شبهات >> كتب القس عبد المسيح بسيط ابوالخير
سلسلة عقيدتنا الرثوذكسية
( )1
هل نتناول
خبزا" وخمرا"
أم جسدا" ودما" ؟ للقس عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العذراء الثرية بمسطرد
أسم الكتاب :هل نتناول خبزا" وخمرا" أم جسدا" ودما" ؟ المؤلف :القس عبد المسيح بسيط أبو الخير الطبعة الولى :بتاريخ 1998/1/5م المطبعة :مطبعة الخوة المصريين بعين شمس ت 2436109 الطبعة الثانية :منقحة بتاريخ 2004/7/7م
المطبعة :مطبعة مجلة مدارس الحد بروض الفرج ت 2029744 رقم اليداع بدار الكتب98/1984 : ) I.S.B.Nالترقيم الدولي 5282-19-977( :
مقدمه الكتاب تؤمن الكنيسة الرثوذكسية بأن سر التناول ،أو الفخارستيا (سر الشكر) هو أحد أسرار الكنيسة السبعة ،وهبه عظيمة لنا من ال ،بل هو أعظم هبات النعمة التي أع0طيت لنا من فوق حيث يقدم لنا فيه الرب يسوع المسيح جسده ودمه لنتناول منهما في القداس اللهي لكي نتحد به ونصير واحد معه ،في شركة روحية معه " فأننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لنن ا جميعنا نشترك ف ي الخبز ا لواحد " ( 1كو ، )17:10و نرتفع معه إلى فوق ،كما نزل هو إلينا على الرض وأخذ صورتنا " الذي إذ كان في صورة ال لم يحسب مساواته ل اختلسا Aلكنه أخلى نفسه أخذا Aصورة "
( في 2:5و ، )6أو كما ن قول في التسبحة " أخذ ا لذي لن ا وأعطانا الذي له " .كما ي ذكرنا أيضا Aبموت الرب وقيامته والبشارة بالخلص الذي قدمه لنا بدمه القدس " فأنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجئ " (1كو . )26:11
ويعلمنا التقليد الكنسي أن نستعد جيدا Aللتناول من هذا السر بطهارة الجسد والروح ،كقول الكتاب " إذ أي من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرما" في جسد الرب ودمه .ولكن -5-
ليمتحن النسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس .لن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب " (1كو . )29-26:11
ومع ذلك فهناك فئة من الناس ترى فيه مجرد رمز وذكرى ،لموت المسيح وقيامته " اصنعوا هذا لذكرى " !! وتفسر قول المسيح " جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق .من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه "
( يو 55:6و ، )56تفسيرا Aرمزيا . Aفهل نتناول جسد حقيقي ودم حقيقي ،أم مجرد خبز وخمر فقط ؟ وهل يتحول الخبز والخمر بالروح القدس وقوة الكلمة اللهي إلى جسد ودم ؟ هذا ما نجيب عليه في هذا الكتيب الذي أرجو أن يأتي بالفائدة المرجوة بنعمة الرب يسوع المسيح وبركة العذراء القديسة مريم ،وبصلوات قداسه البابا شنوده الثالث الستاذ والم0علم ،ونيافة الحبر الجليل النبا مرقس ،أبى الروحي ،أسقف شبرا الخيمة وتوابعها .
القس عبد المسيح بسيط أبو الخير عيد الميلد المجيد 7يناير 1998م
-6-
– 1الكتاب المقدس وسر التناول
سر التناول أو سر الشكر أو ا لفخارستيا أو سر استحالة (تحول ) الخبز والخمر إلى ج سد الرب و دمه أ سسه ووضعه الرب ي سوع ا لمسيح ب نفسه في العشاء الرباني بعد ع شاء الفصح ،وكان قد أشار إ لي ه قبل ذلك أمام التلميذ واليهود ،قرب الموضع الذي بارك فيه ا لخمس خبزات و السمكتين في كفر ناحوم عبر البحر ( يو ، )6 ولم يفهموا قصده وقتها ،ولكن التلميذ مارسوه بعد ذلك ،بعد أن قام الرب يسوع المسيح من الموات وصعد إلى ا لسموات وح ل عليهم الروح القدس مباشرة ،بناء على و صية الرب يسوع المسي ح نفسه " اصنعوا هذا لذكرى " ،وسلموه لتلميذهم وخلفائهم من الباء الرسوليين وأباء الكنيسة الولى .
قال الرب يسوع المسيح لتلميذه ولليهود عبر البحر عند كفر ناحوم " أنا هو خبز الحياة ،آباؤكم أكلوا المن Mفي البرية وماتوا ،أنا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه النسان ل يموت ،أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء أن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى البد والخبز الذي أنا أعطى هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم ،فخاصم اليهود بعضهم البعض قائلين كيف يقدر هذا أن -7-
يعطينا جسده لنأكل ،فقال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم أن لم تأكلوا جسد ابن النسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم ،من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الخير ،لن جسدي مأكل
حق ودمي مشرب حق ،من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه " (يو . )56-48:6
ويتكلم ا لرب يسوع ا لمسي ح هنا عن ثلث حقائق جوهرية ،الولى عن ا لمن الذي أرسله ال الب إ لى بنى إسرائيل في البرية كطعام جسدي لغذاء ا لجسد ف قط فترة وجودهم في ب ري ة سيناء ليقيه م من الموت جوعا، A والثانية عن نزوله من السماء كابن ال الحي الذي نزل من السماء لجل خل العالم ،أو كما قال " الخبز الحي الذي نزل من السماء " لكي يبذل نفسه عن حياة العالم ،والثالثة عن تقديم هذا الخبز السماوي ،أي جسده ودمه ،من خلل تحول ا لخبز والخمر ف ي سر التناول إلى جسد حقيقي ودم حقيقي لغذاء الروح ،ح يث يقول هو "
جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق ،من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه " ،انه يتكلم عن جسد حقيقي ل بد أن يأكله ا لنسان أكل حقيقيا Aودم ح قيقي لبد أن يشربه النسان شربا Aحقيقيا Aفي سر التناول .ولن الدم كان محرما Aفي العهد القديم حيث يقول الكتاب في سفر اللويين " وكل إنسان من بيت إسرائيل ومن الغرباء النازلين في وسطكم يأكل دما -8-
اجعل وجهي ضد ا لنفس الكلة الدم و اقطعها م ن شعبها .لن نفس ا لجسد ه ي في الدم فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم لن الدم يكفر النفس لذلك قلت لبنى إسرائيل ل تأكل نفس منكم دما Aول يأكل الغريب النازل في وسطكم دما .وكل إنسان من بنى إسرائيل ومن الغرباء النازلين في وسطكم يصطاد صيدا Aوحشا Aأو طائرا Aيؤكل يسفك دمه ويغطيه بالتراب ،لن نفس كل جسد دمه هو بنفسه فقلت لبنى إسرائيل ل تأكلوا دم جسدا ما لن نفس كل جسد هي دمه كل من أكله يقطع " (ل . )13-10:17لذا كان لبد أن يقدم الرب يسوع المسيح دما روحيا Aسمائيا Aب تحويل ا لخمر إلى دم حقيقي ولكن ه ليس دم حيوان أو مخلوق آخر وإنما دم حقيقي متحول من الروح القدس بطريق ة إعجازي ة سرية إلى دم ا لمسيح ن فسه ،م ثلما سبق وحول الماء إلى خ مر في عرس ق انا الجليل (يو )2ومثلما بارك الخمس خبزات والسمكتين وأشبع بهما اكثر من خمسة آلف نفس (يو . )6
ثم يقارن بين هذا الخبز السماوي ،جسد ابن النسان التي من السماء وبين المن الذي سبق وأكله بنو إسرائيل ، فقد أكل بنى إسرائيل المن في البرية وماتوا لن كان طعاما Aجسديا Aلغذاء الجسد فقط أما جسد الرب ودمه فهو طعام روحي يغذى الروح ويؤدى إلى الحياة البدية " من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أ بدية وأنا أقيمه في اليوم -9الخير 000من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه ".
