بسم االب واالبن والروح القدس فى يوم األربعاء الموافق 10سبتمبر 1923م الموافق 5نسيء 1639ش فى قرية أوالد يحيى بحرى "الشيخ جامع" مركز دار السالم محافظة سوھاج .ولد الطفل "حلمى أيوب ميخائيل" من أبوين تقيين اسم أمه "رنة شنودة" ودرس بالمدرسة االبتدائية فى القرية ،ثم اشتغل بالزراعة ورعاية األغنام. ترك القرية وذھب إلى أحد أقربائه يدعى المقدس "توفيق أبسخيرون" وعرض عليه رغبته فى دخول الدير فرفض ،بعد ذلك ذھب ھو وإثنان من أقربائه "كامل عطية ﷲ ،لبيب مشرقى" نحو الجبل الكائن شرق قرية الكشح حيث كان ھناك راھبا ً قديسا ً مقيما ً بمغارة وقالوا له نحن نريد الرھبنة فأجابھم "لبيب وكامل" يرجعوا ويتزوجوا أما حلمى فليذھب إلى الدير.
http://coptic-treasures.com
1
فذھب إلى دير السيدة العذراء "البراموس" طالبا ً للرھبنة وتم ذلك فى يوم الجمعة الموافق 7يونيه 1946م 30 ،بشنس 1662ش وترھب يوم الخميس الموافق 21نوفمبر 1946م 12 ،ھاتور 1664ش باسم الراھب آدم .نال درجه الشموسية على يد المتنيح "األنبا توماس" مطران طنطا فى ذلك الوقت يوم األربعاء الموافق 26مارس 1947م 17برمھات 1665ش. ثم ذھب إلى كلية الالھوت بحلوان أول أكتوبر 1948م ثم سيم قسا ً على يد المتنيح "األنبا مكاريوس" أسقف الدير فى يوم أحد الشعانين الموافق 2أبريل 1950م 4 ،برمودة 1668ش باسم القس "بولس البراموسى" تخرج من كليه الالھوت فى مايو 1953م ،وعين كاھنا ً لكنيسة "الشھيد مار جرجس" ببور فؤاد أول أكتوبر 1953م ،ثم نال درجة القمصية يوم األحد 25مارس 1956م 16 ،برمھات 1674ش ثم شاءت عناية ﷲ أن يسام أسقفا ً على إيبارشية قنا وقوص وقفط ونقادة ودشنا والبحر األحمر وتوابعھا يوم األحد 19سبتمبر 1965م.
http://coptic-treasures.com
2
وظل يخدم إيبارشيتة فى أمانة وحب ووداعة وعطاء بال حدود أكثر من ربع قرن حتى تنيح بسالم يوم األحد الموافق 3فبراير 1991م 26 ،طوبة 1707ش أثناء قيامه بصالة القداس اإللھى ذھب إلى دير السيدة العذراء "البراموس" العامر فى سن صغير حوالى 23سنه .تتلمذ على أيادى كبار اآلباء والشيوخ فى البرية فى ذلك الوقت ومنھم أبونا بولس البراموسى الكبير ،أبونا فلتس البراموسى الكبير وخدمھم ونال بركتھم .كان محبوبا ً جداً لديھم، بنفس راضي ٍة منسحقةٍ، وكان مطيعا ً لھم محبا ً للخدمة ٍ وأتى عليه وقت كان يقوم فيه بأغلب خدمة الدير الصعبة .كانت تسليته وتعزيته فى خدمة اآلباء الشيوخ .يغسل لھم مالبسھم وينظف لھم قالليھم ويمأل لھم الماء .يحكى أحد اآلباء المعاصرين. وقد كان زميالً له فى الرھبنة أن سيدنا المتنيح كان منظما ً فى حياته الروحية وفى ملبسه وحياته الخاصة وقاليته كانت نظيفة جداً ،مداوما ً على المزامير والميطانيات والصوم حتى المساء يوميا ً وكان يفطر على الخبز والكمون لمدة 12سنة.
