تأملات في سفر إشعيا أبونا داود لمعى

Page 1

‫كنيست مارمرقس القبطيت‬ ‫األرثوذكسيت ـ بمصر الجديدة‬

‫رسائل توبة‬ ‫"تأمالت فى سفر أشعياء"‬

‫أبونا‪ /‬داود لمعى‬


‫مقدمة‬ ‫أشعياء‪ ...‬النبى اإلنجيلى‪ ...‬سبق المسيح بأكثر من سبعمائة سنة‪ ..‬لكنه‬ ‫ح‬ ‫ت أ َ ْو َما ا ْل َو ْقتُ الَّذِي كَانَ ٌَد ُ ُّل َ‬ ‫ي َو ْق ٍ‬ ‫علَ ٌْ ِه ُرو ُ‬ ‫إمتأل بروح المسيح "بَاحِ ِثٌنَ أ َ ُّ‬

‫ش ِهدَ ِباآلالَ ِم الَّتًِ ِل ْل َمسٌِحِ َواأل َ ْم َجا ِد الَّتًِ بَ ْعدَهَا"‬ ‫ق فَ َ‬ ‫سبَ َ‬ ‫ا ْل َمسٌِحِ الَّذِي فٌِ ِه ْم‪ِ ،‬إ ْذ َ‬ ‫ًِ‬ ‫(‪1‬بط‪ ،)11 : 1‬وشهد له "فَ ِت ّشُوا ا ْلكُت َُب ألَنَّكُ ْم تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُ ْم فٌِ َها َحٌَاةً أَبَ ِدٌَّةً‪َ .‬وه َ‬ ‫ش َهد ُ لًِ" (يو ‪ ،)93 : 5‬وعاش له صارخاً‪ ...‬توبوا‪ ...‬توبوا ألنه قد إقترب‬ ‫الَّتًِ ت َ ْ‬

‫ملكوت هللا‪.‬‬ ‫يمتلئ سفر أشعياء برسائل توبة‪ ...‬تصلح لكل جيل‪ ...‬وما أحوج جيلنا‬ ‫وشعبنا وخدامنا اليوم إلى التوبة‪.‬‬ ‫تنبأ أشعياء فى زمن قاس‪ ...‬لم يكن هناك من يسمعه‪ ...‬إال القليل‪ ...‬كان‬ ‫الشعب قاس القلب وغليظ الرقبة‪ ...‬لهم آذان يسمعون وال يفهمون‪ ..‬لهم عيون‬ ‫يبصرون وال يبصرون " َ‬ ‫ع ٌْنَ ٌْ ِه ِلئَالَّ‬ ‫ب َهذَا ال َّ‬ ‫س َ‬ ‫ب َوثَ ِق ّ ْل أُذُنَ ٌْ ِه َوا ْط ُم ْ‬ ‫ش ْع ِ‬ ‫غ ِلّ ْظ قَ ْل َ‬ ‫شفَى" (أش ‪ ...)11 : 6‬وهلك‬ ‫س َم َع بِأُذُنَ ٌْ ِه َوٌَ ْف َه ْم بِقَ ْلبِ ِه َوٌَ ْر ِج َع فٌَ ُ ْ‬ ‫ٌ ُ ْب ِص َر بِعَ ٌْنَ ٌْ ِه َوٌَ ْ‬ ‫الشعب بسبب عدم التوبة‪.‬‬ ‫إنتهت حياة أشعياء النبى‪ ...‬باإلستشهاد‪ ...‬منشورا ً نشرا ً على يد منسى‬ ‫الملك (أر ؟؟ )‪ ...‬شهيداً‪.‬‬ ‫هذا الكتاب‪ ...‬بنعمة هللا‪ ...‬هو مجموعة تأمالت فى سفر أشعياء وال‬ ‫ترقى أن تكون تفسيرا ً له‪ ...‬فكتاب أشعياء هو كنز فائض ال يستطيع أحد أن‬ ‫يحصى كل جواهره‪ ...‬وبحر مائج ال يسهل عبوره‪.‬‬ ‫أرجو من القارئ الحبيب أن يعيش معنى واحدا ً أو ينتبه لتأمل واحد فى‬ ‫فصل واحد كل يوم‪ ...‬كى يستطيع هضم هذا الكتاب‪ ...‬ألن التوبة تحتاج إلى‬ ‫هدوء وتروى أكثر ما تحتاج إلى معانى وكلمات‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫وأرجو القارئ الحبيب وهو يقدم دموع التوبة أن يذكر ضعفى‪...‬‬ ‫والكنيسة كلها‪ ...‬لعلنا جميعا ً نحيا حياة التوبة المستمرة ونلتقى جميعا ً فى‬ ‫األبدية‪.‬‬ ‫بصلوات كل األنبياء والرسل والشهداء واألبرار الذى إنضم إليهم أبونا‬ ‫المحبوب القديس البابا شنودة الثالث بعد رحلة مجيدة من الحب واأللم والخدمة‬ ‫واألمانة‪ ...‬والذى أعانهم يعيننا‪.‬‬ ‫نشكر هللا على هدية السماء لنا‪ ..‬قداسة البابا المعظم األنبا تواضروس‬ ‫الثانى الذى أنعم به هللا علينا يوم ‪ 11‬نوفمبر من هذه السنة المباركة‪ ..‬الرب‬ ‫يحفظ لنا وعلينا حياته ورئاسة كهنوته سنين كثيرة وأزمنة سالمة مديدة‪.‬‬ ‫صلوا من أجلى‪..‬‬ ‫أبونا‪ /‬داود ملعى‬

‫‪5‬‬


6


‫الثور يعرف قانيه‬

‫الرسالة األولى‬

‫الرشالة األوىل‪...‬‬

‫"الجور يعرف قانيٌ"‬ ‫ب َيت َ َكلَّ ُم‪َ « :‬ربَّيْتُ‬ ‫اواتُ َوأ َ ْ‬ ‫صغِي أَيَّت ُ َها األ َ ْر ُ‬ ‫"اِ ْ‬ ‫س َمعِي أَيَّت ُ َها ال َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫س َم َ‬ ‫ض أل َ َّن َّ‬ ‫ف صَاحِ ِب ِه أ َ َّما‬ ‫صوا َ‬ ‫بَنِينَ َونَ َّ‬ ‫شأْت ُ ُه ْم أ َ َّما هُ ْم فَعَ ُ‬ ‫ف قَانِي ِه َوا ْلحِ َما ُر مِ ْعلَ َ‬ ‫ي‪ .‬اَلث َّ ْو ُر يَ ْع ِر ُ‬ ‫علَ َّ‬ ‫س ِل‬ ‫ش ْعبِي ال َ يَ ْف َه ُم»‪َ .‬و ْي ٌل ِلأل ُ َّم ِة ا ْل َخاطِ ئ َ ِة ال َّ‬ ‫ف‪َ .‬‬ ‫اإلثْ ِم نَ ْ‬ ‫إِ ْ‬ ‫ش ْع ِ‬ ‫س َرائِي ُل فَالَ يَ ْع ِر ُ‬ ‫ب الثَّقِي ِل ِ‬ ‫اء‪.‬‬ ‫فَا ِعلِي الش َِّّر أ َ ْوالَ ِد ُم ْف ِ‬ ‫ارتَد ُّوا ِإلَى َو َر ٍ‬ ‫ُّوس ِإ ْ‬ ‫ست َ َهانُوا ِبقُد ِ‬ ‫با ْ‬ ‫الر َّ‬ ‫س َرائِي َل ْ‬ ‫سدِينَ ! ت َ​َركُوا َّ‬ ‫سقِي ٌم‪ .‬مِ نْ‬ ‫َ‬ ‫الرأْ ِس َم ِر ٌ‬ ‫ب َ‬ ‫يض َوكُ ُّل ا ْلقَ ْل ِ‬ ‫علَى َم تُض َْربُونَ بَ ْعد ُ؟ ت َْزدَاد ُونَ َزيَغَاناً! كُ ُّل َّ‬ ‫ص ْر َولَ ْم‬ ‫س فِي ِه ِص َّحة ٌ بَ ْل ُج ْر ٌ‬ ‫ح َوأ َ ْحبَاطٌ َوض َْربَة ٌ َط ِريَّة ٌ لَ ْم ت ُ ْع َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫سفَ ِل ا ْلقَد َِم إِلَى َّ‬ ‫الرأْ ِس لَ ْي َ‬ ‫ص ْب َولَ ْم تُلَيَّنْ ِب َّ‬ ‫ت" (أش ‪ 2 : 1‬ـ ‪)6‬‬ ‫الز ْي ِ‬ ‫ت ُ ْع َ‬

‫َلمُ‬ ‫َّ‬ ‫أل ِرضُ ألَىَّ الرَّبَّ يَتَك‬ ‫صغِي أَيَّتًَُا ا َ‬ ‫الصمَاوَاتُ َوأَ ِ‬ ‫ش َمعِي أَيَّتًَُا َّ‬ ‫‪ ‬اِ ِ‬

‫ى واألرض‬ ‫آه يا رب‪ ..‬لم أكن أعلم‪ ..‬أن السموات من فوقى ستشهد عل َّ‬ ‫من تحت تديننى‪ ..‬لم انتبه يا إلهى أن السموات تنظر إلى كل أفعالى‪..‬‬ ‫وتقصيراتى‪ ..‬وكبريائى‪ ..‬وعنادى‪ ،‬واألرض تسمع كلمات الرياء والكذب‬ ‫واإلدانة واإلهانة‪ ،‬أين أهرب يا رب من دينونة السماء واألرض‪ ..‬خفت من‬ ‫الناس أن ترى وتسمع عن خطيتى‪ ..‬ونسيت أنك خالق الكون الذى يشهد على‬ ‫جرمى وبشاعتى‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫م َفعَصُوا عَلَيَّ‬ ‫ي ِ‬ ‫ًمِ أَمَّا ُ‬ ‫‪ ‬رََّبيِتُ بَِهنيَ َونَعَّأِتُ ُ‬

‫حقا ً يا رب‪ ..‬ربيتنى كبرتنى‪ ..‬خلقتنى إنسانا ً كمحب للبشر‪ ..‬ولم تكن‬ ‫أنت محتاجا ً لعبوديتى بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك‪ ..‬جعلتنى شبهك على‬ ‫صنع يديك ولم يعصيك أحد ُ ُ‬ ‫صورتك ومثالك‪ ..‬جعلتنى تاجا ً للخليقة الجميلة ُ‬ ‫‪7‬‬


‫الثور يعرف قانيه‬

‫الرسالة األولى‬

‫منهم سواى‪ ..‬ربيتنى ألكون إبنك وأمجدك وأرث ملكوتك‪ ..‬فعصيتك وتركتك‬ ‫وحفرت لنفسى آبارا ً مشققة ال تضبك ماء*‪ ..‬وخرجت أبحث عن سعادتى خارج‬ ‫بيت أبى‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫عبِي الَ‬ ‫ظِ‬ ‫عرِفُ‪َ .‬‬ ‫شرَائِيلُ فَالَ َي ِ‬ ‫حبٌِِ أَمَّا إِ ِ‬ ‫معَِلفَ صَا ِ‬ ‫حمَارُ ِ‬ ‫عرِفُ قَانِيٌِ وَا ِل ِ‬ ‫ورُ َي ِ‬ ‫َلج ِ‬ ‫‪ ‬ا َّ‬ ‫يَفًَِمُ‬

‫يا خجلى‪ ..‬وخزى وجهى‪ ..‬صرت بخطيتى أقل من البهائم والحيوانات‪،‬‬ ‫حقا ً الثور يعرف صاحبه وحق صاحبه وال يخضع إال لصاحبه وال يرتاح إال له‬ ‫ومعه‪ ،‬والحمار الذى ظننته غبيا ً‪ ..‬ال يغفل عن معلف صاحبه‪ ..‬ويسير إلى‬ ‫حظيرته دون إرشاد أو توجيه أو تحذير‪ ..‬أ ّما أنا يا رب اسمى خالئقك‪ ..‬فلم‬ ‫أعرفك بعد ولم أعرف حقك‪ ..‬لم أخضع وصيتك لم أنساق ورائك‪ ..‬أعاندك‪..‬‬ ‫أذهب لغيرك‪ ..‬أهرب منك‪ ..‬اتحدى إرادتك‪ ..‬ال أفهم وال أريد أن أفهم‪ ..‬ال‬ ‫أرى‪ ..‬وال أريد أن أرى‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫ل فَاعِلِي العَّرِّ أَوِالَدِ مُفِصِدِيوَ‬ ‫م نَصِ ِ‬ ‫‪ ‬وَيِلٌ لِألُمَّةِ ا ِلخَاطِئَةِ العَّعِبِ الجَّكِيلِ اإلِثِ ِ‬

‫آه يا ويلى‪ ..‬يا شقاءى‪ ..‬صارت صفتى الخطية‪ ..‬وطبعى الفساد‪،‬‬ ‫طردت من أمام وجهك‪ ..‬صرت غريبا ً عنك‪ ..‬إثمى أعظم من أن يُحتمل‪..‬‬ ‫ى‪ ..‬وعليك‪ ..‬أتعبتك بخطيتى‪ ..‬وال أجد أحدا ً يحملها غيرك‪..‬‬ ‫خطاياى ثقلت عل َّ‬ ‫صرت ثقيل األحمال أبحث عن راحة وال أجدها‪ ..‬إلى فى التوبة‪ ..‬ومازلت‬ ‫أرفضها‪.‬‬ ‫صرت عضوا ً فى بشرية شريرة‪ ..‬نتوارث الخطية ونتسلمها جيالً بعد‬ ‫جيل‪..‬ويا لك من أب مسكين يا رب‪ ..‬ابن ضال ترك بيتك وابن متكبر يعايرك‪..‬‬ ‫*يقرأ هذا الجزء فى يوم اإلثنين من األسبوع األول للصوم الكبير‬

‫‪8‬‬


‫الثور يعرف قانيه‬

‫الرسالة األولى‬

‫ابن يخضع لك بالكالم وال ينفذ وعده وابن يرفض كالمك من البداية‪ ..‬ارحمنى‬ ‫يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫ل ارِتَدُّوا إِلَى َورَاءٍ‬ ‫شرَائِي َ‬ ‫‪َ ‬ترَكُوا الرَّبَّ اشِتًََانُوا بِكُدُّوطِ إِ ِ‬

‫حقا ً يا رب تركتك‪ ..‬تركت يدك ألمسك ذيل الحيَّة التى لدغتنى‪ ..‬تركت‬ ‫الصدق وأحببت الكذب‪ ..‬تركت اإلستقامة وأحببت الرياء واإللتواء‪ ..‬استهنت‬ ‫بوصيتك وكرامتك‪ ..‬استهنت بطول أناتك وألطافك‪.‬‬ ‫كم أمهلتنى ألتوب وأنا مازلت مستبيحا ً ال أدرى كم أنت قدوس وكم‬ ‫يليق بك التقديس واإلكرام كل الوقت‪ ..‬عوض التسبيح صار كالمى باطالً‬ ‫وعوض الحب أحببت اآللهة الغريبة‪.‬‬ ‫ارتديت إلى الوراء وراء‪ ..‬بعيدأ ً بعيداً‪ ..‬حتى صار نورك الساطع‬

‫بصيص نور ضعيف ال أكاد أراه‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫مرِيضٌ وَكُلُّ الِكَلِبِ شَكِيمٌ‬ ‫الرأِطِ َ‬ ‫ضرَبُوىَ بَعِدُ؟ َتسِدَادُوىَ زَ​َيغَاناّ! كُلُّ َّ‬ ‫‪ ‬عَلَى مَ تُ ِ‬

‫نعم يا رب‪ ..‬معك كل الحق‪ ..‬حتى إن ضربتنى لتأدبنى‪ ..‬اعترض‬ ‫وأثور‪ ...‬وقد اعاتبك وألومك‪ ..‬وأتجاسر وأتذمر على عصاك‪ ،‬إن أدبتنى ال‬ ‫أرجع وإن ضربتنى ال أتوب‪ ..‬أنا حقا ً حيَّرتك‪.‬‬ ‫أزداد زيغانا ً بكبريائى‪ ..‬أفسر آالمى تفاسير حمقاء كى ال أواجه‬ ‫الحقيقة‪ ..‬أنك تؤدبنى لتضمنى لحضنك‪ ..‬أزوغ عنك إلى أفكار غريبة وأهرب‬ ‫منك باألكثر لعلى أجد راحة فى أماكن بال ماء نعمتك‪.‬‬ ‫رأسى امتأل من الفكر الباطل‪ ..‬وقلبى امتأل من الشعور البغيض‪..‬‬ ‫تعلمت أن أفكر فى األرضيات وأشتهى الجسديات‪ ..‬هل من رأس جديد‪ ..‬أو من‬ ‫قلب جديد‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫الثور يعرف قانيه‬

‫الرسالة األولى‬

‫ضرِبَةْ طَرِيَّةْ‬ ‫حبَاطْ وَ َ‬ ‫‪ ‬مِوِ أَشِفَلِ الِكَدَمِ إِلَى الرَّأِطِ َليِضَ فِيٌِ صِحَّةْ بَلِ جُرِحٌ َوأَ ِ‬ ‫صرِ وَ​َلمِ ُتعِصَبِ وَ​َلمِ تُلَيَّوِ بِالسَّيِتِ‬ ‫َلمِ ُتعِ َ‬

‫آه يا رب آالم روحى أكثر من آالم جسدى‪ ..‬أمراض روحى أصعب من‬ ‫ى شئ صالح‪ ..‬اإلرادة فاسدة واألغراض شريرة‪..‬‬ ‫أمراض جسدى‪ ..‬ليس ف َّ‬ ‫والعالقات مشوهه والظلمة حالكة‪ ..‬أنواع خطايا بال عدد‪ ..‬هل يصلح معها‬ ‫دواء؟!!‪ ..‬لم أحاول حتى تخفيفها بزيت نعمتك‪ ..‬ولم أستطع حتى أن أطهرها‬ ‫بعصر التوبة والطهارة‪ ..‬ولم أعصبها وأغطيها بكلماتك ووعودك‪ ..‬كم أتألم يا‬ ‫رب‪ ..‬فقدت كل السالم وال أظن أن هناك طبيبا ً أو عالجا ً يصلح إال معجزاتك‪..‬‬ ‫أنا يا رب المفلوج الذى غفرت له وأقمته‪ ..‬وأنا يا رب األعمى الذى لمست‬ ‫عينيه وخلقتهما‪ ..‬أنا األخرس األصم الذى فككت لسانه وأذنيه‪ ..‬أنا يا رب‬ ‫الميت المحمول الذى ال يجسر حتى على طلب الشفاء‪ ..‬وحدك يا رب تقيمنى‬ ‫بلمسة منك أو كلمة‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫هلم نتحاجج يقول الرب‬

‫الرسالة الثانية‬

‫السسالة الجاىية‪...‬‬

‫"ٍله ىتحاجج يكول السب"‬ ‫سد ُو َم َوشَا َب ْه َنا‬ ‫ب ا ْل ُجنُو ِد أ َ ْبقَى لَنَا َب ِقٌَّةً َ‬ ‫ٌِرةً لَ ِص ْرنَا مِ ثْ َل َ‬ ‫"لَ ْوالَ أَنَّ َر َّ‬ ‫صغ َ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫صغُوا ِإلَى ش َِرٌعَ ِة ِإلَ ِهنَا ٌَا َ‬ ‫سد ُو َم! أ َ ْ‬ ‫ورةَ‪.‬اِ ْ‬ ‫ب ٌَا قُضَاةَ َ‬ ‫ش ْع َ‬ ‫الر ّ ِ‬ ‫س َمعُوا َكالَ َم َّ‬ ‫ع ُم َ‬ ‫اش َوش َْح ِم‬ ‫ب «ات َّ َخ ْمتُ مِ نْ ُم ْح َرقَا ِ‬ ‫َ‬ ‫ت ِكبَ ٍ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ورةَ‪ِ « .:‬ل َماذَا لًِ َكثْ َرة ُ ذَبَائِحِ كُ ْم؟» ٌَقُو ُل َّ‬ ‫ع ُم َ‬ ‫س ُّر‪ .‬حِ ٌنَ َما تَأْت ُونَ ِلت َ ْظ َه ُروا أ َ َمامًِ َمنْ‬ ‫س َّمنَا ٍ‬ ‫ان َوتٌُُ ٍ‬ ‫وس َما أ ُ َ‬ ‫ُم َ‬ ‫ت َو ِبد َِم عُ ُجو ٍل َوخِ ْرفَ ٍ‬ ‫ب َهذَا مِ نْ أ َ ٌْدٌِكُ ْم أ َنْ تَد ُوسُوا ِدٌَ ِاري؟‪ .‬الَ تَعُود ُوا تَأْت ُونَ بِت َ ْق ِد َم ٍة بَاطِ لَ ٍة‪ .‬ا ْلبَ ُخو ُر ه َُو‬ ‫َطلَ َ‬ ‫َاف‪.‬‬ ‫س ال َّ‬ ‫ستُ أُطِ ٌ ُ‬ ‫سبْتُ َونِدَا ُء ا ْل َم ْحفَ ِل‪ .‬لَ ْ‬ ‫ش ْه ِر َوال َّ‬ ‫اإلثْ َم َوا ِال ْعتِك َ‬ ‫َم ْك ُرهَة ٌ لًِ‪َ .‬رأْ ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫ً ثِ ْقالً‪َ .‬م ِل ْلتُ حِ ْملَ َها‪ .‬فَحِ ٌنَ‬ ‫وركُ ْم َوأ َ ْع ٌَادُكُ ْم َبغَ َ‬ ‫ارتْ َ‬ ‫ضتْ َها نَ ْفسًِ‪َ .‬‬ ‫ُوس شُ ُه ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ُرؤ ُ‬ ‫علَ َّ‬ ‫س َم ُع‪ .‬أ َ ٌْدٌِكُ ْم َمآلنَة ٌ دَماً‪.‬‬ ‫ً َ‬ ‫ست ُ ُر َ‬ ‫ع ْنكُ ْم َوإِنْ َكث َّ ْرت ُ ُم ال َّ‬ ‫صالَةَ ال َ أ َ ْ‬ ‫ت َ ْبسُطُونَ أ َ ٌْدٌِكُ ْم أ َ ْ‬ ‫ع ٌْنَ َّ‬ ‫ش ِّر‪ .‬تَعَلَّ ُموا فِ ْع َل‬ ‫عنْ فِ ْع ِل ال َّ‬ ‫ً‪ .‬كُفُّوا َ‬ ‫ش َّر أ َ ْفعَا ِلكُ ْم مِ نْ أ َ َم ِام َ‬ ‫سلُوا‪ .‬تَنَقُّوا‪ .‬اع ِْزلُوا َ‬ ‫اِ ْغت َ ِ‬ ‫ع ٌْنَ َّ‬ ‫ق‪ .‬ا ْن ِصفُوا ا ْل َم ْظلُو َم‪ .‬ا ْقضُوا ِل ْلٌَت ِ​ٌِم‪َ .‬حا ُموا ع َِن األ َ ْر َملَةِ‪َ .‬هلُ َّم‬ ‫ا ْل َخ ٌْ ِر‪ .‬ا ْطلُبُوا ا ْل َح َّ‬ ‫ض كَالث َّ ْلجِ‪ .‬إِنْ كَانَتْ َح ْم َرا َء‬ ‫ب‪ .‬إِنْ كَانَتْ َخ َطاٌَاكُ ْم كَا ْلق ِْرمِ ِز ت َ ْبٌَ ُّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫نَت َ َحا َججْ ٌَقُو ُل َّ‬ ‫ض‪َ .‬و ِإنْ أ َ َب ٌْت ُ ْم َوت َ َم َّر ْدت ُ ْم‬ ‫وف‪ .‬إِنْ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ِي ِ ت َِصٌ ُر كَال ُّ‬ ‫سمِ ْعت ُ ْم تَأْكُلُونَ َخ ٌْ َر األ َ ْر ِ‬ ‫شئْت ُ ْم َو َ‬ ‫كَالدُّود ّ‬ ‫ب ت َ َكلَّ َم‪( ".‬أش ‪ 9 : 1‬ـ ‪)02‬‬ ‫س ٌْ ِ‬ ‫ت ُؤْ َكلُونَ بِال َّ‬ ‫الر ّ ِ‬ ‫ف»‪ .‬أل َ َّن فَ َم َّ‬ ‫ضسِىَا مِجِلَ سَدُووَ وَشَابَ​َِيَا‬ ‫غريَةّ لَ ِ‬ ‫صِ‬ ‫‪َ ‬لوِالَ أٌََّ زَبَّ الِجُيُودِ أَبِكَى لَيَا بَكِيَّةّ َ‬ ‫شسِيعَةِ إِلَ​َِيَا يَا‬ ‫س َنعُوا كَالَوَ السَّبِّ يَا قُضَاةَ سَدُووَ! أَصِغُوا إِلَى َ‬ ‫عنُوزَةَ‪.‬اِ ِ‬ ‫َ‬ ‫عنُوزَةَ‬ ‫ب َ‬ ‫شعِ َ‬ ‫َ‬

‫سدوم وعمورة‪ ..‬يا للبشاعة‪ ..‬أهذا منظرى اليوم أمامك‪ ..‬أنا ال أزيد‬ ‫عنهم فضيلة؟ّ​ّ​ّ !‪ ..‬هم عن جهل فعلوا الشر‪ ..‬وأنا عن معرفة مازلت أفعله‪ ..‬هم‬ ‫رفضوا التوبة‪ ..‬وأنا أعاند وأقاوم‪ ..‬هم لم يستفيدوا من وجود لوط بينهم‪ ..‬وأنا‬ ‫لم أتعلم ممن حولى من قديسين‪ ..‬هم أهانوا مالئكتك الزائرين وأنا ال أحترس‬ ‫‪11‬‬


‫هلم نتحاجج يقول الرب‬

‫الرسالة الثانية‬

‫من المالئكة المحيطين وصرت منظرا ً مخجالً لهم وأمامهم‪ ..‬هم هلكوا بخطيتهم‬ ‫وأنا مازالت لى فرصة التوبة‪ ..‬أعنّى يا رب ألسمع وأصغى وأنتبه قبل فوات‬ ‫األوان‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫شحِهِ‬ ‫ٍ وَ َ‬ ‫حَسقَاتِ كِبَاش‬ ‫م ِ‬ ‫خنِتُ مًِِ ُ‬ ‫ات َ‬ ‫‪ِ$ ‬لنَاذَا لِي كَجِسَةُ ذَبَاِئحِ ُكهِ؟‪ #‬يَكُولُ السَّبُّ ‪َّ $‬‬

‫َسُوا‬ ‫س مَا أُسَسُّ‪ .‬حِيَينَا تَأِتُوٌَ لِتَظِ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ وَُتيُو‬ ‫خ ِسفَاٌ‬ ‫ٍ وَ ِ‬ ‫مُشَنَّيَاتٍ وَبِدَوِ عُجُول‬ ‫أَمَامِي مًَِ طَلَبَ ٍَرَا مًِِ أَيِدِي ُكهِ أٌَِ تَدُوسُوا دِيَازِي‬