ويؤكد الرب يسوع المسيح هذه الحقيقة في العشاء الرباني عندما امسك الخبز وشكر وكسر وقدم لتلميذه قائل " خذوا كلوا هذا ه و جسدي " وعندما قال وهو يقدم لهم الكأس " خذوا 000أشربوا منها كلكم ،لن هذا هو
دمي الذي للعهد الجديد " ،إذ يؤكد بقوله " هذا هو جسدي " وبإشارته إلى الكأس قائل " Aهذا هو دمي " أن ما يمسكه بيده ويشير إليه هو جسد حقيقي ودم حقيقي ،وأنه يشير بالفعل إلى " جسد حقيقي " و دم حقيقي " وأنه ناولهم بالفعل جسده ودمه ،أو بمعنى أدق الخبز الذي تحول بالفعل إلى جسد حقيقي والخمر الذي تحول بالفعل إلى دم حقيقي بحسب قوله " جسدي هو مأكل حق ودمي هو مشرب حق " يقول الكتاب :
وفيما هم يأكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي ،واخذ " ? الكأس وشك ر وأعطاهم قائل" اشربوا منه ا كلكم ،لن هذا هو د مي ا لذي للعهد ا لجديد الذي ي سفك من ا جل ) .كثيرين لمغفرة الخطايا " (مت 30-29:26
وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزا" وبارك وكسر وأعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي ،ثم اخذ الكأس " ? وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلهم ،وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من - 10اجل كثيرين " (مر . )24-22:14
واخذ خبزا" وشكر و كسر و أعطاهم قائل" هذا هو ج سدي الذي ي بذل عنكم اصنعوا هذا لذكرى ،وكذلك " ? ) .الكأس أيضا" بعد العشاء قائل" هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم " (لو 19:22،20
وقد مارست الكنيسة هذا السر ،الفخارستيا ،سر الشكر ،سر التناول ،سر استحالة (تحول) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ،ب عد حلول الروح القدس على التلميذ يوم الخمسين مباشرة ،ح يث يقول الكتاب " وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات ،وصار خوف في كل نفس وكانت عجائب وآيات كثيرة تجرى على أيدي ا لرسل و جميع الذين أمنوا كانوا معا Aوكان عنده م ك ل شيء مشتركا ، Aوالملك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج ،وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة و إذ هم يكسر ون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج و بساطة قلب ،م سبحين ال و لهم نعمة لدى جميع الشعب وكان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون " (1ع . )47-42:2
وتعبير " كسر الخبز " هنا كان هو التعبير السائد عن الفخارستيا أو سر التناول في الكنيسة الولى .وهذا ما يوضحه لنا الكتاب بصورة - 11 -
أوسع في رسالة القديس بولس الولى إلى أهل كورنثوس والتي كتبت بالروح القدس سنة 57م .وكان ما جاء في هذه الرسالة ص 10و 11هو أول م ا كتب بالروح ا لقدس ع ن ممارسة الكنيسة لسر التناول واستحالة (تحول)
الخبز والخمر إ لى جسد ا لرب ودمه منذ لحظة و لدتها بحلول الروح القدس على الرسل يوم الخمسين ،ح يث
يقول ف يها القديس بولس بالروح وهو ي وب خ البعض ا لذين تعاملوا م ع السر ب شي ء من عدم الوقار اللزم " كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح ،فأننا نحن الكثيرين خبز واحد وجسد واحد لننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد ،انظروا إسرائيل حسب الجسد أليس الذين يأكلون الذبائح هم شركاء المذبح ،فماذا أقول أن الوثن شيء أو أن ما ذبح للوثن شيء ،بل أن ما يذبحه المم فإنما يذبحونه ل لشياطين ل ل فلست أريد أن تكونوا انتم شركاء ا لشياطين ،ل تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكاس شياطين ل تقدرون أن تشتركوا في مائدة الرب وفي مائدة شياطين " (1كو . )22-16:10
وأيضا " Aفحين تجتمعون معا" لي س هو ل كل عشاء الرب 000لنن ي تسل مت من الر ب م ا سلمتكم أيضا" أن الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا" وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور - 12 -
لجلكم اصنعوا هذا لذكرى ،كذلك الكأس أيضا" بعدما تعشوا قائل" هذه الكأس للعهد ا لجدي د بدمي ا صنعوا هذا كلما ش ربتم لذكرى ،فأنكم ك لما أ كلتم هذا الخب ز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن ي جيء ،إذا أي من أكل هذا ا لخبز أو شرب كاس الرب بدون استحقاق يكون مجرما" في ج سد الرب ودمه ،ولك ن ليمتحن النسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب بون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب " (1كو . )29-20:11
ويؤكد الوحي اللهي هنا بشكل قاطع ،خاصة في اليات ( ، ) 29-27:11على حقيقة استحالة (تحول ) الخبز إلى جسد حقيقي وأن ما نتناوله في سر التناول هو جسد الرب حقا Aودم الرب حقا ، Aكقول الرب يسوع المسيح نفسه "
جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق " حيث يصف القديس بولس بالروح الكأس بـ " كأس الرب " والخبز بـ " جسد الرب " ويصف الجسد والدم بـ " جسد الرب ودمه " " ،من أكل هذا الخبز وشرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرما Aفي ج سد الرب و دمه 000لن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق ي أكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب " ،وذلك إلى جانب تعبيري " مائدة الرب " " ،عشاء الرب " وتؤكد تعبيرات " من أكل 000بدون استحقاق يكون مجرما" في جسد الرب ودمه " و " يأكل ويشرب - 13 -
دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب " حقيقة هذا التحول وحتميته لنه ل يمكن أن يتحدث هكذا عن مجرد طعام عادى رمزي كما يزعم البعض .وتتأكد هذه الحقيقة بدرجه اكبر وأوضح في ممارسة الكنيسة لهذا السر الذي تسلمه الباء الرسوليون خلفاء الرسل من الرسل الولين ،تلميذ الرب يسوع المسيح ورسله ،وسلموه هم أيضا ،بدورهم كما تسلموه من الرسل ،لخلفائهم من أباء الكنيسة في القرون الولى .
- 14 -
- 2إيمان الكنيسة وممارستها لسر التناول منذ البدء
آمن ت الكنيسة منذ البدء ك م ا تسلمت من ا لرب يسوع ا لمسي ح أن الخبز و الخمر الذي يقدم على ا لمذبح يتحول بحلول الروح القدس وبقوة الكلمة اللهي إلى جسد حقيقي ودم حقيقي للرب يسوع المسيح ؛ وكما يقول ذهبي الفم " عندم ا يقف الكاهن أمام ا لمائدة ويرفع ي ديه إلى ا لسم اء ؛ يستدعى الروح القدس في أتي و يلم س القرابين ؛ ويكون سكون ووقار على الموضع "( .)1وذلك على الرغم من احتفاظه ،بطعم الخبز والخمر ،وكذلك بالمظهر الخارجي لهما ،لن التحول يتم بشكل روحي سرى .وقد أظهر ال هذه الحقيقة الجوهرية ،حقيقة تحول الخبز إلى ج سد و الخمر إلى دم ،في مناسبات كثيرة و في كل عصور الكنيسة وشاهدها وعاينها كثير من الناس .
.وتمتلئ كتابات آباء الكنيسة ابتداء من النصف الثاني للقرن الول بالشهادة لهذه الحقيقة وقبل أن نبدأ دراستنا لقوال هؤلء الباء عن استحالة (تحول) الخبز والخمر إلى جسد حقيقي ودم حقيقي للرب ،الفخارستيا ،يجب أن نضع في اعتبارنا النقاط التالية :
( ) 1كان جميع هؤلء الباء ،آباء الكنيسة الولى ،مؤمنين بالسر ومقيدين به وأشاروا إليه جميعا Aبتعبيري كسر الخبز والفخارستيا وكانت ممارسته بالنسبة لهم ولمن عاصروهم أمرا Aجوهريا Aوطبيعيا Aوركنا Aأساسيا Aفي العبادة الكنسية .
( )2لم يظهر أي اعتراض جوهري على حقيقة السر ،كجسد الرب ودمه ،ولم تظهر أي هرطقة مضادة له ،في أيامهم ،مما أدى إلى عدم وجود دراسات دفاعية تفصيلية عن السر وبالتالي إلى عدم وجود شرح نصي تفصيلي للكلمة " أفخا رستيا " أو لكيفية ا لستحالة (تحول ) ،استحالة ا لخبز والخمر إلى جسد الرب و دمه ،أو لوجود المسيح في السر حسب تعبير البعض ،فقد كان إيمانهم بالسر ل جدال فيه .
( ) 3بل كانوا م هتمين ،ب الدرجة الولى ،بمقاومة المفهوم الحسي لمائدة الفخار ستيا والتركيز على ضرورة التناول الروحي في إيمان و محبة وقداسة ووقار ب اعتبار أن سر ا لفخارستيا ب معناه الروحي هو علمة على اتحادنا بالمسيح وعلمة على الوحدة ،وحدة الكنيسة ،ووحدة جسد المسيح ،وليس مجرد التناول السطحي .كما سبق أن وبخ القديس بولس بعض من أهل كورنثوس لهتمامهم فقط بالكل والشرب من الجسد والدم.
