من هو محمد صلى الله عليه وسلم

Page 1

‫من هو محمد صلى هللا عليه وسلم ؟‬

‫أسماؤه‪ ،‬نسبه ونشأته‬

‫غار حراء ونزول الوحي‬

‫الدعوة ومواجهة المشركين‬

‫دالئـــــل النبــــوة‬

‫الهـــــــجــرة‬

‫أهــم غزواتـــه‬

‫زوجاته وأصحابه‬

‫وفــــاتـــه (ص)‬


‫‪ – I‬أسماؤه صلى هللا عليه وسلم‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫من أسمائه‬ ‫محمد‪ :‬رسول هللا من صفة الحمد‪ ،‬هو الذى يحمد على أفعاله‪ .‬مرات‬ ‫ومرات من جمال أفعاله فصار محمدا‪.‬‬ ‫أحمد‪ :‬صفة تفضيل المقصود بها أحمد الحامدين ألنه ما حمد هللا أحد‬ ‫كمحمد‪.‬‬ ‫الماحي‪:‬الذي يمحو هللا به الكفر فبعده اختفت عبادة األصنام من جزيرة‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫المصطفى‪ :‬هو الشخص الذي اصطفاه هللا من عباده واختار اخيرهم‪.‬‬ ‫الحاشر‪ :‬يحشر الناس خلفه يوم القيامة فأول من يتقدم الناس يوم القيامة هو‬ ‫رسول اإلسالم وهو أول من يشفع يوم القيامة وأول من تقبل شفاعته وأول‬ ‫من تفتح له أبواب الجنة وأول إنسان يدخل الجنة‪.‬‬ ‫العاقب‪ :‬هو النبي الذي ال نبي بعده‪.‬‬


‫‪ - II‬نســبه‬ ‫‪ ‬أورده ابن القيم في كتابه زاد المعاد ‪ 1/72‬أنه خير أهل األرض نسبا على‬ ‫اإلطالق‪ ،‬فلنسبه من الشرف أعلى ذروة‪ ،‬وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك‪،‬‬ ‫ولهذا شهد له به عدوه إذ ذاك أبو سفيان بين يدي ملك الروم‪ ،‬فأشرف القوم‬ ‫قومه‪ ،‬وأشرف القبائل قبيله‪ ،‬وأشرف األفخاذ فخذه‪ .‬ونسب أبيه هو عبد هللا‬ ‫بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كالب بن مرة بن‬ ‫كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن‬ ‫مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان‪ .‬إلى ها هنا معلوم‬ ‫الصحة متفق عليه بين النسابين وال خالف فيه البتة‪ ،‬وما فوق عدنان‬ ‫مختلف فيه وال خالف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السالم‪،‬‬ ‫وإسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين‬ ‫ومن بعدهم‪ .‬أمه هي امنه بنت وهب بن عبد مناف بن زهره بن كالب بن‬ ‫مره ويتصل نسب أمه مع ابيه ابتداء من كالب بن مره‪.‬‬


‫‪ - III‬نشـــأتــــــــــــه‬

‫‪ ‬نشأ محمد صلى هللا عليه وسلم بشعب بنى هاشم بمكة يتيما فقد مات والده عبد هللا قبل‬ ‫والدته بقليل ‪ ،‬واختار له جده اسم محمد وهذا االسم لم يكن معروفا في العرب‪.‬‬ ‫‪ ‬وقيل في تسميته أنه كان جمع من سادة مكة يقومون برحلة فالتقوا بحبر من أحبار اليهود‬ ‫وسألهم من أين أنتم ‪ ،‬فأجابوا أنهم من مكة ‪ ،‬فأخبرهم أنه في مكة يخرج نبي يقال له محمد‬ ‫‪ ،‬فعقد كل واحد منهم أن يسمي إبنه محمدا عسى أن يكون ذلك النبي‪ .‬وقد كانت العادة عند‬ ‫العرب أن يلتمسوا المراضع ألوالدهم إبعادا لهم عن أمراض الحواضر‪ ،‬ولتقوى أجسامهم ‪،‬‬ ‫وتشتد أعصابهم ‪ ،‬ويتقنوا اللسان العربى في مهدهم ‪ ،‬فقدم نساء من بنى سعد إلى مكة ولم‬ ‫يكن يرغبن في اليتيم محمد حتى أخذته امرأة تسمى حليمة السعدية عندما لم تجد غيره وكان‬ ‫فاتحة خير عليها وعلى عائلتها كما تخبر هي ‪ .‬وقد عاش في بنى سعد حتى سن الرابعة من‬ ‫مولده حتى حدث بما يعرف بـ حادثة شق الصدر فخشيت عليه حليمة بعد هذه الواقعة حتى‬ ‫ردته إلى أمه التي طمأنتها بأال تخاف عليه ‪ ،‬ولما بلغ ست سنين قررت أمنة أن تزور قبر‬ ‫زوجها فخرجت من مكة إلى المدينة المنورة مع ولدها اليتيم محمد وخادمتها وبينما هى‬ ‫راجعة إذ لحقها المرض في أوائل الطريق حتى ماتت ‪ ،‬وانتقل محمد ليعيش مع جده عبد‬ ‫المطلب يتيم األب واألم ‪ ،‬وكانت مشاعر الحنو لدى عبد المطلب تربو نحو حفيده اليتيم ‪،‬‬ ‫ولما بلغ محمد ثمانى سنوات توفى جده عبدالمطلب بمكة ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة‬ ‫حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه والذي قام بحق ابن أخيه على أكمل وجه ‪ ،‬وكان محمد‬ ‫في بداية شبابه يرعى غنما رعاها في بنى سعد ‪ ،‬وفي مكة ألهلها على قراريط ثم انتقل إلى‬ ‫عمل التجارة حين شب‪.‬‬ ‫‪ ‬كان يلقب بالصادق األمين حتى أن أعداء رسول اإلسالم كانوا يضعون أماناتهم عنده‪.‬‬ ‫عودة إلى القائمة‬