‫نعم يا رب‪ ..‬أنا أهرب من التوبة بكثرة الذبائح‪ ..‬أنا ال أريد التغيير‬ ‫ولكنى أتخذ صورة التقوى‪ ..‬أنا أحرص على شكلى وطقسى لعلى أتجمل أمام‬ ‫ضميرى وأمام الناس‪ ..‬ناسيا ً أنك فاحص القلوب‪ ..‬صرت فريسيا ً شقياً‪ ..‬يا‬ ‫ليتنى عشارا ً تائباً‪ ..‬صرت أقدم لك يا رب ما ال تريده‪ ..‬وأبخل عليك بما‬ ‫تطلبه‪ ..‬دست عتبة بيتك وأنا ال استحق الدخول‪ ..‬ودخلت بلباس غير نقى‪..‬‬ ‫وبدون استحقاق‪ ..‬وأنت لم تطردنى بعد‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫َالشبِتُ‬ ‫َسِ و َّ‬ ‫ٍوَ مَ ِكسٍَُةْ لِي‪َ .‬زأِسُ الصَّ ِ‬ ‫‪ ‬الَ َتعُودُوا تَأِتُوٌَ بِتَكِدِمَةٍ بَاطِلَةٍ‪ .‬ا ِلَبخُوزُ ُ‬ ‫عيَادُكُهِ‬ ‫العِتِكَافَ‪ .‬زُؤُوسُ شَُُوزُِكهِ َوَأ ِ‬ ‫َوىِدَاءُ ا ِلنَحِفَلِ‪ .‬لَشِتُ ُأطِيلُ اإلِ ِثهَ وَا ِ‬ ‫حنِلَ​َ​َا‬ ‫ت عَلَيَّ ثِكِالّ‪ .‬مَلِلِتُ ِ‬ ‫َبغَضَتَِ​َا ىَفِشِي‪ .‬صَازَ ِ‬

‫أال تقبل منى بعد؟!‪ ..‬هل ترفض صومى وصالتى وعشورى‪ ..‬هل‬ ‫رفضتنى إلى األبد؟!‪ ..‬أيامك لم تعد لك يا رب‪ ..‬أعيادك ال تفرحك‪ ..‬أنت ال‬ ‫يفرحك إال التوبة والرجوع‪ ..‬وأنا سرقت منك فرحتك‪ ..‬صرت أخطئ وأتمادى‬ ‫فى الخطية‪ ..‬ثم اعتكف آخذا ً صورة التقوى ما هو لك‪ ..‬وحقك ولم يعد لك‪..‬‬ ‫حملتك أثقاالً جديدة برياءى‪ ..‬وتدي ُّنى الشكلى‪ ..‬اعثرت اآلخرين فيك وفى‬ ‫طريقك‪ ..‬صيرت كثيرين أوالدا ً لجهنم مضاعفاً‪ ..‬وأنا أقدم لهم طريقا ً زائفا ً دون‬ ‫التوبة الحقيقية‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫هلم نتحاجج يقول الرب‬

‫الرسالة الثانية‬

‫عيِيَيَّ عَيِ ُكهِ وَ ِإٌِ كَجَّسُِتهُ الضَّالَةَ الَ أَسِنَعُ‪ .‬أَيِدِيكُهِ‬ ‫حنيَ َتبِشُطُوٌَ أَيِدِي ُكهِ أَسُِتسُ َ‬ ‫‪َ ‬ف ِ‬ ‫مَآلىَةْ دَماّ‬

‫كيف تقبل صالتى‪ ..‬وأنا قتلت هابيل أخى بالعثرات‪ ..‬كيف تنظر إلى‬ ‫طلبتى وأنا ال أطلب إال لشهواتى وأنانيتى‪ ..‬كيف تسمع صراخى وأنا لم أسمع‬ ‫صراخ المساكين والمحتاجين‪ ..‬كيف تصغى لكالمى وأنا ال أسمع إال صوت‬ ‫رغباتى وشهواتى‪ ..‬كيف تحتمل كلماتى وأنا لم أحتمل وصايا الحق والغفران‬ ‫التى أعطيتنى‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫ً ِفعِلِ الصَّسِّ‪.‬‬ ‫ُّوا عَ ِ‬ ‫عيِيَيَّ‪ .‬كُف‬ ‫ُّوا‪ .‬اعِزِلُوا شَسَّ َأ ِفعَالِ ُكهِ مًِِ أَمَاوِ َ‬ ‫‪ِ ‬اغِتَشِلُوا‪ .‬تَيَك‬

‫ساعدنى يا رب‪ ..‬ساعدنى‪ ..‬اغسلنى أنت بدموع هى معمودية جديدة‬ ‫لى‪ ..‬وعطية من روحك المعزى‪ ..‬نقنى أنت بنار حبك اإللهى‪ ..‬واحرق كل‬ ‫شوائب الشر المزمن فى حياتى‪ ..‬اعطنى إرادة ألكره الشر وأطرده واعزله من‬ ‫أمام وجهى ووجهك‪ ..‬قوينى ألقول ال بصوت حاد صارم لكل ما يغضبك‬ ‫ويحزنك ويفصلنى عنك‪ ..‬أعنى يا رب على نفسى‪ ..‬أعنى يا رب على‬ ‫ضعفى‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫خ ِيسِ‪ .‬اطُِلبُوا ا ِلحَلَّ‪ .‬اىِضِفُوا ا ِلنَظِلُووَ‪ .‬اقِضُوا لِ ِليَتِيهِ‪ .‬حَامُوا‬ ‫َلنُوا ِفعِلَ ا ِل َ‬ ‫َّ‬ ‫‪َ ‬تع‬ ‫ألزِمَلَةِ‬ ‫عًَِ ا َ‬

‫علمنى يا رب‪ ..‬علمنى‪ ..‬كيف أجول وأصنع خيرا ً مثلك‪ ..‬علمنى أعيش‬ ‫للخير بقية حياتى كما عشته للشر زمانا ً طويالً‪ ..‬علمنى أخضع إلرادتك وأكف‬ ‫عن إرادتى الفاسدة‪ ..‬علمنى أطلب الحقيقة ال من رأى الناس بل من كالمك‬ ‫ى‪ ..‬علمنى ال أرى نفسى مظلوما ً بل ظالما ً وال أدين أحد إال نفسى‪ ..‬يا رب‬ ‫المح ّ‬ ‫قد أخذت حق اليتيم واألرملة دون أن أدرى أنك أرسلت لى الخير ألقسمه معهم‬ ‫‪11‬‬


‫هلم نتحاجج يقول الرب‬

‫الرسالة الثانية‬

‫وأنا تمتعت به كله لنفسى‪ ..‬علمنى أن أعطى وأعطى وأعيش خادما ً للمحتاجين‬ ‫والمتألمين‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫مزِ َت ِبيَضُّ كَالجَّلِجِ‪ِ .‬إٌِ كَاىَتِ‬ ‫‪ٍَ ‬لُهَّ ىَتَحَاجَجِ يَكُولُ السَّبُّ‪ِ .‬إٌِ كَاىَتِ خَطَايَاُكهِ كَالِ ِكسِ ِ‬ ‫ح ِنسَاءَ كَالدُّودِيِّ تَضِريُ كَالضُّوفِ‬ ‫َ‬

‫ما أطيبك يا رب‪ ..‬ما أطول بالك‪ ..‬أمازلت تحتمل حجتى‪ ..‬وأعذارى‬ ‫وأى عذر لى فى عدم التوبة؟!‪ ..‬أنا أدعى أن خطاياى كثيرة وال يمكن الشفاء‬ ‫منها‪ ..‬وأظن أنى هالك ال محالة وال رجاء لى‪ ..‬ولكنك تعطينى وعدا ً صادقاً‪..‬‬ ‫وحدك تقدر أن تطهرنى‪ ..‬وخطاياى القرمزية تجعلها ثوبا ً ناصع البياض‪..‬‬ ‫وعوض السواد الحالك تعطينى نورا ً ساطعاً‪ ..‬وعوض العرى والخزى تسترنى‬ ‫بلباسك البهى‪ ..‬ال حجة لى يا رب وال عذر‪ ..‬فقط توبنى فأتوب‪ ..‬ارحمنى يا‬

‫رب ارحمنى‪.‬‬ ‫ِالش ِيفِ‪.#‬‬ ‫أل ِزضِ‪ .‬وَ ِإٌِ أَ​َبيُِتهِ وَ​َتنَسَّدُِتهِ ُتؤِكَلُوٌَ ب َّ‬ ‫خ ِيسَ ا َ‬ ‫س ِنعُِتهِ تَأِكُلُوٌَ َ‬ ‫‪ِ ‬إٌِ شِئُِتهِ وَ َ‬

‫َلهَ‬ ‫َّ‬ ‫ٌَ َفهَ السَّبِّ تَك‬ ‫أل َّ‬

‫يا رب ال تتركنى لمشيئتى الباطلة‪ ..‬كسلى وغباءى‪ ..‬كم مرة اسمع‬ ‫وعودك وال انتبه‪ ..‬كم مرة توجه لى سهام وصاياك وأنا أهرب منها‪ ..‬عادل‬ ‫أنت يا رب وقضاءك مستقيم‪ ..‬إن سمعت وصاياك تعطينى خيرا ً هنا وهناك‪..‬‬ ‫بركة فى األرض وأبدية فى السماء‪ ..‬وإن تمردت وعندت‪ ..‬هالك جهنم وعذاب‬ ‫الحياة الحاضرة‪.‬‬ ‫يا رب ال تتركنى لمشيئتى‪ ..‬ادفعنى دفعا ً فى طريقك‪ ..‬افتح أنت أذنى‬ ‫لتسمعك وفمى ليسبحك وحرك يدى للصالة وفعل الخير‪ ..‬ارحمنى يا رب‬ ‫ارحمنى‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫هلم نصعد إلى جبل الرب‬

‫الرسالة الثالثة‬

‫السسالة الثالثة‪...‬‬

‫"ٍله ىضعد إىل جبل السب"‬ ‫جبَالِ وَ​َيسِتَفِعُ‬ ‫جبَلَ بَيِتِ السَّبِّ يَلُوٌُ ثَابِتاّ فِي َزأِسِ الِ ِ‬ ‫خسِ األَيَّاوِ أٌََّ َ‬ ‫‪ ‬وَيَلُوٌُ فِي آ ِ‬ ‫ضعَدِ‬ ‫شعُوبٌ كَِثريَةْ وَيَقُولُوٌَ‪ٍَ« :‬لُهَّ ىَ ِ‬ ‫مهِ‪ .‬وَتَسِريُ ُ‬ ‫جسِي إَِليُِِ كُلُّ األُ َ‬ ‫َفوِقَ التِّالَلِ وَتَ ِ‬ ‫سبُلُِِ»‪.‬‬ ‫جبَلِ السَّبِّ إِلَى َبيِتِ إِلَُِ َيعِقُوبَ َفُيعَلِّنَيَا مًِِ طُ​ُسقُِِ َوىَسُِلمَ فِي ُ‬ ‫إِلَى َ‬ ‫الصسِيعَةُ وَمًِِ أُوزُشَلِيهَ كَِلنَةُ السَّبِّ‪( .‬أش ‪)3 ، 2 : 2‬‬ ‫خُسجُ َّ‬ ‫َ​َيوٌَِ َت ِ‬ ‫ألَىَُّ​ُ مًِِ صِ ِ‬

‫ولكن لماذا أظل متفرجاً؟‪ ..‬لماذا يركض حولى كثيرون إليك وأنا هكذا‬ ‫بطيئاً‪ ..‬كسوالً‪ ..‬خامالً!!‪ ..‬من حولى شعوب تراك فتجرى نحوك‪ ..‬بل هم‬ ‫يقولون لى هيا معنا‪ ..‬وبدالً من أن أفرح بالقائلين لى إلى بيتك تذهب‪ ..‬أقاومهم‬ ‫وأعطلهم وأسخر منهم أحياناً‪ ..‬كانوا بعيدين وصاروا قريبين‪ ..‬كانوا أخيرين‬ ‫وصاروا أولين‪ ..‬وأنا الذى كنت أوالً صرت أخيراً‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫علمنى يا رب أصعد إلى جبلك‪ ..‬علمنى يا رب أخلو إليك وحدك‪..‬‬ ‫علمنى أهرب من الناس ألجدك‪ ..‬علمنى أرتفع إليك حيث ارتفعت على الصليب‬ ‫لتجذب إليك الجميع‪ ..‬علمنى أرى الدنيا من فوق فتتضاءل أمامى وتصغر‬ ‫ى كلما صعدت إليك‪.‬‬ ‫وأرى السماء تقترب إل َّ‬ ‫علمنى اشتاق إلى كالمك ك َمن وجد غنائم كثيرة‪ ..‬علمنى أجلس تحت‬ ‫قدميك كما جلس تالميذك يسمعون الموعظة على الجبل‪ ..‬علمنى أخضع‬ ‫إلرادتك وأصعد إلى جبلك مثل موسى وإيليا ويوحنا المعمدان أحباءك‪..‬‬

‫ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫هلم نصعد إلى جبل الرب‬

‫الرسالة الثالثة‬

‫م فِي ىُوزِ السَّبِّ‪( .‬أش ‪)1 : 2‬‬ ‫ُه فَيَسُِل ُ‬ ‫‪ ‬يَا َبيِتَ يَعِقُوبَ ٍَل َّ‬

‫ظالم ظالم ظالم‪ ..‬يُحيط بقلبى وفكرى‪ ..‬ظالم الخوف والكآبة‬ ‫والمرارة‪ ..‬ظالم اليؤس واإلحباط والفتور‪ ..‬ظالم الشهوات والملذات واألطماع‪.‬‬ ‫َمن ينقذنى من جسد هذا الموت‪َ ..‬من ينير على قلبى وفكرى وحواسى‪..‬‬ ‫لماذا أبحث عن النور بعيدا ً عنك وأنت النور الحقيقى؟!‪ ..‬لماذا بغباءى أطلب‬ ‫النور فى العلم أو الكرامة أو الماديات وكلها أدوات فى يد ملك الظالم؟!‪ ..‬يا‬ ‫إلهى‪ ..‬أنر حياتى بنورك‪ ..‬ألنه بنورك يا رب نعاين النور‪ ..‬نور كالمك‪ ..‬نور‬ ‫حضورك فى الصالة‪ ..‬نور الوجود فى بيتك‪ ..‬نور حبك العجيب‪ ..‬نور اإليمان‬ ‫المستقيم‪ ..‬نور الرجاء الذى ال يخزى‪ ..‬أنر عينى يا رب لئال أنام نوم الموت‬ ‫ى أخيرا ً قد قويت عليه‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫لئال يقول العدو عل َّ‬ ‫ٍ ِيبَةِ السَّبِّ وَمًِِ بَ​َ​َاءِ‬ ‫التسَابِ مًِِ أَمَاوِ َ‬ ‫الضخِسَةِ وَاخَِتبِئِ فِي ُّ‬ ‫‪ ‬اُدِخُلِ إِلَى َّ‬ ‫ظنَتُِِ‪( .‬أش ‪)51 : 2‬‬ ‫عَ َ‬

‫يا صخرتى‪ ..‬يا حصنى‪ ..‬يا ملجؤى‪ ..‬ال تسكت عنى‪ ..‬ال تصم أذنك عن‬ ‫سماعى‪ ..‬أنت وحدك صخرتى فيك احتمى وإليك ألتجئ‪ ..‬بل أدخل فى نقرة‬ ‫الصخر ألهرب من أفكارى ومخاوفى‪ ..‬أنت الصخرة التى أخرجت الماء لتسقى‬ ‫الخارجين من عبودية فرعون على يد موسى‪ ..‬أنت الصخرة التى ضربت‬ ‫الممالك الوثنية وهدمتها جميعا ً فى رإى دانيال‪ ..‬وأنت الصخرة التى عليها‬ ‫تبنى الكنيسة الواحدة المقدسة‪ ..‬وأنت الصخرة المرفوضة من البنائين اليهود‬ ‫والممجدة من الفعلة الجدد الرسل والقديسين‪.‬‬ ‫ادخلنى فيك يا رب‪ ..‬ادخلنى تحت جناحيك كما تحتمى الفراخ تحت‬ ‫جناحى أمها الدجاجة‪ ..‬ادخلنى إلى الصخرة التى دخل فيها إيليا حين إكتئب‬ ‫وغلبه اليؤس والخوف وهناك رأى مجدك واستعاد قوته النارية‪ ..‬ادخلنى إلى‬ ‫‪51‬‬


‫هلم نصعد إلى جبل الرب‬

‫الرسالة الثالثة‬

‫صخرة إيمان إبراهيم الذى نجح فى أصعب اإلمتحانات وقدم ابنه ذبيحة غالية‪..‬‬ ‫ولم يتردد‪.‬‬ ‫ارفعنى فوق هذه الصخرة فؤرى األمواج تتالطم حولها ولكنها ال تصل‬ ‫ى‪ ..‬ادخلنى إلى الصخرة التى عليها أموت معك وفيها أدفن معك ومنها أقوم‬ ‫إل َّ‬ ‫معك‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫أنا يا رب تراب‪ ..‬وإلى التراب أعود‪ ..‬ولكنى أفتخر متعظما ً وأنسى‬ ‫أصلى وحقيقتى‪ ..‬أنا يا رب ال أزيد عن التراب والرماد الذى يسير عليه‬ ‫الناس‪ ..‬ربما هذا التراب كان أحد أجدادى األولين الذين ظنوا أنهم على األرض‬ ‫ملوث بالخطية ولكن رأسى فى السماء مع‬ ‫خالدين ومعمرين‪ ..‬أنا يا رب تراب َّ‬ ‫برج بابل أتطاول لعلى أجعل نفسى إلها ً مثلك‪.‬‬ ‫وأنت يا إلهى القدوس قد أخذت صورة الترابى لتعطينى صورة‬ ‫السماوى‪ ..‬تجسدت وتؤنست لتجعل منى أنا الحقير ممجداً‪ ..‬صرت يا إلهى ابنا ً‬ ‫للبشر الترابيين لتجعلنا جميعا ً أوالدا ً هلل أبديين‪.‬‬ ‫يا َمن لبست الجسد الترابى ألجلى‪ ..‬علمنى أضع رأسى فى التراب‬ ‫وأبكى حالى وخطيتى‪ ..‬يا َمن سقط دمك على تراب األرض‪ ..‬علمنى أقبل‬ ‫التراب الذى أخذت منه ولوثته‪ ..‬وأنت وحدك قدسته بفداءك‪ ..‬يا َمن رفعتنى‬ ‫لمستوى البنين ساعدنى أظل عبدا ً تحت قدميك إلى األبد‪ ..‬خبئنى باإلتضاع فى‬ ‫تراب األرض قبل أن يطوينى القبر ويصير التراب أكلى وشربى وصديقى‬ ‫الوحيد‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫سنَةْ ألَىَُّ​ُ مَاذَا ُيحِسَبُ؟ (أش ‪)22 : 2‬‬ ‫ُ ىَ َ‬ ‫َّرِي فِي َأىِفِ ِ‬ ‫إلىِسَاٌِ ال‬ ‫ُّوا عًَِ ا ِ‬ ‫‪ ‬كُف‬

‫كفوا‪ ..‬كفوا عنى‪ ..‬كفاكم خداعا ً يا شياطين الكبرياء‪ ..‬جعلتونى أنسى‬ ‫حقيقتى أنا الكائن الوحيد الذى أهان خالقه‪ ..‬أنا الصورة المشوهه ألجمل حقيقة‪..‬‬ ‫كفاكم مديحا ً ونفاقا ً أنا لست إال متهما ً ثبتت عليه التهم واستحق اإلعدام األبدى‪..‬‬ ‫ت إال نسمة فى األنف تخرج فى‬ ‫كفاكى يا نفسى استماعا ً ألصوات كاذبة‪ ..‬ما أن ِ‬ ‫‪51‬‬


‫هلم نصعد إلى جبل الرب‬

‫الرسالة الثالثة‬

‫لحظة وتُنسى من الكل إال رب الكل‪ ..‬كفاكى يا نفسى تحسبين لأليام وتحسبين‬ ‫ت يا نفسى فى الموازين إلى فوق‪ ..‬ماذا‬ ‫للكرامة وتحسبين األموال‪ ..‬وأن ِ‬ ‫تحسبين؟!‪.‬‬ ‫اِسكت يا رب هذه األصوات عنى‪ ..‬واسمعنى صوتك الحانى يعلن‬ ‫الحقيقة‪ ..‬أنت يا آدم تراب وإلى التراب تعود‪ ..‬أنت يا آدم اُعطيت روحا ً نسمة‬ ‫من عندى وجسدا ً من التراب صنعته لك بيدى‪ ..‬وقدست روحك بروحى‬ ‫وقدست جسدك بجسدى‪ ..‬فال تعود ترابا ً بل إنسانا ً كامالً‪.‬‬ ‫كفوا عنى‪ ..‬كفوا عنى‪ ..‬ألسمع صوت إلهى‪ ..‬أنا تراب ولكنى معك‪..‬‬ ‫ابنا ً مختارا ً مدعوا ً لعرشه األبدى‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫ينزع السند والركن‬

‫الرسالة الرابعة‬

‫السسالة السابعة‪...‬‬

‫"يهزع الشهد والسكو"‬ ‫يوَذَا الشَّيِّدُ زَبُّ الِجُهُودِ يَ ِهِزعُ مِوِ أُوزُشَمِيمَ وَمِوِ يًَُوذَا الشَّهَدَ وَالسُّكِوَ كُنَّ‬ ‫‪ ‬فَإِنٌَُّ ُ‬

‫َالهبِيَّ وَا ِلعَسَّافَ‬ ‫حسِبِ‪ .‬الِكَاضِي و َّ‬ ‫ٍ وَكُنَّ سَهَدِ مَاءٍ‪ .‬الِجَبَّازَ َوزَجُنَ ا ِل َ‬ ‫خ ِبز‬ ‫سَهَدِ ُ‬ ‫شريَ وَا ِلمَايِسَ َبيِوَ الصُّهَّاعِ وَا ِلحَاذِقَ‬ ‫شنيَ وَا ِل ُمعَِتَبسَ وَا ِلمُ ِ‬ ‫دمِ ِ‬ ‫َالش ِيذَ‪َ .‬زئِيصَ ا ِل َ‬ ‫و َّ‬ ‫ِالس ِقيَةِ‪( .‬أش ‪ 9 : 3‬ـ ‪)3‬‬ ‫ب ُّ‬

‫انزع يا سيدى انزع ما تشاء‪ ..‬انزع ما ترانى أتكل عليه غيرك‪ ..‬انزع‬ ‫منى اإلتكال على الناس‪ ..‬وال تأخذهم منى‪ ..‬انزع منى اإلتكال على عقلى وال‬ ‫تأخذه منى‪ ..‬انزع منى الثقة فى المال وإن شئت تبقيها أو تأخذها‪ ..‬انزع منى‬ ‫الثقة فى الصحة والعمر واأليام وإن شئت تبقيها أو تأخذها‪.‬‬ ‫انزع يا سيدى انزع‪ ..‬ما يعطلنى عن اإلتكال عليك والتسليم لك فى كل‬ ‫شئ‪ ..‬انزعها يا رب عنى قبلما تأتى الساعة األخيرة وتنزع عنى كل شئ قهرا ً‬ ‫وأجد نفسى عاريا ً من كل صالح ومن كل شئ‪.‬‬ ‫أنت وحدك رب الجنود القادر على شفاءى من ضعف إيمانى‪ ..‬ومن‬ ‫شكـّى وخوفى وغباءى‪ ..‬وحدك ضابط الكل‪ ..‬كلـّى الحكمة وكلـّى الحب‪ ..‬بك‬ ‫وحدك احتمى وفيك وحدك أجد السالم والراحة‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫ك فِي أُوزُشَمِيمَ يُشَمَّى قُدُّوساّ‪ .‬كُنُّ‬ ‫َّرِي يُ ِتَس ُ‬ ‫وىَ وال‬ ‫ًَي ِ‬ ‫َّرِي َيبِكَى فِي صِ ِ‬ ‫‪ ‬وَيَلُوىُ أَىَّ ال‬

‫َّى دَمَ‬ ‫وىَ َونَك‬ ‫ًَي ِ‬ ‫حيَاةِ فِي أُوزُشَمِيمَ‪ .‬إِذَا غَشَنَ الشَّيِّدُ قَ َرزَ بَهَاتِ صِ ِ‬ ‫مَوِ كُتِبَ لِ ِم َ‬ ‫حسَاقِ‪( .‬أش ‪)4 ، 3 : 4‬‬ ‫أُوزُشَمِيمَ مِوِ وَسَطًَِا ِبسُوحِ الِكَضَاءِ وَِبسُوحِ اإلِ ِ‬ ‫‪91‬‬


‫ينزع السند والركن‬

‫الرسالة الرابعة‬

‫يا رب إجعلنى حجرا ً حيَا ً فى بيتك‪ ..‬غصنا ً حيَا ً فى كرمك عضوا ً حيَا ً‬ ‫فى جسدك‪ ..‬كى أبقى فى بيتك وكرمك وجسدك إلى األبد‪ ..‬ألن الذى يبقى فيك‬ ‫يتقدس بك‪ ..‬والذى يلتصق ببيتك وإسمك يلتصق بملكوتك األبدى‪.‬‬ ‫يا رب‪ ..‬ال تمحو اسمى من كتابك الذى كتبت‪ ..‬كم أفرح أن اسمى‬ ‫مكتوب عندك‪ ..‬وكم أخاف أن يُمحى بسبب تكاسلى أو كبريائى‪ ..‬لهذا أسألك يا‬ ‫سيدى إغسل قذر نفسى وفسادى‪ ..‬نقى د ّمى الملوث بفكر العالم وشهوات سائر‬ ‫األشياء بروحك النارى الذى يحرق كل شر والذى يحاكمنى ويقاضينى ويبكتنى‬ ‫كل لحظة كى ال أقبل إال أن أكون قديسا ً لك وبك وإلى األبد‪ ..‬ارحمنى يا رب‬

‫ارحمنى‪.‬‬

‫‪02‬‬


‫نشيد الكرم الحزين‬

‫الرسالة الخامسة‬

‫الرسالة اخلامشة‪...‬‬

‫"ىشيد اللرو احلزيً"‬ ‫حبِيبِي َكرِوٌ عَلَى أَ​َكنَةٍ خَصِبَةٍ‪.‬‬ ‫محِبِّي لِلَرِمِهِ‪ .‬كَاٌَ ِل َ‬ ‫حبِيبِي ىَشِيدَ ُ‬ ‫ألىِشِدٌََّ عًَِ َ‬ ‫‪ُ ‬‬

‫سوِرَقَ وَبَيَى بُرِجاً فِي وَسَطِهِ َوىَ َقرَ فِيهِ‬ ‫َّى حِجَارَتَهُ َوغَرَسَهُ َكرِوَ َ‬ ‫فَيَ َقبَهُ َوىَق‬

