كنيست مارمرقس القبطيت األرثوذكسيت ـ بمصر الجديدة
املنطق فى حوارات املسيح
أبونا /داود لمعى
تنهمر األسئلة كسيل جارف ..عبر ألفي سنة من اإليمان المسيحى .بعضها على سبيل اإلستفسار وكثير منها على سبيل التشكيك أو اإلستنكار. واليوم ..كثرت أسئلة المتشككين الذين يصطادون الكلمات واأللفاظ من اإلنجيل ..ويفصلونها عن معناها أو حقيقة مغزاها ويجعلونها منار الشك والتضليل. هذا الكتاب ليس محاولة لتغطية آالف من األسئلة التشكيكية ،وإنما هو محاولة لتحليل بعض اجابات السيد المسيح ـ له المجد ـ على مثيل هذه األسئلة أثناء رحلة حياته على األرض. والغرض من الكتاب أن نتعلم فن اإلجابة.. نَت َ َكلَّ ُم بِحِ ْك َم ٍة بَ ْينَ ا ْلكَامِ ِلينَ َولَك ِْن بِحِ ْك َم ٍة الدَّ ْه ِر َوالَ مِ ْن عُ َظ َماءِ َهذَا الدَّ ْه ِر الَّذِينَ
بحكمة" ..لَ ِكنَّنَا ستْ مِ ْن َهذَا لَ ْي َ يُ ْب َطلُونَ " (1كو ..)6 : 2فيكون لنا السيد المسيح معلما ً
ومرشدا ً فى فحص كل سؤال قبل إجابته ..ثم تحديد اتجاه
6
اإلجابة وجوهر الموضوع والخروج من المنطق المغلوط إلى المنطق السليم لفهم األمور. لعل هذه الدارسة تكون سببا ً فى نمو مهارة كثير من خدام الكلمة ..بل كل المسيحيين ..فى الدفاع عن ب اوبَ ِة كُ ِ ّل َم ْن يَ ْ إيمانهم " ُم ْ سأَلُكُ ْم ع َْن َ سبَ ِ ست َ ِعدِّينَ دَائِما ً ِل ُم َج َ ف" (1بط .)11 : 3 الرجَاءِ الَّذِي فِيكُ ْم ِب َودَا َ ع ٍة َو َخ ْو ٍ َّ الرب يحفظ لنا وعلينا حياة أبينا المكرم قداسة البابا تواضروس الثانى. صلوا من أجلى.. أبونا /داود ملعى
7
8
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
9
ــــــــ لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (مر 0 : 2ـ .)00
(مر)5 : 2
كان الكاهن اليهودى بحسب الشريعة اليهودية يكفـر عن خطية التائب ويحق له أن يعلمه أن خطاياه قد غـفرت. " َوجَمِ ي َع شَحْ مِ ِه َي ْن ِزعُهُ َك َما يُ ْن َزعُ شَحْ ُم الضَّأْ ِن ع َْن علَى َوقَائِ ِد علَى ا ْل َم ْذبَحِ َ سالَ َم ِة َويُوقِدُهُ ا ْلكَا ِه ُن َ ذَبِي َح ِة ال َّ ع ْنهُ ا ْلكَا ِه ُن مِ ْن َخطِ يَّتِ ِه الَّتِي أ َ ْخ َطأ َ بَ .ويُ َكفّ ُِر َ الر ّ ِ َّ ع ْنه" (ال )55 : 4 ح َ ص َف ُ فَيُ ْ
وهكذا فإن سلطان الغفران أعطى لكهنة العهد القديم حسب الشريعة ..كما أعطى لرسل وكهنة العهد الجديد " َم ْن َ س ْكت ُ ْم َخ َطا َياهُ غفَ ْرت ُ ْم َخ َطا َياهُ ت ُ ْغفَ ُر لَهُ َو َم ْن أ َ ْم َ أ ُ ْم ِسكَتْ " (يو .)25 : 21 01
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
إستنتاجا ..غير دقيق ..ألنه لعله يأخذ صفة كهنوتية ..بل وهناك إحتماال آخر ـ األبعد عن ذهنهم ـ وهو الحقيقة المعلنة أنه هو هو هللا المتجسد ..فليس مجدفا على هللا ..بل هو هللا متجسدا. ت ومع هذا ..أجاب المسيح ـ له المجد ـ "فَ ِل ْل َو ْق ِ س ِه ْم فَ َقا َل لَ ُه ْم: َ شعَ َر يَسُوعُ ِب ُروحِ ِه أَنَّ ُه ْم يُفَ ّك ُِرونَ َه َكذَا فِي أ َ ْنفُ ِ س ُر :أ َ ْن يُقَا َل « ِل َماذَا تُفَ ِ ّك ُرونَ ِب َهذَا فِي قُلُو ِبكُ ْم؟ .أَيُّ َما أَ ْي َ يركَ ورة ٌ لَكَ َخ َطايَاكَ أَ ْم أ َ ْن يُ َقا َل :قُ ْم َواحْ مِ ْل َ س ِر َ ِل ْل َم ْفلُوجِ َم ْغفُ َ علَى س ْل َطانا ً َ ان ُ اإل ْن َ َو ْ َي ت َ ْعلَ ُموا أَ َّن ِال ْب ِن ِ س ِ ام ِش؟َ .ولَك ِْن ِلك ْ ض أ َ ْن َي ْغف َِر ا ْل َخ َطا َيا» -قَا َل ِل ْل َم ْفلُوجَِ «:لكَ أَقُو ُل قُ ْم األ َ ْر ِ َب إِلَى بَ ْي ِتكَ »" (مر 8 : 2ـ .)00 يركَ َوا ْذه ْ َواحْ مِ ْل َ س ِر َ
السؤال منطقى ..لماذا؟ ..قفز تفكير هؤالء إلى اتهام المسيح بالتجديف؟ 0ـ ألنهم ال يحبون المسيح ..ألنه مختلف عنهم فى التعليم ،ويجدونه منافسا لهم ..وأغلبهم من الكتبة المتكبرين الذين يقدسون الحرف. 00
ــــــــ لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 2ـ ألنهم اعتادوا أن يتهموا كل َمن يخالفهم المنهج تهما مرعبة مثل التجديف ..كى ال يتجاسر أحد ويعلـم بما ال يعلمون. 5ـ ألنهم ال يفهمون فكر هللا ومحبته للخطاة ..وشوقه للغفران ..كما أنهم ال يفهمون حقيقة التجسد. 4ـ ألن الغفران ارتبط فى ذهنهم الحرفى بمجموعة ممارسات وفرائض حرفية كانت رمزا لذبيحة المسيح الكفارية ..وهم ال يريدون أن يقبلوا هذه اإلشارات الرمزية بسبب قساوة قلوبهم.
مع كل تهكـم أو تشكيك أو سخرية األفضل أن تسأل أوال" ..لماذا؟!!" ألن إجابة هذا السؤال تعطى استيضاحا لحقيقة هامة مختفية وهى الدوافع التى تختفى وراء الرفض أو التشكيك. 02
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ مثالً: كل َمن يتهكـم على صورة هللا ـ المحب البشر ـ ويرفضها تماما ..ويسخر من أبوة هللا ..متحججا بحجج واهية ..أال تسأل أوال" ..لماذا؟!!" لعلك تجد فى ماضيه خبرة سيئة على صورة مشوهة ألبوه ..قاسية مدمرة ..جعلته يكره هذه الصورة ويقاومها ..بينما فى المعتاد ال يكره أحد أن يكون له أبا محبا مسئوال عنه.
هذا هو السؤال الثانى الذى طرحه الرب يسوع ـ له المجد ـ وهنا فن اإلجابة عن السؤال بسؤال. لم يتعجل المسيح باإلجابة قائال "أنا هو هللا المتجسد ويحق لى أن أقول مغفورة لك خطاياك" ..ولكن لئال يظن البعض أن المسيح يتكلم فى غيبيات ألنه ال يستطيع أحد أن يرى الغفران بشكل ملموس أو منظور. س ُر :أ َ ْن يُقَا َل ولهذا سأل المسيح سؤاله المنطقى" :أَيُّ َما أ َ ْي َ
يركَ ورة ٌ لَكَ َخ َطا َياكَ أَ ْم أ َ ْن يُ َقا َل :قُ ْم َواحْ مِ ْل َ س ِر َ ِل ْل َم ْفلُوجِ َم ْغفُ َ َو ْام ِش؟( ".مر .)9 : 2
05
ــــــــ لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألن المسيح أراد قبل أن يعلن سلطانه على الغفران أن يشرح أنه لم يقل هذا استسهاال ..إذ ليس أحد يرى الغفران بالعين. وأراد بسؤاله أن يعلن أنه يعرف جيدا أن الجميع كانوا ينتظرون منه أن يقول للمفلوج "قم واحمل سريرك وامش" ..ولكنه أراد أن يشرح أن هناك قوتان أو عطيتان ..عطية الشفاء و عطية الغفران. عطية الشفاء ..منظورة ولكنها ال تكلف المسيح إال أمرا ...كلمة. عطية الغفران ..غير منظورة ولكنها تكلف المسيح فدا ًء ...حياة. ربما يجيب البعض على سؤال المسيح "أيما أيسر؟ ...مغفورة لك خطاياك" ..ولكن َمن يفكر مليا سيقول بالعكس ..الشفاء أسهل ..وهكذا أكمل المسيح ع َلى ان سُ ْل َطانا ً َ اإل ْن َ حديثه "لَك ِْن ِل َك ْي ت َ ْعلَ ُموا أَ َّن ِال ْب ِن ِ س ِ
ض أَ ْن يَ ْغف َِر ا ْل َخ َطايَا» قَا َل ِل ْل َم ْفلُوجِ« :لَكَ أَقُو ُل قُ ْم األ َ ْر ِ يركَ َوا ْذه َْب ِإلَى َب ْي ِتكَ »( ".مر 01 : 2ـ .)00 َواحْ مِ ْل َ س ِر َ
04
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ أراد المسيح أن يثبت الغفران غير المنظور بالشفاء المنظور لئال يظن البعض أنه يتكلم كالما فى الهواء ..بشفائه للمفلوج أثبت أن ما قاله عن الغفران هو حقيقى أيضا. إذا ..استدل المسيح بمعجزة منظورة عن أعظم معجزة غير منظورة وهى شفاء البشرية من الخطية. وهكذا أعلن السيد المسيح أنه كإله متجسد ..لم يأتى ليشفى أمراضنا الجسدية فقط ..وإنما جاء ليشفى من موت الخطية بغفران حقيقى. هنا نرى فى إجابة المسيح عدة نقاط هامة: لم يكتفى المسيح ـ له المجد ـ بالدفاع عن نفسه تجاه تهمة التجديف ..وإنما أعلن أسرارا وشرح مشيئته. لم ينزعج السيد المسيح من دعوى التجديف ولم يضطرب بل واجه الموقف بهدوء وحكمة وتحليل ومنطق.
