كنيست مارمرقس القبطيت األرثوذكسيت ـ بمصر الجديدة
يشوع والقيادة الروحية
أبونا /داود لمعى
مقدمة نحتاج اليوم إلى قادة ..قادة روحيين ..فالراعى قائد ..والكاهن قائد.. والخادم قائد ..واألب فى أسرته قائد. والقيادة ..فن وعلم ..ولكن هناك فرق كبير بين القائد فى الحياة العملية.. الذى يحقق األهداف مع الفريق التابع له ..والقائد فى الكنيسة واألسرة المسيحية الذى يحقق إرادة هللا فى خالص نفسه و َمن معه ..ويتقدم باألجيال من مجد إلى مجد حسب قيادة الروح القدس. والقيادة الروحية ..أحد أجمل الموضوعات التى يقدمها الكتاب المقدس.. ممثلة أساسا ً فى ربنا يسوع المسيح ـ له المجد ـ القائد األعظم واألفضل دائماً.. الذى قدم للبشرية ليس فقط المثل األعلى والقدوة ..بل أيضا ً إمكانيات الخالص والوصول للحياة األبدية. أما يشوع ..تلميذ موسى النبى ..فيمثل أحد القادة الروحيين فى العهد القديم الذى تسلم قيادة شعب غليظ الرقبة ..فى برية صعبة ..ليصل بهم إلى كنعان ويقسم لهم األراضى ..ويحل مشاكلهم الصعبة ..ويثبتهم فى الشريعة التى تسلمها موسى ..وينتصر لهم فى حروب عديدة بقيادة ماهرة حازمة وحكيمة. وهذا البحث البسيط ليس تفسيرا ً لسفر يشوع ..أو تأمالت فى آيات السفر بقدر ما هو بحثا ً فى جوانب القيادة الروحية رجوعا ً إلى شخصية يشوع كمثل أساسى ..فى النجاح فى قيادة شعب هللا. وهذا الكتيب ..أظنه مفيدا ً لكل َمن له مسئولية القيادة ..ويسعى لتبعية ربنا يسوع المسيح ..وقد قدمنا فيه الصفات الشخصية الخاصة بالقائد.. والمهارات الالزمة لتحقيق األهداف ..ونمو الفريق ..واستمرار وإمتداد العمل واإلنجازات للتأثير على المجتمع والعالم كله.
4
نطلب من هللا ..الذى يعطينا من روحه القدوس ..أن يجعلنا حسب إرادته قادة روحيين ..نتمم قصده ..ونسعى لرضاه ..ونقدم ألوالدنا مثالً حيا ً يحتذون به. بصلوات كل األنبياء والرسل والشهداء واألبرار الذى إنضم إليهم أبونا المحبوب القديس البابا شنودة الثالث بعد رحلة مجيدة من الحب واأللم والخدمة واألمانة ...والذى أعانهم يعيننا. نشكر هللا على هدية السماء لنا ..قداسة البابا المعظم األنبا تواضروس الثانى الذى أنعم به هللا علينا يوم 81نوفمبر من هذه السنة المباركة ..الرب يحفظ لنا وعلينا حياته ورئاسة كهنوته سنين كثيرة وأزمنة سالمة مديدة. صلوا من أجلى.. أبونا /داود ملعى
5
الباب األول
الصفات الشخصية للقائد الروحى
7
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
أوالً ..تلميذ موسى سى أَكُو ُن َمعَكَ . سا ٌن فًِ َو ْج ِهكَ كُ َّل أٌََّ ِام َحٌَاتِكَ َ .ك َما كُ ْنتُ َم َع ُمو َ ِف إِ ْن َ "الَ ٌَق ُ س ُم ِل َهذَا ال َّ ض الَّتًِ َحلَ ْفتُ شدَّ ْد َوت َ َ الَ أ ُ ْهمِ لُكَ َوال َ أَتْ ُركُكَ .ت َ َ ش َّج ْع ,ألَنَّكَ أ َ ْنتَ ت َ ْق ِ ب األ َ ْر َ ش ْع ِ ب كُ ِ ّل الش َِّرٌعَ ِة شدِّداًَ ,وت َ َ آلبَائِ ِه ْم أَنْ أُعْطِ ٌَ ُه ْمِ .إنَّ َما كُنْ ُمت َ َ ش َّج ْع ِجدّا ً ِلتَت َ َحفَّ َظ ِل ْلعَ َم ِل َح َ س َ َب". ع ْبدِي .ال َ تَمِ ْل َ سى َ ع ْن َها ٌَمِ ٌنا ً َوال َ ِ الَّتًِ أ َ َم َركَ بِ َها ُمو َ ش َماال ً ِلت ُ ْف ِل َح َح ٌْث ُ َما ت َ ْذه ُ (ٌش 5 : 1ـ )7
قد ننسى كثٌرا من األحداث التى مرت بها حٌاة ٌشوع ..ولكننا ال ننسى أبدا أنه تلمٌذ موسى.. إلتصق ٌشوع بموسى ..فلم ٌفارقه من سنة الخروج إلى سنة نهاٌة عمر موسى وصعوده للجبل ..الذى لم ٌنزل منه ..أربعٌن سنة فى البرٌة ..لم ٌفارق فٌها ٌشوع سٌده وأبٌه الروحى موسى ..وهكذا امتأل بروحه وصار قابدا عظٌما بعده. كما رأٌنا السٌد المسٌح ٌختار تالمٌذه وٌلصقهم بنفسه فٌصٌرون قادة للكنٌسة فى العهد الجدٌدٌ ..متلبون بروحه ..وٌسٌرون على خطاه فٌتذكرون كالمه ومواقفه ونظراته وأعماله ..فٌرسلهم المسٌح إلى العالم كارزٌن ومبشرٌن وقدٌسٌن ٌصنعون هم أٌضا تالمٌذ بنفس الطرٌقة "فَا ْذ َهبُوا َوت َ ْلمِ ذُوا جَمِ ٌ َع األ ُ َم ِم الروحِ ا ْلقُد ُِس" (مت .)19 : 88 َو َ ع ِ ّمد ُوهُ ْم بِا ْ س ِم اآل ِ ب َوا ِال ْب ِن َو ُّ وكما رأٌنا بولس الرسول ٌترك وراءه قادة عظام من تالمٌذه أمثال ٌِرتًِ، تٌموثاوس الرسول ..نجده ٌوصٌه قابالَ " ..وأ َ َّما ا ْنتَ فَقَ ْد ت َ ِب ْعتَ ت َ ْعلٌِمِ ًَ ،وس َ
ص ْب ِريَ ،وا ْ ضطِ َهادَاتًَِ ،وآالَمِ ً ،مِ ثْ َل َما َوقَ ْ صدِيَ ،وإٌِ َمانًَِ ،وأَنَاتًَِ ،و َم َحبَّتًَِ ،و َ ست َِرةَ .اٌَّةَ ا ْ ٌع ا ْنقَذَنًِ ضطِ َهادَا ٍ ت ْ ا َ صابَنًِ فًِ ا ْن َطا ِكٌَةَ َوإٌِقُو ِنٌَّةَ َو ِل ْ احت َ َم ْلتُ ! َومِ نَ ا ْلجَمِ ِ ب8( ".تً .)11 ، 11 : 3 الر ُّ َّ علَى َما ت َ َعلَّ ْمتَ َوأ َ ٌْقَ ْنتَ ،ع َِارفا ً مِ َّمنْ ت َ َعلَّ ْمتَ 8( ".تى : 3 " َوأ َ َّما ا ْنتَ فَاثْبُتْ َ
..)11كان ٌشوع تلمٌذا نجٌبا ..وظل أمٌنا مطٌعا لسٌده موسى النبى..وأحب 8
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
ٌشوع موسى من كل قلبه ..فأحب هللا من خالله ..وتبدأ أولى قصصه مع موسى سى ِلٌَشُوعَ: فى سفر الخروج (خر 8 : 17ـ ..)13وأتى عمالٌق" ..فَقَا َل ُمو َ
ٌِقَ .و َ «ا ْنتَخِ ْب َل َنا ِر َجاالً َو ْ هللا صا ِ ع َلى َرأْ ِس التَّلَّ ِة َو َ ِف أ َ َنا َ اخ ُرجْ َح ِار ْب َ ع َمال َ ع َ غدا ً أَق ُ ٌِق( ".خر .)11 ، 9 : 17 ب َ ع َمال َ فًِ ٌَدِي» .فَفَعَ َل ٌَشُوعُ َك َما قَا َل لَه ُ ُمو َ سى ِلٌُ َح ِار َ
ورأى ٌشوع أنه انتصر بصلوات أبٌه وبطاعته ..رأى قوة ٌدى موسى المرفوعتٌن فى الصالة كما رأى سابقا قوة العصا صانعة العجابب ..وتعلم ٌشوع الدرس ..أن النصرة من عند الرب وأن الصالة هى سر الغلبة ..وهكذا دخل ٌشوع حروب أكثر بعد نٌاحة موسى النبى ..ولكنه ظل أمٌنا للدرس واعٌا لما إستلمه فلم ٌكف عن الصالة قبل وأثناء كل معركة. حٌن تسلم موسى لوحى العهد ..كان الشعب خابفا من اإلقتراب من سى: ب ِل ُمو َ الر ُّ الجبل المقدس ..أ َّما ٌشوع فلم ٌكن إال قرٌبا من موسى " َوقَا َل َّ
ار ِة َوالش َِّرٌ َع ِة َوا ْل َو ِصٌَّ ِة الَّتًِ «ا ْ ً ِإلَى ا ْل َج َب ِل َوكُنْ هُنَاكَ َفأُعْطِ ٌَكَ لَ ْو َحً ِ ا ْلحِ َج َ ص َع ْد ِإلَ َّ هللاَ .وأ َ َّما سى ِإلَى َجبَ ِل ِ سى َوٌَشُوعُ َخا ِد ُمهَُ .و َ ص ِعدَ ُمو َ َكت َ ْبت ُ َها ِلت َ ْعلٌِمِ ِه ْم» .فَقَا َم ُمو َ شٌُو ُ اج ِلسُوا لَنَا َه ُهنَا َحتَّى نَ ْر ِج َع إِلَ ٌْكُ ْمَ .وه َُوذَا هَا ُرو ُن َو ُحو ُر َمعَكُ ْم. ال ُّ خ فَقَا َل لَ ُه ُمْ : فَ َمنْ كَانَ صَاحِ َب دَع َْوى فَ ْلٌَتَقَدَّ ْم إِلَ ٌْ ِه َما»( ".خر 18 : 81ـ ..)11وتعلم ٌشوع
قٌمة الجبل ..والخلوة ..والصعود ..والصالة الدابمة ..والخضوع اإللهى ،كما تعلم من موسى ..تفوٌض السلطة إلى َمن ٌلٌه أثناء غٌابه. ولما نزل موسى من الجبل ..كان ٌشوع منتظرا له على الجبل ..ولم ٌدرى أن الشعب قد إنحرف وصنع عجال ذهبٌا( ..خر 15 : 38ـ ..)18وظن ٌشوع أن الشعب منشغل بالحرب ..ولم ٌدرك ما ادركه أبوه الروحى موسى.. وما سمعه من هللا على الجبل عن إنحراف الشعب وزٌغانه. ورأى ٌشوع موسى ..كما لم ٌراه من قبل ..رآه غاضبا ثابرا.. مًِ الر ْق َ ب ِإلَى ا ْل َم َحلَّ ِة أَنَّه ُ أ َ ْب َ صارخا ..قوٌاَ " .وكَانَ ِع ْندَ َما ا ْقت ََر َ ص َر ا ْلع ِْج َل َو َّ ص .فَ َح َ
َ سفَ ِل ا ْل َجبَ ِل .ث ُ َّم أ َ َخذَ ا ْلع ِْج َل سى َو َط َر َح اللَّ ْو َح ٌْ ِن مِ نْ ٌَدَ ٌْ ِه َو َكسَّ َرهُ َما فًِ أ َ ْ َب ُمو َ غض ُ سقَى ار نَاعِما ً َوذَ َّراهُ َ صنَعُوا َوأ َ ْح َرقَه ُ بِالنَّ ِار َو َط َحنَه ُ َحتَّى َ الَّذِي َ علَى َو ْج ِه ا ْل َماءِ َو َ ص َ ب: سى قَا َل لِل َّ َبنًِ ِإ ْ س َرائٌِ َل( ".خر َ " ..)81 ، 19 : 38وكَانَ فًِ ا ْلغَ ِد أَنَّ ُمو َ ش ْع ِ 9
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
ب لَ َعلًِّ أ ُ َك ِفّ ُر َخطِ ٌَّتَكُ ْم»( ".خر «أ َ ْنت ُ ْم قَ ْد أ َ ْخ َطأْت ُ ْم َخطِ ٌَّةً عَظِ ٌ َمةً .فَأ َ ْ الر ّ ِ صعَد ُ اآلنَ ِإلَى َّ ..)31 : 38ورأى ٌشوع موسى سٌده ..كم ٌحب شعبه وٌشفع فٌه ..وٌؤدبه..
وٌقف وسٌطا بٌن هللا والشعب ..وتعلم ٌشوع الدرس ..والمسبولٌة واألمانة. سطِ كَ وإستمر غضب هللا على الشعب ..فقال لموسى "فَ ِإنًِّ ال َ أ َ ْ صعَد ُ فًِ َو َ ب ال َّرقَبَةُ ِِ ِلئَالَّ أ ُ ْفنٌَِكَ فًِ ال َّ ٌق" (خر .)3 : 33 ألَنَّكَ َ ب ُ ش ْع ٌ ص ْل ُ ط ِر ِ ج ا ْل َم َحلَّ ِة بَعٌِدا ً ع َِن ا ْل َم َحلَّ ِة َودَعَاهَا صبَ َها لَه ُ َخ ِار َ سى ا ْل َخ ٌْ َمةَ َونَ َ " َوأ َ َخذَ ُمو َ ج ج إِلَى َخ ٌْ َم ِة ا ِال ْجتِ َماعِ الَّتًِ َخ ِار َ ب ٌَ ْخ ُر ُ الر َّ « َخ ٌْ َمةَ ا ِال ْجتِ َماعِ» .فَكَانَ كُ ُّل َمنْ ٌَ ْطلُ ُ ب َّ ا ْل َم َحلَّ ِة" (خر ..)7 : 33وكان موسى ٌخرج لٌقابل هللا فى خٌمة اإلجتماع بعٌدا
عن الشعب ..ولكن ٌشوع ال ٌفارقهٌ ..خرج وراءه راكضا ..ملتصقا به.. سى ِإلَى الر ُج ُل صَاحِ بَهَُ .و ِإذَا َر َج َع ُمو َ ب ُمو َ الر ُّ سى َو ْجها ً ل َِو ْج ٍه َك َما ٌُ َك ِلّ ُم َّ " َوٌُ َك ِلّ ُم َّ ح مِ نْ دَاخِ ِل ا ْل َخ ٌْ َمةِ( ".خر : 33 ا ْل َم َحلَّ ِة كَانَ َخا ِد ُمه ُ ٌَشُوعُ ْب ُن نُونَ ا ْلغُالَ ُم ال َ ٌَ ْب َر ُ .)11
ذكرٌات ..ذكرٌات ..حٌَّة ال تنتهى ..شكلت ذهن ٌشوع الشاب ..طوال أربعٌن سنة لم ٌكن ٌتمنى فٌها لحظة أن ٌنفرد بالقٌادة ..كان سعٌدا ومستمتعا بالتلمذة ..كان مطٌعا خاضعا لمعلمه ..غٌورا علٌه من كل قلبه ..وحٌن حاول البعض ادعاء النبوة وأخذ مكان موسى ..إنزعج ٌشوع جدا على كرامة أبٌه.. ب كَانُوا أ َ ْنبٌَِا َء إِذَا َجعَل فأجابه موسى" ..هَل تَغَا ُر أ َ ْنتَ لًِ؟ ٌَا لٌْتَ كُل َ الر ّ ِ ش ْع ِ ب َّ الر ُّب ُرو َحه ُ عَل ٌْ ِه ْم!" (عد .)89 : 11 َّ ودارت األٌام ..وانتهت األربعون سنة ..وبارك موسى الشعب وكتب سى فًِ ب ِل ُمو َ الر ُّ سفر التثنٌة خاتما لكتب التوراة ..وسمع األمر اإللهى " َوقَال َّ
وآب الذِي صعَ ْد إِلى َجبَ ِل َ نَ ْف ِس ذَ ِلكَ الٌَ ْو ِم« .:اِ ْ عبَ ِارٌ َم َهذَا َجبَ ِل نَبُو الذِي فًِ أ َ ْر ِ ض ُم َ س َرائٌِل ُملكاًَ .و ُمتْ فًِ ال َجبَ ِل قُبَالةَ أ َ ِرٌ َحا َوا ْنظُ ْر أ َ ْر َ ض َك ْن َعانَ التًِ أَنَا أُعْطِ ٌ َها ِلبَنًِ إِ ْ ُور َو ُ صعَد ُ إِل ٌْ ِه َوا ْن َ ض َّم إِلى الذِي ت َ ْ ض َّم إِلى قَ ْومِ كَ َك َما َماتَ هَا ُرو ُن أ َ ُخوكَ فًِ َجبَ ِل ه ٍ قَ ْومِ ِه( ".تث 18 : 38ـ .)51
وصعد موسى إلى جبل نبو ..ورأى كنعان المستقبل التى خرج من س ْمتُ ًِ األ َ ْر ُ ض التًِ أ َ ْق َ الر ُّ مصر بغرض الوصول إلٌها " َوقَال له ُ َّ بَ « :ه ِذ ِه ه َ 11
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
س ِلكَ أُعْطِ ٌ َها .قَ ْد أ َ َر ٌْت ُكَ إٌَِّاهَا بِعَ ٌْنَ ٌْكَ َول ِكنَّكَ إِلى س َحا َ وب قَائِالًِ :لنَ ْ ِ ِِل ْب َراهٌِ َم َوإِ ْ ق َوٌَ ْعق ُ َ ب. سى َ ب فًِ أ َ ْر ِ وآب َح َ هُنَاكَ ال ت َ ْعب ُ ُر» .فَ َماتَ هُنَاكَ ُمو َ ب قَ ْو ِل ال َّر ّ ِ س َ ض ُم َ الر ّ ِ ع ْبد ُ َّ سا ٌن قَ ْب َرهُ إِلى َهذَا وآب ُمقَابِل بَ ٌْ ِ الج َواءِ فًِ أ َ ْر ِ ف إِ ْن َ ورَ .ول ْم ٌَ ْع ِر ْ ض ُم َ ت فَغ ُ َ َودَفَنَهُ فًِ ِ الٌَ ْو ِم( ".تث 1 : 31ـ ..)6وكتب ٌشوع تلٌمذه ..آخر إصحاح من سفر التثنٌة ح امتَأل َ ُرو َ ون كَانَ قَ ِد ْ ُمودعا أبٌه ..و ُمفتخرا بأنه تلمٌذ موسى " َوٌَشُوعُ ْب ُن نُ ٍ حِ ْك َم ٍة ِإ ْذ َو َ ب س َرائٌِل َوعَمِ لُوا َك َما أ َ ْو َ سمِ َع له ُ َبنُو ِإ ْ سى عَل ٌْ ِه ٌَدَ ٌْ ِه فَ َ ض َع ُمو َ صى ال َّر ُّ ب َو ْجها ً ل َِو ْج ٍه". ً فًِ إِ ْ س َرائٌِل مِ ثْ ُل ُمو َ ُمو َ الر ُّ سى الذِي ع ََرفَه ُ َّ سىَ .ول ْم ٌَقُ ْم بَ ْعد ُ نَبِ ٌّ (تث .)11 ، 9 : 31
هناك من القادة الروحٌٌنَ ..من لم ٌشبع من التلمذة ..قٌل ٌوما" ..قل لى َمن عل َمك ..و َمن صرت أنت له تلمٌذا ..أقول لك َمن أنت وماذا ستكون!". هناك َم ََن ٌتعجل أن ٌكون خادما ..أو كاهنا ..أو راعٌا ..هناك َمن ٌشتهى الخدمة بغرض القٌادة ..بٌنما القٌادة هى أصعب ما فى الخدمة وأكثر مسبولٌاتها ثقال وحسابا. أ َّما َمن ٌشبع بالتلمذة على اإلنجٌل ..على الكنٌسة بطقسها وعقابدها وتارٌخها ..فٌتتلمذ على فكر اآلباء وقوانٌن المجامع ..وقصص القدٌسٌنَ ..من ٌتتلمذ على اآلباء المعاصرٌن ومنهجهم وتعلٌمهمَ ..من ٌحب برٌة مصر بتارٌخها وجدٌتها وحرارتها الروحٌة ..هو بالحقٌقة المؤهل أن ٌختاره هللا لٌكون قابدا ..أٌَّا كان درجته أو رتبته. التلمذة تحتاج إلى خضوع ومثابرة ..إلتزام وأمانة ..حب وصدق للمعلم والمنهج ..إنكار ذات وتفانى ..بهذه كلها صار ٌشوع ٌشوعا ..وبهذه ٌصٌر كل واحد فٌنا قابدا له رسالته الروحٌة.
11
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
أخرياً.. إذا رأٌنا داود قابدا عظٌما ..فلنتذكر تلمذته لصموبٌل النبى. وإذا رأٌنا اسحق قابدا لرعاة األغنام ..فلنتذكر تلمذته على أبٌه ..أبونا إبراهٌم. وإذا رأٌنا سلٌمان قابدا تارٌخٌا ..مدبرا حكٌما ..فلنتذكر أنه اإلبن المحبوب لداود. وإذا رأٌنا عزرا الكاتب قابدا ُملهما ..فلنتذكر أنه تتبع ُخطى َمن سبقه زربابل. وإذا رأٌنا أثناسٌوس الرسولى قابدا مشهودا له ..فلنتذكر أنه تلمٌذ البابا ألكسندروس واألنبا أنطونٌوس.
18
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
ثانياً ..رجل صالة تعلم ٌشوع الصالة ..من موسى ..وأحب الصالة ..وأدرك قٌمتها وعظمتها فى حل المشاكل ..فى إستجالء رأى هللا ..وفى النصرة على كل الحروب الشٌطانٌة. رأى ٌشوع ٌوما كٌف سقط ابنى هارون الكاهن ..ألنهما إستهانا بالعبادة وقدما بخورا غرٌبة لم تكن من قبل هللا ..وٌظن أنهما كانا مخمورٌن ..ماتا الكاهنان الشابان فى أول خدمتهما ألنهما لم ٌعرفا كرامة المذبح وكرامة الصالة َاب َوأ َ ِبٌ ُهو كُ ٌّل مِ ْن ُه َما مِ ْج َم َرتَهُ َو َجعَالَ فٌِ ِه َما نَارا ً َو َو َ علَ ٌْ َها ضعَا َ " َوأ َ َخذَ ا ْبنَا هَا ُرونَ َناد ُ ب نَارا ً َ ب غ ِرٌبَةً لَ ْم ٌَأ ْ ُم ْرهُ َما بِ َها .فَ َخ َر َجتْ نَا ٌر مِ نْ ِع ْن ِد ال َّر ّ ِ الر ّ ِ بَ ُخورا ً َوقَ َّربَا أ َ َما َم َّ ب قَا ِئالً :فًِ ب .فَقَا َل ُمو َ الر ُّ الر ّ ِ سى ِل َها ُرونَ َ « :هذَا َما ت َ َكلَّ َم ِب ِه َّ َوأ َ َكلَتْ ُه َما فَ َمات َا أ َ َما َم َّ سى ٌع ال َّ ب أَت َ َم َّجد ُ» .فَ َ ص َمتَ هَا ُرونُ .فَدَعَا ُمو َ ش ْع ِ ا ْلقَ ِرٌبٌِنَ مِ نًِّ أَتَقَد ُ َّس َوأ َ َما َم جَمِ ِ ارفَعَا أ َ َخ َو ٌْكُ َما مِ نْ صافَانَ ا ْبنَ ًْ ع ِ ُّزٌئٌِ َل َ مِ ٌشَائٌِ َل َوأ َ ْل َ ع ِ ّم هَا ُرونَ َوقَا َل لَ ُه َما« :تَقَدَّ َما ْ قُد َِّام ا ْلقُد ِْس إِلَى َخ ِارجِ ا ْل َم َحلَّ ِة»( ".ال 1 : 11ـ .)1
وقضى ٌشوع أٌاما ولٌالى فى الجبل إذ كان مالصقا ألبٌه الروحى.. ً ِإلَى ا ْل َج َب ِل َوكُنْ هُنَاكَ سى« :ا ْ ب ِل ُمو َ الر ُّ رجل الصالة موسىَ " ..وقَا َل َّ ص َع ْد ِإلَ َّ
سى ار ِة َوالش َِّرٌعَ ِة َوا ْل َو ِصٌَّ ِة الَّتًِ َكت َ ْبت ُ َها ِلت َ ْعلٌِمِ ِه ْم»َ -.ف َقا َم ُمو َ فَأُعْطِ ٌَكَ لَ ْو َحً ِ ا ْلحِ َج َ شٌُو ُ اج ِلسُوا لَنَا سى إِلَى َجبَ ِل هللاَِ .وأ َ َّما ال ُّ خ فَقَا َل لَ ُه ُمْ « : َوٌَشُوعُ َخا ِد ُمهَُ .و َ ص ِعدَ ُمو َ ب دَع َْوى فَ ْل ٌَتَقَدَّ ْم َه ُهنَا َحتَّى نَ ْر ِج َع ِإلَ ٌْكُ ْمَ .وه َُوذَا هَا ُرو ُن َو ُحو ُر َم َعكُ ْم .فَ َمنْ كَانَ صَاحِ َ سى ِإلَى ا ْل َج َب ِل فَغَ َّ اب ا ْل َج َب َل( ".خر 18 : 81ـ .)15 ِإلَ ٌْ ِه َما» .فَ َ طى ال َّ ص ِعدَ ُمو َ س َح ُ
نجح ٌشوع فى تولى القٌادة بعد موسى ..لكنه بإحساس المحتاج والضعٌف ..احتمى طوال حٌاته فى الصالة ..فنراه ٌصلى وٌدفع شعبه للصالة ب ٌَ ْع َم ُل َ سطِ كُ ْم فى كل خطوةَ " ..وقَا َل ٌَشُوعُ لِل َّ غدا ً فًِ َو َ الر َّ ش ْع ِ ب« :تَقَدَّسُوا ألَنَّ َّ
ب» .فَ َح َملُوا احمِ لُوا ت َابُوتَ ا ْل َع ْه ِد َوا ْعبُ ُروا أ َ َما َم ال َّ َ ِب» َو َقا َل ٌَشُوعُ ِل ْل َك َهنَةِْ « : ش ْع ِ ع َجائ َ بٌ( ".ش .)6 ، 5 : 3 سا ُروا أ َ َما َم ال َّ ت َابُوتَ ا ْل َع ْه ِد َو َ ش ْع ِ 13
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
ت وبالصالة تمتع ٌشوع بالصوت اإللهى ..وقٌادة هللا له " َوكَانَ بَ ْعدَ َم ْو ِ ع ْبدِي قَ ْد سى َ سى َ ب قَا َل ِلٌَشُو َ سىُ « .:مو َ ون َخاد ِِم ُمو َ ُمو َ الر َّ الر ّ ِ ب أَنَّ َّ ع ْب ِد َّ ع ْب ِن ن ُ ٍ ض الَّتًِ أَنَا ُم ْعطٌِ َها َماتَ .فَاآلنَ قُ ُم ِِ ا ْعبُ ْر َهذَا األ ُ ْردُنَّ أ َ ْنتَ َوكُ ُّل َهذَا ال َّ ب ِإلَى األ َ ْر ِ ش ْع ِ س َرائٌِ َلٌ( ".ش .)8 ، 1 : 1 ِلبَنًِ إِ ْ وبالصالة هاب الشعب ٌشوع كما كانوا ٌهابون موسى سٌده "فًِ ذَ ِلكَ ع َّ سى كُ َّل أٌََّ ِام ا ْلٌَ ْو ِم َ ب ٌَشُو َ ع فًِ أ َ ْعٌُ ِن جَمِ ٌعِ ِإ ْ س َرائٌِ َل ,فَ َهابُوهُ َك َما هَابُوا ُمو َ الر ُّ ظ َم َّ َحٌَاتِهٌِ( ".ش .)11 : 1
وبسبب الصالة كان كل عمل ٌحدث ٌنسبه ٌشوع بتلقابٌة هلل وحده.. عبَ ْرت ُ ْمَ ,ك َما س مِ ٌَا َه األ ُ ْرد ُ ِّن مِ نْ أ َ َمامِ كُ ْم َحتَّى َ الر َّ فٌقول للشعب "أل َنَّ َّ ب ِإلَ َهكُ ْم قَ ْد ٌَبَّ َ
ب سهُ مِ نْ أ َ َمامِ نَا َحتَّى َ س ٍ وف الَّذِي ٌَبَّ َ ب ِإلَ ُهكُ ْم بِبَ ْح ِر ُ الر ُّ عبَ ْرنَاِ .لت َ ْع َل َم جَمِ ٌ ُع شُعُو ِ َف َع َل َّ ب إِلَ َهكُ ْم كُ َّل األٌََّ ِام»" (ٌش ، 83 : 1 األ َ ْر ِ الر َّ الر ّ ِ ب أَنَّ َها قَ ِوٌَّةٌِ ,ل َك ًْ ت َ َخافُوا َّ ض ٌَدَ َّ .)81
وكان ٌشوع ٌمٌل للخلوة والهدوء كسٌده ..وإذ كان مترددا أمام أسوار أرٌحا العمالقة ..كان ٌحتاج لمعونة إلهٌة واضحة فتمتع برؤٌا المسٌح كربٌس جند الرب ..وسمع كالما مشجعا منه ..ووعدا بالنصرة بل وحدد له المسٌح ـ له المجد ـ كٌفٌة دخول أرٌحا وسقوط أسوارهاَ " ..و َحد ََث لَ َّما كَانَ ٌَشُوعُ ِع ْندَ أ َ ِرٌ َحا
ع ٌْنَ ٌْ ِه َونَ َ أَنَّهُ َرفَ َع َ ار ٌَشُوعُ ظ َرَ ,وإِذَا بِ َر ُج ٍل َواق ٍ س ٌْفُهُ َم ْ سلُو ٌل بٌَِ ِدهِ .فَ َ ِف قُبَالَتَهَُ ,و َ س َ ب .اآلنَ ِإلَ ٌْ ِه َو َ الر ّ ِ ٌِس ُج ْن ِد َّ سأَلَهَُ « :ه ْل لَنَا أ َ ْنتَ أ َ ْو أل َ ْعدَا ِئنَا؟» .فَقَا َلَ « :كالََّ ,ب ْل أَنَا َرئ ُ سقَ َ س ٌِّدِي ط ٌَشُوعُ َ علَى َو ْج ِه ِه إِلَى األ َ ْر ِ س َجدََ ,وقَا َل لَهُ« :بِ َماذَا ٌُ َك ِلّ ُم َ ض َو َ أَتٌَْتُ » .فَ َ ب ِلٌَشُوعَْ « : اخلَ ْع نَ ْعلَكَ مِ نْ ِر ْج ِلكَ ,ألَنَّ ا ْل َمكَانَ الَّذِي َ الر ّ ِ ٌِس ُج ْن ِد َّ ع ْبدَهُ؟» .فَقَا َل َرئ ُ َّس» .فَفَعَ َل ٌَشُوعُ َكذَ ِلكَ ٌ( ".ش 13 : 5ـ .)15 ِف َ أ َ ْنتَ َواق ٌ علَ ٌْ ِه ه َُو ُمقَد ٌ ب َم َع ٌَشُوعَ, الر ُّ وبالصالة ..قٌل عن ٌشوع ما قٌل عن موسىَ " ..وكَانَ َّ ض" (ٌش .)87 : 6 ٌع األ َ ْر ِ َوكَانَ َخبَ ُرهُ فًِ جَمِ ِ
ولما حدثت خٌانة فى الشعب ..وأخذ غخان بن كرمى ..من الحرام.. وإنهزم جٌش ٌشوع ألول مرة ..لم ٌكن أمام ٌشوع إال الصالة الحارة بإنكسار ودموع (ٌش 6 : 7ـ ..)11وجاء الحل سرٌعا ..وصارت هذه الحادثة تأدٌبا 11
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
للشعب وإنذارا بعدم كسر الوصٌة وفرصة لمزٌد من اإللتزام والخضوع لكل ما ٌقوله ٌشوع. وبعد إنتصار ٌشوع على عاى ..لم ٌنسى ٌشوع أن ٌقدم الشكر هلل ع ْبد ُ سى َ ب إِلَ ِه إِ ْ س َرائٌِ َل فًِ َجبَ ِل عٌِبَا َلَ ,ك َما أ َ َم َر ُمو َ ِلر ّ ِ "حِ ٌنَئِ ٍذ بَنَى ٌَشُوعُ َم ْذبَحا ً ل َّ ار ٍة صَحِ ٌ َح ٍة لَ ْم ُوب فًِ ِ ب بَنًِ إِ ْ س ْف ِر ت َْو َرا ِة ُمو َ س َرائٌِ َلَ ,ك َما ه َُو َم ْكت ٌ الر ّ ِ َّ سىَ .م ْذبَ َح حِ َج َ سالَ َم ٍةٌ( ".ش علَ ٌْ ِه ُم ْح َرقَا ٍ ص َعد ُوا َ ٌَ ْرفَ ْع أ َ َحد ٌ َ علَ ٌْ َها َحدٌِداًَ ,وأ َ ْ بَ ,وذَبَ ُحوا ذَبَائِ َح َ ِلر ّ ِ ت ل َّ .)31 ، 31 : 8
وفى المرة الوحٌدة التى لم ٌصلى فٌها ٌشوع كعادته لٌسأل هللا المشورة تروى.. والقرار ..اتخذ قرارا خاطبا مع رجاله ..إذ قبل طلب أهل جبعون دون ّ ع َوقَا َل لَ ُه ْمِ « :ل َماذَا َخدَ ْعت ُ ُمونَا وظنهم ٌسكنون بعٌدا عن كنعان" ..فَدَعَاهُ ْم ٌَشُو ُ
سطِ نَا؟َ .فاآلنَ َم ْلعُونُونَ أ َ ْنت ُ ْم .فَالَ قَائِ ِلٌنَ :نَ ْح ُن بَ ِعٌد ُونَ َ سا ِكنُونَ فًِ َو َ ع ْنكُ ْم ِجدّاًَ ,وأ َ ْنت ُ ْم َ ت إِلَ ِهً» .فَأ َ َجابُوا ٌَشُوعَ: ستَقُو ا ْل َماءِ ِلبَ ٌْ ِ ب َو ُم ْ ٌَ ْنقَطِ ُع مِ ْنكُ ُم ا ْلعَبٌِد ُ َو ُم ْحتَطِ بُو ا ْل َح َط ِ ضَ ,وٌُبٌِدَ سى َ «أ ُ ْخ ِب َر َ ع ْبدَهُ أَنْ ٌُعْطِ ٌَكُ ْم كُ َّل األ َ ْر ِ ب ِإلَ ُهكَ ُمو َ الر ُّ ع ِبٌد ُكَ ِب َما أ َ َم َر ِب ِه َّ سنَا مِ نْ قِبَ ِلكُ ْم ,فَفَعَ ْلنَا َهذَا األ َ ْم َر. ض مِ نْ أ َ َمامِ كُ ْم .فَخِ ْفنَا ِجدّا ً َ علَى أ َ ْنفُ ِ َّان األ َ ْر ِ جَمِ ٌ َع سُك ِ ع ٌْنَ ٌْكَ أَنْ ت َ ْع َم َل»ٌ( ".ش 88 : 9 ق فًِ َ صا ِل ٌ ح َو َح ٌّ َواآلنَ نَ ْح ُن بٌَِدِكَ ,فَا ْفعَ ْل بِنَا َما ه َُو َ ـ .)85
وبصالة ٌشوع ..حدث ما لم ٌحدث فى التارٌخ مرة أخرى ..ولم ٌحدث حتى فى أٌام موسى النبى ..أن وقفت الشمس ودام القمر ..فى مكانهما لٌعطٌا بْ ٌَ ,و َم لر َّ ٌشوع وشعبه فرصة إنهاء المعركة فى النور" ..حِ ٌنَئِ ٍذ قَا َل ٌَشُوعُ ِل َّ
س د ُومًِ ون إِ ْ ور ٌٌِّنَ أ َ َما َم بَنًِ إِ ْ أَ ْ الر ُّ ب األ َ ُم ِ سلَ َم َّ س َرائٌِ َلٌَ« :ا ش َْم ُ س َرائٌِ َل ,أ َ َما َم عٌُ ُ ِ ف ا ْلقَ َم ُر َحتَّى ا ْنتَقَ َم علَى َوادِي أٌََّلُونَ » .فَدَا َم ِ علَى ِج ْبعُونَ َ ,و ٌَا قَ َم ُر َ َ س َو َوقَ َ ت الش َّْم ُ س ْف ِر ٌَاش ََر؟ فَ َوقَفَ ِ ال َّ س َماءِ س َهذَا َم ْكت ُوبا ً فًِ ِ س فًِ َكبِ ِد ال َّ ش ْع ُ ت الش َّْم ُ ب مِ نْ أ َ ْعدَائِهِ .أَلَ ٌْ َ سمِ َع فٌِ ِه ب نَ ْح َو ٌَ ْو ٍم كَامِ ٍلَ .ولَ ْم ٌَكُنْ مِ ثْ ُل ذَ ِلكَ ا ْلٌَ ْو ِم قَ ْبلَه ُ َوال َ بَ ْعدَهُ َ َولَ ْم ت َ ْع َج ْل ِل ْلغُ ُرو ِ س َرائٌِ َلٌ( ".ش 18 : 11ـ .)11 ب َ ب َ عنْ ِإ ْ ص ْوتَ ِإ ْن َ ان .أل َنَّ ال َّر َّ الر ُّ ار َ َّ ب َح َ س ٍ فكانت إستجابة هللا لٌشوع تؤكد دالته وقوة صالته" ..طِ ْلبَةُ ا ْلبَا ِّر ت َ ْقت َ ِد ُر
َكثٌِرا ً فًِ فِ ْع ِل َها" (ٌع .)16 : 5 15
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
وكانت وصٌة ٌشوع لشعبه فى نهاٌة حٌاته ..هى ملخص لمنهجه ب َوا ْعبُد ُوهُ بِ َك َما ٍل َوأ َ َمانَ ٍةَ ,وا ْن ِزعُوا اآل ِل َهةَ الروحى الذى عاش به "فَاآلنَ ْ الر َّ اخشُوا َّ الر َّبٌ( ".ش ..)11 : 81 الَّذٌِنَ َ عبَدَهُ ْم آبَا ُؤكُ ْم فًِ عِ َِ ْب ِر النَّ ْه ِر َوفًِ مِ ْ ص َرَ ,وا ْعبُد ُوا َّ ب وكان ٌشوع قدوة صالحة للشعب ..فهتف الشعب "فَقَا َل ال َّ ب ِلٌَشُو َ الر َّ ش ْع ُ عَّ « :
س َم ُع»َ .و َق َ ب فًِ ذَ ِلكَ ا ْل ٌَ ْو ِم َو َجعَ َل لَ ُه ْم ع ْهدا ً لِل َّ ط َع ٌَشُوعُ َ ِإ َل َه َنا َن ْعبُد ُ َو ِل َ ص ْو ِت ِه َن ْ ش ْع ِ شكٌِ َمٌ( ".ش .)85 ، 81 : 81 فَ ِرٌضَةً َو ُحكْما ً فًِ َ
القٌادة الروحٌة ..لٌست إذا قوة الشخصٌة وال حكمة األٌام وال خبرة المشاكل وال الكتب والعلوم ..إنما هى أوال العالقة بالمذبح والخشوع فى المخدع ..هى قوة الصالة والصلة باهلل ..هى سرعة اللجوء لقٌادة الروح القدس فى كل موضوع. القائد الروحى ..ال ٌنسى وسط مسبولٌاته ومشغولٌاته ..أن األولوٌة األولى هى الصالة ..والعبادة ..وكلما زادت المسبولٌة زادت الصالة ..وكلما كثرت المشاكل كلما إلتهبت القلوب بالتضرع والصراخ وطلب الحكمة والمعونة والسالم. القائد الروحى ..قد ٌقع فى أخطاء ومشاكل ..وقد ٌصطدم بأمور ال خبرة له فٌها ..وقد ٌُحارب من الداخل والخارج ..وفى هذه جمٌعهاٌ ..تسلح بالصالة ..بالمزامٌر ..وصالة ٌسوع ..بالمٌطانٌات ..والتضرعات ..بالقداسات والتسابٌح ..لٌظل دابما ُمنقادا لروح هللا ..فٌصٌر قابدا لشعب هللا.
