ﻣﻌﺟزات اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس -اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻰ
هﻞ ﺣﻘﻳﻘﺔ رﻓض زﻳﺎرﺗﻬﺎ ﺑﺻﻠواﺗك ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻣرض ﺧطﻳر ورﻗﺔ طﻼق أﻧت ﺟﺎوﺑت ﺳؤاﻟﻳن وﻧﺻف ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺎﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻟﻣﺎذا ﺗرآﺗﻧﻲ آﻞ هذﻩ اﻟﻣدة ﻣش ﻣﻬم اﻟآﺗﺎب ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟك أﻧﺎ ﺷﻔﺗﻪ ﺑﻌد ﻧﻳﺎﺣﺗﻪ أدﻳﻧﻲ ﻋﻣﻠت ﻟﻪ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ !!!!!! اﻟﺑﺧور ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ ﻳﺑﻘﻰ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻳﺣﻞ ﻟك اﻟﻣﺷآﻠﺔ ﻻﺗﺑآﻲ ﻻﺗﺧﺎﻓﻲ اﻟﺑﺎﺑﺎ وﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻣن اﻟﺟﻔﺎء اﻟﻰ اﻟﻣﺣﺑﺔ ﺿﻳﻘﺔ ﻋظﻳﻣﺔ ورم اﻷﻣﻌﺎء ﺷﻔﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺳرطﺎن اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﻣﻔﻘودة ﺻﻼة ﺣﺗﻰ اﻟﺻﺑﺎح ﺧﻠﻌت اﻟﺣزام ﺑﺎﻷﻣر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ آﺎن ﻣﻧﺗظراً ﻟك ﻋﻼج اﻟﺟﻠطﺔ ﻓﻰ اﻟدﻳر أﻋطﻳﻧﻰ ﻣﺎء اﻟﻠﻘﺎن اﻟآﺎهن اﻟذى أﺳرع اﻟراﺋﺣﺔ اﻟذآﻳﺔ ﺷﻔﺎء اﻟﻣﺷﻠول اﻻﺑواب اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ أﺷرﺑوا ﻣن اﻟزﻳر ﺑﻳن اﻟﺻﻼة واﻟطب
اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣﺳآن آﺧر ﺿﻳوف ﺗﺣت اﻟﺳرﻳـــــــــر اﻣﺳك ﺑﺄذﻧﻬﺎ اﻻﻧزﻻق اﻟﻐﺿروﻓﻲ ﺷﻬﺎدة طﺑﻳب ﺗﻬﺗك ﻓﻲ أﻋﺻﺎب اﻟﻌﻳن اهﺗز ﺟﺳد اﻟﻘدﻳس ﻣن اﻟذي آﻠﻣﻬﺎ اﺳﺗﻬﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣذﻳر ﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﺣدوث اﻟﻣﻌﺟزة ﺻورة أم ﻗوة! ﻣن اﻟذي آﻠﻣﻬﺎ؟ ﻓﻲ اﻟﻌﺷﻳﺔ ﺑﺎﻵﺛﺎر ﻻﺑد ﻣن اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﺗــراب ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ زﻳﺎرة اﻟدﻳر ﺿﻣــــــور ﻓﻲ اﻟﻣـــــــﺦ أرآﺑﻧﻲ اﻟﺟﻣـــــــﻞ اﺗـــــــــآﻞ ﻋﻠﻲ ﻋﺟﺎﻳﺑـــــﻲ اﻟﺳﺗـــــــــــر واﻟزﻳت ﻣـــــــن آﺳر زﺟﺎﺟﺔ اﻟﺧﻣر اﻟﺗدﺧـــﻳن ﺑﺷـــراهﺔ ﻗوة اﻟذﺑﻳﺣﺔ اﻟﺑﻳت واﻟﺛروة ﻣﻳراث ﻣن اﻵﺑﺎء ﻻ ﺗﺧف اﻟﺑﺗﺔ ﻣﻣﺎ أﻧت ﻋﺗﻳد أن ﺗﺗﺄﻟم ﺑﻪ اﻟﺣآﻳم ﻳرث ﺛﻘﺔ ﺷﻌﺑﻪ وﻳﻞ ﻟﻠﻘﻠب اﻟﻣﺗواﻧﻲ اﻟﺷﻌوب ﻳﺣدﺛون ﺑﺣآﻣﺗﻬم ﺑرآﺔ اﻟﻘدﻳﺳﻳن ﺗﺷﺑﻬوا ﺑﺎﻟﻘدﻳﺳﻳن
ﻣرض ﺧطﻳر
اﻟﺳﻳد ر .ع .أ .اﻟﺑﻠﻳﻧﺎ آﺎﻧت زوﺟﺗﻲ ﻣرﻳﺿﺔ ﺑﻣرض ﺧطﻳر ،وﻗرر اﻷطﺑﺎء ﺑﺳﺑﺑﻪ ﺣﺟزهﺎ ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ ﻣظﻠﻣﺔ ﻟﻣدة ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﺑﺷرط أن ﺗآون اﻷﺿﺎءة ﺧﺎﻓﺗﺔ وﺑﻠون أﺣﻣر ﻟﻘد آﺎن هذا آﻼﻣﻬم وﻟآﻧﻧﻲ ﻗررت أﻣر آﺧرا ...رأﻳت اﻟﺳﻔر اﻟﻲ اﻟﻘﺎهرة ﻟﻌرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻲ أطﺑﺎء اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ،وهﻧﺎك ﻧزﻟت ﺿﻳﻔﺎً ﻋﻠﻲ أﺧﻲ اﻷﺳﺗﺎذ /م .اﻟﻣﻘﻳم ﻓﻲ ...ﺷﺎرع ...........ﺑﺎﻟﻣﻧﻳﻞ .و ﻓﻲ ﻣﺳﺎء ﻳوم وﺻوﻟﻲ اﻟﻲ اﻟﻘﺎهرة ﺟﺎءت ﻟزﻳﺎرﺗﻧﺎ ﺑﺎﻟﻣﻧﻳﻞ ﺷﻘﻳﻘﺗﻲ " "....اﻟﻘﺎطﻧﺔ ﺑﺣﻠوان. وﻟﻣﺎ رأت زوﺟﺗﻲ ﻣرﻳﺿﺔ هآذا ،ﻗﺎﻟت ﻟﻧﺎ" :ﻻ دآﺗور ،وﻻ ﺣﺎﺟﺔ ،ﺑآرة ﻧروح ﺑﻳﻬﺎ ﻷﺑوﻧﺎ ﻣﻳﻧﺎ اﻟﻣﺗوﺣد )اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس( وﺑﺄذن اﷲ ﻳﺻﻠﻲ ﻟﻬﺎ وﺗﺷﻔﻲ ﻣن ﻏﻳر ﺣﺎﺟﺔ ﻷي دآﺗور .. "وﻗد ﺳررت ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺷورة ﻷن ﻣﺎ ﺳﻣﻌﺗﻪ ﻋن ﻗداﺳﻪ هذا اﻟراهب ﺣﺑﺑﻧﻲ ﻓﻳﻪ دون أن أراﻩ .و ﻗد ﻗﺿﻳت ﺗﻠك اﻟﻠﻳﻠﺔ ﻗﻠﻘﺎً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .وﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﺻﺑﺎح ﻳوم اﻟﺧﻣﻳس اﻟﻣواﻓق 28ﻓﺑراﻳر ١٩٥٩ )ﻋﻠﻲ ﻣﺎ أﺗذآر( ذهﺑﻧﺎ اﻟﻲ ﻣﺻر اﻟﻘدﻳﻣﺔ ودﺧﻠﻧﺎ آﻧﻳﺳﺔ اﻟﺷﻬﻳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻟﻧﻠﺗﻘﻲ ﺑآﺎهن وﻗور ظﻧﻧﺗﻪ أﺑوﻧﺎ ﻣﻳﻧﺎ ،ﻟآﻧﻪ ﻗﺎل " :أﻧﺎ أﺑوﻧﺎ ﻣﻧﺻور ،وأﺑوﻧﺎ ﻣﻳﻧﺎ ﺑﻳﺧدم اﻟﻘداس ..أدﺧﻞ ﺗﺑﺎرك ﻣﻧﻪ" .وﻟﻣﺎ رأﻳﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻬﻳآﻞ أﺛﻧﺎء اﻟﺧدﻣﺔ آﺎﻧت اﻟﻬﻳﺑﺔ واﻟوﻗﺎر ﺑﺎدﻳﺎن ﻋﻠﻳﻪ ،وﺟﻌﻼﻧﻲ ﻓﻲ رهﺑﺔ طوال اﻟوﻗت وﺑﻌد أﻧﺗﻬﺎء اﻟﺻﻼة أﻗﺗرب ﻣﻧﻲ ،ﻓﺄﺳرﻋت اﻟﻳﻪ .وإذا ﺑﻪ ﻳﻘول" :ﺧذ اﻟﻘرﺑﺎﻧﺔ دي ،وأﺳﺗﻧﺎ ﻧﺻف ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻣﺎ أﺟﻳﻠك" .وﺑﺎﻟﺿﺑط ﺑﻌد ﺛﻼﺛون دﻗﻳﻘﺔ ﺟﺎء اﻟﻳﻧﺎ وآﻧﺎ ﺛﻼﺛﺔ .أﻧﺎ وزوﺟﺗﻲ اﻟﻣرﻳﺿﺔ وﺷﻘﻳﻘﺗﻲ ،وﻗﺎل ﻟزوﺟﺗﻲ" :ﻣﺎﻟك ..ﻗوﻟﻲ ﻧﻌظﻣك ﻳﺎ أم اﻟﻧور" وﺑﻌد ﺗﻼوﺗﻬﺎ ،ﻗﺎل" :آﻣﺎن ﺑﺎﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﻧؤﻣن "..وأﺛﻧﺎء ﺗﻼوﺗﻬﺎ أرﺗﺞ آﻞ ﺟﺳدهﺎ ،وﺳﺎءت ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ ،وﺧرج ﻣن ﻓﻣﻬﺎ ﺳﺎﺋﻞ أﺷﺑﻪ ﺑرﻏوة اﻟﺻﺎﺑون ،آﻣﺎ ﺟﺣظت ﻋﻳﻧﺎهﺎ .وإذ ﺑﺄﺑوﻧﺎ ﻣﻳﻧﺎ ﻳﻘول ﻟﻬﺎ" :ﻻ ﺗﺧﺎﻓﻲ ﻳﺎ ﻧرﺟس "..ﻓذهﻠت ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻔﺎﺟﺎة ،وﺗﻣﻠآﻧﻲ ﺧوف ﺷدﻳد .إذ آﻳف ﻋرف أﺳﻣﻬﺎ دون أن ﻳﺳﺄل أﺣد؟.
وﻟآﻧﻪ وﺟﻪ آﻼﻣﻪ ﻟﻲ ﻓﻲ أﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﻗدﺳﻳﺔ أﺗذآرهﺎ داﺋﻣﺎً وﺣﺗﻲ آﺗﺎﺑﺔ هذﻩ اﻟﺳطور ﻗﺎﺋﻼً "أﻧت ﻣن أي ﺑﻠد؟" ﻓﻘﻠت" :ﻣن ﺑردﻳس" ،وﻟآﻧﻪ رد ﻋﻠﻲ اﻟﻔور واﻟﺑﺳﻣﺔ اﻟطﺎهرة ﻻ ﺗﻔﺎرق وﺟﻬﺔ" :أﻧت
ﻣن اﻟﺑﻠﻳﻧﺎ ،وهﻲ ﻣن ﺑردﻳس" .واﻟﻌﺟﻳب أن هذﻩ هﻲ اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﻬﺎ أﺑوﻧﺎ ﻣﻳﻧﺎ ،وﻟآﻧﻬﺎ ﻏﺎﺑت ﻋﻧﻲ .وﻋﻧدﺋذ ﻗﺎﻣت زوﺟﺗﻲ ﻓﻲ هدوء ﺗﺎم ،وآﺄن ﻟﻳس ﺑﻬﺎ أي ﻣرض .ﺛم أﻋطﺎﻧﻲ زﺟﺎﺟﺔ ﺻﻐﻳرة ﺑﻬﺎ ﻣﺎء ،وﻗﺎل" :ﺧذ هذﻩ ﺑرآﺔ" .ودﺧﻞ اﻟﻬﻳآﻞ ،وأﺗﻲ ﺑآوب ﻣﺎء أﺧر ،وﺳﻘﻲ زوﺟﺗﻲ ،ﺛم وﺿﻊ ﻳدﻩ ﻋﻠﻲ آﺗﻔﻲ وﻗﺎل" :أﻧت ﺟﻳت ﻓﻲ أﺗوﺑﻳس واﺣد ،وﻟﻣﺎ ﺗﺧرج أوﻋﻲ ﺗرآب أﺗوﺑﻳس ،ﻟآن ﺗروح دﻳر ﻣﺎرﺟرس ،وهﻧﺎك طوق ﻣﺎرﺟرﺟس طوﻗﻬﺎ ﺑﻪ وﺧذوا آﻠآم ﺑرآﺔ ﻣن هﻧﺎك" .وﺑﺻراﺣﺔ ﻟﻘد وﺿﻌت ﻳدي ﻓﻲ ﺟﻳﺑﻲ ،وﻗﺑﻞ أن أﺧرﺟﻬﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ أﺑوﻧﺎ ﻣﻳﻧﺎ" :ﻣﺟﺎﻧﺎً أﺧذﺗم ،ﻣﺟﺎﻧﺎً أﻋطوا ،وﻟو ﻟم ﻳﻬﻳﺊ ﻟك رﺑﻧﺎ ﺑزﻳﺎرة ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ أﺑﻘﻲ هﺎت ﻟﻪ اﻟﻠﻲ ﺗﻘدر ﻋﻠﻳﻪ ،وﻳدوب اﻟﻲ ﻣﻌﺎك ﻳآﻔﻲ ﻣﺻﺎرﻳﻔك " .ﺛم ﺧرﺟت ﺑﺻﺣﺑﺔ زوﺟﺗﻲ وﺷﻘﻳﻘﺗﻲ ،ﻣﻧﻔذا ﺟﻣﻳﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻟﺗﺣدث أﻋﺟوﺑﺔ أﺧري .ﻓﺑﻌد ﺧروﺟﻲ اﻟﻲ اﻟﺷﺎرع ﻗﺎﺻداً دﻳر ﻣﺎرﺟرﺟس ﻟﻠراهﺑﺎت اﻟﺗﻘﻳﻧﺎ ﺑرﺟﻞ ﻋﺟوز طوﻳﻞ اﻟﻘﺎﻣﺔ ،ﻳرﺗدي ﺟﻼﺑﻳﺔ ﺑﻳﺿﺎء ﻗدﻳﻣﺔ ،وﺟﺎآت ﺗﻳﻞ أﺑﻳض ﻏﺎﻣق ﻣﻣزﻗﺔ ﻋﻠﻲ اﻟآﺗﻔﻳﻳن ،وأﻗﺗرب هذا اﻟرﺟﻞ ﻣﻧﺎ وﺳﺄﻟﻧﺎ: "أﻧﺗم راﻳﺣﻳﻳن ﻣﺎرﺟرﺟس اﻟﺑطﻞ؟ "ﻓﻘﻠت ":أﻳوﻩ ،ﻓﻘﺎل" :ﻋﻠﺷﺎن آدﻩ أﻧﺎ ﻣﺳﺗﻧﻲ أﻋرﻓآم اﻟﺳآﺔ" .وﻓﻌﻼً أوﺻﻠﻧﺎ اﻟﻲ اﻟدﻳر ،ﻓﻘﺎﺑﻠﻧﺎ أﻣﻧﺎ اﻟراهﺑﺔ ،ودﺧﻠت ﺑﻧﺎ هﻳآﻞ ﺻﻐﻳر وطوﻗﺗﺎ ﺟﻣﻳﻌﺎً ﺑطوق ﻣﺎرﺟرﺟس ،وﻻ أﻗول أن زوﺟﺗﻲ ﻓﻘط ﻗد ﺷﻔﻳت ﺗﻣﺎﻣﺎً ،ﺑﻞ ﻟﻘد ﺷﻔﻳﻧﺎ ﺟﻣﻳﻌﺎً .و اﻷﻋﺟوﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت هﻲ أن أﻧﻪ ﻟﻣﺎ أﻗﺗرﺑﻧﺎ ﻣن اﻟدﻳر ﺗﺣول ﻧظري اﻟﻲ ذﻟك اﻟرﺟﻞ اﻟﻌﺟوز ﻷﺷآرﻩ وأﻋطﻳﻪ ﺑﻌض اﻟﻣﺎل ﺟزاء ﺗﻌﺑﻪ ،وﻟآﻧﻪ أﺧﺗﻔﻲ ﻣن أﻣﺎﻣﻲ آﺎﻟﺑرق ،وﻟم أر ﻟﻪ أﺛرا ،وآدت أﻗﻊ ﻣن هول اﻟﻣﻔﺎﺟﺄة .وهﻧﺎ أﺣﺳﺳت ﺑﻌﻣق ﺧطﻳﺗﻲ ..ودﺧﻠت اﻟدﻳر ﻣذهوﻻً ﻣﻣﺟداً اﷲ.
ورﻗﺔ طﻼق
اﻷب اﻟورع اﻟﻘﻣص ﻣﻳﻧﺎ ﻣﻧﺻور ﻋزﻳز – اﻟآﺎهن اﻟﻣﻧﺗدب ﻟرﻋﺎﻳﺔ اﻟﻣﺳﺣﻳﻳن اﻟﻌرب ﺑﺑﻧﻐﺎزي – ﻟﻳﺑﻳﺎ .أﺣب أن أﺣدﺛآم ﻋن ﻣﻌﺟزة ﺣدﺛت ﺑﺷﻔﺎﻋﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻓﻲ اﻟﺧﻣس ﻣدن اﻟﻐرﺑﻳﺔ وﺑﺎﻟذات ﻓﻲ ﻣدﻳﻧﺔ ﺑﻧﻐﺎزي .اﻟﺗﻲ أﺧﺗﺎرﻧﻲ اﻟرب ﻟﺧدﻣﺔ ﻣذﺑﺣﻬﺎ ،وﻗد ﻋﺎﺻرﺗﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻲ ،وأﺗﺷرف أن
أروي ﻣﻠﺧﺻﺎً ﻟﻬﺎ .ﺳﻳدة ﻣﺻرﻳﺔ ﺗزوج ﻣﻧﻬﺎ رﺟﻞ ﻣرﻣوق ،وهو ﻓﻲ ﻟﻳﺑﻳﺎ ،وأﺳآﻧﻬﺎ ﺳآﻧﺎً ﻣﻣﺗﺎزاً وﻣﺎ آﺎد ﻳﻣﺿﻲ ﻋﻠﻲ زواﺟﻬﻣﺎ ﺑﺿﻌﺔ ﺷﻬور ﺣﺗﻲ ﻗﻠب ﻟﻬﺎ ظﻬر اﻟﻣﺟن ،وﻓﺎﺟﺄهﺎ ﺑورﻗﺔ طﻼق أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎآم اﻟﻠﻳﺑﻳﺔ .وآﺎﻧت ﺻدﻣﺔ ﻣﺧﻳﻔﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻐرﺑﺔ ﺣﻳث ﺗﺟد ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﻼ ﻣﺄوي ،وﻻ ﻋﻣﻞ رﻏم أﻧﻬﺎ ﺟﺎﻣﻌﻳﺔ ،وﻻ ﻣﻌﻳن ،وﻟآﻧﻬﺎ أﺗآﻠت ﻋﻠﻲ اﷲ ،وﻟﺟﺄت ﻟﻠآﻧﻳﺳﺔ اﻟﺗﻲ وﻗﻔت ﺑﺟوارهﺎ ،وﻗدﻣت طﻌﻧﺎً ﻓﻲ اﻟطﻼق .أذﻟﻬﺎ وطردهﺎ ،ﺛم ﺑﻌد اﻟﺣﺎح ورﺟﺎء ﻗﺑﻞ أن ﺗﺣﺗﻞ ﺣﺟرة ﻧﺎﺋﻳﺔ ﻣن اﻟﺳآن ،وﻋﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺧدم ،وأﻏﻠق دوﻧﻬﺎ ﺟﻣﻳﻊ ﻏرف اﻟﺳآن ،وﺗرآﻬﺎ وﺳﺎﻓر ﻟﻠﺧﺎرج وﻟم ﻳﻌد ،وﻟم ﻳﺳﺗطﻳﻊ اﻟﻌودة ﻟﻠظروف اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ..ووﺟدت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻔﺎﺗﻳﺢ ﺣﺎوﻟت آﻞ ﻳوم ،وﻋﻠﻲ ﻣدي ﺷﻬر آﺎﻣﻞ أن ﺗﻔﺗﺢ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻐرف ،وﻟآﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻔﻠﺢ ﻋﻠﻲ اﻷطﻼق ،وﺗﺄزﻣت أﻣورهﺎ ﺟداً ﺑﻌد أن ﺗراآم ﻋﻠﻳﻬﺎ أآﺛر ﻣن ٣٠٠دﻳﻧﺎر إﻳﺟﺎرات و ٧٠دﻳﻧﺎر أﻧﺎرة .وأﺑﺗدأت ﺗﺧﺎف ﻣن اﻟوﺣدة واﻟظﻼم ﺑﻌد ﻗطﻊ اﻟﺗﻳﺎر اﻟآﻬرﺑﺎﺋﻲ ﻋن اﻟﺷﻘﺔ.
وآﺎﻧت داﺋﻣﺎً ﺗﻠﺟﺄ اﻟﻲ اﻟآﻧﻳﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﻧﺗﻬﺎ ﺣﺗﻲ ﺟﺎﺋﺗﻧﻲ ﻳوم ﺗﺷآﻲ ﻣن ظروﻓﻬﺎ ،ووﺟدت ﻓﻲ ﻳدي "آﺗﺎب ﻣﻌﺟزات اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس" ،وﺻورﺗﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﻼف ﻳﺷﻊ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧور ،واﻟﻘداﺳﺔ ،ﻓﺄﻣﺳآت ﺑﺎﻟآﺗﺎب ﺗﻘﺑﻠﻪ ﻗﺋﻠﻪ" :أﻋطﻧﻲ ﻳﺎ أﺑﻲ هذا اﻟآﺗﺎب ﻷﺳﻌد ﺑﻘراءﺗﻪ ،وﻟﻳؤﻧس اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس وﺣﺷﺗﻲ ووﺣدﺗﻲ" .وﺟﺎﺋﺗﻧﻲ ﺑﻌد ﻳوﻣﻳن ﻣﻧزﻋﺟﺔ آﻞ اﻷﻧزﻋﺎج ،وﻗﺎﻟت وهﻲ ﺗﻠﻬث .أن اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺻﻧﻊ ﻣﻌﻲ ﻣﻌﺟزة ....ظﻠﻠت أطﺎﻟﻊ آﺗﺎب اﻟﻣﻌﺟزات ﺣﺗﻲ اﻟﻣﻌﺟزة اﻟﺗﻲ ﺻﻠب ﻓﻳﻬﺎ ﺑﺻﻠﻳﺑﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎب اﻟآﻧﻳﺳﺔ اﻟﻣﻐﻠق ﺑﺎﻷﻗﻔﺎل واﻟﺳﻼﺳﻞ ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺑﺎآر .ﻓﺄﻧﻔﺗﺣت ﺑﻘوة اﻟﺻﻠﻳب ..وطﻠﺑت ﻣﻧﻪ ﻗﺎﺋﻠﻪ" :ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس أﺻﻧﻊ ﻣﻌﻲ ﻣﻌﺟزة ،وأﻓﺗﺢ ﻟﻲ اﻷﺑواب اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ ﻗﻠت هذﻩ ﺛم ﻧﻣت. وأﺳﺗﻳﻘظت ،وآﺎﻧت ﻳدي ﺗدﻓﻌﻧﻲ ﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣﻔﺎﺗﻳﺢ ،ﻓﻣﺎ آدت أﺿﻊ ﻧﻔس اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟذي آﻧت أﺿﻌﻪ آﻞ ﻳوم ﻓﻲ اﻟﺑﺎب ،وﻻ ﻳﻔﺗﺢ ،وأﻧﺎ أﻗول ﺻﻠواﺗك ﻳﺎ أﻧﺑﺎ آﻳرﻟس ﺣﺗﻲ أﻧﻔﺗﺢ اﻟﺑﺎب ،ووﺟدت ﻧﻔﺳﻲ داﺧﻞ اﻟﺣﺟرة اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ ،ﻓﺗرآت آﻞ ﺷﺊ وأﺗﻳت ﻷﺧﺑرك".
آﺎﻧت اﻟرهﺑﺔ ﺗﻐﻣر آﻞ ﺣواﺳﻬﺎ وهﻲ ﺗرﺗﻌد وﺗﺑﺎرك اﻟرب ،وطﻠﺑت ﺑﺄﻟﺣﺎح أن أﺗرك ﻟﻬﺎ اﻟآﺗﺎب، واﻷﻧﺑﺎ آﻳرﻟس ﺑﺻورﺗﻪ وهﻳﺑﺗﻪ ﻋﻠﻲ ﻏﻼﻓﻪ ....وآﺎن هذا ﻣﻔﺗﺎﺣﺎً ﻟﺣﻞ ﻣﺷﺎآﻠﻬﺎ .أﻧﻬﺎ ﻣﻌﺟزة ﺗﺟﺎوزت ﺣدود ﻣﺻر اﻟﻲ اﻟﺧﻣس ﻣدن اﻟﻐرﺑﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﻳﺑﻳﺎ اﻟﺗﻲ آﺎﻧت ،وﻣﺎزاﻟت أﺣد أﻳﺑﺎرﺷﻳﺎت ﺑطرﻳرك وﺑﺎﺑﺎ اﻷﺳآﻧدرﻳﺔ .ﺻﻼﺗﻪ وﺷﻔﺎﻋﺗﻪ ﺗآون ﻣﻌﻧﺎ اﻟﻲ اﻷﺑد أﻣﻳن.
أﻧت ﺟﺎوﺑت ﺳؤاﻟﻳن وﻧﺻف
اﻟﺳﻳد /ف .ف .ي – .ﺷﺎرع ﻣﺣب – طﻧطﺎ آﻧت ﻣﺷدوداً ﺑآﻞ أﺣﺎﺳﻳﺳﻲ ﻧﺣو اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻓﺗرة ﺣﻳﺎﺗﻪ ﻣﻌﻧﺎ ﻋﻠﻲ اﻷرض .آﻧت داﺋﻣﺎً أﺣﺿر اﻟﻳﻪ ﻣن طﻧطﺎ ،وﻳﺻﻠﻲ ﻟﻲ ،وﻣﻌﺟزاﺗﻪ آﺛﻳرة ﺟداً ﺟداً ﻣﻌﻲ .وآﻞ ﻣﺷآﻠﺔ ﺗﻌﺗرﺿﻧﻲ آﺎن اﻟرب ﻳﺳوع ﻳﺣﻠﻬﺎ ﻟﻲ ﺑﺑرآﺔ ﺻﻠواﺗﻪ وطﻠﺑﺎﺗﻪ .وﻓﻲ ﻓﺗرة اﻷﻣﺗﺣﺎﻧﺎت ﺑآﻠﻳﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﺳآﻧدرﻳﺔ آﻧت أﺗوﺟﻪ ﻟﻠﺑﺎﺑﺎ ﻷﺧذ ﺑرآﺗﻪ ،وأطﻠب ﻣﻧﻪ أن ﻳﺻﻠﻲ ﻣن أﺟﻠﻲ ،ﻓآﺎن ﻳﻘول ﻟﻲ "روح ..ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻳآﺗب ﻟك" .وﻓﻌﻼً آﻧت أﺛﻧﺎء أداء اﻷﻣﺗﺟﺎﻧﺎت أﺷﻌر أن اﻟﻘﻠم ﻳﺟري وﻳآﺗب دون ﺗوﻗف ،ﻷن ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ آﺎن ﻳآﺗب ﻟﻲ .وﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،وﻓﻲ ﻣﺎدة "ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣﻞ" وآﺎن ﻳدرﺳﻬﺎ ﻟﻧﺎ دآﺗور / ﺣﺳﻳن آﻳرﻩ ،وهو ﻣﻌروف ﺑﺻﻌوﺑﻪ أﻣﺗﺣﺎﻧﺎﺗﻪ ،وآﺎن ﺷﻌﺎرﻩ اﻟﻣﻔﺿﻞ "ﻣﻘﺑول ﻋﻧدي ،ﺟﻳد ﻋﻧد ﻏﻳري" .ﻣﻌﻧﻲ هذا أن ﻣن ﻳﺳﺗﺣق اﻟﻧﺟﺎح ﺑدرﺟﺔ ﻣﻘﺑول ﻳرﺳب وﻳﺄﺧذ ﺿﻌﻳف أو ﺿﻌﻳف ﺟدا.
وأﻣﺎم هذا اﻟرﻋب آﻧﺎ ﺟﻣﻳﻌﺎً آطﻠﺑﺔ ﻧﺧﺎف ﻣن أﻣﺗﺣﺎن هذﻩ اﻟﻣﺎدة .وﻓﻲ ﻓﺗرة اﻷﻣﺗﺣﺎﻧﺎت إذا آﺎن اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻣوﺟود آﻧت ﻣﻌﺗﺎداً أن أﺧذ ﻣﻧﻪ اﻟﺑرآﺔ ﻗﺑﻞ اﻷﻣﺗﺣﺎن ،وأﻳﺿﺎً ﺑﻌد اﻷﻧﺗﻬﺎء ﻣﻧﻪ، وﻓﻲ ﻳوم أﻣﺗﺣﺎن ﺗﻠك اﻟﻣﺎدة أﺧذت ﺑرآﺔ ﺳﻳدﻧﺎ وذهﺑت اﻟﻲ اﻟﻠﺟﻧﺔ ،ووزﻋت ﻋﻠﻳﻧﺎ ورﻗﺔ اﻷﺳﺋﻠﺔ، وﻧظرت اﻟﻳﻬﺎ ﻓوﺟدت اﻟﻣطﻠوب اﻷﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺋﻠﺔ .وﻗد أﺟﺑت اﻟﺳؤاﻟﻳن اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻲ أﺟﺎﺑﺔ ﻣﻣﺗﺎزة ،وأﻣﺎ اﻟﺳؤال اﻟﺛﺎﻟث وهو ﻣن ﺟزﺋﻳن ) أ ( ) ،ب ( ﻓﻘط ،وﻟم ﻳﺳﻌﻔﻧﻲ اﻟوﻗت ﻟﻸﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺟزء اﻷﺧر .ﻓﺣزﻧت ﺟداً آﻳف أﺗرك ﻧﺻف اﻟﺳؤال ﻓﻲ ﻣﺎدة ﻣن أﺻﻌب اﻟﻣواد وأﻗﺳﺎهﺎ وهﻞ ﺳﻳﻌﺗرف اﻷﺳﺗﺎذ ﺑﻧﺻف اﻟﺳؤال أم ﺳﻳﺷطﺑﺔ ؟ وﺑذﻟك ﺗآون أﺟﺎﺑﺗﻲ ﻋﻠﻲ ﺳؤاﻟﻳﻳن ﻓﻘط ﻣن ﺛﻼﺛﺔ .وآﻧت أﻋرف ﻋن هذا اﻷﺳﺗﺎذ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺗرف ﺑﺎﻷﺟﺎﺑﺎت اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ ،ﻓﺳرت ﻣن اﻟآﻠﻳﺔ اﻟﻲ اﻟﺑطرﻳرآﻳﺔ ،وأﻧﺎ أﻗول ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ "ﺑﻘﻲ ﺳؤاﻟﻳن ﻓﻘط هﻳﻧﺟﺣوﻧﻲ ..طﺑﻌﺎً ﻻ " .. وﺑﺗآرار هذا اﻟآﻼم ﻧﺳﻳت أﻧﻧﻲ أﺟﺑت ﻋن ﺳؤاﻟﻳن وﻧﺻف .وﺻﻠت اﻟﻲ اﻟﺑطرﻳرآﻳﺔ ،وآﺎن ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻧﺎﺋﻣﺎً ،وﺗﺄﺧر ﻓﻲ اﻟﺧروج ﻣن ﻗﻼﻳﺗﻪ ،وﻟآﻧﻲ ﺻﻣﻣت أن أﻗﺎﺑﻞ ﻗداﺳﺗﻪ وأﺧذ ﻣﻧﻪ اﻟﺑرآﺔ آﺎﻟﻣﻌﺗﺎد .وﺑﻌد أﻧﺗظﺎر طوﻳﻞ ،دق اﻟﺟرس ،ﻓﻔرﺣت ودﺧﻠت اﻟﻲ اﻟﺻﺎﻟون وﻟﻣﺎ رأﻧﻲ ﺳﺄﻟﻧﻲ ﻋن اﻷﻣﺗﺣﺎن ،ﻓﺟﻠﺳت ﻋﻠﻲ اﻷرض ﺑﺟوار ﻗدﻣﻳﻪ ،وﻗﻠت ﻟﻪ" :ﻳﺎ ﺳﻳدﻧﺎ أﻧﺎ ﻟﺑﺧت اﻟﻧﻬﺎردة " ،ﻓﻘﺎل ﻟﻲ" :ﻻ أﻧت ﺟﺎوﺑت آوﻳس" .ﻓﻘﻠت ﻟﻪ" :ﻻ ﻳﺎ ﺳﻳدﻧﺎ أﻧﺎ ﺟﺎوﺑت ﺳؤاﻟﻳن ﻓﻘط ،واﻷﺳﺗﺎذ دﻩ
ﺻﻌب ﻓﻲ ﺗﺻﺣﻳﺣﻪ ،وﻣش هﻳﻌﺟﺑﻪ اﻟﺳؤاﻟﻳن" .ﻓوﺟدت ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻳﻘول ﻟﻲ" :ﻻ أﻧت ﺟﺎوﺑت ﺳؤاﻟﻳن وﻧﺻف" .ﻓآررت ﻟﻪ اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻧﻲ أﺟﺑت ﺳؤاﻟﻳن ﻓﻘط ،ﻓﻘﺎل ﻟﻲ ﺑﺛﻘﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ – وآﺄﻧﻪ آﺎن ﻣﻌﻲ ﻓﻲ اﻷﻣﺗﺣﺎن " -ﻻ أﻧت ﺟﺎوﺑت ﺳؤاﻟﻳن وﻧﺻف" ﻓﺄﺧرﺟت ورﻗﺔ اﻷﺳﺋﻠﺔ ﻷﺛﺑت ﻟﻘداﺳﺗﻪ أﻧﻧﻲ ﻟم أﺟب أﻻ ﻋﻠﻲ ﺳؤاﻟﻳن ﻓﻘط ،وﻟآﻧﻧﻲ ﺗﺑﻳﻧت أﻧﻧﻲ ﻓﻌﻼً ﻗد ﺟﺎوﺑت ﻓﻌﻼً ﺳؤاﻟﻳن وﻧﺻف . ﻓﻘﻠت" :ﺻﺣﻳﺢ ﻳﺎ ﺳﻳدﻧﺎ أﻧﺎ ﺟﺎوﺑت ﺳؤاﻟﻳن وﻧﺻف" .و هﻧﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ اﻟﺑﺎﺑﺎ" :أن ﺷﺎء اﷲ هﺗﻧﺟﺢ، وﺗﺟﻳب ﺗﻘدﻳر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة دي ،واﻷﺳﺗﺎذ هﻳﻣﺳك اﻟورﻗﺔ آدة ) وﺑآﻞ ﺗواﺿﻊ وأﻧﻪ ﺑﺳط اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻳدﻳﻪ آﺄﻧﻪ ﻳﻣﺳك ﺑورﻗﺔ اﻷﺟﺎﺑﺔ( وﻳﻘرأ اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻲ وﺣﻳﻼﻗﻳﻬم آوﻳﺳﻳن ﺧﺎﻟص ،وﻋﻠﻲ طول ﺣﻳﻘول اﻟواد دﻩ ﺷﺎطر ،وهﻳﻧﺟﺣك .ﻓﺧرﺟت ﻣن ﻋﻧد ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻣﺑﺳوط ﺟداً ﺟداً ،وأﻗول ﻟﻧﻔﺳﻲ ﻳﺎﻻ ﻋظﻣﺔ اﻟﻘدﻳﺳﻳن ،أﻧﺎ اﻟذي آﻧت ﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﻠﺟﻧﺔ ،وأﻧﺎ ﺻﺎﺣب اﻷﻣﺗﺣﺎن ،وأﻧﺎ اﻟﻲ ﺟﺎوﺑت اﻷﺳﺋﻠﺔ ﻧﺳﻳت ﻋدد اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻲ ﺟﺎوﺑﺗﻬﺎ ،واﻟﺑﺎﺑﺎ ﻋرﻓﻬﺎ ﻋﻠﻲ وﺟﺔ اﻟدﻗﺔ .ﻳﺎ ﻟﻌظﻣﺔ هذا اﻟﻘدﻳس .أن ﻗوة ﺻﻠوات هذا اﻟﻘدﻳس آﺎﻧت ﻣﻌﻲ آﻞ أﻳﺎم ﺣﻳﺎﺗﻲ .وﻓﻲ ﺧﻼل ﻣدة ﺗﺟﻧﻳدي – اﻟﺗﻲ أﺳﺗطﺎﻟت اﻟﻲ أرﺑﻊ ﺳﻧوات – آﺎﻧت ﻗوة اﻟرب ﻣﻌﻲ ،وظﻠﻠﺗﻧﻲ ﺻﻠوات هذا اﻟﻘدﻳس اﻟذي آﺎن ﻗد أﻧﺗﻘﻞ اﻟﻲ أﻣﺟﺎد اﻟﺳﻣﺎء.
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺎ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم
اﻟﺳﻳد /س .ن .ش .أرض ﺷرﻳف ﺑﺷﺑرا – اﻟﻘﺎهرة. أﻧﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻌﺟزة اﻟﻣﻧﺷورة ﺑﺻﻔﺣﺔ ٣١ﺑﺎﻟﺟزء اﻷول ﻣن آﺗﺎب ﻣﻌﺟزات اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ .وﻗد ﺳﻣﻌت ﻣﻌﺟزة ﻣﻣن ﺣدﺛت ﻣﻌﻪ ﻓﻲ 31دﻳﺳﻣﺑر ،١٩٧٣وهو اﻟﺳﻳد/ﻋﺑد اﻟﺳﻼم أﺣﻣد ،وهو ﺳوداﻧﻲ اﻟﺟﻧﺳﻳﺔ وﻣﻘﻳم ﺑﻌﻳن ﺷﻣس اﻟﺷرﻗﻳﺔ ١١ﺷﺎرع . .....وﻳﻌﻣﻞ ﺳﺎﺋق أﺟرة رﻗم ) ....ﺟراج ......ﺑﻌﻳن ﺷﻣس ( .واﻟﻣﻌﺟزة هﻲ آﺎﻷﺗﻲ :آﻧﺎ ﺧﻣﺳﺔ أﻓراد ﻣن اﻷﺳرة
ﻧؤدي واﺟب اﻟﻌزاء ﺑﻣﺻر اﻟﺟدﻳدة ،وﻋﻧد ﺧروﺟﻧﺎ ﻣن هﻧﺎك .أﺳﺗﻘﻠﻳﻧﺎ ﺳﻳﺎرة أﺟرة .وﻧﺣن ﻓﻲ طرﻳﻘﻧﺎ وﺻﻠﻧﺎ اﻟﻲ ﺿرﻳﺢ اﻟرﺋﻳس ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ،ﻓﻘﺎﻟت ﺑﻧت ﺷﻘﻳﻘﺗﻲ" :هﻧﺎ ﺿرﻳﺢ اﻟرﺋﻳس وهﻧﺎ ﻣدﻓن اﻟﻣﺗﻧﻳﺢ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس .وﺑﻌد ذﻟك ﺳﻳﻌﻣﻠوا ،".....وهﻧﺎ ﻗﺎطﻌﻬﺎ اﻟﺳﺎﺋق واﻟﺗﻔت اﻟﻳﻧﺎ وآﻠﻣﻧﺎ ﺑﺷدة وﻋﻧف ،وﻗﺎل" :أﺳﻣﻊ ﻣن ﻓﺿﻠك أﻧت وهﻲ ....أﺗآﻠﻣوا ﻋﻠﻲ آﻞ اﻟﻧﺎس وﻟآن ﻣﺣﺑش إن ﺗﺗآﻠﻣوا ﻋﻠﻲ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺑﺷﻲء ﺑﺎﻟﻣرة "وآﺎن ﻏﺎﺿﺑﺎً ﺟداً .وﻟآن أﺗﻣﻣت اﻟﺣدﻳث ﻣﻌﻪ ﻟآﻲ أﻋرف ﺳر هذا اﻷﻋزاز وﺳﺄﻟﺗﻪ ﻋﻣﺎ إذا آﺎن ﻟﻪ واﻗﻌﺔ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،ﻓﻌرﻓﻧﻲ أﻧﻪ ﺻﻧﻊ ﻣﻌﻪ ﻣﻌﺟزة وأﺑﺗدأ ﻳﻘﺻﻬﺎ ﻋﻠﻳﻧﺎ ،وهﻲ:
آﺎﻧت أﺑﻧﺗﻲ ﻓﻲ اﻷﻋدادﻳﺔ ،وطﻠﺑت ﻣﻧﻬﺎ واﻟدﺗﻬﺎ أن ﺗﺣﺿر ﻟﻬﺎ "ﻣﻧﺧﻞ" ﻣن ﻋﻧد اﻟﺟﻳران ،وآﺎن هذا ﻓﻲ وﻗت اﻟﻐروب ،وﺗﻌﺛرت اﻟﺑﻧت ﻓﻲ اﻟطرﻳق ،ووﻗﻌت ﻋﻠﻲ اﻷرض ،وﺑﻌدهﺎ أﺻﺎﺑﺗﻬﺎ ﻏﻳﺑوﺑﺔ داﺋﻣﺔ ،وآﺎﻧت ﻻ ﺗﺄآﻞ وﻻ ﺗﺷرب وأﺻﺑﺢ ﻟوﻧﻬﺎ ﺷﺎﺣﺑﺎً ،وأﻧﻘطﻌت ﻋن اﻟدراﺳﺔ ،ﻓﻲ ﺣﻳن أﻧﻬﺎ آﺎﻧت ﻣﺗﻔوﻗﺔ ،وﻗد ﻋرﺿﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ اﻷطﺑﺎء ﺑﺎﻟﻘﺻﻳر ﺣﻳث آﻧت أﻋﻣﻞ ،ﻟآن دون ﺟدوي .وﻗد أﻧﻔﻘت وﻗﺗﻬﺎ ﻣﺑﻠﻎ ١٦٠ﺟﻧﻳﺔ .وﻗد أﺷﺎر أﺣد أﺧواﻧﻧﺎ اﻟﻣﺳﻳﺣﻳﻳن ﺑﺎﻟﻘﺻﻳر ﺑﺄن أﺗوﺟﻪ اﻟﻲ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻟﻳﺻﻠﻲ ﻣن أﺟﻠﻬﺎ ،وأن ﺷﺎء اﷲ ﺗﺷﻔﻲ ،وﻓﻌﻼً أﺧذت اﻟﺑﻧت وأﻣﻬﺎ ،وﺗوﺟﻬﻧﺎ اﻟﻲ اﻟﻘﺎهرة وذهﺑت اﻟﻲ اﻟﺑطرﻳرآﻳﺔ اﻟﻘدﻳﻣﺔ ،وﻟآن اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻟم ﻳآن ﻣوﺟوداً ،وﻋرﻓت أﻧﻪ ﻳﺻﻠﻲ ﻓﻲ اﻟآﺎﺗدراﺋﻳﺔ اﻟﺟدﻳدة .ﻓﺗوﺟﻬت اﻟﻲ هﻧﺎك ،ودﺧﻠت اﻟآﻧﻳﺳﺔ ﻓوﺟدت اﻟﺳﻳدات ﻳﻘﻔن ﻓﻲ ﺟﻬﺔ واﻟرﺟﺎل ﻓﻲ ﺟﻬﺔ. ﻓﺄوﻗﻔت زوﺟﺗﻲ ﻣﻊ اﻟﺳﻳدات ،وأﻧﺎ وﻗﻔت ﻣﻊ اﻟرﺟﺎل اﻟﻲ أن أﻧﺗﻬت اﻟﺻﻼة ،ووﺟدت اﻟﻧﺎس ﺗﺗﻘدم وﺗﺳﻠم ﻋﻠﻳﻪ ،وﺗﻘﺑﻞ ﻳدﻩ .أﻧﺎ ذهﺑت ﻷﺳﻠم وأﻗﺑﻞ ﻳدﻩ ،وﻟآن ﻣن ﺷدة اﻟزﺣﺎم ﻟم أﺳﺗطﻳﻊ اﻟوﺻول اﻟﻳﻪ ،ﻓﺈذا ﺑﻪ ﻳﻧظر اﻟﻲ ،وﻗﺎل ﻟﻲ" :وأﻧﺎ أﺧر اﻟﻧﺎس" )ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﺎ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم "ﻧﺎداﻧﻲ ﺑﺎﻷﺳم ..وﻗﺎل ﻟﻲ" :أﻧت ﺟﺎي ﻋﻠﺷﺎن ﺑﻧﺗك ﻓﻬﻳﻣﺔ ﻣرﻳﺿﺔ ،وأن ﺷﺎء اﷲ ﺗﺷﻔﻲ ".ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﻣﻌت هذا اﻟآﻼم – دون ﻣﻌرﻓﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ،أرﺗﻌﺷت ،وآﺎدت اﻟﻣﻳﺔ ﺗﺧرج ﻣﻧﻲ ،وﻟآن ﻣﺳآت ﻧﻔﺳﻲ، وﺳﻠﻣت ﻋﻠﻳﻪ ،وﻗﺑﻠت ﻳدﻩ اﻟآرﻳﻣﺔ .وأﺣﺿر آوب ﺑﻪ ﻣﺎء ،و"ﻋزم ﻋﻠﻳﻪ" (.....أﻓﻬﻣت اﻟﺳﺎﺋق أن ﻣﻔﻳش ﺗﻌزﻳم ،وﻟآن هذﻩ ﺻﻼة ﻳرﻓﻌﻬﺎ اﻟﻲ اﷲ( .ﻓﻌﺎد اﻟﺳﺎﺋق ﻟﻳﻘول" .أﻳوﻩ آﺎن ﻳﺻﻠﻲ ،ورش اﻟﺑﻧت ﺑﺎﻟﻣﻳﻪ ،وآﻠف أﺣد اﻟواﻗﻔﻳن ﺑﺄﺣﺿﺎر ﻗطﻧﺔ ﺑﻬﺎ زﻳت ،ودهن اﻟﺑﻧت .وﻗﺎل" :إن ﺷﺎء اﷲ ﺗﺷﻔﻲ ....وأﺳﻣﻊ اﻟﺑﻧت دﻳﻪ هﺗﻧﺎم ﻣدة ﻳوﻣﻳن ﻋﻠﻲ ﺑﻌض وﺣواﻟﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ أﺗﻧﻳن ﺑﻌد اﻟظﻬر أي ﺑﻌد 48ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘرﻳﺑﺎً ﺳﺗﻘوم ﻣن اﻟﻧوم ،وﺗﺻرخ وﺗﻘول" :اﻟﺣﻘﻧﻲ ﻳﺎ ﺑوي" ﺗﻌرف أﻧﻬﺎ ﺷﻔﻳت، وأذا ﻟم ﺗﺻرخ ﺗﺣﺿرهﺎ ﻟﻲ ﺛﺎﻧﻳﺔ .وﻓﻌﻼً ﺑﻌد ٤٨ﺳﺎﻋﺔ ﻗﺎﻣت اﻟﺑﻧت ﻣن اﻟﻧوم ،وﺻرﺧت وﻗﺎﻟت "اﻟﺣﻘﻧﻲ ...ﻳﺎ ﺑوي .....أﻧت ﻋﺎرف اﻟراﺟﻞ اﻟﺷﻳﺦ( )ﺗﻘﺻد اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس( اﻟﻠﻲ آﻧﺎ
ﻋﻧدﻩ أﻣﺑﺎرح آﺎن ﺑﻳﺟري وراء ﺛﻼﺛﺔ ،وﺑﻳﺿرﺑﻬم ﺑﺎﻟﻌﺻﻲ" واﻟﺛﻼﺛﺔ دول أرواح ﺷرﻳرة ﻟﺑﺳوا اﻟﺑﻧت ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﻘطت ﻓﻲ اﻟطرﻳق وﻗت أﺣﺿﺎر اﻟﻣﻧﺧﻞ ،آﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ أن ﺑﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ أرواح ﺷرﻳرة ،واﻟﺣﻣد ﷲ ،رﺟﻌت اﻟﺑﻧت ﻟطﺑﻳﻌﺗﻬﺎ اﻷوﻟﻲ ،وﺷﻔﻳت ﺑﺻﻠوات اﻟﺑﺎﺑﺎ اﻟﻌظﻳم .اﻟﻲ هﻧﺎ أﻧﺗﻬت اﻟﻣﻌﺟزة، وﻗد ﺳﺄﻟت هذا اﻟرﺟﻞ إذا آﺎﻧت ﻟدﻳﻪ ﻣﺎﻧﻌﺎً ﻣن أن ﻳدﻟﻲ ﺑﻬذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ إذا طﻠب ﻣﻧﻪ ذﻟك ،ﻓآﺎﻧت أﺟﺎﺑﺗﻪ" :زي ﻣﺎ ﺗﺣب ﻓﻲ اﻟﺑوﻟﻳس ...أﻣﺎم اﻟﺣآوﻣﺔ ....ﻓﻲ أي ﻣآﺎن أﻧﺎ ﻣﺳﺗﻌد.
