كنيست مارمرقس القبطيت األرثوذكسيت ـ بمصر الجديدة
أبونا /فيلوباتير نبيه
الكتــــــــاب :حوار مع المسيح المصلوب إعــــــــــداد :أبونا /فيلوباتير نبيه. الناشـــــــــر :كنيست مارمرقس ـ بمصر الجديدة. الطبعـــــــــت :األولى ـ مارس 5102 رقـم اإليـداع: الرقم الدولى: تصميم الغالف :شركت Levelsـ ث 50252012 : المطبعـــــــت :دار النوبار للطباعت.
صاحب القداسـت األنبا تواضروس الثانى بابا اإلسكندريت وبطريرك الكرازة المرقسيت
أحبائي ... هذا الكتاب هو محاولة متواضعة جدا ً لإلقتراب من الرب يسوع فى وقت األلم والصليب ...فما أعمق الصليب ...وما أرهب التأمل فى الفادى الحبيب. لقد حاولت أن أتحدث مع بيالطس الذى أمر بصلبه ...ومع يهوذا الذى خانه ...وأسألهم كيف فعلوا هذا بالرب يسوع ؟ وتسائلت مع نفسى ...تُرى هل أنا اليوم أفعل مثلهم ؟! ...أم أنى أدينهم على ما فعلوا وأنا أفعل أصعب منهم ...ألنى تالمست معه وعرفته ؟! أيضا ً حاولت أن أتأمل فى ما تالمس مع جسد السيد المسيح ... المسمار وخشبة الصليب ...المطرقة واكليل الشوك ... وحاولت أيضا ً أن أفهم معنى وعمق كل هذا الحب الذى قدمه المخلص ... فهو حب حتى المنتهى ...حب حتى الصليب. أتركك عزيزى القارئ مع كلمات هذا الكتاب لتدخل معه فى شركة آالمه لتدرك حجم العمل والحب الذى قدمه الرب يسوع لخالصنا. سمائياً.
عوض يا رب كل َمن له تعب فى هذه الخدمة ..أجرا ً صالحا ً ّ
4
بصلوات صاحب الغبطة والقداسة البابا األنبا تواضروس الثانى، الرب يحفظ حياته لنا سنينا ً كثيرة وأزمنة سالمة هادئة مديدة ،وإللهنا كل المجد والكرامة إلى األبد آمين. مارس 5105
صلوا من أجلى .. أبونا /فيلوباتري نبيه
5
حوار مع المسيح المصلوب
بيالطس البهطى ... ماذا فعمت بيسوع ؟ لم أجد فيه علة للموت ...وأردت أن أطلقه ...ولكن الشعب أراد أن يُصلب. أتصلب الخالق ...وتثبته على الصليب !!! ألم تسمع عنه ...ألم تراه من قبل ...أال تعرف َمن هو يسوع !!! ال ...ال أعرفه ولم أسمع عنه. ال تقل أنى ال أعرفه ...أو لم أسمع عنه ...أو لم أكن أقصد أن أصلبه. ألم تسمع كم َمن نفوس شفى ...أو كم من نفوس أقام ؟! ألم تكن تعلم أن الكهنة "كانوا قد أسلموه حسدا" (مر)51 : 51
الشعب أراد صلبه. ال تقل أن الشعب أراد ...وأنا لم أستطع أن أقاوم إرادته. ال تقل أن الرب لم يعبر بك ونظر إليك ولم يتكلم معك ...وأراد أن تفهم من صمته. بيالطس ... لقد أردت أن ترضى الجميع ...فصلبت يسوع ...ولم تفكر كيف ترضى هللا.
6
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
ألم تحذرك زوجتك قابلة "إيَّاك وذلك البار ألنى تألمت اليوم كثيرا فى حلم من أجله" (مت )59 : 77 بيالطس ... ماذا ستقول للرب يوم تقف انت بين يديه تـُحاكم كما وقف هو أمامك ت ُحاكمه؟! بماذا ستبرر نفسك ...هل بغسل يديك أم بعدم معرفتك له ؟! ت يا نفسى ... وأن ِ ماذا ستقولين لرب المجد فى ذلك اليوم الرهيب ...الذى ستقفى فيه أمام الديان العادل ؟! بما ستتحججين ...وبما ستخبريه ؟! ت لم تريدى ؟! كم وكم مرة عبر بك يسوع وأراد أن يرجعك إليه وأن ِ ماذا سأقول له ؟ أنى لم أكن أعرف أنك يسوع مخلص العالم ...أم أنى كنت أعرف وخنتك مثل يهوذا ...أو أنكرتك مثل بطرس ...أو صلبتك مثل بيالطس. ربى يسوع ... ال يوجد عندى عذر لما أنا أفعله ...ليس عندى عذر ألنى صنعت خطاياى بجهل وهوى ...ليس لى سوى أن أسجد تحت صليبك وأصرخ نحوك قابال " ...يا رب أغفر لى كثرة خطاياى ...يا رب ارحمنى وسامحنى على كل آثامى ...يا رب اذكرنى متى جبت فى ملكوتك".
7
حوار مع المسيح المصلوب
يسوع أم باراباس عجبا أن نقارن النور بالظلمة ...الحياة بالموت ...الحب بالعنف والكراهية. يسوع ...الذى قال عنه إشعياء النبى ص :24 "هوذا فتاى الذى اخترته ، سرت به نفسى ، حبيبي الذى َّ أضع روحى عليه فيخبر األمم بالحق ، ال يخاصم وال يصيح وال يسمع أحد فى الشوارع صوته ، قصبة مرضوضة ال يقصف وفتيلة مدخنة ال يطفا ، حتى يخرج الحق إلى النصرة وعلى اسمه يكون رجاء األمم" (مت 57 : 57ـ ... )75هذا هو يسوع. أم باراباس ...هذا الذى قيل عنه: "وكان المس ّمى باراباس موثقا مع رفقابه فى الفتنة ،الذين فى الفتنة فعلوا قتال" (مر )7 : 51 عجبا ...هل عمت أبصارهم أم أظلمت قلوبهم حتى أنهم يطلبون باراباس ويصلبون يسوع. يصلبون َمن ال يخاصم وال يصيح ...ويطلقون قاتال فى فتنة ولصا ! يصلبون يسوع الوديع الهادى ...ويطلقون باراباس القاتل اللص !
