كنيسـة مـارمـرقـس القبطيـة األرثوذكسـيـة بمصـر الجديـدة
تدبيرك فاق العـقـول اﻟﺠﺰء اﻷول )قصـص واقعيـة ومـعاصـرة لعـمـل اللَّـه فـي حـيـاة أوالده( إﻋــﺪاد آﻬـﻨـﺔوﺧـﺪاماﻟﻜﻨـﻴـﺴـﺔ
ـ1ـ
اس م الكت اب :تدبيرك فاق العقول) .الجزء األول( المؤل
ف :كھنة وخدام كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة.
الناش
ر :كنيسة مارمرقس ــ مصر الجديدة.
الطبع
ة :األولى ــ أبريل 2 0 0 3
المطبع
ة :مطبعة دير الشھيد مارمينا العجائبي بمريوط.
موبايل012 2152856 : رقم اإلي داع : تليفاكس03 4596452 : الترقيم الدولي2 0 0 3 / 7 2 0 1 : I.S.B.N.: 977 - 5836 - 09 - 3
ـ2ـ
&
ﺻورة اﻟﺳﻳد اﻟﻣﺳﻳﺢ
"ھـا أنا َ َ ُ انـقـضـاء َّ ْ الـدھـر". مـعكم كل َّ األيـام إلى ِ َ )مت ( 20 : 28
ـ3ـ
صورة مارمرقس
ناظر اإلله اإلنجيلي مـرقـس الرســول الطاھر والشـھيد كاروز الديـار المصريـة
ـ4ـ
صاحـب الغبطـة والقداســة
البابـا شــنـوده الثـالــث بابا اإلسكندرية وبطريرك الكـرازة المرقسية الـ 117
ـ5ـ
ـ6ـ
المقدمــة ﻳﺗ ــﺄﺛر اﻟﻛﺛﻳ ــرون ﺑﻘ ــﺻص اﻟﻘدﻳ ــﺳﻳن اﻟﻣﻌ ــروﻓﻳن ﻓ ــﻲ ﺗ ــﺎرﻳﺦ اﻟﻛﻧﻳـ ــﺳﺔ وﻟﻛـ ــﻧﻬم ﻳـ ــﺷﻌرون ﺑﻣـ ــﺳﺎﻓﺔ ﺑﻌﻳـ ــدة ﺑﻳـ ــﻧﻬم وﺑـ ــﻳن ﻫـ ــؤﻻء اﻟﻘدﻳــﺳﻳن ﻷﺟــﻝ ﺻــﻌوﺑﺔ اﻟظــروف اﻟﻣﻌﺎﺻـرة .ﻳﻔرﺣــون ﺑﺄﻋﻣــﺎﻝ اﻟﻠﱠــﻪ اﻟواﺿــﺣﺔ ﻓــﻲ اﻟﻛﺗــﺎب اﻟﻣﻘــدس وﺣﻳــﺎة اﻵﺑــﺎء اﻷوﻟــﻳن وﻟﻛــن ﻫــﻝ ﻳــﺎ ﺗــرى ﻳﻣﻛــن أن ﻳظﻬــر اﻟﻠﱠــﻪ ﻓــﻲ ﺟﻳﻠﻧــﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻــر وﻳﻌﻠــن ﺻوﺗﻪ ﻟﻛﻝ واﺣد ﻣﻧﺎ؟ ﻫــذﻩ ﻫــﻰ ﻓﻛ ـرة اﻟﻛﺗــﺎب اﻟــذي ﺑــﻳن ﻳــدﻳك ،إﻧﻬــﺎ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﻘﺻص اﻟواﻗﻌﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻗرﻳﺑﺎً ﻓﻲ ﺟﻳﻠﻧـﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻـر ﺷـﺎﻫدﻩ ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ﻣن ﻛﺗﺑوﻫﺎ إﻧﻬﺎ ﺻورة واﺿﺣﺔ ﻟﻣﺣﺑـﺔ اﻟﻠﱠـﻪ اﻟـذي ﻳﻌﻣـﻝ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﻛﺑﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺻﻐﻳر ﻣﺎدام ﻟﻪ إﻳﻣـﺎن واﻫﺗﻣـﺎم أن ﻳطﺎﻟﺑـﻪ .إﻧﻬـﺎ ﺻـورة ﻟﻠﺣﻳـﺎة اﻟروﺣﻳـﺔ اﻟﻣﻌﺎﺷﺔ ﺑﺑﺳﺎطﺔ واﺧﺗﺑﺎر ﱠ اﻟﻠﻪ ﻳوﻣﻳﺎً واﻟﺗﻌﺎﻣـﻝ ﻣﻌـﻪ وﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺿﻳﻘﺎت. اﻫﺗﻣ ــت ﺑﻌ ــض اﻟﺧﺎدﻣ ــﺎت ﺑﺟﻣ ــﻊ ﻫ ــذﻩ اﻟﻘ ــﺻص ﻣ ــن ﻛﻬﻧ ــﺔ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ وﺧداﻣﻬﺎ وﺗم ﺻـﻳﺎﻏﺗﻬﺎ وﻋرﺿـﻬﺎ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻛﺗـﺎب ﻟﻌﻠـﻪ
ـ7ـ
ﻳﻛون ﻣﻌﻳﻧﺎً ﻟك أﻳﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺿﻐط ﻋﻠﻳك ظروف اﻟﺣﻳـﺎة وﺗﻬﺗــز ﻓﻳــك اﻟﻣﻔــﺎﻫﻳم واﻟﻣﺑــﺎدئ ﻓﻬــو ﻳﻌﻳــد ﻟــك اﻟﺛﻘــﺔ ﺑﺎﻟﻠﱠــﻪ اﻟــذي ﻋﻣ ــﻝ وﻣ ــﺎ زاﻝ ﻳﻌﻣ ــﻝ ﻛ ــﻝ ﻳ ــوم ﻓ ــﻲ ﺣﻳ ــﺎة أوﻻدﻩ ﻓﻳﺛﱢﺑـ ـت إﻳﻣﺎﻧ ــك وﻳدﻓﻌك ﻟﻠﻧﻣو ﻓﻲ ﻣﺣﺑﺗﻪ وﺧدﻣﺗﻪ. ﻧــﺷﻛر ﻛــﻝ ﻣــن ﻟــﻪ ﺗﻌــب ﻓــﻲ إﺧ ـراج ﻫــذا اﻟﻛﺗــﺎب إﻟــﻰ اﻟﻧــور وﻫو ﻗﻠﻳﻝ ﻣن ﻛﺛﻳر ﻓﻬو اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣـن اﻟﻘـﺻص اﻟﻣﻌﺎﺻـرة ﻓــﻲ ﺣﻳــﺎة أوﻻد اﻟﻠﱠــﻪ ،ﻧرﺟــو أن ﺗﺗﺑﻌــﻪ اﻟﺣﻠﻘــﺎت اﻟﺗﺎﻟﻳــﺔ ﺑــﺷﻔﺎﻋﺔ أﻣﻧﺎ اﻟطﺎﻫرة اﻟﻌذراء ﻣرﻳم ،وﻗدﻳﺳﻧﺎ اﻟﻌظـﻳم ﻣـﺎرﻣرﻗس اﻹﻧﺟﻳﻠـﻲ اﻟرﺳــوﻝ ،وﺑــﺻﻠوات ﻗداﺳــﺔ اﻟﺑﺎﺑــﺎ اﻟﻣﻌظــم اﻷﻧﺑــﺎ ﺷــﻧودﻩ اﻟﺛﺎﻟــث، اﻟرب ﻳﺣﻔظ ﻟﻧﺎ ﺣﻳﺎﺗﻪ ﺳﻧﻳن ﻋدﻳدة وأزﻣﻧﺔ ﺳﺎﻟﻣﺔ ﻫﺎدﺋﺔ ﻣدﻳدة. اﻹﻣﺿﺎء اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ
ـ8ـ
) (1ذات الفلسين ﻧــﺷﺄت ﻫــذﻩ اﻻﺑﻧــﺔ ﺑــﻳن إﺧــوة ﻛﺛﻳـرﻳن وأب ﻣـرﻳض وأم ﻏﻳــر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣـﻝ ،ﻓﻛـﺎن ﻟ ازﻣـﺎً ﻋﻠﻳﻬـﺎ أن ﺗﻌﻣـﻝ ﻣـن ﺳـن اﻟراﺑﻌـﺔ ﻋﺷرة ﻟﺗﻧﻔق ﻋﻠﻰ أﺳرﺗﻬﺎ ،واﺿـطرت أن ﺗﻌﻣـﻝ أﻳﺎﻣـﺎً ﻓـﻲ ﺑﻳـوت ﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ ﻟﺗﺟ ــد اﻟ ــدواء وﺿ ــرورﻳﺎت اﻟﺣﻳ ــﺎة ﻷﺳـ ـرﺗﻬﺎ ،ﻓ ــﻲ ﻧﻔ ــس اﻟوﻗت واﺻﻠت ﺗﻌﻠﻳﻣﻬﺎ ﻓﻛﺎﻧت ﻣﺗﻔوﻗـﺔ ﻓـﻲ د ارﺳـﺗﻬﺎ ﺑﻣﻌوﻧـﺔ اﻟﻠﱠـﻪ اﻟذي أﺣﺑﺗﻪ ﻣن ﻛﻝ ﻗﻠﺑﻬﺎ. ﻣرت اﻟﺳﻧوات واﻟﺗﺣﻘت ﺑﺎﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،وﻛﺎﻧـت ﺗﺟﻣـﻊ ﺑـﻳن أﻋﻠـﻰ ﱠ اﻟﻛﻠﻳ ــﺎت وأﺣﻘ ــر اﻷﻋﻣ ــﺎﻝ ،وﻛﺎﻧ ــت ﻣرﺗﺑط ــﺔ ﺑﺎﻟﻛﻧﻳ ــﺳﺔ وأﺳـ ـرارﻫﺎ اﻟﻣﻘدﺳــﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﺎﺗﻬــﺎ اﻟروﺣﻳــﺔ .وﺗﻣﻳــزت ﺑﻌﻔــﺔ اﻟــﻧﻔس ﻓﻣــﺎ أﻛﺛــر اﻟﻣ ـ ـرات اﻟﺗـ ــﻲ ﺣـ ــﺎوﻝ أﺑوﻫـ ــﺎ اﻟروﺣـ ــﻲ ﻣـ ــﺳﺎﻋدﺗﻬﺎ ﻓـ ــﻲ ﻣﻌﻳـ ــﺷﺗﻬﺎ وﻛﺎﻧــت ﺗ ـرﻓض ،وﺑﻌــد إﻟﺣــﺎح ﻛﺛﻳــر ﻗﺑﻠــت أن ﺗﺄﺧــذ ﺛﻣــن اﻟﻛﺗــب اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ وﻣن ﻓـرط ﺣﺑﻬـﺎ ﻟﻠﻛﻧﻳـﺳﺔ وﺣﺗـﻰ ﻻ ﺗﺄﺧـذ إﻻ أﻗـﻝ ﻣﺑﻠـﻎ ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻛﺎﻫن ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺗري اﻟﻛﺗب اﻟﻘدﻳﻣﺔ ﻷﻧﻬﺎ أرﺧص. وﻧظ اًر ﻟﺻﻐر ﻣـﺳﺎﺣﺔ اﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ ﻋﻠـﻰ اﺳـﺗﻳﻌﺎب اﻷﻋـداد اﻟﺗـﻲ ﺗﺧ ــدﻣﻬﺎ ﻗ ــررت ﺷـ ـراء ﻗطﻌ ــﺔ أرض ﻣﺟ ــﺎورة ﻟﻬ ــﺎ ،وأﻋﻠ ــن أﺣ ــد اﻟﻛﻬﻧــﺔ ﻓــﻲ اﺟﺗﻣــﺎع ﻟﻠــﺷﺑﺎب ﺑﺎﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻋــن أﻫﻣﻳــﺔ اﻻﺷــﺗراك ﻓــﻲ ﻫذا اﻟﻣﺷروع اﻟذي ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺑﺷدة.
ـ9ـ
ﺛ ـ ــم ﻳﺣﻛ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﻛ ـ ــﺎﻫن ﺑﻧﻔ ـ ــﺳﻪ ﻋﻣـ ـ ـﺎ ﺣ ـ ــدث ﺑﻌ ـ ــد ﻧﻬﺎﻳ ـ ــﺔ اﻻﺟﺗﻣـﺎع :ﺗﻘــدﻣت ﺑﻛـﻝ ﺣﻳــﺎء ﻫـذﻩ اﻟــﺷﺎﺑﺔ ﻣﻧـﻲ وﻫﻣــﺳت ﻣﻣﻛــن ﻛﻠﻣﺔ ﻳﺎ أﺑوﻧﺎ ﺑﻌﻳد ﻋن اﻟﻧﺎس؟ ـ ﻣﻣﻛن طﺑﻌﺎً ...أﺟﺑت واﻧﺗﺣﻳﻧﺎ ﺟﺎﻧﺑﺎً. ـ أﺑﻲ ﻗد ﺳﻣﻌت ﻣـﺎ ﻛﻧـت ﺗﻌﻠـن ﻋﻧـﻪ ..وأرﻳـد أن أﻗـدم ﺷـﻳﺋﺎً ﻟﻠﻣﺳﻳﺢ وﻟﻛﻧﻲ ...ﻟم أدﻋﻬﺎ ﺗﻛﻣﻝ... وﻣﻘدر ... ـ ﻳﻛﻔﻲ ﻳﺎ اﺑﻧﺗﻲ ﺷﻌورك ...ورﺑﻧﺎ ﻋﺎرف ّ ـ ﻟــو ﺳــﻣﺣت ﻳــﺎ أﺑــﻲ ﻋــﺎوزة أﻛ ﱢﻣــﻝ ﻛﻼﻣــﻲ ...أﻧــﺎ ﺻــﺣﻳﺢ ﻓﻘﻳـ ـرة وﻻ أﻣﻠ ــك ﺷ ــﻲء ...وﻟﻛ ــن ﻻزم ﻳﻛ ــون ﻟ ــﻲ دور ...وﻟ ــو ﺑﺄي ﺷﻲء ﺑﺳﻳط. وﺑ ــﺳرﻋﺔ اﻣﺗ ــدت أﺻ ــﺎﺑﻊ ﻳ ــدﻫﺎ اﻟﻳﻣﻧ ــﻰ ﻟﺗﻣ ــﺳك ﺑ ــﺷﻲء ﻓ ــﻲ أﺻﺎﺑﻊ ﻳدﻫﺎ اﻷﺧرى وأﺧرﺟت ﻣﺎ ﻳﺷﺑﻪ اﻟدﺑﻠﺔ وﻗدﻣﺗﻬﺎ ﻟﻲ... إﻧــﻪ ﻣﺣــﺑس ذﻫــب ﻳــﺎ أﺑ ـﻲ ...ﺣ ـواﻟﻲ أﻗــﻝ أو ﻳــﺳﺎوي ﺟ ارﻣــﺎً ﻣــن اﻟــذﻫب ،ﺑﺎﻟﺗﻘرﻳــب ﻗﻳﻣﺗــﻪ ﺧﻣــﺳﺔ وﻋــﺷرون ﺟﻧﻳﻬــﺎً ...وﻫــﻰ ﻗطﻌﺔ اﻟذﻫب اﻟوﺣﻳدة اﻟﺗﻲ أﻣﺗﻠﻛﻬـﺎ طـواﻝ ﺣﻳـﺎﺗﻲ وﻟﻛـن اﻷرض واﻟﻛﻧﻳﺳﺔ أﻫم... ﻣ ـ ﱠـرت ﺛـ ـواﻧﻲ ﻗﻠﻳﻠ ــﺔ ﻛﻧ ــت ﺧﺎﻓ ــﺿﺎً ﻓﻳﻬ ــﺎ أرﺳ ــﻲ ﻷﺳ ــﻔﻝ ودون ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺻد ﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟﻣﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاءﻫﺎ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺷﻘق واﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي ﻻ ﻳﺳﺗر ﻛﻝ ﻗدﻣﻳﻬﺎ ...ورﻓﻌت رأﺳﻲ ﻷﻗوﻝ:
ـ 10ـ
ـ ﻳــﺎ ﺑﻧﺗــﻲ ﺧﻠ ـﻲ اﻟﻣﺣــﺑس ﻣﻌــكِ◌ ،واﺟــب ﻋﻠﻳﻧــﺎ ﻧﺟﻳﺑﻠــكِ◌ أﻛﺛر ﻣﻧﻪ وﻻ ﻧﺄﺧذﻩ ﻣﻧكِ◌. ـ ﻳﺎ أﺑﻲ دي ﺣﺎﺟﺔ وﺗﻠك أﺧرى ...وﻻ ﺗﺣرﺟﻧـﻲ أرﺟـوك أﻧـﺎ أرﻳد أن أﻗدم ﺷﻳﺋﺎً ﻟﻠﻣﺳﻳﺢ وﻟﻳس ﻟك وأﻋﺗﻘـد ـ ﺳـﺎﻣﺣﻧﻲ ـ ﻟـو أن ـﻲ ﻧظ ـرة رﺟــﺎء اﻟﻣــﺳﻳﺢ ﻣوﺟــود ﻛــﺎن ﻗﺑﻠﻬــﺎ ﻣــن ﻳــدي ،وﻧظــرت إﻟـ ﱠ أن أﺳﺗﺟب ﻟﻣطﻠﺑﻬﺎ... ﻻ زاﻝ ﺗرددي واﺿـﺣﺎً ٕوان ﻟـم أﻧطـق ﺑﻛﻠﻣـﺎت ﻗﻠﻳﻠـﺔ أو ﻛﺛﻳـرة ...ﻓﺑﺎدرﺗﻧﻲ: ـ ﻳﺎ أﺑﻲ أﻧت ﺑﻬذا ﺗﺟرﺣﻧﻲ وﻛﺄن اﻟﻔﻘﻳر ﻟﻳس ﻟﻪ ﻧـﺻﻳﺑﺎً ﻓـﻲ اﻟﻌطــﺎء ...وﻗﺑــﻝ أن ﺗﻛﻣــﻝ ﺷــﻌرت ﺑﺗﺄﺛرﻫــﺎ اﻟﺑــﺎﻟﻎ ﻓﻔﺗﺣــت ﻳــدي ﻣﺗﻠﻘﻳﺎً ﻫـذﻩ اﻟﻘطﻌـﺔ اﻟﺛﻣﻳﻧـﺔ ﺟـداً ﻟـﻳس ﻓـﻲ ﻗﻳﻣﺗﻬـﺎ اﻟﻣﺎدﻳـﺔ ،وﻟﻛـن ﻓﻳﻣﺎ ﺗﺣوﻳـﻪ وﺗﺣﻣﻠـﻪ ﻣـن ﺣـب ،ﻟﻘـد ﻛـﺎن اﻻﺟﺗﻣـﺎع ﺑـﻪ أﻛﺛـر ﻣـن ﻣﺎﺋـ ــﺔ ﻓﺗـ ــﺎة ...وﻛﺎﻧـ ــت ﻫـ ــﻰ أﻓﻘـ ــرﻫم وﻟﻛـ ــن أﻣـ ــﺎم اﻟﻣـ ــﺳﻳﺢ ﻫـ ــﻰ أﻏﻧﺎﻫم. ﻗﺑﺿت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘطﻌﺔ ﺑﻳدي وأﻧـﺎ أردد داﺧﻠـﻲ ﺑﺑرﻛـﺔ ﻫـذﻩ اﻟﻔﺗــﺎة وﺑﺑرﻛــﺔ ذات اﻟﻔﻠــﺳﻳن ،ﺳﻧﺣــﺻﻝ ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻷرض ﻣﻬﻣــﺎ ﻛ ــﺎن ﺛﻣﻧﻬ ــﺎ ...وﺗﻌﻠﱠﻣ ــت درﺳ ــﺎً ﻓ ــﻲ اﻟﻌط ــﺎء ...ﻟ ــن أﻧ ــﺳﺎﻩ ﻣـ ـﺎ ﺣﻳﻳت ،وﻟﻛن اﻧظر ﻳﺎ ﺻدﻳﻘﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﻳﺢ وﻣﺎ ﻳرد ﺑﻪ... ﻓﻘد ﺗﺧرﺟت ﻫذﻩ اﻟﻔﺗﺎة وﻋﻣﻠت ﺑﺎﺟﺗﻬﺎد ...وﺗﻘدم ﻟﻬـﺎ ﺷـﺎب
ـ 11ـ
زﻣﻳــﻝ ﻟﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــﻝ وواﺟﻬﺗــﻪ ﺑﻛــﻝ ظروﻓﻬــﺎ ﺑﻣــﺎ ﻓﻳﻬــﺎ اﻟﺣﺟ ـرة اﻟواﺣــدة اﻟﺗــﻲ ﺗــﺳﻛﻧﻬﺎ ﻣــﻊ أﻫﻠﻬــﺎ وﻟﻛﻧــﻪ اﺣﺗرﻣﻬــﺎ وﻛﺎﻓﺄﻫﻣــﺎ اﻟﻠﱠــﻪ ﺑ ــﺷﻘﺔ ﺗﻛ ــﺎد ﺗﻛ ــون ﻗ ــﺻﺔ اﻟﺣ ــﺻوﻝ ﻋﻠﻳﻬ ــﺎ ﻣﻌﺟـ ـزة ﻓـ ـﻲ ﻋ ــﺎﻟم ﻻ ﻳﻌﺗرف إﻻ ﺑﺎﻷرﻗﺎم... ﻧﻌم ﻓﺈن ﻋﻣﻝ اﻟﻣﺣﺑﺔ ﻻ ﻳﺳﻘط أﺑداً أﻣﺎم ﱠ اﻟﻠﻪ... وأﻣ ــﺎ أﻧ ــﺎ ﻓﻼزﻟ ــت أؤﻣ ــن أن ﻣ ــﺎ ﺻ ــﻧﻌﺗﻪ ﻫ ــذﻩ اﻟﻔﺗ ــﺎة اﻟرﻗﻳﻘ ــﺔ اﻟﺣــﺎﻝ ،ﻛــﺎن أﻋظــم ﺗﻘدﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺛﻣــﺎﻧﻲ ﻣﻼﻳــﻳن ﺟﻧﻳﻬــﺎً !!..أﻟــم ﺗﻌط ﻛﻝ ﻣﺎ ﻣﻠﻛت ...ﻓﻣن ﻣﻧﺎ ﺻﻧﻊ ذﻟك؟! ﺛق ﻳﺎ أﺧﻲ ﻋن أﻗـﻝ ﺷـﻲء ﺗﻘدﻣـﻪ ﻟﻠﱠـﻪ ﻟـﻪ ﻗﻳﻣـﺔ ﻛﺑﻳـرة أﻣﺎﻣـﻪ، ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺿﻌﻔك أو ظروﻓـك اﻟـﺻﻌﺑﺔ .ﻓﺎﻟﻠﱠـﻪ ﻳﻧظـر إﻟـﻰ ﻗﻠﺑـك، ﻓﺟﻬــدك اﻟﻘﻠﻳــﻝ وﻣﺣﺑﺗــك وﺣﻧﺎﻧــك وﺳــﻬرك ﻓــﻲ اﻟــﺻﻠوات ﻣﻬﻣــﺎ ﻛ ــﺎن ﺿ ــﺋﻳﻼً ﻓﻬ ــو ﻏ ــﺎﻟﻲ اﻟﻘﻳﻣ ــﺔ .إن دﻣﻌ ــﺔ واﺣ ــدة ﻣ ــن ﻋﻳﻧﻳ ــك اﻟﺗــﺎﺋﺑﺗﻳن ﻳﺣﻔظﻬــﺎ اﻟﻠﱠــﻪ ﺑﻛــﻝ ﺗﻘــدﻳر ﻋﻧــدﻩ ،ﻓــﻼ ﺗﺣﺗﻘــر ﻋطﺎﻳــﺎك اﻟﺻﻐﻳرة ﻷن إﻟﻬك أب ﺣﻧون ﻳﺣﺑك ﺟداً ﺑﻝ وﻳرﻓﻌك ﻓوق اﻟﻛـﻝ ﺑﺣﺳب ﻗﻠﺑك اﻟﻣﺣب.
ـ 12ـ
) (2البد مـن دفـع المبلـغ ُكلـ ّه ازدﺣﻣـ ــت ﻛﻧﻳـ ــﺳﺔ ﻣـ ــﺎرﻣرﻗس ﺑﻣـ ــﺻر اﻟﺟدﻳـ ــدة ﺑﺎﻟﺧـ ــدﻣﺎت، ﺿــﺎق اﻟﻣﻛــﺎن ﺑﻬــﺎ ،ﻓﻬــﻰ أﻗــدم ﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻓــﻲ ﻣــﺻر اﻟﺟدﻳــدة وﻟــم ـﺿف إﻟــﻰ ﻣــﺳﺎﺣﺗﻬﺎ أو ﻣﺑﺎﻧﻳﻬــﺎ ﺷــﻳﺋﺎً ﺟدﻳــداً ﻋﻠــﻰ ﻣ ـر اﻟــﺳﻧﻳن ُﻳـ َ ْ رﻏم ازدﻳﺎد اﻟﺧدﻣﺎت. ﺑدأ اﻟﺑﺣث ﻋن أرض ﻗرﻳﺑﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﺷراﺋﻬﺎ ،وظﻝ ﻫـذا اﻟﺑﺣـث أﻛﺛ ــر ﻣ ــن ﺛﻼﺛ ــﻳن ﻋﺎﻣ ــﺎً وﻟ ــم ﺗﺗﻔ ــق اﻵراء وﺗ ــﺻﻝ إﻟ ــﻰ ﻧﺟ ــﺎح، وأﺧﻳ ـ ـ اًر ﺗﺟﻣﻌـ ــت آراء اﻟﻛﺛﻳ ـ ـرﻳن ﺣـ ــوﻝ ﻗطﻌـ ــﺔ أرض ﺗﺑﻌـ ــد ﻋـ ــن اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ أﻣﺗــﺎر ﻗﻠﻳﻠــﺔ ،وواﻓــق ﻗداﺳــﺔ اﻟﺑﺎﺑــﺎ ﺷــﻧودﻩ اﻟﺛﺎﻟــث ،وﻟﻛــن ﺻ ـ ــﻌوﺑﺔ اﻟﻣ ـ ــﺷﻛﻠﺔ ﻛﺎﻧ ـ ــت ﻓ ـ ــﻲ ارﺗﻔ ـ ــﺎع ﺛﻣ ـ ــن اﻷرض ﺑﻣﻧطﻘ ـ ــﺔ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻓﻬـو ﻳﻘ ّـدر ﺑـﺎﻟﻣﻼﻳﻳن ،وﺧزﻳﻧـﺔ اﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ ﻟـم ﻳﻛـن ﻓﻳﻬـﺎ إﻻ ﻣﻠﻳــون واﺣــد .وﻟﻛــن اﻟﻠﱠــﻪ وﺿــﻊ ﺣﻣﺎﺳــﺎً ﻓــﻲ ﻗﻠــوب ﻛﻬﻧــﺔ وﺧــدام اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ وﺑدأ اﻟﺗﺷﺎور ﻣﻊ ﺻﺎﺣب اﻷرض ،وﻛـﺎن ذﻟـك ﻓـﻲ ﻳـوم أﺣــد ﻋﻧــدﻣﺎ ﺣــﺿر ﻣﻧــدوب ﺻــﺎﺣب اﻷرض إﻟــﻰ ﻣﻛﺗــب ﻛــﺎﻫن ﻣن ﻛﻬﻧﺔ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﺛـم اﺳـﺗدﻋﻰ ﻛﺎﻫﻧـﺎً آﺧـر ﻟﻳـﺷﺎرﻛﻪ ﻓـﻲ اﻟﻧﻘـﺎش ﻣــﻊ اﻟرﺟــﻝ اﻟــذي طﻠــب ﺗــﺳدﻳد ﺛﻣــن اﻷرض دﻓﻌــﺔ واﺣــدة وﻫــﻰ ﺛﻣﺎﻧﻳﺔ ﻣﻠﻳون ورﺑﻊ ،ﻓـﺄظﻬر ﻟـﻪ اﻟﻛـﺎﻫن اﺳـﺗﺣﺎﻟﺔ ﻫـذا اﻷﻣـر أﻣـﺎ ـﻬر .وﻋﻠـم اﻟﻛﻬﻧـﺔ أن ﻫو ﻓﺄﻗﺻﻰ ﻣدة أﻋطﺎﻫﺎ ﻟﻠﺗـﺳدﻳد ﻛﺎﻧـت ﺷ اً
ـ 13ـ
ﺷﺧـ ــﺻﺎً آﺧـ ــر ﻳرﻳـ ــد ﺷ ـ ـراءﻫﺎ وأﻣواﻟـ ــﻪ ﺟـ ــﺎﻫزة .ودﺧـ ــﻝ اﻟﻛـ ــﺎﻫن ﻟﻳﺻﻠّﻲ اﻟﻘداس اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﺎرﻛـﺎً ﻣﻧـدوب ﺻـﺎﺣب اﻷرض ﻣـﻊ أﺑوﻧـﺎ وطﻠــب ﻣﻌوﻧــﺔ وﻟــم ﻳﻛــن أﻣﺎﻣــﻪ إﻻ وﺿــﻊ اﻷﻣــر ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــذﺑﺢَ ، اﻟﻠﱠــﻪ وﺷ ــﻔﺎﻋﺔ ﻣ ــﺎرﻣرﻗس اﻟرﺳ ــوﻝ ﻷﻧﻬ ــﺎ ﻛﻧﻳ ــﺳﺗﻪ وﻫ ــو اﻟﻣ ــﺳﺋوﻝ ﻋﻧﻬﺎ. ﺑﻌــد اﻟﻘــداس ﻣﺑﺎﺷـرة ﺣــﺿر اﻟﻛــﺎﻫن اﻟﻣــﺳﺋوﻝ ﻋــن اﻟﺗﻔــﺎوض ﻣــﻊ ﺻــﺎﺣب اﻷرض إﻟــﻰ اﻷب اﻟــذي ﺻــﻠﻰ اﻟﻘــداس وأﺧﺑـرﻩ أن اﻟﺗﻔــﺎﻫم اﺳــﺗﻣر ﺑــﺎﻟﺗﻠﻳﻔون ﻣـﻊ ﺻــﺎﺣب اﻷرض ﻓــﻲ أﻟﻣﺎﻧﻳــﺎ ﺣﺗــﻰ واﻓ ــق ﻋﻠـ ـﻰ ﺗﻘ ــﺳﻳط اﻟﻣﺑﻠ ــﻎ ﺑﻣﻌ ــدﻝ ﻣﻠﻳ ــون وﻧ ــﺻف ﻛ ــﻝ ﺛﻼﺛ ــﺔ أﺷﻬر. ﺑدأت اﻷزﻣـﺔ ﺗﻧﻔـرج وﻳـدﻓﻌﻧﺎ اﻟﻠﱠـﻪ ﻟﻣﺣﺎوﻟـﺔ ﺟﻣـﻊ اﻟﻣـﺎﻝ وﻟﻛـن ﻛﻳــف؟! واﻟﻛﻬﻧــﺔ واﻟﺧــدام ﻟــﻳس ﻟﻬــم ﺧﺑ ـرة ﻓــﻲ ﻫــذا ،ﺑــﻝ ﻳﻐطــﻳﻬم اﻟﺧﺟ ــﻝ ﻋﻧ ــد طﻠ ــب اﻟﺗﺑرﻋ ــﺎت ﻣ ــن اﻟﻧ ــﺎس .وﺑﻌ ــد دﻗﻳﻘ ــﺔ واﺣ ــدة ظﻬــر ﻛــﺎﻫن ﻣــن ﻛﻧﻳ ـﺳﺔ أﺧــرى ﻗــد أﺧﺑرﺗــﻪ ﺧﺎدﻣــﺔ ﻣــن اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷروع ،وﺗﺣدث ﻣﻊ أﺣد رﺟﺎﻝ اﻷﻋﻣﺎﻝ اﻟـذي أظﻬـر ﺗرﺣﻳﺑـﻪ وﺑﺗدﺑﻳر ﱠ اﻟﻠﻪ ﻛﺎن ﻣﻌﻪ ﺷﻳﻛﺎً ﻟﻣوﺿوع آﺧر ﻓﺄﻋطـﺎﻩ ﻟـﻪ وأﺣـﺿرﻩ وﻛــﺎن ﺑﻣﺑﻠــﻎ 60أﻟــف ﺟﻧﻳــﻪٍ◌ وﺷــﻌر اﻟﺟﻣﻳــﻊ أن اﻟﻠﱠــﻪ ﻳﻌــﺿدﻫم وﻳدﻓﻌﻬم ﻟﻠﻌﻣﻝ. وﺗﺣـ ﱠـرك اﻟﺣﻣــﺎس ﻓــﻲ ﻗﻠــوب اﻟﻛﻬﻧــﺔ واﻟﺧــدام وﺑــدأوا ﻳﺟﻣﻌــون
ـ 14ـ
اﻟﺗﻘـ ــدﻣﺎت اﻟـ ــﺻﻐﻳرة ﻓﺋـ ــﺔ اﻟﺧﻣـ ــس أو اﻟﻌـ ــﺷر ﺟﻧﻳﻬـ ــﺎت وأﺣﻳﺎﻧـ ــﺎً أﺟزاء ﻣن اﻟﺟﻧﻳﻪ ،وﺑﻌض اﻟﻧﺎس ﻗـدﻣوا ﻣـﺻوﻏﺎﺗﻬم ﻣـن اﻟـذﻫب واﻟ ــﺑﻌض أﺧ ــذ دﻓ ــﺎﺗر ﻟﺟﻣ ــﻊ اﻟﺗﺑرﻋ ــﺎت وﺗﺣ ــرك اﻟﻛﻬﻧ ــﺔ واﻟﺧ ــدام ﻟﻠﺟﻣﻳﻊ ﻣن أﺻـﺣﺎب اﻷﻣـواﻝ ،وأﺣﻳﺎﻧـﺎً ﻛﺛﻳـرة ﻛـﺎﻧوا ﻳﻌـودون ﻣـن ﺟوﻟ ـ ـ ــﺔ ﺑﻣﺑﻠ ـ ـ ــﻎ ﻣﺣ ـ ـ ــدود ﻣﺛ ـ ـ ــﻝ أﻟ ـ ـ ــف ﺟﻧﻳ ـ ـ ــﻪ أو أﻟﻔ ـ ـ ــﻳن ،وﻟﻛ ـ ـ ــن ﻻ ﺗﻣــر ﺳــﺎﻋﺎت ﺣﺗــﻰ ﻧﻔﺎﺟــﺄ ﺑــﺷﺧص ﻳــﺄﺗﻲ ﺑﻧﻔــﺳﻪ ﻟﻠﺗﺑــرع ﺑﻣﺑﻠــﻎ ﻛﺑﻳر ﻣﺛﻝ ﺧﻣﺳﻳن أو ﻣﺎﺋﺔ أﻟف ﺟﻧﻳﻬﺎً. وﻋﻧ ــد اﻗﺗـ ـراب ﻣواﻋﻳ ــد اﻷﻗ ــﺳﺎط ﺗ ــﺿطر اﻟﻛﻧﻳ ــﺳﺔ ﻻﻗﺗـ ـراض ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻣواﻝ وﻛﺎن اﻟﺷﻌب ﻳﻘدم ﻣدﺧراﺗﻪ ﺣﺗـﻰ ﺗﻛﻣـﻝ اﻷﻗـﺳﺎط، اﺳـ ــﺗﻣرت ﺣﻣﻠـ ــﺔ اﻟﺗﺑرﻋـ ــﺎت ﺣﺗـ ــﻰ ُدﻓﻌـ ــت ﺟﻣﻳـ ــﻊ اﻷﻗـ ــﺳﺎط ﻓـ ــﻲ ﻣواﻋﻳدﻫﺎ ﺑﻧﻌﻣﺔ ﱠ اﻟﻠﻪ وﻣﺣﺑﺔ اﻟﺷﻌب ﻛﻠﻪ. إن ﻛ ــﺎن اﻷﻣ ــر ﻋظﻳﻣ ــﺎً أﻛﺑ ــر ﻣ ــن ﺗﻔﻛﻳ ــرك أو ﻗ ــدراﺗك ﻓ ــﻼ ﺗــﺿطرب ﻷن إﻟﻬــك ﻏﻧــﻲ وﻗــﺎدر ﻋﻠــﻰ ﻛــﻝ ﺷــﻲء وﻫــو ﻳﺣﺑــك وﻳ ــﺳﺗطﻳﻊ أن ﻳﻐﻳ ــر اﻟﻘﻠ ــوب ﻣ ــن أﺟ ــﻝ راﺣﺗ ــك وﻳ ــﺳﻧدك ﺑ ــﺷﻛﻝ إﻋﺟﺎزي وﻳﻌﻣـﻝ ﺑـﺿﻌﻔك أﻋﻣـﺎﻻً ﻋﺟﻳﺑـﺔ ﻟﻳﺗﻣﺟـد اﺳـﻣﻪ اﻟﻘـدوس وﺗﻘف ﻓرﺣﺎً ﺗﺳﺑﺢ اﺳﻣﻪ ﻛﻝ ﺣﻳن.
ـ 15ـ
) (3المبلـغ المطـلـوب اﻟﻠﱠـ ــﻪ ﻳـ ــﺷﻌر ﺑـ ــﺄوﻻدﻩ وﻳـ ــﺳﻣﻊ طﻠﺑـ ــﺎﺗﻬم وﻫـ ــو اﻟﻣﺧﺗﻔـ ــﻲ وراء اﻷﺣـ ــداث وﻳـ ــﺳﺗﺧدم اﻟﺧـ ــدام ﻟﻳـ ــﺳد اﺣﺗﻳﺎﺟـ ــﺎت ﻛـ ــﻝ ﻣـ ــن ﻳطﻠﺑـ ــﻪ واﻟﻘﺻص ﻛﺛﻳرة ﺟداً ﻳﺻﻌب ﺣﺻرﻫﺎ ،وﻧﻌطﻲ أﻣﺛﻠﺔ ﻣﻧﻬﺎ: 1ـ ﻧﻔــد اﻟﻣــﺎﻝ ﺗﻣﺎﻣــﺎً ﻣــن اﻟﺑﻳــت واﻟــزوج ﻳؤﺟــﻝ ﻛــﻝ اﻟطﻠﺑــﺎت ﺣﺗﻰ ﻳرﺳﻝ ﱠ ﻣﺎﻻ ،وﻓﻲ ﻣﺳﺎء أﺣد اﻷﻳﺎم طﻠﺑت اﻟزوﺟﺔ أﻗـﻝ اﻟﻠﻪ ً ﺷــﻲء وﻫــو طﻌــﺎم اﻟﻌــﺷﺎء واﻹﻓطــﺎر وﻟﻛــن اﻋﺗــذر اﻟــزوج واﺷــﺗد اﻟﺧﻼف ﺑﻳﻧﻬﻣﺎ ﻓﺧرج ﻣن اﻟﻣﻧزﻝ ﻓﻲ ﺿﻳق ﺷدﻳد. ذﻫــب إﻟــﻰ اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ وﺻــﻠﻰ ووﺿــﻊ ﻛــﻝ ﺷــﻛواﻩ أﻣــﺎم اﻟﻠﱠــﻪ ﺛــم ﺧـ ــرج ،وﻓﻳﻣـ ــﺎ ﻫـ ــو ﻳـ ــﺳﻳر ﻋﻠـ ــﻰ اﻟرﺻـ ــﻳف أﻣـ ــﺎم اﻟﻛﻧﻳـ ــﺳﺔ ﻗﺎﺑﻠـ ــﻪ ﺻــدﻳق ﻗــدﻳم وﺑﻌــد اﻟﺗﺣﻳــﺔ واﻟــﺳؤاﻝ ﻋﻧــﻪ ،أﺧــرج اﻟــﺻدﻳق ﻣﺑﻠــﻎ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﻧﻳﻪ وأﻋطﺎﻫﺎ ﻟﻠزوج اﻟﻣﺣﺗﺎج .واﻧـدﻫش اﻷﺧﻳـر وﻗـﺎﻝ ﻟـﻪ: ﻣﺎ ﻫذا؟! ﻓﻘــﺎﻝ ﻟــﻪ :ﻫــذا ﻫــو اﻟﻣﺑﻠــﻎ اﻟــذي اﻗﺗرﺿــﺗﻪ ﻣﻧــك واﺑﺣــث ﻋﻧــك ﻣﻧــذ ﻣــدة ﻷردﻩ ﻟــك ،اﻟﺣﻣــد ﻟﻠﱠــﻪ إﻧــﻲ رأﻳﺗــك اﻟﻳــوم .وأﺳــرع اﻟــزوج ﻓــﻲ طرﻳﻘــﻪ ﻓرﺣــﺎً ﻟــﻳس ﻓﻘــط أﻧــﻪ ﺳــﻳدﺑر اﺣﺗﻳﺎﺟــﺎت ﺑﻳﺗــﻪ وﻟﻛــن ﺷﻛ اًر وﺗﻬﻠﻳﻼً ﱠﻟﻠﻪ اﻟذي ﻳظﻬر ﻓﻲ آﺧر ﻟﺣظﺔ ﻣﺣﺑﺔ واﻓرة.