ﻟﻣﺎذا ﺗرآﺗﻧﻲ آﻞ هذﻩ اﻟﻣدة
اﻟﺳﻳد دآﺗور ص .أ .ج- .ﺑو ﻗرﻗﺎص – اﻟﻣﻧﻳﺎ. أﺻﺑت ﻳوم ١٨٧٦ / ١٢ / ٦ﺑﺟﻠطﺔ ﺑﺎﻟﺷرﻳﺎن اﻟﺗﺎﺟﻲ آﻣﺎ دﻟت ﻋﻠﻲ ذﻟك اﻟﻌدﻳد ﻣن ﺻور رﺳوم اﻟﻘﻠب ،وﺗﻘﺎرﻳر اﻷطﺑﺎء .ﻻزﻣت اﻟﻔراش ﻣدة ﺗﻧﺎهز اﻟﺷﻬرﻳﻳن وآﺎن ﻗد ﺗﺣدد ﻳوم ١٩٧٧/١/٢٦ﻣوﻋداً ﻟﻠﺳﻔر اﻟﻲ اﻟﻘﺎهرة ﻟﻠﻌرض ﻋﻠﻲ أﺳﺎﺗذة اﻟﻘﻠب .وﻓﻲ هذا اﻟﻳوم ﺣواﻟﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ أو اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً ﻣﺎ ﺑﻳن ﻧوﻣﻲ وﻳﻘظﺗﻲ ،ﻟﻣﺣت ﻋﻠﻲ آرﺳﻲ ﻣﺟﺎور ﻟﻠﺳرﻳر، اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،ﻓﻘﻠت ﻟﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻔور " .ﻟﻣﺎذا ﺗرآﺗﻧﻲ آﻞ هذﻩ اﻟﻣدة" ،ﻓرد ﻋﻠﻲ وﻗﺎل" :ﻟم أﺗرآك" ووﺿﻊ ﻳدﻩ ﻋﻠﻲ ﻗﻠﺑﻲ ،وﻗﺎل" :ﻻ ﻳوﺟد اﻷن ﻋﻧدك ﺷﻲء".
ﻧﻬﺿت ﻣن ﻓراﺷﻲ ذﻟك اﻟﻳوم ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً ﻋﻠﻲ ﻏﻳر اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ ﻣﻧﺗﻬﻲ اﻟﻧﺷﺎط، ﻓﺳﺄﻟﺗﻧﻲ زوﺟﺗﻧﻲ" :ﻳﻌﻧﻲ ﺻﺎﺣﻲ ﺑدري ؟" .....ﻓردﻳت اﻟﺣﻣد ﷲ .....اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس آﺎن ﻋﻧدي اﻷن .ﻟم أﻋﺑﺄ ﺑﺗﻌﻠﻳﻣﺎت اﻷطﺑﺎء ،وﻻ ﺑﻘﻳوﺿﻬم اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻲ ،ﻓﺄﺳﺗﻘﻠﻳت اﻟﺳﻳﺎرة وظﻠﻠت ﻋﻠﻲ
ﻋﺟﻠﺔ اﻟﻘﻳﺎدة ﺣواﻟﻲ ﺧﻣس ﺳﺎﻋﺎت دون أن أﺷﻌر ﺑﺄي ﺗﻌب .و ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻳوم ﻟﻳﻼً ﺗوﺟﻬت ﻷﺣد اﻷطﺑﺎء اﻷﺧﺻﺎﺋﻳﻳن ،ﻓﻘﺎل ﻟﻲ أﻧﻲ ﻏﻳر ﻣﺻﺎب ﺑﺄي ﺷﻲء .وﻓﻲ اﻟﻳوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋرﺿت ﻋﻠﻲ أﺛﻧﻳن ﻣن أﺳﺎﺗذة اﻟﻘﻠب ﻓﻘرروا أن ﺣﺎﻟﺗﻲ طﻳﺑﺔ ،وﻟﻳس ﺑﻲ أي ﻣرض ،وﻟﻣﺎ ﻋرﺿت ﻋﻠﻳﻬم رﺳوم اﻟﻘﻠب اﻟﻘدﻳﻣﺔ ﻗﺎﻟوا ....أﻧﻬﺎ ﻣﻌﺟزة.
ﻣش ﻣﻬم اﻟآﺗﺎب ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟك
ﻗﺎل أﺣد اﻟرهﺑﺎن. ﻣﻧذ آﻧت طﺎﻟﺑﺎً ﺑﺎﻟﺛﺎﻧوي وأﻧﺎ أﺳﻌد ﺑﻠﻘﺎء اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،آﻣﺎ آﻧت ﻣواظﺑﺎً ﻋﻠﻲ ﺣﺿور ﻗداﺳﺎﺗﻪ اﻟﻣﺑآرة ،أﺣﺿرهﺎ ﻗﺑﻞ ﻣوﻋد ﺑدء اﻟﻳوم اﻟﻣدرﺳﻲ .ذهﺑت ذات ﻳوم اﻟﻲ ﻗداﺳﺗﻪ ،وﻣﻌﻲ ﺑﻌض آﺗب اﻟﺛﺎﻧوﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ آﻧت ﺳﺄﺗﻘدم ﻟﻸﻣﺗﺣﺎن ﻟﻬﺎ ﻣﺛﻞ ﻏﻳري ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﺑﺎﺑﺎ اﻟذﻳن آﺎﻧوا ﻗد أﺣﺿروا آﺗﺑﻬم ﻟﻳﻔﺗﺣﻬﺎ ﻟﻬم ،وآﺎن اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻳﺟﻳب ﻟﻬم طﻠﺑﻬم ﻓﻲ أﻧﺎة وﻋطف آﻌﺎدﺗﻪ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺟﺎء دوري ﻗﺎل ﻟﻲ" :ﻣش ﻣﻬم اﻟآﺗﺎب ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟك" ،وأﺧذﻧﻲ ﻣن ﻳدي اﻟﻲ اﻟﻬﻳآﻞ ،وطﺎف ﺑﻲ ﺣول اﻟﻣذﺑﺢ ﺛﻼث ﻣرات؟ ......وأﻧﺎ ﻓﻲ دهﺷﺔ ﻣن أﻣري ....ﺧﺎﺻﺔ ﻷﻧﻧﻲ ﻋﻧدﻣﺎ دﺧﻠت اﻟﻲ اﻟﻬﻳآﻞ دﺧﻞ ﻓﻲ أﺛري طﻠﺑﺔ أﺧرﻳن ،ﻟآن اﻟﺑﺎﺑﺎ أﺧرﺟﻬم ﺟﻣﻳﻌﺎً ......وﻗد ظﻧﻧت – وأﻧﺎ ﻓﻲ هذا اﻟﺳن اﻟﻣﺑآر – أن آﻠﻣﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺑﺄن اﻟآﺗﺎب ﻣش ﻣﻬم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ...هو أﻧﻧﻲ ﺳﺄرﺳب ﻓﻲ اﻷﻣﺗﺣﺎن .وﺑﻌد أن أﺗﻣﻣت ﺗﻌﻠﻳﻣﻲ ﺑﺑﺿﻊ ﺳﻧوات ،وﺗوﺟﻬت اﻟﻲ اﻟدﻳر طﻠﺑﺎً ﻟﺣﻳﺎة اﻟرهﺑﻧﺔ ،ﺣدث أﻣر أﺧر ..... ﻓﻘد ﺗﺄﺧرت رﺳﺎﻣﺗﻲ راهﺑﺎً ﻣدة أﻋﺗﺑرﺗﻬﺎ طوﻳﻠﺔ ،ﻓآﻧت ﺣزﻳﻧﺎً ﻣﺗﺄﻟﻣﺎً .وﻓﻲ أﺣد اﻷﻳﺎم أﺳﺗﺑد ﺑﻲ اﻟﺿﻳق ،ﻷﻧﻪ ﺳﺗﺗم رﺳﺎﻣﺔ أﺣد اﻷﺧوة طﺎﻟﺑﻲ اﻟرهﺑﻧﺔ ،وﺳﺗؤﺟﻞ رﺳﺎﻣﺗﻲ أﻧﺎ اﻟﻲ وﻗت ﻻﺣق، وآﺎن اﻷﺑﺎء اﻟرهﺑﺎن ﻳﻬﻧﺋون هذا اﻷخ .ﺗوﺟﻬت اﻟﻲ آﻧﻳﺳﺔ اﻟدﻳر ،وأﺧذت أﺻﻠﻲ ﺑﺎآﻳﺎً ،ﺛم ﻏﻔوت ﻗﻠﻳﻼً .وﻓﻲ هذﻩ اﻷﺛﻧﺎء رأﻳت اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻓﻲ رؤﻳﺎ .....رأﻳﺗﻪ ﺣﻘﻳﻘﺔ واﻗﻔﺎً أﻣﺎﻣﻲ ،ﻳﻧﺎدﻳﻧﻲ ،وﻟﻣﺎ
ﺳﺄﻟﻧﻲ هن ﺳﺑب ﺣزﻧﻲ ،ﺷآوت ﻟﻪ ﻣن ﺗﺄﺧر رﺳﺎﻣﺗﻲ ،وﻟآﻧﻪ طﻣﺄﻧﻧﻲ ﺑﺄن رﺳﺎﻣﺗﻲ ﺳﺗﺗم ﻗرﻳﺑﺎً، ﻓﻘﻠت" :أن أﺧﻲ ) ( ....هو اﻟذي ﺳﻳرهﺑن" ،وﻟآن اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ أن رهﺑﻧﺗﻲ ﺳﺗآون ﻗﺑﻞ هذا اﻟزﻣﻳﻞ ،ﺛم أﻧﺻرف ﻋﻧﻲ .ﻓﻘﻣت ﻣﺳروراً ﻓرﺣﺎً إذا أﺗﺎﻧﻲ ﺣﺑﻳﺑﻲ وﺷﻔﻳﻌﻲ اﻟﻌظﻳم اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس، وطﻣﺄﻧﻧﻲ اﻟﻲ أن ﺑﻐﻳﺗﻲ ﺳﺗﺗﺣﻘق ،وآﺎن ﺻوﺗﻪ ﻻ ﻳﻔﺎرق أذﻧﻲ ....ووﻋدﻩ ﻟﻲ ﻳﻬدهد ﻣﺷﺎﻋري، وﻳﺛﻠﺞ ﻗﻠﺑﻲ .وﻟم ﻳﻧﻘض اﻟﺷﻬر اﻟذي آﻧﺎ ﻓﻳﻪ ﺣﺗﻲ ﺗﻣت رﺳﺎﻣﺗﻲ وﺳط ﺗﻌﺟب اﻷﺑﺎء اﻟرهﺑﺎن، ﺑﻳﻧﻣﺎ ﺗﻣت رﺳﺎﻣﺔ زﻣﻳﻠﻲ اﻷﺧر ﺑﻌد ﺣواﻟﻲ ﺳﺗﺔ ﺷﻬور .ﺑﻘﻲ أن أذآر أن هذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ ﺣدﺛت ﺑﻌد ﻧﻳﺎﺣﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ،ﺷﻔﻳﻌﻲ طوال ﺣﻳﺎﺗﻲ.
أﻧﺎ ﺷﻔﺗﻪ ﺑﻌد ﻧﻳﺎﺣﺗﻪ
اﻟدآﺗور /ح .ي .ح. أﻧﺎ ﺷﻔت اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺑﻌد ﻧﻳﺎﺣﻧﻪ ،وأظن أن أي واﺣد ﻓﻲ اﻟدﻳر هﻧﺎ )آﺎن اﻟﺣدﻳث ﻓﻲ دﻳر اﻟﺷﻬﻳد اﻟﻌظﻳم ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط( وﻳﻣآن أن ﻳري اﻟﺑﺎﺑﺎ وأﻧﻪ آﺄﺣد اﻟﺳواح ،وأﻧﻪ هﻧﺎ ﻳظﻬر آﺛﻳراً ﺟداً، وأﻧﻪ ﻳﺗﻣﺷﻲ ﻓﻲ اﻟدﻳر ﻟﻳﻼً .أﻧﺎ ﺷﻔﺗﻪ ﺑﻌد ﻧﻳﺎﺣﺗﻪ ﻓﻲ دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣﺻر اﻟﻘدﻳﻣﺔ ﻓﻲ ﻳوم أﺣد .ﻓﻘد آﺎن ﺷﻘﻳﻘﻪ اﻟﻘﻣص ﻣﻳﺧﺎﺋﻳﻞ ﻣرﻳﺿﺎً .وﻟم أآن أﺳﺗطﻳﻊ – ﺑﻌد ﻧﻳﺎﺣﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ – اﻟذهﺎب اﻟﻲ دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣﺻر اﻟﻘدﻳﻣﺔ .وﻗﺎل ﻟﻲ ﻧﻳﺎﻓﺔ اﻷﻧﺑﺎ ﺻﻣوﺋﻳﻞ" :ﻳﺎ راﺟﻞ ﻳﺑﻘﻲ ﺷﻘﻳق اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻣرﻳض، وﻣﺗرﺣش ﺗزورﻩ؟" ،ﻓﻘﻠت ﻟﻪ" .ﻣش ﻗﺎدر أدﺧﻞ هذا اﻟﻣآﺎن ﺑﻌد ﻧﻳﺎﺣﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ" .ﻓرد ﻧﻳﺎﻓﺗﻪ ﺑﺄن اﻟواﺟب ﺷﻲء ،وﻣش ﻗﺎدر ﺷﻲء أﺧر ،وأﻗﻧﻌﻧﻲ ﺑﺿرورة اﻟذهﺎب ﻟﻠﺳؤال ﻋن أﺑوﻧﺎ ﻣﻳﺧﺎﺋﻳﻞ .ﻓذهﺑت اﻟﻲ هﻧﺎك ﻳوم أﺣد ،وآﺎن وﺻوﻟﻲ ﻗرب ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘداس ،وﻓﻲ اﻟﺟزء اﻷﺧﻳر اﻟﻠﻲ أﺣﻧﺎ ﺑﻧﺳﺟد ﻓﻳﻪ ﻋﻧد )ﺗﻧﺎهﺗﻲ( .وأﻧﺎ ﺑﺄﺳﺟد وﺟدت واﺣد ﺑﻠﺑﺎس ﻗﺳس أو رهﺑﺎن .وأﻧﺎ أﻋرف أﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﻳﺟﻲ ﻗﺳﻳس أو راهب ﺑﻳﻘف ﻗدام ﻋﻧد اﻟﻬﻳآﻞ ،ﻓﺄﻳﻪ اﻟﻲ ﺧﻠﻲ دﻩ ﻳﻘف هﻧﺎ ،ﻷﻧﻲ أﻧﺎ آﻧت واﻗف
ﻓﻲ أﺧر اﻟآﻧﻳﺳﺔ .ﻓﻣن ﺑﺎب ﺣب اﻷﺳﺗطﻼع ﺑﺻﻳت ،ﻟﻘﻳت اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس هو اﻟﻲ واﻗف ﺑﻣﻼﺑﺳﻪ. ﻓﻘﻠت ﻟﻪ" :أزﻳك ﻳﺎ ﺳﻳدﻧﺎ" ،ﻓﻘﺎل ﻟﻲ" :ﻣﺎ ﺑﺗﺟﻳش ﻟﻳﻪ؟ ....ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻳﺗﺷﻔﻊ ﻟك وأن ﺑﺻﻠﻲ ﻟك". ﻓﻘﻠت ﻟﻪ" :ﺳﻳدﻧﺎ " .....وﺗﻠﻌﺛﻣت .ﻓﻘﺎل ﻟﻲ " :ﻻ ،أﻧﺎ ﻋﺎﻳزك ﺗﻳﺟﻲ داﺋﻣﺎً ،وآﻣﺎن ﻋﺎﻳزك ﺗﻘول ﻷﺑوﻧﺎ ﻣﻳﺧﺎﺋﻳﻞ أﻧﻪ طﻳب ﺑﺧﻳر ،وأن اﻟدآﺎﺗرة ﻗﺎﻟوا ﻟﻪ أن أﻳﺎﻣك ﻗﻠﻳﻠﺔ ....ﻻ ﻟﺳﺔ أﻳﺎﻣﻪ ﻣﺎرﺣﺗش" .ﻓﻘﻠت ﻟﻪ" :ﺣﺎﺿر ﻳﺎ ﺳﻳدﻧﺎ" وﺑﻌد أﻧﺗﻬﺎء اﻟﻘداس ورش اﻟﻣﺎء ،ﺗوﺟﻬت ﻟزﻳﺎرة أﺑوﻧﺎ ﻣﻳﺧﺎﺋﻳﻞ ،وﻣش ﻋﺎرف أﻗول ﻟﻪ أﻳﻪ ..هﻞ ﻣﻌﻘول أﻧﻲ أﻗول ﻟﻪ أﻧﻲ ﺷﻔت أﺧوك؟ ....ﻓﻘﻠت أن أﺣﺳن ﺣﻞ أﻧﻲ أﺧﺗرع ﺣآﺎﻳﺔ آدة ،ﻳﻌﻧﻲ ﺗوﺣﻲ اﻟﻳﻪ أﻧﻪ هﻳطﻳب .وﻗﻠت ﻟﻪ ﺷوف ﻳﺎ أﺑوﻧﺎ أﻧﺎ ﺷﻔت ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻓﻲ ﺣﻠم أﻣﺑﺎرح .وﻗﺎل ﻟﻲ ﺗروح ﻷﺑوﻧﺎ ﻣﻳﺧﺎﺋﻳﻞ ،وﺗﻘول ﻟﻪ أﻧﻪ طﻳب ﺑﺧﻳر .وﻓﻌﻼً ﻗﺎم أﺑوﻧﺎ ﻣﻳﺧﺎﺋﻳﻞ ﻣن اﻟﻣرض وأﻗﺗﻧﻊ أﻧﻲ ﺷﻔت اﻟﺣﻠم .ﺑﻌد أﻧﻘﺿﺎء ﻓﺗرة زﻣﻧﻳﺔ أﺗﺻﻞ ﺑﻲ أﺑوﻧﺎ ﻣﻳﺧﺎﺋﻳﻞ ﺗﻠﻳﻔوﻧﻳﺎً ،وﻋرﻓﻧﻧﻲ أﻧﻪ راﻳﺢ دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط وأﻧﻪ ﺣﺎﺟز ﻟﻲ ﻣآﺎن، وأﻧﺎ أي واﺣد ﻳﻘوﻟﻲ ﻧروح اﻟدﻳر أﺟرى وأﻟﻬث ،ﻓﺄﻧﺑﺳط ﺟداً أﻧﻲ راﻳﺢ اﻟدﻳر ،وﻣﻊ ﻣﻳن ؟ .... ﻣﻊ أﺑوﻧﺎ ﻣﻳﺧﺎﺋﻳﻞ .و ﻳوم اﻟرﺣﻠﺔ ﺣﺟز ﻟﻲ ﻣآﺎن ﺑﺟوارة ،وﻗﺎل" :أﻧت ﻓﺎآر ﻣن ﺳﻧﺗﻳن آدﻩ أﻧك ﻗﻠت ﻟﻲ أﻧك ﺷﻔت اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺣﻠم" ،ﻓﻘﻠت ﻟﻪ" :أﻳوﻩ" .وﻗﺎل ﻟك" :أﻧﻲ هطﻳب ،ﻓﻘﻠت ﻟﻪ" :أﻳوﻩ". ﻓﻘﺎل ﻟﻲ" :ﻋﻠﻳك ﺣﻞ وﺑرآﺔ أن ﺗﻘول ﻟﻲ اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ" ﻓﻘﻠت ﻟﻪ" :دي هﻲ اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ" ،ﻓﻘﺎل ﻟﻲ" :ﻻ .. ﻷن أﻧﺎ ﺷﻔت اﻟﺑﺎﺑﺎ أﻣﺑﺎرح ،وﻗﺎل ﻟﻲ أﺳﺄل ﺣﻧﺎ هﻳﻘول ﻟك اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ .". ..وهﻧﺎ أﺳﻘط ﻓﻲ ﻳدي، ﻓﻘﻠت ﻟﻪ ﻣﺎ ﺣدث ....وﻗد ﺑررت ﻟﻪ ﻋدم ذآر اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ أﻧﻲ ﺧﺷﻳت أﻻ ﻳﺻدﻗﻧﻲ وﻟآﻧﻪ رد ﻋﻠﻲ وﻗﺎل" :أن ﻋﺎﻟم اﻟﻘدﻳﺳﻳﻳن ﻋﺎﻟم ﻏﻳر ﻣﺣدود ،ﻋﻠﻲ ﻋآس ﺣﻳﺎﺗﻧﺎ ﻧﺣن ﻋﻠﻲ اﻷرض ....ﻧﺣﻳﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣﺣدود.
أدﻳﻧﻲ ﻋﻣﻠت ﻟﻪ اﻟﻌﻣﻠﻳﻪ!!!!!!
اﻟﺳﻳد اﻟدآﺗور /ع .ن – .ﺟﺳر اﻟﺳوﻳس. وﻟد طﻔﻠﻲ ﻳوﺳف وﺑﻪ ﻓﺗق أرﺑﻲ أﻳﻣن ﺧﻠﻘﻲ .وﻗد ﻋرﺿﻧﺎﻩ ﻋﻠﻲ أﺳﺎﺗذة أطﺑﺎء ﺑﺎﻟﺟﺎﻣﻌﺔ .وآﺎن رأي اﻟﺟﻣﻳﻊ هو أن ﺗﺟري ﻟﻪ اﻟﺟراﺣﺔ ﻓوراً وأﻻ ﺳوف ﺗﺣدث ﻣﺿﺎﻋﻔﺎت ﺟﺳﻳﻣﺔ .واﻟﺣﻘﻳﻘﺔ أن أﻳﻣﺎﻧﻧﺎ ﺑﺎﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ،وﺷﻔﻳﻌﻪ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ آﺎن أآﺑر ﺗﺄﺛﻳراً ﻋﻠﻳﻧﺎ ﻣن رأي هؤﻻء اﻷطﺑﺎء اﻟﻌظﺎم .وﻟذا ﻓﻘد ﻗررﻧﺎ زﻳﺎرة دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط ﻟﻧوال اﻟﺑرآﺔ .وﻣﻌﻧﺎ اﻟطﻔﻞ رﻏم وﻋورة ﺑﻌض أﺟزاء اﻟطرﻳق ،وﺻﻐر ﺳن اﻟﺿﻐﻳر اﻟذي ﻻ ﻳﺗﻌدي ﺑﺿﻌﺔ أﺷﻬر .وﺑﻌد ﻋودﺗﻧﺎ أﺧذ اﻟﻔﺗق ﻓﻲ اﻟظﻬور ﻣرة أﺧري ﻣﻊ أﻻم رهﻳﺑﺔ ،وﻟم ﺗﻔﻠﺢ ﻣﻌﻬﺎ أي أدوﻳﺔ ﻣن اﻟﻣﺳآﻧﺎت وﻣﻊ ﺗآرار هذﻩ اﻷﻻم آﺎن ﻳزداد أﻳﻣﺎﻧﻧﺎ ﻣن ﻳوم اﻟﻲ أﺧر ﺑﺄن اﻟﻘدﻳس اﻷﻧﺑﺎ آﻳرﻟس ،وﺷﻔﻳﻌﻪ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻟﻌظﻳم ﻟن ﻳﺗرآﺎ اﻟطﻔﻞ .وﻓﻲ ﻳوم ٢٢ﻳوﻟﻳو ١٩٧٨رأت واﻟدﻧﻪ أﺛﻧﺎء ﻧوﻣﻬﺎ ﻟﻳﻼً ،اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ﻳﺣﺿر اﻟﻲ ﻣﻧزﻟﻧﺎ ،وﻳطﻠب أﺣﺿﺎر أﺑﻧﻬﺎ ﻟآﻲ ﻳﻌﻣﻞ ﻟﻪ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ،ﻓﺄﺣﺿرﺗﻪ وﺳﻠﻣﺗﻪ ﻟﻠﻘدﻳس اﻟﻌظﻳم ،ﻓوﺿﻊ ﻳدﻩ اﻟﻣﺑﺎرآﺔ ﻋﻠﻲ ﻣآﺎن اﻟداء ،ﺛم ﺳﻠﻣﻪ اﻟﻲ أﻣﻪ ﺛﺎﻧﻳﺔ ،وﻗﺎل ﻟﻬﺎ" .ﺧذي ﻳوﺳف أهﺔ ،أدﻳﻧﻲ ﻋﻣﻠت ﻟﻪ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ". ﻗﺎﻣت اﻷم ﻣن رؤﻳﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺻوت ﺑآﺎء اﻟطﻔﻞ ،وﻟم ﻧﺟد أي أﺛر ﻟﻠﻔﺗق ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺻراﺧﺔ، وﺣزﻗﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣر .وﺗﻣت اﻟﻣﻌﺟزة ،ﻓﺎﻟﻲ اﻷن ﻟم ﻳظﻬر أي أﺛر ﻋﻠﻲ أن اﻟﻔﺗق ﻣوﺟودا.
اﻟﺑﺧور ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ
اﻟﺳﻳدة /أ .ع – .اﻷﻗﺻر. ﻟﻘد ﺻﻧﻊ ﻣﻌﻲ ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻣن ﻗﺑﻞ ﻣﻌﺟزة ﺷﻔﺎء ظﻬرت ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺻﻔﺣﺔ ) (١٦وﻓﻳﻣﺎ ﻳﻠﻲ اﻟﻣﻌﺟزة اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻣﻊ زوﺟﻲ :ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ١٩٦٩آﺎن زوﺟﻲ ﻣرﻳﺿﺎً ،وآﻧﺎ ﻧﻘﻳم ﻓﻲ أﺳوان ﺣﻳث ﻣﻘر ﻋﻣﻠﻪ .وﻗد ﺣوﻟﺗﻪ ﺟﻬﺔ ﻋﻣﻠﻪ اﻟﻲ ﻣﺳﺗﺷﻔﻲ أﺳوان ﻟﻠﻌﻼج .ﻓﻘرر اﻷطﺑﺎء –ﺑﻌد أﺟراء اﻟﺗﺣﺎﻟﻳﻞ -أن ﻣرﺿﻪ ﻻ ﻳرﺟﻲ ﻣﻧﻪ اﻟﺷﻔﺎء ،ﻓﺳﺎﻓر اﻟﻲ اﻟﻘﺎهرة ،وﻣآث ﻓﻳﻬﺎ ﻣدة أﺳﺑوﻋﻳن ﺑﻣﺳﺗﺷﻔﻲ اﻟآﺎﺗب ﺑﺎﻟدﻗﻲ ،ﺣﻳث أﺟرﻳت ﻟﻪ أﺷﻌﺔ ﻣرة أﺧري ،وأﻧﺗﻬﻲ اﻷطﺑﺎء اﻟﻲ أن اﻟﻣرض ﺧطﻳر وﻻ ﻓﺎﺋدة ﻣن ﻋﻼﺟﺔ .وﺑﻌد ذﻟك ﻋدﻧﺎ اﻟﻲ ﺑﻠدﺗﻧﺎ )اﻷﻗﺻر( .وﺣﺿر أﺑن ﺧﺎل زوﺟﻲ ﻣن آوم أﻣﺑو ﻟﻠزﻳﺎرة واﻷطﻣﺋﻧﺎن .وﻗد ﻋرﻓﻧﺎ أﻧﺎ ذاهب اﻟﻲ اﻷﺳآﻧدرﻳﺔ ،ﻓطﻠب ﻣﻧﻪ زوﺟﻲ أن ﻳﺗوﺟﻪ ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،وﻳطﻠب ﺷﻔﺎﻋﺗﻪ وﺻﻠواﺗﻪ ﻷﺟﻞ ﺷﻔﺎء زوﺟﻲ .و ﻗد ذهب اﻟﻲ اﻟﺑطرﻳرآﻳﺔ هﻧﺎك .وظﻞ ﺟﺎﻟﺳﺎً ﺣﺗﻲ ﻳﻧﺻرف اﻟزوار ﻟﻳﺗﻣآن ﻣن ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ ،وﻟآن اﻟﺑﺎﺑﺎ أﻏﻠق اﻟﺑﺎب ﺑﻌد أﻧﺻراف اﻟزوار ،وﻋرﻓﻪ اﻟﻣوﺟودﻳن ﺑﺎﻟﺑطرﻳرآﻳﺔ أن ﺳﻳدﻧﺎ ﻟن ﻳﻘﺎﺑﻞ أﺣد ﻣﺎدام ﻗد أﻏﻠق اﻟﺑﺎب .وﺑﻌد ﻗﻠﻳﻞ ﺧرج اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،وﻧﺎدي ﻋﻠﻲ ﻗرﻳﺑﻧﺎ ،وﻗﺎل ﻟﻪ" :ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﺎ ﺑﺗﺎع اﻷﻗﺻر" .ﻓﻌرﻓﻪ أﺑن ﺧﺎل زوﺟﻲ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ ،وطﻠب أن ﻳﺻﻠﻲ ﻣن أﺟﻠﻪ .ﻓﺄﻋطﺎﻩ ﺳﻳدﻧﺎ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻗطﻌﺔ ﻗطن ﺑﻬﺎ زﻳت ،وطﻠب ﻣﻧﻪ أن ﻳدهن ﺑﻬﺎ زوﺟﻲ ،وﻗﺎل ﻟﻪ أن ﺳﺗﻧﺎ اﻟﻌذراء وﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻟﻌﺟﺎﻳﺑﻲ ﺳﻳزوراﻩ ،وﺳﻳرﻳﺣﺎﻩ ﻣن أﺗﻌﺎﺑﻪ آﻠﻬﺎ .وﻟم ﻧﻌرف ﻓﻲ هذا اﻟوﻗت اﻟﻣﻘﺻود ﻣن هذا اﻟآﻼم .هﻞ هو ﺷﻔﺎء .أم ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻌﻳدة .و ﻟﻣﺎ دهﻧت زوﺟﻲ ﺑﺎﻟزﻳت ،أﺑﺗدأ ﻳﺷﻌر ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟراﺣﺔ وﻳﻧﺎم ،ﻷﻧﻪ ﻟم ﻳآن ﻳﻧﺎم ﻟﻳﻼً ،أو ﻧﻬﺎراً ،ﻷن اﻷدوﻳﺔ اﻟﻣﻧوﻣﺔ اﻟﺗﻲ آﺎن ﻳﺗﻌﺎطﺎهﺎ ﻗد ﻓﻘدت ﻣﻔﻌوﻟﻬﺎ ﻧظراً ﻟطول أﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ .أﺧذﻧﺎ ﻧﻧﺗظر زﻳﺎرة اﻷم اﻟﺣﻧوﻧﺔ ﻣرﻳم ،واﻟﻘدﻳس اﻟﻌظﻳم ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻟﻌﺟﺎﻳﺑﻲ وﺑﻌد ﺷﻬر ﺗﻣﺎﻣﺎً ،ﻳوم ١٩٦٩ / ٩ / ٥ﻟﻳﻼً ،وﻓﻲ ﻣﻳﻌﺎد اﻟﺗﺳﺑﺣﺔ اﻟﺗﻲ آﺎن ﻳﻘﻳﻣﻬﺎ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ﺑﻌد ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﻳﻞ ،هﺗف ﺑﻲ هﺎﺗف – ﺑﻌد ﻣﺎ ﺻﻠﻳت – أن أرﺷم زوﺟﻲ ﺑﻌﻼﻣﺔ اﻟﺻﻠﻳب اﻟﻣﻘدس ﻣن رأﺳﻪ اﻟﻲ أﺧﻣص ﻗدﻣﻳﻪ .وأﻧﺎ أﻧﺗظر اﻟزﻳﺎرة اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﻟﺷﻔﺎﺋﻪ ،وأطﻔﺄت ﻧور اﻟﻐرﻓﺔ ،وﺟﻠﺳت ﺑﺟوار اﻟﻣرﺣوم زوﺟﻲ .و ﻓﺟﺄﻩ ظﻬرت أﻣﺎﻣﻲ داﺋرﺗﻳن ﻣن ﻧور آﺷﺑﻪ اﻷﻳﻘوﻧﺔ .وﻗد دﻗﻘت اﻟﻧظر ﻓﻳﻬﻣﺎ ،ﻓوﺟدت واﺣدة ﺑﻬﺎ ﺻورة واﻟدة اﻷﻟﻪ ﻣرﻳم ،واﻷﺧري ﺑﻬﺎ ﺻورة اﻟﻘدﻳس ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻟﻌﺟﺎﻳﺑﻲ ،ﻓﻔرﺣت ﻟذﻟك ﺟداً .وأﺧذ هذا اﻟﻣﻧظر ﻳﺗﺣرك داﺧﻞ اﻟﻐرﻓﺔ ،وﻗد أﻳﻘظت زوﺟﻲ ﻟﻳري اﻟﻣﻧظر .وﻟآﻧﻪ آﺎن ﻣﺗﻌﺑﺎً ،ﻓﻠم ﻳﺗﻣآن .وﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ ٤.٣٠ﺻﺑﺎﺣﺎً أﻳﻘظﻧﻲ أﺑﻧﻲ اﻷآﺑر ﻋﻠﻲ
ﺻوت ﺣﺷرﺟﺔ ،وﻟم أآن أﻋرف أن هذﻩ هﻲ اﻟﻧﻬﺎﻳﺔ ،وﻗد آﺎن ﻳرﺗﻌش ،وﻟآﻧﻲ آﻧت أﺗوﻗﻊ أن ﺗﺣدث ﻟﻪ ﻣﻌﺟزة ﺷﻔﺎء .وﺑﻌد ذﻟك دﺧﻠت ﺷﻘﻳﻘﺗﻲ ﻟﺗري زوﺟﻲ ،ﻓوﺟدت اﻵﺗﻲ :وﺟدت زوﺟﻲ ﻳرﻓﻊ ﻣﻼﺑﺳﻪ ،وﻳﺷﻳر اﻟﻲ ﺑطﻧﻪ ،وﻳﺧﺎطب ﺳﺗﻧﺎ ﻣرﻳم ،واﻟﻘدﻳس ﻣﻳﻧﺎ اﻟﻌﺟﺎﻳﺑﻲ ،وﻳﻘول" :هﻧﺎ اﻷﻟم ﻳﺎ ﺳﺗﻲ ﻳﺎ ﻋذراء .هﻧﺎ .ﺗﻌﺎﻟوا .ﺗﻌﺎﻟوا .وﺑﻌدهﺎ أﺳﻠم روﺣﻪ ﻋﻠﻲ ﻳدي ﺳﺗﻧﺎ اﻟﻌذراء ﻣرﻳم اﻟطﺎهرة واﻟﺷﻬﻳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ .ﻓآﺎﻧت زﻳﺎرﺗﻬﻣﺎ ﻷراﺣﺗﻪ ﻣن أﻻﻣﻪ آﻣﺎ ﻗﺎل ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس .ﻟﻘد ظﻞ اﻟﺑﺧور ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ ﻣﺛﻞ اﻟدﺧﺎن اﻷﺑﻳض ،ﻟﻳﻞ ﻧﻬﺎر ،ﺑراﺋﺣﺗﻪ اﻟذآﻳﺔ ﻟﻣدة أرﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻳوﻣﺎً ﻣﺗواﺻﻠﺔ .وهآذا ﻋرﻓﻧﺎ أن آﻞ آﻠﻣﺔ ﻳﻘوﻟﻬﺎ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ﻻ ﺗﺳﻘط أﺑدا.
ﻳﺑﻘﻰ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻳﺣﻞ ﻟك اﻟﻣﺷآﻠﺔ
ﻳروي اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدآﺗور /ﺣﻧﺎ ﻳوﺳف ﺣﻧﺎ .ﺗوﺟد ﻓﻲ دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط ﺳﻳﺎرة ﺟﻳب ،ورﻏم ﻗدﻣﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻣﺎﺗزال ﺗﻌﻣﻞ ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟدﻳر ،وﻟﻬﺎ ﻗﺻص وذآرﻳﺎت ﻧذآر هﻧﺎ أﺣداهﻣﺎ.
ﻳﻘول دآﺗور ﺣﻧﺎ" :أن ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﻳﺎرة ذآرﻳﺎت ﻋﻣرهﺎ ﻣن ﻋﻣر اﻟدﻳر وأﻧﺎ ﺳﺄﺣآﻲ أﺣدي هذﻩ اﻟﻘﺻص" .ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٦٦ﻋﻠﻲ ﻣﺎ أظن ،آﺎن اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻣوﺟوداً ﺑﺎﻷﺳآﻧدرﻳﺔ وآﺎن داﺋﻣﺎً ﻳﻘول ﻟﻲ :روح ﺗﻔﻘد أﺣوال اﻟدﻳر .ﻓآﻧﺎ ﻧذهب ﺑﻬذﻩ اﻟﺳﻳﺎرة .وآﺎن ﺳﺎﺋق اﻟﺑطرﻳرآﻳﺔ ﺑﺎﻷﺳآﻧدرﻳﺔ ﻳﺗﺿﺎﻳق ﺟداً ﻣن اﻟذهﺎب اﻟﻲ اﻟدﻳر ﺑﺗﻠك اﻟﺳﻳﺎرة .وﻓﻲ أﺣد اﻷﻳﺎم أﺳﺗﺟﻣﻊ هذا اﻟﺳﺎﺋق ﺷﺟﺎﻋﺗﻪ وﻗﺎل ﻟﻲ" :أﻧﺎ ﻋﺎﻳز أﻗوﻟك آﻠﻣﺗﻳن .أﻧت ﻣش ﻋﺎﺟﺑﻧﻲ .آﻞ ﻳوم واﻟﺗﺎﻧﻲ ﺗوﺻﻞ واﺣد اﻟدﻳر أﻳﻪ دﻩ .وآﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻘول ﻟﻲ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ .ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ .أﻧت ﺑﺗﺿﺣك ﻋﻠﻲ ﻣﻳن .ﻳﺎ راﺟﻞ ﻋﻳب .أﻧت راﺟﻞ آﺑﻳر .وﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ أﻧت ﺷﻔﺗﻪ .دا أﻧت أﺳﺗﺎذ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ .وهﻧﺎ ﻗﺎطﻌﺗﻪ ،وطﻠﺑت ﻣﻧﻪ أن ﻳﻠزم ﺣدودﻩ، وﻳﻘوم ﺑﺎﻟﻌﻣﻞ اﻟﻣآﻠف ﺑﻪ ﻓﺳآت اﻟرﺟﻞ وظﻞ ﻳﻘود اﻟﺳﻳﺎرة ﻣﺗﺿرراً .وﻓﻲ اﻟطرﻳق اﻟرﻣﻠﻲ .وﺑﻌد
ﺣواﻟﻲ ﺧﻣﺳﺔ أو ﺳﺗﺔ آﻳﻠو ،ﺳﻣﻌﻧﺎ ﺻوت ﻓﻲ اﻟﺳﻳﺎرة ،ﻓﺗوﻗﻔﻧﺎ ﻋن اﻟﻣﺳﻳر ،وﺗﺑﻳن أن اﻟردﻳﺎﺗﻳر ﻣﺛﻘوب ،وﻗﺎل ﻟﻲ اﻟﺳﺎﺋق" :أدي ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻳﺎ ﺳﻲ دآﺗور .وﻳﺑﻘﻲ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻳﺣﻞ ﻟك اﻟﻣﺷآﻠﺔ ﻳﺎ ﺳﻲ دآﺗور .أدي اﻟﺳﻣﺎء وأدي اﻷرض .دﻩ ﻋﻠﺷﺎن أﺛﺑت ﻟك أﻧك رﺟﻞ ﻣﺧدوع ،وأﻧﻪ ﺑﺗﺣﺻﻞ ﻟك ﺗﻬﻳﺋﺎت .ورﻳﻧﻲ ﺷطﺎرﺗك .ﻓآﺎﻧت اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺗﺣدي .وإزاء آﻞ هذﻩ اﻟظروف ﻗﻠت وﺑﺻوت ﻋﺎﻟﻲ" :ﻳﺎ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻳﺎ ﻋﺟﺎﻳﺑﻲ" وﻣﻔﻳش دﻗﻳﻘﺔ ،أﻻ وﻟﻘﻳت واﺣد ﺷﺎﻳﻞ ﺻﻔﻳﺣﺔ ﻣﻳﺎة ٤ﺟﺎﻟون. وﺳﺄل أﻧﺗم ﻋﺎﻳزﻳﻳن ﻣﻳﻪ ؟ .ﻓﻘﻠت ﻟﻪ" :اﷲ ﻳﺧﻠﻳك" .ﻓﻘﺎل ﻟﻧﺎ" :أﺗﻔﺿﻠوا" ﻧظر اﻟﻲ اﻟﺳﺎﺋق ﺑﺄﺳﺗﻬزاء ،ﻓﻘﺎل ﻟﻲ اﻟﺳﺎﺋق" :هﺔ .طﻳب ﻣﺎ اﻟﻣﻳﺔ هﻧﺣطﻬﺎ ﻓﻲ اﻟردﻳﺎﺗﻳر ﻣن ﻧﺎﺣﻳﺔ هﺗﻧزل ﻣن اﻟﻧﺎﺣﻳﺔ اﻟﺗﺎﻧﻳﺔ" .وﺗذآرت أن اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس آﺎن ﻣن ﻋﺎدﺗﻪ أن ﻳﺿﻊ ﻗطﻧﺔ ﺑزﻳت ﻓﻲ ﺗﺎﺑﻠوﻩ اﻟﺳﻳﺎرة ،ﻓﺄﺧذﺗﻬﺎ ووﺿﻌﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣآﺎن اﻟﺛﻘب ﺣﺗﻲ ﻳﻣآن اﻟوﺻول اﻟﻲ اﻟدﻳر ﺑﺄي طرﻳﻘﺔ ،وﺑﻌدﻳن ﻳﺣﻠﻬﺎ رﺑﻧﺎ ،وﻗﻣت أﻧﺎ ﺑﻘﻳﺎدة اﻟﺳﻳﺎرة ﺣﺗﻲ وﺻﻠﻧﺎ اﻟﻲ اﻟدﻳر .وهﻧﺎك آﺷﻔت ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻳﻪ ﻓﻼﺣظت أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻧﻘص .وﻟﻣﺎ ﻋدﻧﺎ اﻟﻲ اﻷﺳآﻧدرﻳﺔ ﺗوﺟﻬﻧﺎ اﻟﻲ ﻣﻳآﺎﻧﻳآﻲ ﻷﺻﻼح اﻟﺛﻘب ،ﻓﺄﺧذ ﻳﻔﺣص اﻟردﻳﺎﺗﻳر ،ﺛم ﻋﺎد ﻟﻳﺳﺄل ﻋن اﻟﻌﻳب اﻟذي ﺑﺎﻟﺳﻳﺎرة ،ﻓﻌرﻓﻪ اﻟﺳﺎﺋق ﺑﻘﺻﺔ اﻟﻘطﻧﺔ .....وﻟآن اﻟﻣﻳآﺎﻧﻳآﻲ ﺻﺎح وﻗﺎل" :اﻟﺛﻘب ﻣﻠﺣوم" ،ﻓﺄﺧذﻧﺎ ﻧﺑﺣث ﻋن ﻣآﺎﻧﻪ ﻓﻠم ﻧﺟدﻩ وﻟم ﻧﺟد اﻟﻘطﻧﺔ ،ﺑﻞ ووﺟدﻧﺎ أﺛر اﻟﻠﺣﺎم واﺿﺣﺎً .وآﺎﻧت هذﻩ أﻋظم ﻣﻔﺎﺟﺄة ﻟﻧﺎ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳﺎﺋق اﻟذي أﻋﺗراﻩ ﺧوف ﺷدﻳد ،وﺗوﺳﻞ اﻟﻲ أن أﺻﻔﺢ ﻋﻧﻪ ،ﻓﻘﻠت ﻟﻪ" :ﺟري أﻳﻪ ؟ .ﻣش أﻧﺎ اﻟﻠﻲ ﺑﻳﺣﺻﻞ ﻟﻲ ﺗﻬﻳﺋﺎت؟ . ﻣش أﻧﺎ اﻟﻲ ﻣﺎ أﺳﺗﺎهﻠش أآون أﺳﺗﺎذ ﺟﺎﻣﻌﺔ؟ "..وﺗوﺳﻞ اﻟﻲ أﻻ أﺧﺑر ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ ،اﻟذي ﻟﻣﺎ رأﻧﻲ وﺑﻌد أن ﺳﺄل ﻋن أﺣوال اﻟدﻳر ،ﻓﺄﺟﺎﺑﻧﻲ ﺑﻘوﻟﻪ" :زﻋﻠك اﻷﺳطﻲ ...اﻟﺳﺎﺋق"؟ .ﻓﻠم أﺳﺗطﻳﻊ أن أﺟﻳب ﺑﺷﻲء ﻧﻔﻳﺎً أو أﺛﺑﺎﺗًﺎ .وﻟآن اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻋﺎد ﻟﻳﻘول ﻟﻲ" :زﻋﻠك ،وﻗﺎل ﻟك أﻧت ﻣﺎ ﺗﻧﻔﻌش أﺳﺗﺎذ ﺟﺎﻣﻌﺔ ،وﺑﻳﺣﺻﻠك ﺗﻬﻳﺋﺎت .ﺑﺧﺎطرﻩ".
