تدبيرك فاق العقول جـ1 القمص يوحنا باقي

Page 1

‫كنيسـة مـارمـرقـس‬ ‫القبطيـة األرثوذكسـيـة‬ ‫بمصـر الجديـدة‬

‫تدبيرك فاق العـقـول‬ ‫اﻟﺠﺰء اﻷول‬ ‫)قصـص واقعيـة ومـعاصـرة‬ ‫لعـمـل اللَّـه فـي حـيـاة أوالده(‬ ‫إﻋــﺪاد‬ ‫آﻬـﻨـﺔوﺧـﺪاماﻟﻜﻨـﻴـﺴـﺔ‬

‫ـ‪1‬ـ‬


‫اس م الكت اب ‪ :‬تدبيرك فاق العقول‪) .‬الجزء األول(‬ ‫المؤل‬

‫ف ‪ :‬كھنة وخدام كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة‪.‬‬

‫الناش‬

‫ر ‪ :‬كنيسة مارمرقس ــ مصر الجديدة‪.‬‬

‫الطبع‬

‫ة ‪ :‬األولى ــ أبريل ‪2 0 0 3‬‬

‫المطبع‬

‫ة ‪ :‬مطبعة دير الشھيد مارمينا العجائبي بمريوط‪.‬‬

‫موبايل‪012 2152856 :‬‬ ‫رقم اإلي داع ‪:‬‬ ‫تليفاكس‪03 4596452 :‬‬ ‫الترقيم الدولي‪2 0 0 3 / 7 2 0 1 :‬‬ ‫‪I.S.B.N.: 977 - 5836 - 09 - 3‬‬

‫ـ‪2‬ـ‬

‫&‬


‫ﺻورة اﻟﺳﻳد اﻟﻣﺳﻳﺢ‬

‫"ھـا أنا َ َ ُ‬ ‫انـقـضـاء َّ ْ‬ ‫الـدھـر"‪.‬‬ ‫مـعكم كل‬ ‫َّ‬ ‫األيـام إلى ِ َ‬ ‫)مت ‪( 20 : 28‬‬

‫ـ‪3‬ـ‬


‫صورة مارمرقس‬

‫ناظر اإلله اإلنجيلي‬ ‫مـرقـس الرســول الطاھر والشـھيد‬ ‫كاروز الديـار المصريـة‬

‫ـ‪4‬ـ‬


‫صاحـب الغبطـة والقداســة‬

‫البابـا شــنـوده الثـالــث‬ ‫بابا اإلسكندرية وبطريرك الكـرازة المرقسية الـ ‪117‬‬

‫ـ‪5‬ـ‬


‫ـ‪6‬ـ‬


‫المقدمــة‬ ‫ﻳﺗ ــﺄﺛر اﻟﻛﺛﻳ ــرون ﺑﻘ ــﺻص اﻟﻘدﻳ ــﺳﻳن اﻟﻣﻌ ــروﻓﻳن ﻓ ــﻲ ﺗ ــﺎرﻳﺦ‬ ‫اﻟﻛﻧﻳـ ــﺳﺔ وﻟﻛـ ــﻧﻬم ﻳـ ــﺷﻌرون ﺑﻣـ ــﺳﺎﻓﺔ ﺑﻌﻳـ ــدة ﺑﻳـ ــﻧﻬم وﺑـ ــﻳن ﻫـ ــؤﻻء‬ ‫اﻟﻘدﻳــﺳﻳن ﻷﺟــﻝ ﺻــﻌوﺑﺔ اﻟظــروف اﻟﻣﻌﺎﺻـرة‪ .‬ﻳﻔرﺣــون ﺑﺄﻋﻣــﺎﻝ‬ ‫اﻟﻠﱠــﻪ اﻟواﺿــﺣﺔ ﻓــﻲ اﻟﻛﺗــﺎب اﻟﻣﻘــدس وﺣﻳــﺎة اﻵﺑــﺎء اﻷوﻟــﻳن وﻟﻛــن‬ ‫ﻫــﻝ ﻳــﺎ ﺗــرى ﻳﻣﻛــن أن ﻳظﻬــر اﻟﻠﱠــﻪ ﻓــﻲ ﺟﻳﻠﻧــﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻــر وﻳﻌﻠــن‬ ‫ﺻوﺗﻪ ﻟﻛﻝ واﺣد ﻣﻧﺎ؟‬ ‫ﻫــذﻩ ﻫــﻰ ﻓﻛ ـرة اﻟﻛﺗــﺎب اﻟــذي ﺑــﻳن ﻳــدﻳك‪ ،‬إﻧﻬــﺎ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن‬ ‫اﻟﻘﺻص اﻟواﻗﻌﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻗرﻳﺑﺎً ﻓﻲ ﺟﻳﻠﻧـﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻـر ﺷـﺎﻫدﻩ‬ ‫ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ﻣن ﻛﺗﺑوﻫﺎ إﻧﻬﺎ ﺻورة واﺿﺣﺔ ﻟﻣﺣﺑـﺔ اﻟﻠﱠـﻪ اﻟـذي ﻳﻌﻣـﻝ‬ ‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﻛﺑﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺻﻐﻳر‬ ‫ﻣﺎدام ﻟﻪ إﻳﻣـﺎن واﻫﺗﻣـﺎم أن ﻳطﺎﻟﺑـﻪ‪ .‬إﻧﻬـﺎ ﺻـورة ﻟﻠﺣﻳـﺎة اﻟروﺣﻳـﺔ‬ ‫اﻟﻣﻌﺎﺷﺔ ﺑﺑﺳﺎطﺔ واﺧﺗﺑﺎر ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﻳوﻣﻳﺎً واﻟﺗﻌﺎﻣـﻝ ﻣﻌـﻪ وﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺿﻳﻘﺎت‪.‬‬ ‫اﻫﺗﻣ ــت ﺑﻌ ــض اﻟﺧﺎدﻣ ــﺎت ﺑﺟﻣ ــﻊ ﻫ ــذﻩ اﻟﻘ ــﺻص ﻣ ــن ﻛﻬﻧ ــﺔ‬ ‫اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ وﺧداﻣﻬﺎ وﺗم ﺻـﻳﺎﻏﺗﻬﺎ وﻋرﺿـﻬﺎ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻛﺗـﺎب ﻟﻌﻠـﻪ‬

‫ـ‪7‬ـ‬


‫ﻳﻛون ﻣﻌﻳﻧﺎً ﻟك أﻳﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺿﻐط ﻋﻠﻳك ظروف اﻟﺣﻳـﺎة‬ ‫وﺗﻬﺗــز ﻓﻳــك اﻟﻣﻔــﺎﻫﻳم واﻟﻣﺑــﺎدئ ﻓﻬــو ﻳﻌﻳــد ﻟــك اﻟﺛﻘــﺔ ﺑﺎﻟﻠﱠــﻪ اﻟــذي‬ ‫ﻋﻣ ــﻝ وﻣ ــﺎ زاﻝ ﻳﻌﻣ ــﻝ ﻛ ــﻝ ﻳ ــوم ﻓ ــﻲ ﺣﻳ ــﺎة أوﻻدﻩ ﻓﻳﺛﱢﺑـ ـت إﻳﻣﺎﻧ ــك‬ ‫وﻳدﻓﻌك ﻟﻠﻧﻣو ﻓﻲ ﻣﺣﺑﺗﻪ وﺧدﻣﺗﻪ‪.‬‬ ‫ﻧــﺷﻛر ﻛــﻝ ﻣــن ﻟــﻪ ﺗﻌــب ﻓــﻲ إﺧ ـراج ﻫــذا اﻟﻛﺗــﺎب إﻟــﻰ اﻟﻧــور‬ ‫وﻫو ﻗﻠﻳﻝ ﻣن ﻛﺛﻳر ﻓﻬو اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣـن اﻟﻘـﺻص اﻟﻣﻌﺎﺻـرة‬ ‫ﻓــﻲ ﺣﻳــﺎة أوﻻد اﻟﻠﱠــﻪ‪ ،‬ﻧرﺟــو أن ﺗﺗﺑﻌــﻪ اﻟﺣﻠﻘــﺎت اﻟﺗﺎﻟﻳــﺔ ﺑــﺷﻔﺎﻋﺔ‬ ‫أﻣﻧﺎ اﻟطﺎﻫرة اﻟﻌذراء ﻣرﻳم‪ ،‬وﻗدﻳﺳﻧﺎ اﻟﻌظـﻳم ﻣـﺎرﻣرﻗس اﻹﻧﺟﻳﻠـﻲ‬ ‫اﻟرﺳــوﻝ‪ ،‬وﺑــﺻﻠوات ﻗداﺳــﺔ اﻟﺑﺎﺑــﺎ اﻟﻣﻌظــم اﻷﻧﺑــﺎ ﺷــﻧودﻩ اﻟﺛﺎﻟــث‪،‬‬ ‫اﻟرب ﻳﺣﻔظ ﻟﻧﺎ ﺣﻳﺎﺗﻪ ﺳﻧﻳن ﻋدﻳدة وأزﻣﻧﺔ ﺳﺎﻟﻣﺔ ﻫﺎدﺋﺔ ﻣدﻳدة‪.‬‬ ‫اﻹﻣﺿﺎء‬ ‫اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ‬

‫ـ‪8‬ـ‬


‫)‪ (1‬ذات الفلسين‬ ‫ﻧــﺷﺄت ﻫــذﻩ اﻻﺑﻧــﺔ ﺑــﻳن إﺧــوة ﻛﺛﻳـرﻳن وأب ﻣـرﻳض وأم ﻏﻳــر‬ ‫ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣـﻝ‪ ،‬ﻓﻛـﺎن ﻟ ازﻣـﺎً ﻋﻠﻳﻬـﺎ أن ﺗﻌﻣـﻝ ﻣـن ﺳـن اﻟراﺑﻌـﺔ‬ ‫ﻋﺷرة ﻟﺗﻧﻔق ﻋﻠﻰ أﺳرﺗﻬﺎ‪ ،‬واﺿـطرت أن ﺗﻌﻣـﻝ أﻳﺎﻣـﺎً ﻓـﻲ ﺑﻳـوت‬ ‫ﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ ﻟﺗﺟ ــد اﻟ ــدواء وﺿ ــرورﻳﺎت اﻟﺣﻳ ــﺎة ﻷﺳـ ـرﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓ ــﻲ ﻧﻔ ــس‬ ‫اﻟوﻗت واﺻﻠت ﺗﻌﻠﻳﻣﻬﺎ ﻓﻛﺎﻧت ﻣﺗﻔوﻗـﺔ ﻓـﻲ د ارﺳـﺗﻬﺎ ﺑﻣﻌوﻧـﺔ اﻟﻠﱠـﻪ‬ ‫اﻟذي أﺣﺑﺗﻪ ﻣن ﻛﻝ ﻗﻠﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻣرت اﻟﺳﻧوات واﻟﺗﺣﻘت ﺑﺎﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬وﻛﺎﻧـت ﺗﺟﻣـﻊ ﺑـﻳن أﻋﻠـﻰ‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﻛﻠﻳ ــﺎت وأﺣﻘ ــر اﻷﻋﻣ ــﺎﻝ‪ ،‬وﻛﺎﻧ ــت ﻣرﺗﺑط ــﺔ ﺑﺎﻟﻛﻧﻳ ــﺳﺔ وأﺳـ ـرارﻫﺎ‬ ‫اﻟﻣﻘدﺳــﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﺎﺗﻬــﺎ اﻟروﺣﻳــﺔ‪ .‬وﺗﻣﻳــزت ﺑﻌﻔــﺔ اﻟــﻧﻔس ﻓﻣــﺎ أﻛﺛــر‬ ‫اﻟﻣ ـ ـرات اﻟﺗـ ــﻲ ﺣـ ــﺎوﻝ أﺑوﻫـ ــﺎ اﻟروﺣـ ــﻲ ﻣـ ــﺳﺎﻋدﺗﻬﺎ ﻓـ ــﻲ ﻣﻌﻳـ ــﺷﺗﻬﺎ‬ ‫وﻛﺎﻧــت ﺗ ـرﻓض‪ ،‬وﺑﻌــد إﻟﺣــﺎح ﻛﺛﻳــر ﻗﺑﻠــت أن ﺗﺄﺧــذ ﺛﻣــن اﻟﻛﺗــب‬ ‫اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ وﻣن ﻓـرط ﺣﺑﻬـﺎ ﻟﻠﻛﻧﻳـﺳﺔ وﺣﺗـﻰ ﻻ ﺗﺄﺧـذ إﻻ أﻗـﻝ ﻣﺑﻠـﻎ‬ ‫ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻛﺎﻫن ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺗري اﻟﻛﺗب اﻟﻘدﻳﻣﺔ ﻷﻧﻬﺎ أرﺧص‪.‬‬ ‫وﻧظ اًر ﻟﺻﻐر ﻣـﺳﺎﺣﺔ اﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ ﻋﻠـﻰ اﺳـﺗﻳﻌﺎب اﻷﻋـداد اﻟﺗـﻲ‬ ‫ﺗﺧ ــدﻣﻬﺎ ﻗ ــررت ﺷـ ـراء ﻗطﻌ ــﺔ أرض ﻣﺟ ــﺎورة ﻟﻬ ــﺎ‪ ،‬وأﻋﻠ ــن أﺣ ــد‬ ‫اﻟﻛﻬﻧــﺔ ﻓــﻲ اﺟﺗﻣــﺎع ﻟﻠــﺷﺑﺎب ﺑﺎﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻋــن أﻫﻣﻳــﺔ اﻻﺷــﺗراك ﻓــﻲ‬ ‫ﻫذا اﻟﻣﺷروع اﻟذي ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺑﺷدة‪.‬‬

‫ـ‪9‬ـ‬


‫ﺛ ـ ــم ﻳﺣﻛ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﻛ ـ ــﺎﻫن ﺑﻧﻔ ـ ــﺳﻪ ﻋﻣـ ـ ـﺎ ﺣ ـ ــدث ﺑﻌ ـ ــد ﻧﻬﺎﻳ ـ ــﺔ‬ ‫اﻻﺟﺗﻣـﺎع‪ :‬ﺗﻘــدﻣت ﺑﻛـﻝ ﺣﻳــﺎء ﻫـذﻩ اﻟــﺷﺎﺑﺔ ﻣﻧـﻲ وﻫﻣــﺳت ﻣﻣﻛــن‬ ‫ﻛﻠﻣﺔ ﻳﺎ أﺑوﻧﺎ ﺑﻌﻳد ﻋن اﻟﻧﺎس؟‬ ‫ـ ﻣﻣﻛن طﺑﻌﺎً‪ ...‬أﺟﺑت واﻧﺗﺣﻳﻧﺎ ﺟﺎﻧﺑﺎً‪.‬‬ ‫ـ أﺑﻲ ﻗد ﺳﻣﻌت ﻣـﺎ ﻛﻧـت ﺗﻌﻠـن ﻋﻧـﻪ ‪ ..‬وأرﻳـد أن أﻗـدم ﺷـﻳﺋﺎً‬ ‫ﻟﻠﻣﺳﻳﺢ وﻟﻛﻧﻲ ‪ ...‬ﻟم أدﻋﻬﺎ ﺗﻛﻣﻝ‪...‬‬ ‫وﻣﻘدر ‪...‬‬ ‫ـ ﻳﻛﻔﻲ ﻳﺎ اﺑﻧﺗﻲ ﺷﻌورك‪ ...‬ورﺑﻧﺎ ﻋﺎرف ّ‬ ‫ـ ﻟــو ﺳــﻣﺣت ﻳــﺎ أﺑــﻲ ﻋــﺎوزة أﻛ ﱢﻣــﻝ ﻛﻼﻣــﻲ ‪ ...‬أﻧــﺎ ﺻــﺣﻳﺢ‬ ‫ﻓﻘﻳـ ـرة وﻻ أﻣﻠ ــك ﺷ ــﻲء ‪ ...‬وﻟﻛ ــن ﻻزم ﻳﻛ ــون ﻟ ــﻲ دور ‪ ...‬وﻟ ــو‬ ‫ﺑﺄي ﺷﻲء ﺑﺳﻳط‪.‬‬ ‫وﺑ ــﺳرﻋﺔ اﻣﺗ ــدت أﺻ ــﺎﺑﻊ ﻳ ــدﻫﺎ اﻟﻳﻣﻧ ــﻰ ﻟﺗﻣ ــﺳك ﺑ ــﺷﻲء ﻓ ــﻲ‬ ‫أﺻﺎﺑﻊ ﻳدﻫﺎ اﻷﺧرى وأﺧرﺟت ﻣﺎ ﻳﺷﺑﻪ اﻟدﺑﻠﺔ وﻗدﻣﺗﻬﺎ ﻟﻲ‪...‬‬ ‫إﻧــﻪ ﻣﺣــﺑس ذﻫــب ﻳــﺎ أﺑ ـﻲ ‪ ...‬ﺣ ـواﻟﻲ أﻗــﻝ أو ﻳــﺳﺎوي ﺟ ارﻣــﺎً‬ ‫ﻣــن اﻟــذﻫب‪ ،‬ﺑﺎﻟﺗﻘرﻳــب ﻗﻳﻣﺗــﻪ ﺧﻣــﺳﺔ وﻋــﺷرون ﺟﻧﻳﻬــﺎً‪ ...‬وﻫــﻰ‬ ‫ﻗطﻌﺔ اﻟذﻫب اﻟوﺣﻳدة اﻟﺗﻲ أﻣﺗﻠﻛﻬـﺎ طـواﻝ ﺣﻳـﺎﺗﻲ وﻟﻛـن اﻷرض‬ ‫واﻟﻛﻧﻳﺳﺔ أﻫم‪...‬‬ ‫ﻣ ـ ﱠـرت ﺛـ ـواﻧﻲ ﻗﻠﻳﻠ ــﺔ ﻛﻧ ــت ﺧﺎﻓ ــﺿﺎً ﻓﻳﻬ ــﺎ أرﺳ ــﻲ ﻷﺳ ــﻔﻝ ودون‬ ‫ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺻد ﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟﻣﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاءﻫﺎ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺷﻘق واﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي‬ ‫ﻻ ﻳﺳﺗر ﻛﻝ ﻗدﻣﻳﻬﺎ ‪ ...‬ورﻓﻌت رأﺳﻲ ﻷﻗوﻝ‪:‬‬

‫ـ ‪ 10‬ـ‬


‫ـ ﻳــﺎ ﺑﻧﺗــﻲ ﺧﻠ ـﻲ اﻟﻣﺣــﺑس ﻣﻌــكِ◌‪ ،‬واﺟــب ﻋﻠﻳﻧــﺎ ﻧﺟﻳﺑﻠــكِ◌‬ ‫أﻛﺛر ﻣﻧﻪ وﻻ ﻧﺄﺧذﻩ ﻣﻧكِ◌‪.‬‬ ‫ـ ﻳﺎ أﺑﻲ دي ﺣﺎﺟﺔ وﺗﻠك أﺧرى ‪ ...‬وﻻ ﺗﺣرﺟﻧـﻲ أرﺟـوك أﻧـﺎ‬ ‫أرﻳد أن أﻗدم ﺷﻳﺋﺎً ﻟﻠﻣﺳﻳﺢ وﻟﻳس ﻟك وأﻋﺗﻘـد ـ ﺳـﺎﻣﺣﻧﻲ ـ ﻟـو أن‬ ‫ـﻲ ﻧظ ـرة رﺟــﺎء‬ ‫اﻟﻣــﺳﻳﺢ ﻣوﺟــود ﻛــﺎن ﻗﺑﻠﻬــﺎ ﻣــن ﻳــدي‪ ،‬وﻧظــرت إﻟـ ﱠ‬ ‫أن أﺳﺗﺟب ﻟﻣطﻠﺑﻬﺎ‪...‬‬ ‫ﻻ زاﻝ ﺗرددي واﺿـﺣﺎً ٕوان ﻟـم أﻧطـق ﺑﻛﻠﻣـﺎت ﻗﻠﻳﻠـﺔ أو ﻛﺛﻳـرة‬ ‫‪ ...‬ﻓﺑﺎدرﺗﻧﻲ‪:‬‬ ‫ـ ﻳﺎ أﺑﻲ أﻧت ﺑﻬذا ﺗﺟرﺣﻧﻲ وﻛﺄن اﻟﻔﻘﻳر ﻟﻳس ﻟﻪ ﻧـﺻﻳﺑﺎً ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻌطــﺎء ‪ ...‬وﻗﺑــﻝ أن ﺗﻛﻣــﻝ ﺷــﻌرت ﺑﺗﺄﺛرﻫــﺎ اﻟﺑــﺎﻟﻎ ﻓﻔﺗﺣــت ﻳــدي‬ ‫ﻣﺗﻠﻘﻳﺎً ﻫـذﻩ اﻟﻘطﻌـﺔ اﻟﺛﻣﻳﻧـﺔ ﺟـداً ﻟـﻳس ﻓـﻲ ﻗﻳﻣﺗﻬـﺎ اﻟﻣﺎدﻳـﺔ‪ ،‬وﻟﻛـن‬ ‫ﻓﻳﻣﺎ ﺗﺣوﻳـﻪ وﺗﺣﻣﻠـﻪ ﻣـن ﺣـب‪ ،‬ﻟﻘـد ﻛـﺎن اﻻﺟﺗﻣـﺎع ﺑـﻪ أﻛﺛـر ﻣـن‬ ‫ﻣﺎﺋـ ــﺔ ﻓﺗـ ــﺎة ‪ ...‬وﻛﺎﻧـ ــت ﻫـ ــﻰ أﻓﻘـ ــرﻫم وﻟﻛـ ــن أﻣـ ــﺎم اﻟﻣـ ــﺳﻳﺢ ﻫـ ــﻰ‬ ‫أﻏﻧﺎﻫم‪.‬‬ ‫ﻗﺑﺿت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘطﻌﺔ ﺑﻳدي وأﻧـﺎ أردد داﺧﻠـﻲ ﺑﺑرﻛـﺔ ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﻔﺗــﺎة وﺑﺑرﻛــﺔ ذات اﻟﻔﻠــﺳﻳن‪ ،‬ﺳﻧﺣــﺻﻝ ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻷرض ﻣﻬﻣــﺎ‬ ‫ﻛ ــﺎن ﺛﻣﻧﻬ ــﺎ ‪ ...‬وﺗﻌﻠﱠﻣ ــت درﺳ ــﺎً ﻓ ــﻲ اﻟﻌط ــﺎء ‪ ...‬ﻟ ــن أﻧ ــﺳﺎﻩ ﻣـ ـﺎ‬ ‫ﺣﻳﻳت‪ ،‬وﻟﻛن اﻧظر ﻳﺎ ﺻدﻳﻘﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﻳﺢ وﻣﺎ ﻳرد ﺑﻪ‪...‬‬ ‫ﻓﻘد ﺗﺧرﺟت ﻫذﻩ اﻟﻔﺗﺎة وﻋﻣﻠت ﺑﺎﺟﺗﻬﺎد ‪ ...‬وﺗﻘدم ﻟﻬـﺎ ﺷـﺎب‬

‫ـ ‪ 11‬ـ‬


‫زﻣﻳــﻝ ﻟﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــﻝ وواﺟﻬﺗــﻪ ﺑﻛــﻝ ظروﻓﻬــﺎ ﺑﻣــﺎ ﻓﻳﻬــﺎ اﻟﺣﺟ ـرة‬ ‫اﻟواﺣــدة اﻟﺗــﻲ ﺗــﺳﻛﻧﻬﺎ ﻣــﻊ أﻫﻠﻬــﺎ وﻟﻛﻧــﻪ اﺣﺗرﻣﻬــﺎ وﻛﺎﻓﺄﻫﻣــﺎ اﻟﻠﱠــﻪ‬ ‫ﺑ ــﺷﻘﺔ ﺗﻛ ــﺎد ﺗﻛ ــون ﻗ ــﺻﺔ اﻟﺣ ــﺻوﻝ ﻋﻠﻳﻬ ــﺎ ﻣﻌﺟـ ـزة ﻓـ ـﻲ ﻋ ــﺎﻟم ﻻ‬ ‫ﻳﻌﺗرف إﻻ ﺑﺎﻷرﻗﺎم‪...‬‬ ‫ﻧﻌم ﻓﺈن ﻋﻣﻝ اﻟﻣﺣﺑﺔ ﻻ ﻳﺳﻘط أﺑداً أﻣﺎم ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ‪...‬‬ ‫وأﻣ ــﺎ أﻧ ــﺎ ﻓﻼزﻟ ــت أؤﻣ ــن أن ﻣ ــﺎ ﺻ ــﻧﻌﺗﻪ ﻫ ــذﻩ اﻟﻔﺗ ــﺎة اﻟرﻗﻳﻘ ــﺔ‬ ‫اﻟﺣــﺎﻝ‪ ،‬ﻛــﺎن أﻋظــم ﺗﻘدﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺛﻣــﺎﻧﻲ ﻣﻼﻳــﻳن ﺟﻧﻳﻬــﺎً ‪ !!..‬أﻟــم‬ ‫ﺗﻌط ﻛﻝ ﻣﺎ ﻣﻠﻛت ‪ ...‬ﻓﻣن ﻣﻧﺎ ﺻﻧﻊ ذﻟك؟!‬ ‫ﺛق ﻳﺎ أﺧﻲ ﻋن أﻗـﻝ ﺷـﻲء ﺗﻘدﻣـﻪ ﻟﻠﱠـﻪ ﻟـﻪ ﻗﻳﻣـﺔ ﻛﺑﻳـرة أﻣﺎﻣـﻪ‪،‬‬ ‫ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺿﻌﻔك أو ظروﻓـك اﻟـﺻﻌﺑﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﻠﱠـﻪ ﻳﻧظـر إﻟـﻰ ﻗﻠﺑـك‪،‬‬ ‫ﻓﺟﻬــدك اﻟﻘﻠﻳــﻝ وﻣﺣﺑﺗــك وﺣﻧﺎﻧــك وﺳــﻬرك ﻓــﻲ اﻟــﺻﻠوات ﻣﻬﻣــﺎ‬ ‫ﻛ ــﺎن ﺿ ــﺋﻳﻼً ﻓﻬ ــو ﻏ ــﺎﻟﻲ اﻟﻘﻳﻣ ــﺔ‪ .‬إن دﻣﻌ ــﺔ واﺣ ــدة ﻣ ــن ﻋﻳﻧﻳ ــك‬ ‫اﻟﺗــﺎﺋﺑﺗﻳن ﻳﺣﻔظﻬــﺎ اﻟﻠﱠــﻪ ﺑﻛــﻝ ﺗﻘــدﻳر ﻋﻧــدﻩ‪ ،‬ﻓــﻼ ﺗﺣﺗﻘــر ﻋطﺎﻳــﺎك‬ ‫اﻟﺻﻐﻳرة ﻷن إﻟﻬك أب ﺣﻧون ﻳﺣﺑك ﺟداً ﺑﻝ وﻳرﻓﻌك ﻓوق اﻟﻛـﻝ‬ ‫ﺑﺣﺳب ﻗﻠﺑك اﻟﻣﺣب‪.‬‬

‫ـ ‪ 12‬ـ‬


‫)‪ (2‬البد مـن دفـع المبلـغ ُكلـ ّه‬ ‫ازدﺣﻣـ ــت ﻛﻧﻳـ ــﺳﺔ ﻣـ ــﺎرﻣرﻗس ﺑﻣـ ــﺻر اﻟﺟدﻳـ ــدة ﺑﺎﻟﺧـ ــدﻣﺎت‪،‬‬ ‫ﺿــﺎق اﻟﻣﻛــﺎن ﺑﻬــﺎ‪ ،‬ﻓﻬــﻰ أﻗــدم ﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻓــﻲ ﻣــﺻر اﻟﺟدﻳــدة وﻟــم‬ ‫ـﺿف إﻟــﻰ ﻣــﺳﺎﺣﺗﻬﺎ أو ﻣﺑﺎﻧﻳﻬــﺎ ﺷــﻳﺋﺎً ﺟدﻳــداً ﻋﻠــﻰ ﻣ ـر اﻟــﺳﻧﻳن‬ ‫ُﻳـ َ ْ‬ ‫رﻏم ازدﻳﺎد اﻟﺧدﻣﺎت‪.‬‬ ‫ﺑدأ اﻟﺑﺣث ﻋن أرض ﻗرﻳﺑﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﺷراﺋﻬﺎ‪ ،‬وظﻝ ﻫـذا اﻟﺑﺣـث‬ ‫أﻛﺛ ــر ﻣ ــن ﺛﻼﺛ ــﻳن ﻋﺎﻣ ــﺎً وﻟ ــم ﺗﺗﻔ ــق اﻵراء وﺗ ــﺻﻝ إﻟ ــﻰ ﻧﺟ ــﺎح‪،‬‬ ‫وأﺧﻳ ـ ـ اًر ﺗﺟﻣﻌـ ــت آراء اﻟﻛﺛﻳ ـ ـرﻳن ﺣـ ــوﻝ ﻗطﻌـ ــﺔ أرض ﺗﺑﻌـ ــد ﻋـ ــن‬ ‫اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ أﻣﺗــﺎر ﻗﻠﻳﻠــﺔ‪ ،‬وواﻓــق ﻗداﺳــﺔ اﻟﺑﺎﺑــﺎ ﺷــﻧودﻩ اﻟﺛﺎﻟــث‪ ،‬وﻟﻛــن‬ ‫ﺻ ـ ــﻌوﺑﺔ اﻟﻣ ـ ــﺷﻛﻠﺔ ﻛﺎﻧ ـ ــت ﻓ ـ ــﻲ ارﺗﻔ ـ ــﺎع ﺛﻣ ـ ــن اﻷرض ﺑﻣﻧطﻘ ـ ــﺔ‬ ‫اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻓﻬـو ﻳﻘ ّـدر ﺑـﺎﻟﻣﻼﻳﻳن‪ ،‬وﺧزﻳﻧـﺔ اﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ ﻟـم ﻳﻛـن ﻓﻳﻬـﺎ إﻻ‬ ‫ﻣﻠﻳــون واﺣــد‪ .‬وﻟﻛــن اﻟﻠﱠــﻪ وﺿــﻊ ﺣﻣﺎﺳــﺎً ﻓــﻲ ﻗﻠــوب ﻛﻬﻧــﺔ وﺧــدام‬ ‫اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ وﺑدأ اﻟﺗﺷﺎور ﻣﻊ ﺻﺎﺣب اﻷرض‪ ،‬وﻛـﺎن ذﻟـك ﻓـﻲ ﻳـوم‬ ‫أﺣــد ﻋﻧــدﻣﺎ ﺣــﺿر ﻣﻧــدوب ﺻــﺎﺣب اﻷرض إﻟــﻰ ﻣﻛﺗــب ﻛــﺎﻫن‬ ‫ﻣن ﻛﻬﻧﺔ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺛـم اﺳـﺗدﻋﻰ ﻛﺎﻫﻧـﺎً آﺧـر ﻟﻳـﺷﺎرﻛﻪ ﻓـﻲ اﻟﻧﻘـﺎش‬ ‫ﻣــﻊ اﻟرﺟــﻝ اﻟــذي طﻠــب ﺗــﺳدﻳد ﺛﻣــن اﻷرض دﻓﻌــﺔ واﺣــدة وﻫــﻰ‬ ‫ﺛﻣﺎﻧﻳﺔ ﻣﻠﻳون ورﺑﻊ‪ ،‬ﻓـﺄظﻬر ﻟـﻪ اﻟﻛـﺎﻫن اﺳـﺗﺣﺎﻟﺔ ﻫـذا اﻷﻣـر أﻣـﺎ‬ ‫ـﻬر‪ .‬وﻋﻠـم اﻟﻛﻬﻧـﺔ أن‬ ‫ﻫو ﻓﺄﻗﺻﻰ ﻣدة أﻋطﺎﻫﺎ ﻟﻠﺗـﺳدﻳد ﻛﺎﻧـت ﺷ اً‬

‫ـ ‪ 13‬ـ‬


‫ﺷﺧـ ــﺻﺎً آﺧـ ــر ﻳرﻳـ ــد ﺷ ـ ـراءﻫﺎ وأﻣواﻟـ ــﻪ ﺟـ ــﺎﻫزة‪ .‬ودﺧـ ــﻝ اﻟﻛـ ــﺎﻫن‬ ‫ﻟﻳﺻﻠّﻲ اﻟﻘداس اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﺎرﻛـﺎً ﻣﻧـدوب ﺻـﺎﺣب اﻷرض ﻣـﻊ أﺑوﻧـﺎ‬ ‫وطﻠــب ﻣﻌوﻧــﺔ‬ ‫وﻟــم ﻳﻛــن أﻣﺎﻣــﻪ إﻻ وﺿــﻊ اﻷﻣــر ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــذﺑﺢ‪َ ،‬‬ ‫اﻟﻠﱠــﻪ وﺷ ــﻔﺎﻋﺔ ﻣ ــﺎرﻣرﻗس اﻟرﺳ ــوﻝ ﻷﻧﻬ ــﺎ ﻛﻧﻳ ــﺳﺗﻪ وﻫ ــو اﻟﻣ ــﺳﺋوﻝ‬ ‫ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺑﻌــد اﻟﻘــداس ﻣﺑﺎﺷـرة ﺣــﺿر اﻟﻛــﺎﻫن اﻟﻣــﺳﺋوﻝ ﻋــن اﻟﺗﻔــﺎوض‬ ‫ﻣــﻊ ﺻــﺎﺣب اﻷرض إﻟــﻰ اﻷب اﻟــذي ﺻــﻠﻰ اﻟﻘــداس وأﺧﺑـرﻩ أن‬ ‫اﻟﺗﻔــﺎﻫم اﺳــﺗﻣر ﺑــﺎﻟﺗﻠﻳﻔون ﻣـﻊ ﺻــﺎﺣب اﻷرض ﻓــﻲ أﻟﻣﺎﻧﻳــﺎ ﺣﺗــﻰ‬ ‫واﻓ ــق ﻋﻠـ ـﻰ ﺗﻘ ــﺳﻳط اﻟﻣﺑﻠ ــﻎ ﺑﻣﻌ ــدﻝ ﻣﻠﻳ ــون وﻧ ــﺻف ﻛ ــﻝ ﺛﻼﺛ ــﺔ‬ ‫أﺷﻬر‪.‬‬ ‫ﺑدأت اﻷزﻣـﺔ ﺗﻧﻔـرج وﻳـدﻓﻌﻧﺎ اﻟﻠﱠـﻪ ﻟﻣﺣﺎوﻟـﺔ ﺟﻣـﻊ اﻟﻣـﺎﻝ وﻟﻛـن‬ ‫ﻛﻳــف؟! واﻟﻛﻬﻧــﺔ واﻟﺧــدام ﻟــﻳس ﻟﻬــم ﺧﺑ ـرة ﻓــﻲ ﻫــذا‪ ،‬ﺑــﻝ ﻳﻐطــﻳﻬم‬ ‫اﻟﺧﺟ ــﻝ ﻋﻧ ــد طﻠ ــب اﻟﺗﺑرﻋ ــﺎت ﻣ ــن اﻟﻧ ــﺎس‪ .‬وﺑﻌ ــد دﻗﻳﻘ ــﺔ واﺣ ــدة‬ ‫ظﻬــر ﻛــﺎﻫن ﻣــن ﻛﻧﻳ ـﺳﺔ أﺧــرى ﻗــد أﺧﺑرﺗــﻪ ﺧﺎدﻣــﺔ ﻣــن اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻣﺷروع‪ ،‬وﺗﺣدث ﻣﻊ أﺣد رﺟﺎﻝ اﻷﻋﻣﺎﻝ اﻟـذي أظﻬـر ﺗرﺣﻳﺑـﻪ‬ ‫وﺑﺗدﺑﻳر ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﻛﺎن ﻣﻌﻪ ﺷﻳﻛﺎً ﻟﻣوﺿوع آﺧر ﻓﺄﻋطـﺎﻩ ﻟـﻪ وأﺣـﺿرﻩ‬ ‫وﻛــﺎن ﺑﻣﺑﻠــﻎ ‪ 60‬أﻟــف ﺟﻧﻳــﻪٍ◌ وﺷــﻌر اﻟﺟﻣﻳــﻊ أن اﻟﻠﱠــﻪ ﻳﻌــﺿدﻫم‬ ‫وﻳدﻓﻌﻬم ﻟﻠﻌﻣﻝ‪.‬‬ ‫وﺗﺣـ ﱠـرك اﻟﺣﻣــﺎس ﻓــﻲ ﻗﻠــوب اﻟﻛﻬﻧــﺔ واﻟﺧــدام وﺑــدأوا ﻳﺟﻣﻌــون‬

‫ـ ‪ 14‬ـ‬


‫اﻟﺗﻘـ ــدﻣﺎت اﻟـ ــﺻﻐﻳرة ﻓﺋـ ــﺔ اﻟﺧﻣـ ــس أو اﻟﻌـ ــﺷر ﺟﻧﻳﻬـ ــﺎت وأﺣﻳﺎﻧـ ــﺎً‬ ‫أﺟزاء ﻣن اﻟﺟﻧﻳﻪ‪ ،‬وﺑﻌض اﻟﻧﺎس ﻗـدﻣوا ﻣـﺻوﻏﺎﺗﻬم ﻣـن اﻟـذﻫب‬ ‫واﻟ ــﺑﻌض أﺧ ــذ دﻓ ــﺎﺗر ﻟﺟﻣ ــﻊ اﻟﺗﺑرﻋ ــﺎت وﺗﺣ ــرك اﻟﻛﻬﻧ ــﺔ واﻟﺧ ــدام‬ ‫ﻟﻠﺟﻣﻳﻊ ﻣن أﺻـﺣﺎب اﻷﻣـواﻝ‪ ،‬وأﺣﻳﺎﻧـﺎً ﻛﺛﻳـرة ﻛـﺎﻧوا ﻳﻌـودون ﻣـن‬ ‫ﺟوﻟ ـ ـ ــﺔ ﺑﻣﺑﻠ ـ ـ ــﻎ ﻣﺣ ـ ـ ــدود ﻣﺛ ـ ـ ــﻝ أﻟ ـ ـ ــف ﺟﻧﻳ ـ ـ ــﻪ أو أﻟﻔ ـ ـ ــﻳن‪ ،‬وﻟﻛ ـ ـ ــن‬ ‫ﻻ ﺗﻣــر ﺳــﺎﻋﺎت ﺣﺗــﻰ ﻧﻔﺎﺟــﺄ ﺑــﺷﺧص ﻳــﺄﺗﻲ ﺑﻧﻔــﺳﻪ ﻟﻠﺗﺑــرع ﺑﻣﺑﻠــﻎ‬ ‫ﻛﺑﻳر ﻣﺛﻝ ﺧﻣﺳﻳن أو ﻣﺎﺋﺔ أﻟف ﺟﻧﻳﻬﺎً‪.‬‬ ‫وﻋﻧ ــد اﻗﺗـ ـراب ﻣواﻋﻳ ــد اﻷﻗ ــﺳﺎط ﺗ ــﺿطر اﻟﻛﻧﻳ ــﺳﺔ ﻻﻗﺗـ ـراض‬ ‫ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻣواﻝ وﻛﺎن اﻟﺷﻌب ﻳﻘدم ﻣدﺧراﺗﻪ ﺣﺗـﻰ ﺗﻛﻣـﻝ اﻷﻗـﺳﺎط‪،‬‬ ‫اﺳـ ــﺗﻣرت ﺣﻣﻠـ ــﺔ اﻟﺗﺑرﻋـ ــﺎت ﺣﺗـ ــﻰ ُدﻓﻌـ ــت ﺟﻣﻳـ ــﻊ اﻷﻗـ ــﺳﺎط ﻓـ ــﻲ‬ ‫ﻣواﻋﻳدﻫﺎ ﺑﻧﻌﻣﺔ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ وﻣﺣﺑﺔ اﻟﺷﻌب ﻛﻠﻪ‪.‬‬ ‫إن ﻛ ــﺎن اﻷﻣ ــر ﻋظﻳﻣ ــﺎً أﻛﺑ ــر ﻣ ــن ﺗﻔﻛﻳ ــرك أو ﻗ ــدراﺗك ﻓ ــﻼ‬ ‫ﺗــﺿطرب ﻷن إﻟﻬــك ﻏﻧــﻲ وﻗــﺎدر ﻋﻠــﻰ ﻛــﻝ ﺷــﻲء وﻫــو ﻳﺣﺑــك‬ ‫وﻳ ــﺳﺗطﻳﻊ أن ﻳﻐﻳ ــر اﻟﻘﻠ ــوب ﻣ ــن أﺟ ــﻝ راﺣﺗ ــك وﻳ ــﺳﻧدك ﺑ ــﺷﻛﻝ‬ ‫إﻋﺟﺎزي وﻳﻌﻣـﻝ ﺑـﺿﻌﻔك أﻋﻣـﺎﻻً ﻋﺟﻳﺑـﺔ ﻟﻳﺗﻣﺟـد اﺳـﻣﻪ اﻟﻘـدوس‬ ‫وﺗﻘف ﻓرﺣﺎً ﺗﺳﺑﺢ اﺳﻣﻪ ﻛﻝ ﺣﻳن‪.‬‬