http://coptic-treasures.com
3
كان ال يختلط بأحد ،من عمله لقاليته ومن القالية للكنيسة ،ھادئ الطباع محبوبا ً من الجميع .كان مثال الراھب الصامت الذى ال يتكلم إال إذا دعى المجال إلى ذلك وكان إذا تكلم ال ينطق إال بما يستوجبه الموضوع فقط ،أما اسلوبه فى الحديث فكان بسيطا ً جداً ومع ھذه البساطة المتناھية تجد كالمه يمس القلب ،ويحس المستمع إليه أن كالمه خارج من القلب وأنه يعيش فعالً ما يقوله ،وقديما ً قيل "إن الكلمة إذا خرجت من اللسان ال تتجاوز اآلذان أما إذا خرجت من القلب فإنھا تدخل إلى القلب". وقد ذكر نيافته أنه فى بداية رھبنته رأى رؤيا يمسك فيھا بالصليب والحية النحاسية ويصلى التحليل فلما ذكرھا ألب اعترافه قال له" :يعنى ياخوى ھتترسم أسقف" ،وكانت ھذه بشارة من السماء له. بعد تخرجه من كلية الالھوت بحلوان سيم قسا ً ببور فؤاد ،وكان محبوبا ً جداً من جميع الشعب ،وذكر نيافته أنه فى تلك الفترة قرأ كمية ھائلة من الكتب الكنسية المقدسة ،ثم استدعاه بعد ذلك قداسة القديس البابا كيرلس السادس ليكون سكرتيراً خاصا ً له ،فكان
http://coptic-treasures.com
4
محبوبا ً جداً لديه ،وكان يدعوه أبونا بولس البسيط، ويقول له تعال" :يا مبروك". كان ﷲ يشعره باحتياجات أوالده المادية الروحية: حدثت ھذه القصة حين كان القمص بولس البراموسى أب اعتراف الدير ..كانت أحوال الدير المادية غير متيسرة فلم يوجد بالدير مال لشراء الخضار ،فدخلت األم رئيسة الدير قاليتھا لتصلى وتعرض األمر على ﷲ ليدبره ،وبعد قليل علمت بحضور أبونا بولس على غير عادته فى ذلك اليوم وعندما قابلته بادرھا بقوله: "ھل الدير محتاج إلى شيء". وعندما استفسرت عن سبب ھذا السؤال أخبرھا بأن الشھيد "أبى سيفين" أعلمه بأن الدير محتاج إلى النقود واستطرد فى الحديث قائالً" :أننى بعد االنتھاء من صالة القداس اإللھى َذ ُ ھبت ألستريح قليالً قبل أن أتوجه إلى البطريركية )إذ كان حينئذ سكرتيراً خاصا ً لقداسة البابا كيرلس السادس( وعندما بدأت أغمض عينى سمعت صوتا ً يقول لى قم خذ فلوس وأذھب إلى َ دير أبى سيفين ،فنھضت ورشمت عالمة الصليب قائالً" :ھل الشيطان يحاربنى" ثم أغمضت عينىَّ مرة أخرى ،فسمعت ذات الصوت ثانية .فقمت وصليت
http://coptic-treasures.com
5
الصالة الربانية ورشمت الصليب وحاولت أن أنام، فسمعت صوت يقول لى" :أنا الشھيد أبى سيفين أقول لك قم اآلن وخذ الفلوس واذھب إلى ديرى بمصر القديمة" .فتأكدت أن ھذا الصوت من ﷲ فقمت وأخذت المال الموجود لدَ ىّ بالدوالب وأتيت به. فأخبرته األم رئيسة الدير باألمر كله و َم َج ّدنا ﷲ وشھيده البطل أبى سيفين. وحدث أيضا فى أحد األيام أن تقابل أبونا بولس البراموسى مع أبونا عطا ﷲ المحرقى المھتم بطباعة أبدى أبونا كتاب خدمة الشماس وفى أثناء حديثھما َ عطا ﷲ إعجابه الشديد بالفراجية التى كان يرتديھا أبونا بولس ،ففى الحال خلعھا وقدمھا له وعندما سأله أبونا عطا ﷲ عن ثمن تكلفتھا أجابه" :أنه ال يريد مقابلھا نقود ،وإنما طلب منه أن يقدر ھو ثمنھا ويرسل بمقابله عدداً من كتب خدمة الشماس إلى دير أبى سيفين للراھبات" وكان فعالً ال يوجد بالدير سوى نسخة واحدة من الكتاب تدرس فيه الراھبات جميعا ً األلحان الكنسية ،فجاء عدد الكتب يزيد عن عدد الراھبات بالدير بعشرة نسخ.
