أخطاء مشھورة فى التربیة 2 الباحثة دينا جورج مفتاح

Page 1

‫سلسلة أخطاء مشهورة‬

‫كنٌسة مارمرقس‬

‫القبطٌة األرثوذكسٌة‬

‫وعبلجها المسٌحى‬

‫بمصر الجدٌدة‬

‫الجزء الثانى (ٕ)‬

‫أخطاء مشهورة فى التربٌة‬ ‫وعبلجها المسٌحى‬ ‫مراجعة وتقدٌم‬

‫قدس أبونا داود لمعى‬ ‫إعداد الباحثة‬

‫دٌنا جورج مفتاح‬ ‫‪ٕٓ​ٓ2‬‬ ‫‪1‬‬


‫الفهرس‬ ‫رقم الصفحة‬

‫الموضـــــوع‬

‫تقديم الطبعة الثالثة (قدس أبونا‪ /‬داود لمعى)‬

‫‪ٙ‬‬

‫تقديم الطبعة األولى والثانية (قدس أبونا‪ /‬داود لمعى)‬

‫‪2‬‬

‫مقدمة (الباحثة‪ /‬دينا مفتاح)‬

‫ٓٔ‬

‫(ٔ) الخطأ األول‪:‬‬ ‫ٖٔ‬

‫المشؽولٌة‬ ‫هل لدٌك وقت إلبنك؟!‬ ‫ٔـ ما معنى المحبة عند األطفال؟ ‪...................................‬‬

‫٘ٔ‬

‫ٕـ كيؾ نجد الوقت؟ ‪.................................................‬‬

‫‪ٔ2‬‬

‫ٖـ لما كل هذا العناء؟ ‪...............................................‬‬

‫ٕٓ‬

‫ٗـ ما هو األهم مقدار الوقت أم نوعيته؟ ‪...........................‬‬

‫‪ٕٙ‬‬

‫٘ـ أين حريتى؟ ‪......................................................‬‬

‫ٕٖ‬

‫‪ٙ‬ـ اإلحترام المتبادل؟ ‪...............................................‬‬

‫‪ٖٙ‬‬

‫‪2‬ـ التؤكيد على الجوانب اإليجابية ؟ ‪................................‬‬

‫‪ٖ9‬‬

‫‪2‬ـ من أقوال العلماء عن أهمية التركيز على الجوانب اإليجابية‪...‬‬

‫٘ٗ‬

‫‪ 9‬ـ الخبلصة ‪..........................................................‬‬

‫‪ٗ2‬‬

‫‪4‬‬


‫رقم الصفحة‬

‫الموضـــــوع‬

‫(ٕ) الخطأ الثانى‪:‬‬ ‫ؼٌاب الحوار والصداقة‬

‫‪ٗ9‬‬

‫هل أنت صدٌق إلبنــــك؟!‬ ‫ٔـ التواصل حوار أم مونولوج؟ ‪....................................‬‬

‫ٔ٘‬

‫ٕـ أنواع التواصل ‪...................................................‬‬

‫‪٘2‬‬

‫ٖـ التواصل الفقير ‪...................................................‬‬

‫‪٘2‬‬

‫ٗـ التواصل الؽنى ‪...................................................‬‬

‫‪٘2‬‬

‫٘ـ ما هى طرق التواصل؟ ‪..........................................‬‬

‫‪٘9‬‬

‫‪ٙ‬ـ الكلمات التى تخلق التواصل الؽنى ‪............................‬‬

‫ٓ‪ٙ‬‬

‫‪2‬ـ األعمال التى تخلق التواصل الؽنى ‪.............................‬‬

‫‪22‬‬

‫‪2‬ـ الخبلصة ‪..........................................................‬‬

‫ٗٓٔ‬

‫‪5‬‬


‫تقدٌــــم الطبعة الثالثة‬ ‫التربيةةة‪ ..‬هةةى أم الح‪.‬ةةارة‪ ..‬وأم العلةةوم اإلنسةةانية‪ ..‬وهةةى فةةى‬ ‫الفكةةر المسةةيحى قةةد تمثةةل أهةةم رسةةالة فةةى الحيةةاة‪ ..‬ألنهةةا تجم ة القةةدوة‬ ‫والتلمةةذة والمتابعةةة والنمةةو‪ ..‬حتةةى أن المسةةيـ ـ لةةه المجةةد ـ أخةةذ لقةةب‬ ‫ال ُمربي فى فكر اآلباء األوابل‪.‬‬ ‫واألسرة المسيحية هى مصن القديسين‪ ،‬فاإليمان ينتقل ببساطة‬ ‫مةةن خةةبلل التربيةةة‪ ..‬كمةةا ذ القةةديس بةةولس عةةن تلميةةذ تيموثةةاوس " ِإ ْذ‬ ‫اإلي َمة َ‬ ‫س ةك َ​َن ُاوالً ِفةةي َج ةد ُ ِت َ‬ ‫الريَة ِ‬ ‫يم ِ ّ‬ ‫ةاء الُ ة ِذل ِفي ة َ ‪ ،‬الُ ة ِذل َ‬ ‫أت َ ةذَكُ ُر ِ‬ ‫ةان ْالعَ ة ِد َ‬ ‫يس َوأ ُ ِ ّم َ ا ْف ِني ِكي‪َ ،‬ولَ ِك ِنّي ُمو ِق ٌن انُه ُ ِفي َ ايْ‪.‬ا ً" (ٕتي ٔ ‪.)٘ :‬‬ ‫لَ ْو ِب َ‬ ‫ولكننةةا نةةري اليةةوم أخطةةاء فادحةةة فةةى التربيةةة‪ ..‬وأحيانةا ً تخةةرج هةةذ‬ ‫األخطاء من بيوت المتدينين والخدام‪.‬‬ ‫هةذا الكتةةاب هةةو محاولةةة جةةادة لرصةد وتحليةةل بعة‬

‫هةةذ األخطةةاء‬

‫المشهورة‪ ..‬ومحاولة تفاديها وعبلجها بؤسلوب بسيط وعلمى وهدفى‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫نشةةر ابنتنةةا الؽاليةةة دكتةةورة دينةةا مفتةةاح علةةى عطابهةةا المسةةتمرفى‬ ‫خدمة اإلرشاد األسري والتربوي‪.‬‬

‫وهةةذ الطبعةةة الثالثةةة تصةةدر محمولةةة علةةى صةةلوات أبينةةا البابةةا‬ ‫المعظةةم األنبةةا توا‪.‬ةةروس الثةةانى‪ ..‬أدام ‪ .‬حياتةةه‪ ..‬وحفظةةه للكنيسةةة‬ ‫سنينا ً كثيرة وأزمنة سبلمة مديدة‪.‬‬ ‫أذكرونى فى صلواتكم‬

‫أبونا‪ /‬داود لمعً‬

‫‪7‬‬


‫تقدٌــــم الطبعة األولى والثانٌة‬

‫(أؾ ‪)ٗ : ٙ‬‬

‫(كو ٖ ‪)ٕٔ :‬‬ ‫قد يتسابل البع‬ ‫يؽيظ األوالد أبابهم؟!‬

‫‪ ...‬وهل حقا ً يؽيظ الكبار أوالدهم؟!‪ ...‬أم‬

‫فى هذا الكتيب الشيق‪ ...‬تستعر لنا اإلبنة الؽالية والخادمة‬ ‫والباحثة‪ /‬دينا مفتاح‪ ...‬مواقؾ كثيرة قد نؽيظ فيها أوالدنا وقدد نتسبب‬ ‫فى تعبهم النفسى أو فشلهم فى المستقبل بسبب عدم الحكمة فى‬ ‫التربية‪.‬‬ ‫من هذ األخطاء‪ :‬اإلنشؽال المستمر عن أوالدنا بحجة الشؽل‬ ‫وتهرب األيام منا فيكبر أوالدنا وينفصلوا‬ ‫أو العبلقات أو المسبوليات‬ ‫ّ‬ ‫عنا ونتحسر أخيرا ً على األيام التى لم نشب فيها بهم‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫والخطؤ اآلخر المتكرر هو ؼياب الحوار والصداقة بين‬ ‫األجيال الذي يسمـ بدخول بدابل لؤلهل وتوتر وقلق ومشاكل ببل‬ ‫حدود‪.‬‬ ‫بحث راب نتاج عشرات الكتب المسيحية فى التربية‪ .‬نشكر‬ ‫الكاتبة على مجهودها فى البحث واإلعداد‪ ،‬ونطلب من إلهنا ومخلصنا‬ ‫الصالـ أن يجعل هذ المبلحظات سبب تؽيير فى نظرنا لتربية‬ ‫أوالدنا‪.‬‬ ‫بصلوات صاحب الؽبطة والقداسة البابا األنبا شنودة الثالث‬ ‫الذي أنار علينا بالمعرفة الروحية والكتابية والعلمية‪ ...‬الرب يحفظ لنا‬ ‫وعلينا حياته ورباسة كهنوته سنين كثيرة وأزمنة سبلمية مديدة‪.‬‬

‫أبونا‪ /‬داود ملعي‬

‫‪9‬‬


‫بإسم األب واإلبن والروح القدس اإلله الواحد‪ ..‬آمين‬

‫(مر ٓٔ ‪)ٔٙ :‬‬

‫أخطاء مشهورة فى التربٌة‬ ‫وعبلجها المسٌحى‬ ‫(الجزء الثانى)‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫إستؽاثة من األبناء‬ ‫"هوذا البنون مٌراث من عند الرب"‬ ‫(مز ‪)ٖ : ٕٔ2‬‬

‫"قبلما صورتك فى البطن عرفتك‪،‬‬ ‫وقبلما خرجت من الرحم قدستك"‬ ‫(إر ٔ ‪)٘ :‬‬

‫"أٌها األباء‪ ،‬ال تؽٌظوا أوالدكم لببل ٌفشلوا"‬ ‫(كو ٖ ‪)ٕٔ :‬‬

‫"فإثبتوا إذا فى الحرٌة التى قد حررنا المسٌح بها‪ ،‬وال ترتبكوا"‬ ‫(ؼل ٘ ‪)ٔ :‬‬ ‫‪11‬‬


‫"ال أعود أسمٌكم عبٌداً‪ ...‬لكنى قد سمٌتكم أحباء"‬ ‫(يو ٘ٔ ‪)ٔ٘ :‬‬

‫"وأدٌن بعضكم بعضا ً بالمحبة"‬ ‫(رو ٕٔ ‪)ٔٓ :‬‬

‫ـ أيها األباء واألمهات األحباء‪ ،‬إن حبكم ألوالدكم هو أمر مإكد وؼنى‬ ‫عن اإلثبات‪.‬‬ ‫ـ قد نكون بحاجة إلى معرفة أساليب التربية العلمية السليمة والعملية‬ ‫فى نفس الوقت للوصول إلى الهدؾ الذي نسعى إليه جميعا ً وهو أن‬ ‫نرتقى بؤبنابنا إلى أعلى مستوي فى الحياة الروحية والنفسية‬ ‫واإلجتماعية والعلمية والصحية والجسدية‪...‬‬ ‫األخطاء المشهورة فى التربية‪ ،‬م إيجاد‬ ‫ـ نطرح على أبابنا بع‬ ‫كثير من الحلول العلمية والخطوات العملية المناسبة لحلها حتى‬ ‫تنعموا بحياة م أوالدكم مليبة بالمحبة الكاملة والتواصل الؽنى‬ ‫المتوج بالصداقة بين األباء واألبناء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ـ نتولى فى الفصل األول الحديث بعمق عن كيفية التعبير بالمحبة‬ ‫ألبنابنا والتى من أهمها تكريس وقت خاص لهم‪ ...‬وما هى المعوقات‬ ‫التى تمنعنا من توفير هذا الوقت‪ ...‬وإذا وفرنا نطرح السإال التالى‪:‬‬ ‫ما هو األف‪.‬ل مقدار الوقت أم نوعيته؟‪ ...‬وإذا عملنا بكل ذل فدابما ً‬ ‫يطرح اآلباء واألمهات السإال التالى وهو‪ :‬أين حريتى؟ وؼيرها من‬ ‫األسبلة التى يتناولها هذا الكتيب فى فصله األول‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫ـ ثم نتولى ق‪.‬ية من أخطر الق‪.‬ايا المطروحة على الساحة وال نعلم‬ ‫كيؾ نتفاعل معها بإيجابية وهى‪ ،‬هل هنا لؽة حوار بينى وبين‬ ‫أوالدي‪ ...‬وإذا كانت مفقودة كيؾ أوجدها مرة أخري‪ ...‬وهل من‬ ‫الممكن أن نرتقى أنا وإبنى من مجرد الحوار إلى درجة أعمق‬ ‫وأقوي وهى خلق صداقة حميمة بيننا‪ ،‬نحاول فى الفصل الثانى‬ ‫اإلجابة على الكثير والكثير من األسبلة فى هذا المجال م طرح‬ ‫الحلول العلمية والعملية المناسبة بكثير من األمثلة لتو‪.‬يـ وتؤكيد‬ ‫كبلمنا‪.‬‬ ‫ـ م العلم بؤن كافة األمثلة ال ُمستخدمة هى حقيقية من واق الحياة‪ ،‬كما‬ ‫أن جمي الحلول المقترحة هى حلول علمية و‪.‬عها كبار علماء‬ ‫النفس والمشورة المسيحيين على مستوي العالم‪ ،‬كما أنهم أثبتوا‬ ‫نجاحها العملى من خبلل إختبارها على عشرات اآلالؾ من‬ ‫الحاالت‪ ،‬ولذل فإن مصداقية هذ الحلول كبيرة حيث أنها تجم فى‬ ‫وقت واحد بين العلم والخبرة العملية وكل ذل فى أح‪.‬ان المسيحية‪.‬‬ ‫ـ وذل ببركة وشفاعة أم النور العذراء مريم أم كل إنسان وشفاعة‬ ‫مارمينا صان العجابب والبابا كيرلس رجل الصبلة واألب الحنون‪.‬‬ ‫ـ وبصلوات صاحب الؽبطة والقداسة البابا المعظم األنبا شنودة الثالث‬ ‫راعينا وحبيبنا وأبينا جميعاً‪.‬‬ ‫صلوا من أجل ‪.‬عفى‬ ‫دٌنا مفتاح‬

‫‪12‬‬


13


‫"مفتدٌن الوقت ألن األٌام شرٌرة"‬ ‫(أؾ ٘ ‪)ٔٙ :‬‬

‫‪14‬‬


‫اآلباء واألمهات‪ ،‬كيؾ‬ ‫ـ سؤل طبيب نفسي عالمي مشهور بع‬ ‫يت ُهجى األطفال كلمة "محبة"‪ ،‬ف‪.‬حكوا جميعا ً وأجابوا طبعا "م ح ب‬ ‫ة "‪ ،‬أما هو فكان صامتا ً وهادبا ً يستم لهم ثم قال لهم المفاجؤة الؽير‬ ‫متوقعة وهي أن عدد كبير من األطفال يتهجون كلمة "محبة" كاآلتي‪:‬‬ ‫"و ق ت"‪ ،‬فإمتؤلت القاعة بهدوء عظيم لسماع المزيد‪.‬‬ ‫ـ فؤو‪.‬ـ لهم األمر حيث قال أن الطفل يُق ِيّم المحبة بالوقت المخصص‬ ‫له شخصيا ً‪ ،‬ثم ذكر لهم خبرته الشخصية بقوله‪:‬‬ ‫"لقد تعلمت أنا شخصيا ً أن األشياء المادية ال يمكن أن تعو الوقت‬ ‫الذل نق‪.‬يه م أبنابنا"‪ .‬وأكد كبلمه بقول مشهور لـ "بول تورينيه"‪:‬‬ ‫"إن اللُعب ليست هي البرهان الوحيد على المحبة‪ ،‬فالوقت الذل‬ ‫تق‪.‬يه األم أو باألحري األب م أوالد كمجموعة‪ ،‬أو م أحدهم‬ ‫على انفراد (حيث يمشون معًا على سبيل النزهة‪ ،‬أو يشرح األب‬ ‫شيبا ً عن حياته الشخصية وأمور الخاصة) ال يقدر بثمن‪ ،‬وتظل‬ ‫ذكرا ماثلة إلى األبد باعتبارها أجمل ما شهدته فترة الطفولة"‪.‬‬ ‫ـ والحقيقة أن هذا األمر صحيحا ً تماما ً‪ ،‬فليس بمقدورنا أن نستبدل‬ ‫الوقت الذل نق‪.‬يه م أبنابنا في اتصال مباشر بما يمكن أن نقدمه‬ ‫لهم من لُعب أو بؤل شيء مادل آخر‪ ،‬ألن أبنابنا في حاجة إلى‬ ‫رإيتنا وسماعنا والتبلمس معنا‪.‬‬ ‫‪15‬‬


‫هٌا بنا نطرح بعض األمثلة لتوضٌح‬ ‫وتأكٌد هذا المبدأ الهام‪:‬‬ ‫ـ مثال (ٔ)‪ :‬في أحد أيام الصيؾ طلبت األم مارينا من ابنتها ريتا أن‬ ‫تساعدها فى بع األعمال المنزلية مقابل أن تدف لها مبلؽا ً صؽيرا ً‬ ‫من المال‪ ،‬وبينما كانا على وش اإلنتهاء من العمل توقفت ريتا‬ ‫واستندت على المكنسة وقالت‪:‬‬ ‫"أريد أن أخبر بشيء يا أمي‪..‬‬ ‫لست في حاجة إلى أن تدفعي لي‬ ‫شيبا‪ ،‬يكفي أن تجلسي بجانبي‬ ‫وتحكي لي قصة أو تلعبي معي‬ ‫بعروستي!"‬ ‫هنا أدركت األم مارينا أن الوقت الذل تق‪.‬يه م ريتا أكثر أهمية‬ ‫بالنسبة لها من المال‪.‬‬ ‫" إمرأة فاضلة من ٌجدها؟ ألن ثمنها ٌفوق الآللى"‬ ‫(أم ٓٔ‪.)ٖٔ:‬‬ ‫ـ مثال (ٕ)‪ :‬جاء ولد صؽير اسمه بيتر إلى حجرة مكتب والد توم‬ ‫وسؤله إن كان سيساعد في إصبلح دراجته التي كان سيستخدمها في‬ ‫مسابقة م أصحابه‪.‬‬ ‫فؤجابه األب توم وهو يواصل عمله‪" :‬ليس لدل وقت لذل اآلن‪ ،‬فؤنا‬ ‫مشؽول بعمل مهم"‬ ‫‪16‬‬


‫لكن الؽريب أن بيتر لم ينصرؾ من أمام والد بل ظل ناظرا ً إليه‬ ‫بنظرات ُمحبَطة وقال‪" :‬كنت أتمنى أن يكون بوسعي أن أشترل‬ ‫وقتا ً‪ ،‬فإن كان ذل ممكنا ً لكنت قد أخذتُ كل مصروفي واشتريت به‬ ‫بع الوقت اآلن!"‬ ‫ـ لقد عبُر بيتر ببساطة عن الحقيقة التالية‪" :‬إن الوقت هو أثمن‬ ‫ممتلكاتنا"‪.‬‬ ‫حجرا سقط على رأسه‪ ،‬ووعد بيتر أنه بعد‬ ‫ـ وقد شعر األب توم وكؤن‬ ‫ً‬ ‫نصؾ ساعة سيكرس وقت خاص له ليصلـ الدراجة معه‪.‬‬ ‫ـ ولكن هناك سؤال مهم ٌطرح نفسه وهو كٌؾ ٌمكن لؤلب أو‬ ‫األم أن ٌجدا هذا الوقت؟‬ ‫"‬ ‫وقت"‪ ...‬إن أؼلبنا لديه مشكله م هذ الكلمة ذات الثبلثة‬ ‫أحرؾ‪ ،‬وكثيرون يتمنون مثل بيتر الصؽير أن يكون بإمكانهم شراء‬ ‫الوقت‪ ،‬ولكن الحقيقة أن ذل ليس باستطاعتنا‪ ،‬فإننا نمتل قدرا ً‬ ‫محدودا ً من الوقت‪ ،‬وكل ما علينا أن نقرر الكيفية التي نستخدمه بها‪.‬‬ ‫ولنتذكر هنا سويا ً عندما سار الرب يسوع المسيـ له المجد‬ ‫ست ساعات مشيا ً على األقدام مجتازا ً من اليهودية إلى الجليل مارا ً‬ ‫بالسامرة لكى يخلص إمرأة سامرية وم أنه كان هنا طريقا ً آخر‬ ‫عبر ال‪.‬فة األخري لؤلردن ليتفادي السامرة‪ ،‬إال أن اإلنجيل يقول‪:‬‬ ‫"كان البد أن ٌجتاز السامرة" (يو ٗ ‪.)ٗ :‬‬ ‫‪17‬‬


‫لنسؤل أنفسنا هل رب المجد يسوع المسيـ كان لديه وقت فراغ‬ ‫ولذل بحث عن السامرية‪ ،‬أم أنه بالرؼم من ‪.‬يق وقته الشديد إال أنه‬ ‫كان يعلم الهدؾ من تجسد وهو خبلص النفوس والتعبير عن المحبة‬ ‫ولذل لم يبخل بكل هذ الساعات من أجل خبلص نفس واحدة‪ ،‬فهل‬ ‫نحن الهدؾ وا‪.‬ـ أمامنا تجا أوالدنا هكذا وبكل هذا العمق‬ ‫واإلجتهاد؟‬

‫‪ ‬أٌن تنحصر مشكلتنا؟‬ ‫ـ إن الحديث عن الوقت أسهل بكثير من إيجاد ‪ ،‬كما أنه يوجد صراع‬ ‫بين أعمالنا وإحتياجاتنا الخاصة نحن كآباء وأمهات وبين إحتياجات‬ ‫أبنابنا‪.‬‬ ‫ـ ولكننا كثيرا ً ما نفقد األتصال بؤبنابنا ألننا ال نتواجد فى البيت كثيراً‪،‬‬ ‫ونتحدث لؽة تختلؾ عن لؽتهم‪ ،‬فنصل إلى الحد الذي فيه ال نجد شيبا ً‬ ‫مشتركا ً بيننا‪.‬‬ ‫وقد تنحصر المشكلة فى أن نسبة كبيرة من األباء يتؽيبون عن البيت‬ ‫أثناء معظم ساعات استيقاظ أبنابهم‪.‬‬

‫‪ ‬والحل ببساطة هو‪:‬‬ ‫ـ أن يكون لدينا حساسية تجا احتياجات أبنابنا في وقتها‪ ،‬وأن نتعامل‬ ‫م هذ االحتياجات بؤف‪.‬ل شكل ممكن‪ ،‬كما نحتاج أن نشار بفرح‬ ‫في األشياء البسيطة التي يجدها األطفال مبهجة‪ ،‬فإهتمامنا الصادق‬ ‫بهذ األوقات يكون بمثابة رسالة ألبنابنا تقول‪" :‬أنتم مهمون‪ ،‬وأنا‬ ‫‪18‬‬


