هل نتناول خبزا وخمرا أم جسد ودم

Page 1

‫شبهات >> كتب القس عبد المسيح بسيط ابوالخير‬

‫سلسلة عقيدتنا الرثوذكسية‬

‫( ‪)1‬‬

‫هل نتناول‬

‫خبزا" وخمرا"‬

‫أم جسدا" ودما" ؟‬ ‫للقس عبد المسيح بسيط أبو الخير‬ ‫كاهن كنيسة السيدة العذراء الثرية بمسطرد‬

‫أسم الكتاب ‪ :‬هل نتناول خبزا" وخمرا" أم جسدا" ودما" ؟‬ ‫المؤلف ‪ :‬القس عبد المسيح بسيط أبو الخير‬ ‫الطبعة الولى ‪ :‬بتاريخ ‪1998/1/5‬م‬ ‫المطبعة ‪ :‬مطبعة الخوة المصريين بعين شمس‬ ‫ت ‪2436109‬‬ ‫الطبعة الثانية ‪ :‬منقحة بتاريخ ‪2004/7/7‬م‬


‫المطبعة ‪ :‬مطبعة مجلة مدارس الحد بروض الفرج‬ ‫ت ‪2029744‬‬ ‫رقم اليداع بدار الكتب‪98/1984 :‬‬ ‫‪) I.S.B.N‬الترقيم الدولي ‪5282-19-977( :‬‬

‫مقدمه الكتاب‬ ‫تؤمن الكنيسة الرثوذكسية بأن سر التناول ‪ ،‬أو الفخارستيا (سر الشكر) هو أحد أسرار الكنيسة السبعة ‪ ،‬وهبه‬ ‫عظيمة لنا من ال ‪ ،‬بل‬ ‫هو أعظم هبات النعمة التي أع‪0‬طيت لنا من فوق حيث يقدم لنا فيه الرب يسوع المسيح جسده ودمه لنتناول منهما‬ ‫في القداس اللهي لكي نتحد به ونصير واحد معه ‪ ،‬في شركة روحية معه " فأننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد‬ ‫واحد لنن ا جميعنا نشترك ف ي الخبز ا لواحد " (‪ 1‬كو ‪ ، )17:10‬و نرتفع معه إلى فوق ‪ ،‬كما نزل هو إلينا على‬ ‫الرض وأخذ صورتنا " الذي إذ كان في صورة ال لم يحسب مساواته ل اختلسا‪ A‬لكنه أخلى نفسه أخذا‪ A‬صورة "‬

‫( في ‪2:5‬و ‪ ، )6‬أو كما ن قول في التسبحة " أخذ ا لذي لن ا وأعطانا الذي له " ‪ .‬كما ي ذكرنا أيضا‪ A‬بموت الرب‬ ‫وقيامته والبشارة بالخلص الذي قدمه لنا بدمه القدس " فأنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون‬ ‫بموت الرب إلى أن يجئ " (‪1‬كو ‪. )26:11‬‬

‫ويعلمنا التقليد الكنسي أن نستعد جيدا‪ A‬للتناول من هذا السر بطهارة الجسد والروح ‪ ،‬كقول الكتاب " إذ أي من‬ ‫أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرما" في جسد الرب ودمه ‪ .‬ولكن‬ ‫‪-5-‬‬

‫ليمتحن النسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس ‪ .‬لن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل‬ ‫ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب " (‪1‬كو ‪. )29-26:11‬‬


‫ومع ذلك فهناك فئة من الناس ترى فيه مجرد رمز وذكرى ‪ ،‬لموت المسيح وقيامته " اصنعوا هذا لذكرى " !!‬ ‫وتفسر قول المسيح " جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق ‪ .‬من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه "‬

‫( يو ‪55:6‬و ‪ ، )56‬تفسيرا‪ A‬رمزيا‪ . A‬فهل نتناول جسد حقيقي ودم حقيقي ‪ ،‬أم مجرد خبز وخمر فقط ؟ وهل يتحول‬ ‫الخبز والخمر بالروح القدس وقوة الكلمة اللهي إلى جسد ودم ؟ هذا ما نجيب عليه في هذا الكتيب الذي أرجو‬ ‫أن يأتي بالفائدة المرجوة بنعمة الرب يسوع المسيح وبركة العذراء القديسة مريم ‪ ،‬وبصلوات قداسه البابا شنوده‬ ‫الثالث الستاذ والم‪0‬علم ‪ ،‬ونيافة الحبر الجليل النبا مرقس ‪ ،‬أبى الروحي ‪ ،‬أسقف شبرا الخيمة وتوابعها ‪.‬‬

‫القس عبد المسيح بسيط أبو الخير‬ ‫عيد الميلد المجيد ‪ 7‬يناير ‪1998‬م‬

‫‪-6-‬‬

‫‪ – 1‬الكتاب المقدس وسر التناول‬

‫سر التناول أو سر الشكر أو ا لفخارستيا أو سر استحالة (تحول ) الخبز والخمر إلى ج سد الرب و دمه أ سسه‬ ‫ووضعه الرب ي سوع ا لمسيح ب نفسه في العشاء الرباني بعد ع شاء الفصح ‪ ،‬وكان قد أشار إ لي ه قبل ذلك أمام‬ ‫التلميذ واليهود ‪ ،‬قرب الموضع الذي بارك فيه ا لخمس خبزات و السمكتين في كفر ناحوم عبر البحر ( يو ‪، )6‬‬ ‫ولم يفهموا قصده وقتها ‪ ،‬ولكن التلميذ مارسوه بعد ذلك ‪ ،‬بعد أن قام الرب يسوع المسيح من الموات وصعد‬ ‫إلى ا لسموات وح ل عليهم الروح القدس مباشرة ‪ ،‬بناء على و صية الرب يسوع المسي ح نفسه " اصنعوا هذا‬ ‫لذكرى " ‪ ،‬وسلموه لتلميذهم وخلفائهم من الباء الرسوليين وأباء الكنيسة الولى ‪.‬‬

‫قال الرب يسوع المسيح لتلميذه ولليهود عبر البحر عند كفر ناحوم " أنا هو خبز الحياة ‪ ،‬آباؤكم أكلوا المن‪ M‬في‬ ‫البرية وماتوا ‪ ،‬أنا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه النسان ل يموت ‪ ،‬أنا هو الخبز الحي الذي نزل‬ ‫من السماء أن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى البد والخبز الذي أنا أعطى هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة‬ ‫العالم ‪ ،‬فخاصم اليهود بعضهم البعض قائلين كيف يقدر هذا أن‬ ‫‪-7-‬‬

‫يعطينا جسده لنأكل ‪ ،‬فقال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم أن لم تأكلوا جسد ابن النسان وتشربوا دمه فليس‬ ‫لكم حياة فيكم ‪ ،‬من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الخير ‪ ،‬لن جسدي مأكل‬


‫حق ودمي مشرب حق ‪ ،‬من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه " (يو ‪. )56-48:6‬‬

‫ويتكلم ا لرب يسوع ا لمسي ح هنا عن ثلث حقائق جوهرية ‪ ،‬الولى عن ا لمن الذي أرسله ال الب إ لى بنى‬ ‫إسرائيل في البرية كطعام جسدي لغذاء ا لجسد ف قط فترة وجودهم في ب ري ة سيناء ليقيه م من الموت جوعا‪، A‬‬ ‫والثانية عن نزوله من السماء كابن ال الحي الذي نزل من السماء لجل خل العالم ‪ ،‬أو كما قال " الخبز الحي‬ ‫الذي نزل من السماء " لكي يبذل نفسه عن حياة العالم ‪ ،‬والثالثة عن تقديم هذا الخبز السماوي ‪ ،‬أي جسده ودمه‬ ‫‪ ،‬من خلل تحول ا لخبز والخمر ف ي سر التناول إلى جسد حقيقي ودم حقيقي لغذاء الروح ‪ ،‬ح يث يقول هو "‬

‫جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق ‪ ،‬من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه " ‪ ،‬انه يتكلم عن جسد‬ ‫حقيقي ل بد أن يأكله ا لنسان أكل حقيقيا‪ A‬ودم ح قيقي لبد أن يشربه النسان شربا‪ A‬حقيقيا‪ A‬في سر التناول ‪ .‬ولن‬ ‫الدم كان محرما‪ A‬في العهد القديم حيث يقول الكتاب في سفر اللويين " وكل إنسان من بيت إسرائيل ومن الغرباء‬ ‫النازلين في وسطكم يأكل دما‬ ‫‪-8-‬‬

‫اجعل وجهي ضد ا لنفس الكلة الدم و اقطعها م ن شعبها ‪ .‬لن نفس ا لجسد ه ي في الدم فأنا أعطيتكم إياه على‬ ‫المذبح للتكفير عن نفوسكم لن الدم يكفر النفس لذلك قلت لبنى إسرائيل ل تأكل نفس منكم دما‪ A‬ول يأكل الغريب‬ ‫النازل في وسطكم دما ‪ .‬وكل إنسان من بنى إسرائيل ومن الغرباء النازلين في وسطكم يصطاد صيدا‪ A‬وحشا‪ A‬أو‬ ‫طائرا‪ A‬يؤكل يسفك دمه ويغطيه بالتراب ‪ ،‬لن نفس كل جسد دمه هو بنفسه فقلت لبنى إسرائيل ل تأكلوا دم جسدا‬ ‫ما لن نفس كل جسد هي دمه كل من أكله يقطع " (ل ‪ . )13-10:17‬لذا كان لبد أن يقدم الرب يسوع المسيح دما‬ ‫روحيا‪ A‬سمائيا‪ A‬ب تحويل ا لخمر إلى دم حقيقي ولكن ه ليس دم حيوان أو مخلوق آخر وإنما دم حقيقي متحول من‬ ‫الروح القدس بطريق ة إعجازي ة سرية إلى دم ا لمسيح ن فسه ‪ ،‬م ثلما سبق وحول الماء إلى خ مر في عرس ق انا‬ ‫الجليل (يو ‪ )2‬ومثلما بارك الخمس خبزات والسمكتين وأشبع بهما اكثر من خمسة آلف نفس (يو ‪. )6‬‬

‫ثم يقارن بين هذا الخبز السماوي ‪ ،‬جسد ابن النسان التي من السماء وبين المن الذي سبق وأكله بنو إسرائيل ‪،‬‬ ‫فقد أكل بنى إسرائيل المن في البرية وماتوا لن كان طعاما‪ A‬جسديا‪ A‬لغذاء الجسد فقط أما جسد الرب ودمه فهو‬ ‫طعام روحي يغذى الروح ويؤدى إلى الحياة البدية " من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أ بدية وأنا أقيمه‬ ‫في اليوم‬ ‫‪-9‬‬‫الخير ‪ 000‬من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه "‪.‬‬

‫ويؤكد الرب يسوع المسيح هذه الحقيقة في العشاء الرباني عندما امسك الخبز وشكر وكسر وقدم لتلميذه قائل‬ ‫" خذوا كلوا هذا ه و جسدي " وعندما قال وهو يقدم لهم الكأس " خذوا ‪ 000‬أشربوا منها كلكم ‪ ،‬لن هذا هو‬


‫دمي الذي للعهد الجديد " ‪ ،‬إذ يؤكد بقوله " هذا هو جسدي " وبإشارته إلى الكأس قائل‪ " A‬هذا هو دمي " أن ما‬ ‫يمسكه بيده ويشير إليه هو جسد حقيقي ودم حقيقي ‪ ،‬وأنه يشير بالفعل إلى " جسد حقيقي " و دم حقيقي " وأنه‬ ‫ناولهم بالفعل جسده ودمه ‪ ،‬أو بمعنى أدق الخبز الذي تحول بالفعل إلى جسد حقيقي والخمر الذي تحول بالفعل‬ ‫إلى دم حقيقي بحسب قوله " جسدي هو مأكل حق ودمي هو مشرب حق " يقول الكتاب ‪:‬‬

‫وفيما هم يأكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي ‪ ،‬واخذ " ?‬ ‫الكأس وشك ر وأعطاهم قائل" اشربوا منه ا كلكم ‪ ،‬لن هذا هو د مي ا لذي للعهد ا لجديد الذي ي سفك من ا جل‬ ‫‪) .‬كثيرين لمغفرة الخطايا " (مت ‪30-29:26‬‬

‫وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزا" وبارك وكسر وأعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي ‪ ،‬ثم اخذ الكأس " ?‬ ‫وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلهم ‪ ،‬وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من‬ ‫ ‪- 10‬‬‫اجل كثيرين " (مر ‪. )24-22:14‬‬

‫واخذ خبزا" وشكر و كسر و أعطاهم قائل" هذا هو ج سدي الذي ي بذل عنكم اصنعوا هذا لذكرى ‪ ،‬وكذلك " ?‬ ‫‪) .‬الكأس أيضا" بعد العشاء قائل" هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم " (لو ‪19:22،20‬‬

