حوارات مع المسيح المصلوب أبونا فيلوباتير نبيه

Page 1

‫كنيست مارمرقس القبطيت‬ ‫األرثوذكسيت ـ بمصر الجديدة‬

‫أبونا‪ /‬فيلوباتير نبيه‬


‫الكتــــــــاب‪ :‬حوار مع المسيح المصلوب‬ ‫إعــــــــــداد‪ :‬أبونا‪ /‬فيلوباتير نبيه‪.‬‬ ‫الناشـــــــــر‪ :‬كنيست مارمرقس ـ بمصر الجديدة‪.‬‬ ‫الطبعـــــــــت‪ :‬األولى ـ مارس ‪5102‬‬ ‫رقـم اإليـداع‪:‬‬ ‫الرقم الدولى‪:‬‬ ‫تصميم الغالف ‪ :‬شركت ‪ Levels‬ـ ث ‪50252012 :‬‬ ‫المطبعـــــــت‪ :‬دار النوبار للطباعت‪.‬‬


‫صاحب القداسـت‬ ‫األنبا تواضروس الثانى بابا اإلسكندريت‬ ‫وبطريرك الكرازة المرقسيت‬


‫أحبائي ‪...‬‬ ‫هذا الكتاب هو محاولة متواضعة جدا ً لإلقتراب من الرب يسوع‬ ‫فى وقت األلم والصليب ‪ ...‬فما أعمق الصليب ‪ ...‬وما أرهب التأمل فى‬ ‫الفادى الحبيب‪.‬‬ ‫لقد حاولت أن أتحدث مع بيالطس الذى أمر بصلبه ‪ ...‬ومع‬ ‫يهوذا الذى خانه ‪ ...‬وأسألهم كيف فعلوا هذا بالرب يسوع ؟‬ ‫وتسائلت مع نفسى ‪ ...‬تُرى هل أنا اليوم أفعل مثلهم ؟! ‪ ...‬أم‬ ‫أنى أدينهم على ما فعلوا وأنا أفعل أصعب منهم ‪ ...‬ألنى تالمست معه‬ ‫وعرفته ؟!‬ ‫أيضا ً حاولت أن أتأمل فى ما تالمس مع جسد السيد المسيح ‪...‬‬ ‫المسمار وخشبة الصليب ‪ ...‬المطرقة واكليل الشوك ‪...‬‬ ‫وحاولت أيضا ً أن أفهم معنى وعمق كل هذا الحب الذى قدمه‬ ‫المخلص ‪...‬‬ ‫فهو حب حتى المنتهى ‪ ...‬حب حتى الصليب‪.‬‬ ‫أتركك عزيزى القارئ مع كلمات هذا الكتاب لتدخل معه فى‬ ‫شركة آالمه لتدرك حجم العمل والحب الذى قدمه الرب يسوع لخالصنا‪.‬‬ ‫سمائياً‪.‬‬

‫عوض يا رب كل َمن له تعب فى هذه الخدمة ‪ ..‬أجرا ً صالحا ً‬ ‫ّ‬

‫‪4‬‬


‫بصلوات صاحب الغبطة والقداسة البابا األنبا تواضروس الثانى‪،‬‬ ‫الرب يحفظ حياته لنا سنينا ً كثيرة وأزمنة سالمة هادئة مديدة‪ ،‬وإللهنا كل‬ ‫المجد والكرامة إلى األبد آمين‪.‬‬ ‫مارس ‪5105‬‬

‫صلوا من أجلى ‪..‬‬ ‫أبونا‪ /‬فيلوباتري نبيه‬

‫‪5‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫بيالطس البهطى ‪...‬‬ ‫ماذا فعمت بيسوع ؟‬ ‫لم أجد فيه علة للموت ‪ ...‬وأردت أن أطلقه ‪ ...‬ولكن الشعب أراد أن يُصلب‪.‬‬ ‫أتصلب الخالق ‪ ...‬وتثبته على الصليب !!!‬ ‫ألم تسمع عنه ‪ ...‬ألم تراه من قبل ‪ ...‬أال تعرف َمن هو يسوع !!!‬ ‫ال ‪ ...‬ال أعرفه ولم أسمع عنه‪.‬‬ ‫ال تقل أنى ال أعرفه ‪ ...‬أو لم أسمع عنه ‪ ...‬أو لم أكن أقصد أن أصلبه‪.‬‬ ‫ألم تسمع كم َمن نفوس شفى ‪ ...‬أو كم من نفوس أقام ؟!‬ ‫ألم تكن تعلم أن الكهنة "كانوا قد أسلموه حسدا" (مر‪)51 : 51‬‬

‫الشعب أراد صلبه‪.‬‬ ‫ال تقل أن الشعب أراد ‪ ...‬وأنا لم أستطع أن أقاوم إرادته‪.‬‬ ‫ال تقل أن الرب لم يعبر بك ونظر إليك ولم يتكلم معك ‪ ...‬وأراد أن تفهم من‬ ‫صمته‪.‬‬ ‫بيالطس ‪...‬‬ ‫لقد أردت أن ترضى الجميع ‪ ...‬فصلبت يسوع ‪ ...‬ولم تفكر كيف‬ ‫ترضى هللا‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫ألم تحذرك زوجتك قابلة "إيَّاك وذلك البار ألنى تألمت اليوم كثيرا فى‬ ‫حلم من أجله" (مت ‪)59 : 77‬‬ ‫بيالطس ‪...‬‬ ‫ماذا ستقول للرب يوم تقف انت بين يديه تـُحاكم كما وقف هو أمامك‬ ‫ت ُحاكمه؟!‬ ‫بماذا ستبرر نفسك ‪ ...‬هل بغسل يديك أم بعدم معرفتك له ؟!‬ ‫ت يا نفسى ‪...‬‬ ‫وأن ِ‬ ‫ماذا ستقولين لرب المجد فى ذلك اليوم الرهيب ‪ ...‬الذى ستقفى فيه‬ ‫أمام الديان العادل ؟!‬ ‫بما ستتحججين ‪ ...‬وبما ستخبريه ؟!‬ ‫ت لم تريدى ؟!‬ ‫كم وكم مرة عبر بك يسوع وأراد أن يرجعك إليه وأن ِ‬ ‫ماذا سأقول له ؟‬ ‫أنى لم أكن أعرف أنك يسوع مخلص العالم ‪ ...‬أم أنى كنت أعرف‬ ‫وخنتك مثل يهوذا ‪ ...‬أو أنكرتك مثل بطرس ‪ ...‬أو صلبتك مثل‬ ‫بيالطس‪.‬‬ ‫ربى يسوع ‪...‬‬ ‫ال يوجد عندى عذر لما أنا أفعله ‪ ...‬ليس عندى عذر ألنى صنعت‬ ‫خطاياى بجهل وهوى ‪ ...‬ليس لى سوى أن أسجد تحت صليبك‬ ‫وأصرخ نحوك قابال ‪" ...‬يا رب أغفر لى كثرة خطاياى ‪ ...‬يا رب‬ ‫ارحمنى وسامحنى على كل آثامى ‪ ...‬يا رب اذكرنى متى جبت فى‬ ‫ملكوتك"‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫يسوع أم باراباس‬ ‫عجبا أن نقارن النور بالظلمة ‪ ...‬الحياة بالموت ‪ ...‬الحب بالعنف‬ ‫والكراهية‪.‬‬ ‫يسوع ‪ ...‬الذى قال عنه إشعياء النبى ص ‪:24‬‬ ‫"هوذا فتاى الذى اخترته ‪،‬‬ ‫سرت به نفسى ‪،‬‬ ‫حبيبي الذى َّ‬ ‫أضع روحى عليه فيخبر األمم بالحق ‪،‬‬ ‫ال يخاصم وال يصيح وال يسمع أحد فى الشوارع صوته ‪،‬‬ ‫قصبة مرضوضة ال يقصف وفتيلة مدخنة ال يطفا ‪،‬‬ ‫حتى يخرج الحق إلى النصرة‬ ‫وعلى اسمه يكون رجاء األمم" (مت ‪ 57 : 57‬ـ ‪ ... )75‬هذا هو يسوع‪.‬‬ ‫أم باراباس ‪ ...‬هذا الذى قيل عنه‪:‬‬ ‫"وكان المس ّمى باراباس موثقا مع رفقابه فى الفتنة‪ ،‬الذين فى الفتنة‬ ‫فعلوا قتال" (مر ‪)7 : 51‬‬ ‫عجبا ‪ ...‬هل عمت أبصارهم أم أظلمت قلوبهم حتى أنهم يطلبون‬ ‫باراباس ويصلبون يسوع‪.‬‬ ‫يصلبون َمن ال يخاصم وال يصيح ‪ ...‬ويطلقون قاتال فى فتنة ولصا !‬ ‫يصلبون يسوع الوديع الهادى ‪ ...‬ويطلقون باراباس القاتل اللص !‬