ﻻﺗﺑآﻲ ﻻﺗﺧﺎﻓﻲ ....
اﻟﺳﻳدة /ل .ف .ﺷﺎرع أزﻣﻳر – ﺑﺎﻷﺳآﻧدرﻳﺔ ﻟم أر اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس طوال ﺣﺑرﻳﺗﻪ اﻟﺗﻲ داﻣت أﺛﻧﺎ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎً إﻻ ﻣرة واﺣدة ،ﻟم أﻋرف ﻋﻧﻪ ﺳوي أﻧﻪ رﺟﻞ ﺻﻼة وﺗﻌﺑد .وهذا أﻓﺿﻞ ﻣﺎ ﻳُﻌرف ﻋن أﻧﺳﺎن .وﻗﻊ ﻓﻲ ﻳدي اﻟﺟزء اﻷول ﻣن آﺗب ﻣﻌﺟزات اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،ﻓﺄﺧذت أﻗرأ ﻓﻳﻪ ﺑﺷﻐف ،وﺣرآﺗﻧﻲ رﻏﺑﺔ ﻋﺎرﻣﺔ ﻷن أﻋرف آﻞ آﺑﻳرة ،وﺻﻐﻳرة ﻋن ﺳﻳرة ﺳﻳدﻧﺎ اﻟطوﺑﺎوي اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس. وﺗﺳﺗطرد وﺗﻘول :آﻧت أﺷﻌر ﺑراﺣﺔ آﺑﻳرة ﻋﻧد ﻗراءة ﺳﻳرﺗﻪ اﻟﻌطرة ،وﻣﻌﺟزاﺗﻪ اﻟﺑﺎهرة .آﻧت أﺣس ﺑﺎﻟﻬدوء واﻷﻣﺎن ،ﻟذا وﺿﻌت ﻣﻳداﻟﻳﺔ ﻟﻠﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،وﺣﺑﻳﺑﻪ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺻدري ،وﺣﻣﻠت ﻟﻪ ﺻورة ﻓﻲ ﺣﻘﻳﺑﺗﻲ ،وﻣﺎ آﻧت أﻧﺎم إﻻ وﺻورﺗﻪ ﺗﺣت وﺳﺎدﺗﻲ .وﻓﻲ ﻳوم ﻣن اﻷﻳﺎم ﻓﻲ ﺷﻬر أﻏﺳطس ﺳﻧﺔ ١٩٧٩ﺷﻌر زوﺟﻲ ﺑﺄﻟم ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﻪ اﻷﻳﻣن .ﺷﺧﺻﻪ اﻟﺟراح اﻟﻣﻌرف ﺑﺎﻷﺳآﻧدرﻳﺔ دآﺗور /ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ﺑﺄﻧﻪ "ﻓﺗق أﻳﻣن" ،ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن زوﺟﻲ آﺎن ﻗد أﺟري ﻋﻣﻠﻳﺔ ﻓﺗق أﻳﺳر ﻣﻧذ ﻋﺎم ﺗﻘرﻳﺑﺎً .وﻻ ﻳﺗﺻور أﺣد ﻣدي ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻧﺎ ﻣن ﺣزن ،وﻣﺎ أﺻﺎب زوﺟﻲ ﻣن أﻟم. إذ وﺟد ﻧﻔﺳﻪ أﻣﺎم ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺻﻌﺑﻪ ،واﻟﻳﻣﺔ وﺳﺑق ﻟﻪ أن ذاق أﻟﻣﻬﺎ ﻗﺑﻞ ﻣدة ﻗﺻﻳرة .هرﻋت اﻟﻲ اﻟﺻﻼة ،ﻣﺗﺷﻔﻌﺔ ﺑﺎﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس اﻟذي آﻧت أﺣﺎدﺛﻪ هو ،وﺷﻔﻳﻌﻪ اﻟﻌظﻳم اﻟﻘدﻳس ﻣﻳﻧﺎ اﻟﻌﺟﺎﻳﺑﻲ ،وأﻗول ﻟﻪ" :أﻧت اﻟﻲ هﺗﻌﻣﻠﻪ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﻣن أﺟﻞ ﺻﻼة اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس" .وﺣدث أن ﺳﺎﻓر اﻟطﺑﻳب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻲ اﻟوﻻﻳﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﻳآﻳﺔ ﻟﻣدة ﻋﺷرﻳن ﻳوﻣﺎً ﻳﻌود ﺑﻌدهﺎ ﻟﻳﺟري اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ اﻟﻲ زوﺟﻲ .وﺧﻼل هذﻩ اﻷﻳﺎم اﻟﻘﻼﺋﻞ ظﻬر ورم )ﻣﺛﻞ اﻟﻠﻳﻣوﻧﺔ( ﻓﻲ ﻣآﺎن اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ اﻷوﻟﻲ ﻓﺷﻌرﻧﺎ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻧﺟﺢ ،وأن اﻟطﺑﻳب ﻗد أﺧﻔﻲ ﻋن زوﺟﻲ هذﻩ اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﺗﺧﻔﻳﻔﺎً ﻋﻧﻪ ،إذ
ﻻﺣظ
أرﺗﺑﺎآﻪ ،وﺣزﻧﻪ اﻟﻌﻣﻳق .وﻗد أآد ظﻧوﻧﻧﺎ هذﻩ طﺑﻳب أﺧر ﻣﻌروف ﺑﺎﻷﺳآﻧدرﻳﺔ هو اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدآﺗور /آﻣﺎل ﻋﺑد اﷲ ،وﺷﺧص اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﻓﺗق أﻳﺳر ﻣرﺗﺟﻊ" .وهﻧﺎ أﺻﺎﺑﻧﺎ ذﻋر ﺷدﻳد واﻟم ﻧﻔﺳﻲ ﻣﺑرح .إذ ﺷﻌرﻧﺎ أﻧﻧﺎ ﻧﺗﺧﺑط وﻣﺎ زاد ﻓﻲ أﻟﻣﻧﺎ ،أﻧﻧﻲ أﺳﺗﻳﻘظت ﻓﻲ أﺣدي اﻟﻠﻳﺎﻟﻲ ﻷﺟد أﺑﻧﻲ "ﻣﺟدي" ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣن أﻟﺗﻬﺎب ﺷدﻳد ﻓﻲ ﺧدﻩ ،ﻓآدت أﻧﻬﺎر ﺗﻣﺎﻣﺎً ،وﺧﺷﻳت أن ﻳآون هذا اﻟورم ﻋﻼﻣﺔ أﻣر ﺧطﻳر ،ﻓظﻠﻠت أﺑآﻲ ﺑدون أﻧﻘطﺎع .آﻧت أﺻﻠﻲ ﺑدﻣوع ،وأطﻠب ﻣن ﺷﻔﻳﻌﻲ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس أﻻ ﻳﺗﺧﻠﻲ ﻋﻧﻲ ،وأﻧﺎﺟﻳﻪ ،وأﻗول ﻟﻪ ،وأﻧﺎ ﻣﻣﺳآﺔ ﺑﺻورﺗﻪ" :هﻼﻗﻳﻬﺎ ﻣﻧﻳن وﻻ ﻣﻧﻳن ﻳﺎ أﻧﺑﺎ آﻳرﻟس زوﺟﻲ ،وأﺑﻧﻲ آﻣﺎن .أﺷﻔﻳﻬم ﺑﺷﻐﺎﻋﺗك".
وظﻠﻠت أﺑآﻲ ﺣﺗﻲ ﻏﻠﺑﻧﻲ اﻟﻧوم .ﻟﻘد آﻧت أﻣﺳك ﺑﺻورة اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﻣوﺟودة ﻋﻠﻲ آﺗﺎب اﻟﻣﻌﺟزات اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ،وﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﻧوﻣﻲ ظﻬر ﻟﻲ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺑﻧﻔس هذا اﻟﻣﻧظر ،وﺣول وﺟﻬﺔ هﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻧور ،وﻗﺎل ﻟﻲ" :ﻻ ﺗﺑآﻲ ،ﻻ ﺗﺧﺎﻓﻲ .ﺳوف أرﺷم ﻓوزي )زوﺟﻲ( ،واﻟوﻟدﻳن ﺑﺎﻟزﻳت .ﻻ ﺗﺧﺎﻓﻲ ﻻ ﺗﺑآﻲ" ،ﺛم أﺗﺟﻪ اﻟﻳﻬم ،ورﺷﻣﻬم ﺑﺎﻟزﻳت .أﺳﺗﻳﻘظت ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح ﻓرﺣﺔ ﻣﺳرورة، وﻟآﻧﻲ أﺗﺟﻬت واﻟدﻣوع ﻓﻲ ﻋﻳﻧﻲ – اﻟﻲ ﺻورة اﻟﻘدﻳس ﻷﻗول ﻟﻪ" " :ﺻﺣﻳﺢ ﻳﺎ ﺳﻳدﻧﺎ أﻧﺎ ﺷﻔﺗك. وﻻ دﻳﻪ ﺗﻬﻳﺋﺎت؟" وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎء طﻣﺄﻧﻧﺎ اﻟطﺑﻳب اﻟﻲ أن ﻣﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ أﺑﻧﻲ ﻟﻳس ﺷﻳﺋﺎً ﻳدﻋو اﻟﻲ اﻷﻧزﻋﺎج ،ﺑﻞ هو ﻧﺗﻳﺟﺔ اﻟﺗﻬﺎب ﺑﺎﻟﻠوز ،ﺳوف ﻳﺧﺗﻔﻲ ﺑﻌد أﺟراء اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ،وهﻧﺎ ﺳآت روﻋﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺑﻧﻲ ،وهدأت أﻋﺻﺎﺑﻲ ،وروﻳت اﻟﺣﻠم ،ﻓﺻرخ أﺑﻧﻲ ﻣﺟدي ،وﻗﺎل" :دا ﺻﺣﻳﺢ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ اﻟﺑﺎﺑﺎ دهﻧﻲ ﺑﺎﻟزﻳت ﺑﺎﻟﻠﻳﻞ" .وهﻧﺎ أﻳﻘﻧت أﻧﻧﻲ ﻗد رأﻳت اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺣﻘﺎً .ﻓﺷآرت اﷲ ﻋﻠﻲ ذﻟك، وﻗﻠت ﻟزوﺟﻲ" :أﻧك ﺳﺗﺷﻔﻲ ﺑﺄذن اﷲ ،وﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺳﻳﺟري ﻟك اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ،وﻟﻳس أﺣد اﻷطﺑﺎء" .ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻳوم زارﻧﺎ طﺑﻳب أﺧر ،وﻓﺣص زوﺟﻲ ﻓﺣﺻﺎً دﻗﻳﻘﺎً ،وﻓﺄﺟﺄﻧﺎ ﺑﺣﻘﻳﻘﺔ ﻋﺟﻳﺑﺔ ،أآدت زﻳﺎرة اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻟﻣﻧزﻟﻧﺎ ،ﻗرر اﻷطﺑﺎء أﻧﻪ ﻻ أﺛر ﻟﻠﻔﺗق ﺳواء ﻟﻸﻳﺳر أو اﻷﻳﻣن ..أﻣﺎ اﻟورم ﻓﻘد زال ﺗﻣﺎﻣﺎً، وﻗد ﻓﺣص زوﺟﻲ ﺑﻌد ذﻟك طﺑﻳﺑﺎن أﺧران ،ﻓﻠم ﻳﺟدا أﺛر ﻟﻠﻣرض. وﺑﻌد ذﻟك ﺑﺄﻳﺎم ذهﺑﻧﺎ اﻟﻲ دﻳر اﻟﺷﻬﻳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط وﺻﻠﻳت اﻟﻲ اﷲ ،وأﻧﺎ ﻓﻲ ﻣزار اﻟﺑﺎﺑﺎ ،وأﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺛﻘﺔ ﻣن أن ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻣش هﻳآﺳﻔوﻧﻲ .أﻣﺎ زوﺟﻲ ﻓﻘد آﺎن ﺳﻌﻳداً ﺑﻬذﻩ اﻟرﺣﻠﺔ، ﻓﺗﻧﺎول ﻣن اﻷﺳرار اﻟﻣﻘدﺳﺔ ،وﺗوﺟﻪ اﻟﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻷﺛرﻳﺔ ﺳﻳراً ﻋﻠﻲ اﻷﻗدام ،وﻟم ﻳﺷﻌر طوال اﻟﻳوم ﺑﺄدﻧﻲ ﺗﻌب ،رﻏم أﻧﻪ آﺎن ﻗﺑﻼً ﻳطﺎﻟﺑﻧﻲ ﺑﺄﺳﺗرداد ﻗﻳﻣﺔ اﻷﺷﺗراك ،ﻷﻧﻪ ﻟن ﻳﺣﺗﻣﻞ ﻣﺷﻘﺔ اﻟرﺣﻠﺔ .ﺑﻌد آﻞ هذا ﻋﺎد اﻟطﺑﻳب ﻣن اﻟوﻻﻳﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،وأآد ﻟزوﺟﻲ أﻧﻪ ﻗد ﺷﻔﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻣن آﻞ اﻷﻣراض ،أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻘد آﻧت ﻣﺗﺄآدة ﻣن ذﻟك .و أﺑﻧﻲ ﻣﺟدي أﺟري ﻋﻣﻠﻳﺔ أﺳﺗﺄﺻﺎل اﻟﻠوزﺗﻳن ﺑﻧﺟﺎح .وأﺑﻧﻲ اﻷﺧر ﺟورج ،ﻓﻘد ﺷﻔﻲ ﻣن ﻣرض أﺻﺎﺑﻪ ﺑﻌد ذﻟك .ﻓﺗذآرت أن اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻋﻧد ظﻬورﻩ ﻟﻲ ﻗد رﺷم زوﺟﻲ ،وآﻼ اﻟوﻟدﻳن ،رﻏم أن أﺑﻧﻲ ﺟورج ﻟم ﻳآن ﻣرﻳﺿﺎً وﻗﺗﻬﺎ .أﻧﻲ داﺋﻣﺎً أﺗﺷﻔﻊ ﺑﻬذا اﻟﻘدﻳس ،وآﻠﻲ أطﻣﺋﻧﺎن أﻧﻪ ﻟن ﻳﺗرآﻧﻲ .وﻋﻧدﻣﺎ أﺗطﻠﻊ اﻟﻲ ﺻورﺗﻪ أﺳﻌد ﺑﺄﺑﺗﺳﺎﻣﺗﻪ اﻟﻬﺎدﺋﻪ ﻓﺗﻣﻸﻧﻲ ﺑﺎﻟراﺣﺔ ﻣﻬﻣﺎ آﺎﻧت اﻟظروف ﺻﻌﺑﺔ ،أو ﻋﺳﻳرة.
اﻟﺑﺎﺑﺎ وﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻣن اﻟﺟﻔﺎء اﻟﻰ اﻟﻣﺣﺑﺔ
ﻣن اﻟﺟﻔﺎء اﻟﻲ اﻟﻣﺣﺑﺔ طﻠب اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺳﻳد اﻟرﺋﻳس ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر أآﺛر ﻣن ﻋﺷر ﻣرات آﻲ ﻳﻌرض ﻋﻠﻳﻪ ﺑﻌض اﻟﻣﺿﺎﻳﻘﺎت واﻟﻣﺷﺎآﻞ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟآﻧﻳﺳﺔ وﻣﻊ اﻷﺳف ﻟم ﻳﺟد أﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ،ﺣﺗﻲ ﺟﺎء ﻟزﻳﺎرة اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺻدﻳق هو ﻋﺿو ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌب ،وآﺎن ﻳﺣب اﻟﺑﺎﺑﺎ وداﺋم اﻟزﻳﺎرة ﻟﻠﺑﺎﺑﺎ ﻣﻧذ أن آﺎن أﺑﻧﻪ ﻣرﻳﺿﺎً وﺻﻠﻲ ﻟﻪ اﻟﺑﺎﺑﺎ ورﺑﻧﺎ ﺷﻔﺎﻩ .ﻳوﻣﻬﺎ آﺎن اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻣﺗﺿﺎﻳﻘﺎً ﺟداً ﻓﺳﺄﻟﻪ ﻋن ﺳﺑب ﻣﺿﺎﻳﻘﺗﻪ وﻋرﻓﻪ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻋن ﻋدم أﺳﺗﺟﺎﺑﻪ اﻟرﺋﻳس ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺗﻪ ،وآﺎﻧت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻳن هذا اﻟرﺟﻞ وﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر وطﻳدة ﻓوﻋد اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺳوف ﻳﺣدد ﻣﻊ ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻣﻳﻌﺎداً ﻟﻠﻣﻘﺎﺑﻠﺔ. وﻓﻌﻼً ﺣدد اﻟﻣوﻋد وﺟﺎء ﻟﻳﺻطﺣب اﻟﺑﺎﺑﺎ اﻟﻲ ﻗﺻر اﻟرﻳﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺳﻳﺎرﺗﻪ وﺣدث أن ﻗﺎﺑﻞ اﻟرﺋﻳس ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺑﻔﺗور ﺷدﻳدي ﺟداً ﻗﺎﺋﻼً ﺑﺣدة" :إﻳﻪ ﻓﻳﻪ إﻳﻪ ..هم اﻷﻗﺑﺎط ﻋﺎوزﻳن إﻳﻪ ..ﻣﺎﻟﻬم اﻷﻗﺑﺎط ،هم آوﻳﺳﻳن ﻗوي آدﻩ ..أﺣﺳن ﻣن آدﻩ إﻳﻪ ..ﻣطﺎﻟب ﻣطﺎﻟب ﻣطﺎﻟب". ﻓرد اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻣﺑﺗﺳﻣﺎً" :ﻣش ﺗﺳﺄﻟﻧﻲ وﺗﻘوﻟﻲ ﻓﻳﻪ أﻳﻪ" ﻓرد ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻣﺣﺗداً" :هو ﻓﻳﻪ وﻗت ﻋﻠﺷﺎن أﻗوﻟك وﺗﻘوﻟﻲ ...ﻣﺎ هو ﻣﻔﻳش ﺣﺎﺟﺔ" .ﻏﺿب اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺟداً وﻗﺎل ﻟﻠرﺋﻳس" :دﻩ ﺑدل ﻣﺎ ﺗﺳﺗﻘﺑﻠﻧﻲ وﺗﺣﻳﻳﻧﻲ ﺑﻔﻧﺟﺎل ﻗﻬوة وﺗﺳﻣﻌﻧﻲ وﻓﻲ اﻷﺧر ﻳﺎ ﺗﻌﻣﻞ ﻳﺎ ﻣﺎﺗﻌﻣﻠش ؟ آدﻩ ﻣن اﻷول ﺗﺣﺎول ﺗﻌرﻓﻧﻲ إن ﻣﺎﻓﻳش وﻗت ﻟﻌرض ﻣوﺿوﻋﺎﺗﻲ؟
وﺧرج اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻋن طوﻋﻪ وﻗﺎم ﻟﻳﻣﺷﻲ وﻗﺎل وهو ﻣﺣﺗداً ﺟداً" :ﻣﻧك ﷲ .ﻣﻧك ﷲ" .رﺟﻊ اﻟﺑﺎﺑﺎ اﻟﻲ اﻟﺑطرﺧﺎﻧﺔ وظﻞ ﻋﺿو ﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌب ﻳﻌﺗذر ﻟﻠﺑﺎﺑﺎ وﻟآن اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻗﺎل ﻟﻪ" :إﻧت آﺗر ﺧﻳرك ﺗﻣآﻧت ﻣن ﺗﺣدﻳد ﻣوﻋد اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ،أﻣﺎ أﺳﺗﻘﺑﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻟﻲ ﺑﻬذﻩ اﻟطرﻳق أﻧت ﻣﺎﻟآش ذﻧب ﻓﻳﻪ".
ﺑﻌدهﺎ دﺧﻞ اﻟﺑﺎﺑﺎ اﻟﻲ اﻟآﻧﻳﺳﺔ ووﻗف ﻳﺻﻠﻲ اﻟﻲ اﷲ ﺑﻘﻠب ﻣﺗﺿرع أن ﻳﺣﻞ هذﻩ اﻟﻣﺷآﻠﺔ ودﺧﻞ اﻟﻲ ﻓراﺷﻪ ﻟﻳﻧﺎم .و ﻟآن ﺣواﻟﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً طﻠب ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺑﺄﻗﺻﻲ ﺳرﻋﺔ ﻓﺣﺿر ﻋﺿو ﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌب اﻟﻲ اﻟﺑطرﺧﺎﻧﺔ وﺣﺎول ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻟآن ﺗﻠﻣﻳذﻩ ﻗﺎل ﻟﻪ " اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻧﺎﻳم
وﻣش هﻘدر أﺻﺣﻳﻪ " واﻟﻌﺟﻳب أن اﻟﺑﺎﺑﺎ آﺎن ﻣﻧﺗظراً ﻻﺑﺳﺎً وﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب ﻗﺎﺋﻼً" :ﻳﺎ ﷲ ﻳﺎ ﺧوﻳﺎ .. ﻳﺎ ﷲ" وذهب اﻟﺑﺎﺑﺎ اﻟﻲ ﻣﻧزل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر وﺻﻌد اﻟﻲ ﻏرﻓﻪ أﺑﻧﺗﻪ اﻟﻣرﻳﺿﺔ دون أن ﻳﺷرح ﻟﻪ أﺣد ﻣﺎ ﺣدث أو ﻳﻘول ﻟﻪ أﻧﻬﺎ ﻣرﻳﺿﺔ ،وﺻﻠﻲ ﻟﻬﺎ وﻗﺎل" :وﻻ ﻋﻳﺎﻧﺔ وﻻ ﺣﺎﺟﺔ" وﻟآن ﻣﺎذا ﺣدث ﻷﺑﻧﻪ ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر!!!!!! ﺑﻌد أن ﺧرج اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻣﺣﺗداً ﻣن ﻋﻧد ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻓوﺟﻲء أهﻞ ﻣﻧزﻟﻪ أن أﺑﻧﺗﻪ ﺗﻌﺑﺎﻧﻪ ﺟداً ﻓﺄﺣﺿروا ﻟﻬﺎ اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻷطﺑﺎء اﻟذﻳن ﺟزﻣوا ﺟﻣﻳﻌﺎً أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣرض ﻋﺿوي .ﻟﺣظﺗﻬﺎ إﻓﺗآر ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻗول اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻟﻪ )ﻣﻧك ﷲ( ﻟذﻟك أﺳرع ﻓﻲ طﻠب اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻓﻲ هذا اﻟوﻗت اﻟﻣﺗﺄﺧر؟ ،ﻟآن ﺑﻌد أن ﺻﻠﻲ ﻟﻬﺎ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻗﺎﻣت ﺳﻠﻳﻣﻪ ﻣﻌﺎﻓﺎة وآﺄن ﻟم ﻳﺣدث ﻟﻬﺎ ﺷﻳﺋﺎً ﺳﺎﻋﺗﻬﺎ ﺗﻔﺗﺢ ﻗﻠب اﻟرﺋﻳس ﻟﻠﺑﺎﺑﺎ وﻟﻸﻗﺑﺎط وﻟﻠآﻧﻳﺳﺔ.
وﻗﺎل ﻟﻠﺑﺎﺑﺎ ﺑﺎﺳﻣﺎً" :أﻧت ﻣن اﻟﻧﻬﺎردة أﺑوﻳﺎ" .وأﺣﺿر زوﺟﺗﻪ وأوﻻدﻩ وﻗﺎل ﻟﻠﺑﺎﺑﺎ" :ﺻﻠﻲ ﻟﻬم ﻳﺎ أﺑوﻳﺎ زي ﻣﺎ ﺑﺗﺻﻠﻲ ﻷوﻻدك اﻟﻣﺳﻳﺣﻳﻳن" .ﻓﺻﻠﻲ ﻟﻬم اﻟﺑﺎﺑﺎ وﻣﻧذ هذا اﻟﻳوم آﺎﻧت اﻟﻣﺣﺑﺔ واﻟﺗﻘدﻳر واﻷﺣﺗرام ﺑﻳﻧﻬم داﺋﻣﺎً .وﻣﺎ آﺎن اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻳﺣﺿر ﻟﻠرﺋﻳس أي ﻣن ﻣﺷﺎآﻞ اﻟآﻧﻳﺳﺔ إﻻ واﻟرﺋﻳس ﻳﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺣﻠﻬﺎ ﺑآﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ أﺳﺗطﺎﻋﺗﻪ ﺣﺗﻲ أن اﻟرﺋﻳس أﻣر ﺑﺄن ﺗﺳﺎﻋد اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﺑﻠﻎ )ﻣﺎﺋﻪ اﻟف ﺟﻧﻳﻬﺎً( ﻣﺳﺎهﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟآﺎﺗدراﺋﻳﺔ اﻟآﺑري وﻗد ﺣﺿر اﻷﻓﺗﺗﺎح ﺑﻧﻔﺳﻪ واﻟﻘﻲ آﻠﻣﺔ ﺟﺑﺎرة ﻳوﻣﻬﺎ ﻗوﺑﻠت ﺑﻌﺎﺻﻔﺔ ﺗﺻﻔﻳق ﻣن اﻷﻗﺑﺎط اﻟﺣﺎﺿرﻳن.
ﺿﻳﻘﺔ ﻋظﻳﻣﺔ
ﺿﻳﻘﺔ ﻋظﻳﻣﺔ ﻟﻣﺻر آﻠﻬﺎ ﺑﻌد ﺣرب ٥ﻳوﻧﻳو أو ﻧآﺳﺔ ﻳوﻧﻳو ﻋﺎم ١٩٦٧اﻟﺗﻲ أﺻﺎﺑت اﻟﺷﻌب اﻟﻣﺻري آﻠﻪ ﺑﻔﺎﺟﻌﺔ أﺻﺎﺑت آﻞ ﻣﺻري ﺑﺈﺣﺑﺎط ﺷدﻳد وآﺎﻧت ﺿﻳﻘﺔ واﺣدة ﻟآﻞ اﻟﺷﻌب ﺑﻘطﺑﻳﺔ اﻟﻣﺳﻠم واﻟﻣﺳﻳﺣﻲ ﻣﻌﺎً .و أﻣﺎ هذا اﻟﺣﺎدث ﻓﻘد آﺎن ﻟﻪ ﻋﻧد ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس واﻗﻊ أﺷد وطﺄة،
ﻓﺑﻌد ﺗﻠك اﻟﻧآﺳﺔ أﻋﻠن ﻗداﺳﺗﻪ أﻧﻪ ﺳﻳﺗم إﻗﺎﻣﺔ ﺻﻠوات اﻟﻘداس اﻷﻻهﻲ ﻓﻲ آﻞ اﻟآﻧﺎﺋس اﻟﻘﺑطﻳﺔ ﻣن أﺟﻞ ﻣﺻر ﺣﺗﻲ ﻳﻌطﻳﻬﺎ اﷲ اﻟﻧﺻرة واﻟﺣﻣﺎﻳﺔ .وإذ ﺑﺄذاﻋﺔ إﺳراﺋﻳﻞ ﺗﺗﻬآم ﻋﻠﻲ هذا اﻟﺗﺻرﻳﺢ اﻟﺑﺎﺑوي ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﺻﻠوات وﺗﻘول " :أﺑﺷر ﻳﺎ ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ،ﻓﺈن ﻣﻌك آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس أﻣﺎ ﻧﺣن ﻓﻣﻌﻧﺎ اﻷﺳطول اﻟﺳﺎدس" ﻓﻳﺎﺗري ﻋزﻳزي اﻟﻘﺎرئ أﻳﻬﻣﺎ آﺎن اﻷﻗوي؟ ﺗﻌﺎل ﻧري اﻷﺣداث اﻟﺗﺎرﻳﺧﻳﺔ ﻟﻧري أﻳﻬﻣﺎ آﺎن اﻷﻗوي ...ﻟﻘد ﻧﺟﺢ ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﺑﺑرآﺔ ﺻﻠوات وﺗﺄﻳﻳد ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻓﻲ أﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ﻣن ﺟدﻳد ﺑﺄﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ ﺟدﻳدة هﻲ "إزاﻟﺔ اﻟﻌدوان" وإن ﻣﺎ أُﺧذ ﺑﺎﻟﻘوة ﻻ ﻳﺳﺗرد إﻻ ﺑﺎﻟﻘوة .آﻣﺎ ﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﻓرض ﺣرب اﻷﺳﺗﻧزاف ﻋﻠﻲ أﺳراﺋﻳﻞ واﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺑﻣﻌرآﺔ )رأس اﻟﻌش( ﺑﻌد ﻋﺷرﻳﻳن ﻳوﻣﺎً ﻓﻘط ﻣن ﻣﻌرآﺔ ﻳوﻧﻳو ... ١٩٦٧وأﺳﺗﻣرت اﻟﻣﻌﺎرك وأﺧذت ﺗﺗﺻﺎﻋد ﻣن ﻣراﺣﻞ ﻣن اﻟﺻﻣود اﻟﻲ اﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻲ اﻟردع اﻟﻲ اﻟﺗﺣدي ،ﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌدو ﺧﺳﺎﺋر آﺑﻳرة ﻓﻲ اﻷﻓراد واﻟﻣﻌدات طوال ﺛﻼث ﺳﻧوات ) .(١٩٧٠ – ١٩٧٦وﺣﺗﻲ ﺑﻌدﻣﺎ ﺗوﻓﻲ اﻟرﺋﻳس ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻟﻘد أﻳد اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس اﻟرﺋﻳس أﻧور اﻟﺳﺎدات وﺻﻠت اﻟآﻧﻳﺳﺔ ﻣن أﺟﻠﻪ وﻣن أﺟﻞ ﻣﺻر ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟم ﺗآن ﻗﺿﻳﺔ ﻓد ﺑﻞ آﺎﻧت ﻗﺿﻳﺔ ﺷﻌب ﺑﺄآﻣﻠﻪ .وﺗﻧﻳﺢ ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ اﻟﻣﻌظم اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ﺑﺳﻼم ﻓﻲ ٩ﻣﺎرس .١٩٧١وﺟﻠس ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ اﻟﻣﻌظم اﻷﻧﺑﺎ ﺷﻧودة اﻟﺛﺎﻟث أدام اﷲ ﺣﻳﺎﺗﻪ ﻋﻠﻲ ﻋرش ﻣﺎرﻣرﻗس وأآﻣﻞ اﻟﻣﺳﻳرة اﻟوطﻧﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأهﺎ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ﻓآﻞ اﻟآﻧﺎﺋس وآﻞ اﻟﺷﻌب اﻟﻣﺳﻳﺣﻲ ﻳﺻﻠﻲ ﻣن أﺟﻞ ﻣﺻر وﺟﻳش ﻣﺻر وﻧﺻر ﻣﺻر وﻟآن هﻞ ﺑﻌد ﻧﻳﺎﺣﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس هﻞ ﻣﺎﺗت ﺻﻠواﺗﻪ ﻣن أﺟﻞ أﺑﻧﺎءﻩ وﻣن أﺟﻞ ﺑﻠدﻩ؟ آﻼ ﻓﻘد ﺻﻠﻲ وهو ﻓﻲ اﻟﺟﺳد وأآﻣﻞ وهو ﺑﺎﻟروح ﺣﺗﻲ ﻋﺑرت ﻣﺻر ﺗﻠك اﻟﻣﺣﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺻر اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻋﻠﻲ أﺳراﺋﻳﻞ ﻓﻲ ٦أآﺗوﺑر ﻋﺎم .١٩٧٣وﺣﻘﺎً ﻟﻘد ﺗﺣوﻟت ﺳﺧرﻳﺔ أﺳراﺋﻳﻞ اﻟﻲ ﺣﻘﻳﻘﺔ واﻗﻊ.
ورم اﻷﻣﻌﺎءة اﻟﺳﻳد /ب .س. وزارة اﻟﺧﺎرﺟﻳﺔ آﻧت أﻋﻣﻞ ﻣﻠﺣﻘﺎ ادارﻳﺎ ﺑﻘﻧﺻﻠﻳﺔ ﻣﺻر ﻓﻲ ﺑﺎرﻳس .وآﻧت اﺗردد ﻋﻠﻲ اﺣدي اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻳﺎت ﻟﻌﻼج ﻧﻘص آرات اﻟدم اﻟﺑﻳﺿﺎء ،وﻋدم اﻧﺗظﺎم ﺿرﺑﺎت اﻟﻘﻠب . وﻓﻲ أﻏﺳطس ١٩٨٦ﺷﻌرت ﺑﺄﻟم ﺣﺎد ،ﻓظﻧﻧت أﻧﻧﻲ أﻋﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺑواﺳﻳر ،ﻓذهﺑت اﻟﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ ﺣﻳث طﻠب ﻣﻧﻲ آﺑﻳر اﻟﺟراﺣﻳن ﻋﻣﻞ أﺷﻌﺔ ﻗﺑﻞ اﻟﺑدء ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ،ﻓﺄظﻬرت ورﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻻﻣﻌﺎء اﻟﻐﻠﻳظﺔ ،وﻧﺻﺣﻧﻲ اﻟذﻳن ﺳﻠﻣوا ﻟﻲ اﻻﺷﻌﺔ ﺑﺎﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻲ طﺑﻳب آﺧر هو دآﺗور ﻓوﻧﺗﺎن اﻟﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻷورام ﻟﻠآﺷف ﻓورا ) ﻓﻲ ذات اﻟﻳوم ( اﻟذي ﻟﻣﺎ ﻓﺣﺻﻧﻲ ،وﻓﺣص اﻷﺷﻌﺔ رأي ﺿرورة اﺟراء ﻋﻣﻠﻳﺔ ﻻﺳﺗﺋﺻﺎل اﻟورم . اﻧﺗﺎﺑﻧﻲ اﻟﺧوف وارﺗﻌﺑت ،ﻓﻘد آﺎن هذا اﻟذي ﺣدث ﻣﻔﺎﺟﺄة ﻟﻲ ،ﻷﻧﻲ ﻟم أﺷﻌر ﺑﺑوادر ﻟﻬذا اﻟﻣرض اﻟﺧطﻳر ،ﻓﺎﺗﺻﻠت ﺑزوﺟﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎهرة ﻟﻠﺣﺿور ﻟﺗآون ﺑﺟﺎﻧﺑﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ،ﻓﺣﺿرت ﻋﻠﻲ اﻟﻔور. دﺧﻠت اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ ،وأﺟري ﻟﻲ ﻣﻧظﺎر ﻓﻲ ﻣﺳﺗﺷﻔﻲ آﺧر ﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ أﻣراض اﻟﺳرطﺎن ... وﺷآرا ﷲ ﻟم ﻳظﻬر اﻟﻣﻧظﺎر أي أورام ﻻ ﺧﺑﻳﺛﺔ وﻻ ﺣﻣﻳدة ،ﻓﺗﻌﺟب دآﺗور ﻓوﻧﺗﺎن ،وطﻠب ﻋﻣﻞ أﺷﻌﺔ ﻋﻠﻲ ﺟﻬﺎز اﻟﺗﻠﻳﻔزﻳون ،ﻓﻠم ﻳظﻬر اﻟورم ،ﻓﻌﺎد وطﻠب أﺷﻌﺔ ﻣﺛﻞ اﻻﺷﻌﺔ اﻻوﻟﻲ اﻟﺗﻲ أﺟرﻳﺗﻬﺎ ﻗﺑﻞ اﻟﻣﻧظﺎر واﻟﺗﻲ أظﻬرت اﻟورم ،ﻓﺣﺗﻲ هذﻩ اﻳﺿﺎ ﻟم ﺗظﻬر ﺷﻳﺋﺎ ﻏﻳر طﺑﻳﻌﻲ . ﻋﻧدﺋذ أﻗر ﺑﺄن آﺎﻓﺔ اﻻﺷﻌﺎت ،وآذﻟك اﻟﺗﺣﺎﻟﻳﻞ اﻟطﺑﻳﺔ ﻟﻠدم واﻟﺑول واﻟﺑراز ...آﻠﻬﺎ ﺳﻠﺑﻳﺔ . ﻏﺎدرت اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ وأﻧﺎ أﺷآر اﷲ ﻣن آﻞ اﻟﻘﻠب ،ﻟﻘد ﻧﺟﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ،وﺷﻔﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻣرض ااﻟﻌﻳن ،وذﻟك ﺑﺷﻔﺎﻋﺔ اﻟﻘدﻳس اﻟﻌظﻳم اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ،وﺣﺑﻳﺑﻪ ﻣﺎر ﻣﻳﻧﺎ اﻟﻠذﻳن آﻧت أطﻠب ﺷﻔﺎﻋﺗﻬﻣﺎ اﻟﻌظﻳﻣﺔ ،وﻟﻘد ﺣﺿرت اﻟﻳوم اﻟﻲ اﻟدﻳر ﻷﺳﺟﻞ هذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ اﻋﺗراف واﻗرارا ﺑﻌﻣﻞ اﷲ اﻟذي ﻳﺗﻣﺟد ﻓﻲ ﻗدﻳﺳﻳﻪ.
ﻣن آﺗﺎب ﻣﻌﺟزات اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ) اﻟﺟزء .(١٢
ﺷﻔﺎﻧﻰ ﻣن اﻟﺳرطﺎن اﻟﺳﻳد ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﻣﻳد ﻣﺣﻣد -ﻣوظف ﺑﺎﻟﺳآﺔ اﻟﺣدﻳد ﺑﻣﺣطﺔ ﺑﻧﻬﺎ -ﺑطﺎﻗﺔ ع رﻗم - ١٠٦٦٤ ﻣﻘﻳم ١ﺷﺎرع هﻼل ﺑﺄﺗرﻳب ..ﻳﻘول ..أﻧﻪ آﺎن ﻳﺻﺎﺣب اﻟﺳﻳد ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻳﺎد اﻟﻣﻬﺎﺟر ﻣن ﺑﻠدة اﻟﻌﻳدﻳﺔ ﺑﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻻﺳﻣﺎﻋﻳﻠﻳﺔ ﻋﻧد ذهﺎﺑﺔ إﻟﻰ دآﺗور ﻋزﻳز ﻓﺎم أﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺳﺎﻟك اﻟﺑوﻟﻳﺔ ﺑﻌﻣﺎرة رﻣﺳﻳس ﺑﺎﻟﻘﺎهرة ﻟﻠﻌﻼج .وآﺎن ﺗﺷﺧﻳص اﻟﻣرض أﻧﻪ أﺷﺗﺑﺎﻩ ﻓﻰ اﻻﺻﺎﺑﺔ ﺑﺳرطﺎن اﻟﻣﺛﺎﻧﺔ. وآﺎن اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻓﻰ ﻋﻳﺎدة اﻟطﺑﻳب ،ﻓطﻠﺑﻧﺎ ﻣﻧﻪ أن ﻳﺻﻠﻰ ﻣن أﺟﻠﻪ ﻓﺄﺳﺗﺟﺎب اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻟﻠرﺟﺎء، وﻗد آﺎن اﻟرﺟﻞ ﻳﻌﺎﻧﻰ ﻣن أﺣﺗﺑﺎس اﻟﺑول ﻧﺗﻳﺟﺔ اﻟورم اﻟﺳرطﺎﻧﻰ ،وآﺎن ﻳﺑذل ﻣﺟﻬزدا آﺑﻳرا ﻓﻰ اﻟﺗﺑول ،وﻟآن ﺑﻌد أن وﺿﻊ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻳدﻩ ﻋﻠﻳﻪ ﺷﻌر ﺑﺗﺣﺳن ،وﺗﺑول ﺑﺳﻬوﻟﺔ ﺑﻌد ذﻟك .وﻟﻣﺎ أﻋﻳد اﻟآﺷف ﻋﻠﻳﻪ ﻟم ﻳظﻬر أى أﺛر ﻟﻠﻣرض ،وﻗد ﻗﺎم ﺑزﻳﺎرة اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺑﻌد ذﻟك وﺷآرﻩ.
اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﻣﻔﻘودة ﻳروى ﻧﻳﺎﻓﺔ اﻻﺳﻘف رﺋﻳس دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط :أﻧﻪ آﺎن هﻧﺎك زﻳﺎرة ﻟدﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط ،ﻣن ﻣدﻳﻧﺔ اﻻﺳآﻧدرﻳﺔ ،وﻓﻘدت أﺛﻧﺎء هذﻩ اﻟزﻳﺎرة ﺳﺎﻋﺔ ﻹﺣد اﻵﻧﺳﺎت ووﺟدهﺎ واﺣد ﻣن اﻟﺑدو )اﻻﻋراب ﺳآﺎن اﻟﺻﺣراء( ،وﺳﻠﻣﻬﺎ ﻟﻠﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ﺑﻌد أﻧﺗﻬﺎء اﻟرﺣﻠﺔ ،وهو ﻻ ﻳﻌرف طﺑﻌﺎً ﻟﻣن هذﻩ اﻟﺳﺎﻋﻪ ..وﺑﻌد أﺳﺎﺑﻳﻊ زار ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻣدﻳﻧﺔ اﻻﺳآﻧدرﻳﺔ ،وﺑﻳﻧﻣﺎ طﺎﺑور اﻟزوار ﻣﻣﺗد ﻟﻧوال اﻟﺑرآﺔ ..إذا ﺑﻘداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻳﺷﻳر ﻹﺣدى اﻵﻧﺳﺎت ،وﻳﻘول ﻟﻬﺎ إﻧﺗﻰ ﻳﺎ ﺑﻧﺗﻰ .. أﻟم ﺗﻔﻘدى ﺳﺎﻋﺗك ﻓﻰ دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط ؟ ،ﺧذى هذﻩ ﺳﺎﻋﺗك" ..وذهﻠت اﻟﻔﺗﺎة ،وﺳﺟﻠت هذﻩ اﻟﺣﺎدﺛﺔ ﻓﻰ ﺳﺟﻞ اﻟﻣﻌﺟزات ﺑدﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ.
ﺻﻼة ﺣﺗﻰ اﻟﺻﺑﺎح روى اﻟﻣﺗﻧﻳﺢ اﻟﻘس ﻣرﻗس ﻳﺳطس )ﻣن طﻬطﺎ( ﻗﺎل :أﺧذت أﺑﻧﺗﻪ ﺣﻘﻧﺔ ﺑطرﻳق اﻟﺧطﺄ ،ﻓﺄﺻﺎﺑت ﻋﺻب اﻟﺳﺎق إﺻﺎﺑﺔ ﺗﺳﺑب ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺷﻠﻞ وﻗﺎل أآﺛر ﻣن طﺑﻳب :ﻻ أﻣﻞ ﻓﻰ ﺷﻔﺎء اﻟﻌﺻب وأﺷﺎروا ﺑﺎﻟﻌﻼج اﻟطﺑﻳﻌﻰ وﻋوﻟﺟت ﺑﻪ ﺛﻣﺎﻧﻳﺔ أﺷﻬر ﺑﻼ ﻧﺗﻳﺟﺔ طﻳﺑﺔ وأﺷﺎر طﺑﻳب آﺑﻳر ﺑﺎﻟﺗدﺧﻞ اﻟﺟراﺣﻰ ﻓرﻓض أهﻠﻬﺎ أﺟراء اﻟﺟراﺣﺔ ..وذات ﻟﻳﻠﺔ أﺗﺗﻬﺎ ﺷﻘﻳﻘﺗﻬﺎ اﻟطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ أﺳﻳوط وﺟﻠﺳت إﻟﻰ ﺟوارهﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳرﻳر ،ورأت ان ﺗواﺳﻳﻬﺎ ﺑﻘراءة أﺣد آﺗب ﻣﻌﺟزات اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺛم أﺧذت ﺗﺗﺷﻔﻊ ﺑﻪ ..وﺑﻌزﻳﻣﺔ اﻟﺷﺑﺎب وﺑﻘوة اﻻﻳﻣﺎن ﺣرﻣت ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟﻧوم وطردﺗﻪ ﻋن ﺟﻔوﻧﻬﺎ إذ ﺑﺎﺗت طول اﻟﻠﻳﻞ ﻣﺳﺗﻳﻘظﺔ ﻧﺷﻳطﺔ اﻟروح ﻣﺳﺗﻐرﻗﺔ ﻓﻰ اﻟﺻﻼة ،وﻓﻰ طﻠب ﺷﻔﺎﻋﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ..وﻣآﺛت ﻋﻠﻰ هذا اﻟﺣﺎل ﺣﺗﻰ اﻟﺻﺑﺎح .أﻣﺎ اﻵﺑﻧﺔ اﻟﻣرﻳﺿﺔ ﻓﻘد ﻏﻠﺑﻬﺎ اﻟﻧوم وﻋﻧدﻣﺎ أﺳﺗﻳﻘظت وﺟدت ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺣرآﺔ اﻟﺳﻬﻠﺔ ﻓﺗرآت ﻓراش اﻟﻣرض وﻗﺎﻣت آﺄﻧﻪ ﻟم ﻳآن ﺑﻬﺎ ﺷﺊ ردئ ..ﻓﻘد ﺷُﻔﻳت.