16
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
ثالثاً ..شجاع ال خياف الشجاعة ..هى ثمرة طبٌعٌة للحٌاة مع هللا ..فمهما كانت شخصٌة اإلنسان ومخاوفه ..فهى تختفى وراء وعود هللا ومساندته ..وعطاٌاه الداخلٌة والخارجٌة. كان موسى النبى ..خابفا فى بداٌة دعوته لقٌادة الشعب ..وٌوما فٌوما زالت المخاوف وظهرت الشجاعة ..الشجاعة أمام فرعون ..أمام الشعب ..أمام عمالٌق ..أمام المشاكل ..أمام المجهول ..وكان ٌشوع ٌرى هذه الشجاعة وٌأخذ منها زادا لمستقبله. بدأ ٌشوع خدمته خابفا ..خابفا مما ٌنتظره فى قٌادة شعب عنٌد غلٌظ الرقبة قد ال ٌثق فٌه كما وثق فى معلمه موسى ..وخابفا من األردن وأرٌحا وشعوب كنعان المشهورة بالقسوة والعنف والجٌوش الجرارة ..وخابفا باألحرى أن ٌأخذ مكانة موسى النبى ..الذى إنتهت حٌاته جلٌال عظٌما ..صدٌقا هلل ..فمن أٌن له أن ٌصبح قابدا بعده؟ ..وكم تكون المقارنة ظالمة له ..ولٌست فى صالحه! ولهذا ٌبدأ سفر ٌشوع برسالة تشجٌع من السماء متكررة ومل َّحة.. سى أَكُو ُن َم َعكَ .ال َ سا ٌن فًِ َو ْج ِهكَ كُ َّل أٌََّ ِام َح ٌَاتِكَ َ .ك َما كُ ْنتُ َم َع ُمو َ ِف ِإ ْن َ " الَ ٌَق ُ أ ُ ْهمِ لُكَ َوال َ أَتْ ُركُكَ ٌ( ".ش )5 : 1 ض الَّتًِ َحلَ ْفتُ آلبَائِ ِه ْم أَنْ س ُم ِل َهذَا ال َّ شدَّ ْد َوت َ َ " ت َ َ ش َّج ْع ,ألَنَّكَ أ َ ْنتَ ت َ ْق ِ ب األ َ ْر َ ش ْع ِ أُعْطِ ٌَ ُه ْمٌ( ".ش )6 : 1
ب كُ ِ ّل الش َِّرٌعَ ِة الَّتًِ أَ َم َركَ شد ِّداًَ ,وت َ َ " إِنَّ َما ك ُْن ُمتَ َ ش َّج ْع ِجدّا ً ِلتَتَ َحفَّ َظ ِل ْلعَ َم ِل َح َ س َ َبٌ( ".ش 1 ع ْبدِي .الَ ت َِم ْل َ سى َ ع ْن َها ٌَ ِمٌنا ً َوالَ ِ بِ َها ُمو َ ش َماالً ِلت ُ ْف ِل َح َح ٌْث ُ َما تَ ْذه ُ )7 : ب إِلَ َهكَ َمعَكَ َح ٌْث ُ َما شدَّ ْد َوت َ َ " أ َ َما أ َ َم ْرت ُكَ ؟ ت َ َ ش َّج ْع! الَ ت َْره َْب َوال َ ت َْرتَع ْ الر َّ ِب أل َ َّن َّ َب»ٌ( ".ش )9 : 1 ت َ ْذه ُ 17
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
ومن أجل قلق ٌشوع وضعفه الظاهرى أوال ..جاءه تشجٌع آخر من ب كُ ِ ّل تابعٌه "فَأ َ َجابُوا ٌَشُوعَ« :كُ َّل َما أ َ َم ْرتَنَا بِ ِه نَ ْع َملُهَُ ,و َح ٌْث ُ َما ت ُْر ِ َبَ .ح َ س ْلنَا نَ ْذه ْ س َ سى .كُ ُّل سى نَ ْ ب ِإلَ ُهكَ ٌَكُو ُن َم َعكَ َك َما كَانَ َم َع ُمو َ سمِ ْعنَا ِل ُمو َ َما َ الر ُّ س َم ُع لَكَ ِ .إنَّ َما َّ شدِّداً س َم ُع َكالَ َمكَ فًِ كُ ِ ّل َما تَأ ْ ُم ُرهُ بِ ِه ٌُ ْقت َ ُلِ .إنَّ َما كُنْ ُمت َ َ ان ٌَ ْع َ صى قَ ْولَكَ َوالَ ٌَ ْ ِإ ْن َ س ٍ ش َّج ْع»" (ٌش 16 : 1ـ .)18 َوت َ َ
وهنا ندرك ..أن القابد الروحى لٌست شجاعته من ذاته وإنجازاته.. ولٌست بالضرورة صفة طبٌعٌة غرٌزٌة فٌه ..إنما هى نتاج وعود هللا ..ثمرة ف ألَنًِّ اإلٌمان والرجاء ..والتشجٌع ٌولد شجاعة ..ولهذا ٌكرر هللا لنا" ..ال َ ت َ َخ ْ َمعَكَ " (تك ( ، )81 : 86تث ( ، )1 : 81تث ٌ( ، )8 ، 31ش 8( ، )1 : 8صم : 9 1( ، )7أخ ( ، )81 : 88أش ( ، )11 : 11أش ( ، )5 : 13أر ( ، )8 : 1أر : 16 ( ، )88أع ..)81 : 87مرات كثٌرة.
وظهرت شجاعة ٌشوع فى إتخاذ القرارات ..وكثٌر من القادة بسبب التردد وعدم الشجاعة ٌتهربون من القرارات أو ٌتأخرون فٌها فٌتسببون فى عثرات أو خسابر كبٌرة ل َمن ٌتبعهم ..ولكن ٌشوع إتخذ قرارات عظٌمة بقوة وشجاعة فابقة مسنودا بالصالة على إرادة هللا ..محموال على ذكرٌات تلمذته لموسى النبى ..فإتخذ قرار بعبور األردن وكان هذا مستحٌال ..وإتخذ قرار بحصار أرٌحا وإختراقها ..وإتخذ قرار بتحرٌم أهل عاى والقرى الوثنٌة المجاورة حتى بعد الهزٌمة األولى ..وقرارات عدة بالدخول إلى حروب مع شلٌِ َم َو َم ِلكُ سةَُ :م ِلكُ أُو ُر َ ملوك األمورٌٌن الخمسة "فَ ْ ورٌٌِّنَ ا ْل َخ ْم َ اجت َ َم َع ُملُوكُ األ َ ُم ِ
ش ِه ْم ص ِعد ُوا ُه ْم َوكُ ُّل ُجٌُو ِ ٌش َو َم ِلكُ ع َْجلُونَ َ ,و َ َح ْب ُرونَ َو َم ِلكُ ٌَ ْر ُموتَ َو َم ِلكُ لَخِ َ اربُوهَاٌ( ".ش ..)5 : 11ثم إلى ملوك أكثر وأكبر من َونَ َزلُوا َ علَى ِج ْبعُونَ َو َح َ اب َملِكِ َماد ُونَ َوإِلَى َملِكِ سمِ َع ٌَابٌِ ُن َم ِلكُ َحا ُ ور ,أ َ ْر َ األولٌن "فَلَ َّما َ س َل إِلَى ٌُوبَ َ ص َ ش َما ِل فًِ ا ْل َجبَ ِلَ ,وفًِ ا ْلعَ َربَ ِة َافَ .,وإِلَى ا ْل ُملُوكِ الَّذٌِنَ إِلَى ال ِ ّ ش ِْم ُرونَ َوإِلَى َملِكِ أ َ ْكش َ ُور َغ ْربا ًٌ( ".ش ..)8 ، 1 : 11وفى س ْه ِل َوفًِ ُم ْرت َفَ َعا ِ ً ِكنَّ ُروتَ َوفًِ ال َّ تد َ َجنُوبِ َّ ب ِلٌَشُوعَ« :ال َ الر ُّ كل مرة نسمع الصوت اإللهى سر الشجاعة الحقٌقى "فَقَا َل َّ ت َ َخ ْف ُه ْم ألَنًِّ َ ِب َخ ٌْلَ ُه ْم غدا ً فًِ مِ ثْ ِل َهذَا ا ْل َو ْق ِ ت أ َ ْدفَعُ ُه ْم جَمِ ٌعا ً قَتْلَى أ َ َما َم إِ ْ س َرائٌِ َل ,فَتُعَ ْرق ُ ق َم ْر َك َبا ِت ِه ْم ِبالنَّ ِار»ٌ( ".ش .)6 : 11 َوت ُْح ِر ُ 18
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
الشجاعة فى القابد الروحى ..لٌست فقط فى إتخاذ قرارات كبٌرة ..دابما أٌضا فى التصدى ألخطاء الشعب كما حدث فى حادثة خٌانة عخان بن كرمى. وتظهر الشجاعة فى تح ّمل المسبولٌة ..فى حالة الهزٌمة أو الخطأ ..كما تظهر الشجاعة فى الدخول لمجاالت ال سابق للقابد الدخول فٌها وال ٌعلم كٌف تنتهى ..وإنما هى تتمٌم لمشٌبة هللا ..الشجاعة فى مواجهة المشاكل ..الشجاعة فى حساب المخطبٌن ..الشجاعة فى التمسّك بالوصٌة حتى لو كان هناك معارضٌن. كان ٌشوع شجاعا ..ألنه رجل صالة ..كان شجاعا ألنه تلمٌذ موسى.. كان شجاعا ألنه أصغى جٌدا لوعود وتشجٌع هللا ..كان شجاعا ألنه صار محبوبا من شعبه وتابعٌه ..صار شجاعا ألن هللا عمل معه وبارك خطاه فإزداد شجاعة وثقة بنفسه. وثقة القابد بنفسه قد تكون صفة جٌدة وأحٌانا صفة سٌبة ..فإن إنحرفت لنوع من الكبرٌاء تظهر على القابد عالمات اإلعتداد بالنفس وعدم اإلصغاء إلى نصٌحة أحد والجرأة الزابدة غٌر المحسوبة فى الدخول فى أمور غٌر مدروسة ٌصاحبها عدم الحرص على الصالة والتلمذة. ٌتصور أنه ال ٌخطا وٌقع فى مقارنة مرٌضة ب َمن والقابد المغرور ..قد ّ وٌتصور أنه الوحٌد الذى ٌعرف الحقٌقة والصواب. سبقوه وأم م َمن حوله َّ أ َّما الثقة بالنفس فى القابد الروحى ..فهى ولٌدة اإلتضاع واإلٌمان كما رأٌنا فى موسى النبى وداود النبى وبولس الرسول وغٌرهم ..تجعل القابد متماسكا فى المشاكل ..قوٌا فى القرارات ..مقداما وشجاعا مع الناس المعاندٌن والمقاومٌن ..وٌظل أٌضا ودٌعا بشوشا مستمعا جٌدا ..خاضعا إلرادة هللا ورأى الكنٌسة والمسبولٌن األعلى منه درجة.
19
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
رابعاً ..ملتصق بالوصية كل قابد البد أن ٌتبع دستورا ..ومٌثاقا وال ٌحٌد عنه ..قد ٌكون هو خالصة ما درسه ..أو ما نشأ علٌه وباألكثر ما ٌعتقد وٌؤمن به ..وهذا المجموع من المبادئ الذى ٌُحرك القابد من داخله هو الذى ٌنبأ بمستقبل قٌادته ومستوى نجاحاته وإنجازاته وتأثٌره. القابد الروحى ..لٌس له دستور إال وصٌة الكتاب وتعالٌم المسٌح والكنٌسة ..ال ٌحٌد عنهاٌ ..سترجعها وٌراجعها كل ٌوم ..ومع كل قرار تكون هذه الوصاٌا خلفٌة كل توجٌهاته وإختٌاراته ..أنها التفسٌر الوحٌد لسلوكه وطرٌقة قٌادته. هكذا كان األمر اإللهى فى الشرٌعة لكل من ٌقود شعب هللاَ " ..و ِع ْندَ َما ب مِ نْ ِع ْن ِد ًِ ِ َم ْمل َكتِ ِه ٌَ ْكت ُُب ِلنَ ْف ِ س ِه نُ ْ س َخةً مِ نْ َه ِذ ِه الش َِّرٌعَ ِة فًِ ِكت َا ٍ ٌَ ْجل ُ ِس عَلى ك ُْرس ّ ب ِإل َههُ ًِ ال َّر َّ ال َك َهنَ ِة الال ِو ٌٌِّنَ .فَتَكُو ُن َمعَهُ َوٌَ ْق َرأ ُ فٌِ َها كُل أٌََّ ِام َحٌَاتِ ِه ِلٌَتَعَل َم أَنْ ٌَتَّق َ ِض ِلٌَ ْع َمل بِ َهاِ .لئ َال ٌَ ْرت َ ِف َع قَلبُهُ عَلى َوٌَ ْحفَ َظ جَمِ ٌ َع َك ِل َما ِ ت َه ِذ ِه الش َِّرٌعَ ِة َو َه ِذ ِه الفَ َرائ َ ش َماالًِ .ل َك ًْ ٌُطِ ٌل األٌََّا َم عَلى َم ْمل َك ِت ِه ه َُو الو ِصٌَّ ِة ٌَمِ ٌنا ً أ َ ْو ِ ِإ ْخ َو ِت ِه َو ِلئ َال ٌَحِ ٌدَ ع َِن َ س َرائٌِل»" (تث 18 : 17ـ ..)81وعندما ٌجلس على كرسى سطِ ِإ ْ َو َبنُوهُ فًِ َو َ
مملكة ٌكتب لنفسه ..وٌقرأ فٌها كل أٌام حٌاته ..لبال ٌحٌد عن الوصٌة. أما ٌشوع ..فمنذ تولى قٌادة الشعب تكررت علٌه هذه الوصٌة من هللا.. ش َّج ْع ِجدّا ً شدِّداًَ ,وت َ َ كما أكدها قبل رحٌل أباه الروحى موسى النبى" ..إِنَّ َما كُنْ ُمت َ َ
ع ْن َها ٌَمِ ٌنا ً ع ْبدِي .ال َ تَمِ ْل َ سى َ ب كُ ِ ّل الش َِّرٌ َع ِة الَّتًِ أ َ َم َركَ ِب َها ُمو َ ِلتَت َ َحفَّ َظ ِل ْل َع َم ِل َح َ س َ ج فٌِ ِه س ْف ُر َه ِذ ِه الش َِّرٌعَ ِة مِ نْ فَمِ كَ ,بَ ْل ت َ ْل َه ُ َب .ال َ ٌَ ْب َرحْ ِ َوالَ ِ ش َماالً ِلت ُ ْف ِل َح َح ٌْث ُ َما ت َ ْذه ُ نَ َهارا ً َولَ ٌْالًِ ,لتَت َ َحفَّ َ ح َط ِرٌقَكَ ص ِل ُ ُوب فٌِهِ .ألَنَّكَ حِ ٌنَئِ ٍذ ت ُ ْ ظ ِل ْلعَ َم ِل َح َ ب كُ ِ ّل َما ه َُو َم ْكت ٌ س َ سى َونَ َ ت َهذَا النَّشٌِ ِد فًِ ٌع َك ِل َما ِ ط َ َوحِ ٌنَ ِئ ٍذ ت ُ ْف ِلحٌُ( ".ش 7 : 1ـ " ..)8فَأَت َى ُمو َ ق ِبجَمِ ِ ب ه َُو َوٌَشُوعُ ْب ُن نُونَ َ .ول َّما فَ َر َ س َرائٌِل سامِ ِع ال َّ ٌع ِإ ْ غ ُمو َ َم َ ش ْع ِ سى مِ نْ ُم َخا َطبَ ِة جَمِ ِ ش َهد ُ عَل ٌْكُ ْم ت التًِ أَنَا أ َ ْ بِكُ ِ ّل َه ِذ ِه ال َك ِل َماتِ .قَال ل ُه ْمَ « :و ِ ّج ُهوا قُلُوبَكُ ْم إِلى جَمِ ٌعِ ال َك ِل َما ِ 81
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
ت َه ِذ ِه الت َّ ْو َرا ِة". صوا أَنْ ٌَ ْع َملُوا بِجَمِ ٌعِ َك ِل َما ِ صوا بِ َها أ َ ْوالدَكُ ْم ِلٌَ ْح ِر ُ بِ َها الٌَ ْو َم ِل َك ًْ ت ُو ُ (تث 11 : 38ـ .)16
الوصٌة ..الشرٌعة ..األحكام ..إرادة هللا ..هذا ما ٌمأل عقل ٌشوع البار.. وما ٌحركه فى كل خطوة ..وٌظهر هذا فى بداٌة قراراته "ث ُ َّم قَا َل ٌَشُوعُ
سى ف ِ ِلرأُوبَ ٌْنٌٌِِّنَ َوا ْل َجا ِد ٌٌِّنَ َونِ ْ سبْطِ َمنَ َّ سى« .:ا ْذكُ ُروا ا ْل َكالَ َم الَّذِي أ َ َم َركُ ْم بِ ِه ُمو َ ص َ ل َّ ضٌ( ".ش ، 18 : 1 َ ب ِإلَ ُهكُ ْم قَ ْد أ َ َرا َحكُ ْم َوأ َ ْع َطاكُ ْم َه ِذ ِه األ َ ْر َ الر ُّ الر ّ ِ ب قَائِالًَّ : ع ْبد ُ َّ ..)13فكانت هناك قضٌة السبطٌن والنصف سبط الذٌن اختاروا السكنى فى
عبر األردن ..فلم ٌكن من ٌشوع إال أن ٌرجع إلى قرار موسى السابق لٌؤكده.. الذى كان حسب إرادة هللا وإرشاده" ..فَأ َ َجابُوا ٌَشُوعَ« :كُ َّل َما أ َ َم ْرتَنَا بِ ِه نَ ْع َملُهُ,
ب إِلَ ُهكَ ٌَكُو ُن َو َح ٌْث ُ َما ت ُْر ِ سى نَ ْ سمِ ْعنَا ِل ُمو َ ب كُ ِ ّل َما َ َبَ .ح َ س ْلنَا نَ ْذه ْ الر ُّ س َ س َم ُع لَكَ .إِنَّ َما َّ ان ٌَ ْع َ صى قَ ْولَكَ َوال َ ٌَ ْ س َم ُع َكالَ َمكَ فًِ كُ ِ ّل َما تَأ ْ ُم ُرهُ سى .كُ ُّل ِإ ْن َ َم َعكَ َك َما كَانَ َم َع ُمو َ س ٍ ش َّج ْع»" (ٌش 16 : 1ـ .)18 شدِّدا ً َوت َ َ ِب ِه ٌُ ْقت َ ُلِ .إنَّ َما كُنْ ُمت َ َ
وبحكمة تعامل هذا القابد بجدٌة مع أولى أزماته فى توزٌع األرض وسار على نهج أبٌه وحسب الوصٌة ..وأصر أن ٌظل الشعب متماسكا ..وٌعبر األردن بكل الرجال واألبطال المتجهزٌن ..وٌتركون نساءهم وأطفالهم إلى أن ٌعودوا إلٌهم بعد أن ٌسكن بقٌة األسباط فى كنعان. وتوالت األزمات ..وفى كل مرة نجد ٌشوع ٌتبع الوصٌة اإللهٌة بحرص شدٌد ..وبعد عبور األردن بشكل معجزى صار أمر هللا لٌشوع "فًِ انَ ,وعُ ْد فَ ْ اخت ُنْ بَنًِ ذَ ِلكَ ا ْل َو ْق ِ صنَ ْع ِلنَ ْف ِ ب ِلٌَشُوعَ« :ا ْ سكَا ِكٌنَ مِ نْ َ سكَ َ الر ُّ ت قَا َل َّ ص َّو ٍ ف. س َرائٌِ َل فًِ ت َ ِ ّل ا ْلقُلَ ِ سكَا ِكٌنَ مِ نْ َ س َرائٌِ َل ثَانٌَِةً» .فَ َ ان َو َخت َنَ َبنًِ ِإ ْ ِإ ْ صنَ َع ٌَشُوعُ َ ص َّو ٍ ُور ِِ, ع إٌَِّاهُ ْم :أَنَّ جَمِ ٌعِ ال َّ ب َختْ ِن ٌَشُو َ ب ا ْل َخ ِار ِجٌنَ مِ نْ مِ ْ َو َهذَا ه َُو َ ش ْع ِ سبَ ُ ص َر ,الذُّك َ علَى ال َّ ص َر .أل َ َّن َجمٌِ َع بَ ,مات ُوا فًِ ا ْلبَ ِّرٌَّ ِة َ وج ِه ْم مِ نْ مِ ْ جَمِ ٌ َع ِِ ِر َجا ِل ا ْل َح ْر ِ ٌق بِ ُخ ُر ِ ط ِر ِ علَى ب الَّذٌِنَ ُو ِلد ُوا فًِ ا ْلقَ ْف ِر َ ب الَّذٌِنَ َخ َر ُجوا كَانُوا َم ْخت ُونٌِنَ َ .وأ َ َّما جَمِ ٌ ُع ال َّ ال َّ ش ْع ِ ش ْع ِ ال َّ ص َر فَلَ ْم ٌُ ْختَنُواٌ( ".ش 8 : 5ـ .)5 وج ِه ْم مِ نْ مِ ْ ٌق ِب ُخ ُر ِ ط ِر ِ
وبسبب هذا الخضوع المثالى للوصٌة ..تراءى الرب لٌشوع على شكل ب ِل ٌَشُوعَْ « : اخلَ ْع نَ ْعلَكَ مِ نْ ِر ْج ِلكَ ,أل َ َّن الر ّ ِ ٌِس ُج ْن ِد َّ ربٌس الجند اإللهى "فَقَا َل َرئ ُ 81
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
َّس» .فَفَعَ َل ٌَشُوعُ َكذَ ِلكَ " (ٌش ..)15 : 5 ِف َ ا ْل َمكَانَ الَّذِي أ َ ْنتَ َواق ٌ علَ ٌْ ِه ه َُو ُمقَد ٌ لٌكون هو قابده األعلى فى المعركة الفاصلة ..أرٌحا. وأطاع ٌشوع بدقة شدٌدة طقس الدوران حول أسوار أرٌحا كما وصفه المسٌح ..وأوصى ٌشوع شعبه الوصٌة المشهورة المكررة الحاسمة " َوأ َ َّما أ َ ْنت ُ ْم
س َرائٌِ َل فَ ْ احت َِر ُزوا مِ نَ ا ْل َح َر ِام ِلئَال َّ ت ُ َح َّر ُموا َوتَأ ْ ُخذُوا مِ نَ ا ْل َح َر ِام َوت َْجعَلُوا َم َحلَّةَ إِ ْ ُم َح َّر َمةً َوت ُ َك ِّد ُروهَاٌ( ".ش .)18 : 6
وبعد هزٌمة عاي ..قد َّم ٌشوع توبة صادقة كما تسَّلم من أبٌه موسى.. ونفذ الشرٌعة بدقة وتم إعدام عخان بن كرمً على خطٌته الموجبة الموت.. ب إِلَ ِه ِلر ّ ِ وانتصر ٌشوع على عاي فى الجولة التالٌة" ..حِ ٌنَئِ ٍذ بَنَى ٌَشُوعُ َم ْذبَحا ً ل َّ
ُوب سى َ ب بَنًِ ِإ ْ ِإ ْ س َرائٌِ َل فًِ َج َب ِل عٌِ َبا َلَ .,ك َما أ َ َم َر ُمو َ س َرائٌِ َلَ ,ك َما ه َُو َم ْكت ٌ الر ّ ِ ع ْبد ُ َّ صعَد ُوا ار ٍة صَحِ ٌ َح ٍة لَ ْم ٌَ ْرفَ ْع أ َ َحد ٌ َ فًِ ِ علَ ٌْ َها َحدٌِداًَ ,وأ َ ْ س ْف ِر ت َْو َرا ِة ُمو َ سىَ .م ْذبَ َح حِ َج َ س َخةَ ت َْو َرا ِة سالَ َم ٍةَ .و َكت ََب هُنَاكَ َ علَ ٌْ ِه ُم ْح َرقَا ٍ َ ار ِة نُ ْ بَ ,وذَبَ ُحوا ذَبَائِ َح َ ِلر ّ ِ ت ل َّ علَى ا ْلحِ َج َ س َرائٌِ َلٌ( ".ش 31 : 8ـ ..)38بمجرد إنتهاء هذه سى الَّتًِ َكتَبَ َها أ َ َما َم بَنًِ إِ ْ ُمو َ
الجولة ..عاد ٌشوع إلى الشرٌعة وصنع المذبح حسب الوصٌة ..وكتب نسخة جدٌدة من التوراة ..وال شك أن عملٌة النسخ تجعل اإلنسان أكثر حفظا ودراٌة بتفاصٌل وصٌة الرب. ولم ٌكتفى ٌشوع بنسخ الشرٌعة ولكنه أراد تحفٌظها لكل الشعب ،فما كان منه إال أن أوقف خطة دخول كنعان وتوزٌع األراضى ،وجعل حفظ س َرائٌِ َل َوشٌُُو ُخ ُه ْمَ ,وا ْلعُ َرفَا ُء َوقُضَات ُ ُه ْمَ ,وقَفُوا الشرٌعة أهم أولوٌاته " َوجَمِ ٌ ُع إِ ْ
ب. ت مِ نْ هُنَا َومِ نْ هُنَاكَ ُم َقا ِب َل ا ْل َك َهنَ ِة الالَّ ِو ٌٌِّنَ حَامِ لًِ ت َابُو ِ ِب التَّابُو ِ ت َ الر ّ ِ َجان َ ع ْه ِد َّ صفُ ُه ْم ِإلَى ِج َه ِة َجبَ ِل عٌِبَا َل, صفُ ُه ْم ِإلَى ِج َه ِة َجبَ ِل ِج ِر ِ ّزٌ َمَ ,ونِ ْ ًِ .نِ ْ ا ْلغَ ِر ُ ٌب َك َما ا ْل َو َطن ُّ س َرائٌِ َلَ .وبَ ْعدَ ذَ ِلكَ قَ َرأ َ جَمِ ٌ َع َكالَ ِم سى َ ب أ َ َّوالً ِلبَ َر َك ِة َ ب إِ ْ َك َما أ َ َم َر ُمو َ ش ْع ِ الر ّ ِ ع ْبد ُ َّ س ْف ِر الت َّ ْو َرا ِة .لَ ْم تَكُنْ َك ِل َمة ٌ مِ نْ كُ ِ ّل َما ب كُ ِ ّل َما كُت َِب فًِ ِ الت َّ ْو َرا ِة :ا ْل َب َركَةَ َواللَّ ْعنَةََ ,ح َ س َ ب سى لَ ْم ٌَ ْق َرأْهَا ٌَشُوعُ قُدَّا َم كُ ِ ّل َج َما َ ع ِة إِ ْ س َرائٌِ َل َوال ِنّ َ أ َ َم َر بِ ِه ُمو َ ساءِ َواأل َ ْطفَا ِل َوا ْلغَ ِرٌ ِ سطِ ِه ْم" (ٌش 33 : 8ـ .)35 ال َّ سائ ِِر فًِ َو َ 88
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
ومع إنتصارات ٌشوع المتكررة على ملوك كنعان وجٌوشها الجرارة ومع كثرة الغنابم وإغراءاتها إال أن ٌشوع ظل متحفظا للوصٌة جدا.. ق َم ْر َكبَاتِ ِه ْم بِالنَّ ِار". ب َخ ٌْلَ ُه ْم َوأ َ ْح َر َ الر ُّ ب .ع َْرقَ َ " فَفَعَ َل ٌَشُوعُ بِ ِه ْم َك َما قَا َل لَه ُ َّ (ٌش .)9 : 11 ف. س ٌْ ِ " فَأ َ َخذَ ٌَشُوعُ كُ َّل ُمد ُِن أُولَئِكَ ا ْل ُملُوكِ َوجَمِ ٌ َع ُملُو ِك َها َوض ََربَ ُه ْم بِ َح ِّد ال َّ بٌ( ".ش )18 : 11 سى َ َح َّر َم ُه ْم َك َما أ َ َم َر ُمو َ الر ّ ِ ع ْبد ُ َّ سى ٌَشُوعََ ,و َه َكذَا فَعَ َل ٌَشُوعُ .لَ ْم سى َ ع ْبدَهُ َه َكذَا أ َ َم َر ُمو َ ب ُمو َ الر ُّ َ " ك َما أ َ َم َر َّ سىٌ( ".ش )15 : 11 ٌُهْمِ ْل َ ب ُمو َ الر ُّ ش ٌْئا ً مِ نْ كُ ِ ّل َما أ َ َم َر بِ ِه َّ
قد ٌقع القابد فى التركٌز على وصٌة وإهمال وصٌة أخرى ..وقد ٌستبٌح القابد تخطً وصٌة معٌنة لغرض فى نفسه ..وهذا ٌجعله ٌفقد رضا هللا وبركته وٌنحرف َمن ورابه كثٌرون عن الخطة اإللهٌة. أ َّما ٌشوع فلم ٌهمل شٌبا من كل ما أمر به الرب موسى ..ولهذا ٌتكرر سى" (ٌش .)15 : 11 ب ُمو َ هذا التعبٌر مراراَ " ..ك َما أ َ َم َر ال َّر ُّ شاول الملك ..بدأ حٌاته قابدا خاضعا لصموبٌل النبى ..متواضعا ال ٌنتقم لنفسه ..ثم حاد عن الوصٌة ..ولم ٌعد ٌهتم بالشرٌعة ورفض تحرٌم الغنابم مدعٌا أنه ٌوفر من الغنم والغنابم لتقدٌم ذبابح هلل ..وتجاوز الوصٌة حٌن قد َّم الذبٌحة دون أن ٌنتظر صموبٌل النبى وكسر الوصٌة بشدة حٌن قتل رجال هللا الكهنة فى نوب ،وأخٌرا تجاوز الشرٌعة فى اللجوء للعرافة والتعامل مع الشٌاطٌن .وهلك شاول ..وسقط قابدا ..كان ٌُظن أنه سٌكون الملك األول واألمثل لشعب هللا ..ألنه لم ٌلتصق بالوصٌة.
