اسس التربية الاسلامية

Page 1


‫الفصل الرابع‬ ‫اسس التربيه اإلسالميه‪.‬‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫تقوم التربيه اإلسالميه على العديد‬ ‫من االسس والتي منها تستمد‬ ‫وجودها وعلى اساسها في الوقت‬ ‫نفسه تقوم بتنمية كل من الفرد‬ ‫والمجتمع‪.‬‬ ‫وفي مقدمة هذه االسس‪:‬‬ ‫‪ -1‬االساس االعتقادي‪.‬‬ ‫‪ -2‬االساس التصوري‪.‬‬ ‫‪ -3‬االساس التعبدي‪.‬‬ ‫‪ -4‬االساس التشريعي‪.‬‬ ‫‪ -5‬االساس االخالقي‪.‬‬


‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫ويمكن تناول كل من هذه االسس بشيء من االيجاز على النحو‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫اوال‪:‬االساس االعتقادي‪:‬‬ ‫العقيدة هي التصديق الشيء والجزم به دون شك او ريبه وهي‬ ‫تعني االيمان والعقيدة االسالميه هي الجانب النظري الذي يجب‬ ‫على المؤمن االيمان به اوال ايمانا يقينا مبنيا على التصديق‬ ‫الجازم مع الشعور بالرضى والقبول وإقبال النفس عليه‬ ‫واالطمئنان به‪.‬‬ ‫لقوله تعالى{إال من اكره وقلبه مطمئن باإليمان} (النحل‪.)106:‬‬


‫•‬

‫•‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫ولهذا االساس االعتقادي عديد من االثار والفوائد التربويه التي‬ ‫تفيد الفرد والمجتمع والحضارة االنسانيه والتي يمكن ذكرها‬ ‫على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬غرس وتنمية العقيدة االسالميه االعتقاد في هللا وحده‬ ‫الشريك له واإليمان بالرسل والمالئكة والكتاب واليوم االخر‬ ‫والقدر خيره وشره‪.‬‬ ‫‪ -2‬التنمية الروحيه للمسلم‪.‬‬ ‫‪ -3‬تنمية االراده وتقوية العزائم والهمم‪.‬‬ ‫‪ -4‬تقوية النفس وتهدئتها‪.‬‬ ‫‪ -5‬توفير جو صحي لسالمة العقل وتنميته‪.‬‬ ‫‪ -6‬تربيه الضمير االخالقي‪.‬‬


‫•‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫ثانيا‪ :‬األساس التصوري‬ ‫ويتضمن كل ما جاء به االسالم ليعطي تصور واضح عن‬ ‫الخالق سبحانه وتعالى وعن االنسان وعن الحياة التي يحياها‬ ‫والكون الذي يعيش فيه فجاء االسالم مؤكدا بان للوجود الها‬ ‫واحدا هو هللا الخالق المدبر‪.‬‬ ‫في قوله تعالى{قل هوا هللا احد}‪.‬‬ ‫{لو كان فيهما الهة إال هللا لفسدتا}‪.‬‬ ‫كما حدد االسالم الغاية التي من اجلها خلق االنسان فقال تعالى‬ ‫{وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون}‪.‬‬ ‫وهي العبادة بمفهومها الشامل التي تعمر الدنيا وتكون اساسا‬ ‫لعمارة االخره ‪.‬‬


‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫ولهذا االساس عدة اثار تربويه نذكر بعضها على النحو‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬تحقيق التنمية االيمانيه‪.‬‬ ‫‪ -2‬تحقيق الوعي الفكري والنمو العقلي ‪.‬‬ ‫‪ -3‬تحقيق التقدم الحضاري والتغلب على مشكالت الحياة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تحقيق الترابط والتماسك االجتماعي والعالمي‪.‬‬ ‫‪ -5‬تنمية االراده القوية‪.‬‬ ‫‪ -6‬تربيه على الذوق والجمال والدقة والنظام‪.‬‬


‫األساسًالتعبدى‪...‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثاً‪ً:‬‬ ‫• اليقتصر مفهوم العبادة في اإلسالم على مناسك التعبد المفروضة و المعروفة ‪ ,‬من‬ ‫صالة وزكاة وصيام وحج‪..‬وإنما هي اعم من ذلك و اشمل ‪ .‬إنها العبودية الخالصة‬ ‫آ‬ ‫هلل ‪ ..‬والتلقي منه سبحانه في امر الدنيا و االخرة ‪..‬ثم هي الصلة الدائمة باهلل في هذا‬ ‫كله‪....‬‬


‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬

‫والعبادة بهذا المعنى تشمل الحياة ‪.‬إنها التقتصر على اللحظات القصيرة التي‬ ‫تشغلها مناسك التعبد ‪ .‬وما كان هذا هوالقصد من االية الكريمة ‪:‬‬ ‫(وماًخلَقْتًا ْلِجنًواإلِنسًإِالًلِ‬ ‫ون)]الذاريات ‪[56-‬‬ ‫د ًِ‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫َُْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ ُ‬ ‫اما عن االثار و الفوائد التربوية للعبادة اإلسالمية ‪ ,‬فهي ك ثيرة لدرجة يصعب‬ ‫حصرها او اإلحاطة بها ‪ .‬وهي موجزة على النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬العبادة تربية إعتقادية إيمانية ‪ ,‬وحب هلل واتصال دائم به‪.‬‬ ‫‪ -2‬العبادة تنمية وتزكيه للروح ‪ ,‬وتوثيق لصلة اإلنسان بخالقه‪.‬‬


‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫‪ -3‬تربية لإلرادة القوية بما يفيد الفرد و المجتمع ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫‪ -4‬تربية اجتماعية على المستوى االسر والمحلي وعلى مستوى المجتمع و‬ ‫اإلنسانية ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تربي العبادة في اإلسالم العقل وتنميه ‪ .‬فتوجهه ليتغذى بالغذاء العقلي السليم‪,‬‬ ‫وتبعده عن كل ما يفسده ويضره ‪ ,‬وتربيه على الوعي و اليقظة الدائمة ‪ ,‬وعلى التفكر‬ ‫في الكون واالنفتاح عليه‪.‬‬ ‫‪ -6‬تحقق العبادة في اإلسالم االطمئنان و الراحة النفسية ‪ ,‬وتعين على تخطي‬ ‫االزمات النفسية ‪.‬‬


‫• ‪ -7‬تربية صحية ‪ .‬فتقوم العبادة في اإلسالم على الطهارة و النظافة ‪ .‬حيث الوضوء و‬ ‫اإلستحمام و التطهر من النجاسة ‪ .‬ونظافة الثوب و المكان بجانب نظافة البدن ‪.‬‬ ‫وكل ذلك له تاثيرة اإليجابي على الصحة ‪.‬‬ ‫• ‪ -8‬تربية اخالقية ‪.‬حيث تربي العبادة المسلم على قدر من الفضائل الثابتة المطلقة‬ ‫‪ ,‬و الصالحة لتربية اإلنسان وبناء اإلنسانية ‪.‬‬ ‫• ‪ -9‬تربية سياسية ‪ .‬تقوم على التعاون و التناصح ‪ ,‬وعلى العدل و المساواة ونبذ‬ ‫الفرقة و التمييز العنصري ‪,‬وعلى طاعة المحكومين للحاكم ونصحهم له متي ضل‬ ‫آ‬ ‫الطريق‪,‬وعلى الشورى و اإلحترام المتبادل بين الجميع ‪ ,‬وإحترام ارائهم و افكارهم‬ ‫وعدم السخرية منها ‪.‬‬


‫رابعاً‪ً:‬األساسًالتشريعيً‪..‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫وهو ذلك الجانب القانوني ‪,‬الذي يتضمن التشريعات المختلفة وما فيه من الجزاءات‬ ‫والعقوبات –التي تضبط سلوك الفرد واالسرة و ُاالمة المسلمة‪.‬‬ ‫فمن اجل الحفاظ على االنفس حرم اإلسالم القتل وحدد عقوبته فقال سبحانه وتعالى ‪:‬‬ ‫ك ْمًفِيًا ْلقِصا ِ‬ ‫صًحيَاةًٌيَاًأُ ْو ِ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ون{‬ ‫ك ْمًتَتقُ ًَ‬ ‫}‬ ‫ُ‬ ‫ليًاألَْلبَابًلَ َعل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كما حدد المولى سبحانه العقوبات المناسبة لكل جريمة سواء كانت اإلعتداء على اي‬ ‫من اعضاء الجسم او الحفاظ على االموال و النسل واالعراض والعقل ‪.‬‬ ‫البقرة ‪.179-178:‬‬