ﺧﻠﻌت اﻟﺣزام ﺑﺎﻷﻣر ﻳﻘول اﻻﺳﺗﺎذ ﺛﺎﺑت ﺳدراك ﺟرﺟس -ﻣدرس ﺑﺎﻟﻣﻌﺎش )ﻣﺣرم ﺑك -اﻻﺳآﻧدرﻳﺔ( :ﻓﻰ 5ﻣﺎﻳو ١٩٨٩ﺷﻌرت ﺑﺄﻟم ﺷدﻳد ﺑﺎﻟظﻬر وظﻬر ﺑﻌد ﻋﻣﻞ اﻻﺷﻌﺎت أﻧﻪ ﺑﺳﺑب أﻟﺗﻬﺎب ﻓﻰ اﻟﻔﻘرة اﻟراﺑﻌﺔ )اﻟﻘطﻧﻳﺔ( ﻣن اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘرى وﻗد أﻋﺟزﻧﻰ هذا ﻋن اﻟﻘﻳﺎم ﻣن اﻟﻔراش وأﻋﺟزﻧﻰ أﻳﺿﺎً ﻋن اﻟﺳﻳر .ﻓآﻧت راﻗداً ﻋﻠﻰ ﻟوح ﺧﺷﺑﻰ ﺑﺄﻣر اﻟطﺑﻳب .وﺑﻌد اﻟﻌرض ﻋﻠﻰ أطﺑﺎء آﺛﻳرﻳن أﺳﺗﻘر اﻟرأى ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻰ ﻋﻧد اﻟدآﺗور /ﺟﻣﺎل اﻟﺳﻳد ﻟﺑﻳب وهو ﻣن آﺑﺎر أطﺑﺎء ﺟراﺣﺔ اﻟﻣﺦ واﻻﻋﺻﺎب وأﺳﺗدﻋﻰ اﻷﻣر ﻋﻣﻞ ﺣزام ﺧﺎص ﻳﺻﻣم ﻟﻣﺛﻞ هذا اﻟﻣرض .وﺑآﻳت آﺛﻳراً ﻟﺷدة آﻻﻣﻰ اﻟﻣرة وطﻠﺑت ﺷﻔﺎﻋﺔ اﻟﻘدﻳﺳﻳن اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس وﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ وﻋﺎﺗﺑﺗﻬم ﻵﻧﻬﻣﺎ ﺗرآﺎﻧﻰ طول ﻣدة اﻟﻌﻼج )ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر( ووﺿﻌت آﺗﺎب ﻣﻌﺟزات اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺗﺣت ﻣرﺗﺑﺗﻰ وﻧﻣت .وﻓﺟﺄة ﺑﻳن اﻟﻳﻘظﺔ واﻟﻧوم رأﻳت اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس واﻟﺷﻬﻳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ واﻗﻔﻳن أﻣﺎﻣﻰ وأﻣراﻧﻰ أن أﺧﻠﻊ اﻟﺣزام،
وﺑطرﻳﻘﺔ ﻻ ﺷﻌورﻳﺔ ﺧﻠﻌت اﻟﺣزام ﺛﻣﺎ أﻧﺻرﻓﺎ ..وﻓﻰ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺑﺎآر أﻧدهﺷت ﻵﻧﻰ وﺟدت اﻟﺣزام ﻣوﺿوﻋﺎً ﺑﺟوارى ﻓﺗذآرت ﻣﺎﺣدث أﺛﻧﺎء ﻧوﻣﻰ ﻓﻧﻬﺿت ﻣن اﻟﻔراش ووﺟدت ﻧﻔﺳﻰ ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻳر ﺑطرﻳﻘﺔ طﺑﻳﻌﻳﺔ ﻓﻘد زال اﻟﻣرض ﺗﻣﺎﻣًﺎ وﺗم ﺷﻔﺎﺋﻰ ..وآﺎن ذﻟك ﻓﻰ أآﺗوﺑر ١٩٨٩وﻣن ذﻟك اﻟوﻗت وأﻧﺎ واﻟﺣﻣد ﷲ ﻓﻰ ﺻﺣﺔ ﺟﻳدة.
ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ آﺎن ﻣﻧﺗظراً ﻟك اﻟﺳﻳدة ﻋزﻳزة ﺻﻠﻳب -أﺳﺗراﻟﻳﺎ -آﺗﺑت ﺗﻘول :ﺣﺿرت إﻟﻰ ﻣﺻر ﺑﻌد ﻏﻳﺑﺔ ،وآﺎن ﺑﻌﻳﻧﻰ ﻣرض اﻟﻣﻳﺎﻩ اﻟﺑﻳﺿﺎء ،ﻓﺗوﺟﻬت إﻟﻰ دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط وأﻧﺎ أﺻرخ وأﻗول " ﻳﺎ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ آن ﻣﻌﺎﻳﺎ وأﺷﻔﻊ ﻓﻳﺎ " ..وﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟدﻳر وﺟدت راهﺑﺎً ﺷﺎﻳﺎً أﻋطﺎﻧﻰ زﻳﺗﺎً ﻓﻰ زﺟﺎﺟﺔ وﻗﺎل ﻟﻰ " أدهﻧﻰ ﻋﻳﻧك ﺑﻬذا اﻟزﻳت واﻟرب ﻳﺷﻔﻳك ".ودﺧﻠت اﻟدﻳر وزرت ﻣزار اﻟﺷﻬﻳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻟﻌﺟﺎﺋﺑﻰ وﻣزار اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس وطﻠﺑت ﻣن أﺣد آﺑﺎء اﻟدﻳر أن ﻳدهﻧﻧﻰ ﺑﻬذا اﻟزﻳت ﻓﺷﻌرت ﺑﺎﻟراﺣﺔ وﺑدء اﻟﺷﻔﺎء .ﺛم ﺳﺎﻓرت ﺑﻌد ذﻟك إﻟﻰ أﺳﺗراﻟﻳﺎ وظﻬر ﻟﻰ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ﻓﻰ رؤﻳﺎ وﻗﺎل ﻟﻰ " :ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ آﺎن ﻣﺳﺗﻧﻳآﻰ ﻓﻰ اﻟدﻳر وأﻋطﺎك زﻳﺗﺎً وﻗﺎل أرﺷﻣﻰ ﻋﻳﻧك ﺑﻪ .أﻧت دﻟوﻗﺗﻰ ﻋﻳﻧك آوﻳﺳﺔ " .وﻓﻌﻼً ﺻﺣوت ﻣن اﻟﻧوم ووﺟدت أن ﻋﻳﻧﻰ ﻗد أآﺗﻣﻞ ﺷﻔﺎؤهﺎ وأﺻﺑﺣﺗﺎ وآﺄن ﻟم ﻳآن ﺑﻬﻣﺎ أى ﻣرض!
ﻋﻼج اﻟﺟﻠطﺔ ﻓﻰ اﻟدﻳر ﻳﻘول اﻻﺳﺗﺎذ ﺣﻧﺎ ﻳوﺳف ﺣﻧﺎ -أﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎهرة واﻻﺳآﻧدرﻳﺔ .ﺣدث أﻧﻰ أﺻﺑت ﺑﺟﻠطﺔ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟﺧطﺄ أﺣد ﺷرآﺎﺋﻰ ﻓﻰ اﻟﻣآﺗب .وآﺎن هذا اﻟﺧطﺄ ﻣﻘﺻوداً وﻳرﻳد ﻣرﺗآﺑﻪ أن ﻳﻬدﻣﻧﻰ .وﻗد
وﻗﻌت ﻓﻰ اﻟﻣآﺗب ﻋﻠﻰ أﺛر هذﻩ اﻻﺻﺎﺑﺔ وﺣُﻣﻠت اﻟﻰ اﻟﺳﻳﺎرة ﺛم إﻟﻰ اﻟﻣﻧزل وﻣﻧﻌﻧﻰ اﻟطﺑﻳب ﻣن اﻟﺣرآﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎً ﺣﺗﻰ ﻳﺗم ﻋﻣﻞ رﺳم ﻗﻠب ،وﻟآﻧﻰ أﺗﺻﻠت ﺗﻠﻳﻔوﻧﻳﺎ ﺑﺎﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس وﻋرﻓﺗﻪ ﺑﻣﺎ ﺣدث ﻟﻰ .وﻟﻣﺎ ﻋرﻓﺗﻪ ﺑﺄﻧﻰ أﺻﺑت ﺑﺟﻠطﺔ ﻗﺎل " ﺣد اﷲ .ﻟن ﻳﺻﻳﺑك ﻣآروﻩ ،ﺑس أﻧت ﻋﻠﻳك ﺗروح دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ وﺷوف هﻳﺣﺻﻞ آﻳﻪ " .ورﻏم أﻧﻰ ﻣﻣﻧوع ﻣن اﻟﺣرآﺔ ﺑﺄﻣر اﻟطﺑﻳب .وﻟم أﺳﺗطﻊ ﻗﻳﺎدة ﺳﻳﺎرﺗﻰ ﻣن اﻟﻣآﺗﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧزل ﺑﻌد إﺻﺎﺑﺗﻰ وهﻰ ﻣﺳﺎﻓﺔ ٣آﻳﻠوﻣﺗرات ﺗﻘرﻳﺑﺎً. ﻓآﻳف ﻳﻣآﻧﻧﻰ أن أﻗطﻊ اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟآﺑﻳرة إﻟﻰ اﻟدﻳر؟ .وﻟآن ﻣﺎدام اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻗد ﻗﺎل ﻓﻼﺑد أن أﻧﻔذ .وﻓﻰ ﻏﻔﻠﺔ ﻣن أﺳرﺗﻰ ﺳﺎﻓرت ﺻﺑﺎح اﻟﻳوم اﻟﺗﺎﻟﻰ إﻟﻰ اﻟدﻳر ..ودﺧﻠت إﺣدى ﺣﺟراﺗﻪ وﻧﻣت ﻧوﻣﺎً ﻋﻣﻳﻘﺎً وﺷﻌرت أن هﻧﺎك ﺷﺧﺻﺎً ﻣﺎ ﻳﻘوم ﺑﺗﺣرﻳك ﺷﺊ ﻣﺛﻞ اﻟﻣآواﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﺳدى ﻓﻰ أﺗﺟﺎﻩ اﻟﻘﻠب ..وﻟﻣﺎ اﺳﺗﻳﻘظت ﺑﻌد ﺣواﻟﻰ ٣ﺳﺎﻋﺎت وﺟدت ﻧﻔﺳﻰ ﻋﻠﻰ ﺧﻳر ﻣﺎ ﻳرام .ﻓﺄردت أن أﺗﺄآد ﻣن أﻧﻧﻰ ﻗد ﺷﻔﻳت ﺗﻣﺎﻣﺎً ،ﻓﺗوﺟﻬت إﻟﻰ اﻻﺳآﻧدرﻳﺔ ﺛم أﺧذت أﺳﺑﺢ ﻓﻰ اﻟﻣﺎء ﻟﻣدة ﺛﻼث أو أرﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎت ..ﻓﻰ ﺟﻬﺎد ﻗﺎﺗﻞ ﻟآﻰ أطﻣﺋن ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻰ واﻟﺣﻣد ﷲ ﻟم أﺟد ﻓﻰّ أى ﻣآروﻩ.
أﻋطﻳﻧﻰ ﻣﺎء اﻟﻠﻘﺎن ﻓﻰ ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻟﻧدن ﻟﻌﻼج اﻟﺳرطﺎن أآﺗﺷف ﻓﻰ ﺟﺳد أﺑﻳﻧﺎ اﻟﻣﺗﻧﻳﺢ ﺑﻳﺷوى آﺎﻣﻞ ورم ﺳرطﺎﻧﻰ ﻓﻰ اﻟﺑطن آﺎن ﻳُرى ﻓﻰ ﺷآﻞ ﺑروز ﻏﻳر طﺑﻳﻌﻰ أﺳﻔﻞ اﻟﺑطن وأآدت اﻻﺑﺣﺎث أﻧﻪ هو .. اﻟﺳرطﺎن .وﺗﺣدد ﻣوﻋد إﺟراء اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ اﻟﺟراﺣﻳﺔ ﻵﺳﺗﺋﺻﺎﻟﻪ .وﺳﺄل أﺑوﻧﺎ ﺑﻳﺷوى ﺗﺎﺳوﻧﻰ أﻧﺟﻳﻞ :هﻞ ﺟﻬز اﻻطﺑﺎء آﻞ ﺷﺊ ﻟﻠﻌﻣﻠﻳﺔ ..ﺑﺎآر ؟ ﻓﻘﺎﻟت :ﻧﻌم ﻳﺎ أﺑﺎﻧﺎ ..ﻓﻘﺎل :أﻋطﻳﻧﻰ ﻣﺎء اﻟﻠﻘﺎن اﻟذى ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻳﻪ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،ﻟآﻰ ﻧﻌﻣﻞ ﻋﻣﻠﻧﺎ ﻧﺣن آذﻟك! ..ورﺷم ﺟﺳدﻩ ﺑﺎﻟﻣﺎء ،وﻓﻰ اﻟﺻﺑﺎح ﻋﻧدﻣﺎ ﺟﺎء ﻣن ﻳﺄﺧذوﻧﻪ إﻟﻰ ﻏرﻓﺔ اﻟﻌﻣﻠﻳﺎت طﻠب ﻣﻧﻬم أﺑوﻧﺎ ﺑﻳﺷوى اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻪ ﺑﺄﺧذ ﺻورة ﺻﻐﻳرة ﻟﻠﺳﻳدة اﻟﻌذراء ﻟﻳﺿﻌﻬﺎ ﺗﺣت ظﻬرﻩ .ﻓﺳﻣﺢ ﻟﻪ اﻟطﺑﻳب ﺑﻌد ﺟﻬد ﺷدﻳد ..وﻓﺗﺢ اﻟطﺑﻳب وﻳﺎ ﻟﻠﻌﺟب! أآﺗﺷف ﻏﻳﺎب اﻟورم ﺗﻣﺎﻣﺎً ووﺟود أﺛﺎر ﺟراﺣﺔ ﻟم ﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻳد ﺑﺷرﻳﺔ ..وهﻧﺎ ﺧرﺟت اﻟﻣﻣرﺿﺔ اﻻﻧﺟﻠﻳزﻳﺔ ﺗﺻرخ ﻓﻰ آﻞ ﻣآﺎن وهﻰ ﺗﺣﻣﻞ ﺻورة اﻟﺳﻳدة اﻟﻌذراء وﺗﻘول: اﻟﻌذراء ﺑﺗﺎﻋﺔ اﻟآﺎهن اﻟﻣﺻرى ﺷﻔﺗﻪ.
اﻟآﺎهن اﻟذى أﺳرع آﺎن أﺣد آﻬﻧﺔ اﻹﺳآﻧدرﻳﺔ ﻣﻌﺗﺎداً ﻋﻧد ﻣﺟﻳﺋﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎهرة أن ﻳﺗوﺟﻪ ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻗﺑﻞ ذهﺎﺑﻪ إﻟﻰ أﺳرﺗﻪ وﻟآﻧﻪ ﻓﻰ ﻣرة ذهب إﻟﻰ ﻣﻧزل اﻻﺳرة ﻣﺑﺎﺷرة وآﺎﻧوا ﻳﺗﻧﺎوﻟون اﻟﻐداء ﻓﺟﻠس ﻣﻌﻬم وأآﻞ ..وﻓﻰ اﻟﻣﺳﺎء ذهب ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ،وﻳذهﻞ إذ ﻳﺳﻣﻌﻪ ﻳﻘول ﻟﻪ" :ﻣش اﻻول ﺗﻳﺟﻰ ﻟﻠﺑﺎﺑﺎ ..وﺑﻌدﻳن ﺗروح ﻟﻌﺎﺋﻠﺗك ﻳـ أﺑوﻧﺎ" ﻓﺗﺄﺳف اﻷب اﻟآﺎهن وﻗﺑّﻞ ﻳد اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻣﻌﺗزراً، وﻟآن اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻧظر إﻟﻳﻪ وﻗﺎل ﻟﻪ" :وﻟﻘﻳﺗﻬم طﺎﺑﺧﻳن ﻟك "...وﻋدّد اﻻﺻﻧﺎف اﻟﺗﻰ أآﻞ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻓﺄﺟﺎب اﻟآﺎهن "أﻳوﻩ ﻳﺎ ﺳﻳدﻧﺎ" وآﺎن هذا اﻟﺳؤال ﺗﻣﻬﻳداً ﻟدرس أﺧر ..أذ ﻳﺳﺗرﺳﻞ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻗﺎﺋﻼً: "اﻟواﺣد ﻟﻣﺎ ﻳﺟﻰ ﻳﺄآﻞ ﻣش ﻳﺳﺗرﻳﺢ ﺷوﻳﺔ وﺑﻌدﻳن ﻳﺻﻠﻰ ﻗﺑﻞ اﻻآﻞ ..وﻳﺄآﻞ ﺑﺎﻟراﺣﺔ..وﻻ ﻳﺄآﻞ ﻋﻠﻰ طول آدﻩ" ..وﺗﺗﻣﻠك اﻟدهﺷﺔ اﻵب اﻟآﺎهن ،إذ آﻳف ﻋرف اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻞ هذﻩ اﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻞ واﻧﺣﻧﻰ طﺎﻟﺑﺎً اﻟﺻﻔﺢ ..ﻓﺄﺑﺗﺳم اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻣﺎﻧﺣﺎً أﻳﺎﻩ اﻟﺑرآﺔ ..وﺗرك اﻷب اﻟآﺎهن اﻟﻣﻘر اﻟﺑﺎﺑﺎوى ،ﻣﺗﻌﺟﺑﺎً .. ﻣﻧدهﺷﺎً ،ﻣﻣﺟداً ﷲ..
اﻟراﺋﺣﺔ اﻟذآﻳﺔ ﻓﻰ آﺗﺎﺑﻪ " اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ..رﺟﻞ ﻓوق اﻟآﻠﻣﺎت " ،ﻗﺎل اﻻﺳﺗﺎذ ﻣﺟدى ﺳﻼﻣﺔ :آﺎن أﻣر ﻣدهﺷﺎ ﺣﻘﺎ ﻋﻧدﻣﺎ آﻧت أﺳﺟﻞ ﺳﻳرة ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ،آﻧت أﺗﻧﺳم راﺋﺣﺔ ﺑﺧور ذآﻳﺔ .ﺣﺎوﻟت أن أﺑﺣث ﻋن ﻣﺻدرهﺎ دون ﺟدوى ،ﻓﻠم ﻳآن أﺣد ﺑﺎﻟﻣﺳآن ﻗد وﺿﻊ ﺑﺧورا ﻓﻰ أى ﻣآﺎن ..ﻟآن ﻣﺻدر اﻟراﺋﺣﺔ اﻟذآﻳﺔ ﻣﺻدر رﺑﺎﻧﻰ .زآم آﻧت ﺳﻌﻳدا ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻋﻧدﻣﺎ أﺧﺗﺑرت هذا ﺑﻧﻔﺳﻰ ..ﺣﻘﺎ ،هذا اﻟرﺟﻞ آﺎن رﺟﻞ اﷲ.
ﺷﻔﺎء اﻟﻣﺷﻠول ﻳﻘول اﻟﺣﺑر اﻟﺟﻠﻳﻞ أﻵﻧﺑﺎ ﻓﻳﻠﺑس ﻣطران اﻟدﻗﻬﻠﻳﺔ :ﺣدث أﻣﺎﻣﻰ ،وﻧﺣن ﻧﺻﻠﻰ ﻓﻰ آﻧﻳﺳﺔ اﻟﻣﻼك ﺑﺎﻟظﺎهر أن آﺎن ﺑﻳن اﻟﻣﺻﻠﻳن رﺟﻞ ﻣﺷﻠول ،وآﺎﻧت ﺣﺎﻟﺗﻪ واﺿﺣﺔ ﻻ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺷرح أو ﺷآوى .ﻓﺗﻘدم اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻧﺣوﻩ ،وهو ﻳﻐﺎدر اﻟآﻧﻳﺳﺔ ﺑﻌد اﻟﻘداس ،ووﺿﻊ اﻟﺻﻠﻳب ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ، ﻓﺄرﺗﺟف اﻟرﺟﻞ وﻗﺎم وﺗﺣرك ﻓﻰ اﻟﺣﺎل وﺳط أﻧدهﺎش وﺗﺻﻔﻳق اﻟﺣﺎﺿرﻳن ..ﻓﻘد ﺷُﻔﻰ اﻟرﺟﻞ ﻣن اﻟﺷﻠﻞ ..ﺣﻘﺎ أﻧﻪ اﻻﻳﻣﺎن اﻟذى ﻳﺻﻧﻊ اﻟﻣﻌﺟزات ،واﻟﻣؤﻣﻧﻳن اﻟذﻳن ﻣﻧﺣﻬم اﷲ ﻣوهﺑﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻌﺟزات ..ﻟﻳﺗﻣﺟد اﺳم اﷲ ورﺟﺎﻟﻪ اﻻﺑرار.
اﻻﺑواب اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ ﻳﻘول اﻟﺣﺑر اﻟﺟﻠﻳﻞ أﻵﻧﺑﺎ ﻓﻳﻠﺑس ﻣطران اﻟدﻗﻬﻠﻳﺔ :ﺣدث ﻳوﻣﺎ ان أﺗﺻﻞ ﺑﻰ ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻓﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟواﺣدة ﺑﻌد ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﻳﻞ ،وﻗﺎل " أﻧت ﻟﺳﻪ ﻧﺎﻳم؟ ..ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺳرﻋﺔ ،وهﺎت ﻣﻼﺑس اﻟﺻﻼة " ﻓﺗوﺟﻬت إﻟﻰ اﻟﻣﻘر اﻟﺑﺎﺑوى ،واﻧﺎ ﻣﺗﻌﺟب وأﺗﺳﺎءل أﻳن ﺳﻳﺻﻠﻰ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻓﻰ هذا اﻟﻣوﻋد ؟ ﺳﺄﻟت ﻋم ﻋزﻣﻰ ﺳﺎﺋق ﻗداﺳﺗﻪ ،وآذﻟك اﻻﺳﺗﺎذ ﺳﻠﻳﻣﺎن رزق )ﻧﻳﺎﻓﺔ اﻻﻧﺑﺎ ﻣﻳﻧﺎ رﺋﻳس دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻌد ( ﻋﻣﺎ إذا آﺎن أى ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻗد أﺧﺑر اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺑﺄن اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻵن هﻰ اﻟواﺣدة ﺑﻌد ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﻳﻞ ،وأﻧﻪ ﻣوﻋد ﻣﺑآر ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻓﺄﺟﺎب ﺑﺎﻟﻧﻔﻰ .ﻟآﻧﻰ ﻓوﺟﺋت ﺑﻘداﺳﺗﻪ ﻳﺧرج ﻣن ﻗﻼﻳﺗﻪ، وﻟم ﻧﺳﺗطﻊ أن ﻧﻧﺑﻬﻪ إﻟﻰ أن اﻟوﻗت ﻏﻳر ﻣﻧﺎﺳب .اﻟﻣﻬم أﻧﻧﺎ ذهﺑﻧﺎ إﻟﻰ آﻧﻳﺳﺔ اﻟﻘدﻳﺳﺔ ﺑرﺑﺎرة ﺑﻣﺻر اﻟﻘدﻳﻣﺔ ،ﻓوﺟدﻧﺎ اﻟﺑﺎب ﻣﻐﻠﻘﺎ ﺑطﺑﻳﻌﺔ اﻟﺣﺎل ،ﻓطﻠب ﻗداﺳﺗﺔ ﻣن ﻋم ﻋزﻣﻰ أن ﻳﻔﺗﺢ اﻟﺑﺎب، ﻓﺣﺎول وﻓﺷﻞ ،وآذﻟك اﻻﺳﺗﺎذ ﺳﻠﻳﻣﺎن .ﺛم ﺷﺧﺻﻰ اﻟﺿﻌﻳف .وآدﻧﺎ ﻧرﺟﻊ أدراﺟﻧﺎ ،وﻟآن اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺗﻘدم ورﺷم اﻟﺑﺎب ﺑﻌﻼﻣﺔ اﻟﺻﻠﻳب ،وﻗﺎل " أﻓﺗﺣﻰ أﻳﺗﻬﺎ اﻵﺑواب اﻟدهرﻳﺔ ﻟﻳدﺧﻞ ﻣﻠك اﻟﻣﺟد" ،ﻓﺈذا ﺑﺎﻟﺑﺎب ﻳﻧﻔﺗﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺻراﻋﻳﺔ ،ﻓذهﻠﻧﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ودﺧﻞ اﻟﺑﺎﺑﺎ وﻧﺣن ﺧﻠﻔﻪ ﻧرﺗﻞ ﻟﺣن " إب أورو"..
وﻟﺣن "إآﺄز ﻣﺎ رؤوت "..ﺛم ﺻﻠﻳﻧﺎ ﻣزاﻣﻳر ﻧﺻف اﻟﻠﻳﻞ ،واﻟﺗﺳﺑﺣﺔ ورﻓﻌﻧﺎ ﺑﺧور ﺑﺎآر ،وظﻞ ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺗﺳﻊ ﺳﺎﻋﺎت وﻧﺻف ﻳﺻﻠﻰ وهو ﻓﻰ ﻣﻧﺗﻬﻰ اﻟﻧﺷﺎط واﻻﻧﺗﻌﺎش اﻟروﺣﻰ ،ﺣﺗﻰ أﻧﺗﻬﺎء اﻟﻘداس اﻟﺛﺎﻧﻰ ﻓﻰ اﻟﻌﺎﺷرة واﻟﻧﺻف ﺻﺑﺎﺣﺎً ..وﻗﺎل ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس وﻧﺣن ﻓﻰ اﻟﺳﻳﺎرة " ﻟﻳس هﻧﺎك أﺣﻠﻰ ﻣن اﻟﺻﻼة اﻟﻣﺑآرة ،إﻧﻬﺎ ﺗﺷﻌر اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺎﻟﻔرح اﻹﻟﻬﻰ ،وﻳﺣس ﺑﺄﺷﺗراك اﻟﻣﻼﺋآﺔ ﻣﻌﻪ "ﻗﺎل هذا ﺑروح هﺎدﺋﺔ ودﻳﻌﺔ ..ﻟﻘد ﺗرآت هذﻩ اﻟﻣﻌﺟزة ﻓﻰ ﻧﻔﺳﻰ أﺛراً آﺑﻳرا ﺟدا ﻵﻳﺎم آﺛﻳرة وﻣﺎذاﻟت ﻣﺳرور ﺑﻬﺎ.
أﺷرﺑوا ﻣن اﻟزﻳر ﺗروى ﻟﻧﺎ ﻗرﻳﻧﺔ اﻵب اﻟورع اﻟﻘس أﻧطوﻧﻳوس ﻓرج ،راﻋﻰ آﻧﻳﺳﺔ اﻟﺳﻳدة اﻟﻌذراء ﺑﻌﻳﺎد ﺑك ﺑﺷﺑرا -اﻟﻘﺎهرة :أن ﺷﻘﻳﻘﺗﻬﺎ اﻟﺻﻐﻳرة ﺗﻘرﺑت ﻣن اﻻﺳرار اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﺑآﻧﻳﺳﺔ ﺑﺎﺑﻠﻳون اﻟدرج، وﻟآﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺻرف اﻟﻣﻧﺎوﻟﺔ )وﻳآون ذﻟك ﺑﺷرب اﻟﻣﺎء ﺣﺗﻰ ﻻ ﻳﺗﺑﻘﻰ ﻣن اﻟﺟﺳد واﻟدم أﻳﺔ أﺟزاء ﻓﻰ اﻟﻔم( ﺗﻘول اﻧﻧﺎ ذهﺑﻧﺎ ﻵﺑوﻧﺎ ﻣﻳﻧﺎ )اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس( ﻓﻰ اﻟطﺎﺣوﻧﺔ وطﻠﺑﻧﺎ ﻣﻧﻪ ﻣﺎء ﻟﺗﺷرب أﺧﺗﻰ ..ﻓﻘﺎل" أﺷرﺑوا ﻣن اﻟزﻳر" ،ﻓﺄﺧذﻧﺎ اﻟآوب وﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻋدة ﻣرات أن ﻧﻣﻸﻩ ،وهو ﻳﻘول ﻟﻧﺎ" أﻣﻠوﻩ ﻣن اﻟزﻳر" ،وﻟآن اﻟزﻳر آﺎن ﻓﺎرﻏﺎً ..ﻓﻘﻠﻧﺎ ﻟﻪ أﺧﻳراً "أن اﻟزﻳر ﻟﻳس ﺑﻪ ﻣﺎء"...ﻓﻘﺎل "ﻳﺎﺳﻼم!!" وأﺧذ اﻟآوب ،ودون أن ﻳدﺧﻠﻪ ﺑﺗﻣﺎﻣﻪ ﻓﻰ اﻟزﻳر .ﻗدﻣﻪ ﻟﻧﺎ ﻣﻣﻠوءا ﺣﺗﻰ ﺣﺎﻓﺗﻪ ..ﻓﺑﻬﺗﻧﺎ ،وﻣﺟدﻧﺎ اﷲ.
ﺑﻳن اﻟﺻﻼة واﻟطب أﺻﻳب اﻟﺳﻳد ﻋﺎدل ﻋزﻳز ﻳﻌﻘوب ﻓﻰ ﺻﺑﺎﻩ ﺑﻣرض ﺟﻠدى ،ﻓﺷوﻩ ﺟﺳﻣﻪ آﻠﻪ ،وذهب إﻟﻰ أﺑوﻧﺎ ﻣﻳﻧﺎ)اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻗﺑﻞ رﺳﺎﻣﺗﻪ ﺑطرﻳرآﻳﺎً ﻟﻠآرازة اﻟﻣرﻗﺳﻳﺔ(ﻓﻰ ﻣﺻر اﻟﻘدﻳﻣﺔ وﻋرﻓﻪ ﺑﻣرﺿﻪ.. ﻓﺄﻋطﺎﻩ ﻗﻠﻳﻼً ﻣن ﻣﺎء ﻣﺻﻠﻰ ﻋﻠﻳﻪ ،وأﻣرﻩ أن ﻳﺳﺗﺣم ﺑﻪ وﻟآن أﻓراد اﻷﺳرﻩ ﺗﺧوﻓوا ﻣن ذﻟك ﺣﻳث أن ﺗﻌﺎﻟﻳم اﻻطﺑﺎء آﺎﻧت ﺑﺄﻻ ﻳﺿﻊ ﻣﺎء ﻋﻠﻰ ﺟﺳدﻩ ..وﺑﻌد ﻣﺷﺎورات طوﻳﻠﺔ ﻗرروا أطﺎﻋﺔ أﻣر اﻟﻘﻣص ﻣﻳﻧﺎ ،وأﺳﺗﺣم ﺑﺎﻟﻣﺎء ،وﻓﻰ ﺻﺑﺎح اﻟﻳوم اﻟﺗﺎﻟﻰ آﺎن ﺟﺳدﻩ ﻗد ﺑرأ ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻣن ﻣرﺿﻪ.
هﻞ ﺣﻘﻳﻘﺔ رﻓض زﻳﺎرﺗﻬﺎ ذهﺑت اﻟﺳﻳدة ﻣرﺟرﻳت إﻟﻰ أﺑوﻧﺎ ﻣﻳﻧﺎ اﻟﻣﺗوﺣد ﺗدﻋوﻩ ﻟزﻳﺎرﺗﻬﺎ ﻟﻳﺻﻠﻰ ﻟطﻔﻠﻬﺎ اﻟﻣرﻳض .وﻟآن أﺑوﻧﺎ ﻣﻳﻧﺎ أﻋﺗزر ﻋن اﻵﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟطﻠب اﻟزﻳﺎرة ،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ طﻣﺄﻧﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼً :أن اﷲ ﺳﻳﺷﻔﻳﻪ .وﻋﻧد ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﻳﻞ رأت رؤﻳﺔ ،أذ أﺑوﻧﺎ ﻣﻳﻧﺎ ﻗد ﺣﺿر ﻟﻬﺎ وﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋن أﺑﻧﻬﺎ اﻟﻣرﻳض ،ﻓﻠﻣﺎ ﻗدﻣﺗﻪ ﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻳﻪ وأﻧﺻرف .وﺑﻌد ذﻟك ﻗﺎﻣت ﻟﺗﺟد أﺑﻧﻬﺎ وﻗد هﺑطت ﺣرارﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﻌدل اﻟطﺑﻳﻌﻰ وﺗﻣﺎﺛﻞ ﻟﻠﺷﻔﺎء ،وﻣﺎ ذاد ﻓﻰ ﻋﺟﺑﻬﺎ أﻧﻬﺎ أﺷﺗﻣت راﺋﺣﺔ ﺑﺧور ﺟﻣﻳﻠﺔ ﺗﻣﻸ اﻟﺣﺟرة ..
ﺑﺻﻠواﺗك ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس أﺻﻳﺑت اﻟﺳﻳدة ﺟﻣﻳﺎﻧﺔ اﻟﻘﻣص ﺣﻧﺎ ﺟرﺟس ﺑﻣرض ﺧطﻳر ﻓﻰ ﻋﻳﻧﻳﻬﺎ وﻋوﻟﺟت ﻟدى أطﺑﺎء آﺛﻳرﻳن .وﻓﻰ أﺣد اﻟﻘداﺳﺎت اﻟﺗﻰ آﺎن ﻳﻘﻳﻣﻬﺎ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ﻗﺎﻟت " ﺑﺻﻠواﺗك ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ
آﻳرﻟس ..ﺑﺻﻠواﺗك ﻳﺎ ﺳﻳدﻧﺎ اﻟرب ﻳﺷﻔﻳﻧﻰ " .ﺗﻘول هذﻩ اﻟﺳﻳدة أﻧﻬﺎ ﺷﻌرت ﺑﺷﺊ ﻳﻣﺳك ﺑرأﺳﻬﺎ ،وﺑﺳﺧوﻧﺔ ﺷدﻳدة ﺑﻬﺎ ،ﻓﺑآت آﺛﻳراً .وﻋﻧد إﻧﺗﻬﺎء اﻟﻘداس ﺷﻌرت ﺑﺗﺣﺳن آﺑﻳر .وﻟﻣﺎ ذهﺑت ﻟﻠطﺑﻳب ﻗﺎل ﻟﻬﺎ" :دى ﻣﻌﺟزة ..أﺷآرى رﺑﻧﺎ ،ﻟﻘد زال ﻋﻧك اﻟﺧطر".
اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣﺳآن آﺧر ﺷﻘﻳﻘﻪ وزوﺟﻪ ﺷﻘﻳﻘﻪ وﻓﻲ ﻳوﻣﺎ ﻣﺎ طﻠﺑوا ﻣﻧﻪ ان ﻳﺑﺣث ﻋن ﻣآﺎن اﺧر ﻟﻠﺳآن وآﺎن ذﻟك ﻳوم ﺧﻣﻳس وﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح ﺧرج هذا اﻻﻧﺳﺎن اﻟﻲ اﻟﺷﺎرع ﺑدون ان ﻳﻔطر وﻟﻳس ﻣﻌﻪ ﻧﻘود وذهب اﻟﻲ ﺷﻘﻳﻘﻳﺗﻪ اﻟﺗﻲ آﺎﻧت ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن ﻣﺳآن ﺷﻘﻳﻘﻪ وآﺎﻧت ﻣﺷﻐوﻟﻪ وﻟم ﺗﻘدم ﻟﻪ وﺟﺑﻪ اﻻﻓطﺎر اﻳﺿﺎ وﻟم ﺗﺳﺎﻟﻪ ﻋﻣﺎ ﻳﺿﺎﻳﻘﻪ وﺧرج ﻣن ﻋﻧدهﺎ ﻣﻬﻣوﻣﺎ ﻻﻳﻌﻠم اﻳن ﻳذهب ووﻗف ﻋﻧد ﻣﺣطﻪ اﻟﺗرام ﻳﺎﺋﺳﺎ وﻳﻌﺑث ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎﺗﻳﺢ اﻟﻠﺗﻲ ﻓﻲ ﻳدﻩ ﻓﺳﻘطت ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻲ اﻻرض ﻋﻠﻲ ﺑﻌد ﻗرﻳب ﻣﻧﻪ ﻓﻠﻣﺎ هم ﺑﺎﺧذهﺎ وﺟد ﻗطﻌﻪ ﻧﻘود ﻓﺋﻪ اﻟﺧﻣﺳﻪ ﻗروش ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ اﺷﺗري ﺳﻧدوﺗﺷﻳن ﻓول وطﻌﻣﻳﻪ وﻳﺑﻘﻲ ﻣﻌﻲ ﻗﻳﻣﻪ ﻣواﺻﻼت اﻟذهﺎب ﻟﻠآﺎﺗدراﺋﻳﻪ واﻟﻌودﻩ ﻣﻧﻬﺎ وﻓﻌﻼ ﻗﺎم ﺑﺷراء اﻟطﻌﺎم ﻓول وطﻌﻣﻳﻪ واآﻞ وذهب اﻟﻲ اﻟآﺎﺗدراﺋﻳﻪ وﻗﺎﺑﻞ ﺳﻳدﻧﺎ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس هﻧﺎك ﻓﻠﻣﺎ راﻩ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺣزﻳﻧﺎ ﻣن ﻣﻼﻣﺢ وﺟﻬﻪ ﺳﺎﻟﻪ ﻣﺎﻟك ﻳﺎاﺑﻧﻲ ﻓرد ﻋﻠﻲ اﻟﺑﺎﺑﺎ وﻗﺎل ﻟﻪ اﻟظﺎهر ان رﺑﻧﺎ ﻧﺎﺳﻳﻧﻲ ﻓرد ﻋﻠﻳﻪ اﻟﺑﺎﺑﺎ وﻗﺎل ﻟﻪ ﻧﺎﺳﻳك ازاي وﻟﺳﻪ ﻣﺎاآﻠك ﻓول وطﻌﻣﻳﻪ ! هﻧﺎ اآﺗﺷف هذا اﻻﻧﺳﺎن اﻧﻪ اﻣﺎم ﻣﻌﺟزﻩ ﺳﻣﺎﺋﻳﻪ ﻓﺧرج ﻣن ﻋﻧد اﻟﺑﺎﺑﺎ وﻋﺎد اﻟﻲ ﺑﻳت ﺷﻘﻳﻘﻪ اﻟﻠذي ﻗﺎﺑﻠﻪ هو وزوﺟﺗﻪ ﺑﺗرﺣﺎب ﻏﻳر ﻋﺎدي ..اﻟرب ﻗرﻳب ﺟدا ﻣﻧك.
ﺿﻳوف ﺗﺣت اﻟﺳرﻳـــــــــر ﻣﻧذ ﺣواﻟﻰ ﺳﻧﺔ أﻋطت ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺳﻳﺣﻳﺔ ﺑﺎﻷﺳآﻧدرﻳﺔ ﻷﺣد اﻷﺷﺧﺎص ﺻورة آﺑﻳرة ﻟﻘداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ﻟآﻰ ﻳﻌﻣﻞ ﻟﻬﺎ ﺑروازاً ﻣﻧﺎﺳﺑﺎً ﻟآﻰ ﺗُﻌﻠﻘﻬﺎ ﻓﻰ اﻟﻣﻧزل .وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺻﻧﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﺑرواز وأﺣﺿرﻩ ﻟﻬم ،وﻟآﻧﻪ ﻓوﺟﺊ ﺑﻌدم وﺟود أﺣد ﻓﻰ اﻟﻣﻧزل ،ﻓﺄﺿطر أن ﻳﺗرآﻪ ﻟﻬم ﻋﻧد اﻟﺟﻳران ﻓﻰ اﻟﺷﻘﺔ اﻟﻣﺟﺎورة ،وﻗﺎل ﻟﻠﺳﻳدة اﻟﺗﻰ ﻓﺗﺣت ﻟﻪ" :ﻣن ﻓﺿﻠك ﻟﻣﺎ اﻟﺳت )ﻓﻼﻧﺔ( ﺗﻳﺟﻰ أﺑﻘﻰ إﻋطﻰ ﻟﻬﺎ هذا اﻟﺑرواز" وآﺎﻧت هذﻩ اﻟﺟﺎرة ﻏﻳر ﻣﺳﻳﺣﻳﺔ وﻟآﻧﻬﺎ ﺧﺟﻠت ﻣن اﻟﺿﻳف وأﺧذت ﻣﻧﻪ اﻟﺑرواز .وﺑﻌد أن أﻏﻠﻘت اﻟﺑﺎب ،ﻓآرت ﻓﻳﻣﺎ ﺳﻳﺻﻧﻊ زوﺟﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺻب إذا رأى اﻟﺑرواز وﺑدأت ﺗﺧﺎف .وأﺧﻳراً ..هداهﺎ ﺗﻔآﻳرهﺎ إﻟﻰ وﺿﻊ اﻟﺑرواز ﺗﺣت اﻟﺳرﻳر ﺣﺗﻰ اﻟﺻﺑﺎح ،ﺛم ﺗﻌطﻳﻪ ﻟﺟﺎرﺗﻬﺎ ﺑﻌد ﻧزول زوﺟﻬﺎ ﻟﻠﻌﻣﻞ .وآﺎن ﻟﻬذﻩ اﻷﺳرة اﻟﻐﻳر ﻣﺳﻳﺣﻳﺔ اﺑﻧﺎً ﻣﺷﻠوﻻً ﻳﻧﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺳرﻳر اﻟﻣوﺿوع ﺗﺣﺗﻪ ﺑرواز ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس وﻓﻰ اﻟﻔﺟر ﻓوﺟﺊ اﻷب واﻷم ﺑدﺧول اﺑﻧﻬﻣﺎ ﻋﻠﻳﻬﻣﺎ ﻓﻰ اﻟﺣﺟرة ﻳﻣﺷﻰ ﻋﻠﻰ ﻗدﻣﻳﻪ طﺑﻳﻌﻳﺎً ﺑﻼ أى ﻣرض ..ﻓﺄﻧذهﻼ ..وﻟﻣﺎ ﺳﺄﻻﻩ" :إﻳﻪ اﻟﻠﻰ ﺣﺻﻞ ؟؟ " أﺟﺎب" :ﻓﻳﻪ ﻗﺳﻳس طوﻳﻞ وﻋرﻳض آدﻩ ﺟﻪ وﺷﻔﺎﻧﻰ وﻗﺎل ﻟﻰ :ﺧﻼص أﻧت ﺧﻔﻳت ..ﻗوم روح ﻷﺑوك وأﺑﻘﻰ ﻗوﻟﻪ " :ﻣش ﻋﻳب ﺗﺣطوا اﻟﺿﻳوف ﺗﺣت اﻟﺳرﻳر " !! ..إﻧذهﻞ اﻷب ﻣن هذا اﻟآﻼم ،وﻋﻧدﺋذ ﺑدأت اﻟزوﺟﺔ ﺗﺧﺑرﻩ ﺑﺎﻟﻘﺻﺔ آﻠﻬﺎ وﻣﺎ ﻓﻌﻠﺗﻪ ﻟﺗﺗﺟﻧب ﻏﺿﺑﻪ .ﻓذهﺑﺎ وأﺧرﺟﺎ ﺻورة اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻣن ﺗﺣت اﻟﺳرﻳر وﺻﻣم هذا اﻟرﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﺑرواز ﻟﻳﻌﻠﻘﻪ ﻓﻰ ﺷﻘﺗﻪ ،وأﺧﺑر ﺟﻳراﻧﻪ اﻟﻣﺳﻳﺣﻳﻳن ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻌﺟزة ،وﻋرض أن ﻳدﻓﻊ ﻟﻬم ﺛﻣن اﻟﺑرواز ،وأﻋﺗذر ﻟﻬم أﻧﻪ ﻟن ﻳﻔرط ﻓﻳﻪ أﺑداً ..وﻣﻧذ ذﻟك اﻟوﻗت ﺻﺎرت ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣﺳﻳﺣﻳﻳن طﻳﺑﺔ ﺟداً ﺟداً ..ﺣﻘﺎً اﻟﻣﺣﺑﺔ ﺗﺳطﻳﻊ أن ﺗﻐﻳر أﻗﺳﻰ اﻟﻘﻠوب ..ﺑرآﺔ ﺻﻠوات اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺗآون ﻣﻌﻧﺎ آﻣﻳن
اﻣﺳك ﺑﺄذﻧﻬﺎ اﻟﺳﻳد اﻟﻠواء /ﺻﻼح زآﻲ ﺣﺑﻳب -ﻟواء ﺷرطﺔ ﻳطﻳب ﻟﻲ ان اذآر ﻣﻌﺟزات اﻟﻘدﻳس اﻟﻌظﻳم ﻣﻳﻧﺎ ﻣﻊ أﻓراد أﺳرﺗﻲ
+ﻓﻘد آﺎﻧت ﺣرﻣﻲ ﺗﺷآو ﻣن اﻟﺗﻬﺎب ﻣزﻣن ﻓﻲ اﻷذن اﻟوﺳطﻲ ﻳﻌﺎودهﺎ ﻋدة ﻣرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎم . وﻗﻲ اﺣدي اﻟﻠﻳﺎﻟﻲ ﺗﺷﻔﻌت ﺑﺎﻟﻘدﻳس ﻣﻳﻧﺎ واﻟﻘدﻳس اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ﺣﺗﻲ ﻳرﻳﺣﺎﻧﻬﺎ ﻣن ﻣرﺿﻬﺎ .وﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﻳﻠﺔ ظﻬر ﻟﻬﺎ ﻣﺎر ﻣﻳﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﻠم ،وأﻣﺳك ﺑﺄذﻧﻬﺎ ،وﻗﺎل ﻟﻬﺎ " :اﻧت طﺑت ﺧﻼص " ،ﻓﻘﺎﻣت ﻣن ﻧوﻣﻬﺎ ،وهﻲ ﺗﺷﻌر ان اذﻧﻬﺎ ﻣﺎ زاﻟت داﻓﺋﺔ ﻣن أﺛر اﻻﻣﺳﺎك ﺑﻬﺎ ،ﻓوﺛﻘت اﻧﻬﺎ ﻧﺎﻟت ﻧﻌﻣﺔ اﻟﺷﻔﺎء ....وﺣﻣدا ﷲ ﻓﻠم ﻳﻌﺎودهﺎ اﻷﻟم ﻣرة اﺧري.