05
ــــــــ لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أعلن السيد المسيح ما وراء السؤال (للكتبة).. من خبث ودهاء كما أعلن فى إجابته أنه يعرف خفايا القلوب. استخدم السيد المسيح أسلوب السؤال المضاد لتحليل الموقف قبل الوصول إلى اإلجابة ..وهنا استخدم سؤالين" :لماذا تفكرون؟" و "أيما أيسر؟". قاد المسيح ـ له المجد ـ الجموع إلى استنتاج ما يريد أن يعلنه عن الهوته ..عطية الغفران.. عطية الشفاء. اَّلل قَائِ ِلينَ َ « :ما ولهذا قيل "بُ ِهتَ ا ْلجَمِ ي ُع َو َم َّجد ُوا َّ َ َرأ َ ْي َنا مِ ثْ َل َهذَا قَ ُّط!»" (مر .)02 : 2
حين يصرح أحدهم قائال ..بما أن هللا صانع الخيرات ..كان البد أال يكون هناك ألم فى الحياة ..وبما أن األلم فى الحياة حقيقة واقعة ..إذا ََ ..إما هللا غير موجود أو أنه صانع شرور؟!! 06
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ قد تجيب على هذا السؤال بطرق مختلفة.. مثال.. بالسؤال المضاد.. ـ هل األلم هو شر دائم؟! ـ أال يمكن أن يكون األلم خيرا؟! أو سؤال آخر.. ـ األلم حقيقة واقعة لكن هل هللا هو المتسبب المباشر فى األلم؟! ـ أليس األلم أحيانا نتاج تصرفات وقرارات البشر؟! أو سؤال ثالث.. ـ هل انتهت القصة فقط بأن هللا سمح إلنسان أن يتألم بالرغم من أنه صانع الخيرات؟! ـ أليس هناك احتمال أن تكون هناك حياة أخرى تنتظره خالية من األلم وكافية لتعويضه مضاعفا عن كل اآلالم التى اجتازها؟! 01
ــــــــ ﻟﻤﺎذا ﺗﻼﻣﯿﺬك ﻻ ﯾﺼﻮﻣﻮن؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﳌﺎﺫﺍ ﺗﻼﻣﻴﺬﻙ ﻻ ﻳﺼﻮﻣﻮﻥ؟ "ﻭﻛﹶﺎﻥﹶ ﺗﻼﹶﻣﻴﺬﹸ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻭﺍﻟﹾﻔﹶﺮﻳﺴِﻴﲔ ﻳﺼﻮﻣﻮﻥﹶ ﻓﹶﺠﺎﺀُﻭﺍ ﻭﻗﹶﺎﻟﹸﻮﺍ ﻟﹶﻪ» :ﻟﻤﺎﺫﹶﺍ ﻳﺼﻮﻡ ﺗﻼﹶﻣﻴﺬﹸ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻭﺍﻟﹾﻔﹶﺮﻳﺴِﻴﲔ ﻭﺃﹶﻣﺎ ﺗﻼﹶﻣﻴﺬﹸﻙ ﻓﹶﻼﹶ ﻳﺼﻮﻣﻮﻥﹶ؟« .ﻓﹶﻘﹶﺎﻝﹶ ﻟﹶﻬﻢ ﻳﺴﻮﻉ» :ﻫﻞﹾ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻨﻮ ﺍﻟﹾﻌﺮﺱﹺ ﺃﹶﻥﹾ ﻳﺼﻮﻣﻮﺍ ﻭﺍﻟﹾﻌﺮﹺﻳﺲ ﻣﻌﻬﻢ؟ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﹾﻌﺮﹺﻳﺲ ﻣﻌﻬﻢ ﻻﹶ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥﹶ ﺃﹶﻥﹾ ﻳﺼﻮﻣﻮﺍ .ﻭﻟﹶﻜﻦ ﺳﺘﺄﹾﺗﻲ ﺃﹶﻳﺎﻡ ﺣﲔ ﻳﺮﻓﹶﻊ ﺍﻟﹾﻌﺮﹺﻳﺲ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﹶﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﺼﻮﻣﻮﻥﹶ ﻓﻲ ﺗﻠﹾﻚ ﺍﻷَﻳﺎﻡﹺ .ﻟﹶﻴﺲ ﺃﹶﺣﺪ ﻳﺨﻴﻂﹸ ﺭﻗﹾﻌﺔﹰ ﻣﻦ ﻗﻄﹾﻌﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﹶﻰ ﺛﹶﻮﺏﹴ ﻋﺘﻴﻖﹴ ﻭﺇﹺﻻﱠ ﻓﹶﺎﻟﹾﻤﻞﹾﺀُ ﺍﻟﹾﺠﺪﻳﺪ ﻳﺄﹾﺧﺬﹸ ﻣﻦ ﺍﻟﹾﻌﺘﻴﻖﹺ ﻓﹶﻴﺼﲑ ﺍﻟﹾﺨﺮﻕ ﺃﹶﺭﺩﺃﹶ .ﻭﻟﹶﻴﺲ ﺃﹶﺣﺪ ﻳﺠﻌﻞﹸ ﺧﻤﺮﺍﹰ ﺟﺪﻳﺪﺓﹰ ﻓﻲ ﺯﹺﻗﹶﺎﻕﹴ ﻋﺘﻴﻘﹶﺔ ﻟﺌﹶﻼﱠ ﺗﺸﻖ ﺍﻟﹾﺨﻤﺮ ﺍﻟﹾﺠﺪﻳﺪﺓﹸ ﺍﻟﺰﻗﹶﺎﻕ ﻓﹶﺎﻟﹾﺨﻤﺮ ﺗﻨﺼﺐ ﻭﺍﻟﺰﻗﹶﺎﻕ ﺗﺘﻠﹶﻒ .ﺑﻞﹾ ﻳﺠﻌﻠﹸﻮﻥﹶ ﺧﻤﺮﺍﹰ ﺟﺪﻳﺪﺓﹰ ﻓﻲ ﺯﹺﻗﹶﺎﻕﹴ ﺟﺪﻳﺪﺓ".« )ﻣﺮ ١٨ : ٢ـ (٢٢
ﲟﺎ ﺃﻥ ..ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﻴﲔ
١٨
ﻳﺼﻮﻣﻮﻥ ﻳﺼﻮﻣﻮﻥ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻤﻨﻄﻖ ﻓﻰ ﺣﻮارات اﻟﻤﺴﯿﺢ ــــــــ
ﺇﺫﺍﹰ ..ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻳﺼﻮﻣﻮﻥ؟! ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻄﻖ ﺳﻠﻴﻢ؟!
ھﻞ ﻣﺜﻼً ..ﺑﻤﺎ أن ﻛﻞ اﻟﻨﺎس ﺗﺄﻛﻞ اﻵن )ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻐﺪاء( ..إذاً ﻻﺑﺪ ﻟﻚ أن ﺗﺄﻛﻞ؟ ! ..ﻟﯿﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة. ھﻨﺎك ﺗﻄﺒﯿﻘﺎت ﻛﺜﯿﺮة ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﻤﻐﻠﻮﻃﺔ ..ﻛﺄن ﯾُﻘﺎل "ﺑﻤﺎ أن اﻟﺸﻤﺲ ﺗﺸﺮق ﻛﻞ ﯾﻮم ﺻﺒﺎﺣﺎً ..إذاً ﻻﺑﺪ أن ﺗﺸﺮق ﻏﺪاً" ..ﻓﻰ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻗﺪ ﯾﻜﻮن اﻟﻐﺪ ﻓﯿﮫ ﻏﯿﻮم ..وﺗﺘﺄﺧﺮ اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻰ اﻟﻈﮭﻮر. أو ﯾُﻘﺎل "ﺑﻤﺎ أن اﷲ ﯾﺼﻨﻊ اﻟﺨﯿﺮ داﺋﻤﺎً ..إذاً ﻻﺑﺪ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﺷﺮ" ..ﻓﻰ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﷲ ﯾﺼﻨﻊ اﻟﺨﯿﺮ داﺋﻤﺎً.. ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﯾﺼﻨﻊ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺸﺮ ..وﻟﯿﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن ﯾﻤﻨﻊ اﷲ اﻹﻧﺴﺎن أو اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻋﻦ اﻟﺸﺮ. ﺑﻤﺎ أن اﻟﻤﺴﯿﺢ ﯾﺄﻛﻞ وﯾﺸﺮب ..إذاً ھﻮ إﻧﺴﺎن ﻓﻘﻂ ..وﻟﻜﻦ اﻟﻤﺴﯿﺢ ﯾﺄﻛﻞ وﯾﺸﺮب ﻷﻧﮫ إﻧﺴﺎن وﻟﻜﻨﮫ ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ إﻧﺴﺎن ..ﻷﻧﮫ أﯾﻀﺎً اﻹﻟﮫ اﻟﺤﻘﯿﻘﻰ ..وﻟﮫ ﺳﻠﻄﺎن ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺊ.
١٩
ــــــــ ﻟﻤﺎذا ﺗﻼﻣﯿﺬك ﻻ ﯾﺼﻮﻣﻮن؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺑﻤﺎ أن اﻟﻤﺴﯿﺢ ﯾﻨﺎم وﯾﺘﺄﻟﻢ ..إذًا ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻜﻮن إﻟﮫ ..وﻟﻜﻦ اﻟﻤﺴﯿﺢ ﯾﻨﺎم وﯾﺘﺄﻟﻢ ﺑﺤﻜﻢ ﻧﺎﺳﻮﺗﮫ )إﻧﺴﺎﻧﯿﺘﮫ( وﻟﻜﻦ ھﺬا ﻻ ﯾﻤﻨﻊ اﺳﺘﻤﺮار ﻻھﻮﺗﮫ ﻓﯿﮫ ..وﻣﻦ ﺟﮭﺔ ﻻھﻮﺗﮫ ﻻ ﯾﺤﺘﺎج ﻟﻠﻨﻮم وﻻ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﺎﻷﻟﻢ ..وﺑﺤﻜﻢ ﺑﺸﺮﯾﺘﮫ ﯾﻨﺎم وﯾﺘﺄﻟﻢ. ﻟﻢ ﯾﻀﻄﺮب اﻟﺴﯿﺪ اﻟﻤﺴﯿﺢ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺴﺆال اﻟﺬى ﯾﺒﺪو اﺳﺘﻨﻜﺎرﯾﺎً وﻣﻨﻄﻘﯿﺎً ..ﻷﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن ﯾﺼﻨﻊ اﻟﻤﺴﯿﺢ ﻣﺜﻞ ﯾﻮﺣﻨﺎ واﻟﻔﺮﯾﺴﯿﯿﻦ إﻻ إذا ﻛﺎن ﺗﺎﺑﻌﺎً ﻟﮭﻢ ..أﻣﱠﺎ إذا ﻛﺎن إﻟﮭﮭﻢ ﻓﻤﻦ ﺣﻘﮫ أن ﯾﺒﺪأ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﺟﺪﯾﺪاً وﻓﻜﺮاً ﺟﺪﯾﺪاً. واﻧﺘﻘﻞ اﻟﺴﯿﺪ اﻟﻤﺴﯿﺢ إﻟﻰ ﺟﻮھﺮ اﻟﻤﻮﺿﻮع.. ﻟﻤﺎذا اﻟﺼﻮم؟ وﺳﺄل ﺳﺆاﻻً اﺳﺘﻔﺴﺎرﯾﺎً ﻟﯿﺒﺪأ ﺑﮫ اﺟﺎﺑﺘﮫ وﯾﻮﺿﺢ ﻓﻜﺮه اﻟﺠﺪﯾﺪ "ھَﻞْ ﯾَﺴْﺘَﻄِﯿﻊُ ﺑَﻨُﻮ اﻟْﻌُﺮْسِ أَنْ ﯾَﺼُﻮﻣُﻮا وَاﻟْﻌَﺮِﯾﺲُ ﻣَﻌَﮭُﻢْ؟ ﻣَﺎ دَامَ اﻟْﻌَﺮِﯾﺲُ ﻣَﻌَﮭُﻢْ ﻻَ ﯾَﺴْﺘَﻄِﯿﻌُﻮنَ أَنْ ﯾَﺼُﻮﻣُﻮا" )ﻣﺮ .(١٩ : ٢أﻧﺘﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮن ﺗﻼﻣﯿﺬ
ﯾﻮﺣﻨﺎ ..ﺗﻼﻣﯿﺬ اﻟﻔﺮﯾﺴﯿﯿﻦ ﻛﻤﺮﺟﻊ ..وأﻧﺎ أﺧﺬﻛﻢ إﻟﻰ ﻣﺮﺟﻊ آﺧﺮ ﻓﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ..اﻟﻌﺮس ..ھﻞ ھﻨﺎك ﺻﻮم أﺛﻨﺎء اﻹﺣﺘﻔﺎل ﺑﻮﺟﻮد اﻟﻌﺮﯾﺲ؟ ..أﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮن ﻟﻤﺎذا ﻻ ﯾﺼﻮم أﺻﺤﺎب اﻟﻌﺮس ﻓﻰ أﺛﻨﺎء اﻹﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻟﻌﺮﯾﺲ؟!! ٢٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻤﻨﻄﻖ ﻓﻰ ﺣﻮارات اﻟﻤﺴﯿﺢ ــــــــ اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﻤﻨﻄﻘﯿﺔ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ أﺟﺎﺑﮭﺎ اﻟﻤﺴﯿﺢ ﺑﻨﻔﺴﮫ "ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮا أن ﯾﺼﻮﻣﻮا" ..وﻛﺄن اﻟﻤﺴﯿﺢ وﺿﻊ )ﻣﻮدﯾﻼً( ﺟﺪﯾﺪاً ﻟﻠﺼﻮم ..ﻟﯿﺲ ﯾﻮﺣﻨﺎ وﻻ اﻟﻔﺮﯾﺴﯿﯿﻦ وﻟﻜﻦ ﻧﻈﺎم اﻹﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻟﻌﺮﯾﺲ. اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﻤﻨﻄﻘﯿﺔ ھﻨﺎ.. أﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﯾﻮﺣﻨﺎ ..وﻟﺴﺖ اﻟﻔﺮﯾﺴﯿﯿﻦ ..وﻟﺴﺖ ﻣﻮﺳﻰ ..أﻧﺎ إﻟﮫ اﻟﻜﻞ ..أﻧﺎ ﻋﺮﯾﺲ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ..أﻧﺎ ﻣﺸﺘﮭﻰ اﻷﻣﻢ ..أﻧﺎ ﻣﻨﺘﻈﺮ اﻟﺘﺎرﯾﺦ ..أﻧﺎ ﻓﺮح اﻷﺟﯿﺎل ..ﻟﯿﺲ اﻵن ﯾﻜﻮن اﻟﺼﻮم ..دﻋﻮھﻢ ﯾﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﻰ ﻛﻌﺮﯾﺲ ..وﻣﺘﻰ ﺻﻌﺪت ﻟﻠﺴﻤﺎء ﯾﺼﻮﻣﻮن ﺷﻮﻗﺎً ﻟﻠﺼﻌﻮد ﻣﻌﻰ ..وﻣﺘﻰ ﺻﻌﺪت ﻟﻠﺼﻠﯿﺐ ﯾﺼﻮﻣﻮن ﺷﻮﻗﺎً ﻟﻠﺼﻠﯿﺐ ﻣﻌﻰ ..وﻣﺘﻰ ارﺗﻔﻌﺖ ﻋﻦ اﻷرﺿﯿﺎت ﯾﺼﻮﻣﻮن ﺷﻮﻗﺎً ﻟﻺرﺗﻔﺎع ﻣﺜﻠﻰ. ﺳﺆال اﻟﯿﮭﻮد ﯾﺄﺧﺬ اﻟﻤﺴﯿﺢ ﻓﻰ اﺗﺠﺎه ﻣﺤﺪد ..ھﻞ أﻧﺖ ﺳﺘﺘﺒﻊ ﻧﻈﺎم اﻟﻌﺒﺎدة اﻟﻤﻌﺘﺎد ﻟﻜﻞ اﻟﻤﺘﺪﯾﻨﯿﻦ؟. أﻣﺎ اﻟﻤﺴﯿﺢ ﻓﻠﻢ ﯾﺴﯿﺮ ﻓﻰ ھﺬا اﻹﺗﺠﺎه ﺑﻞ ﻗﺎدھﻢ إﻟﻰ اﺗﺠﺎه آﺧﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ.. ﻣﻦ ﺑﺪاﯾﺔ ﺑﻌﯿﺪة ﻋﻦ أذھﺎﻧﮭﻢ ھﻰ: ٢١