ـ 16ـ
2ـ ﻓــﻲ إﺣــدى اﻟﻣﻧــﺎطق اﻟــﺷﻌﺑﻳﺔ اﻟﻣﺣﻳطــﺔ ﺑﺎﻟﻘــﺎﻫرة ظﻬــرت اﻟﺣﺎﺟـ ــﺔ ﻟﺗﺟﻬﻳـ ــز ﺛـ ــﻼث ﺑﻧـ ــﺎت وﻛـ ــﺎن اﻟﻣﺑﻠـ ــﻎ اﻟﻣطﻠـ ــوب أﻟـ ــف وﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﺟﻧﻳﻪ ،وﻓﺣص اﻟﺧﺎدم اﻟﻣـﺳﺋوﻝ اﻟﻣﺑـﺎﻟﻎ اﻟﺗـﻲ ﺳـﺗوزع ﻓﻠـ ــم ﻳـ ــﺳﺗطﻊ اﺳـ ــﺗﻘطﺎع ﺷـ ــﻲء ﻣﻧﻬـ ــﺎ ﺑـ ــﻝ ﻛﺎﻧـ ــت ﺑﺎﻟﻛـ ــﺎد ﺗﻛﻔـ ــﻲ اﻻﺣﺗﻳﺎﺟــﺎت اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ .وأﺛﻧــﺎء اﻟــﺻﻠوات وﺣــزن اﻟﺧــدام ﻟﻌﺟــزﻫم ﻋــن اﻟﻣــﺳﺎﻋدة ﻓــﻲ ﺗﺟﻬﻳــز اﻟﺑﻧــﺎت ،أﻗﺑــﻝ ﺧــﺎدم وﻣﻌــﻪ ﻣﺑﻠــﻎ ﻗــد وﺻــﻝ ﻣــن أﺣــد اﻷﺣﺑــﺎء ﺑﺎﻟﺧــﺎرج وﻗــدرة أﻟــف وﺧﻣــﺳﻣﺎﺋﺔ ﺟﻧﻳــﻪ وﻟﻛن اﻟﻣﺗﺑرع ﻳطﻠب أن ﻳوﺟﻪ ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻟﻠﻐـرض اﻟﻣﺣـدد اﻟـذي طﻠﺑــﻪ .وﻋﻧــدﻣﺎ ﺳــﺄﻟﻪ اﻟﺧــﺎدم اﻟﻣــﺳﺋوﻝ ﻋــن ﻫــذا اﻟﻐــرض ﻗــﺎﻝ: ﺗﺟﻬﻳــز ﺑﻧــﺎت ﻣﺣﺗﺎﺟــﺎت .ﻓﺎﺑﺗــﺳم اﻟﻛــﻝ ﻓرﺣــﺎً وﺷــﻛ اًر ﻟﻠﱠــﻪ اﻟﻣــدﺑر اﺣﺗﻳﺎﺟﺎت أوﻻدﻩ ﺑﻛﻝ دﻗﺔ. 3ـ طﻠب اﻟرﺟﻝ ﻣن أﺣد ﻛﻬﻧﺔ اﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ ﻣﺑﻠﻐـﺎً ﻹﺟـراء ﻋﻣﻠﻳـﺔ ﺟراﺣﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟزوﺟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻳﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫن ﻗدﻣــﻪ ﻟﻠرﺟــﻝ وطﻠــب ﻣﻧــﻪ أن ﻳﺣــﺿر ﻓــﻲ ﻣﻌــﻪ إﻻ ﺟــزءاً ﺻــﻐﻳ اًر ّ اﻟﻳوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ﺑﻌد اﻟﻌﺷﻳﺔ و ﱠ اﻟﻠﻪ ﺳﻳدﺑر ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺑﻠﻎ. وﻓــﻲ اﻟﻳــوم اﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓﻳﻣــﺎ ﻛــﺎن اﻟﻛــﺎﻫن ﺟﺎﻟــﺳﺎً ﺑﺟ ـوار اﻟﻬﻳﻛــﻝ ﻳﺄﺧذ ﺑﻌض اﻻﻋﺗراﻓﺎت رأى اﻟرﺟﻝ ﺑﺟوار اﻟﺑﺎب ،ﻓﺗﺄﺛر اﻟﻛـﺎﻫن
ـ 17ـ
ﻷﻧﻪ ﻟم ﻳﻛن ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﻳﻛﻣﻝ ﺑﻪ اﺣﺗﻳﺎﺟﻪ ﺑﻝ وﺑـﺦ ﻧﻔـﺳﻪ ،ﻛﻳـف ﻟـم ﻳــﺳﻊ ﻻﺳــﺗﻛﻣﺎﻝ اﻟﻣﺑﻠــﻎ وﻟﻛﻧــﻪ رﻓــﻊ ﻗﻠﺑــﻪ ﺑﺎﻟــﺻﻼة ﻟﻠﱠــﻪ وواﺻــﻝ ﺗﻠﻘــﻲ اﻻﻋﺗ ارﻓــﺎت وظــﻝ اﻟرﺟــﻝ واﻗﻔــﺎً ﻳﻧﺗظــر واﻟﻛــﺎﻫن ﻓــﻲ ﺣﻳ ـرة وﺣ ــرج وﺻ ــﻠوات ﻛﺛﻳـ ـرة .وﺑﻌ ــد اﻧﺗﻬ ــﺎء اﻻﻋﺗ ارﻓ ــﺎت ﻗ ــﺎم اﻟﻛ ــﺎﻫن وﺗﺣرك اﻟرﺟـﻝ ﻣﻘـﺑﻼً ﻋﻠﻳـﻪ وﻟـﻳس ﻟﻠﻛـﺎﻫن ﺷـﻲء ﻳﻘوﻟـﻪ ﻟـﻪ وﻟﻛـن ﻗﺑــﻝ أن ﻳــﺻﻝ اﻟرﺟــﻝ إﻟــﻰ اﻟﻛــﺎﻫن أﺳــرع ﺷﺧــﺻﺎً آﺧــر وﻗـ ّـدم ﻟــﻪ ظرﻓﺎً ﻓﻳﻪ ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ،وﻗﺎﻝ :وﺟﻬﻪ ﻳﺎ أﺑوﻧﺎ ﻷي اﺣﺗﻳﺎج. وﻋﻧ ــدﻣﺎ ﺳ ـ ّـﻠم أﺑوﻧـ ـﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟرﺟ ــﻝ اﻟﻣﺣﺗ ــﺎج أﻋط ــﺎﻩ اﻟظ ــرف واﻟﻌﺟﻳــب أﻧــﻪ ﻋﻧــدﻣﺎ ﻋـ ّـد ﻣــﺎ ﻓﻳــﻪ ﻓــوﺟﺊ اﻹﻧــﺳﺎن ﺑﺄﻧــﻪ ﺑﺎﻟــﺿﺑط اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣطﻠوب.
ـ 18ـ
) (4مـا ھـذا لكـل ھـؤالء ﺗﻘﻳم ﻫذﻩ اﻟﺳﻳدة ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ وأوﻻدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫرة وﻟﻬم ﻋﻼﻗﺔ ﻗوﻳــﺔ ﺑﺎﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ٕواﻳﻣــﺎن ﺑﺎﻟﻠﱠــﻪ اﻟــذي ﻳﺣﻔــظ ﺣﻳــﺎﺗﻬم وﻳﺑــﺎرك ﺑﻳــﺗﻬم وﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ أﻋﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻬم .وﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻷﺳـ ـرة أﻗ ــﺎرب ﻛﺛﻳ ــرون ﻓ ــﻲ اﻟ ــﺻﻌﻳد وﺗﻣﻳ ــزت ﺑ ــﺎﻟﻛرم ،ﻓﺎﻟﺑﻳ ــت ﻳﺳﺗــﺿﻳف اﻷﻗــﺎرب ﻋﻧــد ﺣــﺿورﻫم إﻟــﻰ اﻟﻘ ــﺎﻫرة .وﻟﻛــن ﻫ ــؤﻻء اﻷﻗ ــﺎرب ﻳﺣ ــﺿرون ﻓﺟ ــﺄة ﻣ ــن ﺑﻼدﻫ ــم دون ﻋﻠ ــم ﺳ ــﺎﺑق ﻟﻬ ــذﻩ اﻷﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة اﻟﻛرﻳﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﺳﺑب أﺣﻳﺎﻧﺎً ﺑﻌض اﻟﺣرج ﻟﻌدم ﺗﺟﻬﻳز اﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺗﻬم .وﻋﻠﻰ ﻗـدر ﺗﻣﻳز ﻫذﻩ اﻷﺳرة ﺑﻔﺿﻳﻠﺔ إﺿـﺎﻓﺔ اﻟﻐرﺑـﺎء ﺑـﺎرك اﻟﻠﱠـﻪ ﻓـﻲ ﺣﻳـﺎﺗﻬم وﺳﺎﻋدﻫم ﻓﻲ اﺳﺗﻘﺑﺎﻝ اﻷﺳر اﻟﺗﻲ ﺗزورﻫم. وﻓ ـ ــﻲ أﺣ ـ ــد اﻷﻳ ـ ــﺎم أﻋ ـ ــدت ﻫ ـ ــذﻩ اﻟ ـ ــﺳﻳدة اﻟطﻌ ـ ــﺎم ﻷﺳـ ـ ـرﺗﻬﺎ اﻟﺻﻐﻳرة ،وﻗﺑﻝ ﻣﻳﻌﺎد اﻟﻐداء ﻓوﺟﺋت ﺑﺄﺳرة ﻛﺎﻣﻠـﺔ ﺗﺣـﺿر إﻟﻳﻬـﺎ ﻣ ــن اﻟ ــﺻﻌﻳد وﻟ ــم ﻳﻛ ــن ﻫﻧ ــﺎك وﻗ ــت ﻳﻛﻔ ــﻲ ﻹﻋ ــداد أي طﻌ ــﺎم إﺿــﺎﻓﻲ .ﻓــدﺧﻠت ﻫــذﻩ اﻟــﺳﻳدة اﻟﻣؤﻣﻧــﺔ ﺑﺑرﻛــﺔ اﻟﻠﱠــﻪ ووﻗﻔــت ﻓــﻲ ﱠ وﺻﻠت ﻗﺎﺋﻠﺔ: اﻟﻣطﺑﺦ أﻣﺎم أواﻧﻲ اﻟطﻌﺎم "ﻳ ـ ـ ـ ــﺎرب أﻧ ـ ـ ـ ــت ﻫ ـ ـ ـ ــو ﻫ ـ ـ ـ ــو أﻣ ـ ـ ـ ــس واﻟﻳ ـ ـ ـ ــوم ٕواﻟ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷﺑ ـ ـ ـ ــد،
ـ 19ـ
ﻳـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﺑﺎرﻛـ ـ ـ ـ ــت اﻟـ ـ ـ ـ ــﺳﻣﻛﺗﻳن واﻟﺧﻣـ ـ ـ ـ ــس ﺧﺑ ـ ـ ـ ـ ـزات ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎرك ﻫــذا اﻟطﻌــﺎم اﻟﻘﻠﻳــﻝ ﻟﻳﻛﻔــﻲ ﻛــﻝ اﻟﻣوﺟــودﻳن ﻓــﻲ اﻟﺑﻳــت .ورﺷــﻣت ﻋﻼﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺻﻠﻳب ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷواﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدأت ﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﺿﻊ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷطﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎق وﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ــدم ﻟﻠﺣﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻳن ،واﻟﻐرﻳـ ـ ـ ـ ـ ــب أن اﻟﻛ ــﻝ أﻛ ــﻝ وﺷ ــﻛر اﻟﻠﱠ ــﻪ وﺷ ــﺑﻊ ﺑ ــﻝ وﻓ ــﺎض ﻋ ــﻧﻬم ﻓ ــﺷﻛرت اﻟﺳﻳدة ﻋﻣﻝ ﱠ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺟﻳب اﻟذي أﻧﻘذﻫﺎ ﻣن ﺣرج ﺷدﻳد. وﻓﻳﻣ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ــﻰ ﺗ ـ ـ ــﺷﻛر اﻟﻠﱠ ـ ـ ــﻪ ﻓوﺟﺋ ـ ـ ــت ﺑﺄﺳـ ـ ـ ـرة ﺛﺎﻧﻳ ـ ـ ــﺔ ﺗ ـ ـ ــﺻﻝ ﻣـ ـ ـ ـ ــن اﻟـ ـ ـ ـ ــﺻﻌﻳد وﻧظـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻛـ ـ ـ ـ ــﻝ ﻳﺗﻌ ّﺟـ ـ ـ ـ ــب ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎذا ﺳـ ـ ـ ـ ــﻳﺣدث؟ وﻣــﺎذا ﺳــﻳﺄﻛﻝ ﻫــؤﻻء اﻟــذﻳن وﺻــﻠوا ﺑﻌــد ﺳــﻔر طوﻳــﻝ ،وﻟﻛــن ﻫــذﻩ اﻟﺳﻳدة اﻟﻣؤﻣﻧﺔ دﺧﻠت ﺑﻬدوء إﻟﻰ ﻣطﺑﺧﻬـﺎ ووﻗﻔـت أﻣـﺎم اﻷواﻧـﻲ وﺻـ ـ ّـﻠت ﺑﺈﻳﻣـ ــﺎن ﺻـ ــﻼﺗﻬﺎ اﻷوﻟـ ــﻰ طﺎﻟﺑـ ــﺔ ﺑرﻛـ ــﺔ اﻟﻠﱠـ ــﻪ ورﺷـ ــﻣت ﻋﻼﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺻﻠﻳب وﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدأت ﺗ ـ ـ ـ ــﺿﻊ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷطﺑ ـ ـ ـ ــﺎق وﻫﻧ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻌﺟﻳ ـ ـ ـ ــب أن اﻟطﻌ ـ ـ ـ ــﺎم ﻛ ـ ـ ـ ــﺎن ﻛﺎﻓﻳــﺎً وأﺧــذت اﻷﺳـرة اﻟﺟدﻳــدة طﻌﺎﻣﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺷــﻛر ﻟﻠﱠــﻪ واﻟﻛــﻝ ﻓــﻲ ﺗﻌﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب ﺑﺑرﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻠﱠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﻐﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﻻ ﻳزﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻣﻌﻬﺎ ﺗﻌب. ﻟﻳﻛن ﻟك إﻳﻣﺎن أن ﻛﻝ ﺷﻲء ﻣـﺳﺗطﺎع ﻟﻠﻣـؤﻣن .إن اﻹﻳﻣـﺎن
ـ 20ـ
ـﺳﻬﻝ ﻟــك اﻟــرب ﻋطﻳــﺔ ﺗﺣﻳــﺎ ﺑﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺣﻳﺎﺗــك اﻟﻌﻣﻠﻳــﺔ اﻟﻳوﻣﻳــﺔ ﻓﻳـ ّ ﺧطواﺗـك وﻳرﻓﻌـك ﻓــوق ﻛـﻝ ﺣــﺳﺎﺑﺎت اﻟﻌﻘـﻝ ﻓﺗﺣﻳــﺎ ﻣﻌﺟـزات ﻛــﻝ ﻳوم ﺗﺛق ﻓﻲ ﻳـد اﻟﻠﱠـﻪ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﻣـﻝ ﻓـﻲ اﻟﺣﺎﺿـر ﻛﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت ﺗﻌﻣـﻝ ـدﺑر ﻛــﻝ اﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺗــك .ﺛــق ﻓــﻲ اﻟــﺻﻼة وﻋﻼﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣﺎﺿــﻲ وﺗـ ّ اﻟــﺻﻠﻳب ،ادﺧــﻝ ﻣﺧــدﻋك ﺿــﻊ ﻛــﻝ ﻣــﺷﺎﻛﻠك أﻣــﺎم اﻟﻠﱠــﻪ ﻣﻬﻣــﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺻﻌﺑﺔ.
ـ 21ـ
) (5عايـزك في امتحاناتي 1ـ ﻫذا طﺎﻟب ﻣن اﻟﻣﺗﻔوﻗﻳن وﻗـد دﺧـﻝ اﻣﺗﺣـﺎن اﻟـﺷﻔوي ﻓـﻲ إﺣدى اﻟﻛﻠﻳﺎت اﻟﻣرﻣوﻗﺔ وأﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧـﺔ اﻟﻣﻛوﻧـﺔ ﻣـن رﺋـﻳس اﻟﻘـﺳم واﺛﻧ ــﻳن ﻣ ــن اﻟﻣﻣﺗﺣﻧ ــﻳن اﻟﺧ ــﺎرﺟﻳﻳن ،اﻧﻬﺎﻟ ــت اﻷﺳ ــﺋﻠﺔ اﻟ ــﺻﻌﺑﺔ ﻋﻠﻳ ــﻪ ﺧﺎﺻ ــﺔ ﻣ ــن رﺋ ــﻳس اﻟﻘ ــﺳم ﻓﺗ ــﺄﻟق ﻫ ــذا اﻟطﺎﻟ ــب ﺑﺈﺟﺎﺑ ــﺎت ﺻــﺣﻳﺣﺔ أﺛــﺎرت إﻋﺟــﺎب اﻟﻣﻣﺗﺣﻧ ــﻳن وﻟﻛــن ﻟﻸﺳــف ﻟ ــم ﺗظﻬ ــر ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻔرح ﻋﻠﻰ وﺟﻪ رﺋﻳس اﻟﻘﺳم ﻷﻧﻪ ﻳﻛﺗم ﻏﻳظﺎً ﺷدﻳداً ﻣـن ﺗﻔوق ﻫذا اﻟطﺎﻟب اﻟﻣﺳﻳﺣﻲ. ظﻬرت اﻟﻧﺗﻳﺟﺔ وأﺳـرع اﻟطﺎﻟـب اﻟـذي ﺗﻌ ّـود أن ﻳﻛـون ﻧﺟﺎﺣـﻪ داﺋﻣــﺎً ﺑﺎﻣﺗﻳــﺎز وﻳﻔﺎﺟــﺄ ﺑرﺳــوﺑﻪ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣــﺎدة ـ ﻛﺎﻧــت ﺻــدﻣﺔ ﺻ ــﻌﺑﺔ وﻟﻛ ــن اﻟﻠﱠ ــﻪ اﻟ ــذي ﻻ ﻳﺗ ــرك أوﻻدﻩ ،دﺑ ــر أن واﺣ ــداً ﻣ ــن ﻣر ﻓﻲ ﻫـذا اﻟوﻗـت ،ﻓـﺳﺄﻟﻪ اﻟﻣﻣﺗﺣﻧﻳن اﻟﺧﺎرﺟﻳﻳن اﻟذﻳن اﻣﺗﺣﻧوﻩ ّ ـﻧس ﺷ ــﻛﻠﻪ ﻟﺗﻣﻳـ ـزﻩ ﺑ ــﺎﻟﺗﻔوق اﻟواﺿ ــﺢ وﻟ ــم ﻋ ــن اﻟﻧﺗﻳﺟ ــﺔ إذ ﻟ ــم ﻳ ـ َ ﻳﻧﺗظر إﺟﺎﺑﺔ إذ ﻗﺎﻝ ﻟـﻪ :طﺑﻌـﺎً اﻣﺗﻳـﺎز ،وﻟـم ﻳـﺳﺗطﻊ اﻟطﺎﻟـب أن ﻳﻧطق ﺑﻛﻠﻣﺔ ﻟﻛﻧﻪ اﺳﺗﺄذن ﻫـذا اﻷﺳـﺗﺎذ أن ﻳﻧظـر ﺑﻧﻔـﺳﻪ اﻟﻧﺗﻳﺟـﺔ وﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ــت اﻟﻣﻔﺎﺟ ـ ـ ـ ــﺄة ﻟ ـ ـ ـ ــﻪ أن ﻳﺟ ـ ـ ـ ــدﻩ ارﺳ ـ ـ ـ ــﺑﺎً ﻓﺗﻌﺟ ـ ـ ـ ــب وﻗ ـ ـ ـ ــﺎﻝ: ﻻ ﻳﻣﻛ ــن ﻻﺑ ــد أن ﻫﻧ ــﺎك ﺧط ــﺄ ﻓ ــﻲ ﻧﻘ ــﻝ اﻟ ــدرﺟﺎت وأﺳ ــرع إﻟ ــﻰ ﺣﺟرة رﺋﻳس اﻟﻘﺳم ُﻟﻳﺻﺣﺢ ﻫذا اﻟﺧطـﺄ وﻛﺎﻧـت اﻟﻣﻔﺎﺟـﺄة اﻷﻛﺑـر
ـ 22ـ
أن رﺋــﻳس اﻟﻘــﺳم ﻟــﻳس ﻓﻘــط ﻳﻌﻠــم ﺑرﺳــوﺑﻪ ﺑــﻝ ﻳــﺻر ﻋﻠــﻰ ذﻟــك وﻋﻧــدﻣﺎ واﺟﻬــﻪ ﻫــذا اﻷﺳــﺗﺎذ اﻟﺧــﺎرﺟﻲ ﺑــﺄن اﻟﻧﺗﻳﺟــﺔ ﻏﻳــر ﻣﺗﻔﻘــﺔ ﻣــﻊ اﻟواﻗــﻊ ،واﻟطﺎﻟــب ﻣﺗﻔــوق ﺑطرﻳﻘــﺔ ﻻ ﻳﺧﺗﻠــف ﻋﻠﻳﻬــﺎ اﺛﻧ ـﺎن، أﺻـ ّـر رﺋــﻳس اﻟﻘــﺳم وﻗــﺎﻝ :أﻧــﺎ اﻟﻣــﺳﺋوﻝ ﻋــن ﻫــذﻩ اﻟﻧﺗﻳﺟــﺔ ،وﻟــن ﻳﻧﺟﺢ ﻫذا اﻟطﺎﻟب ،رﻏم ﻧﺟﺎﺣﻪ ﺑﺎﻣﺗﻳﺎز ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣـواد وﺣـﺎوﻝ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﺧﺎرﺟﻲ إﻗﻧﺎﻋﻪ وﻟم ﻳﻔﻠﺢ ،وﻋﺎﺗﺑﻪ رﺋﻳس اﻟﻘﺳم ﻋن ﻛﻝ ﻫذا اﻟدﻓﺎع. ﻗــﺎﺋﻼً :إﻧــﻪ ﻟــﻳس ﻗرﻳﺑــك وﻻ ﺗوﺟــد ﻣﻌرﻓــﺔ ﺳــﺎﺑﻘﺔ ﺑﻳﻧــك وﺑﻳﻧــﻪ ﻓﻠﻣﺎذا ﻛﻝ ﻫذا اﻟدﻓﺎع؟! وﺧــرج ﻫــذا اﻷﺳــﺗﺎذ اﻟﺧــﺎرﺟﻲ ﻏﻳــر اﻟﻣــﺳﻳﺣﻲ ﺑــﺿﻳق ﺷــدﻳد ﻣــن ﺣﺟ ـرة رﺋــﻳس اﻟﻘــﺳم وﺗوﺟــﻪ إﻟــﻰ ﺣﺟ ـرة اﻟﻌﻣﻳــد وأﺑﻠﻐــﻪ ﺑﻣــﺎ ﺟ ــرى ،وﻳﺣ ــرك اﻟﻠﱠــﻪ ﻗﻠ ــب ﻋﻣﻳ ــد اﻟﻛﻠﻳ ــﺔ ﻓﺎﺗ ــﺻﻝ ﺑـ ـرﺋﻳس اﻟﻘ ــﺳم وأﻋﻠﻣ ــﻪ ﺑ ــﺿرورة ﻧﺟ ــﺎح ﻫ ــذا اﻟطﺎﻟ ــب ﺑ ــﻝ وأﺟﺑـ ـرﻩ ﻋﻠ ــﻰ ذﻟ ــك، وﺗﻐﻳرت اﻟﻧﺗﻳﺟﺔ وﻧﺟﺢ ﻫذا اﻟطﺎﻟب اﻟﻣﺗﻔوق. ﻫﻝ رأﻳت ﻣﻛﺎﻧﺗك اﻟﻌظﻳﻣﺔ ﻓـﻲ ﻗﻠـب اﻟﻠﱠـﻪ ،إﻧـﻪ أﺑـوك اﻟﻣـداﻓﻊ ﻋﻧك ﻳﺣرك اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠـﻪ ﻟﻳـﺗﻣم راﺣﺗـك ﻣﻬﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت ﻗـوة اﻟﻣﻌﺎﻧـدﻳن واﻟظــﺎﻟﻣﻳن ﻓﻛــم ﺑــﺎﻷﺣرى ﻳــﺻد ﻋﻧــك ﻫﺟﻣــﺎت إﺑﻠــﻳس وﻳــﺳﺎﻋدك ﻓﻲ ﺟﻬﺎدك اﻟروﺣﻲ ﻟﺗﻧﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺧطﺎﻳﺎك وﺗﺳﻌد ﺑﻣﻠﻛوﺗﻪ.
ـ 23ـ
2ـ ﻛﺎﻧـت ﻫـذﻩ اﻟﺧﺎدﻣـﺔ ﺑﻛﻠﻳـﺔ اﻟـﺻﻳدﻟﺔ ﺗﺣـﺿر ﺧـدﻣﺗﻬﺎ ﻳـوم اﻟﺟﻣﻌﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎء اﺟﺗﻣﺎع اﻟﺧدﻣﺔ. وﻓــﻲ ﻧﻬﺎﻳــﺔ اﻟــﺳﻧﺔ ،ﻛــﺎن اﻣﺗﺣــﺎن اﻟﻛﻳﻣﻳــﺎء اﻟﻌﻣﻠــﻲ اﻟــذي ﻟــم ﺗﺳﺗطﻊ أن ﺗﺟﻣﻊ ﻋﻳﻧـﺎت ﻣـن اﻟﻣـواد اﻟﺗـﻲ ﺳـﺗﺄﺗﻲ ﻓـﻲ اﻻﻣﺗﺣـﺎن وﻛﺎﻧت ﻣذاﻛرﺗﻬﺎ ﺿﻌﻳﻔﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﺗـﻲ اﻣﺗﺣﺎﻧﻬـﺎ ﻳـوم اﻟـﺳﺑت وﺳﺄﻟت ﻧﻔﺳﻬﺎ: @ ﻫﻝ أذﻫب ﻟﺧدﻣﺗﻲ واﺟﺗﻣﺎع اﻟﺧدﻣﺔ؟ ـ وﻟﻛ ـ ــن اﻟوﻗ ـ ــت ﺿ ـ ــﻳق ﺟ ـ ــداً وﺑﺎﻟﻛ ـ ــﺎد أﺳ ـ ــﺗطﻳﻊ ﺗﺣ ـ ــﺻﻳﻝ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ. @ ﻻ ...ﻟن أﺿﻳف إﻟﻰ ﺗﻘﺻﻳري ﻓﻲ اﻟﻣذاﻛرة ﺗﻘـﺻﻳ اًر ﻓـﻲ ﺣﻳﺎﺗﻲ اﻟروﺣﻳﺔ وﺧدﻣﺗﻲ. واﻧﺗـ ــﺻر أﺧﻳ ـ ـ اًر إﻳﻣﺎﻧﻬـ ــﺎ وذﻫﺑـ ــت إﻟـ ــﻰ ﺧـ ــدﻣﺗﻬﺎ واﺟﺗﻣﺎﻋﻬـ ــﺎ وﺣﺎوﻟت ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺑﺎﻗﻲ أﻗﺻﻰ ﺟﻬدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣذاﻛرة. ﻓ ــﻲ ﺻ ــﺑﺎح ﻳ ــوم اﻻﻣﺗﺣ ــﺎن وﻫ ــﻰ ﺗﻘـ ـ أر وﺗ ارﺟ ــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت وﺟرﺣــت رﺟﻠﻬــﺎ وزاد ارﺗﺑﺎﻛﻬــﺎ أن اﻟطﻠﺑــﺔ ﺳــﻘطت ﻋﻠــﻰ اﻷرض ُ اﻟﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﺟﻳن ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻻﻣﺗﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻗﺑﻠﻬﺎ ﻳﺷﺗﻛون ﻣن ﺻﻌوﺑﺗﻪ وﻟم ﻳﻛن أﻣﺎﻣﻬﺎ إﻻ اﻟﺻﻼة. وداﺧ ـ ـ ـ ـ ــﻝ اﻻﻣﺗﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻓوﺟﺋ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺄن اﻟﺟ ـ ـ ـ ـ ــزء اﻟﻧظ ـ ـ ـ ـ ــري ﺳ ــﻬﻝ ﻓﺄﺟﺎﺑﺗ ــﻪ ﺑ ــﺳرﻋﺔ واﻷﻛﺛ ــر ﻏ ارﺑ ــﺔ أن اﻟﻣ ــﺎدﺗﻳن اﻟﻣطﻠ ــوب
ـ 24ـ
ﻓﺣـ ـ ــﺻﻬﻣﺎ ﻋرﻓﺗﻬﻣـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﺳﻬوﻟﺔ ﻣـ ـ ــن ﻣﻧظرﻫﻣـ ـ ــﺎ وﻻﺣظـ ـ ــت ﺑﻌـ ـ ــد اﻻﻣﺗﺣﺎن ورﻗﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻳـد اﻟﻌﻣﻳـد وﻗـد ﻧﺎﻟـت اﻟدرﺟـﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﻳـﺔ وﻋﻧـد ظﻬور اﻟﻧﺗﻳﺟﺔ ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ اﻣﺗﻳﺎز. وﻫﻛــذا ﺗﺛﺑــت ﻗﻠﺑﻬـﺎ ﻓــﻲ ﺗﻣــﺳﻛﻬﺎ ﺑﻛﻠﻣــﺔ اﻟﻠﱠــﻪ وﺧــدﻣﺗﻬﺎ ،ﻋﺎﻟﻣــﺔ ﺑﺎﻟﺣﻘﻳﻘﺔ أن ﺑرﻛﺔ اﻟرب ﺗﻐﻧﻲ وﻻ ﻳزﻳد ﻣﻌﻬﺎ ﺗﻌﺑﺎً.
ـ 25ـ
) (6لـن يضيـع مـنـك شـيـئـا ً 1ـ ذﻫــب أﺣــد ﺷﻣﺎﻣــﺳﺔ ﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻣــﺎرﻣرﻗس ﺑﻣــﺻر اﻟﺟدﻳــدة ﻟﻳــﺻﻠﻲ ﻓــﻲ ﺷــﻬر ﻣــﺎﻳو 2002ﻓــﻲ ﻛﻧﻳــﺳﺔ اﻟﻣــﻼك ﺑــﺷﻳراﺗون. وﻋﻧد ﻧزوﻟـﻪ ﻣـن اﻟﻣﺗـرو ﺑـﺎﻟﻘرب ﻣـن ﻛﻧﻳـﺳﺔ اﻟﻣـﻼك وأﺛﻧـﺎء ﺳـﻳرﻩ ﻓــﻲ اﻟطرﻳــق ﻓــوﺟﺊ ﺑــﺳﻳﺎرة ﺗﻣــر ﺑﺟـوارﻩ وﺗــﺻدﻣﻪ ﺻــدﻣﺔ ﺧﻔﻳﻔــﺔ واﻷﻛﺛــر ﻣــن ﻫــذا أن اﻟﺗوﻧﻳــﺔ )ﻣﻼﺑــس ﺧدﻣــﺔ اﻟــﺷﻣﺎس ﺑﺎﻟﻬﻳﻛــﻝ( واﻟﺗﻲ ﻳﺣﻣﻠﻬﺎ داﺧﻝ ﺣﻘﻳﺑﺔ ﻣﻌﻠﻘـﺔ ﺑﻳـدﻩ ﻗـد طـﺎرت وﺗﻌﻠﻘـت ﺑﻣـرآة اﻟﺳﻳﺎرة اﻟﺟﺎﻧﺑﻳﺔ واﻧطﻠﻘت اﻟﺳﻳﺎرة ﻓﻲ طرﻳﻘﻬـﺎ ،وﻋﻧـدﻣﺎ اﻧﺗﺑـﻪ ﻟﻣـﺎ ﺣدث وﺷﻌر ﺑﻔﻘدان ﺗوﻧﻳﺗﻪ أﺳـرع ﻳﺟـري ﻗـدر ﻣـﺎ ﻳـﺳﺗطﻳﻊ ﺧﻠـف اﻟ ــﺳﻳﺎرة اﻟﺗ ــﻲ واﺻ ــﻠت ﺳ ــﻳرﻫﺎ ﺑ ــﺳرﻋﺔ وﺗﺑﺎﻋ ــدت اﻟﻣ ــﺳﺎﻓﺔ ﺑﻳﻧ ــﻪ وﺑﻳﻧﻬﺎ. ﻓوﻗـ ــف ﺣزﻳﻧـ ــﺎً ورﻓـ ــﻊ ﻋﻳﻧﻳـ ــﻪ ﻧﺣـ ــو اﻟـ ــﺳﻣﺎء وﻋﺎﺗـ ــب اﻟﻣـ ــﻼك ﻣﻳﺧﺎﺋﻳﻝ وﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻫﻝ ﺗرﺿﻰ ﺑﻬذا أن أﻓﻘد ﺗـوﻧﻳﺗﻲ وﺗـﺻدﻣﻧﻲ اﻟـﺳﻳﺎرة وأﻧـﺎ أود أن أﺻﻠﻲ ﻓـﻲ ﻛﻧﻳـﺳﺗك؟ وﻓﺟـﺄة ﺗوﻗﻔـت اﻟـﺳﻳﺎرة ﻣـن ﺑﻌﻳـد ﻓﺄﺳـرع اﻟ ــﺷﻣﺎس ﻧﺣوﻫ ــﺎ ﺣﺗ ــﻰ وﺻ ــﻝ إﻟﻳﻬ ــﺎ ﻓوﺟ ــد ﺳ ــﻳدة ﺗﻘ ــود اﻟ ــﺳﻳﺎرة
ـ 26ـ
وﺳﺄﻟﻬﺎ: @ أﻟم ﺗﺷﻌري أن ﺳﻳﺎرﺗك ﻗد ﺻدﻣﺗﻧﻲ وﻫﻰ ﺗﺳﻳر؟ ﻓﺄﺟﺎﺑت :ﻻ. @ ﺛم ﺳﺄﻟﻬﺎ :أﻟم ِ ﺗر أن ﺣﻘﻳﺑﺗﻲ ﻗد ﺗﻌﻠﻘت ﺑﻣرآة ﺳﻳﺎرﺗك؟ ﻓﻘﺎﻟت :ﻻ. ِ ﺗوﻗﻔت ﺑﺳﻳﺎرﺗك اﻵن؟ @ ﻓﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﺎﻧدﻫﺎش :إذاً ﻟﻣﺎذا ـ ﻓﻘﺎﻟــت ﻟ ـﻪ :ﻟﻘــد ﺳــﻣﻌت ﺻــوﺗﺎً داﺧــﻝ ﺳــﻳﺎرﺗﻲ ﻳﻘــوﻝ ﻟــﻲ أوﻗﻔ ــﻲ اﻟ ــﺳﻳﺎرة ﺣ ــﺎﻻً ﻷن ﻫﻧ ــﺎك ﺣﻘﻳﺑ ــﺔ ﻣﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﻣـ ـرآة ﺳ ــﻳﺎرﺗك، وﻋﻧــدﻣﺎ ﺗوﻗﻔــت ﻻﺣظــت أن ﺷﺧــﺻﺎً ﻳﺟــري ﻧﺣــو اﻟــﺳﻳﺎرة وأﺗﻳــت أﻧــت اﻵن .وﺗﺄﺳــﻔت ﻟــﻪ ﻋﻣــﺎ ﺣــدث دون ﻗــﺻد ﻣﻧﻬــﺎ .أﻣــﺎ ﻫــو ﻓﺄﺧــذ اﻟﺗوﻧﻳــﺔ وﺳــﺎر ﻧﺣــو اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻳــﺷﻛر اﻟﻠﱠــﻪ واﻟﻣــﻼك ﻣﻳﺧﺎﺋﻳــﻝ اﻟﺳرﻳﻊ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ. إن اﻟﻣﻼﺋﻛـ ــﺔ واﻟﻘدﻳـ ــﺳﻳن ﻳﻧـ ــﺻﺗون ﺑﺎﻫﺗﻣـ ــﺎم ﻟﻛـ ــﻝ ﺻـ ــﻠواﺗك ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﻧـت ﺗﻌـﺎﻧﻲ ﻣـن أي ﺿـﻳﻘﺔ ،إن اﻟﻠﱠـﻪ وﻗدﻳـﺳﻳﻪ أﻗـرب إﻟﻳك أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﺗﺗﺻور .ﻓﻠﻣﺎذا ﺗﻘف ﻛﺄﻧك وﺣﻳد وﻣﻌك ﻛـﻝ ﻫـذا اﻟﺟﻳش اﻟﺳﻣﺎﺋﻲ؟ ﺗﺣدث ﻣﻌﻬم ﻛﻝ ﻳوم ﺗﺟدﻫم ﻓﻲ ﻣﻌوﻧﺗك ﻋﻧد ﻛﻝ اﺣﺗﻳﺎج. 2ـ ﺗﺣـ ّـرك ﻓــوج ﻣــن اﻷﻟﻣــﺎن ﻟزﻳــﺎرة ﻣــﺻر وﻗــﺿوا ﻓﺗ ـرة ﻓــﻲ
ـ 27ـ
اﻟﻐردﻗــﺔ وﻛــﺎﻧوا ﻳــﺳﺗﻌدون ﺑﻌــد ﻫــذا ﻟزﻳــﺎرة دﻳــر اﻟﻘــدﻳس اﻟﻌظــﻳم اﻷﻧﺑــﺎ أﻧطوﻧﻳــوس .واﻟــﺳﻳﺎح اﻷﺟﺎﻧــب ﻳﻬﺗﻣــون ﺑﻣﻌرﻓــﺔ ﺗﻔﺎﺻــﻳﻝ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺳﻳزوروﻧﻬﺎ ﻓﻳﻘرأون ﻋﻧﻬﺎ. ﺟﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﺳت إﺣـ ـ ـ ـ ـ ــدى اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻳدات اﻷﻟﻣﺎﻧﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﺗﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أر ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟدﻳر وﺑﻌد ﻗراءة ﺳﻳرة اﻟﻘدﻳس ﻣرﻗس اﻷﻧطـوﻧﻲ أﻏﻠﻘـت اﻟﻛﺗـﺎب وﻗﺎﻣــت ﻣــﺳرﻋﺔ ﺣﺗــﻰ ﺗﻠﺣــق ﺑــﺎﻟﻔوج ﻟﻳﺗﺣرﻛ ـوا ﻓــﻲ ط ـرﻳﻘﻬم إﻟــﻰ اﻟــدﻳر وﻟﻛــن ﻓﻳﻣــﺎ ﻫــﻰ ﻣــﺳرﻋﺔ ﻟــم ﺗﺟــد ﻧظﺎرﺗﻬــﺎ ،ﺑﺣﺛــت ﻋﻧﻬــﺎ ﺣوﻟﻬــﺎ وﻟﻸﺳ ــف ﺑ ــﺎءت ﻣﺣﺎوﻻﺗﻬ ــﺎ ﻛﻠﻬ ــﺎ ﺑﺎﻟﻔ ــﺷﻝ واﺿ ــطرت أن ﺗﺣــﺿر إﻟــﻰ اﻟﻔــوج وﻫــﻰ ﺣزﻳﻧــﺔ ﻟــﺿﻳﺎع اﻟﻧظــﺎرة وﻣــﺎ ﻳﻧــﺗﺞ ﻋــن ذﻟ ــك ﻣ ــن ﺗﻌطﻳﻠﻬ ــﺎ ﻋ ــن ﻗـ ـراءة وﻛﺗﺎﺑ ــﺔ اﻟﻛﺛﻳ ــر ﻣﻣ ــﺎ ﺗ ــودﻩ أﺛﻧ ــﺎء اﻟرﺣﻠﺔ. ﻋﻧ ــد وﺻ ــوﻝ اﻟﻔ ــوج إﻟ ــﻰ اﻟ ــدﻳر زاروا ﻛﻧﺎﺋ ــﺳﻪ ﻓﻛﺎﻧ ــت آﺧ ــر ﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻳزوروﻧﻬــﺎ ﻛﻧﻳــﺳﺔ اﻟﻘــدﻳس ﻣ ـرﻗس اﻷﻧطــوﻧﻲ وأﻗﺑــﻝ أﻓ ـراد اﻟﻔــوج ﺑﻌــد ﺳــﻣﺎﻋﻬم ﻟــﺷرح اﻷب اﻟ ارﻫــب ﻋــن ﺳــﻳرة ﻫــذا اﻟﻘــدﻳس ﺣﺗــﻰ ﻳﺗﺑــﺎرﻛوا ﻣــن ﺟــﺳدﻩ وﺗﻔﺎﺟــﺄ ﻫــذﻩ اﻟــﺳﻳدة ﺑوﺟــود ﻧظﺎرﺗﻬــﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺳد ﻓﻛﺎﻧت ﻓرﺣﺗﻬﺎ ﻟﻳـﺳت ﻓﻘـط ﺑﺎﺳـﺗﻌﺎدة ﻧظﺎرﺗﻬـﺎ وﻟﻛـن ﺑﺎﻷﺣرى ﺗﻌﻠـق ﻗﻠﺑﻬـﺎ ﺑﻬـذا اﻟﻘـدﻳس اﻟﺣﻧـون اﻟـذي اﻫـﺗم ﺑﺎﺣﺗﻳﺎﺟﻬـﺎ ﻓﺄﻋﺎد اﻟﻧظﺎرة إﻟﻳﻬﺎ. إن ﻣﺣﺑﺗـ ــك ﻟﻠﻘدﻳـ ــﺳﻳن ﺗﻔـ ــﺗﺢ ﻟـ ــك أﺑ ـ ـواب ﻣﺣﺑـ ــﺗﻬم اﻟﻔﺎﺋـ ــﺿﺔ
ـ 28ـ
ﻓﻳﺻﺎدﻗوﻧك وﻳﻬﺗﻣون ﺑك وﻳﺣﺎﺻـروﻧك ﺑﺣـﺑﻬم ﻟﻌﻠـك ﻣـن ﺧـﻼﻝ ﻫ ــذﻩ اﻟ ــﺻداﻗﺔ وﺳ ــدﻫم ﻻﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺗ ــك اﻟﻣﺎدﻳ ــﺔ ﻳرﺗﻔ ــﻊ ﻗﻠﺑ ــك إﻟ ــﻰ اﻟﺳﻣﺎء ﻓﺗﺷﺗﺎق إﻟﻳﻬﺎ وﺗﺳﺗﻌد ﻟﻬﺎ.