- 16 -
( )1الدياديكية (الدسقولية) أو تعاليم الرسل كcتبت الدياديكية فيما بين سنة 100-80م وكانت تعبر عن فكر الكنيسة في نهاية القرن الول وشرحت لنا سر التناول أو الفخارستيا ،استحالة (تحول ) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ،والقداس وقدمت لنا صورة حية لما كان ي حدث في الكنيسة الولى ،في القرن ا لمسيحي الول وأكدت على ت عامل ا لمؤمنين ا لولي ن م ع السر بخصوصية وقداسة ووقار وأنه ل يمكن أن يتناول منه أحد سوى الذين نالوا الروح القدس في المعمودية :
ل ي أكل أح د م ن س ر شكركم (أي ا لفخارستيا ) غير ا لمعمدين باسم الرب ،لنه قال (أي الرب ي سوع " ? ) .المسيح) " ل تعطوا ما هو مقدس للكلب " (ف 5:9
ثم تؤكد ( الدياديكية ) على حتمية العتراف بالخطايا قبل التناول من هذا السر حتى ل يتقدم إلى التناول إل من كان تائبا Aومستعدا Aوطاهرا Aف قط " اجتمعوامعا" Xفي يوم الرب (يوم ا لحد ) لتكسروا الخبز وتقدموا ا لشكر ( الفخارستيا) ،ولكن اعترفوا بخطاياكم أول Aلتكون تقدمتكم ( ذبيحتكم ) نقية ،من كان منكم على خلف مع أخيه ل يدخل اجتماعكم قبل أن يتصالحا معا ، Aحتى ل تكون تقدمتكم ( ذبيحتكم ) باطلة ،فقد قال الرب " في كل مكان قدموا لي تقدمه (ذبيحة) طاهرة لني ملك عظيم - 17يقول الرب وأسمى ممجد بين المم (مل ( " )11:1ف . )14
( )2القديس أكليمندس الروماني
كان ال قديس أكليمندس ا لروماني (100 – 30م ) أسقفا Aل روما ( يوسابيوس ك 3ف ، )15ك ما ك ان أحد مساعدي القديس بولس الرسول والذي قال عنه أنه جاهد معه في نشر النجيل (في ، )3:4وقد كتب رسالته إلى كورنثوس حوالي سنة 96م ،ووصف فيها الساقفة باعتبارهم الذين يقدمون التقدمات ،والتقدمات التي يشير إليها هنا هي تقدمات ا لفخارستيا ،أو سر الشكر ،أي ج سد ا لرب ودمه كما تؤكد ذلك كتابات ك ل م ن القديس أغناطيوس :ويوستينوس الشهيد بعد ذلك ،فيقول
ما دامت هذه المور مكشوفة أمامنا ،وما دمنا قد اخترقنا بأبصارنا أعماق المعرفة اللهية ،علينا أن نعمل " ? كل ما أمرنا به الرب بنظام وبحسب الزمنة المعينة .فقد أمرنا أن نقدم التقدمات وأن نعمل العمال اللهية ، وأن ل يكون ذلك بطياشة أو بدون ترتيب ،ولكن بحسب أوقات وساعات معينة .فقد حدد بنفسه ،بإرادته اللهية ،) .الماكن والشخاص لهذه التقدمات (الفخارستيا) ،لكي يتم كل شئ بقداسة حسب مسرته " (ف 40
ثم يتحدث عن الترتيب الكنسي الذي رتبه الرب يسوع المسيح - 18شخصيا Aوسلمه للرسل والذين سلموه بدورهم لخلفائهم من الباء الرسوليين وأباء الكنيسة الولى ،فيقول :
لقد عرف رسلنا من ربنا يسوع المسيح أن موضوع استحقاق السقفية سيثير خلفات ،لذا رسموا الرجال " ? السابق ذ كرهم ،ووضعوا ب عد ذلك تعليمات أ نه م تى ر قد هؤلء يخلفهم في خ دمتهم أناسا Aمزكين ( مجربين في ) .الخدمة) بعدما حصلوا على معرفة كاملة للمستقبل في هذا المر " (ف 2-1:44
( )3القديس أغناطيوس النطاكي كان ال قديس أغناطيوس ا لنطاكي (107 – 30م ) أسقفا Aل نطاكية وتلميذا Aلبطرس الرسول وقال عنه المؤرخ الكنسي ي وسابيوس القيصري " أغناطيوس الذي اختير أ سقفا Aخلفا Aلبطرس ،والذي ل تزال شهرته ذائع ة بين الكثيرين " (ك 3ف . )2:36ويقول بصريح العبارة ،وهو يشرح إيمان الكنيسة في عصره أن " الفخارستيا "
هي " جسد مخلصن ا يسو ع المسيح " وأن " كسر ا لخبز " هو " دواء الخلود " ،مؤكدا Aأن ك سر ا لخبز :والفخارستيا هما جسد الرب ودمه الذي هو دواء الخلود ضعوا في العتبار من يحمل أفكارا Aمخالفة لنعمة يسوع المسيح " ? - 19 -
التي حلت علينا 000امنعوا ه ؤلء عن ا لفخارستيا و الصلة لنهم ل يعترفون أ ن الفخارس تيا ه ي جسد مخلصنا يسوع المسيح ،الجسد الذي تألم لجل خطايانا وأقامه الب بصلحه من الموت ،أولئك الذين ينكرون عطية ال يهلكون في م جادلتهم 000أما ا لفخارستيا ا لشرعية ف هي ا لتي تتم ب واسطة السقف أو من ي نتدبه السقف " (سميرنا . )6،7
اجتمعوا كلكم بدون استثناء متشددين بنعمته في إيمان واحد في يسوع المسيح الواحد ،الذي من نسل داود " ?
بحسب الجسد ،ابن النسان وابن ال ،وبقلب واحد متحد ،وأطيعوا السقف ولفيف القسوس ،واكسروا خبزا ) .واحدا" ،الذي هو دواء الخلود ،ويحفظ من الموت ويؤمن لنا الحياة البدية في المسيح يسوع " (اف 20
وهو هنا يسد كل الطرق على كل من يحاول أن يفسر تعبير " كسر الخبز " على أنه غير جسد الرب ودمه ، ويصف " كسر الخبز " بأنه " دواء الخلود " ،و " يحفظ من الموت " و " يؤمن الحياة البدية " ويقول بصراحة ووضوح في الفقرة التالية " خبز ال الذي هو جسد يسوع المسيح " :
لم ي عد ي روقني طعم الغذاء الذي يفنى ول ملذات هذه الحياة .أنى أري د خبز ال ا لذي هو ج سد يسوع " ? ) .المسيح ،الذي من نسل داود ،كما أنى أريد شراب دمه الذي هو الحب الذي ل يزول " (رومية 7 - 20 -
اهتموا إذا يا أخوتي أن ل تشتركوا في غير سر الشكر ( الفخارستيا ) الواحد ،ومهما علمتم أعملوا بحسب " ? ال :لنه ليس لربنا يسوع المسيح سوى جسد واحد وكأس واحدة توحدنا بدمه ،ومذبح واحد ،ويوجد أسقف ) .واحد مع القسوس والشمامسة رفقائي في الخدمة " (فيلدلفيا 4
( )4يوستينوس الشهيد عاش يوستينوس ا لشهيد في بداية القرن الثاني ،في الفترة من (100م 165 -م ) ،وكرس ح ياته للدفاع عن المسيحية وكان أول المدافعين عنها وقد بقى لنا من كتاباته دفاعان عن المسيحية وجههما للمبراطور الروماني أنطونيوس بيوس (161 – 138م ) والسانتوس الروماني( ،)2وحواره مع تريفو اليهودي .وقد شرح في كتاباته التسليم الرسولي ،ا لمسلم أ صل Aمن ا لرب يسوع المسيح ل لكنيسة ،بالتفصيل .وقال عن سر التناول أو :الفخارستيا ،واستحالة (تحول) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ما يلي هذا الخبز الذي نسميه الفخارستيا ل يسمح لحد أن يشارك فيه سوى الذين يؤمنون أن ما نبشر به هو حق " ? ،الذي اغتسلوا من خطاياهم بالميلد الجديد ،والذين يعيشون بحسب ما سلمه لنا المسيح .ف أننا لم نتسلم هذه الشياء كخبز عادى و شراب عادى ،بل كما صار مخلصنا يسوع ا لمسيح جسدا" بكلمة ال وأتخذ جسدا" ودما من أجل خلصنا ،هكذا تعلمنا أيضا" أن الخبز التي منه والذي منه يتغذى جسدنا ودمنا ،يقدس بكلمة الصلة ويصبح بعد التحول ( الستحالة ) هو جسد ودم يسوع المتجسد ذاته .حقا" تسلمنا من الرسل في السجلت التي تركوها لنا ،والمسماة بالناجيل أن الرب سلمه لهم هكذا :أخذ يسوع الخبز وشكر وقال " هذا هو جسدي " " ) .اصنعوا هذا لذكرى " وأخذ الكأس أيضا" وشكر وقال " هذا هو دمي " وأعطاه لهم وحدهم " (دفاع 1ف 66
لذلك أعلن ال مقدما Aأن كل التقدمات التي قدمت باسمه ،التي قدمها يسوع المسيح ،التي هي في سر الشكر " ? () .الفخارستيا) الخبز والكأس والتي نقدمها نحن المسيحيين في كل جزء من العالم مقبولة لديه " (حوار ف 66
وإلى جانب ذلك ،كما قلت من قبل فيما يختص بالتقدمات التي قدمتموها في ذلك الوقت ،يتكلم ال خلل " ? ملخي ،أحد ( النبياء ) الثنى عشر ،ما يلي " ليست لي مسرة بكم قال رب الجنود ول أقبل تقدمة من يدكم ، لنه من مشرق الشمس إلى مغربها أسمى عظيم بين - 22 -
المم و في كل مكان ي قرب لسمى بخور وتقدمه طاهرة لن أسمى عظيم بين ا لمم قال رب الجنود ،أما أ نتم فمنجسوه بقولكم أن مائدة ا لرب تنجست " (مل . )12-10:1وعندما يتحدث ع ن الم م ،في ذ لك الوقت ،كان يتحدث عنا ،عن التقدمات التي تقدمها له في كل مكان ،التي هي خبز سر الشكر (الفخارستيا ) وبالمثل كأس سر الشكر (الفخارستيا) ،ويقول لنا سنمجد أسمه بينما أنتم (يقصد اليهود) دنستموه " (حوار 2ف . )10-8:41