ــــــــ ﻟﻤﺎذا ﺗﻼﻣﯿﺬك ﻻ ﯾﺼﻮﻣﻮن؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ﻣﻦ أﻧﺎ؟" ..اﻟﻤﺴﯿﺢ ..اﻟﻌﺮﯾﺲ ..اﻹﻟﮫ اﻟﻤﺘﺠﺴﺪ. " ﻟﻤﺎذا ﺟﺌﺖ؟" ..ﻣﻦ أﺟﻞ ﺧﻼص اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ.. اﻟﻌﺮوس. " ﻣﺎ ھﻰ اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ" ..ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺐ ﺳﻤﺎوى ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺮﯾﺲ واﻟﻌﺮوس. " ﻣﺎ ﺗﻌﺒﯿﺮ ھﺬا اﻟﺤﺐ" ..ﺻﻮﻣﺎً ﺟﺪﯾﺪاً روﺣﺎﻧﯿﺎً. وھﻨﺎ أﻋﻄﻰ اﻟﻤﺴﯿﺢ ﻣﺜﻼً ﻟﺘﻘﺮﯾﺐ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ..ﻣﺜﻞ اﻟﺮﻗﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة واﻟﺜﻮب اﻟﻘﺪﯾﻢ ..أو اﻟﺨﻤﺮ اﻟﺠﺪﯾﺪ واﻟﺰﻗﺎق اﻟﻌﺘﯿﻖ. اﻟﺮﻗﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ..اﻟﺨﻤﺮ اﻟﺠﺪﯾﺪ ..ھﻰ اﻟﺼﻮم ﻓﻰ ﻣﻌﻨﺎه اﻟﻤﺴﯿﺤﻰ ..اﻟﺤﺐ اﻟﺬى ﯾﺮﺑﻂ اﻟﻌﺮوس )اﻟﻜﻨﯿﺴﺔ( ﺑﻌﺮﯾﺴﮭﺎ. أﻣﺎ اﻟﺜﻮب اﻟﻘﺪﯾﻢ واﻟﺰﻗﺎق اﻟﻌﺘﯿﻖ ..ﻓﮭﻰ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺪاء ..ﻗﺒﻞ أن ﺗﻌﺮف ﻋﺮﯾﺴﮭﺎ ..وﻟﻦ ﺗﺤﺘﻤﻞ ھﺬا اﻟﺼﻮم اﻟﺮوﺣﺎﻧﻰ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺼﯿﺮ ﺧﻠﯿﻘﺔ ﺟﺪﯾﺪة روﺣﺎﻧﯿﺔ "ﯾَﺠْﻌَﻠُﻮنَ ﺧَﻤْﺮاً ﺟَﺪِﯾﺪَةً ﻓِﻲ زِﻗَﺎقٍ ﺟَﺪِﯾﺪَةٍ" )ﻣﺮ .(٢٢ : ٢
٢٢
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
(مر 32 : 3ـ .)32
لماذا ٌفعلون فى السبت ما ال ٌحل؟!... سؤال استنكارى تهكمى ..وكأنه يثبت على المسيح وتالميذه جريمة ال تغتفر. هناك مواقف وحوارات كثيرة للسيد المسيح حول موضوع كسر وصية السبت ..ولكن هنا فى هذا الموقف لم يناقش السيد المسيح ما يحل وما ال يحل؟.. وإال سيدخل فى تفاصيل حرفية بعيدة عن جوهر 32
ــــــــ لماذا يفعلون فى السبت ما ال يحل؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ الموضوع ..تفاصيل ما قالته الشريعة ..وما أضافه مي بتقليد الناس. معلمو اليهود عبر السنين فيما ُ س َ إنما ناقش السيد المسيح ما هو أعمق وأهم.. وضعت جوهر السبت؟ ..ما هو معنى السبت؟ ..لماذا ِ وصية السبت؟ بل خرج السيد المسيح بالموضوع عن حدود السبت إلى ما هو أهم وأكبر ..وهو أحكام العهد القديم وشرائعه كلها ..وأعطى مثالً (مر 32 : 3ـ .)32 وبهذا المثل خرج السيد المسيح أوالً عن حساسية موضوع السبت ،ووضع مثالً موثقا ً مقبوالً من الجميع أن داود لم يعتبر خاطئا ً بأكله خبز التقدمة (1صم 1 : 31ـ ..)6وأصبح السؤال المنطقى اآلن.. َمن األهم؟ ..السبت أم اإلنسان؟ ولكنه كعادته رد السؤال بسؤال! والمفهوم الحرفى بالمفهوم الروحى!
32
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ هل اإلنسان خـُلق ليحفظ السبت أم أن السبت ُوجد ليحفظ اإلنسان؟!! واإلجابة مباشرة سهلة ومنطقية
ت" س ْب ِ سا ُن ألَجْ ِل ال َّ "ال َّ اإل ْن َ اإل ْن َ ان الَ ِ سبْتُ ِإنَّ َما ُج ِع َل ألَجْ ِل ِ س ِ
(مر .)32 : 3 وأضاف السيد المسيح تلميحا ً آخر أكثر أهمية.. أن الذى وضع شريعة السبت قديما ً هو اآلن يحررها من الحرف ..ألنه هو رب الشريعة ..هو رب السبت. أى أن المسيح ال يخضع للسبت إنما شريعة ب اإل ْن َ ان ه َُو َر ُّ السبت تخضع للمسيح واضعها " ِإذا ً ا ْب ُن ِ س ِ
ت أَ ٌْضا ً" (مر .)32 : 3 س ْب ِ ال َّ
جميع التساؤالت التى يغلب عليها الطابع الحرفى الضيق البد من مناقشة جوهر الموضوع وأصله ..وحرية السيد المسيح رب الكل فى أن يكمل المعنى حسب مشيئته وفكره.
32
ــــــــ لماذا يفعلون فى السبت ما ال يحل؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(مر 1 : 2ـ .)2
هى دعوة جريئة ال لتغطية أى مشكلة عقالنية.. بل لمواجهتها جهراً. واختلف سؤال السيد المسيح عن سؤالهم اإلستطالعى ..هل يشفين فى السبت؟! ..فسأل المسيح فى المقابل (مر ..)2 : 2هل يحل ..فعل الخير؟! ..أم فعل الشر؟! ..وكأن المسيح أعلن أنه البد أن يكون هناك عمالً ما فى أى يوم ..إما عمالً للخير أم للشر.. والسكوت عن الخير هو شر فى ذاته ..فسكتوا!! 36
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
ب ِإل ِهكَ ال ت َ ْع َمل فٌِ ِه ألن النص يقول "فَ َ ِلر ّ ِ سبْتٌ ل َّ
َع َملً" (تث ..)12 : 2ولكن التطبيق يقول البد أن تعمل سهُ. س ْب ِ عمالً ما ..أما للخير أو للشر "ا ُ ْذك ُْر ٌَ ْو َم ال َّ ت ِلتُقَ ِّد َ سابِ ُع فَفٌِ ِه صنَ ُع جَمِ ٌ َع َ ستَّةَ أٌََّ ٍام ت َ ْع َم ُل َوت َ ْ ِ ع َم ِلكَ َ .وأ َ َّما ا ْلٌَ ْو ُم ال َّ ع َملً َما أ َ ْنتَ َوا ْبنُكَ َوا ْب َنت ُكَ صنَ ْع َ ب ِإلَ ِهكَ .الَ ت َ ْ َ ِلر ّ ِ سبْتٌ ل َّ ع ْبد ُكَ َوأ َ َمت ُكَ َو َب ِهٌ َمت ُكَ َونَ ِزٌلُكَ الَّذِي دَاخِ َل أ َ ْب َوا ِبكَ ( ".خر َو َ
2 : 32ـ .)12 عقلهم البديهى المنطقى يقول ..عمل الخير لن يغضب هللا ..هل لن يأكلون ولن يشربون! ..لن يتنفسون! المسيح ـ له المجد ـ جعلهم فقط يفكرون بحرية وبمنطق إنسانى طبيعى ،ولكنهم عجزوا عن التفكير. وإن فكروا عجزوا عن اإلعالن ع َّما فى قلوبهم "فَنَ َ ظ َر َح ْولَهُ ِإلَ ٌْ ِه ْم ِبغَ َ ب َح ِزٌنا ً َعلَى ِغلَ َظ ِة قُلُو ِب ِه ْم" (مر .)2 : 2 ض ٍ
32
ــــــــ لماذا يفعلون فى السبت ما ال يحل؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ استخدم السيد المسيح قصة داود وأكل خبز التقدمة كدليل على عدم التشبث بالحرف. 3ـ تساءل عن عالقة اإلنسان بالسبت؟ و َمن األهم؟.. اإلنسان أم السبت؟ 2ـ أعلن السيد المسيح أنه هو رب السبت. 2ـ وضع السيد المسيح الجميع أمام اختيارين ال ثالث لهما ..عمل الخير /الشر ..فى السبت ..ومع هذا َاو ُروا سٌُّونَ ِل ْل َو ْق ِ ت َم َع ا ْل ِهٌ ُرود ُ ِ "فَ َخ َر َج ا ْلفَ ِّرٌ ِ س ٌٌِّنَ َوتَش َ َعلَ ٌْ ِه ِلك ًَْ ٌُ ْه ِلكُوهُ( ".مر .)6 : 2
32
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
(مر ٖ ٕٔ :ـ ٕٕ).
عادة بإلتزامه بالمعتاد أو خروجه عن المعتاد.. فالسيد المسيح فى عيون أقربائه مختل؟!! وفى عيون المتدينين (الكتبة) هو رئيس شياطين؟!! لكن ..هل يتصرف تصرفات المجانين! ..هل يؤذى أحدا! ..هل كالمه غير معقول! ..هل الجميع ينفرون منه؟! ٕ2
ــــــــ إنه مختل! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وما المنطق وراء الحكم على المسيح ..أنه بعلزبول ..أو معه رئيس شياطين؟ ..هل يتقن الشر ..هل يؤذى الناس ..هل ينشر الفساد فى األرض؟!
ش ْي َ طا ٌن أ َ ْن ْف يَ ْق ِد ُر َ أوالً" ...فَدَ َ عاهُ ْم َوقَا َل لَ ُه ْم بِأ َ ْمثَا ٍلَ « :كي َ ش ْي َ س َم ْ علَى ذَا ِت َها يُ ْخ ِر َج َ ت َم ْملَكَة ٌ َ طانا؟َ .و ِإ ِن ا ْنقَ َ س َم بَ ْيتٌ الَ ت َ ْق ِد ُر ِت ْل َك ْال َم ْملَ َكة ُ أ َ ْن تَثْب ُ َ تَ .و ِإ ِن ا ْنقَ َ ت". علَى ذَاتِ ِه الَ يَ ْق ِد ُر ذَ ِل َك ْالبَيْتُ أ َ ْن يَثْبُ َ َ (مر ٖ ٕٖ :ـ )ٕ2
اخراج الشياطين ..إما بقوة إلهية ..أو بقوة شيطانية
ٖٓ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ ثانياً ...ما غرض الشيطان؟ إال أن يسيطر ويتملك البشر ب "الَ َي ْست َِطي ُع أ َ َحد ٌ أ َ ْن َي ْد ُخ َل َبي َ ي ٍ َو َي ْن َه َ ْت قَ ِو ّ ب ي أ َ َّوال َو ِحينَ ِئ ٍذ يَ ْن َه ُ أ َ ْم ِتعَتَه ُ ِإ ْن لَ ْم يَ ْربِ ِط ْالقَ ِو َّ بَ ْيتَه ُ( ".مر ٖ .)ٕ2 : اخراج الشيطان ال يتفق مع خطة الشيطان فى السيطرة على البشر ..إنما يتفق مع إرادة هللا فى تحرير البشر. واإلنسان أضعف من الشيطان القوى ..إذا البد م َمن هو أقوى من الشيطان ،فليس إال المسيح اإلله القادر أن يهزمه ويطرده. ثالثاًَ ...من األقوى؟
ٖٔ
ــــــــ إنه مختل! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يسارع أحدهم ويتهمنا بالجنون أو التخلف أو السادية أو التطرف.. ال تنزعج ..إسأل ..لماذا؟ ثم أثبت أن غير المسيحية هو فى الحقيقة األقرب لهذه التهم جميعها ..أما المسيحية ففيها التعقل واإلعتدال وتجديد البشرية ومحبة اإلنسان. كأن يقول إنسان ..المسيحية هى سبب الكوارث كلها!! ..فمن السهل أن تثبت أن المسيحية وراء الحضارة الحديثة وحقوق اإلنسان والعمل الخيرى فى العالم ..ومن السهل أيضا أن تثبت أن الشيوعية أو الفاشية أو الماركسية أو كل ما هو ضد المسيحية يستبيح القتل واإلغتصاب وتدمير البشرية من أجل المادة أو المصلحة.