‫َّاٌَ‬ ‫ظرَ َأٌِ يَصِيَعَ عِيَباً فَصَيَعَ عِيَباً رَدِيئاً‪« .‬وَاآلٌَ يَا سُل‬ ‫صرَةً فَاىِتَ َ‬ ‫معِ َ‬ ‫أَيِضاً ِ‬ ‫أُورُشَلِيهَ َورِجَالَ يَهُوذَا احِ ُلنُوا َبيِيِي وَ​َبيًَِ َكرِمِي‪ .‬مَاذَا يُصَِيعُ أَيِضاً لِ َلرِمِي‬ ‫ظرِتُ َأٌِ يَصِيَعَ عِيَباً صَيَعَ عِيَباً رَدِيئاً؟‪( .‬أش ‪5‬‬ ‫َوَأىَا َلهِ أَصَِيعِهُ لَهُ؟ ِلنَاذَا إِذِ اىِتَ َ‬ ‫‪ 2 :‬ـ ‪)4‬‬

‫أنا هو هذا الغصن الذى غرسته فى كرمك‪ ..‬وأحببته ورعيته وصنعت‬ ‫معه كل شئ‪ ..‬حقا ً ولدت ألجد نفسى ابنا ً للمعمودية‪ ..‬ابنا ً لك وللكنيسة‪ ..‬سكبت‬ ‫ى روحك وغذيتنى بكالمك وجسدك ودمك‪ ..‬ربيتنى فى بيتك وعلى يد تالميذك‬ ‫ف َّ‬ ‫ومحبيك‪ ..‬وإنتظرت منى ثمراً‪ ..‬محبة فرح سالم‪ ..‬كرازة خدمة رحمة‪..‬‬ ‫ى‪..‬‬ ‫ى‪ ..‬وما أكثر ما أحبطك ف َّ‬ ‫فصنعت عنبا ً رديا ً ال يؤكل‪ ..‬ما أكثر حزنك عل َّ‬ ‫لماذا إذا إنتظرت أن أصنع عنبا ً جيداً‪ ..‬فصنعت عنبا ً رديئاً؟!‬ ‫صر قط فى تعليمى ومخاطبتى يوميا ً‬ ‫‪ ‬هل بسبب جهلى‪ ..‬أنت لم تق ّ‬ ‫‪ ‬هل بسبب ضعفى‪ ..‬وأنت لم تتوانى أن تعطينى من قوتك كل ما أحتاجه‪.‬‬ ‫‪ ‬هل بسبب غباءى‪ ..‬وأنت تقبل حتى الكالب تحت المائدة لتتمتع بالفتات‬ ‫الساقطة من مائدة البنين‪.‬‬ ‫‪ ‬هل بسبب طبيعتى وفسادى‪ ..‬وأنت إله المعجزات وإله النعمة والقدرة وال‬ ‫يعسر عليك أمر‪.‬‬

‫إنما السبب فى كسلى وإهمالى وعدم أمانتى معك‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫ويل‪ ..‬ويل‪ ..‬ويل‪..‬‬

‫الرسالة السادسة‬

‫السسالة الشادسة‪...‬‬

‫"ويل‪ ..‬ويل‪ ..‬ويل‪"..‬‬ ‫" َو ٌْ ٌل ِل ْلقَائِ ِلٌنَ لِلش َِّّر َخ ٌْرا ً َو ِل ْل َخ ٌْ ِر ش َّرا ً ا ْل َجا ِع ِلٌنَ ال َّ‬ ‫ور َظالَما ً‬ ‫ظالَ َم نُورا ً َوالنُّ َ‬ ‫س ِه ْم َوا ْلفُ َه َماءِ ِع ْندَ‬ ‫ا ْل َجا ِع ِلٌنَ ا ْل ُم َّر ُح ْلوا ً َوا ْل ُح ْل َو ُم ّراً‪َ .‬و ٌْ ٌل ِل ْل ُح َك َماءِ فًِ أ َ ْعٌُ ِن أ َ ْنفُ ِ‬ ‫سك ِ​ِر‪ .‬الَّذٌِنَ‬ ‫ب ا ْل َخ ْم ِر َو ِلذَ ِوي ا ْلقُد َْر ِة َ‬ ‫ذَ َواتِ ِه ْم‪َ .‬و ٌْ ٌل ِلأل َ ْب َطا ِل َ‬ ‫علَى َم ْزجِ ا ْل ُم ْ‬ ‫علَى ش ُْر ِ‬ ‫صدٌِّ ِقٌنَ فٌََ ْن ِزعُونَه ُ مِ ْن ُه ْم‪( ".‬أش ‪: 5‬‬ ‫ٌُبَ ِّر ُرونَ ال ّ‬ ‫الرش َْو ِة‪َ .‬وأ َ َّما َح ُّ‬ ‫ق ال ِ ّ‬ ‫ٌر مِ نْ أ َ ْج ِل َّ‬ ‫ش ِّ​ِر َ‬ ‫‪ 22‬ـ ‪)22‬‬

‫َّالَوَ ىُوزاّ وَاليُّوزَ ظَالَماّ‬ ‫شّساّ الِجَاعِ​ِلنيَ الظ‬ ‫خ ِيسِ َ‬ ‫خيِساّ وَلِ ِل َ‬ ‫‪ ‬وَيِلٌ لِلِقَائِ​ِلنيَ لِلشَّسِّ َ‬ ‫مّساّ‪.‬‬ ‫الِجَاعِ​ِلنيَ ا ِلنُسَّ حُلِواّ وَا ِلخُ ِلوَ ُ‬

‫يا ويلى‪ ..‬أنا الخاطئ‪ ..‬يا ويلى‪ ..‬ألنى قلبت الموازين‪ ..‬ورأيت فى‬ ‫الخير شراً‪ ..‬وفى الشر خيرا ً‪ ..‬وجدت الكذب ذكاء وشطارة ورأيت المكسب‬ ‫تفوق وحظ‪ ..‬إفتخرت بعطايا هللا ونسيت أن أفتخر باهلل وحده‪ ..‬وأيضا ً‬ ‫السهل ّ‬ ‫رأيت العطاء بسخاء جهل وتسرع‪ ..‬والتسامح والعفو ضعف وتخاذل‪ ..‬والمحبة‬ ‫الحقيقية غباء وتنازل‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫يا ويلى‪ ..‬صرت الكتبة والفريسيين المرائيين‪ ..‬ألنى أتظاهر بالتقوى‪..‬‬ ‫وأحب أن يرانى الناس على غير حقيقتى‪ ..‬صرت قبرا ً مبيضا ً من الخارج ومن‬ ‫الداخل ممتلئ من كل عظام األموات والنجاسة‪ ..‬جعلت ملذات الدنيا المرة‪..‬‬ ‫حلوة فى حلقى‪ ..‬وجعلت مرارة الخطية دعوة لوليمة شهية‪ ..‬أما تعب الصالة‬ ‫الحلو وجهاد الخدمة فقد صار مرا ً عندى‪ ..‬وثقيالً على قلبى‪ ..‬ارحمنى يا رب‬

‫ارحمنى‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫ويل‪ ..‬ويل‪ ..‬ويل‪..‬‬

‫الرسالة السادسة‬

‫ههِ‪.‬‬ ‫هنَا ِء عِيِدَ ذَوَاتِ ِ‬ ‫ههِ وَالِفُ َ‬ ‫عيًُِ َأىِفُشِ ِ‬ ‫‪ ‬وَيِلٌ لِ ِلخُ َكنَا ِء فِي َأ ِ‬

‫آه يا رب‪ ..‬من الحكمة‪ ..‬أنت علمتنى أن هناك حكمة من فوق‪ ..‬حكمة‬ ‫ً‬ ‫إلهية‪ ..‬للبسطاء والودعاء‪ ..‬الفقراء واألطفال‪َ " ..‬وأ َ َّما ا ْلحِ ْك َمة ُ الَّتًِ مِ نْ فَ ْو ُ‬ ‫ق فَ ِه َ‬

‫عدٌِ َمة ُ‬ ‫صا ِل َحةً‪َ ،‬‬ ‫سا ِل َمةٌ‪ُ ،‬مت َ​َر ِفّقَةٌ‪ُ ،‬م ْذ ِعنَةٌ‪َ ،‬م ْملُ َّوة ٌ َر ْح َم ًة َوأَثْ َمارا ً َ‬ ‫أ َ َّوالً َطاه َِرةٌ‪ ،‬ث ُ َّم ُم َ‬ ‫ب َوال ِّرٌَاءِ " (يع ‪)71 : 2‬‬ ‫الر ٌْ ِ‬ ‫َّ‬

‫ولكنى إقتنيت حكمة هذا الدهر‪ ..‬حكمة إنسانية نفسانية شيطانية‪ ..‬حكمة‬ ‫تجعلنى أفتخر ع َمن حولى‪ ..‬وأتعظم‪ ..‬وأرى نفسى غير الحقيقة‪ ..‬حكمة‬ ‫تخدعنى أكثر مما تخدع َمن حولى‪ ..‬صدقت أنى أفضل وأنا األصغر‪ ..‬ظننت‬ ‫أنى األول وأنا األخير‪ ..‬أدعيت أنى أفهم وأنا غبى‪َ ..‬من ينقذى من هذه الحكمة‬ ‫ى ألرى الحقيقة المرة‪ ..‬وأصرخ طالبا ً الحكمة من عندك‪.‬‬ ‫الجاهلة‪َ ..‬من يفتح عين َّ‬ ‫خ ِنسِ وَلِرَوِي الِقُ ِدزَ ِة عَلَى مَ ِزجِ ا ِلنُشِ ِكسِ‪.‬‬ ‫ل عَلَى شُسِبِ ا ِل َ‬ ‫‪ ‬وَيِلٌ لِألَبِطَا ِ‬

‫التفوق‬ ‫يا ويلى‪ ..‬أنا الشقى‪ ..‬لقد نافست األشرار فى شرهم وأردت‬ ‫ّ‬ ‫عليهم‪ ..‬جاريتهم وسبقتهم وإفتخرت أمامهم بالخطية‪ ..‬إن كانوا مستهزئين فأنا‬ ‫أكثرهم إستهزاء‪ ..‬وإن كانوا متهاونين فأنا أكثرهم تهاوناً‪ ..‬وإن أداونا الناس فأنا‬ ‫الحكم الحاكم‪ ..‬وإن تلذذوا بالجسديات فأنا الخبير والمرجع‪.‬‬ ‫رغبة فى التفوق تركت الغيرة فى الحسنى‪ ..‬ألنى ال أستطيع أن أكون‬ ‫مثل األبرار والقديسين‪ ..‬وتفوقت على األشرار‪ ..‬صرت بطالً مغوارا ً فى‬ ‫عيونهم‪ ..‬ورقما ً مسجالً فى حواراتهم‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫ههِ‪.‬‬ ‫ني َفيَ ِيِزعُوىَهُ مِيِ ُ‬ ‫شوَةِ‪َ .‬وأَمَّا حَقُّ الصِّدِّي ِق َ‬ ‫َسزُوٌَ الشِّسِّيسَ مًِِ أَجِلِ السَّ ِ‬ ‫َّرِيًَ ُيبِّ‬ ‫‪ ‬ال‬

‫فى جهلى وعماى‪ ..‬صارت أحكامى باطلة‪ ..‬رأيت الشرير بارا ً والبار‬ ‫جاهالً‪ ..‬والطفل حقيرا ً والغنى عظيماً‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫ويل‪ ..‬ويل‪ ..‬ويل‪..‬‬

‫الرسالة السادسة‬

‫صارت الرشوة أو الهدية أو األجر األرضى‪ ..‬هدفاً‪ ..‬يجعلنى أنافق َمن‬ ‫حولى‪ ..‬وأدافع عن الكذب كحق‪ ..‬وأبرر الشرير وأمدحه من أجل منفعتى أو‬ ‫حتى تغطية شرورى‪ ..‬أما المظلومين والمسلوبين‪ ..‬فال أراهم وال أسمعهم وال‬ ‫أشعر بأنينهم‪ ..‬صرت شريكا ً للظالمين‪ ..‬المفتريين‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫ويل لى إنى هلكت‬

‫الرسالة السابعة‬

‫الشسالة الشابعة‪...‬‬

‫"ًٍل ىل إنى هلكت"‬ ‫س ِيّدَ َجالِسا ً َ‬ ‫سنَ ِة َو َفا ِة ع ِ ُّزيَّا ا ْل َملِكِ َرأَيْتُ ال َّ‬ ‫"فِي َ‬ ‫علَى ك ُْرس ّ‬ ‫ِي ٍ عَا ٍل َو ُم ْرتَفِعٍ‬ ‫ستَّة ُ أ َ ْجنِ َح ٍة‪ِ .‬باثْنَ ْي ِن يُغَطِّي‬ ‫س َرافِي ُم َواقِفُونَ فَ ْوقَه ُ ِلكُ ِ ّل َواحِ ٍد ِ‬ ‫َوأ َ ْذيَالُهُ ت َْملَئ ا ْل َه ْي َك َل‪ .‬ال َّ‬ ‫ُّوس‬ ‫ُّوس قُد ٌ‬ ‫ُّوس قُد ٌ‬ ‫َو ْج َهه ُ َوبِاثْنَ ْي ِن يُغَ ِطّي ِر ْجلَ ْي ِه َوبَاثْنَ ْي ِن يَطِ ي ُر‪َ .‬و َهذَا نَادَى ذَاكَ ‪« :‬قُد ٌ‬ ‫ص ْو ِ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫ب مِ نْ َ‬ ‫ب ا ْل ُجنُودِ‪َ .‬م ْجدُهُ مِ ْل ُء كُ ِ ّل األ َ ْر ِ‬ ‫سا َ‬ ‫ض»‪ .‬فَا ْهت ََّزتْ أ َ َ‬ ‫َر ُّ‬ ‫ساتُ ا ْل َعت َ ِ‬ ‫ص ِارخِ‬ ‫شفَت َ ْي ِن َوأَنَا‬ ‫س ال َّ‬ ‫امتَلَئ ا ْلبَيْتُ د ُ َخانا ً‪ .‬فَقُ ْلتُ ‪َ « :‬و ْي ٌل لِي! إِنِّي َهلَ ْكتُ ألَنِّي إِ ْن َ‬ ‫َو ْ‬ ‫سا ٌن نَ ِج ُ‬ ‫ي‬ ‫ب نَ ِج ِس الشَّفَت َ ْي ِن ألَنَّ َ‬ ‫سا ِك ٌن بَ ْينَ َ‬ ‫َ‬ ‫ي قَ ْد َرأَت َا ا ْل َم ِلكَ َر َّ‬ ‫ش ْع ٍ‬ ‫ب ا ْل ُجنُو ِد»‪ .‬فَ َط َ‬ ‫ار إِلَ َّ‬ ‫ع ْينَ َّ‬ ‫س بِ َها فَمِي‬ ‫س َراف ِ​ِيم َو ِب َي ِد ِه َج ْم َرة ٌ قَ ْد أ َ َخذَهَا ِبمِ ْلقَ ٍط مِ نْ َ‬ ‫َواحِ د ٌ مِ نَ ال َّ‬ ‫علَى ا ْل َم ْذ َبحِ‪َ .‬و َم َّ‬ ‫ع إِثْ ُمكَ َوكُفّ َِر َ‬ ‫ص ْوتَ‬ ‫شفَت َ ْيكَ فَا ْنت ُِز َ‬ ‫ستْ َ‬ ‫سمِ ْعتُ َ‬ ‫َوقَا َل‪« :‬إِنَّ َه ِذ ِه قَ ْد َم َّ‬ ‫عنْ َخطِ يَّتِكَ »‪ .‬ث ُ َّم َ‬ ‫س ْلنِي‪( ".‬أش ‪ 1 : 6‬ـ ‪)8‬‬ ‫َب مِ نْ أ َ ْج ِلنَا؟ فَأ َ َجبْتُ ‪َ :‬هئَنَذَا أ َ ْر ِ‬ ‫س ِيّدِ‪َ :‬منْ أ ُ ْر ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫س ُل َو َمنْ يَ ْذه ُ‬ ‫ل ًَمُشِتَفِع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬فُِ سَنَةِ ًَفَاةِ عُزٍَِّّا ا ِلنَِلكِ َسأٍَِتُ الشََِّّذَ جَالِشاّ عَلَى ُكشِسٍُِّ عَا‬ ‫وَِكَلَ‪.‬‬ ‫ًَأَرٍَِالُىُ َتنِلَئ الِ َ‬

‫كل يوم يرقد إنسان‪ ..‬وقد أعرفه‪ ..‬كل يوم نودع حياة إنتهت ولن تعود‪..‬‬ ‫عظيما ً كان أو فقيراً‪ ..‬ومع كل نهاية حياة أدخل إليك يا سيدى‪ ..‬ألبكى غربتى‪..‬‬ ‫وأسجد خاشعا ً خائفا ً من دينونتى‪ ..‬مات ّ‬ ‫عزيا الملك‪ ..‬فهل خلـُص؟!!‬ ‫هذا الذى تجاسر ودخل هيكلك بدون حق‪ ..‬وتخطى حدود وصيتك‬ ‫وكرامة كهنوتك‪ ..‬وأصيب بالمرض (‪5‬أخ ‪ 16 : 56‬ـ ‪ ..)51‬هل تاب؟!!‪ ..‬ال‬ ‫أعلم‪ ..‬وال يعلم أحد إال أنت‪..‬؟ ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫يا رب أشتهى أن أراك‪ ..‬كما رآك أشعياء وحزقيال ودانيال‪ ..‬ويوحنا‬ ‫الرائى وبولس الرسول‪ ..‬أشتهى أن أراك كما يراك كل َمن خلع الجسد ودخل‬ ‫‪52‬‬


‫ويل لى إنى هلكت‬

‫الرسالة السابعة‬

‫الفردون ليتمتع بك‪ ..‬أشتهى أن أراك ممجدا ً على عرشك‪ ..‬عال ومرتفع‪ ..‬فوق‬ ‫كل المخلوقات‪ ..‬والمشاكل والضيقات واألحداث‪ ..‬والتاريخ والممالك والملوك‪.‬‬ ‫أشتهى أن أراك‪ ..‬لعلى أخاف وأتوب وأستعد لهذا اللقاء األبدى كل يوم‬ ‫وكل لحظة‪ ..‬أشتهى أن أراك فتهدأ شهواتى ورغباتى الفاسدة وإهتماماتى‬ ‫البطالة وأنتبه لما هو أعظم وأجمل وأفضل‪.‬‬ ‫ن َفٌِقَىُ لِكُلِّ ًَاحِذٍ سِتَّةُ أَجِ​ِنحَةٍ‪.‬‬ ‫الششَافَِهُ ًَاقِفٌُ َ‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬

‫يا رب المالئكة يقفون أمامك بخوف وأنا أقف أمامك بتهاون‪ ..‬هم‬ ‫يسبحونك على الدوام وأنا أتذكرك بصعوبة‪ ..‬هم صاحبو أجنحة نورانية وأنا‬ ‫صاحب جسد ثقيل شهوانى‪ ..‬هم يغطون وجوههم من بهاءك وأنا أتجاسر وأتقدم‬ ‫ألسرارك بغير رهبة‪ ..‬هم يغطون أرجلهم وهم ليس للعرى مكان فى طبيعتهم‬ ‫وأنا ال أغطى على خطاياى بالتوبة وأتقدم بجسارة كأنى مستحق رؤيتك‪ ..‬هم‬ ‫يطيرون ويرتفعون ويتسامون وأنا أزحف على التراب كالحيَّة‪ ..‬آكل من‬ ‫قذراتها وأتسخ برائحة الموت فيها‪.‬‬ ‫يا رب علمنى الوقوف أمامك‪ ..‬علمنى السجود لك‪ ..‬علمنى التشبه‬ ‫بمالئكتك‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫أل ِسضِ‪ .#‬فَاهِتَزَّتِ‬ ‫‪ ‬قُذًُّضٌ قُذًُّضٌ قُذًُّضٌ سَبُّ الِجُنٌُدِ‪ .‬مَجِذُيُ مِلِءُ كُلِّ ا َ‬ ‫أَسَاسَاتُ ا ِلعَتَبِ مِنِ صٌَِتِ الصَّاسِخِ ًَامِتَلَئ ا ِلبَ​َِتُ دُخَاناّ‬

‫قدوس أنت يا رب‪ ..‬وقدوس فى كل شئ‪ ..‬قدوس فى طبيعتك‪ ..‬قدوس‬ ‫فى عملك‪ ..‬قدوس فى مشيئتك‪ ..‬ليس فيك شر وال دنس وال خطية كبيرة أو‬ ‫ى النقاوة‪ ..‬كيف أقف أمامك‪ ..‬وأى شركة‬ ‫ى البر كل ّ‬ ‫ى الصالح كل ّ‬ ‫صغيرة‪ ..‬كل ّ‬ ‫بين النور الذى فيك والظالم الذى يمألنى‪ ..‬كيف أسبحك ولسانى الخاطئ يُنادى‬ ‫إسمك‪ ..‬أنت قدوس وممجد فى مالئكتك وجنودك السماويين‪ ..‬ليتك تقدسنى أنا‬ ‫‪56‬‬


‫ويل لى إنى هلكت‬

‫الرسالة السابعة‬

‫ايضا ً وتغمرنى بفيض قدسك فتذوب نجاستى فى قداستك وتبتلع خطيتى فى‬ ‫برك‪.‬‬ ‫‪ًٍَِ ‬لٌ لُِ! إِنُِّ هَلَكِتُ ألَنُِّ ِإنِشَانٌ نَجِصُ الظَّفَ​َتَِنِ ًََأنَا سَاكِنٌ َبَِنَ طَعِبٍ نَجِصِ‬ ‫عَِنََُّ قَذِ سَأَتَا ا ِلنَِلكَ سَبَّ الِجُنٌُدِ‬ ‫َن َ‬ ‫الظَّفَ​َتَِنِ أل َّ‬

‫ويل لى‪ ..‬ويل لى‪ ..‬مهما عملت وجاهدت وصليت‪ ..‬ويل لى‪َ ..‬من‬ ‫ينقذنى من جسد هذا الموت‪ ..‬إن أصغر خطية تمنعنى من الوقوف أمامك‪ ..‬إن‬ ‫أى شائبة تجعلنى غير مستحق للحضور فى حجالك‪..‬‬ ‫‪ ‬أنا هلكت‪ ..‬ألنى لم أسلك حسب مشيئتك‪.‬‬ ‫‪ ‬أنا هلكت‪ ..‬ألن كالمى لم يمجدك ولم أتعلم تسبيحك‪.‬‬ ‫‪ ‬أنا هلكت‪ ..‬ألنى رأيت النور الذى ال يُدنى منه‪.‬‬ ‫‪ ‬أنا هلكت‪ ..‬ألنى ساكن وسط أشرار ومأل شرهم فكرى وقلبى‪.‬‬ ‫‪ ‬أنا هلكت‪ ..‬ألن شفتاى تعودتا الكالم الباطل والرد‪..‬‬ ‫‪ ‬أنا هلكت‪ ..‬ألنى لست مالكاً‪ ..‬وال رئيس مالئكة‪ ..‬إنما أنا بشر ساقط مقيد‬ ‫بالخطايا‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫ج ِنشَةْ قَذِ أَخَزَهَا ِبنِلِقَطٍ مِنِ عَلَى‬ ‫الششَافَِهِ ًَِبَذِيِ َ‬ ‫‪ ‬فَطَاسَ إِلََُّ ًَاحِذٌ مِنَ َّ‬ ‫ا ِلنَزَِبحِ‪ًَ .‬مَصَّ بِوَا َفنُِ ًَقَالَ‪$ :‬إِنَّ هَزِيِ قَذِ مَشَّتِ طَفَ​َت َِكَ فَانُِتِزعَ إِ ِثنُكَ ًَكُفِّشَ‬ ‫عَنِ خَطَِ​َِّتكَ‪.#‬‬

‫يا مالك الكنيسة‪ ..‬إلحقنى‪ ..‬وألمس شفتاى بجمرة الحب اإللهى‪ ..‬يا أبى‬ ‫ى والدم الكريم‪ ..‬يا‬ ‫الكاهن ألمس شفتاى الساقطتين بنار الجسد المقدس المح ّ‬ ‫خادم المذبح إنقذنى من فسادى وهالكى بالدواء الوحيد القادر أن يوقف الموت‬ ‫‪52‬‬


‫ويل لى إنى هلكت‬

‫الرسالة السابعة‬

‫فى جسدى‪ ..‬يا رجل هللا المتشبه بالمالئكة ليس لى خالص إال فيما تحمله على‬ ‫يديك لتمس بها شفتى فتنزع إثمى وتكفر عن خطيتى‪.‬‬ ‫أيها القدوس الجالس على العرش‪ ..‬إقبل أن أتحد بك من خالل جسدك‬ ‫ودمك لغفران خطاياى الكثيرة ولتقتل الموت الذى يسرى فى أعضائى‪.‬‬ ‫أيها القدوس الجالس على العرش‪ ..‬ال ترفضنى بسبب عدم إستحقاقى‪..‬‬ ‫لكن ارسل مالكك‪ ..‬وكيلك األمين ليقدم لى ما قدمت بنفسك على الصليب‬ ‫ى‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫المح ّ‬ ‫جبِتُ‪ :‬هَئَنَزَا‬ ‫سنِعِتُ صٌَِتَ الشََِّّذِ‪ :‬مَنِ ُأسِسِلُ ًَمَنِ ٍَزِهَبُ مِنِ أَجِلِنَا؟ فَأَ َ‬ ‫‪ ‬ثُهَّ َ‬ ‫َأسِسِلِنُِ‪.‬‬

‫ها أنذا ارسلنى‪ ..‬إن وجدتنى أصلح لشئ‪..‬‬ ‫ها أنذا ارسلنى‪ ..‬وإن كنت لست مالكا ً مثلهم وال نقيا ً وال قوياً‪ ..‬ولكنى‬ ‫أحملك داخلى بروحك وجسدك ودمك‪ ..‬وأحمل كالمك فى فمى‪.‬‬ ‫ها أنذا ارسلنى‪ ..‬ألنقذ آخرين مثلى من الهالك األبدى بلمسه حبك‬ ‫ى وجسدك المقدس‪.‬‬ ‫اإللهى وكالمك المح ّ‬ ‫ها أنذا ارسلنى‪ ..‬فيصير لحياتى معنى وقيمة وهدف‪ ..‬وأجرى واصرخ‬ ‫تعالوا ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب‪.‬‬ ‫ها أنذا ارسلنى‪ ..‬قبل أن تنتهى حياتى كما إنتهت حياة عزي ّا الملك‪..‬‬ ‫فاقدا ً الرسالة والقيمة‪.‬‬ ‫ها أنذا ارسلنى‪ ..‬ولكن فقط قل لى ماذا أقول‪ ..‬ول َمن أتكلم‪ ..‬ومتى‬ ‫وكيف وأين‪ ..‬ألنى ال أعرف وال أفهم وال أصلح‪ ..‬وال لمزبلة‪ ..‬ارحمنى يا رب‬

‫ارحمنى‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫احترز‪ ..‬واهدأ‪..‬‬