http://coptic-treasures.com
6
نال نعمة األسقفية على يد قداسة البابا المعظم القديس األنبا كيرلس السادس فى يوم 19سبتمبر 1965م باسم األنبا مكاريوس أسقفا ً على إيبارشية قنا وقوص ونقادة وقفط ودشنا والبحر األحمر وتوابعھا. بعد نياحة األنبا كيرلس مطران كرسى قنا ،قام قداسة البابا بإجراء قرعة ھيكلية بإسم الراھب القمص إقالديوس األنطونى والقمص أنطونيوس البراموسى حتى تظھر مشيئة ﷲ ووضع أيضا ورقه بيضاء وبعد صالة القداس أمام جميع الشعب وبحضور جمع من أبناء قنا قام البابا باستدعاء أحد الشمامسة لسحب ورقة من الثالثة .كانت ھى الورقة البيضاء وذلك إعالنا ً الختيار الروح القدس لراھب آخر وفعالً وقع اختيار قداسته على الراھب القمص بولس البراموسى، وفى يوم السبت الموافق 18سبتمبر 1965م فى رفع بخور عشيه تمت صلوات وطقس السيامة باسم األنبا مكاريوس أسقف قنا وقوص ونقادة وقفط ودشنا والبحر األحمر.
http://coptic-treasures.com
7
ومنذ سيامته وحتى نياحته لم يقصر يوما ً من األيام فى خدمة ھذه اإليبارشية المتسعة األطراف والتى انقسمت بعد نياحته إلى أربعة إيبارشيات ،كان يفتقدھا على مدار السنة بيتا ً بيتا ً وحتى أواخر أيامه وشدة مرضه ،كان يقول أنه يتمنى أن يتنيح أثناء الخدمة واالفتقاد أو فى القداس ،والرب أعطاه سؤل قلبه، وتنيح فى خدمته التى أحبھا من كل قلبه فى أقدس يوم وأقدس مكان وفى أقدس لحظة وآخر طلبة طلبھا فى القداس "أعطنا يا رب وكل شعبك" فأعطاه الرب الحياة األبدية. أما عن العطاء فى حياته فكان يقول عن نفسه تعبير" :أنا عندى دكتوراه فى البخل" وكان ي َّدعى أنه ال يعطى أحداً ،لكن القريبين كانوا يعلمون أن له عطاء بصورة غير عادية .وعندما كان يزور األسر فى زياراته السنوية كان يقول للكاھن الذى يفتقد معه: "أعطينى فكرة عن األسر المحتاجة ،وبعدما أخرج من عندھم أعطى أنت لھم".