ـ 29ـ
) (7مـين يوصلني؟ ﻛﺎﻧــت ﻫــذﻩ اﻟــﺳﻳدة ﺗﺣﻛــﻲ ﻣــﻊ إﺣــدى ﺻــدﻳﻘﺎﺗﻬﺎ ﻋــن زﺣــﺎم اﻟﻣواﺻــﻼت ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻫرة وﺻــﻌوﺑﺔ اﻟﺣــﺻوﻝ ﻋﻠــﻰ ﺳــﻳﺎرة أﺟ ـرة )ﺗﺎﻛـ ــﺳﻲ( ﻓﻘـ ــد ﺗـ ــﺿطر ﻟﻠوﻗـ ــوف ﻓﺗ ـ ـرات طوﻳﻠـ ــﺔ ﺣﺗـ ــﻰ ﺗﺟـ ــدﻩ، ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ ﻟــﺑﻌض اﻟﻣــﺷﺎﻛﻝ اﻟﺗــﻲ ﻳﻣﻛــن أن ﺗﻘﺎﺑﻠﻬــﺎ ﻣــن ﻣﻌﺎﻣﻠــﺔ ﺳﺎﺋﻘﻲ ﺑﻌض اﻟﺗﺎﻛﺳﻳﺎت. ـﺷﻔﻊ ﺑﺎﻟ ــﺷﻬﻳد اﻟﻌظ ــﻳم ﻣ ــﺎرﺟرﺟس ﻓﺄرﺷ ــدﺗﻬﺎ ﺻ ــدﻳﻘﺗﻬﺎ أن ﺗﺗ ـ ّ ﻓﻳرﺳ ــﻼن ﻟﻬ ــﺎ اﻟﺗﺎﻛ ــﺳﻲ اﻟ ــذي واﻟﻘ ــدﻳس اﻷﻧﺑ ــﺎ ﻣوﺳ ــﻰ اﻷﺳ ــود ُ ﻳوﺻﻠﻬﺎ. ﻗﺑﻠ ــت ﻫ ــذﻩ اﻟ ــﺳﻳدة اﻹرﺷ ــﺎد ﺑﺈﻳﻣ ــﺎن وﻋﻧ ــدﻣﺎ اﺣﺗﺎﺟ ــت إﻟ ــﻰ اﻟﻘدﻳﺳﻳن ﻓﺄرﺳﻼﻩ إﻟﻳﻬﺎ وﺷﻛرﺗﻬﻣﺎ. ﺗﺎﻛﺳﻲ ﻳوﺻﻠﻬﺎ طﻠﺑت ْ وﺗﻛرر ﻫذا اﻷﻣر ﻣـ ارت ﻛﺛﻳـرة ﺑـﻝ ﺻـﺎرت ﻋـﺎدة روﺣﻳـﺔ ﻓـﻲ ﺗﻧﻘﻼﺗﻬــﺎ وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﺻــﺎرت ﺻــداﻗﺔ ﺑﻳﻧﻬــﺎ وﺑــﻳن ﻫــذﻳن اﻟﻘدﻳــﺳﻳن ﻓﻛﺎﻧﺎ ﻳراﻓﻘﺎﻧﻬﺎ ﺑﺷﻔﺎﻋﺗﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﻝ ﺗﻧﻘﻼﺗﻬﺎ. وﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣرات ﻧزﻟت ﻣن ﺑﻳت ﻓﻲ ﺷﺎرع ﺟـﺎﻧﺑﻲ وطﻠﺑـت ﻛﻌﺎدﺗﻬــﺎ ﻣــن اﻟﻠﱠــﻪ ﺑــﺷﻔﺎﻋﺔ ﻣــﺎرﺟرﺟس واﻷﻧﺑــﺎ ﻣوﺳــﻰ أن ﻳرﺳــﻼ إﻟﻳﻬﺎ ﺗﺎﻛﺳﻲ وﻟم ﺗﻣضِ◌ ﻟﺣظﺎت ﺣﺗﻰ وﺟدت ﺗﺎﻛﺳﻲ ،أﺷـﺎرت ﻓوﻗف ورﻛﺑت وطﻠﺑت ﻣﻧﻪ ﺗوﺻﻳﻠﻬﺎ ﻟﻠﻣﻛﺎن اﻟﻣطﻠوب.
ـ 30ـ
وﺑﻌد رﻛوﺑﻬﺎ وﻗد ﺟﻠـﺳت ﻓـﻲ اﻟﻣﻘﻌـد اﻟﺧﻠﻔـﻲ ﻣـد اﻟـﺳﺎﺋق ﻳـدﻩ إﻟﻳﻬﺎ وﻓﻳﻬﺎ ﺻورة. وﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ :اﺗﻔﺿﻠﻲ ﻣش أﻧت طﻠﺑﺗﻳﻪ؟ ﻓﺄﻣﺳﻛت ﺑﺎﻟﺻورة ٕواذ ﻫـ ــﻰ ﻟﻠﻘـ ــدﻳس اﻟﻌظـ ــﻳم اﻷﻧﺑـ ــﺎ ﻣوﺳـ ــﻰ اﻷﺳـ ــود ،وﻛﺎﻧـ ــت ﻣﻔﺎﺟـ ــﺄة أذﻫﻠﺗﻬــﺎ ﺻــﻣﺗت ﻓــﻲ ﺗﻌﺟــب وﻫــﻰ ﺗﻧظــر إﻟــﻰ اﻟــﺻورة ﺛــم إﻟــﻰ اﻟﺳﺎﺋق ،وأﻛﻣﻝ اﻟﺳﺎﺋق ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ: وﻣﻌــﻲ أﻳــﺿﺎً ﺻــورة اﻷﻣﻳــر ﺗــﺎدرس ﻫﻬﻧــﺎ أﻣــﺎﻣﻲ ،وﻧظــرت اﻟﺳﻳدة ﻓرأت ﻓﺎرس ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺎن وﻟم ﺗﻛن ﺗرى اﻟـﺻورة ﺑﺎﻟﻛﺎﻣـﻝ إذ اﺧﺗﻔـ ــﻰ ﺟـ ــزء ﻣﻧﻬـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻛرﺳـ ــﻲ اﻟـ ــذي أﻣﺎﻣﻬـ ــﺎ ﻓظﻧﺗﻬـ ــﺎ ﺻـ ــورة ﻣﺎرﺟرﺟس وﻗﺎﻟت ﻟﻠﺳﺎﺋق :ﻻ إﻧﻬﺎ ﺻورة ﻣﺎرﺟرﺟس. ﻓﻘــﺎﻝ ﻟﻬــﺎ :ﻻ إﻧﻬــﺎ ﺻــورة اﻷﻣﻳــر ﺗــﺎدرس ...أﻧــﺎ ﻣــﺎرﺟرﺟس. ﻓظﻧــت اﻟــﺳﻳدة أن اﻟــﺳﺎﺋق ﻻ ﻳﺟﻳــد اﻟﺗﻌﺑﻳــر ،ﻓﻘﺎﻟــت ﻟــﻪ :أظﻧــك ﺗﻘﺻد أﻧك اﻷﺳﺗﺎذ ﺟرﺟس. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ :ﻻ ﺑﻝ أﻧﺎ ﻣﺎرﺟرﺟس. ﻓﺻﻣﺗت اﻟﺳﻳدة ﻓﻲ ذﻫوﻝ ﻫﻝ ﻫذا ﺣﻘﻳﻘﻲ ،أﻳﻣﻛن أن ﻳﻛون ﻫ ــذا ظﻬ ــور ﻟﻠﻘ ــدﻳس اﻟﻌظ ــﻳم ﻣ ــﺎرﺟرﺟس وﻟ ــم ﺗ ــﺳﺗطﻊ أن ﺗ ــرد ﺑﻛﻠﻣـ ــﺔ واﺣـ ــدة واﻟﺗﺎﻛـ ــﺳﻲ ﻳـ ــﺳﻳر ﻓـ ــﻲ طرﻳﻘـ ــﻪ ،وﺗﻌﻠﻘـ ــت ﻋﻳﻧﺎﻫـ ــﺎ ﺑﺎﻟــﺳﺎﺋق إﻧــﻪ ﺷــﺎب وﺷــﺎرﺑﻪ أﺳــود اﻟﻠــون ،وﺷــﻌرﻩ أﺳــود وﻟﻛﻧﻬــﺎ ﻻﺣظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أن ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻩ
ـ 31ـ
ﻓﻳﻬ ــﺎ آﺛ ــﺎر ﺟ ــروح وﻓﻳﻣ ــﺎ ﻫ ــﻰ ﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﻧظر إﻟﻳ ــﻪ وﺟ ــدت أن اﻟﺗﺎﻛﺳﻲ ﻗد اﻣﺗﻸ ﺑراﺋﺣـﺔ ﺑﺧـور ﻓـزاد ﺧوﻓﻬـﺎ ورﻫﺑﺗﻬـﺎ وﻗطـﻊ ﻫـذا اﻟــﺳﺎﺋق اﻟــﺻﻣت ﺑﻘوﻟــﻪ ﻟﻬــﺎ :إن ﻣﺣﺑــﺔ اﻟﻘدﻳــﺳﻳن ﺷــﻲء ﻋظــﻳم ﻳﻔرح ﻗﻠب ﱠ اﻟﻠﻪ ،ﻓﺗﻣﺳﻛﻲ ﺑﻬﺎ. ظﻠــت اﻟــﺳﻳدة ﺻــﺎﻣﺗﺔ ﻓــﻲ ﺣﻳ ـرة ﺗــﺳﺄﻝ ﻧﻔــﺳﻬﺎ :ﻫــﻝ ﻫــذا ﻫــو ﻣــﺎرﺟرﺟس أم أﻧﻬــﺎ ﺗﺣﻠــم؟! ووﺻــﻝ اﻟﺗﺎﻛــﺳﻲ إﻟــﻰ اﻟﻣﻛــﺎن اﻟــذي ﺗطﻠﺑ ــﻪ ﻓﺄﺧرﺟ ــت ﻣ ــن ﺣﻘﻳﺑﺗﻬ ــﺎ اﻷﺟـ ـرة ودﻓﻌﺗﻬ ــﺎ ﻟﻠ ــﺳﺎﺋق وﻧزﻟ ــت وﺳــﺎر اﻟﺗﺎﻛــﺳﻲ ﻓــﻲ طرﻳﻘــﻪ ﺣﺗــﻰ اﺑﺗﻌــد ﻋــن ﻧﺎظرﻳﻬــﺎ وأﺳــرﻋت ﺗﺣﻛـﻲ ﻟزوﺟﻬــﺎ ﺛــم ﻹﺧوﺗﻬــﺎ وواﻟــدﻳﻬﺎ وﻷب اﻋﺗراﻓﻬــﺎ وﻫــﻰ ﺗــﺳﺄﻝ ﻫﻝ ﻳﻣﻛن أن ﻳظﻬر ﻣﺎرﺟرﺟس؟! اﻟﻠﱠــﻪ اﻟﺣﻧــون ﺳــﺎﻧد ﻫــذﻩ اﻟــﺳﻳدة ﻓﺎﺣﺗﻣﻠــت رؤﻳــﺔ اﻟﻘــدﻳس وﻓــﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺳﻣﺢ أن ﺗـدﻓﻊ اﻷﺟـرة ﺣﺗـﻰ ﻻ ﻳزﻳـد ارﺗﺑﺎﻛﻬـﺎ وﻟﻛﻧـﻪ أراد أن ﻳﻌﻠ ـ ــن اﻫﺗﻣ ـ ــﺎم وﻗ ـ ــرب اﻟﻘدﻳ ـ ــﺳﻳن ﻣﻧ ـ ــﺎ وﺷ ـ ــﻔﺎﻋﺗﻬم ﻓ ـ ــﻲ اﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺗﻧﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﺑدت ﺻﻐﻳرة. إن اﻟﻘدﻳﺳﻳن ﻳﺣﺑوﻧك وﻗرﻳﺑﻳن ﻣﻧك ﻣـﺳﺗﻌدﻳن ﻟﻣـﺳﺎﻋدﺗك إن ـﺳك ﺑﻬـ ــم ﻓﺛـ ــق أﻧﻬـ ــم ﻣﺗﻣـ ــﺳﻛﻳن ﺑـ ــك ﻛﻧـ ــت ﺗطﻠـ ــب ﺑﺈﻳﻣـ ــﺎن ،ﺗﻣـ ـ ّ ﻳراﻓﻘوﻧ ــك ﻛ ــﻝ ﺧطواﺗ ــك ﺳـ ـواء ظﻬ ــروا أﻣﺎﻣ ــك ﻓ ــﻲ رؤى أو ﻟ ــم ﻳظﻬروا. إﻧﻬ ــم ﻳرﻳ ــدون ﺗ ــﺷﺟﻳﻌك ﻟﺗ ــﺻﻝ ﺑ ــﺳﻼم إﻟ ــﻰ ﻣﻛﺎﻧ ــك اﻟطﺑﻳﻌـ ـﻲ
ـ 32ـ
وﺗراﻓﻘﻬم ﻓﻲ اﻟﻌﻳﺷﺔ اﻟﺳﻣﺎﺋﻳﺔ وﺗﻔرح ﻣﻊ ﱠ اﻟﻠﻪ إﻟﻰ اﻷﺑد.
ـ 33ـ
) (8قُبلـَة الـوداع ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺑط ـ ـ ـ ـ ـ ــرس ﺣﺎرﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎً ﻹﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى اﻟﻌﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرات ﺑﻣـﺻر اﻟﺟدﻳــدة وﻛــﺎن ﻳﻬــﺗم ﺑﺣــﺿور اﻟﻘــداس ﻛــﻝ ﻳــوم ،ﻓﻳﻌــرف ﻣواﻋﻳد اﻟﻘداﺳﺎت اﻟﻣﺑﻛرة ﻓﻲ اﻟﻛﻧﺎﺋس اﻟﻣﺣﻳطﺔ ﺑﻣﻧزﻟـﻪ ﻟﻳﺣـﺿر ﻓﻳﻬﺎ وﻳﺗﻧﺎوﻝ ﻣـن اﻷﺳـرار اﻟﻣﻘدﺳـﺔ وﻳﻌـود ﻟﻳﻘـوم ﺑﻌﻣﻠـﻪ ﻛﺣـﺎرس ﻟﻠﻌﻣﺎرة وﻻ ﻳﺗﻌطّﻝ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻘداﺳﺎت إﻻ إذا أﻋﺎﻗﻪ ﻣـرض ﻷﻧـﻪ ﻛــﺎن ﻣــﺻﺎب ﺑﻣــرض ﺻــدري وﺿــﻳق ﻓــﻲ اﻟﺗــﻧﻔس وﻳﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ أﻛﺳﺟﻳن ،وﻳﺿطر ﻟﻠـذﻫﺎب إﻟـﻰ اﻟﻣﺳﺗـﺷﻔﻰ إذا ازدادت اﻟﺣﺎﻟـﺔ. ﻛـ ــﺎن ﻣواظﺑـ ــﺎً ﻋﻠـ ــﻰ ﺳـ ــر اﻻﻋﺗ ـ ـراف ﻓـ ــﻲ ﺗـ ــدﻗﻳق وﺗوﺑـ ــﺔ ﻋﻣﻳﻘـ ــﺔ ﻟﻳﺣﺗﻔظ ﺑﻘﻠﺑﻪ ﻧﻘﻳﺎً داﺋﻣﺎً أﻣﺎم ﱠ اﻟﻠﻪ. ٕواذا ازرﻩ أﺣ ــد اﻟﺧ ــدام أو دﺧ ــﻝ أﺣ ــد ﺳ ــﻛﺎن اﻟﻌﻣ ــﺎرة ﺣﺟرﺗ ــﻪ ﻳﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻫش ﻟﻛﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور اﻟﻘدﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻳن اﻟﻣﻌﻠﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻧظـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺟﻣﻳـ ـ ـ ـ ــﻝ إذ ﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻳﺣـ ـ ـ ـ ــﺑﻬم ﺟـ ـ ـ ـ ــداً .وﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺣرﻳـ ـ ـ ـ ــﺻﺎً ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ زﻳـ ـ ـ ـ ــﺎرة اﻷدﻳ ـ ـ ـ ـ ـرة ﻓﻌﻧـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ ﻳﻌﻠـ ـ ـ ـ ــم ﻋـ ـ ـ ـ ــن رﺣﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ـ ـ ــدﻳر
ـ 34ـ
ﻳﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون أوﻝ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺷﺗرﻛﻳن وﻳﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻝ :دي أﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺣﺎﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟواﺣ ـ ـ ـ ــد ﻳﻌﻣﻠﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ـ ــزور وﻳﺗﺑ ـ ـ ـ ــﺎرك ﻣ ـ ـ ـ ــن أﻣ ـ ـ ـ ــﺎﻛن اﻟﻘدﻳ ـ ـ ـ ــﺳﻳن ﻓﻲ اﻷدﻳرة. ﺗﻌرض ﻟﺗﺟرﺑﺔ ﺷـدﻳدة وﻫـﻰ أن أﺧﻳـﻪ وزوﺟﺗـﻪ وأوﻻدﻫﻣـﺎ وﻗد ّ اﻷرﺑﻌــﺔ ﻗــد أﺻــﻳﺑوا ﻓــﻲ ﺣــﺎدث اﻧﻔﺟــﺎر أﻧﺑوﺑــﺔ ﺑوﺗﺟــﺎز ودﺧﻠ ـوا اﻟﻣﺳﺗــﺷﻔﻰ واﻧﺗﻘــﻝ اﻟــﺳﺗﺔ ﺗﺑﺎﻋــﺎً ﺧــﻼﻝ ﺷــﻬرﻳن ،أﻣــﺎ ﻋــم ﺑطــرس ﻓظ ــﻝ ﺛﺎﺑﺗ ــﺎً ﻓ ــﻲ إﻳﻣﺎﻧ ــﻪ وﻛ ــﺎن ﻳﻘ ــوﻝ :ﻳ ــﺎ ﺑﺧ ــﺗﻬم ارﺣـ ـوا اﻟ ــﺳﻣﺎء ﻳﺎرﻳت ﻳﺎرب ﻧﺣﺻﻠﻬم وﻧﺑﻘﻰ ﻣﻌﺎﻫم. وﻓــﻲ أﺣــد اﻷﻳــﺎم ﻗــﺎم ﺑــﺎﻛ اًر ﻛﻌﺎدﺗــﻪ وذﻫــب ﻟﻳﺣــﺿر اﻟﻘــداس وﻟﻛــن ﺑﻌــد وﺻــوﻟﻪ إﻟــﻰ اﻟﻣﺣطــﺔ ﻋــﺎد إﻟــﻰ ﻣﻧزﻟــﻪ وأﻳﻘــظ أﺑﻧﺎﺋــﻪ ﻟﻳــذﻫﺑوا إﻟــﻰ أﻋﻣــﺎﻟﻬم وﻣدارﺳــﻬم ﺛــم ذﻫــب إﻟــﻰ ﻣﺣطــﺔ اﻟﻣﺗــرو، وﻟﻛــن ﻓــوﺟﺊ أﻓ ـراد أﺳ ـرﺗﻪ ﺑﻌودﺗــﻪ ﻟﻠﻣ ـرة اﻟﺛﺎﻟﺛــﺔ وزادت دﻫــﺷﺗﻬم ﻋﻧدﻣﺎ وﺟـدوﻩ ﻳﻘـﺑﻠﻬم واﺣـداً واﺣـداً ﺛـم ﻧـﺎم ﻋﻠـﻰ ﺳـرﻳرﻩ ﻓـﻲ ﻫـدوء وأﺳﻠم اﻟروح. ﻫذﻩ ﻫﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺑـرار اﻟـذﻳن ﺗﻣﺗّﻌـوا ﺑﺎﻟـﺳﻼم اﻟـداﺧﻠﻲ طـواﻝ ﺣﻳ ـ ــﺎﺗﻬم ﺑ ـ ــﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣ ـ ــﺳﻳﺢ ﻓ ـ ــﻳﻬم وﺗﻣ ـ ــﺗﻌﻬم ﺑﺄﺣ ـ ــﺿﺎن اﻟﻛﻧﻳ ـ ــﺳﺔ اﻟﻣرﻳﺣــﺔ واﻟﻣــﺷﺑﻌﺔ ﻳــﻧﻘﻠﻬم اﻟﻠﱠــﻪ ﻣــن ﻋﺎﻟﻣﻧــﺎ اﻟﻔــﺎﻧﻲ ﺑﻬــدوء وﺳــﻼم
ـ 35ـ
ﺑﻝ ﻳﻌ ﱠـدﻫم اﻟﻠﱠـﻪ ﻛـﻝ ﻳـوم ﻣـن ﺧـﻼﻝ اﺣﺗﻣـﺎﻝ اﻷﻣـراض وﺿـﻳﻘﺎت اﻟﺣﻳ ــﺎة وأﺣ ــداﺛﻬﺎ ﻓﺗﺗﻌﻠ ــق ﻗﻠ ــوﺑﻬم ﺑﺎﻟـ ـﺳﻣﺎء ،ﺑ ــﻝ ﻣ ــن أﺟ ــﻝ ﺑ ــرﻫم ﻳــﺳﺗطﻳﻊ اﻟﻠﱠــﻪ أن ﻳﻛــﺷف ﻟﻬــم ﺳــﺎﻋﺔ اﻧﺗﻘــﺎﻟﻬم ﻟﻳﻧطﻠﻘ ـوا ﻓــﻲ ﻓــرح وﻗﻠوﺑﻬم ﻣﻣﻠوءة ﺣﺑﺎً ﻧﺣو اﻟﻛﻝ. إن ﻋ ــم ﺑط ــرس ﺻ ــورة ﺣﻳ ــﺔ ﻟﻺﻳﻣ ــﺎن اﻟﺑ ــﺳﻳط اﻟﻘ ــوي وﺣﻳ ــﺎة اﻟﻧﻘـ ــﺎوة واﻟﺗﻌﻠـ ــق ﺑﺎﻟﻛﻧﻳـ ــﺳﺔ وأﺳ ـ ـرارﻫﺎ ،ﻧـ ــو اًر ﻳـ ــﺳطﻊ وﺳـ ــط ﻋـ ــﺎﻟم ﻣ ــﺿطرب ﻳﻧ ــﺎدي ﺗﻌ ــﺎﻟوا إﻟ ــﻰ أﺣ ــﺿﺎن اﻟﻛﻧﻳ ــﺳﺔ وﻓ ــﻲ أﺳـ ـرارﻫﺎ اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﺗﺟدوا راﺣﺔ ﻧﻔوﺳﻛم.
ـ 36ـ
) (9كيرياليسون ...كيرياليسون ﻋﺎﺷـ ــت أم وﻟـ ــﻳم ﺑـ ــﺷﺑ ار ﺑﺟ ـ ـوار ﻛﻧﻳـ ــﺳﺔ اﻟﻣـ ــﻼك ﺑطوﺳـ ــون وﻛﺎﻧت ﺗواظب ﻋﻠـﻰ ﺣـﺿور اﻟﻘداﺳـﺎت ﻳوﻣﻳـﺎً ﺑﻬـﺎ .ﻛﺎﻧـت ﺳـﻳدة ﻣﺳﻧﺔ ﺗﺣﻳﺎ ﺑﻘﻠﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ واﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ ﺗﺣﻳـﺎ ﻓﻳﻬـﺎ ﻓﻛـﺎن ﺗﻧﺎوﻟﻬـﺎ ﻛــﻝ ﻳــوم ﻣــن اﻷﺳـرار اﻟﻣﻘدﺳــﺔ ﻫــو ﻟــذة ﺣﻳﺎﺗﻬــﺎ ،ﻋﺎﺷــت ﺑﺈﻳﻣــﺎن ﺑﺳﻳط وﺗﻣﺳك ﺷدﻳد ﱠ ﺑﺎﻟﻠﻪ. اﻧﺗﻘﻠــت إﻟــﻰ ﺑﻳــت اﺑﻧﻬــﺎ ﺑــﺷﺎرع ﺟــﺳر اﻟــﺳوﻳس ،ﻋﺎﺷــت ﻣﻌــﻪ وﺗﻣﺗﻌت ﺑﺣﺿور اﻟﻘداﺳـﺎت ﻛـﻝ ﻳـوم ﻓـﻲ ﻛﻧﻳـﺳﺔ اﻟـﺳﻳدة اﻟﻌـذراء ﺑﺎﻟزﻳﺗون. وﻓﻲ أﺣد اﻷﻳﺎم ﻓﻳﻣﺎ ﻫﻰ ذاﻫﺑﺔ ﻟﺣﺿور اﻟﻘـداس ﺑـﺎﻛ اًر وﻫـﻰ ﺗﺳﻳر ﺑﺑطء إذ ﺑﺳﻳﺎرة ﻧﻘﻝ ﺗرﺟـﻊ إﻟـﻰ اﻟﺧﻠـف ﺑـﺳرﻋﺔ ...ﻓﺗـﺻدم اﻟ ــﺳت أم وﻟ ــﻳم ﻓﺗ ــﺳﻘط ﻋﻠ ــﻰ اﻷرض وﺗﻣ ــر ﻣ ــن ﻓوﻗﻬ ــﺎ ﻓﺄﺳ ــرع اﻟﻣِﺳﱠﻧﺔ ـ إن ﻟم ﺗزﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻳد اﻟﺣﻳـﺎة اﻟﻣﺎرة ﻹﺳﻌﺎف ﻫذﻩ اﻟﺳﻳدة ُ ـ وﻟﻛــن ﻳﻔﺎﺟــﺄ اﻟﺟﻣﻳــﻊ ﺑﺄﻧﻬــﺎ ﺗﻘــوم ﺳــﻠﻳﻣﺔ ﺗﻣﺎﻣــﺎً وﺗواﺻــﻝ ﺳــﻳرﻫﺎ إﻟﻰ ﻛﻧﻳﺳﺔ اﻟﻌذراء ﺑﺎﻟزﻳﺗون ﻟﺗﺣﺿر اﻟﻘداس وﻟم ﺗﻘﻝ ﻷﺣد ﻋﻣﺎ ﺣــدث إﻻ أن أﺣــد اﻟﺟﻳ ـران اﻟــذﻳن أروا ﻫــذا اﻟﺣــﺎدث ﺻــﻌد إﻟــﻰ ﺷﻘﺔ اﺑﻧﻬﺎ ﺑﻌد ﺳﺎﻋﺗﻳن ﻟﻳﺳﺄﻝ ﻋن ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ وﻟم ﻳﻛـن ﻳﻌـرف اﺑﻧﻬـﺎ
ـ 37ـ
ﺑﻣﺎ ﺣدث إﻻ ﻣن ﻫذا اﻟﺟﺎر ﺑﺳؤاﻟﻪ ﻋﻧﻬﺎ. إﻧﻬﺎ ﻗوة اﻟﻣﺳﻳﺢ اﻟﻌﺟﻳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻔظت اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻓﺗﻳـﺔ ﻓـﻲ أﺗـون اﻟﻧﺎر وداﻧﻳـﺎﻝ ﻓـﻲ ﺟـب اﻷﺳـود ﺗﺣﻔـظ أم وﻟـﻳم ﻣـن ﻣـوت ﻣﺣﻘـق ﻟﺗواﺻﻝ ﻣﺳﻳرة ﺣﻳﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺑﺔ إﻟﻬﻬﺎ. وﻣــرت اﻷﻳــﺎم وﺳــﺎءت ﺣﺎﻟﺗﻬــﺎ اﻟــﺻﺣﻳﺔ ﻓرﻗــدت ﻓــﻲ اﻟﻔ ـراش وﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺷﺑﻪ ﻏﻳﺑوﺑﺔ وﻟﻛن ﻻﺣظ اﻟﻣﺣﻳطون ﺑﻬـﺎ أﻣـ اًر ﻋﺟﻳﺑـﺎً إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺗردد ﻛﻠﻣﺔ واﺣدة ﺗﻛررﻫﺎ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم ﻣن ﻛـﻝ ﻗﻠﺑﻬـﺎ وﻫـﻰ ﻛﻳرﻳﺎﻟﻳ ــﺳون ...ﻛﻳرﻳﺎﻟﻳ ــﺳون وﻫ ــﻰ ﻛﻠﻣ ــﺔ ﻗﺑطﻳ ــﺔ ﻣﻌﻧﺎﻫ ــﺎ ﻳ ــﺎرب ارﺣــم .وﻛﺎﻧــت ﺗﺣــرك ﻳــدﻫﺎ ﻣــﻊ ﻫــذﻩ اﻟﻛﻠﻣــﺎت ﺑﻌﻼﻣــﺔ اﻟــﺻﻠﻳب ﻋﻠﻰ ﺟﺳدﻫﺎ اﻟﺿﻌﻳف اﻟراﻗد ﻓﻲ اﻟﻔراش. إن ﻋﻘﻠﻬﺎ اﻟﺑﺎطن ﻟم ﻳﺧﺗزن إﻻ ﻛﻠﻣﺎت اﻟﺻﻼة اﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷﺗﻬﺎ ط ـواﻝ ﺣﻳﺎﺗﻬــﺎ ﻓﺧرﺟــت ﻋﻠــﻰ ﻟــﺳﺎﻧﻬﺎ وﻫــﻰ ﻓــﻲ اﻟﻐﻳﺑوﺑــﺔ وﻋﻧــدﻣﺎ زارﻫﺎ اﺑﻧﻬﺎ اﻷﺳﻘف وﻫﻰ ﻋﻠﻰ ﺳرﻳر اﻟﻣـرض ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﻳـﺔ ﺣﻳﺎﺗﻬـﺎ وﺟﻪ ﻟﻬﺎ ﺳؤاﻻً واﺿﺣﺎً وواﺛق: ّ اﻟﻌد ار ﺟﺎت ﻟك ﻳﺎ أﻣﻲ؟ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــذﻩ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘداﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــوة وروﺣﺎﻧﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ٕواﻳﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻻ ﻳﺗزﻋــزع ...ﻫــذا ﻫــو اﻟﻘﻠــب اﻟــذي ﺗﻌــود اﻟــﺻﻼة ﻓﺣﻔظﺗــﻪ ﻓــﻲ ﻣﺳﻳرة ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم ورﻓﻌﺗﻪ إﻟﻰ اﻟـﺳﻣﺎء ﻟﻳواﺻـﻝ اﻟﺗﻬﻠﻳـﻝ واﻟﺗـﺳﺑﻳﺢ إﻟﻰ اﻷﺑد ﻣﻠﺗﺣﻣﺎً ﻣﻊ ﺻﻠوات ﻛﻝ اﻟﺳﻣﺎﺋﻳﻳن.
ـ 38ـ
ـ 39ـ
) (10حريـص جـداً 1ـ ﺗرﺑــﻰ ﻫــذا اﻟــﺷﻣﺎس ﻓــﻲ ﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻣــﺎرﻣرﻗس وﺻــﺎر رﺋﻳــﺳﺎً ﻟﻠﺷﻣﺎﻣﺳﺔ ﺑﻬﺎ وﺗﻌﻠق ﺑﺧدﻣﺔ اﻟﻬﻳﻛﻝ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘداس اﻷوﻝ ﻳـوم اﻷﺣـ ــد وﻛـ ــﺎن ﻣـ ــن أواﺋـ ــﻝ اﻟﺣﺎﺿ ـ ـرﻳن ﻟﻳﺟﻬـ ــز ﻛـ ــﻝ ﺷـ ــﻲء ﻗﺑـ ــﻝ ﺣﺿور اﻟﻛﺎﻫن. ﻣ ـ ّـرت اﻟ ــﺳﻧوات ﺗ ــزوج ﻓﻳﻬ ــﺎ أوﻻدﻩ ﺛ ــم اﻧﺗﻘﻠ ــت ﺷـ ـرﻳﻛﺔ ﺣﻳﺎﺗ ــﻪ وﻋــﺎش اﻟﻣﻬﻧــدس ﻓــﺎﻳز رﻳــﺎض ،ﻓــﻲ اﻟــدور اﻷرﺿــﻲ ﻣــن اﻟﭬــﻳﻼ اﻟﺗــﻲ ﻳﻣﺗﻠﻛﻬــﺎ وﻫــﻰ ﻣﻼﺻــﻘﺔ ﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻣــﺎرﻣرﻗس ﺑﻣــﺻر اﻟﺟدﻳــدة وﻟﻛﻧﻪ ظﻝ ﺣرﻳﺻﺎً ﻋﻠـﻰ ﺧدﻣـﺔ اﻟﻘداﺳـﺎت واﻟﺗﻧـﺎوﻝ ﻣـن اﻷﺳـرار اﻟﻣﻘدﺳﺔ رﻏم ﺗﻘدﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﺳن. وﻓــﻲ ﺻــﺑﺎح أﺣــد أﻳــﺎم اﻵﺣــﺎد اﺳــﺗﻳﻘظ ﻛﻌﺎدﺗــﻪ ﻣﺑﻛـ اًر واﺳــﺗﻌد ﻟﻠذﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﻘداس وﻓﻳﻣﺎ ﻫو ﻳرﺗدي ﻣﻼﺑﺳﻪ ﺷﻌر ﺑﺄﻟم ﻣﻔـﺎﺟﺊ ﻓﻲ رأﺳﻪ وﻟﻛﻧـﻪ أﻫﻣﻠـﻪ ﺣﺗـﻰ ﻻ ﻳﺗـﺄﺧر ﻋـن ﻣﻳﻌـﺎد اﻟﻘـداس وﺑﻌـد ذﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌر أﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى ﺟﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداً ﻣﺎ ﺣوﻟﻪ وﻣﻊ ﻫذا ﻟم ﻳﺗﻌطﻝ ﻋن اﻹﺳراع ﻟﻳﻠﺣق ﺑﻣﻳﻌﺎدﻩ.