‫ـ ‪ 15‬ـ‬


‫)‪ (3‬المبلـغ المطـلـوب‬ ‫اﻟﻠﱠـ ــﻪ ﻳـ ــﺷﻌر ﺑـ ــﺄوﻻدﻩ وﻳـ ــﺳﻣﻊ طﻠﺑـ ــﺎﺗﻬم وﻫـ ــو اﻟﻣﺧﺗﻔـ ــﻲ وراء‬ ‫اﻷﺣـ ــداث وﻳـ ــﺳﺗﺧدم اﻟﺧـ ــدام ﻟﻳـ ــﺳد اﺣﺗﻳﺎﺟـ ــﺎت ﻛـ ــﻝ ﻣـ ــن ﻳطﻠﺑـ ــﻪ‬ ‫واﻟﻘﺻص ﻛﺛﻳرة ﺟداً ﻳﺻﻌب ﺣﺻرﻫﺎ‪ ،‬وﻧﻌطﻲ أﻣﺛﻠﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ ﻧﻔــد اﻟﻣــﺎﻝ ﺗﻣﺎﻣــﺎً ﻣــن اﻟﺑﻳــت واﻟــزوج ﻳؤﺟــﻝ ﻛــﻝ اﻟطﻠﺑــﺎت‬ ‫ﺣﺗﻰ ﻳرﺳﻝ ﱠ‬ ‫ﻣﺎﻻ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺳﺎء أﺣد اﻷﻳﺎم طﻠﺑت اﻟزوﺟﺔ أﻗـﻝ‬ ‫اﻟﻠﻪ ً‬ ‫ﺷــﻲء وﻫــو طﻌــﺎم اﻟﻌــﺷﺎء واﻹﻓطــﺎر وﻟﻛــن اﻋﺗــذر اﻟــزوج واﺷــﺗد‬ ‫اﻟﺧﻼف ﺑﻳﻧﻬﻣﺎ ﻓﺧرج ﻣن اﻟﻣﻧزﻝ ﻓﻲ ﺿﻳق ﺷدﻳد‪.‬‬ ‫ذﻫــب إﻟــﻰ اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ وﺻــﻠﻰ ووﺿــﻊ ﻛــﻝ ﺷــﻛواﻩ أﻣــﺎم اﻟﻠﱠــﻪ ﺛــم‬ ‫ﺧـ ــرج‪ ،‬وﻓﻳﻣـ ــﺎ ﻫـ ــو ﻳـ ــﺳﻳر ﻋﻠـ ــﻰ اﻟرﺻـ ــﻳف أﻣـ ــﺎم اﻟﻛﻧﻳـ ــﺳﺔ ﻗﺎﺑﻠـ ــﻪ‬ ‫ﺻــدﻳق ﻗــدﻳم وﺑﻌــد اﻟﺗﺣﻳــﺔ واﻟــﺳؤاﻝ ﻋﻧــﻪ‪ ،‬أﺧــرج اﻟــﺻدﻳق ﻣﺑﻠــﻎ‬ ‫ﻣﺎﺋﺔ ﺟﻧﻳﻪ وأﻋطﺎﻫﺎ ﻟﻠزوج اﻟﻣﺣﺗﺎج‪ .‬واﻧـدﻫش اﻷﺧﻳـر وﻗـﺎﻝ ﻟـﻪ‪:‬‬ ‫ﻣﺎ ﻫذا؟!‬ ‫ﻓﻘــﺎﻝ ﻟــﻪ‪ :‬ﻫــذا ﻫــو اﻟﻣﺑﻠــﻎ اﻟــذي اﻗﺗرﺿــﺗﻪ ﻣﻧــك واﺑﺣــث ﻋﻧــك‬ ‫ﻣﻧــذ ﻣــدة ﻷردﻩ ﻟــك‪ ،‬اﻟﺣﻣــد ﻟﻠﱠــﻪ إﻧــﻲ رأﻳﺗــك اﻟﻳــوم‪ .‬وأﺳــرع اﻟــزوج‬ ‫ﻓــﻲ طرﻳﻘــﻪ ﻓرﺣــﺎً ﻟــﻳس ﻓﻘــط أﻧــﻪ ﺳــﻳدﺑر اﺣﺗﻳﺎﺟــﺎت ﺑﻳﺗــﻪ وﻟﻛــن‬ ‫ﺷﻛ اًر وﺗﻬﻠﻳﻼً ﱠﻟﻠﻪ اﻟذي ﻳظﻬر ﻓﻲ آﺧر ﻟﺣظﺔ ﻣﺣﺑﺔ واﻓرة‪.‬‬

‫ـ ‪ 16‬ـ‬


‫‪2‬ـ ﻓــﻲ إﺣــدى اﻟﻣﻧــﺎطق اﻟــﺷﻌﺑﻳﺔ اﻟﻣﺣﻳطــﺔ ﺑﺎﻟﻘــﺎﻫرة ظﻬــرت‬ ‫اﻟﺣﺎﺟـ ــﺔ ﻟﺗﺟﻬﻳـ ــز ﺛـ ــﻼث ﺑﻧـ ــﺎت وﻛـ ــﺎن اﻟﻣﺑﻠـ ــﻎ اﻟﻣطﻠـ ــوب أﻟـ ــف‬ ‫وﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﺟﻧﻳﻪ‪ ،‬وﻓﺣص اﻟﺧﺎدم اﻟﻣـﺳﺋوﻝ اﻟﻣﺑـﺎﻟﻎ اﻟﺗـﻲ ﺳـﺗوزع‬ ‫ﻓﻠـ ــم ﻳـ ــﺳﺗطﻊ اﺳـ ــﺗﻘطﺎع ﺷـ ــﻲء ﻣﻧﻬـ ــﺎ ﺑـ ــﻝ ﻛﺎﻧـ ــت ﺑﺎﻟﻛـ ــﺎد ﺗﻛﻔـ ــﻲ‬ ‫اﻻﺣﺗﻳﺎﺟــﺎت اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ‪ .‬وأﺛﻧــﺎء اﻟــﺻﻠوات وﺣــزن اﻟﺧــدام ﻟﻌﺟــزﻫم‬ ‫ﻋــن اﻟﻣــﺳﺎﻋدة ﻓــﻲ ﺗﺟﻬﻳــز اﻟﺑﻧــﺎت‪ ،‬أﻗﺑــﻝ ﺧــﺎدم وﻣﻌــﻪ ﻣﺑﻠــﻎ ﻗــد‬ ‫وﺻــﻝ ﻣــن أﺣــد اﻷﺣﺑــﺎء ﺑﺎﻟﺧــﺎرج وﻗــدرة أﻟــف وﺧﻣــﺳﻣﺎﺋﺔ ﺟﻧﻳــﻪ‬ ‫وﻟﻛن اﻟﻣﺗﺑرع ﻳطﻠب أن ﻳوﺟﻪ ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻟﻠﻐـرض اﻟﻣﺣـدد اﻟـذي‬ ‫طﻠﺑــﻪ‪ .‬وﻋﻧــدﻣﺎ ﺳــﺄﻟﻪ اﻟﺧــﺎدم اﻟﻣــﺳﺋوﻝ ﻋــن ﻫــذا اﻟﻐــرض ﻗــﺎﻝ‪:‬‬ ‫ﺗﺟﻬﻳــز ﺑﻧــﺎت ﻣﺣﺗﺎﺟــﺎت‪ .‬ﻓﺎﺑﺗــﺳم اﻟﻛــﻝ ﻓرﺣــﺎً وﺷــﻛ اًر ﻟﻠﱠــﻪ اﻟﻣــدﺑر‬ ‫اﺣﺗﻳﺎﺟﺎت أوﻻدﻩ ﺑﻛﻝ دﻗﺔ‪.‬‬ ‫‪3‬ـ طﻠب اﻟرﺟﻝ ﻣن أﺣد ﻛﻬﻧﺔ اﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ ﻣﺑﻠﻐـﺎً ﻹﺟـراء ﻋﻣﻠﻳـﺔ‬ ‫ﺟراﺣﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟزوﺟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻳﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫن‬ ‫ﻗدﻣــﻪ ﻟﻠرﺟــﻝ وطﻠــب ﻣﻧــﻪ أن ﻳﺣــﺿر ﻓــﻲ‬ ‫ﻣﻌــﻪ إﻻ ﺟــزءاً ﺻــﻐﻳ اًر ّ‬ ‫اﻟﻳوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ﺑﻌد اﻟﻌﺷﻳﺔ و ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﺳﻳدﺑر ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺑﻠﻎ‪.‬‬ ‫وﻓــﻲ اﻟﻳــوم اﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓﻳﻣــﺎ ﻛــﺎن اﻟﻛــﺎﻫن ﺟﺎﻟــﺳﺎً ﺑﺟ ـوار اﻟﻬﻳﻛــﻝ‬ ‫ﻳﺄﺧذ ﺑﻌض اﻻﻋﺗراﻓﺎت رأى اﻟرﺟﻝ ﺑﺟوار اﻟﺑﺎب‪ ،‬ﻓﺗﺄﺛر اﻟﻛـﺎﻫن‬

‫ـ ‪ 17‬ـ‬


‫ﻷﻧﻪ ﻟم ﻳﻛن ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﻳﻛﻣﻝ ﺑﻪ اﺣﺗﻳﺎﺟﻪ ﺑﻝ وﺑـﺦ ﻧﻔـﺳﻪ‪ ،‬ﻛﻳـف ﻟـم‬ ‫ﻳــﺳﻊ ﻻﺳــﺗﻛﻣﺎﻝ اﻟﻣﺑﻠــﻎ وﻟﻛﻧــﻪ رﻓــﻊ ﻗﻠﺑــﻪ ﺑﺎﻟــﺻﻼة ﻟﻠﱠــﻪ وواﺻــﻝ‬ ‫ﺗﻠﻘــﻲ اﻻﻋﺗ ارﻓــﺎت وظــﻝ اﻟرﺟــﻝ واﻗﻔــﺎً ﻳﻧﺗظــر واﻟﻛــﺎﻫن ﻓــﻲ ﺣﻳ ـرة‬ ‫وﺣ ــرج وﺻ ــﻠوات ﻛﺛﻳـ ـرة‪ .‬وﺑﻌ ــد اﻧﺗﻬ ــﺎء اﻻﻋﺗ ارﻓ ــﺎت ﻗ ــﺎم اﻟﻛ ــﺎﻫن‬ ‫وﺗﺣرك اﻟرﺟـﻝ ﻣﻘـﺑﻼً ﻋﻠﻳـﻪ وﻟـﻳس ﻟﻠﻛـﺎﻫن ﺷـﻲء ﻳﻘوﻟـﻪ ﻟـﻪ وﻟﻛـن‬ ‫ﻗﺑــﻝ أن ﻳــﺻﻝ اﻟرﺟــﻝ إﻟــﻰ اﻟﻛــﺎﻫن أﺳــرع ﺷﺧــﺻﺎً آﺧــر وﻗـ ّـدم ﻟــﻪ‬ ‫ظرﻓﺎً ﻓﻳﻪ ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻗﺎﻝ‪ :‬وﺟﻬﻪ ﻳﺎ أﺑوﻧﺎ ﻷي اﺣﺗﻳﺎج‪.‬‬ ‫وﻋﻧ ــدﻣﺎ ﺳ ـ ّـﻠم أﺑوﻧـ ـﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟرﺟ ــﻝ اﻟﻣﺣﺗ ــﺎج أﻋط ــﺎﻩ اﻟظ ــرف‬ ‫واﻟﻌﺟﻳــب أﻧــﻪ ﻋﻧــدﻣﺎ ﻋـ ّـد ﻣــﺎ ﻓﻳــﻪ ﻓــوﺟﺊ اﻹﻧــﺳﺎن ﺑﺄﻧــﻪ ﺑﺎﻟــﺿﺑط‬ ‫اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣطﻠوب‪.‬‬

‫ـ ‪ 18‬ـ‬


‫)‪ (4‬مـا ھـذا لكـل ھـؤالء‬ ‫ﺗﻘﻳم ﻫذﻩ اﻟﺳﻳدة ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ وأوﻻدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫرة وﻟﻬم ﻋﻼﻗﺔ‬ ‫ﻗوﻳــﺔ ﺑﺎﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ٕواﻳﻣــﺎن ﺑﺎﻟﻠﱠــﻪ اﻟــذي ﻳﺣﻔــظ ﺣﻳــﺎﺗﻬم وﻳﺑــﺎرك ﺑﻳــﺗﻬم‬ ‫وﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ أﻋﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻬم‪ .‬وﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذﻩ‬ ‫اﻷﺳـ ـرة أﻗ ــﺎرب ﻛﺛﻳ ــرون ﻓ ــﻲ اﻟ ــﺻﻌﻳد وﺗﻣﻳ ــزت ﺑ ــﺎﻟﻛرم‪ ،‬ﻓﺎﻟﺑﻳ ــت‬ ‫ﻳﺳﺗــﺿﻳف اﻷﻗــﺎرب ﻋﻧــد ﺣــﺿورﻫم إﻟــﻰ اﻟﻘ ــﺎﻫرة‪ .‬وﻟﻛــن ﻫ ــؤﻻء‬ ‫اﻷﻗ ــﺎرب ﻳﺣ ــﺿرون ﻓﺟ ــﺄة ﻣ ــن ﺑﻼدﻫ ــم دون ﻋﻠ ــم ﺳ ــﺎﺑق ﻟﻬ ــذﻩ‬ ‫اﻷﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة اﻟﻛرﻳﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻳﺳﺑب أﺣﻳﺎﻧﺎً ﺑﻌض اﻟﺣرج ﻟﻌدم ﺗﺟﻬﻳز اﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺗﻬم‪ .‬وﻋﻠﻰ ﻗـدر‬ ‫ﺗﻣﻳز ﻫذﻩ اﻷﺳرة ﺑﻔﺿﻳﻠﺔ إﺿـﺎﻓﺔ اﻟﻐرﺑـﺎء ﺑـﺎرك اﻟﻠﱠـﻪ ﻓـﻲ ﺣﻳـﺎﺗﻬم‬ ‫وﺳﺎﻋدﻫم ﻓﻲ اﺳﺗﻘﺑﺎﻝ اﻷﺳر اﻟﺗﻲ ﺗزورﻫم‪.‬‬ ‫وﻓ ـ ــﻲ أﺣ ـ ــد اﻷﻳ ـ ــﺎم أﻋ ـ ــدت ﻫ ـ ــذﻩ اﻟ ـ ــﺳﻳدة اﻟطﻌ ـ ــﺎم ﻷﺳـ ـ ـرﺗﻬﺎ‬ ‫اﻟﺻﻐﻳرة‪ ،‬وﻗﺑﻝ ﻣﻳﻌﺎد اﻟﻐداء ﻓوﺟﺋت ﺑﺄﺳرة ﻛﺎﻣﻠـﺔ ﺗﺣـﺿر إﻟﻳﻬـﺎ‬ ‫ﻣ ــن اﻟ ــﺻﻌﻳد وﻟ ــم ﻳﻛ ــن ﻫﻧ ــﺎك وﻗ ــت ﻳﻛﻔ ــﻲ ﻹﻋ ــداد أي طﻌ ــﺎم‬ ‫إﺿــﺎﻓﻲ‪ .‬ﻓــدﺧﻠت ﻫــذﻩ اﻟــﺳﻳدة اﻟﻣؤﻣﻧــﺔ ﺑﺑرﻛــﺔ اﻟﻠﱠــﻪ ووﻗﻔــت ﻓــﻲ‬ ‫ﱠ‬ ‫وﺻﻠت ﻗﺎﺋﻠﺔ‪:‬‬ ‫اﻟﻣطﺑﺦ أﻣﺎم أواﻧﻲ اﻟطﻌﺎم‬ ‫"ﻳ ـ ـ ـ ــﺎرب أﻧ ـ ـ ـ ــت ﻫ ـ ـ ـ ــو ﻫ ـ ـ ـ ــو أﻣ ـ ـ ـ ــس واﻟﻳ ـ ـ ـ ــوم ٕواﻟ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷﺑ ـ ـ ـ ــد‪،‬‬

‫ـ ‪ 19‬ـ‬


‫ﻳـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﺑﺎرﻛـ ـ ـ ـ ــت اﻟـ ـ ـ ـ ــﺳﻣﻛﺗﻳن واﻟﺧﻣـ ـ ـ ـ ــس ﺧﺑ ـ ـ ـ ـ ـزات ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎرك‬ ‫ﻫــذا اﻟطﻌــﺎم اﻟﻘﻠﻳــﻝ ﻟﻳﻛﻔــﻲ ﻛــﻝ اﻟﻣوﺟــودﻳن ﻓــﻲ اﻟﺑﻳــت‪ .‬ورﺷــﻣت‬ ‫ﻋﻼﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺻﻠﻳب ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷواﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدأت‬ ‫ﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﺿﻊ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷطﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎق وﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ــدم ﻟﻠﺣﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻳن‪ ،‬واﻟﻐرﻳـ ـ ـ ـ ـ ــب‬ ‫أن اﻟﻛ ــﻝ أﻛ ــﻝ وﺷ ــﻛر اﻟﻠﱠ ــﻪ وﺷ ــﺑﻊ ﺑ ــﻝ وﻓ ــﺎض ﻋ ــﻧﻬم ﻓ ــﺷﻛرت‬ ‫اﻟﺳﻳدة ﻋﻣﻝ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺟﻳب اﻟذي أﻧﻘذﻫﺎ ﻣن ﺣرج ﺷدﻳد‪.‬‬ ‫وﻓﻳﻣ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ــﻰ ﺗ ـ ـ ــﺷﻛر اﻟﻠﱠ ـ ـ ــﻪ ﻓوﺟﺋ ـ ـ ــت ﺑﺄﺳـ ـ ـ ـرة ﺛﺎﻧﻳ ـ ـ ــﺔ ﺗ ـ ـ ــﺻﻝ‬ ‫ﻣـ ـ ـ ـ ــن اﻟـ ـ ـ ـ ــﺻﻌﻳد وﻧظـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻛـ ـ ـ ـ ــﻝ ﻳﺗﻌ ّﺟـ ـ ـ ـ ــب ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎذا ﺳـ ـ ـ ـ ــﻳﺣدث؟‬ ‫وﻣــﺎذا ﺳــﻳﺄﻛﻝ ﻫــؤﻻء اﻟــذﻳن وﺻــﻠوا ﺑﻌــد ﺳــﻔر طوﻳــﻝ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟﺳﻳدة اﻟﻣؤﻣﻧﺔ دﺧﻠت ﺑﻬدوء إﻟﻰ ﻣطﺑﺧﻬـﺎ ووﻗﻔـت أﻣـﺎم اﻷواﻧـﻲ‬ ‫وﺻـ ـ ّـﻠت ﺑﺈﻳﻣـ ــﺎن ﺻـ ــﻼﺗﻬﺎ اﻷوﻟـ ــﻰ طﺎﻟﺑـ ــﺔ ﺑرﻛـ ــﺔ اﻟﻠﱠـ ــﻪ ورﺷـ ــﻣت‬ ‫ﻋﻼﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺻﻠﻳب وﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدأت‬ ‫ﺗ ـ ـ ـ ــﺿﻊ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷطﺑ ـ ـ ـ ــﺎق وﻫﻧ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻌﺟﻳ ـ ـ ـ ــب أن اﻟطﻌ ـ ـ ـ ــﺎم ﻛ ـ ـ ـ ــﺎن‬ ‫ﻛﺎﻓﻳــﺎً وأﺧــذت اﻷﺳـرة اﻟﺟدﻳــدة طﻌﺎﻣﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺷــﻛر ﻟﻠﱠــﻪ واﻟﻛــﻝ ﻓــﻲ‬ ‫ﺗﻌﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب ﺑﺑرﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻠﱠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﻐﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﻻ ﻳزﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫ﻣﻌﻬﺎ ﺗﻌب‪.‬‬ ‫ﻟﻳﻛن ﻟك إﻳﻣﺎن أن ﻛﻝ ﺷﻲء ﻣـﺳﺗطﺎع ﻟﻠﻣـؤﻣن‪ .‬إن اﻹﻳﻣـﺎن‬

‫ـ ‪ 20‬ـ‬


‫ـﺳﻬﻝ ﻟــك اﻟــرب‬ ‫ﻋطﻳــﺔ ﺗﺣﻳــﺎ ﺑﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺣﻳﺎﺗــك اﻟﻌﻣﻠﻳــﺔ اﻟﻳوﻣﻳــﺔ ﻓﻳـ ّ‬ ‫ﺧطواﺗـك وﻳرﻓﻌـك ﻓــوق ﻛـﻝ ﺣــﺳﺎﺑﺎت اﻟﻌﻘـﻝ ﻓﺗﺣﻳــﺎ ﻣﻌﺟـزات ﻛــﻝ‬ ‫ﻳوم ﺗﺛق ﻓﻲ ﻳـد اﻟﻠﱠـﻪ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﻣـﻝ ﻓـﻲ اﻟﺣﺎﺿـر ﻛﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت ﺗﻌﻣـﻝ‬ ‫ـدﺑر ﻛــﻝ اﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺗــك‪ .‬ﺛــق ﻓــﻲ اﻟــﺻﻼة وﻋﻼﻣــﺔ‬ ‫ﻓــﻲ اﻟﻣﺎﺿــﻲ وﺗـ ّ‬ ‫اﻟــﺻﻠﻳب‪ ،‬ادﺧــﻝ ﻣﺧــدﻋك ﺿــﻊ ﻛــﻝ ﻣــﺷﺎﻛﻠك أﻣــﺎم اﻟﻠﱠــﻪ ﻣﻬﻣــﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺻﻌﺑﺔ‪.‬‬

‫ـ ‪ 21‬ـ‬


‫)‪ (5‬عايـزك في امتحاناتي‬ ‫‪1‬ـ ﻫذا طﺎﻟب ﻣن اﻟﻣﺗﻔوﻗﻳن وﻗـد دﺧـﻝ اﻣﺗﺣـﺎن اﻟـﺷﻔوي ﻓـﻲ‬ ‫إﺣدى اﻟﻛﻠﻳﺎت اﻟﻣرﻣوﻗﺔ وأﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧـﺔ اﻟﻣﻛوﻧـﺔ ﻣـن رﺋـﻳس اﻟﻘـﺳم‬ ‫واﺛﻧ ــﻳن ﻣ ــن اﻟﻣﻣﺗﺣﻧ ــﻳن اﻟﺧ ــﺎرﺟﻳﻳن‪ ،‬اﻧﻬﺎﻟ ــت اﻷﺳ ــﺋﻠﺔ اﻟ ــﺻﻌﺑﺔ‬ ‫ﻋﻠﻳ ــﻪ ﺧﺎﺻ ــﺔ ﻣ ــن رﺋ ــﻳس اﻟﻘ ــﺳم ﻓﺗ ــﺄﻟق ﻫ ــذا اﻟطﺎﻟ ــب ﺑﺈﺟﺎﺑ ــﺎت‬ ‫ﺻــﺣﻳﺣﺔ أﺛــﺎرت إﻋﺟــﺎب اﻟﻣﻣﺗﺣﻧ ــﻳن وﻟﻛــن ﻟﻸﺳــف ﻟ ــم ﺗظﻬ ــر‬ ‫ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻔرح ﻋﻠﻰ وﺟﻪ رﺋﻳس اﻟﻘﺳم ﻷﻧﻪ ﻳﻛﺗم ﻏﻳظﺎً ﺷدﻳداً ﻣـن‬ ‫ﺗﻔوق ﻫذا اﻟطﺎﻟب اﻟﻣﺳﻳﺣﻲ‪.‬‬ ‫ظﻬرت اﻟﻧﺗﻳﺟﺔ وأﺳـرع اﻟطﺎﻟـب اﻟـذي ﺗﻌ ّـود أن ﻳﻛـون ﻧﺟﺎﺣـﻪ‬ ‫داﺋﻣــﺎً ﺑﺎﻣﺗﻳــﺎز وﻳﻔﺎﺟــﺄ ﺑرﺳــوﺑﻪ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣــﺎدة ـ ﻛﺎﻧــت ﺻــدﻣﺔ‬ ‫ﺻ ــﻌﺑﺔ وﻟﻛ ــن اﻟﻠﱠ ــﻪ اﻟ ــذي ﻻ ﻳﺗ ــرك أوﻻدﻩ‪ ،‬دﺑ ــر أن واﺣ ــداً ﻣ ــن‬ ‫ﻣر ﻓﻲ ﻫـذا اﻟوﻗـت‪ ،‬ﻓـﺳﺄﻟﻪ‬ ‫اﻟﻣﻣﺗﺣﻧﻳن اﻟﺧﺎرﺟﻳﻳن اﻟذﻳن اﻣﺗﺣﻧوﻩ ّ‬ ‫ـﻧس ﺷ ــﻛﻠﻪ ﻟﺗﻣﻳـ ـزﻩ ﺑ ــﺎﻟﺗﻔوق اﻟواﺿ ــﺢ وﻟ ــم‬ ‫ﻋ ــن اﻟﻧﺗﻳﺟ ــﺔ إذ ﻟ ــم ﻳ ـ َ‬ ‫ﻳﻧﺗظر إﺟﺎﺑﺔ إذ ﻗﺎﻝ ﻟـﻪ‪ :‬طﺑﻌـﺎً اﻣﺗﻳـﺎز‪ ،‬وﻟـم ﻳـﺳﺗطﻊ اﻟطﺎﻟـب أن‬ ‫ﻳﻧطق ﺑﻛﻠﻣﺔ ﻟﻛﻧﻪ اﺳﺗﺄذن ﻫـذا اﻷﺳـﺗﺎذ أن ﻳﻧظـر ﺑﻧﻔـﺳﻪ اﻟﻧﺗﻳﺟـﺔ‬ ‫وﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ــت اﻟﻣﻔﺎﺟ ـ ـ ـ ــﺄة ﻟ ـ ـ ـ ــﻪ أن ﻳﺟ ـ ـ ـ ــدﻩ ارﺳ ـ ـ ـ ــﺑﺎً ﻓﺗﻌﺟ ـ ـ ـ ــب وﻗ ـ ـ ـ ــﺎﻝ‪:‬‬ ‫ﻻ ﻳﻣﻛ ــن ﻻﺑ ــد أن ﻫﻧ ــﺎك ﺧط ــﺄ ﻓ ــﻲ ﻧﻘ ــﻝ اﻟ ــدرﺟﺎت وأﺳ ــرع إﻟ ــﻰ‬ ‫ﺣﺟرة رﺋﻳس اﻟﻘﺳم ُﻟﻳﺻﺣﺢ ﻫذا اﻟﺧطـﺄ وﻛﺎﻧـت اﻟﻣﻔﺎﺟـﺄة اﻷﻛﺑـر‬

‫ـ ‪ 22‬ـ‬


‫أن رﺋــﻳس اﻟﻘــﺳم ﻟــﻳس ﻓﻘــط ﻳﻌﻠــم ﺑرﺳــوﺑﻪ ﺑــﻝ ﻳــﺻر ﻋﻠــﻰ ذﻟــك‬ ‫وﻋﻧــدﻣﺎ واﺟﻬــﻪ ﻫــذا اﻷﺳــﺗﺎذ اﻟﺧــﺎرﺟﻲ ﺑــﺄن اﻟﻧﺗﻳﺟــﺔ ﻏﻳــر ﻣﺗﻔﻘــﺔ‬ ‫ﻣــﻊ اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬واﻟطﺎﻟــب ﻣﺗﻔــوق ﺑطرﻳﻘــﺔ ﻻ ﻳﺧﺗﻠــف ﻋﻠﻳﻬــﺎ اﺛﻧ ـﺎن‪،‬‬ ‫أﺻـ ّـر رﺋــﻳس اﻟﻘــﺳم وﻗــﺎﻝ‪ :‬أﻧــﺎ اﻟﻣــﺳﺋوﻝ ﻋــن ﻫــذﻩ اﻟﻧﺗﻳﺟــﺔ‪ ،‬وﻟــن‬ ‫ﻳﻧﺟﺢ ﻫذا اﻟطﺎﻟب‪ ،‬رﻏم ﻧﺟﺎﺣﻪ ﺑﺎﻣﺗﻳﺎز ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣـواد وﺣـﺎوﻝ‬ ‫اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﺧﺎرﺟﻲ إﻗﻧﺎﻋﻪ وﻟم ﻳﻔﻠﺢ‪ ،‬وﻋﺎﺗﺑﻪ رﺋﻳس اﻟﻘﺳم ﻋن ﻛﻝ‬ ‫ﻫذا اﻟدﻓﺎع‪.‬‬ ‫ﻗــﺎﺋﻼً‪ :‬إﻧــﻪ ﻟــﻳس ﻗرﻳﺑــك وﻻ ﺗوﺟــد ﻣﻌرﻓــﺔ ﺳــﺎﺑﻘﺔ ﺑﻳﻧــك وﺑﻳﻧــﻪ‬ ‫ﻓﻠﻣﺎذا ﻛﻝ ﻫذا اﻟدﻓﺎع؟!‬ ‫وﺧــرج ﻫــذا اﻷﺳــﺗﺎذ اﻟﺧــﺎرﺟﻲ ﻏﻳــر اﻟﻣــﺳﻳﺣﻲ ﺑــﺿﻳق ﺷــدﻳد‬ ‫ﻣــن ﺣﺟ ـرة رﺋــﻳس اﻟﻘــﺳم وﺗوﺟــﻪ إﻟــﻰ ﺣﺟ ـرة اﻟﻌﻣﻳــد وأﺑﻠﻐــﻪ ﺑﻣــﺎ‬ ‫ﺟ ــرى‪ ،‬وﻳﺣ ــرك اﻟﻠﱠــﻪ ﻗﻠ ــب ﻋﻣﻳ ــد اﻟﻛﻠﻳ ــﺔ ﻓﺎﺗ ــﺻﻝ ﺑـ ـرﺋﻳس اﻟﻘ ــﺳم‬ ‫وأﻋﻠﻣ ــﻪ ﺑ ــﺿرورة ﻧﺟ ــﺎح ﻫ ــذا اﻟطﺎﻟ ــب ﺑ ــﻝ وأﺟﺑـ ـرﻩ ﻋﻠ ــﻰ ذﻟ ــك‪،‬‬ ‫وﺗﻐﻳرت اﻟﻧﺗﻳﺟﺔ وﻧﺟﺢ ﻫذا اﻟطﺎﻟب اﻟﻣﺗﻔوق‪.‬‬ ‫ﻫﻝ رأﻳت ﻣﻛﺎﻧﺗك اﻟﻌظﻳﻣﺔ ﻓـﻲ ﻗﻠـب اﻟﻠﱠـﻪ‪ ،‬إﻧـﻪ أﺑـوك اﻟﻣـداﻓﻊ‬ ‫ﻋﻧك ﻳﺣرك اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠـﻪ ﻟﻳـﺗﻣم راﺣﺗـك ﻣﻬﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت ﻗـوة اﻟﻣﻌﺎﻧـدﻳن‬ ‫واﻟظــﺎﻟﻣﻳن ﻓﻛــم ﺑــﺎﻷﺣرى ﻳــﺻد ﻋﻧــك ﻫﺟﻣــﺎت إﺑﻠــﻳس وﻳــﺳﺎﻋدك‬ ‫ﻓﻲ ﺟﻬﺎدك اﻟروﺣﻲ ﻟﺗﻧﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺧطﺎﻳﺎك وﺗﺳﻌد ﺑﻣﻠﻛوﺗﻪ‪.‬‬

‫ـ ‪ 23‬ـ‬


‫‪2‬ـ ﻛﺎﻧـت ﻫـذﻩ اﻟﺧﺎدﻣـﺔ ﺑﻛﻠﻳـﺔ اﻟـﺻﻳدﻟﺔ ﺗﺣـﺿر ﺧـدﻣﺗﻬﺎ ﻳـوم‬ ‫اﻟﺟﻣﻌﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎء اﺟﺗﻣﺎع اﻟﺧدﻣﺔ‪.‬‬ ‫وﻓــﻲ ﻧﻬﺎﻳــﺔ اﻟــﺳﻧﺔ‪ ،‬ﻛــﺎن اﻣﺗﺣــﺎن اﻟﻛﻳﻣﻳــﺎء اﻟﻌﻣﻠــﻲ اﻟــذي ﻟــم‬ ‫ﺗﺳﺗطﻊ أن ﺗﺟﻣﻊ ﻋﻳﻧـﺎت ﻣـن اﻟﻣـواد اﻟﺗـﻲ ﺳـﺗﺄﺗﻲ ﻓـﻲ اﻻﻣﺗﺣـﺎن‬ ‫وﻛﺎﻧت ﻣذاﻛرﺗﻬﺎ ﺿﻌﻳﻔﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﺗـﻲ اﻣﺗﺣﺎﻧﻬـﺎ ﻳـوم اﻟـﺳﺑت‬ ‫وﺳﺄﻟت ﻧﻔﺳﻬﺎ‪:‬‬ ‫@ ﻫﻝ أذﻫب ﻟﺧدﻣﺗﻲ واﺟﺗﻣﺎع اﻟﺧدﻣﺔ؟‬ ‫ـ وﻟﻛ ـ ــن اﻟوﻗ ـ ــت ﺿ ـ ــﻳق ﺟ ـ ــداً وﺑﺎﻟﻛ ـ ــﺎد أﺳ ـ ــﺗطﻳﻊ ﺗﺣ ـ ــﺻﻳﻝ‬ ‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ‪.‬‬ ‫@ ﻻ ‪ ...‬ﻟن أﺿﻳف إﻟﻰ ﺗﻘﺻﻳري ﻓﻲ اﻟﻣذاﻛرة ﺗﻘـﺻﻳ اًر ﻓـﻲ‬ ‫ﺣﻳﺎﺗﻲ اﻟروﺣﻳﺔ وﺧدﻣﺗﻲ‪.‬‬ ‫واﻧﺗـ ــﺻر أﺧﻳ ـ ـ اًر إﻳﻣﺎﻧﻬـ ــﺎ وذﻫﺑـ ــت إﻟـ ــﻰ ﺧـ ــدﻣﺗﻬﺎ واﺟﺗﻣﺎﻋﻬـ ــﺎ‬ ‫وﺣﺎوﻟت ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺑﺎﻗﻲ أﻗﺻﻰ ﺟﻬدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣذاﻛرة‪.‬‬ ‫ﻓ ــﻲ ﺻ ــﺑﺎح ﻳ ــوم اﻻﻣﺗﺣ ــﺎن وﻫ ــﻰ ﺗﻘـ ـ أر وﺗ ارﺟ ــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت‬ ‫وﺟرﺣــت رﺟﻠﻬــﺎ وزاد ارﺗﺑﺎﻛﻬــﺎ أن اﻟطﻠﺑــﺔ‬ ‫ﺳــﻘطت ﻋﻠــﻰ اﻷرض ُ‬ ‫اﻟﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﺟﻳن ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻻﻣﺗﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬ ‫ﻗﺑﻠﻬﺎ ﻳﺷﺗﻛون ﻣن ﺻﻌوﺑﺗﻪ وﻟم ﻳﻛن أﻣﺎﻣﻬﺎ إﻻ اﻟﺻﻼة‪.‬‬ ‫وداﺧ ـ ـ ـ ـ ــﻝ اﻻﻣﺗﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻓوﺟﺋ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺄن اﻟﺟ ـ ـ ـ ـ ــزء اﻟﻧظ ـ ـ ـ ـ ــري‬ ‫ﺳ ــﻬﻝ ﻓﺄﺟﺎﺑﺗ ــﻪ ﺑ ــﺳرﻋﺔ واﻷﻛﺛ ــر ﻏ ارﺑ ــﺔ أن اﻟﻣ ــﺎدﺗﻳن اﻟﻣطﻠ ــوب‬

‫ـ ‪ 24‬ـ‬


‫ﻓﺣـ ـ ــﺻﻬﻣﺎ ﻋرﻓﺗﻬﻣـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﺳﻬوﻟﺔ ﻣـ ـ ــن ﻣﻧظرﻫﻣـ ـ ــﺎ وﻻﺣظـ ـ ــت ﺑﻌـ ـ ــد‬ ‫اﻻﻣﺗﺣﺎن ورﻗﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻳـد اﻟﻌﻣﻳـد وﻗـد ﻧﺎﻟـت اﻟدرﺟـﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﻳـﺔ وﻋﻧـد‬ ‫ظﻬور اﻟﻧﺗﻳﺟﺔ ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ اﻣﺗﻳﺎز‪.‬‬ ‫وﻫﻛــذا ﺗﺛﺑــت ﻗﻠﺑﻬـﺎ ﻓــﻲ ﺗﻣــﺳﻛﻬﺎ ﺑﻛﻠﻣــﺔ اﻟﻠﱠــﻪ وﺧــدﻣﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻋﺎﻟﻣــﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺣﻘﻳﻘﺔ أن ﺑرﻛﺔ اﻟرب ﺗﻐﻧﻲ وﻻ ﻳزﻳد ﻣﻌﻬﺎ ﺗﻌﺑﺎً‪.‬‬

‫ـ ‪ 25‬ـ‬


‫)‪ (6‬لـن يضيـع مـنـك شـيـئـا ً‬ ‫‪1‬ـ ذﻫــب أﺣــد ﺷﻣﺎﻣــﺳﺔ ﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻣــﺎرﻣرﻗس ﺑﻣــﺻر اﻟﺟدﻳــدة‬ ‫ﻟﻳــﺻﻠﻲ ﻓــﻲ ﺷــﻬر ﻣــﺎﻳو ‪ 2002‬ﻓــﻲ ﻛﻧﻳــﺳﺔ اﻟﻣــﻼك ﺑــﺷﻳراﺗون‪.‬‬ ‫وﻋﻧد ﻧزوﻟـﻪ ﻣـن اﻟﻣﺗـرو ﺑـﺎﻟﻘرب ﻣـن ﻛﻧﻳـﺳﺔ اﻟﻣـﻼك وأﺛﻧـﺎء ﺳـﻳرﻩ‬ ‫ﻓــﻲ اﻟطرﻳــق ﻓــوﺟﺊ ﺑــﺳﻳﺎرة ﺗﻣــر ﺑﺟـوارﻩ وﺗــﺻدﻣﻪ ﺻــدﻣﺔ ﺧﻔﻳﻔــﺔ‬ ‫واﻷﻛﺛــر ﻣــن ﻫــذا أن اﻟﺗوﻧﻳــﺔ )ﻣﻼﺑــس ﺧدﻣــﺔ اﻟــﺷﻣﺎس ﺑﺎﻟﻬﻳﻛــﻝ(‬ ‫واﻟﺗﻲ ﻳﺣﻣﻠﻬﺎ داﺧﻝ ﺣﻘﻳﺑﺔ ﻣﻌﻠﻘـﺔ ﺑﻳـدﻩ ﻗـد طـﺎرت وﺗﻌﻠﻘـت ﺑﻣـرآة‬ ‫اﻟﺳﻳﺎرة اﻟﺟﺎﻧﺑﻳﺔ واﻧطﻠﻘت اﻟﺳﻳﺎرة ﻓﻲ طرﻳﻘﻬـﺎ‪ ،‬وﻋﻧـدﻣﺎ اﻧﺗﺑـﻪ ﻟﻣـﺎ‬ ‫ﺣدث وﺷﻌر ﺑﻔﻘدان ﺗوﻧﻳﺗﻪ أﺳـرع ﻳﺟـري ﻗـدر ﻣـﺎ ﻳـﺳﺗطﻳﻊ ﺧﻠـف‬ ‫اﻟ ــﺳﻳﺎرة اﻟﺗ ــﻲ واﺻ ــﻠت ﺳ ــﻳرﻫﺎ ﺑ ــﺳرﻋﺔ وﺗﺑﺎﻋ ــدت اﻟﻣ ــﺳﺎﻓﺔ ﺑﻳﻧ ــﻪ‬ ‫وﺑﻳﻧﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻓوﻗـ ــف ﺣزﻳﻧـ ــﺎً ورﻓـ ــﻊ ﻋﻳﻧﻳـ ــﻪ ﻧﺣـ ــو اﻟـ ــﺳﻣﺎء وﻋﺎﺗـ ــب اﻟﻣـ ــﻼك‬ ‫ﻣﻳﺧﺎﺋﻳﻝ وﻗﺎﻝ ﻟﻪ‪:‬‬ ‫ﻫﻝ ﺗرﺿﻰ ﺑﻬذا أن أﻓﻘد ﺗـوﻧﻳﺗﻲ وﺗـﺻدﻣﻧﻲ اﻟـﺳﻳﺎرة وأﻧـﺎ أود‬ ‫أن أﺻﻠﻲ ﻓـﻲ ﻛﻧﻳـﺳﺗك؟ وﻓﺟـﺄة ﺗوﻗﻔـت اﻟـﺳﻳﺎرة ﻣـن ﺑﻌﻳـد ﻓﺄﺳـرع‬ ‫اﻟ ــﺷﻣﺎس ﻧﺣوﻫ ــﺎ ﺣﺗ ــﻰ وﺻ ــﻝ إﻟﻳﻬ ــﺎ ﻓوﺟ ــد ﺳ ــﻳدة ﺗﻘ ــود اﻟ ــﺳﻳﺎرة‬

‫ـ ‪ 26‬ـ‬


‫وﺳﺄﻟﻬﺎ‪:‬‬ ‫@ أﻟم ﺗﺷﻌري أن ﺳﻳﺎرﺗك ﻗد ﺻدﻣﺗﻧﻲ وﻫﻰ ﺗﺳﻳر؟‬ ‫ﻓﺄﺟﺎﺑت‪ :‬ﻻ‪.‬‬ ‫@ ﺛم ﺳﺄﻟﻬﺎ‪ :‬أﻟم ِ‬ ‫ﺗر أن ﺣﻘﻳﺑﺗﻲ ﻗد ﺗﻌﻠﻘت ﺑﻣرآة ﺳﻳﺎرﺗك؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻟت‪ :‬ﻻ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ﺗوﻗﻔت ﺑﺳﻳﺎرﺗك اﻵن؟‬ ‫@ ﻓﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﺎﻧدﻫﺎش‪ :‬إذاً ﻟﻣﺎذا‬ ‫ـ ﻓﻘﺎﻟــت ﻟ ـﻪ‪ :‬ﻟﻘــد ﺳــﻣﻌت ﺻــوﺗﺎً داﺧــﻝ ﺳــﻳﺎرﺗﻲ ﻳﻘــوﻝ ﻟــﻲ‬ ‫أوﻗﻔ ــﻲ اﻟ ــﺳﻳﺎرة ﺣ ــﺎﻻً ﻷن ﻫﻧ ــﺎك ﺣﻘﻳﺑ ــﺔ ﻣﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﻣـ ـرآة ﺳ ــﻳﺎرﺗك‪،‬‬ ‫وﻋﻧــدﻣﺎ ﺗوﻗﻔــت ﻻﺣظــت أن ﺷﺧــﺻﺎً ﻳﺟــري ﻧﺣــو اﻟــﺳﻳﺎرة وأﺗﻳــت‬ ‫أﻧــت اﻵن‪ .‬وﺗﺄﺳــﻔت ﻟــﻪ ﻋﻣــﺎ ﺣــدث دون ﻗــﺻد ﻣﻧﻬــﺎ‪ .‬أﻣــﺎ ﻫــو‬ ‫ﻓﺄﺧــذ اﻟﺗوﻧﻳــﺔ وﺳــﺎر ﻧﺣــو اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻳــﺷﻛر اﻟﻠﱠــﻪ واﻟﻣــﻼك ﻣﻳﺧﺎﺋﻳــﻝ‬ ‫اﻟﺳرﻳﻊ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ‪.‬‬ ‫إن اﻟﻣﻼﺋﻛـ ــﺔ واﻟﻘدﻳـ ــﺳﻳن ﻳﻧـ ــﺻﺗون ﺑﺎﻫﺗﻣـ ــﺎم ﻟﻛـ ــﻝ ﺻـ ــﻠواﺗك‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﻧـت ﺗﻌـﺎﻧﻲ ﻣـن أي ﺿـﻳﻘﺔ‪ ،‬إن اﻟﻠﱠـﻪ وﻗدﻳـﺳﻳﻪ أﻗـرب‬ ‫إﻟﻳك أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﺗﺗﺻور‪ .‬ﻓﻠﻣﺎذا ﺗﻘف ﻛﺄﻧك وﺣﻳد وﻣﻌك ﻛـﻝ ﻫـذا‬ ‫اﻟﺟﻳش اﻟﺳﻣﺎﺋﻲ؟‬ ‫ﺗﺣدث ﻣﻌﻬم ﻛﻝ ﻳوم ﺗﺟدﻫم ﻓﻲ ﻣﻌوﻧﺗك ﻋﻧد ﻛﻝ اﺣﺗﻳﺎج‪.‬‬ ‫‪2‬ـ ﺗﺣـ ّـرك ﻓــوج ﻣــن اﻷﻟﻣــﺎن ﻟزﻳــﺎرة ﻣــﺻر وﻗــﺿوا ﻓﺗ ـرة ﻓــﻲ‬