http://coptic-treasures.com
8
أى إنسان كان يعطى له بركة كان يأخذھا منه ،حتى من األسر الفقيرة حتى ال يحرج أحداً ولكن بعد ذلك يترك لھم مع اآلباء مبلغا ً من المال بحسب احتياجاتھم أو يضعه تحت الوسادة دون أن يشعر به أحد .وھناك قصة عن عائله محتاجة ،ولكنھا بخيله كان سيدنا فى العائلة ھذه رب أما زيارتھم، فلم يرد أن يقابل سيدنا أو أن يعطيه بركة فى منزله، ودار حوار بين الرجل وامرأته ،فذھبت المرأة لجارتھا لتأخذ منھا بركة لتعطيھا لسيدنا ،ودخل سيدنا المنزل ولكنه رفض أن يأخذ من المرأة بشدة على غير عادته وقال لھا" :رجعى الفلوس دى للناس اللى أخذتيھا منھم" وھكذا اكتشف بروحه الشفافة أنھا استدانت ھذا المال ألجله. من األمور التى الشك فيھا أن أبينا األسقف األنبا مكاريوس كان على درجة روحانية عالية أھلته ألن يكون صديقا ً لآلباء السواح بل كان منھم. وذكر نيافة األنبا مكاريوس أن ھناك سياحة كاملة يختفى فيھا ھؤالء القديسون عن العالم ولھم أماكنھم وأديرتھم وال يراھم أحد وال يتكلمون مع أحد إال نادراً ولھم خدمتھم وھى الصالة والتسبيح وفى بعض األحيان يذھبون ألشخاص حينما يكونون فى شدة أو http://coptic-treasures.com
9
ضيق أو تجارب معينة لمعونتھم ومساعدتھم وعزائھم فى شدائدھم ويحضرون الصلوات مع أوالد ﷲ سواء فى مخادعھم الخاصة أو الكنائس أو األديرة. وذكر أيضا ً أنھم ذات مرة ذھبوا إلى كنيسة معينة ووجدوا القرابنى موجوداً فطلبوا منه الخروج ،وھنا يتكلم كمن عاش الموقف بنفسه .كما ذكر نيافة األنبا مكاريوس لبعض خواصه أن السواح حينما يأتون إلى المطرانية تنفتح األبواب تلقائيا ً ثم تغلق وحينما يرحلون يفردون أياديھم على مثال الصليب ويقولون "قدوس ،قدوس ،قدوس" ويطيرون فى الھواء ،ويكون منظرھم كالطائر الكبير الذى يفرد جناحيه وھو مضيء ولكنه ال يحرك ذراعيه .أو تحملھم قوة إلھية على ھيئة مركبة نارية أو تجذبھم قوة الروح القدس الساكن فى قلوبھم فيصيرون محمولين بقوة الروح القدس إلى األماكن التى يقودھم لھا الروح القدس. وھناك قصة يتناولھا شعب الرحمانية ،أنه ذات مرة كان سيدنا األنبا مكاريوس فى زيارة لقرية "فاو بحرى" وكان يرافقه المتنيح أبونا عازر توما "تنيح فى "1973/1/6وكان من السواح .وفى زيارة أحد المنازل سأله األنبا مكاريوس "ماتعرفش يا أبونا عازر كام عمود فى كنيسة العذراء األثرية بأتريب؟" فقال له" :كتب التاريخ بتقول 44عامود يا سيدنا" http://coptic-treasures.com
10
فسأله سيدنا" :كتب التاريخ وال أنت صليت معانا برضه وأنا كنت شايفك وراء العمود" .وھنا صمت وبدأ بغير مجرى الحديث. حينما كان يصلى القداس كان دائما يعلمنا أن المذبح له ھيبته وقدسيته والبد أن يحترم الكاھن المذبح ويتحرك فيه بھدوء ووقار وأن يحترم الذبيحة ويھابھا وال يستھتر بھا بل ليعلم جيدا أنه يتعامل مع رب المجد ذاته ومع أرواح المالئكة والقديسين المحيطين بالذبيحة والمذبح ،وكان يقول لنا دائما" :أن القداس بالنسبة لى ھو عزائى الوحيد وفرحتى الشديدة وال يعلم أحد بالفرح الذى أشعر به أثناء وقفتى أمام المذبح" وكان يقول أيضا ً" :إن كانت ھذه الفرحة التى نشعر بھا ھنا على األرض بھذا الشكل ،فكم تكون فرحتنا بربنا يسوع المسيح فى السماء" وكان دائما ً يطلب أثناء وقوفه أمام المذبح ھذه الطلبات "يا رب حل بسالمك فى اإليبارشية ،دبر حياتى ،اغفر خطاياى بدمك الطاھر ،اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتكَ ،قوّ ى إيمانى بك ،زد محبتى لك ،عمق شركتى معك بالروح ،واحمينى من الذات" ثم يذكر كل الذين طلبوا الصالة من أجلھم ويطلب الرحمة لنفوس كثيرين ممن انتقلوا للسماء ،وكان يقول لنا أن