+وﺣدﺛت اﻳﺿﺎ ﻣﻌﺟزة اﺧري ﻋظﻳﻣﺔ ﻣﻊ ﻧﺟﻠﻲ طﺎرق ﻓﻘد ﺻدم ﺑﺳﻳﺎرﺗﻪ ﺳﻳدة ﻣﺳﻧﺔ ﺑﺳﺑب ﺧطﺋﻬﺎ ،وﺳﻳرهﺎ ﻓﻲ ﻋرض اﻟطرﻳق ،ﻓﺳﻘطت ﻋﻠﻲ اﻻرض ﻣﺻﺎﺑت ﺑﻧزﻳف ﻓﻲ اﻟﻣﺦ ،وآﺳر ﻓﻲ اﻟﺣوض ،وﻧﻘﻠت اﻟﻲ ﻣﺳﺗﺷﻔﻲ هﻠﻳوﺑوﻟﻳس ﺑﺎﻟﻘﺎهرة ،وﻗد ﻗﺎل ﻟﻲ اﻟطﺑﻳب ﺑﺻراﺣﺔ اﻧﻬﺎ ﺳﺗﻘﺿﻲ ﺑﻌد ﺳﺎﻋﺎت ،ﻓﺎﻧزﻋﺟت ﺟدا ،وﻟم ادر ﻣﺎذا أﻓﻌﻞ ﻟﻧﺟدة اﺑﻧﻲ ﻣﻣﺎ ﻗد ﻳﺗﻌرض ﻟﻪ ﻣن ﻣﺳﺎءﻟﺔ ﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ،ﻓﺎﺗﺟﻬت اﻟﻲ اﷲ طﺎﻟﺑﺎ ﻋوﻧﻪ ،وأﻣﺳآت ﺑﺻورﺗﻲ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس، وﻣررت ﺑﻬﻣﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺳﻳدة اﻟﻣﺻﺎﺑﺔ ،وطﻠﺑت ﻣﻧﻬﻣﺎ اﻟﻧﺟدة ﺑﻣﺎ ﻟﻬﻣﺎ ﻣن ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻗوﻳﺔ ﻋﻧد رب اﻟﻣﺟد...وآﺄن اﺑواب اﻟﺳﻣﺎء ﻣﻔﺗوﺣﺔ ،اذ ﻧﻔﺦ اﻟرب ﻓﻳﻬﺎ ﻧﺳﻣﺔ ﺣﻳﺎة – آﻣﺎ ﻳﻘوﻟون – ﻓﺎﺑﺗدأت ﺗﻔﻳق ﻣن ﻏﻳﺑوﺑﺗﻬﺎ ،واﺳﺗردت ﺷﻳﺋﺎ ﻣن ﻗوﺗﻬﺎ ،وأﻣآن ﺳؤاﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻳق ،وﺷرﺣت ﻣﺎ ﺣدث ،وﺗﺑﻳن اﻧﻬﺎ آﺎﻧت ﻣﺧطﺋﺔ . ﻣﺎ أﺷد اﻟﻔﺎرق ﺑﻳن ﺣﺎﻟﺗﻧﺎ وﻧﺣن ﻓرﻳﺳﺔ اﻟﻘﻠق ،واﻻﺿطراب ،وﺣﺎﻟﺗﻧﺎ ﻋﻧدﻣﺎ اﻣﺗدت ﻳد اﷲ ﻟﺗﻬب ﻗﻠوﺑﻧﺎ ﺳﻼﻣﺎ ،وأﻣﻧﺎ...
اﻻﻧزﻻق اﻟﻐﺿروﻓﻲ اﻟﺳﻳدة ﺣرم اﻟدآﺗور /ﻣﻧﻳر آﻳرﻟس ﻣﻠوي ) ﻣن ﺳﺟﻞ اﻟدﻳر(
اﻋﺗدﺗﺎ ﻣﻧذ ﻋﺎم ١٩٥٠أن ﻧﺻطﺎف ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌﺻﺎﻓرة ﺑﺎﻷﺳآﻧدرﻳﺔ .وﻓﻲ ﺻﻳف ﻋﺎم ١٩٧٠ – ﻋﻧدﻣﺎ آﻧﺎ هﻧﺎك – أﺻﻳب زوﺟﻲ – ﻓﺟﺄة – ﺑﺎﻧزﻻق ﻏﺿروﻓﻲ ،ﻓآﺎن ﻻﻳﻘوي ﻋﻠﻲ اﻟوﻗوف ،أو اﻟﺟﻠوس ،ﻓﻼزم اﻟﻔراش. رأي اﻷطﺑﺎء اﻧﻪ ﻣﺣﺗﺎج اﻟﻲ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺟراﺣﻳﺔ ،واﻻ ﻓﻼ ﺷﻔﺎء ،وﻗد واﻓﻘﻬم زوﺟﻲ ،وﻟآﻧﻲ ﻋﺎرﺿﺗﻪ ﺑﺷدة ﻧظرا ﻟظروف ﻏرﺑﺗﻧﺎ ﻣﻊ أطﻔﺎﻟﻲ اﻟﺧﻣﺳﺔ ...آﻧت ﻓﻲ ﺣﻳرة ،وﺿﻳق ﺷدﻳدﻳن ،وﻟم ﻳآن أﻣﺎﻣﻲ اﻻ ان اﻟﺟﺄ اﻟﻲ اﷲ ،ﻓذهﺑت اﻟﻲ آﻧﻳﺳﺔ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻟآﺎﺋﻧﺔ اﻣﺎ ﻣﺳآﻧﻧﺎ ،ووﻗﻔت اﻣﺎم اﻳﻘوﻧﺗﻪ اﻟﻣﺑﺎرآﺔ ،وﻗﻠت ﻟﻪ" :أﻧت ﺗرﺿﻲ ﺑﺑﻬدﻟﺗﻲ ؟ " ) ﺑﻧﻔس هذا اﻷﺳﻠوب اﻟﻌﺎﻣﻲ (. ظﻞ زوﺟﻲ ﻋﻠﻲ اﺻرارﻩ ،ﻷﻧﻪ طﺑﻳب ،وﻳﻌرف ﻣﺎ ﺗﺗطﻠﺑﻪ ﺣﺎﻟﺗﻪ ﻓذهب اﻟﻲ اﻟﺟراح ﻓوﺟدﻩ ﻣﺳﺎﻓرا ،ﻓﺷآرت اﷲ ﻋﻠﻲ ذﻟك آﺛﻳرا ،وأﺣﺳﺳت ،ﺑﻞ وﺛﻘت أﻧﻪ ﻳﻘف ﻣﻌﻧﺎ ﺑﺷﻔﻌﺔ اﻟﺷﻬﻳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻟذي آﻧت أﻧﺎدﻳﻪ دوﻣﺎ. وﺳرﻋﺎن ﻣﺎ آﺎﻧت اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ،ﻓﻘد ﻟﻣﺳﻧﺎ اﻟﺗﺣﺳن اﻟﺳرﻳﻊ واﻟﻣﻠﺣوظ ﻳوﻣﺎ ﺑﻌد ﻳوم .وﻣﺎ أن اﻧﻘﺿﻲ اﻻﺳﺑوع ﺣﺗﻲ ﻋوﻓﻲ زوﺟﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎ ،وﻋدﻧﺎ اﻟﻲ ﺑﻠدﺗﻧﺎ ،وهو ﻳﻘود اﻟﺳﻳﺎرة ﺑﻧﻔﺳﻪ طوال ﻋﺷر ﺳﺎﻋﺎت هﻲ زﻣن اﻟرﺣﻠﺔ.
ﺷﻬﺎدة طﺑﻳب اﻟﺳﻳد اﻟدآﺗور /ﻓﻬﻳم وهﻳب ﺑﺎﺧوم اﻻﺳآﻧدرﻳﺔ ) ﻣن ﺳﺟﻼت ﻣﻌﺟزات اﻟدﻳر(
ذهﺑت اﻟﻲ اﻻﺳآﻧدرﻳﺔ ﻟزﻳﺎرة أﺧﻲ اﻟطﺎﻟب ﺑآﻠﻳﺔ اﻟزراﻋﺔ ،وآﺎن ﻣﺣﺟوزا ﺑﻣﺳﺗﺷﻔﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺳﺑب اﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑورم ﺧﺑﻳث ﺑﺎﻟﻘوﻟون أدي اﻟﻲ ﺣدوث اﻧﺳداد ﻣﻌوي ،وﻗد ﺗم اﻟﺗﺷﺧﻳص ﺑﺎﻷﺷﻌﺔ، ﺛم ﺑﺎﻟﻣﻧظﺎر اﻟذي رأﻳﺗﻪ ﺑﻧﻔﺳﻲ ﻣﻊ اﻷطﺑﺎء اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﻳن ﻳوم . ١٩٨٤/٧/٢٢ وﻗد ﺣدد ﻳوم اﻟﺧﻣﻳس ٧/٢٦ﻻﺟراء ﺟراﺣﺔ ﻟﻌﻣﻞ ﻣﺎ ﻳﻣآت ﻋﻣﻠﻪ .وﻓﻲ أﺛﻧﺎء ذﻟك أراد اﻟطﺑﻳب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ،وهو دآﺗور /ﻣﺣﻣد ﺟﻣﺎل اﺧﺻﺎﺋﻲ ﻋﻣﻞ اﻟﻣﻧﺎظﻳر اﻋﺎدة اﻟﻣﻧظﺎر ﻳوم اﻟﺛﻼﺛﺎء ٧/٢٤ ﻷﺧذ ﻋﻳﻧﺔ ﻣن اﻟورم ﻗﺑﻞ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ،وﻟآﻧﻧﺎ ﻓوﺟﺋﻧﺎ ﺑﻌدم وﺟود اﻟورم ،ﻓآرر اﻟﻣﻧظﺎر ﻣرة أﺧري، آﻣﺎ أﻋﺎد اﻷﺷﻌﺔ ،ﻓﻠم ﻳظﻬر أﻳﺿﺎ . وﻓﻲ اﻟﻳوم اﻟﻣﺣدد ﻻﺟراء اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ) اﻟﺧﻣﻳس ( ٧/٢٦ﻋﻣﻞ ﻣﻧظﺎر اﻟﻣﻌدة ،وآذﻟك أﺷﻌﺔ ﻟﻠﻣريء واﻟﻣﻌدة ،وظﻬرت اﻟﻧﺗﻳﺟﺔ ﺳﻠﺑﻳﺔ ﻣﻊ زوال اﻻﻧﺳداد . ﻣﺎذا ﺣدث ؟ ...ﻟﻘد دهﻧﺎ أﺧﻲ ﺑزﻳت ﻣن دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻳوم اﻟﺟﻣﻌﺔ ،١٩٨٤/٧/٢٠وآﺎن ﻳذآر ﻓﻲ اﻟﻘداﺳﺎت ﻣن ﻳوم اﻟﺳﺑت ﺣﺗﻲ ﻳوم اﻟﺧﻣﻳس. وأﻧﺎ آطﺑﻳب ،وﻣﻌﻲ اﻷطﺑﺎء اﻟذﻳن وﻗﻌوا ﻋﻠﻳﻪ اﻟآﺷف اﻟطﺑﻲ ﻣﺎزﻟﻧﺎ ﻧﺗﻌﺟب آﻳف زال اﻟورم اﻟﺧﺑﻳث ،واﻻﻧﺳداد هآذا ﺳرﻳﻌﺎ .اﻧﻬﺎ ﻗوة اﷲ اﻟﺗﻲ ﻻﺣدود ﻟﻬﺎ .
ﺗﻬﺗك ﻓﻲ أﻋﺻﺎب اﻟﻌﻳن اﻟﺳﻳد /أﻣﻳر رﺷدي ﻳﻌﻘوب ﻣدﻳر اﻻدارة اﻟﻬﻧدﺳﻳﺔ ﺑﺷرآﺔ ﻣﺿﺎرب رﺷﻳد اﻻﺳآﻧدرﻳﺔ ) ﻣن ﺳﺟﻞ ﻣﻌﺟزات اﻟدﻳر( ﺷﻌرت ﺑﻌﺟز آﺑﻳر ﻓﻲ اﺑﺻﺎر اﻟﻌﻳن اﻟﻳﻣﻧﻲ ،وﺗرددت ﻋﻠﻲ آﻞ ﻣن دآﺗور /ﺗﺎدرس ﺷﻠﺑﻲ، ودآﺗور ﻋﻣﺎد ﺑرﺳوم ،ﺛم دآﺗور /ﻣدﺣت اﻟﺣﻧﺎوي اﻟذي ﻓﺣص اﻟﻌﻳن ﺑﺄﺟﻬزة ﺣدﻳﺛﺔ ،وﺗﺑﻳن ﺣدوث ﺗﻬﺗك ﻟﻸﻋﺻﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت ﻋدﺳﺔ اﻟﻌﻳن ،وﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟذﻟك ﺗﺣرآت ﻋن ﻣوﺿﻌﻬﺎ ،وطﻠب ﻣﻧﻲ أن أﻋود ﺛﺎﻧﻳﺔ ﺑﻌد ﻳوﻣﻳن ﻟﻌﻣﻞ ﻣزﻳد ﻣن اﻟﻔﺣوص ،وﻟﺗﺣدﻳد ﺳﺑب اﻷﺻﺎﺑﺔ. ﺷﻌرت ﺑﻔداﺣﺔ اﻻﻣر ،وﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻌﻼج ،وﻻ أرﻳد أن أ ﻗول اﺳﺗﺣﺎﻟﺗﻪ ،ﻟذا ﻗﻣت أدهن ﻋﻳﻧﻲ ﻣن اﻟﺧﺎرج ﺑزﻳت ﻣن دﻳر ﻣﺎر ﻣﻳﻧﺎ آﺎن ذﻟك ﻟﻳﻼ ،وﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح ﺷﻌرت أن ﻋﻳﻧﻲ ﻗد اﺳﺗردت ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ اﻻﺑﺻﺎر. ﺗوﺟﻬت ﻓﻲ اﻟﻣوﻋد اﻟﻣﺣدد اﻟﻲ اﻟدآﺗور /ﻣدﺣت اﻟﺣﻧﺎوي ،ﻓوﺟد أن اﻟﻌﻳن ﻗد أﺻﺑﺣت ﻋﺎدﻳﺔ، آﻣﺎ أن ﺿﻐطﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺗواﻩ اﻟطﺑﻳﻌﻲ ،وﻟم ﻳطﻠب ﻣﻧﻲ اﺳﺗﺧدام اﻳﺔ ﻋﻘﺎﻗﻳر.
اهﺗز ﺟﺳد اﻟﻘدﻳس اﻟﺳدة /ﻋﻔﺎف ﻧﺎﺛﺎن ﻣﻘﺎر ٩ﺷﺎرع ﻋﺑد اﷲ أﺑو اﻟﺳﻌود – ﻣﺻر اﻟﺟدﻳدة ) ﻣن ﺳﺟﻞ ﻣﻌﺟزات اﻟدﻳر(
ﺷﻌرت ﺑﺎﻻم ﺷدﻳدة ﻓﻲ رأﺳﻲ ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺿﻌف اﺑﺻﺎر اﻟﻌﻳن اﻟﻳﺳري ،وﻗد أﺟرﻳت اﺷﻌﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﺟﻣﺟﻣﺔ ،ﻓظﻬر أن هﻧﺎك ورم ﻓﻲ اﻟﻐدة اﻟﻧﺧﺎﻣﻳﺔ .وﻗد ﺣﺿرت اﻟﻲ اﻟدﻳر ﻳوم ٢٧دﻳﺳﻣﺑر ١٩٨٣وأﻣﻠت ﺑرأﺳﻲ ﻋﻠﻲ ﺟﺳد اﻟﺷﻬﻳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ،وأﻧﺎ اﺑآﻲ ﺑﻣرارة طﺎﻟﺑﺔ ﺷﻔﺎﻋﺗﻪ.
وﻓﻲ هذﻩ اﻻﺛﻧﺎء ﺣدث أن اهﺗز اﻟﺻﻧدوق اﻟذي ﻳﺣوي اﻟﺟﺳد اﻟطﺎهر ﺗﺣت رأﺳﻲ ،ﻓﺗﻌﺟﺑت، وﺷﻌرت أﻧﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﺳﻣﺎء . وﻗد ﺻﻠﻲ ﻟﻲ أﺣد اﻻﺑﺎء اﻻﺟﻼء ﺑﺎﻟدﻳر ،وأﻋطﺎﻧﻲ زﻳﺗﺎ ﻷدهن ﺑﻪ رأﺳﻲ .وﻓﻲ ﻳوم اﻟﺳﺑت ١٩٨٣/١٢/٣١ﺗوﺟﻬت اﻟﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ ،وﻋﻣﻠت أﺷﻌﺔ ﺟدﻳدة ﺑﺎﻟآﻣﺑﻳوﺗر ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺦ ،وﻗد ﻓوﺟﻲء اﻟطﺑﻳب ﺑﺧﻠوهﺎ ﻣن أي ﺷﻲء ﻏﻳر ﻋﺎدي ،ﻓﺳﺟدﻧﺎ ﷲ ﺷآرا ،وﺣﻣدا ﻋﻠﻲ ﻧﻌﻣﺗﻪ ﻓﻘد ﺗﺣﻧن ﻋﻠﻲ ،وﺷﻔﺎﻧﻲ ﻣن ﻣرض ﺧطﻳر ﺧﻼل اﺳﺑوع واﺣد ﺑﺷﻔﺎﻋﺔ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻟﻌﺟﺎﻳﺑﻲ.
ﻣن اﻟذي آﻠﻣﻬﺎ اﻟﺳﻳد دآﺗور /آﻣﺎل ﺣﺑﻳب آﺎﻟﻳﻔورﻧﻳﺎ – اﻟوﻻﻳﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﻳآﻳﺔ أﺑﻲ اﻟورع ) (....أﻓﺎ ﻣﻳﻧﺎ ﻳﺳرﻧﻲ أن ارﺳﻞ ﻟآم هذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻻﺑﻧﺗﻲ "دﻳﺎﻧﺎ" اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣن اﻟﻌﻣر ﺛﻼث ﺳﻧوات، وذﻟك اﻋﺗراﻓﺎ وﺗﺄآﻳدا ﻟﻣﻌﺟزات اﻟﻘدﻳس اﻟﻌظﻳم ﻣﻳﻧﺎ اﻟﻌﺟﺎﻳﺑﻲ ،واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس . ﻓﻠﻘد آﺎﻧت زوﺟﺗﻲ ﻓﻲ زﻳﺎرة ﻟﺷﻘﻳﻘﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻳم ﺑﺎﻟدور اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺄﺣدي اﻟﻌﻣﺎرات ﻓﻲ ﻟوس اﻧﺟﻳﻠوس ،وﻓﺟﺄة اﺛﻧﺎء اﻟﻠﻌب ﺳﻘطت اﺑﻧﺗﻲ ﻣن اﻟﺷﺑﺎك .ﻓﻬروﻟﻧﺎ ﺟﻣﻳﻌﺎ اﻟﻲ اﻟﺷﺎرع ﻟﻧﺟد اﻟطﻔﻠﺔ
أﺷﺑﻪ ﺑﺎﻟﺟﺛﺔ اﻟﻬﺎﻣدة ...آﺎﻧت ﻓﺎﻗدة اﻟوﻋﻲ ،وﺟﺳﻣﻬﺎ ﺗﻐﻳر ﻟوﻧﻪ ،ﻓﺄﺧذت زوﺟﺗﻲ ﺗﺻرخ ،ﻓﺗﺟﻣﻊ ﺣوﻟﻧﺎ ﻋدد ﻣن ﺳآﺎن اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،وآﺎﻧت ﺗطﻠب ﺷﻔﺎﻋﺔ اﻟﺷﻬﻳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ،واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،وأﺗت ﺷﻘﻳﻘﺗﻬﺎ ﺑآﺗﺎب ﺣﻳﺎة ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ،ووﺿﻌﺗﻪ ﻋﻠﻲ رأس اﻟطﻔﻠﺔ ،وﻓﻲ هذﻩ اﻻﺛﻧﺎء – وﻗﺑﻞ ﺣﺿور ﻋرﺑﺔ اﻻﺳﻌﺎف – أﻗﺑﻞ ﻧﺣوﻧﺎ ﺻﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻋﺷر ﻣن ﻋﻣرﻩ ،وﻳﺷﺑﻪ ﺗﻣﺎﻣﺎ اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻲ ﻏﻼف آﺗﺎب اﻟﻘدﻳس ﻣﻳﻧﺎ ،وﻗﺎل ﻟزوﺟﺗﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ":ﻻﺗﺧﺎﻓﻲ اﻧﻬﺎ ﺳﻠﻳﻣﺔ ،وﻟن ﻳﻣﺳﻬﺎ ﺳوء" . وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ – وﺑﻌد اﺟراء اﻷﺷﻌﺎت واﻟﻔﺣوص اﻟﻼزﻣﺔ ﺗﺑﻳن أن اﻻﺑﻧﺔ ﺳﻠﻳﻣﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ،وﻟم ﻳﻠﺣﻘﻬﺎ أي أذي .وﺻدﻗﻧﻲ ﻳﺎأﺑﻲ ﻟآم ﺗﻌﺟب اﻷطﺑﺎء ﺟدا آﻳف أن طﻔﻠﺔ ﺻﻐﻳرة ﻣﺛﻠﻬﺎ ﺗﺳﻘط ﻣن هذا اﻷرﺗﻔﺎع ،وﻻﺗﺻﺎب ﺣﺗﻲ ﺑآدم ﺑﺳﻳط. وﻓﻲ اﻟﻠﻳﻞ ظﻬر ﻟزوﺟﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎم ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،وآﺎن اﻟﻘدﻳس ﻣﻳﻧﺎ ﺑﻧﻔس اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ رأت ﻋﻠﻳﻬﺎ اﻟﺻﺑﻲ اﻟذي آﻠﻣﻬﺎ ،وطﻣﺄﻧﻬﺎ ﻋﻠﻲ اﺑﻧﺗﻧﺎ ،وﻗﺎل ﻟﻬﺎ " :أﻟم أﻗﻞ ﻟك اﻧﻬﺎ ﺳﺗآون ﺑﺧﻳر" وﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح ﺗذآرت زوﺟﺗﻲ ﻣﺎ ﺟري ،وﺗﻧﺑﻬت اﻟﻲ اﻧﻪ ﻻ ﻳوﺟد أﺣد ﻳﺗآﻠم اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻧزل أﺧﺗﻬﺎ ﺳوي اﻷﺧت ،وزوﺟﻬﺎ ،ﻓﺗﺄآدﻧﺎ أن اﻟذي طﻣﺄﻧﻬﺎ هو ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ. أذآر اﻳﺿﺎ أﻧﻪ أﺛﻧﺎء وﺟود "دﻳﺎﻧﺎ" ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ آﺎﻧت هﻧﺎك طﻔﻠﺔ أﺧري ﺳﻘطت ﻣن ﻓوق اﻟﻣﺎﺋدة اﻟﻲ ارض اﻟﺣﺟرة ﻓﺄﺻﻳﺑت ﺑﺎرﺗﺟﺎج ﻓﻲ اﻟﻣﺦ ،وآﺎﻧت ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ ﺣرﺟﺔ ﺟدا. ﺣﻘﺎ أن ﻳد اﷲ ﻻ ﺗﻘﺻر ﻋن أن ﺗﺧﻠص آﻞ اﻟداﻋﻳن ﺑﺎﺳﻣﻪ ...اﻟذﻳن ﻳﻠﺟﺄون اﻟﻳﻪ....وﻳرﺳﻞ ﻗدﻳﺳﻳﻪ ﻟﻳﺻﻧﻌوا اﻷﺷﻔﻳﺔ واﻟﻌﺟﺎﺋب ﻓﻲ وﺣدة واﺣدة ﺑﻳن اﻟآﻧﻳﺳﺔ اﻟﻣﻧﺗﺻرة واﻟآﻧﻳﺳﺔ اﻟﻣﺟﺎهدة.
اﺳﺗﻬﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣذﻳر
اﻟﺳﻳدة دآﺗور /هﻳﻠﻳن ﻋزﻳز ﺳﻌﺎدة
ص .ب – ٣١٩٠ﻋﻣﺎن اﻷردن
ﻓﻲ ﻳوم ١٦أﺑرﻳﻞ ١٩٨٤آﻧت ﻣﻊ زوﺟﻲ دآﺗور /ﻧﺑﻳﻞ ﺳﻌﺎدة ﻓﻲ طرﻳﻘﻧﺎ ﺑﺎﻟﺳﻳﺎرة ﻣن ﻣﻳﻧﺎء اﻟﻌﻘﺑﺔ إﻟﻲ ﻋﻣﺎن ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻷردن .وآﺎﻧت اﻟﺷﻣس ﻗد أﺧذت ﺗﺗواري ﺧﻠف اﻷﻓق ،وﺗﺣﺟب ﻧورهﺎ ﻋن اﻟآون.
وﻓﺟﺄة – وﻋﻧد ﻣﻧﺗﺻف اﻟطرﻳق – هﺑت زواﺑﻊ رﻣﻠﻳﺔ ﻓﺗﺿﺎءل ﻣدي اﻟرؤﻳﺔ ،وأﺻﺑﺢ اﺳﺗآﻣﺎل اﻟرﺣﻠﺔ أﻣرا ﺻﻌﺑﺎ .
أﺧذت أﺻرخ ﻟﺳﻳدي ﻳﺳوع اﻟﻣﺳﻳﺢ ،ﺛم ﻧﺎدﻳت ﺑﺄﻋﻠﻲ ﺻوﺗﻲ ﻧﺎدﻳت ﺷﻔﻳﻌﻲ اﻟﺣﺑﻳب ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻟﻌﺟﺎﻳﺑﻲ اﻟذي أﺣﺗﻔظ ﺑﺄﻳﻘوﻧﺔ ﻟﻪ ﻣﻊ آﺗﺎب ﻣن آﺗب ﻣﻌﺟزات اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻓﻲ ﺣﻘﻳﺑﺔ ﻳدي.
وأود أن أوﺿﺢ _ ﻗﺑﻞ اﻻﺳﺗرﺳﺎل ﻓﻲ ﺳرد اﻟﻣﻌﺟزة – إﻧﻧﻲ ﻣﺎ آﻧت أﻋرف هذا اﻟﺑطﻞ ﻟوﻻ ﻣﺎ روﺗﻪ ﻋﻧﻪ ﺷﻘﻳﻘﺗﻲ اﻟﻣﻘﻳﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎهرة ،واﻟﺗﻲ أهدﺗﻧﺎ ﻧﺳﺧﺔ ﻣن آﺗﺎب ﺣﻳﺎﺗﻪ ،وﻣن آﺗب ﻣﻌﺟزات اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس .وﻗد ﺗﺑﺎرآت ﺑزﻳﺎرة دﻳرﻩ اﻟﻌﺎﻣر ﺑﻣرﻳوط أﻧﺎ وزوﺟﻲ وأوﻻدي اﻟذﻳن ﻳﺣﺗﻔظون ﻓﻲ ﺣﺟرﺗﻬم ﺑﺻورة آﺑﻳرة ﻟﻪ ،وﻳرﺷﻣون أﻧﻔﺳﻬم ﺑزﻳت ﻣﺑﺎرك ﺣﺻﻠﻧﺎ ﻋﻠﻳﻪ ﻣن اﻟدﻳر.
أﻋود إﻟﻲ ﻗﺻﺗﻲ ﻓﺄﻗول إن اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻗد هدأت ﺑﻣﺎ ﻳﺳﻣﺢ ﺑﻣواﺻﻠﺔ اﻟرﺣﻠﺔ ،وﻟآن ظﻬرت أﻣﺎﻣﻧﺎ ﻓﻲ اﻷﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻘﺎﺑﻞ ﺳﻳﺎرة ﺧﺎﺻﺔ أﺧذ ﻗﺎﺋدهﺎ ﻳطﻠب ﻣﻧﺎ – ﺑواﺳطﺔ اﻹﺷﺎرات اﻟﺿوﺋﻳﺔ – أن ﻧﺗوﻗف وﻗد اﺳﺗﺟﺑﻧﺎ ﻟرﻏﺑﺗﻪ ،ﻓﺄﻗﺑﻞ ﻧﺣوﻧﺎ ،ﻓوﺟدﻧﺎﻩ ﺷﺎﺑﺎ وﺳﻳﻣﺎ ،أﺧذ ﻳرﺟوﻧﺎ ﻓﻲ إﻟﺣﺎح ﻏرﻳب أﻻ ﻧواﺻﻞ اﻟﺳﻳر " ﻷن اﻟطرﻳق ﺧطر ﻋﻠﻳﻧﺎ ﺟدا" ..وﻗد ﺗﻌﺟﺑﻧﺎ ﻟﺧوﻓﻪ اﻟﺷدﻳد ﻋﻠﻳﻧﺎ ،وﻟﻠﻬﻔﺗﻪ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻧﺟﺎﺗﻧﺎ ،وهو ﻻﻳﻌرﻓﻧﺎ .
وﻓﻲ هذﻩ اﻟﻠﺣظﺔ أﻗﺑﻠت ﺳﻳﺎرة أﺧري ﻓﻲ ﻧﻔس اﺗﺟﺎهﻧﺎ ﺷﺟﻌﻧﺎ ﻣن ﻓﻳﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﺳﻳر ﻣﻌﺎ ،ﻓواﻓﻘﻧﺎ ،وﺷآرﻧﺎ ذﻟك اﻟﺷﺎب اﻋﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑﻧﺎ ،وﺳرﻧﺎ ﻓﻲ طرﻳﻘﻧﺎ ﻏﻳر آﺑﻬﻳن ﺑﻧﺻﺣﻪ.
ﻟم ﺗﻧﻘض ﺳوي أرﺑﻊ دﻗﺎﺋق ﺣﺗﻲ اﺧﺗﻔت اﻟﺳﻳﺎرة اﻟﺗﻲ وﻋد ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﺳﻳر ﻣﻌﻧﺎ ،ووﺟدﻧﺎ اﻟﻣوت ﻣﺣدﻗﺎ ﺑﻧﺎ ،ﻓﺎﻟطرﻳق ﻣﻣﻠوء ﺑﺎﻟﺷﺎﺣﻧﺎت اﻟآﺑﻳرة ﻓﻲ آﻼ اﻻﺗﺟﺎهﻳن ،وﺑدا ﻋﻠﻲ زوﺟﻲ اﻻﺿطراب ،ﻓﺻرﺧت ﻗﺎﺋﻠﺔ ":ﻳﺎ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻧﺟدﻧﺎ " ،وهﻧﺎ ﻗرر زوﺟﻲ اﻟرﺟوع ﺗوا.
وﻓﻲ طرﻳق اﻟﻌودة ،وﺟدﻧﺎ اﻟﺷﺎب ذاﺗﻪ ﻳﻘف إﻟﻲ ﺟوار ﺳﻳﺎرﺗﻪ )ﻣرﺳﻳدس ( ،وآﺄﻧﻪ آﺎن ﻳﻌﻠم أﻧﻧﺎ ﺳﻧﻌود...
ﺗوﻗﻔﻧﺎ ....وأﺧﺑرﻧﺎﻩ ﺑﻣﺎ ﺻﺎدﻓﻧﺎ ﻣن اﺧطﺎر ،وﻣﺎ ﻟﻘﻳﻧﺎﻩ ﻣن أهوال ..وهﺎ ﻧﺣن ﻋدﻧﺎ ﻋﻣﻼ ﺑﻧﺻﻳﺣﺗﻪ...
ﻓﺎﺑﺗﺳم اﻟﺷﺎب ،وﻗﺎل " ﻟﻘد أﺧﺑرﺗآم ﺑﻣﺎ آﺎن ﻳﻧﺗظرآم ".
وﻟﻣﺎ هﻣﻣﻧﺎ ﺑﺎﻻﻧﺻراف طﻠب ﻣﻧﺎ أن ﻧﺳﺎﻋدﻩ ﻓﻲ دﻓﻊ ﻋرﺑﺗﻪ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻏرزت ﻓﻲ اﻟرﻣﻞ ،ﻓﻌرﺿﻧﺎ ﻋﻠﻳﻪ أن ﻳرآب اﻟﺳﻳﺎرة ﻣﻌﻧﺎ ﻟﻧوﺻﻠﻪ إﻟﻲ أي ﻣآﺎن ﻳرﻳد .وﻟآﻧﻪ اﻋﺗذر ﺑﺳﺑب ﻏرﻳب ،وهو وﺟود " ﺟﻣﻞ " ﻓﻲ اﻟﺳﻳﺎرة ،وأﻧﻪ ﻻ ﻳﺳﺗطﻳﻊ أن ﻳﺗرآﻪ ،ﻓﺎﺗﺟﻬﻧﺎ ﺑﺄﺑﺻﺎرﻧﺎ إﻟﻲ اﻟﻣﻘﻌد اﻟﺧﻠﻔﻲ ﻟﻠﺳﻳﺎرة ﻟﻧﺟد "ﺟﻣﻼ" ﺻﻐﻳرا ﺟﺎﻟﺳﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﻬﻲ اﻟﻬدوء ،ﺗﻣﺎﻣﺎ آﺎﻟﺟﻣﻞ اﻟذي ﻧراﻩ ﻓﻲ ﺻورة اﻟﺷﻬﻳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﺎرآﺎ ﻋﻧد ﻗدﻣﻳﻪ ...
آﺎن ﻣﻧظرا ﺷﺎذا وﻏرﻳﺑﺎ ،وﻟآن اﻟﻣوﻗف ﻋﺑر دون أن ﻧﻌﻳرﻩ اﻧﺗﺑﺎهﺎ ،إذ ﻗﻣﻧﺎ ﺑدﻓﻊ اﻟﺳﻳﺎرة ﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﻗﺻﻳرة ﻻﺗﺗﻌدي ﺧﻣﺳﺔ أﻣﺗﺎر ،ﻓﺗﺣرآت ﻣﺳرﻋﺔ ﻓﻲ طرﻳﻘﻬﺎ ،ﺛم اﺧﺗﻔت ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﻌد ﻋدة أﻣﺗﺎر.
وهﻧﺎ اﻧﻔﺗﺣت اﻋﻳﻧﻧﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ...
إﻧﻪ ﻣﺎر ﻣﻳﻧﺎ اﻟﻌﺟﺎﻳﺑﻲ ...إذ ﻻﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﺻطﺣب ﻣﺳﺎﻓر "ﺟﻣﻼ" ﻓﻲ ﺳﻳﺎرة ﺧﺎﺻﺔ" ﻣﻼآﻲ " ، وأن ﻳآون اﻟﺟﻣﻞ ﺑﻬذا اﻟﻬدوء.
ﺗﺿﻳف اﻟﺳﻳدة ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ :
ﻟﻘد أﺧﺑرت ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻌﺟزة ﻋددا آﺑﻳرا ﻣن اﻟراهﺑﺎت اﻟﻼﺗﻳن واﻟآﺎﺛوﻟﻳك ﻓﻲ اﻷردن ﻓﺂﻣن ﺑﻣﺎ ﺣدث.
ﻋزﻳزي اﻟﻘﺎريء – إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺗﻪ هذﻩ اﻟﺳﻳدة اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻋن أهوال اﻟطرﻳق ﻓﺈن ﻣﺎ ﻧﺷر ﺑﺟرﻳدة اﻷهرام – ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻌد – ﻳؤآد ﺧطورة اﻟﺳﻳر ﻓﻲ ذﻟك اﻟطرﻳق اﻟﻣؤدي إﻟﻲ اﻟﻣﻳﻧﺎء اﻟوﺣﻳد
ﻟﻠﻣﻠآﺔ اﻷردﻧﻳﺔ ﻓﺑﻌد ﺣدوث اﻟﻣﻌﺟزة ﺑﺣواﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﺗﻘرﻳﺑﺎ ﻧﺷرت اﻟﺟرﻳدة اﻟﻣذآورة ﻧﺑﺄ ﺗﻌرض ﺳﻳﺎرة ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟطرﻳق ﻟﺣﺎدث رهﻳب ،راح ﺿﺣﻳﺗﻪ ﺑﻌض اﻟﻣﺻرﻳﻳن ،ﻓﻔﻲ اﻟﻌدد رﻗم ٣٥٦٤٨اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ١٩ﻳوﻟﻳو ١٩٨٤ﻧﺑﺄ ﻳﻘول ":ﻣﺻرع ١٥ﻣﺻرﻳﺎ وإﺻﺎﺑﺔ ١١ﺑﺎﻷردن ".
ﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﺣدوث اﻟﻣﻌﺟزة
ﻧﺎدﻳﺔ ﺷآري ﺣﻧــــﺎ
ﻣﺻر اﻟﺟدﻳدة )ﻣﻌروﻓﺔ ﻟدﻳﻧﺎ (
أﺑﻲ اﻟورع اﻟﻘس ) (...أﻓﺎ ﻣﻳﻧﺎ
أرﺳﻠت ﻟﻲ ﺷﻘﻳﻘﺗﻲ اﻟﻣﻘﻳﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﻳراآﻳوز ﺑﺎﻟوﻻﻳﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﻳآﻳﺔ ﺧطﺎﺑﺎ ﻣن ﻋﺷر ﺻﻔﺣﺎت ﺗروي ﻓﻳﻪ ﻣﻌﺟزة ﻋظﻳﻣﺔ ﺟرت ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ اﻟﺳﻳد اﻟﻣﻬﻧدس "ﺳﻣﻳر ﻧﺎﺷد" ،وهذا ﻣﻠﺧص رﺳﺎﻟﺗﻬﺎ :
ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﺷﻬر ﻣﺎرس ،١٩٨٦أﺻﻳب زوﺟﻲ"ﺳﻣﻳر" ﺑﺄﻟم ﺷدﻳد ﻓﻲ اﻟﺣﻠق ﻣﻊ ﺳﻌﺎل ﻣﺻﺣوب ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻓﻲ درﺟﺔ اﻟﺣرارة .
وﺻف ﻟﻪ اﻟطﺑﻳب ﻋﻼﺟﺎ ﻟﻣدة ﻋﺷرة أﻳﺎم .وإذ ﻟم ﻳﺗﺣﺳن أﻋطﻲ ﻟﻪ ﻧوع آﺧر ﻣن اﻟﻌﻼج ،وأﺟرﻳت ﻟﻪ أﺷﻌﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﺻدر ،ﻓﻠم ﺗظﻬر ﺷﻳﺋﺎ ﻏﻳر ﻋﺎدي ،وﻟآن درﺟت اﻟﺣرارة ظﻠت ﻣرﺗﻔﻌﺔ ،ﻣﻊ وﺟود دم ﺑﺎﻟﺑﻠﻐم.
ﺗوﺟﻪ "ﺳﻣﻳر " إﻟﻲ طﺑﻳب آﺧر ،وأﺟري أﺷﻌﺔ أﺧري ،واﺷﺗﺑﻪ ﻓﻲ إﺻﺎﺑﺔ زوﺟﻲ ﺑﺎﻟﺳﻞ ،وﻳﻠزم ﻓﻲ هذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،إﺑﻼغ ﺟﻬﺔ اﻟﻌﻣﻞ ،وﺟﻬﺎت اﻟﺻﺣﺔ ﻻﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟوﻗﺎﺋﻳﺔ اﻟﺿرورﻳﺔ ،وﻷن ﻓﻲ هذا ﺗﻬدﻳد ﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻧﺎ ،وﻣﺳﺗﻘﺑﻞ أطﻔﺎﻟﻲ اﻟﺛﻼث ،ﻟذﻟك ﻓﻘد طﻠﺑﻧﺎ ﻣن اﻟطﺑﻳب أﻻ ﻳﺧطر أﺣدا ﻗﺑﻞ أن ﻳﺗﻳﻘن ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎطﻌﺔ ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟﺗﺷﺧﻳص ﺣﺗﻲ ﻻ ﻳﻌرض ﻣﺳﺗﻘﺑﻞ زوﺟﻲ واﻷﺳرة ﻟﻠﺧطر ، ﻓواﻓق ﻋﻠﻲ ذﻟك ،ووﺻف ﻟﻪ اﻟدواء ﻣﻊ ﻋﻣﻞ ﺗﺣﻠﻳﻞ ﻟﻠﺑﻠﻐم .
وﻓﻲ ﻳوم اﻟﺟﻣﻌﺔ اﻟﻌظﻳﻣﺔ ٢ﻣﺎﻳو ١٩٨٦ﺗوﺟﻬﻧﺎ إﻟﻲ طﺑﻳب آﺧر ،ﻓﻌﻣﻞ أﺷﻌﺔ ﺟدﻳدة ،ووﺻف ﻟﻪ دواء ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ .
وﻓﻲ ﻳوم ﺳﺑت اﻟﻧور اﺳﺗﻳﻘظ زوﺟﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻌﺎل ﻗوي ﻣﺻﺣوب ﺑﻧزﻳف ﺷدﻳد ،ﻓﻧﻘﻞ اﻟﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ ﻳوم اﻟﻌﻳد ، ٥/٤وﻓرض ﻋﻠﻳﻪ ﻋزل طﺑﻲ ،وأﻋﻳد ﻋﻼﺟﻪ ﺑﺎﻟﺑﻧﺳﻠﻳن اﻟذي آﺎن ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺑﻪ ﻓﻲ أول اﻷﻣر وأظﻬرت أﺷﻌﺔ ﺟدﻳدة أن ﺷﻳﺋﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺻدر ﻣﺗوﻏﻞ ﻓﻲ اﻟرﺋﺔ ،وهﻧﺎ ﻋرﺿﻧﺎﻩ ﻋﻠﻲ ﺟراح أﻣراض ﺻدرﻳﺔ ،اﻟذي أﺧذ ﻋﻳﻧﺎت ﻣن اﻟرﺋﺔ واﻟﻘﺻﺑﺔ اﻟﻬواﺋﻳﺔ ﺑﻌد ﺑﻧﺞ آﻠﻲ ،وآﺎن هذا ﻳوم اﻟﺛﻼﺛﺎء ٦ﻣﺎﻳو ....
وﻓﻲ اﻧﺗظﺎر ﻧﺗﻳﺟﺔ اﻟﺗﺣﻠﻳﻞ آﻧﺎ ﻧﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺗوﺗر ﻋﺻﺑﻲ ﺷدﻳد ﺧﺷﻳﺔ ﻣﺎ ﻗد ﻳﺳﻔر ﻋﻧﻪ ...وآﻧت وﻗﺗﻬﺎ أﺻﻠﻲ ﺑﻣرارة ﻣﺗﺷﻔﻌﺔ ﺑﺳﻳدﺗﻧﺎ آﻠﻧﺎ اﻟﻌذراء ﻣرﻳم ،ودهﻧت زوﺟﻲ ﺑزﻳت ﻣن دﻳر ﻣﺎر ﻣﻳﻧﺎ ، ووﺿﻌت واﺣدا ﻣن آﺗب ﻣﻌﺟزات اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺗﺣت وﺳﺎدﺗﻪ.
وﻓﻲ ﺻﺑﺎح اﻟﺧﻣﻳس ﺑآرت ﻓﻲ اﻟذهﺎب إﻟﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ ﻷﻋرف ﻧﺗﻳﺟﺔ اﻟﺗﺣﻠﻳﻞ ﻗﺑﻞ زوﺟﻲ ،ﻷﻧﻪ أﺻﻳب ﻣن ﻗﺑﻞ ﺑﺄزﻣﺔ ﻗﻠﺑﻳﺔ ،وآﻧت أﺧﺷﻲ ﻋﻠﻳﻪ ﻣن أي اﻧﻔﻌﺎل ﻗوي .
ﻋرﻓﻧﻲ اﻟطﺑﻳب أن هﻧﺎك ورم ﻓﻲ اﻟرﺋﺔ ،وإﻧﻪ ﻣﺿطر ﻹﺟراء ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺟراﺣﻳﺔ ﻷﺧذ ﻋﻳﻧﺔ ﻣن اﻟورم ،ﻓﻬﻧﺎك اﺣﺗﻣﺎل أن ﻳآون ﺧﺑﻳﺛﺎ ،وهﺎﻟﻧﻲ ﻣﺎﺳﻳﻔﻌﻠﻪ ﻟﻠوﺻول اﻟﻳﻪ ،ﻓﺳوف ﻳﻔﺗﺢ ﻣن اﻟآﺗف ﺑﻧﺻف داﺋرة ،وﺣﺗﻲ ﺗﺣت اﻟذراع وﻳرﻓﻊ ﻟوح اﻟآﺗف ،وﻳﻔﺻﻞ اﻟﺿﻠوع ﻟﻠوﺻول اﻟﻲ اﻟرﺋﺔ ،وﺳﻳﺳﺗﻐرق ذﻟك ﻣﺎ ﻳﻘرب ﻣن ﺳت ﺳﺎﻋﺎت ،وﺳﻳﻘﺿﻲ ﺑﻌدهﺎ إﺛﻧﺎ ﻋﺷر ﻳوﻣﺎ ﺗﺣت اﻟﻌﻧﺎﻳﺔ اﻟﻣرآزة ،ﺛم ﻳﻠزم اﻟﻔراش ﻓﻲ راﺣﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻣدة أرﺑﻌﺔ ﺷﻬور.
وﻟﻣﺎ ﻋرف "ﺳﻣﻳر " ﺑﺎﻟطرﻳﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺟري ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ أﺻﻳب ﺑﺎﻷﻏﻣﺎء ،أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓآﻧت أردد ﺑﺎﺳﺗﻣرار إﻧﻪ ﻟن ﺗﺟري ﻋﻣﻠﻳﺔ ،ﻣؤآدة .أن آﻞ ﺷﻲء ﺳﻳزول ،ﺛم دهﻧﺗﻪ ﺛﺎﻧﻳﺔ ﺑزﻳت ﻣﺎر ﻣﻳﻧﺎ ، وﻟآﻧﻲ ﻻ أآذب ،ﻓﻘد آﻧت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﻳﺔ ﺳﻳﺋﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،زادهﺎ آوﻧﻲ وﺣﻳدة ﻓﻲ اﻟﻐرﺑﺔ.
ﺑﻌد ظﻬر ﻧﻔس اﻟﻳوم ) اﻟﺧﻣﻳس ( ،ﺣﺿر اﻟطﺑﻳب ﺛﺎﻧﻳﺔ ﻟﺗﺣدﻳد ﻣوﻋد اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ،ﻓرﺟوﺗﻪ أن ﻳﺟري أﺷﻌﺔ ﻣرة أﺧري ،ﻓرﻓض ﺑﺷدة ،وأﻓﻬﻣﻧﻲ أن اﻟورم آﺎن ظﺎهرا ﺑوﺿوح ﻋﻠﻲ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺗﻠﻔزﻳون ﻳوم اﻟﺛﻼﺛﺎء اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﺛم ﺣدد ﻳوم ١٢ﻣﺎﻳو ﻣوﻋدا ﻹﺟراء اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ..وﻟآﻧﻧﻲ ﺻﻣﻣت ﻋﻠﻲ ﻋﻣﻞ أﺷﻌﺔ ﺟدﻳدة ﻗﺑﻞ ذﻟك ...ﻓﺗﻌﺟب اﻟطﺑﻳب ﺟدا ﻟﻬذا اﻹﺻرار ،وﺳﺄﻟﻧﻲ ﻋن اﻟﺳﺑب ،ﻓﻠم اﺳﺗطﻊ أن اﻗول ﻟﻪ ﺷﻳﺋﺎ ﻣﻘﻧﻌﺎ ،ﻓﺄﺧرج" ﺳﻣﻳر " آﺗﺎب ﻣﻌﺟزات اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻣن ﺗﺣت اﻟوﺳﺎدة ،وﻗﺎل ﻟﻪ : "إﻧﻬﺎ ﻣﺗﺄآدة إن ﻣﻔﻳش ﻋﻣﻠﻳﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗؤﻣن ﺑﻣﻌﺟزات هذا اﻟﻘدﻳس".
وأﺧﻳرا واﻓق اﻟطﺑﻳب ﻋﻠﻲ ﻋﻣﻞ اﻷﺷﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻐد.
ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح اﺗﺻﻠت ﺑﻧﺎ ﺷﻘﻳﻘﺔ زوﺟﻲ ،وهﻲ طﺑﻳﺑﺔ ﻣﻘﻳﻣﺔ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ أﺧري ﺑﺎﻟوﻻﻳﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﻳآﻳﺔ ،وأﻗﻧﻌت" ﺳﻣﻳر " ﺑﺿرورة اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ،وﻋرﻓﺗﻪ أﻧﻬﺎ ﺳﺗﺗواﺟد ﻋﻧد إﺟراﺋﻬﺎ ،وﻟن ﺗﺗرآﻪ ،
وأﻧﻬﺎ ﺗﺻﻠﻲ أﻳﺿﺎ ﻣن أﺟﻠﻪ ،وهﻧﺎ ﺗﻧﺎوﻟت ﺳﻣﺎﻋﺔ اﻟﺗﻠﻳﻔون ،وﻗﻠت ﻟﻬﺎ " ﻣﺎ ﺣدش ﻳﺗﻌب ﻧﻔﺳﻪ وﻳﻳﺟﻲ ﻷن اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﻣش هﺎ ﺗﺗﻌﻣﻞ " .وظﻠت ﺗﺣﺎول أﻗﻧﺎﻋﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻣﻔر ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺑﻞ أن ﻳﺗﺷﻌب اﻟورم ﻓﻲ اﻟﺻدر ،ﺑﻳﻧﻣﺎ أﻧﺎ أزﻳد ﻓﻲ إﺻراري ﻋﻠﻲ ﻋدم إﺟراﺋﻬﺎ .
واﻟﺣﻘﻳﻘﺔ إن اﻟﺷك آﺎن ﻳﻧﺗﺎﺑﻧﻲ ،واﻟﺧوف ﻳﺗﻣﻠآﻧﻲ ﺑﻳن ﻟﺣظﺔ وأﺧري ....وﻟآﻧﻧﻲ ظﻠﻠت ﻋﻠﻲ إﻳﻣﺎﻧﻲ .
وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻣآﺎﻟﻣﺔ ﻗﻠت ﻟﻬﺎ ":أرﺟوك أﻻ ﺗﻐﺿﺑﻲ ﻣﻧﻲ ،ﻓﺎﻧﻧﻲ ﺳوف اﺗﺻﻞ ﺑك ﺑﻌد ظﻬور ﻧﺗﻳﺟﺔ اﻷﺷﻌﺔ ".
ﺗوﺟﻬت ﺑﻌد ذﻟك اﻟﻲ اﻟﻣﻧزل ،واﺻطﺣﺑت اﻷوﻻد ﻟﻳروا واﻟدهم ﺑﻌد أن رﻓﻊ ﻋﻧﻪ اﻟﻌزل اﻟطﺑﻲ إذ ﺛﺑت أن اﻟﻣرض ﻏﻳر ﻣﻌد .وﻟﻣﺎ دﺧﻠت ﻋﻧدﻩ ،رأﻳﻧﻪ ﻣﻧﺗﻌﺷﺎ ....وﻗد أظﻬرت اﻷﺷﻌﺔ أن اﻟورم ﻗد ﺿﻣر ،وأﻧﻪ ﻳوﺟد ﺛﻘب ﻓﻲ وﺳط اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،وﻟذﻟك ﻓﻘد ﻋدل اﻟطﺑﻳب ﻋن إﺟراء اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﺑﻧﺳﻠﻳن ،آﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﻣﻐﺎدرة اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ ﻳوم اﻟﺳﺑت ١٠ﻣﺎﻳو .وﻗد ﻗﺎﺑﻠت طﺑﻳﺑﺎ آﺎن ﻣن ﺑﻳن اﻟذﻳن ﻳﺻرون ﻋﻠﻲ إﺟراء اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ،ﻓﺳﺄﻟﺗﻪ ":ﺗظن ﻣﺎذا ﺣدث ؟" ... ﻓﺄﺟﺎب ":هذا ﺧطﺄ ﻣﻧﺎ ﻷﻧﻧﺎ ﻟم ﻧﻌرف ﻣﺎذا ﺑﺎﻟداﺧﻞ ؟" ...ﻓﻘﻠت ﻟﻪ " وهﻞ آﻞ اﻷطﺑﺎء آﺎﻧوا ﻣﺧطﺋﻳن ؟ ...إن ﻣﺎ ﺣدث هو ﻣﻌﺟزة " ،ﻓآﺎن ردﻩ أﻧﻪ ﻻ ﻳؤﻣن ﺑﺎﻟﻣﻌﺟزات .
أﺷآر اﷲ آﻞ اﻟﺷآر ،وأﺣﻣدﻩ آﻞ اﻟﺣﻣد ..
ﻓﻔﻲ ﻳوم ١٢ﻣﺎﻳو اﻟذي آﺎن ﻣﺣددا ﻹﺟراء اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ،آﺎن زوﺟﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ .وﻓﻲ ﻳوم ٣ﻳوﻧﻳو أﺟري أﺷﻌﺔ ﺟدﻳدة ﻟدي ﻧﻔس اﻟطﺑﻳب اﻟذي ﻋﺎرﺿﺗﻪ ﻗﺑﻼ ﻓﻲ إﺟراء اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ دون أﺷﻌﺔ ،وﻗﺎل أن اﻟرﺋﺔ طﺑﻳﻌﻳﺔ ،وطﻠب اﻟآف ﻋن اﺳﺗﺧدام اﻟدواء .وذات ﻳوم آﻧت اﺗﺳﺎءل ﻣن ﻣن اﻟﻘدﻳﺳﻳن أرﺳﻠﻪ
اﷲ ﻟﻳﺷﻔﻲ زوﺟﻲ .وﻓﻲ اﻟﻠﻳﻞ ﺣﻠﻣت أﻧﻲ أآرر هذا اﻟﻘول وأﻧﺎ اﺗطﻠﻊ اﻟﻲ اﻟﺳﻣﺎء ،ﻓﺷﺎهدت اﺳم ﻣﺎر ﻣﻳﻧﺎ ﻣآﺗوﺑﺎ ﺑﺣروف ﻣن ﻧور.
ﻗﻣت ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح ﻷآرر اﻟﺷآر واﻟﺣﻣد ﷲ اﻟذي ﻳﺻﻧﻊ ﻣﻌﻧﺎ ﻣﺛﻞ هذﻩ اﻟﻣﻌﺟزات اﻟﻌظﻳﻣﺔ رﻏم ﺧطﺎﻳﺎﻧﺎ اﻟآﺛﻳرة .
ﺷآرا ﷲ اﻟذي أﺟﺎزﻧﺎ هذﻩ اﻷزﻣﺔ ،وﺑدل ﺣزﻧﻧﺎ وﻗﻠﻘﻧﺎ إﻟﻲ ﻓرح ﻻ ﻳوﺻف .ﻟﻘد ﻋﺑرﻧﺎ اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻟﻧﺟد أﻧﻔﺳﻧﺎ أآﺛر اﻳﻣﺎﺗﺎ وأﺛﺑت ﻳﻘﻳﻧﺎ .
ﺻورة أم ﻗوة! ﻋن اﻟﻘﻣص ﺗﺎدرس ﻳﻌﻘوب ﻣﻠطﻲ ﻓﻲ ﻣﺎرس ١٩٩٧ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﻣﺣﺑﺔ ﺑﻣﻧزل اﻷخ ا.ش ﺑﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻧوب أوراﻧﺞ آﺎوﻧﺗﻲ ،روى ﻟﻲ رب اﻟﺑﻳت اﻟﻘﺻﺔ اﻟﺗﺎﻟﻳﺔ:
ﺗﺣدث ﻣﻌﻲ أﺣد اﻟﻌﻣﻼء وهو أﻣرﻳآﻲ ﻳﻬودي ،ﻗﺎل أﻧﻪ آﺎن ﻳﻌﺗزم أن ﻳﺑدأ ﻣﺷروﻋًﺎ ﻣﻌﻳﻧًﺎ ،وآﺎن آﻠﻣﺎ ﺑدأ ﺧطوة ﻳﺟد اﻟﻌﻘﺑﺎت ﺣﺗﻰ ﻓﻘد اﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺗآﻣﻠﺔ اﻟﺳﻳر ﻓﻲ هذا اﻟطرﻳق .آﺎن ﻣن ﺑﻳن اﻟﻌﺎﻣﻠﻳن ﻟدﻳﻪ ﺳﻳدة ﻣﺻرﻳﺔ ،رأﺗﻪ ﻓﻲ ﺿﻳﻘﺔ ﺷدﻳدة ،وإذ ﻋرﻓت ﻣﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ ﻗﺎﻟت ﻟﻪ" :ﺧذ هذﻩ اﻟﺻورة وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻳﺑك ،وأﺻرخ إﻟﻰ اﻟﻠﱠﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺳﻧدك ﺣﺗﻣًﺎ" .ﻟم ﻳآن اﻟرﺟﻞ ﻣﺗدﻳﻧًﺎ ﻗط ،ﻟآﻧﻪ ﻓﻲ وﺳط ﻣرارة ﻧﻔﺳﻪ ﻗﺑﻞ اﻟﺻورة دون أن ﻳﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋن ﺷﺧﺻﻳﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟذي ﻟﻪ اﻟﺻورة .ذهب إﻟﻰ ﺑﻳﺗﻪ ،وهﻧﺎك دﺧﻞ ﺣﺟرﺗﻪ ،وﻓﻲ ﻣرارة ﺻرخ إﻟﻰ اﻟﻠﱠﻪ ،وآﺎن ﻳﺗﺣدث ﻣﻊ اﻟﻠﱠﻪ ،ﻓﻲ ﺣوارٍ ﻣﻔﺗوحٍ ...ﻻﺣظ أن ﻗوة ﻗد ﻣﻸت أﻋﻣﺎﻗﻪ اﻟداﺧﻠﻳﺔ .ﺑدأ ﺧطوات اﻟﻣﺷروع ﻓﻼﺣظ أن آﻞ اﻷﺑواب ﺗﻧﻔﺗﺢ أﻣﺎﻣﻪ ﺑطرﻳﻘﺔ ﻏﻳر ﻋﺎدﻳﺔ ،وآﻣﺎ ﻗﺎل أﻧﻪ ﻳﺷﻌر ﺑﻘوة ﻓﺎﺋﻘﺔ ﺗﺳﻧدﻩ أﻳﻧﻣﺎ ذهب .روى هذا اﻟرﺟﻞ هذﻩ اﻟﻘﺻﺔ ﻟﻸخ ا.ش
ﺑروح ﻣﻣﻠوء ﻗوة ،ﻓﺳﺄﻟﻪ اﻷخ ﻋن اﻟﺻورة ،وﻟﻠﺣﺎل أﺧرﺟﻬﺎ ﻣن ﺟﻳﺑﻪ ﻟﻳُرﻳﻪ إﻳّﺎهﺎ ﺑﺎﻋﺗزاز ،ﻓﺈذا ﺑﻬﺎ ﺻورة اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس .ﺳﺄﻟﺗﻪ وﻣﺎذا ﺑﻌد هذﻩ اﻟﺧﺑرة؟ ﻓﺄﺟﺎب إن ﺧﺑرﺗﻪ هذﻩ ﺣدﻳﺛﻪ ﺟدًا. اﻧﺳﺣﻘت ﻧﻔﺳﻲ وﺻرت أﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻗﻲ: ﻟﻘد ﺗﻧﻳﱠﺢ أﺑﻲ اﻟﺣﺑﻳب ﻣﻧذ ﺣواﻟﻲ ٣٠ﻋﺎﻣًﺎ ،وهﺎ هو ﻳﻌﻣﻞ ﺑروح اﻟﺻﻼة ﺑﺄآﺛر ﻗوة ﻓﻲ دول آﺛﻳرة! ﻟم ﻳآن أﺑﻲ اﻟﻘدﻳس ﻳُﺟﻳد اﻹﻧﺟﻠﻳزﻳﺔ ،ﻟآﻧﻪ ﻳﺗﺣدث ﻣﻊ أﻣرﻳآﻲ ﻳﻬودي ﺑﻠﻐﺔ اﻟروح اﻟﺗﻲ ﺗﻔوق آﻞ ﻟﻐﺔ ﺑﺷرﻳﺔ.
ﻣن اﻟذي آﻠﻣﻬﺎ؟
اﻟﺳﻳد اﻟدآﺗور /آﻣﺎل ﺣﺑﻳب
آﺎﻟﻳﻔورﻧﻳﺎ – اﻟوﻻﻳﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﻳآﻳﺔ
أﺑﻲ اﻟورع ) (....أﻓﺎ ﻣﻳﻧﺎ
ﻳﺳرﻧﻲ أن أرﺳﻞ ﻟآم هذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻻﺑﻧﺗﻲ "دﻳﺎﻧﺎ " اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣن اﻟﻌﻣر ﺛﻼث ﺳﻧوات ،وذﻟك اﻋﺗراﻓﺎ وﺗﺄآﻳدا ﻟﻣﻌﺟزات اﻟﻘدﻳس اﻟﻌظﻳم ﻣﻳﻧﺎ ا ﻟﻌﺟﺎﻳﺑﻲ ،واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس.
ﻓﻠﻘد آﺎﻧت زوﺟﺗﻲ ﻓﻲ زﻳﺎرة ﻟﺷﻘﻳﻘﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻳم ﺑﺎﻟدور اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺎﺣدي اﻟﻌﻣﺎرات ﻓﻲ ﻟوس اﻧﺟﻳﻠوس، وﻓﺟﺄة أﺛﻧﺎء اﻟﻠﻌب ﺳﻘطت اﺑﻧﺗﻲ ﻣن اﻟﺷﺑﺎك .ﻓﻬروﻟﻧﺎ ﺟﻣﻳﻌﺎ إﻟﻲ اﻟﺷﺎرع ﻟﻧﺟد اﻟطﻔﻠﺔ أﺷﺑﻪ ﺑﺎﻟﺟﺛﺔ اﻟﻬﺎﻣدة ...آﺎﻧت ﻓﺎﻗدة اﻟوﻋﻲ ،وﺟﺳﻣﻬﺎ ﺗﻐﻳر ﻟوﻧﻪ ،ﻓﺄﺧذت زوﺟﺗﻲ ﺗﺻرخ ،ﻓﺗﺟﻣﻊ ﺣوﻟﻧﺎ ﻋدد ﻣن ﺳآﺎن اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،وآﺎﻧت ﺗطﻠب ﺷﻔﺎﻋﺔ اﻟﻘدﻳس ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،وأﺗت ﺷﻘﻳﻘﺗﻬﺎ ﺑآﺗﺎب ﺣﻳﺎة ﻣﺎر ﻣﻳﻧﺎ ،ووﺿﻌﺗﻪ ﻋﻠﻲ رأس اﻟطﻔﻠﺔ ،وﻓﻲ هذﻩ اﻻﺛﻧﺎء _ وﻗﺑﻞ ﺣﺿور ﻋرﺑﺔ اﻷﺳﻌﺎف – أﻗﺑﻞ ﻧﺣوﻧﺎ ﺻﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻋﺷر ﻣن ﻋﻣرﻩ ،وﻳﺷﺑﻪ ﺗﻣﺎﻣﺎ اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻲ ﻏﻼف آﺗﺎب اﻟﻘدﻳس ﻣﺎر ﻣﻳﻧﺎ، وﻗﺎل ﻟزوﺟﺗﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ":ﻻﺗﺧﺎﻓﻲ إﻧﻬﺎ ﺳﻠﻳﻣﺔ ،وﻟن ﻳﻣﺳﻬﺎ ﺳوء".
وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ – وﺑﻌد إﺟراء اﻷﺷﻌﺎت واﻟﻔﺣوص اﻟﻼزﻣﺔ ﺗﺑﻳن أن اﻻﺑﻧﻪ ﺳﻠﻳﻣﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ،وﻟم ﻳﻠﺣﻘﻬﺎ أي أذي .وﺻدﻗﻧﻲ ﻳﺎ أﺑﻲ ﻟآم ﺗﻌﺟب اﻷطﺑﺎء ﺟدا آﻳف أن طﻔﻠﺔ ﺻﻐﻳرة ﻣﺛﻠﻬﺎ ﺗﺳﻘط ﻣن هذا اﻷرﺗﻔﺎع ،وﻻﺗﺻﺎب ﺣﺗﻲ ﺑآدم ﺑﺳﻳط.
وﻓﻲ اﻟﻠﻳﻞ ظﻬر ﻟزوﺟﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎم ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،وآﺎن اﻟﻘدﻳس ﻣﻳﻧﺎ ﺑﻧﻔس اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ رأت ﻋﻠﻳﻬﺎ اﻟﺻﺑﻲ اﻟذي آﻠﻣﻬﺎ ،وطﻣﺄﻧﻬﺎ ﻋﻠﻲ اﺑﻧﺗﻧﺎ ،وﻗﺎل ﻟﻬﺎ " :أﻟم أﻗﻞ ﻟك إﻧﻬﺎ ﺳﺗآون ﺑﺧﻳر ".
وﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح ﺗذآرت زوﺟﺗﻲ ﻣﺎ ﺟري ،وﺗﻧﺑﻬت إﻟﻲ أﻧﻪ ﻻﻳوﺟد أﺣد ﻳﺗآﻠم اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻧزل أﺧﺗﻬﺎ ﺳوي اﻷﺧت ،وزوﺟﻬﺎ ،ﻓﺗﺄآدﻧﺎ أن اﻟذي طﻣﺄﻧﻬﺎ هو ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻟﻌﺟﺎﻳﺑﻲ.
أذآر اﻳﺿﺎ أﻧﻪ اﺛﻧﺎء وﺟود "دﻳﺎﻧﺎ" ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ آﺎﻧت هﻧﺎك طﻔﻠﺔ أﺧري ﺳﻘطت ﻣن ﻓوق اﻟﻣﺎﺋدة إﻟﻲ أرض اﻟﺣﺟرة ﻓﺄﺻﻳﺑت ﺑﺎرﺗﺟﺎج ﻓﻲ اﻟﻣﺦ ،وآﺎﻧت ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ ﺣرﺟﺔ ﺟدا.
ﺣﻘﺎ أن ﻳد اﷲ ﻻ ﺗﻘﺻر ﻋن أن ﺗﺧﻠص آﻞ اﻟداﻋﻳن ﺑﺎﺳﻣﻪ ...اﻟذﻳن ﻳﻠﺟﺄون إﻟﻳﻪ ...وﻳرﺳﻞ ﻗدﻳﺳﻳﻪ ﻟﻳﺻﻧﻌوا اﻷﺷﻔﻳﺔ واﻟﻌﺟﺎﺋب ﻓﻲ وﺣدة واﺣدة ﺑﻳن اﻟآﻧﻳﺳﺔ اﻟﻣﻧﺗﺻرة واﻟآﻧﻳﺳﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬدة.
ﻓﻲ اﻟﻌﺷﻳﺔ ﺑﺎﻵﺛﺎر
اﻟﺳﻳد اﻟدآﺗور /رؤوف ﻧظﻣﻲ ﻳوﺳف اﻻﺳآﻧدرﻳﺔ أﺑﻲ اﻟورع ) (..أﻓﺎ ﻣﻳﻧﺎ ﻓﻲ أﻏﺳطس ﺳﻧﺔ ١٩٨٢ﺗﻧﺎوﻟت اﺑﻧﺗﻲ اﻟﺻﻐري اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣن اﻟﻌﻣر ﻋﺎﻣﺎن ،ﻣﺎدة اﻟﺑوﺗﺎس اﻟآﺎوﻳﺔ ﺑطرﻳق اﻟﺧطﺄ .وآﻠﻧﺎ ﻧﻌرف اﻟﻧﺗﺋﺞ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺳوء اﻟﺗﻲ ﺗﺻﻳب اﻟطﻔﻞ ﻓﻲ ﻣﺛﻞ هذﻩ اﻷﺣوال واﻟﺗﻲ ﻧﻘول ﻧﺣن ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻠﻐﺔ اﻟطب ﺣدوث " ﺿﻳق ﻟﻠﻣريء " ...وﻗد أﺻﻳﺑت ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻧﺎطق وآﺎن ﻳﺳﺑب أﻟﻣﺎ ﺷدﻳدا ﻳطﻠق ﻋﻠﻳﻪ " وﺧز اﻟدﺑوس " ،وﻻ ﻳﺳﻣﺢ هذا اﻟﺿﻳق إﻻ ﺑﻣرور اﻟﺳواﺋﻞ ﻓﻘط ،وهذا ﻣﺎ ﻳﺿر ﺑﺻﺣﺔ طﻔﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﻟﻲ اﻟﻐذاء ﻟﺑﻧﻳﺎن ﺟﺳﻣﻬﺎ ،وﻧﻣوﻩ ،وآﺎن ﻳﺷرف ﻋﻠﻲ ﻋﻼﺟﻬﺎ دآﺗور ﺟﻣﺎل اﻟﻌﺳﻳﻠﻲ ﺑﻣﺳﺗﺷﻔﻲ ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﺑﺎﻷﺳآﻧدرﻳﺔ ،ورﺋﻳس ﻗﺳم اﻷﺷﻌﺔ ﺑطب اﻷﺳآﻧدرﻳﺔ دآﺗور ﻣظﻠوم زآرﻳﺎ.
وأﺟرﻳت ﻋﻠﻲ اﻟﻣريء ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺗوﺳﻳﻊ ﻓﻲ ﻣﺳﺗﺷﻔﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳم ﺟراﺣﺎت اﻟﻣـــريء ،وﻟآن – ﻟﻸﺳف – ﻟم ﻳﺳﺗطﻊ اﻟﺟراح أن ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻳﺋﺎ ﻧظرا ﻟﺷدة اﻷﺧﺗﻧﺎق .ﻟذا ﻧﺻﺣﻧﻲ اﻟﺟراﺣون ﺑﺿرورة إﺟراء ﻋﻣﻠﻳﺔ آﺑري ﻋن طرﻳق اﻟﻣﻌدة ،آﻣﺎ ﻧﺑﻬوﻧﻲ أﻻ اﺗﺄﺧر ﻓﻲ إﺟراﺋﻬﺎ ،وإﻻ ﻓﺳﻳﻌﺳر ﺗدارك
اﻷﻣر .وأﻧﺎ آطﺑﻳب أﻋرف ﺧطورة هذﻩ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ وﻣﺿﺎﻋﻔﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطﻔﻠﺔ ،ﻓآﻧت ﻓﻲ ﺣﻳرة ﻻ ﻣﺑدد ﻟﻬﺎ. ذهﺑﻧﺎ ﻓﻲ ﺷﻬر ﻧوﻓﻣﺑر ١٩٨٢إﻟﻲ دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ – اﻟذي ﻟم أرﻩ ﻣﻧذ إﺣدي ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ – وآﻧت ﻓﻲ ﻳﺄس ﺷدﻳد ،وﻗﺎﺑﻠﻧﺎ أب ﻓﺎﺿﻞ ﺷرﺣت ﻟﻪ اﻷﻣر ﺑﺄﺧﺗﺻﺎر ،ﻓﺻﻠﻲ ﻟﻬﺎ ،وأﻋطﺎهﺎ ﺻورة ﻟﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ، وﻗطﻌﺔ ﺣﻠوي "ﺑوﻧﺑون" ،وﺗوﺟﻬﻧﺎ إﻟﻲ أﻳﻘوﻧﺔ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺣﻳث ﻳوﺟد ﺟﺳدﻩ اﻟطﺎهر ،ﺛم ﻣزار اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس طﺎﻟﺑﺎ ﺷﻔﺎﻋﺗﻬﻣﺎ. وﺑﻌد ذﻟك ﺣﺿرﻧﺎ ﺻﻼة اﻟﻌﺷﻳﺔ اﻟﺗﻲ أﻗﻳﻣت ﺑﺟوار اﻵﺛﺎر .وأﺛﻧﺎء اﻟﻌودة ﺑﺟﺳد اﻟﺷﻬﻳد ﻣن هﻧﺎك إﻟﻲ اﻟدﻳر اﻟﻌﺎﻣر ،وﺳط اﻷﻟﺣﺎن واﻟﺗﻣﺎﺟﻳد ،ﻓوﺟﺋﻧﺎ ﺑﺎﻟطﻔﻠﺔ ﺗﻘول ﻟﻧﺎ إﻧﻬﺎ ﺑﻠﻌت اﻟﺣﻠوي ،ﻓﺗﻌﺟﺑﻧﺎ ﺟدا .وﺣﻘﻳﻘﺔ إﻧﻧﺎ ﻟم ﻧﺻدق ﻓﻲ ﺑﺎديء اﻷﻣر ،وﻟآن ﺑﻌد ذﻟك وﺟدﻧﺎهﺎ ﺗﺄآﻞ آﻞ ﺷﻲء دون أدﻧﻲ ﺻﻌوﺑﺔ آﺄﻧﻬﺎ ﻻﺗﻌﺎﻧﻲ ﺷﻳﺋﺎ اﻟﺑﺗﺔ ،وﻋﺎدت إﻟﻲ ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻟطﺑﻳﻌﻳﺔ ،وﺗﻧﺎوﻟت ﻣن اﻷﺳرار اﻟﻣﻘدﺳﺔ.
ﻣﺟدا ﷲ اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻲ آﻞ ﺷﻲء ،اﻟذي ﻳﺗﻣﺟد ﻓﻲ ﻗدﻳﺳﻳﻪ طﺎﻟﺑﻳن ﻣﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ أن ﻳﻧظر إﻟﻳﻧﺎ داﺋﻣﺎ ﺑﻌﻳن اﻟرﺣﻣﺔ. ﻣﺎ أﺟﻣﻞ اﻟﻣﺷﺎرآﺔ ﻓﻲ أﻋﻳﺎد اﻟﻘدﻳﺳﻳن ،وﻣﺎ أﻋظم ﻧﻔﻌﻬﺎ ﻟﻧﺎ. +وﻣﻌﺟزة أﺧري ﺣدﺛت ﻣﻌﻲ ﺧﻼل ﻋﻣﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺳﺗﺷﻔﻲ اﻟﺛورة ﺑﻠﻳﺑﻳﺎ ﻓﻲ ﺷﻬر أآﺗوﺑر .١٩٨٤ أﺛﻧﺎء ﻗﻳﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﻌﻣﻞ ﺑﺈﺣدي اﻟورادي اﻟﻣﺳﺎﺋﻳﺔ ،آﺎﻧت هﻧﺎك ﺳﻳدة وﺿﻌت ﻣوﻟودا ﻣﻧذ ﺳﺎﻋﺎت، وأﺻﻳﺑت ﺑﻧزﻳف ﺣﺎد ﻧﺗﻳﺟﺔ ﺧطﺄ ﻣﺎ ،ﻓﺄﺳﺗدﻋﻳت ﻋﻠﻲ ﻋﺟﻞ ﻹﺳﻌﺎﻓﻬﺎ ،ﻓوﺟدت اﻟدﻣﺎء ﺗﻧدﻓﻊ ﻣﺛﻞ اﻟﻣﺎء ﻣن اﻟﺻﻧﺑور ،وهو أﻣر ﻟم أﺷﻬد ﻣﺛﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻳﺎﺗﻲ.
واﻟﻌﺟﻳب أﻧﻧﻲ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻳوم آﻧت ﻗد ﻗرأت ﻣﻌﺟزة اﻟﻣرأة ﻧﺎزﻓﺔ اﻟدم اﻟواردة ﺑﺎﻷﻧﺟﻳﻞ.
وﻗد ﻻﺣظت أن اﻟﺳﻳدة اﻟﻣرﻳﺿﺔ ﻓﻘدت ﺛﻼث ﻟﺗرات ﻣن اﻟدم ﻓﻲ ﻟﺣظﺎت ﺣﺗﻲ أن اﻟﻧﺑض ﺑدأ ﻳﺿﻌف ،وﻟم ﻳآن ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻷﺳﻌﺎف اﻟﻼزﻣﺔ ،ﻓوﺟدت ﻧﻔﺳﻲ ﺑدون ﺷﻌور ﻣﻣﺳآﺎ ﺑﻳد اﻟﺳﻳدة طﺎﻟﺑﺎ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻟﻠوﻗوف ﻣﻌﻲ وﻣﻌﻬﺎ.
ﻋﺟﺑﺎ ...ﻟﻘد ﺗوﻗف اﻟﻧزﻳف ﻋﻠﻲ اﻟﻔور ،واﻧﺗظم اﻟﻧﺑض ،وﻋﺎﺷت اﻟﺳﻳدة ،وهﻲ ﻻ ﺗﻌﻠم أن وراء ذﻟك ﻣﻌﺟزة ﺻﻧﻌﻬﺎ اﻟﻘدﻳﺳﺎن اﻟﻌظﻳﻣﺎن.
ﻻﺑد ﻣن اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ
اﻟﺳﻳد اﻟراﺋد /ﻧﺎﺟﻲ ﺣﻠﻳم ﺣﻧﻳن
١٠ش اﻟﺗرﺑﻳﺔ واﻟﺗﻌﻠﻳم – أﺳﻳوط
آﻧت أﻋﺎﻧﻲ ﻣن ﻗﺎﺑﻠﻳﺔ ﺟﺳﻣﻲ ﻟﺗآوﻳن ﺣﺻوات ﺑﺎﻟآﻠﻲ ﻣﻧذ ﻋﺎم ،١٩٧٢وﻗد أﺟرﻳت ﻟﻲ ﻋدة ﻋﻣﻠﻳﺎت ﺟراﺣﻳﺔ: -
ﻓﻲ ١٩٧٩/٢/٧ﻻﺳﺗﺧراج ﺣﺻوة ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻷﻳﺳر.
-
ﻓﻲ ١٩٨١ /١/ ٢٥ﻻﺳﺗﺧراج ﺣﺻوة ﻣن اﻟآﻠﻲ اﻟﻳﻣﻧﻲ.
ﻓﻲ ١٩٨١ /٨/١٧وإﺛر ﺷﻌوري ﺑﺎﻷﻟم ،أظﻬرت اﻷﺷﻌﺔ وﺟود ﺣﺻوة ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟب اﻷﻳﺳر ،أيﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣوﺿﻊ اﻟذي ﺳﺑق أن أﺟرﻳت ﻓﻳﻪ اﻟﺟراﺣﺔ اﻷوﻟﻲ. وﻗد ﺗﺑﻳن ﺑﺎﻟآﺷف اﻟطﺑﻲ إﺻﺎﺑﺗﻲ ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﺿﻐط اﻟدم ،وﺿﻌف آﻔﺎءة اﻟآﻠﻲ.
وﺗرددت ﻋﻠﻲ أطﺑﺎء آﺛﻳرﻳن اﻟﺗﻣﺎﺳﺎ ﻟﻌﻼج ﺑﻐﻳر اﻟطرﻳق اﻟﺟراﺣﻲ ،وﻟآﻧﻬم أﺻروا ﺟﻣﻳﻌﺎ ﻋﻠﻲ أﻧﻪ اﻟطرﻳق اﻟوﺣﻳد ﻟﻠﺧﻼص ﻣﻣﺎ أﻋﺎﻧﻲ.
دﺧﻠت ﻣﺳﺗﺷﻔﻲ اﻟﻣﺑرة ﺑﺄﺳﻳوط ﻹﺟراء اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﻋﻧد وﺻول ﺿﻐط اﻟدم إﻟﻲ اﻟﻣﺳﺗوي اﻟﻣﻧﺎﺳب، وﻟآﻧﻲ ﻏﺎدرﺗﻬﺎ إﺛر وﻓﺎة ﺧﺎﻟﺗﻲ.
ﻋدت إﻟﻳﻬﺎ ﻣرة أﺧري، وﺗﺣدد ﻳوم /١١ / ١٧ ١٩٨٣ وآﺎن
ﻹﺟراء ذﻟك
ﺑﻌد
اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ، ﻋﻣﻞ
اﻷﺷﻌﺎت ،واﻟﺗﺣﺎﻟﻳﻞ ،وﻟآن ﺳﻘط اﺳﻣﻲ ﻣن آﺷف اﻟﻌﻣﻠﻳﺎت ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻳوم ،وﻟﻣﺎ ﺣﺿر اﻟطﺑﻳب ﻋرﻓﺗﻪ ﺑذﻟك، ﻓﻘﺎل إﻧﻪ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣن إﺟراء اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ إذغ آﻧت ﺟﺎهزا، وﻟآﻧﻲ ﻟم أآن ﻣﺳﺗﻌدا ،ﻓﺣدد ﻣﻳﻌﺎدا آﺧر هو اﻷﺣد /٢٠ .١٩٨٣ /١١
وﻓﻲ ﻣﺳﺎء اﻟﺳﺑت ﻋرﺿت ﻋﻠﻲ اﻟطﺑﻳب آﺎﻓﺔ اﻷﺷﻌﺔ واﻟﺗﺣﺎﻟﻳﻞ ،وأﺧذ ﻳﻘﺎرن ﺑﻳﻧﻬﺎ ،وﻋرﻓﻧﻲ أن اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﺻﻌﺑﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس ﻣوﺿﻊ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ ارﺗﻔﺎع ﺿﻐط اﻟدم ،وهﻧﺎ ﺗﺧﻠﻳت ﻋن ﻓآرة إﺟراء اﻟﺟراﺣﺔ ﻟﺑﻌض اﻟوﻗت ،وﻋدت أﺗردد ﻋﻠﻲ اﻷطﺑﺎء اﻟﺗﻣﺎﺳﺎ ﻟﻠﻌﻼج ﺑواﺳطﺔ اﻟﻌﻘﺎﻗﻳر ،وﻗد ﻓﺷﻞ هذا اﻟﻣﺳﻌﻲ آﻣﺎ ﻓﺷﻞ ﻣن ﻗﺑﻞ.
وﻓﻲ ﻳوم اﻟﺟﻣﻌﺔ ٧ﻣﺎرس ١٩٨٥ﺷﺎرآت ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎل ﺑذآري اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟذي أﻗﻳم ﻓﻲ آﻧﻳﺳﺗﻪ ﺑﻣﺻر اﻟﻘدﻳﻣﺔ.
وﻓﻲ ﻣﺳﺎء اﻟﺳﺑت ١٩٨٥ /٣ /٢١آﻧت أﻋﺎﻧﻲ ﻣن أﻟم ﺷدﻳد ،وﺻﻌوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻧد اﻟﺗﺑول ،ﻓﺄﺧذت أﺗﻌزي ﺑﺳﻣﺎع ﺗﺳﺟﻳﻞ ﻟﻘداس ﺑﺻوت اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،ودهﻧت ﺟﺳدي ﺑزﻳت ﻣن دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط، وآﻧت أواظب ﻋﻠﻲ ذﻟك آﻞ ﻳوم ،ﺛم وﺿﻌت آﺗﺎب ﻣﻌﺟزات اﻟﺑﺎﺑﺎ اﻟﺟزء اﻟﺗﺎﺳﻊ ،وآﺗﺎﺑﺎ ﻋن اﻟﻣﺗﻧﻳﺢ اﻟﻘﻣص ﺑﻳﺷوي آﺎﻣﻞ .وﺑﻌد ذﻟك ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻳوم ﻧزﻟت ﺣﺻوﺗﺎن.
وﻓﻲ ﻳوم ١٩٨٥/٣/٢٥ﻋﻣﻠت أﺷﻌﺔ ﻟم ﻳظﻬر ﺑﻬﺎ أﻳﺔ ﺣﺻوات ﻓﺗﻌﺟب اﻷطﺑﺎء اﻟﻣﻌﺎﻟﺟون.
وﻗد أﺣﺻﻳت ﻋدد أﻓﻼم اﻷﺷﻌﺔ ،ﻓوﺟدﺗﻬﺎ ﺳﺑﻌﺔ وﺳﺑﻌﻳن ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﻓﻘد .وﺗﺑﻳن أﻧﻧﻲ ﺗرددت ﻋﻠﻲ إﺛﻧﺎ ﻋﺷر طﺑﻳﺑﺎ ﻣﻌﺎﻟﺟﺎ ﻏﻳر اﻷطﺑﺎء اﻷﻗﺎرب ،وأطﺑﺎء اﻟﺗﺣﺎﻟﻳﻞ.
ﻋظﻳﻣﺔ هﻲ ﻗوة اﷲ اﻟذي ﻳﺗﻣﺟد ﻓﻲ ﻗدﻳﺳﻳﻪ ،ﻓﻘد طردت اﻟﺣﺻوﺗﺎن ﺑﻌد أرﺑﻊ ﺳﻧوات ﺗﻘرﻳﺑﺎ ﻋﺟز ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟطب ﻋن ﻋﻣﻞ أي ﺷﻲء .وﻟآن اﻟزﻳت اﻟﻣﻘدس اﻟذي ظﻠﻠت اﺳﺗﺧدﻣﻪ آﻞ ﻳوم ﺗﻘرﻳﺑﺎ آﺎن ﺳﺑب ﺑرآﺔ ﻋظﻳﻣﺔ ،وأﻧﻘذﻧﻲ ﻣن ﺟراﺣﺔ ﺻﻌﺑﺔ ﻓﻲ ظروف ﺻﺣﻳﺔ ﻏﻳر ﻣواﺗﻳﺔ ...ﺷآرا ﷲ.
وﻗد واﻓﺎﻧﺎ اﻟﺳﻳد /ﻧﺎﺟﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻌﺟزة ﺑﺗﻘرﻳر طﺑﻲ ﻣن اﻟﺳﻳد دآﺗور /ﻣﺟدي ﻋﺑﺎس اﻟﻌﻘﺎد ﻣؤرخ ١٩٨٥/٧/٤ﺗﺄﻳﻳدا ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﺑرﺳﺎﻟﺗﻪ ،وهذﻩ ﺻورﺗــــــــﻪ.
ﺗــــــراب ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻟﺳﻳدة /أﻟﻳن ﺗﺎدرس ﺳﻳدﻧﻲ -اﺳﺗراﻟﻳﺎ
أﺻﻳﺑت اﺑﻧﺗﻲ "ﺳﺎرة" ﻓﻲ ﻳوﻟﻳو ١٩٨٣ﺑﻣرض اﻟرﺑو ﻋﻧدﻣﺎ آﺎﻧت ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻣن ﻋﻣرهﺎ ،وﻳﺎﻟﻪ ﻣن ﻣرض ﻣؤﻟم وﺻﻌب .ﻓآم ﻣن ﻣرة أراهﺎ ﺗﺗﻌذب ،ﻓﻳﺗﻣزق ﻗﻠﺑﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻔﺎﺟﺋﻬﺎ اﻷزﻣﺔ ،وﺗﺿطر إﻟﻲ دﺧول اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ ﻣرة أو ﻣرﺗﻳن آﻞ ﺷﻬر.
آﻧت أﺷآر اﷲ ﻋﻠﻲ آﻞ ﺣﺎل ،وأﺗﺿرع اﻟﻳﻪ أﻻ ﻳﺗرآﻬﺎ ﻓرﻳﺳﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣرض ،وآﻧت داﺋﻣﺎ أﻧﺎدي ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻟﻳﺷﻔﻌﺎ ﻓﻳﻬﺎ.
وﻓﻲ إﺣدي اﻟﻣرات – ﻋﻧدﻣﺎ آﺎﻧت اﺑﻧﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ – ﺗﻣﻧﻳت ﻟو أن إﻧﺳﺎﻧﺎ اﺣﺿر ﻟﻧﺎ ﺣﻔﻧﺔ ﺗراب ﻣن دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻟذي آﻧت أﻋﺗﻘد إﻧﻪ ﺑرآﺔ ﻋظﻳﻣﺔ ،وإﻧﻬﺎ ﺳﺗﻧﺎل اﻟﺷﻔﺎء ﺑﻪ رﻏم ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻣن ﺣﺳﺎﺳﻳﺔ ﺿد اﻟﺗراب.
وأﺧﻳرا أرﺳﻠت ﺧطﺎﺑﺎ ﻟﻠدﻳر ﻟطﻠب اﻟﺻﻼة ﻣن أﺟﻠﻬﺎ ،ﻷﻧﻲ آﻧت ﻗد ﺳﺋﻣت اﻟﺣﻳﺎة ،وأﺧﺷﻲ أن ﻳﺗزﻋزع إﻳﻣﺎﻧﻲ ،وﻗد أرﺳﻞ ﻟﻲ اﻟدﻳر ﻗطﻌﺔ ﻗطن ﺑﻬﺎ زﻳت ﻣﺑﺎرك ،وطﻠب ﻣﻧﻲ أن أﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ زﺟﺎﺟﺔ زﻳت زﻳﺗون ﻧﻘﻲ ،وأدهن ﺑﻪ اﺑﻧﺗﻲ ﻳوﻣﻳﺎ ،وﻗد ﻧﻔذت آﻞ ذﻟك .آﻣﺎ آﻧت أدهن ﺑﻪ اﺑﻧﻲ "ﻣﻳﻧﺎ" اﻟذي آﺎن هو اﻵﺧر ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرض.
وﺑﺗدﺑﻳر ﻣن اﷲ ﺣﺿرﻧﺎ إﻟﻲ ﻣﺻر ﺑﻌد ذﻟك ،ﻓﻘﻣﻧﺎ ﺑزﻳﺎرة دﻳر ﺣﺑﻳﺑﻧﺎ ،وﺷﻔﻳﻌﻧﺎ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ،وﻋﻧدﻣﺎ وﺟدت ﻧﻔﺳﻲ أﻣﺎم ﺟﺳد هذا اﻟﻘدﻳس أﺧذت أﺑآﻲ ﺑﻣرارة ،ﻷﻧﻲ رازﺣﺔ ﺗﺣت وطﺄة ﺳﻧﻳن طوﻳﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ...ﻻأﻋرف ﻣن أﻳن اﺗﺗﻧﻲ آﻞ هذﻩ اﻟدﻣوع ...،ﻟﻘد ﺣﺎوﻟت أآﺛر ﻣن ﻣرة أن أﻣﻧﻊ ﻧﻔﺳﻲ ﻣن
اﻻﺳﺗرﺳﺎل ﻓﻲ اﻟﺑآﺎء ،وﻟآﻧﻲ ﻓﺷﻠت ،إﻟﻲ أن ﺷﻌرت ﻓﺟﺄة ،وﻗد هدأت ،وزاﻳﻠﻧﻲ اﻟﻘﻠق آﺄن ﺷﻳﺋﺎ ﻟم ﻳآن ﺑﻲ...أﺣﺳﺳت ﺑﺎﻟراﺣﺔ واﻟﺳﻼم.
اﺳﺗراﺣت ﻧﻔﺳﻲ ﺑﺎﻟﺑآﺎء ،ﺑﻞ ﺷﻌرت أﻧﻧﻲ وﺟدت اﻟﻣآﺎن اﻟذي ﺗﺗﻌزي ﻓﻳﻪ روﺣﻲ ،وﺗﺗﺣﻠﻞ ﻣن آﻞ هﻣوﻣﻬﺎ ،وﺗﻌﺑﻬﺎ ،وطﻠﺑت إﻟﻲ اﷲ ﻣﺗﺷﻔﻌﺔ ﺑﺎﻟﺷﻬﻳد اﻟﻌظﻳم أن ﻳزﻳﺢ ﻋﻧﻲ أﻟﻣﻲ وﻗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻲ اﺑﻧﺗﻲ اﻟﺗﻲ أراهﺎ ﺗﺗﻌذب ﺑﻳن اﻟﺣﻳن واﻟﺣﻳن.
وﻓﻲ هذﻩ اﻷﺛﻧﺎء ﺟﺎءﻧﻲ أﺣد اﻷﻗﺎرب ﻳﻘول ﻟﻲ ":إﻟﺣﻘﻲ أوﻻدك ﺑﻳﺎآﻠوا ﻣن اﻟﺗراب ،وﺣطﻳن زﻟط ﻓﻲ ﻓﻣﻬم".
ﻓرﺣت ﻟﺣظﺗﻬﺎ ،وﻗﻠت ﻟﻘد ﺗﺣﻘق أﻣﻠﻲ اﻟذي آﻧت أﻧﺷدﻩ ،وأﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻲ "ﺑﺳﻳدﻧﻲ " ﻋﻧدﻣﺎ آﺎﻧت اﺑﻧﺗﻲ ﺗﺗﻌذب ﻣن اﻟﻣرض ...وآﺎﻧت ﻧﻔﺳﻲ ﺗﺗﻬﺎﻓت ﻋﻠﻲ ﺑﻌض ﻣن ﺗراب اﻟدﻳر ...ﺳﻌدت إذ رأﻳت أوﻻدي ﻳﺄآﻠون اﻟﺗراب ....ﻓﻬذﻩ أﻣﻧﻳﺗﻲ اﻟﺗﻲ طﺎﻟﻣﺎ أﺷﺗﻘت ﻟﺗﺣﻘﻳﻘﻬﺎ.
ﻟﻘد ﻧﺎﻟت اﺑﻧﺗﻲ اﻟﺷﻔﺎء ﻣﻧذ ﺗﻠك اﻟزﻳﺎرة اﻟﻣﺑﺎرآﺔ ﻓﻘد اﻧﻘﺿﻲ اﻟﻌﺎم ،وﻟم ﺗﻧﺗﺎﺑﻬﺎ أﻋراض ذﻟك اﻟﻣرض اﻟﻠﻌﻳن.
ﻋﺟﺑﺎ ،وأي ﻋﺟب ...أي ﺳر ﻳﺣﻣﻠﻪ ذﻟك ،وأي آراﻣﺔ ،وﻣﺟد ﺗﻣﻧﺣﻬﻣﺎ ﻳﺎاﷲ ﻟﻣن أﺣﺑوك ﻣن آﻞ ﻗﻠوﺑﻬم.
وهﺎ أﻧﺎ ذا أآﺗب رﺳﺎﻟﺗﻲ اﻋﺗراﻓﺎ ﻣﻧﻲ ﺑﺣدوث اﻟﻣﻌﺟزة اﻟﺗﻲ أرﺟو ﺗﺳﺟﻳﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺟﻞ اﻟﻣﻌﺟزات.
زﻳﺎرة اﻟدﻳر
ﻓﺗﺢ اﷲ أﻳوب ﻣـــرﺟﺎن ١٥ش اﻟﺟﻣﻬورﻳﺔ – ﺑورﺳﻌﻳد
آﺎﻧت زوﺟﺗﻲ ﻣرﻳﺿﺔ ﺑﺳآر ﻓﻲ اﻟدم ،وﻧظرا ﻟطول ﻓﺗرة اﻟﻣرض ﻧﺳﺑﻳﺎ ،وﻟﻠﻘﻳود اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻋﻠﻲ اﻟﻣرﻳض ،آﺎﻧت ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻟﻧﻔﺳﻳﺔ ﺳﻳﺋﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺳآر ﻟم ﺗآن ﺛﺎﺑﺗﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻠو ﻳوﻣﺎ ،وﺗﻧﺧﻔض ﻳوﻣﺎ آﺧــــــر.