8
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
يصلبون يسوع الذى أقام الموتى وأشبع الجموع ...ويطلقون باراباس الذى صنع فتنة وقتل وسرق الجموع ! تذكرى يا نفسى ... كم مرة أطلقت باراباس فى داخلك يعبث ويسرق ويقتل ...وصلبت يسوع وس ّمرت يديه ورجليه حتى ال يعمل فى داخلك ...كم مرة ؟ كم مرة ؟! ... أطلق الشيطان ليستعبدنى بشهواته وذلـّه لى ... ى بصوت وديع هادئ " ...افتحى لى وأصلب يسوع الذى يُنادى عل َّ أيتها النفس الحبيبة" ...وأنا أصم أذانى عنه. اآلن قفى يا نفسى وأنظرى ماذا فعلت بإختيارك ... صلب يسوع على الصليب ...وأطلق باراباس يصنع شرا وقتال فقد ُ وذبحا فى األرض حتى هذا اليوم. عجبا ً ...عجبا ً ...عجبا ً ... على نفسى الحقيرة التى تذهب وراء اإلستعباد وتهرب من الحرية ، عجبا لك يا نفسى وهوذا حبيبك فاتحا لك ذراعيه على الصليب ... ل علك تفهمى فترجعى وتلقى بنفسك تحت أقدامه المملؤة بالجراح ... تغسلى نفسك بدمه ...فتبيضى أكثر من الثلج. وال تعودى بعد تطلقى باراباس ... وأحياك بل تطرحيه تحت أقدام المصلوب ...وتطلقى َمن فدى نفسك ِ مرة أخرى ...المجد لك يا رب.
9
حوار مع المسيح المصلوب
اصمبه ...اصمبه شر عمل؟ فازدادوا جدا صراخا اصلبه" (مر )51 : 51 "فقال لهم بيالطس وأى ٍّ ّ
اصلبه ...اصلبه ... بهذه الكلمات القاسية صرخ الشعب ورؤساء الكهنة ... يطلبون أن يصلبوا يسوع ...لم يشفقوا عليه ...ولم يسمعوا ... بل سدوا أذانهم ...صارخين ... اصلبه ...اصلبه. ماذا صنع وما هى خطيته ؟ اصلبه ...اصلبه ... هكذا دابما يصرخ العالم حتى هذا اليوم ...اصلبه ...اصلبه ... ال يريدون أن يروا يسوع الذى هو أبهى جماال من كل بنى البشر ... وال يريدون حبه وتسامحه وغفرانه ... وال يريدون أن يروه إال مهانا مذلوال ... يريدون أن يروه معلقا على خشبة مع القتلة والمجرمين ... يريدون أن يروا يسوع مصلوبا منكـّس الرأس ... مهزوما ...هذا ما يريده الشيطان.
51
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
ولكن لم يكن يسوع أبدا ً مهزوما ً ...ولكن دائما ً أبدا ً منتصراً ... لقد قبل الهوان والسب واللطم ...واحتمل اآلالم والصلب ...لكى يخلصنى بموته. ربى يسوع ... أراك عظيما ...إلها قديرا ...أبا رحوما ... قويا منتصرا ...تسحق الشيطان تحت أٌقدامنا ...بقوة صليبك ...
أزفعُ زأضى َأفتدس بإهلى ايرى صًُب عهى أفسح بإهلى َصدسة خالصى.
55
حوار مع المسيح المصلوب
األيدى اآلمثة أى أيدى هذه التى لطمتك على خديك ... أنها يداى اآلثمة ... وهى يداى ...التى ارتفعت لتضربك بالسياط على ظهرك ...بل على جسدك. وهى يداى ...التى دقت المسامير فى يديك ورجليك. إنها يداى ...التى غرست اكليل الشوك على رأسك بإفتخار وكبرياء. إنها يداى ...التى ألبستك ثوب األرجوان لتهزأ بك. إنها يداى ...اآلثمة التى رفعتك على الصليب ولم تشفق عليك. وهى يداى ...التى سقتك المر لتروى ظمبك. وهى يداى اآلثمة ...التى طعنتك بالحربة لتعلن موتك على الصليب. أى يدان هذه األيدى التى فعلت بك كل هذه اآلالم ؟! أنها يداى اآلثمة ...هى التى صنعت كل هذا األثم والخطية بقساوة وعند وكبرياء. تذكرى يا نفسى ... فى كل مرة تفعلى الخطية بيدك تصنعين بفاديكٍّ كل هذه اآلالم.
57
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
أى حبا ً هو حبك يا مخلصى ... لماذا لم تشل يداى وهى تهينك بفعل الخطية وتجرحك وتؤلمك كل هذ اآلالم ؟! لماذا لم تقطع يداى حتى ال أصنع هذا الشر فى عينيك ...فخير لى أن أدخل األبدية بدون يدين من أن أدخل الجحيم بكل أعضابى. سيدى ... أن حبك يخصلنى ...تتحمل كل هذه اآلالم وأنا السبب فيها ...بل أنا الذى فعلتها بك ...وتتركنى حتى اليوم أحيا وأعمل بيداى هذه التى أهانتك بالخطية.
فطاحمهى ِا زبى َ ...اغطٌ ِداى َو اخلطّة َاعطهى أى أعٌُ بّداى عُالً ِسضّو َميجد امسو.