83
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
خامساً ..متواضع جيد نعمة من أهم صفات القابد الروحى ..التواضع ..الذى ٌجعله ٌجد نعمة فى عٌنى هللا والناس. قد تكون من أهم صفات القابد العالمى اإلعتزاز بالنفس أو العند والتصلف ..هكذا عاش كثٌر من القادة المشهورٌن أمثال هتلر وموسولٌنى.. وبسبب كبرٌابهم هلك مالٌٌن من أتباعهم وأعدابهم وكانوا وباال على البشر والتارٌخ. َاث ْ َ " كذَ ِلكَ أٌَُّ َها األ َ ْحد ُ اض ِعٌنَ بَ ْع ُ اخ َ ض، ضعُوا لِل ُّ ضكُ ْم ِلبَ ْع ٍ شٌُوخَِ ،وكُونُوا جَمِ ٌعا ً َخ ِ اضعُونَ فٌَُعْطِ ٌ ِه ْم هللا ٌُقَا ِو ُم ا ْل ُم ْ َوت َ َ ست َ ْكبِ ِرٌنَ َ ،وأ َ َّما ا ْل ُمت ََو ِ ُع ،ألَنَّ َ س ْر َبلُوا ِبالت َّ َواض ِ نِ ْع َمةً .فَت ََوا َ هللا ا ْلقَ ِوٌَّ ِة ِل َك ًْ ٌَ ْرفَعَكُ ْم فًِ حِ ٌنِهُِ .،م ْل ِقٌنَ كُ َّل َه ِ ّمكُ ْم ضعُوا ت َْحتَ ٌَ ِد ِ علَ ٌْ ِه ألَنَّه ُ ه َُو ٌَ ْعتَنًِ بِكُ ْم1( ".بط .)5 : 5 َ
والقٌادة ذاتها قد تعطل التواضع ..ألن القابد ٌجد كثٌرون َمن حوله ٌتبعونه وٌأتمرون بأمره ..بل ٌمدحونه وٌمجدون أعماله ..وآخرون ٌبالغون فى تقدٌر إنجازاته وٌعاملونه وكأنه ال ٌخطأ..فقد ٌبدأ القابد متواضعا وٌنتهى متكبرا ..وٌكون سقوطه عظٌما. أ َّما ٌشوع ..فبدأ متواضعا وعاش متواضعا وإنتهى متواضعا ،بدأ ٌشوع خاضعا هلل فى كل شا تابعا لوصٌة أبٌه موسى صغٌرا فى عٌنى نفسه مهما كبر فى عٌنى الناس. الخضوع أولى عالمات التواضع ..فالمتواضع ٌُسارع بالسؤال وبصدق ٌطلب اإلرشاد والتوجٌه ..وٌقف أمام وصٌة الكتاب المقدسة حانٌا رأسه ُمعلنا إستعداده للطاعة مهما كلفه األمر. ومع إنجازات ٌشوع الخارقة ..عبور األردن ..سقوط أسوار أرٌحا.. إنتصاراته على شعوب أقوى منه ..وعلى واحد وثالثون ملكا فى أرض كنعان تكتلوا علٌه وقاوموه ولم ٌنجح منهم أحد فى الوقوف أمامه ..إال أنه ظل كما بدأ 81
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
هللا أَنَا َما أَنَا َونِ ْع َمتُه ُ ساجدا خاشعا خاضعا ..ودٌعاٌ ..درك جٌداَ " ..ولَ ِكنْ بِنِ ْع َم ِة ِ هللا ا ْل ُم ْع َطاة ُ لًِ لَ ْم تَكُنْ بَاطِ لَةً بَ ْل أَنَا ت َ ِعبْتُ أ َ ْكث َ َر مِ ْن ُه ْم جَمِ ٌ ِع ِه ْمَ .ولَ ِكنْ الَ أَنَا بَ ْل نِ ْع َمةُ ِ الَّتًِ َمعًِ" (1كو .)11 : 15
ومع كل جولة جدٌدة من حٌاته تمسَّك ٌشوع بالوصٌة والصالة مثل األكل والشرب ..والمتواضع ٌُدرك إحتٌاجه الشدٌد لقراءة الكتاب المقدس وللصالة الحارة ومهما كبر فى حٌاته وخدمته ..وهكذا أنهى حٌاته بشعاره الر َّب" (ٌش .)15 : 81 المتواضعَ " ..وأ َ َّما أَنَا َوبَ ٌْتًِ فَنَ ْعبُد ُ َّ ومع إتضاع ٌشوع ..لم ٌنكر حق كل َمن له حق ..وٌعطى الكرامة ل َمن ٌستحقها ..فحٌن أتاه كالب بن ٌفنة شرٌكه القدٌم فى تجسس األرض وطلب مكافأة خاصة ..أعطاه جبل حبرون لنفسه وعابلته" ..فَاآلنَ أَعْطِ نًِ َهذَا ا ْل َجبَ َل
سمِ ْعتَ فًِ ذَ ِلكَ ا ْلٌَ ْو ِم أَنَّ ا ْلعَنَاقِ ٌٌِّنَ الَّذِي ت َ َكلَّ َم َ ب فًِ ذَ ِلكَ ا ْلٌَ ْو ِم .ألَنَّكَ أ َ ْنتَ َ الر ُّ ع ْنهُ َّ ار َكه ُ هُنَاكَ َ ,وا ْل ُمد ُ ُن عَظِ ٌ َمةٌ ُم َح َّ ب َمعًِ فَأ َ ْط ُردَهُ ْم َك َما ت َ َكلَّ َم ال َّر ُّ الر َّ صنَةٌ .لَ َع َّل َّ ب» .فَ َب َ ٌَشُوعَُ ,وأ َ ْع َطى َح ْب ُرونَ ِلكَال َِب ْب ِن ٌَفُنَّةَ ُم ْلكاًٌ( ".ش .)13 ، 18 : 11
فالقابد المتواضع ال ٌنكر فضل َمن ٌتعب وٌكافا بسخاء كل َمن له دور وإجتهاد ..وٌنسب اإلنجازات للفرٌق العامل معه وال ٌأخذ لنفسه كرامة أو مدٌحا ََ ال ٌستحقه ..وال ٌنزعج إن ظهر آخرون محبوبون ناجحون بل منافسون. كما أن المتواضع ٌتسم بإٌمان عمٌق ..وثقة حقٌقٌة فى وعود هللا ومعٌّته وحكمته ..وكلما أزاد القابد تواضعا ..إزدادت ثقته فى هللا وبالتالى ثقته فى نفسه وفى َمن معه وحوله. وكلما إزداد القابد تواضعا كلما نسب كل نجاح إللهه والنعمة التى تسانده والفرٌق العامل معه وال ٌنسى عجزه وضعفه وخطٌته ،وقد ٌكون من المناسب فى إعداد القابد الروحى أن ٌنهزم أوال مرة أو أكثر ..كما حدث لٌشوع بن نون فى عاي ..فهذه الهزٌمة التى مررته صارت له حصنا ضد الكبرٌاء واإلفتخار ..فلم ٌنسى طوال حٌاته أنه هُزم من قرٌة صغٌرة وخسر عشرات من جنوده بسبب الحرام الذى لم ٌنتبه لوجوده ،لقد زادته هذه الهزٌمة تواضعا 85
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
وحرصا على الوصٌة وصراخا قبل كل مرحلة ومهمة وإحساسا باإلحتٌاج الشدٌد لنعمة هللا ..فحفظته آلخر حٌاته من الكبرٌاء والتعالى. وال ننسى أن سلٌمان القابد والملك الذى لم ٌأتى أحد فى تارٌخ العهد القدٌم فى مثل حكمته ..بدأ متواضعا معترفا بصغره وعجزه طالبا بلجاجة الحكمة والتمٌٌز ..وبعد سنوات من النجاح واإلنجازات العظٌمة نسى نعمة هللا س ِه ْم ورأى الحكمة فى نفسه ونسى قول الكتاب " َو ٌْ ٌل ِل ْل ُح َك َماءِ فًِ أ َ ْعٌُ ِن أ َ ْنفُ ِ َوا ْلفُ َه َماءِ ِع ْندَ ذَ َواتِ ِه ْم" (اش ..)81 : 5وسقط فى خطاٌا كثٌرة وكبٌرة كاد ٌهلك بسببها لوال رجوعه إلتضاعه وإعترافه بعجزه فى آخر حٌاته.. شبَ ُع مِ نَ النَّ َظ ِر سا ُن أَنْ ٌُ ْخبِ َر بِا ْلكُ ِ ّل .ا ْلعَ ٌْ ُن ال َ ت َ ْ " كُ ُّل ا ْل َكالَ ِم ٌَ ْق ُ ص ُر .ال َ ٌَ ْ اِل ْن َ ستَطِ ٌ ُع ِ س ْمعِ" (جا .)8 : 1 ئ مِ نَ ال َّ َواألُذ ُ ُن ال َ ت َْمت َ ِل ُ ع َم ٍل َو ْقتا ً ٌر .أل َ َّن ِلكُ ِ ّل أ َ ْم ٍر َو ِلكُ ِ ّل َ ق َوال ِ ّ صدٌِّ َ اَّلل ُ ٌَدٌِ ُن ال ِ ّ " فَقُ ْلتُ فًِ قَ ْلبًَِّ « : ش ِّر َ هُنَاكَ »" (جا .)17 : 3 الروحِ" (جا .)8 : 7 الروحِ َخ ٌْ ٌر مِ نْ ت َ َكبُّ ِر ُّ " نِ َها ٌَة ُ أ َ ْم ٍر َخ ٌْ ٌر مِ نْ َبدَا ٌَتِهِ .طُو ُل ُّ «" بَاطِ ُل األَبَاطِ ٌ ِل» قَا َل ا ْلجَامِ َعةُ« :ا ْلكُ ُّل بَاطِ ٌل»" (جا .)8 : 18
86
الصفات الشخصٌة للقابد الروحى
.
87
الباب الثانى
مهارات القائد الروحى Skills
92
مهارات القابد الروحى
أوالً ..صاحب رؤية واضحة
Clear vision
تقدر قٌمة القابد ونجاحه ..بقدر وضوح رإٌته ..وقدٌما ً قال الحكٌم.. ب أ َ َّما َحا ِفظُ الشَّ ِرٌعَ ِة فَطُوبَاه ُ" (ام ..)ٔ1 : ٕ2والرإٌة " ِببلَ ُرإْ ٌَا ٌَ ْج َم ُح الشَّ ْع ُ تعنى ببساطة الحلم ( ..)Dreamقد ٌكون حلم القابد أن ٌجلس على الكرسى وٌتسلط فتكون فترة قٌادته أضعؾ أو أسوأ م َمن قبله كما حدث مع كثٌر من ملوك شعب إسرابٌل ..وقد ٌكون حلم القابد أو رإٌته هو فقط أن ٌعبر مشكلة معٌنة أو ٌتفاداها ولٌس له رإٌة أكبر من هذا ..وقد ال تحدث المشكلة أو تنتهى ولكن هذا القابد لم ٌضٌؾ لشعبه كثٌراً. وألن ربنا ٌسوع المسٌح هو المثل األعلى فى كل فضٌلة ..فهو القابد األعظم واألكمل عبر التارٌخ كله ..فتجد هذه الصفة واضحة تماما ً فى منهجه.. فكان ٌعلم تماما ً وٌُعلن بوضوح هدؾ مجٌبه.. " أ َ َّما أَنَا فَقَ ْد أَتٌَْتُ ِلتَكُونَ لَ ُه ْم َحٌَاة ٌ َو ِلٌَكُونَ لَ ُه ْم أ َ ْف َ ض ُل" (ٌو ٓٔ .)ٔٓ : ص ْوتًِ" (ٌو ِ " ل َهذَا قَ ْد أَتٌَْتُ إِلَى ا ْلعَالَ ِم أل َ ْ س َم ُع َ ق ٌَ ْ ق .كُ ُّل َمنْ ه َُو مِ نَ ا ْل َح ّ ِ ش َهدَ ِل ْل َح ّ ِ .)ٖ3: ٔ1 " حِ ٌنَ كُ ْنتُ َمعَ ُه ْم فًِ ا ْلعَالَ ِم كُ ْنتُ َولَ ْم ٌَ ْه ِلكْ مِ ْن ُه ْم أ َ َحد ٌ ِإال َّ ا ْب ُن ا ْلهالَكِ
أ َ ْحفَظُ ُه ْم فًِ اسْمِ كَ .الَّذٌِنَ أ َ ْع َط ٌْتَنًِ َح ِف ْظت ُ ُه ْم َاب" (ٌو .)ٕٔ : ٔ3 ِل ٌَ ِت َّم ا ْل ِكت ُ
وهكذا أظهر ربنا ٌسوع المسٌح أنه ال ٌفارقه أبدا ً هدؾ مجٌبه ..وهذه هى الرإٌة الثاقبة ..من أجل هذه الساعة قد أتٌت ..جاء من أجل خبلصنا.. لٌفدٌنا وٌُحٌٌنا ..جاء لٌعلمنا وٌرشدنا ..جاء لٌُصعدنا معه وٌُعطٌنا الحٌاة األبدٌة ..جاء لٌُعلن الحق وٌُنٌر العالم المظلم حتى ال ٌهلك كل َمن ٌإمن به. هنا ٌظهر الفرق واضحا ً بٌن دور القابد ودور المدبر ..فلٌس كل مدبر ناجح هو بالضرورة قابد ناجح ..فالمدٌر هو الشخص التنفٌذى الذى ترسم له الخطوط واضحة وعلٌه أن ٌنفذ بدقة ما أوكل إلٌه من مهمة. ٖٓ
مهارات القابد الروحى
أ َّما ٌشوع فكان مدبرا ً ناجحا ً حٌن كان تابعا ً للقابد العظٌم موسى النبى.. فؤوكل إلٌه مؤمورٌة التجسس لدخول أرض كنعان قبل وصول الشعب كنعان بعشرات السنوات ..وأتم ٌشوع المهمة بنجاح وظهرت بوادر القٌادة ولٌس اإلدارة فقط علٌه حٌن رجع من مهمته له رإٌة واضحة وحلم متكامل ورجاء س َرائٌِل َوقَال ل ُه َما كُ ُّل سى َوعَلى هَا ُرونَ جَمِ ٌ ُع بَنًِ ِإ ْ ثابتَ " .وتَذَ َّم َر عَلى ُمو َ
ص َر أ َ ْو ل ٌْتَنَا ُمتْنَا فًِ َهذَا القَ ْف ِر!َ .و ِل َماذَا أَت َى بِ َنا ال َج َما َ ض مِ ْ عةِ« :ل ٌْتَنَا ُمتْنَا فًِ أ َ ْر ِ سا ُإنَا َوأ َ ْطفَالُنَا َ س َخ ٌْرا ً لنَا س ٌْ ِ ض ِلنَ ْ ب ِإلى َه ِذ ِه األ َ ْر ِ سق ُ َط ِبال َّ ف؟ ت َِصٌ ُر ِن َ الر ُّ َّ غنٌِ َمةً .أَل ٌْ َ ص َر؟» .فَقَال بَ ْع ُ ص َر». ض« :نُقٌِ ُم َرئٌِسا ً َونَ ْر ِج ُع ِإلى مِ ْ أَنْ نَ ْر ِج َع ِإلى مِ ْ ض ُه ْم ِلبَ ْع ٍ سى َوهَا ُرو ُن عَلى َو ْج َه ٌْ ِه َما أ َ َما َم كُ ِ ّل َم ْعش َِر َج َما َ س َرائٌِلَ .وٌَشُوعُ ع ِة بَنًِ إِ ْ سقَ َط ُمو َ فَ َ ع ِة ض َم َّزقَا ثِ ٌَا َب ُه َماَ .وقَاال ِلكُ ِ ّل َج َما َ سوا األ َ ْر َ ِب ْب ُن ٌَفُنَّةَ مِ نَ الذٌِنَ ت َ َج َّ س ُ ْب ُن نُونَ َوكَال ُ ب س َرائٌِل« :األ َ ْر ُ بَنًِ إِ ْ ض التًِ َم َر ْرنَا فٌِ َها ِلنَت َ َج َّ س َ س َها َج ٌِّدَة ٌ ِجدّا ً ِجدّاً .إِنْ سُ َّر بِنَا ال َّر ُّ سالً .إِنَّ َما ال تَت َ َم َّرد ُوا عَلى ٌِض لبَنا ً َو َ ض َوٌُعْطِ ٌنَا إٌَِّاهَا أ َ ْرضا ً تَف ُ ٌُدْخِ لنَا إِلى َه ِذ ِه األ َ ْر ِ ع َ ب َم َعنَا .ال ض ألَنَّ ُه ْم ُخ ْب ُزنَا .قَ ْد َزال َ ب َوال ت َ َخافُوا مِ نْ َ ب األ َ ْر ِ الر ُّ ش ْع ِ الر ّ ِ ع ْن ُه ْم ظِ لُّ ُه ْم َو َّ َّ ُ ت َ َخافوهُ ْم»( ".عد ٗٔ ٕ :ـ .)2
وحٌن قاد ٌشوع الجٌش فى حرب عمالٌق (خر )ٔ3تحت قٌادة موسى النبى ..كانت المهمة ناجحة ولكنها كانت جولة أولى فى بداٌة تكوٌنه كقابد عظٌم لشعب كبٌر ولٌس قابدا ً حربٌا ً فقط أو سٌاسٌا ً إنما قابدا ً روحٌاًٌ ..رى بوضوح المستقبل كما ٌراه هللا ..أو كما ٌعلن له هللا إرادته وٌسعى بكل كٌانه لتحوٌل هذه الرإٌة إلى حقٌقة عبر السنٌن. ض س ُم ِل َهذَا ال َّ شدَّ ْد َوت َ َ كانت الرإٌة واضحة "ت َ َ ش َّج ْع ,ألَنَّكَ أ َ ْنتَ ت َ ْق ِ ب األ َ ْر َ ش ْع ِ الَّتًِ َحلَ ْفتُ آلبَائِ ِه ْم أَنْ أُعْطِ ٌَ ُه ْمٌ( ".ش ٔ ..)ٙ :لم تكن فقط الوصول إلى كنعان
أو عبور األردن أو حتى النصرة على الشعوب الوثنٌة وتحرٌمها ..إنما كانت باألولى اإلحتفاظ بالقٌم الروحٌة لهذا الشعب المختار والخضوع هلل أثناء المسٌرة كلها حتى بعد إمتبلك األرض وتقسٌمها والسكنى فٌها. لهذا رأٌنا ٌشوع ال ٌقؾ عند إنتصار ..أو هزٌمة ..وال ٌتراجع للوراء.. وال ٌفقد الهدؾ األسمى وسط المشؽولٌات ..وال ٌخضع إللحاح الشعب أو ٖٔ
مهارات القابد الروحى
رؼباته ..وكما كان موسى النبى قابدا ً صاحب رإٌة وهدؾ اسمى ..كان لٌشوع نفس الرإٌة والهدؾ فؤكمل زمان ؼربته بنجاح وحقق إرادة هللا الصالحة المرضٌة الكاملة فى حٌاته. ومع نهاٌة حٌاتهٌ ..تضح أن حلمه الكبٌر ال ٌنتهى حتى بنهاٌة أٌامه على األرض ..فها هو ٌفعل كما فعل موسى ..فى وداعه لشعبه فٌإكد علٌهم الخضوع هلل والتمسّك بالشرٌعة ونزع اآللهه الؽرٌبة ووحدانٌة القلب لؤلسباط جمٌعها "فَاآلنَ ْ عبَدَهُ ْم ب َوا ْعبُد ُوهُ بِ َك َما ٍل َوأ َ َمانَ ٍةَ ,وا ْن ِزعُوا اآل ِل َهةَ الَّذٌِنَ َ الر َّ اخشُوا َّ الر َّبٌ( ".ش ٕٗ .)ٔٗ : آبَا ُإكُ ْم فًِ عِ ََ ْب ِر النَّ ْه ِر َوفًِ مِ ْ ص َرَ ,وا ْعبُد ُوا َّ وبسبب ؼٌاب القابد ـ بعد موت ٌشوع ـ رجع الشعب ٌزٌػ عن عبادة هللا وإمتؤلت األسباط بعبادة األوثان وأتى زمن القضاة المملوء فساداً ..فؤرسل هللا لهم قادة (قضاة) لٌعٌدوا الشعب إلى مساره الروحى الذى بداه موسى النبى وأكمله ٌشوع بنجاح. وقد نرى بعض القادة الذٌن أتوا بعد ٌشوع ٌفتقرون إلى الرإٌة الثاقبة والهدؾ الواضح ..فها هو شمشون قابدا ً وقاضٌا ً ولكنه ٌفتقد الهدؾ ..فتتبلعب به الشهوات والؽرابز إلى أن ٌتوب أخٌرا ً وٌعود إلى هدؾ وجوده وٌختم حٌاته بإٌمان ورجاء ناجح. وأٌضا ً جدعون الذى قاد الشعب فى عدة جوالت ناجحة لم ٌكن واضحا ً فى هدفه فى نهاٌة حٌاته ..فسمح أٌضا ً بإنحراؾ الشعب ورابه ألن الرإٌة لم ع ْف َرة ََ .وزَ نَى صنَ َع ِج ْدعُو ُن ِم ْن َها أَفُودا ً َو َجعَلَه ُ ِفً َم ِدٌنَ ِت ِه ِفً َ تكن واضحة" ..فَ َ ون َوبَ ٌْ ِت ِه فَ ّخاً( ".قض .)ٕ3 : 1 َان ذَ ِل َك ِل ِج ْدعُ َ َاك ,فَك َ كُ ُّل ِإ ْس َرا ِبٌ َل َو َرا َءه ُ هُن َ وإن كنا بصدد التركٌز على القابد الروحى ..فالرإٌة واحدة ولكن المهمة مختلفة من قابد لقابد ..الرإٌة الكبٌرة هى خبلص النفوس ..خبلص كل َمن ٌقودهم القابد ..بل زٌادة القطٌع لٌحوي العالم كله ..والشبكة للصٌاد تحمل ش َبكَةَ ِإلَى ب ال َّ كل السمك دون أن تتقطع الشبكة "فَ َ س َو َجذَ َ ص ِعدَ س ِْم َعا ُن بُ ْط ُر ُ ٕٖ
مهارات القابد الروحى شبَكَةُ" ق ال َّ س َمكا ً َكبٌِرا ً مِ ئ َةً َوثالَثا ً َو َخ ْم ِ األ َ ْر ِ ض ُم ْمت َ ِلئ َةً َ سٌنَ َ .و َم ْع َه ِذ ِه ا ْل َكثْ َر ِة لَ ْم تَت َ َخ َّر ِ (ٌو ٕٔ .)ٔٔ :
أما مهمة كل قابد فتختلؾ حسب رسالته المدعو لها ..فصار بولس القابد العظٌم الروحانى ..رسوالً لؤلمم ..كارزا ً وكاتبا ً فى العهد الجدٌد ..وصار بطرس الرسول ..رسوالً للختان أى للٌهود ..ونرى أثناسٌوس الرسولى حامٌا ً لئلٌمان ..مدافعا ً ومفسرا ً وراعٌا ً لئلٌمان األرثوذكسى وناشرا ً له عبر األجٌال.. ونرى البابا كٌرلس الخامس أب اإلصبلح صاحب مهمة التطوٌر ..والتعلٌم المستنٌر فى الكنٌسة القبطٌة ..وتبله كثٌرون. كل هإالء القادة العظام توفرت لهم الرإٌة الواضحة والحلم الكبٌر.. خبلص النفوس عن طرٌق اإلٌمان المستقٌم من داخل الكنٌسة الواحدة الوحٌدة المقدسة الجامعة الرسولٌة ..أ َّما رسالة كل واحد فإختلفت حسب مشاكل المرحلة وتحدٌاتها والظروؾ المحٌطة واإلمكانٌات المتاحة وخطة هللا الكاملة.
