Arjewsgenesisandhistory 100816205128 phpapp01

Page 1

‫اليهود‬ ‫ة وتاريخا‬ ‫نشأ ً‬

‫الشيخ ‪ /‬صفوت الشوادفي‬

‫رحمه ا‬

‫رئيس تحرير مجلة التوحيد‬ ‫نائب الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية‬

‫دار التقوى‬ ‫للنشر والتوزيع‬ ‫محتوى الكتاب‬ ‫تقديم الكتاب‬ ‫‪..............................................................‬‬


‫قتلة النبياء‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫أعداء السلم هم أعداء السلم في كل زمان‬ ‫ومكان ‪9 .......................‬‬ ‫اليهود ‪ ...‬بين القاهرة وبكين‬ ‫‪13 .............................................‬‬ ‫اغتيال رابين والصراع بين اليهود‬ ‫‪18 ..........................................‬‬ ‫الصابع الخفية‬ ‫‪23 ..........................................................‬‬ ‫ة وتاريخا‬ ‫اليهود ‪ ...‬نشأ ً‬ ‫‪49 ..................................................‬‬ ‫القدس ‪....................................................‬‬ ‫‪61 ...............‬‬ ‫قضية فلسطين‬ ‫‪............................................................‬‬ ‫أمريكا ‪ ...‬واليهود‬ ‫‪69 .......................................................‬‬ ‫اليهود ‪ ...‬والهجرة النبوية‬ ‫‪73 ................................................‬‬ ‫أمريكا ‪ ...‬والرهاب‬ ‫‪81 .....................................................‬‬ ‫اليهود ‪ ...‬أكثر الناس قت ل ً للبرياء‬ ‫‪86 ........................................‬‬ ‫‪2‬‬


‫كيف يفكر اليهود ! ؟‬ ‫‪89 .....................................................‬‬ ‫اليهود ‪ ...‬وألمانيا‬ ‫‪101 ......................................................‬‬ ‫اليهود ‪ ...‬والمستقبل‬ ‫‪102 ...................................................‬‬ ‫اليهود ‪ ...‬والسادات‬ ‫‪103 ....................................................‬‬

‫تقديم الكتاب‬

‫الحمد لله ‪ ...‬والصلة والسلم على رسول ا ‪ ...‬وبعد‬ ‫‪،،‬‬ ‫فإن اليهود ‪ ...‬كما هو معلوم – هم قتلة النبياء‬ ‫! ورسالتهم التي يعيشون من أجلها هي تدمير أخلق‬ ‫جميع البشر ‍! خصوصا المرأة وهذا واضح في جميع‬ ‫المؤتمرات التي عقدت لبحث حقوق المرأة !‬ ‫وبين اليهود صراع خفي وجلى كان من أدلته‬ ‫اغتيال رابين! وكبريات المصائب والحداث العالمية‬ ‫تحركها أصابع اليهود الخفية‪ .‬ومن تدبر نشأة اليهود‬ ‫وتاريخهم علم يقينا أنهم يختلفون عن جميع بنى آدم‬ ‫إل في القليل النادر! فهم قوم بهت ينكرون الحق ولو‬ ‫تبين لهم !!‬ ‫ولهم مع الدعوة النبوية مواقف ل تخفى على أحد وقد‬ ‫أجمع العقلء على أنهم أصل الرهاب ومصدره‪.‬‬ ‫وأنماط التفكير عندهم فيها خبث ودهاء ومكر‬ ‫وخديعة والتواء ولف ودوران وإنكار وإدبار !! كل ذلك‬ ‫‪3‬‬


‫تراه مفصل في أبحاث هذا الكتاب والى ا المرجع‬ ‫والمآب ‪ ،‬وعنده حسن الثواب‪.‬‬ ‫صفوت الشوادفي‬ ‫رئيس تحرير مجلة التوحيد‬ ‫نائب الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية‬ ‫القاهرة ‪ ،‬العاشر من رمضان‬ ‫فى العاشر من محرم ‪ 1420‬هـ‬

‫قتلة النبياء‬

‫الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق‬ ‫ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون ‪ ...‬أما بعد ‪..‬‬ ‫فلقد تحدث القرآن الكريم عن بني إسرائيل بصفة‬ ‫خاصة في حوالي ) ‪ 50‬سورة ( من القرآن ‪ ،‬إضافة الى‬ ‫حديثه عنهم في بقية سورة بوجه عام ‪ ،‬باعتبارهم طائفة‬ ‫والمشركين‬ ‫الكافرين‬ ‫اليهود‪ .‬يتبين لقارئه‪ :‬أنهم جنس‬ ‫القرآن عن‬ ‫طوائفحديث‬ ‫من وفى‬ ‫متميز في الشر والغدر‪ ،‬آثمة في الضلل والكفر!‬ ‫وعندما حدثت مذبحة الحرم البراهيمي لم تكن مفاجأة‬ ‫للمؤمنين الصادقين؛ لنهم يعرفون عن اليهود أكثر مما‬ ‫يعرفه اليهود عن أنفسهم!!‬ ‫وقديما تعلمنا أن الديك المؤذن لم ينخدع للثعلب الذي‬ ‫برز له يوما في ثياب الواعظين !!‬ ‫إن تاريخ اليهود مع السلم ملىء بالغدر والخيانة ‪،‬‬ ‫ومذبحة الحرم البراهيمي لم تكن الولى ولن تكون الخيرة‬ ‫‪ ،‬ولكننا نحن المسلمين – أصابتنا آفة النسيان ومعها آفة‬ ‫والنكار ‪.‬‬ ‫الشجب‬ ‫من اليهود غدرا رفعنا عقيرتنا‪ ،‬وخرجنا في‬ ‫فإذا رأينا‬ ‫مظاهرات‪ ،‬وما هي إل أيام قلئل حتى نعود إلي سيرتنا‬ ‫الولى ‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫بل وفينا سماعون لهم ‪ ،‬ومتشبهون بهم ‪ ،‬ومتعاونون‬ ‫معهم ‪ ،‬وهؤلء يقولون " السلم دين السلم " ‪.‬‬ ‫وواقعهم يشهد عليهم بأنهم قد جعلوا " السلم دين‬ ‫الستسلم " مع أن السلم لم يهزم قط في معركة دخلها ‪،‬‬ ‫هزم هم المسلمون !!‪.‬‬ ‫وإنما الذي ُ‬ ‫َ‬ ‫س عَ َدا َو ً‬ ‫ة‬ ‫ش ّد ال ّنا ِ‬ ‫ج َد نّ أ َ‬ ‫ونحن نقرأ في كتاب ا } َل َت ِ‬ ‫ن آ َم ُنو ْا ا ْل َي ُهو َد{ ] المائدة ‪ .[82 :‬ونفهم أنا نؤجر بكل‬ ‫ّل ّل ِذي َ‬ ‫ونفهم أنا نؤجر بكل حرف عشر حسنات ‪ ،‬وهذا صحيح ‪،‬‬ ‫ولكن ينبغي أن نفهم أيضا أن عداوة اليهود لنا باقية إلى‬ ‫اليهود‬ ‫يوم غدر‬ ‫•‬ ‫القيامة ‪.‬‬ ‫ويجب علينا أن نذكر الشعوب المسلمة أن اليهود قد دبروا‬ ‫مؤامرة لقتل رسولنا – صلى ا عليه وسلم ‪ !!! -‬فقد أهدوا‬ ‫له شاة مسمومة ! ومات الصحابي الجليل بن البراء – رضى‬ ‫ا عنه ‪ -‬لنه أكل منها ‪ ،‬وما كاد الرسول يأكل منها حتى‬ ‫مسمومة"‪.‬‬ ‫ومرة هذه‬ ‫قال ‪" :‬إن‬ ‫صلى ا عليه‬ ‫أنها رسولنا –‬ ‫تخبرنيعلى‬ ‫الشاة اليهود‬ ‫أخرى تآمر‬ ‫وسلم ‪-‬‬

‫فسخروه كما هو معلوم من قصة لبيد بن العصم‬

‫اليهودي الساحر ‪.‬‬ ‫وقد حدثنا القرآن عن محاولت اليهود لقتل النبياء في‬ ‫مواضع كثيرة بحيث انك لو جمعت اليات التي تحدثت عن‬ ‫هذه القضية‪ ،‬لستبان لك ‪ :‬أن قتل النبياء ‪ ،‬والغدر بهم ‪،‬‬ ‫كان هدفا يهوديا خالصا ‪ ،‬يسعى اليهود الى تحقيقه بكل‬ ‫وسيلة ‪.‬‬ ‫وأقرأ ذلك – إن شئت – في سورة البقرة – آيات‪، 61] :‬‬ ‫‪ [91، 87 ، 85‬وفي سورة آل عمران آيات‪، 112 ، 21] :‬‬ ‫‪ [183 ، 181‬وفى سورة النساء آيات‪ ، [157 ، 155] :‬وفى‬ ‫آية ]‪70‬‬ ‫المائدة‬ ‫مقابل[ ‪.‬هذا الغدر وتلك الخيانة يصف القرآن اليهود‬ ‫وفى‬ ‫بأنهم – في‬ ‫‪5‬‬


‫ميدان القتال – أجبن الناس ‪ ،‬وأضعف الناس ‪ ،‬قلوب خاوية‬ ‫ص َن ٍة‬ ‫ح ّ‬ ‫عا إ ِ ّل ِفي ُق ًرى ّم َ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ل ُي َقا ِت ُلو َن ُ‬ ‫!! }‬

‫‪ ،‬وهمم هاوية‬ ‫ج ُد ٍر{ ] الحشر ‪ .[ 14 :‬وهذا في أحسن الحوال ‪،‬‬ ‫أ َ وْ ِمن َو َراء ُ‬ ‫م{ ] البقرة‬ ‫ل َت َو ّل ْو ْا إ ِ ل ّ َق ِلي ل ً ّم ْن ُه ْ‬ ‫م ا ْل ِق َتا ُ‬ ‫ع َل ْي ِه ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ما ُك ِت َ‬ ‫وإل } َف َل ّ‬ ‫‪ .[246‬ثم تمتلئ قلوبهم رعبا ‪ ،‬وخوفا ‪ ،‬وجزعا ‪ ،‬وفزعا‬ ‫ع ُدون{‬ ‫ه َنا َقا ِ‬ ‫ها ُ‬ ‫ك َف َقا ِتل إ ِ ّنا َ‬ ‫ت َو َر ّب َ‬ ‫ب َأن َ‬ ‫فيقولون‪َ } :‬فا ْذه َـ ْ‬ ‫] المائدة ‪.[24 :‬‬ ‫وإذا كان اليهود يتميزون بهذا القدر العظيم من الجبن‬ ‫والفزع ‪ ،‬والخوف والهلع ‪ ،‬فهل يهزم أمامهم إل من هو‬ ‫دونهم ؟!!‪.‬‬ ‫ومما ينبغي على كل مسلم أن ينتبه له ‪ :‬أن اليهود هم‬ ‫أصل كل فساد وقع في الرض ‪ ،‬وهم الذين أوقدوا نيران‬ ‫جميع الحروب التي وقعت في العالم ‪ ،‬فإنهم كما وصفهم‬ ‫ن ِفي‬ ‫ع ْو َ‬ ‫س َ‬ ‫ها ال ّل ُه َو َي ْ‬ ‫ط فَ َأ َ‬ ‫ب أَ ْ‬ ‫ح ْر ِ‬ ‫ما أَ ْو َق ُدو ْا َنا ًرا ّل ْل َ‬ ‫ا } ُك ّل َ‬ ‫س ِدين{‬ ‫م فْ ِ‬ ‫ب ا ْل ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫سا ًدا َوال ّل ُه ل َ ُي ِ‬ ‫ض َف َ‬ ‫ا ل َْر ِ‬ ‫] المائدة ‪.[64‬‬ ‫فقد كان اليهود وراء فساد اللحاد ‪ ،‬وفساد الخلق ‪،‬‬ ‫وفساد التنصر والتكفير ‪ ،‬وفساد الفكار ‪ ،‬وفساد القوميات‬ ‫والعصبيات ‪ ،‬وفساد القتصاد ‪ ،‬وفساد السر والبيوت ‪،‬‬ ‫وفساد الصحافة والعلم ‪.‬‬ ‫ولذلك أطلق القرآن وصفة لهم بالسعى في الرض‬ ‫فسادا ‪،‬ولم يخص من الفساد نوعا معينا ‪ ،‬ونبه بإطلقه‬ ‫على أنهم وراء كل فساد ‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫وفى كتابه القيم بعنوان ‪ " :‬قبل أن يهدم القصى "‬ ‫أقام المؤلف الدليل على أن اليهود هم المصدر الصلي‬ ‫لفساد العالم وخرابه !!! فقال ‪:‬‬ ‫"وهذا الفساد والفساد قد ترك بصماته السوداء على‬ ‫صفحات التاريخ توقيعا عن اليهود ‪ ،‬وشاهدا على حضورهم‬ ‫في كل مجال يمكن الفساد فيه ‪.‬‬ ‫فاليهودي ) أبو عفك ( واليهودي ) كعب بن الشرف (‬ ‫واليهودي ) ابن أبى الحقيق( كانوا من أوائل من ألبوا‬ ‫الحقاد ‪ ،‬وقلبوا المور فى الدولة السلمية الناشئة فى‬ ‫المدينة ‪ ،‬فجمعوا بين اليهود من بنى قريظة وغيرهم ‪ ،‬وبين‬ ‫قريش من مكة ‪ ،‬وبين القبائل الخرى في الجزيرة على‬ ‫محاربة المسلمين ‪.‬‬ ‫واليهودي ) عبد ا بن سبأ ( هو الذى أثار العوام ‪،‬‬ ‫وجمع الشراذم وأطلق الشائعات فى فتنة مقتل عثمان بن‬ ‫عفان ) رضى ا عنه ( ‪ ،‬وما تل ذلك من النكبات ‪.‬‬ ‫واليهودي ) مدحت باشا ( كان وراء إثارة النعرات‬ ‫القومية ‪ ،‬واستخدام المخططات الماسونية فى دولة الخلفة‬ ‫العثمانية ‪ ،‬مما أدى فى النهاية الى سقوط تلك الخلفة على‬ ‫يد اليهودي الصل ) مصطفى كمال أتاتورك ( ‪.‬‬ ‫واليهودي ) كارل ساركس ( هو الذى كان وراء الموجة‬ ‫اللحادية‪ ،‬التي أصبحت فيما بعد قوة ودولة ‪ ،‬بل معسكرا‬ ‫دوليا ‪ ،‬بنى نفسه على أنقاص بلد المسلمين وشعوبهم ‪.‬‬ ‫واليهودي ) فرويد ( كان وراء النزعة الحيوانية التي‬ ‫أصبحت فيما بعد منهجا تتلوث به عقول الناشئة ‪ ،‬فيما‬ ‫يصنف تعسفا على أنه علم وتقدم ‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫واليهودي ) جان بول سارتر ( كان وراء نزعة أدب‬ ‫النحلل فى علقات الفراد والجماعات ‪.‬‬ ‫واليهودي ) جولد تسيهر ( كان وراء حركة الستشراق‬ ‫الى استشرى فسادها وعم ظلمها وإظلمها ‪.‬‬ ‫واليهودي ) صمويل زويمر ( هو الذى خطط لحركات‬ ‫التبشير ‪ ،‬أو بالحرى ‪ :‬التكفير فى بلد المسلمين‬

‫‪.‬ل لمجرد‬

‫إدخال المسلمين فى النصرانية ‪ ،‬بل لخراجهم من السلم‬ ‫‪.‬‬ ‫واليهودي ) ثيودر هرتزل ( هو الذى وضع البذرة الولى‬ ‫في محنة العصر المسماة بأزمة الشرق الوسط ‪ ،‬عندما‬ ‫خطط ورسم معالم ) الدولة اليهودية ( فى كتابه المسمى‬ ‫بهذا السم ‪ ،‬تلك الدولة التي ولدت بعد مماته سفاحا ‪،‬‬ ‫فكانت بؤرة للفساد في الرض‪.‬‬ ‫وأخيرا ‪...‬‬ ‫فإذا أردنا أن نصدق أن اليهود قد تخلصوا من صفة‬ ‫الغدر والخيانة ‪ ،‬أو صفة الفساد واللحاد ‪ ،‬فإنه ينبغي علينا‬ ‫التصديق أن بإمكان الجمل أن يلج في رسم الخياط !!‬ ‫وكلهما مستحيل ‪ ،‬وليس اليه سبيل !!‬

‫أعداء السلم هم أعداء السلم في كل‬ ‫زمان ومكان‬ ‫الحمد لله الذى أطعم عبادة من الجوع‪ ،‬وآمنهم من‬ ‫الخوف‪ ،‬والصلة والسلم على رسوله ‪ ،‬الذى جاهد فى ا‬

‫‪8‬‬


‫حق جهاده ‪ ،‬وصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ‪ ،‬ووضع‬ ‫لمته منهج حياتها ‪ ،‬وأرشدها الى سبيل نجاتها ‪ ...‬وبعد ‪.‬‬ ‫فقبل أن أبدأ حديثى أرجو من الكرام القارئين أن يتدبروا‬ ‫ويتفكروا في هذه الحقيقة التي تقول ‪:‬‬ ‫أمريكا = المم المتحدة = اليهود !!‬ ‫إنها ثلث كلمات مترادفة أو هي ثلثة أوجه لعملة‬ ‫واحدة!!‬ ‫وإن أعداء السلم هم أعداء السلم فى كل زمان‬ ‫ومكان‪ ،‬فكلما دخل الناس فى دين ا أفواجا تضاعف الحقد‬ ‫فى قلوب الكافرين‪ ،‬فهم ل يريدون بقاء السلم ول دخول‬ ‫الناس فيه‪.‬‬ ‫فها هي ذي قريش ترى السلم يفشو في القبائل‬ ‫ويضيء بنوره الرجاء ‪ ،‬فتجتمع وتخطط وتتآمر ‪ ،‬ويتفق أهل‬ ‫الكفر على المؤمنين الموحدين ‪ ،‬لنهم آمنوا بالله فخرجوا‬ ‫بذلك على الشرعية الدولية ‪ ..‬وكان الحصار شديدا على‬ ‫نفوس المؤمنين ‪ ،‬فما وهنوا لما أصابهم في سبيل ا ‪ ،‬وما‬ ‫ضعفوا وما استكانوا ‪.‬‬ ‫واستمر الحصار ثلث سنوات كاملة! حتى أكلوا ورق‬ ‫السمر والشجر والجلود ! وبكاء الطفال من الجوع يسمع من‬

‫‪9‬‬


‫بعيد! وأنين النساء والعجائز يخترق السماع من وراء شعب‬ ‫بنى هاشم في مكة‪ .‬كل ذلك والمؤمنون‪ .‬وفيهم رسول ا –‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪ -‬صابرون محتسبون ‪ .‬فماذا فعل‬ ‫هؤلء حتى يمنع عنهم الطعام والشراب؟ وبأى ذنب يعذبون‬ ‫ويسجنون ؟! إنها لغة الكفر التي تحدث عنها القرآن ‪َ }:‬و َقا َ‬ ‫ل‬ ‫ض َنآ أ َ وْ‬ ‫ن أ َ ْر ِ‬ ‫كم ّم ْ‬ ‫ج ّن ُ‬ ‫خ ِر َ‬ ‫م َل ُن ْ‬ ‫س ِل ِه ْ‬ ‫ن َك َف ُرو ْا ِل ُر ُ‬ ‫ا ّل ِذي َ‬ ‫ك ّ‬ ‫ن‬ ‫م َل نُ ْه لِ َ‬ ‫م َر ّب ُه ْ‬ ‫حى إ ِ َل ْي ِه ْ‬ ‫ن ِفي ِم ّل ِت َنا َف َأ ْو َ‬ ‫عو ُد ّ‬ ‫َل َت ُ‬ ‫ن{] إبراهيم ‪.[13 :‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظا ِل ِ‬ ‫ال ّ‬

‫• واليوم يعيد التاريخ نفسه ‪:‬‬ ‫فقد فكر أعداء السلم بقيادة المم المتحدة في أنسب‬ ‫الوسائل للقضاء على المسلمين ‪ ،‬فوجدوا أن الحصار وسيلة‬ ‫فعالة ومؤثرة ‪ ،‬فاتخذوه سبيل لرهاب الدولة المسلمة ن‬ ‫وهم يسيرون على نفس النهج الذى رسمه كفار قريش ‪.‬‬ ‫وإذا نظر المسلم إلى ديار السلم في العالم اليوم فإنه‬ ‫يبكى دما على هذا الظلم الواضح الفاضح ‪ ،‬والذى يمارسه‬ ‫أعداء السلم بل أعداء البشرية في إخواننا في مشارق‬ ‫الرض ومغاربها ‪.‬‬

‫ففى البونسة والهرسك ‪:‬‬

‫‪10‬‬


‫فرضت أمريكا ودول أوروبا حظرا وحصارا على‬ ‫المسلمين فقط ‪ ،‬فل أسلحة ول طعام! ثم تظاهرت هذه‬ ‫الدول أمام الرأى العام السلمى بأنها راعية العدل والسلم‬ ‫!!‬

‫وفى العراق ‪:‬‬ ‫كان الحصار هو وسيلة إذلل وتجويع للشعب العراقي‬ ‫المسلم بشيوخه ونسائه وأطفاله ! وما ذنب الشعوب إذا كانت‬ ‫الحكومات ظالمة أو فاسدة‪.‬‬

‫وفى ليبيا ‪:‬‬ ‫فرض أعداء السلم حصارا على الشعب الليبي المسلم‬ ‫لتجويعه وإذلله بتهمة غير واضحة ول ثابتة ‪ ،‬فيما يسمونة‬ ‫بحادث لوكيربى ‪.‬‬ ‫ويقوم صندوق النقد الدولى التابع للمم المتحدة بدور‬ ‫خطير في إذلل المسلمين ‪ ،‬وتجويعهم تحت ستار الصل ح‬ ‫القتصادي ‪ ،‬فمع كل قرض يقدمه يفرض ما يشاء من‬ ‫الشروط ‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ :‬أعلنت المم المتحدة على لسان بطرس غالى‬ ‫بأنها ستمنع المساعدات عن الدول السلمية التي ترفض‬

‫‪11‬‬


‫توصيات مؤتمر السكان الدولي الداعية إلى الجهاض‬ ‫والشذوذ الجنسي !!‬ ‫وقد رفضت الشعوب السلمية هذا التهديد الصريح ‪،‬‬ ‫ورفضت معه توصيات المؤتمر الداعية الشذوذ والدعارة‬ ‫والباحة الجنسية ‪.‬‬ ‫إن أصدق كلمة قالها أحد علماء اليمن المعاصرين بأن‬ ‫هذه المم المتحدة هي ‪ :‬الوثان المتحدة !! فإن الناس‬ ‫قديما كانوا يعبدون أوثانا متفرقة من الحجار والشجار‬ ‫وغيرها ‪ ...‬ومع التطور اختاروا لهم وثنا مشتركا هو " المم‬ ‫المتحدة " التي هي وسيلة من وسائل اليهود للسيطرة على‬ ‫العالم بصفة عامة ‪ ،‬والمسلمين بصفة خاصة ‪ ،‬وان أصدق‬ ‫وصف يصدق علينا هو أننا ل نستحق نصر ا ما دمنا بعيدين‬ ‫عن منهجه ‪ ،‬منحرفين عن صراطه المستقيم ‪.‬‬ ‫ويبقى سؤال مهم ‪ :‬ما هو الحل ؟‬ ‫غ ّي ُر َما ِب َق ْو ٍ‬ ‫م‬ ‫ن ال لّ َه ل َ ُي َ‬ ‫والحل في قوله تعالى ‪ } :‬إ ِ ّ‬ ‫م{‬ ‫س ِه ْ‬ ‫غ ّي ُرو ْا َما ِب َأ ْن ُف ِ‬ ‫ح ّتى ُي َ‬ ‫َ‬

‫] الرعد ‪.[11 :‬‬

‫وقد ظهرت دلئل الرجوع الى ا ‪ ،‬والفرار اليه واضحة‬ ‫جلية ‪ ،‬ولكن ينبغى على كل مسلم ان يقوم بواجبه فى‬

‫‪12‬‬


‫الدعوة الى ا والنصيحة لخوانه ‪ ،‬والتحذير من‬ ‫مكائد العداء ‪.‬‬ ‫فهل نحن فاعلون ؟ اللهم نعم !‬

‫اليهود بين القاهرة وبكين!!‬

‫الحمد ل ‪ ...‬والصل ة والسل م على رسول ال ‪ ....‬وبعد فإن القرآن‬ ‫الكري م قد حدثنا كثي ار عن اليهود ‪ ،‬وحذرنا دائما من عداوته م ‪ ،‬ونبهنا الى‬ ‫ش َّدن ال َّنِسا ِ‬ ‫س َع َدنانَو ةًنلّل َِّذنينَن آَم ُننوْا اْلَنيُهوَد‬ ‫كفره م ومكره م ‪ ،‬قال تعالى ‪}:‬لَتَِج َدن َّنن أَ َ‬ ‫ َِّ‬ ‫ش رنُكنوْا{ ]المِسائدة ‪.[82 :‬‬ ‫َو انلذ نينَنأَ ْ َ‬

‫واليهود يجاهدون ويصرون على هذه العداو ة تحقيقا لهذه الية الكريمة‬

‫من كتاب ال ‪.‬‬

‫فقد نشرت صحيفة ) يديعوت أحرنوت ( اليهودية فى‬ ‫) ‪ 11/3/1987‬م ( مقال جاء فيه ‪:‬‬

‫) إن على وسائل إعلمنا ان ل تنسى حقيقة مهمة هى جزء من‬ ‫استرتيجية إسرائيل فى حربها مع العرب ‪ ،‬هذه الحقيقة هى أننا نجحنا‬ ‫‪13‬‬


‫بجهودنا وجهود أصدقائنا في إبعاد السل م عن معركتنا مع العرب طوال‬

‫ثلثين عاما ‪ ،‬ويجب أن يبقى السل م بعيدا عن تلك المعركة الى البد ‪،‬‬ ‫ولهذا يجب ان ل نغفل لحظة واحد ة عن تنفيذ خطتنا تلك فى‬

‫استمرار منع استيقاظ الروح الدينية بأى شكل ‪ ،‬وبأى أسلوب ‪ ،‬ولو اقتضى‬

‫المر الستعانة بأصدقائنا لستعمال العنف لخماد أى بادر ة ليقظة الروح‬ ‫السلمية في المنطقة المحيطة بنا ( ‪.‬‬

‫يستخد م اليهود لمحاربة السل م صو ار عديد ة وأشكال متباينة ‪:‬‬

‫ومن هذه الصور ‪ :‬هد م السر ة وتدمير الخل ق وبرغ م ما بذله اليهود‬

‫في هذا المجال من جهد ‪ ،‬وقدموه من إغراء يتمثل في إغرا ق بلد المسلمين‬ ‫بالفل م الخليعة الماجنة ‪ ،‬ونشر العرى والختلط ‪ ،‬ومحاربة الفضيلة ‪،‬‬ ‫ومسخ بعض العقول المسلمة – أقوال برغ م ذلك كله فقد صمدت الفئة‬

‫المؤمنة في وجه المؤامر ة يعصمها كتابها وسنة نبيها – صلى ال عليه وسل م‬ ‫‪ -‬بينما استسل م الغرب وأمريكا لليهود ‪ ،‬فل م تستطيع فرنسا أن تقاو م في‬

‫الحرب العالمية الثانية أكثر من أسبوعين ؟ لن جيل كامل من الفرنسيين‬ ‫قد ماتت رجولته م ومعنوياته م بسبب التخنث والميوعة التي نشرها اليهود في‬ ‫فرنسا ‪ ،‬وأما عما فعله اليهود في أمريكا فحدث ول حرج ‪.‬‬

‫وبعد أن فشل اليهود في تدمير أخل ق الشعوب المسلمة بقو ة الغراء‬

‫والتزيين أخذوا يحاولون القضاء عليها بقو ة القانون !!‬

‫فركبوا سيارات الم م المتحد ة ‪ ،‬ورفعوا أعلمها ‪ ،‬وجاءوا الى القاهر ة‬

‫في مؤتمر السكان ‪ ،‬وقد أجمعوا أمره م وه م يمكرون ‪ ،‬وكان كثير من الوفود‬ ‫المشاركة في هذا المؤتمر تفكر بعقول اليهود ؟ وذلك بعد أن اختر ق هؤلء‬ ‫‪14‬‬


‫عقوله م وسرقوها فأصبحت رؤسه م كجماج م الموات ل م يب ق منها إل‬

‫عظامها !!‬

‫وأعداء السل م يعرفون دائما ‪ :‬من أين تؤكل الكتف ؟‬

‫قال قائل منه م ‪ ) :‬إن مطيتنا لبعاد المسلمين عن دينه م المرأ ة وجهلة‬

‫المسلمين ‪ ،‬فه م يقدمون لنا أدوا ار تفو ق جهودمنا ‪ ،‬وما نبذله من أموال فى‬ ‫التبشير بالمسيحية (‪.‬‬

‫وبعد أن فشلت المؤامر ة في القاهر ة تحرك الركب اليهودي الى بكين‬

‫ومن خلفه الجماج م الخاوية ‪ ،‬وأعل م الم م المتحد ة ترفرف فو ق رؤسه م‬

‫لتلطف من حرار ة الحقد الذى مل قلوبه م ‪ ،‬وأرسل عدد من البلد السلمية‬

‫وفودا تشارك في مؤتمر بكين في محاولة لمنع هذا الدمار أو التخفيف من‬ ‫آثاره ‪.‬‬

‫وفى بكين ظهرت التطبيقات العملية لبروتوكولت حكماء صهيون‬

‫وفيها إلحاح اليهود على تدمير أخل ق العال م بأسره ‪ ،‬واستخدا م المرأ ة مطية‬ ‫لفساد البشر ‪.‬‬

‫وكِسان من أبرز النقِساط التي اشتمل علنيهِسا برنِسامج بكنين ‪:‬‬

‫‪ .1‬مطِسالبة الوالدنين ‪ :‬بالتغاضي عن النشاط الجنسي للبناء المراهقين‬ ‫عن غير طري ق الزواج ‪ ،‬واعتبار هذا النشاط أم ار شخصيا ل يح ق‬ ‫لي منهما التدخل فيه !!؟‬

