حكايا السمراء

Page 1


‫ﺣﻜﺎﻳﺎ اﻟﺴﻤﺮاء‬ ‫‪ ..‬ﻣ‪‬ﺠﺮد ﺛﺮﺛﺮة‬ ‫ﻟـ ﺳﺎرة دروﻳﺶ‬

‫رقم اإليداع ‪2010 /1094 :‬‬ ‫الطبعة األولى ‪ :‬ديسمبر ‪2010‬‬

‫© جميع الحقوق محفوظة للناشر‬


‫إﻫﺪاء ‪..‬‬

‫إﻟﻰ ﻛﻞ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺮاﺋﻌﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻠﻤﺖ‪ ‬ﺑﻬﺎ وﻟﻢ ﺗﺄتِ أﺑﺪاً ‪..‬‬


‫ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺎ ﺳﺘﻤﻮت اﻟﺴﻤﺮاء‬

‫يوما ً ما ستموت السمراء ‪..‬ربما من وجعھا به ‪ ،‬أو من فرط حزنھا عليه ‪ ..‬ال أعرف ‪ ،‬لكنھا ستموت ‪.‬‬ ‫وسيدرك حينھا أنه يحبھا حقا ً ‪ ،‬أنه يعشق جنونھا به ‪ ..‬وجنونھا عليه ‪ ،‬وجنونه معھا ‪.‬‬ ‫سيدرك أنه أحبھا حقا ً ‪ ،‬ال ألنھا تشبھـ ) ھا ( وال ألن اسمھا ھو اسمـ )ھا ( ‪ ،‬وال ألن اھتمامات األولى‬ ‫تشبه بعض اھتماماتھا ‪ ..‬سيدرك أخيراً أنه أحبھا ألنھا ) ھي (‬ ‫ستموت السمراء وسيشعر حينھا أنه اآلن ‪ ..‬وحيداً حقا ً ‪ ،‬ووحيداً جداً ‪ ..‬سيدرك أنه كان يؤلمھا جداً حين‬ ‫يشكو لھا الوحدة وھي جواره !‬ ‫سيدرك أنه كان قاسيا ً حقا ً حين كان يتمنى الموت رغم أنه يعلم أن في ألمه موتھا ‪ ،‬فماذا عن موته ؟‬ ‫جوھرة يملك بين‬ ‫ستموت السمراء وسيكتشف أنه أضاع عمراً من البھجة بال طائل ألنه لم يعرف أي‬ ‫ٍ‬ ‫يمينه !‬ ‫ستموت السمراء وحينھا فقط سيدرك كم كان عالمه جميالً بھا ‪ ،‬سيفتقد كالمھا ‪ ،‬جنونھا ‪ ،‬براءتھا‬ ‫وصدقھا ‪.‬‬ ‫سيفتقد حبھا جداً ‪ ،‬وسيقول لھا ألف أحبك ‪ ..‬لكنھا لألسف ‪ ..‬لن تسمعه !‬ ‫لألسف ستموت السمراء ‪.‬‬


‫ﺣﺪ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ‬

‫سمعت قديما ً عن " حد الكراھية " ‪ ،‬الذي ال كراھية بعده وال ألم بعده ‪ ،‬فتمنت أن يفرغ فيھا كل قسوته مرة‬ ‫واحدة وال يترك لھا الفرصة لتنسى ما يفعل أمالً في أن تصل إلى حد الكراھية فترتاح أخيراً‬ ‫ولكنه كان يعلم قواعد اللعبة جيداً ‪ ،‬كان يتالعب بمستوى قسوته ‪ ،‬أحيانا ً يھبط به إلى ما تحت الصفر ‪ ،‬و‬ ‫أحيانا ً يعلو به إلى ما قبل الحد بدرجة ‪ ..‬دائما ً يقف قبل الحد بدرجة ! ويكون ھبوطه الحاني قاسيا ً جداً‬ ‫عليھا ‪.‬‬ ‫لم تعذبھا قسوته بقدر ما عذبتھا حيرة مشاعرھا نحوه ‪ ،‬فھي لم تكن بالقسوة الكافية كي تكرھه تماما ً وھو‬ ‫يحنو أحيانا ً ‪ ،‬ولم تكن قديسة كي تحبه تماما ً برغم كل ما يفعل !‬


‫ﺣﺮﻳﺔ‬

‫كانت تتوق للحرية ‪ ،‬ولكنھا ‪ -‬بعد الكثير من األلم ‪ -‬اكتشفت أنھا صعبة المنال ألن من تنتمي إليھم يخشونھا‬ ‫كثيراً ‪.‬‬ ‫وألنھم كانوا يھتمون فقط بحفظ جسدھا بعيداً عن العيون والشوارع والليل والھواء وال يبالون بشأن‬ ‫روحھا ‪ ..‬قررت أن ترضي جميع األطراف فحلقت بروحھا بعيداً تاركة لھم جسدھا بين الجدران األربع‬ ‫كما أرادوه دائما ً ‪ ،‬كامالً و سليما ً إال من جرح صغير بالمعصم األيسر ‪.‬‬


‫واﺣﺪ‬

‫فعل كل ما في استطاعته كي ال يكون وحيداً ‪،‬‬ ‫لكن الزمن كان مصراً على أن يواجھه منفرداً ‪ ،‬وكان ھذا يخيفه كثيراً !‬ ‫وانسحب أحبته واحداً وراء اآلخر إلى القبر‬ ‫فتمنى مراراً أن يذھب معھم ‪،،‬‬ ‫***‬ ‫بعدما فرغ منه الزمن لحقھم لكنه وجد نفسه أيضا ً‬ ‫‪ -‬وحيداً ‪-‬‬


‫ﻣﻮﺟﻮﻋﺔ‬

‫ُ‬ ‫أردتك سنداً لي ‪..‬‬ ‫موجوعة حد الموت بـ ضعفك يا من‬ ‫ُ‬ ‫راھنت فيھا على أنك تستحق الحب وخسرت !‬ ‫موجوعة بـ خذالنك لي ‪ ،‬بكل مرة‬ ‫أجن سوى ضياعھا !‬ ‫موجوعة بكل األمنيات التي علقتھا على وجودك في ليلة عيد ولم ِ‬ ‫موجوعة بكل فرحة بددتھا ‪ ،‬بكل الخوف الذي زرعته في قلبي ‪ ،‬بكل النجاحات التي كنت العقبة الوحيدة‬ ‫بيني وبينھا !‬ ‫دفء حلمت به في صدرك ووجدته في كل مكان إال فيه !‬ ‫موجوعة بـ‬ ‫ٍ‬ ‫مطر انھمر من عيني أمامك وبسببك ولم تكلف نفسك حتى عناء سؤالي عما بي ‪.‬‬ ‫بــ‬ ‫ٍ‬ ‫موجوعة بضآلتك في عيني ‪ ،‬بكل مرة أحاول فيھا أن أراك أكبر وأعظم وأجمل ‪ ..‬فتأبى إال أن أراك‬ ‫ضئيالً !‬ ‫موجوعة بـ عجزي عن كراھيتك رغم كل ما تفعل !‬ ‫موجوعة بـ عجزي عن حبك ‪ ..‬بسبب كل ما تفعل !‬ ‫موجوعة بكل ما ھو فيك أو منك يا قدراً ليس لي منه خالص ‪.‬‬