‫‪ - I‬غار حراء‬ ‫‪ ‬لما قارب النبي محمد سن األربعين كانت تأمالته الماضية قد وسعت الشقة‬ ‫العقلية بينه وبين قومه‪ ،‬وحبب إليه الخالء‪ ،‬فكان يذهب إلى غار حراء في‬ ‫جبل النور على بعد نحو ميلين من مكة فيقيم فيه شهر رمضان ويقضى‬ ‫وقته في العبادة والتفكر والتأمل فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها‬ ‫من قدرة مبدعة‪ ،‬وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك وظلم‬ ‫للضعفاء واستعباد للعبيد ووأد للبنات‪ ،‬ولكن ليس لديه طريق واضح‪ ،‬وال‬ ‫منهج محدد لمواجهة ذلك‪ ،‬وكان إختياره لهذه العزلة من تدبير هللا له‪،‬‬ ‫وضجَّ ة الحياة وهموم الناس التي‬ ‫وليكون إنقطاعه عن شواغل األرض َ‬ ‫تشغل الحياة‪ ،‬وكانت نقطة تحول وإستعداد لما ينتظره من األمر العظيم‪،‬‬ ‫لحمل األمانة الكبرى وتغيير وجه األرض‪ ،‬وتعديل مسار التاريخ ‪ ...‬ق ّدر‬ ‫له هللا سبحانه و تعالى هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثالث سنوات‪،‬‬ ‫ينطلق في هذه العزلة شهرا من الزمان يتدبر ما وراء الوجود من غيب‬ ‫مكنون‪ ،‬حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن له هللا سبحانه‪.‬‬


‫‪ -II‬نزول الوحي‬

‫‪ ‬نزل الوحي ألول مرّ ة على رسول اإلسالم محمد وهو في غار حراء ‪ ،‬حيث جاء جبريل‬ ‫عليه السالم ‪ ،‬فقال ‪ :‬اقرأ ‪ :‬قال ‪ ( :‬ما أنا بقارئ ‪ -‬أي ال أعرف القراءة ) ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫( فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد ‪ ،‬ثم أرسلني ‪ ،‬فقال ‪ :‬إقرأ‪ ،‬قلت ‪ :‬مـا أنـا بقـارئ ‪،‬‬ ‫قـال ‪ :‬فأخذني فغطني الثانية حتى بلـغ مني الجهد ‪ ،‬ثم أرسلني فقال ‪ :‬اقرأ ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما‬ ‫أنا بقارئ ‪ ،‬فأخذني فغطني الثالثة ‪ ،‬ثـم أرسلـني ‪ ،‬فقال ‪ (( :‬اقرأ باسم ربك الذي خلق *‬ ‫خلق اإلنسان من علق * اقرأ وربك األكرم * الذي علم بالقلم * علم اإلنسان ما لم يعلم ))‬ ‫(سورة العلق ‪ ،)5 - 1 :‬فأدرك رسول هللا أن عليه أن يعيد وراء جبريل عليه السالم‬ ‫هذه الكلمات ‪ ،‬ورجع بها رسول هللا يرجف فؤاده ‪ ،‬فدخل على خديجة بنت خويلد رضي‬ ‫هللا عنها و أرضاها ‪ ،‬فقال ‪َ ( :‬ز ِّملُونى زملونى ) ‪ ،‬فزملوه حتى ذهب عنه الروع ‪ ،‬فقال‬ ‫لخديجة ‪( :‬ما لي؟) فأخبرها الخبر‪ ( ،‬لقد خشيت على نفسي)‪ ،‬فقالت خديجة‪ :‬كال‪ ،‬وهللا‬ ‫ما يخزيك هللا أبدا ‪ ،‬إنك لتصل الرحم ‪ ،‬وتحمل الكل ‪ ،‬وتكسب المعدوم ‪ ،‬وتقرى الضيف‬ ‫‪ ،‬وتعين على نوائب الحق ‪ ،‬فأنطلقت به خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان حبرا‬ ‫عالما قد تنصر في الجاهلية‪ ،‬وكان يكتب الكتاب العبرانى‪ ،‬فيكتب من اإلنجيل بالعبرانية‬ ‫ما شاء هللا أن يكتب ‪ ،‬وكان شيخا كبيرا فأخبره خبر ما رأي‪ ،‬فقال له ورقة‪ :‬هذا‬ ‫الناموس الذي أنزله هللا على موسى ‪ .‬وقد جاءه جبريل عليه السالم مرة أخرى جالس‬ ‫على كرسي بين السماء واألرض ‪ ،‬ففر منه رعبا حتى هوى إلى األرض‪ ،‬فذهب إلى‬ ‫خديجة فقال‪ [ :‬دثروني ‪ ،‬دثروني ] ‪ ،‬وصبوا على ماء باردا ‪ ،‬فنزلت ‪َ (( :‬يا أَ ُّي َها ْال ُم َّد ِّث ُر‬ ‫ك َف َطهِّرْ َوالرُّ جْ َز َفاهْ جُرْ )) (المدثر‪ ،)5 -1 :‬وهذه اآليات هي‬ ‫ك َف َكبِّرْ َو ِث َيا َب َ‬ ‫قُ ْم َفأَن ِذرْ َو َر َّب َ‬ ‫بداية رسالته ثم بدأ الوحى ينزل ويتتابع لمدة ثالثة وعشرون عاما حتى وفاته‪.‬‬ ‫عودة إلى القائمة‬