‫‪ .2‬مفهوم الرسرة ‪ :‬الذي يقره الدين ليس إل مفهوماً عقيما ‪ ،‬لنه ل يتقبل‬ ‫العلقات الجنسية بين مختلف العمار ويشترط ‪ :‬أن تكون بين ذكر‬

‫‪15‬‬


‫وأنثى فقط ‪ ،‬وفى داخل الطار الشرعي !! ولذلك ينبغي هد م السر ة ‪،‬‬

‫إواطل ق الحريات الجنسية ‪.‬‬

‫‪ .3‬ضرورة منح الشواذ حقهم في تكونين أرسرة من بنينهم ‪ ...‬وهذا يعنى‬ ‫أنه يمكن تكوين أسر ة من رجلين بينهما علقة جنسية )لواط( أو‬ ‫امرأتين بينهما علقة جنسية ) سحا ق ( !‬

‫وهذا يعنى أيضا أن اليهود يكفرون بجميع الرسل وجميع الرسالت ‪.‬‬ ‫‪ .4‬المرسِساواة بنين المرأة والرجل ‪ :‬في الوظائف والمواريث ‪ ،‬وسائر شئون‬ ‫الحيا ة مع تغيير القانون الذي يقف دون ذلك أيا كان مصدره !‬

‫ويعنون بذلك القرآن الكري م ‪.‬‬

‫إن هذه التوصيات تدل في صراحة ووقاحة على أن اليهود يعلمون‬ ‫ليل نهار لتدمير البشرية ‪ ،‬وضرب المسلمين في عقيدته م وأخلقه م وهذا‬ ‫ليس بعجيب ول غريب ؛ لنه م أثمة الشياطين ‪ ،‬وأعداء رب العالمين ‪،‬‬ ‫وقتلة المرسلين ‪.‬‬

‫أما الذى ل ينقضى منه العجب ؛ فهو هذه الغفلة ‪ ،‬وذلك النو م العمي ق‬

‫ل من أمتنا حتى أصبحنا أدا ة في أيدي أعدائنا‬ ‫الذى أصاب جيل كام ً‬ ‫لتخريب بيوتنا !!‬

‫أنيهِسا القِسارئ الكرنيم ‪:‬‬ ‫ل شك أنك قد وقفت على الحقيقة ‪ ،‬وأدركت حج م المؤامر ة على الدين‬

‫والعرض ‪ ،‬فماذا أنت فاعل ؟!‬

‫‪16‬‬


‫إن السر ة التي يريد أعداء السل م تدميرها هي أسرتك التي أوجب‬

‫عليك السل م أن ترعاها وتصونها ‪.‬‬

‫إوان حماية السر ة وتربية البناء على الكتاب والسنة غاية يسعى الى‬

‫تحقيقها الباء المؤمنون ‪ ،‬والمهات المؤمنات ‪.‬‬

‫بقنيت حقنيقة أخنيرة نرسوقهِسا الى الكرام القِسارئنين ‪:‬‬ ‫) من عقائد اليهود الفاسد ة أنه م يظنون أنفسه م شعب ال المختار ‪،‬‬

‫ويسعون بشتى السبل للسيطر ة على غيره م من شعوب العال م وه م في ذلك ل‬ ‫يتورعون عن استخدا م أقذر الوسائل لحكا م سيطرته م على أم م الرض‬

‫بالديون الباهظة ‪ ،‬فمن محاولة السيطر ة على اقتصاديات الدول عن طري ق‬

‫اشعال الحروب الى محاولة استخدا م السحر والشعوذ ة في السيطر ة على‬ ‫الفراد والمجتمعات ‪.‬‬ ‫والخلةصة ‪:‬‬

‫أن اليهود ه م أساس البلد ‪ ،‬فعقيدته م الباطلة مبينة على الضرار‬ ‫بالخرين ول حيا ة له م ال بذلك ‪.‬‬

‫}َو انلل َُّه ِم نن َو َرناِئِه منّم ِحننينطٌ{‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫اغتيال رابين والصراع بين اليهود‬ ‫الحمد ل والصل ة والسل م على رسول ال ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬

‫فإن اليهود ينفردون بخصائص وصفات ليست في غيره م من البشر ‪،‬‬

‫وقد نبه القرآن الكري م على ذلك في مواضع كثير ة من سور ة وآياته ‪.‬‬ ‫رسنُبنُه ْم َج ِمننينًعِسا َو ُقنُلوُبُهْم‬ ‫ومن هذه الصفات قول الح ق سبحانه عنه م }تَْح َ‬ ‫ش ت َّنى{ ]الحشر ‪ ، [14 :‬وهذا يعنى أنك تنظر إلى اليهود فتعتقد أنه م على قلب‬ ‫َ‬ ‫رجل واحد ‪ ،‬وه م في الواقع يتصارعون صراعًا مري ًار فيما بينه م ‪ ،‬كما قال‬

‫ش ِدننينٌد {ن ]الحشر ‪.[14 :‬‬ ‫رس ُهنْم َبْني َننُهْم َ‬ ‫ال عنه م ‪َ} :‬بأْ ُ‬

‫وفى ضوء هذه الحقيقة سنلقى الضوء على هذا الحادث الخير‬

‫– اغتيال رابين – الذي يعكس بوضوح حج م الصراع بين هؤلء القو م‬

‫الذين يسرون غير ما يعلنون ‪ ،‬ويبطنون غير ما يظهرون ‪ ،‬إن ثمة حقيقة‬

‫هامة تقول ‪ :‬إن قاتل رابين ليس متطرفا ‪ ،‬ول إرهابيا ! بل هو منفذ – كما‬

‫يقول – لوامر ال !؟ وهو يعنى بذلك النصوص المحرفة في التورا ة ‪،‬‬

‫والتي كتبها علماء اليهود بأيديه م ‪ ،‬ث م قالوا ‪ :‬هي من عند ال – ففي سفر‬ ‫التكوين – في تورا ة اليهود ‪ ) : -‬في ذلك اليو م قطع الرب مع إبرا م‬ ‫ل ‪ِ :‬لَنْس ِلللك أعطى هذه الرض من نهر مصر إلى النهر‬ ‫)إبراهي م( ميثاقًا قائ ً‬ ‫الكبير نهر الفرات ( ‍!!‬ ‫‪18‬‬


‫وبناء على هذا النص أعلن علماء الدين اليهود )الحاخامات( ‪،‬‬

‫وزعماء وقاد ة اليهود وحزب الليكود والحزاب الدينية أن فلسطين قد أعطاها‬ ‫لنا الرب !! وقد أعلن بعض هؤلء بعد اغيتال رابين أنه خائن مستح ق للقتل‬ ‫‪ ،‬لنه تنازل عن جزء من أرض فلسطين للعرب‪.‬‬

‫إن رابين قد أعلن قبل موته بدقائ ق معدود ة إن على حزب الليكود‬

‫وزعيمه أن يكف عن تحريض الجماهير على العنف ‪ ،‬ووقف عملية السل م‬ ‫بالفعل المباشر‪.‬‬

‫والحزب المشار إليه هو حزب إرهابى متطرف كان يحك م إسرائيل قبل‬

‫حكومة رابين ‪ ،‬وقد ت م التفاوض والصلح مع مصر في عهد هذه الحكومة‬ ‫الرهابية ‪ ،‬مما يعنى إنه يمكننا التفاوض والحوار مع الرهاب في صور ة‬

‫أفراد أو تنظيمات‪.‬‬

‫إن هذا القدر الذي ذكرناه عن اغتيال رابين بين لنا بوضوح وجلء أن‬

‫الرهاب والتطرف عند اليهود عقيد ة راسخة عند رجال الدين اليهود‬

‫والحزاب اليمينية ومعظ م اليهود! وقد أجرى التلفزيون السرائيلي مقابلة مع‬ ‫أحد اليهود في إسرائيل وسأله عن مشاعره بعد اغتيال رابين ‪ ،‬فأجاب بأنه‬ ‫سعيد ومسرور جدًا بهذا النبأ !! وكان الشعور بالسعاد ة موجودا عند‬

‫الكثيرين ‪ ،‬وليس هذا الرجل فقط ‪ ،‬ول م تنقل وسائل العل م من ذلك إل شيئًا‬ ‫يسي ًرا‪.‬‬

‫ومع ذلك فقد نادى بعض المسئولين عندنا بضرور ة التعاون للقضاء‬

‫على الرهاب في المنطقة ‪ ،‬وهذا ل يمكن أن يت م بالطبع ؛ لنه يعنى‬

‫‪19‬‬


‫ببساطة قتل علماء وزعماء اليهود ‪ ،‬ومعه م أكثر من )‪ (% 60‬من الشعب‬

‫اليهودي ‪ ،‬لنه م إرهابيون ‪ ،‬ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر ال ‪.‬‬

‫وبعد قتل رابين حذر بعض المسئولين في إسرائيل من خطر اندلع‬

‫حرب أهلية بين اليهود ‪ ،‬وهذا التصريح يعكس حج م وخطور ة الصراع بين‬ ‫اليهود ‪.‬‬

‫إواذا كان ذلك كذلك ‪ ،‬فإن هذا يثير تساؤل عن حقيقة هذا الصراع‪،‬‬

‫وضرور ة إلقاء الضوء عليه ‪.‬‬

‫إن مؤسس دولة إسرائيل هو دافيد بن جوريون ‪ ،‬وقد كان رئيسا‬

‫للحكومة منذ قيا م إسرائيل عا م )‪ 1948‬م( وقد استمر ثلثة عشر عامًا ‪ ،‬وقد‬ ‫حاول بن جوريون أن يعزل الدين عن الدولة وأن يقي م حكومة علمانية ؛ وفى‬

‫ذلك يقول ‪ ) :‬كنت مصمما على أن تكون إسرائيل دولة علمانية ‪ ،‬تحكمها‬

‫حكومة علمانية ‪ ،‬وليست دينية ‪ ،‬وحاولت أن أبقى الدين بعيدا عن الحكومة‬

‫والسياسة بقدر المستطاع ( ‪.‬‬

‫ومنذ اللحظة الولى لقيا م إسرائيل بدأ الصراع بين الحكومة ورجال‬

‫الدين ‪ .‬فقد صرح بن جوريون منذ البداية بقوله ‪ ) :‬على اليهودي من الن‬ ‫فصاعدا أل ينتظر التدخل اللهي ! لتحديد مصيره ‪ ،‬بل عليه أن يلجأ إلى‬

‫الوسائل الطبيعية العادية مثل )الفانتو م والنابال م ( وفى مناسبة أخرى قال بن‬ ‫جوريون ‪ ) :‬إن الجيش السرائيلي هو خير مفسر للتورا ة (‪.‬‬

‫وهاج م بن جوريون الدين ونادى بعزله عن الحيا ة السياسية فقال ‪:‬‬

‫) إن الدين هو وسيلة مواصلت فقط ‪ ،‬ولذلك يجب أن نبقى فيها بعض‬ ‫الوقت ل كل الوقت( ‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫كما هاج م رجال الدين اليهودي ‪ ،‬وشوه صورته م فقال ‪ ) :‬إن حيا ة‬

‫اليهود لو تركت لحاخامات اليهود لظلوا حتى الن كلبا ضالة في كل مكان‬ ‫‪ ،‬يضربه م الناس بالقدا م ‪ ،‬ويحتمى اليهود من أقدا م الغلبية الساحقة له م‬ ‫في كل مكان بأحل م العود ة إلى أرض الميعاد والجداد ( ‪.‬‬

‫ومنذ قيا م إسرائيل د ّ‬ ‫ب الصراع واستمر بين الصهيونية العلمانية ‪،‬‬

‫والصهيونية الدينية ‪ ،‬وأخذ الصراع في داخل إسرائيل محاور مختلفة بسبب‬ ‫اختلف الدين والجنسية والنتماء والفكر ‪.‬‬

‫وقد حدد الدكتور حامد ربيع أستاذ السياسة المعروف ‪-‬رحمه ال‪-‬‬

‫محاور الصراع داخل إسرائيل كما يلى ‪:‬‬ ‫• صراع بين العرب واليهود‪.‬‬

‫• صراع اليهودي الوربى الشرقى ضد اليهودي الوربى الغربى‪.‬‬ ‫• صراع اليهودي الذي ولد بإسرائيل وعاش فيها ضد اليهودي‬ ‫المهاجر الجديد الذي أتى إليها في سنوات الفخر والنجاح ‪.‬‬

‫واستمر هذا الصراع بين اليهود إلى أن فاز حزب الليكود السرائيلى‬ ‫اليمينى المتطرف بانتخابات الكنيست عا م )‪ 1977‬م( ‪ ،‬وأصبح مناح م‬

‫بيجين الرهابى العالمى رئيسا لوزراء إسرائيل ‪ ،‬وحكمت إسرائل حكومة‬

‫متطرفة ‪ ،‬وفى عهدها ت م الصلح مع مصر ‪ ،‬وفى عهد مناح م بيجين‬

‫حصلت الصهيونية الدينية على مكاسب ل حصر لها كان من أهمها ‪ :‬بناء‬ ‫المستوطنات اليهودية فى الراضى المحتلة تحت شعار نص التورا ة الذى‬

‫ذكرناه فى صدر المقال ‪ ،‬واستعاد حزب العمل بقياد ة رابين الحكومة من‬

‫حزب الليكود المتطرف عن طري ق النتخابات ‪ ،‬واستمر الصراع بين هؤلء‬ ‫‪21‬‬


‫وهؤلء إلى أن وقع الحادث الخير ‪ ،‬والذى يمكن تفسيره الن بسهولة‬ ‫كاملة‪.‬‬

‫ويبقى أمر أخير ل يقل أهمية عما سب ق من البيان ‪ :‬أن رابين هو‬

‫الذى قتل فتحى الشقاقى أمير الجهاد السلمى بفلسطين ‪ ،‬وقتل قبله‬

‫كثيرين من أبناء فلسطين المخلصين ‪ ,‬وال عز وجل يدافع عن أوليائه ‪،‬‬

‫وينتق م من أعدائه ‪ ،‬فهذه واحد ة‪.‬‬

‫وأما الثانية ‪ ،‬فإن القدس الشريف هو حر م ال ‪ ،‬ومسرى رسوله‬

‫– صلى ال عليه وسل م ‪ ، -‬وفيه المسجد القصى الذى تشد الرحال‬ ‫إليه ‪ ،‬وتهفو قلوب المسلمين إليه ‪ .‬هذا القدس قد استولى عليه اليهود منذ‬ ‫سنوات طوال ‪ ،‬وعندما أراد اليهود أن ينفذوا بقية المؤامر ة بنقل السفار ة‬

‫المريكية إليه أخذ ال زعيمه م أخذ عزيز مقتدر ‪ ،‬لن ال يغار على دينه‬

‫ويغار على حرمه ‪.‬‬

‫فإذا ل م ينصر المسلمون القدس فقد نصره ال ‪ ،‬وهذه الثانية ‪.‬‬

‫وأما الثالثة والخير ة ‪ :‬فقد جعل ال مصارع الظالمين موضع العبر ة‬ ‫والعظة‪ ،‬وقد أهلك ال قوما من الظالمين‪ ،‬ث م بين سبحانه أن هذا المصير‬

‫رسن َّون َمنًةنِع ننَد َر ّبنَك َو َمنِسانِه َين ِم َنن الظ َِّساِلِم نينَن ِبَبِعنينٍد{‬ ‫ينتظر كل ظال م‪ ،‬فقال }ّم َ‬

‫]هود ‪[83 :‬‬

‫‪.‬‬

‫نسأله ال العفو والعافية ‪.‬‬

‫الصابع الخفية‬ ‫‪22‬‬


‫إن السياسة العالمية وكذلك النظا م العالمي الجديد يرتكزان على النفا ق‬

‫وسوء الخل ق ؛ إذ أن السياسة المعاصر ة ل يمكن أن تلتقي أو تجتمع مع‬ ‫الخل ق الفاضلة !! وثمة علمات استفها م كثير ة في أمور شتى قد ل‬ ‫يعرف لها المسل م المعاصر تفسي ًار ول تأويل !!‬

‫وأحداث كثير ة تقع في مجتمعنا وفى العال م من حولنا يكتنفها الغموض‬

‫لصرار على الباطل ‪،‬‬ ‫الشديد ! ونكسة عظيمة في بلد السل م مقرونة با ً‬ ‫والعراض عن الح ق !!‪.‬‬

‫والكثير من الناس على عقيد ة باطلة ‪ ،‬وأخل ق سافلة ‪ ،‬والقليل‬

‫أصحاب قلوب مخلصة قد نور ال بصائره م ‪ ،‬وأصلح باله م ‪.‬‬

‫والمتدبر في القرآن الكري م يرى أنه قد أبان –في وضوح وجلء–‬

‫أصناف البشر ‪ ،‬وذكر أنه م ليسوا سواء !! فتحدث عن الكافرين والمشركين‬ ‫والمجوس واليهود والنصارى والمسلمين ‪.‬‬

‫وهذه الصناف – ما عدا المسلمين – بينها عمو م وخصوص ‪ ،‬وقد‬

‫أخبرنا القرآن الكري م عن الصفات والخصائص التي تتميز بها كل طائفة ‪،‬‬ ‫وتختص بها دون غيرها ‪.‬‬

‫وحينما يجهل المسل م هذا الجانب من المعرفة القرآنية فإنه ل يستطيع‬

‫أبدا أن يقف على حقيقة ما يحدث في عال م اليو م ‪ ،‬ولن يجد جوابا صحيحا‬ ‫دقيقا لما يراه أو يسمع به!‪.‬‬

‫لقد تحدث القرآن عن اليهود كأحد أصناف البشر ‪ ،‬فوصفه م بصفات‬

‫قبيحة ذميمة تجعلها أقرب ما يكون عال م القرد ة والخنازير ‪ ،‬وأبعد ما يكون‬

‫‪23‬‬


‫عن الجنس البشرى لول أنه م ينتسبوا إلى آد م عليه السل م ! ومع ذلك فقد‬ ‫قالوا عن أنفسه م ‪ " :‬نحن أبناء ال وأحباؤه"‪.‬‬

‫وتحدث اليهود عن أنفسه م ففصلوا ما أجمله القرآن عنه م ‪ ،‬ووضعوا‬

‫خطة محكمة لذلل العال م بأسره ‪ ،‬واتخاذ الجنس البشرى عبيدا ‪ ،‬وخدما‬

‫للقلية اليهودية المشرد ة ‪ ،‬وارتفعت صيحات التحذير من اليهود في دول‬ ‫كثير ة في أمريكا ‪ ،‬وفى دول أوربا ‪ ،‬وفى بلد السل م‪.‬‬

‫وشاءت إراد ة ال أن تنكشف "بروتوكولت حكماء صهيون" وتطبع في‬

‫كتاب بعد ة لغات مختلفة ‪ .‬وقد عقد اليهود لجل صياغة هذه النصوص‬ ‫ثلثة وعشرين مؤتم ار بدأت بمؤتمر في مدينة القدس!!‬

‫وقبل أن نسو ق هنا نصوصاً من كل م أحبار وحكماء اليهود فإننا نثبت‬

‫أول هذه العبارات التي كتبها مترج م الكتاب إلى اللغة العربية الستاذ محمد‬

‫خليفة التونسى مصد ار بها طبعته الولى ‪ ،‬يقول المترج م عن خطور ة الكتاب‬

‫‪:‬‬

‫) هذا الكتاب هو أخطر كتاب ظهر في العال م ‪ ،‬ول يستطيع أن يقدره‬

‫ح ق قدره إل من يدرس البروتوكولت كلها كلمة كلمة في أنا ة وتبصر ‪،‬‬

‫ويربط بين أجزاء الخطة التي رسمتها على شرط أن يكون بعيد النظر ‪،‬‬ ‫فقيها بتيارات التاريخ وسنن الجتماع ‪ ،‬وأن يكون ملمًا بحوادث التاريخ‬

‫اليهودي والعالمي بعامة ل سيما الحوادث الحاضر ة وأصابع اليهود من‬

‫ورائها ‪ ،‬ث م يكون خبي ًار بمعرفة التجاهات التاريخية والطبائع البشرية ‪،‬‬

‫وعندئذ فحسب ستنكشف له مؤامر ة يهودية جهنمية تهدف إلى إفساد العال م‬ ‫وانحلله لخضاعه كله لمصلحة اليهود ولسيطرته م دون سائر البشر‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫ولو توهمنا أن مجتمعًا من أعتى البالسة الشرار قد انعقد ليتبارى‬

‫أفراده أو طوائفه منفردين أو متعاونين فى ابتكار أجر م خطة لتدمير العال م‬ ‫واستبعاده ‪ ،‬إذن لما تفت ق عقل أشد هؤلء البالسة إجراما وخسة وعنفا عن‬ ‫مؤامر ة شر من هذه المؤامر ة التى تمخض عنها المؤتمر الول لحكماء‬

‫صهيون سنة )‪ 1897‬م( ‪ ،‬وفيه درس المؤتمرون خطة إجرامية لتمكين‬

‫اليهود من السيطر ة على العال م ‪ ،‬وهذه البروتوكولت توضح أطرافا من هذه‬ ‫الخطة ‪.‬‬

‫وبعد هذا البيان فإنه من ح ق القراء علينا أن نسو ق له م – هنا – جملة‬

‫من نصوص الخطة الماكر ة التي جاءت في "بروتوكولت حكماء صهيون" ‪،‬‬

‫وعددها الذي ت م اكتشافه أربعة وعشرون ‪ ،‬وال يعل م ما يسرون وما يعلنون !‬ ‫وقد تحدث حكمِساء النيهود في البروتوكول الول عن ارستبدال رسلطة الدنين‬ ‫برسلطة الذهب !!‬

‫فقالوا ‪ ) :‬لقد طغت سلطة الذهب على الحكا م المتحررين ‪ ،‬ولقد‬

‫مضى الزمن الذى كانت فيه الديانة هي الحاكمة ‪ ..‬إوان الستبدال المالى –‬

‫والمال كله في أيدينا – سيمد إلى الدولة ُع ولدًا ل مفر لها من التعل ق به ؛‬ ‫لنها إذا ل م تفعل ستغر ق في اللجة ل محالة ( ‪.‬‬

‫ثلل م تحللدث اليهللود فللي نفللس الللبروتوكول عللن دوره م الخطيللر فللي إفسللاد‬

‫أخل ق الم م والشعوب ‪.‬‬

‫فقللالوا ‪ ) :‬وملن المسلليحيين أنللاس قللد أضلللته م الخمللر ‪ ،‬وانقلللب شللبانه م‬

‫مجانين ! بالموسيقى ‪ ،‬والمجون المبكر الذي أغ ارهلل م بلله وكلؤنا ‪ ،‬ومعلمونا‬ ‫‪ ،‬وخدمنا في البيوتات الفنية ! وكتبتنا ومن إليه م ونساؤنا فلي أملاكن لهللوه م !‬ ‫‪25‬‬


‫إواليهن أضيف من ُيسّم يلن ‪ " :‬نساء المجتمع " يعنى ‪" :‬سلليدات المجتمللع" أو‬ ‫"علية النساء"( ‪.‬‬

‫ثلل م تحللدث حكمللاء اليهللود – فللي نفللس الللبروتوكول الول – عللن العنللف‬

‫والشر‪.‬‬

‫فقللالوا ‪ ) :‬يجللب أن يكللون العنللف هللو السللاس ‪ ...‬إن هللذا الشللر هللو‬

‫الوسليلة الوحيللد ة للوصلول إلللى هللدف الخيللر ‪ .‬وللذلك يتحتلل م أل نللتردد لحظللة‬ ‫واح للد ة ف للي أعم للال الرش و ة والخديع للة والخيان للة إذا ك للانت تخ للدمنا ف للي تحقي لل ق‬ ‫غايتنا‪.‬‬

‫وقبللل أن ننتقللل إلللى الللبرتوكول الثللانى َنلَو د لأن نلفللت النظللار بشللد ة إلللى‬

‫أن الواقع يدل دللة قاطعة على أن اليهود قد نفذوا فينا – وفى النصللارى مللن‬ ‫قبلنللا – نللص مللا جللاء فللي الللبروتوكول الول ؛ فتحقلل ق لهلل م احتكللار الللذهب ‪،‬‬

‫والتحكل لل م فل للي اقتصل للاد العل للال م والخطل للر منل لله أنهل لل م أفسل للدوا أخلقنل للا وأخل ق‬ ‫النصارى من قبلنا بالخمر والموسيقى والنساء والرشو ة والخديعة والخيانة ‪.‬‬

‫ولل م يكللن نجللاحه م فللي ذلللك مسللتمدًا مللن قللوته م أو ذكللائه م ‪ ،‬إوانمللا كللان‬

‫ل ومهانللة‬ ‫مسللتمدا مللن ضللعف إيماننللا ‪ ،‬وبعللدنا عللن ال ل ‪ ،‬وقلد أورثنللا ذلللك ذ ً‬ ‫نتقلب فيهما ‪ ،‬ول يرتفعان عنا إل بالتوبة والعود ة إلى ال ‪ ،‬فهل نحن فاعلون‬ ‫؟!‬

‫وأمِسا البرتوكول الثِسانى فأهم مِسا فنيه أمران في غِسانية الخطر ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬جاء فيه ‪ ) :‬إن الطبقات المتعلملة سلتختال زه وًا أمللا م أنفسلها بعلمهللا‬ ‫‪ ،‬وستأخذ جزافًا في مزاولة المعرفة اللتي حصللتها ملن العلل م اللذى قلدمه اليهلا‬

‫وكلؤنا رغبة فى تربية عقوله م حسب التجاه الذى توخيناه(‪.‬أهل ‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫والواقع يشهد بأن فينا من وقع في الفخ الذي نصبه حكماء صهيون‪.‬‬

‫وأمِسا المر الثِسانى فقد قِسال عنه أحبِسار النيهود ‪:‬‬

‫) إن الصحافة التي في أيدي الحكومة القائمة هللي القلو ة العظيمللة الللتي‬

‫بها نحصل على توجيه النللاس ‪ ،‬فالصللحافة تللبين المطللالب الحيوية للجمهللور‬ ‫‪ ،‬وتعلللن شللكاوى الشللاكين وتولللد الضللجر أحيانللا بيللن الغوغ اء ‪ ،‬إوان تحقيلل ق‬ ‫حريل ة الكل م ق للد ولللد ف للي الص للحافة ‪ ،‬غي للر أن الحكومللات ل لل م تع للرف كي للف‬

‫تسللتعمل هللذه الق لو ة بالطريقللة الصللحيحة ‪ ،‬فسللقطت فللي أيللدينا ‪ ،‬ومللن خلل‬

‫الصحافة أحرزنا نفلوذا ‪ ،‬وبقينلا نحلن وراء السلتار ‪ ،‬وبفضلل الصلحافة كدسلنا‬ ‫الللذهب ‪ ،‬وللو أن ذلللك كلفنللا أنهللا ار مللن الللد م ‪ ،‬فقللد كلفنللا التضللحية بكللثير مللن‬ ‫جنسنا ‪ ،‬ولكن كل تضحية من جانبنا تعادل آلفًا من المميللن ) غيللر اليهللود‬ ‫( أما م ال ‪.‬‬

‫أمِسا المر الثِسالث مننن هننذه الوثنيقننة الخطنيننرة فهننو نيبنندأ ببنينِسان أن هنندف‬ ‫النيهود أن تكون كل دول أوربِسا محةصورة بأغل لن ل تكرسر!!‬

‫والواقع يشهد أن كل أو جل الدول الوروبية تحت سيطر ة اليهود‪.‬‬

‫ويؤكلد حكمللاء صللهيون أنلله ينبغللى تللدبير المكائللد والدسللائس دائمللا بيللن‬

‫الحكومات والشعوب ‪ ،‬يقول البروتوكول ‪:‬‬

‫) وقلد فصلللنا الق لو ة المراقبللة ) الحكوملة ( عللن ق لو ة الجمهوري ة العميللاء‬

‫) الشعب ( ‪ ،‬لنهما حين انفصلتا صارتا كأعمى فقد عصاه !‬

‫‪27‬‬


‫ويلبين اليهللود ان رفع شللعار ) حقللو ق البشللر ( ل وجود للله فللى الواقللع‪،‬‬

‫إوانما يتبنى اليهود هذا الشعار لثار ة القلقل والفتن والواقيعة بيلن المجتمعلات‬ ‫البشرية ‪.‬‬

‫ويسو ق أبناء صهيون – هنا – مجموعة من الوسائل الللتي يصلللون بهللا‬

‫الى السيطر ة على العال م شرقه وغربه على السواء ‪:‬‬

‫) نحل للن علل للى الل للدوا م نتبنل للى الشل لليوعية ‪ ،‬ونحتضل للنها متظل للاهرين بأننل للا‬

‫نسللاعد العمللال طوع ًا لمبللدأ الخ لو ة والمصلللحة العامللة للنسللانية ‪ ،‬وه ذا مللا‬ ‫تبشر به الماسونية ( ؟!‬

‫) وسللنخل ق أزمل ة اقتص للادية عالمي للة بك للل الوسللائل الممكن للة ال للتي ف للي‬

‫قبضتنا ‪ ،‬وبمساعد ة الذهب الذى هو كله في أيدينا ( ‪.‬‬

‫) ونحن الن – كقلو ة دوليللة – فللو ق المتنللاول ‪ ،‬لنلله لللو هاجمتنللا أحللدى‬

‫الحكومات لقامت بنصرنا أخريات ؟؟!!‬

‫* وفى البرتوكول الرابع يرتكز على ثلثة محاور كفيلة بتللدمير العقيللد ة‬

‫والخل ق لكل شعوب الرض !!‬

‫أولها ‪ ) :‬إن المحفل الماسونى المنتشر في كل أنحاء العال م ليعمل في‬

‫غفلة كقناع لغراضنا ( ‪ ،‬ونوادى الروتارى داخلة فى هذا النص ‪.‬‬

‫والمح للور الث للاني ‪ ) :‬يتحت لل م علين للا – أي اليه للود – أن نن للزع فك للر ة الل ل‬