‫‪8‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫يصلبون يسوع الذى أقام الموتى وأشبع الجموع ‪ ...‬ويطلقون باراباس‬ ‫الذى صنع فتنة وقتل وسرق الجموع !‬ ‫تذكرى يا نفسى ‪...‬‬ ‫كم مرة أطلقت باراباس فى داخلك يعبث ويسرق ويقتل ‪ ...‬وصلبت‬ ‫يسوع وس ّمرت يديه ورجليه حتى ال يعمل فى داخلك ‪ ...‬كم مرة ؟‬ ‫كم مرة ؟! ‪...‬‬ ‫أطلق الشيطان ليستعبدنى بشهواته وذلـّه لى ‪...‬‬ ‫ى بصوت وديع هادئ ‪" ...‬افتحى لى‬ ‫وأصلب يسوع الذى يُنادى عل َّ‬ ‫أيتها النفس الحبيبة" ‪ ...‬وأنا أصم أذانى عنه‪.‬‬ ‫اآلن قفى يا نفسى وأنظرى ماذا فعلت بإختيارك ‪...‬‬ ‫صلب يسوع على الصليب ‪ ...‬وأطلق باراباس يصنع شرا وقتال‬ ‫فقد ُ‬ ‫وذبحا فى األرض حتى هذا اليوم‪.‬‬ ‫عجبا ً ‪ ...‬عجبا ً ‪ ...‬عجبا ً ‪...‬‬ ‫على نفسى الحقيرة التى تذهب وراء اإلستعباد وتهرب من الحرية ‪،‬‬ ‫عجبا لك يا نفسى وهوذا حبيبك فاتحا لك ذراعيه على الصليب ‪...‬‬ ‫ل علك تفهمى فترجعى وتلقى بنفسك تحت أقدامه المملؤة بالجراح ‪...‬‬ ‫تغسلى نفسك بدمه ‪ ...‬فتبيضى أكثر من الثلج‪.‬‬ ‫وال تعودى بعد تطلقى باراباس ‪...‬‬ ‫وأحياك‬ ‫بل تطرحيه تحت أقدام المصلوب ‪ ...‬وتطلقى َمن فدى نفسك‬ ‫ِ‬ ‫مرة أخرى ‪ ...‬المجد لك يا رب‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫اصمبه ‪ ...‬اصمبه‬ ‫شر عمل؟ فازدادوا جدا صراخا اصلبه" (مر ‪)51 : 51‬‬ ‫"فقال لهم بيالطس وأى ٍّ ّ‬

‫اصلبه ‪ ...‬اصلبه ‪...‬‬ ‫بهذه الكلمات القاسية صرخ‬ ‫الشعب ورؤساء الكهنة ‪...‬‬ ‫يطلبون أن يصلبوا يسوع ‪ ...‬لم‬ ‫يشفقوا عليه ‪ ...‬ولم يسمعوا ‪...‬‬ ‫بل سدوا أذانهم ‪ ...‬صارخين ‪...‬‬ ‫اصلبه ‪ ...‬اصلبه‪.‬‬ ‫ماذا صنع وما هى خطيته ؟‬ ‫اصلبه ‪ ...‬اصلبه ‪...‬‬ ‫هكذا دابما يصرخ العالم حتى هذا اليوم ‪ ...‬اصلبه ‪ ...‬اصلبه ‪...‬‬ ‫ال يريدون أن يروا يسوع الذى هو أبهى جماال من كل بنى البشر ‪...‬‬ ‫وال يريدون حبه وتسامحه وغفرانه ‪...‬‬ ‫وال يريدون أن يروه إال مهانا مذلوال ‪...‬‬ ‫يريدون أن يروه معلقا على خشبة مع القتلة والمجرمين ‪...‬‬ ‫يريدون أن يروا يسوع مصلوبا منكـّس الرأس ‪...‬‬ ‫مهزوما ‪ ...‬هذا ما يريده الشيطان‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫ولكن لم يكن يسوع أبدا ً مهزوما ً ‪ ...‬ولكن دائما ً أبدا ً منتصراً ‪...‬‬ ‫لقد قبل الهوان والسب واللطم ‪ ...‬واحتمل اآلالم والصلب ‪ ...‬لكى‬ ‫يخلصنى بموته‪.‬‬ ‫ربى يسوع ‪...‬‬ ‫أراك عظيما ‪ ...‬إلها قديرا ‪ ...‬أبا رحوما ‪...‬‬ ‫قويا منتصرا ‪ ...‬تسحق الشيطان تحت أٌقدامنا ‪ ...‬بقوة صليبك ‪...‬‬

‫أزفعُ زأضى َأفتدس بإهلى ايرى صًُب عهى‬ ‫أفسح بإهلى َصدسة خالصى‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫األيدى اآلمثة‬ ‫أى أيدى هذه التى لطمتك على خديك ‪...‬‬ ‫أنها يداى اآلثمة ‪...‬‬ ‫وهى يداى ‪ ...‬التى ارتفعت‬ ‫لتضربك بالسياط على ظهرك‬ ‫‪ ...‬بل على جسدك‪.‬‬ ‫وهى يداى ‪ ...‬التى دقت‬ ‫المسامير فى يديك ورجليك‪.‬‬ ‫إنها يداى ‪ ...‬التى غرست اكليل الشوك على رأسك بإفتخار وكبرياء‪.‬‬ ‫إنها يداى ‪ ...‬التى ألبستك ثوب األرجوان لتهزأ بك‪.‬‬ ‫إنها يداى ‪ ...‬اآلثمة التى رفعتك على الصليب ولم تشفق عليك‪.‬‬ ‫وهى يداى ‪ ...‬التى سقتك المر لتروى ظمبك‪.‬‬ ‫وهى يداى اآلثمة ‪ ...‬التى طعنتك بالحربة لتعلن موتك على الصليب‪.‬‬ ‫أى يدان هذه األيدى التى فعلت بك كل هذه اآلالم ؟!‬ ‫أنها يداى اآلثمة ‪ ...‬هى التى صنعت كل هذا األثم والخطية بقساوة‬ ‫وعند وكبرياء‪.‬‬ ‫تذكرى يا نفسى ‪...‬‬ ‫فى كل مرة تفعلى الخطية بيدك تصنعين بفاديكٍّ كل هذه اآلالم‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫أى حبا ً هو حبك يا مخلصى ‪...‬‬ ‫لماذا لم تشل يداى وهى تهينك بفعل الخطية وتجرحك وتؤلمك كل هذ‬ ‫اآلالم ؟!‬ ‫لماذا لم تقطع يداى حتى ال أصنع هذا الشر فى عينيك ‪ ...‬فخير لى أن‬ ‫أدخل األبدية بدون يدين من أن أدخل الجحيم بكل أعضابى‪.‬‬ ‫سيدى ‪...‬‬ ‫أن حبك يخصلنى ‪ ...‬تتحمل كل هذه اآلالم وأنا السبب فيها ‪ ...‬بل أنا‬ ‫الذى فعلتها بك ‪ ...‬وتتركنى حتى اليوم أحيا وأعمل بيداى هذه التى‬ ‫أهانتك بالخطية‪.‬‬

‫فطاحمهى ِا زبى ‪َ ...‬اغطٌ ِداى َو اخلطّة‬ ‫َاعطهى أى أعٌُ بّداى عُالً ِسضّو َميجد امسو‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫ألبسوك ثوباً مو برفري‬