51
حوار مع المسيح المصلوب
ألبسوك ثوباً مو برفري
*
ربى ومخلصى ... أهانوك وضربوك ...وأخيرا ألبسوك ثوبا من برفير ليستهزؤا بك ... برك ... أنت الذى سترت آدم من عريه وسترت الخليقة كلها بثوب ّ أنت الذى رآك أشعياء (أش ... )6 فى رؤياه ممجدا ومهوبا يحمل عرشك الشاروبيم والسيرافيم ... فصرخ قابال "قد هلكت ،ألنى إنسان نجس الشفتين" ... أمام بهاؤك ومجدك رأى أشعياء أنه نجس ...فط ّهرته بجمرة من على المذبح مسست بها شفتيه ... وسمع الصوت قابال له "اآلن قد طهرت". وأنت الذى رآك شاول الطرسوسى ( أع ... ) 9 فسقط من على حصانه إلى األرض ...عندما أشرقت عليه بنورك ... وصرخ نحوك قابال ...ماذا تريد يا رب أن أفعل ؟
*
برفير :قرمزيا أو أرجوانى وهو األحمر القانى لون الدم.
51
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
أنت الذى رآك يوحنا الالهوتى ... فى رؤياه فى جزيرة بطمس ... وسقط تحت رجليك كميت ...من بهاء مجدك وعظمتك ... اآلن يا سيدى ... يستهزء بك خليقتك وعمل يديك ؟! اآلن يرفضك الشعب ...اآلن يجحدك الجميع ؟! حتى أنا يا رب ...بدال من أن أكون سبب أن يمجدك الناس ...أكون سبب خزى وعار لك. ربى كم أنت رؤوف وطويل األناة ... تترك التراب والرماد يتهكم ويتطاول عليك ... وأنت بإتضاعك احتملت كل الخطاة الذين أنا أولهم.
ضاحمهى ِا زب َازمحهى َاجعًهى أى أصهع َا ِسضّو ... َأنُى ضبب حكّكى يهى ميجدَى أنت اإليٌ احلكّكى.
51
حوار مع المسيح المصلوب
جسدك املتأمل ربى يسوع ... أليس هذا جسدك الذى لم يجد مكان راحة ليسند فيه رأسه ...بسبب خدمتك وتعبك وسعيك فى عمل الخير ... فكيف ضربوه بالسياط ؟! أليست هذه هى يديك التى أشبعت الجموع وشفت المرضى وفتحت أعين العميان وأقامت ابن األرملة وابنة يايرس ... فكيف سمروها على الصليب ؟! أليست هذه قدميك التى سعت وراء الخروف الضال وظلت واقفة فى انتظار عودة الضال ...وذهبت للسامرية لتخلصها من الخطية ... وذهبت إلى المقعد لتقيمه بعد 18سنة ... فكيف سمروها فى الصليب ؟! أليس هذا هو فمك الذى نطق بالحب لؤلعداء ...ونطق بالبركة فأشبع الجموع ...ونطق بالشفاء فشفى غالم قابد المبة ... فكيف ضربوك عليه ؟!
56
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
أليس هذا هو صدرك الحنون الذى احتضن األطفال ...بعدما زجرهم تالميذك ...وهو الذى اتكأ عليه يوحنا وكل متألم ... عروه وجرحوه ؟! فلما ّ أليست هذه هى رأسك التى تفكر بالخيرات والخالص لجنس البشر ... فكيف كللوه بالشوك ؟! يا مخلصى ... أنت قبلت هذا كله من أجلى ... أنت أروع جماال من كل بنى البشر ... أنت حبك دهن مهراق ينساب على كل نفس تترجاك. ربى يسوع ... سامحنى ألن بعد كل هذه اآلالم وهذا الحب ...الزلت أخطا فى حقك.
ضاحمهى ...ازمحهى ...اغفس ىل.
57
حوار مع المسيح المصلوب
احلضو املفتوح إلـهـــى ... فتحت حضنك ... لتحتضن يهوذا الخابن الذى سلمك. فتحت حضنك ... لتحتضن بطرس الذى أنكرك. فتحت حضنك ... لتحتضنى أنا الخاطا المملوء بالخطايا واآلثام. فتحت حضنك ... لتعلن لى أنك تحبنى من مشارق الشمس إلى مغاربها. عرفتنى أن هذا الحضن مفتوح ... لكل العالم ...لكل خاطىء ... لكل تابه ...ولكل ضال. فتحت حضنك ... كأب حقيقى ينتظر عودة اإلبن الضال الجاحد لكل نعم أبوه.
58
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
فتحت حضنك ... لتحتضن يوحنا الحبيب وتخبره بأسرار حبك له وللبشريه كلها. فتحت حضنك ... لتحتضن الضعيف واليتيم واألرملة ...لتحتضن المرفوض والمرذول من الكل. فتحت حضنك ... ليرتمى داخله كل خابف ومرتعد. فتحت حضنك ... ليُدفا كل شارد وبردان من مشاعر الناس الجافة والقاسية.
زبى ...أنٌ حضهو املفتُح ... ايرى مل َيو ِػًل أبداً ... أَام نٌ خاطىء تائب عائد إىل األحضاى األبُِة.
59
حوار مع المسيح المصلوب
حضهك يا سيدى ما أجملك يا سيدى الحبيب ... فأنت تفتح ذراعيك وتضمنى إلى صدرك.
لتحتضنى
تحتضن خاطا مثلى ...وجاحد لحبك ...ورافض ألبوتك ...وضال عنك. ربى أنت تحتضن الكل رغم كل ما صنعوا ضدك. فأنت مددت يديك لتطعمهم ...وهم سمروها على الصليب. وأنا أفعل مثلهم ...أس ّمر يديك التى تطعمنى خبز الحياة ...هذا الخبز الذى يأكل منه ال يموت. سيدى الحبيب ... هل أس ّمرك لكى ال تحتضنى ؟! ما هذه الغباوة التى أنا أفعلها معك. ربى ... أنى أفعل هذا حقا ...وأنت تسأل اآلب من أجلى قابال : "يا أبتاه أغفر له ألنه ال يعرف ماذا يفعل"
71
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
ربى وحبيبى ... أن حضنك يدفبنى ويشعرنى باألمان ...ويعلن لى كم هو حبك عظيم لى. أن حضنك يشعرنى أن لى رجاء فى الحياة معك رغم كل ما صنعت بك. فإقبلنى وارحمنى وسامحنى ...واجعلنى أن ألقى بنفسى فى حضنك المملوء حنانا ...واعطف على نفسى الضعيفة الخاطبة.