‫الرسالة الثامنة‬

‫الرسالة الثامهة‪...‬‬

‫"احرتز‪ ..‬واهدأ‪"..‬‬ ‫طرَفِ‬ ‫القَاةِ آحَازَ َأنِتَ وَشَآرَ يَاشُوبَ ابُِهكَ إِلَى َ‬ ‫عيَاءَ‪« :‬اخُِرجِ ِلنُ َ‬ ‫شِ‬ ‫‪ ‬فَكَالَ الرَّبُّ إلِ َ‬

‫خفِ وَالَ‬ ‫ِكةِ حَكِلِ الِكَصَّارِ‪َ .‬وقُلِ لَهُ‪ :‬احَِتِرزِ وَاهِ َدأِ‪ .‬الَ َت َ‬ ‫َّ‬ ‫قَهَاةِ ا ِلِبرِكَةِ ا ِلعُ ِليَا إِلَى س‬ ‫خنُوِّ غَضَبِ رَصِنيَ‬ ‫الشعِلَ​َتيِوِ ا ِلنُدَخِّهَ​َتيِوِ ِب ُ‬ ‫عفِ قَ ِلُبكَ مِوِ أَجِلِ َذنَ​َبيِ هَاَتيِوِ ُّ‬ ‫ضُ‬ ‫يَ ِ‬ ‫َوَأرَامَ وَابِوِ رَمَ ِليَا‪( .‬أش ‪)4 ، 3 : 7‬‬

‫انزعج آحاز‪ ..‬حين حاصره ملكين‪ ..‬ملك أرام وملك إسرائيل‪ ..‬أما هو‬ ‫الضعيف‪ ..‬ملك يهوذا‪ ..‬فال يملك نصف ما يملكون من قوة وعناد‪ ..‬ولكنه نسى‬ ‫حضور هللا وسط شعبه‪ ..‬نسى الهيكل‪ ..‬ونسى النبى أشعياء الذى جاءه ليعزيه‬ ‫ويقويه‪ ..‬ويقول له‪ ..‬احترز واهدأ‪ ..‬ال تخف‪ ..‬وال يضعف قلبك‪.‬‬ ‫يا رب‪ ..‬سامحنى على الخوف والقلق الذى ال يتفق مع وعودك‪..‬‬ ‫وحضورك وسالمك وعملك المستمر معى‪.‬‬ ‫يا رب‪ ..‬أنا ضعيف‪ ..‬سريعا ً ما أضطرب‪ ..‬حين أرى أمورا ً أكبر‬ ‫ص بِ ِإلَ ِه ِه‪( ".‬مز‬ ‫منى‪" ..‬كثِي ُرونَ قَائِ ُمونَ َ‬ ‫س لَه ُ َخالَ ٌ‬ ‫ي‪َ .‬كثِي ُرونَ يَقُولُونَ ِلنَ ْفسِي‪ :‬لَ ْي َ‬ ‫علَ َّ‬ ‫‪ .. )9 ، 1 : 3‬يا رب أنا أصغر من أن أقف للمشاكل وحدى‪ ..‬أنا خائف‪ ..‬أنا‬ ‫منزعج‪ ..‬أنا عاجز‪ ..‬أنا مرتعب‪.‬‬ ‫يا رب‪ ..‬ساعدنى أسمعك‪ ..‬وأنت تقول لى بكل الثقة‪ ..‬اهدأ‪ ..‬ال تخف‪..‬‬ ‫ال يضعف قلبك‪.‬‬ ‫كم مرة حذرتنى من الخوف وأنا استسلمت له‪ ..‬وكم مرة اضطربت‬ ‫وصرخت إليك‪ ..‬وأنت تدخلت ونجيتنى‪.‬‬ ‫‪92‬‬


‫احترز‪ ..‬واهدأ‪..‬‬

‫الرسالة الثامنة‬

‫عملنى يا رب الهدوء وقت التجارب‪ ..‬علمنى يا رب اإلحتفاظ بسالمك‪..‬‬ ‫واإلنتباه لوجودك‪ ..‬والتمتع بوعودك‪ ..‬فال يضعف قلبى وال يضطرب ذهنى‪.‬‬ ‫علمنى أرى المضايقات من حولى‪ ..‬كأنها‪ ..‬شعلة مدخنة تافهة‪..‬‬ ‫ضعيفة‪ ..‬سريعا ً ما تنطفئ‪ ..‬كم مرة يرتفع األعداء على كنيستك‪ ..‬ويصيروا‬ ‫رمادا ً وهباء‪.‬‬ ‫أين مملكة آشور‪ ..‬أو مملكة بابل‪ ..‬أو مملكة فارس‪ ..‬أين حكم اليونان‬ ‫أو الرومان‪ ..‬أين القياصرة والملوك‪ ..‬أين الجيوش الجرارة واألسلحة الفتاكة‪..‬‬ ‫كلها‪ ..‬كشعلة مدخنة‪" ..‬ال َ تَقُو ُم! الَ تَكُونُ!‪( ".‬أش ‪.)7 : 7‬‬ ‫علمنى يا رب سر اإليمان‪ ..‬فأرى ما ال يُرى‪ ..‬وال أسمع إال صوتك‪..‬‬ ‫وال ألمس إال يدك‪ ..‬وال أفكر إال فى كالمك ووعدك‪" ..‬إِنْ لَ ْم ت ُؤْ مِ نُوا فَالَ تَأ ْ َمنُوا"‬ ‫(أش ‪.)2 : 7‬‬

‫‪33‬‬


‫هيجوا‪ ..‬وانكسروا‪..‬‬

‫الرسالة التاسعة‬

‫الزسالة التاسعة‪...‬‬

‫"هيجوا‪ ..‬واىكشزوا‪"..‬‬ ‫احت َِز ُموا‬ ‫"هِي ُجوا أَيُّ َها ال ُّ‬ ‫وب َوا ْن َك ِ‬ ‫ض‪ْ .‬‬ ‫س ُروا َوأ َ ْ‬ ‫اصي األ َ ْر ِ‬ ‫صغِي َيا جَمِ ي َع أ َ َق ِ‬ ‫شعُ ُ‬ ‫ُورةً فَت َ ْبطُ َل‪ .‬ت َ َكلَّ ُموا َك ِل َمةً فَالَ تَقُو ُم‪ .‬أل َ َّن‬ ‫احت َِز ُموا َوا ْن َك ِ‬ ‫َوا ْن َك ِ‬ ‫س ُروا! ْ‬ ‫س ُروا!‪ .‬تَش َ‬ ‫َاو ُروا َمش َ‬ ‫سلُكَ فِي َ‬ ‫يق َهذَا‬ ‫ب بِ ِ‬ ‫شدَّ ِة ا ْليَ ِد َوأ َ ْنذَ َرنِي أَنْ ال َ أ َ ْ‬ ‫الر ُّ‬ ‫اَّلل َمعَنَا‪ .‬فَ ِإنَّهُ َه َكذَا قَا َل لِي َّ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫َّ َ‬ ‫ب ِفتْنَةً َوالَ ت َ َخافُوا َخ ْوفَهُ َوالَ‬ ‫ال َّ‬ ‫ب قَا ِئالً‪«.:‬الَ تَقُولُوا‪ :‬فِتْنَةً ِلكُ ِ ّل َما يَقُو ُل لَهُ َهذَا الشَّ ْع ُ‬ ‫ش ْع ِ‬ ‫ص ْد َم ٍة‬ ‫ب ا ْل ُجنُو ِد فَ ُه َو َخ ْوفُكُ ْم َوه َُو َر ْهبَتُكُ ْم‪َ .‬ويَكُو ُن َم ْقدِسا ً َو َح َج َر َ‬ ‫ت َْر َهب ُوا‪ .‬قَ ِّدسُوا َر َّ‬ ‫شلِي َم‪ .‬فَيَ ْعث ُ ُر بِ َها َكثِي ُرونَ‬ ‫ص ْخ َرةَ َ‬ ‫َّان أُو ُر َ‬ ‫َو َ‬ ‫عثْ َر ٍة ِلبَ ْيت َ ْي إِ ْ‬ ‫س َرائِي َل َوفَ ّخا ً َوش َ​َركا ً ِلسُك ِ‬ ‫َ‬ ‫ش َهادَةَ‪ْ .‬‬ ‫اخت ِ​ِم الش َِّري َعة بِتَالَمِ يذِي»‪".‬‬ ‫ص َّر ال َّ‬ ‫سقُطُونَ فَ َي ْن َك ِ‬ ‫س ُرونَ َو َي ْعلَقُونَ فَيُ ْلقَطُونَ ‪ُ .‬‬ ‫َو َي ْ‬ ‫(أش ‪ 9 : 8‬ـ ‪)36‬‬ ‫أل ِرضِ‪ .‬احَِتزِمُوا‬ ‫جنِيعَ أَقَاصِي ا َ‬ ‫صغِي يَا َ‬ ‫شزُوا َوأَ ِ‬ ‫الشعُوبُ وَاىِكَ ِ‬ ‫‪ ‬هِيجُوا أَيُّوَا ُّ‬

‫َلنُوا كَِلنَةّ فَالَ‬ ‫َّ‬ ‫شزُوا!‪ .‬تَشَا َورُوا مَشُورَةّ فَ​َتبِطُلَ‪ .‬تَك‬ ‫شزُوا! احَِتزِمُوا وَاىِكَ ِ‬ ‫وَاىِكَ ِ‬

‫معَيَا‪.‬‬ ‫َّىَ َ‬ ‫تَقُووُ‪ .‬ألَنَّ الل‬

‫هيجوا‪ ..‬أيها الشعوب‪ ..‬هيصوا‪ ..‬غنوا‪ ..‬اشتموا‪ ..‬وزيدوا كالمكم‪..‬‬ ‫تهكموا إن أردتم على الملك الحقيقى وعلى شعبه ألنه يسمع ويكتب عنده سفر‬ ‫تذكره‪.‬‬ ‫هيجوا‪ ..‬علينا نحن الضعفاء البسطاء‪ ..‬الذى ال نعرف أن نمسك سيفا ً إال‬ ‫سيف الروح وال نعرف حرب إال الحرب الروحية‪ ..‬وال نعادى أحدا ً إال‬ ‫الشياطين وقوات الشر‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫هيجوا‪ ..‬وانكسروا‪..‬‬

‫الرسالة التاسعة‬

‫هيجوا‪ ..‬واد َّعوا‪ ..‬أن العالم قد صار كله لكم‪ ..‬غير ُمبصرين الحقيقة أن‬

‫ت يَ ْ‬ ‫علَ ْي ِه ْم بِغَ َ‬ ‫ضبِ ِه‬ ‫اوا ِ‬ ‫ئ بِ ِه ْم‪ .‬حِ ينَئِ ٍذ يَت َ َكلَّ ُم َ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫ست َ ْه ِز ُ‬ ‫سا ِك ُن فِي ال َّ‬ ‫"اَل َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫س َم َ‬ ‫ض َحكُ ‪َّ .‬‬ ‫َو َي ْر ُجف ُ ُه ْم ِبغَيْظِ ِه‪( ".‬مز ‪.)5 ، 4 : 3‬‬

‫هيجوا‪ ..‬هيجوا‪ ..‬وانكسروا‪ ..‬فالبد أن تنكسروا‪ ..‬احتزموا‪ ..‬تجمعوا‪..‬‬ ‫اتحدوا‪ ..‬وانكسروا‪ ..‬فالبد أن تنكسروا‪ ..‬تشاوروا مشورة‪ ..‬مثل مشورة‬ ‫ُورةَ أَخِ يت ُوفَ َل" (‪3‬صم ‪: 35‬‬ ‫أخيتوفل‪ ..‬وهناك داود دائما ً ليُصلى " َح ِ ّمقْ يَا َر ُّ‬ ‫ب َمش َ‬ ‫‪.)13‬‬

‫تشاوروا مشورة فتبطل‪ ..‬ألن هللا معنا‪ ..‬وليس هناك كلمة إال لصاحب‬ ‫الكلمة العليا والكلمة النهائية‪ ..‬أ َما كلمتكم فال تقوم وال تكون‪َ " .‬منْ ذَا الَّذِي يَقُو ُل‬ ‫الر ُّب لَ ْم يَأ ْ ُم ْر؟" (مرا ‪.)13 : 1‬‬ ‫فَيَكُونَ َو َّ‬ ‫طزِيقِ هَذَا الشَّعِبِ‬ ‫‪ ‬فَإِىَّىُ هَكَذَا قَالَ لِي الزَّبُّ بِشِدَّةِ ا ِليَ ِد َوَأىِ َذَرىِي َأنِ الَ أَسِلُكَ فِي َ‬ ‫وفَىُ‬ ‫خِ‬ ‫قَائِالّ‪$.:‬الَ تَقُولُوا‪ :‬فِتِيَةّ لِكُلِّ مَا يَقُولُ لَىُ هَذَا الشَّعِبُ فِتِيَةّ وَالَ َتخَافُوا َ‬ ‫هبُوا‪.‬‬ ‫وَالَ َتزِ َ‬

‫سامحنى يا رب ألنى أقول كما يقولون‪ ..‬أتكلم كما أسمع‪ ..‬قالوا هلكنا‪..‬‬ ‫فقلت ضاع كل شئ‪ ..‬وأحزنتك بعدم إيمانى‪.‬‬ ‫قالوا‪ ..‬انتصر األعداء‪ ..‬فقلت يا ليتنا هربنا‪ ..‬وتركت اإليمان والرجاء‬ ‫والسالم‪.‬‬ ‫قالوا‪ ..‬فتنة‪ ..‬خراب‪ ..‬نهاية‪ ..‬ال مفر‪ ..‬وقلت مثلهم‪ ..‬لماذا يا رب‬ ‫لماذا؟‪ ..‬سلكت فى طريقهم‪ ..‬خفت خوفهم‪ ..‬تكلمت كالمهم‪ ..‬انزعجت بسببهم‪..‬‬ ‫ارحمنى يا رب ألنى عديم اإليمان‪ ..‬ارحمنى‪.‬‬ ‫جزَ صَدِمَةٍ‬ ‫هبَتُكُهِ‪ .‬وَيَكُونُ مَقِدِساّ وَحَ َ‬ ‫هوَ رَ ِ‬ ‫وفُ ُكهِ وَ ُ‬ ‫خِ‬ ‫‪ ‬قَدِّسُوا رَبَّ الِجُيُودِ فَوُوَ َ‬

‫َّانِ أُورُشَلِيهَ‪َ .‬فَيعُِثزُ بِوَا كَِثريُونَ‬ ‫شزَكاّ لِشُك‬ ‫سزَائِيلَ َو َفخّاّ وَ َ‬ ‫خزَةَ عَ ِثزَةٍ ِلَبيَِتيِ إِ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫وَ َ‬ ‫‪13‬‬


‫هيجوا‪ ..‬وانكسروا‪..‬‬

‫الرسالة التاسعة‬

‫شزُونَ وَ​َيعِلَقُونَ َفيُلِقَطُونَ‪ .‬صُزَّ الشَّوَادَةَ‪ .‬اخِ​ِتهِ الشَّزِيعَةَ‬ ‫وَيَشِقُطُونَ َفيَيِكَ ِ‬ ‫بِتَالَمِيذِي‪#‬‬

‫يا رب أنت صخرتى‪ ..‬ملجأى‪ ..‬حصنى‪ ..‬خالصى ونجاتى‪ ..‬يا رب بك‬ ‫يصطدم األعداء فينكسرون‪ ..‬وأقف أنا متفرجا ً ومسبحاً‪.‬‬ ‫يا رب فيك يقع األعداء الشياطين ك َمن يقعون فى فخ‪ ..‬يعثرون‬ ‫ويسقطون ويهلكون وأظل أنا و َمن معى سالمين‪.‬‬ ‫صرة‪ ..‬خبأتها فى قلبك‪ ..‬أنا‬ ‫يدك محفوظ ك َمن هو فى‬ ‫يا رب أنا فى َ‬ ‫َ‬ ‫مختوم بختم ملكك ألنى خاصتك‪ ..‬وابنك وتلميذك‪ ..‬ال ترفضنى وال تتركنى‪..‬‬ ‫بل ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫اصطبر للرب‬

‫الرسالة العاشرة‬

‫السسالة العاشسة‪...‬‬

‫"اصطرب للسب"‬ ‫عنْ بَ ْي ِ‬ ‫وب َوأ َ ْنتَظِ ُرهُ‪َ .‬هئَنَذَا َواأل َ ْوالَد ُ‬ ‫سات ِ​ِر َو ْج َههُ َ‬ ‫"فَأ َ ْ‬ ‫ب ال َّ‬ ‫ت َي ْعقُ َ‬ ‫ِلر ّ ِ‬ ‫ص َط ِب ُر ل َّ‬ ‫ِن فِي‬ ‫ت َو َ‬ ‫ب آيَا ٍ‬ ‫ِب فِي ِإ ْ‬ ‫ب ا ْل ُجنُو ِد ال َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫س َرائِي َل مِ نْ ِع ْن ِد َر ّ ِ‬ ‫ع َجائ َ‬ ‫الَّذِينَ أ َ ْع َطانِي ِه ُم َّ‬ ‫ساك ِ‬ ‫ش ِقينَ‬ ‫ب الت َّ َوابِعِ َوا ْلعَ َّرافِينَ ا ْل ُم َ‬ ‫ش ْق ِ‬ ‫َجبَ ِل ِص ْهيَ ْونَ ‪َ .‬وإِذَا قَالُوا لَكُ ُم‪« :‬ا ْطلُبُوا إِلَى أ َ ْ‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫سأ َ ُل ا ْل َم ْوت َى أل َ ْج ِل األ َ ْحيَاءِ ؟‪ِ .‬إلَى الش َِّري َع ِة َوإِلَى‬ ‫سأ َ ُل َ‬ ‫َوا ْلهَامِ ِ‬ ‫ب ِإلَ َههُ؟ أَيُ ْ‬ ‫سينَ »‪ .‬أَال َ َي ْ‬ ‫ش ْع ٌ‬ ‫س لَ ُه ْم فَ ْج ٌر!‪( ".‬أش ‪ 71 : 8‬ـ ‪)02‬‬ ‫ال َّ‬ ‫ش َهادَ ِة‪ .‬إِنْ لَ ْم يَقُولُوا مِ ثْ َل َهذَا ا ْلقَ ْو ِل فَلَ ْي َ‬ ‫ظسُيُ‪.‬‬ ‫ى عَنِ َبَِتِ ٍَعِقٌُبَ ًََأنِتَ ِ‬ ‫طِبسُ لِلسَّبِّ السَّاِتسِ ًَجِوَ ُ‬ ‫‪ ‬فَأَصِ َ‬

‫يا رب‪ ..‬حتى متى تستر وجهك عنى؟!‪ ..‬هل بسبب خطيتى؟َ!‪ ..‬كسلى‬ ‫وعنادى؟!‪ ..‬هل بسبب ظلمة أفكارى وقسوة قلبى؟!‪ ..‬لكنك رحيم طويل الروح‬ ‫جزيل التحنن‪ ..‬ال تستر وجهك عنى‪ ..‬ال ترفضنى‪ ..‬أنا أصبر لك‪ ..‬أنتظرك‪..‬‬ ‫ال تتأخر‪ ..‬ال تتباطئ‪ ..‬ألنى ضعيف وال أحتمل أفكار الشك وصغر النفس‪..‬‬ ‫يكفى أنى أنا رافض نفسى فال ترفضنى أنت‪ ..‬يكفى أنى ال أستطيع أن أحب‬ ‫نفسى‪ ..‬فال ترذلنى يا إلهى‪ ..‬بل ارحمنى يا رب‪ ..‬ارحمنى‪.‬‬

‫سسَائَِلَ مِنِ عِنِدِ‬ ‫وهُ السَّبُّ آٍَاتٍ ًَعَجَائِبَ فُِ إِ ِ‬ ‫َّرٍِنَ َأعِطَانَِ ِ‬ ‫‪ ‬هَئَنَرَا ًَاألًَِالَدُ ال‬ ‫ٌنَ‪.‬‬ ‫وَ ِ‬ ‫ن فُِ جَبَلِ صِ ِ‬ ‫زَبِّ الِجُنٌُدِ السَّاكِ ِ‬

‫متى آتى إليك‪ ..‬وأحمل أوالدى إليك‪ ..‬أتقدم لعرش نعمتك وأقول لك‬ ‫هأنذا واألوالد‪ ..‬الذين أعطيتنى‪ ..‬أوالدى بالجسد‪ ..‬وكل َمن خدمتهم واشتهيت‬ ‫خالصهم‪ ..‬هأنذا أمامك فى ضعفى وعجزى‪ ..‬وها أوالدى بين يديك‪ ..‬ليسوا‬ ‫كما يجب‪ ..‬أو كما يليق بأوالدك‪ ..‬تأن على وعليهم‪ ..‬اهدينى واهديهم‪ ..‬اصلح‬ ‫‪43‬‬


‫اصطبر للرب‬

‫الرسالة العاشرة‬

‫حالهم وحالى‪ ..‬انقذهم وانقذنى من كل شر وشبه شر‪ ..‬قادر أن تصنع بهم‬ ‫عجائب‪ ..‬وتتمجد فيهم‪ ..‬ألنك واحد صانع عجائب‪ ..‬إله القوات‪ ..‬رب الجنود‪.‬‬ ‫التٌَابِعِ ًَا ِلعَسَّا ِفنيَ ا ِلنُشَقِشِقِنيَ‬ ‫صحَابِ َّ‬ ‫‪ًَ ‬إِذَا قَالٌُا لَ ُكهُ‪$ :‬اطُِلبٌُا إِلَى أَ ِ‬ ‫حَ​َاءِ؟‪.‬‬ ‫سنيَ‪ .#‬أَالَ ٍَسِأَلُ شَعِبٌ إِلَوَىُ؟ أٍَُسِأَلُ ا ِل َنٌِتَى ألَجِلِ األَ ِ‬ ‫ًَالِوَامِ ِ‬

‫اغفر لى يا إلهى‪ ..‬ألنى انتظرت جوابا ً من أهل الشر‪ ..‬سألت الناس عن‬ ‫المستقبل‪ ..‬سألت أتباع الشيطان عن ضمانات الحياة‪ ..‬عن المجهول‪ ..‬عن‬ ‫الحلول‪ ..‬اغفر لى يا إلهى ألنى احزنتك باللجوء ألعدائك‪ ..‬اتكلت على أتباع‬ ‫العلم والمعرفة وهم أجهل الكل بحكمتك‪ ..‬سعيت وراء ناجحين هذا الزمان وهم‬ ‫أبعد الكل عن طريقك‪ ..‬حقاً‪ ..‬كيف يطلبون هم ألجلى‪ ..‬كيف يسأل الموتى‬ ‫ألجل األحياء‪َ ..‬من يشفع فى إال األحياء األحباء‪ ..‬قديسوك ومالئكتك فى السماء‬ ‫وعلى األرض‪.‬‬ ‫الشسٍِعَةِ ًَإِلَى الشَّوَادَةِ‪ِ .‬إنِ َلهِ ٍَقٌُلٌُا مِثِلَ هَرَا الِقٌَِلِ فَ​َلَِسَ لَوُهِ‬ ‫‪ ‬إِلَى َّ‬ ‫جسٌ!‪.‬‬ ‫فَ ِ‬

‫علمنى يا رب أركض إلى كالمك وأطلب مشورتك‪ ..‬علمنى أخضع‬ ‫لصوتك‪ ..‬وافتح لك باب أذنى وقلبى وفكرى وإرادتى‪ ..‬علمنى أن يكون قولك‬ ‫أهم من قول الناس ورأيك هو الغالب دائماً‪ ..‬ليس لى فجر بعد‪ ..‬أفتقدت النور‬ ‫واإلستنارة‪ ..‬مازلت فى ظالم الحيرة‪ ..‬وظلمة الموت‪ ..‬متى يشرق فجر قيامتك‬ ‫داخلى‪ ..‬فأعرفك وقوة قيامتك‪ ..‬وأعرفك وسر مشيئتك‪ ..‬وأعرفك وأفهمك‬ ‫وأدخل للعمق معك‪ ..‬متى يأتى الفجر‪.‬‬ ‫علمنى السهر الروحى فتنتهى كل سهرة وكل حديث معك ببصيص نور‬ ‫ار َويَ ْ‬ ‫َب‬ ‫طلَ َع ك َْوك ُ‬ ‫األبدية‪ ..‬ويشرق كوكب الصبح فى قلبى " ِإلَى أ َ ْن يَ ْنف َِج َر الن َه ُ‬ ‫ص ْبحِ ِفي قُلُو ِبكُ ْم‪0( ،‬بط ‪.)71 : 7‬‬ ‫ال ُّ‬ ‫‪43‬‬


‫اصطبر للرب‬

‫الرسالة العاشرة‬

‫يا رب تعبت من الظالم واكتئبت‪ ..‬سئمت الحيرة والخوف والقلق‬ ‫والوحدة‪ ..‬أشرق على أيها النور الحقيقى‪ ..‬فلينفجر نورك داخلى ألنى عبدك‪..‬‬ ‫وابنك‪ ..‬وليس لى سواك‪ ..‬فارحمنى يا رب‪ ..‬ارحمنى‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫ال يكون ظالم‬

‫الرسالة الحادية عشر‬

‫الزصالة احلادٓة عشز‪...‬‬

‫"ال ٓلٌْ ظالو"‬ ‫ق‪َ .‬ك َما أَهَانَ َّ‬ ‫ض‬ ‫" َولَ ِكنْ الَ َيكُو ُن َظالَ ٌم ِللَّتِي َ‬ ‫علَ ْي َها ِضي ٌ‬ ‫الز َما ُن األ َ َّو ُل أ َ ْر َ‬ ‫ب‬ ‫ع ْب َر األ ُ ْرد ُِّن َجلِي َل األ ُ َم ِم‪ .‬اَل َّ‬ ‫يق ا ْلبَ ْح ِر َ‬ ‫ض نَ ْفت َالِي يُك ِْر ُم األَخِ ي ُر َط ِر َ‬ ‫َزبُولُونَ َوأ َ ْر َ‬ ‫ش ْع ُ‬ ‫سا ِلكُ فِي ال ُّ‬ ‫ق‬ ‫ض ظِ َ​َالَ ِل ا ْل َم ْو ِ‬ ‫ت أَش َْر َ‬ ‫ظ ْل َم ِة أ َ ْب َ‬ ‫ص َر نُورا ً عَظِ يماً‪ .‬ا ْل َجا ِلسُونَ فِي أ َ ْر ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫ع َّ‬ ‫صادِ‪.‬‬ ‫علَ ْي ِه ْم نُو ٌر‪ .‬أ َ ْكث َ ْرتَ األ ُ َّمةَ‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫ظ ْمتَ لَ َها ا ْلفَ َرحَ‪َ .‬ي ْف َر ُحونَ أ َ َما َمكَ كَا ْلفَ َرحِ فِي ا ْل َح َ‬ ‫س ُمونَ َ‬ ‫س ِ ّخ ِر ِه‬ ‫ِير ثِ ْق ِل ِه َو َ‬ ‫كالَّذِينَ يَ ْبت َ ِه ُجونَ ِع ْندَ َما يَ ْقت َ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫يب ُم َ‬ ‫صا َكتِ ِف ِه َوقَ ِض َ‬ ‫غنِي َمةً‪ .‬أل َ َّن ن َ‬ ‫سلِّحِ فِي ا ْل َو َ‬ ‫س ْرت َ ُه َّن َك َما فِي يَ ْو ِم مِ ْديَانَ ‪ .‬أل َ َّن كُ َّل ِ‬ ‫غى َوكُ َّل ِرد ٍ‬ ‫َك َّ‬ ‫سالَحِ ا ْل ُمت َ َ‬ ‫َاء ُمد َْح َرجٍ‬ ‫يق َمأ ْ َكالً لِلنَّ ِار‪( ".‬أش ‪ 1 : 9‬ـ ‪)5‬‬ ‫فِي ال ِّد َماءِ َيكُو ُن ِل ْل َح ِر ِ‬

