تفسير رسالة بطرس الاولي القس انطونيوس فكري كنيسة العذراء الفجالة

Page 1

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ‬ ‫رﺳﺎﻟﺔ ﺑﻄﺮس اﻻوﻟﻲ‬ ‫اﻟﻘﺲ اﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﻜﺮي‬ ‫ﻛﻨﻴﺴﺔ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﻌﺬراء ﺑﺎﻟﻔﺠﺎﻟﺔ‬ ‫اﻻﺻﺪار اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪2012‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي ‪ -‬جدول رسالة بطرس األولي‬ ‫رقم اإلصحاح‬ ‫مقدمة‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫بطرس األولى ‪1‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫بطرس األولى ‪2‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫بطرس األولى ‪3‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫بطرس األولى ‪4‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫بطرس األولى ‪5‬‬

‫‪1‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (المقدمة)‬

‫رسالة بطرس األولي (المقدمة)‬

‫عودة للجدول‬

‫‪ .1‬كتب الرسالة القديس بطرس الرسول أحد اإلثنى عشر ‪ ،‬تالميذ السيد المسيح‪.‬‬ ‫‪ .2‬تتفق الرسالة مع أسلوب عظات بطرس الواردة فى سفر األعمال‪-:‬‬

‫أ‪ -‬أشار إلى اهلل كديان يحكم بغير محاباة (‪ )1::1‬مع (أع ‪.)01:13‬‬

‫ب‪ -‬اآلب الذى أقام المسيح (‪ )21:1‬مع (أع ‪( + )02:2‬أع ‪( + )1::0‬أع ‪.)13:13‬‬ ‫ج‪ -‬السيد المسيح رأس الزاوية (‪ )::2‬مع (أع ‪.)11:1‬‬

‫‪ .0‬كتبت إلى المتشتتين من شتات بنتس وغالطية وكبدوكية وبيثينية‪ ،‬وهذه جميعها تقع فى آسيا الصغرى‪.‬‬ ‫وواضح من هذا أن الرسول أرسلها لكل المؤمنين فى آسيا الصغرى‪ ،‬لذلك تعتبر الرسالة من الرسائل‬

‫الجامعة‪.‬‬

‫‪ .1‬كتبت ما بين سنة ‪ ،30‬سنة ‪ 3:‬م أثناء إضطهاد نيرون (‪ 36-:1‬م)‪.‬‬

‫‪ .:‬كتبت من بابل (‪ )10::‬وقد إختلفت األراء فى تحديد مدينة بابل هذه ‪-:‬‬ ‫أ‪ -‬قيل أنها بابل القديمة فعال‪ ،‬أى أن الرسول كتب الرسالة من وراء حدود فلسطين الشرقية‪ ،‬وكان‬ ‫هناك جالية كبيرة فى بابل فى مدينة عرفت بإسم بابل الجديدة إلى جوار خرائب بابل القديمة‪.‬‬

‫ب‪ -‬قيل أن بابل هى إشارة لمصر القديمة (بابليون) وقد كانت قبال موطنا لجماعة من اليهود ومقر‬ ‫معسكر رومانى ال تزال أثاره قائمة إلى يومنا هذا‪ .‬فإذا علمنا أن القديس مرقس الرسول قد أتى إلى‬

‫مصرسنة ‪32 – 31‬م‪ .‬فيمكن إستنتاج أن بطرس قد أتى لزيارة مرقس فى مصر‪.‬‬

‫ت‪ -‬يقول الكاثوليك أن بطرس كتب رسالته من روما‪ ،‬وأن بابل هى إشارة إلى روما‪ ،‬وهذا الرأى غير‬ ‫صحيح لألسباب التالية‪-:‬‬

‫يستند الكاثوليك على أن بابل فى سفر الرؤيا هى إشارة إلى روما‪ ،‬ولكن بابل فى سفرالرؤيا هى‬

‫إشارة لمملكة الشر فى العالم عموما‪.‬‬

‫ما الداعى لعدم ذكر الرسول إسم روما صراحة؟!‬ ‫ثابت تاريخيا أن الرسول بطرس لم يصل إلى روما قبل إستشهاده بها بفترة طويلة كافية إلرسال‬

‫رسالتين‪.‬‬

‫ترتيب الواليات كما جاءت فى الرسالة من الشرق إلى الغرب‪ ،‬مما يؤيد أن الرسالة كتبت من‬

‫مكان ما بالشرق‪.‬‬

‫بولس يكتب ألهل رومية ويقول "ألنى مشتاق أن اراكم لكى أمنحكم هبة روحية لثباتكم"‬

‫(رو‪ .)11:1‬ويقول "أريد أن يكون لى ثمر فيكم أيضا كما فى سائر األمم" (رو‪ )10:1‬فهل‬

‫يكرز بولس لروما ويكون له ثمر فيها‪ ،‬ويأتى لمنح أهلها هبة روحية لثباتهم وبطرس هناك على‬

‫‪2‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (المقدمة)‬

‫رأس الكنيسة‪ .‬ونحن نعلم أن هذا األسلوب ليس اسلوب بولس الرسول الذى يقول "ولكن كنت‬

‫محترصا أن أبشر هكذا ليس حيث سمى المسيح لئال أبنى على أساس أخر" (رو‪.)23:1:‬‬

‫كيف يكتب بولس رسالة يفرد فيها إصحاحا كامال إلهداء السالم لشخصيات مغمورة فى روما‬

‫وال يذكر فيهم إسم بطرس الذى يعتبره أحد األعمدة (غل‪ )2:2‬إذا كان بطرس موجودا فى روما‬

‫بل على رأسها (راجع رو‪.)13‬‬

‫‪ .3‬ثار اإلضطهاد ضد المسيحيين فقتلوا إسطفانوس ثم يعقوب ثم أرادوا قتل بطرس واشتد اإلضطهاد أيام نيرون‬ ‫الذى أشعل النار فى روما فى ‪ 31/:/12‬واتهم المسيحيين بإشعالها‪ ،‬واضطهدوهم بعنف وقسوة‪ ،‬وفى أيامه‬ ‫إستشهد بولس وبطرس‪ .‬بل نرى فى (‪ )13،11:1‬أنه كان وقت إعتبر فيه أن إعتناق المسيحية جريمة‪.‬‬

‫لذلك يكتب الرسول رسالته هذه‪-:‬‬

‫أ‪ -‬لتشجيع المؤمنين على إحتمال األلم واإلضطهاد‪ ،‬لذلك تعتبر هذه الرسالة من رسائل التعزية‪ ،‬ويربط‬ ‫بين األلم والمجد‪ ،‬ويتكلم كثي ار عن الرجاء‪.‬‬

‫ب‪ -‬يحدثنا عن الحياة المقدسة حتى إذا إفترى علينا ال يكون لهذه الشكايات أساس من الصحة‪ .‬والحياة‬ ‫المقدسة تظهر فى العالقات داخل العائلة ومع المجتمع‪.‬‬

‫يتكلم الرسول عن النعمة والجهاد مثل (‪.)16:1 + 23:2 + 1:،11:1 + 10،1:1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح األول)‬

‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح األول)‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫وك َّي َة وأ ِ‬ ‫َّد ِ‬ ‫ين ِم ْن َ ِ‬ ‫َسيَّا‬ ‫ع ا ْل َم ِس ِ‬ ‫س َو َغالَ ِط َّي َة َو َكب ُ‬ ‫سو َ‬ ‫يح‪ ،‬إِلَى ا ْل ُمتَ َغِّرِب َ‬ ‫َ‬ ‫شتَات ُب ْنتُ َ‬ ‫سو ُل َي ُ‬ ‫س‪َ ،‬ر ُ‬ ‫آية (‪ُ " -:)1‬ب ْط ُر ُ‬ ‫يث ِ‬ ‫وِب ِ‬ ‫ين َّي َة‪ ،‬ا ْل ُم ْختَ ِ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫ار َ‬ ‫َ‬ ‫س = هو اإلسم الذى دعاه به الرب (يو‪ )12:1‬ويسمى بالسريانية صفا أو كيفا ومعناه الصخرة‪ ،‬إشارة‬ ‫ُب ْط ُر ُ‬

‫لإليمان الذى نطق به (مت‪.)16،13:13‬‬ ‫يح = هو أحد اإلثنى عشر وليس رئيسا عليهم‪.‬‬ ‫ع ا ْل َم ِس ِ‬ ‫سو َ‬ ‫سو ُل َي ُ‬ ‫َر ُ‬ ‫ين = هذا يتناسب مع روح الرسالة إذ هى موجهة إلى أناس متألمين وهى دعوة لهم ألن يشعروا أنهم‬ ‫إِلَى ا ْل ُمتَ َغِّرِب َ‬ ‫غرباء عن هذا العالم فيشتاقوا لموطنهم الحقيقى‪ ،‬أورشليم السماوية وليس أورشليم األرضية‪ ،‬والتى بدأ منها‬

‫إضطهاد المسيحيين والحظ أن التعلق بالسماويات هو أساس إلحتمال اآلالم بصبر والرسالة موجهة لليهود الذين‬

‫آمنوا بالمسيح فإضطهدوا فتشتتوا‪ ،‬ثم إنضم إليهم األمم الذين آمنوا‪.‬‬ ‫َّد ِ‬ ‫وكيَّ َة‪ =...‬وهذه مرتبة من الشرق إلى الغرب‪ .‬إذا هو يكتب من مكان ما بالشرق‪ ،‬وليس من‬ ‫س َو َغالَ ِط َّي َة َو َكب ُ‬ ‫ُب ْنتُ َ‬ ‫روما التى تقع فى غرب آسيا الصغرى‪.‬‬ ‫آسيا = هى مقاطعة فى آسيا الصغرى (تركيا حاليا)‪.‬‬

‫ا ْل ُم ْختَ ِ‬ ‫ين = على الصليب فتح اإلبن يديه معلنا دعوة اآلب لكل البشرية‪ .‬فاهلل يريد أن الجميع يخلصون‬ ‫ار َ‬ ‫(‪1‬تى‪ .)1:2‬واهلل يدعو وكل إنسان حر فى أن يقبل أو يرفض‪.‬‬ ‫"يا أورشليم‪ ...‬كم مرة أردت‪ .......‬ولم تريدوا" (مت‪ )0::20‬واآلب بسابق علمه يعرف الذين يتبعونه ويتجاوبون‬

‫مع دعوته (رو‪ .)22:6‬والمختارين إسم أطلقه الرسل على كل المؤمنين وليس معنى هذا أن كلهم يثبتون إلى‬ ‫النهاية فى اإليمان‪ ،‬فاهلل ال يحرم اإلنسان من حريته‪ .‬ولكن كلمة المختارين تشير إلى أن البداية هى من اهلل‪،‬‬ ‫والفضل هو هلل فى إيمانى‪ ،‬إذا لماذا اإلنتفاخ ؟‬

‫‪2‬‬ ‫ضى ِع ْلِم ِ‬ ‫الرو ِح لِلطَّاع ِة‪ ،‬ور ِّ ِ‬ ‫اهلل ِ‬ ‫ق‪ِ ،‬في تَ ْق ِد ِ‬ ‫السا ِب ِ‬ ‫يح‪ :‬لِتُ ْكثَْر لَ ُك ُم‬ ‫ع ا ْل َم ِس ِ‬ ‫اآلب َّ‬ ‫يس ُّ‬ ‫سو َ‬ ‫آية (‪ِ " -:)2‬ب ُم ْقتَ َ‬ ‫ش َدم َي ُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ِّ‬ ‫السالَ ُم‪" .‬‬ ‫الن ْع َم ُة َو َّ‬

‫سبق وقال أنهم مختارين‪ ،‬واليهود فهموا أن اهلل إختارهم كشعب مختار متعصبا لجنسهم ولغتهم وبالدهم‪ ،‬ولكن‬

‫الرسول يبين هنا أساس إختيار اهلل لشعبه المسيحى‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ضى ِع ْلِم ِ‬ ‫اهلل ِ‬ ‫السا ِب ِ‬ ‫ق = مما سبق نرى أن اهلل يدعو(يو‪ )1: ، 11 :3‬ولكن ليس الكل يوافق‬ ‫اآلب َّ‬ ‫‪ِ -1‬ب ُم ْقتَ َ‬ ‫ولكن اإلختيار ليس عشوائيا‪ ،‬بل اهلل يختار من بسابق معرفته يعرف أنه سيتجاوب مع دعوته (رو‪)03-26:6‬‬

‫فعلم اهلل غير إرادة اهلل‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح األول)‬

‫الر ِ ِ‬ ‫‪ -2‬تَ ْق ِد ِ‬ ‫اع ِة = تأثير الروح القدس الذى حل علينا بالميرون هو تبكيت النفس على خطاياها‪،‬‬ ‫يس ُّ‬ ‫وح للطَّ َ‬ ‫واقناعها بترك محبة العالم ‪ ،‬بل هو يعطى قوة نميت بها شهوة الجسد الخاطئة ونطيع وصايا اهلل‪ ،‬فنتقدس أى‬ ‫نتخصص ونتكرس هلل (يو‪( + )6:13‬إر‪( + )::23‬رو‪ )23،10:6‬هذا إذا هو عمل الروح القدس أن يقدسنا أى‬ ‫يخصصنا لطاعة من إختارنا أى اآلب ‪ .‬فاهلل يختار من يعلم أنه سيقبل تحقيق إرادته " هذه هى إرادة اهلل‬

‫قداستكم " (‪1‬تس‪ .)0 : 1‬بل أن الروح يسكب محبة اهلل فى قلوبنا (رو‪ ):::‬ومن يحب اهلل يطيع وصاياه‬

‫(يو‪.)20،21:11‬‬ ‫‪ -0‬ور ِّ ِ‬ ‫ع ا ْل َم ِسي ِح = بهذه نرى عمل الثالوث فى خالصنا‪ .‬فاآلب يختار ويدعو والروح يقدس للطاعة‬ ‫سو َ‬ ‫ش َدم َي ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫واإلبن يطهر بدمه‪ .‬فمن يلبس ثيابا بيض في السماء هم من غسلوا وبيضوا ثيابهم في دم الخروف ( رؤ‪)11 ::‬‬ ‫‪ .‬ودم المسيح يكفر عنا أى يغطينا ‪ ،‬فال يرى اآلب خطايانا ‪ ،‬بل يرى دم ابنه ‪ ،‬فنحسب كاملين فيه وبال لوم‬

‫(كو‪ + 26 :1‬أف‪ .)1 :1‬ولذلك فإن أفضل طاعة ال قيمة لها بدون دم المسيح‪ .‬وكلمة رش دم = مقتبسة من‬ ‫العهد القديم (ال‪( + ):-1:11‬مز‪ ):::1‬حيث كانوا يتطهرون برش دم الذبائح‪ .‬ورش الدم هو للتطهير‪ ،‬فبدم‬ ‫المسيح نتطهر وتغفر لنا خطايانا (‪1‬يو‪( + )::1‬رؤ‪ )11::‬ولكن ال يكفى التطهير‪ ،‬بل علينا أن نطيع الروح‬

‫القدس لنتقدس‪ ،‬على أننا طالما كنا فى الجسد فنحن معرضين ألن نخطىء بسبب ضعف جسدنا لذلك فدم‬ ‫المسيح يطهرنا من كل خطية ‪1‬يو‪ : :1‬هذا إن كنا نطيع الروح القدس‪ .‬والروح القدس هو العامل فى أسرار‬ ‫الكنيسة التى تثبتنا فى جسد المسيح‪ .‬فباإلعتراف اهلل أمين وعادل‪ ،‬هو يغفر خطايانا (‪1‬يو‪( + )2:1‬يع‪+ )13::‬‬

‫(يو‪ .) 20،22:23‬والتناول يعطى لغفران الخطايا‪ .‬ومن يأكل جسد إبن اإلنسان ويشرب دمه يكون له حياة أبدية‬

‫ويثبت فى المسيح والمسيح يثبت فيه (يو‪( + ):6-16:3‬مت ‪.)26-23:23‬‬ ‫لِتُ ْكثَْر لَ ُكم ِّ‬ ‫السالَ ُم = ال سالم بدون نعمة‪ .‬ولقد إختار الرسول كلمة يونانية (نعمة) وكلمة عبرية (سالم)‬ ‫الن ْع َم ُة َو َّ‬ ‫ُ‬ ‫فالرسالة موجهة لليهود واألمم‪ .‬والسالم الذى يطلبه لهم الرسول يمألهم حتى وسط آالمهم‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ع ا ْلم ِس ِ ِ‬ ‫ب ر ْحم ِت ِه ا ْل َك ِث ِ‬ ‫ام ِة‬ ‫يح‪ ،‬الَّذي َح َ‬ ‫آية (‪ُ " -:)3‬م َب َار ٌك اهللُ أ َُبو َرِّب َنا َي ُ‬ ‫َ‬ ‫يرة َولَ َد َنا ثَان َي ًة ل َر َجاء َحي‪ِ ،‬بق َي َ‬ ‫سَ َ َ‬ ‫سو َ َ‬ ‫يح ِم َن األَمو ِ‬ ‫ات‪"،‬‬ ‫ع ا ْل َم ِس ِ‬ ‫سو َ‬ ‫َْ‬ ‫َي ُ‬

‫ُم َب َار ٌك اهللُ = كلمة مبارك هى تسبحة حمد وشكر هلل الذى قدم لنا برحمته خالصا عجيبا نحن غير المستحقين‪.‬‬ ‫فكلمة بركة عبرية تعنى يتكلم كالم حسن عن شخص ما ‪.‬‬ ‫َولَ َد َنا ثَ ِان َي ًة = أعطانا بالميالد الثانى أى المعمودية أن نكون خليقة جديدة (‪2‬كو‪ )1:::‬واإلبن له ميراث‬ ‫(رو‪ .)1::6‬وبالطبيعة الجديدة ندرك اهلل ونعرفه فنحبه‪.‬‬

‫وبمحبة اهلل هذه وادراكنا للميراث المعد لنا كبنين نحتمل أى ألم بفرح‪.‬‬ ‫لِرج ٍ‬ ‫اء َحي = رجاء يفيض فينا بحياة روحية حقيقية‪ ،‬وهو أيضا رجاء فى حياة أبدية‪ .‬هو رجاء حى قوى مؤسس‬ ‫َ​َ‬ ‫على قيامة المسيح‪ ،‬فى مقابل الرجاء فى العالم الذى كثي ار ما يخيب الظنون واألمال‪ ،‬بل هو رجاء فى عالم‬ ‫محكوم عليه بالموت والفناء فهو رجاء ميت‪ .‬وما أعطانا هذا الرجاء الحى هو قيامة المسيح = ِب ِقي ِ‬ ‫سوعَ‬ ‫امة َي ُ‬ ‫َ​َ‬

‫‪5‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح األول)‬

‫يح = وهذه القيامة للمسيح أعطتنا أن تكون لنا قيامة وحياة أبدية مثله‪ ،‬وأنه سيكون لنا نصيبا فى عالم آخر‬ ‫ا ْل َم ِس ِ‬ ‫ذهب إليه المسيح قبلنا ليعده لنا (يو‪ .)0-1:11‬لذلك هو رج ٍ‬ ‫اء َحي‪.‬‬ ‫َ​َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫اث الَ ي ْف َنى والَ يتَ َد َّنس والَ ي ْ ِ‬ ‫آية (‪4" -:)4‬لِ ِمير ٍ‬ ‫َجلِ ُك ْم‪"،‬‬ ‫ات أل ْ‬ ‫َ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ض َمح ُّل‪َ ،‬م ْحفُوظٌ في َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫لِ ِمير ٍ‬ ‫اث = المولود من الجسد ينتظر ميراثا ماديا‪ ،‬والمولود من الروح يتعلق قلبه بميراث روحي (رو‪.)1::6‬‬ ‫َ‬ ‫ونالحظ أن الطفل ال يدرك شيئا عن ميراث أ بائه المعد له‪ ،‬وهكذا نحن ال ندرك عظمة الميراث المعد لنا فهو ال‬

‫يخطر على بال إنسان (‪1‬كو‪ )2:2‬ولذلك نجد الرسول هنا ال يعطى مواصفات لهذا الميراث‪ ،‬بل يتكلم عنه من‬ ‫الجانب السلبي فهو ميراث ال يفنى وال يتدنس وال يضمحل‪.‬‬

‫الَ َي ْف َنى = أى ليس قابال للزوال‪ ،‬عكس ميراث إسرائيل األرضي الذى طالما ضاع منهم‪.‬‬ ‫س = كما دنس البابليون واليونان والرومان هيكل اليهود‪ ،‬أما ميراثنا السماوي فلن يدخله عدو يدنسه فهو‬ ‫َوالَ َيتَ َد َّن ُ‬

‫محروس بسور إلهى وعلى أبوابه مالئكة (رؤ‪.)12:21‬‬ ‫ض َم ِح ُّل = ال يزول جماله وال يفقد بهاؤه‪ ،‬أما كل جمال أرضى فهو كإكليل زهور البد أن يذبل‬ ‫َوالَ َي ْ‬ ‫(يع‪.)11،13:1‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجِل ُك ْم = هو موضوع عناية اهلل وحراسته‪ ،‬ونحن بالصبر والجهاد نسعى نحوه‪.‬‬ ‫ات أل ْ‬ ‫َم ْحفُوظٌ في َّ َ َ‬

‫‪5‬‬ ‫ان األ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس َ ِ‬ ‫َن ُي ْعلَ َن ِفي َّ‬ ‫ان‪ ،‬لِ َخالَ ٍ‬ ‫َخ ِ‬ ‫الزَم ِ‬ ‫يم ٍ‬ ‫ير‪" .‬‬ ‫ستَ َعد أ ْ‬ ‫آية (‪ " -:)5‬أَ ْنتُ ُم الَِّذ َ‬ ‫ص ُم ْ‬ ‫ين ِبقُ َّوِة اهلل َم ْح ُر ُ‬ ‫ون‪ِ ،‬بإ َ‬ ‫علينا أن نجاهد ولكن باطمئنان أن قوة اهلل تحرسنا حتى ال يضيع منا هذا الميراث المعد لنا‪ .‬فالعلة األولى لحفظ‬ ‫المؤمن المسيحي هى قَُّوِة ِ‬ ‫اهلل (يو‪.)11:1:‬‬

‫ِ‬ ‫يم ٍ‬ ‫ان فبدون إيمان ال يمكن إرضاؤه (عب‪ )3:11‬واهلل الذى حفظ الكنيسة رغم‬ ‫والوسيلة لهذا هى اإليمان = ِبإ َ‬ ‫كل اإلضطهادات قادر أن يحفظنا ويحفظ كل نفس متكلة عليه من الخطايا المحيطة بنا‪ ،‬فقوة اهلل التى أقامت‬

‫المسيح قادرة أن تقيم أضعف مؤمن (اف‪ .)23،12:1‬وقوة اهلل تعمل بإيماننا‪ .‬فعدم اإليمان يعطل عمل اهلل "ولم‬

‫يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم" (مت‪.):6:10‬‬

‫تطلع إلى يسوع إذا هوجمت من تجربة وقل له أنا أثق فى قوتك وال تتطلع إلى ضعفك أو قوة أعدائك‪ ،‬فبطرس‬

‫غرق فى الماء إذ نظر إلى شدة الريح ولم ينظر إلى قوة يسوع (مت‪ .)03:11‬فإنها لخطية شنيعة أن يظن أحد‬ ‫أن القدير غير قادر على حمايته‪ ،‬وأيضا هو جهل وخطية أن نظن أننا نحن الذين نحمى أنفسنا‪.‬‬ ‫ان األ ِ‬ ‫َن ُي ْعلَ َن ِفي َّ‬ ‫لِ َخالَ ٍ‬ ‫َخ ِ‬ ‫الزَم ِ‬ ‫ير = فالمسيح بدأ عمله الخالصى بالصليب والروح يعيننا اآلن حتى‬ ‫ستَ َعد أ ْ‬ ‫ص ُم ْ‬ ‫نكمل‪ ،‬ولكن عمل الخالص ينتهى بحصولنا على الجسد الممجد ودخولنا إلى الميراث األبدى‪ .‬ولكن كيف نكون‬

‫محروسين؟‬

‫‪ .1‬برجوعنا وتوبتنا المستمرة‪ .‬وهذا يكون باإلستجابة لصوت تبكيت الروح القدس فينا‪.‬‬ ‫‪ .2‬اإلتكال الكامل على المسيح وعدم الشك فيه وال فى قدرته‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح األول)‬

‫‪ .0‬رفض كل إغراءات إبليس والهروب من كل أماكن الشر‪.‬‬

‫‪ .1‬اإلهتمام بتنفيذ وصايا اهلل والسهر الدائم على تنفيذ مرضاته‪.‬‬ ‫‪ .:‬الشركة مع اهلل فى صالة دائمة بهذا نكون كمن فى حصن‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ير ِبتَ َج ِ‬ ‫ب ُمتَ​َن ِّو َع ٍة‪"،‬‬ ‫ون َي ِس ًا‬ ‫ب ­ تُ ْح َزُن َ‬ ‫اآلن ­ إِ ْن َك َ‬ ‫ون‪َ ،‬م َع أ ََّن ُك ُم َ‬ ‫آية (‪ " -:)6‬الَِّذي ِب ِه تَ ْبتَ ِه ُج َ‬ ‫ار َ‬ ‫ان َي ِج ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ون = أى الخالص (آية ‪ ):‬فالخالص ليس معناه غفران خطايانا‪ ،‬وليس معناه أننا سنرث فى‬ ‫الَِّذي ِب ِه تَ ْبتَ ِه ُج َ‬