ـ 40ـ
ﺗﺣرك ﻣن ﺣﺟرﺗﻪ إﻟـﻰ اﻟـﺻﺎﻟﺔ وﺧـرج ﻣـن ﺑـﺎب اﻟـﺷﻘﺔ وﻧـزﻝ ّ ﺑــﺿﻌﺔ ﺳــﻼﻟم وﺳــﺎر ﺣﺗــﻰ ﺑــﺎب اﻟﭬــﻳﻼ اﻟﺧــﺎرﺟﻲ وﻟﻛــن ﻋﻧــدﻣﺎ ﺧ ــرج إﻟ ــﻰ اﻟ ــﺷﺎرع ﻻﺣ ــظ أﻧ ــﻪ ﻏﻳ ــر ﻗ ــﺎدر ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــذﻫﺎب إﻟ ــﻰ اﻟﻛﻧﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺔ ﻷﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى ﺷ ـ ـ ـ ــﻳﺋﺎً ﻓﺎﺿ ـ ـ ـ ــطر إﻟ ـ ـ ـ ــﻰ أن ﻳﻧ ـ ـ ـ ــﺎدي ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣﻛ ـ ـ ـ ــوﺟﻲ اﻟ ـ ـ ـ ــذي ﻣﺣﻠــﻪ أﻣــﺎم اﻟﭬــﻳﻼ ﻓﺄﺳــرع إﻟﻳــﻪ وأﺧــذ ﺑﻳــدﻩ ووﺻــﻠﻪ إﻟــﻰ اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ودﺧ ــﻝ إﻟﻳﻬ ــﺎ ﻷﻧ ــﻪ ﻳﺣﻔ ــظ ﻛ ــﻝ ﺷ ــﺑر ﻓﻳﻬ ــﺎ ووﻗ ــف أﻣ ــﺎم اﻟﻬﻳﻛ ــﻝ واﻋﺗ ــذر ﻷﺑﻧﺎﺋ ــﻪ اﻟﺷﻣﺎﻣ ــﺳﺔ ﻋ ــن اﻟﺧدﻣ ــﺔ ﺑ ــﺳﺑب ﺑﻌ ــض اﻟﺗﻌ ــب وﺑﻌد اﻟﻘداس أﺧﺑرﻫم ﺑﻣﺎ ﺣدث وأﻧـﻪ ﻻ ﻳـرى ﺷـﻳﺋﺎً ﻓﺗﻌﺟـب اﻟﻛـﻝ ﻣن ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﺻﻼة واﻟﻘداس واﻟﺗﻧﺎوﻝ ﺣﺗﻰ ﻳﻧﺳﻰ ﻛﻝ ﻫذﻩ اﻵﻻم اﻟﺧطﻳرة. أﺳرﻋوا ﺑـﻪ ﺑﻌـد ذﻟـك إﻟـﻰ اﻟطﺑﻳـب اﻟـذي ﻗـرر أﻧـﻪ ﻗـد أﺻـﻳب ﺑﺟﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺦ أﻓﻘدﺗﻪ ﻧظرﻩ وﻟﻛن ﻣﻊ اﻟﻌﻼج ﺑدأ ﻳﺳﺗﻌﻳد ﻧظـرﻩ ﺗدرﻳﺟﻳﺎً وﻳﻌود ﺑﻌد ﻓﺗرة ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺧدﻣﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻬﻳﻛﻝ اﻟﺗـﻲ أﺣﺑﻬـﺎ ﻣن ﻛﻝ ﻗﻠﺑﻪ. إن ﺗﻌﻠــق ﻗﻠﺑــك ﺑﻣﺣﺑــﺔ اﻟﻠﱠــﻪ ﻓــﺳﺗرﺗﻔﻊ ﻓــوق اﻵﻻم واﻟظــروف اﻟﻣﻌﺎﻛــﺳﺔ وﻛــﻝ ﻣﻌطــﻝ ﺣﺗــﻰ ﺗﻛــﺎد ﻻ ﺗــﺷﻌر ﺑــﻪ وﺗﺣﺗﻣﻠــﻪ ﺑــﺷﻛر وﺣﻳﻧﺋذٍ◌ ﺳﺗﻧﺎﻝ ﻣﻌوﻧﺔ إﻟﻬﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﺑﻘوة اﻟـروح اﻟﻘـدس اﻟـذي ﺳـﻧد اﻟـ ــﺷﻬداء أﺛﻧـ ــﺎء ﻋـ ــذاﺑﺎﺗﻬم وآﺑـ ــﺎء اﻟﺑرﻳـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﺟﻬـ ــﺎدﻫم واﻟرﺳـ ــﻝ
ـ 41ـ
واﻟﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدام ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أﺗﻌﺎﺑﻬم. 2ـ ﻛ ــﺎن رﺟ ــﻼً ُﻣـ ـﺳﻧﺎً ﺿـ ـﻌﻳف اﻟﺟ ــﺳد ﻳﻣ ــﺷﻲ ﺑ ــﺑطء ﺷ ــدﻳد وﻟﻛﻧﻪ ﻛـﺎن ﺣرﻳـﺻﺎً ﻋﻠـﻰ ﺣـﺿور اﻟﻘداﺳـﺎت وﻣـن ﻓـرط ﺗﻌﺑـﻪ ﻟـم ﻳﻛن ﻗﺎد اًر ﻋﻠﻰ اﻟـﺻﻌود إﻟـﻰ اﻟﻬﻳﻛـﻝ ﻟﻠﺗﻧـﺎوﻝ ﻓﻛـﺎن اﻟﻛـﺎﻫن ﺑﻌـد ﻣﻧﺎوﻟﺔ اﻟﺷﻌب ﻳﻧزﻝ إﻟﻳﻪ ﻟﻳﻧﺎوﻟﻪ. ﺗﻛــرر ﻫــذا اﻟﻣﻧظــر اﻟــذي ﻳظﻬــر ﻓﻳــﻪ ﻣﺣﺑــﺔ ﻋــم ﻓرﻳــد ﺑــﺷﺎي ﻟﻠﻛﻧﻳ ــﺳﺔ وﺣرﺻ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻧ ــﺎوﻝ ﻣ ــن اﻷﺳـ ـرار اﻟﻣﻘدﺳـ ـﺔ وﻛ ــﺎن اﻟﺗﺳﺎؤﻝ ﻓـﻲ ذﻫـن اﻟﻛﻬﻧـﺔ ،أﻟـﻳس ﻫـذا أﺣـق ﻣـن ﻏﻳـرﻩ أن ﻳـذﻫب إﻟﻳــﻪ اﻟﻛــﺎﻫن ﻟﻳﻧﺎوﻟ ــﻪ ﻓــﻲ ﺑﻳﺗــﻪ؟! وﻟﻛﻧ ــﻪ ﻛــﺎن ﻣﺗﻣــﺳﻛﺎً أن ﻳ ــﺄﺗﻲ ﺑﻧﻔﺳﻪ إﻟﻰ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻟﻳﺣﺿر اﻟﻘداس وﻳﻧﺎﻝ ﺑرﻛﺔ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻘدس ﻣﻬﻣﺎ ﱠ ﻛﻠﻔﻪ ذﻟك ﻣن ﻋﻧﺎء. ﻛﺎن ﻋم ﻓرﻳد ﺑﺷﺎي ﻋﻼﻣﺔ واﺿـﺣﺔ ﻻﺑـد أن ﺗـراﻩ ﻓـﻲ ﻣﻛﺎﻧـﻪ اﻟﻣﻌروف ﺑﺟوار اﻟﻌﻣود. وﻓــﻲ أﺣــد اﻟﻘداﺳــﺎت ﻻﺣــظ اﻟﻛــﺎﻫن ﻋــدم وﺟــودﻩ وﻟــم ﻳﻧﺑﻬــﻪ ﻓﺗﻌﺟب وﺳﺄﻝ ﻋﻠﻳـﻪ ﻓﻠـم ﻳﻌـرف أﺣـد اﻟﺷﻣﺎس ﺣﺗﻰ ﻳﻧزﻝ ﻟﻳﻧﺎوﻟﻪ ّ أﺧﺑ ــﺎرﻩ .وﺑﻌ ــد ذﻟ ــك أﺗ ــﻰ ﺷ ــﺧص وأﺧﺑـ ـرﻩ ﺑﺎﻧﺗﻘﺎﻟ ــﻪ إﻟ ــﻰ اﻟ ــﺳﻣﺎء ودﻋﺎﻩ ﻟﺻﻼة اﻟﺛﺎﻟـث وﻛﺎﻧـت اﻟﻣﻔﺎﺟـﺄة أﻧـﻪ ﻋﻧـدﻣﺎ ذﻫـب اﻟﻛـﺎﻫن ﻟﻳــﺻﻠﻲ وﺟــد ﻣــﺳﻛن ﻋــم ﻓرﻳــد ﺑــﺷﺎي ﻓــﻲ اﻟ ـدور اﻟﺧــﺎﻣس وأﻧــﻪ
ـ 42ـ
ﻛﺎن ﻳﺳﺗﻐرق ﺣواﻟﻲ ﺳﺎﻋﺗﻳن ﻟﻠﺻﻌود إﻟﻰ ﺷـﻘﺗﻪ وﺣـواﻟﻲ ﺳـﺎﻋﺔ وﻧﺻف ﻟﻠﻧزوﻝ ﻧظ اًر ﻟﺿﻌﻔﻪ اﻟﺟﺳدي اﻟﺷدﻳد. ﻛم ﻫـو ﻏـﺎﻟﻲ ﺟـداً ﻋﻧـد اﻟﻠﱠـﻪ ﺟﻬـﺎد ﻫـذا اﻟرﺟـﻝ اﻟﻌظـﻳم اﻟـذي ﻗدم ﻣن إﻋـواز ﺻـﺣﺗﻪ ﻟﻠﱠـﻪ .أﻣـﺎ ﻧﺣـن ﻳـﺎ أﺧـﻲ ﻓﻘـد ﻧﺗﻛﺎﺳـﻝ ﻋـن ﺣــﺿور اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋــﺎت اﻟروﺣﻳــﺔ رﻏــم ﺗﻣﺗﻌﻧــﺎ ﺑــﺻﺣﺔ أﻗوى ﻣﻧﻪ ﺑﻛﺛﻳر .إن ﻛﻝ ﺧطوة ﺗﺧطوﻫﺎ ﻧﺣو اﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ ﻳﻬـﺗم ﺑﻬـﺎ اﻟﻠﱠ ــﻪ ﻟﻳﺟﺎزﻳ ــك ﻋﻠﻳﻬ ــﺎ ﻋﻼﻧﻳ ــﺔ أﻣ ــﺎم ﻛ ــﻝ اﻟﻣ ــؤﻣﻧﻳن ﻓ ــﻲ ﻣﻠﻛ ــوت اﻟﺳﻣوات.
ـ 43ـ
) (11محتاجـين لـك يـا أبونـا 1ـ ﱠ اﻟﻠﻪ ﺻﺎﻧﻊ ﻫذا اﻟﻛون ﻳـﺷﺗﺎق أن ﺗﻛـون ﻗﻠوﺑﻧـﺎ ﻣﻌـﻪ .ﻣﻧـذ أﻗﻝ ﻣن أﻟﻔﻳن ﺳﻧﺔ اﺷﺗﺎق اﻟـرب ﻟﻘﻠـب اﻣـرأة ﻓـﻲ اﻟـﺳﺎﻣرة وﺗوﺟـﻪ إﻟﻰ ﺑﺋر ﻳﻌﻘوب ،ﻣﻧﺗظـ اًر ﻗـدوم اﻟـﺳﺎﻣرﻳﺔ اﻟﺧﺎطﺋـﺔ ،اﻧﺗظرﻫـﺎ ﻛـﻲ ﺗﺷرب ﻣن ﻣﺎء اﻟﺣﻳﺎة ﻛﻲ ﻻ ﺗﻌطش أﺑداً )ﻟو.(14 : 4 ﻟﻛن اﻟرب ﻟﻳس ﻣﻧﺗظ اًر ﻟﻘﻠب اﻟﺳﺎﻣرﻳﺔ ﻓﻘط ﺑـﻝ ﻟﻘﻠﺑـك وﻗﻠﺑـﻲ ـدﺑر ﻟــك اﻟﻛﺛﻳــر ﻣــن أﺟــﻝ ﻫــذا اﻟﻐــرض وﻟﻛــﻲ ﺗــدرك ذﻟــك ﻫــو ﻳـ ّ إﻟﻳك ﺑﻬذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻳروﻳﻬﺎ أﺣد ﻛﻬﻧﺔ ﻣﺎرﻣرﻗس. ذﻫﺑـت ﻻﻓﺗﻘـﺎد إﺣــدى اﻷﺳـر وﻟﻣـﺎ طرﻗــت اﻟﺑـﺎب ﻗﻳـﻝ ﻟــﻲ أن اﻷﺳـ ـرة اﻟﻣﻘ ــﺻودة ﺑﺎﻟ ــدور اﻷﻋﻠ ــﻰ واﺳ ــﺗطردوا :ﻟﻛﻧﻧ ــﺎ ﻳ ــﺎ أﺑوﻧ ــﺎ ﻣﺣﺗﺎﺟﻳن ﻟك ،ﻳوﺟد ﻫﻧﺎ ﺷﺧص ﻣرﻳض ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺻﻼﺗك. ﻓــدﺧﻠت ووﺟــدت إﻧــﺳﺎﻧﺎً ُﻣ ـﺳﻧﺎً ﻣﻼزﻣــﺎً ﻟﻠﻔ ـراش وﻣــﺎ أن رآﻧــﻲ ﺣﺗــﻰ طﻠــب ﻣــن اﻟﺣﺎﺿـرﻳن اﻟﺧــروج واﻋﺗــرف اﻋﺗ ارﻓــﺎً ﻛــﺎﻣﻼً ﻟــم أﺳــﻣﻌﻪ ﻣــن ﻛﺛﻳ ـرﻳن ﻓــﻲ ﻛﺎﻣــﻝ ﺻــﺣﺗﻬم وﺷــﻌرت ﺑﺗوﺑــﺔ ﺣﻘﻳﻘﻳــﺔ ﻣﺛﻝ ﺗوﺑﺔ اﻟﻣرأة اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﻓﻘد ﺗذﻛر ﺧطﺎﻳﺎ ﻣﻧذ اﻟﺻﻐر إﻟﻰ ذﻟك اﻟﺣــﻳن ﻓﻘـ ـرأت ﻟ ــﻪ اﻟﺣــﻝ ورﺷ ــﻣﺗﻪ ﺑﺎﻟزﻳــت وﻣ ــﺿﻳت وﻟ ــم ﺗﻣ ــض ﺳــوى ﺳــﺎﻋﺎت ﺣﺗــﻰ ﺳــﻣﻌت ﺧﺑــر اﻧﺗﻘﺎﻟــﻪ وﺷــﻌرت ﻛــﺄن اﻟﻣــﺳﻳﺢ
ـ 44ـ
ﻳﻘـ ـ ـ ــوﻝ ﻟـ ـ ـ ــﻪ :ﻣﻐﻔـ ـ ـ ــورة ﻟـ ـ ـ ــك ﺧطﺎﻳـ ـ ـ ــﺎك .إﻳﻣﺎﻧـ ـ ـ ــك ﻗـ ـ ـ ــد ﺧﻠـ ـ ـ ــﺻك )ﻟــو 48 : 7ـ ،(50وﻋﻧــدﻣﺎ ﻋﻠﻣــت ﺑﻣﻳﻌــﺎد اﻟﺟﻧــﺎزة أﺳــرﻋت ﻟﺣﺿور اﻟﺻﻼة وﺷﻌرت أﻧﻲ أﻣﺎم ﻳد اﻟﻠﱠـﻪ اﻟﺣﺎﻧﻳـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗطﻠـب أوﻻدﻩ ﺣﺗ ــﻰ ﻟ ــو اﺑﺗﻌ ــدوا ﻋﻧ ــﻪ ﺳ ــﻧﻳن ﻛﺛﻳـ ـرة وﻫ ــو ﻣ ــدﺑر ﺧدﻣﺗ ــﻪ واﻟ ارﻋــﻲ اﻟــﺻﺎﻟﺢ اﻟــذي ﻳﺣــرك اﻟﺧــدام ﻟﻳﻌﻳــد ﺧ ارﻓــﻪ اﻟــﺿﺎﻟﺔ إﻟــﻰ أﺣﺿﺎﻧﻪ. إﻧﻬــﺎ ﻗــﺻﺔ اﻟﻠــص اﻟﻳﻣــﻳن ﺗﺗﻛــرر ﺛﺎﻧﻳــﺔ ﻋﻧــدﻣﺎ ﻳﻘﺗــﻧص اﻟﻠﱠــﻪ اﻟ ــﻧﻔس ﻗﺑ ــﻝ أن ﺗﺗ ــرك ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﻳ ــﺎة ﻟﻳﻣ ــﺳﺢ ﻋﻧﻬ ــﺎ ﻛ ــﻝ ﺧطﺎﻳﺎﻫ ــﺎ وﻳﻌدﻫﺎ ﻟﻣﻠﻛوﺗﻪ. ﻛم ﻫﻰ ﻣﺣﺑﺗك ﻳﺎ اﻟﻠﱠـﻪ ...ﻟـﻳس ﻟﻧـﺎ ﻣـﺎ ﻧﻌّﺑـر ﺑـﻪ ﻋـن ﺷـﻛرﻧﺎ ﻟك أﻧت اﻟذي ﻻ ﺗﻧﺳﺎﻧﺎ ﺣﺗﻰ إن ﻧﺳﻳﻧﺎ ﻧﺣن أﻧﻔﺳﻧﺎ. 2ـ ﺷــﺟﻌت إﺣــدى اﻟﺧﺎدﻣــﺎت ﺷــﺎﺑﺔ ﻟﻼﻋﺗ ـراف ﻓــﻲ ﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻣﺎرﻣرﻗس ﻋﻧد أﺣد اﻵﺑﺎء. واﺳﺗﻣرت ﻓﺗرة وﻟﻛﻧﻬـﺎ اﻧﻘطﻌـت ﺑﻌـد ذﻟـك ﻟـﻳس ﻓﻘـط ﻋـن أب اﻋﺗراﻓﻬﺎ وﻟﻛن ﻋن اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻛﻛﻝ وﻟم ﺗﻌد ﺧﺎدﻣﺗﻬﺎ ﺗراﻫﺎ وﺗﺎﻫت وﺳط ﻣﺷﺎﻏﻝ اﻟﺣﻳﺎة واﻋﺗذارات ﻛﺛﻳرة. وﻓــﻲ ﻣﻧطﻘــﺔ "أﺑــو ﺗــﻼت" ﺑﺎﻹﺳــﻛﻧدرﻳﺔ اﻟﺗﻘــت ﻫــذﻩ اﻟﺧﺎدﻣــﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻳم ﺑﺄﺣد ﺑﻳوت اﻟﺧﻠوة ﺑﻬذﻩ اﻟـﺷﺎﺑﺔ وﻛﺎﻧـت ﻣﻔﺎﺟـﺄة ﻣﻔرﺣـﺔ
ـ 45ـ
ﻟﻼﺛﻧــﻳن ﻷﺟــﻝ اﻟﻣﺣﺑــﺔ اﻟﻌﻣﻳﻘــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗرﺑطﻬﻣــﺎ واﻧﺗﻬــزت اﻟﺧﺎدﻣــﺔ ﻫذﻩ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﺳؤاﻝ ﻋن ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﱠ ﺑﺎﻟﻠﻪ وﻟﻛﻧﻬـﺎ ﺗﻧﻬـدت ﻓـﻲ ﻳـﺄس وﻗﺎﻟت ﻟﻠﺧﺎدﻣﺔ: اﺗرﻛﻳﻧــﻲ وﺷــﺄﻧﻲ ﻟــم أﻋــد أﺻــﻠﺢ ﻟﻬــذﻩ اﻟﻌﺑــﺎدة اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﻛﻠﻣــﻳن ﻋﻧﻬﺎ .ﻓﺄﺧذت اﻟﺧﺎدﻣﺔ ﺗﺷﺟﻌﻬﺎ وﺗﺣدﺛﻬﺎ ﻋن ﻣﺣﺑﺔ ﱠ اﻟﻠﻪ ﻓﻔﺗﺣت اﻟﺷﺎﺑﺔ ﻗﻠﺑﻬﺎ وﻗﺎﻟت ﻓﻲ ﺣزن: ﻟﻘــد اﺑﺗﻌــدت ﻋــن اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ﺗﻣﺎﻣــﺎً وﻋــﺷت ﻓــﻲ ﺻــداﻗﺎت ﺳــﻳﺋﺔ واﻵن ﻟ ــﻲ ﻣ ــدة ﻗ ــد ﺗورط ــت ﻓ ــﻲ ﻋﻼﻗ ــﺔ ﺳ ــﻳﺋﺔ ﻣ ــﻊ ﺷ ــﺎب ﻏﻳ ــر ﻣﺳﻳﺣﻲ وﻣﺎ ﻓﻌﻠﺗﻪ ﻳﻠﻘﻳﻧﻲ ﺑﻌﻳداً ﻋن ﻛﻝ ﺣﻳﺎة روﺣﻳﺔ. اﺳﺗﻣرت اﻟﺧﺎدﻣﺔ ﺗﺣدﺛﻬﺎ ﻋن ﻣﺣﺑﺔ ﱠ اﻟﻠﻪ واﻟرﺟﺎء ﻓﻳـﻪ وﻛﻳـف أن اﻟﻠﱠــﻪ ﻳﻘﺑــﻝ اﻟﺧطــﺎة ﻣﻬﻣــﺎ اﺑﺗﻌــدوا وأﺳـﺎءوا ،وﺳــﺄﻟﺗﻬﺎ ﻋــن آ ِﺧــر ﻣرة اﻋﺗرﻓت ﻓﻳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻓﻘﺎﻟت ﻟﻬﺎ: ﻣﻧــذ ﺳ ــﻧوات ﻋﻧ ــدﻣﺎ ﻛﻧ ـ ِ ـت ﺗﺄﺧ ــذﻳﻧﻧﻲ إﻟ ــﻰ ﻛﻧﻳ ــﺳﺔ ﻣــﺎرﻣرﻗس وأﻋﺗ ــرف ﻋﻧ ــد أﺑوﻧ ــﺎ "ﻓ ــﻼن" وﻟ ــم أﻗﺎﺑﻠ ــﻪ ﻣﻧ ــذ ذﻟ ــك اﻟﺣ ــﻳن ،وﻟ ــم آﺧر. أﻋﺗرف ﻋﻧد أي أب َ وﻟــم ﺗﻳــﺄس اﻟﺧﺎدﻣــﺔ وﺷــﺟﻌﺗﻬﺎ أن ﺗﻌﺗــرف ﺣﺗــﻰ ﺗﺗﻧــﺎوﻝ ﻣــن اﻷﺳرار اﻟﻣﻘدﺳﺔ وﺗﺻﻠﺢ ﺣﻳﺎﺗﻬﺎ وﺗﻌود ﻣن ﺟدﻳد إﻟﻰ ﱠ اﻟﻠﻪ. وﻓﻳﻣــﺎ اﻟﺧﺎدﻣــﺔ ﺗﺗﺣــدث ﻣــﻊ ﻫــذﻩ اﻟــﺷﺎﺑﺔ أﻗﺑﻠــت واﺣــدة ﻣﻣــن ﺗﻘﻣــن ﻣــﻊ اﻟﺧﺎدﻣــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻳــت اﻟﺧﻠــوة وأﺧﺑرﺗﻬــﺎ ﺑﺧﺑــر ﻟطﻳــف ،أن
ـ 46ـ
أﺑوﻧــﺎ "ﻓــﻼن" أب اﻋﺗـراﻓﻬن ﺟﻣﻳﻌــﺎً ﻗــد أرﺗــﻪ ﻣــﻊ أﺣــد اﻷﻓـواج ﻓــﻲ ﺑﻳــت ﻣــﺎرﻣرﻗس ﺑ ـ "أﺑ ـو ﺗــﻼت" وﻫــو اﻟﺑﻳــت اﻟﻣﺟــﺎور ﻟﻬــم ،ﻓﻌﻠــت وﺟﻬﻲ اﻟﺧﺎدﻣﺔ واﻟـﺷﺎﺑﺔ وﺷـﻌرﺗﺎ أن اﻟﻠﱠـﻪ ﻳﻘﺗـرب اﻟﻔرﺣﺔ واﻟذﻫوﻝ ّ ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻳدﻋوﻫﻣﺎ إﻟﻳﻪ .ﻓﻘﺎﻟت اﻟﺧﺎدﻣﺔ ﻟﻠﺷﺎﺑﺔ: ﻫﻳــﺎ ﺑﻧــﺎ ﻻﺑــد أن ﺗﻘﺎﺑﻠﻳــﻪ إن اﻟﻠﱠــﻪ ﻳطﻠﺑــك وﻗــد رﺗّــب أن أﻗﺎﺑﻠــك ﻋﻠﻰ ﻏﻳر ﻣﻳﻌﺎد وأرﺳﻝ أﻳﺿﺎً أﺑوﻧﺎ إﻟﻳﻧﺎ. وﺗﺣرﻛ ــت ﺑﻔرﺣ ــﺔ ﻣ ــﻊ ﺗﺣ ــرك اﻷﻣ ــﻝ ﻓ ــﻲ ﻗﻠ ــب ﻫ ــذﻩ اﻟ ــﺷﺎﺑﺔ ﱠ ﺧﺎدﻣﺗﻬــﺎ ﻟﺗﻘــﺎﺑﻼ ﻫ ـذا اﻟﻛــﺎﻫن اﻟــذي رّﺣــب ﺑﻬﻣــﺎ ،ورﻏــم ﻣــﺷﺎﻏﻠﻪ وﻣــﺳﺋوﻟﻳﺎﺗﻪ ﻣــﻊ اﻟﻔــوج اﻟــذي ﻳﻘــﻳم ﻣﻌــﻪ دّﺑــر وﻗﺗــﺎً ﺑــﺳرﻋﺔ ﻟــﻳﺟﻠس ﻣﻌﻬﺎ. واﺳـ ـ ــﺗﻣر اﻻﻋﺗ ـ ـ ـراف ﻣـ ـ ــدة طوﻳﻠـ ـ ــﺔ ﺧرﺟـ ـ ــت ﺑﻌـ ـ ــدﻩ اﻟـ ـ ــﺷﺎﺑﺔ واﻻﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﺗﻌﻠو وﺟﻬﻬﺎ وﻫﻰ ﺗﻘوﻝ: ﻟم أﻛن أﺗوﻗﻊ أن أرى ﻛـﻝ ﻫـذا اﻟﺣﻧـﺎن واﻷﺑـوة واﻟﺗـﺷﺟﻳﻊ ﺑـﻝ ـدا ،ﺛــم أﻛﻣﻠــت ﻟﺧﺎدﻣﺗﻬــﺎ ﻗﺎﻟــت :أن أﺑوﻧــﺎ ﺳــﻣﺢ ﻟــﻲ ﺑﺎﻟﺗﻧــﺎوﻝ ﻏـ ً اﻟﻛــﻼم ﻗﺎﺋﻠــﺔ :ﻟﻛﻧــﻪ طﻠــب ﻣﻧــﻲ أن أﺻــﻠﻲ ﻛﺛﻳ ـ اًر ...ﻟﻘــد طﻠــب ﻣﻧﻲ أن أﺻﻠﻲ اﻟﺳﺑﻊ ﺻﻠوات وﻛذا أﻳﺿﺎً طﻠب ﻣﻧﻲ أن أﻋﻣـﻝ ﺧﻣــﺳﻳن ﻣﻳطﺎﻧﻳــﺔ )ﺳــﺟدة( ،ﻓﻛﻳــف أﻋﻣــﻝ ﻛــﻝ ﻫــذا وﻗــد ﻧــﺳﻳت ﻫذﻩ اﻷﻣـور ﻣﻧـذ زﻣـﺎن طوﻳـﻝ؟ ورﻏـم ﻓرﺣـﻲ أﺷـﻌر ﺑﻌﺟـزي ﻋـن إﺗﻣﺎم ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ.
ـ 47ـ
ﻓـ ــﺷﺟﻌﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎدﻣـ ــﺔ وﻗﺎﻟـ ــت ﻟﻬـ ــﺎ :اﺳـ ــﻣﺣﻲ ﻟـ ــﻲ أن أﺷـ ــﺎرﻛك ﻣﻳطﺎﻧﻳﺎﺗـ ــك ﻓﺄﻋﻣـ ــﻝ أﻧـ ــﺎ 25ﻋﻧـ ــكِ◌ ،وأﻧـ ــتِ◌ ﺗﻌﻣﻠـ ــﻳن 25أﻣـ ــﺎ اﻟﺻﻠوات ﻓﺳﺄﺻﻠﻳﻬﺎ ﻣﻌك وأذﻛـرك ﺑﻬـذا ،ﻛـﻝ ﻳـوم ﺳـﻧﻛون ﻋﻠـﻰ ـﺷﺟﻊ ﻣﻌ ــﺎً وﻟﻛ ــن ﺳ ــﺗﺑدﺋﻲ وﺗﻐﻳ ــري ﺣﻳﺎﺗ ــك اﺗ ــﺻﺎﻝ ﺗﻠﻳﻔ ــوﻧﻲ ﻟﻧﺗ ـ ّ ﻛﻠﻬﺎ. ازداد اﻟرﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء داﺧـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺷﺎﺑﺔ وﺗﻧﺎوﻟـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻳـ ـ ـ ـ ــوم اﻟﺛـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻣـ ـ ـ ـ ــن اﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ـرار اﻟﻣﻘدﺳـ ـ ـ ـ ــﺔ وﺑﻌـ ـ ـ ـ ــد اﻧﻘـ ـ ـ ـ ــﺿﺎء ﻓﺗرة اﻟﺧﻠوة ﻋﺎدت ﻫذﻩ اﻟﺷﺎﺑﺔ وﻫﻰ ﺗﺗﺳﺎءﻝ ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻳﻧﻬﺎ: ﻛﻳف ذﻫﺑت إﻟﻰ "أﺑو ﺗﻼت" ﻣﻊ أﻧﻲ ﺑﻌﻳدة ﻣﻧذ ﻣدة؟ وﻛﻳـف ﻗﺎﺑﻠ ــت ﺧ ــﺎدﻣﺗﻲ اﻟ ــﺳﺎﺑﻘﺔ وﻛ ــذا أب اﻋﺗ ارﻓ ــﻲ؟ ﻛﻳ ــف أﻟﻘﻳ ــت ﻛ ــﻝ ﻫﻣ ــﻲ وﺧطﺎﻳ ــﺎي ووﻋ ــدت اﻟﻠﱠ ــﻪ ﺑﺎﻟﺣﻳ ــﺎة اﻟﺟدﻳ ــدة وﺗﻧﺎوﻟ ــت ﻣ ــن اﻷﺳــرار اﻟﻣﻘدﺳ ــﺔ؟! إﻧ ــﻪ ﺗ ــدﺑﻳر إﻟﻬــﻲ ﻛﺎﻣ ــﻝ ﻟ ــم أﻛ ــن أﺗوﻗ ــﻊ أن ﻳﺣدث .ﺣﻘﺎً ﻛﻧت ﻓﻲ أﺷد اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣن ﻳﻧﺗﺷﻠﻧﻲ ﻓﺄرﺳـﻠت ﻟﻲ ﻳﺎ ﱠ اﻟﻠﻪ ﺧﺎدﻣﺗﻲ ﺛم أب اﻋﺗراﻓﻲ. وﺗﺎﺑﻌــت اﻟﺧﺎدﻣــﺔ ﻫــذﻩ اﻟــﺷﺎﺑﺔ ﺗﻠﻳﻔوﻧﻳــﺎً وأﺧــذﺗﺎ ﺗــﺻﻠﻳﺎن ﻣﻌــﺎً اﻟﺳﺑﻊ ﺻﻠوات وﺗﺿرﺑﺎن اﻟﻣﻳطﺎﻧﻳﺎت. اﺗﺻﻠت ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺑﺎح اﻟﻳـوم اﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻟوﺻـوﻟﻬﺎ ﻣـﺻر أﻛﻣﻠﺗـﺎ ـردت واﻟـدﺗﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﻬﻣﺎ ،وﻓـﻲ اﻟﻳـوم اﻟﺛﺎﻟـث اﺗـﺻﻠت ﺑﻬـﺎ ﺗﻠﻳﻔوﻧﻳـﺎً ﻓ ّ وﻗﺎﻟت ﻟﻲ :إﻧﻬﺎ ﻧﺎﺋﻣﺔ.
ـ 48ـ
وﻗﺎﻟ ــت اﻟﺧﺎدﻣ ــﺔ :أﻳﻘظﻳﻬ ــﺎ ﻷن ﻫﻧ ــﺎك ﻣﻳﻌ ــﺎداً ﺑﻳﻧﻧ ــﺎ )ﻛﺎﻧ ــت ﺗﻘ ــﺻد ﻣﻳﻌ ــﺎد اﻟ ــﺻﻼة( وﺑﻌ ــد ﻟﺣظ ــﺎت ﺳ ــﻣﻌت ﺻـ ـراﺧﺎً ﺷ ــدﻳداً وﻓﻬﻣت ﺑﻌد ذﻟك إن ﻫذﻩ اﻟﺷﺎﺑﺔ ﻗد اﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء. اﻟﻠﱠــﻪ ﻳﺑﺣــث ﻋﻧــك وﻳﺣــرك ﻛـﻝ ﺷــﻲء ﻷﺟﻠــك ﺣﺗــﻰ ﺗﻌــود إﻟــﻰ أﺣــﺿﺎﻧﻪ ،ﻓﺛــق ﻓــﻲ ﻣﺣﺑﺗــﻪ واﻷﺑدﻳــﺔ اﻟﺗــﻲ أﻋــدﻫﺎ ﻟــك ،ﻗــم ﻣــن ﺧطﺎﻳ ــﺎك ﻣﻬﻣ ــﺎ زادت وﻻ ﺗﺑﺗﻌ ــد ﻋ ــن أب اﻋﺗ ارﻓ ــك ﻣﻬﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧــت اﻟظروف ،اﺛﺑت ﻓﻲ ﻛﻧﻳﺳﺗك ﻓﻬذا ﻫو ﻣﻛﺎﻧك اﻟطﺑﻳﻌﻲ.