ٕٖ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
33
ــــــــ لماذا ال يسلك تالميذك حسب تقليد الشيوخ؟ ـــــــــــــــــــــــ
(مر 1 : 7ـ )13
لم يكن أكل الخبز بأيد غير مغسولة ..خطية.. أو كسر وصية فى الشريعة اليهودية ..ولكن اإلجتهادات واإلضافات التى سُميت تقليد الشيوخ هى التى أوصت بهذا ..واعتبُر هذا التقليد شريعة أخرى أكثر إلزاما ً وأهمية من نصوص الشريعة فى العهد القديم. ترك المسيح تالميذه يأكلون بدون غسيل أيديهم ..وهكذا فتح مجاالً للحوار والجدل حول هذه الوصية ..بل حول كل تقليد الشيوخ. 33
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
1ـ جوهر الموضوع: لم ينشغل السيد المسيح بقضية الغسيل ذاتها ..بل كعادته انتقل بالموضوع إلى المستوى األعلى واألهم.. وهو تقليد الشيوخ ..أو وصايا الناس ..فى مقارنة مع وصايا هللا. 2ـ عتاب من األنبٌاء: سنا ً تَنَبَّأ َ اإلستدالل بالنبوة يعطى ُ حجة وقوة " َح َ ب ُوبَ :هذَا ال َّ ش ْع ٌَا ُء َ ِإ َ ش ْع ُ ع ْنكُ ْم أَ ْنت ُ ُم ا ْل ُم َرا ِئٌنَ َك َما ه َُو َم ْكت ٌ عنًِّ بَعٌِداًَ .وبَاطِ الً شفَتَ ٌْ ِه َوأ َ َّما قَ ْلبُهُ فَ ُم ْبت َ ِعد ٌ َ ٌُك ِْر ُمنًِ بِ َ اس( ".مر 6 : 7 ًِ َو َ صاٌَا النَّ ِ ٌَ ْعبُد ُو َننًِ َوهُ ْم ٌُ َع ِلّ ُمونَ تَعَالٌِ َم ه َ
ـ .)7 ثم شرح النبوة وانطباقها تماما ً على ما يحدث
اسَ : س َل "ألَنَّكُ ْم ت ََر ْكت ُ ْم َو ِصٌَّةَ َّ ِ غ ْ سكُونَ بِت َ ْقلٌِ ِد النَّ ِ اَّلل َوتَتَ َم َّ ٌِرةً مِ ثْ َل َه ِذ ِه ت َ ْف َعلُونَ " ٌق َوا ْلكُؤ ِ ُوس َوأ ُ ُمورا ً أ ُ َخ َر َكث َ األ َ َب ِار ِ (مر .)8 : 7
33
ــــــــ لماذا ال يسلك تالميذك حسب تقليد الشيوخ؟ ـــــــــــــــــــــــ -3تشخٌص الوضع الحالى بإسمه الحقٌقى: سناً! َرفَ ْ اَّلل ِلتَحْ فَظُوا ت َ ْقلٌِدَكُ ْم" (مر 7 ضت ُ ْم َو ِصٌَّةَ َّ ِ " َح َ
..)9 :إذا ً هى ليست مشكلة غسيل األيدى ..بل هى رفض وصايا هللا من أجل اإللتزام بوصايا الناس ..وهنا بدأ السيد المسيح يعطى أمثلة أخرى لهذه التجاوزات. -4أمثلة أخرى: شتِ ُم أَبا ً أ َ ْو سى قَا َل :أَك ِْر ْم أ َ َباكَ َوأ ُ َّمكَ َو َم ْن ٌَ ْ "أل َ َّن ُمو َ سا ٌن أل َ ِبٌ ِه أ َ ْو أ ُ ّما ً َف ْلٌَ ُمتْ َم ْوتاًَ .وأ َ َّما أَ ْنت ُ ْم فَتَقُولُونَ ِ :إ ْن قَا َل ِإ ْن َ أ ُ ِ ّمهِ :قُ ْربَا ٌن أ َ ْي َه ِدٌَّةٌ ه َُو الَّذِي ت َ ْنت َ ِف ُع بِ ِه مِ نًَِّ .فالَ تَدَعُو َنهُ ش ٌْئا ً أل َ ِبٌ ِه أَ ْو أ ُ ِ ّمهِ( ".مر 11 : 7ـ ..)11 فًِ َما َب ْعد ُ ٌَ ْف َع ُل َ
بمعنى أن تركيز وصايا الناس على الهدية والقربان لغى وصية هللا باإلكرام والرعاية واإلحترام ..ولم يتحرك لليهود ساكنا ً دفاعا ً عن وصايا هللا ..وإنما يثورون بشدة من أجل وصايا الناس. -5إعالن المتهم الحقٌقى والتهمة الحقٌقٌة: سلَّ ْمت ُ ُموهَُ .وأ ُ ُموراً " ُمبْطِ ِلٌنَ َكالَ َم َّ ِ اَّلل ِبت َ ْقلٌِ ِدكُ ُم الَّذِي َ ٌِرةً مِ ثْ َل َه ِذ ِه ت َ ْفعَلُونَ " (مر ..)13 : 7ليس التالميذ هم َكث َ
36
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ المخطئون بل اليهود ..وليس غسيل األيدى هو التهمة الحقيقية ..بل تغيير وتبديل وصايا هللا هى التهمة الحقيقية ..فإن لم يكن التسليم اآلبائى حسب الشريعة (التقليد) حافظا ً للكلمة اإللهية ..فإنما هو وسيلة لتعطيل إرادة هللا. -6مراجعة المفاهٌم الجوهرٌة (مفهوم النجاسة والطهارة): س َمعُوا مِ نًِّ كُلُّكُ ْم "ث ُ َّم دَعَا كُ َّل ا ْل َج ْم ِع َوقَا َل لَ ُه ُم« :ا ْ ان ِإذَا دَ َخ َل فٌِ ِه ٌَ ْق ِد ُر س َ اإل ْن َ َوا ْف َه ُموا .لَ ٌْ َ ش ًْ ٌء مِ ْن َخ ِارجِ ِ س ِ س سهُ لَ ِك َّن األ َ ْ ش ٌَا َء الَّتًِ ت َْخ ُر ُ أ َ ْن ٌُنَ ِ ّج َ ًِ الَّتًِ تُنَ ِ ّج ُ ج مِ ْنهُ ه َ سانَ " (مر 13 : 7ـ .)16األكل بأيدى مغسولة أو غير اإل ْن َ ِ
مغسولة ال يقدر أن ينجس اإلنسان ألنه يهضم سريعا ً سانَ اإل ْن َ ويخرج إلى خارج "أ َ َما ت َ ْف َه ُمونَ أَ َّن كُ َّل َما ٌَ ْد ُخ ُل ِ
سهُ .ألَنَّهُ مِ ْن َخ ِارجٍ الَ ٌَ ْق ِد ُر أ َ ْن ٌُنَ ِ ّج َ ج إِلَى ا ْل َخالَءِ َوذَ ِلكَ ف ث ُ َّم ٌَ ْخ ُر ُ ا ْل َج ْو ِ
الَ ٌَ ْد ُخ ُل إِلَى قَ ْلبِ ِه بَ ْل إِلَى ٌُ َط ِ ّه ُر كُ َّل األ َ ْ ط ِع َم ِة" (مر
18 : 7ـ ..)19أما الذى يخرج من اإلنسان (من قلبه ج مِ نَ وفكره ولسانه) هو الذى ينجسه "إِ َّن الَّذِي ٌَ ْخ ُر ُ
ب س ا ِإل ْن َ اإل ْن َ سانَ .ألَنَّهُ مِ نَ الدَّاخِ ِل مِ ْن قُلُو ِ ان ذَ ِلكَ ٌُنَ ِ ّج ُ ِ س ِ ٌ ْ َ َ َ َ ُ َّ ْ ق قتْ ٌل .س ِْرقة ط َم ٌع ج األفكَا ُر ال ّ اس ت َخ ُر ُ س ٌ نى فِ ْ الن ِ ش ِِّر َ ٌرةِ :ز ً
37
ــــــــ لماذا ال يسلك تالميذك حسب تقليد الشيوخ؟ ـــــــــــــــــــــــ ُخ ْب ٌ ٌِف ِك ْب ِر ٌَا ُء َج ْه ٌل .جَمِ ٌ ُع ارةٌ َ ث َمك ٌْر َ ٌرة ٌ تَجْ د ٌ ع ٌْ ٌن ش ِِّر َ ع َه َ سانَ " (مر : 7 َه ِذ ِه ال ُّ ور ت َْخ ُر ُ اإل ْن َ ش ُر ِ ج مِ نَ الدَّاخِ ِل َوتُنَ ِ ّج ُ س ِ 11ـ .)13
1ـ الرجوع إلى جوهر الموضوع حسب الشريعة. 1ـ اإلستشهاد بالنبوات للرد على اإلتهام. -3تشخيص المشكلة (وصايا الناس) ..بالمسمى الحقيقى لها. -3ذكر أمثلة أخرى لهذه التجاوزات. -3إعالن المتهم الحقيقى (الشيوخ) والتهمة الحقيقية (إبطال وصية هللا). 6ـ مراجعة لمفاهيم الطهارة والنجاسة.
38
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
(مر 2 : 01ـ )02
93
ــــــــ هل يحل للرجل أن يطلق امرأته؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ من الواضح أن السيد المسيح فى كل تعاليمه كرم الزواج ورفض الطالق ..بينما سمح العهد القديم َّ بالطالق ..ولهذا كانوا يجربوه لعله يقول ما هو ضد الشريعة (موسى) فيمسك عليه الخطأ.