‫* ﺑﺪﻳﻌﺔ‬ ‫ُ‬ ‫كنت أحزن دائما ً من معاملة أمي القاسية لي ‪ ،‬كنت أتمنى أن تأخذني في حضنھا ولو مرة واحدة !‬ ‫أتمنى أن تقص لي حكايات قبل نومي ‪ ،‬وأن تداعب شعري بحنو حتى يسرقني النوم ‪.‬‬ ‫لكنني اآلن أحمد ﷲ كثيراً على أنھا ال تحتضنني ‪ ..‬أحمد ﷲ على قسوتھا معي‬ ‫حتى ال يتمزق قلبي بين حبھا وبين كراھية ما تفعل‬ ‫‪...........‬‬ ‫إحساس مرعب وقاتل أن يكون الشارع أكثر أمانا ً من بيتك !‬ ‫كل ما يمكن أن يخيف أي إنسان من الشارع كان مجتمعا ً في منزلي ‪ ..‬الموت ‪ ..‬الغدر ‪ ..‬الخوف ‪..‬‬ ‫السرقة ‪ ..‬اإلھانة ‪.‬‬ ‫كنت أتنفس الصعداء فقط ‪ ..‬حين أكون في الشارع ‪ ..‬حينھا فقط كنت أشعر بأمان‬ ‫كنت أتمنى أن أغفو ولو دقيقة على أي رصيف ‪ ..‬دقيقة واحدة دون أن تزورني في نومي األشباح !‬ ‫‪................‬‬ ‫كثيراً ما كنت أتساءل ماذا يمكن أن تفعل بي ؟؟‬ ‫كانت تبتسم في وجه صديقاتھا ثم تقتلھن‬ ‫فماذا يمكن أن تفعل بي أنا وھي لم تبتسم في وجھي مرة ؟!‬ ‫‪................‬‬ ‫ياااااااااااااااارب متى الخالص ؟‬

‫_________________________________________‬ ‫* ورقة لم يجدھا أحد في متعلقات بديعة ‪ -‬ابنة ريا السفاحة الشھيرة ‪ -‬في الملجأ بعد وفاتھا ‪ ..‬ألنھا لم تكتبھا قط !‬


‫ﺷﻮق‬ ‫تشتاقه وال تخبره ‪،،‬‬ ‫يشعر بھا ‪،،‬‬ ‫َ ُ‬ ‫يُھاتفھا‬ ‫فال ترد !!‬ ‫ھي تستمتع بشوقھا له كما تستمتع بأنسھا به ‪..‬‬ ‫كل ما ھو " به " ممتع حتى لو أوجعھا‪.‬‬


‫ﻫﻲ ‪...‬‬ ‫ھي ‪:‬‬ ‫عصبية‪..‬‬ ‫مـزاجية‪..‬‬ ‫متسرعة‪..‬‬ ‫متمردة ‪..‬‬ ‫نحيلة ‪..‬‬ ‫شكاكة ‪..‬‬ ‫غيورة ‪..‬‬ ‫مجنونة ‪..‬‬ ‫مستفزة أحيانا ً ‪..‬‬ ‫تجادله دائما ً ‪..‬‬ ‫تتعبه كثيراً ‪..‬‬ ‫ورغم ذلك ‪ ..‬ھو يحبھا جداً !!‬ ‫ربما ألنه يعلم أنھا ‪:‬‬ ‫تحبه بصدق ‪..‬‬ ‫تفھمه بسرعة ‪..‬‬ ‫تتمناه بشدة ‪..‬‬ ‫تخلص له حد الموت !‬


‫اﻟﺴﺒﺖ ‪ 6‬دﻳﺴﻤﺒﺮ‬

‫الخامسة عصراً‬ ‫ھي‪:‬‬ ‫" سأراه ؟!! ال اصدق نفسي‪ ..‬لقد جاء اليوم الذي حلمت به طوال عمري ‪ ..‬بعد لحظات سأراه‪ ..‬سيتحول‬ ‫من صورة في خيالي إلى كائن حقيقي‪ ..‬سأرى ھذا الشقي الذي أرھقني طوال أربعة شھور ‪.‬‬ ‫ولكن ما أدراني أنه ولد ؟! ربما كانت بنت وسأراھا بعد لحظات ‪ ..‬لكن‪.‬اااااه ترى متى ستكبر وتكون لھا‬ ‫ضفائر جميلة أجدلھا بيدي كل صباح قبل أن اذھب بھا إلى المدرسة ؟!!‬ ‫لكن ‪ ..‬ال‪ .‬ال ‪ ..‬أتمنى أن يكون َ‬ ‫ولدا‪ ،‬وأن يشبه والده‪" ....‬‬ ‫ھو‪:‬‬ ‫" يا ﷲ‪ ..‬الزلت عاجز عن التصديق‪ ..‬بعد لحظات سأرى ابني ؟!! سأرى " بعضي " الذي يحيا بداخل‬ ‫حبيبة عمري ؟!‬ ‫بعد لحظات سأرى ھذا المخلوق الوحيد الذي لن اجن وال أثور إذا أحبته زوجتي أكثر مني‪..‬‬ ‫سأرى من أحبه أكثر مني‪ ..‬حتى لو قسا أو جفا ؟؟ لم أصدق يوما ً ما قاله لي أبي أني سأجرب ھذا اإلحساس‬ ‫يوما ً ما‪..‬‬ ‫واآلن – ومن قبل حتى أن أراه – أحبه و أتمنى لو دفعت عمري بأكمله كي ألمسه وأضمه بين يدي ‪" ..‬‬


‫تالقت عيناھما وابتسما وكأن كل منھما سمع ما يدور بخلد اآلخر‪ ..‬تسارعت خطاھما كي يلحقا بميعاد‬ ‫الطبيب‪ ،‬ففي السابعة بالضبط ميعادھما مع لقاء ابنھما ألول مرة‪ ..‬سيرون صورته وھو مقيم بقصره الملكي‬ ‫في رحم أمه‪..‬‬ ‫حاوال اللحاق بأي سيارة أجرة بأي ثمن‪ ،‬فالوقت يجري و مشوارھما يستغرق ساعة ونصف الساعة‪.‬‬ ‫وبعد معاناة لحقا بآخر مقعدان في سيارة األجرة الوحيدة التي توقفت‪ ..‬لكن لألسف المقعدان متباعدان‪..‬‬ ‫ترددت ھي كثيراً في الصعود‪ ،‬واقترحت عليه أن ينتظرا بضع دقائق أخرى‬ ‫" أنا كنت عايزة أقعد جنبك يا عزيز "‬ ‫" معلش يا حبيبتي ھنعمل إيه‪ ..‬اركبي بس عشان نلحق ميعاد الدكتور "‬ ‫ركب في المقعد األخير ليجنبھا المطبات‪ ،‬وركبت أمامه بمقعدين‪ ..‬وأخيراً تحركت السيارة‬ ‫السبت ‪ 6‬ديسمبر‬ ‫السادسة مساًء‬ ‫التفتت ونظرت إليه نظرة طويلة لم يفھمھا ‪ ..‬سألھا بعينيه إن كان ھناك خطب ما ؟ فأومأت برأسھا أن ال ؛‬ ‫ثم أخرجت ھاتفھا المحمول وبدأت تكتب له رسالة قصيرة – كما تعودا دائما ً حين يريدان الحديث بعيداً عن‬ ‫آذان المتطفلين ‪ ..‬كتبت له وھي تبتسم " ھيجي ولد ‪ ،‬و ھيبقى شبھك إن شاء ﷲ ‪ ،‬بس تفتكر ممكن يجي في‬ ‫الدنيا دي حد بحنانك ؟! "‬ ‫وصلته الرسالة فابتسم وكتب لھا " أل ھتيجي بنت علشان تبقى زيك ‪ ..‬بس ما اظنش ھتبقى في جمالك ‪،‬‬ ‫انتي معجزتي الجميلة اللي مش ھتتكرر تاني "‬ ‫وصلتھا رسالته فالتفتت له و ابتسمت بحب ‪ ،‬وكتبت له " آل ولد وشبھك "‬ ‫ثوان وجد نفسه ملقى على الطريق ‪..‬‬ ‫ھم أن يكتب لھا للمرة الثانية لكن فجأة ارتجت بھم السيارة ‪ ،‬وفي‬ ‫ٍ‬ ‫صدمتھم سيارة بعد أن انفجر إطارھا األمامي وفقد سائقھا السيطرة عليھا‪ ،‬فدخلت بالضبط في منتصف‬ ‫سيارتھم و أطاحت بنصفھا وأطاحت بزوجته بعيداً جرى إليھا صارخا ً " مرااااااااااتي ‪ ..‬ابني " احتضنھا‬ ‫وھاله ما أصابھا‬ ‫أطاحت الحادثة بجزء من رأسھا ‪ ..‬نظرت إليه وابتسمت ابتسامة متھالكة وقالت " أخيراً اعترفت انه ولد "‬ ‫وانتفضت بين يديه ثم سكنت لألبد ‪.‬‬