‫أحب الوقت الذل أق‪.‬يه معكم" وليس هنا ما يسعد الطفل أكثر من‬ ‫سماعه لهذ المشاعر‪.‬‬ ‫األمثلة العلمية والعملية والواقعية من حياة‬ ‫ـ هيا بنا نري بع‬ ‫مجتمعنا‪ ،‬كيؾ استطاع هإالء اآلباء واألمهات حل هذ المعادلة‬ ‫الصعبة وهي كيؾ وفروا الوقت المناسب ألبنابهم في وسط ظروؾ‬ ‫الحياة الصعبة و‪.‬ؽوطها‪.‬‬ ‫ـ مثال (ٔ)‪ :‬طبيب اعتاد أن يحدد موعدا ً ليتناول فيه الؽذاء م كل ابن‬ ‫من أبنابه مرة واحدة على األقل في الشهر وكان يخصص هذا الوقت‬ ‫لمناقشة أل مو‪.‬وع يرؼبان في الحديث عنه‪.‬‬ ‫ـ مثال (ٕ)‪ :‬أب في مرحلة الشباب كان عليه أن يق‪.‬ي ساعات طويلة‬ ‫في العمل في مشروع لتشييد المباني‪ ،‬فرتب م زوجته أن ينام ابنه‬ ‫(الذل لم يدخل المدرسة بعد) فترة أطول بعد الظهر‪ ،‬حتى يكون‬ ‫مستيقظا ً ونشطا ً حين يعود هو إلى البيت ليبلً‪.‬‬ ‫ـ مثال (ٖ)‪ :‬محاسب قانوني مشهور‪ ...‬كان مشؽوالً في عمله للؽاية‪،‬‬ ‫حتى أنه كان يق‪.‬ي بع‪.‬ا ً من أيام أجازاته األسبوعية في مكتبه‬ ‫الحسابات‪ ،‬وإذ كان يشعر باألسؾ ال‪.‬طرار أن‬ ‫لمراجعة بع‬ ‫يكون بعيدا ً ألوقات كثيرة عن ابنه الذل في الثامنة من عمر ‪ ،‬وابنته‬ ‫التي في السادسة‪ ،‬فإنه سمـ ألطفاله بؤن يذهبوا معه لساعات قليلة‬ ‫فى يوم األجازة إلى مكتبه‪ ،‬وهنا كانوا يإدون واجباتهم المدرسية‪،‬‬ ‫أو يلعبون‪ ،‬أو يقرأون أثناء انشؽال والدهم في العمل‪ ،‬وإذا كان العمل‬ ‫في يوم العطلة قليبلً وال يحتاج ألكثر من ساعتين فقد منـ هذا‬ ‫‪19‬‬


‫الترتيب متعة لؤلطفال ولؤلب أي‪.‬ا ً‪ ،‬وكان األطفال يتباهون أمام‬ ‫أصدقابهم بؤنهم "يعملون في مكتب بابا"‪.‬‬ ‫ـ مثال (ٗ)‪ :‬ويحكى دكتور ولسن خبرته الخاصة فيقول‪ :‬كان ابني في‬ ‫الرابعة أو الخامسة من عمر ‪ ،‬بدأنا في عادة الزلنا نتبعها حتى‬ ‫اآلن‪ ...‬فقد كنا نستيقظ معا قبل السادسة صباحا ً مرة أسبوعيا ً تقريبا ً‪،‬‬ ‫ونتوجه إلى مقهى قريب من منزلنا‪ ،‬حيث نتناول وجبة اإلفطار هنا‬ ‫على مهل وكنا أثناء انتظارنا لوصول الطعام الذل طلبنا نلعب معا ً‬ ‫”‪( “x, o‬السيجا) على منديل ورقي‪ ،‬ونشاهد شروق الشمس‬ ‫ونتحاور في أمور هامة وقد كنا ننتظر بشؽؾ هذ األوقات التي‬ ‫نق‪.‬يها معاً‪ ،‬والتي كانت سببا ً في تقاربنا‪ ،‬وساعدتنا على اإلحتفاظ‬ ‫بخطوط اإلتصال بيننا مفتوحة‪ ،‬ف‪.‬بلً عن أن تل األوقات كونت لنا‬ ‫رصيدا ً ؼنيا ً من الذكريات المشتركة‪.‬‬

‫ولكن قد ٌتساءل بعض اآلباء واألمهات‪ِ :‬لما كل هذا‬ ‫العناء؟!‬ ‫‪ ‬نطرح بإٌجاز بعض اآلثار السلبٌة المترتبة على إنشؽالنا عن‬ ‫أبنابنا‪:‬‬ ‫ٔ)‬

‫فقدان الشعور بالمحبة والحنان‪.‬‬

‫ٕ)‬

‫فقدان الشعور باإلهتمام والرعاية الكاملة‪.‬‬

‫ٖ)‬

‫فقدان قدوة األب واألم المثالية‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫ٗ)‬

‫ؼياب الحوار والتواصل‪.‬‬

‫٘)‬

‫حياة الفراغ النفسي‪ ،‬مما تجعلهم سريعي الوقوع لمؽريات‬ ‫وشهوات المجتم والعالم إلشباع احتياجاتهم النفسية الناقصة‪.‬‬

‫‪)ٙ‬‬

‫الشعور بالذنب‪ ،‬حيث يعتقد كثير من‬ ‫الوقوع فريسة مر‬ ‫هإالء األطفال أنهم السبب وراء انشؽال أبويهم عنهم‪.‬‬

‫‪)2‬‬

‫األبناء‬ ‫الوقوع فريسة حياة الوحدة واإلنطواء‪ ،‬فهنا بع‬ ‫الذين تعودوا الجلوس لفترات طويلة فى المنزل بمفردهم منذ‬ ‫صؽرهم‪ ،‬فيتعودون على حياة اإلنطواء‪ ،‬ولذل منهم َمن ال‬ ‫يتعامل إال م الكمبيوتر لساعات طويلة بينما يفتقر لكيفية‬ ‫التعامل م المجتم ‪.‬‬

‫"إن أبى وأمى قد تركانى‬ ‫والرب يضمنى"‬ ‫( مز ‪)01:72‬‬ ‫‪)2‬‬

‫التمرد والعناد واإلستقبللية الزابدة وعدم اإلصؽاء لتوجيه‬ ‫اآلباء واألمهات في سن المراهقة فبع األبناء يعتمدون على‬ ‫أنفسهم بمعدل أكبر من سنهم‪ ،‬مما قد يجعلهم في مراحل سنية‬ ‫معينة مثل المراهقة مثبلً يرف‪.‬ون توجيه آباءهم وأمهاتهم‬ ‫والسبب هو أنهم يريدون أن يفصحوا ع ُما بداخلهم ويقولوا‪:‬‬ ‫"أين كنتم ونحن كنا في شدة اإلحتياج إليكم ونحن صؽار وأنتم‬ ‫كنتم تلقون علينا المسبوليات الواحدة تلو األخري ونحن ؼير‬ ‫قادرين بل ونحن لم نكن نعلم كيؾ ننفذ أوامركم في ؼيابكم‬ ‫‪21‬‬


‫فهي كانت أكبر من سننا‪ ،‬فاآلن بعد هذ السنوات قد تدربنا‬ ‫وتعلمنا كيؾ نسير في الحياة‪ ،‬فبل نحتاج لتوجيهكم"‪.‬‬ ‫"لما كنت طفبلً كطفل كنت أتكلم‪ ،‬وكطفل كنت أفطن‪ ،‬وكطفل كنت افتكر‪.‬‬ ‫ولكن لما صرت رجبلً أبطلت ما للطفل" (اكو ٖٔ ‪)ٔ​ٔ :‬‬

‫‪)9‬‬

‫الكبر وال نجدهم‪ ،‬وأف‪.‬ل مثال لذل‬ ‫قد نحتاجهم عند‬ ‫ُ‬ ‫الحوار الذي يدور بين األب وإبنه‪:‬‬

‫األب ٌفكر‪:‬‬ ‫ابنى وصل العالم باألمس‬ ‫أتى للعالم بالطريقة المعتادة‬ ‫لكن هنا إلتزامات وفواتير مطلوبة للسداد‬ ‫لذل تعلم المشى وأنا ؼابب‬ ‫وتكلم قبل أن أدر هذا‬ ‫االبن ٌسأل‪:‬‬ ‫سؤصبـ شبه يا أبى‬ ‫أنت تعلم أنى سؤصبـ مثل يا ولدي‬ ‫ولكن متى ستح‪.‬ر إلى المنزل‪ ..‬يا أبى؟‬ ‫األب ٌجٌب‪:‬‬ ‫ال أعلم متى‪ ،‬لكن بالتؤكيد سنجتم‬ ‫‪22‬‬

‫هذا‬


‫أنت تعلم أننا سنق‪.‬ى وقتا ً ممتعا ً حينذا‬ ‫ثم إستكمل األب تفكٌره وقال ‪:‬‬ ‫حسنا ً‪ ،‬هو ح‪.‬ر من الكلية باألمس فقط‬ ‫إنه يشبه الرجال‪ ،‬هذا ما قلته‪،‬‬ ‫يا ابنى‪ ،‬أنا فخور ب ‪ ،‬هل يمكن أن تجلس معى قليبلً؟‬ ‫االبن‪:‬‬ ‫فهز رأسه وقال بإبتسامة‪،‬‬ ‫ما أود يا أبى هو أن أستعير مفاتيـ سيارت ‪،‬‬ ‫أرا الحقا ً‪ ،‬هل يمكن من ف‪.‬ل أن تعطيها لى؟‬ ‫األب‪:‬‬ ‫خرجت على المعاش منذ فترة‪ ،‬وابنى ؼادرنا‬ ‫طلبته باألمس تليفونيا ً‬ ‫قلت أريد أن أرا لو سمحت ‪..‬‬ ‫االبن‪:‬‬ ‫قال أود ذل يا أبى إذا تيّسر لى الوقت‬ ‫أنت تعلم مطالب وظيفتى‪ ،‬وأبنابى يعانون األنفلونزا‬ ‫لكن شىء جميل أن أكلم‬ ‫‪23‬‬


‫األب‪:‬‬ ‫عندما أؼلقت التليفون‪ ،‬خطر فى بالى‬ ‫لقد شب ابنى ليشبهنى‬ ‫نعم‪ ،‬أصبـ ابنى مشابها ً لى‬ ‫فأننى أتذكر عندما كان ٌسألنى‪:‬‬ ‫متى ستح‪.‬ر إلى المنزل يا أبى؟‬ ‫وعندما كنت أجاوبه‪:‬‬ ‫ال أعلم متى‪ ،‬لكن بالتؤكيد سنجتم‬ ‫أنت تعلم أننا سوؾ نق‪.‬ى وقتا ً ممتعا ً حينذا‬ ‫ولنتذكر معا ً قول الكتاب المقدس (أم ٖٕ ‪:)ٕٙ-ٕ​ٕ :‬‬ ‫"إسمع ألبٌك الذى ولدك‪ ،‬وال تحتقر أمك إذا شاخت‪.‬‬ ‫أبو الصدٌق ٌبتهج إبتهاجا ً‪ ،‬ومنْ ُو ِل ِ​ِد حكٌما ً ٌُسَّر به‪.‬‬ ‫ٌفرح أبوك وأمك‪ ،‬وتبتهج التى ولدتك‪.‬‬ ‫ٌا ابنى اعطنى قلبك‪ ،‬ولتبلحظ عٌناك طرقى"‪.‬‬

‫ٓٔ) الوقوع في بع المخاطر الخطيرة دون علم اآلباء واألمهات‬ ‫بسبب عدم المتابعة والتى من أخطرها إدمان المخدرات‬ ‫وإدمان الجنس‪..‬‬ ‫‪24‬‬


‫"وأكون لكم ابا ً‪ ،‬وأنتم تكونون لى بنٌن وبنات‪ٌ ،‬قول الرب‪ ،‬القادر‬ ‫على كل شىء" (ٕ كو ‪)ٔ2: ٙ‬‬

‫يقول جون بونكر مدير إحدي المدارس بسانت لويس ال تتوق‬ ‫من الطفل أن يعود للمنزل بمفرد بعد عدة ساعات ق‪.‬اها في‬ ‫المدرسة وال يشعر بالحرمان أو الخوؾ‪ ،‬إنهم يعانون من اإلحتكا‬ ‫بعالم الكبار وبالتالي الشعور بعدم األمان‪.‬‬ ‫المخاطر التي يتعر لها الطفل ليست فقط داخلية (الشعور‬ ‫بالوحدة‪ ،‬الزهق والخوؾ) لكنها أي‪.‬ا واقعية‪.‬‬ ‫واحدة من كل ست مكالمات تتلقاها فرقة اإلطفاء بنيويور‬ ‫تصدر فعبل من أطفال يشعرون بالوحدة‪.‬‬ ‫وعندما يصل األطفال لسن البلوغ‪ ،‬تو‪.‬ـ الدراسات أن مجرد‬ ‫التطل من الزجاج الخلفي للسيارة لم يعد هو العمل المسلي الوحيد‬ ‫للولد‪ .‬إنه وقت تواجد الفتاة بمفردها واآلباء نابمون‪ ،‬كلها جميعا ً‬ ‫تعطينا دليبلً بالػ األهمية بؤن الفرصة تولد النشاط‪ .‬فإن تواجد األم‬ ‫بنفسها داخل المنزل يستطي أن يمن الكارثة فى عديد من المآسي‬ ‫عندما يصبـ المراهقون ومن هم قبل سن المراهقة مهتمين باألمور‬ ‫الجنسية‪.‬‬ ‫ٌقول الكتاب المقدس (أم ٕ​ٕ ‪:)ٙ :‬‬ ‫"رب الولد فى طريقه ‪ ،‬فمتى شاخ أي‪.‬ا ً ال يحيد عنه"‬

‫وأٌضا ً فى ( أم ٕٓ " ‪:)7‬‬ ‫ص ِد ّيق يسل بكماله ‪ .‬طوبى لبنيه بعد "‬ ‫"ال ِ ّ‬ ‫‪25‬‬


‫نعتقد أن األمر صار أكثر و‪.‬وحا ً وأهمية نحو تحديد الهدؾ‬ ‫الذي نناقشه وهو تكريس وقت خاص ذل قيمة ألبنابنا‪.‬‬ ‫إن ‪ .‬فى التجسد شاركنا حياته‪ ،‬والحب األصيل ال يرتف عن‬ ‫مشاركة اآلخر ولو كان أصؽر أو أ‪.‬عؾ‪ .‬هكذا أنت أي‪.‬ا تعلم أن‬ ‫الحب األبوي المإثر فى نفوس أوالد ينمو أقوي ما يكون عندما‬ ‫يشعر الولد أنه يتمت بحق الشركة مع في أفكار وآالم ومتاعب‬ ‫ومشاريع ‪ ،‬على أن يكون ذل بحكمة وتدبير مناسب لسنه وخبراته‬ ‫وإمكانياته‪.‬‬ ‫لقد رأينا ‪ .‬يتحدث م إبراهيم في حوار بسيط حول مشكلة‬ ‫إفناء سدوم وعمورة ليؤخذ رأيه – وهو اإلله – فيما يود أن يفعله‬ ‫قاببل‪" :‬هل أخفً عن إبراهٌم ما أنا فاعله" (ت ‪.)ٔ2 :ٔ2‬‬ ‫هكذا تحتاج أن تتواصل م ابن في حوار ممتد‪ ،‬تحكي له فيه‬ ‫عن نفس في طفولتها‪ ،‬وتشاركه أحبلم ‪ ،‬وتؤخذ رأيه لتشجعه على‬ ‫الن‪.‬وج والنمو‪.‬‬

‫واآلن نطرح السؤال األهم وهو‪:‬‬ ‫ما هو األهم واألفضل مقدار الوقت أم نوعٌته ؟!‬ ‫ـ فقد اكتشؾ العالم جيمس لوكاس اكتشافا ً في ؼاية األهمية وهو‪:‬‬ ‫"رأيت آباء يكرسون حياتهم ووقتهم ألطفالهم‪ ،‬ويتيحون لهم فرصا ً‬ ‫‪26‬‬


‫رابعة‪ ،‬ويقدمون لهم الهدايا والتوجيه وينتهي بهم األمر لتكوين‬ ‫عبلقات ‪.‬عيفة م أطفالهم‪ ،‬أو ما هو أردأ من ذل ‪ ،‬فهم كانوا‬ ‫يحبون أطفالهم بالطب ‪ ،‬ولكن ليس بالطريقة التي تحببهم إلى نفوسهم‪،‬‬ ‫وقد ُذهلت لرإية هذ الرعاية الحقيقية من جانب اآلباء وهي تـ ُقابـ َل‬ ‫بالبلمباالة والحد والتمرد"‪.‬‬ ‫ـ وهذ الفكرة يطرحها أي‪.‬ا ً العالم زج زيجلر عندما قال‪:‬‬ ‫"لقد عرفت كثيرا ً من اآلباء الذين فعلوا كل شا بشكل صحيـ‪ .‬وهم‬ ‫محبون ألطفالهم ويراعونهم ويهتمون بهم من كل أعماق قلوبهم‪ ،‬هم‬ ‫كانوا يق‪.‬ون أطول وقت معهم‪ ،‬وقد حرصوا أن يعلمونهم كل القيم‬ ‫األخبلقية ‪ ،‬م ذل فقدوا هإالء األطفال‪ ،‬ربما بشكل مإقت‪ ،‬ألن‬ ‫الطفل اتجه نحو العقاقير المخدرة‪ ،‬الجريمة أو سل فى تصرفات‬ ‫ؼير أخبلقية ‪ ،‬بالرؼم من ذل أإكد أن الفوابد سوؾ تإول‬ ‫لمصلحت ومصلحة أطفال إذا حرصت أن تق‪.‬ي وقتا ً ذو قيمة م‬ ‫أطفال في بداية حياتهم" ‪.‬‬ ‫ـ يعتقد عدد كبير من األباء أنهم يتواصلون بالفعل ‪ ،‬ويقولون ‪" :‬نحن‬ ‫نتواصل ونخلق العديد من المناسبات كؤعياد الميبلد ومناسبات‬ ‫التخرج"‪ ،‬ولكن لؤلسؾ الشديد ذل نوع من األوهام‪ ،‬فالتواصل‬ ‫الحقيقى يحدث بالتدريج خطوة خطوة وبطرق بسيطة وليست معقدة‬ ‫فالمهم هو أن تكون اإلتصاالت مستمرة ومتكررة ومنتظمة‪.‬‬ ‫ـ هنا قصة رواها فرتز كريزلر عازؾ البيانو الشهير‪ ،‬وذل عندما‬ ‫اقتربت منه إحدي المعجبات بفنه الموسيقى قابلة "مستر كريزلر‪،‬‬ ‫أنى مستعدة أن أ‪.‬حى بحياتى ذاتها فى سبيل قيامى بالعزؾ مثل "‪،‬‬ ‫‪27‬‬


‫فؤجابها بكل هدوء سيدتى أنا لم أقترح علي أن ت‪.‬حى بحيات فى‬ ‫سبيل تنشبة طفل إيجابى‪ ،‬لكن كل ما أرجو من أن تخصصى له‬ ‫مزيد من الوقت"‪.‬‬ ‫"أٌها األباء ‪ ،‬ال تؽٌظوا أوالدكم لببل ٌفشلوا" (كو ٖ ‪)ٕٔ:‬‬

‫لقد أو‪.‬حنا قببلً أن األطفال يتهجـون كلمة محبـة على أنهـا‬ ‫"و ق ت" ؼير أن مقدار الوقت الذي نق‪.‬يه م أبنابنا ليس‬ ‫بالمو‪.‬وع الوحيد الذي يجب أن نهتم به‪ ،‬فنوعية ذل الوقت هامة‬ ‫أي‪.‬اً‪.‬‬ ‫"إن نوعية الوقت الجيد تعنى أن نقوم معا ً بؤمر ما ُمعيّرين‬ ‫الشخص اآلخر (أبنابنا) انتباهنا الكامل‪ ،‬أي االنتبا المركز ؼير‬ ‫المشتت فالمهم هو ما يحدث على الصعيد العاطفى ‪ ،‬وذل ألن‬ ‫ق‪.‬اءنا الوقت معا ً فى شؤن مشتر يعبر عن إهتمامنا بع‪.‬نا‬ ‫ببع "‪.‬‬ ‫ـ عندما يتعلق األمر بالتواصل م األطفال فإن األب (أو األم) الذي‬ ‫يبذل ببساطة كل جهد إلبداء إهتمامه بطفله يكون قد منـ ابنه بهذا‬ ‫وقتا ً جيدا ً‪ .‬فسواء كان األب موهوبا ً أو رجبلً عاديا ً فاألمر المهم هنا‬ ‫هو أن يكون متواجدا ً‪ ،‬ويمنـ ابنة أو ابنته كل اهتمامه‪ ،‬فما يدركه‬ ‫الطفل فى هذ الحالة هو أن "أبى يهتم بى إهتماما ً كامبلً" ‪ ..‬فإننا‬ ‫بقدر إستماعنا للطفل وإنتباهنا له نعبر له عن مقدار إهتمامنا به‪.‬‬ ‫"إن أحببت الطفل‪ٌ ،‬مكنك أن تقوده‪ .‬فالطفل ٌتبع م ْن ٌحبه‪ ،‬وٌكون‬ ‫مستعدا ً لطاعته‪ ،‬ألنه ٌطمبن إلٌه وٌثق به" (من أقوال قداسة البابا‬ ‫المعظم األنبا شنودة الثالث)‪.‬‬ ‫‪28‬‬


‫ـ وهنا قول مشهور علينا أن نتذكر جميعا ً بل ياريتنا نحفظه عن‬ ‫ظهر قلب وهو ‪:‬‬

‫" حٌثما تكون كن هناك بالكامل"‬ ‫ـ هيا بنا نطرح بع األمثلة التى تلقى ال‪.‬وء على بع المعوقات‬ ‫التى تقابلنا أثناء محاولة اإلهتمام بنوعية الوقت المكرس ألبنابنا كيؾ‬ ‫يمكن عبلجه بصورة علمية وواقعية من الحياة ‪:‬‬

‫مثال (ٔ)‪:‬‬ ‫عندما يريد ابنى التحدث معى أحيانا ً ما أواصل قراءة‬ ‫التعليقات‬ ‫الصحيفة‪ ،‬وأحاول جاهدا ً فى تل األثناء أن أعلق بع‬ ‫المناسبة‪ ،‬أو أهز رأسى بالموافقة حتى أشعر أننى أستم له ‪.‬‬

‫مثال (ٕ)‪:‬‬ ‫عندما أذهب للتمشية م ابنتى تجدنى أحيانا ً مشؽو ً‬ ‫ال‬ ‫بمشكلة تتعلق بالعمل‪ ،‬فبل أتجاوب م ما يحر مشاعرها بشكل أو‬ ‫بآخر‪.‬‬ ‫"مٌاه باردة لنفس عطشانة‪ ،‬الخبر الطٌب من أرض بعٌدة"‬ ‫( أم ٕ٘‪. )ٕ٘:‬‬

‫‪29‬‬


‫مثال (ٖ)‪:‬‬ ‫قرر طبيب مشهور أن يجلس م ابنه ليتواصل معه ويعبر له‬ ‫عن المحبة عن طريق تكريس وقت خاص له‪ ،‬ففرح االبن جدا ً بهذ‬ ‫الفكرة ولكن كانت المفاجؤة ؼريبة عندما سؤله والد فى آخر الوقت‬ ‫(وهو كانت مدته ساعة كاملة) هل شعرت بالمحبة وسعدت بتق‪.‬ية‬ ‫الوقت معى؟! فؤجاب الولد بكل بساطة ال يا أبى‪ ،‬فحزن األب جدا ً‬ ‫ولكنه تماس وإستفسر عن السبب وكان رد االبن بكل صراحة ‪" :‬فى‬ ‫هذ الساعة التى كرستها لى قد رن جرس الموبايل ٕٔ مرة‬ ‫ليستشير المر‪.‬ى وبع الزمبلء فى بع األمور كما أن بع‪.‬هم‬ ‫ذكر ل مشاكل جعلت مشؽوالً عنى‪ ،‬فلم تكن معى يا والدي!"‪.‬‬ ‫ـ الحل هو أن نكون إيجابيين ونتحلى بالصبر ونعلم أن التواجد الكامل‬ ‫يحتاج لتدريب كثير ‪.‬‬ ‫"المحبة تتؤنى وترفق ‪...‬‬ ‫وال تطلب ما لنفسها ‪...‬‬ ‫وتحتمل كل شىء ‪..‬‬ ‫وتصدق كل شىء ‪..‬‬ ‫وتصبر على كل شىء ‪...‬‬