‫وقد مارست الكنيسة هذا السر ‪ ،‬الفخارستيا ‪ ،‬سر الشكر ‪ ،‬سر التناول ‪ ،‬سر استحالة (تحول) الخبز والخمر إلى‬ ‫جسد الرب ودمه ‪ ،‬ب عد حلول الروح القدس على التلميذ يوم الخمسين مباشرة ‪ ،‬ح يث يقول الكتاب " وكانوا‬ ‫يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات ‪ ،‬وصار خوف في كل نفس وكانت عجائب وآيات‬ ‫كثيرة تجرى على أيدي ا لرسل و جميع الذين أمنوا كانوا معا‪ A‬وكان عنده م ك ل شيء مشتركا‪ ، A‬والملك‬ ‫والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج ‪ ،‬وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل‬ ‫بنفس واحدة و إذ هم يكسر ون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج و بساطة قلب ‪ ،‬م سبحين ال و لهم‬ ‫نعمة لدى جميع الشعب وكان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون " (‪1‬ع ‪. )47-42:2‬‬

‫وتعبير " كسر الخبز " هنا كان هو التعبير السائد عن الفخارستيا أو سر التناول في الكنيسة الولى ‪ .‬وهذا ما‬ ‫يوضحه لنا الكتاب بصورة‬ ‫‪- 11 -‬‬

‫أوسع في رسالة القديس بولس الولى إلى أهل كورنثوس والتي كتبت بالروح القدس سنة ‪57‬م ‪ .‬وكان ما جاء في‬ ‫هذه الرسالة ص ‪10‬و ‪ 11‬هو أول م ا كتب بالروح ا لقدس ع ن ممارسة الكنيسة لسر التناول واستحالة (تحول)‬

‫الخبز والخمر إ لى جسد ا لرب ودمه منذ لحظة و لدتها بحلول الروح القدس على الرسل يوم الخمسين ‪ ،‬ح يث‬


‫يقول ف يها القديس بولس بالروح وهو ي وب خ البعض ا لذين تعاملوا م ع السر ب شي ء من عدم الوقار اللزم " كأس‬ ‫البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح ‪ ،‬فأننا نحن‬ ‫الكثيرين خبز واحد وجسد واحد لننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد ‪ ،‬انظروا إسرائيل حسب الجسد أليس الذين‬ ‫يأكلون الذبائح هم شركاء المذبح ‪ ،‬فماذا أقول أن الوثن شيء أو أن ما ذبح للوثن شيء ‪ ،‬بل أن ما يذبحه المم‬ ‫فإنما يذبحونه ل لشياطين ل ل فلست أريد أن تكونوا انتم شركاء ا لشياطين ‪ ،‬ل تقدرون أن تشربوا كأس الرب‬ ‫وكاس شياطين ل تقدرون أن تشتركوا في مائدة الرب وفي مائدة شياطين " (‪1‬كو ‪. )22-16:10‬‬

‫وأيضا‪ " A‬فحين تجتمعون معا" لي س هو ل كل عشاء الرب ‪ 000‬لنن ي تسل مت من الر ب م ا سلمتكم أيضا" أن‬ ‫الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا" وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور‬ ‫‪- 12 -‬‬

‫لجلكم اصنعوا هذا لذكرى‪ ،‬كذلك الكأس أيضا" بعدما تعشوا قائل" هذه الكأس للعهد ا لجدي د بدمي ا صنعوا هذا‬ ‫كلما ش ربتم لذكرى ‪ ،‬فأنكم ك لما أ كلتم هذا الخب ز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن ي جيء ‪ ،‬إذا‬ ‫أي من أكل هذا ا لخبز أو شرب كاس الرب بدون استحقاق يكون مجرما" في ج سد الرب ودمه ‪ ،‬ولك ن ليمتحن‬ ‫النسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب بون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب "‬ ‫(‪1‬كو ‪. )29-20:11‬‬

‫ويؤكد الوحي اللهي هنا بشكل قاطع ‪ ،‬خاصة في اليات (‪ ، ) 29-27:11‬على حقيقة استحالة (تحول ) الخبز إلى‬ ‫جسد حقيقي وأن ما نتناوله في سر التناول هو جسد الرب حقا‪ A‬ودم الرب حقا‪ ، A‬كقول الرب يسوع المسيح نفسه "‬

‫جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق " حيث يصف القديس بولس بالروح الكأس بـ " كأس الرب " والخبز بـ‬ ‫" جسد الرب " ويصف الجسد والدم بـ " جسد الرب ودمه " ‪ " ،‬من أكل هذا الخبز وشرب كأس الرب بدون‬ ‫استحقاق يكون مجرما‪ A‬في ج سد الرب و دمه ‪ 000‬لن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق ي أكل ويشرب دينونة‬ ‫لنفسه غير مميز جسد الرب " ‪ ،‬وذلك إلى جانب تعبيري " مائدة الرب " ‪ " ،‬عشاء الرب " وتؤكد تعبيرات " من‬ ‫أكل ‪ 000‬بدون استحقاق يكون مجرما" في جسد الرب ودمه " و " يأكل ويشرب‬ ‫‪- 13 -‬‬

‫دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب " حقيقة هذا التحول وحتميته لنه ل يمكن أن يتحدث هكذا عن مجرد طعام‬ ‫عادى رمزي كما يزعم البعض ‪ .‬وتتأكد هذه الحقيقة بدرجه اكبر وأوضح في ممارسة الكنيسة لهذا السر الذي‬ ‫تسلمه الباء الرسوليون خلفاء الرسل من الرسل الولين ‪ ،‬تلميذ الرب يسوع المسيح ورسله ‪ ،‬وسلموه هم أيضا‬ ‫‪ ،‬بدورهم كما تسلموه من الرسل ‪ ،‬لخلفائهم من أباء الكنيسة في القرون الولى ‪.‬‬


‫‪- 14 -‬‬

‫‪ - 2‬إيمان الكنيسة وممارستها لسر التناول منذ البدء‬

‫آمن ت الكنيسة منذ البدء ك م ا تسلمت من ا لرب يسوع ا لمسي ح أن الخبز و الخمر الذي يقدم على ا لمذبح يتحول‬ ‫بحلول الروح القدس وبقوة الكلمة اللهي إلى جسد حقيقي ودم حقيقي للرب يسوع المسيح ؛ وكما يقول ذهبي الفم‬ ‫" عندم ا يقف الكاهن أمام ا لمائدة ويرفع ي ديه إلى ا لسم اء ؛ يستدعى الروح القدس في أتي و يلم س القرابين ؛‬ ‫ويكون سكون ووقار على الموضع "(‪ .)1‬وذلك على الرغم من احتفاظه ‪ ،‬بطعم الخبز والخمر ‪ ،‬وكذلك بالمظهر‬ ‫الخارجي لهما ‪ ،‬لن التحول يتم بشكل روحي سرى ‪ .‬وقد أظهر ال هذه الحقيقة الجوهرية ‪ ،‬حقيقة تحول الخبز‬ ‫إلى ج سد و الخمر إلى دم ‪ ،‬في مناسبات كثيرة و في كل عصور الكنيسة وشاهدها وعاينها كثير من الناس ‪.‬‬

‫‪ .‬وتمتلئ كتابات آباء الكنيسة ابتداء من النصف الثاني للقرن الول بالشهادة لهذه الحقيقة‬ ‫وقبل أن نبدأ دراستنا لقوال هؤلء الباء عن استحالة (تحول) الخبز والخمر إلى جسد حقيقي ودم حقيقي للرب‬ ‫‪ ،‬الفخارستيا ‪ ،‬يجب أن نضع في اعتبارنا النقاط التالية ‪:‬‬

‫(‪ ) 1‬كان جميع هؤلء الباء ‪ ،‬آباء الكنيسة الولى ‪ ،‬مؤمنين بالسر ومقيدين به وأشاروا إليه جميعا‪ A‬بتعبيري كسر‬ ‫الخبز والفخارستيا وكانت ممارسته بالنسبة لهم ولمن عاصروهم أمرا‪ A‬جوهريا‪ A‬وطبيعيا‪ A‬وركنا‪ A‬أساسيا‪ A‬في العبادة‬ ‫الكنسية ‪.‬‬

‫(‪ )2‬لم يظهر أي اعتراض جوهري على حقيقة السر ‪ ،‬كجسد الرب ودمه‪ ،‬ولم تظهر أي هرطقة مضادة له ‪ ،‬في‬ ‫أيامهم ‪ ،‬مما أدى إلى عدم وجود دراسات دفاعية تفصيلية عن السر وبالتالي إلى عدم وجود شرح نصي تفصيلي‬ ‫للكلمة " أفخا رستيا " أو لكيفية ا لستحالة (تحول ) ‪ ،‬استحالة ا لخبز والخمر إلى جسد الرب و دمه ‪ ،‬أو لوجود‬ ‫المسيح في السر حسب تعبير البعض ‪ ،‬فقد كان إيمانهم بالسر ل جدال فيه ‪.‬‬

‫(‪ ) 3‬بل كانوا م هتمين ‪ ،‬ب الدرجة الولى ‪ ،‬بمقاومة المفهوم الحسي لمائدة الفخار ستيا والتركيز على ضرورة‬ ‫التناول الروحي في إيمان و محبة وقداسة ووقار ب اعتبار أن سر ا لفخارستيا ب معناه الروحي هو علمة على‬ ‫اتحادنا بالمسيح وعلمة على الوحدة ‪ ،‬وحدة الكنيسة ‪ ،‬ووحدة جسد المسيح ‪ ،‬وليس مجرد التناول السطحي ‪ .‬كما‬ ‫سبق أن وبخ القديس بولس بعض من أهل كورنثوس لهتمامهم فقط بالكل والشرب من الجسد والدم‪.‬‬


‫‪- 16 -‬‬

‫(‪ )1‬الدياديكية (الدسقولية) أو تعاليم الرسل‬ ‫ك‪c‬تبت الدياديكية فيما بين سنة ‪100-80‬م وكانت تعبر عن فكر الكنيسة في نهاية القرن الول وشرحت لنا سر‬ ‫التناول أو الفخارستيا ‪ ،‬استحالة (تحول ) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ‪ ،‬والقداس وقدمت لنا صورة حية‬ ‫لما كان ي حدث في الكنيسة الولى ‪ ،‬في القرن ا لمسيحي الول وأكدت على ت عامل ا لمؤمنين ا لولي ن م ع السر‬ ‫بخصوصية وقداسة ووقار وأنه ل يمكن أن يتناول منه أحد سوى الذين نالوا الروح القدس في المعمودية ‪:‬‬

‫ل ي أكل أح د م ن س ر شكركم (أي ا لفخارستيا ) غير ا لمعمدين باسم الرب ‪ ،‬لنه قال (أي الرب ي سوع " ?‬ ‫‪) .‬المسيح) " ل تعطوا ما هو مقدس للكلب " (ف ‪5:9‬‬

‫ثم تؤكد ( الدياديكية ) على حتمية العتراف بالخطايا قبل التناول من هذا السر حتى ل يتقدم إلى التناول إل من‬ ‫كان تائبا‪ A‬ومستعدا‪ A‬وطاهرا‪ A‬ف قط " اجتمعوامعا"‪ X‬في يوم الرب (يوم ا لحد ) لتكسروا الخبز وتقدموا ا لشكر‬ ‫( الفخارستيا) ‪ ،‬ولكن اعترفوا بخطاياكم أول‪ A‬لتكون تقدمتكم ( ذبيحتكم ) نقية ‪ ،‬من كان منكم على خلف مع أخيه‬ ‫ل يدخل اجتماعكم قبل أن يتصالحا معا‪ ، A‬حتى ل تكون تقدمتكم ( ذبيحتكم ) باطلة ‪ ،‬فقد قال الرب " في كل مكان‬ ‫قدموا لي تقدمه (ذبيحة) طاهرة لني ملك عظيم‬ ‫ ‪- 17‬‬‫يقول الرب وأسمى ممجد بين المم (مل ‪( " )11:1‬ف ‪. )14‬‬

‫(‪ )2‬القديس أكليمندس الروماني‬

‫كان ال قديس أكليمندس ا لروماني (‪100 – 30‬م ) أسقفا‪ A‬ل روما ( يوسابيوس ك ‪ 3‬ف ‪ ، )15‬ك ما ك ان أحد مساعدي‬ ‫القديس بولس الرسول والذي قال عنه أنه جاهد معه في نشر النجيل (في ‪ ، )3:4‬وقد كتب رسالته إلى كورنثوس‬ ‫حوالي سنة ‪96‬م ‪ ،‬ووصف فيها الساقفة باعتبارهم الذين يقدمون التقدمات ‪ ،‬والتقدمات التي يشير إليها هنا هي‬ ‫تقدمات ا لفخارستيا ‪ ،‬أو سر الشكر ‪ ،‬أي ج سد ا لرب ودمه كما تؤكد ذلك كتابات ك ل م ن القديس أغناطيوس‬ ‫‪:‬ويوستينوس الشهيد بعد ذلك‪ ،‬فيقول‬