‫*‬

‫ربى ومخلصى ‪...‬‬ ‫أهانوك وضربوك ‪ ...‬وأخيرا ألبسوك ثوبا من برفير ليستهزؤا بك ‪...‬‬ ‫برك ‪...‬‬ ‫أنت الذى سترت آدم من عريه وسترت الخليقة كلها بثوب ّ‬ ‫أنت الذى رآك أشعياء (أش ‪... )6‬‬ ‫فى رؤياه ممجدا ومهوبا يحمل‬ ‫عرشك الشاروبيم والسيرافيم ‪...‬‬ ‫فصرخ قابال "قد هلكت‪ ،‬ألنى إنسان‬ ‫نجس الشفتين" ‪...‬‬ ‫أمام بهاؤك ومجدك رأى أشعياء أنه‬ ‫نجس ‪ ...‬فط ّهرته بجمرة من على‬ ‫المذبح مسست بها شفتيه ‪...‬‬ ‫وسمع الصوت قابال له "اآلن قد‬ ‫طهرت"‪.‬‬ ‫وأنت الذى رآك شاول الطرسوسى ( أع ‪... ) 9‬‬ ‫فسقط من على حصانه إلى األرض ‪ ...‬عندما أشرقت عليه بنورك ‪...‬‬ ‫وصرخ نحوك قابال ‪ ...‬ماذا تريد يا رب أن أفعل ؟‬

‫*‬

‫برفير‪ :‬قرمزيا أو أرجوانى وهو األحمر القانى لون الدم‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫أنت الذى رآك يوحنا الالهوتى ‪...‬‬ ‫فى رؤياه فى جزيرة بطمس ‪...‬‬ ‫وسقط تحت رجليك كميت ‪ ...‬من بهاء مجدك وعظمتك ‪...‬‬ ‫اآلن يا سيدى ‪...‬‬ ‫يستهزء بك خليقتك وعمل يديك ؟!‬ ‫اآلن يرفضك الشعب ‪ ...‬اآلن يجحدك الجميع ؟!‬ ‫حتى أنا يا رب ‪ ...‬بدال من أن أكون سبب أن يمجدك الناس ‪ ...‬أكون‬ ‫سبب خزى وعار لك‪.‬‬ ‫ربى كم أنت رؤوف وطويل األناة ‪...‬‬ ‫تترك التراب والرماد يتهكم ويتطاول عليك ‪...‬‬ ‫وأنت بإتضاعك احتملت كل الخطاة الذين أنا أولهم‪.‬‬

‫ضاحمهى ِا زب َازمحهى َاجعًهى أى أصهع َا ِسضّو ‪...‬‬ ‫َأنُى ضبب حكّكى يهى ميجدَى أنت اإليٌ احلكّكى‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫جسدك املتأمل‬ ‫ربى يسوع ‪...‬‬ ‫أليس هذا جسدك الذى لم يجد مكان راحة ليسند فيه رأسه ‪ ...‬بسبب‬ ‫خدمتك وتعبك وسعيك فى عمل الخير ‪...‬‬ ‫فكيف ضربوه بالسياط ؟!‬ ‫أليست هذه هى يديك التى أشبعت‬ ‫الجموع وشفت المرضى وفتحت أعين‬ ‫العميان وأقامت ابن األرملة وابنة‬ ‫يايرس ‪...‬‬ ‫فكيف سمروها على الصليب ؟!‬ ‫أليست هذه قدميك التى سعت وراء‬ ‫الخروف الضال وظلت واقفة فى‬ ‫انتظار عودة الضال ‪ ...‬وذهبت‬ ‫للسامرية لتخلصها من الخطية ‪...‬‬ ‫وذهبت إلى المقعد لتقيمه بعد ‪ 18‬سنة ‪...‬‬ ‫فكيف سمروها فى الصليب ؟!‬ ‫أليس هذا هو فمك الذى نطق بالحب لؤلعداء ‪ ...‬ونطق بالبركة فأشبع‬ ‫الجموع ‪ ...‬ونطق بالشفاء فشفى غالم قابد المبة ‪...‬‬ ‫فكيف ضربوك عليه ؟!‬

‫‪56‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫أليس هذا هو صدرك الحنون الذى احتضن األطفال ‪ ...‬بعدما زجرهم‬ ‫تالميذك ‪ ...‬وهو الذى اتكأ عليه يوحنا وكل متألم ‪...‬‬ ‫عروه وجرحوه ؟!‬ ‫فلما ّ‬ ‫أليست هذه هى رأسك التى تفكر بالخيرات والخالص لجنس البشر ‪...‬‬ ‫فكيف كللوه بالشوك ؟!‬ ‫يا مخلصى ‪...‬‬ ‫أنت قبلت هذا كله من أجلى ‪...‬‬ ‫أنت أروع جماال من كل بنى البشر ‪...‬‬ ‫أنت حبك دهن مهراق ينساب على كل نفس تترجاك‪.‬‬ ‫ربى يسوع ‪...‬‬ ‫سامحنى ألن بعد كل هذه اآلالم وهذا الحب ‪ ...‬الزلت أخطا فى‬ ‫حقك‪.‬‬

‫ضاحمهى ‪ ...‬ازمحهى ‪ ...‬اغفس ىل‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫احلضو املفتوح‬ ‫إلـهـــى ‪...‬‬ ‫فتحت حضنك ‪...‬‬ ‫لتحتضن يهوذا الخابن الذى سلمك‪.‬‬ ‫فتحت حضنك ‪...‬‬ ‫لتحتضن بطرس الذى أنكرك‪.‬‬ ‫فتحت حضنك ‪...‬‬ ‫لتحتضنى أنا الخاطا المملوء‬ ‫بالخطايا واآلثام‪.‬‬ ‫فتحت حضنك ‪...‬‬ ‫لتعلن لى أنك تحبنى من مشارق الشمس إلى مغاربها‪.‬‬ ‫عرفتنى أن هذا الحضن مفتوح ‪...‬‬ ‫لكل العالم ‪ ...‬لكل خاطىء ‪...‬‬ ‫لكل تابه ‪ ...‬ولكل ضال‪.‬‬ ‫فتحت حضنك ‪...‬‬ ‫كأب حقيقى ينتظر عودة اإلبن الضال الجاحد لكل نعم أبوه‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫فتحت حضنك ‪...‬‬ ‫لتحتضن يوحنا الحبيب وتخبره بأسرار حبك له وللبشريه كلها‪.‬‬ ‫فتحت حضنك ‪...‬‬ ‫لتحتضن الضعيف واليتيم واألرملة ‪ ...‬لتحتضن المرفوض والمرذول‬ ‫من الكل‪.‬‬ ‫فتحت حضنك ‪...‬‬ ‫ليرتمى داخله كل خابف ومرتعد‪.‬‬ ‫فتحت حضنك ‪...‬‬ ‫ليُدفا كل شارد وبردان من مشاعر الناس الجافة والقاسية‪.‬‬

‫زبى ‪ ...‬أنٌ حضهو املفتُح ‪...‬‬ ‫ايرى مل َيو ِػًل أبداً ‪...‬‬ ‫أَام نٌ خاطىء تائب عائد إىل األحضاى األبُِة‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫حضهك يا سيدى‬ ‫ما أجملك يا سيدى الحبيب ‪...‬‬ ‫فأنت تفتح ذراعيك‬ ‫وتضمنى إلى صدرك‪.‬‬

‫لتحتضنى‬

‫تحتضن خاطا مثلى ‪ ...‬وجاحد‬ ‫لحبك ‪ ...‬ورافض ألبوتك ‪ ...‬وضال‬ ‫عنك‪.‬‬ ‫ربى أنت تحتضن الكل رغم كل ما‬ ‫صنعوا ضدك‪.‬‬ ‫فأنت مددت يديك لتطعمهم ‪ ...‬وهم سمروها على الصليب‪.‬‬ ‫وأنا أفعل مثلهم ‪ ...‬أس ّمر يديك التى تطعمنى خبز الحياة ‪ ...‬هذا الخبز‬ ‫الذى يأكل منه ال يموت‪.‬‬ ‫سيدى الحبيب ‪...‬‬ ‫هل أس ّمرك لكى ال تحتضنى ؟!‬ ‫ما هذه الغباوة التى أنا أفعلها معك‪.‬‬ ‫ربى ‪...‬‬ ‫أنى أفعل هذا حقا ‪ ...‬وأنت تسأل اآلب من أجلى قابال ‪:‬‬ ‫"يا أبتاه أغفر له ألنه ال يعرف ماذا يفعل"‬