‫المحبة ال تسقط أبد اً" ‪.‬‬ ‫( اكو ٖٔ ‪)2- ٗ :‬‬

‫‪31‬‬


‫ـ يروي لنا العالم الشهير "زيج زيجلر" خبرته الخاصة م ابنه والتى‬ ‫تإيد كبلمنا فيقول‪:‬‬ ‫إننى أتذكر بكل العمق إحدي أمسيات يوم األحد وبعد الساعة‬ ‫التاسعة مساءا ً عندما كنا أنا وابنى توم وصديقه سام‪ ..‬نجري خارج‬ ‫المنزل عندما أكملنا المران وؼادرنا سام‪ ،‬قال لى ابنى "يا أبى‪ ،‬دعنا‬ ‫نتمشى قليبلً "‪ .‬لذا سرنا لمدة عشرة دقابق إ‪.‬افية‪.‬‬ ‫هذ العشر دقابق كانت أكثر األوقات قيمة ق‪.‬يتها م ابنى‪،‬‬ ‫ولكى أكون أمينا ً فى عر‪.‬ى‪ ،‬أعترؾ بؤننى نسيت ما تبادلنا من‬ ‫موا‪.‬ي وكلمات‪ ،‬لكن أتذكر جيدا ً أننى لم أكن قببلً بمثل هذا التبلحم‬ ‫معه‪ ،‬م ذل فإن هذ العشر دقابق ما أصبحت بتل األهمية لو لم‬ ‫نكن قد ق‪.‬ينا سابقا ً العديد من األوقات سويا ً‪ ،‬كم من وقت ق‪.‬ينا معا ً‬ ‫فى مدارس األحد والكنيسة‪ ،‬كنا سويا ً ونحن نتناول الؽذاء‪ ،‬سويا ً‬ ‫ونحن نق‪.‬ى فترة ما بعد الظهر‪ ،‬سويا ً ونحن نتعشى‪ ،‬سويا ً ونحن‬ ‫نجري جنبا ً على جنب‪ ،‬كنا نشعر بالراحة وأننا على سجيتنا – هذا‬ ‫كله هو الذي جعل تل العشر دقابق األكثر قيمة‪.‬‬

‫ـ واآلن كثٌر من اآلباء واألمهات ٌتمنون من داخلهم أن‬ ‫ٌطرحوا السؤال التالى‪:‬‬

‫‪31‬‬


‫أين حريتى ؟!!‬ ‫ـ عندما نواجه بشكل واقعى اإلحتياج لق‪.‬اء المزيد من الوقت م‬ ‫أبنابنا نري أن حريتنا الخاصة تستنزؾ ‪ ...‬فنحن نشعر بالذنب لكننا‬ ‫نشعر بالتعب أي‪.‬اً‪.‬‬ ‫ـ فم أنه من حق أبنابنا أن يؤخذوا جزءا ً من وقتنا‪ ،‬إال أنه هنا أي‪.‬ا ً‬ ‫احتياجاتنا الشخصية التى يجب أن تسدد‪ .‬فبلبد أن يجد األباء‬ ‫واألمهات وقتا ً يق‪.‬ونه بعيدا ً عن أطفالهم لتجديد نشاطهم أو ممارسة‬ ‫بع هواياتهم‪.‬‬ ‫ـ فنحن ال نريد أن ي ُف َهم من كبلمنا أنه يتوجب علينا أن نق‪.‬ى كل وقتنا‬ ‫م أطفالنا ‪.‬‬ ‫فإهتمامنا بتسديد احتياجاتنا سيجعلنا أكثر استعدادا ً لمساعدة أبنابنا‪،‬‬ ‫وإذا لم تسدد إحتياجاتنا فلن تتوفر لدينا المقدرة العاطفية لندعم أبناءنا‬ ‫ونرشدهم ‪.‬‬ ‫"لقمة ٌابسة ومعها سبلمة‪ ،‬خٌر من بٌت مآلن ذبابح مع خصام"‬ ‫(أم ٔ‪.)ٔ2:‬‬

‫‪32‬‬


‫ـ فإن أحيانا ً بل وكثيرا ً ما يحدث مواقؾ فيها ت‪.‬ارب بين‬ ‫احتياجاتنا كؤباء وأمهات وإحتياجات أبنابنا‪ ،‬وهنا علينا‬ ‫أن نحدد أيهما أكثر إلحاحا ً‪ ،‬ونحاول تسديد ‪.‬‬ ‫ـ "وأما الطعام القوي فللبالؽين‪ ،‬الذين بسبب التمرن قد‬ ‫صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير‬ ‫والشر " (عب ٘ ‪)ٔٗ:‬‬

‫مثال (ٔ)‪:‬‬ ‫يقول طبيب‪ :‬يحدث أحيانا ً وأنا فى طريقى إلى المستشفى أن‬ ‫يطلب منى ابنى أن اقوم بعمل شىء ما معه‪ ،‬هنا يجب أن أقول له‬ ‫على م‪" : .‬أنا أسؾ ألننى ال أستطي أن أعمل ذل اآلن‪ ،‬لكننى‬ ‫سؤحاول تلبية طلب فى المساء"‪.‬‬ ‫"لئلنسان فرح بجواب فمه‪ ،‬والكلمة فى وقتها ما أحسنها!"‬ ‫(أم ٖٕ‪)ٔ٘:‬‬

‫مثال (‪:)0‬‬ ‫محامى مشهور يقول‪" :‬قد أكون منهمكا ً فى كتابة تقرير‬ ‫بمكتبى بالمنزل عندما يدخل أحد أبنابى ويقول لى‪" :‬من ف‪.‬ل يا بابا‬ ‫اقرأ لى قصة"‪ .‬وبقدر ما أجد متعة فى القراءة لهم إال أننى قد أكون‬ ‫منهمكا ً فى ذل الحين فى تؤدية أمر هام للؽاية‪ ،‬وال يمكن تؤجيله‬ ‫‪33‬‬


‫بسهولة‪ ،‬فهنا يجب أن أقول‪" :‬آسؾ ألننى ال أستطي أن أتوقؾ عما‬ ‫أفعله اآلن‪ ،‬سوؾ اقرأ ل قصة بعد ساعة من اآلن"‪ .‬وفى أوقات‬ ‫أخري أجد نفسى م‪.‬طرا ً إلى أن أقول‪" :‬ال أستطي أن اقرأ ل قصة‬ ‫اليوم"‪.‬‬ ‫"لئلنسان تدابٌر القلب ‪ ،‬ومن الرب جواب اللسان"‬ ‫( أم ٔ‪)ٔٙ:‬‬

‫ملحوظة هامة‪:‬‬ ‫مادمتتت منتظمتتا ً فتتى تلبٌتتة إحتٌاجتتات أبنتتابى فتتى‬ ‫أوقتتات أختترى ٌكتتون بمقتتدورى أن أقتتول لهتتم "ال" عنتتدما‬ ‫تكتتون إحتٌاجتتاتى ملحتتة ‪ ...‬وٌمكننتتى أن افعتتل ذلتتك دون‬ ‫الشتتعور بتتأى ذنتتب‪ ،‬فمتتن الضتترورى وجتتود تتتوازن بتتٌن‬ ‫األمرٌن‪ :‬إحتٌاجاتى وإحتٌاجات أبنابى‪ ،‬فهى أمور تتطلتب‬ ‫كثٌر من الحكمة والصبر‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫اإلحتـــــــــرام‬

‫"فكل ما ترٌدون أن ٌفعل الناس بكم‬ ‫أفعلوا هكذا أنتم أٌضا ً بهم"‬ ‫(متى ‪)ٕٔ : 2‬‬ ‫‪35‬‬


‫اإلحترام المتبادل‪:‬‬ ‫حتى نستفيد من الوقت الذي نق‪.‬يه م أطفالنا على أف‪.‬ل‬ ‫وجه‪ ،‬علينا أن نحيط عبلقاتنا بإطار من اإلحترام المتبادل‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬ ‫ـ وجدت ابنى (الذي فى الثانية عشرة من عمر ) منهمكا ً فى نشر ما‬ ‫بدا لى من بعيد أنه قطعة من الخشب الجيد للؽاية‪ ،‬فصحت فيه وأنا‬ ‫أشد من كتفه‪ ،‬والؽ‪.‬ب يمؤل وجهى‪" :‬ما هذا الذي تفعله؟" وبدأت‬ ‫فى الحال ألقى عليه عظة طويلة عن أهمية عدم إهدار الخشب الجيد‪،‬‬ ‫وبعد ذل سمحت له أن يتكلم‪.‬‬ ‫ـ فقال وهو يبكى بدموع ؼزيرة‪" :‬لم أقصد أن أتلؾ لوحا ً من الخشب‬ ‫الجيد يا أبى‪ ،‬لكننى وجدت هذ القطعة ملقاة م المهمبلت وأعتقدت‬ ‫فعبلً أن ألقيت بها هنا ‪ ،‬فؤردت أن أستفيد منها"‪.‬‬ ‫ـ فتؤملت قطعت الخشب ثانية‪ ،‬وتؤكدت تماما ً أنها كانت مملوءة بالع ُقد‪،‬‬ ‫وتذكرت أننى كنت قد ألقيت بها بعيدا ً عند سلة المهمبلت‪.‬‬ ‫ى أن أعتذر بشكل ما‪ ،‬فقد كان البد أن‬ ‫ـ وهنا‪ :‬أدركت أنه عل ُ‬ ‫استو‪.‬ـ منه األمر قبل البدء فى تعنيفه‪ ،‬كما كان ينبؽى أن أحترمه‬ ‫بقدر يتيـ له الفرصة أن يو‪.‬ـ موقفه أوالً‪.‬‬ ‫ـ لؤلسؾ‪ :‬إننا كثيرا ً ما نعامل أطفالنا بطريقة ال نجرإ على أن نعامل‬ ‫بها أحد أصدقابنا أو موظفينا أو حتى أحد الؽرباء ‪ ...‬فنحن نقاط‬ ‫حديثهم متى شبنا‪ ،‬لكننا نؽ‪.‬ب عندما يقاطعوننا‪ ،‬كذل نحن نحتد‬ ‫‪36‬‬


‫على أبنابنا المراهقين‪ ،‬لكننا نؽ‪.‬ب بشدة منهم حين يحتدون علينا فى‬ ‫الرد‪.‬‬

‫ـ إن العبلقة بٌن األب أو األم مع االبن أو االبنة ٌجب أن تقوم‬ ‫على أساس ذات االحترام المتبادل الذي علمنا السٌد المسٌح‬ ‫له المجد أن نُظهره فً جمٌع عبلقاتنا مع اآلخرٌن‪.‬‬ ‫ـ ولنتعلم من رب المجد يسوع المسيـ نفسه‪ ،‬كيؾ كان يعامل األطفال‬ ‫فى ( مز ٓٔ ‪:)ٔٙ - ٖٔ:‬‬ ‫"وقدموا إلٌه أوالدا ً لكى ٌلمسهم ‪ ،‬وأما التبلمٌذ فإنتهزوا الذٌن قدموهم‪.‬‬ ‫إلى وال‬ ‫فلما رأى ٌسوع ذلك إؼتاظ وقال لهم‪ " :‬دعوا األوالد ٌأتون َّ‬ ‫تمنعوهم‪ ،‬ألن لمثل هؤالء ملكوت هللا‪ .‬الحق أقول لكم‪ :‬منْ ال ٌقبل‬ ‫ملكوت هللا مثل ولد فلن ٌدخله"‪ .‬فإحتضنهم ووضع ٌدٌه علٌهم‬ ‫وباركهم‪".‬‬

‫إن الطرٌق األمثل لتعلٌم أوالدنا احترام اآلخرٌن هو أن نحترمهم‬ ‫ٔ ‪ -‬أن األطفال ٌستحقون االحترام والقبول تماما ً مثل الكبار‪.‬‬ ‫ٕ ‪ -‬نحتتن متتدٌنون ألطفالنتتا لتتٌس بالوقتتت فقتتط‪ ،‬بتتبل بتتاالحترام‬ ‫أٌضا ً‪.‬‬ ‫ٖ ‪ -‬إذا أردنتتا أن نربتتى أطفتتاالً متتؤدبٌن ومتتودٌن ٌجتتب علٌنتتا‬ ‫احترامهم كأشخاص لهم مشاعرهم وذكاؤهم وأهدافهم‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫والسؤال هنا‪ :‬هل معنى هذا الكبلم أن نتهاون عن أفكارنا‪ ،‬أو أن‬ ‫نتخلى عن أهدافنا من أجل أطفالنا؟!‬ ‫ـ بالطب "ال"‪ ،‬بل يعني أنه عندما يكون التؤديب مطلوبا ً فإنه يجب أن‬ ‫يتم بحزم ولهدؾ وبتفهم ‪ ...‬بدون ؼ‪.‬ب أو مشاعر انتقام أو‬ ‫سخرية‪ ،‬بمعنى آخر يجب أن نعامل أطفالنا بذات االحترام الذل‬ ‫نعامل به الكبار‪ ،‬والذل نتوقعه منهم هم أي‪.‬ا ً‪.‬‬ ‫ـ لقد عبر بولس الرسول بشكل جيد عن جوهر االحترام المتبادل‬ ‫بقوله‪" :‬وأنتم أٌها اآلباء ال تؽٌظوا أوالدكم‪ ،‬بل ربوهم بتأدٌب الرب‬ ‫وإنذاره" (أؾ ‪.)ٗ :ٙ‬‬

‫" أٌها األباء‪ ،‬ال تؽٌظوا أوالدكم لببل ٌفشلوا"‬ ‫(كو ٖ ‪)ٕٔ:‬‬

‫إذن وأنت تعامل طفلك‪:‬‬ ‫ـ ابتعد عن كلمات اإلدانة والنقد المباشر أو ؼير المباشر‪.‬‬ ‫ـ ال تبرز له عيوبه‪ ،‬بل حركه إيجابيا ً نحو ما تريد ‪ ...‬وجه نظر‬ ‫دابما ً إلى الصفات الحسنة وشجعه عليها دون أن تإنبه على ‪.‬عفه‪.‬‬ ‫ـ شجعه على اقل إجادة وال تنتظر أعماالً كبيرة لتقدم له المديـ‬ ‫والتقدير‪.‬‬ ‫"بالمديح تكسب الطفل ‪ ...‬وبالمديح تشعره بحبك لو‬ ‫وأيضا بالمديح تشجعو عمى عمل الخير"‬ ‫(من أقوال قداسة البابا المعظم األنبا شنودة الثالث)‬ ‫‪38‬‬


‫ـ امنحه ثقة بنفسه‪ ،‬وإدعه للقيام بؤعمال يقدر عليها معطيا ً له اإلحساس‬ ‫بالقيمة لتؽذل فيه روح اإلنجاز وتحمل المسبولية‪.‬‬ ‫ـ امتدحه على مجرد المحاولة في النجاح وليس على تحقيق النجاح‬ ‫نفسه‪.‬‬

‫التأكٌد على الجوانب اإلٌجابٌة‪:‬‬ ‫ـ إن أف‪.‬ل األطفال تربية هم الذين لديهم عبلقات إيجابية م والديهم‪.‬‬ ‫ـ لؤلسؾ الشديد يركز اآلباء أو األمهات على الجوانب السلبية في‬ ‫أبنابهم لمدة طويلة لدرجة تجعلهم نادرا ً ما يرون أل شا طيب فيهم‬ ‫وإيجابيا ً‪ ،‬وهم يستهلكون كثيرا ً من الطاقة في التذمر وتصحيـ‬ ‫األخطاء حتي أنه ال يتبقي لديهم سوي القليل من االهتمام أو الطاقة‬ ‫التي يمكن أن تستخدم في التواصل بشكل إيجابي‪.‬‬

‫بعض االقتراحات العلمٌة والعملٌة عتن الكٌفٌتة التتً‬ ‫ترجح كفة المٌزان لصالح العبلقات اإلٌجابٌة‪:‬‬ ‫(ٔ) في بع األحيان علي أن تصؽي إلى أطفال بدون مقاطعة أو‬ ‫تصحيـ‪ ،‬أصػ فقط لكي تسم ما سيقولونه‪ ،‬واستمت بصدق ما‬ ‫يقال‪:‬‬

‫‪39‬‬


‫وهنا لنتوقؾ قلٌبل لنعرؾ الفرق بٌن‪:‬‬ ‫االستماع واإلنصات ( اإلصؽاء )‬ ‫ـ إن االستماع سلبي‪ ،‬أما اإلنصات إيجابي‪ ،‬يشمل إعطاء كل الحواس‬ ‫لآلخر‪ ،‬ومحاولة فهمه واستيعابه والوصول إليه ‪ ...‬اإلنصات يحمل‬ ‫معنى و‪ .‬اإلنسان نفسه مكان اآلخر‪ ،‬ومحاولة رإية األمور من‬ ‫منظور ‪ ،‬واإلنتقال لموقؾ اآلخر سر من أسرار الحب المسيحي‪،‬‬ ‫يتطلب عناء وعناية‪ ،‬وات‪.‬اعا ً وسهرا ً‪ ،‬وممارسة وتدريبا ً‪.‬‬ ‫"لكلماتى أصػ ٌارب‪ .‬تأمل صراخى" (مز ٔ‪)٘:‬‬ ‫واالنصات يشمل ـ في المفهوم النفسي ـ ثالثة حركات‪:‬‬

‫أ‪ -‬االستماع الكامل‪ :‬سماع كل التفاصيل‪ ،‬وإعطاء الوقت الكافي‬ ‫بصبر وحب‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الفهم الحقٌقً‪ :‬لكل ما يقال م تبليػ اآلخر استيعاب بإيماءات‬ ‫وا‪.‬حة وتعليقات محددة تعبر عن االندماج في الخبرة بصورة‬ ‫عميقة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬القبول ؼٌر المشروط‪ :‬دون نقد أو سخرية أو تبسيط للمشاعر‬ ‫أو استهانة بها‪ .‬فما يبدو ل صؽيرا ً‪ ،‬قد يبدو لآلخر كبيرا ً‬ ‫وهاما ً واأللم الذل ال يإثر في قد يكون ساحقا ً للطرؾ اآلخر‬ ‫ومحطما ً لنفسيته‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫نقاط عملٌة أساسٌة لتعلم فن اإلصؽاء‪:‬‬ ‫ٔ ‪ -‬لٌبق نظرك شاخصا ً إلى وجه ابنك وهو ٌتحدث‪.‬‬ ‫ٕ ‪ -‬ال تصػ إلى ابنك وأنت تقوم بأمر آخر فً لوقت عٌنه‪.‬‬ ‫ٖ ‪ -‬إصػ منتبها ً إلى المشاعر‪.‬‬ ‫ٗ ‪ -‬الحظ لؽة الجسد‪ :‬الدموع‪ ،‬الٌد المرتجفة‪.‬‬ ‫٘ ‪ -‬تجنب المقاطعة‪.‬‬

‫األنشطة الممتعة لتشار فيها ابن ‪ ،‬ومن أمثلة‬ ‫(ٕ) اكتشؾ بع‬ ‫ذل ‪ :‬األلعاب الريا‪.‬ية‪ ،‬قراءة مجبلت السيارات أو المو‪.‬ة‪،‬‬ ‫التمشية معا ً‪ ،‬الرحبلت القصيرة‪ ،‬ركوب الدراجات‪ ،‬الرسم‪،‬‬ ‫الموسيقى‪( .‬سنتولى هذ النقطة بتفاصيل أكثر فى الفصل التالى)‪.‬‬ ‫ـ فإن ممارسة هذ األنشطة الخاصة توفر مخزنا ً من الذكريات التي ال‬ ‫تنسى والتي من الممكن السحب منها في السنين التالية‪ ،‬وعلى الرؼم‬ ‫من أننا ال نجد الوقت الكافي دابما ً للقيام بهذا إال أننا يجب أن نوفر‬ ‫كما نوفر وقتا للؽذاء أو العشاء‪ ،‬وذل ألهميته الشديدة مثل ما الطعام‬ ‫مهما بالنسبة لصحتنا‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫(ٖ) تجنب الصراع كلما أمكن ذلك‪ ،‬يبدو أن بع اآلباء ي ُسرون بؤن‬ ‫تكون لهم اليد العليا في تصادمهم م أوالدهم ( لعل معظمنا ال‬ ‫يفعل ذل )‪ .‬ال ش أنه سيكون مفيدا ً لنا وألبنابنا متى أمكن تفادي‬ ‫أل صدام محتمل‪ ،‬أما إذا حصرنا أنفسنا في صراع القوة فلن‬ ‫ينتج عن ذل سوي العداء والمشاعر السلبية في داخل كل منا‪.‬‬

‫(ٗ) ال تقل " ال " ما دام بمقدورك أن تقول " نعم "‪ ،‬كثيرا ً ما يكون‬ ‫رد فعلنا األولً تجا طلبات أبنابنا هو "ال"‪ ،‬حتى قبل أن نفكر‬ ‫في إجابتنا هذ ‪ ،‬والردود السلبية ؼالبا ً ما تؤتي بدون وعي‬ ‫وتلقابية‪ ،‬أما اإلجابة بالقبول فقد يتطلب جهدا ً أكبر‪ ،‬إال أن الرد‬ ‫بالقبول (عندما نستطي ذل ) سيوفر من جهدنا على المدي‬ ‫البعيد‪ ،‬حيث أنه يخلق جوا ً من االرتباط اإليجابي بين االبن أو‬ ‫يقوي شعور األبناء باالستحقاق والتقدير‪.‬‬ ‫االبنة والوالدين‪ ،‬كما ّ ِ‬

‫‪42‬‬


‫(٘) عندما ت‪.‬طر لتصحيـ شيبا ما أو اإلجابة بالرف أو التأدٌب‬ ‫فلٌكن بسرعة وحسم‪ ،‬ثم أتح لهم الفرصة بعد ذلك لٌخرجوا‬ ‫ببعض األمور اإلٌجابٌة‪.‬‬ ‫ـ مثـل‪ :‬بعد أن ساعدنى ابني في التنظيؾ أمام المنزل تر المكنسة‬ ‫والجاروؾ في الخارج‪ ،‬فناديت عليه وقلت له‪" :‬إن تركت أدوات‬ ‫النظافة في الخارج وعلي أن تح‪.‬رها" ثم قلت له‪" :‬أشكر من‬ ‫أجل مساعدت دون أن أطلب من ذل "‪.‬‬ ‫"ٌا ابنى ال تحتقر تأدٌب الرب‪ ،‬وال تخر إذا وبخك‪ .‬ألن الذى ٌحبه‬ ‫الرب ٌؤدبه" (عب ٕٔ ‪)ٙ ، ٘ :‬‬ ‫"إن كنتم تحتملون التأدٌب ٌعاملكم هللا كالبنٌن‪ .‬فأى ابن ال ٌؤدبه‬ ‫أبوه ؟" (عب ٕٔ ‪)2 :‬‬

‫(‪ )ٙ‬ابحث دابما ً عن الجوانب الجيدة‪ ،‬فإن كل إنسان لديه موهبة ‪..‬‬ ‫فدابما ً هنا بادرة أمل وما علي سول أن تبحث عنها‪ ،‬فإن‬ ‫عاببلتنا ستصبـ أكثر سعادة إذا ما بحثنا عن المواهب التي‬ ‫يتمت بها كل منا‪ ،‬وليس عن األخطاء‪.‬‬ ‫فإن الرب لم يشؤ إطبلقا ً أن يجعل أوالد مجرد نسخ متشابهة‪ ،‬بل‬ ‫أعطى لكل واحد وزنات ومواهب تختلؾ نوعا ً وكما ً من شخص‬ ‫آلخر‪.‬‬ ‫ولنتذكر قول رب المجد يسوع المسيـ‪" :‬وكل واحد على قدر طاقته"‬ ‫(مت ٘ٔ‪ ... )ٔ٘:‬وقول بولس الرسول الخادم األمين "كما قسم ‪.‬‬ ‫لكل واحد مقدارا ً من اإليمان" (رو ٕٔ ‪.)ٖ :‬‬ ‫‪43‬‬


‫وبقدر ما تختلؾ األع‪.‬اء فى الوظابؾ‪ ،‬بقدر ما تتكامل معا ً‬ ‫فى الهدؾ ‪...‬‬ ‫"إن قالت األذن‪ ،‬ألنى لست عيناً‪ ،‬لست من الجسد‪ ،‬أفلم تكن لذل من‬ ‫الجسد ‪ ...‬لو كان كل الجسد عيناً‪ ،‬فؤين السم ؟ ‪ ...‬لو كان الكل سمعا ً‬ ‫فؤين الشم؟ ‪ ...‬فاآلن أع‪.‬اء كثيرة‪ ،‬ولكن جسد واحد" (اكو ٕٔ‪-ٕٔ:‬‬ ‫‪.)ٕ2‬‬