وآﺎﻧت زوﺟﺗﻲ ﺗؤﻣن إﻳﻣﺎﻧﺎ راﺳﺧﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺗﻧﺎل اﻟﺷﻔﺎء ﻟو زارت دﻳر اﻟﺷﻬﻳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط . وﻗد ﺣﻘق اﷲ ﻟﻬﺎ أﻣﻧﻳﺗﻬﺎ ﻓزارﺗﻪ ﻳوﻣﻲ ١٠و ١١ﻧوﻓﻣﺑر. ١٩٨٣ وأﺧذت ﺑرآﺔ ﻣن ﺟﺳد اﻟﻘدﻳس ﻣﻳﻧﺎ ،وآذا اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس .
وﻓﻲ اﻟﻳوم اﻟﺗﺎﻟﻲ آﺎن اﻟﻣوﻋد اﻟﺷﻬري ﻟﻠﺗﺣﻠﻳﻞ ،وآﺎﻧت ﻧﺗﻳﺟﺗﻪ ﻣﻔﺎﺟﺄة ﻋﺟﻳﺑﺔ ،إذ ﻗﺎل اﻟطﺑﻳب: "إن اﻟﺳآر ﻗد ﺣﺳم ﺗﻣﺎﻣﺎ ،وﻧﺳﺑﺗﻪ ﻋﺎدﻳﺔ ﺟدا ،وﺗﺳﺗطﻳﻌﻲ أن ﺗﺄآﻠﻲ ،وﺗﺷرﺑﻲ آﻣﺎ ﺗرﻳدﻳن، وﻻداﻋﻲ ﻟﻌﻣﻞ ﺗﺣﺎﻟﻳﻞ أﺧري".
وآﺎﻧت ﻣﻌﺟزة ﻋظﻳﻣﺔ.....
ﺿﻣــــــور ﻓﻲ اﻟﻣـــــــﺦ اﻟﺳﻳد /ﺳﻌﻳد ﻟﺑﻳب ﺑﺎﻟﺣﺳﻧﻳﺔ -اﻟﻣﻧﺻورة
ﻓﻲ ﻳوم ١٩٨٦ /٨ /١٨ﺷﻌرت واﻟدﺗﻲ ﺑﺎﻵم ﻓﻲ اﻟرأس ﻧﺗﻳﺟﺔ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﺿﻐط اﻟدم ،ﺛم راﺣت ﻓﻲ ﻏﻳﺑوﺑﺔ ﻟﻣدة ﺛﻶﺛﺔ أﻳﺎم ،وﺑﻌدهﺎ أﺻﻳﺑت ﺑﺷﻠﻞ ﻧﺻﻔﻲ ،وﻗد ﻋرﺿت ﻋﻠﻲ أطﺑﺎء آﺛﻳرﻳن ﺑﺎﻟﻣﻧﺻورة .
وﻟﻣﺎ اﻧﻘﺿﻲ ﺷﻬران أﺧذت ﺻﺣﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺳن ﻗﻠﻳﻼ ﻗﻠﻳﻼ إﻟﻲ أن ﺷﻔﻳت .
وﻓﻲ ﻧوﻓﻣﺑر ﻣن ﻧﻔس اﻟﻌﺎم – ﻗﺑﻞ ﺣﻠول ﺻوم اﻟﻣﻳﻼد _ ظﻬرت ﻋﻠﻳﻬﺎ أﻋراض ﻣرض اﻟﺻرع . وآﺎن هذا ﺑداﻳﺔ ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﻳدة ﻣن اﻟﺗﻌب واﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ،ﻓﻘد اﻧﺗﺎﺑﻬﺎ هزال ﺷدﻳد ﻣﻊ ﺿﻌف اﻟﻧظر، وﺛﻘﻞ اﻟﺣرآﺔ ،وﻋدم اﻷآﻞ ،واﻟﺗﺑول واﻟﺗﺑرز اﻟﻶإرادﻳﻳن .
وﻓﻲ ﻳوم ١٩٨٧ /٣/١١ﺳﺎﻓرﻧﺎ إﻟﻲ اﻟﻘﺎهرة ﻟﻌﻣﻞ أﺷﻌﺔ ﺑﺎﻟآﻣﺑﻳوﺗر ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺦ ،وﻗد أظﻬرت إﺻﺎﺑﺗﻬﺎ ﺑﺿﻣور ﻓﻲ اﻟﻣﺦ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔص اﻷﻳﻣن ،وأﺻﺑﺣت ﺗﺗﻐذي ﺑﺎﻟﺟﻠوآوز ،وﻗد أﺳﻠﻣﻧﺎ أﻧﻔﺳﻧﺎ ﻟﻣﺷﻳﺋﺔ اﷲ ،وآﻧت أطﻠب ﻟﻬﺎ اﻟراﺣﺔ ،وأﻻ ﺗﺳﺗﻣر طوﻳﻼ ﻋﻠﻲ هذﻩ اﻟﺣﺎل .وﻗد ﺗﻔﺿﻞ ﺑزﻳﺎرﺗﻬﺎ آﺛﻳر ﻣن اﻵﺑﺎء اﻟآﻬﻧﺔ وﺗﻧﺎوﻟت اﻷﺳرار اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﻣن أﻳدﻳﻬم .
ﺛم اﺻطﺣﺑﺗﻬﺎ إﻟﻲ اﻷﺳآﻧدرﻳﺔ ﻓﻲ ﺑداﻳﺔ ﺷﻬر ﻣﺎﻳو ١٩٨٧ﻟﻌرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻲ أﺣد اﻷﺳﺎﺗذة هﻧﺎك ، وﻟآﻧﻧﻲ ﺻﻣﻣت ﻋﻠﻲ اﻟذهﺎب إﻟﻲ دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط ﻗﺑﻞ ﻋرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻲ اﻟطﺑﻳب ،وآﺎن ﻟﻲ إﻳﻣﺎن راﺳﺦ ﺑﻧﻳﻠﻬﺎ اﻟﺷﻔﺎء.
ﺗوﺟﻬﻧﺎ إﻟﻲ اﻟدﻳر ﻳوم ، ١٩٨٧/٥ /٩وآﻧت أﺑآﻲ ﺑآﺎء ﺷدﻳدا طوال اﻟطرﻳق ﺣﺗﻲ وﺻﻠت إﻟﻲ ﻣﻘﺻورة ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ،ﻓﺎرﺗﻣﻳت ﻋﻠﻲ ﺟﺳدﻩ اﻟطﺎهر ،وأﻧﺎ ﻏﺎرق ﻓﻲ دﻣوع ﻏزﻳرة ،آﻣﺎ ﺑآت واﻟدﺗﻲ أﻳﺿﺎ .
ﻋرﺿﺗﻬﺎ ﺑﻌد ذﻟك ﻋﻠﻲ اﻷﺳﺗﺎذ /ﻋﻣر اﻟﺟﺎرم أﺳﺗﺎذ اﻷﻋﺻﺎب ﺑﺎﻻﺳآﻧدرﻳﺔ .وﻟﻣﺎ رﺟﻌﻧﺎ إﻟﻲ اﻟﻣﻧﺻورة ،وﺑﻌد ﻣرور ﺣواﻟﻲ أﺳﺑوﻋﻳن وﺟدﻧﺎهﺎ ﻓﺟﺄة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ أﻓﺿﻞ ،إذ أﺧذت ﺗﺗﺣﺳن ﺷﻳﺋﺎ ﻓﺷﻳﺋﺎ ،وﺑدأت ﺗﺗﺣرك ،وﺗﺗﻧﺑﻪ ،وﺗـﺄآﻞ وﺗﺷرب وﺗﺗآﻠم ،وأﺻﺑﺣت ﻗﺎدرة ﻋﻠﻲ اﻟﺗرآﻳز ...ﻟﻘد ﻋﺎدت اﻟﻳﻬﺎ اﻟﺣﻳﺎة ﺛﺎﻧﻳﺔ .
وآﺎن ﻣن أﺟﻣﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺗﻪ ﻟﻧﺎ إﻧﻬﺎ آﺎﻧت ﺗري ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻳﻘف ﺑﺟوار ﺻورة اﻟﻣﻼك راﻓﺎﺋﻳﻞ اﻟﻣﻌﻠﻘﺔ إﻟﻲ اﻟﺣﺎﺋط .
ﻟم ﻳﻧس ﻟﻬﺎ اﻟﺷﻔﻳﻊ اﻟﺣﺑﻳب ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ زﻳﺎرﺗﻬﺎ ﻟﻪ ،وهﻲ ﺣطﺎم ،ﻓرد ﻟﻬﺎ اﻟﺟﻣﻳﻞ ﺑزﻳﺎرات ﻣﺗآررة، ﻣﺑﺎرآﺔ ..ﺣﻣﻠت ﻟﻬﺎ ﻧﺳﻣﺎت اﻟﺣﻳﺎة واﻟﺻﺣﺔ . ﻟﻘد ﻋﺎدهﺎ ﺑﻌض اﻷطﺑﺎء ،ﻓﺗﻌﺟﺑوا أﺷد اﻟﻌﺟب ﻣؤآدﻳن أن ﻣﺎ ﺣدث ﻻﻳﻣآن أن ﻳآون ﺛﻣرة اﻟدواء ﺣﺗﻲ ﻟو طﺎل اﺳﺗﺧداﻣﻪ .
وﻻ أﻧﺳﻲ أن أذآر أن أﺣد اﻵﺑﺎء اﻷﺟﻼء ﺑﺎﻟدﻳر ﻗد رﺷﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟزﻳت ،وﺻﻠﻲ ﻟﻬﺎ طﺎﻟﺑﺎ ﺷﻔﺎﻋﺔ اﻟﺷﻬﻳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس.
أرآﺑﻧﻲ اﻟﺟﻣـــــــﻞ اﻟﺳﻳد اﻟدآﺗور /ﻳوﺳف اﻟﻘس ﻳﻌﻘوب ﺻﻳدﻟﻳﺔ اﻟﺳﻼم – طﻣـــــــــــﺎ
وﻗﻌت اﺑﻧﺗﻲ اﻟآﺑري " آرﻳﺳﺗﻳن" ﻋﻠﻲ اﻷرض وهﻲ ﺗﻠﻌب ،وﻟم ﻧﻠﺣظ ﺷﻳﺋﺎ وﻗﺗﻬﺎ .وﻟآن أﺛﻧﺎء اﻟﻠﻳﻞ وﺟدﻧﺎ ﺣرارﺗﻬﺎ ﻗد ارﺗﻔﻌت إﻟﻲ أرﺑﻌﻳن درﺟﺔ ،ﻣﻊ ﺗورم ﻣﻔﺻﻞ رآﺑﺗﻬﺎ اﻟﻳﻣﻧﻲ ،وظﻠت ﺗﺻرخ طوال اﻟﻠﻳﻞ .وﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح آﺎن ﺣوﻟﻬﺎ آوﻧﺳﻠﺗو ﻣن اﻷطﺑﺎء ،وﻟآﻧﻬم ﻋﺟزوا ﻋن ﺗﺷﺧﻳص اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﻓﺄﺟرﻳت ﻟﻬﺎ أﺷﻌﺔ ﻓﻠم ﺗظﻬر ﺷﻳﺋﺎ ﻏﻳر ﻋﺎدي ،وظﻠﻠﻧﺎ ﻧﻌﺎﻟﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺿﺎدات اﻟﺣﻳوﻳﺔ ،واﻟﻣﺳآﻧﺎت ،وﻟآﻧﻬﺎ آﺎﻧت ﺗزداد ﺳوء.
ﻋرﺿﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺳﻳد اﻟطﺑﻳب /ﺳﻌد ﺗوﻓﻳق أﺧﺻﺎﺋﻲ اﻟﻌظﺎم ﻓﻲ ﺳوهﺎج ،وﻟﻣﺎ رأي ﻣﻔﺻﻞ اﻟرآﺑﺔ ﺗﺄﻟم ﺟـــدا ،وﻗﺎل ":رﺑﻧﺎ ﻳﺳﺗر دي ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ ﺧطﻳرة " ،وأرﺟﻊ اﻹﺻﺎﺑﺔ اﻟﻲ وﺟود ﻣﻳآروب ﺑﻳن اﻟﻌظم ،واﻟﻣﻔﺻﻞ ،وﻻﺑد ﻣن إﺟراء ﻋﻣﻠﻳﺔ ،واﷲ وﺣدﻩ ﻳﻌﻠم ﻣدي ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ،وﻣﺎ ﻗد ﺗﺳﺑب ﻣن ﻋﺟز.
وﻓﻲ ﻳوم اﻟﺟﻣﻌﺔ ١٩٨٤ /١١/٢أﺧذت ﻋﻳﻧﺔ ﻣن اﻟﺻدﻳد ﻋن طرﻳق اﻟﺑذل ﻹﺟراء اﻟﺗﺣﻠﻳﻞ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻧوع اﻟﻣﻳآروب ،وﻣدي اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻪ ﻟﻠﻣﺿﺎدات اﻟﺣﻳوﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .وطﻠب اﻟطﺑﻳب أن ﺗﻼزم اﻟﻔراش ﺣﺗﻲ ظﻬور ﻧﺗﻳﺟﺔ اﻟﺗﺣﻠﻳﻞ ،وأن ﺗﺟري ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﻳوم اﻻﺛﻧﻳن .١٩٨٤/١١/٥
ﻋدت إﻟﻲ ﻣﻧزﻟﻲ ﻣﻧﻬﺎرا ،أﺑآﻲ ﻓﻲ ﻣرارة ،أﻋﺎﻧﻲ ﺣزﻧﺎ ﻣﺑرﺣﺎ ،وﻳآﺎد اﻟﻘﻠق ﻳﻔﺗك ﺑﻲ ،وأﻧﺎ أري اﻟﻣﺻﻳر اﻟﻣؤﻟم اﻟذي ﻳﻧﺗظر ﺻﻐﻳرﺗﻲ ...وأي ﻋﺎهﺔ ﺳﺗﺗﺧﻠف ﻟدﻳﻬﺎ ﻣدي اﻟﺣﻳﺎة.
آﺎن ﻋﻠـــﻲ أن أﻟﺟـــﺎ إﻟﻲ اﷲ ،واﻟﺗﻣﺳت ﻣن ﻧﻳﺎﻓﺔ اﻷﻧﺑﺎ ﻓﺎم أﺳﻘف "طﻣﺎ" أن ﻳذآرهﺎ ﻓﻲ اﻟﻘداﺳﺎت ،وأﻗﻣﻧﺎ ﺻﻼة اﻟﻘﻧدﻳﻞ ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل ،ورﺟوت آﻞ ﻣﻌﺎرﻓﻧﺎ اﻟﺻﻼة ﻷﺟﻠﻬﺎ .
وﻓﻲ ظﻬر ﻳوم اﻷﺣـــد ١٩٨٤/١١/٤وﺟدﺗﻬﺎ ﺗﻧﻬض ﻣن ﻧوﻣﻬﺎ ،وهﻲ ﺗﺑﺗﺳم ﻗﺎﺋﻠﺔ" :آﺎن هﻧﺎ" ....ﻓﺎﻗﺗرﺑت ﻣﻧﻬﺎ ،وﺳﺄﻟﺗﻬﺎ" :إﻳﻪ اﻟﺣآﺎﻳﺔ ؟" ....ﻓروت ﻟﻲ ﻣﺎ ﺣدث:
"ﻟﻘد رأﻳت وأﻧﺎ ﻧﺎﺋﻣﺔ رﺟﻼ ،وﻣﻌﻪ ﺟﻣﻠﻳن ،وﺳﺄﻟﻧﻲ" :ﻣﺎﻟك ﻳﺎ آرﻳﺳﺗﻳن ؟" ،ﻓﻘﻠت" :أﻧﺎ ﻧﺎﻳﻣﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﺳرﻳر ،وﻋﺎﻳزﻩ أﻟﻌب ﻣﻊ أﺧوﻳﺎ "ﺟون" ...ﺧﻠﻲ ﺑﺎﺑﺎ ﻳﺳوع ﻳﺷﻔﻳﻧﻲ".
ﻓﺄﺟﺎﺑﻧﻲ ﺑﻘوﻟﻪ :
"ﺑﺎﺑﺎ ﻳﺳوع أرﺳﻠﻧﻲ ﻋﻠﺷﺎن أﺷﻔﻳآﻲ" .ﺛم ارآﺑﻧﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﺟﻣﻞ ،ودهن رﺟﻠﻲ ﺑﺎﻟزﻳت ،ﻓﺳﺄﻟﺗﻪ: "أﻧت ﻣﻳن ؟" ،ﻓﺄﺧﺑرﻧﻲ إن اﺳﻣﻪ "ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ" ،ﺛم ﺷﺎهدت اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻳﺣﺿر ﺑﻣﻼﺑﺳﻪ اﻟﻣﻠوﻧﺔ، ودهن رﺟﻠﻲ هو آﻣﺎن ﺑﺎﻟزﻳت".
وﺑﻌد ذﻟك ﻻﺣظت أﻧﻬﺎ ﺗﺣرك رﺟﻠﻬﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ ،وﻟآﻧﻲ ﻟم أﻋرف أﺣدا ،ﺑﻬذﻩ اﻟﻘﺻﺔ .وذهﺑت اﻟﻲ اﻟدآﺗور ﺣﺳب اﻟﻣﻳﻌﺎد ،ﻓﺎﻧدهش ﺟـــدا ،وﻗﺎل" :ﻻﻳﻣآن أن ﺗآون دي ﻧﻔس اﻟرﺟﻞ اﻟﻠﻲ ﺷﻔﺗﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺄﺧذ ﺑﻌد اﻟﻣﺿﺎد اﻟﺣﻳوي اﻟذي اظﻬرﺗﻪ اﻟﻣزرﻋﺔ" ،ﻓﻘﺎﻟت ﻟﻪ آرﻳﺳﺗﻳن" :دا ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس آﺎﻧوا اﻣﺑﺎرح ﻋﻧدي وﻋﻣﻠوهﺎ" .
وﻗد ظﻠﻠﻧﺎ ﻧﺗردد ﻋﻠﻲ اﻟطﺑﻳب ﻣرﺗﻳن آﻞ أﺳﺑوع ﻟﻣدة ﺷﻬر ،وهﻲ ﻓﻲ ﺗﻘدم ﻣﻠﻣوس ﺣﺗﻲ أﺻﺑﺢ ﻣﻧظر اﻟرآﺑﺗﻳن ﻣﺗﻣﺎﺛﻼ ﺗﻣﺎﻣﺎ ،ﻓطﻠب ﻣﻧﻲ ﻋﻣﻞ أﺷﻌﺔ ﻷن هذا اﻟﻣرض ﺗﺗﺧﻠف ﻋﻧﻪ ﺗرﺳﻳﺑﺎت ﺗﺟﻌﻞ ﻣﻔﺻﻞ اﻟرآﺑﺔ ،واﻟﻌظﺎم اﻟﺗﻲ ﺣوﻟﻪ هﺷﺔ ....وهذا ﻣﺎ ﻟم ﺗظﻬرﻩ اﻷﺷﻌﺔ .ﺛم ﻋﻣﻠﻧﺎ أﺷﻌﺔ أﺧري ﻋﻠﻲ اﻟرآﺑﺗﻳن ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧﻪ ،ﻓﺗﺑﻳن أﻧﻬﻣﺎ ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺗﺎن .
ﺷآــــــــــــــــــــــرا ﻟﻠـــــــــــــــــــــــــــــــﻪ اﻟﻬــــــــــــــــــــﻲ.......
اﺗـــــــــآﻞ ﻋﻠﻲ ﻋﺟﺎﻳﺑـــــﻲ اﻟﺳﻳد /م.ا.ب )طﻠب ﻋدم ذآر اﺳﻣﻪ( اﻟﺳﺎﺣﻞ – ﻧﺟﻊ ﺣﻣﺎدي
ﻣﻧذ ﺧﻣس ﺳﻧوات اﻧﻘﻠﺑت ﺣﻳﺎﺗﻲ ﺟﺣﻳﻣﺎ ،دون أن ﻳآون هﻧﺎك ﺳﺑب أو ﻣﺑرر ﻟذﻟك ،ﻓﺎن ﺷﻳﺋﺎ ﻓﻲ ﺣﻳﺎﺗﻲ ﻟم ﻳﺗﻐﻳر ﺣﺗﻲ ﻳﻣآن أن أﻋزو إﻟﻳﻪ هذا اﻻﻧﻘﻼب .
ﺷﻌرت وآﺄﻧﻲ ﻣﺻﺎب ﺑﺄﻣراض ﻋﺻﺑﻳﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
أرﻳد أن أﺑآﻲ ...ﻻأطﻳق اﻟﻣآوث ﻓﻲ ا ﻟﻣﻧزل.
ﺗﺣوﻟت ﻣﺷﺎﻋري ﻣن ﻧﺎﺣﻳﺔ زوﺟﺗﻲ إﻟﻲ ﻧﻔور ﺷدﻳد ،وأرﻏب ﻓﻲ ﺗطﻠﻳﻘﻬﺎ ،واﻟزواج ﺑﺄﺧري .ﻣﺎ ﺳﺑب آﻞ هذا ؟ ....ﻻأﻋرف ،وﻻ أﺣد ﻳﻌرف.
ذهﺑت ﻳوﻣﺎ إﻟﻲ دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط ،اﻧﺎ أﻋﺎﻧﻲ ﻣن اﻷﻟم واﻟﺿﻳق ،وطﻠﺑت ﺑرآﺔ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ، وطﻠﺑت ﻣن أﺑﺎء اﻟدﻳر اﻟﺻﻼة ﻣن أﺟﻠﻲ .ﺛم ﻣﻸت زﺟﺎﺟﺔ ﺑﺎﻟﻣﻳﺎﻩ ﻣن اﻟﺻﻧﺑور )اﻟﺣﻧﻔﻳﺔ( وﻗﻣت ﺑرﺷﻬﺎ ﻓﻲ أﻧﺣﺎء اﻟﺷﻘﺔ ،وأﻧﺎ أﻗول ":ﻳﺎﺑرآﺔ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ".
وﻓﻲ اﻟﻠﻳﻞ ﺣﻠﻣت ﺣﻠﻣﺎ ﻣﻔزﻋﺎ ...ﻓﻘد هﺎﺟﻣﺗﻧﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺣﻳواﻧﺎت ﻗﺑﻳﺣﺔ اﻟﺷآﻞ ،أﺣدهﺎ ﻟﻪ ﺷآﻞ أﺳد، وآﺎﻧت ﺗﻘول ﻟﻲ " ﻟﻳﻪ ﻋﻣﻠت آدﻩ ...اﻟﻧﺎر ﻣوﻟﻌﺔ ﻓﻳﻧﺎ ...إﺣﻧﺎ راﻳﺣﻳن ﻟﻠﻧﺎس اﻟﻠﻲ ﺑﻌﺗوﻧﺎ".
اﻧﻘﺿت ﻗﺗرة زﻣﻧﻳﺔ ،وﻟم ﺗﺗﺣﺳن اﻷﺣوال ،وﻟآن زﻳﺎرﺗﻲ ﻟﻠدﻳر آﺎن ﻣﻌﻧﺎهﺎ أن هﻧﺎك أﻣﻞ ...وأن أظﻞ ﻣﺗﻣﺳآﺎ ﺑﻣراﺣم اﷲ.
آﻧت اﺣﺗﻔظ ﻓﻲ ﺟﻳﺑﻲ ﺑآﺗﺎب ﻟﻣﻧﻊ ﻋﻧﻲ اﻟﺿﻳق واﻟﻣﺿﺎﻳﻘﺎت ،وﻓﻲ إﺣدي اﻟﻠﻳﺎﻟﻲ – وآﻧت ﻓﻲ ﻏدهﺎ ﺳﺄذهب ﻟزﻳﺎرة اﻟدﻳر ﺑﺑﻣرة اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ – ﻗﻣت وأﺣرﻗت اﻟآﺗﺎب ،وأﻧﺎ أردد ﻳﺎ ﺑرآﺔ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس " ،ﺛم أوﻳت إﻟﻲ ﻓراﺷﻲ .
وﺣﻠﻣت ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﻳﻠﺔ أن ﺛﻼث أﺳود ذات ﻟون اﺳود ﻣﻘﺑﻠﺔ ﻧﺣوي ،وهﻲ ﺗﻘول " :ﻟﻳﻪ ﺣرﻗت اﻟآﺗﺎب ؟ ....اﻧت اﺗآﻠت ﻋﻠﻲ ﻋﺟﺎﻳﺑﻲ ...ﺧﻠﻲ ﻋﺟﺎﻳﺑﻲ ﻳﻧﻔﻌك".
ﻗﻠت ":أﻧﺎ اﺗآﻠت ﻋﻠﻲ رﺑﻲ ﻳﺳوع اﻟﻣﺳﻳﺢ ،وﻋﻠﻲ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻣﺎرﻣﻧﻳﺎ اﻟﻌﺟﺎﻳﺑﻲ ". وﻋﻧدﺋذ ﺻﺎر ﻣﻧظر هذﻩ اﻟﺣﻳواﻧﺎت دﺧﺎﻧﺎ.
ﺗﻐﻳرت ﺣﻳﺎﺗﻲ آﻠﻬﺎ ﺑﻌد ذﻟك . زاﻟت اﻟآراهﻳﺔ اﻟﺗﻲ آﺎﻧت ﺗﻣﻸ ﻗﻠﺑﻲ ﻣن ﻧﺣو زوﺟﺗﻲ . واﻟﺑﻳت ﻋﺎد ﻓﺄﺻﺑﺢ ﻣآﺎﻧﻲ اﻟﻣﻔﺿﻞ....
واﻟﺑآﺎء اﻟذي آﺎن ﻳﺗﻣﻠآﻧﻲ ﻋﻧد اﻟﺗﻧﺎول ﻣن اﻷﺳرار اﻟﻣﻘدﺳﺔ ،أو ﺑﻌد ﺻﻠوات اﻵﺑﺎء اﻟآﻬﻧﺔ ﻟﻲ ...زال ﺗﻣﺎﻣﺎ.
آﻧت أﺳﻣﻊ ﻗﺑﻼ أﺻواﺗﺎ ﺷﻳطﺎﻧﻳﺔ ﺗردد ":ﻟوﻻ اﻟﺗﻧﺎول ،وآﻠﻣﺔ "آﻳرﻳﺎﻟﻳﺳون" اﻟﺗﻲ ﺗرددهﺎ ﻟآﻧﺎ ﻗد ﻣزﻗﻧﺎ ﺟﺳﻣك".
آﻞ ذﻟك اﺧﺗﻔﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣن ﺣﻳــــﺎﺗﻲ ﺑﺷﻔﺎﻋﺔ اﻟﻌﺟــــــــــــــــــــﺎﻳﺑﻲ .
اﻟﺳﺗـــــــــــر واﻟزﻳت اﻟﺳﻳدة /ﺳﻬﻳر ﺣﺑﻳب رزق ﻣﺳﺎآن ﺗﻌﺎوﻧﻳﺎت اﻟﺑﻧﺎء ﻋﻣﺎرة ٦٨ ﻣدﻳﻧﺔ ﻧﺻر – اﻟﻘﺎهرة
أرﺳﻞ ﻟآم هذﻩ اﻟﻣﻌﺟرة اﻟﻌظﻳﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺎل ﺑﻬﺎ زوﺟﻲ دآﺗور /ﻣدﺣت ﻟﺑﻳب ،ﻧﻌﻣﺔ اﻟﺷﻔﺎء.
ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟﻧﺻف ﻟﻳﻼ اﻋﺗﺎد زوﺟﻲ أن ﻳﻘوم ﺑﺗﺷﻐﻳﻞ ﻣوﺗورات اﻟﻌﻣﺎرة ﻟﺟﻠب اﻟﻣﻳﺎﻩ ﺣﻳث إﻧﻬﺎ ﻻﺗﺻﻠﻧﺎ إﻻ ﻓﻲ هذﻩ اﻟﺳﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﻠﻳﻞ .وﻓﻲ إﺣدي اﻟﻣرات ،وأﺛﻧﺎء ﻧزوﻟﻪ درج اﻟﺳﻠم زﻟت ﻗدﻣﻪ ،ﻓوﻗﻊ ﻋﻠﻲ ظﻬرﻩ ،وارﺗطﻣت رأﺳﻪ ﺑﺣﺎﻓﺔ إﺣدي اﻟدرﺟﺎت ،ﻓﻔﻘد اﻟوﻋﻲ ﻟﺑﻌض اﻟوﻗت ،وﻟﻣﺎ أﻓﺎق ﺻﻌد إﻟﻲ اﻟﺷﻘﺔ ﻣﺳﺗﻧدا ﻋﻠﻲ آﺗﻔﻲ ،وﻻﺣظت آدﻣﺔ ﻓﻲ ظﻬرﻩ ﺗﻐطﻲ ﻣﺳﺎﺣﺔ ﺿﻠوع اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻳﺳر .وﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎ وﺟدﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻏﻣﺎء ﻳﻌﺎﻧﻲ هﺑوطﺎ، وإﻋﻳﺎء ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻟم ﻳﻌد ﻗﺎدرا ﻋﻠﻲ اﻟﺣرآﺔ ،ﻻﻳﻣﻳﻧﺎ وﻻ ﻳﺳﺎرا ،وﻻﻳﻣآﻧﻪ رﻓﻊ رأﺳﻪ ... آﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻳرﺛﻲ ﻟﻬﺎ ،أﺛﺎرت ﻓزﻋﻲ وﻗﻠﻘﻲ .
ﻟﻘد اﺣﺗرت ﻣﺎذا أﻓﻌﻞ ؟ ...ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻘﻳم ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﻧﺎﺋﻳﺔ ،وﻻﻳﻣآن اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺄﺣد اﻷطﺑﺎء ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺑﺎآر ،وآﺎن اﻟﻳوم ﻳوم ﻋﻳد.
ﻟم ﺗآن هﻧﺎك ﻣﻌوﻧﺔ ﺑﺷرﻳﺔ ....وﻟآن إذا أوﺻدت آﻞ أﺑواب اﻟﺑﺷر ،ﻓﺄن أﺑواب اﻟﻣراﺣم اﻹﻟﻬﻳﺔ ﻣﻔﺗوﺣﺔ داﺋﻣﺎ ...وﻓﻲ أي وﻗت ...ﻓﺻرﺧت اﻟﻳﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻣن آﻞ ﻗﻠﺑﻲ ﻣﺗﺷﻔﻌﺔ ﺑﺎﻟﺷﻬﻳد اﻟﻌظﻳم ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ،واﻷﻧﺑﺎ آﻳرﻟس .
وﻋﻧدﺋذ ﺗذآرت أﻧﻪ ﻳوﺟد ﻟدي ﺳﺗر آﺎن ﻳوﺿﻊ داﺧﻠﻪ أﻧﺑوﺑﺔ ﺟﺳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ أﻋطﺎﻧﻲ إﻳﺎﻩ أﺣد اﻵﺑﺎء اﻟآﻬﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎهرة ﻟﻧﺗﺑﺎرك ﺑﻪ ،وﻧﻌﻳدﻩ ﺛﺎﻧﻳﺔ ...وآﺎن هذا – ﻓﻲ اﻟﺣﻘﻳﻘﺔ _ ﺗرﺗﻳﺑﺎ ﻋﺟﻳﺑﺎ ﻣن اﷲ ،ﻓرﺷﻣت زوﺟﻲ ﺑزﻳت ﻣن دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ،ووﺿﻌت اﻟﺳﺗر ﻋﻠﻳﻪ ،وأﺳﻠﻣت أﻣري إﻟﻲ اﷲ.
ﺑﻌد ﻗﻠﻳﻞ ،ﺷﻌر زوﺟﻲ ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺗﺣﺳن ،وذهب ﻓﻲ اﻟﻧوم ،وﻋﻧدﻣﺎ اﺳﺗﻳﻘظ اﺳﺗطﺎع ﻣﺑﺎرﺣﺔ اﻟﻔراش ﺑﻣﻌﺎوﻧﺗﻲ ،وﻟآﻧﻪ آﺎن ﻳﺣس ﺑﺂﻻم ﺣﺎدة .
وﻓﻲ اﻟﻳوم اﻟﺗﺎﻟﻲ دهﻧﺗﻪ ﺑﺎﻟزﻳت واﺿﻌﺔ اﻟﺳﺗر ﺣول ﺟﺳدﻩ ،وأﻳﺿﺎ ﺻورة اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺑﺟﺎﻧﺑﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﺳرﻳر ...وآﻧت اﺗﺿرع إﻟﻲ اﷲ ﺑﺷﻔﺎﻋﺔ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ،واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻟﻳﻧﻘذ زوﺟﻲ دون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻲ اﻟطب.
وﻓﻲ اﻟﻳوم اﻟﺛﺎﻟث ،ﺣدث ﻣﺎ هو أﻋﺟب إذ أﺧذ ﻳﺗﺣرك ﺑﺳﻬوﻟﺔ ﻏرﻳﺑﺔ ،وﺑﺎرح اﻟﻔراش ،ﺑﻞ ﻗﺎد ﺳﻳﺎرﺗﻪ إﻟﻲ ﻣﺻر اﻟﺟدﻳدة ﻟﺷراء ﺑﻌض اﻟﺣﺎﺟﻳﺎت ،ﺛم اﺗﺟﻬﻧﺎ إﻟﻲ أﺣد اﻷطﺑﺎء اﻟذي ﻗرر أن زوﺟﻲ ﻗد أﺻﻳب ﺑﺷرخ ﻓﻲ ﺿﻠﻌﻳن ﺑﺎﻟﺟﺎﻧﻲ اﻷﻳﺳر ،وﻟآﻧﻬﻣﺎ اﻟﺗﺄﻣﺎ ،وﺗﻌﺟب أن ﻳﺣدث هذا ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻓﺣﺳب ﻷن اﻟﺷﻔﺎء آﺎن ﻳﺗطﻠب ﺷﻬرا آﺎﻣﻼ ﻣﻊ راﺣﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔراش ﺑدون ﺣرآﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌوق اﻟﺗﺋﺎم اﻟﻌظﺎم ،وﻋودﺗﻬﺎ إﻟﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟطﺑﻳﻌﻲ .
اآﺗب رﺳﺎﻟﺗﻲ هذﻩ ﺑﻌد ﺷﻬرﻳن ﻣن ﻧﻳﻞ زوﺟﻲ ﻧﻌﻣﺔ اﻟﺷﻔﺎء ....ﺣﻣــــــدا ﻟﻠـــــــــــــــــــﻪ.
ﻣـــــــن آﺳر زﺟﺎﺟﺔ اﻟﺧﻣر اﻵﻧﺳﺔ /ف.م.م. ﻗﻧﺎ )طﻠﺑت ﻋدم ذآر اﻻﺳم واﻟﻌﻧوان (
ﻟم ﺗآن ﻣﺷآﻠﺗﻲ وﺣدي ،ﺑﻞ ﻣﺷآﻠﺔ أﺳرﺗﻲ آﻠﻬﺎ ...وﻟم ﺗآن ﻣﺷآﻠﺔ اﻟﺷﻘﻳق أو اﻟﺷﻘﻳﻘﺔ ،ﺑﻞ ﻣﺷآﻠﺔ اﻷس ﻓﻲ اﻷﺳرة ،ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ....آﺎن أﺑﻲ هو ﺳﺑب اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ،ﺑدﻻ ﻣن أن ﻳآون اﻟﻘدوة .
آﺑرﻧﺎ ﻓوﺟدﻧﺎﻩ ﻣدﻣﻧﺎ ﻟﻠﺧﻣر ...ظﻞ ﻳﺣﺗﺳﻳﻬﺎ ﻣدة رﺑﻊ ﻗرن ...ﺳﻠﺑت ﻣن ﻣﺎﻟﻪ وﺻﺣﺗﻪ اﻟآﺛﻳر ، وأﺿﺎﻋت ﻣن هﻳﺑﺗﻪ وآراﻣﺗﻪ أآﺛر وأآﺛر.
آﻧﺎ ﻧراﻩ ﻳﺗدهور ﻳوﻣﺎ ﺑﻌد ﻳوم ،وﻧﺣن ﻋﺎﺟزون ...ﻻﻧﺳﺗطﻳﻊ أن ﻧﻔﻌﻞ ﺷﻳﺋﺎ ،أو ﻧﻘدم ﻟﻪ ﻋوﻧﺎ .
وﻟآن أﻣﻲ ...ﺗﻠك اﻟﺳﻳدة اﻟﻣﺗدﻳﻧﺔ داوﻣت اﻟﺻﻼة إﻟﻲ اﷲ ...ﻣﺗﺿرﻋﺔ ﻓﻲ ﺣزن أن ﻳﻘﻳﻞ زوﺟﻬﺎ ﻣن ﻋﺛرﺗﻪ وإذ ﻋﺑرت ﺳﻧﻳن طوﻳﻠﺔ دون أن ﻳﺗﺣﻘق اﻷﻣﻞ ﻓﺗرت ﺻﻼﺗﻬﺎ ،وهدأت ﻟﺟﺎﺟﺗﻬﺎ .
وذات ﻳوم وﻗﻊ ﻓﻲ ﻳدهﺎ آﺗﺎب ﻣﻌﺟزات اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ،وﺑﺎﻟﺗﺣدﻳد اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ،ﻓﻘرأﺗﻪ ﺑﺷﻐف ،وﺷﻌرت أﻧﻪ ﻗد رد اﻻﻳﻣﺎن إﻟﻲ ﻗﻠﺑﻬﺎ ،وإن إﺷراﻗﺔ اﻷﻣﻞ ﻋﺎدت إﻟﻲ ﺣﻳﺎﺗﻬﺎ.
ﻋﺎودت اﻟطﻠﺑﺔ ...وأﺧذت ﺗﻘرع اﻟﺑﺎب ﻓﻲ ﻟﺟﺎﺟﺔ ﻣﺗﺷﻔﻌﺔ هذﻩ اﻟﻣرة ﺑﻘدﻳﺳﻲ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﺣﺑﻳﺑﻳن ... ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ،واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس .
وذات ﻟﻳﻠﺔ وﻓﻲ ﺣﻠم ﻏرﻳب ،رأت ﺷﻘﻳﻘﺗﻲ اﻟﺷﻬﻳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻳﻣﺳك ﺑزﺟﺎﺟﺔ اﻟﺧﻣر اﻟﺗﻲ أﻣﺎم واﻟدي ،وﻳﻠﻘﻳﻬﺎ أرﺿﺎ ﻓﺗﻬﺷﻣت.
ﺛم وﺟدﺗﻪ ﻳﺗﺟﻪ ﺑﺎﻟﺣدﻳث إﻟﻲ واﻟدي ...آﻣرا إﻳﺎﻩ ﺑﺎﻻﻗﻼع ﻋن اﻟﺧﻣر ...
ﺗﺻورت ﺷﻘﻳﻘﺗﻲ أﻧﻪ ﻣﺟرد ﺣﻠم ....وآم رأت ﻣن أﺣﻼم .
وﻟآن ﺷﻳﺋﺎ ﺣدث ﻓﻲ ﺣﻳﺎة واﻟدي ...ﻟﻘد هﺟر ﺗﻠك اﻟﻌﺎدة اﻟذﻣﻳﻣﻳﺔ ...أو ﺑﻌﺑﺎرة اﺧري ﺷﻔﻲ ﻣن ﺗﻠك اﻟﺿرﺑﺔ اﻟﺷﻳطﺎﻧﻳﺔ ...وﻋﺎد إﻟﻲ ﺑﻳﺗﻧﺎ ﺳﻼم أﻓﺗﻘدﻧﺎﻩ ﻣﻧذ أن ﻋرﻓﻧﺎ اﻟدﻧﻳﺎ ،واﺳﺗرد واﻟدي وﻗﺎرﻩ وهﻳﺑﺗﻪ.
ﺣﻘــــــــــﺎ ﻣــــــﺎر ﻣﻳـــــــــﻧﺎ ﻋﺟﺎﻳﺑـــــــــــــــــــــــﻲ .
اﻟﺗدﺧـــﻳن ﺑﺷـــراهﺔ اﻟﺳﻳدة /ﺳﻬﻳر ﻓوزي ﻣﻧﺳﻲ وزارة اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺗﻣوﻳن – اﻟﺧرطوم
آﻟﻣﻧﻲ أن ﺗﺗﻣﻠك زوﺟﻲ ﻋﺎدة اﻟﺗدﺧﻳن إﻟﻲ اﻟﺣد اﻟذي ﺑﻠﻐﺗﻪ ﻣﻧﻪ ،رﺟوﺗﻪ آﺛﻳرا أن ﻳﺣﺎول اﻻﻗﻼع ﻋﻧﻬﺎ أو ﺣﺗﻲ اﻹﻗﻼل ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻠم أﻓﻠﺢ .
ﺑﺎت ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺳﻌﺎل ﺷدﻳد ﻳﺻﻞ إﻟﻲ اﻟﻘﻲء ،وﻟآن ذﻟك ﻟم ﻳﺣرك ﻓﻳﻪ رﻏﺑﺔ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺗدﺧﻳن .
ﻟم ﻳﻌد أﻣﺎﻣﻲ إزاء ﻋﻧﺎدﻩ إﻻ أن أﻟﺟــﺄ إﻟﻲ اﷲ ﻣﺻﻠﻳﺔ ﺑﺣرارة ،ﻣﺗﺷﻔﻌﺔ ﺑﺎﻟﺷﻬﻳد ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ، وﺑﺎﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس ...وﻟآن ﺗﺄﺧرت اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ أآﺛر ﻣﻣﺎ آﻧت أﺗوﻗﻊ .
ﺣﺿرﻧﺎ إﻟﻲ ﻣﺻر ﻋﺎم ، ١٩٨٣وواﺗﺗﻧﺎ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻧزور دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط ،وهﻧﺎك ﺗذآرت أﻣﻧﻳﺗﻲ ...ﻓﺄﺧذت ﻋﻠﺑﺔ اﻟﺗﺑﻎ ﻣن زوﺟﻲ ،ووﺿﻌﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ رﻓﺎت اﻟﻘدﻳس وﻗﻠت ﻟﻪ ":ﻳﺎﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻻﺗﺧرﺟﻧﻲ ﻣن ﻋﻧدك ﻣآﺳورة اﻟﺧﺎطر ،اﺟﻌﻠﻪ ﻳآرﻩ اﻟﺗدﺧﻳن".
وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻧﺎ ﻟﻧﻳﻞ اﻟﺑرآﺔ ﻣن أﺣد اﻵﺑﺎء اﻷﺗﻘﻳﺎء ﺑﺎﻟدﻳر رﺟوﺗﻪ اﻟﺻﻼة ﻣن أﺟﻞ زوﺟﻲ ﻟﻳﺗﺧﻠص ﻣن ﺳﻳطرة هذﻩ اﻟﻌﺎدة اﻟﺳﻳﺋﺔ ،ﻓﺻﻠﻲ ﻟﻪ ،وطﻠب ﻣﻧﻪ أن ﻳﻠﻘﻲ ﻋﻠﺑﺔ اﻟﺳﺟﺎﻳر ،ﻓﺄطﺎع .
وﻣن ذﻟك اﻟﻳوم ) (١٩٨٣/٧/٢٢أﻗﻠﻊ زوﺟﻲ ﻋن اﻟﺗدﺧﻳن ﺑﻞ ﺻﺎر ﻳآرﻩ راﺋﺣﺔ اﻟﺳﺟﺎﺋر .
وﺗﺣﻘﻘت أﻣﻧﻳﺗﻲ ﺑﻔﺿﻞ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ اﻟﻌﺟﺎﻳﺑﻲ ﺑﻌد زﻳﺎرة ﻟدﻳرﻩ اﻟﻣﺑﺎرك .
ﻗوة اﻟذﺑﻳﺣﺔ اﻟﺳﻳد /ﺗﺎدرس ﻋﺑد اﷲ ﺳﻌﻳد ﺷﺎرع زﻳن اﻟﻌﺎﺑدﻳن ﺷﺑرا – ﺧﺎدم ﺑآﻧﻳﺳﺔ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺷﺑرا وﻣن رﺟﺎل اﻟﺗرﺑﻳﺔ واﻟﺗﻌﻠﻳم ﺳﺎﺑﻘﺎ
ﺗﻌرﻓت ﻋﻠﻲ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻋن ﻗرب أواﺋﻞ اﻟﺳﺗﻳﻧﺎت ﺑﺳﺑب ظروف اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺎﻟآﻧﻳﺳﺔ ،وﻋرﻓت آم هو رﺟﻞ ﺻﻼة ﻣﺧﺗﺑر ،ﻳﻧﻌم ﺑﺣﻼوة اﻟﻌﺷرة ﻣﻊ اﻟرب ،أذآر ﻳوﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ آﻧت أﺷﺗآﻲ ﻟﻪ ﻣن ﻣﺷﺎآﻞ اﻟﺷﺑﺎب وﺻﻌوﺑﺔ ﺣﻠﻬﺎ ،ﻗﺎل ﻟﻲ " اﻧﺗم ﺑﺗﺣﻠوا آﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﻓﻳﺔ ،ﻟآن اﻟﻣﺷﺎآﻞ ﻳﺟب أن ﺗوﺿﻊ ﻋﻠﻲ اﻟﻣذﺑﺢ واﻟﻣﺳﻳﺢ ﻗﺎدر أن ﻳﺣﻠﻬﺎ ..ﻟآن أﻣور اﻟﻌﺎﻓﻳﺔ دي ﻣﺎ ﺗﻧﻔﻌش ﻣﺎدام ﻣﻌﺎﻧﺎ اﻟﻣﺳﻳﺢ اﻟﻘوي ﻟﻳﻪ ﻧﻠﺟﺄ ﻟﻐﻳرﻩ ..ﺣﻘﺎ أﻧﻪ رﺟﻞ ﺻﻼة ..رﺟﻞ ذﺑﻳﺣﺔ ..ﻋﻳﻧﺎﻩ ﻣﻔﺗوﺣﺗﺎن ﻧﺣو اﻟﺳﻣﺎء.
هﻞ أﺧﻔﻲ ﻋﻠﻲ إﺑراهﻳم ﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﺎﻋﻠﻪ ؟
آﻠﻔﻧﻲ ﻗداﺳﺗﻪ ﻳوﻣﺎ ﺑﺑﻌض اﻟﺧدﻣﺎت ،وﻟﻣﺎ اﻧﺗﻬﻳت ﻣﻧﻬﺎ أردت أن أﺑﻠﻎ ﻗداﺳﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ وأﺳﺗﻧﻳر ﺑرأﻳﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻣور .آﺎن ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﻳﻣآث ﻗداﺳﺗﻪ ﺑﺎﻟآﻧﻳﺳﺔ اﻟﻣرﻗﺳﻳﺔ ﺑﺎﻷﺳآﻧدرﻳﺔ ﻓﺳﺎﻓرﻧﺎ إﻟﻳﻪ أﻧﺎ وزوﺟﺗﻲ واﺑﻧﻲ اﻟدآﺗور ﻣدﺣت ) وآﺎن وﻗﺗﻬﺎ ﺻﻐﻳرا ( وﻣﻌﻧﺎ أﺳرة ﺻدﻳﻘﺔ ﻟﻧﺎ ﺗﻣﺗﻠك ﺳﻳﺎرة ﺷﻳﻔورﻟﻳﻪ ﺟدﻳدة ﺣﻳث ﻗﺎدهﺎ ﺻدﻳق ﻟﻧﺎ وهو طﺑﻳب.