‫ِلتِٕ عَ​َلَِٔ​َا ضِٔقٌ‪َ .‬كنَا أٍََاٌَ الشَّمَاٌُ األََّّلُ َأ ِرضَ سَبُْلٌَُْ‬ ‫َّ‬ ‫‪َّ ‬لَلًِِ الَ َٓلٌُُْ ظَالَوٌ ل‬ ‫مهِ‪.‬‬ ‫ألرِدٌُِّ جَلِٔلَ األُ َ‬ ‫ع ِبزَ ا ُ‬ ‫خِز َ‬ ‫طزِٓقَ ا ِلَب ِ‬ ‫خريُ َ‬ ‫ض ىَفِتَالِٕ ُٓ ِلزِوُ األَ ِ‬ ‫ََّأ ِر َ‬

‫قد وعدت يا رب‪ ..‬ووعدك صادق‪ ..‬أن الضيق هو البداية‪ ..‬والنور هو‬ ‫النهاية‪ ..‬فى العالم ضيق لكن الغلبة هى لك ومنك وألوالدك‪.‬‬ ‫يا رب أهان الزمان األول أرضى‪ ..‬األيام السابقة مهينة‪ ..‬مملوءة شراً‪..‬‬ ‫ضاعت وسُرقت منى لحساب الجحيم‪ ..‬حقاً‪ ..‬أنا ُمهان من الشياطين‪ ..‬وليس لى‬ ‫رجاء إال تدخلك‪ ..‬متى يأتى الزمان األخير‪ ..‬زمان الحرية‪ ..‬زمان الحب‪..‬‬ ‫زمان الفرح والسالم والنقاوة‪ ..‬زمان النور العظيم‪.‬‬ ‫يا رب جئت للعالم بتجسدك لتنير العالم كله‪ ..‬وجئت لى بروحك‪ ..‬ثم‬ ‫بجسدك ودمك‪ ..‬لكنى لم أذق طعم الحرية بعد‪ ..‬لم أعتاد النور والنقاوة التى‬ ‫ِق‪:‬‬ ‫صابَ ُه ْم َما فِي ا ْل َمث َ ِل ال َّ‬ ‫فيك‪ ..‬مازلت أقول فى داخلى العتيق أفضل‪" ..‬قَ ْد أ َ َ‬ ‫صاد ِ‬ ‫يرة ٌ ُم ْغت َ ِسلَةٌ إِلَى َم َرا َغ ِة ا ْل َح ْمأ َ ِة»" (‪2‬بط ‪..)22 : 2‬‬ ‫« َك ْل ٌ‬ ‫ب قَ ْد عَادَ إِلَى قَ ْيئِهِ‪َ ،‬وخِ ْن ِز َ‬

‫ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫ال يكون ظالم‬

‫الرسالة الحادية عشر‬

‫صزَ ىُْراّ عَظِٔناّ‪ .‬الِجَالِضٌَُْ فِٕ َأ ِرضِ ظَِالَلِ‬ ‫ُّ ِلنَةِ أَبِ َ‬ ‫َلشعِبُ الضَّاِلمُ فِٕ الظ‬ ‫‪ ‬ا َّ‬

‫َّنِتَ لَ​َ​َا الِ َفزَحَ‪ِ َٓ .‬فزَحٌَُْ أَمَامَمَ‬ ‫َهِ ىُْرٌ‪ .‬أَكَِجزِتَ األُمَّةَ‪ .‬عَظ‬ ‫ا ِل َنِْتِ أَشِزَقَ عَ​َلِٔ ِ‬

‫ٌ غَئِنَةّ‪.‬‬ ‫ضنُْ َ‬ ‫ٌ عِيِدَمَا َٓقِتَ ِ‬ ‫َّذًَِٓ َٓبِتَ​َِجُْ َ‬ ‫ح فِٕ ا ِلخَصَادِ‪ .‬كال‬ ‫كَالِ َفزَ ِ‬

‫يا إلهى أشرق على بنورك‪ ..‬قل كلمة‪ ..‬قل كن‪ ..‬فيكون‪ ..‬ألنك قلت يوما ً‬ ‫ليكن نور‪ ..‬فكان نور‪ ..‬قل اآلن أيضا ً يا سيدى‪ ..‬بأمر منك بسلطان مطلق‪..‬‬ ‫"قُ ْل َك ِل َمةً فَ َي ْب َرأ َ غُالَمِ ي" (لو ‪ ..)3 : 3‬أى نفس الشقية المريضة‪ ..‬حينئذ أبصر‬ ‫عملك‪ ..‬وتـ ُخرج من الضعف أمة تسبحك‪ ..‬تعظم الفرح لى‪ ..‬كالفرحين‬ ‫بالحصاد‪ ..‬يفرح الزارع الذى هو أنت والحاصد الذى هو أنا‪ ..‬نفرح معا ً‬ ‫بخالصك‪ ..‬يفرح المنتصر الذى هو أنت والذى يقسم الغنيمة الذى هو ضعفى‪..‬‬ ‫نفرح معا ً بخالصك‪.‬‬ ‫َضزِتَ​ًََُّ َكنَا فِٕ َِْٓوِ مِدَِٓاٌَ‪ .‬ألٌََّ‬ ‫‪ ‬ألٌََّ ِىريَ ثِقِلُِِ َّعَصَا كَتِفُِِ َّقَضِٔبَ مُضَدِّزِ​ِ​ِ ك َّ‬ ‫خزِٓقِ مَأِكَالّ‬ ‫ٍ فِٕ الدِّمَاءِ َٓلٌُُْ لِ ِل َ‬ ‫حَزج‬ ‫ْغَى َّكُلَّ رِدَاءٍ مُدَ ِ‬ ‫كُلَّ صِالَحِ ا ِلنُتَضَلِّحِ فِٕ ا ِل َ‬ ‫لِليَّارِ‪.‬‬

‫نير ثقله‪ ..‬أرفعه عنى‪ ..‬فقد تعبت الليل كله‪ ..‬عصا كتفه‪ ..‬انزعه‬ ‫وحطمه‪ ..‬فقد تألمت من األحمال على كتفى‪.‬‬ ‫المرة‬ ‫قضيب مسخرة‪ ..‬اكسره حسب وعدك‪ ..‬فتحررنى من العبودية‬ ‫ّ‬ ‫والسخرة وأصير عبدا ً لك ليس لغيرك‪.‬‬ ‫كما فى يوم مديان‪ ..‬نصرت جدعون الضعيف والثلثمائة الذين معه على‬ ‫جيوش جرارة‪ ..‬وكما أنقذت المساكين الصارخين إليك فى كل جيل‪ ..‬ارحمنى‬ ‫أنا أيضاً‪ ..‬ألنى مسكين وفقير‪ ..‬حقا ً تعبت من نفسى ومن أفكارى‪ ..‬من فشلى‬ ‫ومن جهلى وحماقتى‪ ..‬من كبرياءى وأيضا ً صغر نفسى‪ ..‬حطم يا رب الكل‪..‬‬ ‫وسالح المتسلح القوى الشيطان‪ ..‬اجعله للحريق مأكالً للنار‪ ..‬يا رب ال تبطىء‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫ال تخف‬

‫الرسالة الثانية عشر‬

‫السسالة الثاىٔة عشس‪...‬‬

‫"ال ختف"‬ ‫سا ِك ُن‬ ‫ُّور ٌَا َ‬ ‫ش ْعبًِ ال َّ‬ ‫" َولَ ِكنْ َه َكذَا ٌَقُو ُل ال َّ‬ ‫ب ا ْل ُجنُودِ‪« :‬الَ ت َ َخ ْ‬ ‫س ٌِّد ُ َر ُّ‬ ‫ف مِ نْ أَش َ‬ ‫ص َر‪ .‬ألَنَّه ُ بَ ْعدَ قَلٌِ ٍل‬ ‫علَ ٌْكَ َ‬ ‫صاهُ َ‬ ‫ب َوٌَ ْرفَ ُع َ‬ ‫ب مِ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫علَى أ ُ ْ‬ ‫سلُو ِ‬ ‫فًِ ِص ْهٌَ ْونَ ‪ٌَ .‬ض ِْربُكَ ِبا ْلقَ ِضٌ ِ‬ ‫س َخطُ َو َ‬ ‫س ْوطا ً َكض َْربَ ِة مِ ْدٌَانَ‬ ‫غ َ‬ ‫ضبًِ فًِ إِبَادَتِ ِه ْم»‪َ .‬وٌُقٌِ ُم َ‬ ‫ِجدّا ً ٌَتِ ُّم ال َّ‬ ‫ب ا ْل ُجنُو ِد َ‬ ‫علَ ٌْ ِه َر ُّ‬ ‫ص َر‪َ .‬و ٌَكُو ُن فًِ ذَ ِلكَ‬ ‫علَى ا ْل َب ْح ِر َوٌَ ْرفَعُ َها َ‬ ‫صاهُ َ‬ ‫اب َو َ‬ ‫ب مِ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ِع ْندَ َ‬ ‫علَى أ ُ ْ‬ ‫سلُو ِ‬ ‫ص ْخ َر ِة غُ َر َ‬ ‫س َمانَ ِة‪( ".‬أش‬ ‫ٌِرهُ َ‬ ‫ا ْلٌَ ْو ِم أ َ َّن حِ ْملَه ُ ٌَ ُزو ُل َ‬ ‫ب ال َّ‬ ‫ف النٌِّ ُر بِ َ‬ ‫سبَ ِ‬ ‫عنْ عُنُ ِقكَ َوٌَتْلَ ُ‬ ‫عنْ َكتِ ِفكَ َون َ‬ ‫‪ 42 : 01‬ـ ‪)42‬‬ ‫عبِٕ الشَّاكًُِ فِٕ‬ ‫شِ‬ ‫خفِ مًِِ أَشُّْزَ َٓا َ‬ ‫‪َّ ‬لَكًِِ ٍَكَرَا َٓقُْلُ الشَِّّٔدُ زَبُّ الِجُيُْدِ‪« :‬الَ َت َ‬ ‫ٌَْ‬ ‫َ​َٔ ِ‬ ‫صِ ِ‬

‫يا رب‪ ..‬لم ينتظرك أحد وخذلته‪ ..‬ولم يترجاك أحد وتركته‪ ..‬كما كان‬ ‫هكذا يكون من جيل إلى جيل‪ ..‬أنت حقا ً هو هو أمسا ً واليوم وإلى األبد‪ ..‬لهذا‬ ‫أترجاك يا رب وأصرخ إليك‪ ..‬انزع الخوف منى‪ ..‬من أشور وممالك الشر من‬ ‫الشياطين ومن البشر أتباع الشياطين‪ ..‬فرعون رفع عصاه على شعبك‬ ‫فإنكسرت‪ ..‬ورفع موسى عصاك أنت فإنتصرت‪ ..‬كما كان يا رب‪ ..‬وعلى‬ ‫أسلوب مصر‪ ..‬اجعلهم كلهم كال شا‪ ..‬بدد مشورتهم يا هللا الذى بدد مشورة‬ ‫أخيتوفل‪ ..‬ضع فى يدى عصاك‪ ..‬صليبك‪ ..‬اسمك القدوس الذى نقوله فيحول‬ ‫كل شا لصالحى وصالح أوالدك‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫ال تخف‬

‫الرسالة الثانية عشر‬

‫ل جِدّاّ‬ ‫ٍ‬ ‫صسَ‪ .‬ألَىَُّ​ُ بَعِدَ قَلِٔ‬ ‫ضسِبُكَ بِالِقَضِٔبِ َّ​َٓ ِسفَعُ عَصَاُِ عَ​َل ِٔكَ عَلَى أُسِلُْبِ مِ ِ‬ ‫‪ِ َٓ ‬‬ ‫َهِ»‪.‬‬ ‫ضبِٕ فِٕ إِبَادَتِ ِ‬ ‫الشخَطُ َّغَ َ‬ ‫َٓتِهُّ َّ‬

‫بعد قليل جداً‪ ..‬حقا ً هانت واقتربت‪ ..‬اقتربت النجاة وانت وعدت وقلت‪..‬‬ ‫ال أتركك وال أرفضك‪ ..‬ما هذا القليل الذى تقوله يا رب وكم يكون‪ ..‬أنا أعرف‬ ‫أن ألف سنة كيوم واحد ولكنى أعلم أيضا ً أنك تصغى لدموع الباكين وصراخ‬ ‫المساكين‪ ..‬فليتم سخطك على مملكة الشر سريعاً‪ ..‬وتنزع الشر من داخلى ومن‬ ‫ى وال يدم غضبك‪..‬‬ ‫حولى‪ ..‬وتنتصر للمسكين المظلوم المهان‪ ..‬ال تغضب عل َّ‬ ‫اغضب يا رب على أعدابى الشياطين الذين حرمونى منك وعطلونى عنك‪ ..‬قم‬ ‫أيها الرب اإلله وليتفرق جميع اعداءك وليهرب من قدام وجهك كل مبغضى‬ ‫اسمك أما شعبك يا رب فليكن بالبركة ألوف ألوف يصنعون إرادتك‪.‬‬ ‫غسَابَ َّعَصَاُِ عَلَى‬ ‫خسَةِ ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ضسِبَةِ مِدَِٓاٌَ عِيِدَ َ‬ ‫سِْطاّ كَ َ‬ ‫‪َُّٓ ‬قِٔهُ عَ​َلُِِٔ زَبُّ الِجُيُْدِ َ‬ ‫حسِ َّ​َٓ ِس َفعَُ​َا عَلَى أُسِلُْبِ مِصِسَ‬ ‫ا ِلَب ِ‬ ‫يا من ضربت‪ ..‬الملك الشرير المسمى غراب " َوأ َ ْم َ‬ ‫سكُوا أَمِ َ‬ ‫ٌري ِ‬ ‫ْب فَقَتَلُوهُ فًِ‬ ‫ا ْلمِ ْدٌَانِ ٌٌِّنَ غُ َرابا ً َو ِذئْباً‪َ ,‬وقَتَلُوا غُ َرابا ً َ‬ ‫علَى َ‬ ‫ب‪َ ,‬وأ َ َّما ِذئ ٌ‬ ‫ص ْخ َر ِة غُ َرا ٍ‬ ‫ع ْب ِر‬ ‫ب ِإلَى ِج ْدعُونَ مِ نْ َ‬ ‫مِ ْع َ‬ ‫ب‪َ .‬وت َ ِبعُوا ا ْلمِ ْدٌَا ِن ٌٌِّنَ َوأَت ُوا ِب َرأْ َ‬ ‫ب َو ِذئْ ٍ‬ ‫س ًْ غُ َرا ٍ‬ ‫ص َر ِة ِذئْ ٍ‬ ‫األردن" (قض ‪ ..)42 : 2‬وصار له أثراً‪ ..‬صخرة غراب‪ ..‬وخلصت شعبك من‬

‫الملك الشرير‪ ..‬ذبب‪ ..‬وصار له أثراً‪ ..‬معصرة ذبب‪ ..‬أنت يا رب صخرى‪..‬‬ ‫عندك تدفن أفكارى النجسة كالغراب الميت‪ ..‬وأنت يا رب خ َّمر فرحى‬ ‫وسالمى‪ ..‬وعندك يا رب تدفن شهواتى كالذبب الميت‪ ..‬ارفع عنى يا رب هذا‬ ‫الثقل والهم‪ ..‬روح الحزن الردئ والخوف‪ ..‬ارفع عنى احساس الذنب المزمن‬ ‫الذى يعكر السالم ويجعلنى يابس بابس‪ ..‬ارفع عصاك يا رب على أسلوب‬ ‫مصر‪ ..‬فينشق البحر أمامك‪ ..‬واخرج معك إلى كنعان الحرية‪ ..‬والبرية البهية‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫ال تخف‬

‫الرسالة الثانية عشر‬

‫حنِلَُ​ُ َٓزُّلُ عًَِ كَتِ ِفكَ َّىِريَُِ عًَِ عُيُ ِقكَ ََّٓتَِلفُ اليِّريُ‬ ‫‪ََّٓ ‬كٌُُْ فِٕ ذَِلكَ ا ِلَِْٔوِ أٌََّ ِ‬ ‫الشنَاىَةِ‪.‬‬ ‫شبَبِ َّ‬ ‫بِ َ‬

‫متى يتلف هذا النير‪ ..‬الذى إلتصق بعنقى‪ ..‬زمانا ً طويالً‪ ..‬نير خوف‬ ‫الناس أو رضاهم‪ ..‬حقا ً نيرى ثقيل‪ ..‬ألنى لم ولن أستطع إرضاء الجميع‪..‬‬ ‫أخاف من غضبهم وعدم رضاهم‪ ..‬أترجى وجوههم‪ ..‬أسعى لكسب مديحهم‪..‬‬ ‫نير شابك‪ ..‬وحمل ثقيل‪َ ..‬من ينقذنى من فكر هذا الموت‪َ ..‬من يفكه عنى‪ ..‬فال‬ ‫أرى إال وجهك وال أسعى إال لرضاك‪ ..‬متى يتلف النير‪ ..‬متى أصير هكذا‬ ‫أتذوق حرية مجد‬ ‫ممتلبا ً بروحك سمينا ً بنعمتك فال يثبت النير بعد على عنقى بل َّ‬ ‫أوالدك‪ ..‬متى يأتى هذا اليوم‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫كما تغطى المياه البحر‬

‫الرسالة الثالثة عشر‬

‫السسالٕ الثالثٕ عصس‪...‬‬

‫"كما تغطٖ املّاٍ البحس"‬ ‫ش ْب ُل‬ ‫ض النَّمِ ُر َم َع ا ْل َج ْدي ِ َوا ْلع ِْج ُل َوال ِ ّ‬ ‫ْب َم َع ا ْل َخ ُر ِ‬ ‫وف َو ٌَ ْربُ ُ‬ ‫" َف ٌَ ْ‬ ‫سكُ ُن ال ِذّئ ُ‬ ‫ض أ َ ْوالَدُهُ َما َمعا ً‬ ‫صغٌِ ٌر ٌَسُوقُ َها‪َ .‬وا ْلبَقَ َرة ُ َوالدُّبَّةُ ت َْر َ‬ ‫ان‪ .‬ت َْربُ ُ‬ ‫ً َ‬ ‫س َّم ُن َمعا ً َو َ‬ ‫َوا ْل ُم َ‬ ‫عٌَ ِ‬ ‫صبِ ٌّ‬ ‫علَى‬ ‫ص ِ ّل َوٌَ ُمدُّ ا ْلفَطِ ٌ ُم ٌَدَهُ َ‬ ‫الر ِضٌ ُع َ‬ ‫ب ال ِ ّ‬ ‫علَى َ‬ ‫َواأل َ َ‬ ‫س َر ِ‬ ‫سد ُ كَا ْلبَقَ ِر ٌَأْكُ ُل تِ ْبناً‪َ .‬وٌَ ْلعَ ُ‬ ‫ب َّ‬ ‫ئ مِ نْ‬ ‫سوؤُونَ َوالَ ٌُ ْف ِ‬ ‫سد ُونَ فًِ كُ ِ ّل َج َب ِل قُ ْدسًِ ألَنَّ األ َ ْر َ‬ ‫وان‪ .‬ال َ ٌَ ُ‬ ‫ض ت َْمت َ ِل ُ‬ ‫ُج ْح ِر األ ُ ْفعُ ِ‬ ‫سى ا ْلقَائِ َم َراٌَةً‬ ‫ب َك َما تُغَ ِ ّ‬ ‫طً ا ْلمِ ٌَاهُ ا ْلبَ ْح َر‪َ .‬وٌَكُو ُن فًِ ذَ ِلكَ ا ْلٌَ ْو ِم أ َ َّن أ َ ْ‬ ‫ص َل ٌَ َّ‬ ‫الر ّ ِ‬ ‫َم ْع ِرفَ ِة َّ‬ ‫س ٌِّدَ ٌُعٌِد ُ‬ ‫لِل ُّ‬ ‫ب األ ُ َم ُم َوٌَكُو ُن َم َحلُّهُ َم ْجداً‪َ .‬وٌَكُو ُن فًِ ذَ ِلكَ ا ْلٌَ ْو ِم أ َ َّن ال َّ‬ ‫ب إٌَِّاهُ ت َ ْطلُ ُ‬ ‫شعُو ِ‬ ‫َ‬ ‫وس َومِ نْ‬ ‫ٌَدَهُ ثَانٌَِةً ِل ٌَ ْقتَنًِ َب ِقٌَّة َ‬ ‫ُّور َومِ نْ مِ ْ‬ ‫ش ْعبِ ِه الَّتًِ بَ ِق ٌَتْ مِ نْ أَش َ‬ ‫ص َر َومِ نْ فَتْ ُر َ‬ ‫ار َومِ نْ َح َماةَ َومِ نْ َج َزائ ِ​ِر ا ْلبَ ْح ِر‪( ".‬أش ‪ 6 : 11‬ـ ‪)11‬‬ ‫ُوش َومِ نْ عٌِالَ َم َومِ نْ ِ‬ ‫ش ْنعَ َ‬ ‫ك َ‬ ‫َالصبِلُ‬ ‫اله ِمسُ مَعَ الِجَدِِٓ َ​َا ِلعِجِلُ َ ِّ‬ ‫خسَُفِ َ​َ​َِسِبُضُ َّ‬ ‫‪َ ‬فَّشِكُوُ الرِّئِبُ مَعَ ا ِل َ‬ ‫عَّاىِ‪َ .‬تسِبُضُ‬ ‫غريٌ َِشُ​ُقًَُا‪َ​َ .‬الِبَ َكسَُٔ َ​َالدُّبَُّٕ َت ِس َ‬ ‫صِ‬ ‫صبٌِّْ َ‬ ‫َ​َا ِلمُشَمَّوُ مَعاّ َ​َ َ‬ ‫يمَا مَعاّ َ​َاألَسَدُ كَا ِلبَ َكسِ َِأِكُلُ ِتبِهاّ‪ِ ََِ​َ .‬لعَبُ السَّضِّعُ عَلَٖ سَسَبِ الضِّلِّ َ​ََِمُدُّ‬ ‫أَ​َِالَدُ ُ‬ ‫حسِ األُ ِفعُ​ُاىِ‪.‬‬ ‫ج ِ‬ ‫الِفَطِّمُ َِدَ ٍُ عَلَٖ ُ‬

‫فى الجنة األولى‪ ..‬كانت الحيوانات كلها أليفة‪ ..‬ولم يكن هناك شر وال‬ ‫عداوة‪ ..‬كان الذئب والخروف أصدقاء‪ ..‬وكان الجدى والنمر أحباء‪ ..‬كانت الدبّة‬ ‫كالبقرة ترعى‪ ..‬وأوالدهما يربضان معاً‪ ..‬كان كل شئ جميالً‪ ..‬كان الحب هو‬ ‫اللغة الوحيدة المعروفة‪ ..‬النغمة الوحيدة السائدة‪ ..‬ودخل الفساد والموت للعالم‪..‬‬ ‫وتحطمت العالقات‪ ..‬ولكنك يا رب وعدت بتجسدك وفداءك وروحك الخالق أن‬ ‫تعيد األمور أجمل مما كانت‪ ..‬فيلعب الرضيع مع الصل واألفعى وال يتأثر‬ ‫بلدغته إذ لم يعد فيه سُما ً مميتاً‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫كما تغطى المياه البحر‬

‫الرسالة الثالثة عشر‬

‫متى يا ربى تنزع الشر نزعاً‪ ..‬متى ينتهى هذا الزمان الباطل وتبدأ‬ ‫الحياة األبدية الخالية من كل شر وعداوة‪ ..‬أنت وعدت أن الملكوت يبدأ اآلن فى‬ ‫الداخل‪ ..‬هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس‪ ..‬فنتمتع داخليا ً بحضورك‬ ‫وسالمك ونشعر قلبيا ً بملكوتك وفرحك‪ ..‬انزع من داخلى كل وحشية األسد‬ ‫والدب وكل مكر الذئب واألفعى‪ ..‬ضع داخلى كل وداعة الجدى‪ ..‬وبساطة‬ ‫البقرة ونقاوة الرضيع‪ ..‬أنه عملك أنت يا خالقى وجابلى‪ ..‬يا مخلصى وطبيبى‪.‬‬ ‫عِسفَِٕ‬ ‫مِ‬ ‫أل ِزضَ َتمَِتلِئُ مِوِ َ‬ ‫جبَلِ قُدِسِْ ألَىَّ ا َ‬ ‫‪ ‬الَ َِشُ​ُؤَُىَ َ​َالَ ُِفِشِدَُىَ فِْ كُلِّ َ‬ ‫حسَ‬ ‫السَّبِّ َكمَا تُغَطِّْ ا ِل ِمَّاٍُ الَِب ِ‬

‫يا رب‪ ..‬قد صار العالم كله شريراً‪ ..‬قليلون يعرفونك‪ ..‬قليلون يسجدون‬ ‫لك‪ ..‬قليلون يذكرون اسمك‪ ..‬أقل القليلين يطلبون مشيئتك‪ ..‬متى يعود العالم كله‬ ‫لك‪ ..‬ألنك اشتريته‪.‬‬ ‫هكذا يا رب أحببت العالم‪ ..‬لتقتنيه لنفسك‪ ..‬لماذا اشتريته ولم تملكه‬ ‫بعد‪ ..‬لماذا دفعت ثمنه غاليا ً ولم تستلمه بعد؟!‪ ..‬لماذا سقط الشيطان رئيس العالم‬ ‫كالبرق ومازال يتحكم فيه‪ ..‬متى تمتلئ األرض كلها من معرفتك بعدما امتلئت‬ ‫من معرفة الشر‪ ..‬خدعتها الحية وأغوتها وظنت أنها ستعرف الخير والشر‬ ‫لكنها اآلن ال تعرف إال الشر‪ ..‬فليس هناك خير عند الحيّة وليس هناك شر‬ ‫عندك‪.‬‬ ‫عد يا إلهى وأطلع على هذه الكرمة التى غرستها يمينك‪ ..‬عد وأقتنيها‬ ‫لنفسك‪ ..‬وكما تغطى المياه البحر‪ ..‬ألنه بحر وال يصلح إال أن يمتلئ بالماء‪..‬‬ ‫هكذا يا رب فلتغطى معرفتك كل المسكونة ألنها خليقتك وال يصح إال أن‬ ‫تعرفك وتعبدك‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫كما تغطى المياه البحر‬