‫‪71‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫ربى وحبيبى ‪...‬‬ ‫أن حضنك يدفبنى ويشعرنى باألمان ‪ ...‬ويعلن لى كم هو حبك عظيم‬ ‫لى‪.‬‬ ‫أن حضنك يشعرنى أن لى رجاء فى الحياة معك رغم كل ما صنعت‬ ‫بك‪.‬‬ ‫فإقبلنى وارحمنى وسامحنى ‪ ...‬واجعلنى أن ألقى بنفسى فى حضنك‬ ‫المملوء حنانا ‪ ...‬واعطف على نفسى الضعيفة الخاطبة‪.‬‬

‫أشهسى ِا زب‬ ‫ِا َ​َو يُ أحو َأزم َأَضع حضو‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫محن الصميب‬ ‫ربى يسوع ‪ ...‬أراك حامالً الصليب على كتفيك ‪ ...‬أنت تبحث عنى لتخلصنى‪.‬‬ ‫أراك تبحث عنى ‪...‬‬ ‫على الجبال وبين األشواك ‪...‬‬ ‫تجدنى بعيدا فتحملنى على كتفيك‪.‬‬ ‫أراك تبحث عنى ‪...‬‬ ‫فترانى من بعيد ممزقا مهزوما متألما ‪...‬‬ ‫ى سالمى‪.‬‬ ‫فتحتضنى فى صدرك فتعيد إل َّ‬ ‫أراك تبحث عنى ‪...‬‬ ‫فترانى محطما وساقطا فى شهواتى ‪ ...‬فتمنحنى ماءا حيا ألرتوى‪.‬‬ ‫أراك تبحث عنى ‪...‬‬ ‫فتجدنى أعمى ال أرى طريقى ‪ ...‬استجدى طعامى من األخرين ‪...‬‬ ‫فتلمس عيناى ألرى نورك وأرى الطريق‪.‬‬ ‫عندما أراك تحمل الصليب ‪...‬‬ ‫أرى حبا ال يُعبَّر عنه وال يكتب بقلم وورق ‪ ...‬ولكنه حب حامل‬ ‫الصليب ‪ ...‬منسكب ومنسحق تحت الصليب‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫تأمالت شدصية‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪71‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫أيها الصميب اخلصب‬ ‫كنت بذرة ألقيت فى األرض ‪...‬‬ ‫ت بمطر السماء وندى األرض‬ ‫وأرتو ِ‬ ‫‪ ...‬حتى شققت ظلمة األرض‬ ‫وأصبحت نبتة خضراء ‪ ...‬تستدفء‬ ‫بشمس النهار‪.‬‬ ‫فنمت أغصانك ‪ ...‬وورقك األخضر‬ ‫ومرت عليك سنين وسنين فى عناية‬ ‫رب السماء ‪...‬‬ ‫إلى أن صرت شجرة عظيمة ‪...‬‬ ‫تسكنها طيور السماء وأفراخها ‪...‬‬ ‫وتصنع فيك عشا لتسكن فيها وتأتمن‬ ‫صغارها فيك‪.‬‬ ‫وذات يوم ‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫لحطاب ‪ ...‬أقطعها أقطعها ‪ ...‬فقـ ُ ِطعت بيد‬ ‫اجتمع حولك الناس يقولون‬ ‫ّ‬ ‫حطاب ‪ ...‬أنهال عليك بالضربات ببلطة ‪ ...‬ضربات من اليمين‬ ‫واليسار ‪ ...‬فترنحت كثيرا وتهرأ جسدك إلى أن انفصلتى عن األرض‪.‬‬ ‫ت على األرض ‪ ...‬لم يرحموك ‪ ...‬بل بدأو فى قطع أغصانك‬ ‫وسقط ِ‬ ‫‪ ...‬وكشطوا عنك ثيابك وعروك ‪...‬‬

‫‪71‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫واستمروا يضربونك ‪ ...‬ضربات كثيرة إلى أن صرت قطعتين ‪...‬‬ ‫وأنت ال تعرفين لماذا كل هذه اآلالم ؟!‬ ‫لقد تجرعت كل هذه اآلالم لتصيرى صليبا من خشب ‪...‬‬ ‫يحملك يسوع على كتفه ويسير بك درب األلم "طريق الصلبوت" ‪...‬‬ ‫حملك من أنبتك ‪ ...‬وسقاك ‪ ...‬ون ّماك ‪...‬‬ ‫لتصيرى خشبة صليبه ليُصلب عليك ‪...‬‬ ‫وتغرسى ثانية على األرض ولكن ليس عليك أغصان وال ثمر ‪...‬‬ ‫بل ليغرس ويس ّمر عليك الغصن الذى من أصل داود ‪...‬‬ ‫فترتوى بدمه الفابض من جراحاته ‪...‬‬ ‫ليثمر ثمرة خالص للبشرية كلها ‪ ...‬ليأكل منها كل إنسان فيحيا‬ ‫"كما أرسلنى اآلب الحى وأنا حي باآلب ف َمن يأكلنى فهو يحيا بى" (يو ‪)17 : 6‬‬

‫مل ِهو ايصًّب خشبة قطعت َو األزض ‪...‬‬ ‫َيههٌ عسش ًا مساَِاً جًظ عًٌّ زب اجملد ‪...‬‬ ‫زب األزباب َ​ًَو املًُى‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫اكمين الصوك ‪ ...‬نبتة المعهة‬ ‫يا إكليل الشوك كيف تجرأت أن توضع على هامت ملك الملوك؟‬ ‫فأنت نبتة اللعنة ‪ ...‬خرجت من‬ ‫األرض بسبب خطية أبينا أدم ‪...‬‬ ‫فأخترقت شوكاتك رأس المسيح‬ ‫وسال الدم على جبينه‬ ‫الطاهر‪...‬‬ ‫هذه الرأس التى حملت فى داخلها‬ ‫فكر الخالص للعالم أجمع‪.‬‬ ‫يا لقساوتى وحقارتى ‪...‬‬

‫فأنا الذى تسببت لك فى كل هذه اآلالم ‪...‬‬ ‫فبدل من أن يوضع على رأسك تاج ملك ومجد من أحجار كريمة ‪...‬‬ ‫وضع عليك إكليل الشوك ‪...‬‬ ‫هذا الذى هو خطاياى ونجاسات قلبى ‪...‬‬ ‫كل فكر شرير تفكرت فيه هى شوكة فى إكليلك ‪...‬‬ ‫وكل كلمة رديبة نطقت بها هى شوكة فى إكليلك ‪...‬‬ ‫وكل خطية صنعتها بمعرفة أو بدون هى شوكة فى إكليلك ‪...‬‬

‫‪76‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫اجعلنى يا مخلصى ‪...‬‬ ‫أن أضع إكليل شوكك على رأسى ‪ ...‬فيؤخذ كل فكر زنا أو كبرياء أو‬ ‫شهوة ‪ ...‬أو إ دانة ألخوتى ‪ ...‬أو حقد وكراهية ‪ ...‬أو خوف وقلق ‪...‬‬ ‫فتنزف هذه األفكار إلى أن تموت داخلى ‪...‬‬

‫ى فكر واحد ‪ ...‬هو الخالص بك يا سيدى الحبيب‪.‬‬ ‫ويتجدد ف َّ‬ ‫فينشغل فكرى كله ب َمن أحبنى ومات من أجلى ‪...‬‬ ‫ح ِبي ِبي لِي" (نش ‪.)1 : 6‬‬ ‫"أ َ َنا ِل َح ِبي ِبي َو َ‬

‫يا مخلصى ‪...‬‬ ‫أن أفكارى الشريرة هى هذا الكم من األشواك التى على رأسك‬ ‫الطاهر‪.‬‬ ‫فسامحنى يا مخلصى الصالح على كل هذه األفكار التى سببت لك كل‬ ‫هذه اآلالم‪.‬‬ ‫وطهر أفكارى حتى ال أسبب لك آالم جديدة‪.‬‬