‫ذاتهللا مللن عقللول المسلليحيين ! وأن نضللع مكانهللا عمليللات حسللابية وضرورية‬

‫مادية ‪ ،‬ث م لكي نحول عقول المسلليحيين عللن سياسللتنا سلليكون حتمللا علينللا أن‬

‫نبقيهلل م منهمكيللن فللي الصللناعة والتجاري ة ‪ ,‬وهكللذا ستنصللرف كللل الملل م إلللى‬ ‫مصالحها ‪ ،‬ولن تفطن في هذا الصراع العالمي إلى عدوها المشترك (!!‬ ‫‪28‬‬


‫وأمللا الثللالث وه و أيضللا فللي غايللة الخطللور ة ‪ ) :‬إن الص لراع مللن أجللل‬

‫التفللو ق ‪ ،‬والمضللاربة فللي عللال م العمللال سللتخلقان مجتمعللا أنانيلًا غليللظ القلللب‬

‫ل ومبغض لًا للللدين والسياسللة ‪،‬‬ ‫منحللل الخل ق ‪ ،‬هللذا المجتمللع سيصللير منح ً‬

‫وستكون شهو ة الذهب رائده الوحيد ‪.‬‬

‫وسلليكافح هللذا المجتمللع مللن أجللل الللذهب متخللذًا اللللذات الماديللة الللتي‬

‫يستطيع أن يمده بها الذهب مذهبًا أصيل ‪.‬‬

‫• وأم نِسا الننبروتوكول الخ نِسامس فل يمك للن اختص للاره أو تلخيص لله لخط للور ة‬

‫الم لؤامر ة الللتي اشللتمل عليهللا كللل لفللظ مللن ألفللاظه !! لكنلله بللوجه عللا م‬ ‫يستمد خطللورته مللن اعتقللاد ارسللخ عنللد اليهللود بللأنه م شللعب الل المختللار‬

‫كمللا يزعمللون ‪ ،‬وذلللك فللي قللوله ‪ ) :‬إننللا نق ل أر فللي ش لريعة النبيللاء أننللا‬ ‫مختارون من ال لنحك م الرض ( ‪.‬‬

‫وفى سبيل ذلك الهدف يلجأ اليهود الى أخللس الوسائل الللتي تحقلل ق هللذه‬ ‫الغايللة ؛ فيعملللون جاهللدين علللى إثللار ة النع لرات القبليللة والقوميللة ؛ ويخلصللون‬

‫من ذلك الى نتيجة هامة ‪ ،‬وهى أن أى حكومة منفلرد ة للن تجلد لهلا سلندا ملن‬ ‫جاراتها حين تدعوها العربية اليو م – بخاصة – والسلمية بعامة‪.‬‬

‫ويللوجب اليه للود عل للى أنفس لله م ض للرور ة عل للى أنفس لله م ض للرور ة احتك للار‬

‫مطل ق الصناعة والتجار ة للتحك م في رأس المال العالمى‪.‬‬

‫وفللى سلللبيل تحقي لل ق اله للدف النهلللائي لليه للود ) حك لل م الع للال م ( ‪ ،‬ف للإنه م‬

‫يؤكدون علللى ضللرور ة أن يقلو م الحكللا م بسللحر عقللول العامللة بللالكل م الجللوف‬

‫ل أ م ل ؟ ولضمان‬ ‫ل للوفاء فع ً‬ ‫لن الشعوب قلما تلحظ ما إذا كان الوعد قاب ً‬

‫ال لرأي العللا م والسلليطر ة عليلله يجللب أن نحي لره كللل الحيللر ة بتغي لرات مللن جميللع‬ ‫‪29‬‬


‫النواحي لكل أساليب الراء المتناقضة بحيث يقتنلع اللرأي العلا م أنله ل يصللح‬ ‫لبداء رأيه في المسائل السياسية فيسهل توجيهه إواقناعه والسيطر ة عليه !!‪.‬‬

‫كل ذلك يفعله اليهود سعيا إلى تشكيل حكومة عالمية عليا تحك م العال م‬

‫بأسل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل لره ‪:‬‬ ‫ن{ ]ال ننفِسال‪. [30 :‬‬ ‫نو َنينْم ُكنُرناللُّه َو انللُّه َخ ْنينُرناْلَم ِسانِك ِرننين َ‬ ‫}َو َنينْم ُكنُرنو ن َ​َ‬ ‫• ونيرسعى البرتوكول الرسِسادس إلى‪ :‬تخري ب صللناعة وز ارعللة دول العللال م‬ ‫‪ ،‬وذلللك مللن خلل تشللجيعه حللب الللترف المطللل ق ممللا يعنللى اسللتنزاف‬ ‫مبالغ طائلة في هذا الباب )الترف( بغير فائد ة‪.‬‬

‫وكذلك زياد ة الجور مع رفع أثمان الضرورات الولية فللى نفللس الللوقت‬

‫مع الستفاد ة من سوء المحصولت الزراعيلة وضعف النتللاج المللترتب عللى‬ ‫تدخل اليهود فى شئون الدول‪.‬‬

‫وك للذلك يتحقل لل ق تخري ل ب الصل للناعة والز ارعل للة مل للن خلل قيل للا م اليهل للود‬

‫بتشجيع العمال على إدمان المسكرات ‪ ،‬إواثللار ة الحسللد والسللخط فلي نفوسه م ‪،‬‬

‫ومحاربة كل من تظهر عبقريته من غير اليهود في أي مجللال مللن المجللالت‬ ‫‪.‬‬ ‫•‬

‫وفنى الننبروتوكول الرسنِسابع نيرسننعى النيهننود إلننى‪ :‬حللث الللدول علللى بنللاء‬ ‫جيلوش ضلخمة ‪ ،‬وق و ة بوليسلية كلبير ة العلدد ‪ .‬فلي نفلس اللوقت يقلررون‬ ‫أنه يجلب نشلر الفتنلة والمنازعات والعللداوات المتبادللة بيلن سلائر اللدول‬ ‫والشعوب‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫يقول حكماء صهيون ‪ ) :‬ولكي نصل إلى هذه الغايات يجب علينللا أن‬

‫ننطوى على كثير من الدهاء والخبللث خلل المفاوضات والتفاقللات ‪ ،‬ولكننللا‬ ‫فيما يسمى " اللغة الرسمية" سوف نتظاهر بعكس ذلك ‪ ،‬كى نظهر بمظاهر‬

‫المين المتحمل للمسئولية ( ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬هذا الكل م مطب ق بنصه وفصه في المفاوضات التي تلدور بيلن‬

‫اليهود والدول العربية اليو م فل نامت أعين الجبناء ‪.‬‬

‫ويتح للدث اليه للود – هن للا – بصل لراحة كامل للة أنه لل م وراء الره اب ال للذي‬

‫يحدث في أماكن مختلفة من العال م فيقولون ‪ ) :‬من أجل أن نظهر استعبادنا‬ ‫لجميللع الحكوملات غيللر اليهوديللة – سللوف نللبين فوتنللا لواحللد ة منهللا متوسللين‬ ‫) أي عللن طري ق ( ج ارئلل م العنللف ؛ وذلللك مللا يقللال للله حكلل م الره اب !! إواذا‬ ‫اتفقوا ضدنا فسوف نجيبه م بالمدافع المريكية أو الصينية أو اليابانية !! ‪.‬‬ ‫• وأمِسا البروتوكول الثِسامن فنيقوم على عنةصرنين في غِسانية الخطر ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬سللعى اليهللود بكللل الحيللل إلللى مسللخ عقللول مجموعة كللبير ة فللي‬

‫داخ للل ك للل دولللة بحي للث تعم للل لص للالحه م وتب للذل جه للدها ف للي خدم للة اليه للود‬ ‫وتحقي لل ق أغ ارض لله م ي للوعى وبغي للر وعل ى ! وهل ذه المجموعل ة تمث للل ك للل فئ للات‬ ‫المجتم للع ففيه لل م الناش للرون الص للحفيون والمح للامون والطب للاء ورج ال الدار ة‬

‫والسياسة ‪ ،‬كما تض م مللن يتعلمللون فللي المللدارس الخاصللة جللدًا ‪ ،‬والللتي ينظللر‬

‫إليلله بعللض أفلراد الشللعب علللى أنهللا مظهللر التقللد م فيلهثللون وراءهللا ‪ ،‬وهى فللي‬ ‫الحقيقة مدارس لمسخ عقول أبناء المسلمين لخراج جيل ل يعرف ال ‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫ويتمث للل ف للي س للعى اليه للود المس للتميت إل للى ش للغل المناص للب الخطي للر ة‬

‫والحساسل للة فل للي المجتمعل للات بل للأقوا م سل للاءت صل للحائفه م وأخلقهل لل م كل للى تقل للف‬ ‫مخازيه م – كما يقول اليهود – فاصل بين المللة وبينهلل م ‪ .‬والغللرض مللن ذلللك‬

‫أن يدافع هؤلء عن مصالحنا حتى النفس الخير‪.‬‬

‫• وفنى الننبرتوكول التِسارسننع ‪ :‬كش للف اليه للود القن للاع ع للن أس لللوب الخ للداع‬

‫الللذي يسللمحون بلله لعملئهلل م مللن الحكللا م ‪ ،‬وع ن التللدخل الخطيللر ة فللي‬ ‫شللئون وسياسللات الللدول علللى نحللو للل م يسللب ق للله مثيللل عنللد غيللر اليهللود‬

‫فيقول ل للون ‪ ) :‬حيل ل للث تقل ل للف حكوم ل للة مل ل للن الحكوم ل للات نفسل ل للها موق ل للف‬

‫المعارضة لنا في الوقت الحاضر فإنمللا ذلللك أمللر صللوري متخللذ بكامللل‬ ‫معرفتنا ورضانا ؟! كما أننا محتاجون إلى انفجاراته م المعادية لليهود ‪،‬‬

‫كي نتمكن من حفظ إخواننا الصغار في نظا م ؟!‬

‫ويص للرح حكم للاء ص للهيون ب للأن اليه للود ق للد أص للبح له لل م ي للد طويل للة ف للي‬ ‫الشئون الداخليللة للحكومات ‪ ،‬فيقولون ‪ ) :‬إن لنلا يللدا فلي حلل ق الحكلل م ‪ ،‬وح ق‬

‫النتخللاب ‪ ،‬وسياسللة الصللحافة ‪ ،‬وتعزي ز حري ة الف لراد ‪ ،‬فيمللا ل ي لزال أعظلل م‬

‫خط ار ‪ ،‬وهو التعلي م الذى يكون الدعامة الكبرى للحيا ة الحر ة (‪.‬‬

‫ولما كتب اليهود هللذه الوثيقللة الخطيللر ة للل م يللدر بخلللده م أن الل سيكشللف‬

‫ستره م ‪ ،‬ويفضح أمره م ‪ ،‬فكتبوا وخطوا بأقلذر القل م أخلس الصلفات اللتي ل‬ ‫يمكللن أن تجتمللع فللي أي بشللر سللوى اليهللود ‪ ،‬فقللالوا ‪) :‬إن لنللا طموحا ل ُيحلّد‬

‫وشرهًا ل يشبع ونقمة ل ترح م ‪ ،‬وبغضاء ل تحس ‪ ،‬إننا مصللدر إرهاب بعيللد‬ ‫المدى إواننا نسخر في خدمتنا أناسا من جميع المذاهب والحزاب ( ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫فقللد وقلف الحللديث بنللا عنللد بيللان مللا اشللتمل عليلله الللبروتوكول التاسللع‬

‫لليهود من مؤامر ة خطير ة على العال م بأسر ة ‪ ،‬فهل م ل يفرقون فلي المكللر والكيللد‬ ‫والحقد بين عربى وعجمى‪.‬‬

‫• وفنى النبروتوكول العِساشنر يؤكلد اليهللود أن الحكوملات والملل م تقنللع فللي‬ ‫السياسة بالجانب المبهرج الزائف مللن كللل شللئ ‪ ،‬لنلله ليللس لللديه م وقت‬

‫لكى يختاروا بواطن المور في حين أن نوابه م الممثليللن لهلل م ) أعضللاء‬ ‫مجلس الشعب ( ل يفكرون إل في الملذات‪.‬‬

‫ث م يبين حكماء صللهيون أن السياسللى إذا خللدع شللعبه ثلل م عللرف الشللعب‬ ‫ذلك فإنه ل يحتقره ول يضره ‪ ،‬بل يقابل خداعه له بالدهشة والعجاب ‪ .‬فللإذا‬ ‫قيللل ‪ :‬هللذا السياسللي غشللاش ‪ ،‬قللال الشللعب ‪ :‬لكنلله بللارع‪ ،‬إواذا قيللل ‪ :‬دجللال ‪،‬‬

‫قال ‪ :‬لكنه شجاع !‬

‫وملن أخطللر مللا صللرح بلله اليهللود – هنللا – أنهلل م قللالوا ‪ ) :‬سللوف نللدمر‬

‫الحيا ة السرية ‪ ،‬بين غير اليهود ‪ ،‬ونفسد أهميتها التربوية ‪ ،‬وسنعو ق الرجال‬

‫ذوى العقللول الحصلليفة عللن الوصللول إلللى الصللدار ة ‪ ،‬والدسللتور – فللي نظللر‬ ‫اليهل للود – مدرس ل ة للفتل للن والختلفل للات والمشل للاحنات ‪ ،‬والهيجانل للات الحزبيل للة‬ ‫العقيمة ‪ ،‬وهو بإيجاز مدرسة كل شئ يضعف نفوذ الحكومة ( ‪.‬‬

‫وأما ما يتعل ق باختيار ودور رئيس الجمهورية فيبين اليهود ذلللك بقللوله م‬

‫‪) :‬سندبر انتخاب أمثال هؤلء الرؤساء ممن تكون صحائفه م السابقة مسللود ة‬ ‫بفضيحة نيابية ‪ ،‬أو صفقة أخرى سرية مريبة !!‬

‫‪33‬‬


‫إن رئيسللا مللن هللذا النللوع سلليكون منفللذا وافيللا لغ ارضللنا ‪ ،‬لنلله سيخشللى‬

‫التشللهير ! وسليبقى خاضللعا لسلللطان الخللوف الللذى يمتلللك – دائم لًا – الرج ل‬

‫الذى وصل إلى السلطة ( ‪.‬‬

‫وفللى نهاي للة ه للذا ال للبروتوكول يق للرر اليه للود حقيق للة خطي للر ة ج للدا تتعل لل ق‬

‫بواقعنا المعاصر ‪ ،‬وللسف الشديد قد نجح اليهود تحقي ق هذا المر الخطير‬

‫الللذي جللاء فللي قللوله م ) لبللد أن يسللتمر فللي كللل البلد اضللطراب العلقللات‬

‫القائمة بين الشعوب والحكومات ‪ ،‬فتسللتمر العللداوات والحللروب ‪ ،‬والكراهيللة ‪،‬‬

‫والموت استشهادا أيضًا ؟ ! هذا مع الجوع والفقر ‪ ،‬وتفشى المراض (‪.‬‬

‫• وأمنِسا الننبروتوكول الحنِسادي عشننر‪ :‬فيللبين اليهللود فيلله أن مللن رحمللة ال ل‬ ‫بهلل م أن شللعبه المختللار مشللتت !! وهذا التشللتت الللذي يبللدو ضللعفا فينللا‬

‫أما م العللال م ‪ ،‬قللد ثبللت أنلله كللل قوتنللا الللتي وصلت بنللا إلللى عتبللة السلللطة‬ ‫العالمية ‪.‬‬

‫• وفى البروتوكول الثنِساني عشنر‪ :‬يعللود اليهللود إلللى مزي د بيللان عللن دور‬ ‫الصحافة في تحقي ق أغراضه م ‪ ،‬فيقررون أن الخبار العالمية تتسلمها‬ ‫وكلالت أنبللاء قليلللة وللن تنشللر مللن هللذه الخبللار إل مللا يوافلل ق اليهللود‬

‫علللى نشلره ‪ ،‬وهذا يفسللر لنلا سللر حكمللاء صللهيون أن كلل إنسللان يرغب‬ ‫أن يكللون ناشل ار أو طابعللا سلليكون مضللط ار إلللى الحصللول علللى رخصللة‬ ‫وشهاد ة ستسحبان منه إذا وقعت منه مخالفة!‬

‫‪34‬‬


‫) والمقص للود بالمخالف للة هن للا الخ للروج عل للى منه للج اليه للود ‪ ،‬أو الوقللوف‬

‫ضده م (‪.‬‬

‫ويقول اليهود ‪ ) :‬سننشر كتبا رخيصة الثمن كللي نعللل م العامللة ‪ ،‬ونوجه‬

‫عقوله م في التجاهات التي نرغب فيها !! ولن يجد أحد يرغب في مهاجمتنلا‬ ‫بقلمل لله ناش ل ل ار ينشل للر لل لله ‪ ،‬الدب والصل للحافة همل للا أعظل لل م قل للوتين تعليميل للتين‬ ‫خطيرتيللن ‪ ،‬ولهللذا السللبب ستشللترى حكومتنللا العللدد الكللبر مللن الللدوريات !!‬

‫وبهلل ل ل ل ل للذه الوسل ل ل ل ل لليلة تظفلل ل ل ل ل للر بس ل ل ل ل ل لللطان ك ل ل ل ل ل للبير ج ل ل ل ل ل للدا عل ل ل ل ل ل للى العق ل ل ل ل ل للل‬ ‫النساني !!‪.‬‬

‫• ونيقرر النيهود فني النبروتوكول الثنِسالث عشنر جملللة مللن الحقللائ ق‬ ‫ال للتي تع للبر ع للن نظرته لل م إل للى الش للعوب والمجتمع للات البشل لرية‪،‬‬

‫وتعك ل للس المنطلق ل للات ال ل للتي ينطل ل لل ق منه ل للا اليه ل للود ف ل للي تفكيرهل م‬

‫ومعاملته م لغيره م ‪ ،‬وهى حقلائ ق فلي غايلة الخطللور ة تللوجب علللى‬

‫كل مسل م أن يتدبرها ويعقلها ‪ ،‬من هذه الحقائ ق ‪:‬‬

‫أوًل‪ :‬ينظر اليهود إلى الشعوب غير اليهودية على أنها كالطفل ! إذا ألح في‬ ‫طلب شئ معيلن يكفلى أن تقلول لله مثل ‪ :‬أنظلر إللى هلذا العصلفور ! فتلوجه‬

‫ذهنلله إلللى مللا تري د ! وينسللى مللا كللان يلللح فللي طلبلله ‪ ،‬ويبللدأ فللي الس لؤال عللن‬

‫العصفور ‪ ،‬ووصف شكله ولونه !! وهذا فللي نظللر اليهللود دور خطيللر ينبغللي‬

‫أن تقل لو م ب لله الصللحافة فللي ك للل الللدول لتش للغل الجم للاهير بقض للايا تافهللة ع للن‬ ‫القضايا المهمة المتعلقة بمصير ومستقبل المة !!‪.‬‬

‫ثِساننيًِسا‪ :‬يقول اليهود ‪ ) :‬لكى نشغل الناس عن مناقشة المشاكل السياسية فإننا‬ ‫نمده م بمشكلت جديد ة تتعل ق بالصناعة والتجار ة ( ‪.‬‬ ‫‪35‬‬


‫ثِسالثًِسا‪ :‬إبعاد الشعوب عن التفكير الجاد والهللادف بللأن تلهيهللا بللأنواع شللتى مللن‬

‫الملهللي واللعللاب ؛ ويتحقلل ق هللذا بللالعلن فللي الصللحف ووسلائل العل م‬

‫عللن مباري ات فللي كللل أن لواع المشللروعات ‪ ،‬كللالفن ‪ ،‬والرياضللة ‪ ،‬وملا إليهللا ‪،‬‬ ‫وهل ذه المت للع الجدي للد ة س للوف تله للى ذه للب الش للعب ع للن التفكي للر ف للي المس للائل‬ ‫المهمة !!‪.‬‬

‫رابعًِسا‪ :‬ل يوجد – في نظر اليهود – عقل واحد عنللد غيره م يسللتطيع أن يللدرك‬

‫أننللا نخفللى وراء كلمللة ) التقللد م ( الللتي نرددهللا ضلللل وزيغلًا عللن الحلل ق ‪ ،‬لن‬ ‫التقللد م فكللر ة رائعللة تعمللل علللى تغطيللة الحلل ق حللتى ل يعرف ه أحللد غيرن ا نحللن‬ ‫شعب ال المختار الذي اصطفاه ال !!‬

‫• وفى البروتوكول الرابع عشر‪ :‬يعلن اليهود ما تخفللى صللدوره م ‪،‬‬ ‫فيقولللون ‪ ) :‬عنللدما نكللون سللاد ة الرض لللن نبيللح قيللا م أي ديللن‬

‫غيل للر ديننل للا ‪ ،‬ولهل للذا السل للبب يجل للب علينل للا أن نحطل لل م كل للل عقائل للد‬ ‫اليمان ( !!‬

‫ويقللرر اليهللود أنهلل م سلليتخذون الوسلائل المناسللبة الللتي تجعللل الشللعوب‬ ‫تفض للل حكومللة الس للل م ف للي ج للو العبودي للة عل للى حق للو ق الحريل ة ال للتي طالم للا‬ ‫مجدوها ؛ لن الحرية كانت سببًا في تعذيبه م واستنزافه م !! ‪.‬‬

‫ويعللترف اليهللود فللي نهايللة هللذا الللبروتوكول أنهلل م نشللروا فللي كللل الللدول‬

‫الكللبرى ذات الزعامللة أدبلًا مريضلًا قللذ ًار يغللثي النفللوس ‪ ،‬ويلرون أن المصلللحة‬ ‫تقضى بتشجيع نشر هذا الدب لفتر ة من الزمن !!‪.‬‬

‫• وأمِسا البرتوكول الخِسامس عشر فقد جِساء فنيه‪:‬‬

‫‪36‬‬


‫ضللرور ة منللع المللؤامرات ضللد اليهللود ؛ وذل للك بتنفيللذ حكلل م العللدا م بل‬

‫رحمة ضد كل من يشهر أسلحة ضد استقرار سلطتنا‪.‬‬

‫إعللداد أفلراد أى جماعللة سلرية مناوئلة لليهللود ‪ ،‬أمللا م الجماعللات السلرية‬

‫التي تخد م أغراض اليهود فسوف تحل بعد انتهاء مهمتهللا ‪ ،‬وينفللى أعضللاؤها‬ ‫إلى جهات نائية من العال م !!‪.‬‬

‫ق اررات حكومتنا نهائية ‪ ،‬ولن يكون لحد الح ق في المعارضة‪.‬‬

‫س للنحاول أن ننش للئ ونض للاعف خلي للا الماس للونيين الحل لرار ف للي جمي للع‬

‫أنحللاء العللال م ‪ ،‬وه ذه الخليللا سللتكون المللاكن الرئيسللية الللتي سنحصللل منهللا‬ ‫علللى مللا نري د مللن أخبللار ! )يعنللى أوكللار للتجسللس علللى الللدول( كمللا أنهللا‬ ‫ستكون أفضل مراكز الدعاية‪.‬‬

‫وسوف نركز على كل هذه الخليا تحت قياد ة واحد ة معروفة لنلا وحدنا‬

‫‪ ،‬وهذه القياد ة من علمائنا !! وكل الللوكلء فللي البللوليس الللدولي السللري تقريبلًا‬ ‫سيكونان أعضاء في هذه الخليا‪.‬‬

‫كما يقرر اليهود أن الغاية تبرر الوسيلة ‪ ،‬وأن كل غاية عظيمللة ينبغللى‬

‫أل نتوقف لحظة أما م الوسائل الموصلة إليها ! وأل نلتفت إلى عدد الضحايا‬

‫الذين تجب التضحية به م للوصول إلى هذه الغاية !!‪.‬‬

‫أقننول‪ :‬وه ذا مللا حللدث وملازال يحللدث مللن تقتيللل وتش لريد للفلسللطينيين‬

‫واللبن للانيين وغيره م ف للي س للبيل الغاي للة المنش للود ة لليه للود ‪ ،‬أض للف إل للى ذل للك‬

‫التفجيرات والغتيالت التي تحدث على مستوى العال م ؛ فإنها في معظمها ‪:‬‬

‫إما أن اليهود من ورائها ‪ ،‬أو على عل م بها قبل وقوعها !!‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫ويتح للدث اليه للود ف للي نهاي للة ه للذا ال للبروتوكول ع للن دوره م الخطي للر ف للي‬

‫التللأثير علللى المناصللب الحساسللة فللي الللدول ؛ فيقوللون ‪) :‬أي إنسللان يرغ ب‬ ‫فللي الحتفللاظ بمنصللبه سلليكون عليلله كللي يضللمنه أن يطيعنللا طاعللة عميللاء‪.‬‬

‫وسللتكون المناص للب الخطي للر ة مقص للور ة بل اس للتثناء عل للى م للن ربين للاه م تربي للة‬ ‫خاصة للدار ة ! وسنلغي ح ق استئناف الحكا م )كما في المحاك م العسللكرية(‬ ‫‪ ،‬ونقصره على مصلحتنا فسحب!(‪.‬‬

‫إواذا صدر حك م يستلز م إعاد ة النظر فسنعزل القاضى الذى اصدره فو ًار‬

‫‪ ،‬ونعاقبه جه ًار !!(‪.‬‬

‫وبعد أنيهِسا القِسارئ الكرنيم‪:‬‬ ‫فللإن معرف ة حقيقللة اليهللود تجعلللك تفهلل م فللي وضللوح وجلء تفسللير مللا‬

‫يح للدث ف للي ع للال م اليل لو م ‪ ،‬كم للا يكش للف ل للك ع للن دوره م ف للي ت للدمير العقي للد ة‬ ‫والخل ق ‪ ،‬إوافساد العبادات والمعاملت ‪ ،‬وهذا مللا تحلاول تحقيقله مللن خلل‬ ‫تتبع فقرات هذه الوثيقة الخطير ة‪.‬‬

‫• وفى البروتوكول الرسِسادس عشر ‪:‬‬

‫يتحللدث اليهللود عللن الجامعللات ‪ ،‬فيقللررون تغييره ا بعللد ة وسلائل منهللا‪:‬‬ ‫العللداد الخللاص برؤسللاء الجامعللات وأسللاتذتها! وترش يحه م بعنايللة بالغللة ‪،‬‬ ‫ومنه للا‪ :‬وضللع ب ارم للج لطلب للة الجامع للات بحي للث يتخرج ون منه للا – كم للا يري د‬

‫اليهل للود لهل لل م – ول يسل للمح لهل لل م بحمل للل الفكل للار الل للتي ل تناسل للب خطل للة أبنل للاء‬ ‫صهيون !!‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫كمللا يقللرر اليهللود تللدمير الللتراث ‪ ،‬وتشللويه صللور ة الماضللي فللي نظللر‬

‫الجيللل الحاضللر‪ ،‬ويتلل م ذلللك مللن خلل د ارسللة الج لوانب المظلمللة مللن التاري خ‬ ‫الق للدي م ‪ ،‬إوابل لراز الص للفحات الس للوداء به للدف طم للس العص للور الماض للية م للن‬

‫المذاكر ة ‪ ،‬إواخراج جيل يكفر بكل ما هو قدي م ولو كان وحيًا سللماويًا ‪ ،‬ويؤمن‬ ‫بكل ما هو جديد ولو كان إلحادًا أرضيًا !!‪.‬‬

‫ويعللترف اليهللود فللي نهايللة هللذا الللبروتوكول أنهلل م الللذين وضلعوا أخطللر‬

‫نظ للا م لخض للاع عق للول البش للر ‪ ،‬وهل و نظ للا م التربي للة البرهاني للة !!‪ .‬أو التعلي لل م‬

‫بللالنظر ‪ ،‬وخلصللته ‪) :‬تعليلل م النللاس الحقللائ ق عللن طري ق الللبراهين النظرية ‪،‬‬ ‫والمناقشات الفكرية ‪ ،‬ل التعلي م عن طري ق ملحظللة المثلللة إواجلراء التجللارب‬

‫عليهللا للوصلول إلللى الحقللائ ق أو القواعللد العامللة ‪ ،‬والتربيللة فللي أكللثر مدارسنا‬ ‫برهاني للة ! تهت لل م بإثب للات الحقيق للة بالبره ان النظ للري عليه للا ‪ ،‬ومللن ش للأن ه للذه‬

‫الطريقللة أن تفقللد النسللان ملكللة الملحظللة الصللادقة ‪ ،‬والسللتقلل فللي إدراك‬ ‫الحقللائ ق ‪ ،‬وفهلل م الفللرو ق الكللبير ة أو الصللغير ة بيللن الشللياء المتشللابهة ظللاه ًار ‪،‬‬

‫وهى على العكس من طريقللة التربيللة بالمشللاهد ة والملحظللة والتجربة ود ارسللة‬ ‫الجزئيل للات ‪ ،‬وهل ذه الطريقل للة الخيلللر ة تعل للود النسل للان علل للى حسل للن الملحظل للة‬

‫والستقلل الفكري والمتميز الصحيح بيللن الشللياء ‪ ،‬والتربيللة البرهانيللة غلبللا‬ ‫اسللتدللية ‪ ،‬والثانيللة غالبللا اسللتقرائية تجريبيللة ‪ ،‬وضرر التربيللة البرهانيللة أكللثر‬ ‫من نفعها ‪ ،‬فهي تمسخ العقل ‪ ،‬وتمد له في الغلرور والعمللى والكسللل والتواكللل‬ ‫(‪.‬‬

‫• وفى البروتوكول الرسِسابع عشر ‪:‬‬

‫‪39‬‬


‫يل للذكر اليهلللود أن احل للترا م القلللانون يجعل للل النل للاس يش للبون ب للاردين قسل للا ة‬

‫عنيللدين ‪ ،‬ويجردهلل م – كللذلك ‪ -‬مللن كللل مبللادئه م ‪ ،‬ويحملهلل م علللى أن ينظللروا‬ ‫إلى الحيا ة نظر ة غير إنسانية ‪ ،‬بل قانونية محضة !!‬

‫ثلل م يسللتطرد اليهللود قللائلين ‪ ) :‬ل محللامى يرف ض أبللدا الللدفاع عللن أي‬

‫قض للية إن لله س لليحاول الحص للول عل للى ال للبراء ة بك للل الثم للان بالتمس للك ب للالنقط‬ ‫الحتمالية الصغير ة في التشريع !!(‪.‬‬