‫"بل باألولى أعضاء الجسد التى تظهر أضعؾ هى ضرورٌة ‪.‬‬ ‫وأعضاء الجسد التى نحسب أنها ببل كرامة‬ ‫نعطٌها كرامة أفضل"‬ ‫(اكو ٕٔ ‪)ٕٖ ، ٕ​ٕ :‬‬

‫‪44‬‬


‫أحد العلماء ٌذكر لنا أهمٌة التركٌز على الجوانب‬ ‫اإلٌجابٌة من خبلل توضٌح كٌؾ ٌتعلم األطفال بل‬ ‫وٌتأثرون بكل ما ٌتعاشون معه فقال‪:‬‬ ‫** إذا عاش الطفل منتقدا ً‪،‬‬ ‫فسيتعلم اإلدانة‪.‬‬ ‫** إذا عاش الطفل في جو عدابي‪،‬‬ ‫سيتعلم العنؾ‪.‬‬ ‫** إذا عاش الطفل في جو االستهزاء به‪،‬‬ ‫سيصبـ إنسانا ً خجوالً‪.‬‬ ‫** إذا عاش الطفل شاعرا ً بالعار‪،‬‬ ‫سيتعلم كيؾ يشعر بالذنب‪.‬‬ ‫** إذا عاش الطفل في جو التشجي ‪،‬‬ ‫سيتعلم الثقة بالنفس‪.‬‬ ‫** إذا عاش الطفل في جو االمتداح‪،‬‬ ‫سيتعلم كيؾ يقدر اآلخرين‪.‬‬ ‫** إذا عاش الطفل في جو االستقامة‪،‬‬ ‫سيتعلم العدالة‪.‬‬ ‫** إذا عاش الطفل في جو آمن‪،‬‬ ‫سيتعلم اإليمان‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫** إذا عاش الطفل في جو القبول‪،‬‬ ‫سيتعلم كيؾ يحب نفسه‪.‬‬ ‫** إذا عاش الطفل محاطا ً بجو من‬ ‫الصداقة والود‪،‬‬ ‫سيتعلم كيؾ يحب العالم كله‪.‬‬ ‫دورثً لو نولت – ٕ‪ٔ97‬‬

‫‪46‬‬


‫الخبلصة‬

‫الساعة التى تعطيها البنك فى صغره‬ ‫سوف توفر لك سنة من المشاكل فى شبابو‬

‫"لكل شىء زمان"‬ ‫‪47‬‬


‫للوالدة وقت ‪...‬‬ ‫للؽرس وقت ‪...‬‬ ‫للشفاء وقت ‪...‬‬ ‫للبناء وقت ‪...‬‬ ‫للبكاء وقت ‪...‬‬ ‫لل‪.‬ح وقت ‪...‬‬ ‫للكسب وقت ‪...‬‬ ‫للخسارة وقت ‪...‬‬ ‫للسكوت وقت ‪....‬‬ ‫للتكلم وقت ‪...‬‬ ‫صن (‪ ).‬الكل حسنا ً فى وقته ‪،‬‬ ‫وأي‪.‬ا جعل األبدية فى قلبهم‪،‬‬ ‫التى ببلها ال يدر اإلنسان العمل الذي‬ ‫يعمله ‪ .‬من البداية إلى النهاية ‪...‬‬ ‫فرأيت أنه ال شىء خير من أن يفرح اإلنسان‬ ‫بؤعماله ألن ذل نصيبه‪.‬‬

‫"سلٌمان الحكٌم"‬ ‫(جا ٖ ‪)ٕ​ٕ- ٔ :‬‬

‫‪48‬‬


49


‫"تفاح من ذهب فى مصوغ من فضة‪،‬‬ ‫كلمة مقولة فى محلها"‬ ‫(أم ٕ٘ ‪)ٔ​ٔ :‬‬ ‫‪51‬‬


‫ـ التواصل هو حوار‪ ،‬ولٌس مونولوج‪:‬‬ ‫ـ عادة نظن أن التواصل هو قدرتنا على وصؾ أنفسنا‪ ،‬ولذل نفكر‬ ‫فى أنفسنا حين نتحدث م أطفالنا‪ ،‬ولكن من األف‪.‬ل أن نبحث عن‬ ‫كيفية التحدث م أطفالنا ألن التواصل ليس مونولوج بل حوار‬ ‫(ديالوج)‪.‬‬ ‫ـ إن التواصل ليس مجرد القدرة على الكبلم‪ ،‬وإنما أي‪.‬ا ً القدرة على‬ ‫اإلستماع واإلصؽاء‪( .‬كما ذكرنا منذ قلٌل)‬ ‫ـ ففى (أمثال ‪ )ٕ : ٔ2‬يتحدث عن هذ الق‪.‬ية متعمقا ً فيها‪:‬‬ ‫ـ "الجاهل ال ٌسر بالفهم بل بكشؾ قلبه"‬ ‫ـ وأي‪.‬ا ً فى (أمثال ‪ )ٖٔ : ٔ2‬يقول أن ‪" :‬م ُن ٌجٌب عن أمر قبل أن‬ ‫ٌسمعه فله حماقة وعار"‪.‬‬

‫ـ ليس فن التواصل الممتاز أن تتعلم كيؾ تعبر عن أفكار ‪ ،‬وإنما هو‬ ‫ت َع ُّلٌ​ٌم كيؾ ت ُخرج أفكار اآلخرين‪ .‬يجب أن يكون هدف فى‬ ‫التواصل لفهم طفل وليس فقط أن تجعل طفل يفهم ‪ .‬ال يتعلم‬ ‫الكثير من اآلباء هذ المهارات وبالتالى هم لم يكتشفوا بعد كيؾ‬ ‫يساعدون أطفالهم لكى ما ينسقوا أفكارهم ومشاعرهم‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫وما ٌثٌر السخرٌة هو أنه‪:‬‬ ‫عندما يكون األطفال صؽارا ً‪ ،‬عادة ما نفشل فى إدماجهم فى‬ ‫مناقشة نافعة‪ .‬وعندما يحاولون أن ننشؽل بهم‪ ،‬نستجيب لهم بعدم‬ ‫اهتمام‪ ،‬وأخيرا ً‪ ،‬قد يدركون أننا ؼير مهتمين بما يحدث داخلهم‪ .‬قد‬ ‫يتعلمون أن الحديث الجيد لنا ‪ ...‬هو اإلستماع الجيد لهم‪ .‬وعندما‬ ‫يصبحون فى سن المراهقة‪ ،‬تتبدل المقاعد‪ ،‬حيث يتمنى اآلباء أن‬ ‫يتواصلوا م أبنابهم المراهقين‪ ،‬ولكن األبناء يكونون قد صمتوا من‬ ‫وقت طويل‪.‬‬

‫"إن كسبنا الطفل كسبنا جٌبلً بأثره ‪ .‬وإن‬ ‫خسرناه خسرنا مستقبل هتذا الجٌتل التذى‬ ‫نعٌشه ‪ ،‬وما ٌترتب على ذلك من خسارة‬ ‫أجٌال أخرى"‪.‬‬ ‫(من أقوال قداسة البابا المعظم‬ ‫األنبا شنودة الثالث)‬

‫‪52‬‬


‫مثال‪:‬‬ ‫"ماري" هى فتاة فى سن المراهقة‪ ،‬فقد أتى بها والداها‬ ‫للمشورة‪ .‬قالوا أنها رسبت‪ ،‬كانوا يعلمون أنها تمر بمشكلة‪ ،‬ولكنها ال‬ ‫تتحدث إليهم‪ .‬كانت والدتها تصرخ كثيرا ً‪ ،‬وكان التواصل محدودا ً‬ ‫على أوقات النشاط البركانى‪ .‬فعندما تثور والدتها‪ ،‬فإن "ماري"‬ ‫تعلمت أن تتقى شرها‪ .‬أما والدها فكان شخصية انطوابية‪ ،‬يف‪.‬ل‬ ‫االبتعاد‪ ،‬نادرا ً ما يرتبط بؤي شخص‪ .‬فكانت ماري ـ ٗٔ عاما ً ـ‬ ‫ؼا‪.‬بة وهابجة داخليا ً‪ ،‬ولكنها لم تتمت أبدا ً بتدخبلت من والديها‬ ‫بإدرا ووعى‪ .‬ومن خبلل المشورة الكتابية تعلمت أن تتحدث‪ .‬أما‬ ‫والداها فتعلما كيؾ ي ُخرجان ما لديها ثم يستمعان لما تقوله‪.‬‬ ‫ـ لكى ما نلخص ما قيل‪ :‬أنت تحتاج أن تفهم صراعات طفل الداخلية‪،‬‬ ‫وتحتاج أن تنظر للعالم من خبلل عينيه‪ .‬سيتيـ ل هذا معرفة ما هى‬ ‫جوانب رسالة اإلنجيل المعطية للحياة التى تناسب هذ المناقشة‪.‬‬ ‫ـ إن كنت تحاول أن تفهم وتساعد طفل لكى ما يفهم نفسه‪ ،‬فإن هنا‬ ‫بع المهارات التى يجب أن تطورها‪ .‬يجب أن تتعلم كيؾ تساعد‬ ‫أطفال كيؾ يعبّرون عن أنفسهم‪ .‬يجب أن تتعلم كيؾ تسهل‬ ‫المناقشة‪ .‬يجب أن تعرؾ كيؾ تفهم السلو والكلمات‪ .‬يجب أن‬ ‫تجتهد لفهم أمور القلب‪ .‬يقول (أمثال ٘‪" )ٕٓ:‬المشورة فى قلب الرجل‬ ‫مٌاه عمٌقة وذو الفطنة ٌستقٌها" وكؤب‪ ،‬يجب أن تكون شخصا ً‬ ‫متفهماً‪.‬‬ ‫ـ إنها فرصة رابعة لكى ما تجذب أطفال ‪ .‬وأنت تتعلم صراعاتهم‬ ‫الداخلية م الخطية‪ ،‬لدي طريق داخلى‪ ،‬فؤنت خاطىء مثلهم‪.‬‬ ‫‪53‬‬


‫تستطي أن تستخدم فطنت وخبرت‬ ‫تساعدهم كيؾ يفهمون التجارب‪.‬‬

‫م طبيعة التجربة لكى ما‬

‫"واسلكوا فى المحبة كما أحبنا المسٌح أٌضا ً وأسلم نفسه ألجلنا"‬ ‫(أؾ ٘ ‪)ٕ :‬‬

‫مثال‪:‬‬ ‫الكثير من اآلباء يقومون بهذه المناقشة مع أطفالهم‪:‬‬

‫ـ األم‪ :‬لماذا ‪.‬ربت أخت ؟‬ ‫ـ االبن‪( :‬يتوقؾ‪ ،‬محدقا ً فى األر‬

‫) ال أعرؾ ‪.‬‬

‫ـ األم‪( :‬ساخطة) ماذا تعنى بـ "ال أعرؾ"؟‬ ‫ـ االبن‪ :‬ال أعرؾ‪.‬‬ ‫وهكذا تم‪.‬ى المناقشة‪ ،‬معتمدة على طول صبر األم‪ ،‬وهنا‬ ‫يكون أف‪.‬ل لبلبن أن يعرؾ سببا ً سريعا ً! ما هى المشكلة هنا؟ هل‬ ‫هذا االبن ببساطة يرف الكبلم هنا؟ حتما ال‪ ،‬إنه ببساطة يسؤل أسبلة‬ ‫ال يعرؾ كيؾ يجيب عليها‪ .‬إنه يفتقر إلى عمق الفهم والتعبير عن‬ ‫الذات لكى ما يكون قادرا ً على االستجابة والتبلحم م أسبلة والدته‪.‬‬ ‫إنه يحتاج أن يتم التركيز على الق‪.‬ايا بصورة مختلفة‪.‬‬ ‫إن جملة "لماذا ‪ "...‬فى السإال ال تصلـ أبدا ً م األطفال‬ ‫(ونادرا ً ما تصلـ م الكبار)‪ .‬لدينا هنا بع األسبلة التى يمكن أن‬ ‫تؤتى بنتيجة‪.‬‬ ‫‪54‬‬


‫ٔـ "ما هو شعور وأنت ت‪.‬رب أخت " ؟‬ ‫ٕـ "ماذا فعلت أخت وأؼ‪.‬ب "؟‬ ‫ٖـ "ساعدنى على فهم كيؾ يمكن أن يؤتى‬ ‫‪.‬ربها بنتابج أف‪.‬ل"‪.‬‬ ‫ٗـ "ماهى الطرق األخري التى كان يمكن‬ ‫أن تستجيب بها؟"‬

‫كل إجابة عن هذ األسبلة يمكن أن تفتـ بابا ً آخر لمحاولة فهم‬ ‫ما وراء سلو الصؽار‪.‬‬ ‫هنا أسبلة مختلفة كثيرة يمكن أن تكشؾ خطيته وتساعد‬ ‫على فهم الصراعات الروحية لقلبه ليتوجه نحو ‪ .‬معلنا ً احتياجه‬ ‫لنعمة المسيـ وتحرير وفدابه‪ .‬إن ما نعنيه هو هذا‪ :‬يجب علي أن‬ ‫تبدأ بطلب فهم طبيعة الصراعات الداخلية التى ات‪.‬حت فى ‪.‬ربه‬ ‫ألخته‪.‬‬ ‫بينما يجيب على األسبلة السابقة‪ ،‬يكون دور هو مساعدته‬ ‫لفهم نفسه والحديث بكل و‪.‬وح وأمانة عن صراعه الداخلى م‬ ‫الخطية‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫هناك ثبلثة قضاٌا ٌجب أن ٌفحصها‪:‬‬ ‫(ٔ) طبيعة التجربة‪.‬‬ ‫(ٕ) االستجابات الممكنة لهذ التجربة‪.‬‬ ‫(ٖ) تجاوبه الخاطىء الخاص‪.‬‬ ‫فى هذ العملية أنت تقؾ فى مكانة أعلى منه وبجانبه فى نفس‬ ‫الوقت‪ .‬أنت أعلى منه ألن ‪ .‬قد دعا أن يكون دور هو التربية‬ ‫والتوجيه‪ .‬وتقؾ بجانبه ألن أنت أي‪.‬ا ً خاطىء تعانى من الصراع‬ ‫م الؽ‪.‬ب تجا اآلخرين‪.‬‬ ‫"بالحكمة ٌ ُ ْبنى البٌت وبالفهم ٌُثبَّتُ " (أم ٕٗ ‪)ٖ :‬‬ ‫"ألن هللا لٌس إله تشوٌش بل إله سبلم" (اكو ٗٔ ‪)ٖ​ٖ :‬‬

‫‪56‬‬


‫أنواع التواصل‪:‬‬ ‫(ٔ) التواصل الفقٌر‪:‬‬ ‫عادة ما تقلص مهمة األبوة فى هذ العناصر الثبلثة‪ :‬القوانين‪،‬‬ ‫التقويم‪ ،‬التؤديب ويمكن أن تو‪ .‬فى هذ الصورة‪:‬‬

‫القوانٌن‬ ‫التقوٌم‬ ‫التأدٌب‬ ‫صورة (ٔ) ‪ :‬األبوة‬

‫هذ هى طريقة عمل األبوة‪ :‬أنت تعطى أطفال القوانين‪ .‬ثم‬ ‫يؤتى دور التقويم عندما يكسر األطفال القوانين‪ .‬وفى مرحلة التؤديب‬ ‫تعلن الثمن الذي سيدفعونه نتيجة كسرهم للقوانين‪ .‬تحتاج كل أسرة أن‬ ‫يكون لها قوانينها الخاصة‪ ،‬وطرق التقويم الخاصة بها‪ ،‬ووسابل‬ ‫تؤديبها‪ ،‬ولكن بالنسبة للكثيرين هذا هو حد التواصل‪.‬‬ ‫"ٌا ابنى كن حكٌما ً وف ِّرح قلبى‪ ،‬فأجٌب منْ ٌؽٌ ٌِّرنى كلمه‪.‬‬ ‫الدكى ٌبصر الشر فٌتوارى‪ .‬األؼبٌاء ٌعبرون فٌعُاقبُـون"‬ ‫(أم ‪)ٕٔ، ٔ​ٔ : ٕ2‬‬ ‫‪57‬‬


‫(ٕ) التواصل الؽنى‪:‬‬ ‫البعد الؽنى للتواصل الذي يجب أن يكون أساس ودعامة كل ما‬ ‫تقول فى تدبير القوانين‪ ،‬ودعوة أطفال لقبول التقويم‪ ،‬والتجاوب م‬ ‫التؤديب المناسب يجب أن يبدو الرسم البيانى مثل التالى‪:‬‬

‫القوانين‬ ‫التقويم‬ ‫التأديب‬ ‫التشجيع‬ ‫التقويم‬ ‫التوبيخ‬ ‫التضرع‬ ‫اإلرشاد‬ ‫التحذير‬ ‫التعميم‬ ‫الصالة‬ ‫صورة (ٕ) التواصل‬

‫‪58‬‬


‫فى الكثير من األحيان‪ ،‬عندما نسؤل مجموعة من اآلباء عن ما‬ ‫هو الجزء من تواصلهم التربوي الذي قاموا به من خبلل القوانين‬ ‫والتقويم والتؤديب عو‪.‬ا ً عن هذ األشكال الؽنية من التواصل‪ .‬سريعا ً‬ ‫ما يعترؾ معظم اآلباء أن ٓ‪ % 9ٓ-2‬من تواصلهم عبارة عن‬ ‫قوانين‪ ،‬وتقويم‪ ،‬وتؤديب‪.‬‬ ‫يجب أن يكون التواصل متعدد الجوانب وؼنيا ً فى نسيجه‪.‬‬ ‫يجب أن يشمل‪ :‬التشجي ‪ ،‬التقويم‪ ،‬التوبيخ‪ ،‬الت‪.‬رع‪ ،‬اإلرشاد‪،‬‬ ‫التحذير‪ ،‬التعليم‪ ،‬الصبلة‪ ،‬يجب أن يكون كل هذا جزءا ً من تفاعل م‬ ‫أطفال ‪.‬‬ ‫يرشد بولس الرسول فى رسالة تسالونيكى األولى اإلصحاح‬ ‫الخامس على أن تعدل من خطا لكى ما يناسب احتياجات اللحظة‪:‬‬ ‫"ونطلب إليكم أيها األخوة انذروا الذين ببل ترتيب شجعوا صؽار‬ ‫النفوس اسندوا ال‪.‬عفاء تؤنوا على الجمي "(ٔ تس ٗٔ‪ . )٘:‬كان‬ ‫هدؾ بولس هو أن الحاالت المختلفة للمستم تتطلب أشكاالً مختلفة‬ ‫من الحديث‪.‬‬

‫ولكن السؤال المهم ما هى طرق التواصل؟‬ ‫هناك العدٌد من الطرق والتى من أهمها‪:‬‬ ‫ٔـ الكلمات التى تخلق الصلة‪.‬‬ ‫ٕـ األفعال التى تخلق الصلة‪.‬‬ ‫‪59‬‬


‫هٌا بنا نتعمق فى كبل منها‪:‬‬

‫‪ ‬الكلمات التى تخلق التواصل الؽنى‪:‬‬ ‫ـ الكلمات ذات قوة فريدة لخلق رابطة بين اآلباء واألطفال‪ .‬وم أن‬ ‫التواصل يمكن أن يستخدم للخير أو الشر‪ ،‬إال أنه باالستخدام‬ ‫الصحيـ يمكن للكلمات أن تكون وسيلة رابطة رابعة‪.‬‬ ‫ـ فكما أننا ال نعيش بالخبز وحد ولكننا بحاجة لكلمات ‪ .‬لكى نحيا‬ ‫بها‪ ،‬هكذا فإن أطفالنا ال يعيشون بالؽذاء وحد ‪ ،‬بل يحتاجون (حاجة‬ ‫ماسة) إلى ما يمكن أن نخلقه بالكلمات‪.‬‬ ‫ـ فؤول وأهم مهمة فى التربية أن تدخل إلى أعماق الطفل وأن تحبو‬ ‫إلى داخل قلب طفل ‪ .‬وهذا النوع من اإلرتباط ليس باألمر السهل‪،‬‬ ‫ولكنه هام أهمية قصوي‪.‬‬ ‫"قد عل ِْمتُ أنك تستطٌع كل شىء ‪ ،‬وال ٌعثر علٌك أمر" (أي ٕٗ ‪)ٕ :‬‬

‫بعض المبادئ العلمٌة والعملٌة لتأسٌس التواصل الدابم‬ ‫بالكبلم‪:‬‬ ‫(ٔ) أذكر محاسنهم مقترنة بأسمابهم‪:‬‬ ‫يق‪.‬ى األباء وقتا ً طويبلً إلختيار اسم للطفل‪ ،‬ثم يتوقفون عادة‬ ‫عن ترديد هذا األسم‪ .‬ال تتوقؾ‪ .‬أذكر نقاط قوتهم‪" :‬أنت تتحمل‬ ‫‪61‬‬


‫المسبولية‪ .‬أنت متفابل ‪ ،‬أنت هادؾ" وأذكر ف‪.‬ابلهم‪ ":‬أنت أمين‪،‬‬ ‫أنت عطوؾ‪ ،‬أنت مخلص"‪ .‬ساعدهم ليعرفوا أف‪.‬ل ما فيهم وأف‪.‬ل‬ ‫ما لدي من قوة المبلحظة‪ .‬فهم سوؾ يحبون كشخص يري حتى‬ ‫األشياء التى يشعرون بش إزاءها‪.‬‬ ‫"ال تخؾ ألنى فدٌتك‪ .‬دعوتك بإسمك أنت لى"‬ ‫( أش ٖٗ ‪)ٔٓ :‬‬

‫ٌجتب أن ٌتتعلم أبناؤنتا قٌمتة أستمابهم ألنهتا مرتبطتة‬ ‫بصتتتتورتهم العملٌتتتتة واإلجتماعٌتتتتة‪ .‬وعنتتتتدما نبتتتتدأ‬ ‫اإلختتبلط بتتاآلخرٌن‪ ،‬نحتن نبتتدأ فتى تلمٌتتع أو تشتتوٌه‬ ‫صتتتورتنا‪ .‬كبداٌتتتة حٌتتتاة‪ ،‬فتتتإن االستتتم ٌشتتتبه كتابتتتا ً‬ ‫صتتتفحاته خالٌتتتة بٌضتتتاء منتظتتتر أن ٌمتلتتتىء بقصتتتة‬ ‫حٌاة‪ .‬هذه القصة إما أن تبنى الصورة الكاملة للفرد‬ ‫أو أن تدمرها وتخدشها‪.‬‬ ‫وحماٌتتتة مٌتتتراث االستتتم الحستتتن متتتن أهتتتم المفتتتاتٌح‬ ‫المؤدٌة لمستقبل إٌجابى‪.‬‬ ‫"الصٌت أفضل من الؽنى العظٌم " (أم ٔ‪)ٕ​ٕ:‬‬

‫‪61‬‬


‫(ٕ) أكثر من الحدٌث فى الصؽر وقلل منه فى الكبر‪:‬‬ ‫من السهل أن تتحدث قليبلً عندما يكون األطفال صؽاراً‪،‬‬ ‫وتتحدث كثيرا ً فيما بعد‪ .‬ولكن األطفال الصؽار مستمعون جيدون‪،‬‬ ‫فانتهز فرصة ذل ‪ ،‬وتحدث عن كل شىء بما فى ذل مبادئ الحياة‬ ‫ألطفال ‪ .‬فى مقالة عنوانها‪ ":‬أذكى ما يمكن أن تفعله لطفل " يكتب‬ ‫وليم فيلبس‪ " :‬أظهرت الدراسات الحديثة أن الطريقة التى يتكلم بها‬ ‫اآلباء والمهتمون باألطفال م الطفل ‪ ...‬وكم الحديث الذي يدور معه‬ ‫يمكن أن يكون له تؤثير عميق على تطور الفكري بقية حياته ‪ ...‬وال‬ ‫يإكد ذل التطور أكثر من أي شىء آخر سوي الحديث البشري"‪.‬‬ ‫وحتى األجنة فى بطون أمهاتها تتؤثر تؤثيرا ً إيجابيا بكلمات ‪ .‬عندما‬ ‫يكبر أطفال ‪ ،‬سوؾ ت‪.‬طر لئلقبلل من الكم واالتجا نحو الكيؾ‪،‬‬ ‫باحثا ً عن تل اللحظات التى يكون فيها المراهقون من أطفال فى‬ ‫حالة استماع حقيقى‪.‬‬ ‫"من أفواه األطفال والرضع أسست حمداً"‬ ‫(مز ‪)ٕ : 8‬‬

