺤﺲ .ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻭﻋﻈﻴﻤﺔ ﻫﻲ ﻗﻮﺓ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﻟـﻴﺲ ﰲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺮ ﺳﺮﻫﺎ ،ﻷﺎ ﻣﺴﻜﻦ ﺍﷲ .ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻋﲏ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﺑﻞ ﺃﻋﲏ ﻋﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻓﺤﺺ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﳐﺘﱪ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﻣﻦ ﻗﻴـﺎﻡ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﺛﺒﺎﺕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ .ﻓﺎﻟﻨﻔﺲ ﺍﳌﺆﻣﻨﺔ ﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺬﺍﺎ ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻚ ﻭﻻ ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻇﻨﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺴﲑ ﰲ ﺳﻠﻄﺎﺎ ﺭﻋﺐ ﺑـﻞ ﺗﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺗﺮﻳﺪ ﻓﻌﻠﻪ ،ﻭﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﺗﻄﻠﺐ ﻳﻌﻄﻰ ﳍﺎ .ﻓﻠﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ.
ﺍﳌﻘﺪﺱ ) ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ( ﻟﻴﻌﻠ ﻢ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﺑﻪ ﻳﺒﺪﺃ ﻭﻳـﻀﻊ ﺃﺳـﺎﺱ ﺳﲑﺗﻪ .ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺪﻧﻮ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﻭﺣﺴﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﻓﺒﺎﻹﳝﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﺣﻴﺎﺓ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺗﺪﺑﲑ ﺳﲑﺓ ﺍﻟﱪ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻣﺎﺋﺘﺔ ﻫﻲ. @ @òîyëŠÛa@ÁöbìÛbi@æb¹⁄a@òÓýÇ ﻓﺎﻟﺼﻮﻡ ﺑﻼ ﺇﳝﺎﻥ ﻣﺎﺋﺖ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻣﺎ ﺗﺤﺴﺐ ﺻﺪﻗﺔ ﺑـﻼ ﺇﳝﺎﻥ ﻭﻻ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺴﻚ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﳑﺘﺰﺝ .ﻭﻻ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﺍﳊﺒﺲ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﺇﳝﺎﻧﹰﺎ ﳘﺎ ﺑﺎﻃﻼﻥ .ﻭﻟـﻴﺲ ﺻﻼﺡ ﻳﺤﺴﺐ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﺻﻼﺣﹰﺎ ﺇﻥ ﱂ ﳜﺘﻠﻂ ﺑـﻪ ﺍﻹﳝـﺎﻥ .ﺍﷲ ﻗﺎﺩﺭ ﺃﻥ ﳚﺪﺩﻙ ﻭﳚﻌﻠﻚ ﻣﻦ ﻋﺘﻴﻖ ﺟﺪﻳﺪ .ﻭﻟﻴﺲ ﲡﺪﻳـﺪ ﺇﻥ ﱂ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻚ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺭﻫﻴﻨﺔ.
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻗﱳ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺳﻴﺪ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻘﺘﻨﻴﺎﺕ. ﺍﺟﻌﻠﻪ ﺃﺳﺎﺱ ﻭﻣﺒﺪﺃ ﺗﻠﻤﺬﺗﻚ ﻭﺍﺑ ِﻦ ﺑﺮﺟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﻳﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻠﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻘﻂ ﺑﻨﻴﺎﻧﻪ ﻓﺈﻥ ﻭﺿﻌﺖ ﺃﺳﺎﺱ ﺑﻨﻴﺎﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺰﻋﺰﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻷﻥ ﺭﺑﻨـﺎ ﺟﻌﻠـﻪ ﺃﺳﺎﺳﹰﺎ ﻭﻛﻤﺜﻠﻤﺎ ﺑﲎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺑﻴﻌﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻣﺒﺪﺃ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﺟـﺴﺪﻩ
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺬﺧﲑﺓ ﻣـﻦ ﺍﳌـﺎﺀ. ﺍﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ .ﻓﺎﻷﺳﺮﺍﺭ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺳﺎﺫﺟﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺣﻘﲑﺓ ﺇﻥ ﱂ ﺗﻨﻈﺮﻫﺎ ﻋﲔ ﺍﻹﳝﺎﻥ .ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻻﺳﻢ ﻭﻻ ﺍﳋﱪ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻞ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺩﺍﺧﻠﻴﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ. ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺫﻥ ﻓﺈﺎ ﺇﳕﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﺧﱪ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻓﻘﻂ .ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﺇﳕـﺎ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ .ﻳﻨﺒﻮﻉ ﻓﻴﺾ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜـﺮ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻭﺷﻲﺀ .ﻓﺮﻳﺪ ﻫﻮ ﻓﻜﺮ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻗﺘﺎﻝ ﻣﻊ ﺭﻓﻴﻘﻪ .ﺇﻥ ﱂ ﳚﻤﻊ ﻭﻳﺮﺩ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﻛﻞ
}{٣٠
}{٣١
ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻻ ﺿـﻤﺎﺋﺮ ﺗﺒﻄﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻻ ﺗﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﺗﺼﻨﻌﻪ ﻭﺗﻨﻄﻖ ﺑﻪ.
ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻠﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﳍﺎ ﺣﺴﻦ ﻃﺒﻌﻬﺎ :ﲢﻤـﻞ ﰲ ﻳـﺪﻙ ﺟـﻮﻫﺮﺓ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺧﺒﺰ ﺳﺎﺫﺝ ﻭﺑﻨﻈﺮﺓ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻫﻲ ﺟـﺴﺪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ. ﻟﻴﺲ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﻋﲔ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻳﻐﺼﺐ ﻧﻈـﺮﺓ ﺍﳉـﺴﺪ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﹰﺎ .ﺃﻣﺎ ﺍﳉﺴﺪ ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺧﺒﺰ ﻭﲬﺮ ﻭﻣﺎﺀ ﻭﺯﻳﺖ .ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﳚﻌﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻋﻮﺽ ﺍﳋﺒﺰ ﺟﺴﺪﹰﺍ .ﻭﻋﻮﺽ ﺍﳋﻤﺮ ﻳﺸﺮﺏ ﺩﻣـﹰﺎ. ﻭﻋﻮﺽ ﺍﳌﺎﺀ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ .ﻭﻋﻮﺽ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻗﻮﺓ ﺍﳌـﺴﻴﺢ. ﻳﺪﻧﻮ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺇﱃ ﻋﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﻭﻋﻮﺽ ﻣﻮﺗﻰ ﻳﻨﻈﺮﻫﻢ ﺃﺣﻴـﺎﺀ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﺎﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﲨﻴﻊ ﺣﻮﺍﺋﺠﻪ ﻟﻴﺲ ﺃﺣـﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﺃﺭﺿﻰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻣﺜﻠﻤـﺎ ﺷـﻬﺪ ﺑـﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ .ﳌﺎ ﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﺇﱃ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺑـﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﻴـﻊ ﺃﺭﺿﻮﺍ ﺍﷲ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ .ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻣﻌﺮﻭﻓﹰﺎ ﻟﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻐﲑ ﺇﳝﺎﻥ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ) ﻋـﺐ .( ٦ :١١ﻭﻛـﺎﻟﻌﲔ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﺒﻞ ﻧﻈﺮ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻧﻮﺭ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﻷﻥ ﺗﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ﲨﻴﻌﻪ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮﺟﺎﺀ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳌﺰﻣﻌﺔ ﻭﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻣﺎ ﻻ ﻳـﺮﻯ ﻭﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﳊﻮﺍﺱ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ .ﺍﻓﻬﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴـﺬ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ ﺗﻘﺎﻡ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﻭﺑﺪﻭﻧﻪ ﻻ ﳓﻦ ﻭﻻ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ ﻭﻻ ﻣﺎ ﻧﺼﻨﻌﻪ ﻭﻻ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﺎ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﻴﲔ ﻫﻲ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺃﺑﺪﻳﺔ ﻻ ﺗﺰﻭﻝ .ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﰲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ﲨﻴﻌﹰﺎ .ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭﺗﺜﻖ ﺑﻪ. }{٣٢
ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ .ﻭﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺗﺼﺪﻕ ﺃﻥ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺛﺎﺑﺖ ﺗﺸﺘﺎﻕ ﻟﻪ ﻭﺗﺸﺘﻬﻴﻪ. ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻫﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻛﺒﻘﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻨﺎ. ﻭﻫﻲ ﻣﺪﺑﺮﺓ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﻮﺍﺱ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧـﺖ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ .ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺗﻘﻠﺐ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳉﻴﺪﺓ ﺇﱃ ﺿﺪﻫﺎ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺍﳊﻮﺍﺱ .ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺘﺮﺗﻴﺒﻪ ﺍﳊﺴﻦ ﻭﻻ ﺗﻘﻠﺒﻪ ﻟﻠﻀﻼﻟﺔ .ﺁﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭﺻﺪﻕ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪﻩ ﻭﻻ ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻻ ﻣﻐﺮﻳﺎﺗﻪ .ﺇﻥ ﱂ ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻏﲑ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭﺓ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭﺓ .ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﺼﺪﻕ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﲣـﺮﺝ ﺗﺎﺑﻌﹰﺎ ﺇﳒﻴﻠﻪ ﻓﻼ ﺗﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﺾ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺿﺎﺑﻄﻪ .ﻭﺗﺴﺮﻉ ﰲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻋﺪ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﺄﺑﻴﻪ ﻭﺑﺄﻣﻪ ﻭﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺃﲨـﻊ ﺣﱴ ﻭﺑﻨﻔﺴﻪ ﻳﻜﻔﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻠﻤﻴﺬﹰﺍ .ﺗﺘﻠﻤﺬ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺷﻴﺎﺀ ﻏﲑﻩ ﻭﻻ ﻳﻜﻦ ﳋﺮﻭﺟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺳﺒﺒﹰﺎ ﺁﺧﺮ ﻓﻠـﻦ ﻳﻨﺠﺢ ﺧﺮﻭﺟﻚ .ﻓﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻠﻐﺮﺽ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻜﻮﻥ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺄﰐ ﺑﻌـﺪ. ﻛﺜﲑﻭﻥ ﳜﺮﺟﻮﻥ ﻷﺟﻞ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺩﻳﻦ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ .ﺃﻭ ﻣﻦ ﻏﻴﻆ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧﺮﻯ ﺳﻘﻴﻤﺔ ﻣﻠﺘﻮﻳـﺔ ﻼ ﻋﻨﺪﻩ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻀﻄﻬﺪﻳﻦ ﻭﻳﺄﺗﻮﻥ ﻟﺘﻠﻤﺬﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﻓﻬﻢ ﺷﻜ ﹰ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﺗﻨﺠﺢ ﺭﻫﺒﻨﺘﻬﻢ ﺑﻞ ﻫﻢ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺳﻘﻴﻤﺔ ﻣﻌﻮﻗﺔ ﻟﻸﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﳜـﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﺄﻓﻌﺎﳍﻢ .ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻓﻖ ﳍﻢ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺘﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻻ ﻳـﺼﲑﻭﺍ }{٣٣
ﻣﻨﻈﺮﹰﺍ ﺍﳓﻼﻝ ﰲ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﲔ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺇﳕﺎ ﻫـﻲ ﻋﻄﻠـﺔ ﻟﻠﺮﻭﺣﻴﺎﺕ .ﻓﺎﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺍﺣﺬﺭ ﺃﻥ ﲡﻌﻞ ﺳﺒﺒﹰﺎ ﻣـﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺎﺩﻓﻚ ﺗﻐﻤﺾ ﻋﲔ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﺍﺑﺘﺪﺃﺕ ﰲ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺎ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻋـﲔ ﺇﳝﺎﻧـﻚ ﺗﺘﻔـﺮﺱ ﰲ ﺍﳌﺰﻣﻌﺎﺕ ﻓﺴﺘﺨﻒ ﻋﻨﻚ ﲨﻴﻊ ﺃﺗﻌﺎﺏ ﺳﲑﺗﻚ .ﻓﺎﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟـﱵ ﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﳝﺎﻧﻴﹰﺎ ﻗﻂ ﻫﻲ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﺋﺘﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺃﻗﺼﺖ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻫﻲ ﻣﺎﺋﺘﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﲢﻔﻆ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﲰﻴﹰﺎ ﻭﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻟﺴﺘﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﺘﲔ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻟﺘﺘﻔﺮﺳﺎ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻫﻲ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﰲ ﻧﻌﺎﺱ ﺍﻟﻜـﺴﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﺎ ﲢﺲ .ﻭﺇﺫﺍ ﺗﱪﺭﺕ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻭﺇﺫﺍ ﺳﺎﺭﺕ ﻣـﺎ ﺗﻌﻠـﻢ ﻭﻛﻤﺜﻞ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺁﺧﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻲ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﺿـﻄﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺗﻘﺎﺩ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻐﲑ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﺘﻤﺴﻜﺔ ﺎ. ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﻭﺳـﻨﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺌﻼ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻘﻀﺖ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺃﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻭﺍﺿـﻌﻮﻫﺎ ﺗﺘـﺸﺘﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ .ﻓﻠﻴﺲ ﻭﺍﺿﻊ ﺟﻬﺎﺩﻧﺎ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﺎﺟﻌﻠﻪ ﻣﺒﺪﺃ ﺧﺮﻭﺟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﲟﺴﲑﻙ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﺗﻌﺮﻯ ﻣـﻦ ﺛﻮﺏ ﺿﻼﻟﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻠﻠﻚ ﺑﺄﻥ ﲣﻴـﻞ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﺷﻲﺀ ﻓﺎﺣﺘﺮﺱ ﻭﺍﺣﺬﺭ ﺃﻥ ﺗﻐﲑ ﺇﳝﺎﻧﻚ ﺑﻞ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻧﻖ ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺻﺪﺃ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ .ﻛﻤﺜﻠﻤﺎ ﺗﻨﺠـﻮ ﺍﻷﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﻌﲔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﻭﻳﻌﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻧﻈﺮ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﹰﺎ ﻭﺛﻖ ﻭﺁﻣﻦ ﺑـﺎﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺍﺪ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ ﺁﻣﲔ.
ﻼ ﰲ ﺑﺸﺎﺭﺗﻪ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﳊـﻖ ﻟﻘﺪ ﺃﻋﻄﺎﻧﺎ ﺍﷲ ﻣﺒﺪﺃ ﺳﻬ ﹰ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻓﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻫـﻲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓـﺔ ﰲ ﺍﻟﻌـﺎﱂ ﺑـﺎﻟﺒﻼﺩﺓ ﻭﺍﳋﺮﺍﻓﺔ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻓﻜﺮ ﻭﺣﻴﺪ ﺑﺴﻴﻂ ﻓﺮﻳﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻻ ﻳﻔﺤـﺺ ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻭﻻ ﻳﺒﺤﺚ ﻛﻤﺜﻠﻤﺎ ﺩﻋﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺧﺮﺝ ﺗﺎﺑﻌﹰﺎ ﺍﷲ ﻭﻣـﺎ ﻓﺤﺺ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﳌﻨﺎﺩﻱ ﻟﻪ ﻭﱂ ﺗﻌﻘﻪ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﻻ ﺍﻷﺻـﺪﻗﺎﺀ ﻭﻻ ﺍﳌﻘﺘﻨﻴﺎﺕ ﻭﻻ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺭﺑﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ .ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻵﻥ ﻭﻟـﻴﻜﻦ ﺧﺮﻭﺟﻚ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﺻﻮﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎﻙ ﺑﺒﺸﺎﺭﺗﻪ ﻼ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﱄ ﺗﻠﻤﻴﺬﹰﺍ ﻓﻠﻴﻨﻜﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﳛﻤﻞ ﺻـﻠﻴﺒﻪ ﻗﺎﺋ ﹰ ﻭﻳﺘﺒﻌﲏ ) ﻟﻮ ( ٢٣ :٩ﻭﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﳉﻤﻴـﻊ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺩﻋﻰ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻓﺘﺮﻛﻮﺍ ﺷﺒﺎﻛﻬﻢ ﻭﺗﺒﻌﻮﻩ ) ﻣﺮ ،( ١٨ :١ﻭﺇﺫ ﱂ ﻳﻜﻦ ﳍﻢ ﻣﻦ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎﺕ ﺛﻘﻞ ﳏﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻧﺼﺎﻋﻮﺍ ﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟـﺬﻱ ﺩﻋﺎﻫﻢ .ﻓﺮﺑﺎﻃﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺗﺜﻘﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ .ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻘـﺘﲏ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﷲ ﻓﻘﻂ ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻨـﻪ ﺇﳕـﺎ ﻫـﻮ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻓﺎﻹﳝﺎﻥ ﺍﳌﻤﺘﻠﺊ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻷﺳـﺌﻠﺔ ﻭﻻ ﺑﱪﺍﻫﲔ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻷﻥ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﺍﳌﻤﻠﻮﺀ ﻣﻜﺮﹰﺍ ﻫﻮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻬـﺪﻡ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺒﲏ ﺃﻓﻜﺎﺭﹰﺍ ﺗﻀﺎﺩ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ .ﻭﻳﺮﺑﻂ ﻭﳛﻞ ﻭﻳﺼﺪﻕ
}{٣٤
}{٣٥
@ @ïãbrÛa@Šàî½a ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ
ﻭﻳﻜﺬﺏ .ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﳛﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﺃﻧﻪ ﻭﺍﺟـﺐ ﻭﰲ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ﻳﻨﻘﺾ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻲﺀ .ﺍﻟﻀﻤﲑ ﺍﳌﺪﺭﺏ ﺑﺎﳌﻜﺮ ﻫﻮ ﻣﻌـﱪ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻓﻬﻲ ﺿﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻓﻜـﺎﺭ ﺗـﻨﻘﺾ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ .ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻻ ﳛﺘﺎﻝ ﰲ ﺿﺮﺭ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﻭﻻ ﻳﻌﺼﻰ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﻐﺶ ﻭﻳﻜﻤﻦ ﻭﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻓﻬﺬﻩ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺒﻬﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﺭ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻠﻬﺎ ﻷﺟـﻞ ﻫﺬﺍ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻳﻌﻄﻲ ﳍﺎ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺇﳍﻴﺔ ﻭﺗﺆﻫـﻞ ﻟﻼﺳـﺘﻌﻼﻣﺎﺕ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﺴﻄﺎﺀ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻨـﺎﺱ. ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻷﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒـﺴﺎﻃﺔ ﻭﻋـﺪﻡ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻜﺮ ﻷﻥ ﺍﳌﺎﻛﺮ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻓﻴﺼﺪﻕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺴﻤﻌﻪ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻜـﺮ ﻭﺍﻟـﺸﺮ ﻳﻜﻮﻧﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺑﺔ ﻭﺍﳋﻠﻄﺔ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﺍﻟﻮﺩﺍﻋﺔ ﺗﻘﺘﻨﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳـﺆﺛﺮ ﺍﻟﺴﻜﲎ ﰲ ﺍﳍﺪﻭﺀ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﺘﲏ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ .ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻧﻘﺎﻭﺓ ﺍﻟﻘﻠـﺐ ﺗﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ .ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺃﺑﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺃﺭﺿـﻮﺍ ﺍﷲ. ﻓﺪﺍﻭﺩ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﰲ ﳑﻠﻜﺘﻪ ،ﻭﻳﺸﻮﻉ ﺑﻦ ﻧﻮﻥ ﻛـﺎﻥ ﺳﺎﺫﺟﹰﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻷﺟﻞ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﰲ ﻗﺒﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ .ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻼ ﻭﺩﻳﻌﹰﺎ ﺳﺎﻛﻨﹰﺎ ﰲ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭﳌـﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟ ﹰ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﺳﺤﻖ ﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﻟﻚ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﻛﻨﻌﺎﻥ ،ﺑﻞ ﺍﻣﺾ ﺇﱃ ﺑﺘﻮﺋﻴﻞ ﺃﺑﻮ ﺃﻣﻚ ﻭﺧﺬ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﻻﺑﺎﻥ ﺧﺎﻟﻚ ﺃﻃﺎﻉ }{٣٦
ﻭﺗﺮﻙ ﲨﻴﻊ ﺧﲑﺍﺕ ﺑﻴﺖ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﺧﺮﺝ ﺑﻌﺼﺎﺗﻪ ﻣﺘـﺰﻭﺩﹰﺍ ﺑﱪﻛـﺎﺕ ﺃﺑﻮﻳﻪ ﻭﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺳﻜﻦ ﻣﻊ ﻻﺑﺎﻥ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺳﻨﺔ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺎﻥ ﻳﺘﻘﻠﺐ ﻭﻳﺘﻐﲑ ﲟﻜﺮﻩ ﻭﺣﻴﻠﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺛﺎﺑﺘﹰﺎ ﺑﻮﺩﺍﻋﺘـﻪ. ﻓﻬﺬﺍ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻟﻠﺮﺏ ﺃﻻ ﻳﺒﻄﻞ ﺃﻓﻜـﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﻳﻔﺎﻭﺿﻬﺎ ﺑﺘﺪﻗﻴﻖ. @ @ÕíŠİÛa@òía†i@òbjÛa ﺃﺛﺒﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺑﻨﻘﺎﻭﺓ ﺿﻤﲑﻙ ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﺪﺑﺮ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻭﻳﺼﻨﻊ ﻣﻌﻚ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻚ .ﻓﻘﺪ ﺗﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﺮﻳـﺪﻭﻥ ﺇﻳﺬﺍﺋﻚ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻟﻘﻄﻊ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﳍﺪﻡ ﻣﺎ ﺑﻨﻴﺖ، ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﺬﻣﻮﻥ ﻣﺎﺩﺣﻴﻚ ،ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻴـﻚ ﺑـﺎﳍﺰﺀ ﻼ ﻭﻣﺎ ﳍﻢ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻮﺍﻙ .ﺃﺛﺒﺖ ﻭﺍﻻﺯﺩﺭﺍﺀ ﺑﻞ ﻗﺪ ﺻﲑﻭﻙ ﳍﻢ ﻣﺜ ﹰ ﺃﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﻻ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧـﺖ ﻧﺎﻇﺮ ﺇﻟﻴﻪ .ﻭﻻ ﺗﺒﻄﻞ ﻣﻨﺎﺟﺎﺗﻚ ﺍﳋﻔﻴﺔ ﻣـﻊ ﺍﷲ ﻭﻻ ﺗﻘﻬـﺮﻙ ﺃﻭ ﺗﻐﻠﺒﻚ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﻋﻨﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺳﺎﺓ ﺍﻟـﱵ ـﺎ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺟﺎﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻏﲑ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻭﺃﺛﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﻻ ﻳﻐﺮﻙ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻋﺎﳌﹰﺎ ﺃﻧﻪ ﻷﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﳚﻤﻌﻬﻢ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻳﻀﻌﻬﻢ ﻗﺒﺎﻟﺘﻚ ﻟﻜﻲ ﻳﻐﲑ ﺿﻤﲑﻙ ﻋﻦ ﺣﺴﻦ ﻃﻮﻳﺘﻪ ،ﻭﻳﺴﺠﺲ ﻭﻳﻜﺪﺭ ﻧﻘﺎﻭﺗﻚ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺷﺒﻴﻬﹰﺎ ﺑﺄﻭﻟﺌﻚ ﺍﳌﻘﺎﺗﻠﲔ ﻼ. ﻗﺒﺎﻟﺘﻚ ﻭﲤﺘﻠﺊ ﻏﻀﺒﹰﺎ ﻣﺜﻠﻬﻢ ،ﻭﺗﺼﲑ ﻟﻠﻌﺪﻭ ﺻﻴﺪﹰﺍ ﺳﻬ ﹰ }{٣٧
ﺃﺛﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﻟﻴﻜﻦ ﻟﻚ ﻣﻨﻈﺮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﻮﺩﻳﻊ ﳍﺬﺍ ﺃﻛﺘﺐ ﺧﱪﻩ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻋﺰﺍﺀ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺍﳌﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﺴﻘﻮﻁ ﻣـﻦ ﻛﺜـﺮﺓ ﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﺍﳌﻤﻠﻮﺀﺓ ﺣﺰﻧﹰﺎ ﻭﻛﺂﺑﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﻆ ﺍﳌﻐﻀﺒﲔ .ﺃﻧﻈﺮ ﻛﻢ ﲢﺎﻳﻞ ﻋﻴـﺴﻮ ﻭﻻﺑﺎﻥ ﰲ ﺇﺿﺮﺍﺭ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﺇﻳﺬﺍﺋﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺏ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺑﺮ ﺃﻣﻮﺭﻩ. ﻷﻥ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻫﻢ ﻟﻠﺮﺏ ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺎﻛﺮﻳﻦ ﻓﻬﻢ ﺃﻭﺍﻥ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓـﻼ ﺗﺸﺘﻪ ﺍﳌﻜﺮ ﻷﻧﻪ ﺃﺭﺽ ﺗﻠﺪ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻓﻬﻲ ﺣﻘﻞ ﻳﻠـﺪ ﺍﻟﱪ .ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ ﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﺃﻥ ﳜﻠﻘﻨـﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﻜﺎﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺼﻌﺪ ﻟﻴﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺎﺕ ﻭﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻨﺤﻂ ﻟﻴﺘﻌﻠﻢ ﺩﺭﺑﺔ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻳﺪﻋﻰ ﺍﻷﺧﲑ ﻣـﺎﻛﺮﹰﺍ ﻣﺘﺼﻨﻌﹰﺎ .ﻷﻥ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﳊﻜﻤﺔ ﺍﷲ ﰲ ﻛﻞ ﺷـﻲﺀ ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﻟﻼﺛﻨﲔ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻘﺎ .ﻛﻤﺜﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻻ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ .ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺣﻜﻴﻢ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺭﻭﺣﻴﹰﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﻯ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻭﻇﻨﻮﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﻳﺒﺪﺃ ﰱ ﺍﻟﺴﻠﻤﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ .ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟـﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻳﻘﺒﻞ ﺑﻮﺩﺍﻋﺔ ﻭﺇﳝﺎﻥ ﻭﺳﺬﺍﺟﺔ .ﻓﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺗﻮﺍﻓﻘﻨﺎ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻻﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﻟﺌﻼ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻣﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺣﻜﻤﺔ ﺇﳍﻴﺔ ﻭﻧﻘﺎﻭﺓ ﺿﻤﲑ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﺃﻣﺎ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺎﻛﺮﻳﻦ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﰲ ﻧﺰﻉ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻣﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ﻛﻤـﺎ ﻼ ﻛﻮﻧﻮﺍ ﻭﺩﻋﺎﺀ ﻛﺎﳊﻤﺎﻡ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﻭﺣﻜﻤﺎﺀ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﻗﺎﺋ ﹰ ﻛﺎﳊﻴﺎﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺎﻳﻠﻮﻥ ﰲ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺎﺕ ﻣﻨـﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﲤﺘﺪ ﺩﺍﺋﻤـﹰﺎ ﺇﱃ ﻗﺪﺍﻡ ﲟﺎ ﻟﻠﺮﻭﺡ .ﻛﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻳﺘﻨﻘﻰ ﺑﺎﻟﺼﻼﺡ
ﻓﺈﻧﻪ ﳜﺴﺮ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ .ﻳﺴﻬﻞ ﻟﻠﻀﻤﲑ ﺍﻟﺒـﺴﻴﻂ ﺗﻌﻠـﻴﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌـﺼﻨﻌﺔ .ﺍﻓـﺮﺡ ﺑﺎﻟﺒـﺴﺎﻃﺔ ﻟﺘﺠﻌﻠﻚ ﳏﺒﻮﺑﹰﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭﺇﻥ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺴﺘﻬﺰﺉ ﻼ ﺃﺑﻠﻬﹰﺎ ﺑﻼ ﻋﻘﻞ ﺃﻭ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﻓﻠﻴﻜﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﹰﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﺑﻚ ﻭﳛﺴﺒﻮﻙ ﺟﺎﻫ ﹰ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺻﻼﺡ ﺑﻼ ﻋﺜﺮﺓ .ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻌﻮﻧﺎﺕ ﺍﳋﲑ ﻓﻼ ﳝﻜﻨﻚ ﺃﺑ ﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﲏ ﻓﻀﻴﻠﺔ .ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺷﻲﺀ ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ،ﻓﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻫﻲ ﺑﺪﺀ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌـﺴﻴﺢ .ﻭﺻـﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻫﻮ ﻛﻤﺎﻝ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﱪ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺒـﺴﺎﻃﺔ ﻳﻜﻤـﻞ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺀ .ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﺑﲔ ﺃﺭﺽ ﻧﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﺃﺷـﻮﺍﻛﻬﺎ ﻭﺯﻭﺍـﺎ ﻭﻣﻌﺪﺓ ﻟﻠﺰﺭﻉ ﻭﺑﲔ ﺣﻘﻞ ﻣﺰﺭﻭﻉ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺃﲦﺎﺭﻩ ﺍﻟﻨﻀﺞ. ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻫﻲ ﺣﻘﻞ ﻣﻔﻠﻮﺡ ﻣﻨﻈﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﻙ ﻭﻣﻌﺪ ﻟﻠـﺰﺭﻉ ﻭﻳﺼﻠﺢ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻴﻪ .ﺃﻣﺎ ﺍﳌﻜﺮ ﻓﻬـﻮ ﺃﺭﺽ ﳑﻠـﻮﺀﺓ ﺷﻮﻛﹰﺎ ﻭﻗﺮﻃﺒﹰﺎ ﻭﺯﻭﺍﻧﹰﺎ ﻭﺇﻥ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﺭﻉ ﺻﺎﱀ ﺧﻨﻘﺘـﻪ .ﻓـﺼﺮ ﺃﺭﺿﹰﺎ ﻣﻔﻠﻮﺣﺔ ﻟﻴﺴﻮﻉ ﻟﻴﻠﻘﻲ ﻓﻴﻚ ﺯﺭﻉ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺍﻟﺼﺎﱀ .ﺇﻥ ﻛـﺎﻥ ﻟﻚ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻓﺎﻓﺮﺡ ﳍﺎ ﻭﺍﺟﺘﻬﺪ ﺃﻥ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻨﻤﻴﻬﺎ. ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺃﺳﺮﻉ ﰲ ﺍﻗﺘﻨﺎﺋﻬﺎ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻚ ﻷﻧﻪ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﳊﻴﺎﺗﻚ ﺑﺎﷲ .ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻟﻦ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﰲ ﺃﺣﺪ ﻭﻻ ﳜﻒ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺃﺣﺪ. @ @òbjÛbi@òÇbİÛa@òÓýÇ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻔﺤﺺ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﻭﻻ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﻣﻦ ﻳﺄﻣﺮﻫﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻻﺋﻘﺔ ﺟﺪﹰﺍ ﻟﺘـﺪﺑﲑ ﺳـﲑﺓ
}{٣٨
}{٣٩
ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻭﺍﳌﺘﻮﺣﺪﻳﻦ .ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺍﳌﺎﻛﺮ ﻻ ﻳﻨﺠﺢ ﻭﻻ ﻳﻔﻠﺢ ﺑـﻞ ﻳﺼﲑ ﻣﻨﻈﺮ ﺷﺮﻭﺭ ﻭﻻ ﺻﻼﺡ ﻟﻪ .ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺘﲏ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻻ ﺭﺑـﺢ. ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺐ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻭﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﲟﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻪ ،ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺘﻨـﻊ ﻋﻦ ﺍﳌﺄﻛﻞ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﹰﺍ ﳊﻔﻆ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻫﻮ ﻳﺘﻌﺐ ﺑﻼ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻭﻫﻮ ﻏﺎﺵ ﻋﺪﱘ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻹﻓﺮﺍﺯ .ﺇﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻧﻮﺻﻲ ﺃﻥ ﻧﻘﺘﲏ ﺑـﺴﺎﻃﺔ ﺑـﻼ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻓﺘﻤﻴﻞ ﻟﻜﻠﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻭﺗﻨﺨﺪﻉ ﻟﻜﻞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻏﺎﺵ .ﺑﻞ ﻧﻌـﲏ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﻞ ﻫﺬﻳﺬﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﷲ ﻭﺍﻟـﺼﻼﺡ ﻛﻤﺜـﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﻣﻌﻠﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﳜﺎﻑ ﻣﻨﻪ ﻭﺣـﺪﻩ .ﻭﻻ ﻳﻨﻔﺬ ﺇﻻ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻞ ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻤﲔ ﺃﺧﺮ ﺳﻮﺍﻩ .ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﻼ ﰲ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻭﳐﺎﻓﺘﻪ ﻣﺎﻟﻜـﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻔ ﹰ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻢ ﺁﺧﺮ ﺳﻮﺍﻩ ﻷﻥ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﻘﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻭﻟﻴﺲ ﻳﻔﺴﺪ ﻋﻘﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻃﻐﻴﺎﻥ ﻣﺎ .ﻓﻠﻨﺴﺮ ﺍﻵﻥ ﻟﺘﻠﻤﺬﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺭﺍﻧﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﻭﳒﺘﻬﺪ ﺃﻥ ﻧﺴﻠﻚ ﺑﺎﻟﺒـﺴﺎﻃﺔ ﻭﻧﻜﻮﻥ ﺃﻃﻔﺎ ﹰﻻ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳊﺴﻦ .ﻭﻧﺘﺤﻜﻢ ﻛﺎﳊﻴﺎﺕ ﻣﻘﺎﺑـﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺎﻳﻞ ﻹﻳﺬﺍﺋﻨﺎ ﻭﻧﺬﻛﺮ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻗﻮﻝ ﺭﺑﻨﺎ " ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻣﺜﻞ ﻭﻟﺪ ﻓﻠﻦ ﻳﺪﺧﻠﻪ " ) ﻟـﻮ :١٨ ( ١٧ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺆﻫﻠﻨﺎ ﻟﻪ .ﺍﺪ ﻟﻌﻈﻤﺘﻪ ﺁﻣﲔ.
@ @sÛbrÛa@Šàî½a ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﻧﺘﻘﺪﻡ ﺍﻵﻥ ﺑﻀﻤﲑ ﺧﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻟﻨﺘﻌﻠﻢ ﳐﺎﻓﺘﻪ .ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻳﻬﺬ ﰲ ﺃﻣﻮﺭ ﻏﲑ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻬـﻮ ﻃـﺎﺋﺶ ﺟﺎﻣﺢ ﻭﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺗﺬﻛﺎﺭ ﺍﷲ ﻳﺘﺼﺮﻑ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛـﺎﻥ ﻳﻬﺬ ﰲ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺘﻨﲑ ﺑﻨﻮﺭ ﺗﺬﻛﺎﺭ ﺍﷲ ،ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﳍـﺞ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻈﻠﻤﺔ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻠﻚ ﰲ ﻼ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﻭﻻ ﻳﺒﺼﺮ ﻭﻻ ﻳﻔﺮﺯ ﻃﺮﻳﻘﹰﺎ ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﺳـﺒﻴ ﹰ ﺑﻞ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺳﲑ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ .ﻟﺘﻜﻦ ﻣﻔﺎﻭﺿﺘﻚ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺘﻼﻭﺓ ﳏﺮﻛﹰﺎ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻟﻴﻬﺬ ﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﺃﻳﻀﹰﺎ .ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻹﳍﻲ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﺃﲦﺎﺭﹰﺍ ﺇﳍﻴﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﳘـﻪ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺑﺎﷲ ﻭﻳﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺫﻛﺮﻩ ﺧﻔﻴﺔ ﻓﺘﻨﺸﺄ ﻓﻴﻪ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻮﺭﹰﺍ ﳛﻔﻈﻪ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺴﺘﺮ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﷲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﱯ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺃﻭ ﲤﻨﻌﻨﺎ ﻣـﻦ ﳏﺒـﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺗﺼﻮﻥ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻤﺠﺔ. @ @ @ @
}{٤٠
}{٤١
×@ @a@Òì@nÓa@Ñî ﻭﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻧﻘﺘﲏ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﻭﻛﻴﻒ ﻧﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻳﻠﺪﻩ .ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻳﻘﺘﲎ ﺎ .ﻓﺨﻮﻑ ﺍﷲ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﺍﻹﳝﺎﻥ .ﻭﻣﺜﻠﻤﺎ ﲢﻔـﻆ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺍﻹﳝﺎﻥ ،ﻛﺬﻟﻚ ﲢﻔﻆ ﳏﺎﻓﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ .ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻗـﻮﻝ ﻋﻦ ﺍﳋﻮﻑ ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﳜﺎﻑ ﺍﷲ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻈﻦ ﻋﻦ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﺃـﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺃﻋﲏ ﺍﳌﺨﺎﻓﺔ ﺍﳌﺘﺤﺮﻛﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﺀﺕ ﻭﺭﻏﺒﺖ ﺣﺮﻛﺖ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﺴﺪ ﺎ ﻓﻴﺨﺎﻑ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻣـﻦ ﻣﻨﻈـﺮ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻳﻪ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﲣﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻟـﻪ ﺳـﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠـﻰ ﻫﻼﻛﻬﺎ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ﺍﳋﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺬﺎ ﻣﻊ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ .ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺷﺨﺼﺖ ﺑﻌـﲔ ﺍﻹﳝـﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﳌﺰﻣﻌﺔ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺧﻔﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻇﻬﺮﺎ ﻛﻠﻤـﺔ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ﻓﻔﻲ ﺍﳊﺎﻝ ﲤﺘﻠﺊ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﲢﺮﻙ ﻣﻌﻬﺎ ﲨﻴﻊ ﺃﻋـﻀﺎﺀ ﺍﳉﺴﺪ .ﻭﺧﺼﻮﺻﹰﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﳉﺴﺪ ﻃـﺎﻫﺮﺗﲔ ﻣـﻦ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻓﻠﻠﺤﺎﻝ ﳝﺘﻠﺊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﻠﻪ ﺧﻮﻓﹰﺎ .ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﺎ ﰲ ﺫﺍﺗﻪ.