‫ـ ‪ 27‬ـ‬


‫اﻟﻐردﻗــﺔ وﻛــﺎﻧوا ﻳــﺳﺗﻌدون ﺑﻌــد ﻫــذا ﻟزﻳــﺎرة دﻳــر اﻟﻘــدﻳس اﻟﻌظــﻳم‬ ‫اﻷﻧﺑــﺎ أﻧطوﻧﻳــوس‪ .‬واﻟــﺳﻳﺎح اﻷﺟﺎﻧــب ﻳﻬﺗﻣــون ﺑﻣﻌرﻓــﺔ ﺗﻔﺎﺻــﻳﻝ‬ ‫اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺳﻳزوروﻧﻬﺎ ﻓﻳﻘرأون ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺟﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﺳت إﺣـ ـ ـ ـ ـ ــدى اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻳدات اﻷﻟﻣﺎﻧﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﺗﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أر ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــن‬ ‫اﻟدﻳر وﺑﻌد ﻗراءة ﺳﻳرة اﻟﻘدﻳس ﻣرﻗس اﻷﻧطـوﻧﻲ أﻏﻠﻘـت اﻟﻛﺗـﺎب‬ ‫وﻗﺎﻣــت ﻣــﺳرﻋﺔ ﺣﺗــﻰ ﺗﻠﺣــق ﺑــﺎﻟﻔوج ﻟﻳﺗﺣرﻛ ـوا ﻓــﻲ ط ـرﻳﻘﻬم إﻟــﻰ‬ ‫اﻟــدﻳر وﻟﻛــن ﻓﻳﻣــﺎ ﻫــﻰ ﻣــﺳرﻋﺔ ﻟــم ﺗﺟــد ﻧظﺎرﺗﻬــﺎ‪ ،‬ﺑﺣﺛــت ﻋﻧﻬــﺎ‬ ‫ﺣوﻟﻬــﺎ وﻟﻸﺳ ــف ﺑ ــﺎءت ﻣﺣﺎوﻻﺗﻬ ــﺎ ﻛﻠﻬ ــﺎ ﺑﺎﻟﻔ ــﺷﻝ واﺿ ــطرت أن‬ ‫ﺗﺣــﺿر إﻟــﻰ اﻟﻔــوج وﻫــﻰ ﺣزﻳﻧــﺔ ﻟــﺿﻳﺎع اﻟﻧظــﺎرة وﻣــﺎ ﻳﻧــﺗﺞ ﻋــن‬ ‫ذﻟ ــك ﻣ ــن ﺗﻌطﻳﻠﻬ ــﺎ ﻋ ــن ﻗـ ـراءة وﻛﺗﺎﺑ ــﺔ اﻟﻛﺛﻳ ــر ﻣﻣ ــﺎ ﺗ ــودﻩ أﺛﻧ ــﺎء‬ ‫اﻟرﺣﻠﺔ‪.‬‬ ‫ﻋﻧ ــد وﺻ ــوﻝ اﻟﻔ ــوج إﻟ ــﻰ اﻟ ــدﻳر زاروا ﻛﻧﺎﺋ ــﺳﻪ ﻓﻛﺎﻧ ــت آﺧ ــر‬ ‫ﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻳزوروﻧﻬــﺎ ﻛﻧﻳــﺳﺔ اﻟﻘــدﻳس ﻣ ـرﻗس اﻷﻧطــوﻧﻲ وأﻗﺑــﻝ أﻓ ـراد‬ ‫اﻟﻔــوج ﺑﻌــد ﺳــﻣﺎﻋﻬم ﻟــﺷرح اﻷب اﻟ ارﻫــب ﻋــن ﺳــﻳرة ﻫــذا اﻟﻘــدﻳس‬ ‫ﺣﺗــﻰ ﻳﺗﺑــﺎرﻛوا ﻣــن ﺟــﺳدﻩ وﺗﻔﺎﺟــﺄ ﻫــذﻩ اﻟــﺳﻳدة ﺑوﺟــود ﻧظﺎرﺗﻬــﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺳد ﻓﻛﺎﻧت ﻓرﺣﺗﻬﺎ ﻟﻳـﺳت ﻓﻘـط ﺑﺎﺳـﺗﻌﺎدة ﻧظﺎرﺗﻬـﺎ وﻟﻛـن‬ ‫ﺑﺎﻷﺣرى ﺗﻌﻠـق ﻗﻠﺑﻬـﺎ ﺑﻬـذا اﻟﻘـدﻳس اﻟﺣﻧـون اﻟـذي اﻫـﺗم ﺑﺎﺣﺗﻳﺎﺟﻬـﺎ‬ ‫ﻓﺄﻋﺎد اﻟﻧظﺎرة إﻟﻳﻬﺎ‪.‬‬ ‫إن ﻣﺣﺑﺗـ ــك ﻟﻠﻘدﻳـ ــﺳﻳن ﺗﻔـ ــﺗﺢ ﻟـ ــك أﺑ ـ ـواب ﻣﺣﺑـ ــﺗﻬم اﻟﻔﺎﺋـ ــﺿﺔ‬

‫ـ ‪ 28‬ـ‬


‫ﻓﻳﺻﺎدﻗوﻧك وﻳﻬﺗﻣون ﺑك وﻳﺣﺎﺻـروﻧك ﺑﺣـﺑﻬم ﻟﻌﻠـك ﻣـن ﺧـﻼﻝ‬ ‫ﻫ ــذﻩ اﻟ ــﺻداﻗﺔ وﺳ ــدﻫم ﻻﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺗ ــك اﻟﻣﺎدﻳ ــﺔ ﻳرﺗﻔ ــﻊ ﻗﻠﺑ ــك إﻟ ــﻰ‬ ‫اﻟﺳﻣﺎء ﻓﺗﺷﺗﺎق إﻟﻳﻬﺎ وﺗﺳﺗﻌد ﻟﻬﺎ‪.‬‬

‫ـ ‪ 29‬ـ‬


‫)‪ (7‬مـين يوصلني؟‬ ‫ﻛﺎﻧــت ﻫــذﻩ اﻟــﺳﻳدة ﺗﺣﻛــﻲ ﻣــﻊ إﺣــدى ﺻــدﻳﻘﺎﺗﻬﺎ ﻋــن زﺣــﺎم‬ ‫اﻟﻣواﺻــﻼت ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻫرة وﺻــﻌوﺑﺔ اﻟﺣــﺻوﻝ ﻋﻠــﻰ ﺳــﻳﺎرة أﺟ ـرة‬ ‫)ﺗﺎﻛـ ــﺳﻲ( ﻓﻘـ ــد ﺗـ ــﺿطر ﻟﻠوﻗـ ــوف ﻓﺗ ـ ـرات طوﻳﻠـ ــﺔ ﺣﺗـ ــﻰ ﺗﺟـ ــدﻩ‪،‬‬ ‫ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ ﻟــﺑﻌض اﻟﻣــﺷﺎﻛﻝ اﻟﺗــﻲ ﻳﻣﻛــن أن ﺗﻘﺎﺑﻠﻬــﺎ ﻣــن ﻣﻌﺎﻣﻠــﺔ‬ ‫ﺳﺎﺋﻘﻲ ﺑﻌض اﻟﺗﺎﻛﺳﻳﺎت‪.‬‬ ‫ـﺷﻔﻊ ﺑﺎﻟ ــﺷﻬﻳد اﻟﻌظ ــﻳم ﻣ ــﺎرﺟرﺟس‬ ‫ﻓﺄرﺷ ــدﺗﻬﺎ ﺻ ــدﻳﻘﺗﻬﺎ أن ﺗﺗ ـ ّ‬ ‫ﻓﻳرﺳ ــﻼن ﻟﻬ ــﺎ اﻟﺗﺎﻛ ــﺳﻲ اﻟ ــذي‬ ‫واﻟﻘ ــدﻳس اﻷﻧﺑ ــﺎ ﻣوﺳ ــﻰ اﻷﺳ ــود ُ‬ ‫ﻳوﺻﻠﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻗﺑﻠ ــت ﻫ ــذﻩ اﻟ ــﺳﻳدة اﻹرﺷ ــﺎد ﺑﺈﻳﻣ ــﺎن وﻋﻧ ــدﻣﺎ اﺣﺗﺎﺟ ــت إﻟ ــﻰ‬ ‫اﻟﻘدﻳﺳﻳن ﻓﺄرﺳﻼﻩ إﻟﻳﻬﺎ وﺷﻛرﺗﻬﻣﺎ‪.‬‬ ‫ﺗﺎﻛﺳﻲ ﻳوﺻﻠﻬﺎ طﻠﺑت‬ ‫ْ‬ ‫وﺗﻛرر ﻫذا اﻷﻣر ﻣـ ارت ﻛﺛﻳـرة ﺑـﻝ ﺻـﺎرت ﻋـﺎدة روﺣﻳـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺗﻧﻘﻼﺗﻬــﺎ وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﺻــﺎرت ﺻــداﻗﺔ ﺑﻳﻧﻬــﺎ وﺑــﻳن ﻫــذﻳن اﻟﻘدﻳــﺳﻳن‬ ‫ﻓﻛﺎﻧﺎ ﻳراﻓﻘﺎﻧﻬﺎ ﺑﺷﻔﺎﻋﺗﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﻝ ﺗﻧﻘﻼﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣرات ﻧزﻟت ﻣن ﺑﻳت ﻓﻲ ﺷﺎرع ﺟـﺎﻧﺑﻲ وطﻠﺑـت‬ ‫ﻛﻌﺎدﺗﻬــﺎ ﻣــن اﻟﻠﱠــﻪ ﺑــﺷﻔﺎﻋﺔ ﻣــﺎرﺟرﺟس واﻷﻧﺑــﺎ ﻣوﺳــﻰ أن ﻳرﺳــﻼ‬ ‫إﻟﻳﻬﺎ ﺗﺎﻛﺳﻲ وﻟم ﺗﻣضِ◌ ﻟﺣظﺎت ﺣﺗﻰ وﺟدت ﺗﺎﻛﺳﻲ‪ ،‬أﺷـﺎرت‬ ‫ﻓوﻗف ورﻛﺑت وطﻠﺑت ﻣﻧﻪ ﺗوﺻﻳﻠﻬﺎ ﻟﻠﻣﻛﺎن اﻟﻣطﻠوب‪.‬‬

‫ـ ‪ 30‬ـ‬


‫وﺑﻌد رﻛوﺑﻬﺎ وﻗد ﺟﻠـﺳت ﻓـﻲ اﻟﻣﻘﻌـد اﻟﺧﻠﻔـﻲ ﻣـد اﻟـﺳﺎﺋق ﻳـدﻩ‬ ‫إﻟﻳﻬﺎ وﻓﻳﻬﺎ ﺻورة‪.‬‬ ‫وﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ‪ :‬اﺗﻔﺿﻠﻲ ﻣش أﻧت طﻠﺑﺗﻳﻪ؟ ﻓﺄﻣﺳﻛت ﺑﺎﻟﺻورة ٕواذ‬ ‫ﻫـ ــﻰ ﻟﻠﻘـ ــدﻳس اﻟﻌظـ ــﻳم اﻷﻧﺑـ ــﺎ ﻣوﺳـ ــﻰ اﻷﺳـ ــود‪ ،‬وﻛﺎﻧـ ــت ﻣﻔﺎﺟـ ــﺄة‬ ‫أذﻫﻠﺗﻬــﺎ ﺻــﻣﺗت ﻓــﻲ ﺗﻌﺟــب وﻫــﻰ ﺗﻧظــر إﻟــﻰ اﻟــﺻورة ﺛــم إﻟــﻰ‬ ‫اﻟﺳﺎﺋق‪ ،‬وأﻛﻣﻝ اﻟﺳﺎﺋق ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ‪:‬‬ ‫وﻣﻌــﻲ أﻳــﺿﺎً ﺻــورة اﻷﻣﻳــر ﺗــﺎدرس ﻫﻬﻧــﺎ أﻣــﺎﻣﻲ‪ ،‬وﻧظــرت‬ ‫اﻟﺳﻳدة ﻓرأت ﻓﺎرس ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺎن وﻟم ﺗﻛن ﺗرى اﻟـﺻورة ﺑﺎﻟﻛﺎﻣـﻝ‬ ‫إذ اﺧﺗﻔـ ــﻰ ﺟـ ــزء ﻣﻧﻬـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻛرﺳـ ــﻲ اﻟـ ــذي أﻣﺎﻣﻬـ ــﺎ ﻓظﻧﺗﻬـ ــﺎ ﺻـ ــورة‬ ‫ﻣﺎرﺟرﺟس وﻗﺎﻟت ﻟﻠﺳﺎﺋق‪ :‬ﻻ إﻧﻬﺎ ﺻورة ﻣﺎرﺟرﺟس‪.‬‬ ‫ﻓﻘــﺎﻝ ﻟﻬــﺎ‪ :‬ﻻ إﻧﻬــﺎ ﺻــورة اﻷﻣﻳــر ﺗــﺎدرس ‪...‬أﻧــﺎ ﻣــﺎرﺟرﺟس‪.‬‬ ‫ﻓظﻧــت اﻟــﺳﻳدة أن اﻟــﺳﺎﺋق ﻻ ﻳﺟﻳــد اﻟﺗﻌﺑﻳــر‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟــت ﻟــﻪ‪ :‬أظﻧــك‬ ‫ﺗﻘﺻد أﻧك اﻷﺳﺗﺎذ ﺟرﺟس‪.‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ‪ :‬ﻻ ﺑﻝ أﻧﺎ ﻣﺎرﺟرﺟس‪.‬‬ ‫ﻓﺻﻣﺗت اﻟﺳﻳدة ﻓﻲ ذﻫوﻝ ﻫﻝ ﻫذا ﺣﻘﻳﻘﻲ‪ ،‬أﻳﻣﻛن أن ﻳﻛون‬ ‫ﻫ ــذا ظﻬ ــور ﻟﻠﻘ ــدﻳس اﻟﻌظ ــﻳم ﻣ ــﺎرﺟرﺟس وﻟ ــم ﺗ ــﺳﺗطﻊ أن ﺗ ــرد‬ ‫ﺑﻛﻠﻣـ ــﺔ واﺣـ ــدة واﻟﺗﺎﻛـ ــﺳﻲ ﻳـ ــﺳﻳر ﻓـ ــﻲ طرﻳﻘـ ــﻪ‪ ،‬وﺗﻌﻠﻘـ ــت ﻋﻳﻧﺎﻫـ ــﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟــﺳﺎﺋق إﻧــﻪ ﺷــﺎب وﺷــﺎرﺑﻪ أﺳــود اﻟﻠــون‪ ،‬وﺷــﻌرﻩ أﺳــود وﻟﻛﻧﻬــﺎ‬ ‫ﻻﺣظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أن ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻩ‬

‫ـ ‪ 31‬ـ‬


‫ﻓﻳﻬ ــﺎ آﺛ ــﺎر ﺟ ــروح وﻓﻳﻣ ــﺎ ﻫ ــﻰ ﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﻧظر إﻟﻳ ــﻪ وﺟ ــدت أن‬ ‫اﻟﺗﺎﻛﺳﻲ ﻗد اﻣﺗﻸ ﺑراﺋﺣـﺔ ﺑﺧـور ﻓـزاد ﺧوﻓﻬـﺎ ورﻫﺑﺗﻬـﺎ وﻗطـﻊ ﻫـذا‬ ‫اﻟــﺳﺎﺋق اﻟــﺻﻣت ﺑﻘوﻟــﻪ ﻟﻬــﺎ‪ :‬إن ﻣﺣﺑــﺔ اﻟﻘدﻳــﺳﻳن ﺷــﻲء ﻋظــﻳم‬ ‫ﻳﻔرح ﻗﻠب ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ‪ ،‬ﻓﺗﻣﺳﻛﻲ ﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫ظﻠــت اﻟــﺳﻳدة ﺻــﺎﻣﺗﺔ ﻓــﻲ ﺣﻳ ـرة ﺗــﺳﺄﻝ ﻧﻔــﺳﻬﺎ‪ :‬ﻫــﻝ ﻫــذا ﻫــو‬ ‫ﻣــﺎرﺟرﺟس أم أﻧﻬــﺎ ﺗﺣﻠــم؟! ووﺻــﻝ اﻟﺗﺎﻛــﺳﻲ إﻟــﻰ اﻟﻣﻛــﺎن اﻟــذي‬ ‫ﺗطﻠﺑ ــﻪ ﻓﺄﺧرﺟ ــت ﻣ ــن ﺣﻘﻳﺑﺗﻬ ــﺎ اﻷﺟـ ـرة ودﻓﻌﺗﻬ ــﺎ ﻟﻠ ــﺳﺎﺋق وﻧزﻟ ــت‬ ‫وﺳــﺎر اﻟﺗﺎﻛــﺳﻲ ﻓــﻲ طرﻳﻘــﻪ ﺣﺗــﻰ اﺑﺗﻌــد ﻋــن ﻧﺎظرﻳﻬــﺎ وأﺳــرﻋت‬ ‫ﺗﺣﻛـﻲ ﻟزوﺟﻬــﺎ ﺛــم ﻹﺧوﺗﻬــﺎ وواﻟــدﻳﻬﺎ وﻷب اﻋﺗراﻓﻬــﺎ وﻫــﻰ ﺗــﺳﺄﻝ‬ ‫ﻫﻝ ﻳﻣﻛن أن ﻳظﻬر ﻣﺎرﺟرﺟس؟!‬ ‫اﻟﻠﱠــﻪ اﻟﺣﻧــون ﺳــﺎﻧد ﻫــذﻩ اﻟــﺳﻳدة ﻓﺎﺣﺗﻣﻠــت رؤﻳــﺔ اﻟﻘــدﻳس وﻓــﻲ‬ ‫ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺳﻣﺢ أن ﺗـدﻓﻊ اﻷﺟـرة ﺣﺗـﻰ ﻻ ﻳزﻳـد ارﺗﺑﺎﻛﻬـﺎ وﻟﻛﻧـﻪ‬ ‫أراد أن ﻳﻌﻠ ـ ــن اﻫﺗﻣ ـ ــﺎم وﻗ ـ ــرب اﻟﻘدﻳ ـ ــﺳﻳن ﻣﻧ ـ ــﺎ وﺷ ـ ــﻔﺎﻋﺗﻬم ﻓ ـ ــﻲ‬ ‫اﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺗﻧﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﺑدت ﺻﻐﻳرة‪.‬‬ ‫إن اﻟﻘدﻳﺳﻳن ﻳﺣﺑوﻧك وﻗرﻳﺑﻳن ﻣﻧك ﻣـﺳﺗﻌدﻳن ﻟﻣـﺳﺎﻋدﺗك إن‬ ‫ـﺳك ﺑﻬـ ــم ﻓﺛـ ــق أﻧﻬـ ــم ﻣﺗﻣـ ــﺳﻛﻳن ﺑـ ــك‬ ‫ﻛﻧـ ــت ﺗطﻠـ ــب ﺑﺈﻳﻣـ ــﺎن‪ ،‬ﺗﻣـ ـ ّ‬ ‫ﻳراﻓﻘوﻧ ــك ﻛ ــﻝ ﺧطواﺗ ــك ﺳـ ـواء ظﻬ ــروا أﻣﺎﻣ ــك ﻓ ــﻲ رؤى أو ﻟ ــم‬ ‫ﻳظﻬروا‪.‬‬ ‫إﻧﻬ ــم ﻳرﻳ ــدون ﺗ ــﺷﺟﻳﻌك ﻟﺗ ــﺻﻝ ﺑ ــﺳﻼم إﻟ ــﻰ ﻣﻛﺎﻧ ــك اﻟطﺑﻳﻌـ ـﻲ‬

‫ـ ‪ 32‬ـ‬


‫وﺗراﻓﻘﻬم ﻓﻲ اﻟﻌﻳﺷﺔ اﻟﺳﻣﺎﺋﻳﺔ وﺗﻔرح ﻣﻊ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ إﻟﻰ اﻷﺑد‪.‬‬

‫ـ ‪ 33‬ـ‬


‫)‪ (8‬قُبلـَة الـوداع‬ ‫ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺑط ـ ـ ـ ـ ـ ــرس ﺣﺎرﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎً ﻹﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى اﻟﻌﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرات‬ ‫ﺑﻣـﺻر اﻟﺟدﻳــدة وﻛــﺎن ﻳﻬــﺗم ﺑﺣــﺿور اﻟﻘــداس ﻛــﻝ ﻳــوم‪ ،‬ﻓﻳﻌــرف‬ ‫ﻣواﻋﻳد اﻟﻘداﺳﺎت اﻟﻣﺑﻛرة ﻓﻲ اﻟﻛﻧﺎﺋس اﻟﻣﺣﻳطﺔ ﺑﻣﻧزﻟـﻪ ﻟﻳﺣـﺿر‬ ‫ﻓﻳﻬﺎ وﻳﺗﻧﺎوﻝ ﻣـن اﻷﺳـرار اﻟﻣﻘدﺳـﺔ وﻳﻌـود ﻟﻳﻘـوم ﺑﻌﻣﻠـﻪ ﻛﺣـﺎرس‬ ‫ﻟﻠﻌﻣﺎرة وﻻ ﻳﺗﻌطّﻝ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻘداﺳﺎت إﻻ إذا أﻋﺎﻗﻪ ﻣـرض ﻷﻧـﻪ‬ ‫ﻛــﺎن ﻣــﺻﺎب ﺑﻣــرض ﺻــدري وﺿــﻳق ﻓــﻲ اﻟﺗــﻧﻔس وﻳﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ‬ ‫أﻛﺳﺟﻳن‪ ،‬وﻳﺿطر ﻟﻠـذﻫﺎب إﻟـﻰ اﻟﻣﺳﺗـﺷﻔﻰ إذا ازدادت اﻟﺣﺎﻟـﺔ‪.‬‬ ‫ﻛـ ــﺎن ﻣواظﺑـ ــﺎً ﻋﻠـ ــﻰ ﺳـ ــر اﻻﻋﺗ ـ ـراف ﻓـ ــﻲ ﺗـ ــدﻗﻳق وﺗوﺑـ ــﺔ ﻋﻣﻳﻘـ ــﺔ‬ ‫ﻟﻳﺣﺗﻔظ ﺑﻘﻠﺑﻪ ﻧﻘﻳﺎً داﺋﻣﺎً أﻣﺎم ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ‪.‬‬ ‫ٕواذا ازرﻩ أﺣ ــد اﻟﺧ ــدام أو دﺧ ــﻝ أﺣ ــد ﺳ ــﻛﺎن اﻟﻌﻣ ــﺎرة ﺣﺟرﺗ ــﻪ‬ ‫ﻳﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻫش ﻟﻛﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور اﻟﻘدﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻳن اﻟﻣﻌﻠﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬ ‫ﺑﻧظـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺟﻣﻳـ ـ ـ ـ ــﻝ إذ ﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻳﺣـ ـ ـ ـ ــﺑﻬم ﺟـ ـ ـ ـ ــداً‪ .‬وﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺣرﻳـ ـ ـ ـ ــﺻﺎً‬ ‫ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ زﻳـ ـ ـ ـ ــﺎرة اﻷدﻳ ـ ـ ـ ـ ـرة ﻓﻌﻧـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ ﻳﻌﻠـ ـ ـ ـ ــم ﻋـ ـ ـ ـ ــن رﺣﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ـ ـ ــدﻳر‬

‫ـ ‪ 34‬ـ‬


‫ﻳﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون أوﻝ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺷﺗرﻛﻳن وﻳﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻝ‪ :‬دي أﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺣﺎﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬ ‫اﻟواﺣ ـ ـ ـ ــد ﻳﻌﻣﻠﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ـ ــزور وﻳﺗﺑ ـ ـ ـ ــﺎرك ﻣ ـ ـ ـ ــن أﻣ ـ ـ ـ ــﺎﻛن اﻟﻘدﻳ ـ ـ ـ ــﺳﻳن‬ ‫ﻓﻲ اﻷدﻳرة‪.‬‬ ‫ﺗﻌرض ﻟﺗﺟرﺑﺔ ﺷـدﻳدة وﻫـﻰ أن أﺧﻳـﻪ وزوﺟﺗـﻪ وأوﻻدﻫﻣـﺎ‬ ‫وﻗد ّ‬ ‫اﻷرﺑﻌــﺔ ﻗــد أﺻــﻳﺑوا ﻓــﻲ ﺣــﺎدث اﻧﻔﺟــﺎر أﻧﺑوﺑــﺔ ﺑوﺗﺟــﺎز ودﺧﻠ ـوا‬ ‫اﻟﻣﺳﺗــﺷﻔﻰ واﻧﺗﻘــﻝ اﻟــﺳﺗﺔ ﺗﺑﺎﻋــﺎً ﺧــﻼﻝ ﺷــﻬرﻳن‪ ،‬أﻣــﺎ ﻋــم ﺑطــرس‬ ‫ﻓظ ــﻝ ﺛﺎﺑﺗ ــﺎً ﻓ ــﻲ إﻳﻣﺎﻧ ــﻪ وﻛ ــﺎن ﻳﻘ ــوﻝ‪ :‬ﻳ ــﺎ ﺑﺧ ــﺗﻬم ارﺣـ ـوا اﻟ ــﺳﻣﺎء‬ ‫ﻳﺎرﻳت ﻳﺎرب ﻧﺣﺻﻠﻬم وﻧﺑﻘﻰ ﻣﻌﺎﻫم‪.‬‬ ‫وﻓــﻲ أﺣــد اﻷﻳــﺎم ﻗــﺎم ﺑــﺎﻛ اًر ﻛﻌﺎدﺗــﻪ وذﻫــب ﻟﻳﺣــﺿر اﻟﻘــداس‬ ‫وﻟﻛــن ﺑﻌــد وﺻــوﻟﻪ إﻟــﻰ اﻟﻣﺣطــﺔ ﻋــﺎد إﻟــﻰ ﻣﻧزﻟــﻪ وأﻳﻘــظ أﺑﻧﺎﺋــﻪ‬ ‫ﻟﻳــذﻫﺑوا إﻟــﻰ أﻋﻣــﺎﻟﻬم وﻣدارﺳــﻬم ﺛــم ذﻫــب إﻟــﻰ ﻣﺣطــﺔ اﻟﻣﺗــرو‪،‬‬ ‫وﻟﻛــن ﻓــوﺟﺊ أﻓ ـراد أﺳ ـرﺗﻪ ﺑﻌودﺗــﻪ ﻟﻠﻣ ـرة اﻟﺛﺎﻟﺛــﺔ وزادت دﻫــﺷﺗﻬم‬ ‫ﻋﻧدﻣﺎ وﺟـدوﻩ ﻳﻘـﺑﻠﻬم واﺣـداً واﺣـداً ﺛـم ﻧـﺎم ﻋﻠـﻰ ﺳـرﻳرﻩ ﻓـﻲ ﻫـدوء‬ ‫وأﺳﻠم اﻟروح‪.‬‬ ‫ﻫذﻩ ﻫﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺑـرار اﻟـذﻳن ﺗﻣﺗّﻌـوا ﺑﺎﻟـﺳﻼم اﻟـداﺧﻠﻲ طـواﻝ‬ ‫ﺣﻳ ـ ــﺎﺗﻬم ﺑ ـ ــﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣ ـ ــﺳﻳﺢ ﻓ ـ ــﻳﻬم وﺗﻣ ـ ــﺗﻌﻬم ﺑﺄﺣ ـ ــﺿﺎن اﻟﻛﻧﻳ ـ ــﺳﺔ‬ ‫اﻟﻣرﻳﺣــﺔ واﻟﻣــﺷﺑﻌﺔ ﻳــﻧﻘﻠﻬم اﻟﻠﱠــﻪ ﻣــن ﻋﺎﻟﻣﻧــﺎ اﻟﻔــﺎﻧﻲ ﺑﻬــدوء وﺳــﻼم‬

‫ـ ‪ 35‬ـ‬


‫ﺑﻝ ﻳﻌ ﱠـدﻫم اﻟﻠﱠـﻪ ﻛـﻝ ﻳـوم ﻣـن ﺧـﻼﻝ اﺣﺗﻣـﺎﻝ اﻷﻣـراض وﺿـﻳﻘﺎت‬ ‫اﻟﺣﻳ ــﺎة وأﺣ ــداﺛﻬﺎ ﻓﺗﺗﻌﻠ ــق ﻗﻠ ــوﺑﻬم ﺑﺎﻟـ ـﺳﻣﺎء‪ ،‬ﺑ ــﻝ ﻣ ــن أﺟ ــﻝ ﺑ ــرﻫم‬ ‫ﻳــﺳﺗطﻳﻊ اﻟﻠﱠــﻪ أن ﻳﻛــﺷف ﻟﻬــم ﺳــﺎﻋﺔ اﻧﺗﻘــﺎﻟﻬم ﻟﻳﻧطﻠﻘ ـوا ﻓــﻲ ﻓــرح‬ ‫وﻗﻠوﺑﻬم ﻣﻣﻠوءة ﺣﺑﺎً ﻧﺣو اﻟﻛﻝ‪.‬‬ ‫إن ﻋ ــم ﺑط ــرس ﺻ ــورة ﺣﻳ ــﺔ ﻟﻺﻳﻣ ــﺎن اﻟﺑ ــﺳﻳط اﻟﻘ ــوي وﺣﻳ ــﺎة‬ ‫اﻟﻧﻘـ ــﺎوة واﻟﺗﻌﻠـ ــق ﺑﺎﻟﻛﻧﻳـ ــﺳﺔ وأﺳ ـ ـرارﻫﺎ‪ ،‬ﻧـ ــو اًر ﻳـ ــﺳطﻊ وﺳـ ــط ﻋـ ــﺎﻟم‬ ‫ﻣ ــﺿطرب ﻳﻧ ــﺎدي ﺗﻌ ــﺎﻟوا إﻟ ــﻰ أﺣ ــﺿﺎن اﻟﻛﻧﻳ ــﺳﺔ وﻓ ــﻲ أﺳـ ـرارﻫﺎ‬ ‫اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﺗﺟدوا راﺣﺔ ﻧﻔوﺳﻛم‪.‬‬

‫ـ ‪ 36‬ـ‬


‫)‪ (9‬كيرياليسون ‪ ...‬كيرياليسون‬ ‫ﻋﺎﺷـ ــت أم وﻟـ ــﻳم ﺑـ ــﺷﺑ ار ﺑﺟ ـ ـوار ﻛﻧﻳـ ــﺳﺔ اﻟﻣـ ــﻼك ﺑطوﺳـ ــون‬ ‫وﻛﺎﻧت ﺗواظب ﻋﻠـﻰ ﺣـﺿور اﻟﻘداﺳـﺎت ﻳوﻣﻳـﺎً ﺑﻬـﺎ‪ .‬ﻛﺎﻧـت ﺳـﻳدة‬ ‫ﻣﺳﻧﺔ ﺗﺣﻳﺎ ﺑﻘﻠﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ واﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ ﺗﺣﻳـﺎ ﻓﻳﻬـﺎ ﻓﻛـﺎن ﺗﻧﺎوﻟﻬـﺎ‬ ‫ﻛــﻝ ﻳــوم ﻣــن اﻷﺳـرار اﻟﻣﻘدﺳــﺔ ﻫــو ﻟــذة ﺣﻳﺎﺗﻬــﺎ‪ ،‬ﻋﺎﺷــت ﺑﺈﻳﻣــﺎن‬ ‫ﺑﺳﻳط وﺗﻣﺳك ﺷدﻳد ﱠ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻪ‪.‬‬ ‫اﻧﺗﻘﻠــت إﻟــﻰ ﺑﻳــت اﺑﻧﻬــﺎ ﺑــﺷﺎرع ﺟــﺳر اﻟــﺳوﻳس‪ ،‬ﻋﺎﺷــت ﻣﻌــﻪ‬ ‫وﺗﻣﺗﻌت ﺑﺣﺿور اﻟﻘداﺳـﺎت ﻛـﻝ ﻳـوم ﻓـﻲ ﻛﻧﻳـﺳﺔ اﻟـﺳﻳدة اﻟﻌـذراء‬ ‫ﺑﺎﻟزﻳﺗون‪.‬‬ ‫وﻓﻲ أﺣد اﻷﻳﺎم ﻓﻳﻣﺎ ﻫﻰ ذاﻫﺑﺔ ﻟﺣﺿور اﻟﻘـداس ﺑـﺎﻛ اًر وﻫـﻰ‬ ‫ﺗﺳﻳر ﺑﺑطء إذ ﺑﺳﻳﺎرة ﻧﻘﻝ ﺗرﺟـﻊ إﻟـﻰ اﻟﺧﻠـف ﺑـﺳرﻋﺔ‪ ...‬ﻓﺗـﺻدم‬ ‫اﻟ ــﺳت أم وﻟ ــﻳم ﻓﺗ ــﺳﻘط ﻋﻠ ــﻰ اﻷرض وﺗﻣ ــر ﻣ ــن ﻓوﻗﻬ ــﺎ ﻓﺄﺳ ــرع‬ ‫اﻟﻣِﺳﱠﻧﺔ ـ إن ﻟم ﺗزﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻳد اﻟﺣﻳـﺎة‬ ‫اﻟﻣﺎرة ﻹﺳﻌﺎف ﻫذﻩ اﻟﺳﻳدة ُ‬ ‫ـ وﻟﻛــن ﻳﻔﺎﺟــﺄ اﻟﺟﻣﻳــﻊ ﺑﺄﻧﻬــﺎ ﺗﻘــوم ﺳــﻠﻳﻣﺔ ﺗﻣﺎﻣــﺎً وﺗواﺻــﻝ ﺳــﻳرﻫﺎ‬ ‫إﻟﻰ ﻛﻧﻳﺳﺔ اﻟﻌذراء ﺑﺎﻟزﻳﺗون ﻟﺗﺣﺿر اﻟﻘداس وﻟم ﺗﻘﻝ ﻷﺣد ﻋﻣﺎ‬ ‫ﺣــدث إﻻ أن أﺣــد اﻟﺟﻳ ـران اﻟــذﻳن أروا ﻫــذا اﻟﺣــﺎدث ﺻــﻌد إﻟــﻰ‬ ‫ﺷﻘﺔ اﺑﻧﻬﺎ ﺑﻌد ﺳﺎﻋﺗﻳن ﻟﻳﺳﺄﻝ ﻋن ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ وﻟم ﻳﻛـن ﻳﻌـرف اﺑﻧﻬـﺎ‬

‫ـ ‪ 37‬ـ‬


‫ﺑﻣﺎ ﺣدث إﻻ ﻣن ﻫذا اﻟﺟﺎر ﺑﺳؤاﻟﻪ ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬ ‫إﻧﻬﺎ ﻗوة اﻟﻣﺳﻳﺢ اﻟﻌﺟﻳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻔظت اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻓﺗﻳـﺔ ﻓـﻲ أﺗـون‬ ‫اﻟﻧﺎر وداﻧﻳـﺎﻝ ﻓـﻲ ﺟـب اﻷﺳـود ﺗﺣﻔـظ أم وﻟـﻳم ﻣـن ﻣـوت ﻣﺣﻘـق‬ ‫ﻟﺗواﺻﻝ ﻣﺳﻳرة ﺣﻳﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺑﺔ إﻟﻬﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﻣــرت اﻷﻳــﺎم وﺳــﺎءت ﺣﺎﻟﺗﻬــﺎ اﻟــﺻﺣﻳﺔ ﻓرﻗــدت ﻓــﻲ اﻟﻔ ـراش‬ ‫وﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺷﺑﻪ ﻏﻳﺑوﺑﺔ وﻟﻛن ﻻﺣظ اﻟﻣﺣﻳطون ﺑﻬـﺎ أﻣـ اًر ﻋﺟﻳﺑـﺎً‬ ‫إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺗردد ﻛﻠﻣﺔ واﺣدة ﺗﻛررﻫﺎ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم ﻣن ﻛـﻝ ﻗﻠﺑﻬـﺎ وﻫـﻰ‬ ‫ﻛﻳرﻳﺎﻟﻳ ــﺳون ‪ ...‬ﻛﻳرﻳﺎﻟﻳ ــﺳون وﻫ ــﻰ ﻛﻠﻣ ــﺔ ﻗﺑطﻳ ــﺔ ﻣﻌﻧﺎﻫ ــﺎ ﻳ ــﺎرب‬ ‫ارﺣــم‪ .‬وﻛﺎﻧــت ﺗﺣــرك ﻳــدﻫﺎ ﻣــﻊ ﻫــذﻩ اﻟﻛﻠﻣــﺎت ﺑﻌﻼﻣــﺔ اﻟــﺻﻠﻳب‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺟﺳدﻫﺎ اﻟﺿﻌﻳف اﻟراﻗد ﻓﻲ اﻟﻔراش‪.‬‬ ‫إن ﻋﻘﻠﻬﺎ اﻟﺑﺎطن ﻟم ﻳﺧﺗزن إﻻ ﻛﻠﻣﺎت اﻟﺻﻼة اﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷﺗﻬﺎ‬ ‫ط ـواﻝ ﺣﻳﺎﺗﻬــﺎ ﻓﺧرﺟــت ﻋﻠــﻰ ﻟــﺳﺎﻧﻬﺎ وﻫــﻰ ﻓــﻲ اﻟﻐﻳﺑوﺑــﺔ وﻋﻧــدﻣﺎ‬ ‫زارﻫﺎ اﺑﻧﻬﺎ اﻷﺳﻘف وﻫﻰ ﻋﻠﻰ ﺳرﻳر اﻟﻣـرض ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﻳـﺔ ﺣﻳﺎﺗﻬـﺎ‬ ‫وﺟﻪ ﻟﻬﺎ ﺳؤاﻻً واﺿﺣﺎً وواﺛق‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﻌد ار ﺟﺎت ﻟك ﻳﺎ أﻣﻲ؟‬ ‫ﻫ ـ ـ ـ ـ ــذﻩ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘداﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــوة وروﺣﺎﻧﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ٕواﻳﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬ ‫ﻻ ﻳﺗزﻋــزع‪ ...‬ﻫــذا ﻫــو اﻟﻘﻠــب اﻟــذي ﺗﻌــود اﻟــﺻﻼة ﻓﺣﻔظﺗــﻪ ﻓــﻲ‬ ‫ﻣﺳﻳرة ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم ورﻓﻌﺗﻪ إﻟﻰ اﻟـﺳﻣﺎء ﻟﻳواﺻـﻝ اﻟﺗﻬﻠﻳـﻝ واﻟﺗـﺳﺑﻳﺢ‬ ‫إﻟﻰ اﻷﺑد ﻣﻠﺗﺣﻣﺎً ﻣﻊ ﺻﻠوات ﻛﻝ اﻟﺳﻣﺎﺋﻳﻳن‪.‬‬

‫ـ ‪ 38‬ـ‬


‫ـ ‪ 39‬ـ‬


‫)‪ (10‬حريـص جـداً‬ ‫‪1‬ـ ﺗرﺑــﻰ ﻫــذا اﻟــﺷﻣﺎس ﻓــﻲ ﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻣــﺎرﻣرﻗس وﺻــﺎر رﺋﻳــﺳﺎً‬ ‫ﻟﻠﺷﻣﺎﻣﺳﺔ ﺑﻬﺎ وﺗﻌﻠق ﺑﺧدﻣﺔ اﻟﻬﻳﻛﻝ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘداس اﻷوﻝ ﻳـوم‬ ‫اﻷﺣـ ــد وﻛـ ــﺎن ﻣـ ــن أواﺋـ ــﻝ اﻟﺣﺎﺿ ـ ـرﻳن ﻟﻳﺟﻬـ ــز ﻛـ ــﻝ ﺷـ ــﻲء ﻗﺑـ ــﻝ‬ ‫ﺣﺿور اﻟﻛﺎﻫن‪.‬‬ ‫ﻣ ـ ّـرت اﻟ ــﺳﻧوات ﺗ ــزوج ﻓﻳﻬ ــﺎ أوﻻدﻩ ﺛ ــم اﻧﺗﻘﻠ ــت ﺷـ ـرﻳﻛﺔ ﺣﻳﺎﺗ ــﻪ‬ ‫وﻋــﺎش اﻟﻣﻬﻧــدس ﻓــﺎﻳز رﻳــﺎض‪ ،‬ﻓــﻲ اﻟــدور اﻷرﺿــﻲ ﻣــن اﻟﭬــﻳﻼ‬ ‫اﻟﺗــﻲ ﻳﻣﺗﻠﻛﻬــﺎ وﻫــﻰ ﻣﻼﺻــﻘﺔ ﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻣــﺎرﻣرﻗس ﺑﻣــﺻر اﻟﺟدﻳــدة‬ ‫وﻟﻛﻧﻪ ظﻝ ﺣرﻳﺻﺎً ﻋﻠـﻰ ﺧدﻣـﺔ اﻟﻘداﺳـﺎت واﻟﺗﻧـﺎوﻝ ﻣـن اﻷﺳـرار‬ ‫اﻟﻣﻘدﺳﺔ رﻏم ﺗﻘدﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﺳن‪.‬‬ ‫وﻓــﻲ ﺻــﺑﺎح أﺣــد أﻳــﺎم اﻵﺣــﺎد اﺳــﺗﻳﻘظ ﻛﻌﺎدﺗــﻪ ﻣﺑﻛـ اًر واﺳــﺗﻌد‬ ‫ﻟﻠذﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﻘداس وﻓﻳﻣﺎ ﻫو ﻳرﺗدي ﻣﻼﺑﺳﻪ ﺷﻌر ﺑﺄﻟم ﻣﻔـﺎﺟﺊ‬ ‫ﻓﻲ رأﺳﻪ وﻟﻛﻧـﻪ أﻫﻣﻠـﻪ ﺣﺗـﻰ ﻻ ﻳﺗـﺄﺧر ﻋـن ﻣﻳﻌـﺎد اﻟﻘـداس وﺑﻌـد‬ ‫ذﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌر أﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى ﺟﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداً‬ ‫ﻣﺎ ﺣوﻟﻪ وﻣﻊ ﻫذا ﻟم ﻳﺗﻌطﻝ ﻋن اﻹﺳراع ﻟﻳﻠﺣق ﺑﻣﻳﻌﺎدﻩ‪.‬‬