‫(ٖ) لؽة الحوار بدال من النقاش ‪:‬‬ ‫يقول بيتر سنج إنه من الحكمة أن يفرق الناس بين النقاش‬ ‫والحوار‪ .‬ففى النقاش‪ .‬أنت تعلن عن موقف ‪ .‬وبمجرد أن ينتهى منه‬ ‫(أو ربما قبل ذل )‪ ،‬ي ُبرز طفل موقفه أي‪.‬ا ً‪ .‬وهكذا يكون األمر‬ ‫سجاالً‪ ،‬فيما بين إقرار بشىء ما والدفاع عنه‪ .‬ال يكون هنا تبادل‬ ‫لؤلفكار وال يوجد سوي القليل من التفاهم‪.‬‬ ‫‪62‬‬


‫ولكن فى لؽة الحوار‪ ،‬فؤنتما تنفتحان سويا ً على أفكار جديدة‪.‬‬ ‫ومشاعر‪ ،‬وتحليل للمواقؾ‪ ،‬وانسجام متزامن‪ .‬إن تشر الطرؾ‬ ‫اآلخر فى ما تفكر فيه ‪ ،‬بما فى ذل االفترا‪.‬ات واألشياء التى تشعر‬ ‫بعدم يقينيتها‪ ،‬ويفعل طفل نفس الشىء وبهذا يصبـ الحديث كالنسيج‬ ‫المطرز عندما يفهم كل منكما ما لم يكن يفهمه من قبل وعندما‬ ‫تصبحان قلبا ً واحدأ ً ‪ ،‬بدالً من أن تكونا مبلكمين يتصارعان‪.‬‬ ‫"ٌقودك من وجه الضٌق إلى رحب ال حصر فٌه"‬ ‫(أي ‪)ٔٙ : ٖٙ‬‬

‫أحد المفاتٌح الهامة لتحقٌق االتصال فى‬ ‫أى موضوع هو أن ننهى كل مناقشة‬ ‫بفاصلة ولٌس نقطة حتى ٌظل الحوار‬ ‫مفتوحاً‪.‬‬

‫(ٗ) المرآة‪:‬‬ ‫من المخيؾ أن تدر أن الطريقة التى يتحدث بها أطفال م‬ ‫بع‪.‬هم البع ويتعاملون بها كل واحد م اآلخر هى إنعكاس مباشر‬ ‫لكيفية حديثنا وتعاملنا معهم‪ .‬فنحن نصيـ عندما نقول‪" :‬ال تصرخ فى‬ ‫وجه أخي "‪ ...‬ونناشد ابنتنا أمام أشقابها قابلين‪" :‬ال ينتقد كل منا‬ ‫اآلخر أمام اآلخرين"‪ .‬إذا كنت ال تحب ما ترا فى أطفال ‪ ،‬اعتبر أنه‬

‫‪63‬‬


‫الوقت المناسب لتنظر فى المرآة‪ .‬إن الحقيقة الرابعة هى أن أنماط‬ ‫التواصل يمكن أن تتؽير ـ على أن تكون البداية من أوالً‪.‬‬ ‫ ولنتذكر معا ً ما قاله رب المجد ٌسوع المسٌح عن اإلدانة‪:‬‬‫"وال تدٌنوا فبل تدانوا ‪ ...‬لماذا تنظر القذى الذى فى عٌن أخٌك ‪ ،‬وأما‬ ‫الخشبة التى فى عٌنك فبل تفطن لها؟ ‪ٌ ...‬ا ُمرابى! أخرج أوالً الخشبة‬ ‫من عٌنك‪ ،‬وحٌنبذ ت ُبصر جٌدا ً أن تخرج القذى الذى فى عٌن أخٌك "‪.‬‬ ‫(لو ‪.)ٕٗ - ٖ2 : ٙ‬‬

‫(٘) الحب الحقٌقى‪:‬‬ ‫أشياء قليلة فى الحياة تبدو هزيلة وببل معنى مثل الكلمات‬ ‫الرمزية التى تلوكها األلسن كدليل على الحب والعبلقة ‪ .‬فؤن نقول‬ ‫"أحب " بطريقة طقسية روتينية‪ ،‬فهذا ال يقدم وال يإخر فى خلق‬ ‫‪.‬ى عليه بمرور الوقت‪ .‬تذكر أنه من األف‪.‬ل‬ ‫روابط الحب بل أنه ي ُق َ‬ ‫أال تقول شيبا ً‪ .‬إلتزم بم‪.‬مون كلمات ‪ .‬قال الكاتب الفرنسى الروش‬ ‫فوكولد‪" :‬هنا نوع واحد من الحب الحقيقى‪ ،‬ولكن هنا ألؾ نوع‬ ‫من الحب الزابؾ"‪.‬‬ ‫"لٌس كل من ٌقول لى‪ٌ :‬ا رب ٌا رب‪ٌ ،‬دخل ملكوت السموات‪ .‬بل الذى‬ ‫ٌفعل إرادة أبى الذى فى السموات " (مت ‪)ٕٔ : 2‬‬

‫ولنتذكر معا ً قول يوحنا الحبيب فى رسالته (ٔ يو ٗ ‪)ٕٔ-2 :‬‬ ‫عن المحبة‪:‬‬ ‫"هللا محبة‪ ،‬ومن ٌثبت فى المحبة‪ٌ ،‬ثبت فى هللا وهللا فٌه ‪ ...‬ال‬ ‫خوؾ فى المحبة‪ ،‬المحبة الكاملة تطرح الخوؾ إلى خارج‪."...‬‬ ‫‪64‬‬


‫الحب ؼٌر المشروط هو أن تحب شخصا ً‬ ‫بدون أن تحدد لذلك شروطا ً مسبقة‬

‫(‪ )ٙ‬امتدحهم بصوت عال وبوضوح‪:‬‬ ‫هنا مبدأ شاب فى فن القيادة يقول‪" :‬امتدح علنا ً‪ ،‬وانتقد على‬ ‫ذل ‪ .‬يحتاج األطفال‬ ‫انفراد"‪ .‬ولكن يحدث كثيرا ً فى الحياة نقي‬ ‫للمديـ ـ بإخبلص‪ ،‬وألجل تحقيق اإلنجازات الحقيقية وللسمات‬ ‫الشخصية‪ .‬إذا امتدحتهم أمام اآلخرين‪ ،‬يعرفون أن تعنى ما تقول!‬ ‫(‪ )7‬على انفراد‪:‬‬ ‫عندما تتعامل م أطفال بؤمانة بشؤن إنجازاتهم‪ ،‬فإنهم سوؾ‬ ‫يتوقعون أن تتعامل معهم بؤمانة فيما يختص بجوانب يكونون بحاجة‬ ‫لتحسينها‪ .‬يحتاج األطفال للنقد البناء‪ ،‬لصالحهم ـ ولكن كلما كان ذل‬ ‫على انفراد كان أف‪.‬ل‪ ،‬إن التعامل م أخطابهم دون إهدار لكرامتهم‬ ‫يعنى‪" :‬أنا أحب ‪ ،‬أحب كثيرا ً لدرجة أنى ال أقبل أن تكون مخطبا ً‪،‬‬ ‫وأحب كثيرا ً أي‪.‬ا ً حتى أنى ال أجعل اآلخرين يعرفون أن أخطؤت"‪.‬‬ ‫"ألن الصدٌق ٌسقط سبع مرات وٌقوم ‪،‬‬ ‫أما األشرار فٌعثرون بالشر"‬ ‫(أم ٕٗ ‪)ٔ9 :‬‬

‫‪65‬‬


‫(‪ )8‬الهمس‪:‬‬ ‫الهمس يخلق رباطا ً روحيا ً‪ .‬إنه يقول للطفل‪ " :‬لدي أنا وأنت‬ ‫شىء خاص بيننا" حتى النقد‪ ،‬حين يقدم بهمس رقيق‪ ،‬يكون له تؤثير‬ ‫فى خلق عبلقة قوية‪ .‬يقول الهمس‪" :‬ال أحد يسمعنى‪ ،‬هذا من قلبى‬ ‫إلى قلب "‪.‬‬ ‫"ٌدعونى فأستجٌب له‪ .‬معه أنا فى الضٌق‪ ،‬أنقذه وأمجده"‪.‬‬

‫(مز ٔ‪)ٔ٘ : 9‬‬

‫التوجٌه الحازم مع الرقابة باستخدام نؽمة‬ ‫صوتٌة مناسبة هو أسلوب قوى مقنع ومشجع‬ ‫ٌمكن للصوت العالى أن ٌسبب المشاكل ‪.‬‬

‫(‪ )9‬ر َّحب بهم عند العودة إلى البٌت‪:‬‬ ‫يقول المثل‪" :‬لن تتاح ل فرصة ثانية لتقدم انطباعا ً أوليا‬ ‫جيدا ً"‪ .‬كل يوم بمثابة يوم قيامة جديدة‪ .‬إنه فرصة لتقديم "انطباع‬ ‫أولى جديد"‪ .‬ففى المرة األولى التى يري فيها كل منكما اآلخر كل‬ ‫يوم‪ ،‬سواء كان فى الصباح أو المساء ‪ ،‬قدم تحية كبيرة فرحة ـ تبعث‬ ‫على اإلعجاب!" ٌشعر كل شخص بأنه على ما ٌرام عندما ٌتم‬ ‫الترحٌب به بحماس (هل تذكر االبن ال‪.‬ال؟)‪ .‬إن التحية الكبيرة‬ ‫تساعد على اإلستمتاع بحيات وتدعم الرابطة التى تربط بؤطفال ‪.‬‬ ‫‪66‬‬


‫وبعد رحيل بوقت طويل‪ ،‬ترؼب أن يتردد صدي حيات‬ ‫أطفال مما يذكرهم بحب إلى األبد‪.‬‬

‫فى آذان‬

‫"ألن محبة المسٌح تحصرنا" (ٕ كو ٘ ‪)ٔٗ :‬‬

‫(ٓٔ) هٌا تفضل‪:‬‬ ‫يتم التعبير عن الحب ؼالبا ً "بؤشياء بسيطة" عندما يؤتى أطفال‬ ‫إلى مقر عمل أو لزيارة مشروعات دون سابق موعد‪ .‬كن حذرا ً من‬ ‫استخدام عبارة‪" :‬ليس اآلن!"‪ ،‬فهذا يحمل معنى أن ال تقيم وزنا ً‬ ‫كبيرا ً لعبلقت معهم ـ خاصة إذا رأو تستجيب بطريقة حماسية‬ ‫لزيارة ؼير متوقعة من صديق‪ .‬اتر عمل الهام جانبا ً لتستم إليهم‬ ‫أو تتحدث معهم‪ .‬إن عبارة "هيا تف‪.‬ل" هى الطريقة المف‪.‬لة ليعرب‬ ‫بها شخص منهم فى عمله عن حبه وكؤنه يقول "أحب "‪.‬‬ ‫(ٔ​ٔ) البحث عن قطعة الحلوى التى تحمل كلمة (أحبك)‬ ‫اجعل وقت تناول الؽذاء بين آن وآخر فرصة إلظهار حب‬ ‫بإلقاء ورقة سريعة تحمل كلمات تعبّر عن حب وسط شطابر الؽذاء‪.‬‬ ‫إنهم سوؾ ينقبون فى الؽذاء بحثا ً عن الكلمة التى هى بمثابة قطعة‬ ‫من الحلوي! يا لها من وجبة مشبعة حقيقة!‬

‫‪67‬‬


‫(ٕٔ) األنؾ خاص بك!‬ ‫ينتاب عدد كبير من األطفال مشاعر سلبية بشؤن خصابصهم‬ ‫الجسدية‪ ،‬إجذب انتباههم بصورة إيجابية لتل الخصابص التى وهبهم‬ ‫‪ .‬إياها "إن أذني شبيهة بؤذنى تماما ً ـ وفم مثل فم بابا ـ إنى متؤكد‬ ‫ى جدت "‪ .‬إن نقاط التبلقى‬ ‫أن عيني الجميلتين أقرب ما يكون لعين ُ‬ ‫هذ تربطهم بتراث طويل‪ .‬ويمكن أن تذكر بطريقة خاصة شيبا ً‬ ‫يتميز به هو بصفة فريدة‪" :‬ولكن ذل األنؾ ؼام " إنه خاص ب‬ ‫فقط !"‪.‬‬ ‫"قبلما صورتك فى البطن عرفتك‪،‬‬ ‫وقبلما خرجت من الرحم قدستك"‬ ‫(إر ٔ ‪)٘ :‬‬

‫(ٖٔ) سبب لئلنفاق ببذخ‪:‬‬ ‫عندما قدم للمل داود شيبا ً كثيرة ليقدمها ذبيحة للرب‪ ،‬أعلن‬ ‫بصراحة‪" :‬ال بل اشتري من بثمن وال أصعد للرب إلهى محرقات‬ ‫مجانية" (ٕ صم ٕٗ ‪ .)ٕٗ :‬كان يعلم أن الحب الحقيقى والتكريس‬ ‫يكلؾ شيبا ً‪ ،‬ولذا أنفق ببذخ بين آن وآخر‪ .‬أرسل البن تلؽرافا ً‪ ،‬أرسل‬ ‫البنت حلوي أو زهورا ً (كن أول َمن يقدم لها هدايا خاصة)‪ .‬إن‬ ‫الطعام والمبلبس والمؤوي أشياء ‪.‬رورية وحسنة ‪ ،‬وهى تعبر عن‬ ‫الحب ‪ .‬ولكن األشياء اإل‪.‬افية لها تؤثير كبير حقيقى على أطفالكم بما‬ ‫تحمله من مشاعر الحب الفيا من نحوهم‪.‬‬ ‫‪68‬‬


‫(ٗٔ) حصالة ذات ثقوب‪:‬‬ ‫قلوب أطفال مثل الحصاالت التى تكون بحاجة إلبداعات‬ ‫اليومية من الحب‪ ،‬كما لو كانت الحصالة بها ثقب يتطلب أن تمؤل كل‬ ‫يوم‪ .‬تجنب أن تسحب منها مبالػ كبيرة (أفعال ال تظهر) أو تسحب‬ ‫منها كثيرا ً‪ .‬تؤكد أن يكون ألطفال "وداب مالية فى البن " كل يوم‪،‬‬ ‫أي سلسلة من الوداب تجعلهم أثرياء‪.‬‬ ‫"بهذا قد عرفنا المحبة ‪ :‬أن ذاك وضع نفسه ألجلنا ‪ ،‬فنحن ٌنبؽى لنا‬ ‫أن نضع نفوسنا ألجل اإلخوة"‬

‫(ايو ‪)ٖ : ٔٙ‬‬ ‫(٘ٔ) لو لم تكن لى‪:‬‬ ‫ذات مرة أكملت هذ العبارة لواحد من أطفالى "لو لم تكن لى"‬ ‫بالقول‪" :‬لشعرت بفراغ كبير فى قلبى"‪ .‬فكر فى حقيقة شعور بدون‬ ‫أطفال ‪ .‬أبحث عن كلمات خاصة ب ‪ ،‬وأكمل لهم العبارة‪.‬‬ ‫"هوذا البنون مٌراث من عند الرب" (مز ‪)ٖ : ٕٔ2‬‬

‫(‪ )ٔٙ‬لم الخوؾ؟‬ ‫القصص المخيفة حولنا دابماً‪ ،‬والكتب واألفبلم المخيفة كثرت‪.‬‬ ‫لماذا؟ ألن الخوؾ جزء ال يتجزأ من الحياة‪ ،‬الخوؾ عاطفة إنسانية‬ ‫مؤلوفة توحدنا معا ً ـ فجميعنا نخاؾ من شىء‪ :‬دع أطفال يتحدثون‬ ‫عن األشياء التى تخيفهم أكثر ما يمكن سوؾ يجدون األمان لمعرفة‬ ‫أن تعرؾ وتهتم‪ ،‬ويمكن أن تقدم يد المساعدة لحمايتهم أو معاونتهم‬ ‫للتعامل م خوفهم‪.‬‬ ‫‪69‬‬


‫"تشجعوا أنا هو ‪ .‬أنا هو ‪ .‬ال تخافها" (مت ٗٔ ‪)ٕ2 :‬‬

‫ٌتفاعل الصؽار مع شخص الرب ٌسوع كصدٌق‪.‬‬ ‫وٌستطٌعون أن ٌدركوا تمٌزه كابن هللا‪.‬‬ ‫كما أنهم ٌستمتعون بسماع القصص عنه‪.‬‬ ‫قد ٌستطٌعوا أن ٌتفهموا محبة ٌسوع لهم‪.‬‬ ‫لو اختبروا من الكبار نفس نوعٌة الحب‪..‬‬ ‫التى تحكى لهم فى القصص عن ربنا ٌسوع المسٌح‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫(‪ )ٔ7‬األٌام السعٌدة‪:‬‬ ‫سماع أطفال لما فعلته وأنت طفل ـ مجرد سماع أن كنت‬ ‫طفبل ُ ـ يمكن أن يربط بين وبين أطفال ‪ .‬عندما يتعرفون على‬ ‫تجارب ومشاعر ‪ ،‬سوؾ يفهمون أنه بإمكان أن تتعرؾ على‬ ‫تجاربهم ومشاعرهم‪ .‬لذا أخبرهم بما كنت تحب أن تلعبه‪ ،‬واألماكن‬ ‫التى كنت تحب الذهاب إليها‪ .‬وم َم ْن كنت تلعب‪ ،‬وكل شىء عن‬ ‫أولب األصدقاء‪.‬‬

‫(‪ )ٔ8‬احترام الماضى‪:‬‬ ‫حتى إن كانت طفولت معذبة‪ ،‬أحرص على عدم التعبير عن‬ ‫اإلحتقار المستمر لما‪.‬ي ‪ .‬فإن ذل ال يولد في احتقار الذات فقط‪،‬‬ ‫بل يبعد أطفال عن عابلت ‪ .‬وتاريخهم‪ ،‬بل وعن ‪ .‬وحاول أن تبحث‬ ‫عن رابطة تجم ما بين الحقيقة واحترام الما‪.‬ى‪ ،‬وسوؾ يولد ذل‬ ‫احترام أطفال ل ‪ .‬كلما توثقت الروابط بين وبين الما‪.‬ى الذي‬ ‫تشركهم فيه‪ .‬قويت الرابطة بين وبين أطفال ‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫(‪ )ٔ9‬أسماء التدلٌل‪:‬‬ ‫أخبر أطفال بكل أسماء التدليل التى كنت تلقب بها وأنت‬ ‫طفل‪ ،‬فإنهم سوؾ يحبونها‪ .‬استرج أسماء التدليل التى كان والدا‬ ‫يطلقونها علي ‪ .‬هل تستخدم أسماء كهذ ألطفال ؟ أ‪.‬حكوا سويا ً‬ ‫على كل األسماء الم‪.‬حكة أو المحببة التى أصبحت جزءا ً من‬ ‫تاريخ ‪.‬‬

‫(ٕٓ) إعترؾ‪:‬‬ ‫إثناء محاولت أن تعمق الصلة بين وبين أطفال ‪ ،‬ربما يتطلب‬ ‫األمر من شيبا ً من الشجاعة وذل بؤن تكشؾ عما بداخل وتفتـ‬ ‫قلب لهم‪ .‬أخبر أطفال أن ذل أمر مخيؾ بالنسبة ل ‪ .‬دعهم يدركون‬ ‫أنه بالرؼم من أن الحوارات الحقيقية يمكن أن تكون صعبة‪ ،‬ومشوشة‬ ‫وؼير سارة‪ ،‬إال أن تهتم بالدرجة الكافية بؤن تفتـ باب قلب لهم‪.‬‬ ‫إلى ٌا جمٌع المتعبٌن والثقٌلى األحمال ‪ .‬وأنا أرٌحكم "‬ ‫" تعالوا َّ‬ ‫( متى ٔ​ٔ ‪)ٕ2 :‬‬ ‫‪72‬‬


‫الرجاء هو القوة التى تمنع اإلنسان الثقة ألن‬ ‫ٌتقدم وٌحاول مرة أخرى‪.‬‬

‫(ٕٔ) الثلج الرقٌق مقابل العاصفة الثلجٌة‪:‬‬ ‫كتب صموبيل تايلور كلوربدج ذات مرة‪" :‬النصيحة تشبه‬ ‫الثلج‪ ،‬كلما كانت خفيفة الوق ورقيقة بقيت لفترة أطول ‪ ،‬وأصبحت‬ ‫أكثر رسوخا ً فى العقل"‪ .‬قل ألطفال إن تؤمل أن تكون نصيحت‬ ‫مثل طبقة رقيقة من الثلج بالنسبة لهم‪ ،‬وأطلب منهم أن يخبر إذا‬ ‫تحولت إلى عاصفة ثلجية‪.‬‬

‫(ٕ​ٕ) انتهز الفرصة‪:‬‬ ‫األحيان تكون مشؽوالً عندما يكون أطفال على‬ ‫فى بع‬ ‫استعداد للحديث مع ‪ .‬وفى أحيان أخري تكون شؽوفا ً للحديث حين ال‬ ‫يكونون هم على استعداد لذل ‪" .‬إنتهز الفرصة" هى العبارة العملية‪.‬‬ ‫شج على التواصل واإلنفتاح من كبل الطرفين ـ فإن ذل يجعل‬ ‫‪73‬‬


‫قنوات اإلتصال مفتوحة‪ .‬فؤن تقول "بالتؤكيد‪ ،‬لدي دقيقة" فهذا يفتـ‬ ‫باب التواصل‪ .‬أما إذا ات‪.‬ـ أن الحوار يمكن تؤجيله‪ .‬حدد موعدا ً‬ ‫للحديث فى وقت الحق‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬ ‫عندما يقاطع طفل األرب سنوات ويجذب من مبلبس وأنت‬ ‫فى مناقشة م كبار آخرين طالبا ً من االنتبا قاببلً "ماما ‪ ..‬ماما" أو‬ ‫"بابا ‪ ..‬بابا!"‬ ‫يقول جيمس دوبسون‪" :‬إنه يمكن أن تسمـ لطفل هذا أن‬ ‫يقاطع لفترات قصيرة‪ ،‬كؤن تكون ثبلثين ثانية مثبلً وتتبادل معه‬ ‫استشارات‪ ،‬مطمبنات‪ ،‬معلومات أو جمل حماسية‪ .‬فى معظم الحاالت‬ ‫سوؾ يحس الطفل بسعادة بالؽة‪ ،‬على األقل لمدة دقابق قليلة‪.‬‬ ‫يجب علي أن تتذكر أن الطفل ليس هو ذل البالػ الصؽير‬ ‫الدقيق‪ .‬الطفل اهتماماته طفولية وانتباهه قصير األمد‪ ،‬وما يعتبر وقتا ً‬ ‫قصيرا ً للبالػ يبدو فى نظر الطفل أنه األبدية ذاتها‪ .‬إننى ال أدعو‬ ‫بالطب أن يشتر فى المناقشة التى تجري بين الكبار‪ ،‬فقط أقترح أنه‬ ‫‪74‬‬