ﻫﻲ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻭﻛﻞ ﻣـﻦ ﳜﻄﺊ ﻭﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﰲ ﻓﻜﺮﻩ ﺩﻳﻨﻮﻧﺔ ﺍﷲ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺧﻄﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻫﻮ ﻣﺎﺋﺖ ﺑﻨﻔﺴﻪ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺣﻴﻨﺌـﺬ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﺎ ﺣﻴﺔ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﲣﻄﺊ ﰒ ﺗﺘﻮﺏ ﻓﻬﻲ ﻣﺮﻳـﻀﺔ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻞ ﺑﻼ ﺗﻮﺑﺔ ﻭﲣﻄﺊ ﺑﺎﻹﳘﺎﻝ ﻓﻈﺎﻫﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﻘﺘﻮﻟﺔ ﺑﺎﳋﻄﻴﺔ. ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﷲ ﻫﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺣﻴـﺎﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻴﻪ ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺣﺴﻪ ،ﻫﻜـﺬﺍ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﷲ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺣﻴﺎـﺎ ﻣـﻦ ﺣﺴﻬﺎ ﺑﺎﷲ .ﻷﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﳌﺎﺋﺖ ﻻ ﳛﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﺭ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﳌﻘﺘﻮﻟﺔ ﺑﺎﳋﻄﻴﺔ ﻻ ﲢﺲ ﺑﺬﻛﺮ ﺩﻳﻨﻮﻧﺔ ﺍﷲ .ﻳﺠﻠﺪ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﳌﺎﺋـﺖ ﻭﻻ ﳛﺲ ﻭﻳﺘﻘﻄﻊ ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺟﻊ ،ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﳌﺎﺋﺘﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﲣﻄﺊ ﻭﻻ ﲢﺲ ،ﺗﺄﰒ ﻭﻻ ﺗﻌﺮﻑ. ‡×@ @a@Òì@†Ûìí@a@Š
ﻻ ﻳﻘﱳ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﱰﻟﺔ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﻃﺒﻴﻌﻴﹰﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﳋﻄﻴـﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻬﺎﻭﻥ ﻭﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻷﻥ ﺍﳋﻄﻴـﺔ
ﺗﺬﻛﺎﺭ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﻓﻤﺎ ﲣﻄﺊ. ﻓﺈﻥ ﻋﺮﺽ ﻭﻗﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﳓﺠﺐ ﻧﻮﺭ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﰲ ﺍﳊﺎﻝ ﻭﺍﳋﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻪ ﳚـﺬﺎ ﻟﻠﺘﻮﺑـﺔ .ﻷﻥ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﷲ ﺗﺼﻨﻊ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﻟﻠﻨﻔﺲ :ﺍﻷﻭﻝ ﺣﻔـﻆ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻥ ﻣـﻦ ﺍﳋﻄﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﺇﻥ ﺃﺧﻄﺄ ﲢﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﺀ ﺧﻄﻴﺘـﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑـﺔ. ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﳜﺎﻑ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺮﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟـﺴﻤﻊ ﺑـﻪ
}{٤٢
}{٤٣
ﻓﻘﻂ .ﻓﺎﻟﺬﻱ ﳛﺘﺮﺱ ﺃﻻ ﳜﻄﺊ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ﲤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﻄﺊ ﰒ ﻳﺮﺟﻊ ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ ﻓﺨﱪ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ﳜﻴﻔﻪ ﻭﻣﻦ ﲰﺎﻋﻪ ﻓﻘـﻂ ﻳﺮﲡﻒ .ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮﻩ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻷﺎ ﻋﻤـﺎﺀ ﻟﻠﻨﻔﺲ ،ﻭﻛﻤﺎ ﻣﻦ ﺩﺧﺎﻥ ﲞﺎﺭ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺗﻐﺸﻰ ﻋﲔ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﻓﻤـﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ .ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﻋﻤﻰ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﳜﺎﻑ ﻣﻦ ﺧﱪ ﺍﳌﺆﺫﻳﺎﺕ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻫﺎ .ﺃﻣﺎ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﻔﺘﻘﺮ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻷﻥ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺗﻌﺮﻓﻪ .ﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﳕﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﻟـﺬﻱ ﳛﺘﺮﺱ ﺃﻻ ﳜﻄﺊ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﳜﻄﺊ ﻳﺘﻮﺏ. ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻻ ﲣﺎﻑ ﻣﻦ ﻣﺆﺫﻳﺎﺕ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﻣﻦ ﻳﻈﻦ ﺃﺎ ﲣﺎﻑ ﻣﻦ ﳐﺎﻭﻑ ﺍﳉﺴﺪ ﻓﻬﻮ ﻳﻈﻠﻢ ﲤﻴﻴﺰﻫﺎ ﻷﺎ ﲣﺎﻑ ﳑـﻦ ﻻ ﻳﺆﺫﻳﻬﺎ ﻓﺨﻮﻑ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻫﻮ ﺍﷲ ﻓﻘﻂ .ﺃﻣﺎ ﺍﳉﺴﺪ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﻻ ﳜﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﲣﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﻭﻏﲑﻫﺎ. ﻓﺈﻥ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﳉﺴﺪ ﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﳛـﺲ ﻣﻌﻬـﺎ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﷲ .ﺇﻥ ﺫﻛﺮ ﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﳌـﻮﺗﻰ ﺑﺄﻧﻔـﺴﻬﻢ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺑﺄﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﻳﺮﺩﻋﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳊﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺫﻛﺮ ﺩﻳﻨﻮﻧﺔ ﺍﷲ ﻳﻘﻤﻊ ﺷﺮﻭﺭﻩ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻛـﺮ ﺍﷲ ﰲ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳌﺬﻧﺒﲔ ﻳﻈﻬـﺮ ﻟﻪ ﺍﷲ ﺩﻳﺎﻧﺎﹰ ،ﻭﺇﻥ ﺻﻌﺪ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﲔ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﺍﷲ ﻏﻔـﻮﺭﺍﹰ، ﻭﺇﻥ ﺍﺭﺗﻘﻰ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺮﲪﺎﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻔﺮﺱ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﰲ ﻏﲎ ﻣـﺮﺍﺣﻢ ﺍﷲ .ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺎﺩﺋﹰﺎ ﻏﲑ ﻏﻀﻮﺏ ﻭﻣﻌﺘﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﺪ ﺑﻞ ﻳﺘﺤﺮﻙ }{٤٤
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﺻﻔﺎﺀ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻜﺪﺭ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﲣﺘﻠﺞ ﺑـﻼ ﺍﻧﻘﻄـﺎﻉ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻳـﺪﺭﻛﻬﺎ .ﻭﺇﻥ ﻛـﺎﻥ ﻗﺎﺋﻤﹰﺎ ﰲ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﶈﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻛﻠﻪ ﺣﺐ. ﻳﺎ ﻟﻠﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﷲ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻛﺜﲑﺓ ﻳﻈﻬـﺮ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻫﻮ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻭﻳﻄﻠﺐ .ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺻﻼﺡ ﺍﷲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﲑ ﺻﺎﳊﹰﺎ .ﻭﻻ ﻳﻈـﻦ ﺃﻥ ﻳـﺮﻯ ﺻﻼﺣﻪ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﺇﻥ ﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﻓﺈﻧﻪ ﳐﺎﺩﻉ ﻓﻴﻤـﺎ ﻳﺮﻯ .ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﳋﺪﺍﻋﺔ ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻬﺎﻭﻥ ﻭﺍﻻﳓﻼﻝ ،ﻟـﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﰲ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻭﳛﺲ ﺃﻥ ﺁﻻﻣﹰﺎ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻨﺨﺲ ﺿﻤﲑﻩ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻛﺪﻳﺎﻥ ﻭﺃﻻ ﳚﺴﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴـﻪ ﺑﻨﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻟﻜﻲ ﺬﺍ ﺗﻜﺜﺮ ﻓﻴﻪ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﷲ ﻓﺘﻘﻤﻊ ﺷﺮﻭﺭﻩ .ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻩ ﻏﻔﻮﺭﹰﺍ ﺃﺗﺮﻙ ﺷﺮﻭﺭﻙ ﻭﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻏﻔﺮ ﳌﻦ ﺃﺳـﺎﺀ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺍﺭﻓﻊ ﻋﻴﲏ ﻋﻘﻠﻚ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﺍﷲ ﻏﻔﻮﺭﺍﹰ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳜﻄﺊ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻭﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻏﻔﻮﺭ ﻓﻬﻮ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺷﺮﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﺮ ﻓـﻼ ﺗﺘﻜـﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ. ﰒ ﺑﻠﺪ ﻟﻠﺤﺰﻥ ﻭﰒ ﺑﻠﺪ ﻟﻠﻔﺮﺡ .ﻓﺒﻠﺪ ﺍﳊﺰﻥ ﻫﻲ ﻟﻠﺘﺎﺋﺒﲔ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛﺴﻮﻥ ﺑﺰﻻﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﻌﺘﻘﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ .ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻔـﺮﺡ ﻓﺎﳌﺴﺘﺄﻫﻠﲔ ﻟﻪ ﻫﻢ ﻗﺎﻫﺮﻱ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﺡ }{٤٥
ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻮﻕ ﺍﳊﺐ .ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲣﻠﺼﻮﺍ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺁﻻﻣﻬـﻢ ﺑﻘـﻮﺓ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ .ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺣﻴﺚ ﻳﺒﻄـﻞ ﺍﻟﺮﻋـﺐ ﻭﺍﳋﻮﻑ. ﺍﳋﻮﻑ ﺿﺪ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺣﻴﺜﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﺍﳋﻮﻑ ﻓﻠﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﻓـﺮﺡ ﻭﺣﻴﺜﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻻ ﻳﻄﺄ ﺍﳋﻮﻑ ﻷﻥ ﺍﳋـﻮﻑ ﻳﻨﺒـﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻳﻨﺒﻊ ﺍﻟﺼﻼﺡ .ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﳌﻦ ﳛﺲ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻄﻴﺔ ﺃﻭ ﻼ ﺃﻥ ﻳﺮﰊ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﰲ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻭﺧﺮﻭﺟﻪ ﻭﺟﻠﻮﺳﻪ ﻭﻗﻴﺎﻣﻪ ﺯﻟ ﹰ ﻭﻳﻠﻬﺞ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﻟﻜﻲ ﲤﺘﻠﺊ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺧـﻮﻑ ﺍﷲ .ﻭﻻ ﳚﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺧﺎﺹ ،ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟـﻚ ﰲ ﻛـﻞ ﻭﻗﺖ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻬﺎﻭﻥ ﲝﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﷲ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺘﺮ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻋﻦ ﺍﳍﺬﻳﺬ ﰲ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﻭـﺬﺍ ﺗﻐـﺮﻕ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﰲ ﻧﻮﻡ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ. ﺗﺸﺮﻕ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺬﻛﺮﻩ ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ـﺎﻭﻥ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻥ ﻭﺃﺑﻄﻞ ﻋﻨﻪ ﺗﻴﻘﻆ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻐﺮﻕ ﰲ ﻧﻮﻡ ﺍﻟﺘﻬﺎﻭﻥ ﻭﺍﻹﳘﺎﻝ ﻭﺇﻥ ﺗﻴﻘﻆ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻭﺃﺷﺮﻕ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻮﻗﺖ ﻳﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘـﻬﺎﻭﻥ ﻭﳛﻞ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭﳝﺘﻠﺊ ﺭﻋﺒﹰﺎ ﻭﺃﺳﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﺍﻟـﱵ ﻓﺎﺗﺘﻪ ﻭﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﷲ .ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺣـﻲ ـﺬﺍ ﺍﻟـﺬﻛﺮ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﺷﻬﻮﺍﻧﻴﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ ﳝﺘﻠﺊ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻭﻳﻨﺘـﻬﺮ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ .ﻓﻔﻜﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻳﻬﺮﺏ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ. }{٤٦
ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﳊﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳛﻔﻈﺎﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﳋﺠﻞ ﻣﻦ ﺍﷲ ﳛﻔﻈﺎﻥ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣـﻦ ﺃﻓﻜـﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ .ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻮﻑ ﳛـﺴﺐ ﺃﻥ ﺍﷲ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻧﺎﻇﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﻫﻮ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻟﻜﻴﻼ ﳜﻄـﺊ. ﺃﺣﻂ ﺫﺍﺗﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺴﻴﺎﺝ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﻓﻠﻦ ﲡﺴﺮ ﺍﻟـﺸﺮﻭﺭ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﱃ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻔﺴﻚ .ﺍﻗﱳ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺪﻭﺍﻡ ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﻣﻌﻪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ .ﻓﻤﺎ ﺩﻣﺖ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﻓﺈﻧـﻚ ﻻ ﺗـﺬﻛﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻓﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﻻ ﻳﺴﻜﻦ ﻣﻊ ﺫﻛﺮ ﺍﻟـﺸﺮﻭﺭ ﰲ ﺍﻟـﻨﻔﺲ .ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﻨﺴﻰ ﺍﷲ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﻨـﺴﻰ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻓﻴﻚ ﺗﺬﻛﺎﺭ ﺍﷲ .ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﱵ ـﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﲣـﺎﻑ ﺍﷲ ﺃﻡ ﻻ .ﺇﺫﺍ ﺫﻛـﺮﺕ ﺍﷲ ﻭﺍﺭﺗﻌﺒـﺖ ﻭﺍﻣﺘﻸﺕ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻭﺍﺭﲡﻔﺖ ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﻣﻊ ﺃﻋﻀﺎﺀﻙ ﻭﲢﺮﻛﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻊ ﺟﺴﺪﻙ ﻭﺧﺠﻞ ﻋﻘﻠﻚ ﰲ ﺍﳋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻴﻚ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﺑﺎﳊﻖ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺮﺏ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﻛﻞ ﻣـﻦ ﻳﻘـﻮﻝ ﺇﱐ ﺃﺧﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﳊﻖ ﺑﻞ ﻣﻦ ﳛﺲ ﺣـﺪﻭﺙ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺑﺎﳊﻖ ﺧﺎﺋﻒ ﺍﷲ. ﻛﺜﲑﻭﻥ ﻳﺘﻌﺒﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﳋﻔـﺎﺀ ﻓﻴﺨﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ .ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺭﺑﻄﻮﺍ ﺃﻋﻀﺎﺀﻫﻢ ﺑﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟـﻀﻮﺍﺋﻖ ﻭﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺗﻄﻴﺶ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﲰﺞ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻭﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺑﺎﻻﺧﺘﺼﺎﺭ ﻧﻘﻮﻝ }{٤٧
ﺃﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻔﺆﹰﺍ ﺃﻥ ﲡﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺧﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ .ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﻔﺮﺯ ﻓﺎﺧﺘﱪ ﺫﺍﺗﻚ ﻭﻣﻨﻚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻗﻴﻠﺖ ﺳﺎﺑﻘﹰﺎ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴـﻚ ﺧـﻮﻑ ﺍﷲ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ .ﳐﺎﻓﺔ ﺍﷲ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﱪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺃﻋﻤﺎﻟـﻪ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ. ﺟﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭﺓ ﻷﺎ ﲣﻀﻊ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻟﺘﻜـﻮﻥ ﻣﻄﻴﻌﺔ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ ﻭﺗﻘﻤﻊ ﻧﻔﺎﻕ ﺍﳉﺴﺪ ﻟﻴﺨـﻀﻊ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟـﻨﻔﺲ. ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﻮﺩ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﻭﻻ ﲡﻌﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﺇﻥ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﲣﺎﻑ ﺍﷲ ﺧﻔﻴﺔ .ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳋﻔﻲ ﻫﻮ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻬﻮ ﻟﻠﺠﺴﺪ .ﻭﻋﻤﻞ ﺍﳉـﺴﺪ ﻻ ﻳـﱪﺭ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﺃﻣﺎ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳـﱪﺭ ﺩﻭﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﳉﺴﺪ ،ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻹﳘـﺎﻝ ﻛﻤﺤـﺐ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺿﻌﻔﻪ. ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻻ ﳛﻔﻆ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﺃﻭ ﺧﻔﻴـﹰﺎ. ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﲤﻨﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﳉﺴﺪ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﻴﺔ. ﺩﻳﺎﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﻫﻮ ﳐﺘﱪ ﺟﻬﺎﺩﻙ ﻓﺎﺟﻌﻞ ﳐﺎﻓﺘﻪ ﻗﺪﺍﻡ ﻭﺟﻬﻚ ﻛـﻞ ﻭﻗﺖ .ﻓﺨﻒ ﺍﷲ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮﻙ ﻭﺧﻔﺎﻳﺎﻙ ﺇﺫ ﻫﻮ ﺍﻟـﺪﻳﺎﻥ ﻷﻓﻌﺎﻟـﻚ ﺍﳋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ .ﻟﺘﺠﻌﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﲣﺠﻞ ﻣﻨﻪ ﻓﻼ ﲣﻄﺊ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ }{٤٨
ﻭﺣﻴﺪﹰﺍ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺳﻮﻯ ﺣﻴﻄﺎﻥ ﺑﻴﺘﻚ ﻭﺳﻄﺤﻪ ﺳﺎﺗﺮﺓ ﻟﻚ ﻣـﻦ ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻝ ﺃﻥ ﺗﺸﺮﻉ ﺳﻼﺡ ﳐﺎﻓـﺔ ﺍﷲ ﻷﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺗﻔﻌﻞ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗـﻴﻘﻆ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﰲ ﻭﺣﺪﺗﻚ .ﻭﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺴﺘﺮ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﳉـﺴﺪ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻳﺴﺘﺮ ﺣﺠﺎﺏ ﺍﳉﺴﺪ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ ﳜﻄﺊ ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﻬﻞ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻬﻞ ﺟﺪﹰﺍ ﺍﳋﻄﺄ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ ﺑﺎﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻘﻢ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﺍﳌﻘﺎﺗﻠﺔ ﻟﻚ ﻭﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﳌﺒﻐﺾ ﺍﳋﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻣـﻊ ﺣﻴﺎﺗـﻚ ﲝﺮﻛـﺎﺕ ﺷﻬﻮﺍﺗﻚ .ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺇﺫﺍ ﻗﺒﻞ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻭﺭﺿﻲ ﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﻛﻤﻞ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﺣﺴﺐ ﺣﺪﺓ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺩﻗﺘﻪ ﻫﻜﺬﺍ ﺳﺮﻋﺔ ﺯﷲ ﻭﻣﻘﺎﺑـﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ ﺍﻟﱵ ﻟﻠﻔﻜﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻨﺎ ﻣﺪﺍﻭﻣﺔ ﺫﻛـﺮ ﺍﷲ ﻟﻴﺤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺧﻮﻓﻪ ﻓﻴﻨﺎ ﻷﻧﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻳﺎﻥ ﺍﳋﻔﺎﻳﺎ. ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻓﻴﻨﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ ﻳﺄﰐ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺧﻮﻓـﻪ ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﲢﺮﻙ ﻓﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﳝﻘﺘﻪ .ﻓﺎﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﺒﻂ ﺬﺍ ﺍﻟﻠﺠﺎﻡ ﺇﳕﺎ ﺗﻠﺘﺠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟـﺴﻤﺠﺔ ﻭﺇﻥ ﻋﺮﺽ ﳍﺎ ﺃﻥ ﲣﻄﻒ ﺑﻐﺘﺔ ﻳﻘﻤﻌﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻳﺮﺩﻫﺎ ﻟﺘﻨﻈـﺮ ﰲ ﺫﺍﺎ. YYYYYYY }{٤٩
@ @ÝöbšÐÛa@Ý×@Åа@a@Òì ﻟﻴﺲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﺇﻻ ﻭﻳﺤﻔﻆ ﲞﻮﻑ ﺍﷲ .ﻓﺒﻪ ﻳـﺪﻭﻡ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ .ﻭﻫـﻮ ﻳﻬـﺪﺉ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺠﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﻳﻄﻔﺊ ﺍﻟـﺸﻬﻮﺓ ﺍﳌـﻀﻄﺮﻣﺔ ﰲ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﻳﻨﻘﻲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ﻭﳝﻨﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﲑ ﰲ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﻳﻨﲑ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻴﺴﲑ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﳛﺮﺿﻪ ﻋﻠـﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﻫﻮ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﳛﻔﻆ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﻫﺒﻬﺎ. ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺣﺎﻓﻈﹰﺎ ﻟـﻪ. ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﳛﻞ ﻓﻴﻪ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﻴﻘﻈﹰﺎ ﻭﺣﺎﻓﻈﹰﺎ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﳊﺐ ﻓﺎﳋﻮﻑ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ .ﻭﻛﻞ ﻭﺻﻴﺔ ﲢﻔﻆ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻃﺮﻕ .ﺇﻣﺎ ﻋﻦ ﺧﻮﻑ ﺃﻭ ﻷﺟﻞ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﺃﻭ ﻋﻦ ﺣﺐ .ﻓﺎﻷﻭﻝ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟـﺚ ﺍﳊـﺐ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ .ﺍﻷﻭﻝ ،ﺃﻋﲏ ﺍﳋﻮﻑ ،ﻫﻮ ﻟﻠﻌﺒﻴﺪ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻸﺟﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﺮﻭﺣﺎﻧﻴﲔ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ.
ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻀﻼﻟﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧـﻀﻊ ﳐﺎﻓـﺔ ﺍﷲ ﰲ ﻼ ﻭﺎﺭﹰﺍ .ﻓﺈﻥ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﻓﻴﻨﺎ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻧـﻀﻊ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻭﺬ ﺎ ﻟﻴ ﹰ ﻗﺒﺎﻟﺘﻬﺎ ﻧﺎﺭ ﺍﳉﺤﻴﻢ ،ﻭﺇﻥ ﺧﻄﻔﻨﺎ ﺷ ﺮﻩ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻧﺬﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟـﺪﻭﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺎﻡ .ﻭﺇﻥ ﺟﺬﺑﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻧﺬﻛﺮ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﺣﺎﺭﺑﺘﻨﺎ ﳏﺒﺔ ﺍﳌﺎﻝ ﻧﺬﻛﺮ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ،ﻭﺇﻥ ﺟﺬﺑﺘﻨﺎ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﳔﺎﻑ ﻟﺌﻼ ﳔﺴﺮ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺍﻷﺑﺪﻱ ،ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﳊﺎﺩ ﺑﺴﻼﺣﻪ ﻧﻔﻜﺮ ﰲ ﺪﻳﺪ ﺍﷲ ﻟﻠﻐﻀﻮﺑﲔ ،ﻭﺇﻥ ﺳﺠﺴﻨﺎ ﺍـﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﳓﻀﺮ ﺇﱃ ﺧﻮﺍﻃﺮﻧﺎ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﻭﺍﻻﺯﺩﺭﺍﺀ ﺍﳌﺰﻣﻌﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﺒﻄﻞ ﺍﳋﻮﻑ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﻭﻧﻘﻬﺮ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﺎﳌﻮﺕ. ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﳛﻔﻆ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑـﺎﺣﺘﺮﺍﺱ ﻣـﻦ ﺍﳋﻄﺎﻳﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﲏ ﺫﻛﺮ ﺍﳌﻮﺕ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻜـﺮ ﰲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻮﺗﻪ ﻻ ﻳﺴﻬﻞ ﻟﻺﰒ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ .ﻭﻻ ﳚﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻮ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﳌﻮﺕ ﳐﻔﻒ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌـﺔ ﺍﺘﻤﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻟﻴﻜﻦ ﻗﺮﺏ ﺍﳌﻮﺕ ﻣﻌﻠﻤﹰﺎ ﻟﻨﺎ ﻗﺒـﻞ ﻣـﻮﺕ ﺟﻬﻨﻢ ﻟﻜﻲ ﳓﻔﻆ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﺱ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ .ﻭﻧـﺬﻛﺮ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﻭﳔﺎﻑ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻮﻧﺘﻪ ﻭﳓﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ.
ﻣﺒﺪﺃ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﲑﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﺼﻖ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺒﺪﺃ ﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﲑ ﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳـﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻭﻕ ﺣﻼﻭﺓ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻻ ﺍﳊﺲ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ .ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻼﻭﺓ ﺍﻟﱵ ﺇﻥ ﺗﺬﻭﻗﻬﺎ ﻓﺈﺎ ﲡﺬﺑﻪ ﳊﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﳌﺬﺍﻗﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻼﻭﺓ ﻓﺘﻠﻴﻖ ﻟﻪ ﺍﳌﺨﺎﻓﺔ ﻟﺘﺮﺑﻴﻪ ﻭﺗـﺬﻛﺮﻩ
ﻓﺈﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﲑ ﺑﺎﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺃﺫﻛـﺮ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﻭﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ .ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻫﻲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻧﻘﻴﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻮﻟﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ .ﻭﻫـﻲ
}{٥٠
}{٥١
ﺗﺮﺟﻊ ﲢﻔﻆ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﺍﻟـﺬﻱ ﺑـﻪ ﺃﺭﺿﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﺍﷲ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻳﻠﻴﻖ ﺑـﻪ ﺍﳋﻮﻑ .ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﳜﺎﻑ ﻟﺌﻼ ﻳﺠﻠﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﳜﺎﻑ ﻟﺌﻼ ﳜﺴﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻮﻑ ﺍﻷﺟﲑ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﳜﺎﻑ ﻟﺌﻼ ﻳﻐﻴﻆ ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ .ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻴﻤﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺒﻠﻪ ﺑﺄﻱ ﲢﻔﻆ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﺱ ﻛـﺎﻧﻮﺍ ﻳـﺪﺑﺮﻭﻥ ﺣﻴﺎﻢ. ﺇﻧﻨﺎ ﳔﺎﻑ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻣﺮﻳﻦ :ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳋﻄﻴـﺔ ﺍﻟـﱵ ﻓﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﻭﺇﻣﺎ ﻟﺌﻼ ﳔﻄﺊ .ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺬﻛﺮ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ﳜـﺎﻑ ﻣـﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻷﺟﻞ ﺫﻧﻮﺑﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﻳﻔﺘﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﳛﺰﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﳜﺎﻑ ﻟﺌﻼ ﻳﻐﻀﺐ ﺍﷲ ﲟﺎ ﺳﻴﺄﰐ .ﻟﻨﺘﺄﻣـﻞ ﺍﷲ ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﺻﺎﱀ ﻭﺷﻔﻮﻕ ﻭﻛﺜﲑ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻀﺎﻳﻖ ﻷﺟﻞ ﺭﺍﺣﺘﻨـﺎ ﻭﻫﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻭﻣﺴﺘﺮﻳﺢ ﺑﺮﺍﺣﺘﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﺎ .ﻳـﺴﺄﻟﻨﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺃﻥ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﻩ ﻭﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﳌﺴﻜﻨﺘﻨﺎ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻟﻠﺼﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﻏﻨﺎﻩ ﺃﺣﺪﺭ ﻏﻨﺎﻩ ﺇﱃ ﻓﻘﺮﻧﺎ ﻭﳌﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻐﲎ ﲤﺴﻜﻦ ﻫﻮ ﻟﻴﻐﻨﻴﻨﺎ .ﻓﺎﲰﻪ ﳏﺒﻮﺏ ﻟﻠﺬﻱ ﺫﺍﻕ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻟﻠﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﺃﺣﺴﺖ ﺑﻪ .ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﺣﺒﻪ ﻭﻓﲑ ﻭﻧﻘﻤﺘﻪ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻭﺇﻧﻌﺎﻣﻪ ﻏﺰﻳﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺳﻮﻯ ﻫﻼﻛﻨﺎ ﻓﻘﻂ ﻭﻻ ﳛﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﺷـﻲﺀ ﺇﻻ ﻷﺟﻠﻨﺎ .ﻟﺒﺲ ﺁﻻﻣﻨﺎ ﻛﻲ ﻳﻌﺮﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ .ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﲏ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺩﻭﻧﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺴﺐ ﻓﺮﺣﻨﺎ ﻓﺮﺣﹰﺎ ﻟﻪ ﻭﺃﺣﺰﺍﻧﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ. }{٥٢
ﻷﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﲣﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻛﻞ ﺣﲔ .ﻭﺃﻣـﺎ ﺃﻥ ﳓﺒﻪ ﻓﺬﻟﻚ ﻋﻄﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﳚﻮﺩ ﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﳛﺐ ﺍﷲ ﺑﻞ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﻛﻲ ﻳﺤﺐ ﻣﻦ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻥ. ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﻗﺢ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ﺣﱴ ﻧﺮﺗﻔﻊ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﳊﺐ ﺑﻞ ﻧﺜﺒﺖ ﻛﻞ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﺑﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﳋﻮﻑ ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﺀ ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻓﻌﻨـﺎ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﳏﺒﺘﻪ .ﻭﳍﺬﺍ ﲢﺮﺹ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﳋﻮﻑ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﳊﺐ ﻷﻥ ﺍﳋﻮﻑ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺱ ﺃﻣﺎ ﺍﳊـﺐ ﻓﻴﻼﺯﻣﻪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻻﺗﻜﺎﻝ .ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﺇﻥ ﺍﳋﻮﻑ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺍﳊﺐ ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﺰﺭﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳛﺼﺪ ﺑﺎﳊﺐ .ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻏﻼﺕ ﺍﻟﻔﻼﺣﲔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﻴﺪ ﺍﷲ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟـﺰﺭﻉ ﻫـﻮ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻤﻞ ﻭﻓﻼﺣﺔ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ﺃﻣـﺎ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﺇﱃ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﳊﺐ ﻭﲨﻊ ﺍﻟﻐﻼﺕ ﻫﻮ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﷲ. ﺇﱃ ﺃﻥ ﻇﻬﺮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﺗﻰ ﺑﺎﳊﺐ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﻛﺎﻧـﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺘﺪﺑﺮ ﺑﺎﳋﻮﻑ .ﻫﻜﺬﺍ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﻟﻺﻧـﺴﺎﻥ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﺑﺎﳋﻮﻑ .ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﻗﺪ ﺩﻋﺎﻧـﺎ ﺑﻨﲔ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﺗﻀﺎﻉ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﳓﻦ ﺃﻥ ﻧﺜﺒﺖ ﰲ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ .ﻭﻛﻤـﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺃﺟﺮﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺬﻳﻘﻨﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺣﻼﻭﺓ ﺣﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺬﺍﻕ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺜﻘﺔ ﺍﻟﺒﻨﲔ .ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﰲ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻘـﺎﺀ ﻣـﻦ ﲨﻴـﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﻛﻤﺎﻝ ﻛﻞ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺭﺑﻨﺎ ﻳـﺴﻮﻉ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﻻ }{٥٣
ﻳﻌﻄﻲ ﻏﲎ ﺍﳊﺐ ﺇﻻ ﺇﻥ ﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻷﻥ ﺍﳊـﺐ ﻳﻠﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻻﺗﻜﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺍﻟﺘﻬﺎﻭﻥ ﻭﺍﻹﳘﺎﻝ .ﻓﻜﻞ ﻓـﻀﻴﻠﺔ ﻻﺑﺪ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺗﺮﻋﺔ ﺑﻘﺮﺎ ﺗﻨﺴﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺘﻨﻘﺺ ﺇﻻ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺎﻭﻥ ﺑﻞ ﻫﻮ ﳑﻠﻮﺀ ﻳﻘﻈﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﺱ ﻭﺳﻬﺮ ﺩﺍﺋﻢ ﲢﻔـﻆ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻟﺐ .ﻷﻥ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻬﻨﺎ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻞ ﻋﻤﻞ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺭﺃﺱ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﷲ ﻷﻥ ﻛﻤﺎﻝ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﻋﻤـﺎﻝ ﺍﳉﻴﺪﺓ ﻫﻮ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ .ﻓﺈﺫﺍ ﺿﺒﻄﺖ ﺍﳋـﻮﻑ ﰲ ﻧﻔـﺴﻚ ﻓﻠﺴﺖ ﲣﺎﻑ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ .ﺇﺫ ﺃﻥ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﷲ ﻻ ﲡﻌﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻳﻐﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﻨﻴﻬﺎ ﻷﻥ ﺍﳋﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻻ ﳜﺎﻑ ﺍﷲ .ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺧﺎﻟﻴﹰﺎ ﻣﻦ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﻓﻜﻞ ﺧﻮﻑ ﻳﻼﻗﻴﻚ ﻳﺮﻋﺒﻚ .ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﺳﺎﻛﻨﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺿﺎﺑﻄﹰﺎ ﲨﻴﻊ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻓﻠـﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﳎﺎﻝ ﳋﻮﻑ ﺁﺧﺮ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﺃﻭ ﻏﲑﻫﻢ .ﻷﻥ ﻛﻞ ﺧﻮﻑ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﻴﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﺧـﻮﻑ ﺍﷲ ﻣﺎﻟﺌﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻬﺮﺏ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﳎﺘﻤﻌﺔ ﻛﻠﻬﺎ ـﺬﻩ ﺍﳌﺨﺎﻓـﺔ ﺍﻟﻘﺪﺳﻴﺔ .ﻓﻠﻨﺤﺮﺹ ﺃﻥ ﻧﻘﺘﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﳓﺘﻘﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻏـﲑ ﻣﻬﺘﻤﲔ ﺑﺄﻱ ﺃﻣﺮ ﻳﻌﻄﻠﻨﺎ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺍـﺪ ﺇﱃ ﺍﻷﺑـﺪ ﺁﻣﲔ. }{٥٤
@ @ÉiaŠÛa@Šàî½a ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻻﺑﺪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﲑ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﻄﻘﺲ ﻳﻠﻴﻖ ﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺑﻜﻼﻣﻪ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻪ .ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻤﻞ ﻛﻞ ﺑـﺮ ﺍﻟﻌـﺪﻝ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ .ﻷﻧﻪ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﱪ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻠـﻮﺍ .ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﲔ ﺃﻭ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺘﲔ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﻓﺮﺯﺕ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﻴﻘﺘﻨﻮﺍ ﺎ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻋﻴﻨﺖ ﻃﺮﻕ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﻜﻤﺎﻝ. ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻳﺮﻳﺪ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﺠﻮﺍ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﳌﻼﺋﻜـﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﳍﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺿﻊ ﻟﻪ ﺍﺪ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻟﻴﺤﻴﺎ ﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ. @ @ÕíŠİÛa@c†jß@…ŠvnÛa ﻣﺒﺪﺃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﻫـﻮ ﺍﻟﺘﺠـﺮﺩ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻘﺘﻨﻴﺎﺕ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳـﺴﲑ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﳝﻠﻚ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺟﺴﺪﺍﻧﻴﹰﺎ ﻷﻧﻪ ﺣـﺴﺐ ﻣﻘـﺪﺍﺭ }{٥٥
ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﺀ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﺑﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺑﻂ ﺟﻨﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﺘﻌﻄﻞ ﻃﲑﺍﺎ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.
ﺧﺪﻣﺘﻪ ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻧﺎﻃﻖ ﻛﻤﺜﻞ ﻣﻦ ﺇﻧﺎﺀ ﺃﺻﻢ.
ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺇﳕﺎ ﻳﻬﺬ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺄﻱ ﺷـﻲﺀ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻬﺬ ﺑﺎﷲ ﻭﺇﻥ ﲢﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺇﳕﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟـﻚ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺩﻭﻥ ﺁﺧﺮ ﻷﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻟﺘﺬﻛﺎﺭﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻜﻨﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺇﻥ ﺳﻜﻨﺎ ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺯﺍﺋﻔﹰﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺣﻘﻴﻘﻴـﹰﺎ .ﻭﺇﻥ ﻇﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﷲ ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺿﻤﲑﻩ ﻫﻢ ﺁﺧﺮ ﺳﻮﺍﻩ ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺓ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻴﻖ ﺑـﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻬـﺎ ﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻝ ﷲ.
ﺇﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﺗﻨﺎﺯﻝ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﲟﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﻭﺃﻓﺮﺯﻫﻢ ﻭﻭﺿﻊ ﻟﻜـﻞ ﺗﺪﺑﲑﻩ .ﻓﺄﻋﻄﻰ ﻣﺮﺛﺎ ﻭﻣﺮﱘ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻜـﻞ ﻣﻨـﻬﻤﺎ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻻﺛﻨﺘﺎﻥ ﺧﺪﻣﺘﺎﻩ .ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺟﺴﺪﺍﻧﻴﹰﺎ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﹰﺎ ﻭﱂ ﻳﺮﺫﻝ ﺧﺪﻣﺔ ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ .ﺇﺫ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﻗﻮﺓ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﺧـﺪﻣﺘﺎ ﻭﻟﻜﻨـﻪ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺐ ﻟﻌﻤﻞ ﻣﺮﱘ ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺮ ﻟﻪ ﺍﺪ ﺑﺄﻥ ﺗﺮﺗﻔـﻊ ﻣـﻦ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭﻣـﻦ ﺍﻷﻋﻤـﺎﻝ ﺍﳉـﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻷﻋﻤـﺎﻝ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ .ﻓﻤﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﻴـﺴﻠﻢ ﻟﻠﺒـﺸﺮ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﲔ.
ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﳒﺰﺉ ﺧﺪﻣﻨﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺍﷲ .ﻓﻼ ﺘﻢ ﻭﻗﺘـﹰﺎ ﺑﺎﳌﺎﻝ ﻭﻭﻗﺘﹰﺎ ﺑﺎﷲ ،ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﻞ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﷲ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻨـﺎ ﻟﻜﻲ ﻧﻜﻮﻥ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻟﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺧﺎﻟﻴﲔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﳘﻮﻡ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻨﻪ. ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﲰﻪ ﰲ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺴﻜﻨﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻫﻢ ﺃﻭﻝ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺭﺃﺳﻬﻢ ﻭﻗـﺪ ﻛﺘـﺐ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺩﻋﻮﺍ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺗﺒﻌﻮﺍ ﺳﻴﺪﻫﻢ ﻭﻣﻌﻠﻤﻬﻢ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺳﻨﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺎﻧﻮﻧﹰﺎ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﹰﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻟﻴﺘﺒﻊ ﺍﷲ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻣﺘﺸﺒﻬﹰﺎ ﺑﺎﻟﺮﺳـﻞ ﺭﺍﺫ ﹰﻻ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺘﺠﺮﺩﹰﺍ ﲞﻔﺎﻳﺎﻩ ﻭﻇﻮﺍﻫﺮﻩ ﻟﻴﺒﺪﺃ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.
ﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻫﻲ ﺃﺭﺑﻄﺔ ﻟﻸﻋﻀﺎﺀ ﻭﻗﻴﻮﺩ ﻟـﺴﺎﺋﺮ ﺍﳊـﻮﺍﺱ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻈﺎﻫﺮﻩ ﻭﺩﺍﺧﻠﻪ .ﻭﺍﷲ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻳﻘﺒﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﻛـﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﳋﺎﺩﻡ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ .ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺪﻡ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺭﺍﺩﺗـﻪ ﺃﻭ ﺇﻓﺮﺍﺯﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭﺑﻌﺪﻡ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻓﺈﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ
ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ ﻳﺪﻋﻮﻙ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﳜـﺪﻋﻚ ﻟﺘﻈﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ .ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳋﺪﺍﻉ ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻬﻮﺗﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻓﺴﺪﺕ .ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﻬﻰ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﺎﻧﺖ
}{٥٦
}{٥٧
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺤﺔ .ﻛﺎﳌﺮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﻬﻲ ﻣـﺎ ﻳﻀﺮﻩ.
ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻠﺐ ﺃﻇﻬﺮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺳﲑﺓ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﻇﻬـﺮ ﺳـﻴﺪﻧﺎ ﺭﺗﺒﺘﲔ ﺑﺘﺪﺑﲑﻩ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ.
ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﻃﺒﻴﺒﻨﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺋﻲ ﺃﻥ ﻧﺘﱪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﻜﻲ ﻧﺼﲑ ﺃﺣﺮﺍﺭﹰﺍ. ﺗﺪﺑﲑ ﺳﲑﺗﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻌﻠﻤﻚ ﻭﺭﺑﻚ ﻓﺘﺄﻣﻞ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﲡﺮﺩﻩ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺗﺒﺘﲔ ﻓﻬﻤﺎ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﻞ ﺑﺬﺍﺗﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﻞ ﲟﺎﻟﻨﺎ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﺎﻝ ﻓﻬﺬﺍ ﺑﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻨﺎ .ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤـﻞ ﺑﺎﻟـﺬﺍﺕ ﻓﻬـﻮ ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ .ﻓﺘﺪﺑﲑ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺣﱴ ﻋﻤﺎﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﺣـﺪﹰﺍ ﻟـﱪ ﺍﻟـﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﳌﻔﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﻷﺑﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﻛﺴﻴﺪﻧﺎ ﻣـﻦ ﻋﻤـﺎﺩﻩ ﺇﱃ ﺻﻠﺒﻪ ﻓﻘﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﺼﻼﺡ ﺗﺎﻡ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘـﻨﻌﻢ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﱂ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺸﻜﻠﻪ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﺑﻞ ﲟﻮﺍﻓﻘـﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟـﻪ ﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻌﻠﻤﻪ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺣﺴﺐ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺠﻪ ﺳﻴﺪﻩ ﻟﻪ .ﻓﺈﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﻳﻦ ﻳﺴﻨﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﻟﻴﻌﻠﻤـﻚ ﺃﻧﺖ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ .ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺪﺑﲑ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﻮﺍﻓﻘـﹰﺎ ﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﺪ ﻟﻴﻮﰲ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﱵ ﺃﺗﻰ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ .ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺟﻨﺴﻨﺎ ﺧﺎﺿﻌﹰﺎ ﻟﻠﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻓﺠﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺒﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﻳﺘﱪﺭﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ .ﺇﺫ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣـﻦ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﳘﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻮ ﻟﻶﻥ ﻻ ﻳـﺰﺍﻝ ﲢـﺖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﲡﺮﺩ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻓﻬﻮ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻓﻮﻕ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ .ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﺿﻊ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺗﺪﺑﲑﹰﺍ ﻟﻠﻜﻤـﺎﻝ ﺭﺃﻯ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻡ ﻭﺇﺧﻮﺓ .ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻴﻌﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ .ﺃﻣـﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ ﻓﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻟﻶﺏ ﻛﻲ ﻳﻌﻠـﻢ ﺍﻟﻜـﺎﻣﻠﲔ ﺃﻥ ﳜﻀﻌﻮﺍ ﻟﻶﺑﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﲔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﲔ .ﻓﻤﻦ ﺍﳌﻌﻤﻮﺩﻳـﺔ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺜﻞ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﻭﺗﺮﻛﻪ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻜﻲ ﳔﺮﺝ ﳓﻦ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻌـﺪﻭ. ﻭﻣﻜﺘﻮﺏ ﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺟﻪ .ﻟـﻴﺲ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳏﺘﺎﺟﹰﺎ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻃﺒﻌﻪ ﺑﻞ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﻓﺎﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻟﻴﻐﻠﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﻛﻞ ﺣﻴﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭ .ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﳜﺮﺟـﻮﻥ ﺗﺎﺑﻌﲔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻟﻴﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻫﻮ ﺍﳌﻌـﲔ ﻭﺍﳌﻘـﻮﻱ ﳍـﻢ ﰲ ﺟﻬﺎﺩﻫﻢ .ﻓﻘﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺗﺼﺤﺐ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﻛـﻮﻥ ﺍﻟﻌـﺎﱂ ﻭﲟﻘﺪﺍﺭ ﺍﺯﺩﺭﺍﺋﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮﻯ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺗﻌﻀﺪﻫﻢ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻨﻘﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﱂ ﺍﳉﺴﺪ ﺇﱃ ﻋﺎﱂ ﺍﻟـﺮﻭﺡ ﻭﻣـﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣـﺎﺕ ﺇﱃ
}{٥٨
}{٥٩
ﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺔ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻭﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ. @ @…ŠvnÛa@Êaìãc ﻫﻨﺎﻙ ﲬﺴﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ :ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻣـﻦ ﺍﻟﻌـﺎﱂ، ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ،ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ،ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻞ .ﻓﺈﺫﺍ ﻛـﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍﳉﺴﺪﺍﱐ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻓﺈﻓﺮﺍﺯﻩ ﳐﻔﻲ ﺑﻈﻼﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﳛﺲ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺳﲑﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﺣﱴ ﻟﻮ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺜﻞ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺷﻬﻮﺍﺕ ﺟﺴﺪﻩ ﻣﻌﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﰉ ﺑﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻠﻖ ﻋﻨﻪ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺴﻤﺠﺔ ﺍﻟﱵ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴـﻖ ﻭﻳﻘﻄﻊ ﺟﺴﻢ ﺍﳋﻄﻴﺔ.
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺑﺎﻷﺣﺰﺍﻥ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺍﻟﻄﻠﺒـﺎﺕ ﻭﺍﻟـﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤـﺔ ﻭﺳﻠﻮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﳋﻔﻲ .ﻓﺈﺫﺍ ﳒﺤﻨﺎ ﰲ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠـﺎﺭﺏ ﻭﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻠﺒﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﲝﺲ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑـﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺭﻭﺣﻴﹰﺎ. ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻌـﺮﻯ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﲡﺮﺩ ﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﳌﺮﺋﻴﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻠﺢ ﻋﻨﻪ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﳏﺒﺔ ﺍﻟﻔـﺴﻖ ﻭﺍﻟﺰﻧـﺎ ﻭﺍﻟﺸﺮﻩ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺁﻻﻡ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻟﻠﻔﻀﻴﻠﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻟﻘﻰ ﻋﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﻼ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺗﺒﺪﺃ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﰲ ﺗﻌﺰﻳﺘﻪ. ﻓﻌ ﹰ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻻﻡ ﻣﻦ ﺍﳉﺴﺪ ﺑﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻌﻬـﺎ ﻣـﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﻔﻌﻠﻬﺎ .ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﺮﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻭﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﺇﱃ ﺍﷲ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻨﻘﺺ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺒﺐ ﻏﻼﻇﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ.
ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻄﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻧﺒﺖ ﻋﻮﺿﹰﺎ ﻋﻨـﻬﺎ ﺃﹸﺧـﺮ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﻭﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﻀﻤﺤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻫﻜـﺬﺍ ﻳﻈﻬﺮ ﻧﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻭﻟﺒﺴﻨﺎ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻋﻮﺿﹰﺎ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﱂ ﳓﺲ ﻛﻴﻒ ﺧﻠﻌﻨﺎ ﻭﻻ ﻛﻴﻒ ﻟﺒﺴﻨﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻭﻗﺪ ﻗﺒﻠﻨﺎﳘﺎ ﺳﺮﹰﺍ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻓﻘﻂ .ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﺈﻧﺎ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ﻭﻋﻤﻞ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺮﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﳓﺲ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﱪ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑـﻞ ﻣـﻦ
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﻫﻮ ﻣﻮﺍﻓﻖ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻓﻼ ﻳﻨﺨﺪﻉ ﳌﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﻗﺼﺒﺔ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻜﻔﺘﲔ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﻣﺎﻧﻌﹰﺎ ﻭﻋﺎﺋﻘﹰﺎ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﲑ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﺴﺮ ﻗﻮﺗﻪ ﺑﻘﻠﺔ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻟﻴﺘﻢ ﺣﺮﺻﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﻭﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺴﲑ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ.
}{٦٠
}{٦١
ﺇﻧﻪ ﻟﺸﻘﺎﺀ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﻗﺼﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﻳﺘﻌﺐ ﺑﺎﻷﻛﺜﺮ ﻓﺎﻟﺘﺠﺮﺩ ﺧﻔﻴﻒ ﻋﻨﺪ ﻗﺎﻧﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻠﻮﻣﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻳﻄﺎﺭﺩ ﺗﺎﺭﻛﻲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻓﻠﺘﺘﺮﻙ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﺘﺮﺍﺧﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﺑﻞ ﺟﺎﻫﺪ ﻗﺒﺎﻟﺘـﻪ ﻭﺃﺗﺮﻙ ﺿﻼﻟﺘﻪ ﻷﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ ﰲ ﲝﺎﺭ ﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣـﺰﺍﻥ ﻭﺿﻴﻘﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ .ﺇﺫ ﲡﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻓﺘﺠﻌﻠﻚ ﺗﻨﺪﻡ ﻋﻠـﻰ ﺧﺮﻭﺟﻚ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ .ﻓﻴﺤﺮﻛﻮﻥ ﻓﻴـﻚ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻈﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﲣﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﻧﻮﺭ ﻣﻌﺮﻓـﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ. ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﺭﻉ ﺿﻼﻟﺘﻬﻢ ﰲ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﻓﻬﻢ ﻳﺒﺪﺃﻭﻥ ﰲ ﺟﻌﻠﻚ ﺗﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻚ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﱪﺯ ﻓﻴﻪ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺪﺍﻭﻡ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺗﺮﻳﺪ .ﰒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺼﻮﺭﻭﻥ ﻗﺪﺍﻡ ﻋﻴﻨﻴـﻚ ﺃﺗﻌـﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﻚ ﻭﻳﻠﻘﻮﻙ ﰲ ﺧﻮﻑ ﻭﺭﻋﺐ ﻭﳛﲑﻭﻧﻚ ﻭﻳﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟـﺸﻜﻮﻙ ﻓﻴﻚ ﻭﺗﺒﺪﺃ ﰲ ﺍﳊﲑﺓ ﻭﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﺇﺫ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ ﻳﺼﻴﻐﻮﺎ ﰲ ﺷﻜﻞ ﳏﺒﺔ ﺍﻟﺼﻼﺡ .ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻢ ﳛﺮﻛﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﰲ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﻴﺤﻄﻮﻙ ﻣﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﱪ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻫـﻮ ﻼ ﺇﱃ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻷـﻢ ﻼ ﻗﻠﻴ ﹰ ﺩﻭﻧﻪ .ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻃﻌﺘﻬﻢ ﺟﺬﺑﻮﻙ ﻗﻠﻴ ﹰ ﳑﺘﻠﺌﻮﻥ ﻣﻜﺮﹰﺍ .ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻧﻚ ﺑﺪﺃﺕ ﰲ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻓﺈﻢ ﻳﺒـﺪﺃﻭﻥ ﰲ ﺇﻳﻼﻣﻚ ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ ﺍﶈﺒﻮﺏ ﻟﺪﻳﻚ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﺗﻘﻮﻯ ﺣـﲑﺓ ﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﺍﶈﺰﻧﺔ ﺑﺎﻟﻜﺂﺑﺔ ﻷﻧﻚ ﺗﺮﻛﺖ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﱂ ﺗﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﺇﱃ ﻓـﺮﺡ }{٦٢
ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﻓﺘﻨﺴﻰ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻛﺎﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻧﺸﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻭﺍﳌﺼﺮﻳﻮﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺧﻠﻔﻬـﻢ .ﻻ ﲣـﻒ ﻷﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻣﻌﻚ ﻋﻮﺽ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﺎﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﺻﺮﺥ ﲝـﺰﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺮﺏ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻭﺗﺰﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣـﻚ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻌﺜﺮﺍﺕ ﻭﲡﻮﺯ ﺻﻼﺗﻚ ﰲ ﳉﺔ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﻳﺸﺮﻕ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻧﻮﺭ ﺍﳋﻼﺹ ﻭﺗﺮﺟﻊ ﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻋﺘﻘﺖ ﻣﻨـﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﺸﻴﺎﻃﲔ ﺃﻋﺪﺍﺋﻚ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻧﲑ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﻭﻛـﻞ ﺷـﻘﺎﺋﻬﺎ ﻭﺗﺪﺧﻞ ﺇﱃ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺗﻮﻟﺪ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﺗﻘﺘﲏ ﺛﻘﺔ .ﻭﺗﻨﻈـﺮ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺟﺒﻞ ﺻﻬﻴﻮﻥ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻓﺘﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻋﻮﺿـﹰﺎ ﻋـﻦ ﻣﻔﺎﻭﺿﺘﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺆﻫﻞ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺣﲔ ﺗﻜﺎﺑـﺪ ﺍﻷﺗﻌﺎﺏ ﻻ ﲢﺲ ﺑﻀﻴﻘﺘﻬﺎ ﻭﳜﻄﻒ ﻋﻘﻠﻚ ﺇﱃ ﺍﷲ .ﻭﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨـﻚ ﲨﻴﻊ ﺇﺣﺴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﲔ .ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺳﺮﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳊﻖ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻋﻨﻚ ﻛﻞ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳌﺎﺋﺘﺔ .ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻫﺘﻤﻤﺖ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻳﺬﻫﺎ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻓﻴـﻚ ﻭﻳـﺼﲑ ﻓﻜـﺮﻙ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﹰﺎ .ﻓﺎﺳﺮﻉ ﰲ ﻃﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺼﻴﺐ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﲑﺍﺛﻚ .ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺴﺠﻮﻧﹰﺎ ﰲ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳛﺲ ﺬﻩ ﺍﻟـﺴﲑﺓ، ﺣﱴ ﻭﺇﻥ ﺧﺮﺝ ﺑﻈﺎﻫﺮﻩ ﺩﻭﻥ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺎ. ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺲ ﺍﳊﻠﻮ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﳉﺴﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻫﻮ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺬﻭﻗﻪ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﹰﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﲤﺎﻡ ﺗﻄﻬﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﻭﺍﳍﻤـﻮﻡ }{٦٣
ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻘﻨﺎ ﻭﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻤـﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ. ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻜﻞ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣـﻦ ﻫـﻮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻀﻮ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻳﺴﺒﻴﻪ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﲨﻴﻌﻪ ﻓﻠﻬﺬﺍ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳛﻞ ﻣـﻦ ﲨﻴﻊ ﺭﺑﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﺌﻼ ﻳﻌﺎﻕ ﺳﲑﻩ .ﻷﻥ ﻫـﻢ ﺍﻟﻌـﺎﱂ ﻳﻘـﻮﻡ ﻛﺎﳊﺠﺎﺏ ﳛﺠﺰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﲎ ﲝﺮﻛﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻠﻦ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ. ﺇﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﳋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ ﺇﺫ ﺗﻌﺘـﻖ ﻣﻦ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺍﻟﱴ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻭﺍﳍـﻢ ﻭﻋـﺪﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ،ﰲ ﺍﳊﺎﻝ ﲤﺘﻠﺊ ﺑﻀﺪ ﻫﺬﻩ ﺭﺟﺎﺀ ﻭﺛﻘﺔ ﻭﻓﺮﺣﹰﺎ .ﻷﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﳛﺰﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻄﻊ ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﲤﺎﻣﹰﺎ.
@ @ïÔîÔ§a@ˆîàÜnÛa ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺮﺍﻫﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻠﻤﻴﺬﹰﺍ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌـﻞ ﻟﻠﻌﺎﱂ .ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻦ ﰲ ﺩﺍﺧﻠﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻇـﺎﻫﺮﹰﺍ ﻓﻜـﻦ ﺑﺎﳊﻖ ﺗﻠﻤﻴﺬﹰﺍ ﻭﺑﺮﻫﻦ ﺃﻥ ﺗﻠﻤﺬﺗﻚ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﺼﻨﻌﺔ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﺟـﻞ ﺍﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻻ ﻷﺟﻞ ﺭﺍﺣﺔ ﺯﺍﺋﻠﺔ. ﻻ ﲤﺰﺝ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺑﺎﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺎﺕ ﻟﻜﻲ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﻘـﻂ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﺒﻖ ﻭﺭﻓﻊ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻋﺜﺮﺓ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺑﻘﻮﻟﻪ " ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﺒﺪ ﺃﻥ ﳜﺪﻡ ﺳﻴﺪﻳﻦ " ﺍﺧﺘﱪ ﺫﺍﺗﻚ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗـﺴﲑ ﺣﺴﺐ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺳﻴﺪﻙ ﺃﻡ ﻻ ﻓﺈﺫﺍ ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﺛﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻫﻜـﺬﺍ ﻓﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﻧﲑﻩ. ﻛﺜﲑﻭﻥ ﻳﺘﺮﻫﺒﻮﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﺮﻣﻮﺍ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﺑـﻞ ﻟﻜـﻲ ﻳﻜﺮﻣﻮﺍ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻟﻜﻲ ﻳﺴﻌﻮﺍ ﻭﺭﺍﺀ ﺭﺍﺣﺔ ﺟـﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻓـﻼ ﻳﻬﺘﻤﻮﺍ ﲟﻜﺎﺑﺪﺓ ﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﲝﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﷲ.
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻫﻮ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺘـﻖ ﻣـﻦ ﺍﻵﻻﻡ ﻓﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻟﻶﻻﻡ ﻫﻮ ﺍﳉﺤﻴﻢ ﻭﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻭﺍﻟـﺪﻭﺩ. ﻓﻤﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺄﺧﺬ ﻋﺮﺑﻮﻥ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺃﻭ ﺍﳉﺤﻴﻢ .ﻓﺈﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺗﻨﺎﻭﻟـﺖ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﺩﻣﻪ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺄﺧﺬ ﻋﺮﺑﻮﻧﹰﺎ ﺃﻣﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻐﺘﺬﻱ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﻗﻨﻮﻡ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻵﻻﻡ ﻫﻬﻨﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﹰﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﳌﺰﻣﻊ ﺃﻥ ﳚﻮﺩ ﺑـﻪ ﺍﷲ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺴﺘﺤﻘﻴﻪ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﻫﻬﻨﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺠﺤﻴﻢ ﺍﳌﺰﻣﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻸﺷﺮﺍﺭ.
ﺳﺒﻖ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺑﻜﺖ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻘﻴﻤﺔ ﻭﺳـﻠﻢ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴـﺬ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺇﺫ ﱂ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻪ ﻭﱂ ﻳﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﻈﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﺄﺫﻧﻪ ﺃﻥ ﳝﻀﻲ ﻭﻳﻮﺩﻋﻬﻢ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ " ﻟﻴﺲ ﺃﺣﺪ ﻳﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺮﺍﺙ ﻭﻳﻠﺘﻔـﺖ ﺇﱃ ﺍﻟـﻮﺭﺍﺀ ﻳﺼﻠﺢ ﳌﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ " ) ﻟﻮ .( ٦٢ :٩ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﺮﻡ ﺃﺑﺎﻩ ﺍﳉﺴﺪﺍﱐ ﻓﺒﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻗﺎﻝ ﻟـﻪ " ﺩﻉ ﺍﳌـﻮﺗﻰ
}{٦٤
}{٦٥
ﻳﺪﻓﻨﻮﻥ ﻣﻮﺗﺎﻫﻢ " ) ﻟﻮ .( ٦٠ :٩ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﳚﻤﻊ ﻣﺎ ﹰﻻ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ " ﻟﻴﺲ ﻻﺑﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻨﺪ ﺭﺃﺳﻪ " )ﻟﻮ :٩ .(٥٨ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻘﻂ ﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻗﺎﻝ ﻟـﻪ ﻻ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﱪﺝ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﲢﺴﺐ ﻧﻔﻘﺘﻪ ) ﻟﻮ ،( ٢٨ :١٤ﻭﺫﻟـﻚ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺿﻌﻴﻔﹰﺎ ﻋﺎﺟﺰﹰﺍ ﻭﱂ ﻳﻜﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﻧﻈﺎﻓـﺔ ﺃﻓﻜـﺎﺭﻩ ﻭﻧﻘﺎﻭﺓ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻗﺎﻝ ﻟـﻪ "ﺃﻱ ﻣﻠﻚ ﺇﻥ ﺫﻫﺐ ﳌﻘﺎﺗﻠﺔ ﻣﻠﻚ ﺁﺧﺮ ﰲ ﺣﺮﺏ ﻻ ﳚﻠﺲ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻭﻳﺘﺸﺎﻭﺭ ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻼﻗﻲ ﺑﻌﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﰐ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻔﹰﺎ" ) ﻟﻮ .( ٣١ :١٤ ﺇﻥ ﻫﻢ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻻ ﻳﻼﺋﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﺟﻬﺎﺩﹰﺍ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﹰﺎ .ﻓﺈﺫﺍ ﲰﻌﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻄﺮﺱ " ﻫﻮﺫﺍ ﳓﻦ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﻨـﺎ ﻛـﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺗﺒﻌﻨﺎﻙ " ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﲡﺮﺩﻫﻢ ﺍﻟﻜﺎﻣـﻞ .ﺇﺫ ﺃـﻢ ﱂ ﻳﻘﺘﻨﻮﺍ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﻊ ﻳﺴﻮﻉ .ﺃﺗﺮﻙ ﺃﻧﺖ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺣﺘﻤﻞ ﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﻓﻔﻲ ﺍﳊﺎﻝ ﺗﺮﻯ ﺇﺷﺮﺍﻕ ﳎﺪ ﻳﺴﻮﻉ ﰲ ﺩﺍﺧﻠﻚ ﻭﺗﻐﻤﺮﻙ ﻛﻠﻚ ﲟﺤﺒﺘﻪ ﻭﺗﺼﲑ ﺷﺨﺼﹰﺎ ﺁﺧﺮ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﻋﺘﻴﻖ .ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧـﻪ ﻃﺎﳌﺎ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻓﻴﻚ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻫﻢ ﺟﺴﺪﺍﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑـﺎﻟﻔﻜﺮ ﻭﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﺄﻧﺖ ﻻ ﺯﻟﺖ ﻋﺘﻴﻘﹰﺎ .ﻓﺎﺾ ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﺑـﺎﻟﺘﻌﺮﻱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ. }{٦٦
ﺇﺫﺍ ﺟﺤﺪﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻓﻼ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﺮﺕ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ .ﻟﺘﻜﻦ ﻧﻈﺮﺗﻚ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣـﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ .ﻭﻻ ﺗﻜﻦ ﻛﺈﻧﺴﺎﻥ ﳝﺸﻲ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﰒ ﻳﺮﺟـﻊ ﺛﺎﻧﻴـﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ .ﺃﻋﲏ ﺗﺘﺪﺑﺮ ﺣﻴﻨﹰﺎ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺣﻴﻨﹰﺎ ﺑﺎﻟﻀﻴﻘﺔ، ﺣﻴﻨﹰﺎ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻭﺣﻴﻨﹰﺎ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﳌﺂﻛﻞ ،ﻭﺣﻴﻨﺎ ﺑﺎﳌﻔﺎﻭﺿﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ،ﺣﻴﻨﹰﺎ ﻣﺘﺬﻛﺮﹰﺍ ﻹﳍﻚ ﻭﺣﻴﻨﹰﺎ ﻣﺎﺋﺖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣـﻦ ﺫﻛـﺮﻩ. ﲤﺸﻲ ﰒ ﺗﺮﺟﻊ ﺗﺼﻌﺪ ﰒ ﺗﱰﻝ ،ﺗﺘﻠﻄﻒ ﰒ ﺗﻘﺴﻮ. ﻻ ﺗﺸﻚ ﻟﺌﻼ ﻻ ﺗﱪﺡ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻌﻚ .ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﺣﲔ ﺳﲑﻩ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺼﲑ ﻋﻤﻮﺩﹰﺍ ﺃﺻﻤﹰﺎ ﻻ ﺣﺲ ﻓﻴﻪ. ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﻳﻐﻠﻆ ﻭﻳﻈﻠﻢ ﻭﻳﻌﻄﻞ ﺍﻟﻌﻘـﻞ ﻋـﻦ ﺍﻟﺘﻔﺮﺱ ﰲ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻜﺮ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺎﺕ ﳝﻨﻌﻨﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻓﻜﻢ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺍﻗﺘﻨﺎﺅﻫﺎ. ﺗﺸﺠﻊ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺎﻟﻔﻌـﻞ ﻻ ﺑﺎﻻﺳـﻢ. ﺑﺎﳊﺮﻳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻋﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﺨﻮﻑ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺍﳌﻤﻠﻮﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﺍﻟﻜﺎﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﺑﻴﺐ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ .ﻭﻣﺎ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﳊﺰﻥ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺮﲪﺔ. ﻟﻘﺪ ﻭﺿﻊ ﻟﻨﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺑﻮﺻـﺎﻳﺎﻩ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﱪ ﻭﻫﻲ ) :ﺃﻭ ﹰﻻ ( ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ }{٦٧
ﻭﳝﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ ) .ﺛﺎﻧﻴﹰﺎ ( ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺄﻣﺮ ﺑـﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ) .ﺛﺎﻟﺜﹰﺎ ( ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓـﻮﻕ ﺧـﻮﻑ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ) .ﺭﺍﺑﻌﹰﺎ ( ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻠﻤﺬﺓ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺑﺎﳋﺮﻭﺝ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ) .ﺧﺎﻣﺴﹰﺎ ( ﺃﻥ ﳛﺘﻤﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟـﻀﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺎ ﳝﻮﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ) .ﺳﺎﺩﺳﹰﺎ ( ﺃﻥ ﳛﻤﻞ ﺍﻟـﺼﻠﻴﺐ ﻭﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﲤﺎﻡ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﳌﺴﻴﺢ. ﻛﻞ ﺃﱂ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﲢﺖ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﻫﻮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺭ ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻵﻻﻡ ﻻ ﺗﺴﺘﻌﺒﺪﻧﺎ ﻏﺼﺒﹰﺎ ﺑﻞ ﺣﺮﻳﺘﻨﺎ ﻫـﻲ ﺍﻟـﱵ ﲣﻀﻊ ﳍﺬﻩ ﺍﻵﻻﻡ. ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﷲ :ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻟﻠﻌﺎﱂ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﺑﻨﹰﺎ ﷲ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘـﺪﺑﲑ ﺍﳉﺴﺪﺍﱐ ﻟﻠﺮﻭﺣﺎﱐ ﻓﻴﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴـﺔ ﻭﻣـﻦ ﺍﻟﺘﺄﱂ ﺇﱃ ﻋﺪﻡ ﺍﻵﻻﻡ .ﻭﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺣﺮﻛـﺎﺕ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳـﺪ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ .ﻓﻴﻨﻌﻢ ﺑﻨﻘﺎﺀ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻋﺪﻡ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻣﻨـﻬﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻨﻪ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟـﱵ ﺗﻨﻈﺮ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺑﺬﺍ ﻳﺘﺪﺭﺝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻳﺼﻌﺪ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣـﻊ ﺍﷲ .ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻳﺘﺠﺮﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺘﻨﻴـﺎﺕ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻔﺮﻏﻮﺍ ﻟﻔﻼﺣﺔ ﺫﻭﺍﻢ ﻓﻴﻌﺘﻘﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ }{٦٨
ﺣﱴ ﻳﺘﺴﲎ ﳍﻢ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﻴﺼﲑ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﲟﺎ ﻫﻮ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻨﻬﻢ. ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﻠﻌﺖ ﺷﻬﻮﺍﺕ ﺍﳉﺴﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﻨﻘﻰ ﻣـﻦ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻳﺒﺪﺃ ﰲ ﺃﻥ ﻳﺰﺭﻉ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﻴﺔ ﻓﻴﻌﺒـﺪ ﺍﷲ ﺑـﺎﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﳊﻖ ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﺷـﺒﻪ ﺍﷲ .ﻓﻴﻌﻤﻠﻮﺍ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺼﻒ ﺣﺮﻛﺎﻢ ﺍﳊﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ .ﻭﻫﻢ ﺃﻳـﻀﹰﺎ ﻻ ﻳﻘـﺪﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﺘﻮﺍ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺍﻹﳍﻲ ﻓﺈﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﺃﻳﻬـﺎ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ ﺳﲑﺓ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻤﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﳌـﺴﻴﺢ. ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﲡﺮﺩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﲜﺴﺪﻙ ﻭﺑﻨﻔـﺴﻚ ﻟﺘﺠﺪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺗﺘﻨﻌﻢ ﺎ ﰲ ﻋﺎﱂ ﺍﳊﻖ ﺑﻴـﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺍﺪ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ ﺁﻣﲔ.
}{٦٩
@ @ßb¨a@Šàî½a ﺍﻟﺸﺮﺍﻫﺔ ﺇﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﺴﲑ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟـﺸﻬﻮﺍﺕ ﺭﺫﺍﺋـﻞ ﲰﺠـﺔ ﻭﻣﺮﺫﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﺃﱂ ﺷﺮﻩ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺃﺭﺩﺃ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻷﻧﻪ ﳛﻂ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﻓﻴﺴﺎﻭﻳﻬﻢ ﺑﺎﳊﻴﻮﺍﻥ ﻷﻧﻪ ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﻞ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺗﻠﻴﻘﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺎﻃﻘﲔ ﻓﻴﻈﻠﻢ ﺿـﻤﲑﻫﻢ ﺑﺜﻘـﻞ ﺍﳌﺂﻛﻞ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﺏ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﻣﺒﻄﻞ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﻣﻌﻮﻕ ﺍﻟﱪ ﻛﻠﻪ .ﺃﻛﺜﺮ ﲨﻴﻊ ﺍﻵﻻﻡ ﳒﺎﺳﺔ ﻭﻻ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪ ﻟﻪ ﻫﺪﻭﺀﹰﺍ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺩﺍﺋﻢ ﻭﻣﻼﺯﻡ ﻟﻪ ﻭﻳﻘﻮﺩﻩ ﺇﱃ ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻄﺮﻕ ﻟﻴﺴﺖ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﺑـﻞ ﳑﻠﻮﺀﺓ ﻋﺜﺮﺍﺕ ﺛﻘﻴﻠﺔ. @ @òçaŠ’Ûa@‰aŠ™c ﺷﺠﺮﺓ ﺍﳌﺂﻛﻞ ﺇﺫﺍ ﻛﺜﺮﺕ ﺗﻈﻠﻢ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺗﻘﺘﻢ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻭﺗﻌﻤـﻲ ﺍﻹﻓﺮﺍﺯ ﻭﺗﺴﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻮﻟﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﲤﺘﺪ ﻣﻨﻔﺮﺷﺔ ﻋﻠﻰ ﻛـﻞ ﺍﳊﻮﺍﺱ ﺍﳌﻌﻘﻮﻟﺔ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻈﻠﻢ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻥ ﺍﻟـﺪﺍﺧﻞ ﻷﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺍﳌﻤﺘﺰﺟﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﺗﻄﻠﺐ ﺧﻔﺔ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﻭﲟﻘﺪﺍﺭ ﻣﺎ ﻳﺘﻠﻄـﻒ ﺍﳉﺴﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺘﻪ ﻭﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﺜﻘـﻞ ﺑﺎﳌﺂﻛﻞ ﻳﻌﺬﺏ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﱃ ﺛﻘﻠﻪ ﻭﻳﺮﺑﻂ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ .ﺃﻣـﺎ ﺇﻥ }{٧٠
ﻧﻘﺺ ﺛﻘﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﳜﻀﻊ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﲡﺬﺑﻪ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﺇﱃ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﲣﺘﺎﺭﻩ. ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻩ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﺷﺮﻫﻪ ﻛﺎﻟﻐﺼﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻔﺮﻍ ﻣﻨﻪ ﻛﻞ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﻧﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﺒـﺪﺃ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﻟـﻀﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻮﺍﺣﺪﺓ ﻓﻬـﻮ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻳﻈﻠـﻢ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﻣﻦ ﺍﳍﺬﻳﺬ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻭﻳﻘﺘﻢ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻣﻦ ﺗﺬﻛﺎﺭ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻄﻞ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﺈﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﺗﻌﻤﻠـﻬﺎ. ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﱪ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﻟﻨﺴﻚ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣﺒﺪﺃ ﻛﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳋﺰﻱ ﻫﻮ ﺷﺮﻩ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﻣـﺎ ﻳـﺼﻨﻌﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺬﻛﺎﺭ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺑﺪﺀ ﻛﻞ ﺻـﻼﺡ ﻭﻛﻞ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻏﲑ ﺫﺍﻛﺮ ﺍﷲ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻫـﻲ ﷲ ﺑﻞ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺻﻨﻌﻬﺎ. ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺑﺪﺀ ﻛﻞ ﺻﻼﺡ ﻓﺸﺮﻩ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻫـﻮ ﺿﺪ ﺫﻛﺮﻩ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺪﺀ ﻛﻞ ﺷﺮ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺸﺮﻩ ﺍﻟﺒﻄﻦ .ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻭﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺁﻥ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻏﻠﺐ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﺴﻴﻐﻠﺐ ﻣﻊ ﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻭﻛﻞ ﺻـﻼﺡ ﻟﻴﺲ ﻣﺒﻨﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻬﺪﻡ ﻭﻳﺴﻘﻂ .ﻓﺎﻟﺸﺮﻩ ﻳﻄﺮﺩ ﺫﻛـﺮ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﻬﺪﻡ ﻛﻞ ﺻﻼﺡ. }{٧١
ﳏﺒﺔ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻫﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﺼﻮﻡ .ﻣﺒﻄﻠﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻗﺬﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﻠـﺐ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﺼﻮﺭﺓ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺃﻡ ﺍﳋﻴﺎﻻﺕ ﻣﻮﻟﺪﺓ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻣﻨﺠﺴﺔ ﺍﳉﺴﺪ .ﺗﺰﱐ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ .ﻧﺸﻴﻄﺔ ﻟﻜﻞ ﺷـﺮ .ﻣﺒـﺪﺃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻭﺍﳋﻄﻴﺔ .ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺄﻛﻞ ﻟﻠﺸﻬﻮﺓ ﻭﻫﻨـﺎﻙ ﻣـﻦ ﻳﺄﻛﻞ ﻻﺣﺘﻴﺎﺝ ﺍﳉﺴﺪ ﻓﺎﻷﺧﲑ ﻟﻴﺲ ﻳﺄﻛﻞ ﳉﺴﺪﻩ ﺑﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻐﺬﻱ ﺍﳉﺴﺪ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻌﺪ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻛـﻞ ﻟﻠﺸﻬﻮﺓ ﺇﳕﺎ ﻳﺄﻛﻞ ﳉﺴﺪﻩ ﻷﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﳘﺎ ﻧﻈﺮﻩ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻪ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﳍﺎ ﻓﻘﻂ. ﺍﳌﺨﺎﺩﻉ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﷲ ﻷﻥ ﺍﷲ ﻳﻄﻠـﺐ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻋﻤﺎ ﹰﻻ ﻭﺿﻴﻘﺎﺕ ﻭﻧﻘﺎﺀ ﻗﻠﺐ .ﻓﻠﺘﻀﻊ ﻓﺮﻗﹰﺎ ﺑـﲔ ﺣﻴﺎﺗـﻚ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻓﺄﻧﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﺳﻢ ﺫﺍﺗـﻚ ﺑـﺸﻜﻞ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ .ﺃﻟﺴﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺐ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻲ ﻟﻠﻨﺴﺎﻙ ﻭﺍﻟﺼﺎﺋﻤﲔ ﻓﺄﺳﺮﻉ ﻟﺘﺆﻫﻞ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺐ ﻭﺍﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻳﻞ ﺍﳌﻌﺪ ﻟﻠﺸﺒﺎﻋﻰ. ﻛﻞ ﺍﳊﺴﻨﺎﺕ ﻋﺴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﳐﺪﻭﻋﻲ ﺍﻟﺒﻄﻮﻥ ﻷﻢ ﺇﳕﺎ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻋﺒﻴﺪﹰﺍ ﻟﺸﻬﻮﺍﻢ ﻓﺈﻥ ﲢﺮﻛﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﺁﻻﻡ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟـﺰﱏ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺃﻭ ﺍﳊﺴﺪ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺃﱂ ﻛﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻐﻠﺒﻮﻩ ﺃﻭ ﻳﻘﻬﺮﻭﻩ ﺑﻞ ﻛﻞ ﺃﱂ ﻳﻐﺼﺒﻬﻢ ﻟﻔﻌﻠﻪ ﻭﺃﻳـﻀﹰﺎ ﻻ ﻳـﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﳜﺪﻣﻮﺍ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻳﺨﺪﻡ ﻣﻌﻪ. }{٧٢
ﺇﻥ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻵﻻﻡ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﷲ ﻷﻥ ﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﲨﻴﻊ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﳌﻘﺎﺗﻠﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺃﹸﻏﻠﻖ ﺃﻟﺰﻡ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺑﺎﳌﻜﻮﺙ ﺧﺎﺭﺟﺎﹰ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ .ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﺑﻔﺘﻮﺭﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺪﺧﻞ ﲨﻴﻊ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﳍﺎ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﰒ ﳏﺒﺔ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﺪ ﺍﻟﻜﺂﺑـﺔ ﺍﻟﱵ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﻋﺪﻡ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺃﻭ ﺿﻴﺎﻉ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﺃﻳـﻀﹰﺎ ﻧﻐﻀﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻄﻮﻧﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻳﺘﻤﻠﻜﻨﺎ ﺍﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﳊﻠﻒ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﺫﺍ ﺃﺿﺎﻋﺖ ﺗﺬﻛﺎﺭ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﺑﻐﲑ ﺧﻮﻑ ﻓﺈﺎ ﺗـﺼﻨﻊ ﻛﻞ ﺷﺮ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺷﺮﻩ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻪ ﺗﺘﻮﻗﺪ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻼ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻭﺑﺘﻮﻗﺪﻫﺎ ﲢﺮﻙ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻓﺈﺫﺍ ﱂ ﻳﺰﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻌ ﹰ ﻳﺰﱐ ﺧﻔﻴﺔ ﻭﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻷﻥ ﺛﻘﻞ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺗﻘﻬﺮ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮﺍﺕ .ﻓﺄﲞﺮﺓ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺠﺎﺑـﹰﺎ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺗﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺇﺫﺍ ﺃﻇﻠ ﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻳﺒﻄﻞ ﻋﻨﻪ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻔﻌﻞ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ. ‘@ @†¦a@ñìè‘ë@ëŠÛa@ñìè ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺿﺪ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻫﻲ ﻣﺪﺧﻞ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻔـﻀﺎﺋﻞ ﻭﺷـﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﻫﻲ ﻣﺪﺧﻞ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ .ﺍﻟﻨﺴﻚ ﳜﻔﻒ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﳚﻌﻠﻪ }{٧٣
ﻼ ﻋﺴﺮ ﺧﺎﺿﻌﹰﺎ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻟﺘﻔﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﺸﻴﺌﺎﺎ ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﳉﺴﺪ ﺛﻘﻴ ﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺇﱃ ﻓﻮﻕ ﳚﺬﺎ ﺑﺜﻘﻠـﻪ ﺇﱃ ﺃﺳﻔﻞ ﻷﻥ ﺇﻧﺎﺀ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﻏﻠﻆ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺃﺑﻄﻞ ﺳﺮﻋﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺗﺴﻤﻊ ﺷـﻴﺌﹰﺎ ﻋﺎﳌﻴﹰﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﳊﻮﺍﺱ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ. ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﲔ ﻭﻛﻼﻣﻬﻢ ﺍﳊﻲ ﻓﺈﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﳏﺘﺎﺟﺔ ﻟﻠﺤﻮﺍﺱ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﻞ ﺇﱃ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﻨـﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺃﺟﺰﺍﺋﻬﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﶈﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻀﺎﺀﺓ ﺃﻭ ﻏﲑﻫـﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻏﲑ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ. ﲣﺘﻠﻂ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻨﲑﺓ ﺑﺎﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﲑﺓ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻧﻈﻴﻔـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻟﺘﻜﺪﺭ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻏﻠﻈﺖ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺻﺎﺭﺕ ﻛﺠﺴﻢ ﻏﻠـﻴﻆ. ﻭﻋﻮﺽ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺗﺼﲑ ﳍﺎ ﻋﺜﺮﺓ ﻭﺗﻌﻄـﻞ ﺳـﺮﻋﺔ ﻓﻌﻠﻬﺎ .ﻓﻬﺬﻩ ﻭﺃﻣﺜﺎﳍﺎ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺑﻠﻄﻒ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺒـﺎﺋﻊ ﺑﺎﳌﻌﺮﻓﺔ.
ﺣﲔ ﺗﻴﻘﻈﺖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﻠﻚ ﺍﳋﺰﻱ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺑﺄﻛﻞ ﲦـﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﺪﻣﺎ ﺍﻻﻏﺘﺬﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﲦﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ .ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﳔﻴﺐ ﳓﻦ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺑﺎﻻﻣﺘﻼﺀ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ. ﻻ ﻧﻈﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬﺓ ﻓﻘﻂ ﺗﺴﺒﺐ ﺷﺮﻫﹰﺎ ﻟﻜﻦ ﻋﻴـﺴﻮ ﺑﺄﻛﻠﺔ ﻋﺪﺱ ﺣﻘﲑﺓ ﺃﻇﻬﺮ ﺷﺮﻩ .ﻓﺒﲔ ﺻﱪﻙ ﺑﺎﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﳊﺎﺿـﺮﺓ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺬﺭﹰﺍ ﻳﺴﲑﹰﺍ ﻓﺘﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬ ﺃﻳـﻀﹰﺎ .ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺑﺎﺏ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺑﻘﻴﺖ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺧﺎﺭﺟﹰﺎ ﻓﻠﻨﻤﺖ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﻟﻨﺤﻴﻲ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻟﻨﺸﻜﺮ ﺍﷲ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻘﻴﺘﻨـﺎ ﺑﺎﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﳊﻘﲑﺓ ﻟﻴﻈﻬﺮ ﺃﻧﻨﺎ ﺑﻨﲔ ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪﹰﺍ ﺃﺟـﺮﺍﺀ ﺑﺒﻄﻨـﻬﻢ ﻭﻟﻨﻐﻠﺐ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﺎﻟﺼﱪ ﻟﻜﻲ ﻧﻘﻮﻯ ﻋﻠـﻰ ﻗﻬـﺮ ﺑﻘﻴـﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ " .ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻟﻠﺠﻮﻑ ﻭﺍﳉﻮﻑ ﻟﻸﻃﻌﻤﺔ ﻭﺍﷲ ﻳﺒﻴﺪ ﻫـﺬﺍ ﻭﺗﻠﻚ ". ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳉﺴﺪ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺰﻧﺎ ﺑﻞ ﻟﻠﺮﺏ ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻟﻠﺠﺴﺪ ) ١ﻛﻮ :٦ ( ١٣ﻭﺍﺪ ﷲ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺃﺑﺪﻳﹰﺎ ﺁﻣﲔ.
ﺇﻥ ﺃﻭﻝ ﺃﱂ ﻗﺎﺗﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺭﺋﻴﺲ ﺟﻨﺴﻨﺎ ﻫﻮ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟـﺒﻄﻦ. ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺩﺧﻞ ﺍﻻﳓﻼﻝ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺃﺣﺴﺎ ﺑﺄﱂ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻷﻥ ﻋﻴﻮﻤﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻼ ﻓﻌﺮﻓﺎ ﺃﻤﺎ ﻋﺮﻳﺎﻧﺎﻥ .ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟـﺰﻭﺍﺝ ﺣﲔ ﲢﺮﻛﺖ ﰲ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﺃﺣﺴﺎ ﻭﺧﺠﻼ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﱂ ﺗﺘﻴﻘﻆ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺜﻤﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻄﻦ .ﻭﻣﻦ }{٧٤
}{٧٥
@ @…bÛa@Šàî½a
ﺗﻬﺬﻳﺐ ﻭﻗﻤﻊ ﺍﳉﺴﺪ ﻼ ﺃﺩﺧﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻷﻧﻪ ﻧﺎﺩﻯ ﺭﺑﻨﺎ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻗﺎﺋ ﹰ ﺑﺪﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﻥ ﱂ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻣﺬﺍﻗﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻭﻕ ﺣﻼﻭﺓ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﻄﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺇﻻ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺼﱪ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺬﺓ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﺈﻧـﻪ ﻳﻨﺒﺖ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﳊﺎﺕ ،ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻘﻠﻊ ﺍﻟﺸﺮ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﳋﲑ .ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻋﺎﻣﻼﻥ ﻣﻮﺕ ﻭﺣﻴﺎﺓ .ﺍﳌﻮﺕ ﻫﻮ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﳌﺮﺫﻭﻟﺔ .ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﻫﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟـﺬﻱ ﻫـﻮ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﳌﺘﻘﻨﺔ. @ @†¦a@kíˆèm@†öaìÏ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻨﺴﻚ ﻋﺴﺮ ﻭﻣﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺁﺧﺮﺗﻪ ﻃﻴﺐ ﻭﺣﻠﻮ ﻷﻧﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻼﺣﺔ ﺍﻟﱪ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻓﺄﻭﻝ ﻋﻤﻞ ﻳﻌﻤﻠـﻪ ﻫـﻮ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻷﻧﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﻨﺴﻚ ﲨﻴﻊ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻓﻼﺣﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﺮﲣﻴـﺔ ﻓﺎﻟﺼﻼﺓ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺰﻣﲑ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﻴﻘﻈـﹰﺎ ﻭﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻨﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻫﻦ ﻻ ﻳﺼﻔﻮ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳋﻔﻲ ﻻ ﻳﺘﺠﺪﺩ .ﺍﻧﺘﺒـﻪ }{٧٦
ﻭﻛﻦ ﻧﺎﻇﺮﹰﺍ ﺫﺍﺗﻚ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﺪﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﰲ ﻣﻘﺎﺗﻠﺘـﻚ .ﺍﲨـﻊ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﻭﺍﺟﻌﻞ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺍﳌﺘﻴﻘﻆ ﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ ﺭﺋـﻴﺲ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﱂ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻓﻬﻲ ﲣﺪﻋﻚ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻟﺘﺄﻛﻞ ﻷﺟﻞ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺝ ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﲡﺬﺑﻚ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ .ﻓﺘﻌﻘـﻞ ﻭﻣﻴـﺰ ﺇﻓﺮﺍﺯﺍﺕ ﺍﳉﻮﻉ ﻭﺍﻋﺮﻑ ﺟﻮﻋﻚ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺟﻮﻉ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻭﻫﻨـﺎﻙ ﺟﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺟﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻮ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺟﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺟﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻌﻘـﻞ ﺷـﺎﻏﻞ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺟﻮﻉ ﺳﺒﺒﻪ ﺣﻨﺠﺮﺓ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻈﻬﺮ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺟـﻮﻉ ﺳـﺒﺒﻪ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﺍﳉﺴﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺟﻮﻉ ﺳـﺒﺒﻪ ﺯﻳـﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﺐ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﳉﻮﻉ ﻛﻲ ﺗﻔﺮﺯ ﺟﻮﻉ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﻚ ﻟﻜـﻲ ﻻ ﻳﻀﻠﻠﻚ ﺟﻮﻉ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺗﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﺟﻮﻉ ﻃﺒﻴﻌﻲ ،ﻓﺎﳉﻮﻉ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻓﺮﻭﻍ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﺑﻞ ﻓﺮﻭﻍ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻣﻦ ﻛـﻞ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﻌﺮﻯ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻓﺈـﺎ ﺗﻠـﺒﺲ ﺿﻌﻔﹰﺎ ﻋﻮﺿﹰﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺘﺴﺄﻝ ﺃﻋﻀﺎﺀﻙ ﺃﻥ ﳜﺪﻣﻮﻧﻚ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺎ ﻓـﻼ ﳚﻴﺒﻮﻙ – ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳉﻮﻉ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺷﻌﺮﺕ ﺑـﻪ ﺗﻨـﺎﻭﻝ ﻏﺬﺍﺀ ﻳﺮﺩ ﻷﻋﻀﺎﺋﻚ ﻗﻮﺎ ﻭﺍﺣﺬﺭ ﻟﺌﻼ ﺗﺴﺮﻗﻚ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ .ﺃﻣـﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺗﻠﻚ ﺍﳉﺴﺪ ﻷﺟﻞ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﻪ ﺃﻭ ﲜﻮﻉ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﺄﻏﻠﺐ ﻗﺘﺎﻟﻪ ﰲ ﺍﳊﺎﻝ ﺑﺎﻟﺼﱪ ﻭﺭﺩ ﺿﻤﲑﻙ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺔ ﻣـﻊ ﺍﷲ ﻭﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﻐﻠﺐ ﳉﺎﺟﺔ ﺍﳉﻮﻉ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺟﻮﻋﹰﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﹰﺎ. }{٧٧
ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻌﺒﺪﻙ ﺑﻞ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻚ ﺗﻘﺎﺗﻠﻚ ﻓﺈﻧـﻪ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺳﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟـﺸﻬﻮﺓ ﻓـﻼ ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﻗﻮﺗﻚ ﻟﺘﻘﺎﺗﻞ ﻣﻌﻚ ﻓﻤﻨﻚ ﻳﻨﻤﻮ ﺳﺒﺐ ﺷﻬﻮﺗﻚ ﻭﻣﻨـﻚ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺗﺒﻄﻞ .ﺇﺭﺍﺩﺗﻚ ﺗﻐﻠﺐ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗـﻚ ﺃﻳـﻀﹰﺎ ﺗﻨﻤﻴﻬﻢ. ﺇﻥ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺃﻣﺎﺗﺖ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﺎﷲ ﻷﻧﻪ ﻻ ﳝﻜـﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ .ﻓﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﳉﻴﺪﺓ ﺗﻨﻤﻮ ﻓﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﲟﻌﻮﻧﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﳌﺮﺫﻭﻟﺔ ﻓﺘﺴﺒﺐ ﻣﻦ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﳛﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭ. ﺇﻥ ﻗﺎﺗﻠﺘﻚ ﺍﻵﻻﻡ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ ﺑﻞ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻬﺎ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﺃﻥ ﲢﺮﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗـﺸﺘﺎﻕ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﺘﻠﻬﻒ ﻟﻠﺼﻼﺡ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﻣﺘﻨﺠﺴﹰﺎ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺑﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘـﺎﻝ ﻻﺑـﺪ ﻳﻼﻗﻴﻚ ﺍﻟﻔﺮﺡ .ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﺰﻱ ﺣﻘﹰﺎ ﳌﻦ ﺩﻋﻰ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺗﻐﻠﺒـﻪ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﻄﻦ. ﺇﻧﻚ ﺑﺎﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻗﺪ ﺭﺳﻢ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻭﺗﻐﻠﺐ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺭﺍﺧﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﻀﺎﺩﺓ ﻓﻜﻴﻒ ﲡﻌﻞ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺗﻐﻠﺒﻚ. ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﺮﻧﺖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﻊ ﺍﳉﻮﻉ ﻭﻗﺎﺗﻼﻙ ﻣﻌﹰﺎ ﻓﺎﻗﺮﻥ ﻓﻜﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻗﻢ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﻻ ﲡﻌﻞ ﻓﻜﺮﻙ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻠﺘﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﻤﺎ .ﻓﺒﻌـﺪ }{٧٨
ﻏﻠﺒﺘﻚ ﳍﻤﺎ ﺗﻨﻔﺘﺢ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﺑﺎﺏ ﻏﻠﺒﺔ ﻛﻞ ﺍﻵﻻﻡ ﻓﻴﺄﺗﻴﻚ ﺑﻨـﺼﻒ ﻗﻮﻤﺎ ﻷﻥ ﻳﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﻌﻚ ﻻ ﲣﻒ ﺟﺎﻫﺪ ﻭﺍﻏﻠﺐ. ﻻ ﲢﺴﺐ ﺃﻧﻚ ﻏﻠﺒﺖ ﺇﺫﺍ ﻗﻬﺮﺕ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬﺓ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﺿﺪ ﺍﳊﻘﲑﺓ ﺃﻳﻀﹰﺎ .ﻭﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ ﻭﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺗﺸﺘﻬﻴﻪ ﻻ ﺗﺄﻛﻠﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻮﺩﺕ ﺑﻄﻨﻚ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﺎ ﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺇﻻ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﹰﺎ ﻓﻘﻂ. @ @âbÈİÛa@¿@ü@ñìè’Ûa@¿@dݨa ﺍﻏﻠﺐ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﻘﻞ ﻟﻜﻲ ﺗﻐﻠﺐ ﺎ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻓﺎﻷﻭﻓﻖ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺑﻼ ﺷﻬﻮﺓ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﻞ ﻋﺪﺳﹰﺎ ﺑﺸﻬﻮﺓ .ﻻ ﳚـﺬﺑﻚ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﳊﻘﲑ ﻟﺌﻼ ﺗﻘﻬﺮﻙ ﺷﻬﻮﺓ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﻛﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﻓﺴﻮﺍﺀ ﺃﻛﻞ ﳊﻤـﹰﺎ ﺃﻭ ﻼ ﻓﻬﻮ ﻳﻼﻡ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺃﻛﻠﺖ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ. ﺑﻘ ﹰ ﺇﻥ ﺣﻮﺍﺀ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﻣﻦ ﲦﺮﺓ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﱂ ﺗـﺄﺕ ﺑـﺎﳌﻮﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺜﻤﺮﺓ ﺫﺍﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺜﻤﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻭﻟـﺪﺕ ﺍﳌـﻮﺕ ﻓﺄﺻﻞ ﺍﳌﻮﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﺬﻟﻚ ﻛـﻞ ﻣﻦ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻻﺑﺪ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﳜﻀﻊ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻣـﺎ ﺧﻼ ﻭﺍﺣﺪ ﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﺝ ﳍﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﻮﻗﹰﺎ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺮ ﻓﺴﺎﺩﹰﺍ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻇﻬـﺮ ﻓـﻮﻕ ﺍﳌـﻮﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﺃﻧﻪ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻮﺕ. }{٧٩
ﺇﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﻔﺮﺯﻭﻥ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺠﺲ ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺃﻣﺎ ﺃﻧـﺖ ﻓﻄﻬﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻟﻜﻲ ﺗﻐﻠﺐ ﺍﻟﻜﻞ ﲝﺐ ﺍﷲ. ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺗﺸﺘﻬﻴﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﳒﺴﹰﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﻛﻠﻪ ﺑﻼ ﺷﻬﻮﺓ ﻻ ﺗﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻥ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﺃﻛﻠﻮﺍ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻭﱂ ﻳﻀﺮﻭﺍ ﺑـﺸﻲﺀ ﻷﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﻛﺎﻟﻌﺒﻴﺪ ﺑﻞ ﻛﺄﺣﺮﺍﺭ ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺍﻵﻥ ﻓﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﻟـﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﻨﺴﻚ ﻭﺗﺄﻛﻞ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﻭﺗﺸﺮﺏ ﲟﻴﺰﺍﻥ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻧﻘﻴﹰﺎ .ﺃﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ ﺻﻴﺎﻣﻚ ﲟﺪﺍﻭﻣﺔ ﻟﺘﺆﻫﻞ ﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﻼﺓ. ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﺑﺘﺪﺑﲑ ﺳﲑﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﻠﻴﺠﺎﻫـﺪ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﱂ ﻛﻲ ﳜﺰﻕ ﺍﳊﺎﺟﺰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﰲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﳛﺠﺒﻪ ﻋﻦ ﻼ ﺃﻋﻤـﺎ ﹰﻻ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﷲ ﻭﻳﻐﻠﻈﻪ ﻷﻧﻪ ﺣﱴ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻥ ﺣـﺎﻣ ﹰ ﻭﺿﻴﻘﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﻣﺎ ﺧﺰﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﺟﺰ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻏﻠﻴﻈـﹰﺎ ﻓـﻼ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺋﻲ ﻭﻻ ﳛﺲ ﺑﺴﲑﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ. ﻭﺇﺫﺍ ﻧﻘﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﺟﺰ ﻓﺈﻧﻪ ﳛﺲ ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﻭﳛﺲ ﻭﻳﻘﺒﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﱂ. ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﻏﻠﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻳﺆﻫﻞ ﻟﻠﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴـﺔ. ﻓﺎﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻼﺀ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﳌﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺎﻷﻃﻌﻤﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻼ ﺩﻗﻴﻘﹰﺎ ﻓﺎﻗﻨﻊ ﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ. ﺗﻠﺪ ﻋﻘ ﹰ }{٨٠
ﺇﺫﺍ ﺗﻐﺬﻯ ﺍﳉﺴﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻏﺬﺍﺋﻪ ﺗﻀﻌﻒ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻭﺇﺫﺍ ﺯﺍﺩﺕ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺯﺍﺩﺕ ﻗﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﻠﻚ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻞ ﻭﺪﻡ ﺃﻋﻀﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭﺗـﻀﻴﻊ ﻣﻌﺮﻓﺘـﻬﺎ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﳚﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻠﻴﺴﻠﻢ ﺟﺴﺪﻩ ﻟﻠـﻀﻴﻘﺎﺕ ﻭﺣﻴﻨﺌـﺬ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﺑﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻼﻙ ﺟﺴﺪﻩ .ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺴﺪﺍﱐ ﻳﻀﻌﻒ ﺑﻘﻮﺓ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ. ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻏﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺟﺎﻉ ﻓﺈﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻤﻮﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﺑﻞ ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻓﺄﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﲤﺰﺝ ﻗﻮﺓ ﺟﺴﺪﻙ ﺑﻘﻮﺓ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ ﲝﻴﺎﺎ ﻟـﺘﺤﻔﻆ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﳌﺎﺋﺘﺔ ﲝﻴﺎﺎ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﺎﺋﺘﺔ .ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻟﻠﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻦ ﺗﺆﻫﻞ ﻟﻨﻮﺭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻻ ﻳﻜﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﻼﺩ ﺇﻻ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﻭﺃﻧﻪ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻠﻚ ﺑﺎﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻠﺤﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﺙ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﺍﻟـﱵ ﻳﺪﻋﻮﻫﺎ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﺑﺄﻣﺜﺎﻟﻪ .ﻷﻥ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﳌﻌﺮﻓـﺔ ﺍﻟﱴ ﻻ ﺗﻀﻞ ﻓﻴﻨﻈﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ. ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﺑﺎﳉـﺴﺪ ﻳﺮﺛـﻮﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺘﻨﻮﻥ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟـﻀﻴﻘﺎﺕ ﻓﺈﻢ ﳚﺪﻭﻥ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﻓﻴﻬﻢ .ﺿﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﺘﺨﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻓﺪﻋﻮﺗﻚ ﺍﻟﱵ ﺩﻋﻴﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﻟﻚ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﻭﻗﻤﻊ }{٨١
ﺍﳉﺴﺪ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻼﻗﻴﻚ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺗﻌـﺎﺏ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻨﻌﻢ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺗﺮﺙ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ. ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺪ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺟﻬﺎﺩ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻏﻠﺐ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻓﺄﻣﻜﻨﻪ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﳏﺒﺔ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺍﻻﻓﺘﺨـﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ .ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﻏﻠﺐ ﺍﺎﻫﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻏﻠﺒﺔ ﻣﺎ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﻳﻨﻤﻮ ﰲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﳜﺘﻠﻂ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺃﺣـﺪ ﺑﻘﻮﺓ .ﻭﻻ ﻳﻔﺮﺯ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﻯ ﻣﻦ ﻓﻜـﺮ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻴﺰ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳝﻴﺰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺟﻪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﻭﺟـﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻨﺨﺲ ﺍﻷﱂ ﺿﻤﲑﻩ. ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﻘﺪﻳـﺴﲔ ﻗـﺪ ﺗـﺪﺑﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﻚ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﻤﺎﳍﻢ ﻛﺨﺎﺋﻔﲔ ﻓﻜﻢ ﺑﺎﻷﻭﱃ ﺃﻧـﺖ ﺍﻟـﺬﻱ ﱂ ﺗﺆﻫﻞ ﺑﻌﺪ ﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﲝﺜﺖ ﻛﺘـﺐ ﺍﻷﻧﺒﻴـﺎﺀ ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺃﻢ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺘﺄﻫﻠﲔ ﻟﻨﻈـﺮ ﺍﷲ ﺃﻭ ﺍﳌﻼﺋﻜـﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﺪﺑﺮﻭﺍ ﺑﺄﺻﻮﺍﻡ ﻛﺜﲑﺓ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﻌـﺎﱄ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺍﳌﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ .ﻓﻠﻨﺴﺮ ﺍﻵﻥ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟـﺬﻱ ﺭﲰﻪ ﺍﷲ ﻟﻨﺎ ﻏﲑ ﻣﺸﻔﻘﲔ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﺃﺟﺴﺎﺩﻧﺎ ﻟﻴﺘﺠـﺪﺩ ﺇﻧـﺴﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻳﻮﻣﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻨﺪﺧﻞ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﰲ ﻛﻮﺭ ﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﻟﻨـﺼﻞ ﺇﱃ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺫﻫﺒﹰﺎ ﺧﺎﻟﺼﹰﺎ ﻻ ﻋﻴﺐ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻨﺬﻛﺮ ﰲ ﻛـﻞ ﻭﻗـﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﺑﻀﻴﻘﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻧﺪﺧﻞ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﺗﺄﳌﻨـﺎ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺘﻤﺠﺪ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣﻌﻪ ﻭﺇﻥ ﺻﱪﻧﺎ ﻣﻌﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﳕﻠﻚ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣﻌﻪ ﻟﻪ ﺍﺪ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺪﻫﻮﺭ ﺁﻣﲔ. }{٨٢
@ @ÉibÛa@Šàî½a
ﺃﱂ ﺍﻟﺰﻧﺎ
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻌﻰ ﰲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺮﹰﺍ ﺑﺎﷲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻘﻮﻯ ﻭﻳﻠﺘﻬﺐ ﺃﱂ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺑﺄﻋـﻀﺎﺋﻨﺎ ﻭﻟﻴﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﳌﻨﺤﻠﺔ ﻭﻣـﻦ ﺍﻟﻜـﻼﻡ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻮﺭ ﺩﺍﺧـﻞ ﺍﻟـﻨﻔﺲ. ﻭﻟﻴﺴﺪ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﻋﻦ ﲰﺎﻉ ﻗﺼﺺ ﺃﻣـﻮﺭ ﺍﻟﺰﻧـﺎ .ﻷﻥ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿـﺎﺕ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ ﺗﺜﲑ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﺳﺒﺒﺘﻬﺎ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﻄﻦ. ﺇﺫﺍ ﺟﺎﻫﺪ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻭﻏﻠﺒﻮﺍ ﺃﱂ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﳍﻢ ﺳﺒﺐ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﱂ ﻫﻮ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻻﺧﺘﺒﺎﺭﻫﻢ .ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﰲ ﺃﻋـﻀﺎﺋﻬﻢ ﻧﺎﺭ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﻤﺘﺰﺟﺔ ﺑﻨﻔﻮﺳﻬﻢ ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﺘﺬﻭﻗﻮﺍ ﺣـﻼﻭﺓ ﻃـﺒﻌﻬﻢ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﺑﺎﻟﻠﺬﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻷﻥ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﺘﻘﺪﻣـﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻟﻨﺎ ﺳﲑﺓ ﺃﻭﻝ ﺟﻨﺴﻨﺎ ﺁﺩﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺇﱃ ﺃﺳﻔﻞ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﻣﻦ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﺴﻤﺎﺋﻴﲔ ﺇﱃ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻷﺭﺿﻴﲔ ﻭﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺣﺴﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳـﺸﺒﻊ ﻣﻨـﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻔﺮﺱ ﰲ ﺣﺴﻦ ﺇﻣﺮﺃﺗﻪ .ﻓﺎﻟﺸﻮﻛﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﻧﺒﺘﺖ ﻣﻦ ﺷـﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺣﻄﺖ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﷲ. }{٨٣
ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺗﻈﻠﻢ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎ ﺫﺍﻗﻮﺍ ﺍﷲ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﻤﻲ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻹﳍﻲ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﺽ ﳍﻢ ﺍﻟﺘﺸﺒﻚ ﺑﺄﱂ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﳊﺎﺟﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻄﻞ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻻﺑﺪ ﳌﺜـﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺗﻌﺐ ﻛﺜﲑ ﻟﻜﻲ ﳚﺪﻭﺍ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺿـﻴﻌﻮﻩ ﻓﺒﻌـﺪ ﺯﻣـﺎﻥ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﻭﺿﻴﻘﺎﺕ ﳚﺪﻭﻩ. ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻤﻰ ﻣﻨﺬ ﻭﻻﺩﺗﻪ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻋﻤﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺿﺮﺭ ﻋﺮﺽ ﻟﻪ ﻭﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﳏﻔﻮﻅ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺋﻲ ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻋﻤﺎﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻳﺘﻨﻬﺪ ﻣﺘﺤﺴﺮﹰﺍ ﺫﺍﻛﺮﹰﺍ ﻣـﻦ ﺃﻱ ﻋﻠﻮ ﻋﻤﻖ ﻧﺰﻝ ﻭﺃﻱ ﺷﻬﻮﺓ ﺑﺄﻱ ﺷﻬﻮﺓ ﻗﺎﻳﺾ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎ ﻧﻈﺮﻭﺍ. ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮ ﺣﺴﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺸﻬﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺩﻟﻴﻞ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﺈﻥ ﰲ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﻳﻨـﺴﻰ ﺣـﺴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ .ﻷﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﻣﺎ ﻓﻮﻕ ﻃﺒﻌﻬـﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻬﺖ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺣﻂ ﻣﻨﻪ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋـﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘـﻬﺎ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﺳﻦ ﺧﺎﺭﺟﹰﺎ ﻋﻨﻪ. @ @bãŒÛa@c@lbjc ﺇﻥ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﲣﺪﻉ ﺑﺴﺒﺒﲔ ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺭﺩﻳﺌـﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺎ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻨﺎ ﺗﻐﻠﺒﻨﺎ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﺠﺰﻧﺎ ﻭﺭﺧﺎﻭﺗﻨﺎ ﻷﺎ ﻻ ﲡﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺗﻠﺘﻚ ﺇﻥ ﱂ ﺗﺄﺫﻥ ﳍﺎ }{٨٤
ﺇﺭﺍﺩﺗﻚ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎﺗﻠﻚ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻏﲑ ﺇﺭﺍﺩﻳﺔ .ﻓﺈﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻄﻔﺊ ﻧﺎﺭﻫﺎ ﺑﻨﻔﺨﺔ ﺻﻐﲑﺓ. ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﺮﺯ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﳉﺴﺪ ﺑﺎﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﻄﺎﻧﺎ ﺇﻳﺎﻫﺎ .ﻓﺎﺭﺑﻂ ﺟﺴﺪﻙ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﻟﻴﺘﻌﺬﺏ ﺑﺎﳉﻮﻉ .ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺷﺮﻩ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻠﻌـﺐ ﻭﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ﻭﺍﶈﺎﺩﺛﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﳌﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺒﺲ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻹﳍﻲ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﻟـﺸﻬﻮﺓ ﻷﻧـﻪ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﻣﻌﻬﺎ. ﺯﻧﺎ ﺍﳉﺴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﺯﻧﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫـﻮ ﺃﻥ ﺗـﺸﺘﺮﻙ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﺧﻔﻴﺔ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﻜﻤﻴﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﻈـﺎﻫﺮ .ﻭﺯﻧـﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﺃﻭ ﻣـﻊ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒـﺔ. ﻓﻠﻨﺤﺮﺹ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﻖ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﺯﻧﺎ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻫـﻮ ﺯﻧـﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺬﺍ ﻧﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺯﻧﺎ ﺍﳉﺴﺪ .ﻓﻠﻴﺲ ﺣﺴﻨﹰﺎ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻊ ﺍﳉﺴﺪ ﺑﻞ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﺍﳉﺴﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻁ. ﺍﺭﻓﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﺇﱃ ﻋﻠﻮ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﳉﺴﺪ ﻟﻜﻲ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺇﱃ ﻋﻠﻮ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺗﺼﻌﺪ ﺍﳉﺴﺪ ﻣﻌﻬـﺎ ﻣـﻦ ﻋﻤـﻖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ .ﺍﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﺎﻟﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻙ ﻭﻣﺪﺑﺮﺓ ﻟﻪ ﻟﺘﻀﺒﻂ ﳉﻢ ﺣﻮﺍﺳﻪ ﻭﺗﻐﲑ ﺟﺴﺪﺍﻧﻴﺘﻪ ﺑﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺘﻬﺎ. }{٨٥
ﻗﺎﻝ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺴﺪ ﻫﻴﻜﻞ ﺍﷲ ﻳﻔـﺴﺪﻩ ﺍﷲ. ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺴﺪ ﺍﳉﺴﺪ ﻷﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﳝﻜﻨﻬﺎ ﺃﻻ ﲡﻌﻠﻪ ﻳﱰﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﻮﺍﺕ ﻃﺒﻌﻪ ﻭﱂ ﲤﻨﻌﻪ ﻷﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻔﺴﺪﻫﺎ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﺪﻳﻨﻮﻧـﺔ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ. ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺗﻨﺠﺲ ﲨﻴﻊ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﺗﺮﺧـﻲ ﻧـﺸﺎﻁ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻭﺗﻀﻴﻊ ﻭﺗﺒﻴﺪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﺗﻈﻠﻢ ﺇﻓﺮﺍﺯﻩ ﻭﺗﻜـﺘﻢ ﲤﻴﻴﺰﻩ .ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻻ ﳝﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻬﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺎ ﺩﺍﻣـﺖ ﻻ ﲤﻴـﻞ ﺑﺈﺭﺍﺩﺎ ﻟﻠﺨﻀﻮﻉ ﻟﻨﻴﺎﺡ ﺍﳉﺴﺪ .ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪﻭ ﲢـﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻄﻔﺊ ﻧﻮﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻃﺎﺑﺖ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺍﻧﻄﻔـﺄ ﻣﻨﻬﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺣﻔﻈﺖ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﺈﺎ ﻻ ﲣﻄﺊ ﻭﺇﻥ ﺍﺷﺘﻬﺖ ﻭﺃﺧﻄﺄﺕ ﻓﺈﺎ ﺗﺼﲑ ﰲ ﺧﻮﻑ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ. ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻨﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣـﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﺸﺮﻗﹰﺎ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻭﻧﻮﺭ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﻳﺘﺤﺮﻛﺎﻥ ـﺎ ﻓﺈﺎ ﻻ ﺗﱰﻝ ﻟﻠﻤﻔﺎﻭﺿﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ. ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺮﺍﻫﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﰿ ﺷﻬﻮﺍﺕ ﺟﺴﺪﻩ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻴﻘﻈـﺖ ﻓﻴﻪ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺳﺒﺐ ﺻﺎﺭﺕ ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻣﺒﺪﺃﻫﺎ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﺗﺘﺴﻠﻂ ﲝﺮﺍﺭﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﺣﻴﻨﺌـﺬ ﻟﻴﺸﻌﻞ ﻗﺒﺎﻟﺘﻬﺎ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻚ ﺛﻘـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻗـﻮﺓ }{٨٦
ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﻓﻼ ﲣﻒ ﻣﻦ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﰲ ﺃﻋﻀﺎﺋﻚ ﻷﻧﻪ ﻳـﺴﺒﺐ ﻟﻚ ﺻﻼﺣﹰﺎ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﻨﻴﺖ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﲡـﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔـﻀﺎﺋﻞ ﻓﺘﻘﺘﲏ ﺭﲝﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﺴﺎﺭﺓ ﻓﺈﺎ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺗﺼﲑ ﻟﻚ ﻣﺎﺩﺓ ﻟﻠﻘﺘـﺎﻝ ﻷﻧـﻪ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺧﺼﻢ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻏﻠﺒﺔ .ﻓﻜﻦ ﻟﺒﻴﺒﹰﺎ ﰲ ﻗﺘﺎﻟـﻚ ﻭﻻ ﺗﺮﲣﻲ ﺇﺫﺍ ﲢﺮﻛﺖ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺑﻞ ﺍﺣﺬﺭ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﳐﺮﺟـﹰﺎ ﺑﺴﻴﻼﻥ ﻏﺮﻳﺐ ﻭﻻ ﲡﻌﻞ ﻓﻜﺮﻙ ﻳﺘﻠﺬﺫ ﺧﻔﻴﺔ ﻓﺘﺰﱐ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﳉـﺴﺪ ﺑﺘﺨﻴﻞ ﻭﺟﻮﻩ ﺑﻼ ﺃﻗﻨﻮﻡ .ﺃﻗﻢ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻓﺘﻨﻘﻬﺮ ﺍﻟﱵ ﻟﻠﺠﺴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﱵ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺎﺕ. ﺇﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﳑﺘﺰﺝ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻘﺪ ﺩﺧﻠـﺖ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﲟﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﻕ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﳉﺴﺪ ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﺷﺌﻨﺎ ﻧﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﻧﻠﻘﻴﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﻗﺒﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻹﳍﻲ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ. ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺗﻀﻄﺮﻡ ﰲ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻣﺜﻠﻤـﺎ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﺰﻳﺖ .ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﻟﻨﺴﻚ ﻳﻄﻔﺊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻄﻔﺊ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺭ .ﺍﺣﺘﺮﺱ ﺇﺫﻥ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﺷﻬﻮﺓ ﻃﺒﻴﻌﺘﻚ ﻟﺌﻼ ﲣﺪﻋﻚ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﻓﺈﻥ ﺇﺭﺍﺩﺗﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﲢﺮﻛﻬﺎ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﲣﻤﺪﻫﺎ ﺃﻳﻀﹰﺎ. @ @ }{٨٧
@ @ÝÔÈÛa@òaŠy ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻮﻕ ﺍﻵﻻﻡ ﲝﺮﻳﺔ ﻃﺒﻌﻪ ﻭﻛﺎﻟﺴﻴﺪ ﻳﺄﻣﺮ ﻋﺒﻴﺪﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺷﻐﻔﹰﺎ ﺑﻠﺬﺓ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ .ﻓﺄﻧﻈﺮ ﺍﻵﻥ ﻭﺃﺣﺮﺱ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺈﻓﺮﺍﺯ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺃﻗﺾ ﺑﲔ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺍﻷﱂ ﻟﺘﺠﺪ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺫﺍﺗﻚ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ .ﻻ ﺗﻌﻂ ﻟﻠﺸﻬﻮﺓ ﺭﺍﺣﺔ ﻓﻴﻚ ﻟﺌﻼ ﺗﺮﻫﻘﻚ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﻻ ﺪﺃ ﻋـﻦ ﺃﻥ ﺗﻌـﺮﺽ ﻋﻠﻴـﻚ ﺇﻏﺮﺍﺀﺍﺎ .ﻓﻼ ﺗﻘﻞ ﺍﻵﻥ ﺃﻋﻤﻞ ﺇﺭﺍﺩﺎ ﻭﰲ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ﺃﻗﺎﺗﻞ ﻣﻌﻬـﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﺭﲣﻴﺖ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺈﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﺗﻐﻠﺒﻚ .ﻭﺃﻋﻠـﻢ ﺃﻥ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻴﻘﻆ ﻓﻴﻚ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟـﺮﻭﺡ ﻣﻀﻄﺮﻣﺔ ﻓﻴﻚ .ﺇﳕﺎ ﺗﻈﻞ ﻣﻨﺘﻈﺮﺓ ﺇﻃﻔﺎﺀ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺣـﱴ ﺇﺫﺍ ﻼ ﻭﺭﺃﺕ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺫﻭﻕ ﺍﳊﺲ ﺍﻹﳍـﻲ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﳘﺎ ﹰﻻ ﻗﻠﻴ ﹰ ﻓﺈﺎ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﻭﺗﻈﻠﻢ ﲨﻴﻊ ﲤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻛﺎﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﺑﺒﺨـﺎﺭ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ.