‫ما دامت هذه المور مكشوفة أمامنا ‪ ،‬وما دمنا قد اخترقنا بأبصارنا أعماق المعرفة اللهية ‪ ،‬علينا أن نعمل " ?‬ ‫كل ما أمرنا به الرب بنظام وبحسب الزمنة المعينة ‪ .‬فقد أمرنا أن نقدم التقدمات وأن نعمل العمال اللهية ‪،‬‬ ‫وأن ل يكون ذلك بطياشة أو بدون ترتيب ‪ ،‬ولكن بحسب أوقات وساعات معينة ‪ .‬فقد حدد بنفسه ‪ ،‬بإرادته اللهية‬ ‫‪ ،) .‬الماكن والشخاص لهذه التقدمات (الفخارستيا) ‪ ،‬لكي يتم كل شئ بقداسة حسب مسرته " (ف ‪40‬‬

‫ثم يتحدث عن الترتيب الكنسي الذي رتبه الرب يسوع المسيح‬ ‫ ‪- 18‬‬‫شخصيا‪ A‬وسلمه للرسل والذين سلموه بدورهم لخلفائهم من الباء الرسوليين وأباء الكنيسة الولى‪ ،‬فيقول ‪:‬‬

‫لقد عرف رسلنا من ربنا يسوع المسيح أن موضوع استحقاق السقفية سيثير خلفات ‪ ،‬لذا رسموا الرجال " ?‬ ‫السابق ذ كرهم ‪ ،‬ووضعوا ب عد ذلك تعليمات أ نه م تى ر قد هؤلء يخلفهم في خ دمتهم أناسا‪ A‬مزكين ( مجربين في‬ ‫‪) .‬الخدمة) بعدما حصلوا على معرفة كاملة للمستقبل في هذا المر " (ف ‪2-1:44‬‬

‫(‪ )3‬القديس أغناطيوس النطاكي‬ ‫كان ال قديس أغناطيوس ا لنطاكي (‪107 – 30‬م ) أسقفا‪ A‬ل نطاكية وتلميذا‪ A‬لبطرس الرسول وقال عنه المؤرخ‬ ‫الكنسي ي وسابيوس القيصري " أغناطيوس الذي اختير أ سقفا‪ A‬خلفا‪ A‬لبطرس ‪ ،‬والذي ل تزال شهرته ذائع ة بين‬ ‫الكثيرين " (ك ‪ 3‬ف ‪ . )2:36‬ويقول بصريح العبارة ‪ ،‬وهو يشرح إيمان الكنيسة في عصره أن " الفخارستيا "‬

‫هي " جسد مخلصن ا يسو ع المسيح " وأن " كسر ا لخبز " هو " دواء الخلود " ‪ ،‬مؤكدا‪ A‬أن ك سر ا لخبز‬ ‫‪ :‬والفخارستيا هما جسد الرب ودمه الذي هو دواء الخلود‬ ‫ضعوا في العتبار من يحمل أفكارا‪ A‬مخالفة لنعمة يسوع المسيح " ?‬ ‫‪- 19 -‬‬

‫التي حلت علينا ‪ 000‬امنعوا ه ؤلء عن ا لفخارستيا و الصلة لنهم ل يعترفون أ ن الفخارس تيا ه ي جسد‬ ‫مخلصنا يسوع المسيح ‪ ،‬الجسد الذي تألم لجل خطايانا وأقامه الب بصلحه من الموت ‪ ،‬أولئك الذين ينكرون‬ ‫عطية ال يهلكون في م جادلتهم ‪ 000‬أما ا لفخارستيا ا لشرعية ف هي ا لتي تتم ب واسطة السقف أو من ي نتدبه‬ ‫السقف " (سميرنا ‪. )6،7‬‬

‫اجتمعوا كلكم بدون استثناء متشددين بنعمته في إيمان واحد في يسوع المسيح الواحد ‪ ،‬الذي من نسل داود " ?‬


‫بحسب الجسد ‪ ،‬ابن النسان وابن ال ‪ ،‬وبقلب واحد متحد ‪ ،‬وأطيعوا السقف ولفيف القسوس ‪ ،‬واكسروا خبزا‬ ‫‪) .‬واحدا" ‪ ،‬الذي هو دواء الخلود ‪ ،‬ويحفظ من الموت ويؤمن لنا الحياة البدية في المسيح يسوع " (اف ‪20‬‬

‫وهو هنا يسد كل الطرق على كل من يحاول أن يفسر تعبير " كسر الخبز " على أنه غير جسد الرب ودمه ‪،‬‬ ‫ويصف " كسر الخبز " بأنه " دواء الخلود "‪ ،‬و " يحفظ من الموت " و " يؤمن الحياة البدية " ويقول بصراحة‬ ‫ووضوح في الفقرة التالية " خبز ال الذي هو جسد يسوع المسيح " ‪:‬‬

‫لم ي عد ي روقني طعم الغذاء الذي يفنى ول ملذات هذه الحياة ‪ .‬أنى أري د خبز ال ا لذي هو ج سد يسوع " ?‬ ‫‪) .‬المسيح ‪ ،‬الذي من نسل داود ‪ ،‬كما أنى أريد شراب دمه الذي هو الحب الذي ل يزول " (رومية ‪7‬‬ ‫‪- 20 -‬‬

‫اهتموا إذا يا أخوتي أن ل تشتركوا في غير سر الشكر ( الفخارستيا ) الواحد ‪ ،‬ومهما علمتم أعملوا بحسب " ?‬ ‫ال ‪ :‬لنه ليس لربنا يسوع المسيح سوى جسد واحد وكأس واحدة توحدنا بدمه ‪ ،‬ومذبح واحد ‪ ،‬ويوجد أسقف‬ ‫‪) .‬واحد مع القسوس والشمامسة رفقائي في الخدمة " (فيلدلفيا ‪4‬‬

‫(‪ )4‬يوستينوس الشهيد‬ ‫عاش يوستينوس ا لشهيد في بداية القرن الثاني‪ ،‬في الفترة من (‪100‬م ‪165 -‬م ) ‪ ،‬وكرس ح ياته للدفاع عن‬ ‫المسيحية وكان أول المدافعين عنها وقد بقى لنا من كتاباته دفاعان عن المسيحية وجههما للمبراطور الروماني‬ ‫أنطونيوس بيوس (‪161 – 138‬م ) والسانتوس الروماني(‪ ،)2‬وحواره مع تريفو اليهودي ‪ .‬وقد شرح في كتاباته‬ ‫التسليم الرسولي ‪ ،‬ا لمسلم أ صل‪ A‬من ا لرب يسوع المسيح ل لكنيسة ‪ ،‬بالتفصيل ‪ .‬وقال عن سر التناول أو‬ ‫‪ :‬الفخارستيا ‪ ،‬واستحالة (تحول) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ما يلي‬ ‫هذا الخبز الذي نسميه الفخارستيا ل يسمح لحد أن يشارك فيه سوى الذين يؤمنون أن ما نبشر به هو حق " ?‬ ‫‪ ،‬الذي اغتسلوا من خطاياهم بالميلد الجديد ‪ ،‬والذين يعيشون بحسب ما سلمه لنا المسيح ‪ .‬ف أننا لم نتسلم هذه‬ ‫الشياء كخبز عادى و شراب عادى ‪ ،‬بل كما صار مخلصنا يسوع ا لمسيح جسدا" بكلمة ال وأتخذ جسدا" ودما‬ ‫من أجل خلصنا ‪ ،‬هكذا تعلمنا أيضا" أن الخبز التي منه والذي منه يتغذى جسدنا ودمنا ‪ ،‬يقدس بكلمة الصلة‬ ‫ويصبح بعد التحول ( الستحالة ) هو جسد ودم يسوع المتجسد ذاته ‪ .‬حقا" تسلمنا من الرسل في السجلت التي‬ ‫تركوها لنا ‪ ،‬والمسماة بالناجيل أن الرب سلمه لهم هكذا ‪ :‬أخذ يسوع الخبز وشكر وقال " هذا هو جسدي " "‬ ‫‪) .‬اصنعوا هذا لذكرى " وأخذ الكأس أيضا" وشكر وقال " هذا هو دمي " وأعطاه لهم وحدهم " (دفاع ‪1‬ف ‪66‬‬


‫لذلك أعلن ال مقدما‪ A‬أن كل التقدمات التي قدمت باسمه ‪ ،‬التي قدمها يسوع المسيح ‪ ،‬التي هي في سر الشكر " ?‬ ‫‪() .‬الفخارستيا) الخبز والكأس والتي نقدمها نحن المسيحيين في كل جزء من العالم مقبولة لديه " (حوار ف ‪66‬‬

‫وإلى جانب ذلك ‪ ،‬كما قلت من قبل فيما يختص بالتقدمات التي قدمتموها في ذلك الوقت ‪ ،‬يتكلم ال خلل " ?‬ ‫ملخي ‪ ،‬أحد ( النبياء ) الثنى عشر ‪ ،‬ما يلي " ليست لي مسرة بكم قال رب الجنود ول أقبل تقدمة من يدكم ‪،‬‬ ‫لنه من مشرق الشمس إلى مغربها أسمى عظيم بين‬ ‫‪- 22 -‬‬

‫المم و في كل مكان ي قرب لسمى بخور وتقدمه طاهرة لن أسمى عظيم بين ا لمم قال رب الجنود ‪ ،‬أما أ نتم‬ ‫فمنجسوه بقولكم أن مائدة ا لرب تنجست " (مل ‪ . )12-10:1‬وعندما يتحدث ع ن الم م ‪ ،‬في ذ لك الوقت ‪ ،‬كان‬ ‫يتحدث عنا ‪ ،‬عن التقدمات التي تقدمها له في كل مكان ‪ ،‬التي هي خبز سر الشكر (الفخارستيا ) وبالمثل كأس‬ ‫سر الشكر (الفخارستيا) ‪ ،‬ويقول لنا سنمجد أسمه بينما أنتم (يقصد اليهود) دنستموه " (حوار ‪2‬ف ‪. )10-8:41‬‬

‫(‪ )5‬إريناؤس أسقف ليون‬ ‫كان القديس إريناؤس (‪202 – 120‬م ) أسقف ليون بالغال ( فرنسا حاليا‪ ) A‬أحد تلميذ الباء الرسوليين ‪ ،‬تلميذ‬ ‫الرسل ‪ ،‬وحلقة الوصل بينهم وبين من جاء بعده من أباء الكنيسة ‪ ،‬وقد أوضح ‪ ،‬مثل العلمة أوريجانوس فيما‬ ‫بعد‪ ،‬في كتاباته (ضد الهراطقة ‪ ،‬سنة ‪180‬م ) كيفية تحول الخبز والخمر (الكأس الممزوج) المأخوذين من الثمار‬ ‫المخلوقة ‪ ،‬أ ي الخبز العادي ا للذان م ن جوهر ا لخليقة و م ن عناصر ا لرض المرئية ‪ ،‬بالتقديس بحلول الروح‬ ‫القدس غير المرئي ‪ ،‬في صلوات القداس ‪ ،‬إلى جسد حقيقي ودم حقيقي للرب يسوع المسيح بصورة غير مرئية‬ ‫على الرغم من بقائهما كما هما في الظاهر كخبز عادى وخمر‬ ‫‪- 23 -‬‬

‫عادية ‪ ،‬وكيف أن الرب يسوع المسيح هو الذي علم تلميذه هذه العقيدة ‪ ،‬وكيف أنهم سلموها لخلفائهم من أباء‬ ‫الكنيسة ليسلموها هم بدورهم للجيال التي ستأتي بعدهم‪ ،‬فيقول ‪:‬‬

‫في الحقيقة إذا لم يخلص الجسد فل يكون الرب قد فدانا بدمه ول كأس الفخارستيا التي نشترك من خللها " ?‬ ‫في دمه ول الخبز الذي نكسره والذي نشترك به في جسده ‪ 000‬فقد أعلن ( الرب يسوع المسيح ) أن الكأس ‪،‬‬ ‫جزء من الخليقة ‪ ،‬الذي منه ينساب دمنا ‪ ،‬هو دمه ‪ ،‬وأن الخبز ‪ ،‬جزء من الخليقة ‪ ،‬والذي به ينمى أجسادنا ‪،‬‬ ‫ه و جسده " ‪ " .‬الكأس المخلوط ( م ن خمر وماء ) والخبز المصنوع يصي ر بكلمة ال ا لفخارستيا ‪ ،‬أي ج سد‬