‫السبت ‪ 6‬ديسمبر‬ ‫مساء‬ ‫الحادية عشرة‬ ‫ً‬ ‫دخل بيتھما ‪ ،‬بال زوجة ‪ ..‬بال حبيبته وصديقته‬ ‫و بال طفل ‪ ..‬وال حتى صورته‬ ‫ال يعرف حقا ً ھل ما واراه التراب منذ لحظات ‪ ،‬ھو فقط جثمان زوجته وطفله أم وارى حياته بأكملھا‬ ‫التراب ‪ ..‬حياته كلھا ماضيه وحاضره ومستقبله ‪ ..‬أحالمه التي لم تكتمل ‪ ..‬ضحكاته التي كان ينوي أن‬ ‫يقتسمھا معھا ‪ ..‬ودموعه التي ال تنھمر إال بين يديھا ‪.‬‬ ‫طعام‬ ‫لم يتبق من حياته إال بقايا ضحكاتھا التي علقت في جدران شقتھما ‪ ..‬رائحتھا ‪ ..‬مالبسھا ‪ ..‬وبقايا‬ ‫ٍ‬ ‫أمضت نھارھا في إعداده ولم تتذوقه ‪..‬‬ ‫" من الفرحة مش قادرة آكل ‪ ،‬مش ھاكل إال لما أشوف ابننا في السونار النھاردة "‬ ‫شعر كأنما انتقل من دھر إلى دھر ‪ ..‬ولكن الزمن يؤكد انه ال يزال في يوم السبت ‪ 6‬ديسمبر ‪.‬‬


‫ﻣ‪‬ﺠﺮد ﻓﻜﺮة‬ ‫"األلم مجرد فكرة ‪ ،‬المرض مجرد فكرة ‪ ،‬الحياة والموت ‪ ...‬مجرد فكرة ‪ ،‬وكل شيء على ھذه األرض ‪..‬‬ ‫محض فكرة " ھكذا أقنعني أبي ‪ ،‬ولقد اقتنعت بسھولة بكلماته ‪ ،‬ليس فقط ألني أعشقه ‪ ،‬وال ألنه كل‬ ‫عالمي ‪ ..‬بل أيضا ً ألنه كان مؤمنا ً جداً بھذه األفكار ‪.‬‬ ‫كنا نحيا وحدنا سويا ً بعد وفاة أمي ‪ ،‬بعد رحيلھا علمني أبي درسه األول " الحزن مجرد فكرة "‬ ‫ال وجود مادي للحزن ‪ ..‬نحن من نخلقه ‪ ،‬نحن من نسمح له بأن يقتلنا أحيانا ً ‪ ،‬أو يحفزنا على النجاح في‬ ‫أحيان أخرى ‪ ..‬علمني أن حزني على أمي لن يفيدھا بشيء لو سمحت له أن يقتلني بل على العكس ‪ ،‬إذا‬ ‫جعلت من حزني على فراقھا حافزاً للنجاح واالستمرار قوية في حياتي فسيسعدھا ھذا كثيراً ‪.‬‬ ‫ ولكن يا أبي ‪ ،‬بما إن حزني لن يفيدھا في شيء ‪ ..‬نجاحي أيضا ً لن يستطع إسعادھا ؟؟‬‫ال يا صغيرتي ‪ ..‬سيسعدھا ‪ ..‬سيسعدھا كما لو كانت موجودة بيننا ‪ ،‬اسمعي يا صغيرتي ‪ ...‬الحياة‬ ‫وضعت ھذه الفكرة في عقلك‬ ‫والموت ‪ ..‬مجرد فكرة ‪ ..‬يمكنك أن تبعثي في أمك الحياة طالما‬ ‫ِ‬ ‫ستظل حية بيننا ‪ ..‬لن تموت إال إذا صدقنا أنھا ماتت ‪ ..‬الموت والحياة مجرد فكرة ‪..‬‬ ‫‪ ...‬وكان ھذا الدرس الثاني الذي علمني أبي إياه ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫حظيت بحياة مثالية ‪ ...‬نعم ‪ ،‬الحياة حين تستمر بدون ألم ‪ ،‬أو حزن ‪ ،‬أو فشل ‪..‬‬ ‫ھي بالفعل حياة مثالية ‪ ..‬أن تستمر الحياة كما أريدھا ‪ ..‬مھما كانت الظروف المحيطة ‪ ..‬تكن حياة مثالية ‪..‬‬ ‫لم أكن أمرض أكثر من دقائق ‪ ،‬بمجرد أن تغزو فكرة المرض أو التعب عقلي أھاجمھا بشراسة حتى‬ ‫تنسحب خائبة ‪ ..‬بعد عدة ھجمات لم أعد أشعر باأللم حتى ظننت أنه فقد األمل في ھزيمتي ‪.‬‬


‫ظننت أني تحولت إلى كائن أسطوري ‪ ،‬نجاحي في عملي كان مبھراً ومثير للشكوك أيضا ً لمن ال يعرفني‬ ‫جيداً ‪ ،‬لقد تقدمت كثيراً في عملي حتى تخطيت من يكبرونني بعشر سنين ‪.‬‬ ‫لم أر في ھذا شيئا ً غريبا ً ‪ ،‬فأنا أعمل كآلة صماء ‪ ،‬بدون كلل وال ملل وال لحظة ضعف أو انھيار واحدة ‪..‬‬ ‫لكن فجأة ھاجمني الوحش الذي سرق أمي ‪ ..‬ھاجمني السرطان وعاد األلم ‪ ،‬عاد بكل قسوة ‪..‬‬ ‫ألول مرة أعرف االنھيار ‪ ،‬رغم إيماني بأن المرض مجرد فكرة ‪ ..‬إال إنني لم استطع الھرب من صورة‬ ‫أمي وھي تصارعه وال يربطھا بالحياة إال عدة أنفاس تصلھا عبر األجھزة الطبية واألسالك ‪..‬‬ ‫كادت الصورة التي تأبى أن تغادر خيالي أن تھزمني لوال وجود أبي ‪.‬‬ ‫أعاد أبي لي إيماني السابق بأن المرض مجرد فكرة ‪ ،‬ذكرني بأني أقوى من األلم ‪ ..‬ذكرني بعدد المرات‬ ‫التي ھزمته فيه ‪..‬كان دفاع أبي مھزوزاً ربما بفعل الزمن أو بفعل الخوف علي ‪ ،‬لكنه ساعدني كثيراً ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫تشبثت بالحياة وقاومت المرض بصورة أذھلت أطبائي ‪ ..‬استعنت با كثيراً ‪ ،‬استعنت بأمي ‪ ..‬نعم لقد‬ ‫علي األلم كانت تأتيني تأخذني بين ذراعيھا وتحكي لي حكايا‬ ‫عادت أمي للحياة مرة أخرى ‪،‬كلما اشتد ّ‬ ‫مسلية حتى أنسى األلم ‪ ..‬في البداية كنت أتعمد استحضارھا بعقلي ‪ ،‬لكن مع مرور الوقت‬ ‫كانت تشعر بي وتأتيني كلما احتجتھا ‪.‬‬ ‫تخطيت ھذه المحنة في زمن خرافي بالنسبة لتاريخ ھذا الوحش الضاري ‪..‬‬ ‫وقررت أن أحاربه حتى بعد أن انسحب من جسدي ‪ ..‬كنت أحاربه في أجساد اآلخرين ‪ ..‬خصصت جزء‬ ‫من وقتي لزيارة مرضى السرطان ‪..‬‬ ‫كنت أعرض عليھم أوراقي الطبية أثناء المرض وبعد شفائي منه ‪ ..‬وأحكي لھم قصتي في مقاومته ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بعثت األمل في نفوس الكثيرين ‪..‬‬ ‫أقنعت القليلين بالفكرة ‪ ،‬إال إنني‬ ‫صحيح أني‬ ‫****‬ ‫ُ‬ ‫كنت الزلت في فترة النقاھة حين حدثت لي الحادثة ‪ ..‬اصطدمت سيارتي بسيارة نقل طاش أحد إطاراتھا ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫فقدت اإلحساس بكل شبر من جسدي ‪ ،‬لكن عقلي كان الزال حيا ً نابضا ً وبكامل حيويته ‪.‬‬