http://coptic-treasures.com
11
أروح القديسين حين نذكرھم فى الترحيم يحضرون القداس بسماح من ﷲ. كان القداس اإللھى ھو مصدر فرح وشبع روحى وجسدى له ولكل الشعب فكان يطلب من ﷲ دائما ً أال يحرمه من المذبح إلى آخر نسمة فى حياته .وقد أعطاه الرب سؤل قلبه وعندما اشتد به المرض لم يثنه ذلك عن حبه الشديد ومالزمته للمذبح ،بل كان فى السنوات األخيرة من حياته أكثر اشتعاالً وأكثر بذالً رغم ضعف جسده .وقبل رحيله من عالم األتعاب إلى عالم المجد كان يصلى قداسات صوم يونان حتى ساعة متأخرة تصل إلى السابعة مساءاً ،األمر الذى يتعذر حدوثه تماما ً مع مريض القلب ،ولكنه لشدة حبه وتمسكه بخدمة المذبح والصالة كان ﷲ يمنحه القوة ليتمم بھا خدمة القداس. ومنذ سيامته أسقفا ً وحتى قبل مرضه الشديد كان يقوم بأغلب الخدمة فى القداس اإللھى من بداية رفع البخور وحتى نھاية القداس ولم يكن يترك للكاھن المصلى معه سوى األواشي والمجمع.
http://coptic-treasures.com
12
كان شديد االحترام للمذبح ويقول" :أن الذى يحترم المذبح ويقدسه يرى أموراً روحية عجيبة ويكشف له الرب عن األسرار المخفية" وكان يتعامل مع المذبح بخشوع ووقار غير عادى ،يذكرنا بالمالئكة والشاروبيم والساروفيم الذين يقفون أمام ﷲ بخشوع ووقار بجناحين يغطون وجوھھم وباثنين يغطون أرجلھم ويطيرون باثنين وھم يصرخون ويقولون "قدوس قدوس قدوس رب الصاباؤوت السماء واألرض مملوءتان من مجدك وكرامتك". حقا ً كان يقف أمام ﷲ وفى محضر ﷲ ،ويقول القديس يوحنا الدرجى" :اغتصاب الماء من فم العطشان صعب وأصعب منه منع النفس الممتلئة خشوعا ً من وقوفھا فى الصالة ألن الصالة محبوبة جداً لديھا ومفضلة عن كل عمل آخر" .ولذلك لم تكن ھناك أى قوة تستطيع أن تمنعه من الصالة ،ولم يكن يسمع لكالم أى من األطباء أو اآلباء اللذين يمنعونه من الصالة وكان يقول لنا" :عندما أقف على المذبح ال أريد أن أتركه أبداً ،وربنا ما يحرمنيش من الصالة حتى ولو تنيحت على المذبح وأنا بأصلى" ،وكان يقول لنا أن سر عظمة البابا كيرلس والقديسين جميعا ً ھو فى المزامير والتسبحة والقداسات. http://coptic-treasures.com
13
وفى كل قداس تقريبا ً من السنوات الست األخيرة كان يصليه نيافة األنبا مكاريوس كان يحضر معه البابا كيرلس السادس. وذكر األنبا مكاريوس أنه فى بداية سيامته أسقفا ً أثناء قيامه بصالة القداس اإللھى أنه كان يرى الدم نازفا ً من جراحات السيد المسيح فى صورة الصلبوت الموجودة بالشرقية وفى السنة األخيرة فى أسبوع اآلالم صرح المتنيح األنبا مكاريوس أنه كان فى كل عام ينظر الدم نازفا ً من الجراحات أثناء عمل األربعمائة ميطانية وحدثت ھذه الواقعة أنه فى ھذه السنة أخرج منديالً من جيبه ومسح به صورة الصلبوت بعد األربعمائة ميطانية ومسح به وجھه وعينيه و َق َب َل ُه وقال للكاھن الواقف بجواره" :خذ بركه يا أبونا" واستطرد قائالً" :ألنكم منعتمونى فى ھذا العام من الصوم اإلنقطاعى فى أسبوع اآلالم لم أتمكن من رؤية الدم النازف من الجراحات ألنى كنت أرى الدم نازفا ً من الجراحات كل عام من أيقونة الصلبوت بعد األربعمائة ميطانية" وإنما قال ھذا ليخفى فضائله.