‫‪ - I‬الدعـوة إلـى اإلســالم‬ ‫‪ ‬لما كان دين اإلسالم يأمر بترك الشرك ويساوي بين السادة والعبيد في‬ ‫الحقوق والواجبات ويحث على تحرير العبيد كان ذلك كله مما يغضب‬ ‫سادة قريش فكانت الدعوة في بدء أمرها سرية لمدة ثالث سنوات ‪ ،‬حيث‬ ‫كان المشركون جفاة ال دين لهم إال عبادة األصنام واألوثان‪ ،‬وال أخالق‬ ‫لهم إال األخذ بالعزة‪ ،‬وال سبيل لهم في حل المشاكل إال السيف‪ .‬وممن‬ ‫سبق إلى اإلسالم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي هللا عنها ‪ ،‬وإبن‬ ‫عمه علي بن أبي طالب رضي هللا عنه وكان صبيا يعيش في كفالة‬ ‫الرسول ‪ ،‬ومواله زيد بن حارثة رضي هللا عنه ‪ ،‬وصديقه الحميم أبو بكر‬ ‫الصديق رضي هللا عنه‪ .‬أسلم هؤالء في أول أيام الدعوة‪ .‬واستمرت‬ ‫الدعوة سراحتى تكونت جماعة من المؤمنين تقوم على األخوة والتعاون‪،‬‬ ‫وتتحمل عبء تبليغ الرسالة والتمكين لها‪ ،‬نزل الوحى يكلف الرسول ‪،‬‬ ‫بإعالن الدعوة والجهر بها‪.‬‬


‫‪ - II‬اضطهادات الكفار‬ ‫‪ ‬أعمل المشركون كافة األساليب إلحباط الدعوة بعد ظهورها في السنة‬ ‫الرابعة من النبوة‪ ،‬ومن هذة االساليب السخرية والتحقير‪ ،‬واالستهزاء‬ ‫والتكذيب وإثارة الشبهات‪ .‬و قالوا عن الرسول ‪ :‬أنه مصاب بنوع من‬ ‫الجنون ‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن له جنا أو شيطانا يتنزل عليه كما ينزل الجن والشياطين‬ ‫على الكهان‪ ,‬وقالوا شاعر‪ ،‬وقالوا ساحر‪ ،‬وكانوا يعملون للحيلولة بين الناس‬ ‫وبين سماعهم القرآن ‪ ،‬ومعظم شبهاتهم دارت حول توحيد هللا‪ ،‬ثم رسالته‪ ،‬ثم‬ ‫بعث األموات ونشرهم وحشرهم يوم القيامة وقد رد القرآن على كل شبهة‬ ‫من شبهاتهم حول التوحيد‪ ،‬ولكنهم لما رأوا أن هذه األساليب لم تجد نفعا في‬ ‫إحباط الدعوة اإلسالمية إستشاروا فيما بينهم‪ ،‬وقرروا القيام بتعذيب‬ ‫المسلمين وفتنتهم عن دينهم‪ ،‬فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته‬ ‫باإلسالم‪ ،‬وتصدوا لمن يدخل اإلسالم باألذى والنكال‪ ،‬حتى أنهم تطاولوا‬ ‫على رسول اإلسالم وضربوه ورجموه بالحجارة في مرات عديدة ووضعوا‬ ‫الشوك في طريقه‪ ،‬إال أن كل ذلك كان ال يزيد النبى وأصحابه إال قوة‬ ‫وإيمانا‪ ،‬ومما زاد االمر سوءا أن زوجته خديجة وعمه أبو طالب ماتا في‬ ‫عام واحد وسمى هذا العام بعام الحزن وكان ذلك في عام ‪ 619‬م‪.‬‬ ‫عودة إلى القائمة‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫دالئـــل النبـــوة‬