‫ُ‬ ‫سمعت كل حرف قاله األطباء عن‬ ‫لم أكن أشعر بأي ألم حتى أحاربه ‪ ..‬كنت معلقة بين الحياة والموت‬ ‫حالتي وأنا ال أقوى حتى على فتح جفوني ‪ ..‬لم أكن أتألم ‪ ..‬كنت أشعر أني بخير لكن ھناك شيء ما ليس‬ ‫على ما يرام وسيتحسن بالتأكيد ‪..‬أنا ّ‬ ‫حية طالما أنا أفكر ‪ ..‬أنا حية طالما لم أصدق أني سأموت بعد ‪.‬‬ ‫ما ساءني فقط ھو انھيار أبي ‪ ،‬أضعف كبر السن إيمانه بأفكاره لكنني كنت أتبناھا بقوة ‪ ..‬الحياة والمرض‬ ‫واأللم والموت مجرد فكرة يا أبي ‪ ..‬ال تحزن !‬ ‫لم أستطع أن أكلمه لألسف ‪ ..‬وال حتى أن أراه ‪ ،‬أو أكلمه بعيني لقد كان بارعا ً في فھم كالم عيوني ‪.‬‬ ‫كنت اطمئن على حالته من صوته ‪ ..‬كان دائما ً يحدثني وكأنه يعلم أني اسمعه ‪ ..‬وكنت أسمع حديثه مع‬ ‫األطباء ‪..‬‬ ‫****‬ ‫أخيراً أدركوا أني أسمع ما حولي ‪ ..‬قالوا ألبي اليوم أنني أستطيع سماعه ‪ ..‬يا رب بث األمل في نفسه ‪..‬‬ ‫يا رب ألھمه أني بخير أني ال أتألم ‪ ..‬سيكون كل شيء على ما يرام ‪.‬‬ ‫***‬ ‫اليوم أكمل يومي الخامس عشر في الغيبوبة ‪ ،‬ھكذا قال أبي لألطباء مستفسراً منھم عن سبب ثبات حالتي ‪..‬‬ ‫ال يمكن أن يسميه استقرار ألن االستقرار يعني أن األمور على ما يرام ‪ ..‬لكن حالتي ال تتحسن وال تسوء ‪..‬‬ ‫فلماذا ؟؟‬ ‫بدأ أبي يفقد أعصابه فحاول الطبيب تھدئته مذكراً إياه بأني أشعر وأسمع كل ما يدور ‪..‬‬ ‫أخذ أبي خارج الغرفة ولم أعد أسمع إال بضعة حروف متناثرة من كالمه ‪.‬‬ ‫ال تقلق يا أبي ‪ ..‬إني أحضر لك مفاجأة سعيدة ‪ ..‬أشعر أني بدأت أتحسن ‪ ...‬أشعر ألول مرة منذ خمسة‬ ‫عشر يوما ً بوخز خفيف في كعب قدمي وباطنھا ‪ ..‬الوخز يصعد ألعلى ويبدو أن الشلل بدأ يلملم نفسه من‬ ‫جسدي وينسحب ‪ ..‬سأنتصر مرة أخرى على األلم يا أبي ‪.‬‬ ‫الزال الوخز يتصاعد ألعلى لكنني ال أستطيع تحريك أصابع قدمي كما توقعت !!‬ ‫ربما السبب يرجع لخمول أعصابي التي نست الحركة طوال ھذه األيام ؟! ربما ‪..‬‬


‫عاد أبي للغرفة ومعه الطبيب ‪ ..‬لقد جاءا بسرعة فور أن أطلقت األجھزة المتصلة بجسدي أزيز متواصل‬ ‫عليك اللعنة أيتھا األجھزة ھل ستفسدين مفاجأتي ألبي ؟؟‬ ‫غريب ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ھل ستخبرينه بشفائي قبل أن أفعل ؟؟‬ ‫ستسرقين مني تلك اللحظة العذبة المجنونة حين تلتقي عيني بعينيه فيكاد يقفز من الفرحة ‪ٍ ..‬آه كم أش ُ‬ ‫تاق‬ ‫لتلك اللحظة ‪.‬‬ ‫بكلمات لم أستطع تبينھا ‪ ..‬أتوقع أنه يخبره بتحسن حالتي ‪..‬‬ ‫ھمس الطبيب في أذن أبي‬ ‫ٍ‬ ‫لكن عجبا ً لماذا عال نحيبه ؟؟‬ ‫أمسك أبي بيدي والزال يبكي !! ربما ھي دموع الفرحة ؟!‬ ‫" سأفتقدك يا صغيرتي ‪ ..‬سأفتقدك كثيراً ‪....‬‬ ‫ماذا تقول يا أبي ؟؟ سأشفى ‪ ..‬سأتحسن ‪ ..‬سأفتح عيني بعد دقائق‬ ‫" أنا أعلم أنك تسمعيني ‪ ..‬أتلي الشھادتين يا بنيتي ‪"..‬‬ ‫ُ‬ ‫أموت حقا ً ؟؟ ھل انتھت حياتي ؟؟‬ ‫أردد ماذا ؟ الشھادتين ؟؟ ھل‬ ‫" ‪ ....‬رددي خلفي ‪ ..‬ال إله إال ﷲ ‪ ..‬محمد ‪" ...‬‬ ‫كيف تنطقھا يا أبي ؟؟ كيف تكون بھذه القسوة ؟؟‬ ‫كيف تخبرني أنك فقدت إيمانك بأني سأحيا ؟؟‬ ‫لماذا صدقت أني سأموت ؟ وكيف ؟؟‬


‫حتى أنت يا أبي ؟؟ حتى أنت ؟؟‬ ‫لن أواصل المقاومة ‪ ..‬سأنسحب اآلن وسأسحب مفاجأتي لك لن تجدي معركتي مع األلم طالما أنك‬ ‫استسلمت ‪ ..‬استسلم المحارب الوحيد معي فلماذا ُأقاتل ؟؟‬ ‫سأنسحب بھدوء ‪ ..‬فأنا مجرد فكرة ‪ ..‬فكرة لم يعد يؤمن بوجودھا أحد !‬