‫المسيح ودمه ‪ ،‬الذي يبنى ويحصن جسدنا ‪ ،‬فكيف يزعم هؤلء أن الجسد ل يقدر أن ينال هبة ال للحياة البدية‬ ‫عندما يتناول من جسد الرب ودمه ويكون عضوا في جسده ؟ كما يقول الرسول المطوب في رسالته إلى أفسس‬ ‫" لننا أعضاء جسمه ‪ ،‬من لحمه ومن عظامه " (أف ‪ ، )30:5‬فهو ل يتحدث عن إنسان روحي وغير مرئي "‬

‫لن الروح ليس له لحم ول عظام " (لو ‪ ، )39:24‬كل ‪ ،‬فهو يتحدث عن جسد عضوي حقيقي من لحم وأعصاب‬ ‫وعظام ‪ ،‬هو الذي يتغذى بالكأس التي هي دمه وينمو بالخبز الذي هو جسده ‪ 000‬حيث يتحول الخبز والخمر‬ ‫بكلمة ال إلى الفخارستيا ‪ ،‬الذي هو جسد‬ ‫ ‪- 24‬‬‫المسيح ودمه "(‪.)3‬‬

‫لقد أخذ (الرب يسوع المسيح ) من بين الشياء المخلوقة خبزا‪ A‬وشكر قائل‪ : A‬هذا هو جسدي ‪ ،‬وأخذ الكأس " ?‬ ‫أيضا‪ A‬ا لذي من مخلوقات عالمنا وأعترف أنه ا دمه وعلمهم ا لتقدمة ا لجديدة التي ل لعهد الجديد ‪ ،‬والتي تسلمتها‬ ‫‪).‬الكنيسة من الرسل والتي تقدم في جميع أنحاء العالم ل الذي يقوتنا جميعا "(‪4‬‬ ‫لنه كما أن الخبز الذي يأتي من الرض يصير بالصلة الفخارستيا ول يكون بعد خبزا‪ A‬عاديا‪ A‬ويتكون من " ?‬ ‫حقيقتي ن ‪ ،‬سمائية وأرضية ‪ ،‬هكذا أيضا‪ A‬ل م تعد أجسادنا قابلة ل لفساد بالتناول من ا لفخارستيا لن لها رجاء في‬ ‫‪).‬القيامة "(‪5‬‬ ‫(‪ )6‬أكليمندس السكندري‬ ‫كان أكليمندس السكندري (‪215-150‬م ) مديرا‪ A‬ل مدرسة ا لسكندرية اللهوتية وتلميذا‪ A‬ل لعلمة بنتينوس وم‪0‬علما‬ ‫لكل من أوريجانوس وهيبوليتوس وكان كما يصفه المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري " متمرسا" في السفار‬ ‫المقدسة " (ك ‪5‬ف ‪ . )1‬وينقل يوسابيوس عن كتابه وصف المناظر أنه أستلم التقليد بكل دقة من الذين تسلموه من‬ ‫الرسل ‪ ،‬فقد كان هو ن فسه خ ليفة ت لميذ الرسل أو كما يقول ه و ع ن نفسه إنه " التالي ل خلفاء الرسل "(‪" ،)6‬‬

‫ويعترف بأن أ صدقاءه قد طلبوا م نه بإلحاح أن ي كت ب من أ جل – الجيال المتعاقبة – التقاليد ا لت ي سمعها من‬ ‫الشيوخ ا لقدمين "(‪ ،)7‬وذلك ب اعتباره أحد خلفائهم ‪ .‬ومن ثم ف ق د سجل ا لتقليد الشفوي ا لذي سمعه ورآه وتعلمه‬ ‫وعاشه وحوله إلى تقليد مكتوب ‪ ،‬كما شرحه ودافع عنه ‪ .‬وينقل عنه يوسابيوس ‪ ،‬أيضا‪ ، A‬قوله عن معلميه الذين‬ ‫أستلم منهم التقليد " وقد حافظ هؤلء الشخاص على التقليد الحقيقي للتعليم المبارك ‪ ،‬المسلم مباشرة من الرسل‬ ‫القديسين بطرس ويعقوب ويوحنا وبولس ‪ ،‬إذ كان البن يتسلمه عن أبيه (وقليلون هم الذين شابهوا آباءهم ) حتى‬ ‫وصل إلينا بإرادة ال لنحافظ على هذه البذار الرسولية "(‪ ،)8‬ومن ثم فقد شرح لنا من خلل كتاباته سر التناول ‪،‬‬


‫‪ :‬الفخارستيا ‪ ،‬واستحالة (تحول) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه كما تسلمه كالتي‬ ‫لدم الرب ‪ ،‬بالحقيقة ‪ ،‬جانبان ‪ ،‬لن الدم الذي لجسده والذي به تم خلصنا من الهلك ‪ ،‬وعندما نشرب دم " ?‬ ‫المسيح نصير له شركاء في البدية وحيث أن الروح القدس هو العنصر الفعال للكلمة ‪ ،‬كذلك الدم هو قوة الجسد‬ ‫( يو ‪ . )63:6‬واختلط الثنين – الماء والكلمة ‪ -‬سمى أفخارستيا لنه نعمة ممجدة عظيمة ‪ ،‬وأولئك الذين يتناولون‬ ‫منه باليمان ‪ ،‬يتقدس ون في ا لجسد وفي الروح ‪ ،‬و من أ جل هذا ا لخليط اللهي ‪ ،‬أراد الب للنسان ‪ ،‬ب أسلوب‬ ‫‪).‬خفي ‪ ،‬أن يتحد بالروح القدس وبالكلمة "(‪9‬‬ ‫‪).‬في حالة الغابي يوزع الخبز المقدس والخمر المقدس الفخارستيا أول‪ A‬بواسطة الشمامسة "(‪? " 10‬‬ ‫‪).‬حينما يتقدس الخبز بقوة " السم " فهو ليس كما كان ولكنه يتغير بالقوة إلى قوة روحانية "(‪? " 11‬‬ ‫(‪ )7‬كابريان أسقف قرطاجنة‬

‫ويكتب كابريان (‪258 – 205‬م ) أسقف ق رطاجنة بشمال أفريقيا ع ن سر التناول أو استحالة (تحول ) الخبز‬ ‫‪ :‬والخمر إلى جسد الرب ودمه ‪ ،‬الفخارستيا‪ ،‬فيقول‬ ‫هكذا أيضا‪ A‬يقع المعنى المقدس للفصح جوهريا‪ A‬في الحقيقة المذكورة في سفر الخروج أن الحمل – الذي ذبح " ?‬ ‫كرمز للمسيح – يجب أن يؤكل في بيت واحد ‪ ،‬حيث يقول ال " في بيت واحد يؤكل ‪ ،‬ل تخرج من اللحم من‬ ‫البيت إلى خارج " ( خر ‪ )46:12‬لذا ل يمكن أ ن يخرج لحم ا لمسيح وجسد الرب المقدس خارجا" ول يتناوله‬ ‫‪).‬المؤمنين في أي بيت آخر سوى الكنيسة "(‪12‬‬ ‫ويصف لنا بعض الحداث التي وقعت في أيامه وشاهدها بنفسه ‪ ،‬والتي تؤكد حقيقة استحالة (تحول ) الخبز ?‬ ‫الخمر إلى جسد الرب ودمه ‪ ،‬ويقول أن إحدى المهات كانت قد تركت طفلتها مع مربيتها فذهبت بها إلى حفلة‬ ‫لحد الوثان وهناك أعطوها من الخبز المغموس في خمر كانت مقدمة للوثن ‪ ،‬وبعد أن عادت إلى أمها ذهبت‬ ‫بها الم إلى القداس ‪ ،‬ولم ت كن تعلم بما فعلته الطفل ة في حفلة ا لوثن ‪ ،‬و أثناء ص لة التقديس ‪ ،‬يقول بالحرف‬ ‫الواحد أنها " أخذت تصرخ بتشنج وهياج و صراع لتفرغ م ا في معدتها ‪ ،‬ث م اعترفت ببساطة ر وحها وصغر‬ ‫عمرها ‪ ،‬وكأنها تحت عذاب وبكل سبيل استطاعت ‪ ،‬بسوء فعلها وعندما تمت صلة التقديس وبدأ الشماس يخدم‬ ‫الحاضرين وجاء دور الطفلة لتتناول الدم حولت رأسها الصغير بعيدا‪ A‬وكأنها تدرك الحضور اللهي وأغلقت فمها‬ ‫وضمت ش فتيها بشدة و رفضت أن ت شرب من الكأس ف قاومها الشماس و صب بعضا‪ A‬من ا لكأس المقدس في فمها‬ ‫فحدثت له ا صدمة وتقيأت ‪ ،‬ولم تبق ا لفخارستيا في ج سد أو فم مدنس " فالشراب الذي تقدس وصار د م ربنا‬


‫‪).‬عاد من المعدة المدنسة‪ .‬وهكذا عظيم هو الرب وعظيم هو جلله "(‪13‬‬ ‫ويروى قصة أخرى يقول فيها " حاولت امرأة أيضا‪ A‬أن تفتح علبة الذخيرة التي ن حفظ بها جسد الرب بيدين ?‬ ‫غير طاهرتين ولكن خرجت منها نار فأرتعب المرأة وخافت أن تلمسها ‪ .‬وحاول رجل آخر أن ينضم سرا‪ A‬مع‬ ‫الخرين وتقدم إلى ا لسقف ليتناول من ا لتقدمة ا لمقدس ة بالرغم من خطاياه فلم ي ستطع أن يأكل أو حتى يتناول‬ ‫بيديه ‪ ،‬وعندما فتح يديه لم يجد بهما سوى رماد ‪ .‬وبهذا يتضح لنا أن الرب ل يسمح لنفسه أن يبقى في شخص‬ ‫ينكره ومن يتناول بدون استحقاق ل ينال بركة ‪ ،‬حيث ذهب القدوس والنعمة المحفوظة تحولت إلى رماد "(‪.)14‬‬

‫‪ :‬ثم يقول‬ ‫" الكاهن الذي يقلد ما قام المسيح بعمله يقدم في الكنيسة تقدمة حقيقية وتامة ل الب "(‪.)15‬‬

‫(‪ )8‬العلمة ترتليان‬

‫وكتب العلمة ترتليان (‪220– 145‬م ) من قرطاجنة بشمال أفريقيا والذي قال القديس جيروم أنه " يعتبر رائدا‬ ‫للكتبة ا للتين " يقول " يتغذى جسدنا ب جسد المسيح ودمه ‪ ،‬وهكذا أيضا‪ A‬تنمو الروح في ال‪ ،‬ولذا فل يمكن أن‬ ‫‪).‬ينفصل في الجزاء عندما يتحدان في عملهما "(‪16‬‬ ‫كل جزء من جسد الرب الذي تسلمناه على المذبح وحفظناه محفوظ في كل من المشاركة في التقدمة وتأدية " ?‬ ‫‪).‬واجب الخدمة "(‪17‬‬ ‫أننا ك لنا ‪ ،‬جماعة المؤمنين ‪ ،‬نتناول سر ا لفخارستيا الذي أ وصانا الرب أن ن تممه في أوقاته ‪ ،‬ح تى قبل " ?‬ ‫‪).‬الفجر ‪ ،‬ول نتناوله إل من رؤسائنا "(‪18‬‬

‫(‪ )9‬العلمة أوريجانوس‬ ‫ويقول العلمة أوريجانوس (‪245 – 185‬م ) تلميذ وخليفة أكليمندس السكندري عن سر الفخارستيا واستحالة‬ ‫(تحول ) الخبز والخمر إلى ج سد ا لرب ودمه ‪ " :‬كان للقدماء شريعة ا لكفارة الت ي كانت تقدم ل وأعطاهم ال‬ ‫وصايا ب خصوص ا لحتفال بها ‪ ،‬ولكنكم أنتم ا لذين أ تيتم إلى المسي ح رئيس الكهن ة الحقيقي والذي قدم ل كفارة‬ ‫عنك م بدمه وصالحكم مع ا لب ليس بدم ذبائح بل بدم الكلمة ف أسمعوه يقول ‪ " :‬هذا ه و دمي الذي يسفك ع نكم‬