http://coptic-treasures.com
14
وكانت كل شھوته أن يتنيح أثناء القداس اإللھى، فحقق ﷲ له ھذه الرغبة فبينما كان ھو واقفا ً ليصلى القداس يوم األحد 3فبراير 1991م فاضت روحة الطاھرة إلى كورة األبكار. بناء كنيسة السيدة العذراء والدة اإلله بقنا ،له قصة عجيبة ،فنيافة األنبا مكاريوس كان دائما ً يطلب من السيدة العذراء بناء كنيسة لھا ليصلى بھا قبل أن ينتقل من ھذا العالم وأعطاه الرب سؤل قلبه وتم بناء ھذه الكنيسة فى حوالى خمسة عشر عاماً ،وبعد أن أتم بناءھا صارت من أجمل الكنائس على مستوى اإليبارشية. مرض مرض الموت وأصيب بجلطة فى القلب َ وتليف بعضلة القلب وبجلطة فى الرئتين وساءت حالته الصحية جداً حتى وصل إلى النھاية ،وفى أحد األيام ذكر لنا أنه وجد نفسه واقفا ً فوق السرير وجسده ممدداً على السرير وحوله مجموعة من المالئكة أتت الستالم روحه ولكن جاءت بجوارھم السيدة العذراء وأشارت لھم أن ينتظروا ورفعت يداھا إلى السماء وطلبت من الرب يسوع وقالت له" :يا ابنى وإلھى لك
http://coptic-treasures.com
15
المجد والكرامة والعظمة إن أردت ابنك األنبا مكاريوس ھو الذى بنى الكنيسة على اسمى وأريده أن يدشنھا لى" فذكر المتنيح انه سمع صوتا ً بعيداً يقول: "أردت" وللحال أمرت أم النور المالك أن يعيد الروح للجسد ،وذكر األنبا مكاريوس أن دخول الروح للجسد أصعب من خروجھا ويشعر اإلنسان بضيق أثناء دخول الروح للجسد وفى الحال تحسنت حالته الصحية بصورة مذھلة جداً وتم تدشين الكنيسة. وفى أثناء التدشين ورشم كرسى األسقف الذى كان عليه صورة لرب المجد محفورة فى الخشب ،صعد سيدنا إلى الكرسى ليدشنه بالميرون فشعر برھبة شديدة عند اقترابه من الصورة ورأى رب المجد تجسم من الصورة ونوراً بھيا ً جداً حواليه فلم يقدر أن يقترب من الكرسى أكثر من ذلك وبالكاد استطاع أن يرشم أطراف الكرسى بالميرون ،وذكر نيافته أن عدداً كبيراً من القديسين بارك تدشين الكنيسة منھم العذراء القديسة مريم ومار جرجس وأبى سيفين ومار مينا والبابا كيرلس السادس وبعض من السواح ،وذكر بعض ممن شاھدوا شرائط الفيديو الخاصة بتدشين الكنيسة حضور أرواح القديسين أمام المذبح وفى المذابح الجانبية. http://coptic-treasures.com
16