‫إهلى ‪ ...‬يبهى فهساً طايس ًا َكدض ًا َشػُ ًال بو أًِا احلبّب‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫اكمين الصوك‬ ‫أيتها النبتة الشائكة ‪...‬‬ ‫هكذا لعنك هللا بأنك تنبتين من األرض شوكا وحسكا بسبب خطية أدم‬ ‫األول‪.‬‬ ‫ت ‪...‬‬ ‫فهل جرأ ُ ِ‬ ‫لتغرسى فى رأس خالقك مبدع‬ ‫الكون ‪...‬‬ ‫لقد كنت عقوبه آلدم ‪ ...‬لكى تؤلميه‬ ‫وتدمي يديه ورجليه ‪...‬‬ ‫ال لت ُغرسى فى جبين اإلله‪.‬‬ ‫ربى يسوع ‪...‬‬ ‫لقد حملت عنى العقوبة وتح َّملت عنى أشواكها ‪...‬‬ ‫هذه األشواك يا سيدى هى نتاج زرعي وسقي لها ‪...‬‬ ‫فأنا الذى زرعت فى أرضى بذار الخطية والشهوة ‪...‬‬ ‫وهى التى أنبتت لى أشواكا غرست فى رأسك الطاهر‪.‬‬ ‫كل شوكة ‪...‬‬ ‫نزعت من أرضى ‪ ...‬غُرست فى رأسك لتخلصنى ‪...‬‬

‫‪78‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫كل فكر دنس ‪ ...‬كل كلمه رديئة ‪...‬‬ ‫كل إدانة إلنسان ‪ ...‬كل قساوة فى قلبى ‪...‬‬ ‫كل هذه هى أشواك نبتت فى داخلى ‪...‬‬ ‫وأنت بمحبتك انتزعتها منى ‪ ...‬لتجعلها تاج شوك على رأسك ‪...‬‬ ‫ى كل هذه األشواك‪.‬‬ ‫ويحى أنا اإلنسان الشقى ‪ ...‬الذى سببت لفاد َّ‬ ‫أنى أرى الدم يسيل من رأسك وينساب على وجنتيك ‪ ...‬ليغسل دنس‬ ‫خطاياى‪.‬‬

‫فطاحمهى ِا إهلى ‪...‬‬ ‫َأحمُ عهى نٌ خطاِاى ايتى ضببت يو نٌ يرٍ اآلالم‪.‬‬

‫‪79‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫مطرقة عمى يد احلبيب‬ ‫يا لهذه الطرقات التى تنزل عليك يا سيدى ‪...‬‬ ‫إنها تصرخ فى أذناى ‪...‬‬ ‫"كل هذا من أجلك"‬ ‫يا رب أنا سبب ألمك وأوجاعك ‪...‬‬ ‫أنا الذى حملت المطرقة بيدى لتنهال‬ ‫على يدك الطاهرة لتس ّمرها فى‬ ‫الصليب ‪...‬‬ ‫يدك التى شفتنى من برصى‪.‬‬ ‫يدك التى أقامتنى من رقاد الخطية‪.‬‬ ‫يدك التى فتحت عيناى‪.‬‬ ‫فأنت بيدك تسعى إلحتضانى وتسعى لشفابى وتسعى لتقيمنى من ذ ّل‬ ‫الخطية ال ُمهين ‪...‬‬ ‫يا لى من حقير خاطا ‪ ...‬ألنى س ّمرت يداك‪.‬‬ ‫أنها يداك التى احتضنتنى ‪...‬‬ ‫يداك التى أشبعتنى وحملتنى من بين األشواك ‪ ...‬وحمتنى من األخطار‬

‫‪11‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫ربى يسوع ‪...‬‬ ‫سامحنى ألنى س ّمرت قدماك على الصليب بمطرقة الخطية والشهوة‬ ‫والتكاسل والتهاون ‪ ...‬منعتك أن تسير نحوى‪.‬‬ ‫ولكنك ارتفعت على الصليب فاتحا أحضانك ‪...‬‬ ‫تقول لآلب "يا أبتاه أغفر له ألنه ال يعلم ماذا يفعل"‬ ‫ارحمنى يا سيدى ‪...‬‬ ‫وأقبلنى ‪ ...‬اجعلنى أقبّل قدماك المسمرتين على الصليب‪.‬‬ ‫اسمح لى أن أغسل خطيتى بدمك الطاهر ‪...‬‬ ‫وأتمتع بإتساع حضنك المفتوح على الصليب ‪...‬‬ ‫إلى فأرجع إليكم"‬ ‫قابال لى "ارجعوا َّ‬ ‫ها أنا يا سيدى آتى قارعا ً باب تعطفك فأقبلنى وسامحنى‪.‬‬

‫ِا َ​َو مبُتٌ أبطٌ عص املُت ‪...‬‬ ‫ِا َ​َو يٌ نٌ ايكدزة ‪...‬‬ ‫ازمحهى‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫مسمار فى جسد احلبيب‬ ‫لماذا أيها المسمار اخترقت جسد الحبيب؟!‬ ‫أال تعلم َمن هو؟‬ ‫أنه جابلك وخالقك ‪...‬‬ ‫هذا هو اإلله الذى صنعك على مر كل هذا الزمان ‪...‬‬ ‫كيف تجاسرت لتخترق جسده الرقيق؟!‬

‫لم أكن أعلم ‪...‬‬ ‫أنما يوم أن شكلنى الحداد أنا‬ ‫وأخوتى ظننت أنى سأثبت خشب‬ ‫فى خشب ولم أكن أعلم أنى‬ ‫سأثبت الحبيب فى خشبة الصليب‬ ‫لقد وقفت وقاومت كثيرا ‪...‬‬ ‫فسنى المدبب فى يد الحبيب‬ ‫ورأسى تنهال عليه المطرقة ‪...‬‬ ‫لقد قاومت وقاومت ولكن أمام‬ ‫الطرقات القاسية لم أستطع أن‬ ‫أقاوم كثيرا ‪ ...‬فأخترقت يديه‬ ‫ورجليه ورأيت الدم يندفع نحوى‬ ‫ويغطينى كلى‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫فصرخت نحوه قابال ‪ :‬سامحنى يا خالقى وجابلى فأن خطاياى هى‬ ‫التى سببت لك كل هذه اآلالم ‪...‬‬ ‫أن عند رأسى وتصلبها هى السبب فى آالمك وإيالمك‪.‬‬ ‫أن قساوتى وقسوتى هى التى جرحتك وأدمتك ‪...‬‬ ‫وأنت بدمك غسلتنى من أقذارى وأوساخى ‪...‬‬ ‫وجعلتنى مسمارا المعا براقا ممجدا ‪...‬‬ ‫ثبتنى فيك يا سيدى لبال أضيع منك ‪ ...‬وأعود ألصنع الخطية بسنّى‬ ‫المدبب ورأسى العنيد‪.‬‬ ‫أغفر لى يا إلهى ‪...‬‬ ‫كل ما صنعت فإنى ضعيف وخاطى ‪ ...‬وأنت غافر ومحب وقدوس‪.‬‬

‫ابهو املطُاز‬

‫‪11‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫يدك املمدودة واملسمَّرة‬ ‫فى الصميب‬ ‫ما هذا يا سيدى؟!!‬ ‫ولماذا يدك مس َّمرة بمسمار فى‬ ‫الصليب؟!!‬ ‫يا ابنى ‪...‬‬ ‫س ّمرتها ألخلصك من أفعال‬ ‫الخطية والشر‪.‬‬ ‫ربى ‪...‬‬ ‫هذه هى يدك الحنونة التى باركت بها الخبزات وأشبعت به الجموع‪.‬‬ ‫َمن سيشبعنى إذا كانت يدك مس ّمرة على الصليب ؟!‬ ‫َمن سيلمس عيناى كما لمست عينى األعمى فأبصر النور ‪ ...‬وال أعود‬ ‫أمشى فى ظالم ؟!‬ ‫َمن سيمد يديه أمام الريح فتهدأ عنى ‪ ...‬ويصير هدوبا عظيما ‪ ...‬وال‬ ‫تعود رياح التجارب تعصف بى ؟!‬ ‫ى قوة الحياة؟!‬ ‫َمن سيلمس جسدى ‪ ...‬ألقوم من موت الخطية وتسرى ف َّ‬