‫األبدية ملكوت السموات‪ ،‬بل الخالص يعمل فينا اآلن ونحن على األرض بأننا ولدنا من اهلل وصرنا خليقة جديدة‬

‫(‪2‬كو‪ )1:::‬هذه الخليقة الجديدة ال سلطان للخطية عليها (رو‪ .)11:3‬وهذه الخليقة الجديدة مملوءة بالروح ومن‬ ‫ثماره الفرح (غل‪ .)20،22::‬لذلك نجد أوالد اهلل مملوئين بهجة‪ ،‬والبهجة التى يعطيها اهلل ألوالده هنا على‬ ‫األرض هى عربون ما سنحصل عليه فى األبدية من أفراح أبدية‪ .‬وكلمة تبتهجون التى إستعملت هنا فى اللغة‬ ‫اليونانية األصلية تشير لشدة الفرح‪ .‬ونالحظ أن أحلى مزامير داود قيلت وسط اآلالم‪ ،‬وكانت مواكب الشهداء‬

‫تدخل لساحات اإلستشهاد بالترانيم وسط فرح عجيب‪ ،‬لذلك نفهم أن سمة الفرح الذى يعطيه اهلل للمؤمنين أنه ال‬

‫ينتزع منهم وسط اآلالم وال بسبب أى ضيقة (يو‪.)22:13‬‬

‫ون = قوله يجب يشير ألن التجربة لها هدف وقصد معين‪ ،‬فهى تطهر وتنقى المؤمن من‬ ‫ب ­ تُ ْح َزُن َ‬ ‫إِ ْن َك َ‬ ‫ان َي ِج ُ‬ ‫أى شوائب‪ .‬فالنيران (آية ‪ ):‬هى نيران مطهرة‪ ،‬واهلل ال يلقى أحد فى تجربة إن لم يكن قاد ار على إحتمالها‬ ‫(‪1‬كو‪ .)10:13‬بل أن اهلل يظهر وسط الضيقة مساندا للمتألم (كما حدث مع الثالثة فتية فى أتون النار) ووجود‬ ‫اهلل وسط الضيقة يعطى تعزية عجيبة للمتألم‪ .‬هنا نرى شركة الصليب إذ نحمل صليبنا مع المسيح المصلوب‪،‬‬

‫ونرى شركة الفرح مع المسيح الذى يحمل معنا صليبنا‪.‬‬ ‫ير = زمن العمر كله مهما كان طويال فهو زمن قصير نسبيا (‪2‬كو‪.)1::1‬‬ ‫َي ِس ًا‬ ‫ِبتَ َج ِ‬ ‫ب ُمتَ​َن ِّو َع ٍة = تشير لتعدد أشكال التجارب‪ ،‬واستخدمت كلمة متنوعة ثانية فى (‪ )13:1‬لوصف نعمة اهلل‪،‬‬ ‫ار َ‬ ‫فبنعمة اهلل فقط نستطيع أن نواجه التجارب‪ .‬وهى متنوعة الن لكل خطية او مرض روحى عالج مختلف‬

‫(إش‪ . ) 22 – 20 :26‬واهلل يعلم طريقة عالج كل مرض ‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫ون تَْزِكي ُة إِيم ِان ُكم‪ ،‬و ِهي أَثْم ُن ِم َن َّ‬ ‫الذ َه ِب ا ْلفَ ِاني‪ ،‬م َع أَنَّ ُه ُي ْمتَ َح ُن ِب َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫وج ُد لِ ْل َم ْد ِح‬ ‫آية (‪ " -:)7‬لِ َك ْي تَ ُك َ‬ ‫ار‪ ،‬تُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ‬ ‫وا ْل َكرام ِة وا ْلم ْج ِد ِع ْن َد ِ‬ ‫يح‪"،‬‬ ‫ع ا ْل َم ِس ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ْ‬ ‫است ْعالَ ِن َي ُ‬ ‫َ َ​َ َ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم ِان ُك ْم = إيماننا يولد وينمو (لو‪2( + )::1:‬تس‪ .)0:1‬وحتى ينمو ينقيه اهلل من شوائبه بأنه يسمح‬ ‫تَْزك َي ُة إ َ‬ ‫ببعض التجارب‪ .‬وهذا ما يحدث مع الذهب الذى يمر فى النار ليطهر مما هو زغل وغش فيظهر المعدن‬

‫الحقيقى للذهب‪ .‬وهدف التجارب هو غربلة إيماننا ليتبقى منه ما هو صحيح‪ ،‬ولينمو إيماننا ويصير إيمانا‬

‫صادقا‪ .‬وان كان الذهب ثمينا إال أنه ٍ‬ ‫فان ‪ ،‬بعكس إيماننا الذى سيزكينا للمجد‪ .‬اإليمان لوكان قويا صحيحا فهذا‬ ‫سيعود على صاحبه بالمجد عند إستعالن يسوع المسيح أى ظهوره‪ .‬وكلمة تزكية جاءت فى الترجمة اإلنجليزية‬

‫‪7‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح األول)‬

‫‪ Genuineness‬أى حقيقى وغير زائف‪ .‬وكلمة تزكية فى العربية تعنى أن يشهد إنسان آلخر بالكفاءة والنزاهة‬ ‫ليستحق عمل ما مثال‪ .‬وبإضافة المعنى اإلنجليزى للمعنى العربى تتضح الصورة‪ ،‬فاهلل يسمح لنا ببعض التجارب‬

‫لنتنقى فنتزكى أى نصبح مستحقين للمجد السمائى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ام ِة = المدح والكرامة هى أجر من إحتمل التجربة وتنقى إيمانه‪.‬‬ ‫تُ َ‬ ‫وج ُد ل ْل َم ْد ِح َوا ْل َك َر َ‬ ‫َوا ْل َم ْج ِد = إذ نرى اهلل (‪1‬يو‪ )2:0‬نعكس مجده‪ .‬ولن نراه فقط بل نتحد به‪.‬‬ ‫واذ نعكس مجده سيكون لنا جسد ممجد‪ ،‬واذ نعكس نوره سيكون لنا جسد نورانى‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫اآلن ِ‬ ‫ون ِبفَ َر ٍح الَ‬ ‫ون ِب ِه‪ ،‬فَتَ ْبتَ ِه ُج َ‬ ‫لك ْن تُ ْؤ ِمنُ َ‬ ‫آية (‪ " -:)8‬الَِّذي َوِا ْن لَ ْم تَ​َر ْوهُ تُ ِحبُّوَن ُه‪ .‬ذلِ َك َوِا ْن ُك ْنتُ ْم الَ تَ​َر ْوَن ُه َ‬ ‫ق ِب ِه وم ِج ٍ‬ ‫يد‪"،‬‬ ‫ُي ْن َ‬ ‫طُ َ​َ‬ ‫لعل بطرس كان فى ذهنه وهو يكتب هذه اآلية قول السيد " طوبى لمن آمن ولم يرى‪ .‬ورؤية المسيح بالجسد لها‬

‫تأثير أضعف من الرؤية بالروح القدس أى التى يعطيها لنا الروح القدس باإليمان‪ ،‬فكثيرون من الذين أروا‬ ‫المسيح بالجسد شاركوا فى صلبه‪ .‬ونفهم من اآلية أن اإليمان هو مدخل لكل شىء ولكل بركة إلهية‪" ،‬فبدون‬

‫إيمان ال يمكن إرضاؤه" (عب‪ .)3:11‬وباإليمان تنفتح أعيننا ونعرف المسيح معرفة حقيقية‪ ،‬واذ نعرفه نحبه‪،‬‬ ‫ق ِب ِه وم ِج ٍ‬ ‫يد‪ .‬ففى معرفة المسيح حياة‬ ‫ون ِبفَ َر ٍح الَ ُي ْنطَ ُ‬ ‫والمحبة هى طريق الفرح‪ ،‬فنفرح فرحا عجيبا = فَتَْبتَ ِه ُج َ‬ ‫َ​َ‬ ‫(يو‪.)0:1:‬‬ ‫ونالحظ فى هذه اآلية إرتباط اإليمان بالمحبة واإلبتهاج‪ .‬فكلما ينمو إيماننا تزداد محبتنا فيزداد إبتهاجنا‪ .‬وشروط‬

‫نمو اإليمان ‪-:‬‬

‫‪ .1‬نزع كل ما ال يتفق وقداسة اهلل من داخل قلوبنا‪.‬‬ ‫‪ .2‬التأمل بهدوء فى مواعيد اهلل فى الكتاب المقدس‪ .‬والتأمل فى أعمال محبة اهلل لنا‪.‬‬ ‫‪ .0‬طاعة كل وصية نعرفها ولو بالتغصب‪ ،‬وهذا ما يسمى بالجهاد‪.‬‬

‫‪ .1‬بذل أنفسنا فى أعمال محبة ولو بالتغصب‪ ،‬وهذا ما يسمى أيضا بالجهاد‪.‬‬

‫‪ .:‬عدم التذمر فى الضيقات‪ ،‬فاهلل يسمح بها فى محبته لنا لزيادة ونمو إيماننا‪.‬‬ ‫ين َغاي َة إِ ِ‬ ‫‪ِ​ِ 9‬‬ ‫ص ُّ‬ ‫النفُ ِ‬ ‫وس‪" .‬‬ ‫يمان ُك ْم َخالَ َ‬ ‫آية (‪َ " -:)9‬نائل َ َ َ‬ ‫هدف إيماننا هو خالص نفوسنا كما أجسادنا فى يوم الرب (رو‪.)20:6‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ين تَ​َن َّبأُوا َع ِن ِّ‬ ‫َجلِ ُك ْم‪،‬‬ ‫ش َوَب َح َ‬ ‫ص الَِّذي فَتَّ َ‬ ‫اء‪ ،‬الَِّذ َ‬ ‫الن ْع َم ِة الَِّتي أل ْ‬ ‫ث َع ْن ُه أَ ْن ِب َي ُ‬ ‫اآليات (‪ " -:)11-11‬ا ْل َخالَ َ‬ ‫ان ي ِد ُّل علَ ْي ِه روح ا ْلم ِس ِ ِ ِ‬ ‫ْت أَو ما ا ْلوق ُ َِّ‬ ‫ين أ ُّ ٍ‬ ‫‪11‬ب ِ‬ ‫ش ِه َد ِباآلالَِم الَِّتي‬ ‫ق فَ َ‬ ‫س َب َ‬ ‫اح ِث َ‬ ‫َ‬ ‫يح الَّذي في ِه ْم‪ ،‬إِ ْذ َ‬ ‫َي َوق ْ َ َ‬ ‫ْت الذي َك َ َ َ ُ ُ َ‬ ‫يح‪َ ،‬واأل َْم َج ِاد الَِّتي َب ْع َد َها‪" .‬‬ ‫لِ ْل َم ِس ِ‬

‫‪8‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح األول)‬

‫ص ليس معناه الحياة فى السماء بعد الموت‪ ،‬بل فى جعل نفوسنا سليمة كاملة‪ ،‬وحصولنا على طبيعة‬ ‫ا ْل َخالَ َ‬ ‫جديدة سليمة ونحن ما زلنا على األرض (‪2‬كو‪ )1:::‬واستبدال الفساد بالحياة األبدية‪ .‬وهو نصرة كل يوم على‬

‫الخطايا التى تأتى من داخل أو من إبليس‪ .‬وهو حياة كلها فرح وتعزية وسط ضيقات العالم‪ .‬هذا لم يعرفه شعب‬ ‫العهد القديم‪ ،‬لكن الروح كشف لألنبياء بأن هناك خالص معد سيأتى فى ملء الزمان‪ ،‬لقد أعلن الروح القدس‬ ‫لألنبياء عن أشياء ربما لم يفهموها بالكامل‪ ،‬وربما حيرت عقولهم بعد أن حصلوا عليها‪ ،‬لكنهم فى أمانة سجلوا‬

‫لنا كل ما حصلوا علي ه وكشفه لهم الروح القدس‪ .‬وشهادتهم هذه فيها تحقيق لصدق الكتاب المقدس‪ .‬وكانت‬ ‫شهادتهم فيها نبوات عن أن شخصا هو المسيا سيأتى ويتألم ويموت ويقوم ويصعد للسماء ويسكب روحه‬

‫القدوس‪.‬‬

‫يح = فالروح القدس هو واحد مع‬ ‫وح ا ْل َم ِس ِ‬ ‫بل هم حددوا وقت مجيئه‪ ،‬وكان ذلك بروح اهلل القدوس الذى فيهم = ُر ُ‬ ‫اآلب واإلبن وسمى هنا روح المسيح ألنه وجه األنبياء للحديث عن المسيح ليوجه األنظار إليه (رؤ‪ )13:12‬بل‬ ‫تكلم األنبياء عن األمجاد المعدة للمؤمنين بالمسيح‪ .‬وكون أن اهلل يكشف كل هذا فى النبوات فهو يقصد أن يقول‬

‫أن الخالص أعده اهلل أزليا للبشر حتى قبل أن يخلقهم‪ ،‬هو شىء مرتب فى فكر اهلل‪.‬‬ ‫يح‪َ ،‬واأل َْم َج ِاد الَِّتي َب ْع َد َها = فهذا الكالم موجه ألناس متألمين‪ ،‬ويقول‬ ‫ش ِه َد ِباآلالَِم الَِّتي لِ ْل َم ِس ِ‬ ‫ولكن الحظ قوله فَ َ‬ ‫لهم إن المسيح تألم ألجلكم‪ ،‬أفال تقبلون أن تتألمون مثله‪ ،‬وان كان هو قد تمجد فأصبروا لكى تتمجدوا معه‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ُعِل َن لَهم أ ََّنهم لَ ْيس ألَ ْنفُ ِس ِهم‪ ،‬ب ْل لَ َنا َكا ُنوا ي ْخ ِدم َ ِ ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫ُخ ِب ْرتُ ْم ِب َها أَ ْنتُ ُم‬ ‫ور الَِّتي أ ْ‬ ‫آية (‪ " -:)12‬الَِّذ َ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ ُْ َ‬ ‫ون ِبهذه األ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫السم ِ‬ ‫س ا ْلمر ِ ِ‬ ‫اآلن‪ِ ،‬بو ِ‬ ‫ين َب َّ‬ ‫َن تَطَّلِ َع َعلَ ْي َها‪" .‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ش ُرو ُك ْم ِفي ُّ‬ ‫اء‪ .‬الَِّتي تَ ْ‬ ‫شتَ ِهي ا ْل َمالَ ِئ َك ُة أ ْ‬ ‫اسطَ ِة الَِّذ َ‬ ‫وح ا ْلقُ ُد ِ ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫سل م َن َّ َ‬

‫هم بشروا بالمسيح المخلص الذى لن يأتى فى زمانهم‪ ،‬بل سيأتى فى ملء الزمان‪.‬‬

‫ُخ ِب ْرتُ ْم‬ ‫َب ْل لَ َنا = أى المسيح سيأتى فى زمان بطرس‪ .‬والذى نبشركم نحن به = أ ْ‬ ‫َن تَطَّلِ َع َعلَ ْي َها = الحب من سمات المالئكة‪ ،‬لذلك‬ ‫الَِّتي تَ ْ‬ ‫شتَ ِهي ا ْل َمالَ ِئ َك ُة أ ْ‬

‫ِب َها أَ ْنتُ ُم‪.‬‬ ‫فالمالئكة تشتهى أن تطلع على‬

‫خالص اإلنسان‪ ،‬وان كان المالئكة لم يدركوا كل أبعاد النعمة واألمجاد التى حصل عليها البشر‪ ،‬فباألولى نحن‬ ‫لن يمكننا فهم كل شىء‪ ،‬بل نحن على األبواب وفى بداية المعرفة‪.‬‬

‫(فى اآليات التالية يصور لنا القديس بطرس الرسول أن أمامنا طريقين نسلك فى أحدهما‬ ‫‪ .1‬القداسة أى نحيا فيما يرضى اهلل‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن نتلذذ بشهوات العالم‪.‬‬

‫ويقول إن من ينام هو من يسلك فى هذه الملذات‪ ،‬أما الصاحى فهو من يدرك أنه فى أى لحظة ستنتهى حياته‬

‫فيخاف أن يخالف وصايا اهلل ‪ ،‬ليس عن خوف ينشأ عنه كبت ‪ ،‬بل هو خوف من له رجاء فى مجد أبدى‬ ‫يخاف ان يضيع منه‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح األول)‬

‫َحقَاء ِذ ْه ِن ُكم ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ 13‬‬ ‫اء ُك ْم ِبالتَّ َم ِام َعلَى ِّ‬ ‫الن ْع َم ِة الَِّتي ُي ْؤتَى ِب َها إِلَ ْي ُك ْم‬ ‫اح َ‬ ‫ين‪ ،‬فَأَْلقُوا َر َج َ‬ ‫ْ َ‬ ‫آية (‪ " -:)13‬لذل َك َم ْنطقُوا أ ْ َ‬ ‫ِع ْن َد ِ‬ ‫يح‪" .‬‬ ‫ع ا ْل َم ِس ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ْ‬ ‫است ْعالَ ِن َي ُ‬ ‫َحقَاء ِذ ْه ِن ُكم ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين = هذا تشبيه مأخوذ من عادة كانوا يمارسونها حينما يستعدون لعمل ما‪ ،‬والمقصود‬ ‫اح َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َم ْنطقُوا أ ْ َ‬ ‫إستعدوا ذهنيا واصحوا‪ ،‬فأمامكم عمل وجهاد حتى ال يضيع خالص نفوسكم‪ .‬والرسول فسر قوله منطقوا أحقاء‬ ‫ذهنكم بقوله صاحي ن‪ .‬وبقية الرسالة تعنى بإظهار أنه فى مقابل هذا الخالص الذى قام به ربنا يجب أن نجاهد‬

‫بسلوك مسيحى متمثلين باهلل نفسه فى قداسته‪.‬‬ ‫لِذلِ َك = أى بناء على ما تقدم من كالم عن الخالص الثمين إعملوا كذا وكذا‪.‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ين = كالعبيد الذين ينتظرون قدوم سيدهم فى أى لحظة‪.‬‬ ‫اح َ‬ ‫َ‬ ‫اء ِذ ْه ِن ُك ْم = تشير أيضا ألن الرسول يريد أن يقول كونوا عاقلين متزنين معتدلين فى كل أمور‬ ‫وقوله َم ْن ِطقُوا أ ْ‬ ‫َحقَ َ‬

‫حياتكم‪ ،‬واجمعوا كل أفكاركم فى المسيح الذى سيأتى وحرروا أفكاركم من كل قيد‪ ،‬وهكذا مع عواطفكم‪ .‬ساهرين‬

‫فى حياة مقدسة متشبهين بعريسنا القدوس‪.‬‬

‫اء ُك ْم = السهر والجهاد بغير رجاء يجعل النفس تخور‪ .‬فإختاروا طريق اهلل وليكن لكم رجاء فيما ال يرى‬ ‫فَأَْلقُوا َر َج َ‬ ‫وليس فيما يرى‪ ،‬أى ليكن رجاءكم فى المجد السماوى وليس فى األرضيات التى ترونها اآلن‪ .‬ليكن رجاؤنا فى‬ ‫المجد المعد لنا الذى أطلق عليه هنا ِّ‬ ‫الن ْع َم ِة الَِّتي ُي ْؤتَى ِب َها إِلَ ْي ُك ْم = أى المجد الذى ستحصلون عليه = ِع ْن َد‬ ‫ِ‬ ‫يح = أى فى مجيئه الثانى‪.‬‬ ‫ع ا ْل َم ِس ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ْ‬ ‫است ْعالَ ِن َي ُ‬ ‫شِ‬ ‫‪ِ 14‬‬ ‫السا ِبقَ َة ِفي َج َهالَ ِت ُك ْم‪"،‬‬ ‫ش َه َو ِات ُك ُم َّ‬ ‫اكلُوا َ‬ ‫اع ِة‪ ،‬الَ تُ َ‬ ‫آية (‪َ " -:)14‬كأ َْوالَد الطَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫اع ِة = تعبير عب ارنى يعنى أن الطاعة أمهم التى يتوجب عليهم أن يرثوا صفاتها‪ ،‬والمعنى أنه عليكم‬ ‫َكأ َْوالَد الطَّ َ‬ ‫شِ‬ ‫السا ِبقَ َة = التى كنتم تمارسونها فى بعدكم عن اهلل = ِفي‬ ‫ش َه َو ِات ُك ُم َّ‬ ‫اكلُوا َ‬ ‫أن تطيعوننى فيما أطلبه منكم وهو الَ تُ َ‬ ‫َج َهالَ ِت ُك ْم = إذ كنتم تجهلون اهلل كنتم تحيون حياة العصيان‪ ،‬ولكن اآلن حصلتم على طبيعة جديدة هى طبيعة‬ ‫الطاعة‪ .‬فلنفهم أننا صرنا أوالدا آلب سماوى كلى الصالح‪ ،‬فال يجب أن ننساق وراء شهواتنا السابقة‪ ،‬ولنسلك‬

‫بما يليق بمركزنا الجديد‪.‬‬ ‫شِ‬ ‫اكلُوا = ال تعودوا وتتشبهوا بهذه الحياة وبهؤالء الذين يحيون فى الخطية‪.‬‬ ‫الَ تُ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِّيس َ ِ‬ ‫ضا ِقد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير ا ْلقُد ِ‬ ‫يرٍة‪16 .‬أل ََّن ُه‬ ‫ُّوس الَِّذي َد َعا ُك ْم‪ُ ،‬كوُنوا أَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫ين في ُك ِّل س َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)16-15‬ب ْل َنظ َ‬ ‫م ْكتُوب‪ُ «:‬كوُنوا ِقد ِ‬ ‫ُّوس»‪".‬‬ ‫ِّيس َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ين أل َِّني أَ​َنا قُد ٌ‬

‫قداسة فى العبرية " قدش " ومعناها شىء معزول ومفرز هلل ومخصص له‪ .‬كما كان يكتب على عمامة رئيس‬ ‫الكهنة " قدس للرب "‪ .‬وهكذا كانت العشور تسمى قدس للرب‪ ،‬وهكذا ينبغى أن نقدس هيكلنا الداخلى للرب‬

‫مجاهدين ضد الخطية والشهوات‪ .‬حقيقة ال نستطيع أن نحيا بال خطية‪ ،‬ولكن إن سقطنا نقوم ونعترف‪ ،‬واضعين‬

‫أمام أعيننا غربتنا فى هذا العالم‪ .‬وقُد ِ‬ ‫ُّوس باليونانية تعنى الالأرضى‪ .‬والمتعالى والمتسامى عن االرضيات وهذه‬

‫‪10‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح األول)‬

‫ال تقال سوى على اهلل فقط‪ .‬وِقد ِ‬ ‫ِّيس هو من يجتهد ان يتسامى ويبتعد عن االرضيات مكرسا نفسه هلل ‪ .‬وكلما‬ ‫يعلو االنسان فى السمو يصبح اكثر قداسة‪.‬‬

‫وبهذا نفهم أننا مخصصين هلل لكى نحيا فى السماويات‪ ،‬وال يشغل تفكيرنا الملذات األرضية‪ ،‬بل المجد المعد لنا‬

‫فى السماء (كو ‪ .)1-1:0‬ويساعدنا على ذلك أن نميت أعضائنا التى على األرض (كو ‪ .)::0‬أى نقف أمام‬

‫الخطية كأموات ونكرهها‪ .‬ومن يفعل يعطيه روح اهلل معونة‪ ،‬هذا هو عمل النعمة (رو ‪.)10:6‬‬ ‫ُّوس ‪ُ ...‬كوُنوا ِقد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير ا ْلقُد ِ‬ ‫ين = المثال الذى نضعه أمامنا هو اهلل نفسه‪ ،‬وليس إنسان‪ ،‬هذه مثل" كونوا‬ ‫ِّيس َ‬ ‫َنظ َ‬ ‫كاملين كما أن أباكم الذى فى السموات هو كامل "‪ .‬والمقصود كما أن اهلل أبوكم قدوس سماوى‪ ،‬عيشوا حياتكم‬