ﺍﻵﻻﻡ ﺗﻐﻠﺐ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺗﻐﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻴﺒﻄـﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣـﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﳏﺒـﺔ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﻐﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻷﺟﻞ ﺍﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﳏﺒﺔ ﺍﳌﺎﻝ ﻷﺟﻞ ﺍﳌﺪﻳﺢ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﳚﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻵﻻﻡ ﺑﺎﻵﻻﻡ. ﻫﻨﺎﻙ ﺁﻻﻡ ﻧﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺁﻻﻡ ﺟﺴﺪﺍﻧﻴﺔ .ﺃﻣﺎ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺑﺘﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﺴﺪ .ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟـﻨﻔﺲ. ﻭﺍﻵﻻﻡ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺗـﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﳏﺒﺔ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺗـﺴﺎﻋﺪ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﰲ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ﺗﻌﺎﺿﺪ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻬﻲ ﺗﻘـﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﳏﺒﺔ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﺍﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺍﳌﺪﻳﺢ ﻭﺍﳊﺴﺪ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ. @ @òàöa†Ûa@òÄÔîÛa
ﺇﻥ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﳏﱯ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻌﺘﻮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﱂ ﺍﻟـﺸﻬﻮﺓ .ﻋـﻦ ﻋﺘﻘﻬﻢ ﻟﻴﺲ ﻏﻠﺒﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻷﱂ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻏﻠﺒﻮﺍ ﺍﻷﱂ ﺑﺄﱂ ﺁﺧﺮ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﲏ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﻳﺴﻌﻰ ﰲ ﲨﻊ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻟﺬﺓ ﺍﻟـﺸﻬﻮﺓ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻃﺮﻳﻖ ﻏﻠﺒﺘﻨﺎ ﻷﻧـﻪ ﲝـﺴﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﷲ .ﻓـﺈﻥ ﺍﻟﻐﻠﺒـﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﳍﻴﺔ ﻭﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻗﻬﺮﻧﺎ ﺍﻷﱂ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﱂ ﺁﺧﺮ .ﻷﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﻟﺸﺮ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻳﻨﺸﺊ ﰲ ﻛﻞ ﺣﲔ ﺇﻏﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺠﺲ ﺃﻓﻜـﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺗﻈﻠﻢ ﺇﻓﺮﺍﺯﻫﺎ ﻓﺘﻐﺮﻕ ﰲ ﻟﺬﺓ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﻻ ﻳﻌﺘﺮﻳﻬﺎ ﺧـﻮﻑ ﺍﷲ ﻭﻻ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﻤﻞ ﻋﻤـﻞ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺘﺒﻜﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﻓﻌﻠـﺖ. ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺘﻴﻘﻆ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻧﺘﻔﻄﻦ ﰲ ﺣﻘـﺎﺭﺓ
}{٨٨
}{٨٩
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻬﺮ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﺃﻥ ﻟﺬﺗﻪ ﻫﻲ ﶈـﺔ ﻗـﺼﲑﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻱ ﺧﺠﻞ ﻭﺃﻱ ﻧﺪﺍﻣﺔ ﻭﺃﻱ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺑﻞ ﻭﺃﻱ ﻣﻀﺮﺓ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ. ﻻ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻐﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﳌﻌﲔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣـﺎ ﻧﻐﻠﺐ ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻌﻮﻧﺔ ﺍﷲ ﻷﻥ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﳌﻌﻮﻧـﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﲡﺬﺏ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻟﻨﺮﺗﻔﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺇﻥ ﻭﺍﻓﻘﺘﻪ ﺇﺭﺍﺩﺎ ﺍﳉﻴﺪﺓ ﻭﺗﺪﺑﺮﺕ ﺣﺴﺐ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ.
ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﻭﻧﺼﻮﺭ ﺃﺷﻜﺎﳍﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺟﻮﻫﻨﺎ ﻭﻧﺘﺸﺒﻪ ﻢ .ﻭﺑﻌـﺪ ﺃﻥ ﳒﻤﻊ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺗﺄﺧﺬ ﻗﻮﺓ ﻟﺘﻐﻠﺐ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﳌﻘﺎﺗﻠﺔ ﻣﻌﻬﺎ. ﻫﺬﺍ ﻭﺇﻥ ﺍﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ﺗﺼﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ. ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺗﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻃﺮﻕ ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺤﺎﻳﻞ ﺑﺸﱴ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﲝﻜﻤﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺎ ﺃﻥ ﻧﻐﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﰲ ﻭﺟﻪ ﻛـﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻠﻘﻲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺧﺎﺭﺟﹰﺎ ﻋﻨﺎ ﻭﻧﺜﺒﺖ ﺑﻄﻬـﺎﺭﺓ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻧﺘﺪﺑﺮ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻐﻠﺐ ﻭﺬﺍ ﻧﺆﻫـﻞ ﻟـﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﺗﺘـﻨﻌﻢ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﲝﺮﻛﺎﺕ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺑﻨﻮﺭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ.
ﺍﺣﻔﻆ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﲡﺬﺑﻚ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺳـﺪ ﺍﳌﻨﺎﻓﺬ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﺧﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﻷﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟـﱵ ﻼ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺣﺼﻨﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﺣﺴﻨﹰﺎ. ﻼ ﻗﻠﻴ ﹰ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﺍﻷﻭﺟﺎﻉ ﻗﻠﻴ ﹰ ﻓﺎﻟﺸﻬﻮﺓ ﻗﺪ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﻗﺪ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨـﺎ ﺃﻥ ﳕﻴﺰ ﺃﺳﺒﺎﺎ ﻭﻧﻘﻄﻌﻬﺎ ﻭﳕﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﲰﺎﻉ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﻮﺟـﻮﻩ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻗﻈﻬﺎ ﻭﻧﺴﻌﻰ ﰲ ﺳﺪ ﻣﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺣﻴﻠﺔ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣـﻦ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﻧﻀﻌﻒ ﻗﻮﺗﻪ ﺑﻨﻘﺼﺎﻥ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻭﺍﻟـﺸﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨـﻮﻡ ﻭﻧﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ .ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﳓﺲ ﺃﻥ ﺑﺪﺍﺀﺓ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﻟﻴﺲ ﻳﻬﺬ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻏﺮﻳﺒﺔ .ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺃﻥ ﺳﺒﺐ ﻫﺠﻮﻡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻋﺘﻨﺎﺋﻨﺎ ﺑﺎﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔـﻀﺎﺋﻞ ﻓﻠﻨـﺸﻐﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺬﻳﺬ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭﻧﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺃﺧﺒـﺎﺭ
ﺇﺫﺍ ﺗﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﱂ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﺇﺫ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻭﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿـﻠﺔ ﻓﺈﻧـﻪ ﻳﻠﺘـﻬﺐ ﺑﺎﻷﻋﻀﺎﺀ ﻛﺎﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺎﻟﻘﺶ .ﻭﺇﻥ ﺍﺗﻔﻖ ﺃﻥ ﻣﻜﺚ ﻫـﺬﺍ ﺍﻷﱂ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﺯﻣﺎﻧﹰﺎ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﻓﺈﻥ ﻳﻈﻠﻢ ﺇﻓﺮﺍﺯﻫﺎ ﻭﻳﺪﻋﻬﺎ ﺗﻨﺴﻰ ﺃﻧـﻪ ﺃﳌـﹰﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻘﻠﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺃﻧﻪ ﺧﻄﻴﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳓﺘﺮﺱ ﺣﱴ ﻻ ﺗﱰﻝ ﻭﺗﻘﻊ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﺽ ﻟﻨﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻹﻏﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺭﻳﺔ ﺃﻥ ﻧﺼﺎﺩ ﺎ ﻓﻼ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﻭﻧﻔـﺮﺯ ﺃـﺎ ﺧﻄﻴﺔ ﻭﺑﺎﻷﻛﺜﺮ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﳐﺘﺒﺌﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻷﻥ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻟﻴﺴﺖ ﺧﻄﻴﺔ ﻭﱂ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﺎ ﺃﺻﻞ ﻟﻜـﻞ ﺃﻓﻌـﺎﻝ
}{٩٠
}{٩١
ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻫﻮ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﻛﻞ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﻣﻨﻪ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﻣﻨﻪ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﲦﺎﺭ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻤﻮ ﻣـﻦ ﺍﻷﺻﻞ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺮﻭﺭﹰﺍ ﺃﻭ ﺻﻼﺣﹰﺎ .ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟـﺸﻬﻮﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﳌﺨﺘﺒﺌﺔ ﻓﻴﻪ ﻷﻥ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﻓﻬﻲ ﺗﻨﻤـﻮ ﻭﺗﺰﻫﺮ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨـﺎ ﺃﻥ ﳒﺎﻫﺪ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ ﺍﳋﻔﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟـﱵ ﺗﻔﻌـﻞ ﺑﺎﻟﻈﺎﻫﺮ ﻷﻥ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﳍﺎ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﻌﻮﻗﻬﺎ.
ﻓﻠﻦ ﺗﻄﻔﺊ ﺣﺮﺍﺭﺎ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﺽ ﳍﺎ ﻣﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﻭ ﻣـﻦ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻓﺈﺎ ﺗﻀﻌﻒ ﻭﺗﻨﻄﻔﺊ ﺣﺮﺍﺭﺎ.
ﺇﻥ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﻫﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻣﺘﺰﺟﺖ ﻣـﻊ ﺷـﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺼﲑ ﻣﻮﻟﺪﺓ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺗﲔ ﺿـﺪ ﺍﻷﺧـﺮﻯ ﻓﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻭﺗﻘﻮﻯ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﻟﻨﺴﻚ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭﺍﻟـﺼﻼﺓ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺃﻣﺎ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﻓﺘﻨﻤﻮ ﻭﺗﻠﺘﻬﺐ ﲟﺎ ﻫﻮ ﺿﺪ ﻫﺬﻩ ﺃﻱ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻌﻢ ﻭﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ﻭﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺔ ﻣـﻊ ﺍﳌﻨﺤﻠﲔ.
ﻻ ﺗﺪﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﱂ ﻳﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﻠﻰ ﺩﻗﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﻷﻥ ﻣﺎﺩﺗﻪ ﻛﺜﲑﺓ ﻓﻴﻚ ﻭﺑﺎﻷﻛﺜﺮ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻜﻨﻚ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻷﻧﻪ ﻳﻨﻤﻮ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻭﻧﻈﺮ ﺍﳊﺴﻦ ﻭﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺗﻨﺸﺄ ﻭﻟﻠﺤﻢ ﺗﺸﺘﻬﻲ .ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺍﳋﻔﺎﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻐﻠـﺐ ﺻـﱪ ﺍﳉﺴﺪ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ .ﻓﺈﻥ ﻏﻠﺒﻪ ﺍﳉﺴﺪ ﺑﺎﻟﻴﻘﻈﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺟﻊ ﻟﻴﻘﺎﺗﻞ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﻡ .ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻴﻘﻈـﺔ ،ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻴﻐﺼﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺰﱐ ﰲ ﻧﻮﻣﻪ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻠﻴـﻖ ﺑﻚ ﺍﻟﻨﺴﻚ ﻟﻜﻲ ﺑﻪ ﺗﻨﻘﺺ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﳚﺪ ﺍﻟﺰﻧـﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻣﺎﺩﺓ ﺑﺄﻋﻀﺎﺋﻚ ﻷﻧﻪ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﺴﺪ ﻓـﺈﻥ ﺍﻗـﺘﲎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻓﺮﺍﺯﹰﺍ ﺑﻪ ﻳﺒﻄﻞ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻳﻐﺮﻳﻪ ﰲ ﺍﳋﻔﺎﺀ ﻛﻲ ﻳﺜﲑ ﺑﻪ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ .ﻓـﺈﻥ ﻏﻠﺐ ﺍﻷﱂ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺑﺸﺨﻮﺻﻬﺎ ﰲ ﺍﷲ ﻭﺻﱪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨـﺴﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ .ﰒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺄﰐ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﻳﻘﺎﺗﻞ ﻣﻊ ﺻﱪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﺽ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻧﺘﺮﻙ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻼ ﻧﺪﻡ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﺼﻮﺭ ﰲ ﺿﻤﺎﺋﺮﻧﺎ ﺧﻴﺎﻝ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻷﻧﻪ ﺫﻟﻚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ.
}{٩٢
}{٩٣
@ @Ùibj‘@âbíc@¿@ÙÔÛb@Š×‡c ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﻗﺘﺎﻝ ﻛﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻓﺎﺩﺧﺮ ﻟﻚ ﻣﻌﻮﻧﺔ ﰲ ﺃﻳـﺎﻡ ﺷﺒﺎﺑﻚ ﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﰲ ﺷـﺒﺎﺑﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﺠﺎﻋﹰﺎ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻗﺘﺎﻟﻪ ﺗﺘﻢ ﻗﻮﺗـﻪ ﻓﺈﻥ ﻗﺘﺎﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻷﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﻳﻀﻌﻒ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﺇﻥ ﺳﺎﻝ ﺍﳉﺴﺪ ﺑﻼ ﲣﻴﻞ ﻣﻮﺟﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻨﺴﻚ .ﻓﺈﻥ ﱂ ﳛﺲ ﲟﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺮﺍﻫﺐ ﺃﻥ ﻳﻐﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﱂ ﺳﻮﺍﺀ ﻛـﺎﻥ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﺃﻭ ﺑﺴﻴﻼﻥ ﺍﻟﻨﻮﻡ .ﻷﻧﻪ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻐﻠـﺐ ﰲ ﻧﻮﻣـﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﰲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ .ﻭﻫﺬﻩ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻐﻠﺐ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟـﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﻨـﻮﻡ ﻟﻜﻴﻼ ﻧﻘﻬﺮ ﺑﺎﻟﻴﻘﻈﺔ ﻭﻻ ﻧﻐﻠﺐ ﺑﻐﲑ ﺇﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ﰲ ﺍﳊﻠﻢ .ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧـﺖ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﰲ ﻳﻘﻈﺔ ﻭﺑﻼ ﻃﻴﺎﺷﺔ ﻭﲢﺮﻛﺖ ﲜﺬﺏ ﺍﻟـﺸﻴﺎﻃﲔ ﻓﺈـﺎ ﺗﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺃﱂ ﺍﻟﺰﻧﺎ .ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻭﺗﻐﲏ ﻭﺗﺰﻣﺮ ﻓﻬﻲ ﺗﻄـﺮﺩ ﺍﻵﻻﻡ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﱂ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﰲ ﺍﳉﺴﺪ. ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻐﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﱂ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺓ ﻷﻥ ﺍﳋﺰﻱ ﻭﺍﻟﻜﺂﺑـﺔ ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻭﻇﻼﻡ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻏﻼﻇﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺣﲑﺓ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻻﻡ ﺗﺪﺧﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻧﺎ .ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺎ ﻧﺰﻳﻦ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﺑﻌﺪ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﺈﻥ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﲤﺘﻠﺊ ﻓﺮﺣﹰﺎ ﻭﺩﺍﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺘﻨﻌﻢ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭﺗﺴﺘﻨﲑ ﺑﺎﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭﺗﺆﻫﻞ ﻟﻠﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻭﺍﳌﻜﺎﺷﻔﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﲢﺲ ﲝﻼﻭﺓ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻭﺗﻐﻤﺮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﺬﺓ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻄﻠـﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻭﻕ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳـﺴﺘﻄﻴﻊ ﻷﻧﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﲦﺮﺓ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺷﺠﺮﺓ ﻓﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴـﺔ ﺗﻈﻬـﺮ ﰲ }{٩٤
ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻓﺘﺠﲏ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﲦﺎﺭﹰﺍ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘـﻨﻌﻢ ـﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻄﻠﺐ ﻓﺈﻧﻪ ﳚﺪ. ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﰲ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﺈـﺎ ﻻ ﺗﻘﺎﺗـﻞ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺑﻞ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘـﻞ ﻧﺎﻇﺮﹰﺍ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻭﻭﺟﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺳﻮﺍﻩ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﰲ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﺁﻻﻣﹰﺎ ﺳﺎﺭﻗﺔ ﻣﺘﺼﺮﻓﺔ ﰲ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﻓﻠﻴﺴﺘﻌﺪ ﻟﻴﻘﻴﻢ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﳜـﺮﺝ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻷـﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﺴﻜﻨﹰﺎ ﻃﻴﺒﹰﺎ ﰲ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻟﻜﻲ ﻻ ﲣﺮﺝ ﻭﻣﻦ ﻫﻬﻨﺎ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﲔ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻐﻠﺒﺔ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻜﱪﻯ .ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻤﻞ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺃﻣﺎ ﺷـﻬﻮﺓ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻮﻗﺘﻴﺔ ﻓﻸﺎ ﺧﻔﻴﺔ ﻻ ﺗﺒﻄﻞ ﻭﺗﺘﻌﻄﻞ ﻋﻦ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺍﷲ ﻓﻘﻂ. ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣـﻦ ﻳـﺴﺘﺮﻳﺢ ﺑـﺎﻟﻐﻲ ﻭﺍﳋﻴﺎﻝ .ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺴﻖ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﳉﺴﺪ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﺴﻖ ﻳﻜﻤﻞ ﺑـﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﰲ ﺍﳉﺴﺪ ﻷﻥ ﺃﺻـﻞ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺇﻥ ﻳﺰﻋﺰﻉ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘﻠـﺐ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺒﻄﻞ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺻـﺎﳊﺔ ﺃﻭ ﺭﺩﻳﺌـﺔ. ﻭﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻫﻲ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﳍﺬﻩ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﻞ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻭﺗﻜﻤﻞ ﺑﺎﻷﻛﺜﺮ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﻣﺎﺩﺓ }{٩٥
ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ .ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﳑﺘﺰﺟﺔ ﲝﺮﻛﺔ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﻣﺎ ﺩﻣﻨﺎ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﰲ ﺍﳉﺴﺪ ﻓﺎﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﺃﻳﻀﹰﺎ .ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳉﺴﺪ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻤﻌـﻪ ﺑﻘﻠـﺔ ﺍﻷﻛـﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻭﳓﺘﺮﺱ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﱐ ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻨﻈـﺮ ﺑﺴﺬﺍﺟﺔ ﻭﺍﺗﻔﺎﻕ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﻔﺴﻖ ﻭﺍﻷﺧـﲑ ﻓﺎﺳـﻖ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻪ ﻭﺷﻬﻮﺗﻪ. ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺫﺟﺔ ﻫﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﲔ ﺃﻣﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟـﺸﻬﻮﺓ ﻓﻬـﻲ ﺑﺎﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ .ﻓﻠﻨﻐﻠﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻷﻧﻪ ﻳﺼﻮﺭ ﺧﻴﺎﻻﺕ ﻭﺃﺷﻜﺎ ﹰﻻ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻘﻠﻴﻠﺔ ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻓﺘﺴﺒﺐ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﰲ ﺃﻋﻀﺎﺋﻨﺎ ﻭﻧﺴﻌﻰ ﻻﺷﺘﻬﺎﺀ ﺻﻮﺭ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻳﻌﺮﺽ ﻟﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﷲ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺫﻫﺎﻧﻨﺎ .ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻨﺎ ﺫﻛـﺮ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺘﺬﻛﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﻧﻴﺔ ﺗﻀﻤﺤﻞ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ .ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻄﻔﺊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻠﻨﺘﻔﺮﺱ ﰲ ﺍﻷﻭﺳﺎﺥ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺃﺟﺴﺎﺩﻧﺎ. @ @ÙjÜÓ@ÅÐya@ÅФ@Ý×@ÖìÏ
ﺗﻀﻄﺮﺏ ﻣﻌﻪ ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﺗﺘﺨﺒﻞ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺗﺘﻌﻜﺮ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﻼﺣﹰﺎ ﺃﻭ ﺷﺮﹰﺍ ﻓﻬﻮ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﻌﺘـﱪ ﺧﻄﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺮﹰﺍ .ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻟﻴﺸﺘﻬﻴﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺯﻧﺎ ﺎ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ .ﺇﻥ ﻧﻈـﺮﺓ ﺍﷲ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﻫﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻫﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﻷﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌﺨﻔﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻓﻠﺘﻤﻨﻌﻚ ﻧﻈـﺮﺓ ﺍﷲ ﻣـﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺎﺀ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﻭﻧﻘﻪ ﻟﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻹﳍﻲ .ﻓﺈﻥ ﻛـﺜﲑﻳﻦ ﻫﻢ ﺯﻧﺎﺓ ﺑﺎﻹﺭﺍﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺗﻜﻤﻴﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻳﺰﻧﻮﻥ ﲝﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻭﻫﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻨﻈﺮﻭﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻏﲑ ﻧﺎﻇﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻋﺎﺭﻑ ﲞﻔﺎﻳﺎ ﻓﻜﺮﻫﻢ. ﻛﻞ ﻓﻜﺮ ﻳﺮﻏﺐ ﰲ ﺍﻟﺸﺮ ﻫﻮ ﺧﻄﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﻟﻮ ﱂ ﻳﻨﻔـﺬ ﻓﻼ ﺗﺸﺘﻪ ﺑﻘﻠﺒﻚ ﻭﻻ ﺗﺸﻐﻞ ﻋﲔ ﻓﻜﺮﻙ ﲝﺲ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻨﻚ .ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳉﺴﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺯﻧﺎﻫﺎ ﺃﺻﻌﺐ ﻣﻦ ﺯﻧﺎﻩ .ﻓﻠﻨﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﻈﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺧﻄﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺇﰒ ﻋﻈﻴﻢ.
ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻬﺪﻩ ﻣﻊ ﺍﷲ ﰲ ﻛـﻞ ﻭﻗـﺖ ﻭﳛﺘﺮﺱ ﻓﺎﻟﻘﻠﺐ ﻫﻮ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺳـﺎﻛﻨﺔ ﻭﻣﻨـﻪ ﲣﺮﺝ ﳎﺎﺭﻱ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳓﻔﻈﻪ ﺑﻨﻘﺎﻭﺓ ﻟﻴﺴﺘﺮﻳﺢ ﻓﻴﻪ ﺍﷲ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺘﻨﺠﺲ .ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﺫﺍ ﺍﺿﻄﺮﺏ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﺈﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﳊـﻮﺍﺱ
ﺇﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘﺰﺟﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻃﺒﻴﻌﻴﹰﺎ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻧـﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﳌﺎ ﻫﻮ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻦ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻧﺎ .ﻭﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺈﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻣﻦ ﺍﳍﺬﻳﺬ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ ﺑﻞ ﺑﻐﻠﺒﺘﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﳎـﺮﺩﹰﺍ ﻓﺈﻧﻚ ﲡﺪ ﺃﻥ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﻗﺪ ﻫﺪﺃﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃﻓﻜـﺎﺭ
}{٩٦
}{٩٧
ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺪ ﺃﲬﺪﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﻓﺮﻏﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻓﺈﻥ ﻓﻜـﺮ ﺍﻟﺰﻧـﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳏﺠﻮﺑﹰﺎ ﰲ ﻇﻞ ﺃﱂ ﺁﺧﺮ. ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻫﻮ ﺷﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻠﻪ ﻭﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﺮﺍﺭﹰﺍ ﻛﺜﲑﺓ ﺑﻐﲑ ﻧﺪﺍﻣﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﳊﺎﺳﻴﺔ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﻳﻌﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﺷﺮ ﻷﻥ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻘـﻂ ﺗـﻨﺠﺲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻞ ﺇﺎ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺗﻌﻤﻲ ﺍﻹﻓﺮﺍﺯ ﻓﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺪﺍﻣـﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﺎ ﺧﻄﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺫﻟـﻚ ﻭﺭﺑﻄﺘـﻪ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻌﻰ ﰲ ﺃﻥ ﳛﻞ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻨﻬﺎ. ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﻘﻰ ﻓﻜﺮﻙ ﻣﻦ ﺃﱂ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻓﺈﻥ ﺻﻼﺗﻚ ﺗﻜﻮﻥ ﻃـﺎﻫﺮﺓ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻭﺗﺸﺮﻕ ﻓﻴﻚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻘﻲ ﻋﲔ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﻴﺤﻞ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﺃﱂ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻳﻠﻘﻲ ﻋﻜﺮﹰﺍ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻳﻀﻌﻒ ﻗﻮـﺎ ﻭﻳﺒﻄـﻞ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﻜﺪﺭ ﻣﺴﺠﺲ ﻭﻣﻄﻴﺶ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻵﻻﻡ. ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺗﺪﺧﻞ ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻭﺿﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺳﲑﻦ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﰲ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟـﺸﺮﺍﺏ ﻓـﺈﻥ ﺭﻓﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﻛﻨﺖ ﺬ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻓـﺈﻥ ﺍﻟﻔﻜـﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﺒﻚ ﻭﻻ ﺗﺸﻌﻞ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﲝﺮﺍﺭﺗﻪ ﻭﻻ ﺬ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺎ ﻷﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺒﻄﻠﺔ ﺍﳍﺬﻳﺬ ﺑﺎﷲ .ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻻ ﺗﺘـﻴﻘﻆ ﺇﺫﺍ ﻭﺟـﺪﺕ ﺍﳉﺴﺪ ﻋﻤﺎ ﹰﻻ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﺎﷲ ﺑﻞ ﺃﺎ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺧﻠﻔﻬﺎ. }{٩٨
ﺇﺫﺍ ﺁﳌﻚ ﻭﺟﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﺎﻋﺮﻑ ﺳﺒﺒﻪ ﻭﺍﻗﻄﻌﻪ ﻓـﺈﺫﺍ ﺃﻛﻠـﺖ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻓﺈﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﲣﻄﺊ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻛﻠﺖ ﻟﻠﺸﻬﻮﺓ ﻓﺈﻧﻚ ﲣﻄـﺊ. ﻭﺇﻧﻚ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﰲ ﺃﻋـﻀﺎﺋﻚ ﻭﺗﺘﻌﺒﻚ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺄﻛﻮﻟﻚ ﳍﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻭﺗﻘـﻮﻯ ﻓـﻼ ﺗﻌـﻂ ﻟﻠﺸﻬﻮﺓ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻭﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﻟﺬﺗﻚ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﻨﺤﻞ ﺑـﻞ ﺍﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻙ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﺧﺬ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻙ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺍﺳﻨﺪ ﻛﻞ ﺃﻣﻮﺭﻩ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﺍﺻﻨﻊ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻷﻛﺜﺮ ﰲ ﻭﻗـﺖ ﺷﺒﺎﺑﻚ. ﺍﻋﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻮﺟﺪ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻷﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﻬﺖ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻬﻮﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﺮﻛﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﺈﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﻟﺬﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺇﺫﺍ ﻣـﺎ ﺫﺍﻗـﺖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻼﻭﺓ ﻓﺈﻥ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﲤـﻮﺕ ﻣﻨـﻬﺎ .ﻭﺍﻋﻠـﻢ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺃﻥ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﺗﺘﻴﻘﻆ ﻓﻴﻚ ﺇﺫﺍ ﻋﺪﻣﺖ ﺣﺴﻦ ﺷـﻬﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ .ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻓﻴﻚ ﺷﻬﻮﺗﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﳉﺴﺪ ﻣﻌﹰﺎ ﻷﻥ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﻌﻞ ﰲ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﰲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ .ﺃﻣﺎ ﺗﻠﻚ ﻓﺘﻨﺘﺞ ﺳﺠﺴﹰﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﻫـﺬﻩ ﻓﺘﺮﺗﻴـﺐ ﻭﺣﺴﻦ ﻧﻈﺎﻡ .ﺗﻠﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﻤﻠﺖ ﺗﻈﻠﻢ ﻧﻮﺭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺗﺒﻄﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﻭﺃﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﻓﺘﻤﻸ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻧﻮﺭﹰﺍ ﻭﺍﻟﻀﻤﲑ ﺣﻜﻤﺔ ﻭﻧﻈﺮﺍﺕ ﻭﺷﺨﻮﺻﹰﺎ ﻧﻘﻴﹰﺎ ﰲ ﺍﷲ ﻭﺗﺸﺠﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﲡﻌﻞ ﻋﻘﻠـﻪ ﻣﺘﺨﻠﺼﹰﺎ ﻣﺴﺮﻋﹰﺎ ﻟﻜﻞ ﻋﻤﻞ ﺭﻭﺣﺎﱐ ﻭﺇﻥ ﻋﺮﺽ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺍﳉﺴﺪ }{٩٩
ﺃﻭ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻠﻞ ﺍﳉﺴﺪ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﻐﻠﻲ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺗﻄﺮﺩ ﺑﺮﻭﺩﺗﻪ ﻭﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻄﺮﺩ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﳌﻠﻞ ﺍﳌﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟـﺒﻠﻐﻢ ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻄﺮﺩ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﳏﺒﺔ ﺍﷲ ﻣـﻦ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﻭﺍﳉﺴﺪ ﻭﻛﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﺣـﺮﺍﺭﺓ ﺑﺎﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ .ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﻭﺃﺷﻌﻞ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻴـﻚ ﻣـﺎ ﺩﺍﻡ ﰲ ﺟﺴﺪﻙ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻭﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﰲ ﺃﻋﻀﺎﺋﻚ ﻭﻧﺒﻪ ﺷﻬﻮﺓ ﺇﳍﻴـﺔ ﰲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﻟﻜﻲ ﺗﻐﲑ ﺷﻬﻮﺓ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﻭﺗﺄﺧﺬ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻭﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻚ ﻗﻮﺓ ﳋﺪﻣﺔ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﻭﺍﺟﻌﻞ ﺟﺴﺪﻙ ﺧﺎﺩﻣﹰﺎ ﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺿﻌﻒ ﺍﳉﺴﺪ ﺑﺎﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﲡﺪ ﰲ ﻧﻔﺴﻚ ﻗﻮﺓ ﻭﲢﺘﺮ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻙ ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺑﺮﺩﺕ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉـﺴﺪ ﻣﻊ ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ﺗﻘﻮﻯ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ. ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻌﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻌﺮﻓـﺔ ﺇﳍﻴـﺔ ﰲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ .ﺣﺮﻙ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪﻙ ﻟﺘﻬﺪﺃ ﻭﺗﻄـﺮﺩ ﺇﻏﺮﺍﺀﺍﺎ ﻭﺇﻥ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺃﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀﻙ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟـﺸﻬﻮﺓ ﺃﻳﻘﻆ ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﳋﺪﻣﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻟﺌﻼ ﺗـﺄﰐ ﺍﻟـﺸﻬﻮﺓ ﻭﲡﺪﻙ ﺑﻄﺎ ﹰﻻ ﻭﺗﺼﻨﻊ ﻓﻴﻚ ﺇﺭﺍﺩﺎ .ﻛﻦ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺣﻴﹰﺎ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﻄﻔﺊ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﶈﺮﻛﺔ ﻟﻠﺸﻬﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻚ.
ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﺠﺴﺪ ﺃﻓﻜﺎﺭﹰﺍ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻭﺍﻣﺘﺰﺝ ﺍﻟﻄﺒﻌﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ. ﻟﻜﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻣـﻊ ﺃﻧـﺎﺀ ﻭﺁﻟـﺔ ﺍﳋﺪﻣﺔ. ﺃﱂ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﺟﺰ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﺌﻼ ﻳﺘﻔﺮﺱ ﰲ ﺍﻹﳍﻴﺎﺕ ﻭﻟﻴﺲ ﻳﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﻤﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺭﺍﺿﻴﺔ ﺑﻪ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻄﻬﺮ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﲢﻔﻆ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﻮﺿـﻮﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺳـﻂ ﻭﺩﺍﺧﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟـﺸﻬﻮﺍﻧﻴﺔ ﻓـﺈﻥ ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻠﺬﻫﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻟﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻗﺒﻠـﺖ ﻣـﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺗﺬﻛﺎﺭﺍﺕ ﻭﺭﺑﺖ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻛﺪﺭﺕ ﻧﻘـﺎﻭﺓ ﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﻌﻘـﻞ ﻫـﻲ ﺗﻘـﻮﻯ ﻭﻳﻘﻮﻳﻬـﺎ ﺍﳉـﺴﺪﺍﻧﻴﺎﺕ ﻭﺍﶈﺴﻮﺳﺎﺕ ﻭﺣﻴﺚ ﻟﻴﺲ ﻗﺘﺎﻝ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﺍﻟﺮﺏ ﰲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳌﺘﺪﺑﺮ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﳊـﻖ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﱂ ﺍﳋﻄﻴﺔ .ﻷﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺄﱂ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺧﻄﻴﺘﻪ.
ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳉﺴﺪ ﻓﻤﻦ ﺃﺳﻔﻞ ﻭﺍﳉـﺴﺪ ﺧﻠﻖ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺧﺎﺩﻣﹰﺎ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺃﻓﻌﺎ ﹰﻻ ﻣﻨﻈﻮﺭﺓ
ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﲢـﺮﻙ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺗﺴﺠﺲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ .ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺴﺠﺲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳـﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﷲ .ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺮﺍﻫـﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻌـﺪ ﻋـﻦ ﺍﳌﻨـﺎﻇﺮ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ .ﲨﻴﻊ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﲤﻨﻊ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻣﻦ ﺍﳊـﺲ ﺑﺴﲑﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﺧﺼﻮﺻﹰﺎ ﺃﱂ ﺍﻟﺰﻧﺎ.
}{١٠٠
}{١٠١
ﺇﻥ ﺗﺪﺑﲑ ﺳﲑﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻫﻮ ﺣﻼﻭﺓ ﻭﻓـﺮﺡ ﻭﻃﻬـﺮ ﻭﻗﺪﺍﺳﺔ ﻭﺗﻌﻔﻒ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺄﱂ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﺳﻼﻡ ﻭﺣﺐ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺴﺠﺲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﳉﺴﺪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﳍﺬﺍ ﺃﻇﻬﺮ ﺻﻌﻮﺑﺘﻬﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﳜﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺯﺭﻉ ﻳﻜﻮﻥ ﳒﺲ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﺽ .ﻓﻠﻨﺤـﺬﺭ ﺇﺫﻥ ﻣـﻦ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﱂ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﺮﻯ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻜﻤـﺎﻝ ﲟﺤﺒﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﺣﺴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﶈﺮﻛﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻷﱂ. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺇﻥ ﱂ ﺗﺒﻠﻎ ﺑﻌﺪ ﳍﺬﺍ ﻓﺘﻔﻜﺮ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻭﻛﻤﻠـﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻗﻔﻞ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﻫـﻲ ﺍﳌﻨـﺎﻇﺮ ﻭﺍﳌﻔﺎﻭﺿـﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺳﺪ ﻳﻨﺒﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻷﱂ ﻭﺻﺤﺔ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴـﺔ ﻭﺍﻗﻄﻊ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻗﻈﻬﺎ ﻭﲢﺮﻛﻬﺎ ﰲ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻻ ﲡﻌﻞ ﻓﻜﺮ ﻳﻬﺬ ﺎ ﻭﻻ ﺃﻋﻀﺎﺀﻙ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺎ ﻭﻻ ﻳﻜـﻮﻥ ﳍـﺎ ﻣﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﺇﱃ ﺩﺍﺧﻠﻚ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﰲ ﺳﻼﻡ ﺑـﻼ ﺳـﺠﺲ ﻭﲢﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﳎﻲﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺑﺎﳉﺴﺪ ﺑﻞ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺻﻮﺕ ﻛﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺮﺍﺭﻩ ﻭﻻ ﳛﺴﻮﻥ ﻗﻮﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﻧﺆﻫﻞ ﻟﻘﻮﺓ ﺃﺳﺮﺍﺭﻩ ﻭﻟﻌﻤﻞ ﻭﺣﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭﻻ ﳔﻴﺐ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﻨﻈﻮﺭﺍﺕ ﺑﻴﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﳋﻼﺻﻨﺎ ﻟﻪ ﺍﺪ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺭﲪﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ ﺁﻣﲔ.
}{١٠٢
@ @åßbrÛa@Šàî½a ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﺱ ﻓﻴﻠﻭﻜـﺴﻴﻨﻭﺱ ﻋﻠـﻰ ﺴـﺅﺍل ﺴـﺄﻟﻪ ﺍﻟﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﺩﻴﺱ ﺍﻟﺭﻫﺎﻭﻱ ﻋﻥ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﻋﻠـﻰ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻁﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﻜﻴﻑ ﻨﻘﺘﻨﻲ ﺍﻟﻁﻬﺎﺭﺓ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺨﺘﺎﺭ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﻟﻠﻘﺘﺎل ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺇﻥ ﻫل ﻴﻠﻴﻕ ﺃﻥ ﻨﻜﻤل ﺒﺎﻟﻔﻌل ﺠﻤﻴﻊ ﻭﺼـﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤـﺴﻴﺢ. ﻓﻨﻘﺩﻩ ﺍﻟﻘﺩﻴﺱ ﻭﻻﻤﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﻟﻪ ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﺒﺘﺭﺘﻴﺏ ﺴﺄل.
ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻧﻚ ﲢﺒﻨﺎ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻷﻥ ﻣﻦ ﻛﺜـﺮﺓ ﳏﺒﺘﻚ ﻧﺴﻴﺖ ﻣﻘﺪﺍﺭﻧﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﺘﺐ ﻭﻧﺴﺄﻟﻚ ﻟﻜـﻲ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻚ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻣﻌﺘﻨﲔ ﲝﻴﺎﺓ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻮﺫﺍ ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ ﳏﺒﺘﻚ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻨﺎ ﺗﺴﺄﻟﻨﺎ ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻨـﺎ ﺑﻮﺍﺳـﻄﺔ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻨﻚ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮﹰﺍ ﺃﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﺎ ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﻷﻥ ﺍﳊﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﳓﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻌﺪﻭﻡ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻭﳓﻦ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﺲ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺩﺍﺋﻤـﹰﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻓﺮﺍﻍ ﻭﻟﻮ ﻗﻠﻴﻞ ﻟﻨﻠﺘﻔﺖ ﻓﻴﻪ ﻭﻧﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ﻓﺎﻟﺮﺟـﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﻟﻪ ﻛﻬﺬﺍ ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺘﺴﺄﻟﻪ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴـﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻭﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻮﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻤـﻞ ﻭﻳﺘـﺪﺑﺮ. }{١٠٣
ﻃﻠﺒﺖ ﻣﲏ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻓﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﻧﺴﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻘﺪﺍﺭﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺃﻧﺴﻰ ﺿﻌﻔﻲ ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻓﻜﺮ ﰲ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﱵ ﺃﻥ ﺃﻋﻤﻞ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﻟﻜﻦ ﺻﻼﺗﻚ ﺗﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﲡﻌﻠﲏ ﺃﻓﻌﻞ ﻷﻧﻪ ﲟﺤﺒﺘﻚ ﺃﻧـﺴﻰ ﻣﱰﻟﱵ ﻭﻛﻴﻒ ﻭﺃﻧﺖ ﺑﺼﻼﺗﻚ ﲡﺎﺏ ﻟﻚ ﺃﺳﺌﻠﺘﻚ ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺗﻨﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺼﻼﺗﻚ. @ @bíb•ìÛa@ÅÐy ﺳﺆﺍﻟﻚ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻫﻮ ﻫﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻤﻞ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺧﻼﺹ ﳌـﻦ ﻻ ﳛﻔﻈﻬﺎ؟. ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﺇﻧﻪ ﺣﺴﺐ ﺭﺃﻳﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺳﺆﺍﻝ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﻓﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﻔﻆ ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﻜـﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺷﺮﻋﻬﺎ ﺭﺑﻨﺎ .ﻓﻴﺴﻮﻉ ﺭﺑﻨﺎ ﱂ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺃﻭ ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﺔ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺼﺪ ﳎﻴﺌﻪ ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻨﻘﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻳﺮﺩﻫﺎ ﳊﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﱃ ﻓﻮﺻﺎﻳﺎﻩ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﻗﲑ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻨﺎ ﻟﺘﻨﻘﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﻭﺻﺤﺘﻪ .ﻷﻥ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺗﻔﻌﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗـﺼﻨﻊ ﺍﻟﻌﻘـﺎﻗﲑ ﰲ ﺍﻟﻄﺒـﻊ ﺍﳉﺴﺪﺍﱐ .ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻘﻄﺔ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻫﻮ ﻏـﲑ ﳏﺘـﺎﺝ ﺇﱃ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻷﺎ ﻣﻄﻬﺮﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﺎﺋﺶ ﰲ }{١٠٤
ﺍﻟﻨﻘﺎﻭﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻷﻥ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻫﻴﻠﻮﻳﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺿﻊ ﻟﻠﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﳌﻄﻬﺮﺓ .ﻣﺜﻞ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﻷﻢ ﱂ ﻳﺴﻘﻄﻮﺍ ﻣﻦ ﺗﺎﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﳍﻲ ﻓﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﻛﻲ ﻳﺘﻄﻬﺮﻭﺍ ﺎ .ﻷﻥ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻫﻮ ﺭﻭﺣﺎﱐ ﻭﻓﻮﻕ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﳌـﻴﻼﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻴﺴﺖ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﺬﻩ ﻻﺋﻘﺔ ﻢ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺇﳕﺎ ﺷﺮﻋﺖ ﻟﻨﺎ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻧﻐﺴﻞ ﺃﺭﺟﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻭﻧﻔﺘﻘﺪ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﻭﻻ ﺘﻢ ﺑﺎﻟﻐﺪ ﻭﺇﺫﺍ ﻼ ﻧﺴﲑ ﺍﺛﻨﲔ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺣﻔﻈﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺳﺨﺮﻧﺎ ﻣﻴ ﹰ ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻟﻠﻨﻘﺎﻭﺓ ﻷﻢ ﱂ ﻳﻜﻤﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﳓﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ. ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺬﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻓﻠﻴﺤﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣـﺎﻝ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﻋﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻃﺎﻫﺮ ﻗﺎﻝ ﺇﻧـﻪ ﻟـﻴﺲ ﺃﺣﺪ ﻳﺒﻠﻎ ﻟﻠﺤﺐ ﺇﻥ ﱂ ﳛﻔﻈﻬﺎ .ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ :ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺻﺎﻳﺎﻱ ﻭﳛﻔﻈﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺒﲏ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳛﺒﲏ ﳛﺒﻪ ﺃﰊ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻪ ﺫﺍﰐ ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺒﲏ ﳛﻔﻆ ﻛﻼﻣﻲ ﻭﳛﺒﻪ ﺃﰊ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻧﺄﰐ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﻧﺼﻨﻊ ﻣﱰ ﹰﻻ .ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻗﺎﻝ ﺬﺍ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﻼﻣﻴﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻜﻢ ﺣﺐ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻟﺒﻌﺾ .ﻭﺍﳊﺐ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﺗﺸﻔﻰ ﺃﻭ ﺗﺼﺢ ﺇﻻ ﺇﻥ ﺣﻔﻈﺖ ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﻷﻥ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻫﻮ ﺩﻭﻥ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﻷﻥ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﺇﳕﺎ ﻳﻜـﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﳊﺐ .ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ :ﻛﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻓﻴﻤﺠﺪﻭﺍ ﺃﺑﺎﻛﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﻳـﻀﹰﺎ ﻻ }{١٠٥
ﳝﻜﻦ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺣﻔﻈﻨﺎ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ .ﻓﺈﻥ ﻇﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﺎ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻟـﺬﻟﻚ ﻻ ﻳـﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳛﻔﻈﻬﺎ ﻓﻠﻴﺴﻤﻊ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻧﺎﻗﻀﹰﺎ ﻇﻨﻪ ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ :ﺍﲪﻠﻮﺍ ﻧـﲑﻱ ﱃ ﻳـﺎ ﲨﻴـﻊ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻨﲑﻱ ﻫﲔ ﻭﲪﻠﻲ ﺧﻔﻴﻒ ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﺇ ﹼ ﺍﳌﺘﻌﺒﲔ ﻭﺛﻘﻴﻠﻲ ﺍﻷﲪﺎﻝ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﳛﻜﻢ ﻭﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﺳـﻞ ﻗـﺎﻝ ﺇﻥ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﻫﻮ ﺷﻲﺀ ﻟﻴﺲ ﻫﺎﻣﹰﺎ ﺑﻞ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﳛﻔﻈﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﻈـﻦ ﺃﻥ ﻟـﻴﺲ ﺣﺎﺟﺔ ﳊﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﻷﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻛﺪ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﳓﻔﻆ ﻛـﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﻳﻨﻘﺾ ﺇﺣﺪﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺪﻋﻰ ﺻﻐﲑﹰﺍ ﰲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺃﻣﺎ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺪﻋﻰ ﻋﻈﻴﻤﹰﺎ ﰲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ .ﻭﺑـﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻛﺜﲑﺓ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﻳﺆﻛﺪﻫﺎ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻳﻠﻴﻖ ﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺪ .ﻓﺒﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﲢﻔﻆ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻷﻧـﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﺗﻄﻬﺮ ﺇﻻ ﲝﻔﻈﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻗﺪ ﺷـﺮﻋﺖ ﻣـﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﻬﲑ .ﻷﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﳜﺮﺝ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﲝﻔﻈﻬﺎ .ﻓﻤﻦ ﻣﻌﲎ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟـﺸﺮ ﺃﻓﻬﻢ ﻗﺮﺏ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﺃﻳﻀﹰﺎ .ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺸﺘﻬﻲ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﲑ ﺃﻭ ﹰﻻ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺑﺎﺑﻞ ﺇﱃ ﺃﻭﺭﺷـﻠﻴﻢ ﻣـﺸﻮﺍ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﻠﻮﻙ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ .ﺃﻣﺎ ﺣﺰﻗﻴﺎﻝ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﻥ ﺧﻄﻒ ﻭﺟﺎﺀ ﺇﱃ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ﻭﺻﺎﺭ ﻧﺎﻇﺮﹰﺍ ﲨﻴـﻊ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﻧﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺎ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﺃﻧﺎﺳﹰﺎ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟـﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟـﱵ ﺑﺎﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩ ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻗـﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻻ ﻧﻄﻠﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﻨﺴﺘﻌﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻭﺍﻟﺘـﺪﺍﺑﲑ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﱵ ﲝﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻓﻘﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻓـﺬﻟﻚ ﺍﻟﻐـﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﺙ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺑﻨـﺎ ﺍﺣﻔـﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﺬﺍ ﺗﻨﺎﻝ ﺍﳊﻴﺎﺓ .ﻭﳌﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﺃﻱ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﻫﻲ ﻭﺻﻒ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﻟﻪ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﲢـﺮﺽ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﳌﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻭﻫﻮ ﺷﻲﺀ ﺯﺍﺋﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺗﺮﻳـﺪ ﺃﻥ ﺗﻜـﻮﻥ ﻼ ﺍﻣﺾ ﻭﺑﻊ ﲨﻴﻊ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺗﻚ ﻭﺃﻋﻄـﻪ ﻟﻠﻤـﺴﺎﻛﲔ ﻭﺍﲪـﻞ ﻛﺎﻣ ﹰ ﺻﻠﻴﺒﻚ ﻭﺍﺗﺒﻌﲏ .ﺃﻋﲏ ﻣﺖ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﲢﻴﺎ ﰊ .ﺃﺧﺮﺝ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺪﺧﻞ .ﻓﺒﻘﻮﻟﻪ ﺍﲪﻞ ﺻﻠﻴﺒﻚ ﻳﻌﲏ ﺑﻪ ﺍﳌﻴﺘﻮﺗﺔ ﻣﻦ ﻛـﻞ ﺷـﻲﺀ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﻴﺖ ﺑﺎﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻌـﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﲑ ﰲ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﻮﻟﺲ ﺇﻥ ﳊﻤﹰﺎ ﻭﺩﻣﹰﺎ ﻻ ﻳـﺴﺘﻄﻴﻌﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺛـﺎ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ .ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﺧﻠﻌﻮﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺗﻘﻠﺒﺎﺗـﻪ
}{١٠٦
}{١٠٧
ﻭﺍﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﳌﺘﺠﺪﺩ ﺑﺎﳌﻌﺮﻓﺔ ﺑﺸﺒﻪ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﳏﺒﺔ ﺍﳉـﺴﺪ ﻫﻲ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﺍﷲ ﻷﺎ ﻻ ﲣﻀﻊ ﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺍﷲ ﻭﻻ ﺗـﺴﺘﻄﻴﻊ ﺫﻟـﻚ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﰲ ﺍﳉﺴﺪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻮﺍ ﺍﷲ .ﻷﻥ ﻏـﺮﺽ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﱂ ﳜﻠﻊ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﳍﺬﺍ ﻓﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﺭﳛﺎ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﺃﺭﺽ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺒﻠﻮﺍ ﺍﳋﺘﺎﻥ .ﻭﺫﻟﻚ ﺑـﺎﻟﺮﻣﺰ ﻗﻄﻌﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻇﻬﺮﻫﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﻋﻼﻧﻴﺔ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺣﺮﺑﻚ ﻟﻴﺲ ﻣﻊ ﳊﻢ ﻭﺩﻡ ﺑـﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺭﺍﺧﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻭﺿﺎﺑﻄﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳌﻈﻠﻢ ﻭﻣﻊ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ ﻓﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺧﺘﺎﻢ ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧـﺖ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ .ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﺑـﻮﻟﺲ ﺃﻧـﻪ ﻟـﻴﺲ ﺟﻬﺎﺩﻛﻢ ﻣﻊ ﳊﻢ ﻭﺩﻡ .ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﺃﻥ ﳛﺎﺭﺏ ﻣﻊ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻨﺠﺴﺔ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﻷﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻓﺘﺸﺖ ﻣﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﱃ ﺣﲔ ﻇﻬـﻮﺭ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﲡﺪ ﻫﺬﺍ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗـﺪ ﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﻣﺰﹰﺍ .ﻷﻢ ﻫﻢ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﺧﺘﺘﻨﻮﺍ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺣﺎﺭﺑﻮﺍ ﻷﻥ ﺍﳋﺘﺎﻥ ﻫﻮ ﻋﻼﻣﺔ ﺧﻠﻊ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻭﺍﳊﺮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻫﻮ ﻋﻼﻣﺔ ﺟﻬﺎﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻫﻮ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺸﻴﺎﻃﲔ ﻭﻟﻴﺲ ﳏﺎﺭﺏ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﻧﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳـﺪ ﰲ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺍﻋﺘﻤﺪ ﻭﺻﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ }{١٠٨
ﻭﺃﻣﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﺴﲑﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺧـﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﻟﻴﺤﺎﺭﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻌﻞ. @ @a@òjª ﳏﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻚ ﺗﻌﻠﻤﻚ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻫﺬﺍ ﻫـﻮ ﺗـﺪﺑﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻜﻴﻒ ﳝﻜـﻦ ﺃﻻ ﲢﻔـﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺃﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﳛﻴﺎ ﺇﻥ ﱂ ﳛﻔﻈﻬﺎ ﻓﺴﻴﺪﻧﺎ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻳﻐﺴﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﺭﺟﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻭﻳﻜﺴﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻳـﺎ ﻭﻳﻔﺘﻘـﺪ ﺍﳌﺮﺿﻰ .ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﲢﺖ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﲪﻞ ﺻـﻠﻴﺒﻚ ﻭﺍﺗﺒﻌﲏ .ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﳏﺼﻮﺭﺓ ﰲ ﺃﻥ ﲢﺐ ﻗﺮﻳﺒﻚ ﻛﻨﻔﺴﻚ .ﻓـﺈﺫﺍ ﺣﻔﻈﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﺳﺘﺤﻘﻘﺖ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﱄ ﻳﺎ ﻣﺒﺎﺭﻛﻲ ﺃﰊ ﺭﺛﻮﺍ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﳌﻌﺪ ﻟﻜﻢ .ﺃﻇﻬـﺮ ﺃﻥ ﺁﺧﺮ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﺇ ﹼ ﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻭﺻﻒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟـﻚ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﲢﻔﻆ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺟﻌـﺖ ﻓﺄﻃﻌﻤﺘﻤﻮﱐ ،ﻋﻄﺸﺖ ﻓﺴﻘﻴﺘﻤﻮﱐ ...ﺇﱁ .ﻭﻗﺎﻝ ﳐﻠﺼﻨﺎ ﻟﺰﻛـﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺼﻞ ﺍﳋﻼﺹ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺯﻛﺎ ﲜﻮﺍﺑﻪ ﺑﺄﻱ ﺳـﺒﺐ ﻳﺮﺙ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻫﺎﺃﻧـﺬﺍ ﺃﻋﻄـﻲ ﻧـﺼﻒ ﺃﻣـﻮﺍﱄ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﲔ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻭﺷﻴﺖ ﺑﺄﺣﺪ ﺃﺭﺩ ﻟﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺿـﻌﺎﻑ. }{١٠٩
ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻭﺻﻴﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﺻﻴﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺃﻋﻄـﻲ ﻧـﺼﻒ ﺃﻣﻮﺍﱄ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﺣﺐ ﻗﺮﻳﺒﻚ ﻛﻨﻔﺴﻚ ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻠﻮﺻـﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ .ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﻔﻆ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻭﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻵﺧـﺮ ﻟﻘﺮﻳﺒﻪ .ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻠﺬﻱ ﺧﻄﻒ ﻣﻨﻪ ﻓﻬـﻲ ﺣﻔﻆ ﻟﻠﻮﺻﻴﺔ ﺍﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺃﺭﺑﻌـﺔ ﻭﻋﻮﺽ ﺍﻟﻨﻌﺠﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻧﻌﺠﺎﺕ ﻟﻠﺬﻱ ﺳﺮﻕ ﻣﻨﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﺩﺍﻭﺩ ﳌﺎ ﺟﺮﺏ ﻣﻦ ﻧﺎﺛﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﻛﻤﻞ ﺯﻛﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻟﻪ ﻭﻷﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻛﻘﻮﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻠﻎ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﺣﱴ ﺃﻧﻪ ﺃﻋﻄﻰ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻘﻰ ﻟـﻪ ﻟﻠﻤـﺴﺎﻛﲔ ﻭﱂ ﻳﺮﺙ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻣﻠﻚ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺃﻳﻀﹰﺎ .ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺳﺮ ﻫﺬﺍ ﺇﺫ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻭﻭﺭﺙ ﺣﻴﺎﺓ ﻏﲑ ﻣﺎﺋﺘﺔ ﻭﺑﻌـﺪ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣﹰﺎ ﺻﻌﺪ ﻭﻣﻠﻚ ﻣﻊ ﺃﺑﻴﻪ. …@ @ÐäÛa@õbÔã@ïÛg@ÎìÜjÛa@pbu‰ ﳚﺐ ﻟﻠﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺑﻜﻼﻣﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ .ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻻ ﺗﻘﺘﻞ .ﻻ ﺗﺰﻥ .ﻻ ﺗﺴﺮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻫﻮ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺃﻛﺮﻡ ﺃﺑﺎﻙ ﻭﺃﻣﻚ ﻭﺣﺐ ﻗﺮﻳﺒﻚ ﻛﻨﻔﺴﻚ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺪﻩ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﻫـﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﻚ ﻭﺃﻋﻄﻪ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﲔ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﻌﺪ ﺗﺘﻤﻴﻢ ﻫـﺬﻩ }{١١٠
ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺃﻭﻋﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻛـﱰ ﰲ ﺍﻟـﺴﻤﺎﺀ .ﻓﻠﻬـﺬﺍ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳛﻴﺎ ﺣﺴﺐ ﺷﺮﻉ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﻻ ﺇﻥ ﺣﻔﻆ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ. ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﲪﻞ ﺻﻠﻴﺒﻚ ﻭﺍﺗﺒﻌﲏ ﻓﻬﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﻛﱰ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻳﻌﲏ ﺍ ﹸﳌﻠﻚ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻷﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﻣﻠﻚ ﺑﺎﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ ﺇﱐ ﺃﻣﻀﻲ ﻷﻋﺪ ﻟﻜـﻢ ﱃ ﻟﻜﻲ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻜﺎﻧﹰﺎ ﻭﺁﰐ ﺁﺧﺬﻛﻢ ﺇ ﹼ ﺃﻳﻀﹰﺎ. ﺃﻧﻈﺮ ﻳﺎ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﻴﻒ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﰲ ﺃﻱ ﻭﻗـﺖ ﻭﺇﱃ ﻣﻦ ﻗﻴﻞ ﻓﺘﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺳـﻴﺪﻧﺎ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ،ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ .ﻓـﺈﻥ ﻛﻨـﺖ ﺗﻈﻦ ﺃﻥ ﻏﺴﻞ ﺃﺭﺟﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺎﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﺒﻄﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻓﻬﺬﺍ ﻇﻦ ﻏﲑ ﺻﺎﺋﺐ .ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻄﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺳﻢ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻈﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺒﺸﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻏﲑ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺣﺴﺐ ﺭﺃﻳﻚ ﻇﻨﻨﺖ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻗﻮﻡ ﻣـﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻈﻦ ﺃﻢ ﻗﺪﻳﺴﲔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻵﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﻭﻥ ﱂ ﳛﻔﻈﻮﺍ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻗـﻮﻝ ﻟﻚ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﳛﻔﻈﻮﺍ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻟﻴـﺴﻮﺍ ﻗﺪﻳـﺴﲔ ﻓﺎﻟﻘـﺪﻳﺲ ﺑﺎﺳﻴﻠﻴﻮﺱ ﻭﻏﺮﻳﻐﻮﺭﻳﻮﺱ ﺍﻟﺜﻴﺌﻮﻟﻮﻏﻮﺱ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﻠﺖ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﻢ ﺃﺣﺒﻮﺍ ﺍﻟﻘﻔﺮ ﻭﻣﺪﺣﻮﺍ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣـﺒﻄﻠﲔ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺑﻞ ﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳛﻔﻈﻮﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛـﺎﻧﻮﺍ }{١١١
ﺳﺎﻛﻨﲔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﹸﺃﻫﻠﻮﺍ ﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻇﺎﻫﺮ ﺃـﻢ ﺣﲔ ﺳﻜﻨﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﳌﺪﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻭﻳﻔﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﳌﺮﺿـﻰ ﻭﻳﻜﺴﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻳﺎ ﻭﻳﻐﺴﻠﻮﻥ ﺍﻷﺭﺟﻞ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﳝﺸﻮﻥ ﻣﻴﻠﲔ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻼ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﺑﻌـﺪ ﺃﻥ ﺣﻔﻈـﻮﺍ ﻫـﺬﻩ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺨﺮﻫﻢ ﻣﻴ ﹰ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻴﻖ ﻣﻊ ﺳﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﲢـﺲ ﺑﻌـﺪﻡ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﱃ ﺃﺳﺮﻋﻮﺍ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﻟﻠﻘﻔﺮ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻧﺎﻇﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳـﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻭﱂ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺘﻬﺎﻭﻧﲔ ﰲ ﺣﻔﻆ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﺠﺌﻬﻢ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻟﺴﺒﺐ ﻳﻌﺮﺽ ﺃﻧﻪ ﺑـﺪﻭﻥ ﻫـﺬﻩ ﻻ ﳝﻜﻨﻬﻢ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻐﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ .ﻭﺗﺸﻬﺪ ﺗﻌـﺎﻟﻴﻤﻬﻢ ﺃﻧـﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﳍﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻫﺬﻩ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﺎﺳﻴﻠﻴﻮﺱ ﰲ ﻭﻗـﺖ ﻛﺎﻥ ﳝﺪﺡ ﺍﻟﺴﻜﲎ ﻣﻊ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﰲ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﳝﺪﺡ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﻔﺮ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﰲ ﺍﻻﺛﻨﲔ .ﻷﻧﻪ ﺑﺎﳊﻖ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ﰲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﲔ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺣﺴﺐ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﺇﻣﻜﺎﻥ ﺇﻓﺮﺍﺯﻩ ﻓﻔـﻲ ﻭﻗﺖ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻷﻗﻮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺴﻜﲎ ﻣﻊ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﰲ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ﻳﻮﺍﻓـﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﻔﺮ .ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﺇﱃ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﺰﺝ ﻋﻘﻠﻪ ﻛﻠﻪ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﺎﺋﺘﹰﺎ ﻋـﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺆﺫﻱ ﻭﻻ ﳜﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟـﺴﻜﲎ ﻣـﻊ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺲ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻞ ﻟﻴـﻨﻔﻌﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ .ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﳜﻄﻒ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻫـﺬﺍ ﺍﻷﻣـﺮ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﻰ ﻣﻦ ﺍﷲ .ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠـﻴﻢ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻰ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮ ﻋﻈﻤﺔ ﻭﻇﻨﹰﺎ ﻋﻦ ﻧﻔـﺴﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﳏﺒﺔ ﰲ ﺭﺑﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻠﻴﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻭﻣﻨﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻹﺫﻥ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻘﻮﻡ ﻗﺪﻳﺴﲔ .ﻓﺈﻥ ﻛـﺎﻥ ﺃﺣـﺪ ﺿﻌﻴﻔﹰﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻄﻘﺲ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﳏﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﰉ ﲝﻠﻴـﺐ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻜﲎ ﻣﻊ ﺍﻹﺧـﻮﺓ ﻭﺫﻟـﻚ ﻟﻴـﺬﻛﺮﻭﻩ ﺑﺎﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﻳﻘﻮﻣﻮﻩ ﻭﻟﻴﻮﺟﺪﻭﺍ ﻟﻪ ﻣﺎﺩﺓ ﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻬﺎ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﻔـﺮ ﻳﺼﻠﺢ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻟﻠﻬﺎﺭﺑﲔ ﻭﰲ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺸﺠﻌﺎﻥ ﻟﻜﻲ ﻳﻼﻗﻮﻥ ﺍﳊﺮﺏ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺑﻐﲑ ﻭﺍﺳـﻄﺔ ﺍﻵﻻﻡ ﻇﺎﻫﺮﻳـﹰﺎ .ﻓﻠـﺬﻟﻚ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳕﺴﻚ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﺎﺳﻴﻠﻴﻮﺱ ﻭﻧﺘـﺮﻙ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻷﻧﻪ ﺑﺈﻓﺮﺍﺯ ﻭﺟﺪ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑﻳﻦ ﻷﻧﻪ ﻗـﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻔـﺮ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﻳﻨﻮﻡ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻨـﻮﻡ ﺁﻻﻣﻪ ﺑﻞ ﻳﻘﻠﻌﻬﻢ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺭﺍﻗﺪﹰﺍ ﻻﺑـﺪ ﻟـﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒـﻪ. ﻭﺍﻟﻮﺟﻊ ﺍﳋﻔﻲ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻓﺴﺤﺔ ﻭﺳﺒﺒﹰﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻈﻬﺮ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺮﺍﻗﺪﺓ ﺇﻥ ﺻﺎﺩﻓﻬﺎ ﺳﺒﺐ ﻳﺜﲑﻫﺎ ﻓﺈﺎ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ .ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻘﻔﺮ ﻳﺮﻗﺪ ﺍﻵﻻﻡ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺑﻞ ﻭﺍﻵﻻﻡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﺮﻗـﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺃﱂ ﺍﺪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﻳﺮﻗﺪﻩ ﺷﺮﻩ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ .ﺃﱂ ﺍﳊﺰﻥ ﻳﺮﻗﺪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﻜـﺴﻞ ﻳﺮﻗﺪ ﺃﱂ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭﳏﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﺗﺮﻗﺪ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﺍﻟﻘﻔﺮ ﻟﺘﺮﻗﻴﺪ ﺍﻵﻻﻡ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻷﺟـﻞ ﻋﻤـﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺑﺎﻷﻛﺜﺮ ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﺎﻇﺮﹰﺍ ﺫﺍﺗﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ
}{١١٢
}{١١٣
ﻭﻟﻴﺤﻔﻆ ﺻﺤﺘﻪ ﺑﻐﲑ ﻣﻴﺎﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﳚـﺪﻫﺎ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻥ ﲝﻔـﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ. @ @ÝöbšÐÛa@õbänÓa@¿@‹aŠÏ⁄a@òîàçc ﲰﻌﺖ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻼ ﻣﻨﻬﺎ .ﻭﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﳌﺼﺮﻳﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺗﺪﺑﲑ ﻛﻞ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻗﻠﻴ ﹰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻓـﻀﻴﻠﺔ ﳏﺒﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻔﻌﹰﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺑﺎﻷﻛﺜﺮ ﻟـﺸﻔﺎﺀ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﺳﺌﻞ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻛﻠﻤـﺔ ﻗـﺎﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﺘﻔﺎﺿﻞ ﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﰲ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﺑﺎﻟﻘﻼﻳـﺔ ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ﻭﻳﻨﻮﺡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤـﻞ ﺑﺎﻟﻴـﺪ ﻹﻋﻄﺎﺀ ﺍﶈﺘﺎﺝ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻋـﺪﻡ ﺃﺧـﺬ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺪﻡ ﺇﺩﺍﻧﺔ ﺃﺣﺪ ﻭﻋﺪﻡ ﻟﻮﻡ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻌـﲏ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺖ ﺍﻟﻐﲑ ﰲ ﺣﲔ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻴﺖ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ. ﻭﺁﺧﺮ ﳌﺎ ﺳﺌﻞ ﺃﺟﺎﺏ ﺳﺎﺋﻠﻪ ﺍﺟﻠﺲ ﰲ ﻗﻼﻳﺘﻚ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﻥ ﻭﻫـﻲ ﺗﻌﻠﻤﻚ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﺬﻳﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻭﺟﺪﻧﺎﳘﺎ ﻋﻨﺪ ﺃﻧﺎﺱ ﻗﺪﻳـﺴﲔ ﻳﻌﻠﻤﻮﳘﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻔﺮ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺳـﺎﻛﻨﲔ .ﻓﺒﻌـﻀﻬﻢ ﺗﺘﻄﻬـﺮﻭﺍ ﻭﺃﺭﺿﻮﺍ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﺕ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻃﻔﺄﻭﺍ ﺁﻻﻣﻬﻢ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑـﺎﺀ ﻭﺣﺒﻬﻢ ﳍﻢ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﳍﺎﻡ ﻫﻮ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﻔﺮ ﺃﻭ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ ﻣﻊ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻹﻓﺮﺍﺯ ﰲ ﺣﻔﻈﻬﺎ .ﻓﺈﻥ ﻛـﺎﻥ }{١١٤
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻭﻳﻐﺴﻞ ﺃﺭﺟﻠﻬﻢ ﻭﻳﺼﻠﺢ ﳍﻢ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﻭﻳﻐﺴﻞ ﺛﻴﺎﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺘﺎﺝ ﻷﻥ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﻳﻜﻤﻞ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﶈﺒﺔ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺈﻓﺮﺍﺯ ﻟﺌﻼ ﻳﺘﻜﺪﺭ ﺳﻜﻮﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﻞ ﺑﺎﻷﻛﺜﺮ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺗﻄﻬﲑ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺫﻛـﺮ ﺍﷲ ﰲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻋﻤﻠـﺘﻢ ﻣـﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻓﻤﻌﻲ ﻗﺪ ﻋﻤﻠﺘﻢ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒﻠﻜﻢ ﻳﻘـﺒﻠﲏ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻛﻤﺜﻠﻤﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﳜﺪﻣﻪ ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻀﻄﺮﺏ ﺳﻜﻮﻧﻪ ﻭﻻ ﺗﺒﻄﻞ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻟﻪ ﻓﺈﻥ ﻇﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻋﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﻳﺘﻜﺪﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻠﻪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣـﻦ ﻭﻻ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﰲ ﻧﻈﺮﻩ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﺍﳊـﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺃﳌﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﱂ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺩﺍﺧﻠـﻪ ﺧﺮﺝ ﻭﺳﺠﺴﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺸﺒﻪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺣـﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨـﺎﺭ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ. ﺇﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﱂ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﳓﻔﻆ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺃﺭﺍﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻷﻧﻪ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺃﻧﻪ ﺍﺑﺘﺪﺃ ﻳﻌﻤـﻞ ﻭﻳﻌﻠـﻢ ﻭﻳﻜﻤﻞ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺗﻜـﱰﻭﺍ ﻟﻜـﻢ ﻛﻨﻮﺯﹰﺍ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﱳ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻻ ﺗﻘﺘﻨـﻮﺍ ﺛﻮﺑﲔ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﺛﻮﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻗﺎﻝ ﻻ ﺘﻤـﻮﺍ ﺑﺎﻟﻐـﺪ ﻭﻧﻌﺘﺮﻑ ﻛﻠﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﳛﻤﻞ ﺗﻼﻣﻴـﺬﻩ ﻣﻌﻬﻢ ﻗﻮﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﻭﻧﻔﻬﻢ ﺫﻟﻚ }{١١٥
ﻣﻦ ﺍﺑﺘﻴﺎﻋﻬﻢ ﻃﻌﺎﻣﹰﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻳﲔ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﺣﺬﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﲬﲑ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﻴﲔ ﻭﺍﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ ﺣﺰﻧﻮﺍ ﰲ ﺫﻭﺍﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﳍﻢ ﺧﺒﺰ ﺧﻼ ﺭﻏﻴﻔﹰﺎ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ .ﻭﰲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺁﺧﺮ ﻧﻔﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺗﻘﺘﻨﻮﺍ ﺫﻫﺒﹰﺎ ﻭﻻ ﻓﻀﺔ ﻭﻻ ﳓﺎﺳﹰﺎ ﰲ ﺃﻛﻴﺎﺳﻜﻢ ﻭﻇﺎﻫﺮ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﻘﺘﲏ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺣﱴ ﺃﻥ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﻮﺫﺍ ﳛﻤﻠﻪ ﻭﻛـﺎﻥ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻴﻪ .ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺣﺒﻮﺍ ﺃﻋـﺪﺍﺀﻛﻢ ﻭﺑﺎﺭﻛﻮﺍ ﻻﻋﻴﻨﻜﻢ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻭﻫـﺬﻩ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﺃﻛﻤﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳛﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻋﺪﺍﺀﻩ ﻭﻳﺒـﺎﺭﻙ ﻼ ﺍﻏﻔﺮ ﳍﻢ ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﳉﻤﻴﻞ ﻣﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺻﻠﻰ ﻷﺑﻴﻪ ﻗﺎﺋ ﹰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻐﻀﻮﻧﻪ ﻭﻳﺸﻔﻲ ﺃﻣﺮﺍﺿﻬﻢ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻟﻴﻤﺴﻜﻪ ﰲ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﻼ ﻓﺴﺮ ﻣﻌﻪ ﻣﻴﻠﲔ ﻫﺬﻩ ﺃﻳـﻀﹰﺎ ﺃﺑﺮﺃ ﻟﻪ ﺃﺫﻧﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﻳﺴﺨﺮﻙ ﻣﻴ ﹰ ﺃﻛﻤﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻷﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻰ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻴﺸﻔﻲ ﻣﺮﺿـﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﳝﺸﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﻋﺎﻩ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻤﻊ ﻟـﺸﻔﺎﺀ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻣﻀﻰ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻋﻮﺽ ﺍﳌﺮﻳﺾ ﺃﻗﺎﻡ ﻣﻴﺘﹰﺎ .ﻭﻷﺟﻞ ﻏﺴﻞ ﺃﺭﺟﻞ ﺇﺧﻮﺗﻨﺎ ﱂ ﻳﻐﺴﻞ ﻫﻮ ﺃﺭﺟﻞ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺃﺭﺟﻞ ﻋـﺪﻭﻩ ﺃﻳﻀﹰﺎ .ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﺳﻠﻤﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﳓﻔﻈﻬﺎ ﺃﻛﻤﻠﻬﺎ ﻫـﻮ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺻﺎﺭ ﻟﻨﺎ ﻣﺜﺎ ﹰﻻ ﻟﻨﺴﲑ ﰲ ﺇﺛﺮﻩ ﻭﳓﻔﻆ ﲨﻴـﻊ ﻭﺻـﺎﻳﺎ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻭﻻ ﻧﺸﻚ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺃﻧـﻪ ﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻭﺩﺧﻞ ﲢﺖ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﻟﻜﻲ ﻳﺒﺘﺎﻉ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﲢﺖ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ .ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﲢﺒﻮﻧﲏ ﻓﺎﺣﻔﻈﻮﺍ ﻭﺻﺎﻳﺎﻱ }{١١٦
ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﻔﻈﺖ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺃﰊ ﻭﺍﺛﺒﺖ ﰲ ﳏﺒﺘﻪ ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﻟﻺﻧـﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳏﺒﹰﺎ ﺇﻻ ﺇﻥ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﺇﻥ ﱂ ﳛﻔﻈﻬﺎ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﻟﻠﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑـﻞ ﺃﻳـﻀﹰﺎ ﻻ ﻳﺮﺙ ﺍﳊﻴﺎﺓ. ﺇﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﷲ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳـﺪ ﺃﻥ ﻳﻬـﻮﻯ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻳﺎﻣﹰﺎ ﺻﺎﳊﺔ ﻓﻠﻴﻜﻔﻒ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺷﻔﺘﺎﻩ ﻋـﻦ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﻐﺶ ﻭﻟﻴﺤﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻳﻔﻌﻞ ﺍﳋﲑ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﳚﺪ ﰲ ﺃﺛﺮﻩ ﻓﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﳛﻮﻳﺎﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ .ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﺟﻴﺪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻭﻣﻦ ﺗﺪﺑﲑ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﲟﺤﺒﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻭﺣﺴﺐ ﻇﲏ ﺃﻥ ﺇﺳﺤﻖ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﻗﺪ ﺗﺴﻠﻤﺎ ﻣﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﺃﺑﻴﻬﻢ .ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺣﻔﻆ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭـﺎ ﻋﻈـﻢ ﺷـﺄﻧﻪ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﲝﻔﻈﻪ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﲤﺠﺪ .ﻭﺇﺫﺍ ﲰﻌﺖ ﺻـﻮﺕ ﺍﷲ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﲡﺪ ﺃﻧﻪ ﳛﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﺑﻘﻮﻟـﻪ ﻻ ﺗﻨﻈﻒ ﺯﻳﺘﻮﻧﻚ ﻭﻻ ﺗﻠﻘﻂ ﻟﻘﺎﻁ ﺣﻘﻠﻚ ﺑﻞ ﺍﺗﺮﻛـﻪ ﻟﻠﻤـﺴﺎﻛﲔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺋﺴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻚ .ﺳﺖ ﺳﻨﲔ ﺍﺯﺭﻉ ﻭﺍﺣـﺼﺪ ﻭﰲ ﺍﻟـﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﺍﺯﺭﻋﻪ ﻭﺍﺗﺮﻛﻪ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﲔ .ﻻ ﺗﻜﻢ ﺛﻮﺭﹰﺍ ﺩﺍﺭﺳـﹰﺎ ﻳﻌﻠﻤﻨـﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﲪﺔ .ﻻ ﺗﻄﺒﺦ ﺍﳉﺪﻱ ﺑﻠﱭ ﺃﻣﻪ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻳـﺪﻝ ﻋﻠـﻰ ﻒ ﻣـﻦ ﺍﻟﺮﲪﺔ .ﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻔﺮﺍﺥ ﻣﻊ ﺃﻣﻬﻢ ﻋﲎ ﺬﺍ ﺍﻟﺮﲪﺔ .ﺧـ }{١١٧
ﻓﺠﻮﺍﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻬﺮﺏ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﲢﺮﻛﻬﺎ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﻓﻴـﻪ ،ﻟـﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﺑﻞ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﲢﺮﻙ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻵﻻﻡ ﻣﺜﻞ ﺷﺮﻩ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻭﳏﺒـﺔ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺃﻭ ﺍﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﻞ ﺑﺎﻷﻛﺜﺮ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ
ﺍﻟﱵ ﺗﺮﰊ ﺍﻷﱂ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻓﻼ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﱂ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﳛـﺎﺭﺏ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ .ﻭﻳـﺪﻝ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺳﺮ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﱂ ﻭﻷﺎ ﲣﺠﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﺑﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻈﻦ ﺃﻧـﻪ ﺗﻘﻴﻢ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻓﺈﻥ ﻋﺮﺽ ﻟﺬﺍﻙ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻥ ﻳﺪﻧﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﲣﺠﻞ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﲤﻀﻲ ﺇﱃ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻓﺈﻥ ﻋﺮﺽ ﻟﺬﺍﻙ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻥ ﻳﺪﻧﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﲣﺠﻞ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﲤﻀﻲ ﺇﱃ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺒﻘﻰ ﻫﺎﺭﺑﺔ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻵﻻﻡ ﻷﺎ ﹸﻏﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻞ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻈﻦ ﺃﺎ ﻣﻐﻠﻮﺑـﺔ ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﺎ ﹸﻏﻠﺒﺖ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﺎ ﱂ ﲡﺎﻫـﺪ ﻓﻴﻨﺒﻐـﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻵﻻﻡ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﳝﻜﻨﻪ ﺫﻟـﻚ. ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﺴﻬﻞ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﻘﺎﺗﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﲝﻜﻤـﺔ ﻭﳜـﺒﻂ ﺍﻷﻣـﻮﺭ ﻭﻳﺰﻋﺠﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺟﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﻷـﻢ ﻛـﺎﻧﻮﺍ ﻏﺮﺑـﺎﺀ ﻣـﻦ ﻟـﺬﺓ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺎﺕ ﺍﳌﺮﺋﻴﺔ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﺗﺎﻭﺭﻳﺘﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻫﻲ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣﺎﺩﺓ ﺇﱃ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﳍﺬﻩ ﺃﻥ ﲢﺮﻙ ﺍﻵﻻﻡ ﺑﻞ ﻭﺗﻌﻄﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﳚﲏ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺰﻫﺮ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻛﻲ ﺃﺑﲔ ﻗـﻮﱄ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻗﻮﻝ ﻫﻮﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﳌﺂﻛﻞ ﲢﺮﻙ ﺃﱂ ﺷﺮﻩ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻭﻧﻈـﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻭﻣﻔﺎﻭﺿﺘﻬﻦ ﻳﺜﲑ ﺃﱂ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔـﻀﺔ ﺗﺮﰊ ﺃﱂ ﳏﺒﺔ ﺍﻟﻔﻀﺔ .ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺮﻕ ﺃﺧـﺮﻯ ﻭﻧﻈـﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﺎ ﻧﻜﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﻏﻠﺒﺔ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺮﺏ ﺇﳍﻚ ﻭﺍﺣﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺮﺯ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜـﺎﻥ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ .ﻭﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺐ ﻟﻠﺬﻱ ﳜﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﻳﻬﻮﻯ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﻓﻤﻌﺮﻭﻑ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﳏﺐ ﺍﷲ ﺃﻥ ﲨﻴـﻊ ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﳉﺪﻳﺪﺓ ﱂ ﺗﺸﺮﻉ ﻷﻱ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﺇﻻ ﻟﻜﻲ ﳛﻔﻈﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﺮﻓﻨـﺎ ﺍﷲ ـﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺃﻧﻪ ﺭﺣﻮﻡ ﻭﺑﺎﺭ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻭﻳﺮﻳﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﳓـﻦ ﺃﻳـﻀﹰﺎ ﺭﺣﻮﻣﻴﲔ ﻭﺃﺑﺮﺍﺭﹰﺍ .ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻇﻬﺮ ﻫﻮ ﺭﲪﺘﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺮﻳـﺪﻧﺎ ﳓﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺃﻥ ﻧﻈﻬﺮ ﻫﻜﺬﺍ .ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺴﺐ ﻇﲏ ﻳﻘﻨﻌﻮﻥ ﺳﺆﺍﻟﻚ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻔﺘﻘﺮﹰﺍ ﻭﻻ ﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ.
}{١١٨
}{١١٩
@ @Ùmbî§@lŠça ﺃﻣﺎ ﺳﺆﺍﻟﻚ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﻬﻮ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻴﻖ ﺃﻥ ﻧﺒﺘﻌﺪ ﻣـﻦ ﲨﻴـﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺒﺐ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻈﻦ ﺑﻪ ﻫﺮﻭﺏ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﻏﻠﺒﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ .ﻷﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺗﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ.