أشهسى ِا زب ِا ََو يُ أحو َأزم َأَضع حضو.
75
حوار مع المسيح المصلوب
محن الصميب ربى يسوع ...أراك حامالً الصليب على كتفيك ...أنت تبحث عنى لتخلصنى. أراك تبحث عنى ... على الجبال وبين األشواك ... تجدنى بعيدا فتحملنى على كتفيك. أراك تبحث عنى ... فترانى من بعيد ممزقا مهزوما متألما ... ى سالمى. فتحتضنى فى صدرك فتعيد إل َّ أراك تبحث عنى ... فترانى محطما وساقطا فى شهواتى ...فتمنحنى ماءا حيا ألرتوى. أراك تبحث عنى ... فتجدنى أعمى ال أرى طريقى ...استجدى طعامى من األخرين ... فتلمس عيناى ألرى نورك وأرى الطريق. عندما أراك تحمل الصليب ... أرى حبا ال يُعبَّر عنه وال يكتب بقلم وورق ...ولكنه حب حامل الصليب ...منسكب ومنسحق تحت الصليب.
77
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
تأمالت شدصية ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ 71
حوار مع المسيح المصلوب
أيها الصميب اخلصب كنت بذرة ألقيت فى األرض ... ت بمطر السماء وندى األرض وأرتو ِ ...حتى شققت ظلمة األرض وأصبحت نبتة خضراء ...تستدفء بشمس النهار. فنمت أغصانك ...وورقك األخضر ومرت عليك سنين وسنين فى عناية رب السماء ... إلى أن صرت شجرة عظيمة ... تسكنها طيور السماء وأفراخها ... وتصنع فيك عشا لتسكن فيها وتأتمن صغارها فيك. وذات يوم ... ّ لحطاب ...أقطعها أقطعها ...فقـ ُ ِطعت بيد اجتمع حولك الناس يقولون ّ حطاب ...أنهال عليك بالضربات ببلطة ...ضربات من اليمين واليسار ...فترنحت كثيرا وتهرأ جسدك إلى أن انفصلتى عن األرض. ت على األرض ...لم يرحموك ...بل بدأو فى قطع أغصانك وسقط ِ ...وكشطوا عنك ثيابك وعروك ...
71
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
واستمروا يضربونك ...ضربات كثيرة إلى أن صرت قطعتين ... وأنت ال تعرفين لماذا كل هذه اآلالم ؟! لقد تجرعت كل هذه اآلالم لتصيرى صليبا من خشب ... يحملك يسوع على كتفه ويسير بك درب األلم "طريق الصلبوت" ... حملك من أنبتك ...وسقاك ...ون ّماك ... لتصيرى خشبة صليبه ليُصلب عليك ... وتغرسى ثانية على األرض ولكن ليس عليك أغصان وال ثمر ... بل ليغرس ويس ّمر عليك الغصن الذى من أصل داود ... فترتوى بدمه الفابض من جراحاته ... ليثمر ثمرة خالص للبشرية كلها ...ليأكل منها كل إنسان فيحيا "كما أرسلنى اآلب الحى وأنا حي باآلب ف َمن يأكلنى فهو يحيا بى" (يو )17 : 6
مل ِهو ايصًّب خشبة قطعت َو األزض ... َيههٌ عسش ًا مساَِاً جًظ عًٌّ زب اجملد ... زب األزباب ًََو املًُى.
71
حوار مع المسيح المصلوب
اكمين الصوك ...نبتة المعهة يا إكليل الشوك كيف تجرأت أن توضع على هامت ملك الملوك؟ فأنت نبتة اللعنة ...خرجت من األرض بسبب خطية أبينا أدم ... فأخترقت شوكاتك رأس المسيح وسال الدم على جبينه الطاهر... هذه الرأس التى حملت فى داخلها فكر الخالص للعالم أجمع. يا لقساوتى وحقارتى ...
فأنا الذى تسببت لك فى كل هذه اآلالم ... فبدل من أن يوضع على رأسك تاج ملك ومجد من أحجار كريمة ... وضع عليك إكليل الشوك ... هذا الذى هو خطاياى ونجاسات قلبى ... كل فكر شرير تفكرت فيه هى شوكة فى إكليلك ... وكل كلمة رديبة نطقت بها هى شوكة فى إكليلك ... وكل خطية صنعتها بمعرفة أو بدون هى شوكة فى إكليلك ...
76
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
اجعلنى يا مخلصى ... أن أضع إكليل شوكك على رأسى ...فيؤخذ كل فكر زنا أو كبرياء أو شهوة ...أو إ دانة ألخوتى ...أو حقد وكراهية ...أو خوف وقلق ... فتنزف هذه األفكار إلى أن تموت داخلى ...
ى فكر واحد ...هو الخالص بك يا سيدى الحبيب. ويتجدد ف َّ فينشغل فكرى كله ب َمن أحبنى ومات من أجلى ... ح ِبي ِبي لِي" (نش .)1 : 6 "أ َ َنا ِل َح ِبي ِبي َو َ
يا مخلصى ... أن أفكارى الشريرة هى هذا الكم من األشواك التى على رأسك الطاهر. فسامحنى يا مخلصى الصالح على كل هذه األفكار التى سببت لك كل هذه اآلالم. وطهر أفكارى حتى ال أسبب لك آالم جديدة.
إهلى ...يبهى فهساً طايس ًا َكدض ًا َشػُ ًال بو أًِا احلبّب.