‫كمللا يقللرر اليهللود مللوقفه م مللن العلمللاء ورج ال الللدين ‪ ،‬فيقوللون ‪ ) :‬قللد‬

‫عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين – غير اليهللود – فللي أعيللن‬ ‫الناس !! وبذلك نجحنا في الضرار برسالته م التي كان يمكن أن تكون عقبة‬ ‫كئللودا فللي طريقنللا إوان نفللوذ رج ال الللدين علللى النللاس ليتضللاءل يوملا فيوملا ‪،‬‬

‫والي لو م تسللود حري ة العقيللد ة فللي كللل مكللان‬

‫‪((1‬‬

‫‪ ،‬وسلوف نقصللر رج ال الللدين‬

‫وتعاليمه م على جانب صغير جدا من الحيا ة !! (‪.‬‬ ‫• وفى البرتوكول الثِسامن عشر ‪:‬‬

‫يقارن اليهود بين حكومته م المرتقبللة ‪ ،‬والحكومات الخللرى ‪ ،‬ويضللعون‬ ‫علمللة تعللرف بهللا الحكومللة الضللعيفة فيقولللون ‪ ) :‬إن ح ارسللة الملللك جهللا ار‬ ‫تسللاوى العللتراف بضللعف قللوته !! إوان حاكمللا سليكون دائملا فلي وسط شلعبه‬ ‫!!(‪.‬‬

‫)‪(1‬‬

‫نيجتهد النيهود في تشكنيك النِساس في الدنيِسانِسات عن طرنيق النقد الحر ‪ ،‬وعلم مقِسارنة الدنيِسان ‪ ،‬وحرنية‬

‫العقنيدة ‪ ،‬والحط من كرامة رجِسال الدنيِسان ‪ ،‬وهم نيحِسافظون على بقِسائهِسا – شكل فقط – حتى تفرسد فرسِسادا تِسامِسا‬ ‫نهِسائنيِسا!!‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫وه ذا مللن علمللات ق لو ة الحللاك م عنللد اليهللود أن يمشللى فللي الشللارع بل‬

‫حراسة معلنة ‪ ،‬إشار ة إلى قوته وهيبته وتقديس شعبه له ‪.‬‬ ‫• وفى البروتوكول التِسارسع عشر ‪:‬‬

‫يذكر اليهود أن الثور ة – أى ‪ :‬ثللور ة الشللعوب علللى الحكومات – ليسللت‬ ‫أكثر من نباح كلب علللى فيلل !! وليللس عللى الفيلل إل أن يظهللر قلدرته بمثلل‬

‫واحد متقن حتى تكف الكلب عن النباح !‪.‬‬

‫وقد أوحى اليهللود – كمللا يقولون – إلللى غيره م مللن الشللعوب أن القاتللل‬

‫السياسي شهيد !! مما جعل الكثير من الشعوب تتمرد على حكوماتهللا طمعللا‬ ‫في إدراك الشهاد ة المزعومة بقتل القاد ة ورجال السياسة‪ ،‬مملا أشلاع حاللة ملن‬

‫الفوضى والضطراب في كثير من الدول بعد أن اسللتغل اليهللود جهللل أبنائهللا‬ ‫الللذين أصللبحوا بل إراد ة مسللتقلة ‪ ،‬يفكللرون بعقللول غيره م ‪ ،‬وينظللرون بغيللر‬ ‫عيونه م !!‪.‬‬

‫• وفى البروتوكول العشرنين ‪:‬‬

‫يتحللدث اليهللود عللن المللال ‪ ،‬ودوره الخطيللر ‪ ،‬وتلأثيره علللى الحكوملات‬ ‫والشللعوب ‪ ،‬كمللا يتحللدثون عللن القواعللد والسللس الللتي سلليكون عليهللا النظللا م‬ ‫المللالى فللي الحكومللة اليهوديللة المرتقبللة ‪ ،‬ويمكللن للقللارئ الوقللوف علللى هللذا‬ ‫الجزء من المخطط اليهودي من خلل النصوص التية ‪:‬‬

‫* ) حيللن نصللل إلللى السلللطة فللإن حكومتنللا الوتوقراطيللة – مللن أجللل‬

‫مصلحتها الذاتية – سلتتجنب فلرض ضلرائب ثقيللة عللى الجمهلور ‪ ،‬وستذكر‬

‫دائما ذلك الدور الذى ينبغى أن تلعبه ‪ ،‬وأعنى به دور المحامى البوى ( ‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫* ) إن ف للرض ضل لرائب تص للاعدية عل للى الملك ه للو خي للر الوسللائل‬

‫لمواجهللة التكللاليف الحكوميللة ‪ ،‬وهكللذا تللدفع الضلرائب دون أن تره ق النللاس ‪،‬‬ ‫ودون أن يفلسوا ( ‪.‬‬

‫وأريد أن يتذكر القارئ أن هذا الكل م قد كتبه اليهود فى سنة‬

‫)‪ 1901‬م ( ونحن الن في سنة )‪ 1996‬م( ؟ ‪.‬‬

‫* ) وسل ل للتكون هن ل ل للاك ضل ل ل لرائب دمغ ل ل للة تص ل ل للاعدية عل ل ل للى المبيع ل ل للات‬

‫والمشتريات ( ‪.‬‬

‫* ) وللن يكللون الملللك فللي حكومتنللا محوطل ًا بالحاشللية الللتي يرقصللون‬

‫عللاد ة فللي خدمللة الملللك مللن أجللل الُّبهللة ‪ ،‬ول يهتمللون إل بللأموره م الخاصللة‬ ‫مبتعدين جانبا عن العمل لسعاد ة الدولة ( ‪.‬‬

‫* ) والحكا م المميون – غير اليهللود – مللن جلراء إهمللاله م ‪ ،‬أو بسلبب‬

‫فساد وزرائه م ‪ ،‬أو جهله م – قد جروا بلده م إلى الستدانة من بنوكنا ؟ حللتى‬ ‫إنه م ل يستطيعون تأدية هذه الديون ( ‪.‬‬

‫وفى نهاية هذا البروتوكول يقرر اليهود حقيقة واقعة فيقللول زعيمهلل م فللي‬

‫مؤتمر حكماء صهيون ‪ ) :‬وأنت م أنفسك م تعرفون إلللى أي مللدى مللن الختلل‬

‫المالى قد بلغوا بإهماله م الذاتى ‪ ،‬فلقد انتهوا إلى إفلس رغ م كلل المجهلودات‬ ‫الشاقة التي يبذلها رعاياه م التعساء ( ‪.‬‬

‫وبعد أنيهِسا القِسارئ الكرنيم ‪ :‬إن قراء ة هذه الحلقات المتتابعللة عللن أصللابع‬

‫اليهود الخفيللة الللتي تعبلث بسياسللات الحكومات ‪ ،‬واقتصللاد الشللعوب المسلللمة‬ ‫– ه للذه القل لراء ة توقف للك عل للى حق للائ ق مذهل للة وخص للائص فاس للد ة ق للد انف للرد به للا‬ ‫اليهود ‪ ،‬وتحدث عنها القرآن الكري م في مواضع مختلفة ‪.‬‬ ‫‪42‬‬


‫ومع هذا فنحن بحاجة ماسة – بعد القراء ة والتدبر – إلى أمر أهلل م وهو‬

‫المقارنة بين أقوال اليهود والواقع الذى يعيشه العال م اليو م ‪.‬‬

‫إن الحقيقللة المؤلمللة يعللبر عنهللا واقللع المللة ‪ ،‬فلقللد نجللح اليهللود نجاحللا‬

‫ظاه ار في تنفيذ المؤامر ة ‪ ،‬واخترا ق جسد المة الضعيف ‪.‬‬

‫• وفى البرتوكول الحِسادي والعشرنين وكذلك الثِسانى والعشرنين‪:‬‬

‫يتحل للدث اليهل للود عل للن السياسل للة الماليل للة لتل للدولته م المرتقبل للة وحكل للومته م‬ ‫المنتظللر ة ‪ ،‬وتتلخللص هللذه السياسللة فللى أن يحكلل م اليهللود قبضللته م علللى المللال‬ ‫فى جميع أنحلاء العلال م وأن يكلون لهل م نفلوذ اقتصلادى قلوى يتمكنلون معله ملن‬

‫السيطر ة على سياسات الحكومات تمهيدا للسللتيلء عليهللا ‪ ،‬ويؤكد اليهللود –‬ ‫كعادته م – على دور الذهب في هذه العلمية فيقولون ‪:‬‬

‫) في أيدينا تتركز أعظ م قو ة في اليا م الحاضر ة وأعنى بها الذهب ففي‬

‫خلل يومين نستطيع أن نسحب أي مقدار منه من حجرات كنزنا الّسل رلّية !!!‬ ‫(‪.‬‬

‫• وفى البروتوكول الثِسالث والعشرنين ‪:‬‬ ‫يتحللدث اليهللود عللن العلقللة بيللن الحللاك م والمحك لو م فللي ظللل حكللومته م‬

‫المرتقبة ‪ ،‬وذلك من خلل النصوص التية ‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫* ) يجب أن يدرب الناس على الحشمة والحياء كى يعتادوا الطاعللة (‬ ‫* ) إن الطبال للة ه للي الخط للر الك للبر عل للى الحكومللة ‪ ،‬وسللتكون ه للذه‬

‫البطاقة قد أنجزت عملها حالما تبلغنا طري ق السلطة ( ‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫وه ذا يعنللى أن البطالللة تفيللد اليهللود جللدا ‪ ،‬إذا وجل دت فللي الللدول غيللر‬

‫اليهودية بما تخلقه من مشاكل وقلقل للحكومات ‪ ،‬ولنفس السبب فإنها‬ ‫– أى ‪ :‬البطالة – تضر اليهود إذا كانت في دولته م ‪.‬‬

‫* ) يجب أن يظهر الملللك الللذي سليحل الحكومات القائمللة اللتي ظللت‬ ‫تعيللش علللى جمهللور قللد تمكنللا نحللن أنفسللنا مللن إفسللاد أخلقلله خلل نيللران‬

‫الفوضللى ‪ ،‬إوان ه للذا المل للك يج للب أن يب للدأ بإطف للاء ه للذه النيل لران ال للتي تن للدلع‬

‫اندلعًا مطردًا مللن كللل الجهللات ‪ ،‬ولكللي يصللل الملللك إلللى هللذه النتيجللة يجلب‬

‫أن يللدمر كللل الهيئللات الللتي قللد تكللون أصللل هللذه النيلران ؟! ولو اقتضللاه ذلللك‬ ‫إلى أن يسفك دمه ‪ ،‬هو ذاته ( ‪.‬‬

‫* ) إن ملكنللا سلليكون مختللا ًار مللن عنللد ال ل ! ومعينللا مللن أعلللى ‪ ،‬كللي‬

‫يدمر كل الفكار التي تغرى بها الغريز ة ل العقل !! (‪.‬‬

‫• وفى البروتوكول الخنير ‪ ،‬وهو الرابع والعشرون ‪:‬‬

‫يقرر زعي م اليهود السلوب المثل الذى تقوى به دولة الملك داود حللتى‬

‫تستمر إلى اليو م الخر !!‬

‫ويلبين أنلله لكللى يصللون اليهللود دولتهلل م فللإنهن ينبغللى عليهلل م أن يقومل وا‬

‫بتللوجيه الجنللس البشللرى كللله وتعليملله ! أو بمعنللى أخللر امتلك عقللول البشللر‬ ‫بحيث ل يبقى لك شئ تفكر به ‪ ،‬ول يكون من حقك أن تفكر لنفسك ‪ ،‬ول أن‬

‫تشللارك ب لرأى ‪ ,‬ويصللل اليهللود إلللى ذلللك مللن خلل السللتحواذ الكامللل علللى‬ ‫العقللل البشللرى وال لرأى العللا م عللن طري ق وسلائل العل م ‪ ،‬واسللتغلل وسلائل‬ ‫أخرى اقتصادية واجتماعية لتحقي ق ذلك الهدف ‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫كما يقرر اليهود – أيضا – أن شيوخه م لن يأتمنوا على أزمة الحك م إل‬

‫الرجال القادرين على أن يحكمونا حكما جازما ولو كان عنيفا!‬

‫ثلل م يختتمللون الللبروتوكولت بحقيقللة واقعللة قللد نجللح اليهللود فللي تحقيقهللا ‪ ،‬وهى‬

‫بذر العداو ة والكراهية والخوف بين الشعب والحكومة في البلد غير اليهوديللة‬ ‫‪.‬‬ ‫* نيقول حكمِساء ةصننهنيون ‪ ) :‬ولكللي يكللون الملللك محبوبلا ومعظمللا‬ ‫م للن رعاي للاه يج للب أن يخ للاطبه م جه للا ار مل لرات ك للثير ة ‪ ،‬فمث للل ه للذه الجل لراءات‬ ‫ستجعل القوتين في انسجا م ‪ :‬أعنللى قلو ة الشللعب وق و ة الملللك اللللتين قللد فصلللنا‬ ‫بينهما في البلد غير اليهودية بإبقائنا كل منهما في خللوف دائلل م مللن الخللرى‬

‫! وقد كلان ل ازمللا علينللا أن نبقللى كلتلا القللوتين فلي خلوف مللن الخلرى ‪ ،‬لنهملا‬

‫حين انفصلتا وقعتا تحت نفوذنا !!(‪.‬‬

‫• وفى ) نهِسانية البروتوكولت كتبت هذه العبِسارة ( ‪:‬‬

‫) وقعه ممثلو صهيون من الدرجة الثالثة والثلثين (‬

‫‪((1‬‬

‫‪.‬‬

‫• وبعد أنيهِسا القِسارئ الكرنيم ‪:‬‬ ‫لقد انتهينا مللن علرض القللدر الللذى تل م اكتشلافه ملن بروتوكولت حكملاء‬

‫صهيون ‪ ،‬ول أظن أن أحدا يفكلر الن فلى اكتشلاف المزيد منهلا ‪ ،‬لنله ي ارهلا‬ ‫فى الواقع الذى حوله قبل أن يراها مسطر ة فى أورا ق ‪.‬‬

‫وذلك لن اليهود ل م يقفوا عند حلد الكل م كعلاد ة غيره م ‪ ،‬بلل طبقلوا هلذه‬

‫المقللررات الللتي أجمللع عليهللا زعمللاؤه م بغيللر تللردد أو توقلف ‪ ،‬واسللتخدموا فللي‬ ‫)‪(1‬‬

‫وهى أرقى درجِسات المِسارسوننية النيهودنية ‪ ،‬فِسالموقعون هم أعظم أكِسابر المِسارسوننية في العلم ‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫سللبيل ذلللك أخللس الوسلائل وأقللذرها دون أن يرق وا فللي أح لٍد إل ول ذمللة ! ولقللد‬

‫استخدموا النساء بصلور فلي غايلة القبلح لتحقيل ق ملآربه م ‪ ،‬حلتى إن كلثي ار ملن‬

‫زعم للاء ال للدول الغربي للة والمش للهورين فيه للا كالعلم للاء والفن للانين والدب للاء وقللاد ة‬

‫الجيللوش ‪ ،‬ورؤسلاء المصللالح والشللركات لهلل م زوجات أو خليلت أو مللديرات‬ ‫لمن ل للازله م م ل للن اليهودي ل للات ‪ ،‬يطلع ل للن عل ل للى أسل ل لراره م ‪ ،‬ويل للوجهن عق ل للوله م ‪،‬‬

‫وجهللوده م لمسللاعد ة اليهللود ‪ ،‬أو العطللف عليهلل م ‪ ،‬أو كللف الذى عنهلل م ‪ ،‬كمللا‬ ‫أن اليه للود ك للانوا يش للترون ال ارض للي م للن ع للرب فلس للطين بأثم للان غالي للة ‪ ،‬ث لل م‬ ‫يسلطون نساءه م وخموره م على هؤلء العرب حتى يبتزوا منهلل م الملوال الللتي‬ ‫دفعوها له م!!‬

‫وعنللدما سللعى اليهللود عمليللا لقامللة دوللة لهلل م فللي فلسللطين كللانت أكللبر‬

‫عقبللة أمللامه م هللي الخلفللة السلللمية الللتي تحللول بينهلل م وبيللن مللا يشللتهون ‪،‬‬ ‫فعمللوا بكللل الوسائل حللتى تلل م لهلل م القضللاء علللى الخلفللة السلللمية ‪ ،‬وأقللاموا‬

‫مكانهللا فللي تركيللا كمللا هللو معللو م حكوملة علمانيللة ل دينيللة بقيللاد ة )مصللطفى‬

‫كم للال أت للاتورك ( ص للنيعة اليه للود ‪ ،‬وال للذى عم للل جاه للدا عل للى تغيي للر الهويللة‬ ‫السلمية فى تركيا ‪ ،‬وتحق ق له ذلك فى فتر ة قصير ة ‪.‬‬

‫واليل للو م يجل للوس اليهل للود خلل الل للديار ‪ ،‬ويعيثل للون فل للي الرض فسل للادا ‪،‬‬

‫والح للداث الخي للر ة ف للي فلس للطين تعك للس الخط للور ة البالغ للة ال للتي وصللل إليه للا‬

‫الوضع بين المسلمين واليهود ‪.‬‬

‫فللاليهود يسللعون جاهللدين إلللى تللدمير المسللجد القصللى بطللر ق ملتويللة‬

‫غير مباشر ة ‪ ،‬يدفعه م إلى ذلك خبلث ودهللاء ل نظيللر لهمللا ‪ ،‬وذلللك أن اليهللود‬ ‫يعلمللون عللل م اليقيللن أن قلللوب المسلللمين فللي مشللار ق الرض ومغاربهللا ترتبللط‬ ‫‪46‬‬


‫ارتباطللا وثيقللا بالمسللجد القصللى لمللا للله مللن منزل ة عظيمللة تتعللل ق بالس لراء‬ ‫والمعراج ‪ ،‬وكذلك فضل الصل ة فيه ‪.‬‬

‫ويري د اليهللود أن يقطع لوا هللذه الصلللة اليمانيللة بيللن المسلللمين والقللدس‪،‬‬

‫وحيث تلرى هلذه الصللة أشلد السللحة فتكلا بلاليهود ‪ ،‬وهذا هلو اللدافع الحقيقلة‬ ‫وراء إنشاء نف ق سياحى تحت جدران المسجد القصى ‪.‬‬

‫وبقى أن نيقنِسال ‪ :‬إن المسلللمين قللد أعط لوا اليهللود فرص ة ذهبيللة تمكنهلل م‬

‫من السلب والنهب والعتو والظل م والقتل والعدوان ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬إن المسلللمين قللد فعللوا ذلللك لمللا أعرض وا عللن دينهلل م ‪ ،‬وانحرف وا‬

‫عللن صلراط ربهلل م ‪ ،‬فتللداعت عليهلل م الملل م كمللا تتللداعى الكلللة إلللى قصللعتها ‪،‬‬

‫كمللا أخللبر رسول الل – صلللى الل عليلله وسل م ‪ ، -‬وليللس لنللا اليلو م إل مخللرج‬

‫واحللد ‪ :‬توبلة صللادقة ‪ ،‬وعود حميللد إلللى التمسللك بالكتللاب والسللنة بفهلل م سلللف‬ ‫المة ‪ ،‬ومن يعتص م بال فقد هدى إلى صراط مستقي م‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫اليهود ‪ :‬نشأة وتاريخيا‬ ‫* إنلله ممللا ل شللك فيلله أن كللل ق لو م وكلل شللعب للله بدايللة ونشللأ ة ‪ ,‬ولله‬ ‫كذلك تاريخ يختص به‪.‬‬

‫* واليهللود – كشللعب مللن الشللعوب – ل يخرج ون عللن هللذه القاعللد ة ‪،‬‬

‫ولكنهلل م يختلفللون عللن جميللع الملل م بصللفة ليسللت فللي كللثير مللن أملل م الرض ‪،‬‬

‫وذلك أن نشأ ة اليهود مضيئة ‪ ،‬وتاريخه م مظل م !!‬

‫أةصولهم حمنيدة عرنيقة وفروعهم خبنيثة فِسارسدة ‪.‬‬

‫* وهذه الحقيقة العجيبة تحتاج إلللى تفصلليل وبيللان ‪ ،‬وذلللك أن نللبى الل‬

‫إبراهي م – عليه السلل م – قلد هلاجر ملن العلرا ق إللى الشلا م ‪ ،‬وهاجر معله نلبى‬

‫ال لوط – عليه السل م – وبعد دعو ة لوط – عليه السللل م – قللومه إلللى توحيللد‬ ‫ال ل ل وت للرك فاحشل للة إتيل للان الل للذكران ‪ ،‬أرسل ل ال ل ل ملئكتل لله لهلكهل لل م بسل للبب‬

‫إعراضه م ‪ ،‬فنزلت الملئكة – ضيوفا على إبراهي م – عليه السل م – وأخللبروه‬ ‫بخبره وبشرت الملئكة سار ة زوج إبراهي م – عليه السل م – بإسللحا ق والقصللة‬

‫معروفة ‪ ،‬قللال تعللالى ‪} :‬فَ​َب َّ‬ ‫قنَنيْع قُننوَب{‬ ‫رسن َحن َ‬ ‫رس َحن َ‬ ‫قنَو ِمنننَو َرناءإِ ْ‬ ‫ش ْرنَننِساَهِساِبِإ ْ‬ ‫‪[71‬‬

‫]هننود‪:‬‬

‫ويعق للوب علي لله الس للل م ه للو ال للذي س للماه الل ل ف للي القل لرآن إسل لرائيل ‪ ،‬فبن للو‬

‫إسرائيل ه م بنو يعقوب ‪ ،‬وعلى هذا فكل من انتهى نسب إلى نبي ال يعقللوب‬ ‫فهو إسرائيلي من بنى إسرائيل وهذا نسب رفيع ‪ ،‬وشرف عريض دملره اليهللود‬ ‫بأيديه م ‪ ،‬ونسفوه بإعراضه م وضلله م !!‬

‫* نش للأ يعق للوب )إسل لرائيل( – علي لله الس للل م – ف للي فلس للطين ‪ ،‬وأخبرنل ا‬

‫القلرآن عللن قصللة يوسلف – عليلله السللل م – إواخللوته ‪ ،‬وقد اسللتغرقت أحللداثها‬

‫‪48‬‬


‫فللي تقللديرات أهللل العللل م ح لوالي أربعيللن سللنة ‪ ،‬وانتهللت بقللول يوسلف – عليلله‬ ‫السللل م ‪َ} :-‬و أْنُتوِنينِبأَْه ِلنُك ْمن أَْج َمنِعننينَن{ ]نيورسنف ‪ ، [93 :‬وانتقلللت عائلللة إس لرائيل‬ ‫بكاملها إلى مصر ‪ ،‬وأقملت بهلا ‪ ،‬ول م يبل ق فلي فلسلطين أحلد منهل م ملع الخلذ‬ ‫في العتبار أنه م كانوا فلي ذللك اللوقت عائللة ) أسلر ة كلبير ة ( ‪ ،‬وليسلت شلعبا‬

‫‪ ،‬وأما سكان فلسطين الصليون فه م الكنعانيون ‪.‬‬

‫* وفى مصر دعللا يوسف – عليله السلل م – المصلريين إلللى التوحيللد ‪،‬‬

‫وزاد ع للدد بن للى إسل لرائيل ف للي مص للر بم للرور الزمل ن ح للتى وصللل ف للي تق للدير‬ ‫المللؤرخين إلللى نصللف مليللون ‪ ،‬ويلحللظ هنللا أن هللذه هللي الهجللر ة الثانيللة مللن‬ ‫فلسللطين إلللى مصللر ‪ ،‬وأمللا الولى فكللانت مللن العلرا ق إلللى فلسللطين فللي عهللد‬

‫إبراهيلل م – عليلله السللل م – وقللد قللا م الفراعنللة فللي مصللر بللإذلل الس لرائيليين‬ ‫واستبعاده م فتر ة طويلة من الزمن من بعد وفا ة يوسف – عليلله السللل م – إلللى‬

‫أن نجللاه م الل مللع موسى – عليلله السللل م – وقد ذاقلوا فللي هللذه الفللتر ة صللنوفا‬

‫مللن العللذاب والللذل واله لوان ؛ فكللان الفراعنللة يللذبحون أبنللاءه م ‍‍!! ويسللتحيون‬

‫نسل ل للاءه م ويسل ل للتبعدون الرجل ل ال ‪ ،‬حل ل للتى قيل ل للل ‪ :‬إن الفرع ل وني كل ل للان يرك ل ل ب‬ ‫السرائيلي كالحمار !!‬

‫* وبعللد بعثللة موسى – عليلله السللل م – وقعللت أحللداث ومواقللف تحللدث‬

‫عنها القرآن الكري م نعرض هنا جانبًا منهللا لمللا فيلله مللن الدللللة القوية القاطعللة‬

‫على ما وصل إليه اليهود من فساد وانحراف وضلل مبين‬

‫* لمللا هللدد فرع ون موسللى – عليلله السللل م – وبنللى إس لرائيل بللالبطش‬ ‫ِ‬ ‫والفتك ‪ ،‬قال موسى لقللومه ‪}:‬ا ِ‬ ‫ضنِللّنِه ُنيوِرثَُهن ِسان‬ ‫ةص ِبنُر وإِْان َّن الَْر َ‬ ‫رس تَنعنينُنوا ِبِساللّه َو ان ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن{ ]العراف‪.[128:‬‬ ‫َم نن َني َ‬ ‫ش ِسانء ِم ْنن ِع َبنِساِد ِهنَو انْلَعِساِقَبُةِلْلُم ت َّنِقني َ‬ ‫‪49‬‬


‫* فكان جوابه م يعبر عللن ذلللة نفوسه م ‪ ،‬وهزيمللة أرواحهلل م بسللبب طللول‬ ‫ال للذل والض للطهاد ‪ ،‬ق للالوا }أُوِذنينَن نِسا ِم ن نن قَْب ن ِلن َأن تَأِْتنيَن نِسا َو ِمنننننَبْعنن ِدن َم ن ِسان ِج ْئنتَنَنننِسا{‬ ‫]العراف‪ ![129:‬أي ‪ :‬ل أمل فيما تدعو إليه ‪ ،‬فقد آذانا الفراعنلة ملن قبلل ومن‬ ‫بعد ‪.‬‬

‫* وافلل ق فرع ون علللى طلللب موسلى – عليلله السللل م – أن يرس ل معهلل م‬

‫بنى إسرائيل لما رأى اليات ‪ ،‬ث م رفض ‪ ،‬ث م واف ق ‪ ،‬وقال ‪:‬‬ ‫شنننْفنَت َع َّنننِسا الّر ْجننن َزن‬ ‫رسن ىن اْد عُن لَ​َن نِسا َر َّبنننَك ِبَمنن ِسان َع ِهنننَدنِع ننننَد َكنلَِئننن َك َ‬ ‫}َني نِسا ُم ون َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رس رنآِئنيَل{ ]العراف‪.[134:‬‬ ‫لَُنْؤ ِمنَنن َّنلَ​َك َو لَنُنْر رسن لَن َّنَم َعنَك َبني إِ ْ َ‬

‫ثلل م غللدر فرع ون فللل م يللف بوع ده ‪ ،‬فللأوحى ال ل إلللى موسلى وه ارون –‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ةص ن َرن‬ ‫رسن ىن َو أَنخ نيننهَأن تَ​َبن َّو َءنا لقَْو ِم نُكنَم نِسانِبم ْ‬ ‫عليهمللا السللل م ‪َ} : -‬و أَنْو َحنْنينَن نإِ​ِساَلنى ُم ون َ‬ ‫لنةَ َو َبن ّ‬ ‫نين]نيونس ‪.[87 :‬‬ ‫ش ِرناْلُم ْؤنِمنِنن {‬ ‫ُبُنيوتًِسا َو انْج َعنلُنوْاُبُنيوتَُك ْمن ِقْب لَنًة َو أَنِقنيُم وْانال َّ‬ ‫ةص َ‬ ‫* واستجاب بنو إسرائيل لذلك المر ‪ ،‬وبنوا مع موسى – عليلله السللل م‬

‫– بيوتلا لهلل م فللي مكللان منعللزل بمصللر بعيللدا عللن الفراعنللة ‪ ،‬وتجمع لوا فيلله ‪،‬‬

‫وأقاموا الصل ة ‪ ،‬وه م يبحثون ن أى مخرج ينجيه م من فرعون وقومه !!‪.‬‬ ‫رس ِرن ِبِع َبنِساِدينإِ َّنُك نمن‬ ‫* ث م أوحى ال إلى موسى – عليه السللل م ‪} : -‬أَْن أَ ْ‬ ‫ّم ت َّنَبُعون{ ]الشعراء‪ ، [52:‬فأمره بالهجر ة من مصر ومعه بنو إسرائيل‪ ،‬ونجا ال‬ ‫موسى – عليه السل م – وقومه ‪ ،‬وهى أحداث مشهور ة معروفة ذكرها القلرآن‬ ‫بالتفصيل والبيان ‪.‬‬

‫* وملع أن نجللا ة بنللى إسلرائيل إواخراجهلل م مللن ذل العبوديللة والهلوان يعللد‬

‫أعظ م نعمة بعد اليمان بال ‪ ،‬إل أن بنى إسرائيل ل م يشكروا نعمة ال ‪ ،‬وأتوا‬

‫‪50‬‬


‫بللأمر ل ينقضللي منلله العجللب !! فمللا أن نجلوا ‪ ،‬ودخللوا أرض سلليناء ‪ ,‬ومروا‬

‫رس ىن اْج َعنلنل ََّننِسا إِلًَهن ِسان‬ ‫بأهل قرية يعكفون على أصنا م لهلل م ‪ ،‬حللتى قللالوا ‪َ} :‬نيِسا ُم ون َ‬ ‫َك َمنِسان لَُهْم آِلَه ةنٌ{ ]الع نراف‪ !! [138:‬فهلل م يكفللرون بللال ‪ ،‬وه م مغمللورون بنعمللة‬ ‫النجا ة ‪.‬‬ ‫* وبع للد ف للتر ة يس للير ة قص للير ة تركه لل م موسللى – علي لله الس للل م ‪ -‬وذه للب‬