( )5إريناؤس أسقف ليون كان القديس إريناؤس (202 – 120م ) أسقف ليون بالغال ( فرنسا حاليا ) Aأحد تلميذ الباء الرسوليين ،تلميذ الرسل ،وحلقة الوصل بينهم وبين من جاء بعده من أباء الكنيسة ،وقد أوضح ،مثل العلمة أوريجانوس فيما بعد ،في كتاباته (ضد الهراطقة ،سنة 180م ) كيفية تحول الخبز والخمر (الكأس الممزوج) المأخوذين من الثمار المخلوقة ،أ ي الخبز العادي ا للذان م ن جوهر ا لخليقة و م ن عناصر ا لرض المرئية ،بالتقديس بحلول الروح القدس غير المرئي ،في صلوات القداس ،إلى جسد حقيقي ودم حقيقي للرب يسوع المسيح بصورة غير مرئية على الرغم من بقائهما كما هما في الظاهر كخبز عادى وخمر - 23 -
عادية ،وكيف أن الرب يسوع المسيح هو الذي علم تلميذه هذه العقيدة ،وكيف أنهم سلموها لخلفائهم من أباء الكنيسة ليسلموها هم بدورهم للجيال التي ستأتي بعدهم ،فيقول :
في الحقيقة إذا لم يخلص الجسد فل يكون الرب قد فدانا بدمه ول كأس الفخارستيا التي نشترك من خللها " ? في دمه ول الخبز الذي نكسره والذي نشترك به في جسده 000فقد أعلن ( الرب يسوع المسيح ) أن الكأس ، جزء من الخليقة ،الذي منه ينساب دمنا ،هو دمه ،وأن الخبز ،جزء من الخليقة ،والذي به ينمى أجسادنا ، ه و جسده " " .الكأس المخلوط ( م ن خمر وماء ) والخبز المصنوع يصي ر بكلمة ال ا لفخارستيا ،أي ج سد
المسيح ودمه ،الذي يبنى ويحصن جسدنا ،فكيف يزعم هؤلء أن الجسد ل يقدر أن ينال هبة ال للحياة البدية عندما يتناول من جسد الرب ودمه ويكون عضوا في جسده ؟ كما يقول الرسول المطوب في رسالته إلى أفسس " لننا أعضاء جسمه ،من لحمه ومن عظامه " (أف ، )30:5فهو ل يتحدث عن إنسان روحي وغير مرئي "
لن الروح ليس له لحم ول عظام " (لو ، )39:24كل ،فهو يتحدث عن جسد عضوي حقيقي من لحم وأعصاب وعظام ،هو الذي يتغذى بالكأس التي هي دمه وينمو بالخبز الذي هو جسده 000حيث يتحول الخبز والخمر بكلمة ال إلى الفخارستيا ،الذي هو جسد - 24المسيح ودمه "(.)3
لقد أخذ (الرب يسوع المسيح ) من بين الشياء المخلوقة خبزا Aوشكر قائل : Aهذا هو جسدي ،وأخذ الكأس " ? أيضا Aا لذي من مخلوقات عالمنا وأعترف أنه ا دمه وعلمهم ا لتقدمة ا لجديدة التي ل لعهد الجديد ،والتي تسلمتها ).الكنيسة من الرسل والتي تقدم في جميع أنحاء العالم ل الذي يقوتنا جميعا "(4 لنه كما أن الخبز الذي يأتي من الرض يصير بالصلة الفخارستيا ول يكون بعد خبزا Aعاديا Aويتكون من " ? حقيقتي ن ،سمائية وأرضية ،هكذا أيضا Aل م تعد أجسادنا قابلة ل لفساد بالتناول من ا لفخارستيا لن لها رجاء في ).القيامة "(5 ( )6أكليمندس السكندري كان أكليمندس السكندري (215-150م ) مديرا Aل مدرسة ا لسكندرية اللهوتية وتلميذا Aل لعلمة بنتينوس وم0علما لكل من أوريجانوس وهيبوليتوس وكان كما يصفه المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري " متمرسا" في السفار المقدسة " (ك 5ف . )1وينقل يوسابيوس عن كتابه وصف المناظر أنه أستلم التقليد بكل دقة من الذين تسلموه من الرسل ،فقد كان هو ن فسه خ ليفة ت لميذ الرسل أو كما يقول ه و ع ن نفسه إنه " التالي ل خلفاء الرسل "(" ،)6
ويعترف بأن أ صدقاءه قد طلبوا م نه بإلحاح أن ي كت ب من أ جل – الجيال المتعاقبة – التقاليد ا لت ي سمعها من الشيوخ ا لقدمين "( ،)7وذلك ب اعتباره أحد خلفائهم .ومن ثم ف ق د سجل ا لتقليد الشفوي ا لذي سمعه ورآه وتعلمه وعاشه وحوله إلى تقليد مكتوب ،كما شرحه ودافع عنه .وينقل عنه يوسابيوس ،أيضا ، Aقوله عن معلميه الذين أستلم منهم التقليد " وقد حافظ هؤلء الشخاص على التقليد الحقيقي للتعليم المبارك ،المسلم مباشرة من الرسل القديسين بطرس ويعقوب ويوحنا وبولس ،إذ كان البن يتسلمه عن أبيه (وقليلون هم الذين شابهوا آباءهم ) حتى وصل إلينا بإرادة ال لنحافظ على هذه البذار الرسولية "( ،)8ومن ثم فقد شرح لنا من خلل كتاباته سر التناول ،
:الفخارستيا ،واستحالة (تحول) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه كما تسلمه كالتي لدم الرب ،بالحقيقة ،جانبان ،لن الدم الذي لجسده والذي به تم خلصنا من الهلك ،وعندما نشرب دم " ? المسيح نصير له شركاء في البدية وحيث أن الروح القدس هو العنصر الفعال للكلمة ،كذلك الدم هو قوة الجسد ( يو . )63:6واختلط الثنين – الماء والكلمة -سمى أفخارستيا لنه نعمة ممجدة عظيمة ،وأولئك الذين يتناولون منه باليمان ،يتقدس ون في ا لجسد وفي الروح ،و من أ جل هذا ا لخليط اللهي ،أراد الب للنسان ،ب أسلوب ).خفي ،أن يتحد بالروح القدس وبالكلمة "(9 ).في حالة الغابي يوزع الخبز المقدس والخمر المقدس الفخارستيا أول Aبواسطة الشمامسة "(? " 10 ).حينما يتقدس الخبز بقوة " السم " فهو ليس كما كان ولكنه يتغير بالقوة إلى قوة روحانية "(? " 11 ( )7كابريان أسقف قرطاجنة
ويكتب كابريان (258 – 205م ) أسقف ق رطاجنة بشمال أفريقيا ع ن سر التناول أو استحالة (تحول ) الخبز :والخمر إلى جسد الرب ودمه ،الفخارستيا ،فيقول هكذا أيضا Aيقع المعنى المقدس للفصح جوهريا Aفي الحقيقة المذكورة في سفر الخروج أن الحمل – الذي ذبح " ? كرمز للمسيح – يجب أن يؤكل في بيت واحد ،حيث يقول ال " في بيت واحد يؤكل ،ل تخرج من اللحم من البيت إلى خارج " ( خر )46:12لذا ل يمكن أ ن يخرج لحم ا لمسيح وجسد الرب المقدس خارجا" ول يتناوله ).المؤمنين في أي بيت آخر سوى الكنيسة "(12 ويصف لنا بعض الحداث التي وقعت في أيامه وشاهدها بنفسه ،والتي تؤكد حقيقة استحالة (تحول ) الخبز ? الخمر إلى جسد الرب ودمه ،ويقول أن إحدى المهات كانت قد تركت طفلتها مع مربيتها فذهبت بها إلى حفلة لحد الوثان وهناك أعطوها من الخبز المغموس في خمر كانت مقدمة للوثن ،وبعد أن عادت إلى أمها ذهبت بها الم إلى القداس ،ولم ت كن تعلم بما فعلته الطفل ة في حفلة ا لوثن ،و أثناء ص لة التقديس ،يقول بالحرف الواحد أنها " أخذت تصرخ بتشنج وهياج و صراع لتفرغ م ا في معدتها ،ث م اعترفت ببساطة ر وحها وصغر عمرها ،وكأنها تحت عذاب وبكل سبيل استطاعت ،بسوء فعلها وعندما تمت صلة التقديس وبدأ الشماس يخدم الحاضرين وجاء دور الطفلة لتتناول الدم حولت رأسها الصغير بعيدا Aوكأنها تدرك الحضور اللهي وأغلقت فمها وضمت ش فتيها بشدة و رفضت أن ت شرب من الكأس ف قاومها الشماس و صب بعضا Aمن ا لكأس المقدس في فمها فحدثت له ا صدمة وتقيأت ،ولم تبق ا لفخارستيا في ج سد أو فم مدنس " فالشراب الذي تقدس وصار د م ربنا
).عاد من المعدة المدنسة .وهكذا عظيم هو الرب وعظيم هو جلله "(13 ويروى قصة أخرى يقول فيها " حاولت امرأة أيضا Aأن تفتح علبة الذخيرة التي ن حفظ بها جسد الرب بيدين ? غير طاهرتين ولكن خرجت منها نار فأرتعب المرأة وخافت أن تلمسها .وحاول رجل آخر أن ينضم سرا Aمع الخرين وتقدم إلى ا لسقف ليتناول من ا لتقدمة ا لمقدس ة بالرغم من خطاياه فلم ي ستطع أن يأكل أو حتى يتناول بيديه ،وعندما فتح يديه لم يجد بهما سوى رماد .وبهذا يتضح لنا أن الرب ل يسمح لنفسه أن يبقى في شخص ينكره ومن يتناول بدون استحقاق ل ينال بركة ،حيث ذهب القدوس والنعمة المحفوظة تحولت إلى رماد "(.)14
:ثم يقول " الكاهن الذي يقلد ما قام المسيح بعمله يقدم في الكنيسة تقدمة حقيقية وتامة ل الب "(.)15
( )8العلمة ترتليان
وكتب العلمة ترتليان (220– 145م ) من قرطاجنة بشمال أفريقيا والذي قال القديس جيروم أنه " يعتبر رائدا للكتبة ا للتين " يقول " يتغذى جسدنا ب جسد المسيح ودمه ،وهكذا أيضا Aتنمو الروح في ال ،ولذا فل يمكن أن ).ينفصل في الجزاء عندما يتحدان في عملهما "(16 كل جزء من جسد الرب الذي تسلمناه على المذبح وحفظناه محفوظ في كل من المشاركة في التقدمة وتأدية " ? ).واجب الخدمة "(17 أننا ك لنا ،جماعة المؤمنين ،نتناول سر ا لفخارستيا الذي أ وصانا الرب أن ن تممه في أوقاته ،ح تى قبل " ? ).الفجر ،ول نتناوله إل من رؤسائنا "(18