ونكن كيف تتك َّ ىن انرؤية ندي كم قائد؟! إنها نتاج العمق الروحى ..والوعى بإرادة هللا" ..الَّ ِذي ٌ ُ ِرٌد ُ أ َ َّن َج ِمٌ َع ون" (ٔتً ٕ ..)ٗ :إنها ثمرة قٌادة ق ٌ ُ ْق ِبل ُ َ ص َ اس ٌَ ْخل ُ ُ النَّ ِ ون َوإلَى َم ْع ِرفَ ِة ْال َح ِّ الروح القدس للنفس المختارة للقٌادة ..وإلحاح الوصٌة.. اإل ْن ِجٌ ِل ِل ْل َخلٌِقَ ِة كُ ِلّ َها" (مر )ٔ٘ : ٔٙ " ا ْذ َهبُوا إِلَى ا ْلعَالَ ِم أ َ ْج َم َع َواك ِْر ُزوا بِ ِ علَى َجبَ ٍل" (مت ٘ )ٔٗ : " أ َ ْنت ُ ْم نُو ُر ا ْلعَالَ ِم .ال َ ٌ ُ ْم ِك ُن أَنْ ت ُْخفَى َمدٌِنَةٌ َم ْوضُوعَة ٌ َ ش ًْ ٍء ِإال َّ ألَنْ ح بَ ْعد ُ ِل َ صلُ ُ سدَ ا ْلمِ ْل ُ " أ َ ْنت ُ ْم مِ ْل ُ ح فَ ِب َماذَا ٌُ َملَّحُ؟ ال َ ٌَ ْ ح األ َ ْر ِ ض َولَ ِكنْ ِإنْ فَ َ اس" (مت ٘ )ٖٔ : ٌُ ْط َر َ َاس مِ نَ النَّ ِ ح َخ ِارجا ً َوٌُد َ سنَةَ َوٌُ َم ِ ّجد ُوا أَبَاكُ ُم الَّذِي " فَ ْلٌُ ِض ْئ نُو ُركُ ْم َه َكذَا قُدَّا َم النَّ ِ اس ِل َك ًْ ٌَ َر ْوا أ َ ْع َمالَكُ ُم ا ْل َح َ ت" (مت ٘ )ٔٙ : اوا ِ فًِ ال َّ س َم َ
ٖٖ
مهارات القابد الروحى ًِ َوأَنَا فٌِكَ ِلٌَكُونُوا هُ ْم أ َ ٌْضا ً َواحِ دا ً ِ لٌَكُونَ ا ْلجَمِ ٌ ُع َواحِ دا ً َك َما أَنَّكَ أ َ ْنتَ أٌَُّ َها ُ اآلب ف َّ س ْلت َنًِ" (ٌو )ٕٔ : ٔ3 فٌِنَا ِلٌُإْ مِ نَ ا ْلعَالَ ُم أَنَّكَ أ َ ْر َ
بهذه الرسابل الروحٌة تتشكل الرإٌة وتكتمل وتنمو داخل قلب كل قابد.
ٖٗ
مهارات القابد الروحى
ثانياً :مدبّر ..وخمطط جيد Good Manager & Planner البد للقابد الروحى أن ٌتحلـَّى بصفة التدبٌر ..كما ذكر القدٌس بولس..
ور" (رو ٕٔ اء ا ْل ُمدَبِّ ُر فَ ِب ْ س َخ ٍ الراحِ ُم َف ِب ُ "أ َ ِم ا ْل َوا ِعظُ فَفًِ ا ْل َوعْظِ ا ْل ُمعْطِ ً فَ ِب َ اجتِ َها ٍد َّ س ُر ٍ ٌِرتِ ِه ْم فَت َ َمثَّلُوا " ..)1 :ا ُ ْذكُ ُروا ُم ْر ِ شدٌِكُ ُم الَّذٌِنَ َكلَّ ُموكُ ْم ِب َك ِل َم ِة هللاِ .ا ْنظُ ُروا ِإلَى نِ َهاٌَ ِة س َ شٌُو ُ سبُوا ا ْهالً ِلك ََرا َم ٍة ِب ِإٌ َمانِ ِه ْم" (عب ٖٔ " ..)3 :أ َ َّما ال ُّ سنا ً فَ ْلٌُ ْح َ خ ا ْل ُمدَبِّ ُرونَ َح َ ُمضَا َعفَ ٍةَ ،والَ ِسٌَّ َما الَّذٌِنَ ٌَتْعَبُونَ فًِ ا ْل َك ِل َم ِة َوالت َّ ْعل ٌِِم" (ٔتً ٘ ..)ٔ3 :
والتدبٌر فى الكنٌسة ٌجمع بٌن اإلدارة الحكٌمة واألبوة الحانٌة المإدبة.. فبلبد للقابد أن ٌكون أبا ً روحٌا ً ل َمن ٌتبعه ومدٌرا ً أو مدبرا ً ألحوالهم ومشاكلهم وجهادهم ونموهم ..ومدبرا ً لكل المشارٌع أو األنشطة أو المهام التى تحقق الهدؾ ..وهذا التدبٌر ٌستلزم دابما ً العمل بخطة ُمحكمة ُمنظمة ألن " َو ْل ٌَكُنْ ُك ُّل ب" (ٔكو ٗٔ .)ٗٓ : َ ش ًْ ٍء ِب ِل ٌَاقَ ٍة َو ِب َح َ س ِ ب ت َْرتٌِ ٍ وقد ٌمثل ؼٌاب الخطة أحد أهم أسباب فشل قادة كثٌرٌن ومشارٌع كثٌرة ..حتى أن ربنا ٌسوع ـ له المجد ـ قال مثلها " َو َمنْ مِ ْنكُ ْم َوه َُو ٌ ُ ِرٌد ُ أَنْ ٌَ ْبن ًَِ ِب النَّفَقَةَ َه ْل ِع ْندَهُ َما ٌَ ْل َز ُم ِل َك َما ِلهِ؟" (لو ٗٔ .)ٕ1 : ِس أ َ َّوالً َوٌَ ْحس ُ بُ ْرجا ً ال َ ٌَ ْجل ُ والتدبٌر والتخطٌط ال ٌفترقان عادة ..وقد ٌساعد القابد مجموعة متخصصة فى اإلدارة (التدبٌر) ..وفى التخطٌط (وضع خطة للعمل) ..لكنه البد أن ٌإمن بهذا الجانب فى قٌادته وصوالً إلى الهدؾ األسمى وتحقٌقا ً للرإٌة.. وٌظل ربنا ٌسوع المسٌح ـ له المجد ـ مثبلً أعلى فى التدبٌر والتخطٌط حتى فى أبسط األمور ..ففى إرسالٌة التبلمٌذ ..وضع لهم خطة العمل واضحة ..أرسلهم أثنٌن أثنٌن ..وحدد لهم القرى ..وأعطاهم التوصٌات البلزمة ..وما ٌفعلوه ..وما ال ٌفعلوه ..وأوصاهم بالرجوع إلٌه ..وحدد لهم الهدؾ بشكل واضح محدد مناسب واقعى وله زمن محدد كما ٌقرأها العلم الٌوم.
ٖ٘
مهارات القابد الروحى
ٖٙ
مهارات القابد الروحى
وفى معجزة الخمس خبزات والسمكتٌن ..أرسلهم أوالً لٌجعلوا الجموع خمسٌن خمسٌن ..مبة مبة ..وهكذا تم حصر العدد واكتشفوا أنهم خمسة آالؾ رجل ؼٌر النساء واألطفال ..وهو هدؾ محدد وواقعى ..ثم أرسلهم ثانٌا ً لٌوزعوا األكل مع الجمٌع بنظام ..وهى جولة أخرى بهدؾ محدد وواقعى.. ومن المنطقى أن كل تلمٌذ أصبح مسبول عن المجموعات التى جمعها واتكبها.. ثم أرسلهم ثالثة لٌجمعوا الكسر ..وتمت أٌضا ً بنظام ..كل على مكان المجموعات التى خدمها ..حتى تج َّمع أثنى عشر قفة ..وهكذا ظهر التدبٌر والنظام بإحكام شدٌد بالرؼم من بساطة هذا الشعب وصعوبة الموقؾ بسبب الجوع وعدم تناسب المكان للنظام حٌث أنهم على جبل. ولكن كل شا ٌنجح ببركة ربنا وأٌضا ً بالتدبٌر والنظام وتوزٌع األدوار ووعى الفرٌق بكل تفاصٌل المهمة واإلجابة على األسبلة المنطقٌة ..من ٌقوم بالعمل؟ كٌؾ؟ متى؟ أٌن؟ كم التكلفة؟ ول َمن ٌرجع حٌن ٌحتاج اإلرشاد؟ نعود إلى ٌشوع ..القابد الهمام ..والمدبر الواعى ..الذى تسَّلم عن أبٌه الروحى أٌضا ً حكمة التدبٌر ..وموسى النبى نفسه تسَّلم هذه عن حمٌه ٌثرون.. وربما ٌحمل هذا التدبٌر أقدم تشكٌل إدارى محكم عرفه التارٌخ" ..فَقَا َل َح ُمو
ب الَّذِي َمعَكَ صا ِن ٌعِ .إنَّكَ ت َ ِك ُّل أ َ ْنتَ َو َهذَا ال َّ س َج ٌِّدا ً األ َ ْم ُر الَّذِي أ َ ْنتَ َ ُمو َ ش ْع ُ سى لَهُ« :لَ ٌْ َ ص ْوتًِ ستَطِ ٌ ُع أَنْ ت َ ْ س َم ْع ِل َ صنَعَه ُ َو ْحدَكَ .اَآلنَ ا ْ جَمِ ٌعا ً أل َ َّن األ َ ْم َر أ َ ْع َظ ُم مِ ْنكَ .ال َ ت َ ْ ي إِلَى هللاِ. ب أ َ َما َم ِ ص َحكَ .فَ ْلٌَك ُِن هللا ُ َمعَكَ .كُنْ أ َ ْنتَ لِل َّ فَؤ َ ْن َ ش ْع ِ هللا َوقَ ِّد ْم أ َ ْنتَ الدَّعَا ِو َ ع ِّر ْف ُه ُم ال َّ سلُكُونَهُ َوا ْل َع َم َل الَّذِي ٌَ ْع َملُونَهُ. ِض َوالش ََّرائِ َع َو َ َو َ ط ِر َ علّ ِْم ُه ُم ا ْلفَ َرائ َ ٌق الَّذِي ٌَ ْ الرش َْوةَ َوتُقٌِ ُم ُه ْم ٌع ال َّ هللا أ ُ َمنَا َء ُم ْبغ ِ ش ْع ِ ِضٌنَ َّ ب ذَ ِوي قُد َْر ٍة َخائِ ِفٌنَ َ َوأ َ ْنتَ ت َ ْنظُ ُر مِ نْ جَمِ ِ عش ََراتٍ .فٌََ ْقضُونَ سا َء َ سا َء مِ ئ َا ٍ َ سا َء َخ َما ِ سا َء أُلُ ٍ سٌنَ َو ُر َإ َ ت َو ُر َإ َ وف َو ُر َإ َ علَ ٌْ ِه ْم ُر َإ َ ٌر ِة ٌَ ِجٌئ ُونَ ِب َها ِإلَ ٌْكَ َ .وكُ َّل الدَّعَا ِوي لِل َّ ش ْع ِ ٌنَ .وٌَكُو ُن أَنَّ كُ َّل الدَّعَا ِوي ا ْل َك ِب َ ب كُ َّل حِ ٍ سكَ فَ ُه ْم ٌَ ْحمِ لُونَ َمعَكَ .إِنْ فَعَ ْلتَ َهذَا األ َ ْم َر ِف َ عنْ نَ ْف ِ ال َّ ٌِر ِة ٌَ ْقضُونَ هُ ْم فٌِ َهاَ .و َخفّ ْ صغ َ سالَ ِم»" (خر ستَطِ ٌ ُع ا ْل ِق ٌَا َمَ .وكُ ُّل َهذَا ال َّ َوأ َ ْو َ صاكَ هللا ُ ت َ ْ ب أ َ ٌْضا ً ٌَؤْتًِ ِإلَى َم َكا ِن ِه ِبال َّ ش ْع ِ ٔ3 : ٔ1ـ ٖٕ).
ٖ3
مهارات القابد الروحى
ومن نتابج هذا التدبٌر ..تفرغ موسى للصبلة وتسّلم الشرٌعة وتعلٌم الشرٌعة للشعب ..وتكوٌن قٌادات جدٌدة مدربة واعٌة ..وأٌضا ً سرعة البت فى المشاكل ..وعدم التؤجٌل ..وإستثمار كل الطاقات المتاحة ..وأٌضا ً التركٌز فى وضح خطة المستقبل ومسٌرة الخروج للوصول إلى كنعان ..أو التصدر للمشاكل الكبٌرة. وهكذا سار ٌشوع على نفس النهج ..فنجده فى كل مهمة ..مدبرا ً ومخططاً ..ففى مرحلة عبور األردن ..جمع ٌشوع القٌادات والعرفاء ..وشرح لهم خطة العبور ..وتم توزٌع األسباط بترتٌب واضح ..وتحدٌد األدوار ..حتى عبر هذا الشعب الذى ٌقرب من أثنٌن ملٌون نسمة بنظام قد ال ٌتوفر اآلن فى مجتمعات كثٌرة وأعداد أقل. ب قَائِ ِلٌنَ : سطِ ا ْل َم َحلَّ ِة َوأْ ُم ُروا ال َّ " فَؤ َ َم َر ٌَشُوعُ ع َُرفَا َء ال َّ بُ «.:جو ُزوا فًِ َو َ ش ْع َ ش ْع ِ سكُ ْم َزاداً ,ألَنَّكُ ْم َب ْعدَ ثَالَث َ ِة أٌََّ ٍام ت َ ْعب ُ ُرونَ األ ُ ْردُنَّ َهذَا ِلت َ ْد ُخلُوا فَت َْمت َ ِلكُوا َه ٌِّئ ُوا أل َ ْنفُ ِ ب إِلَ ُهكُ ْم ِلت َ ْمت َ ِلكُوهَا»ٌ( ".ش ٔ .)ٔٔ ، ٔٓ : األ َ ْر َ الر ُّ ض الَّتًِ ٌُعْطِ ٌكُ ُم َّ ب: سطِ ا ْل َم َحلَّةَِ .وأ َ َم ُروا ال َّ َ " وكَانَ بَ ْعدَ ثَالَث َ ِة أٌََّ ٍام أَنَّ ا ْلعُ َرفَا َء َجا ُزوا فًِ َو َ ش ْع َ ارتَحِ لُوا « ِع ْندَ َما ت َ ُرونَ ت َابُوتَ َ الر ّ ِ ب إِلَ ِهكُ ْم َوا ْل َك َهنَةَ الالَّ ِوٌٌِّنَ حَامِ ِلٌنَ إٌَِّاهُ ,فَ ْ ع ْه ِد َّ مِ نْ أ َ َما ِكنِكُ ْم َوسٌِ ُروا َو َرا َءهَُ .ولَ ِكنْ ٌَكُو ُن َب ٌْنَكُ ْم َوبَ ٌْنَه ُ َم َ ٌ سافَة نَ ْح ُو أ َ ْلفَ ًْ ذ َِراعٍ اس .ال َ ت َ ْق ُربُوا مِ ْنه ُ ِل َك ًْ ت َ ْع ِرفُوا ال َّ ق الَّذِي تَسٌِ ُرونَ فٌِهِ .ألَنَّكُ ْم لَ ْم ت َ ْعب ُ ُروا ط ِرٌ َ بِا ْل ِقٌَ ِ َهذَا ال َّ ق مِ نْ قَ ْب ُل»" (ٌش ٖ ٕ :ـ ٗ). ط ِرٌ َ سطِ األ ُ ْرد ُِّن َراسِخِ ٌنَ , ف ا ْل َك َهنَة ُ حَامِ لُو ت َابُو ِ ب َ ت َ س ِة فًِ َو َ علَى ا ْلٌَابِ َ الر ّ ِ " فَ َوقَ َ ع ْه ِد َّ ور س ِة َحتَّى ا ْنت َ َهى جَمِ ٌ ُع ال َّ س َرائٌِ َل عَا ِب ُرونَ َ َوجَمِ ٌ ُع ِإ ْ علَى ا ْل ٌَا ِب َ ش ْع ِ ب مِ نْ عُب ُ ِ األ ُ ْرد ُِّن" (ٌش ٖ .)ٔ3 :
وتكرر األمر فى مهمة أصعب ..وهى الدوران سبعة أٌام حول أسوار أرٌحا بنظام محكم ..وتحدٌد مٌعاد األبواق لؤلنطبلق ..وتحدٌد األدوار بعناٌة لكل قٌادات األسباط وقٌادات الكهنة والمرنمٌن وتم األمر بإحكام شدٌد فكانت بَ .ح ْو َل ا ْل َمدٌِنَ ِة َم َّرةً مرحلة التخطٌط" ..تَد ُو ُرونَ دَائ َِرةَ ا ْل َمدٌِنَةِ ,جَمِ ٌ ُع ِر َجا ِل ا ْل َح ْر ِ س ْبعَةَ أ َ َما َم َواحِ دَةًَ .ه َكذَا ت َ ْفعَلُونَ ِ ق ا ْل ُهت ِ س ْبعَة ُ َك َهنَ ٍة ٌَ ْحمِ لُونَ أ َ ْب َوا َ َاف ال َّ ستَّةَ أٌََّ ٍامَ .و َ ٖ1
مهارات القابد الروحى س ْب َع َم َّراتٍَ ,وا ْل َك َهنَة ُ ٌَض ِْربُونَ التَّابُوتَِ .وفًِ ا ْلٌَ ْو ِم ال َّ سابِ ِع تَد ُو ُرونَ دَائ َِرةَ ا ْل َمدٌِنَ ِة َ وق ,أَنَّ ص ْو ِ ت قَ ْر ِن ا ْل ُهت ِ ستِ َما ِعكُ ْم َ اقَ .وٌَكُو ُن ِع ْندَ ا ْمتِدَا ِد َ َاف ِع ْندَ ا ْ ص ْوتَ ا ْلبُ ِ بِاأل َ ْب َو ِ ب كُ ُّل ص َعد ُ ال َّ جَمِ ٌ َع ال َّ سقُطُ سُو ُر ا ْل َمدٌِنَ ِة فًِ َمكَانِهَِ ,و ٌَ ْ ِف هُت َافا ً عَظِ ٌماً ,فَ ٌَ ْ ش ْع ُ ب ٌَ ْهت ُ ش ْع ِ َر ُج ٍل َم َع َو ْج ِه ِه»ٌ( ".ش ٖ : ٙـ ٘) ..ثم مرحلة التنفٌذَ " ..وكَانَ فًِ ا ْلٌَ ْو ِم ال َّ سا ِبعِ س ْب َع َم َّراتٍ .فًِ أَنَّ ُه ْم بَكَّ ُروا ِع ْندَ طُلُوعِ ا ْلفَ ْج ِر َودَا ُروا دَائ َِرةَ ا ْل َمدٌِنَ ِة َ علَى َهذَا ا ْلمِ ْن َوا ِل َ ب س ْب َع َم َّراتٍَ .وكَانَ فًِ ا ْل َم َّر ِة ال َّ ذَ ِلكَ ا ْلٌَ ْو ِم فَقَ ْط دَا ُروا دَائ َِرةَ ا ْل َمدٌِنَ ِة َ سابِعَ ِة ِع ْندَ َما ض ََر َ ب قَ ْد أ َ ْع َطاكُ ُم ا ْل َمدٌِنَةَ". ع قَا َل لِل َّ اق أ َ َّن ٌَشُو َ الر َّ ش ْع ِ ب« :ا ْهتِفُوا ,ألَنَّ َّ ا ْل َك َهنَةُ ِباأل َ ْب َو ِ (ٌش .)ٔٙ ، ٔ٘ : ٙ
وٌتضح من سفر ٌشوع حقٌقة هامة ..أن مرحلة التخطٌط قد تكون أطول من مرحلة التنفٌذ ..ومع التخطٌط الجٌد ..تكون الدارسة المستفٌضة.. تكون دراسة المشكلة من كل الجوانب ..ودراسة اإلمكانٌات المتاحة ..البشرٌة والمادٌة ..والعبلقات وؼٌرها ..وإختٌار أفضل الحلول والبدابل ..وشرح الخطة لكل المشاركٌن والمستفٌدٌن منها ..ثم تؤتى مرحلة التنفٌذ. ففى قصة عبور األردن ..كان التنفٌذ فى ٌوم واحد أما التخطٌط فلٌس أقل من ثبلثة أٌام ،وفى قصة سقوط أسوار أرٌحا ..كان التنفٌذ فى سبعة أٌام وقد ٌكون التخطٌط فى أسابٌع كثٌرة. ونبلحظ أٌضا ً أن التدبٌر والتخطٌط هما أٌضا ً ثمرة من ثمار الصبلة واإلتضاع والتلمذة واإلستماع لآلخرٌن ومشاركة كل المسبولٌن والمعنٌٌن لتحقٌق المهمة المطلوبة داخل إطار الرإٌة الشاملة.
ٖ2
مهارات القابد الروحى
ثالجاً ..يؤمو بالتفويض Believe in delegation التفوٌض أحد أهم عناصر نجاح القابد ..وباألخص القابد الروحى.. والتفوٌض ٌعنى ببساطة نقل السلطة إلى أحد المساعدٌن إلتمام المهمة.. وبالتفوٌض ٌشترك عدد أكبر فى تنفٌذ أى مهمة وبالصبلحٌات والسلطات الموكولة إلٌهم من القابد لتحقٌق الهدؾ المتفق علٌه. تفوض والتفوٌض ال ٌعنى تهرب القابد من المسبولٌة ..فالمسبولٌة ال َّ فٌظل القابد مسبوالً عن تابعٌه وأعضاء فرٌقه وٌتح َّمل معهم مسبولٌة الخطؤ. ومفهوم الوكالة الذى تكلم فٌه المسٌح كثٌرا ً هو ببساطة ما ٌسمٌه علم علَى س ٌِّدُهُ َ القٌادة واإلدارة بالتفوٌض" ..فَ َمنْ ه َُو ا ْل َوكٌِ ُل األَمِ ٌ ُن ا ْل َحكٌِ ُم الَّذِي ٌُقٌِ ُمهُ َ َخدَمِ ِه ِلٌُعْطِ ٌَ ُه ُم ا ْلعُلُوفَةَ فًِ حِ ٌنِ َها؟" (لو ٕٔ ..)ٕٗ :وٌتكرر مفهوم الوكالة أٌضا ً مثل الوزنات ..وأٌضا ً مثل وكٌل الظلم.. سا ُن َك ُخد َِّام وأٌضا ً ٌذكر القدٌس بولس الرسول " َه َكذَا فَ ْلٌَ ْح ِ اإل ْن َ س ْبنَا ِ سا ُن أَمِ ٌنأً( ".كو ٗ س َرائ ِِر ِ هللا ث ُ َّم ٌُ ْ اإل ْن َ ا ْل َمسٌِحِ َو ُو َكالَءِ َ سؤ َ ُل فًِ ا ْل ُو َكالَءِ ِل َك ًْ ٌُو َجدَ ِ ..)ٔ :وإختٌار المسٌح لتبلمٌذه ثم إرسالهم للخدمة أجمل مثل فى التارٌخ لفكرة ٌن علَى جَمِ ٌعِ ال َّ عش ََر َوأ َ ْع َطاهُ ْم ق ُ َّوةً َوسُ ْل َطانا ً َ التفوٌض " َودَعَا تَالَمِ ٌذَهُ ا ِالثْنَ ًْ َ شٌَاطِ ِ شفُوا ا ْل َم ْرضَى( ".لو ، ٔ : 2 هللا َو ٌَ ْ سلَ ُه ْم ِل ٌَك ِْر ُزوا ِب َملَكُو ِ ت ِ َو ِ شفَاءِ أ َ ْم َر ٍ اضَ .وأ َ ْر َ سلَ ُه ُم وفوض آخرٌن " َو َب ْعدَ ذَ ِلكَ َ س ْب ِعٌنَ آ َخ ِرٌنَ أ َ ٌْضا ً َوأ َ ْر َ ب َ الر ُّ عٌَّنَ َّ ٕ) ..ثم عاد َّ اثْنَ ٌْ ِن اثْنَ ٌْ ِن أ َ َما َم َو ْج ِه ِه إِلَى كُ ِ ّل َمدٌِنَ ٍة َو َم ْو ِضعٍ َح ٌْ ُ ًِ( ".لو ث كَانَ ه َُو ُم ْزمِ عا ً أَنْ ٌَؤْت َ ٓٔ .)ٔ : ب ثم عاد وقال لهم " ِإنَّ ا ْل َح َ صادَ َكثٌِ ٌر َولَ ِكنَّ ا ْلفَ َعلَ َة قَلٌِلُونَ .فَا ْطلُبُوا مِ نْ َر ّ ِ صا ِد ِه" (لو ٓٔ ..)ٕ :لٌفهموا أن هذا المبدأ مستمر صا ِد أَنْ ٌُ ْر ِ س َل فَ َعلَةً ِإلَى َح َ ا ْل َح َ
وهو أساس اإلنتشار ..فالقابد الحقٌقى هو َمن ٌلد قادة ..وال ٌُولد القابد إال حٌن ٌمارس القٌادة بالتفوٌض وٌكون له سلطة حقٌقٌة وصبلحٌات ؼٌر مطلقة ٓٗ
مهارات القابد الروحى شٌَاطِ ٌ ُن ب َحتَّى ال َّ ومرجعٌة واضحة ..وهكذا "فَ َر َج َع ال َّ س ْبعُونَ ِبفَ َرحٍ قَائِ ِلٌنَ ٌَ« :ا َر ُّ ت َْخ َ ض ُع لَنَا ِباسْمِ كَ »" (لو ٓٔ .)ٔ3 :
الحل والتفوٌض هو أساس سر الكهنوت ..فالكاهن الذى أخذ سلطان ِ والربط ..سلطان مؽفرة الخطاٌا ..سلطان ممارسة األسرار ..هو ٌقوم بعمل المسٌح نفسه ..ربٌس الكهنة األعظم ..بتفوٌض منه من خبلل التسلسل الرسولى ..وهكذا دامت الكنٌسة ونمت وإنتشرت وتظل تنتشر ..وهكذا صعد المسٌح للسماء القابد األعظم ..ولم تنتهى رسالته بإنتهابه بل زادت جدا ً ألنه ترك قٌادات خلفه أعطاهم من روحه ..ومن سلطانه ..وكان لهم قدوة كاملة.. وحدد لهم األهداؾ والمبادئ ..ودربهم بالتلمذة خبلل سنٌن خدمته ..ولم ٌتركهم حسب وعده "هَا أَنَا َم َعكُ ْم كُ َّل األٌََّ ِام ِإلَى ا ْن ِق َ ضاءِ الدَّ ْه ِر" (مت .)ٕٓ : ٕ1 كثٌر من القادة ..ال ٌثقون فٌ َمن حولهم ..فبل ٌؤتمنوهم على أى مهمة.. وال ٌتركونهم ٌحاولون ..وٌقارن القابد دابما ً أدابه بؤداء َمن حوله ..فٌرى نفسه ٌفوض السلطة ألحد وتبقى المفاتٌح كلها فى ٌدٌه ..وٌنسى هذا القابد متمٌزا ً فبل ّ أنه ٌتقدم فى األٌام وٌعجز فى األداء ..وٌضطر أن ٌترك مكانه ل َمن لم ٌمارس القٌادة وٌفتقد للخبرة. فالقابد الذى ال ٌإمن بالتفوٌضٌ ..قؾ نموه كقابد ..وتقل إنجازاته مع األٌام ..وهو ال ٌخلق قادة مبدعٌن ..وإنما ٌترك أفرادا ً تابعٌن ..متى اختفى القابد إنهارت مملكته تماما ً وتبدد كل َمن حوله ..أ ّما القابد الناجح فبسبب تدبٌره وإٌمانه بالتفوٌض ..متى اختفى هذا القابد ..ال ٌشعر بؽٌابه أحد ..وٌستمر العمل ودربهم ومكـَّنهم ثم ترك لهم المهمة. وٌنمو ألنه علمهم ّ أ ّما ٌشوع ..فكان ٌإمن بالتفوٌض ..فنراه ٌرسل جاسوسٌن إلى أرٌحا وال ٌذهب بنفسه ..وكما أرسله موسى النبى قدٌما ً ضمن األثنى عشر جاسوسا ً ووثق موسى النبى فى رأٌه وراى كالب بن ٌفنة (عد ٗٔ) ..أعطى ٌشوع هذٌن الجاسوسٌن السلطة أن ٌذهبا وٌتجسسا أرٌحا وٌؤخذا القرار المناسب ..وقد كان ..فنجد أنهما إختببا عند راحاب الزانٌة ..ووعداها بالحماٌة عند سقوط ٔٗ
مهارات القابد الروحى
أسوار أرٌحا ..وحٌن عادا وأخبرا ٌشوع بكل شا ..احترم ٌشوع وعدهما وحافظ على كلمتهما وتم تنفٌذ ما تعهدا به. وقرب نهاٌة حٌاة ٌشوع ..حدث موقؾ شابك كاد ٌتحول إلى حرب داخلٌة بٌن األسباط ..حٌن صنع سبط جاد وسبط رأوبٌن ونصؾ سبط منسى.. الذٌن ٌسكنون عبر األردن ..صنعوا مذبحا ً مشابه لمذبح الرب فى شٌلوه وكان الؽرض طٌباً ..حتى ٌحفظوا لؤلجٌال إرتباطهم ببقٌة األسباط فبل ٌؤتى الٌوم الذى ٌرفض بقٌة األسباط (التسعة والنصؾ) إنتمابهم إلٌهم ..ؼٌر أن الشعب أساء فهمهم وظنـّوا أنهم بصدد عبادة األوثان وتهٌؤوا للحرب ..فما كان من فوض فٌنحاس بن ألعازار بن هارون لدراسة المشكلة وحلها.. ٌشوع إال أن َّ وكان إختٌارا ً موفقاً ..إذ كان رجبلً حكٌما ً مشهودا ً له من الجمٌع ..أرسله مع عشرة رإساء من األسباط ..ونجح فٌنحاس فى حقن الدماء إذ تف ّهم الموقؾ ورجع لٌشوع القابد األعلى الذى بارك قراره وإنتهت األزمة بسبلم "ث ُ َّم َر َج َع اس ْب ُن أ َ ِلعَ َ ض سا ُء مِ نْ ِع ْن ِد بَنًِ َرأُوبَ ٌْنَ َوبَنًِ َجادَ مِ نْ أ َ ْر ِ الر َإ َ ار الكَاه ِِن َو ُّ از َ فٌِنَ َح ُ علَ ٌْ ِه ْم َخبَراً .فَ َحسُنَ األ َ ْم ُر فًِ أ َ ْعٌ ُ ِن س َرائٌِ َلَ ,و َرد ُّوا َ ض َك ْنعَانَ إِلَى بَنًِ إِ ْ ِج ْلعَادَ إِلَى أ َ ْر ِ ب اّللَ ,ولَ ْم ٌَ ْفت َ ِك ُروا ِبال ُّ اركَ َبنُو إِ ْ َبنًِ ِإ ْ ب َوت َْخ ِرٌ ِ صعُو ِد ِإلَ ٌْ ِه ْم ِل ْل َح ْر ِ س َرائٌِ َلَ ,و َب َ س َرائٌِ َل ّ َ سا ِكنٌِنَ ِب َها" (ٌش ٕٕ .)ٖٖ ، ٖٕ : األ َ ْر ِ ض الَّتًِ كَانَ بَنُو َرأُوبَ ٌْنَ َوبَنُو َجادَ َ
وبسبب قٌادة ٌشوع الروحٌة وإٌمانه بالتفوٌض وإستقامة حٌاته كمثل ب كُ َّل أٌََّ ِام ٌَشُوعََ ,وكُ َّل أٌََّ ِام ال ُّ أعلى ل َمن حوله ..قٌل عنه " َو َ عبَدَ إِ ْ الر َّ س َرائٌِ ُل َّ شٌُوخِ
س َرائٌِ َل" ع والَّذٌِنَ ع ََرفُوا كُ َّل َ الَّذٌِنَ َطالَتْ أٌََّا ُم ُه ْم َب ْعدَ ٌَشُو َ ب الَّذِي عَمِ لَه ُ ِإل ْ الر ّ ِ ع َم ِل َّ (ٌش ٕٗ ..)ٖٔ :وهكذا استمر تؤثٌر ٌشوع لسنوات طوٌلة بعد إنتقاله مإكدا ً
حقٌقة أن القابد الروحى ال ٌموت ..وفكره ال ٌموت ..وعمله ال ٌنتهى بل ٌثمر وٌنتشر حتى بعد أٌامه.