‫ﺷﺎرﺑﻪ‬ ‫دار حولي عدة مرات من مسافة معقولة ‪ ..‬ثم شعرت بأنفاسه تدغدغني فعرفت أنه اقترب ‪ ..‬اقترب جداً‬ ‫مني ‪.‬‬ ‫لم أتحرك في البداية ُ ُ‬ ‫كنت مأخوذة بجرأته في أن يقترب مني لھذه الدرجة في أول لقاء لنا ‪ ،‬ولم أتحرك بعد‬ ‫ذلك ألني كنت مستمتعة بمحاوالته المرتبكة والمترددة والجريئة في نفس الوقت الستكشاف جسدي ‪..‬‬ ‫اقتربت أنفاسه أكثر وأكثر وأنا أكاد أكتم أنفاسي كي ال يتراجع خطوة واحدة ‪..‬‬ ‫اقترب أكثر فدغدغني شاربه في رقبتي فلم أقو على الكتمان أكثر من ھذا أفلتت مني ضحكة قصيرة لكنھا‬ ‫مواء مذعوراً وھرب ‪.‬‬ ‫لألسف أخافته فتسمر أمام جسدي العمالق مقارنة بجسده الصغير وأطلق‬ ‫ً‬


‫اﻷﺑﻴﺾ أﻳﻀﺎً ‪‬ﻳ َﻠﻮِث‬

‫ال يذكر بالتحديد من أين بدأ ھذا المرض مھاجمته ‪ ،‬وال يذكر متى لحظ أول رقعة بيضاء في جلده ‪ ،‬لكنه‬ ‫يذكر وبشدة ذلك اليوم الذي نظر فيه في المرآة ولم يعرف نفسه !!‬ ‫عود نفسه على التأقلم مع المرض ‪ ..‬وبدأ يتسلى بتوقع مكان الرقعة القادمة ‪ ،‬وبعد أن كان يتحاشى النظر‬ ‫في وجوه الناس منذ مرض به ‪ ،‬عاد ثانية يتطلع في وجوھھم بكل كبرياء ‪..‬‬ ‫لكنه رغم كل شيء كان يحن للونه األسمر القديم ‪ ،‬و تعلم ألول مرة ‪ ..‬أن األبيض أيضا ً ُيلوث !!‬


‫!!‬ ‫بعد أن مزقت صورته اكتشفت أن اإلطار يتسع ألكثر من صورة مكانھا‬ ‫لم تكن تتخيل أنه كان يشغل كل ھذا الحيز !‬


‫ﻃﻘﻮس اﻟﻌﺬاب‬ ‫ُ‬ ‫أغلقت باب غرفتي ‪ ،‬وبدأت أمارس طقوس عذابي الخاصة ‪..‬‬ ‫أخرجت صندوقي الذي يضم ذكرياتنا ‪ ،‬وبدأت احرق قلبي بلھيبھا‬ ‫خطاباتك العذبة ‪..‬‬ ‫صورنا المجنونة ‪..‬‬ ‫والشرائط التي تحمل صوتنا ومزاحنا الطفولي الذي يعذبني اآلن بقدر ما أسعدني وقتھا‬ ‫وبعد أن أنھكني البكاء ‪..‬‬ ‫وذوبني اللھيب ‪..‬‬ ‫احتضنت الدمية التي أھديتني إياھا‬ ‫وغبت في نوم عميق‬ ‫ألختتم طقوس عذابي بأن أحلم بعودتك !‬


‫ِﻧﻔﺴﻲ أﺣﺒﻚ !‬

‫كل الدنيا بتحسدني عليك ‪ ..‬كل الناس بتقول لي يا بختك دا بيحبك أوي ‪ ..‬دا بيخاف عليكي بجد ‪ ..‬دا ھدية‬ ‫من السما ‪ ،‬و ماحدش عارف إنك مشكلتي الوحيدة في الدنيا !‬ ‫نفسي بجد أحبك ‪ ..‬حبك ليا بيعذبني نفسي أحس جوايا اللي َ‬ ‫انت حاسه ناحيتي ‪،‬‬ ‫نفسي توحشني ‪ ..‬أخاف عليك ‪ ..‬أغير عليك ‪ ..‬أحس بيك قبل ما تيجي ‪ ..‬أحس بيك لما تبقى تعبان أو‬ ‫متضايق‬ ‫حاولت كتير بس مش قادرة بجد ‪.‬‬ ‫أوقات بتمنى حقيقي تبطل تحبني علشان أبطل أحس بالذنب‬ ‫*******‬ ‫اھتمامك قل بيا ‪ ..‬رغم إني كنت بتمنى أن دا يحصل من زمان بس ما عرفش ليه اتجننت ‪ ،‬حاسة ان في‬ ‫حاجة مھمة ناقصة في حياتي و عايزة اسأل عليك ‪ ..‬عايزة اكلمك بس مش عارفة !‬ ‫ما اتعودتش على كده‬ ‫*******‬ ‫قلبي حاسس إن في حد تاني في حياتك ‪ ..‬الغريبة ان دي أول مرة أحس فيھا بيك ‪ ..‬والغريبة ان احساسي‬ ‫طلع صح و شوفتھا معاك ‪ ..‬حسيت انك بتحبھا ‪ ..‬حسيت في عينك وانت بتبص لھا نظرة زي اللي كنت‬ ‫بتبص لي بيھا زمان ‪.‬‬ ‫بس الفرق ‪ ...‬ان ھي كمان في عينھا نفس النظرة ليك ‪..‬‬ ‫يا بختھا بيك ‪ ..‬بتحبك بجد ‪ ..‬وانت كمان بتحبھا ‪.‬‬ ‫بحسدھا بجد ‪ ..‬ألني عارفة يعني ايه تكون بتحب واحدة ‪ ،‬انت لما تحب واحدة بتخليھا ملكة بجد ‪..‬‬


‫‪............‬‬ ‫أول مرة أحس اني بغير عليك ‪ ،‬وامبارح كانت اول مرة اعيط من كتر ما وحشتني‬ ‫اكتشفت متأخر لألسف إني ‪ ..‬حبيتك‬


‫‪........‬‬ ‫عالقة غير منطقية‬ ‫ھي ‪ُ َ ..‬‬ ‫تكبر به‬ ‫وتتالشى بدونه !‬


‫" ﺣ‪‬ﻀﻨﻚ "‬ ‫جزيرتي القريبة البعيدة ‪...‬‬ ‫ُترى ‪ ..‬كم يفصلني عنھا من األميال الزمنية ؟ والعادات والتقاليد‬ ‫والخالفات والموافقات ؟‬ ‫كم كلمة تفصلني عن " ُحضنك " ؟‬ ‫كم رج ٌل وامرأة ينبغي أن يوافقوا على أن أسكن ھناك !‪..‬‬ ‫بين ذراعيك‬ ‫حيث ُأولد ألول مرة‬ ‫ُ‬ ‫وأموت ألخر مرة‬ ‫حيث أذوق لذة األمان والسكن‬ ‫‪ ...‬ولماذا ؟!‬ ‫ما دخل كل ھؤالء ؟؟‬ ‫إنه قراري وحدي‪...‬‬ ‫وقدري وحدي‬ ‫وعذابي وحدي أيضا ً‬ ‫!‬


‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أشتاق أن تكون‬ ‫أشتاقك حبيبي ‪...‬‬ ‫قريبا ً قريب ‪..‬‬ ‫أن ُتحلق أنفاسنا في نفس الغرفة‬ ‫وينام قلبي على صوت خفقات قلبك‬ ‫‪ ....‬وأطمئن‬


‫ﺧﺪﻋﺔ ﻟﻢ ﺗﻔﻠﺢ‬

‫يقولون ‪ ..‬أن الحياة ال توجه أقوى ضرباتھا إال إلى أولئك الذين تثق تماماً أنھم قادرون على تحملھا‪..‬‬ ‫لعلي أخدعھا فتكف عن توجيه ضرباتھا القاصمة لي‪..‬‬ ‫لذا ‪ ..‬حاولت أن أتظاھر بالضعف ‪ ،‬وأقنع نفسي به‬ ‫ّ‬ ‫لكن ھيھات ‪ ..‬يبدو أنھا ليست بالسذاجة التي تصورتھا!‬