‫‪).‬وعن كثيرين لمغفرة الخطايا " والذي يشربه مؤمنا" في السرار يعرف جسد ودم كلمة ال "(‪19‬‬ ‫ونحن نقدم صلوات شكر إلى خالق الجميع ‪ ،‬مع تقديم الفخارستيا والصلوات من أجل البركات التي نلناها ‪? " ،‬‬ ‫نأكل أيضا‪ A‬الخبز المقدم لنا ‪ ،‬الخبز الذي يصير بواسطة الشكر والصلوات جسدا‪ A‬مقدسا‪ A‬الذي يقدس الذين يتناولون‬ ‫‪).‬منه بقلب طاهر "(‪20‬‬ ‫(‪ )10‬القديس أثناسيوس الرسولي‬ ‫ويشرح القديس أثناسيوس الرسولي (‪373 – 318‬م ) كيفية استحالة (تحول ) (تحول ) الخبز والخمر إ لى جسد‬ ‫الرب ودمه في هذا السر اللهي فيقول ‪ :‬في عظه له للمعمدين حديثا‪ " A‬سترون الكهنة يحضرون الخبز وكأسا‪ A‬من‬ ‫الخمر ويضعونها على المائدة ‪ .‬وما دامت الصلوات والتضرعات لم تبدأ بعد ل يوجد سوى الخبز والخمر ‪ .‬ولكن‬ ‫بعد أن تتم الصلة العظيمة والعجيبة يتحول الخبز إلى جسد والخمر إلى دم ربنا يسوع المسيح ‪ ،‬فلنقترب من‬ ‫السرار ‪ ،‬فالخب ز والخمر يظلن ك ما هم ا ببساطة ( خبز و خمر ) م ا دام ت الصلة لم تبدأ و لكن ب عد الصلة‬ ‫‪).‬العظيمة والتوسلت المقدسة ينزل الكلمة إلى الخبز والخمر وكذا يتحول جسده "(‪21‬‬ ‫ويقول في رسالة له إلى سيرابيون عن الجسد والدم " وهنا أيضا‪ A‬يستعمل الرب الصطلحين فيما يخص نفسه ?‬ ‫‪ :‬الجسد والروح ‪ ،‬و هو ي ميز الروح م ما للجسد ح تى يؤمنوا بم ا هو ليس منظور ‪ .‬وهكذا يفهمون أن ما يقوله‬ ‫ليس ج سديا‪ A‬بل روحيا‪ ، A‬وإل ف الجسد إ ذا أخذ على أنه طعام فكم ي كف ي من الناس ؟ و أن صار طعاما‪ A‬فهل يكفي‬ ‫العالم كله ؟ ولكن لهذا السبب عينه يذكر الرب صعود ابن النسان إلى السماء ‪ ،‬وذلك لكي يجذب أفكارهم بعيدا‬ ‫عن مستوى الجسديات ‪ ،‬ومن هنا يستطيعون أن يفهموا أن الجسد الذي يذكره هو سمائي ‪ ،‬من فوق ‪ ،‬وأنه طعام‬ ‫روحاني يعطى على يديه ‪ " ،‬لن الكلم الذي قلته لكم هو روح وحياة "‪ .‬وهذا يمكن أن يقال هكذا (أن ما أستعلن‬ ‫لكم منى ) وما سيعطى من أجل خلص العالم هو جسدي الذي أنا لبسه ‪ ،‬وهذا الجسد والدم الذي منه ‪ ،‬سوف‬ ‫يعطى لكم روحيا‪ A‬على يدي كطعام حتى ينتقل إ لى ك ل واحد روحيا‪ A‬ويصير للجميع حافظا‪ A‬للقيام ة التي للحياة‬ ‫‪).‬البدية "(‪22‬‬ ‫(‪ )11‬القديس كيرلس الورشليمي‬ ‫ويقدم ال قديس كيرلس أسقف أورشليم (‪387 – 314‬م ) في كتابه العظات دراسة و افية لثبات حقيق ة استحالة‬ ‫(تحول ) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ويرد على كل من لم يكن قد أقتنع بعد بهذه الحقيقة ‪ ،‬كما يشرح لنا‬ ‫‪ :‬كيفية التحول في صلوات القداس اللهي‬


‫بعد أن نتقدس بهذه الناشيد الروحية ‪ ،‬نصلى إلى ال محب البشر لكي يرسل روحه القدوس على القرابين " ?‬ ‫الموضوعة (أي الخبز والخمر ) لكي يجعل الخبز جسد المسيح ‪ ،‬والخمر دم المسيح ‪ .‬لن كل ما يمسه الروح‬ ‫‪).‬القدس يتقدس ويتحول "(‪23‬‬ ‫هذا التعليم للطوباوي بولس يكفي هو أيضا‪ A‬لقناعكم بصحة السرار اللهية التي و‪0‬جدتم جديرين بالشتراك " ?‬ ‫فيها ‪ ،‬ف صرتم هكذا جسدا‪ A‬واحدا‪ A‬ودما‪ A‬واحد مع ا لمسيح ‪ .‬فقد أعلن بولس الن ‪ " :‬لنني ت سل مت من ا لرب ما‬ ‫سلمتكم أيضا‪ A‬أن الرب ي سوع في الليلة ا لتي أ سلم ف يها أخذ خبزا‪ A‬وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا ه و جسدي‬ ‫‪ 000‬كذلك الكأس أيضا‪ A‬بعدما تعشوا قائل‪ A‬هذا الكأس هي ‪ 000‬دمي " (‪ 1‬كو ‪ . )25-23:11‬وبما أن يسوع صرح‬ ‫بذلك وقال عن الخبز ( مت ‪ " )26:26‬هذا هو جسدي " ‪ ،‬فمن يتجاسر ويشك بعد ذلك؟ وعندما يؤكد هو بنفسه‬ ‫بكلم قاطع ‪ " :‬هذا هو دمي " (مت ‪ )27:26‬فمن الذي يعارض ويقول إنه ليس دمه ؟‬ ‫لقد سبق له أن حول الماء إلى خمر في قانا الجليل بفعل إرادته (يو ‪ ، )11-1:2‬فهل ل يصدق عندما يحول الخمر‬ ‫إلى دمه ؟ لقد قام بهذه الية العجيبة عندما دعي إلى عرس دنيوي ‪ ،‬وعندما يهب لصدقاء العريس ( مت ‪)15:9‬‬

‫أن يتلذذوا بجسده ودمه ‪ ،‬أفل نعترف به بالكثر ؟‬ ‫فلنشترك إذا‪ A‬بكل ثقة في جسد المسيح ودمه ‪ ،‬أن جسده يعطى لك تحت شكل الخبز ‪ ،‬ودمه على شكل الخمر ‪.‬‬

‫وإذا اشتركت أن ت في جسد المسي ح ودمه ‪ .‬تصبح جسدا‪ A‬واحدا‪ A‬ودما‪ A‬م ع المسيح ‪ .‬وهكذا نصب ح نحن " حاملي‬ ‫المسيح " لن جسده ودمه ينتشران في أعضائنا ‪ .‬وبهذه الكيفية نصبح على حد تعبير الطوباوي بطرس " شركاء‬ ‫الطبيعة اللهية " (‪2‬بط ‪. )4:1‬‬

‫وفيما كان ا لمسيح يتحدث ذات يوم مع اليهود قال ‪ " :‬إذا لم تأكلوا ج سدي وتشربوا دمي ‪ ،‬فلن ت كون فيكم‬ ‫الحياة " (يو ‪ . )35:6‬أما اليهود‬ ‫‪- 34 -‬‬

‫الذين لم يفهموا كلم المسيح بمعناه الروحي ‪ ،‬تشككوا وولوا عنه ‪ ،‬ظنا‪ A‬منهم أن المخلص يدعوهم إلى أكل جسده‬ ‫البشرى ‪.‬‬

‫وفي العهد القديم كان خبز التقدمة أيضا‪( A‬ل ‪ 5:24‬مت ‪ . )4:12‬وبما أن هذا الخبز كان في العهد القديم لذلك فقد‬ ‫بطل ‪ .‬ففي العهد الجديد خبزا‪ A‬سماويا‪ A‬وكأس خلص يقدسان النفس والجسد ‪ .‬فكما أن الخبز للجسد كذلك الكلمة‬ ‫هو للنفس ‪.‬‬ ‫فل تنظر ‪ -‬إلى الخبز والخمر كأنهما عنصران طبيعيان ‪ ،‬إنما كأنهما جسد ودم ‪ ،‬كما أكد ذلك المعلم نفسه ‪.‬‬

‫والحق يقال أن الحواس ت وحي إليك بذلك ‪ ،‬فليعطك اليمان ا لثقة ا لتامة ‪ .‬ل ت حكم في المجال بحسب الذوق ‪،‬‬ ‫ولكن أمتلئ ثقة بحسب اليمان ‪ ،‬أنت الذي و‪0‬جد أهل‪ A‬لتناول جسد المسيح ودمه الن وقد تعلمت واقتنعت أن ما‬


‫يبدو خبزا ليس خبزا و ان يكن له طعم ا لخب ز ؛ ولكن ج سد الرب ؛ و ان ما تبدو خمرا ليست خمرا" ‪ ،‬وان ي كن‬ ‫طعمها كذلك ولكن دم المسيح أكد لقلبك بتناولك هذا الخبز من انه خبز روحاني ‪ ،‬وأبهج وجه نفسك "(‪.)24‬‬

‫(‪ )12‬القديس باسليوس الكبير‬ ‫وكتب القديس باسليوس الكبير الذي رسم أسقفا‪ A‬لقيسارية (سنة ‪370‬م) عمن هو المسيحي المستحق‬ ‫للتناول من هذا السر يقول ‪ " :‬من هو المسيحي ؟ المسيحي هو الذي يتطهر من كل أدناس الجسد والروح في دم‬ ‫المسيح ويعيش في قداسة تامة في خوف ال وحب المسيح ‪ ،‬والذي بل لوم ول عيب أو مثل هذه المور ‪ ،‬الذي‬ ‫يكون م قدسا‪ A‬وبل عيب وهكذا يأكل ج سد المسيح ويشرب دمه ‪ ،‬لن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق ‪ ،‬يأكل‬ ‫ويشرب دينونة لنفسه ‪ .‬م ن هم الذين يأكلون جسد ا لمسيح ويشربون دمه ؟ أولئك الذين يبقون دائما‪ A‬محتفظين‬ ‫بذكرى الذي مات من أجلهم وقام ثانية "(‪.)25‬‬

‫الذي يقترب إذا‪ A‬من جسد المسيح ودمه تذكارا‪ A‬لمن مات من أجلنا وقام ثانية يجب أن يكون خاليا‪ A‬ليس من " ?‬ ‫أدناس الجسد والروح فقط ‪ ،‬لكي ل يأكل ول يشرب دينونة لنفسه ‪ ،‬بل يجب أن يكشف بفاعلية ذكرى من مات‬ ‫‪).‬لجلنا وقام ثانية ‪ ،‬بموته عن الخطية والعالم ونفسه ‪ ،‬ويعيش ل في المسيح يسوع ربنا "(‪26‬‬ ‫لكي نتناول يوميا‪ A‬من جسد المسيح المقدس ودمه فهذا حسن ومفيد ‪ ،‬لنه يقول بوضوح ‪ " :‬من يأكل جسدي " ?‬ ‫ويشرب دمي له حياة أبدية " ‪ 000‬نحن أنفسنا نتناول أربع مرات في السبوع ‪ ،‬أيام الحد والربعاء والجمعة‬ ‫‪).‬والسبت ‪ ،‬وفي اليام الخرى إذا كان هناك تذكار لحد القديسين "(‪27‬‬ ‫(‪ )13‬أغريغوريوس الكبير‬ ‫وكتب أغريغوريوس الكبير يقول ‪:‬‬

‫على الرغم من أن المسيح قام من الموات ولن يسود عليه الموت ثانية – فلم يعد للموت سلطان عليه – فما " ?‬ ‫يزال ‪ ،‬على الرغ م من أن ه حي أبدى بل فساد ‪ ،‬يذبح ل جلن ا في هذا ا لسر الذي للذبيحة المقدسة ‪ ،‬لن جسده‬ ‫‪).‬يقدم الغذاء عندما يقسم ويكسب دمه ‪ ،‬ل في أيدي غير المؤمنين ‪ ،‬بل في أفواه المؤمنين "(‪28‬‬ ‫(‪ )14‬أغريغوريوس أسقف نيصص‬