‫هناك دالئل كثيرة على نبوة محمد أهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن النبي قد نشأ أميا ال يعرف القراءة وال الكتابة ومات كذلك‪ ،‬وعرف عند قومه جميعا‬ ‫بالصدق واألمانة‪ ،‬ولم يكن على علم بشيء من الدين‪ ،‬وال الرساالت السابقة‪ ،‬ومكث على هذا‬ ‫أربعين سنة من عمره‪ ،‬ثم جاءه الوحي بالقرآن‪ ،‬وقد جاء القرآن بمعظم أخبار الرساالت السابقة‬ ‫وقص أخبارها بأدق تفاصيلها كأنه عايشها‪ ،‬وجاءت هذه األخبار تماما كما بالتوراة التي أنزلت‬ ‫على موسى‪ ،‬واإلنجيل الذي أنزل على عيسى‪ ...‬ولم يستطع اليهود وال النصارى أن يكذبوه في‬ ‫شيء مما قاله‪.‬‬ ‫‪ -2‬ثم إنه أخبر يكثير مما سيحدث له وألمته من بعده من نصر وتمكين‪ ،‬وإزالة لملك الجبابرة‬ ‫كسري وقيصر‪ ،‬وتمكين لدين اإلسالم في األرض‪ ،‬وجاءت هذه الوقائع واألحداث كما أخبر به‬ ‫تماما‪ ،‬وكأنه يقرأ الغيب من كتاب مفتوح‪.‬‬ ‫‪ -3‬والقرآن هو ذروة في البالغة والبيان تحدى بلغاء و فصحاء العرب الذين كذبوه أن يأتوا‬ ‫بسورة من مثل سوره‪ .‬فعجزوا رغم أن بالقرآن سور ال يزيد طولها عن سطر واحد‪ .‬ولم يتجرأ‬ ‫أحد إلى يومنا هذا أن يزعم أنه استطاع أن يؤلف كالما يساوي أو يقارب سورة من هذا القرآن‬ ‫الكريم في نظمه وحالوته ورونقه وبهائه‪.‬‬ ‫‪ -4‬ثم إن سيرة هذا النبي الكريم قد كانت مثاال كامال لالستقامة والرحمة والشفقة‪ ،‬والصدق‪،‬‬ ‫والشجاعة‪ ،‬والكرم‪ ،‬والبعد عن السفاسف والزهد في الدنيا والعمل لآلخرة‪ ،‬ومراقبة هللا والخوف‬ ‫منه في كل حركاته وسكناته‪ .‬وقد شهد بذلك أعداؤه‪ ،‬فهل يصدق مع الناس ويكذب على هللا؟‬ ‫‪ -5‬ولقد أوقع هللا حبه العظيم في قلوب جميع من آمنوا به وصحبوه‪ .‬حتى إن أحدهم كان يفديه‬ ‫بنفسه وأمه وأبيه‪ .‬وما زال الذين آمنوا به لليوم يعظمونه ويحبونه‪ ،‬ويتمنى الواحد منهم أن يراه‬ ‫مرة واحدة ولو َق َّد َم في سبيل ذلك أهله وماله‪ .‬ويزداد أتباعه عاما بعد عام أما الكاذبون فحالهم‬ ‫عكس ذلك‪.‬‬


‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -6‬ولقد اتبع هذا النبي الكريم أناس من كافة األجناس واأللوان والشعوب‪ ،‬وفي كل بقاع‬ ‫األرض‪ ،‬وفي كل الزمن منـذ يومه وإلى يومنا هذا‪ ،‬وقد سبق لكثير من هؤالء الذين اتبعوا هذا‬ ‫النبي أن كانـوا نصارى‪ ،‬أو يهودا‪ ،‬أو مشركين‪ ،‬أو وثنيين‪ ،‬أو الدينيين‪ ،‬وقد كان منهم من أهل‬ ‫الرأي والحكمة والنظر والبصيرة الذين اتبعوا هذا النبي الكريم بعد أن شاهدوا آيات صدقه‪،‬‬ ‫ودالئل معجزاته ولم يكن إيمانهم به إكراها أو جبرا أو تقليدا لآلباء واألمهات‪.‬‬ ‫‪ -7‬إن درجة اإلعجاز في التشريع اإللهي المنزل على محمد كدرجة اإلعجاز في الخلق اإللهي‬ ‫للسموات واألرض‪ ...‬فكمـا أن البشر ال يستطيعون خلق هذا الكون فكذلك البشر ال يستطيعون‬ ‫اإلتيان بتشريع كتشريع هللا الذي أنزله على عبده ورسوله محمد ‪.‬‬ ‫فإن تشريع هللا أنزل على محمد في كل جزء منه في مكانه الصحيح من حيث ما يجب أن يكون‬ ‫عليه عمل اإلنسان وكل زيادة أو حذف أو اشتراط أو إلغاء هو عبث وتخريب وتدمير لبنائه‬ ‫المعجز‪.‬‬ ‫‪ -8‬لما نزلت اآلية (وهللا يعصمك من الناس)(المائدة ‪ )67‬أي‪ :‬أن يقتلوك وكان صلى هللا عليه‬ ‫وسلم يحرس حتى نزلت فقال‪" :‬انصرفوا فقد عصمني هللا" (رواه الحاكم) فإن كان يكذب على‬ ‫الناس فهل يكذب على نفسه؟‬ ‫‪ -9‬كان القرآن ينزل باللوم الشديد له على أي تصرف منه لم يأمره هللا به مثل (عبس وتولى) و‬ ‫{ َيا أَ ُّي َها ال َّن ِبيُّ لِ َم ُت َحرِّ ُم َما أَ َح َّل َّ‬ ‫ون لَ ُه أَسْ َرى }األنفال‪67‬‬ ‫ان لِ َن ِبيٍّ أَن َي ُك َ‬ ‫ك}التحريم‪ 1‬و { َما َك َ‬ ‫هللاُ لَ َ‬ ‫فإن كان يكذب على الناس فهل يظهر لهم تقصيره؟‬ ‫‪ -10‬كان يحرم على نفسه وعلى أهل بيته أكل الصدقة قائال ( أنا ال تحل لنا الصدقة) فهل‬ ‫يفعل ذلك ملك أو رئيس؟ ونحن نرى كافة زعماء العالم يجمعون التبرعات من الناس لحمالتهم‬ ‫االنتخابية أو غير ذلك‪.‬‬ ‫عودة إلى القائمة‬