77
حوار مع المسيح المصلوب
اكمين الصوك أيتها النبتة الشائكة ... هكذا لعنك هللا بأنك تنبتين من األرض شوكا وحسكا بسبب خطية أدم األول. ت ... فهل جرأ ُ ِ لتغرسى فى رأس خالقك مبدع الكون ... لقد كنت عقوبه آلدم ...لكى تؤلميه وتدمي يديه ورجليه ... ال لت ُغرسى فى جبين اإلله. ربى يسوع ... لقد حملت عنى العقوبة وتح َّملت عنى أشواكها ... هذه األشواك يا سيدى هى نتاج زرعي وسقي لها ... فأنا الذى زرعت فى أرضى بذار الخطية والشهوة ... وهى التى أنبتت لى أشواكا غرست فى رأسك الطاهر. كل شوكة ... نزعت من أرضى ...غُرست فى رأسك لتخلصنى ...
78
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
كل فكر دنس ...كل كلمه رديئة ... كل إدانة إلنسان ...كل قساوة فى قلبى ... كل هذه هى أشواك نبتت فى داخلى ... وأنت بمحبتك انتزعتها منى ...لتجعلها تاج شوك على رأسك ... ى كل هذه األشواك. ويحى أنا اإلنسان الشقى ...الذى سببت لفاد َّ أنى أرى الدم يسيل من رأسك وينساب على وجنتيك ...ليغسل دنس خطاياى.
فطاحمهى ِا إهلى ... َأحمُ عهى نٌ خطاِاى ايتى ضببت يو نٌ يرٍ اآلالم.
79
حوار مع المسيح المصلوب
مطرقة عمى يد احلبيب يا لهذه الطرقات التى تنزل عليك يا سيدى ... إنها تصرخ فى أذناى ... "كل هذا من أجلك" يا رب أنا سبب ألمك وأوجاعك ... أنا الذى حملت المطرقة بيدى لتنهال على يدك الطاهرة لتس ّمرها فى الصليب ... يدك التى شفتنى من برصى. يدك التى أقامتنى من رقاد الخطية. يدك التى فتحت عيناى. فأنت بيدك تسعى إلحتضانى وتسعى لشفابى وتسعى لتقيمنى من ذ ّل الخطية ال ُمهين ... يا لى من حقير خاطا ...ألنى س ّمرت يداك. أنها يداك التى احتضنتنى ... يداك التى أشبعتنى وحملتنى من بين األشواك ...وحمتنى من األخطار
11
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
ربى يسوع ... سامحنى ألنى س ّمرت قدماك على الصليب بمطرقة الخطية والشهوة والتكاسل والتهاون ...منعتك أن تسير نحوى. ولكنك ارتفعت على الصليب فاتحا أحضانك ... تقول لآلب "يا أبتاه أغفر له ألنه ال يعلم ماذا يفعل" ارحمنى يا سيدى ... وأقبلنى ...اجعلنى أقبّل قدماك المسمرتين على الصليب. اسمح لى أن أغسل خطيتى بدمك الطاهر ... وأتمتع بإتساع حضنك المفتوح على الصليب ... إلى فأرجع إليكم" قابال لى "ارجعوا َّ ها أنا يا سيدى آتى قارعا ً باب تعطفك فأقبلنى وسامحنى.
ِا ََو مبُتٌ أبطٌ عص املُت ... ِا ََو يٌ نٌ ايكدزة ... ازمحهى.
15
حوار مع المسيح المصلوب
مسمار فى جسد احلبيب لماذا أيها المسمار اخترقت جسد الحبيب؟! أال تعلم َمن هو؟ أنه جابلك وخالقك ... هذا هو اإلله الذى صنعك على مر كل هذا الزمان ... كيف تجاسرت لتخترق جسده الرقيق؟!
لم أكن أعلم ... أنما يوم أن شكلنى الحداد أنا وأخوتى ظننت أنى سأثبت خشب فى خشب ولم أكن أعلم أنى سأثبت الحبيب فى خشبة الصليب لقد وقفت وقاومت كثيرا ... فسنى المدبب فى يد الحبيب ورأسى تنهال عليه المطرقة ... لقد قاومت وقاومت ولكن أمام الطرقات القاسية لم أستطع أن أقاوم كثيرا ...فأخترقت يديه ورجليه ورأيت الدم يندفع نحوى ويغطينى كلى.
17
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
فصرخت نحوه قابال :سامحنى يا خالقى وجابلى فأن خطاياى هى التى سببت لك كل هذه اآلالم ... أن عند رأسى وتصلبها هى السبب فى آالمك وإيالمك. أن قساوتى وقسوتى هى التى جرحتك وأدمتك ... وأنت بدمك غسلتنى من أقذارى وأوساخى ... وجعلتنى مسمارا المعا براقا ممجدا ... ثبتنى فيك يا سيدى لبال أضيع منك ...وأعود ألصنع الخطية بسنّى المدبب ورأسى العنيد. أغفر لى يا إلهى ... كل ما صنعت فإنى ضعيف وخاطى ...وأنت غافر ومحب وقدوس.
ابهو املطُاز
11
حوار مع المسيح المصلوب
يدك املمدودة واملسمَّرة فى الصميب ما هذا يا سيدى؟!! ولماذا يدك مس َّمرة بمسمار فى الصليب؟!! يا ابنى ... س ّمرتها ألخلصك من أفعال الخطية والشر. ربى ... هذه هى يدك الحنونة التى باركت بها الخبزات وأشبعت به الجموع. َمن سيشبعنى إذا كانت يدك مس ّمرة على الصليب ؟! َمن سيلمس عيناى كما لمست عينى األعمى فأبصر النور ...وال أعود أمشى فى ظالم ؟! َمن سيمد يديه أمام الريح فتهدأ عنى ...ويصير هدوبا عظيما ...وال تعود رياح التجارب تعصف بى ؟! ى قوة الحياة؟! َمن سيلمس جسدى ...ألقوم من موت الخطية وتسرى ف َّ
11
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
َمن سيمسك بيدى ويقيمنى من رقادى ...كما أمسكت بيد ابنة يايرس؟! َمن سينقذنى من الغرق فى المشاكل والهموم والخوف والشك ...كما أمسكت بيد بطرس وهو يغرق ؟! يا َمن لمست ابن األرملة فقام من الموت ...إلمسنى بيديك فأحيا. يا مخلصى ... ال تترك يديك مس ّمرة بل اطلقها حرة لتحررنى من ضعفى وخطيتى. لتقيمنى من سقطتى ...وتسندنى فى طريق هذه الحياة. إلهى ... أحبك وأعتذر لك ألنى س ّمرتك بمسامير فى صليب الجلجثة. تعال اآلن وألمسنى ألقوم من موت الخطية. لكى ال أعود إلى خطيتى مرة أخرى فال أؤلمك وال أصلبك ثانية.