ـ 49ـ
) (12سـر عجيب 1ـ ﻧﻔــوس ﻛﺛﻳ ـرة ﻣﺣﺗﺎﺟــﺔ وﻟﻛﻧﻬــﺎ ﻻ ﺗطﻠــب أﻣــﺎ اﻟﻠﱠــﻪ إﻟﻬﻧــﺎ اﻟﺣﻧـ ـ ــون ﻓـ ـ ــﻼ ﻳﻧـ ـ ــﺳﻰ اﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺗﻧـ ـ ــﺎ ﻓﻳﺣـ ـ ــرك ﻛـ ـ ــﻝ ﺷـ ـ ــﻲء ﻷﺟـ ـ ــﻝ ﺧﻼﺻﻬﺎ. ﺣــدﺛت ﻫــذﻩ اﻟﻘــﺻﺔ ﻣــﻊ ﻛــﺎﻫن ﻣــن ﻛﻬﻧــﺔ ﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻣــﺎرﻣرﻗس ﺣﻳـث ﻧــزﻝ ﻓـﻲ إﺣــدى اﻟﻠﻳـﺎﻟﻲ وﻣﻌــﻪ ﻛـﺷف ﺑﺄﺳــﻣﺎء اﻷُﺳـر اﻟﺗــﻲ ﻓــﻲ ﻣﻧطﻘﺗــﻪ ،وﺑــدأ ﻳــزور اﻷﺳــر اﻟﻣــﺳﻳﺣﻳﺔ .وﻓــﻲ أﺣــد اﻟــﺷوارع ﺑﺟ ـوار ﻣﻳــدان ﺳــﻔﻳر وﻓﻳﻣــﺎ ﻫــو ﻳﻔﺗﻘــد ﺧطــرت ﻋﻠــﻰ ﺑﺎﻟــﻪ ﻓﻛ ـرة وﻫــﻰ أﻧــﻪ ُﻣﻘــﺻر ﻓــﻲ زﻳــﺎرة أﻗرﺑﺎﺋــﻪ وﻓــﻲ ﻧﻔــس اﻟﻣﻧطﻘــﺔ ﻳــﺳﻛن زوج أﺧﺗ ــﻪ اﻟﻣﺗوﻓﻳ ــﺔ ﻣ ــﻊ اﺑﻧ ــﻪ واﺑﻧﺗ ــﻪ وﻟ ــﻪ ﻣ ــدة ﻟ ــم ﻳ ــزرﻫم ﻓﺗ ــرك ﻛﺷف اﻻﻓﺗﻘﺎد وذﻫب ﻟزﻳﺎرة أﻗﺎرﺑﻪ. ﻛ ــﺎن زوج أﺧﺗ ــﻪ ﻣﻬﻧدﺳ ــﺎً ﻳﻌﻣ ــﻝ ﺑﺈﺣ ــدى اﻟ ــﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﻳ ــﺔ وﻳﺿطر ﻟﻠﺳﻔر ﻛﺛﻳ اًر ﻹﺗﻣﺎم ﻋﻣﻠﻪ. وﻗ ــﺎﻝ اﻟﻛـ ــﺎﻫن :إن ﻟ ــم أﺟـ ــدﻩ ﻓـ ــﺳﺄﺳﺄﻝ ﻋ ــن اﻷﺑﻧ ـ ـﺎء ،وﻟﻛـ ــن ﻋﻧــدﻣﺎ وﺻــﻝ إﻟــﻰ اﻟــﺷﻘﺔ وﺟــدﻩ ﻣوﺟــوداً ﺑﻬــﺎ ﻣــﻊ اﺑﻧﺗــﻪ ،ﻓــﺳﺄﻝ ﻋﻠﻳﻪ وﻋن ﺗواﺟدﻩ وﻋدم ﺳﻔرﻩ. ﻓﻘ ــﺎﻝ اﻷﺧﻳ ــر :إن ﻟ ــﻲ أﺳ ــﺑوﻋﺎً ﻣ ــﻼزم اﻟﺑﻳ ــت ﻷﻧ ــﻲ أﺻ ــﺑت ﺑﻧوﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻗﻠﺑﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ،ﻓﺗﻌﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫن إﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻳﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف
ـ 50ـ
وﻻ أﺣـد ﻣــن اﻟﻌﺎﺋﻠـﺔ واﺳﺗﻔــﺳر ﻋـن ﺗﻔﺎﺻــﻳﻝ ﺻـﺣﺗﻪ وﺑــدأ ﻳﺣدﺛــﻪ ﻋن ﺑﻌض اﻷﻣور اﻟروﺣﻳـﺔ ﻟﻳﺗﻣﺗـﻊ ﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻓﺗـرة ﻫدوﺋـﻪ ووﺟـودﻩ ﻓ ــﻲ اﻟﺑﻳ ــت وﻓ ــﻲ ﻧﻬﺎﻳ ــﺔ اﻟزﻳ ــﺎرة ﺻ ــﻠوا ﻣﻌ ــﺎً وﺑﻌ ــد اﻟ ــﺻﻼة ﻗ ــﺎﻝ اﻟﻛـ ــﺎﻫن ﻟـ ــزوج أﺧﺗـ ــﻪ وﻫـ ــو ﺷـ ــﺧص ﻳﺗﺣﻠّ ـ ـﻰ ﺑﺎﻟﻣﺣﺑـ ــﺔ واﻟطﺑـ ــﺎع اﻟﺣﻣﻳدة :إن ﺷﺎء اﻟﻠﱠـﻪ ﻧﺗﻧـﺎوﻝ ﻣـن اﻷﺳـرار اﻟﻣﻘدﺳـﺔ واﻟﻠﱠـﻪ ﻳﻛﻣـﻝ ﺷﻔﺎءك ،ﻓرد ﻗﺎﺋﻼً :إﻧﻲ أﺗﻧﺎوﻝ داﺋﻣﺎً. ﻓﺄﺿـ ـ ــﺎف اﻟﻛـ ـ ــﺎﻫن :وأﻳـ ـ ــﺿﺎً ﺗﻌﺗـ ـ ــرف ﺑﺧطﺎﻳـ ـ ــﺎك ،ﻓـ ـ ــﺿﺣك اﻟﻣﻬﻧدس. وﻗﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﻛﺎﻫن :ﻟﻣﺎذا ﺿﺣﻛت؟ ﻫﻝ ﻟك ﻣدة طوﻳﻠﺔ؟ ﻓــﺿﺣك أﻛﺛــر ،وﻋﻠّﻘــت اﺑﻧﺗــﻪ ﻣؤﻛــدة طــوﻝ اﻟﻣــدة .أ ّﻣ ـﺎ ﻫــو ﺷﺟﻌﻪ اﻟﻛﺎﻫن ﻋﻠـﻰ اﻻﻋﺗـراف ﻓـﻲ ﻓﻘﺎﻝ :ﺣواﻟﻲ 20ﻋﺎﻣﺎً وﻫﻧﺎ ّ وﻗت ﻗرﻳب ،ﻓﺄﺟﺎب :إن ﺷﺎء ﱠ اﻟﻠﻪ أﻋﺗرف ﻋﻧدك. ﻓواﻓق اﻟﻛﺎﻫن ﻣﺷﺟﻌﺎً ﻷﻧﻪ ﺧﺟـﻝ أن ﻳطﻠـب ﻣﻧـﻪ أن ﻳﻌﺗـرف ﻋﻧدﻩ ﻷﻧﻪ زوج أﺧﺗﻪ أي ﻓﻲ ﻣﻘﺎم أﺧﻳﻪ اﻟﻛﺑﻳر. وﻟﻛﻧــﻪ ﺣﻳــث أﻧــﻪ ﻗــﺎﻝ ﺑﻧﻔــﺳﻪ رّﺣـب اﻟﻛــﺎﻫن ،ﺑــﻝ ﻗــﺎﻝ ﻟــﻪ :ﻫــﻝ ﺗرﻳ ــد أن ﺗﻌﺗ ــرف اﻵن؟ ﻓواﻓ ــق اﻟﻣﻬﻧ ــدس واﻧﺗﺣﻳ ــﺎ ﺟﺎﻧﺑ ــﺎً واﻋﺗ ــرف ﺑﺧطﺎﻳﺎﻩ ﻓﻲ ﺑﺳﺎطﺔ وﺻﻠّﻰ ﻟﻪ اﻟﻛﺎﻫن. ﺑﻌد زﻳﺎرة اﻟﻛﺎﻫن ﻛﺎن اﻟﻣﻬﻧـدس ﻓـﻲ ﻓـرح ﺷـدﻳد وﻋﻧـدﻣﺎ ﻋـﺎد اﺑﻧــﻪ اﻟطﺑﻳــب أﺧــﺻﺎﺋﻲ اﻟﻘﻠــب أﺧﺑ ـرﻩ ﺑﻣــدى ﺳــرورﻩ ﺑزﻳــﺎرة ﺧﺎﻟــﻪ
ـ 51ـ
واﻋﺗراﻓﻪ ﻋﻧدﻩ. وﺑﻌــد ﺣ ـواﻟﻲ أﺳــﺑوع ﻛــﺎن ذﻟــك أﺛﻧــﺎء ﺷــﻬر رﻣــﺿﺎن أُﻗﻳﻣــت ﻣﺎﺋــدة رﻣــﺿﺎﻧﻳﺔ ﻓــﻲ ﻧﻘﺎﺑــﺔ اﻟﻣﻬﻧدﺳــﻳن وذﻫــب اﻟﻣﻬﻧــدس ﻟﻳــﺷﺎرك إﺧواﻧﻪ اﻟﻣﺳﻠﻣﻳن إذ ﻛﺎن ﻗﻠﺑﻪ ﻣﻧﻔﺗﺣﺎً ﺑﺎﻟﺣب ﻧﺣو اﻟﺟﻣﻳﻊ وﻳﻬﺗم ﺑﻣﺟﺎﻣﻠﺔ ﻛﻝ إﻧﺳﺎن ﻳﻌرﻓﻪ وﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ أﻓراﺣﻪ وأﺣزاﻧﻪ وﻟﻛـن أﺛﻧـﺎء اﻻﺣﺗﻔــﺎﻝ اﻟرﻣــﺿﺎﻧﻲ ﺷــﻌر ﺑــﺄﻟم ﻓــﻲ ﻗﻠﺑــﻪ ،ﻓﺎﺗــﺻﻠوا ﺑﺎﺑﻧــﻪ طﺑﻳــب اﻟﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟ ـ ـ ـ ـ ــذي ﺣـ ـ ـ ـ ــﺿر وﻧﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺳرﻋﺔ إﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﺳﺗ ـ ـ ـ ـ ــﺷﻔﻰ دار اﻟــﺷﻔﺎء وﻋﻠﻣــت اﻟﻌﺎﺋﻠــﺔ و ازرﻩ اﻟﻛــﺎﻫن وﺻــﻠﻰ ﻟــﻪ وﻫــو ﻓــﻲ ٍ ﻏﻳﺑوﺑﺔ وﻟم ﺗﻣضِ◌ أﻳﺎم ﺣﺗﻰ ارﺗﻔﻌت روﺣﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء. ﺷ ـ ـ ـ ــﻌر اﻟﻛ ـ ـ ـ ــﺎﻫن ﺑﻌظﻣ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﻋﺗـ ـ ـ ـ ـراف ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻳﻧ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻠﱠ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓﻘد وﺟد أن ﻫذا اﻟﻣﻬﻧدس ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺣﻳﺎة اﻟروﺣﻳﺔ وﻟﻛﻧﻪ ﻳﻧﻘـﺻﻪ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻻﻋﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراف ﻓﻐّﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺎر ﺧدﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻛ ــﺎﻫن وﺟﻌ ــﻝ اﻟﻣﻬﻧ ــدس ﻳطﻠ ــب ﻣ ــن اﻟﻛ ــﺎﻫن اﻻﻋﺗـ ـراف ﻋﻧ ــدﻩ واﻟﻛــﺎﻫن ﻳــدﻋوﻩ ﻟــذﻟك ﻓــﻲ ﻧﻔــس اﻟزﻳــﺎرة ﺣﺗــﻰ ﺗــﺳﺗﻌد ﻫــذﻩ اﻟــﻧﻔس اﻟﻣﺣﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﱠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﺗرﺗﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺑﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرح إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻧﻌﻳم اﻷﺑدي. ﻣرت اﻷﻳﺎم واﻫﺗﻣﺎم ﻫـذا اﻟﻛـﺎﻫن ﻳـزداد ﺑـﺳر اﻻﻋﺗـراف وﻓـﻲ ذﻫﻧﻪ اﻟﻘﺻص اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻠن ﻋـن ﺑﺣـث اﻟﻠﱠـﻪ ﻋـن ﻛـﻝ ﻧﻔـس ﻟﺗﺗـوب وﻟو ﻓﻲ آﺧر ﻟﺣظﺔ.
ـ 52ـ
وأﺛﻧـ ــﺎء اﻓﺗﻘـ ــﺎد ﻫـ ــذا اﻟﻛـ ــﺎﻫن وﻣﻌـ ــﻪ ﻛـ ــﺷف ﺑﺄﺳـ ــﻣﺎء اﻷﺳـ ــر اﻟﻣــﺳﻳﺣﻳﺔ ،ذﻫــب إﻟــﻰ إﺣــدى اﻟــﺷﻘق ﻓﻠــم ﻳﺟــد ﻣــن ﺑﻬــﺎ وﺗﻛــرر ذﻫﺎﺑ ــﻪ ﻣـ ـرات ﻛﺛﻳـ ـرة وﻟﻸﺳ ــف ﻟ ــم ﻳﺟ ــدﻫم وﻓ ــﻲ اﻟﻣـ ـرة اﻟ ــﺳﺎدﺳﺔ وﺟــدﻫم وﻛــم ﻛــﺎن ﻓرﺣــﻪ ﺑوﺟــودﻫم ﻓﺄﻣــﺳك ﺑﻬــذﻩ اﻟﻔرﺻــﺔ وأﺧــذ ﻳﺗﺣــدث ﻣﻌﻬـم ﻋــن اﻟﻠﱠــﻪ ،وﻛــﺎن أﻣﺎﻣــﻪ رﺟــﻝ ُﻣـﺳن واﺑﻧﺗــﻪ ،ﺷــﻌر اﻟﻛﺎﻫن أن ﻫـذﻩ اﻟزﻳـﺎرة ﻟﻬـﺎ أﻫﻣﻳـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﻷﻧـﻪ ﻟـم ﻳـﺻﻝ إﻟﻳﻬﻣـﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ وﻟﻛن رﻏم اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻛﺎﻫن ﺑﺎﻟﺣدﻳث ﻋن اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ وﻣﺣﺑـﺔ اﻟﻠﱠـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻋظﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﺿـ ـ ـ ـ ـ ــرورة ﺳـ ـ ـ ـ ـ ــري اﻻﻋﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـراف واﻟﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوﻝ إﻻ أن اﻟرﺟــﻝ ﻟــم ﻳﻬــﺗم ﻛﻣــﺎ ظﻬــر ﻓــﻲ ﺗﻌﻠﻳﻘﺎﺗــﻪ ،أﻣــﺎ اﺑﻧﺗــﻪ اﻟﺗــﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ اﺗﺟﺎﻩ ﻏﻳر أرﺛوذﻛﺳﻲ ﻓظﻠت ﺻﺎﻣﺗﻪ. وأﻣ ـ ــﺎ إﻫﻣ ـ ــﺎﻝ اﻟرﺟ ـ ــﻝ ﻟﻠﻛ ـ ــﻼم اﻟ ـ ــﺳﺎﺑق اﺿ ـ ــطر اﻟﻛ ـ ــﺎﻫن أن ﻳﺗﺣــدث ﻋــن أﻫﻣﻳــﺔ اﻻﺳــﺗﻌداد ﻟﻸﺑدﻳــﺔ واﻟدﻳﻧوﻧــﺔ اﻷﺧﻳ ـرة ٕواﻧﻬــﺎ ﻓرﺻﺔ اﻵن ﻟﻠﺗوﺑﺔ وذﻛر اﻟﻘﺻﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺛم ﺻﻠﻰ واﻧﺻرف. وﺑﺗدﺑﻳر ﻣن ﱠ اﻟﻠﻪ زارت اﻟﺧﺎدﻣﺗﺎن اﻟﻣﺳﺋوﻟﺗﺎن ﻋن اﻓﺗﻘﺎد ﻫذﻩ اﻟﻣﻧطﻘ ـ ــﺔ ﺷ ـ ــﻘﺔ اﻟﻣ ـ ــﺳن اﻟﻣ ـ ــذﻛور .ﻣ ـ ــﻊ أن اﻟﻣﻔ ـ ــروض اﻟ ـ ــدورة اﻹﻓﺗﻘﺎدﻳﺔ ﻛﻝ ﻋدة ﺷﻬور وﻟﻛن ﺟـﺎءت اﻟزﻳـﺎرة ﺑﻌـد أﺳـﺑوع واﺣـد ﻣن زﻳﺎرة اﻟﻛﺎﻫن ﻟﻬذا اﻟرﺟﻝ اﻟذي ﻗﺎﻝ :إن أﺑﺎﻧﺎ ازرﻧـﻲ وﺗﺣـدث ﻣﻌﻲ ﻋن اﻻﻋﺗراف واﻟﺗﻧـﺎوﻝ وأﻧـﻪ أﻣـر ﺿـروري واﺳـﺗﻬ أز ﻗـﺎﺋﻼً: إن أﺑﺎﻧــﺎ ﻳﻬــددﻧﻲ ﺑــذﻛرﻩ ﻟﻬــذﻩ اﻟﻘــﺻﺔ ﻟﻌﻠــﻪ ﻳﺧﻳﻔﻧــﻲ ﺣﺗــﻰ أﻗﺑــﻝ
ـ 53ـ
اﻟﺗوﺑـﺔ واﻻﻋﺗـراف ورﻓــض ﺑﺎﺳـﺗﻬزاء ﻛــﻝ ﻛـﻼم اﻟﻛــﺎﻫن وﻛـم ﻛــﺎن ﻣﺣزﻧ ــﺎً ﻋﻧ ــدﻣﺎ ﺳ ــﻣﻊ اﻟﻛ ــﺎﻫن ﺑﻌ ــد ﺣـ ـواﻟﻲ أﺳ ــﺑوع ﺑﺎﻧﺗﻘ ــﺎﻝ ﻫ ــذا اﻟرﺟﻝ ﺑﻌد أن أﺿﺎع آﺧر ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺗوﺑﺔ ورﻓـض ﺳـر اﻻﻋﺗـراف وﺣزن اﻟﺧدام وﺗﺄﻛد ﻟﻠﻛﻝ اﻫﺗﻣﺎم ﱠ اﻟﻠﻪ ﺑدﻋوة ﻛﻝ إﻧﺳﺎن. إن أرﺳـ ــﻝ اﻟﻠﱠـ ــﻪ ﻟـ ــك ﻛـ ــﻼم ﻋﻠـ ــﻰ ﻓـ ــم أي إﻧـ ــﺳﺎن ﻓﺈﻳـ ــﺎك أن ﺗــﺳﺗﻬﻳن أو ﺗــﺳﺗﻬزئ ﺑــﻪ ﻓطــوﻝ أﻧــﺎة اﻟﻠﱠـﻪ إﻧﻣــﺎ ﻳﻘﺗــﺎدك ﻟﻠﺗوﺑــﺔ... إﻧـ ــﻪ ﻳﺣﺑـ ــك ﻓـ ــﻼ ﺗرﻓـ ــﺿﻪ ،ﻳـ ــدﻋوك ﻟﻼﻋﺗ ـ ـراف ﺑﺧطﺎﻳـ ــﺎك ﺣﺗـ ــﻰ ُﻳ ﱢ ﺟﻣﻠك وﻳﻔرح ﻗﻠﺑك. وﻳ ﱢ ﺟددك ُ 2ـ ﻛﺎن زوج ﻫـذﻩ اﻟﺧﺎدﻣـﺔ ﻧﺎﺟﺣـﺎً ﻓـﻲ ﺣﻳﺎﺗـﻪ اﻟﻌﻣﻠﻳـﺔ ﻳﺗﺣﻠـﻰ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﺧﻼق ﺣﻣﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة وﻟﻛﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﻌﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﻛﻧﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺔ وﻻ ﻳﺷﻌر ﺑﺣﺎﺟﺗﻪ ﱠﻟﻠﻪ ﻷن ﺳﻠوﻛﻪ ﺳﻠﻳم. ﺣﺎوﻟ ـ ــت اﻟزوﺟ ـ ــﺔ ﺗ ـ ــﺷﺟﻳﻊ زوﺟﻬ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻛﻧﻳ ـ ــﺳﺔ واﻟﻌﺑ ـ ــﺎدة اﻟروﺣﻳﺔ وﻟﻛﻧﻪ ظﻝ ﻳرﻓض وﻟم ﻳﻘﺑﻝ إﻻ أن ﻳﺳﻣﻌﻬﺎ أﺣﻳﺎﻧﺎً وﻫﻰ ﺗﻘ أر اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس .ﻓﺎﺳﺗﻣرت ﻓﻲ اﻟﺻﻼة ﻣن أﺟﻠـﻪ واﺷـﺗرﻛت ﻣﻌﻬﺎ أﺧواﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎدﻣﺎت ،وﻛﺎﻫن اﻷﺳرة. أﺻــﻳب اﻟــزوج ﺑﻧزﻳــف ﺣــﺎد وﺑﻌــد ﻓﺣــﺻﻪ ٕواﺳــﻌﺎﻓﻪ اﻛﺗــﺷف اﻷطﺑﺎء إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﻘرﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌدة وارﺗﻔﻌت اﻟـﺻﻠوات ﻣـن أﺟﻠـﻪ وﺗـﺄﺛر ﻗﻠﺑـﻪ ووﻋـد ﺑﺑـدء اﻟﺣﻳـﺎة ﻣـﻊ اﻟﻠﱠـﻪ وﻟﻛﻧـﻪ ﻋﻧـدﻣﺎ ﺗﻌـﺎﻓﻰ ﺑﻌــد
ـ 54ـ
ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﻧﺳﻰ وﻋودﻩ. ﺑﻌــد ﺳــﻧﺔ أﺻــﻳب ﺑﻧزﻳــف ﻣﻣﺎﺛــﻝ ﻟﻠــﺳﺎﺑق وﺻــﻠوا ﻷﺟﻠــﻪ وﺗــم ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺎؤﻩ وﻟﻛﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻳﻐﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﺣﻳﺎﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ ﺑﻌﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداً ﻋن ﱠ اﻟﻠﻪ. ﻣــرت اﻷﻳــﺎم وأﺻــﻳب ﺑﻧزﻳــف ﺧﻔﻳــف وﺑﻌــد ﻓﺣــﺻﻪ اﻛﺗــﺷف وﺟـ ـ ــود ﺳـ ـ ــرطﺎن ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻌـ ـ ــدة وﺿـ ـ ــرورة اﺳﺗﺋـ ـ ــﺻﺎﻟﻪ وارﺗﻔﻌـ ـ ــت اﻟﺻﻠوات ﻷﺟﻠـﻪ وﺷـﺎرك ﻣﺣﺑﻳـﻪ ﻓـﻲ اﻟـﺻﻼة طﺎﻟﺑـﺎً ﻣﻌوﻧـﺔ اﻟﻠﱠـﻪ، أﺧﻳـ ـ اًر ﺗﺣ ــرك اﻟﺟﺑـ ــﻝ اﻟﻣﻌﺎﻧ ــد اﻟ ــذي ﻳـ ــﺷﻌر ﺑﺑـ ـرﻩ اﻟ ــذاﺗﻲ وﻋـ ــدم ﺣﺎﺟﺗﻪ ﱠﻟﻠﻪ. ﺗﻣــت اﻟﻌﻣﻠﻳــﺔ ﺑﻧﺟــﺎح واﺳــﺗﻣرت اﻟــﺻﻠوات ﻷﺟﻠــﻪ ﺧﺎﺻــﺔ أن اﻷطﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺗﺄﺻﻠوا ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳرطﺎن اﻟذي داﺧﻠﻪ. وﺑدأ أﺧﻳ اًر ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎوب ﻣﻊ ﱠ اﻟﻠﻪ ﻓﻘﺑﻝ أن ﻳﻌﺗرف ﺑﺧطﺎﻳﺎﻩ أﻣـﺎم اﻟﻛﺎﻫن وﺑدأ ﻗراءة اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس ﺛم ﺣﺿر إﻟﻰ اﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ وواظـب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺎوﻝ ﻣﻊ ﺣﺿور ﺑﻌض اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟروﺣﻳﺔ ﻟﻣدة ﺳﻧﺗﻳن وﻧــﺻف ﺑﻌــدﻫﺎ ﺷــﻌر ﺑــﺑﻌض اﻟﺗﻌــب ،وأﺛﻧــﺎء ﺻــﻼة ﺳــر ﻣــﺳﺣﺔ اﻟﻣرﺿﻰ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﻳﺗﻪ ارﺗﻔﻌت روﺣﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء ﻟﺗﻧﻌم ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ﻣﻊ ﻛﻝ اﻟﺗﺎﺋﺑﻳن.
ـ 55ـ
ﻻ ﺗﻧﺷﻐﻝ ﺑﺄﻣور اﻟﺣﻳـﺎة ﻋـن ﺧـﻼص ﻧﻔـﺳك ﻣﻧﺑﻬـ اًر ﺑﻧﺟﺎﺣـك اﻟﻌــﺎﻟﻣﻲ ﻓﻛــﻝ ﻫــذا ﻫﺑــﺔ ﻣــن اﻟﻠﱠــﻪ ﺗــدﻋوك ﻟﻠﺗوﺑــﺔ واﺳــﺗﻌد ﻟﺗﺟــد ﻣﻛﺎﻧـ ــك ﻓـ ــﻲ اﻟﻛﻧﻳـ ــﺳﺔ وﺗﻔـ ــرح ﺑﻌـ ــﺷرة اﻟﻠﱠـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷرض وﻓـ ــﻲ اﻟﺳﻣﺎء.
ـ 56ـ
) (13ھكذا يكون فرح في السماء "ﻫﻛـ ــذا ﻳﻛـ ــون ﻓـ ــرح ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــﺳﻣﺎء ﺑﺧـ ــﺎطﺊ واﺣـ ــد ﻳﺗـ ــوب" .. ﻛﻠﻣــﺎت إﻟﻬﻳــﺔ ﻧطــق ﺑﻬــﺎ اﻟــﺳﻳد اﻟﻣــﺳﻳﺢ ﻓــﻲ ﺧﺗــﺎم ﻣﺛــﻝ اﻟﺧــروف اﻟــﺿﺎﻝ )ﻟــو .(15وﻣﻌظﻣﻧــﺎ ﻳﺣﻔــظ ﻫــذﻩ اﻵﻳــﺔ وﻳﻔﻬﻣﻬــﺎ ﺑﻣﻌﻧﺎﻫــﺎ اﻟﻣﺟــﺎزي وﻟــﻳس اﻟﺣرﻓــﻲ وﻫــو ﺳــﻌﺎدة ﻗﻠــب اﻟﻠﱠــﻪ ﺑﻌــودة اﺑــن ﻣــن أﺑﻧﺎﺋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﺗوﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻏﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﻋن ﺣﺿﻧﻪ ﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ،ﺑﺳﺑب ﺣﻳﺎة... وﻟﻛــن ﻫــﻝ ﻳﻣﻛــن أن ﻳﻛــون ﻟﻬــذﻩ اﻵﻳــﺔ ﻣﻌﻧــﻰ آﺧــر ..ﻫــﻝ ﻳ ـ ــﺳﻣﺢ ﻟﻧ ـ ــﺎ اﻟﻠﱠـ ــﻪ أن ﻧ ـ ــﺗﻼﻣس ﺑﺎﻟﺣﻘﻳﻘ ـ ــﺔ وﻧ ـ ــرى وﻧ ـ ــﺳﻣﻊ أﻓـ ـ ـراح اﻟــﺳﻣﺎء ...وﻛﻳــف ﻳﺣــدث ﻫــذا؟! ﻟﻺﺟﺎﺑــﺔ ﻳــﺎ ﺻــدﻳﻘﻲ إﻟﻳــك ﻫــذﻩ اﻟﻘﺻﺔ!!.. ﺟﻠــس اﻟﺧــﺎدم ﻣــﻊ أﺑﻳــﻪ اﻟروﺣــﻲ ﻓــﻲ ﺟﻠــﺳﺔ اﻋﺗ ـراف اﻋﺗــﺎد أن ﻳﺟﻠــﺳﻬﺎ ﻛــﻝ ﺷــﻬر ﻟﻘــد ﻛــﺎن ﺧﺎدﻣــﺎً ﻣﻠﺗزﻣــﺎً ﺑطﺑﻌــﻪ ...وﻋﻧــدﻣﺎ ﻗــﺎرب اﻻﻧﺗﻬــﺎء وﻗﺑــﻝ اﻻﺳــﺗﻣﺎع ﻟﺗﻌﻠﻳــق أﺑﻳــﻪ ٕوارﺷــﺎدﻩ ﻗــﺎﻝ :ﻫﻧــﺎك ﻣوﺿــوع أﺧﻳــر ﻳــﺎ أﺑــﻲ وأرﻳــد ﻣــن ﻗدﺳــك أﻻ ﺗﺗﻌﺟــﻝ اﻟﺣﻛــم ..ﻓﺄﻧــﺎ ﻣﻧــذ ﻋــﺷرة أﻳــﺎم وﻣــن ﺑــﺎب اﻟﻔ ــﺿوﻝ دﺧﻠــت ﻋﻠ ــﻰ اﻻﻧﺗرﻧــت ﻓ ــﻲ أﺣــد اﻟﺑــراﻣﺞ اﻟﻣﻔﺗوﺣــﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗــﺷﺔ وﻗﻣــت ﺑﺗﻌرﻳــف ﻧﻔــﺳﻲ أﻧﻧــﻲ ﺷــﺎب ﻣــﺳﻳﺣﻲ ﻣــن اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ اﻟﻘﺑطﻳﺔ ﻣﺗﻣﺳك ﺑﺗﻌﺎﻟﻳﻣﻬﺎ وﻟﻲ ﺧدﻣﺔ ﺑﻬﺎ أﻳﺿﺎً..
ـ 57ـ
وﻫﻧﺎك ﻣن اﺳﺗﺟﺎب وﺑدأ ﻳﺳﺗﻌﻠم ﻋن ﺷﺧﺻﻳﺗﻲ أﻛﺛر وﻋـن ﺑﻌض اﻟﺗﻔﺎﺻـﻳﻝ وﺑﺎﺧﺗـﺻﺎر ﻳـﺎ أﺑـﻲ ﻫـﻲ ﺳـﻳدة ﻣﺗوﺳـطﺔ اﻟﻌﻣـر أﻋﺟﺑت ﺟداً ﺑﺎﻟﺧﻠﻔﻳﺔ اﻟروﺣﻳﺔ وﺧﺎﺻﺔ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻠـم اﻟﻛﺛﻳـر ﻋـن اﻟروﺣﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت وطﻠﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أن أﻛـ ـ ـ ـ ــون ﻟﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ـ ـ ــدﻳﻘﺎً روﺣﻳـ ـ ـ ـ ــﺎً ﻣـ ـ ـ ـ ــﺷﺟﻌﺎً ﻟﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣﺗﺎﺑﻌـ ـ ـ ـ ــﺎً إﻳﺎﻫﺎ ﻓﻳﻣﺎ أرادت أن ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻣ ار اًر وﺗﻌﺛرت ﻓﻳﻪ ...اﻟﺣﻘﻳﻘـﺔ ﻳـﺎ أﺑـﻲ أﻧــﺎ ﻓرﺣــﺎن ﺑﻬــذﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ...وﻗــد ﺣورﺑــت ﺑــﺎﻻ أﻗــص ﻋﻠﻳــك ﻣــﺎ ﺣ ــدث ﺧﺎﺋﻔ ــﺎً أﻻ ﺗﻔﻬﻣﻧ ــﻲ أو ﺗﻣﻧﻌﻧ ــﻲ وﻟﻛﻧ ــﻲ وﺟ ــدت ﻧﻔ ــﺳﻲ ﻻ أﺳﺗطﻳﻊ أن أﺧﻔﻲ ﻋﻠﻳك ﺷﻳﺋﺎً... أﺟــﺎب أﺑــوﻩ اﻟروﺣــﻲ ﺑﻌــد أن رﺷــم ذاﺗــﻪ ﺑﻌﻼﻣــﺔ اﻟــﺻﻠﻳب: اﻟﻠﻪ ﻳﺎ اﺑﻧﻲ أﻧك ﻟم ﺗﺧ ِ أﺷﻛر ﱠ ـف ﻋﻧـﻲ ﺷـﻳﺋﺎً ...ﻓطـواﻝ ﻣـﺎ ﻛﻧـت أﺳﻣﻌك ﻛﻧت أﺻﻠﻲ ﻟﻠﻣﺳﻳﺢ أن ﻳﺑﺻرﻧﻲ وأن ﻳـﺿﻊ ﻋﻠـﻰ ﻓﻣـﻲ اﻟﻛــﻼم اﻟﻣﻧﺎﺳــب وﻟــﻳﻛن ﻫــو اﻟﻣﺗﺣــدث ﺑــدﻻً ﻣﻧــﻲ ،وﺳــوف أﻗــوﻝ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﺑﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ــﺎ وﺿ ــﻌﻪ اﻟﻠﱠ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﻗﻠﺑ ــﻲ ...ﻓﻣﻧ ــذ أن ﺑ ــدأت ﺣ ــدﻳﺛك أﺧ ــذﻧﻲ ﺧــوف ﻋﻠﻳــك وﻛﻣــﺎ ﻗﻠــت ﻟــك ﻛﻧــت أﺻــﻠﻲ وأﻧــﺎ أﺳــﻣﻌك ﻓــﺎزداد ﺧ ــوﻓﻲ أﻛﺛ ــر ﻓ ــﺄﻛﺛر .ﻳ ــﺎ اﺑﻧ ــﻲ اﻟﻣوﺿ ــوع ﻟ ــﻳس ﺑﺎﻟﺑ ــﺳﺎطﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗروﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻪ ﺑﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ..ﻫﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎك ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﺧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ... ﻻ ﺗــﺳﺄﻟﻧﻲ ﻳــﺎ اﺑﻧــﻲ ﻟﻣــﺎذا أﺷــﻌر ﻫﻛــذا وﻟﻛﻧــﻪ ﺗﺣــذﻳر ﻣــن اﻟﻠﱠــﻪ
ـ 58ـ
ـﻳﺋﺎ◌ اﻫــرب ﻳــﺎ اﺑﻧــﻲ ..اﻫــرب ﻳــﺎ اﺑﻧــﻲ ﻣــن ﻫــذا اﻟــﺷر وﺗــذﻛر ﺷـ ً َ واﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداً أن "اﻟﺧطﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ طرﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻛﺛﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻳن ـﺎء" وأن أﻛﺑـر اﻟﺧطﺎﻳـﺎ ﻗـد ﺗﻛـون ﺑـداﻳﺗﻬﺎ ﺟرﺣﻰ وﻛﻝ ﻗﺗﻼﻫﺎ أﻗوﻳ ً أﻣ ــور ﻻ ﺗﺑ ــدو ﻟﻺﻧ ــﺳﺎن ﺧﺎطﺋ ــﺔ ..اﻫ ــرب ..اﻫ ــرب ﻳ ــﺎ اﺑﻧ ــﻲ... ﻣﺎﻟك وﻫذا اﻟﻣرأة. ﻣـ ـ ـ ــر أﻛﺛـ ـ ـ ــر ﻣـ ـ ـ ــن ﺛﻼﺛـ ـ ـ ــﺔ أﺷـ ـ ـ ــﻬر وﺟـ ـ ـ ــﺎء أﺣـ ـ ـ ــد أﺻـ ـ ـ ــدﻗﺎء ﻫـ ـ ـ ــذا اﻟـ ـ ـ ــﺷﺎب ﻫﺎﻣـ ـ ـ ــﺳﺎً ﻷﺑﻳـ ـ ـ ــﻪ اﻟروﺣـ ـ ـ ــﻲ :أرﺟـ ـ ـ ــوك ﻳـ ـ ـ ــﺎ أﺑـ ـ ـ ــﻲ اﺳ ــﺄﻝ ﻋ ــن اﺑﻧ ــك ) (..وﻓ ــﻲ ذات اﻟوﻗ ــت ﻗ ــﺎم اﻷب ﺑﺎﻻﺗ ــﺻﺎﻝ ﺑﺎﺑﻧﻪ اﻟذي ﺑدى ﺻوﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻠﻳﻔون ﻏرﻳﺑﺎً ﻋﻠﻰ أذﻧﻲ أﺑﻳﻪ اﻟـذي ﻳﻌرﻓ ــﻪ ﺟﻳ ــداً :أﻋ ــذرﻧﻲ ﻳ ــﺎ أﺑ ــﻲ ...ظ ــروف اﻟﻌﻣ ــﻝ ...ظ ــروف اﻟﻣﻧــزﻝ ...ﻛﺛ ـرة اﻟﻣــﺷﺎﻏﻝ وﻟﻛﻧــﻲ ﺳــﺂﺗﻲ ﻗرﻳﺑــﺎً ...ﺗﻛــرر اﻟــﺳؤاﻝ وﺗﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرر أﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺿﺎً ﻣﻧﻪ اﻻﻋﺗذار ..إﻧﻪ ﻫروب اﻻﺑن ﻣن ﺣﺿن أﺑﻳﻪ اﻟروﺣﻲ. وﻗﻠــق اﻷب اﻟﻛــﺎﻫن وأرﺳــﻝ ﻣــن ﻳﺳﺗﻔــﺳر ﻓﺟــﺎءت اﻹﺟﺎﺑــﺔ ﻏﻳر ﻣطﻣﺋﻧﺔ وﺣﺎوﻝ ﻣرة أﺧرى ﺑﻼ ﻓﺎﺋـدة وﻋﻠـم ﻓـﻲ ذﻟـك اﻟوﻗـت أﻧﻪ ﻻ ﻳﻣﻠك ﺷﻳﺋﺎً ﺳوى اﻟﺻﻼة ﻣن أﺟـﻝ اﺑﻧـﻪ اﻟﻐﺎﺋـب ﻋـن ﻗﻠﺑـﻪ وﻋن ﻗﻠب ﱠ اﻟﻠﻪ ..واﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﺻﻼة.. وﻣــر ﺛﻼﺛــﺔ أﺷــﻬر أﺧــرى ﺗــرك ﻓﻳﻬــﺎ ﻫــذا اﻷخ ﺧدﻣﺗــﻪ ﺗﻣﺎﻣـ ًـﺎ
ـ 59ـ
وﺗــرك اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ وﻣﺟﺗﻣﻌﻬــﺎ وﻟﻛﻧــﻪ ﻟــم ﻳﻔــﺎرق ﻗﻠــب أﺑﻳــﻪ اﻟروﺣــﻲ ﻟﺣظــﺔ واﺣــدة ..وﻓــﻲ أﺣــد اﻷﻳــﺎم ﺷــﻌر اﻷب اﻟﻛــﺎﻫن أن ﻳــد اﻟﻠﱠــﻪ ﺗدﻓﻌﻪ دﻓﻌﺎً ﻟﻼﺗﺻﺎﻝ ﻣرة أﺧـرى ﺑﺎﺑﻧـﻪ ..وﺟـﺎء ﺻـوت اﺑﻧـﻪ ﻫـذﻩ اﻟﻣ ـرة ﻋﺟﻳﺑـ ًـﺎ ،ﻓﻬــو ﻣ ـزﻳﺞ ﻣــن اﻟﺧﺟــﻝ واﻻﺿــطراب واﻻﺧﺗﻧــﺎق وﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ أﺑوﻩ :ﻋـﺎﻳز أﺷـوﻓك ﻳـﺎ اﺑﻧـﻲ .أﺟﺎﺑـﻪ :ﺳـوف آﺗـﻲ.. ﻧﻌم ﺳﺂﺗﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرة. ﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻠﻘـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻫـ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـرة ﺧـ ـ ـ ـ ــﺎرج اﻟﻛﻧﻳـ ـ ـ ـ ــﺳﺔ وﺗﺣـ ـ ـ ـ ــدث ﻓﻳــﻪ اﻟــﺷﺎب ﺑ ـدﻣوع أﻛﺛــر ﻣــن ﻛﻠﻣــﺎت ،ﻛﺎﻧــت اﻟﻛﻠﻣــﺎت ﻣﺗﻌﺛ ـرة، ﻣﺗﻘطﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻛﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻛﺎﻓﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻳﻔﻬم أﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻩ ﻣﺎ ﺣدث. ﻟﻳﺗﻧﻲ ﻳﺎ أﺑﻲ اﺳﺗﻣﻌت ﻟك ..ﻟﻳﺗﻧـﻲ أطﻌـت ..ﻛﻧـت أﻋﻣـﻰ.. ﻋﻠﻲ ...اﺳﺗﻣرت اﻟﻌﻼﻗﺔ ..ﺗﺑﺎدﻟﻧﺎ وظﻧﻧت أﻧك ﺗﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺧوﻓك ﱠ اﻻﺗـ ــﺻﺎﻻت وﻛﻠﻣـ ــﺎت اﻹﻋﺟـ ــﺎب ﺛـ ــم اﻟﻣـ ــدﻳﺢ ..وﻛﺎﻧـ ــت ﻫﻧـ ــﺎك ﻟﻘ ــﺎءات ﺑ ــدت ﺑرﻳﺋـ ـﺔ ﻓ ــﻲ أوﻟﻬ ــﺎ ..ﺛ ــم ﻛ ــﺎن ...ﺛ ــم ﻛ ــﺎن اﻟ ــﺳﻘوط اﻟﻛﺎﻣﻝ ﻓﻲ اﻟﺧطﻳﺔ ..اﻟﻛﺎﻣﻝ واﻟﻣﺗﻛـرر ﻳـﺎ أﺑـﻲ ..ﻻ أدري ﻛﻳـف ﻟﻛﻧﻪ ﺣدث ..ﻧﻌم ﻛﻧت أود اﻟرﺟوع ﻣن أوﻝ ﺳﻘوط ﻟﻛن ﺷـﻳطﺎن اﻟﺧﺟﻝ ﻣﻧﻌﻧـﻲ وﺷـﻳطﺎن اﻟـﺷك ﺷـﻛﻛﻧﻲ ﻓـﻲ أﺑوﺗـك ﻟـﻲ وﺷـﻳطﺎن اﻟﻳﺄس اﻓﺗرﺳﻧﻲ ﻓﺈذ ﺑﻲ ﺑدﻻً ﻣـن أن أﻫـرب ﻣـن اﻟﺧطﻳـﺔ ،اﻫـرب إﻟﻰ أﻋﻣﺎﻗﻬﺎ أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر..