( )9العلمة أوريجانوس ويقول العلمة أوريجانوس (245 – 185م ) تلميذ وخليفة أكليمندس السكندري عن سر الفخارستيا واستحالة (تحول ) الخبز والخمر إلى ج سد ا لرب ودمه " :كان للقدماء شريعة ا لكفارة الت ي كانت تقدم ل وأعطاهم ال وصايا ب خصوص ا لحتفال بها ،ولكنكم أنتم ا لذين أ تيتم إلى المسي ح رئيس الكهن ة الحقيقي والذي قدم ل كفارة عنك م بدمه وصالحكم مع ا لب ليس بدم ذبائح بل بدم الكلمة ف أسمعوه يقول " :هذا ه و دمي الذي يسفك ع نكم
).وعن كثيرين لمغفرة الخطايا " والذي يشربه مؤمنا" في السرار يعرف جسد ودم كلمة ال "(19 ونحن نقدم صلوات شكر إلى خالق الجميع ،مع تقديم الفخارستيا والصلوات من أجل البركات التي نلناها ? " ، نأكل أيضا Aالخبز المقدم لنا ،الخبز الذي يصير بواسطة الشكر والصلوات جسدا Aمقدسا Aالذي يقدس الذين يتناولون ).منه بقلب طاهر "(20 ( )10القديس أثناسيوس الرسولي ويشرح القديس أثناسيوس الرسولي (373 – 318م ) كيفية استحالة (تحول ) (تحول ) الخبز والخمر إ لى جسد الرب ودمه في هذا السر اللهي فيقول :في عظه له للمعمدين حديثا " Aسترون الكهنة يحضرون الخبز وكأسا Aمن الخمر ويضعونها على المائدة .وما دامت الصلوات والتضرعات لم تبدأ بعد ل يوجد سوى الخبز والخمر .ولكن بعد أن تتم الصلة العظيمة والعجيبة يتحول الخبز إلى جسد والخمر إلى دم ربنا يسوع المسيح ،فلنقترب من السرار ،فالخب ز والخمر يظلن ك ما هم ا ببساطة ( خبز و خمر ) م ا دام ت الصلة لم تبدأ و لكن ب عد الصلة ).العظيمة والتوسلت المقدسة ينزل الكلمة إلى الخبز والخمر وكذا يتحول جسده "(21 ويقول في رسالة له إلى سيرابيون عن الجسد والدم " وهنا أيضا Aيستعمل الرب الصطلحين فيما يخص نفسه ? :الجسد والروح ،و هو ي ميز الروح م ما للجسد ح تى يؤمنوا بم ا هو ليس منظور .وهكذا يفهمون أن ما يقوله ليس ج سديا Aبل روحيا ، Aوإل ف الجسد إ ذا أخذ على أنه طعام فكم ي كف ي من الناس ؟ و أن صار طعاما Aفهل يكفي العالم كله ؟ ولكن لهذا السبب عينه يذكر الرب صعود ابن النسان إلى السماء ،وذلك لكي يجذب أفكارهم بعيدا عن مستوى الجسديات ،ومن هنا يستطيعون أن يفهموا أن الجسد الذي يذكره هو سمائي ،من فوق ،وأنه طعام روحاني يعطى على يديه " ،لن الكلم الذي قلته لكم هو روح وحياة " .وهذا يمكن أن يقال هكذا (أن ما أستعلن لكم منى ) وما سيعطى من أجل خلص العالم هو جسدي الذي أنا لبسه ،وهذا الجسد والدم الذي منه ،سوف يعطى لكم روحيا Aعلى يدي كطعام حتى ينتقل إ لى ك ل واحد روحيا Aويصير للجميع حافظا Aللقيام ة التي للحياة ).البدية "(22 ( )11القديس كيرلس الورشليمي ويقدم ال قديس كيرلس أسقف أورشليم (387 – 314م ) في كتابه العظات دراسة و افية لثبات حقيق ة استحالة (تحول ) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ويرد على كل من لم يكن قد أقتنع بعد بهذه الحقيقة ،كما يشرح لنا :كيفية التحول في صلوات القداس اللهي
بعد أن نتقدس بهذه الناشيد الروحية ،نصلى إلى ال محب البشر لكي يرسل روحه القدوس على القرابين " ? الموضوعة (أي الخبز والخمر ) لكي يجعل الخبز جسد المسيح ،والخمر دم المسيح .لن كل ما يمسه الروح ).القدس يتقدس ويتحول "(23 هذا التعليم للطوباوي بولس يكفي هو أيضا Aلقناعكم بصحة السرار اللهية التي و0جدتم جديرين بالشتراك " ? فيها ،ف صرتم هكذا جسدا Aواحدا Aودما Aواحد مع ا لمسيح .فقد أعلن بولس الن " :لنني ت سل مت من ا لرب ما سلمتكم أيضا Aأن الرب ي سوع في الليلة ا لتي أ سلم ف يها أخذ خبزا Aوشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا ه و جسدي 000كذلك الكأس أيضا Aبعدما تعشوا قائل Aهذا الكأس هي 000دمي " ( 1كو . )25-23:11وبما أن يسوع صرح بذلك وقال عن الخبز ( مت " )26:26هذا هو جسدي " ،فمن يتجاسر ويشك بعد ذلك؟ وعندما يؤكد هو بنفسه بكلم قاطع " :هذا هو دمي " (مت )27:26فمن الذي يعارض ويقول إنه ليس دمه ؟ لقد سبق له أن حول الماء إلى خمر في قانا الجليل بفعل إرادته (يو ، )11-1:2فهل ل يصدق عندما يحول الخمر إلى دمه ؟ لقد قام بهذه الية العجيبة عندما دعي إلى عرس دنيوي ،وعندما يهب لصدقاء العريس ( مت )15:9
أن يتلذذوا بجسده ودمه ،أفل نعترف به بالكثر ؟ فلنشترك إذا Aبكل ثقة في جسد المسيح ودمه ،أن جسده يعطى لك تحت شكل الخبز ،ودمه على شكل الخمر .
وإذا اشتركت أن ت في جسد المسي ح ودمه .تصبح جسدا Aواحدا Aودما Aم ع المسيح .وهكذا نصب ح نحن " حاملي المسيح " لن جسده ودمه ينتشران في أعضائنا .وبهذه الكيفية نصبح على حد تعبير الطوباوي بطرس " شركاء الطبيعة اللهية " (2بط . )4:1
وفيما كان ا لمسيح يتحدث ذات يوم مع اليهود قال " :إذا لم تأكلوا ج سدي وتشربوا دمي ،فلن ت كون فيكم الحياة " (يو . )35:6أما اليهود - 34 -
الذين لم يفهموا كلم المسيح بمعناه الروحي ،تشككوا وولوا عنه ،ظنا Aمنهم أن المخلص يدعوهم إلى أكل جسده البشرى .
وفي العهد القديم كان خبز التقدمة أيضا( Aل 5:24مت . )4:12وبما أن هذا الخبز كان في العهد القديم لذلك فقد بطل .ففي العهد الجديد خبزا Aسماويا Aوكأس خلص يقدسان النفس والجسد .فكما أن الخبز للجسد كذلك الكلمة هو للنفس . فل تنظر -إلى الخبز والخمر كأنهما عنصران طبيعيان ،إنما كأنهما جسد ودم ،كما أكد ذلك المعلم نفسه .
والحق يقال أن الحواس ت وحي إليك بذلك ،فليعطك اليمان ا لثقة ا لتامة .ل ت حكم في المجال بحسب الذوق ، ولكن أمتلئ ثقة بحسب اليمان ،أنت الذي و0جد أهل Aلتناول جسد المسيح ودمه الن وقد تعلمت واقتنعت أن ما
يبدو خبزا ليس خبزا و ان يكن له طعم ا لخب ز ؛ ولكن ج سد الرب ؛ و ان ما تبدو خمرا ليست خمرا" ،وان ي كن طعمها كذلك ولكن دم المسيح أكد لقلبك بتناولك هذا الخبز من انه خبز روحاني ،وأبهج وجه نفسك "(.)24
( )12القديس باسليوس الكبير وكتب القديس باسليوس الكبير الذي رسم أسقفا Aلقيسارية (سنة 370م) عمن هو المسيحي المستحق للتناول من هذا السر يقول " :من هو المسيحي ؟ المسيحي هو الذي يتطهر من كل أدناس الجسد والروح في دم المسيح ويعيش في قداسة تامة في خوف ال وحب المسيح ،والذي بل لوم ول عيب أو مثل هذه المور ،الذي يكون م قدسا Aوبل عيب وهكذا يأكل ج سد المسيح ويشرب دمه ،لن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق ،يأكل ويشرب دينونة لنفسه .م ن هم الذين يأكلون جسد ا لمسيح ويشربون دمه ؟ أولئك الذين يبقون دائما Aمحتفظين بذكرى الذي مات من أجلهم وقام ثانية "(.)25
الذي يقترب إذا Aمن جسد المسيح ودمه تذكارا Aلمن مات من أجلنا وقام ثانية يجب أن يكون خاليا Aليس من " ? أدناس الجسد والروح فقط ،لكي ل يأكل ول يشرب دينونة لنفسه ،بل يجب أن يكشف بفاعلية ذكرى من مات ).لجلنا وقام ثانية ،بموته عن الخطية والعالم ونفسه ،ويعيش ل في المسيح يسوع ربنا "(26 لكي نتناول يوميا Aمن جسد المسيح المقدس ودمه فهذا حسن ومفيد ،لنه يقول بوضوح " :من يأكل جسدي " ? ويشرب دمي له حياة أبدية " 000نحن أنفسنا نتناول أربع مرات في السبوع ،أيام الحد والربعاء والجمعة ).والسبت ،وفي اليام الخرى إذا كان هناك تذكار لحد القديسين "(27 ( )13أغريغوريوس الكبير وكتب أغريغوريوس الكبير يقول :
على الرغم من أن المسيح قام من الموات ولن يسود عليه الموت ثانية – فلم يعد للموت سلطان عليه – فما " ? يزال ،على الرغ م من أن ه حي أبدى بل فساد ،يذبح ل جلن ا في هذا ا لسر الذي للذبيحة المقدسة ،لن جسده ).يقدم الغذاء عندما يقسم ويكسب دمه ،ل في أيدي غير المؤمنين ،بل في أفواه المؤمنين "(28 ( )14أغريغوريوس أسقف نيصص