‫الرسالة الثالثة عشر‬

‫ممُ‬ ‫ِلصعُ​ُبِ إِ​َِّاٍُ تَطِلُبُ األُ َ‬ ‫‪ََِ​َ ‬كُ​ُىُ فِْ ذَِلكَ ا ِلَُِّمِ أَىَّ أَصِلَ َِشَّٖ الِكَاِئمَ زَإَِّ ل ُّ‬

‫ٌُُّ مَجِداّ‪ََِ​َ .‬كُ​ُىُ فِْ ذَلِكَ ا ِلَُِّمِ أَىَّ الشَّ​ِّّدَ ُِعِّدُ َِدٍَُ ثَاِنَّّٕ لَِّكِتَهِْ‬ ‫محَل‬ ‫َ​ََِكُ​ُىُ َ‬

‫ضسَ َ​َمِوِ فَ ِتسَُسَ َ​َمِوِ كُ​ُشَ َ​َمِوِ‬ ‫َّتِْ بَ ِكَّتِ مِوِ أَشُُّزَ َ​َمِوِ مِ ِ‬ ‫عبٌِِ ال‬ ‫شِ‬ ‫بَكََِّّٕ َ‬ ‫حسِ‪.‬‬ ‫جزَاِئسِ ا ِلَب ِ‬ ‫حمَأَ َ​َمِوِ َ‬ ‫عِّالَمَ َ​َمِوِ شِ ِهعَازَ َ​َمِوِ َ‬

‫يا أصل يسَّى‪ ..‬وابن يسَّى‪ ..‬يا ربى يسوع المسيح إلهى ومخلصى‬ ‫وحبيبى‪ ..‬أنت هو األصل ألنك الخالق بك كان كل شئ‪ ..‬وأنت أيضا ً ابن‬ ‫اإلنسان ابن آدم ابن إبراهيم ابن داود‪ ..‬أنت ابن هللا الحقيقى وابن البشر بال‬ ‫خطية‪ ..‬أنت وحدك سر خالصى ونجاتى‪ ..‬ها أنا أنتظر يومك يوم عرسك يوم‬ ‫ملكك‪ ..‬اآلن‪ ..‬وكل أوان‪ ..‬وإلى دهر الدهور‪.‬‬ ‫أنت القائم من الموت‪ ..‬القائم منتصراً‪ ..‬القائم رافع راية الحق‪..‬‬ ‫صليبك‪ ..‬أياك تطلب األمم وإليك تركض الشعوب ألنه ليس مجد خارجا ً عنك‪..‬‬ ‫فى ذلك اليوم‪ ..‬وليته اآلن‪ ..‬تعيد يا سيدى شعبك إلى حضنك وبنو آدم المنهوبين‬ ‫إلى جنتك‪ ..‬تعيد نفسى الشقية إلى طبيعتها النقية وتعيد البشرية الساقطة إلى‬ ‫مجدها الحقيقى كشبهك‪ ..‬اقتنيتنا لك يا هللا‪ ..‬نحن بقية شعبك‪ ..‬اقتنى فكرى‬ ‫وقلبى وحواسى‪ ..‬من أشور ومصر وكوش‪ ..‬من كل ما شغلنى عنك وحرمنى‬ ‫منك‪ ..‬ارحمنى يا رب وال تبطئ‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫هوذا هللا خالصى‬

‫الرسالة الرابعة عشر‬

‫الرسالة الرابعة عشر‪...‬‬

‫"يُذا اهلل خالصى"‬ ‫ارتَد َّ َ‬ ‫ب ألَنَّهُ ِإ ْذ َ‬ ‫غ َ‬ ‫ضبُكَ‬ ‫غ ِضبْتَ َ‬ ‫" َوتَقُو ُل فِي ذَ ِلكَ ا ْل َي ْو ِم‪« :‬أ َ ْح َمد ُكَ َيا َر ُّ‬ ‫ي ْ‬ ‫علَ َّ‬ ‫ِب أل َ َّن يَا َه يَ ْه َوهَ ق ُ َّوتِي َوت َْرنِي َمتِي َوقَ ْد‬ ‫فَتُعَ ِ ّزينِي‪ .‬ه َُوذَا َّ‬ ‫اَّلل ُ َخالَ ِصي فَأ َ ْط َمئِ ُّن َوال َ أ َ ْرتَع ُ‬ ‫ص‪( ".‬أش ‪ 2 : 21‬ـ ‪)3‬‬ ‫َ‬ ‫ستَقُونَ مِ يَاها بِفَ َرحٍ مِ نْ يَنَابِيعِ ا ْل َخالَ ِ‬ ‫ار لِي َخالَصا»‪ .‬فَت َ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ضبُكَ‬ ‫ضبِتَ عَمََّْ ارِتَدَّ غَ َ‬ ‫حنَ ُدكَ َِا رَبُّ ألَنٌَُّ إِذِ غَ ِ‬ ‫‪َ​َ ‬تَقُ​ُلُ فِْ ذَِلكَ الَُِِّمِ‪« :‬أَ ِ‬ ‫فَُتعَزِِّهِْ‪.‬‬

‫أحمدك يا رب‪ ..‬ألنى لم أهلك بخطيتى‪ ..‬أشكرك يا رب ألنى استحق‬ ‫غضبك ولكنك لم تفنينى‪ ..‬أعظمك يا رب ألن رحمتك أفضل من الحياة وسريعا ً‬ ‫ما يرتد غضبك وبدالً من هالكى أجدك تعزينى‪.‬‬ ‫أشكرك يا إلهى وتشكرك عنى مالئكتك وقديسيك‪ ..‬ألنى أعجز عن‬ ‫القيام بشكرك كما يليق‪ ..‬ألنك إن تركتنى قد أحكم على نفسى بالهالك األبدى‬ ‫ى أكثر مما أشفق على نفسى‪..‬‬ ‫ولكنك تحبنى أكثر من نفسى‪ ..‬وتشفق عل َّ‬ ‫وترحمنى حين أغضب على نفسى بال رحمة‪.‬‬ ‫ى فأدبتنى وإلى الموت لم تسلمنى‪ ..‬وصار تأديبك لى‬ ‫يا رب غضبت عل َّ‬ ‫بق ية حبك المخزون الذى ال ينضب‪ ..‬يا رب عزينى ألن الحزن مأل قلبى ألنى‬ ‫ال أرى إال خطيتى‪ ..‬وبشاعتى‪ ..‬وال أجد أحدا ً يحتملنى فى حقيقتى إال أنت يا‬ ‫أبى وملخصى‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫هوذا هللا خالصى‬

‫الرسالة الرابعة عشر‬

‫ًٍََُ قُ​َُّتِْ َ​َ​َت ِرنِّنَتِْ َ​َقَدِ‬ ‫ال َأرَِتعِبُ ألَىَّ َِاٍَ َِ ِ‬ ‫طنَئِوُّ َ​َ َ‬ ‫ٌَُّ خَالَصِْ فَ​َأ ِ‬ ‫يَُذَا الم‬ ‫‪ُ ‬‬ ‫صَارَ لِْ خَالَصاّ»‬

‫أنت يا رب خالصى‪ ..‬أنت يا رب أبديتى‪ ..‬ال لن أقول أنا‪ ..‬أنا ما أنا بل‬ ‫أنت‪ ..‬أنت وحدك‪ ..‬فيك قوتى ونجاتى‪ ..‬قد أرتعبت‪ ..‬وأنت بدون استحقاق منى‬ ‫ى سالمك‪ ..‬أنت يهوه‪..‬‬ ‫طمئنتنى‪ ..‬قد انزعجت وأنت بدون إلحاح منى سكبت ف َّ‬ ‫الكائن إلى األبد‪ ..‬الذى كان ويكون وأيضا ً يأتى ويدوم إلى األبد‪ ..‬أنت هو هو‪..‬‬ ‫األزلى واألبدى‪ ..‬أنت لى‪ ..‬لى أنا‪ ..‬صرت لى عريساً‪ ..‬أباً‪ ..‬صديقاً‪ ..‬ملكاً‪..‬‬ ‫أخاً‪ ..‬راعياً‪ ..‬ومخلصاً‪ ..‬صرت ترنيمتى وسر سعادتى‪ ..‬وانتصارى على‬ ‫نفسى واأليام واألشرار والزمان‪.‬‬

‫الصِ‪.‬‬ ‫ٍ مِوِ َِهَابِّعِ الِدَ َ‬ ‫مَّاياّ بِ َفرَح‬ ‫‪ ‬فَتَشِتَقُ​ُىَ ِ‬

‫اسقينى يا رب من هذا الماء‪ ..‬اعطينى ألشرب‪ ..‬كما أعطيت السامرية‬ ‫من ماء الحياة‪ ..‬بكالمك وابتسامتك وتشجيعك وقبولك‪ ..‬اسقينى من روحك الذى‬ ‫سكبته بغنى على تالميذك فإمتلؤا نارا ً مقدساً‪ ..‬واضرموا العالم بحبك‪ ..‬وغرقوا‬ ‫البشرية الجافة بعذوبتك‪.‬‬ ‫يا إلهى صارت نفسى لك كأرض بال ماء‪ ..‬أنا عطشان‪ ..‬عطشان إلى‬ ‫الحب‪ ..‬إلى األمان‪ ..‬إلى السالم‪ ..‬إلى الغفران‪ ..‬إلى سر وجودى‪ ..‬إليك يا هللا‪..‬‬ ‫فرحنى بنقطة ماء‪ ..‬يا ينبوع الماء الحى‪ ..‬بقطرة واحدة تخرج من جنبك‬ ‫الجريح لتكفى وتسقى كل حقلى المجدب‪ ..‬اروينى ألروى َمن حولى‪ ..‬ألن‬ ‫العالم قد إمتأل بالعطاش‪ ..‬والبعض يموتون من الجفاف‪ ..‬ارحمنى يا رب‬ ‫وارحمهم‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫يوم الرب قريب‬

‫الرسالة الخامسة عشر‬

‫الرسالة اخلامسة عشر‪...‬‬

‫"يوم الرب قريب"‬ ‫ش ًْ ٍء‪ِ .‬لذَ ِلكَ‬ ‫ب مِ نَ ا ْل َقاد ِ​ِر َ‬ ‫علَى كُ ِ ّل َ‬ ‫ب قَ ِر ٌ‬ ‫الر ّ ِ‬ ‫ٌب قَا ِد ٌم َك َخ َرا ٍ‬ ‫" َو ْل ِولُوا ألَنَّ ٌَ ْو َم َّ‬ ‫اض‪.‬‬ ‫ان‪ .‬فٌََ ْرت َاعُونَ ‪ .‬تَأ ْ ُخذُهُ ْم أ َ ْو َجاعٌ َو َم َخ ٌ‬ ‫ب إِ ْن َ‬ ‫وب كُ ُّل قَ ْل ِ‬ ‫ت َْرتَخِ ً كُ ُّل األٌََادِي َوٌَذ ُ ُ‬ ‫س ٍ‬ ‫ٌَتَلَ ُّوونَ ك َ​َوا ِلدَ ٍة‪ْ ٌَ .‬ب َهت ُونَ بَ ْع ُ‬ ‫ب‬ ‫ض ُه ْم ِإلَى بَ ْع ٍ‬ ‫ب‪ .‬ه َُوذَا ٌَ ْو ُم ال َّر ّ ِ‬ ‫ض‪ُ .‬و ُجوهُ ُه ْم ُو ُجوهُ لَ ِهٌ ٍ‬ ‫س َخ ٍط َو ُح ُم ّ ِو َ‬ ‫غ َ‬ ‫ض َخ َرابا ً َوٌُبٌِدَ مِ ْن َها ُخ َطات َ َها‪ .‬فَ ِإ َّن نُ ُجو َم‬ ‫ب ِلٌَ ْجعَ َل األ َ ْر َ‬ ‫قَا ِد ٌم قَاسٌِا ً بِ َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫س ِع ْندَ طُلُو ِع َها َوا ْلقَ َم ُر ال َ ٌَ ْل َم ُع‬ ‫اوا ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫س َم َ‬ ‫ت َو َج َبابِ َرت َ َها ال َ ت ُ ْب ِر ُز ن ُ َ‬ ‫ورهَا‪ .‬ت ُ ْظ ِل ُم الش َّْم ُ‬ ‫علَى ِإثْمِ ِه ْم َوأُبَ ِ ّ‬ ‫ط ُل تَعَظُّ َم‬ ‫علَى ش َِّرهَا َوا ْل ُمنَافِ ِقٌنَ َ‬ ‫سكُونَةَ َ‬ ‫ِب ا ْل َم ْ‬ ‫ِبضُوئِهِ‪َ .‬وأُعَاق ُ‬ ‫ست َ ْكبِ ِرٌنَ َوأ َ َ‬ ‫ض ُع ت َ َجبُّ َر ا ْلعُت َا ِة‪( ".‬أش ‪ 6 : 31‬ـ ‪.)33‬‬ ‫ا ْل ُم ْ‬

‫ولولى يا نفسى لئال يُصيبك الويل فى اليوم األخير‪ ..‬بال رجاء بال‬ ‫ت يا‬ ‫عزاء‪ ..‬ولولى يا نفسى ألن يوم الرب يقترب‪ ..‬هو قادم ال محالة‪ ..‬وأن ِ‬ ‫نفسى غير مستعدة‪ ..‬تهتمين وتضطربين ألمور كثيرة‪ ..‬تشبهين أهل بابل‬ ‫المنغمسين فى شهواتهم‪ ..‬ولولى يا نفسى‪ ..‬ألنك ال تدركين معنى الخراب اآلتى‬ ‫على كل نفس خربة‪ ..‬ولم تخضع لإلصالح فى هذه الحياة‪.‬‬ ‫يا قلبى‪ ..‬ذب اليوم خجالً لئال تذوب فى ذلك اليوم ُرعباً‪ ..‬يا جسدى‪..‬‬ ‫إقبل الوجع اليوم بل اسع وراءه‪ ..‬لئال يأتيك عذاب الخاطئ بال نهاية‪.‬‬ ‫يا ربى ال تتركنى لغضبك األخير‪ ..‬أدبنى يا رب وال تهلكنى‪ ..‬ال تبيدنى‬ ‫أشرهم‪ ..‬يا ربى دعنى ال أنبهر بهذه النجوم البراقة وجبابرة‬ ‫مع الخطاة‪ ..‬وأنا َّ‬ ‫هذا الدهر الذين يعدمون‪ ..‬يا ربى انزع منى كبرياءى‪ ..‬وتجبرى‪ ..‬إفتخارى‬ ‫وعنادى لئال تنزعنى من حضرتك فى هذا اليوم المخيف‪ ..‬ارحمنى يا رب‬ ‫ارحمنى‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫يريحك الرب من تعبك‬

‫الرسالة السادسة عشر‬

‫الرسالة السادسة عشر‪...‬‬

‫"يرحيك الرب من تعبك"‬ ‫س َرائِي َل َويُ ِري ُح ُه ْم فِي أ َ ْر ِض ِه ْم‬ ‫وب َويَ ْخت َا ُر أ َ ْيضا ً إِ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫الر َّ‬ ‫سيَ ْر َح ُم يَ ْعق ُ َ‬ ‫"ألَنَّ َّ‬ ‫فَت َ ْقت َِر ُن بِ ِه ِم ا ْلغُ َربَا ُء َويَ ْن َ‬ ‫وب َويَأْت ُونَ بِ ِه ْم إِلَى‬ ‫ض ُّمونَ إِلَى بَ ْي ِ‬ ‫وب‪َ .‬ويَأ ْ ُخذُهُ ْم شُع ُ ٌ‬ ‫ت يَ ْعق ُ َ‬ ‫سبُوهُ ْم‬ ‫ب َ‬ ‫ع ِبيدا ً َوإِ َما ًء َويَ ْ‬ ‫س َرائِي َل فِي أ َ ْر ِ‬ ‫َم ْو ِض ِع ِه ْم َويَ ْمت َ ِلكُ ُه ْم بَيْتُ ِإ ْ‬ ‫سبُونَ الَّذِينَ َ‬ ‫الر ّ ِ‬ ‫ض َّ‬ ‫َاجكَ‬ ‫سلَّطُونَ َ‬ ‫َويَت َ َ‬ ‫علَى َظالِمِ ي ِه ْم‪َ .‬ويَكُو ُن فِي يَ ْو ٍم يُ ِري ُحكَ ال َّر ُّ‬ ‫ب مِ نْ تَعَبِكَ َومِ ِن ا ْن ِزع ِ‬ ‫علَى َملِكِ بَا ِب َل‬ ‫ق ِب َهذَا ا ْل َه ْج ِو َ‬ ‫َومِ نَ ا ْلعُبُو ِديَّ ِة ا ْلقَا ِ‬ ‫ست ُ ْع ِبدْتَ ِب َها‪ .‬أَنَّكَ ت َ ْنطِ ُ‬ ‫س َي ِة الَّتِي ا ْ‬ ‫ف بَادَ ال َّ‬ ‫سةُ؟‪( ".‬أش ‪ 4 : 48‬ـ ‪.)8‬‬ ‫ظا ِل ُم بَادَ ِ‬ ‫ت ا ْل ُمغَ ْط ِر َ‬ ‫َوتَقُو ُل‪َ « :‬ك ْي َ‬

‫ارحم يعقوب يا رب‪ ..‬ارحم إنسانى العتيق‪ ..‬ارحم عبدك‪ ..‬ألنى أيضا ً‬ ‫ابن إبراهيم واسحق‪ ..‬ال ترفضنى يا إله المختارين‪ ..‬ضمنى إلى خاصتك‪..‬‬ ‫احسبنى من رعيتك‪ ..‬غطينى بنعمتك فأقف فى ذلك اليوم أمامك مع كل‬ ‫الشعوب المبررة الذين عرفوك بالحقيقة وخضعوا لك‪.‬‬ ‫متى يأتى اليوم الذى أسبي َمن سباني‪ ..‬يا رب أفكارى الشريرة‬ ‫تسبيني‪ ..‬ومشاعرى األرضية تأسرنى‪ ..‬تمررت فى أرض غريبة عنك‪ ..‬متى‬ ‫ى‪ ..‬متى يصير لى سلطانا ً‬ ‫أسبي الذين سبوني‪ ..‬وأتسلط على الذين تسلطوا عل َّ‬ ‫كامالً على جسدى وقلبى وفكرى فيخضع الكل لك‪.‬‬ ‫يا رب نفسى تأن وتطلب الراحة‪ ..‬تعبت فى تنهدى‪ ..‬تعبت من إرادتى‪..‬‬ ‫تعبت من كسلى ووعودى‪ ..‬تعبت من غباءى وعبوديتى القاسية‪.‬‬ ‫أعطينى يا رب سلطانا ً على ملك بابل هذا (الشيطان) الذى أذلنى‪..‬‬ ‫فأهتف بفرح كيف باد الظالم!!‪ ..‬وبادت مملكته المغطرسة‪ ..‬ارحمنى يا رب‬

‫ارحمنى‪.‬‬ ‫‪84‬‬


‫إنحدرت‪ ..‬فإنتشلتنى‬

‫الرسالة السابعة عشر‬

‫الرسالة السابعة عشر‪...‬‬

‫"إحندرت‪ ..‬فإنتشلتنى"‬ ‫ض ٌَا‬ ‫سقَ ْط ِ‬ ‫س َماءِ ٌَا ُزه َ​َرة ُ بِ ْنتَ ال ُّ‬ ‫ف قُطِ ْعتَ إِلَى األ َ ْر ِ‬ ‫ت مِ نَ ال َّ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ْبحِ؟ َك ٌْ َ‬ ‫" َك ٌْ َ‬ ‫ب‬ ‫اواتِ‪ .‬أ َ ْرفَ ُع ك ُْر ِ‬ ‫قَاه َِر األ ُ َم ِم؟‪َ .‬وأ َ ْنتَ قُ ْلتَ فًِ قَ ْلبِكَ ‪ :‬أ َ ْ‬ ‫سًٌِّ فَ ْو َ‬ ‫صعَد ُ إِلَى ال َّ‬ ‫ق ك َ​َوا ِك ِ‬ ‫س َم َ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫ق ُم ْرتَفَ َعا ِ‬ ‫اصً ال ِ ّ‬ ‫ِس َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ش َما ِل‪ .‬أ َ ْ‬ ‫ص َعد ُ فَ ْو َ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫علَى َجبَ ِل ا ِال ْجتِ َماعِ فًِ أَقَ ِ‬ ‫س َحا ِ‬ ‫اَّلل َوأ َ ْجل ُ‬ ‫ب‪ .‬الَّذٌِنَ ٌَ ُرونَكَ ٌَت َ َطلَّعُونَ‬ ‫ًِِ‪ .‬لَ ِكنَّكَ ا ْن َحد َْرتَ إِلَى ا ْل َها ِوٌَ ِة إِلَى أ َ َ‬ ‫سافِ ِل ا ْل ُج ّ ِ‬ ‫أ َ ِصٌ ُر مِ ثْ َل ا ْلعَل ّ‬ ‫ع ا ْل َم َما ِلكَ ‪( ".‬أش ‪ 21‬ـ‬ ‫ض َو َزع َْز َ‬ ‫الر ُج ُل الَّذِي َز ْل َز َل األ َ ْر َ‬ ‫ِإلَ ٌْكَ ‪ٌَ .‬تَأ َ َّملُونَ ِفٌكَ ‪ .‬أ َ َهذَا ه َُو َّ‬ ‫‪.)21‬‬

‫عدوك الشرير‪ ..‬أنا أيضا ً جعلتنى فى‬ ‫ى أم على‬ ‫ّ‬ ‫يا رب هذا الكالم عل َّ‬ ‫بيتك كزهرة بنت الصبح‪ ..‬ابنا ً للنور‪ ..‬جعلتنى شبهك ومثلك‪ ..‬جعلتنى أفكر‬ ‫وأبدع وأشعر وأختار‪ ..‬كنت كزهرة جميلة لكنها سقطت وذبلت وإنداست‪ ..‬ال‬ ‫تقطعنى يا خالقى من أرضك‪ ..‬ألنى ظننت أنى قادر أن أقهر الكل‪ ..‬قلت فى‬ ‫ى الناس ليمجدونى‪ ..‬أتعظم فى عينى الكل‪..‬‬ ‫قلبى أصير أنا معبوداً‪ ..‬ينظر إل َّ‬ ‫أتجاهل البهى الذى خلقنى وأصدق أنى خلـَّصت نفسى‪.‬‬ ‫يا ويلى ويا ويحى‪ ..‬تصورت أنى أستطيع أن أكون مثلك بدونك‪ ..‬عاليا ً‬ ‫علوك‪ ..‬ولكنى إنحدرت وسقطت‪ ..‬وتشوهت طبيعتى‪ ..‬فقدت الحب األبدى‬ ‫ّ‬ ‫وفقدت معه السالم والفرح‪ ..‬صرت فى جحيم داخلى ألنى لم أعد أراك أو‬ ‫ى بتعجب‪ ..‬أهذا‬ ‫أسمعك أو أجلس إليك‪ ..‬صرت خزيا ً بين خالئقك ينظرون إل َّ‬ ‫هو الرجل الذى خلق ليشبه إلهه ويخضع الكل له‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫‪94‬‬


‫تنظر عيناى القدوس‬

‫الرسالة الثامنة عشر‬

‫الرسالة الثامنة عشر‪...‬‬

‫"تنظر عيناى القدوس"‬ ‫س َرائٌِ َل‪.‬‬ ‫صانِ ِع ِه َوت َ ْنظُ ُر َ‬ ‫سا ُن إِلَى َ‬ ‫ُّوس إِ ْ‬ ‫ع ٌْنَاهُ إِلَى قُد ِ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫"فًِ ذَ ِلكَ ا ْلٌَ ْو ِم ٌَ ْلتَفِتُ ِ‬ ‫ي‬ ‫صنَعَتْه ُ أ َ َ‬ ‫ص ْنعَ ِة ٌَدَ ٌْ ِه َوال َ ٌَ ْنظُ ُر إِلَى َما َ‬ ‫َوال َ ٌَ ْلتَفِتُ إِلَى ا ْل َمذَابِحِ َ‬ ‫صابِعُهُ‪ :‬ال َّ‬ ‫س َو ِار َ‬ ‫ب َوالش َ​َّوامِ ُ‬ ‫خ الَّتًِ‬ ‫َوالش َّْم َ‬ ‫َالرد ِْم فًِ ا ْلغَا ِ‬ ‫ساتِ‪ .‬فًِ ذَ ِلكَ ا ْلٌَ ْو ِم ت َِصٌ ُر ُمدُنُهُ ا ْل َح ِصٌنَةُ ك َّ‬ ‫ت إِلَهَ َخالَ ِصكِ َولَ ْم ت َ ْذك ُِري‬ ‫ارتْ َخ َراباً‪ .‬ألَنَّكِ نَسٌِ ِ‬ ‫س َرائٌِ َل فَ َ‬ ‫ت َ​َركُوهَا مِ نْ َو ْج ِه بَنًِ إِ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ص َبةً َ‬ ‫غ ِرٌبَةً‪( ".‬أش ‪ 1 : 71‬ـ‬ ‫صنِكِ ِلذَ ِلكَ ت َ ْغ ِر ِ‬ ‫سٌنَ أ َ ْغ َراسا ً نَ ِزهَةً َوت َ ْن ِصبٌِنَ ن ُ ْ‬ ‫ص ْخ َرةَ حِ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪.)75‬‬

‫فى ذلك اليوم‪ ..‬ليته اليوم‪ ..‬وليس غداً‪ ..‬اليوم يا رب علمنى ألتفت إليك‬ ‫ى صانعى وجابلى وملكى وإلهى‪ ..‬إلتفت لتنظر‬ ‫وال أرى معك أحداً‪ ..‬إلتفت إل َّ‬ ‫عيناى فى عينيك ويذوب قلبى داخلى خجالً وإنسحاقا ً وإعتذارا ً ألنى لم ألتفت‬ ‫إليك قبل اليوم‪.‬‬ ‫حول عينى عن مذابح األوثان المحيطة بى‪ ..‬الغنى والكرامة‬ ‫يا رب ّ‬ ‫والجسديات ألنى أنا الشرير صنعتها بيدى ألعبدها‪ ..‬خلقتها وصدقت بجهلى‬ ‫أنها خلقتنى‪ ..‬صنعتها وآمنت أنها هى تصنعنى‪.‬‬ ‫ى كيال ترى األباطيل‪ ..‬التى إتكلت عليها ووثقت فيها‬ ‫يا رب ّ‬ ‫حول عين َّ‬ ‫فتصير ردما ً وخراباً‪ ..‬عوض أن تكون لى مدنا ً حصينة‪ ..‬يا رب علمنى ال أتكل‬ ‫إال عليك‪ ..‬وال ألتفت إال إليك‪ ..‬وال أفرح إال بحضورك‪ ..‬وال أشتهى إال‬ ‫رضاك‪ ..‬وال أتكلم إال عنك‪ ..‬وال أصلى إال لك‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫‪05‬‬