‫ـ ‪ 40‬ـ‬


‫ﺗﺣرك ﻣن ﺣﺟرﺗﻪ إﻟـﻰ اﻟـﺻﺎﻟﺔ وﺧـرج ﻣـن ﺑـﺎب اﻟـﺷﻘﺔ وﻧـزﻝ‬ ‫ّ‬ ‫ﺑــﺿﻌﺔ ﺳــﻼﻟم وﺳــﺎر ﺣﺗــﻰ ﺑــﺎب اﻟﭬــﻳﻼ اﻟﺧــﺎرﺟﻲ وﻟﻛــن ﻋﻧــدﻣﺎ‬ ‫ﺧ ــرج إﻟ ــﻰ اﻟ ــﺷﺎرع ﻻﺣ ــظ أﻧ ــﻪ ﻏﻳ ــر ﻗ ــﺎدر ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــذﻫﺎب إﻟ ــﻰ‬ ‫اﻟﻛﻧﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺔ ﻷﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى‬ ‫ﺷ ـ ـ ـ ــﻳﺋﺎً ﻓﺎﺿ ـ ـ ـ ــطر إﻟ ـ ـ ـ ــﻰ أن ﻳﻧ ـ ـ ـ ــﺎدي ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣﻛ ـ ـ ـ ــوﺟﻲ اﻟ ـ ـ ـ ــذي‬ ‫ﻣﺣﻠــﻪ أﻣــﺎم اﻟﭬــﻳﻼ ﻓﺄﺳــرع إﻟﻳــﻪ وأﺧــذ ﺑﻳــدﻩ ووﺻــﻠﻪ إﻟــﻰ اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ‬ ‫ودﺧ ــﻝ إﻟﻳﻬ ــﺎ ﻷﻧ ــﻪ ﻳﺣﻔ ــظ ﻛ ــﻝ ﺷ ــﺑر ﻓﻳﻬ ــﺎ ووﻗ ــف أﻣ ــﺎم اﻟﻬﻳﻛ ــﻝ‬ ‫واﻋﺗ ــذر ﻷﺑﻧﺎﺋ ــﻪ اﻟﺷﻣﺎﻣ ــﺳﺔ ﻋ ــن اﻟﺧدﻣ ــﺔ ﺑ ــﺳﺑب ﺑﻌ ــض اﻟﺗﻌ ــب‬ ‫وﺑﻌد اﻟﻘداس أﺧﺑرﻫم ﺑﻣﺎ ﺣدث وأﻧـﻪ ﻻ ﻳـرى ﺷـﻳﺋﺎً ﻓﺗﻌﺟـب اﻟﻛـﻝ‬ ‫ﻣن ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﺻﻼة واﻟﻘداس واﻟﺗﻧﺎوﻝ ﺣﺗﻰ ﻳﻧﺳﻰ ﻛﻝ ﻫذﻩ اﻵﻻم‬ ‫اﻟﺧطﻳرة‪.‬‬ ‫أﺳرﻋوا ﺑـﻪ ﺑﻌـد ذﻟـك إﻟـﻰ اﻟطﺑﻳـب اﻟـذي ﻗـرر أﻧـﻪ ﻗـد أﺻـﻳب‬ ‫ﺑﺟﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺦ أﻓﻘدﺗﻪ ﻧظرﻩ وﻟﻛن ﻣﻊ اﻟﻌﻼج ﺑدأ ﻳﺳﺗﻌﻳد ﻧظـرﻩ‬ ‫ﺗدرﻳﺟﻳﺎً وﻳﻌود ﺑﻌد ﻓﺗرة ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺧدﻣﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻬﻳﻛﻝ اﻟﺗـﻲ أﺣﺑﻬـﺎ‬ ‫ﻣن ﻛﻝ ﻗﻠﺑﻪ‪.‬‬ ‫إن ﺗﻌﻠــق ﻗﻠﺑــك ﺑﻣﺣﺑــﺔ اﻟﻠﱠــﻪ ﻓــﺳﺗرﺗﻔﻊ ﻓــوق اﻵﻻم واﻟظــروف‬ ‫اﻟﻣﻌﺎﻛــﺳﺔ وﻛــﻝ ﻣﻌطــﻝ ﺣﺗــﻰ ﺗﻛــﺎد ﻻ ﺗــﺷﻌر ﺑــﻪ وﺗﺣﺗﻣﻠــﻪ ﺑــﺷﻛر‬ ‫وﺣﻳﻧﺋذٍ◌ ﺳﺗﻧﺎﻝ ﻣﻌوﻧﺔ إﻟﻬﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﺑﻘوة اﻟـروح اﻟﻘـدس اﻟـذي ﺳـﻧد‬ ‫اﻟـ ــﺷﻬداء أﺛﻧـ ــﺎء ﻋـ ــذاﺑﺎﺗﻬم وآﺑـ ــﺎء اﻟﺑرﻳـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﺟﻬـ ــﺎدﻫم واﻟرﺳـ ــﻝ‬

‫ـ ‪ 41‬ـ‬


‫واﻟﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدام ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫أﺗﻌﺎﺑﻬم‪.‬‬ ‫‪2‬ـ ﻛ ــﺎن رﺟ ــﻼً ُﻣـ ـﺳﻧﺎً ﺿـ ـﻌﻳف اﻟﺟ ــﺳد ﻳﻣ ــﺷﻲ ﺑ ــﺑطء ﺷ ــدﻳد‬ ‫وﻟﻛﻧﻪ ﻛـﺎن ﺣرﻳـﺻﺎً ﻋﻠـﻰ ﺣـﺿور اﻟﻘداﺳـﺎت وﻣـن ﻓـرط ﺗﻌﺑـﻪ ﻟـم‬ ‫ﻳﻛن ﻗﺎد اًر ﻋﻠﻰ اﻟـﺻﻌود إﻟـﻰ اﻟﻬﻳﻛـﻝ ﻟﻠﺗﻧـﺎوﻝ ﻓﻛـﺎن اﻟﻛـﺎﻫن ﺑﻌـد‬ ‫ﻣﻧﺎوﻟﺔ اﻟﺷﻌب ﻳﻧزﻝ إﻟﻳﻪ ﻟﻳﻧﺎوﻟﻪ‪.‬‬ ‫ﺗﻛــرر ﻫــذا اﻟﻣﻧظــر اﻟــذي ﻳظﻬــر ﻓﻳــﻪ ﻣﺣﺑــﺔ ﻋــم ﻓرﻳــد ﺑــﺷﺎي‬ ‫ﻟﻠﻛﻧﻳ ــﺳﺔ وﺣرﺻ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻧ ــﺎوﻝ ﻣ ــن اﻷﺳـ ـرار اﻟﻣﻘدﺳـ ـﺔ وﻛ ــﺎن‬ ‫اﻟﺗﺳﺎؤﻝ ﻓـﻲ ذﻫـن اﻟﻛﻬﻧـﺔ‪ ،‬أﻟـﻳس ﻫـذا أﺣـق ﻣـن ﻏﻳـرﻩ أن ﻳـذﻫب‬ ‫إﻟﻳــﻪ اﻟﻛــﺎﻫن ﻟﻳﻧﺎوﻟ ــﻪ ﻓــﻲ ﺑﻳﺗــﻪ؟! وﻟﻛﻧ ــﻪ ﻛــﺎن ﻣﺗﻣــﺳﻛﺎً أن ﻳ ــﺄﺗﻲ‬ ‫ﺑﻧﻔﺳﻪ إﻟﻰ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻟﻳﺣﺿر اﻟﻘداس وﻳﻧﺎﻝ ﺑرﻛﺔ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻘدس‬ ‫ﻣﻬﻣﺎ ﱠ‬ ‫ﻛﻠﻔﻪ ذﻟك ﻣن ﻋﻧﺎء‪.‬‬ ‫ﻛﺎن ﻋم ﻓرﻳد ﺑﺷﺎي ﻋﻼﻣﺔ واﺿـﺣﺔ ﻻﺑـد أن ﺗـراﻩ ﻓـﻲ ﻣﻛﺎﻧـﻪ‬ ‫اﻟﻣﻌروف ﺑﺟوار اﻟﻌﻣود‪.‬‬ ‫وﻓــﻲ أﺣــد اﻟﻘداﺳــﺎت ﻻﺣــظ اﻟﻛــﺎﻫن ﻋــدم وﺟــودﻩ وﻟــم ﻳﻧﺑﻬــﻪ‬ ‫ﻓﺗﻌﺟب وﺳﺄﻝ ﻋﻠﻳـﻪ ﻓﻠـم ﻳﻌـرف أﺣـد‬ ‫اﻟﺷﻣﺎس ﺣﺗﻰ ﻳﻧزﻝ ﻟﻳﻧﺎوﻟﻪ ّ‬ ‫أﺧﺑ ــﺎرﻩ‪ .‬وﺑﻌ ــد ذﻟ ــك أﺗ ــﻰ ﺷ ــﺧص وأﺧﺑـ ـرﻩ ﺑﺎﻧﺗﻘﺎﻟ ــﻪ إﻟ ــﻰ اﻟ ــﺳﻣﺎء‬ ‫ودﻋﺎﻩ ﻟﺻﻼة اﻟﺛﺎﻟـث وﻛﺎﻧـت اﻟﻣﻔﺎﺟـﺄة أﻧـﻪ ﻋﻧـدﻣﺎ ذﻫـب اﻟﻛـﺎﻫن‬ ‫ﻟﻳــﺻﻠﻲ وﺟــد ﻣــﺳﻛن ﻋــم ﻓرﻳــد ﺑــﺷﺎي ﻓــﻲ اﻟ ـدور اﻟﺧــﺎﻣس وأﻧــﻪ‬

‫ـ ‪ 42‬ـ‬


‫ﻛﺎن ﻳﺳﺗﻐرق ﺣواﻟﻲ ﺳﺎﻋﺗﻳن ﻟﻠﺻﻌود إﻟﻰ ﺷـﻘﺗﻪ وﺣـواﻟﻲ ﺳـﺎﻋﺔ‬ ‫وﻧﺻف ﻟﻠﻧزوﻝ ﻧظ اًر ﻟﺿﻌﻔﻪ اﻟﺟﺳدي اﻟﺷدﻳد‪.‬‬ ‫ﻛم ﻫـو ﻏـﺎﻟﻲ ﺟـداً ﻋﻧـد اﻟﻠﱠـﻪ ﺟﻬـﺎد ﻫـذا اﻟرﺟـﻝ اﻟﻌظـﻳم اﻟـذي‬ ‫ﻗدم ﻣن إﻋـواز ﺻـﺣﺗﻪ ﻟﻠﱠـﻪ‪ .‬أﻣـﺎ ﻧﺣـن ﻳـﺎ أﺧـﻲ ﻓﻘـد ﻧﺗﻛﺎﺳـﻝ ﻋـن‬ ‫ﺣــﺿور اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋــﺎت اﻟروﺣﻳــﺔ رﻏــم ﺗﻣﺗﻌﻧــﺎ ﺑــﺻﺣﺔ‬ ‫أﻗوى ﻣﻧﻪ ﺑﻛﺛﻳر‪ .‬إن ﻛﻝ ﺧطوة ﺗﺧطوﻫﺎ ﻧﺣو اﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ ﻳﻬـﺗم ﺑﻬـﺎ‬ ‫اﻟﻠﱠ ــﻪ ﻟﻳﺟﺎزﻳ ــك ﻋﻠﻳﻬ ــﺎ ﻋﻼﻧﻳ ــﺔ أﻣ ــﺎم ﻛ ــﻝ اﻟﻣ ــؤﻣﻧﻳن ﻓ ــﻲ ﻣﻠﻛ ــوت‬ ‫اﻟﺳﻣوات‪.‬‬

‫ـ ‪ 43‬ـ‬


‫)‪ (11‬محتاجـين لـك يـا أبونـا‬ ‫‪1‬ـ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﺻﺎﻧﻊ ﻫذا اﻟﻛون ﻳـﺷﺗﺎق أن ﺗﻛـون ﻗﻠوﺑﻧـﺎ ﻣﻌـﻪ‪ .‬ﻣﻧـذ‬ ‫أﻗﻝ ﻣن أﻟﻔﻳن ﺳﻧﺔ اﺷﺗﺎق اﻟـرب ﻟﻘﻠـب اﻣـرأة ﻓـﻲ اﻟـﺳﺎﻣرة وﺗوﺟـﻪ‬ ‫إﻟﻰ ﺑﺋر ﻳﻌﻘوب‪ ،‬ﻣﻧﺗظـ اًر ﻗـدوم اﻟـﺳﺎﻣرﻳﺔ اﻟﺧﺎطﺋـﺔ‪ ،‬اﻧﺗظرﻫـﺎ ﻛـﻲ‬ ‫ﺗﺷرب ﻣن ﻣﺎء اﻟﺣﻳﺎة ﻛﻲ ﻻ ﺗﻌطش أﺑداً )ﻟو‪.(14 : 4‬‬ ‫ﻟﻛن اﻟرب ﻟﻳس ﻣﻧﺗظ اًر ﻟﻘﻠب اﻟﺳﺎﻣرﻳﺔ ﻓﻘط ﺑـﻝ ﻟﻘﻠﺑـك وﻗﻠﺑـﻲ‬ ‫ـدﺑر ﻟــك اﻟﻛﺛﻳــر ﻣــن أﺟــﻝ ﻫــذا اﻟﻐــرض وﻟﻛــﻲ ﺗــدرك ذﻟــك‬ ‫ﻫــو ﻳـ ّ‬ ‫إﻟﻳك ﺑﻬذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻳروﻳﻬﺎ أﺣد ﻛﻬﻧﺔ ﻣﺎرﻣرﻗس‪.‬‬ ‫ذﻫﺑـت ﻻﻓﺗﻘـﺎد إﺣــدى اﻷﺳـر وﻟﻣـﺎ طرﻗــت اﻟﺑـﺎب ﻗﻳـﻝ ﻟــﻲ أن‬ ‫اﻷﺳـ ـرة اﻟﻣﻘ ــﺻودة ﺑﺎﻟ ــدور اﻷﻋﻠ ــﻰ واﺳ ــﺗطردوا‪ :‬ﻟﻛﻧﻧ ــﺎ ﻳ ــﺎ أﺑوﻧ ــﺎ‬ ‫ﻣﺣﺗﺎﺟﻳن ﻟك‪ ،‬ﻳوﺟد ﻫﻧﺎ ﺷﺧص ﻣرﻳض ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺻﻼﺗك‪.‬‬ ‫ﻓــدﺧﻠت ووﺟــدت إﻧــﺳﺎﻧﺎً ُﻣ ـﺳﻧﺎً ﻣﻼزﻣــﺎً ﻟﻠﻔ ـراش وﻣــﺎ أن رآﻧــﻲ‬ ‫ﺣﺗــﻰ طﻠــب ﻣــن اﻟﺣﺎﺿـرﻳن اﻟﺧــروج واﻋﺗــرف اﻋﺗ ارﻓــﺎً ﻛــﺎﻣﻼً ﻟــم‬ ‫أﺳــﻣﻌﻪ ﻣــن ﻛﺛﻳ ـرﻳن ﻓــﻲ ﻛﺎﻣــﻝ ﺻــﺣﺗﻬم وﺷــﻌرت ﺑﺗوﺑــﺔ ﺣﻘﻳﻘﻳــﺔ‬ ‫ﻣﺛﻝ ﺗوﺑﺔ اﻟﻣرأة اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﻓﻘد ﺗذﻛر ﺧطﺎﻳﺎ ﻣﻧذ اﻟﺻﻐر إﻟﻰ ذﻟك‬ ‫اﻟﺣــﻳن ﻓﻘـ ـرأت ﻟ ــﻪ اﻟﺣــﻝ ورﺷ ــﻣﺗﻪ ﺑﺎﻟزﻳــت وﻣ ــﺿﻳت وﻟ ــم ﺗﻣ ــض‬ ‫ﺳــوى ﺳــﺎﻋﺎت ﺣﺗــﻰ ﺳــﻣﻌت ﺧﺑــر اﻧﺗﻘﺎﻟــﻪ وﺷــﻌرت ﻛــﺄن اﻟﻣــﺳﻳﺢ‬

‫ـ ‪ 44‬ـ‬


‫ﻳﻘـ ـ ـ ــوﻝ ﻟـ ـ ـ ــﻪ‪ :‬ﻣﻐﻔـ ـ ـ ــورة ﻟـ ـ ـ ــك ﺧطﺎﻳـ ـ ـ ــﺎك‪ .‬إﻳﻣﺎﻧـ ـ ـ ــك ﻗـ ـ ـ ــد ﺧﻠـ ـ ـ ــﺻك‬ ‫)ﻟــو ‪ 48 : 7‬ـ ‪ ،(50‬وﻋﻧــدﻣﺎ ﻋﻠﻣــت ﺑﻣﻳﻌــﺎد اﻟﺟﻧــﺎزة أﺳــرﻋت‬ ‫ﻟﺣﺿور اﻟﺻﻼة وﺷﻌرت أﻧﻲ أﻣﺎم ﻳد اﻟﻠﱠـﻪ اﻟﺣﺎﻧﻳـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗطﻠـب‬ ‫أوﻻدﻩ ﺣﺗ ــﻰ ﻟ ــو اﺑﺗﻌ ــدوا ﻋﻧ ــﻪ ﺳ ــﻧﻳن ﻛﺛﻳـ ـرة وﻫ ــو ﻣ ــدﺑر ﺧدﻣﺗ ــﻪ‬ ‫واﻟ ارﻋــﻲ اﻟــﺻﺎﻟﺢ اﻟــذي ﻳﺣــرك اﻟﺧــدام ﻟﻳﻌﻳــد ﺧ ارﻓــﻪ اﻟــﺿﺎﻟﺔ إﻟــﻰ‬ ‫أﺣﺿﺎﻧﻪ‪.‬‬ ‫إﻧﻬــﺎ ﻗــﺻﺔ اﻟﻠــص اﻟﻳﻣــﻳن ﺗﺗﻛــرر ﺛﺎﻧﻳــﺔ ﻋﻧــدﻣﺎ ﻳﻘﺗــﻧص اﻟﻠﱠــﻪ‬ ‫اﻟ ــﻧﻔس ﻗﺑ ــﻝ أن ﺗﺗ ــرك ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﻳ ــﺎة ﻟﻳﻣ ــﺳﺢ ﻋﻧﻬ ــﺎ ﻛ ــﻝ ﺧطﺎﻳﺎﻫ ــﺎ‬ ‫وﻳﻌدﻫﺎ ﻟﻣﻠﻛوﺗﻪ‪.‬‬ ‫ﻛم ﻫﻰ ﻣﺣﺑﺗك ﻳﺎ اﻟﻠﱠـﻪ ‪ ...‬ﻟـﻳس ﻟﻧـﺎ ﻣـﺎ ﻧﻌّﺑـر ﺑـﻪ ﻋـن ﺷـﻛرﻧﺎ‬ ‫ﻟك أﻧت اﻟذي ﻻ ﺗﻧﺳﺎﻧﺎ ﺣﺗﻰ إن ﻧﺳﻳﻧﺎ ﻧﺣن أﻧﻔﺳﻧﺎ‪.‬‬ ‫‪2‬ـ ﺷــﺟﻌت إﺣــدى اﻟﺧﺎدﻣــﺎت ﺷــﺎﺑﺔ ﻟﻼﻋﺗ ـراف ﻓــﻲ ﻛﻧﻳــﺳﺔ‬ ‫ﻣﺎرﻣرﻗس ﻋﻧد أﺣد اﻵﺑﺎء‪.‬‬ ‫واﺳﺗﻣرت ﻓﺗرة وﻟﻛﻧﻬـﺎ اﻧﻘطﻌـت ﺑﻌـد ذﻟـك ﻟـﻳس ﻓﻘـط ﻋـن أب‬ ‫اﻋﺗراﻓﻬﺎ وﻟﻛن ﻋن اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻛﻛﻝ وﻟم ﺗﻌد ﺧﺎدﻣﺗﻬﺎ ﺗراﻫﺎ وﺗﺎﻫت‬ ‫وﺳط ﻣﺷﺎﻏﻝ اﻟﺣﻳﺎة واﻋﺗذارات ﻛﺛﻳرة‪.‬‬ ‫وﻓــﻲ ﻣﻧطﻘــﺔ "أﺑــو ﺗــﻼت" ﺑﺎﻹﺳــﻛﻧدرﻳﺔ اﻟﺗﻘــت ﻫــذﻩ اﻟﺧﺎدﻣــﺔ‬ ‫اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻳم ﺑﺄﺣد ﺑﻳوت اﻟﺧﻠوة ﺑﻬذﻩ اﻟـﺷﺎﺑﺔ وﻛﺎﻧـت ﻣﻔﺎﺟـﺄة ﻣﻔرﺣـﺔ‬

‫ـ ‪ 45‬ـ‬


‫ﻟﻼﺛﻧــﻳن ﻷﺟــﻝ اﻟﻣﺣﺑــﺔ اﻟﻌﻣﻳﻘــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗرﺑطﻬﻣــﺎ واﻧﺗﻬــزت اﻟﺧﺎدﻣــﺔ‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﺳؤاﻝ ﻋن ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﱠ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻪ وﻟﻛﻧﻬـﺎ ﺗﻧﻬـدت ﻓـﻲ ﻳـﺄس‬ ‫وﻗﺎﻟت ﻟﻠﺧﺎدﻣﺔ‪:‬‬ ‫اﺗرﻛﻳﻧــﻲ وﺷــﺄﻧﻲ ﻟــم أﻋــد أﺻــﻠﺢ ﻟﻬــذﻩ اﻟﻌﺑــﺎدة اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﻛﻠﻣــﻳن‬ ‫ﻋﻧﻬﺎ‪ .‬ﻓﺄﺧذت اﻟﺧﺎدﻣﺔ ﺗﺷﺟﻌﻬﺎ وﺗﺣدﺛﻬﺎ ﻋن ﻣﺣﺑﺔ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﻓﻔﺗﺣت‬ ‫اﻟﺷﺎﺑﺔ ﻗﻠﺑﻬﺎ وﻗﺎﻟت ﻓﻲ ﺣزن‪:‬‬ ‫ﻟﻘــد اﺑﺗﻌــدت ﻋــن اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ﺗﻣﺎﻣــﺎً وﻋــﺷت ﻓــﻲ ﺻــداﻗﺎت ﺳــﻳﺋﺔ‬ ‫واﻵن ﻟ ــﻲ ﻣ ــدة ﻗ ــد ﺗورط ــت ﻓ ــﻲ ﻋﻼﻗ ــﺔ ﺳ ــﻳﺋﺔ ﻣ ــﻊ ﺷ ــﺎب ﻏﻳ ــر‬ ‫ﻣﺳﻳﺣﻲ وﻣﺎ ﻓﻌﻠﺗﻪ ﻳﻠﻘﻳﻧﻲ ﺑﻌﻳداً ﻋن ﻛﻝ ﺣﻳﺎة روﺣﻳﺔ‪.‬‬ ‫اﺳﺗﻣرت اﻟﺧﺎدﻣﺔ ﺗﺣدﺛﻬﺎ ﻋن ﻣﺣﺑﺔ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ واﻟرﺟﺎء ﻓﻳـﻪ وﻛﻳـف‬ ‫أن اﻟﻠﱠــﻪ ﻳﻘﺑــﻝ اﻟﺧطــﺎة ﻣﻬﻣــﺎ اﺑﺗﻌــدوا وأﺳـﺎءوا‪ ،‬وﺳــﺄﻟﺗﻬﺎ ﻋــن آ ِﺧــر‬ ‫ﻣرة اﻋﺗرﻓت ﻓﻳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻓﻘﺎﻟت ﻟﻬﺎ‪:‬‬ ‫ﻣﻧــذ ﺳ ــﻧوات ﻋﻧ ــدﻣﺎ ﻛﻧ ـ ِ‬ ‫ـت ﺗﺄﺧ ــذﻳﻧﻧﻲ إﻟ ــﻰ ﻛﻧﻳ ــﺳﺔ ﻣــﺎرﻣرﻗس‬ ‫وأﻋﺗ ــرف ﻋﻧ ــد أﺑوﻧ ــﺎ "ﻓ ــﻼن" وﻟ ــم أﻗﺎﺑﻠ ــﻪ ﻣﻧ ــذ ذﻟ ــك اﻟﺣ ــﻳن‪ ،‬وﻟ ــم‬ ‫آﺧر‪.‬‬ ‫أﻋﺗرف ﻋﻧد أي أب َ‬ ‫وﻟــم ﺗﻳــﺄس اﻟﺧﺎدﻣــﺔ وﺷــﺟﻌﺗﻬﺎ أن ﺗﻌﺗــرف ﺣﺗــﻰ ﺗﺗﻧــﺎوﻝ ﻣــن‬ ‫اﻷﺳرار اﻟﻣﻘدﺳﺔ وﺗﺻﻠﺢ ﺣﻳﺎﺗﻬﺎ وﺗﻌود ﻣن ﺟدﻳد إﻟﻰ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ‪.‬‬ ‫وﻓﻳﻣــﺎ اﻟﺧﺎدﻣــﺔ ﺗﺗﺣــدث ﻣــﻊ ﻫــذﻩ اﻟــﺷﺎﺑﺔ أﻗﺑﻠــت واﺣــدة ﻣﻣــن‬ ‫ﺗﻘﻣــن ﻣــﻊ اﻟﺧﺎدﻣــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻳــت اﻟﺧﻠــوة وأﺧﺑرﺗﻬــﺎ ﺑﺧﺑــر ﻟطﻳــف‪ ،‬أن‬

‫ـ ‪ 46‬ـ‬


‫أﺑوﻧــﺎ "ﻓــﻼن" أب اﻋﺗـراﻓﻬن ﺟﻣﻳﻌــﺎً ﻗــد أرﺗــﻪ ﻣــﻊ أﺣــد اﻷﻓـواج ﻓــﻲ‬ ‫ﺑﻳــت ﻣــﺎرﻣرﻗس ﺑ ـ "أﺑ ـو ﺗــﻼت" وﻫــو اﻟﺑﻳــت اﻟﻣﺟــﺎور ﻟﻬــم‪ ،‬ﻓﻌﻠــت‬ ‫وﺟﻬﻲ اﻟﺧﺎدﻣﺔ واﻟـﺷﺎﺑﺔ وﺷـﻌرﺗﺎ أن اﻟﻠﱠـﻪ ﻳﻘﺗـرب‬ ‫اﻟﻔرﺣﺔ واﻟذﻫوﻝ‬ ‫ّ‬ ‫ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻳدﻋوﻫﻣﺎ إﻟﻳﻪ‪ .‬ﻓﻘﺎﻟت اﻟﺧﺎدﻣﺔ ﻟﻠﺷﺎﺑﺔ‪:‬‬ ‫ﻫﻳــﺎ ﺑﻧــﺎ ﻻﺑــد أن ﺗﻘﺎﺑﻠﻳــﻪ إن اﻟﻠﱠــﻪ ﻳطﻠﺑــك وﻗــد رﺗّــب أن أﻗﺎﺑﻠــك‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻏﻳر ﻣﻳﻌﺎد وأرﺳﻝ أﻳﺿﺎً أﺑوﻧﺎ إﻟﻳﻧﺎ‪.‬‬ ‫وﺗﺣرﻛ ــت ﺑﻔرﺣ ــﺔ ﻣ ــﻊ‬ ‫ﺗﺣ ــرك اﻷﻣ ــﻝ ﻓ ــﻲ ﻗﻠ ــب ﻫ ــذﻩ اﻟ ــﺷﺎﺑﺔ ﱠ‬ ‫ﺧﺎدﻣﺗﻬــﺎ ﻟﺗﻘــﺎﺑﻼ ﻫ ـذا اﻟﻛــﺎﻫن اﻟــذي رّﺣــب ﺑﻬﻣــﺎ‪ ،‬ورﻏــم ﻣــﺷﺎﻏﻠﻪ‬ ‫وﻣــﺳﺋوﻟﻳﺎﺗﻪ ﻣــﻊ اﻟﻔــوج اﻟــذي ﻳﻘــﻳم ﻣﻌــﻪ دّﺑــر وﻗﺗــﺎً ﺑــﺳرﻋﺔ ﻟــﻳﺟﻠس‬ ‫ﻣﻌﻬﺎ‪.‬‬ ‫واﺳـ ـ ــﺗﻣر اﻻﻋﺗ ـ ـ ـراف ﻣـ ـ ــدة طوﻳﻠـ ـ ــﺔ ﺧرﺟـ ـ ــت ﺑﻌـ ـ ــدﻩ اﻟـ ـ ــﺷﺎﺑﺔ‬ ‫واﻻﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﺗﻌﻠو وﺟﻬﻬﺎ وﻫﻰ ﺗﻘوﻝ‪:‬‬ ‫ﻟم أﻛن أﺗوﻗﻊ أن أرى ﻛـﻝ ﻫـذا اﻟﺣﻧـﺎن واﻷﺑـوة واﻟﺗـﺷﺟﻳﻊ ﺑـﻝ‬ ‫ـدا‪ ،‬ﺛــم أﻛﻣﻠــت ﻟﺧﺎدﻣﺗﻬــﺎ‬ ‫ﻗﺎﻟــت‪ :‬أن أﺑوﻧــﺎ ﺳــﻣﺢ ﻟــﻲ ﺑﺎﻟﺗﻧــﺎوﻝ ﻏـ ً‬ ‫اﻟﻛــﻼم ﻗﺎﺋﻠــﺔ‪ :‬ﻟﻛﻧــﻪ طﻠــب ﻣﻧــﻲ أن أﺻــﻠﻲ ﻛﺛﻳ ـ اًر ‪ ...‬ﻟﻘــد طﻠــب‬ ‫ﻣﻧﻲ أن أﺻﻠﻲ اﻟﺳﺑﻊ ﺻﻠوات وﻛذا أﻳﺿﺎً طﻠب ﻣﻧﻲ أن أﻋﻣـﻝ‬ ‫ﺧﻣــﺳﻳن ﻣﻳطﺎﻧﻳــﺔ )ﺳــﺟدة(‪ ،‬ﻓﻛﻳــف أﻋﻣــﻝ ﻛــﻝ ﻫــذا وﻗــد ﻧــﺳﻳت‬ ‫ﻫذﻩ اﻷﻣـور ﻣﻧـذ زﻣـﺎن طوﻳـﻝ؟ ورﻏـم ﻓرﺣـﻲ أﺷـﻌر ﺑﻌﺟـزي ﻋـن‬ ‫إﺗﻣﺎم ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ‪.‬‬

‫ـ ‪ 47‬ـ‬


‫ﻓـ ــﺷﺟﻌﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎدﻣـ ــﺔ وﻗﺎﻟـ ــت ﻟﻬـ ــﺎ‪ :‬اﺳـ ــﻣﺣﻲ ﻟـ ــﻲ أن أﺷـ ــﺎرﻛك‬ ‫ﻣﻳطﺎﻧﻳﺎﺗـ ــك ﻓﺄﻋﻣـ ــﻝ أﻧـ ــﺎ ‪ 25‬ﻋﻧـ ــكِ◌‪ ،‬وأﻧـ ــتِ◌ ﺗﻌﻣﻠـ ــﻳن ‪ 25‬أﻣـ ــﺎ‬ ‫اﻟﺻﻠوات ﻓﺳﺄﺻﻠﻳﻬﺎ ﻣﻌك وأذﻛـرك ﺑﻬـذا‪ ،‬ﻛـﻝ ﻳـوم ﺳـﻧﻛون ﻋﻠـﻰ‬ ‫ـﺷﺟﻊ ﻣﻌ ــﺎً وﻟﻛ ــن ﺳ ــﺗﺑدﺋﻲ وﺗﻐﻳ ــري ﺣﻳﺎﺗ ــك‬ ‫اﺗ ــﺻﺎﻝ ﺗﻠﻳﻔ ــوﻧﻲ ﻟﻧﺗ ـ ّ‬ ‫ﻛﻠﻬﺎ‪.‬‬ ‫ازداد اﻟرﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء داﺧـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺷﺎﺑﺔ وﺗﻧﺎوﻟـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫اﻟﻳـ ـ ـ ـ ــوم اﻟﺛـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻣـ ـ ـ ـ ــن اﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ـرار اﻟﻣﻘدﺳـ ـ ـ ـ ــﺔ وﺑﻌـ ـ ـ ـ ــد اﻧﻘـ ـ ـ ـ ــﺿﺎء‬ ‫ﻓﺗرة اﻟﺧﻠوة ﻋﺎدت ﻫذﻩ اﻟﺷﺎﺑﺔ وﻫﻰ ﺗﺗﺳﺎءﻝ ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻳﻧﻬﺎ‪:‬‬ ‫ﻛﻳف ذﻫﺑت إﻟﻰ "أﺑو ﺗﻼت" ﻣﻊ أﻧﻲ ﺑﻌﻳدة ﻣﻧذ ﻣدة؟ وﻛﻳـف‬ ‫ﻗﺎﺑﻠ ــت ﺧ ــﺎدﻣﺗﻲ اﻟ ــﺳﺎﺑﻘﺔ وﻛ ــذا أب اﻋﺗ ارﻓ ــﻲ؟ ﻛﻳ ــف أﻟﻘﻳ ــت ﻛ ــﻝ‬ ‫ﻫﻣ ــﻲ وﺧطﺎﻳ ــﺎي ووﻋ ــدت اﻟﻠﱠ ــﻪ ﺑﺎﻟﺣﻳ ــﺎة اﻟﺟدﻳ ــدة وﺗﻧﺎوﻟ ــت ﻣ ــن‬ ‫اﻷﺳــرار اﻟﻣﻘدﺳ ــﺔ؟! إﻧ ــﻪ ﺗ ــدﺑﻳر إﻟﻬــﻲ ﻛﺎﻣ ــﻝ ﻟ ــم أﻛ ــن أﺗوﻗ ــﻊ أن‬ ‫ﻳﺣدث‪ .‬ﺣﻘﺎً ﻛﻧت ﻓﻲ أﺷد اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣن ﻳﻧﺗﺷﻠﻧﻲ ﻓﺄرﺳـﻠت‬ ‫ﻟﻲ ﻳﺎ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﺧﺎدﻣﺗﻲ ﺛم أب اﻋﺗراﻓﻲ‪.‬‬ ‫وﺗﺎﺑﻌــت اﻟﺧﺎدﻣــﺔ ﻫــذﻩ اﻟــﺷﺎﺑﺔ ﺗﻠﻳﻔوﻧﻳــﺎً وأﺧــذﺗﺎ ﺗــﺻﻠﻳﺎن ﻣﻌــﺎً‬ ‫اﻟﺳﺑﻊ ﺻﻠوات وﺗﺿرﺑﺎن اﻟﻣﻳطﺎﻧﻳﺎت‪.‬‬ ‫اﺗﺻﻠت ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺑﺎح اﻟﻳـوم اﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻟوﺻـوﻟﻬﺎ ﻣـﺻر أﻛﻣﻠﺗـﺎ‬ ‫ـردت واﻟـدﺗﻬﺎ‬ ‫ﻗﺎﻧوﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬وﻓـﻲ اﻟﻳـوم اﻟﺛﺎﻟـث اﺗـﺻﻠت ﺑﻬـﺎ ﺗﻠﻳﻔوﻧﻳـﺎً ﻓ ّ‬ ‫وﻗﺎﻟت ﻟﻲ‪ :‬إﻧﻬﺎ ﻧﺎﺋﻣﺔ‪.‬‬

‫ـ ‪ 48‬ـ‬


‫وﻗﺎﻟ ــت اﻟﺧﺎدﻣ ــﺔ‪ :‬أﻳﻘظﻳﻬ ــﺎ ﻷن ﻫﻧ ــﺎك ﻣﻳﻌ ــﺎداً ﺑﻳﻧﻧ ــﺎ )ﻛﺎﻧ ــت‬ ‫ﺗﻘ ــﺻد ﻣﻳﻌ ــﺎد اﻟ ــﺻﻼة( وﺑﻌ ــد ﻟﺣظ ــﺎت ﺳ ــﻣﻌت ﺻـ ـراﺧﺎً ﺷ ــدﻳداً‬ ‫وﻓﻬﻣت ﺑﻌد ذﻟك إن ﻫذﻩ اﻟﺷﺎﺑﺔ ﻗد اﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء‪.‬‬ ‫اﻟﻠﱠــﻪ ﻳﺑﺣــث ﻋﻧــك وﻳﺣــرك ﻛـﻝ ﺷــﻲء ﻷﺟﻠــك ﺣﺗــﻰ ﺗﻌــود إﻟــﻰ‬ ‫أﺣــﺿﺎﻧﻪ‪ ،‬ﻓﺛــق ﻓــﻲ ﻣﺣﺑﺗــﻪ واﻷﺑدﻳــﺔ اﻟﺗــﻲ أﻋــدﻫﺎ ﻟــك‪ ،‬ﻗــم ﻣــن‬ ‫ﺧطﺎﻳ ــﺎك ﻣﻬﻣ ــﺎ زادت وﻻ ﺗﺑﺗﻌ ــد ﻋ ــن أب اﻋﺗ ارﻓ ــك ﻣﻬﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧــت‬ ‫اﻟظروف‪ ،‬اﺛﺑت ﻓﻲ ﻛﻧﻳﺳﺗك ﻓﻬذا ﻫو ﻣﻛﺎﻧك اﻟطﺑﻳﻌﻲ‪.‬‬

‫ـ ‪ 49‬ـ‬


‫)‪ (12‬سـر عجيب‬ ‫‪1‬ـ ﻧﻔــوس ﻛﺛﻳ ـرة ﻣﺣﺗﺎﺟــﺔ وﻟﻛﻧﻬــﺎ ﻻ ﺗطﻠــب أﻣــﺎ اﻟﻠﱠــﻪ إﻟﻬﻧــﺎ‬ ‫اﻟﺣﻧـ ـ ــون ﻓـ ـ ــﻼ ﻳﻧـ ـ ــﺳﻰ اﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺗﻧـ ـ ــﺎ ﻓﻳﺣـ ـ ــرك ﻛـ ـ ــﻝ ﺷـ ـ ــﻲء ﻷﺟـ ـ ــﻝ‬ ‫ﺧﻼﺻﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺣــدﺛت ﻫــذﻩ اﻟﻘــﺻﺔ ﻣــﻊ ﻛــﺎﻫن ﻣــن ﻛﻬﻧــﺔ ﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻣــﺎرﻣرﻗس‬ ‫ﺣﻳـث ﻧــزﻝ ﻓـﻲ إﺣــدى اﻟﻠﻳـﺎﻟﻲ وﻣﻌــﻪ ﻛـﺷف ﺑﺄﺳــﻣﺎء اﻷُﺳـر اﻟﺗــﻲ‬ ‫ﻓــﻲ ﻣﻧطﻘﺗــﻪ‪ ،‬وﺑــدأ ﻳــزور اﻷﺳــر اﻟﻣــﺳﻳﺣﻳﺔ‪ .‬وﻓــﻲ أﺣــد اﻟــﺷوارع‬ ‫ﺑﺟ ـوار ﻣﻳــدان ﺳــﻔﻳر وﻓﻳﻣــﺎ ﻫــو ﻳﻔﺗﻘــد ﺧطــرت ﻋﻠــﻰ ﺑﺎﻟــﻪ ﻓﻛ ـرة‬ ‫وﻫــﻰ أﻧــﻪ ُﻣﻘــﺻر ﻓــﻲ زﻳــﺎرة أﻗرﺑﺎﺋــﻪ وﻓــﻲ ﻧﻔــس اﻟﻣﻧطﻘــﺔ ﻳــﺳﻛن‬ ‫زوج أﺧﺗ ــﻪ اﻟﻣﺗوﻓﻳ ــﺔ ﻣ ــﻊ اﺑﻧ ــﻪ واﺑﻧﺗ ــﻪ وﻟ ــﻪ ﻣ ــدة ﻟ ــم ﻳ ــزرﻫم ﻓﺗ ــرك‬ ‫ﻛﺷف اﻻﻓﺗﻘﺎد وذﻫب ﻟزﻳﺎرة أﻗﺎرﺑﻪ‪.‬‬ ‫ﻛ ــﺎن زوج أﺧﺗ ــﻪ ﻣﻬﻧدﺳ ــﺎً ﻳﻌﻣ ــﻝ ﺑﺈﺣ ــدى اﻟ ــﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﻳ ــﺔ‬ ‫وﻳﺿطر ﻟﻠﺳﻔر ﻛﺛﻳ اًر ﻹﺗﻣﺎم ﻋﻣﻠﻪ‪.‬‬ ‫وﻗ ــﺎﻝ اﻟﻛـ ــﺎﻫن‪ :‬إن ﻟ ــم أﺟـ ــدﻩ ﻓـ ــﺳﺄﺳﺄﻝ ﻋ ــن اﻷﺑﻧ ـ ـﺎء‪ ،‬وﻟﻛـ ــن‬ ‫ﻋﻧــدﻣﺎ وﺻــﻝ إﻟــﻰ اﻟــﺷﻘﺔ وﺟــدﻩ ﻣوﺟــوداً ﺑﻬــﺎ ﻣــﻊ اﺑﻧﺗــﻪ‪ ،‬ﻓــﺳﺄﻝ‬ ‫ﻋﻠﻳﻪ وﻋن ﺗواﺟدﻩ وﻋدم ﺳﻔرﻩ‪.‬‬ ‫ﻓﻘ ــﺎﻝ اﻷﺧﻳ ــر‪ :‬إن ﻟ ــﻲ أﺳ ــﺑوﻋﺎً ﻣ ــﻼزم اﻟﺑﻳ ــت ﻷﻧ ــﻲ أﺻ ــﺑت‬ ‫ﺑﻧوﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻗﻠﺑﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺗﻌﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫن إﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻳﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف‬