ٕٗ
مهارات القابد الروحى
رابعاً ..يُحصو إختيار معاونيه
Best choices
كم من قادة فقدوا مصداقٌتهم وحب تابعٌهم بسبب معاونٌهم وناببٌهم و َمن ٌتكلم بلسانهم. وكم من قادة زادت قدرتهم ومكاسبهم وتعاظمت إنجازاتهم بسبب معاونٌهم والفرٌق العامل معهم. فاإلختٌار المناسب للشخص المناسب فى المكان المناسب فى التوقٌت المناسب ٌترتب علٌه مكاسب كثٌرة للقابد وللمشروع القابم علٌه وللهدؾ األخٌر ..وقد ٌتعجل البعض مدعٌا ً أنه لٌس هناك من هو مناسب ..وننسى أن ربنا ٌسوع المسٌح ـ له المجد ـ إختار تبلمٌذه من الصٌادٌن البسطاء والعشارٌن الخطاة ..ولكنه قادهم أوالً إلى تؽٌٌر حقٌقى فى حٌاتهم فصاروا له تبلمٌذ أمناء حكماء وصاروا أنوار الكنٌسة إلى آخر الدهور. ٌتقرب منه ..أو ٌتعجل القابد فٌختار حسب قد ٌخطؤ القابد فى إختٌار َمن َّ الظاهر ..وهنا نذكر حٌن ذهب صموبٌل النبى لٌمسح ملكا ً عوض شاول ..من ى الكبار ..وظن أنهم األفضل ..جاءه صوت ى ..ووقؾ أمامه أوالد ٌس َّ بٌت ٌس َّ ص ُموئٌِ َل« :ال َ ت َ ْنظُ ْر إِلَى َم ْن َظ ِر ِه َوطُو ِل قَا َمتِ ِه ألَنًِّ قَ ْد ب ِل َ الحكمة اإللهٌة "فَقَا َل ال َّر ُّ
ب فَ ِإنَّه ُ َرفَ ْ اإل ْن َ اإل ْن َ الر ُّ سانَ ٌَ ْنظُ ُر ِإلَى ا ْل َع ٌْنَ ٌْ ِنَ ,وأ َ َّما َّ ضتُهُ .ألَنَّه ُ لَ ٌْ َ سانُ .ألَنَّ ْ ِ س َك َما ٌَ ْنظُ ُر ْ ِ ب»" (ٔصم .)3 : ٔٙ ٌَ ْنظُ ُر ِإلَى ا ْلقَ ْل ِ
وقد ٌخطؤ القابد فى اإلختٌار فٌركز على صفة واحدة متناسٌا ً صفات أخرى هامة مثل القدرة على التوافق مع فرٌق العمل ..خضوع الشخص للكنٌسة ..والبه ..خبراته ..قوة شخصٌته ..أمانته وإلتزامه ..قبول اآلخرٌن له.. وأهم من كل هذا قوة وصدق عبلقته باهلل. وقد ال ٌجٌد القابد الروحى إختٌار معاونٌه ..فى هذه الحالة البد أن ٌتؤنى ..وٌُصلى بحرارة ..وٌختبر المرشحٌن إن أمكن فى مهام بسٌطة.. ٖٗ
مهارات القابد الروحى
وٌستمع لرأى اآلخرٌن فٌهم ..وٌحاول دراسة شخصٌاتهم وخلفٌاتهم وظروفهم.. دون أن ٌنسى قدرة هللا على تؽٌٌر الطباع وتؽطٌة العٌوب. حٌن إختار السٌد المسٌح تبلمٌذه قضى اللٌل كله فى الصبلة " َوفًِ تِ ْلكَ صالَ ِة ِ َّّللَِ .ولَ َّما كَانَ النَّ َها ُر دَعَا ًَِ .وقَضَى اللَّ ٌْ َل كُلَّهُ فًِ ال َّ األٌََّ ِام َخ َر َج ِإلَى ا ْل َج َب ِل ِلٌُ َ صلّ َ سالً»" (لو ..)ٖٔ ، ٕٔ : ٙ تَالَمِ ٌذَهُ َوإختار مِ ْن ُه ُم اثْنَ ًْ َ س َّماهُ ْم أ َ ٌْضا ً « ُر ُ عش ََر الَّذٌِنَ َ
ولم ٌكن هذا بداٌة معرفته بهإالء التبلمٌذ ..فنرى مثبلً أنه دخل بٌت سمعان بطرس وشفى حماته وصنع معجزات من بٌته (لو ٗ) ..ودخل سفٌنته ..ومعه إلى العمق ودعاه بعد صٌد السمك الكثٌر لٌكون صٌادا ً للناس ..وتبعه بطرس (لو ٘) ..كل هذا قبل أن ٌسمٌه رسوالً وٌحسبه من األثنى عشر. أ ّما ٌشوع ..فكان حكٌما ً أٌضا ً فى إختٌار مساعدٌه ..ولجؤ ٌشوع للشعب عش ََر ب اثْنَ ًْ َ لٌنتخبوا من ٌمثلهم ..وحدث هذا أكثر من مرة "ا ْنتَخِ بُوا مِ نَ ال َّ ش ْع ِ
سطِ األ ُ ْرد ُِّن َر ُجالًَ .ر ُجالً َواحِ دا ً مِ نْ كُ ِ ّل ِ .وأْ ُم ُروهُ ْم قَائِ ِلٌنَ ْ : احمِ لُوا مِ نْ هُنَا مِ نْ َو َ س ْب ٍط َ ع ِبّ ُروهَا َم َعكُ ْم َو َ ضعُوهَا فًِ عش ََر َح َجراًَ ,و َ س َخةً اثْنَ ًْ َ ِف أ َ ْر ُج ِل ا ْل َك َهنَ ِة َرا ِ مِ نْ َم ْوق ِ ت الَّذِي ت َ ِبٌت ُونَ فٌِ ِه اللَّ ٌْلَةَ" (ٌش ٗ ..)ٖ ، ٕ :ثم عٌنهم ٌشوع وهذا ٌعنى أنه ا ْل َم ِبٌ ِ
البد أن ٌقبل هذا اإلنتخاب وٌعطى السلطة واإلشهار بتعٌٌن هإالء المنتخبٌن س َرائٌِ َلَ ,ر ُجالً َواحِ دا ً مِ نْ كُ ِ ّل عش ََر َر ُجالً الَّذٌِنَ َ "فَدَعَا ٌَشُوعُ ا ِالثْنَ ًْ َ عٌَّنَ ُه ْم مِ نْ بَنًِ إِ ْ ِس ْب ٍط " (ٌش ٗ .)ٗ :
ومرة أخرى فى الحرب الثانٌة مع عاي ..عاد وإنتخب رجال الحرب ف ب لِل ُّ ب ٌَشُوعُ ثَالَثٌِنَ أ َ ْل َ صعُو ِد إِلَى عَايٍَ .وا ْنت َ َخ َ "فَقَا َم ٌَشُوعُ َوجَمِ ٌ ُع ِر َجا ِل ا ْل َح ْر ِ سلَ ُه ْم لَ ٌْالً" (ٌش .)ٖ : 1 َر ُج ٍل َجبَابِ َرةَ ا ْلبَؤ ْ ِس َوأ َ ْر َ
كما شارك ألعازار الكاهن ٌشوع بن نون كل مراحل تقسٌم األرض فٌؤخذ ربٌس الكهنة البار (ألعازار) مكانه الطبٌعى فٌكون شاهدا ً على القرعة بٌن األسباط ..أ ّما إختٌاره لفٌنحاس بن ألعازار مع ممثلى األسباط فكان إختٌارا ً موفقا ً شارك فى حل أزمة شدٌدة كادت تعصؾ بوحدة الشعب.
ٗٗ
مهارات القابد الروحى
وقد ال ٌخلو األمر من إختٌار ؼٌر موفق ..أو ٌكون اإلختٌار سلٌماً ..ثم ٌنحرؾ هذا المختار ..مثلما حدث مع ٌهوذا الذى كان محسوبا ً من ضمن األثنى عشر ..أو الشماس نٌقوالوس الذى صار هرطوقٌا ً مبتدعاً ..أو حتى شاول الملك الذى إنتهى نهاٌة سٌبة ..أو ما قٌل عن دٌماس أحد تبلمٌذ بولس الرسول سالُونٌِكًِ" (ٕتً ٗ : َب الَى ت َ َ ب ا ْلعَالَ َم ا ْل َح ِ اس قَ ْد ت ََر َكنًِ ا ْذ ا َح َّ اض َر َوذَه َ "ألَنَّ دٌِ َم َ ٓٔ) ..فبل ٌنزعج القابد كثٌرا ً إنما ٌكمل المسٌرة محاوالً إلى النهاٌة إصبلح هذا
الخام أو المسبول ..وأٌضا ً تجنب المشاكل وعبلجها التى قد تسبب فٌها. وقد ٌتعجل القابد فبل ٌقد ّر إمكانٌات البعض وال ٌعتبرهم مستحقٌن َار بَ ْرنَابَا لئلختٌار ..فقد ظ َّن بولس الرسول أوالً أن مرقس ال ٌصلح للخدمة "فَؤَش َ
س ُن أَنَّ الَّذِي ست َْح ِ س فَكَانَ ٌَ ْ سَ .وأ َ َّما بُولُ ُ أَنْ ٌَؤ ْ ُخذَا َمعَ ُه َما أ َ ٌْضا ً ٌُو َحنَّا الَّذِي ٌُ ْدعَى َم ْرق ُ َ َب َم َع ُه َما ِل ْل َع َم ِل الَ ٌَؤ ْ ُخذَا ِن ِه َمعَ ُه َما" (أع ٘ٔ ، ٖ3 : ارقَ ُه َما مِ نْ بَ ْمفٌِ ِلٌَّةَ َولَ ْم ٌَ ْذه ْ فَ َ ..)ٖ1وإنما كان لبرنابا رإٌة أعمق ونظرة فاحصة أكثر ..وتبنى برنابا القدٌس
مرقس الشاب الذى صار كارزا ً لمصر وأفرٌقٌا وكاتبا ً ألول بشارة فى اإلنجٌل. س َوأ َ ْح ِض ْرهُ َمعَكَ ألَنَّهُ نَافِ ٌع لًِ وعاد بولس ٌشهد له أخٌرا ً " ُخ ْذ َم ْرقُ َ ِل ْلخِ ْد َم ِة" (ٕتً ٗ ..)ٔٔ :وقد أحسن بولس الرسول اإلختٌار فى حالة تٌموثاوس س ا ْب ُن ا ْم َرأ َ ٍة "ث ُ َّم َو َ ست َِرةَ َو ِإذَا ِت ْلمِ ٌذ ٌ كَانَ هُنَاكَ ا ْ ص َل ِإلَى د َْر َبةَ َو ِل ْ س ُمهُ تٌِ ُموث َ ُ او ُ ست َِرةَ ًَِ .وكَانَ َم ْ اإل ْخ َو ِة الَّذٌِنَ فًِ ِل ْ ش ُهودا ً لَه ُ مِ نَ ِ ٌَ ُهو ِدٌَّ ٍة ُمإْ مِ نَ ٍة َولَ ِكنَّ أَبَاهُ ٌُونَان ٌّ َوإٌِقُونٌَِةَ" (أع .)ٕ ، ٔ : ٔٙ
٘ٗ
مهارات القابد الروحى
خامصاً ..ناجح فى التواصل
successful Communication
قد ٌكون القابد عمٌقا ً فى تفكٌره ..ثاقب الرإٌة ..حكٌما ً فى إختٌاراته.. ٌإمن بالتفوٌض ..ولكنه ٌعجز أن ٌتواصل مع فرٌقه أو تابعٌه أو رعٌته ..وال ٌستطٌع أن ٌنقل ما فى قلبه وعقله إلى قلوبهم وعقولهم. والتواصل ..فن الحٌاة ..التواصل هو أساس الصبلت والعبلقات.. فالصبلة تواصل مع هللا بكل الطرق ..بالسجود وبالترنٌم ..بالخلوة وبالقراءة.. بصبلة ٌسوع وبالتؤمل ..والعبلقات اإلنسانٌة كلها تُبنى على التواصل ..فنجاح الزوجٌن مرتبط بنجاح التواصل فٌما بٌنهما ..ونجاح األبوة واألمومة فى التربٌة والتنشؤة والتكوٌن مرتبط بدرجة التواصل مع األوالد ..ونجاح أى صاحب عمل فى تواصله مع َمن معه ومع عمبلبه ومدٌرٌه. والقابد الروحى البد أن ٌحسن التواصل ..بالكبلم ..بالنظرات.. باللمسات النقٌة ..باإلبتسامة ..باإلستماع الجٌد ..بالهداٌا ..باإلهتمام ..بالتقدٌر.. بالتشجٌع ..بالكتابة أحٌاناً. والتواصل فى حٌاة ربنا ٌسوع المسٌح ـ له المجد ـ ٌستحق أن تكتب فٌه عشرات الكتب ..ألن ربنا ٌسوع لم ٌكن منعزالً عن الجموع بالرؼم من محبته للخلوة والصبلة والجبل ..بل ان ربنا ٌسوع أعطى أولوٌة للتواصل مع تبلمٌذه فكان ٌختلى بهم بعٌدا ً عن الجموع ٌسمعهم وٌناقشهم ..ومرة سؤلهم " َمنْ ٌَقُو ُل اس ِإنًِّ أَنَا؟" (مر ..)ٕ3 : 1ومرة أخرى " ِب َماذَا كُ ْنت ُ ْم تَتَكَالَ ُمونَ فًِ َما َب ٌْنَكُ ْم النَّ ُ فًِ ال َّ ان ٌق؟" (مر ..)ٖٖ : 2ومع تلمٌذى عمواس " َما َهذَا ا ْل َكالَ ُم الَّذِي تَت َ َط َ ار َح ِ ط ِر ِ ب" ِب ِه َوأ َ ْنت ُ َما َما ِ ان عَا ِب َ س ٌْ ِن؟" (لو ٕٗ ..)ٔ3 :ومع السامرٌة "أَعْطِ ٌنًِ ألَش َْر َ ش ٌَ ِ (ٌو ٗ ..)3 :ومع المخلع "أَت ُِرٌد ُ أَنْ ت َ ْب َرأَ؟" (ٌو ٘ ..)ٙ :وكل هذه اللقاءات تحولت إلى أحادٌث طوٌلة بسبب حكمة ربنا ٌسوع المسٌح فى فتح باب الحدٌث وتقدٌم فكره إلى فكر َمن حوله ..واإلستماع الجٌد لما ٌدور داخلهم. ٗٙ
مهارات القابد الروحى
ولم ٌقؾ فن التواصل عند المسٌح على الحوارات واللقاءات والعظات واألمثلة والتواجد والمشاركة ..بل أٌضا ً مع األطفال كان هناك نوع خاص من ضنَ ُه ْم َو َو َ احت َ َ ار َك ُه ْم" (مر ٓٔ .)ٔٙ : ض َع ٌَدَ ٌْ ِه َ التواصل" ..فَ ْ علَ ٌْ ِه ْم َوبَ َ وفى لٌلة صلٌبه قضى المسٌح ساعات طوٌلة فى حوارات كثٌرة بدأها بؽسٌل األرجل وختمها بصبلته الوداعٌة ..ثم طلب منهم السهر معه فى س َه ُروا امكُثُوا َه ُهنَا َوا ْ جثٌمانى ..وأعترؾ أمامهم "نَ ْفسًِ َح ِزٌنَة ٌ ِجدّا ً َحتَّى ا ْل َم ْوتِْ . َمعًِ" (مت ..)ٖ1 : ٕٙكل هذا ..جعل العبلقة بٌن المسٌح وتبلمٌذه أقوى ما ٌمكن. أ ّما ٌشوع فكان ناجحا ً أٌضا ً فى التواصل ..فهو أوالً رجل صبلة كما ذكرناٌ ..تقن اإلتصال باهلل ..وهو أٌضا ً رجل شعبى لم ٌؽب عن عٌون شعبه.. لم ٌختفى من أمامهم فى األزمات ..كان تواجده شبه دابم ..وحضوره فعّال.. ونرى سلسلة من حواراته مع شعبه ..مع العرفاء ..مع الجاسوسٌن ..مع عخان بن كرمً ..مع الجبعونٌٌن ..مع الملوك األعداء ..مع كالب بن ٌفنة وطلبه جبل حبرون ..مع بنات صلفحاد (ٌش ..)ٔ3مع الشعب فى نهاٌة حٌاته. كل هذه الحوارات بما فٌها من إستماع جٌد وطول أناة وقبول الرأى اآلخر والحكمة فى عرض أى قرار وشرح أى خطة وعدم اإلستبثار بالقرار جعل ٌشوع محبوبا ً من كل شعبه ..قوٌا ً فى نظرهم ..وحكٌما ً وناجحاً. الحوار والتواصلٌ ..جعل الناس تتقارب ..وهذا التقارب ٌحمى الجموع من مشاكل كثٌرة ..وٌترك رصٌد من الحب ٌتصدى ألى مشاكل قد تحدث.. كما أن الحوار والتواصل ٌجعل العقل منفتحا ً وناضجاً ..ف ٌَعً أمور جدٌدة وٌستنٌر وٌتعلم وٌنمو فٌصٌر األداء أفضل والقرار أكثر حكمة. هناك من القادة َمن ال ٌسمع ألحد ؼٌر صوت نفسه ..وهناك َمن ٌسمع وكؤنه ال ٌسمع ..بل ٌتجاهل ما سمعه تماماً ..وهناك َمن ٌسمع لٌستعد للرد لٌثبت أنه على حق ..وكؤنه أٌضا ً لم ٌسمع. ٗ3
مهارات القابد الروحى
وهناك القابد الجاؾ الذى ال ٌشجع وال ٌبتسم وال ٌراعى الظروؾ وال ٌقبل األعذار وال ٌحترم ضعفات َمن حوله وٌتجاهل إحتٌاجاتهم وإعتراضاتهم وٌسخر من تفكٌرهم ..مثل هذا القابد البد أن ٌنتهى وحده وقد فقد رعٌته وفقد هدفه. وإٌمانا ً بالتواصل لم ٌكتؾ ٌشوع أن ٌستذكر وحده الوصاٌا ..وال حتى أصر أن جمٌع الشعب أن ٌتؤكد من وعى الكهنة والرإساء بالشرٌعة ..ولكنه َّ ٌعرؾ تماما ً حق هللا ووصاٌاه ..وباألخص بعد خٌانة ؼخان بن كرمى ..ربما إعتقد ٌشوع أن الشعب لم ٌكن حرٌصا ً كما ٌجب على وصٌة تحرٌم الؽنابم.. سى الَّتًِ َكت َ َب َها أ َ َما َم فما كان منه إال أن " َو َكت ََب هُنَاكَ َ ار ِة نُ ْ س َخةَ ت َْو َرا ِة ُمو َ علَى ا ْلحِ َج َ ت ِب التَّابُو ِ س َرائٌِ َلَ .وجَمِ ٌ ُع ِإ ْ بَنًِ ِإ ْ س َرائٌِ َل َوشٌُُو ُخ ُه ْمَ ,وا ْلعُ َر َفا ُء َوقُضَات ُ ُه ْمَ ,و َقفُوا َجان َ ٌب َك َما مِ نْ هُنَا َومِ نْ هُنَاكَ ُمقَابِ َل ا ْل َك َهنَ ِة الالَّ ِو ٌٌِّنَ حَامِ لًِ ت َابُو ِ ت َ ب .ا ْلغَ ِر ُ الر ّ ِ ع ْه ِد َّ صفُ ُه ْم ِإلَى ِج َه ِة َج َب ِل عٌِ َبا َلَ ,ك َما أ َ َم َر صفُ ُه ْم ِإلَى ِج َه ِة َج َب ِل ِج ِر ِ ّزٌ َمَ ,و ِن ْ ًِِ .ن ْ ا ْل َو َطن ُّ س َرائٌِ َلَ .وبَ ْعدَ ذَ ِلكَ قَ َرأ َ جَمِ ٌ َع َكالَ ِم الت َّ ْو َرا ِة: سى َ ب أ َ َّوالً ِلبَ َر َك ِة َ ب إِ ْ ُمو َ ش ْع ِ الر ّ ِ ع ْبد ُ َّ س ْف ِر الت َّ ْو َرا ِة .لَ ْم تَكُنْ َك ِل َمة ٌ مِ نْ كُ ِ ّل َما أ َ َم َر بِ ِه ِب فًِ ِ ا ْلبَ َركَةَ َواللَّ ْعنَةََ ,ح َ ب كُ ِ ّل َما كُت َ س َ سائِ ِر سى لَ ْم ٌَ ْق َرأْهَا ٌَشُوعُ قُدَّا َم كُ ِ ّل َج َما َ ع ِة ِإ ْ ب ال َّ س َرائٌِ َل َوالنِّ َ ُمو َ ساءِ َواأل َ ْطفَا ِل َوا ْلغَ ِرٌ ِ سطِ ِه ْم" (ٌش ٖٕ : 1ـ ٖ٘). فًِ َو َ
وبهذه الطرٌقة التى ربما تكررت مرارا ً كثٌرة لم نسمع أن مشكلة عاي وخٌانة ؼخان تكررت مرة أخرى ..وصار كل الشعب حرٌصا ً أمٌنا ً وواعٌا ً بسبب التواصل والتعلٌم للكل.
ٗ1
مهارات القابد الروحى
شادشاً ..يتقو ترتيب األولويات وتوزيع الوقت Setting Priorities & Time Management لكى تدرك كفاءة أى قابد ..أنظر إلى قدرته على توزٌع وقته على حسب أولوٌاته ..وأنظر ما هى أولوٌاته التى تحقق هدفه؟! ونجد فى تارٌخ العهد القدٌم أمثلة كثٌرة لقادة إنشؽلوا عن الهدؾ وكانت أولوٌاتهم بعٌدة عن إرادة هللا ..فإستهلكت الوقت والجهد ..فهوذا الملك أبٌَّا ملك ٌهوذا بعد مساندة هللا له فى حربه مع ملك إسرابٌل الذى عبد األوثانٌ ..نقلب عش ََرةَ س ِه أ َ ْربَ َع َ إلى رجل ال ٌشؽله إال الزوجات واألوالد " َوت َ َ شدَّدَ أَبٌَِّا َوات َّ َخذَ ِلنَ ْف ِ ْام َرأَةً َو َولَدَ اثْنَ ٌْ ِن َو ِعش ِْرٌنَ ا ْبنا ً َوسِتَّ َعش ََرةَ بِ ْنتا ًٕ( ".أخ ٖٔ ..)ٕٔ :بٌنما نرى ابنه الملك آسا وضع فى أولوٌاته أن ٌنزع الرجاسات من شعبه وأن ٌنشر ع شدَّدَ َونَ َز َ ً ِ تَ َ سمِ َع آ َ التعلٌم المستقٌم "فَلَ َّما َ سا َهذَا ا ْل َكالَ َم َونُب ُ َّوةَ عُودٌِدَ النَّبِ ّ
ض ٌَ ُهوذَا َوبِ ْنٌَامِ ٌنَ َومِ نَ ا ْل ُمد ُِن الَّتًِ أ َ َخذَهَا مِ نْ َج َب ِل أ َ ْف َرا ٌِ َم سا ِ ت مِ نْ كُ ِ ّل أ َ ْر ِ الر َجا َ َّ بٕ( ".أخ ٘ٔ .)1 : الر ّ ِ الر ّ ِ اق َّ َو َجدَّدَ َم ْذبَ َح َّ ب الَّذِي أ َ َما َم ِر َو ِ
لكن آسا الذى بدأ قابدا ً روحٌا ً إنقلب أخٌرا ً إلى إنسان ٌتكل على ذراع بشر ووضع أولوٌاته رضا الناس ولٌس رضا هللا وإستند على ملك آرام ..وحٌن وبّخه رجل هللا حنانى الرابى ..ؼضب آسا علٌه ووضعه فى السجن ..ولهذا س ْف ِر ا ْل ُملُوكِ ِلٌَ ُهوذَا ٌرة ُ َم ْكت ُوبَةٌ فًِ ِ كتب الوحى المقدس " َوأ ُ ُمو ُر آ َ سا األُولَى َواألَخِ َ س َرائٌِ َلٕ( ".أخ .)ٔٔ : ٔٙ َوإِ ْ وإلهنا الصالح ربنا ٌسوع كان قابدا ً ُمدققا ً فى توزٌع الوقت ..إذ كانت أولوٌاته واضحة ..حتى أنه أحٌانا ً كان ٌترك تبلمٌذه على ؼٌر رؼبتهم لٌنفرد سكون ببقابه معهم مدة أطول ..إعتذر لهم فى الجبل لٌُصلى ..وحٌن أتاه قوم ٌتم ّ بؤن له برنامجا ً آخر ..وأولوٌات أخرى ..وهى أن ٌؽطى كل قرى الجلٌل " َولَ َّما َب ِإلَى ا ْلقُ َرى ا ْل ُم َجا ِو َر ِة َو َجد ُوهُ قَالُوا لَهُِ « :إنَّ ا ْلجَمِ ٌ َع ٌَ ْطلُبُونَكَ » .فَقَا َل لَ ُه ْمِ « :لنَ ْذه ْ ٗ2
مهارات القابد الروحى ألَك ِْر َز هُنَاكَ أ َ ٌْضا ً ألَنًِّ ِل َهذَا َخ َر ْجتُ » .فَكَانَ ٌَك ِْر ُز فًِ َمجَامِ ِع ِه ْم فًِ كُ ِ ّل ا ْل َجلٌِ ِل شٌَاطِ ٌنَ ( ".مرٔ ٖ3 :ـ .)ٖ2 ج ال َّ َوٌُ ْخ ِر ُ
وتظهر أولوٌات ربنا ٌسوع المسٌح ـ له المجد ـ حٌن أرسل تبلمٌذه لٌبتاعوا طعاما ً لٌنفرد بالحدٌث مع المرأة السامرٌة ..ولم ٌكن األكل والشرب أولوٌة له ..حتى قال له تبلمٌذه "قَا َل لَ ُه ْم ٌَسُوعَُ « :ط َعامِ ً أَنْ أ َ ْع َم َل َمشٌِئ َةَ الَّذِي سلَنًِ َوأُت َ ِ ّم َم َع َملَهُ" (ٌو ٗ ..)ٖٗ :كما ٌُظهر قٌمة الوقت فى حٌاة ربنا ٌسوع أ َ ْر َ صلًِّ ص ْبحِ بَاكِرا ً ِجدّا ً قَا َم َو َخ َر َ المسٌح " َوفًِ ال ُّ ج َو َمضَى ِإلَى َم ْو ِضعٍ َخالَ ٍء َوكَانَ ٌُ َ ًَِ .وقَضَى اللَّ ٌْ َل كُلَّه ُ هُنَاكَ " (مر ٔ َ " ..)ٖ٘ :وفًِ تِ ْلكَ األٌََّ ِام َخ َر َ ج ِإلَى ا ْل َجبَ ِل ِلٌُ َ صلّ َ ّلل" (لو .)ٕٔ : ٙ صالَ ِة ِ َّ ِ فًِ ال َّ وأدار ربنا ٌسوع سنوات خدمته بحكمة بالؽة إتسعت لمبات من العظات والكرازة وأٌضا ً تلمذة التبلمٌذ وشفاء المرضى ولم ٌترك فرصة إال وكان ٌُعلم س َماءِ أ َ ْوكَا ٌر ور ال َّ وٌجول ٌصنع خٌراً ..حتى قال عن نفسه "لِلثَّعَا ِل ِ ب أ َ ْو ِج َرة ٌ َو ِلطٌُُ ِ سهُ" (مت .)ٕٓ : 1 س لَه ُ أ َ ٌْنَ ٌُ ْ س ِند ُ َرأْ َ اإل ْن َ ان فَلَ ٌْ َ َوأ َ َّما ا ْب ُن ِ س ِ ونعود إلى ٌشوع ..فنجده أٌضا ً ٌفتدى الوقت ..وٌسابق األٌام لٌتمم مهمته فى توزٌع األراضى على األسباط وإستقرار كل سبط وكان هذا ٌستلزم تنظٌؾ كل األراضى من الوثنٌن واألوثان ..وتثبٌت اإلٌمان بتحفٌظ الشرٌعة.. وإنتخاب القٌادات المسبولة وتدرٌبها لقٌادة الشعوب المتفرقة حسب الوصٌة.. حتى وقؾ ٌشوع فى نهاٌة أٌامه ٌنظر إلى ورابه ُمتعجبا ً من عمل هللا معه.. ٌِر ٍة ,بَ ْعدَ َما وكٌؾ سمح العمر بهذه اإلنجازات والبركات فقال " َوكَانَ غ َّ ِب أٌََّ ٍام َكث َ
ع شَا َ خ .تَقَدَّ َم فًِ األٌََّ ِام .فَدَعَا س َرائٌِ َل مِ نْ أ َ ْعدَائِ ِه ْم َح َوالَ ٌْ ِه ْم ,أَنَّ ٌَشُو َ ب إِ ْ الر ُّ أ َ َرا َح َّ سا َءهُ َوقُضَاتَه ُ َوع َُرفَا َءهُ َوقَا َل لَ ُه ْم« :أَنَا قَ ْد ٌَشُوعُ جَمِ ٌ َع إِ ْ س َرائٌِ َل َوشٌُُو َخه ُ َو ُر َإ َ ب ِإلَ ُهكُ ْم ِبجَمِ ٌعِ أُولَئِكَ الر ُّ ش ِْختُ .تَقَدَّ ْمتُ فًِ األٌََّ ِامَ .وأ َ ْنت ُ ْم قَ ْد َرأ َ ٌْت ُ ْم كُ َّل َما عَمِ َل َّ س ْمتُ لَكُ ْم ب َ ال ُّ ع ْنكُ ْم .ا ُ ْنظُ ُروا .قَ ْد قَ َ الر َّ ب إِلَ َهكُ ْم ه َُو ا ْل ُم َح ِار ُ شعُو ِ ب مِ نْ أ َ ْج ِلكُ ْم ,أل َ َّن َّ ب ٌع ال ُّ ع ِة َه ُإالَءِ ال ُّ ِبا ْلقُ ْر َ ب أَ ْ وب ا ْلبَا ِقٌنَ ُم ْلكا ً َح َ شعُو ِ س َ شعُ َ سبَاطِ كُ ْم ,مِ نَ األ ُ ْرد ُِّن َوجَمِ ِ الَّتًِ قَ َر ْ ب الش َّْم ِسٌ( ".ش ٖٕ ٔ :ـ ٗ) ..وٌإكد ٌم نَ ْح َو غُ ُرو ِ ضت ُ َهاَ ,وا ْل َب ْح ِر ا ْل َعظِ ِ ِب فًِ َ ض ٌق األ َ ْر ِ لهم كٌؾ كانت أولوٌاته حفظ كلمة هللاَ " ..وهَا أَنَا ا ْل ٌَ ْو َم ذَاه ٌ ط ِر ِ ٓ٘