‫لميق للات رب ه يتلق للى وحل ي الل ل ‪ .‬عن للد جب للل الط للور ‪ ،‬واس للتخلف عليه لل م أخ للاه‬

‫هل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل للارون – عليل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل لله السل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل للل م – وق ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل للال لل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل لله ‪:‬‬ ‫}اْخ لُنْفِني ِفي قَو ِم نينو أَن ِ‬ ‫ن{ ]العراف‪.[142:‬‬ ‫رس ِبننيَل اْلُم ْفنِرس ِد ننين َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ةص لنْحَوَل تَت َِّب ْع َ‬ ‫فقللا م رج ل إس لرائيلي يقللال للله ‪ :‬السللامري يجمللع حلللى النسللاء ‪ ،‬وصلنع‬ ‫رسن ىن فَ​َنِرس ن َي{ن‬ ‫منهللا عجل ذهبيللا للله خ لوار ‪ ،‬وقلال لهلل م ‪َ} :‬هنَذ ان إِلَُهُكن نْم َو إِانلَنُه ُم ون َ‬ ‫]طه‪ ! [88:‬ودعاه م إلى عبلادته فعبلدوه إل قليل منهل م ! ولملا نهلاه م هلارون –‬ ‫عليلله السللل م – عللن الشللرك قللالوا للله ‪} :‬قَنِسالُوا لَننن َّنْبن َرنَحَع َلنْنين ِهن َعن ِسانِك ِفننيَن َح ت َّنننى‬ ‫رسن ىن{ ]طننه‪ !! [91:‬يعنللى ‪ :‬سللنظل نعبللد العجللل إلللى أن يعللود‬ ‫َنيْر ِجننَعنإِلَْني َن نِسا ُم ون َ‬ ‫موسى من رحلته ‪ ،‬فإن أقرنا عبدنا ‪ ،‬إوان نهانا انتهينا!!‪.‬‬

‫* وعاد موسى – عليه السل م – فوجد قللومه قللد أشللركوا فللأحر ق العجللل‬

‫وألقاه في البحر ‪ ،‬ووبخ السامري وعاقبه وعنف قللومه ‪ ،‬ثلل م اختللار موسى مللن‬ ‫قللومه سللبعين رجل مللن خلصللة العلمللاء والمشللايخ ‪ ،‬وذهللب بهلل م إلللى ميقللات‬ ‫ربه م ليعتذروا عن شرك م قومه م ‪ ،‬ويطلبلوا التوبة لهلل م ‪ ،‬ولملا وصلوا إللى جبلل‬

‫الطللور وأظلهلل م الغمللا م ‪ ،‬وبلدأ موسلى – عليلله السللل م – ينللاجى رب ه ‪ ،‬قللالوا ‪:‬‬ ‫}أَِرَن نِسا اللّنِه َج ْهنننَرن{ةً ]النرس نِساء‪ !! [153:‬فأخللذته م الرجفللة فمللاتوا جميعللا ‪ ،‬ثلل م دعللا‬ ‫‪51‬‬


‫موسى – عليه السل م –ربه فأحيلاه م وعاد بهلل م إللى قلومه ‪ ،‬ومعله حكل م الل ‪:‬‬ ‫رس ن ُكنْمن ِبِساتَّخ ن ِسانِذ ُكنُمناْلِع ْجنننَلنفَُتوُبن وْا إِلَننى َب نِساِرِئُك ْمنفَ نِساْقتُلُوْا‬ ‫}َني نِسا قَ نْو ِم نإِ َّنُك نْمن َ‬ ‫ظلَْم تُنننْم َأنفُ َ‬ ‫رس ُكنْمن َذ ِلنُك ْمن َخ ْنينٌرن ل َُّك ْمن ِع ننَد َبِساِرِئ ُك ْم{ن]البقرة‪.!![54:‬‬ ‫َأنفُ َ‬ ‫* إن علم للاء بن للى إسل لرائيل يش للكون ف للي ص للد ق ن للبيه م فكي للف بع للامته م‬

‫وجهاله م !!‪.‬‬

‫* وأنللزل ال ل التللورا ة علللى موسللى – عليلله السللل م – فيهللا هللدى ونللور‬

‫ل ‪ ،‬فللأبوا‬ ‫وأمللر موسلى – قللومه أن يأخللذوا التللورا ة ق لراء ةً وفهم لًا وتطبيق لًا وامتثللا ً‬

‫وتمللردوا وادع لوا العجللز وع د م القللدر ة !! فرف ع ال ل جبللل الطللور فللو ق رءوسله م‬ ‫تهديللدا وتخويفللا ‪ ،‬فنظللروا فللإذا الجبللل قللد ارتفللع حللتى صللار فللوقه م فلي موضع‬

‫السللحاب ‪ ،‬وعنللد هللذا فقللط أذعن لوا لمللر ال ل ‪ ،‬وأعط لوا العهللد والميثللا ق علللى‬ ‫التمسك بالتورا ة ‪ ،‬قال ال عز وجل }َو إِانْذ أَ​َخ ْذنَننِسا ِم نينثَِساقَُك ْمن َو َر نفَنْع َن نِسافَنْو قَنُك ُمنالطّننوَر‬ ‫ن { ]البقرة‪.[63:‬‬ ‫ُخ ُذنوْا َم ِسان آتَْني َننِساُك من ِبقُ َّو ٍةنَو انْذ كنُ​ُر وْانَم ِسان ِفنيِه لَ​َع ل َّنُك ْمن تَت َُّقو َ‬ ‫* وبعد فتر ة قصير ة من الزمن نقضوا عهده م مع ال ‪ ،‬فأنزل ال عليه م‬ ‫اللعنة ‪ ،‬قال تعالى ‪ } :‬فَِبم ِسان َنْق ِ‬ ‫ض ِه نمنّم نينثَِساقَُهْم َلع َّنِساُهْم{ ]المِسائدة ‪ ،[13:‬إن هللؤلء‬ ‫َ‬ ‫القو م قد فسدت طباعه م أيا م اضطهاد الفراعنة لهلل م حللتى أصللبحوا ل يللذعنون‬ ‫إل للقو ة ‪ ،‬ول يستجيبون للح ق إل إذا شعروا بضعف وخوف !! وهذه الحقيقة‬ ‫تراها ماثلة اليو م في زماننا ‪ ،‬بل وفى كل زمان قبلنا !!‬

‫* إوان أرض فلسطين أرض مقدسة ‪ ،‬وقد حاول موسى – عليه السل م‬

‫‪ -‬وبللذل جه للدا عظيم للا ف للي إقن للاع اليه للود ب للدخول فلس للطين ‪ ،‬فل لل م يس للتطع ‪،‬‬

‫وأصر اليهود إص ار ًار قويًا على عد م دخول فلسطين أو القللتراب منهللا ‪ ،‬وهذا‬

‫‪52‬‬


‫له أسباب ونتائج سوف تكون في حديثنا بلإذن الل فقلد وقف الحلديث بنلا عنلد‬

‫رفض اليهود القاطع لدخول الرض المقدسة )فلسللطين( ‪ ،‬قللال الل عللز وجل‬ ‫رس ىن ِلقَْو ِم نِهنَنيِسا قَْو ِم ناْذ ُكنُر وْانِنْع َمنَةناللِّه َع َلنْني ُكنْمنإِْذ َج َعنَلنِفنيُك ْمن َأنِب َنيِساء‬ ‫‪َ} :‬و إِانْذ قَِساَل ُم ون َ‬ ‫َو َجنَعنلَنُك منّم لُنوًك ِسان َو آنتَِساُك من َّمن ِسان َلنْم ُنينْؤ ِتنأَ​َحن ًدنان ّمن نن اْلَعنِسالَِم نينَن )‪َ (20‬نينِسا َقنْو ِم ناْد ُخنلُ نوا‬ ‫رسننننَةنال َِّتننني َك تَننننَب اللّنننُه لَُكننن ْمن َوَل تَْر تَننننّد وان َع لَننننى أَْد َبننننِساِرُك ْمنفَ​َتنَقِلُبنننوا‬ ‫الَْر َ‬ ‫ضنالُم قَن َّد َ‬ ‫َخِسانرسرنين{‬

‫]المِسائدة‪.[21-20:‬‬

‫وكان المانع لليهود من دخول فلسطين التي كانت يسكنها العمالقللة فللي‬

‫ذلك الوقت هلو الضلعف والخللوف ! فلإنه م قلو م جبنلاء ‪ ،‬ل تردعهل م إل القلو ة ‪،‬‬ ‫رسن ىن إِ َّن ِفنيَهن ِسان قَْو ًم ننِسان‬ ‫ول يحملهلل م علللى الحلل ق إل السلليف ‪ ،‬وللذلك قللالوا ‪َ}:‬نينِسا ُم ون َ‬ ‫َج َّبنِساِر نينَنَو إِان َّنِسا َلن َّنْد ُخنلَنَه ِسانَح َّتنَى َنيْخ ُرنُجوْانِم ْننَهنِسانفَنِإ نن َنيْخ ُرنُجننوْانِم ْننَه نِسانفَِإ َّن نِسا َد انِخ ُلننوَن{‬ ‫]المِسائننندة‪ !! [22:‬وحل اول موسللى – علي لله الس للل م – جاه للدا ‪ ،‬ولك للن اليه للود –‬ ‫كعادته م دائما – تمردوا على نبيه م ‪ ،‬وقالوا له ‪}:‬فَِساْذ َهنْب َأنَت َو َر نّبنَكفَقَنِساِتل إِ َّننِسا‬ ‫ن{ ]المِسائدة‪.[24:‬‬ ‫َهِساُهَنِسا قَِساِع ُدننو َ‬ ‫فتللوجه موسلى – عليلله السللل م – إلللى رب ه قللائلً ‪} :‬ر ّبنإِّني ل أَم ِلنُك إِل َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ق نَبْني َننَنننِسا َو َبنْنينننَنناْلقَنننْو ِم ناْلفَِساِرسنن ِقننيَن{ ]المِسائننندة‪ ، [25:‬والق للو م‬ ‫َنْفِرسننن ي نَو أَنِخ ن ينَفننِساْفُر ْ‬ ‫الفاسللقون هلل م بنللو إس لرائيل ‪ ،‬الللذين نجللاه م ال ل مللن فرع ون وقلومه ‪ ،‬وأراد أن‬ ‫يعزه م بطاعته فأذلوا أنفسه م بمعصيته ‪ ،‬فأنزل الل عليهل م هلذه العقوبة القاتللة‬

‫‪ ،‬وه ى مللن جنللس عملهلل م ‪ ،‬قللال اللل – عللز وجل ل ‪} :‬فَِإ َّنَه نِسان ُم َحن َّرنَمننٌةنَع َلنْني ِهنن ْمن‬ ‫ِ‬ ‫رس َننًة َنيِتنيُهوَن ِفي الَْر ِ‬ ‫ن{ ]المِسائننندة‪[26:‬‬ ‫ضنفَ َ‬ ‫س َع َلنى اْلقَْو ِم ناْلفَِساِرس ِقنني َ‬ ‫ل تَأْ َ‬ ‫أَْر َبنعنينَن َ‬

‫‪53‬‬


‫‪ ،‬وهذا يعنى أن ال حر م على اليهود دخول فلسطين لمد ة أربعين سنة ‪ ،‬ظلوا‬ ‫خلله م تائهين في صحراء سيناء ل يخرجون منها ‪ ,‬ول يدخلون غيرها !!‪.‬‬

‫وقبل انقضاء مد ة العقوبة الربانية كان موسى وهاون – عليهمللا السللل م‬

‫– قللد ماتللا ‪ ،‬وانتقل إلللى الرفيلل ق العلللى ‪ ،‬وتلولى يوشلع بللن نللون خلفللة بنللى‬ ‫إسل لرائيل ‪ ،‬وانته للت م للد ة العقوبللة ‪ ،‬فق للاد ق للومه لقت للال العمالق للة ح للتى هزمه لل م‬ ‫وأخرجه م من فلسطين ‪ ،‬وامتللن ال ل عليهلل م بقللوله‪َ} :‬و أَنْو َرننثْنَناِساْلقَْو َم نال َِّذنينَن كنَنِساُنوْا‬ ‫ق نالَْر ِ‬ ‫ضنَو َمنَغنِساِرَبَهاِسانل َِّتي َبِساَر ْكنَننِساِفنيَه ِسان{ ]العراف‪.[137:‬‬ ‫ض َعنُفوَن َم َ‬ ‫شنِسانِر َ‬ ‫رس تَن ْ‬ ‫ُني ْ‬

‫وبعد فتر ة من الزمن عاد اليهود إلى الفسلل ق والفجللور ‪ ،‬والسللرف والللترف‬

‫‪ ،‬فسلللط الل عليهلل م أهللل بللاب ) مللن العلرا ق ( بقيللاد ة بختنصللر‪ ،‬فسلللبوا ونهبلوا‬

‫وقتل لوا وخرب وا بيللت المقللدس ‪ ،‬وأحرق وا التللورا ة ومزقوه ا‪ ،‬وأخللذوا التللابوت إلللى‬ ‫بلده م ‪ ،‬وهو صندو ق فيه بقايا مما ترك آل موسى وآل هارون ‪.‬‬

‫واستمر احتلل الباليين لفلسطين مئللات السللنين ‪ ،‬عللاش خللهللا اليهللود‬

‫في ذل وشقاء ‪ ،‬وتعاسللة وبلء واضللطهاد واسللتبعاد ‪ ،‬ل يقللل كلثي ار عمللا لقللاه‬ ‫آباؤه م على أيدى الفراعنة فى مصر !!‪.‬‬

‫وتعاقبت أجيال على هذا الحتلل حتى نشللأ جيللل يرغب فللى الحرية ‪،‬‬

‫ويحب القتال فى سبيل ال ‪ ،‬وذهب هذا المل من بنى إسرائيل إلى نللبيه م فللى‬ ‫ذل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل للك الل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل للوقت ‪ ،‬وق ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل للالوا لل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل لله ‪:‬‬ ‫مِلاك اً ن ّ َ‬ ‫}اْب َ‬ ‫ه{‬ ‫ل الل ّل ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ف ي َ‬ ‫ث لَ​َن ا َ‬ ‫ق اتِ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫سِبلي ِ‬

‫]البقنننننرة‪[246:‬‬

‫يعن ل للى‬

‫عيللن لنللا قائللدا نقاتللل خلفلله ‪ ،‬ونجاهللد تحللت رايتلله ‪ ،‬فقللال لهلل م نللبيه م ‪َ } :‬‬ ‫ل‬ ‫ه ْ‬ ‫ل أَل ّ ُت َ‬ ‫ب َ‬ ‫َ‬ ‫ق اتُِلاوْا{ ]البقنننرة‪، [246:‬‬ ‫علَْلي ُ‬ ‫م ِإ ن ُ‬ ‫كِت َ‬ ‫ع َ‬ ‫سْليُت ْ‬ ‫م اْلِقَت ا ُ‬ ‫اك ُ‬ ‫يعنللى ‪ :‬أخشللى أن يكتللب عليهلل م القتللال فل تطيقللوه ول تصللبروا عليلله ‪ ،‬وذلللك‬ ‫‪54‬‬


‫لما يعلمه عن قومه بنى إسرائيل من جبن وخوف ‪ ،‬وهلع وضعف ! فقالوا للله‬ ‫ه َو َ‬ ‫م ا لَ​َن ا أَل ّ ُن َ‬ ‫ملل ن‬ ‫جَنلل ا ِ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ف ي َ‬ ‫ق اتِ َ‬ ‫‪َ} :‬و َ‬ ‫ر ْ‬ ‫قْد ُأ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫سِبلي ِ‬ ‫ِدَي اِرَن ا َوأَْبَنئآئَِن ا{‬

‫]البقننننرة‪[246:‬‬

‫م َ‬ ‫بَ َ‬ ‫مِلاك اً{‬ ‫ث لَ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ط اُلاو َ‬ ‫ع َ‬ ‫اك ْ‬

‫ه َ‬ ‫‪ ،‬وق للال لهل لل م نل للبيه م ‪} :‬إِ ّ‬ ‫قلْد‬ ‫ ن الل ّ َ‬ ‫]البقننننرة ‪[246 :‬‬

‫‪ ،‬وبمجل للرد سل للماعه م لهل للذا‬

‫الس م اعترضوا اعتراضا شديدا على هذا الختيار‪ ،‬مع أنه م طلبلوا مللن نللبيه م‬ ‫ك‬ ‫اكاو ُ‬ ‫أن يختار له م ‪ ،‬ث م رفضوا اختياره ‍‍!! قائلين ‪} :‬أَّني ى يَ ُ‬ ‫ ن لَ ُ‬ ‫مْل ُ‬ ‫ه اْل ُ‬ ‫ع ً‬ ‫ح ّ‬ ‫سل َ‬ ‫َ‬ ‫ ن‬ ‫ك ِ‬ ‫مْل ِ‬ ‫مل َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ُيلْؤ َ‬ ‫ ن أَ َ‬ ‫مْنل ُ‬ ‫ه َولَل ْ‬ ‫علَْليَن ا َونَ ْ‬ ‫ة ِّ‬ ‫ق ِب اْل ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل{‬ ‫م ا ِ‬ ‫اْل َ‬

‫]البقرة‪[247:‬‬

‫‍!! وبصعوبة بالغة استطاع نبيه م أن يقنعهل م بلأن كلثر ة‬

‫المللال ليسللت مقياسلًا لختيللار القيللاد ة ال ارشللد ة كمللا تعتقللدون‪ ،‬وذكللر لهلل م ثلثللة‬

‫أمور كانت وراء اختيار طالوت ‪:‬‬

‫ك َ‬ ‫علَْليَنلل ا‬ ‫اكللاو ُ‬ ‫ الول ‪ :‬اص ل للطفاء الل ل ل ‪}:‬أَّني ى يَ ُ‬‫ ن لَل ُ‬ ‫مْلل ُ‬ ‫ه اْل ُ‬ ‫ع ً‬ ‫ح ّ‬ ‫سل َ‬ ‫ل{‬ ‫ملل ا ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫مْل ِ‬ ‫ ن اْل َ‬ ‫مل َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ُيْؤ َ‬ ‫ ن أَ َ‬ ‫مْن ُ‬ ‫ه َولَ ْ‬ ‫َونَ ْ‬ ‫ة ِّ‬ ‫ق ِب اْل ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫]البقرة‪.[247:‬‬

‫سللطَ ً‬ ‫فلل ي‬ ‫ الثل ل للانى ‪ :‬بسل ل للطة العلل ل لل م والجسل ل لل م ‪َ} :‬وَزا َ‬‫ة ِ‬ ‫دُه بَ ْ‬

‫سم{ ]البقرة‪.[247:‬‬ ‫اْل ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫م َواْل ِ‬ ‫عْل ِ‬

‫‪ -‬الثالث ‪ :‬آيه من آيات ال )معجز ة( سوف تقع أمامك م فتكون علمة‬

‫ظللاهر ة علللى أن ال ل قللد اختللار طللالوت ملكللا عليكلل م‪ ،‬وه ذه اليللة هللى‪ :‬عللود ة‬

‫ ن آيَ َ‬ ‫الت للابوت )الص للندو ق( ال للذى اغتص للبه أه للل باب للل ‪ ،‬ق للال تع للالى ‪} :‬إِ ّ‬ ‫ة‬ ‫م َوبَِقليّ ٌ‬ ‫اكليَن ٌ‬ ‫ة‬ ‫م ن ّربِ ّ ُ‬ ‫ه َأ ن يَْأتِليَ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫فلي ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫اك ِ‬ ‫مْل ِ‬ ‫ه َ‬ ‫اك ْ‬ ‫ة ِّ‬ ‫م الّت اُباو ُ‬ ‫اك ُ‬ ‫ُ‬ ‫ل َ‬ ‫هلل اُرو َ‬ ‫مآلئِ َ‬ ‫ة{‬ ‫اك ل ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه اْل َ‬ ‫ماو َ‬ ‫م ا تَ​َر َ‬ ‫مُل ل ُ‬ ‫ ن تَ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ِّ‬ ‫سللي ى َوآ ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫كآ ُ‬ ‫]البقرة‪.[248:‬‬

‫‪55‬‬


‫وأخي ًار واف ق بنو إسرائيل على قياد ة طالوت له م ‪ ،‬فسار به م إلى عدوه م‬

‫‪ ،‬وف ل للى الطري ل ل ق أراد أن يختل ل للبر المجاهل ل للدين ‪ ،‬فقل ل للال لهل ل لل م ‪} :‬إِ ّ‬ ‫ه‬ ‫ ن الّللل َ‬ ‫ه َ‬ ‫ر َ‬ ‫م‬ ‫مْبَتِللي ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫اكم بَِن َ‬ ‫مِّن ي َو َ‬ ‫فلَْلي َ‬ ‫ر َ‬ ‫م ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫مْن ُ‬ ‫ملل ن لّل ْ‬ ‫ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه ٍ‬ ‫فل ً‬ ‫غْر َ‬ ‫ه َ‬ ‫ ن ا ْ‬ ‫يَ ْ‬ ‫ط َ‬ ‫ه { ]البقنننننرة‪:‬‬ ‫ف ُ‬ ‫غَتَر َ‬ ‫د ِ‬ ‫ة بِليَ ل ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫مِّن ي إِل ّ َ‬ ‫فِإنّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫م ِ‬ ‫‪ ، [249‬والعجب أن هؤلء المجاهدين اليهللود للل م يكللن لللديه م قللدر مللن اليمللان‬ ‫والعزيمل للة يكفل للى لعبل للور هل للذا النهل للر بغيل للر شل للرب ‪َ } :‬‬ ‫ه إِل ّ‬ ‫رُباوْا ِ‬ ‫ف َ‬ ‫مْن ُ‬ ‫ش ِ‬

‫َ‬ ‫م {‬ ‫مْنُه ْ‬ ‫قِلليل ً ِ ّ‬

‫]البقرة‪[249:‬‬

‫‪ ،‬وهذا القليل اللذى لل م يشلرب لل م يتماللك نفسله‬

‫ط ا َ‬ ‫ق َ‬ ‫مللن الخللوف والرع ب بمجللرد أن رأى العللدو ! فصللاح أكللثره م ‪} :‬ل َ َ‬ ‫ة‬

‫جناوِدِه {‬ ‫ج اُلاو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫لَ​َن ا اْلليَْاو َ‬ ‫ت َو ُ‬

‫]البقرة‪[249:‬‬

‫!! وجالوت هو قائد قلوات‬

‫العللدو ‪ ،‬وبقيللت فئللة أقللل مللن القليللل تنللادى علللى هللؤلء الللذين هزمتهلل م نفوسه م‬ ‫ت فَِئل ً‬ ‫ة َ‬ ‫ة َ‬ ‫قبل للل أن يهزمهل لل م عل للدوه م ‪َ } :‬‬ ‫ة‬ ‫قِلليلَل ٍ‬ ‫ملل ن فَِئل ٍ‬ ‫غلَبَل ْ‬ ‫كم ِ ّ‬

‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ ن {‬ ‫ ن الل ّ ِ‬ ‫كِثليَرًة بِ​ِإْذ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َوالل ّ ُ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫صل ابِ ِ‬

‫]البقننننرة‪[249:‬‬

‫‪ ،‬وقبل للل‬

‫القتل للال بل للدأت المبل للارز ة ‪ ،‬فكل للانت نتيجتهل للا ‪َ} :‬و َ‬ ‫جلل اُلاوت {‬ ‫ل َ‬ ‫داُووُد َ‬ ‫قَت َ‬ ‫]البقننرة‪[251:‬‬

‫وداود أحللد المقللاتلين مللن بنللى إس لرائيل ‪ ،‬وشلاء ال ل وقلدر لحكمللة‬

‫بالغة يعلمها أن تقلو م مملكللة بنللى إسلرائيل ‪ ،‬فلى عهللد سللليمان – عليلله السللل م‬ ‫– اسللتجابة لللدعائه ‪} :‬قَِساَل َر ّبناْغ ِف نْر ِلنني َو َه نْبِلنني ُم ْلنكنِساً َّل َنينَبِغننينِلَ​َحن ٍدن ّمن ْنن‬ ‫ِ‬ ‫ب { ن]ص‪.[35:‬‬ ‫َبْع دنينإِ َّنَك َأنَت اْلَو َّهنِسا ُ‬ ‫فآتاه ال سلطانا وملكا عظيمللا امتللد بيللن المشللار ق والمغللارب ‪ ،‬ومضللت‬ ‫فتر ة مللن الزمن بعللد عهللد سللليمان – عليلله السللل م – وعاد اليهللود إلللى سلليرته م‬

‫الولى ‪ ،‬فقتللوا النبيلاء! وأملروا بلالمنكر ! ونهلوا علن المعلروف ! ول م يلتركوا‬

‫إثمللا إل اقللترفوه ‪ ،‬ول ذنبللا إل فعلللوه ! فكتللب الل عليهلل م الللذل والهلوان ‪ ،‬وسلط‬ ‫‪56‬‬


‫عليه م اللرو م يسلومونه م سلوء العلذاب ‪ ،‬فتشلرد اليهلود ‪ ،‬وهاموا عللى وجوهه م‬

‫فللى شللتى بقللاع الرض يتقلبللون فللى جحيلل م الللذل ‪ ،‬ويذوقون ألوانللا مللن الشللقاء‬

‫والبلد ‪ ،‬ومللا ظلمه لل م الل ل ولك للن ك للانوا أنفس لله م يظلم للون !! وقللد طب للع ذل للك‬

‫الضللياع فللى قلللوب اليهللود حقللدا رهيبللا وحسللدا لكللى بنللى آد م ‪ ،‬ورغبللة جامحللة‬ ‫فى النتقا م من العال م‬

‫بأسره !! واستعلء على كل البشر لعله يعوضه م عمللا ضللاع مللن كرامتهل م ‪،‬‬ ‫ويستر ذل نفوسه م ‪ ،‬فقالوا ‪َ} :‬نْح ُننأَْب َننِساء اللِّه َو أَنِح َّبنِساُؤُه {]المِسائدة‪.!![18:‬‬ ‫مع أنه م يعلمون عللل م اليقيللن أنلله ل يوجد فللى تللاريخه م دليللل واحللد يشللهد‬ ‫لهللذه المقوللة الكاذبللة ‪ ،‬فل هلل م أبنللاء ‪ ،‬ول أحبللاء ‪ ،‬ول شللعب مختللار؛ بللل إن‬

‫أصللد ق وصف لهلل م أنهلل م يقتسللمون مللع الشلليطان ‪ ،‬غللايته وهدفه ! فالشلليطان‬

‫يدعو حزبه ليكونوا مللن أصللحاب السللعير ‪ ،‬وهذا يعنللى أن غللايته الللتى يسللعى‬

‫إليهللا هللى حرم ان البشللر مللن الجنللة ‪ ،‬وغايللة اليهللود الللتى يسللعون إليهللا هللى‬ ‫حرمان العال م من المن والستقرار ونظر اليهللود حللوله م فللل م يجللدوا لهلل م ملذًا‬

‫آمنًا فى العال م يلجئون إليلله فل ار ًار مللن اضللطهاد الللرو م النصللارى لهلل م إل جزير ة‬

‫العرب ‪ ،‬فهللاجروا إلللى الجزير ة العربيلة ‪ ،‬حيلث لل م يكلن لللرو م سلللطان عليهلا ‪،‬‬ ‫وسكنوا يثرب وخيبر وغيرهما ‪.‬‬

‫وكانت التوار ة قد بشرت بظهور نبى جديد يخرج من جبال فاران )إشار ة‬

‫إلللى مكللة( ‪ ،‬وتكللون يللثرب عاصللمة ملكلله ودار هجرت ه ؛ فسللب ق اليهللود إليهللا‬ ‫طمعللا فللى أن يكللون هللذا النللبى مللن بنللى إسلرائيل ‪ ،‬فينقللذه م مللن ذل النصللارى‬

‫الللرو م ‪ ،‬وبعللث الل رسوله – صلللى الل عليلله وسل م ‪ ، -‬وعللل م اليهللود أنلله مللن‬ ‫العرب ‪ ،‬وليس من بنى إسرائيل ‪ ،‬فتحرك الحقد فى قلوبه م ‪ ،‬وثار الحسلد فلى‬ ‫‪57‬‬


‫نفوسله م مللع أنهلل م ‪َ} :‬نيْع ِرنُفوَنُه َك َمنِسان َنيْع ِرنُفوَن{‬ ‫العهللود والمواثيلل ق ‪ ،‬الللتى أبرموها – كتابللة – مللع الل رسول الل – صلللى الل‬ ‫]البقننرة‪[146:‬‬

‫! ونقللض اليهللود كللل‬

‫عليل لله وس للل م ‪ -‬وت للآمروا وغ ل دروا وتحل للالفوا مل للع قري ل ش ‪ ،‬وك للادوا للمسل لللمين‬ ‫بالدسللائس ‪ ،‬والملؤامرات – كشللأنه م اليلو م مللع العللرب – ول م تنفللع معهلل م جميللع‬

‫محللاولت الصلللح ؛ للل م يجيبلوا داعللى ال ل مللع أنهلل م يعلمللون علللى اليقيللن أن‬

‫السل م هو دين الح ق ‪ ،‬ول م يحافظوا على معاهدات السل م وحسن الج لوار ‪،‬‬ ‫بل تنكروا له م ونقضوها ‪ ،‬ول م يعيشلوا يوما ملع المسللمين فلى الجزير ة العربيلة‬ ‫بغير غدر ول خديعة ‪ ،‬ول م يصلح له م سوى حل واحد فقلط ‪ :‬هلو الجلء علن‬

‫المدين للة المن للور ة ‪ ،‬ف للأجله م رسل ول الل ل – ص لللى الل ل علي لله وسللل م ‪ -‬عنه للا ‪،‬‬ ‫والعجيب أن طللرد اليهللود وجلءهلل م كللان هللو الحللل الوحيللد المناسللب علللى ملر‬