املطهى ِا خمًصى بّدِو ايشافّة بدَو.
11
حوار مع المسيح المصلوب
ملاذا مسّرتها؟! يا إلـهـــى ... لماذا س َمرتها ؟!! ... ليت يدى هى التى سُمرت حتى أوقف أعمال الخطية بيدى ... وأما يديك فأطلقهما حرة ... حتى تصنع الخير لكل أحد. تعالى اآلن يا رب ... و ألمس عيناى فتنظر النور وتبصرك ...وتتبدد منها كل نظرات الخطية والشهوة القاتلة لنفسى. يا رب ... أنت وضعت يديك فى أذنى األصم واألعقد ولمست أيضا لسانه (مر : 7 .)11
تعالى اآلن يا مخلصى ... وضع يدك على أذنى فتتقدس من سماع الشر وال أعود أسمع صوت الحية الذى هو الشيطان ... بل ولينطق فمى بكالمك ...فتخرج كل كلمة من فمى لمجد اسمك القدوس ...
16
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
احفظنى من كالم الخطية والشتيمة والنميمة وكل كلمة رديبة تتسبب فى دينونتى. يا مخلصى ... إلمس كل حواسى ... أريدك أن تعاملنى وتلمسنى مثلما لمست األطفال واحتضنتهم عندما انتهرهم تالميذك (مر )51 : 51فمؤلت قلوبهم سالما وفرحا.
إملطهى حبهانو ِا زبى ِطُع ى يهٌ قداضة. فتحٍُ نٌ شس ف ّ
17
حوار مع المسيح المصلوب
قدميك مسمرتاى يا سيدى أنى أرى قدميك مسمرتان على الصليب ... أليست قدماك ... هذه هى التى سعت خلف الخروف الضال وبحثت عنه على الجبال وبين األشواك وانجرحت وأدمت من أجله حتى وجدته وحملته على منكبيك وعدت به مرة أخرى إلى حضنك وبيتك. أليست قدميك ... هذه التى وقفت وأنتظرت طويال عودة اإلبن الضال ...وعندما عاد ركضت نحوه بفرح واحتضنته ودعوت اآلخرين قابال " :ابنى هذا كان ميتا فعاش وكان ضاال فوجد .فابتدأوا يفرحون" (لو .)71 : 51 أليست قدميك ... هذه التى ذهبت إلى زكا تحت الجميزه تطلب إليه أن ينزل لتدخل بيته وتغير حياته وتخلصه وكل َمن فى بيته ... "ألن ابن اإلنسان قد جاء لكى يطلب ويُخلص ما قد هلك" (لو )51 : 59
اإلنسان الذى قد هلك فى عينى نفسه وأعين الناس وظن ال خالص له. ولكنك كنت ترى أن له رجاء وله خالص عندك.
18
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
أليست قدميك ... هذه التى سمرتها خطيتى ... هى التى لمستهما المرأة الخاطبة ...وغسلتهما بدموع توبتها ... ومسحتهما بإكليل شعرها ...ودهنتها بطيب حبها. أليست قدميك ... هذه التى سمرتها خطيتى ...هى التى سارت على الماء بسلطان الهوتك. فكيف أس ّمرهما ... ى اآلن ... سامحنى يا إلهى ...وتعال إل َّ ألنى أنا المس ّمر بقدماى فى طريق الشر والخطية ... ى لكى تحررنى وأسير معك فأخلص. وأنتظر مجيبك إل َّ
19
حوار مع المسيح المصلوب
أيها اجلبن العاىل أيها الجبل العالى ... سمحت أن يُرفع عليك خالق المسكونة كلها بكلمة من كيف قبلت و َ فمه ؟!! لماذا لم تظهر مجده وعظمته مثل جبل طابور الذى تجلـَّى عليه خالق الكل ... فظهر فى مجده ببهاء وعظمة لم تقو األعين أن تراها إلى أن حجبته سحابه عنهم ؟!! لقد قاومت وتمنـَّعت ... ولكنه قال لى اسمح اآلن ألنه ينبغى لنا أن نكمل كل بر ... فأطعت ولم أشأ أن أعارض كلمته فهو جابلى وخالقى من تراب. ولكنى اجلسته على رأسى وقمتى ليراه كل بشر ... فأنت الذى أهنته وأذللته بخطيتك ... وتوجت رأسه بأكليل الشوك الذى أوخز رأسه بثمار خطيتك. َّ أما أنا فقد أعطيت المجد له ...
11
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
ى كل ذرة عندما سمعت ى كل الصخور وأهتزت ف ًّ فتزلزلت وتشققت ف ًّ صوته الحنون يصرخ قابال "قد أكمل". لم أحتمل أن أرى خالقى يموت فوقى ... وهو الذى وهب الحياة لكل أحد ... وهو الذى صنعنى. ربى يسوع ... هبنى أن أعطيك المجد الالبق بشخصك ... ى كل أفكار الشر ... ولتتزلزل ف َّ ولتضمحل فى قلبى كل أثار الخطية ...
إىل األبد آَني.