مهارات القابد الروحى سقُ ْط َك ِل َمةٌ َواحِ دَة ٌ مِ نْ جَمِ ٌعِ ا ْل َكالَ ِم كُ ِلّ َهاَ .وت َ ْعلَ ُمونَ بِكُ ِ ّل قُلُوبِكُ ْم َوكُ ِ ّل أ َ ْنفُ ِ سكُ ْم أَنَّه ُ لَ ْم ت َ ْ سقُ ْط مِ ْنهُ َك ِل َمة ٌ َواحِ دَةٌٌ( ".ش ب َ ال َّ ع ْنكُ ُم .ا ْلكُ ُّل َ ار لَكُ ْم .لَ ْم ت َ ْ الر ُّ صالِحِ الَّذِي ت َ َكلَّ َم بِ ِه َّ ص َ ٖٕ .)ٔٗ : ومرة أخرى ٌهتم ٌشوع بتوصٌة شعبه قبل رحٌله " َو َكت ََب ٌَشُوعُ َهذَا صبَهُ هُنَاكَ ت َْحتَ ا ْلبَلُّو َط ِة الَّتًِ ا ْل َكالَ َم فًِ ِ اّللَِ .وأ َ َخذَ َح َجرا ً َكبٌِرا ً َونَ َ س ْف ِر ش َِرٌعَ ِة َّ بِ « :إنَّ َهذَا ا ْل َح َج َر ٌَكُو ُن شَاهِدا ً ٌع ال َّ عِ ََ ُ َ ْندَ َم ْقد ِ ش ْع ِ الر ّ ِ ِس َّ ب .,ث ُ َّم قَا َل ٌَشُوعُ ِلجَمِ ِ علَ ٌْكُ ْم ِلئَالَّ ت َْج َحد ُوا ب الَّذِي َكلَّ َمنَا بِهِ ,فٌََكُو ُن شَاهِدا ً َ َ علَ ٌْنَا ,ألَنَّه ُ قَ ْد َ الر ّ ِ سمِ َع كُ َّل َكالَ ِم َّ إِلَ َهكُ ْم»ٌ( ".ش ٕٗ .)ٕ3 ، ٕٙ :
نرى قٌمة الوقت فى كل القادة الروحٌٌن المشهورٌن ..فها هوذا بولس ٌقول.. عنْ َ ب س َ ِ " إذا ً أَنَا أ َ ْرك ُ ب َكؤَنًِّ الَ أَض ِْر ُ َار ُ ٌِنَ .ه َكذَا أُض ِ ُض َه َكذَا َكؤَنَّهُ لَ ٌْ َ غ ٌْ ِر ٌَق ٍ ا ْل َه َوا َء" (ٔكو .)ٕٙ : 2 ش ٌْئا ً َواحِ داًِ :إ ْذ ِب نَ ْفسًِ أَنًِّ قَ ْد أَد َْر ْكتُ َ .ولَ ِكنًِّ أ َ ْف َع ُل َ اإل ْخ َوةُ ،أَنَا لَ ْ ستُ أ َ ْحس ُ " أٌَُّ َها ِ ض أل َ ْج ِل َجعَالَ ِة سعَى نَ ْح َو ا ْلغَ َر ِ سى َما ه َُو َو َرا ُء َوأ َ ْمتَدُّ إِلَى َما ه َُو قُدَّا ُم .أ َ ْ أَنَا أ َ ْن َ ع" (فً ٖ .)ٔٗ ، ٖٔ : دَع َْو ِة ِ سو َ هللا ا ْلعُ ْل ٌَا فًِ ا ْل َمسٌِحِ ٌَ ُ
القابد الروحى دابما ً شعاره.. ع ْنت ُكَ .ه َُوذَا اآلنَ َو ْقتٌ َم ْقبُو ٌل. ص أَ َ " فًِ َو ْق ٍ سمِ ْعت ُكَ َ ،وفًِ ٌَ ْو ِم َخالَ ٍ ت َم ْقبُو ٍل َ ص" (ٕكو .)ٕ : ٙ ه َُوذَا اآلنَ ٌَ ْو ُم َخالَ ٍ ٌرة ٌ" (اؾ ٘ .)ٔٙ : ُ " م ْفتَدٌِنَ ا ْل َو ْقتَ ألَنَّ األٌََّا َم ش ِِّر َ
ٔ٘
مهارات القابد الروحى
شابعأً ..قادر على التحفيس
Motivating & Inspiring
القابد الروحى ..هو شعلة نارٌ ..ؤخذ منها كل َمن حولها ..فتستنٌر المسكونة كلها ..إنه شعلة حب هلل والناس ..نار ؼٌرة ضد الشر والشهادة للحق ..نور سراج ..كما قال المسٌح عن القابد الروحى العظٌم ٌوحنا المعمدان ساعَةً" (ٌو٘ .)ٖ٘ : س َِرا َ "كَانَ ه َُو ال ّ ور ِه َ ٌِر َوأ َ ْنت ُ ْم أ َ َر ْدت ُ ْم أَنْ ت َ ْبت َ ِه ُجوا ِبن ُ ِ ج ا ْل ُموقَدَ ا ْل ُمن َ
إن القابد الؽٌور على شعبه ..تنتقل ؼٌرته إلى قلوب َمن حوله ..ولهذا ض فَ َماذَا أ ُ ِرٌد ُ لَ ِو ا ْ ض َط َر َمتْ ؟" (لو ٕٔ : ًِ نَارا ً َ علَى األ َ ْر ِ قال المسٌح " ِجئْتُ أل ُ ْلق َ ..)ٗ2لهذا سكب المسٌح روحه ٌوم الخمسٌن على شكل ألسنة نار منقسمة على رأس كل واحد منهم ..وهذه النار نراها تمتد طول صفحات كتاب سفر األعمال حتى تصل إلى أقصى األرض. والتحفٌز هو سبلح القابد فى تحرٌك شعبه نحو الهدؾ ..وكلما إستطاع القابد التؤثٌر على رعٌته إٌجابٌا ً وإقناعهم عقلٌا ً وقلبٌا ً بالرسالة كلما سهل خضوعهم له ..وكلما تحرك الموكب لؤلمام بسهولة. فنذكر داود القابد الروحى حٌن إحتفل بدخول التابوت إلى أورشلٌم لم ٌرسل المرنمٌن وحدهم وإنما تقدمهم ورتـَّب لهم الموكب وأعد المزامٌر الخاصة لئلحتفال والذبابح ببل عدد ..وبهذا تح َّمس وراءه آالؾ المرنمٌن وكل الشعب وكان ٌوما ً عظٌماً. ور ًِ سُ َ ونذكر نحمٌا القابد الروحى الذى صرخ فى شعبه " َهلُ َّم فَنَ ْبن َ شلٌِ َم َوال َ نَكُو ُن بَ ْعد ُ عَارا ً" (نح ٕ ،)ٔ3 :وفى زمن قٌاسى تم بناء هذا السور أُو ُر َ
الضخم فى إثنٌن وخمسٌن ٌوما ً ..ونذكر باألولى ربنا ٌسوع المسٌح الذى قضى أربعٌن ٌوما ً ٌظهر لتبلمٌذه بعد قٌامته ٌحدثهم عن أسرار ملكوته وٌحفزهم ٌن س َ ارتَفَ َع ِإلَى ال َّ الر َّ ب َب ْعدَ َما َكلَّ َم ُه ُم ْ للكرازة والخدمة "ث ُ َّم ِإنَّ َّ س َماءِ َو َجلَ َ عنْ ٌَمِ ِ ت ب ٌَ ْع َم ُل َمعَ ُه ْم َوٌُث َ ِبّتُ ا ْل َكالَ َم ِباآلٌَا ِ َّ الر ُّ َان َو َّ اّللَِ .وأ َ َّما هُ ْم فَ َخ َر ُجوا َوك ََر ُزوا فًِ كُ ِ ّل َمك ٍ ٕ٘
مهارات القابد الروحى
التَّا ِب َعةِ .آمِ ٌنَ " (مر ..)ٕٓ ، ٔ2 : ٔٙوهكذا إنتشر النور بسرعة النار التى تؤكل الهشٌم فى الٌهودٌة والسامرة وإلى أقصى األرض. وربنا ٌسوع جعل من الخطاة لٌس فقط تاببٌن بل قدٌسٌن ورسل ..كل هذا بسبب تشجٌعه وتحفٌزه المستمر. وفى صناعة القادة البد للقابد أن ٌكون مشجعا ً بكل الطرق بدون مبالؽة أو محاباة ..وظهر هذا واضحا ً فى حٌاة ٌشوع فكان دابما ً محفزا ً لشعبه ومعاونٌه. ففى عبور األردن ..وكان الموقؾ عسٌراً ..وكثٌر من الٌهود ولدوا فى صحراء سٌناء ولم ٌروا بؤعٌنهم المعجزات المشابهة التى حدثت من أربعٌن سنة على ٌد موسى النبى ..ولم ٌتخٌَّل أحد منهم كٌؾ نعبر نهر األردن وهو سوا أل َ َّن مملتا من جمٌع شطوطه ..إلى أن صرخ فٌهم ٌشوع بملء الثقة "تَقَدَّ ُ ب ٌَ ْع َم ُل َ ِب" (ٌش ٖ ..)٘ :ثم قال ٌشوع " ِب َهذَا ت َ ْعلَ ُمونَ أ َ َّن سطِ كُ ْم َ غدا ً فًِ َو َ الر َّ ع َجائ َ َّ
سطِ كُ ْمَ ,و َط ْردا ً ٌَ ْط ُرد ُ مِ نْ أ َ َمامِ كُ ُم ا ْل َك ْنعَانِ ٌٌِّنَ َوا ْلحِ ِث ٌٌِّّنَ َوا ْلحِ ّ ِوٌٌِّنَ ً فًِ َو َ اّلل ا ْل َح َّ َّ َ ض س ٌٌِّنَ .ه َُوذَا ت َابُوتُ َ ور ٌٌِّنَ َوا ْلٌَبُو ِ َوا ْلف ِِر ِ ّزٌٌِّنَ َوا ْل ِج ْر َجا ِ س ٌِّ ِد كُ ِ ّل األ َ ْر ِ ع ْه ِد َ ش ٌٌِّنَ َواأل َ ُم ِ عَابِ ٌر أ َ َما َمكُ ْم فًِ األ ُ ْرد ُ ِّنٌ( ".ش ٖ ..)ٔٔ ، ٔٓ :ووعدهم ٌشوع لٌس فقط بعبور
األردن بل بطرد كل الممالك الوثنٌة من كنعان ..ألنه تشدد كؤنه ٌرى ما ال ٌُرى
صبَ َها ٌَشُوعُ فًِ ا ْل ِج ْل َجا ِلَ .وقَا َل ِلبَنًِ " َوا ِالثْنَا َ عش ََر َح َجرا ً الَّتًِ أ َ َخذُوهَا مِ نَ األ ُ ْرد ُِّن نَ َ سؤ َ َل بَنُوكُ ْم َ ارةُ؟ .ت ُ ْع ِل ُمونَ بَنٌِكُ ْم إِ ْ س َرائٌِ َل« :إِذَا َ غدا ً آبَا َءهُ ْم قَائِ ِلٌنَ َ :ما َه ِذ ِه ا ْلحِ َج َ س مِ ٌَا َه األ ُ ْرد ُ ِّن س ِة َ قَا ِئ ِلٌنَ َ : عبَ َر إِ ْ علَى ا ْل ٌَا ِب َ س َرائٌِ ُل َهذَا األ ُ ْرد ُنَّ .ألَنَّ ال َّر َّ ب ِإلَ َهكُ ْم قَ ْد ٌَبَّ َ سهُ مِ نْ أ َ َمامِ نَا َحتَّى مِ نْ أ َ َمامِ كُ ْم َحتَّى َ ب ِإلَ ُهكُ ْم ِببَ ْح ِر سُ ٍ وف الَّذِي ٌَبَّ َ الر ُّ عبَ ْرت ُ ْمَ ,ك َما فَعَ َل َّ ب إِلَ َهكُ ْم كُ َّل َ ب األ َ ْر ِ الر َّ الر ّ ِ عبَ ْرنَاِ .لت َ ْعلَ َم جَمِ ٌ ُع شُعُو ِ ب أَنَّ َها قَ ِوٌَّةٌِ ,ل َك ًْ ت َ َخافُوا َّ ض ٌَدَ َّ األٌََّ ِام»" (ٌش ٗ ٕٓ :ـ ٕٗ).
وخرج ٌشوع بنفسه فى الحرب الثانٌة مع عاي ومؤل جٌشه حماسا ً ب إِلَى ا ْل َمدٌِنَةَِ .وٌَكُو ُن حِ ٌنَ َما وؼٌرة " َوأ َ َّما أَنَا َوجَمِ ٌ ُع ال َّ ب الَّذِي َمعًِ فَنَ ْقت َِر ُ ش ْع ِ ب قُدَّا َم ُه ْم .,فٌََ ْخ ُر ُجونَ َو َرا َءنَا َحتَّى نَ ْج ِذبَ ُه ْم ٌَ ْخ ُر ُجونَ ِل ِلقَائِنَا َك َما فًِ األ َ َّو ِل أَنَّنَا نَ ْه ُر ُ ب قُدَّا َم ُه ْمَ .وأ َ ْنت ُ ْم ع َِن ا ْل َمدٌِنَةِ .ألَنَّ ُه ْم ٌَقُولُونَ ِإنَّ ُه ْم ه َِاربُونَ أ َ َما َمنَا َك َما فًِ األ َ َّو ِل .فَنَ ْه ُر ُ ٖ٘
مهارات القابد الروحى ب إِلَ ُهكُ ْم بٌَِ ِدكُ ْمَ .وٌَكُو ُن ِع ْندَ أ َ ْخ ِذكُ ُم الر ُّ تَقُو ُمونَ مِ نَ ا ْل َم ْك َم ِن َوت َْم ِلكُونَ ا ْل َمدٌِنَةََ ,وٌَ ْدفَعُ َها َّ ص ٌْتُكُ ْم»". ب ت َ ْفعَلُونَ .ا ْنظُ ُروا .قَ ْد أ َ ْو َ ا ْل َمدٌِنَةَ أَنَّكُ ْم تُض ِْر ُمونَ ا ْل َمدٌِنَةَ بِالنَّ ِارَ .كقَ ْو ِل ال َّر ّ ِ (ٌش ٘ : 1ـ ..)1فبإشتراكه بنفسه ووعده لهم أنهم سٌملكون المدٌنة وٌحرمونها
تماما ً حسب قول الرب إمتؤل الجٌش ؼٌرة وكانت النصرة عظٌمة. وحٌن إستجاب الرب لطلب ٌشوع العجٌب أن تبقى الشمس وٌبقى القمر بْ ٌَ ,و َم ِلر َّ لٌضٌبا علٌهم حتى ٌكملوا حربهم مع األمورٌٌن "حِ ٌنَئِ ٍذ قَا َل ٌَشُوعُ ل َّ
س د ُومًِ ون إِ ْ ور ٌٌِّنَ أ َ َما َم بَنًِ إِ ْ أَ ْ الر ُّ ب األ َ ُم ِ سلَ َم َّ س َرائٌِ َلٌَ« :ا ش َْم ُ س َرائٌِ َل ,أ َ َما َم عٌُ ُ ِ ف ا ْلقَ َم ُر َحتَّى ا ْنتَقَ َم علَى َوادِي أٌََّلُونَ » .فَدَا َم ِ علَى ِج ْبعُونَ َ ,و ٌَا قَ َم ُر َ َ س َو َوقَ َ ت الش َّْم ُ س ْف ِر ٌَاش ََر؟ فَ َوقَفَ ِ ال َّ س َماءِ س َهذَا َم ْكت ُوبا ً فًِ ِ س فًِ َكبِ ِد ال َّ ش ْع ُ ت الش َّْم ُ ب مِ نْ أ َ ْعدَائِهِ .أَلَ ٌْ َ ب نَ ْح َو ٌَ ْو ٍم كَامِ ٍلٌ( ".ش ٓٔ ٕٔ :ـ ٖٔ) ..كان هذا حافزا ً لكل َولَ ْم ت َ ْع َج ْل ِل ْلغُ ُرو ِ
جٌشه أن ٌإمنوا باإلنتصار ألن الطبٌعة كلها تحارب معهم بسبب شفاعة أبٌهم وقابدهم ٌشوع. ولم ٌكؾ ٌشوع عن تشجٌع شعبه ..حٌن إنتصر على الملوك الوثنٌن إذ ب ِبجَمِ ٌعِ أ َ ْعدَائِكُ ُم شدَّد ُوا َوت َ َ قال "الَ ت َ َخافُوا َوالَ ت َْرت َ ِعبُوا .ت َ َ الر ُّ ش َّجعُوا .ألَنَّه ُ َه َكذَا ٌَ ْفعَ ُل َّ الَّذٌِنَ ت ُ َح ِاربُونَ ُه ْم»" (ٌش ٓٔ .)ٕٗ :
ولما رأى ٌشوع أن بعض األسباط متؤخرٌن فى إستبلم أراضٌهم َّ حفزهم اط .فَقَا َل س َرائٌِ َل مِ َّمنْ لَ ْم ٌَ ْق ِ س َب ٍ س ْب َعةُ أ َ ْ ًِ مِ نْ بَنًِ ِإ ْ س ُموا نَ ِصٌبَ ُه ْمَ , وشجعهم قاببلً " َو َبق َ
ض الَّتًِ س َرائٌِ َلَ « :حتَّى َمت َى أ َ ْنت ُ ْم ُمت ََرا ُخونَ ع َِن الدُّ ُخو ِل ِال ْمتِالَكِ األ َ ْر ِ ٌَشُوعُ ِلبَنًِ ِإ ْ سلَ ُه ْم فٌََقُو ُموا س ْب ٍط فَؤ ُ ْر ِ ب إِلَهُ آبَائِكُ ْم؟ .هَات ُوا ثَالَثَةَ ِر َجا ٍل مِ نْ كُ ِ ّل ِ الر ُّ أ َ ْع َطاكُ ْم إٌَِّاهَا َّ س ْبعَ ِة ًَ .و ْلٌَ ْق ِ َو ٌَسٌِ ُروا فًِ األ َ ْر ِ س ُموهَا ِإلَى َ ض َو ٌَ ْكتُبُوهَا ِب َح َ س ِ ب أ َ ْن ِص َب ِت ِه ْم ,ث ُ َّم ٌَؤْت ُوا ِإلَ َّ علَى ت ُ ُخمِ ِه ْم مِ نَ ف َ س ٍام ,فٌَُقٌِ ُم ٌَ ُهوذَا َ أ َ ْق َ بَ ,وٌُقٌِ ُم بٌَْتُ ٌُوسُ َ علَى ت ُ ُخمِ ِه مِ نَ ا ْل َجنُو ِ ً هُنَا فَؤ ُ ْلقًِ لَكُ ْم ق ُ ْرعَةً َه ُهنَا ال ِ ّ ش َما ِلَ .وأ َ ْنت ُ ْم ت َ ْكتُبُونَ األ َ ْر َ س ْبعَةَ أ َ ْق َ ض َ س ٍام ,ث ُ َّم تَؤْت ُونَ إِلَ َّ ب إِلَ ِهنَاٌ( ".ش ٕ : ٔ1ـ .)ٙ الر ّ ِ أ َ َما َم َّ
ومع نهاٌة أٌامه لم ٌكـُؾ عن تشجٌعهم وتحفٌزهم أن ٌثبتوا فى العهد وٌتحفظـّوا ألنفسهم من عبادة األوثان وٌتمسَّكوا بالشرٌعة من كل قلوبهم.. وبسبب هذه الؽٌرة ظل الشعب أمٌنا ً للعهد سنوات طوٌلة حتى بعد موت ٌشوع. ٗ٘
مهارات القابد الروحى
وانتحفيز وانتشجيع نه أشكال كثيرة فً حياة انقائد ..منها.. إظهار الثقة فى كل عضو من الفرٌق والتفوٌض السلٌم. التواجد والمشاركة فى كل خدمة أو نشاط. التؤكٌد على معونة هللا ورضاه. تذكرة العاملٌن بوعود هللا ومكافآته. النظر برجاء إلى النتابج المتوقعة والتؤثٌرات البعٌدة. وضع حوافز ومكافآت تشجٌعٌة لٌست بالضرورة مادٌة فقد تكون هداٌا تقدٌرٌة أو شهادات. تذكرة الفرٌق بعمل هللا سابقاً ..وباإلنجازات السابقة. عدم التركٌز على العٌوب أو الضعفات أو المشاكل أو الماضى ..بل العمل بتركٌز على المستقبل بهمة ونشاط. إظهار حب القابد وإفتخاره ب َمن معه والتؤكٌد على روح الفرٌق والمحبة بٌن الجمٌع. والبد هنا أن نذكر ان بعض القادة ٌظنون أن التوبٌخ واللوم الدابم واإلنتهار هو السبلح األساسى لنمو الفرٌق ..بٌنما فى الحقٌقة أن هذه الطرق ؼالبا ً ما تفشل فى القٌادة الروحٌة إن لم تكن بحكمة عالٌة وحب خالص وبحساب شدٌد لببل ٌقع الفرٌق فى صؽر النفس ..واألفضل دابما ً هو مزج التشجٌع بشا قلٌل من التوجٌه وبقدر أقل من التوبٌخ إن لزم األمر. ونختم هذا الفصل بكلمة قوٌة كافٌة أن تحرك كل القلوب ..حٌن صرخ ع ْنكُ ْم َك َما ب َ الر َّ ب ِإلَ َهكُ ْم ه َُو ا ْل ُم َح ِار ُ فٌهم ٌشوع " َر ُج ٌل َواحِ د ٌ مِ ْنكُ ْم ٌَ ْط ُرد ُ أ َ ْلفاً ,أل َ َّن َّ َكلَّ َمكُ ْمٌ( ".ش ٖٕ .)ٔٓ : ٘٘
مهارات القابد الروحى
٘ٙ
مهارات القابد الروحى
ثامهاً ..جاد ومُلتسم
Committed
من سمات القابد الروحى ..اإللتزام والجد ٌّة ..ومن الطبٌعى أن تنتقل هذه الصفات من القابد لشعبه ..وهذا ٌُمثل أحد عوامل النجاح واإلنجاز. قد ٌكون القابد زكٌاً ..ذا شخصٌة قوٌة ..مرتب الفكر ..صاحب رإٌة واضحة ..ولكن إن إفتقر إلى الجدٌة واإللتزام سرعان ما تتب ّخر أحبلمه ..وتقل كفاءته وٌفقد ثقة َمن حوله ..واإللتزام والجدٌة ٌظهران فى نواحى الحٌاة المختلفة ..فى اإللتزام بالكلمة بالوعد ..فى جد ٌّة العمل ..فى عدم الشكوى من التعب ..فى دقة المواعٌد ..فى الجد ٌّة مع النفس باألخص فى الجهاد الروحى.. فى األمانة تجاه أهل بٌته ..فما نسمعه ونقرأه عن أخطاء القادة العالمٌٌن ٌمثل أهم أسباب إنهٌارهم وضٌاع َمن ورابهم. فالقابد الروحى ال ٌطلب من تابعٌه إال ما ٌُطالب به نفسه أوالً ..وقد ٌُطالب نفسه بؤكثر مما ٌطالبهم ..وقد ٌكون مترفقا ً مع َمن حوله لكن متشددا ً مع نفسه ..القابد الروحى بشوشا ً هادبا ً لطٌفا ً لكنه لٌس خفٌفا ً بمعنى أنه ال ٌنسى نفسه فى ضحك مبتذل أو وقت ضابع أو عبلقات فارؼة أو ترفٌه مفسد. وقابدنا األعظم ربنا ٌسوع المسٌح ـ له المجد ـ أجمل مثال فى الجد ٌّة واإللتزام ..فنعرؾ عنه أنه ال ٌقول إال ما ٌعلم حتى كتب عنه لوقا الطبٌب سوعُ ٌَ ْف َعلُهُ َوٌُ َع ِلّ ُم بِ ِه" (اع ٔ ..)ٔ :وبهذا أوصى السٌد المسٌح ٌع َما ا ْبتَدَأ َ ٌَ ُ "جَمِ ِ صغَ َر ص ْغ َرى َو َ اس َه َكذَا ٌُ ْدعَى أ َ ْ صا ٌَا ال ُّ ض ِإ ْحدَى َه ِذ ِه ا ْل َو َ الجمٌع" ..فَ َمنْ نَقَ َ علَّ َم النَّ َ ت علَّ َم فَ َهذَا ٌُ ْدعَى عَظِ ٌما ً فًِ َملَكُو ِ فًِ َملَكُو ِ اواتَِ .وأ َ َّما َمنْ عَمِ َل َو َ ت ال َّ س َم َ ت" (مت ٘ .)ٔ2 : اوا ِ ال َّ س َم َ
الجد ٌّة تظهر فى حٌاة السٌد المسٌح ..أنه لم ٌكن ٌجد لنفسه راحة كافٌة ..فكان ٌستٌقظ مبكرا ً ..وٌسهر كثٌرا ً لٌُصلى ..وٌقضى الٌوم من قرٌة لقرٌة ٌجول ٌصنع خٌراً ..كان ٌضطر أحٌانا ً أن ٌنام فى السفٌنة حتى قال عن ٘3
مهارات القابد الروحى سنِد ُ س لَهُ أ َ ٌْنَ ٌُ ْ ور ال َّ اإل ْن َ نفسه "لِلث َّ َعا ِل ِ ب أ َ ْو ِج َرة ٌ َو ِلطٌُُ ِ ان فَلَ ٌْ َ س َماءِ أ َ ْوكَا ٌر َوأ َ َّما ا ْب ُن ِ س ِ سهُ" (لو .)٘1 : 2 َرأْ َ
واإللتزام والجد ٌّة هما تعبٌر عن األمانة بكل أشكالها ..لهذا ذكر ربنا علَى َخدَمِ ِه ِلٌُعْطِ ٌَ ُه ُم س ٌِّدُهُ َ ٌسوع المسٌح "فَ َمنْ ه َُو ا ْل َوكٌِ ُل األَمِ ٌ ُن ا ْل َحكٌِ ُم الَّذِي ٌُقٌِ ُمه ُ َ
س ٌِّدُهُ ٌَ ِجدُهُ ٌَ ْف َع ُل َه َكذَا!( ".لو ٕٔ ا ْلعُلُوفَةَ فًِ حِ ٌنِ َها؟ طُوبَى ِلذَ ِلكَ ا ْل َع ْب ِد الَّذِي ِإذَا َجا َء َ ح األَمِ ٌنُ. صا ِل ُ ..)ٖٗ ، ٕٗ :وقال فى مثل العبٌد والوزنات "نِ ِع َّما أٌَُّ َها ا ْل َع ْبد ُ ال َّ س ٌِّدِكَ " (مت ٕ٘ .)ٕٖ : كُ ْنتَ أَمِ ٌنا ً فًِ ا ْلقَلٌِ ِل فَؤُقٌِ ُمكَ َ ٌِر .ا ْد ُخ ْل ِإلَى فَ َرحِ َ علَى ا ْل َكث ِ
أ ّما ٌشوع فقد رأى فى معلمه موسى النبى مثبلً حٌا ً فى األمانة واإللتزام والجد ٌّة ..فلم ٌكن موسى ٌبحث لنفسه عن راحة ..وكان إحساسه الدابم بالمسبولٌة عن شعبه ٌدفعه دفعا ً لئللتزام أوالً فى حٌاته بكل وصاٌا هللا ومطالبة الشعب بها بإصرار. لم ٌتقاعس ٌشوع عن رسالته الصعبة فى أن ٌعبر األردن وٌطرد الممالك الوثنٌة ثم ٌقسّم األرض ..لم ٌإجل ..ولم ٌختصر من رسالته شٌبا ً من األهداؾ ..بل عاش حٌاته مجاهدا ً ومن تحدى إلى تحدى ..كان شعبه عنٌدا ً لكنه لم ٌشتكى منه وكانت الحروب كثٌرة لكنه إستمر فٌها حسب خطة هللا وإرشاده.. وهى تمثل لنا فى العهد الجدٌد رسالة أمانة وجد ٌّة تجاه الشهوات واإلؼراءات تجاه الكسل والنوم والرفاهٌة والمجد الباطل. كان ٌشوع على رأس جٌشه دابماً ..وهنا نذكر أن قابدا ً عظٌما ً حٌن تخاذل عن دوره ولم ٌخرج لٌقود شعبه ..سقط ..وهو داود النبى ..ودفع ثمن عدم جدٌته كثٌراً ..ولكنه قدم توبة صادقة ولم ٌكسل مرة أخرى أو ٌتخاذل عن مسبولٌته. وحٌن أعطى ٌشوع كلمة وعد للجبعونٌٌن ..لم ٌتراجع عنها بالرؼم أنها لم تكن حكمة منه أنه ٌعدهم بدون أن ٌسؤل هللا كعادته ..لكنه إلتزم بما وعد.. ى وعاش الجبعونٌٌن ٌحترمون الشعب ولم ٌقل ٌشوع فى قلبه بما أنهم كذبوا عل َّ وخدعونى ٌحق لى أال ألتزم بكلمتى وأنتقم منهم ..لكنه ظل أمٌنا ً لوعده.. ٘1
مهارات القابد الروحى
وبسبب إلتزامه بهذا الوعد ..تخلص ٌشوع من ممالك وثنٌة كثٌرة من خبلل محاولتهم اإلعتداء على جبعون ..فتصدى لهم وكانت إرادة هللا أن ٌكون هذا الوعد سببا ً لتطهٌر كنعان من شٌاطٌن كثٌرة. لم ٌكن آدم ..القابد األول فى تارٌخ البشرٌة ..جادا ً فى تنفٌذ الوصٌة فتسبب بسبب تهاونه مع حواء فى كارثة للبشرٌة. بٌنما كان نوح جادا ً وأمٌنا ً فى بناء الفلك حتى استمر العمل أكثر من مبة سنة بؽٌر تهاون ..فإستحق أن ٌكون مخلصا ً ألهل بٌته ورمزا ً للمسٌح. كان ٌوسؾ العفٌؾ جادا ً وملتزماً ..فنجح فى كل مراحل حٌاته ..نجح فى بٌت فوطٌفار كعبد ..ونجح فى السجن كسجٌن ..ونجح فى مصر كوزٌر.. اجحا ً" (تك .)ٕ : ٖ2 الر ُّ ب َم َع ٌُوسُ َ ألن الرب كان معهَ " ..وكَانَ َّ ف فَكَانَ َر ُجالً نَ ِ قد ٌصٌب القابد الروحى شٌبا ً من الفتور ..وٌإثر هذا على جد ٌّته وإلتزامه ..وقد ٌنسى أن هذا ٌإثر بالضرورة على َمن ورابه ..لهذا ٌجب على ِّس أَنَا ذَاتًِ كل قابد ورحى أن ٌتشبه بالمسٌح له المجد فى قوله " َوأل َ ْج ِل ِه ْم أُقَد ُ ق" (ٌو .)ٔ2 : ٔ3 ِلٌَكُونُوا هُ ْم أ َ ٌْضا ً ُمقَدَّ ِ سٌنَ فًِ ا ْل َح ّ ِ كانت أستٌر جادة وملتزمة فى صلواتها وأصوامها وخضوعها لمردخاى ..فإستحقت أن تشارك فى خبلص شعبها ..وكانت راعوث جادة وملتزمة بدورها الجدٌد كإبنة لحماتها نُعمة ..وخرجت لتعمل حتى تجد قوتها وقوت حماتها ..فإستحقت أن تصٌر جدة للمسٌح. كان صموبٌل النبى قابدا ً عظٌما ً لشعبه ..ألنه لم ٌكؾ عن الصبلة صالَ ِة مِ نْ أ َ ْج ِلكُ ْم ,بَ ْل ُف ع َِن ال َّ ب فَؤَك َّ ألجلهمَ " ..وأ َ َّما أَنَا فَ َحاشَا لًِ أَنْ أ ُ ْخطِ َ الر ّ ِ ئ ِإلَى َّ ع ِلّ ُمكُ ُم ال َّ ستَقٌِ َم" (ٔصم ٕٔ ..)ٕٖ :ولم ٌكؾ عن إفتقادهم من أُ َ ق ال َّ ط ِرٌ َ صا ِل َح ا ْل ُم ْ قرٌة لقرٌة كل سنة ..ولم ٌكؾ عن تعلٌمهم وتسلٌمهم الشرٌعة حتى صار فى عهده مدارس لئلنبٌاء وتبلمٌذ روحٌٌن ببل عدد.