ﺍﻵﻻﻡ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻻ ﺇﻥ ﻏﻠﺐ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﺑﲔ ﺍﳍﻴﻮﱄ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻷﻧﻪ ﺇﻥ ﺩﻧﺎ ﻹﺣﺪﺍﳘﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘـﻞ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻵﻻﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﱂ ﻳﺪﻧﻮ ﺑﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﹰﺎ ﻷﻥ ﻫﻨـﺎﻙ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﲜﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﺣﻜﻤﺘﻚ ﺗﻘﺎﻭﻣﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺧﻠﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﲝﻜﻤﺔ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺎ ﺍﺗﻘﻨﺖ ﺍﳋﻠﻴﻘـﺔ ﻭﺍﻣﺘﺰﺟﺖ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺇﳕﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺪﺭﻳﺞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺼﺎﺩﻑ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﺭﻳﹰﺎ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟـﻪ ﻣﺎﺩﺓ ﳏﺴﻮﺳﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺴﲑ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ .ﺇﺫ ﺃـﻢ ﺑـﺪﻭﻥ ﻭﺳﺎﻃﺔ ﺍﻷﺣﺮﻑ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻷﻥ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﳑﺰﻭﺟﺔ ﺑﺄﺣﺮﻓﻪ ﻭﺬﺍ ﻳﺄﰐ ﺇﱃ ﺣﺎﺳﻴﺔ ﺍﳊـﻮﺍﺱ ﺃﻋﲏ ﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻷﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺼﱯ ﻭﻳﺘﺮﰉ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﺣﺮﻑ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺷﻜﻞ ﺍﻷﺣﺮﻑ ﻭﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻳﺄﺧﺬ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﱵ ﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﳛﺪﺙ ﻟﻚ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻷﻧﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲤﺴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺗﺘﻔﺮﺱ ﰲ ﺃﺣﺮﻓﻪ ﻓﺈﻧﻚ ﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻟﻸﺣﺮﻑ ﺗﺼﻞ ﺇﱃ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈـﺮ ﻋﻘﻠﻨﺎ ﰲ ﺟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﺣﺮﻑ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻴﺠﲏ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ .ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳌﻔﻌﻮﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺮﻙ ﺍﻵﻻﻡ ﰲ ﻧﻈﺮﻩ ﺇﱃ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﺃﻋﲏ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻓﻴﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻳـﺪﻝ ﺎﺀ ﺣﺴﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺯﻯ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺷﺮﻛﺘﻬﺎ ﻣـﻊ }{١٢٠
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻛﻴﻒ ﻣﻦ ﺭﺗﺒﺘﲔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻧﺎﻃﻘﺔ ﺗﻜﻤـﻞ ﺧﻠﻴﻘـﺔ ﻧﺎﻃﻘـﺔ ﺑﺎﳉﺴﺪ ﻭﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﺑﺎﳉﺴﺪ .ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﲑ ﺍﳌﻮﺍﻛﻴـﻞ ﻭﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺯﻳﻨﺎﺗﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﻤﺮ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣـﻦ ﻛـﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺄﺧﺬ ﺗﺼﻮﺭ ﺗﺎﻭﺭﻳﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﳛﺲ ﻭﻳﺬﻭﻕ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺎﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﻭﳛﺲ ﻭﻳﺬﻭﻕ ﺍﳌﻌﺮﻓـﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﳌﱰﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣـﻞ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﻴﹰﺎ ﺑﺎﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻓﺒﺎﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻛـﻞ ﺷـﻲﺀ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺸﺒﻪ. ﺇﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﻻ ﳛﺲ ﺑﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻞ ﳛـﺲ ﺑﻄﻌﻤﻬﻢ ﺍﳉﺴﺪﺍﱐ ﻓﻘﻂ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘـﻞ ﺍﻟﺮﻭﺣـﺎﱐ ﻻ ﳛـﺲ ﲜﺴﺪﺍﻧﻴﺘﻬﺎ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻘﻂ .ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﱄ ﻣـﱴ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﱰﻟﺔ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻳﺒﻠﻎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﲝﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﻭﻟﻠﻮﺻﺎﻳﺎ ﻃﻘﻮﺱ ﻭﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﻔﺮﻭﺯﺓ ﻟﻌﻤﻠﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﻛـﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﺴﻜﲎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺄﰐ ﺇﻟﻴﻪ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﺃﻭ ﳏﺘـﺎﺟﲔ ﻓـﻼ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﹸﻟﻘﻴﺎﻫﻢ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳍـﺮﺏ ﺟﻴـﺪﹰﺍ ﺃﻭ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺳﻜﻮﻧﹰﺎ ﺑﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮﻫﻢ ﳛﺮﻙ ﰲ ﺫﺍﺗـﻪ ﺣـﺐ ﻭﳏﺒـﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ .ﺇﺫ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻳﻘﺪﻡ ﳍﻢ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺇﻻ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﳐﻔﻲ ﰲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻤﻞ ﲝـﺮﺍﺭﺓ ﲨﻴـﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳊﺐ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﻭﲢﺮﻙ ﰲ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﺷﺘﻴﺎﻕ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﲜﻤﻴﻊ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﶈﺒﺔ ﻓﺈﻥ ﺣﺪﺙ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﺮﻫﹰﺎ ﺟﺴﺪﺍﻧﻴﹰﺎ ﻟﻠﺬﻱ }{١٢١
ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻠﻴﺒﻄﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﺑﻞ ﳛﺮﻛـﻪ ﺍﳊﺐ ﺍﻹﳍﻲ ﲜﻤﻴﻊ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﳑﻠﻮﺀ ﺑﺎﶈﺒﺔ ﻟﻠﺬﻱ ﻗـﺪ ﺟﺎﺀ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﺟـﻞ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻳﻈـﻦ ﺃﻥ ﻛﻼﻣـﻪ ﻭﻣﻔﺎﻭﺿﺘﻪ ﻣﻌﻪ ﳚﻌﻠﻪ ﳜﺴﺮ ﺳﻜﻮﻥ ﻧﻔﺴﻪ .ﻷﻧـﻚ ﺇﻥ ﺳـﺒﻘﺖ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻓﻜﻴﻒ ﲢﺴﺐ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿـﺔ ﻣﻌـﻪ ﺧﺴﺎﺭﺓ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻭﺿﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﺼﺮ ﰲ ﻧﻴﺎﺡ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻭﻗﺒﻮﳍﻢ ﻓﺈﱐ ﺣﺴﺐ ﻇﲏ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻧﻴﺎﺡ ﻭﺳﻜﻮﻥ ﺑﻞ ﺭﺍﺣﺔ ﺟﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﻳﻨﺤﺮﻑ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻟـﺸﻲﺀ ﻓﻬـﺬﻩ ﺣﺮﻛﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺧﺪﺍﻉ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﳜﻴﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﳏﺒﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻓﻬﻮ ﳑﻠﻮﺀ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﹰﺎ ﻭﺳﺠﺴﹰﺎ ﻭﻳﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺄ ﻓﻴﻪ ﺑﻐﻀﹰﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺮﻭﺑﻪ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﺒﺎﺏ ﻣﻨﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﺇﻟﻴـﻪ ﺳﺠﺲ ﻛﻼﻡ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﳚﻌﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﺎﺣﺼﹰﺎ ﻭﺩﻳﺎﻧﹰﺎ ﻷﻓﻌﺎﳍﻢ ﻭﻧﺎﻇﺮﹰﺍ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ ﻓﻴﺒﻐﻀﻬﻢ ﻭﻳﺮﺫﳍﻢ ﻭﻳﺘﻔﺮﺱ ﻓﻴﻬﻢ ﻛﺄﻢ ﺟﻬﺎﻝ ﻭﺇﻥ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻣﻔﺎﻭﺿﺘﻬﻢ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻔﻌﺔ ﻭﻳﻈﻦ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﻓـﻊ ﻣﻨـﻬﻢ ﺑﺎﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻔﺮ ﻣﻦ ﻟﻘﺎﺋﻬﻢ ﻛﻤﻦ ﻫﻮ ﻗـﺎﺋﻢ ﰲ ﻋﻠـﻮ ﺍﳌﻌﺮﻓـﺔ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﺃﻥ ﻟﻪ ﻣﻔﺎﻭﺿﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻴﺴﺖ ﳍﻢ ﻭﳍﺬﺍ ﻳﻬﺮﺏ ﻭـﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﳝﺘﻠﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﺲ ﻭﻳﻨﻘﺾ ﺳﻜﻮﻧﻪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﺃﻧـﻪ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺒﻘﻰ ﻧﺎﻇﺮﹰﺍ ﻵﻻﻣﻬﻢ ﻓﻴﺪﻳﻦ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻭﻳﺮﺫﻝ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻭﻳﻠﻮﻡ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻭﻳﺒﻜﺖ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻭﻳﻐﲑ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻬﺮﺏ ﻣـﻦ
ﻧﻈﺮ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﷲ ﻳﺼﲑ ﻧﺎﻇﺮﹰﺍ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻓﺄﻳﻦ ﻫﻮ ﺳﻜﻮﻥ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻋﻘﻠﻪ ﻣﻌﱪﹰﺍ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﻗﺪ ﲨﻊ ﻓﻴﻪ ﺗـﺬﻛﺎﺭﺍﺕ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﻭﺩ ﰲ ﺍﳊﻤﺄﺓ .ﻓﺈﻧﺎ ﳒـﺪ ﺃﻳـﻀﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻼﺳـﻔﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﲔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﺍﳍﺎﺩﺋﺔ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﺑﻌـﻀﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﻀﻰ ﻭﺳﻜﻦ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻓﺎﺳﺪ ﺍﳍـﻮﺍﺀ ﻭﺟﺒـﻞ ﻣﻘﻔﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﻀﻌﻒ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺮﺩﺍﺀﺓ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺃﻥ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻗﺪ ﺃﺿﻌﻒ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﳉـﺴﺪ ﻋﻄـﻞ ﺷﻬﻮﺍﺗﻪ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺑﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺃﻋﲏ ﻣﺎ ﺃﺣﺲ ﺑﻨﻔـﻊ ﻣـﻦ ﺳﻘﻢ ﺁﻻﻣﻪ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺼﱪﻩ ﻗﺪ ﺃﻣﺮﺽ ﺍﻵﻻﻡ ﺑـﻞ ﻓـﺴﺎﺩ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﳉﺴﺪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻘﻤﺎﺀ ﺑﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﳌﻠﻘـﻮﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺁﻻﻣﻬﻢ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻏﲑ ﻣﻄﻔﺄﺓ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻌﻘﻞ ﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻷﻧﻪ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻣﻊ ﺿﻌﻒ ﺍﳉﺴﺪ ﻳﻀﻌﻒ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻭﻳﻜﻞ ﻭﻳﻨﻌﺲ ﻭﻳﺒﻄﻞ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ .ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨـﺎ ﺃﻥ ﳓﺐ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺫﺝ ﺑﻞ ﻧﻄﻠﺐ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺳﺒﺐ ﻣﻨﻔﻌﺘﻪ ﻭﻻ ﻧﻄﻠـﺐ ﺳﻜﻮﻧﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻭﺿﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻞ ﺳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺎ ﳒـﺮﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺗﻨﻔﻌﻨﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﰐ ﺇﻟﻴﻨـﺎ ﻏﺮﺑـﺎﺀ ﻓﻠﻨﻘﺒﻠﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺣﺐ ﻭﺑﻜﻞ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻻ ﻧﺴﺮﻉ ﻟﻠﻤﻔﺎﻭﺿـﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻻ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﻻ ﺑﺸﻬﻮﺓ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻻ ﻧﻄـﺮﺩﻫﻢ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺃﺣﺴﺴﻨﺎ ﺃﻥ ﻟﻘﻴﺎﻫﻢ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻟﻨﺎ ﻣﺎﺩﺓ ﺁﻻﻡ ﺃﻭ ﺃﱂ ﳎـﺪ ﺃﻭ ﻃﺎﺵ ﺫﻫﻨﻨﺎ ﻓﻠﻨﻬﺮﺏ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﺑﻞ ﻣﻊ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ
}{١٢٢
}{١٢٣
ﳚﻠﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﺎﳌﻔﻮﺿﺔ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻠﻄﻒ ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺲ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﲢﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺷـﻬﻮﺓ ﻣﻔﺎﻭﺿـﺔ ﺍﻟﻜﺒـﺎﺭ ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺍﳌﻌﺮﻭﻓﲔ ﻓﻠﻴﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻭﺿﺘﻬﻢ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﻬﺎﻫﺎ ﻓﻠﻨﻄﻠﺐ ﻣﻔﺎﻭﺿﺔ ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﻷﺟﻞ ﺃﻥ ﻧﻄﻴﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﻜﻦ ﻏﺮﺿﻨﺎ ﺗﻜﻤﻴﻞ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻭﺍﶈﺒـﺔ ﻭﳍﺬﺍ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻻ ﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻭﻻ ﺗـﺸﺘﻬﻲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﺑﻞ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﻓﺎﺧﺘﺮ ﻟﻚ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻔﻊ ﺫﻫﻨﻚ ﻭﻻ ﺗﻘﻞ ﱄ ﺃﻥ ﻓﻼﻧﹰﺎ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﲝﻜﻤـﺔ ﻭﻳﻔـﺴﺮ ﺍﻟﻜﺘـﺐ ﻭﻳﻔﺤﺺ ﻣﻌﲎ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﹰﺎ .ﻓﺄﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻨﺎ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺃﻭ ﺑﺘﻔﺴﲑ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻛﺘﺐ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﻣﻌﺎﻥ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻻ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻷﻥ ﺍﳌﺘﻮﺣﺪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﻮﺍﻓﻘﹰﺎ ﻻﲰﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺣﻴﺪﹰﺍ ﺑﻈﺎﻫﺮﻩ ﻭﺑﺎﻃﻨﻪ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﺑـﻞ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﺳﺎﻛﻦ ﺃﻋﲏ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳـﺸﺎﺀ ﺃﻥ ﳛﻞ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﻷﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﺰﻣﻮﺭ ﺃﻧﻪ ﳚﻠـﺲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺍﺟﻨﻤﻊ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﺑﺎﲰﻲ ﻓـﺈﱐ ﺃﻛﻮﻥ ﰲ ﻭﺳﻄﻬﻢ ﺃﻋﲏ ﻧﻄﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺷﻬﻮﺗﻪ ﻭﻏﻀﺒﻴﺘﻪ ﻟﺘﻜـﻮﻥ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﻭﻓﺎﻋﻠﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻄﻘﻴﺔ ﻓﺘﻔﺤﺺ ﺍﳌﻌﺮﻓـﺔ ﺍﻟـﱵ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﷲ ﻭﺷـﻬﻮﺗﻪ ﺗـﺸﺘﺎﻕ ﻟﻠـﺸﺮﻛﺔ ﻣـﻊ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﻏﻀﺒﻴﺘﻪ ﲢﺎﺭﺏ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﻟـﺸﺮﻭﺭ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛـﺔ ﺇﺫﺍ }{١٢٤
ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺴﻨﹰﺎ ﻭﻳﺮﰊ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻓﺎﻫﺮﺏ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﻳﺮﰊ ﺍﻵﻻﻡ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲢﺲ ﺑﺬﻫﻨﻚ ﺇﻧﻚ ﻃﻔﻞ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻫﺮﺏ ﻣـﻦ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻭﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺂﻛﻞ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﻻ ﺗﻘﻞ ﺇﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻫﺮﺑﺖ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺰﻣﺖ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻌﲎ ﻗﻮﱄ ﺃﻥ ﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺃﻋﺪﺍﺀﻙ ﻭﺗﻌﻄﻴﻬﻢ ﻗﻮﺓ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟـﺴﺒﻊ ﺇﺫﺍ ﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻐﻠﺐ ،ﻛﺬﻟﻚ ﺗـﻀﻌﻒ ﺍﻵﻻﻡ ﺑﻘﻠـﺔ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﺗﻐﺬﻳﻬﺎ ﻭﺗﻨﺸﺌﻬﺎ. ﻼ ﳛﻘﻖ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﺑﻜﻼﻡ ﲰﻌﺘﻪ ﻋـﻦ ﺃﻧـﺎﺱ ﺇﱐ ﺃﺿﻊ ﻟﻚ ﺩﻟﻴ ﹰ ﻗﺪﻳﺴﲔ ﺗﻌﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﻭﺃﻱ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳛﺒﻮﻥ ﻓﺈﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﲟﺤﺒﺔ ﻭﻓـﺮﺡ ﻭﻛـﺎﻧﻮﺍ ﳜﺪﻣﻮﻢ ﺑﺈﻓﺮﺍﺯ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻭﺿﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﻓﻘﺪ ﻗﻴـﻞ ﻋﻦ ﺍﻷﺏ ﺑﻴﻤﻦ ﺇﻥ ﻭﺍﱄ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺮﺩ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﺴﻚ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﺘﻪ ﻭﺣﺒﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﺜﻞ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻗﺘﻠﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﱂ ﻳﺄﺕ ﺃﻧﺒﺎ ﺑﻴﻤﻦ ﻭﺃﻧﻈﺮﻩ ﻭﻳـﺴﺄﻟﲏ ﻓﻠﻦ ﺃﻃﻠﻘﻪ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﱂ ﻳﺮﺽ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻥ ﳝﻀﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﳊـﺎﻛﻢ ﻓﻠﲑﺳﻞ ﺇﱃ ﻛﻼﻣﹰﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻃﻠﻘﻪ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻃﻠﺐ ﺣﺎﻛﻢ ﺁﺧـﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮﻩ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻗﺪﺍﻣﻪ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﲟﺠﻴﺌﻬﻢ }{١٢٥
ﺻﻌﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮﹰﺍ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻠﻤﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﻨـﺪ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﳌﺘﻮﺣﺪ ﺃﺟﺎﺏ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻬﻨـﺎ ﺍﳌﺘﻮﺣـﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﻠﺒﻪ .ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺣﺎﻛﻢ ﺁﺧﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮﻩ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻑ ﲟﺠﻴﺌﻪ ﻳﻬﺮﺏ ﻓﺠﺎﺀ ﻣﺘﻨﻜﺮﹰﺍ ﺪﻭﺀ ﺑﻐﲑ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﲟﺠﻴﺌﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺃﺧﺬ ﺧﺒﺰﹰﺍ ﻭﺟﺒﻨﹰﺎ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺄﻛﻞ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﻋﻤـﻞ ﻭﱂ ﻳﻜـﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﺼﺪﻩ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﺯﺩﺭﻯ ﺑﻪ ﻭﺫﻫﺐ .ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻜﺘﻮﺑـﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺗﺼﺮﻓﻬﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻵﻥ. ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﲢﺐ ﺭﺍﺣﺘﻬﺎ ﺑﺎﳍﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻧﻘـﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻞ ﻫﺎﺃﻧﺬﺍ ﺃﻋﺮﻓﻚ ﺃﻧﻪ ﲦﺔ ﻫﺮﺏ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﺭﺍﺣﺘﻪ ﻭﲦﺔ ﻫـﺮﺏ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﲡﻌﻠﻬﺎ ﳊﻜـﻢ ﺍﻟﻨﻴﺔ. @ @kîÜ–Ûa@ñŠrÇ ﻼ ﻣﻦ ﺃﺟـﻞ ﻭﺳﺆﺍﻟﻚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻫﻮ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤ ﹰ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻻ ﻳﻨﺘﻔﻌﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺑﻞ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﳚﺐ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺷﻚ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺃﻡ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻭﻟﻮ ﺧﺴﺮ ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ؟. }{١٢٦
ﻓﻨﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻷﺟﻞ ﺗﻄﻬﲑ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﺇﱃ ﻧﻘﺎﻭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻓﻴﺸﻜﻮﻥ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻟـﻮﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻚ .ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﱂ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﺘﺸﻜﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻘﺼﺪ ﺗﻄﻬﲑ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻓﻸﺟﻞ ﻟﻮﻣﻬﻢ ﻳﺬﻧﺒﻮﺍ ﻷﻢ ﻏﲑ ﺃﻛﻔﺎﺀ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﻗﺼﺪﻩ ﻷﺟﻞ ﺎﻭﻢ ﻭﺃﻢ ﻻ ﳛﺴﻮﻥ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﻭﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻗﺼﺪ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻷﻧﻪ ﺭﻭﺣﺎﱐ ﻷﻥ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻗﺎﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻋﻨـﺪ ﺍﳍﺎﻟﻜﲔ ﺟﻬﺎﻟﺔ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻫﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺟﻬﺎﻟﺔ ﻷﻢ ﻻ ﳛﺴﻮﻥ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ .ﻓﻌﻠﻰ ﻗﻮﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﻓﻠﻴﺴﻜﺖ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋـﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﺯﺓ ﻭﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ .ﻷﻧﻪ ﺣـﱴ ﺍﻟﻴـﻮﻡ ﺫﻛـﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻋﺜﺮﺓ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﻭﻏﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﻠﻴﺼﻤﺖ ﺇﺫﻥ ﻋـﻦ ﺫﻛـﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻌﺜﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟـﺸﺠﺎﻉ ﳒﺪ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺴﻜﺖ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳـﺼﺮﺥ ﺩﺍﺋﻤـﹰﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﺲ ﱄ ﺍﻓﺘﺨﺎﺭ ﺇﻻ ﺑﺼﻠﻴﺐ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻠﻮ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻟﻜﻲ ﻳﻮﺿﺢ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻜـﻲ ﻳﺸﻜﻚ .ﺃﻣﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﺒﺌﺲ ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﻭﻟﲑﺟﻊ ﺷﻜﻬﻢ ﻋﻠـﻴﻬﻢ. ﻷﻧﻪ ﺣﱴ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﲨﻴﻊ ﻣﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺍﻟـﺰﻭﺭ ﻳـﺸﻜﻮﻥ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻨﺎ ﻧﻨﺎﺩﻱ ﺑﺈﳝﺎﻧﻨﺎ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﻓﻬﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧـﺴﻜﺖ ﻋـﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺈﳝﺎﻧﻨﺎ ﻷﺟﻞ ﺷﻚ ﺃﻭﻟﺌﻚ. }{١٢٧
ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﻣﻦ ﳏـﱯ ﺍﻟﺒﺎﻃـﻞ ﻭﺍﻟـﺸﺮﻭﺭ ﻳﻠﻮﻣـﻮﻥ ﻭﻳﺴﺘﺸﻨﻌﻮﻥ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﷲ ﻭﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻔﻼﱐ ﻟﻴﺲ ﺣﺴﻨﹰﺎ ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻔﻼﱐ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻛﺎﺋﻦ ﻓﻬﻞ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﷲ ﺗﺪﺑﲑ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻮﻣﻮﻥ ﻭﻳﺸﻜﻮﻥ ﺃﻭ ﻫﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﻫـﺆﻻﺀ ﺍﳌﺘﺸﻜﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﻧﻀﻊ ﺍﳌﺪﺑﺮ ﲢﺖ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻭﻳﻌﺪ ﺷﻚ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ ﺃﻧﻪ ﻧﻔﺎﻕ ﺃﻥ ﻳﻀﻤﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫـﺬﺍ .ﻓﻘـﺪ ﻛﺘﺐ ﺃﻥ ﲰﻌﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﳌﺎ ﲪﻞ ﻳﺴﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻟﺴﻘﻮﻁ ﻭﻮﺽ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﻟﻌﻼﻣﺔ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﻓﻠﻴﺲ ﺃﻣﺮﻱ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﳘﺎ ﻣﻦ ﻳﺴﻮﻉ ﺑﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗـﻪ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﻛـﻞ ﺃﺣﺪ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﻟﻜﻲ ﳛﻴﻲ ﺍﻟﻜﻞ ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻫﻲ ﺳﺒﺐ ﻣﻮﻢ ﺑﻞ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺭﺩﺍﺀﺓ ﻣﺸﻴﺌﺘﻬﻢ ﺟﺬﺑﻮﺍ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﳌﻮﺕ .ﻷﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﰲ ﻋﲔ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺑﻞ ﻣﻦ ﻋﺪ ﺑـﺼﺮ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻫﻜﺬﺍ ﺷﻚ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺑﻞ ﻣﻦ ﻋـﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳉﻬﺎﻝ. ﺍﳌﺂﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺗﻀﻌﻒ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻭﲢﻞ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺍﳌﺂﻛﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻭﻟﻜـﻦ ﺍﳌـﺮﺽ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﳘﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ .ﻓﺘﻔﺮﺱ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺗﺄﻣﻞ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻭﺍﺻﻨﻊ ﻋﻤﻠﻚ ﺑﻐﺮﺽ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﷲ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻣﻦ }{١٢٨
ﻧﻴﺘﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻭﺗﺸﻜﻴﻜﻬﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟـﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺮﺏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻚ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﲝﻖ ﻭﻋﺪﻝ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮ ﻳﺸﻚ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻳﺸﻚ ﰲ ﺍﻟﺸﺮ .ﻓﺒﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﻳﺸﻚ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﰲ ﺍﻟﺸﺮ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺭﺩﺍﺀﺗﻪ ﺃﻣـﺎ ﺍﻟﺸﺮ ﺇﺫﺍ ﺷﻚ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﺍﻩ ﺻﻼﺣﹰﺎ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﺣﻖ ﺑﻞ ﻳﻄﻐﻰ ﺑﺎﻟﻈﻨﻮﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻻﺯﻗﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮ .ﻓـﺘﻔﻬﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﻈﻦ ﺃﺎ ﺗﺸﻜﻚ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﺍﳌﺸﻜﻜﲔ ﻭﺣﻜﻢ ﻋﻤﻠﻚ ﻋﻨﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺧﺬ ﻟﻪ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘـﺐ ﻭﻣـﻦ ﻓﺤﺺ ﺍﻟﻨﻴﺔ .ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺘﺸﺖ ﻋﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺭ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺩﻳﻨﻮﻧﺔ ﺇﻓﺮﺍﺯﻙ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻮﻡ ﻓﺎﻋﻤﻠﻪ ﺑﺜﻘﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻇﻦ ﻭﻻ ﺷﻚ ﻭﺻ ِﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﻋﻤﻠﻚ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻨﻈﺮﻩ ﺃﻧﺖ .ﻓﻄﻮﰉ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﺐ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﻳﺴﲑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﻳﺼﻌﺪ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﻛﺘﺮﺗﻴـﺐ ﺩﺭﺟﺘﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺼﻌﺪ ﺑﺪﺭﺝ ﻏﺮﻳﺐ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﲏ ﺑﻪ. ﻧﻘﺎﻭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻲ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺃﻭﱃ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻨﺎ ﻷﺎ ﻫﻲ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﳍﺎ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺗﺄﻫﻞ ﺃﺣﺪ ﻟﻠﺒﻠﻮﻍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﻗﺒﻞ ﺣﺎﺳﻴﺔ ﲡﺪﻳﺪﻩ ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﺃﻭ ﺃﺥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺑﻞ ﳛﺲ ﺑﺎﳌﻮﻫﺒﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. }{١٢٩
ﻭﺃﻗﻮﻝ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﲝﺴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺑﻘﻮﺓ ﳜﺮﺝ ﰲ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻴﻒ ﺍﺗﻔـﻖ ﻭﻻ ﻳﻠﺘﻔـﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﺑﻞ ﻳﺴﺮﻉ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻓﻘﻂ ﻛﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻮﻟﺲ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﺮﻍ ﻟﻨﻈﺮ ﺷﻚ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺳﺮﻋﺔ ﺟﺮﻳﻪ ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﺎ ﻳﺼﺎﺩﻓﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻳـﻀﹰﺎ ﺣﻴﻨﻤـﺎ ﲡـﺮﻱ ﺟﺴﺪﺍﻧﻴﹰﺎ .ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﺫﻫﻨﻚ ﻳﻬﺘﻢ ﻟﻨﻈﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻻ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﻔﺮﻍ ﳌﺎ ﺃﻧﺖ ﺳﺎﺋﺮ ﻓﻴﻪ. ﻭﻗﻠﺖ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﺐ ﺃﻥ ﳛﺐ ﺍﷲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻠﻴﻬﺘﻢ ﺑﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻓﺄﺟﺎﻭﺑﻚ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺏ ﻗﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﻓﻴﻚ ﻛﻒﺀ ﻭﻗﻠﺖ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﻔﺲ ﺩﺍﻟﺔ ﻷﺎ ﱂ ﺗﻐﻠﺐ ﺍﻵﻻﻡ ﻛﻤﺎ ﳚﺐ .ﻓﻴﻈﻬﺮ ﱄ ﺃﻥ ﻫﺬﻳﻦ ﺿـﺪﻳﻦ ﻷﻧـﻚ ﻗﻠﺘﻬﻤﺎ ﺑﺴﺬﺍﺟﺔ ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﱂ ﺗﻐﻠﺐ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻻﻡ ﻓﻜﻴﻒ ﺘﻢ ﺑﺎﻟﻨﻘﺎﺀ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﻷﻥ ﻋﺪﻝ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﺎ ﻓﻮﻕ ﻣﻘﺪﺍﺭﻫﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﱂ ﺗﻐﻠﺐ ﺁﻻﻣﻬﺎ .ﻻ ﳛـﺐ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻇﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺘﻬﻴﻪ ،ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺐ ،ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﻬﻴﻪ. ﺍﻵﻻﻡ ﺑﺎﺏ ﻣﻐﻠﻮﻕ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺬﻛﺎﻭﺓ ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳌﻐﻠﻖ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺇﱃ ﺑﻠـﺪ ﻧﻘـﺎﺀ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﺍﳍﺎﺩﺉ .ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺩﺍﻟﺔ ﻓﻘﺪ ﻗﻠﺖ ﺍﳊﻖ ﻷﻥ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ }{١٣٠
ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻮﻕ ﺍﻵﻻﻡ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻭﻓﻮﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻷﻧﻪ ﻫﻜـﺬﺍ ﻫـﻮ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺣﺴﺐ ﻗﻮﱄ. ×@ @ÐäÛa@õbÔã@æbã⁄a@nÔí@Ñî ﺍﻟﺼﺎﺑﺮ ﳚﺎﻫﺪ ﻣﻊ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻻﻡ ﺗـﺄﰐ ﺑﺎﻟﻨﻘـﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﻳﻌﻄﻲ ﺩﺍﻟﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ .ﻭﺇﻧﻨﺎ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﳓﺴﺐ ﲢﺖ ﺍﳌﻼﻣﺔ ﺇﺫﺍ ﻃﻠﺒﻨﺎ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻠﺮﺏ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻳﻈﻦ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ ﺷﻲﺀ .ﺑﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﳓﺰﻥ ﻭﻧﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ ﺑﻘﻠﺐ ﻣﻨﺴﺤﻖ ﻭﻧﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﺿـﻌﺔ ﻭﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﺑﺘﻮﺟﻊ ﻧﻔﺲ ﻧﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ ﻭﻧﻘﻮﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﷲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺭ ﻳﺎ ﺍﷲ ﲢﻨﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻷﱐ ﺧـﺎﻃﺊ ﻭﻻ ﻧﺘﻔـﺮﻍ ﻟﺸﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﺑﻞ ﻃﻠﺒﺔ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﳋﻄﺎﻳﺎ ﻷﻥ ﺍﳌﺮﻳﺾ ﻳﻌﺘﲏ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺑﻌﺎﻗﺒﺔ ﺃﻭﺟﺎﻋﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻰ ﻳﻄﻠﺐ ﺃﻥ ﻳﺼﲑ ﻏﻨﻴﹰﺎ .ﻓﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫـﻮ ﳑﻠﻜﺘﻬﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺸﻒ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻪ ﻭﱂ ﻳﻘﻢ ﻣـﻦ ﺳﺮﻳﺮ ﺿﻌﻔﻪ ﺍﳌﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﲑ ﻣﻠﻜﹰﺎ! ﻟﻌﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﷲ ﻣﻠﻜﻨﺎ ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺃﻭ ﺃﻋﻄﻨﺎ ﺗﺎﻭﺭﻳﺘﻚ ﺬﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ .ﺑﻞ ﺣﺴﺐ ﺭﺃﻳﻲ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﳔﺘﺎﺭ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳊﻘـﲑﺓ ﻭﻧـﺴﺮﻉ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﺍﻷﺩﱏ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﻫﻮ ﻷﺟﻞ ﺃﻧﻪ ﺩﻓﻌـﺔ ﻭﺍﺣـﺪﺓ ﺩﻋﺎﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﳚﻠﺴﻨﺎ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻨﺎ .ﻷﻧﻪ ﻭﺍﺟﺐ ﺟﺪﹰﺍ ﻟﻠﺬﻱ ﺩﻋـﻲ ﺃﻻ }{١٣١
ﳜﺘﺎﺭ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻮﺿﻌﹰﺎ ﺑﻞ ﻟﻴﺪﻉ ﺳﻴﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎﻩ ﳜﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﺍﳌﻮﺿـﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻮﺿﻌﻪ .ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻗﺎﺋﻠﲔ ﻟﻴﺄﺕ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﺍﳌﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﳓﻦ ﻓﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﺃﻭﺻﺎﻧﺎ ﺬﺍ ﻟﻨﻨﺴﻰ ﻣﻘﺪﺍﺭﻧﺎ ﺑﻞ ﻟﻴﻌﺮﻓﻨﺎ ﻋﻈﻢ ﻧﻌﻤﺘﻪ .ﻷﻧﻪ ﺟﺎﺩ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺪﻋﻮ ﺍﷲ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻳﺘﻘﺪﺱ ﺍﲰﻚ ﻟﻴـﺄﺕ ﻣﻠﻜﻮﺗـﻚ. ﻭﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻻﺋﻘﺔ ﺑﻨﺎ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺇﻧﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧـﺖ ﻗـﺪ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﳉﻤﻴﻌﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﺣـﺴﺐ ﺍﻻﺳـﺘﺤﻘﺎﻕ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴـﺔ ﺑﻮﺍﺳـﻄﺔ ﺍﻷﻋﻤـﺎﻝ ﻭﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻵﻻﻡ .ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻄﻠﺐ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻞ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻹﳒﻴﻞ .ﺇﺫﺍ ﺻﻨﻌﺘﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﱪ ﻓﻘﻮﻟﻮﺍ ﺃﻧﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻄﺎﻟﻮﻥ ﻭﺇﳕﺎ ﺻﻨﻌﻨﺎ ﻣﺎ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ. ﺃﻟﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﰲ ﺩﻳﻨﻪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺥ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻳـﺸﺘﻬﻲ ﺃﻥ ﻳﻜـﻮﻥ ﻣﻠﻜﹰﺎ .ﻓﻘﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﻥ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﻷﻥ ﻋﺪﻡ ﺗـﺄﱂ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻮ ﳑﻠﻜﺘﻬﺎ ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺫﻧﻮﺑﻪ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﻳﺒﻮﺡ ﺎ ﻭﳚﻌﻞ ﺫﺍﺗﻪ ﰲ ﺃﺣﻂ ﻣﱰﻟﺔ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﻣﺴﺘﺤﻘﺔ ﻛﻞ ﻗﺒﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺇﳕﺎ ﺟـﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﻴﺨﻠﺺ ﺍﳋﻄﺎﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﳍﻢ ﺃﻧﺎ .ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﲢﻨﻦ ﻋﻠـ ﻰ ﻟﻜﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰊ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻃﻮﻝ ﺃﻧﺎﺗﻪ .ﻭﻣﻌﲎ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﺃﻧﺎ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ،ﻭﺧﻄﻴﱵ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎ }{١٣٢
ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻟﻜﻲ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺜﺮﺓ ﲢﻨﻨﻪ ﺑﻌﻈﻢ ﺧﻄﺎﻳﺎﻱ ﺍﻟـﱵ ﻏﻔﺮﻫﺎ .ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻃﺎﺭﺩﹰﺍ ﻭﳎﺪﻓﹰﺎ ﻭﺷـﺘﺎﻣﹰﺎ ﻭﻟﻜﲏ ﺭﲪﺖ ﻷﱐ ﺑﻐﲑ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻨﻊ ﺑﻌﺪﻡ ﺇﳝﺎﻥ .ﺇﻧﻪ ﻗـﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺟﻬﺎﺩﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﺣﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺃﺟـﻞ ﺍﻟﺒـﺸﺮﻯ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻣﻴﺘﺎﺕ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﺿﻴﻘﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻗﺎﺳﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﻜـﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻻ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻠﻪ ﻓﻘﻂ .ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﲎ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﻧﻘـﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻞ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﻠﻤﻴﺬﹰﺍ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺭﺳﻮ ﹰﻻ ﻷﱐ ﻃﺎﺭﺩﺕ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﷲ .ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺃﻧﺎ ﻫﻮ ﻧﺒـﺎﺫﺓ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﲎ ﻏﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻻﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺑﻞ ﻛـﺎﻥ ﻳﻘـﻮﻝ ﺇﱐ ﺃﻗﻤـﻊ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﺍﺳﺘﻌﺒﺪﻩ ﻟﺌﻼ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﺩﻳﺖ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻧـﺎ ﺫﺍﰐ ﻣﺮﻓﻮﺿﹰﺎ .ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ ﱄ ﺃﻧﻪ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻈﺎﺋﻢ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻤﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻳﻘﻨﻌﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﳍﺎ ﺑﻞ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻜﺮﺍﺯﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ .ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻭﺿﻊ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ " ﺍﻧﺘﻢ ﺍﺿﻄﺮﺭﲤﻮﱐ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻏﺒﻴﹰﺎ ﺑﺎﻓﺘﺨـﺎﺭﻱ " ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺮﺏ ﺃﻗﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺑﻞ ﺑﻐﺒﺎﻭﺓ ﰲ ﺟﺴﺎﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻓﺘﺨﺎﺭ. ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻪ ﻟﻨﺎ ﺑـﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳـﻮﻝ ﻟﻌـﺎﺩﻝ ﻭﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳓﻔﻈﻪ ﻭﺃﻻ ﻧﺸﻴﻊ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻄﻠﺐ }{١٣٣
ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻷﻥ ﺑﻮﻟﺲ ﱂ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴـﺎﺓ. ﺑﻞ ﻗﺎﻝ ﺇﱐ ﺃﺻﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻧﺎ ﺫﺍﰐ ﳏﺮﻭﻣﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﻜﻴـﻒ ﳒﺴﺮ ﳓﻦ ﻣﻦ ﻫﻬﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﳓﻦ ﱂ ﻧﺘﻐﻠـﺐ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﻻ ﺃﻭﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻛﻴـﻒ ﻧﺮﻳـﺪ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﺳﻴﺎﺩﹰﺍ ﺃﻭ ﺳﻼﻃﲔ؟ ﻓﺄﺳﺄﻟﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﻻ ﺗﺘـﺮﻙ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﻳﺼﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﻞ ﻧﻄﻠﺐ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﲜﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻓﻮﻕ ﻭﺃﺳﻔﻞ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ. @ @bþa@ìç@Êbšmüa ﲰﻌﺖ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﱂ ﳛﺴﺐ ﻛﻞ ﺇﻧـﺴﺎﻥ ﺃﻧـﻪ ﺧﺎﻃﺊ ﻓﻤﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﺻﻼﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺼﻠﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﷲ ﻛﺨﻄﺎﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻏﻠﺐ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﻧﻄﻠـﺐ ﻃﻬـﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﱄ ﺇﻥ ﻗﻮﻣﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺃﻢ ﻛﺘﺒﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻫـﻲ ﻃﻬـﺎﺭﺓ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﻭﺻﺤﺘﻬﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺄﳌﻬﺎ ﻭﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻭﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﻭﻣﺎ ﺻﻔﺘﻪ ﻭﲟﺎﺫﺍ ﻳﻘﺘﲏ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﻭﻧﺸﺘﻬﻴﻬﺎ. ﹸﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺟﺎﺀﻩ ﻭﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣـﻪ ﺷﺒﻪ ﻣﻼﻙ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺸﺮﻕ ﻣﻨﻪ ﻧﻮﺭ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈـﺮﻩ ﺃﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ .ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨـﻮﺭ ﻷﱐ ﺟﺌﺖ ﺧﺼﻴﺼﹰﺎ ﻷﻋﺮﻓﻚ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻈﻞ ﻣﻐﻤﻀﹰﺎ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﱂ }{١٣٤
ﻳﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺤﻬﻤﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻧﺎ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﺟﺌﺖ ﻷﻇﻬﺮ ﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﱐ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻬﻨـﺎ ﺑـﻞ ﰲ ﻋﺎﳌـﻪ. ﻓﺪﻻﺋﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻻ ﻧﻄﻠﺐ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻌﻈﺎﺋﻢ ﺑﻞ ﺃﻥ ﳓﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳓﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﻓﻠﻴﺼﻨﻊ ﻣﻌﻨﺎ. ﺇﺫﺍ ﻃﻠﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻈﺎﺋﻢ ﺍﷲ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳛـﺐ ﺍﷲ .ﺑﻞ ﻳﻄﻠﺐ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﳎﺪﻫﺎ .ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﺘﺨﺮ ﺑﺎﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﺗﻠﻤﻴـﺬ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﻬﻲ ﺿﻴﻘﺎﺕ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻣﺴﻜﻨﺘﻪ ﻭﺷﺮﻛﺔ ﺁﻻﻣﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻈﺎﺋﻢ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﳑﻠﻜﺘﻪ .ﻭﺃﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺑﺘﻌﺒﲑﻩ ﺃﻫﻞ ﻛﻮﺭﻧﺜﻮﺱ ﻓﻘﺎﻝ ﻫـﻮﺫﺍ ﳓﻦ ﺟﻬﻼﺀ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻛﺤﻜﻤﺎﺀ ﳓﻦ ﺿـﻌﻔﺎﺀ ﺃﻡ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﺄﻗﻮﻳﺎﺀ ،ﳓﻦ ﳑﻘﻮﺗﻮﻥ ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﻤﻤﺠﺪﻭﻥ .ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﳓﻦ ﺟﻴﺎﻉ ﻋﻄﺎﺵ ﻋﺮﺍﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺇﻗﺎﻣﺔ .ﳑﻘﻮﺗﻮﻥ ﻧﺘﻌﺐ ﻭﻧﻌﻤـﻞ ﺑﺄﻳﺪﻳﻨﺎ ...ﺇﱁ .ﻓﺤﺴﺐ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻴﺢ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﻃﻠﺐ ﺷـﺮﻛﺔ ﺁﻻﻡ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﻳﺸﺘﻬﻴﻬﺎ ﻭﻳﻔﺘﺨﺮ ﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﻋﻈـﺎﺋﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﳏﺐ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﱂ ﺃﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﳏﺒﹰﺎ ﷲ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﺃﻧﺖ .ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﻬﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳏﺒﹰﺎ ﷲ ﻓﻠﻴﺸﺘﺮﻙ ﰲ ﺁﻻﻣﻪ ،ﺑﻞ ﺇﱐ ﺃﺻﻠﻲ ﻟﻜﻲ ﳚﻌﻠـﲏ ﺃﻥ ﺃﻛـﻮﻥ ﻣﺴﺘﺤﻘﹰﺎ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻟﻪ ﻋﺒﺪﹰﺍ .ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﱄ ﺇﻥ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﺣﺒﺖ ﺃﻥ ﲢﺐ ﺍﷲ ﻭﻫﻲ ﱂ ﺗﺒﻠﻎ ﺃﻥ ﲢﺒﻪ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﳍﺎ ﺷﻬﻮﺓ ﻛﺜﲑﺓ }{١٣٥
ﺃﻥ ﲢﺐ ،ﻭﻷﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﳏﺒﻮﺑﺔ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻛﻤﺜﻞ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺑـﺪﺕ ﻋﻨﺪﻙ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺇﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻚ ﺑﻜﺜـﺮﺓ .ﻓﻬـﺬﻩ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻚ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﻓﺈﱐ ﺃﺭﻯ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻹﺣﺪﺍﻫﺎ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻠﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺤﺪﺙ ـﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﺮﺿﻚ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻓﻠﺘﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻣﺒﺎﺷـﺮﺓ .ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﱂ ﺗﻘﱳ ﺩﺍﻟﺔ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﻷﺎ ﱂ ﺗﻐﻠﺐ ﺍﻵﻻﻡ ﺑﻌﺪ .ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺣﺒﺖ ﺃﻥ ﲢﺐ ﺍﷲ .ﻷﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺣﺐ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻻ ﺇﻥ ﻏﻠﺒﺖ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺃﻧـﺖ ﻗﻠﺖ ﱄ ﺃﻧﻚ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﱂ ﺗﻐﻠﺐ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺃﺣﺒﺖ ﺃﻥ ﲢـﺐ ﺍﷲ ﻓﻬﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺗﺮﺗﻴﺐ .ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻗﻮﻝ ﻫﻬﻨﺎ.
ﺣﺮﻛﺘﻪ ﺇﳕﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻷﻥ ﺧﺎﺻﻴﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺧﺎﺭﺟﹰﺎ ﻋﻨﻬﺎ .ﻭﻋﺠﺒﺖ ﻣﻨﻚ ﻷﻧﻚ ﻗﻠﺖ ﺃﻥ ﻟﻨﻔـﺴﻚ ﺷـﻬﻮﺓ ﻛـﺜﲑﺓ ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ ﺍﻧﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺮﺽ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻷﻥ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﳕﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻭﻋﺎﻓﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻣـﺮﺽ ﺍﻵﻻﻡ. ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﻓﻴﺘﻪ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﺷﻬﻮﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻨﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻷﻥ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﻃﺒﻴﻌﻴﹰﺎ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺄﱂ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﻬﺖ ﺧﺎﺭﺟﹰﺎ ﻋﻦ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﳛﺪﺙ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﺄﱂ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺼﺤﺔ ﻣـﻦ ﲨﻴـﻊ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﺴﻮﺀ ،ﺑﻞ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﻠﻌﺖ ﻣﻦ ﺫﺍﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺍﻟـﱵ ﻫـﻲ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﺿﻬﺎ ﻭﺳﻘﻤﻬﺎ .ﻷﻥ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻣﻮﺎ ﻫـﻮ ﺍﻟـﺸﺮ ﻭﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻷﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲤﺮﺽ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﲤﻮﺕ ﺑﺎﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻢ ﻣﺮﺿﻰ ﻭﻻ ﳛـﺴﻮﻥ ﺑﺎﳌﺮﺽ ﻷﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻴﺘﺔ ﺑﻀﻼﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﳝﺎﻥ .ﻷﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﳝـﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﺎﻟﻄﻐﻴﺎﻥ .ﻭﻋﺪﱘ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺃﻥ ﳛﻴﺎ ﻭﺫﻟـﻚ ﺑﺄﻥ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺼﺤﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻫﻲ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻗﻠﻌـﻪ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻫﻜـﺬﺍ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﺗﻐﻠﺐ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺗﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﰲ ﺻﺤﺔ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻪ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﳍﺎ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺃﻱ ﺃﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﻣﺎ ﻓﻮﻕ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻭﳍﺬﺍ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺁﻧﻔﹰﺎ ﺇﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻣﺴﻘﻮﻣﺔ ﻓﻠﻦ ﲢﺲ ـﺎ
}{١٣٦
}{١٣٧
ﺇﻧﻚ ﻗﻠﺖ ﺃﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﲢﺐ ﺍﷲ ﺑﻞ ﺃﻧﻚ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﲢﺐ ﺍﷲ ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻥ ﱂ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻨﻘﺎﺀ .ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻗﻠﺖ ﻗﻮﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﺑﺴﺬﺍﺟﺔ ﻷﻧﻪ ﻟﺴﺖ ﻭﺣﺪﻙ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺑﻞ ﻛـﻞ ﺃﺣﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺇﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺐ ﺍﷲ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﻞ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻐﲑ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺃﻳﻀﹰﺎ .ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﳛﺒﻮﺍ ﺍﷲ ﻓﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻛﻞ ﺧﺎﻃﺊ ﻳﻘـﻮﻝ ﺃﺭﻳـﺪ ﺃﻥ ﺗﻐﻔﺮ ﺧﻄﺎﻳﺎﻱ ﻭﺃﺣﺐ ﺍﷲ ﳏﺮﻛﹰﺎ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻓﻘﻂ ﺑﻐﲑ ﺣـﺰﻥ .ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﱂ ﲢﺲ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻟﻪ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣـﻦ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﻜﻞ ﺣﺎﺳﻴﺘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻊ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻷﻥ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﲝﻖ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﺇﻥ
ﻭﻻ ﺗﺸﺘﻬﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﳊﻖ .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺣﻔﻆ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﻷﺎ ﺷﻔﺎﺀ ﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ ﱂ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺸﺮ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺸﻔﻴﻬﺎ .ﻷﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺩﺧﻞ ﺍﻟـﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻟﺘﺸﻔﻴﻬﺎ ﻭﲤﻨﻊ ﺍﻟﺸﺮ ﻣـﻦ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﲤﻨﻌﻪ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺗﻘﻠﻌﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻓﺠﻤﻴﻊ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﷲ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻫﻲ ﺗﻘﻄﻊ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺗﻘﺘﻞ ﻭﻻ ﺗﺰﻥ ﻭﻻ ﺗﺴﺮﻕ .ﺃﻣﺎ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻠﻊ ﺍﻟﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﱂ ﺗﺼﺮ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﺑﻞ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺃﺧﺬ ﻃﺒﻌﻨﺎ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺑﺘﺠـﺴﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺁﻻﻣﻪ ﻭﻣﻮﺗﻪ .ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻟﻮ ﻓﺮﺿﺖ ﻗﺒﻞ ﲡﺪﻳﺪ ﻃﺒﻌﻨﺎ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﺜﻞ ﻭﺻـﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻬـﺪ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺃﻋﲏ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻄﻊ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺗﺴﺘﺄﺻﻞ .ﺃﻣـﺎ ﺍﻵﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﻞ ﺇﻥ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻫﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺇﺫﺍ ﺣﻔﻈﺘـﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺪﻭﺀ ،ﺗﺸﻔﻲ ﲨﻴﻊ ﺃﺟﺰﺍﺋﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻭﺻﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺗﺸﻔﻲ ﺟﺰﺀ ﺧﺎﺹ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺑﻔﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﳛﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻔﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻔﻲ ﻓﻘﻂ .ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺟـﺰﺀ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﺍﳌﺘﺄﱂ ﻟﻦ ﻳﻘﺘﲏ ﺻﺤﺔ ﻭﻳﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﱂ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﻼﻗﻴﻪ ﺇﻥ ﱂ ﻳﺸﻒ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻗﺘﹰﺎ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻭﻗﺘﹰﺎ ﻳﻌﻄﻰ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺘﲎ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻐﻠﺒﺔ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻌﻠـﻮﻡ ﺃﻧـﻪ ﺍﻗﺘﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻭﻳﻮﻟﺪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﰲ ﺑﻠﺪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟـﺮﻭﺡ }{١٣٨
ﻼ ﻋـﻦ ﻭﻳﺘﻌﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻳﻌﺘﻖ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻋﺎﳌﹰﺎ ﺁﺧـﺮ ﺩﺍﺧـ ﹰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺍﳌﻘﺪﺳﲔ ﰒ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ .ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﰒ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻷﻗﺪﺱ ﻣـﻊ ﺃﻣـﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ .ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﳛﺲ ﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺸﺘﻬﻴﻪ ﻓﻘﻂ ﻫﻮ ﻓـﻮﻕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻧﺖ ﲢـﺐ ﺍﷲ ﻓﺈـﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﻫﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪ ﺍﳌﺘﻌﺎﱄ ﻋﻠﻰ ﻛـﻞ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﳏﺘﺎﺟﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺄﻝ ﻭﺗﺘﻌﻠﻢ ﻷﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﺎﺋﻠﺔ ﺑـﻞ ﻧﺎﻇﺮﺓ ﻭﻛﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻛﺘﺒﺖ ﱄ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳓﻔﻆ ﻛـﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﺃﻇﻦ ﺃﺎ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻷﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﳏﺒﺘﻬﺎ ﺑﻞ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻘﻂ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺣﻮﺍﺱ ﺍﳉـﺴﺪ ﻻ ﲢـﺲ ﺑﺎﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻞ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﳛﺲ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺪﻧﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻭﺳﺎﻃﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﺍﳊﺲ ﻟﻠﻤﺤﺴﻮﺱ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻮﺍﺱ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻓﺈـﺎ ﲢـﺲ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﺻﺤﺔ ﻃﺒﻴﻌﺘـﻪ ﻼ ﻋﻨﻬﺎ .ﻗﺎﻝ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺇﻧـﺎ ﻭﺻﺎﺭ ﻧﺎﻇﺮﹰﺍ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺳﺎﺋ ﹰ ﻧﻨﻈﺮ ﻫﻬﻨﺎ ﻛﻤﺜﻞ ﺑﺎﳌﺮﺁﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺟﻬﹰﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻭﺟﻪ. @ @ @ @ }{١٣٩
@ @òϊȶ@ñõaŠÔÛa ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑـﺎﻟﻜﻼﻡ ﻫـﻢ ﺧﺎﺭﺟﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋـﻦ ﻫـﺬﻩ ﺍﳌﻌﺮﻓـﺔ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻻ ﻳﺘﻘـﺪﻣﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻷﻣـﺎﻡ ﺑـﻞ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻛـﺜﲑﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻷﻓﻬﺎﻡ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ ﻭﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﲝﺴﺐ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺀﺓ ﺑﻐﻴـﺎﺭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ .ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻛـﺜﲑﺓ ﻓﻬـﻮ ﻟـﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻷﺟﻞ ﺃﻥ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﺳﺎﻛﻨﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﳝﻜـﻦ ﺃﻥ ﳛـﺴﺐ ﻣﺘﻮﺣﺪﹰﺍ ﻭﺳﺎﻛﻨﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻳﺮﻳـﺪ ﺃﻥ ﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭﺍﻟﺰﻯ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻇﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﺍﻟـﺬﻱ ﻫـﻮ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﺧ ﹰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻏﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺑـﻞ ﺗـﺼﻮﺭ ﻭﺣﻴﺪﻱ ﻓﻘﻂ ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺪ ﻛﺜﺮﺓ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻓﻬﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴـﺐ. ﻓﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻔﻜـﺮ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮﻩ ﻭﺣﻴﻨﻤـﺎ ﻳﻨﻈـﺮ ﺧﺎﺭﺟﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻐﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﺯﻯ ﺗﺪﺍﺑﲑﻩ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ .ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺣﺴﺐ ﻛﺜﺮـﺎ ﻭﺍﺧﺘﻼﻓﻬـﺎ ﲢـﺮﻙ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﲢﺮﻛﺖ ﺳﺠﺴﺖ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈـﺮ ﻼ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﻻ ﻳﻔﺮﺯ ﺗﺮﻛﻴـﺐ ﻋـﻦ ﺩﺍﺧ ﹰ }{١٤٠
ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺑﺎﻟﻐﻴﺎﺭ ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺒﻞ ﺗﺼﻮﺭﹰﺍ ﺑﺴﻴﻄﹰﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻌﻤﻪ ﻭﻳﻌﻄﻴﻪ ﻟﺬﺓ ﻣﺜﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻏﺬﺍﺀ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭﻣـﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺬﺍﻗﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻭﺩﺍﻭﺩ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻘﻠﻴﹰﺎ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﷲ ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭﺍﻟﺸﻬﺪ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺲ ﲝﻼﻭﺓ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺲ ﲝﻼﻭﺓ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﷲ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺬﺍﻗـﺔ ﻫﻲ ﻟﻠﺬﻫﻦ ﻷﻥ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﻂ ﻳﺘﻐﺬﻯ ﻭﻳﺘﻘﻮﻯ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻟﻶﻻﻡ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻭﻏﲑ ﺣﺎﺱ ﺑـﺎﻵﻻﻡ ﻷﻥ ﻗـﻮﺓ ﺣﺎﺳـﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﺮﻭﺣﻴﺎﺕ ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻪ ﻳﺮﺟﻊ ﳊﺲ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳـﺪ ﺃﻥ ﳛﺲ ﻟﻴﺲ ﻣﻀﻄﺮﹰﺍ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻳﻮﺟـﺪ ﺣـﺴﺎﺱ ﻭﳏﺴﻮﺱ ﻭﺣﺎﺳﻴﺔ .ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺘﻮﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﺍﻭﻡ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻷﺎ ﻻ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﺳـﻜﻮﻧﹰﺎ ﺑـﻞ ﺳﺠـﺴﹰﺎ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﲡﻤﻊ ﻋﻘﻠﻪ ﺑﻞ ﺗﺸﺘﺘﻪ ﺑﺎﻟﻄﻴﺎﺷﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﲡﻤﻊ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺣﻖ ﺇﺫ ﺃﺎ ﲡﻤﻊ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺧﺎﺭﺝ ﻋـﻦ ﻼ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻗﺘﹰﺎ ﻗﻠﻴ ﹰ ﺣﱴ ﳛﺲ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﲡﻤﻊ ﺿﻤﲑﻩ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﺮﺩﻩ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺀﺓ ﺇﱃ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﻼﺓ .ﻭﺣﱴ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻜـﻼﻡ ﻭﺗﻔﺴﲑ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻭﻟﻮ ﻭﻗﻊ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻟﻘﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﻄﻴﺎﺷﺔ ﺑـﻞ ﻟﻴﻄﻠـﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﻓﻘﻂ .ﻷﻧﻪ ﺬﺍ ﻓﻘﻂ ﻳﺘﻨﻌﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ. }{١٤١
ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻳﻘﺮﺃﻫﺎ ﺣﺴﻨﹰﺎ ﻭﲟﻌﺮﻓﺔ ﻷﻧﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﻭﺁﺧﺮ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺘﺬﻛﺎﺭ ﻭﺁﺧﺮ ﻳﺮﻳـﺪ ﺃﻥ ﻳـﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭﺁﺧﺮ ﻷﺟﻞ ﺩﺭﺑﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺁﺧﺮ ﻷﺟﻞ ﺍﺎﺩﻟـﺔ ﻣﻊ ﺍﳍﺮﺍﻃﻘﺔ ﻭﺁﺧﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﱂ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻋﲏ ﺍﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻓﺈﻥ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻻﻡ ﺃﻭ ﲜﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺧﺎﺭﺟﹰﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻱ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻠﻤﺘﻮﺣﺪ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻣﻌﲎ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ .ﺳﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻭﻗﻢ ﰲ ﺑﻠﺪ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟـﻚ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﺈﻥ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺄﻧﺖ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﻏﲑ ﻗﺎﺋﻢ ﰲ ﺑﻠﺪﻫﺎ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻗﺪ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﺃﻭ ﻋﻦ ﺍﳋﻠﻴﻘـﺔ ﺃﻭ ﻋـﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺃﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﺃﻭ ﻋﻦ ﳎﺊ ﺍﻟﺮﺏ ﺃﻭ ﻋﻦ ﺳﲑ ﻗﻮﻡ ﻗﺪﻳﺴﲔ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ .ﻓﻤﻦ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﻟﻠﻤﺘﻮﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺎ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻓﻠﻴﻠﺰﻡ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻳﻬﺘﻢ ﺑﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻳﻠﺘﻘﻂ ﻣـﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻛﻼﻡ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻷﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻴﺲ ﳌﻌﺮﻓـﺔ ﺍﻷﺷـﻴﺎﺀ ﻷﻥ ﲨﻴﻊ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺃﻣﺎ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺑﻌﺪ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮﻫﺎ ﻳﺪﻫﺶ ﺎ ﻭﻳﺘﻨﻌﻢ ﺎ ﻓﻘﻂ ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻼﻭﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺣﱴ ﻭﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺫﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﺎ ﱂ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺣﱴ ﳝﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻛﺐ ﻛﻼﻣﹰﺎ ﻟﻴﻈﻬﺮﻫﺎ ﺑﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺃﻧﻪ ﺧﻄـﻒ ﻋﻘﻠـﻪ ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺎﺕ ﻭﺃﻣﺎ ﳌﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻒ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﺪﺭ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺮ ﻭﲰﻊ ﻛﻼﻣﹰﺎ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻪ .ﻓﺎﺗﺮﻙ ﻋﻨﻚ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﺑﻠﺪﻫﺎ ﻭﺍﻃﻠﺐ ﻭﺍﺟﺘﻬﺪ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﱃ ﺑﻠﺪ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﻬﻮ ﺃﺭﺍﻧﺎ ﻛﻴﻒ ﻧﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﻃﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻭﱂ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﻃﻮﺭ ﺍﻟﺮﺏ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﺪﺳﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ .ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﳛﻤﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﱂ ﳛﻠـﻒ ﺑﺎﻟﻐﺶ ...ﺇﱁ.