‫حياة سماوية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرٍة = فى كل تصرف‪ ،‬وفى كل معاملة وفى كل أمر‪ ،‬حتى فى أفكاركم الخفية‪.‬‬ ‫في ُك ِّل س َ‬ ‫أل ََّن ُه م ْكتُوب‪ُ «:‬كوُنوا ِقد ِ‬ ‫ُّوس»‪( =.‬ال ‪.)11:11‬‬ ‫ِّيس َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ين أل َِّني أَ​َنا قُد ٌ‬ ‫‪17‬‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ُغ ْرَب ِت ُك ْم‬ ‫يروا َزَم َ‬ ‫آية (‪َ " -:)17‬وِا ْن ُك ْنتُ ْم تَ ْد ُع َ‬ ‫سَ‬ ‫ون أ ًَبا الَّذي َي ْح ُك ُم ِب َغ ْي ِر ُم َح َاباة َح َ‬ ‫ب َع َمل ُك ِّل َواحد‪ ،‬فَس ُ‬ ‫ِب َخو ٍ‬ ‫ف‪"،‬‬ ‫ْ‬ ‫إن اإلدعاء بكوننا أوالد اآلب السماوى يستدعى سلوكا وقو ار فى حياتنا الزمنية‪ .‬فاهلل أبونا ي ْح ُكم ِب َغ ْي ِر محاب ٍ‬ ‫اة =‬ ‫َُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫وهذا يعنى أن اهلل لن يقبلنا ألننا مؤمنين مع كوننا خطاة ويترك غير المؤمنين‪ .‬بل ألنه قدوس لن يقبل أى خطية‬ ‫ان ُغرب ِت ُكم ِب َخو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫سَ‬ ‫يروا َزَم َ ْ َ ْ ْ‬ ‫وسيحاكم كل واحد مؤمن كان أو غير مؤمن = َح َ‬ ‫ب َع َمل ُك ِّل َواحد‪ .‬لذلك يقول فَس ُ‬ ‫= وهذه مثل قول بولس الرسول " تمموا خالصكم بخوف ورعدة (فى ‪ .)12:2‬حقا اهلل ابونا فال نيأس‪ ،‬ولكن اهلل‬

‫ديان فعلينا أن ال نستهتر‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫َّة أَو َذ َه ٍب‪ِ ،‬م ْن ِسيرِت ُكم ا ْلب ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫اطلَ ِة الَِّتي‬ ‫ين أ ََّن ُك ُم افْتُِديتُ ْم الَ ِبأَ ْ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)19-18‬عالِ ِم َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫اء تَ ْف َنى‪ِ ،‬بفض ْ‬ ‫ش َي َ‬ ‫وها ِم َن اآلب ِ‬ ‫اء‪َ 19 ،‬ب ْل ِب َدٍم َك ِر ٍيم‪َ ،‬ك َما ِم ْن َح َمل ِبالَ َع ْي ٍب َوالَ َد َن ٍ‬ ‫يح‪"،‬‬ ‫س‪َ ،‬دِم ا ْل َم ِس ِ‬ ‫تَ َقلَّ ْدتُ ُم َ‬ ‫َ‬

‫أبعد أن إشترانا المسيح بعد أن كنا عبيد شهواتنا وعبيدا إلبليس‪ ،‬وهو إشترانا بدمه‪ ،‬هل نعود ونبيع بكوريتنا بأكلة‬ ‫عدس (أى بشهوة رخيصة) ِسيرِت ُكم ا ْلب ِ‬ ‫اطلَ ِة = حياتكم األولى المليئة بالعار والخطية‪.‬‬ ‫َ ُ َ‬ ‫وها ِم َن اآلب ِ‬ ‫اء = إستلم اليهود من أبائهم عادات رديئة ووصايا أبطلت ناموس اهلل الحقيقى‪ .‬والوثنيين‬ ‫تَ َقلَّ ْدتُ ُم َ‬ ‫َ‬

‫إست لموا من أبائهم سيرة باطلة وخطايا بها يعيشون على غرار أبائهم‪ .‬وأتى المسيح ليغيرنا تغيي ار عجيبا فسيرتنا‬ ‫الباطلة تستبدل بالقداسة فى كل شىء‪.‬‬ ‫شياء تَ ْف َنى‪ِ ،‬ب ِفض ٍ‬ ‫َّة أ َْو َذ َه ٍب = كانوا يفتدون أسري الحرب بفضة و ذهب‪ ،‬و هكذا يفعلون مع العبيد‬ ‫الَ ِبأَ ْ َ َ‬ ‫ليحرروهم‪ ،‬أما الرب فقدم دمه ليفتدينا‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪21" -:)21‬معروفًا سا ِبقًا قَ ْب َل تَأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْس ِ‬ ‫َجلِ ُك ْم‪"،‬‬ ‫يرِة ِم ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫يس ا ْل َعالَم‪َ ،‬ولك ْن قَ ْد أُ ْظ ِه َر في األ َْزم َنة األَخ َ‬ ‫َ ُْ‬

‫‪11‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح األول)‬

‫بذل المسيح لذاته على الصليب‪ ،‬والدم الذى إشترانا به كان فى خطة اهلل األزلية = معروفًا سا ِبقًا قَ ْب َل تَأ ِ‬ ‫ْس ِ‬ ‫يس‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ا ْل َعالَِم‪ .‬ولكنه ظهر فى ملء الزمان‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫اهلل الَِّذي أَقَام ُه ِم َن األَمو ِ‬ ‫ون ِب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اء ُك ْم‬ ‫َع َ‬ ‫ين ِب ِه تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫آية (‪ " -:)21‬أَ ْنتُ ُم الَِّذ َ‬ ‫ات َوأ ْ‬ ‫يما َن ُك ْم َو َر َج َ‬ ‫َْ‬ ‫طاهُ َم ْج ًدا‪َ ،‬حتَّى إ َّن إ َ‬ ‫َ‬ ‫ُهما ِفي ِ‬ ‫اهلل‪" .‬‬ ‫َ‬

‫أَ ْنتُ ُم = راجعة لآلية ال سابقة إذ قال " من أجلكم "‪ .‬فهو قدم دمه من أجلكم أنتم الذين تؤمنون به‪ .‬حقا لقد قدم‬ ‫ون‪.‬‬ ‫ين ِب ِه تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫المسيح دمه لكل العالم‪ ،‬لكن لن يستفيد به فى خالص نفسه إال كل من يؤمن به = أَْنتُ ُم الَِّذ َ‬ ‫ون ِب ِ‬ ‫اهلل = فنحن بالمسيح عرفنا اآلب فنحن ال نستطيع أن نرى اآلب فى مجده (خر‬ ‫ين ِب ِه تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫أَ ْنتُ ُم الَِّذ َ‬

‫‪ .)23:00‬ولذلك أتى المسيح وتجسد (تث ‪ )16-1::16‬وذلك ليستعلن لنا اآلب‪ .‬ولذلك قال المسيح " من رآنى‬

‫فقد رأى اآلب (يو ‪.)2:11‬‬

‫فحينما أرينا محبة المسيح لنا أدركنا محبة اآلب لنا‪ .‬وحين رأينا المسيح يقيم أموات أدركنا أن إرادة اآلب لنا حياة‬ ‫أبدية وهكذا‪.‬‬

‫َعطَاهُ َم ْج ًدا = بصعوده للسماء وجلوسه عن يمين اآلب‪.‬‬ ‫َوأ ْ‬ ‫الَِّذي أَقَام ُه ِم َن األَمو ِ‬ ‫ات = إيماننا ورجاؤنا ينبعان من قوة قيامته وصعوده ليعد لنا مكانا‪ .‬وبدون عمل المسيح ما‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫كان لنا أن نتوقع سوى دينونة اهلل لنا‪.‬‬ ‫إِيما َن ُكم ورجاء ُكم ُهما ِفي ِ‬ ‫اهلل = الذى أحبنا وبذل إبنه ألجلنا (رو ‪.)20:6‬‬ ‫َ ْ َ​َ​َ َ ْ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫اء‪ ،‬فَأ ِ‬ ‫الري ِ‬ ‫َّة ا ْلع ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا‬ ‫اع ِة ا ْل َح ِّ‬ ‫ق ِب ُّ‬ ‫ض ُك ْم َب ْع ً‬ ‫َح ُّبوا َب ْع ُ‬ ‫يمة ِّ َ‬ ‫وس ُك ْم في طَ َ‬ ‫آية (‪ " -:)22‬طَ ِّه ُروا ُنفُ َ‬ ‫وح ل ْل َم َحبَّة األَ َخ ِوي َ َ‬ ‫اه ٍر ِب ِشد ٍ‬ ‫ط ِ‬ ‫َّة‪" .‬‬ ‫ِم ْن َق ْل ٍب َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ق = أى نعرف الحق اإللهى‬ ‫اع ِة ا ْل َح ِّ‬ ‫وس ُك ْم = إذا علينا أن نجاهد لنطهر أنفسنا ولكن كيف؟ ِفي َ‬ ‫َ‬ ‫ط َ‬ ‫ط ِّه ُروا ُنفُ َ‬

‫المعلن فى الكتاب المقدس وكل وصاياه ونطيعها‪ .‬والحق هو المسيح الذى قال عن نفسه " انا هو الطريق والحق‬

‫والحياة " (يو ‪ ")3:11‬وهذا فى مقابل الرموز فى العهد القديم أو العالم الباطل الذى يتعبد له الوثنيون‪ .‬إذا‬

‫المقصود هو اإليمان بالمسيح الحق وطاعة كل وصاياه‪.‬‬

‫وح = فالروح يعين ضعفاتنا (رو ‪ .)23:6‬نحن أضعف من أن نطيع الحق‪ ،‬لكن الروح القدس يعطينا‬ ‫الر ِ‬ ‫ِب ُّ‬ ‫معونة‪ ،‬لكنه يعطيها لمن يجاهد ويحاول حفظ الوصية‪ ،‬كقول بولس الرسول "إن كنتم بالروح تميتون أعمال‬

‫الجسد" (رو ‪.)10:6‬‬

‫فالروح القدس يعلم ويذكر ويبكت ويعين ومن يطيع وال يقاوم يمأله الروح محبة هلل (يو ‪ + 23:11‬يو ‪+ 6:13‬‬

‫رو ‪ + 23:6‬رو ‪ .):::‬أما من يقاوم الروح وال يطيع‪ ،‬يحزن الروح ويطفئه (أف ‪ 1 + 03:1‬تس ‪.)12::‬‬ ‫َّة األَ َخ ِوي ِ‬ ‫إذا من يطيع يمتلىء محبة هلل أوال وبالتالى سيمتلىء محبة لإلخوة = لِ ْلمحب ِ‬ ‫َّة ومن ثمار الروح المحبة‬ ‫َ​َ‬ ‫ق‪.‬‬ ‫اع ِة ا ْل َح ِّ‬ ‫‪ ...‬ومن يطيع يمتلئ ‪ .‬لذلك يقول ِفي َ‬ ‫ط َ‬

‫‪12‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح األول)‬

‫َخ ِوي ِ‬ ‫وح (معونة الروح) لِ ْلمحب ِ‬ ‫َّة (النتيجة) إذن المحبة األخوية ال تأتى من إجتماعاتنا معا فى‬ ‫الر ِ‬ ‫(جهادنا)‪ِ ...‬ب ُّ‬ ‫َّة األ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫جلسات ودية لألكل والشرب‪ ،‬بل من طاعة الحق وتطهير النفس بالروح أى بمساعدة الروح‪.‬‬ ‫َخ ِوي ِ‬ ‫لِ ْلمحب ِ‬ ‫َّة = حيث يتسع القلب لكل البشرية بال تمييز أو محاباة‪.‬‬ ‫َّة األ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫الري ِ‬ ‫ا ْلع ِد ِ‬ ‫اء = إذ ال تنبع عن دوافع مظهرية بل حب داخلى بال غرض أو مكسب ما‪.‬‬ ‫يمة ِّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫طاه ٍر = محبة ليس دافعها الشهوة أو الدنس‪ ،‬بل من قلب قد تطهر بالروح وصار نقيا فى غاياته‪.‬‬ ‫ِم ْن َق ْل ٍب َ‬ ‫ِب ِشد ٍ‬ ‫َّة = على مثال حب المسيح الباذل على الصليب‪ .‬محبة كهذه ليست من إمكانيات اإلنسان الطبيعى‪ ،‬بل من‬ ‫إمكانيات اإلنسان المولود ثانية من الماء والروح‪ ،‬والذى صار خليقة جديدة على صورة اهلل المحب‪ .‬لذلك يشير‬

‫فى اآلية التالية للمولودين ثانية الذين لهم إمكانيات هذا الحب الطاهر بشدة‪.‬‬

‫َّة ا ْلب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود َ ِ‬ ‫آية (‪23" -:)23‬م ْولُ ِ‬ ‫اق َي ِة إِلَى األ َ​َب ِد‪" .‬‬ ‫ين ثَان َي ًة‪ ،‬الَ م ْن َزْر ٍع َي ْف َنى‪َ ،‬ب ْل م َّما الَ َي ْف َنى‪ِ ،‬ب َكل َمة اهلل ا ْل َحي َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ين ثَ ِان َي ًة = لقد حصلنا على الوالدة الثانية بالمعمودية أى من الماء والروح (يو ‪ .)::0‬الَ م ْن َزْر ٍع َي ْف َنى =‬ ‫َم ْولُوِد َ‬ ‫أى ليست من زرع بشرى أى نتيجة عالقة جسدية عادية‪ .‬أى العالقة التى بين أب وأم‪ ،‬فوالدتنا هكذا أعطتنا‬

‫جسد يموت‪ ،‬أ ى زرع يفنى‪ .‬أما المعمودية فهى أعطتنا حياة زرعت فينا هى حياة المسيح وهذه الحياة ال تفنى (‬

‫راجع رو‪ .) 3‬فالزرع الناشىء عن الوالدة الجديدة ال يفنى فهو حياة المسيح فينا‪ ،‬ولذلك يقول بولس الرسول "‬

‫فأحيا ال أنا بل المسيح يحيا فى (غل ‪.)23:2‬‬

‫ويقول "لى الحياة هى المسيح" (فى ‪ .)21:1‬فالزرع الذى زرع فينا هو حياة المسيح‪ ،‬لذلك يقول مولودين ثانية‪...‬‬

‫مما ال يفنى بكلمة اهلل‪ .‬وفى الوالدة الثانية نصير أوالدا هلل الننا نتحد بابنه كلمة اهلل ‪.‬‬ ‫وكلمة اهلل تفهم كاآلتى‪-:‬‬

‫‪ .1‬اللوغوس أو الكلمة المتجسد الذى بفدائه صار للمعمودية قوة‪ .‬وبالمعمودية زرعت فينا حياة المسيح (كلمة‬ ‫اهلل) فصارت لنا حياته‪.‬‬

‫‪ .2‬وعود اهلل (كلمات اهلل فى النبوات والعهد القديم) بأنه ستكون لنا طبيعة جديدة (إر‪( + )01-01:01‬حز‬ ‫‪)12:11‬‬

‫‪ .0‬كلمة اهلل فى الكتاب المقدس‪ .‬وهذه تنقى من يسمعها (يو ‪ )0:1:‬فكلمة اهلل هى سيف ذى حدين (عب‬ ‫‪ )10:1‬ا لحد األول ينقى بأن يقطع محبة الخطية من قلوبنا‪ ،‬وكأننا بهذا نولد من جديد‪ .‬أما الحد الثانى فهو‬ ‫لمن يرفض هذه التنقية ويسمى حد الدينونة (يو ‪( + )16:12‬رؤ ‪ .)13:2‬فكلمة الرب فى كتابه المقدس‬ ‫تدخل فى نفوس البشر الميتة فتحييها فيعودوا لحياة المحبة الطاهرة اإللهية‬

‫نف هم مما سبق أن كلمة اهلل هى وعده بأن تكون لنا حياة جديدة‪ ،‬قلب لحم عوضا عن قلب الحجر‪ .‬قلب مكتوب‬ ‫عليه وصايا اهلل بالحب (أر ‪( + )01-01:01‬حز ‪ )12:11‬وهذه الطبيعة الجديدة حصلنا عليها بالمعمودية‬ ‫فزرعت فينا حياة كلمة اهلل‪ .‬ولكن بإختالطنا بشهوات العالم نفقد هذه الطبيعة الجديدة ونستعيدها بدراسة كلمة اهلل‬

‫التى تنقى (يو ‪ .)0:1:‬ولذلك علينا باإلنتظام فى دراسة الكتاب المقدس‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح األول)‬

‫ِ‬ ‫سٍ‬ ‫سقَطَ‪"،‬‬ ‫آية (‪24" -:)24‬أل َّ‬ ‫ش ٍب‪ .‬ا ْل ُع ْ‬ ‫ان َك َزْه ِر ُع ْ‬ ‫س ٍد َك ُع ْ‬ ‫شُ‬ ‫س َو َزْه ُرهُ َ‬ ‫ب َي ِب َ‬ ‫ش ٍب‪َ ،‬و ُك َّل َم ْجد إِ ْن َ‬ ‫َن‪ُ «:‬ك َّل َج َ‬ ‫مقتبسة من (إش ‪ )6-3:13‬والمقصود أن يزهدوا فى محبة الجسد وتدليله ومحبة العالم وأمجاده‪ .‬وهذا يساعدهم‬ ‫مع ما سبق فى (آية ‪ )20‬على إحتفاظهم بحالة البنوة التى حصلوا عليها فى الميالد الثانى‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ت إِلَى األَب ِد»‪ .‬و ِ‬ ‫َما َكلِ‬ ‫هذ ِه ِهي ا ْل َكلِ َم ُة الَّ ِتي ُب ِّ‬ ‫ش ْرتُ ْم ِب َها‪" .‬‬ ‫ب‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫آية (‪" -:)25‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الجسد الذى ولدنا به من آدم عشب يموت ويفنى أما بعد الوالدة الثانية بالمعمودية ننال حياة أبدية التحادنا‬

‫بالمسيح الذى ال يموت‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثاني)‬

‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثاني)‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫س َد َو ُك َّل َم َذ َّم ٍة‪"،‬‬ ‫آية (‪ " -:)1‬فَا ْط َر ُحوا ُك َّل ُخ ْب ٍث َو ُك َّل َم ْك ٍر َو ِّ‬ ‫اء َوا ْل َح َ‬ ‫الرَي َ‬

‫فَا ْط َر ُحوا = حرف الفاء يدل على إرتباط هذه األيات القادمة بما سبق‪ ،‬فاآليات السابقة حدثتنا عن الوالدة‬ ‫الجديدة‪ .‬وهنا يقول الرسول إطرحوا أى إلقوا جانبا كل خبث‪ ...‬ألن هذه ال تتفق مع الوالدة الجديدة وكمولودين‬ ‫يلزمهم النمو وذلك يكون بالغذاء (وهذا موضوع آية ‪ .)2‬لكن نفهم أن النمو يحتاج‬ ‫‪ -1‬ناحية سلبية وهى ترك الشر وطرحه‪.‬‬

‫‪ -2‬ناحية إيجابية وهى التغذية على كلمة اهلل‪.‬‬

‫ٍ‬ ‫س َد = طلب الفشل‬ ‫اء = كيهوذا ذا القبلة الغاشة ‪َ .‬ح َ‬ ‫ُك َّل ُخ ْبث = عدم إخالص ‪َ .‬م ْك ٍر = دهاء واحتيال‪ِّ .‬رَي َ‬ ‫الم َذ َّم ٍة = يهين اإلنسان أخاه علنا‪.‬‬ ‫لإلخوة كما حسد الشيطان آدم وحسد اليهود المسيح فصلبوه‪َ .‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫آية (‪َ 2" -:)2‬و َكأَ ْطفَال م ْولُ ِ‬ ‫يم ا ْل ِغ ِّ‬ ‫ش لِ َك ْي تَ ْن ُموا ِب ِه‪"،‬‬ ‫اآلن‪ ،‬ا ْ‬ ‫ين َ‬ ‫ود َ‬ ‫َ‬ ‫شتَ ُهوا الل َب َن ا ْل َع ْقل َّي ا ْل َعد َ‬ ‫ين = بالوالدة الثانية‪ .‬ونحن فى هذا العالم كأطفال ننمو وننضج ولكن سيكون كمال نضجنا فى‬ ‫َو َكأَ ْطفَال َم ْولُوِد َ‬ ‫العالم اآلخر‪ .‬فنحن نجد بولس الرسول قد إعتبر نفسه طفال بالمقارنة مع الحياة العتيدة حين ينضج فى األبدية‬

‫(‪ 1‬كو ‪.)11:10‬‬

‫وهذا يدفعنا للتواضع فمهما بلغت معارفنا فما نحن سوى أطفال‪ ،‬وعلينا أن ال نندهش إذا واجهتنا أسرار غامضة‬ ‫أو أحكام غير مفهومة هلل ولنكن مثل أطفال نعتمد على اهلل أبينا ونثق فيه‪ ،‬وهو يحبنا أكثر من أبوينا الجسديين‪،‬‬

‫فهل يضع اهلل صفات فى أبائنا الجسديين مثل المحبة والعناية ‪ ،‬وهذه الصفات ال تكون موجودة فيه‪ .‬والطفل‬

‫ينمو بالطعام الجسدى ‪ .‬اما المولود ثانية من اهلل فنموه ليس فى الجسد بل فى معرفة اهلل ‪ .‬ومعرفة اهلل حياة‬

‫ابدية ( يو ‪ . ) 0 : 1:‬والطريق لذلك هو كلمة اهلل المكتوبة فى الكتاب المقدس‪ .‬ودراستها تضعنا امام صورة‬ ‫واضحة لكلمة اهلل ابن اهلل فنعرفه ‪ .‬وكلما ازددنا فى هذه الدراسة نزداد معرفة اي ثبات فى الحياة االبدية ‪ ،‬وهذه‬ ‫تبدأ هنا على االرض ‪ ،‬وعالمتها الفرح والسالم القلبى ‪ .‬وسر الفرح الداخلى هو سكنى اهلل وراحة اهلل في هذا‬

‫القلب ‪ .‬فاهلل يرتاح فيمن يعرفه ‪ ،‬لذلك يرتل داود فى (مز‪ )13 :16‬ويقول " ركب على كروب وطار " ونرى فى‬

‫(حز ‪ ) 1‬المركبة الكاروبيمية حاملة عرش اهلل‪ .‬وعرش اهلل ليس شيئا محدودا بل فى هذا اشارة لراحة اهلل الن اهلل‬ ‫يجد راحته فيمن يعرفه ‪ ،‬والجلوس إشارة للراحة ‪ .‬ومن يرتاح اهلل عنده يأخذه اهلل ألعلى درجة فى السماويات‪.‬‬

‫وهذا معنى طار التى قالها المرتل فى المزمور ‪ .‬أما لتصوير أن الكاروبيم يعرفون اهلل قيل أن الكاروب له ستة‬

‫أعين ‪ .‬ونحن نعرف اهلل عن طريق الكتاب المقدس‪ .‬ولذلك أعطت الكنيسة لألربعة أناجيل أشكال أوجه الكاروبيم‬ ‫األربعة (راجع مقدمة االناجيل)‬

‫‪15‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثاني)‬

‫شتَ ُهوا = من أخطر األمراض التى تواجه األطفال عدم الشهية أو فقدانها‪ ،‬وهذا دليل على وجود مرض داخلى‪،‬‬ ‫اْ‬ ‫والعالج = إطرحوا كل خبث‪ ....‬آية ‪ 1‬أى إطرحوا الشر الالصق بكم فهو الذى يعطل الشهية لكلمة اهلل‪ .‬ومما‬ ‫يزيد الشهية درس الكتاب المقدس وتذكر البركات الماضية‪ ،‬فنحن نشتهى الطعام ليس فقط ألننا جائعين بل إذ‬

‫نتذكر الطعم الشهى الذى للطعام‪ .‬ومن بدأ يتذوق الشبع بالكتاب كلمة الحياة يشتهى ان اليفارق الكتاب ‪.‬‬ ‫اللَّ َب َن ا ْل َع ْقلِ َّي = كلمة عقلى مشتقة من لوغوس أى الكلمة " لوجيكون"‪.‬‬ ‫فكلمة اهلل شبهت فى اإلصحاح السابق بالزرع وهنا تشبه باللبن (عب‪ )12::‬هى اللبن الذى يهبه الرب يسوع‬ ‫كلمة اهلل فى الكتاب المقدس لكنيسته‪ .‬فكلمة اهلل غذاء محيى للنفوس (مت‪ .)1:1‬ونضيف لكلمة اهلل تعاليم اآلباء‬ ‫وصلوات الكنيسة التى أعطاها الروح القدس لهم‪ .‬وكلمة اهلل المكتوبة بها نعرف المسيح يسوع اللوغوس ‪.‬‬ ‫صالِ ٌح‪" .‬‬ ‫آية (‪3" -:)3‬إِ ْن ُك ْنتُ ْم قَ ْد ُذقْتُ ْم أ َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫ب َ‬ ‫من يتذوق أن الرب صالح فى شركته وحياته معه‪ ،‬وشبع به يوما سيفطم عما فى األرض "ذوقوا وأنظروا ما‬

‫أطيب الرب" (مز ‪ .)6:01‬والرسول يقول لهم إن كنتم قد ذقتم قبال وشبعتم من الرب يسوع إشتهوا المزيد من‬ ‫اللبن العقلى لتنموا به‪ ،‬فالحياة المسيحية نمو‪ ،‬وكل يوم تزداد معرفتنا وخبراتنا وبالتالى محبتنا ومن ثم أفراحنا‬