‫اذهبوا أيها الرسل‬

‫الرسالة التاسعة عشر‬

‫الرسالة التاسعة عشر‪...‬‬

‫"اذهبوا أيها الرسل"‬ ‫س َلةَ ُرسُالً فًِ‬ ‫ٌِف األ َ ْجنِ َح ِة الَّتًِ فًِ َ‬ ‫ُوش‪ .‬ا ْل ُم ْر ِ‬ ‫ض َحف ِ‬ ‫"ٌَا أ َ ْر َ‬ ‫ع ْب ِر أ َ ْن َه ِار ك َ‬ ‫س ِرٌعُونَ إِلَى‬ ‫ِي ِ َ‬ ‫الرسُ ُل ال َّ‬ ‫ا ْلبَ ْح ِر َوفًِ قَ َو ِار َ‬ ‫علَى َو ْج ِه ا ْلمِ ٌَاهِ‪ .‬ا ْذ َهبُوا أٌَُّ َها ُّ‬ ‫ب مِ نَ ا ْلبَ ْرد ّ‬ ‫شدَّ ٍة َود َْو ٍس قَ ْد‬ ‫أ ُ َّم ٍة َط ِوٌلَ ٍة َو َج ْردَا َء ِإلَى َ‬ ‫صاعِدا ً أ ُ َّم ِة قُ َّو ٍة َو ِ‬ ‫وف ُم ْنذ ُ كَانَ فَ َ‬ ‫ب َم ُخ ٍ‬ ‫ش ْع ٍ‬ ‫ت األ َ ْن َها ُر أ َ ْر َ‬ ‫ض عِ َ​َ َُ ْندَ َما ت َْرت َ ِف ُع‬ ‫َخ َرقَ ِ‬ ‫سكُونَ ِة َوقَاطِ نًِ األ َ ْر ِ‬ ‫َّان ا ْل َم ْ‬ ‫ض َها‪ٌَ .‬ا جَمِ ٌ َع سُك ِ‬ ‫س َمعُونَ ‪ .‬ألَنَّهُ َه َكذَا قَا َل لًِ‬ ‫الرا ٌَةُ َ‬ ‫وق ت َ ْ‬ ‫علَى ا ْل ِج َبا ِل ت َ ْنظُ ُرونَ َو ِع ْندَ َما ٌُض َْر ُ‬ ‫َّ‬ ‫ب ِبا ْلبُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫علَى ا ْلبَ ْق ِل َكغَ ٌْ ِم النَّدَى فًِ َح ِّر‬ ‫صافًِ َ‬ ‫س َكنًِ كَا ْل َح ِّر ال َّ‬ ‫ب‪ِ « :‬إنًِّ أ ْهدَأ َوأ ْنظُ ُر فًِ َم ْ‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫صا ِد»‪( ".‬أش ‪ 5 : 51‬ـ ‪)4‬‬ ‫ا ْل َح َ‬

‫يا رب‪ ..‬هأنذا ارسلنى‪ ..‬ارسلنى يا إلهى لشعب طيب‪ ..‬من خارجه‬ ‫أسود ومن داخله أبيض‪ ..‬إلى بشر لم يسمعوا عنك ولم يعرفوك‪.‬‬ ‫يا رب ال تدعنى أخف منهم‪ ..‬إنهم خليقتك التى تحبها‪ ..‬إنهم صورتك‬ ‫أيضا ً ومثالك‪ ..‬إنهم أمة قوية وشديدة‪ ..‬متى صارو لك يمؤلون العالم بتسبيحك‬ ‫وخدمتك‪.‬‬ ‫يا رب ارسلنى ألرفع رايتك وصليبك عالياً‪ ..‬ألنهم ينتظرون لآلن‬ ‫مخلص ولم يعرفوا أنك أتيت وخلصتهم‪ ..‬يا رب علمنى أضرب البوق عاليا ً‬ ‫وأنادى بإسمك وإنجيلك‪ ..‬هم أطيب منى‪ ..‬وأفضل‪ ..‬هم أقرب منى إليك‬ ‫بفطرتهم وبساطتهم‪ ..‬ولكنى عرفتك قبلهم‪ ..‬فهب لى أن أخدمهم وأقدمهم لك‬ ‫شعبا ً مختاراً‪ ..‬إقبل منى يا سيدى خدمتى وصالتى قبل أن يأتى يوم الحصاد‬ ‫وأقف أمامك فارغا ً‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫يذوب قلب مصر‬

‫الرسالة العشرون‬

‫الرسالة العشرون‪...‬‬

‫"يذوب قلب مصر"‬ ‫س ِريعَ ٍة َوقَا ِد ٌم إِ َلى‬ ‫ِب َ‬ ‫ي مِ نْ ِج َه ِة مِ ْ‬ ‫س َحابَ ٍة َ‬ ‫علَى َ‬ ‫ب َراك ٌ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ص َر‪« :‬ه َُوذَا َّ‬ ‫" َو ْح ٌ‬ ‫ص ِريِّينَ‬ ‫ص َر دَاخِ لَ َها‪َ .‬وأ ُ َه ِيّ ُ‬ ‫ج مِ ْ‬ ‫ب مِ ْ‬ ‫ف أ َ ْوثَا ُن مِ ْ‬ ‫مِ ْ‬ ‫وب قَ ْل ُ‬ ‫ص َر مِ نْ َو ْج ِه ِه َويَذ ُ ُ‬ ‫ص َر فَت َْرت َِج ُ‬ ‫ص ِريِّينَ فَيُ َح ِاربُونَ كُ ُّل َواحِ ٍد أ َ َخاهُ َوكُ ُّل َواحِ ٍد صَاحِ بَهُ‪َ :‬مدِينَة ٌ َمدِينَةً َو َم ْملَكَة ٌ‬ ‫َ‬ ‫علَى مِ ْ‬ ‫سأ َلُونَ األ َ ْوثَانَ َوا ْلعَ ِازفِينَ‬ ‫ق ُرو ُ‬ ‫ح مِ ْ‬ ‫َم ْملَكَةً‪َ .‬وت ُ ْه َرا ُ‬ ‫ُورت َ َها فَيَ ْ‬ ‫ص َر دَاخِ لَ َها‪َ .‬وأ ُ ْفنِي َمش َ‬ ‫سلَّطُ‬ ‫ق َ‬ ‫علَى ا ْلمِ ْ‬ ‫َوأ َ ْ‬ ‫اب الت َّ َوا ِب ِع َوا ْل َع َّرا ِفينَ ‪َ .‬وأ ُ ْغ ِل ُ‬ ‫لى قَ ٍ‬ ‫اس فَيَت َ َ‬ ‫ص َح َ‬ ‫ص ِر ِيّينَ فِي َي ِد َم ْو ً‬ ‫ف النَّ ْه ُر‬ ‫َ‬ ‫َّف ا ْلمِ يَاهُ مِ نَ ا ْلبَ ْح ِر َويَ ِج ُّ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َم ِلكٌ ع َِزي ٌز يَقُو ُل السَّ ِيّد ُ َر ُّ‬ ‫ب ا ْل ُجنُودِ‪َ « .‬وتُنَش ُ‬ ‫س‪( ".‬أش ‪ 9 : 91‬ـ ‪.)2‬‬ ‫َويَ ْيبَ ُ‬

‫يا رب‪ ..‬بالدنا‪ ..‬وبلدك‪ ..‬أرضنا‪ ..‬وأرضك‪ ..‬أحببناها وأنت أحببتها‬ ‫وأتيت إليها‪ ..‬وزحزحت أوثانها‪ ..‬وأنرت تخومها فماذا حدث لها‪..‬؟!‬ ‫يا رب مصر يوما ً أحببتك وذاب قلبها داخلها‪ ..‬وارتجفت أوثانها‬ ‫وسقطت وصارت كلها كنيستك‪ ..‬فماذا جرى لها‪..‬؟!‬ ‫لماذا هاج المصريون على مصريين!‪ ..‬لماذا فقدنا الحب الذى زرعته‬ ‫فينا!‪ ..‬لماذا انقسمت علينا أوجاعنا وأفكارنا وتمزقنا ولم نعد لك جسدا ً واحدا ً‬ ‫وعائلة واحدة!‪.‬‬ ‫نعم يا رب أهرقت روح مصر داخلها‪ ..‬فلم يعد فيها روحك كما فى‬ ‫القرون األولى‪ ..‬رجع المصريون يسألون إلها ً آخر‪ ..‬يسألون أصحاب التوابع‬ ‫والعرافين‪ ..‬ووقعنا فى يدى ولى قاس أغلق علينا فى ظالم العبودية‪ ..‬فى ظلمة‬ ‫الفكر الجسدانى والشهوانى‪ ..‬تسَّلط علينا ملوك ورؤساء‪ ..‬لم يعرفوك‪ ..‬فنشفت‬ ‫المياه وجف نهر نعمتك‪ ..‬ويبست أراضينا‪ ..‬ارحمنا يا رب ارحمنا‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫يعرف المصريون الرب‬

‫الرسالة الحادية والعشرون‬

‫الرسالة احلادية والعشرون‪...‬‬

‫"يعرف املصريون الرب"‬ ‫ب ِع ْندَ‬ ‫ص َر َو َ‬ ‫"فِي ذَ ِلكَ ا ْليَ ْو ِم يَكُو ُن َم ْذبَ ٌ‬ ‫ض مِ ْ‬ ‫سطِ أ َ ْر ِ‬ ‫ب فِي َو َ‬ ‫ع ُمود ٌ لِل َّر ّ ِ‬ ‫ِلر ّ ِ‬ ‫ح ل َّ‬ ‫ص ُر ُخونَ إِلَى‬ ‫ت ُ ُخمِ َها‪ .‬فَيَكُو ُن َ‬ ‫عالَ َمةً َو َ‬ ‫ص َر‪ .‬ألَنَّ ُه ْم يَ ْ‬ ‫ض مِ ْ‬ ‫ب ا ْل ُجنُو ِد فِي أ َ ْر ِ‬ ‫ش َهادَةً ل َِر ّ ِ‬ ‫ب فِي‬ ‫ب ا ْل ُمضَا ِي ِقينَ فَي ُ ْر ِ‬ ‫ب ِب َ‬ ‫الر ُّ‬ ‫س ُل لَ ُه ْم ُم َخلِّصا ً َو ُمحَامِ يا ً َوي ُ ْن ِقذُهُ ْم‪ .‬فَيُ ْع َر ُ‬ ‫سبَ ِ‬ ‫الر ّ ِ‬ ‫ف َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ب فِي ذ ِلكَ اليَ ْو ِم َويُق ِّد ُمونَ ذبِي َحة َوتَق ِد َمة َويَنذ ُرونَ‬ ‫ف المِ ْ‬ ‫مِ ْ‬ ‫الر َّ‬ ‫ص َر َويَ ْع ِر ُ‬ ‫صريُّونَ َّ‬ ‫ب‬ ‫ب مِ ْ‬ ‫الر ُّ‬ ‫َاربا ً فَشَافِيا ً فَ َي ْر ِجعُونَ ِإلَى ال َّر ّ ِ‬ ‫ب نَ ْذرا ً َويُوفُونَ ِبهِ‪َ .‬و َيض ِْر ُ‬ ‫ِلر ّ ِ‬ ‫ص َر ض ِ‬ ‫ب َّ‬ ‫ل َّ‬ ‫شفِي ِه ْم‪( ".‬أش ‪ 91 : 91‬ـ ‪.)22‬‬ ‫يب لَ ُه ْم َويَ ْ‬ ‫فَيَ ْ‬ ‫ست َِج ُ‬

‫يا رب‪ ..‬مصر بلدك‪ ..‬أحببتها وأحببتك‪ ..‬بلد أتى إليها إبراهيم حبيبك‬ ‫اسحق عبدك وإسرائيل قديسك‪ ..‬هى بلد موسى عبدك وصديقك‪ ..‬هى بلد‬ ‫الخروج التى نزلت فيها على الجبل لتعطى شعبك شريعتك‪ ..‬هى البلد التى‬ ‫سرت فيها قديما ً كعمود نار وعمود سحاب‪ ..‬هى البلد التى صنعت فيها أكثر‬ ‫معجزاتك قديما ً وحديثاً‪ ..‬هى البلد التى سكنت فيها مع أمك القديسة مريم‪..‬‬ ‫ويوسف النجار‪ ..‬وسرت فيها من شمالها لجنوبها‪ ..‬قدستها قدميك‪ ..‬وشربت من‬ ‫نيلها وأكلت من أرضها‪ ..‬فال تتركها‪ ..‬إنها مصر التى قدمت لك دم مارمرقس‬ ‫وشهداء بال عدد‪ ..‬وعرق ودموع أثناسيوس وقديسين بال عدد‪.‬‬ ‫يا رب قد وعدت أن يظل فيها مذبحك‪ ..‬فى وسطها‪ ..‬حسب وعدك‪..‬‬ ‫وتظل عمودا ً ومنارة للعالم‪ ..‬يا رب نصرخ إليك من مصر ولمصر حسب‬ ‫وعدك‪ ..‬نصرخ إليك بسبب المضايقين‪ ..‬فعد يا رب وتعهد هذه الكرمة التى‬ ‫غرستها يمينك‪.‬‬ ‫يا ليت المصريون يعرفون الرب‪ ..‬كلهم‪ ..‬حتى لو ضربتنا فشفيتنا‪..‬‬ ‫فنحن شعبك وغنم رعيتك‪ ..‬ارحمنا يا رب ارحمنا‪.‬‬ ‫‪35‬‬


‫ألبسنى ثوبك‬

‫الرسالة الثانية والعشرون‬

‫الرسالة الثانيةو العشرون‪..‬‬

‫"ألبسنى ثوبك"‬ ‫ع ْبدِي أ َ ِلٌَاقٌِ َم ْبنَ َح ْل ِقٌَّا‪َ .‬وأ ُ ْلبِسُهُ ث َ ْوبَكَ‬ ‫" َوٌَكُو ُن فًِ ذَ ِلكَ ا ْلٌَ ْو ِم أَنًِّ أ َ ْدعُو َ‬ ‫ت ٌَ ُهوذَا‪.‬‬ ‫شلٌِ َم َو ِلبَ ٌْ ِ‬ ‫َّان أُو ُر َ‬ ‫َوأَشُدُّهُ بِمِ ْن َطقَتِكَ َوأ َ ْجعَ ُل سُ ْل َطانَكَ فًِ ٌَ ِد ِه فٌََكُو ُن أَبا ً ِلسُك ِ‬ ‫س َمنْ ٌَ ْفتَحُ‪.‬‬ ‫ح بَ ٌْ ِ‬ ‫َاودَ َ‬ ‫علَى َكتِ ِف ِه فٌََ ْفت َ ُ‬ ‫َوأ َ ْج َع ُل مِ ْفت َا َ‬ ‫ق َوٌُ ْغ ِل ُ‬ ‫س َمنْ ٌ ُ ْغ ِل ُ‬ ‫تد ُ‬ ‫ق َولَ ٌْ َ‬ ‫ح َولَ ٌْ َ‬ ‫علَ ٌْ ِه كُ َّل َم ْج ِد‬ ‫ًِ َم ْج ٍد ِلبَ ٌْ ِ‬ ‫ت أَبٌِهِ‪َ .‬وٌُعَ ِلّقُونَ َ‬ ‫َوأُث َ ِبّتُهُ َوت َدا ً فًِ َم ْو ِضعٍ أَمِ ٍ‬ ‫ٌن َوٌَكُو ُن ك ُْرس َّ‬ ‫ٌِر ٍة مِ نْ آ ِنٌَ ِة ال ُّ‬ ‫ع َوا ْلقُ ْ‬ ‫َب ٌْ ِ‬ ‫ت أَبٌِ ِه ا ْلف ُ ُرو َ‬ ‫ض َبانَ كُ َّل آنِ ٌَ ٍة َ‬ ‫س ِ‬ ‫ط ُ‬ ‫صغ َ‬ ‫ًِ ِ‬ ‫وس ِإلَى آ ِن ٌَ ِة ا ْلقَنَّان ّ‬ ‫ٌن َوٌُ ْق َط ُع‬ ‫جَمِ ٌعاً‪ .‬فًِ ذَ ِلكَ ا ْلٌَ ْو ِم ٌَقُو ُل َر ُّ‬ ‫ب ا ْل ُجنُو ِد ٌَ ُزو ُل ا ْل َوتَد ُ ا ْل ُمثَبَّتُ فًِ َم ْو ِض ٍع أَمِ ٍ‬ ‫ب قَ ْد ت َ َكلَّ َم" (أش ‪ 22 : 22‬ـ ‪.)24‬‬ ‫سقُطُ‪َ .‬وٌُبَاد ُ ال ِث ّ ْق ُل الَّذِي َ‬ ‫َوٌَ ْ‬ ‫الر َّ‬ ‫علَ ٌْ ِه أل َ َّن َّ‬

‫اجعلنى يا سيدى خاتما ً فى يدك‪ ..‬اجعلنى مفتاحا ً فى يمينك تفتح به وال‬ ‫تغلق‪ ..‬تفتح به قلوب الناس لكى يسمعوا كالمك ويرجعوا إليك‪.‬‬ ‫برك‪ ..‬شددنى بمنطـقة حبك‪ ..‬أعطنى يا رب‬ ‫البسنى يا سيدى ثوب ّ‬ ‫سلطانا ً على نفسى وأفكارى وجسدى‪ ..‬فؤصير أنا أيضا ً أبا ً لكثيرين وآخذ من‬ ‫أبوتك ألعطيهم ومن وداعتك ألشبعهم‪.‬‬ ‫اجعلنى يا سيدى وتدا ً فى خيمتك‪ ..‬فيصير ضعفى قوة لشعبك وإمتدادا ً‬ ‫لملكوتك‪ ..‬اجعلنى يا سيدى كرسيا ً لك‪ ..‬موضعا ً لراحتك تستقر فى نفسى وفى‬ ‫شلٌِ َم أَال َّ ت ُ ٌَ ِقّ ْظنَ َوال َ تُنَبِّ ْهنَ‬ ‫داخلى فؤرنم مع عروس النشيد "أ ُ َح ِلّفُكُنَّ ٌَا َبنَا ِ‬ ‫ت أُو ُر َ‬ ‫ٌب َحتَّى ٌَشَا َء" (نش ‪.)5 : 8‬‬ ‫ا ْل َح ِب َ‬ ‫اجعلنى يا سيدى غصنا ً فى كرمك‪ ..‬تتآوى فى داخلى طيور السماء‪..‬‬ ‫الفروع والقضبان تخرج منك‪ ..‬من خالل إلتصاقى بك‪.‬‬

‫امألنى يا سيدى بروحك مالئا ً آخرين بنعمتك‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫يا حصن البائس فى ضيقه‬

‫الرسالة الثالثة والعشرون‬

‫الرسالة الثالثة والعشرون‪...‬‬

‫"يا حصن البائس فى ضيقه"‬ ‫اصد ُكَ ُم ْنذ ُ‬ ‫صنَ ْعتَ َ‬ ‫ب أ َ ْنتَ إِلَ ِهً أ ُ َ‬ ‫س َمكَ ألَنَّكَ َ‬ ‫ع ِظّ ُمكَ ‪ .‬أ َ ْح َمد ُ ا ْ‬ ‫ع َجباً‪َ .‬مقَ ِ‬ ‫"ٌَا َر ُّ‬ ‫َاج َم أَنْ ال َ‬ ‫ق‪ .‬ألَنَّكَ َجعَ ْلتَ َمدٌِنَةً ُر ْج َمةً‪ .‬قَ ْرٌَةً َح ِصٌنَةً َردْماً‪ .‬قَ ْ‬ ‫ٌِم أ َ َمانَة ٌ َو ِص ْد ٌ‬ ‫ا ْلقَد ِ‬ ‫ص َر أَع ِ‬ ‫اف مِ ْنكَ قَ ْرٌَة ُ أ ُ َم ٍم عُت َا ٍة‪.‬‬ ‫تَكُونَ َمدٌِنَةً‪ .‬ال َ ٌُ ْبنَى ِإلَى األَبَدِ‪ِ .‬لذَ ِلكَ ٌُك ِْر ُمكَ َ‬ ‫ش ْع ٌ‬ ‫ي َوت َ َخ ُ‬ ‫ب قَ ِو ٌّ‬ ‫س ٌْ ِل ظِ الًّ مِ نَ ا ْل َح ِّر إِ ْذ‬ ‫ٌِن حِ ْ‬ ‫ألَنَّكَ كُ ْنتَ حِ ْ‬ ‫صنا ً ِل ْلمِ ْ‬ ‫صنا ً ِل ْلبَائ ِ​ِس فًِ ِضٌ ِق ِه َم ْل َجأ ً مِ نَ ال َّ‬ ‫سك ِ‬ ‫علَى َحائ ٍِط‪( ".‬أش ‪ 1 : 55‬ـ ‪.)4‬‬ ‫س ٌْ ٍل َ‬ ‫كَانَتْ نَ ْف َخةُ ا ْلعُت َا ِة َك َ‬

‫إلهى أعظمك‪ ..‬وأحمد إسمك‪ ..‬اليوم كففت عن تسبيحك‪ ..‬سامحنى‪..‬‬ ‫ولكن غدا ً بنعمتك ال أكف عن تسبيحك فى ملكوتك األبدى‪.‬‬ ‫أسبحك ألنك صنعت بى و َمن حولى عجائب‪ ..‬حكمتك وقصدك‬ ‫ومشيئتك هى هى منذ القديم خالصى وخالص كل أحد‪ ..‬أنت دائما ً صادق‬ ‫ووعدك أمين‪.‬‬ ‫يا رب أعظمك ألنك جعلتنى أنا الخراب مسكنا ً لك‪ ..‬وجعلت المدن‬ ‫العالية واألماكن الحصينة خرابا ً ودماراً‪.‬‬ ‫أعظمك ألنك قلبت الموازين‪ ..‬أنزلت األعزاء عن الكراسى ورفعت‬ ‫المتواضعين‪ ..‬أشبعت الجياع خيرات وصرفت األغنياء فارغين‪ ..‬ارجعتنى‬ ‫إليك وجذبتنى نحوك أنا األممى الجاهل‪ ..‬وجعلت منى ومن شعبى شعبا ً لك‪.‬‬ ‫يا رب أعظمك وأحمد إسمك ألنك أنت حصن المسكين مثلى‪ ..‬فأهرب‬ ‫إليك وإلى إسمك احتمى‪ ..‬حصنا ً للبائس مثلى فأركض إليك وأختبئ داخلك أنت‬ ‫ملجأ من حر التجارب‪ ..‬أنت تصد عنى نفخة العتاة‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫يبلع الموت إلى األبد‬

‫الرسالة الرابعة والعشرون‬

‫الرسالة الرابعة والعشرون‪...‬‬

‫"يبلع املوت إىل األبد"‬ ‫س َمائِنَ َولٌِ َمةَ‬ ‫ٌع ال ُّ‬ ‫" َوٌَ ْ‬ ‫ب فًِ َهذَا ا ْل َجبَ ِل َولٌِ َمةَ َ‬ ‫صنَ ُع َر ُّ‬ ‫شعُو ِ‬ ‫ب ا ْل ُجنُو ِد ِلجَمِ ِ‬ ‫ب الَّذِي‬ ‫َخ ْم ٍر َ‬ ‫ِي ٍ ُم َ‬ ‫ِي ٍ َ‬ ‫ى‪َ .‬وٌُ ْفنًِ فًِ َهذَا ا ْل َجبَ ِل َو ْجهَ ال ِنّقَا ِ‬ ‫س َمائِنَ ُممِ َّخ ٍة د ُْرد ّ‬ ‫علَى د ُْرد ّ‬ ‫صف ّ ً‬ ‫ب َوا ْل ِغ َطا َء ا ْل ُمغَ َّ‬ ‫ح‬ ‫طى ِب ِه َ‬ ‫علَى كُ ِ ّل ال ُّ‬ ‫َ‬ ‫س ُ‬ ‫علَى كُ ِ ّل األ ُ َم ِم‪ْ ٌَ .‬بلَ ُع ا ْل َم ْوتَ ِإلَى األَبَ ِد َوٌَ ْم َ‬ ‫شعُو ِ‬ ‫ب قَ ْد‬ ‫ش ْعبِ ِه َ‬ ‫ع َ‬ ‫َار َ‬ ‫ب الدُّ ُمو َ‬ ‫عنْ كُ ِ ّل األ َ ْر ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ض أل َ َّن َّ‬ ‫س ٌِّد ُ َّ‬ ‫عنْ كُ ِ ّل ا ْل ُو ُجو ِه َوٌَ ْن ِزعُ ع َ‬ ‫ت َ َكلَّ َم‪َ .‬وٌُقَا ُل فًِ ذَ ِلكَ ا ْل ٌَ ْو ِم‪« :‬ه َُوذَا َهذَا ِإلَ ُهنَا‪ .‬ا ْنت َ َ‬ ‫ب‬ ‫ظ ْرنَاهُ فَ َخلَّ َ‬ ‫صنَا‪َ .‬هذَا ه َُو ال َّر ُّ‬ ‫ح ِب َخالَ ِصهِ‪( ".‬أش ‪ 5 : 56‬ـ ‪.)9‬‬ ‫ج َونَ ْف َر ُ‬ ‫ا ْنت َ َظ ْرنَاهُ‪ .‬نَ ْبت َ ِه ُ‬

‫هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ولنبتهج فيه‪ ..‬هذا هو اليوم‬ ‫انتظرناه‪ ..‬وأتى يوم العهد الجديد‪ ..‬يوم لقاء العروس بالعريس‪ ..‬يوما ً انتظرته‬ ‫األنبياء واألبرار ليروا ما نرى ويسمعوا ما نسمع‪ ..‬يروا رب الجنود وقد جاء‬ ‫إلينا متجسداً‪ ..‬سار معنا على أرضنا‪ ..‬جاء ليعطينا وليمة المنتصرين‪ ..‬وإذا‬ ‫بذبيحة هى ذبيحة جسده وإذا خمره هو دمه‪ ..‬وإذا الحاضرين معنا هم مالئكته‬ ‫فنأكل ونشرب ونفرح به فرحا ً أبدياً‪ ..‬ونسكر بعشقه فى وليمة الخمر والسمائن‪.‬‬ ‫يا إلهى‪ ..‬إنزع عن عينى هذا النقاب المغطى على عقلى‪ ..‬فأستطيع أن‬ ‫أراك بعينى اإليمان‪ ..‬اكشف عن ذهنى البطئ معنى حضورك وحضورى‬ ‫أمامك‪.‬‬ ‫ابلع يا سيدى الموت داخلى‪ ..‬ألنك بالموت دست الموت‪ ..‬وحين ألمس‬ ‫جسدك وأشرب من دمك المقدس يبطل الفساد وينتهى الموت من جسدى‪ ..‬وآخذ‬ ‫منك قوة قيامتك وشركة أبديتك‪ ..‬يا سيدى اعطنى دموعا ً نقية وامسحها أنت‬ ‫بيدك‪ ..‬أعطنى مشاعر توبة حارة وأعطنى معها مشاعر رجاء وتعزية‪ ..‬انزع‬ ‫ى‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬ ‫عار خطيتى‪ ..‬وفر ّحنى بسكناك ف َّ‬ ‫‪65‬‬