‫الهجرة إلى المدينة‬

‫‪ ‬اشتد أذى المشركين في مكة لمحمد وأصحابه وتعرض لمحاوالت اغتيال عديدة فبدأ يعرض‬ ‫نفسه في مواسم الحج على قبائل العرب يدعوهم إلى هللا ويخبرهم أنه نبي مرسل ويسألهم أن‬ ‫ينصروه ويمنعوه حتى يبلغ ما أرسله هللا به للناس حتى سنة ‪ 11‬من النبوة في موسم الحج‬ ‫جاء ستة نفر من شباب يثرب وكانوا يسمعون من حلفائهم من يهود في المدينة‪ ،‬أن نبيا من‬ ‫األنبياء مبعوث في هذا الزمان سيخرج‪ ،‬فنتبعه‪ ،‬ونقتلكم معه‪ .‬وعد الشباب رسول هللا بإبالغ‬ ‫رسالته في قومهم وجاء في الموسم التالي اثنا عشر رجال‪ ،‬التقى هؤالء بالنبي عند العقبة‬ ‫فبايعوه بيعة العقبة االولى‪ .‬وفي موسم الحج في السنة الثالثة عشرة من النبوة يونيو سنة‬ ‫‪622‬م حضر ألداء مناسك الحج بضع وسبعون نفسا من المسلمين من أهل المدينة‪ ،‬فلما‬ ‫قدموا مكة جرت بينهم وبين النبي اتصاالت سرية أدت إلى االتفاق على هجرة رسول‬ ‫وأصحابه رصوان هللا عليهم إلى المدينة المنورة وعرف ذلك االتفاق ببيعة العقبة الثانية‪.‬‬ ‫وبذللك يكون اإلسالم قد نجح في تأسيس دولة له‪ ,‬وأذن رسول هللا للمسلمين بالهجرة إلى‬ ‫المدينة‪ .‬وأخذ المشركون يحولون بينهم وبين خروجهم‪ ,‬فخرجوا حتى ل ْم يبق ِبمكة‪ِ ,‬إال محمد‬ ‫المشركون ِبرسول هللا أَن يقتلوه‪َ ،‬و‬ ‫بكر وعلي بن أبي طالب رضي هللا عنهما‪ ،‬ه ّم‬ ‫وأَبو‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بين أَ‬ ‫يديهم لم يره منهم أَحد‪ ،‬وترك علي ليؤدي األَمانات التي‬ ‫اجتمعوا ِعند بابه‪ ،‬فخرج من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بكر قد جهز‬ ‫بكر َ ‪ ،‬وكان أَبو ٍ‬ ‫دار أَ ِبي ٍ‬ ‫عنده‪ ،‬ث َّم ْيلحق ِبه َ‪ )11( .‬و ذهب رسول هللا إِلى ِ‬ ‫راحلتين للسفر‪ ،‬فأعطاها رسول هللا عبد هللا بن أريقط‪ ،‬على أنْ‬ ‫يوافيهما في غار ثور بعد‬ ‫ِ‬ ‫يوم‬ ‫بكر إِلَى الغار‪َ ،‬و أَعمى هللا‬ ‫ثالث ٍ‬ ‫ليال‪ ،‬وانطلق رسول هللا وأَبو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫المشركين عنهما‪ ،‬وفي ِ‬ ‫ثنين العاشر من شهر رييع األول سنة ‪622‬م دخل محمد المدينة مع صاحبه الصديق‬ ‫اإل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫رصي هللا عنه ‪ ،‬فخرج األنصار إِليه وحيوه بتحية النبوة‪.‬‬ ‫عودة إلى القائمة‬


‫‪ ‬غزوة بدر‬

‫أهم غزواته )ص(‬

‫‪ ‬كانت قريش تعتزم وتفكر في القيام بنفهسا للقضاء على المسلمين‪ ،‬وخاصة على النبي ‪ .‬و لم يكن هذا مجرد وهم أو‬ ‫خيال‪ ،‬فقد تأكد لدى محمد من مكائد قريش وإرادتها على الشر‪ ،‬في هذه الظروف الخطيرة التي كانت تهدد كيان‬ ‫المسلمين بالمدينة‪ ،‬أنزل هللا تعالى اإلذن بالقتال للمسلمين ولم يفرضه عليهم‪ ،‬فقد جاء في القرآن‪:‬‬ ‫ص ِر ِه ْم لَ َقدِير) الحج‪39:‬‬ ‫هللا َعلَى َن ْ‬ ‫‪( ‬أُذِنَ لِلَّذِينَ ُي َقا َتلُونَ ِبأ َ َّن ُه ْم ُظلِ ُموا َوإِنَّ َّ َ‬ ‫‪ ‬و كان اإلذن مقتصراً على قتال قريش‪ ،‬ثم تطور فيما بعد مع تغير الظروف حتى وصل إلى مرحلة الوجوب‪ ،‬في‬ ‫رمضان من السنة الثانية للهجرة خرج المسلمون بقيادة رسول هللا ليعترضوا قافلة لقريش يقودها أبو سفيان‪ ،‬ولكن‬ ‫أبا سفيان َغ ّي َر طريقه إلى الساحل واستنفر أهل مكة‪ ،‬فخرجوا لمحاربة المسلمين والتقى الجمعان في غزوة بدر في‬ ‫‪ 17‬رمضان سنة اثنتين للهجرة‪ .‬وانتصر جيش المسلمين رغم قلة عددهم وعدتهم فقد كانوا ثالثمائة وسبعة عشر‬ ‫وكان المشركون أكثر من ألف وأثمرت نتائج النصر ثماراً كثيرة‪ ،‬فقد ارتفعت معنويات المسلمين وعلت مكانتهم عند‬ ‫القبائل التي لم تسلم بعد‪ ،‬واهتزت قريش في أعماقها وخسرت كبار أعمدة الكفر‪ ،‬وأخذت تعد للثأر واالنتقام‪ .‬وبينما‬ ‫كان المجتمع المسلم ينمو ويجتذب إليه بقية قبائل المدينة ومن حولها‪ ،‬كان مشركو مكة يعدون العدة لموقعة تالية‪.‬‬ ‫وخالل سنة تحققت للمسلمين في المدينة عوامل أمن خارجية وداخلية‪.‬‬