‫وهذا هو العمق‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون إِلَ ْي ِه‪َ ،‬ح َج ًار َحيًّا َم ْرفُ ً ِ َّ ِ‬ ‫يم‪،‬‬ ‫آية (‪ " -:)4‬الَِّذي إِ ْذ تَأْتُ َ‬ ‫وضا م َن الناس‪َ ،‬ولك ْن ُم ْختَ ٌار م َن اهلل َك ِر ٌ‬ ‫َح َج ًار = ثابتا ال يتزعزع‪ ،‬يستند عليه المؤمن (مز ‪ )2:13‬فال يخزى أما العالم فهو غادر خائن يعطى يوما‬

‫ويحرم يوما وال يمكن اإلعتماد عليه‪.‬‬

‫إذا الرسول هنا يدعوهم ألن يشتهوا معرفة الرب والدخول للعمق ليكتشفوا أن مسيحهم صخرة ثابتة فيشعروا‬

‫بأمان‪ .‬وهو حج ار حيا وهو قد قام من األموات‪ ،‬وهو اهلل الحى منذ األزل أما العالم فعلى العكس فهو باطل ف ٍ‬ ‫ان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫زائل‪َ .‬م ْرفُ ً ِ َّ ِ‬ ‫يم = فى ذاته‬ ‫وضا م َن الناس = من اليهود الذين صلبوه‪ُ .‬م ْختَ ٌار م َن اهلل = ليكمل عمل الفداء‪ .‬و َك ِر ٌ‬ ‫وفى عيون أحبائه الذين عرفوه‪ .‬والمسيح دعى م ار ار فى العهد القديم حج ار وصخرة (مز ‪( + )22:116‬مت‬

‫‪( + )12:21‬أع‪( + )11:1‬أش‪ )13:26‬بل هو الحجر والجبل فى نبوة دانيال (دا‪( + )0:،01:2‬تك‪)21:12‬‬

‫‪( +‬تث‪2( + )1:02‬صم‪ )0:20‬بل أن بولس رأى أن المسيح هو الصخرة (‪1‬كو‪.)1:13‬‬

‫‪5‬‬ ‫وحيًّا‪َ ،‬كه ُنوتًا مقَدَّسا‪ ،‬لِتَ ْق ِد ِيم َذب ِائح رو ِحي ٍ‬ ‫َّة­ ب ْيتًا ر ِ‬ ‫ضا م ْب ِن ِّي َ ِ ٍ ٍ‬ ‫َّة َم ْق ُبولَ ٍة‬ ‫َ‬ ‫ُ ً‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ين ­ َكح َج َارة َحي َ ُ‬ ‫آية (‪ُ " -:)5‬كوُنوا أَ ْنتُ ْم أ َْي ً َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح‪" .‬‬ ‫ع ا ْل َم ِس ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ع ْن َد اهلل ِب َي ُ‬ ‫َّة­ ب ْيتًا ر ِ‬ ‫ِ ٍ ٍ‬ ‫وحيًّا = الغرض من الحجارة ال أن تبقى وحدها بل تتحد لتكون بيتا يسكنه الروح القدس (‪1‬‬ ‫َكح َج َارة َحي َ ُ‬ ‫كو ‪ .)13:0‬والحجر الذى هو المسيح له خاصية عجيبة أنه يجذب نحوه الحجارة الميتة ليجعلها حجارة حية‪ ،‬بل‬

‫‪16‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثاني)‬

‫تكون بيتا حيا كما تقاربت عظام حزقيال لتكون مخلوقا حيا (حز ‪ .)0:‬المسيحى اليعيش كفرد منعزل بل المسيح‬

‫أتى ليؤسس بيتا كجسد واحد متكامل هو رأسه ‪.‬‬

‫والحجارة حين تالمست مع حجر الزاوية الحى صارت حجارة حية كما لو تالمست قطع حديد مع مغنطيس‬

‫وهكذا كما هو كريم صارت هى أى الحجارة أى المؤمنين حجارة كريمة (آية ‪ ):‬ونحن نصقل هنا باأللم كما‬

‫كانت حجارة الهيكل تصقل بعيدا عن الهيكل‪ ،‬هناك فى الجبل (‪1‬مل‪ ، ): : 3‬أما فى الهيكل رمز السماء فقيل‬

‫فلم يسمع صوت معول ففى السماء يمسح اهلل كل دمعة‪.‬‬

‫َّسا = هناك كهنوت عام يشترك فيه كل المؤمنين وكهنوت خاص لخدمة أسرار الكنيسة‪ .‬والرسول هنا‬ ‫َك َه ُنوتًا ُمقَد ً‬ ‫إستعار لفظ كهنة وأعطاه للمؤمنين كما شبههم بالحجارة وبالبيت وهو شبههم بكهنة ألنهم يقدمون ذبائح‪-:‬‬ ‫‪ -1‬ذبح األنا‪ ،‬أى ذبح اإلرادة البشرية "مع المسيح صلبت فأحيا ال أنا‪( "...‬غل ‪.)23:2‬‬ ‫‪ -2‬ذييحة اإلتضاع واإلنسحاق "الذبيحة هلل روح منسحق" (مز ‪.)1:،13::1‬‬ ‫‪ -0‬ذبيحة العطاء وفعل الخير (عب ‪.)13:10‬‬

‫‪ -1‬تقديم الجسد ذبيحة حية (رو ‪ )1:12‬من أجلك نمات كل النهار (رو ‪.)23،2::6‬‬ ‫‪ -:‬ذبيحة الصالة "ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية" (مز ‪.)2:111‬‬ ‫‪ -3‬ذبيحة التسبيح (عب ‪ )1::10‬وهذه ذبيحة السمائيين‪.‬‬

‫كل هذه هى ذبائح روحية مقبولة عند اهلل بيسوع المسيح ولكن هناك كهنوت خاص لخدمة األسرار‪ ،‬له كهنة‬

‫مفروزون وضع بولس شروطهم (‪ 1‬تى ‪.):-1:0‬‬

‫وهذا الكهنوت هو وظيفة ال يعطيها أحد لنفسه بل المختار من اهلل (عب ‪.)1::‬‬ ‫يح = فال نحن وال ذبائحنا مقبولين أمام اهلل بدون يسوع المسيح‪.‬‬ ‫سوعَ ا ْل َم ِس ِ‬ ‫ِب َي ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫َضع ِفي ِ‬ ‫ضا ِفي ا ْل ِكتَ ِ‬ ‫ص ْه َي ْو َن َح َج َر َز ِ‬ ‫يما‪َ ،‬والَِّذي ُي ْؤ ِم ُن‬ ‫اوَي ٍة ُم ْختَ ًا‬ ‫ض َّم ُن أ َْي ً‬ ‫آية (‪ " -:)6‬لِذلِ َك ُيتَ َ‬ ‫اب‪«:‬ه َن َذا أ َ ُ‬ ‫ار َك ِر ً‬ ‫ِب ِه لَ ْن ُي ْخ َزى»‪".‬‬ ‫ِفي ا ْل ِكتَ ِ‬ ‫اب = (أش ‪َ )13:26‬ح َج َر َز ِ‬ ‫اوَي ٍة = ربط العهد القديم بالعهد الجديد وربط اليهود باألمم‪ ،‬وهو حجر‬ ‫يمكننا أن نستند عليه والَِّذي ي ْؤ ِم ُن ِب ِه لَ ْن ي ْخ َزى = ال فى هذا العالم وال فى األبدية‪ِ .‬في ِ‬ ‫ص ْه َي ْو َن = فى الكنيسة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫حجر الزاوية هو يربط بين حائطين فى المبنى‪ .‬والحظ أن المسيح على جبل التجلى جمع بين إيليا وموسى (عهد‬

‫قديم) مع تالميذه (عهد جديد)‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ون‪ُ ،‬ه َو قَ ْد‬ ‫ام ُة‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ض ُه ا ْل َب َّن ُ‬ ‫اؤ َ‬ ‫يع َ‬ ‫َما لِلَِّذ َ‬ ‫ين تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫آية (‪َ " -:)7‬فلَ ُك ْم أَ ْنتُ ُم الَِّذ َ‬ ‫ون‪« ،‬فَا ْل َح َج ُر الَِّذي َرفَ َ‬ ‫ين الَ ُيط ُ‬ ‫ون ا ْل َك َر َ‬ ‫الز ِ‬ ‫ْس َّ‬ ‫اوَي ِة»‪".‬‬ ‫ص َار َأر َ‬ ‫َ‬

‫قيل أنه فى بناء هيكل سليمان جاءوا بحجر ضخم جدا فلم يجد البناؤون له نفعا فتركوه وأهملوه‪ ،‬ولما بحثوا عن‬

‫حجر ليكون رأسا للزاوية لم يجدوا حج ار يصلح لذلك سوى هذا الحجر المرفوض ففرح به البناؤون وخرج هذا‬

‫‪17‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثاني)‬

‫المثل " الحجر الذى رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية " ووضعه كاتب المزمور ‪ 116‬كنبوة عن المسيح‪.‬‬

‫وحجر الزاوية هذا أى المسيح هو حجر كريم آية ‪ .3‬ومن يؤمن به أى ي ْبن ْون عليه يكون لهم نفس الصفة أى‬ ‫ام ُة‬ ‫ين تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫الكرامة وعظم القيمة = لَ ُك ْم أَ ْنتُ ُم الَِّذ َ‬ ‫ون ا ْل َك َر َ‬ ‫‪8‬‬ ‫ٍ‬ ‫ين لِ ْل َكلِ َم ِة‪ ،‬األ َْم ُر الَِّذي ُج ِعلُوا لَ ُه»‪".‬‬ ‫ون َغ ْي َر طَ ِائ ِع َ‬ ‫ين َي ْعثُ​ُر َ‬ ‫ص ْخ َرةَ َعثَْرٍة‪ .‬الَِّذ َ‬ ‫ص ْد َمة َو َ‬ ‫آية (‪َ « " -:)8‬و َح َج َر َ‬ ‫أما من يرفض المسيح ويتعثر به يهلك (إش ‪( + )1:،11:6‬لو ‪.)01:2‬‬ ‫الَِّذي ُج ِعلُوا لَ ُه = اهلل لم يريد رفضهم بل هم رفضوا اهلل (مت ‪.)06،0::20‬‬ ‫وفى (إش‪ )1:،11:6‬اهلل بسابق معرفته يعلن ما سيحدث‪ ،‬والمسيح يعلن ما سيحدث (لو‪ )16،1::23‬هم فى‬

‫عدم طاعتهم تعثروا فيه‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫شعب اق ِْت َن ٍ‬ ‫وت ملُ ِ‬ ‫ض ِائ ِل الَِّذي‬ ‫وك ٌّي‪ ،‬أ َّ‬ ‫آية (‪َ " -:)9‬وأ َّ‬ ‫اء‪ ،‬لِ َك ْي تُ ْخ ِب ُروا ِبفَ َ‬ ‫َّس ٌة‪ُ ْ َ ،‬‬ ‫ُم ٌة ُمقَد َ‬ ‫َما أَ ْنتُ ْم فَ ِج ْن ٌ‬ ‫س ُم ْختَ ٌار‪َ ،‬و َك َه ُن ٌ ُ‬ ‫ورِه ا ْل َع ِج ِ‬ ‫َد َعا ُك ْم ِم َن الظُّ ْل َم ِة إِلَى ُن ِ‬ ‫يب‪" .‬‬

‫س ُم ْختَ ٌار = ليس كما فهمها اليهود أن اهلل يتعصب لجنسهم ودولتهم‪ ،‬بل كل من يؤمن بالمسيح فهو جنس‬ ‫ِج ْن ٌ‬ ‫وت ملُ ِ‬ ‫وك ٌّي = هذه مقتبسة من (خر ‪ )3:12‬والحظ أن اآلية فى سفر الخروج موجهة لليهود‪ ،‬ولم‬ ‫مختار‪َ .‬و َك َهنُ ٌ ُ‬ ‫شعب اق ِْت َن ٍ‬ ‫اء‬ ‫يكن كل اليهود كهنة ولكن المقصود أنه أنتم أيها الجنس المختار سيكون منكم كهنة لملك الملوك‪ُ ْ َ .‬‬ ‫ض ِائ ِل الَِّذي َد َعا ُك ْم =‬ ‫= تم شراؤه بثمن عظيم هو دم المسيح فإقتناه المسيح بهذا الثمن العظيم‪ .‬لِ َك ْي تُ ْخ ِب ُروا ِبفَ َ‬ ‫بسلوككم أمام الناس‪ ،‬بأن تعكسوا جمال المسيح ونوره‪ ،‬فتكونوا نو ار للعالم‬ ‫‪11‬‬ ‫شعب ِ‬ ‫اآلن‬ ‫ين قَ ْب ً‬ ‫ش ْع ًبا‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ال لَ ْم تَ ُكوُنوا َ‬ ‫ين‪َ ،‬وأَ َّما َ‬ ‫ين ُك ْنتُ ْم َغ ْي َر َم ْر ُحو ِم َ‬ ‫اهلل‪ .‬الَِّذ َ‬ ‫َما َ‬ ‫آية (‪ " -:)11‬الَِّذ َ‬ ‫اآلن فَأَ ْنتُ ْم َ ْ ُ‬ ‫ون‪" .‬‬ ‫وم َ‬ ‫فَ َم ْر ُح ُ‬

‫هذه مأخوذة من (هوشع ‪ )20:2‬وفيها إشارة لقبول األمم الذين لم يكونوا شعبا‪ ،‬وفيها إشارة لليهود = ُك ْنتُ ْم َغ ْي َر‬ ‫ين‪.‬‬ ‫َم ْر ُحو ِم َ‬ ‫واآلن بعد كل ما أعطاه لنا اهلل من كرامة ورحمة ما المطلوب منا؟‬

‫‪11‬‬ ‫ات ا ْلجس ِدي ِ‬ ‫الشهو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّة الَِّتي تُ َح ِ‬ ‫ب‬ ‫اء َوُن َزالَ َء‪ ،‬أ ْ‬ ‫ار ُ‬ ‫َّاء‪ ،‬أَ ْطلُ ُ‬ ‫آية (‪ " -:)11‬أَي َ‬ ‫َ َ‬ ‫َن تَ ْمتَن ُعوا َع ِن َّ َ َ‬ ‫ب إِلَ ْي ُك ْم َك ُغ َرَب َ‬ ‫ُّها األَحب ُ‬ ‫َّ‬ ‫س‪"،‬‬ ‫الن ْف َ‬ ‫ِ‬ ‫َّاء = لفظ محبة ليستميلهم لإلنصات والتنفيذ‪.‬‬ ‫أَي َ‬ ‫ُّها األَحب ُ‬ ‫اء َوُن َزالَ َء = نحن غرباء وسائحون فى األرض فى غير موطننا األصلى ونزالء أى ضيوف فى بيت غريب‬ ‫َك ُغ َرَب َ‬ ‫سواء فى جسدنا أو فى العالم‪ ،‬وما يساعدنا على صلب األهواء والشهوات‪ ،‬هو إحساسنا بأننا غرباء ونزالء‪ .‬ومن‬

‫يصلب أهواء وشهوات جسده غل ‪ 21::‬تدب فيه حياة المسيح المنتصرة (غل ‪ .)23:2‬ومما يساعد على صلب‬

‫‪18‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثاني)‬

‫األهواء والشهوات الصوم والصالة وعلى المؤمن ال أن يمتنع عن الخطايا نفسها بل عن مجرد التفكير فيها‪ ،‬على‬

‫المؤمن أن ال يتحاور مع الشيطان ويفكر فى أى شهوة خاطئة‪ ،‬كما تحاورت حواء مع إبليس فسقطت‪.‬‬

‫ون علَ ْي ُكم َكفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ْي َن األ ِ‬ ‫ش ّر‪،‬‬ ‫اعِلي َ‬ ‫َ‬ ‫ُمم َح َ‬ ‫س َن ًة‪ ،‬ل َك ْي َي ُكوُنوا‪ ،‬في َما َي ْفتَُر َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫أْ ِ‬ ‫س َن ِة الَِّتي ُيالَ ِحظُوَن َها‪" .‬‬ ‫َع َمال ُك ُم ا ْل َح َ‬

‫‪12‬‬ ‫َن تَ ُك َ ِ‬ ‫يرتُ ُك ْم‬ ‫آية (‪َ " -:)12‬وأ ْ‬ ‫ون س َ‬ ‫َج ِل‬ ‫ُي َم ِّج ُد َ‬ ‫ون اهللَ ِفي َي ْوِم االف ِْتقَ ِاد‪ِ ،‬م ْن أ ْ‬ ‫ون َعلَ ْي ُك ْم = المسيحية فى كل عصر عرضة لإلفتراء‪ ،‬وفى أيام‬ ‫س َن ًة = بال لوم وفائضة بالفضيلة‪ِ .‬في َما َي ْفتَُر َ‬ ‫َح َ‬ ‫الرومان فاض نهر تيبر وأضر أسوار روما فنسبوا ذلك إلى المسيحية وكانوا إذا لم يفض نهر النيل فى مصر‬ ‫كحده المعتاد ن سبوا ذلك للمسيحيين‪ ،‬وهكذا لو حدث زلزال أو وباء كانوا يلقون المسيحيين لألسود‪َ .‬كفَ ِ‬ ‫ش ّر‬ ‫اعلِي َ‬ ‫= إذ يتهمون المسيحيين بأنهم فَ ِ‬ ‫ون اهللَ ِفي َي ْوِم االف ِْتقَ ِاد = يوم اإلفتقاد هو يوم يفتح اهلل عيونهم‬ ‫اعلِي َ‬ ‫ش ّر‪ُ ،‬ي َم ِّج ُد َ‬

‫لمعرفة الحق‪ ،‬يوم يجتذبون لدائرة الحق‪ ،‬وتكونون أنتم بأعمالكم الحسنة التى الحظوها سببا فى إجتذابهم للمسيح‬

‫وسببا فى أنهم يمجدون اهلل بإيمانهم‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ض ُعوا لِ ُك ِّل تَْرِت ٍ‬ ‫ق ا ْل ُك ِّل‪"،‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫َج ِل َّ‬ ‫آية (‪ " -:)13‬فَ ْ‬ ‫يب َب َ‬ ‫ان لِ ْل َملِ ِك فَ َك َم ْن ُه َو فَ ْو َ‬ ‫ب‪ .‬إِ ْن َك َ‬ ‫ش ِري ِم ْن أ ْ‬ ‫اخ َ‬ ‫بطرس هنا يشجب ثورة ال يهود الغيورين الذين ينادون بأن الطاعة هى للحكام المعينين من قبل اهلل كملوك‬

‫إسرائيل القدامى‪ .‬ورأى بطرس أنه قد يكون الجالس على كرسى الحكم هو بترتيب بشرى ولكن سلطانه هو من‬ ‫اهلل ونالحظ أن بطرس كان يكتب هذا بينما نيرون هو الجالس على العرش‪ .‬والمعنى علينا أن نطيع الحاكم أو‬

‫الرئيس حتى وان لم يكن عادال فسلطانه هو من اهلل وكالم بطرس هذا فيه رد على الفتنة التى أثارها اليهود ضد‬ ‫المسيحيين إذ قالوا أن المسيحيين يرفضون الخضوع لإلمبراطور والوالة لكون يسوع ملكهم وتعليم بطرس هنا‬

‫متفق مع ما قاله المسيح نفسه (مت‪ )21:22‬ومع تعليم بولس (رو‪( + ):-1:10‬تى‪ .)1:0‬المسيحية إذا حب‬ ‫وخضوع وليس عصيان وكبرياء ولكن ما نرفضه من الحكام‪ ،‬هو إجبارنا على إنكار اإليمان بالمسيح‪.‬‬ ‫الشِّر‪ ،‬ولِ ْلم ْد ِح لِفَ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫آية (‪14" -:)14‬أَو لِ ْلوالَ ِة فَ َكمرسلِ َ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫اعلِي ا ْل َخ ْي ِر‪" .‬‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ين م ْن ُه لال ْنتقَام م ْن فَاعلي َّ َ َ‬ ‫ا ْلوالَ ِة هم نواب اإلمبراطور‪ .‬لِال ْن ِتقَ ِام ِم ْن فَ ِ‬ ‫اعلِي َّ‬ ‫الشِّر = والمقصود هو ال تفعلوا الشر فتعطوا الوالة سببا لإلنتقام‬ ‫ُ‬ ‫منكم‪ .‬وافعلوا الخير فتسدوا األفواه المشتكية ظلما‪.‬‬

‫اس األَ ْغ ِبي ِ‬ ‫يئ ُة ِ‬ ‫س ِّكتُوا َج َهالَ َة َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اء‪" .‬‬ ‫آية (‪15" -:)15‬أل َّ‬ ‫َن ه َك َذا ِه َي َم ِش َ‬ ‫اهلل‪ :‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َن تَ ْف َعلُوا ا ْل َخ ْي َر فَتُ َ‬ ‫أخالق المسيحيين أخجلت الرومان‪ ،‬فكان المسيحى الذى يذهب لمصارعة العبيد لقتلهم يقطع من الكنيسة‪ .‬وبينما‬ ‫كان الوثنيون يهجرون أقاربهم الذين أصيبوا بالطاعون كان المسيحيين يخدمونهم‪ ،‬وبينما كان الوثنيون يتركون‬

‫الجرحى فى الشوارع وقت الحروب كان المسيحيون يسرعون إلسعافهم‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثاني)‬ ‫‪16‬‬ ‫يد ِ‬ ‫لشِّر‪ ،‬ب ْل َكع ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح َر ٍ‬ ‫اهلل‪" .‬‬ ‫س َكالَِّذ َ‬ ‫آية (‪َ " -:)16‬كأ ْ‬ ‫ستْ َرةٌ ل َّ َ َ‬ ‫ين ا ْل ُحِّرَّي ُة ع ْن َد ُه ْم ُ‬ ‫ار‪َ ،‬ولَ ْي َ‬ ‫الحرية ليس ت فى التمرد على الرئاسات وليست فى الفوضى وعصيان القوانين‪ ،‬بل الحرية الحقيقية هى فى عدم‬ ‫ِ‬ ‫ستْ َرةٌ لِ َّ‬ ‫لشِّر = هذه‬ ‫اإلستعباد للملذات‪ ،‬هى فى التحكم فى الجسد‪ ،‬والقناعة بما يقسمه اهلل لنا‪ .‬ا ْل ُحِّرَّي ُة ع ْن َد ُه ْم ُ‬ ‫مثل من يزنى وتقول له هذا خطأ فيقول لك أنا حر‪ ،‬أو من يدخن ويقول أنا حر‪ .‬الحرية الحقيقية هى الحرية‬ ‫يد ِ‬ ‫الداخلية حيث ال يعيش المؤمن مستعبد ألى شهوة‪َ .‬كع ِب ِ‬ ‫اهلل = العبودية هلل تحرر‪ ،‬ونحن كعبيد هلل علينا أن‬ ‫َ‬ ‫نشهد بأعمالنا لسيدنا‪ .‬والعبد يحاسب عن أفعاله‪ ،‬فلنحذر من اإلساءة هلل بتصرفاتنا فنحن منسوبين له‪.‬‬

‫آية (‪17" -:)17‬أَ ْك ِرموا ا ْلج ِميع‪ .‬أ ِ‬ ‫َح ُّبوا ِ‬ ‫اإل ْخ َوةَ‪َ .‬خافُوا اهللَ‪ .‬أَ ْك ِرُموا ا ْل َملِ َك‪" .‬‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫يع = لئال يظن أحد أن دعوته إلكرام الملك والوالة هى دعوة إلكرام ذوى المناصب فقط‪ ،‬هنا يطلب‬ ‫أَ ْك ِرُموا ا ْل َجم َ‬ ‫إكرام الجميع حتى الفقراء والبسطاء علينا إكرام كل الخليقة التى مات المسيح ألجلها‪ .‬أ ِ‬ ‫َح ُّبوا ِ‬ ‫اإل ْخ َوةَ = المحبة هى‬ ‫سمة المسيحية‪ ،‬فال مسيحية بدون محبة‪َ .‬خافُوا اهللَ = خوف مقدس يرهب أن يغضب اهلل‪ ،‬وكلما ننمو يزداد هذا‬ ‫الخوف‪ ،‬وتزداد مهابة اهلل‪.‬‬ ‫ين فَقَ ْط‪ ،‬ب ْل لِ ْلع َنفَ ِ‬ ‫لس َ ِ‬ ‫آية(‪18" -:)18‬أَيُّها ا ْل ُخدَّام‪ُ ،‬كوُنوا َخ ِ‬ ‫اء‬ ‫س لِ َّ‬ ‫ين ِب ُك ِّل َه ْي َب ٍة لِ َّ‬ ‫ين ا ْل ُمتَ​َرفِّ ِق َ‬ ‫لصالِ ِح َ‬ ‫اض ِع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ادة‪ ،‬لَ ْي َ‬ ‫ُ‬ ‫ضا‪" .‬‬ ‫أ َْي ً‬ ‫كان عدد الخدام الذين آمنوا بالمسيحية كبي ار جدا‪ ،‬ولم تكن المسيحية يوما فيها تمرد على النظم الموجودة‪ ،‬وحتى‬