15
حوار مع المسيح المصلوب
الصميب حب أيها الحب المهرق وال ُمنساب على مذبح الصليب ... ما كل هذا الحب يا سيدى ؟!! لماذا صنعت هذا وقدمت لى كل هذا الحب؟!! فأنا ال استحق قطرة واحدة منه،فقلبى قاسى ال يشفق عليك ...وال يحن ويرق لحبك ... فكرى بعيد عنك ...وقلبى مملوء أنانية وكبرياء ...أبحث عن متعتى وسعادتى وتلذذى. ومع كل هذه القسوة واآلثام ... أنت تقدم لى حبك وتُصلب عنى. فكيف يا نفسى بعد كل هذا الحب ال ُمذاب وال ُمنهمر على الصليب ... ت تصنعى الخطية بهذا اإلصرار والتلذذ ؟! الزل ِ ربى يسوع ... أنا حقير ...ألنى أفعل األمور الحقيرة التى ال يفعلها إال كل حقير دون فكر أو تمييز أو رجوع عنها.
17
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
وأنت عظيم ...ألنك تفعل األمور العظيمة والعالية ...فأنت تحب وتغفر ...تُصلب وتسامح ...بل وتنسى الخطية ...وهذا فعل ال يصنعه إال اإلله العظيم ...الذى هو شخصك الحبيب. ربى أنت قدمت حبك العظيم ... "ليس ألحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه ألجل أحبائه" (يو )51 : 51
فقد وضعت نفسك لتـ ُصلب عنى ...وتـ ُهان من أجلى ...ويراك الناس حقير وأنت العظيم وأنا الحقير ...يا رب سامحنى وارحمنى أنا الحقير. أنت حبك ال ينتهى ... "إِذ كان قد أحب خاصته الذين فى العالم أحبهم إلى ال ُمنتهى" (يو )5 : 51
أحببتنى أنا !! ...و َمن أنا ...غير واحد فى العالم الكبير ...ولكنك أحببتنى ... وأنا من خاصتك َ ...من هم خاصتك أليس هؤالء الذين اخترتهم وعينـ َّتهم ليكونوا تالميذك وأوالدك ...وهل أنا واحد منهم ؟!! أحببتنى حتى المنتهى ... وما هو المنتهى يا رب ؟ ...ألم يكن منتهاك هو صليب العار ؟ ... ولم يكن منتهاك كرسى المجد ؟ ... ولكنه حبك هو الذى قادك أن تصلب من أجلى ... أنه حبا ال ينتهى ال بالصليب وال بالموت ...
أنٌ حباً أشىل أبدى (ضسَدى) ال ِهتًى. 11
حوار مع المسيح المصلوب
جراحات املُحب ما كل هذه الجراحات أيها الفادى ...التى تملىء جسدك الطاهر. يا ابنى أنها جراحات حبى لك ... بها فديتك وحملتها عنك ... احتضنتك بذراعى ...لكى ال تصيبك الضربات ... بل احتملتها أنا عنك على ظهرى ...ضربونى بالسياط ...فى الصليب س ّمرونى ...وفى جنبى طعنونى. فى كل مرة كان يوجه العدو سهامه عليك كنت أتلقاها بدال منك ... ى آالم الضرب بالسياط. كانت تجدد ف َّ خطاياك جرحتنى وآلمتنى ... وأنت تتمتع وتتلذذ بالشهوة ... حتى متى ترى جراحى عنك وال تتوب ... حتى متى سترانى ُمعلقا على الصليب وال تسرع تاببا مع اللص اليمين وصارخا ... أذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك.
11
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
فهل تشعر كم أحبك ؟! ...كم بذلت من أجلك ؟! كفاك تلذذ بالخطية ألن جسدى قد تهرأ من السياط والضرب ... ليتك تشعر بحبى وفدابى لك ...فتكف اآلن عن الخطية وتتوب عنها. فأنا أريد حريتك وخالصك ... وهذه هى عالمات حبى ...الجراحات التى تملىء جسدى. سأظل واقفا ً ...فاتحا ً ذراعى ... َّ على الصليب منتظرا ً رجوعك وتوبتك ... ألمتعك بخالصى وأبديتى ...كما تمتع اللص اليمين بملكوتى.
ِطُع املصًُب
11
حوار مع المسيح المصلوب
صميبك نصرة ونار ربى يسوع ... سيظل صليبك هو عالمة النصرة على الشيطان وكل قوى الشر. صليبك هو سالح الضعيف ضد العدو القوى. صليبك هو نار آكلة لكل خطية وضعف وشهوة. صلبت عليها ...ولكنه كاروبا من نار لم يكن سيدى صليبك خشبة ُ يحرق الشيطان ... فهو فى يد طفل صغير مثل حصاة فى يد داود هزمت جليات (إبليس). حوطنى يا ربى بقوة صليبك ... مثل سور من نار ...فهوذا مالك الرب حال حول خابفيه وينجيهم. ربى ... صليبك نار ونصرة ...نار تحرق كل قوى الشر ...ونصرة على الشيطان وحيله وأفكاره الردية. اجعلنى ربى ... أحمل صليبك دابما فيطرد عنى كل قوى الشر ويكون لى سر نصرتى ونار فى وجه إبليس وجنوده.