وفى أثناء التدشين وصالة القداس كنا نرى قوة عجيبة تسند األنبا مكاريوس الذى ظل يصلى من السادسة صباحا ً إلى الخامسة مساءاً دون تعب أو كلل بالرغم من ظروفه الصحية. كانت فضيلة االستعداد بارزة جداً فى حياة األنبا مكاريوس فقبل أن يتنيح بثالث سنوات كلف أحد اآلباء بأن يقوم بتجديد وإعداد المقبرة الخاصة باآلباء األساقفة والموجودة تحت الھيكل البحرى بالكنيسة المرقسية والموجود بھا جسدى األنبا لوكاس واألنبا كيرلس مطارنة قنا السابقين ،وطلب شراء صندوق، وتم شراء الصندوق قبل نياحته بسنة ،وقبل نياحته بحوالى ستة أشھر طلب استخراج ترخيص وفاه باسم األنبا مكاريوس ،باستعمال المقبرة الحالية لئال يعترض المسئولون على دفنه فى ھذا المكان ،وھكذا ترى أنه جھز لنفسه المقبرة والصندوق وترخيص الدفن باسمه استعداداً للرحيل.
http://coptic-treasures.com
17
كان نيافته يعلم بوقت انتقاله من ھذا العالم وسمح بتصويره بالفيديو فى ھذا اليوم بالرغم من أنه كان ال يحب تصوير أو تسجيل أى شيء له وإنما إن كان يفعل ذلك فھو على مضض منه ،وسأله أحد اآلباء "يا سيدنا بكره ھا تصلى فين" فقال له" :فى كنيسة مار مرقس وأبونا متياس ھيصورنى بكره" أى لحظة نياحته بالقداس .واتصلت به األم إيرينى يوم السبت صباحا ً وأخبرته أنھا مسافرة فى اليوم التالى فقال لھا: "وأنا مسافر برضه" فقالت له" :يا سيدنا مش نيافتك أنھيت زياراتك السنوية السنة دى" فأجابھا" :أنا مسافر سفريه مريحة بكره" .وسأله أحد األشخاص يوم الخميس الذى ھو فصح صوم يونان" :ھتصلى فين يا سيدنا األسبوع المقبل" فأجابه" :الجمعة فى الست العذراء واألحد فى مار مرقس وبعدين مع أبى سيفين" وسأله أيضا أحد األشخاص أن يحدد له ميعاد فى يوم األحد ليناقشه فى موضوع فقال له" :أنا مش ھا أقابل أحد يوم األحد".
http://coptic-treasures.com
18
وأتت الساعة وھو يصلى القداس اإللھى فى أقدس مكان وأقدس يوم وأقدس لحظة حينما كان يقول" :يا الذى أعطى تالميذه القديسين ورسله األطھار فى ذلك الزمان اآلن أيضا ً أعطنا وكـ "...وفيما كانت كلمة "كل" مال إلى األمام على المذبح قليالً لمدة قصيرة وسقط فجأة على األرض ،سقط وھو ممسك بيديه الجسد المقدس بعدما وضع الثلث فوق الثلثين على مثال الصليب. ظل جثمانه الطاھر يوم نياحته 1991/2/3م موضوعا ً أمام الھيكل والمذبح بكنيسة مار مرقس التى تنيح بھا حتى منتصف الليل حيث نقل إلى كنيسة السيدة العذراء التى شيدھا نيافته أثناء حياته وذلك إلقامة القداس اإللھى فى حضور جسده الطاھر. بركة صلوات أبينا األسقف القديس الطاھر األنبا مكاريوس تشملنا جميعا ً .آمين .
http://coptic-treasures.com
19