‫ـ ‪ 50‬ـ‬


‫وﻻ أﺣـد ﻣــن اﻟﻌﺎﺋﻠـﺔ واﺳﺗﻔــﺳر ﻋـن ﺗﻔﺎﺻــﻳﻝ ﺻـﺣﺗﻪ وﺑــدأ ﻳﺣدﺛــﻪ‬ ‫ﻋن ﺑﻌض اﻷﻣور اﻟروﺣﻳـﺔ ﻟﻳﺗﻣﺗـﻊ ﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻓﺗـرة ﻫدوﺋـﻪ ووﺟـودﻩ‬ ‫ﻓ ــﻲ اﻟﺑﻳ ــت وﻓ ــﻲ ﻧﻬﺎﻳ ــﺔ اﻟزﻳ ــﺎرة ﺻ ــﻠوا ﻣﻌ ــﺎً وﺑﻌ ــد اﻟ ــﺻﻼة ﻗ ــﺎﻝ‬ ‫اﻟﻛـ ــﺎﻫن ﻟـ ــزوج أﺧﺗـ ــﻪ وﻫـ ــو ﺷـ ــﺧص ﻳﺗﺣﻠّ ـ ـﻰ ﺑﺎﻟﻣﺣﺑـ ــﺔ واﻟطﺑـ ــﺎع‬ ‫اﻟﺣﻣﻳدة‪ :‬إن ﺷﺎء اﻟﻠﱠـﻪ ﻧﺗﻧـﺎوﻝ ﻣـن اﻷﺳـرار اﻟﻣﻘدﺳـﺔ واﻟﻠﱠـﻪ ﻳﻛﻣـﻝ‬ ‫ﺷﻔﺎءك‪ ،‬ﻓرد ﻗﺎﺋﻼً‪ :‬إﻧﻲ أﺗﻧﺎوﻝ داﺋﻣﺎً‪.‬‬ ‫ﻓﺄﺿـ ـ ــﺎف اﻟﻛـ ـ ــﺎﻫن‪ :‬وأﻳـ ـ ــﺿﺎً ﺗﻌﺗـ ـ ــرف ﺑﺧطﺎﻳـ ـ ــﺎك‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺿﺣك‬ ‫اﻟﻣﻬﻧدس‪.‬‬ ‫وﻗﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﻛﺎﻫن‪ :‬ﻟﻣﺎذا ﺿﺣﻛت؟ ﻫﻝ ﻟك ﻣدة طوﻳﻠﺔ؟‬ ‫ﻓــﺿﺣك أﻛﺛــر‪ ،‬وﻋﻠّﻘــت اﺑﻧﺗــﻪ ﻣؤﻛــدة طــوﻝ اﻟﻣــدة‪ .‬أ ّﻣ ـﺎ ﻫــو‬ ‫ﺷﺟﻌﻪ اﻟﻛﺎﻫن ﻋﻠـﻰ اﻻﻋﺗـراف ﻓـﻲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ‪ :‬ﺣواﻟﻲ ‪ 20‬ﻋﺎﻣﺎً وﻫﻧﺎ ّ‬ ‫وﻗت ﻗرﻳب‪ ،‬ﻓﺄﺟﺎب‪ :‬إن ﺷﺎء ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ أﻋﺗرف ﻋﻧدك‪.‬‬ ‫ﻓواﻓق اﻟﻛﺎﻫن ﻣﺷﺟﻌﺎً ﻷﻧﻪ ﺧﺟـﻝ أن ﻳطﻠـب ﻣﻧـﻪ أن ﻳﻌﺗـرف‬ ‫ﻋﻧدﻩ ﻷﻧﻪ زوج أﺧﺗﻪ أي ﻓﻲ ﻣﻘﺎم أﺧﻳﻪ اﻟﻛﺑﻳر‪.‬‬ ‫وﻟﻛﻧــﻪ ﺣﻳــث أﻧــﻪ ﻗــﺎﻝ ﺑﻧﻔــﺳﻪ رّﺣـب اﻟﻛــﺎﻫن‪ ،‬ﺑــﻝ ﻗــﺎﻝ ﻟــﻪ‪ :‬ﻫــﻝ‬ ‫ﺗرﻳ ــد أن ﺗﻌﺗ ــرف اﻵن؟ ﻓواﻓ ــق اﻟﻣﻬﻧ ــدس واﻧﺗﺣﻳ ــﺎ ﺟﺎﻧﺑ ــﺎً واﻋﺗ ــرف‬ ‫ﺑﺧطﺎﻳﺎﻩ ﻓﻲ ﺑﺳﺎطﺔ وﺻﻠّﻰ ﻟﻪ اﻟﻛﺎﻫن‪.‬‬ ‫ﺑﻌد زﻳﺎرة اﻟﻛﺎﻫن ﻛﺎن اﻟﻣﻬﻧـدس ﻓـﻲ ﻓـرح ﺷـدﻳد وﻋﻧـدﻣﺎ ﻋـﺎد‬ ‫اﺑﻧــﻪ اﻟطﺑﻳــب أﺧــﺻﺎﺋﻲ اﻟﻘﻠــب أﺧﺑ ـرﻩ ﺑﻣــدى ﺳــرورﻩ ﺑزﻳــﺎرة ﺧﺎﻟــﻪ‬

‫ـ ‪ 51‬ـ‬


‫واﻋﺗراﻓﻪ ﻋﻧدﻩ‪.‬‬ ‫وﺑﻌــد ﺣ ـواﻟﻲ أﺳــﺑوع ﻛــﺎن ذﻟــك أﺛﻧــﺎء ﺷــﻬر رﻣــﺿﺎن أُﻗﻳﻣــت‬ ‫ﻣﺎﺋــدة رﻣــﺿﺎﻧﻳﺔ ﻓــﻲ ﻧﻘﺎﺑــﺔ اﻟﻣﻬﻧدﺳــﻳن وذﻫــب اﻟﻣﻬﻧــدس ﻟﻳــﺷﺎرك‬ ‫إﺧواﻧﻪ اﻟﻣﺳﻠﻣﻳن إذ ﻛﺎن ﻗﻠﺑﻪ ﻣﻧﻔﺗﺣﺎً ﺑﺎﻟﺣب ﻧﺣو اﻟﺟﻣﻳﻊ وﻳﻬﺗم‬ ‫ﺑﻣﺟﺎﻣﻠﺔ ﻛﻝ إﻧﺳﺎن ﻳﻌرﻓﻪ وﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ أﻓراﺣﻪ وأﺣزاﻧﻪ وﻟﻛـن أﺛﻧـﺎء‬ ‫اﻻﺣﺗﻔــﺎﻝ اﻟرﻣــﺿﺎﻧﻲ ﺷــﻌر ﺑــﺄﻟم ﻓــﻲ ﻗﻠﺑــﻪ‪ ،‬ﻓﺎﺗــﺻﻠوا ﺑﺎﺑﻧــﻪ طﺑﻳــب‬ ‫اﻟﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟ ـ ـ ـ ـ ــذي ﺣـ ـ ـ ـ ــﺿر وﻧﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺳرﻋﺔ إﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﺳﺗ ـ ـ ـ ـ ــﺷﻔﻰ‬ ‫دار اﻟــﺷﻔﺎء وﻋﻠﻣــت اﻟﻌﺎﺋﻠــﺔ و ازرﻩ اﻟﻛــﺎﻫن وﺻــﻠﻰ ﻟــﻪ وﻫــو ﻓــﻲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻏﻳﺑوﺑﺔ وﻟم‬ ‫ﺗﻣضِ◌ أﻳﺎم ﺣﺗﻰ ارﺗﻔﻌت روﺣﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء‪.‬‬ ‫ﺷ ـ ـ ـ ــﻌر اﻟﻛ ـ ـ ـ ــﺎﻫن ﺑﻌظﻣ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﻋﺗـ ـ ـ ـ ـراف ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻳﻧ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻠﱠ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﻓﻘد وﺟد أن ﻫذا اﻟﻣﻬﻧدس ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺣﻳﺎة اﻟروﺣﻳﺔ وﻟﻛﻧﻪ ﻳﻧﻘـﺻﻪ‬ ‫ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻻﻋﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراف ﻓﻐّﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺎر ﺧدﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬ ‫اﻟﻛ ــﺎﻫن وﺟﻌ ــﻝ اﻟﻣﻬﻧ ــدس ﻳطﻠ ــب ﻣ ــن اﻟﻛ ــﺎﻫن اﻻﻋﺗـ ـراف ﻋﻧ ــدﻩ‬ ‫واﻟﻛــﺎﻫن ﻳــدﻋوﻩ ﻟــذﻟك ﻓــﻲ ﻧﻔــس اﻟزﻳــﺎرة ﺣﺗــﻰ ﺗــﺳﺗﻌد ﻫــذﻩ اﻟــﻧﻔس‬ ‫اﻟﻣﺣﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﱠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﺗرﺗﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺑﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرح إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬ ‫اﻟﻧﻌﻳم اﻷﺑدي‪.‬‬ ‫ﻣرت اﻷﻳﺎم واﻫﺗﻣﺎم ﻫـذا اﻟﻛـﺎﻫن ﻳـزداد ﺑـﺳر اﻻﻋﺗـراف وﻓـﻲ‬ ‫ذﻫﻧﻪ اﻟﻘﺻص اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻠن ﻋـن ﺑﺣـث اﻟﻠﱠـﻪ ﻋـن ﻛـﻝ ﻧﻔـس ﻟﺗﺗـوب‬ ‫وﻟو ﻓﻲ آﺧر ﻟﺣظﺔ‪.‬‬

‫ـ ‪ 52‬ـ‬


‫وأﺛﻧـ ــﺎء اﻓﺗﻘـ ــﺎد ﻫـ ــذا اﻟﻛـ ــﺎﻫن وﻣﻌـ ــﻪ ﻛـ ــﺷف ﺑﺄﺳـ ــﻣﺎء اﻷﺳـ ــر‬ ‫اﻟﻣــﺳﻳﺣﻳﺔ‪ ،‬ذﻫــب إﻟــﻰ إﺣــدى اﻟــﺷﻘق ﻓﻠــم ﻳﺟــد ﻣــن ﺑﻬــﺎ وﺗﻛــرر‬ ‫ذﻫﺎﺑ ــﻪ ﻣـ ـرات ﻛﺛﻳـ ـرة وﻟﻸﺳ ــف ﻟ ــم ﻳﺟ ــدﻫم وﻓ ــﻲ اﻟﻣـ ـرة اﻟ ــﺳﺎدﺳﺔ‬ ‫وﺟــدﻫم وﻛــم ﻛــﺎن ﻓرﺣــﻪ ﺑوﺟــودﻫم ﻓﺄﻣــﺳك ﺑﻬــذﻩ اﻟﻔرﺻــﺔ وأﺧــذ‬ ‫ﻳﺗﺣــدث ﻣﻌﻬـم ﻋــن اﻟﻠﱠــﻪ‪ ،‬وﻛــﺎن أﻣﺎﻣــﻪ رﺟــﻝ ُﻣـﺳن واﺑﻧﺗــﻪ‪ ،‬ﺷــﻌر‬ ‫اﻟﻛﺎﻫن أن ﻫـذﻩ اﻟزﻳـﺎرة ﻟﻬـﺎ أﻫﻣﻳـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﻷﻧـﻪ ﻟـم ﻳـﺻﻝ إﻟﻳﻬﻣـﺎ‬ ‫ﺑﺳﻬوﻟﺔ وﻟﻛن رﻏم اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻛﺎﻫن ﺑﺎﻟﺣدﻳث ﻋن اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ وﻣﺣﺑـﺔ‬ ‫اﻟﻠﱠـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻋظﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﺿـ ـ ـ ـ ـ ــرورة ﺳـ ـ ـ ـ ـ ــري اﻻﻋﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـراف واﻟﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوﻝ‬ ‫إﻻ أن اﻟرﺟــﻝ ﻟــم ﻳﻬــﺗم ﻛﻣــﺎ ظﻬــر ﻓــﻲ ﺗﻌﻠﻳﻘﺎﺗــﻪ‪ ،‬أﻣــﺎ اﺑﻧﺗــﻪ اﻟﺗــﻲ‬ ‫ﻛﺎن ﻟﻬﺎ اﺗﺟﺎﻩ ﻏﻳر أرﺛوذﻛﺳﻲ ﻓظﻠت ﺻﺎﻣﺗﻪ‪.‬‬ ‫وأﻣ ـ ــﺎ إﻫﻣ ـ ــﺎﻝ اﻟرﺟ ـ ــﻝ ﻟﻠﻛ ـ ــﻼم اﻟ ـ ــﺳﺎﺑق اﺿ ـ ــطر اﻟﻛ ـ ــﺎﻫن أن‬ ‫ﻳﺗﺣــدث ﻋــن أﻫﻣﻳــﺔ اﻻﺳــﺗﻌداد ﻟﻸﺑدﻳــﺔ واﻟدﻳﻧوﻧــﺔ اﻷﺧﻳ ـرة ٕواﻧﻬــﺎ‬ ‫ﻓرﺻﺔ اﻵن ﻟﻠﺗوﺑﺔ وذﻛر اﻟﻘﺻﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺛم ﺻﻠﻰ واﻧﺻرف‪.‬‬ ‫وﺑﺗدﺑﻳر ﻣن ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ زارت اﻟﺧﺎدﻣﺗﺎن اﻟﻣﺳﺋوﻟﺗﺎن ﻋن اﻓﺗﻘﺎد ﻫذﻩ‬ ‫اﻟﻣﻧطﻘ ـ ــﺔ ﺷ ـ ــﻘﺔ اﻟﻣ ـ ــﺳن اﻟﻣ ـ ــذﻛور‪ .‬ﻣ ـ ــﻊ أن اﻟﻣﻔ ـ ــروض اﻟ ـ ــدورة‬ ‫اﻹﻓﺗﻘﺎدﻳﺔ ﻛﻝ ﻋدة ﺷﻬور وﻟﻛن ﺟـﺎءت اﻟزﻳـﺎرة ﺑﻌـد أﺳـﺑوع واﺣـد‬ ‫ﻣن زﻳﺎرة اﻟﻛﺎﻫن ﻟﻬذا اﻟرﺟﻝ اﻟذي ﻗﺎﻝ‪ :‬إن أﺑﺎﻧﺎ ازرﻧـﻲ وﺗﺣـدث‬ ‫ﻣﻌﻲ ﻋن اﻻﻋﺗراف واﻟﺗﻧـﺎوﻝ وأﻧـﻪ أﻣـر ﺿـروري واﺳـﺗﻬ أز ﻗـﺎﺋﻼً‪:‬‬ ‫إن أﺑﺎﻧــﺎ ﻳﻬــددﻧﻲ ﺑــذﻛرﻩ ﻟﻬــذﻩ اﻟﻘــﺻﺔ ﻟﻌﻠــﻪ ﻳﺧﻳﻔﻧــﻲ ﺣﺗــﻰ أﻗﺑــﻝ‬

‫ـ ‪ 53‬ـ‬


‫اﻟﺗوﺑـﺔ واﻻﻋﺗـراف ورﻓــض ﺑﺎﺳـﺗﻬزاء ﻛــﻝ ﻛـﻼم اﻟﻛــﺎﻫن وﻛـم ﻛــﺎن‬ ‫ﻣﺣزﻧ ــﺎً ﻋﻧ ــدﻣﺎ ﺳ ــﻣﻊ اﻟﻛ ــﺎﻫن ﺑﻌ ــد ﺣـ ـواﻟﻲ أﺳ ــﺑوع ﺑﺎﻧﺗﻘ ــﺎﻝ ﻫ ــذا‬ ‫اﻟرﺟﻝ ﺑﻌد أن أﺿﺎع آﺧر ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺗوﺑﺔ ورﻓـض ﺳـر اﻻﻋﺗـراف‬ ‫وﺣزن اﻟﺧدام وﺗﺄﻛد ﻟﻠﻛﻝ اﻫﺗﻣﺎم ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﺑدﻋوة ﻛﻝ إﻧﺳﺎن‪.‬‬ ‫إن أرﺳـ ــﻝ اﻟﻠﱠـ ــﻪ ﻟـ ــك ﻛـ ــﻼم ﻋﻠـ ــﻰ ﻓـ ــم أي إﻧـ ــﺳﺎن ﻓﺈﻳـ ــﺎك أن‬ ‫ﺗــﺳﺗﻬﻳن أو ﺗــﺳﺗﻬزئ ﺑــﻪ ﻓطــوﻝ أﻧــﺎة اﻟﻠﱠـﻪ إﻧﻣــﺎ ﻳﻘﺗــﺎدك ﻟﻠﺗوﺑــﺔ‪...‬‬ ‫إﻧـ ــﻪ ﻳﺣﺑـ ــك ﻓـ ــﻼ ﺗرﻓـ ــﺿﻪ‪ ،‬ﻳـ ــدﻋوك ﻟﻼﻋﺗ ـ ـراف ﺑﺧطﺎﻳـ ــﺎك ﺣﺗـ ــﻰ‬ ‫ُﻳ ﱢ‬ ‫ﺟﻣﻠك وﻳﻔرح ﻗﻠﺑك‪.‬‬ ‫وﻳ ﱢ‬ ‫ﺟددك ُ‬ ‫‪2‬ـ ﻛﺎن زوج ﻫـذﻩ اﻟﺧﺎدﻣـﺔ ﻧﺎﺟﺣـﺎً ﻓـﻲ ﺣﻳﺎﺗـﻪ اﻟﻌﻣﻠﻳـﺔ ﻳﺗﺣﻠـﻰ‬ ‫ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﺧﻼق ﺣﻣﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة وﻟﻛﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﻌﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﻛﻧﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺔ‬ ‫وﻻ ﻳﺷﻌر ﺑﺣﺎﺟﺗﻪ ﱠﻟﻠﻪ ﻷن ﺳﻠوﻛﻪ ﺳﻠﻳم‪.‬‬ ‫ﺣﺎوﻟ ـ ــت اﻟزوﺟ ـ ــﺔ ﺗ ـ ــﺷﺟﻳﻊ زوﺟﻬ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻛﻧﻳ ـ ــﺳﺔ واﻟﻌﺑ ـ ــﺎدة‬ ‫اﻟروﺣﻳﺔ وﻟﻛﻧﻪ ظﻝ ﻳرﻓض وﻟم ﻳﻘﺑﻝ إﻻ أن ﻳﺳﻣﻌﻬﺎ أﺣﻳﺎﻧﺎً وﻫﻰ‬ ‫ﺗﻘ أر اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس‪ .‬ﻓﺎﺳﺗﻣرت ﻓﻲ اﻟﺻﻼة ﻣن أﺟﻠـﻪ واﺷـﺗرﻛت‬ ‫ﻣﻌﻬﺎ أﺧواﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎدﻣﺎت‪ ،‬وﻛﺎﻫن اﻷﺳرة‪.‬‬ ‫أﺻــﻳب اﻟــزوج ﺑﻧزﻳــف ﺣــﺎد وﺑﻌــد ﻓﺣــﺻﻪ ٕواﺳــﻌﺎﻓﻪ اﻛﺗــﺷف‬ ‫اﻷطﺑﺎء إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﻘرﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌدة وارﺗﻔﻌت اﻟـﺻﻠوات ﻣـن أﺟﻠـﻪ‬ ‫وﺗـﺄﺛر ﻗﻠﺑـﻪ ووﻋـد ﺑﺑـدء اﻟﺣﻳـﺎة ﻣـﻊ اﻟﻠﱠـﻪ وﻟﻛﻧـﻪ ﻋﻧـدﻣﺎ ﺗﻌـﺎﻓﻰ ﺑﻌــد‬

‫ـ ‪ 54‬ـ‬


‫ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﻧﺳﻰ وﻋودﻩ‪.‬‬ ‫ﺑﻌــد ﺳــﻧﺔ أﺻــﻳب ﺑﻧزﻳــف ﻣﻣﺎﺛــﻝ ﻟﻠــﺳﺎﺑق وﺻــﻠوا ﻷﺟﻠــﻪ وﺗــم‬ ‫ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺎؤﻩ وﻟﻛﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻳﻐﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﺣﻳﺎﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ ﺑﻌﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداً‬ ‫ﻋن ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ‪.‬‬ ‫ﻣــرت اﻷﻳــﺎم وأﺻــﻳب ﺑﻧزﻳــف ﺧﻔﻳــف وﺑﻌــد ﻓﺣــﺻﻪ اﻛﺗــﺷف‬ ‫وﺟـ ـ ــود ﺳـ ـ ــرطﺎن ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻌـ ـ ــدة وﺿـ ـ ــرورة اﺳﺗﺋـ ـ ــﺻﺎﻟﻪ وارﺗﻔﻌـ ـ ــت‬ ‫اﻟﺻﻠوات ﻷﺟﻠـﻪ وﺷـﺎرك ﻣﺣﺑﻳـﻪ ﻓـﻲ اﻟـﺻﻼة طﺎﻟﺑـﺎً ﻣﻌوﻧـﺔ اﻟﻠﱠـﻪ‪،‬‬ ‫أﺧﻳـ ـ اًر ﺗﺣ ــرك اﻟﺟﺑـ ــﻝ اﻟﻣﻌﺎﻧ ــد اﻟ ــذي ﻳـ ــﺷﻌر ﺑﺑـ ـرﻩ اﻟ ــذاﺗﻲ وﻋـ ــدم‬ ‫ﺣﺎﺟﺗﻪ ﱠﻟﻠﻪ‪.‬‬ ‫ﺗﻣــت اﻟﻌﻣﻠﻳــﺔ ﺑﻧﺟــﺎح واﺳــﺗﻣرت اﻟــﺻﻠوات ﻷﺟﻠــﻪ ﺧﺎﺻــﺔ أن‬ ‫اﻷطﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺗﺄﺻﻠوا ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳرطﺎن‬ ‫اﻟذي داﺧﻠﻪ‪.‬‬ ‫وﺑدأ أﺧﻳ اًر ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎوب ﻣﻊ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﻓﻘﺑﻝ أن ﻳﻌﺗرف ﺑﺧطﺎﻳﺎﻩ أﻣـﺎم‬ ‫اﻟﻛﺎﻫن وﺑدأ ﻗراءة اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس ﺛم ﺣﺿر إﻟﻰ اﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ وواظـب‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺎوﻝ ﻣﻊ ﺣﺿور ﺑﻌض اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟروﺣﻳﺔ ﻟﻣدة ﺳﻧﺗﻳن‬ ‫وﻧــﺻف ﺑﻌــدﻫﺎ ﺷــﻌر ﺑــﺑﻌض اﻟﺗﻌــب‪ ،‬وأﺛﻧــﺎء ﺻــﻼة ﺳــر ﻣــﺳﺣﺔ‬ ‫اﻟﻣرﺿﻰ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﻳﺗﻪ ارﺗﻔﻌت روﺣﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء ﻟﺗﻧﻌم ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ﻣﻊ‬ ‫ﻛﻝ اﻟﺗﺎﺋﺑﻳن‪.‬‬

‫ـ ‪ 55‬ـ‬


‫ﻻ ﺗﻧﺷﻐﻝ ﺑﺄﻣور اﻟﺣﻳـﺎة ﻋـن ﺧـﻼص ﻧﻔـﺳك ﻣﻧﺑﻬـ اًر ﺑﻧﺟﺎﺣـك‬ ‫اﻟﻌــﺎﻟﻣﻲ ﻓﻛــﻝ ﻫــذا ﻫﺑــﺔ ﻣــن اﻟﻠﱠــﻪ ﺗــدﻋوك ﻟﻠﺗوﺑــﺔ واﺳــﺗﻌد ﻟﺗﺟــد‬ ‫ﻣﻛﺎﻧـ ــك ﻓـ ــﻲ اﻟﻛﻧﻳـ ــﺳﺔ وﺗﻔـ ــرح ﺑﻌـ ــﺷرة اﻟﻠﱠـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷرض وﻓـ ــﻲ‬ ‫اﻟﺳﻣﺎء‪.‬‬

‫ـ ‪ 56‬ـ‬


‫)‪ (13‬ھكذا يكون فرح في السماء‬ ‫"ﻫﻛـ ــذا ﻳﻛـ ــون ﻓـ ــرح ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــﺳﻣﺎء ﺑﺧـ ــﺎطﺊ واﺣـ ــد ﻳﺗـ ــوب" ‪..‬‬ ‫ﻛﻠﻣــﺎت إﻟﻬﻳــﺔ ﻧطــق ﺑﻬــﺎ اﻟــﺳﻳد اﻟﻣــﺳﻳﺢ ﻓــﻲ ﺧﺗــﺎم ﻣﺛــﻝ اﻟﺧــروف‬ ‫اﻟــﺿﺎﻝ )ﻟــو‪ .(15‬وﻣﻌظﻣﻧــﺎ ﻳﺣﻔــظ ﻫــذﻩ اﻵﻳــﺔ وﻳﻔﻬﻣﻬــﺎ ﺑﻣﻌﻧﺎﻫــﺎ‬ ‫اﻟﻣﺟــﺎزي وﻟــﻳس اﻟﺣرﻓــﻲ وﻫــو ﺳــﻌﺎدة ﻗﻠــب اﻟﻠﱠــﻪ ﺑﻌــودة اﺑــن ﻣــن‬ ‫أﺑﻧﺎﺋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﺗوﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻏﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب‬ ‫ﻋن ﺣﺿﻧﻪ ﻟﻔﺗرة ﻣﺎ‪ ،‬ﺑﺳﺑب ﺣﻳﺎة‪...‬‬ ‫وﻟﻛــن ﻫــﻝ ﻳﻣﻛــن أن ﻳﻛــون ﻟﻬــذﻩ اﻵﻳــﺔ ﻣﻌﻧــﻰ آﺧــر‪ ..‬ﻫــﻝ‬ ‫ﻳ ـ ــﺳﻣﺢ ﻟﻧ ـ ــﺎ اﻟﻠﱠـ ــﻪ أن ﻧ ـ ــﺗﻼﻣس ﺑﺎﻟﺣﻘﻳﻘ ـ ــﺔ وﻧ ـ ــرى وﻧ ـ ــﺳﻣﻊ أﻓـ ـ ـراح‬ ‫اﻟــﺳﻣﺎء‪ ...‬وﻛﻳــف ﻳﺣــدث ﻫــذا؟! ﻟﻺﺟﺎﺑــﺔ ﻳــﺎ ﺻــدﻳﻘﻲ إﻟﻳــك ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟﻘﺻﺔ‪!!..‬‬ ‫ﺟﻠــس اﻟﺧــﺎدم ﻣــﻊ أﺑﻳــﻪ اﻟروﺣــﻲ ﻓــﻲ ﺟﻠــﺳﺔ اﻋﺗ ـراف اﻋﺗــﺎد أن‬ ‫ﻳﺟﻠــﺳﻬﺎ ﻛــﻝ ﺷــﻬر ﻟﻘــد ﻛــﺎن ﺧﺎدﻣــﺎً ﻣﻠﺗزﻣــﺎً ﺑطﺑﻌــﻪ‪ ...‬وﻋﻧــدﻣﺎ ﻗــﺎرب‬ ‫اﻻﻧﺗﻬــﺎء وﻗﺑــﻝ اﻻﺳــﺗﻣﺎع ﻟﺗﻌﻠﻳــق أﺑﻳــﻪ ٕوارﺷــﺎدﻩ ﻗــﺎﻝ‪ :‬ﻫﻧــﺎك ﻣوﺿــوع‬ ‫أﺧﻳــر ﻳــﺎ أﺑــﻲ وأرﻳــد ﻣــن ﻗدﺳــك أﻻ ﺗﺗﻌﺟــﻝ اﻟﺣﻛــم‪ ..‬ﻓﺄﻧــﺎ ﻣﻧــذ ﻋــﺷرة‬ ‫أﻳــﺎم وﻣــن ﺑــﺎب اﻟﻔ ــﺿوﻝ دﺧﻠــت ﻋﻠ ــﻰ اﻻﻧﺗرﻧــت ﻓ ــﻲ أﺣــد اﻟﺑــراﻣﺞ‬ ‫اﻟﻣﻔﺗوﺣــﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗــﺷﺔ وﻗﻣــت ﺑﺗﻌرﻳــف ﻧﻔــﺳﻲ أﻧﻧــﻲ ﺷــﺎب ﻣــﺳﻳﺣﻲ ﻣــن‬ ‫اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ اﻟﻘﺑطﻳﺔ ﻣﺗﻣﺳك ﺑﺗﻌﺎﻟﻳﻣﻬﺎ وﻟﻲ ﺧدﻣﺔ ﺑﻬﺎ أﻳﺿﺎً‪..‬‬

‫ـ ‪ 57‬ـ‬


‫وﻫﻧﺎك ﻣن اﺳﺗﺟﺎب وﺑدأ ﻳﺳﺗﻌﻠم ﻋن ﺷﺧﺻﻳﺗﻲ أﻛﺛر وﻋـن‬ ‫ﺑﻌض اﻟﺗﻔﺎﺻـﻳﻝ وﺑﺎﺧﺗـﺻﺎر ﻳـﺎ أﺑـﻲ ﻫـﻲ ﺳـﻳدة ﻣﺗوﺳـطﺔ اﻟﻌﻣـر‬ ‫أﻋﺟﺑت ﺟداً ﺑﺎﻟﺧﻠﻔﻳﺔ اﻟروﺣﻳﺔ وﺧﺎﺻﺔ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻠـم اﻟﻛﺛﻳـر ﻋـن‬ ‫اﻟروﺣﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت وطﻠﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬ ‫أن أﻛـ ـ ـ ـ ــون ﻟﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ـ ـ ــدﻳﻘﺎً روﺣﻳـ ـ ـ ـ ــﺎً ﻣـ ـ ـ ـ ــﺷﺟﻌﺎً ﻟﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣﺗﺎﺑﻌـ ـ ـ ـ ــﺎً‬ ‫إﻳﺎﻫﺎ ﻓﻳﻣﺎ أرادت أن ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻣ ار اًر وﺗﻌﺛرت ﻓﻳﻪ‪ ...‬اﻟﺣﻘﻳﻘـﺔ ﻳـﺎ أﺑـﻲ‬ ‫أﻧــﺎ ﻓرﺣــﺎن ﺑﻬــذﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺔ‪ ...‬وﻗــد ﺣورﺑــت ﺑــﺎﻻ أﻗــص ﻋﻠﻳــك ﻣــﺎ‬ ‫ﺣ ــدث ﺧﺎﺋﻔ ــﺎً أﻻ ﺗﻔﻬﻣﻧ ــﻲ أو ﺗﻣﻧﻌﻧ ــﻲ وﻟﻛﻧ ــﻲ وﺟ ــدت ﻧﻔ ــﺳﻲ ﻻ‬ ‫أﺳﺗطﻳﻊ أن أﺧﻔﻲ ﻋﻠﻳك ﺷﻳﺋﺎً‪...‬‬ ‫أﺟــﺎب أﺑــوﻩ اﻟروﺣــﻲ ﺑﻌــد أن رﺷــم ذاﺗــﻪ ﺑﻌﻼﻣــﺔ اﻟــﺻﻠﻳب‪:‬‬ ‫اﻟﻠﻪ ﻳﺎ اﺑﻧﻲ أﻧك ﻟم ﺗﺧ ِ‬ ‫أﺷﻛر ﱠ‬ ‫ـف ﻋﻧـﻲ ﺷـﻳﺋﺎً‪ ...‬ﻓطـواﻝ ﻣـﺎ ﻛﻧـت‬ ‫أﺳﻣﻌك ﻛﻧت أﺻﻠﻲ ﻟﻠﻣﺳﻳﺢ أن ﻳﺑﺻرﻧﻲ وأن ﻳـﺿﻊ ﻋﻠـﻰ ﻓﻣـﻲ‬ ‫اﻟﻛــﻼم اﻟﻣﻧﺎﺳــب وﻟــﻳﻛن ﻫــو اﻟﻣﺗﺣــدث ﺑــدﻻً ﻣﻧــﻲ‪ ،‬وﺳــوف أﻗــوﻝ‬ ‫ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﺑﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﻣ ــﺎ وﺿ ــﻌﻪ اﻟﻠﱠ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﻗﻠﺑ ــﻲ‪ ...‬ﻓﻣﻧ ــذ أن ﺑ ــدأت ﺣ ــدﻳﺛك أﺧ ــذﻧﻲ‬ ‫ﺧــوف ﻋﻠﻳــك وﻛﻣــﺎ ﻗﻠــت ﻟــك ﻛﻧــت أﺻــﻠﻲ وأﻧــﺎ أﺳــﻣﻌك ﻓــﺎزداد‬ ‫ﺧ ــوﻓﻲ أﻛﺛ ــر ﻓ ــﺄﻛﺛر‪ .‬ﻳ ــﺎ اﺑﻧ ــﻲ اﻟﻣوﺿ ــوع ﻟ ــﻳس ﺑﺎﻟﺑ ــﺳﺎطﺔ اﻟﺗ ــﻲ‬ ‫ﺗروﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻪ ﺑﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ..‬ﻫﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎك ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﺧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪...‬‬ ‫ﻻ ﺗــﺳﺄﻟﻧﻲ ﻳــﺎ اﺑﻧــﻲ ﻟﻣــﺎذا أﺷــﻌر ﻫﻛــذا وﻟﻛﻧــﻪ ﺗﺣــذﻳر ﻣــن اﻟﻠﱠــﻪ‬

‫ـ ‪ 58‬ـ‬


‫ـﻳﺋﺎ◌‬ ‫اﻫــرب ﻳــﺎ اﺑﻧــﻲ‪ ..‬اﻫــرب ﻳــﺎ اﺑﻧــﻲ ﻣــن ﻫــذا اﻟــﺷر وﺗــذﻛر ﺷـ ً َ‬ ‫واﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداً أن "اﻟﺧطﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ طرﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻛﺛﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻳن‬ ‫ـﺎء" وأن أﻛﺑـر اﻟﺧطﺎﻳـﺎ ﻗـد ﺗﻛـون ﺑـداﻳﺗﻬﺎ‬ ‫ﺟرﺣﻰ وﻛﻝ ﻗﺗﻼﻫﺎ أﻗوﻳ ً‬ ‫أﻣ ــور ﻻ ﺗﺑ ــدو ﻟﻺﻧ ــﺳﺎن ﺧﺎطﺋ ــﺔ‪ ..‬اﻫ ــرب‪ ..‬اﻫ ــرب ﻳ ــﺎ اﺑﻧ ــﻲ‪...‬‬ ‫ﻣﺎﻟك وﻫذا اﻟﻣرأة‪.‬‬ ‫ﻣـ ـ ـ ــر أﻛﺛـ ـ ـ ــر ﻣـ ـ ـ ــن ﺛﻼﺛـ ـ ـ ــﺔ أﺷـ ـ ـ ــﻬر وﺟـ ـ ـ ــﺎء أﺣـ ـ ـ ــد أﺻـ ـ ـ ــدﻗﺎء‬ ‫ﻫـ ـ ـ ــذا اﻟـ ـ ـ ــﺷﺎب ﻫﺎﻣـ ـ ـ ــﺳﺎً ﻷﺑﻳـ ـ ـ ــﻪ اﻟروﺣـ ـ ـ ــﻲ‪ :‬أرﺟـ ـ ـ ــوك ﻳـ ـ ـ ــﺎ أﺑـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫اﺳ ــﺄﻝ ﻋ ــن اﺑﻧ ــك )‪ (..‬وﻓ ــﻲ ذات اﻟوﻗ ــت ﻗ ــﺎم اﻷب ﺑﺎﻻﺗ ــﺻﺎﻝ‬ ‫ﺑﺎﺑﻧﻪ اﻟذي ﺑدى ﺻوﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻠﻳﻔون ﻏرﻳﺑﺎً ﻋﻠﻰ أذﻧﻲ أﺑﻳﻪ اﻟـذي‬ ‫ﻳﻌرﻓ ــﻪ ﺟﻳ ــداً‪ :‬أﻋ ــذرﻧﻲ ﻳ ــﺎ أﺑ ــﻲ‪ ...‬ظ ــروف اﻟﻌﻣ ــﻝ‪ ...‬ظ ــروف‬ ‫اﻟﻣﻧــزﻝ‪ ...‬ﻛﺛ ـرة اﻟﻣــﺷﺎﻏﻝ وﻟﻛﻧــﻲ ﺳــﺂﺗﻲ ﻗرﻳﺑــﺎً‪ ...‬ﺗﻛــرر اﻟــﺳؤاﻝ‬ ‫وﺗﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرر أﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺿﺎً‬ ‫ﻣﻧﻪ اﻻﻋﺗذار‪ ..‬إﻧﻪ ﻫروب اﻻﺑن ﻣن ﺣﺿن أﺑﻳﻪ اﻟروﺣﻲ‪.‬‬ ‫وﻗﻠــق اﻷب اﻟﻛــﺎﻫن وأرﺳــﻝ ﻣــن ﻳﺳﺗﻔــﺳر ﻓﺟــﺎءت اﻹﺟﺎﺑــﺔ‬ ‫ﻏﻳر ﻣطﻣﺋﻧﺔ وﺣﺎوﻝ ﻣرة أﺧرى ﺑﻼ ﻓﺎﺋـدة وﻋﻠـم ﻓـﻲ ذﻟـك اﻟوﻗـت‬ ‫أﻧﻪ ﻻ ﻳﻣﻠك ﺷﻳﺋﺎً ﺳوى اﻟﺻﻼة ﻣن أﺟـﻝ اﺑﻧـﻪ اﻟﻐﺎﺋـب ﻋـن ﻗﻠﺑـﻪ‬ ‫وﻋن ﻗﻠب ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ‪ ..‬واﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﺻﻼة‪..‬‬ ‫وﻣــر ﺛﻼﺛــﺔ أﺷــﻬر أﺧــرى ﺗــرك ﻓﻳﻬــﺎ ﻫــذا اﻷخ ﺧدﻣﺗــﻪ ﺗﻣﺎﻣـ ًـﺎ‬

‫ـ ‪ 59‬ـ‬


‫وﺗــرك اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ وﻣﺟﺗﻣﻌﻬــﺎ وﻟﻛﻧــﻪ ﻟــم ﻳﻔــﺎرق ﻗﻠــب أﺑﻳــﻪ اﻟروﺣــﻲ‬ ‫ﻟﺣظــﺔ واﺣــدة‪ ..‬وﻓــﻲ أﺣــد اﻷﻳــﺎم ﺷــﻌر اﻷب اﻟﻛــﺎﻫن أن ﻳــد اﻟﻠﱠــﻪ‬ ‫ﺗدﻓﻌﻪ دﻓﻌﺎً ﻟﻼﺗﺻﺎﻝ ﻣرة أﺧـرى ﺑﺎﺑﻧـﻪ‪ ..‬وﺟـﺎء ﺻـوت اﺑﻧـﻪ ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﻣ ـرة ﻋﺟﻳﺑـ ًـﺎ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻣ ـزﻳﺞ ﻣــن اﻟﺧﺟــﻝ واﻻﺿــطراب واﻻﺧﺗﻧــﺎق‬ ‫وﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ أﺑوﻩ‪ :‬ﻋـﺎﻳز أﺷـوﻓك ﻳـﺎ اﺑﻧـﻲ‪ .‬أﺟﺎﺑـﻪ‪ :‬ﺳـوف آﺗـﻲ‪..‬‬ ‫ﻧﻌم ﺳﺂﺗﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرة‪.‬‬ ‫ﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻠﻘـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻫـ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـرة ﺧـ ـ ـ ـ ــﺎرج اﻟﻛﻧﻳـ ـ ـ ـ ــﺳﺔ وﺗﺣـ ـ ـ ـ ــدث‬ ‫ﻓﻳــﻪ اﻟــﺷﺎب ﺑ ـدﻣوع أﻛﺛــر ﻣــن ﻛﻠﻣــﺎت‪ ،‬ﻛﺎﻧــت اﻟﻛﻠﻣــﺎت ﻣﺗﻌﺛ ـرة‪،‬‬ ‫ﻣﺗﻘطﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻛﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻛﺎﻓﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻳﻔﻬم أﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻩ‬ ‫ﻣﺎ ﺣدث‪.‬‬ ‫ﻟﻳﺗﻧﻲ ﻳﺎ أﺑﻲ اﺳﺗﻣﻌت ﻟك‪ ..‬ﻟﻳﺗﻧـﻲ أطﻌـت‪ ..‬ﻛﻧـت أﻋﻣـﻰ‪..‬‬ ‫ﻋﻠﻲ‪ ...‬اﺳﺗﻣرت اﻟﻌﻼﻗﺔ‪ ..‬ﺗﺑﺎدﻟﻧﺎ‬ ‫وظﻧﻧت أﻧك ﺗﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺧوﻓك ﱠ‬ ‫اﻻﺗـ ــﺻﺎﻻت وﻛﻠﻣـ ــﺎت اﻹﻋﺟـ ــﺎب ﺛـ ــم اﻟﻣـ ــدﻳﺢ‪ ..‬وﻛﺎﻧـ ــت ﻫﻧـ ــﺎك‬ ‫ﻟﻘ ــﺎءات ﺑ ــدت ﺑرﻳﺋـ ـﺔ ﻓ ــﻲ أوﻟﻬ ــﺎ‪ ..‬ﺛ ــم ﻛ ــﺎن‪ ...‬ﺛ ــم ﻛ ــﺎن اﻟ ــﺳﻘوط‬ ‫اﻟﻛﺎﻣﻝ ﻓﻲ اﻟﺧطﻳﺔ‪ ..‬اﻟﻛﺎﻣﻝ واﻟﻣﺗﻛـرر ﻳـﺎ أﺑـﻲ‪ ..‬ﻻ أدري ﻛﻳـف‬ ‫ﻟﻛﻧﻪ ﺣدث‪ ..‬ﻧﻌم ﻛﻧت أود اﻟرﺟوع ﻣن أوﻝ ﺳﻘوط ﻟﻛن ﺷـﻳطﺎن‬ ‫اﻟﺧﺟﻝ ﻣﻧﻌﻧـﻲ وﺷـﻳطﺎن اﻟـﺷك ﺷـﻛﻛﻧﻲ ﻓـﻲ أﺑوﺗـك ﻟـﻲ وﺷـﻳطﺎن‬ ‫اﻟﻳﺄس اﻓﺗرﺳﻧﻲ ﻓﺈذ ﺑﻲ ﺑدﻻً ﻣـن أن أﻫـرب ﻣـن اﻟﺧطﻳـﺔ‪ ،‬اﻫـرب‬ ‫إﻟﻰ أﻋﻣﺎﻗﻬﺎ أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر‪..‬‬