‫منً‬ ‫وتأخذًالشريعةًاإلسالميةًقوتهاًمنًعدةًمميزاتًإمتازتًبهاً‪ً ً,‬‬ ‫أهمهاً‪...‬‬ ‫آ‬ ‫• (ا)‪ :‬ان هدفها مصلحة العباد في الدنيا و االخرة ‪.‬‬ ‫• (ب)‪ :‬ان احكام الشريعة اإلسالمية تتميز بالمساواة و العدل بين المسلمين ‪.‬‬ ‫• (ج)‪ :‬ان الشريعة اإلسالمية حددت الجرائم –كالزنا و السرقة والقتل – وحذرت‬ ‫من إرتكاب اي منها ‪ ,‬او اي جريمة يترتب عليها ضرر بالنفس او بالغير ‪.‬‬ ‫• (د)‪:‬ان الشريعة اإلسالمية حددت عقوبات واضحة للجرائم‪ ,‬سواء كان ذلك بورود‬ ‫نص بشانها في الك تاب او السنة ‪ ,‬او بتركها لولي االمر ليحددها ‪...‬‬


‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫تنفيذا علنيا‪ً.‬‬ ‫(ه)‪ :‬ان الشريعة اإلسالمية تنفذ الحدود ً‬ ‫(و)‪ :‬ان الشريعة اإلسالمية ال تردع الجاني فقط ‪,‬بل وتعمل على إقتالع‬ ‫الشر من نفوس المجني عليهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أماًعنًاألثارالتربويةللشريعةًاإلسالميةً‪ً,‬ودورهاًفيً‬ ‫فهيًكثيرةًولعلًمنً‬ ‫ً‬ ‫تهذيبًوضبطًاالفرادًوالمجتمعً‪ً,‬‬ ‫أبرزهاً‪ً:‬‬ ‫‪ -1‬تنمية الجانب الجسمي من شخصية الفرد ‪ ,‬و الحفاظ عليه وعلى سالمته‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬تنميه الجانب العقلي و الحفاظ على سالمته‪.‬‬ ‫‪ -3‬تنميتها للجانب النفسي ‪ ,‬بتوفيرها حياة امنه مطمئنه على النفس والمال‬ ‫و العرض يعيشها الفرد و المجتمع ‪..‬‬


‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬

‫‪ -4‬تقويتها للجانب اإلعتقادي ‪ ,‬وسموها بالجانب الروحي بالنسبة للفرد و المجتمع ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تنميتها للجانب اإلرادي‪ ,‬وذلك بتوضيحها للحدود و العقوبات‪.‬‬ ‫‪ -6‬حرصها على سالمة الجانب اإلجتماعي من شخصية الفرد ‪,‬وعلى ما ُيكونه من‬ ‫آ‬ ‫عالقات إجتماعية مع الالخرين ‪.‬‬ ‫‪ -7‬صيانتها للكيان االخالقي وتدعيمه ‪,‬على المستويين الفردي و اإلجتماعي‬ ‫بمحاربتها لكل انواع الجريمة ‪.‬‬ ‫‪ -8‬حرصها على سالمة البناء االقتصادي بالمجتمع ‪.‬‬ ‫‪ -9‬تدعيمها للكيان السياسي بالمجتمع‪.‬‬


‫خامساً‪:‬األساسًاألخالقي‪...‬‬ ‫الخلق ‪ُ .‬وبعث الرسول صلى هللا عليه وسلم ً‬ ‫• لقد جاء اإلسالم إلقامة عالم رفيع ُ‬ ‫متمما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لمكارم االخالق ‪.‬لذلك قدم منهجا خلقيا كامال يشمل جميع جوانب الحياة‪,‬‬ ‫ً‬ ‫سواءكانت على مستوى الفرد او المجتمع و العالم باسره‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫• ويقدم على هذا االساس االخالقي منهجا تربويا خلقيا كامال‪,‬له العديد من االثار و‬ ‫الفوائد التربوية ‪ ,‬التي تفيد الفرد و المجتمع و اإلنسانية ‪ ,‬و التي يمكن ذكر بعضها‬ ‫على النحو التالي ‪:‬‬


‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫‪ -1‬التنمية العقائدية و الروحية للفرد‪ ,‬ومن ثم المجتمع ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التربية الصحية للفرد و المجتمع ‪.‬وذلك بالتمسك بالقيم االخالقية الصحية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬التربية اإلجتماعية وتحقيق اإلستقرار و التماسك اإلجتماعي ‪.‬‬ ‫‪ -4‬التنمية اإلقتصادية ‪ ,‬وذلك بالتمسك بالقيم االخالقية االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪ -5‬التربية السياسية وذلك بالتمسك بالقيم االخالقية السياسية ‪.‬‬ ‫‪ -6‬تحقيق التضامن و السالم العالميين ‪ .‬وإيجاد مجتمع إنساني سليم‪.‬‬ ‫‪ -7‬التقدم الحضاري و العلمي وذلك باالخذ باسباب العلم و التقدم العلمي‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.