٘2
مهارات القابد الروحى الر َجا ُل :ال َ كان دانٌال مثاالً لؤلمانة والجد ٌّة حتى قٌل عنه "فَ َقا َل َه ُإالَءِ ِّ نَ ِجد ُ َعلَى دَانٌِآ َل َهذَا ِعلَّةً ِإال َّ أَنْ نَ ِجدَهَا مِ نْ ِج َه ِة ش َِرٌعَ ِة ِإلَ ِههِ( ".دا ..)٘ : ٙوبسبب
أمانته خلص من جب األسود وصار سبب كرازة للعالم أجمع. س َه ُروا ُمتَذَ ّك ِِرٌنَ كان بولس قابدا ً روحٌا ً عظٌماً ..إذ قال عن نفسه " ِلذَ ِلكَ ا ْ أَنًِّ ثَالَ َث ِسنٌِنَ لَ ٌْالً َونَ َهارا ً لَ ْم أ َ ْفت ُْر َعنْ أَنْ أ ُ ْنذ َِر بِد ُ ُموعٍ كُ َّل َواحِ ٍد( ".أع ٕٓ ..)ٖٔ : شدَائِدَ، ص ْب ٍر َكث ٌٍِر ،فًِ َ وقال أٌضا ً "بَ ْل فًِ كُ ِ ّل َ سنَا َك ُخد َِّام هللاِ ،فًِ َ ش ًْ ٍء نُ ْظ ِه ُر أ َ ْنفُ َ فًِ َ لر ُج ُل وراتٍ ،فًِ ِضٌقَا ٍ ت" (ٕكو ..)ٗ : ٙولنتذكر أخٌرا ً حكمة الكتاب "ا َ َّ ض ُر َ علَى األَمِ ٌ ُن َكثٌِ ُر ا ْلبَ َركَا ِ اي َ ست َ ْع ِج ُل إِلَى ا ْل ِغنَى ال َ ٌ ُ ْب َرأ ُ" (ام َ " ..)ٕٓ : ٕ1 ت َوا ْل ُم ْ ع ٌْنَ َ سا ِلكُ َط ِرٌقا ً كَامِ الً ه َُو ٌَ ْخ ِد ُمنًِ" (مز ٔٓٔ .)ٙ : أ ُ َمنَاءِ األ َ ْر ِ س ُه ْم َمعًِ .ال َّ ض ِل َك ًْ أ ُ ْج ِل َ
ٓٙ
مهارات القابد الروحى
تاشعاً ..يواجه املشاكل
Facing Problems
ٌتعرض لمشاكل ..وهناك من القادة َمن ٌهرب من البد لكل قابد أن َّ المشاكل ..وهناك من ٌتجاهلها ..وٌؽض النظر عنها ..وهناك من ٌضعؾ أمامها فٌضطرب وٌنزعج ..وهناك َمن ٌتدخل فٌها بدون حكمة فتزداد المشاكل وتتعقد ..وهناك َمن ٌصنعها بنفسه ..وهناك َمن ٌنكر وجودها تماما ً وٌعطٌها أسماء مزٌفة بدون مصارحة. بتروى ..بحكمة.. أ َما القابد الروحى فٌقؾ لٌواجه المشكلة بكل حزم.. ّ بروح الصبلة ..بمصارحة وشفافٌة ..بالرجوع للمبادئ الروحٌة والوصٌة اإللهٌة. ومع كل هدؾ عظٌم البد أن تكون هناك عراقٌل وباألخص فى هدفنا األسمى خبلص نفوسنا واآلخرٌن ..البد أن تتضاعؾ المعوقات والتجارب التى ٌتفنن عدو الخٌر فى وضعها. وقد تكون هناك مشاكل خارجٌة مثل قلة المادٌات ..زٌادة اإلحتٌاجات.. وجود مضاٌقٌن وأعداء ..معطبلت خارجٌة من الظروؾ المحٌطة ..واألصعب عادة ً هى المشاكل الداخلٌة وعدم وضوح الهدؾ ..عدم إتفاق الفرٌق ..فقدان السبلم واإلٌمان ..إنحرافات وتنازالت روحٌة ..خصام وإنشقاق وأحزاب. القابد الروحىٌ ..توقع المشاكل وٌنتظرها وال ٌتع ّجب منها ..ولكنه ٌركض نحو إلهه لٌلقى علٌه ثم ٌجلس لٌدرس وٌبحث وٌسمع وٌنصت وٌصلى وٌفكر وٌسؤل وٌسترشد وٌنتظر التدخل اإللهى برجاء وسبلم. ربنا ٌسوع المسٌح ـ له المجد ـ كان دابما ً ٌتصد َّى للمشاكل الخارجٌة والداخلٌة ..فٌن جاعت الجموع إعتبر نفسه مسبوالً عنهم وصنع لهم معجزة الخمس خبزات ..وحٌن رفض السامرٌون دخوله مدٌنتهم "فَا ْلتَفَتَ َوا ْنت َ َه َرهُ َما ان مِ نْ أ َ ّي ِ ُروحٍ أ َ ْنت ُ َما!" (لو ..)٘٘ : 2لم ٌنزعج ولم ٌؽضب َوقَا َل« :لَ ْ ست ُ َما ت َ ْعلَ َم ِ وتحول إلى مدٌنة أخرى ُمعطٌا ً مثبلً لتبلمٌذه. َّ ٔٙ
مهارات القابد الروحى
س لَ ُه ْم َخ ْم ٌر" (ٌو ٕ ..)ٖ :وبشفاعة كانت أولى معجزاته مشكلة "لَ ٌْ َ القدٌسة العذراء مرٌم تد َّخل لٌحل األزمة وٌترك لنا درسا ً فى طاعة اإلٌمان "قَالَتْ أ ُ ُّمه ُ ِل ْل ُخد َِّامَ « :م ْه َما قَا َل لَكُ ْم فَا ْفعَلُوهُ»" (ٌو ٕ .)٘ : تسرب أ ّما عن المشاكل الداخلٌة ..فكان ربنا ٌسوع حازما ً حكٌما ً ..حٌن َّ فكر " َمنْ ه َُو أ َ ْع َظ ُم" (مر )ٖٗ : 2إلى قلب تبلمٌذه ..إستدعاهم ووضع لهم المنهج الروحى فى التفكٌر والبحث عن المتكؤ األخٌر ..وتكرر الموقؾ مرة أخرى حٌن طالبته أم ابنى زبدى بمكانة خاصة لولدٌها ؼٌر مدركة حقٌقة ما تطلب ..وحٌن تآمر علٌه الٌهود كثٌرا ً هرب منهم حتى جاءت الساعة فقضى اللٌل كله فى الصبلة لٌدخل إلى صلٌب مجده حسب إرادته. أ ّما ٌشوع فكان أٌضا ً قابدا ً روحٌاًٌ ..تصدى للمشاكل وال ٌهرب منها.. وكانت واحدة من المشاكل الصعبة هى قرٌة عاي ..وللوهلة األولى تمنَّى ٌشوع سلم المسبولٌة لكنه سرعان ما تمالك لو لم ٌكن قد عبر األردن أو لم ٌكن قد ت َّ نفسه وصلـَّى بحرارة وإستمع لصوت هللا الذى حدد له السبب وأرشده فى العبلج وكان حازما ً فى التعامل مع ؼخان وبٌته بسبب الشر الذى جلبه على شعبه ،وكانت المشكلة الثانٌة هى كٌؾ ٌدخل حربا ً سرٌعة مع نفسى الجٌش الذى هزمه جٌش عاي ..لكنه بحكمة من هللا وإرشاد ..نظم صفوفه وبث الحماس فى شعبه وأعطاهم رجاءا ً وخرج أمامهم وإنتصر الشعب وانتهت المشكلة بل صارت سببا ً لمزٌد من ثقة الشعب فٌه ..وخوؾ األعداء منه. وكانت مشكلة إجتماع ملوك الوثنٌن علٌه ..ولكنه تمسَّك بوعد هللا وتشجٌعه ..واسترجع ذكرٌاته مع موسى النبى وعمالٌق ومع شعب األمورٌٌن وشعب باشان ..ودخل المعركة وإنتصر وكانت مشكلة الجبعونٌٌن وأخطؤ ٌشوع سؤَلُواٌ( ".ش ..)ٔٗ : 2ولكنه عاد وأصلح خطؤه ب لَ ْم ٌَ ْ الر ّ ِ أوالً ألنه "َمِ نْ فَ ِم َّ باإللتزام بوعده ..ودخل الحرب مدافعا ً عنهم ونصره هللا. وكانت مشكلة عدم اإلتفاق فى توزٌع األرض ..فلجؤ ٌشوع إلى القرعة وإستعان بالعازار بن هرون الكاهن المحبوب وإستطاع أن ٌقسّم األرض على ٕٙ
مهارات القابد الروحى
األسباط دون إعتراض أو خبلؾ بالرؼم من ؼبلظة قلوبهم المعروفة ..وكانت مشكلة بنات صلفحاد (ٌش ٔ : ٔ3ـ ٖٔ) ..إذ لم ٌكن هناك رجال فى العابلة وكانت األرض تحق للرجل فقط وأسرته ..فلجؤ إلى المشورة اإللهٌة ووضع حكما ً عادالً. وكانت مشكلة المذبح الذى عمله سبط رأوبٌن وسبط جاد ونصؾ سبط منسى بعد عودتهم من توزٌع األرض على أخوتهم ..فؤرسل لجنة مكونة من مندوبٌن منتخبٌن عن بقٌة األسباط ٌرأسها فٌنحاس بن ألعازار ..واستمر هو فى الصبلة وإنتهت المشكلة بسبلم ولم تحدث الحرب التى كانت على وشك الحدوث. ٌا لٌت عالى الكاهن إذ رأى فسادا ً فى أوالده تصدى لهذه المشكلة مبكراً ..فما كان أوالده هلكوا ولما إنتهت حٌاته هذه النهاٌة الحزٌنة. ٌا لٌت داود النبى تعامل مع مشكلة آمنون بحزم وعاقب ابنه على تجاوزه ولما ترك الؽٌرة تؤكل قلب أبشالوم وتهلكه. ٌا لٌت مبلك كنٌسة ثٌاتٌرا تصدى للتعالٌم الؽرٌبة ولم ٌسٌب المرأة إٌزابل (رمز الشر) تعلم تعلٌما ً فاسدا ً لما أخذ هذا التوبٌخ من هللا ولما فقد أحد من شعبه. حٌن حدثت مشكلة بٌن األرامل العبرانٌات والٌونانٌات فى الكنٌسة األولى (أع ..)ٙتصدى التبلمٌذ لها بإهتمام وعالجوها بحكمة فلم ٌتركوا رسالتهم ..خدمة الكلمة والصبلة ..وحددوا من ٌقوم بالتعامل مع المشكلة وتركوا الشعب ٌختار وٌنتخب وحددوا لهم المسبولٌة ..وكانت النتٌجة أن المشكلة إنتهت بسرعة بل إزداد عدد المإمنٌن وظهرت مواهب القدٌس إسطفانوس وبدأ نظام الشمامسة فى الكنٌسة. إذا تركت المشاكل تتفاقم قد ٌصعب عبلجها ..وإذا تـ ُركت المشاكل بدون عبلج قد تتؤصل المفاهٌم الخاطبة وقد ٌصعب إقتبلعها ..وإذا تركت المشاكل ٌفقد القطٌع الثقة فى راعٌه وٌخسر القابد كثٌرا ً وقد ٌخسر نفسه. ٖٙ
مهارات القابد الروحى
تصدى القدٌس بولس الرسول لمشكلة الحزبٌة فى الكنٌسة األولى.. وباألخص كنٌسة كورنثوس ..فؤرسل الرسالة األولى موضحا ً المفاهٌم الروحٌة وموبخا ً المخطبٌن بشدة ..وواضعا ً المبادئ الروحٌة للحل ..إنتهت المشكلة بنجاح. تصدت الكنٌسة كلها مجتمعة فى الرسل وعلى رأسهم القدٌس ٌعقوب التهود ..ونوقشت المشكلة من كل الجوانب وإستمعت الكنٌسة لآلراء.. لمشكلة ّ وكان هناك صبلة كثٌرة ورجوع إلى تعلٌم الكتاب ..وإتفق الجمٌع على صٌؽة واحدة للحل ..وخرج المجمع األول المسٌحى بقرارات واضحة (أع ٘ٔ).. وإنتهت المشكلة إلى حد كبٌر. واجه مردخاى مشكلة مإامرة هامان إلعدام الٌهود بالصبلة ..وتوجٌه أستٌر بحزم ..وأنقذ هللا شعبها بسبب مردخاى وأستٌر. القابد الروحى حٌن ٌواجه المشكلة ٌبدأ أوالً بالصبلة الحارة ..وحده أو مع معاونٌه ..وٌطلب مشٌبة هللا بإلحاح من خبلل الكتاب المقدس ومرشدٌه.. تروى قلٌبلً إن وٌدرس بإمعان كل جوانب المشكلة وكل الحلول المتاحة ..وٌ َّ كان الوقت ٌسمح بهذا ..وٌتؤكد أن الحلول خالٌة من األؼراض الشخصٌة أو القرارات المنفعلة ..ثم ٌؤخذ القرار أو القرارات بقوة وجرأة وببل تراجع وٌتح َّمل المسبولٌة كاملة مطمبنا ً أنه فى ٌد هللا المسبول عنه وعن شعبه.
ٗٙ
مهارات القابد الروحى
عاشراً ..يتعلم مو أخطائه
Learn from his mistakes
لٌس هناك َمن ال ٌخطا سوى ربنا ٌسوع المسٌح ـ له المجد ـ والقابد الروحى قد ٌخطا لكنه سرٌعا ً ما ٌتعلم من أخطابه فبل ٌكررها ..بل وٌعرؾ نقاط ضعفه وٌُجاهد فٌها أو ٌستعٌن بؤحد مساعدٌه لعله ٌؽطٌها وٌكملها ..واثقا ً فى وعد هللا أن "«ت َ ْك ِفٌكَ نِ ْع َمتًِ ،أل َ َّن ق ُ َّوتًِ فًِ ال ُّ ور أ َ ْفتَخِ ُر ض ْع ِ ف ت ُ ْك َم ُل» .فَ ِبكُ ِ ّل ُ س ُر ٍ ي ِ فًِ َ ً قُ َّوة ُ ا ْل َمسٌِحِ" (ٕكو ٕٔ .)2 : ض َعفَاتًِِ ،ل َك ًْ تَحِ َّل َ علَ َّ ِبا ْل َح ِر ّ ولهذا فالقٌادة الروحٌة هى رحلة العمر كله ..لٌست مرحلة ٌصل إلٌها القابد وٌتوقؾ ..إنما هى عملٌة نمو مستمر من مجد إلى مجد مقتربا ً من شبه المسٌح القابد األمثل واألعظم. والقابد فى العالم قد ال ٌعترؾ بؤخطابه وال ٌرٌد أن ٌراها وال ٌسمح ألحد بؤن ٌنتقده أو ٌنبهه ..أ ّما القابد الروحى فٌحب أن ٌعرؾ أخطاءه ..وٌحب من ٌنقده بحب "لٌإدبنى الصدٌق برحمة وٌوبخنى .أما زٌت الخاطئ فال ٌدهن ست َ ْه ِزئا ً ِلئَالَّ رأسى ،ألن صالتى أٌضا ً بمسرة( ".مز ٓٗٔ ٘ :باألجبٌة)" ..الَ ت َُو ِبّ ْخ ُم ْ ٌُ ْب ِغضَكَ َ .و ِبّ ْخ َحكٌِما ً فٌَُحِ بَّكَ " (ام .)1 : 2 وإذا عاتبه أو نبهه أحد مساعدٌه ..ال ٌُسارع بالدفاع عن نفسه بل ٌتؤنى لٌحكم على نفسه ..وقد ٌعتذر وقد ٌطلب اإلرشاد م َمن ٌنقده ..فهو ٌعرؾ جٌدا ً أنه لٌس كامبلً ..وٌعرؾ خطورة أن تبقى عٌوبه وأخطاءه أو تتضخم مع األٌام. تعلم موسى النبى من أخطابهٌ ..وما ً فى الماضى وبدافع طٌب قتل إنسانا ً لكى ٌصنع صلحاً ..وبعد سنوات طوٌلة صار حلٌما ً جداً ..ونادرا ً ما ٌؽضب. ومع ُحلمه الشدٌد مع عناد شعبه الؽلٌظ الرقبة ..سقط موسى النبى مرات أخرى ..مرة فى تذ ّمر وشكوى ..مرة كسر لوحى العهد ..مرة ضرب الصخرة مرتٌن بؽضب ..ولكنها كانت مرات قلٌلة على خدمة طوٌلة مع شعب قاسى القلب ٌسمع وال ٌفهم وٌرى وكؤنه ما رأى. ٘ٙ
مهارات القابد الروحى
ونما ٌشوع بن نون تحت قٌادة معلمه وأبٌه الروحى لٌرى القابد المتواضع وهو ٌعترؾ بخطبه وٌتعلم من أخطابه. وتسلم ٌشوع القٌادة ..ووقعت خسارة كبٌرة فى قرٌة عاي ..وأحس ٌشوع بالذنب ألنه لم ٌنبه على الشعب بشدة وصٌة التحرٌم ..وتعلم ٌشوع من خطبه ..وبعد اإلنتصار على عاي ..ظل ٌشوع طوال حٌاته ٌكرر على شعبه احذروا من األوثان ..اهربوا من الشر ..تمسّكوا بالوصٌة ..ال تتهاونوا. ووقع ٌشوع فى خطؤ آخر ..حٌن أعطى وعدا ً للجبعونٌٌن دون أن ٌسؤل من فم الرب ..وتع َّجل القرار بمنطقه البشرى وحكمته اإلنسانٌة ..وكان قرارا ً خاطباً ..وإكتشؾ الخداع وتعلم ٌشوع الدرس ..وظل بقٌة حٌاته ٌلجؤ هلل فى كل صؽٌرة وكل كبٌرة لٌسؤل القرار من فم الرب. وال ننسى أن ٌشوع كان ٌتـَّسم بالخوؾ كنقطة ضعؾ واضحة من البداٌة حتى أن السفر ٌتكرر فٌه تعبٌرات "ال تخؾ ..تشدد ..تشجع" ..ولكن مع هذا القابد الذى كان ٌرى نفسه ال ٌصلح للقٌادة وكان مرتعبا ً من المسبولٌة.. تم َّجد هللا وعمل به عجابب ولكنه ظل فى كل جولة جدٌدة ٌنتظر الوعد القدٌم.. مجدداً" ..ال تخؾ ألنى معك". وفى تارٌخ الكتاب هناك الكثٌرون م َمن تعلموا من أخطابهم ..فها هو مرقس الرسول ال ٌهرب وٌخاؾ مرة أخرى ..وها هو ٌعقوب أبو األسباط ال ٌكذب بعدما رأى المسٌح وصارعه مطالبا ً البركة والتؽٌٌر ..وها هو ٌونان ٌطٌع بعد عناد وتجبُّر ..وها هو أٌوب ٌعترؾ بضعفه وجهله بعد اعتراض وشكوى وتطاول ..وها هو بطرس الرسول ٌتوقؾ عن نظرته األولى لما هو نجس أو دنس. فالقابد الروحى ٌنضج بالتعلم لٌس فقط على اآلخرٌن أو الكنٌسة أو الخبرات ..بل باألكثر بالتعلم من أخطابه ..كٌؾ ٌتفاداها وٌقاومها وال ٌقع فٌها.. وهو بهذا ٌتعلم أن ٌكون شفوقا ً على فرٌقه مدركا ً أنه كما هو ٌخطا هم أٌضا ً ٙٙ
مهارات القابد الروحى
ٌخطبون ..وكما ٌتعلم من أخطابه ربما تعلموا من أخطابهم ..وكما ٌحتاج إلى التوجٌه والرعاٌة هم أٌضا ً ٌحتاجون منه إلى التوجٌه والرعاٌة. أ ّما إن وجدت نقطة ضعؾ مزمنة ..أو شوكة فى الجسد ببل عبلج.. فعلٌه أن ٌقبلها بشكر واثقا ً أنها لن تعطل هللا عن عمله من خبلله ..وهى فرصة آلخرٌن أن ٌعوضوا تقصٌره بسببها أو ٌكملوا ضعفه ..وهى حماٌة له من مجد اإلفتخار وعبادة الذات ..فهو لن ٌكؾ عن الصبلة من أجل ضعفه ولكن ٌقبل نفسه بضعفه وٌركز باألولى على نعمة هللا العاملة فٌه بإٌمان ورجاء.
ٙ3
مهارات القابد الروحى
ٙ1
مهارات القابد الروحى احلادى عشر ..قوى وحازم (ٌستطٌع المواجهة والتؤدٌب)
Strong Willed & Decisive كثٌر من القادة الروحٌٌن ٌتمٌَّزون بالطٌبة والوداعة ..ولكن تنقصهم أحٌانا ً الشد ّة البلزمة والحزم الذى ٌحفظ المسٌرة وٌمنع التجاوزات من اإلزدٌاد والمنهج من التدهور. قد ٌخاؾ القابد الروحى من أن ٌكون شدٌدا ً لببل ٌعثر ..أو ٌخاؾ نفسٌا ً من الناس لببل ٌؽضبوا علٌه أو ٌرفضوه ..أو ٌخاؾ من ضمٌره بتشكك من أن ٌظلم أو ٌقسو ..ولكن فى كل هذه الحاالت البد له أن ٌتعلم أن ٌكون حازما ً وشدٌدا ً متى لزمت الشد ّة. وهنا نعود إلى قابدنا األعظم ربنا ٌسوع المسٌح ـ له المجد ـ الذى قال
ب فَت َِجد ُوا َرا َحةً ٌِري َ علَ ٌْكُ ْم َوتَعَلَّ ُموا مِ نًِّ ألَنًِّ َودٌِ ٌع َو ُمت ََو ِ اض ُع ا ْلقَ ْل ِ "ا ِْحمِ لُوا ن ِ ِلنُفُو ِسكُ ْم" (مت ٔٔ ..)ٕ2 :ولكن هذا لم ٌمنع موقفه الحازم فى الهٌكل ..حٌن ُوب أَنَّ بَ ٌْتًِ بٌَْتُ ال َّ صالَ ِةَ .وأ َ ْنت ُ ْم َجعَ ْلت ُ ُموه ُ رأى التجاوزات واإلهانات صرخ " َم ْكت ٌ وص" (لو َ " ..)ٗٙ : ٔ2ولَ ْم ٌَدَ ْع أ َ َحدا ً ٌَ ْجت َا ُز ا ْل َه ٌْ َك َل بِ َمت َاعٍ" (مر ٔٔ : ارةَ لُ ُ ص ٍ َمغَ َ .)ٔٙ
وفى مواجهة مع الٌهود لم ٌخؾ ت أَبٌِكُ ْم ت ُِرٌد ُونَ أَنْ ش َه َوا ِ َو َ ق. س فٌِ ِه َح ٌّ ق ألَنَّهُ لَ ٌْ َ ا ْل َح ّ ِ ب" (ٌو .)ٗٗ : 1 ا ْل َكذَّا ِ
ت َ ْع َملُوا .ذَاكَ كَانَ ب َمت َى ت َ َكلَّ َم ِبا ْل َك ِذ ِ
أن ٌقول "أ َ ْنت ُ ْم اس مِ نَ قَتَّاالً لِلنَّ ِ فَ ِإنَّ َما ٌَت َ َكلَّ ُم مِ َّما
ٌِس مِ نْ أ َ ٍ ب ه َُو ِإ ْبل ُ ا ْلبَدْءِ َولَ ْم ٌَثْبُتْ فًِ اب َوأَبُو لَه ُ ألَنَّه ُ َكذَّ ٌ
وحٌن أتاه من ٌهدده بقوله " ْ ُس ٌ ُ ِرٌد ُ أَنْ اخ ُرجْ َوا ْذه ْ َب مِ نْ َه ُهنَا ألَنَّ هٌِ ُرود َ شٌَاطِ ٌنَ ج َ ب :هَا أَنَا أ ُ ْخ ِر ُ امضُوا َوقُولُوا ِل َهذَا الث َّ ْعلَ ِ ٌَ ْقتُلَكَ " (لو ٖٔ ..)ٖٔ :فؤجابهم " ْ شفًِ ا ْلٌَ ْو َم َو َ ث أ ُ َك َّم ُل" (لو ٖٔ .)ٖٕ : غدا ً َوفًِ ا ْلٌَ ْو ِم الثَّا ِل ِ َوأ َ ْ
مطول بكلمات وفى نهاٌة خدمته وب َّخ الكتبة والفرٌسٌٌن فى خطاب َّ شدٌدة صارخة ٙ2
مهارات القابد الروحى سٌُّونَ ا ْل ُم َراإُونَ ألَنَّكُ ْم ت ُ ْغ ِلقُونَ َملَكُوتَ " لَ ِكنْ َو ٌْ ٌل لَكُ ْم أٌَُّ َها ا ْل َكتَبَةُ َوا ْلفَ ِّرٌ ِ اس فَالَ ت َ ْد ُخلُونَ أ َ ْنت ُ ْم َوال َ تَدَعُونَ الدَّاخِ ِلٌنَ ٌَ ْد ُخلُونَ ! َو ٌْ ٌل لَكُ ْم اوا ِ ت قُدَّا َم النَّ ِ ال َّ س َم َ سٌُّونَ ا ْل ُم َراإُونَ ألَنَّكُ ْم تَؤْكُلُونَ بٌُُوتَ األ َ َرامِ ِل و ِل ِعلَّ ٍة تُطِ ٌلُونَ أٌَُّ َها ا ْل َكتَبَةُ َوا ْلفَ ِّرٌ ِ سٌُّونَ صلَ َواتِكُ ْمِ .لذَ ِلكَ تَؤ ْ ُخذُونَ دَ ٌْنُونَةً أ َ ْع َظ َمَ .و ٌْ ٌل لَكُ ْم أٌَُّ َها ا ْل َكتَبَة ُ َوا ْلفَ ِّرٌ ِ َ ص َل سبُوا دَخِ ٌالً َواحِ دا ً َو َمت َى َح َ ا ْل ُم َراإُونَ ألَنَّكُ ْم تَطُوفُونَ ا ْلبَ ْح َر َوا ْلبَ َّر ِلت َ ْك َ صنَعُونَه ُ ا ْبنا ً ِل َج َهنَّ َم أ َ ْكث َ َر مِ ْنكُ ْم ُمضَاعَفاً!َ .و ٌْ ٌل لَكُ ْم أٌَُّ َها ا ْلقَادَة ُ ا ْلعُ ْمٌَا ُن ا ْلقَائِلُونَ : تَ ْ ب ا ْل َه ٌْ َك ِل ٌَ ْلت َِز ُم! .أٌَُّ َها س بِ َ ف بِذَ َه ِ ش ًْ ٍء َولَ ِكنْ َمنْ َحلَ َ َمنْ َحلَ َ ف بِا ْل َه ٌْ َك ِل فَلَ ٌْ َ ف َب؟َ .و َمنْ َحلَ َ ِّس الذَّه َ ا ْل ُج َّها ُل َوا ْلعُ ْم ٌَا ُن أٌَُّ َما أ َ ْع َظ ُم :أَلذَّه ُ َب أ َ ِم ا ْل َه ٌْ َك ُل الَّذِي ٌُقَد ُ ان الَّذِي َ س ِب َ علَ ٌْ ِه ٌَ ْلت َِز ُم! .أٌَُّ َها ا ْل ُج َّهالُ ش ًْ ٍء َولَ ِكنْ َمنْ َحلَ َ ِبا ْل َم ْذبَحِ فَلَ ٌْ َ ف ِبا ْلقُ ْربَ ِ ف َوا ْلعُ ْمٌَا ُن أٌَُّ َما أ َ ْع َظ ُم :أ َ ْلقُ ْربَا ُن أ َ ِم ا ْل َم ْذبَ ُ ِّس ا ْلقُ ْربَانَ ؟ .فَ ِإنَّ َمنْ َحلَ َ ح الَّذِي ٌُقَد ُ ِن ف بِ ِه َو ِبكُ ِ ّل َما َ ف بِ ِه َو ِبال َّ ف ِبا ْل َه ٌْ َك ِل فَقَ ْد َحلَ َ علَ ٌْهَِ .و َمنْ َحلَ َ ِبا ْل َم ْذ َبحِ فَقَ ْد َحلَ َ ساك ِ علَ ٌْ ِه!َ .و ٌْ ٌل لَكُ ْم أٌَُّ َها ِس َ ف بِعَ ْر ِش َّ ِ اّلل َوبِا ْل َجال ِ ف بِال َّ س َماءِ فَقَ ْد َحلَ َ فٌِهَِ .و َمنْ َحلَ َ شبِ َّ ث َوا ْل َك ُّمونَ َوت ََر ْكت ُ ْم ش ُرونَ النَّ ْعنَ َع َوال ِ ّ سٌُّونَ ا ْل ُم َراإُونَ ألَنَّكُ ْم تُعَ ِ ّ ا ْل َكتَبَةُ َوا ْلفَ ِّرٌ ِ اإلٌ َمانَ .كَانَ ٌَ ْنبَغًِ أَنْ ت َ ْع َملُوا َه ِذ ِه َوالَ تَتْ ُركُوا وس :ا ْل َح َّ أَثْقَ َل النَّا ُم ِ ق َو َّ الر ْح َمةَ َو ِ صفُّونَ ع َِن ا ْلبَعُو َ ض ِة َوٌَ ْبلَعُونَ ا ْل َج َم َل!َ .و ٌْ ٌل لَكُ ْم تِ ْلكَ .أٌَُّ َها ا ْلقَادَة ُ ا ْلعُ ْمٌَا ُن الَّذٌِنَ ٌُ َ ص ْحفَ ِة َوهُ َما أٌَُّ َها ا ْل َكت َ َبة ُ َوا ْلفَ ِّرٌ ِ سٌُّونَ ا ْل ُم َراإُونَ ألَنَّكُ ْم تُنَقُّونَ َخ ِار َج ا ْل َكؤ ْ ِس َوال َّ وآن ْ ق أ َ َّوالً دَاخِ َل ا ْل َكؤ ْ ِس اختِ َطافا ً َودَع َ مِ نْ دَاخِ ٍل َم ْملُ ِ َارةً! .أٌَُّ َها ا ْلفَ ِّرٌس ُّ ًِ األ َ ْع َمى نَ ّ ِ سٌُّونَ ص ْحفَ ِة ِل َك ًْ ٌَكُونَ َخ ِار ُج ُه َما أ َ ٌْضا ً نَ ِقٌّاًَ .و ٌْ ٌل لَكُ ْم أٌَُّ َها ا ْل َكتَبَةُ َوا ْلفَ ِّرٌ ِ َوال َّ ًِ مِ نْ دَاخِ ٍل ا ْل ُم َراإُونَ ألَنَّكُ ْم ت ُ ْ ش ِب ُهونَ قُبُورا ً ُم َبٌَّضَةً ت َ ْظ َه ُر مِ نْ َخ ِارجٍ جَمِ ٌلَةً َوه َ اس َم ْملُو َءة ٌ ِع َظا َم أ َ ْم َوا ٍ س ٍةَ .ه َكذَا أ َ ْنت ُ ْم أ َ ٌْضاً :مِ نْ َخ ِارجٍ ت َ ْظ َه ُرونَ لِلنَّ ِ ت َوكُ َّل نَ َجا َ ش ُحونُونَ ِرٌَا ًء َوإِثْماً!َ .و ٌْ ٌل لَكُ ْم أٌَُّ َها ا ْل َكتَبَة ُ أ َ ْب َرارا ً َولَ ِكنَّكُ ْم مِ نْ دَاخِ ٍل َم ْ صدٌِّ ِقٌنَ ". َوا ْلفَ ِّرٌ ِ ور األ َ ْنبٌَِاءِ َوت َُزٌِّنُونَ َمدَافِنَ ال ِ ّ سٌُّونَ ا ْل ُم َراإُونَ ألَنَّكُ ْم ت َ ْبنُونَ قُبُ َ (مت ٖٕ ٖٔ :ـ )ٕ2 وإنتهر مرة تبلمٌذه بشد ّة حٌن تشككوا وإنشؽلوا باألكل "فَفَ َّك ُروا قَائِ ِلٌنَ بَ ْع ُ س ض ُه ْم ِلبَ ْع ٍ س ِع ْندَنَا ُخ ْب ٌز» .فَعَ ِل َم ٌَسُوعُ َوقَا َل لَ ُه ْمِ « :ل َماذَا تُفَ ِ ّك ُرونَ أَنْ لَ ٌْ َ ض« :لَ ٌْ َ شعُ ُرونَ بَ ْعد ُ َوال َ ت َ ْف َه ُمونَ ؟ أ َ َحتَّى اآلنَ قُلُوبُكُ ْم َ غلٌِ َظةٌ؟ .أَلَكُ ْم أ َ ْعٌُ ٌن َوال َ ِع ْندَكُ ْم ُخ ْب ٌز؟ أَال َ ت َ ْ سةَ ت ُ ْب ِص ُرونَ َولَكُ ْم آذَا ٌن َوالَ ت َ ْ س َمعُونَ َوالَ ت َ ْذكُ ُرونَ ؟.حِ ٌنَ َك َّ س ْرتُ األ َ ْر ِغفَةَ ا ْل َخ ْم َ عش َْرةَ»َ «.وحِ ٌنَ سرا ً َرفَ ْعت ُ ْم؟» قَالُوا لَهُ« :اثْنَت َ ًْ َ س ِة اآلالَ ِ ف َك ْم قُفَّةً َم ْملُ َّوةً ِك َ ِل ْل َخ ْم َ ٓ3