ـ 60ـ
..ﻳﺎ اﺑﻧﻲ... أرﺟـ ـ ـ ـ ـ ــوك ﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻻ ﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺎطﻌﻧﻲ ..ﻓﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ــذ أﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺑوعﻓﻘــط وأﻋﺗﻘــد أن ﻣــﺎ ﺣــدث ﻛــﺎن ﻷﺟــﻝ ﺻــﻠوات ﻛــﻝ ﻣــن ﺻــﻠﻰ ﻷﺟــﻝ ﺿــﻌﻔﻲ ..ﺣــدث ﺷــﻲء ﻋﺟﻳــب ..ﻓﻘــد ﻛﻧــت ﻏﺎرﻗــﺎً ﺗﻣﺎﻣــﺎً ﻓــﻲ اﻹﺛــم وﻟﻬــذا ﻛــﺎن ﻻﺑــد أن ﻳﺣــدث ﺷــﻲء ﻟﻳﻧﺗــﺷﻠﻧﻲ ﻷﻧﻧــﻲ ﻣــﺎ ﻛﻧــت ﻷﻗــوم وﺣــدي ..ﻓﺑــﺻدﻓﺔ ﻋﺟﻳﺑــﺔ ﻻ ﺗﺣــدث ﺳــوى ﻣ ـرة ﻓــﻲ اﻟﻣﻠﻳون ..ﱠ اﻟﻠﻪ ﺳـﻣﺢ ﻟـﻲ أن أﺳـﻣﻊ ﺣـدﻳﺛﺎً أﻓﻬـم ﻣـن ﺧﻼﻟـﻪ ﻣـدى اﻟﺷر اﻟﻛﺎﻣن ﻓﻲ ﻧﻔس ﻫذا اﻟﻣرأة وﻣﺎ ﺗدﺑرﻩ ﻣن ﺷر ﻟﻲ وﻟﻐﻳـري ﻣن اﻟﺷﺑﺎب إﻧﻬﺎ ﻳد اﻟـﺷﻳطﺎن ﻧﻔـﺳﻪ ﺗﺗـﺎﺟر ﺑﺎﻟـﺷﻬوات اﻟﻧﺟـﺳﺔ.. ﺷﻌرت ﻳﺎ أﺑﻲ أﻧﻬﺎ ﻟطﻣﺔ ﻣن ﻳد اﻟﻠﱠـﻪ ﻟﻳﻌﻳـدﻧﻲ ﻟرﺷـدي ...دارت اﻷرض ﺗﺣت رﺟﻠﻲ وﻟم أدر ﻣﺎذا أﻓﻌﻝ!!.. ﱠ وﻓ ـ ــﻲ وﺳ ـ ــط ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ــﺷﺎﻋر اﻟﻣ ـ ــﺿطرﺑﺔ ﻟ ـ ــم أﺟ ـ ــد ﺳ ـ ــوى ﻣﺧ ــدﻋﻲ ...أﻏﻠﻘ ــت ﺑ ــﺎﺑﻲ وأطﻠﻘ ــت اﻟﻌﻧ ــﺎن ﻟ ــدﻣوﻋﻲ ،طرﺣ ــت ﺟﺳدي ﻛﻠﻪ أرﺿﺎً وﺻرت أﺻـرخ ﻫـﻝ ﺗﻘﺑﻠﻧـﻲ ﻳـﺎ إﻟﻬـﻲ ﺛﺎﻧﻳـﺔ... أﻧــﺎ ﻣــن دﱠﻧــس ﻧﻔــﺳﻪ ..أﻧــﺎ ﻣــن ﺗــرك ﻛــﻝ ﻣﺟــد أﻋطﻳﺗﻧــﻲ ﺑــدون اﺳﺗﺣﻘﺎق ..أﻧﺎ ﻣـن أﻫـﺎن ﺣﺑـك ...أﻧـﺎ ﻣـن ﺗﺟﺎﺳـر وﺧﺎﻧـك .إﻧـﻲ أﺷ ــﻌر أﻧﻧ ــﻲ أﻣ ــوت ﻓﺎﻟﺣﻳ ــﺎة ﺑ ــدوﻧك ﻣ ــوت ..ﺑ ــﻝ أﻧ ــﺎ ﻣﻳ ــت ﻣﻧ ــذ ﺗرﻛﺗك ..اﻏﻔر ﻟﻲ أﻧﺎ اﺑﻧك وﻟﻳس ﻟﻲ ﺳواك. ظﻝ اﻟﺣـﺎﻝ ﻫﻛـذا ﻟـﺳﺎﻋﺎت ﻻ أﻋـرف ﻋـددﻫﺎ .وﺛﻘـﻝ ﺟـﺳدي
ـ 61ـ
ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداً ﺣﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم أﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗطﻊ اﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراك ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻷرض أو اﻟﻘﻳﺎم ..وﻗﻠت ﻛﻠﻣﺔ أﺧﻳرة أرﺟوك ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ﻫﻝ ..ﺗﻘﺑﻠﻧﻲ..؟؟ وﻫﻧــﺎ ﻳــﺎ أﺑــﻲ ﺣ ـدث ﻣــﺎ ﻟــم ﻳﻛــن ﻓــﻲ ﺣــﺳﺑﺎﻧﻲ أﺑــداً ...ﻫــﻝ ﺗﺻدق ﻳﺎ أﺑﻲ ..ﻫﻝ ﻳﻌﻘﻝ ﻟﻘد ﺳﻣﻌت ..ﺳﻣﻌت ﺻوت ﻣﻼﺋﻛـﺔ ﺑﺎﻟﺣﺟرة...؟! ﻣﻼﺋﻛﺔ ﻳﺎ اﺑﻧﻲ!!أذﻧﻲ وأرﺟﺎء ﻧﻌم ﻳﺎ أﺑﻲ ..ﺻوت ﻣﻼﺋﻛﺔ ﺟﻣﻳﻝ ﺟداً ﻣﻸ َ ّت ﻓـﻲ ﺟـﺳدي ﻗـﺷﻌرﻳرة ﻟـم أﺷـﻌر ﻓـﻲ ﺣﻳـﺎﺗﻲ وﺳَر ْ اﻟﺣﺟرة ﻛﻠﻬﺎَ ، ﺑﻣﺛﻠﻬــﺎ ﻣــن ﻗﺑــﻝ ،ﺗﻛــرر اﻟــﺻوت ﻣـرة وﻣـرة وﻣـرة ...أرﺑــﻊ ﻣـرات وﺑﻣﻧﺗﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟوﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوح ﺑﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻻ ﻳﺣﺗﻣﻝ اﻟﺷك. ﻋﺎدت اﻟﻘوة اﻟﺿﺎﺋﻌﺔ ﻟﺟﺳدي اﻟﻣﻧطرح ..ﺗﺷددت رﻛﺑﺗﺎي.. ﺣﻣﻠﺗﻧــﻲ ﻗ ــدﻣﺎي ﺛﺎﻧﻳ ــﺔ ٕواذ ﻳــﺎ أﺑ ــﻲٕ ..واذ ﻳ ــﺎ أﺑــﻲ ﺑراﺋﺣــﺔ ﺑﺧ ــور ﻋطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة ﺗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻸ أرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻟﺑﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻛﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ..ﺑﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور ﻻ أﻋﻠم ﻣﺻدر ﻟﻪ ﺳوى اﻟﺳﻣﺎء. ﻫ ـ ـ ــذﻩ ﻫ ـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ـ ـراﺣم اﻟﻠﱠـ ـ ــﻪ ﻳ ـ ـ ــﺎ أﺑ ـ ـ ــﻲ ..ﺗﻠـ ـ ـ ـك ﻫ ـ ـ ــﻰ إﺟﺎﺑﺗ ـ ـ ــﻪ ﻓــﻲ ﻗﺑــوﻝ ﻛــﻝ اﻟﺧطــﺎة اﻟﻌﺟــب ﻛــﻝ اﻟﻌﺟــب ﺣﺗــﻰ ﻳﻛﺗﻣــﻝ ﻋﻣــﻝ اﻓﺗﻘﺎد ﻧﻌﻣﺗﻪ ﻟﻲ أﺳﻣﻊ ﺻوﺗك ﻋﺑر اﻟﻬﺎﺗف ﺑدﻋوﺗﻲ... ﻏﺎﻟــب أﺑــوﻩ اﻟروﺣــﻲ ﻣــﺷﺎﻋرﻩ اﻟﺧﺎﺻــﺔ ورﻓــﻊ ﻳــدﻩ ﺑﺎﻟــﺻﻠﻳب
ـ 62ـ
ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ رأس اﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟﻳﺣﺎﻟﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺎن ﺣﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻝ: "اﻟﻣﺟد ﻟك ﻳﺎرب ..اﻟﻣﺟد ﻟك ﻳﺎرب".
ـ 63ـ
) (14طـعـمـه جـديـد ﻛﺎن اﻟﺷﺎب رأﻓت ﻳﺗردد ﻋﻠﻰ أﺣـد اﻵﺑـﺎء ﺑﻛﻧﻳـﺳﺔ ﻣـﺎرﻣرﻗس ﺑﻣﺻر اﻟﺟدﻳدة ﻟﻼﻋﺗراف وﻛﺎن ﻛﻣﺎ ﻳﺷﻬد أﺑوﻩ اﻟروﺣـﻲ اﻋﺗ ارﻓـﺎً ﻋﺎدﻳﺎً ﺑﻼ ﻋﻣق. وﻓ ــﻲ إﺣ ــدى اﻟﻣـ ـرات ﺷ ــﻌر اﻟﻛــﺎﻫن ﺑﻣ ــﺷﺎﻋر ﺗوﺑ ــﺔ ﺻ ــﺎدﻗﺔ وﻧدم ﻳﻘدﻣﻬﺎ أرﻓـت أﺛﻧـﺎء ﺳـر اﻻﻋﺗـراف ﻓـﻸوﻝ ﻣـرة ﻛـﺎن ﻳـرﻓض اﻟﺧطﻳــﺔ ﻣــن ﻛــﻝ ﻗﻠﺑــﻪ وﻳرﻳــد أن ﻳﺑــدأ ﻣــن ﺟدﻳــد ﺣﻳــﺎة ﻧﻘﻳــﺔ ﻣــﻊ اﻟﻣﺳﻳﺢ. وﺑﻌـ ــد ذﻟ ـ ــك ﺣـ ــﺿر أرﻓ ـ ــت اﻟﻘ ـ ــداس وﺗﻧـ ــﺎوﻝ ﻣ ـ ــن اﻷﺳـ ـ ـرار اﻟﻣﻘدﺳﺔ .ﺛم ﻣر ﻋﻠﻰ أﺑوﻧﺎ وﻗﺎﻝ ﻟﻪ: أﻧﺎ أﺷﻌر ﺑطﻌم ﺟدﻳد ﻟﻠﻣﻧﺎوﻟﺔ ﻟم أﺷﻌر ﺑـﻪ ﻣـن ﻗﺑـﻝ ،أﺣـس ﺣﻘﻳﻘــﺔ أﻧــﻲ آﻛــﻝ ﺟــﺳد اﻟﻣــﺳﻳﺢ وأﺷــرب دﻣــﻪ .وﺷــﺟﻌﻪ اﻟﻛــﺎﻫن وﻗﻠﺑــﻪ ﻣﻣﺗﻠــﺊ ﻓرﺣــﺎً ﻣــن أﺟــﻝ اﺑﻧــﻪ اﻟــذي ﻳﺧطــو ﺧطـوات ﺟدﻳــدة ﻓﻲ ﻣﺣﺑﺗﻪ وﻋﻼﻗﺗﻪ ﱠ ﺑﺎﻟﻠﻪ. طﻠــب ﻣــن أﺑوﻧــﺎ أن ﻳــﺻﻠﻲ ﻟــﻪ ﻷن رﺣﻠﺗــﻪ اﻟﻘﺎدﻣــﺔ ﺳــﻳﻌﺑر ﻓﻳﻬﺎ اﻟﻣﺣﻳط ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻛﻝ رﺣﻼت اﻟطﻳﺎر رأﻓت ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ إﻟــﻰ أوروﺑــﺎ وآﺳــﻳﺎ .أﻣــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﻣـرة ﻓﻛﺎﻧــت طــﺎﺋرة ﻣــﺻر ﻟﻠطﻳـران ﺗﺗﺟﻪ ﻧﺣو اﻟوﻻﻳﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻓﺻﻠﻰ ﻟﻪ أﺑوﻧﺎ وﺷﺟﻌﻪ.
ـ 64ـ
ﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻫـ ـ ـ ـ ــذا آﺧ ـ ـ ـ ـ ـر ﻟﻘـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻟﻠطﻳـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﺗﺎﺋـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻣﻣﺗﻠـ ـ ـ ـ ــﺊ ﺑﺎﻟﻣــﺳﻳﺢ ﻣــﻊ أب اﻋﺗ ارﻓــﻪ ﻓــﻲ ﻧﻬﺎﻳــﺔ ﻋــﺎم ،1999وﻗــد اﻧﻔﺟــرت اﻟطﺎﺋرة وﻣﺎت ﻛﻝ ﻣن ﻓﻳﻬﺎ وﻣﻧﻬم اﻟطﻳﺎر رأﻓت ﺳﺎﻣﻲ. إن اﻟﻠﱠــﻪ طوﻳ ــﻝ اﻷﻧ ــﺎة ﻳﻘﺑ ــﻝ ﺗوﺑﺗ ــك وﻛ ــﻝ ﻋﺑﺎدﺗ ــك اﻟروﺣﻳ ــﺔ ﻣﻬﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت ﺿـ ــﻌﻳﻔﺔ وﺳ ــطﺣﻳﺔ وﻳﻧﻣﻳﻬ ــﺎ ﺣﺗـ ــﻰ ﺗﺧﺗﺑ ــر ﻣﺣﺑﺗـ ــﻪ وﺗـ ـ ـرﻓض ﺧطﺎﻳ ـ ــﺎك ﻓﺗ ـ ــﺳﺗﻌد ﺑﺎﻟﺣﻘﻳﻘ ـ ــﺔ ﻷﺑ ـ ــدﻳﺗك .ﻓﺎﺳ ـ ــﺗﻣر ﻓ ـ ــﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗك اﻟروﺣﻳﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻌﻣق وﺗﺷﻌر ﱠ ﺑﺎﻟﻠﻪ. اﻟﻠﱠــﻪ اﻟﻌــﺎرف اﻟﻐﻳــب وﺣــدﻩ ﻛــﺎن ﻳﻌــد ﻗﻠــب اﺑﻧــﻪ أرﻓــت ﻟﻳﻔــرح ﺑﺎﻟــﺳﻣﺎء ﻣــن ﺧــﻼﻝ أﻫــم أﺳ ـرار اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ وﻫﻣــﺎ ﺳــري اﻻﻋﺗ ـراف واﻟﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوﻝ ﻷﻧﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧﺣﺗﺎﺟﻬﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﻝ ﺣﻳﺎﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ إذ ﻻ ﻧﺧﻠو ﻣن اﻟﺧطﺎﻳﺎ وﻧﺣﺗـﺎج داﺋﻣـﺎً ﻟﻘـوة اﻟﻣـﺳﻳﺢ ﺣﺗـﻰ ﺗﻌﻣـﻝ ﻓﻳﻧﺎ. ـﺳران واظــب ﻋﻠﻳﻬﻣــﺎ واﻫــﺗم ﻟــﻳﻛن أﺳــﺎس ﺣﻳﺎﺗــك ﻫﻣــﺎ ﻫــذا اﻟـ ﱢ ﺑﺎﻻﺳ ــﺗﻌداد ﻟﻬﻣ ــﺎ ﻟﺗﺗ ــذوق ﺣ ــﻼوة اﻟﻣ ــﺳﻳﺢ وﻋ ــﺷرﺗﻪ وﺣﻳﻧﺋ ـ ٍـذ ﻟ ــن ﺗﺧﺎف ﻣن ﺷﻲء وﻟو اﻟﻣوت.
ـ 65ـ
) (15كـالمـك حـلـو يـارب ﻛﺎﻧ ـ ـ ــت أﻛﺑ ـ ـ ــر أﺧواﺗﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ــﺳﺑﻊ ،وﻟ ـ ـ ــم ﻳﻛ ـ ـ ــن ﻫ ـ ـ ــذا ﻓﺧـ ـ ـ ـ اًر أو ﻣﻳزة ﻟﻬﺎ ﺑـﻝ ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻛـس ﻛـﺎن ﻫـذا أﺣـد أﺳـﺑﺎب آﻟﻣﻬـﺎ اﻟـذي اﺳـ ــﺗﻣر ﻣﻌﻬـ ــﺎ ﺣ ـ ـواﻟﻲ ﺗـ ــﺳﻌﺔ ﻋـ ــﺷر ﻋﺎﻣـ ــﺎً ﻣـ ــن ﻋﻣرﻫـ ــﺎ .وﻟﻛـ ــن اﺳـ ــﺗﺄذﻧك أﻳﻬـ ــﺎ اﻟﻘـ ــﺎرئ اﻟﻌزﻳـ ــز ﻗﺑـ ــﻝ أن أﺳـ ــرد ﻋﻠﻳـ ــك ﺗﻔﺎﺻـ ــﻳﻝ ﻗﺻﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﻳﻬﺎ ﻣن أﻟم وﻟﺟﺎﺟﺔ وﻋﻣﻝ إﻋﺟﺎزي ﻟﻧﻌﻣـﺔ اﻟﻠﱠـﻪ ﻓـﻲ ﺣﻳﺎﺗﻬـ ــﺎ أن أﺑـ ــداً اﻟﻘـ ــﺻﺔ ﻣـ ــن ﺣـ ــﺎﻝ ﺗﻌرﻓـ ــﻲ ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ـرأة اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺛم أﻗص ﻗﺻﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎﻧﻬﺎ ﻫﻰ ﻛﻣﺎ روﺗﻬﺎ ﻟﻲ.. ﻛﺎن ﻫذا ﻓﻲ أواﺋﻝ اﻟﺳﺗﻳﻧﻳﺎت ،وﻛﻧت ﺻﺑﻳﺎً ﻳﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣـر ﻋﺷر ﺳـﻧوات ﺗﻘرﻳﺑـﺎً ﻋﻧـدﻣﺎ اﺿـطرت أﺳـرﺗﻲ اﻟـﺻﻐﻳرة ﻟظـروف ﻣــﺎ أن ﺗﺗرﻛﻧــﻲ ﻓــﻲ ﻣﻧــزﻝ ﻫــذﻩ اﻟــﺳﻳدة اﻟﺗــﻲ ﺗرﺑطﻧــﺎ ﺑﻬــﺎ ﻗ ارﺑــﺔ.. ﻟﻣـ ــدة ﺷـ ــﻬر ﺗﻘرﻳﺑـ ــﺎً ..واﻟﻣﻛـ ــﺎن إﺣـ ــدى ﻗـ ــرى اﻟـ ــﺻﻌﻳد ﺣﻳـ ــث ﻻ ﻛﻬرﺑﺎء وﻻ ﻣواﺻﻼت ﺳـوى ﻣـﺎ اﻋﺗـﺎد اﻟﻧـﺎس رﻛوﺑـﻪ ﻣـن دواب، ﻣﻛﺎن ﺑداﺋﻲ ﺟداً ﻳﻌﻛس ﺣﺎﻝ اﻟﻣﻧزﻝ ﻣن اﻟداﺧﻝ ﺑﻣﺎ ﻳﺣﻣﻠﻪ ﻣن أﺛﺎث ﻓﺎﺧر. ﻓﻛ ــﺎن ﻟﻬ ــذا اﻟ ــﺷﻬر أﺑﻠ ــﻎ اﻷﺛ ــر ﻓ ــﻲ ﺣﻳ ــﺎﺗﻲ ﻛﻠﻬ ــﺎ وﺧﺎﺻ ــﺔ ـدا ،إذ اﻟﻧـوم ﻣـن اﻟـﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧـﺔ اﻟروﺣﻳﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﺎﻟﻧظﺎم ﺻـﺎرم ﺟ ً ـﺳﺎء واﻻﺳــﺗﻳﻘﺎظ ﻓــﻲ اﻟراﺑﻌــﺔ ﻓﺟـ اًر وﻳــﺄﺗﻲ اﻟﺧــدم وﻋــددﻫم ﻛﺛﻳــر ﻣـ ً
ـ 66ـ
ﻓـ ـ ـﻲ اﻟراﺑﻌ ـ ــﺔ ﺻ ـ ــﺑﺎﺣﺎً ﺣ ـ ــﺎﻣﻠﻳن أواﻧ ـ ــﻲ اﻟﻣﻳ ـ ــﺎﻩ ﺷ ـ ــدﻳدة اﻟﺑ ـ ــرودة ﻟﻼﻏﺗــﺳﺎﻝ ،ﺛــم ﺗﺑــدأ اﻟــﺳﻳدة اﻟــﺻﻼة أو زوﺟﻬــﺎ وﻛﺎﻧــت اﻟــﺻﻼة ﺗﺟﻣــﻊ ﺑــﻳن اﻻرﺗﺟــﺎﻝ وﻗطــﻊ ﻣــن اﻷﺟﺑﻳــﺔ وﺑﻌــد ﻓﺗ ـرة اﻟــﺻﻼة... ﺗﻘﺗـرب ﻟﻣﺑـﺎت اﻟﻛﻳروﺳــﻳن ﻣـن وﺟـﻪ اﻟــﺳﻳدة وﻣـن اﻟﻛﺗـﺎب اﻟﻬﺎﺋــﻝ اﻟﺣﺟـ ــم اﻟـ ــذي ﺗﺣﻣﻠـ ــﻪ ﺑﻳـ ــدﻳﻬﺎ وﺗﻘﺗـ ــرب ﻋﻳﻧﺎﻫـ ــﺎ ﻣـ ــن اﻟ ـ ـﺻﻔﺣﺎت ﺗﺑ ــدأ ﺑ ــﺻوت اﺟﺗﻣﻌ ــت ﻓﻳﻬ ــﺎ ﻧﺑـ ـرات اﻟﻬ ــدوء واﻟوداﻋ ــﺔ واﻟﺣ ــﺳم واﻟﻣﻬﺎﺑﺔ: #ﺳﻧﻘ أر اﻟﻳوم "ﺣزﻗﻳﺎﻝ اﻟﻧﺑﻲ": ﺗـﺳﺗﻣر اﻟﻘـراءة ﺣـواﻟﻲ رﺑـﻊ ﺳـﺎﻋﺔ ..ﻫــﻰ واﻗﻔـﺔ وأﻧـﺎ وزوﺟﻬــﺎ ﺟﻠـ ــوس ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺳرﻳر اﻟﻧﺣﺎﺳـ ــﻲ اﻟﻌـ ــﺎﻟﻲ .وﻣـ ــﺎ أن ﺗﻧﺗﻬـ ــﻲ ﻣـ ــن اﻟﻘ ـراءة ..ﺣﺗــﻰ ﺗﺑــدأ ﻓــﻲ ﺷــرح وﺗﻔــﺳﻳر ﻣــﺎ ﻗ أرﺗــﻪ ﺑــروح وﺳــﻠطﺎن ﺗﻌﻠﻳﻣـ ــﻲ وﻛﺎﻧـ ــت ﺗﻘـ ــرن ﻣـ ــﺎ ﺗـ ــﺷرﺣﻪ ﺑﺗطﺑﻳﻘـ ــﺎت ﻋﻣﻠﻳـ ــﺔ ﻟﺣﻳﺎﺗﻧـ ــﺎ اﻟﻳوﻣﻳــﺔ أﺛﻧــﺎء ذﻟــك ﺗﻧﺗﻘــﻝ ﻋﻳﻧﺎﻫــﺎ ﺑﻳﻧﻧــﺎ ﻧﺣــن اﻷرﺑﻌــﺔ ـ زوﺟﻬــﺎ واﺛﻧـﺎن ﻣــن اﻟﺧـدم ﻓــﻲ اﻟﻣﻧـزﻝ وأﻧــﺎ ﺑـﺷﻲء ﻣــن اﻟﺣﻧـﺎن واﻟﺗــﺷﺟﻳﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟـﺳﻠوك ﺑﻣـﺎ ﻗ أرﻧــﺎ ...ﺛـم ﺗـﺄﺗﻲ اﻟــﺻﻼة اﻟﺧﺗﺎﻣﻳـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻛــﺎن ﻳﺗﻠوﻫــﺎ اﻟــزوج ﻓــﻲ ﻣﻌظــم اﻷﺣﻳــﺎن واﻟــﺻﺑﻲ ﻓــﻲ ﺑﻌــﺿﻬﺎ وﺗﻧﺗﻬــﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻟﺻﺑﺎﺣﻳﺔ ﺑﺄن ﻳﻘوم اﻟﺟﻣﻳﻊ ﺑﻧﺷﺎط ﻷﻋﻣﺎﻟﻪ. ﻛﺎﻧت اﻟﺟرﻳدة اﻟﻳوﻣﻳﺔ ﺗـﺄﺗﻲ ﻟﻬـذا اﻟﻣﻧـزﻝ ﻛـﻝ ﻳـوم وﻟﻛـن ﻓـﻲ وﻗت ﻣﺗﺄﺧر ﻟﺑﻌد اﻟﻘرﻳﺔ ﻋن ﺧط اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﻳدﻳﺔ.
ـ 67ـ
وﻳﻘ ـ أر اﻟــﺻﺑﻲ ﻋــﺎدة اﻟﻌﻧــﺎوﻳن اﻟﻛﺑﻳ ـرة ﺣﺗــﻰ ٕوان ﻟــم ﻳﻔﻬﻣﻬــﺎ ﻛﻠﻬــﺎ ...وﻓــﻲ إﺣــدى اﻟﻣ ـرات أﺧــذ اﻟــﺻﺑﻲ اﻟﺟرﻳــدة ،إذ ﺗﻌــذرت ﻋﻠﻳ ـﻪ ﻛﻠﻣــﺔ ﻓــﻲ ﻗراءﺗﻬــﺎ وذﻫــب ﻟﻬــذﻩ اﻟــﺳﻳدة ﻟﺗﻘ أرﻫــﺎ وﺗــﺷرﺣﻬﺎ ﻟــﻪ ...وﻣــﺎ أن ﺳــﺄﻟﻬﺎ ذﻟــك ﺣﺗــﻰ أﺟﺎﺑــت ﺑرﻗــﺔ وﻋذوﺑــﺔ :آﺳــﻔﺔ ﻳــﺎ ﺣﺑﻳﺑﻲ ...أﻧﺎ ﻻ أﻋرف اﻟﻘراءة؟!!.. اﻋﺗﺑرﻫ ــﺎ اﻟ ــﺻﺑﻲ ﻧوﻋ ــﺎً ﻣ ــن اﻟﻣـ ـزاح ﻓ ــﺳﺄﻟﻬﺎ ﺛﺎﻧﻳ ــﺔ ﻓﺟ ــﺎءت اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ!!!. وﻟﻛن ﻛﻳف ﻻ ﺗﺟﻳـدي اﻟﻘـراءة ..ﻓﺄﻧ ِ ـت ﺗﻘـرأﻳن ﻟﻧـﺎ ﻛـﻝ ﻳـوم.. ﺗﻘرﻳﻧـﻪ ﻟﻧـﺎ ...ﻛﻳـف ﻫـذا؟! ..أم إﻧـكِ◌ ﺑﻝ ﺗﺷرﺣﻳن ﻟﻧﺎ أﻳﺿﺎً ﻣـﺎ أ ﻻ ﺗرﻳ ــدي أن ﺗﻌطﻳﻧـ ــﻲ ﻣ ــن وﻗﺗـ ــك .اﺳ ــﺗﻣرت ﻧظراﺗﻬـ ــﺎ اﻟﺣﺎﻧﻳـ ــﺔ وﻗﺎﻟ ــت ﻟ ــﻪ :أﻋﺗﻘ ــد إﻧ ــك ﻛﺑ ــرت وﻣﻣﻛ ــن ﺗﻔﻬ ــم ﻣ ــﺎ ﺳ ــوف أﻗ ــص ﻋﻠﻳــك وﻟﻛــن دع اﻷﻣــر ﺳ ـ اًر ﺑﻳﻧﻧــﺎ ﻣﻣﻛــن ﻳــﺎ ﺗــرى ﺗﺣﻔــظ اﻟــﺳر؟ ﻓﺄﺟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت وأﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻻ أﻋﻲ ﻣﺎ أﻗوﻝ "طﺑﻌﺎً ـ طﺑﻌﺎً". ـ ﺷــوف ﻳــﺎ ﺣﺑﻳﺑــﻲ ﻟﻘــد ُوﻟــدت ﻋــﺎم 1895وﻛــﺎن أﺑــﻲ ﻏﻧﻳــﺎً ﺟداً ﻣن اﻷﻋﻳﺎن وﻛﻧت أوﻟﻰ ﺑﻧﺎﺗﻪ وﻟم ﻳﻛن اﻟﺗﻌﻠﻳم ﻣﻧﺗﺷ اًر ﻣﺛـﻝ ﻫ ــذﻩ اﻷﻳ ــﺎم ﺑ ــﻝ ﻛ ــﺎن ﻳﻌﺗﺑ ــر ﻋﻳﺑ ــﺎً وﺧﺎﺻ ــﺔ ﻟﻠﺑﻧ ــﺎت وﻣ ــﻊ ﻫ ــذا أدﺧﻠﻧــﻲ أﺑــﻲ اﻟﻣدرﺳــﺔ ﻻﻗﺗﻧﺎﻋــﻪ ﺑﺄﻫﻣﻳــﺔ اﻟﻣوﺿــوع ..وﻟﻛــن ﺑﻌــد أﺳﺑوع واﺣـد ﻣـن اﻧﺗـﺷﺎر اﻟﺧﺑـر ﻫﺎﺟـت اﻟـدﻧﻳﺎ وﻗﺎﻣـت وﻟـم ﺗﻬـدأ،
ـ 68ـ
اﺟﺗﻣــﻊ اﻟﻛﺛﻳــر ﻣــن اﻟرﺟــﺎﻝ ﻓــﻲ ﺑﻳﺗﻧــﺎ :ﻛﻳــف ﻳــﺎ ﺳــﻌﺎدة اﻟﺑﻳــﻪ؟!.. دﻩ اﻟﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻠﺑﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ..ﻣﺎﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻝ اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم دي ﻓــﺿﻳﺣﺔ ...وظــﻝ أﺑــﻲ ﺑوﺟﻬــﻪ اﻟﺣــﺎﺋر ﻳﺟــوﻝ ﺑﺑــﺻرﻩ أﻣــﺎم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﻳن ﻳﺣــﺎوﻝ أن ﻳﺟــد دﻓﺎﻋــﺎً وﻟﻛــن ﺣﺟﺟﻬــم ﻛﺎﻧــت أﻋﻠــﻰ ﻣــن ﻣﻧطــق أﺑــﻲ ﻓﺄﺧــذ ﻳﻣــﺗص ﺛــورﺗﻬم وأﺧﻳ ـ اًر اﺳﺗــﺳﻠم ﻟﻣطــﺎﻟﺑﻬم وأﺧرﺟﻧﻲ ﺑﻌد أﺳﺑوع ﻣن اﻟﻣدرﺳـﺔ وﻟﻬـذا ﻓﺄﻧـﺎ ﻻ أﻋـرف اﻟﻘـراءة، ِ وﻟﻛﻧك...؟! ﻓﻘﺎطﻌﺗﻬﺎ ﻓﺄﺟﺎﺑ ــت :اﺻ ــﺑر ﺷ ــوﻳﻪ ﻳ ــﺎ ﺣﺑﻳﺑ ــﻲ ...ﺷ ــﻌر واﻟ ــدي ﺑﺎﻟﻧ ــدم اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺷدﻳد ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اررﻩ اﻟﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎطﺊ وﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا أﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر أﻻ ﻳﻛــرر اﻟﺧطــﺄ ﻣــﻊ أﺧ ـواﺗﻲ اﻟﺑﻧــﺎت ﻓــﺄدﺧﻠﻬن ﻛﻠﻬــن اﻟﻣــدارس وﻣــرت اﻟــﺳﻧون ـ وﻛﺑرﻧــﺎ وﻛﺑــرت اﻟﻣــﺷﻛﻠﺔ ﺑــداﺧﻠﻲ :إﻧﻧــﻲ أﻗــﻝ أﺧـواﺗﻲ ..ﻓﻬــن ﻣﺗﻌﻠﻣــﺎت ﻳﻘـرأن وﻳﻛﺗــﺑن ..ﻟــم ﻳﻣﻳــزﻫن أﺑــﻲ ﻋﻧــﻲ ﻓﻲ ﺷﻲء وﻟﻛـن اﻟـﻧﻘص ﻛـﺎن داﺧﻠـﻲ واﻷﻟـم ﻛـﺎن ﻳﻌﺗـﺻرﻧﻲ وﻟـم أﻓ ــﺗﺢ ﺷ ــﻔﺗﺎي أﺑ ــداً وﻟ ــم أﺑ ــﺢ ﻷﺣ ــد ﺑﻣ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻧﻔ ــﺳﻲ ...وأﺧ ــذت اﻟﻣـ ــﺷﻛﻠﺔ ﻣﻌـ ــﻲ ﺑﻌـ ــداً أﻋﻣـ ــق ﻋﻧـ ــدﻣﺎ ﺑـ ــدأن ﻳﻘ ـ ـرأن ﻓـ ــﻲ اﻟﻛﺗـ ــﺎب اﻟﻣﻘـ ــدس ﺑـ ــﺻوت ﻣرﺗﻔـ ــﻊ وﻳﺣﻛـ ــﻳن وﻳﻔـ ــﺳرن وﻳﺗـ ــﺳﻠﻳن ﺑـ ــﺑﻌض اﻟﺗراﻧﻳم اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ وأﻧﺎ ﻻ أﺳﺗطﻳﻊ اﻟﻘراءة أو اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑـﻝ ﺧﺟﻠـﻲ ﺟﻌﻠﻧ ــﻲ ﻛﺛﻳـ ـ اًر ﻣ ــﺎ أﻋﺗ ــذر ﻋ ــن اﻟﺟﻠ ــوس ﻣﻌﻬ ــن ﺑﺣﺟ ــﺔ أﻋﻣ ــﺎﻝ اﻟﻣﻧزﻝ ...واﻟذي ﻟـم ﻳﻌﻠﻣﻧـﻪ أﺑـداً ﻛـم ﻛﺎﻧـت دﻣـوﻋﻲ ﺣﺎرﻗـﺔ ﻋﻠـﻰ
ـ 69ـ
وﺟﻧﺗﺎي... وﻣـ ـرة ﻳ ــﺎ ﺣﺑﻳﺑ ــﻲ ﻗﻣ ــت ﻓ ــﻲ ﻣﻧﺗ ــﺻف اﻟﻠﻳ ــﻝ وﻛ ــﺎن ﻋﻣ ــري ﺣ ـواﻟﻲ ﺗــﺳﻌﺔ ﻋــﺷر ﻋﺎﻣــﺎً وﻛــﺎن ﻫــذا اﻷﻣــر ﻗﺑــﻝ زواﺟــﻲ ﺑﻘﻠﻳــﻝ وأﻧــﺎ ﻓــﻲ ﺑﺣــر ﻣــن اﻟــدﻣوع وﺿــﻳق ﺷــدﻳد وﻟــم أﺗﺣــرك ﻟــﺋﻼ أوﻗــظ أﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداً ﻣﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻣن ﻣﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺟ ـ ـ ـ ـرة ،ﺧطـ ـ ـ ــر ﻟـ ـ ـ ــﻲ ﺧـ ـ ـ ــﺎطر ...ﻟﻣـ ـ ـ ــﺎذا ﻻ أﺗﺣـ ـ ـ ــدث ﻣﻊ ﱠ اﻟﻠﻪ؟.. وﺑدأت ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ أﺗﻛﻠم ﻣﻌـﻪ ﺑﻛﻠﻣـﺎت ﻋﻔوﻳـﺔ ﻏﻳـر ﻣرﺗﺑـﺔ ﻛﺎﻧـت ﺧﺎرﺟﺔ ﻣن ﻗﻠب داﻣﻲ وﻟﻳس ﻣن ﻟﺳﺎن ﻓﺻﻳﺢ... أﻧــت ﺗﻘــدر ﻋﻠــﻰ ﻛــﻝ ﺣﺎﺟــﺔ ..أﻧــت أﺑــو اﻟﻛــﻝ ...أﻧــﺎ ﺗﻌﺑﺎﻧــﺔ ﻗــوي وﻣﺟروﺣــﺔ ﻗــوي ...أﻧــﺎ ﻋﺎرﻓــﺔ إن اﻟــﺷﻬﺎدات ﻋﻧــدك ﻣــش ﻣﻬﻣﺔ ...أﻧﺎ ﻣـش ﻋـﺎوزة اﻟﺗﻌﻠـﻳم ...ﻋـﺎوزة ﺣﺎﺟـﺔ واﺣـدة ﺑـس... اﻗ أر وأﻓﻬـم ﻛﺗﺎﺑـك اﻟﻣﻘـدس ...أﻧـﺎ ﺑﻳـﻧﻬم ﻋﺎﻣﻠـﺔ زي اﻟوﺛﻧﻳـﺔ وﺳـط اﻟﻣ ــﺳﻳﺣﻳﻳن أﻧ ــﺎ ﻣ ــش ﻋ ــﺎوزة ﻓﻠ ــوس ...ﻣ ــش ﻋ ــﺎوزة أﺗﺟ ــوز وﻻ أﻧﺟب ...ﻋﺎوزة ﺣﺎﺟﺔ واﺣدة ﺑـس اﻗـ أر وأﻓﻬـم ﻛﺗﺎﺑـك اﻟﻣﻘـدس... ـﻲ وﻻ ﻫــو ﻛﺑﻳــر ﻋﻠﻳــك ...أرﺟــوك أرﺟــوك... دﻩ ﻣ ـش ﻛﺗﻳــر ﻋﻠـ ﱠ أرﺟوك ﻳﺎرب. وأﺧ ــذﻧﻲ اﻟﻧﻌ ــﺎس ﺣﺗ ــﻰ اﻟ ــﺻﺑﺎح وﻋﻧ ــد اﻻﺳ ــﺗﻳﻘﺎظ ﺻ ــﺑﺎﺣﺎً اﻧﺻرﻓت ﻷﻣور اﻟﻌﻣﻝ اﻟﻣﻧزﻟﻳﺔ واﺳـﺗﻣر اﻷﻣـر ﻫﻛـذا ﻋـدة أﻳـﺎم،
ـ 70ـ
وﻓــﻲ إﺣــدى اﻷﻣــﺳﻳﺎت أﺧــذت إﺣــدى أﺧ ـواﺗﻲ اﻟﻛﺗــﺎب اﻟﻣﻘــدس ﻓﻲ ﻳدﻫﺎ وﺑدأت ﻓﻲ اﻟﻘراءة وﻛﺎﻧت ﺗﺟﻠس ﺑﺟواري وﻧظرت ﻧﺣو ﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت ﺗﻘ ـ أر وﺗــﺿﻊ أﺻــﺑﻌﻬﺎٕ ...واذ ﺑــﻲ ..أﺟــد ﻋﻘﻠــﻲ ﻳﻧطــق ذات اﻟﻛﻠﻣــﺎت وﻛﺄﻧــﻪ ﻳﻌرﻓﻬــﺎ ﺗﻣــﺎم اﻟﻣﻌرﻓــﺔ .ﺑــﻝ ﺻــﺎرت ﻋﻳﻧــﺎي ﺗـ ــﺳﺑﻘﺎن أﺻـ ــﺑﻌﻬﺎ وﺗﻧطـ ــق ﻧﻔـ ــس اﻟﻛﻠﻣـ ــﺎت ﻛﻳـ ــف ﻫـ ــذا؟! ...ﻻ أﻋرف ..ﻻ أﻓﻬـم ..إﻧـﻪ ﻓـوق اﻟﺗـﺻدﻳق ..ﻛـﺎد ﻗﻠﺑـﻲ ﻳﺗوﻗـف ﻋـن اﻟﻧـ ــﺑض وأﺻـ ــﺎب اﻟـ ــﺷﻠﻝ ﻋﻘﻠـ ــﻲ ...وﺗﻼﺣﻘـ ــت أﻧﻔﺎﺳـ ــﻲ ..وﻗﺑـ ــﻝ اﻓﺗﺿﺎح أﻣري ﺧرﺟت ﻣـن اﻟﻐرﻓـﺔ ﻣـﺳرﻋﺔ ﺣﺗـﻰ ﻻ ﻳﻼﺣـظ أﺣـد ـﻲ ﺷـ ــﻲء وﺑـ ــﺻورة ﺗﻠﻘﺎﺋﻳـ ــﺔ ذﻫﺑـ ــت ﻹﺣـ ــدى ﻏـ ــرف أﺧ ـ ـواﺗﻲ ﻋﻠـ ـ ﱠ وﻓﺗﺣــت ﻛﺗﺎﺑــﺎً ﻣدرﺳــﻳﺎً ﻷﻋﻳــد اﻟﺗﺟرﺑــﺔ .وﻟﻛــن اﻟﻛﻠﻣــﺎت اﻟﻣﻛﺗوﺑــﺔ ﻋﺎدت إﻟﻰ ﻏرﺑﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻳﻧﻲ .ﻻ أﺳﺗطﻳﻊ ﻗراءة ﺣرف واﺣد. ـﻲ ﻗــدرﺗﻲ ﻋــدت ﻣ ـرة أﺧــرى إﻟــﻰ اﻟﻛﺗــﺎب اﻟﻣﻘــدس ﻓﻌــﺎدت إﻟـ ﱠ ﻋﻠﻰ اﻟﻘراءة واﻟﻔﻬم .ﻣﺎذا ﻳﺣدث ...ﻳﺎ إﻟﻬﻲ إﻧﻧـﻲ أﻓﻬـم ..ﻋظـﻳم أﻧت ﻓﻲ ﻗدرﺗك ﻋظﻳم أﻧت ﻓﻲ ﻛﻝ أﻋﻣﺎﻝ ﻧﻌﻣﺗك ﻣﺎ أروﻋـك ﻳـﺎ إﻟﻬﻲ ...ﻳﺎ ﻣﻔرح ﺻﻐﻳري اﻟﻘﻠوب واﻟﻧﻔوس :ﻓﻬﻣـت ﻟﻳـﻪ ﺑﻘـﻰ أﻧـﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻓش أﻗ أر اﻟﺟراﻳد ..ﻷﻧﻲ زي ﻣﺎ ﻗﻠـت ﻟـك أﻧـﺎ ﻻ أﻋـرف اﻟﻘـراءة وﻣـش ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوزة أﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أر ﺣﺎﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺗﻲ ﻏﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس...