‫‪11‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫َمن سيمسك بيدى ويقيمنى من رقادى ‪ ...‬كما أمسكت بيد ابنة يايرس؟!‬ ‫َمن سينقذنى من الغرق فى المشاكل والهموم والخوف والشك ‪ ...‬كما‬ ‫أمسكت بيد بطرس وهو يغرق ؟!‬ ‫يا َمن لمست ابن األرملة فقام من الموت ‪ ...‬إلمسنى بيديك فأحيا‪.‬‬ ‫يا مخلصى ‪...‬‬ ‫ال تترك يديك مس ّمرة بل اطلقها حرة لتحررنى من ضعفى وخطيتى‪.‬‬ ‫لتقيمنى من سقطتى ‪ ...‬وتسندنى فى طريق هذه الحياة‪.‬‬ ‫إلهى ‪...‬‬ ‫أحبك وأعتذر لك ألنى س ّمرتك بمسامير فى صليب الجلجثة‪.‬‬ ‫تعال اآلن وألمسنى ألقوم من موت الخطية‪.‬‬ ‫لكى ال أعود إلى خطيتى مرة أخرى فال أؤلمك وال أصلبك ثانية‪.‬‬

‫املطهى ِا خمًصى بّدِو ايشافّة بدَو‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫ملاذا مسّرتها؟!‬ ‫يا إلـهـــى ‪...‬‬ ‫لماذا س َمرتها ؟!! ‪...‬‬ ‫ليت يدى هى التى سُمرت حتى‬ ‫أوقف أعمال الخطية بيدى ‪...‬‬ ‫وأما يديك فأطلقهما حرة ‪...‬‬ ‫حتى تصنع الخير لكل أحد‪.‬‬ ‫تعالى اآلن يا رب ‪...‬‬ ‫و ألمس عيناى فتنظر النور وتبصرك ‪ ...‬وتتبدد منها كل نظرات‬ ‫الخطية والشهوة القاتلة لنفسى‪.‬‬ ‫يا رب ‪...‬‬ ‫أنت وضعت يديك فى أذنى األصم واألعقد ولمست أيضا لسانه (مر ‪: 7‬‬ ‫‪.)11‬‬

‫تعالى اآلن يا مخلصى ‪...‬‬ ‫وضع يدك على أذنى فتتقدس من سماع الشر وال أعود أسمع صوت‬ ‫الحية الذى هو الشيطان ‪...‬‬ ‫بل ولينطق فمى بكالمك ‪ ...‬فتخرج كل كلمة من فمى لمجد اسمك‬ ‫القدوس ‪...‬‬

‫‪16‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫احفظنى من كالم الخطية والشتيمة والنميمة وكل كلمة رديبة تتسبب‬ ‫فى دينونتى‪.‬‬ ‫يا مخلصى ‪...‬‬ ‫إلمس كل حواسى ‪...‬‬ ‫أريدك أن تعاملنى وتلمسنى مثلما لمست األطفال واحتضنتهم عندما‬ ‫انتهرهم تالميذك (مر ‪ )51 : 51‬فمؤلت قلوبهم سالما وفرحا‪.‬‬

‫إملطهى حبهانو ِا زبى ِطُع‬ ‫ى يهٌ قداضة‪.‬‬ ‫فتحٍُ نٌ شس ف ّ‬

‫‪17‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫قدميك مسمرتاى‬ ‫يا سيدى أنى أرى قدميك مسمرتان على الصليب ‪...‬‬ ‫أليست قدماك ‪...‬‬ ‫هذه هى التى سعت خلف الخروف‬ ‫الضال وبحثت عنه على الجبال‬ ‫وبين األشواك وانجرحت وأدمت‬ ‫من أجله حتى وجدته وحملته على‬ ‫منكبيك وعدت به مرة أخرى إلى‬ ‫حضنك وبيتك‪.‬‬ ‫أليست قدميك ‪...‬‬ ‫هذه التى وقفت وأنتظرت طويال عودة اإلبن الضال ‪ ...‬وعندما عاد‬ ‫ركضت نحوه بفرح واحتضنته ودعوت اآلخرين قابال ‪" :‬ابنى هذا كان‬ ‫ميتا فعاش وكان ضاال فوجد‪ .‬فابتدأوا يفرحون" (لو ‪.)71 : 51‬‬ ‫أليست قدميك ‪...‬‬ ‫هذه التى ذهبت إلى زكا تحت الجميزه تطلب إليه أن ينزل لتدخل بيته‬ ‫وتغير حياته وتخلصه وكل َمن فى بيته ‪...‬‬ ‫"ألن ابن اإلنسان قد جاء لكى يطلب ويُخلص ما قد هلك" (لو ‪)51 : 59‬‬

‫اإلنسان الذى قد هلك فى عينى نفسه وأعين الناس وظن ال خالص له‪.‬‬ ‫ولكنك كنت ترى أن له رجاء وله خالص عندك‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫أليست قدميك ‪...‬‬ ‫هذه التى سمرتها خطيتى ‪...‬‬ ‫هى التى لمستهما المرأة الخاطبة ‪ ...‬وغسلتهما بدموع توبتها ‪...‬‬ ‫ومسحتهما بإكليل شعرها ‪ ...‬ودهنتها بطيب حبها‪.‬‬ ‫أليست قدميك ‪...‬‬ ‫هذه التى سمرتها خطيتى ‪ ...‬هى التى سارت على الماء بسلطان‬ ‫الهوتك‪.‬‬ ‫فكيف أس ّمرهما ‪...‬‬ ‫ى اآلن ‪...‬‬ ‫سامحنى يا إلهى ‪ ...‬وتعال إل َّ‬ ‫ألنى أنا المس ّمر بقدماى فى طريق الشر والخطية ‪...‬‬ ‫ى لكى تحررنى وأسير معك فأخلص‪.‬‬ ‫وأنتظر مجيبك إل َّ‬

‫‪19‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫أيها اجلبن العاىل‬ ‫أيها الجبل العالى ‪...‬‬ ‫سمحت أن يُرفع عليك خالق المسكونة كلها بكلمة من‬ ‫كيف قبلت و َ‬ ‫فمه ؟!!‬ ‫لماذا لم تظهر مجده وعظمته مثل‬ ‫جبل طابور الذى تجلـَّى عليه خالق‬ ‫الكل ‪...‬‬ ‫فظهر فى مجده ببهاء وعظمة لم‬ ‫تقو األعين أن تراها إلى أن حجبته‬ ‫سحابه عنهم ؟!!‬ ‫لقد قاومت وتمنـَّعت ‪...‬‬ ‫ولكنه قال لى اسمح اآلن ألنه‬ ‫ينبغى لنا أن نكمل كل بر ‪...‬‬ ‫فأطعت ولم أشأ أن أعارض كلمته فهو جابلى وخالقى من تراب‪.‬‬ ‫ولكنى اجلسته على رأسى وقمتى ليراه كل بشر ‪...‬‬ ‫فأنت الذى أهنته وأذللته بخطيتك ‪...‬‬ ‫وتوجت رأسه بأكليل الشوك الذى أوخز رأسه بثمار خطيتك‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أما أنا فقد أعطيت المجد له ‪...‬‬

‫‪11‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫ى كل ذرة عندما سمعت‬ ‫ى كل الصخور وأهتزت ف ًّ‬ ‫فتزلزلت وتشققت ف ًّ‬ ‫صوته الحنون يصرخ قابال "قد أكمل"‪.‬‬ ‫لم أحتمل أن أرى خالقى يموت فوقى ‪...‬‬ ‫وهو الذى وهب الحياة لكل أحد ‪...‬‬ ‫وهو الذى صنعنى‪.‬‬ ‫ربى يسوع ‪...‬‬ ‫هبنى أن أعطيك المجد الالبق بشخصك ‪...‬‬ ‫ى كل أفكار الشر ‪...‬‬ ‫ولتتزلزل ف َّ‬ ‫ولتضمحل فى قلبى كل أثار الخطية ‪...‬‬