‫سالما ً سالما ً‬

‫الرسالة الخامسة والعشرون‬

‫الرسالة اخلامسة والعشرون‪...‬‬

‫"سامل ًا ساملاً"‬ ‫ض ٌَ ُهوذَا‪« :‬لَنَا َمدٌِنَةٌ قَ ِوٌَّةٌ‪ْ ٌَ .‬جعَلُ‬ ‫"فًِ ذَ ِلكَ ا ْلٌَ ْو ِم ٌُغَنَّى بِ َه ِذ ِه األ ُ ْغنٌَِ ِة فًِ أ َ ْر ِ‬ ‫ارة ُ ا ْل َحافِ َظةُ األ َ َمانَةَ‪ .‬ذُو‬ ‫ا ْل َخالَ َ‬ ‫ص أَ ْ‬ ‫س َوارا ً َومِ تْ َر َ‬ ‫سةً‪ .‬اِ ْفت َ ُحوا األ َ ْب َو َ‬ ‫اب ِلت َ ْد ُخ َل األ ُ َّمةُ ا ْلبَ َّ‬ ‫ب ِإلَى األَبَ ِد ألَنَّ‬ ‫علَ ٌْكَ ُمت َ​َو ِ ّك ٌل‪ .‬ت َ​َو َّكلُوا َ‬ ‫سالِما ً ألَنَّه ُ َ‬ ‫سالِما ً َ‬ ‫الرأْي ِ ا ْل ُم َمك َِّن ت َْحفَظُه ُ َ‬ ‫علَى ال َّر ّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُور‪( ".‬أش ‪ 1 : 62‬ـ ‪.)4‬‬ ‫ب َ‬ ‫الر ّ ِ‬ ‫ص ْخ َر الدُّه ِ‬ ‫فًِ ٌَا َه َّ‬

‫علمنى يا رب أن أغنى أغنية من السماء‪ ..‬تسبيح المالئكة‬ ‫والمنتصرين‪ ..‬أرتل لك كل حين‪ ..‬ألنك جعلت من ضعفى مدينة حصينة قوية‬ ‫لها أسوار ومترسة‪.‬‬ ‫يا رب‪ ..‬أنا كأورشليم الخربة‪ ..‬لكنك تعود وتبنيها وتجعل لها سورا ً قويا ً‬ ‫يحميها‪ ..‬يا إلهى عند خروج نفسى من جسدى‪ ..‬دعنى أسمع صوت مالئكتك‬ ‫يرنمون‪ ..‬افتحوا األبواب لتدخل األمة التى كانت نجسة وصارت بارة بنعمتك‪..‬‬ ‫كانت فاشلة حائرة وصارت أمينة بفضلك‪.‬‬ ‫يا إلهى‪ ..‬أعطنى اإليمان المستقيم والرأى الممكن‪ ..‬الذى يصون‬ ‫خطواتى لسماك‪ ..‬احفظنى فيك سالما ً سالماً‪ ..‬ألنى ال أعرف آخر سواك‪ ..‬وأنا‬ ‫عليك أتكل‪ ..‬وأدعوا اآلخرين أن يثقوا فيك ويلقوا الحمل عليك ويترجوا‬ ‫رحمتك‪ ..‬ألنك وحدك يهوه‪ ..‬اإلله الحقيقى‪ ..‬البداية والنهاية‪ ..‬األول واألخر‪..‬‬ ‫الكائن إلى األبد والمسئول عن خالصنا‪ ..‬فارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫إلى ذكرك شهوة النفس‬

‫الرسالة السادسة والعشرون‬

‫الرسالة السادسة والعشرون‪...‬‬

‫"إىل ذكرك شهوة النفس"‬ ‫ب ا ْنت َ َ‬ ‫ش ْه َوة ُ النَّ ْف ِس‪.‬‬ ‫ظ ْر َناكَ ‪ .‬إِ َلى اسْمِ كَ َوإِ َلى ِذك ِْركَ َ‬ ‫يق أ َ ْحكَامِ كَ يَا َر ُّ‬ ‫"فَفِي َط ِر ِ‬ ‫شت َ َه ْيت ُكَ فِي اللَّ ْي ِل‪ .‬أ َ ْيضا ً بِ ُروحِ ي فِي دَاخِ لِي إِلَ ْيكَ أ َ ْبت َ ِك ُر‪ .‬ألَنَّه ُ حِ ينَ َما تَكُو ُن‬ ‫بِنَ ْفسِي ا ْ‬ ‫سكُونَ ِة ا ْل َع ْد َل‪( ".‬أش ‪.)9 ، 5 : 62‬‬ ‫ض يَت َ َعلَّ ُم سُكَّا ُن ا ْل َم ْ‬ ‫أ َ ْحكَا ُمكَ فِي األ َ ْر ِ‬

‫يا رب‪ ..‬أنا أمشى بطيئا ً متعسرا ً فى طريقك‪ ..‬فإسندنى‪ ..‬يا رب‬ ‫أنتظرك‪ ..‬من محرس الصبح إلى الليل‪ ..‬أنتظر تعزياتك‪ ..‬انتظر رسائلك‪..‬‬ ‫أنتظر لمساتك الحانية ومفاجآتك السارة‪ ..‬أنتظرك وأنا ال أكف عن مناداة‬ ‫إسمك‪ ..‬صار إسمك لى لذة وشهوة‪ ..‬إسمك حلو ومبارك فى أفواه قديسيك‪ ..‬يا‬ ‫ربى يسوع المسيح مخلصى الصالح‪ ..‬يا ربى يسوع المسيح أحبك‪ ..‬يا ربى‬ ‫يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطئ‪ ..‬يا ربى يسوع المسيح أشكرك‪.‬‬ ‫يا رب‪ ..‬متى أشتهى إسمك فتبطل داخلى كل شهوة أخرى‪ ..‬متى‬ ‫إشتهيك وأجوع وأعطش إليك فؤقوم ليالً كالعطشان ألشرب وأرتوى وأشبع‬ ‫وأمتأل من ذكر إسمك‪.‬‬ ‫روحى داخلى تؤن ألنى تغيَّبت عنك ساعات‪ ..‬صرت كالميت ألنى لم‬ ‫أجدك بقربى‪ ..‬فى الليل أترجاك وباكرا ً أشتهيك‪ ..‬ليس لى سواك‪ ..‬وأنت عريس‬ ‫نفسى أنت أبى وأمى وحياتى‪ ..‬أنت وحدك ملكى وخالقى‪ ..‬علمنى أسبحك وأعلم‬ ‫اآلخرين إسمك‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫‪85‬‬


‫أرجعنى فأخلص‬

‫الرسالة السابعة والعشرون‬

‫الرسالة السابعة والعشرون‪...‬‬

‫"أرجعنى فأخلص"‬ ‫صونَ‪.‬‬ ‫ُون ت َْخلُ ُ‬ ‫ُّوس إِ ْ‬ ‫الر ُجوعِ َوال ُّ‬ ‫"ألَنَّه ُ َه َكذَا قَا َل ال َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫س َرائِي َل‪« :‬بِ ُّ‬ ‫س ِيّد ُ َّ‬ ‫ب قُد ُ‬ ‫سك ِ‬ ‫بِا ْل ُهد ُوءِ َوال ُّ‬ ‫ب»‪.‬‬ ‫ط َمأْنِينَ ِة تَكُو ُن قُ َّوتُكُ ْم»‪ .‬فَلَ ْم تَشَا ُءوا‪َ .‬وقُ ْلت ُ ْم‪« :‬الَ بَ ْل َ‬ ‫علَى َخ ْي ٍل نَ ْه ُر ُ‬ ‫س ِرعُ َط ِارد ُوكُ ْم‪( ".‬أش ‪59 : 03‬‬ ‫ِلذَ ِلكَ ت َ ْه ُربُونَ ‪َ .‬و« َ‬ ‫َب»‪ِ .‬لذَ ِلكَ يُ ْ‬ ‫علَى َخ ْي ٍل َ‬ ‫س ِريعَ ٍة نَ ْرك ُ‬ ‫ـ ‪.)51‬‬

‫علمنى يا ربى أهدأ‪ ..‬علمنى‪ ..‬السكون الذى تحبه فأسمعك‪ ..‬يا رب‬ ‫رجعنى إليك رجوع التائبين الهاربين من كل ما فى العالم‪.‬‬ ‫يا رب خالصى يهرب منى بسبب المشغولية‪ ..‬والجرى‪ ..‬جرى الخيول‬ ‫ك َمن يهرب من خياله‪ ..‬ك َمن يجرى بال هدف‪ ..‬ك َمن يوجد من يطاردنى وليس‬ ‫مطارد‪.‬‬ ‫يا إلهى‪ ..‬أحتاج إلى سالمك‪ ..‬فتنزع منى القلق واإلضطراب والخوف‪..‬‬ ‫أنا ضعيف ألنى دائما ً أركض منك وال أركض إليك‪ ..‬ساعدنى أحب الهدوء‬ ‫الذى تحبه وأهرب من كل شئ‪ ..‬ألن مشيئتى ليست كمشيئتك‪ ..‬أنت تحب‬ ‫جثيمانى وجبل الزيتون والجلجثة‪ ..‬وأنا أحب قصور أورشليم وحفالت‬ ‫هيرودس وكرسى بيالطس‪ ..‬أنت تحب بحيرة الجليل وشواطئها وأنا أشتهى‬ ‫قصور روما‪ ..‬أنت إخترت المزود فى بيت لحم وأنا أختار سدوم وعمورة‪ ..‬يا‬ ‫رب حول مشيئتى لمشيئتك‪ ..‬وعلمنى أهرب إليك وليس منك‪ ..‬ارحمنى يا رب‬

‫ارحمنى‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫يقفز األعرج كاأليل‬

‫الرسالة الثامنة والعشرون‬

‫الرسالة الثامنة والعشرون‪...‬‬

‫"يقفز األعرج كاأليل"‬ ‫َب ا ْل ُم ْرت َ ِعشَةَ ث َ ِبّت ُوهَا‪ .‬قُولُوا ِل َخائِفِي‬ ‫" َ‬ ‫ِي ا ْل ُم ْ‬ ‫الرك َ‬ ‫ست َْرخِ يَةَ َو ُّ‬ ‫ش ِّدد ُوا األَيَاد َ‬ ‫اَّللِ‪ .‬ه َُو يَأْتِي‬ ‫ب‪« :‬ت َ َ‬ ‫شدَّد ُوا ال َ ت َ َخافُوا‪ .‬ه َُوذَا إِلَ ُهكُ ُم‪ .‬ا ِال ْنتِقَا ُم يَأْتِي‪ِ .‬ج َزا ُء َّ‬ ‫ا ْلقُلُو ِ‬ ‫َاإلي َّ ِل‬ ‫ص ِ ّم تَتَفَتَّحُ‪ .‬حِ ينَئِ ٍذ يَ ْق ِف ُز األَع َْر ُ‬ ‫صكُ ْم»‪ .‬حِ ينَئِ ٍذ تَتَفَت َّ ُ‬ ‫ح عُيُو ُن ا ْلعُ ْمي ِ َوآذَا ُن ال ُّ‬ ‫َويُ َخ ِلّ ُ‬ ‫جك ِ‬ ‫سا ُن األ َ ْخ َر ِس ألَنَّهُ قَ ِد ا ْنفَ َج َرتْ فِي ا ْلبَ ِّريَّ ِة مِ يَاهٌ َوأ َ ْن َها ٌر فِي ا ْلقَ ْف ِر‪( ".‬أش ‪: 53‬‬ ‫َويَت َ​َرنَّ ُم ِل َ‬ ‫‪ 5‬ـ ‪.)0‬‬

‫شدد ضعفى‪ ..‬يداى مرتخيتين‪ ..‬ال أحب الصالة‪ ..‬وال أحب التعب‪ ..‬يا‬ ‫ليتنى تعلمت من يدى موسى‪ ..‬هزيمة عماليق‪ ..‬يا ليتنى سهرت سهرات‬ ‫ى قوة‬ ‫القديسين‪ ..‬حتى ركبى مرتعشة ال تقوى على السجود‪ ..‬لهذا ليس ف َّ‬ ‫روحية‪.‬‬ ‫يا رب علمنى أصلى‪ ..‬بيد قوية شديدة ال تنخفض‪ ..‬وركب ثابتة تسجد‬ ‫ت وإستجابتك سريعة‪.‬‬ ‫بال فتور‪ ..‬ألن يومك أ ِ‬ ‫يا رب‪ ..‬فهمنى أن عالج العمى فى يد الصالة وركبها المنحنية‪ ..‬يا رب‬ ‫أقبل صلواتى الضعيفة وتنهداتى لتفتح عيناى فأراك‪ ..‬وتفتح أذناى فأسمعك‪..‬‬ ‫صرت غريبا ً عنك ألنى أسرع لعمل كل شئ فى هذه الحياة إال الصالة‪ ..‬بينما‬ ‫هى أهم عمل يجب أن أعمله‪ ..‬رجالى عارجتان بسبب فتورى وأنت إن‬ ‫أعطيتنى روح الصالة سأقفز كاأليل مبتهجاً‪ ..‬لسانى أخرس ألنه ال يعرف‬ ‫التسبيح‪ ..‬لكنك لن تكف عن المحاولة معى ـ أنا أعلم ـ حتى أتعلم الصالة كل‬ ‫حين‪ ..‬ارحمنى يا رب ارحمنى‪.‬‬

‫‪06‬‬


‫مرمم الثغرة‬

‫الرسالة التاسعة والعشرون‬

‫الرسالة الثامنة والعشرون‪...‬‬

‫"إجعلنى مرمم الثغرة"‬ ‫س ُّمونَكَ « ُم َر ِ ّم َم‬ ‫سا ِ‬ ‫ت د َْو ٍر فَد َْو ٍر فَيُ َ‬ ‫سا َ‬ ‫ب ا ْلقَدِي َمةُ‪ .‬تُقِي ُم أ َ َ‬ ‫" َومِ ْنكَ ت ُ ْبنَى ا ْلخِ َر ُ‬ ‫س ْكنَى»" (أش ‪)61 : 55‬‬ ‫سالِكِ لِل ُّ‬ ‫الث ُّ ْغ َر ِة ُم ْر ِج َع ا ْل َم َ‬

‫‪ ‬إجعلنى ذلك الصائم الروحانى‪ ..‬الذى ٌجعل صومه فرصة توبة مستمرة‪..‬‬ ‫ٌقطع فٌها قٌود الشر وٌحل فٌها عقد النٌر وٌتحرر من كل خطٌة وطبع ردئ‬ ‫َارهُ‪َ :‬ح َّل قٌُُو ِد ال َّ‬ ‫ٌر‬ ‫ص ْوما ً أ َ ْخت ُ‬ ‫ْس َهذَا َ‬ ‫ش ِ ّر‪ .‬فَكَّ عُقَ ِد ال ِنّ ِ‬ ‫"أَلٌَ َ‬ ‫طالَقَ ْال َم ْس ُحوقٌِنَ أَحْ َرارا ً َوقَ ْ‬ ‫َو ِإ ْ‬ ‫ط َع كُ ِّل ِنٌر" (أش ‪)6 : 55‬‬

‫‪ ‬إجعلنى ذلك الخادم الروحانى‪ ..‬الذى ٌفنى حٌاته فى خدمة المحتاجٌن وٌقدم‬ ‫طعامه للجائعٌن وٌأخذ بركة المرضى بالزٌارة والخدمة واإلهتمام وٌشفق‬ ‫على التائهٌن وٌجذبهم للحضن السماوى‪.‬‬ ‫ساكٌِنَ التَّا ِئ ِهٌنَ ِإلَى َب ٌْ ِت َك؟‬ ‫ْس أ َ ْن تَ ْك ِس َر ِل ْل َجا ِئ ِع ُخبْزَ َك َوأ َ ْن تُد ِْخ َل ْال َم َ‬ ‫"أَلٌَ َ‬ ‫ضى َع ْن لَحْ ِم َك" (أش ‪)7 : 55‬‬ ‫ِإذَا َرأٌَ َ‬ ‫ْت عُ ْرٌَانا ً أ َ ْن ت َ ْكسُوه ُ َوأ َ ْن الَ تَتَغَا َ‬

‫‪ ‬إجعلنى ذلك المؤمن‪ ..‬الذى ال ٌقبل الرٌاء وال الكبرٌاء فال ٌصوم بحثا ً عن‬ ‫والمسرات وال ٌسمح لنفسه‬ ‫كرامة أو نفع وال ٌنشغل فى صومه بالملذات‬ ‫َّ‬ ‫باإلنتقام والكراهٌة‪.‬‬ ‫سنَا َولَ ْم تُالَ ِح ْ‬ ‫ظ؟ »‬ ‫"ٌَقُولُونَ ‪ِ « :‬ل َماذَا ُ‬ ‫ص ْمنَا َولَ ْم تَ ْنظُ ْر ذَلَّ ْلنَا أ َ ْنفُ َ‬ ‫س ِ ّخ ُرونَ ‪.‬‬ ‫س َّرةً َو ِبكُ ِّل أَ ْشغَا ِلكُ ْم ت ُ َ‬ ‫وجد ُونَ َم َ‬ ‫ص ْو ِمكُ ْم ت ُ ِ‬ ‫هَا ِإنَّكُ ْم ِفً ٌَ ْو ِم َ‬ ‫صو ُمونَ َو ِلتَض ِْربُوا ِبلَ ْك َم ِة ال َّ‬ ‫ش ِ ّر‪.‬‬ ‫اع تَ ُ‬ ‫هَا ِإنَّكُ ْم ِل ْل ُخ ُ‬ ‫صو َم ِة َوال ِنّزَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ص ْو ِتكُ ْم ِفً ْال َعالَ ِء" (أش ‪)4 ، 3 : 55‬‬ ‫لَ ْست ُ ْم ت َ ُ‬ ‫ٌع َ‬ ‫صو ُمونَ َك َما ال ٌَ ْو َم ِلتَس ِْم ِ‬

‫‪66‬‬


‫مرمم الثغرة‬

‫الرسالة التاسعة والعشرون‬

‫‪ ‬إجعلنى ذلك التلميذ المجتهد‪ ..‬الذى ٌعشق كلمة هللا وٌحفظها وٌحٌا بها فٌتمتع‬ ‫باإلستنارة الروحٌة والنمو والعمق وٌخرج نوره من تحت مكٌال الكسل‬ ‫والتراخى إلى منارة الكرازة والخدمة‪.‬‬ ‫س ِرٌعا ً‬ ‫" ِحٌ َن ِئذ ٌَ ْنف َِج ُر ِمثْ َل ال ُّ‬ ‫ْح ن ُ ُ‬ ‫ص َّحت ُ َك َ‬ ‫ور َك َوت َ ْنبُتُ ِ‬ ‫صب ِ‬ ‫ساقَت َ​َك" (أش ‪)5 : 55‬‬ ‫ٌر ِب ُّر َك أ َ َما َم َك َو َمجْ د ُ َّ‬ ‫َو ٌَ ِس ُ‬ ‫الر ّ ِ‬ ‫ب ٌَجْ َم ُع َ‬

‫‪ ‬إجعلنى ذلك المحب المطيع إلرادة هللا‪ ..‬الذى ٌطلب مشٌئته كل ٌوم وكل‬ ‫لحظة فٌقوده الرب على الدوام‪ ..‬وٌشبع احتٌاجاته‪ ..‬وإحتٌاجات َمن حوله‪..‬‬ ‫وٌصٌر شجرة كبٌرة تأوى فٌها طٌور السماء‪.‬‬ ‫شطُ ِع َ‬ ‫س َك َوٌُنَ ِ ّ‬ ‫ظا َم َك‬ ‫" َو ٌَقُود َُك َّ‬ ‫الربُّ َعلَى الد َ​َّو ِام َوٌ ُ ْش ِب ُع ِفً ْال َجد ُو ِ‬ ‫ب نَ ْف َ‬ ‫ٌر َك َجنَّة َرٌَّا َو َكنَب ِْع ِمٌَاه الَ ت َ ْنقَ ِط ُع ِمٌَاهُه ُ" (أش ‪)66 : 55‬‬ ‫َص ُ‬ ‫فَت ِ‬

‫‪ ‬إجعلنى ذلك المتشبه بالمسيح‪ ..‬الذى رمم ثغرة البشرٌة‪ ..‬وأعاد خلقتها‬ ‫التشوه الذى حدث بالسقوط بروحه القدوس‪ ..‬ورفع‬ ‫بتجسده وفدائه‪ ..‬وأصلح‬ ‫ّ‬ ‫قدمه إلى الخرب القدٌمة آدم وكل بنٌه لٌنقذهم وٌجدد طبٌعتهم‪.‬‬ ‫س ُّمون َ​َك‬ ‫سا ِ‬ ‫" َو ِم ْن َك ت ُ ْبنَى ْال ِخ َر ُ‬ ‫ت دَ ْور فَدَ ْور فٌَُ َ‬ ‫سا َ‬ ‫ب ْالقَدٌِ َمةُ‪ .‬ت ُ ِقٌ ُم أ َ َ‬ ‫س ْكنَى»" (أش ‪)61 : 55‬‬ ‫سا ِل ِك ِلل ُّ‬ ‫« ُم َر ِ ّم َم الث ُّ ْغ َر ِة ُم ْر ِج َع ْال َم َ‬

‫‪ ‬إجعلنى ذلك الكارز النارى‪ ..‬الذى ٌصرخ كل حٌن طالبا ً خالص الجمٌع‪..‬‬ ‫فال ٌسكت على حق ضائع وال ٌحابى الوجوه ولكنه ٌسعى لتوبة كل أحد‪.‬‬ ‫ص ْوت َ​َك َكبُوق‬ ‫ص ْوت َعال‪ .‬الَ ت ُ ْم ِس ْك‪ْ .‬‬ ‫ارفَ ْع َ‬ ‫"نَا ِد ِب َ‬ ‫وب ِب َخ َ‬ ‫طاٌَاهُ ْم" (أش ‪)6 : 55‬‬ ‫َوأ َ ْخ ِب ْر َ‬ ‫ش ْع ِبً ِبتَعَد ٌِّ ِه ْم َوبٌَ َ‬ ‫ْت ٌَ ْعق ُ َ‬

‫‪ ‬إجعلنى ذلك ال ُمعلم‪ ..‬الذى ٌُخرج من كنزه جددا ً وعتقاء‪ ..‬لٌصنع نهضة‬ ‫روحٌة فى بٌته وخدمته ومجتمعه‪ ..‬وٌرمم ثغرات فى التعلٌم وٌصحح‬ ‫إنحرافات فى الفهم والسلوك‪.‬‬ ‫‪61‬‬


‫مرمم الثغرة‬

‫الرسالة التاسعة والعشرون‬

‫َّاي ٌَ ْ‬ ‫ت ِب ّراً‬ ‫س ُّرونَ ِب َم ْع ِرفَ ِة طُ ُر ِقً كَأ ُ َّمة َع ِملَ ْ‬ ‫طلُب ُونَ ٌَ ْوما ً فٌََ ْوما ً َوٌ ُ َ‬ ‫" َو ِإٌ َ‬ ‫اّلل" (أش ‪)1 : 55‬‬ ‫ب ِإلَى َّ ِ‬ ‫س ُّرونَ ِبالتَّقَ ُّر ِ‬ ‫َولَ ْم تَتْ ُر ْك قَ َ‬ ‫ضا َء ِإلَ ِه َها‪ْ ٌَ .‬سأَلُونَ ِنً َع ْن أَحْ ك َِام ْال ِب ِ ّر‪َ ٌُ .‬‬

‫ٌا رب إجعلنى مرمم الثغرة فى حٌاتى وحٌاة َمن حولى‪ ..‬وأرسل لنا َمن‬ ‫ٌرمم ثغرات كثٌرة من حولنا حسب قلبك ومشٌئتك‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫الـفـهــرس‬ ‫الموضــوع‬

‫رقم‬ ‫الصفحة‬

‫مــقـــــدمــــة ‪4 ...................................................................‬‬

‫‪ ‬الرسائل‬ ‫‪1‬ـ الثور يعرف قانيه‬

‫‪.............................................................‬‬

‫‪2‬ـ هلم نتحاجج يقول الرب‬

‫‪7‬‬

‫‪.....................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪..................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪4‬ـ ينزع السند والركن‬

‫‪...........................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪5‬ـ نشيد الكرم الحزين‬

‫‪...........................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫ويل ‪..............................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪............................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪9‬ـ هيجوا وانكسروا‬

‫‪..............................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪11‬ـ اصطبر للرب‬

‫‪...............................................................‬‬

‫‪14‬‬

‫‪11‬ـ ال يكون ظالم‬

‫‪...............................................................‬‬

‫‪17‬‬

‫‪........................................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪...................................................‬‬

‫‪41‬‬

‫‪..........................................................‬‬

‫‪41‬‬

‫‪............................................................‬‬

‫‪47‬‬

‫‪..................................................‬‬

‫‪44‬‬

‫‪3‬ـ هلم نصعد إلى جبل الرب‬

‫‪6‬ـ ويل‪ ..‬ويل‪..‬‬

‫‪7‬ـ ويل لى أنى هلكت‬ ‫‪8‬ـ احترز واهدأ‬

‫‪12‬ـ ال تخف‬

‫‪13‬ـ كما تغطى المياه البحر‬ ‫‪14‬ـ هوذا هللا خالصى‬ ‫‪15‬ـ يوم الرب قريب‬

‫‪ 16‬ـ يريحك الرب من تعبك‬


‫رقم‬ ‫الصفحة‬

‫الموضوع‬

‫‪17‬ـ إنحدرت‪ ..‬فإنتشلتنى‬

‫‪.......................................................‬‬

‫‪41‬‬

‫‪18‬ـ تنظر عيناى القدوس‬

‫‪......................................................‬‬

‫‪15‬‬

‫‪19‬ـ اذهبوا أيها الرسل‬

‫‪.........................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪21‬ـ يذوب قلب مصر‬

‫‪...........................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪.................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪.................................................................‬‬

‫‪14‬‬

‫‪..............................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪21‬ـ يعرف المصريون الرب‬ ‫‪22‬ـ ألبسنى ثوبك‬

‫‪23‬ـ يا حصن البائس فى ضيقه‬

‫‪.....................................................‬‬

‫‪15‬‬

‫‪24‬ـ يبلع الموت إلى األبد‬ ‫‪25‬ـ سالما ً سالما ً ‪17 ..................................................................‬‬ ‫‪..................................................‬‬

‫‪14‬‬

‫‪..........................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪28‬ـ يقفز األعرج كاأليل‬

‫‪......................................................‬‬

‫‪55‬‬

‫‪29‬ـ إجعلنى مرمم الثغرة‬

‫‪.......................................................‬‬

‫‪51‬‬

‫‪26‬ـ إلى ذكرك شهوة النفس‬ ‫‪27‬ـ أرجعنى فأخلص‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.