ـ 71ـ
أﻳﻬﺎ اﻟﺣﺑﻳب ﺗﻧﻳﺣت ﻫذﻩ اﻟﻣرأة اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻋـﺎم 1980وﺣﺗـﻰ أﺛﻧــﺎء ﻣرﺿــﻬﺎ اﻟــذي ﻻﺻــﻘﻬﺎ آﺧــر ﺛــﻼث ﺳــﻧوات ﻓــﻲ ﻋﻣرﻫــﺎ ﻟــم ﻳﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرق اﻟﻛﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب اﻟﻣﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدس ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻫﺎ وﻻ ﻋﻳﻧﻳﻬﺎ وﻻ ﻗﻠﺑﻬﺎ. أﻳﻬــﺎ اﻟﺣﺑﻳــب أﻟﻣــﺳت ﻣﻌــﻲ أن ﻫــذﻩ اﻟﻣـرأة ﺳــوف ﺗــدﻳن ﻛــﻝ ﻣن ﺗﻌﻠﻣوا اﻟﻘراءة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﻻ ﻳﻘرأون اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس؟! ﻋظﻳﻣﺔ ﻫﻰ أﻋﻣﺎﻟك ﻳﺎرب.
) (16علمني كيف أخدمك -1ﻛﺎﻧــت ﻫــذﻩ اﻟﺧﺎدﻣــﺔ ﺗﻌــﺎﻧﻲ أﺣﻳﺎﻧــﺎً ﻣــن ﺻــداع ﺷــدﻳد ﻻ ﻳزوﻝ إﻻ ﺑراﺣﺔ ﻟﻣدة طوﻳﻠـﺔ وﻓﻳﻣـﺎ ﻫـﻰ ذاﻫﺑـﺔ ﻟﺧـدﻣﺗﻬﺎ ﻫﺎﺟﻣﻬـﺎ ﻫذا اﻟﺻداع ﻓطﻠﺑت ﻣﻌوﻧـﺔ اﻟﻠﱠـﻪ وﺗﺣﺎﻣﻠـت ﻋﻠـﻰ ﻧﻔـﺳﻬﺎ وذﻫﺑـت إﻟﻰ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ. ﻛﺎن اﻟدرس ﻋن اﻟﻌذراء ﻓطﻠﺑت ﺷﻔﺎﻋﺗﻬﺎ وﻫﻰ ﺗﺟﻠس أﺛﻧـﺎء اﻟﺗـ ـراﻧﻳم ﻋﻠ ــﻰ أﺣ ــد اﻟﺟواﻧ ــب ﺛ ــم ﻗﺎﻣ ــت ﻟﺗﻠﻘ ــﻲ اﻟ ــدرس وﻓوﺟﺋ ــت
ـ 72ـ
ﺑــزواﻝ اﻟــﺻداع ﺗﻣﺎﻣــﺎً وﺗﺣرﻛــت ﺑﻧــﺷﺎط وﺣﻳوﻳــﺔ ،ﺑﻌــد ذﻟــك ﻋــﺎد إﻟﻳﻬﺎ اﻟﺻداع اﻟﺷدﻳد واﺳﺗراﺣت ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﻬﺎ ﺣﺗﻰ زاﻝ. إن ﱠ اﻟﻠﻪ ﻫو اﻟﻣﺳﺋوﻝ ﻋن ﺧدﻣﺗﻪ ﻓﻬو وﺣدﻩ اﻟراﻋﻲ اﻟﺻﺎﻟﺢ وﻛــﻝ اﻟﺧــدام أدوات ﻓــﻲ ﻳــدﻩ ﻳــﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ وﻳﻛﻣﻠﻬــﺎ ﻓــﻼ ﺗﻧــزﻋﺞ ﻣــن ﺿــﻌﻔك ﺳ ـواء ﻓــﻲ اﻟﺟــﺳد أو ﻓــﻲ اﻟــروح ﻷﻧــﻪ ﻫــو اﻟﻌﺎﻣــﻝ ﻓﻳــك وﻟﺳت أﻧت اﻟﻣﺗﻛﻠم. -2واظﺑ ــت ﻫ ــذﻩ اﻟﺧﺎدﻣ ــﺔ ﻓ ــﻲ أوﻝ ﺳ ــﻧوات ﺧ ــدﻣﺗﻬﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻻﻓﺗﻘ ــﺎد ﻣ ــﻊ زﻣﻳﻠﺗﻬ ــﺎ .وﻓ ــﻲ أﺣ ــد اﻷﻳ ــﺎم اﻋﺗ ــذرت زﻣﻳﻠﺗﻬ ــﺎ ﻋ ــن اﻻﻓﺗﻘــﺎد ﻣﻌﻬــﺎ ﻗﺑــﻝ اﻟﻣﻳﻌــﺎد ﺑــﺳﺎﻋﺔ واﺣــدة ﻓــذﻫﺑت إﻟــﻰ اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻟﺗطﻠب ﻣﻌوﻧﺔ ﱠ اﻟﻠﻪ. ﻟــم ﺗﻛــن ﺗﻌــرف اﻟﻌﻧــﺎوﻳن ﻓﻔوﺟﺋــت ﺑوﺟــود اﻟﺧﺎدﻣــﺔ اﻟــﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻔــﺻﻝ اﻟﺗــﻲ أوﺿــﺣت ﻟﻬــﺎ ﻛــﻝ اﻟﻌﻧــﺎوﻳن وأﻋطﺗﻬــﺎ رﻗــم ﺗﻠﻳﻔوﻧﻬــﺎ اﻟﻣﺣﻣــوﻝ ﻟﺗﺗــﺻﻝ ﺑﻬــﺎ ﻓــﻲ أي اﺣﺗﻳــﺎج ،ﺛــم ﻗﺎﺑﻠــت أﺣــد اﻟﻛﻬﻧــﺔ اﻟــذي ﻟــم ﺗﻛــن ﻣﻌﺗــﺎدة أن ﺗﺗﺣــدث ﻣﻌــﻪ وطﻠﺑــت ﺻــﻠواﺗﻪ ﻷﻧﻬــﺎ ﻷوﻝ ﻣرة ﺳﺗﻔﺗﻘد وﺣدﻫﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ اﻟﻛﺎﻫن: #ﻣن ﺗرﻳدﻳن أن ﻳذﻫب ﻣﻌك اﻟﻌذراء أم ﻣﺎرﺟرﺟس؟ ﻓﺄﺟﺎﺑـ ــت ﺑﺎﺑﺗـ ــﺳﺎﻣﺔ :ﻣـ ــن ﺗﺧﺗـ ــﺎرﻩ ﻟـ ــﻲ ﻳـ ــﺎ أﺑوﻧـ ــﺎ ،ﻓـ ــﺷﺟﻌﻬﺎ وﺧرﺟـ ــت ﺗﻔﺗﻘـ ــد .وﺷـ ــﻌرت ﻓـ ــﻲ اﻟطرﻳـ ــق أن اﻟﻌـ ــذراء ﺗـ ــﺳﺎﻧدﻫﺎ،
ـ 73ـ
واﻓﺗﻘدت أﺳرﺗﻳن وﻟﻠﻐ ارﺑـﺔ ،ﻛـﺎن ﺷـﻔﻳﻌﻬﻣﺎ ﻫـو ﻣـﺎرﺟرﺟس وﻫﻛـذا ﺗﺣﻘق ﻛﻼم اﻟﻛﺎﻫن ﺑﻣراﻓﻘﺔ اﻟﻌذراء وﻣﺎرﺟرﺟس ﻟﻬﺎ. إن ﱠ اﻟﻠﻪ ﻳرﻳد أن ﻳﺳﺎﻧدك ﻓﻲ ﺧدﻣﺗك ،ﻓﺄﻧت ﻟﺳت وﺣدك ﻟـو ﺗرﻛــك اﻟﺟﻣﻳــﻊ ،ﻻ ﺗــﺳﺗﺛﻘﻝ ﺧــدﻣﺗك ﻓﻬــو ﻳﺣﻣــﻝ ﻣﻌــك وﻋﻧــك ﻛــﻝ ﺷــﻲء وﻳرﺳــﻝ ﻗدﻳــﺳﻳﻪ ﻟﻳــﺻﺣﺑوك ﻓــﻲ ﻛــﻝ ﺧــدﻣﺎﺗك ﻓﻳﻔــرح ﻗﻠﺑــك وﻳﺗﺣﻣس ﻟﺑذﻝ وﻋطﺎء أﻛﺑر. إن اﻻﻓﺗﻘــﺎد ﻫــو أﻫــم ﺧدﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻷﻧــﻪ وﺻــوﻝ إﻟــﻰ اﻟﻧﻔس ﺣﻳث ﻫﻰ ،و ﱠ اﻟﻠﻪ ﻳذﻟﻝ ﻛـﻝ اﻟـﺻﻌوﺑﺎت وﻳﻔـﺗﺢ ﻟـك اﻟﻘﻠـوب ﻟﺗﺟذب اﻟﻛﻝ إﻟﻳﻪ. -3وﻫ ــذﻩ ﻗ ــﺻﺔ ﺧﺎدﻣ ــﺔ أﺧ ــرى ﺑﻛﻧﻳ ــﺳﺔ ﻣ ــﺎرﻣرﻗس ﺑﻣ ــﺻر اﻟﺟدﻳدة ﻫﻰ اﻟﺳﻳدة ﻣﻧﻰ ﻣراد .ﺗﻣﻳـزت ﺧـدﻣﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟرﻋﺎﻳـﺔ اﻟﻔردﻳـﺔ واﻻﻫﺗﻣ ــﺎم ﺑﻛ ــﻝ ﻧﻔ ــس ﻓﺎﻫﺗﻣ ــت ﺑﺎﻓﺗﻘ ــﺎد ﺑﻧﺎﺗﻬ ــﺎ اﻟ ــﺷﺎﺑﺎت ﻛ ــذﻟك ﺗــﺳﺗﺧدم اﻟﺗﻠﻳﻔــون ﻟﻠــﺳؤاﻝ ﻋــﻧﻬن ﻓــﻼ ﻳﻣــر ﻳــوم إﻻ وﺗــﺳﺄﻝ ﻋــن ﻫذﻩ أو ﺗﻠك. ﻛﺎﻧــت ﺗﺛــق ﻓــﻲ ﻗــوة اﻟﻠﱠــﻪ اﻟﻣــﺳﺎﻧدة ﻟﻬــﺎ ﻓﺗرﻓــﻊ ﺻــﻠوات ﻛﺛﻳـرة ﻣــن أﺟﻠﻬــن ﻛــﻝ ﺣﺎﻟــﺔ ﺑﺣــﺳب اﺣﺗﻳﺎﺟﻬــﺎ ﺑــﻝ ﻛــﺎن ﻣــن اﻟﻣﻧــﺎظر اﻟﻣﺄﻟوﻓــﺔ وﺿ ــﻊ ﻛ ــﺷف أﺳ ــﻣﺎء ﺑﻧﺎﺗﻬــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣــذﺑﺢ ﻟﻳﻬ ــﺗم ﺑﻬــن ﱠ اﻟﻠﻪ. ﻛﺎﻧت ﺗـﺷﻌر ﺑـﺑﻌض اﻵﻻم ﻓـﻲ اﻟﻘﻠـب وﻟﻛﻧﻬـﺎ أﻫﻣﻠﺗﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ
ـ 74ـ
ﻣدى ﺳﻧوات ﻣﻛﺗﻔﻳﺔ ﺑﺎﻟﺻﻼة وطﻠب ﻣﻌوﻧﺔ اﻟﻠﱠـﻪ .ﺣـﺎوﻝ زوﺟﻬـﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات ﻛﺛﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة أن ﻳﺛﻧﻳﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋ ــن ﺑﻌ ــض اﻟﺧ ــدﻣﺎت إذا ﺷ ــﻌرت ﺑﺗﻌ ــب ﺟ ــﺳدي ﻟﻛﻧﻬ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت ﺗﻘوﻝ :ﻟﻣﺎذا ﻧﻔﻛر ﻓﻲ اﻟراﺣﺔ وﻗت ﺧدﻣﺔ ﱠ اﻟﻠﻪ! ﻓﻛم ﺗﻛون راﺣﺗﻲ ﻋﻧدﻣﺎ أﺟﻠس ﻣﻊ ﺑﻧﺎﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ ،ﻫذﻩ ﻫﻰ اﻟراﺣﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﻠـو ﻓــوق ارﺣــﺔ اﻟﺟــﺳد .وﻛــﺎن زوﺟﻬــﺎ ﻳــﺿطر أن ﻳﺳﺗــﺳﻠم أﻣــﺎم ﻫــذا اﻟﺣب اﻟﻔﻳﺎض واﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺑﺎذﻟﺔ. وﻓ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــﺻﻳف اﻟﻌـ ـ ـرﻳش اﺻ ـ ــطﺣﺑت ﺑﻧﺎﺗﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺧدﻣ ـ ــﺔ واﻫﺗﻣت ﺑرﻋﺎﻳﺗﻬن وﻟﻛن أﺛﻧﺎء اﻟﻣﺻﻳف ﺷﻌرت ﺑﺗﻌب ﺷدﻳد ﻓﻲ اﻟﻘﻠب وﻛﺷف ﻋﻠﻳﻬﺎ أﺣد اﻷطﺑﺎء وﻫو ﻣﻣﺎرس ﻋﺎم ﻓﻘﺎﻝ: أﺷك ﺑوﺟود ﻟﻐط ﻓﻲ اﻟﻘﻠب.ﻋﻧــد ﺳـؤاﻟﻬﺎ ﻗﺎﻟــت :أﺷــﻌر ﻣﻧــذ زﻣــن ﺑــﺑﻌض اﻟﻣﺗﺎﻋــب وﻟﻛﻧــﻲ ﻟم أذﻫـب ﻟطﺑﻳـب .ﻓطﻠﺑـوا ﻣﻧﻬـﺎ اﻟﻌـودة إﻟـﻰ اﻟﻘـﺎﻫرة ﻟﻛﻧﻬـﺎ أﺻـرت ﻋﻠــﻰ اﺳــﺗﻛﻣﺎﻝ ﺧدﻣــﺔ ﺑﻧﺎﺗﻬــﺎ ﺣﺗــﻰ ﻧﻬﺎﻳــﺔ اﻟﻣــﺻﻳف ﻟﻛــﻲ ﻻ ﺗﺣــرم ﻣ ــن ﺑرﻛ ــﺔ ﻫ ــذﻩ اﻟﺧدﻣـ ـﺔ .وﻋﻧ ــد ﻋودﺗﻬ ــﺎ ﻗ ــرر اﻷﺧ ــﺻﺎﺋﻲ اﻟ ــذي ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺷﻔت ﻋﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻩ ﺑوﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود ﻟﻐط ﻓﻲ اﻟﻘﻠب ﻣﻧذ ﺳﻧوات طوﻳﻠﺔ وأﻋطﺎﻫﺎ اﻟﻌﻼج. اﺳﺗﻣرت ﻓـﻲ اﻟﻌـﻼج ﻣـدة ﺳـت ﺳـﻧوات ﻟـم ﺗﻔﺗـر أﺛﻧﺎﺋﻬـﺎ ﻋـن ﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺗﻬﺎ اﻟﺑﺎذﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺗﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذذ ﺑﺧدﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ ﺑﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت
ـ 75ـ
ﻣن ﺑﻧﺎﺗﻬﺎ. اﺣﺗﺎﺟت طﺑﻳﺎً ﻟﻌﻣﻝ ﻋﻣﻠﻳﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺄﺟﻠت ﻷﺳﺑﺎب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ، ﺛــم أﺻــﻳﺑت ﺑﻧوﺑــﺔ ﻗﻠﺑﻳــﺔ ﺷــدﻳدة اﺿــطرت ﻷﺟﻠﻬــﺎ اﻟــدﺧوﻝ إﻟــﻰ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻹﺳﻌﺎﻓﻬﺎ وﻫﻧﺎك ﻗﺎﻟت ﻻﺑﻧﺗﻬﺎ: #أﻧـ ــﺎ ﻋﺎرﻓـ ــﺔ إﻧـ ــﻲ ﻣـ ــﺳﺎﻓرة ،أرﻳـ ــد اﻟﺗﻧـ ــﺎوﻝ ﻣـ ــن اﻷﺳ ـ ـرار اﻟﻣﻘدﺳﺔ. وﺑﻌـ ــد ﺗﻧﺎوﻟﻬـ ــﺎ ﺑﻔﺗ ـ ـرة ﻗـ ــﺻﻳرة ارﺗﻔﻌـ ــت روﺣﻬـ ــﺎ إﻟـ ــﻰ اﻟـ ــﺳﻣﺎء ﻟﺗﻧــﺿم إﻟــﻰ اﻟــﺳﻣﺎﺋﻳﻳن ﻓــﻲ طﻐﻣــﺔ اﻟﺧــدام اﻟﺑــﺎذﻟﻳن اﻟﻘـرﻳﺑﻳن ﻣــن اﻟﻌرش اﻹﻟﻬﻲ. وﻓــﻲ ﻳــوم ﺻــﻼة اﻟﺛﺎﻟــث ﻋﻠــﻰ روﺣﻬــﺎ اﻟطــﺎﻫرة اﻣــﺗﻸ اﻟﺑﻳــت ﻣــن راﺋﺣــﺔ اﻟﺑﺧــور واﺳــﺗﻣر ﻣــدة طوﻳﻠــﺔ ،وﺗﻛــررت ﻫــذﻩ اﻟراﺋﺣــﺔ اﻟذﻛﻳﺔ ﻣرات ﻛﺛﻳرة. وﻣﺎزاﻟت راﺋﺣﺔ ﻓﺿﺎﺋﻠﻬﺎ وﺧـدﻣﺗﻬﺎ اﻟﺑﺎذﻟـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗرﻓـﻊ روﺣﻬـﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوق أﺗﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب اﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳد ﺗﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوح ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم ﻟﺗﻌﻠﻣﻧ ــﺎ ﻛﻳ ــف ﻧﺧ ــدم اﻟﻠﱠـ ــﻪ ﻣﻬﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت اﻟظ ــروف أو ﺿـ ــﻌﻔﺎﺗﻧﺎ اﻟﺟﺳدﻳﺔ.
ـ 76ـ
) (17وجـدتـھا أخـيراً إن ﻗﻠوﺑﺎً ﻛﺛﻳرة ﻋﺎﺷت ﻣدة ﺑﻌﻳدة ﻋن اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧـت ﻣﻣﻠوءة ﺣﺑﺎً ﱠﻟﻠﻪ وﻟم ﺗﺟد ﻓرﺻﺗﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺳـﻧواﺗﻬﺎ اﻷﺧﻳـرة .إﻟﻳـك ﻫذﻩ اﻟﻘﺻﺔ ﻗﺻﺔ ﺣب ﻣﺗﺿﻊ ﺣﻛﺎﻫﺎ ﻟﻧﺎ أﺣد ﻛﻬﻧﺔ اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ. ﻛ ــﺎن اﻷﺳ ــﺗﺎذ ﻛرﻣ ــﻲ رزق اﻟﻠﱠ ــﻪ ﻳﻌﻣ ــﻝ ﻓ ــﻲ أﺣ ــد ﻗطﺎﻋ ــﺎت اﻟﺑﺗروﻝ وﻗد ﺗﻌرﻓت ﻋﻠﻳﻪ وﻫـو ﻓـﻲ ﻋﻣـر ﻣﺗﻘـدم وطﻠـب ﻣﻧـﻲ أن ﻳﻌﺗرف وﺑدأ ﻳﻧﺗظم ﻓﻲ اﻋﺗراﻓﻪ وﻛﻧـت أﺗﻌـزى ﺟـداً أﺛﻧـﺎء اﻋﺗ ارﻓـﻪ إذ أﺟــد ﻧﻔــﺳﻲ أﻣــﺎم إﻧــﺳﺎن ﺗﺎﺋــب ﻳﺑﻛــﻲ ﻋﻠــﻰ ﺧطﺎﻳــﺎﻩ وﻳﻧﺗظــر
ـ 77ـ
وﻳﻔرح ﺑﺎﻟﻣﻐﻔرة واﻟﺣﻝ. وﻓــﻲ أﺣــد اﻷﻳــﺎم طﻠــب ﻣﻧــﻲ أن ﻳﻘــوم ﺑﺧدﻣــﺔ ﻟﻳﻘــدﻣﻬﺎ ﻟﻠﻣــﺳﻳﺢ ﻋﻠــﻰ ﻗــدر طﺎﻗﺗ ـﻪ ٕواﻣﻛﺎﻧﻳﺎﺗــﻪ وأﻋﺗــرف أﻣــﺎم اﻟﻠﱠــﻪ أﻧﻧــﻲ ﻗــد ﺗﻛﺎﺳــﻠت ﻋــن ﻫــذا اﻷﻣــر وﺷــﻌرت أﻧــﻪ اﻧﻔﻌــﺎﻝ ﻋــﺎطﻔﻲ ﺳــرﻋﺎن ﻣــﺎ ﻳــزوﻝ وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻛﻧت ﻣﺧطﺊ ﻓﻘـد ازداد اﺷـﺗﻳﺎق ﻫـذا اﻟرﺟـﻝ أن ﻳﻘـدم ﻣﺣﺑـﺔ ﻟﻠﱠ ــﻪ ﺑ ــﺄي ﺷ ــﻛﻝ ﻓﻠ ــم ﺗﻌطﻠ ــﻪ ﻋ ــدم ﺧﺑرﺗ ــﻪ ﺑﺎﻟﺧ ــدﻣﺎت اﻟﻛﻧ ــﺳﻳﺔ أو ﺿﻌف ﻣﻌرﻓﺗﻪ اﻟروﺣﻳﺔ ﻛﺎﻧت ﻣﺣﺑﺔ ﱠ اﻟﻠﻪ ﺗﺣرك ﻗﻠﺑﻪ أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر.. إﻟﻲ أﺣد اﻷﻳﺎم وﻗﺎﻝ :ﻟﻘد وﺟدﺗﻬﺎ ﻳﺎ أﺑوﻧﺎ.. ﻓﺄﺳرع ﱠ #ﻓﺳﺎﻟﺗﻪ :ﻣﺎ ﻫﻰ؟ ـ اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ اﺷـﺗﻘت أن أﻗـدﻣﻬﺎ ﻟﻠﱠـﻪ وأرﺟـو أن ﺗـﺳﻣﺢ ﻟـﻲ ﺑﻬﺎ. #ﻣﺎ ﻫﻰ ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﻋﺟﺑﺗك؟ ـ ﻟﻘـد ﻻﺣظـت وأﻧـﺎ أﻗـف أﻣـﺎم اﻟﻬﻳﻛـﻝ ﻓـﻲ اﻟﻘـداس اﻟﻣﺎﺿـﻲ أﻧــﻪ ﻣﺣﺗــﺎج ﻟﺗﻧظﻳــف ﻓﺎﺳــﻣﺢ ﻟــﻲ أن أﻗــوم ﺑﻬــذﻩ اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻻ أﺳﺗﺣﻘﻬﺎ ،ﻓﻬذا أﻗدس ﻣﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم. ﻓرﺣ ــت ﺟ ــداً ﺑﻣﺣﺑ ــﺔ ﻫ ــذا اﻟرﺟ ــﻝ واﺗ ــﺿﺎﻋﻪ وﻟﻛﻧ ــﻲ أﺷ ــﻔﻘت ﻋﻠﻳﻪ ﻟﻛﺑر ﺳﻧﻪ وﻣرﻛزﻩ اﻟﻛﺑﻳر ﻓﻘﻠت ﻟﻪ: #ﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺔ ﺗﺣﺗﺎج ﻟﺳن أﺻﻐر. ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻟﺢ اﻟرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ طﺎﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎً ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﺑرﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وأﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــد أدوات
ـ 78ـ
اﻟﻧظﺎﻓﺔ اﻟﺟردﻝ واﻟﻣﻘﺷﺔ وﺑﻌض اﻟﻔوط واﻟﻣﻧظﻔﺎت واﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﺧدﻣﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرح ﻛﺑﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﺣﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻧﺗﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ .1999 / 6/ 20 إن ﻛﻧ ــت ﻗ ــد ﺷ ــﻌرت ﺑﻣﺣﺑ ــﺔ اﻟﻣ ــﺳﻳﺢ ﻟ ــك ﻓﺗﺟ ــﺎوب ﺳـ ـرﻳﻌﺎً ﻣﻘــدﻣﺎً ﻟــﻪ ﺧدﻣــﺔ ﺑــﺄي ﺷــﻛﻝ وﻋﻠــﻰ ﻗــدر ﺣﺑــك ﻟﻠﱠــﻪ ﺳــﺗﻔرح ﺑــﺄﺣﻘر اﻟﺧــدﻣﺎت .ﻓﻣــن أﻧــت ﺣﺗــﻰ ﺗﺧــدم اﻟﻠﱠــﻪ؟ وﻫﻛــذا ﻓــﻲ اﻟﺧﻔــﺎء ﺗﻘــدم ﻣﺣﺑﺗـ ــك ﻓﻳﺟﺎزﻳـ ــك أﺑـ ــوك ﻋﻼﻧﻳـ ــﺔ ﻋﻧﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــﺳﻣﺎء أﻣ ـ ـﺎم ﻛـ ــﻝ اﻟﻣؤﻣﻧﻳن.
ـ 79ـ
) (18حـب مـن السـماء ﻳﺗــﺻف اﻷطﻔــﺎﻝ ﺑــﺑﻌض اﻷﻧﺎﻧﻳــﺔ ﻟــﺻﻐر ﺳــﻧﻬم وﻣﺣــﺎوﻟﺗﻬم اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــدﻓﺎع ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــن أﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻬم .وﻫـ ـ ـ ـ ـ ــذا أﻣـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻲ طﺑﻳﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻻ ﻳﺛﻳر اﻟﻘﻠق وﻳزوﻝ ﻋﻧدﻣﺎ ﻳﻛﺑرون وﻳدﺧﻠون ﻓـﻲ ﺳـن اﻟﻣراﻫﻘـﺔ ـ أي ﺣواﻟﻲ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻋﺷرة. وﻟﻛـن أﻣﺎﻣﻧــﺎ طﻔﻠــﺔ ﻏرﻳﺑـﺔ ﻋــن ﺑــﺎﻗﻲ اﻷطﻔـﺎﻝ ﺗﻣﻳــزت ﺑﺣــب ﺑـ ــﺎذﻝ ﻧﺣـ ــو اﻟﻛـ ــﻝ وﺗـ ــﺿﺣﻳﺎت وﺗﻔـ ــﺿﻳﻝ اﻵﺧ ـ ـرﻳن ﻋـ ــن ﻧﻔـ ــﺳﻬﺎ وﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﻼﺣظﻬــﺎ ﺗــﺷﻌر أﻧــك أﻣــﺎم ﺷــﺎﺑﺔ ﻛﺑﻳ ـرة ﺗﺗﻣﻳــز ﺑﻘداﺳ ــﺔ ﻋﺎﻟﻳﺔ. إﻧﻬﺎ اﻟطﻔﻠﺔ ﺟﻳﺳﻰ اﻟﺗـﻲ ﻟـم ﻳﺗﺟـﺎوز ﻋﻣرﻫـﺎ اﻟﻌـﺷر ﺳـﻧوات، ظﻬــرت اﻟﻣﺣﺑــﺔ اﻟﻣــﺳﻳﺣﻳﺔ واﺿــﺣﺔ ﻓــﻲ ﺣﻳﺎﺗﻬــﺎ .ﻟﻘــد ﺗرﺑــت ﻓــﻲ ﺑﻳ ــت ﻣ ــﺳﻳﺣﻲ وارﺗﺑط ــت ﺑﺎﻟﻛﻧﻳ ــﺳﺔ وأﺣﺑ ــت اﻟﻣ ــﺳﻳﺢ اﻟ ــذي ﻗ ــدم ﺣﻳﺎﺗــﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺻﻠﻳب ﻷﺟــﻝ اﻟﻌ ــﺎﻟم ﻛﻠ ــﻪ وﺗــﺄﺛر ﻗﻠﺑﻬ ــﺎ اﻟ ــﺻﻐﻳر وﻓﺎض ﺑﺣب ﻏﺎﻣر ﻧﺣو اﻷطﻔﺎﻝ اﻟﻣﺣﻳطﻳن ﺑﻬﺎ. وﻓ ـ ـ ـ ــﻲ أﺣ ـ ـ ـ ــد اﻷﻳ ـ ـ ـ ــﺎم ذﻫﺑ ـ ـ ـ ــت ﺑﻬ ـ ـ ـ ــﺎ أﻣﻬ ـ ـ ـ ــﺎ إﻟ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻧ ـ ـ ـ ــﺎدي وطﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟطﻔﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أن ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــذﻫب إﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراﺟﻳﺢ ﻓﻘﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻬﺎ أﻣﻬﺎ: ـ ﻻ ﺗﺗﺄﺧري ﻷﻧﻲ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺄﻋﻣﺎﻝ أﺧرى.
ـ 80ـ
ﻣــر اﻟوﻗــت وﻟــم ﺗﻌــد ﺟﻳــﺳﻰ ﻓــذﻫﺑت إﻟﻳﻬــﺎ اﻷم ﻟﺗﺗﻌﺟﻠﻬــﺎ ﻟﻛﻧﻬــﺎ ﻓوﺟﺋـ ـ ـ ـ ــت ﺑﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻣـ ـ ـ ـ ــرﺟﺢ طﻔﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ أﺻـ ـ ـ ـ ــﻐر ﻣﻧﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ــﺻرﺧت ﻓﻳﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ: ـ أﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻗﻠـ ـ ـ ــت ﻟـ ـ ـ ــك أن ﺗـ ـ ـ ــﺳرﻋﻲ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﻌودة ،ﻟﻣـ ـ ـ ــﺎذا ﻟـ ـ ـ ــم ﺗﺗﻣرﺟﺣﻲ ِ أﻧت؟ ـ ﻓﻘﺎﻟت ﻟﻬﺎ :إن اﻷطﻔـﺎﻝ ﻛﺛﻳـرون وﻻ ﺗوﺟـد ﻣرﺟﻳﺣـﺔ ﻓﺎرﻏـﺔ ﻓﻼﺣظ ــت أن ﻫ ــذﻩ اﻟطﻔﻠ ــﺔ ﺗرﻳ ــد أن ﺗﻠﻌ ــب وﻟ ــم ﻳ ــرض أﺣ ــد أن ﻳﻌطﻳﻬﺎ ﻓرﺻـﺔ ﻓﻧزﻟـت ﻣـن اﻟﻣرﺟﻳﺣـﺔ وأرﻛﺑﺗﻬـﺎ وﻷﻧﻬـﺎ ﺻـﻐﻳرة ﻻ ﺗﺳﺗطﻳﻊ أن ﺗﺗﻣرﺟﺢ وﺣـدﻫﺎ ﻓﺄﻧـﺎ أﺳـﺎﻋدﻫﺎ وﺳـﺄذﻫب ﻣﻌـك ﺣـﺎﻻً ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ. واﻋﺗذرت ﻷﻣﻬﺎ اﻟﺗﻲ اﻧدﻫﺷت ﺟداً ﻟﻬذا اﻟﺣب اﻟﺑـﺎذﻝ اﻟـذي ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻟﻛﺛﻳر ﻣن اﻟﻛﺑﺎر. وﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣرات ﻛﺎﻧت اﻷم ﺗﺻطﺣب ﺟﻳﺳﻰ ﻣـﻊ ﺻـدﻳﻘﺔ ﻟﻬــﺎ ﻟﻳﺣــﺿ ار ﻣﺟﻣوﻋــﺔ د ارﺳــﻳﺔ وﻋﻧــدﻣﺎ ﻫﻣﻣــن ﺑﺎﺳــﺗﻘﻼﻝ اﻟــﺳﻳﺎرة اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﻣزدﺣﻣــﺔ ﺑﺄﺷــﻳﺎء ﻛﺛﻳـرة أوﺻــت اﻷم اﺑﻧﺗﻬــﺎ أن ﺗﺟﻠــس ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻛ ــﺎن اﻟﻣـ ـرﻳﺢ وﺗﺗ ــرك ﻟ ــﺻدﻳﻘﺗﻬﺎ اﻵﺧ ــر اﻟ ــﺿﻳق .وﻟﻛﻧﻬ ــﺎ ﻓوﺟﺋت ﺑﻬﺎ ﺗﻔﻌﻝ اﻟﻌﻛس ﻓﻌﺎﺗﺑﺗﻬﺎ أﻣﻬـﺎ ﺑﻌـد ﻋودﺗﻬﻣـﺎ .ﻓﻘﺎﻟـت ﻟﻬـﺎ ﺟﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻰ: ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ ﻫذﻩ ﺿﻳﻔﺗﻲ وﻳﺟب أن أﻛرﻣﻬﺎ وأرﻳﺣﻬﺎ.
ـ 81ـ
إﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة ﻋﺟﻳﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎزﻝ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوق وﺗﻔـ ــﺿﻳﻝ ارﺣـ ــﺔ اﻵﺧ ـ ـرﻳن ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﻧﻔس .ﻛﻣـ ــﺎ ﻳﻌﻠﻣﻧـ ــﺎ اﻟﻛﺗـ ــﺎب اﻟﻣﻘدس. وﻓ ــﻲ اﻣﺗﺣ ــﺎن اﻟﻠﻐ ــﺔ اﻹﻧﺟﻠﻳزﻳ ــﺔ ﻛ ــﺎن ﻫﻧ ــﺎك ﺳـ ـؤاﻻً ﻣوﺟﻬـ ـﺎً ﻟﻠﺗﻠﻣﻳ ــذات :ﻣ ــﺎذا ﺳــﺗﻔﻌﻠن ﻓ ــﻲ اﻷﺟ ــﺎزة؟ وﻛﺗﺑ ــت ﻛ ــﻝ واﺣ ــدة ﻣ ــﺎ ﺗ ــﺷﺗﻬﻳﻪ ﻣ ــن أﻟﻌ ــﺎب وﻧزﻫ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﻔﺗـ ـرة ..وﻟﻛ ــن اﻹﺟﺎﺑ ــﺔ اﻟﻌﺟﻳﺑــﺔ ﻛﺎﻧــت ﻟﻬــذﻩ اﻟطﻔﻠــﺔ اﻟﺗــﻲ اﻧــدﻫش ﻣﻧﻬــﺎ ﻛــﻝ اﻟﻣدرﺳــﻳن. ﻓﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻛﺗﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أن ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود أن ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻓﻲ اﻷﺟﺎزة ﻫو أن ﺗُﺻﻠﱢﻲ. وﻗﺑـ ـ ـ ـ ــﻝ اﻣﺗﺣـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻛﻣﺑﻳـ ـ ـ ـ ــوﺗر اﺗـ ـ ـ ـ ــﺻﻠت ﺑﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ـ ـ ــدﻳﻘﺗﻬﺎ دﻳﻧﺎ وطﻠﺑت ﻣﻧﻬﺎ أوراق ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻓطﻠﺑت ﺟﻳﺳﻰ ﻣـن أﻣﻬـﺎ أن ﺗ ــﺳﺎﻋد دﻳﻧ ــﺎ ﻓوﻋ ــدﺗﻬﺎ اﻷم أن ﺗﻘ ــوم ﺑﺗ ــﺻوﻳر اﻟ ــورق .وﺧرﺟ ــت اﻷم ﻟﺗﻘ ــﺿﻲ ﺑﻌ ــض اﻷﻋﻣ ــﺎﻝ وﻋﻧ ــدﻣﺎ ﻋ ــﺎدت ﻓوﺟﺋ ــت ﺑﺟﻳ ــﺳﻰ وﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺧت ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻷوراق ﺑﻳدﻫﺎ ﻟﺗﺿﻣن وﺟود ﻧﺳﺧﺔ ﻟﺻدﻳﻘﺗﻬﺎ ،ﺑﻝ طﻠﺑت أﻛﺛر ﻣن ذﻟـك أن ﺗوﺻـﻠﻬﺎ أﻣﻬـﺎ ﻟﻣﻧـزﻝ اﻟـﺻدﻳﻘﺔ ﻟﺗﻌطﻳﻬـﺎ اﻷوراق ﺑﻧﻔـﺳﻬﺎ ،ﻓﻠــم ﺗﺗﻣﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك اﻷم ﻧﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻬﺎ وﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﺧت ﻓﻲ دﻫﺷﺔ: ﻛﻳــف ﺗﻌطﻠــﻲ ﻧﻔــﺳك ﻟﺗــﺳﺎﻋدي ﺻــدﻳﻘﺗك ﺑــﻝ وﺗــذﻫﺑﻲ إﻟﻳﻬــﺎ
ـ 82ـ
ﺑدﻻً ﻣن أن ﺗﺄﺗﻲ ﻫﻰ؟!.. إﻧــﻪ ﺣ ــب ﻏرﻳــب ﺗﺄﻣﻠﺗ ــﻪ اﻷم ﺑﺗﻌﺟ ــب ﺑــﻝ وﻛ ــﻝ اﻟﻣﺣﻳط ــﻳن ﺑﺟﻳــﺳﻰ ،إﻧــﻪ اﻟﺣــب اﻟــﺳﻣﺎوي ﻗــد ﺗﺟــﺳد ﻋﻠــﻰ اﻷرض ،ﺻــورة ﺣﻳـ ــﺔ ﻟﻠﺑـ ــذﻝ واﻟﺗـ ــﺿﺣﻳﺔ أﻧﻌـ ــم ﺑﻬـ ــﺎ اﻟﻠﱠـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷرض ﻟﻳﻧظرﻫـ ــﺎ اﻟﻧـ ـ ــﺎس ،وﻟﻛﻧﻬـ ـ ــﺎ أﻋظـ ـ ــم ﻣـ ـ ــن أن ﺗﺑﻘـ ـ ــﻰ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷرض :ﻓﺑﻌـ ـ ــد اﻻﻣﺗﺣﺎﻧـ ــﺎت وﻓﻳﻣـ ــﺎ اﻷﺳ ـ ـرة ﻣـ ــﺳﺎﻓرة ﺑﺎﻟـ ــﺳﻳﺎرة ،اﺻـ ــطدﻣت ﻓـ ــﻲ ﺣــﺎدث وأﺻــﻳب ﻛــﻝ ﻣــن ﻓﻳﻬــﺎ ﺑﺟــروح أﻣــﺎ اﻟطﻔﻠــﺔ اﻟــﺳﻣﺎﺋﻳﺔ ﻓﻘــد ﻋ ــﺎدت إﻟ ــﻰ ﻣﻛﺎﻧﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟ ــﺳﻣﺎء ﻟﺗﺗﻣﺗ ــﻊ ﻓ ــﻲ أﺣ ــﺿﺎن اﻟﻣ ــﺳﻳﺢ ﺑﺎﻟﺣب اﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻲ.