) :ويقول القديس أغريغوريوس أسقف نيصص (395 – 335م نؤمن حقا Aأن الخبز الذي ت قدس بكلمة ال قد تحول إلى جسد ال الكلمة ،لن هذا ا لجسد ك ان بحسب " ? ).خاصيته خبزا" ولكنه تقدس بسكنى الكلمة الذي صار جسدا" فيه "(29 لقد قدم ذات ه عنا ،ضحية و ذبيحة ،وكاهنا Aأيضا ، Aو حمل ال الذي ي حمل خ طية العالم ،متى فعل ذلك ؟ " ? عندما جعل جسده طعاما" ودمه شرابا" لتلميذه ،لن هذا واضح بدرجة كافية لكل أحد ،فالذبيحة ل تؤكل قبل أن ).تذبح أول ، Aوإعطاء جسده هذا لتلميذه ليأكلوه يؤكد بوضوح أن ذبيحة الحمل قد أكملت الن "(30 ).الخبز في البداية هو خبز عادي ،ولكن عندما يتقدس بالسر يدعى ويصير بالفعل جسد المسيح "(? " 31 ( )15القديس أفرايم السرياني ويشرح القديس أفرايم السريانى (373 – 338م ) كيف ناول ا لرب يسوع المسيح ت لميذه جسدا Aحقيقيا Aودما حقيقيا Aوليس مجرد خبز وخمر ،إذ تحول الخبز على يديه إلى جسد حقيقي للرب ،وتحولت الخمر على يديه إلى دم حقيقي " :أخذ ربنا يسوع المسيح في يديه ما كان في البداية مجرد خبز وباركه وقدسه وجعله مقدسا Aفي أسم ا لب وفي أسم الروح القدس و كسره وقسمه بنعمته اللهية ل كل تلميذه واحدا Aواحدا .ودع ي الخبز ج سده ).الحي وملئه بذاته بروحه القدوس "(32 بعد أن أكل التلميذ الخبز الجديد المقدس ،وبعدما فهموا باليمان أنهم أكلوا جسد المسيح ،أخذ المسيح " ? يشرح لهم ويعطيهم كل السر المقدس .ثم أخذ كأس ومزجه من خمر ،ثم باركه وقدسه معلنا أنه دمه الذي كان على وشك أن يسفك 000وأمرهم المسيح أن يشربوا ،وشرح لهم أن الكأس التي شربوها هي دمه :حقا Aهذا هو دمي الذي يسفك عنكم أشربوا منه كلكم لنه العهد الجديد الذي بدمي .كما رأيتموني أصنع ،اصنعوه أنتم أيضا Aلذكرى ،عندما تجتمعون ب أسمى في ا لكنائس في كل مكان اصنعوا م ا صنعت ،لذكرى .كلوا جسدي ).وأشربوا دمي "(33 ( )16هيلري أسقف بواتييه ويقول هيلري أسقف ب واتييه (359 – 356م ) " :عندما ن تحدث ع ن طبيعة المسيح ا لكائن ة فينا ،ي جب أن نتحدث بتقوى وعدم اندفاع ،لننا ت علمنا م ن ه فهو يقول " :جسدي م أك ل حق و دمي مشرب حق ،من ي أكل جسدي ويشرب دمي يحيا في وأنا فيه " (يو . )57-56:6فلم يعد هناك إذا شك من جهة حقيقة جسده ودمه ،لن
).الرب أعلن ذلك بنفسه فنحن نؤمن أنه جسد حقيقي ودم حقيقي "(34 ( )17يوحنا ذهبي الفم أما ي وحنا ذ هبي الفم الذي صار أسقفا Aللقسطنطينية سنة 397م فيقدم لنا شرحا Aوافيا Aلسر التناول واستحالة (تحول) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه " :يجب أن نخضع ل في كل شئ ول نناقضه حتى عندما يكون ما يقوله مناقضا Aللعق ل والمنطق ،بل بالحرى ندع كلماته ت سود على عقولنا ومنطقنا ،ولنعمل كذلك با لنسبة للسرار اللهية ،وأن ل ننظر فقط إلى ما يقع تحت الحواس ،بل نتطلع إلى كلماته ،لن كلمته لن تظلنا أبدا 000وعندما يقول " هذا ه و جسدي " يجب أن ن قتنع وأن ن ؤمن و ننظر إلي ه بعي ن العقل 000كم من الناس يقولون :أتمنى أن أرى شكله أن أرى ه يئته ،أن أرى رداءه ،أن أ رى نعليه ،مجرد نظرة ! أنت تراه Mأ نت تلمسه Mأنت تتناوله ! "(.)35
ليست هناك قوة إنسانية ت جعل م ا هو موضوع أمامنا ج سد ودم المسيح ،إنم ا هو قوة المسيح نفسه الذي " ? صلب ل جلنا .ف الكاه ن يقف هنا ك في م كان المسيح ويصلى و لكن القوة و النعمة ا لت ي تعمل ه ي من ال .
).وعندما يقول هو " هذا هو جسدي " تحول هذه الكلمات ما هو موضوع أمامه "(36 لماذا يقول (الرسول) " الخبز الذي نكسره " ؟ (1كو )17:10نستطيع أن نرى ذلك أثناء الفخارستيا ،ولكن " ? ليس على الصليب ،ومع ذلك فما تألم به على الصليب فقد تألم لجلك في هذه التقدمة .وهو يسمح لنفسه أن ).ي`قسم ليغذى الكل "(37
( )18أمبروز أسقف ميلن ويشرح أمبروز أسقف ميلن في كتابه السرار الذي كتبه سنة (391م ) كيفية تحول الخبز والخمر في صلة القداس اللهي كالتي " :ربما تقول " هو خبزي المعتاد " ولكن ا لخب ز هو خ ب ز قبل ص لة التقديس ،ولكنه يتحول من خبز إلى جسد المسيح عندما تaصلى صلة التقديس .ولتأكيد ذلك نقول ،كيف يكون الخبز هو جسد المسيح ،وبأي كلمات وبأي تعبيرات نصلى ؟ بكلمات الرب يسوع ،لن كل ما يسبقها من صلوات :شكر ال وطلبات م ن أجل الشعب والملوك وبقية الصلوات ،يقولها الكاهن .وعندم ا يأتي إ لى صلة ت قدي س السر ل يستخدم ا لكاه ن تع بيراته ه و وإنما ي ستخدم تعبيرات ا لمسيح .وهكذا تنجز ( تتمم ) تع بيرات المسيح هو ا لسر المقدس "(.)38
وتستطيع كلمة المسيح التي توجد الشياء غير الموجودة من ل شئ أن تحول الشياء الموجودة فعل Aإلى ما " ?
لم تك ن عليه وأن ت عطى طبائع جديدة ل لشياء م ن أن تغير طبائعها 000المسيح كائن ف ي سر التناول ،ل نه جسد المسيح ،ول يعنى ذلك أ نه طعام مادي بل طعام روحي ،لذلك يقول رسوله ( رسول المسيح ) عن ذلك ، ).آباءنا أكلوا طعاما Aروحيا Aوشربوا شرابا Aروحيا1( Aكو )4-2:10لن جسد ال هو جسد روحي "(39 ( )19القديس أغسطينوس وتكمل أقوال القديس أغسطينوس في ع ظات ه التي كتبها فيما ب ي ن سنة 391إلى 430م هذا الشرح فيقول " :
الخبز الذي تراه على المذبح هو جسد المسيح لنه تقديس بكلمة ال ،والكأس أيضا" أو بالحرى ما في الكأس هو دم ا لمسيح ل نه تقدس بكلمة ال .فق د كانت إرادة الرب ا لمسيح أ ن يمنح ج سده و دم ه من خ لل الخبز والخمر "(.)40
ما تراه هو الخبز والكأس ،هذا ما تراه عيناك ،ولكن يجب أن تقبل باليمان أن الخبز هو جسد المسيح " ? والكأس هو دم المسيح 000كيف يكون الخبز هو جسده ؟ وكيف يكون الكأس ،أو ما في الكأس هو دمه ؟ هذه ا لعناص ر ،يا أ خوتي ،تدعى أس رار مقدسة ،ل نن ا نرى فيها شيئا" وندرك آ خ ر ،م ا نراه هو الجزاء ).المادية وما ندركه هو الثمرة الروحية "(41 ).حمل يسوع نفسه على يديه عندما قدم جسده قائل" " :هذا هو جسدي "(? " 42 ).ل يأكل أحد هذا الجسد دون أن يقدم له التوقير مسبقا "(? " 43 ).أخذ جسدا Aمن جسد مريم 000وأعطانا نفس الجسد لنأكله للخلص "(? " 44 ما تراه هو الخبز والكأس 000ولكن إيمانك يجعلك تقبل أن هذا الخبز هو جسد المسيح والكأس هو دم " ? ).المسيح "(45 كان بولس قادرا Aعلى التبشير بالرب يسوع المسيح بالعلمات ( 000و) نشير بجسد المسيح ودمه فقط إلى " ? ذاك الذي تسل مناه من ثمرة الرض وتقدس ب الصلة ا لخاص ة بالسر ونتناوله ط قسيا" ل صح تنا الروحية تذكارا )للرب الذي تألم عنا "(46 .
( )20القديس جيروم ويقول القديس جيروم في تفسيره لنجيل للقدس متى الذي كتبه سنة 389م :بعد أن أتم الرمز وأكل لحم الحمل مع تلميذه في الحتفال بالفصح ،أخذ الخبز الذي يقوى قلب النسان وتحول إلى السر الحقيقي ا لمقدس للفصح
لكي ،كما قدم ملكي صادق كاهن ال العلي الذي كان يرمز إليه (إلى المسيح ) ،الخبز والخمر كتقدمة ،يجعل نفسه أيضا" معلنا" في حقيقة جسده ودمه "(.)47
( )21القديس كيرلس السكندري ويقول القديس كيرلس السكندري (الملقب بعمود الدين) في سنة 428م " :تعلمنا هذه المور وامتلنا بإيمان ل يهتز أن هذا الذي يبدو خبزا ،ليس خبزا" ،على الرغم من أن له طعم الخبز ،بل هو جسد المسيح ،وان الذي يبدو خمرا"
،ليس خمرا" ،علي الر
غم
لخم
من أن له مذاق ا
ر ،بل
هو دم
المسيح "(
.)48
قال المسيح موضحا( Aالخبز والخمر) " :هذا هو جسدي " و " هذا هو دمي " حتى ل تقضوا بأن ما ترونه " ? مجرد رمز ،ف قد تحولت التقدمة بقوة ال القدير ا لخفية إلى جسد ا لمسيح و دمه ،والذي بتناوله نشار ك في ).هبه الحياة وتقديس كفاية المسيح "(49 وهكذا يتأكد لنا أن الكنيسة الولى في ا لمسكونة ك له ا ،في كل البلد شرقا Aوغربا ، Aشمال Aوجنوبا ، Aآمنت وعلمت باستحالة (تحول ) الخبز والخمر ،في سر التناول أو الفخارستيا أو سر الشكر ،إلى جسد حقيقي ودم حقيقي للرب يسوع المسيح ،وأن المسيح كائن في السر ،وبأن ما نتناوله هو جسد الرب ودمه وأن الرب يسوع المسيح ناول تلميذه في العشاء الرباني جسده الحقيقي ودمه الحقيقي بالفعل .ولم ينكر مسيحي واحد هذه الحقيقة في اللف سنة الولى للميلد ،وأن كان قد وجد عدد ل يكاد يذكر تشكك في ذلك في القرن إلحادي عشر ،ولم يوجد أي إنكار حقيقي للسر إل بعد ظهور البروتستانت في القرن الخامس عشر ،أي بعد أن أسسه الرب يسوع المسيح بحوالي 1500سنه !!!