‫ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺐ ؟‬

‫ألنھا كثيراً ما تكتب عن الحب وتحكي عن أدق تفاصيله ‪ ،‬عن عذاباته ‪ ..‬عن روعته‪ ..‬عن رعبھا من فقدانه‬ ‫سألھا أحد الحضور‪ :‬ما ھو معنى الحب في نظرك ؟؟‬ ‫وبرغم أنھا لم تتوقع أبداً السؤال ‪ ،‬لكنھا لم تتردد كثيراً في اإلجابة‬ ‫ولم تتلعثم كما كانت في الماضي‪..‬‬ ‫اختلست النظر إليه جوارھا ‪ ،‬واسترجعت كل ما يفعله ‪ ،‬وكل ما تشعر به نحوه ‪ ..‬ووصفت الحب بكل حماس‬ ‫‪ ..‬وحين اندھشوا جميعاً وقالوا‪:‬‬ ‫"ولكن ‪ ..‬ولكن ھذا الحب الحقيقي ‪ ..‬ھذا حب نادر الوجود في ھذا الزمن" !!‬ ‫تنھدت وشعرت بالراحة ‪ ..‬والظفر ‪..‬‬ ‫والحب ‪ ..‬كل الحب ‪ ..‬لمن منحھا ھذا الحب النادر الوجود ‪.‬‬


‫‪.....‬‬

‫كانت تؤمن بأنه كلما ازدادت االھتمامات المشتركة بينھم كلما زاد حبھما قوة وكان أكثر نجاحاً وأطول عمراً‬ ‫وكلما ابتعدت اھتماماته عن اھتماماتھا كانت تفزع وتقترب من عالمه كي تقرب المسافات بينھم‬ ‫انعدمت المساحات الخالية بينھما فرحل ألنه خاف أن يختنق!!!‬


‫اﻟﺒﻌﺾ اﻷﺳﻮد ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ‬ ‫لألسف ‪ ..‬ال تنسف الكراھية األشياء‬ ‫كثيراً ما أتمنى أن تنسف كراھيتي كل ما أكره‪..‬‬ ‫وكل من أكره‪..‬‬ ‫لكنھا – لألسف ‪ -‬تنسفني وحدي‬

‫******‬ ‫ترى ھل سيتألمون لرحيلي ؟؟‬ ‫أحياناً أتمنى أن أموت فقط ألختبر ألمھم‬ ‫ربما ألن قلبي ال يطاوعني على إيالمھم وأنا حية!‬

‫****‬ ‫أعطني مبرر واحد ‪ -‬غير السذاجة ‪ -‬كي أحب إنساناً كرھني دون حتى أن يراني‬ ‫و أساء لي بالباطل وأخيراً دمر ما تبقى من أحلى أحالمي!‬

‫******‬


‫كنت في أمس الحاجة ألن تسمعني ؟‬ ‫لم تتوقع مني أن أتفھم احتياجك ألن أسمعك وأنت لم تفعلھا مرة حين ُ‬ ‫َ‬ ‫كيف تتوقع مني أن أسمعك طواعية بعد خمسة وعشرين عاماً ُ‬ ‫أجبرت فيھا على سماعك ؟‬ ‫ُ‬

‫*****‬ ‫ما بقاش عشاني أشيل أنا ھمه ليه ؟؟‬ ‫‪-‬جزئي المفضل من أغنية ال أذكرھا‪-‬‬

‫*****‬ ‫عفواً ‪ ..‬لقد استنفذت كل محاوالتي الحترامك‬


‫ﺣﺼﺎر‬

‫أعرف أني ُ‬ ‫ُ‬ ‫أحاصر نفسي بك ‪ ..‬و" بي معك " ‪ ..‬وبكل تفاصيلنا الصغيرة ‪ ..‬الجميلة ‪ ..‬المؤلمة ‪ ..‬أو حتى‬ ‫ُ‬ ‫تلك اللحظات التي ال معنى لھا ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أعرف أني أصنع جحيمي بيدي وأن كل ھذه األشياء التي ُأصر على تذكرھا واالحتفاظ بھا وملئ حياتي بھا‬ ‫ُ‬ ‫ستشكل نيرانا ً تحرقني وحدي حين نفترق ‪.‬‬ ‫لكن ھناك شيء بداخلي يرغمني على ذلك ‪ ،‬يجبرني على أن ُأحاصر نفسي بك كي ال أحاول في لحظة‬ ‫ضعف أن أھرب منك مثلما ُ‬ ‫كنت أفعل دائما ً قبلك ‪..‬‬ ‫طيش أو‬ ‫ٍ‬ ‫حين انتبھت ألول مرة لھذا الذي أفعله بنفسي ارتعدت ‪ ،‬ولكنني اآلن أتقبله بكل الحب ‪ ،‬فأنا أستحق الجحيم‬ ‫لحظة في العمر ‪.‬‬ ‫حقا ً لو لم أتمسك بك حتى آخر‬ ‫ٍ‬


‫‪........‬‬

‫قد ال يفزعك الكابوس نفسه مثلما تفزعك عدم قدرتك على الصراخ خوفا ً منه!!‬ ‫ويبدو أن ھذا ھو قانون الكوابيس األول‪:‬‬ ‫“ال ُيسمح لك أن تصرخ أبداً … ربما ألن الصرخة بداية لليقظة "‬


‫ﻣﺄﺳﺎة‬ ‫أن تكوني أنثى معجونة بالغيرة وتختارك أخرى من بين كل فتيات الحفل لتخبرك أن حبيبك وسيم !‬


‫آه ‪ ..‬ﻟﻮ ‪..‬‬

‫فقط أنصت إليھا قليالً‪..‬‬ ‫واھتم بھا قليالً‪..‬‬ ‫ورآھا بعين البعيد‪..‬‬ ‫لوجد فيھا كل نساء األرض ‪ ..‬وأكثر!‬


‫ذات اﻷﻟﻒ وﺟﻪ‬ ‫يقولون عن صاحب البالين كاذب ‪ ..‬وصاحب الثالثة منافق‪ ،‬فماذا عنى ؟؟!! ماذا عنى وأنا مشتتة بين ألف‬ ‫ھدف ووجھة ؟؟!!‬ ‫ماذا عني وأنا أعلم أني ال أكذب وال أنافق لكنني أركض وكأنني في صراع مع عمري الذي أشعر أنه‬ ‫يسرق من بين ّ‬ ‫يدي ؟؟!!‬ ‫ُ َ‬ ‫أشعر أني إنسانة بألف وجه‪..‬‬ ‫لي مرة وجه مالك وأخرى أكون أكثر شرا ًمن الشياطين !!!‬ ‫أحيانا ً أغفر كما لو كنت قديسة وأحيانا ً أقسو كما لو كان قلبي ُ ّ‬ ‫قد من الفوالذ!! أحيانا ً أثور ثورة عارمة‬ ‫ألتفه سبب وأحيانا ً أكون أشد برودة من ثلوج سيبريا أمام أصعب المواقف!! يتھمني الكثيرون بأني ال‬ ‫اشعر بآالمھم وأحيانا أشعر وكأني أحمل بداخلي ھم البشرية بأسرھا!! يتھمونني بالغموض و يحملونني‬ ‫ذنب حيرتھم في فھمي ‪ ..‬وأنا نفسي ال أفھمني !‬ ‫ال أفھم لحيرتي سبب وال لركضي نھاية ‪ ،‬ال اعرف آلمالي حدوداً وال أرض ‪ ..‬أحيانا ً أكون طفلة بقلب برئ‬ ‫‪ ،‬بسذاجة ال متناھية ‪ ..‬وأحيانا ً أشعر أني عجوز في الثمانين ‪ ،‬أفھم كل ھذه الدنيا حتى زھدتھا!!‬ ‫يا إلھي ‪َ ..‬‬ ‫أنت مالذي الوحيد ‪ ..‬يا إلھي ساعدني ضع لحيرتي حداً‪ ..‬أزل كل وجوھي ‪ -‬التي أقسم أني ال‬ ‫أتصنعھا أبداً ‪ ..‬بل أكاد اقسم أنى خليط غريب من كل ھذه التناقضات‪ ..‬ساعدني يا ربي و اجعل لي وجھا ً‬ ‫واحداً‪..‬‬ ‫ال يھمني أن أحبه أو أكرھه ‪ ..‬لكن يھمني فقط أن أعرفه ‪ ..‬أن أعرف لنفسي وصفا ً أجيب به على من‬ ‫يسألني " من أنا ؟ "‬