‫إىل األبد آَني‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫الصميب حب‬ ‫أيها الحب المهرق وال ُمنساب على مذبح الصليب ‪...‬‬ ‫ما كل هذا الحب يا سيدى ؟!!‬ ‫لماذا صنعت هذا وقدمت لى كل هذا الحب؟!!‬ ‫فأنا ال استحق قطرة واحدة منه‪،‬فقلبى قاسى ال يشفق عليك ‪ ...‬وال يحن‬ ‫ويرق لحبك ‪...‬‬ ‫فكرى بعيد عنك ‪ ...‬وقلبى‬ ‫مملوء أنانية وكبرياء ‪ ...‬أبحث‬ ‫عن متعتى وسعادتى وتلذذى‪.‬‬ ‫ومع كل هذه القسوة واآلثام ‪...‬‬ ‫أنت تقدم لى حبك وتُصلب‬ ‫عنى‪.‬‬ ‫فكيف يا نفسى بعد كل هذا الحب ال ُمذاب وال ُمنهمر على الصليب ‪...‬‬ ‫ت تصنعى الخطية بهذا اإلصرار والتلذذ ؟!‬ ‫الزل ِ‬ ‫ربى يسوع ‪...‬‬ ‫أنا حقير ‪ ...‬ألنى أفعل األمور الحقيرة التى ال يفعلها إال كل حقير دون‬ ‫فكر أو تمييز أو رجوع عنها‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫وأنت عظيم ‪ ...‬ألنك تفعل األمور العظيمة والعالية ‪ ...‬فأنت تحب‬ ‫وتغفر ‪ ...‬تُصلب وتسامح ‪ ...‬بل وتنسى الخطية ‪ ...‬وهذا فعل ال‬ ‫يصنعه إال اإلله العظيم ‪ ...‬الذى هو شخصك الحبيب‪.‬‬ ‫ربى أنت قدمت حبك العظيم ‪...‬‬ ‫"ليس ألحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه ألجل أحبائه" (يو ‪)51 : 51‬‬

‫فقد وضعت نفسك لتـ ُصلب عنى ‪ ...‬وتـ ُهان من أجلى ‪ ...‬ويراك الناس‬ ‫حقير وأنت العظيم وأنا الحقير ‪ ...‬يا رب سامحنى وارحمنى أنا‬ ‫الحقير‪.‬‬ ‫أنت حبك ال ينتهى ‪...‬‬ ‫"إِذ كان قد أحب خاصته الذين فى العالم أحبهم إلى ال ُمنتهى" (يو ‪)5 : 51‬‬

‫أحببتنى أنا !! ‪ ...‬و َمن أنا ‪ ...‬غير واحد فى العالم الكبير ‪ ...‬ولكنك‬ ‫أحببتنى ‪...‬‬ ‫وأنا من خاصتك ‪َ ...‬من هم خاصتك أليس هؤالء الذين اخترتهم‬ ‫وعينـ َّتهم ليكونوا تالميذك وأوالدك ‪ ...‬وهل أنا واحد منهم ؟!!‬ ‫أحببتنى حتى المنتهى ‪...‬‬ ‫وما هو المنتهى يا رب ؟ ‪ ...‬ألم يكن منتهاك هو صليب العار ؟ ‪...‬‬ ‫ولم يكن منتهاك كرسى المجد ؟ ‪...‬‬ ‫ولكنه حبك هو الذى قادك أن تصلب من أجلى ‪...‬‬ ‫أنه حبا ال ينتهى ال بالصليب وال بالموت ‪...‬‬

‫أنٌ حباً أشىل أبدى (ضسَدى) ال ِهتًى‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫جراحات املُحب‬ ‫ما كل هذه الجراحات أيها الفادى ‪ ...‬التى تملىء جسدك الطاهر‪.‬‬ ‫يا ابنى أنها جراحات حبى لك ‪...‬‬ ‫بها فديتك وحملتها عنك ‪...‬‬ ‫احتضنتك بذراعى ‪ ...‬لكى ال‬ ‫تصيبك الضربات ‪...‬‬ ‫بل احتملتها أنا عنك على ظهرى‬ ‫‪ ...‬ضربونى بالسياط ‪ ...‬فى‬ ‫الصليب س ّمرونى ‪ ...‬وفى جنبى‬ ‫طعنونى‪.‬‬ ‫فى كل مرة كان يوجه العدو سهامه عليك كنت أتلقاها بدال منك ‪...‬‬ ‫ى آالم الضرب بالسياط‪.‬‬ ‫كانت تجدد ف َّ‬ ‫خطاياك جرحتنى وآلمتنى ‪...‬‬ ‫وأنت تتمتع وتتلذذ بالشهوة ‪...‬‬ ‫حتى متى ترى جراحى عنك وال تتوب ‪...‬‬ ‫حتى متى سترانى ُمعلقا على الصليب وال تسرع تاببا مع اللص اليمين‬ ‫وصارخا ‪...‬‬ ‫أذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫فهل تشعر كم أحبك ؟! ‪ ...‬كم بذلت من أجلك ؟!‬ ‫كفاك تلذذ بالخطية ألن جسدى قد تهرأ من السياط والضرب ‪...‬‬ ‫ليتك تشعر بحبى وفدابى لك ‪ ...‬فتكف اآلن عن الخطية وتتوب عنها‪.‬‬ ‫فأنا أريد حريتك وخالصك ‪...‬‬ ‫وهذه هى عالمات حبى ‪ ...‬الجراحات التى تملىء جسدى‪.‬‬ ‫سأظل واقفا ً ‪ ...‬فاتحا ً‬ ‫ذراعى ‪...‬‬ ‫َّ‬ ‫على الصليب منتظرا ً رجوعك وتوبتك ‪...‬‬ ‫ألمتعك بخالصى وأبديتى ‪ ...‬كما تمتع اللص اليمين بملكوتى‪.‬‬

‫ِطُع املصًُب‬

‫‪11‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫صميبك نصرة ونار‬ ‫ربى يسوع ‪...‬‬ ‫سيظل صليبك هو عالمة النصرة على الشيطان وكل قوى الشر‪.‬‬ ‫صليبك هو سالح الضعيف ضد العدو القوى‪.‬‬ ‫صليبك هو نار آكلة لكل خطية وضعف وشهوة‪.‬‬ ‫صلبت عليها ‪ ...‬ولكنه كاروبا من نار‬ ‫لم يكن سيدى صليبك خشبة ُ‬ ‫يحرق الشيطان ‪...‬‬ ‫فهو فى يد طفل صغير مثل‬ ‫حصاة فى يد داود هزمت‬ ‫جليات (إبليس)‪.‬‬ ‫حوطنى يا ربى بقوة صليبك ‪...‬‬ ‫مثل سور من نار ‪ ...‬فهوذا مالك الرب حال حول خابفيه وينجيهم‪.‬‬ ‫ربى ‪...‬‬ ‫صليبك نار ونصرة ‪ ...‬نار تحرق كل قوى الشر ‪ ...‬ونصرة على‬ ‫الشيطان وحيله وأفكاره الردية‪.‬‬ ‫اجعلنى ربى ‪...‬‬ ‫أحمل صليبك دابما فيطرد عنى كل قوى الشر ويكون لى سر نصرتى‬ ‫ونار فى وجه إبليس وجنوده‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫تأمالت شدصية‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪17‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫يا يهوذا ملاذ خهت احلبيب ؟‬ ‫يا يهوذا لماذا خنت الحبيب ؟‬ ‫ألم يشبعك كالمه ‪ ...‬أم لم يشبعك‬ ‫طعامه ؟!‬ ‫فكم من كالم المحبة أعلنه لك ‪ ...‬وكم‬ ‫من طعام حي قدمه لك؟!‬ ‫هل نسيت الجموع والخمس خبزات‬ ‫‪ ...‬أم نسيت غسل رجليك وكسر‬ ‫الذات؟!‬ ‫يا يهوذا ليس الحب يُعلن بالقبالت ‪ ...‬ولكن الحب يُعلن للحبيب ببذل‬ ‫الذات‪.‬‬ ‫يا يهوذا لماذا خنت الحبيب ؟‬ ‫لقد أعطاك يسوع سلطان وبهاء ‪ ...‬لتطرد الشيطان من نفوس الضعفاء‬ ‫أو تشف مريض وتقيم القعداء ‪ ...‬فيكتب إسمك فى كتاب السماء‬ ‫لكنك خنت وفرحت بالخيالء ‪ ...‬والظهور ومحبة المال والشقاء‬ ‫فصار نصيبك عظيم مع الجهالء ‪ ...‬فى عذاب وجحيم بال عزاء‬