ولكن غالبية مسيحي العالم ،الرثوذكس والكاثوليك وبعض الفرق البروتستانتية ،تمسكت بما سلمه لنا الرب يسوع المسيح وتلميذه وخلفاؤهم الباء الرسوليون وكل أباء الكنيسة في القرون الولى .
( )3كيفية استحالة
(تحول)
الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه
آمنت الكنيسة منذ فجرها الباكر باستحالة (تحول ) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ،ليس بناء على نظريات أو افتراضات أو تأملت روحية وإنما بناء على تعليم الرب يسوع المسيح نفسه وتعليم تلميذه الذين تسلموه منه شخصيا ، Aمباشرة .وذلك باليمان المطلق دون الدخول في شرح أو تفصيل ل هذا السر القدس .فق د عبرت كلمات ا لرب يسوع المسي ح عن هذه ا لحقيق ة بشكل واضح ل ل بس ف يه ،ف حين قال للجموع ولتلميذه " جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق " كان يتكلم عن جسد حقيقي سيأكله أتباعه ودم حقيقي سيشربه المؤمنون به ،كان يتكلم ع ن جسده الذي سيؤكل ودمه ا لذي سي0شرب .ولم يفهم ذلك الذي ن سمعوا هذا الكلم ب ما فيهم بع ض من تلميذه وقالوا أن هذا الكلم صعب على ال فهم البشرى .يقول الكتاب " :فخاصم اليهود بعضهم بعضا Aق ائلين كيف يقدر هذا أن ي عطينا جسده لنأكل ،فقال ل هم يسوع الحق ا لحق أقول لكم أن لم تأكلوا جسد اب ن النسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم .من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة - 46 -
أبدية وأن ا أقيمه في اليوم الخير .لن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق .من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه ،كما أرسلني الب الحي وأنا حي بالب فمن يأكلني فهو يحيا بي .هذا هو الخبز الذي نزل من السماء ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا من يأكل هذا الخبز فأنه يحيا إلى البد .قال هذا في المجمع وهو يعلم في كفر ناحوم .فقال كثيرون من تلميذه إ ذ سمعوا أن هذا ا لكلم ص عب من يقدر أن ي سمعه .فعلم يسوع في نفسه أن تلميذه يتذمرون على هذا فقال لهم أهذا يعثركم ،فان رأيتم ابن النسان صاعدا Aإلى حيث كان أول. A
الروح هو الذي يحيى أما الجسد فل يفيد شيئا Aالكلم الذي أكلمكم به هو روح وحياة ،ولكن منكم قوم ل يؤمنون لن يسوع من ا لبدء علم م ن هم ا لذين ل يؤمنون و م ن هو الذي يسلمه .فقال لهذا قلت لكم أ نه ل يقدر أ حد أن يأتي إلي jأن لم يعط من أبي .من هذا الوقت رجع كثيرون من تلميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه .فقال يسوع للثنى عشر ألعلكم أنتم أيضا Aتريدون أن تمضوا .فأجابه سمعان بطرس يا رب إلى من نذهب كلم الحياة البدية عندك " (يو . )68-52:6
لقد فهم كل من التلميذ واليهود أنه يتكلم بالفعل عن أكل حقيقي وشرب حقيقي ،بالمعنى الحرفي ،من جسد حقيقي ودم حقيقي وقالوا: - 47 -
" كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل " " ،هذا الكلم صعب .من يقدر أن يسمعه " .ومع ذلك لم يوضح لهم الرب يسوع كيفية ذلك ،كما لم يقل لهم أن هذا الكلم مجرد رمز ،كما يتصور البعض ،مؤكدا Aحتمية وحرفية
كلمه وأنه يتكلم بالفعل عن أكل حقيقي بالمعنى الحرفي ،من جسد حقيقي هو جسده ،وشرب حقيقي بالمعنى الحرفي ،من دم حقيقي هو دمه . وفي العشاء الرباني قال الرب يسوع المسيح لتلميذه وهو يمسك بالخبز في يديه ،بعد أن بارك وشكر وقسم "
خذوا كلوا هذا هو جسدي " ثم أعطاهم الكأس قائل " Aهذا هو دمي 000الذي يسفك " ،وهو يؤكد هنا بإشارته وقوله " هذا هو " أن ما يشير إليه " الخبز والخمر " قد تحول بالفعل بعد أن " بارك " و " شكر " و" قسم " إلى جسد حقيقي ودم حقيقي ،فقوله " هذا هو جسدي " يؤكد أن ما يشير إليه قد تحول بالفعل إلى جسده ،وقوله " هذا هو د مي " يؤكد أن ما يشير إلي ه قد تحول بالفعل إ لى دمه .ويشرح ذلك أفرايم ا لسرياني بقوله " :أخذ ربنا يسوع المسيح في يديه ما كان في البداية مجرد خبز وباركه وقدسه وجعله مقدسا" 000وكسره وقسمه بنعمته اللهية لكل تلميذه واحد واحد ،ودعي الخبز جسده الحي وملئه بذاته بروحه القدوس " .ثم يقول أن التلميذ " فهموا باليمان أنهم - 48 -
أكلوا جسد المسيح 000وشرح لهم أن الكأس التي شربوها هي دمه " ،وقد أكد هذه الحقيقة ،حقيقة استحالة (تحول ) الخبز والخمر إ لى جسد الرب و دمه ،س واء في العشاء الرباني أو في صلة القداس ،ال قديس بولس بالروح القدس في قوله " كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسح .الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح " (1كو . )16:10،17
فقد تسلم الرسل من الرب يسوع المسيح وسلموا هم بدورهم للكنيسة أن الخبز والخمر يتحولن بالصلة ،كما فعل الرب يسوع المسيح نفسه ،إلى جسد الرب ودمه ،وذلك بقوة الكلمة اللهي ،الرب يسوع المسيح ،وبحلول الروح القدس عندما يستدعيه الكاهن بكلمات الرب يسوع المسيح نفسه ،كما تسلم آباء الكنيسة من الرسل تلميذ المسيح .وم ن ثم يقول ا لعلمة ترتليان " أن ا لكاه ن وه و يصلى على ا لمذبح " يقلد ما كان ا لمسيح يعمله " ويقول ذهبي الفم " فالكاهن يقف هناك في مكان المسيح ويصلى ولكن القوة والنعمة التي تعمل هي من ال . وعندما يقول هو " هذا هو جسدي " تحول هذه الكلمات ما هو موضوع أمامه " .
يقول يوستينوس الشهيد " هكذا تعلمنا أيضا" أن الخبز التي منه والذي يتغذى منه جسدنا ودمنا ،يقدس بكلمة الصلة ويصبح بعد - 49 -
التحول ( الستحالة (تحول) ) ه و جسد ودم ي سو ع المتجسد ذاته " ،ويقول اريناؤس أسقف ليون " الكأس المخلوط والخمر ا لمصن وع يصي ر بكلمة ال الفخارستيا ،أي جسد المسيح ودمه 000حيث يتحول الخبز والخمر بكلمة ال إلى الفخارستيا ،الت ي ه ي جسد ا لمسيح ودمه " ،ويقول أيضا " Aالخبز ا لذي يأت ي من
الرض يصي ر بالصلة ا لفخارستيا ول ي كون بعد خبزا" عاديا " .ويقول أكليمندس ا لسكندري " يتقدس ا لخبز بقوة " السم ،فهو ل يعد كما كان وإنما يتغير بالقوة إلى قوة روحانية " .ويقول العلمة أوريجانوس " الخبز الذي ي صير ب واسطة الشكر و الصلوات ج سدا" مقدسا" " .أما القديس أ ثناسيوس ا لرسول فيشرح ع ملية التحول كالتي " :سترون ا لكهنة يحضرون الخبز و كأسا" من ا لخم ر ويضعوهم على ا لمائدة وما د ام ت الصلوات والتضرعات لم تبدأ بعد ل يوجد سوى الخبز والخمر ،ولكن بعد أن تتم الصلة العظيمة والعجيبة يتحول الخبز إلى ج سد والخمر إلى د م ربن ا يسوع المسيح 000ينزل الكلمة إلى الخبز و الخمر وكذا يتحول ج سده " .
ويضيف القديس كيرلس ا لورشليمي " نصلى إلى ال م حب ا لبشر ل ك ي يرس ل روحه القدوس على ا لقرابين الموضوعة (أي الخبز والخمر ) لكي يجعل الخبز جسد المسيح والخمر دم المسيح ،لن كل ما يمسه الروح يتقدس ويتحول " . - 50 -
ويختم القديس امبروز بقوله " الخب ز ه و خب ز قبل صلة ا لتقديس ،ولكنه ي تحول م ن خبز إلى ج سد المسيح عندما تaصلى صلة التقديس 000بكلمات الرب يسوع 000يقولها الكاهن .وعندما يأتي إلى صلة تقديس السر ل يستخدم الكاهن تعبيراته هو وإنما يستخدم تعبيرات المسيح .وهكذا تنجز ( تتم ) تعبيرات المسيح هذا السر المقدس " .