لماذا سأل المسيح هذا السؤال؟ لمراجعة النص ..وظروف كتابته ..ومعناه. فاألفضل دائما ً مراجعة أى نص بدقة ..لئال يكون الحوار بعيدا ً عن الحقيقة التى قصدها الكتاب.. وجاءت اإلجابة دقيقة لتبدأ بكلمة" ..أذن (أعطى إذنا ً)" (مر .)0 : 01
او ِة قُلُوبِكُ ْم َكت ََب لَكُ ْم َه ِذ ِه ا ْل َو ِصيَّةَ" "مِ ْن أَجْ ِل قَ َ س َ
(مر ..)5 : 01هذه الحقيقة تسرى على وصايا كثيرة.. ألن الوصية هى إرادة إلهية ..ولكنها تعمل بيد بشرية. 01
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ البد من اعتبار األثنين ..ماذا يريد هللا؟ وماذا يستطيع اإلنسان؟ ويمكن تطبيق هذا على وصايا مثل عين بعين وسن بسن ..فاهلل يريد التسامح وعدم العداوة وعدم اإلنتقام للنفس ولكن ليس أقل من الرد بنفس الدرجة ..من أجل قساوة قلب المستمع. فالبشرية وقت إعالن الشريعة لم تكن لتحتمل مثالية "أحبوا أعدائكم" ..أو "ال تغضب باطالً" ..أو "من نظر إلى إمرأة ليشتهيها" ..فمن جانب ..إرادة هللا تهدف لقداسة اإلنسان وكماله ..ولكن من جانب آخر ..هللا يدرك ضعف اإلنسان وعجزه الشديد قبل الفداء. نعود مرة أخرى لقضية الطالق ..وقدسية الزواج ..ودفاع السيد المسيح عن الزواج.. رجع السيد المسيح إلى أصل قضية الخلق ليؤكد أن إرادة هللا من البداية واضحة ال تتغير ..أن يكون سا بَ ْعد ُ اثْنَ ْي ِن َب ْل الزواج بيد هللا ..وزوجة واحدة" ..إِذا ً لَ ْي َ سا ٌن" (مت .)6 : 03 سد ٌ َواحِ د ٌ .فالَّذِي َج َمعَهُ َّ اَّللُ الَ يُفَ ِّرقُهُ إِ ْن َ َج َ وأوضح السيد المسيح أن الطالق سمح به بسبب قساوة قلب اليهود ..تجنبا ً ألخطاء أكبر ولكن ال يعبر عن إرادة هللا. 00
ــــــــ هل يحل للرجل أن يطلق امرأته؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ أكد السيد المسيح أن َمن يطلق إمرأته ويتزوج بأخرى هى بمثابة خطية زنا ،وتأكيدا ً لهذا المعنى يقول مالخى النبى "ألَنَّهُ يَك َْرهُ ال َّ س َرائِي َل" طالَ َ ب ِإلَهُ إِ ْ الر ُّ ق قَا َل َّ (مال .)06 : 2
02
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسٌح ــــــــ
(مر ٓٔ ٔ1 :ـ ٖٕ)
ٖٗ
ــــــــ أٌها المعلم الصالح ماذا أعمل ألرث الحٌاة األبدٌة؟ ــــــــــــــ
ٔـ هناك حٌاة أبدٌة. ٕـ لإلنسان دور (عمل) للوصول للحٌاة األبدٌة. ٖـ المسٌح هو المعلم الصالح. ٗـ المسٌح ٌعرف اإلجابة الحقٌقٌة. وألن هذه اإلفتراضات كلها سلٌمة ..ولكن ٌنقصها جوهر اإلجابة ..وهى اإلٌمان بالمسٌح كلل متجسد ولٌس كمعلم صالح فقط .رد السٌد المسٌح على صالِحا ً س أ َ َحد ٌ َ السؤال بسؤالِ " ..ل َماذَا تَ ْدعُونًِ َ صالِحاً؟ َل ٌْ َ اّللُ" (مر ٓٔ .)ٔ1 : إال َّ َواحِ د ٌ َوه َُو َّ
ٗٗ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسٌح ــــــــ
اء ِإال َّ الَّ ِذي نَزَ َل ِمنَ ص ِعدَ ِإلَى ال َّ س َم ِ ْس أ َ َحد ٌ َ َ " ولٌَ َ اء" (ٌو ٖ : ان الَّ ِذي ه َُو ِفً ال َّ ال َّ س َم ِ س َم ِ اإل ْن َ اء ا ْب ُن ِ س ِ ٖٔ). احد ٌ» " أَنَا َو ُ اآلب َو ِ
(ٌو ٓٔ .)ٖٓ :
َ " وكُ ُّل َما ه َُو ِلً فَ ُه َو لَ َك َو َما ه َُو لَ َك فَ ُه َو ِلً َوأَنَا ُم َم َّجد ٌ ِفٌ ِه ْم" (ٌو .)ٔٓ : ٔ1 َطٌَّ ٍة؟ فَل ِ ْن كُ ْنتُ أَقُو ُل علَى خ ِ َ " م ْن ِم ْنكُ ْم ٌ ُ َب ِ ّكت ُ ِنً َ ست ُ ْم تُؤْ ِمنُونَ ِبً؟" (ٌو .)ٗٙ : 1 ْال َح َّق فَ ِل َماذَا لَ ْ ثم ٌستمر الحوار دون أن ٌنتظر المسٌح اإلجابة على سؤال ..ألنها منطقٌة ولكن قد ٌكون من العسٌر اإلعالن عنها ..أنت هو هللا بالحقٌقة. ٘ٗ
ــــــــ أٌها المعلم الصالح ماذا أعمل ألرث الحٌاة األبدٌة؟ ــــــــــــــ أك َّمل السٌد المسٌح إجابت للشاب" ..أنت تعرف الوصاٌا" ..وكأن بهذه اإلجابة ٌكمل إجابة سؤال "ماذا أعمل ألرث الحٌاة األبدٌة" ..بعد اإلٌمان بالمسٌح كلل .. تحتاج إلى طاعة الوصٌة كطرٌق للحٌاة األبدٌة .وذكر السٌد المسٌح بعض هذه الوصاٌا "الَ ت َْز ِن .الَ ت َ ْقتُلْ .الَ ش َه ْد ِب ُّ ِب .أَك ِْر ْم أَبَاكَ َوأ ُ َّمكَ " (مر ٓٔ س ِرقْ .الَ ت َ ْ ور .الَ تَ ْ تَ ْ سل ْ الز ِ
..)ٔ1 :وهنا أكمل الشاب الغنى حدٌث بسؤال جدٌد " ٌَا ُمعَ ِلّ ُم َه ِذ ِه ُكلُّ َها َح ِف ْظت ُ َها ُم ْنذ ُ َحدَاثَتًِ" (مر ٓٔ " ..)ٕٓ :فَ َماذَا ٌُ ْع ِو ُزنًِ َب ْعد ُ؟" (مت .)ٕٓ : ٔ1
وهذا السؤال ٌفترض أن اإلجابة بحفظ هذه الوصاٌا فى العالقات اإلنسانٌة لٌست كافٌة وحدها لدخول الحٌاة األبدٌة ..وكأن هذا الشاب النقى أحس بفطرت أن مازال ٌحتاج إلى أكثر من هذاْ ٌُ" ..ع ِوزُكَ
َب بِ ْع كُ َّل َما لَكَ َوأَعْطِ ا ْلفُقَ َرا َء فٌََكُونَ لَكَ َ ش ًْ ٌء َواحِ د ٌ .ا ْذه ْ ٌِب" (مر ٓٔ .)ٕٔ : س َماءِ َوت َ َعا َل اتْبَ ْعنًِ حَامِ الً ال َّ َك ْن ٌز فًِ ال َّ صل َ
وأصبحت هذه النقطة الثالثة فى هذا السؤال الخطٌر نقطة شاملة جامعة كل وصاٌا العهد الجدٌد.. وكل مبادئ القداسة والنمو الروحى ..وفتحت الباب
ٗٙ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسٌح ــــــــ لجهاد ال ٌنتهى أمام اإلنسان للوصول إلى قٌاس قامة ملء المسٌح أو التشب بالمسٌح الكامل. ولم ٌترك السٌد المسٌح هذا الموضوع ٌنتهى عن هذا الحد ..ألن بذهاب الشاب الغنى حزٌنا ً تراءى أن ال خالص ل أو كأن خرج عن هذا الطرٌق الذى بدأه ..أو كأن ال ٌصلح للحٌاة األبدٌة ..وهنا أضاف السٌد المسٌح تفسٌرا ً لعراقٌل دخول الحٌاة األبدٌة " َما
اّللَ .فت َ َحٌَّ َر التَّالَمِ ٌذ ُ س َر د ُ ُخو َل ذَ ِوي األ َ ْم َوا ِل ِإ َلى َملَكُو ِ ت َّ ِ أ َ ْع َ س َر د ُ ُخو َل ًِ َما أَ ْع َ مِ ْن َكالَمِ هِ .فَقَا َل ٌَسُوعُ أ َ ٌْضاًٌَ« :ا بَن َّ ب علَى األ َ ْم َوا ِل ِإلَى َملَكُو ِ ت َّ ِ ا ْل ُمت َّ ِك ِلٌنَ َ اّلل ُ .!.م ُرو ُر َم َم ٍل مِ ْن ث َ ْق ِ س ُر مِ ْن أَ ْن ٌَ ْد ُخ َل َ اّللِ ( ".»!.مر ٓٔ : ًِ ِإلَى َملَكُو ِ ت َّ ِإ ْب َر ٍة أ َ ٌْ َ غن ٌّ
ٖٕ ـ ٕ٘). قالها السٌد المسٌح بالطرٌقة التى تستدعى التعجب والتساؤل والحٌرة ..لكى ما ٌكون ل فرصة س َر د ُ ُخو َل ًِ َما أ َ ْع َ التوضٌح والتفسٌر والتعقٌب "ٌَا بَن َّ اّللِ ( "!.مر ٓٔ .)ٕٗ : علَى األ َ ْم َوا ِل إِلَى َملَكُو ِ ا ْل ُمت َّ ِك ِلٌنَ َ ت َّ سط السٌد المسٌح المفاهٌم وكعادة السٌد المسٌح ب َّ س ُر ب إِ ْب َر ٍة أ َ ٌْ َ باإلمثال الدارجة المعتادة " ُم ُرو ُر َم َم ٍل مِ ْن ث َ ْق ِ مِ ْن أ َ ْن ٌَ ْد ُخ َل َ اّللِ ( "!.مر ٓٔ ..)ٕ٘ :وٌقصد ًِ ِإلَى َملَكُو ِ ت َّ غن ٌّ ٗ1
ــــــــ أٌها المعلم الصالح ماذا أعمل ألرث الحٌاة األبدٌة؟ ــــــــــــــ بها دخول الجمل من باب فى سور أورشلٌم ٌسمى ثقب إبرة ..ال ٌسمح للجمل المحمل باألمتعة بالدخول إلى بعد إنزال ما علٌ من متاع ..ووضع على األرض (باركا ً) على ركبتٌ ودفع لألمام ..وكلها عالمات على ترك محبة المال واإلتضاع والجهاد الالزم للدخول من الباب الضٌق ..لكن لم ٌقطع أمل هذا الشاب فى أن قد ٌنجح اس ٌوما ً فى أن ٌحب المسٌح أكثر من أموال " ِع ْندَ النَّ ِ
َ ست َ َطاعٌ اّلل أل َ َّن كُ َّل َ س ِع ْندَ َّ ِ ش ًْءٍ ُم ْ غ ٌْ ُر ُم ْ ست َ َطاعٍ َولَك ِْن لَ ٌْ َ اّلل" (مر ٓٔ .)ٕ1 : ِع ْندَ َّ ِ
إذاً ..تد َّرج هذا الحوار المنطقى فى ثالث مراحل: ٔـ إعالن الهوت المسٌح (صالح المطلق). ٕـ التركٌز على وصاٌا العهد القدٌم. ٖـ الكمال فى الترك وتبعٌة المسٌح.
ٗ1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسٌح ــــــــ
أن تناقش السائل من مضمون سؤال ..
"لماذا تدعونى صالحاً؟" أو نتفق على تعرٌف الكلمات المستخدمة
"ما معنى الصالح المطلق؟". وأٌضا ً نبدأ اإلجابة بما ٌعلم السائل أو ٌتوقع ..
"أنت تعرف الوصاٌا". وأٌضا ً أن نرتقى بالحوار إلى ما ال ٌعرف أو ٌتوقع السائل
"ٌعوزك شئ واحد".
ٗ1
ــــــــ نريد أن تفعل لنا كل ما طلبناه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(مر 50 : 05ـ )05
هذه صورة مبسطة ألغلب طلبات البشر فى صلواتهم ..حتى المؤمنين بالمسيح قد تكون طلباتهم بنفس هذا المعنى ..أنهم يريدون ما يرونه مناسباً ..أو أن 05
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ هللا يحقق لهم طموحاتهم حسبما يرون ..ولكن المسيح ِس َواحِ د ٌ ع َْن يَمِ ينِكَ يسأل فى المقابل "أَعْطِ نَا أ َ ْن نَجْ ل َ س ِاركَ فِي َمجْ دِكَ " (مر ..)53 : 05ولكن هل َواآل َخ ُر ع َْن يَ َ ان" (مر يدركان حقيقة ما يطلبان "لَ ْ ان َما ت َ ْطلُبَ ِ ست ُ َما ت َ ْعلَ َم ِ .)53 : 05 هنا موقف متكرر يحدث مع كثيرين منا ..هل تعلم حقا ً ما تطلب؟! ..قد نطلب راحة فى هذا الزمان وقد تكون الراحة سببا ً لخسارة الحياة األبدية ..قد نطلب كرامة فى هذا الزمان وتكون وباالً علينا وسببا ً لضياع نفوسنا ..قد نطلب نجاحا ً اليوم نراه مناسبا ً وطبيعيا ً ويكون سببا ً فى مشاكل وهموم وأحزان روحية ال طائل لها ..حقاً ..أننا كثيرا ً ال نعلم ما نطلبه أو ما نصلى ألجله ..هل هو لنا أم علينا!! ان أَ ْن وف َّ سر السيد المسيح إجابته بقوله "أَت َ ْ ستَطِ يعَ ِ ص ْبغَ ِة الَّتِي س الَّتِي أَش َْربُ َها أَ َنا َوأ َ ْن ت َ ْ ص َط ِبغَا ِبال ِ ّ تَش َْربَا ا ْلكَأْ َ ص َطبِ ُغ بِ َها أَنَا؟" (مر ..)53 : 05وحتى هذا القول لم أَ ْ
يفهمه التلميذان كما قصده المسيح ..فهو يتكلم عن آالمه وصلبه ودمه الذى سيصطبغ به بعد أيام ..أما هما فكانا يتخيالن ما فى عقليهما من كرامة ومجد أرضى كأنهما 00
ــــــــ نريد أن تفعل لنا كل ما طلبناه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وزيرين فى مملكته القادمة .)53 : 05
ستَطِ ي ُع»" (مر "فَقَاالَ لَهُ« :نَ ْ
هنا قد يكتفى السيد المسيح بإجابتهما ويحقق لهما ما أراداه وليدفعا ثمن طلبتهما ..ولكن السيد المسيح يحب تالميذه كما يحب كل البشر ..ويشفق عليهم حتى من أحالمهم وأمنياتهم الساذجة ..لهذا أصر السيد المسيح ص ْبغَ ِة الَّتِي س الَّتِي أَش َْربُ َها أَنَا َفتَش َْربَانِ َها َوبَال ِ ّ "أ َ َّما ا ْلكَأ ْ ُ وس ع َْن يَمِ ينِي َوع َْن ص َطبِ ُغ بِ َها أ َ َنا تَ ْ أَ ْ انَ .وأ َ َّما ا ْل ُجلُ ُ ص َطبِغَ ِ ه ْم" (مر 53 : 05 س لِي أَ ْن أُعْطِ يَهُ إال َّ للَّذِينَ أ ُ ِعدَّ لَ ُ يَ َ س ِاري فَلَ ْي َ
ـ .)05 وهنا أعلن السيد المسيح نبوة عما سيحدث لهذين التلميذين فأنهما سيقاسيان العذاب مثله (استشهد يعقوب بحد السيف فى (أع ..)5 : 05وتألم يوحنا طويالً ونفى كثيراً) ..ولكن السيد المسيح أصر على حقيقة أن الجلوس عن يمينه ويساره ليست إستجابة لألحالم والتمنيات والرغبات والطموحات األرضية إنما هى حكمة إلهية سرية "للَّذِينَ أ ُ ِعدَّ لَ ُه ْم" (مر .)05 : 05 وهذه الكرامة ال تعطى فقط ل َمن يشتهيها ولكن ل َمن يلتزم بكل متطلباتها وأولها التواضع الجم والمتكأ 05
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ األخير ..ولهذا أكمل السيد المسيح حديثه موضحاً.. سا َء األ ُ َم ِم يَسُود ُونَ ُه ْم سبُونَ ُر َؤ َ "أ َ ْنت ُ ْم ت َ ْعلَ ُمونَ أ َ َّن الَّذِينَ يُحْ َ ع َل ْي ِه ْم .فَالَ َيكُو ُن َه َكذَا فِيكُ ْمَ .ب ْل سلَّطُونَ َ َوأ َ َّن عُ َظ َما َءهُ ْم َيت َ َ ير فِي ُك ْم عَظِ يما ً يَكُو ُن لَكُ ْم َخادِماًَ .و َم ْن أ َ َرادَ َم ْن أ َ َرادَ أ َ ْن َي ِص َ ان يع َ اإل ْن َ أ َ ْن َي ِص َ ع ْبداً .أل َ َّن ا ْبنَ ِ س ِ ير فِيكُ ْم أ َ َّوالً يَكُو ُن ِل ْلجَمِ ِ سهُ فِ ْديَةً ع َْن أ َ ْيضا ً لَ ْم َيأ ْ ِ ت ِليُ ْخدَ َم بَ ْل ِل َي ْخ ِد َم َو ِليَ ْب ِذ َل نَ ْف َ َكث ِِيرينَ " (مر 05 : 05ـ .)00
مرة أخرى ..نتعلم من ربنا يسوع المسيح ـ له المجد ـ المنطق فى الرد على الطبات: تحقق من مفهوم الطلب كما قصده السائل. اسأل َمن يطلب ..هل يتح ّمل تكلفة هذا الطب وتبعياته؟! وضح المفاهيم الروحية والالهوتية التى قد تغيب عن صاحب السؤال.