‫ـ ‪ 60‬ـ‬


‫ ‪ ..‬ﻳﺎ اﺑﻧﻲ‪...‬‬‫ أرﺟـ ـ ـ ـ ـ ــوك ﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻻ ﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺎطﻌﻧﻲ‪ ..‬ﻓﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ــذ أﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺑوع‬‫ﻓﻘــط وأﻋﺗﻘــد أن ﻣــﺎ ﺣــدث ﻛــﺎن ﻷﺟــﻝ ﺻــﻠوات ﻛــﻝ ﻣــن ﺻــﻠﻰ‬ ‫ﻷﺟــﻝ ﺿــﻌﻔﻲ‪ ..‬ﺣــدث ﺷــﻲء ﻋﺟﻳــب‪ ..‬ﻓﻘــد ﻛﻧــت ﻏﺎرﻗــﺎً ﺗﻣﺎﻣــﺎً‬ ‫ﻓــﻲ اﻹﺛــم وﻟﻬــذا ﻛــﺎن ﻻﺑــد أن ﻳﺣــدث ﺷــﻲء ﻟﻳﻧﺗــﺷﻠﻧﻲ ﻷﻧﻧــﻲ ﻣــﺎ‬ ‫ﻛﻧــت ﻷﻗــوم وﺣــدي‪ ..‬ﻓﺑــﺻدﻓﺔ ﻋﺟﻳﺑــﺔ ﻻ ﺗﺣــدث ﺳــوى ﻣ ـرة ﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻣﻠﻳون‪ ..‬ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﺳـﻣﺢ ﻟـﻲ أن أﺳـﻣﻊ ﺣـدﻳﺛﺎً أﻓﻬـم ﻣـن ﺧﻼﻟـﻪ ﻣـدى‬ ‫اﻟﺷر اﻟﻛﺎﻣن ﻓﻲ ﻧﻔس ﻫذا اﻟﻣرأة وﻣﺎ ﺗدﺑرﻩ ﻣن ﺷر ﻟﻲ وﻟﻐﻳـري‬ ‫ﻣن اﻟﺷﺑﺎب إﻧﻬﺎ ﻳد اﻟـﺷﻳطﺎن ﻧﻔـﺳﻪ ﺗﺗـﺎﺟر ﺑﺎﻟـﺷﻬوات اﻟﻧﺟـﺳﺔ‪..‬‬ ‫ﺷﻌرت ﻳﺎ أﺑﻲ أﻧﻬﺎ ﻟطﻣﺔ ﻣن ﻳد اﻟﻠﱠـﻪ ﻟﻳﻌﻳـدﻧﻲ ﻟرﺷـدي‪ ...‬دارت‬ ‫اﻷرض ﺗﺣت‬ ‫رﺟﻠﻲ وﻟم أدر ﻣﺎذا أﻓﻌﻝ‪!!..‬‬ ‫ﱠ‬ ‫وﻓ ـ ــﻲ وﺳ ـ ــط ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ــﺷﺎﻋر اﻟﻣ ـ ــﺿطرﺑﺔ ﻟ ـ ــم أﺟ ـ ــد ﺳ ـ ــوى‬ ‫ﻣﺧ ــدﻋﻲ‪ ...‬أﻏﻠﻘ ــت ﺑ ــﺎﺑﻲ وأطﻠﻘ ــت اﻟﻌﻧ ــﺎن ﻟ ــدﻣوﻋﻲ‪ ،‬طرﺣ ــت‬ ‫ﺟﺳدي ﻛﻠﻪ أرﺿﺎً وﺻرت أﺻـرخ ﻫـﻝ ﺗﻘﺑﻠﻧـﻲ ﻳـﺎ إﻟﻬـﻲ ﺛﺎﻧﻳـﺔ‪...‬‬ ‫أﻧــﺎ ﻣــن دﱠﻧــس ﻧﻔــﺳﻪ‪ ..‬أﻧــﺎ ﻣــن ﺗــرك ﻛــﻝ ﻣﺟــد أﻋطﻳﺗﻧــﻲ ﺑــدون‬ ‫اﺳﺗﺣﻘﺎق‪ ..‬أﻧﺎ ﻣـن أﻫـﺎن ﺣﺑـك‪ ...‬أﻧـﺎ ﻣـن ﺗﺟﺎﺳـر وﺧﺎﻧـك‪ .‬إﻧـﻲ‬ ‫أﺷ ــﻌر أﻧﻧ ــﻲ أﻣ ــوت ﻓﺎﻟﺣﻳ ــﺎة ﺑ ــدوﻧك ﻣ ــوت‪ ..‬ﺑ ــﻝ أﻧ ــﺎ ﻣﻳ ــت ﻣﻧ ــذ‬ ‫ﺗرﻛﺗك‪ ..‬اﻏﻔر ﻟﻲ أﻧﺎ اﺑﻧك وﻟﻳس ﻟﻲ ﺳواك‪.‬‬ ‫ظﻝ اﻟﺣـﺎﻝ ﻫﻛـذا ﻟـﺳﺎﻋﺎت ﻻ أﻋـرف ﻋـددﻫﺎ‪ .‬وﺛﻘـﻝ ﺟـﺳدي‬

‫ـ ‪ 61‬ـ‬


‫ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداً ﺣﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم أﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗطﻊ اﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراك ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻷرض‬ ‫أو اﻟﻘﻳﺎم‪ ..‬وﻗﻠت ﻛﻠﻣﺔ أﺧﻳرة أرﺟوك ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ﻫﻝ‪ ..‬ﺗﻘﺑﻠﻧﻲ‪..‬؟؟‬ ‫وﻫﻧــﺎ ﻳــﺎ أﺑــﻲ ﺣ ـدث ﻣــﺎ ﻟــم ﻳﻛــن ﻓــﻲ ﺣــﺳﺑﺎﻧﻲ أﺑــداً‪ ...‬ﻫــﻝ‬ ‫ﺗﺻدق ﻳﺎ أﺑﻲ‪ ..‬ﻫﻝ ﻳﻌﻘﻝ ﻟﻘد ﺳﻣﻌت‪ ..‬ﺳﻣﻌت ﺻوت ﻣﻼﺋﻛـﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺣﺟرة‪...‬؟!‬ ‫ ﻣﻼﺋﻛﺔ ﻳﺎ اﺑﻧﻲ!!‬‫أذﻧﻲ وأرﺟﺎء‬ ‫ ﻧﻌم ﻳﺎ أﺑﻲ‪ ..‬ﺻوت ﻣﻼﺋﻛﺔ ﺟﻣﻳﻝ ﺟداً ﻣﻸ َ ّ‬‫ت ﻓـﻲ ﺟـﺳدي ﻗـﺷﻌرﻳرة ﻟـم أﺷـﻌر ﻓـﻲ ﺣﻳـﺎﺗﻲ‬ ‫وﺳَر ْ‬ ‫اﻟﺣﺟرة ﻛﻠﻬﺎ‪َ ،‬‬ ‫ﺑﻣﺛﻠﻬــﺎ ﻣــن ﻗﺑــﻝ‪ ،‬ﺗﻛــرر اﻟــﺻوت ﻣـرة وﻣـرة وﻣـرة‪ ...‬أرﺑــﻊ ﻣـرات‬ ‫وﺑﻣﻧﺗﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟوﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوح ﺑﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻻ ﻳﺣﺗﻣﻝ اﻟﺷك‪.‬‬ ‫ﻋﺎدت اﻟﻘوة اﻟﺿﺎﺋﻌﺔ ﻟﺟﺳدي اﻟﻣﻧطرح‪ ..‬ﺗﺷددت رﻛﺑﺗﺎي‪..‬‬ ‫ﺣﻣﻠﺗﻧــﻲ ﻗ ــدﻣﺎي ﺛﺎﻧﻳ ــﺔ ٕواذ ﻳــﺎ أﺑ ــﻲ‪ٕ ..‬واذ ﻳ ــﺎ أﺑــﻲ ﺑراﺋﺣــﺔ ﺑﺧ ــور‬ ‫ﻋطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة ﺗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻸ أرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻟﺑﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻛﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ..‬ﺑﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬ ‫ﻻ أﻋﻠم ﻣﺻدر ﻟﻪ ﺳوى اﻟﺳﻣﺎء‪.‬‬ ‫ﻫ ـ ـ ــذﻩ ﻫ ـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ـ ـراﺣم اﻟﻠﱠـ ـ ــﻪ ﻳ ـ ـ ــﺎ أﺑ ـ ـ ــﻲ‪ ..‬ﺗﻠـ ـ ـ ـك ﻫ ـ ـ ــﻰ إﺟﺎﺑﺗ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﻓــﻲ ﻗﺑــوﻝ ﻛــﻝ اﻟﺧطــﺎة اﻟﻌﺟــب ﻛــﻝ اﻟﻌﺟــب ﺣﺗــﻰ ﻳﻛﺗﻣــﻝ ﻋﻣــﻝ‬ ‫اﻓﺗﻘﺎد ﻧﻌﻣﺗﻪ ﻟﻲ أﺳﻣﻊ ﺻوﺗك ﻋﺑر اﻟﻬﺎﺗف ﺑدﻋوﺗﻲ‪...‬‬ ‫ﻏﺎﻟــب أﺑــوﻩ اﻟروﺣــﻲ ﻣــﺷﺎﻋرﻩ اﻟﺧﺎﺻــﺔ ورﻓــﻊ ﻳــدﻩ ﺑﺎﻟــﺻﻠﻳب‬

‫ـ ‪ 62‬ـ‬


‫ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ رأس اﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟﻳﺣﺎﻟﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺎن ﺣﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻝ‪:‬‬ ‫"اﻟﻣﺟد ﻟك ﻳﺎرب‪ ..‬اﻟﻣﺟد ﻟك ﻳﺎرب"‪.‬‬

‫ـ ‪ 63‬ـ‬


‫)‪ (14‬طـعـمـه جـديـد‬ ‫ﻛﺎن اﻟﺷﺎب رأﻓت ﻳﺗردد ﻋﻠﻰ أﺣـد اﻵﺑـﺎء ﺑﻛﻧﻳـﺳﺔ ﻣـﺎرﻣرﻗس‬ ‫ﺑﻣﺻر اﻟﺟدﻳدة ﻟﻼﻋﺗراف وﻛﺎن ﻛﻣﺎ ﻳﺷﻬد أﺑوﻩ اﻟروﺣـﻲ اﻋﺗ ارﻓـﺎً‬ ‫ﻋﺎدﻳﺎً ﺑﻼ ﻋﻣق‪.‬‬ ‫وﻓ ــﻲ إﺣ ــدى اﻟﻣـ ـرات ﺷ ــﻌر اﻟﻛــﺎﻫن ﺑﻣ ــﺷﺎﻋر ﺗوﺑ ــﺔ ﺻ ــﺎدﻗﺔ‬ ‫وﻧدم ﻳﻘدﻣﻬﺎ أرﻓـت أﺛﻧـﺎء ﺳـر اﻻﻋﺗـراف ﻓـﻸوﻝ ﻣـرة ﻛـﺎن ﻳـرﻓض‬ ‫اﻟﺧطﻳــﺔ ﻣــن ﻛــﻝ ﻗﻠﺑــﻪ وﻳرﻳــد أن ﻳﺑــدأ ﻣــن ﺟدﻳــد ﺣﻳــﺎة ﻧﻘﻳــﺔ ﻣــﻊ‬ ‫اﻟﻣﺳﻳﺢ‪.‬‬ ‫وﺑﻌـ ــد ذﻟ ـ ــك ﺣـ ــﺿر أرﻓ ـ ــت اﻟﻘ ـ ــداس وﺗﻧـ ــﺎوﻝ ﻣ ـ ــن اﻷﺳـ ـ ـرار‬ ‫اﻟﻣﻘدﺳﺔ‪ .‬ﺛم ﻣر ﻋﻠﻰ أﺑوﻧﺎ وﻗﺎﻝ ﻟﻪ‪:‬‬ ‫أﻧﺎ أﺷﻌر ﺑطﻌم ﺟدﻳد ﻟﻠﻣﻧﺎوﻟﺔ ﻟم أﺷﻌر ﺑـﻪ ﻣـن ﻗﺑـﻝ‪ ،‬أﺣـس‬ ‫ﺣﻘﻳﻘــﺔ أﻧــﻲ آﻛــﻝ ﺟــﺳد اﻟﻣــﺳﻳﺢ وأﺷــرب دﻣــﻪ‪ .‬وﺷــﺟﻌﻪ اﻟﻛــﺎﻫن‬ ‫وﻗﻠﺑــﻪ ﻣﻣﺗﻠــﺊ ﻓرﺣــﺎً ﻣــن أﺟــﻝ اﺑﻧــﻪ اﻟــذي ﻳﺧطــو ﺧطـوات ﺟدﻳــدة‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺣﺑﺗﻪ وﻋﻼﻗﺗﻪ ﱠ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻪ‪.‬‬ ‫طﻠــب ﻣــن أﺑوﻧــﺎ أن ﻳــﺻﻠﻲ ﻟــﻪ ﻷن رﺣﻠﺗــﻪ اﻟﻘﺎدﻣــﺔ ﺳــﻳﻌﺑر‬ ‫ﻓﻳﻬﺎ اﻟﻣﺣﻳط ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻛﻝ رﺣﻼت اﻟطﻳﺎر رأﻓت ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‬ ‫إﻟــﻰ أوروﺑــﺎ وآﺳــﻳﺎ‪ .‬أﻣــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﻣـرة ﻓﻛﺎﻧــت طــﺎﺋرة ﻣــﺻر ﻟﻠطﻳـران‬ ‫ﺗﺗﺟﻪ ﻧﺣو اﻟوﻻﻳﺎت اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬ﻓﺻﻠﻰ ﻟﻪ أﺑوﻧﺎ وﺷﺟﻌﻪ‪.‬‬

‫ـ ‪ 64‬ـ‬


‫ﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻫـ ـ ـ ـ ــذا آﺧ ـ ـ ـ ـ ـر ﻟﻘـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻟﻠطﻳـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﺗﺎﺋـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻣﻣﺗﻠـ ـ ـ ـ ــﺊ‬ ‫ﺑﺎﻟﻣــﺳﻳﺢ ﻣــﻊ أب اﻋﺗ ارﻓــﻪ ﻓــﻲ ﻧﻬﺎﻳــﺔ ﻋــﺎم ‪ ،1999‬وﻗــد اﻧﻔﺟــرت‬ ‫اﻟطﺎﺋرة وﻣﺎت ﻛﻝ ﻣن ﻓﻳﻬﺎ وﻣﻧﻬم اﻟطﻳﺎر رأﻓت ﺳﺎﻣﻲ‪.‬‬ ‫إن اﻟﻠﱠــﻪ طوﻳ ــﻝ اﻷﻧ ــﺎة ﻳﻘﺑ ــﻝ ﺗوﺑﺗ ــك وﻛ ــﻝ ﻋﺑﺎدﺗ ــك اﻟروﺣﻳ ــﺔ‬ ‫ﻣﻬﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت ﺿـ ــﻌﻳﻔﺔ وﺳ ــطﺣﻳﺔ وﻳﻧﻣﻳﻬ ــﺎ ﺣﺗـ ــﻰ ﺗﺧﺗﺑ ــر ﻣﺣﺑﺗـ ــﻪ‬ ‫وﺗـ ـ ـرﻓض ﺧطﺎﻳ ـ ــﺎك ﻓﺗ ـ ــﺳﺗﻌد ﺑﺎﻟﺣﻘﻳﻘ ـ ــﺔ ﻷﺑ ـ ــدﻳﺗك‪ .‬ﻓﺎﺳ ـ ــﺗﻣر ﻓ ـ ــﻲ‬ ‫ﻣﻣﺎرﺳﺗك اﻟروﺣﻳﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻌﻣق وﺗﺷﻌر ﱠ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﻠﱠــﻪ اﻟﻌــﺎرف اﻟﻐﻳــب وﺣــدﻩ ﻛــﺎن ﻳﻌــد ﻗﻠــب اﺑﻧــﻪ أرﻓــت ﻟﻳﻔــرح‬ ‫ﺑﺎﻟــﺳﻣﺎء ﻣــن ﺧــﻼﻝ أﻫــم أﺳ ـرار اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ وﻫﻣــﺎ ﺳــري اﻻﻋﺗ ـراف‬ ‫واﻟﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوﻝ ﻷﻧﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧﺣﺗﺎﺟﻬﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﻝ ﺣﻳﺎﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫إذ ﻻ ﻧﺧﻠو ﻣن اﻟﺧطﺎﻳﺎ وﻧﺣﺗـﺎج داﺋﻣـﺎً ﻟﻘـوة اﻟﻣـﺳﻳﺢ ﺣﺗـﻰ ﺗﻌﻣـﻝ‬ ‫ﻓﻳﻧﺎ‪.‬‬ ‫ـﺳران واظــب ﻋﻠﻳﻬﻣــﺎ واﻫــﺗم‬ ‫ﻟــﻳﻛن أﺳــﺎس ﺣﻳﺎﺗــك ﻫﻣــﺎ ﻫــذا اﻟـ ﱢ‬ ‫ﺑﺎﻻﺳ ــﺗﻌداد ﻟﻬﻣ ــﺎ ﻟﺗﺗ ــذوق ﺣ ــﻼوة اﻟﻣ ــﺳﻳﺢ وﻋ ــﺷرﺗﻪ وﺣﻳﻧﺋ ـ ٍـذ ﻟ ــن‬ ‫ﺗﺧﺎف ﻣن ﺷﻲء وﻟو اﻟﻣوت‪.‬‬

‫ـ ‪ 65‬ـ‬


‫)‪ (15‬كـالمـك حـلـو يـارب‬ ‫ﻛﺎﻧ ـ ـ ــت أﻛﺑ ـ ـ ــر أﺧواﺗﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ــﺳﺑﻊ‪ ،‬وﻟ ـ ـ ــم ﻳﻛ ـ ـ ــن ﻫ ـ ـ ــذا ﻓﺧـ ـ ـ ـ اًر‬ ‫أو ﻣﻳزة ﻟﻬﺎ ﺑـﻝ ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻛـس ﻛـﺎن ﻫـذا أﺣـد أﺳـﺑﺎب آﻟﻣﻬـﺎ اﻟـذي‬ ‫اﺳـ ــﺗﻣر ﻣﻌﻬـ ــﺎ ﺣ ـ ـواﻟﻲ ﺗـ ــﺳﻌﺔ ﻋـ ــﺷر ﻋﺎﻣـ ــﺎً ﻣـ ــن ﻋﻣرﻫـ ــﺎ‪ .‬وﻟﻛـ ــن‬ ‫اﺳـ ــﺗﺄذﻧك أﻳﻬـ ــﺎ اﻟﻘـ ــﺎرئ اﻟﻌزﻳـ ــز ﻗﺑـ ــﻝ أن أﺳـ ــرد ﻋﻠﻳـ ــك ﺗﻔﺎﺻـ ــﻳﻝ‬ ‫ﻗﺻﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﻳﻬﺎ ﻣن أﻟم وﻟﺟﺎﺟﺔ وﻋﻣﻝ إﻋﺟﺎزي ﻟﻧﻌﻣـﺔ اﻟﻠﱠـﻪ ﻓـﻲ‬ ‫ﺣﻳﺎﺗﻬـ ــﺎ أن أﺑـ ــداً اﻟﻘـ ــﺻﺔ ﻣـ ــن ﺣـ ــﺎﻝ ﺗﻌرﻓـ ــﻲ ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ـرأة‬ ‫اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺛم أﻗص ﻗﺻﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎﻧﻬﺎ ﻫﻰ ﻛﻣﺎ روﺗﻬﺎ ﻟﻲ‪..‬‬ ‫ﻛﺎن ﻫذا ﻓﻲ أواﺋﻝ اﻟﺳﺗﻳﻧﻳﺎت‪ ،‬وﻛﻧت ﺻﺑﻳﺎً ﻳﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣـر‬ ‫ﻋﺷر ﺳـﻧوات ﺗﻘرﻳﺑـﺎً ﻋﻧـدﻣﺎ اﺿـطرت أﺳـرﺗﻲ اﻟـﺻﻐﻳرة ﻟظـروف‬ ‫ﻣــﺎ أن ﺗﺗرﻛﻧــﻲ ﻓــﻲ ﻣﻧــزﻝ ﻫــذﻩ اﻟــﺳﻳدة اﻟﺗــﻲ ﺗرﺑطﻧــﺎ ﺑﻬــﺎ ﻗ ارﺑــﺔ‪..‬‬ ‫ﻟﻣـ ــدة ﺷـ ــﻬر ﺗﻘرﻳﺑـ ــﺎً‪ ..‬واﻟﻣﻛـ ــﺎن إﺣـ ــدى ﻗـ ــرى اﻟـ ــﺻﻌﻳد ﺣﻳـ ــث ﻻ‬ ‫ﻛﻬرﺑﺎء وﻻ ﻣواﺻﻼت ﺳـوى ﻣـﺎ اﻋﺗـﺎد اﻟﻧـﺎس رﻛوﺑـﻪ ﻣـن دواب‪،‬‬ ‫ﻣﻛﺎن ﺑداﺋﻲ ﺟداً ﻳﻌﻛس ﺣﺎﻝ اﻟﻣﻧزﻝ ﻣن اﻟداﺧﻝ ﺑﻣﺎ ﻳﺣﻣﻠﻪ ﻣن‬ ‫أﺛﺎث ﻓﺎﺧر‪.‬‬ ‫ﻓﻛ ــﺎن ﻟﻬ ــذا اﻟ ــﺷﻬر أﺑﻠ ــﻎ اﻷﺛ ــر ﻓ ــﻲ ﺣﻳ ــﺎﺗﻲ ﻛﻠﻬ ــﺎ وﺧﺎﺻ ــﺔ‬ ‫ـدا‪ ،‬إذ اﻟﻧـوم ﻣـن اﻟـﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧـﺔ‬ ‫اﻟروﺣﻳﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﺎﻟﻧظﺎم ﺻـﺎرم ﺟ ً‬ ‫ـﺳﺎء واﻻﺳــﺗﻳﻘﺎظ ﻓــﻲ اﻟراﺑﻌــﺔ ﻓﺟـ اًر وﻳــﺄﺗﻲ اﻟﺧــدم وﻋــددﻫم ﻛﺛﻳــر‬ ‫ﻣـ ً‬

‫ـ ‪ 66‬ـ‬


‫ﻓـ ـ ـﻲ اﻟراﺑﻌ ـ ــﺔ ﺻ ـ ــﺑﺎﺣﺎً ﺣ ـ ــﺎﻣﻠﻳن أواﻧ ـ ــﻲ اﻟﻣﻳ ـ ــﺎﻩ ﺷ ـ ــدﻳدة اﻟﺑ ـ ــرودة‬ ‫ﻟﻼﻏﺗــﺳﺎﻝ‪ ،‬ﺛــم ﺗﺑــدأ اﻟــﺳﻳدة اﻟــﺻﻼة أو زوﺟﻬــﺎ وﻛﺎﻧــت اﻟــﺻﻼة‬ ‫ﺗﺟﻣــﻊ ﺑــﻳن اﻻرﺗﺟــﺎﻝ وﻗطــﻊ ﻣــن اﻷﺟﺑﻳــﺔ وﺑﻌــد ﻓﺗ ـرة اﻟــﺻﻼة‪...‬‬ ‫ﺗﻘﺗـرب ﻟﻣﺑـﺎت اﻟﻛﻳروﺳــﻳن ﻣـن وﺟـﻪ اﻟــﺳﻳدة وﻣـن اﻟﻛﺗـﺎب اﻟﻬﺎﺋــﻝ‬ ‫اﻟﺣﺟـ ــم اﻟـ ــذي ﺗﺣﻣﻠـ ــﻪ ﺑﻳـ ــدﻳﻬﺎ وﺗﻘﺗـ ــرب ﻋﻳﻧﺎﻫـ ــﺎ ﻣـ ــن اﻟ ـ ـﺻﻔﺣﺎت‬ ‫ﺗﺑ ــدأ ﺑ ــﺻوت اﺟﺗﻣﻌ ــت ﻓﻳﻬ ــﺎ ﻧﺑـ ـرات اﻟﻬ ــدوء واﻟوداﻋ ــﺔ واﻟﺣ ــﺳم‬ ‫واﻟﻣﻬﺎﺑﺔ‪:‬‬ ‫‪ #‬ﺳﻧﻘ أر اﻟﻳوم "ﺣزﻗﻳﺎﻝ اﻟﻧﺑﻲ"‪:‬‬ ‫ﺗـﺳﺗﻣر اﻟﻘـراءة ﺣـواﻟﻲ رﺑـﻊ ﺳـﺎﻋﺔ‪ ..‬ﻫــﻰ واﻗﻔـﺔ وأﻧـﺎ وزوﺟﻬــﺎ‬ ‫ﺟﻠـ ــوس ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺳرﻳر اﻟﻧﺣﺎﺳـ ــﻲ اﻟﻌـ ــﺎﻟﻲ‪ .‬وﻣـ ــﺎ أن ﺗﻧﺗﻬـ ــﻲ ﻣـ ــن‬ ‫اﻟﻘ ـراءة‪ ..‬ﺣﺗــﻰ ﺗﺑــدأ ﻓــﻲ ﺷــرح وﺗﻔــﺳﻳر ﻣــﺎ ﻗ أرﺗــﻪ ﺑــروح وﺳــﻠطﺎن‬ ‫ﺗﻌﻠﻳﻣـ ــﻲ وﻛﺎﻧـ ــت ﺗﻘـ ــرن ﻣـ ــﺎ ﺗـ ــﺷرﺣﻪ ﺑﺗطﺑﻳﻘـ ــﺎت ﻋﻣﻠﻳـ ــﺔ ﻟﺣﻳﺎﺗﻧـ ــﺎ‬ ‫اﻟﻳوﻣﻳــﺔ أﺛﻧــﺎء ذﻟــك ﺗﻧﺗﻘــﻝ ﻋﻳﻧﺎﻫــﺎ ﺑﻳﻧﻧــﺎ ﻧﺣــن اﻷرﺑﻌــﺔ ـ زوﺟﻬــﺎ‬ ‫واﺛﻧـﺎن ﻣــن اﻟﺧـدم ﻓــﻲ اﻟﻣﻧـزﻝ وأﻧــﺎ ﺑـﺷﻲء ﻣــن اﻟﺣﻧـﺎن واﻟﺗــﺷﺟﻳﻊ‬ ‫ﻋﻠـﻰ اﻟـﺳﻠوك ﺑﻣـﺎ ﻗ أرﻧــﺎ‪ ...‬ﺛـم ﺗـﺄﺗﻲ اﻟــﺻﻼة اﻟﺧﺗﺎﻣﻳـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻛــﺎن‬ ‫ﻳﺗﻠوﻫــﺎ اﻟــزوج ﻓــﻲ ﻣﻌظــم اﻷﺣﻳــﺎن واﻟــﺻﺑﻲ ﻓــﻲ ﺑﻌــﺿﻬﺎ وﺗﻧﺗﻬــﻲ‬ ‫اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻟﺻﺑﺎﺣﻳﺔ ﺑﺄن ﻳﻘوم اﻟﺟﻣﻳﻊ ﺑﻧﺷﺎط ﻷﻋﻣﺎﻟﻪ‪.‬‬ ‫ﻛﺎﻧت اﻟﺟرﻳدة اﻟﻳوﻣﻳﺔ ﺗـﺄﺗﻲ ﻟﻬـذا اﻟﻣﻧـزﻝ ﻛـﻝ ﻳـوم وﻟﻛـن ﻓـﻲ‬ ‫وﻗت ﻣﺗﺄﺧر ﻟﺑﻌد اﻟﻘرﻳﺔ ﻋن ﺧط اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﻳدﻳﺔ‪.‬‬

‫ـ ‪ 67‬ـ‬


‫وﻳﻘ ـ أر اﻟــﺻﺑﻲ ﻋــﺎدة اﻟﻌﻧــﺎوﻳن اﻟﻛﺑﻳ ـرة ﺣﺗــﻰ ٕوان ﻟــم ﻳﻔﻬﻣﻬــﺎ‬ ‫ﻛﻠﻬــﺎ‪ ...‬وﻓــﻲ إﺣــدى اﻟﻣ ـرات أﺧــذ اﻟــﺻﺑﻲ اﻟﺟرﻳــدة‪ ،‬إذ ﺗﻌــذرت‬ ‫ﻋﻠﻳ ـﻪ ﻛﻠﻣــﺔ ﻓــﻲ ﻗراءﺗﻬــﺎ وذﻫــب ﻟﻬــذﻩ اﻟــﺳﻳدة ﻟﺗﻘ أرﻫــﺎ وﺗــﺷرﺣﻬﺎ‬ ‫ﻟــﻪ‪ ...‬وﻣــﺎ أن ﺳــﺄﻟﻬﺎ ذﻟــك ﺣﺗــﻰ أﺟﺎﺑــت ﺑرﻗــﺔ وﻋذوﺑــﺔ‪ :‬آﺳــﻔﺔ ﻳــﺎ‬ ‫ﺣﺑﻳﺑﻲ‪ ...‬أﻧﺎ ﻻ أﻋرف اﻟﻘراءة؟!!‪..‬‬ ‫اﻋﺗﺑرﻫ ــﺎ اﻟ ــﺻﺑﻲ ﻧوﻋ ــﺎً ﻣ ــن اﻟﻣـ ـزاح ﻓ ــﺳﺄﻟﻬﺎ ﺛﺎﻧﻳ ــﺔ ﻓﺟ ــﺎءت‬ ‫اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ!!!‪.‬‬ ‫وﻟﻛن ﻛﻳف ﻻ ﺗﺟﻳـدي اﻟﻘـراءة‪ ..‬ﻓﺄﻧ ِ‬ ‫ـت ﺗﻘـرأﻳن ﻟﻧـﺎ ﻛـﻝ ﻳـوم‪..‬‬ ‫ﺗﻘرﻳﻧـﻪ ﻟﻧـﺎ‪ ...‬ﻛﻳـف ﻫـذا؟!‪ ..‬أم إﻧـكِ◌‬ ‫ﺑﻝ ﺗﺷرﺣﻳن ﻟﻧﺎ أﻳﺿﺎً ﻣـﺎ أ‬ ‫ﻻ ﺗرﻳ ــدي أن ﺗﻌطﻳﻧـ ــﻲ ﻣ ــن وﻗﺗـ ــك‪ .‬اﺳ ــﺗﻣرت ﻧظراﺗﻬـ ــﺎ اﻟﺣﺎﻧﻳـ ــﺔ‬ ‫وﻗﺎﻟ ــت ﻟ ــﻪ‪ :‬أﻋﺗﻘ ــد إﻧ ــك ﻛﺑ ــرت وﻣﻣﻛ ــن ﺗﻔﻬ ــم ﻣ ــﺎ ﺳ ــوف أﻗ ــص‬ ‫ﻋﻠﻳــك وﻟﻛــن دع اﻷﻣــر ﺳ ـ اًر ﺑﻳﻧﻧــﺎ ﻣﻣﻛــن ﻳــﺎ ﺗــرى ﺗﺣﻔــظ اﻟــﺳر؟‬ ‫ﻓﺄﺟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت وأﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻻ أﻋﻲ ﻣﺎ أﻗوﻝ "طﺑﻌﺎً ـ طﺑﻌﺎً"‪.‬‬ ‫ـ ﺷــوف ﻳــﺎ ﺣﺑﻳﺑــﻲ ﻟﻘــد ُوﻟــدت ﻋــﺎم ‪ 1895‬وﻛــﺎن أﺑــﻲ ﻏﻧﻳــﺎً‬ ‫ﺟداً ﻣن اﻷﻋﻳﺎن وﻛﻧت أوﻟﻰ ﺑﻧﺎﺗﻪ وﻟم ﻳﻛن اﻟﺗﻌﻠﻳم ﻣﻧﺗﺷ اًر ﻣﺛـﻝ‬ ‫ﻫ ــذﻩ اﻷﻳ ــﺎم ﺑ ــﻝ ﻛ ــﺎن ﻳﻌﺗﺑ ــر ﻋﻳﺑ ــﺎً وﺧﺎﺻ ــﺔ ﻟﻠﺑﻧ ــﺎت وﻣ ــﻊ ﻫ ــذا‬ ‫أدﺧﻠﻧــﻲ أﺑــﻲ اﻟﻣدرﺳــﺔ ﻻﻗﺗﻧﺎﻋــﻪ ﺑﺄﻫﻣﻳــﺔ اﻟﻣوﺿــوع‪ ..‬وﻟﻛــن ﺑﻌــد‬ ‫أﺳﺑوع واﺣـد ﻣـن اﻧﺗـﺷﺎر اﻟﺧﺑـر ﻫﺎﺟـت اﻟـدﻧﻳﺎ وﻗﺎﻣـت وﻟـم ﺗﻬـدأ‪،‬‬

‫ـ ‪ 68‬ـ‬


‫اﺟﺗﻣــﻊ اﻟﻛﺛﻳــر ﻣــن اﻟرﺟــﺎﻝ ﻓــﻲ ﺑﻳﺗﻧــﺎ‪ :‬ﻛﻳــف ﻳــﺎ ﺳــﻌﺎدة اﻟﺑﻳــﻪ؟!‪..‬‬ ‫دﻩ اﻟﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻠﺑﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‪ ..‬ﻣﺎﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻝ اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم‬ ‫دي ﻓــﺿﻳﺣﺔ‪ ...‬وظــﻝ أﺑــﻲ ﺑوﺟﻬــﻪ اﻟﺣــﺎﺋر ﻳﺟــوﻝ ﺑﺑــﺻرﻩ أﻣــﺎم‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﻳن ﻳﺣــﺎوﻝ أن ﻳﺟــد دﻓﺎﻋــﺎً وﻟﻛــن ﺣﺟﺟﻬــم ﻛﺎﻧــت أﻋﻠــﻰ‬ ‫ﻣــن ﻣﻧطــق أﺑــﻲ ﻓﺄﺧــذ ﻳﻣــﺗص ﺛــورﺗﻬم وأﺧﻳ ـ اًر اﺳﺗــﺳﻠم ﻟﻣطــﺎﻟﺑﻬم‬ ‫وأﺧرﺟﻧﻲ ﺑﻌد أﺳﺑوع ﻣن اﻟﻣدرﺳـﺔ وﻟﻬـذا ﻓﺄﻧـﺎ ﻻ أﻋـرف اﻟﻘـراءة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وﻟﻛﻧك‪...‬؟!‬ ‫ﻓﻘﺎطﻌﺗﻬﺎ‬ ‫ﻓﺄﺟﺎﺑ ــت‪ :‬اﺻ ــﺑر ﺷ ــوﻳﻪ ﻳ ــﺎ ﺣﺑﻳﺑ ــﻲ‪ ...‬ﺷ ــﻌر واﻟ ــدي ﺑﺎﻟﻧ ــدم‬ ‫اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺷدﻳد ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اررﻩ اﻟﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎطﺊ وﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا أﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫أﻻ ﻳﻛــرر اﻟﺧطــﺄ ﻣــﻊ أﺧ ـواﺗﻲ اﻟﺑﻧــﺎت ﻓــﺄدﺧﻠﻬن ﻛﻠﻬــن اﻟﻣــدارس‬ ‫وﻣــرت اﻟــﺳﻧون ـ وﻛﺑرﻧــﺎ وﻛﺑــرت اﻟﻣــﺷﻛﻠﺔ ﺑــداﺧﻠﻲ‪ :‬إﻧﻧــﻲ أﻗــﻝ‬ ‫أﺧـواﺗﻲ‪ ..‬ﻓﻬــن ﻣﺗﻌﻠﻣــﺎت ﻳﻘـرأن وﻳﻛﺗــﺑن‪ ..‬ﻟــم ﻳﻣﻳــزﻫن أﺑــﻲ ﻋﻧــﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﺷﻲء وﻟﻛـن اﻟـﻧﻘص ﻛـﺎن داﺧﻠـﻲ واﻷﻟـم ﻛـﺎن ﻳﻌﺗـﺻرﻧﻲ وﻟـم‬ ‫أﻓ ــﺗﺢ ﺷ ــﻔﺗﺎي أﺑ ــداً وﻟ ــم أﺑ ــﺢ ﻷﺣ ــد ﺑﻣ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻧﻔ ــﺳﻲ‪ ...‬وأﺧ ــذت‬ ‫اﻟﻣـ ــﺷﻛﻠﺔ ﻣﻌـ ــﻲ ﺑﻌـ ــداً أﻋﻣـ ــق ﻋﻧـ ــدﻣﺎ ﺑـ ــدأن ﻳﻘ ـ ـرأن ﻓـ ــﻲ اﻟﻛﺗـ ــﺎب‬ ‫اﻟﻣﻘـ ــدس ﺑـ ــﺻوت ﻣرﺗﻔـ ــﻊ وﻳﺣﻛـ ــﻳن وﻳﻔـ ــﺳرن وﻳﺗـ ــﺳﻠﻳن ﺑـ ــﺑﻌض‬ ‫اﻟﺗراﻧﻳم اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ وأﻧﺎ ﻻ أﺳﺗطﻳﻊ اﻟﻘراءة أو اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑـﻝ ﺧﺟﻠـﻲ‬ ‫ﺟﻌﻠﻧ ــﻲ ﻛﺛﻳـ ـ اًر ﻣ ــﺎ أﻋﺗ ــذر ﻋ ــن اﻟﺟﻠ ــوس ﻣﻌﻬ ــن ﺑﺣﺟ ــﺔ أﻋﻣ ــﺎﻝ‬ ‫اﻟﻣﻧزﻝ‪ ...‬واﻟذي ﻟـم ﻳﻌﻠﻣﻧـﻪ أﺑـداً ﻛـم ﻛﺎﻧـت دﻣـوﻋﻲ ﺣﺎرﻗـﺔ ﻋﻠـﻰ‬

‫ـ ‪ 69‬ـ‬


‫وﺟﻧﺗﺎي‪...‬‬ ‫وﻣـ ـرة ﻳ ــﺎ ﺣﺑﻳﺑ ــﻲ ﻗﻣ ــت ﻓ ــﻲ ﻣﻧﺗ ــﺻف اﻟﻠﻳ ــﻝ وﻛ ــﺎن ﻋﻣ ــري‬ ‫ﺣ ـواﻟﻲ ﺗــﺳﻌﺔ ﻋــﺷر ﻋﺎﻣــﺎً وﻛــﺎن ﻫــذا اﻷﻣــر ﻗﺑــﻝ زواﺟــﻲ ﺑﻘﻠﻳــﻝ‬ ‫وأﻧــﺎ ﻓــﻲ ﺑﺣــر ﻣــن اﻟــدﻣوع وﺿــﻳق ﺷــدﻳد وﻟــم أﺗﺣــرك ﻟــﺋﻼ أوﻗــظ‬ ‫أﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداً ﻣﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻣن ﻣﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﻫـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺟ ـ ـ ـ ـرة‪ ،‬ﺧطـ ـ ـ ــر ﻟـ ـ ـ ــﻲ ﺧـ ـ ـ ــﺎطر‪ ...‬ﻟﻣـ ـ ـ ــﺎذا ﻻ أﺗﺣـ ـ ـ ــدث‬ ‫ﻣﻊ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ؟‪..‬‬ ‫وﺑدأت ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ أﺗﻛﻠم ﻣﻌـﻪ ﺑﻛﻠﻣـﺎت ﻋﻔوﻳـﺔ ﻏﻳـر ﻣرﺗﺑـﺔ ﻛﺎﻧـت‬ ‫ﺧﺎرﺟﺔ ﻣن ﻗﻠب داﻣﻲ وﻟﻳس ﻣن ﻟﺳﺎن ﻓﺻﻳﺢ‪...‬‬ ‫أﻧــت ﺗﻘــدر ﻋﻠــﻰ ﻛــﻝ ﺣﺎﺟــﺔ‪ ..‬أﻧــت أﺑــو اﻟﻛــﻝ‪ ...‬أﻧــﺎ ﺗﻌﺑﺎﻧــﺔ‬ ‫ﻗــوي وﻣﺟروﺣــﺔ ﻗــوي‪ ...‬أﻧــﺎ ﻋﺎرﻓــﺔ إن اﻟــﺷﻬﺎدات ﻋﻧــدك ﻣــش‬ ‫ﻣﻬﻣﺔ‪ ...‬أﻧﺎ ﻣـش ﻋـﺎوزة اﻟﺗﻌﻠـﻳم‪ ...‬ﻋـﺎوزة ﺣﺎﺟـﺔ واﺣـدة ﺑـس‪...‬‬ ‫اﻗ أر وأﻓﻬـم ﻛﺗﺎﺑـك اﻟﻣﻘـدس‪ ...‬أﻧـﺎ ﺑﻳـﻧﻬم ﻋﺎﻣﻠـﺔ زي اﻟوﺛﻧﻳـﺔ وﺳـط‬ ‫اﻟﻣ ــﺳﻳﺣﻳﻳن أﻧ ــﺎ ﻣ ــش ﻋ ــﺎوزة ﻓﻠ ــوس‪ ...‬ﻣ ــش ﻋ ــﺎوزة أﺗﺟ ــوز وﻻ‬ ‫أﻧﺟب‪ ...‬ﻋﺎوزة ﺣﺎﺟﺔ واﺣدة ﺑـس اﻗـ أر وأﻓﻬـم ﻛﺗﺎﺑـك اﻟﻣﻘـدس‪...‬‬ ‫ـﻲ وﻻ ﻫــو ﻛﺑﻳــر ﻋﻠﻳــك‪ ...‬أرﺟــوك أرﺟــوك‪...‬‬ ‫دﻩ ﻣ ـش ﻛﺗﻳــر ﻋﻠـ ﱠ‬ ‫أرﺟوك ﻳﺎرب‪.‬‬ ‫وأﺧ ــذﻧﻲ اﻟﻧﻌ ــﺎس ﺣﺗ ــﻰ اﻟ ــﺻﺑﺎح وﻋﻧ ــد اﻻﺳ ــﺗﻳﻘﺎظ ﺻ ــﺑﺎﺣﺎً‬ ‫اﻧﺻرﻓت ﻷﻣور اﻟﻌﻣﻝ اﻟﻣﻧزﻟﻳﺔ واﺳـﺗﻣر اﻷﻣـر ﻫﻛـذا ﻋـدة أﻳـﺎم‪،‬‬

‫ـ ‪ 70‬ـ‬


‫وﻓــﻲ إﺣــدى اﻷﻣــﺳﻳﺎت أﺧــذت إﺣــدى أﺧ ـواﺗﻲ اﻟﻛﺗــﺎب اﻟﻣﻘــدس‬ ‫ﻓﻲ ﻳدﻫﺎ وﺑدأت ﻓﻲ اﻟﻘراءة وﻛﺎﻧت ﺗﺟﻠس ﺑﺟواري وﻧظرت ﻧﺣو‬ ‫ﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت ﺗﻘ ـ أر وﺗــﺿﻊ أﺻــﺑﻌﻬﺎ‪ٕ ...‬واذ ﺑــﻲ‪ ..‬أﺟــد ﻋﻘﻠــﻲ ﻳﻧطــق‬ ‫ذات اﻟﻛﻠﻣــﺎت وﻛﺄﻧــﻪ ﻳﻌرﻓﻬــﺎ ﺗﻣــﺎم اﻟﻣﻌرﻓــﺔ‪ .‬ﺑــﻝ ﺻــﺎرت ﻋﻳﻧــﺎي‬ ‫ﺗـ ــﺳﺑﻘﺎن أﺻـ ــﺑﻌﻬﺎ وﺗﻧطـ ــق ﻧﻔـ ــس اﻟﻛﻠﻣـ ــﺎت ﻛﻳـ ــف ﻫـ ــذا؟!‪ ...‬ﻻ‬ ‫أﻋرف‪ ..‬ﻻ أﻓﻬـم‪ ..‬إﻧـﻪ ﻓـوق اﻟﺗـﺻدﻳق‪ ..‬ﻛـﺎد ﻗﻠﺑـﻲ ﻳﺗوﻗـف ﻋـن‬ ‫اﻟﻧـ ــﺑض وأﺻـ ــﺎب اﻟـ ــﺷﻠﻝ ﻋﻘﻠـ ــﻲ‪ ...‬وﺗﻼﺣﻘـ ــت أﻧﻔﺎﺳـ ــﻲ‪ ..‬وﻗﺑـ ــﻝ‬ ‫اﻓﺗﺿﺎح أﻣري ﺧرﺟت ﻣـن اﻟﻐرﻓـﺔ ﻣـﺳرﻋﺔ ﺣﺗـﻰ ﻻ ﻳﻼﺣـظ أﺣـد‬ ‫ـﻲ ﺷـ ــﻲء وﺑـ ــﺻورة ﺗﻠﻘﺎﺋﻳـ ــﺔ ذﻫﺑـ ــت ﻹﺣـ ــدى ﻏـ ــرف أﺧ ـ ـواﺗﻲ‬ ‫ﻋﻠـ ـ ﱠ‬ ‫وﻓﺗﺣــت ﻛﺗﺎﺑــﺎً ﻣدرﺳــﻳﺎً ﻷﻋﻳــد اﻟﺗﺟرﺑــﺔ‪ .‬وﻟﻛــن اﻟﻛﻠﻣــﺎت اﻟﻣﻛﺗوﺑــﺔ‬ ‫ﻋﺎدت إﻟﻰ ﻏرﺑﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻳﻧﻲ‪ .‬ﻻ أﺳﺗطﻳﻊ ﻗراءة ﺣرف واﺣد‪.‬‬ ‫ـﻲ ﻗــدرﺗﻲ‬ ‫ﻋــدت ﻣ ـرة أﺧــرى إﻟــﻰ اﻟﻛﺗــﺎب اﻟﻣﻘــدس ﻓﻌــﺎدت إﻟـ ﱠ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘراءة واﻟﻔﻬم‪ .‬ﻣﺎذا ﻳﺣدث‪ ...‬ﻳﺎ إﻟﻬﻲ إﻧﻧـﻲ أﻓﻬـم‪ ..‬ﻋظـﻳم‬ ‫أﻧت ﻓﻲ ﻗدرﺗك ﻋظﻳم أﻧت ﻓﻲ ﻛﻝ أﻋﻣﺎﻝ ﻧﻌﻣﺗك ﻣﺎ أروﻋـك ﻳـﺎ‬ ‫إﻟﻬﻲ‪ ...‬ﻳﺎ ﻣﻔرح ﺻﻐﻳري اﻟﻘﻠوب واﻟﻧﻔوس‪ :‬ﻓﻬﻣـت ﻟﻳـﻪ ﺑﻘـﻰ أﻧـﺎ‬ ‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻓش‬ ‫أﻗ أر اﻟﺟراﻳد‪ ..‬ﻷﻧﻲ زي ﻣﺎ ﻗﻠـت ﻟـك أﻧـﺎ ﻻ أﻋـرف اﻟﻘـراءة وﻣـش‬ ‫ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوزة أﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أر ﺣﺎﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺗﻲ ﻏﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس‪...‬‬