وهكذا يحذر القديس بولس بالروح قائل " : Aأي من أكل (هذا ) الخبز وشرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجربا" في جسد الرب ودمه .ولكن ليمتحن النسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس .لن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميMز جسد الرب " ( 1كو 27:11و . )28وتدل هذه التحذيرات الشديدة في هذه اليات على أن ما نتناوله في القداس هو كما يؤكد " جسد الرب ودمه " .
وقد يسأل البعض كيف يتم هذا التحول أثناء ا لصلة ؟ نقول يتم هذا السر ويتحول الخبز إلى جسد الرب والخمر إلى دمه كما بفعل الروح القدس وقوة الرب يسوع المسيح نفسه كما حول الماء إلى خمر في عرس قانا الجلي ل عندما قال للخدم " املوا الجران ماء .فملوها إلى فوق .ثم قال ل هم استقوا الن وقدموا إ لى رئيس المتكأ . kفقدموا .فلما - 51ذاق رئيس المتكأ kالماء المتحول خمرا ولم يكن يعلم من أين هي .لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا .
دعا رئيس المتكأ kالعريس وقال له .كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أول ومتى سكروا فحينئذ الدون .أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الن " ( يو . )10-7:2وكما بارك الخمسة أرغفة وسمكتين وأشبع بهم خمسة آلف رجل إلى جانب من كان معهم من نساء وأطفال وفاض عنهم " أثنتا عشر قفة مملؤة من الكسر " (مت 19:14؛مر
. )41:6وكما بارك السبع خبزات والقليل من صغار السمك وأشبع بهم حوالي أربعة آلف نفس وفاض عنهم " س بعة سلل مملؤة " م ن الكسر .وذلك عندما بارك و كسر وأعطى ا لرغف ة للتلميذ و التلميذ للجموع ( مت
36:15؛مر . )6:8وكما طهر نعمان السرياني من برصه في مياه الردن على الرغم من أنها كانت مجرد مياه عادية ،ولكنه طهر بقوة ال التي عملت فيها (2مل . )14-19:11ولكن الخبز والخمر يبقيان في الظاهر كما هما ، خبزا Aوخمرا ، Aولكن في حقيقتهما تحول بالفعل وبالحقيقة إلى جسد حقيقي ودم حقيقي . وقد يسأل البعض أيضا Aلماذا ل يتحول الخبز إلى جسد في الظاهر والخمر إلى دم في الظاهر ؟ والجابة هي :
هل يقدر أحد أن يتناول من جسد حقيقي ويبدو كآكلي لحوم البشر ؟ ويشرب من دم حقيقي والكتاب يحرم شرب الدم ،كما بينا في الفصل الول ؟ كما أن الرب - 52 -
يسوع ا لمسيح أعطانا جسده و دمه للغذاء ا لروحي و ليس للغذاء الجسدي ،وم ن ثم ك ان لبد أن ي عطينا ج سدا روحيا Aفي صورة الخبز المادي ،ودما Aروحيا Aفي صورة الخمر المادية ،فيكونا في حقيقتهما جسدا Aروحيا Aودما روحيا Aو يظلن في الظاهر ،ف قط ،كما كانا أصل Aخبزا Aوخمرا ، Aب الرغم من أنهما تحول فعل Aوبصورة سرية إلى جسد حقيقي ودم حقيقي ،أو بمعنى أدق يكونان جسدا Aحقيقيا Aودما Aحقيقيا Aفي الواقع والحقيقة ولكن يبدوان في الظاهر ،والظاهر فقط ،خبزا Aوخمرا. A
يقول القديس كيرلس السكندري " تعلمنا هذه المور وصار إيماننا ل يهتز أن هذا الذي يبدوا خبزا" ليس خبزا على الرغم من أن له طعم الخبز ،بل هو جسد المسيح ،وأن الذي يبدوا خمرا" ليس خمرا" على الرغم من أن له مذاق الخم ر ،ب ل هو دم المسيح " .ويقول القدي س أغسطينوس " :م ا تراه هو ا لخبز والكأس ،هذا ما تراه عيناك ،ولكن يجب أن تقبل باليمان أن الخبز هو جسد المسيح والكأس هو دم المسيح 000كيف يكون الخبز هو جسده ؟ وكيف يكون الكأس ،أو ما في الكأس هو دمه ؟ هذه العناصر ،يا أخوتي ،تدعى أسرار مقدسة ، لننا نرى فيها شيئا" وندرك آخر ،ما نراه هو الجزاء المادية وما ندركه هو الثمرة الروحية " . - 53 -
( )4الفخارستيا والقداس قال الرب يسوع المسيح لتلميذه وهو يناولهم الخبز المتحول إلى جسده والخمر المتحول إلى دمه " اصنعوا هذا لذكرى " (لو 1 ،19:22كو 24:11و ، )25ولنه كان على ا لكاه ن أن يتمم وصية المسيح ،لذا ك ان يجب أن يقوم بما كان يقوم به الرب يسوع المسيح ،كما قال وأكد آباء الكنيسة ،وبالتالي يستخدم نفس الكلمات الذي نطق بها
الرب يسوع المسيح بفمه اللهي فتحول الخبز إلى جسده الطاهر وتحولت الخمر إلى دمه القدس ،وهذه الكلمات التي نطق بها الرب يسوع المسيح هي كلمات الشكر والبركة " وشكر وبارك ثم كسر " الخبز ،وقد وردت في العهد الجديد هكذا :
" وفيما هم يأكلون أخذ ي سوع الخبز وبارك و كسر وأعطى ا لتلميذ وقال خذوا كلوا هذا ه و جسدي ،وأخذ الكأس و شك ر وأعطاهم قائل" اشربوا م نه ا كلكم ،ل ن هذا هو د مي الذي للعهد ا لجديد الذي يسفك م ن أجل كثيرين لمغفرة الخطايا " ( مت 28-26:26؛مر 24-22:14؛لو 19:22و . )20وكما يقول القديس بولس بالروح " :
لنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضا" أن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها أخذ خبزا" وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لجلكم اصنعوا - 54 -
هذا لذكرى .كذلك الكأس أيضا" ب عدما تعشوا قائل" هذه ا لكأس ه ي العهد الجديد بدمي ا صنعوا هذا ك لم ا شربتم لذكرى " (1كو . )25-23:1
وفي صلة القداس يصلى الكاهن صلة التقديس وهو يستخدم نفس كلمات الرب يسوع المسيح ويشير إلى ما كان الرب يسوع يفعله ،ثم يصلى صلة خاصة يستدعي فيها الروح القدس " ليحل روحك القدوس علينا وعلى هذه القرابين الموضوعة ويطهرها وينقلها ويطهرها قدسا" لقديسيك " ( القداس الباسيلي ) " ،وأرسل إلى أسفل من علوك المقدس 000روحك القدوس 000على هذه القرابين التي لك 000على الخبز وعلى هذه الكأس لكي يتطهرا وينتقل 000وهذا ا لخبز يجعله ج سدا" مقدسا" ل لمسيح 000وهذه الكأس أيضا" دما" كريما" للعهد الجديد الذي له " (القداس ا لكيرلسي ) " .أرس ل علينا ن عمة روحك القدوس لك ي تطه ر وتنقل هذه ا لقرابين الموضوعة إلى جسد ودم خلصنا " (القداس الغريغوري) .
- 55 -
الفهرس
- +المقدمة
5
- 1الكتاب المقدس وسر التناول
7
- 2إيمان الكنيسة وممارستها لسر الفخارستيا 15
منذ البدء - 3كيفية استحالة (تحول) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه
46
– 4الفخارستيا والقداس
54
+الفهرس
56
- 56 -
) .القديس يوحنا ذهبي الفم ،للقمص تادرس يعقوب ملطى ،ص (1) (Hom. In Coent, app 3. - 234 - 15(( )2يوسابيوس ك 4ف )18 - 21(.Ag.Her.5,2,2-3 )3 (4) Ag.Her.4,18. (5)Ag.Her.18:4,4-5. - 25( )6يوسابيوس ك 6ف . 13
. 8:13 ف6 ) ك7( . 5:11 ف5 ) ك8( - 26 . 4-2:2 ) المربي9( . 419 ) الفخارستيا للب متى المسكين ص10( . 419 ) السابق ص11( - 27 (12) The Unity. Ch.8. - 28 (13) The Lapsed ch.25. (14) The Lapsed ch.26. (15) To the Eph. - 29 (16) Res. Dead 8,2. (17) Ibid 19. (18) The Crown 3,3. - 30 .Levit. hom. 9, n. 10 In )19( (20) Against Celsus A.N.F. Vol. IV, P 647. - 31 (21) Sermons to the Newly Baptized. - 32 (22) Ad. Serap. IV.19. (23) Catche.23. - 33 (24) Cyril Catech. 4,1 ، 402-389 مع العظات ترجمه الب جورج نصور ص. - 35 (25) The Morals. Ch.22.
(26) Baptism B I,ch.3. - 36 (27) Letter to a Patrician Lady Caesarea. (28) Dial. IV, 85. (29) The Great Catechism 37:9 – 13. - 37 (30) Oration and Sermons Jaeger: Vol. 9 p. 287. (31) Ibid Vol. 9 PP.225 – 226. (32) Hom. 4,4. - 38 (33) Hom 4,6. (34) The Trinity 8,14. - 39 (35) Hom. On Matt. 82. (36) Hom. On Judas 1,6. - 40 .Sac. Mass )37( .The Sacraments Book 4, ch, 4:14 )38( - 41 .. On the Mysteries 9,50-52 )39( (40) Serm. 227. - 42 (41) Serm. 272. (42) Enarr in Pasl. Ser. I, 10. (43) Enarr. In Psal. 98,9. (44) Expl. Psal. 98, 9. (45) Ibid., 272. (46) The Trinity 3,4. - 43 (47) Comm. On Matt. 4, 26, 26.
(48) Catecheses 22, 9. - 44 (49) Catecheses 22.9. - 45 -