‫‪) :‬ويقول القديس أغريغوريوس أسقف نيصص (‪395 – 335‬م‬ ‫نؤمن حقا‪ A‬أن الخبز الذي ت قدس بكلمة ال قد تحول إلى جسد ال الكلمة ‪ ،‬لن هذا ا لجسد ك ان بحسب " ?‬ ‫‪).‬خاصيته خبزا" ولكنه تقدس بسكنى الكلمة الذي صار جسدا" فيه "(‪29‬‬ ‫لقد قدم ذات ه عنا ‪ ،‬ضحية و ذبيحة ‪ ،‬وكاهنا‪ A‬أيضا‪ ، A‬و حمل ال الذي ي حمل خ طية العالم ‪ ،‬متى فعل ذلك ؟ " ?‬ ‫عندما جعل جسده طعاما" ودمه شرابا" لتلميذه ‪ ،‬لن هذا واضح بدرجة كافية لكل أحد ‪ ،‬فالذبيحة ل تؤكل قبل أن‬ ‫‪).‬تذبح أول‪ ، A‬وإعطاء جسده هذا لتلميذه ليأكلوه يؤكد بوضوح أن ذبيحة الحمل قد أكملت الن "(‪30‬‬ ‫‪).‬الخبز في البداية هو خبز عادي ‪ ،‬ولكن عندما يتقدس بالسر يدعى ويصير بالفعل جسد المسيح "(‪? " 31‬‬ ‫(‪ )15‬القديس أفرايم السرياني‬ ‫ويشرح القديس أفرايم السريانى (‪373 – 338‬م ) كيف ناول ا لرب يسوع المسيح ت لميذه جسدا‪ A‬حقيقيا‪ A‬ودما‬ ‫حقيقيا‪ A‬وليس مجرد خبز وخمر ‪ ،‬إذ تحول الخبز على يديه إلى جسد حقيقي للرب ‪ ،‬وتحولت الخمر على يديه إلى‬ ‫دم حقيقي ‪ " :‬أخذ ربنا يسوع المسيح في يديه ما كان في البداية مجرد خبز وباركه وقدسه وجعله مقدسا‪ A‬في‬ ‫أسم ا لب وفي أسم الروح القدس و كسره وقسمه بنعمته اللهية ل كل تلميذه واحدا‪ A‬واحدا ‪ .‬ودع ي الخبز ج سده‬ ‫‪).‬الحي وملئه بذاته بروحه القدوس "(‪32‬‬ ‫بعد أن أكل التلميذ الخبز الجديد المقدس ‪ ،‬وبعدما فهموا باليمان أنهم أكلوا جسد المسيح ‪ ،‬أخذ المسيح " ?‬ ‫يشرح لهم ويعطيهم كل السر المقدس ‪ .‬ثم أخذ كأس ومزجه من خمر ‪ ،‬ثم باركه وقدسه معلنا أنه دمه الذي كان‬ ‫على وشك أن يسفك ‪ 000‬وأمرهم المسيح أن يشربوا ‪ ،‬وشرح لهم أن الكأس التي شربوها هي دمه ‪ :‬حقا‪ A‬هذا‬ ‫هو دمي الذي يسفك عنكم أشربوا منه كلكم لنه العهد الجديد الذي بدمي ‪ .‬كما رأيتموني أصنع ‪ ،‬اصنعوه أنتم‬ ‫أيضا‪ A‬لذكرى ‪ ،‬عندما تجتمعون ب أسمى في ا لكنائس في كل مكان اصنعوا م ا صنعت ‪ ،‬لذكرى ‪ .‬كلوا جسدي‬ ‫‪).‬وأشربوا دمي "(‪33‬‬ ‫(‪ )16‬هيلري أسقف بواتييه‬ ‫ويقول هيلري أسقف ب واتييه (‪359 – 356‬م ) ‪ " :‬عندما ن تحدث ع ن طبيعة المسيح ا لكائن ة فينا ‪ ،‬ي جب أن‬ ‫نتحدث بتقوى وعدم اندفاع ‪ ،‬لننا ت علمنا م ن ه فهو يقول ‪ " :‬جسدي م أك ل حق و دمي مشرب حق ‪ ،‬من ي أكل‬ ‫جسدي ويشرب دمي يحيا في وأنا فيه " (يو ‪ . )57-56:6‬فلم يعد هناك إذا شك من جهة حقيقة جسده ودمه ‪ ،‬لن‬


‫‪).‬الرب أعلن ذلك بنفسه فنحن نؤمن أنه جسد حقيقي ودم حقيقي "(‪34‬‬ ‫(‪ )17‬يوحنا ذهبي الفم‬ ‫أما ي وحنا ذ هبي الفم الذي صار أسقفا‪ A‬للقسطنطينية سنة ‪397‬م فيقدم لنا شرحا‪ A‬وافيا‪ A‬لسر التناول واستحالة‬ ‫(تحول) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ‪ " :‬يجب أن نخضع ل في كل شئ ول نناقضه حتى عندما يكون ما‬ ‫يقوله مناقضا‪ A‬للعق ل والمنطق ‪ ،‬بل بالحرى ندع كلماته ت سود على عقولنا ومنطقنا ‪ ،‬ولنعمل كذلك با لنسبة‬ ‫للسرار اللهية ‪ ،‬وأن ل ننظر فقط إلى ما يقع تحت الحواس ‪ ،‬بل نتطلع إلى كلماته ‪ ،‬لن كلمته لن تظلنا أبدا‬ ‫‪ 000‬وعندما يقول " هذا ه و جسدي " يجب أن ن قتنع وأن ن ؤمن و ننظر إلي ه بعي ن العقل ‪ 000‬كم من الناس‬ ‫يقولون ‪ :‬أتمنى أن أرى شكله أن أرى ه يئته ‪ ،‬أن أرى رداءه ‪ ،‬أن أ رى نعليه ‪ ،‬مجرد نظرة ! أنت تراه‪ M‬أ نت‬ ‫تلمسه‪ M‬أنت تتناوله ! "(‪.)35‬‬

‫ليست هناك قوة إنسانية ت جعل م ا هو موضوع أمامنا ج سد ودم المسيح ‪ ،‬إنم ا هو قوة المسيح نفسه الذي " ?‬ ‫صلب ل جلنا ‪ .‬ف الكاه ن يقف هنا ك في م كان المسيح ويصلى و لكن القوة و النعمة ا لت ي تعمل ه ي من ال ‪.‬‬

‫‪).‬وعندما يقول هو " هذا هو جسدي " تحول هذه الكلمات ما هو موضوع أمامه "(‪36‬‬ ‫لماذا يقول (الرسول) " الخبز الذي نكسره " ؟ (‪1‬كو ‪ )17:10‬نستطيع أن نرى ذلك أثناء الفخارستيا ‪ ،‬ولكن " ?‬ ‫ليس على الصليب ‪ ،‬ومع ذلك فما تألم به على الصليب فقد تألم لجلك في هذه التقدمة ‪ .‬وهو يسمح لنفسه أن‬ ‫‪).‬ي`قسم ليغذى الكل "(‪37‬‬

‫(‪ )18‬أمبروز أسقف ميلن‬ ‫ويشرح أمبروز أسقف ميلن في كتابه السرار الذي كتبه سنة (‪391‬م ) كيفية تحول الخبز والخمر في صلة‬ ‫القداس اللهي كالتي ‪ " :‬ربما تقول " هو خبزي المعتاد " ولكن ا لخب ز هو خ ب ز قبل ص لة التقديس ‪ ،‬ولكنه‬ ‫يتحول من خبز إلى جسد المسيح عندما ت‪a‬صلى صلة التقديس ‪ .‬ولتأكيد ذلك نقول‪ ،‬كيف يكون الخبز هو جسد‬ ‫المسيح ‪ ،‬وبأي كلمات وبأي تعبيرات نصلى ؟ بكلمات الرب يسوع ‪ ،‬لن كل ما يسبقها من صلوات ‪ :‬شكر ال‬ ‫وطلبات م ن أجل الشعب والملوك وبقية الصلوات ‪ ،‬يقولها الكاهن ‪ .‬وعندم ا يأتي إ لى صلة ت قدي س السر ل‬ ‫يستخدم ا لكاه ن تع بيراته ه و وإنما ي ستخدم تعبيرات ا لمسيح ‪ .‬وهكذا تنجز ( تتمم ) تع بيرات المسيح هو ا لسر‬ ‫المقدس "(‪.)38‬‬

‫وتستطيع كلمة المسيح التي توجد الشياء غير الموجودة من ل شئ أن تحول الشياء الموجودة فعل‪ A‬إلى ما " ?‬


‫لم تك ن عليه وأن ت عطى طبائع جديدة ل لشياء م ن أن تغير طبائعها ‪ 000‬المسيح كائن ف ي سر التناول ‪ ،‬ل نه‬ ‫جسد المسيح ‪ ،‬ول يعنى ذلك أ نه طعام مادي بل طعام روحي ‪ ،‬لذلك يقول رسوله ( رسول المسيح ) عن ذلك ‪،‬‬ ‫‪).‬آباءنا أكلوا طعاما‪ A‬روحيا‪ A‬وشربوا شرابا‪ A‬روحيا‪1( A‬كو ‪ )4-2:10‬لن جسد ال هو جسد روحي "(‪39‬‬ ‫(‪ )19‬القديس أغسطينوس‬ ‫وتكمل أقوال القديس أغسطينوس في ع ظات ه التي كتبها فيما ب ي ن سنة ‪ 391‬إلى ‪430‬م هذا الشرح فيقول ‪" :‬‬

‫الخبز الذي تراه على المذبح هو جسد المسيح لنه تقديس بكلمة ال ‪ ،‬والكأس أيضا" أو بالحرى ما في الكأس‬ ‫هو دم ا لمسيح ل نه تقدس بكلمة ال ‪ .‬فق د كانت إرادة الرب ا لمسيح أ ن يمنح ج سده و دم ه من خ لل الخبز‬ ‫والخمر "(‪.)40‬‬

‫ما تراه هو الخبز والكأس ‪ ،‬هذا ما تراه عيناك ‪ ،‬ولكن يجب أن تقبل باليمان أن الخبز هو جسد المسيح " ?‬ ‫والكأس هو دم المسيح ‪ 000‬كيف يكون الخبز هو جسده ؟ وكيف يكون الكأس ‪ ،‬أو ما في الكأس هو دمه ؟‬ ‫هذه ا لعناص ر ‪ ،‬يا أ خوتي ‪ ،‬تدعى أس رار مقدسة ‪ ،‬ل نن ا نرى فيها شيئا" وندرك آ خ ر ‪ ،‬م ا نراه هو الجزاء‬ ‫‪).‬المادية وما ندركه هو الثمرة الروحية "(‪41‬‬ ‫‪).‬حمل يسوع نفسه على يديه عندما قدم جسده قائل" ‪ " :‬هذا هو جسدي "(‪? " 42‬‬ ‫‪).‬ل يأكل أحد هذا الجسد دون أن يقدم له التوقير مسبقا "(‪? " 43‬‬ ‫‪).‬أخذ جسدا‪ A‬من جسد مريم ‪ 000‬وأعطانا نفس الجسد لنأكله للخلص "(‪? " 44‬‬ ‫ما تراه هو الخبز والكأس ‪ 000‬ولكن إيمانك يجعلك تقبل أن هذا الخبز هو جسد المسيح والكأس هو دم " ?‬ ‫‪).‬المسيح "(‪45‬‬ ‫كان بولس قادرا‪ A‬على التبشير بالرب يسوع المسيح بالعلمات ‪( 000‬و) نشير بجسد المسيح ودمه فقط إلى " ?‬ ‫ذاك الذي تسل مناه من ثمرة الرض وتقدس ب الصلة ا لخاص ة بالسر ونتناوله ط قسيا" ل صح تنا الروحية تذكارا‬ ‫)للرب الذي تألم عنا "(‪46‬‬ ‫‪.‬‬

‫(‪ )20‬القديس جيروم‬ ‫ويقول القديس جيروم في تفسيره لنجيل للقدس متى الذي كتبه سنة ‪389‬م ‪ :‬بعد أن أتم الرمز وأكل لحم الحمل‬ ‫مع تلميذه في الحتفال بالفصح ‪ ،‬أخذ الخبز الذي يقوى قلب النسان وتحول إلى السر الحقيقي ا لمقدس للفصح‬


‫لكي ‪ ،‬كما قدم ملكي صادق كاهن ال العلي الذي كان يرمز إليه (إلى المسيح ) ‪ ،‬الخبز والخمر كتقدمة ‪ ،‬يجعل‬ ‫نفسه أيضا" معلنا" في حقيقة جسده ودمه "(‪.)47‬‬

‫(‪ )21‬القديس كيرلس السكندري‬ ‫ويقول القديس كيرلس السكندري (الملقب بعمود الدين) في سنة ‪428‬م ‪ " :‬تعلمنا هذه المور وامتلنا بإيمان ل‬ ‫يهتز أن هذا الذي يبدو خبزا ‪ ،‬ليس خبزا" ‪ ،‬على الرغم من أن له طعم الخبز ‪ ،‬بل هو جسد المسيح ‪ ،‬وان الذي‬ ‫يبدو خمرا"‬