‫ـ ‪ 71‬ـ‬


‫أﻳﻬﺎ اﻟﺣﺑﻳب ﺗﻧﻳﺣت ﻫذﻩ اﻟﻣرأة اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻋـﺎم ‪ 1980‬وﺣﺗـﻰ‬ ‫أﺛﻧــﺎء ﻣرﺿــﻬﺎ اﻟــذي ﻻﺻــﻘﻬﺎ آﺧــر ﺛــﻼث ﺳــﻧوات ﻓــﻲ ﻋﻣرﻫــﺎ ﻟــم‬ ‫ﻳﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرق اﻟﻛﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب اﻟﻣﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدس ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻫﺎ‬ ‫وﻻ ﻋﻳﻧﻳﻬﺎ وﻻ ﻗﻠﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫أﻳﻬــﺎ اﻟﺣﺑﻳــب أﻟﻣــﺳت ﻣﻌــﻲ أن ﻫــذﻩ اﻟﻣـرأة ﺳــوف ﺗــدﻳن ﻛــﻝ‬ ‫ﻣن ﺗﻌﻠﻣوا اﻟﻘراءة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﻻ ﻳﻘرأون اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس؟!‬ ‫ﻋظﻳﻣﺔ ﻫﻰ أﻋﻣﺎﻟك ﻳﺎرب‪.‬‬

‫)‪ (16‬علمني كيف أخدمك‬ ‫‪ -1‬ﻛﺎﻧــت ﻫــذﻩ اﻟﺧﺎدﻣــﺔ ﺗﻌــﺎﻧﻲ أﺣﻳﺎﻧــﺎً ﻣــن ﺻــداع ﺷــدﻳد ﻻ‬ ‫ﻳزوﻝ إﻻ ﺑراﺣﺔ ﻟﻣدة طوﻳﻠـﺔ وﻓﻳﻣـﺎ ﻫـﻰ ذاﻫﺑـﺔ ﻟﺧـدﻣﺗﻬﺎ ﻫﺎﺟﻣﻬـﺎ‬ ‫ﻫذا اﻟﺻداع ﻓطﻠﺑت ﻣﻌوﻧـﺔ اﻟﻠﱠـﻪ وﺗﺣﺎﻣﻠـت ﻋﻠـﻰ ﻧﻔـﺳﻬﺎ وذﻫﺑـت‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ‪.‬‬ ‫ﻛﺎن اﻟدرس ﻋن اﻟﻌذراء ﻓطﻠﺑت ﺷﻔﺎﻋﺗﻬﺎ وﻫﻰ ﺗﺟﻠس أﺛﻧـﺎء‬ ‫اﻟﺗـ ـراﻧﻳم ﻋﻠ ــﻰ أﺣ ــد اﻟﺟواﻧ ــب ﺛ ــم ﻗﺎﻣ ــت ﻟﺗﻠﻘ ــﻲ اﻟ ــدرس وﻓوﺟﺋ ــت‬

‫ـ ‪ 72‬ـ‬


‫ﺑــزواﻝ اﻟــﺻداع ﺗﻣﺎﻣــﺎً وﺗﺣرﻛــت ﺑﻧــﺷﺎط وﺣﻳوﻳــﺔ‪ ،‬ﺑﻌــد ذﻟــك ﻋــﺎد‬ ‫إﻟﻳﻬﺎ اﻟﺻداع اﻟﺷدﻳد واﺳﺗراﺣت ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﻬﺎ ﺣﺗﻰ زاﻝ‪.‬‬ ‫إن ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﻫو اﻟﻣﺳﺋوﻝ ﻋن ﺧدﻣﺗﻪ ﻓﻬو وﺣدﻩ اﻟراﻋﻲ اﻟﺻﺎﻟﺢ‬ ‫وﻛــﻝ اﻟﺧــدام أدوات ﻓــﻲ ﻳــدﻩ ﻳــﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ وﻳﻛﻣﻠﻬــﺎ ﻓــﻼ ﺗﻧــزﻋﺞ ﻣــن‬ ‫ﺿــﻌﻔك ﺳ ـواء ﻓــﻲ اﻟﺟــﺳد أو ﻓــﻲ اﻟــروح ﻷﻧــﻪ ﻫــو اﻟﻌﺎﻣــﻝ ﻓﻳــك‬ ‫وﻟﺳت أﻧت اﻟﻣﺗﻛﻠم‪.‬‬ ‫‪ -2‬واظﺑ ــت ﻫ ــذﻩ اﻟﺧﺎدﻣ ــﺔ ﻓ ــﻲ أوﻝ ﺳ ــﻧوات ﺧ ــدﻣﺗﻬﺎ ﻋﻠ ــﻰ‬ ‫اﻻﻓﺗﻘ ــﺎد ﻣ ــﻊ زﻣﻳﻠﺗﻬ ــﺎ‪ .‬وﻓ ــﻲ أﺣ ــد اﻷﻳ ــﺎم اﻋﺗ ــذرت زﻣﻳﻠﺗﻬ ــﺎ ﻋ ــن‬ ‫اﻻﻓﺗﻘــﺎد ﻣﻌﻬــﺎ ﻗﺑــﻝ اﻟﻣﻳﻌــﺎد ﺑــﺳﺎﻋﺔ واﺣــدة ﻓــذﻫﺑت إﻟــﻰ اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ‬ ‫ﻟﺗطﻠب ﻣﻌوﻧﺔ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ‪.‬‬ ‫ﻟــم ﺗﻛــن ﺗﻌــرف اﻟﻌﻧــﺎوﻳن ﻓﻔوﺟﺋــت ﺑوﺟــود اﻟﺧﺎدﻣــﺔ اﻟــﺳﺎﺑﻘﺔ‬ ‫ﻟﻠﻔــﺻﻝ اﻟﺗــﻲ أوﺿــﺣت ﻟﻬــﺎ ﻛــﻝ اﻟﻌﻧــﺎوﻳن وأﻋطﺗﻬــﺎ رﻗــم ﺗﻠﻳﻔوﻧﻬــﺎ‬ ‫اﻟﻣﺣﻣــوﻝ ﻟﺗﺗــﺻﻝ ﺑﻬــﺎ ﻓــﻲ أي اﺣﺗﻳــﺎج‪ ،‬ﺛــم ﻗﺎﺑﻠــت أﺣــد اﻟﻛﻬﻧــﺔ‬ ‫اﻟــذي ﻟــم ﺗﻛــن ﻣﻌﺗــﺎدة أن ﺗﺗﺣــدث ﻣﻌــﻪ وطﻠﺑــت ﺻــﻠواﺗﻪ ﻷﻧﻬــﺎ‬ ‫ﻷوﻝ ﻣرة ﺳﺗﻔﺗﻘد وﺣدﻫﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ اﻟﻛﺎﻫن‪:‬‬ ‫‪ #‬ﻣن ﺗرﻳدﻳن أن ﻳذﻫب ﻣﻌك اﻟﻌذراء أم ﻣﺎرﺟرﺟس؟‬ ‫ﻓﺄﺟﺎﺑـ ــت ﺑﺎﺑﺗـ ــﺳﺎﻣﺔ‪ :‬ﻣـ ــن ﺗﺧﺗـ ــﺎرﻩ ﻟـ ــﻲ ﻳـ ــﺎ أﺑوﻧـ ــﺎ‪ ،‬ﻓـ ــﺷﺟﻌﻬﺎ‬ ‫وﺧرﺟـ ــت ﺗﻔﺗﻘـ ــد‪ .‬وﺷـ ــﻌرت ﻓـ ــﻲ اﻟطرﻳـ ــق أن اﻟﻌـ ــذراء ﺗـ ــﺳﺎﻧدﻫﺎ‪،‬‬

‫ـ ‪ 73‬ـ‬


‫واﻓﺗﻘدت أﺳرﺗﻳن وﻟﻠﻐ ارﺑـﺔ‪ ،‬ﻛـﺎن ﺷـﻔﻳﻌﻬﻣﺎ ﻫـو ﻣـﺎرﺟرﺟس وﻫﻛـذا‬ ‫ﺗﺣﻘق ﻛﻼم اﻟﻛﺎﻫن ﺑﻣراﻓﻘﺔ اﻟﻌذراء وﻣﺎرﺟرﺟس ﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫إن ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﻳرﻳد أن ﻳﺳﺎﻧدك ﻓﻲ ﺧدﻣﺗك‪ ،‬ﻓﺄﻧت ﻟﺳت وﺣدك ﻟـو‬ ‫ﺗرﻛــك اﻟﺟﻣﻳــﻊ‪ ،‬ﻻ ﺗــﺳﺗﺛﻘﻝ ﺧــدﻣﺗك ﻓﻬــو ﻳﺣﻣــﻝ ﻣﻌــك وﻋﻧــك ﻛــﻝ‬ ‫ﺷــﻲء وﻳرﺳــﻝ ﻗدﻳــﺳﻳﻪ ﻟﻳــﺻﺣﺑوك ﻓــﻲ ﻛــﻝ ﺧــدﻣﺎﺗك ﻓﻳﻔــرح ﻗﻠﺑــك‬ ‫وﻳﺗﺣﻣس ﻟﺑذﻝ وﻋطﺎء أﻛﺑر‪.‬‬ ‫إن اﻻﻓﺗﻘــﺎد ﻫــو أﻫــم ﺧدﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻷﻧــﻪ وﺻــوﻝ إﻟــﻰ‬ ‫اﻟﻧﻔس ﺣﻳث ﻫﻰ‪ ،‬و ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﻳذﻟﻝ ﻛـﻝ اﻟـﺻﻌوﺑﺎت وﻳﻔـﺗﺢ ﻟـك اﻟﻘﻠـوب‬ ‫ﻟﺗﺟذب اﻟﻛﻝ إﻟﻳﻪ‪.‬‬ ‫‪ -3‬وﻫ ــذﻩ ﻗ ــﺻﺔ ﺧﺎدﻣ ــﺔ أﺧ ــرى ﺑﻛﻧﻳ ــﺳﺔ ﻣ ــﺎرﻣرﻗس ﺑﻣ ــﺻر‬ ‫اﻟﺟدﻳدة ﻫﻰ اﻟﺳﻳدة ﻣﻧﻰ ﻣراد‪ .‬ﺗﻣﻳـزت ﺧـدﻣﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟرﻋﺎﻳـﺔ اﻟﻔردﻳـﺔ‬ ‫واﻻﻫﺗﻣ ــﺎم ﺑﻛ ــﻝ ﻧﻔ ــس ﻓﺎﻫﺗﻣ ــت ﺑﺎﻓﺗﻘ ــﺎد ﺑﻧﺎﺗﻬ ــﺎ اﻟ ــﺷﺎﺑﺎت ﻛ ــذﻟك‬ ‫ﺗــﺳﺗﺧدم اﻟﺗﻠﻳﻔــون ﻟﻠــﺳؤاﻝ ﻋــﻧﻬن ﻓــﻼ ﻳﻣــر ﻳــوم إﻻ وﺗــﺳﺄﻝ ﻋــن‬ ‫ﻫذﻩ أو ﺗﻠك‪.‬‬ ‫ﻛﺎﻧــت ﺗﺛــق ﻓــﻲ ﻗــوة اﻟﻠﱠــﻪ اﻟﻣــﺳﺎﻧدة ﻟﻬــﺎ ﻓﺗرﻓــﻊ ﺻــﻠوات ﻛﺛﻳـرة‬ ‫ﻣــن أﺟﻠﻬــن ﻛــﻝ ﺣﺎﻟــﺔ ﺑﺣــﺳب اﺣﺗﻳﺎﺟﻬــﺎ ﺑــﻝ ﻛــﺎن ﻣــن اﻟﻣﻧــﺎظر‬ ‫اﻟﻣﺄﻟوﻓــﺔ وﺿ ــﻊ ﻛ ــﺷف أﺳ ــﻣﺎء ﺑﻧﺎﺗﻬــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣــذﺑﺢ ﻟﻳﻬ ــﺗم ﺑﻬــن‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ‪.‬‬ ‫ﻛﺎﻧت ﺗـﺷﻌر ﺑـﺑﻌض اﻵﻻم ﻓـﻲ اﻟﻘﻠـب وﻟﻛﻧﻬـﺎ أﻫﻣﻠﺗﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ‬

‫ـ ‪ 74‬ـ‬


‫ﻣدى ﺳﻧوات ﻣﻛﺗﻔﻳﺔ ﺑﺎﻟﺻﻼة وطﻠب ﻣﻌوﻧﺔ اﻟﻠﱠـﻪ‪ .‬ﺣـﺎوﻝ زوﺟﻬـﺎ‬ ‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات ﻛﺛﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة أن ﻳﺛﻧﻳﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻋ ــن ﺑﻌ ــض اﻟﺧ ــدﻣﺎت إذا ﺷ ــﻌرت ﺑﺗﻌ ــب ﺟ ــﺳدي ﻟﻛﻧﻬ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت‬ ‫ﺗﻘوﻝ‪ :‬ﻟﻣﺎذا ﻧﻔﻛر ﻓﻲ اﻟراﺣﺔ وﻗت ﺧدﻣﺔ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ! ﻓﻛم ﺗﻛون راﺣﺗﻲ‬ ‫ﻋﻧدﻣﺎ أﺟﻠس ﻣﻊ ﺑﻧﺎﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ‪ ،‬ﻫذﻩ ﻫﻰ اﻟراﺣﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﻠـو‬ ‫ﻓــوق ارﺣــﺔ اﻟﺟــﺳد‪ .‬وﻛــﺎن زوﺟﻬــﺎ ﻳــﺿطر أن ﻳﺳﺗــﺳﻠم أﻣــﺎم ﻫــذا‬ ‫اﻟﺣب اﻟﻔﻳﺎض واﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺑﺎذﻟﺔ‪.‬‬ ‫وﻓ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــﺻﻳف اﻟﻌـ ـ ـرﻳش اﺻ ـ ــطﺣﺑت ﺑﻧﺎﺗﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺧدﻣ ـ ــﺔ‬ ‫واﻫﺗﻣت ﺑرﻋﺎﻳﺗﻬن وﻟﻛن أﺛﻧﺎء اﻟﻣﺻﻳف ﺷﻌرت ﺑﺗﻌب ﺷدﻳد ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻘﻠب وﻛﺷف ﻋﻠﻳﻬﺎ أﺣد اﻷطﺑﺎء وﻫو ﻣﻣﺎرس ﻋﺎم ﻓﻘﺎﻝ‪:‬‬ ‫ أﺷك ﺑوﺟود ﻟﻐط ﻓﻲ اﻟﻘﻠب‪.‬‬‫ﻋﻧــد ﺳـؤاﻟﻬﺎ ﻗﺎﻟــت‪ :‬أﺷــﻌر ﻣﻧــذ زﻣــن ﺑــﺑﻌض اﻟﻣﺗﺎﻋــب وﻟﻛﻧــﻲ‬ ‫ﻟم أذﻫـب ﻟطﺑﻳـب‪ .‬ﻓطﻠﺑـوا ﻣﻧﻬـﺎ اﻟﻌـودة إﻟـﻰ اﻟﻘـﺎﻫرة ﻟﻛﻧﻬـﺎ أﺻـرت‬ ‫ﻋﻠــﻰ اﺳــﺗﻛﻣﺎﻝ ﺧدﻣــﺔ ﺑﻧﺎﺗﻬــﺎ ﺣﺗــﻰ ﻧﻬﺎﻳــﺔ اﻟﻣــﺻﻳف ﻟﻛــﻲ ﻻ ﺗﺣــرم‬ ‫ﻣ ــن ﺑرﻛ ــﺔ ﻫ ــذﻩ اﻟﺧدﻣـ ـﺔ‪ .‬وﻋﻧ ــد ﻋودﺗﻬ ــﺎ ﻗ ــرر اﻷﺧ ــﺻﺎﺋﻲ اﻟ ــذي‬ ‫ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺷﻔت ﻋﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻩ ﺑوﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود‬ ‫ﻟﻐط ﻓﻲ اﻟﻘﻠب ﻣﻧذ ﺳﻧوات طوﻳﻠﺔ وأﻋطﺎﻫﺎ اﻟﻌﻼج‪.‬‬ ‫اﺳﺗﻣرت ﻓـﻲ اﻟﻌـﻼج ﻣـدة ﺳـت ﺳـﻧوات ﻟـم ﺗﻔﺗـر أﺛﻧﺎﺋﻬـﺎ ﻋـن‬ ‫ﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺗﻬﺎ اﻟﺑﺎذﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺗﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذذ ﺑﺧدﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ ﺑﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬

‫ـ ‪ 75‬ـ‬


‫ﻣن ﺑﻧﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫اﺣﺗﺎﺟت طﺑﻳﺎً ﻟﻌﻣﻝ ﻋﻣﻠﻳﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺄﺟﻠت ﻷﺳﺑﺎب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪،‬‬ ‫ﺛــم أﺻــﻳﺑت ﺑﻧوﺑــﺔ ﻗﻠﺑﻳــﺔ ﺷــدﻳدة اﺿــطرت ﻷﺟﻠﻬــﺎ اﻟــدﺧوﻝ إﻟــﻰ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻹﺳﻌﺎﻓﻬﺎ وﻫﻧﺎك ﻗﺎﻟت ﻻﺑﻧﺗﻬﺎ‪:‬‬ ‫‪ #‬أﻧـ ــﺎ ﻋﺎرﻓـ ــﺔ إﻧـ ــﻲ ﻣـ ــﺳﺎﻓرة‪ ،‬أرﻳـ ــد اﻟﺗﻧـ ــﺎوﻝ ﻣـ ــن اﻷﺳ ـ ـرار‬ ‫اﻟﻣﻘدﺳﺔ‪.‬‬ ‫وﺑﻌـ ــد ﺗﻧﺎوﻟﻬـ ــﺎ ﺑﻔﺗ ـ ـرة ﻗـ ــﺻﻳرة ارﺗﻔﻌـ ــت روﺣﻬـ ــﺎ إﻟـ ــﻰ اﻟـ ــﺳﻣﺎء‬ ‫ﻟﺗﻧــﺿم إﻟــﻰ اﻟــﺳﻣﺎﺋﻳﻳن ﻓــﻲ طﻐﻣــﺔ اﻟﺧــدام اﻟﺑــﺎذﻟﻳن اﻟﻘـرﻳﺑﻳن ﻣــن‬ ‫اﻟﻌرش اﻹﻟﻬﻲ‪.‬‬ ‫وﻓــﻲ ﻳــوم ﺻــﻼة اﻟﺛﺎﻟــث ﻋﻠــﻰ روﺣﻬــﺎ اﻟطــﺎﻫرة اﻣــﺗﻸ اﻟﺑﻳــت‬ ‫ﻣــن راﺋﺣــﺔ اﻟﺑﺧــور واﺳــﺗﻣر ﻣــدة طوﻳﻠــﺔ‪ ،‬وﺗﻛــررت ﻫــذﻩ اﻟراﺋﺣــﺔ‬ ‫اﻟذﻛﻳﺔ ﻣرات ﻛﺛﻳرة‪.‬‬ ‫وﻣﺎزاﻟت راﺋﺣﺔ ﻓﺿﺎﺋﻠﻬﺎ وﺧـدﻣﺗﻬﺎ اﻟﺑﺎذﻟـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗرﻓـﻊ روﺣﻬـﺎ‬ ‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوق أﺗﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب اﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳد ﺗﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوح ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم‬ ‫ﻟﺗﻌﻠﻣﻧ ــﺎ ﻛﻳ ــف ﻧﺧ ــدم اﻟﻠﱠـ ــﻪ ﻣﻬﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت اﻟظ ــروف أو ﺿـ ــﻌﻔﺎﺗﻧﺎ‬ ‫اﻟﺟﺳدﻳﺔ‪.‬‬

‫ـ ‪ 76‬ـ‬


‫)‪ (17‬وجـدتـھا أخـيراً‬ ‫إن ﻗﻠوﺑﺎً ﻛﺛﻳرة ﻋﺎﺷت ﻣدة ﺑﻌﻳدة ﻋن اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧـت‬ ‫ﻣﻣﻠوءة ﺣﺑﺎً ﱠﻟﻠﻪ وﻟم ﺗﺟد ﻓرﺻﺗﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺳـﻧواﺗﻬﺎ اﻷﺧﻳـرة‪ .‬إﻟﻳـك‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻘﺻﺔ ﻗﺻﺔ ﺣب ﻣﺗﺿﻊ ﺣﻛﺎﻫﺎ ﻟﻧﺎ أﺣد ﻛﻬﻧﺔ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ‪.‬‬ ‫ﻛ ــﺎن اﻷﺳ ــﺗﺎذ ﻛرﻣ ــﻲ رزق اﻟﻠﱠ ــﻪ ﻳﻌﻣ ــﻝ ﻓ ــﻲ أﺣ ــد ﻗطﺎﻋ ــﺎت‬ ‫اﻟﺑﺗروﻝ وﻗد ﺗﻌرﻓت ﻋﻠﻳﻪ وﻫـو ﻓـﻲ ﻋﻣـر ﻣﺗﻘـدم وطﻠـب ﻣﻧـﻲ أن‬ ‫ﻳﻌﺗرف وﺑدأ ﻳﻧﺗظم ﻓﻲ اﻋﺗراﻓﻪ وﻛﻧـت أﺗﻌـزى ﺟـداً أﺛﻧـﺎء اﻋﺗ ارﻓـﻪ‬ ‫إذ أﺟــد ﻧﻔــﺳﻲ أﻣــﺎم إﻧــﺳﺎن ﺗﺎﺋــب ﻳﺑﻛــﻲ ﻋﻠــﻰ ﺧطﺎﻳــﺎﻩ وﻳﻧﺗظــر‬

‫ـ ‪ 77‬ـ‬


‫وﻳﻔرح ﺑﺎﻟﻣﻐﻔرة واﻟﺣﻝ‪.‬‬ ‫وﻓــﻲ أﺣــد اﻷﻳــﺎم طﻠــب ﻣﻧــﻲ أن ﻳﻘــوم ﺑﺧدﻣــﺔ ﻟﻳﻘــدﻣﻬﺎ ﻟﻠﻣــﺳﻳﺢ‬ ‫ﻋﻠــﻰ ﻗــدر طﺎﻗﺗ ـﻪ ٕواﻣﻛﺎﻧﻳﺎﺗــﻪ وأﻋﺗــرف أﻣــﺎم اﻟﻠﱠــﻪ أﻧﻧــﻲ ﻗــد ﺗﻛﺎﺳــﻠت‬ ‫ﻋــن ﻫــذا اﻷﻣــر وﺷــﻌرت أﻧــﻪ اﻧﻔﻌــﺎﻝ ﻋــﺎطﻔﻲ ﺳــرﻋﺎن ﻣــﺎ ﻳــزوﻝ‬ ‫وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻛﻧت ﻣﺧطﺊ ﻓﻘـد ازداد اﺷـﺗﻳﺎق ﻫـذا اﻟرﺟـﻝ أن ﻳﻘـدم ﻣﺣﺑـﺔ‬ ‫ﻟﻠﱠ ــﻪ ﺑ ــﺄي ﺷ ــﻛﻝ ﻓﻠ ــم ﺗﻌطﻠ ــﻪ ﻋ ــدم ﺧﺑرﺗ ــﻪ ﺑﺎﻟﺧ ــدﻣﺎت اﻟﻛﻧ ــﺳﻳﺔ أو‬ ‫ﺿﻌف ﻣﻌرﻓﺗﻪ اﻟروﺣﻳﺔ ﻛﺎﻧت ﻣﺣﺑﺔ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﺗﺣرك ﻗﻠﺑﻪ أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر‪..‬‬ ‫إﻟﻲ أﺣد اﻷﻳﺎم وﻗﺎﻝ‪ :‬ﻟﻘد وﺟدﺗﻬﺎ ﻳﺎ أﺑوﻧﺎ‪..‬‬ ‫ﻓﺄﺳرع ﱠ‬ ‫‪ #‬ﻓﺳﺎﻟﺗﻪ‪ :‬ﻣﺎ ﻫﻰ؟‬ ‫ـ اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ اﺷـﺗﻘت أن أﻗـدﻣﻬﺎ ﻟﻠﱠـﻪ وأرﺟـو أن ﺗـﺳﻣﺢ ﻟـﻲ‬ ‫ﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ #‬ﻣﺎ ﻫﻰ ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﻋﺟﺑﺗك؟‬ ‫ـ ﻟﻘـد ﻻﺣظـت وأﻧـﺎ أﻗـف أﻣـﺎم اﻟﻬﻳﻛـﻝ ﻓـﻲ اﻟﻘـداس اﻟﻣﺎﺿـﻲ‬ ‫أﻧــﻪ ﻣﺣﺗــﺎج ﻟﺗﻧظﻳــف ﻓﺎﺳــﻣﺢ ﻟــﻲ أن أﻗــوم ﺑﻬــذﻩ اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻻ‬ ‫أﺳﺗﺣﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬذا أﻗدس ﻣﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‪.‬‬ ‫ﻓرﺣ ــت ﺟ ــداً ﺑﻣﺣﺑ ــﺔ ﻫ ــذا اﻟرﺟ ــﻝ واﺗ ــﺿﺎﻋﻪ وﻟﻛﻧ ــﻲ أﺷ ــﻔﻘت‬ ‫ﻋﻠﻳﻪ ﻟﻛﺑر ﺳﻧﻪ وﻣرﻛزﻩ اﻟﻛﺑﻳر ﻓﻘﻠت ﻟﻪ‪:‬‬ ‫‪ #‬ﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺔ ﺗﺣﺗﺎج ﻟﺳن أﺻﻐر‪.‬‬ ‫ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻟﺢ اﻟرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ طﺎﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎً ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﺑرﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وأﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــد أدوات‬

‫ـ ‪ 78‬ـ‬


‫اﻟﻧظﺎﻓﺔ اﻟﺟردﻝ واﻟﻣﻘﺷﺔ وﺑﻌض اﻟﻔوط واﻟﻣﻧظﻔﺎت واﺳﺗﻣر ﻓﻲ‬ ‫ﺧدﻣﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرح ﻛﺑﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﺣﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻧﺗﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫‪.1999 / 6/ 20‬‬ ‫إن ﻛﻧ ــت ﻗ ــد ﺷ ــﻌرت ﺑﻣﺣﺑ ــﺔ اﻟﻣ ــﺳﻳﺢ ﻟ ــك ﻓﺗﺟ ــﺎوب ﺳـ ـرﻳﻌﺎً‬ ‫ﻣﻘــدﻣﺎً ﻟــﻪ ﺧدﻣــﺔ ﺑــﺄي ﺷــﻛﻝ وﻋﻠــﻰ ﻗــدر ﺣﺑــك ﻟﻠﱠــﻪ ﺳــﺗﻔرح ﺑــﺄﺣﻘر‬ ‫اﻟﺧــدﻣﺎت‪ .‬ﻓﻣــن أﻧــت ﺣﺗــﻰ ﺗﺧــدم اﻟﻠﱠــﻪ؟ وﻫﻛــذا ﻓــﻲ اﻟﺧﻔــﺎء ﺗﻘــدم‬ ‫ﻣﺣﺑﺗـ ــك ﻓﻳﺟﺎزﻳـ ــك أﺑـ ــوك ﻋﻼﻧﻳـ ــﺔ ﻋﻧﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــﺳﻣﺎء أﻣ ـ ـﺎم ﻛـ ــﻝ‬ ‫اﻟﻣؤﻣﻧﻳن‪.‬‬

‫ـ ‪ 79‬ـ‬


‫)‪ (18‬حـب مـن السـماء‬ ‫ﻳﺗــﺻف اﻷطﻔــﺎﻝ ﺑــﺑﻌض اﻷﻧﺎﻧﻳــﺔ ﻟــﺻﻐر ﺳــﻧﻬم وﻣﺣــﺎوﻟﺗﻬم‬ ‫اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــدﻓﺎع ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــن أﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻬم‪ .‬وﻫـ ـ ـ ـ ـ ــذا أﻣـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻲ طﺑﻳﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﻻ ﻳﺛﻳر اﻟﻘﻠق وﻳزوﻝ ﻋﻧدﻣﺎ ﻳﻛﺑرون وﻳدﺧﻠون ﻓـﻲ ﺳـن اﻟﻣراﻫﻘـﺔ‬ ‫ـ أي ﺣواﻟﻲ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻋﺷرة‪.‬‬ ‫وﻟﻛـن أﻣﺎﻣﻧــﺎ طﻔﻠــﺔ ﻏرﻳﺑـﺔ ﻋــن ﺑــﺎﻗﻲ اﻷطﻔـﺎﻝ ﺗﻣﻳــزت ﺑﺣــب‬ ‫ﺑـ ــﺎذﻝ ﻧﺣـ ــو اﻟﻛـ ــﻝ وﺗـ ــﺿﺣﻳﺎت وﺗﻔـ ــﺿﻳﻝ اﻵﺧ ـ ـرﻳن ﻋـ ــن ﻧﻔـ ــﺳﻬﺎ‬ ‫وﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﻼﺣظﻬــﺎ ﺗــﺷﻌر أﻧــك أﻣــﺎم ﺷــﺎﺑﺔ ﻛﺑﻳ ـرة ﺗﺗﻣﻳــز ﺑﻘداﺳ ــﺔ‬ ‫ﻋﺎﻟﻳﺔ‪.‬‬ ‫إﻧﻬﺎ اﻟطﻔﻠﺔ ﺟﻳﺳﻰ اﻟﺗـﻲ ﻟـم ﻳﺗﺟـﺎوز ﻋﻣرﻫـﺎ اﻟﻌـﺷر ﺳـﻧوات‪،‬‬ ‫ظﻬــرت اﻟﻣﺣﺑــﺔ اﻟﻣــﺳﻳﺣﻳﺔ واﺿــﺣﺔ ﻓــﻲ ﺣﻳﺎﺗﻬــﺎ‪ .‬ﻟﻘــد ﺗرﺑــت ﻓــﻲ‬ ‫ﺑﻳ ــت ﻣ ــﺳﻳﺣﻲ وارﺗﺑط ــت ﺑﺎﻟﻛﻧﻳ ــﺳﺔ وأﺣﺑ ــت اﻟﻣ ــﺳﻳﺢ اﻟ ــذي ﻗ ــدم‬ ‫ﺣﻳﺎﺗــﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺻﻠﻳب ﻷﺟــﻝ اﻟﻌ ــﺎﻟم ﻛﻠ ــﻪ وﺗــﺄﺛر ﻗﻠﺑﻬ ــﺎ اﻟ ــﺻﻐﻳر‬ ‫وﻓﺎض ﺑﺣب ﻏﺎﻣر ﻧﺣو اﻷطﻔﺎﻝ اﻟﻣﺣﻳطﻳن ﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫وﻓ ـ ـ ـ ــﻲ أﺣ ـ ـ ـ ــد اﻷﻳ ـ ـ ـ ــﺎم ذﻫﺑ ـ ـ ـ ــت ﺑﻬ ـ ـ ـ ــﺎ أﻣﻬ ـ ـ ـ ــﺎ إﻟ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻧ ـ ـ ـ ــﺎدي‬ ‫وطﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟطﻔﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أن ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــذﻫب إﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراﺟﻳﺢ ﻓﻘﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬ ‫ﻟﻬﺎ أﻣﻬﺎ‪:‬‬ ‫ـ ﻻ ﺗﺗﺄﺧري ﻷﻧﻲ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺄﻋﻣﺎﻝ أﺧرى‪.‬‬

‫ـ ‪ 80‬ـ‬


‫ﻣــر اﻟوﻗــت وﻟــم ﺗﻌــد ﺟﻳــﺳﻰ ﻓــذﻫﺑت إﻟﻳﻬــﺎ اﻷم ﻟﺗﺗﻌﺟﻠﻬــﺎ ﻟﻛﻧﻬــﺎ‬ ‫ﻓوﺟﺋـ ـ ـ ـ ــت ﺑﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻣـ ـ ـ ـ ــرﺟﺢ طﻔﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ أﺻـ ـ ـ ـ ــﻐر ﻣﻧﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ــﺻرﺧت‬ ‫ﻓﻳﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ‪:‬‬ ‫ـ أﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻗﻠـ ـ ـ ــت ﻟـ ـ ـ ــك أن ﺗـ ـ ـ ــﺳرﻋﻲ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﻌودة‪ ،‬ﻟﻣـ ـ ـ ــﺎذا ﻟـ ـ ـ ــم‬ ‫ﺗﺗﻣرﺟﺣﻲ ِ‬ ‫أﻧت؟‬ ‫ـ ﻓﻘﺎﻟت ﻟﻬﺎ‪ :‬إن اﻷطﻔـﺎﻝ ﻛﺛﻳـرون وﻻ ﺗوﺟـد ﻣرﺟﻳﺣـﺔ ﻓﺎرﻏـﺔ‬ ‫ﻓﻼﺣظ ــت أن ﻫ ــذﻩ اﻟطﻔﻠ ــﺔ ﺗرﻳ ــد أن ﺗﻠﻌ ــب وﻟ ــم ﻳ ــرض أﺣ ــد أن‬ ‫ﻳﻌطﻳﻬﺎ ﻓرﺻـﺔ ﻓﻧزﻟـت ﻣـن اﻟﻣرﺟﻳﺣـﺔ وأرﻛﺑﺗﻬـﺎ وﻷﻧﻬـﺎ ﺻـﻐﻳرة ﻻ‬ ‫ﺗﺳﺗطﻳﻊ أن ﺗﺗﻣرﺟﺢ وﺣـدﻫﺎ ﻓﺄﻧـﺎ أﺳـﺎﻋدﻫﺎ وﺳـﺄذﻫب ﻣﻌـك ﺣـﺎﻻً‬ ‫ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ‪.‬‬ ‫واﻋﺗذرت ﻷﻣﻬﺎ اﻟﺗﻲ اﻧدﻫﺷت ﺟداً ﻟﻬذا اﻟﺣب اﻟﺑـﺎذﻝ اﻟـذي‬ ‫ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻟﻛﺛﻳر ﻣن اﻟﻛﺑﺎر‪.‬‬ ‫وﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣرات ﻛﺎﻧت اﻷم ﺗﺻطﺣب ﺟﻳﺳﻰ ﻣـﻊ ﺻـدﻳﻘﺔ‬ ‫ﻟﻬــﺎ ﻟﻳﺣــﺿ ار ﻣﺟﻣوﻋــﺔ د ارﺳــﻳﺔ وﻋﻧــدﻣﺎ ﻫﻣﻣــن ﺑﺎﺳــﺗﻘﻼﻝ اﻟــﺳﻳﺎرة‬ ‫اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﻣزدﺣﻣــﺔ ﺑﺄﺷــﻳﺎء ﻛﺛﻳـرة أوﺻــت اﻷم اﺑﻧﺗﻬــﺎ أن ﺗﺟﻠــس‬ ‫ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻛ ــﺎن اﻟﻣـ ـرﻳﺢ وﺗﺗ ــرك ﻟ ــﺻدﻳﻘﺗﻬﺎ اﻵﺧ ــر اﻟ ــﺿﻳق‪ .‬وﻟﻛﻧﻬ ــﺎ‬ ‫ﻓوﺟﺋت ﺑﻬﺎ ﺗﻔﻌﻝ اﻟﻌﻛس ﻓﻌﺎﺗﺑﺗﻬﺎ أﻣﻬـﺎ ﺑﻌـد ﻋودﺗﻬﻣـﺎ‪ .‬ﻓﻘﺎﻟـت ﻟﻬـﺎ‬ ‫ﺟﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻰ‪:‬‬ ‫ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ ﻫذﻩ ﺿﻳﻔﺗﻲ وﻳﺟب أن أﻛرﻣﻬﺎ وأرﻳﺣﻬﺎ‪.‬‬

‫ـ ‪ 81‬ـ‬


‫إﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة ﻋﺟﻳﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎزﻝ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوق‬ ‫وﺗﻔـ ــﺿﻳﻝ ارﺣـ ــﺔ اﻵﺧ ـ ـرﻳن ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﻧﻔس‪ .‬ﻛﻣـ ــﺎ ﻳﻌﻠﻣﻧـ ــﺎ اﻟﻛﺗـ ــﺎب‬ ‫اﻟﻣﻘدس‪.‬‬ ‫وﻓ ــﻲ اﻣﺗﺣ ــﺎن اﻟﻠﻐ ــﺔ اﻹﻧﺟﻠﻳزﻳ ــﺔ ﻛ ــﺎن ﻫﻧ ــﺎك ﺳـ ـؤاﻻً ﻣوﺟﻬـ ـﺎً‬ ‫ﻟﻠﺗﻠﻣﻳ ــذات‪ :‬ﻣ ــﺎذا ﺳــﺗﻔﻌﻠن ﻓ ــﻲ اﻷﺟ ــﺎزة؟ وﻛﺗﺑ ــت ﻛ ــﻝ واﺣ ــدة ﻣ ــﺎ‬ ‫ﺗ ــﺷﺗﻬﻳﻪ ﻣ ــن أﻟﻌ ــﺎب وﻧزﻫ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﻔﺗـ ـرة‪ ..‬وﻟﻛ ــن اﻹﺟﺎﺑ ــﺔ‬ ‫اﻟﻌﺟﻳﺑــﺔ ﻛﺎﻧــت ﻟﻬــذﻩ اﻟطﻔﻠــﺔ اﻟﺗــﻲ اﻧــدﻫش ﻣﻧﻬــﺎ ﻛــﻝ اﻟﻣدرﺳــﻳن‪.‬‬ ‫ﻓﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻛﺗﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أن ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود‬ ‫أن ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻓﻲ اﻷﺟﺎزة ﻫو أن ﺗُﺻﻠﱢﻲ‪.‬‬ ‫وﻗﺑـ ـ ـ ـ ــﻝ اﻣﺗﺣـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻛﻣﺑﻳـ ـ ـ ـ ــوﺗر اﺗـ ـ ـ ـ ــﺻﻠت ﺑﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ـ ـ ــدﻳﻘﺗﻬﺎ‬ ‫دﻳﻧﺎ وطﻠﺑت ﻣﻧﻬﺎ أوراق ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻓطﻠﺑت ﺟﻳﺳﻰ ﻣـن أﻣﻬـﺎ أن‬ ‫ﺗ ــﺳﺎﻋد دﻳﻧ ــﺎ ﻓوﻋ ــدﺗﻬﺎ اﻷم أن ﺗﻘ ــوم ﺑﺗ ــﺻوﻳر اﻟ ــورق‪ .‬وﺧرﺟ ــت‬ ‫اﻷم ﻟﺗﻘ ــﺿﻲ ﺑﻌ ــض اﻷﻋﻣ ــﺎﻝ وﻋﻧ ــدﻣﺎ ﻋ ــﺎدت ﻓوﺟﺋ ــت ﺑﺟﻳ ــﺳﻰ‬ ‫وﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺧت ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻷوراق‬ ‫ﺑﻳدﻫﺎ ﻟﺗﺿﻣن وﺟود ﻧﺳﺧﺔ ﻟﺻدﻳﻘﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺑﻝ طﻠﺑت أﻛﺛر ﻣن ذﻟـك‬ ‫أن ﺗوﺻـﻠﻬﺎ أﻣﻬـﺎ ﻟﻣﻧـزﻝ اﻟـﺻدﻳﻘﺔ ﻟﺗﻌطﻳﻬـﺎ اﻷوراق ﺑﻧﻔـﺳﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻠــم‬ ‫ﺗﺗﻣﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك اﻷم ﻧﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻬﺎ وﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﺧت‬ ‫ﻓﻲ دﻫﺷﺔ‪:‬‬ ‫ﻛﻳــف ﺗﻌطﻠــﻲ ﻧﻔــﺳك ﻟﺗــﺳﺎﻋدي ﺻــدﻳﻘﺗك ﺑــﻝ وﺗــذﻫﺑﻲ إﻟﻳﻬــﺎ‬

‫ـ ‪ 82‬ـ‬


‫ﺑدﻻً ﻣن أن ﺗﺄﺗﻲ ﻫﻰ؟!‪..‬‬ ‫إﻧــﻪ ﺣ ــب ﻏرﻳــب ﺗﺄﻣﻠﺗ ــﻪ اﻷم ﺑﺗﻌﺟ ــب ﺑــﻝ وﻛ ــﻝ اﻟﻣﺣﻳط ــﻳن‬ ‫ﺑﺟﻳــﺳﻰ‪ ،‬إﻧــﻪ اﻟﺣــب اﻟــﺳﻣﺎوي ﻗــد ﺗﺟــﺳد ﻋﻠــﻰ اﻷرض‪ ،‬ﺻــورة‬ ‫ﺣﻳـ ــﺔ ﻟﻠﺑـ ــذﻝ واﻟﺗـ ــﺿﺣﻳﺔ أﻧﻌـ ــم ﺑﻬـ ــﺎ اﻟﻠﱠـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷرض ﻟﻳﻧظرﻫـ ــﺎ‬ ‫اﻟﻧـ ـ ــﺎس‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬـ ـ ــﺎ أﻋظـ ـ ــم ﻣـ ـ ــن أن ﺗﺑﻘـ ـ ــﻰ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷرض‪ :‬ﻓﺑﻌـ ـ ــد‬ ‫اﻻﻣﺗﺣﺎﻧـ ــﺎت وﻓﻳﻣـ ــﺎ اﻷﺳ ـ ـرة ﻣـ ــﺳﺎﻓرة ﺑﺎﻟـ ــﺳﻳﺎرة‪ ،‬اﺻـ ــطدﻣت ﻓـ ــﻲ‬ ‫ﺣــﺎدث وأﺻــﻳب ﻛــﻝ ﻣــن ﻓﻳﻬــﺎ ﺑﺟــروح أﻣــﺎ اﻟطﻔﻠــﺔ اﻟــﺳﻣﺎﺋﻳﺔ ﻓﻘــد‬ ‫ﻋ ــﺎدت إﻟ ــﻰ ﻣﻛﺎﻧﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟ ــﺳﻣﺎء ﻟﺗﺗﻣﺗ ــﻊ ﻓ ــﻲ أﺣ ــﺿﺎن اﻟﻣ ــﺳﻳﺢ‬ ‫ﺑﺎﻟﺣب اﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ـ ‪ 83‬ـ‬