وﺻﻠﻧﺎ اﻟآﻧﻳﺳﺔ اﻟﻣرﻗﺳﻳﺔ وآﺎﻧت ﺷدﻳدة اﻟزﺣﺎم ﻓوﺟدت اﻷخ ودﻳﻊ ) اﻟﺳﺎﺋق اﻟﺧﺎص ﻟﻘداﺳﺗﻪ ( وطﻠﺑت ﻣﻧﻪ أن ﻳﺧﺑر اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺑوﺟودي ﻟآﻲ أﺳﺗطﻳﻊ ﻣﻘﺎﺑﻠﺗﻪ ..وﻗد آﺎن طﻠب ﻣﻧﻲ أن أﺻﻌد ﺑﻣﻔردي ﻋن طرﻳق اﻟﺑﺎب اﻟﺟﺎﻧﺑﻲ.
وﻋﻧدﺋذ ﺑﺎدرﻧﻲ ﻗداﺳﺗﻪ :ﻣﻳن ﻣﻌﺎك ؟ أﺧﺑرﺗﻪ.. ﻓﺳﺄﻟﻧﻲ ﺟﺎي ﺑﺈﻳﻪ ﻳﺎ اﺑﻧﻲ ؟ ﻗﻠت ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺳﻳﺎرة ﻳﺎ ﺳﻳدﻧﺎ ﻓوﺟﺋت ﺑردﻩ ﺳﻳﺎرة ﻟﻳﻪ ﻣﺎ ﺟﺗش ﺑﺎﻟﺳآﺔ اﻟﺣدﻳد ﻟﻳﻪ ؟ ﻗﻠت ﻳﺎ ﺳﻳدﻧﺎ اﻟﺳﻳﺎرة أﺳﻬﻞ ....ﺛم أﺧذت أﺳرد ﻋﻠﻳﻪ ﻣﺎ ﺟﺋت ﺑﺳﺑﺑﻪ وﻗدﻣت ﺗﻘرﻳرا ﻋﻣﺎ هو ﻣﺳﻧد إﻟﻲ ﻣن أﻋﻣﺎل ،وﺑﻌد أن اﻧﺗﻬﻳت طﻠب ﻣﻧﻲ أن ﻳﺻﻌد اﻟذﻳن ﻣﻌب ﻹﻋطﺎﺋﻬم اﻟﺑرآﺔ وﺑﻳﻧﻣﺎ آﺎن ﻳﺗآﻠم ﻣﻌﻬم ﻧظر إﻟﻲ ﻣرة أﺧري وﻗﺎل أﻧﺗم ﺟﺎﻳﻳن إزاي ﻳﺎ اﺑﻧﻲ ،ﻓردﻳت :أﻧﺎ ﻗﻠت ﻟﻘداﺳﺗك ﺑﺎﻟﺳﻳﺎرة ﻳﺎ ﺳﻳدﻧﺎ.
ﻗﺎل :آﻩ ،آﻩ طﻳب ﻳﺎ اﺑﻧﻲ ﺑﻼش اﻟﺳﻳﺎرة ﺑﻌد آدﻩ وﻋﻧدﻣﺎ هﻣﻣﻧﺎ ﺑﺎﻻﻧﺻراف ،إذ ﺑﺳﻳدﻧﺎ ﻳﻧظر إﻟﻲ ﺟﻳت ﺑﺎﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻟﻳﻪ ؟ ..ﻋرﺑﻳﺔ ﻟﻳﻪ ؟ ﻗﻠت ﻟﻪ ﻳﺎﺳﻳدﻧﺎ ﻧﺳﺗﺄذن ﻗداﺳﺗك ..ﻧﺗرك اﻟﺳﻳﺎرة هﻧﺎ وﻧرﺟﻊ ﺑﺎﻟﻘطﺎر وﺳوف ﻧرﺳﻞ ﺳﺎﺋق ﻟﻳﺻﺣﺑﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎهرة ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻌد ..ﻓﻘﺎل :ﻻ ..ﻻ ﺧﻼص روﺣوا ﻳﺎ اﺑﻧﻲ وﻣﺎر ﻣﻳﻧﺎ ﻣﻌﺎآم.
وﺗﺣدث اﻟﻣﻔﺎﺟﺄة ﻗﺑﻞ ﻣﺎ ﻧوﺻﻞ دﻣﻧﻬور ﺑآﻳﻠو ﻣﺗر ﺗﻘرﻳﺑﺎ ،اﻟﺳﻳﺎرة ﺗﺷﺗﻌﻞ ﺑﺷدة واﻟﻧﻳران ﺗﺄﺗﻲ ﻣن آﻞ ﺟﻬﺔ ،اﺳﺗطﺎع ﻗﺎﺋد اﻟﺳﻳﺎرة إﻳﻘﺎﻓﻬﺎ ﺑﺻﻌوﺑﺔ وﻧزﻟﻧﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺳرﻋﻳن وﻟم ﻳﺗﻣآن أﺣد ﻣن إطﻔﺎء اﻟﺳﻳﺎرة ،ﻓﻘد أﺗت ﻋﻠﻳﻬﺎ اﻟﻧﺎر ﺗﻣﺎﻣﺎ واﻧﺗﻬت ﺗﻣﺎﻣﺎ ..أﺻﺑﺣت ﻗطﻌﺔ ﺻﺎج ﻣﺣروﻗﺔ.
آﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣزن ﻋﻠﻲ اﻟﺳﻳﺎرة وﻣﺎ ﺣدث ،ﻟآن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻣﻧدهﺷﻳن وﻣﺗﻌﺟﺑﻳن ..آﻳف ﻋرف اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺑﻣﺎ ﺳﻳﺣدث ﻟﻠﺳﻳﺎرة ؟ إﻧﻪ آرر اﻟﺳؤال ﺛﻼث ﻣرات..
وﺣدث أن ذهﺑت ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻗداﺳﺗﻪ ﻓﻲ اﻟآﻧﻳﺳﺔ اﻟﻣرﻗﺳﻳﺔ ﺑﺎﻷزﺑآﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎهرة وآﺎن هذا ﺑﻌد ﻣرور ﺷﻬرﻳن ﻋﻠﻲ واﻗﻌﺔ ﺣرﻳق اﻟﺳﻳﺎرة إذ آﻧت واﻗﻔﺎ ﻓﻲ اﻟطﺎﺑور ﻣن ﺑﻌﻳد ﻧﺎداﻧﻲ ﻗﺎﺋﻼ :
_ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﺎ ﺗﺎدرس ووﺟدﺗﻪ ﻳﺑﺗﺳم اﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﺟﻣﻳﻠﺔ " ..اﺣآﻲ ﻟﻲ ﻳﺎ ﺧوﻳﺎ اﻟﻠﻲ ﺣﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻋﻧد دﻣﻧﻬور ؟ وﻟﻌت اﻟﻌرﺑﻳﺔ ؟ ﻣﻌﻠش ..ﻣﺎ أﻧﺎ آﻧت ﻋﺎرف .آﻧت ﺷﺎﻳﻔﻬﺎ ﻳﺎاﺑﻧﻲ ﻟآن اﻟوﻟد اﻟﺻﻐﻳر ﺟري ﻟﻪ إي ﺣﺎﺟﺔ؟
_ أﺑدا ﻳﺎﺳﻳدﻧﺎ
_ طﻳب اﻟدﺧﺎن ﺿرﻩ ﻓﻲ ﺷﻲء !!
-
ﻻ ﻳﺎﺳﻳدﻧﺎ....
_ ﻋﺎرف ﻟﻳﻪ ﻳﺎاﺑﻧﻲ ..ﻣﺎ أﻧﺎ ﻗﻠت ﻟك وأﻧت ﻣﺎﺷﻲ ﻣن أﺳآﻧدرﻳﺔ ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﻣﻌﺎآم ..وهو ﻓﻌﻼ آﺎن ﻣﺣوط ﻋﻠﻳآم ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻧزﻟﺗم ﻣن اﻟﻌرﺑﻳﺔ ..ﻣش ﻣﺷآﻠﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﻣﻬم إن أﻧﺗم آوﻳﺳﻳن ..ﻧﺷآر رﺑﻧﺎ.
ﻋﺟﻳب اﷲ ﻓﻲ ﻗدﻳﺳﻳﻪ ﻟم ﻳﺧف ﻋﻧﻪ اﷲ ﻣﺎ ﺳﻳﺣدث ﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟطرﻳق ..آﺷف ﻟﻪ واﺳﺗﺟﺎب ﻟﺻﻼﺗﻪ ودﻋواﺗﻪ ﻋﻧﺎ..
وﻋﺟﻳﺑﻪ هﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻳن اﻟﻘدﻳس اﻟﻌظﻳم ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ واﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،إذ أرﺳﻠﻪ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻟﻳﺣوط ﻋﻠﻳﻧﺎ ﻟﻧﻌود ﺳﺎﻟﻣﻳن ﻣﻣﺟدﻳن اﷲ ﻓﻲ ﻗدﻳﺳﻳﻪ.
هذﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺳﻣو اﻟروﺣﻲ آﺎن ﻳرﻗﻲ ﺑﻬﺎ اﻷﻧﺑﻳﺎء واﻟرﺳﻞ واﻟﻘدﻳﺳﻳن ﻓﻳﺻﻳرون ﻓﻲ ﻣﺳﺗوي ﻣن اﻟﺷﻔﺎﻓﻳﺔ ﻳﻣآﻧﻬم ﻣن إدراك اﻟﻣﻧﺎظر اﻟﺳﻣﺎوﻳﺔ واﻟﺗوﻏﻞ ﺧﻼل ﻣﺟﺎهﻞ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻞ ﻟﻳروا ﻣﺎ ﻻ ﻳراﻩ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻌﺎدي.
اﻟﺑﻳت واﻟﺛروة ﻣﻳراث ﻣن اﻵﺑﺎء
أﻣﺎ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣﺗﻌﻘﻠﺔ ﻓﻣن ﻋﻧد اﻟرب ) أم ( ١٤ :١٩
وﻳﺳﺗطرد اﻷﺳﺗﺎذ ﺗﺎدرس ﻓﻳﻘول :
واﻗﻌﺔ أﺧري إﺑﺎن ﺣﺑرﻳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس .دﻋﺎﻧﻲ ﻧﻳﺎﻓﺔ اﻟﻣﺗﻧﻳﺢ اﻷﻧﺑﺎ ﺻﻣوﺋﻳﻞ أﺳﻘف اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻧﻘﻞ إﻟﻲ رﻏﺑﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻓﻲ ذهﺎﺑﻲ إﻟﻲ ﻣدﻳﻧﺔ اﻟزﻗﺎزﻳق ﻟآﻲ أﺻﻠﺢ ﺑﻳن زوﺟﻳن ﻣﻌروﻓﻳن ﺟدا ﻟﻠآﻧﻳﺳﺔ ،آﺎن اﻟﺧﻼف ﺗزداد ﺣدﺗﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﻳﺗدﺧﻞ أﺣد ﺑﻳﻧﻬﻣﺎ ،وآﺎﻧﺎ ﻣﻧﻔﺻﻠﻳن )اﻟزوﺟﺔ ﻋﻧد أهﻠﻬﺎ واﻟزوج ﻓﻲ ﺑﻳﺗﻪ( ﻓﻘﺎل ﻟﻲ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺑﻳﻘول ﻟك :روح وهو ﺑﻳﺻﻠﻲ ورﺑﻧﺎ ﻳﺗﻣﺟد.
ﻟم ﻳآن ﻟﻲ إﻻ أن أطﻳﻊ اﻷﻣر .رآﺑت اﻟﻘطﺎر ﻣﺗﺟﻬﺎ إﻟﻲ ﺑﻠدة اﻟزﻗﺎزﻳق واآﺗﺷﻔت ﺑﻣﺣض اﻟﺻدﻓﺔ أﻧﻲ ﻓﻘدت ﻣﺣﻔظﺗﻲ ﻓﻲ زﺣﺎم اﻟﻣﺣطﺔ وﺑﻬﺎ آﻞ اﻟﻧﻘود ..ﺷﻞ ﺗﻔآﻳري آﻳف ﺳﺄرﺟﻊ إﻟﻲ اﻟﻘﺎهرة ﻣرة أﺧري وﻟﻳس ﻟﻲ ﻧﻘود أﺷﺗري ﺑﻬﺎ اﻟﺗذآرة !! اﻟﻣﻬم وﺻﻠت إﻟﻲ ﺷﻘﺔ اﻟزوج ﻗرﻋت ﻋﻠﻲ اﻟﺑﺎب ..ﻗدﻣت ﻟﻪ ﻧﻔﺳﻲ وإﻧﻲ ﻗﺎدم ﻣن ﻗﺑﻞ اﻷﻧﺑﺎ ﺻﻣوﺋﻳﻞ ،أدﺧﻠﻧﻲ اﻟرﺟﻞ وأﺧﺑرﺗﻪ إﻧﻲ ﻗﺎدم ﺑﺧﺻوص اﻟﻣﺷآﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻳﻧﻪ وﺑﻳن زوﺟﺗﻪ....
وﺟدت اﻟرﺟﻞ ودﻳﻌﺎ ﺟدا وﻳرد ﺑﻬدوء ﻋﻠﻲ ﻋآس ﻣﺎ وﺻﻔوﻩ ﻟﻲ وﻗﺎل :دي ﺗﻌﺑﺗﻧﻲ ﺟدا وأﻧﺎ ﻣش ﻋﺎرف أﻋﻣﻞ أﻳﻪ ﻣﻌﺎهﺎ !! ..ﻗﻠت ﻟﻪ أﻧﺎ ﻋﺎﻳز أﻗﺎﺑﻠﻬﺎ دﻟوﻗﺗﻲ ..ﻓرﺣب وﻗﺎم ﺑآﻞ هدوء ﺑﺗﻐﻳﻳر ﻣﻼﺑﺳﻪ وﻗﺎل ﻟﻲ هﻳﺎ ﺑﻧﺎ إﻟﻲ ﺑﻳت أهﻠﻬﺎ وأﺛﻧﺎء اﻟﻣﺳﻳر ﺗﻐﻳر وﺗﺑدل وأﺑﺗدأ ﻳﻌﺗرف ﺑﺄﺧطﺎﺋﻪ وﻳﻘول: إﻧﻲ أﺧطﺄت ﻓﻲ ﺣﻘﻬﺎ آﺛﻳرا وأﺳﺄت إﻟﻳﻬﺎ ،وأﺧذ ﻳﻘر ﺑﻌﻳوﺑﻪ واﺣدة ﺗﻠو اﻷﺧري وﻳﺑدي ﻧدﻣﻪ اﻟﺷدﻳد ﻋﻠﻲ هذا اﻟﺳﻠوك.
" ﺛواب اﻟﺗواﺿﻊ وﻣﺧﺎﻓﺔ اﻟرب هو ﻏﻧﻲ وآراﻣﺔ وﺣﻳﺎة " )أم .(١٤ :١٩
وﺻﻠﻧﺎ إﻟﻲ ﻣﻧزل أهﻠﻬﺎ وﻋﻧدﻣﺎ ﻓﺗﺣت اﻟﺑﺎب ﻗﺎﻟت ﻟﻪ " :ﻋﺎﻳز إﻳﻪ ..إﻳﻪ اﻟﻠﻲ ﺟﺎﺑك ؟ ..وﻣﻳن اﻟﻠﻲ ﻣﻌﺎك دﻩ ؟ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ دﻩ ﻣن طرف اﻷﻧﺑﺎ ﺻﻣوﺋﻳﻞ ..ﻓﺗﻐﻳرت هﻲ اﻷﺧري وﻗﺎﻟت :أهﻼ.. أهﻼ ﺗﻔﺿﻠوا.
ﻋرﻓﺗﻬﺎ أن زوﺟﻬﺎ آﺎن طول اﻟطرﻳق ﻧﺎدم ﻋﻠﻲ ﺗﺻرﻓﻪ واﻋﺗرف ﺑﺧطﺋﻪ ....ﺗواﻟت اﻟﻣﻔﺎﺟﺂت وﻗﺎﻟت ﻻ ﻣﻔﻳش ﻏﻠط وﻻ ﺣﺎﺟﺔ ..آﻠﻧﺎ ﺑﻧﻐﻠط ..أﻧﺎ ﺣﺎﻻ ﺳوف أرﺗدي ﻣﻼﺑﺳﻲ وأﻧزل ﻣﻌﺎآم.
ﻟم ﻳﺣدث أن ﺗآﻠﻣﻧﺎ ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﻣﺷآﻠﺔ ﻋﻠﻲ اﻹطﻼق ..وﻟم ﻧﺗطرق إﻟﻲ اﻟﻣﺷآﻠﺔ ،واﻷﻏرب إﻧﻧﻲ ﺣﺗﻲ اﻵن ﻟم أﻋرف ﺳﺑب اﻟﻣﺷآﻠﺔ !!
" ﺑﺎﻟﺣآﻣﺔ ﻳﺑﻧﻲ اﻟﺑﻳت وﺑﺎﻟﻔﻬم ﻳﺛﺑت ،وﺑﺎﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺗﻣﺗﻠﻲء اﻟﻣﺧﺎدع ﻣن آﻞ ﺛروة آرﻳﻣﺔ ) أم :٢٤ .(٢
وﺻﻠﻧﺎ ﺑﻳﺗﻬم وأآرﻣوﻧﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎ ..ﺑدأت ﺗظﻬر ﻋﻠﻲ وﺟﻬﻲ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﻘﻠق وأﺗذآر أﻧﻲ ﻻ أﻣﻠك أي ﻧﻘود ﻓﻲ ﺟﻳﺑﻲ ..وﺧرﺟت ﻣن ﻋﻧدهم اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ واﻟﻧﺻف واﻟﻘطﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷرة ..واﻷﻓآﺎر ﺗدور ﻓﻲ رأﺳﻲ !!
ﻗﻠت ﻟﻪ :
ﻳﺎﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻳﻌﻧﻲ أﻧت ﺑﺎﻋﺗﻧﻲ أرﺟﻊ اﻟزوﺟﺔ ﻟﺑﻳﺗﻬﺎ وأﻧﺎ ﻣش ﻋﺎرف ارﺟﻊ ﻟﺑﻳﺗﻲ.
" ﻗﻠب اﻹﻧﺳﺎن ﻳﻔآر ﻓﻲ طرﻳﻘﻪ واﻟرب ﻳﻬدي ﺧطواﺗﻪ " ) أم .(٩ :١٦
ﻟم ﻳآن ﻟﻲ أي ﺗﺻرف وأﺧذت أردد ﻳﺎرب اﺗﺻرف أﻧت ..وﺑﻳﻧﻣﺎ أﻣر ﻓوق اﻟﻔﻠﻧآﺎت ) ﺷرﻳط اﻟﺳآﺔ اﻟﺣدﻳد ( ﺷﺎهدت ورﻗﺔ ﻓﺋﺔ اﻟﻌﺷرة ﺟﻧﻳﻬﺎت ﺟدﻳدة ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣﻠﻘﺎة وﻻﻳراهﺎ أﺣد ﺳواي رﻏم اﻟزﺣﺎم اﻟﺷدﻳد.
ﻣددت ﻳدي وأﺧذﺗﻬﺎ ﺷﺎآرا اﷲ وﻋﻧﺎﻳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ورﺟﻌت إﻟﻲ ﻣﻧزﻟﻲ ﻣﻣﻠوءا ﻓرﺣﺎ ﻷﻧﻲ ﺗﺄآدت أن ﻳد اﷲ آﺎﻧت ﺗؤازرﻧﻲ ﺑﺻﻠوات اﻟﻘدﻳس اﻟﻌظﻳم اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس اﻟﺳﺎدس.
) ﺳﻌﻳد هو اﻟﺧﺎدم اﻟذي ﻳﺗﺄهﻞ ﺑآﻠﻣﺔ اﷲ اﻟذي ﻳﻘﺗﺎت ﻣﻧﻬﺎ آﻞ اﻟﻘدﻳﺳﻳن ﻟﻳﻧطﻠق إﻟﻲ ﻣﺟﺎهﻞ اﻷرض ﺣﺎﻣﻼ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻔرح إﻟﻲ أﻗواﻣﻬﺎ اﻟذﻳن ﻻ ﺗرﺑطﻬم ﺑﻪ ﺳﺎﺑق ﻣﻌرﻓﺔ(.
ﻻ ﺗﺧف اﻟﺑﺗﺔ ﻣﻣﺎ أﻧت ﻋﺗﻳد أن ﺗﺗﺄﻟم ﺑـــــﻪ
)رؤ (١٠: ٢
ﻳﺳﺗطرد ﻓﻲ اﻟﺣدﻳث اﻷﺳﺗﺎذ /ﺗﺎدرس ﻓﻳﻘول :
أﻋﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺗﺎﻋب ﺷدﻳدة ﺑﺎﻟﺟﻬﺎز اﻟﻬﺿﻣﻲ ،ﺣﻳث أﺟرﻳت ﻟﻲ ﻋدة ﻋﻣﻠﻳﺎت ﺟراﺣﻳﺔ ،وﻣﺷﺎآﻞ ﺑﻔﺗﺣﺔ اﻟﺑواب وﺗم اﺳﺗﺋﺻﺎل ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺻران ﻣﻣﺎ أدي إﻟﻲ ارﺗﺟﺎع اﻷﺣﻣﺎض إﻟﻲ اﻟﻣريء، وآﺎن ﻣن ﻧﺗﻳﺟﺗﻪ ﻗرﺣﺔ أﺧري ﺑﺎﻟﻣريء .ﻓﻲ ﻳوم آﻧت ﻓﻲ أﺷد ﺣﺎﻻت اﻷﻟم وﻻ ﻳوﺟد دواء ﻟﺣﺎﻟﺗﻲ ﺳوي اﻟﻣﺳآﻧﺎت .وﺿﻌت آﺗﺎب اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻋﻠﻲ ﺑطﻧﻲ وآذﻟك ﺻورة ﻟﻘداﺳﺗﻪ ورﺑطﻬﻣﺎ ﺟﻳدا وﻗﻠت ﻟﻪ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺷوف ﺑﻘﻲ ..أﻧﺎ ﻣﺎﺳك ﻓﻳك ﻻزم ﺗﻌﻣﻞ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻣﻌﺟزة، ﻻزم ﺗﺷﻔﻳﻧﻲ ﻣن آﻻﻣﻲ ،وﻣن ﺷدة اﻟﺗﻌب واﻷﻟم ﻧﻣت.
أﺗﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻠم أو هﻲ رؤﻳﺔ واﺿﺣﺔ ﺟدا وآﺎن ﻳﺑﺗﺳم اﺑﺗﺳﺎﻣﺔ راﺋﻌﺔ ووﺿﻊ اﻟﺻﻠﻳب اﻟذي آﺎن ﻣﻣﺳآﺎ ﺑﻪ ﻋﻠﻲ ﺑطﻧﻲ وﻗﺎل ﻟﻲ :
" إﻳﻪ ﻳﻌﻧﻲ ﻳﺎ ﺳﻳدي ﺷوﻳﺔ وﺟﻊ وآﻻم ﻓﻲ اﻟﺑطن ..ﻣش ﻗﺎدر ﺗﺷﻳﻞ ﺻﻠﻳﺑك ..هو دﻩ ﺻﻠﻳﺑك ﻻزم ﺗﺣﺗﻣﻞ وهﺎﺗﺷﻳﻠﻪ إﻟﻲ اﻟﻣﻧﺗﻬﻲ ..اﺣﺗﻣﻞ "
ﺣﺗﻲ أﻧﻲ ﻓﻲ آﺧر زﻳﺎرة إﻟﻲ اﻟﻣﺎﻧﻳﺎ ﻋرﺿت ﻧﻔﺳﻲ ﻋﻠﻲ اﻷطﺑﺎء وأﺧﺑروﻧﻲ أﻧﻪ ﻻﻳوﺟد أي ﻋﻼج ﻟﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟﺻﺣﻳﺔ واﻟﺳن ﻻﻳﺣﺗﻣﻞ إﺟراء ﻋﻣﻠﻳﺎت ﺟراﺣﻳﺔ أﺧري ،ﺑﻞ ﻟﻳس ﻟﻲ إﻻ اﻟﻣﺳآﻧﺎت ﻓﻘط.
وﺑﺎﻟرﻏم أﻧﻲ ﻻ أﺳﺗطﻳﻊ اﻟﻧوم ﻣﻣددا ﻋﻠﻲ اﻟﺳرﻳر ،ﺑﻞ أﻧﺎم ﺟﺎﻟﺳﺎ أو واﺿﻌﺎ ﺗﺣت رأﺳﻲ ﺧﻣس ﻣﺧدات ﻣﻧﻌﺎ ﻻرﺗﺟﺎع اﻟﺣﺎﻣض ،ﺑرﻏم هذﻩ اﻵﻻم إﻻ إﻧﻲ أﻣﻠك ﻋزاء ورﺟﺎء وأﺷﻌر ﺑﺎﻟﻔرح واﻻطﻣﺋﻧﺎن ﻷﻧﻲ أﺧذت ﺑرآﺔ ﺣﻣﻞ اﻟﺻﻠﻳب .وﻋﻧدﻣﺎ ﻳﺷﺗد اﻟﻣرض أﺗذآر رؤﻳﺎ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس وأﺷآر اﷲ ﻋﻠﻲ هذﻩ اﻟﺗﺟرﺑﺔ.
اﻟﺣآﻳم ﻳرث ﺛﻘﺔ ﺷﻌﺑﻪ واﺳﻣﻪ ﻳﺣﻳﺎ إﻟﻲ اﻷﺑد ) ﻳش ( ٢٩: ٣٧
روي ﻟﻧﺎ أﺣد ﺷﻣﺎﻣﺳﺔ اﻟآﻧﻳﺳﺔ اﻟﻣرﻗﺳﻳﺔ ﺑآﻠوت ﺑك هذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ :
ﻓﻲ ﻳﻧﺎﻳر ١٩٧١آﺎن اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻳداوم ﻋﻠﻲ اﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﺷﻌب اﻵﺗﻲ ﻻﻟﺗﻣﺎس دﻋواﺗﻪ وﺑرآﺎﺗﻪ رﻏم اﺷﺗداد اﻟﻣرض ﻋﻠﻳﻪ ،وﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﻣﻘﺎﺑﻠﺗﻪ ﻣﻊ إﺣدي اﻟﺳﻳدات ﻓوﺟﺋﻧﺎ ﺑﺎﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻳﻧﻬر هذﻩ اﻟﺳﻳدة وﻳﻘول ﻟﻬﺎ " :آﻔﺎﻳﺔ آﻼم ﻳﺎ ﺳت ﺑطﻠﻲ دوﺷﺔ " ﻳﻼ ﻣﻊ اﻟﺳﻼﻣﺔ واآﺗﺑﻲ ﻟﻲ ﻋﻧواﻧك....
ﻗﻠت ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ :ﻟﻌﻞ اﻟﻣرض اﺷﺗد ﻋﻠﻲ ﺳﻳدﻧﺎ وﻟﻳس ﻟﻪ طﺎﻗﺔ ﻻﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟزوار ..ﻓﻔآرت أن اﺳﺗدﻋﻲ اﻟطﺑﻳب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻟﻘداﺳﺗﻪ!! ..
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻳوم ﺣواﻟﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣﺳﺎء ﻧﺎدي اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻋﻠﻲ وﻗﺎل ﻟﻲ " :اﻧت زﻋﻼن ﻋﻠﺷﺎن أﻧﺎ ﺷﺧط ﻓﻲ اﻟﺳت ،ﻳﻌﻧﻲ آوﻳس ﻟﻣﺎ ﺗﻘول اﻋﺗراﻓﻬﺎ وﻣﺷﺎآﻠﻬﺎ ﻗدام اﻟﻧﺎس ....ﻣش ﻻزم أﻧﺎ أﺧﻠﻳﻬﺎ ﺗﺳآت ﻋﻠﺷﺎن ﻧﺳﺗر ﻋﻠﻳﻬﺎ "...
ﺷﻌرت ﺑﺣرج ﺷدﻳد ﻣن اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻷﻧﻪ ﻋرف ﺑﺎﻟروح ﻣﺎ آﺎن ﻳدور ﻓﻲ ﻓآري ..ﻓﻘﺎل ﻟﻲ" : ﺧذ هذا اﻟﻣظروف وهذﻩ اﻟﻘرﺑﺎﻧﻪ ودﻩ ﻋﻧوان اﻟﺳت وﺻﻠﻬم ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻋﻧدهﺎ.
ﺧرﺟت ﻣن ﻋﻧدﻩ ﻷﻧظر اﻟﻌﻧوان ﻓﺄﺟدﻩ ﻓﻲ إﺣدي أﺣﻳﺎء اﻟﻘﺎهرة اﻟﺗﻲ ﻟم أذهب إﻟﻳﻬﺎ ﻣن ﻗﺑﻞ، ﻟآن ﻧزوﻻ ﻋﻠﻲ رﻏﺑﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس وﺑﻌد اﻟﺳؤال ﺗﻣآﻧت ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻲ ﻣﻧزل هذﻩ اﻟﺳﻳدة اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺣﺎدﻳﺔ ﻋﺷرة ﻣﺳﺎء ،ﻗرﻋت ﺑﺎﺑﻬﺎ وﻗﻠت ﻟﻬﺎ ﺳﻳدﻧﺎ ﺑﻳﺳﻠم ﻋﻠﻳك وﻳﻬدي ﻟك هذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ.
ﺛﺎﻧﻲ ﻳوم ﻗﺎل ﻟﻲ ﺳﻳدﻧﺎ :آدﻩ ﻳﺎ اﺑﻧﻲ ﺗﺧﺑط ﻋﻠﻲ اﻟﻧﺎس اﻟﺳﺎﻋﺔ ١١ﻣﺳﺎء !!
ﺗﻌﺟﺑت آﻳف ﻋرف ﺳﻳدﻧﺎ ﺑﻬذا اﻟﻣﻳﻌﺎد ؟ هﻞ آﺎن ﻳﻼزﻣﻧﻲ ﻓﻲ اﻟطرﻳق ؟
ﻓﻲ ﺷﻬر ﻓﺑراﻳر ﻣن ﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ ﻧﺎدي ﺳﻳدﻧﺎ ﻋﻠﻲ وﻗﺎل ﻟﻲ :اذهب إﻟﻲ اﻟﺳت ﻟﺗﺳﻠم ﻟﻬﺎ اﻷﻣﺎﻧﺔ وأظن أﻧك ﻣﺎزﻟت ﺗذآر اﻟﻌﻧوان .وﺗآرر ذﻟك ﻓﻲ ﺷﻬر ﻣﺎرس ﻗﺎل ﻟﻲ ﺳﻳدﻧﺎ " :أﻋطﻬﺎ اﻷﻣﺎﻧﺔ آﻣﺎ ﺗﻌودﻧﺎ "
وﻟآن ﻧظرا ﻻﺷﺗداد اﻟﻣرض ﻋﻠﻲ ﺳﻳدﻧﺎ واﻧﺷﻐﺎﻟﻧﺎ ﺑﺄﻣور آﺛﻳرة ،ﻧﺳﻳت أن أذهب إﻟﻲ اﻟﺳﻳدة ووﺿﻌت اﻟظرف ﻓﻲ أﺣد اﻷﻣﺎآن .وﻟآن ﺑﻌد ﻧﻳﺎﺣﺗﻪ ﺑﺷﻬر ﺗﻘرﻳﺑﺎ أﺗت إﺣدي اﻟﺳﻳدات إﻟﻲ اﻟﺑطرﻳرآﻳﺔ ﻟﻠﺳؤال ﻋﻧﻲ وﻗﺎﻟت ﻟﻲ :اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺑﻳﻘول ﻟك ودﻳت اﻷﻣﺎن ﻟﻠﺳت ؟ ﻓﻘﻠت ﻟﻬﺎ أﻣﺎﻧﺔ أﻳﻪ ؟ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺗﻧﻳﺢ.
ﻓﻘﺎﻟت ﻟﻲ :أﻧﺎ آﻧت ﻓﻲ ﻣزار اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺑﺎﻟﻌﺑﺎﺳﻳﺔ ) ﻗﺑﻞ ﻧﻘﻠﻪ إﻟﻲ دﻳر ﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺑﻣرﻳوط( آﻧت ﻓﻲ ﺿﻳﻘﺔ وأﺛﻧﺎء ﺻﻼﺗﻲ هﻧﺎك ظﻬر ﻟﻲ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس وﺣﻞ ﻣﺷآﻠﺗﻲ وطﻠﺑت ﻣﻧﻪ أن أﻗدم أي ﺧدﻣﺔ ﻟﻪ ﻓﻘﺎل ﻟﻲ :
اذهﺑﻲ إﻟﻲ )ﻓﻼن ( وﻗوﻟﻲ ﻟﻪ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺑﻳﻘول ﻟك:
" ودﻳت اﻟظرف ﻟﻠﺳﻳدة آﻣﺎ ﻗﻠت ﻟك " !!
ﺣﻳﻧﺋذ ﺗذآرت ﻗﺻﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ ﻣﻊ اﻟﺳﻳدة ووﺻﻠت اﻷﻣﺎﻧﺔ إﻟﻲ ﺻﺎﺣﺑﺗﻬﺎ وهآذا ﻳﺎ أﺑﻲ :
ﺳﻧظﻞ دوﻣﺎ ﻧﺳﺗﺷﻌر وﺟودك اﻟﺣـــﻲ ﻓﻲ وﺳطﻧﺎ وأﺑوﺗك اﻟﺣﺎﻧﻳــــــﺔ ،ﺗرﺷدﻧﺎ وﺗرﺳم ﻟﻧﺎ ﻣﻌﺎﻟم اﻟطرﻳق ﻧﺣو ﺛﻣر ﻣﺗزاﻳد ﻟﺣﺳﺎب ﻣﺟد اﷲ.
وﻳﻞ ﻟﻠﻘﻠب اﻟﻣﺗواﻧﻲ اﻟﺳﻳد /ﻣورﻳس ﺛﺎﺑت – ﻣﻐﺎﻏﺔ
ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٦٢ﺣﻳث آﻧت طﺎﻟﺑﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌﻬد اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﺷﺋون اﻟﻘطن ﺑﺎﻹﺳآﻧدرﻳﺔ وآﻧت ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻌﺎم اﻟدراﺳﻲ .أي ﺑﻌد ﻋﻳد اﻟﻘﻳﺎﻣﺔاﻟﻣﺟﻳد وﺑﻳﻧﻣﺎ آﻧت ﻣﺳﺗﻐرﻗﺎ ﻓﻲ ﻧوم ﻋﻣﻳق وإذ أري اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻳﻠﻣﺳﻧﻲ ﺑﻌﺻﺎ اﻟرﻋﺎﻳﺔ وﻳﻘول ﻟﻲ ﻗم وﺗﻌﺎﻟﻲ ﺻﻠﻲ ﺑﻼش آﺳﻞ ،ﻓﻘﻣت ﻋﻠﻲ اﻟﻔور وآﺎن ذﻟك ﻓﻲ ﺷﻬر ﻣﺎﻳو وأﺧذت أول ﺗرام ﻣن ﻣﺣطﺔ ﺑوﻟآﻠﻲ اﻟﺗﻲ أﺳآن ﻓﻳﻬﺎ وذهﺑت إﻟﻲ اﻟﺑطرﻳرآﻳﺔ ﺑﺎﻹﺳآﻧدرﻳﺔ واﻧﺗظرﺗﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎب اﻟﻣﺻﻌد ﻷﺧذ اﻟﺑرآﺔ وأول ﻣﺎ ﺷﺎﻓﻧﻲ ﻗﺎل ﻟﻲ :
"أﻧت ﺟﻳت" !! ﻗﻠت ﻟﻪ :ﻳﺎﺳﻳدﻧﺎ أﻧﺎ ﻣﺎ ﻗدرش أﺗﺄﺧر ﻷﻧك أﻧت ﺻﺣﻳﺗﻧﻲ اﻟﻳوم ﺑدري ..وﺣﺿرت ﻣﻌﻪ اﻟﻘداس وﺗﻧﺎوﻟت ﻣن ﻳدﻩ اﻟﻣﺑﺎرآﺔ.
+آﺎن ﻣن ﻋﺎدة اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻘداس أن ﻳﺟﻠس ﻓﻲ آﺧر اﻟآﻧﻳﺳﺔ ﻟﻳﺻﻠﻲ ﻷﻓراد اﻟﺷﻌب ..ﻳﻣﻧﺢ اﻟﺑرآﺔ وﻳﺳﺗﻣﻊ ﻟﻣﺷﺎآﻞ رﻋﻳﺗﻪ.
+آﺎن ﻳﺗﻣﻳز ﺑﺣﻧﺎن اﻷﺑوة ﺣﺗﻲ ﻓﻲ ﺗوﺟﻳﻬﻪ ﻟﻠﻣﺧطﻲء ،ﻓﻣﺎ أن ﻳري ﺷﺎﺑﺎ وﻗد ﺷﻣر أآﻣﺎم اﻟﻘﻣﻳص ﻋن ﺳﺎﻋدﻳﻪ ،ﻓآﺎن ﻳﻼطﻔﻪ ﺑﻣﺣﺑﺔ وﻳﻘول ﻟﻪ " :آﺎن ﻋﻠﻳك اﻟﻐﺳﻳﻞ اﻟﻧﻬﺎردﻩ " ..ﻓآﺎن ﻳﻘدم ﻟﻧﺎ درﺳﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗﺎر واﻻﺣﺗﺷﺎم اﻟذي ﻳﻠﻳق ﺑﺑﻳت اﷲ.
) ﺣآﻳم اﻟﻘﻠب ﻳﻘﺑﻞ اﻟوﺻﺎﻳﺎ ) ....أم ( ٨ :١٠
اﻟﺷﻌوب ﻳﺣدﺛون ﺑﺣآﻣﺗﻬم واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺗﺧﺑر ﺑﻣدﺣﺗﻬم )ﻳش ( ١٠ ٤٤
ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٦٣ﺣﺿر ﻗداﺳﺔ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس إﻟﻲ اﻹﺳآﻧدرﻳﺔ ﺑﻌد ﻗداس ﻋﻳد اﻟﻘﻳﺎﻣﺔ ،وأﻗﻳم ﻟﻘداﺳﺗﻪ ﺣﻔﻞ آﺑﻳر ﺑﺎﻟآﻧﻳﺳﺔ اﻟﻣرﻗﺳﻳﺔ ﻟﻳﻠﺔ ﻋﻳد رﺳﺎﻣﺗﻪ ) ٨ﻣﺎﻳو ( ،ﺣﻳث ﺻﻠوات اﻟﻌﺷﻳﺔ وآﻠﻣﺎت اﻟﻣﺣﺑﺔ اﻟﺗﻲ أﻟﻘﺎهﺎ ﻣﺣﺑوﻩ ﻣن اﻟﺷﺧﺻﻳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺎﻹﺳآﻧدرﻳﺔ إﻟﻲ أن ﺟﺎء اﻟدور ﻋﻠﻲ ﻣﺣﺎﻣﻲ آﺑﻳر وﻣﺷﻬور ،ﻓﺎﺑﺗدأ ﻳﺻف اﻟﺑﺎﺑﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﻳﻪ ﻣن ﺻﻔﺎت روﺣﺎﻧﻳﺔ ﺟﻣﻳﻠﺔ وﻓﺿﺎﺋﻞ ﻣﺗﻌددة وﻣواهب اﻟروح اﻟﻘدس اﻟﺗﻲ رأﻳﻧﺎ ﺛﻣﺎرهﺎ ..ﻓﺳﻣﻌت اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻳﺗﻣﺗم " ..ﻳﺎ اﺑﻧﻲ ﺣرام ﻋﻠﻳك " وﻗد آﺎن ﻗداﺳﺗﻪ وﻗﺗﻬﺎ ﻻ ﻳﺟﻠس ﻋﻠﻲ آرﺳﻲ ﻣﺎرﻣرﻗس ،ﺑﻞ إﻟﻲ ﺟوارﻩ.
ﺷﺎهدت ﻋﻳﻧﻳﻪ وﻗد اﻣﺗﻸت ﺑﺎﻟدﻣوع ،وأﺧذ ﻳﺑآت ﻧﻔﺳﻪ ﺣﺗﻲ اﻧﺗﻬﺎء اﻻﺣﺗﻔﺎل ،ﻷﻧﻪ ﻟم ﻳآن ﻳﺣب آﻠﻣﺎت اﻟﻣدح واﻹﺷﺎدة ،ﺑﻞ آﺎن داﺋﻣﺎ هﺎرﺑﺎ ﻣن اﻟآراﻣﺔ ،ﻟذا آﺎﻧت اﻟآراﻣﺔ ﺗﺳﻌﻲ إﻟﻳﻪ وﺗآرﻣﻪ ﺣﺗﻲ ﺑﻌد ﻧﻳﺎﺣﺗﻪ ﺑﺄآﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﻳن ﻋﺎﻣﺎ .ﻓﻬو ﻳﺻﻠﻲ ﻋﻧﺎ أﻣﺎم اﻟﻌرش اﻟﺳﻣﺎوي.
ﺑرآﺔ اﻟﻘدﻳﺳﻳن
اﻟﺳﻳدة /ج.ع.ي -ﻣوظﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗرﺑﻳﺔ واﻟﺗﻌﻠﻳم – اﻟﻣﺣﻠﺔ اﻟآﺑري
ﺗرﺟﻊ ﻣﻌرﻓﺗﻲ ﺑﺎﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس إﻟﻲ اﻟﺳﺗﻳﻧﺎت ﻋن طرﻳق أﺑﻲ ) ﻧﻳﺢ اﷲ ﻧﻔﺳﻪ ( .آﺎن ﻳﻌﻣﻞ ﻣﻬﻧدﺳﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﻠﺞ اﻟﻣﺣﻠﺔ اﻟآﺑري ﻓﻬو اﻟﻣﺳﺋول ﻋن ﺻﻳﺎﻧﺔ اﻟﻣﺎآﻳﻧﺎت واﻋﺗﺎد ﻗﺑﻞ ﺑدء ﻣوﺳم ﺣﻠﺞ اﻟﻘطن، أن ﻳﺳﺎﻓر ﻟﻠﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻟﻳﺄﺧذ ﺑرآﺗﻪ وﻳﻘول ﻟﻪ ﻳﺎﺳﻳدﻧﺎ هﺎ ﻧﺑدأ ﻣوﺳم اﻟﺣﻠﺞ ..ﻳرد ﻋﻠﻳﻪ ﺳﻳدﻧﺎ وﻳﻘول ﻟﻪ اﺑدأ ﻳﺎاﺑﻧﻲ ..رﺑﻧﺎ ﻣﻌﺎك ،واﻟﺳﻧﺔ اﻟﻠﻲ واﻟدي ﻻﻳﻘﺎﺑﻞ ﻓﻳﻬﺎ اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ،أﺣﻳﺎﻧﺎ اﻟﻣﺎآﻳﻧﺎت ﺗﺗﻌطﻞ وﻳﺣدث آﺳر ﻓﻲ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻳﻌرف أﻧﻪ ﺑﺳﺑب ﻋدم ﻧواﻟﻪ اﻟﺑرآﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺎد أن ﻳﺳﺗﻣدهﺎ ﻣن اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻞ ﻋﺎم.
ﺗﺷﺑﻬوا ﺑﺎﻟﻘدﻳﺳﻳن وﺗﺳﺗطرد هذﻩ اﻟﺳﻳدة ﻓﺗﻘول وﺣدث ﻣرة أن واﻟدي آﺎن ﻳﻧوي اﻟﺳﻔر إﻟﻲ اﻟﻘﺎهرة ﻟزﻳﺎرة اﻟﺑﺎﺑﺎ آﻳرﻟس ﻓﻲ ﺷﻬر أﻏﺳطس وآﺎﻧت اﻟﺣﻠﺔ )اﻟﺑدﻟﺔ( اﻟﺻﻳﻔﻲ اﻟﺗﻲ ﺳوف ﻳﺳﺎﻓر ﺑﻬﺎ ذات آم طوﻳﻞ ﻓطﻠب ﻣن واﻟدﺗﻲ ﻗص اﻟآم ) ﻧﺻف آم ( ﻧظرا ﻟﺷدة ﺣرارة اﻟﺟو ﺑﺎﻟﻘﺎهرة ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت ،وﻓﻌﻼ ﺗم ﻣﺎ ﻗﺎل ،ﺛم ذهب ﻟآﻲ ﻳﺄﺧذ اﻟﺑرآﺔ ﻣن ﺳﻳدﻧﺎ وﻋﻧدﻣﺎ رآﻩ ﻧظر إﻟﻳﻪ اﻟﺑﺎﺑﺎ وﻗﺎل ﻟﻪ " :ﺧﻠﺗﻬﺎ ﺗﻘص ﻟك آﻣك ﻟﻳﻪ !! ﺷوف آدﻩ ﺻور اﻟﻘدﻳﺳﻳن ﻋﻠﻲ اﻟﺣﺎﺋط ،ﻓﻳﻪ ﻣﻧﻬم ﺣد ﻗﺎﺻص آﻣﻪ " ،رد ﻋﻠﻳﻪ وﻗﺎل ﻟﻪ :ﺣﺎﻟﻠﻧﻲ ﻳﺎ ﺳﻳدﻧﺎ..
آﻧﺎ داﺋﻣﺎ ﻧذهب ﻣﻌﻪ ﻟآﻲ ﻧﻧﻌم ﺑﺑرآﺎﺗﻪ وأﺻﺑﺢ اﻟﺑﺎﺑﺎ وﻣﺎرﻣﻳﻧﺎ ﺷﻔﻳﻌﻳن ﻟﻧﺎ ،ﻧزورهم داﺋﻣﺎ ﻓﻲ دﻳرهم اﻟﻌﺎﻣر وﻗد ﻣن اﷲ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﻞ اﻟﺻﺎﻟﺢ ﺑﻌد أن ﻓﻘد اﻷطﺑﺎء اﻷﻣﻞ ﻣن آﺛرة اﻷدوﻳﺔ اﻟﻐﻳر ﻣﺟدﻳﺔ ﻟدرﺟﺔ أن آﺧر زﻳﺎرة ﻟﻠدآﺗور ﻗﺎل ﻟﻲ إﺣﻧﺎ ﻋﻣﻠﻧﺎ آﻞ اﻟﻠﻲ ﻧﻘدر ﻋﻠﻳﻪ.
" وﻟآن اﻟﻐﻳر ﻣﺳﺗطﺎع ﻋﻧد اﻟﻧﺎس ،ﻣﺳﺗطﺎع ﻋﻧد اﷲ "