‫‪ ‬غزوة أحد‬

‫‪ ‬اهتزت قريش بعد غزوة بدر في أعماقها وخسرت بعض من كبار رجالها‪ ،‬وأخذت تعد للثأر واالنتقام وفي ‪ 15‬شوال‬ ‫من سنة ‪ 3‬للهجرة خرجت قريش بثالثة آالف مقاتل ومائتي فارس لالنتقام من المسلمين وبلغ الخبر رسول هللا فخرج‬ ‫بالمسلمين إلى أحد وفي الطريق نكص رأس المنافقين عبد هللا بن أبي بن سلول وثالثمائة من أتباعه وعادوا إلى‬ ‫المدينة وتابع المسلمون سيرهم إلى أحد ونزلوا في موقع بين جبل أحد وجبل صغير ووضع الرسول الرماة على جبل‬ ‫عينين وأمرهم أن ال يغادروا مواقعهم حتى يأمرهم بذلك مهما كانت نتيجة المعركة‪ ،‬وبدأت المعركة فحاول فرسان‬ ‫المشركين بقيادة خالد بن الوليد اختراق صفوف المسلمين من ميسرتهم فصدهم الرماة‪ ،‬وقتل عشرة من حملة لواء‬ ‫المشركين‪ ،‬وسقط لواؤهم ودب الذعر في صفوفهم وبدؤوا في الهرب‪ ،‬وتبعهم بعض المسلمين فاضطربت صفوفهم‪،‬‬ ‫ورأى الرماة هرب المشركين فظنوا أن المعركة حسمت لصالح المسلمين فترك معظمهم مواقعهم‪ ،‬ونزلوا يتعقبون‬ ‫المشركين ويجمعون الغنائم ولم يلتفتوا لتحذيرات قائدهم‪ ،‬واستغل خالد بن الوليد هذه الحال فتغيرت موازين المعركة‪،‬‬ ‫وانسحب رسول هللا بمجموعة من الصحابة الذين التفوا حوله إلى قسم من جبل أحد وحاول المشركون الوصول إليه‬ ‫ففشلوا ويئسوا من تحقيق نتيجة أفضل فأوقفوا القتال‪.‬‬ ‫عودة إلى القائمة‬


‫‪ - I‬زوجاته صلى هللا عليه وسلم‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫السيدة خديجة بنت خويلد‬ ‫السيدة سودة بنت زمعة‬ ‫السيدة عائشة بنت أبي بكر‬ ‫السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب‬ ‫السيدة زينب بنت خزيمة‬ ‫السيدة أم سلمة ( هند بنت أمية )‬ ‫السيدة زينب بنت جحش‬ ‫السيدة جويرية بنت الحارث‬ ‫السيدة صفية بنت حيي بن أخطب‬ ‫السيدة أم حبيبة‬ ‫السيدة مارية بنت شمعون القبطية‬ ‫السيدة ميمونة بنت الحارث‬ ‫السيدة أسماء بنت النعمان‬