}{١٤٢
}{١٤٣
ﻋﲔ ﺍﳉﺴﺪ ﻟﻴﺴﺖ ﺗﺴﺄﻝ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻋـﲔ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻻ ﺗﻐﻮﺹ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ ﺍﻟﻌـﲔ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻭﺍﺳﺘﻀﺎﺀﺎ ﺑﻨﻈﺮﻫﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫـﺬﺍ ﻗـﺎﻝ ﺃﺣـﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺘﻮﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻜﺘـﺐ ﺇﻻ ﺇﻥ ﺑﻠﻎ ﳌﻘﺪﺍﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﻟﺌﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﺍﻟﻌﻘـﻞ ﻣﺸﺘﻬﻴﹰﺎ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻳﺄﺧﺬﻭﻩ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻳﻈﻬﺮﻭﺍ ﻟﻪ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﺰﻭﺭﺓ ﻋـﻮﺽ ﺍﳊﻖ ﻟﻴﻀﻠﻮﻩ .ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﳌﺘﻮﺣﺪ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺴﺘﻀﺊ ﺑﻪ ﻓﻘﻂ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻭﺻﻴﺘﻪ ﻓﻠﻴﺤﻔﻈﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﲑﺓ ﻓﻠﻴﻌﺮﻓﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﳍﺎ ﻭﻋﻦ ﻣﻦ ﻗﻴﻠﺖ ﻭﻳﻜﻔﻴﻪ ﻫﺬﺍ .ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻣﺜﻞ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻴﻔﺴﺮﻫﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺮﹰﺍ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻭﻻ ﻳﻈﻬﺮﻩ.
ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻥ ﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ﺍﻟـﱵ ﻋﻠـﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻧﻘﺘﲏ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﺍﳊﺰﻥ ﻭﻧﺘﺨﺬ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﺍﳍﻢ ﲞﻄﺎﻳﺎﻧﺎ ﺍﻟﱵ ﻣﻀﺖ ﻭﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻛﺎﺋﻨﺔ ﺍﻵﻥ ﻭﻧﻨﻈﺮ ﺑﺪﻗﺔ ﻭﻟﻄﺎﻓﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻗﺪ ﺃﺣﺴﺖ ﺑﺄﻭﺟﺎﻋﻬﺎ ﻷﻥ ﺣﺰﺎ ﻭﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻭﺗﻨﻬﺪﻫﺎ ﻫﻲ ﺷـﻬﻮﺩ ﺣﺴﻨﺔ. WWWQWWW bíb•ìÛa@ÅÐy@¿@ŒîànÛa
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻚ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﺃﻋﲏ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺮﺳﻞ ﺃﻧﺖ ﻓﺘﺄﰐ ﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮﻧـﻮﻥ ﻓﺘﺘﺮﻙ ﻣﺴﻜﻨﻚ ﻭﲤﻀﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﻞ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺳـﻠﻮﻥ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻻ ﺗﻔﺤﺺ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ ﻭﺗﺪﻳﻨـﻬﻢ ﻭﻻ ﺗﻔﺤـﺺ ﺇﻥ ﻛـﺎﻧﻮﺍ ﻼ ﻣﺴﺘﺤﻘﲔ ﺃﻡ ﻻ ﻷﻧﻚ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﻳﺎﻧﹰﺎ ﻗﺎﺿﻴﹰﺎ ﺑﻞ ﻗـﺎﺑ ﹰ ﻣﻠﺘﻘﻴﹰﺎ ﻭﺃﻧﻚ ﻗﻠﺖ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻌﻄﻠﻮﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺃﻧـﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺿﺪ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻷﻧﻚ ﺇﻥ ﱂ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻌﺪﻡ ﻧﻈـﺮ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ .ﺇﱐ ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﺟﻠﻮﺱ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺩﺍﻫـﺸﹰﺎ ﰲ ﺍﻟـﺴﻜﻮﻥ ﻭﺣﺪﻩ ﰲ ﻗﻼﻳﺘﻪ ﳚﻠﺐ ﻟﻪ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺑﻞ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﻛﻤـﺎ ﻗﻠﺖ ﺁﻧﻔﹰﺎ .ﻷﻥ ﻣﻦ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻳﻘﺘﲏ ﻋﺪﻡ ﺗﺄﱂ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟـﺬﻱ ﻣﻨـﻬﺎ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ.
ﻛﺘﺒﺖ ﱄ ﺃﻥ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳍﻢ ﺃﻋﻤـﺎﻝ ﻳـﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺐ ﻭﺗﺴﺄﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﻢ ﻭﺃﻧﻪ ﺣﺴﺐ ﻇﲏ ﻻ ﻳﻮﺍﻓﻘﻚ ﻫﺬﺍ ﻭﻟـﻮ ﺃﻧﻪ ﺟﻴﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻋﻮﺽ ﻣﻦ ﻫﻮ ﳏﺘﺎﺝ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺗﻠﻴﻖ ﲟﱰﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﺣﻂ ﻣﻨﻚ ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ ﻣﱰﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺎ ﻷﻧﻪ ﺣﺴﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺫﻫﺒﻪ ﻭﻳﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺟﲔ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﻳﻠﻴﻖ ﺃﻥ ﻳﻘـﺘﲏ ﺫﻫﺒﹰﺎ ﻟﻠﺘﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﺃﻭ ﺃﻥ ﳝﻀﻲ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻥ ﻟﻠـﺴﺠﻮﻥ ﻭﻳﺰﻭﺭ ﺍﶈﺒﻮﺳﲔ ﻭﻳﻔﺘﻘﺪ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﻭﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺑﲔ ﺍﳌﺘﻐﺎﺿﺒﲔ ﺃﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻣﺮﺍﺗﻪ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﺸﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﻳﻘﻀﻲ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺑﲔ ﺍﻟﻈﺎﱂ ﻭﺍﳌﻈﻠﻮﻡ ﻓﻬﺬﻩ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻮﺍﻓﻘﻚ ﺃﻧﺖ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻫﻢ ﰲ ﺭﺗﺒﺘﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻚ ﺟﺪﹰﺍ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻭﺗﻐﺴﻞ ﺃﺭﺟﻠﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺣﺐ ﻭﺇﻓﺮﺍﺯ ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﻌﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻼ ﳝﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﲡـﺪ ﺍﻟﻨﻘـﺎﺀ
ﻭﺇﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻟﻚ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﺣﺴﺐ ﻇـﲏ ﺇﻥ ﱂ ﳛﻔـﻆ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺍﺯﺩﺭﻯ ﲜﻤﻴﻊ ﺍﳌﻨﻈـﻮﺭﺍﺕ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﺰﺩﺭ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺮﻯ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺒﺪﺃ ﲝﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﻌﺪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻐﲏ ﺍﻣـﺾ ﻭﺑﻊ ﻛﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺃﻋﻄﻪ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﺗﺒﻌﲏ ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻤـﻪ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺃﻥ ﻳﺮﺫﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻳﻠﻘﻴﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﺒﻌـﻪ ﻭﻳﺒـﺪﺃ ﲝﻔـﻆ
}{١٤٤
}{١٤٥
ﻭﺳﺆﺍﻟﻚ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻫﻮ " ﺇﳝﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﳛﻔﻆ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺰﺩﺭﻱ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭﺍﺕ ؟ ".
ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﲢﻔﻆ ﰲ ﺗـﺪﺑﲑ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﳛﻔﻆ ﺧﺎﺭﺟﹰﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻌﻤـﻞ ﰲ ﻼ ﺍﻣﺾ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑﻳﻦ .ﺃﻣﺎ ﺃﻏﺴﻞ ﺃﺭﺟﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﻳﺴﺨﺮﻙ ﻣﻴ ﹰ ﺍﺛﻨﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﺎ ﱄ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ ﻭﺃﺯﻳﺪ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺒﻘـﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻣﻦ ﺿﺮﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻙ ﺩﺭ ﻟﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻣﻦ ﻳـﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺄﺧـﺬ ﺛﻮﺑﻚ ﺃﻋﻄﻪ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺭﺩﺍﺀﻙ ﻭﺑﺎﺭﻛﻮﺍ ﻻﻋﻨﻴﻜﻢ ﻭﻃﺎﺭﺩﻳﻜﻢ ﻭﺍﺻﻨﻌﻮﺍ ﺍﳊﺴﻦ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺒﻐﻀﻜﻢ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﺮﻭﺩﻧﻜﻢ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪ ﻟﻜﻲ ﳛﻔﻈﻬﺎ ﺑﻞ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻭﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﻷﺟـﻞ ﻫـﺬﺍ ﺃﻋﻄﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻟﻠﺮﺳﻞ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﲑ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻳﻠﺰﻡ ﻭﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ ﺣﻔﻆ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﻔـﻞ ﻋﻦ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺆﻫﻞ ﻟﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺑﻌـﺪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ. ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻓﻚ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻫﺬﺍ ﻟﻜﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣـﺎ ﻫـﻲ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻟﺘﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﺗﻘﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﺗـﺸﺘﻬﻲ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳـﺎ ﻓﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺛﻼﺛﺔ :ﺍﺛﻨﺘﺎﻥ ﳘﺎ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﻭﻏـﲑ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘـﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﻮﻥ ﻭﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﻮﻥ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﺜـﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﻘـﺪﻭﺱ. ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﻘﺲ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻓﺈﻥ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻏﲑ ﻣـﺪﺭﻙ ﺗﺼﻮﺭ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ .ﺃﻋﲏ ﺬﺍ ﻋﻦ ﺧﻠﻘﺔ ﺍﷲ ﻭﻋﻨﺎﻳﺘﻪ ﻭﺩﻳﻨﻮﻧﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﻜﻞ ﻭﳍﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﳓﻔﻈﻬﺎ ﻭﻟﻠﻌﻘﻞ ﻧﻔـﺴﻪ }{١٤٦
ﻧﺼﻮﺭ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻭﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺑﻞ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺑﻞ ﻭﻟﻸﺳﺮﺍﺭ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﲣﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻨﺎ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ﻭﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﺍﳌﻌﺮﻓـﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﺎ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﻭﳓﻦ ﻧﻘﺒﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺗﻠـﻚ ﺍﻟﱵ ﲢﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻞ. ﺇﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻛﻮﺩﻳﻌﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻟﻜﻲ ﻧﻘﺒﻞ ﺎ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﺑﺎﳌﻌﺮﻓﺔ ﻷﻥ ﻫﻨـﺎﻙ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺃﻣﻮﺭ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﺤﻮﺍﺱ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﲢﺲ ﺎ ﻭﻻ ﻟﻨﻄﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻛﻬﺎ ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺃﻋﻄﺎﻧﺎ ﺍﷲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻟﻜﻲ ﻧﻌﺮﻑ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻓﺒﺎﻹﳝﺎﻥ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻛﺎﺋﻦ ﻭﻫﻮ ﺳﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﺧﺎﻟﻖ ﻭﻧﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﳔﺎﻑ ﻣﻨﻪ ﻭﳓﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﻭﻛﻤﺜﻞ ﻣﻦ ﺳﻴﺪ ﳔﺎﻓﻪ ﻭﻧﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﻐـﻀﻬﺎ ﻓﻨﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺣﺬﺭﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟـﱵ ﲢـﺖ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺧﺼﻮﺻﹰﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﻘﺮﻳﺒﻚ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻐـﻀﻪ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻷﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺬﺍ .ﻭﻗﻮﻟـﻪ ﻛﻤـﺎ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻜﻢ ﺍﻓﻌﻠﻮﺍ ﺃﻧﺘﻢ ﻢ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻫﻜﺬﺍ ،ﻭﲨﻴـﻊ ﺍﻟﱪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﳏﺼﻮﺭ ﺬﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ .ﻭﻫـﺎﺗﲔ ﺍﻟﻮﺻـﻴﺘﲔ ﻳﻀﻄﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﻋﻤﻠﻬﻤﺎ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻷﻧﻪ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﳓﻦ ﻗـﺎﺋﻤﲔ ﺑﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﳛﻔﻆ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻋﺒﺪ ﻭﳛﻔﻈﻬﺎ ﻣﻦ }{١٤٧
ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺗﻘﺘﲏ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺻﺤﺔ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﰲ ﳏﻠـﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺮﻗﻰ ﺇﱃ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺄﱂ ﻭﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺄﱂ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺎ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻪ ﻧﺮﺗﻔﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻫـﻲ ﻣﻌﺮﻓـﺔ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻭﻏﲑ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻣﻦ ﲨﻴـﻊ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨـﺎﺕ. ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻄﻠﺐ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﱂ ﺗﻜﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺃﺣﻂ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺗﻮﺻﻠﻚ ﺇﻟﻴﻬﺎ .ﺑﻞ ﻭﻧﻈﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺎ ﻫﻮ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻼ ﺍﻣﺾ ﻣﻌﻪ ﻣﻴﻠﲔ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ .ﻷﻧﻚ ﻗﻠﺖ ﺇﻥ ﻭﺻﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺴﺨﺮﻙ ﻣﻴ ﹰ ﻗﺪ ﻗﻴﻠﺖ ﺣﺴﻨﹰﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﺮﺗﺒﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ .ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻚ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻭ ﻟﻌﻠﻚ ﲰﻌﺖ ﺻـﻮﺗﹰﺎ ﻳـﺪﻋﻮﻙ ﻓﻘﻂ .ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻭﺍﺟﺐ ﺟﺪﹰﺍ ﺃﻥ ﲢﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﻞ ﻭﻳﻨﺒﻐـﻲ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﳛﻔﻈﻬﺎ .ﻭﺃﻣﺎ ﻭﺿﻌﻚ ﻭﺻﻴﺔ ﺍﳌـﺴﻴﺢ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠـﺔ ﻣﻌﻮﻗﺔ ﻋﻦ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻘﻨﻌﻚ ﺃﻧﻚ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻫـﻲ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻗﻠﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺁﻧﻔﹰﺎ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻀﺮﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻙ ﻗﺪﻡ ﻟـﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﻻ ﺘﻤـﻮﺍ ﺑﺎﻟﻐـﺪ ﻭﻻ ﺗﻘﺘﻨﻮﺍ ﺛﻮﺑﲔ ﻭﺍﺟﺤﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﲨﻴﻌﻪ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻭﺍﲪﻞ ﺻﻠﻴﺒﻚ ﻭﺗﻌﺎﻝ ﺍﺗﺒﻌﲏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﻑ ﺑـﻞ ﻣـﻦ ﺍﳊﺐ. @ @ @ @ }{١٤٨
åí†èÈÛa@¿@a@bíb•ë ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﲢﻔﻆ ﻣـﻦ ﺍﳋـﻮﻑ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﲢﻔﻆ ﻣﻦ ﺍﳊﺐ ﻭﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﲢﻔﻆ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﻭﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﱵ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﲢﻔﻆ ﺑﺎﳊﺐ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﻥ ﺣﻔﻈﺖ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺃﰊ ﻭﺃﻧﺎ ﺛﺎﺑﺖ ﰲ ﳏﺒﺘﻪ ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻻﺑﻦ ﻻ ﳛﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺃﺑﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﻑ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﳊﺐ .ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﳓﻦ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺃﻥ ﳓﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﳊﺐ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﲢﺒﻮﻧﲏ ﺍﺣﻔﻈﻮﺍ ﻭﺻﺎﻳﺎﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﰊ ﻣﻌﺰﻳﹰﺎ ﺁﺧﺮ ﻳﺮﺳﻠﻪ ﻟﻜﻢ .ﺃﻭﺿﺢ ﻋﻦ ﳎﻲﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺍﻗﻠﻴﻂ ﺗﺼﻮﺭ ﺗﺎﻭﺭﻳـﺔ ﲨﻴـﻊ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻭﺃﻭﻋـﺪ ﺃﻥ ﺍﻵﺏ ﻳﺮﺳﻞ ﳍﻢ ﺍﻟﺒﺎﺭﺍﻗﻠﻴﻂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﳛﻔﻈﻮﻥ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ .ﻓﻬﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻧﻪ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻇﻨﺖ ﺣﻜﻤﺘﻚ ﺃﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻣﻌﻮﻕ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ .ﺍﺣﻔﻆ ﺍﻵﻥ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻷﻧﻚ ﲢﺐ .ﻭﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﺃﻧﻚ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻟﻌﻈﻢ ﺍﳊﺐ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺃﺫﻛﺮ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟـﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﺎﳊﺐ ﻛﺎﻥ ﳛﺘﻘﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳـﺮﻯ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳚﺎﻫﺪ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﳊﺐ ﻓﻮﺿﻊ ﺃﺳﺎﺱ ﺪﻳﺪﻩ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺜﻘﺔ ﻋﻈﻢ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻤﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﺸﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﺑﻞ ﺃﺳﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻇﻬﺮ ﺣﺐ ﺍﻵﺏ ﲟﻮﻫﺒﺔ ﺍﺑﻨﻪ ﺃﻇﻬﺮ ﺃﻳﻀﹰﺎ }{١٤٩
ﺣﺒﻪ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺃﻭﰱ ﻋﻮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻭﺣﻴﺪ ﺍﷲ ﺃﺳﻠﻢ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﺃﻡ ﻃﺮﺩ ﺃﻡ ﺟﻮﻉ ...ﺇﱁ .ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻗـﺎﻝ ﳓـﻦ ﻏﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺒﻨﺎ ﻛﻤﺜﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺣﺒﻪ ﶈﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﻛﻔﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﳊﺮﺏ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﺑﻞ ﺯﺍﺩ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺇﱐ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﻮﺕ ﻭﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﻻ ﻋﻠﻮ ﻭﻻ ﻋﻤﻖ ﻭﻻ ﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﳑﺎ ﺫﻛﺮ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺒﻌﺪﱐ ﻋﻦ ﳏﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻳﺴﻮﻉ .ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻟﺌﻼ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﳚﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻧﺘﻈـﺎﺭﻩ ﺍﻷﺟﺮ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﻃﻘﻮﺱ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﲔ ﻗﺎﻝ ﺃﺻﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻧﺎ ﺫﺍﰐ ﳏﺮﻭﻣﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻟﻜـﻲ ﳛﺒـﻮﺍ ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﺎﺋﻖ ﺍﳌﻘﺪﺍﺭ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﰲ ﺑﻮﻟﺲ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﳊﺐ ﻟﻪ .ﻭﻟﺘﻌﺮﻑ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺣـﺴﺐ ﻣـﺎ ﺍﺷﺘﻬﺖ ﺃﺑﻮﺗﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﻛﻢ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﹸﺃ ﻫﻞ ﳍـﺎ ﺃﻧـﺎﺱ ﻏـﲑ ﻣﺴﺘﺤﻘﲔ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ. Þì†Ûa@òiaìi@ìç@k§a ﺍﲰﻊ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﲜﻤﻴـﻊ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﱄ ﳏﺒﺔ ﻓﻘﺪ ﺻﺮﺕ ﻛﻨﺤﺎﺱ ﻳﻄﻦ ﺃﻭ ﺻﻨﺞ ﻳﺮﻥ .ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﱄ ﻧﺒﻮﺓ ﻭﺃﻋﺮﻑ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺳـﺮﺍﺭ ﻭﻛـﻞ }{١٥٠
ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻳﻌﲏ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﱄ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺣﱴ ﺃﻧﻘﻞ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﱄ ﳏﺒﺔ ﻓﻠﺴﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ .ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﺒﻄﻘﺲ ﻣﺮﺗﺐ ﻭﻣﻨﻬﺞ ﺷـﺮﻋﻲ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻠﻎ ﻟﻠﺤﺐ ﺃﻭ ﹰﻻ ﰒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ .ﻷﻥ ﺍﳊﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻗﻮﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻧﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺇﻥ ﺩﺧﻞ ﰊ ﺃﺣﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﳛﻴﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻭﳜﺮﺝ ﻭﳚﺪ ﻣﺮﻋﻰ ﺃﻋﲏ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﲑ ﻣﺜـﻞ ﺣﺮ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﳌﺼﺎﻋﺪ ﻭﺍﳌﻨﺤﺪﺭﺍﺕ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻭﳜﺮﺝ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﻭﻻ ﻳﻌﻮﻗﻪ ﺷﺮ ﺃﻭ ﺿﻼﻟﺔ .ﻷﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻫﻲ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻮﻟﺲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﳊﺐ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺇﱐ ﻻ ﺃﺷﺘﻬﻴﻬﺎ ﺇﻥ ﱂ ﺃﺩﺧﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺇﳍﻴﺎ ﻭﺇﻥ ﺃﻋﻄﺖ ﱄ ﺇﻧﻌـﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳـﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻓﻠﺴﺖ ﺃﺭﻳﺪﻫﺎ ﻷﱐ ﱂ ﺃﺩﺧﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﳍﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﳊﺐ ﺑﻞ ﺇﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺃﻥ ﺃﻗﺘﲏ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﻟﻠﺜﺎﻟﻮﺙ ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻛـﻮﻥ ﻧـﺎﻇﺮﹰﺍ ﲨﻴـﻊ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺇﻧﻌﺎﻡ .ﻓﻠﻨﻔﻬﻢ ﻫﻨﺎ ﺣﻜﻤـﺔ ﺑـﻮﻟﺲ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﺗﺮﻙ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻃﻠﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﳌﻮﺳﻰ ﺃﻳﻀﹰﺎ .ﻭﻗـﺪ ﺃﻫﻞ ﳍﺎ ﺍﻟﺒﻄﺎﺭﻛﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻧﺎﳍﺎ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﻭﺃﺧﻨﻮﺥ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺑﻞ ﺑﻠﻤﺢ ﺻﻐﲑ ﺃﻭ ﺑﺎﺳﺘﻌﻼﻥ ﺭﻭﺣﻲ .ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﺎﻝ ﺇﻧﻌﺎﻣﹰﺎ ﺑﺎﳌﻮﻫﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﺼﲑﻫﺎ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﲏ ﺑـﻞ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻃﺒﻴﻌﻴﹰﺎ ﺑﺎﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﺃﻋﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻛﻤﺜﻞ }{١٥١
ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﳍﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻌﻲ ﻭﺃﻥ ﻣﺘﺠﻨﺲ ﺑﺎﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ. ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻫﻬﻨﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺣﻮﺍﺳﻨﺎ ﺍﳊﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﳌﺘﺠﺴﻤﺔ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﺑﺎﳌﻮﻫﺒﺔ ﺑﻞ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺍﳊﺲ ﺎ ﺑﻄﺒﻌﻬﺎ ﻫـﺬﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﲢﺲ ﺣﻮﺍﺱ ﻋﻘﻠﻲ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻃﺒﻴﻌﻴﹰﺎ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻏﺮﺽ ﳎﺊ ﺍﷲ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺍﺳـﺘﻌﻼﻥ ﺍﻟﻐﻴـﺎﺭﺍﺕ ﺟﺰﺋﻴﹰﺎ ﻓﻴﻌﻄﻲ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ﻷﻥ ﺍﳌﻮﻫﺒﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﲢﺖ ﺍﻟﻐﻴﺎﺭﺍﺕ ﻷﻥ ﻗﺎﺑﻠﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ ﺑﻞ ﺇﱐ ﺃﺭﻳـﺪ ﻛﺒﻮﻟﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟـﺮﻭﺡ ﻓﺎﺷـﺘﻬﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻐﺮﺱ ﺑﻮﺟﻪ ﳎﺪ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺟﻬﹰﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺑﺜﺒـﺎﺕ ﻭﳍﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﱄ ﻫﺬﻩ ﻭﻟﻴﺲ ﺣﺐ ﻓﻠﺴﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ .ﻛﻤﺜﻞ ﻣـﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻲ ﲟﻮﻫﺒﺔ ﻣﺼﲑﻩ ﻳﺆﺧﺬ. ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺻﻨﻊ ﲡﺪﻳﺪﹰﺍ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻨﺎ ﺑﺈﻗﻨﻮﻣﻪ ﻭﺑﺴﺮ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻪ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﲜﺴﺪﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﱂ ﻳﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻷﻋﻀﺎﺋﻪ ﺑﺎﳌﻮﻫﺒﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻃﺒﻴﻌﻴﹰﺎ ﻛﺎﻟﺮﺃﺱ ﺍﳉـﺴﺪﺍﱐ ﻟﺒﻘﻴـﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ .ﻭﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﻃﻌﻢ ﻛﻞ ﺷـﻲﺀ ﰲ ﺣـﺐ ﻓﻠـﺴﺖ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﲔ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺟﺴﺪﻱ ﻟﻠﺤﺮﻳﻖ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﹼ ﺷﻴﺌﹰﺎ .ﻷﱐ ﺇﳕﺎ ﺃﺻﻨﻊ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﷲ ﻷﻥ ﳐﺎﻓﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﷲ ﺇﳕـﺎ ﺗﻘﻮﻳﲏ ﻛﻲ ﺃﻋﻄﻲ ﺟﺴﺪﻱ ﻟﻠﺤﺮﻳﻖ ﻷﺟﻠﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﺃﺻـﻨﻊ ﻫـﺬﺍ ﺑﺎﳊﺐ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﳏﺴﻮﺑﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﻷﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﻭﻫـﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻷﺟﻞ ﺍﻷﺟﺮﺓ. }{١٥٢
Òì¨aë@k§a@´i ﳚﺴﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﻖ ﺟﺴﺪﻩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﻷﺷـﻴﺎﺀ ﺍﻟﻮﻗﺘﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﳉﺤﻴﻢ ﺍﳌﺰﻣﻊ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘـﺎﺭﻥ ﺍﳌـﻮﺕ ﺑﺎﳌﻮﺕ ﳜﺘﺎﺭ ﺍﳉﺰﺋﻲ ﻷﺟﻞ ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﻭﻳﻔﺮﻕ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺟﲔ ﻛﻲ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻮﺿﻬﺎ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜـﺜﲑﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺃﻣﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻋﻤﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﲟﺨﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺍﻷﺟﺮﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﳊﺐ ﻛﻤﺎ ﺃﺣﺒﻨﺎ ﻫﻮ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﳏﺴﻮﺏ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﻴﺌﹰﺎ .ﻓﺎﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﻛـﺎﻥ ﻳﺮﻳـﺪ ﺃﻥ ﻳﺘـﺸﺒﻪ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺃﻋﲏ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﱂ ﻳﻀﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻭﱂ ﻳﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺭ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻏﻨﻤﻪ ﻣﻦ ﳐﺎﻓﺔ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﺒﻪ ﻷﺑﻴﻪ .ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻣﺜﻠﻪ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻤـﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺎﳊﺐ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﳋﻮﻑ .ﻓﺎﳊﺐ ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻓﺘﻘـﺎﺩ ﺍﷲ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﻭﺍﳋﻮﻑ ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﺧﺪﻣﺘﻨﺎ ﷲ .ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﳒﺪ ﺃﻥ ﺍﳋﻮﻑ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭﺍﳊﺐ ﷲ ﻭﺑﻪ ﻳﺘﺤﺮﻙ .ﻭﺇﻥ ﺳﺎﻍ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﷲ ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺣﺐ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺇﻥ ﺍﷲ ﳏﺒﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﳛﺐ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻣﻨﻪ .ﺃﻓﻬﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻘﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﱰﻟﺔ ﺍﳊﺐ ﻛﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳـﻮﻝ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳛﺲ ﺑﻮﻻﺩﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺍﷲ .ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﻄﻠـﺐ ﺃﻧـﺖ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻓﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﳊﺐ ﻭﺗﺸﺘﻬﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺎﺭﺟﹰﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﺐ ،ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺫﳍﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺇﻥ ﻛﺎﻧـﺖ ﺑـﻼ }{١٥٣
ﺣﺐ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻳﻌﻴﻘﲏ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﰐ ﺑﻚ ﺇﱃ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳـﺎ ﻭﺍﺧﺘـﺮﺕ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﻓﻨﺤﻦ ﻻ ﻧـﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺏ ﺑﻞ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻨـﺎ ﺫﺍﺎ .ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻘﺒﻞ ﻧﻈﺮ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺇﺣﺴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﺗﺪﺭﻳﺞ ﻭﺻﻌﻮﺩ ﰲ ﻣﻨـﺎﺯﻝ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﰲ ﻧﻈﺮ ﻭﺣﺲ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﻘﺒﻠـﻬﺎ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﺿﻤﲑﻩ ﺑﺎﳊﺐ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﻭﺳﲑ ﻗﺎﻣﺘﻪ ﻓﻴﻪ .ﻭﻫﻜـﺬﺍ ﻏﻴـﺎﺭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎﺕ .ﻭﻛﻤﺜﻠﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﰲ ﻗﺎﻣﺔ ﺍﳉﺴﺪ ﻻ ﻳﻘـﺪﺭ ﺍﻟﺼﱯ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﲔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﻇﺮﹰﺍ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﺑﻦ ﺛﻼﺛﲔ ﻼ ﻳـﺰﺩﺍﺩﺍ ﻼ ﻗﻠﻴ ﹰ ﺳﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﺑﻦ ﲬﺴﲔ ﺑﻞ ﺣﺴﺐ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﺑﺎﻟﻘﺎﻣﺔ ﻗﻠﻴ ﹰ ﻣﻌﺮﻓﺔ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻌﺮﺽ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻳﻨﺸﺄ ﺑﺎﳊﺐ ﻭﻳﺒﻠﻎ ﺇﱃ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻳﻨﻈﺮﻫﺎ ﰲ ﺑﻠﺪﻫﺎ ﻭﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻐﺼﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺤﺪﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺈﺎ ﻻ ﺗﺮﺿﻰ .ﻭﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺸﺨﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﻏﲑ ﻭﻗﺘـﻬﺎ ﻓـﺈﻥ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺗﺒﻬﺮ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﺧﻴﺎﻻﺕ ﻋﻮﺽ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺃﻣﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﲔ ﺍﳌﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺎﻟﺮﻣﺲ ﻭﺍﻟﱵ ﻧﻈﺮﺎ ﻣﻐﺒﺸﺔ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑـﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﻔﺮﺱ ﰲ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺇﻥ ﺃﻏﻀﺒﻨﺎﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻭﱂ ﺗﺒﻠﻎ ﺑﻌﺪ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﻓﺈﺎ ﺗﺆﺫﻯ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﳍﺎ ﺧﻴﺎﻻﺕ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻴـﺴﺖ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻷﻣﻮﺭ .ﻓﻀﻊ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﻋﻘﻠﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻭﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﰲ ﻏﲑ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻈﻦ ﺃﻧﻚ ﺗﻨﻈﺮﻫـﺎ ﺍﻵﻥ
ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻨﻄﺴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﻷﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺷـﻴﺎﺀ ﲣﻴـﻞ ﻓﻨﻄﺴﺔ ﻭﳉﻤﻴﻌﻬﺎ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻧﻈﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻈﺮﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﳌﺮﻛﺒﺔ ﻓﺈﻧﻚ ﲡﺪ ﳍﺎ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﳊﻘﺎﻧﻴﺔ ﻭﺧﻴﺎﻝ ﻓﻨﻄﺴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻈﺮﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺗﺮﻯ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﺻﺤﻴﺤﹰﺎ ﻭﻣﻮﺟﻮﺩﹰﺍ ﺃﻣﺎﻣﻬـﺎ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﻗﺮﺎ ﻟﻪ .ﻓﺈﻥ ﻋﺮﺽ ﻟﻠﻌﲔ ﺃﻥ ﺑﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺃﻭ ﻗﻞ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺿﻌﻒ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﻫﻲ ﻓﺈﺎ ﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺑـﻞ ﺑﺎﻟﺘﺨﻴﻞ ﻷﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﳌﺎﺀ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻴﺎﻩ ﻭﺃﺑﻨﻴﺘﻪ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﰲ ﺍﳉﻮ ﻭﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺗﻨﻈﺮ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﻨـﻮﻉ ﳐﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ ﻓﻬﻞ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﳌﺮﻛﺒﺔ ﺃﻡ ﺃﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺧﻴﺎﻻﺕ ﻣﻐﺒﺸﺔ .ﻓﻬﻜـﺬﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺧﺬ ﻟﻚ ﺩﻻﺋﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺎﺕ ﰲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ. ﻓﺈﻥ ﱂ ﺗﺘﻨﻖ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺗﺼﻔﻮ ﺑﺄﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭﻳﻘﺘﲎ ﻧﻮﺭ ﺍﳊﺐ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ ﻭﻳﺘﺮﰉ ﺑﻘﺎﻣﺔ ﲡﺪﻳﺪﻩ ﻭﻳﺘﻘﺪﻡ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﻃﻘﺲ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮﻫﺎ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ .ﻷﻥ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ .ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻇﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻋﻮﺽ ﺷﻲﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻪ ﻓﻨﻄﺴﺔ ﺃﻭ ﺧﻴﺎﻝ ﻭﻟﻴﺲ ﻧﻈﺮﹰﺍ ﺣﻘﻴﻘﻴﹰﺎ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻳﻌﺮﺽ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌـﺔ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻷﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﺮﻯ ﻓﻨﻄﺴﺔ ﺑﻞ ﺗﺮﻯ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ .ﺃﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﺍﳋﻴـﺎﻝ ﰲ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻌﻘﻞ.