مهارات القابد الروحى س ْبعَةً» .فَقَا َل لَ ُه ْم: س ْبعَ ِة ِلأل َ ْربَعَ ِة اآلال َ ِ ال َّ س ٍر َم ْملُ ّوا ً َرفَ ْعت ُ ْم؟» قَالُواَ « : س َّل ِك َ ف َك ْم َ ف الَ ت َ ْف َه ُمونَ ؟»( ".مر ٔٙ : 1ـ ٕٔ). « َك ٌْ َ
فبل ٌظن أحد أن المسٌح الرقٌق الطٌب ..لم ٌكن حازما ً وشدٌدا ً فى وقت س ِإلَ ٌْ ِه َوا ْبتَدَأ َ ٌَ ْنت َ ِه ُرهُ قَائِالًَ « :حاشَاكَ آخر ..حتى مع أقرب تبلمٌذه" ..فَؤ َ َخذَهُ بُ ْط ُر ُ
َب َ ش ٌْ َطانُ .أ َ ْنتَ عنًِّ ٌَا َ س« :ا ْذه ْ ٌَا َر ُّ ب! الَ ٌَكُو ُن لَكَ َهذَا!» .فَا ْلتَفَتَ َوقَا َل ِلبُ ْط ُر َ اس»( ".مت .)ٕٖ ، ٕٕ : ٔٙ َم ْعث َ َرة ٌ لًِ ألَنَّكَ ال َ ت َ ْهت َ ُّم بِ َما ِ َّ ِ ّلل لَ ِكنْ بِ َما لِلنَّ ِ
وبٌنما إمتؤلت تعالٌم السٌد المسٌح بالرحمة والحب والتشجٌع والرجاء.. س لم تخلو من التخوٌؾ والتحذٌر "الَ ت َ َخافُوا مِ نَ الَّذٌِنَ ٌَ ْقتُلُونَ ا ْل َج َ سدَ َو َب ْعدَ ذَ ِلكَ لَ ٌْ َ
لَ ُه ْم َما ٌَ ْفعَلُونَ أ َ ْكث َ َر .بَ ْل أ ُ ِرٌكُ ْم مِ َّمنْ ت َ َخافُونَ َ :خافُوا مِ نَ الَّذِي بَ ْعدَ َما ٌَ ْقت ُ ُل لَهُ سُ ْل َطا ٌن ًِ فًِ َج َهنَّ َم .نَعَ ْم أَقُو ُل لَكُ ْم :مِ نْ َهذَا َخافُوا!( ".لو ٕٔ .)٘ ، ٗ : أَنْ ٌُ ْلق َ وفى حدٌثه عن العثرات كان حازما ً جدا ً " َف ِإنْ أ َ ْعث َ َرتْكَ ٌَد ُكَ أ َ ْو ِر ْجلُكَ ج أ َ ْو أ َ ْق َط َع مِ نْ أَنْ ت ُ ْلقَى فًِ النَّ ِار فَا ْق َط ْع َها َوأ َ ْل ِق َها َ ع ْنكَ َ .خ ٌْ ٌر لَكَ أَنْ ت َ ْد ُخ َل ا ْل َحٌَاةَ أَع َْر َ َان أ َ ْو ِر ْجالَ ِن" (مت .)1 : ٔ1 األَبَ ِدٌَّ ِة َولَكَ ٌَد ِ
ورأٌنا أٌضا ً ٌوحنا المعمدان القابد الروحى التارٌخى الذى سبق السٌد س المسٌح لٌعد له الطرٌق ..كم كان شدٌدا ً حازما ً حٌن قال " َواآلنَ قَ ْد ُو ِض َع ِ ت ا ْلفَؤ ْ ُ
صنَ ُع ث َ َمرا ً َجٌِّدا ً ت ُ ْق َ ط ُع َوت ُ ْلقَى فًِ النَّ ِار" (لو ٖ : ص ِل ال َّ َ ش َج ِر َفكُ ُّل َ ش َج َر ٍة الَ ت َ ْ علَى أ َ ْ ف ..)2وفى توبٌخه للفرٌسٌٌن والكهنة الٌهود "أٌَُّ َها ا ْل َحٌَّاتُ أ َ ْوالَدَ األَفَاعًِ َك ٌْ َ ت َ ْه ُربُونَ مِ نْ دَ ٌْنُونَ ِة َج َهنَّ َم؟" (مت ٖٕ .)ٖٖ :
أ ّما ٌشوع بن نون فكان حازماً ..والبعض ٌرى فى حزمه قسوة.. والبعض قد ٌتشكك من حاالت اإلعدام المتكررة فى سفر ٌشوع ..عخان بن كرمى وعابلته ..ملوك الوثنٌٌن ..وٌظن أن هذا ٌخلو من الرحمة ناسٌن قول علَى ا ْل ُحك ِْم" الر ْح َمة ُ ت َ ْفتَخِ ُر َ الكتاب "ألَنَّ ا ْل ُح ْك َم ه َُو بِالَ َر ْح َم ٍة ِل َمنْ لَ ْم ٌَ ْع َم ْل َر ْح َمةًَ ،و َّ (ٌع ٕ .)ٖٔ : وفى حزمه كان دابما ً ٌخضع لوصٌة هللا ..فبل ٌقسو أو ٌنفعل أو ٌتخذ ب ِلر ّ ِ قرارا ً شخصٌاً ..حتى أنه خاطب عخان أوالً بقوله "ٌَا ا ْبنًِ ,أَعْطِ اآلنَ َم ْجدا ً ل َّ ٔ3
مهارات القابد الروحى عنًِّ»" (ٌش : 3 ف َ ف لَه ُ َوأ َ ْخبِ ْرنًِ اآلنَ َماذَا عَمِ ْلتَ .ال َ ت ُْخ ِ إِلَ ِه إِ ْ س َرائٌِ َلَ ,وا ْعت َِر ْ .. )ٔ2ولكن البد أن نتذكر أن عخان وأسرته تسببوا بجرٌمتهم فى قتل ستة
وثبلثون رجبلً برٌباً ..واألكثر أنهم بهذا فتحوا باب واسع لوصول الشٌطان إلى معسكر المإمنٌن. وبهذا الشكل نرى حنانٌا وسفٌراٌ ..سقطان فى العهد الجدٌد بحزم شدٌد ..دٌنونة وعقابا ً لكذبهم ورٌابهم ومحبتهم للمال لٌكونوا مثبلً لؤلجٌال. أ ّما إبادة وتحرٌم الشعوب الوثنٌٌن بنسابهم وأطفالهم فبلبد أن نتذكر لٌس فقط أنها إرادة هللا الدٌان العادل ..وإنما أٌضا ً حالة هذه الشعوب من الفساد حتى أنهم ٌقتلون وٌقدمون أوالدهم ذبابح للشٌطان (األوثان) "ألَنَّ ُه ْم لَ َّما ع ََرفُوا هللاَ لَ ْم شكُ ُروهُ َك ِإلَ ٍه بَ ْل حَمِ قُوا فًِ أ َ ْفك َِار ِه ْم َوأ َ ْظلَ َم قَ ْلبُ ُه ُم ا ْلغَبِ ًُّ" (رو ٔ .)ٕٔ : ٌُ َم ِ ّجد ُوهُ أ َ ْو ٌَ ْ وقد تركهم هللا مبات السنٌن لعلهم ٌإمنون بالفطرة وٌكفرون بالشهوة.. لكنهم تمادوا فى قباحاتهم حتى صاروا أقل من الحٌوانات التى تعرؾ قلٌبلً من الرحمة وتخضع للقوانٌن الطبٌعٌة والؽرابز ..كتب فٌهم القدٌس ٌهوذا " َولَ ِكنَّ
علَى َما ال َ ٌَ ْعلَ ُمونَ َ .وأ َ َّما َما ٌَ ْف َه ُمونَهُ بِال َّ ت َ غ ٌْ ِر طبٌِعَةِ ،كَا ْل َحٌَ َوانَا ِ َه ُإالَءِ ٌَ ْفت َ ُرونَ َ النَّاطِ قَةِ ،فَفًِ ذَ ِلكَ ٌَ ْفسُد ُونَ ٌ( ".ه ٔ .)ٕٔ :
وكان ٌشوع بن نون قاطعا ً فى قراراته ..فلم ٌترك أحدا ً ٌإثر سلبا ً على قراراته المستمدة من خضوعه هلل ..فعبور األردن فى مٌعاده ومعركة أرٌحا كما خطط لها هللا ..وتحرٌم الؽنابم وإبادة األوثان والوثنٌٌن ..وتقسٌم األراضى.. كلها كانت تتسم بالشدة والحزم ..فلم ٌترك ٌشوع السبطٌن ونصؾ السبط ٌستقروا فى أرضهم بل أمر بمشاركة رجالهم دخول كنعان إلى أن ٌستقر الكل.. وخضع الكل له ألنه كان حازما ً وروحانٌاً ..ولٌس له ؼرض ولٌس فٌه تسلط وال ٌقوده أحد إال وصٌة هللا وروح هللا. بمثل هذا المنهج رأٌنا بولس الرسول الذى تسبقه دموعه أحٌانا ً وهو ٌنذر كل واحد (أع ٕٓ ٔ3 :ـ ٌ ..)ٖ1حكم بحرمان خاطا كورنثوس ومنعه من
ٕ3
مهارات القابد الروحى ٌلوث الكنٌسة (ٔكو ٘ ٖ :ـ شركة الكنٌسة وعزله عن مجتمع المإمنٌن كٌبل ّ ٖٔ).
وتراه حازما ً مع أهل كورنثوس موبخا ً بشدة وقوفهم أمام القضاء المدنى علَى آ َخ َر أَنْ ٌُ َحا َك َم ِع ْندَ س ُر مِ ْنكُ ْم أ َ َحد ٌ لَهُ دَع َْوى َ وعدم احتكامهم للكنٌسة "أٌََت َ َجا َ
ال َّ س ٌَدٌِنُونَ ا ْل َعالَ َم؟ فَ ِإنْ ست ُ ْم ت َ ْعلَ ُمونَ أَنَّ ا ْل ِقدٌِّ ِ س ِع ْندَ ا ْل ِقدٌِّ ِ سٌنَ ؟.أَلَ ْ سٌنَ َ ظالِمِ ٌنَ َولَ ٌْ َ كَانَ ا ْلعَالَ ُم ٌُدَا ُن بِكُ ْم أَفَؤ َ ْنت ُ ْم َ ست ُ ْم ت َ ْعلَ ُمونَ أَنَّنَا ستَؤ ْ ِه ِلٌنَ ِل ْل َم َحاك ِِم ال ُّ ص ْغ َرى؟ .أَلَ ْ غ ٌْ ُر ُم ْ ور َه ِذ ِه ا ْل َحٌَا ِة َ ور َه ِذ ِه ا ْل َحٌَا ِة! .فَ ِإنْ كَانَ لَ ُك ْم َم َحا ِك ُم فًِ أ ُ ُم ِ سنَدٌِ ُن َمالَئِكَةً؟ فَبِاأل َ ْولَى أ ُ ُم َ س َب ٌْنَكُ ْم َحكٌِ ٌم َوال َ سوا ا ْل ُم ْحتَقَ ِرٌنَ فًِ ا ْل َكنٌِ َ فَؤ َ ْج ِل ُ س ِة قُضَاةً!ِ .لت َْخ ِجٌ ِلكُ ْم أَقُو ُل .أ َ َه َكذَا لَ ٌْ َ خ َوذَ ِلكَ ِع ْندَ َ خ ٌُ َحا ِك ُم األ َ َ ً بَ ٌْنَ إِ ْخ َوتِهِ؟ .لَ ِكنَّ األ َ َ غ ٌْ ِر ا ْل ُمإْ مِ نٌِنَ ". َواحِ د ٌ ٌَ ْق ِد ُر أَنْ ٌَ ْق ِض َ (ٔكو ٔ : ٙـ .)ٙ كما نراه حازما ً فى رسالة ؼبلطٌة ٌقول "أٌَُّ َها ا ْلغَالَطِ ٌُّونَ األ َ ْغ ِبٌَا ُءَ ،منْ ح بَ ٌْنَكُ ْم س َم ٌَسُوعُ ا ْل َمسٌِ ُ ق؟ أ َ ْنت ُ ُم الَّذٌِنَ أ َ َما َم عٌُُونِكُ ْم قَ ْد ُر ِ َرقَاكُ ْم َحتَّى الَ ت ُ ْذ ِعنُوا ِل ْل َح ّ ِ صلُوباً!( ".ؼبل ٖ .)ٔ : َم ْ
ونرى ٌوحنا الحبٌب أشهر التبلمٌذ رقة ووداعةٌ ..وصى فى رسالته ٌِم ،فَالَ ت َ ْقبَلُوهُ فًِ ا ْلبَ ٌْتَِ ،وال َ تَقُولُوا الثانٌة " ِإنْ كَانَ أ َ َحد ٌ ٌَؤْتٌِكُ ْم َوالَ ٌَ ِجً ُء ِب َهذَا الت َّ ْعل ِ سالَ ٌمٌ ٕ ( ".و ٔ .)ٔٓ : لَهُ َ
إذا ً ٌنبؽى أن ٌكون القابد الروحى شدٌدا ً حازما ً حٌن تجب الشد ّة والتؤدٌب ..وٌظل قلبه رقٌقا ً ودٌعؤ ً باكٌا ً على المخطا ..لعله ٌتوب فٌفرح به.. ناظرا ً إلى قطٌعه لببل ٌفسد.
ٖ3
مهارات القابد الروحى
الجانى عشر ..كرمياً وشخيّاً
Generosity
ٌظن بعض القادة أن الشد ّة والحزم ..والجدٌة والعسكرٌة ..تضمن لهم خضوع َمن حولهم وإنتمابهم ناسٌن أن الحب هو القوة األعظم فى هذا الوجود.. وأن القٌادة بالحب هى المثل الذى قدمه ربنا ٌسوع للبشرٌة ومازال األكثر نجاحا ً فى كل المستوٌات والمجاالت. ومن صفات الحب ..الكرم والسخاء ..وكما ٌجب أن ٌكون القابد مشجعا ً متؤنٌا ً مترفقا ً مسامحاً ..ومإدبا ً وقوٌا ً وحازماًٌ ..جب أن ٌكون أٌضا ً سخٌا ً ٌجزل العطاء ل َمن حوله ..وال أقصد فقط المكافآت المادٌة أو الهداٌا وإنما أقصد كل جوانب السخاء. ربنا ٌسوع المسٌح ـ له المجد ـ كان وٌظل إلى األبد كرٌما ً سخٌاً ..حتى أنه ٌعطى الوعد "أ َ ْعطُوا ت ُ ْع َط ْوا َك ٌْالً َج ٌِّدا ً ُملَبَّدا ً َم ْه ُزوزا ً فَائِضا ً ٌُ ْعطُونَ فًِ أ َ ْحضَانِكُ ْم .ألَنَّه ُ ِبنَ ْف ِس ا ْل َك ٌْ ِل الَّذِي ِب ِه تَكٌِلُونَ ٌُكَا ُل لَكُ ْم" (لو ..)ٖ1 : ٙففى معجزة س ِر: الخمس خبزات كان سخٌا ً "فَؤ َ َك َل ْال َج ِمٌ ُع َو َ ش ِبعُوا .ث ُ َّم َرفَعُوا َما فَ َ ض َل ِمنَ ْال ِك َ اثْنَت ًَْ َع ْش َرة َ قُفَّةً َم ْملُوءة ً" (مت ٗٔ .)ٕٓ : وفى استعداده للعطاء ..قرر أن ٌذهب لبٌت القابد المبة متخطٌا ً القواعد ستَحِ قّا ً أَنْ ت َ ْد ُخ َل ستُ ُم ْ س ٌِّد ُ لَ ْ الٌهودٌة حتى أرسل له هذا الممى المإمن قاببلً "ٌَا َ س ْقفًِ لَ ِكنْ ق ُ ْل َك ِل َمةً فَقَ ْط فٌََ ْب َرأ َ غُالَمِ ً" (مت .)1 : 1 ت َْحتَ َ وفى سخابه ٌعطى ؼفرانا ً للمفلوج الذى ٌنشد الشفاء فقط ..وبصرا ً لؤلعمى الذى ٌشتهى النظر ..وحرٌة لمجنون الجدرٌٌن من الشٌاطٌن ..وحبا ً ق لكل المحرومٌن من الحب ..وأمانا ً لكل المعذبٌن من الخوؾ" ..فَ ِإنَّه ُ ٌُش ِْر ُ صالِحِ ٌنَ َوٌ ُ ْمطِ ُر َعلَى األ َ ْب َر ِار َوال َّظالِمِ ٌنَ " (مت ٘ .)ٗ٘ : سه ُ َ علَى األَش َْر ِار َوال َّ ش َْم َ فى كرمه وسخابه ٌعطٌنا مثل اإلبن الضال ..وٌظهر فٌه كؤب كرٌم ً أ َ ْنتَ َمعًِ فًِ ٌعطى األصؽر ما ٌطلبه (نصٌبه من المال) ..وٌقول لألكبر "ٌَا بُنَ َّ ٌن َوكُ ُّل َما لًِ فَ ُه َو لَكَ " (لو ٘ٔ .)ٖٔ : كُ ِ ّل حِ ٍ ٗ3
مهارات القابد الروحى س أ َ َحد ٌ ت ََركَ بَ ٌْتا ً أ َ ْو ِإ ْخ َوةً أ َ ْو وفى وعده لمن ٌتبعه "ا ْل َح َّ ق أَقُو ُل لَكُ ْم لَ ٌْ َ اإل ْن ِجٌ ِل .إِال َّ َوٌَؤ ْ ُخذ ُ أ َ َخ َوا ٍ ت أ َ ْو أَبا ً أ َ ْو أ ُ ّما ً أ َ ِو ا ْم َرأَةً أ َ ْو أ َ ْوالَدا ً أ َ ْو ُحقُوال ً أل َ ْجلًِ َوأل َ ْج ِل ِ ف اآلنَ فًِ َهذَا َّ ت َوأ َ ْوالَدا ً َو ُحقُوال ً َم َع ت َوأ ُ َّم َها ٍ ان بٌُُوتا ً َوإِ ْخ َوةً َوأ َ َخ َوا ٍ مِ ئ َةَ ِض ْع ٍ الز َم ِ ا ْ ت َوفًِ الدَّ ْه ِر اآلتًِ ا ْل َح ٌَاةَ األ َ َب ِدٌَّةَ( ".مر ٓٔ .)ٖٓ ، ٕ2 : ضطِ َهادَا ٍ ًِ وفى سخابه ٌشركنا حتى فى مجده وٌُصلى قاببلً "أَنَا فٌِ ِه ْم َوأ َ ْنتَ ف َّ س ْلتَنًِ َوأ َ ْحبَ ْبت َ ُه ْم َك َما أ َ ْحبَ ْبتَنًِ.أٌَُّ َها ِلٌَكُونُوا ُم َك َّم ِلٌنَ إِلَى َواحِ ٍد َو ِلٌَ ْعلَ َم ا ْلعَالَ ُم أَنَّكَ أ َ ْر َ اآلب أ ُ ِرٌد ُ أَنَّ َه ُإالَءِ الَّذٌِنَ أ َ ْع َط ٌْتَنًِ ٌَكُونُونَ َمعًِ َح ٌْ ُ ث أَكُو ُن أَنَا ِل ٌَ ْنظُ ُروا َم ْج ِدي ُ الَّذِي أ َ ْع َط ٌْتَنًِ ألَنَّكَ أ َ ْحبَ ْبتَنًِ قَ ْب َل ِإ ْنشَاءِ ا ْلعَالَ ِم" (ٌو .)ٕٗ ، ٕٖ : ٔ3
هكذا القابد الروحى كرٌما ً فى تشجٌعه وفى ترحٌبه ..سخٌا ً فى مكافآته وتعلٌقاته ..جزٌبلً فى إحساناته وعطاٌاه ..ال ٌرى قٌمة للمادة أو المال بقدر ما ٌرى قٌمة كل نفس وباألخص فرٌقه ومساعدٌه و َمن ٌعمل معه. أ ّما ٌشوع فتمٌزا ً أٌضا ً بالكرم والسخاء ..ولم ٌطلب لنفسه ماالً أو عظمة أو مكانة على حساب َمن حوله ..وكان ٌلتزم بالمتكؤ األخٌر حتى فى إستبلمه سمت لهم األراضى ..وحٌن طالبه كالب بن ٌفنة أرضه بعد ما سكن األسباط وق ّ ب بجبل حبرون لم ٌتورع مطلقا ً أن ٌحقق له حلمه " َواآلنَ فَ َها قَ ِد ا ْ ًِ ال َّر ُّ ست َْح ٌَان َ
سى ِب َهذَا ا ْل َكالَ ِم حِ ٌنَ ب ُمو َ س َواأل َ ْربَ ِعٌنَ َ الر ُّ سنَةً ,مِ نْ حِ ٌنَ َكلَّ َم َّ َك َما ت َ َكلَّ َم َه ِذ ِه ا ْل َخ ْم َ سنَةً .فَلَ ْم أ َ َز ِل ا ْلٌَ ْو َم ار إِ ْ س َرائٌِ ُل فًِ ا ْلقَ ْف ِرَ .واآلنَ فَ َها أَنَا ا ْلٌَ ْو َم ا ْب ُن َخ ْم ٍس َوث َ َمانٌِنَ َ َ س َ ب ُمت َ َ سلَنًِ ُمو َ شدِّدا ً َك َما فًِ ٌَ ْو َم أ َ ْر َ سىَ .ك َما كَانَتْ قُ َّوتًِ حِ ٌنَئِ ٍذ َه َكذَا قُ َّوتًِ اآلنَ ِل ْل َح ْر ِ ب فًِ ذَ ِلكَ ا ْلٌَ ْو ِم. َو ِل ْل ُخ ُروجِ َولِلدُّ ُخو ِل .فَاآلنَ أَعْطِ نًِ َهذَا ا ْل َجبَ َل الَّذِي ت َ َكلَّ َم َ الر ُّ ع ْنه ُ َّ صنَةٌ .لَعَ َّل سمِ ْعتَ فًِ ذَ ِلكَ ا ْلٌَ ْو ِم أَنَّ ا ْلعَنَاقِ ٌٌِّنَ هُنَاكَ َ ,وا ْل ُمد ُ ُن عَظِ ٌ َمةٌ ُم َح َّ ألَنَّكَ أ َ ْنتَ َ ِب ْب ِن ٌَفُنَّةَ الر ُّ الر َّ ار َكهُ ٌَشُوعَُ ,وأ َ ْع َطى َح ْب ُرونَ ِلكَال َ ب َمعًِ فَؤ َ ْط ُردَهُ ْم َك َما ت َ َكلَّ َم َّ َّ ب» .فَبَ َ ُم ْلكاًٌ( ".ش ٗٔ ٔٓ :ـ ٖٔ).
وحٌن وقفت الشمس والقمر بطلبه ودالته ..لم ٌكسب لنفسه شٌبا ً إنما ربح لشعبه وفرح لهم بتقسٌم الؽنابم " َوكُ ُّل َ غنٌِ َم ِة تِ ْلكَ ا ْل ُمد ُِن َوا ْلبَ َهائِ َم نَ َهبَ َها بَنُو
ف َحتَّى أَبَاد ُوهُ ْم .لَ ْم ٌُ ْبقُوا س َرائٌِ َل أل َ ْنفُ ِ س ٌْ ِ ِإ ْ الر َجا ُل فَض ََربُوهُ ْم جَمِ ٌعا ً ِب َح ِّد ال َّ س ِه ْمَ .وأ َ َّما ِّ س َمةًٌ( ".ش ٔٔ .)ٔٗ : نَ َ ٘3
مهارات القابد الروحى
وكما كان الرب سخٌا ً مع ٌشوع كان ٌشوع سخٌا ً مع شعبه ..لهذا اء" (رو ٕٔ ..)1 :هناك أٌضا ً السخاء فى س َخ ٍ ٌوصٌنا الكتاب "ا ْل ُم ْعطًِ فَ ِب َ ش ٌْئا ً مِ نَ ا ْلفَ َوائِ ِد ِإال َّ ف لَ ْم أ ُ َإ ِ ّخ ْر َ التعلٌم ..فقد رأٌنا بولس الرسول ٌقول " َك ٌْ َ ت" (أع ٕٓ .)ٕٓ : علَّ ْمتُكُ ْم بِ ِه َج ْهرا ً َوفًِ كُ ِ ّل بَ ٌْ ٍ َوأ َ ْخبَ ْرتُكُ ْم َو َ رأٌنا هذا السخاء والؽنى فى التعلٌم ..فى قٌادات روحٌة عظٌمة مثل القدٌس أثناسٌوس الرسولى وكٌرلس الكبٌر والبابا شنودة الثالث ..ورأٌنا هذا الكرم فى داود النبى وهو ٌرد كل ما كان ٌملكه شاول إلى ابنه مفٌبوشث (ٕصم 2 : 2ـ ٖٔ) ..ؼافرا ً لشاول كل ما صنع له وذاكرا ً صداقته لٌوناثان ..وكانت ممتلكات شاول كثٌرة جدا ً لكن داود لم ٌنظر إلٌها. ورأٌنا هذا الكرم فى هداٌا سلٌمان لملكة التٌمن ..بل أٌضا ً العاملٌن معه فى بناء الهٌكل حتى كانوا ٌعملون أربعة أشهر فى السنة وٌؤخذون راحة ثمانٌة ش ْهرا ً فًِ لُ ْبنَانَ ف فًِ ال َّ سلَ ُه ْم إِلَى لُ ْبنَانَ َ ش ْه ِر بِالنَّ ْوبَةٌَِ .كُونُونَ َ عش َْرةَ آال َ ٍ أشهر "فَؤ َ ْر َ ٌِرا ُم َعلَى التَّسْخِ ٌِرٔ( ".مل ٘ )ٔٗ :وأٌضا ً َو َ ش ْه َر ٌْ ِن فًِ بٌُُوتِ ِه ْمَ .وكَانَ أَد ُون َ
ار ِة َو َج َع َل األ َ ْر َز كَا ْل ُج َّم ٌْ ِز الَّذِي َب فًِ أُو ُر َ " َو َج َع َل ا ْل َم ِلكُ ا ْل ِفض ََّة َوالذَّه َ شلٌِ َم مِ ثْ َل ا ْلحِ َج َ س ْه ِل فًِ ا ْل َكثْ َر ِة ٕ( ".أخ ٔ .)ٔ٘ : فًِ ال َّ
3ٙ
مهارات القابد الروحى
رشالة أخرية.. حٌن نتكلم عن القٌادة الروحٌة ..نتكلم عن المسٌح نفسه ألنه قابدنا ان َو ُم َك ِ ّم ِل ِه ٌَسُوعَ ،الَّذِي مِ نْ أ َ ْج ِل وربٌس خبلصنا "نَاظِ ِرٌنَ إِلَى َرئ ِ ٌِس ِ اإلٌ َم ِ
ٌن ع َْر ِش ور ا ْل َم ْوضُوعِ أ َ َما َمه ُ ْ احت َ َم َل ال َّ ٌِب ُم ْ ال ُّ صل َ س ُر ِ ست َ ِهٌنا ً ِبا ْلخِ ْزيِ ،فَ َجلَ َ س فًِ ٌَمِ ِ هللا" (عب ٕٔ ..)ٕ :وبالتالى نجد أن كل الفضابل الروحٌة تلٌق بالقابد ِ
الروحى ..فالصبر والهدوء والحكمة والبساطة والنقاوة وطول األناة واإلٌمان تدرس بقدر ما والتعفؾ ..وهكذا نعود كما بدأنا لنإكد أن القٌادة الروحٌة ال َّ تسَّلم ..وال ٌحصل علٌها اإلنسان بالمعرفة النظرٌة بل بالتقوى الحقٌقٌة ..وكل قابد روحى ٌنظر إلى المسٌح كل حٌن ..البد أن ٌلمع وجهه بنعمة المسٌح وٌتشبه به ..وٌعمل بروحه من أجل خبلص شعبه. امس الحاجة إلى والدة قادة روحٌٌن ونحن اآلن فى الكنٌسة القبطٌة فى ّ مثل رجال الكتاب المقدس ورجال التارٌخ الكنسى الذى أضافوا جماالً لكنٌستنا وفخرا ً لتارٌخنا ..وهذا ٌحتاج منا على مستوى األسرة ومدارس األحد وإجتماعات الشباب وعظات الشعب وكل األنشطة أن ننهض بهذه األفكار.. وأن نركز فى تربٌة أوالدنا على إكتسابهم هذه الصفات الروحٌة ..فبل ٌنجرفوا وراء تٌار العالم بل ٌقودوا العالم بكل َمن فٌه إلى حضن المسٌح ..نرٌد شبابا ً قوٌا ً ودٌعا ً حكٌما ً هادفا ً واعٌا ً مإثرا ً فى كل مجاالت الحٌاة. هذه رسالتنا نحن الرعاة والخدام ..تجاه الجٌل القادم ..فالعالم الٌوم وكما كان دابماً ..فى صراع القوة ..قوة الشر والفساد تجاه قوة الحق والبر ..ولكننا ِب نإمن أن الذى فٌنا أقوى من الذى فى العالم" ..ألَنَّ كُ َّل َمنْ ُو ِلدَ مِ نَ ِ هللا ٌَ ْغل ُ ِب ا ْلعَالَ َم :إٌِ َمانُنَا" (ٌٔو ٘ .)ٗ : ًِ ا ْلغَلَبَةُ الَّتًِ ت َ ْغل ُ ا ْلعَالَ َمَ .و َه ِذ ِه ه َ الرب قادر أن ٌجعل هذه الكلمات البسٌطة سبب لتقدم ونمو الكثٌرٌن فى التشبه بالمسٌح واإلمتبلء بروحه لقٌادة الكنٌسة والعالم إلى الملكوت األبدى.
33
الـفـهــرس رقم الموضوع الصفحة مــقـــــدمــــة 4 ...................................................... الباب األول ..الصفات الشخصية للقائد الروحى 7 ..................... 1ـ تلميذ موسى 8 ......................................................... 2ـ رجل صالة 13 ......................................................... 3ـ شجاع ال يخاف 17 ..................................................... 4ـ ملتصق بالوصية22 .................................................... 5ـ متواضع يجد نعمة24 .................................................. الباب الثانى ..مهارات القائد الروحى 29 .............................. 1ـ صاحب رؤية واضحة 32 ............................................ 2ـ ُمدبر ومخطط جيد 35 ................................................. 3ـ يُؤمن بالتفويض42 ..................................................... 4ـ يُحسن إختيار معاونيه43 .............................................. 5ـ ناجح فى التواصل46 .................................................. 6ـ يتقن ترتيب األولويات وتوزيع الوقت 49 ........................... 7ـ قادر على التحفيز52 ................................................... 8ـ جاد وملتزم ......................................................
57
9ـ يواجه المشاكل 61 ................................................... 12ـ يتعلم من أخطائه 65 ...............................................
11ـ قوى وحازم 68 ..................................................... 12ـ كريما ً وسخيا ً 73 ..................................................... 77 رسالة أخيرة