‫‪18‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫هل أنا يهوذا الخائن ؟‬ ‫هل يهوذا خانك ‪ ...‬أم أنا الذى خنتك ؟! ‪...‬‬ ‫خنتك عندما فتحت عينى ألرى الشر ‪...‬‬ ‫خنتك عندما سمحت ألذناى أن تنصت وتتكلم مع الحيّة ‪...‬‬ ‫خنتك عندما أحببت شهوتى وأنا أعلم أنها تجرحك وتؤلمك ‪...‬‬ ‫خنتك عندما سرت فى طريق محبة العالم وأنا أعلم أن محبة العالم‬ ‫هى عداوة هلل‪.‬‬ ‫خنتك وأنت أحببتنى ‪...‬‬ ‫أحببتنى وفديتنى فسرت فى طريق الموت غير عابا باآلالم ‪ ...‬سرت‬ ‫حامال الصليب لتموت عوضا عنى ‪ ...‬وأنا هنا أحيا بخيانتى‪.‬‬ ‫ارجعنى يا رب إليك ‪ ...‬أيقظنى يا يسوع ‪...‬‬ ‫فال أستمر فى خطيتى وخيانتى ‪ ...‬بل أعود إليك باكيا ساجدا تحت‬ ‫صليبك ‪ ...‬صارخا نحوك أيها القدوس ‪ ...‬طهرنى يا يسوع بدمك‬ ‫وقدسنى بالكلية لك ‪...‬‬

‫يو اجملد أًِا احلب ايصادم‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫عيهاك سيدى‬ ‫عيناك تنظر إلى يهوذا ‪ ...‬وتسأله دامعا ً ‪ ...‬لماذا الخيانة ؟‬ ‫عيناك ‪ ...‬تنظر إليه قابال ‪...‬‬ ‫لماذا جبت يا صاحب ‪ ...‬لماذا‬ ‫خنت ؟‬ ‫ليتك تركت الخيانة لغريب ال‬ ‫يعرفنى أو لم يجلس على مابدتى‬ ‫‪ ...‬أو لم يرى معجزاتى‪.‬‬ ‫إلى ‪ ...‬وزلزل فكرى فال‬ ‫أنظر َّ‬ ‫أخونك مثل يهوذا‪.‬‬ ‫عيناك ربى تنظر إلى بطرس ‪ ...‬لماذا يا بطرس تنكرنى ؟‬ ‫هل نسيت الخبزات ‪ ...‬أم نسيت التجلى فوق الجبل ‪ ...‬أم نسيت أنك‬ ‫مشيت معى فوق المياه !!! ‪ ...‬فأذبت قلبه وخرج وبكى بكاءا مرا‪.‬‬ ‫إلى وأذب قلبى ‪ ...‬فال أعود أنكرك بكالمى وأعمالى‪.‬‬ ‫أنظر َّ‬ ‫عيناك تنظر إلى بنات أورشليم ‪ ...‬فترى الدمع فى عيونهم ‪...‬‬ ‫فتخبرهن أن يبكين على أنفسهن ‪ ...‬وعلى أوالدهن ‪ ...‬وعلى‬ ‫خطاياهن‪.‬‬ ‫إلى ‪ ...‬فأبكى على خطاياى نهارا ً وليالً‪.‬‬ ‫أنظر َّ‬

‫‪11‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫عيناك تنظر إلى عيون الجنود فى قساوتهم ‪...‬‬ ‫وكأنك تسأل كل واحد منهم ‪...‬‬ ‫ماذا صنعت من شر حتى تفعل بى هذا ؟‬ ‫ماذا صنعت يا رب ‪ ...‬فقد شفيت منكم َمن قطع بطرس أذنه‪.‬‬ ‫إلى ‪ ...‬فتتحول قساوتى إلى محبة لشخصك ورحمة ألخوتى‪.‬‬ ‫أنظر َّ‬ ‫عيناك تنظر من فوق الصليب ‪ ...‬ل َمن هم فرحون بصلبك وموتك عليه ‪...‬‬ ‫وأنت تسأل ماذا صنعت بكم ؟‬ ‫قد شفيت مرضاكم وأقمت موتاكم وأشبعت جوعاكم‪.‬‬ ‫إلى ‪ ...‬فتشفينى من غضبى وكراهيتى‪.‬‬ ‫أنظر َّ‬ ‫عيناك تنظر من فوق الصليب ‪ ...‬فترى أمك القديسة مريم ‪...‬‬ ‫وترى عيناها مملوءة بالدموع على ابنها الحبيب ‪...‬‬ ‫فيلتهب قلبها ألما عليك وتفيض عيناها دموعا حزنا ‪...‬‬ ‫فتتحنن عليها وتخبرها أن يوحنا من اليوم ابنا لها عوضا عنك بعد‬ ‫موتك على الصليب ‪ ...‬وتنظر إلى الحبيب يوحنا ليجعلها أما له‪.‬‬ ‫إلى ‪ ...‬واجعلنى ابنا ً ألمك وهى أمى الحنون‪.‬‬ ‫أنظر َّ‬ ‫سيدى ‪ ...‬عيناك تنظر كل شئ ‪...‬‬ ‫عيناك تفحص كل شا حتى أعماقى ‪ ...‬وقلبى ‪ ...‬وأفكارى ‪...‬‬ ‫إلى اآلن ‪ ...‬وقدسنى بجملتى ‪ ...‬آمين‪.‬‬ ‫فأنظر َّ‬

‫"نٌ شئ عسِاى َ​َهشُف يعّهى ذيو ايرى َعٌ أَسنا" (عب ‪.)31 : 4‬‬ ‫‪15‬‬


‫حوار مع المسيح المصلوب‬

‫تأمالت شدصية‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪17‬‬


‫خواطر وتأمالت فى آالم المسيح‬

‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪11‬‬


‫الـفـهــرس‬ ‫اإلصحاحات‬

‫رقم‬ ‫الصفحة‬

‫مــقـــــدمــــة ‪........................................................‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ ‬بيالطس البنطى ماذا فعلت بيسوع ؟ ‪..................................‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ ‬يسوع أم باراباس ‪......................................................‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ ‬اصلبه اصلبه ‪...........................................................‬‬

‫‪01‬‬

‫‪ ‬األيدى اآلثمة ‪...........................................................‬‬

‫‪01‬‬

‫‪ ‬ألبسوك ثوبا ً من برفير ‪.................................................‬‬

‫‪03‬‬

‫‪ ‬جسدك المتألم ‪...........................................................‬‬

‫‪05‬‬

‫‪ ‬الحضن المفتوح ‪........................................................‬‬

‫‪08‬‬

‫‪ ‬حضنك يا سيدى ‪.......................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ ‬حمل الصليب ‪..........................................................‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ ‬أيها الصليب الخشب ‪...................................................‬‬

‫‪13‬‬

‫‪ ‬اكليل الشوك نبتة اللعنة ‪................................................‬‬

‫‪15‬‬

‫‪ ‬اكليل الشوك ‪............................................................‬‬

‫‪18‬‬

‫‪ ‬مطرقة على يد الحبيب ‪................................................‬‬

‫‪21‬‬

‫‪ ‬مسمار فى جسد الحبيب ‪...............................................‬‬

‫‪21‬‬

‫‪ ‬يدك الممدودة والمسمرة فى الصليب ‪.................................‬‬

‫‪23‬‬

‫‪ ‬لماذا سمرتها ؟ ‪.........................................................‬‬

‫‪25‬‬

‫‪ ‬قدميك مسمرتان ‪........................................................‬‬

‫‪28‬‬


‫اإلصحاحات‬

‫رقم‬ ‫الصفحة‬

‫‪ ‬أيها الجبل العالى ‪.......................................................‬‬

‫‪31‬‬

‫‪ ‬الصليب حب ‪...........................................................‬‬

‫‪31‬‬

‫‪ ‬جراحات المحب ‪......................................................‬‬

‫‪33‬‬

‫‪ ‬صليبك نصرة ونار ‪....................................................‬‬

‫‪35‬‬

‫‪ ‬يا يهوذا لماذا خنت الحبيب ؟ ‪..........................................‬‬

‫‪38‬‬

‫‪ ‬عيناك يا سيدى ‪.........................................................‬‬

‫‪41‬‬

‫نرحب بتعليقاتكم‪:‬‬ ‫‪E-mail: tamol.tadrib@gmail.com‬‬ ‫يطلب من‪:‬‬ ‫كنيسة مارمرقس ـ مصر الجديدة ـ القاهرة‬ ‫ت ‪ 13088233 :‬ـ ‪13044813‬‬ ‫موبايل ‪10112224288 :‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.