‫‪ ،‬ليس خمرا" ‪ ،‬علي الر‬

‫غم‬

‫لخم‬

‫من أن له مذاق ا‬

‫ر ‪ ،‬بل‬

‫هو دم‬

‫المسيح "(‬

‫‪.)48‬‬

‫قال المسيح موضحا‪( A‬الخبز والخمر) ‪ " :‬هذا هو جسدي " و " هذا هو دمي " حتى ل تقضوا بأن ما ترونه " ?‬ ‫مجرد رمز ‪ ،‬ف قد تحولت التقدمة بقوة ال القدير ا لخفية إلى جسد ا لمسيح و دمه ‪ ،‬والذي بتناوله نشار ك في‬ ‫‪).‬هبه الحياة وتقديس كفاية المسيح "(‪49‬‬ ‫وهكذا يتأكد لنا أن الكنيسة الولى في ا لمسكونة ك له ا ‪ ،‬في كل البلد شرقا‪ A‬وغربا‪ ، A‬شمال‪ A‬وجنوبا‪ ، A‬آمنت‬ ‫وعلمت باستحالة (تحول ) الخبز والخمر ‪ ،‬في سر التناول أو الفخارستيا أو سر الشكر ‪ ،‬إلى جسد حقيقي ودم‬ ‫حقيقي للرب يسوع المسيح ‪ ،‬وأن المسيح كائن في السر ‪ ،‬وبأن ما نتناوله هو جسد الرب ودمه وأن الرب يسوع‬ ‫المسيح ناول تلميذه في العشاء الرباني جسده الحقيقي ودمه الحقيقي بالفعل ‪ .‬ولم ينكر مسيحي واحد هذه الحقيقة‬ ‫في اللف سنة الولى للميلد ‪ ،‬وأن كان قد وجد عدد ل يكاد يذكر تشكك في ذلك في القرن إلحادي عشر ‪ ،‬ولم‬ ‫يوجد أي إنكار حقيقي للسر إل بعد ظهور البروتستانت في القرن الخامس عشر ‪ ،‬أي بعد أن أسسه الرب يسوع‬ ‫المسيح بحوالي ‪ 1500‬سنه !!!‬

‫ولكن غالبية مسيحي العالم ‪ ،‬الرثوذكس والكاثوليك وبعض الفرق البروتستانتية ‪ ،‬تمسكت بما سلمه لنا الرب‬ ‫يسوع المسيح وتلميذه وخلفاؤهم الباء الرسوليون وكل أباء الكنيسة في القرون الولى ‪.‬‬

‫(‪ )3‬كيفية استحالة‬

‫(تحول)‬

‫الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه‬


‫آمنت الكنيسة منذ فجرها الباكر باستحالة (تحول ) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ‪ ،‬ليس بناء على نظريات‬ ‫أو افتراضات أو تأملت روحية وإنما بناء على تعليم الرب يسوع المسيح نفسه وتعليم تلميذه الذين تسلموه منه‬ ‫شخصيا‪ ، A‬مباشرة ‪ .‬وذلك باليمان المطلق دون الدخول في شرح أو تفصيل ل هذا السر القدس ‪ .‬فق د عبرت‬ ‫كلمات ا لرب يسوع المسي ح عن هذه ا لحقيق ة بشكل واضح ل ل بس ف يه ‪ ،‬ف حين قال للجموع ولتلميذه " جسدي‬ ‫مأكل حق ودمي مشرب حق " كان يتكلم عن جسد حقيقي سيأكله أتباعه ودم حقيقي سيشربه المؤمنون به ‪ ،‬كان‬ ‫يتكلم ع ن جسده الذي سيؤكل ودمه ا لذي سي‪0‬شرب ‪ .‬ولم يفهم ذلك الذي ن سمعوا هذا الكلم ب ما فيهم بع ض من‬ ‫تلميذه وقالوا أن هذا الكلم صعب على ال فهم البشرى ‪ .‬يقول الكتاب ‪ " :‬فخاصم اليهود بعضهم بعضا‪ A‬ق ائلين‬ ‫كيف يقدر هذا أن ي عطينا جسده لنأكل ‪ ،‬فقال ل هم يسوع الحق ا لحق أقول لكم أن لم تأكلوا جسد اب ن النسان‬ ‫وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم ‪ .‬من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة‬ ‫‪- 46 -‬‬

‫أبدية وأن ا أقيمه في اليوم الخير ‪ .‬لن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق ‪ .‬من يأكل جسدي ويشرب دمي‬ ‫يثبت في وأنا فيه ‪ ،‬كما أرسلني الب الحي وأنا حي بالب فمن يأكلني فهو يحيا بي ‪ .‬هذا هو الخبز الذي نزل‬ ‫من السماء ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا من يأكل هذا الخبز فأنه يحيا إلى البد ‪ .‬قال هذا في المجمع وهو‬ ‫يعلم في كفر ناحوم ‪ .‬فقال كثيرون من تلميذه إ ذ سمعوا أن هذا ا لكلم ص عب من يقدر أن ي سمعه ‪ .‬فعلم يسوع‬ ‫في نفسه أن تلميذه يتذمرون على هذا فقال لهم أهذا يعثركم ‪ ،‬فان رأيتم ابن النسان صاعدا‪ A‬إلى حيث كان أول‪. A‬‬

‫الروح هو الذي يحيى أما الجسد فل يفيد شيئا‪ A‬الكلم الذي أكلمكم به هو روح وحياة ‪ ،‬ولكن منكم قوم ل يؤمنون‬ ‫لن يسوع من ا لبدء علم م ن هم ا لذين ل يؤمنون و م ن هو الذي يسلمه ‪ .‬فقال لهذا قلت لكم أ نه ل يقدر أ حد أن‬ ‫يأتي إلي‪ j‬أن لم يعط من أبي ‪ .‬من هذا الوقت رجع كثيرون من تلميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه ‪ .‬فقال‬ ‫يسوع للثنى عشر ألعلكم أنتم أيضا‪ A‬تريدون أن تمضوا ‪ .‬فأجابه سمعان بطرس يا رب إلى من نذهب كلم الحياة‬ ‫البدية عندك " (يو ‪. )68-52:6‬‬

‫لقد فهم كل من التلميذ واليهود أنه يتكلم بالفعل عن أكل حقيقي وشرب حقيقي ‪ ،‬بالمعنى الحرفي ‪ ،‬من جسد‬ ‫حقيقي ودم حقيقي وقالوا‪:‬‬ ‫‪- 47 -‬‬

‫" كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل " ‪ " ،‬هذا الكلم صعب ‪ .‬من يقدر أن يسمعه " ‪ .‬ومع ذلك لم يوضح لهم‬ ‫الرب يسوع كيفية ذلك ‪ ،‬كما لم يقل لهم أن هذا الكلم مجرد رمز ‪ ،‬كما يتصور البعض ‪ ،‬مؤكدا‪ A‬حتمية وحرفية‬


‫كلمه وأنه يتكلم بالفعل عن أكل حقيقي بالمعنى الحرفي ‪ ،‬من جسد حقيقي هو جسده ‪ ،‬وشرب حقيقي بالمعنى‬ ‫الحرفي ‪ ،‬من دم حقيقي هو دمه ‪.‬‬ ‫وفي العشاء الرباني قال الرب يسوع المسيح لتلميذه وهو يمسك بالخبز في يديه ‪ ،‬بعد أن بارك وشكر وقسم "‬

‫خذوا كلوا هذا هو جسدي " ثم أعطاهم الكأس قائل‪ " A‬هذا هو دمي ‪ 000‬الذي يسفك " ‪ ،‬وهو يؤكد هنا بإشارته‬ ‫وقوله " هذا هو " أن ما يشير إليه " الخبز والخمر " قد تحول بالفعل بعد أن " بارك " و " شكر " و" قسم " إلى‬ ‫جسد حقيقي ودم حقيقي‪ ،‬فقوله " هذا هو جسدي " يؤكد أن ما يشير إليه قد تحول بالفعل إلى جسده ‪ ،‬وقوله " هذا‬ ‫هو د مي " يؤكد أن ما يشير إلي ه قد تحول بالفعل إ لى دمه ‪ .‬ويشرح ذلك أفرايم ا لسرياني بقوله ‪ " :‬أخذ ربنا‬ ‫يسوع المسيح في يديه ما كان في البداية مجرد خبز وباركه وقدسه وجعله مقدسا" ‪ 000‬وكسره وقسمه بنعمته‬ ‫اللهية لكل تلميذه واحد واحد ‪ ،‬ودعي الخبز جسده الحي وملئه بذاته بروحه القدوس " ‪ .‬ثم يقول أن التلميذ‬ ‫" فهموا باليمان أنهم‬ ‫‪- 48 -‬‬

‫أكلوا جسد المسيح ‪ 000‬وشرح لهم أن الكأس التي شربوها هي دمه " ‪ ،‬وقد أكد هذه الحقيقة ‪ ،‬حقيقة استحالة‬ ‫(تحول ) الخبز والخمر إ لى جسد الرب و دمه ‪ ،‬س واء في العشاء الرباني أو في صلة القداس ‪ ،‬ال قديس بولس‬ ‫بالروح القدس في قوله " كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسح ‪ .‬الخبز الذي نكسره أليس هو‬ ‫شركة جسد المسيح " (‪1‬كو ‪. )16:10،17‬‬

‫فقد تسلم الرسل من الرب يسوع المسيح وسلموا هم بدورهم للكنيسة أن الخبز والخمر يتحولن بالصلة ‪ ،‬كما‬ ‫فعل الرب يسوع المسيح نفسه ‪ ،‬إلى جسد الرب ودمه ‪ ،‬وذلك بقوة الكلمة اللهي ‪ ،‬الرب يسوع المسيح ‪ ،‬وبحلول‬ ‫الروح القدس عندما يستدعيه الكاهن بكلمات الرب يسوع المسيح نفسه ‪ ،‬كما تسلم آباء الكنيسة من الرسل تلميذ‬ ‫المسيح ‪ .‬وم ن ثم يقول ا لعلمة ترتليان " أن ا لكاه ن وه و يصلى على ا لمذبح " يقلد ما كان ا لمسيح يعمله "‬ ‫ويقول ذهبي الفم " فالكاهن يقف هناك في مكان المسيح ويصلى ولكن القوة والنعمة التي تعمل هي من ال ‪.‬‬ ‫وعندما يقول هو " هذا هو جسدي " تحول هذه الكلمات ما هو موضوع أمامه " ‪.‬‬

‫يقول يوستينوس الشهيد " هكذا تعلمنا أيضا" أن الخبز التي منه والذي يتغذى منه جسدنا ودمنا ‪ ،‬يقدس بكلمة‬ ‫الصلة ويصبح بعد‬ ‫‪- 49 -‬‬

‫التحول ( الستحالة (تحول) ) ه و جسد ودم ي سو ع المتجسد ذاته " ‪ ،‬ويقول اريناؤس أسقف ليون " الكأس‬ ‫المخلوط والخمر ا لمصن وع يصي ر بكلمة ال الفخارستيا ‪ ،‬أي جسد المسيح ودمه ‪ 000‬حيث يتحول الخبز‬ ‫والخمر بكلمة ال إلى الفخارستيا ‪ ،‬الت ي ه ي جسد ا لمسيح ودمه " ‪ ،‬ويقول أيضا‪ " A‬الخبز ا لذي يأت ي من‬


‫الرض يصي ر بالصلة ا لفخارستيا ول ي كون بعد خبزا" عاديا " ‪ .‬ويقول أكليمندس ا لسكندري " يتقدس ا لخبز‬ ‫بقوة " السم ‪ ،‬فهو ل يعد كما كان وإنما يتغير بالقوة إلى قوة روحانية " ‪ .‬ويقول العلمة أوريجانوس " الخبز‬ ‫الذي ي صير ب واسطة الشكر و الصلوات ج سدا" مقدسا" " ‪ .‬أما القديس أ ثناسيوس ا لرسول فيشرح ع ملية التحول‬ ‫كالتي ‪ " :‬سترون ا لكهنة يحضرون الخبز و كأسا" من ا لخم ر ويضعوهم على ا لمائدة وما د ام ت الصلوات‬ ‫والتضرعات لم تبدأ بعد ل يوجد سوى الخبز والخمر ‪ ،‬ولكن بعد أن تتم الصلة العظيمة والعجيبة يتحول الخبز‬ ‫إلى ج سد والخمر إلى د م ربن ا يسوع المسيح ‪ 000‬ينزل الكلمة إلى الخبز و الخمر وكذا يتحول ج سده " ‪.‬‬

‫ويضيف القديس كيرلس ا لورشليمي " نصلى إلى ال م حب ا لبشر ل ك ي يرس ل روحه القدوس على ا لقرابين‬ ‫الموضوعة (أي الخبز والخمر ) لكي يجعل الخبز جسد المسيح والخمر دم المسيح ‪ ،‬لن كل ما يمسه الروح‬ ‫يتقدس ويتحول " ‪.‬‬ ‫‪- 50 -‬‬

‫ويختم القديس امبروز بقوله " الخب ز ه و خب ز قبل صلة ا لتقديس ‪ ،‬ولكنه ي تحول م ن خبز إلى ج سد المسيح‬ ‫عندما ت‪a‬صلى صلة التقديس ‪ 000‬بكلمات الرب يسوع ‪ 000‬يقولها الكاهن ‪ .‬وعندما يأتي إلى صلة تقديس‬ ‫السر ل يستخدم الكاهن تعبيراته هو وإنما يستخدم تعبيرات المسيح ‪ .‬وهكذا تنجز ( تتم ) تعبيرات المسيح هذا‬ ‫السر المقدس " ‪.‬‬