‫‪ - II‬الحكمة من تعدد زوجاته )ص(‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫معلوم في اإلسالم أنه ال يجوز للرجل الجمع بأكثر من أربع زوجات وقد زاد رسول هللا عن‬ ‫هذا العدد كحكم خاص به و سبب تعدد زواجه يرجع لدوافع سياسية ‪ ،‬وتشريعية‪ ،‬و إنسانية ‪،‬‬ ‫ولمصلحة اإلسالم العليا ومنها‪:‬‬ ‫أن زوجاته كنّ على كثرتهنّ من قبائل شتى ليؤلف القبائل على حبه ونصرة دينه‪.‬‬ ‫أن زواجه بـ " جويرية " كان لمصلحة دينية ‪ ،‬حيث قد نشأ عنه أن ْ‬ ‫أطلِ َق المسلمون مئة من‬ ‫أهل بيتها‪ ،‬أو مئتين من األسرى من قبيلتها إكراما لرسول هللا ‪ ،‬فأسلم من قومها خلق كثير‪.‬‬ ‫أن زواجه بـزينب بنت جحش كان لضرورة إقتضاها التشريع االسالمي‪ ،‬ليبين للمسلمين حكم‬ ‫شرعي وهو جواز زواج الرجل من مطلقة ابنه بالتبني وقد كان العرب يحرمون ذلك‪.‬‬ ‫كان ال بد للنبي أن يحاط بعدد كبير من الزوجات ليحفظن عنه كل تصرفاته الشخصية داخل‬ ‫البيت وما ينزل إليه من وحي وينقلنه للمسلمين ليعلموا أمر دينهم؛ وقد أمرهن هللا بذلك في‬ ‫ان لَ ِطيفا َخ ِبيرا‬ ‫قوله تعالى‪َ { :‬و ْاذ ُكرْ َن َما ُي ْتلَى فِي ُبيُو ِت ُكنَّ ِمنْ آ َيا ِ‬ ‫ت َّ ِ‬ ‫هللا َك َ‬ ‫هللا َو ْال ِح ْك َم ِة إِنَّ َّ َ‬ ‫}(األحزاب‪.)34‬‬ ‫كان من زوجاته عائشة رضي هللا عنها؛ وقد عاشت من بعده خمسين عاما تعلم المسلمين أمور‬ ‫دينهم؛ كأول عالمة في التاريخ اإلسالمي‪ .‬وكانت هذه حكمة بليغة من هللا أن يتزوجها الرسول‬ ‫بكرا صغيرة السن‪.‬‬ ‫ومن الحكمة أيضا أن يعلم الجميع أنه ال رهبانية في اإلسالم‪ ،‬وأنه دين فطرة يعترف بحاجات‬ ‫البدن وحاجات الروح و يوازن بينها بصورة دقيقة‪.‬‬ ‫ومنها أيضا أن نرى مثاال حيا من العدل بين النساء يطبقه رسول هللا على نفسه ليقتدي به‬ ‫الناس‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - III‬أهـم أصحابــه‬ ‫أبو بكر الصديق‬ ‫عمر بن الخطاب‬ ‫عثمان بن عفان‬ ‫علي بن أبي طالب‬ ‫خالد بن الوليد‬ ‫عمرو بن العاص‬ ‫عمار بن ياسر‬ ‫بالل بن رباح‬ ‫أبي بن كعب‬ ‫سعد بن أبي وقاص‬ ‫سعد بن معاذ‬ ‫عبد هللا بن عمر بن الخطاب‬ ‫عبد الرحمن بن عوف‬ ‫الزبير بن العوام‬ ‫طلحة بن عبيدهللا‬ ‫سعيد بن زيد‬

‫عودة إلى القائمة‬


‫وفاة الرسول صلى هللا عليه و سلم‬ ‫( ‪633‬م ‪ 11 -‬هجريا ً )‬ ‫‪ ‬بعد حجة الوداع بثالث شهور فقط مرض النبى بالحمى الشديدة و التى أثرت فية كثيراً فكان ال‬ ‫يستطيع القيام من مجلسة و استأذن زوجاته رضى هللا عنهم أن ُيمرض فى بيت السيدة عائشة‬ ‫رضى هللا عنها ‪ ,‬و فى ذلك الوقت نزلت أخر أية من القرأن و هى قال تعالى { َوا َّتقُو ْا َي ْو ًما ُت ْر َج ُعونَ‬ ‫س َب ْت َو ُه ْم الَ ُي ْظلَ ُمونَ } (‪ )281‬سورة البقرة ‪ ,‬ثم أشتد الوجع‬ ‫فِي ِه إِلَى ّ ِ‬ ‫س َّما َك َ‬ ‫هللا ُث َّم ُت َو َّفى ُكل ُّ َن ْف ٍ‬ ‫برسول هللا ‪ ,‬و فى أخر ايامه خرج ليزور شهداء أحد و يقول ( السالم عليكم و رحمه هللا و‬ ‫بركاته ‪ ,‬أنتم السابقون و نحن بكم الحقون إن شاء هللا ) ثم يرجع النبى بين الصحابة رضى هللا‬ ‫عنهم و يبكى ‪ ,‬فيقولون ‪ :‬ما يبكيك يا رسول هللا ؟ فيقول لهم ‪ :‬إشتقت إلى إخوانى ‪ ,‬فيقولون ‪:‬‬ ‫أولسنا بإخوانك يا رسول هللا ؟ قال ‪ :‬ال أنتم أصحابى ‪ ,‬أما اخوانى فهم قوم يأتون من بعدى‬ ‫يؤمنون بى و لم يرونى ‪ ,‬ثم أشتد الوجع على الرسول أكثر و أكثر حتى أن الصحابة كانوا‬ ‫يحملونه إلى بيت السيدة عائشة و لما رءاة الصحابة هكذا ‪ ,‬بكت عيونهم ‪ ,‬و دخل النبى بيت‬ ‫عائشة رضى هللا عنها و قال ‪ :‬ال إله إال هللا ‪ ,‬إن للموت لسكرات ‪ ,‬و كان وجه النبى ملىء بالعرق ‪,‬‬ ‫تقول السيدة عائشة أنها كانت تأخذ بيد الرسول فتمسح بها على وجهه الكريم ‪ ,‬ثم قال النبى ‪:‬‬ ‫وهللا إنى ألجد طعم الشاة المسمومة فى حلقى !! (( الشاة التى وضع بها اليهود السم للنبى )) ‪,‬‬ ‫بعدها بدأ خبر وجع رسول هللا ينتشر بين الناس و بين الصحابة حتى أن صوتهم بلغ مسمع النبى‬ ‫فقال ‪ :‬إحملونى إليهم ‪ ,‬فحملوا النبى إلى المسجد و ألقى أخر خطبة له و قال ‪ (( :‬ايها الناس ‪,‬‬ ‫كأنكم تخافون علي ؟ ايها الناس ‪ :‬موعدى معكم ليس الدنيا ‪ ,‬موعدى معكم عند الحوض ‪ ,‬وهللا‬ ‫لكأنى أنظر أليه من مقامى هذا ‪ ,‬أيها الناس ‪ :‬وهللا ما الفقر أخشى عليكم و لكن أخشى عليكم الدنيا‬ ‫ان تتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم ‪ ,‬ايها الناس ‪ :‬إن عبداً خيره هللا بين‬ ‫الدنيا و بين لقاء هللا فأختار لقاء هللا ‪ ,‬ففهم ابو بكر المراد و عرف أن الرسول قد ُخير بين الدنيا‬ ‫و لقاء ربه فأختار لقاء ربه ‪ ,‬فعلى صوت ابى بكر بالبكاء و قال ‪ :‬فديناك بأموالنا ‪ ,‬فديناك بأبائنا ‪,‬‬ ‫فيديناك بأمهاتنا ‪ ,‬فنظر إليه الناس شجراً ‪ ,‬فقال لهم الرسول ‪:‬‬