‫التاريخ مع اختلف الزمان والمكان !!‪.‬‬

‫وقد تحدثت كتب السير والتاريخ عما فعله اليهود تفصيل مع رسولنا –‬

‫ص لللى الل ل علي لله وسللل م ‪ ، -‬والمتتب للع له للذه الح للاديث س للوف ي للرى بوضللوح‬

‫وجلء أنه ل حل لمشكلة اليهود اليو م إل بالجلء !! فإن رسول الل – صللى‬ ‫ال ل عليلله وسلل م ‪ ، -‬وه و قللدوتنا وأسللوتنا للل م يجللد حل لمشللكلة اليهللود – بعللد‬

‫الصبر والعناء – إل بإخراجه م ملن المدينلة المنلور ة ! ول م يجلد الخلفلاء رضى‬

‫الل عنهلل م – مللن بعللده – حل لمشللكلة اليهللود إل بللإخراجه م مللن جزير ة العللرب‬ ‫!!‪.‬‬

‫فاليهود داء ‪ ،‬والجلء دواء ‪ ،‬والمعاهدات مسكنات !‬

‫فل نامت أعين الجبناء ‪ ،‬وال من ورائه م محيط ‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫القدس‬ ‫روى البخارى فى " صحيحة " بسنده الى أبى هرير ة ‪ ،‬رضى ال عنه ‪،‬‬

‫أن رسول ال – صلى ال عليه وسل م ‪ -‬قال ‪ " :‬لو آمن بى عشرة من‬ ‫النيهود لمن لى النيهود " ‪.‬‬

‫إن هؤلء اليهود الذين رفضوا الدخول فى اليمان وجحدوا الرسالة ‪،‬‬

‫وكانوا يقولون – قبل البعثة ‪ : -‬الله م ابعث لنا هذا النبى الذى نجده مكتوبا‬ ‫عندنا فى التورا ة حتى نعذب المشركين ونقتله م !!‬

‫وقد ثبت أنه م كانوا يتوعدون المشركين من الوس والخزرج بمجىء‬

‫الرسول‪ -‬صلى ال عليه وسل م ‪ -‬و يستنصرون ‪ ،‬اى ؛ يطلبون النصر به‬ ‫ِ‬ ‫رس تَنْفِتُح ونَن َع َلنى ال َِّذ نينَن َك فَنُر واْن‬ ‫على أعدائه م ‪ ،‬قال تعالى ‪َ} :‬و َكنِسانُنواْم نن قَْب ُلن َني ْ‬ ‫ن { ن]البقرة ‪[89 :‬‬ ‫َفلَ َّم ِسان َج ِسانءُهم َّم ِسان َع َرنفُنواَْك فَنُر واْنِبِه َفلَْع َننُة ال َّله َع َلنى اْلَك ِسانِف ِر نين َ‬ ‫وفى هذا دللة قاطعة ‪ ،‬وحجة دامغة على ان اليهود قو م بهت يعرفون‬

‫الح ق ‪ ،‬وينكرونه! فإنه م كانوا يعرفون صفات رسول ال‬

‫– صلى ال عليه وسل م ‪ -‬قبل أن ُيبعث ‪ ،‬ولما أرسل ال اليه م من‬

‫ل كثيرين من بنى إسرائيل ‪ ،‬فكذبوا فريقا ‪ ،‬وقتلوا فريقا من‬ ‫قبل ذلك رس ً‬

‫الرسل ‪ ،‬فلما أرسل ال رسوله الخات م من العرب كفروا به ‪ ،‬لنه ليس من‬

‫بنى إسرائيل ؟ وهو نفس أسلوب المرواغة الذى يستعملونه فى المفاوضات‬

‫الوهمية مع السلطة الفلسطينية !‬

‫‪59‬‬


‫وبعد هذا النكار والبهتان استمر اليهود على كفره م ‪ ،‬وأصروا على‬ ‫ضلله م ‪ ،‬أراد ال عز وجل ‪ ،‬وقدر ان كتب الهداية لعالٍ م من علمائه م هو‬ ‫عبد ال بن سل م ‪ ،‬رضى ال عنه ‪ ،‬وذلك بعد الهجر ة النبوية الشريفة ‪.‬‬

‫وكان عالما وسيدا مطاعا فى قومه من اليهود قبل علمه وسيادته‬

‫ل من ذلك ‪ ،‬بأقبح الصفات ‪ ،‬وأنزلوه الى‬ ‫وفضله ومنزلته ‪ ،‬ووصفوه ‪ ،‬بد ً‬ ‫أسفل الدرجات ‪.‬‬

‫وروى البخارى فى " صحيحة " بسنده الى أنس بن مالك ‪ ،‬رضى ال‬

‫عنه ‪ ،‬قال ‪ ) :‬إن عبد ال بن سل م بلغه مقد م النبى – صلى ال عليه وسل م‬ ‫‪ -‬المدينة ‪ ،‬فأتاه يسأله عن أشياء فقال ‪ :‬إنى سائلك عن ثلث ل يعلمهن‬

‫ال نبى ‪ :‬ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعا م يأكله أهل الجنة ؟ وما بال‬ ‫الولد ينزع الى أبيه أو الى أمه ؟ قال – صلى ال عليه وسل م ‪ " -‬أخبرنى‬

‫به جبرنيل آنفِسا " قال ابن سل م ‪ :‬ذاك عدو اليهود من الملئكة ‪ ،‬قال ‪ " :‬أمِسا‬

‫أول أشراط الرسِساعة ‪ ،‬فنِسار تحشرهم من المشرق الى المغرب وأمِسا أول‬ ‫طعِسام نيأكله أهل الجنة ‪ ،‬فزنيِسادة كبد الحوت ‪ ،‬وأمِسا الولد فإذا رسبق مِساء‬

‫الرجل مِساء المرأة نزع الولد ‪ ،‬إواذا رسبق مِساء المرأة مِساء الرجل نزعت الولد "‬ ‫‪.‬‬

‫قال عبد ال بن سل م ‪ :‬أشهد ان ل اله ال ال وأنك رسول ال ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫يا رسول ال ان اليهود قو م بهت !! فاسأله م عنى قبل ان يعلموا بإسلمى ‪،‬‬ ‫فجاءت اليهود ‪ ،‬فقال النبى – صلى ال عليه وسل م ‪-‬‬ ‫عبد ال بن رسلم فنيكم " ؟‬

‫‪60‬‬

‫" أى رجل‬


‫قالوا ‪ :‬خيرنا وابن خيرنا ‪ ،‬وأفضلنا وابن أفضلنا ‪ ،‬فقال النبى‬

‫" أرأنيتم ان أرسلم عبد ال بن رسلم ؟ " قالوا ‪ :‬أعاذه ال من ذلك‪،‬‬

‫فأعد عليه م فقالوا مثل ذلك ‪ ،‬فخرج اليه م عبد ال فقال ‪ :‬أشهد أن ل إله ال‬

‫ال وان محمدا رسول ال ‪ ،‬قالوا ‪ :‬شرنا ‪ ،‬وابن شرنا !! وتنقصوه!! قال ‪:‬‬ ‫هذا الذى كنت أخاف يا رسول ال ‪.‬‬

‫إن عبد ال بن سل م ‪ ،‬رضى ال عنه ‪ ،‬كان عالمًا كبي ًار من علماء‬

‫اليهود قبل ان يدخل فى السل م ‪ ،‬وقد شهد على قومه اليهود شهاد ة ح ق‬

‫يقول فيها ‪ " :‬إن النيهود قوم بهت " اى ‪ ،‬قو م يفترون الكذب ويختلفونه ‪،‬‬

‫وهى شهاد ة تصد ق على واقع اليهود اليو م وتطابقه كما كان شأنه م فى‬ ‫الماضى ‪ ،‬وهو نفس الواقع الذى سيكون عليهغدًا طالما أنه م يهود !!‬

‫فليس عجيبًا ول غريبًا ول جديدًا أن يتنكر اليهود لحقو ق المسلمين فى‬

‫فلسطين أو أن يحالوا تهويد القدس إن استطاعوا ‪ ،‬أو أن يغذروا بالمعاهدات‬ ‫والتفاقيات المبرمة ‪ ،‬لكن العجيب ان يتعجب العرب ‪ ،‬والغريب ان يستغرب‬

‫العرب من أفعال اليهود كأنه م ل يعلمون !!‬

‫إننا ل م ولن نرى من اليهود وفاء بالعهود والمواثي ق ‪ ،‬أما المتعجبة‬

‫المستغربة فهى أ م رئيس وزراء إسرائيل الحالى التى أعلنت أنها فى غاية‬ ‫الحرج والخجل ‪ ،‬وهى ترى ابنها يحاول الصلح مع العرب ‪ ،‬بينها هى‬ ‫أرضعته لبنا يحر م هذا الصلح كما يحر م الزواج بأخت الرضاع !!‬

‫واليو م يبحث جميع المسلمين عن حل ومخرج ‪ ،‬وهذا الحل ليس فى‬

‫الهتافات ول المظاهرات ول المسيرات ‪ ،‬ول التصريحات ‪ ،‬ول المؤتمرات ‪،‬ول‬ ‫اللءات المتتاليات وغير المتتاليات ؟؟‬ ‫‪61‬‬


‫• إن الحل نيكمن فى حقنيقتنين ‪:‬‬ ‫الولى ‪ :‬كلمات وتوجيهات نط ق بها جللة الملك فيصل بن عبد‬

‫العزيز ‪ :‬رحمه ال ‪ ،‬وصف فيها الداء والدواء ‪ ،‬وذلك علا م‬

‫) ‪ 1384‬هل ( فى خطبة الحج ‪ ،‬يقول – رحمه ال ‪ :‬لقد مرت على‬

‫السل م والمسلمين حقبب تناسى الناس فيها ما هو مطلوب منه م تجاه ربه م‬ ‫‪ ،‬وتساهلوا فيما يجب عليه م ‪ ،‬وتهاونوا وتغافلوا ولهذا فإننا نرى اليو م أن‬

‫الشعوب السلمية فى كل القطار قد ينظر اليه نظر ة احتقار أو ازدراء ‪،‬‬ ‫وهذا أيها الخو ة ما سببناه لنفسنا نحن ‪ ،‬ول م يرضه ال سبحانه وتعالى لنا ‪،‬‬ ‫وانما رضى لنا العز ة والكرامة والقو ة ‪ ،‬إذا نحن أخلصنا العباد ة ‪ ،‬وتمسكنا بما‬ ‫أمرنا ال به سبحانه وتعالى ‪ ،‬واتبعنا سبيل نبينا صلوات ال وسلمه عليه ‪.‬‬ ‫وفى حج عا م ) ‪ 1390‬هل ( خطب الملك فيصل – رحمه ال – فى‬

‫الحجيج خطبة جاء فيها وصف المنهج والدواء إذ يقول ‪ :‬أيهلا الخو ة ‪ ،‬إننا‬ ‫فى حاجة قصوى الى محاسبة أنفسنا ‪ ،‬يجب علينا أن نعود الى أنفسنا ‪،‬‬

‫ونحاسبها ‪ ،‬لماذا تصبينا النكبات ؟؟‬

‫ولماذا نتعرض للعدوان من اعداء السل م ؟ وأعداء البشرية ‪ ،‬وأعداء‬

‫النسانية ؟ علينا أن نحاسب أنفسنا ‪ ،‬فل بد أن هناك فينا ‪ ،‬وفى أنفسنا ما‬

‫يستوجب أن نصاب بهذه النكبات ‪ ،‬فإننا نرى اليو م فى عالمنا السلمى من‬ ‫يتنكب عن اليمان ‪ ،‬وعن العقيد ة السلمية ‪.‬‬

‫وأما الحقيقة الثانية ‪ :‬فهى ضرور ة رفع راية الجهاد فى سبيل ال ‪،‬‬

‫‪62‬‬


‫إنه الطري ق الذى اختاره ال للنصر ‪ ،‬والحفاظ على الرض والعرض ‪ ،‬ولقد‬ ‫جربنا كل الحلول فل م تفلح ول م تنجح ‪ ،‬إوان الشعوب المسلمة فى مشار ق‬

‫الرض ومغاربها تتطلع الى اليو م الذى يعلن فيه حكامها وقادتها عن فتح‬ ‫باب الجهاد فى سبيل ال ‪ ،‬ويومها فقط سيلتز م اليهود بالعهود والمواثي ق‬

‫والتفاقات المبرمة التزا م قهر وصغار ‪ ،‬ل التزا م قناعة ووفاء !! ويومئذ‬

‫يفرح المؤمنون بنصر ال ‪.‬‬

‫قضية فلسطين‬ ‫إن فلسطين دولة اسلمية وبلد عربية ‪ ،‬ل يختلف فى ذلك عاقلن ‪،‬‬

‫ول يتناطح عليه عنزان ‪ ،‬واليهود أول الناس اعترافًا بهذه الحقيقة وأول‬ ‫الناس إنكا ار لها لنه م ‪ -‬كما قلنا – قو م بهت ينكرون ما يعرفون وفى‬

‫تصريحات أول رئيس وزراء لسرائيل ‪ ،‬وهو بن جوريون دليل ساطع وبرهان‬

‫قاطع على ما نقوله ‪.‬‬ ‫‪63‬‬


‫يقول بن جوريون ‪ ) :‬لسنا عميانا ‪ ،‬إننا على عل م أكيد بأن فلسطين‬

‫ليست بلدًا خاويًا ‪ ،‬بل إننا نعرف أن مليين العرب يسكنون فى الراضى‬

‫الواقعة بين ضفتى نهر الردن الشرقية والغربية ‪ ،‬كما أن هناك مليين‬

‫ومليين العرب من الذين قطنوا فلسطين منذ ألوف السنين ‪ ،‬وأنه م يعتبرون‬ ‫أنفسه م بح ق أبناء فلسطين ( ‪.‬‬

‫ويزيد المر وضوحا وجلًء فيقول ‪ ) :‬ليس العرب فى حاجة الى‬

‫شراء أراضى فلسطين ‪ ،‬لنها أراضيه م ‪ ،‬وليسوا فى حاجة الى هجر ة عرب‬

‫الى فلسطين ‪ ،‬لنه م أصحابها الشرعيون ‪ ،‬وه م يقيمون فيها ‪ ،‬إن كل شىء‬ ‫فى فلسطين هو ملك العرب ما عدا الحكومة ( ‪.‬‬

‫وبالرغ م من هذا العتراف الصحيح الصريح ‪ ،‬فقد استولى على أرض‬

‫فلسطين ‪ ،‬وهنا تجدر الشار ة الى حقيقة مهمة مضمونها ‪ :‬أن احتلل‬

‫اليهود لفلسطين ليس هدفه م النهائى ‪ ،‬وانما هى فقط أرض الميعاد كما جاء‬ ‫فى التورا ة المحرقة !! إوان إقامة دول إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات‬

‫ليس هدفا نهائيا لليهود كما تزع م كتبنا وأقلمنا؟! وانما هى فقط مرحلة‬

‫الستيلء على منابع المياه ‪ ،‬وهو هدف استرايجى ها م لليهود ل يقل عن‬ ‫الستيلء على مصادر الذهب ‪ ،‬ومصادر‬ ‫البترول !!‬

‫ولكن الهدف الحقيقى والنهائى الذى يتقرب به اليهود الى الشيطان هو‬ ‫السيطر ة على العال م كله ‪ ،‬واحتلل العال م ال حكومة واحد ة من اليهود!!‬

‫ولذلك من يفه م عقيد ة اليهود ‪ ،‬وطبيعة اليهود سيجد أن ما يفعلونه الن فى‬ ‫الضفة الغربية والقدس وقطاع غز ة ‪ ،‬هو أمر طبيعى ومألوف عنده م لنه‬ ‫‪64‬‬


‫تطبي ق حرفى لعقيدته م وان كانت باطلة ‪ ،‬إواليك الدليل من كتاب اليهود‬

‫المقدس " التلمود " ‪.‬‬

‫يقول ‪ " :‬التلمود " ) يجب على كل يهودى ان يسعى لن تظل‬

‫السلطة على الرض لليهود دون سواه م ‪ ،‬وقبل أن يحك م اليهود نهائيا باقى‬ ‫الم م ‪ ،‬يجب أن تقو م الحرب على قد م وسا ق ‪ ،‬ويهلك ثلثا العال م ‪ ،‬وسيأتى‬

‫المسيح الحقيقى ‪ ،‬ويحق ق النصر القريب ‪ ،‬وحينئذ تصبح المة اليهودية‬

‫غاية فى الثراء ؛ لنها تكون قد ملكت أموال العال م جميعا ‪ ،‬ويتحق ق أمل‬

‫المة اليهودية بمجىء إسرائيل ‪ ،‬وتكون هى المة المتسلطة على باقى‬ ‫الم م عند مجىء المسيح ( ‪.‬‬

‫وعندما يسعى اليهود لتحقي ق أهدافه م الدينية ‪ ،‬فإنه م ل يبدءون‬

‫باحتلل الرض ‪ ،‬وانما باحتلل العقل! ويحتل اليهود العقول عن طري ق‬

‫فتح الحدود الثقافية والجتماعية والقتصادية والسياسية حتى تصبح ثروات‬

‫المسلمين ركا ًاز له م ‪ ،‬وجامعاته م ومؤسساته م الثقافية أوكا ًار لفكاره م ‪ ،‬وبلد‬ ‫المسلمين أسواقا لبضائعه م ‪ ،‬ويتحول المسلمون فى نهاية المر الى عمال‬ ‫كادحين تابعين لمؤسسات يهودية ‪ ،‬وشركات يهودية ‪ ،‬وبنوك يهودية ‪،‬‬

‫وحكومات يهودية ‪ ،‬وهنا يتساءل القارىء ‪ :‬إذا كان هذا هو هدف اليهود‬ ‫وعقيدته م ‪ ،‬فأين دور أمريكا راعية السل م كثير ة الكل م ‪ ،‬والمدافعة عن‬

‫حقو ق النسان والحيوان والحشرات والهوا م !!‬ ‫وهو رسؤال مهم ‪ ،‬وجوابه أهم ‪...‬‬

‫‪65‬‬


‫أمريكا واليهود‬ ‫يخطىء من يعتقد أن أمريكا تقف على الحياد بين العرب واسرائيل ‪،‬‬

‫ويخطىء – كذلك ‪ -‬من يعتقد أن أمريكا ودول الغرب يقفون بجانب‬

‫إسرائيل !! أما الحقيقة التى ل مراء فيها فهى أن أمريكا بعد ان احتل‬

‫اليهود عقول حكامها قد أصبحت أشد حرصا على تحقي ق أهداف اليهود ‪،‬‬ ‫من حرص اليهود على تحقي ق أهدافه م!!‬

‫حتى ان المريكان المتدينين يعيبون على اليهود فكر ة تخليه م عن‬

‫الضفة الغربية ‪ ،‬ويعتبرون ذلك كبير ة من الكبائر ‪.‬‬

‫يقول مايك ايفانز – قسيس أمريكى أصولى ‪ ) : -‬إن تخلى إسرائيل‬

‫عن الضفة الغربية سوف يجر الدمار على إسرائيل ‪ ،‬وعلى الوليات المتحد ة‬

‫‪66‬‬


‫المريكية من بعدها ‪ ،‬ولو تخلت إسرائيل عن الضفة الغربية إواعادتها‬ ‫للفلسطينيين ‪ ،‬فإن هذا يعنى تكذيبا بوعد ال فى‬ ‫التورا ة !! وهذا سيؤدى الى هلك إسرائيل ‪ ،‬وهلك أمريكا من بعدها ‪ ،‬إذا‬ ‫رأتها تخالف كتاب ال وتقرها على ذلك !! ( ‪.‬‬

‫اى ان هذا القسيس المريكي يطالب أمريكا بمنع إسرائيل بقو ة من‬

‫التنازل عن الضفة الغربية ‪ ،‬وذلك من باب تغيير المنكر ‪ ،‬وعد م السكوت‬ ‫عليه!‬

‫ويقول جيرى فولويل – وهو صدي ق نصرانى للرئيس بوش ‪: -‬‬

‫) ان الوليات المتحد ة المريكية جمهورية نصرانية يهودية ( ‪.‬‬

‫بل يقول ‪ ) :‬ان الوقوف ضد إسرائيل هو وقوف ضد ال!! ( ويضيف‬

‫‪:‬‬

‫) انه ل يح ق لسرائيل ان تتنازل عن شىء من أرض فلسطين ‪ ،‬لنها‬

‫أرض التورا ة التى وعد ال بها شعبه ( ‪.‬‬

‫ولقد نجح اليهود فى اخترا ق عقول حكا م أمريكا ‪ ،‬وصانعى القرار فى‬

‫الدول الغربية نجاحا عجيبا ‪ ،‬حتى أنه م استطاعوا اقناع الرئيس ولسون‬ ‫الذى كان يحك م أمريكا أثناء الحرب العالمية الولى بأن عدد اليهود فى‬ ‫العال م مئة مليون ‪ ،‬بينما كانوا فى الواقع أحد عشر مليونا‬

‫فقط ‪ ،‬وقد تبين ان الدافع وراء اصدار بلفور لوعده المشئو م هو أنه كان‬

‫يؤمن بالتورا ة ايمانًا عميقًا ويقرؤها ‪ ،‬ويصد ق بها حرفيا ‪ ،‬بل كان رئيس‬

‫وزراء بريطانيا فى ذلك الوقت ‪ ،‬وهو " لويد جورج " يقول عن نفسه ‪ ) :‬انه‬

‫‪67‬‬


‫صهيونى ‪ ،‬وانه يؤمن بما جاء فى التورا ة من ضرور ة عود ة اليهود ‪ ،‬وأن‬

‫عود ة اليهود مقدمة لعود ة المسيح ( ‪.‬‬

‫والعجيب فى هذه القضية ان جميع رؤساء أمريكا السابقين واللحقين‬

‫‪ ،‬كذلك الدول الغربية ينظرون الى المشكلة على أنها قضية دينية ينبغى‬ ‫اللتزا م حيالها بما جاء فى التورا ة ‪ ،‬بينما ينظر الى معظ م حكا م البلد‬

‫العربية والسلمية على أنها مشكلة قومية أو شر ق أوسطية ينبغى اللتزا م‬ ‫حيالها بما تملية الشرعية الدولية – اى التورا ة المحرفة – يقول الرئيس "‬

‫كارتر " كما فى كتاب " اُلبعد " الديني ‪ :‬لقد آمن سبعة رؤساء أمريكيين ‪،‬‬

‫وجسدوا هذا اليمان بأن علقات الوليات المتحد ة المريكية مع إسرائيل‬

‫هى أكثر من علقة خاصة ؛ بل هى علقة فريد ة لنها متجذر ة فى ضمير‬

‫وأخل ق ودين ومعتقدات الشعب المريكى نفسه ‪ ،‬لقد شكل إسرائيل‬

‫والوليات المتحد ة المريكية مهاجرون طليعيون ‪ ،‬ونحن نتقاس م التوراه ( ‪.‬‬ ‫ويقول الرئيس‪ " :‬ريجان " ‪ ) :‬إننى دائمًا أتطلع إلى الصهيونية‬

‫كطموح جوهرى لليهود ‪ ،‬وبإقامة دولة إسرائيل تمكن اليهود من إعاد ة حك م‬ ‫أنفسه م بأنفسه م فى وطنه م التاريخى ليحققوا بذلك حلمًا عمره ألفا عا م ( ‪،‬‬

‫ومن قبله قال الرئيس المريكى " نيكسون " ‪ ) :‬عندما كانت أمريكا ضعيفة‬ ‫وفقير ة منذ مائتى سنة مضت كانت عقيدتنا هى المبقية علينا ‪ ،‬ونحن ندخل‬ ‫قرننا الثالث ‪ ،‬ونستقبل اللف سنة المقبلة ‪ ،‬أن نعيد اكتشاف عقيدتنا ‪،‬‬

‫ونبث فيها الحيوية ( ‪.‬‬

‫ومن بعده م قال ‪ " :‬كلينتون " ‪ :‬فى خطابه أما م القيادات اليهودية‬

‫عا م ) ‪ 1992‬م ( ‪ ) :‬إننى أعتقد أنه يتوجب علينا الوقوف إلى جانب‬ ‫‪68‬‬


‫إسرائيل فى محاولتها التاريخية لجمع مئات اللوف من المهاجرين‬ ‫لمجتمعها ودولتها ( ‪.‬‬

‫بل إنه يوجد فى القدس منظمة نصرانية تنتشر فروعها فى جميع‬

‫أنحاء العال م ‪ ،‬وهى من أشد المنظمات خط ار وضر ار ‪ ،‬وتسمى‬ ‫) السفار ة المسيحية الدولية ( ‪.‬‬

‫ويقول مؤسسها ‪ ) :‬إننا صلهاينة أكلثر ملن السلرائيليين أنفسله م !! إوان‬ ‫القدس هى المدينة الوحيد ة التى تحظى باهتما م الل ‪ ،‬إوان الل قللد أعطلى هلذه‬ ‫الرض لسرائيل إلى البد ( ‪.‬‬

‫وتعتقد هذه المنظمة أن الضفة الغربية وقطاع غز ة حقو ق أعطاها‬

‫الرب للشعب اليهودي !! ‪.‬‬

‫فهل بعد كل هذه الحقائ ق يطمع العرب المسلمون أن تحل أمريكا‬

‫المشكلة ‪ ،‬ويتخلى رؤسائها وصانعو القرار فيها عن عقيدته م الدينية ‪.‬‬

‫والعجيب فى هذه القضية أن حكامنا المؤمنين بالقرآن ‪ ،‬يطالبون حكا م‬

‫أمريكا والغرب واليهود أن يكفروا بالتوراه !! عندما يطلبون منه م التنازل عن‬ ‫بعض أرض الميعاد للفلسطينيين !! ولن يكفر اليهود بنصوص التوراه‬

‫المحرفة إل إذا لوج الجمل فى س م الخياط !! أو رفع حكامنا راية الجهاد ‪.‬‬ ‫ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر ال القوى العزيز ‪.‬‬

‫وال يقول الح ق وهو يهدى السبيل ‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫اليهود والهجرة النبوية‬ ‫تذكر المصادر التاريخية أن اليهود قد نزحوا إلى الجزير ة العربية سنة )‬

‫‪ 70‬م ( بعد حرب اليهود والرومان ‪ ،‬والتى انتهت إلى خراب بلد فلسطين ‪،‬‬ ‫وتدمير هيكل بيت المقدس ‪.‬‬

‫ومن الثابت فى ضوء التاريخ أن اليهود يحبون العداو ة والبغضاء حبًا‬

‫جمًا ! وه م يعادون ويكرهون كل البشر ‪ ،‬حتى إنه م يعادى بعضه م بعضًا ‪،‬‬

‫ويقتل بعضه م بعضًا ‪ ،‬يقول الدكتور إسرائيل ولفنسون فى كتابه " تاريخ‬

‫اليهود " ‪ ) :‬قد كانت هناك عداو ة بين بنى قينقاع وبقية اليهود ‪ ،‬سببها أن‬

‫بنى قينقاع كانوا قد اشتركوا مع بنى الخزرج فى يو م " ُبعاث‪ ،‬وقد أثخن بنو‬

‫النضير وبنو قريظة فى بنى قينقاع ومزقوه م كل ممز ق!! مع أنه م دفعوا‬

‫الفدية عن كل من وقع فى أيديه م من اليهود من السرى! وقد استمرت هذه‬ ‫العداو ة بين البطون اليهودية بعد يو م ُبعاث " ‪.‬‬

‫وقد بين القران الكري م هذه العداو ة بين اليهود قى قول الح ق جل وعل‬ ‫ِ‬ ‫}و إِانْذ أَ​َخ ْذنَننِسا ِم نينثَِساقَُك من َل تَ ِ‬ ‫رس ُكنمن ّم نن ِد َنينِساِرُك ْمنثُ َّم‬ ‫ْ‬ ‫رس فنُكوَن د َمنِسانءُك ْمنَوَل تُْخ ِرنُج ونَنَأنفُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫رس ُكنْمن َو تُنْخ ِرنُج ونَنفَِر نينقِساً ّم ننُك من‬ ‫أَْقَر ْر نتُنْمَو أَننتُْم تَ ْ‬ ‫ش َهنُدنوَن ثُ َّم َأنتُْم َهنُؤلء تَْقتُ​ُلوَن َأنفُ َ‬

‫‪70‬‬


‫ِ‬ ‫رس ِسانَرى تُفَِساُدوُهْم‬ ‫ّم نن ِد َنينِساِرِه ْمنتَ َ‬ ‫نو إِانن َنيأُتوُك ْمن أُ َ‬ ‫ظِساَهُر ونَن َع َلنْني ِهنمنِبِساِل ثْ نم َو انْلُعْد َونان َِ‬ ‫َو ُهنَو ُم َحن َّرنٌمنَع َلنْني ُكنْمنإِْخ َرناُج ُهن{ْم‬ ‫]البقرة ‪ ، [85 ، 84 :‬وقد استعمل اليهود الدسائس والمؤامرات والعتو‬

‫والفساد – كما هى عادته م دائمًا – فى نشر العداو ة والشحناء بين القبائل‬ ‫العربية المجاور ة ‪ ،‬وكانوا يغرون بعضها على بعض بكيد خفى ل م تكن‬

‫تشعر به القبائل ‪ ،‬فيقعون فى حروب دامية متواصلة ‪ ،‬وتظل أنامل اليهود‬

‫تؤجج نيرانها كلما رأتها تقارب الخمود والنطفاء ‪ ،‬كما قال اله عز وجل‬

‫}ُك ل َّنَم ِسان أَْو قَنُد واْن َنِسا ارً لّْلَح ْرنِبنأَْطفَأَ​َهِسا اللُّه {‬ ‫*وقبل أن يبعث ال عز وجل رسوله – صلى ال عليه وسل م ‪ -‬كان اليهود‬ ‫] المِسائدة ‪[ 64 :‬‬

‫‪.‬‬

‫يعترفون بنبوته ‪ ،‬ويقرون برسالته !! وقد نقل ابن كثير عن ابن إسحا ق عن‬

‫أشياخ من النصار أنه م قالوا ‪ :‬كنا قد علونا اليهود قه ًار ده ًار فى الجاهلية‬

‫ونحن أهل شرك ‪ ،‬وه م أهل كتاب وه م يقولون ‪ :‬إن نبيًا سيبعث الن نتبعه‬ ‫قد أظل زمانه فنقتلك م معه قتل عاٍد إوار م !! فلما بعث ال رسوله من قريش‬ ‫واتبعناه كفروا به ‪.‬‬