‫ﺗﺤﺘﻀﻨﻪ ﻟﺘﻜﺘﻤﻞ‬

‫منذ طفولتھا وھي تعشق الماء ‪ ،‬تحت الماء فقط تشعر أنھا كاملة مكتملة ‪ ،‬الحظت أنھا ال تكن بحاجة‬ ‫لنظارتھا تحت الماء‪ ،‬وعندما كبرت قليالً الحظت أن شعرھا يكون أطول وأنعم تحت الماء ‪ ،‬ثم الحظت‬ ‫أن جسدھا يكون أنعم و أجمل ‪ ،،‬أصبحت تلجأ للماء كلما ضعفت ثقتھا بنفسھا ‪ ،‬أو ضاقت بھا الدنيا‬ ‫وكأنھا ترمم نفسھا به‪.‬‬ ‫‪........‬‬ ‫حين تورطت في عالقتھا إلى حد أن الفضيحة أصبحت أكيدة بعد سبع شھور لم تدر كيف فعلت ما‬ ‫فعلت !! و شعرت حينھا أنھا حقيرة جداً ‪ ،‬آثمة جداً ‪ ،‬ملوثة جداً ‪ ..‬فقررت أن تلقي بنفسھا في البحر‪ ..‬لم‬ ‫تكن تعرف السباحة ولكنھا لم تكن تفكر أيضا ً في االنتحار‪ ..‬ھي فقط تعشق الماء وتحتضنه لتكتمل !‬


‫!!!‬

‫حين أدخلتني مدرسة حبك أسعدك كثيراً إتقاني لفن التالشي فيك‬ ‫واآلن ‪..‬‬ ‫تلومني لرسوبي مراراً في محاولة استيعاب فنون نسيانك؟!!!‬


‫ﺻﻤﺖ‬

‫كانت تكره الكالم ألنه يجعل أوراق التوت تتساقط عنھا ‪ ،‬يطاردھا الكالم المتناثر من شفاه كل من حولھا‬ ‫ويذكرھا دائما ً أنھا ليست سعيدة ‪ ،‬أنھا ال تحيا الحياة التي طالما تمنتھا ‪ ،‬يطاردھا الكالم ويسكن عيون‬ ‫جيرانھا ‪ ،‬صديقاتھا ‪ ،‬أقاربھا فيحاصرونھا طوال الوقت بنظرات الشفقة التي تقتلھا ‪ ،‬وتقتل بقايا الكبرياء‬ ‫في نفسھا ‪.‬‬ ‫تكره الكالم ألنه يطاردھا حتى في الحلم ‪ ،‬يقتحم أذنھا في نومھا فتستيقظ فزعة على خبر جديد يضاف إلى‬ ‫المر في‬ ‫مجلدات شقاءھا أو مؤامرة جديدة تضاعف شعورھا بانعدام األمان أو شكوى جديدة تعتق طعم ُ‬ ‫قلبھا ‪.‬‬ ‫كانت أسبابھا في كره الكالم قوية جداً لذا لم ُتفلح قوة في األرض على إجبارھا على الكالم بعد أن قررت‬ ‫احتراف الصمت لألبد ‪ ..‬فضالً عن أنه ال أحد لديه الوقت ليسمعھا ‪.‬‬


‫ﺧﻴﺒﺎت ﺻﻐﻴﺮة‬

‫يصدقھا أبداً ‪.‬‬ ‫قالت له يوما ً أن الخيبات الصغيرة تقتل الحب مھما كان كبيراً ‪ ،‬ولم ُ ِ‬ ‫لذلك لم يستوعب أبداً أنھا تركته ألنه نسى‪ -‬للمرة الخامسة ‪ -‬ذكرى ميالد حبھما ‪ ،‬واتھمھا كثيراً أنھا لم‬ ‫تحبه أبداً ‪.‬‬


‫ﻟﻤﺎذا ﺻﺪﻗﺘﻨﻲ ؟‬ ‫"ال ولم احبك "‬ ‫ُ‬ ‫وتمنيت أال تسمعھا ‪...‬‬ ‫قلتھا وتمنيت ألف مرة أال تصدقني ‪ ،‬نطقتھا‬ ‫لكنك لألسف سمعتھا من شفتي ولم تسمع صراخ عيني وھى تقول أنا ألف أحبك ‪،‬أني أكذب‬ ‫لم تشعر بقلبي وھو يقسم لك أنه لم يعشق سواك ‪.‬‬ ‫حزنت كثيراً عندما صدقتني ‪ ،‬أو ربما لم تصدقني لكنك أ ُ‬ ‫ردت ذلك ‪..‬‬ ‫ال أدرى !! ‪...‬‬ ‫أقرأ في عينيك سؤاالً َلم قلتھا ؟؟‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫خشيت أن أصارحك بحبي فال أجد بداخلك صدى ‪..‬‬ ‫خشيت أن يكون ھذا ما بداخلك ‪،‬‬ ‫إنه غبائي وكبريائي ‪،‬‬ ‫أو ربما قلتھا كي أستــفزك ألعرف مــا بداخلك ‪ ،‬ربما تمنيت أن ألمح في عينيك للحظة أنك تعرف‬ ‫ما بداخلي ‪ ،‬أنك لن تصدقني لو قلتھا ألف مرة ‪..‬‬ ‫فلماذا صدقتني ؟؟!! لماذا تحامقت مثلي ؟؟!!‬ ‫لمــــــــــــاذا ؟؟!!‬


‫وﻗﺎﻟﺖ أﺣﺒﻪ‬

‫بالتأكيد أحبه ‪ ..‬ما اشعر به نحوه ال يمكن وصفه إال " حبا ً " ‪ ،‬وما ُ‬ ‫يبدر منه تجاھي ‪.....‬‬ ‫يبدر منه تجاھي ؟!!! ترى ھل ھو حب ؟؟‬ ‫ما ُ‬ ‫نظراته ‪ ..‬كلماته ‪ ..‬كل تصرفاته ‪ ..‬كلھا توحي بالحب !!‬ ‫لكنى ال اعرفه ‪ ..‬ال اعرف شيئا ً عن ماضيه ‪ ،‬عن حاضره ‪ ..‬وعما يخطط له في مستقبله ‪..‬‬ ‫ال أعرف سوى أنه صديق ألغلى صديقاتي و أقربھن إلى قلبي ‪ ،‬ذھبت إليھا وتحدثنا طويالً ‪..‬‬ ‫حاولت مراراً أن أجعلھا تصل إليه بحديثھا ‪ ،‬كنت ظمآنة ألي كلمة تروي فضولي و تقطع‬ ‫حيرتي ‪ ..‬وتحول شكي ليقين ‪..‬‬ ‫مجرد كلمة واحدة عنه ‪..‬أو حتى اسمه فقط ‪..‬‬ ‫َ​َ ْ‬ ‫وتكلمت عنه ‪..‬‬ ‫ونجحت أخيراً بعد محاوالت عديدة ‪،،‬‬ ‫قالت كم ھو مھذب ‪ ..‬كم ھو لطيف ‪ ،‬حلو المعشر ‪ ..‬وكم ھو آسر وذكي ‪..‬‬ ‫قالت عنه كل ما تمنيت سماعه ‪ ..‬لكنھا في النھاية تنھدت وقالت ‪:‬‬ ‫آآه ‪ ..‬كم أحبه ‪" ..‬‬ ‫" ٍ‬ ‫‪........‬‬ ‫وتھاوت أحالمي ‪.‬‬