‫ال يفهم الخدام والعبيد أن إيمانهم بالمسيح يعطيهم الحق فى التمرد على سادتهم دعا الرسل‪ ،‬الخدام‪ ،‬ليطيعوا‬ ‫سادتهم‪ ،‬بل أن المسيحية إكتسبت كثيرين من السادة الذين آمنوا بالمسيح عن طريق سيرة خدامهم الحسنة‬

‫(‪ 1‬كو ‪ )23:1‬ليس كثيرون شرفاء‪ ،‬إذ كان الكثير من المؤمنين عبيدا ‪( +‬أف‪( + )6-::3‬كو‪1( + )22:0‬‬

‫تى ‪ )2،1:3‬ولنفهم أن أساس الخضوع للسادة هو الخوف من اهلل‪.‬‬ ‫ير َن ْحو ِ‬ ‫َج ِل َ ِ‬ ‫َح َاز ًنا ُمتَأَلِّ ًما ِبالظُّ ْلِم‪.‬‬ ‫اآليات (‪19" -:)21-19‬أل َّ‬ ‫َن ه َذا فَ ْ‬ ‫ض ٌل‪ ،‬إِ ْن َك َ‬ ‫اهلل‪َ ،‬ي ْحتَ ِم ُل أ ْ‬ ‫َح ٌد ِم ْن أ ْ‬ ‫ان أ َ‬ ‫ضم ٍ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ون ع ِ‬ ‫ون‪ ،‬فَه َذا‬ ‫أل ََّن ُه أ ُّ‬ ‫ص ِب ُر َ‬ ‫املِ َ‬ ‫ص ِب ُر َ‬ ‫ون ُم ْخ ِط ِئ َ‬ ‫َي َم ْج ٍد ُه َو إِ ْن ُك ْنتُ ْم تُ ْلطَ ُم َ‬ ‫ون؟ َب ْل إِ ْن ُك ْنتُ ْم تَتَأَلَّ ُم َ َ‬ ‫ين ا ْل َخ ْي َر فَتَ ْ‬ ‫ين فَتَ ْ‬ ‫ض ٌل ِع ْن َد ِ‬ ‫اهلل‪"،‬‬ ‫فَ ْ‬ ‫ون = كان اللطم هو القصاص العادى للخدام عند الرومان ويقصد الرسول أنه إن لطمنا من أجل خطأ‬ ‫تُ ْل َ‬ ‫ط ُم َ‬ ‫إرتكبناه فما هو مجدنا‪.‬‬ ‫ير َن ْحو ِ‬ ‫َج ِل َ ِ‬ ‫اهلل‬ ‫أما من يلطم متألما من أجل عمل خير فليصبر فه َذا فَ ْ‬ ‫ض ٌل = أى أمر مقبول عند اهلل‪ِ .‬م ْن أ ْ‬ ‫ضم ٍ َ‬ ‫= أى بسبب معرفته هلل أى بسبب إيمانه بالمسيح‪ .‬إن كنتم تتألمون عاملين الخير = أى لو إضطهدوكم بسبب‬ ‫إيمانكم بالمسيح‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثاني)‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجلِ َنا‪ ،‬تَ ِ‬ ‫ارًكا لَ َنا ِمثَاالً ِل َك ْي تَتَِّب ُعوا ُخطُ َو ِات ِه‪" .‬‬ ‫ضا تَأَلَّ َم أل ْ‬ ‫يح أ َْي ً‬ ‫آية (‪ " -:)21‬أل ََّن ُك ْم له َذا ُدعيتُ ْم‪ .‬فَِإ َّن ا ْل َمس َ‬ ‫أل ََّن ُك ْم لِه َذا ُد ِعيتُ ْم = أيها المسيحيين لقد دعيتم لكى تتشبهوا بالمسيح‪ ،‬دعيتم لكى تحتملوا وتتألموا وتصبروا ال أن‬ ‫تتلذذوا بالعالم‪ .‬ولتضعوا أمام أعينكم صورة المسيح ِمثَاالً = نموذجا يقلد‪ .‬وحرفيا جاءت كلمة مثاال بمعنى‬

‫أحرف على دفتر يقلدها التلميذ‪.‬‬

‫آية (‪«22" -:)22‬الَِّذي لَ ْم َي ْف َع ْل َخ ِطيَّ ًة‪َ ،‬والَ ُو ِج َد ِفي فَ ِم ِه َم ْكٌر»‪"،‬‬ ‫فلتتشبهوا بالمسيح الَِّذي وأن لَ ْم َي ْف َع ْل َخ ِط َّي ًة تألم واتهم كفاعل شر‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ان يسلِّم لِم ْن ي ْق ِ‬ ‫ضي ِب َع ْدل‪" .‬‬ ‫ش ِت َم لَ ْم َي ُك ْن َي ْ‬ ‫آية (‪ " -:)23‬الَِّذي إِ ْذ ُ‬ ‫ضا‪َ ،‬وِا ْذ تَأَلَّ َم لَ ْم َي ُك ْن ُي َهد ُ‬ ‫ش ِت ُم ِع َو ً‬ ‫ِّد َب ْل َك َ ُ َ ُ َ َ‬ ‫كان كنعجة صامتة أمام جازيها (أش ‪.):::0‬‬

‫ِ‬ ‫‪ِ 24‬‬ ‫وت َع ِن ا ْل َخطَ َايا فَ َن ْح َيا لِ ْل ِبِّر‪.‬‬ ‫س ِد ِه َعلَى ا ْل َخ َ‬ ‫ش َب ِة‪ ،‬لِ َك ْي َن ُم َ‬ ‫س ُه َخطَ َايا َنا في َج َ‬ ‫آية (‪ " -:)24‬الَّذي َح َم َل ُه َو َن ْف ُ‬ ‫ش ِفيتُ ْم‪" .‬‬ ‫الَِّذي ِب َج ْل َد ِت ِه ُ‬ ‫ش ِفيتُ ْم = الحظ أن الرسول يكتب لعدد كبير من العبيد الذين يجلدهم سادتهم‪ ،‬وكأن الرسول يقول‬ ‫الَِّذي ِب َج ْل َد ِت ِه ُ‬ ‫لهم أن المسيح شريكهم فى نفس اآلالم‪َ .‬ج ْل َد ِت ِه = حبره بالعبرية أى األثار المتخلفة عن الجلدات‪.‬‬ ‫ولكن بطرس كشاهد على أالم المسيح يذكر أالم المسيح التى بسببها صار لنا الخالص‪:‬‬ ‫‪ -1‬حمل هو نفسه خطايانا فى جسده‪.‬‬ ‫‪ -2‬لكى نموت عن الخطايا‪.‬‬

‫‪ -0‬فنحيا للبر‪.‬‬ ‫ش ِفيتُ ْم = وبهذا يلخص معلمنا بطرس الخالص فى أنه‪:‬‬ ‫‪ُ -1‬‬ ‫أ‪ .‬هو غفران للخطايا‪.‬‬

‫ب‪ .‬نموت عن الخطايا أى ال يعود تسلط للخطية علينا (رو ‪.)11:3‬‬ ‫ت‪ .‬نقدم أعضائنا آالت بر فتتقدس هلل‪.‬‬ ‫ث‪ .‬نشفى من كل أثار الخطية‪.‬‬

‫هذه اآلية للمتألمين لها معنى أنه إن إشتركتم مع المسيح فى آالمه فكأنكم تموتون مع المسيح‪ ،‬ومن يموت مع‬

‫المسيح ال يعود للخطية سلطان على جسده وهذا نفهمه إذا فهمنا أن كل األمور تعمل معا للخير‪ ،‬فاهلل إذا سمح‬

‫ألحبائه من المؤمنين ببعض اآلالم فهذا لكى يكملوا‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضالَّ ٍة‪ِ ،‬‬ ‫آية (‪25" -:)25‬أل ََّن ُكم ُك ْنتُم َك ِخر ٍ‬ ‫ُسقُ ِف َها‪" .‬‬ ‫لك َّن ُك ْم َر َج ْعتُ ُم َ‬ ‫اف َ‬ ‫اآلن إِلَى َراعي ُنفُوس ُك ْم َوأ ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ُك ْنتُم َك ِخر ٍ‬ ‫ضالَّ ٍة = (إش ‪.)3::0‬‬ ‫اف َ‬ ‫ْ َ‬

‫‪21‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثاني)‬

‫ُسقُ ِف َها = راعيها ‪ ،‬عمل المسيح العجيب أنه أعادنا كشعب له بعد أن ضللنا ووقعنا فريسة فى يد الغريب‪.‬‬ ‫أْ‬

‫‪22‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثالث)‬

‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثالث)‬

‫عودة للجدول‬

‫ِ‬ ‫اضع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪َ 1" -:)2-1‬كذلِ ُك َّن أَيَّتُ َها ِّ‬ ‫ون ا ْل َكلِ َم َة‪،‬‬ ‫ان ا ْل َب ْع ُ‬ ‫يع َ‬ ‫ات لِ ِر َجالِ ُك َّن‪َ ،‬حتَّى َوِا ْن َك َ‬ ‫ض الَ ُيط ُ‬ ‫اء‪ُ ،‬ك َّن َخ َ‬ ‫س ُ‬ ‫الن َ‬ ‫اهرةَ ِب َخو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ون َكلِم ٍة‪2 ،‬مالَ ِح ِظ َ ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫يربح َ ِ‬ ‫ف‪" .‬‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫يرتَ ُك َّن الطَّ َ ْ‬ ‫يرِة ِّ َ‬ ‫ين س َ‬ ‫ون ِبس َ‬ ‫ُ‬ ‫ساء ِب ُد ِ َ‬ ‫لما جاءت المسيحية تنادى بالحب‪ ،‬ظن بعض النساء أن فى هذا فرصة ألن يتحررن من سلطة أزواجهن‪.‬‬

‫والحظ أن الشريعة الرومانية كانت تبيح للرجل أن يتسلط على زوجته كجارية‪ .‬لذلك يوضح الرسول هنا أن‬

‫المسيحية تدعو الزوجة للخضوع لزوجها‪ .‬فالطاعة تدفع الرجل لحب زوجته المطيعة وحب الرجل يدفع المرأة‬ ‫ِ‬ ‫ون ا ْل َكلِ َم َة = فالمسيحيات كن‬ ‫ان ا ْل َب ْع ُ‬ ‫يع َ‬ ‫لطاعة زوجها باألكثر وهكذا يحل السالم باألسرة ‪َ .‬وِا ْن َك َ‬ ‫ض الَ ُيط ُ‬ ‫يتزوجن رجال وثنيين والرسول يقول أن سيرة المرأة المسيحية قد تجذب زوجها غير المؤمن فنحن لسنا كلنا‬

‫قادرين أن نعظ باللسان ولكننا كلنا قادرين أن نعظ بسيرتنا وهذا الكالم موجه لزوجات‪ ،‬أزواجهن عنفاء معهن‬ ‫اهرةَ ِب َخو ٍ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ولكن مع هذا يطلب الرسول أن يخضعن لرجالهن العنفاء‪ .‬مالَ ِح ِظ َ ِ‬ ‫ف = الخوف هنا هو‬ ‫ْ‬ ‫يرتَ ُك َّن الط َ‬ ‫ين س َ‬ ‫ُ‬ ‫خوف اهلل‪ ،‬فلتكن سيرتنا طاهرة خوفا من اهلل وليس من إنسان‪.‬‬ ‫ض ْف ِر َّ‬ ‫الزي َن َة ا ْل َخ ِ‬ ‫اآليات (‪َ 3" -:)4-3‬والَ تَ ُك ْن ِزي َنتُ ُك َّن ِّ‬ ‫الش ْع ِر َوالتَّ َحلِّي‬ ‫ار ِجيَّ َة‪ِ ،‬م ْن َ‬ ‫ِ ِ َِّ‬ ‫ان ا ْل َق ْل ِب ا ْل َخ ِف َّي ِفي ا ْلع ِد ِ‬ ‫َّام‬ ‫وح ا ْل َوِد ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫س ِاد‪ِ ،‬زي َن َة ُّ‬ ‫س َ‬ ‫يمة ا ْلفَ َ‬ ‫إِ ْن َ‬ ‫َ َ‬ ‫يع ا ْل َهادئ‪ ،‬الذي ُه َو قُد َ‬

‫ِب َّ‬ ‫س الثَِّي ِ‬ ‫الذ َه ِب َولِ ْب ِ‬ ‫اب‪َ 4 ،‬ب ْل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ير الثَّ َم ِن‪" .‬‬ ‫اهلل َكث ُ‬

‫من المؤكد أن الزينة غير ممنوعة‪ ،‬ولكن الممنوع هو لفت األنظار أو اإلهتمام بذلك‪ ،‬فعلى كل واحد أن يهتم بما‬

‫يرضى اهلل ال الناس‪.‬‬

‫فهناك من صارت الزينة لهن صنما يعبدونه‪ ،‬واهلل أعطى لنا وزنة هى المال‪ ،‬والبعض يضيعون المال فى أشياء‬

‫ترضى غرورهم وتستجلب مديح الناس‪ ،‬وتسبب الم اررة والحسد عند الغير‪ .‬ويطلب الرسول أن يهتموا بالزينة‬

‫الداخلية كالوداعة والقداسة والهدوء والمحبة والطاعة والطهر هذه ترضى اهلل وتكون مصدر جذب لألزواج غير‬ ‫المؤمنين‪.‬‬ ‫س الثَِّي ِ‬ ‫َولِ ْب ِ‬ ‫اب = الغالية والخليعة والملفتة‪.‬‬ ‫ان ا ْل َق ْل ِب ا ْل َخ ِف َّي = أى إهتموا بأن تكون زينتكن هى قداسة داخلكن‪ ،‬القداسة الباطنية التى تستلزم الروح‬ ‫س َ‬ ‫إِ ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ِة‬ ‫الوديع الهادىء‪ .‬ومن له هذا يحيا فى سالم بال إرتباك‪ ،‬وبروحه الوديعة يحتمل بصبر كل الضيقات في ا ْل َعد َ‬ ‫س ِاد = عديمة الفساد هى النفس غير القابلة للموت والتحلل مثل الجسد‪ .‬أى ال تهتموا بزينة الجسد الذى هو‬ ‫ا ْلفَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بطبعه ف ٍ‬ ‫ير الثَّ َم ِن= أجرة‬ ‫وح ا ْل َوِد ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ان بل إهتموا بزينة العديمة الفساد = ِزي َن َة ُّ‬ ‫َّام اهلل َكث ُ‬ ‫يع ا ْل َهادئ = وهذا قُد َ‬ ‫من يهتم بزينة الروح أى بقداستها‪ ،‬كبير هنا على األرض وفى السماء‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثالث)‬

‫ت علَى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ ِ 5‬‬ ‫يما ِّ‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ِّيس ُ‬ ‫ات أ َْي ً‬ ‫ضا ا ْل ُمتَ​َوِّكالَ ُ َ‬ ‫اء ا ْلقد َ‬ ‫س ُ‬ ‫الن َ‬ ‫اآليات (‪ " -:)6-5‬فَإن ُه ه َك َذا َكا َن ْت قَد ً‬ ‫‪6‬‬ ‫اعي ًة إِيَّاه «س ِّي َد َها»‪ .‬الَِّتي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ ِ‬ ‫ص ْرتُ َّن أ َْوالَ َد َها‪،‬‬ ‫يم َد َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َخاض َعات ل ِر َجال ِه َّن‪َ ،‬ك َما َكا َن ْت َ‬ ‫س َارةُ تُطيعُ إ ْب َراه َ‬ ‫و َغ ْير َخ ِائفَ ٍ‬ ‫ات َخ ْوفًا ا ْل َبتَّ َة‪" .‬‬ ‫َ َ‬ ‫هنا نفهم أن الزينة لم يمنعها الرسول منعا مطلقا‪ ،‬لكن هى مسموح بها على أن تكن فى حدود اللياقة وليس‬ ‫اضع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ات لِ ِر َجالِ ِه َّن وان تكون إلرضاء زوجها وليس إلرضاء‬ ‫المغاالة‪ ،‬وفى حدود طاعة الزوج والخضوع له = َخ َ‬ ‫الغرباء‪ .‬ويضرب الرسول مثال بسارة ويذكر مميزاتها‪:‬‬

‫س ُه َّن‬ ‫ُي َزِّي َّن أَ ْنفُ َ‬ ‫ص ِانع ٍ‬ ‫ات َخ ْي ًرا‪،‬‬ ‫َ َ‬

‫ت = متكلة على اهلل‪ ،‬ال تبالى سوى برضائه‪.‬‬ ‫‪ُ .1‬متَ​َوِّكالَ ُ‬ ‫ِ ٍ ِ ِ‬ ‫س ِّي َد َها‪.‬‬ ‫‪َ .2‬خاض َعات ل ِر َجال ِه َّن حتى أنها كانت تقول له َ‬ ‫‪ .3‬ص ِانع ٍ‬ ‫ات َخ ْي ًار‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ .1‬و َغ ْي َر َخائفَات من أحد من البشر أو حتى الشياطين‪ ،‬بل فى حب المسيح والناس‪.‬‬ ‫إذا تمثلن بسارة فتكونوا بناتا لها‪ .‬ولتكن لديكن رغبة فى كل عمل حسن‪.‬‬

‫َضع ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ين ِبحس ِب ا ْل ِف ْط َن ِة مع ِ ِ‬ ‫ُكونُوا ِ ِ‬ ‫َّاه َّن‬ ‫ين إِي ُ‬ ‫ف‪ُ ،‬م ْع ِط َ‬ ‫َ​َ‬ ‫سائ ِّي َكاأل ْ َ‬ ‫اإل َناء ِّ َ‬ ‫ساكن َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ا ْلحي ِ‬ ‫صلَ َواتُ ُك ْم‪" .‬‬ ‫اة‪ ،‬لِ َك ْي الَ تُ َع َ‬ ‫َ​َ‬ ‫اق َ‬

‫‪ِ 7‬‬ ‫الر َجا ُل‪،‬‬ ‫ُّها ِّ‬ ‫آية (‪َ " -:)7‬كذل ُك ْم أَي َ‬ ‫ارثَ ِ‬ ‫ام ًة‪َ ،‬كا ْل َو ِ‬ ‫ضا َم َع ُك ْم ِن ْع َم َة‬ ‫ات أ َْي ً‬ ‫َك َر َ‬ ‫بعد أن وجه نصائحه للنساء‪ ،‬ها هو يوجه نصائحه لألزواج‪.‬‬ ‫س ِب ا ْل ِف ْط َن ِة = يترجمها البعض "حاولوا أن تفهموا المرأة الجنس األضعف"‪.‬‬ ‫ِب َح َ‬ ‫َضع ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف = هنا يشبه الرسول النساء بإناء هش ضعيف‪ ،‬يحتاج للترفق‪ ،‬وتشبيهه باإلناء ألنه‬ ‫سائ ِّي َكاأل ْ َ‬ ‫اإل َناء ِّ َ‬

‫يحمل داخله األطفال‪ .‬ويطلب الرسول من الرجل أن يعطى كرامة لزوجته فهى سترث معه فى ملكوت السموات‪.‬‬ ‫صلَ َواتُ ُك ْم = إن أقل خطية أو عناد أو سوء تفاهم أو عدم مودة‪ ،‬أو غلظة فى التعامل كفيل بأن‬ ‫لِ َك ْي الَ تُ َع َ‬ ‫اق َ‬ ‫يعيق الصلوات‪ ،‬هذه كلها ثعالب صغيرة تفسد الكروم‪ ،‬كروم الشركة مع اهلل‪ ،‬كما أن الذين ال يعرفون روح‬ ‫التسامح لن يختبروا غفران اهلل عن تعدياتهم‪ .‬والرسول هنا يشير لما ذكره مالخى (‪.)10:2‬‬

‫َّة أَ َخ ِوي ٍ‬ ‫اح ٍد‪َ ،‬ذ ِوي محب ٍ‬ ‫ْي ِب ِحس و ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪َ 8" -:)8‬و ِّ‬ ‫اء‪"،‬‬ ‫الر ِ‬ ‫يعا ُمتَّ ِح ِدي َّأ‬ ‫َّة‪ُ ،‬م ْ‬ ‫ش ِف ِق َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ين‪ ،‬لُطَفَ َ‬ ‫َ‬ ‫الن َه َاي ُة‪ُ ،‬كوُنوا َجم ً‬ ‫ْي = هدف الرسول ال أن يكون الزوجين فقط متحدى الرأى بل كل الكنيسة‪ِ .‬ب ِحس و ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ٍد‬ ‫الر ِ‬ ‫يعا ُمتَّ ِح ِدي َّأ‬ ‫َ‬ ‫ُكوُنوا َجم ً‬ ‫= مشاركين بعضكم األفراح واآلالم‪ ،‬وهذه يترجمها اليسوعيون "مشفقين بعضكم على بعض"‪( .‬رو ‪+ )1::12‬‬ ‫(فى ‪( + )2::1‬فى ‪( + )2:2‬يو ‪.)21:1:‬‬

‫اء = ففى األصل اليونانى تعنى أنها ناشئة عن اإلتضاع أمام اهلل‬ ‫لُطَفَ َ‬

‫ش ِتيم ٍة ِب َ ِ‬ ‫يم ٍة‪َ ،‬ب ْل ِبا ْل َع ْك ِ‬ ‫س ُم َب ِ‬ ‫آية (‪َ 9" -:)9‬غ ْي َر ُم َج ِ‬ ‫ين أ ََّن ُك ْم لِه َذا‬ ‫ش ّر ِب َ‬ ‫ين َع ْن َ‬ ‫ين‪َ ،‬عالِ ِم َ‬ ‫ارِك َ‬ ‫از َ‬ ‫شت َ‬ ‫ش ّر أ َْو َع ْن َ َ‬ ‫ُد ِعيتُ ْم لِ َك ْي تَ ِرثُوا َب َرَك ًة‪" .‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثالث)‬

‫حينما نسير فى طريق الرب يهيج إبليس علينا ويثير رجاله الذين يتبعونه فيشتموننا ويدبرون ضدنا الشرور‪.‬‬ ‫وكالم الرسول يعنى أن شتائمهم لن تضركم ولن تمنع البركة عنكم‪ ،‬أل ََّن ُك ْم لِه َذا ُد ِعيتُ ْم لِ َك ْي تَ ِرثُوا َب َرَك ًة ‪،‬‬ ‫خصوصا لو كان ما يخرج من فمكم لهم هو كلمات البركة (مت‪( + )11::‬رو‪.)21:12‬‬ ‫ب ا ْلحياةَ ويرى أَيَّاما صالِح ًة‪َ ،‬ف ْلي ْكفُ ْ ِ‬ ‫اد أ ْ ِ‬ ‫سا َن ُه َع ِن َّ‬ ‫شفَتَ ْي ِه‬ ‫اآليات (‪11" -:)11-11‬أل َّ‬ ‫الشِّر َو َ‬ ‫َن‪َ «:‬م ْن أ َ​َر َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ َ‬ ‫فلَ‬ ‫َن ُيح َّ َ َ َ َ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ض َع ِن َّ‬ ‫السالَ َم َوَي ِج َّد ِفي أَثَ ِرِه‪" .‬‬ ‫ص َن ِع ا ْل َخ ْي َر‪ ،‬لِ َي ْطلُ ِب َّ‬ ‫َن تَتَ َكلَّ َما ِبا ْل َم ْك ِر‪ ،‬لِ ُي ْع ِر ْ‬ ‫أْ‬ ‫الشِّر َوَي ْ‬ ‫ب ا ْلحياةَ = الحياة األبدية‪ .‬ويرى أَيَّاما صالِح ًة = هنا على األرض َف ْلي ْكفُ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سا َن ُه َع ِن َّ‬ ‫الشِّر = المذمة‬ ‫َ‬ ‫ً َ َ‬ ‫ُيح َّ َ َ‬ ‫ف لَ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫والشتيمة والنميمة ومسك السيرة وكالم المكر‪.‬‬ ‫ض َع ِن َّ‬ ‫الشِّر = يعطى ظهره للشر (اإلتجاهات الشريرة والكلمات الشريرة واألفعال الشريرة)‪ .‬هذا من‬ ‫ِل ُي ْع ِر ْ‬ ‫السالَ َم = يجتهد أن يحيا فى سالم مع‬ ‫ص َن ِع ا ْل َخ ْي َر‪ ،‬لِ َي ْطلُ ِب َّ‬ ‫الجانب السلبى‪ ،‬أما من الجانب اإليجابى = َلي ْ‬ ‫الناس‪ .‬والرسول هنا إقتبس كلمات المزمور (‪( ،)13-11:01‬قارن أيضا مع آية ‪.)12‬‬