‫ونقل أيضًا عن ابن إسحا ق بسنده إلى ابن عباس – رضى ال عنهما‬

‫– أنه قال ‪ :‬إن يهودًا كانوا يستفتحون على الوس والخزرج برسول ال –‬ ‫صلى ال عليه وسل م ‪ -‬قبل مبعثه ‪ ،‬فلما بعثه ال من العرب كفروا به‬

‫وجحدوا ما كانوا يقوون فيه ‪ ،‬فقال له م معاذ بن جبل ‪ ،‬وبشر بن البراء ‪،‬‬

‫وداود بن سلمة ‪ :‬يا معشر اليهود ‪ ،‬اتقوا ال‬

‫‪71‬‬


‫وأسلموه ‪ ،‬فقد كنت م تستفتحون علينا بمحمد – صلى ال عليه وسل م ‪، -‬‬

‫ونحن أهل شرك ‪ ،‬وتخبروننا بأنه مبعوث وتصفونه بصفته ‪ ،‬فقال سل م بن‬ ‫مشك م أخو بنى النضير ‪ :‬ما جاءنا بشئ نعرفه ‪ ،‬وما هو بالذى كنا نذكر‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قن‬ ‫ةصنّدن ٌ‬ ‫لك م !! فأنزل ال فى ذلك قوله ‪َ} :‬و لَن َّم ِسانَج ِسانءُهْم ك تَنِسا ٌ‬ ‫ب ّم ْنن ع نند اللّه ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫رس تَنْفِتُح ونَن َع َلنى ال َِّذ نينَن َك فَنُر واْنَفلَ َّم ِسان َج ِسانءُهم َّم ِسان‬ ‫لَّم ِسان َم َعنُهْم َو َكنِسانُنواْم نن قَْب ُلن َني ْ‬ ‫َع َرنفُنواَْك فَنُر واْنِبِه َفلَْع َننُة ال َّله َع َلنى اْلَك ِسانِف ِر نينَن {]ن البقرة ‪، [ 89 :‬‬ ‫أى اليهود ‪.‬‬

‫وقال أبو العالية ‪ ) :‬كانت اليهود تستنصر بمجمد – صلى ال عليه‬

‫وسل م ‪ -‬على مشركى العرب يقولون ‪ :‬الله م ابعث هذا النبى الذى نجده‬

‫مكتوبًا عندنا حتى نعذب المشركين ونقتله م ؛ فلما بعث ال محمدًا ‪ -‬صلى‬

‫ال عليه وسل م ‪ -‬و أروا أنه من غيره م كفروا به حسدًا للعرب ‪ ،‬وه م يعلمون‬ ‫أنه رسول ال – صلى ال عليه وسل م ‪. -‬‬

‫وهكذا أنكر اليهود النبو ة بعد اعترافه م بها ‪ ،‬وجحدوا الرسالة بعد‬

‫إقراره م لها ‪ ،‬وكذلك يفعلون فى كل عهد ووعد ‪ ،‬فل يستغرب اليو م من‬ ‫صنيعه م إل من ل يعرف تاريخه م ! ‪.‬‬

‫* وعندما هاجر رسول ال – صلى ال عليه وسل م ‪ -‬إلى المدينة كان‬

‫النصار يخرجون كل يو م بعد صل ة الصبح إلى ظاهر المدينة يترقبون‬ ‫وصوله ويدخلون بيوته م إذا اشتد الحر ‪ ،‬وكان اليهود يراقبون صنيع‬

‫النصار فى قل ق واضطراب ‪ ،‬حتى إن أول من رأى رسول ال قادمًا إلى‬

‫المدينة رجل من اليهود ‪ ،‬فصرخ اليهودي بأعلى صوته ‪ ،‬وأخبر النصار‬

‫‪72‬‬


‫بقدو م رسول ال – صلى ال عليه وسل م ‪ ، -‬ث م كفروا بما أخبرته م به كتبه م‬ ‫‪ ،‬وجحدوا ما أقرت به – قبل ذلك – ألسنته م !! ‪.‬‬

‫* وقد واصل اليهود جحوده م إوانكاره م للح ق – كما يفعلون اليو م – فقد روى‬ ‫البخارى قصة إسل م عبد ال بن سل م – رضى ال عنه – وكان حب ًار من‬

‫كبار علماء اليهود ‪ ،‬ولما سمع بقدو م رسول ال – صلى ال عليه وسل م ‪-‬‬

‫جاءه مسرعًا ‪ ،‬وألقى إليه أسئلة ل يعلمها إل نبى فلما أجابه – صلى ال‬

‫عليه وسل م ‪ -‬أعلن إيمانه وتصديقه ‪ ،‬ث م قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ :‬إن اليهود‬ ‫قو م بهت !! إن علموا بإسلمى قبل أن تسأله م بهتونى عندك ! فأرسل‬

‫رسول ال – صلى ال عليه وسل م ‪ -‬إليه م ‪ ،‬فجاءت اليهود ‪ ،‬ودخل عبد ال‬

‫بن سل م البيت ‪ ،‬واختبأ فيه ‪ ،‬فقال رسول ال‪ " :‬أى رجل فنيكم عبد ال بن‬ ‫رسلم ؟ " فقالوا ‪ :‬أعلمنا وابن أعلمنا ‪ ،‬وخيرنا وابن خيرنا ‪ ،‬وأفضلنا وابن‬

‫أفضلنا ‪ ،‬وسيدنا وابن سيدنا ‪ ،‬فقال – صلى ال عليه وسل م ‪ " : -‬أفرأنيتم إن‬ ‫أرسلم عبد ال ؟ " فقالوا ‪ :‬أعاذه ال من ذلك ) مرتين أو ثلثًا ( ‪ ،‬فخرج‬

‫إليه م عبد ال ‪ ،‬فقال ‪ :‬أشهد أن إله إل ال ‪ ،‬وأشهد أن محمدا رسول ال ‪،‬‬ ‫فقالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه !! فقال ‪ :‬يا معشر اليهود ‪ ،‬اتقوا ال ‪،‬‬

‫فوال الذى ل إله إل هو إنك م لتعلمون أنه رسول ال ‪ ،‬وأنه جاء بح ق فقالوا‬ ‫‪ :‬كذبت !!‬

‫وبمثل هذا المنهج القبيح ينكر اليهود كل عهد ووعد ‪ ،‬ويجحدون كل‬

‫اتفا ق وقعوه ‪ ،‬أو صلح أبرموه ‍!‬

‫ومع وجود الدلة القاطعة والحجج الدامغة على صد ق رسول ال –‬

‫صلى ال عليه وسل م ‪ -‬ونبوته عند اليهود فإنه ل م يدخل منه م فى السل م‬ ‫‪73‬‬


‫ل كان له م شرف الصحبة فى زمن النبو ة ‪ ،‬وقد ذكرت‬ ‫سوى ) ‪ ( 29‬رج ً‬ ‫أسماؤه م وتراجمه م فى كتب طبقات الصحابة ‪ ،‬كل " الصابة " و " ُأسد‬

‫الغابة " وغيرها ‪.‬‬

‫وبعد الهجر ة النبوية عقد رسول ال – صلى ال عليه وسل م ‪ -‬معاهد ة‬

‫مع يهود المدينة ‪ ،‬وكانت بنودها ‪ -‬كما ذكرتها كتب السير ة – على النحو‬ ‫التى ‪:‬‬

‫‪ -1‬إن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين ‪ ،‬لليهود دينهوللمسلمين‬ ‫دينه م كذلك لغير بنى عوف من اليهود ‪.‬‬

‫‪ -2‬إوان على اليهود نفقته م ‪ ،‬وعلى المسلمين نفقته م ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إوان بينه م النصر على من حارب أهل هذه‬ ‫الصحيفة ‪.‬‬

‫‪ -4‬إوان بينه م النصح والنصيحة ‪ ،‬والبر دون الث م ‪.‬‬ ‫‪ -5‬إوانه ل م يأث م امرؤ بحليفه ‪.‬‬ ‫‪ -6‬إوان النصر للمظلو م ‪.‬‬

‫‪ -7‬إوان اليهود يتفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين ‪.‬‬ ‫‪ -8‬إوان يثرب حرا م جوفها لجل هذه الصحيفة ‪.‬‬

‫‪ -9‬إوانه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو‬

‫اشتجار يخاف فساده ‪ ،‬فإن مرده إلى ال عز وجل ‪،‬‬

‫إوالى محمد رسول ال – صلى ال عليه وسل م ‪.-‬‬

‫‪ -10‬إوانه ل تجار قريش ول من نصرها ‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫‪ -11‬إوان بينه م النصر على من ده م يثرب ‪ ،‬على كل‬ ‫أناس حصته م من جانبه م الذى قبله م ‪.‬‬

‫‪ -12‬إوانه ل يحول هذا الكتاب دون ظال م أو آث م ‪.‬‬

‫ومع هذا العدل والنصاف اللذين ل يعرف لهما مثيل فى تاريخ الم م‬ ‫المسلمة ‪ ،‬فل م تمضى مد ة يسير ة على هذه المعاهد ة حتى شرع اليهود فى‬ ‫نقضها ‪ ،‬وعادوا إلى ما ألفوه من الغدر ‪ ،‬وما أشربته قلوبه م من الخيانة‬

‫ونقض العهود ‪ ،‬كما يفعلون معنا اليو م سواء بسواء ‍!‬

‫فما أن انتصر المسلمون فى غزو ة بدر الكبرى حتى قال لرسول ال‬

‫‪-‬صلى ال عليه وسل م ‪ : -‬ل يغرنك أنك لقيت قومًا ل عل م له م بالحرب‬

‫فأصبت منه م فرصة ‪ ،‬أما وال لئن حاربناك لتعلمن أّنا نحن الناس ‍‍!! وهل‬

‫يلي ق هذا الستفزاز بقو م وقعوا على معاهد ة جاء فيها ‪ :‬إوان بينه م النصر‬

‫على من حارب أهل هذه الصحيفة ‪ ،‬إوان بينه م النصر على من ده م يثرب‬ ‫!!‬

‫ومرت فتر ة وجيز ة ‪ ،‬وفى شوال فى السنة الثانية من الهجر ة ذهبت امرأ ة‬ ‫مسلمة بحليها إلى سو ق بنى قينقاع عند صائغ يهودى ‪ ،‬واجتمع حولها نفر‬

‫من اليهود يريدون منها كشف وجهها ‪ ،‬فأبت ) وتلك رسالته م العالمية فى‬ ‫إفساد المرأ ة ونشر الرذيلة ( فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى‬

‫ظهرها وهى جالسة غافلة !! فلما قامت انكشفت سوءتها وضحك اليهود‬ ‫منه ! وصاحت المرأ ة ‪ ،‬فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ‪،‬‬

‫وشدت اليهود على المسل م فقتلوه ‪ ،‬وحاصر المسلمون يهود بنى قينقاع حتى‬

‫‪75‬‬


‫استسلموا وأجله م الرسول –صلى ال عليه وسل م‪ ، -‬فخرجوا إلى الشا م ‪،‬‬ ‫كما تذكر كتب السير ة ‪.‬‬

‫وسافر كعب بن الشرف اليهودي إلى مكة بعد بدر ليواسى المشركين‬

‫المهزومين ‪ ،‬ويحرضه م على الثأر ‪ ،‬وكان هذا نقضًا جديدًا للمعاهد ة ‪،‬‬

‫وسأله المشركون ‪ :‬أديننا أحب إلى ال أ م دين محمد وأصحابه ؟ فقال له م ‪:‬‬ ‫ل !! وفيه نزل قول ال ‪} :‬أَلَْم تَ​َر إَِلى ال َِّذ نينَن ُأوتُواْ‬ ‫أنت م أهدى منه م سبي ً‬ ‫َن ِ‬ ‫ةص نينبِساً ّم َنن اْلِك تَنِساِب ُنيْؤ ِمنُننوَنِبِساْلِج ْبنِتنو انل َّ‬ ‫طِساُغ ونِتَو َنينُقوُلوَن ِلل َِّذ نينَن َك فَنُر واْن‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ل { ] النرسِساء ‪ ، [ 51 :‬وعاد كعب إلى‬ ‫رس ِبنني ً‬ ‫َهُؤلء أَْه َدنىن م َنن ال َّذ نينَن آَم ُننواْ َ‬ ‫المدينة مظه ًار عداوته للمسلمين حتى إنه كتب قصائد الغزل فى بعض‬ ‫النساء المسلمات !! فأهدر النبى – صلى ال عليه وسل م ‪ -‬دمه وُقتل ‪.‬‬

‫وبعد غزو ة أحد وجود اليهود الفرصة سانحة لمزيد من الغدر والخيانة ‪ ،‬فقد‬ ‫حدث أن رسول ال – صلى ال عليه وسل م ‪ -‬ذهب إلى منازل بنى النضير‬ ‫ليستعين فى دفع دية قتيلين قتلهما عمرو ابن أمية خطأ مرجعه من بئر‬ ‫معونة ‪ ،‬فأظهر اليهود استعداده م للمعاونة ‪ ،‬وجلس الرسول‬

‫– صلى ال عليه وسل م ‪ -‬إلى جانب جدار ‪ ،‬وخل يهود بعضه م إلى‬ ‫ل منه م يعلو ظهر البيت ‪ ،‬ويلقى صخر ة على رسول ال‬ ‫بعض ليختاروا رج ً‬

‫– صلى ال عليه وسل م ‪ -‬ليريحه م منه !! فهل رأى البشر عبر تاريخه م‬ ‫الطويل غد ار كهذا الغدر؟ أو خسة كهذه الخسة ؟‬

‫وُأخبر رسول ال – صلى ال عليه وسل م ‪ -‬بما أضمروه فنهض‬

‫‪76‬‬


‫مسرعا ‪ ،‬وعاد إلى المدينة ‪ ،‬ولحقه أصحابه الذين كانوا معه ‪ ،‬وأرسل رسول‬

‫ال – صلى ال عليه وسل م ‪ -‬يأمره م أن يخرجوا من المدينة ‪ ,‬وأمهله م عشر ة‬ ‫أيا م ‪ ،‬فامتنعوا بإغراء من النافقين ووعد بنصره م ‪ ،‬فحاصره م رسول ال –‬

‫صلى ال عليه وسل م‪ -‬حتى أجله م عن المدينة ‪.‬‬

‫واستمر اليهود فى الدسائس والمؤامرات ؛ فبعد جلء بنى النضير‬

‫ونفيه م خرج عشرون رجل من زعماء اليهود ‪ ،‬وسادات بنى النضير إلى‬ ‫قريش يحضونه م على غزو المدينة ‪ ،‬ووعدوه م بالنصر له م والمعونة ‪ ،‬ث م‬

‫ذهب هذا الوفد اليهودي إلى غطفان فدعاه م إلى ما دعا إليه قريشا ‪،‬‬

‫فاستجابوا لذلك ‪ ،‬ث م طاف الوفد فى قبائل العرب يدعوه م جميعا إلى غزو‬

‫المدينة ‪ ،‬وبذلك نجح ساسة اليهود فى تعبئة المشركين من مختلف أنحاء‬ ‫الجزير ة العربية ‪ ،‬حتى احتشدوا جميعا فى غزو ة الخند ق ! ) غزو ة الحزاب‬

‫( ‪ ،‬أما يهود بنى قريظة الذين ما زالوا بالمدينة ‪ ،‬فقد غدروا ونقضوا المعاهد ة‬ ‫فى اصعب الوقات واشدها فبينما يحاصر المشركون المدينة احضر يهود‬

‫بنى قريظة الصحيفه التى كتبت فيها المعاهد ة فمزقها فلما بعث اليه م رسول‬ ‫ال – صلى ال عليه وسل م ‪ -‬ليعرف حقيقة المر قال اليهود ‪ :‬من رسول‬ ‫ال ؟ ل عهد بيننا وبين محمد وبعد انتصار المسلمين عوقب اليهود بتهمة‬ ‫الخيانة العظمى فى عصرنا وكان حك م ال فيه م ان يقتل الرجال وتسبى‬

‫الذرية وتقس م الموال‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫وهكذا استراحت المدينة المنور ة من شر اليهود‪.‬‬

‫ورجاؤنا فى ال وحده ان يريح فلسطين والقدس الشريف من شره م وما ذلك‬

‫على بعزيز‪.‬‬

‫أمريكا والاهاب‬

‫إن الرهاب قد اصبح ظاهر ة عالمية يمارسة أفراد وجماعات وتنظيمات‬ ‫سرية وعلنيه كما تمارسه حكومات ‪.‬‬

‫فكما أنه توجد منظمات ارهابية فكذلك توجد حكومات إرهابية ‪ ،‬ومن‬

‫الحقائ ق الثابتة أن الرهاب ل ينتمى الى دين او وطن او جنس او لغة!‬

‫وهذا ما جعلة ظاهر ة عالمية ل تختص بها جماعة معينة ول دولة بعينها‬ ‫ولخطور ة الرهاب على المجتمعات واضرار ة الجسيمة على الشعوب‬

‫والحكومات فقد دعت مصر الى عقد مؤتمر دولى لمكافحة الرهاب من‬

‫خلل وضع سياسة جماعية وآلية دولية تلتز م بها كل دول العال م فى تنسي ق‬

‫إواحكا م ‪.‬‬

‫وهى دعو ة كريمة فى مواجهة مشكلة من أشد مشاكل العصر تعقيدًا وهى‬ ‫تدفعنا دفعًا الى النظر والتدبر فى مسألتين‪:‬‬

‫الولى ‪ :‬صناعة الرهاب !‬ ‫الثانية ‪ :‬ممارسة الرهاب !‬

‫‪78‬‬


‫اما أولهما فإن الرهاب‪ -‬فى غالبة – نتيجة حتمية للظل م الذى يحك م العال م‬

‫ل بليغًا فى حديثة الذى‬ ‫وهذا تحليل وليس تبري ار ولقد قال الرئيس مبارك قو ً‬ ‫أدلى به لجريد ة الجمهورية منذ فتر ة يسير ة وخلصة قوله ‪ :‬إن الظل م يولد‬ ‫الكبت وان الكبت يؤدى الى النفجار ‪.‬‬

‫واليك ‪-‬أيها القارئ الكري م – امثلة محدود ة للظل م الذى يسود عال م اليو م‪:‬‬

‫المثِسال الول ‪ :‬النظا م العالمى القدي م يعنى ان العال م بأسر ة تتحك م فيه دولتان‬ ‫فقط هما التحاد السوفيتى والوليات المتحد ة المريكية وتفرضان هيمنة‬

‫كاملة على حكوماته وشعوبه بمسميات زائفة وشعارات براقة !‬

‫أما النظا م العالمى الجديد – بعد انهيار التحاد السوفيتى فيعنى –ببساطة‪-‬‬

‫أن العال م تتحك م فيه دولة واحد ة هى امريكا تقول ما تشاء وتفعل ما تشاء‬ ‫وتحك م بما تشاء على من تشاء بغير مساءلة ول مناقشة ول اعتراض !!‬

‫وهذا السلطان الذى ل حدود له ولقيود قد تول ة رجل جمع بين الكفر والفس ق‬ ‫وقد فضحه ال فى الدنيا على رءوس الشهاد ولعذاب الخر ة أشد وابقى ‪.‬‬ ‫المثِسال الثِسانى ‪ :‬هيئة الم م المتحد ة ) الوثان المتحد ة ( – كما يسميها‬

‫بعض العلماء – بها الجمعية العامة يشارك فيها كل الدول وقرارها غير‬

‫الملز م ال فى حالت معينة وبها مجلس المن خمس دول فقط لها ح ق‬

‫العتراض الفيتو إوابطال أى قرار اذا اعترضت عليه دوله واحد ة فقط من‬

‫الدول الخمس دائمة العضوية والتى ليس من بينها دولة مسلمة! فالدول‬

‫المسلمة حكومة وشعبا تخضع لسلطان هؤلء الخمسة الكبار الذين تقوده م‬ ‫‪79‬‬


‫بالطبع الوليات المتحد ة المريكية ! فهل هناك ظل م أشد وأعلى من هذا‬

‫الظل م؟‬

‫المثِسال الثِسالث ‪ :‬اليهود رأس الظل م والخطيئة ‪ ،‬تدافع عنه م أمريكا وتوفر له م‬ ‫الحماية والرعاية ‪ ،‬مع أن اليهود ه م الذين زرعوا الرهاب فى العال م ‪،‬‬

‫ووضعوا مبادئه وقواعده‪.‬‬

‫ومع ذلك فإن أمريكا تمارس أبشع أنواع الظل م على الشعوب المسلمة ‪ ،‬على‬ ‫النحو الذى فعلته الحملت الصليبية ‪ ،‬ول نريد أن نستطرد فى ذكر المثلة‬

‫الدالة على انتشار الظل م فى عال م اليو م ولكننا ننبه بما ذكرناه على ما‬ ‫تركناه‪.‬‬

‫*أمِسا المرسألة الثِساننية ‪ :‬ممارسة الرهاب ‪:‬‬ ‫فإن الذى يمارس الرهاب حقيقة وواقعًا ليس فقط الفراد ‪ ،‬أوالتنظيمات‬ ‫والجماعات ‪ ،‬بل أن أمريكا تعد سيد ة الرهاب الولى فى العال م !!‪.‬‬

‫فالحصار والتجويع اللذان تفرضهما أمريكا على شعب العرا ق المسل م وشعب‬

‫ليبيا المسل م هذه أعلى صور الرهاب‪.‬‬

‫والتشريد والقتل ومصادر ة الراضى إواذلل الشعب الفلسطينى المسل م على يد‬ ‫ل قاطعًا على بشاعة الرهاب الذى يمارسه اليهود ‪ ،‬والذى‬ ‫إسرائيل يعد دلي ً‬ ‫ل يساويه ول يدانيه أى إرهاب على وجه الرض‪.‬‬

‫وسكوت أمريكا والغرب على ما يمارسه الصرب من تصفية عرقية وجسدية‬ ‫للمسلمين فى البوسنة بالمس وفى كوسوفا اليو م هو دليل آخر على إقرار‬ ‫الرهاب‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫والعجيب الغريب أن كلنتون – صدي ق النساء – عندما وقع حادث السفارتين‬

‫الشهير فى كينيا وتنزانيا وقف يبكى أما م العال م ويقول ‪ :‬ما ذنب البرياء ؟!‬

‫وعندما ُيضرب البرياء فى السودان وأفغانستان ؛ وقف يضحك ويقول ‪ :‬لقد‬ ‫ضربنا أوكار الرهاب!!‬

‫ونخلص مما ذكرناه إلى أن أمريكا بقياد ة اليهود هى التى صنعت الرهاب‬

‫بالظل م والبطش والهيمنة على حكومات وشعوب العال م ‪ ،‬وهى التى تمارسه‬ ‫فى نفس الوقت‪.‬‬

‫فإذا عقد المؤتمر الدولى لمكافحة الرهاب فإنه سيكون برئاسة أمريكا راعية‬ ‫الرهاب فى العال م ‪ ،‬حتى لو كان المؤتمر تحت مظلة الم م المتحد ة ‪ ،‬فإنه‬

‫مجرد ستار وغطاء وهل استطاع مجلس المن أن يلز م إسرائيل بق ارراته ‪ ،‬أو‬

‫يفرض عليها عقوبات من أى نوع أو يخضعها للتفتيش كما يحدث مع‬

‫العرا ق ‪ ،‬أو يجبرها على تسلي م مجرمى الحرب‪ ،‬كما فعل مع الصرب ‪ ،‬او‬ ‫تسلي م من قتلوا ودمروا ‪ ،‬كما يحاولون مع ليبيا؟!!‬

‫إذن هذا المؤتمر لن يحل مشكلة الرهاب فى العال م ‪ ،‬ولكنه سيعالج ويناقش‬ ‫مساحة محدود ة من الهاب ‪ ،‬وهو المتعل ق بالفراد فقط أو التنظيمات ‪ ،‬أما‬

‫إرهاب الدولة الذى تمارسه الحكومات ‪ ،‬فلن يدرج فى جدول العمال!‬

‫وستبقى روافد الرهاب ومنابعه مادا م الظل م باقيًا وقائمًا ‪ ،‬وأمريكا عندما‬

‫تمارس الرهاب فإنها ل تتبع سياسة واحد ة مع كل الدول ‪ ،‬بل أنها تغازل‬

‫الدول القوية ‪ -‬إوان كانت مسلمة – كما تفعل مع إيران ومصر‪ ،‬وتهاج م‬ ‫الدول الضعيفة ‪ ،‬كما فعلت مع السودان وأفغانستان‪.‬‬

‫‪81‬‬


‫لكن العجيب – أيضًا – فى علقة الدول السلمية بأمريكا هو ذلك‬

‫التناقض والتباين بين موقف الحكومات السلمية من امريكا وموقف‬

‫الشعوب المسلمة منها‪.‬‬

‫وفى هذه المسألة يقول الستاذ ‪ /‬صلح الدين حافظ فى مقالة بالهرا م )‬ ‫‪ 2/9/1998‬م(‪ :‬بقدر قو ة العلقات الرسمية – يعنى بين الحكومات‬

‫السلمية وأمريكا – بقدر اتساع الكراهية الشعبية – يعنى كراهية الشعوب‬ ‫المسلمة لمريكا‪.‬‬

‫ث م يذكر السباب المحتملة لتفسير هذه الظاهر ة فيقول ‪ :‬فهل ذلك يرجع إلى‬

‫نضج الحكومات أكثر من الشعوب؛ أو يرجع إلى تفو ق الشعوب على‬

‫حكوماتها فى فه م مصالحها الحقيقة‪ ،‬ومعرفة أعدائها من أصدقائها‪ ،‬ث م هل‬

‫يرجع أيضًا إلى غياب الفه م المتبادل بين الشعوب والحكومات العربية‬

‫والسلمية؟ أ م يرجع إلى الصرار المريكى والغربى عمومًا على قهر‬

‫ل‬ ‫العرب والمسلمين فى كل وقت وحين! وراثة عن عداٍء قدي م يتجدد ‪ ،‬وصو ً‬

‫إلى فرض إسرائيل شرطيًا على المنطقة العربية ؛ مربيًا ومؤدبًا للساحة‬

‫السلمية باس م الغرب الوروبى المريكى المتغطرس !! نحسب أن السبب‬

‫هو جماع كل ذلك‪ .‬أهل‪.‬‬

‫ل للبرنيِساء ‪:‬‬ ‫*النيهود أكثر النِساس قت ً‬ ‫‪82‬‬


‫لقد باركت أمريكا دائمًا كل ما فعله اليهود من سفك لدماء البرياء! ولن‬

‫الرقا م لغة ناطقة ‪ ،‬فإننا نسو ق هنا أمثلة من الوقائع المؤكد ة ذات الدللة‬ ‫القاطعة على إرهاب اليهود بإقرار الحكومة المريكية وسكوتها‪:‬‬

‫‪ -1‬فى عا م )‪ 1948‬م( وكذلك )‪ 1956‬م( قا م اليهود بقتل السرى من‬ ‫الضباط والجنود المصريين!‪.‬‬

‫‪ -2‬ارتكب اليهود )‪ (42‬مجزر ة بشعة ضد المواطنين الفلسطينيين فى‬ ‫الفتر ة من عا م )‪ 1948‬م إلى ‪ 1956‬م(‪.‬‬

‫‪ -3‬فى عا م )‪ 1970‬م( قصفت إسرائيل مدرسة بحر البقر بالشرقية وقتلت‬ ‫ل ‪ ،‬وجرحت )‪ (36‬آخرين من البرياء!!‪.‬‬ ‫)‪ (45‬طف ً‬

‫‪ -4‬فى عا م )‪ 1982‬م( ارتكب اليهود مذبحًة بشعة فى صب ار وشاتيل راح‬ ‫ضحيتها )‪ (3296‬من النساء والطفال والشيوخ!!‬

‫‪ -5‬فى عا م )‪ 1994‬م( قا م مستوطن يهودى )ضابط احتياطى( بالهجو م‬ ‫على المسجد البراهيمى وقتل )‪ (29‬مسلمًا وه م يصلون !!‬

‫‪ -6‬فى عا م )‪ 1996‬م( قامت إسرائيل بمذبحة "عناقيد الغضب" التى‬ ‫دكت جنون لبنان ‪ ،‬وقتل فيها )‪ (106‬مواطنًا لبنانيًا من البرياء‪.‬‬

‫‪ -7‬يقو م جهاز المخابرات السرائيلى )الموساد( بالتصفيات الجسدية‬

‫واغتيال علماء الذر ة العرب ‪ ،‬والقيادات السلمية الفلسطينية ‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫يحيى عياش ‪ ،‬وهانى العابد ‪ ،‬وكذلك محاولة اغتيال خالد مشغل‪.‬‬

‫والعجيب والغريب ‪ ،‬بل المريب أن أحدًا ل م يربط بين هذا الرهاب بجميع‬

‫صوره المذكور ة ‪ ،‬والديانة التى ينتمى إليها فاعلوه! فل م يتحدث أحد عن‬

‫‪83‬‬


‫التورا ة المحرفة وعلقتها بهذا الرهاب ‪ ،‬ول م تكتب صحف أوروبا وأمريكا‬

‫عن الديانة اليهودية الرهابية!!‬

‫ول يوجد على ظهر الرض ربط بين الدين والرهاب ‪ ،‬إل إذا نسب الحادث‬ ‫إلى مسلمين‪.‬‬

‫أما إذا نفذ الحوادث الرهابية يهود أو نصارى أو غيره م ‪ ،‬فإن وسائل‬

‫العل م العالمى تتحدث – حينئذ – عن جنسية الفاعل ‪ ،‬ل عن ديانته!!‪.‬‬ ‫وبعبار ة أخرى ‪ :‬كل إرهابى مسئول عن فعله إذا ل م يكن مسلمًا ! أما إذا كان‬ ‫مسلمًا فالدين السلمى – عنده م – هو المسئول!! وهذا هو عين الظل م‬