‫!!!!!!‬

‫كــــرھـتھا ألنـي أحــــبـــه ‪،،‬‬ ‫ِ‬ ‫فاتھمني بأني ال أحبه‬ ‫ألني أكرھھا !‬


‫أﻧﺖ راﺋﻊ‬

‫أنت رائع جداً ‪ ..‬بل وقد تكون أروع إنسان عرفت ‪ ،‬لم أقابل أحداً بذكائك ‪..‬‬ ‫برومانسيتك ‪ ..‬بوسامتك ‪ ..‬بسطوتك ‪..‬‬ ‫أنت مدھش في كل حاالتك وأوقاتك ‪ ،‬رائع في كل تصرفاتك ‪ ،‬كلماتك ‪ ،‬حتى انفعاالتك ‪..‬‬ ‫ولكن ‪..‬‬ ‫ھل ترى ھذا النحيل على طرف ذلك المقعد ؟ الذي ينقر بعصبية على الطاولة ‪...‬‬ ‫ذلك اإلنسان العادي جدا في نظر أي إنسان ؟؟‬ ‫ھذا ھو حبيبي ‪ ،‬ھذا ھو من أسر قلبي ‪ ،‬ھذا من أتمنى أن أتوج به عمري ‪..‬‬ ‫ربما يبدو عاديا ً ‪ ...‬لكنه األقرب إلى قلبي ‪ ..‬ربما ال يكون بذكائك ‪...‬لكنه وحده دون كلمة يفھمني ‪..‬‬ ‫ربما ال تراه مثلك ثريا ً ‪ ..‬قويا ً ‪ ..‬ذو نفوذ ‪ ..‬لكنني معه ال أخجل من أن أظھر ضعفي ‪،‬‬ ‫بين يديه ألھو و أتحامق كالطفلة ‪ ،،‬ال أخجل أن يبدر مني تصرف ساذج أو سخيف أمامه ‪ ،‬فأنا أثق أنه لن‬ ‫يؤثر على مكانتي في قلبه ‪ ،‬بل ربما يتحامق مثلي كي ال أشعر بالحرج ‪.‬‬ ‫معه فقط أعيش الصدق و البساطة و األمان و الحياة ‪.‬‬ ‫معه فقط ‪ ..‬أكون أنا ‪.‬‬


‫ﺳﺒﻌﺔ‬

‫ألول مرة وجد الحب ‪ ..‬وجد الدفء واألمان ‪ ..‬تحولت الدنيا في عينيه إلى جنة منذ أن التقى ھذه الفتاة‪..‬‬ ‫ال ليست فتاة‪ ،‬إنھا ليست كالبشر‪ ،‬ليست بوحشيتھم وقسوتھم ‪ ..‬لقد عذبه كل إنسان قابله منذ ميالده وحتى‬ ‫اآلن ‪ ..‬حتى اآلن لم يلق من البشر سوى العذاب‪ ،‬إنھا تختلف عنھم‪ ،‬بالتأكيد ھي مالك ‪ ..‬يداھا‬ ‫الحانيتان ‪ ..‬وجھھا العذب الباسم و صوتھا الرقيق ‪ ،‬كل ھذا يؤكد أنھا مالك ‪.‬‬ ‫وكانت تحبه بال شك و إال لماذا تفعل كل ھذا معه؟!! لماذا تغامر وتجعل عالقتھما تستمر وھي تعلم أن‬ ‫أھلھا سوف يعاقبونھا إذا اكتشفوا ما بينھما ؟!!‬ ‫وألول مرة كذلك يحب الحياة ‪ ..‬وبدأ يخاف على عمره‪ ،‬أصبح منذ التقاھا يعبر الشارع بحرص‪ ،‬يمشي‬ ‫بحرص ويھرب من مطارديه بكل حنكة وذكاء كي يعود إليھا في آخر يومه فيطمئن قلبھا‪.‬‬ ‫و ككل مرة منذ عرفھا‪ ،‬كان يعبر الطريق بحرص‪ ،‬وبعض الثقة ‪ ،‬فھو يعلم أن للقط سبعة أرواح ‪ ،‬لكنه‬ ‫لم يكن يدري أنه استنفذ فرصه الست في الحياة قبل أن يقابلھا‪ ،‬دھسته سيارة طائشة قررت أن تمر في‬ ‫ھذه اللحظة بالذات بأقصى سرعة‪ ،‬وتنھي سعادته األولى كذلك بأقصى سرعة ‪.‬‬


‫ﻓﻬﺮس اﻟﺤﻜﺎﻳﺎ‬

‫‪ .1‬ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺎ ﺳﺘﻤﻮت اﻟﺴﻤﺮاء‬ ‫‪ .2‬ﺣﺪ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ‬ ‫‪ .3‬ﺣﺮﻳﺔ‬ ‫‪ .4‬واﺣﺪ‬ ‫‪ .5‬ﻣﻮﺟﻮﻋﺔ‬ ‫‪ .6‬ﺑﺪﻳﻌﺔ‬ ‫‪ .7‬ﺷﻮق‬ ‫‪ .8‬ﻫﻲ‬ ‫‪ .9‬اﻟﺴﺒﺖ ‪ 6‬دﻳﺴﻤﺒﺮ‬ ‫‪.10‬‬

‫ﻣﺠﺮد ﻓﻜﺮة‬


‫‪.11‬‬

‫ﺷﺎرﺑﻪ‬

‫‪.12‬‬

‫اﻷﺑﻴﺾ أﻳﻀﺎً ﻳﻠﻮث‬

‫‪.13‬‬

‫!!!‬

‫‪.14‬‬

‫ﻃﻘﻮس اﻟﻌﺬاب‬

‫‪.15‬‬

‫ﻧِﻔﺴﻲ أﺣﺒﻚ‬

‫‪.16‬‬

‫ﻋﻼﻗﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ‬

‫‪.17‬‬

‫ﺣﻀﻨﻚ‬

‫‪.18‬‬

‫ﺧﺪﻋﺔ ﻟﻢ ﺗﻔﻠﺢ‬

‫‪.19‬‬

‫ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺐ‬

‫‪.20‬‬

‫اﻫﺘﻤﺎﻣﺎت‬

‫‪.21‬‬

‫اﻟﺒﻌﺾ اﻷﺳﻮد ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ‬


‫‪.22‬‬

‫ﺣﺼﺎر‬

‫‪.23‬‬

‫ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻜﻮاﺑﻴﺲ‬

‫‪.24‬‬

‫ﻣﺄﺳﺎة‬

‫‪.25‬‬

‫آه ﻟﻮ‬

‫‪.26‬‬

‫ذات اﻷﻟﻒ وﺟﻪ‬

‫‪.27‬‬

‫ﺗﺤﺘﻀﻨﻪ ﻟﺘﻜﺘﻤﻞ‬

‫‪.28‬‬

‫!!!‬

‫‪.29‬‬

‫ﺻﻤﺖ‬

‫‪.30‬‬

‫ﺧﻴﺒﺎت ﺻﻐﻴﺮة‬

‫‪.31‬‬

‫ﻟﻤﺎذا ﺻﺪﻗﺘﻨﻲ ؟‬

‫‪.32‬‬

‫وﻗﺎﻟﺖ أﺣﺒﻪ‬

‫‪.33‬‬

‫!!!!‬


‫‪ .34‬أﻧﺖ راﺋﻊ‬ ‫‪ .35‬ﺳﺒﻌﺔ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.