05
ــــــــ يا سيد أنظر التينة التى لعنتها قد يبست ــــــــــــــــــــــــــــ
(مر 02 : 11ـ )03
يا سيد أنظر ..التينة التى لعنتها قد يبست!! ..هنا يتعجب بطرس من منظر التينة التى يبُست فى عدة ساعات ولكنه لم يتجاهل ولم ينس أنها إستجابة لموقف ِين مِ ْن بَعِي ٍد السيد المسيح فى اليوم السابق "فَنَ َظ َر َ ش َج َرةَ ت ٍ
ش ْيئاً .فَلَ َّما َجا َء ِإ َل ْي َها لَ ْم ق َو َجا َء لَعَلَّهُ يَ ِجد ُ فِي َها َ َ علَ ْي َها َو َر ٌ ِين .فَقَا َل يَسُوعُ لَ َها: يَ ِج ْد َ ش ْيئا ً إال َّ َو َرقا ً ألَنَّهُ لَ ْم يَك ُْن َو ْقتَ الت ّ ِ
32
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ «الَ َيؤْكُ ْل أ َ َحد ٌ مِ ْنكِ ث َ َمرا ً َب ْعد ُ ِإلَى األ َ َب ِد»َ .وكَانَ تَالَمِ يذُهُ س َمعُونَ ( ".مر 11 : 11ـ .)12 يَ ْ
ولم يتوقف السيد المسيح عند تعليق بطرس حول التينة ولكنه أخذه فى اتجاه قضية اإليمان "إِ َّن َم ْن
قَا َل ِل َه َذا ا ْل َجبَ ِل ا ْنت َ ِق ْل َوا ْن َط ِرحْ فِي ْلبَحْ ِر َوالَ يَشُكُّ فِي قَ ْل ِب ِه بَ ْل يُإْ مِ ُن أَنَّ َما َيقُولُهُ َيكُو ُن فَ َم ْه َما قَا َل َيكُو ُ ن لَه ُ" (مر : 11
..)01وهنا قد نتساءل ..وهل ليس للتالميذ إيمان باهلل حتى يقول لهم ليكن لكم إيمان باهلل!! هنا نفهم أن اإليمان ليس مجرد عُملة أو شهادة يقتنيها اإلنسان أو ال يقتنيها ..إنما هو حالة مستمرة من الثقة المطلقة باهلل ..ولهذا مهما كنا مؤمنين فإننا مازلنا نحتاج لإليمان. التالميذ كانوا مؤمنين ..بل صنعوا عجائب بإسم السيد المسيح قبل هذا اليوم ..بل شهد السيد المسيح علَى َه ِذ ِه س َو َ لبطرس مع اعتراف إيمانه "أ َ ْنتَ بُ ْط ُر ُ
علَ ْي َها" (مت يم لَ ْن ت َ ْق َوى َ ال َّ ص ْخ َر ِة أ َ ْبنِي َكنِي َ اب ا ْلجَحِ ِ ستِي َوأ َ ْب َو ُ ..)11 : 14ومع هذا مازالت الوصية ..ليكن لكم إيمان
باهلل!! 33
ــــــــ يا سيد أنظر التينة التى لعنتها قد يبست ــــــــــــــــــــــــــــ وكأن السيد المسيح يشرح مفهوما ً جديدا ً لإليمان ..أنه النمو والثبات واإللتصاق بالمسيح كل الوقت مهما كانت الظروف ..لذلك البد أن نعترف بأننا قليلى اإليمان (مت ..)04 : 1فنطلبه فى الصالة ونسعى ام َرأَة ُ عَظِ ي ٌم فى اتجاهه حتى نصير عظيمى اإليمان "يَا ْ إِي َمانُكِ ! ِليَك ُْن لَكِ َك َما ت ُِريدِينَ " (مت ..)01 : 13لكى نصل إلى ما ترجاه السيد المسيح لنا ..حبة الخردل "لَ ْو كَانَ لَكُ ْم ِإي َما ٌن مِ ثْ ُل َحبَّ ِة َخ ْردَ ٍل لَ ُك ْنت ُ ْم تَقُولُونَ ِل َهذَا ا ْل َجبَ ِل :ا ْنت َ ِق ْل ش ْي ٌء َ ِن لَدَ ْيكُ ْم" مِ ْن هُ َنا ِإلَى هُ َناكَ فَ َي ْنت َ ِق ُل َوالَ يَكُو ُن َ غ ْي َر ُم ْمك ٍ
(مت .)02 : 11 ولم يكتفى السيد المسيح بهذا التوضيح بل حوله إلى حياة مستمرة وسلوك يومى بل لحظى "كُ ُّل َما
صلُّونَ فَآمِ نُوا أ َ ْن ت َ َنالُوهُ فَيَكُونَ لَكُ ْم" (مر 11 ت َ ْطلُبُونَهُ حِ ينَ َما ت ُ َ
.)02 : إذاً ..بدأ الحوار بتعجب بطرس من التينة التى يبست ..وأنتقل المسيح به إلى موضوع اإليمان القادر على فعل المعجزات ..وختمه بوعد إستجابة كل الطلبات المحمولة على اإليمان. 34
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
(مر 75 : 11ـ )33
هنا ..حوار جدلى ..من جهة رإساء الكهنة والكتبة والشيوخ ..قـصد به محاولة إيقاع السيد المسيح فى مؤزق. 75
ــــــــ بؤى سلطان تفعل هذا؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان الكهنة والكتبة والشيوخ يعلمون أن المسيح يعلن دائما ً أن سلطانه من هللا ..ومن داخله ألنه هو المسيح ابن هللا. " فَبهتوا م ْن ت َ ْعليمه ألَنَّه َكانَ يعَلمه ْم َك َم ْن لَه ْس ك ْ س ْل َ َال َكتَبَة" (مر )77 : 1 طان َولَي َ سؤ َ َل بَ ْعضه ْم بَ ْعضا ً قَائلينَ : َ " فت َ َحيَّروا كلُّه ْم َحتَّى َ « َما َهذَا؟ َما ه َو َهذَا الت َّ ْعليم ْال َجديد؟ ألَنَّه بس ْل َ طان سةَ فَتطيعه!»"(مر)75 : 1 يَؤْمر َحتَّى األ َ ْر َوا َح النَّج َ ولكنهم كانوا يريدون إما أن يعلن هذا.. فيعتبرونه مجدفا ً ألنه يقول أنه هو هللا الخالق القادر ..أو ينكر ويعترف أن سلطانه من خارجه كؤى واحد من األنبياء الذى يؤتمر بؤمر هللا وليس له فى ذاته قدرة أو سلطان ..وبهذا يستطيعون أن يقاوموه وينكروا أنه المسيا. 75
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ وكان السيد المسيح يعلم تماما ً أنهم لن يستفيدوا من اعالنه عن نفسه كصاحب سلطان بقدر ما يفيد مإامراتهم ..وألن ساعته لم تكن قد جاءت بعد. أجاب السيد المسيح سإالهم بسإال ـ حسب سأَلُكُ ْم َك ِل َمةً َواحِ دَةً .أ َ ِجيبُونِي فَأَقُو َل لَكُ ْم عادته ـ " َوأَنَا أَ ْيضا ً أ َ ْ ان أ َ ْف َع ُل َهذَا" (مر ..)75 : 11ووضعهم السيد يِ ُ س ْل َط ٍ ِبأ َ ّ س َماءِ كَا َنتْ أ َ ْم المسيح فى مؤزق " َم ْع ُمو ِديَّةُ يُو َحنَّا :مِ نَ ال َّ اس؟ أ َ ِجيبُونِي" (مر ..)33 : 11أذ يعلم ربنا يسوع مِ نَ النَّ ِ
أنهم لم يعترفوا بيوحنا كنبى وإال لكانوا قد خضعوا له ولرسائل التوبة التى قالها ..ولكنهم ال يقدرون أمام الجموع العاشقة ليوحنا المعمدان أن يشككوا فى تقواه أو ارساليته من قبل هللا. أجاب السيد المسيح بسإال ليعلن لهم وللجموع أنهم ليسوا صادقين مع أنفسهم لذلك لن يستفيدوا من إجابته عن السإال الخاص بسلطانه والهوته "فَفَ َّك ُروا فِي
س َماءِ يَقُو ُل :فَ ِل َماذَا لَ ْم ت ُؤْ مِ نُوا أ َ ْنفُ ِ س ِه ْم قَائِ ِلينَ ِ « :إ ْن قُ ْلنَا مِ نَ ال َّ ب .أل َ َّن يُو َحنَّا كَانَ اس»َ .ف َخافُوا ال َّ ِبهِ؟َ .و ِإ ْن قُ ْلنَا مِ نَ النَّ ِ ش ْع َ يع أَنَّهُ ِبا ْل َحقِيقَ ِة نَ ِبيَ .فأ َ َجابُوا« :لَ نَ ْعلَ ُم» .فَ َقا َل ِع ْندَ ا ْلجَمِ ِ ان أ َ ْفعَ ُل َ هذَا»" (مر : 11 ي ِ سُ ْل َط ٍ يَسُوعَُ « :ولَ أ َ َنا أَقُو ُل لَكُ ْم بِأ َ ّ
31ـ .)33
75
ــــــــ بؤى سلطان تفعل هذا؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وأجاب المتآمرين ..ال نعلم ..وكانت كذبة صريحة ليتهربوا بها من الموقف الشائك ..أما السيد ان ي ِ سُ ْل َط ٍ المسيح الذى ال يكذب فؤعلن " َولَ أَنَا أَقُو ُل لَكُ ْم ِبأ َ ّ أ َ ْفعَ ُل َهذَا" (مر .)33 : 11 وإنما يفهم ضمنيا ً من إجابته أنه ال يريد أن يعلن ألوهيته اآلن ..وباألخص ل َمن ال يريدون أن يقبلوا الحقيقة ..وهنا كمثال ..أحيانا ً يكون الرأى العام والمسلمات المتعارفة دليالً رادعا ً للمتفلسفين والمتشككين فى ثوابت أجمع عليها البشر بالفطرة والمنطق والتاريخ.
03
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
(مر 61 : 61ـ )61
مقدمة الحوار فى هذا النص تطرح علينا قضية هامة ..وهى ضرورة فهم ما وراء السإال من غرض أو أغراض..
16
ــــــــ أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم ال؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وهنا تظهر مجموعة تساإالت يُقصد بها أحيانا ً سك بلفظة أو جملة ..واخراجها من النص الكامل التم َ الذى طرحت فيه حتى تؤخذ معنى آخر لم يقصده قائله، مثالً ..حين يسؤل شخص هل حقا ً تقولون أن المسيح ثالث ثالثة؟ ..فى ظاهر السإال يبدو بريئا ً كؤن يستفهم عن مفهوم الوحدانية والثالوث ..لكن الغرض من السإال هو التكفير حسب فكر ومفهوم المجتمع ،لهذا اليجب أن نتعجل اإلجابة بسذاجة "نعم هو ثالث ثالثة" ..وإنما تكون اإلجابة بشرح مبسط لمفهوم وحدانية هللا ..هللا وكلمته وروحه ..ثالوث فى واحد. 11
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
حين يبدأ السإال بمديح مستفيض ..عادة يجب أن تشك فى غرض صاحب السإال ..ألن اإلطراء الزائد وأمام الجموع يحبك المإامرة ويجعل إنزالق اإلنسان فى الخطؤ أسهل ..وهذا ما لم يحدث بالطبع مع ربنا يسوع له المجد.