}{١٥٤
}{١٥٥
ﻭﻫﺬﻩ ﺣﺪﺛﺖ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻟﻠﺤﻜﻤﺎﺀ ﺍﳋﺎﺭﺟﲔ ﻷـﻢ ﺗﻮﳘـﻮﺍ ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﲦﺔ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﱂ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﻷﻧـﻪ ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻌﺮﻓﻮﻩ ﻭﱂ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﺑﻞ ﻇﻨﻮﺍ ﺣﺴﺐ ﺍﺧﺘﻼﺝ ﻣﻨﻄﻘﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺃﻓﻜـﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟـﱵ ﺪﺱ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻧﻪ ﲦﺔ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟـﱵ ﱂ ﻳﻌﺮﻓﻮﺎ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﱂ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑـﻞ ﺗﻮﳘـﻮﺍ ﺑﻮﺟﻮﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﻇﻨﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﻭﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻫﻢ ﻓﻜﺮﻭﺍ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺘﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﻢ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﺃﻱ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺯﻟﻴﺘﻬﺎ ﻭﻏﻴﺎﺭ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﻭﺧﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻈﻨﻮﻥ ﻏﲑ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻭﻗﺴﻤﻮﺍ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺇﱃ ﺁﳍـﺔ ﻛـﺜﲑﺓ ﻭﺗﻮﳘﻮﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻭﺃﺷﺒﺎﺡ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻛﻤﺜـﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﻭﺣﺮﻛﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻇﻨﻮﻧـﹰﺎ ﻭﻓﻨﻄـﺴﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔـﺔ ﻭﺗﻮﳘﻮﺍ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻫﻢ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺷﺒﻬﻮﺍ ﻭﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﲞﺮﺍﻓﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻋﻠـﻰ ﺧﻠﻘـﺔ ﺍﷲ ﻭﻋﻨﺎﻳﺘﻪ ﻭﺩﻳﻨﻮﻧﺘﻪ ﻭﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﻭﺗﺪﺑﲑﻩ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﻭﻏﲑ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﻭﺗﻔﻜﺮﻭﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻭﺗﻮﳘﻮﺍ ﺃﻣﻮﺭﹰﺍ ﻛﺜﲑﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻄﺒـﺎﺋﻊ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴـﺔ ﻭﺻﻮﺭﻭﺍ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﱂ ﺗﻜﻦ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ ﺍﻟـﱵ ﻟﻠﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﳌﺘﺠﺴﻤﺔ ﻭﻭﺿﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻨﻄﺴﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺣﱴ ﺃﻢ ﺻﻮﺭﻭﻫﺎ ﺑﺄﻳﻘﻮﻧﺎﺕ ﻭﺭﻛﺒﻮﺍ ﺻﻮﺭﹰﺍ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻔﻨﻄﺴﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺻﻮﺭﻫﻢ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻇﻨﻮﺍ ﻫﻢ ﺑﻄﻴﺎﺷﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻭﺩﻋﻮﻫـﺎ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﱂ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻓﻨﻄﺴﺔ ﲨﻴﻊ ﻇﻨﻮﻢ ﻷﻧـﻪ ﱂ }{١٥٦
ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﳊﻖ ﻟﻴﺒﻜﺘﻬﻢ ﻷﻧﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﳊﻖ ﻳﺒﻜﺖ ﺍﻟﻜـﺬﺏ ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﳊﻖ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻈﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺭ ﺃﻧﻪ ﺣﻖ. ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻟﻠﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﳌﺮﻛﺒﺔ ﻭﻏﲑ ﺍﳌﺮﻛﺒـﺔ ﻭﺍﻟـﱵ ﻟﻠﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﻭﺍﻟﱵ ﻟﻠﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ ﱂ ﺗﻈﻬـﺮ ﻟﻠﻨـﺎﺱ ﺇﻻ ﺑﺘﺠﺴﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻪ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺑﺄﻗﻨﻮﻣﻪ ﳉﻤﻴﻊ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺭﺟﻊ ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﻭﺻﺤﺔ ﻋﻘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻨﺎ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺫﻫﻨﻨﺎ ﺑﺘﺠﺪﻳﺪﻩ ﻟﻜﻲ ﻧﻘﺒـﻞ ﺗﺼﻮﺭ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺑﻼ ﻓﻨﻄﺴﺔ .ﻭﻗﺪ ﺃﻛﻤـﻞ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﹸﺘﺐ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻤﻮ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ .ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻣﺔ ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﻄﺒـﺎﺋﻊ ﺍﳌﺮﻛﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻓﻌﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﺮﻛﺒـﺔ ﻭﺃﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﱵ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻓﺘﺎﻭﺭﻳـﺎ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻫﺬﻩ ﲨﻴﻌﻬـﺎ ﺃﻛﻤﻠﻬﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﺜﻠﻨﺎ ﻧﺎﻇﺮﹰﺍ ﻭﻋﺎﺭﻓﹰﺎ ﺎ ﺃﻋـﲏ ﺑﻜـﻞ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ .ﻭﺃﻋﻄﻰ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻳﺴﲑ ﻓﻴﻬـﺎ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻨﺎ ﻟﻜـﻲ ﻧﻜﻤﻞ ﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﳓﻔﻈﻬﺎ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﺑﻨﻴﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻞ ﻭﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻻ ﻧﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻘﻂ ﺑﺴﺬﺍﺟﺔ ﺑﻞ ﻧﻠﺼﻖ ﺑﻜﻞ ﻋﻤـﻞ ﺍﻹﻓﺮﺍﺯ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﻳﻄﻬﺮ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺑﺈﻓﺮﺍﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺴﻨﺎﺕ .ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻤﻞ ﺑﻼ ﺇﻓـﺮﺍﺯ }{١٥٧
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻻ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻣﻨﻪ ﺑﻞ ﻳﺴﺒﺐ ﺿﻴﻘﺔ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﺒﻘـﻰ ﻣﻀﻄﺮﺑﹰﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻫـﻲ ﺍﻟـﱵ ﺗﻘﻴـﺖ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺑﻞ ﻗﻮﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻳﻨﻘﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺎ ﻓﻘﻂ .ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻟﻜﻲ ﻧﺒﻠﻎ ﺑﻪ ﳌﻘﺪﺍﺭ ﻗﺎﻣﺘﻪ ﻭﻧﻮﻟﺪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﻧﺼﲑ ﻧﺎﻇﺮﻳﻦ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﻜﻼﻣﻪ ﻟﻨﻴﻘﻮﺩﳝﻮﺱ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟـﺮﻭﺡ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻳﻦ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ .ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﻭﻟﺪﻧﺎ ﻣـﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﻣﻮﻟﺪﹰﺍ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﳊﺲ ﲟﻴﻼﺩﻧﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﻫـﺬﺍ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻧﺘﻌﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻭﻛﻞ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﻛﻤﺜﻠﻤﺎ ﻳﺸﻠﺢ ﺍﳉـﻨﲔ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻻﺑﺴﻬﺎ ﻭﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﻠﻴﻘﺔ ﻭﻏﺸﺎﻭﺗﻪ ﳏﺠﻮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﲝﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﻟﻪ ﻳﺘﻌﺮﻯ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻐﺸﺎﻭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻬﺮ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻭﻳﻘﺒﻞ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺑﻠﺪﻩ ﻭﻳﺴﺘﻨﺸﻖ ﺍﳉﻮ ﺍﳌﺘﻌﺎﱄ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻣﻮﺿﻌﹰﺎ ﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻳﺘﻨﻌﻢ ﻓﻤﻪ ﻭﺗﺘﻐﺬﻯ ﻭﺗﻘﻮﻯ ﲨﻴﻊ ﺣﻮﺍﺳﻪ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻧﺎﻇﺮﹰﺍ ﺃﻣﻮﺭﹰﺍ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﻧﻈﺮ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺗﻮﺻﻞ ﻭﺗﺼﻌﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺇﱃ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺎﻷﻭﱃ ﺗﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﰲ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻓﺈﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻦ ﺫﺍﺎ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺑﻞ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﻗﻮﺓ ﻟﻴـﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﻇﺮﹰﺍ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺆﻫﻞ ﻟﻠـﺬﻫﻦ }{١٥٨
ﻭﺣﺪﻩ ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﲟﻌﻮﻧﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻷﱐ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻗﻠﺖ ﺃﻥ ﻧﻈـﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻠﺬﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﲔ .ﻓﻮﻗﺖ ﺗﻌﻄﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻭﻗﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ .ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻠﺮﺳﻞ ﺍﻟﻘﺪﻳـﺴﲔ ﻓﺈﻥ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﱂ ﺗﻄﻬﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻓﺎﺳﺘﺤﻘﻮﺍ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﻓﻘﻂ ﻭﺗﺒﻌﻮﻩ ﺑﻘﻠﺐ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﺑﻼ ﺷـﻚ ﻭﻻ ﻇﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﺘﺼﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﻛﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻷﺑﻴﻬﻢ ﻭﺻﺪﻗﻮﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﺪﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﺑﺎﻩ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺴﺄﻟﻮﻩ ﻭﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻓﻘـﻂ ﻭﺑﻌـﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻤﻞ ﺗﺪﺑﲑﻩ ﺃﺭﺳﻞ ﳍﻢ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﳌﻌﺰﻱ ﻭﻃﻬـﺮ ﻋﻘـﻮﳍﻢ ﻭﺃﻛﻤﻠﻪ ﻭﺃﻣﺎﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻭﺃﺣﻴﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﻟﻠﻮﻗﺖ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻷﻣﺮﻳﻦ ﺃﻱ ﻣﻮﺕ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﲡﺪﻳـﺪ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﳉﺪﻳﺪ. ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﲡﺪﺩ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺲ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﲑ .ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺑـﻞ ﺃﺩﺧﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻔﻜـﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺇﱐ ﺃﺳﺮﻉ ﻟﻜﻲ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟـﺬﻱ ﻣـﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺃﺩﺭﻛﲏ ﺳﻴﺪﻱ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻗﺎﻝ ﺇﱐ ﺃﻧﺴﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﻭﺃﻣﺘﺪ ﺇﱃ ﻗﺪﺍﻡ ﻟﻜﻲ ﺁﺧﺬ ﻏﺮﺽ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﷲ ﺍﻟـﱵ ﺑﺮﺑﻨـﺎ ﻼ ﺟﺎﻫﺪﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﰲ ﺁﺧﺮ ﺳﲑﻩ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺮﺥ ﻗﺎﺋ ﹰ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺣﻔﻈﺖ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺃﺧﲑﹰﺍ ﻭﺿﻊ ﱄ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﱪ }{١٥٩
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺎﻓﺌﲏ ﺑﻪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴـﻮﻡ ﻓﻬﺎ ﻫﻮﺫﺍ ﺑﻮﻟﺲ ﺑﻌﺪ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﳚﺮﻱ ﻟﻴﺪﺭﻙ ﻭﱂ ﻳﺘﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﻼﻥ ﺣﱴ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻭﱂ ﻳﻜﺘﻒ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﰲ ﻛﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺩﻋﻰ ﻛـﺎﻥ ﳚﺎﻫـﺪ ﺣﺴﺐ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﻟﻴﻮﰲ ﺣﻖ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻛﻤﺎ ﻗﻠـﺖ ﺳﺎﺑﻘﹰﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟـﱵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭﺓ ﻭﻏﲑ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭﺓ ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﺍﻫﺒﹰﺎ ﺇﱃ ﺩﻣـﺸﻖ ﻼ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﺗﻼﻣﻴـﺬﻩ، ﲝﺪﺓ ﻏﲑﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺣﺎﻣ ﹰ ﺻﺎﺩﻓﻪ ﻳﺴﻮﻉ ﰲ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻈﻬﲑﺓ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺣﱴ ﺃﻥ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻟﻴﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻗـﻮﺓ ﺣـﺮﺍﺭﺓ ﻼ ﳌﺎﺫﺍ ﺗﻄﺎﺭﺩﱐ ،ﻓﻘﺪ ﻏﻀﺒﻴﺘﻪ ﻭﺩﻋﺎﻩ ﻳﺴﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻗﺎﺋ ﹰ ﺃﻫﻠﻪ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺻﻮﺗﻪ ﺇﻧﻌﺎﻣﹰﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﺑﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻷﻧﻪ ﱂ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻏﲑﺗﻪ ﺑﻞ ﺇﱃ ﺇﻓﺮﺍﺯﻩ ﻭﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﻐﲑ ﻷﺟﻠﻪ ﻓﺄﺧـﺬ ﺇﻓـﺮﺍﺯﻩ ﺍﳊﺴﻦ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﳌﻀﺎﺩ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﺎﺋﺖ ﳛﻴﺎ ﺑﺈﻓﺮﺍﺯ ﺍﻟﻐﲑﺓ ﻭﻷﺟﻞ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺴﺘﻄﺎﻉ ﺗﻜﻤﻴﻞ ﺍﳉﻤﻴـﻊ ﰲ ﻭﺳـﻂ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻗﻢ ﻭﺍﺩﺧﻞ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ .ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﺩﻣﺸﻖ ﱂ ﻳﻜﺘﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﻪ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﻭﺣﻨﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻀﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﱂ ﻳﻘﻞ ﻟﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺁﺧﺮ ﺧﺎﺭﺟﹰﺎ ﻋﻤـﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺷﺎﻭﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬـﺮ ﻟـﻚ ﰲ }{١٦٠
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺃﻧﺖ ﻗﺎﺩﻡ ﺇﱃ ﻫﻨﺎ ﺃﺭﺳﻠﲏ ﻟﻜﻲ ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﲤﺘﻠﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ .ﻭﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﻗﺎﻡ ﻭﻋﻤﺪﻩ. bí‰ëbnÛa@ŠÄãë@ÞìŠÛa@Ûìi ﻟﻜﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻫﻬﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌﻚ ﱂ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺣﻨﺎﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺁﺧـﺮ ﻭﻻ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﺟﺴﺪﺍﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺑـﺎﻟﺮﻭﺡ ﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭﺍﺳﺘﻌﻠﻨﺖ ﻟﻪ ﺍﳋﻔﻴﺎﺕ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻋﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻟﻪ ﳍﻢ ﺃﻥ ﱄ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﲑﺓ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﳍﺎ ﻟﻜـﻢ ﻟﻜﻨﻜﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﲢﺘﻤﻠﻮﺎ ﺍﻵﻥ ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺭﻭﺡ ﺍﳊﻖ ﻓﻬﻮ ﳜﱪﻛﻢ ﲨﻴﻊ ﺍﳊﻖ .ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺋﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﻠﻪ ﻳﻄﻮﻑ ﰲ ﺍﻷﻣـﺎﻛﻦ ﺍﻟﱵ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﻟﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻋﲔ ﺍﳉﺴﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮﻫﺎ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟـﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﻭﲰﻊ ﻛﻼﻣﹰﺎ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻪ ﻭﻧﻈﺮ ﻧﻈﺮﺓ ﱂ ﺗﺮ ﳉﺴﺪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺗﺐ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴـﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻏﲑ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﻬﻴﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺟﻬﹰﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﻇﻬﺮﺕ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﱂ ﺗـﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﻋﻘﻠﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻌﻮﺩﹰﺍ ﺷﺮﻋﻴﹰﺎ ﺑﻞ ﺍﺧﺘﻄﻒ ﺍﺧﺘﻄﺎﻓﹰﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳـﺘﻌﻼﻥ ﺃﺧﱪ ﺑﻪ ﺑﻮﻟﺲ ﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺔ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺘﺒﺖ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ }{١٦١
ﻛﻮﺭﻧﺜﻮﺱ ﻷﻢ ﻳﻮﻋﺪﻭﻥ ﺑﻔﻨﻄﺴﺎﺕ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﻳﺪﻋﻮﺎ ﺗﺎﻭﺭﻳـﺎﺕ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﺣﺪﺛﺖ ﻋﻨﺪ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺃﻋﲏ ﺬﺍ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺒﻨﻄﺲ ﻭﻣﺮﻗﻴﺎﻥ ﻭﻣﺎﱐ ﻭﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻭﻛـﺜﲑﻭﻥ ﻣﺜـﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳍﺮﺍﻃﻘﺔ ﺑﺪﺃﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺇﱃ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻫـﺬﺍ ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻬﺬﻭﺍ ﻫﺬﻳﺎﻧﹰﺎ ﻛـﺜﲑﹰﺍ ﺑـﺴﺒﺐ ﺍﳋﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ .ﺃﻧﺎﺳﹰﺎ ﻗﺪ ﺃﻓﺴﺪﻭﺍ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﺳـﻞ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﺎﻏﺘﺼﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺾ ﺍﻓﺘﺨﺎﺭ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﺍﳌﻔﺘﺨﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﻃﺲ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﳜﱪ ﻫﻮ ﻋـﻦ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳـﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻳﻨﺔ ﻭﺑﺼﻨﻌﻬﺎ ﺑﺎﺗﻀﺎﻉ ﻭﺧﻮﻑ ﻭﻛﺎﻥ ﳛﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻏﲑﻩ ﻗﺎﻝ ﺃﻋﺮﻑ ﺇﻧﺴﺎﻧﹰﺎ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ ﻗﺒﻞ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺳـﻨﺔ ﰲ ﺍﳉـﺴﺪ ﺃﻡ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳉﺴﺪ ﻟﺴﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺮ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎﺕ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﱐ ﲰﻌﺖ ﻛﻼﻣﹰﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻛﻴﻒ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎﺕ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﺘﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﳌﺎ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﰲ ﺑﻠﺪﻫﺎ ﱂ ﻳﺄﺧﺬ ﺇﺫﻧﹰﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺎ ﰲ ﻏﲑ ﺑﻠﺪﻫﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﱂ ﻳﻨﻈﺮﻫﺎ ﺑﺎﳊﻮﺍﺱ ﺍﳉﺴﺪﻳﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺇﺫﺍ ﻗﺒﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺑﺎﳊﻮﺍﺱ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﳝﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻔﻪ ﺑﺎﳊﻮﺍﺱ ﺃﻳﻀﹰﺎ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻨﻈـﺮﻩ ﺬﻩ ﺍﻹﺣﺴﺎﺳﺎﺕ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺑﻞ ﳛﺲ ﺑﻪ ﰲ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﳕـﺎ ﳛﺲ ﺑﻪ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﹰﺎ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﳉﺴﺪ ﻳﻨﺴﺎﻩ ﻭﻻ ﻳﻌﺪ ﻳﻌـﺮﻑ ﺇﻻ ﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺮ ﻭﲰﻊ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻠﺘﺘﺒﻜﺖ ﲨﻴﻊ ﻛﺘﺐ ﺍﻟـﺰﻭﺭ ﺍﻟـﱵ
ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺎﻟﲔ ﻣﻜﺎﺷﻔﺎﺕ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻗﻮﻡ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﺃﺭﺑـﺎﺏ ﺑـﺪﻉ ﻭﺧﺮﻓﻮﺍ ﺎ ﻓﻨﻄﺴﺎﺕ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻭﺑﺪﻉ ﲰﺎﺋﻴﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﻔﺮﺯﺓ ﺑﺎﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﻭﺃﺷﻜﺎﻝ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺘﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺃﻣـﻮﺭ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﻓﻨﻄﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳌﻀﻄﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟـﺸﻴﺎﻃﲔ ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﻮﻟﺲ ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﰲ ﻭﺟﻪ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴـﺔ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻖ ﺎ ﰲ ﺑﻠﺪ ﺍﳉﺴﺪﺍﻧﻴﲔ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻘـﺪﺭ ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ﻳﻌﻄـﻰ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻬﺮﻫﺎ .ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻌﻔﺘﻚ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﻭﲢﺘﺮﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﺎﻃﺴﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺙ ﺧﺼﻮﺻﹰﺎ ﻟﻠﻤﺘﻮﺣﺪﻳﻦ .ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺪﻋﻰ ﺃﺩﻟﻒ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻫﺎ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﺒﺪﻋﹰﺎ ﳍﺮﻃﻘﺔ ﺍﳌﺼﻠﲔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫـﺬﺍ ﻣﺘﺪﺑﺮﹰﺍ ﺑﺴﲑﺓ ﻗﺸﻔﺔ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﻧﺴﻚ ﺻـﻌﺐ ﻭﻛـﺎﻥ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺗﻠﻤﻴﺬﹰﺍ ﻟﻠﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﻟﻴﺎﻧﺎ ﺍﳌﺪﻋﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻣﻜﺚ ﻋﻨﺪﻩ ﺯﻣﺎﻧﹰﺎ ﻭﻣـﻀﻰ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﻃﻮﺭ ﺳﻴﻨﺎ ﻭﺇﱃ ﻣﺼﺮ ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒـﺎﺭ ﻭﺍﻟﻄﻮﺑـﺎﱐ ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮﺱ ﻭﲰﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻼﻣﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﺧـﻼﺹ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﻣﺴﺎﺋﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﻵﻻﻡ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺮﻭﺍ ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﲰﻌﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﲦﺔ ﺗﺎﻭﺭﻳﺎﺕ ﻟﻠﻌﻘـﻞ ﺑﻌـﺪ ﺗﻄﻬﲑﻩ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺆﻫﻞ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘـﺄﱂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮﻯ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺁﻻﻣﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﰲ ﺻﺤﺔ ﻃﺒﻴﻌﺘـﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﳍﺎ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻛﺄﺎ ﰲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻫـﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺘﻘﻠﺒﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ .ﻭﳌﺎ ﲰﻊ ﺃﺩﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ
}{١٦٢
}{١٦٣
ﻭﺃﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﺻﺤﺔ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧـﺖ ﳍـﺎ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻭﻫﻲ ﻛﺎﺋﻨﺔ ﰲ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺷﺎﺑﹰﺎ ﺍﺷﺘﻬﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺜـﻞ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺘﻬﻲ ﺍﻟﻌﻈﺎﺋﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺇﱃ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻫﺎ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﺳﻜﻨﹰﺎ ﻓﺮﻳﺪﹰﺍ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺿـﻴﻘﺎﺕ ﺻـﻌﺒﺔ ﻭﺻﻠﻮﺍﺕ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻀﻄﺮﻡ ﻓﻴﻪ ﺃﱂ ﺍﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﲰﻊ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻘﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﻏﺮﺿﻪ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﱂ ﻳﻘﱳ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻭﻻ ﻋﺮﻑ ﻣﻜﺮ ﺍﶈﺎﺭﺑﲔ ﻣﻌﻪ ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﱂ ﻳﻘﱳ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻋﻤﻠﺘﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﱪ ﻓﻘﻮﻟﻮﺍ ﺇﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻄﺎﻟﻮﻥ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻄﺮﻡ ﻓﻴـﻪ ﺷـﻬﻮﺓ ﺍﻟﻌﻈﺎﺋﻢ ﺑﻈﻨﻮﻥ ﻣﺘﺸﺎﳐﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺒﻌﺪ ﺯﻣﺎﻥ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟـﻪ ﻭﺟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺎﺭﻏﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﻭﺃﺭﺍﻩ ﺫﺍﺗﻪ ﻛﻤﺜﻞ ﻧﻮﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﻧﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺍﻗﻠﻴﻂ ﻭﺃﹸﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻷﺟـﻞ ﺃﺟﺮ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﻟﻜﻲ ﺃﺟﻌﻠﻚ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎﺕ ﻭﺃﻋﻄﻴﻚ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘـﺄﱂ ﻭﺭﺍﺣﺔ ﻣﻦ ﺃﺗﻌﺎﺑﻚ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻋﻮﺽ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﺴﺠﺪ ﻟﻪ .ﺃﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﲪﻖ ﻏﲑ ﺍﳌﺪﺭﺏ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﺎ ﺗﻌﻘﻞ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻟـﻪ ﻛـﻼﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺘﻮﺣﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺇﱐ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻬﻨﺎ ﺑﻞ ﺇﱐ ﺃﺻﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻧﻈﺮﻩ ﰲ ﻋﺎﳌﻪ ﻭﺍﺿﻤﺤﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﰲ ﺍﳊﺎﻝ ﻣـﻦ ﻗﺪﺍﻣﻪ ﻭﺑﻄﻞ ﻃﻐﻴﺎﻧﻪ .ﺑﻞ ﺿﺮﺏ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﻌﻈﺎﺋﻢ ﻭﺧﺮ ﺳﺎﺟﺪﹰﺍ ﻟـﻪ ﻭﺗﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﻣﻸﻩ ﺑﺎﳋﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻮﺽ
ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻳﺒﻄﻞ ﲨﻴﻊ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻭﻋﻠﻘﻪ ﺑﺮﺟﺎﺀ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺄﱂ ﻛﻤﺜﻞ ﺇﻧﻪ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﳛﺘﺎﺝ ﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﻗﻤﻌﻪ ﻭﺍﳊﺮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺭﺋﻴﺲ ﺑﺪﻋﺔ ﺍﳌﺼﻠﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺜﺮﻭﺍ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﳎﻤﻌﹰﺎ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻇﻬﺮ ﻏﺸﻬﻢ ﻟﻸﺳـﻘﻒ ﻓﺒﻄﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﻭﻃﺮﺩﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﺍﻵﻥ ﰲ ﺃﺩﻳﺮﺓ ﺑﻼﺩ ﺃﻳﻘﺎﻧﻮﻥ .ﻭﺃﻧﺖ ﻋﺎﺭﻑ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻳﺎﺳﻮﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺮﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﻫـﺬﺍ ﻳـﺸﺘﻬﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﺍﻙ ﻭﺿﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﻗﻼﻳﺘﻪ ﻭﺃﻗﺎﻣﻪ ﻋﻠـﻰ ﺍﳉﺒﻞ ﺍﳌﺪﻋﻮ ﺇﺳﻜﺎﻫﲔ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﻟﻪ ﺷﺒﻪ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻭﺧﻴﻮﻝ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﻟﻴﻨﻘﻠﻚ ﻛﻤﺜﻞ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﺑﺎﳌﺮﻛﺒﺔ ﻭﳌﺎ ﺿﻞ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺘـﻪ ﻭﺻﻌﺪ ﻭﻗﺎﻡ ﻓﻮﻗﹰﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳓﻠﺖ ﺍﻟﻔﻨﻄﺴﺔ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﻭﻭﻗﻊ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻮ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭﻣﺎﺕ ﻣﻴﺘﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻭﺻﺎﺭ ﺃﺿﺤﻮﻛﺔ .ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﻋﺮﺽ ﳍﻢ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻌـﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﲝﻴﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ .ﻭﺇﱐ ﻟﺴﺖ ﺃﺫﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻫﻬﻨﺎ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﺑﻞ ﻟﻨﻌﺮﻑ ﺟﻴﺪﹰﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧـﺸﺘﻬﻲ ﻧﻈـﺮ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ﺑﻌﺪﻡ ﺗﺄﱂ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﺃﻭ ﺗﻄﻬـﲑ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﺻﺒﻴﺎﻥ ﻣﺒﺘﺪﺋﲔ ﻣﻀﻄﺮﺑﲔ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺄﱂ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺨﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺘﺪﺍﺧﻞ ﻋﻦ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﻫﻢ ﳛﺴﺒﻮﻧﻪ ﻣﺜﻞ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ .ﻭﺇﱐ ﺃﻗـﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺧﻄﺄ ﺻﻐﲑﹰﺍ ﺑﻞ ﻧﻘﻤﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺣـﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﷲ ﻭﺩﻳﻨﻮﻧﺘﻪ ﺃﻣـﺎﻡ
}{١٦٤
}{١٦٥
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﺋﲔ ﻷﻧﻪ ﳚﻌﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺮﺧﺎﻭﺓ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ .ﻭﻗـﺎﻝ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳌﻤﺘﻠﺌﲔ ﺁﻻﻣـﹰﺎ ﻭﻳﻔﺤـﺼﻮﻥ ﻋﻠـﻰ ﻛـﻼﻡ ﺍﳌﺘﺠﺴﻤﲔ ﻭﺍﻟﻐﲑ ﻣﺘﺠﺴﻤﲔ ﻳﺸﺒﻬﻮﻥ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ .ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﳌﺎ ﺃﺣﺲ ﺑﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴـﺬ ﰲ ﺫﻟـﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻢ ﺗﻐﺎﻓﻠﻮﺍ ﻭﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻦ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﻫـﻢ ﻳـﺸﺘﻬﻮﻥ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺮﻭﺍ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﲜﻤﻴﻊ ﺗﻘﺎﻟﻴـﺪﻩ ﻭﺍﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺮﺩ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺷﺒﻪ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﻭﻻ ﺗﺸﺘﻬﻮﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﱄ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺼﲑ ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺮﺣﻢ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻘﺴﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﻫـﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ .ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻭﻗﺖ ﻳﻌﻄﻰ ﻓﻴﻪ ﳎﺎﻧﹰﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﺖ ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻴﻪ ﺃﻋﻤﺎ ﹰﻻ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻄﻰ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﺖ ﻻ ﻳﻌﻄﻰ ﻓﻴـﻪ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﻞ ﳛﻔﻈﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﻟﻴﻌﻄﻴﻬﺎ ﰲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﰲ ﺑﻠـﺪﻫﺎ. ﻓﻨﺠﺪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻻ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫـﻢ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻭﰲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺃﺣﻂ ﻣـﻦ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻷﻧﻪ ﺑﺎﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻳﻐﻔﺮ ﳎﺎﻧﹰﺎ ﻭﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﺷـﻴﺌﹰﺎ ﻏـﲑ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻓﻘﻂ ﻭﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﻌـﻞ ﺑﻌـﺪ ﺍﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻓﻴﻄﻠﺐ ﺃﻋﻤﺎ ﹰﻻ ﻭﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﺑﻞ ﺑﻌﺪ ﺿـﻴﻘﺎﺕ ﻭﺃﺣﺰﺍﻥ ﻭﺗﻨﻬﺪ ﻭﺩﻣﻮﻉ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﻐﻔﺮ .ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﰲ ﻣﺪﺓ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﻞ ﺑﻌﺪ ﺻﱪ ﻛﺜﲑ ﻭﺛﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻐﲑ ﺯﻣﺎﻧﹰﺎ ﻛﺒﲑﹰﺍ. @ @
}{١٦٦
òàÈäÛa@ÝàÇë@æb¹⁄a ﻫﻮﺫﺍ ﳒﺪ ﺍﻟﻠﺺ ﺑﺎﻟﺼﻠﺐ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﳎﺎﻧﹰﺎ ﻭﻛﻔﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑـﻪ ﺑﻜﻼﻣﻪ ﻭﺍﻟﺰﺍﻧﻴﺔ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﳝﺎﻧﹰﺎ ﻭﺩﻣﻮﻋﹰﺎ ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻏﻔﺮ ﳍﺎ ﳎﺎﻧﹰﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳐﻠﻌﹰﺎ ﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻷﺟﻞ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﺑﻞ ﻷﺟﻞ ﺇﳝﺎﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳛﻤﻠﻮﻧـﻪ ﻭﻟﻜﻲ ﻳﺆﻣﻦ ﺁﺧﺮﻭﻥ .ﻭﺁﺧﺮ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺻﺤﺔ ﺍﳉﺴﺪ ﻭﺻﺤﺔ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﻭﺁﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﲦﺎﻥ ﻭﺛﻼﺛﲔ ﺳﻨﺔ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﻂ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻰ ﻭﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﺷﻔﺎﻩ ﻭﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻻ ﺗﻌﺪ ﲣﻄﺊ .ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺬﺍ ﺃﻥ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺳـﺒﺐ ﻣﺮﺿﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻻ ﺗﻌﺪ ﲣﻄﺊ ﻟﺌﻼ ﻳﺼﲑ ﻟﻚ ﺃﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻓـﺈﻥ ﻣﺪﺍﻭﻣﺔ ﻣﺮﺿﻚ ﺷﻔﻊ ﰲ ﻛﺜﺮﺓ ﺧﻄﺎﻳﺎﻙ ﻭﻫﻮﺫﺍ ﻗﺪ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻚ ﻓﻼ ﺗﻌﺪ ﲣﻄﺊ ﻟﺌﻼ ﻳﺼﻴﺒﻚ ﺃﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ. ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻟﺴﺖ ﻣﺴﺘﺤﻘﹰﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﲢﺖ ﺳـﻘﻒ ﺑﻴﱵ ﻓﻤﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﳌﻤﻠﻮﺀﺓ ﺇﳝﺎﻧﹰﺎ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪﺣﻪ ﻭﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻻﺑﻨﻪ .ﻭﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﺔ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺿﺮﺑﺖ ﻟﻪ ﺍﳌﺜﻞ ﻭﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﻻﺗﻀﺎﻉ ﻭﺣﻘﺎﺭﺎ ﻭﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭﻣﺪﺡ ﻋﻈﻴﻢ ﺇﳝﺎﺎ .ﻭﺁﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﺑﻨﻪ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻓﻐﺼﺒﻪ ﺟﺪﹰﺍ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﻭﻭﲞﻪ ﻭﻏﲑ ﻗﻠﺔ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﻭﻣﻦ ﻗـﻮﺓ ﻛﻼﻣـﻪ ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﲢﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﻫـﺬﺍ ﺃﻳـﻀﹰﺎ ﱂ }{١٦٧
ﻳﺘﺮﻛﻪ ﺧﺎﺋﺒﹰﺎ ﺑﻞ ﺃﰎ ﺷﻔﺎﺀ ﺍﺑﻨﻪ ﻟﻠﻮﻗﺖ .ﻭﻳـﺎﻳﺮﺱ ﺃﻳـﻀﹰﺎ ﺭﺋـﻴﺲ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﳌﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﳝﻀﻲ ﻭﻳﺸﻔﻲ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﳌﺎ ﲰﻊ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﺃﻥ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻼ ﺗﺘﻌﺐ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻭﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﳝﻀﻲ ﻣﻨﻌﻪ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺛﺒﺖ ﺁﻣﻦ ﻓﻘﻂ ﻓﺘﺤﻴﺎ ﺍﺑﻨﺘﻚ .ﻭﻧﺎﺯﻓﺔ ﺍﻟﺪﻡ ﻋﻨﺪ ﺩﻧﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺛﻮﺑﻪ ﻓﻘﻂ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ .ﻭﲡﺪ ﰲ ﺍﻹﳒﻴﻞ ﺃﻣﻮﺭﹰﺍ ﻛـﺜﲑﺓ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺻﺤﺔ ﺍﳉﺴﺪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺴﲑ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻣـﺎ ﰲ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﳝﻨﺢ ﺷـﻔﺎﺀ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﺗﻮﺑﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﲪﻞ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﺍﳋﻄﻴﺔ .ﻭﺃﻣﺎ ﻋـﻦ ﺷﻔﺎﺀ ﺍﳉﺴﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻋﻤﺎ ﹰﻻ ﻭﺗﺪﺍﺑﲑ ﺻﻌﺒﺔ ﺳـﻨﲔ ﻛـﺜﲑﺓ ﻭﻣﻴﺘﻮﺗﺔ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﳉﻬـﺪ ﻳﻌﻄـﻲ ﺃﻭ ﻻ ﻳﻌﻄﻲ ﺳﻠﻄﺎﻧﹰﺎ ﻟﻘﻮﻡ ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ .ﻭﳓﻦ ﻻ ﻧﻠـﻮﻡ ﺇﺭﺍﺩﺗـﻪ ﻭﳓﺎﻛﻤﻪ ﳌﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻏﲑ ﺍﻟﻴﻮﻡ .ﻓﺎﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﺍﻷﻭﻟﻮﻥ ﻛـﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﺣﺎﻝ ﻋﻤﺎﺩﻫﻢ ﻭﻗﺒﻮﳍﻢ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﰲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻨﺒﺄ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺳﺮﺍﺋﺮﻫﻢ ﻛﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻗـﺎﻝ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺇﻥ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﰲ ﺍﻟﻜﻞ ﻭﰲ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻓﺜﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﻌﻄﻲ ﻛﻼﻡ ﺣﻜﻤﺔ ﻭﺁﺧﺮ ﻛﻼﻡ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﻭﻵﺧﺮ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ .ﻭﺁﺧـﺮ ﺃﻧـﻮﺍﻉ ﺍﻷﻟـﺴﻦ ﻭﻫﻜﺬﺍ ...ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻌﻠﻤﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺣﺎﻝ }{١٦٨
ﻋﻤﺎﺩﻫﻢ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻳﻌﻄﻰ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻤـﺪﻭﻥ ﻭﻳﻨﺎﻟﻮﻧﻪ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻌﻠـﻪ ﻓـﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﺎﻝ ﺑﻞ ﻫﻮ ﳐﻔﻲ ﻋﻨﻬﻢ .ﻭﺇﻥ ﱂ ﳜﺮﺝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﳛﻔﻆ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﺔ ﻣﻦ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ .ﻭﻳﺴﲑ ﲝﺮﺹ ﻭﻳﺘﺠﻠﺪ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﻀﻐﻄﺔ ﺍﻟـﻀﻴﻘﺔ ﺍﻟـﱵ ﻟﻺﳒﻴﻞ ﻓﻠﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻗﺪ ﺗﻐﲑﺕ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻷﻭﱃ ﺇﻥ ﻛـﺎﻥ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺃﻭ ﺷﻔﺎﺀ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺃﻭ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﻮﺍﻫﺐ ﺗﻈﻬـﺮ ﰲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﺒﻠـﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘـﻞ ﻭﺫﻫﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ. ﺇﻥ ﺳﺒﺐ ﺗﻐﻴﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﻟﻜـﻞ ﻓﻬـﻴﻢ ﺧﻔﻴﹰﺎ ﻭﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﳎﺎﻝ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﻤـﺮ ﺃﻥ ﻧﻈﻬـﺮ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻓﺈﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻭﺃﻳـﻀﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﰲ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﳌﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻳﺸﻮﻉ ﱂ ﻳﺼﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺃﻳﺎﻣﻬﻤﺎ ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﺳﺘﻌﻼﻧﺎﺕ ﻭﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻟﻴﺲ ﻛﺎﻟﻘـﺪﱘ ﻷﻥ ﰲ ﺫﻟـﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﱂ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺍﷲ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﰲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻊ ﺃﻧﺎﺱ ﺧﻄﺎﺓ ﺃﻳﻀﹰﺎ .ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﻣـﻊ ﺁﺩﻡ ﺑﻌـﺪ ﳐﺎﻟﻔﺘﻪ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﻗﺎﻳﲔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻗﺒﻞ ﻭﺑﻌﺪ ﺟﺮﻣﻪ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺫﺍﻙ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻟﺰﺍﱐ ﺃﻱ ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺃﺑﻴﻤﺎﻟﻚ ﺑﺎﳊﻠﻢ ﻭﻗـﺎﻝ }{١٦٩
ﺭﺩ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻧﱯ .ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﻇﻬﺮ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻗﻮﻡ ﺃﺑﺮﺍﺭ .ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻼ ﻳﻌﺪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻭﻻ ﻣﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﻞ ﺃﻥ ﻼ ﺍﺗﻔﻖ ﺃﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﲔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣـﺆﻫ ﹰ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﷲ ﺑﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻣﺎ ﺟﺴﺪﺍﻧﻴﹰﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﻷﻧﻪ ﺃﺭﺍﻧﺎ ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻭﺿﻊ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﺧﻔﻴﹰﺎ ﻭﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﺍﺳﺘﻌﻼﻧﻪ ﰲ ﺩﺍﺧﻠﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟـﻪ ﻟﻠﻴﻬـﻮﺩ ﻫﻮﺫﺍ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﺩﺍﺧﻠﻜﻢ. ﺇﻥ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻹﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺆﻫﻞ ﳍـﺎ ﺃﻭ ﻻ ﻧﺆﻫﻞ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﳓﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﻓﻬﻲ ﻹﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ﻭﻷﺟﻞ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﻭﺣﺮﺿﻨﺎ ﻋﻠـﻰ ﺫﻟﻚ .ﻭﻟﻜﻨﺎ ﱂ ﳒﺪ ﻓﻘﻂ ﰲ ﺃﻱ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺘﺎﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻫـﻲ ﺃﻳـﻀﹰﺎ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﻭﻋﺮﻓﻨﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻃﻮﰉ ﻟﻠﻨﻘﻴﺔ ﻗﻠﻮﻢ ﻷﻢ ﻳﻌﺎﻳﻨﻮﻥ ﺍﷲ ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻣﺎﺫﺍ ﳛﺼﻞ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﳛﺼﻞ ﻋﻠـﻰ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﱃ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﷲ .ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻷﻣـﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻨﺎ ﻷﻥ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﻘـﺪﻳﺲ ﱂ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﺘﻌﻼﻧﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﺧﺘﻄـﻒ ﺇﱃ ﺍﻟﻔـﺮﺩﻭﺱ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﺣﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻏﲑﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺟﻬـﺔ ﻫـﺬﺍ ﺍﻓﺘﺨﺮ ﻭﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻠـﻴﺲ ﱄ ﺃﻥ ﺃﻓﺘﺨـﺮ ﺑـﻞ ﺑـﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻷﺟﻞ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﱪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ }{١٧٠
ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻪ ﻷﺎ ﺗﻜﻤﻞ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻪ ﻭﺣﺒﻪ ﺃﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﻥ ﻓﻴﻜـﻮﻥ ﻣـﻦ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻋﻄﻴﺘﻬﺎ. a@bíb•ë@ÅЧ@bäîÏ@ÝàÈm@òàÈäÛa ﻓﻠﻴﻌﻈﻢ ﰲ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷـﻲﺀ ﺃﻥ ﳓﻔـﻆ ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﻭﻧﻄﻠﺐ ﺍﳌﻌﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻷﺟﻞ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻗﻠﻨﺎ ﺇﺎ ﻋﺴﺮﺓ ﻭﺻﻌﺒﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻟﺌﻼ ﻧﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺩﻓﻨﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﺩﺧﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻓﻘﺪ ﻧﺎﺩﻯ ﻟﻨﺎ ﰲ ﺑﺸﺎﺭﺗﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻄﻴﻒ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺿﻐﻄﺔ ﻭﻻ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻧﻔﺴﺮ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺧﺎﺭﺟﹰﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﺴﺮﻫﺎ ﺗﺎﺩﺭﺱ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﻧﺴﻄﻮﺭ ﻭﻣﻦ ﻳﺸﺒﻬﻪ. ﲰﻌﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺗﻘﺘﻨﻮﺍ ﺛﻮﺑﲔ ﻭﻻ ﺘﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻐﺪ ﻭﻣﻦ ﻳﻀﺮﺑﻚ ﻼ ﺍﻣﺾ ﻣﻌـﻪ ﻣـﻴﻠﲔ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻙ ﻗﺪﻡ ﻟﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻣﻦ ﻳﺴﺨﺮﻙ ﻣﻴ ﹰ ﻓﺤﺴﺒﻤﺎ ﻗﺎﳍﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﲏ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳓﻔﻈﻬﺎ ﻭﻻ ﳒﻌﻞ ﳍﺎ ﺗﻔﺎﺳﲑ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﺑﻞ ﺗﻔﺴﲑﻫﺎ ﻫﻮ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻧﻔﺴﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻻ ﺗﻔﺴﺮ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺑﻞ ﺗﻔﺴﲑﻫﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺘﺼﻮﺭ ﺗﺎﻭﺭﻳﺘﻬﺎ ﺿﻮﺋﻴﹰﺎ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻟﻴﺲ ﺗﻔﺴﲑﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ .ﻓﺘﻤـﺎﻡ ﲨﻴﻊ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺿﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻫﻮ ﺍﳌﻮﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻮﺻﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻻ ﳛﻤﻞ ﺻﻠﻴﺒﻪ ﻭﻳﺘﺒﻌﲏ ﻓﻼ }{١٧١
ﻳﺴﺘﺤﻘﲎ ﻭﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﳜﻠﺺ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻠﻴﻬﻠﻜﻬـﺎ .ﻭﺇﻥ ﱂ ﳚﺤـﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺮﻯ ،ﻭﻧﻔﺴﻪ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻓﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﲏ .ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺫﻛﺮ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻣﺰﻣﻌﺔ ﺃﻥ ﺗﺄﰐ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﰲ ﻛﻞ ﺣﲔ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﻳﺼﱪ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺘﻬﻰ ﻓﻬﺬﺍ ﳜﻠﺺ .ﻭﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﳕﻮﺕ ﻷﺟﻠﻪ ﻭﳓﺘﻤـﻞ ﺍﻟـﻀﻴﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﲰﻪ .ﻭﺑﻮﻟﺲ ﺻﻔﻴﻪ ﻳﺼﺮﺥ ﺃﻧﻪ ﳝﻮﺕ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ، ﻭﺑﻄﺮﺱ ﻣﻘﺪﻡ ﺭﺳﻠﻪ ﺻﻠﺐ ﻣﻨﻜﺴﹰﺎ ﻭﳏﺒﺔ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻗﻄـﻊ ﻟـﺴﺎﻧﻪ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﺑﻦ ﺯﺑﺪﻱ ﺃﺧﻮﻩ ﻗﻄﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟـﺼﺪﻳﻖ ﺃﺧـﻮ ﺍﻟﺮﺏ ﺭﺟﻢ ﺑﺎﳊﺠﺎﺭﺓ ﻭﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﳌﻌﻤﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺒﻜﻴﺖ ﻫﲑﻭﺩﺱ ﻗﻄﻊ ﺭﺃﺳﻪ .ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻻﺛﲎ ﻋﺸﺮ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻮﻥ ﻣـﺎﺗﻮﺍ ﻣﻴﺘـﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭﺑﻮﻟﻴﻜﺎﺭﺑﻮﺱ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﺣﺘﺮﻕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ﺃﻛﻠﺘﻪ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺧﺮﺝ ﻛﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺬﺍ ﺍﳊﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻮﻥ ﺍﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﺎﻟﻄﺮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﻭﻣﻴﺘﺎﺕ ﺷﱴ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻄﻞ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﳊﻨﻔﺎﺀ ﻟﻶﺑﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﻣﻌﻠﻤﻰ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴﺔ ﻗﺎﺳـﻮﺍ ﺷـﺪﺍﺋﺪ ﻭﻧﻔﻴـﹰﺎ ﻭﺳﺠﻮﻧﹰﺎ ﻭﻋﺬﺍﺑﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺟﺎﻫﺪﻭﺍ ﰲ ﺑـﻼﺩ ﻏﺮﻳﺒﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﻙ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻟﻠﻘﻔﺮ ﻭﺍﻟﱪﺍﺭﻱ ﻭﺻـﺎﺭﻭﺍ ﰲ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﺑﺎﳉﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ ﻭﺍﻟﻌﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﺠﻠﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺯ ﻭﻣـﺴﻜﻨﺔ ﻟﻴﺲ ﳍﺎ ﺣﺪ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺑﻌﺪ ﺟﻬﺪ ﳚﺪﻭﻥ ﻗـﻮﻢ ﻭﺟﺎﻫﺪﻭﺍ ﻟﻠﺪﻡ ﺑﺎﳌﺼﺎﻑ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺍﳋﻄﻴﺔ ﻭﺣﺎﺭﺑﻮﺍ ﻣﻊ ﺷﻬﻮﺍﺕ ﺍﳉﺴﺪ }{١٧٢
ﻭﻣﻊ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ.ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺃﻣﺜﺎﳍﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﻮﻟﺲ ﻃﺎﻓﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻻﺑﺴﻮﻥ ﺟﻠـﻮﺩ ﺍﳋﺮﻓﺎﻥ ﻭﺍﳌﻌﺰﻯ ﳏﺘﺎﺟﲔ ﻣﺘﻀﺎﻳﻘﲔ ﻭﻣﻀﻨﻮﻛﲔ ﻭﻫﻢ ﱂ ﻳﻜـﻦ ﻼ ﺃﻣﻴﺘﻮﺍ ﺃﻋﻀﺎﺀﻛﻢ ﺍﻟﱵ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺴﺘﺤﻘﹰﺎ ﳍﻢ .ﻭﺇﻟﻴﻨﺎ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺻﺮﺥ ﻗﺎﺋ ﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﺑﻀﻴﻘﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺍﻟـﺪﺧﻮﻝ ﳌﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺑﻀﻴﻘﺎﺗﻨﺎ ﻧﻔﺘﺨﺮ ﳓﻦ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﻳـﻀﹰﺎ ﺃﻧﺒﻴـﺎﺀ ﻭﺃﺑﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻗﺪ ﻗﺎﺳﻮﺍ ﻫﻢ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺻـﱪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﻣﻴﺘﺎﺕ ﻭﺭﺟﻢ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ. ﻭﺷﺎﺭﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻱ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﻭﻣﺆﺳﺴﻬﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﺎﳌﺴﻜﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺯ ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﺭﺑﻌـﻮﻥ ﻳﻮﻣـﹰﺎ ﻣﺘﻮﺍﻟﻴـﺔ ﺑﺎﳉﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﻭﺍﳉﻠـﺪ ﻭﺍﻟـﺸﺘﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻴﲑ ﻷﺟﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﰲ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻜﻞ ﻋﺎﺭﹰﺍ ﺇﺫ ﺗﻌﻠﻖ ﻋﺎﺭﻳﹰﺎ ﲟﻮﺕ ﺧﻼﺻﻲ ﲢﻤﻞ ﺗﺪﺑﲑﻩ. ﻭﺣﻴﻚ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺗﺴﺄﻝ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﳛﻔﻆ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﺃﻇﻬﺮﺕ ﺑﺴﺆﺍﻟﻚ ﺃﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﺑﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻭﺃﺳـﺄﺕ ﺍﻟﻈﻦ ﰲ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳝﻮﺗﻮﻥ ﻛـﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳊﻨﻔﺎﺀ ﻭﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺄﳌﻮﻥ ﺑﺈﺭﺍﺩﻢ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ. ﺃﻣﺎ ﲰﻌﺖ ﻣﻦ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﻛﻴﻒ ﺷﺒﻪ ﻣﻦ ﻳـﺴﻤﻊ ﻛﻼﻣـﻪ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻭﺃﻱ ﻣﺜﺎﻝ ﺃﺗﻰ ﻟﻠﺬﻱ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻻ ﻳﻌﻤﻞ؟ ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺍﳌﻌـﲎ }{١٧٣
ﻳﻌﺮﻓﻨﺎ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﻼ ﺗﻔﺴﲑ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺍﺋﺬﻥ ﱄ ﺃﻥ ﺃﺩﻓﻦ ﺃﰊ ﰒ ﺃﺗﺒﻌﻚ ﻓﻤﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻏﺮﺿﻪ ﺃﻥ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻣﻨﻌﻪ ﺃﻻ ﳝﻀﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺩﻉ ﺍﳌﻮﺗﻰ ﻳﺪﻓﻨﻮﻥ ﻣﻮﺗﺎﻫﻢ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻟﻴﺲ ﺃﺣﺪ ﻳﺒﲏ ﺑﺮﺟﹰﺎ ﻭﻻ ﳚﻠﺲ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻭﳛﺴﺐ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟـﻪ ﻣـﺎ ﻳﻜﻤﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ .ﺃﻣﺎ ﺗﻌﻠـﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﱪﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﺭﺑﻨﺎ ﻣﺜﺎ ﹰﻻ ﳉﻤﻴﻊ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﱪ ﻭﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺇﳕﺎ ﲡﻤﻊ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺃﻻ ﳓﻔـﻆ ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺷﺮﻋﺖ ﻟﻨﺎ .ﺃﺫﻛﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺮﺳـﻮﻝ ﺃﻳﻬـﺎ ﺍﻷﺏ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻟﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺑﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟـﺬﻱ ﳚﻌـﻞ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﳜﻠﺼﻮﻥ ﺃﻋﲏ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺿﻴﻚ ﺑﻞ ﺍﻟـﺬﻱ ﻫﻮ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭﻳﻨﻔﻊ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﻭﻳﺮﺿﻰ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻗﺮﻳﺒﻪ ﻟﻠﺒﻨﻴﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻬﺘﻢ ﲟﺎ ﳜﺼﻪ ﻭﻳﻨﻔﻊ ﺭﻓﻴﻘﻪ. ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻳﻠﻴﻖ ﺑـﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺒـﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺗﻐﺴﻞ ﺃﺭﺟﻠﻬﻢ ﻭﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺮﺿﻴﻚ ﺑﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﻭﺍﻏﺼﺐ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺍﻋﻤﻠﻪ ﻷﺟﻞ ﻼ ﳏﺒﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻛﻤﺜﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻷﺏ ﻣﻘﺎﺭﻳﻮﺱ ﻗـﺎﺋ ﹰ ﻼ :ﻋﻤـﻞ ﺍﳌﺘﻮﺣـﺪ ﺃﻥ ﻳﻐـﺼﺐ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺘﻮﺣﺪ ﺃﺟﺎﺑﻪ ﻗﺎﺋ ﹰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺫﺍﺗﻪ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﻭﻗﺪ ﺳﻠﻢ ﻟﻨﺎ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﲔ ﻳﻨﻘﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺎﻟﺮﲪﺔ ﺇﱃ ﺍﶈﺘﺎﺟﲔ ﻭﺑﺎﳊﺰﻥ ﻭﺍﻟـﺪﻣﻮﻉ ﻭﺑﺎﺧﺘـﺼﺎﺭ ﺇﱐ ﺭﲰﺖ ﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻟﻴﺲ ﺃﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻟﻚ ﻣﻌﻠﻤﹰﺎ }{١٧٤
ﺑﻞ ﳌﻌﺮﻓﱵ ﺃﻧﻚ ﺩﻋﻮﺗﲏ ﳍﺬﺍ ﶈﺒﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﻌـﺮﻑ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﻫﻮ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﻭﻧـﻪ ﻻ ﻳﻘـﺪﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﻧﻮ ﳊﻔﻆ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺣـﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳـﺴﲔ ﺇﻥ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻄﻬﺮ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻘﺘﺮﻥ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻟﻠﻮﺻﺎﻳﺎ. ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﺳﻢ ﻟﻚ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻏﺮﺽ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺃﺭﺳـﻠﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﻷﱐ ﺇﺫﺍ ﺻﻨﻌﺖ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻧﻌﻤﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺫﻛﺮ ﺣﻘﺎﺭﰐ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﹰﺍ ﻋﻨﺪﻙ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺘﺎﺑﱵ ﻭﻟﺮﺑﻨـﺎ ﺍﺪ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺃﺑﺪﻳﹰﺎ ﺁﻣﲔ.
}{١٧٥
ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ
ﺍﶈﺘﻮﻯ ﺗﻘﺪﱘ ﻧﻴﺎﻓﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎ ﻣﺘﺎﺅﺱ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﲤﻬﻴﺪ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﻴﻤﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﳌﻴﻤﺮ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺍﳌﻴﻤﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﺍﳌﻴﻤﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﺍﳌﻴﻤﺮ ﺍﻟﺸﺮﺍﻫﺔ ﺍﳌﻴﻤﺮ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺬﻳﺐ ﻭﻗﻤﻊ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﳌﻴﻤﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺃﱂ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺍﳌﻴﻤﺮ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ }{١٧٦
ﺻﻔﺤﺔ ٧ ٩ ١٥ ٢٦ ٢٧ ٣٥ ٤١ ٥٥ ٧٠ ٧٦ ٨٣ ١٠٣ ١٧٦ }{١٧٧