‫ض ُّد فَ ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ار‪ ،‬وأُ ْذ َن ْي ِه إِلَى طَلِب ِت ِهم‪ ،‬و ِ‬ ‫اعلِي َّ‬ ‫الشِّر»‪".‬‬ ‫آية (‪12" -:)12‬أل َّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫لك َّن َو ْج َه َّ‬ ‫َن َع ْي َن ِي َّ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ب َعلَى األ َْب َر ِ َ‬ ‫ب َعلَى األ َْب َر ِ‬ ‫طِل َب ِت ِه ْم = يسمع ويستجيب لهم‪.‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫ار = أى يحافظ عليهم ويعتنى بكل أمورهم َوأُ ْذ َن ْي ِه إِلَى َ‬ ‫َع ْي َن ِي َّ‬ ‫‪13‬‬ ‫ين ِبا ْل َخ ْي ِر؟"‬ ‫آية (‪ " -:)13‬فَ َم ْن ُي ْؤِذي ُك ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم ُمتَ َمثِّلِ َ‬ ‫ال يستطيع إنسان أن يؤذينا‪ ،‬وال شيطان‪ .‬ولكن اهلل يسمح ببعض اآلالم لكى ينقينا‪ ،‬فهى للمنفعة وللبركة‪ .‬ولكن‬

‫اإلنسان يؤذى نفسه بصنعه الشر‬ ‫ط ِرُبوا‪"،‬‬ ‫ضَ‬ ‫وبا ُك ْم‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َما َخ ْوفَ ُه ْم فَالَ تَ َخافُوهُ َوالَ تَ ْ‬ ‫تَأَلَّ ْمتُ ْم ِم ْن أ ْ‬ ‫َج ِل ا ْل ِبِّر‪ ،‬فَطُ َ‬ ‫= فهذا ليس لضرركم بل لمنفعتكم‪ ،‬هذا الكالم يوجهه الرسول ألناس متألمين‬

‫آية (‪14" -:)14‬و ِ‬ ‫لك ْن َوِا ْن‬ ‫َ‬ ‫َج ِل ا ْل ِبِّر‬ ‫إِ ْن تَأَلَّ ْمتُ ْم ِم ْن أ ْ‬ ‫َما َخ ْوفَ ُه ْم فَالَ تَ َخافُوهُ = هذا صدى لتعاليم المسيح "‬ ‫وبا ُك ْم‪َ .‬وأ َّ‬ ‫مضطهدين ليفهموا أن هناك أكاليل معدة لهم = فَطُ َ‬ ‫ال تخافوا من الذين يقتلون الجسد (لو‪( + )1:12‬مت‪ )26:13‬وال تضطرب قلوبكم وال ترهب (يو‪ .)2::11‬ونحن‬ ‫لن نخاف إنسان إن كان لنا خوف مقدس من اهلل‪ .‬ونحن نطرد خوفنا من الناس بالخوف من اهلل‪ .‬لذلك يكمل‬

‫فى آية ‪ 1:‬بل قدسوا الرب اإلله‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ِّين َد ِائما لِمجاوب ِة ُك ِّل م ْن يسأَلُ ُكم ع ْن سب ِب ال َّرج ِ‬ ‫اإل َ ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫اء‬ ‫الر َّ‬ ‫ِّسوا َّ‬ ‫ستَِعد َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ْ َ َ​َ‬ ‫ً ُ َ َ​َ‬ ‫له في ُقلُوِب ُك ْم‪ُ ،‬م ْ‬ ‫آية (‪َ " -:)15‬ب ْل قَد ُ‬ ‫الَِّذي ِفي ُكم‪ِ ،‬بوَداع ٍة و َخو ٍ‬ ‫ف‪"،‬‬ ‫ْ َ َ َ ْ‬

‫ب ِ‬ ‫له ويكون ذلك بمخافته ومهابته أكثر من‬ ‫الر َّ‬ ‫ِّسوا َّ‬ ‫اإل َ‬ ‫إقتبس الرسول هذا القول من (إش ‪ = )10،12:6‬قَد ُ‬ ‫البشر‪ ،‬وبالثقة فى مواعيده وتصديق حكمته‪ ،‬وعدم اإلعتراض على أحكامه‪ ،‬والتسليم له واإليمان بقوته وبعدالته‬

‫‪25‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثالث)‬

‫فى تأديباته‪ ،‬واحتمال األلم بصبر وتمجيده وسط التجارب وبتنفيذ وصاياه فى خوف من إغضابه‪ ،‬ومن يخاف‬ ‫ِّين َد ِائ ًما =‬ ‫ستَِعد َ‬ ‫اهلل دون البشر يكون بهذا مقدسا للرب فى قلبه‪ .‬وهذا خير ك ارزة وشهادة عملية للرب = ُم ْ‬ ‫مستعدين بحياتكم الطاهرة التى فيها تقدسون الرب فى قلوبكم‪ .‬والسالم الظاهر فى حياتكم وسط ضيقات العالم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سأَلُ ُك ْم = فكان الوثنيون يسألون المسيحين كيف تؤمنون بمصلوب وأى رجاء لكم فيه والرسول‬ ‫ل ُم َج َاوَبة ُك ِّل َم ْن َي ْ‬ ‫يقول لهم كونوا مستعدين بحياتكم المقدسة لمجاوبتهم‪ ،‬فإن كانت حياتكم غير مقدسة فالوعظ لن يجدى شيئا‪َ .‬ع ْن‬ ‫سب ِب َّ ِ ِ ِ‬ ‫اع ٍة = فالرد عليهم ال‬ ‫الر َجاء الَّذي في ُك ْم = عن الحياة األبدية التى يؤمن بها المسيحيون ويترجونها‪ِ .‬ب َوَد َ‬ ‫َ​َ‬ ‫يكون بعصبية‪ ،‬ومن يرد بوداعة فهو واثق فى إلهه‪ .‬إذا الرد يكون بحياتنا المقدسة أوال ثم يكون كالمنا معهم‬ ‫ِبوَداع ٍة و َخو ٍ‬ ‫ف = الخوف المقدس من أن نغضب اهلل ‪ .‬الخوف يكون من أن نخسر نفس أحد فيغضب اهلل لو لم‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫نرد عليهم بوداعة‪ .‬بخوفنا المقدس من اهلل وبسيرتنا الطاهرة ي ْشتم اآلخرين رائحة المسيح الزكية التى فينا‪.‬‬ ‫ش ِتم َ ِ‬ ‫آية (‪16" -:)16‬ولَ ُكم َ ِ‬ ‫يح‪ُ ،‬ي ْخ َز ْو َن ِفي َما‬ ‫الصالِ َح َة ِفي ا ْل َم ِس ِ‬ ‫يرتَ ُك ُم َّ‬ ‫ون الَِّذ َ‬ ‫صالِ ٌح‪ ،‬لِ َك ْي َي ُك َ‬ ‫ير َ‬ ‫ون س َ‬ ‫ضم ٌ‬ ‫َ ْ‬ ‫ين َي ْ ُ‬ ‫ون علَ ْي ُكم َكفَ ِ‬ ‫ش ّر‪" .‬‬ ‫اعلِي َ‬ ‫َي ْفتَُر َ َ ْ‬ ‫ون علَ ْي ُكم َكفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ّر = كانت المسيحية توصم بأنها ضد اإلمبراطورية ولها سلوك مقاوم للسالم‪.‬‬ ‫اعلِي َ‬ ‫في َما َي ْفتَُر َ َ ْ‬ ‫وبقدر ما إزداد إضطهاد المسيحيين كانوا يجتذبون المضطهدين أنفسهم خالل إحتمالهم اإلضطهاد بفرح وشكر‬

‫وتسبيح فكان الوثنيون يؤمنون‪ُ .‬ي ْخ َز ْو َن = يفتضح كذبهم حينما يرى الناس قداستكم ومحبتكم‪.‬‬

‫ون َخ ْيرا‪ ،‬أَف َ ِ‬ ‫اهلل‪ ،‬وأَ ْنتُم ِ‬ ‫يئ ُة ِ‬ ‫ش ًّرا‪" .‬‬ ‫آية (‪17" -:)17‬أل َّ‬ ‫ون َ‬ ‫َن تَأَلُّ َم ُك ْم إِ ْن َ‬ ‫اء ْت َم ِش َ‬ ‫ص ِان ُع َ‬ ‫ْض ُل م ْن ُه َوأَ ْنتُ ْم َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫صان ُع َ ً‬ ‫هى دعوة لكى تكون سيرتهم طاهرة‪ ،‬حتى إذا جاءت آالم اإلضطهاد ال تكون بسبب ذنوب إرتكبوها‪ ،‬ولكن ألجل‬ ‫إسم المسيح‪ ،‬وبهذا يتبعوا طريق المسيح المتألم‪ ،‬وهذا ما يعطى عزاء وصب ار وفرحا‪ ،‬أى شركة الصليب مع‬

‫المسيح‪ .‬أما األلم ألجل خطية إرتكبناها فال يكون شركة صليب‪ ،‬فالمسيح لم يكن له خطية‪ ،‬شركة صليب‬ ‫المسيح هى لمن يحتمل ألم اإلضطهاد وهو لم يرتكب ذنبا كما حدث مع المسيح‪ .‬أما من يتألم لذنب جناه فليكن‬ ‫مثل اللص اليمين أى ليعترف بخطيته ويعلم أنه يعاقب لذنبه‪ ،‬ويحتمل تأديب اهلل ويطلب رحمة اهلل بال إعتراض‬

‫على ما يحدث له‪ ،‬واهلل يستجيب له‪.‬‬

‫‪18‬‬ ‫ضا تَأَلَّم م َّرةً و ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِل األَثَ َم ِة‪ ،‬لِ َك ْي ُيقَِّرَب َنا إِ َلى‬ ‫َج ِل ا ْل َخ َ‬ ‫ط َايا‪ ،‬ا ْل َب ُّار ِم ْن أ ْ‬ ‫اح َدةً ِم ْن أ ْ‬ ‫يح أ َْي ً‬ ‫آية (‪ " -:)18‬فَِإ َّن ا ْل َمس َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫اهلل‪ ،‬مماتًا ِفي ا ْلج ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح‪"،‬‬ ‫الر ِ‬ ‫يى ِفي ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫سد َولك ْن ُم ْح ً‬ ‫ِ‬ ‫اح َدةً = لن يجوز عليه األلم ثانية‪ .‬مماتًا ِفي ا ْلج ِ‬ ‫تَأَلَّم م َّرةً و ِ‬ ‫وح = أى بقوته‬ ‫الر ِ‬ ‫يى ِفي ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫سد = كإنسان‪َ .‬ولك ْن ُم ْح ً‬ ‫اإللهية وقصد الرسول أن نتشبه بالمسيح فى إحتمال األلم حتى وان كنا أبرار فهو تألم وهو بار‪ .‬بل لنا مثال‬

‫آخر فى المسيح فهو بعد أن تألم تمجد فى السماء وهذا ما يدفع بالمؤمنين إلحتمال األلم‪ ،‬أنهم يؤمنون بأن لهم‬

‫مجدا معدا فى السماء بل كلما زاد األلم يزداد المجد (‪ 2‬كو ‪( + )1::1‬رو ‪.)16،1::6‬‬

‫‪26‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثالث)‬

‫وح = لم تذق روحه الموت ألنه لم يخطىء قط‪ ،‬والهوته لم يفارق ال جسده فى القبر ‪ ،‬وال روحه‬ ‫الر ِ‬ ‫يى ِفي ُّ‬ ‫ُم ْح ً‬ ‫التى هبطت إلى الجحيم ثم صعدت إلى الفردوس‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪19" -:)21-19‬الَِّذي ِف ِ‬ ‫ين َكا َن ْت‬ ‫ب فَ َك َرَز لِأل َْرَو ِ‬ ‫اح الَِّتي ِفي ِّ‬ ‫يما‪ِ ،‬ح َ‬ ‫يه أ َْي ً‬ ‫ضا َذ َه َ‬ ‫الس ْج ِن‪ ،‬إِ ْذ َع َ‬ ‫ص ْت قَد ً‬ ‫س ِبا ْلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫أَ​َناةُ ِ‬ ‫اهلل تَ ْنتَ ِظر م َّرةً ِفي أَي ِ‬ ‫اء‪21 .‬الَِّذي‬ ‫َّام ُن ٍ‬ ‫ص َقلِيلُ َ‬ ‫وح‪ ،‬إِ ْذ َك َ‬ ‫ون‪ ،‬أ ْ‬ ‫ان ا ْل ُف ْل ُك ُي ْب َنى‪ ،‬الَّذي فيه َخلَ َ‬ ‫َي ثَ َماني أَ ْنفُ ٍ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫اهلل‪ِ ،‬ب ِقي ِ‬ ‫ير صالِ ٍح ع ِن ِ‬ ‫َي ا ْلمعموِد َّي ُة‪ .‬الَ إِ َازلَ ُة وس ِخ ا ْلجس ِد‪ ،‬ب ْل س َؤا ُل َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫سو َ‬ ‫ص َنا َن ْح ُن َ‬ ‫َ‬ ‫امة َي ُ‬ ‫ضم ٍ َ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫مثَالُ ُه ُي َخلِّ ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫اآلن‪ ،‬أ ِ َ ْ ُ‬ ‫يح‪"،‬‬ ‫ا ْل َم ِس ِ‬

‫هنا نرى عقيدتين هامتين‬

‫‪ .1‬لزوم المعمودية للخالص‪ -:‬فالفلك رمز للمعمودية التى تخلصنا روحيا كما خلص نوح وبنيه وهم داخل‬

‫الفلك‪.‬‬

‫‪ .2‬النزول إلى الجحيم‪ -:‬واضح أن األرواح جميعا سواء البارة أو الشريرة كانت تهبط كلها إلى الجحيم‬ ‫قبل صلب المسيح‪ .‬ولما صلب المسيح ومات إنفصلت نفسه اإلنسانية عن جسده‪ ،‬لكن الهوته لم ينفصل‬

‫قط ال عن جسده وال عن نفسه‪ .‬ولما حاول الشيطان أن يتعامل مع هذه النفس اإلنسانية كغيرها من األنفس‬ ‫ويهبط بها إلى الجحيم ليقبض عليها اكتشف أن هذه النفس متحدة بالالهوت‪ ،‬فكان أن المسيح هو الذى‬

‫قيد الشيطان بسلسلة رؤ ‪ 0:23‬ونزل الرب إلى الجحيم وأطلق سباياه ودخل بهم للفردوس كما وعد اللص‬

‫اليمين‪ .‬وهذا ما علم به الرسول بولس أن المسيح نزل إلى أقسام األرض السفلى أف ‪ .2:1‬وتعبير أقسام‬ ‫اح = كرز أى بشر‬ ‫األرض السفلى تعبير عبرى يستخدمه اليهود للتعبير عن مساكن الموتى َك َرَز لِأل َْرَو ِ‬ ‫الس ْج ِن وكرز المسيح أيضا‬ ‫بشارة مفرحة‪ .‬لألرواح = أرواح نوح وبنيه إذ هى أيضا كانت فى الجحيم = ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ين َكا َن ْت‬ ‫يما‪ِ ،‬ح َ‬ ‫لألنفس التى وجدت أيام نوح وكانوا ال يصدقونه إذ كان ينذرهم بالطوفان = إِ ْذ َع َ‬ ‫ص ْت قَد ً‬ ‫أَ​َناةُ ِ‬ ‫اهلل تَ ْنتَ ِظر م َّرةً ِفي أَي ِ‬ ‫وح = ولكنهم لما أروا إنهمار المياه تاب بعضهم وطلبوا الرحمة‪ .‬وكرز المسيح‬ ‫َّام ُن ٍ‬ ‫ُ َ‬

‫أى بشر كل أنفس الصديقين الذين ماتوا على رجاء وكانت حياتهم مرضية أمام الرب منذ آدم حتى مجىء‬ ‫المسيح‪ ،‬أى كل أبرار العهد القديم ولكن لماذا ركز الرسول على األنفس التى عص ْت أَي ِ‬ ‫وح = لقد بشر‬ ‫َّام ُن ٍ‬ ‫َ َ‬ ‫المسيح كل من فى الجحيم بأن فترة سجنهم قد إنتهت وأخذهم ومعهم اللص اليمين ودخل بهم إلى‬ ‫الف ردوس‪ .‬والحظ أن الرسول لم يقل أن المسيح لم يبشراآلخرين‪ ،‬ولكن الرسول يعقد مقارنة فى فكره بين‬ ‫العالم أيام نوح والعالم أيامه‪:‬‬

‫‪ .1‬فكالهما ملىء بالشرور‪.‬‬ ‫‪ .2‬كالهما ال يصدق البشارة‪.‬‬

‫‪ .0‬كما سخر العالم أيام نوح هكذا يسخر العالم اآلن من اإليمان بالمسيح‪ ،‬مع أن اإليمان بالمسيح هو‬ ‫الذى سينقذهم كما أنقذ الفلك نوح وبنيه فالمشابهة هنا هى فى اآلالم التى تقع على المؤمنين من‬

‫جهة اليهود وسخريتهم وهذا إمتداد لموضوع آالم المؤمنين التى يتكلم عنها‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثالث)‬

‫‪ .1‬كما تجددت الخليقة ايام نوح هكذا يكون لنا والدة ثانية اآلن بالمعمودية‪ .‬فآالم المسيح لم تعطل‬ ‫عمله بل هى أكملته وأخرج األرواح من الجحيم‪ ،‬ونحن نشبه نوح فى فلكه بمعموديتنا‪ ،‬وبها ننتقل‬ ‫إلى حالة السعادة األولى‪ ،‬فبها متنا مع المسيح وقمنا معه لنشترك فى حياته‪.‬‬

‫‪ .:‬علينا أن نستمر فى الك ارزة إلخوتنا فى العالم اآلن بروح المسيح الذى فينا حتى ال يهلكوا كما كرز‬ ‫نوح للعالم كله‪.‬‬

‫‪ .3‬نحيا صالبين األهواء مع الشهوات‪ ،‬بل نعيش داخل الكنيسة ورمزها فلك نوح لننجو من الغضب‬ ‫اآلتى‪ .‬وعلينا أن ال نهتم بسخرية العالم حولنا فهذا لن يعطلنا عن خالص نفوسنا‪ .‬الرسول هنا فى‬

‫هذه الفقرة يقارن آالم المسيح وصلبه ولزوم صلبنا معه وموتنا معه فى المعمودية وقبول اآلالم‬ ‫واإلضطهاد كنوع من قبول الصليب والموت مع المسيح‪ .‬وكما إنتهت آالم المسيح بمجده هكذا‬

‫ستنتهى آالمنا بالمجد والخالص والحياة‪.‬‬

‫‪ .:‬كان نوح وهو يجهد نفسه فى بناء الفلك ثم بعد أن دخل الفلك‪ ،‬فى نظر الناس كميت حكم على‬

‫نفسه بالموت داخل فلك إذ لم يصدقوا أن هناك طوفان‪ .‬وكان نوح المؤمن يرى هالك من رفض‬ ‫دخول الفلك‪ ،‬هكذا يرانا العالم ونحن نحرم أنفسنا من لذة العالم مجاهدين‪ ،‬يروننا وكأننا نحيا‬

‫رأى آخر‪-:‬‬

‫كأموات‪ ،‬ونراهم فى خطيتهم كأموات‪.‬‬

‫أن المسيح العامل فى نوح كان يكرز للناس فى أيام نوح بلسان نوح وأنذرهم بحدوث الطوفان لعلهم يتوبون لكنهم‬

‫لم يصدقوا‪ .‬وفى هذا التفسير فإن السجن‪ ،‬هو الجسد وكان نوح يكرز لألرواح التى فى األجساد‪.‬‬

‫وصاحب هذا الرأى يرى أن المسيح كان هو العامل بروحه القدوس فى نوح وفى كل األنبياء كما يعمل فى‬

‫التالميذ والرسل بعد صعوده‪ ،‬لتقديم رسالة الخالص لألرواح الهالكة‪ ،‬ومع هذا لم يخلص بك ارزة نوح سوى ثمان‬

‫أنفس نوح وزوجته وبنيه (نرى هنا تطبيق شريعة الزوجة الواحدة فى حياة عائلة نوح) ‪ .‬فعلى المسيحيين ان ال‬

‫يستغربوا من كثرة عدد غير المؤمنين وقلة عدد المؤمنين‪.‬‬

‫ويمكن إعتبار الرأي االول هو التفسير والرأى الثانى مجرد تأمل فى االيات ‪.‬‬ ‫الَِّذي ِف ِ‬ ‫يه = هذه راجعة لآلية السابقة محيى فى الروح‪ .‬والمعنى أن المسيح بهذا الروح الحى ذهب ليكرز‪ ،‬الروح‬ ‫الحى إلتحاد الالهوت به‪ .‬فمن هذا االنسان الذى له سلطان أن يفتح الجحيم ويخرج االبرار إال من روحه متحدة‬

‫مع الهوته أى إبن اهلل المسيح ‪.‬‬ ‫‪ِ ِ 21‬‬ ‫َي ا ْلم ْعم ِ‬ ‫وديَّ ُة = وهذا ما قاله بولس الرسول خلصنا بغسل الميالد الثانى‬ ‫ص َنا َن ْح ُن َ‬ ‫الَّذي مثَالُ ُه ُي َخلِّ ُ‬ ‫اآلن‪ ،‬أ ِ َ ُ‬ ‫وتجديد الروح القدس (تى ‪ )::0‬والتشبيه هنا أن المعمد يغطس فى المياه‪ ،‬والمياه تحيط به من كل جانب‪،‬‬

‫والفلك كان الماء محيط به من كل جانب‪ ،‬وكما يخرج المعمد حيا‪ ،‬خرج نوح وبنيه أحياء‪.‬‬ ‫الَ إِ َازلَ ُة وس ِخ ا ْلج ِ‬ ‫ض ِم ٍ‬ ‫ص ِال ٍح = فماء المعمودية ليس ماء عاديا يغتسل فيه المعمد جسديا بل‬ ‫س َؤا ُل َ‬ ‫ير َ‬ ‫سد‪َ ،‬ب ْل ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫هو والدة إنسان جديد بخليقة جديده‪ .‬المعمودية لها قوة أن تقدس الضمير فيتخلى عن األعمال الميتة ويحيا فى‬

‫‪28‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الثالث)‬

‫القداسة بتجديد الروح القدس‪ .‬الرسول هنا بعد أن تكلم عن المعمودية يشرح فاعليتها وألننا بالمعمودية نصير‬ ‫خليقة جديدة يقول الرسول يخلصنا نحن اآلن فالمعمودية خالص أو قل هى بداية الخالص أو إمكانية‬

‫الخالص‪ ،‬فالمعمودية ال تمنع حرية اإلنسان من اإلرتداد‪ ،‬ولكن إن حافظ اإلنسان على موته وصلبه مع المسيح‪،‬‬

‫أى صلب شهواته‪ ،‬سيحتفظ بخليقته الجديدة التى حصل عليها بالمعمودية ويخلص‪ .‬المعمودية هى موت وقيامة‬ ‫مع المسيح‪ ،‬فالدفن فى الماء به يكون الماء كقبر لنا والخروج من الماء هو قيامة‪ .‬وعمل الروح فى سر‬

‫المعمودية هو انه يجعلنا نموت م ع المسيح المصلوب ‪ ،‬ومن يموت فقد تم فيه تنفيذ حكم الناموس بموت‬ ‫الخاطئ ‪ ،‬وتسقط قضية خطيته = تغفر ‪ .‬ويجعلنا نحيا مع المسيح القائم من االموات ابن اهلل الحى‪ ،‬متحدين به‬

‫فنصير ابناء هلل ‪ .‬ولهذا إعتمد السيح من يوحنا المعمدان ليؤسس سر المعمودية وذلك بنزوله للماء وخروجه منه‬ ‫‪ ،‬وبهذا فكل من ينزل للماء فى المعمودية ويخرج ‪ ،‬يكون هذا موتا وقيامة مع المسيح‪ .‬ولذلك حل الروح القدس‬ ‫يومها على جسد المسيح (الذى هو كنيسته) ‪ .‬ويفيض الروح القدس فى الكنيسة أى فينا جميعا قوة اإلحياء ‪،‬‬

‫وهذا ما يعنيه أننا نولد من الماء والروح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ضى إِلَى َّ ِ‬ ‫ين ِ‬ ‫آية (‪22" -:)22‬الَِّذي ُه َو ِفي َي ِم ِ‬ ‫ض َع ٌة لَ ُه‪" .‬‬ ‫ين َوقُ َّو ٌ‬ ‫سالَ ِط ُ‬ ‫ات ُم ْخ َ‬ ‫اهلل‪ ،‬إِ ْذ قَ ْد َم َ‬ ‫الس َماء‪َ ،‬و َمالَ ئ َك ٌة َو َ‬ ‫المسيح بعد موته تمجد عن يمين اآلب وهذا فيه إعالن عن نصرة البشرية فى شخصه‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الرابع)‬

‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الرابع)‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه ِّ ِ‬ ‫ضا ِب ِ‬ ‫َجلِ َنا ِبا ْلج ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِد‪ُ ،‬ك َّ‬ ‫ف‬ ‫سلَّ ُحوا أَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫يح أل ْ‬ ‫آية (‪ " -:)1‬فَِإ ْذ قَ ْد تَأَلَّ َم ا ْل َمس ُ‬ ‫النيَّة‪ .‬فَِإ َّن َم ْن تَأَلَّ َم في ا ْل َج َ‬ ‫سد‪ ،‬تَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ع ِن ا ْل َخ ِطي ِ‬ ‫َّة‪"،‬‬ ‫َ‬ ‫الني ِ‬ ‫ضا ِب ِ‬ ‫هذ ِه ِّ‬ ‫َّة = أى نية إحتمال األالم من أجله فى جهادنا وفى حياتنا عموما‪ .‬وهذه تحمل‬ ‫سلَّ ُحوا أَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫تَ َ‬ ‫معنيين‪:‬‬

‫‪ .1‬إحتمال األلم حتى الموت بمنطق إن كان المسيح قد تألم فلماذا ال أحتمل أى ألم يسمح به‪،‬‬ ‫خصوصا لو وضعت فى قلبى أن ما يسمح به من ألم هو للمنفعة‪.‬‬

‫‪ .2‬صلب األهواء فنكون كاألموات ال نطلب ملذات هذا العالم‪.‬‬

‫والحظ قوله تسلحوا فمن وضع فى قلبه أنه مستعد للموت عن العالم من أجل المسيح‪ ،‬يكون له هذا كسالح ضد‬ ‫إبليس‪ .‬فإبليس دائما يأتى ليشتكى اهلل فى أذاننا بأن اهلل ال يحبنا إذ قد تخلى عنا بسبب هذه التجربة أو ذاك‬

‫المرض‪ ،‬فإذا وجدنا مستعدين ال أن نقبل المرض فقط بل ألن نموت يهرب منا مهزوما‪ .‬فالذى يجده إبليس‬

‫متقبال األمم بفرح بل ومستعدا للموت ألجل المسيح يهرب من أمامه إبليس مهزوما ‪.‬‬ ‫ف ع ِن ا ْل َخ ِطي ِ‬ ‫نقطة أخرى يضيفها الرسول فَِإ َّن م ْن تَأَلَّم ِفي ا ْلج ِ‬ ‫َّة = فمن يضع فى قلبه أنه مات مع‬ ‫سد‪ُ ،‬ك َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا لمسيح وصلب أهواءه مع شهواته‪ ،‬طالبا المعونة من الروح القدس على تنفيذ حكم الموت كل يوم وكل ساعة‪،‬‬

‫نجد أنه مع أن جسده حى إال أنه ال سلطان لشهواته عليه‪ ،‬حتى يظن اإلنسان أن طبيعته قد تغيرت‪ ،‬ولكن‬

‫الجسد ال تتغير طبيعته‪ ،‬ولكن هذا هو مفعول النعمة‪ ،‬والدليل إن من يتهاون فى شركته مع الروح القدس تعود‬

‫إليه عادات جسده أشر من األول (رو ‪ )10:6‬واهلل يسمح لنا ببعض األالم فى الجسد بها نكره العالم وخطاياه‪.‬‬

‫فالصليب إذا يساعدنا على كراهية العالم وبهذا نكمل‪ .‬إذا األلم هو وسيلة عالج روحية من اهلل‪ ،‬ومن يحبه الرب‬ ‫يؤدبه‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ان ا ْلب ِ‬ ‫ضا َّ‬ ‫اق َي‬ ‫آية (‪ " -:)2‬لِ َك ْي الَ َي ِع َ‬ ‫يش أ َْي ً‬ ‫الزَم َ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ان ا ْلب ِ‬ ‫يش َّ‬ ‫اق َي = ومن منا يعرف‬ ‫لِ َك ْي الَ َي ِع َ‬ ‫الزَم َ َ‬

‫اد ِة ِ‬ ‫شهو ِ‬ ‫ِفي ا ْلج ِ ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اهلل‪" .‬‬ ‫اس‪َ ،‬ب ْل ِإل َر َ‬ ‫سد‪ ،‬ل َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫مقدار الزمان الباقى؟‬

‫إذا فلنستعد من اآلن‪ ،‬بنية صادقة على صلب شهواتنا والروح يعين‪.‬‬

‫الشهو ِ‬ ‫ادةَ األُمِم‪ ،‬سالِ ِك َ ِ‬ ‫ان ا ْلحي ِ‬ ‫ات‪،‬‬ ‫آية (‪3" -:)3‬أل َّ‬ ‫ون قَ ْد َع ِم ْل َنا إِ َر َ‬ ‫ضى َي ْك ِفي َنا لِ َن ُك َ‬ ‫اة الَِّذي َم َ‬ ‫ين في الد َ‬ ‫َن َزَم َ َ َ‬ ‫َّع َارِة َو َّ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ادم ِ‬ ‫اد ِة األ َْوثَ ِ‬ ‫َوِا ْد َم ِ‬ ‫ان ا ْل ُم َح َّرَم ِة‪"،‬‬ ‫ات‪َ ،‬و ِع َب َ‬ ‫ان ا ْل َخ ْم ِر‪َ ،‬وا ْل َبطَ ِر‪َ ،‬وا ْل ُم َن َ َ‬ ‫ُمِم = أقسى الشرور األخالقية‬ ‫الزمن الذى قضيناه فى الشرور هو أكثر مما ينبغى فلنكف عن الشر‪ .‬إِ َر َ‬ ‫ادةَ األ َ‬ ‫بين األمم كان يقرها الضمير اإلجتماعى وكانت المراسيم الوثنية فى العبادة تؤيد هذه الشرور‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الرابع)‬ ‫‪4‬‬ ‫هذ ِه ا ْل َخالَع ِة ع ْي ِنها‪ ،‬مجد ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ون َم َع ُه ْم إِلَى فَ ْي ِ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫ِّف َ‬ ‫ض َ‬ ‫ستَ ْغ ِرُب َ‬ ‫ستُ ْم تَْرُك ُ‬ ‫َ َ َ َُ‬ ‫ون أ ََّن ُك ْم لَ ْ‬ ‫آية (‪ " -:)4‬األ َْم ُر الَّذي فيه َي ْ‬ ‫ون = كم تكون دهشة الخاطىء أو الوثنى‪ ،‬إذ يرى زميله بعدما آمن وتاب ال يشترك معه وال يدرى أن‬ ‫ستَ ْغ ِرُب َ‬ ‫َي ْ‬ ‫اهلل وهبه خليقة جديدة‪ .‬مجد ِ‬ ‫ين = بأن ينسبوا إلى المؤمنين الكبت والحرمان والجهل‪ ،‬دون أن يدركوا مقدار‬ ‫ِّف َ‬ ‫َُ‬ ‫السعادة التى هم فيها‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫َج ِل‬ ‫اس ِت ْع َد ٍاد أ ْ‬ ‫اء َواأل َْم َو َ‬ ‫َن َي ِد َ‬ ‫ات‪ .‬فَِإ َّن ُه أل ْ‬ ‫ين األ ْ‬ ‫َعلَى ْ‬ ‫َح َي َ‬ ‫لك ْن لِي ْحيوا حسب ِ‬ ‫وِ‬ ‫وح‪" .‬‬ ‫الر ِ‬ ‫اهلل ِب ُّ‬ ‫َ َْ َ َ َ‬ ‫َ‬

‫‪5‬‬ ‫ف يعطُ َ ِ‬ ‫س ًابا لِلَِّذي ُه َو‬ ‫اآليات (‪ " -:)6-5‬الَِّذ َ‬ ‫س ْو َ ُ ْ‬ ‫ون ح َ‬ ‫ين َ‬ ‫شر ا ْلموتى أ َْي ً ِ‬ ‫ب َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫س ِد‪،‬‬ ‫سَ‬ ‫ه َذا ُب ِّ َ َ ْ‬ ‫اس ِبا ْل َج َ‬ ‫ضا‪ ،‬ل َك ْي ُي َدا ُنوا َح َ‬ ‫يبشر الرسول المتألمين أن اهلل سيدين هؤالء األشرار الذين يجدفون ويستهزئون‪ ،‬وفى آية ‪ :‬يكمل ان نهاية كل‬

‫شىء قد إقتربت أى نهاية شرور األشرار وأالم األبرار‪ .‬واهلل يدين األحياء واألموات ‪.‬‬

‫اء‪ -:‬هم من سيكونوا‬ ‫َح َيا َء‪ -:‬هم األحياء بالروح ‪َ .‬واأل َْم َو َ‬ ‫ات‪ -:‬هم موتى الخطية‪ ،‬موتى بالروح أو األ ْ‬ ‫األ ْ‬ ‫َح َي َ‬ ‫ات‪ -:‬من ماتوا قبل ذلك ‪ .‬ألجل هذا بشر ا ْل َم ْوتى‪ -:‬هم موتى الخطية " إبنى‬ ‫أحياء بالجسد يوم مجيئه َواأل َْم َو َ‬

‫هذا كان ميتا فعاش" ‪( +‬يو ‪ )2:::‬فاألموات الذين بشرهم واستمعوا له وآمنوا صاروا أحياء وهؤالء دانهم األشرار‬ ‫وجدفوا عليهم وعلى إلههم آية ‪ :1‬ولكنهم بإيمانهم كانوا فى نظر اهلل أحياء = لكى يدانوا حسب الناس‪ ...‬ولكن‬

‫ليحيوا‪...‬‬

‫وتفهم اآلية بأن الموتى هم من إستشهدوا على إسم المسيح إذ دانهم العالم وحكم عليهم بالموت جسديا واعتبرهم‬

‫أشرار‪ ،‬ولكنهم اآلن أحياء عند اهلل فى مجد ‪ .‬هم تألموا فى عذاباتهم ولكنهم بهذا صاروا شركاء المسيح فى األلم‬

‫والمجد‪.‬‬

‫لصلَو ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية ‪7" -:7‬وِا َّنما ِنهاي ُة ُك ِّل َ ٍ ِ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫ش ْيء قَد اقْتَ​َرَب ْت‪ ،‬فَتَ َع َّقلُوا َو ْ‬ ‫اص ُحوا ل َّ َ‬ ‫ش ْي ٍء قَِد اقْتَ​َرَب ْت = هذه تفهم بثالث طرق‪-:‬‬ ‫َوِا َّن َما ِن َه َاي ُة ُك ِّل َ‬

‫‪ .1‬نهاية األيام وقرب المجىء الثانى وكان هذا هو شعور الكنيسة األولى (‪ 1‬يو ‪ 1( + )16:2‬كو‬ ‫‪ 1( + ):2،:1:1:‬تس ‪ .)16:1‬وهكذا ينبغى أن يكون شعورنا‪.‬‬

‫‪ .2‬كانت نهاية أورشليم قد إقتربت‪ ،‬وكان إنحاللها يبدو للعين العادية فكم وكم لمن هو مرتشد بالروح القدس‪.‬‬ ‫لقد كانت كنيسة العهد القديم فى طريقها للنهاية لتبدأ كنيسة العهد الجديد‪ .‬وهذا ما تؤكده (آية ‪.)1:‬‬

‫‪ .0‬نهاية كل شىء فى حياة كل فرد هى موته وانتقاله من هذا العالم ‪.‬‬

‫لصلَو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات = العاقل هو من يستطيع أن يميز بين ما هو خير وما هو شر له‪ .‬فالعاقل الذى‬ ‫فَتَ َع َّقلُوا َو ْ‬ ‫اص ُحوا ل َّ َ‬ ‫أدرك قرب النهاية عليه أن يلجأ هلل بالصالة ويكف عن ملذاته وشهواته‪ .‬ويصح أن تفهم كلمة تعقلوا أى كفوا‬

‫تماما عن الخمر ليكون لكم عقل سليم متيقظ متصل باهلل‪ ،‬والكلمة تمتد لتشمل التوقف عن كل الملذات‬

‫والشهوات‪.‬‬

‫اص ُحوا = فى حياة سهر دائم‪.‬‬ ‫َو ْ‬

‫‪31‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الرابع)‬

‫شي ٍء‪ ،‬لِتَ ُك ْن محبَّتُ ُكم بع ِ‬ ‫آية (‪8" -:)8‬و ِ‬ ‫ض ُك ْم لِ َب ْع ٍ‬ ‫لك ْن قَ ْب َل ُك ِّ‬ ‫ستُ​ُر َكثَْرةً ِم َن ا ْل َخطَ َايا‪" .‬‬ ‫يدةً‪ ،‬أل َّ‬ ‫ل‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬ ‫ش ِد َ‬ ‫َن ا ْل َم َح َّب َة تَ ْ‬ ‫َ َ ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الذى يحب إنسانا (والمحبة هى سمة المسيحية) يتغاضى عن أخطائه مهما كثرت‪ ،‬ويحاول إخفائها عن اآلخرين‬ ‫(كما فعل أبو مقار‪ ،‬وكما قال السيد للخاطئة " إذهبى وال تخطئى) ويصلى هلل حتى يغفر ذنوب من يحبهم‬

‫ويستر على عيوبهم‪ ،‬ورب كل نعمة يرد لهذا المحب الكيل كيلين‪ .‬وبمقارنة آية ‪ :‬بهذه اآلية نجد أن الصالة‬

‫بدون محبة ال نفع لها بل هى غير مقبولة‪.‬‬

‫ضِ‬ ‫آية (‪ُ 9" -:)9‬كونُوا م ِ‬ ‫ضا ِبالَ َد ْم َد َم ٍة‪" .‬‬ ‫يف َ‬ ‫ض ُك ْم َب ْع ً‬ ‫ين َب ْع ُ‬ ‫ُ‬ ‫فى العصور المسيحية األولى كانت هذه الوصية مهمة جدا‪ ،‬فأين يبيت المسيحى المتغرب‪:‬‬ ‫‪ )1‬لو ذهب للوثنيين ألسلموه للموت‪.‬‬

‫‪ )2‬لو ذهب إلى فندق يكون عرضة للنجاسة‪.‬‬ ‫والمسيحيين المتغربين غالبا كانوا من المبشرين باإلنجيل خصوصا ألنه لم تكن هناك كنائس‪ ،‬وكانوا يأخذون‬

‫معهم خطابات للتعريف بهم من الكنيسة (‪ 2‬كو ‪ .)1:0‬دمدمة = تذمر وضيق‪.‬‬

‫ٍِ‬ ‫‪ِ 11‬‬ ‫ين َعلَى‬ ‫س ِب َما أ َ‬ ‫صالِ ِح َ‬ ‫ض ُك ْم َب ْع ً‬ ‫َخ َذ َم ْو ِه َب ًة‪َ ،‬ي ْخ ِد ُم ِب َها َب ْع ُ‬ ‫ضا‪َ ،‬ك ُو َكالَ َء َ‬ ‫اآليات (‪ " -:)11-11‬ل َي ُك ْن ُك ُّل َواحد ِب َح َ‬ ‫ِ ‪11‬‬ ‫اهلل‪ .‬وِا ْن َك َ ِ‬ ‫ان يتَ َكلَّم أَح ٌد فَ َكأَقْو ِال ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َح ٌد فَ َكأ ََّن ُه ِم ْن قَُّوٍة َي ْم َن ُح َها اهللُ‪ ،‬لِ َك ْي‬ ‫ان َي ْخد ُم أ َ‬ ‫ن ْع َمة اهلل ا ْل ُمتَ​َن ِّو َعة‪ .‬إِ ْن َك َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ين‪ِ .‬‬ ‫َّد اهلل ِفي ُك ِّل َ ٍ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫ع ا ْل َم ِس ِ‬ ‫يح‪ ،‬الَِّذي لَ ُه ا ْل َم ْج ُد َو ُّ‬ ‫سو َ‬ ‫آم َ‬ ‫ان إِلَى أ َ​َب ِد اآل ِب ِد َ‬ ‫الس ْلطَ ُ‬ ‫ش ْيء ِب َي ُ‬ ‫َيتَ َمج َ ُ‬ ‫لِي ُك ْن ُك ُّل و ِ‬ ‫اح ٍد‪ :‬فال يوجد فى الكنيسة كلها إنسان بال موهبة‪ ،‬وال يوجد عضو فى الكنيسة بال عمل‪ ،‬وألن كل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عضو له عمل (أف ‪ )13:2‬فاهلل يعطى له الموهبة (الوزنة) التى يكمل بها عمل اهلل‪ .‬والمواهب قد تكون‪ :‬مال ‪/‬‬

‫صحة ‪ /‬علم ‪ /‬مراكز ‪ /‬موهبة وعظ ‪ /‬موهبة إدارة ‪ /‬خدمة‪.....‬‬

‫واهلل يعطى ويوزع المواهب بالقدر الذى يرى فيه خالصنا‪ ،‬فليس معنى أن إنسانا له موهبة أقل أن اهلل ال يحبه‪،‬‬ ‫بل ما أخذه هو بالضبط ما يساعده على خالص نفسه‪ ،‬ولكى يؤدى دوره الذى خلق له بنجاح‪ .‬والمواهب تعطى‬

‫ألوالد اهلل وبها يتكامل عمل اهلل فى الكنيسة‪.‬‬ ‫ش ْي ٍء = المجد هو إعالن صفات اهلل المستترة ‪ ،‬هو يسكن فى النور الذى ال تستطيع‬ ‫َّد اهللُ ِفي ُك ِّل َ‬ ‫لِ َك ْي َيتَ َمج َ‬ ‫العين أن تعاينه‪ .‬ولذلك تجسد المسيح ليستعلن شخص اآلب وأعلنه لنا‪ .‬والروح القدس يمجد المسيح بأن يعلنه‬ ‫لنا ويشهد له (يو ‪ .)10:13،11‬والمسيح مجد اآلب بأن أعلنه وأعلن صفاته التى كانت مستترة فآمن باليين من‬

‫البشر وأحبوا اهلل وأعطوه المجد‪ .‬وهكذا ينبغى أن نفكر فى كل عمل نعمله أن يكون لمجد اهلل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ين = ال تعنى نهاية الحديث بل تعنى ليكن هذا‪.‬‬ ‫آم َ‬

‫‪12‬‬ ‫َج ِل ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫َص َاب ُك ْم أ َْمٌر‬ ‫َّاء‪ ،‬الَ تَ ْ‬ ‫آية (‪ " -:)12‬أَي َ‬ ‫امت َحان ُك ْم‪َ ،‬كأ ََّن ُه أ َ‬ ‫ُّها األَحب ُ‬ ‫ستَ ْغ ِرُبوا ا ْل َب ْل َوى ا ْل ُم ْح ِرقَ َة التي َب ْي َن ُك ْم َحادثَ ٌة‪ ،‬أل ْ ْ‬ ‫يب‪"،‬‬ ‫َغ ِر ٌ‬

‫‪32‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الرابع)‬

‫ستَ ْغ ِرُبوا = والرب سبق وأعلمنا بأن العالم سيبغضنا وسيكون لنا ضيق في العالم وراجع فى ذلك (يو ‪،1:‬‬ ‫الَ تَ ْ‬ ‫‪ )13‬فكما فعلوا برب المجد سيفعلون بكم‪ .‬فال داعى لنستغرب‪.‬‬

‫ا ْل َب ْل َوى ا ْل ُم ْح ِرقَ َة = فى أصلها اللغوى التعرض للنار بغرض اإلنتحار ولكنهم كانوا فعال يحرقون الشهداء‪ .‬وهذا‬ ‫القول يكشف عن شدة اإلضطهاد الذى تعرض له المسيحين‪.‬‬

‫ولكن اهلل يستغل هذه اآلالم للتنقية كما ينقون الذهب والفضة فى بوتقة بالنار لينفصل الزغل عن المعدن الثمين‬ ‫ويزداد المعدن بريقا‪ .‬وقوله ال تستغربوا يحمل معنى أن الشيطان فى حرب مستمرة ضد الكنيسة وضد أوالد اهلل‪،‬‬ ‫ولكن شك ار هلل الذى يجعل كل األمور تعمل معا للخير لنا نحن الذين نحبه‪ ،‬فتكون هذه الضيقات التى يثيرها‬

‫عدو الخير‪ ،‬لخالصنا‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫شتَ​َرْكتُ ْم ِفي آالَِم ا ْل َم ِس ِ‬ ‫آية (‪َ " -:)13‬ب ْل َك َما ا ْ‬ ‫ضا ُم ْبتَ ِه ِج َ‬ ‫اس ِت ْعالَ ِن َم ْج ِد ِه أ َْي ً‬ ‫يح‪ ،‬اف َْر ُحوا ل َك ْي تَ ْف َر ُحوا في ْ‬ ‫هى نفس ما قاله بولس الرسول فى (رو ‪ )1::6‬إن تألمنا معه نتمجد أيضا معه‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫َن روح ا ْلم ْج ِد و ِ‬ ‫َما ِم ْن ِج َه ِت ِه ْم‬ ‫اسِم ا ْل َم ِس ِ‬ ‫اهلل َي ِح ُّل َعلَ ْي ُك ْم‪ .‬أ َّ‬ ‫يح‪ ،‬فَطُ َ‬ ‫آية (‪ " -:)14‬إِ ْن ُع ِّي ْرتُ ْم ِب ْ‬ ‫وبى لَ ُك ْم‪ ،‬أل َّ ُ َ َ َ‬ ‫َّد‪" .‬‬ ‫َّف َعلَ ْي ِه‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫فَ ُي َجد ُ‬ ‫َما ِم ْن ِج َه ِت ُك ْم فَ ُي َمج ُ‬ ‫وبى لَ ُك ْم‪ .‬وسر‬ ‫اسِم ا ْل َم ِس ِ‬ ‫يح = أى عيرتم ألجل إيمانكم بالمسيح‪ ،‬وليس ألجل ذنب إرتكبتموه‪ ...‬فَطُ َ‬ ‫إِ ْن ُع ِّي ْرتُ ْم ِب ْ‬ ‫التطويب أن الروح القدس = روح المجد يحل على المتألم من أجل الرب ليسنده فى أتعابه ويهبه مجدا ِم ْن‬ ‫َّد = بإحتمالنا األلم فى صبر ‪ ،‬وباإلحتمال من‬ ‫َّف َعلَ ْي ِه = على المسيح ‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ِج َه ِت ِه ْم فَ ُي َجد ُ‬ ‫َما ِم ْن ِج َه ِت ُك ْم فَ ُي َمج ُ‬ ‫أجل المسيح يتمجد المسيح‪ .‬قد يستغرب الخطاة أننا نترك طريق الخطية الذى يشربون منه مياها ملوثة تزيدهم‬ ‫عطشا‪ ،‬ألنهم ال يعلمون أننا نشرب مياها مروية من الروح القدس الذى هو اهلل = روح ا ْلم ْج ِد و ِ‬ ‫اهلل = فهو الروح‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫الذى يعطى مجدا وهو اهلل فى نفس الوقت‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ور َغ ْي ِرِه‪16 .‬و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ارق‪ ،‬أَو فَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫سِ‬ ‫لك ْن‬ ‫اع ِل َ‬ ‫اآليات (‪ " -:)16-15‬فَالَ َيتَأَلَّ ْم أ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َح ُد ُك ْم َكقَاتل‪ ،‬أ َْو َ‬ ‫ش ّر‪ ،‬أ َْو ُمتَ َداخل في أ ُ‬ ‫ان َكم ِس ِ‬ ‫يحي‪ ،‬فَالَ َي ْخ َج ْل‪َ ،‬ب ْل ُيم ِّج ُد اهلل ِم ْن ه َذا ا ْلقَ ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إ ْن َك َ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫ور َغ ْي ِرِه = هذه كانت التهمة األساسية الموجهة للمسيحية ألن المسيحية كانت تدعو للطهارة‬ ‫ُمتَ َداخل في أ ُ‬

‫فإعتبروا هذا تدخال فى أمورهم الخاصة إذ يحيون فى نجاسة‪ ،‬والمسيحية دعت للحرية وكان هذا ضد نظام‬

‫العبودية السائد فإعتبروا هذا تدخال فى أمور الغير وهذه العبارة إخترعها الرومان كتهمة ضد المسيحيين ولم‬ ‫تستخدم سوى فى أيام اإلضطهاد‬ ‫َكم ِس ِ‬ ‫يحي = كان اإلسم يطلق من الوثنيين كإهانة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫واإلنسان يخجل متى سقط تحت العقوبة بسبب جريمة إقترفها‪ ،‬أما إذا إحتمل اآلالم بسبب نسبته للمسيح‬ ‫فليحسب هذا شرفا هو غير مستحق له‪ .‬والسيد سبق وأخبرنا بالضيق الذى ينتظرنا (يو ‪.)00:13 + 23:1:‬‬