حين يسؤل البعض ويضع لك إجابتين فقط تختار من بينهما ..احذر المغالطة!! ..لعل هناك إجابة ثالثة.. وسطية ..أو مرتبطة بظرف معين ..لعلك ال تستطيع أن تقطع بإجابة واحدة فى كل الظروف ..لكن هذا النوع من األسئلة ..يقصد به شراً. ألن اإلجابة األولى ..نعم ..ينبغى للجميع أن يعطوا الجزية ..تجعل السيد المسيح خائنا ً لوطنه وشعبه ..منحازا ً للرومان ..وهذا ما أراده المتآمرين. اإلجابة الثانية ..ال ..ال ينبغى أن تعطوا الجزية تجعل المسيح ـ له المجد ـ صاحب ثورة وفتنة على النظام الرومانى ..ويلزم محاكمته كمقاوم لقيصر. 11
ــــــــ أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم ال؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المواجهة ..مطلوبة ..لكى يعلم السائل أنك تدرى نواياه وأنك لست ساذجاً ..وأن السإال ليس أمينا ً وال يراد به اإلستفهام وإنما الوقيعة. علم السيد المسيح رياءهم ألنهم يتملقونه لعله يجيب اإلجابة التى تروق لهم كفريسيين ..وهى "ال تعطوا الجزية". بينما يقف الهيروديسيين يشهدون أنه بذلك يكون ضدا ً لقيصر أيضاً ..أذا رأيت تحالفا ً بين من ال يتفقون.. مثل الفريسيين والهيرودسيين ..البد أن تتوقع المإامرة.. ألن هاتين الفئتين كانتا فى عداء دائم ..واحدة متطرفة سك بالسياسة فوق سك بالحرف ..واألخرى تتم ّ دينيا ً وتتم ّ الدين وتبحث عن مصالح وكراسى وأنصبة. لماذا طلب ديناراً؟ أوالً ..ألن المسيح لم يكن يحمل أمواالً ..فال ينتظر أحد منه ماالً أو يتقرب إليه أحد من أجل المكسب ..ولكى يظل المال تحت أرجل تالميذه ..فى المستقبل. 16
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ ثانياً ..الدينار ..عملة الجزية ..عملة المال.. وكؤنه يريد أن يعود السإال إلى مراجعة المفاهيم.. مفهوم المال عموماً ..ومفهوم اإلنسان ..ومرجعية كل منهما!!
كان الدينار يُصاغ ويُطبع فى روما ..ألنها تحكم العالم بما فيه من بالد اليهود ..وبحكم السياسة كان اإلقتصاد خاضعا ً لإلمبراطورية الرومانية ولقوة الدينار ..وكانت تفرض الجزية على كل البالد المستعمرة بدعوى تؤمين هذه البالد وإدارتها. فالصورة هى صورة قيصر ..والكتابة هى كتابة قيصر ..وبالتالى المتحكم فى المال عموما ً هو قيصر. وجاءت إجابة المسيح العميقة والبسيطة أيضاً.. أعطوا ما لقيصر لقيصر وما هلل هلل ..وكان هناك سإال خفياً ..أنتم ..يا بنى البشر ..ل َمن هذه الصورة؟.. صورتكم كبشر؟! ..ول َمن هذه الكتابة؟! ..على وجوهكم؟! ..إنها صورة هللا وكتابته. 16
ــــــــ أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم ال؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــ كما نصلى فى القداس اإلغريغورى "كتبت ى صورة سلطانك" ..فكما أن الدينار يعود (رسمت) ف َّ لقيصر ..البد أن اإلنسان يعود هلل ألنه ملك هللا ..صورته وكتابته. أيضاً ..ما لقيصر لقيصر ..تعنى ما يستحقه قيصر البد أن يؤخذه وهى إجابة تحتمل إجتهادات وتفسيرات لكنها ال تلغى بكل حال فكرة الجزية تماماً. وأيضاً ..ما هلل هلل ..فيها فصل صريح بين أمور السياسة واإلقتصاد من جهة ..واألمور الروحية التعبدية من جهة أخرى. وال ننسى ..أن الفريسيين والكتبة والكهنة اليهود كانوا يرون أن الهيكل هو األحق بالجزية ..وكؤنها من حق هللا وليس قيصر ..ومن هنا كان الصراع الدائم بين السياسة ورجال الدين اليهودى ..فاإلجابة تعنى أن األمور الزمنية يحكم فيها المتخصصون من أهل هذا الزمان ..واألمور الروحية اإللهية يحكم فيها هللا ورجاله ..وال يجب خلط األمور وتداخل السلطات والمسئوليات بؤى حال. 11
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
76
ــــــــ ل َمن منهم تكون زوجة؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (مر 26 : 21ـ )16
مرة أخرى ..تتقدم فئة جديدة ..الصدوقيين.. المنشقين عن الفريسيين والذى يتبعهم رؤساء الكهنة آنذاك ..وحسب إيمانهم المتطرف ..ليس هناك قيامة وال روح وال مالئكة ..وبهذا اإليمان يختلقون قصة ويضعونها تحت حرف الشريعة ليثبتوا ـ حسب فكرهم ـ أنه إما أن الشريعة خطأ أو أنه ليس هناك قيامة لألموات.
وهنا الحد األول للكالم ..وكأنهم يقولون له احترس أن تكسر كالم موسى أو تخالفه فتحسب مستحقا ً للرجم ..واليهود بالطبع ال يرون أن المسيح إله موسى المشرع لشريعة الكمال ..وأن شريعة العهد القديم وهو ّ كانت مرحلة لتنقل اليهود إلستقبال المسيح ..ولكنها لم تكشف كل إرادة هللا من نحو اإلنسان ..ولهذا أتى المسيح وس أ َ ِو األ َ ْن ِبيَا َءَ .ما قائالً "الَ تَظُنُّوا أَنِّي ِجئْتُ أل َ ْنقُ َ ض النَّا ُم َ ض َب ْل أل َك ِ ّم َل" (مت .)26 : 5 ِجئْتُ أل َ ْنقُ َ 76
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
هنا كانوا يتوقعون إجابات مثل ..ستكون زوجة األول ..أو ستكون زوجة لألخير ..أو ل َمن عاش أطول فترة معها ..أو ستكون زوجة للسبعة ..وبحسب تفكيرهم كل هذه اإلجابات ضعيفة يسهل نقضها ..أو يضطر السيد المسيح اإلعتراض على شريعة زواج األخ التى سلمها موسى لشعبه ..وهنا يحسب مجدفا ً وكاسراً للناموس. وكعادة السيد المسيح ..لم يضطرب ..ولم يُجب بإستعجال كما يريدون ..ولم يعط أيا ً من هذه اإلجابات الخاطئة ولكنه..
س ِل َهذَا ت َِضلُّونَ ِإ ْذ الَ ت َ ْع ِرفُونَ ا ْلكُت َُب َوالَ قُ َّوةَ "أ َ َل ْي َ
اَّللِ؟" (مر ..)12 : 21بالرغم أن هؤالء الصدوقيين يأتون َّ عليه وكأنهم وجدوا ثغرة وليس لها حل ..إال أن السيد المسيح اعترض أساسا ً على فهمهم للكتب المقدسة وادراكهم لقوة هللا وحقيقة القيامة وجسد القيامة "ألَنَّ ُه ْم 76
ــــــــ ل َمن منهم تكون زوجة؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ت الَ يُ َز ّ ِو ُجونَ َوالَ يُ َز َّو ُجونَ َب ْل َيكُونُونَ َمت َى َقا ُموا مِ نَ األ َ ْم َوا ِ ت" (مر .)15 : 21 اوا ِ َك َمالَئِ َك ٍة فِي ال َّ س َم َ
ألن الكتب المقدسة التى أشارت إلى القيامة لم تشر أبدا ً إلى القيامة بنفس األجساد الضعيفة التى على األرض ..فهم لم يقبلوا القيامة التى أكدها الكتاب ..ولم يصدقوا قدرة هللا أن يعطى حياة جديدة بأجساد جديدة.. لكن بطبيعة ممجدة تشبه المالئكة ال تحتاج إلى أكل ت الَ وشرب ونوم وتناسل "ألَنَّ ُه ْم َمت َى قَا ُموا مِ نَ األ َ ْم َوا ِ اواتِ. يُ َز ّ ِو ُجونَ َوالَ يُ َز َّو ُجونَ بَ ْل يَكُونُونَ َك َمالَئِ َك ٍة فِي ال َّ س َم َ ب َوأ َ َّما مِ ْن ِج َه ِة األ َ ْم َوا ِ ت ِإنَّ ُه ْم َيقُو ُمونَ :أَفَ َما قَ َرأْت ُ ْم فِي ِكت َا ِ اَّللُ قَا ِئالً :أَنَا إِلَهُ ِإ ْب َراهِي َم ف َكلَّ َمهُ َّ ُمو َ سى فِي أ َ ْم ِر ا ْلعُلَّ ْيقَ ِة َك ْي َ وب؟( ".مر 15 : 21ـ .)17 س َح َ َو ِإلَهُ ِإ ْ اق َو ِإلَهُ َي ْعقُ َ
وهنا دخل السيد المسيح فى جوهر الموضوع.. وهو موضوع هل هناك حقا ً حياة أخرى أو قيامة بعد الموت!
67
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ ورجوعا ً إلى الكتب المقدسة وإلى موسى بالذات ـ وكان معروفا ً أن الصدوقيين ال يعترفون إال بكتب ت بَ ْل إِلَهُ أَحْ يَاءٍ " (مر .)16 : 21 س ه َُو إِلَهَ أ َ ْم َوا ٍ موسى ـ "لَ ْي َ
سك بفكرك الضالل فى أن تفقد الموضوعية وتتم ّ الخاص. الضالل هو أن تعتقد أنك تفهم واآلخرون ال يفهمون. الضالل هو عدم فهم قوة هللا وفكر هللا وإرادة هللا.
62
ــــــــ أية وصية هى أول الكل؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(مر 72 : 27ـ )43
27
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ فى نفس هذا اليوم ..وهذا اإلصحاح (مر ..)27 اإلصحاح األمثل لحوارات السيد المسيح الذى يقابله (متى ( ، )77لو ..)72بينما انشغل الفريسيين بصراعهم مع أصحاب السلطة الهيرودسيين وانشغل الصدوقيين بمحاولة التشكيك فى القيامة واألرواح ..انشغل الكتبة بحرف الوصية ..ومركز كل وصية ..وأهميتها وترتيبها ..وبالطبع اختلفوا حرفيا ً فى قضية "أَيَّةُ َو ِصيَّ ٍة ِي أ َ َّو ُل ا ْلكُ ِ ّل؟". ه َ نالحظ أن كل إجابات السيد المسيح الماضية كانت ال تروق لسائلها ولكنها حسنة فى أذنى األغلبية والعامة. لكن ترى ما هو غرض هذا السائل الجديد (واحد من الكتبة) ..هل أراد أن يجعل المسيح فى مأزق مع الرومان؟ ..أو مأزق مع الشريعة؟! ..لكن ـ فى الحقيقة ـ هذا الكاتب تساءل بدون غرض إال المعرفة.. ولهذا سيكون الحديث إليه مختلفا ً ألنه لم يجرب المسيح ولم يرائيه بل تكلم معه بصدق. ولهذا جاءت إجابة المسيح هنا مباشرة "إِ َّن أ َ َّو َل ب َواحِ د ٌ. كُ ِ ّل ا ْل َو َ س َم ْع يَا ِإ ْ ِي :ا ْ ب ِإلَ ُهنَا َر ٌّ الر ُّ س َرائِي ُلَّ . صا َيا ه َ
24
ــــــــ أية وصية هى أول الكل؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سكَ َومِ ْن كُ ِ ّل ب ِإلَ َهكَ مِ ْن كُ ِ ّل َق ْل ِبكَ َومِ ْن كُ ِ ّل َن ْف ِ الر َّ َوتُحِ بتُّ َّ ِي ا ْل َو ِصيَّةُ األُولَىَ .وثَانِ َيةٌ فِك ِْركَ َومِ ْن كُ ِ ّل قُد َْر ِتكَ َ .ه ِذ ِه ه َ س َو ِصيَّةٌ أ ُ ْخ َرى أَ ْع َظ َم ب قَ ِريبَكَ َكنَ ْف ِ ِي :تُحِ ُّ سكَ َ .ل ْي َ مِ ثْلُ َها ه َ مِ ْن هَاتَ ْي ِن" (مر 72 : 27ـ .)42
ونالحظ هنا أن السيد المسيح ـ بدقة ـ وضع وصية محبة هللا وتوابعها" ..ال تكن لك آلهة أخرى أمامى ـ أذكر يوم السبت لتقدسه" ..ووصية محبة القريب وتوابعها "ال تسرق ـ ال تقتل ـ ال تزن ـ ال تشته" على نفس الدرجة من األهمية والعظمة ..وهكذا اختصر كل الوصايا إلى وصيتين (محبة هللا ـ محبة القريب).. واختصر الوصيتين إلى كلمة واحدة (المحبة) ..فصارت هى الوصية األولى والعظمى ..ليست وصية أخرى أعظم من هاتين. وبهذه البساطة لغى السيد المسيح الصراع النظرى الذى اختلقه الكتبة بين أولويات الوصايا وأسبقية وصية على أخرى. ق قُ ْلتَ ألَنَّهُ َّ "فَقَا َل لَهُ ا ْلكَات ُ اَّللُ ِبَ :ج ِيّدا ً يَا ُم َع ِلّ ُم .بِا ْل َح ّ ِ ب َومِ ْن ُك ِ ّل س آ َخ ُر س َِواهَُ .و َم َحبَّتُهُ مِ ْن كُ ِ ّل ا ْلقَ ْل ِ َواحِ د ٌ َولَ ْي َ ب ا ْلفَه ِْم َومِ ْن كُ ِ ّل النَّ ْف ِس َومِ ْن كُ ِ ّل ا ْلقُد َْر ِة َو َم َحبَّةُ ا ْلقَ ِري ِ
23
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ ِي أ َ ْف َ ت َوالذَّ َبائِحِ" (مر : 27 يع ا ْل ُمحْ َرقَا ِ كَالنَّ ْف ِس ه َ ض ُل مِ ْن جَمِ ِ 47ـ ..)44أضاف الكاتب معقباً ..بالحق قلت ..جيد يا
معلم ..وختم تعليقه ..هى أفضل من جميع المحرقات والذبائح. وهنا أكد هذا السائل أنه فهم ضمنيا ً أن كل التحفظات والفرائض والمحرقات والذبائح تأتى بعد وصية المحبة ..وكتعبير عنها وليس كتعارض معها.. وهذا النضج فى التفكير الروحى ..وهذه الحرية الداخلية التى كان يفتقدها الكتبة المرائين فى ذلك الزمان.. ستَ استحق أن يسمع عليها تعقيبا ً من السيد المسيح "لَ ْ اَّلل" (مر .)43 : 27 بَعِيداً ع َْن َملَكُو ِ ت َّ ِ ويعتبر هذا السؤال هو السؤال الوحيد الذى لم يكن وراءه غرض ردئ ..ولهذا استحق السائل المديح من فم المسيح.