‫عندما يتدخل الطفل وسط مناقشة بين الكبار‪ ،‬فؤنت تفعل لنفس‬ ‫ول‪.‬يف أي‪.‬ا ً معروفا ً‪ ،‬وسوؾ تنشىء طفبلً متوازنا ً وذل إذا نظرت‬ ‫البن سريعا ً وتجاوبت معه ثم تاب حوار م الكبار‪.‬‬ ‫إذا كانت المقاطعة سريعة وثقيلة‪ ،‬علي أن تستخدم بع من‬ ‫خيال وابتكارات ‪ ،‬كـ ّلؾ الطفل بؤداء مهمة ما أو اشؽله بعمل يحبه‪،‬‬ ‫حينذا سوؾ يتحول انتباهه وبذل تستطي أن تعود إلى المناقشة‬ ‫األصلية" ‪.‬‬ ‫"فإثبتوا إذا فى الحرٌة التى قد حررنا المسٌح بها ‪ ،‬وال ترتبكوا"‬ ‫(ؼبل ٘ ‪)ٔ :‬‬

‫(ٖٕ) بعد خمس سنوات‪:‬‬ ‫اشر أطفال مع فى تصور ما سوؾ يحدث بعد ٘ سنوات ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫صؾ بالتفصيل حادثة ستق مثبلً بعد مرور خمس سنوات من اآلن‬ ‫حيث تشتر م أحد أبناب فى إحتفال خاص "اإلحتفال بالتخرج‪.‬‬ ‫اإلستمتاع برحلة صيفية)‪ .‬إجعل ذل الحدث يبدو حقيقيا ً للدرجة التى‬ ‫تجعل طفل يعتبر ‪.‬من توقعاته‪.‬‬ ‫ال تدع طفل‬ ‫دابما ً فى مخيلته‪.‬‬

‫يتخيل مستقببلً م زمبلبه فقط دون‬

‫‪75‬‬

‫ـ لتكن‬


‫(ٕٗ) الخطة ؼٌر ال ُمعدة ‪:‬‬ ‫إن وقتا ً رابعا ً تبقى ذكرياته عالقة باألذهان يمكن أن ينشؤ من‬ ‫يوم لم ي ُخطط له عمدا ً‪ .‬يوم كامل يمكن أن تفعل فيه أنت وواحد من‬ ‫أطفال ما يحلو لكما‪ .‬وليس هنا ما يدعو أن تفعل أشياء كثيرة فى‬ ‫ذل اليوم‪ .‬قال الكاتب الرومانى شيشرون‪" :‬لكى تعيش طويبلً‪ ،‬علي‬ ‫أن تحيا ببطء" وينطبق ذل على العبلقة أي‪.‬ا ً م ابن ‪/‬ابنت ‪ .‬دعها‬ ‫تتفتـ كالوردة‪.‬‬ ‫(ٕ٘) لتنزل إلى مستواهم ‪:‬‬ ‫يصعب على شخص قليل الحجم أن يحظى بلحظة سحرية م‬ ‫عمبلق‪ .‬كتب رالؾ والدو إمرسون أن "الشخص العظيم يرؼب دابما ً‬ ‫أن يت‪ .‬فيكون صؽيراً"‪ .‬إنزل إلى مستوي أطفال ‪ ،‬فى أي مكان‪،‬‬ ‫وواجههم‪ .‬عندما تركز ناظري فيهم ويركزون هم أنظارهم في ‪،‬‬ ‫فإن بذل تكسبهم‪.‬‬ ‫"قبل الكسر ٌتكبر قلب اإلنسان‪ ،‬وقبل الكرامة التواضع"‬ ‫( أم ‪)ٕٔ : ٔ2‬‬

‫‪76‬‬


‫"أستطٌع كل شا فى المسٌح الذى ٌقوٌنى"‬ ‫(فى ٗ ‪)ٖٔ :‬‬ ‫‪77‬‬


‫‪ ‬األعمال التى تخلق الصلة الحقٌقٌة‪:‬‬ ‫ـ إن ما تفعله لخلق الصلة م أطفال هام تماما ً مثل الكلمات التى‬ ‫تستخدمها لبناء تل العبلقة‪ .‬التقاليد الصحية تلعب دوراً‪،‬‬ ‫والمشروعات يمكن أن تبنى العبلقة‪ ،‬واألنشطة يمكن أن تظهر‬ ‫افتخار بؤوالد (دون تحويلهم إلى أشخاص مؽرورين مصابين‬ ‫بجنون العظمة أو مدمنين لتمجيد ذواتهم)‪ .‬إن ما تفعله يمكن أن يشحذ‬ ‫مهارات فى المشاركة الوجدانية‪ ،‬وقدرت على النزول إلى مستواهم‪.‬‬ ‫ـ وربما يكون أهم من أي شىء آخر تفعله‪ ،‬قدرت على المشاركة‬ ‫والتعلم المتبادل‪ .‬سوؾ ترتبط م أطفال أثناء مساعدتهم على‬ ‫أكتشاؾ وبلوغ أسمى األهداؾ التى خلقوا ألجلها‪.‬‬

‫ـ بعض المبادئ العلمٌة والعملٌة لتأسٌس‬ ‫التواصل اإلٌجابى باألعمال‪:‬‬ ‫(ٔ) مناسبة إلقامة االحتفاالت ‪:‬‬ ‫قال ديموكريتس ‪ Democritus‬من ابديرا‪ " :‬الحياة ببل أعياد‬ ‫هى كطريق طويل ببل فندق‪.‬‬ ‫‪78‬‬


‫أن االحتفال المنتظم بمناسبة معينة بمثابة فندق مريـ على‬ ‫طريق طويل ووقت سبق التخطيط له للتواصل والترابط‪.‬‬ ‫ولنتذكر هنا فرحة الشعب عند دخول ٌسوع المسٌح له المجد‬ ‫إلى أورشلٌم ‪:‬‬ ‫"وفٌما هو سابر فرشوا ثٌابهم فى الطرٌق ‪...‬‬ ‫إبتداء كل جمهور التبلمٌذ ٌفرحون ‪...‬‬ ‫وٌسبحون هللا بصوت عظٌم ‪" ...‬‬ ‫قابلٌن ‪:‬‬ ‫" مبارك الملك اآلتى بإسم الرب !‬ ‫سبلم فى السماء ومجد فى األعالى ! " ‪...‬‬ ‫وقال لهم ‪ :‬إن سكت هؤالء فالحجارة تصرخ! "‬ ‫(لو ‪)ٗٓ- ٕ2 :ٔ9‬‬ ‫‪79‬‬


‫(ٕ) حدٌث شخصى فى عٌد المٌبلد ‪:‬‬ ‫ابذل كل ما فى وسع لتحصل على وقت تق‪.‬يه فى حديث‬ ‫شخصى م أحد األطفال لبلحتفال بعيد ميبلد ـ بخبلؾ الهدايا‬ ‫والفطابر وما شابه ذل ‪ .‬إجعل مناسبة عيد الميبلد فرصة لتعميق‬ ‫الروابط بين وبينه‪ .‬إذهبا إلى المدينة أو إق‪.‬يا وقتا ً طويبلً فى‬ ‫التمشية حول المنطقة السكنية‪ .‬إن إقامة الحفبلت تجعل الطفل يشعر‬ ‫بؤنه متميز‪ ،‬ولكن هذا الحديث الخاص من القلب إلى القلب يقنعه بؤنه‬ ‫محبوب‪.‬‬ ‫(ٖ) قدم المساعدة لطفلك ‪:‬‬ ‫عندما تبلحظ تعثر طفل فى تنفيذ مشروع معين "مثبلً مشروع‬ ‫خشبى ُط ِلب منه القيام به فى المدرسة"‪ ،‬أم قدما ً وإشتر معه فى‬ ‫بذل الجهد‪ ،‬ولكن دع طفل يمس بزمام القيادة‪ .‬كن موجها ً له ليعمل‬ ‫هذا أو ذا ‪ .‬أو وزع العمل بين وبينه مقدما ً مجهودات ومظهرا ً‬ ‫تعاطف معه‪.‬‬ ‫"ملقٌن كل همكم علٌه ‪ ،‬ألنه هو ٌعتنى بكم" (ابط ٘ ‪)2:‬‬ ‫"والقادر أنً فعل فوق كل شىء ‪ ،‬أكثر جدا ً مما نطلب أو تفتكر‪ ،‬بحسب‬ ‫القوة التى تعمل فٌنا"‬ ‫(أؾ ٖ ‪)ٕٓ :‬‬

‫‪81‬‬


‫(ٗ) كن محددا ً‪:‬‬ ‫ركز مديح على جهد أو عمل معين‪ .‬المديـ له معنى عميق‬ ‫مثل هذا العبارة "إنى فخور ب حقاً" نادرا ً ما يكون له نفس التؤثير‬ ‫الحقيقى الذي تتركه هذ العبارة التى تكون قد أعملت فيها فكر مثبل‬ ‫"رأيت وأنت تعطى لطفل العابلة الفبلنية الصؽير إحدي لعب ‪ .‬كان‬ ‫ذل كرما ً حقيقيا ً من "‪.‬‬ ‫"ٌا إبنى ‪ ،‬كل عسبلً ألنه طٌب ‪ ،‬وقطر العسل حلو فى حنكك‪ .‬كذلك‬ ‫معرفة الحكمة لنفسك‪ .‬إذا وجدتها فبلبد من ثواب‪ .‬ورجاؤك ال ٌخٌب"‬ ‫(أم ٕٗ ‪.)ٔٗ، ٖٔ :‬‬

‫(٘) المدٌح القلٌل زاد ّ على طول الطرٌق‪:‬‬ ‫كتب هنري نوين‪" :‬القليل من المديـ يرف روحى المعنوية‪،‬‬ ‫والقليل من النجاح يثيرنى‪ .‬فالشىء القليل يرفعنى إلى أعلى أو يهبط‬ ‫بى إلى أسفل‪ ،‬ال تدخر مديح لؤلحداث الكبري أو اإلنجازات‬ ‫ال‪.‬خمة فقط بل إمتدح المجهودات البسيطة على طول الطريق‪.‬‬ ‫(‪ )ٙ‬إجعل المدٌح سلعة‪:‬‬ ‫العاببلت م المديـ‪ .‬ففى تل العاببلت‪،‬‬ ‫ال تتعامل بع‬ ‫يتمس األطفال حتى بالمديـ الذي هو أقرب ما يكون لعدم المديـ فى‬ ‫عبارات مثل‪" :‬حسن أن لم ترتكب خطؤ ما" أو "إن تبدو اليوم‬ ‫أف‪.‬ل من المعتاد"‪ .‬ال تجعل المديـ سلعة نادرة‪ ،‬إجعله شيبا ً متداوالً‬ ‫‪81‬‬


‫كل يوم فى بيت ‪ .‬يجب أن يكون المديـ سلعة شابعة (كالقمـ) وليس‬ ‫سلعة نادرة ( مثل عمل فنى نادر)‪.‬‬ ‫ملك"‬ ‫"لٌكافىء الرب ع ِ‬ ‫( را ٕ ‪) ٕٔ :‬‬

‫(‪ )7‬قل " من فضلك " لتحصل على أفضل النتابج‪:‬‬ ‫اإلستجابة المإدبة تعتبر معدية فى المواقؾ العابلية‪ .‬عندما‬ ‫يطلب من أوالد شيبا ً‪ ،‬أطلب منهم أن يبدأوا الطلب بمقولة "من‬ ‫فضلك" مثبلً "ماما ‪ ...‬من ف‪.‬ل ممكن أن أتناول كوب آخر من‬ ‫اللبن؟" أو " بابا ‪ ...‬هل من الممكن من ف‪.‬ل أن تساعدنى على خل‬ ‫حذابى؟"‪ .‬وبنفس الطريقة التى تعلمه بها هذا األسلوب المإدب‪ ،‬علي‬ ‫أنت أي‪.‬ا ً أن تتب معه نفس المنهاج‪" :‬من ف‪.‬ل رتب سرير " أو‬ ‫"من ف‪.‬ل اسكت قليبلً"‪ .‬وبعدما ينفذ االبن طلب ‪ ،‬علي أن تقول‬ ‫"شكراً"‪.‬‬ ‫هذا األسلوب يعلمهم األدب فى الحديث بدون أن تخدش‬ ‫سلطات ‪ ،‬وبذل يتعلم أطفال كيؾ يشكرون اآلخرين عندما يصن‬ ‫لهم أي إنسان معروفا ً أو خدمة ويعلمهم أي‪.‬ا ً الطاعة باإل‪.‬افة إلى‬ ‫‪82‬‬


‫األدب‪ .‬نتذكر هنا ما قالته أن سوليفان معلمة األديبة العمياء هيلين‬ ‫كيلر " لقد فكرت فى هذا كثيرا ً‪ ،‬وكلما تعمقت فى التفكير زاد اقتناعى‬ ‫أن الطاعة هى الباب المإدي إلى المعرفة التى تدلؾ إلى ذهن أي‬ ‫طفل بسهولة ويسر ‪ ،‬وال ننسى بالطب دور الحب فى تل المسؤلة"‪.‬‬

‫(‪ )8‬أفضل إنجاز‪:‬‬ ‫عندما يوجه إلي هذا السإال فى يوم ما‪" :‬ما أعظم إنجازات ؟"‬ ‫فلتنس كل ما يتعلق بنجاح المهنى فى العمل أو فى المجتم ‪ ،‬فإن‬ ‫أف‪.‬ل جواب تقدمه هو إسم طفل ‪.‬‬

‫أن تكون العابلة فى قمة إهتماماتك ذلك ٌحقق‬ ‫لك كل النجاح‪.‬‬

‫(‪ )9‬االستماع ٌعنى الحب‪:‬‬ ‫يقول زج وجلر‪" :‬اإلصؽاء يعنى الحب"‪ .‬عندما تستم ‪ ،‬فإن‬ ‫تصادق على قيمة الطفل على أعلى مستوي‪ .‬صدقنى إن أطفال‬ ‫يبلحظون أن الفرق بين اإلصؽاء بإهتمام الذي توليه لزابر أو جار‬ ‫‪83‬‬


‫والـ ٕٓ‪ %‬من اإلنتبا الذي توليه لهم عندما يتحدثون‪ .‬إن خمس أو‬ ‫عشر دقابق من اإلصؽاء الحقيقى أف‪.‬ل من ساعات من التظاهر‬ ‫باإلصؽاء‪.‬‬

‫أهم عنصر فى ألٌة اإلتصاالت العابلٌة هو‬ ‫اإلنصات الجٌد واإلستماع الحقٌقى‪.‬‬

‫(ٓٔ) لؽة الحوار‪:‬‬ ‫إن الحوار يمكن أن يقرب من طفل أو يدفع للجنون‪.‬‬ ‫يصعب التواصل بسبب إختبلؾ المدار (يمكن لشخصين أن يفسرا‬ ‫نفس المعلومة بطريقة مختلفة تماماً) ومدلوالت األلفاظ وتطورها‬ ‫(يختلؾ الناس كثيرا ً فى تعريؾ نفس الكلمة)‪ .‬يكتب ستيفن كوفى‬ ‫قاببلً‪" :‬من خبلل التفاهم التام يمكن التؽلب على هاتين المشكلتين"‪.‬‬ ‫تحدثت أنا وابنتى لورا لمدة ثبلث ساعات ونصؾ عن دور الحكومة‬ ‫فى الحياة اليومية‪ ،‬م اإلستفا‪.‬ة فى الحوار عن الحقيقة ومعنى‬ ‫المعلومات التاريخية‪ ،‬دون أن نكتشؾ حتى النهاية أن معظم خبلفاتنا‬ ‫كانت نابعة من فهم مختلؾ للكلمات اآلتية‪ :‬تنظيم‪ ،‬إشراؾ‪ ،‬عدالة‬ ‫(إنصاؾ)‪ ,‬عندما تشعر كؤن طفل يتحدث لؽة أجنبية دع الحديث‬ ‫يتواصل حتى تبدأ فى فهم ما يرا طفل وما يقوله‪.‬‬

‫‪84‬‬


‫(ٔ​ٔ) ساٌر المراحل االنتقالٌة‪:‬‬ ‫إن عددا كبيرا ً من األزواج والزوجات يتوقفون عن التودد‬ ‫والؽزل بمجرد أن يتزوجوا متصورين أنهم حققوا هدؾ التواجد معا ً‬ ‫ويفشلون بذل فى إدرا أن عبلقتهم الزوجية يجب أن تخ‪ .‬لكثير‬ ‫من التدريبات ألنهم يمرون بمراحل من التؽيير والن‪.‬ج‪ .‬ويفعل‬ ‫اآلباء نفس الشىء بالنسبة ألطفالهم فهم يتصورون أنهم وصلوا‬ ‫لمستوي كبير من التفاهم المتبادل والحب‪ ،‬ويفشلون فى التقدم‪،‬‬ ‫مفتر‪.‬ين أنه يمكنهم التقدم لؤلمام فى رحلة السيطرة‪ .‬ولكن األطفال‬ ‫دابمو النمو والتؽيير‪ ،‬وهنا أوقات لمواجهة الحياة وأوقات لتوطيد‬ ‫العبلقة‪ .‬لذا كن مرناً‪ .‬واستعد لتجريب الوسابل المختلفة للتهذيب‪،‬‬ ‫والحوار‪ ،‬وتسوية الصراع‪ .‬إن عبلقت بهم تشبه الكابن الحى ـ إنها‬ ‫تجتاز دابما ً مراحل انتقالية‪.‬‬ ‫"أعلمك وأرشدك الطرٌق التى تسكلها ‪.‬‬ ‫أنصحك عٌنى علٌك"‬ ‫(مز ٕٖ ‪)2 :‬‬

‫(ٕٔ) هل هم أطفال أم بالؽون؟‪:‬‬ ‫المرحلة اإلنتقالية التى يجب على اآلباء أن يعرفوها ويتعاملوا‬ ‫معها هى "تل المرحلة الكبري" الوثبة من مرحلة الطفولة إلى‬ ‫مرحلة البلوغ والتى تحدث أحيانا ً فيما بين الثانية عشرة من عمر‬ ‫الطفلة كبيرة والشابة صؽيرة؟ كن على استعداد ألن تدعوها هكذا‬ ‫‪85‬‬


‫"شابة صؽيرة" وإال فإن تري عبلقت معها تتدهور‪ .‬ال يمكن أن‬ ‫تحتفظ بطفلت "صؽيرة"‪ .‬علي أن تعاملها بإحترام بؤن تراها كما‬ ‫تري هى نفسها ـ كشابة صؽيرة‪ .‬التعامل م الشباب يعنى التحول من‬ ‫التوجيه القوي إلى النقاش وأسلوب الحوار وتبادل الرأي‪ .‬إنها لفكرة‬ ‫جيدة أن تتحدث م طفلت المراهقة كالشابة النا‪.‬جة التى تريدها أن‬ ‫تكون‪.‬‬

‫لكى ٌُنشىء األباء الناجحون أطفاالً إٌجابٌ​ٌن‬ ‫ٌجب علٌهم أن "ٌروا" أوالدهم كفتٌة قادرٌن‬ ‫كاملٌن وإٌجابٌ​ٌن‪.‬‬

‫(ٖٔ) راع الفروق‪:‬‬ ‫المشاركة الوجدانية تت‪.‬من التخلى عن احتياجات ‪ ،‬ورؼبات ‪،‬‬ ‫وأولويات لكى تفهم وتحترم احتياجات ورؼبات وأولويات أطفال ‪ .‬ال‬ ‫تتوق منهم أن يكونوا متفوقين فى نفس األشياء التى أنت متفوق فيها‬ ‫أو أن يحبوا ما تفعله لمجرد أنهم أطفال ‪ .‬إذا أردت أن تكون العبلقة‬ ‫بين وبينهم على خير ما يرام‪ ،‬راع اإلختبلفات فيما بينكم وقدم لهم‬ ‫احتراما ً يعادل احترامهم ل ‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫(ٗٔ) هل تقبل منهم؟‪:‬‬ ‫حتى األطفال الصؽار يمكنهم أن يعلمو كيؾ تعيش إذا‬ ‫سمحت لهم بذل ‪ .‬لقد د ُهشت بسبب األفكار النيرة والطازجة التى‬ ‫عرفتها من أطفالى عن الناس والمواقؾ حيث لم يكن لدي سوي‬ ‫وجهة النظر "المعتادة" الخاصة بعالم الكبار‪ .‬إن ذل يبنى ثقة أطفال‬ ‫(ويوثق من عبلقت بهم) عندما يدركون أن رأيهم ذو قيمة بالنسبة‬ ‫ل ‪" .‬تهلل ٌسوع بالروح وقال‪" :‬أحمدك أٌها اآلب‪ ،‬رب السماء‬ ‫واألرض‪ ،‬ألنك أخفٌت هذه عن الحكماء والفقهاء وأعلنتها لؤلطفال ‪ .‬نعم‬ ‫أٌها اآلب ‪ ،‬ألن هكذا صارت المسرة أمامك" (لو ٕٔ ‪)ٔٓ :‬‬

‫(٘ٔ) دع الحرٌة تحتل المقام األول‪:‬‬ ‫فكر فى "الحرية" أوالً قبل أن تفكر فى "السيطرة"‪ ،‬أن أكثر ما‬ ‫يسبب السرور فى العبلقة أساسه الحرية‪ ،‬واإلختبارات والمبادلة‪،‬‬ ‫والهدؾ ليس أن تكبـ جماح أطفال بل أن تحررهم ليحققوا ما هو‬ ‫لخيرهم‪ .‬فإن الرسول بولس يقول "فاثبتوا إذا فى الحرٌة التى قد حررنا‬ ‫المسٌح بها" (ؼل ٘ ‪ .)ٔ :‬دع الحرية تحتل المقام األول‪.‬‬

‫‪87‬‬


‫(‪ )ٔٙ‬المواقؾ فى مقابل القواعد‪:‬‬ ‫من السهل أن يصبـ اآلباء شبه ‪.‬باط نظام منتظمين‪،‬‬ ‫ملتزمين تماما ً "بالخطة"‪ :‬عابلة من‪.‬بطة‪ ،‬إرشادات وا‪.‬حة‪ ،‬قواعد‬ ‫صارمة‪ .‬ولكن هذا الفكر الذي ال يعرؾ سوي األبي واألسود تجا‬ ‫القواعد يجعل اآلباء يتحكمون فى أطفالهم‪ ،‬ال أن يقودوهم‪ .‬إن خدعة‬ ‫"القواعد" حتى إن كان أساسها االن‪.‬باط‪ ،‬من المإكد أنها تفسد‬ ‫الرابطة التى تؤمل فى تعزيزها م طفل ‪ .‬إن القيادة األبوية الحقيقية‬ ‫تمارس بصورة أف‪.‬ل فى ظل المواقؾ التى تتخذها‪ ،‬والتى تشكل‬ ‫تسويت للخبلفات‪ ،‬ووسابل اإلن‪.‬باط التى تتبعها‪ ،‬ومشاركت‬ ‫الوجدانية‪ .‬إن التربية الرشيدة تنجم عن مجموعة من المواقؾ‪ ،‬وليس‬ ‫مجرد مجموعة من القواعد والقوانين‪.‬‬

‫(‪ )ٔ7‬القاعدة الذهبٌة‪:‬‬ ‫"كل ما ترٌدون أن ٌفعل الناس بكم أفعلوا هكذا أنتم أٌضا ً بهم"‬

‫فى المشاركة الفعالة فى محيط عابلت ‪ ،‬القاعدة الذهبية هى‬ ‫المرشد الكامل‪ .‬كيؾ يقود اإليمان بؤن يجب أن تفعل باآلخرين كما‬ ‫تريد أن يفعلوا ب ‪ ،‬فى الق‪.‬ايا التربوية الخاصة بالقوة والسيطرة؟‬ ‫السإال الهام الذي يجب أن توجهه لنفس هو‪" :‬هل أريد لربيسى أن‬ ‫يعاملنى بالطريقة التى أعامل بها أطفالى؟ هل أريد لشري حياتى أن‬ ‫يعاملنى بهذ الطريقة؟"‪ .‬اقدح زناد فكر ‪ ،‬ربما على الورق ‪ ،‬فى ما‬