‫‪ ‬ايها الناس ‪ :‬دعوا ابا بكر فوهللا ما من أحد كانت له يد إال كافئناه بها إال ابا بكر لم استطع‬ ‫مكافئتة فتركت مكافئتة هلل عز و جل ‪ ,‬و بدأ الرسول يوصى الناس و يقول ‪ :‬ايها الناس ‪:‬‬ ‫أوصيكم بالنساء خيراً و قال ‪ :‬الصاله الصاله ‪ ,‬الصاله الصاله ‪ ,‬هللا هللا فى النساء ‪ ,‬و ظل‬ ‫يرددها و بدأ يدعى و يقول ‪ :‬اواكم هللا ‪ ,‬نصركم هللا ‪ ,‬ثبتكم هللا ‪ ,‬ثم ختم و قال ‪ :‬ايها‬ ‫الناس ‪ :‬ابلغوا منى السالم كل من تبعنى إلى يوم القيامة )) ‪ ,‬عليك السالم يا رسول هللا ‪ ,‬ثم‬ ‫دخل النبى بعدها بيته و نظر إلى السواك فأحضرتة السيدة عائشة رضى هللا عنها و ظلت‬ ‫تتسوك به لتلينه لرسول هللا حتى أستاك به النبى ثم دخلت عليه السيدة فاطمة بنت ابى‬ ‫بكر فبكت فقالت ‪ :‬وا كرب أبتاة ‪ ,‬فقال لها ‪ :‬ليس على ابيكى كرب بعد اليوم ‪ ,‬ثم ابلغها‬ ‫أنها اول أهله لحاقا ً به فضحكت رضى هللا عنها ‪ ,‬و فى يوم ‪ 12‬ربيع األول نظر الرسول‬ ‫إلى الصحابة و هم يصلون فأبتسم و ظل ينظر إليهم و يبتسم ‪ ,‬ثم عاد إلى حجرته و‬ ‫بعدها وضع رأسه على صدر السيده عائشة رضى هللا عنها حتى ثقلت رأسه على صدرها‬ ‫رضى هللا عنها و مات رسول هللا فخرجت السيدة عائشة تقول للصحابة ‪ :‬مات رسول هللا ‪,‬‬ ‫مات رسول هللا ‪ ,‬فهذا عمربن الخطاب يقول ‪ :‬من قال انه مات قطعت رأسة ‪ ,‬إنما ذهب‬ ‫ليقابل ربه كما ذهب موسى من قبل ‪ ,‬و هذا عثمان بن عفان ال يستطيع أن يتحرك ‪ ,‬و هذا‬ ‫على بن ابى طالب يمشى كاألطفال هنا و هناك ‪ ,‬و أما أثبت الصحابه ابو بكر فأخذ يقول ‪:‬‬ ‫ايها الناس ‪ ,‬من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات و من كان يعبد هللا فإن هللا حى ال يموت‬ ‫سل ُ أَ َفإِن َّم َ‬ ‫ات أَ ْو قُتِل َ ان َقلَ ْب ُت ْم‬ ‫الر ُ‬ ‫سول ٌ َقدْ َخلَ ْت مِن َق ْبلِ ِه ُّ‬ ‫ثم قرأ أية هللا تعالى { َو َما ُم َح َّم ٌد إِالَّ َر ُ‬ ‫س َي ْجزي ّ‬ ‫هللاُ ال َّ‬ ‫هللا َ‬ ‫شاك ِ​ِرينَ } (‪)144‬‬ ‫اب ُك ْم َو َمن َين َقل ِْب َعلَ َى َعقِ َب ْي ِه َفلَن َي ُ‬ ‫ض َّر ّ َ‬ ‫َعلَى أَ ْع َق ِ‬ ‫ش ْي ًئا َو َ ِ‬ ‫سورة آل عمران ‪ ,‬فعلم الناس أن الرسول قد مات حقا ً ‪ ,‬ثم غسله العباس بن عبد المطلب و‬ ‫على بن ابى طالب و أوالد العباس بن عبد المطلب ووضعوا التراب على النبى فقالت لهم‬ ‫فاطمة رضى هللا عنها‪ :‬اطابت أنفسكم ان تضعوا التراب على رسول هللا ؟ و فى النهاية‬ ‫اذكركم بالصالة كثيراً على النبى و دراسة سيرتة جيداً لعله يشفع لنا عند هللا تعالى يوم‬ ‫القيامة إن شاء هللا ‪.‬‬


‫( اللهم صلى على سيدنا محمد عدد‬ ‫خلقك و رضا نفسك و زنه عرشك و‬ ‫مداد كلماتك ) ‪.‬‬ ‫عودة إلى القائمة الرئيسية‬

‫‪WWW.BadrElAski.canalblog.Com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.