27
ــــــــ الحوار الذى بدأه السيد المسيح ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(مر 53 : 21ـ )04
إذ لم يجسر أحد أن يسأله مرة أخرى ..ألنه تصدى بحكمة وبساطة لكل التساؤالت المغرضة والصادقة ..كانت هناك قضية هامة لم يتعرض لها 67
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ أحد ..وهى األخطر واألهم فى اإليمان ..وهى َمن هو المسيح؟ ما هى طبيعته؟ هل هو إنسان أم رب؟ وهكذا ال تكتفى بالرد على التساؤالت ..لكن كن أيضا ً مستعدا ً أن تسأل بمنطق العقالء لكى تقود َمن يسألك إلى الحق كله. وطرح السيد المسيح سؤاله على كل َمن سألوه سابقاً ..هل المسيح ابن داود؟ ..نعم هذا تعليم األنبياء والكتبة ..فإن كان كذلك ..فكيف يُلقب داود المسيح بالرب إن كان ابنه؟! ومن الواضح أن هذا المزمور المسيانى ..لم يكن أحد يختلف عليه ..أنه يخص السيد المسيح ..وكان المعلمين اليهود يعتبرونه حديث خاص من هللا (اآلب) الرب (اآلب) ل َِر ِبّي (المسيح)" (مز إلى المسيا اآلتى" ..قَا َل َّ .)2 : 224 ولم يجب أحد المسيح عن سؤاله ..وترك إجابته المنطقية تختمر فى ذهن السامعين بهدوء.
66
ــــــــ الحوار الذى بدأه السيد المسيح ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س َمعُهُ وكانت النتيجة "كَانَ ا ْل َج ْم ُع ا ْل َكثِي ُر يَ ْ
بِسُ ُرور" (مر .)56 : 21 هل حقا ً فهموا؟ قد يكون هناك َمن التقط الحقيقة التى قصدها المسيح عن نفسه ولكن على األقل كان الجمع يتقدم فى طريق الفهم واإلستنارة وبالرغم من اعجاب السيد المسيح بهذا الكاتب األخير الذى سأله عن الوصية العظمى ..إال أن السيد المسيح أراد أال يؤخذ 67
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ كالمه عموما ً عن كل الكتبة ..فأضاف "ت َ َح َّر ُزوا مِ نَ ي ِبال َّ ا ْل َكتَبَ ِة الَّذِينَ يَ ْر َ ت فِي غبُونَ ا ْل َم ْ س ِة َوالتَّحِ يَّا ِ طيَا ِل َ ش َ ت األُو َلى ِس األُولَى فِي ا ْل َمجَامِ ِع َوا ْل ُمتَّكَآ ِ األ َ ْ اقَ .و? ْل َم َجال َ س َو ِ فِي ا ْل َوالَئ ِِم .الَّذِينَ يَؤ ْ ُكلُونَ بُيُوتَ األ َ َرامِ ِل َو ِل ِعلَّة يُطِ يلُونَ صلَ َواتَِ .ه ُإالَءِ يَؤ ْ ُخذُونَ دَ ْينُونَةً أ َ ْع َظ َم" (مر 57 : 21ـ .)04 ال َّ
ففى هذا اإلصحاح كان هناك أربعة حوارات مع المسيح: 2ـ حوار حول الجزية. 1ـ حوار حول الزوجة فى الحياة األخرى. 5ـ حوار حول الوصية األولى. 0ـ حوار حول طبيعة المسيح. فى الثالثة األولى كان المسيح يُجيب بمنطق وحكمة ..وفى األخير بدأ المسيح الحوار نفسه ليجعل المنطق طريقا ً لإليمان.
68
ــــــــ الصمت الطويل واإلعتراف الحسن ــــــــــــــــــــــــــــــــ
08
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ (مر 55 : 81ـ )55
ظل المسيح صامتاً ..ولم يجب عليهم ..أما تجيب بشا؟
لماذا لم يجب المسيح بالرغم أنه اعتاد أن يتعامل مع األسبلة: أوالً ..ألنه فى هذا المكان ال يجد أحدا ً يريد أن يسمع الحقيقة. ثانٌاً ..ألن شهاداتهم ال تتفق مع بعضها البعض ..فال حاجة للكالم حين يتكلم الناس ويتعارضون ويثبت بطالن كالمهم من نفس كالمهم " َل أنََّ ه َْم" (مر َولأ ْمَتأتَّفِقْ َ أ ش ِهد ُواَ أ ٌِرٌنأ َ أ ش أهادأات ُ ُ ع أل ٌْهَِ ُزورا ً أ أكث ِ
.)55 : 81 ثالثاً ..المسيح ـ له المجد ـ ال يريد أن يبرئ نفسه أو يدافع عن نفسه ..وقد جاءت الساعة ..وهو يدرك جيدا ً أن فى كل األحوال هذا التحقيق 08
ــــــــ الصمت الطويل واإلعتراف الحسن ــــــــــــــــــــــــــــــــ الصورى ..له نهاية واحدة قد قرروها مسبقاً.. وقد سمح بها هللا فى خطته.
(مر .)58 : 81
ولما جاء السؤال الصريح جداً ..والمحدد جداً.. عن طبيعة المسيح كإبن هللا ..لم يصمت المسيح ..بل اعترف االعتراف الحسن ..وأكد فَ َو أ س ْو أ الهوته ..وطبيعته ..وتدبيره "أأنأا َه أُو .أ َوآتٌِاًَ َاإل ْن أ ٌن َا ْلقُ َّو ِة أ ت ُ ْب ِص ُرونأ َا ْبنأ ِ ان َ أجالِسا ًَع ْأن ٌَأمِ ِ س ِ س أماءَِ" (مر .)51 : 81 بَال َّ فًَِ أ س أحا ِ
(مر : 81 )51
أوالًَ..البد أن يشهد المسيح وال ينكر طبيعته لبال يشك فى الهوته يوما ً كما حدث ويحدث من أعداء المسيح. 01
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ ثانٌاً ..أنا هو ..فى لغتهم اليهودية ..كانت تساوى ما سىَ: قاله هللا لموسى فى العليقة "فأقأا أل َهللاُ َ ِل ُمو أ
«أ أ ْهٌأ ِه َالَّذِي َأ أ ْهٌأ َْه» َ .أو أقا أل «َ :أه أكذأا َتأقُو ُل َ ِل أبنًَِ سلأنًَِإِلأ ٌْكُ َْم»"َ(خر َ .)81 : 8 إِ ْ س أرائٌِ ألَ:أ أ ْهٌأ ْهَأ أ ْر أ
"And God said to Moses, "I AM WHO I AM" And He said, "Thus you shall say to the children of Israel, 'I AM has sent me to you" (Ex )8 : 81
فهى ليست واضحة فى اللغة العربية بقدر ما تتضح فى لغتهم األصلية ..ولهذا حين قال السيد المسيح للمولود أعمى ..أنا هو ..خر األخير سمِ أع ٌَأسُوعَُأأنَّ ُه ْم َأأ ْخ أر ُجوهُ َ أخ ِارجا ًَفأ أو أجدأهَُ ساجدا ً "فأ أ
اب «َ:أم ْن َه أُو َ أٌاَ أوقأا أل َلأهُ«َ:أأت ُؤْ مِ ُن َبِا ْب ِن َّ َاَّللِ؟»َ.أ أ أج أ َرأ أ ٌْتأهَُ أ س ٌِّد ُ َلومِ نأ َبِهِ؟»َ .فأقأا أل َلأهُ ٌَأسُوعُ«َ :قأ ْد أ س ٌِّ َد ُ»َ. والَّذِيٌَأت أ أكلَّ ُمَ أمعأكأ َه أُوَه أَُو»َ.فأقأا أل«َ:أُومِ نٌَُأاَ أ س أجدأََلأهُ ( ".يو 85 : 9ـ .)80 أو أ
لهذا أعلن المسيح الهوته قابالً أمام المحكمة "أنا هو" ..يقصد أنا هو أهيه ..يهوه ..اإلله 08
ــــــــ الصمت الطويل واإلعتراف الحسن ــــــــــــــــــــــــــــــــ الحقيقى ..اإلله المتجسد ..المسيح ابن هللا .ولهذا اعتبره ربيس الكهنة كأنه ُمجدفا ً يستحق الموت. ثالثاً ..أضاف السيد المسيح "إنه إن لم تؤمنوا اليوم".. سيأتى اليوم الذى فيه تصدقون ولكنه سيكون يوم الدينونة ..فذكر يوم مجيبه الثانى على فَت ُ ْب ِص ُرونأ َ َ.و أ س ْو أ السحاب مؤكدا ً طبيعته "أأنأاَه أُو أ بَ َوآتٌِاًَفًَِ أ َاإل ْن أ س أحا ِ ٌنَا ْلقُ َّو ِة أ ا ْبنأ ِ انَ أجالِساًَع ْأنٌَأمِ ِ س ِ س أماءَِ" (مر .)51 : 81 ال َّ
رابعاً ..أوجد السيد المسيح باعترافه دليالً جديدا ً وسهالً فى يد ربيس الكهنة أن يحسب مجدفا ً مدعيا ً األلوهة ..وهذا يستجلب الموت حسب الشريعة َوقأا أل «َ:أماَ أحا أجتُنأاَبأ ْعدَُ "فأ أم َّز أ ٌِس َا ْل أك أهنأ ِة َثِ أٌابأهُ أ َرئ ُ ق أ َرأٌَُْكُ ْم؟»َ ِإلأى َشُ ُهودٍ؟َ .قأ ْد َ أ سمِ ْعت ُ ُم َالت َّ أجاد أ ٌِف! َ أما أ ب َا ْل أم ْوتِ( ".مر فأا ْلجأمِ ٌ ُع َ أح أك ُموا َ أ ع أل ٌْ ِه َأأنَّهُ َ ُم ْ ست ْأو ِج ُ
58 : 81ـ .)51 َ َ َ 01
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنطق فى حوارات المسيح ــــــــ
05
الموضوعات الموضوع
رقم الصفحة
مــقـــــدمــــة .................................
5
لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ .................
9
لماذا تالميذك ال يصومون؟ ....................
81
لماذا يفعلون فى السبت ما ال يحل؟ ............
32
إنه مختل! .......................................
39
لماذا ال يسلك تالميذك حسب تقليد الشيوخ؟ ...
22
هل يحل للرجل أن يطلق مرأته؟ ..............
29
أيها المعلم الصالح ماذا أعمل ألرث الحياة األبدية ............................................
32
نريد أن تفعل لنا كل ما طلبناه ................
45
الموضوع
رقم الصفحة
يا سيد أنظر التينة التى لعنتها قد يبست .......
43
بأى سلطان تفعل هذا؟ ..........................
45
أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم ال؟ ..........
58
ل َمن منهم تكون زوجة؟ .........................
55
أية وصية هى أول الكل؟ ......................
53
الحوار الذى بدأه السيد المسيح .................
55
الصمت الطويل واإلعتراف الحسن ...........
15