ـ 83ـ
) (19أعلى مـن الطـب إن ﻣﻌﺟ ـ ـزات اﻟـ ــﺷﻔﺎء ﻣـ ــن اﻷﻣ ـ ـراض ﻛﺛﻳ ـ ـرة ﺟـ ــداً ﻳـ ــﺻﻌب ﺣــﺻرﻫﺎ ﺗﺣــوي ﻣﻌﺟ ـزات ﺧﺎرﻗــﺔ وﻣﺑﻬ ـرة ﺗﻔــوق ﻛــﻝ ﻋﻘــﻝ .وﻟــم ﻳرﻛــز ﻛﺗﺎﺑﻧــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﻘــﺻص ﻻﻋﺗﻧــﺎء ﻛﺗــب ﻛﺛﻳـرة ﺑﺗﺳﺟﻳﻠﻬﺎ وﻟﻛن إﻟﻳك ﻗﺻﺔ واﺣدة ﺗﻌﻠن ﻣﻌﺎﻧﻲ روﺣﻳﺔ ﻛﺛﻳرة. #ﺳ ـ ــﻘطت طﻔﻠﺗﻬـ ـ ــﺎ ذات اﻟ ـ ــﺛﻼث ﺳـ ـ ــﻧوات ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷرض ﻓﺻرﺧت ﺑﺷدة وظﻠت ﺗﺻﻳﺢ ﻣن اﻷﻟم ﺑـﺷﻛﻝ ﺻـﻌب ﻓﺄﺳـرﻋت ﺑﻬــﺎ إﻟــﻰ ﻣﺳﺗــﺷﻔﻰ ﺷــﺎﻛر ﺑﻣــﺻر اﻟﺟدﻳــدة وظﻠــت ﺗــﺻرخ ﺑﻌــد وﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳرﻳر واﻷم ﺗـﺻﻠﻲ وﺗﺗـﺷﻔﻊ ﺑﺎﻟﻘدﻳـﺳﻳن ﺛـم ﻫـدأت اﻟطﻔﻠﺔ وﺻﻣﺗت. وﻋﻧد وﺻوﻝ اﻟطﺑﻳب ،ﺳﻣﻊ ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻘـرر أن ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﻫﻰ ﻧﻘﻝ ﻋظﻣﺔ اﻟﺣوض وﻫذا ﺻﻌب ﺟـداً وﻋﻧـدﻣﺎ ﺳـﺄﻝ اﻟطﻔﻠـﺔ ﻋﻣـ ــﺎ ﻳؤﻟﻣﻬـ ــﺎ ﻗﺎﻟـ ــت :ﻻ ﺷـ ــﻲء ﺑـ ــﻝ ﻛـ ــﺎن ﻳـ ــؤﻟﻣﻧﻲ ﻫـ ــذا اﻟﻣﻛـ ــﺎن وأﺷﺎرت إﻟﻰ ﻋظﻣﺔ اﻟﺣوض. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ :إن ِ ﻛﻧت ﻏﻳر ﻣﺗﺄﻟﻣﺔ ﻓﻘوﻣﻲ. ﻓﺄﺳــرﻋت واﻗﻔــﺔ ﻓﻘ ـﺎﻝ ﻟﻬــﺎ :اﺿ ـرﺑﻳﻧﻲ ﺑﻘــدﻣك ،ﻓــﺿرﺑﺗﻪ ﺑــﺷدة وﺳــط ذﻫــوﻝ اﻟﺟﻣﻳــﻊ إذ ﻛﺎﻧــت ﻳــد اﻟﻠﱠــﻪ أﺳــرع ﻣــن اﻟطﺑﻳــب ﻟﺗﻌﻳــد اﻟﻌظﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ وﻛﺄن ﺷﻳﺋﺎً ﻟم ﻳﺣدث.
ـ 84ـ
#وﻓ ــﻲ أﺛﻧ ــﺎء ﻋﻣ ــﻝ ﻫ ــذﻩ اﻷم زارﻫ ــﺎ ارﻫ ــب ﻹﻧﻬ ــﺎء ﺑﻌ ــض اﻹﺟراءات وﻋﻧد اﻧﺻراﻓﻪ أﻋطﺎﻫﺎ واﻟﻣوظﻔﻳن اﻟﻣﺳﻳﺣﻳﻳن ﺣﻧوط ﻟﻸﻧﺑــﺎ ﺑﻳــﺷوى واﻧــﺻرف .ﻓﺄﻗﺑ ـﻝ أﺣــد اﻟــزﻣﻼء ﻏﻳــر اﻟﻣــﺳﻳﺣﻳﻳن وﺳﺄﻝ: ـ ﻣن ﻫو اﻷﻧﺑﺎ ﺑﻳﺷوى؟ #ﻗ ــدﻳس ﻋ ــﺎش ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــرن اﻟ ارﺑ ــﻊ اﻟﻣ ــﻳﻼدي ،وظﻬ ــر ﻟ ــﻪ اﻟﻣﺳﻳﺢ ﺛﻼث ﻣرات. ـ وﻣﺎ ﻫذا اﻟﺣﻧوط؟ #إﻧ ــﻪ ﻣـ ـواد ﻋطرﻳ ــﺔ وﺿ ــﻌت ﻋﻠ ــﻰ ﺟ ــﺳد اﻟﻘ ــدﻳس اﻟ ــذي ﻣﺎزاﻝ ﻛﺎﻣﻼً ﻟم ﻳﺗﺣﻠﻝ ﻣن اﻟﻘرن اﻟراﺑﻊ. ـ وﻫ ـ ــﻝ ﻳﻣﻛ ـ ــن أن ﻳ ـ ــﺷﻔﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﺣﻧ ـ ــوط ﻣ ـ ــن اﻷﻣـ ـ ـراض )إذ ﻛﺎن ﻣرﻳﺿﺎً ﺑﺎﻟﻘﻠب(. #إن ﻛﻧت ﺗؤﻣن ﻓﻛﻝ ﺷﻲء ﻣﺳﺗطﺎع ﻟﻠﻣؤﻣن. ﻓﺄﺧــذ اﻟزﻣﻳــﻝ ﻫــذا اﻟﺣﻧــوط ووﺿــﻌﻪ ﻓــﻲ ﻣــﺎء وﺷ ـرﺑﻪ ﻓــﺷﻌر ﺑﺗﺣـ ــﺳن واﺿـ ــﺢ وﻓـ ــﻲ اﻟﻳـ ــوم اﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ أﺧـ ــذ ﻳﺧﺑـ ــر زﻣـ ــﻼءﻩ ﺑﻬـ ــذﻩ اﻟﻣﻌﺟزة. إن اﻹﻳﻣﺎن واﻟﺻﻼة ﻳﻔﺗﺣﺎن اﻟطرﻳق ﻟﻌﻣﻝ ﱠ اﻟﻠﻪ ﻣﻌـك ﻓﻳرﻓـﻊ ﻋﻧك آﻻﻣك وأﻣ ارﺿـك اﻟـﺻﻐﻳرة واﻟﻛﺑﻳـرة أو ﻋﻠـﻰ اﻷﻗـﻝ ﻳـﺳﻧدك ﻓﺗﺣﺗﻣﻠﻬﺎ وﻳﻌﻠن ﻟك ﺑرﻛﺎت روﺣﻳﺔ ﻣن ﺧﻼﻝ اﻟﻣرض.
ـ 85ـ
ﻋﻠﻰ أي اﻷﺣواﻝ ﱠ اﻟﻠﻪ ﻳرﻳد أن ﻳﺟذب ﻗﻠﺑك ﻧﺣـوﻩ ﺳـواء ﺑـﺄن ﺗــﺷﻌر ﺑﺎﻟﻣرﺿــﻰ وﺗــﺷﺎرﻛﻬم آﻻﻣﻬــم أو ﻳﺛﺑــت إﻳﻣﺎﻧــك ﺑﻘدرﺗــﻪ أو ﻳﻧﺑﻬــك ﻟﺧطﺎﻳــﺎك ﻓﺗﺗــوب ﻋﻧﻬــﺎ وﻳﻌﻠــن ﻟــك ﺣﻘــﺎﺋق روﺣﻳــﺔ ﻛﺛﻳ ـرة ﺗرﺑطك أﻛﺛر ﺑﻪ ﻓﺎﻗﺑﻝ أﻣراﺿك وارﻓﻊ ﺻﻠوات ﺑﺈﻳﻣـﺎن ﻓـﺈن ﻛـﺎن ﻟﺧﻳرك ﻓﺳﻳﺻﻧﻊ ﱠ اﻟﻠﻪ ﻣﻌك ﻛﻝ ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن إﻋﺟﺎزﻳﺎً.
ـ 86ـ
) (20ابـن الملـك أﺣب ﻫذا اﻟـﺻﺑﻲ طﻠﻌـت ﻛﻣـﺎﻝ ﺗﻧـﺎﻏو اﻟﻛﻧﻳـﺳﺔ وارﺗـﺑط ﺑﻬـﺎ ﻓـ ــﻲ ﻣدﻳﻧـ ــﺔ طﻬطـ ــﺎ ﺛـ ــم ﺑـ ــدأ ﻳﺧـ ــدم ﻓـ ــﻲ ﻣـ ــدراس اﻷﺣـ ــد واﻟﻘـ ــرى اﻟﻣﺣﻳطــﺔ ﺑﻧــﺷﺎط وﺛﻘــﺔ ﻓــﻲ ﻗــوة اﻟﻠﱠــﻪ اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﻣﻌــﻪ .ﻛــﺎن ﻳرﻛــب دراﺟﺗ ــﻪ اﻟﺧﺎﺻ ــﺔ وﻣﻌ ــﻪ أﺣ ــد زﻣﻼﺋ ــﻪ ﻟﻳﺧ ــدﻣوا ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــرى اﻟﺗ ــﻲ ﻟﻳ ـ ــﺳت ﺑﻬ ـ ــﺎ ﺧدﻣ ـ ــﺔ وﻋﻧ ـ ــدﻣﺎ ﻻﺣ ـ ــظ ﺻ ـ ــﻌوﺑﺔ ﺣ ـ ــﺿور ﺑﻌ ـ ــض اﻷطﻔــﺎﻝ إﻟــﻰ ﻣــدارس اﻷﺣــد اﺳــﺗﺄﺟر ﺣﻧطــور ﻟﺟﻣــﻊ اﻷطﻔــﺎﻝ. اﻫ ــﺗم ﺑﺧدﻣ ــﺔ إﺧ ــوة اﻟ ــرب وﻛ ــذا إﺣ ــﺿﺎر اﻟﻛﺗ ــب اﻟروﺣﻳ ــﺔ ﻣ ــن اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻳزورﻫـﺎ ﺳـﻧوﻳﺎً ﻓـﻲ أﺟـﺎزة اﻟـﺻﻳف ،وﻫﻧـﺎك ﺗﺗﻠﻣــذ ﻋﻠــﻰ ﻳــد أﺑﻳﻧــﺎ ﺑﻳــﺷوى ﻛﺎﻣــﻝ اﻟــذي ﻋﻠﱠﻣــﻪ أﻧــﻪ اﺑــن اﻟﻣﻠــك ﻓﻳﺛق ﻓﻲ ﻗوة ﱠ اﻟﻠﻪ اﻟﻣﺳﺎﻧدة ﻟﻪ وﻳطﻠب ﺑﺛﻘﺔ ﻓﻳﻌطﻳﻪ. ازدادت اﻟﺛﻘﺔ واﻹﻳﻣﺎن ﻓﻲ ﻗﻠﺑﻪ ﻓﻠم ﻳﻬﺗز ﻋﻧدﻣﺎ ﻛـﺎن ﻳﻬـﺎﺟم ﺑﻌــض اﻟﻣــﺷﺎﻏﺑﻳن اﻟﻛﻧﻳــﺳﺔ وأﺑﻧــﺎء ﻣــدارس اﻷﺣــد ﻓﻳﺗــﺻدى ﻟﻬــم ﺣﺗــﻰ أن أﺣــدﻫم ﺧطــف ﺳﻠــﺳﻠﺔ ذﻫﺑﻳــﺔ ﻣــن رﻗﺑــﺔ إﺣــدى ﺑﻧــﺎت اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ ﻓﺳﺎرع ﻳﺟري وراءﻩ ﻓﻲ ﺷوارع وأزﻗـﺔ ﻛﺛﻳـرة ﺣﺗـﻰ وﺻـﻝ إﻟ ــﻰ ﺑﻳﺗ ــﻪ ﻓ ــدﺧﻝ وراءﻩ إﻟ ــﻰ ﻏرﻓ ــﺔ ﻧوﻣ ــﻪ واﻧ ــدﻫش أﻫ ــﻝ اﻟﺑﻳ ــت وﻟﻛـ ــﻧﻬم ﻟﻣـ ــﺎ ﻋﻠﻣ ـ ـوا ﺑﻣـــﺎ ﺣـ ــدث اﻋﺗـ ــذروا ﻟـ ــﻪ وأﻋطـ ــوﻩ اﻟﺳﻠـ ــﺳﻠﺔ
ـ 87ـ
وأرﺳــﻠوا ﻣﻌــﻪ ﻣــن ﻳرﺷــدﻩ ﻟﻠرﺟــوع ﻟﻠﻛﻧﻳــﺳﺔ ﻷن اﻟﻣﻛــﺎن ﺑﻌﻳــد ﺟــداً وﻻ ﻳﺳﺗطﻳﻊ اﻟرﺟوع وﺣدﻩ. ﺑﻌــد ﺗﺧرﺟــﻪ ﻣــن ﻛﻠﻳــﺔ اﻟﻬﻧدﺳــﺔ ﺑﺄﺳــﻳوط ﻋﻣــﻝ ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻫرة وﺗزوج وأﻧﺟب أﺑﻧﺎءﻩ اﻟﺛﻼﺛﺔ وﺑـﺎرك اﻟﻠﱠـﻪ ﻓـﻲ ﻋﻣﻠـﻪ وأﺳـرﺗﻪ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﻠﻣ ــت ﻣﻧ ــﻪ أن ﺗ ــﺻﻠﻲ ﻓ ــﻲ ﻛ ــﻝ اﺣﺗﻳ ــﺎج ﻷﻧﻬ ــم ﺟﻣﻳﻌ ــﺎً أﺑﻧ ــﺎء اﻟﻣﻠك ،ﻓﻛﺎن ﻳﺳﺗﺟﻳب ﻟﻬم وﻳدﺑر ﻛﻝ اﺣﺗﻳﺎﺟﺎﺗﻬم. وﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ أﺣ ـ ـ ـ ـ ــد أﻋﻣﺎﻟـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻬﻧدﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻳﺔ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ــد ﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻋﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة وﺿﻊ ﻓﻳﻬﺎ ﻛﻝ أﻣواﻟﻪ واﺳﺗدان ﻣن اﻟﺑﻧك ﻟﻳﻛﻣﻠﻬـﺎ ﺗﻌﻧﺗـت إﺣـدى اﻟﻠﺟ ــﺎن وﻟ ــم ﺗﻌط ــﻪ اﻟﻣواﻓﻘ ــﺔ ﻋﻠﻳﻬ ــﺎ ﻓ ــﺻﻠﻰ ﻫ ــو وزوﺟﺗ ــﻪ وﺑﻌ ــد ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻣﻳن أﺛﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﺟﻠوﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﺑﻧـ ـ ـ ــﺎء ﻟﻣـ ـ ـ ــﺢ ﺷـ ـ ـ ــﻳﺋﺎً ﻳﻠﻣـ ـ ـ ــﻊ ﻓـ ـ ـ ــﻲ أﺣـ ـ ـ ــد اﻷﻋﻣـ ـ ـ ــدة اﻟﺧرﺳـ ـ ـ ــﺎﻧﻳﺔ وﺗﻘ ـ ـ ــدم ﻟﻳﺟ ـ ـ ــدﻩ ﺻ ـ ـ ــﻠﻳب أﺧ ـ ـ ــذﻩ ﺑﻛ ـ ـ ــﻝ إﻳﻣ ـ ـ ــﺎن وﻓ ـ ـ ــرح ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ إﻧﻪ ﻛﺎن ﻋﻳـد اﻟـﺻﻠﻳب ،وﺑﻌـد ﻫـذا ﺑﻳـوﻣﻳن أﻟﻐـﻰ اﻟﻠﱠـﻪ ﻋﻣـﻝ ﻫـذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ وواﻓﻘت اﻟﻠﺟﺎن اﻷﺧرى وأﻛﻣﻝ اﻟﻣﺷروع. أﺛﻧ ــﺎء ﻋﻣﻠ ــﻪ ﻣ ــر ﺑﺄزﻣ ــﺎت ﻣﺎﻟﻳ ــﺔ ﻋدﻳ ــدة وﺻ ــرخ إﻟ ــﻰ اﻟﻠﱠ ــﻪ ﻟﻳرﻓﻌﻬــﺎ ﻋﻧــﻪ واﻫــﺗم أﺛﻧﺎءﻫــﺎ أن ﻳرﺳــﻝ ﻋــﺷور ﻟﻠﻣﺣﺗــﺎﺟﻳن ﻟﻳﻧــﺎﻝ ﺻ ــﻠواﺗﻬم ﻷﺟﻠ ــﻪ وﻛ ــﺎن اﻟﻠﱠ ــﻪ ﻳﺗﺣ ــﻧن ﻋﻠﻳ ــﻪ وﻋﻠ ــﻳﻬم وﻳﺣ ــﻝ ﻛ ــﻝ أزﻣﺎﺗﻪ ﻷﻧﻪ ﺣرص ﻋﻠﻰ اﻟﻌطﺎء ﻣن أﻋوازﻩ. وﻓــﻲ ﺻــﺑﺎح أﺣ ـد أﻳــﺎم ﺳــﺑﺗﻣﺑر 2002ﻓﺎﺟــﺄﻩ أﻟــم ﺑــﺳﻳط
ـ 88ـ
ﺑﻛﺗﻔـﻪ ﻓـﺻﻠﻰ وﻧظــر إﻟـﻰ اﻟﻘدﻳـﺳﻳن اﻟــذﻳن أﺣـﺑﻬم وﻋﻠـق ﺻــورﻫم ﻓــﻲ ﻣﻧزﻟــﻪ وارﺗﻔﻌــت روﺣــﻪ إﻟــﻰ اﻟــﺳﻣﺎء ﻟﻳــﺷﺎرﻛﻬم أﻓـراﺣﻬم ﺣــوﻝ اﻟﻣﺳﻳﺢ. وﺣﻠﻣ ــت ﺑ ــﻪ طﻔﻠﺗ ــﻪ وﻟ ــﻪ ﻋﻳﻧ ــﺎن واﺳ ــﻌﺗﺎن وﻫ ــو ﻳﻧظ ــر إﻟ ــﻰ واﻟدﺗﻬﺎ وﻟﻛن ﻋﻳﻧﻬﺎ اﻟﺿﻳﻘﺗﻳن ﻻ ﺗﺳﺗطﻳﻌﺎن رؤﻳﺗﻪ .وﻣـرة أﺧـرى ﺣﻠﻣ ــت ﺑ ــﻪ ﻣ ــﻊ ﻣ ــﺎرﺟرﺟس وأﺑﻳﻧ ــﺎ ﺑﻳ ــﺷوى ﻛﺎﻣ ــﻝ .وأﺛﻧ ــﺎء ﺗﻘﺑ ــﻝ اﻟﻌزاء ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺔ اﺷﺗم ﺑﻌض اﻟﺣﺎﺿرون راﺋﺣﺔ ﺣﻧوط واﺿﺣﺔ. إﻧ ــك اﺑ ــن ﻣﻠ ــك اﻟﻣﻠ ــوك ورب اﻷرﺑ ــﺎب ﻓﺛ ــق ﻓ ــﻲ ﻗ ــوة اﻟﻠﱠـ ــﻪ اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﻓﻳــك اطﻠــب ﻣــﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟــﻪ واﺻــﺑر ﺣﺗــﻰ ﺗﻧــﺎﻝ ﻣﻬﻣــﺎ ﻣــرت ﺑــﻝ أزﻣــﺎت ﻛﺛﻳ ـرة وﻟــو ظﻬــر أﻧــك أﻗــﻝ ﻣــن ﻏﻳــرك ،ﻓ ـﺎﻋﻠم أﻧــك ﻣﺗﻣﻳ ــز ﻋـ ـن اﻟﻛ ــﻝ ﺑﺄﻧ ــك اﺑ ــن اﻟﻣﻠ ــك ﻓﻳﺗﻌ ــزى ﻗﻠﺑ ــك ﺑﻣﺣﺑ ــﺔ اﻟﻠﱠ ــﻪ وﺷرﻛﺔ ﻗدﻳﺳﻳﻪ.
ـ 89ـ
) (21مبتسـم دائـمـاً◌ ﻋـﺎش اﻷﺳــﺗﺎذ ﻛﻣــﺎﻝ ﻣــﻊ أﺳـرﺗﻪ ﺳــﻧوات طوﻳﻠــﺔ ﻓــﻲ أﻣرﻳﻛــﺎ، ﻗرر اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﺻر رﻏم أﻧﻪ ﻛﺎن ﻗد أﺻﻳب ﺑﻣـرض ﺻـﻌب وﻫو ﺳرطﺎن اﻟﺟﻠد ودﺧﻝ أﺣد اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓـﻲ ﻣـﺻر اﻟﺟدﻳدة. ﺗﻌﺟــب اﻟﻛﺛﻳــرون ﻣــن ﺗرﻛــﻪ أﻣرﻳﻛــﺎ رﻏــم ﺗﻘــدم اﻟطــب ﻫﻧــﺎك وﻗــﺎﻝ ﻟﻬــم ﻣﺑﺗــﺳﻣﺎً :ﺣﻘــﺎً ﻣــﺎ ﺗﻘوﻟــون وﻟﻛــن ﻫــذا اﻟﻣــرض ﻧﻬﺎﻳﺗــﻪ ﻗرﻳﺑــﺔ وﻫــﻰ اﻟﻣــوت وأﻧــﺎ ﻣﺣﺗــﺎج ﻟﻣــﺎ ﻫــو أﻫــم ﻣــن اﻟﻌــﻼج ...أﻧــﺎ أﺣﺗﺎج ﻟﻠﺣﻧﺎن واﻟﺣب واﻟﺗﻌـﺎطف اﻟـذي ﻳﻘـﻝ وﺟـودﻩ ﺑﺎﻟﺧـﺎرج أﻣـﺎ ﻓﻲ ﻣﺻر ﻓﻘد ﺗﻌودت ﻋﻠﻳﻪ وأﺛق ﻓﻲ وﻓرﺗﻪ. ﻛﺎﻧـت أﻋـراض ﻫـذا اﻟﻣــرض ﺻــﻌﺑﺔ ﻓﻳـﺻﺎﺣﺑﻪ آﻻﻣــﺎً ﺷــدﻳدة وراﺋﺣﺔ ﻛرﻳﻬﺔ ﺑﻝ ﻛـﺎن ﻳﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﺑﺗـر وﻗطـﻊ ﻛـﻝ ﺟـزء ﻳـﺻﺎب ﻓﻳﻪ ﺑﻬذا اﻟﻣرض وﻟﻛن اﻟﻌﺟﻳب اﺑﺗـﺳﺎﻣﺗﻪ اﻟداﺋﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻻﺣظﻬـﺎ اﻟﻌ ـ ــﺷرات ﻣ ـ ــن زوارﻩ ﻛ ـ ــﻝ ﻳ ـ ــوم ﺳـ ـ ـواء ﻣ ـ ــن أﺣﺑﺎﺋ ـ ــﻪ أو اﻟﻛﻬﻧ ـ ــﺔ واﻷﺳﺎﻗﻔﺔ .وﻛﺎن ﻳﺷﻛر ﱠ اﻟﻠﻪ داﺋﻣﺎً. ﻛــﺎن ﻳﺗﺣــدث داﺋﻣــﺎً ﻋــن ﻋﻧﺎﻳــﺔ اﻟﻠﱠــﻪ ورﻋﺎﻳﺗــﻪ وﻳــﺷﻛرﻩ ﻋﻠــﻰ اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ اﻟﻛﺑﻳر ﺑﻪ وﺣﺗﻰ ﻗﺑـﻝ دﺧوﻟـﻪ ﺣﺟـرة اﻟﻌﻣﻠﻳـﺎت ﻟـم ﺗﻔـﺎرق
ـ 90ـ
اﻻﺑﺗــﺳﺎﻣﺔ وﺟﻬــﻪ وﺑﻌــد اﻟﻌﻣﻠﻳــﺎت ﻛــﺎن ﻳﻘــوﻝ :ﻟﻘــد ﺗﺧﻠــﺻت ﻣــن ﻫــذا اﻟﻌــﺿو ﻛﻣــﺎ ﻳﻘطــﻊ اﻟﻠﱠــﻪ اﻟﺧطﻳــﺔ ﻋﻧــﻲ .وﻫﻛــذا ﻛﺎﻧــت ﻧﻔــﺳﻪ ﺗﻧﻣو ﻛﻝ ﻳوم ﻓﻲ ﻣﺣﺑﺔ ﱠ اﻟﻠﻪ ﻣـن ﺧـﻼﻝ اﻵﻻم ﻛﻣـﺎ ﻳﻘـوﻝ ﻣﻌﻠﻣﻧـﺎ ﺑــوﻟس اﻟرﺳــوﻝ" :إن ﻛــﺎن إﻧــﺳﺎﻧﻧﺎ اﻟﺧــﺎرج ﻳﻔﻧــﻰ ،ﻓﺎﻟــداﺧﻝ ﻳﺗﺟــدد ﻳوﻣ ــﺎً ﻓﻳوﻣ ــﺎً" )2ﻛ ــو .(16 :4وﻛ ــﺎن ﻋظ ــﺔ روﺣﻳ ــﺔ ﻟﻛ ــﻝ ﻣ ــن ﻳزورﻩ ،ﻓﻬو ﻟـم ﻳﻧـﻝ ﺣﻧﺎﻧـﺎً وﺣﺑـﺎً ﻣـن زوارﻩ ﻓﻘـط ﺑـﻝ ﻛـﺎن ﺑـﺎﻷﻛﺛر ﻳﻌطﻳﻬم ﺗﺷﺟﻳﻌﺎً وﻓرﺣﺎً. ﱠ ـﺎ◌ ،ﺳــﻳﻔرح ﻗﻠﺑــك وﻳطﻣــﺋن ﻣﻬﻣــﺎ إن أرﻳــت اﻟﻠــﻪ أﻣﺎﻣــك داﺋﻣـ ً َ ـت اﻟـ ــرب ﻗﺎﺑﻠـ ــت آﻻم أو ﺿـ ــﻳﻘﺎت ﻛﻣـ ــﺎ ﻗـ ــﺎﻝ داود اﻟﻧﺑـ ــﻲ" :ﺟﻌﻠـ ـ ُ أﻣــﺎﻣﻲ ﻓــﻲ ﻛــﻝ ﺣــﻳن ،ﻷﻧــﻪ ﻋــن ﻳﻣﻳﻧــﻲ ﻓــﻼ أﺗزﻋــزع" )ﻣــز:16 .(8ﺑﻝ ﻳﺣوﻝ ﱠ اﻟﻠﻪ اﻷﻟم إﻟﻰ ﻓرح ﻓﺗﺷﻌر ﺑوﺟودﻩ ﻣﻌـك ،ﻳﻧـﺳﻳك ﻛﻝ ﺗﻌب وﻳﻌطﻳك ﺑرﻛﺎت ﻟم ﺗﺄﺧذﻫﺎ ﻣن ﻗﺑﻝ ﻓﺗﺷﻛر وﺗﺑﺗﺳم ﺑﻝ وﺗﻔﻳض ﻓرﺣﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻝ ﻣن ﺣوﻟك.
ـ 91ـ
) (22المـكـان المنـير المبـھـر ﻛـ ــﺎن ﻣـ ــن رﺟـ ــﺎﻝ اﻷﻋﻣـ ــﺎﻝ اﻟﻧـ ــﺎﺟﺣﻳن ﻓـ ــﻲ ﻋﻣﻠـ ــﻪ وﺣﻳﺎﺗـ ــﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ وﻟﻛن ﻋﻼﻗﺗﻪ ﱠ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻛﺎﻧت ﻣﺣدودة. ﺳﻣﺢ ﱠ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﺑﻌض اﻟﻣﺗﺎﻋب اﻟﺻﺣﻳﺔ اﺣﺗﻣﻠﻬﺎ ﺑﺷﻛر. وﻓﻲ اﻟﺳﺑﻊ ﺳﻧﻳن اﻷﺧﻳرة ﻣن ﺣﻳﺎﺗﻪ ازدادت ﻋﻠﻳﻪ اﻟﻣﺗﺎﻋـب اﻟﺻﺣﻳﺔ ﻣن أزﻣﺎت ﻗﻠﺑﻳﺔ وﻓﺷﻝ ﻛﻠـوي وﻟﻛـن ﺧـﻼﻝ اﻟﻌـﻼج ﻓـﻲ ﻣــﺻر وﻓــﻲ اﻟﺧــﺎرج ﻛــﺎن ﻳــﺷﻛر اﻟﻠﱠــﻪ ﺑــﺷﻛﻝ ﻣﺗﻣﻳــز أدﻫــش ﻛــﻝ اﻟﻣﺣﻳطـ ــﻳن ﺑـ ــﻪ ﺳ ـ ـواء زوﺟﺗـ ــﻪ أو أوﻻدﻩ أو ﻛـ ــﻝ ﻣﻌﺎرﻓـ ــﻪ وﻗـ ــﺎدﻩ اﻟﻣرض إﻟﻰ ارﺗﺑﺎط وﺛﻳق ﱠ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﺄﺣب اﻟﻛﻧﻳﺳﺔ وأﺳرارﻫﺎ. وﻓ ــﻲ أواﺧــر ﻋ ــﺎم 2001أﺧﺑ ــر زوﺟﺗ ــﻪ أﻧ ــﻪ ﺳ ــﻳﻧﺗﻘﻝ ﺑﻌ ــد أرﺑﻌــﻳن ﻳوﻣــﺎً وﺣﺎوﻟــت أن ﺗطــرد ﻋﻧــﻪ ﻫــذﻩ اﻷﻓﻛــﺎر وﻟﻛﻧــﻪ ﻛــﺎن ﻳؤﻛدﻫﺎ. اﺣﺗﺎج ﻟﻐﺳﻳﻝ ﻛﻠوي وأﺻﻳب ﺑﺄزﻣﺔ ﻗﻠﺑﻳﺔ ﺟدﻳدة ﻣـﻊ ﺿـﻌف ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺿﻼت ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻣﻪ .أﺧﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر زوﺟﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ـدا ،ﻛــﺎن ذﻟــك ﻳــوم اﻟــﺳﺑت وطﻠــب ﻣﻧﻬــﺎ أن اﻟﻧﻬﺎﻳــﺔ ﻗــد اﻗﺗرﺑــت ﺟـ ً أن ﻳﻌﺗرف ﻳوم اﻻﺛﻧﻳن وﻳﺗﻧﺎوﻝ ﻳوم اﻟﺛﻼﺛﺎء وﺧﻼص. وﻓﻲ اﻟﻳـوم اﻟﺗـﺎﻟﻲ ـ أي اﻷﺣـد ـ أﺻـﻳب ﺑﺄزﻣـﺔ ﻗﻠﺑﻳـﺔ ﻓـدﺧﻝ
ـ 92ـ
اﻟﻣﺳﺗــﺷﻔﻰ وﺗﺣ ــﺳن ﻓ ــﻲ اﻟﻳ ــوم اﻟﺗــﺎﻟﻲ اﻋﺗــرف ﺛ ــم ﺗﻧ ــﺎوﻝ وﻛ ــﺎن ﻓرﺣﺎً ﺟداً وﺷﻛر ﱠ ُﻛﻣﻝ. اﻟﻠﻪ وﻗﺎﻝ :ﻗد أ ِ َ ﺑﻌــد ﻫــذا دﺧــﻝ ﻓــﻲ ﻏﻳﺑوﺑــﺔ ﻣــدة ﺣ ـواﻟﻲ ﻳــوم ﺛــم أﻓــﺎق ﻣﻧﻬــﺎ واﺳــﺗرد ﺻــﺣﺗﻪ وﺣﻳوﻳﺗــﻪ واﺳــﺗدﻋﻰ زوﺟﺗــﻪ واﺑﻧﺗــﻪ وأﺧﺑرﻫﻣــﺎ أﻧــﻪ أﺛﻧــﺎء اﻟﻐﻳﺑوﺑــﺔ ﻗــد اﻧﺗﻘــﻝ ﻣــن اﻷرض ورأى رؤﻳــﺎ ﻋﺟﻳﺑــﺔ أﻧــﻪ ﻗــد دﺧﻝ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء وظﻬر أﻣﺎﻣﻪ ﻣﻛﺎن واﺳﻊ وﻛﺎن ﻣﻌﻪ اﻟﻘدﻳﺳﺎن ﻣﺎرﻣﻳﻧــﺎ وﻣــﺎرﺟرﺟس اﻟﻠــذان ﻛــﺎن ﻳﺗــﺷﻔﻊ ﺑﻬﻣــﺎ وﻗﺎدﺗــﻪ اﻟﻣﻼﺋﻛــﺔ إﻟــﻰ ﻣﻛــﺎن ﻣﻧﻳــر وﻣﺑﻬــر وﻗــﺎﻟوا ﻟــﻪ ﻫــذا ﻣﻛﺎﻧــك .ﻓﺗﻌﺟــب وﻗــﺎﻝ: ﻫﻝ ﻫذا ﻛﻠﻪ ﻟﻲ أﻧـﺎ؟ ﻗـﺎﻟوا :ﻧﻌـم ﻳـﺎ إدوار .وطﻠﺑـوا ﻣﻧـﻪ أن ﻳﻌـود إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷرض ﺣﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ُﻳطﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺋن أﻗرﺑﺎءﻩ وأﺣﺑﺎءﻩ. وأﻛﻣــﻝ ﺣدﻳﺛــﻪ ﻣــﻊ زوﺟﺗــﻪ واﺑﻧﺗــﻪ وﻛــﺎن اﻟطﺑﻳــب واﻟﻣﻣرﺿــﺔ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻣﻌﺎن أﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺿﺎً ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻝ ﻟزوﺟﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ: اﻵن ﺳﻳﻘف ﻗﻠﺑـﻲ ،وﻧظـرت اﻟزوﺟـﺔ اﻟطﺑﻳﺑـﺔ ﻓـﻲ ﻏرﻓـﺔ اﻹﻧﻌـﺎش ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز )اﻟﻣوﻧﻳﺗور( ﻓوﺟدت اﻷﻛﺳﺟﻳن واﻟﺿﻐط ﻳﻬﺑطﺎن. وﻫﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا ارﺗﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻣﺎء اﻟﻣﻌ ـ ّـد ﻟ ــﻪ ﻣ ــﻊ اﻟﻘدﻳ ــﺳﻳن ﻟﻳﺗﻣﺗ ــﻊ اﻷﺳ ــﺗﺎذ إدوار ﻓﻠ ــﺗس ﺑﺎﻟﻣﻛ ــﺎن ُ واﻟﻣﻼﺋﻛﺔ. إن ﱠ اﻟﻠﻪ ﱠ أﻋد ﻟك ﻣﻛﺎﻧﺎً ﻋظﻳﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء ،ﻓﻳﻪ ﻣن اﻟﻔرح ﻣﺎ
ـ 93ـ
ﻳﻔــوق ﻛــﻝ ﺧﻳــﺎﻝ .ﻓﻘــط إﻧــﻪ ﻳطﻠــب ﺗوﺑﺗــك واﻗﺗ ارﺑـك إﻟﻳــﻪ ﻓﻳﻛــﺷف ﻟك ﻋن أﺳـ اررﻩ وﻣﺣﺑﺗـﻪ وﻳـﺷﺟﻌك ﻣﺎدﻣـت ﻣﺣـﺗﻣﻼً اﻵﻻم ﻷﺟﻠـﻪ ﺣﺗــﻰ ﺗﻛﻣــﻝ أﻳــﺎم ﻣــﺳﻳرﺗك ﻋﻠــﻰ اﻷرض ﻓــﻲ ﺧوﻓــﻪ وﺗــﺻﻝ إﻟــﻰ راﺣﺔ وأﻣﺟﺎد اﻟﺳﻣﺎء.
ـ 94ـ
الفـھـرس
ص
اﻟﻣﻘدﻣﺔ ..................................................................
7 9 13 16 19 22 26 30 34 37 40 44 50 57 64
اﻟﻔﻠﺳﻳن ....................................................
1ـ ذات 2ـ ﻻﺑد ﻣن دﻓﻊ اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻛﻠﻪ .................................. -3اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣطﻠوب ............................................. 4ـ ﻣﺎ ﻫذا ﻟﻛﻝ ﻫؤﻻء ............................................ 5ـ ﻋﺎﻳزك ﻓﻲ اﻣﺗﺣﺎﻧﺎﺗﻲ ......................................... 6ـ ﻟن ﻳﺿﻳﻊ ﻣﻧك ﺷﻳﺋﺎً ........................................ 7ـ ﻣﻳن ﻳوﺻﻠﻧﻲ؟ ................................................ 8ـ ﻗﺑﻠﺔ اﻟوداع ...................................................... 9ـ ﻛﻳرﻳﺎﻟﻳﺳون ..ﻛﻳرﻳﺎﻟﻳﺳون .............................. 10ـ ﺣرﻳص ﺟداً ................................................. 11ـ ﻣﺣﺗﺎﺟﻳن ﻟك ﻳﺎ أﺑوﻧﺎ .................................... 12ـ ﺳر ﻋﺟﻳب .................................................... 13ـ ﻫﻛذا ﻳﻛون ﻓرح ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء ........................ 14ـ طﻌﻣﻪ ﺟدﻳد ...................................................
ـ 95ـ
ﻳﺎرب .........................................
15ـ ﻛﻼﻣك ﺣﻠو 16ـ ﻋﻠﻣﻧﻲ ﻛﻳف أﺧدﻣك ...................................... ر .............................................. 17ـ وﺟدﺗﻬﺎ أﺧﻳ اً 18ـ ﺣب ﻣن اﻟﺳﻣﺎء ............................................ 19ـ أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟطب .............................................. 20ـ اﺑن اﻟﻣﻠك ..................................................... 21ـ ﻣﺑﺗﺳم داﺋﻣﺎً .................................................... 22ـ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﻳر اﻟﻣﺑﻬر ...................................
ـ 96ـ
66 73 78 80 84 87 90 92