‫‪88‬‬


‫تقدر جيدا ً بشؤن أولب الذين يرأسون ‪ .‬سوؾ تخلق إطارا ً عاما ً من‬ ‫اإليجابيات التربوية التى تريد أن تطبقها على أطفال ‪.‬‬ ‫"ألنكم بالدٌنونة التى بها تدٌنون تدانون ‪ ،‬وبالكٌل الذى به تكٌلون ٌُكال‬ ‫لكم" (مت ‪)ٕ: 2‬‬

‫(‪ )ٔ8‬قانون العدالة‪:‬‬ ‫قال إبراهام لنكولن‪ " :‬الذين يتنكرون الحرية على اآلخرين ال‬ ‫يستحقونها ألنفسهم وتحت سلطان إله عادل ال يمكنهم اإلحتفاظ بها‬ ‫طويبل " ‪ .‬فإذا كان األمر كذل ‪ ،‬فاآلباء الذين يسيبون استعمال‬ ‫مركزهم القيادي (بالمبالؽة فى استخدام السلطة أو إساءة استعمالها)‪،‬‬ ‫سوؾ يجدون أنفسهم على الجانب الخاطىء من سُلطة تفعل معهم‬ ‫نفس الشىء‪.‬‬

‫(‪ )ٔ9‬تعرٌؾ السُلطة‪:‬‬ ‫من الطرق الفعالة للتفكير فى السلطة أن تدعوها‪" :‬القدرة على‬ ‫إنجاز األعمال"‪ .‬والسلطة البناءة تفعل ما هو صالـ‪ ،‬والسلطة الهدامة‬ ‫تفعل ما هو سيىء‪ .‬فالقوة مجرد وسيلة لتنمية العابلة‪ ،‬وليس كنزا ً يتم‬ ‫جمعه بواسطة الكبار‪.‬‬

‫‪89‬‬


‫(ٕٓ) أصدقاء ولٌسوا عبٌدا ً ‪:‬‬ ‫من أجل وجود إرتباط قوي وصداقة بين شخصين يجب أن‬ ‫يكون كل منهما على قدر المساواة م اآلخر‪ ،‬حتى وإن لم يكن مركز‬ ‫أحدهما معادالً بال‪.‬رورة لمركز اآلخر‪ .‬قال يسوع لتبلميذ ‪" :‬ال أعود‬ ‫أسمٌكم عبٌدا ً ‪ ...‬لكنى قد سمٌتكم أحباء" (يو ٘ٔ‪ .)ٔ٘:‬اتخاذ أطفال‬ ‫أصدقاء ل ال يعنى أن تخبرهم بحقيقة كل األعباء التى تتحملها أو‬ ‫أن ال تتعامل م السلو الطابش الذي يصدر منهم‪ ،‬فمازال كل‬ ‫طرؾ يشؽل مركزا ً مؽايرا ً عن الطرؾ اآلخر‪ .‬ولكن كليكما‬ ‫متساويان أمام ‪ .‬الذي سمـ ل بإحترام أطفال وتلبية احتياجات كل‬ ‫طفل على حدة‪.‬‬

‫(ٕٔ) التوصل لقرارات صحٌحة‪:‬‬ ‫السياسة التى تسير بموجبها متاجر "نورد ستروم" الكبري‬ ‫سياسة وا‪.‬حة وبسيطة وهى‪" :‬فى جمي المواقؾ‪ ،‬استخدم أف‪.‬ل‬ ‫اجتهاد تصل إليه‪ .‬ليس هنا قواعد أخري"‪ .‬ولسوء الحظ‪ ،‬فإن البشر‬ ‫ليسوا على استعداد للثقة فى أحكام اآلخرين بما فى ذل أطفالهم‪ .‬إن‬ ‫المسبولٌة تكتسب وال تورث‪ .‬لذا فإن لم تثق فى اجتهادات أطفال ‪،‬‬ ‫فهل منحتهم الحرية إلتخاذ القرارات‪ ،‬مما يعد تدريبا ً للقيام بإجتهادات‬ ‫‪91‬‬


‫سليمة؟‪ .‬الهدؾ هو تنشبة رجال ونساء يقفون على أقدام صلبة وذوي‬ ‫إجتهادات صحيحة تم التوصل إليها بف‪.‬ل التنشبة الصحيحة‪.‬‬ ‫من الدالبل الشابعة هى أننا جميعا ً نسعى ألن يحبنا اآلخرون‬ ‫ويفهموننا‪ .‬وفى مناقشات عابلتنا نتعمد أن يشعر أوالدنا بؤنهم أفراد‬ ‫مهمون فى كيان العابلة‪ .‬من وجهة النظر التواصلية نحن بهذا المنهج‬ ‫نبنى ونطور عبلقات نتمت بها طوال العمر‪.‬‬ ‫ال يعنى هذا أن تدعو إلجتماع عابلى عام لمناقشة كل أمر‪،‬‬ ‫وبالتؤكيد لن تكون هنا مناقشة تختص بالعمل الخارجى‪.‬‬ ‫م ذل ‪ ،‬إذا كنت تتناقش م الؽير بشؤن أمور حساسة تخص‬ ‫العابلة‪ ،‬مثبلً‪ :‬اإلنتقال إلى مدينة أخري (ال سيما إذا كان أبناإ‬ ‫المراهقون سوؾ يتؤثرون بهذا القرار) فيمكن‪ ،‬بل ويجب أن يشتركوا‬ ‫فى الحوار‪ .‬بهذ الطريقة سوؾ تتفهم مشاعرهم‪ ،‬وسوؾ يعلمون منذ‬ ‫البداية مبررات هذا القرار‪ ،‬وسوؾ يتم مو‪.‬وع اإلنتقال هذا بشكل‬ ‫سهل على الجمي ‪ ،‬ويصبـ الفتيان جزءا ً من الخطة المو‪.‬وعة‪.‬‬ ‫النظر عن السن‪ ،‬عندما يحس الفرد أن‬ ‫فى أي وقت‪ ،‬بؽ‬ ‫هذا المشروع أو تل الفكرة هى على األقل ولو جزبيا ً من إختيارهم‪،‬‬ ‫هنا إحتمال كبير أن يشعروا بالحماس للتنفيذ والدعم‪.‬‬ ‫هذ واحدة من الطرق التى يمكن بها أن تتواصل م أبناب‬ ‫مبديا ً لهم حب وإحترام ‪.‬‬

‫‪91‬‬


‫(ٕٗ) تحسٌن االبداع‪:‬‬ ‫كان الجنرال األمريكى جورج باتون يقول‪" :‬ال تقل أبدا ً للناس‬ ‫كيؾ يفعلون األشياء‪ .‬بل أخبرهم بما تريدهم أن ينجزو ‪ .‬وسوؾ‬ ‫يفاجبون بإبتكاراتهم"‪ .‬هذ وسيلة ممتازة فى التربية‪ .‬إتفق على‬ ‫األهداؾ م أطفال ولكن أتر لهم كيفية تحقيقها‪ .‬إن ذل يشج‬ ‫على إتجا إبداعهم الفطري نحو الن‪.‬ج‪.‬‬ ‫"أستطٌع كل شىء فى المسٌح الذى ٌقوٌنى" (فى ٗ ‪)ٔ2 :‬‬

‫(ٖٕ) دعوة خاصة‪:‬‬ ‫اآلباء المحبوبون هم أولب الذين يحترمون "منطقة نفوذ‬ ‫أطفالهم"‪ .‬هإالء اآلباء يَعلمون أن أطفالهم لهم نفوس وأفكار ومشاعر‬ ‫ومجال خاص بهم‪ .‬هذا العالم الصؽير ِمل لؤلطفال وعلى اآلباء أن‬ ‫ينتظروا حتى ي ُسمـ لهم بالدخول‪.‬‬ ‫‪92‬‬


‫"ها أنذا واقؾ على الباب وأقرع‪،‬‬ ‫إن فتح لى أحدا ً‪،‬‬ ‫أدخل وأتعشى معه"‬

‫(ٕٗ) الثقة المتبادلة‪:‬‬ ‫مفتاح المشاركة فى السلطة هى الثقة المتبادلة‪ .‬هل تثق فى‬ ‫أطفال ؟ لماذا؟ ولم ال؟ ما الذي عليهم أن يفعلو ليثبتوا أنهم جديرون‬ ‫بالثقة؟ ما الذي تريد تؽيير حتى تكون أكثر ارتياحا ً عند منـ الثقة؟‬ ‫إن قدرا ً معينا ً من الثقة يجب أن ي ُكتسب من خبلل العبلقة ولكن قدرا ً‬ ‫آخر يجب أن ي ُمنـ‪.‬‬ ‫"فعلِم ٌسوع فِكْر قلبهم‪ ،‬وأخذ ولدا ً وأقامه عنده‪،‬‬ ‫وقال لهم ‪" :‬منْ قبل هذا الولد بإسمى ٌقبلنى‪،‬‬ ‫ومنْ قبلنى ٌقبل الذى أرسلنى‪،‬‬ ‫ألن األصؽر فٌكم جمٌعا ً هو ٌكون عظٌما ً"‬ ‫(لو ‪)ٗ2 ، ٗ2 : 9‬‬

‫(ٕ٘) المشاركة فى التخطٌط لؤلجازات‪:‬‬ ‫دع أطفال يختارون مكانا ً يق‪.‬ون فيه االجازة من بين قابمة‬ ‫من األماكن المتاحة لدي ‪ .‬ثم اشركهم فى و‪ .‬خطة للقيام بالرحلة‪.‬‬ ‫قدم اإلرشادات ال‪.‬رورية‪ ،‬واإلطار العام للميزانية‪ ،‬وأرشدهم نحو‬ ‫اإلنترنت أو المكتبة للقيام باألبحاث البلزمة‪ .‬يمكن أن تعد أطفال‬ ‫‪93‬‬


‫لهذا النوع من المسبولية يجعلهم يخططون لرحلة لمدة يوم واحد‪ ،‬فهذا‬ ‫يدربهم على القدرة على التفكير وتحمل المسإولية وهم صؽاراً‪.‬‬

‫(‪ )ٕٙ‬المشاركة فى إنفاق المال‪:‬‬ ‫ال يعرؾ عدد كبير من البالؽين كيفية إدارة المال ألنه لم تتـ‬ ‫لهم الفرصة ولو مرة واحدة لممارسة ذل العمل‪ .‬يمكن أن تقول‪:‬‬ ‫"تبقى لدينا ٓ٘ جنيه فى البند المخصص لؤلعمال الخيرية فى ميزانية‬ ‫العابلة ما الذي يمكننا أن نفعله بها؟ أو "يمكننا أن ننفق ٓ​ٓ​ٕٓ جنيه‬ ‫لنجعل حجرة المعيشة تبدو أف‪.‬ل‪ ،‬كيؾ يجب أن تفعل ذل ؟" أو‬ ‫"لدينا ٓ٘‪ ٔ2‬جنيه علينا أن ننفقها على بند من هذ البنود األربعة‪،‬‬ ‫أي بند تختارونه؟"‪.‬‬ ‫(‪ )ٕ7‬كٌؾ تكتسب ثقة أطفالك‪:‬‬ ‫ليس هنا طريقة لحب األطفال لنا إذا كانوا ال يحترموننا وال‬ ‫يثقون بنا‪ .‬قال الدكتور بنيامين سبو قبل موته بوقت قصير‪" :‬ولقد‬ ‫تعلمت أي‪.‬ا ً أنه ال يكفى أن تحب وتحترم أطفال ‪ ،‬يجب أن تطلب‬ ‫‪94‬‬


‫أي‪.‬ا ً إحترامهم فى المقابل"‪ .‬كتب بروس راسكين‪" :‬تنمو العبلقة‬ ‫الصحيحة من خبلل اإلحترام المتبادل والثقة المتبادلة ‪ ...‬وهذا‬ ‫سيإدي إلى تربية أطفال محبين"‪.‬‬

‫(‪ )ٕ8‬ال تقم بدور رجل الشرطة ‪:‬‬ ‫عندما يَستوقف ‪.‬ابط البوليس لكى يُعطي ُمخالفة‪ ،‬أال تشعر‬ ‫بعدم اإلرتياح؟ وعلى الرؼم من أن البوليس يلعب دورا ً هاما ً فى‬ ‫مجتمعنا‪ ،‬إال أنه ليس النموذج الذي تريد أن تتبعه فى تربيت‬ ‫ألطفال ‪ .‬أنت ال تحمل بندقية‪ ،‬أو عصا‪ ،‬أو قنبلة مسيلة للدمـوع‪.‬‬

‫وأنت لست بحاجة لكى تكون دابم اإلستجواب‪ ،‬والفحص‪،‬‬ ‫والمراجعة‪ ،‬كن آقل تشبها بالبوليس ـ وأكثر تشبها باهلل‪ ،‬أبينا المحب‪.‬‬ ‫"أنتم الذٌن بقوة هللا محروسون" (ابط ٔ ‪)٘ :‬‬ ‫‪95‬‬


‫"ولكن هللا بٌنَّ محبته لنا‪ ،‬ألنه ونحن بعد خطاه مات المسٌح ألجلنا"‬ ‫(رو ٘ ‪)2 :‬‬

‫(‪ )ٕ9‬تعلـ ّم دابم ومستمر‪:‬‬ ‫ساعد طفل ليدر أن التعليم ال ينتهى فى سن السادسة عشرة‬ ‫أو نحو ذل فى المدرسة والكلية‪ ،‬ولكن ملتزم بتعليم يمتد طوال‬ ‫العمر‪ .‬واألف‪.‬ل من ذل ‪ ...‬تعهد م طفل على أنكما سوؾ تلتزمان‬ ‫بالتعليم سويا ً على الدوام ـ ألطوال مدة ممكنة ـ ليس من العدل أن‬ ‫تتعامل فى عبلقت م طفل بهذا الموقؾ‪" :‬لدي األسبلة‪ ،‬ولدي‬ ‫اإلجابات"‪ .‬فليس ذل صحيحا ً بالمرة! فليحفز كل منكما اآلخر‪:‬‬ ‫"هيا‪ ...‬هنا أشياء كثيرة فى العالم علينا أن نعرفها ونفهمها ‪ .‬دعنا‬ ‫ننشؽل بمعرفتها!"‪.‬‬

‫(ٖٓ) ثبلث طرق للتعامل مع الواجب المدرسى‪:‬‬ ‫توجد ثبلث طرق للمشاركة فى واجبات طفل المدرسية‪،‬‬ ‫الطريقة األولى والثانية من أكثر الطرق انتشارا ً والثالثة أف‪.‬لها‬ ‫‪96‬‬


‫جميعا ً‪ .‬الطريقة األولى تسير وفقا ً لنمط عدم التدخل‪" :‬هذ مسبوليت ‪.‬‬ ‫علي بؤن تقوم بؤدابه لوحد !"‪ ...‬هذ الطريقة تسبب التباعد فى‬ ‫العبلقة‪ .‬والثانية تإكد على تولى المسبولية‪" :‬إنى مت‪.‬امن مع ‪.‬‬ ‫سوؾ أطرح األفكار وسوؾ أعمل أنا الواجب فى واق األمر"‪ ...‬هذ‬ ‫الطريقة سوؾ تنؤي بطفل عن المشهد ألن توحى بعدم الثقة فى‬ ‫قدراته وتجعل متحكما ً فى كل شىء‪.‬‬ ‫جرب طريقة ثالثة بؤن تكون متواجدا ً لتقديم المساعدة كلما كان‬ ‫طفل بحاجة إلي ‪ ،‬ولكن علي أن تإكد له أن تعرؾ الفرق بين‬ ‫المساعدة والقيام بكل العمل‪ ...‬وهذا يعنى‪" :‬إنى مهتم‪ ،‬ولذا سوؾ‬ ‫أساعد‪ ،‬ولكنى أهتم بك‪ ،‬ولذا فلن أقدم لك مساعدة أكثر مما ٌجب"‪.‬‬ ‫"طرقك ٌارب عرفنى‪ .‬سبلك علمنى"‬ ‫(مز ٕ٘ ‪)ٗ :‬‬ ‫"ونحن نعلم أن كل األشٌاء تعمل معا ً للخٌر للذٌن ٌحبون هللا‪ ،‬الذٌن‬ ‫(رو‪)ٕ2 : 2‬‬ ‫هم مدعوون حسب قصده"‬

‫(ٖٔ) عند الوقوع فى مأزق فى المدرسة‪:‬‬ ‫منذ سنوات عديدة إذا وق طفل فى مؤزق فى المدرسة‪ ،‬كان‬ ‫فى العادة يق أي‪.‬ا ً فى مؤزق فى البيت‪ .‬ولكن فى هذ األيام عندما‬ ‫‪97‬‬


‫يق طفل فى مؤزق فى المدرسة‪ ،‬فمن المرجـ أن والد يداف عنه‪،‬‬ ‫ويلوم األطفال اآلخرين‪ ،‬والمدرس‪ ،‬أو إدارة المدرسة‪.‬‬ ‫المسل خطؤ فى كلتا الحالتين‪ ،‬الصواب هو إكتشاؾ ما حدث‬ ‫بالفعل ومساعدة طفل على التعلم من التجربة‪ .‬يمكن أن تساعد‬ ‫طفل على التعامل م عواقب الوقوع فى مؤزق وتحسين قدرته على‬ ‫العمل م المدرسين والمديرين‪.‬‬ ‫"ملقٌن كل همكم علٌه ألنه هو ٌعتنى بكم"‬ ‫(ابط ٘ ‪)2 :‬‬ ‫"قولوا لخابفى القلوب‪ " :‬تشددوا ال تخافوا ‪ .‬هوذا إلهكم"‬ ‫(إش ٖ٘ ‪)ٗ :‬‬

‫(ٕٖ) لٌس عدالً‪:‬‬ ‫سوؾ يعلم أطفال بالتؤكيد‪ ،‬إذا لم يكن لهم سابق معرفة بذل ‪،‬‬ ‫أن الحياة فى المدرسة ال تتسم بالعدالة واإلنصاؾ‪ .‬ويكون ملعب‬ ‫المدرسة فى كثير من األحيان مسرحا ً للكثير من المظالم‪ ،‬وكذل تتسم‬ ‫بع تصرفات المدرسين والمديرين (فى بع األحيان ي ُ َعاقب كل‬ ‫الفصل ألجل تصرؾ خاطىء من طفل واحد)‪ .‬عندما ال تتسم الحياة‬ ‫المدرسية بالعدالة‪ ،‬ال تسرع إلصبلح الموقؾ بإلقاء المحا‪.‬رات أو‬ ‫التدخل‪ ،‬يستحسن أن تساعدهم للتوصل إلى فهم متزايد عن المظالم‬ ‫فى العالم‪ ،‬ومو‪.‬حا ً أن تصحيـ المظالم يتطلب قدرا ً كبيرا ً من‬ ‫األحيان‬ ‫الحكمة والنشاط‪ ،‬وأن المواقؾ الظالمة تكون فى بع‬ ‫‪98‬‬


‫خارج نطاق سيطرتهم‪ .‬عندما تتواجد معهم فى هذ الظروؾ‪ ،‬سوؾ‬ ‫ترتبط بهم كفريق يتعامل م جنون البشر‪.‬‬ ‫"تكفٌك نعمتى ‪ ،‬ألنى قوتى فى الضعؾ تُكْمل"‬ ‫(ٕ كو ٕٔ ‪)9:‬‬ ‫"هللا لنا ملجأ وقوة ‪ .‬عونا ً فى الضٌقات وجد شدٌداً"‬ ‫(مز ‪)ٔ : ٗٙ‬‬ ‫"الرب عزى وترسى ‪ ،‬علٌه إتكل قلبى ‪ ،‬فإنتصرت"‬ ‫(مز ‪)7 : ٕ8‬‬

‫(ٖ​ٖ) تخلص من المعلومات الزابفة ‪:‬‬ ‫قال رجل الفكاهة األمريكية كين هيارد‪" :‬ليس ما نعرفه هو‬ ‫الذي ي‪.‬رنا‪ ،‬أنه ما نعرؾ أنه ال ي‪.‬رنا "‪ .‬كن منفتحا ً على فكرة أن‬ ‫أفكار ‪ .‬قال مار توين‪ :‬إن "التعليم‬ ‫قد تكون مخطبا ً فى بع‬ ‫يتكون أساسا ً ُ‬ ‫ٌ فيما تخلصنا منه من معلومات زابفة "‪ ،‬قد يكون‬ ‫أطفال هم حجر الزاوية فى مساعدت على التخلص من األوهام‬ ‫والمعرفة الجزبية‪.‬‬ ‫"حٌنما أنا ضعٌؾ فحٌنبذ أنا قوى"‬ ‫(ٕ كو ٕٔ ‪)ٔٓ :‬‬

‫‪99‬‬


‫(ٖٗ) بطل شجاع‪:‬‬ ‫كل شخص يحتاج لما يدعو المإلؾ كالفن ميللر‪" :‬اإلنسان‬ ‫الذي يإمن بى"‪ .‬كل طفل بحاجة لشخص يهتم بمستقبله تماما ً كما‬ ‫يهتم به هو‪ .‬ويإمن به حتى وإن لم يستط أن يجد ما يبشر باألمل‪.‬‬ ‫كل طفل بحاجة لبطل شجاع آلماله المستقبلية وطموحاته‪ .‬لتكن أنت‬ ‫هذا البطل‪...‬‬ ‫يجب أن يشتر األطفال فى الحوارات العابلية‪ ،‬وإذا كانت هى‬ ‫العابلة ذاتها (األب واألم واألخوة) فإنه يجب أن يشتركوا فى الحوار‪،‬‬ ‫هذ هى الطريقة التى يمكن بها للطفل أن يتعلم كيؾ يتعامل م عالم‬ ‫الكبار‪ .‬هذا كفيل بتحسين استجاباتهم‪ ،‬وبناء محصولهم اللؽوي‪ ،‬إلى‬ ‫القدر الذي يمكن أن يطور مهاراتهم اإلجتماعية والحوارية‪ .‬كل هذا‬ ‫يشعرهم بؤنهم جزء من فريق‪.‬‬ ‫بمنظور اجتماعى‪ ،‬من السهولة بمكان أن تدر مدي شعور‬ ‫اآلباء تجا أوالدهم‪ ،‬وال سيما عندما يكبرون قليبلً ويقتربون من سن‬ ‫المراهقة‪ .‬كثير من األحيان عندما يتداخل ولد العاشرة أو األثنى عشر‬ ‫أو األربعة عشر عاما ً فى الحوار الدابر‪ ،‬نجد اآلباء ال يردون سوي‬ ‫بكلمتى (نعم ‪ ،‬ال) فقط وال يتحملون مشقة التمعن فيما يعر‪.‬ه الؽبلم‬ ‫أو يتوسعون فيه‪ .‬أإمن أن هذا هو الطريق المإكد الذي سوؾ يسوق‬ ‫الؽبلم إلى اللجوء ألبناء الجيران أو لعصابة من الفتيان أو يستعين‬ ‫بزمبلبه إلجراء الحوار والمناقشة معهم‪.‬‬

‫‪111‬‬


‫(ٖ٘) اخلق حٌاة‪:‬‬ ‫يقول دافيد فيلبس‪" :‬يتحدث الناس عن العثور على حياتهم ‪ .‬إن‬ ‫حيات فى حقيقة األمر ليست شيبا ً تجد ‪ .‬إنما شىء تخلقه"‪.‬‬ ‫عـ ُلم أطفال أنه ال يمكنهم أن يجلسوا وينتظروا وصول حياتهم‬ ‫إليهم أو ظهورها بصورة خارقة‪ ،‬ولكن بمعونة ‪ .‬وتشجيع ‪ ،‬يمكنهم‬ ‫أن يخلقوا حياة ألنفسهم‪.‬‬