‫وهكذا يحذر القديس بولس بالروح قائل‪ " : A‬أي من أكل (هذا ) الخبز وشرب كأس الرب بدون استحقاق يكون‬ ‫مجربا" في جسد الرب ودمه ‪ .‬ولكن ليمتحن النسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس ‪ .‬لن الذي‬ ‫يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير ممي‪M‬ز جسد الرب " (‪ 1‬كو ‪27:11‬و ‪ . )28‬وتدل هذه‬ ‫التحذيرات الشديدة في هذه اليات على أن ما نتناوله في القداس هو كما يؤكد " جسد الرب ودمه " ‪.‬‬

‫وقد يسأل البعض كيف يتم هذا التحول أثناء ا لصلة ؟ نقول يتم هذا السر ويتحول الخبز إلى جسد الرب‬ ‫والخمر إلى دمه كما بفعل الروح القدس وقوة الرب يسوع المسيح نفسه كما حول الماء إلى خمر في عرس قانا‬ ‫الجلي ل عندما قال للخدم " املوا الجران ماء ‪ .‬فملوها إلى فوق ‪ .‬ثم قال ل هم استقوا الن وقدموا إ لى رئيس‬ ‫المتكأ‪ . k‬فقدموا ‪ .‬فلما‬ ‫ ‪- 51‬‬‫ذاق رئيس المتكأ‪ k‬الماء المتحول خمرا ولم يكن يعلم من أين هي ‪ .‬لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا ‪.‬‬

‫دعا رئيس المتكأ‪ k‬العريس وقال له ‪ .‬كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أول ومتى سكروا فحينئذ الدون ‪ .‬أما أنت‬ ‫فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الن " ( يو ‪ . )10-7:2‬وكما بارك الخمسة أرغفة وسمكتين وأشبع بهم خمسة آلف‬ ‫رجل إلى جانب من كان معهم من نساء وأطفال وفاض عنهم " أثنتا عشر قفة مملؤة من الكسر " (مت ‪19:14‬؛مر‬


‫‪ . )41:6‬وكما بارك السبع خبزات والقليل من صغار السمك وأشبع بهم حوالي أربعة آلف نفس وفاض عنهم "‬ ‫س بعة سلل مملؤة " م ن الكسر ‪ .‬وذلك عندما بارك و كسر وأعطى ا لرغف ة للتلميذ و التلميذ للجموع ( مت‬

‫‪ 36:15‬؛مر ‪ . )6:8‬وكما طهر نعمان السرياني من برصه في مياه الردن على الرغم من أنها كانت مجرد مياه‬ ‫عادية ‪ ،‬ولكنه طهر بقوة ال التي عملت فيها (‪2‬مل ‪ . )14-19:11‬ولكن الخبز والخمر يبقيان في الظاهر كما هما ‪،‬‬ ‫خبزا‪ A‬وخمرا‪ ، A‬ولكن في حقيقتهما تحول بالفعل وبالحقيقة إلى جسد حقيقي ودم حقيقي ‪.‬‬ ‫وقد يسأل البعض أيضا‪ A‬لماذا ل يتحول الخبز إلى جسد في الظاهر والخمر إلى دم في الظاهر ؟ والجابة هي ‪:‬‬

‫هل يقدر أحد أن يتناول من جسد حقيقي ويبدو كآكلي لحوم البشر ؟ ويشرب من دم حقيقي والكتاب يحرم شرب‬ ‫الدم ‪ ،‬كما بينا في الفصل الول ؟ كما أن الرب‬ ‫‪- 52 -‬‬

‫يسوع ا لمسيح أعطانا جسده و دمه للغذاء ا لروحي و ليس للغذاء الجسدي ‪ ،‬وم ن ثم ك ان لبد أن ي عطينا ج سدا‬ ‫روحيا‪ A‬في صورة الخبز المادي ‪ ،‬ودما‪ A‬روحيا‪ A‬في صورة الخمر المادية ‪ ،‬فيكونا في حقيقتهما جسدا‪ A‬روحيا‪ A‬ودما‬ ‫روحيا‪ A‬و يظلن في الظاهر ‪ ،‬ف قط ‪ ،‬كما كانا أصل‪ A‬خبزا‪ A‬وخمرا‪ ، A‬ب الرغم من أنهما تحول فعل‪ A‬وبصورة سرية‬ ‫إلى جسد حقيقي ودم حقيقي ‪ ،‬أو بمعنى أدق يكونان جسدا‪ A‬حقيقيا‪ A‬ودما‪ A‬حقيقيا‪ A‬في الواقع والحقيقة ولكن يبدوان في‬ ‫الظاهر ‪ ،‬والظاهر فقط ‪ ،‬خبزا‪ A‬وخمرا‪. A‬‬

‫يقول القديس كيرلس السكندري " تعلمنا هذه المور وصار إيماننا ل يهتز أن هذا الذي يبدوا خبزا" ليس خبزا‬ ‫على الرغم من أن له طعم الخبز‪ ،‬بل هو جسد المسيح‪ ،‬وأن الذي يبدوا خمرا" ليس خمرا" على الرغم من أن له‬ ‫مذاق الخم ر‪ ،‬ب ل هو دم المسيح " ‪ .‬ويقول القدي س أغسطينوس ‪ " :‬م ا تراه هو ا لخبز والكأس ‪ ،‬هذا ما تراه‬ ‫عيناك ‪ ،‬ولكن يجب أن تقبل باليمان أن الخبز هو جسد المسيح والكأس هو دم المسيح ‪ 000‬كيف يكون الخبز‬ ‫هو جسده ؟ وكيف يكون الكأس ‪ ،‬أو ما في الكأس هو دمه ؟ هذه العناصر‪ ،‬يا أخوتي ‪ ،‬تدعى أسرار مقدسة ‪،‬‬ ‫لننا نرى فيها شيئا" وندرك آخر ‪ ،‬ما نراه هو الجزاء المادية وما ندركه هو الثمرة الروحية " ‪.‬‬ ‫‪- 53 -‬‬

‫(‪ )4‬الفخارستيا والقداس‬ ‫قال الرب يسوع المسيح لتلميذه وهو يناولهم الخبز المتحول إلى جسده والخمر المتحول إلى دمه " اصنعوا هذا‬ ‫لذكرى " (لو ‪ 1 ،19:22‬كو ‪24:11‬و ‪ ، )25‬ولنه كان على ا لكاه ن أن يتمم وصية المسيح ‪ ،‬لذا ك ان يجب أن يقوم‬ ‫بما كان يقوم به الرب يسوع المسيح ‪ ،‬كما قال وأكد آباء الكنيسة ‪ ،‬وبالتالي يستخدم نفس الكلمات الذي نطق بها‬


‫الرب يسوع المسيح بفمه اللهي فتحول الخبز إلى جسده الطاهر وتحولت الخمر إلى دمه القدس ‪ ،‬وهذه الكلمات‬ ‫التي نطق بها الرب يسوع المسيح هي كلمات الشكر والبركة " وشكر وبارك ثم كسر " الخبز ‪ ،‬وقد وردت في‬ ‫العهد الجديد هكذا ‪:‬‬

‫" وفيما هم يأكلون أخذ ي سوع الخبز وبارك و كسر وأعطى ا لتلميذ وقال خذوا كلوا هذا ه و جسدي ‪ ،‬وأخذ‬ ‫الكأس و شك ر وأعطاهم قائل" اشربوا م نه ا كلكم ‪ ،‬ل ن هذا هو د مي الذي للعهد ا لجديد الذي يسفك م ن أجل‬ ‫كثيرين لمغفرة الخطايا " ( مت ‪ 28-26:26‬؛مر ‪24-22:14‬؛لو ‪19:22‬و ‪ . )20‬وكما يقول القديس بولس بالروح ‪" :‬‬

‫لنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضا" أن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها أخذ خبزا" وشكر فكسر وقال‬ ‫خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لجلكم اصنعوا‬ ‫‪- 54 -‬‬

‫هذا لذكرى ‪ .‬كذلك الكأس أيضا" ب عدما تعشوا قائل" هذه ا لكأس ه ي العهد الجديد بدمي ا صنعوا هذا ك لم ا شربتم‬ ‫لذكرى " (‪1‬كو ‪. )25-23:1‬‬

‫وفي صلة القداس يصلى الكاهن صلة التقديس وهو يستخدم نفس كلمات الرب يسوع المسيح ويشير إلى ما‬ ‫كان الرب يسوع يفعله ‪ ،‬ثم يصلى صلة خاصة يستدعي فيها الروح القدس " ليحل روحك القدوس علينا وعلى‬ ‫هذه القرابين الموضوعة ويطهرها وينقلها ويطهرها قدسا" لقديسيك " ( القداس الباسيلي ) ‪ " ،‬وأرسل إلى أسفل‬ ‫من علوك المقدس ‪ 000‬روحك القدوس ‪ 000‬على هذه القرابين التي لك ‪ 000‬على الخبز وعلى هذه الكأس‬ ‫لكي يتطهرا وينتقل ‪ 000‬وهذا ا لخبز يجعله ج سدا" مقدسا" ل لمسيح ‪ 000‬وهذه الكأس أيضا" دما" كريما" للعهد‬ ‫الجديد الذي له " (القداس ا لكيرلسي ) ‪ " .‬أرس ل علينا ن عمة روحك القدوس لك ي تطه ر وتنقل هذه ا لقرابين‬ ‫الموضوعة إلى جسد ودم خلصنا " (القداس الغريغوري) ‪.‬‬

‫‪- 55 -‬‬

‫الفهرس‬


‫‪ - +‬المقدمة‬

‫‪5‬‬

‫‪ - 1‬الكتاب المقدس وسر التناول‬

‫‪7‬‬

‫‪ - 2‬إيمان الكنيسة وممارستها لسر الفخارستيا‬ ‫‪15‬‬

‫منذ البدء‬ ‫‪ - 3‬كيفية استحالة (تحول) الخبز والخمر‬ ‫إلى جسد الرب ودمه‬

‫‪46‬‬

‫‪ – 4‬الفخارستيا والقداس‬

‫‪54‬‬

‫‪ +‬الفهرس‬

‫‪56‬‬

‫‪- 56 -‬‬

‫‪) .‬القديس يوحنا ذهبي الفم ‪ ،‬للقمص تادرس يعقوب ملطى ‪ ،‬ص ‪(1) (Hom. In Coent, app 3. - 234‬‬ ‫ ‪- 15‬‬‫(‪( )2‬يوسابيوس ك ‪4‬ف ‪)18‬‬ ‫ ‪- 21‬‬‫(‪.Ag.Her.5,2,2-3 )3‬‬ ‫‪(4) Ag.Her.4,18.‬‬ ‫‪(5)Ag.Her.18:4,4-5.‬‬ ‫ ‪- 25‬‬‫(‪ )6‬يوسابيوس ك ‪ 6‬ف ‪. 13‬‬


. 8:13 ‫ ف‬6 ‫) ك‬7( . 5:11 ‫ ف‬5 ‫) ك‬8( - 26 . 4-2:2 ‫) المربي‬9( . 419 ‫) الفخارستيا للب متى المسكين ص‬10( . 419 ‫) السابق ص‬11( - 27 (12) The Unity. Ch.8. - 28 (13) The Lapsed ch.25. (14) The Lapsed ch.26. (15) To the Eph. - 29 (16) Res. Dead 8,2. (17) Ibid 19. (18) The Crown 3,3. - 30 .Levit. hom. 9, n. 10 In )19( (20) Against Celsus A.N.F. Vol. IV, P 647. - 31 (21) Sermons to the Newly Baptized. - 32 (22) Ad. Serap. IV.19. (23) Catche.23. - 33 (24) Cyril Catech. 4,1 ، 402-389 ‫مع العظات ترجمه الب جورج نصور ص‬. - 35 (25) The Morals. Ch.22.


(26) Baptism B I,ch.3. - 36 (27) Letter to a Patrician Lady Caesarea. (28) Dial. IV, 85. (29) The Great Catechism 37:9 – 13. - 37 (30) Oration and Sermons Jaeger: Vol. 9 p. 287. (31) Ibid Vol. 9 PP.225 – 226. (32) Hom. 4,4. - 38 (33) Hom 4,6. (34) The Trinity 8,14. - 39 (35) Hom. On Matt. 82. (36) Hom. On Judas 1,6. - 40 .Sac. Mass )37( .The Sacraments Book 4, ch, 4:14 )38( - 41 .. On the Mysteries 9,50-52 )39( (40) Serm. 227. - 42 (41) Serm. 272. (42) Enarr in Pasl. Ser. I, 10. (43) Enarr. In Psal. 98,9. (44) Expl. Psal. 98, 9. (45) Ibid., 272. (46) The Trinity 3,4. - 43 (47) Comm. On Matt. 4, 26, 26.


(48) Catecheses 22, 9. - 44 (49) Catecheses 22.9. - 45 -


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.