16
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
تأمالت شدصية ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ 17
حوار مع المسيح المصلوب
يا يهوذا ملاذ خهت احلبيب ؟ يا يهوذا لماذا خنت الحبيب ؟ ألم يشبعك كالمه ...أم لم يشبعك طعامه ؟! فكم من كالم المحبة أعلنه لك ...وكم من طعام حي قدمه لك؟! هل نسيت الجموع والخمس خبزات ...أم نسيت غسل رجليك وكسر الذات؟! يا يهوذا ليس الحب يُعلن بالقبالت ...ولكن الحب يُعلن للحبيب ببذل الذات. يا يهوذا لماذا خنت الحبيب ؟ لقد أعطاك يسوع سلطان وبهاء ...لتطرد الشيطان من نفوس الضعفاء أو تشف مريض وتقيم القعداء ...فيكتب إسمك فى كتاب السماء لكنك خنت وفرحت بالخيالء ...والظهور ومحبة المال والشقاء فصار نصيبك عظيم مع الجهالء ...فى عذاب وجحيم بال عزاء
18
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
هل أنا يهوذا الخائن ؟ هل يهوذا خانك ...أم أنا الذى خنتك ؟! ... خنتك عندما فتحت عينى ألرى الشر ... خنتك عندما سمحت ألذناى أن تنصت وتتكلم مع الحيّة ... خنتك عندما أحببت شهوتى وأنا أعلم أنها تجرحك وتؤلمك ... خنتك عندما سرت فى طريق محبة العالم وأنا أعلم أن محبة العالم هى عداوة هلل. خنتك وأنت أحببتنى ... أحببتنى وفديتنى فسرت فى طريق الموت غير عابا باآلالم ...سرت حامال الصليب لتموت عوضا عنى ...وأنا هنا أحيا بخيانتى. ارجعنى يا رب إليك ...أيقظنى يا يسوع ... فال أستمر فى خطيتى وخيانتى ...بل أعود إليك باكيا ساجدا تحت صليبك ...صارخا نحوك أيها القدوس ...طهرنى يا يسوع بدمك وقدسنى بالكلية لك ...
يو اجملد أًِا احلب ايصادم.
19
حوار مع المسيح المصلوب
عيهاك سيدى عيناك تنظر إلى يهوذا ...وتسأله دامعا ً ...لماذا الخيانة ؟ عيناك ...تنظر إليه قابال ... لماذا جبت يا صاحب ...لماذا خنت ؟ ليتك تركت الخيانة لغريب ال يعرفنى أو لم يجلس على مابدتى ...أو لم يرى معجزاتى. إلى ...وزلزل فكرى فال أنظر َّ أخونك مثل يهوذا. عيناك ربى تنظر إلى بطرس ...لماذا يا بطرس تنكرنى ؟ هل نسيت الخبزات ...أم نسيت التجلى فوق الجبل ...أم نسيت أنك مشيت معى فوق المياه !!! ...فأذبت قلبه وخرج وبكى بكاءا مرا. إلى وأذب قلبى ...فال أعود أنكرك بكالمى وأعمالى. أنظر َّ عيناك تنظر إلى بنات أورشليم ...فترى الدمع فى عيونهم ... فتخبرهن أن يبكين على أنفسهن ...وعلى أوالدهن ...وعلى خطاياهن. إلى ...فأبكى على خطاياى نهارا ً وليالً. أنظر َّ
11
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
عيناك تنظر إلى عيون الجنود فى قساوتهم ... وكأنك تسأل كل واحد منهم ... ماذا صنعت من شر حتى تفعل بى هذا ؟ ماذا صنعت يا رب ...فقد شفيت منكم َمن قطع بطرس أذنه. إلى ...فتتحول قساوتى إلى محبة لشخصك ورحمة ألخوتى. أنظر َّ عيناك تنظر من فوق الصليب ...ل َمن هم فرحون بصلبك وموتك عليه ... وأنت تسأل ماذا صنعت بكم ؟ قد شفيت مرضاكم وأقمت موتاكم وأشبعت جوعاكم. إلى ...فتشفينى من غضبى وكراهيتى. أنظر َّ عيناك تنظر من فوق الصليب ...فترى أمك القديسة مريم ... وترى عيناها مملوءة بالدموع على ابنها الحبيب ... فيلتهب قلبها ألما عليك وتفيض عيناها دموعا حزنا ... فتتحنن عليها وتخبرها أن يوحنا من اليوم ابنا لها عوضا عنك بعد موتك على الصليب ...وتنظر إلى الحبيب يوحنا ليجعلها أما له. إلى ...واجعلنى ابنا ً ألمك وهى أمى الحنون. أنظر َّ سيدى ...عيناك تنظر كل شئ ... عيناك تفحص كل شا حتى أعماقى ...وقلبى ...وأفكارى ... إلى اآلن ...وقدسنى بجملتى ...آمين. فأنظر َّ
"نٌ شئ عسِاى ََهشُف يعّهى ذيو ايرى َعٌ أَسنا" (عب .)31 : 4 15
حوار مع المسيح المصلوب
تأمالت شدصية ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ 17
خواطر وتأمالت فى آالم المسيح
................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ ................................................................................ 11
الـفـهــرس اإلصحاحات
رقم الصفحة
مــقـــــدمــــة ........................................................
3
بيالطس البنطى ماذا فعلت بيسوع ؟ ..................................
5
يسوع أم باراباس ......................................................
8
اصلبه اصلبه ...........................................................
01
األيدى اآلثمة ...........................................................
01
ألبسوك ثوبا ً من برفير .................................................
03
جسدك المتألم ...........................................................
05
الحضن المفتوح ........................................................
08
حضنك يا سيدى .......................................................
11
حمل الصليب ..........................................................
11
أيها الصليب الخشب ...................................................
13
اكليل الشوك نبتة اللعنة ................................................
15
اكليل الشوك ............................................................
18
مطرقة على يد الحبيب ................................................
21
مسمار فى جسد الحبيب ...............................................
21
يدك الممدودة والمسمرة فى الصليب .................................
23
لماذا سمرتها ؟ .........................................................
25
قدميك مسمرتان ........................................................
28
اإلصحاحات
رقم الصفحة
أيها الجبل العالى .......................................................
31
الصليب حب ...........................................................
31
جراحات المحب ......................................................
33
صليبك نصرة ونار ....................................................
35
يا يهوذا لماذا خنت الحبيب ؟ ..........................................
38
عيناك يا سيدى .........................................................
41
نرحب بتعليقاتكم: E-mail: tamol.tadrib@gmail.com يطلب من: كنيسة مارمرقس ـ مصر الجديدة ـ القاهرة ت 13088233 :ـ 13044813 موبايل 10112224288 :