‫‪111‬‬


‫(‪ )ٖٙ‬قل لهم نعم ‪:‬‬ ‫قد يحتاج أطفال إلى الخبرة للحصول على فرصة‪ ،‬ولكن كيؾ‬ ‫يحصلون على الفرصة بدون خبرة؟ قال الربيس األمريكى تيدي‬ ‫روزفت‪( :‬حين ي ُطلب من إن كان فى إمكان أن تإدي عمبلً ما‪ ،‬قل‬ ‫لهم "بالتؤكيد‪ ،‬أستطي !" ثم تهيؤ لذل واكتشؾ كيؾ يمكن أن تقوم‬ ‫بالمهمة)‪ .‬ساعد أطفال كلما استطعت إلى ذل سبيبلً على تجربة‬ ‫مؽامرات جديدة واكتساب مهارات عديدة‪ .‬عاونهم على اكتساب‬ ‫الخبرة فى بيبة آمنة‪.‬‬

‫(‪ )ٖ9‬هدؾ رابع‪:‬‬ ‫ال تستطي أن ت‪ .‬هدفا ً لحياة أطفال ‪ ،‬ولكن يمكن‬ ‫تساعدهم ليتعرفوا عليه‪" :‬ألننا نحن عمله مخلوقٌن فى المسٌح ٌسوع‬ ‫ألعمال صالحة قد سبق هللا فأعدها لكى نسلك فٌها" (أؾ ٕ ‪. )ٔٓ:‬‬

‫أن‬

‫قال الكاتب الروابى جورج برنارد شو‪" :‬هذا هو الفرح‬ ‫الحقيقى فى الحياة‪ ،‬أن ت ُ ْستؽُل لتحقيق هدؾ تعرؾ أنه راب وجليل"‪.‬‬

‫‪112‬‬


‫(‪ )ٖ8‬إصعد على كتؾ عمبلق‪:‬‬ ‫قال إسحق نيوتن‪" :‬لو كانت لى رإية أبعد فإن ذل قد تم‬ ‫بف‪.‬ل الصعود على أكتاؾ عمالقة"‪ .‬أنت تريد ألطفال رإية أبعد ـ‬ ‫ليست أقل‪ ،‬أو نفس الشىء‪ ،‬بل أف‪.‬ل‪ ،‬المحبة تتطلب ذل ‪ .‬وقد تعنى‬ ‫أي‪.‬ا ً توقؾ بع التسلق من جانب لكى تقوم بعملية االنتشال إلى‬ ‫أعلى مما يساعدهم على "رإية أبعد"‪.‬‬ ‫"أمٌن هو الرب الذى سٌثبتكم وٌحفظكم من الشرٌر"‬ ‫(ٕ تس ٖ ‪)ٖ :‬‬

‫(‪ )ٖ9‬الطرٌق‪:‬‬ ‫هنا مثل أمريكى قديم يذكرنا بؤن "الطريق إلى العقل يمر‬ ‫بالقلب" بؽ النظر عما تفكر فيه أنت أو أطفال ‪. ،‬عوا سويا ً خطة‬ ‫لطريق يمر أوال بقلوبكم‪ .‬فاآلباء الذين يداومون االتصال بؤبنابهم‬ ‫يعطونهم مكانا ً آمنا يستطيعون أن ينطلقوا منه بحثا ً عن خطط ‪.‬‬ ‫التعريفات البسيطة ألشكال‬ ‫ألجلهم‪ .‬دعونا نفكر من خبلل بع‬ ‫متنوعة من التواصل ‪.‬‬

‫اإلبن الذى لم ٌتعلم النظام فى عالمه الصؽٌر فى‬ ‫المنزل حٌث ٌسود الحب‪ ،‬سوؾ ٌتعلم النظام قهرا ً‬ ‫من العالم الكبٌر‪ ،‬لكن ببل حب أو رحمة‪.‬‬ ‫‪113‬‬


‫الخبلصة‬

‫"أٌها األحباء‪ ،‬لنحب بعضنا بعضاً‪،‬‬ ‫ألن المحبة هى من هللا"‬ ‫(ٔيو ٗ ‪)2 :‬‬

‫‪114‬‬


‫كم نتمنى أن نكون حققنا الهدؾ‪ ،‬وهو الوصول ليس فقط‬ ‫لتكريس وقت خاص لكل ابن من أبنابنا على حد بل يجب أن يكون‬ ‫بصورة منتظمة حتى نتمكن من التواصل معهم‪ ،‬وليس فقط التواصل‬ ‫الفقير الذي ال يتعدي (القوانين‪ ،‬التقويم والتؤديب)‪ .‬بل يجب أن يصير‬ ‫أعمق من ذل بكثير ليشمل أي‪.‬ا ً التشجي والتوبيخ والت‪.‬رع‪،‬‬ ‫اإلرشاد والتحذير والتعليم والصبلة ليكون تواصل ؼنى بحق بل‬ ‫وتصير عبلقة صداقة بين األباء واألمهات وبين أبنابهم‪.‬‬

‫ولنقت ِد ببعض أقوال رب المجد ٌسوع المسٌح نفسه‬ ‫كمرشد لنا عند تواصلنا مع أبنابنا‪:‬‬

‫‪ ‬محبة هللا‪:‬‬ ‫"تحب الرب إلهك من كل قلبك‪،‬‬ ‫ومن كل نفسك‪،‬‬ ‫ومن كل فكرك‪...‬‬ ‫وتحب قرٌبك كنفسك "‬ ‫(مت ٕ​ٕ ‪)ٖ9-ٖ2 :‬‬

‫‪115‬‬


‫‪ ‬المحبة األخوٌة‪:‬‬ ‫"بهذا ٌعرؾ الجمٌع أنكم تبلمٌذى‪:‬‬ ‫إن كان لكم حب بعضا ً لبعض"‬ ‫(يو ٖٔ ‪)ٖ٘ :‬‬

‫‪ ‬األمـــــــان‪:‬‬ ‫إلى ٌا جمٌتع المتعبتٌن والثقٌلتى األحمتال‪ ،‬وأنتا أرٌحكتم‪.‬‬ ‫"تعالوا َّ‬ ‫إحملوا نٌرى علٌكم وتعلموا منى‪ ،‬ألنى ودٌع ومتواضتع القلتب‪،‬‬ ‫فتجدوا راحة لنفوسكم‪...‬‬ ‫ألن نٌرى هٌن وحملى خفٌؾ"‬ ‫(مت ٔ​ٔ ‪)ٖٓ – ٕ2:‬‬

‫‪ ‬الحنــان‪:‬‬ ‫"فلما رآها الرب تحنن علٌها وقال لها‪:‬‬ ‫"ال تبكى"‬ ‫( لو ‪)ٖٔ : 2‬‬

‫‪ ‬الرحمــة ‪:‬‬ ‫"فقال لهم ‪ " :‬أعطوهم أنتم لٌأكلوا"‬ ‫(لو ‪)ٖٔ : 9‬‬ ‫‪116‬‬


‫‪ ‬التبلمس الجسدى‪:‬‬ ‫"فإحتضنهم ووضع ٌدٌه علٌهم وباركهم"‬ ‫(مر ٓٔ ‪)ٔٙ :‬‬

‫‪ ‬العطاء‪:‬‬ ‫"ألن كل م ْن ٌسأل ٌأخذ‪،‬‬ ‫وم ْن ٌطلب ٌجد‪،‬‬ ‫وم ْن ٌقرع ٌ ُ ْفتح له "‬ ‫( لو ٔ​ٔ ‪)ٔٓ :‬‬ ‫" فمن منكم‪ ،‬وهو اب‪ٌ ،‬سأله أبنه خبزا ً‪،‬‬ ‫أفٌعطٌه حجرا ً؟ أو سمكه‪ ،‬أفٌعطٌه حٌه بدل السمكة؟‬ ‫أو إذا سأله بٌضه‪ ،‬أفٌعطٌه عقربا ً؟"‬ ‫(لو ٔ​ٔ ‪) ٕٔ ، ٔ​ٔ :‬‬

‫‪ ‬اإلحترام‪:‬‬ ‫"فكل ما ترٌدون أن ٌفعل الناس بكم‬ ‫إفعلوا هكذا أنتم أٌضا ً بهم"‬ ‫(مت ‪)ٕٔ : 2‬‬

‫‪117‬‬


‫‪ ‬مكانة األطفال‪:‬‬ ‫"م ْن قبل واحدا ً من أوالد مثل هذا بإسمى ٌقبلنى‪،‬‬ ‫وم ْن قبلنى فلٌس ٌقبلنى أنا بل الذى أرسلنى"‪.‬‬ ‫(مر ‪)ٖ2 : 9‬‬

‫‪ ‬الصراحة‪:‬‬ ‫" لٌكن كبلمكم ‪ :‬نعم نعم ‪ ،‬ال ال‬ ‫وما زاد على ذلك فهو من الشرٌر "‬ ‫(مت ٘ ‪)ٖ7 :‬‬

‫‪ ‬الرعاٌة الكاملة‪:‬‬ ‫"الٌست خمسة عصافٌر ت ُباع بفلسٌن‪،‬‬ ‫وواحد منها لٌس منسٌا ً أمام هللا؟‬ ‫بل شعور رؤوسكم أٌضا جمٌعها محصاه‪.‬‬ ‫فبل تخافوا ! أنتم أفضل من عصافٌر كثٌرة !"‬ ‫(لو ٕٔ ‪)2 ، ٙ :‬‬

‫‪ ‬ال للخوؾ‪:‬‬ ‫"ال تخؾ أٌها القطٌع الصؽٌر‪،‬‬ ‫ألن أباكم قد سر أن ٌعطٌكم الملكوت"‬ ‫(لو ٕٔ ‪)ٖٕ :‬‬ ‫‪118‬‬


‫‪ ‬اإلتضاع‪:‬‬ ‫"كل م ْن ٌرفع نفسه ٌتضع‬ ‫وم ْن ٌضع نفسه ٌرتفع"‬ ‫(لو ٗٔ ‪)ٔ​ٔ :‬‬

‫‪ ‬الحرٌة‪:‬‬ ‫"فإن حرركم االبن‬ ‫فالحقٌقة تكونون أحراراً"‬ ‫(يو ‪)ٖٙ : 2‬‬ ‫"وأشٌاء أخرى كثٌرة صنعها ٌسوع‪،‬‬ ‫إن كتبت واحدة واحدة‪،‬‬ ‫فلست أظن أن العالم نفسه ٌسع الكتب المكتوبة‪.‬‬ ‫أمٌن"‬ ‫(يو ٕٔ ‪)ٕ٘ :‬‬

‫‪119‬‬


‫المراجع‬ ‫"بالحكمة ٌُبنى البٌت‬ ‫ت"‬ ‫وبالفهم ٌُثب ُ‬ ‫(أم ٕٗ ‪)ٖ :‬‬

‫‪111‬‬


‫ٔـ الكتاب المقدس‪.‬‬ ‫ٕـ البابا شنودة الثالث"‬ ‫"كٌؾ تعامل األطفال"‬ ‫ٖـ نيافة الحبر الجليل األنبا موسى األسقؾ العام للشباب‪:‬‬ ‫"بٌن االؼتراب واإلنتماء"‬ ‫ٗـ نيافة الحبر الجليل األنبا موسى األسقؾ العام للشباب‪:‬‬ ‫"الخدمة الفردٌنة للشباب"‬ ‫٘ـ نيافة الحبر الجليل األنبا موسى األسقؾ العام للشباب‪:‬‬ ‫"المسٌحٌة والؽٌبٌات"‬ ‫‪ٙ‬ـ نيافة الحبر الجليل األنبا موسى األسقؾ العام للشباب‪:‬‬ ‫"شبابنا‪ ...‬بٌن األمس والٌوم والؽد"‬ ‫‪2‬ـ نيافة الحبر الجليل األنبا موسى األسقؾ العام للشباب‪:‬‬ ‫"كٌؾ أتخذ قراراً"‬ ‫‪2‬ـ نيافة الحبر الجليل األنبا موسى األسقؾ العام للشباب‪:‬‬ ‫"الشباب ووسابل اإلعبلم"‬ ‫‪9‬ـ نيافة الحبر الجليل األنبا موسى األسقؾ العام للشباب‪:‬‬ ‫"تحدٌات القرن الجدٌد"‬ ‫ٓٔـ نيافة الحبر الجليل األنبا موسى األسقؾ العام للشباب‪:‬‬ ‫"الشباب والطاقات"‬ ‫‪111‬‬


‫ٔ​ٔـ نيافة الحبر الجليل األنبا موسى األسقؾ العام للشباب‪:‬‬ ‫"معالم طرٌق الملكوت"‬ ‫ٕٔـ نيافة الحبر الجليل األنبا موسى األسقؾ العام للشباب‪:‬‬ ‫"خدمة الشباب المعاصر"‬ ‫ٖٔـ نيافة الحبر الجليل األنبا موسى األسقؾ العام للشباب‪:‬‬ ‫"الشخصٌة المتكاملة"‬ ‫ٗٔـ نيافة الحبر الجليل األنبا موسى األسقؾ العام للشباب‪:‬‬ ‫"الشباب وتكون أسرة"‬ ‫٘ٔـ نيافة الحبر الجليل األنبا يإأنس األسقؾ العام‪:‬‬ ‫"تداوم على اإلٌجابٌات مهما كانت السلبٌات"‬ ‫‪ٔٙ‬ـ نيافة الحبر الجليل األنبا رافابيل األسقؾ العام‪:‬‬ ‫"حضور المسٌح فى الكنٌسة"‬ ‫‪ٔ2‬ـ نيافة الحبر الجليل األنبا رافابيل األسقؾ العام‪:‬‬ ‫"ذبٌحة التسبٌح (ٔ)"‬ ‫‪ٔ2‬ـ قدس أبونا داود لمعى‪:‬‬ ‫"شرابط ‪" CD‬سؤال محٌرنى"‬ ‫‪ٔ9‬ـ قدس أبونا داود لمعى‪:‬‬ ‫"شرٌط كاسٌت ثقافة جنٌسة مسٌحٌة"‬ ‫ٕٓـ قدس أبونا داود لمعى‪:‬‬ ‫"الحوار (هلم نتحاجج ٌقول الرب)"‬ ‫‪112‬‬


‫ٕٔـ قدس أبونا داود لمعى‪:‬‬ ‫"لقاءات تربوٌة ألولٌاء أمور الشباب"‬ ‫ٕ​ٕـ قدس أبونا داود لمعى‪:‬‬ ‫أقوال آباء (الجزء األول)‬ ‫ٖٕـ قدس أبونا داود لمعى‪:‬‬ ‫أقوال آباء (الجزء الثانى)‬ ‫ٕٗـ أبونا سيداروس عبد المسيـ‪:‬‬ ‫"الفقر على ألسنة اإلؼنٌاء"‬ ‫ٕ٘ـ هل فنبنى أطفالنا وال نكون بعد عاراً" إعداد أسرة المبل رافابيل‬ ‫لخدمة األطفال باإلسكندرية‪ ،‬مراجعة وتقديم نيافة الحبر الجليل األنبا‬ ‫توا‪.‬روس األسقؾ العام‪.‬‬ ‫‪ٕٙ‬ـ "البابا كٌرلس حبٌب األطفال" إصدار أبناء البابا كيرلس السادس‪.‬‬ ‫‪ٕ2‬ـ (إعداد أسقفية الشباب) تقديم األنبا موسى‪:‬‬ ‫"نحو شخصٌة ناضجة ومتفاعلة"‬ ‫‪ٕ2‬ـ (إعداد أسقفية الشباب) تقديم األنبا موسى‪:‬‬ ‫"الشباب واإلستنارة والمستقبل"‬ ‫‪ٕ9‬ـ أ‪.‬د‪ .‬رسمى عبد المل رستم‪:‬‬ ‫"المدخل إلى التربٌة وعلم النفس"‬ ‫ٖٓـ د‪ /‬مجدي فرج‪( :‬تقديم نيافة الحبر الجليل األنبا دانيال أسقؾ المعادي‬ ‫والبساتين) "طاقاتك الكامنة"‬ ‫‪113‬‬


‫ٖٔـ د‪ /‬مجدي إسحق‪ :‬تقديم األنبا موسى‬ ‫"العابلة أٌقونة هللا"‬ ‫ٕٖـ د‪ /‬نبيل صبحى‪ :‬تقديم األنبا موسى‬ ‫"عبلقات الخطٌبٌن"‬ ‫ٖ​ٖـ روبير الفارس‪ :‬تقديم األنبا موسى‬ ‫"الموسوعة الثقافٌة للشباب"‬ ‫ٖٗـ د‪ /‬القس صموبيل رزفى إبراهيم ود‪ /‬القس إليزابيث كندي‪:‬‬ ‫"من الضرب إلى الحوار"‬ ‫ٖ٘ـ د‪ /‬أوسم وصفى‪:‬‬ ‫"مهارات المشورة حسب النموذج التطورى لجٌرارد إٌجان‪.‬‬ ‫‪ٖٙ‬ـ كنيث تايلورة‪:‬‬ ‫"على عتبة المراهقة"‬ ‫‪ٖ2‬ـ د‪ /‬جون قسطنطين‪:‬‬ ‫"على عتبة المراهقة"‬ ‫‪ٖ2‬ـ القس‪ /‬ر‪.‬ا عدلى‪:‬‬ ‫"المراهقة وحب الكبار"‬ ‫‪ٖ9‬ـ د‪ /‬بروس تومسون‪:‬‬ ‫"أعماق النفس"‬ ‫ٓٗـ نورمان فنسنت بيل‪:‬‬ ‫"قوة التفكٌر اإلٌجابى"‬ ‫‪114‬‬


‫ٔٗـ جاري تشابمان‪ ،‬روس كامبل‪:‬‬ ‫"لؽات الحب الخمس عند األطفال"‬ ‫ٕٗـ روس كامبل‪:‬‬ ‫"اإلبداع فى التنشبة طرق متطورة لتربٌة األبناء"‬ ‫ٖٗـ د‪ /‬روس كامبل‪:‬‬ ‫" الطرٌق إلى قلب المراهق"‬ ‫ٗ​ٗـ جاري تشابمان‪:‬‬ ‫"لؽات الحب الخمس بٌن شرٌكى الحٌاة"‬ ‫٘ٗـ جويس ماير‪:‬‬ ‫"المراهقون هم بشر أٌضاً"‬ ‫‪ٗٙ‬ـ جويس ماير‪:‬‬ ‫"تقبل من تكون"‬ ‫‪ٗ2‬ـ جويس ماير‪:‬‬ ‫"إدمان الشعوب بالذنب والتؽلب علٌه"‬ ‫‪ٗ2‬ـ جويس ماير‪:‬‬ ‫"كسر القوى المسٌطرة"‬ ‫‪ٗ9‬ـ جويس ماير‪:‬‬ ‫"تصدى إدمان اإلعجاب"‬ ‫ٓ٘ـ جويس ماير‪:‬‬ ‫"جماالً عوضا ً عن الرماد"‬ ‫‪115‬‬


‫ٔ٘ـ الري بركيت‪:‬‬ ‫"المراهقون والمال"‬ ‫ٕ٘ـ تشا كوينلى‪:‬‬ ‫"أرٌد أن أكون مثمراً"‬ ‫ٖ٘ـ كينيث هيجن‪:‬‬ ‫"تفكٌرك‪ ...‬صحٌح أم خاطا"‬ ‫ٗ٘ـ جوش ماكدويل وإد ستيوارت‪:‬‬ ‫"طبلق األبوٌن"‬ ‫٘​٘ـ جوش ماكدويل‪:‬‬ ‫"التفكٌر فى اإلنتحار"‬ ‫‪٘ٙ‬ـ جوش ماكدويل‪:‬‬ ‫"معرفة إرادة هللا"‬ ‫‪٘2‬ـ جوش ماكدويل وبادستيوارت‪:‬‬ ‫"إٌجاد الحب الحقٌقى"‬ ‫‪٘2‬ـ لورانس ج‪ .‬كراب اإلبن‪:‬‬ ‫"المشورة الفعالة نحو النضج المسٌحى‪ ...‬روحٌا ً ونفسٌاً"‬ ‫‪٘9‬ـ د‪ /‬جيمس دوبسون‪:‬‬ ‫"أبناؤك‪ ...‬أحرار أم داخل األسوار"‬ ‫ٓ‪ٙ‬ـ د‪ /‬جيمس دوبسون‪:‬‬ ‫"ابنى‪ ...‬كم أنت مهم!"‬ ‫‪116‬‬


‫ٔ‪ٙ‬ـ د‪ /‬جيمس دوبسون‪:‬‬ ‫"اإلحباطات الزوجٌة‪ ...‬هل له من مخرج؟"‬ ‫ٕ‪ٙ‬ـ د‪ /‬جيمس دوبسون‪:‬‬ ‫"التربٌة‪ ...‬معجزة لكن ممكنة"‬ ‫ٖ‪ٙ‬ـ ماريا مونتيسوري‪:‬‬ ‫"من الطفولة إلى المراهقة"‬ ‫ٗ‪ٙ‬ـ ماريا مونتيسوري‪:‬‬ ‫"الطفل فى األسرة"‬ ‫٘‪ٙ‬ـ سوريليؾ‪:‬‬ ‫"ٓ​ٓٔ حدٌث مشوق للطفل"‬ ‫‪ٙ​ٙ‬ـ دايفيد سيماندرز‪:‬‬ ‫"شفاء‪ ...‬المشاعر الجرٌحة"‬ ‫‪ٙ2‬ـ كوستى بندلى‪:‬‬ ‫"الؽٌرة األخوٌة"‬ ‫‪ٙ2‬ـ كوستى بندلى‪:‬‬ ‫"الولد الخجول وتربٌة الثقة بالنفس"‬ ‫‪ٙ9‬ـ كوستى بندلى‪:‬‬ ‫"الولد الخجول وتربٌة الثقة بالنفس"‬ ‫ٓ‪2‬ـ كوستى بندلى‪:‬‬ ‫"عناد الولد وسلطة الوالدٌن"‬ ‫‪117‬‬


‫ٔ‪2‬ـ كوستى بندلى‪:‬‬ ‫"عصبٌة الولد‪ ...‬وتوتر الوالدٌن"‬ ‫ٕ‪2‬ـ كوستى بندلى‪:‬‬ ‫"الطفل بٌن أبوٌه وهللا"‬ ‫ٖ‪2‬ـ ديل كارينجى‪:‬‬ ‫"دع القلق‪ .‬ابدأ الحٌاة"‬ ‫ٗ‪2‬ـ ديل كارينجى‪:‬‬ ‫"كٌؾ تكسب األصدقاء"‬ ‫٘‪2‬ـ تيد تريب‪:‬‬ ‫"إرع قلب طفلك"‬ ‫‪2ٙ‬ـ تيم المور‪:‬‬ ‫"إجعل من طفلك قابدا ً ناجحاً"‬ ‫‪22‬ـ فيكى كورنا‪:‬‬ ‫"ٓٔ مهارات ٌحتاجها طفلك للتمٌز"‬ ‫‪22‬ـ ب‪.‬د‪ .‬بارتروؾ‪:‬‬ ‫"إكتشؾ نفسك"‬ ‫‪29‬ـ سينتيا أوليرش توبياس‪:‬‬ ‫"تعلم لؽة طفلك"‬ ‫ٓ‪2‬ـ سينتيا أوليرش توبياس‪:‬‬ ‫"إكتشؾ طفلك"‬ ‫‪118‬‬


:‫ـ زج زجلر‬2ٔ "‫"طرق فعالة للتربٌة اإلٌجابٌة للطفل فى عالم متؽٌر‬ :‫ ويندول‬.‫ـ تشارلز ر‬2ٕ "‫"ٌقظة النعمة‬ 2ٖ- Catherine Dee: “The Grils Book of Wisdom” 2ٗ- Dr. James Dobson: “Life on the Edge” 2٘- Dr. James Dobson: “The New Dare to Discipline” 2ٙ- Randy C. Alcorn: “Sexual Temptation” 22- Dr. Andre Berge: “Le Metier de Parent” 22- Dr. Andre Berge: “La Liberte dans L’education” 29- Masc Heine: “Children: Blessing or Burden” 9ٓ- Quin Sherrer: “How to forgive your children” 9ٔ- William L.Coleman: “Today I feel Shy” 9ٕ- Danielle Steel: “Full Circle” ‫يسعدنا أن نسم من مبلحظات وتعليقات مهما كانت‬ ٕٓٔ​ٕ ٕٔٓ ٔ2ٕٔ

119


121


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.