‫)‪ (19‬أعلى مـن الطـب‬ ‫إن ﻣﻌﺟ ـ ـزات اﻟـ ــﺷﻔﺎء ﻣـ ــن اﻷﻣ ـ ـراض ﻛﺛﻳ ـ ـرة ﺟـ ــداً ﻳـ ــﺻﻌب‬ ‫ﺣــﺻرﻫﺎ ﺗﺣــوي ﻣﻌﺟ ـزات ﺧﺎرﻗــﺔ وﻣﺑﻬ ـرة ﺗﻔــوق ﻛــﻝ ﻋﻘــﻝ‪ .‬وﻟــم‬ ‫ﻳرﻛــز ﻛﺗﺎﺑﻧــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﻘــﺻص ﻻﻋﺗﻧــﺎء ﻛﺗــب ﻛﺛﻳـرة‬ ‫ﺑﺗﺳﺟﻳﻠﻬﺎ وﻟﻛن إﻟﻳك ﻗﺻﺔ واﺣدة ﺗﻌﻠن ﻣﻌﺎﻧﻲ روﺣﻳﺔ ﻛﺛﻳرة‪.‬‬ ‫‪ #‬ﺳ ـ ــﻘطت طﻔﻠﺗﻬـ ـ ــﺎ ذات اﻟ ـ ــﺛﻼث ﺳـ ـ ــﻧوات ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷرض‬ ‫ﻓﺻرﺧت ﺑﺷدة وظﻠت ﺗﺻﻳﺢ ﻣن اﻷﻟم ﺑـﺷﻛﻝ ﺻـﻌب ﻓﺄﺳـرﻋت‬ ‫ﺑﻬــﺎ إﻟــﻰ ﻣﺳﺗــﺷﻔﻰ ﺷــﺎﻛر ﺑﻣــﺻر اﻟﺟدﻳــدة وظﻠــت ﺗــﺻرخ ﺑﻌــد‬ ‫وﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳرﻳر واﻷم ﺗـﺻﻠﻲ وﺗﺗـﺷﻔﻊ ﺑﺎﻟﻘدﻳـﺳﻳن ﺛـم ﻫـدأت‬ ‫اﻟطﻔﻠﺔ وﺻﻣﺗت‪.‬‬ ‫وﻋﻧد وﺻوﻝ اﻟطﺑﻳب‪ ،‬ﺳﻣﻊ ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻘـرر أن ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ‬ ‫ﻫﻰ ﻧﻘﻝ ﻋظﻣﺔ اﻟﺣوض وﻫذا ﺻﻌب ﺟـداً وﻋﻧـدﻣﺎ ﺳـﺄﻝ اﻟطﻔﻠـﺔ‬ ‫ﻋﻣـ ــﺎ ﻳؤﻟﻣﻬـ ــﺎ ﻗﺎﻟـ ــت‪ :‬ﻻ ﺷـ ــﻲء ﺑـ ــﻝ ﻛـ ــﺎن ﻳـ ــؤﻟﻣﻧﻲ ﻫـ ــذا اﻟﻣﻛـ ــﺎن‬ ‫وأﺷﺎرت إﻟﻰ ﻋظﻣﺔ اﻟﺣوض‪.‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ‪ :‬إن ِ‬ ‫ﻛﻧت ﻏﻳر ﻣﺗﺄﻟﻣﺔ ﻓﻘوﻣﻲ‪.‬‬ ‫ﻓﺄﺳــرﻋت واﻗﻔــﺔ ﻓﻘ ـﺎﻝ ﻟﻬــﺎ‪ :‬اﺿ ـرﺑﻳﻧﻲ ﺑﻘــدﻣك‪ ،‬ﻓــﺿرﺑﺗﻪ ﺑــﺷدة‬ ‫وﺳــط ذﻫــوﻝ اﻟﺟﻣﻳــﻊ إذ ﻛﺎﻧــت ﻳــد اﻟﻠﱠــﻪ أﺳــرع ﻣــن اﻟطﺑﻳــب ﻟﺗﻌﻳــد‬ ‫اﻟﻌظﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ وﻛﺄن ﺷﻳﺋﺎً ﻟم ﻳﺣدث‪.‬‬

‫ـ ‪ 84‬ـ‬


‫‪ #‬وﻓ ــﻲ أﺛﻧ ــﺎء ﻋﻣ ــﻝ ﻫ ــذﻩ اﻷم زارﻫ ــﺎ ارﻫ ــب ﻹﻧﻬ ــﺎء ﺑﻌ ــض‬ ‫اﻹﺟراءات وﻋﻧد اﻧﺻراﻓﻪ أﻋطﺎﻫﺎ واﻟﻣوظﻔﻳن اﻟﻣﺳﻳﺣﻳﻳن ﺣﻧوط‬ ‫ﻟﻸﻧﺑــﺎ ﺑﻳــﺷوى واﻧــﺻرف‪ .‬ﻓﺄﻗﺑ ـﻝ أﺣــد اﻟــزﻣﻼء ﻏﻳــر اﻟﻣــﺳﻳﺣﻳﻳن‬ ‫وﺳﺄﻝ‪:‬‬ ‫ـ ﻣن ﻫو اﻷﻧﺑﺎ ﺑﻳﺷوى؟‬ ‫‪ #‬ﻗ ــدﻳس ﻋ ــﺎش ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــرن اﻟ ارﺑ ــﻊ اﻟﻣ ــﻳﻼدي‪ ،‬وظﻬ ــر ﻟ ــﻪ‬ ‫اﻟﻣﺳﻳﺢ ﺛﻼث ﻣرات‪.‬‬ ‫ـ وﻣﺎ ﻫذا اﻟﺣﻧوط؟‬ ‫‪ #‬إﻧ ــﻪ ﻣـ ـواد ﻋطرﻳ ــﺔ وﺿ ــﻌت ﻋﻠ ــﻰ ﺟ ــﺳد اﻟﻘ ــدﻳس اﻟ ــذي‬ ‫ﻣﺎزاﻝ ﻛﺎﻣﻼً ﻟم ﻳﺗﺣﻠﻝ ﻣن اﻟﻘرن اﻟراﺑﻊ‪.‬‬ ‫ـ وﻫ ـ ــﻝ ﻳﻣﻛ ـ ــن أن ﻳ ـ ــﺷﻔﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﺣﻧ ـ ــوط ﻣ ـ ــن اﻷﻣـ ـ ـراض‬ ‫)إذ ﻛﺎن ﻣرﻳﺿﺎً ﺑﺎﻟﻘﻠب(‪.‬‬ ‫‪ #‬إن ﻛﻧت ﺗؤﻣن ﻓﻛﻝ ﺷﻲء ﻣﺳﺗطﺎع ﻟﻠﻣؤﻣن‪.‬‬ ‫ﻓﺄﺧــذ اﻟزﻣﻳــﻝ ﻫــذا اﻟﺣﻧــوط ووﺿــﻌﻪ ﻓــﻲ ﻣــﺎء وﺷ ـرﺑﻪ ﻓــﺷﻌر‬ ‫ﺑﺗﺣـ ــﺳن واﺿـ ــﺢ وﻓـ ــﻲ اﻟﻳـ ــوم اﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ أﺧـ ــذ ﻳﺧﺑـ ــر زﻣـ ــﻼءﻩ ﺑﻬـ ــذﻩ‬ ‫اﻟﻣﻌﺟزة‪.‬‬ ‫إن اﻹﻳﻣﺎن واﻟﺻﻼة ﻳﻔﺗﺣﺎن اﻟطرﻳق ﻟﻌﻣﻝ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﻣﻌـك ﻓﻳرﻓـﻊ‬ ‫ﻋﻧك آﻻﻣك وأﻣ ارﺿـك اﻟـﺻﻐﻳرة واﻟﻛﺑﻳـرة أو ﻋﻠـﻰ اﻷﻗـﻝ ﻳـﺳﻧدك‬ ‫ﻓﺗﺣﺗﻣﻠﻬﺎ وﻳﻌﻠن ﻟك ﺑرﻛﺎت روﺣﻳﺔ ﻣن ﺧﻼﻝ اﻟﻣرض‪.‬‬

‫ـ ‪ 85‬ـ‬


‫ﻋﻠﻰ أي اﻷﺣواﻝ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﻳرﻳد أن ﻳﺟذب ﻗﻠﺑك ﻧﺣـوﻩ ﺳـواء ﺑـﺄن‬ ‫ﺗــﺷﻌر ﺑﺎﻟﻣرﺿــﻰ وﺗــﺷﺎرﻛﻬم آﻻﻣﻬــم أو ﻳﺛﺑــت إﻳﻣﺎﻧــك ﺑﻘدرﺗــﻪ أو‬ ‫ﻳﻧﺑﻬــك ﻟﺧطﺎﻳــﺎك ﻓﺗﺗــوب ﻋﻧﻬــﺎ وﻳﻌﻠــن ﻟــك ﺣﻘــﺎﺋق روﺣﻳــﺔ ﻛﺛﻳ ـرة‬ ‫ﺗرﺑطك أﻛﺛر ﺑﻪ ﻓﺎﻗﺑﻝ أﻣراﺿك وارﻓﻊ ﺻﻠوات ﺑﺈﻳﻣـﺎن ﻓـﺈن ﻛـﺎن‬ ‫ﻟﺧﻳرك ﻓﺳﻳﺻﻧﻊ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﻣﻌك ﻛﻝ ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن إﻋﺟﺎزﻳﺎً‪.‬‬

‫ـ ‪ 86‬ـ‬


‫)‪ (20‬ابـن الملـك‬ ‫أﺣب ﻫذا اﻟـﺻﺑﻲ طﻠﻌـت ﻛﻣـﺎﻝ ﺗﻧـﺎﻏو اﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ وارﺗـﺑط ﺑﻬـﺎ‬ ‫ﻓـ ــﻲ ﻣدﻳﻧـ ــﺔ طﻬطـ ــﺎ ﺛـ ــم ﺑـ ــدأ ﻳﺧـ ــدم ﻓـ ــﻲ ﻣـ ــدراس اﻷﺣـ ــد واﻟﻘـ ــرى‬ ‫اﻟﻣﺣﻳطــﺔ ﺑﻧــﺷﺎط وﺛﻘــﺔ ﻓــﻲ ﻗــوة اﻟﻠﱠــﻪ اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﻣﻌــﻪ‪ .‬ﻛــﺎن ﻳرﻛــب‬ ‫دراﺟﺗ ــﻪ اﻟﺧﺎﺻ ــﺔ وﻣﻌ ــﻪ أﺣ ــد زﻣﻼﺋ ــﻪ ﻟﻳﺧ ــدﻣوا ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــرى اﻟﺗ ــﻲ‬ ‫ﻟﻳ ـ ــﺳت ﺑﻬ ـ ــﺎ ﺧدﻣ ـ ــﺔ وﻋﻧ ـ ــدﻣﺎ ﻻﺣ ـ ــظ ﺻ ـ ــﻌوﺑﺔ ﺣ ـ ــﺿور ﺑﻌ ـ ــض‬ ‫اﻷطﻔــﺎﻝ إﻟــﻰ ﻣــدارس اﻷﺣــد اﺳــﺗﺄﺟر ﺣﻧطــور ﻟﺟﻣــﻊ اﻷطﻔــﺎﻝ‪.‬‬ ‫اﻫ ــﺗم ﺑﺧدﻣ ــﺔ إﺧ ــوة اﻟ ــرب وﻛ ــذا إﺣ ــﺿﺎر اﻟﻛﺗ ــب اﻟروﺣﻳ ــﺔ ﻣ ــن‬ ‫اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻳزورﻫـﺎ ﺳـﻧوﻳﺎً ﻓـﻲ أﺟـﺎزة اﻟـﺻﻳف‪ ،‬وﻫﻧـﺎك‬ ‫ﺗﺗﻠﻣــذ ﻋﻠــﻰ ﻳــد أﺑﻳﻧــﺎ ﺑﻳــﺷوى ﻛﺎﻣــﻝ اﻟــذي ﻋﻠﱠﻣــﻪ أﻧــﻪ اﺑــن اﻟﻣﻠــك‬ ‫ﻓﻳﺛق ﻓﻲ ﻗوة ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ اﻟﻣﺳﺎﻧدة ﻟﻪ وﻳطﻠب ﺑﺛﻘﺔ ﻓﻳﻌطﻳﻪ‪.‬‬ ‫ازدادت اﻟﺛﻘﺔ واﻹﻳﻣﺎن ﻓﻲ ﻗﻠﺑﻪ ﻓﻠم ﻳﻬﺗز ﻋﻧدﻣﺎ ﻛـﺎن ﻳﻬـﺎﺟم‬ ‫ﺑﻌــض اﻟﻣــﺷﺎﻏﺑﻳن اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ وأﺑﻧــﺎء ﻣــدارس اﻷﺣــد ﻓﻳﺗــﺻدى ﻟﻬــم‬ ‫ﺣﺗــﻰ أن أﺣــدﻫم ﺧطــف ﺳﻠــﺳﻠﺔ ذﻫﺑﻳــﺔ ﻣــن رﻗﺑــﺔ إﺣــدى ﺑﻧــﺎت‬ ‫اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻓﺳﺎرع ﻳﺟري وراءﻩ ﻓﻲ ﺷوارع وأزﻗـﺔ ﻛﺛﻳـرة ﺣﺗـﻰ وﺻـﻝ‬ ‫إﻟ ــﻰ ﺑﻳﺗ ــﻪ ﻓ ــدﺧﻝ وراءﻩ إﻟ ــﻰ ﻏرﻓ ــﺔ ﻧوﻣ ــﻪ واﻧ ــدﻫش أﻫ ــﻝ اﻟﺑﻳ ــت‬ ‫وﻟﻛـ ــﻧﻬم ﻟﻣـ ــﺎ ﻋﻠﻣ ـ ـوا ﺑﻣـــﺎ ﺣـ ــدث اﻋﺗـ ــذروا ﻟـ ــﻪ وأﻋطـ ــوﻩ اﻟﺳﻠـ ــﺳﻠﺔ‬

‫ـ ‪ 87‬ـ‬


‫وأرﺳــﻠوا ﻣﻌــﻪ ﻣــن ﻳرﺷــدﻩ ﻟﻠرﺟــوع ﻟﻠﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻷن اﻟﻣﻛــﺎن ﺑﻌﻳــد ﺟــداً‬ ‫وﻻ ﻳﺳﺗطﻳﻊ اﻟرﺟوع وﺣدﻩ‪.‬‬ ‫ﺑﻌــد ﺗﺧرﺟــﻪ ﻣــن ﻛﻠﻳــﺔ اﻟﻬﻧدﺳــﺔ ﺑﺄﺳــﻳوط ﻋﻣــﻝ ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻫرة‬ ‫وﺗزوج وأﻧﺟب أﺑﻧﺎءﻩ اﻟﺛﻼﺛﺔ وﺑـﺎرك اﻟﻠﱠـﻪ ﻓـﻲ ﻋﻣﻠـﻪ وأﺳـرﺗﻪ اﻟﺗـﻲ‬ ‫ﺗﻌﻠﻣ ــت ﻣﻧ ــﻪ أن ﺗ ــﺻﻠﻲ ﻓ ــﻲ ﻛ ــﻝ اﺣﺗﻳ ــﺎج ﻷﻧﻬ ــم ﺟﻣﻳﻌ ــﺎً أﺑﻧ ــﺎء‬ ‫اﻟﻣﻠك‪ ،‬ﻓﻛﺎن ﻳﺳﺗﺟﻳب ﻟﻬم وﻳدﺑر ﻛﻝ اﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺗﻬم‪.‬‬ ‫وﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ أﺣ ـ ـ ـ ـ ــد أﻋﻣﺎﻟـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻬﻧدﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻳﺔ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ــد ﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻋﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة‬ ‫وﺿﻊ ﻓﻳﻬﺎ ﻛﻝ أﻣواﻟﻪ واﺳﺗدان ﻣن اﻟﺑﻧك ﻟﻳﻛﻣﻠﻬـﺎ ﺗﻌﻧﺗـت إﺣـدى‬ ‫اﻟﻠﺟ ــﺎن وﻟ ــم ﺗﻌط ــﻪ اﻟﻣواﻓﻘ ــﺔ ﻋﻠﻳﻬ ــﺎ ﻓ ــﺻﻠﻰ ﻫ ــو وزوﺟﺗ ــﻪ وﺑﻌ ــد‬ ‫ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻣﻳن أﺛﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﺟﻠوﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬ ‫اﻟﺑﻧـ ـ ـ ــﺎء ﻟﻣـ ـ ـ ــﺢ ﺷـ ـ ـ ــﻳﺋﺎً ﻳﻠﻣـ ـ ـ ــﻊ ﻓـ ـ ـ ــﻲ أﺣـ ـ ـ ــد اﻷﻋﻣـ ـ ـ ــدة اﻟﺧرﺳـ ـ ـ ــﺎﻧﻳﺔ‬ ‫وﺗﻘ ـ ـ ــدم ﻟﻳﺟ ـ ـ ــدﻩ ﺻ ـ ـ ــﻠﻳب أﺧ ـ ـ ــذﻩ ﺑﻛ ـ ـ ــﻝ إﻳﻣ ـ ـ ــﺎن وﻓ ـ ـ ــرح ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ‬ ‫إﻧﻪ ﻛﺎن ﻋﻳـد اﻟـﺻﻠﻳب‪ ،‬وﺑﻌـد ﻫـذا ﺑﻳـوﻣﻳن أﻟﻐـﻰ اﻟﻠﱠـﻪ ﻋﻣـﻝ ﻫـذﻩ‬ ‫اﻟﻠﺟﻧﺔ وواﻓﻘت اﻟﻠﺟﺎن اﻷﺧرى وأﻛﻣﻝ اﻟﻣﺷروع‪.‬‬ ‫أﺛﻧ ــﺎء ﻋﻣﻠ ــﻪ ﻣ ــر ﺑﺄزﻣ ــﺎت ﻣﺎﻟﻳ ــﺔ ﻋدﻳ ــدة وﺻ ــرخ إﻟ ــﻰ اﻟﻠﱠ ــﻪ‬ ‫ﻟﻳرﻓﻌﻬــﺎ ﻋﻧــﻪ واﻫــﺗم أﺛﻧﺎءﻫــﺎ أن ﻳرﺳــﻝ ﻋــﺷور ﻟﻠﻣﺣﺗــﺎﺟﻳن ﻟﻳﻧــﺎﻝ‬ ‫ﺻ ــﻠواﺗﻬم ﻷﺟﻠ ــﻪ وﻛ ــﺎن اﻟﻠﱠ ــﻪ ﻳﺗﺣ ــﻧن ﻋﻠﻳ ــﻪ وﻋﻠ ــﻳﻬم وﻳﺣ ــﻝ ﻛ ــﻝ‬ ‫أزﻣﺎﺗﻪ ﻷﻧﻪ ﺣرص ﻋﻠﻰ اﻟﻌطﺎء ﻣن أﻋوازﻩ‪.‬‬ ‫وﻓــﻲ ﺻــﺑﺎح أﺣ ـد أﻳــﺎم ﺳــﺑﺗﻣﺑر ‪ 2002‬ﻓﺎﺟــﺄﻩ أﻟــم ﺑــﺳﻳط‬

‫ـ ‪ 88‬ـ‬


‫ﺑﻛﺗﻔـﻪ ﻓـﺻﻠﻰ وﻧظــر إﻟـﻰ اﻟﻘدﻳـﺳﻳن اﻟــذﻳن أﺣـﺑﻬم وﻋﻠـق ﺻــورﻫم‬ ‫ﻓــﻲ ﻣﻧزﻟــﻪ وارﺗﻔﻌــت روﺣــﻪ إﻟــﻰ اﻟــﺳﻣﺎء ﻟﻳــﺷﺎرﻛﻬم أﻓـراﺣﻬم ﺣــوﻝ‬ ‫اﻟﻣﺳﻳﺢ‪.‬‬ ‫وﺣﻠﻣ ــت ﺑ ــﻪ طﻔﻠﺗ ــﻪ وﻟ ــﻪ ﻋﻳﻧ ــﺎن واﺳ ــﻌﺗﺎن وﻫ ــو ﻳﻧظ ــر إﻟ ــﻰ‬ ‫واﻟدﺗﻬﺎ وﻟﻛن ﻋﻳﻧﻬﺎ اﻟﺿﻳﻘﺗﻳن ﻻ ﺗﺳﺗطﻳﻌﺎن رؤﻳﺗﻪ‪ .‬وﻣـرة أﺧـرى‬ ‫ﺣﻠﻣ ــت ﺑ ــﻪ ﻣ ــﻊ ﻣ ــﺎرﺟرﺟس وأﺑﻳﻧ ــﺎ ﺑﻳ ــﺷوى ﻛﺎﻣ ــﻝ‪ .‬وأﺛﻧ ــﺎء ﺗﻘﺑ ــﻝ‬ ‫اﻟﻌزاء ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺔ اﺷﺗم ﺑﻌض اﻟﺣﺎﺿرون راﺋﺣﺔ ﺣﻧوط واﺿﺣﺔ‪.‬‬ ‫إﻧ ــك اﺑ ــن ﻣﻠ ــك اﻟﻣﻠ ــوك ورب اﻷرﺑ ــﺎب ﻓﺛ ــق ﻓ ــﻲ ﻗ ــوة اﻟﻠﱠـ ــﻪ‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﻓﻳــك اطﻠــب ﻣــﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟــﻪ واﺻــﺑر ﺣﺗــﻰ ﺗﻧــﺎﻝ ﻣﻬﻣــﺎ ﻣــرت‬ ‫ﺑــﻝ أزﻣــﺎت ﻛﺛﻳ ـرة وﻟــو ظﻬــر أﻧــك أﻗــﻝ ﻣــن ﻏﻳــرك‪ ،‬ﻓ ـﺎﻋﻠم أﻧــك‬ ‫ﻣﺗﻣﻳ ــز ﻋـ ـن اﻟﻛ ــﻝ ﺑﺄﻧ ــك اﺑ ــن اﻟﻣﻠ ــك ﻓﻳﺗﻌ ــزى ﻗﻠﺑ ــك ﺑﻣﺣﺑ ــﺔ اﻟﻠﱠ ــﻪ‬ ‫وﺷرﻛﺔ ﻗدﻳﺳﻳﻪ‪.‬‬

‫ـ ‪ 89‬ـ‬


‫)‪ (21‬مبتسـم دائـمـاً◌‬ ‫ﻋـﺎش اﻷﺳــﺗﺎذ ﻛﻣــﺎﻝ ﻣــﻊ أﺳـرﺗﻪ ﺳــﻧوات طوﻳﻠــﺔ ﻓــﻲ أﻣرﻳﻛــﺎ‪،‬‬ ‫ﻗرر اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﺻر رﻏم أﻧﻪ ﻛﺎن ﻗد أﺻﻳب ﺑﻣـرض ﺻـﻌب‬ ‫وﻫو ﺳرطﺎن اﻟﺟﻠد ودﺧﻝ أﺣد اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓـﻲ ﻣـﺻر‬ ‫اﻟﺟدﻳدة‪.‬‬ ‫ﺗﻌﺟــب اﻟﻛﺛﻳــرون ﻣــن ﺗرﻛــﻪ أﻣرﻳﻛــﺎ رﻏــم ﺗﻘــدم اﻟطــب ﻫﻧــﺎك‬ ‫وﻗــﺎﻝ ﻟﻬــم ﻣﺑﺗــﺳﻣﺎً‪ :‬ﺣﻘــﺎً ﻣــﺎ ﺗﻘوﻟــون وﻟﻛــن ﻫــذا اﻟﻣــرض ﻧﻬﺎﻳﺗــﻪ‬ ‫ﻗرﻳﺑــﺔ وﻫــﻰ اﻟﻣــوت وأﻧــﺎ ﻣﺣﺗــﺎج ﻟﻣــﺎ ﻫــو أﻫــم ﻣــن اﻟﻌــﻼج‪ ...‬أﻧــﺎ‬ ‫أﺣﺗﺎج ﻟﻠﺣﻧﺎن واﻟﺣب واﻟﺗﻌـﺎطف اﻟـذي ﻳﻘـﻝ وﺟـودﻩ ﺑﺎﻟﺧـﺎرج أﻣـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺻر ﻓﻘد ﺗﻌودت ﻋﻠﻳﻪ وأﺛق ﻓﻲ وﻓرﺗﻪ‪.‬‬ ‫ﻛﺎﻧـت أﻋـراض ﻫـذا اﻟﻣــرض ﺻــﻌﺑﺔ ﻓﻳـﺻﺎﺣﺑﻪ آﻻﻣــﺎً ﺷــدﻳدة‬ ‫وراﺋﺣﺔ ﻛرﻳﻬﺔ ﺑﻝ ﻛـﺎن ﻳﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﺑﺗـر وﻗطـﻊ ﻛـﻝ ﺟـزء ﻳـﺻﺎب‬ ‫ﻓﻳﻪ ﺑﻬذا اﻟﻣرض وﻟﻛن اﻟﻌﺟﻳب اﺑﺗـﺳﺎﻣﺗﻪ اﻟداﺋﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻻﺣظﻬـﺎ‬ ‫اﻟﻌ ـ ــﺷرات ﻣ ـ ــن زوارﻩ ﻛ ـ ــﻝ ﻳ ـ ــوم ﺳـ ـ ـواء ﻣ ـ ــن أﺣﺑﺎﺋ ـ ــﻪ أو اﻟﻛﻬﻧ ـ ــﺔ‬ ‫واﻷﺳﺎﻗﻔﺔ‪ .‬وﻛﺎن ﻳﺷﻛر ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ داﺋﻣﺎً‪.‬‬ ‫ﻛــﺎن ﻳﺗﺣــدث داﺋﻣــﺎً ﻋــن ﻋﻧﺎﻳــﺔ اﻟﻠﱠــﻪ ورﻋﺎﻳﺗــﻪ وﻳــﺷﻛرﻩ ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ اﻟﻛﺑﻳر ﺑﻪ وﺣﺗﻰ ﻗﺑـﻝ دﺧوﻟـﻪ ﺣﺟـرة اﻟﻌﻣﻠﻳـﺎت ﻟـم ﺗﻔـﺎرق‬

‫ـ ‪ 90‬ـ‬


‫اﻻﺑﺗــﺳﺎﻣﺔ وﺟﻬــﻪ وﺑﻌــد اﻟﻌﻣﻠﻳــﺎت ﻛــﺎن ﻳﻘــوﻝ‪ :‬ﻟﻘــد ﺗﺧﻠــﺻت ﻣــن‬ ‫ﻫــذا اﻟﻌــﺿو ﻛﻣــﺎ ﻳﻘطــﻊ اﻟﻠﱠــﻪ اﻟﺧطﻳــﺔ ﻋﻧــﻲ‪ .‬وﻫﻛــذا ﻛﺎﻧــت ﻧﻔــﺳﻪ‬ ‫ﺗﻧﻣو ﻛﻝ ﻳوم ﻓﻲ ﻣﺣﺑﺔ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﻣـن ﺧـﻼﻝ اﻵﻻم ﻛﻣـﺎ ﻳﻘـوﻝ ﻣﻌﻠﻣﻧـﺎ‬ ‫ﺑــوﻟس اﻟرﺳــوﻝ‪" :‬إن ﻛــﺎن إﻧــﺳﺎﻧﻧﺎ اﻟﺧــﺎرج ﻳﻔﻧــﻰ‪ ،‬ﻓﺎﻟــداﺧﻝ ﻳﺗﺟــدد‬ ‫ﻳوﻣ ــﺎً ﻓﻳوﻣ ــﺎً" )‪2‬ﻛ ــو ‪ .(16 :4‬وﻛ ــﺎن ﻋظ ــﺔ روﺣﻳ ــﺔ ﻟﻛ ــﻝ ﻣ ــن‬ ‫ﻳزورﻩ‪ ،‬ﻓﻬو ﻟـم ﻳﻧـﻝ ﺣﻧﺎﻧـﺎً وﺣﺑـﺎً ﻣـن زوارﻩ ﻓﻘـط ﺑـﻝ ﻛـﺎن ﺑـﺎﻷﻛﺛر‬ ‫ﻳﻌطﻳﻬم ﺗﺷﺟﻳﻌﺎً وﻓرﺣﺎً‪.‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ـﺎ◌‪ ،‬ﺳــﻳﻔرح ﻗﻠﺑــك وﻳطﻣــﺋن ﻣﻬﻣــﺎ‬ ‫إن أرﻳــت اﻟﻠــﻪ أﻣﺎﻣــك داﺋﻣـ ً َ‬ ‫ـت اﻟـ ــرب‬ ‫ﻗﺎﺑﻠـ ــت آﻻم أو ﺿـ ــﻳﻘﺎت ﻛﻣـ ــﺎ ﻗـ ــﺎﻝ داود اﻟﻧﺑـ ــﻲ‪" :‬ﺟﻌﻠـ ـ ُ‬ ‫أﻣــﺎﻣﻲ ﻓــﻲ ﻛــﻝ ﺣــﻳن‪ ،‬ﻷﻧــﻪ ﻋــن ﻳﻣﻳﻧــﻲ ﻓــﻼ أﺗزﻋــزع" )ﻣــز‪:16‬‬ ‫‪ .(8‬ﺑﻝ ﻳﺣوﻝ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ اﻷﻟم إﻟﻰ ﻓرح ﻓﺗﺷﻌر ﺑوﺟودﻩ ﻣﻌـك‪ ،‬ﻳﻧـﺳﻳك‬ ‫ﻛﻝ ﺗﻌب وﻳﻌطﻳك ﺑرﻛﺎت ﻟم ﺗﺄﺧذﻫﺎ ﻣن ﻗﺑﻝ ﻓﺗﺷﻛر وﺗﺑﺗﺳم ﺑﻝ‬ ‫وﺗﻔﻳض ﻓرﺣﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻝ ﻣن ﺣوﻟك‪.‬‬

‫ـ ‪ 91‬ـ‬


‫)‪ (22‬المـكـان المنـير المبـھـر‬ ‫ﻛـ ــﺎن ﻣـ ــن رﺟـ ــﺎﻝ اﻷﻋﻣـ ــﺎﻝ اﻟﻧـ ــﺎﺟﺣﻳن ﻓـ ــﻲ ﻋﻣﻠـ ــﻪ وﺣﻳﺎﺗـ ــﻪ‬ ‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ وﻟﻛن ﻋﻼﻗﺗﻪ ﱠ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻛﺎﻧت ﻣﺣدودة‪.‬‬ ‫ﺳﻣﺢ ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﺑﻌض اﻟﻣﺗﺎﻋب اﻟﺻﺣﻳﺔ اﺣﺗﻣﻠﻬﺎ ﺑﺷﻛر‪.‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﺳﺑﻊ ﺳﻧﻳن اﻷﺧﻳرة ﻣن ﺣﻳﺎﺗﻪ ازدادت ﻋﻠﻳﻪ اﻟﻣﺗﺎﻋـب‬ ‫اﻟﺻﺣﻳﺔ ﻣن أزﻣﺎت ﻗﻠﺑﻳﺔ وﻓﺷﻝ ﻛﻠـوي وﻟﻛـن ﺧـﻼﻝ اﻟﻌـﻼج ﻓـﻲ‬ ‫ﻣــﺻر وﻓــﻲ اﻟﺧــﺎرج ﻛــﺎن ﻳــﺷﻛر اﻟﻠﱠــﻪ ﺑــﺷﻛﻝ ﻣﺗﻣﻳــز أدﻫــش ﻛــﻝ‬ ‫اﻟﻣﺣﻳطـ ــﻳن ﺑـ ــﻪ ﺳ ـ ـواء زوﺟﺗـ ــﻪ أو أوﻻدﻩ أو ﻛـ ــﻝ ﻣﻌﺎرﻓـ ــﻪ وﻗـ ــﺎدﻩ‬ ‫اﻟﻣرض إﻟﻰ ارﺗﺑﺎط وﺛﻳق ﱠ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﺄﺣب اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ وأﺳرارﻫﺎ‪.‬‬ ‫وﻓ ــﻲ أواﺧــر ﻋ ــﺎم ‪ 2001‬أﺧﺑ ــر زوﺟﺗ ــﻪ أﻧ ــﻪ ﺳ ــﻳﻧﺗﻘﻝ ﺑﻌ ــد‬ ‫أرﺑﻌــﻳن ﻳوﻣــﺎً وﺣﺎوﻟــت أن ﺗطــرد ﻋﻧــﻪ ﻫــذﻩ اﻷﻓﻛــﺎر وﻟﻛﻧــﻪ ﻛــﺎن‬ ‫ﻳؤﻛدﻫﺎ‪.‬‬ ‫اﺣﺗﺎج ﻟﻐﺳﻳﻝ ﻛﻠوي وأﺻﻳب ﺑﺄزﻣﺔ ﻗﻠﺑﻳﺔ ﺟدﻳدة ﻣـﻊ ﺿـﻌف‬ ‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺿﻼت ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻣﻪ‪ .‬أﺧﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر زوﺟﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ـدا‪ ،‬ﻛــﺎن ذﻟــك ﻳــوم اﻟــﺳﺑت وطﻠــب ﻣﻧﻬــﺎ‬ ‫أن اﻟﻧﻬﺎﻳــﺔ ﻗــد اﻗﺗرﺑــت ﺟـ ً‬ ‫أن ﻳﻌﺗرف ﻳوم اﻻﺛﻧﻳن وﻳﺗﻧﺎوﻝ ﻳوم اﻟﺛﻼﺛﺎء وﺧﻼص‪.‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﻳـوم اﻟﺗـﺎﻟﻲ ـ أي اﻷﺣـد ـ أﺻـﻳب ﺑﺄزﻣـﺔ ﻗﻠﺑﻳـﺔ ﻓـدﺧﻝ‬

‫ـ ‪ 92‬ـ‬


‫اﻟﻣﺳﺗــﺷﻔﻰ وﺗﺣ ــﺳن ﻓ ــﻲ اﻟﻳ ــوم اﻟﺗــﺎﻟﻲ اﻋﺗــرف ﺛ ــم ﺗﻧ ــﺎوﻝ وﻛ ــﺎن‬ ‫ﻓرﺣﺎً ﺟداً وﺷﻛر ﱠ‬ ‫ُﻛﻣﻝ‪.‬‬ ‫اﻟﻠﻪ وﻗﺎﻝ‪ :‬ﻗد أ ِ َ‬ ‫ﺑﻌــد ﻫــذا دﺧــﻝ ﻓــﻲ ﻏﻳﺑوﺑــﺔ ﻣــدة ﺣ ـواﻟﻲ ﻳــوم ﺛــم أﻓــﺎق ﻣﻧﻬــﺎ‬ ‫واﺳــﺗرد ﺻــﺣﺗﻪ وﺣﻳوﻳﺗــﻪ واﺳــﺗدﻋﻰ زوﺟﺗــﻪ واﺑﻧﺗــﻪ وأﺧﺑرﻫﻣــﺎ أﻧــﻪ‬ ‫أﺛﻧــﺎء اﻟﻐﻳﺑوﺑــﺔ ﻗــد اﻧﺗﻘــﻝ ﻣــن اﻷرض ورأى رؤﻳــﺎ ﻋﺟﻳﺑــﺔ أﻧــﻪ ﻗــد‬ ‫دﺧﻝ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء وظﻬر أﻣﺎﻣﻪ ﻣﻛﺎن واﺳﻊ وﻛﺎن ﻣﻌﻪ اﻟﻘدﻳﺳﺎن‬ ‫ﻣﺎرﻣﻳﻧــﺎ وﻣــﺎرﺟرﺟس اﻟﻠــذان ﻛــﺎن ﻳﺗــﺷﻔﻊ ﺑﻬﻣــﺎ وﻗﺎدﺗــﻪ اﻟﻣﻼﺋﻛــﺔ‬ ‫إﻟــﻰ ﻣﻛــﺎن ﻣﻧﻳــر وﻣﺑﻬــر وﻗــﺎﻟوا ﻟــﻪ ﻫــذا ﻣﻛﺎﻧــك‪ .‬ﻓﺗﻌﺟــب وﻗــﺎﻝ‪:‬‬ ‫ﻫﻝ ﻫذا ﻛﻠﻪ ﻟﻲ أﻧـﺎ؟ ﻗـﺎﻟوا‪ :‬ﻧﻌـم ﻳـﺎ إدوار‪ .‬وطﻠﺑـوا ﻣﻧـﻪ أن ﻳﻌـود‬ ‫إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷرض ﺣﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ُﻳطﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺋن‬ ‫أﻗرﺑﺎءﻩ وأﺣﺑﺎءﻩ‪.‬‬ ‫وأﻛﻣــﻝ ﺣدﻳﺛــﻪ ﻣــﻊ زوﺟﺗــﻪ واﺑﻧﺗــﻪ وﻛــﺎن اﻟطﺑﻳــب واﻟﻣﻣرﺿــﺔ‬ ‫ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻣﻌﺎن أﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺿﺎً ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻝ ﻟزوﺟﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪:‬‬ ‫اﻵن ﺳﻳﻘف ﻗﻠﺑـﻲ‪ ،‬وﻧظـرت اﻟزوﺟـﺔ اﻟطﺑﻳﺑـﺔ ﻓـﻲ ﻏرﻓـﺔ اﻹﻧﻌـﺎش‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز )اﻟﻣوﻧﻳﺗور( ﻓوﺟدت اﻷﻛﺳﺟﻳن واﻟﺿﻐط ﻳﻬﺑطﺎن‪.‬‬ ‫وﻫﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا ارﺗﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻣﺎء‬ ‫اﻟﻣﻌ ـ ّـد ﻟ ــﻪ ﻣ ــﻊ اﻟﻘدﻳ ــﺳﻳن‬ ‫ﻟﻳﺗﻣﺗ ــﻊ اﻷﺳ ــﺗﺎذ إدوار ﻓﻠ ــﺗس ﺑﺎﻟﻣﻛ ــﺎن ُ‬ ‫واﻟﻣﻼﺋﻛﺔ‪.‬‬ ‫إن ﱠ‬ ‫اﻟﻠﻪ ﱠ‬ ‫أﻋد ﻟك ﻣﻛﺎﻧﺎً ﻋظﻳﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء‪ ،‬ﻓﻳﻪ ﻣن اﻟﻔرح ﻣﺎ‬

‫ـ ‪ 93‬ـ‬


‫ﻳﻔــوق ﻛــﻝ ﺧﻳــﺎﻝ‪ .‬ﻓﻘــط إﻧــﻪ ﻳطﻠــب ﺗوﺑﺗــك واﻗﺗ ارﺑـك إﻟﻳــﻪ ﻓﻳﻛــﺷف‬ ‫ﻟك ﻋن أﺳـ اررﻩ وﻣﺣﺑﺗـﻪ وﻳـﺷﺟﻌك ﻣﺎدﻣـت ﻣﺣـﺗﻣﻼً اﻵﻻم ﻷﺟﻠـﻪ‬ ‫ﺣﺗــﻰ ﺗﻛﻣــﻝ أﻳــﺎم ﻣــﺳﻳرﺗك ﻋﻠــﻰ اﻷرض ﻓــﻲ ﺧوﻓــﻪ وﺗــﺻﻝ إﻟــﻰ‬ ‫راﺣﺔ وأﻣﺟﺎد اﻟﺳﻣﺎء‪.‬‬

‫ـ ‪ 94‬ـ‬


‫الفـھـرس‬

‫ص‬

‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ ‪..................................................................‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪64‬‬

‫اﻟﻔﻠﺳﻳن ‪....................................................‬‬

‫‪1‬ـ ذات‬ ‫‪2‬ـ ﻻﺑد ﻣن دﻓﻊ اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻛﻠﻪ ‪..................................‬‬ ‫‪ -3‬اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣطﻠوب ‪.............................................‬‬ ‫‪4‬ـ ﻣﺎ ﻫذا ﻟﻛﻝ ﻫؤﻻء ‪............................................‬‬ ‫‪5‬ـ ﻋﺎﻳزك ﻓﻲ اﻣﺗﺣﺎﻧﺎﺗﻲ ‪.........................................‬‬ ‫‪6‬ـ ﻟن ﻳﺿﻳﻊ ﻣﻧك ﺷﻳﺋﺎً ‪........................................‬‬ ‫‪7‬ـ ﻣﻳن ﻳوﺻﻠﻧﻲ؟ ‪................................................‬‬ ‫‪8‬ـ ﻗﺑﻠﺔ اﻟوداع ‪......................................................‬‬ ‫‪9‬ـ ﻛﻳرﻳﺎﻟﻳﺳون‪ ..‬ﻛﻳرﻳﺎﻟﻳﺳون ‪..............................‬‬ ‫‪10‬ـ ﺣرﻳص ﺟداً ‪.................................................‬‬ ‫‪11‬ـ ﻣﺣﺗﺎﺟﻳن ﻟك ﻳﺎ أﺑوﻧﺎ ‪....................................‬‬ ‫‪12‬ـ ﺳر ﻋﺟﻳب ‪....................................................‬‬ ‫‪13‬ـ ﻫﻛذا ﻳﻛون ﻓرح ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء ‪........................‬‬ ‫‪14‬ـ طﻌﻣﻪ ﺟدﻳد ‪...................................................‬‬

‫ـ ‪ 95‬ـ‬


‫ﻳﺎرب ‪.........................................‬‬

‫‪15‬ـ ﻛﻼﻣك ﺣﻠو‬ ‫‪16‬ـ ﻋﻠﻣﻧﻲ ﻛﻳف أﺧدﻣك ‪......................................‬‬ ‫ر ‪..............................................‬‬ ‫‪17‬ـ وﺟدﺗﻬﺎ أﺧﻳ اً‬ ‫‪18‬ـ ﺣب ﻣن اﻟﺳﻣﺎء ‪............................................‬‬ ‫‪19‬ـ أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟطب ‪..............................................‬‬ ‫‪20‬ـ اﺑن اﻟﻣﻠك ‪.....................................................‬‬ ‫‪21‬ـ ﻣﺑﺗﺳم داﺋﻣﺎً ‪....................................................‬‬ ‫‪22‬ـ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﻳر اﻟﻣﺑﻬر ‪...................................‬‬

‫ـ ‪ 96‬ـ‬

‫‪66‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪92‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.