‫‪33‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الرابع)‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫اء ِم ْن ب ْي ِت ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫الب ِت َد ِ‬ ‫ون‬ ‫آية (‪ " -:)17‬أل ََّن ُه ا ْل َوق ُ‬ ‫يع َ‬ ‫ان أ ََّوالً ِم َّنا‪ ،‬فَ َما ِه َي ِن َه َاي ُة الَِّذ َ‬ ‫اهلل‪ .‬فَِإ ْن َك َ‬ ‫اء ا ْلقَ َ‬ ‫ْت ْ‬ ‫َ‬ ‫ين الَ ُيط ُ‬ ‫يل ِ‬ ‫اهلل؟"‬ ‫إِ ْن ِج َ‬

‫إن كان األمر قد خرج بخراب أورشليم وهيكل اليهود ألنهم رفضوا المسيح وتالميذه ‪ ،‬فالقضاء آت ال محالة على‬ ‫كل من ال يطيعون إنجيل اهلل وتفهم اآلية أن اهلل يبدأ بتأديب أوالده أوال ‪ ،‬وأوالد اهلل هم هيكل اهلل أيضا‪ ،‬فاهلل‬

‫ليس عنده محاباة‪ .‬بل كما قلنا فاآلالم الزمة لتطهير المؤمنين وتكميلهم واعدادهم للمجد ‪ ،‬فإن كان اهلل يسمح‬ ‫باآلالم ألوالده ليكملهم فماذا سيحدث لألشرار‪.‬‬

‫‪18‬‬ ‫اجر وا ْل َخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اطئُ أ َْي َن َي ْظ َه َر ِ‬ ‫ان؟»‪".‬‬ ‫آية (‪َ " -:)18‬و«إِ ْن َك َ‬ ‫ص‪ ،‬فَا ْلفَ ِ ُ َ‬ ‫ان ا ْل َب ُّار ِبا ْل َج ْهد َي ْخلُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ص = اآلالم التى يكابدها األبرار واحتمالهم لها هو الجهد الذى‬ ‫هذه اآلية مأخوذة من (أم ‪ِ )01:11‬با ْل َج ْهد َي ْخلُ ُ‬

‫به يخلصون‪ ،‬ونالحظ انها تكملهم‪ .‬وكلمة الجهد تشير أيضا لجهاد اإلنسان البار فى صلواته وأصوامه وصلب‬ ‫أهواؤه وشهواته وتقديم جسده ذبيحة حية‪ .‬وبكل الجهد هذا وذاك نخلص‪ ،‬فمن ال يجاهد بل يعيش فى فجر‬

‫وخطية ماذا سيكون مصيره‪ .‬إذا فاألفضل لنا أن نحتمل اآلالم من أن نشترك مع الفاجر والخاطىء وننكر‬ ‫ِبا ْل َج ْه ِد =‬ ‫المسيح‪ .‬المقصود أن كل من يجاهد يخلص لذلك قال بولس الرسول "جاهدت الجهاد الحسن" ‪.‬‬ ‫تترجم أيضا بصعوبة وبشق النفس وِبا ْل َج ْه ِد تترجم أيضا ناد ار فقليلون هم من يقبلوا أن يجاهدوا فيخلصوا‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ين ِ‬ ‫اهلل‪َ ،‬ف ْليستَوِدعوا أَ ْنفُسهم‪َ ،‬كما لِ َخالِق أ ِ‬ ‫يئ ِة ِ‬ ‫َم ٍ‬ ‫‪،‬في َع َم ِل‬ ‫س ِب َم ِش َ‬ ‫ين َيتَأَلَّ ُم َ‬ ‫آية (‪ " -:)19‬فَِإ ًذا‪ ،‬الَِّذ َ‬ ‫َْ ْ ُ‬ ‫ون ِب َح َ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫ا ْل َخ ْي ِر‪" .‬‬

‫يئ ِة ِ‬ ‫اهلل = قارن مع قول السيد المسيح لبيالطس " لم يكن لك على سلطان البتة إن لم تكن قد‬ ‫س ِب َم ِش َ‬ ‫ِب َح َ‬ ‫أعطيت من فوق" (يو ‪ .)11:12‬إذا لنفهم أن اهلل هو الذى يسمح باآلالم للتنقية‪ ،‬واهلل هو الذى سمح للشيطان‬

‫ستَ ْوِد ُعوا‬ ‫بأن يجرب أيوب لينقيه‪ .‬إذا نحن لسنا فى يد إنسان‪ ،‬بل فى يد اهلل وما يسمح به هو للخير= َف ْل َي ْ‬ ‫ين ِ‬ ‫أَ ْنفُسهم‪َ ،‬كما لِ َخالِق أ ِ‬ ‫َم ٍ‬ ‫‪،‬في َع َم ِل ا ْل َخ ْي ِر = أى يسلموا هلل تسليما كامال بأن ما سمح به اهلل هو الزم لخالصهم‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫وليسلموا هلل بأنه إله محب ال يسمح أبدا بما فيه ضر ار لهم‪ .‬والمسيح أكد لنا أن شعرة واحدة من رؤوسنا ال تسقط‬ ‫إال بإذن أبينا السماوى ولنثق أنه صانع خيرات‪ ،‬إذا سمح لنا أن نجتاز نار اآلتون فهو يأتى ليشترك معنا فيها‪.‬‬

‫فاآلالم الزمة لخالصنا واهلل يشترك معنا فيها ليعزينا‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الخامس)‬

‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الخامس)‬

‫عودة للجدول‬

‫‪1‬‬ ‫يك ا ْلم ْج ِد ا ْلع ِت ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫الش ْي َخ َرِفيقَ ُه ْم‪َ ،‬و َّ‬ ‫ين َب ْي َن ُك ْم‪ ،‬أَ​َنا َّ‬ ‫ب إِلَى ُّ‬ ‫َن‬ ‫اه َد آلالَِم ا ْل َم ِس ِ‬ ‫الش ُي ِ‬ ‫يح‪َ ،‬و َ‬ ‫يد أ ْ‬ ‫وخ الَِّذ َ‬ ‫آية (‪ " -:)1‬أَ ْطلُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ش ِر َ َ‬ ‫ُي ْعلَ َن‪"،‬‬

‫ُّ‬ ‫وخ = هى أصال بريسفيتيروس وتعنى األساقفة والكهنة وهكذا ترجمت فى (أع ‪ )1::23‬بالقسوس وفى (أع‬ ‫الش ُي ِ‬ ‫َّ‬ ‫الش ْي َخ َرِفيقَ ُه ْم = ولم‬ ‫‪ ) 26:23‬باألساقفة والكنيسة األولى كانت كثي ار ما تطلق لفظ مشترك على األساقفة والكهنة ‪.‬‬

‫يقل الرئيس عليهم كما يقول البعض‪.‬‬ ‫يك ا ْلم ْج ِد ا ْلع ِت ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫َو َّ‬ ‫يد = فمن يتألم مع يسوع‬ ‫اه َد آلالَِم ا ْل َم ِس ِ‬ ‫يح = أوال بعينيه ثم اآلن بقبوله اآلالم فى خدمته َو َ‬ ‫َ‬ ‫ش ِر َ َ‬ ‫يتمجد أيضا معه (رو ‪.)1::6‬‬ ‫ش ٍ‬ ‫آية (‪2" -:)2‬ارعوا رِعيَّ َة ِ‬ ‫االخ ِت َي ِ‬ ‫اض ِط َر ٍ‬ ‫اط‪"،‬‬ ‫ار‪َ ،‬والَ ِل ِرْب ٍح قَ ِب ٍ‬ ‫ار َب ْل ِب ْ‬ ‫يح َب ْل ِب َن َ‬ ‫اهلل الَِّتي َب ْي َن ُك ْم ُنظَّ ًارا‪ ،‬الَ َع ِن ْ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫ألن الرعية هى رعية اهلل فهى رعية ثمينة‪ ،‬من يهلكها يهين اهلل نفسه ومن يهتم بها يكون قد قدم الخدمة لصاحب‬

‫الرعية نفسه‪.‬‬ ‫ار = أى ابيسكوبوس (أساقفة) والمعنى اللغوى يرقب المشهد من فوق أى على األساقفة أن تكون لهم األعين‬ ‫ُنظَّ ًا‬ ‫االخ ِت َي ِ‬ ‫اض ِط َر ٍ‬ ‫ار = مقتنعين بخدمتهم يخدمون بفرح‪ ،‬ال ينظرون‬ ‫ار َب ْل ِب ْ‬ ‫المفتوحة بحذر وحكمة لتوجيه الرعية الَ َع ِن ْ‬ ‫يح = بل بقناعة‪ .‬ويضاف للربح‬ ‫للخدمة على أنها حمل ثقيل ملزمين به‪ ،‬بل بفرح يخدمون أبيهم السماوى‪َ .‬والَ ِل ِرْب ٍح قَِب ٍ‬ ‫القبيح محبة المديح والشهرة والذات‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ين أَم ِثلَ ًة لِ َّلرِعي ِ‬ ‫صب ِة‪ ،‬ب ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّة‪" .‬‬ ‫س ُ‬ ‫ود َعلَى األَ ْن َ َ َ‬ ‫آية (‪َ " -:)3‬والَ َك َم ْن َي ُ‬ ‫صائ ِر َ ْ‬ ‫ود علَى األَ ْن ِ‬ ‫ص َب ِة = ال يتطلع الراعى إلى الرعية كنصيب له فيستولى عليها ويسيطر عليها بل يحبها‬ ‫س ُ َ‬ ‫الَ َك َم ْن َي ُ‬

‫ويخدمها‪ .‬بل صائرون أمثلة للرعية فى حياتكم وسلوككم وتصرفاتكم‪ ،‬كونوا عظة حية حتى ال تضل الرعية‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫الرع ِ‬ ‫يل ا ْل َم ْج ِد الَِّذي الَ َي ْبلَى‪" .‬‬ ‫ون إِ ْكلِ َ‬ ‫اة تَ​َنالُ َ‬ ‫يس ُّ َ‬ ‫آية (‪َ " -:)4‬و َمتَى ظَ َه َر َرِئ ُ‬

‫من كان امينا فى خدمة رئيس الرعاة ينال مجدا أبديا‪.‬‬ ‫وخ‪ ،‬و ُكوُنوا ج ِميعا َخ ِ‬ ‫‪ِ 5‬‬ ‫ض ُك ْم لِ َب ْع ٍ‬ ‫ض ُعوا لِ ُّ‬ ‫اض ِع‪،‬‬ ‫َح َد ُ‬ ‫اث‪ْ ،‬‬ ‫اض ِع َ‬ ‫س ْرَبلُوا ِبالتََّو ُ‬ ‫ين َب ْع ُ‬ ‫اخ َ‬ ‫ُّها األ ْ‬ ‫آية (‪َ " -:)5‬كذل َك أَي َ‬ ‫ض‪َ ،‬وتَ َ‬ ‫َ ً‬ ‫لش ُي ِ َ‬ ‫َما ا ْلمتَو ِ‬ ‫َن‪«:‬اهللَ ُيقَ ِ‬ ‫ون فَ ُي ْع ِطي ِه ْم ِن ْع َم ًة»‪".‬‬ ‫أل َّ‬ ‫اض ُع َ‬ ‫ستَ ْك ِب ِر َ‬ ‫اوُم ا ْل ُم ْ‬ ‫ين‪َ ،‬وأ َّ ُ َ‬ ‫ض ُعوا لِ ُّ‬ ‫وخ = الرعاة‪ ،‬فالرسول يعرف حمية الشباب لذلك يدعوهم للمحبة والتعاون‬ ‫لش ُي ِ‬ ‫َح َد ُ‬ ‫اث‪ْ ،‬‬ ‫اخ َ‬ ‫يطالب الرسول األ ْ‬ ‫والخضوع‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الخامس)‬

‫اض ِع = فاإلتضاع هو الثوب الذى تحتشم به النفس البشرية فال يظهر خزيها وعارها‪ .‬ويظهر اإلتضاع‬ ‫س ْرَبلُوا ِبالتََّو ُ‬ ‫تَ َ‬ ‫خالل الطاعة والخضوع بعضنا البعض‪ ،‬فكم باألكثر يليق بنا أن نخضع لمن إختارهم الرب لرعايتنا روحيا (عب‬ ‫‪ .)1::10‬اهللَ ُيقَ ِ‬ ‫ين = (يع‪.)3:1‬‬ ‫ستَ ْك ِب ِر َ‬ ‫اوُم ا ْل ُم ْ‬

‫‪6‬‬ ‫َّة لِ َكي يرفَع ُكم ِفي ِح ِ‬ ‫اهلل ا ْلقَ ِوي ِ‬ ‫ت ي ِد ِ‬ ‫ين ِه‪"،‬‬ ‫آية (‪ " -:)6‬فَتَ​َو َ‬ ‫اض ُعوا تَ ْح َ َ‬ ‫ْ َْ َ ْ‬ ‫تقبل تأديب الرب وما يجرى فى حياتك دون تذمر‪ ،‬ومن يعتبر أنه كان يستحق أفضل فى حياته فهذا كبرياء‪ .‬ومن‬

‫يتواضع شاع ار أنه ال يستحق شىء يرفعه اهلل (كما قال بطرس نفسه لرب المجد أخرج يا رب من سفينتى فأنا رجل‬

‫خاطىء – أى ال أستحق وجودك فى سفينتى)‬

‫‪7‬‬ ‫ين ُك َّل َه ِّم ُك ْم َعلَ ْي ِه‪ ،‬أل ََّن ُه ُه َو َي ْعتَِني ِب ُك ْم‪" .‬‬ ‫آية (‪ُ " -:)7‬م ْل ِق َ‬ ‫ين ُك َّل َه ِّم ُك ْم َعلَ ْي ِه = فى ضيقكم وتجربتكم وحاجتكم‪ ،‬اهلل دائما يشترك معنا فى كل شىء‪ ،‬واستسالمنا للهموم فى‬ ‫ُم ْل ِق َ‬

‫كل ضيقة يحزن اهلل ويهينه‪ ،‬فلماذا نشك فى إخالصه ومحبته‪ ،‬وكيف يحكم أهل العالم على اهلل إن أروا أوالده وقد‬

‫أحنى الهم ظهورهم‪ .‬نحن إما أن نكون مؤمنين حقيقيين نجذب اآلخرين للمسيح أو ننفرهم منه‪ .‬من يلقى همه على اهلل‬ ‫سيعيش فى سالم مهما كانت ضيقاته واثقا فى محبة إلهه‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫َن إِ ْبلِيس َخصم ُكم َكأ ٍ ِ‬ ‫سا َم ْن َي ْبتَلِ ُع ُه ُه َو‪9 .‬فَقَ ِ‬ ‫او ُموهُ‪،‬‬ ‫اس َه ُروا‪ .‬أل َّ‬ ‫ص ُحوا َو ْ‬ ‫اآليات (‪ " -:)9-8‬اُ ْ‬ ‫َسد َزائ ٍر‪َ ،‬ي ُجو ُل ُم ْلتَم ً‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َن َن ْفس ِ‬ ‫رِ‬ ‫ين ِفي ِ‬ ‫يم ِ‬ ‫ين ِفي ا ْل َعالَِم‪" .‬‬ ‫هذ ِه اآلالَِم تُ ْج َرى َعلَى إِ ْخ َوِت ُك ُم الَِّذ َ‬ ‫ان‪َ ،‬عالِ ِم َ‬ ‫اس ِخ َ‬ ‫ين أ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫اإل َ‬ ‫ِ‬ ‫يس = أى المفترى على اهلل ظلما أمام الناس‪ ،‬وعلى الناس أمام اهلل‪.‬‬ ‫إِ ْبل َ‬ ‫ص َم ُك ْم = فهو المقاوم والعدو فى ساحة القضاء‪ ،‬هو المشتكى على اإلخوة‪.‬‬ ‫َخ ْ‬ ‫ين ِفي ا ْل َعالَِم = المشتتين فى العالم ويجاهدون معكم فى نفس الطريق‪.‬‬ ‫إِ ْخ َوِت ُك ُم الَِّذ َ‬ ‫َس ٍد َزِائ ٍر = فهو خصم عنيف‪ ..‬كأسد زائر (من صوت الزئير) هو يعادى اهلل وبالتالى يعادى أوالده‪ ،‬يحسدنا ألننا‬ ‫َكأ َ‬ ‫أخذنا مكانه فى السماء ومع هذا كله فليس له سلطان علينا ما لم نستسلم نحن له بإرادتنا‪ ..‬هو يخدع لكنه اليلزم‪ ،‬ال‬

‫سلطان له علينا لذلك يكتفى بالزئير‪ ،‬وجاء فى الترجمة االنجليزية لآلية ( إر ‪ ) 1: : 1:‬إن فرعون وهو رمز‬ ‫للشيطان ال قوة له سوى انه صوت مزعج ‪ .‬وال يستطيع أن يبلع إال من يذهب إليه برجليه‪ .‬المسيح قيده فى سالسل‬

‫(رؤ ‪ ،)0:23‬فال يستطيع أن يقترب منا ‪ ،‬إن لم نذهب نحن إليه ‪ ،‬ونقبل من يده ما يقدمه من خطايا ولذات وارضاء‬ ‫شهوات‪ ،‬أو من يرهب صوت زئيره ‪ ،‬وتخويفه ‪ ،‬وكذبه ‪ ،‬وبأنه قادر أن يضرنا ‪ ،‬ولكى نصدق فإنه يثير أمامنا بعض‬

‫المشاكل ‪ .‬فمن يرهبه ويصدقه فيرتد عن طريق التوبة طريق اهلل ‪ ،‬عندئذ يستعبد من يقبل ويذهب له ‪ ....‬ولنذكر‪-:‬‬ ‫‪ -1‬الشياطين لم تستطيع الدخول فى الخنازير إال بإذن من المسيح (مت ‪.)01-26:6‬‬

‫‪ -2‬لم تستطع الشياطين أن تحارب أيوب إال بإذن من اهلل وبقدر ما سمح به اهلل ‪ .‬إذن هو ال سلطان له علينا‪،‬‬ ‫ب ل هو ال يستطيع إال أن يعرض عليك أفكا ار ويصور لك كاذبا أنه قوى وأنك ضعيف‪ ،‬لذلك فسالحنا األول‬

‫‪36‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الخامس)‬

‫اوموه‪ ،‬ر ِ‬ ‫ين ِفي ِ‬ ‫يم ِ‬ ‫ان = ال تستسلموا إلغراءاته وال تهديده بل آمنوا وأصرخوا هلل‬ ‫اس ِخ َ‬ ‫ضده هو اإليمان = فَقَ ِ ُ ُ َ‬ ‫اإل َ‬ ‫واثقين أن المسيح قادر أن يبيده بنفخة فمه ‪ .‬وهذا يختبره أوالد اهلل إذ يصرخون بإيمان حين تهاجمهم األفكار‬ ‫الخاطئة‪ ،‬يصرخون بإسم المسيح فتتبدد األفكار الخاطئة المزعجة‪ .‬وبعالمة الصليب يفر الشياطين مذعورين‪.‬‬

‫إن الشيطان ما فقده من قوة بالصليب يعوضه بالزئير‪ ،‬فال تصدقه‪ ،‬فهو عدو مهزوم (يو ‪ )11:13‬والشيطان‬

‫يحاربنا بإثارة شهوات الجسد‪ ،‬لذلك علينا أن نهرب من كل ما يثير فينا شهوات الجسد‪ .‬وال ننسى أن الروح‬

‫القدس الذى فينا يعمل على إسكات الشهوة‪ ،‬بل هو يحول الشهوة التى فينا إلى شهوة مقدسة فيها نشتاق هلل‬

‫ونحبه‪ ،‬ويكون لنا هذا فرحا حقيقيا‪ .‬ولنذكر أن لنا سالح أساسى هو اإليمان (أف ‪1( + )13:3‬يو ‪):،1::‬‬

‫ولنذكر أن تهاوننا فى جهادنا هو الذى يجعلنا نتصور أن الشيطان أقوى منا‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫يرا‪ُ ،‬ه َو‬ ‫ي ِفي ا ْل َم ِس ِ‬ ‫له ُك ِّل ِن ْع َم ٍة الَِّذي َد َعا َنا إِلَى َم ْج ِد ِه األ َ​َب ِد ِّ‬ ‫سو َ‬ ‫اآليات (‪َ " -:)11-11‬وِا ُ‬ ‫يح َي ُ‬ ‫ع‪َ ،‬ب ْع َد َما تَأَل ْمتُ ْم َيس ً‬ ‫‪11‬‬ ‫ين‪ِ .‬‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫ُي َك ِّملُ ُك ْم‪َ ،‬وُيثَِّبتُ ُك ْم‪َ ،‬وُيقَِّوي ُك ْم‪َ ،‬وُي َم ِّك ُن ُك ْم‪ .‬لَ ُه ا ْل َم ْج ُد َو ُّ‬ ‫الس ْل َ‬ ‫آم َ‬ ‫ان إِلَى أ َ​َب ِد اآل ِب ِد َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ي = ال يمكن أن يقدم الدعوة بغير إمكانية البلوغ‪ ،‬إنما ترافقها إمكانية إلهية عملية‬ ‫اهلل الَِّذي َد َعا َنا إِلَى َم ْج ِد ِه األ َ​َب ِد ِّ‬

‫ُي َك ِّملُ ُك ْم‪َ ،‬وُيثَِّبتُ ُك ْم‪َ ،‬وُيقَِّوي ُك ْم‪.‬‬ ‫ير = هذه مثل خفة ضيقتنا الوقتية (‪ 2‬كو ‪ )1::1‬وهى يسيرة وخفيفة بالنسبة للمجد المعد لنا باإلضافة لمدتها‪،‬‬ ‫َي ِس ًا‬ ‫فمدة الضيقة محدودة أما المجد فأبدى أضف لذلك معونة اهلل وتعزياته مما يجعل اآلالم خفيفة‪.‬‬

‫َن ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ات َقلِيلَ ٍة و ِ‬ ‫ت إِلَ ْي ُكم ِب َكلِم ٍ‬ ‫َخ األ ِ‬ ‫‪ِ ِ 12‬‬ ‫َم ِ‬ ‫هذ ِه ِه َي ِن ْع َم ُة‬ ‫اه ًدا‪ ،‬أ َّ‬ ‫س األ ِ‬ ‫اعظًا َو َ‬ ‫ين‪َ ­ ،‬ك َما أَظُ ُّن ­ َكتَ ْب ُ‬ ‫َ‬ ‫آية (‪ِ " -:)12‬ب َيد س ْل َوا ُن َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ون‪" .‬‬ ‫وم َ‬ ‫اهلل ا ْل َحقيق َّي ُة الَّتي ف َ‬ ‫يها تَقُ ُ‬ ‫أَظُ ُّن = فى أصلها اليونانى ال تحمل الشك بل اليقين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ون = إذا هذه الرسالة ال ليفهموها نظريا بل فيها يقومون أى يعيشون ويحيون بواسطة نعمة اهلل الحقيقية‪.‬‬ ‫وم َ‬ ‫ف َ‬ ‫يها تَقُ ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ْاب ِني‪" .‬‬ ‫سلِّ ُم َعلَ ْي ُك ُم الَّتي في َبا ِب َل ا ْل ُم ْختَ َارةُ َم َع ُك ْم‪َ ،‬و َم ْرقُ ُ‬ ‫آية (‪ " -:)13‬تُ َ‬ ‫َبا ِب َل = راجع المقدمة‪.‬‬ ‫الَِّتي ِفي َبا ِب َل = الكنيسة التى فى بابل المختارة معكم‪.‬‬ ‫س ْاب ِني = هذا فيض حب من بطرس نحو مرقس ويقول إبنى نظ ار لفارق السن‪ ،‬وكانت زوجة بطرس الرسول‬ ‫َم ْرقُ ُ‬

‫هى بنت عم والد مرقس الرسول‪ .‬وكان القديس بطرس يتردد كثي ار على بيت مارمرقس‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ع‪ِ .‬‬ ‫َّة‪ .‬سالَم لَ ُكم ج ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُك ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫ين ِفي ا ْل َم ِس ِ‬ ‫سو َ‬ ‫آم َ‬ ‫يع ُك ُم الَِّذ َ‬ ‫سلِّ ُموا َب ْع ُ‬ ‫ض ِبقُْبلَة ا ْل َم َحب َ ٌ ْ َ‬ ‫يح َي ُ‬ ‫آية (‪َ " -:)14‬‬ ‫سالَ ٌم لَ ُك ْم = فى (‪ 1‬بط ‪ )2:1‬بدأ بالسالم‪ ،‬وها هو ينهى رسالته به ‪ ،‬وما بينهما كتب عن اآلالم والتجارب التى‬ ‫َ‬ ‫يعانى منها المؤمنين‪ ،‬وهذا نفهم منه أنه يمكننا أن نحيا فى سالم وسط الضيقات والتجارب‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رسالة بطرس األولي (اإلصحاح الخامس)‬

‫ِبقُْبلَ ِة ا ْلمحب ِ‬ ‫َّة = كما يقول الشماس فى صالة الصلح قبلوا بعضكم‪ ،‬وكانت هذه عادة الكنيسة األولى (رو ‪+ )13:13‬‬ ‫َ​َ‬ ‫(‪ 1‬كو ‪ 2( + )23:13‬كو ‪.)12:10‬‬

‫‪38‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.