‫الذى حرمه ال‪.‬‬

‫ومن الدلة على هذا ‪ ،‬ما جاء فى هذا الحصاء‪:‬‬ ‫تقرير عن حوادث الرهاب المنفذ ة فى أمريكا‬ ‫فى الفتر ة من )‪ 1982‬إلى ‪ 1995‬م(‬ ‫)إجمالى الحوادث ‪(169‬‬ ‫الجهة المنفذة‬

‫عدد الحوادث‬ ‫‪16‬‬

‫متطرفون نيهود !!‬

‫‪3‬‬

‫عنِساةصر عربنية وشرق أورسطنية‬

‫‪129‬‬

‫الجمِساعِسات النيمنيننية المتطرفة )غنير المرسلمنين(‬

‫‪21‬‬

‫الجمِساعِسات النيرسِسارنية )غنير المرسلمنين(‬

‫‪84‬‬


‫إن هذه الحصائية تكشف بوضوح الكذب والفتراء الذى تمارسه وسائل‬

‫العل م فى تضليل الرأى العا م وتشويه صور ة السل م‪.‬وال من ورائه م محيط‬ ‫‪.‬‬

‫كيف يفكر اليهود ؟‬

‫ان الواقع المعاصر يفرض على المسل م ان يعرف عدوه معرفة صحيحة ‪،‬‬ ‫وان يرى ببصيرته – قبل بصره – حج م المؤامر ة التى يدبرها اليهود لمته ‪،‬‬

‫‪85‬‬


‫معتصما فى كل ذلك بال ‪ ،‬ومستعينا به ‪ ،‬على ضوء من الكتاب والسنة ‪،‬‬ ‫ونور من ال ‪َ} :‬و َمنننل َّْم َنيْج َعنِلنالل َُّه لَُه ُنو ارً فَ​َم ِسان لَُه ِم نن ّنوٍر{ ]النور‪.[40:‬‬ ‫إن علماء السياسة يذكرون ان سياسة اليهود تجاه مصر–بصفة خاصة–‬ ‫منذ توقيع اتفاقية السل م تقو م على ثلثة أمور‪:‬‬

‫أوًل ‪ :‬تخريب مصر من الداخل !!‬

‫ثِساننيِسا ‪ :‬عزل مصر عن العال م العربى !!‬

‫ثِسالثِسا ‪ :‬تقليص دور مصر القليمى فى المنطقة كدولة ذات وزن وتأثير ‪.‬‬

‫أما المحور الول ‪ :‬وهو تخريب مصر من الداخل ‪ ،‬فإن اليهود قد حعلوه‬ ‫جزءًا من عقيدته م ! وكتبوه فى التورا ة المحرفة ليتقربوا الى ال به !!‬ ‫*تقول التورا ة فى سفر أشعياء النبى ) ‪: ( 10 : 19/1‬‬

‫) ‪ ....‬وحى من جهة مصر ‪ ،‬هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقاد م‬

‫الى مصر ‪ ،‬فترتجف أوثان مصر من وجهه ‪ ،‬ويذوب قلب مصر داخلها ‪،‬‬ ‫وأهيج مصريين على مصريين !! ) تأّم لل ( فيحارب كل واحد أخاه ‪ ،‬وكل‬

‫واحد صاحبه ! مدينة مدينة ‪ ،‬ومملكة مملكة ‪ ،‬وتهرا ق روح مصر داخلها ‪،‬‬ ‫وأفنى مشورتها فيسألون الوثان والعارفين وأصحاب التوابع والعرافين ‪،‬‬

‫وأغل ق على المصريين فى يد مولى قاس فيتسلط عليه م ملك عزيز يقول‬ ‫السيد رب الجنود وتكون عمدها مسحوقة وكل العاملين بالجر مكتئبى‬ ‫النفس(!‬

‫وفى سبيل تحقي ق هذا الهدف فإن إسرائيل تسعى الى تدمير ركائز‬

‫القو ة فى المجتمع المصرى المسل م ‪ ،‬وهى ‪ :‬الشباب ‪ ،‬والعقول ‪ ،‬والقيادات ‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫فهى تحاول ضرب الشباب المسل م فى مصر عن طري ق توفير جميع‬

‫وسائل النحراف الخلقى والدينى والجتماعى ‪ ..‬إلخ بواسطة عملئها فى‬ ‫الداخل ‪ ،‬كما أنها تحرض الشباب ضد حكومته والحكومة ضد أبنائها ‪،‬‬ ‫ويسعى اليهود الى اغتيال العقول المصرية الرائد ة ؛ وذلك بالوقوف فى‬

‫وجهها وعرقلة تفوقها ‪ ،‬بل وقتل أصحابها ‪ ،‬وأما القيادات فإن إسرائيل تنفث‬ ‫سمومها دائما لزعزعة المن والستقرار ‪ ،‬بحيث تشغل القياد ة والحكومة‬

‫ل من عدوها ‪.‬‬ ‫المصرية بمواجهة شعبها بد ً‬

‫وأما المحور الثانى ‪ :‬وهو عزل مصر عن المحيط العربى ‪ ،‬فقد نجح‬

‫اليهود بعد تحقيقه بعد اتفاقية السل م المزعومة نجاحًا كبي ًار ‪.‬‬

‫وقد استطاع اليهود لسنوات طويلة ان يزرعوا بذور العداو ة بين مصر‬

‫والدول العربية بصور ة ل م يسب ق لها مثيل ‪.‬‬

‫وبهذا نجح اليهود فى تفكيك الوحد ة العربية ووجدت كل دولة من دول‬

‫المواجهة نفسها تواجه إسرائيل منفرد ة ‪.‬‬

‫المحور الثالث ‪ :‬وهو ضرب دور مصر القليمى فى المنطقة ‪،‬‬

‫وتحويلها الى دول هامشية ليس لها وزن فى منطقة الشر ق الوسط ‪ ،‬وفى‬ ‫سبيل تحقي ق هذا الهدف سعت إسرائيل الى إقامة تحالفات مع كل من ‪:‬‬ ‫طهران ‪ ،‬وانقر ة ‪ ،‬وأديس أبابا ‪.‬‬

‫ويصور خبراء السياسة خطة اليهود فى هذا التحالف على النحو‬

‫التالى ‪:‬‬

‫‪ -‬علقات ثنائية بين تل أبيب وكل من هذه العواص م ‪.‬‬

‫‪87‬‬


‫ إقامة تجانس بين مصالح أمريكا ومصالح إسرائيل مع الدول الثلث‬‫إيران ‪ ،‬تركيا ‪ ،‬اثيوبيا ‪.‬‬

‫) لحظ وجود دولتين مسلمتين بين الدول الثلث (‬

‫ إقامة تكتل ثلثى ضد المنطقة العربية بصفة عامة ‪ ،‬ومصر بصفة‬‫خاصة !!‬

‫على ان يت م هذا التكتل بصور ة منفصلة تشمل ‪ ) :‬تل أبيب ‪ ،‬واشنطن‬ ‫‪ ،‬طهران ( ث م ) تل ابيب ‪ ،‬واشنطن ‪ ،‬وانقر ة ( ث م ) تل أبيب ‪ ،‬واشنطن ‪،‬‬

‫اديس أبابا (!!‬

‫حاول ان تربط بين هذه الخطة والواقع العملى ‪:‬‬

‫تقارب مع ايران ‪ ،‬قضاء على الحك م السلمى فى تركيا إواعاد ة‬ ‫العلمانية ‪ ،‬تلح م مع أديس أبابا مع توفير البديل فى اريتريا‪.‬‬

‫وتري إسرائيل ان تجعل هذه الدول الثلث مساند ة لها فى التدخل فى‬

‫المنطقة العربية ‪ :‬الحبشة فى قرن افريقيا ‪ ،‬وحوض النيل ) مصر والسودان‬ ‫( ولقد كنا – وما زلنا – نعتقد ان محاولة العتداء على الرئيس مبارك فى‬

‫اثيوبيا قد خطط لها اليهود لتقريب هذا الهدف!‬

‫) إثار ة مشاكل سياسية تحق ق مواجهة عسكرية بين مصر واثيوبيا‬

‫والسودان (‪.‬‬

‫وكذلك تسخر إسرائيل تركيا فى المواجهة والتدخل فى العرا ق وسوريا‬

‫وايران فى منطقة الخليج ‪ ،‬والواقع يؤكد هذا ويشهد عليه ‪ ،‬وتسعى إسرائيل‬

‫الى محاصر ة الدول العربية إواحكا م السيطر ة عليها من خلل هذه الدول‬ ‫الثلث ‪.‬‬

‫‪88‬‬


‫ومن نظر الى خريطة المنطقة فه م ذلك بوضوح وجلء ‪.‬‬

‫وأخطر سلح يستعمله اليهود للوصول الى أهدافه م هو غسل عقول‬

‫الطبقة المثقفة فى مصر ‪ ،‬إوايجاد جيل مثقف ل يعرف السل م ول يعمل‬

‫للسل م ‪ ،‬ول يدافع عنه ‪ ،‬ول يحتك م اليه ‪...‬‬

‫وساهمت وسائل العل م المصرية مساهمة كبير ة وفعالة فى هذا‬

‫المجال ! وتهيئة العقول لقبول السل م الوهمى مع اليهود ‪ ،‬وهو سل م من‬ ‫طرف واحد ‪ ،‬لن اليهود ل م ولن يجنحوا للسل م ‪ ،‬فسعادته م فى سفك الدماء ‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ونعيمه م فى زعزعة أمن واستقرار غيره م ‪ ،‬وهذا الحديث يفرض علينا تساؤ ً‬

‫هامًا ‪:‬‬

‫هل إرسرائنيل ترنيد الرسلم ؟‬

‫والجواب ‪ :‬أن إسرائيل ترفع شعار السل م لتخدير مشاعر المة ‪ ،‬ولن‬

‫ديننا يأمرنا بالخلص ‪ ،‬وينهانا عن النفا ق ‪ ،‬فحكامنا وأولوالمر فينا‬

‫يتحدثون عن السل م من قلوبه م؛ بينما يتحدث عنه اليهود من لسانه م! أما‬ ‫قلوبه م فتعد العد ة لحرب قادمة شاملة مدمر ة ! ونحن ننا م فى أوها م السل م‬

‫!!‬

‫يقول اللواء أ ‪ .‬ح ‪ .‬د فوزى طايل ‪ ) :‬قامت إسرائيل على أيدى‬

‫مقاتلى عصابات مسلحة ‪ ،‬وأقامت هيكل الدولة على أساس أنها "أمة‬ ‫مسلحة" ومزجت فى المستعمرات بين "الزراعة والدفاع" وجعلت من‬

‫"نظرية المن" أسلوبا لدار ة الدولة ‪ ،‬وأقامت نظامًا للحك م يوصف بأنه‬

‫"ديمقراطية الدولة المعسكر" ‪ ،‬وجعلت اقتصادها اقتصادًا عسكريًا قلبًا وقالبًا‬

‫‪ ،‬وجعلت من فكر ة "الخطر الدائ م" الوسيلة الرئيسية لحداث التماسك‬ ‫‪89‬‬


‫الجتماعى إوافراز مجتمعها "نخبة عسكرية خالصة" ‪ ،‬وربطت بين الهجر ة‬

‫والستيطان والغتصاب بالقو ة (‪.‬أهل ‪.‬‬

‫بل إن إسرائيل تمزج فى المستوطنات التى يقيمها المهاجرون الجدد‬

‫فى الضفة الغربية وقطاع غز ة بين مهاجرين مدنيين يلبسون الملبس‬ ‫العسكرية وعسكريين من الوحدات الخاصة يلبسون ملبس مدنية !!‬

‫يقول بن جوريون ‪ ) :‬إن إسرائيل ل يمكن أن تبقى إل بقو ة السلح‬

‫(‪.‬‬

‫أما مباحثات السل م الوهمية فإن الهدف الحقيقى منها إعطاء المزيد‬

‫من الوقت لتحقي ق هدفين كبيرين لليهود ‪:‬‬

‫‪ .1‬استكمال وصول المهاجرين اليهود الى إسرائيل ) مليون مهاجر (‬ ‫وتدريبه م عسكريًا ‪.‬‬

‫‪ .2‬استكمال البنية العسكرية السرائيلية اللزمة لشن الحرب القادمة ضد‬ ‫جميع الدول العربية القريبة والبعيد ة سواء !‬

‫إن هنرى كسينجر – وزير الخارجية المريكى السب ق – وهو العقل‬ ‫المدبر لليهود فى عالمنا المعاصر يقول ‪ ) :‬أليس التسويف مما يلبى‬

‫مصالح إسرائيل ؟! على النحو الفضل ‪ ،‬ولو لمجرد أن العرب سوف‬ ‫يقبلون غدا ما يرفضونه اليو م !! ث م تكون مفاوضات جديد ة ‪ ،‬وهكذا !!‬ ‫وقد دعا هذا اليهودي قبل ذلك الى مبدأ ‪ " :‬الرض مقابل كسب‬

‫الوقت " واستثمار الفرص المتاحة على الوجه المثل‪ ،‬دون التورط فى‬ ‫مشاريع تستهدف سلما نهائيا‪.‬أهل ‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫إن اليهود يفكرون بطريقة تختلف تما م الختلف عن غيره م من‬

‫البشر ‪ ،‬وه م أشد الناس عداو ة لنا – كما ذكر القرآن الكري م – ونحن فى‬ ‫الواقع نتعامل مع عدو نجهله ول نعرفه !!‬ ‫وسنضرب لذلك ثلثة أمثلة ‪:‬‬

‫* المثِسال الول ‪ :‬عندما زار مناح م بيجن القاهر ة ‪ ،‬وقف أما م أهرامات‬

‫الجيز ة وقال ‪ ) :‬هؤلء أجدادنا بنا ة الهرا م ( ؟؟!!‬

‫نحن فى مصر – بل والعال م أجمع – نعل م عل م اليقين أن الفراعنة ه م‬

‫بنا ة الهرا م ‪ ،‬فهل الفراعنة أجداد اليهود ؟‬

‫إن مناح م بيجن يريد ان يثبت وجودا تاريخيا لجداده فى مصر بهذه‬

‫العبار ة ‪ ،‬وأن إسرائيل دولة شر ق أوسطية ‪ ،‬ولها جذور تاريخية فى المنطقة‬ ‫من أيا م الفراعنة ‪ ،‬من ث م فمن حقها البقاء ‪ ،‬بل ومن حقها التحك م فى‬

‫المنطقة ‪ ،‬بل وقيادتها تعبي ار عن الوظيفة التاريخية لليهود ‪ ،‬وعمل بنظرية )‬ ‫نحن شعب ال المختار (!!‬

‫* المثِسال الثِسانى ‪ :‬سرقت إسرائيل آثا ًار مصرية وآثا ًار عراقية !! ث م‬

‫أقامت لها معرضا فى النمسا‪ ،‬بعد أن ت م العداد له على مدى عامين‪،‬‬

‫وشارك فى دع م المعرض )‪ (58‬هيئة نمساوية ‪ ،‬وافتتح )نتن ياهو(‬ ‫المعرض وسط دعاية إعلمية مكثفة ‪ ،‬وكان عنوان معرض الثار‬

‫المسروقة هو ‪ ":‬آثار أرض التورا ة "!!‬ ‫مِساذا نيرنيد النيهود بذلك ؟‬

‫‪91‬‬


‫إسرائيل تريد أن تقي م دولة كبرى من النيل إلى الفرات ! ومحتويات‬

‫المعرض المسروقة تصور حدود الدولة المزعومة ‪ ،‬والمعرض يسمى " آثار‬ ‫أرض التورا ة " !!‬

‫إذن أرض التورا ة تشمل العرا ق ‪ ،‬وتمتد إلى مصر ‪ ،‬مرو ار ببلد الشا م‬

‫! هكذا تقول آثار أرض التورا ة المسروقة !!‬ ‫أرأنيت كنيف نيفكر النيهود ؟!!‬

‫* المثِسال الثِسالث ‪ :‬يوجد فى سياسة إسرائيل مبدأ توزيع الدوار ‪ ،‬وهى‬

‫سياسة تتس م بالمكر والخبث والخداع والدهاء ؟!‬

‫أحيانًا نسمع أو نرى أو نق أر عن وجود أحزاب فى إسرائيل تؤيد السل م‬

‫وتتظاهر ضد )نتن ياهو( ‪ ،‬وترفع لفتات تأييد للفلسطينيين ‪ ،‬فنفرح‬

‫ونستبشر بهذا الفتح ‪ ،‬ونحدث أنفسنا باقتراب النصر ‪ ،‬وقد نستغر ق فى‬

‫الخيال فنتوه م أن هذه المظاهرات الصاخبة ستتحول إلى مواجهة مسلحة ‪،‬‬ ‫وأن اليهود سيقتل بعضه م بعضا ‪ ،‬ويهز م بعضه م بعضا !! لكن شيئا من‬

‫ذلك ل يحدث ‪ ،‬ذلك لن الحكومة السرائيلية عندما تتخذ موقفا متعنتا أو‬ ‫صلبا وغير مقبول من الطرف الخر فى المباحثات ‪ ،‬تدفع بقو ة جانبية من‬ ‫أحزابها ‪ -‬وكله م يهود – للخذ بزما م الموقف لتليين الطرف الخر ‪،‬‬

‫وتخدير مشاعر الجماهير الغاضبة ‪ ،‬ومع ذلك فنحن نخدع بالتصريحات‬ ‫والتعبيرات المتعاطفة ‪ ،‬مع أنها ل وزن لها فى الواقع ‪ ،‬إنما هى أدوار‬ ‫يتقاسمها اليهود ‪ ،‬لتحقي ق مآربه م إوادراك أهدافه م ‪.‬‬ ‫أرأنيت كنيف نيفكر النيهود؟!‬

‫‪92‬‬


‫نو َنينْم ُكنُرناللُّه َو انللُّه َخ ْنينُرن اْلَم ِسانِك ِرننينَن{‬ ‫}َو َنينْم ُكنُرنو ن َ​َ‬ ‫قد تبين لنا بعض جوانب الخطر اليهودي على النسانية ‪ ،‬ورأينا‬ ‫]ال ننفِسال‪[30:‬‬

‫‪.‬‬

‫العين الساليب الخبيثة والطر ق الماكر ة والحيل الملتوية التى يفكر اليهود بها‬ ‫ويعيشون بها ولها !!‬

‫ونواصل حديثنا عن اليهود تبصي ار وتحذي ار ‪ ،‬فنقول مستعينين بال ‪:‬‬

‫توجد مفاهي م سائد ة فى الفكر اليهودي يعتقدونها حقائ ق ثابتة‬ ‫أهمها ‪:‬‬

‫* أوًل ‪ :‬الصراع فى منطقة الشر ق الوسط هو صراع بين إسل م‬

‫متخلف ويهودية متقدمة ! وليس صراعا بين قومية عربية وقومية صهيونية‬ ‫‪ ،‬وتقو م فلسفة اليهود على أساس أن منطقة الشر ق الوسط ل يوجد بها‬

‫سوى عال م إسلمى ! وأن القومية العربية هى اختراع خلقه الوه م الغربى !‬ ‫وهذا يعنى بوضوح أن اليهود يخوضون ضدنا حربا دينية ‪ ،‬ويتقربون‬

‫إلى ال بتخريب بلدنا ‪ ،‬إوافساد أخلقنا ‪ ،‬وتدمير اقتصادنا ‪ ،‬ونحن نقاو م‬

‫ذلك وندافع عن أنفسنا تحت راية القومية العربية وليست القومية السلمية‪.‬‬ ‫ومع أن اليهود يعلنون دائما أن حربه م معنا مقدسة ‪ ،‬وأن التورا ة هى‬

‫التى أمرته م بذلك وحثته م عليه ‪ ،‬فإنه م يطلبون منا أن ل نرفع راية الجهاد‬ ‫السلمى وأن يتوقف الحديث عن هذه الفريضة الغائبة ‪ .‬يقول إسحا ق‬

‫شامير فى مؤتمر مدريد )‪ 31/10/1991‬م( ‪ ) :‬إننى أناشدك م إلغاء الجهاد‬

‫ضد إسرائيل (‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫وقد ظهرت مجموعة من الكتاب أحباب اليهود فى مصر وغيرها‬

‫تطالب بتحقي ق هذه الرغبة لليهود ! وبرغ م هذا الوضوح فإن بين صفوفنا قو م‬ ‫فى القمة والقاعد ة يصرون على أن الدين ل دخل له بصراعنا مع اليهود‪.‬‬ ‫وهذا شئ عجيب ‪ ،‬وغريب ‪ ،‬ومريب ‪ ،‬فى نفس الوقت !!‬

‫*ثِساننيِساً ‪ :‬يعتقد اليهود أن الصراع الذى بيننا حتمي ل يمكن التهرب‬

‫منه ‪ ،‬وأن المواجهة بيننا قائمة ‪ ،‬والحرب قادمة ‪ ،‬وكل ما يجرى الن هو‬

‫مناورات لكسب الوقت ‪ ،‬وليست لحل الزمة ‪ ،‬وآخر هذه المناورات التفا ق‬

‫الخير بين رئيس وزراء إسرائيل ورئيس بلدية فلسطين – كما يسميه بعض‬ ‫الكتاب – والذى يعد نكسه جديد ة للقضية الفلسطينية ‪.‬‬

‫وكان أه م عناصر المناور ة اليهودية هو عزل مصر عن المشاركة فى‬

‫صياغة القرار ‪ ،‬والكتفاء بإحاطتها علما بما يحدث بعدما حدث ‪ ،‬وبما‬

‫يجرى بعدما جرى ‪ ،‬وذلك ليقينه م بأن الرئيس مبارك له رأى واضح للحفاظ‬

‫على حقو ق المسلمين فى فلسطين‪.‬‬

‫والتفا ق الخير هو عقد إذعان يشبه عقود تركيب التليفونات ‪ ،‬فأنت‬

‫تناقش نصوص العقد لتفه م بغير اعتراض ول تعديل ! وكان من أه م بنود‬

‫التفا ق ‪:‬‬

‫‪ .1‬النسحاب من )‪ (%13‬من الضفة الغربية ‪ ،‬والحقيقية أن‬

‫النسحاب من )‪ ( % 1‬فقط !! حيث نص التفا ق على أن )‪(% 1‬‬ ‫تخضع للسيطر ة الفلسطينية الكاملة ‪ ،‬و)‪ ( %12‬تخضع للسيطر ة الدارية‬ ‫فقط !!‬

‫‪94‬‬


‫‪ .2‬فتح مطار رفح للفلسطينيين حتى يتمكنوا من السفر بالطائرات‬

‫كغيره م من البشر ؛ أما الشراف المنى بكل أبعاده فهو لليهود !! وهذا‬ ‫يعنى أنه مجرد إذن بالسفر من قبل السلطات السرائيلية‪.‬‬

‫‪ .3‬محاكمة كل من ترغب إسرائيل فى محاكمته من الفلسطينيين‬

‫تحت إشراف المخابرات المريكية‪.‬‬

‫والخلةصة ‪ :‬أن الوفد الفلسطينى رجع من أمريكا بحقائب مليئة بخيبة‬

‫المل والحباط والتسلي م والذعان ‪.‬‬

‫وهكذا يسعى اليهود بخطوات سريعة فى اتجاه الهدف المنشود‬ ‫) دولة نيهودنية من الننيل إلى الفرات ( ‪.‬‬

‫ثِسالثِساً ‪ :‬وهى حقيقة من أغرب المعتقدات اليهودية التى ل يعرفها‬

‫الكثيرون ‪ ،‬وذلك باعتقاده م أن استئصال اليهود كان هدفا لكل الدول‬

‫الوروبية فتر ة الحك م النازى فى ألمانيا ‪ ،‬وذلك بتواطؤ هذه الدول مع المانيا‬ ‫‪ ،‬وأن التعاطف مع اليهود بعد ذلك مرحلة مؤقتة أو عابر ة يمكن أن تتعصب‬

‫أوربا بعدها ضد اليهود ! ولذلك تسعى إسرائيل غلى فرض نفسها كدولة‬ ‫شر ق أوسطية ‪ ،‬وليست امتدادا للحضار ة الغربية‪.‬‬

‫رابعِساً ‪ :‬يقول خبراء السياسة ‪ :‬إن ورقة السل م هى العنصر الساسى‬

‫الذى يستغله اليهود لتفتيت منطقة الشر ق الوسط والسيطر ة عليها ‪ ،‬وذلك‬ ‫بالعمل فى محورين فى وقت واحد ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬تشويه التراث السلمى وتصوير السل م على أنه إرهاب‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫الثانى‪ :‬خل ق القناعة بأن التراث السلمى مستمد من أصول يهود‪،‬‬

‫وذلك لظهار فضل اليهودية على السل م ‪ ،‬بل ويتحدث بعضه م عن وجود‬ ‫مصادر يهودية للقرآن الكري م!!‬

‫وعندما يتحدثون عن حوار الحضارات يسعى اليهود إلى ترسيخ مفهو م‬

‫خلصته ‪ ،‬أن الفكر اليهودي هو المصدر الصيل والمباشر للفكر‬ ‫الكاثوليكى عند النصارى وللفكر السلمى عند المسلمين !!‬

‫خِسامرسِسا ‪ :‬يعتقد اليهود أن التعامل مع المنطقة العربية يجب أن ينبع‬

‫من مفهو م القو ة والعنف ‪ ،‬لن هذه المنطقة ل تفه م سوى هذه اللغة ! وبناء‬ ‫على هذا فاليهود يستعدون للحرب ‪ ،‬ونحن نعد العد ة لسل م دائ م مع قو ة ل‬ ‫يريدونه ول يبحثون عنه ‪ ،‬بل ول يفكرون فيه !!‬

‫كما يعتقد اليهود بأن إيران ليست ضد إسرائيل ؛ لن العلقة بين إيران‬

‫واليهود علقة تاريخية ‪ ،‬وهناك ترابط حضارى بين الشعبين الفارسى ‪،‬‬ ‫واليهودي !!‬

‫ويؤمن اليهود بأن العلقة بين الوليات المتحد ة المريكية إواسرائيل‬

‫ليس محورها حاجة إسرائيل إلى الوليات المتحد ة ؛ إوانما هو حاجة الوليات‬ ‫المتحد ة إلى إسرائيل !! وعلى هذا ينبغى أن يقو م تحالف بينهما على قد م‬

‫المساوا ة والندية‪.‬‬

‫* بعد عرض هذه المعتقدات الخمسة السائد ة فى الفكر اليهودي‬

‫ينبغى أن نلحظ بوضوح أن أهداف الوليات المتحد ة المريكية فى بلدنا‬

‫العربية ) فى الشر ق الوسط ( تتلقى وتنطب ق تما م النطبا ق مع أهداف‬

‫‪96‬‬


‫اليهود ‪ ،‬فهما فى المصالح والهداف وجهان لعملة واحد ة ! وتتركز‬ ‫الهداف المريكية على محاور ثابتة من أهمها ‪:‬‬

‫ فرض التخلف على منطقة الشر ق الوسط عن طريقين ‪ :‬خل ق عد م‬‫استقرار للحكومات إواثار ة القلقل والفتن الداخلية مما يعو ق النمو‬ ‫والتقد م القتصادى لتلك الدول ‪ ،‬حتى تصبح كاليتا م على موائد‬

‫اللئا م ‪.‬‬

‫والطري ق الثانى ‪ :‬استنزاف ثروات المنطقة فى عمليات شراء السلح ‪،‬‬

‫وقد نبه على ذلك الرئيس مبارك فى لقائه مع الصحفيين الفارقة ‪.‬‬

‫‪ -‬وتهدف الوليات المتحد ة أيضا الى منع المنطقة من الوحدات‬

‫الحقيقية ‪ ،‬بتمزيقها وتحويلها الى كيانات هشة ومتصارعة ‪ ،‬وتجنى‬

‫ل قد أنهكها التمز ق‬ ‫إسرائيل ثمر ة هذين عندما ترى نفسها تواجه دو ً‬ ‫والتخلف ‪.‬‬

‫ بعد هذا البيان ‪ :‬نسو ق الى القارىء الكري م نماذج حية يشاهد من‬‫خللها بوضوح ‪ :‬كنيف نيفكر النيهود ؟‬

‫ يقول بن جوريون – وهو من كبار قاد ة اليهود ورئيس وزراء ساب ق ‪:‬‬‫) على من يقود السياسة السرائيلية ان يتصور نفسه راكبا دراجة ‪،‬‬

‫ويريد أن يصعد الجبل !! وهو ينتظر حتى يجد حافلة متجهة الى‬

‫اعلى ‪ ،‬فيضع نفسه فى وضع يجعله مشتبكا مع الحافلة ‪ ،‬ول يفعل‬ ‫أكثر من ان يغير وضعه تبعا لحركة الحافلة فى صعودها الى‬

‫أعلى ‪ ،‬ول يتعب نفسه ول يبذل جهدًا أكثر من الحتفاظ بتوازنه (‬

‫‪97‬‬


‫فاليهود نبات متسل ق ‪ ،‬ول ينمو إل على سا ق نبات أخر اسمه‬

‫أمريكا !! أرأنيت كنيف نيفكر النيهود !!‬

‫• النيهود ‪ ....‬وألمِساننيِسا ‪:‬‬ ‫يزع م اليهود ويعلنون ويكررون ان هتلر – قائد الحك م النازى فى ألمانيا‬

‫– قد أباد ستة مليين يهودى فى معسكرات الباد ة والعتقال ‪ ،‬وكان الهدف‬ ‫من وراء ذلك هو استئصال اليهود من على وجه الرض‪ ،‬والعجيب ان‬

‫المؤرخين السياسيين يؤكدون أنه ل توجد اى وثائ ق يقينية تدل على وجود‬ ‫هذه الباد ة الجماعية بهذا الشكل الذى ذكره اليهود ‪ ...‬إذن ما هو الهدف ؟‬

‫لقد أطل ق اليهود هذه الشائعة القوية قبل سنة ) ‪ 1948‬م ( حتى ينالوا‬

‫عطف العال م عليه م فى إقامة دولة له م بفلسطين تضمن له م البقاء وعد م‬

‫التشرد ‪ ،‬حتى ل تتكرر الباد ة المزعومة ول المذابح الوهمية ‪ ...‬ولقد‬

‫استطاع اليهود من خلل هذه الدعاية استزاف الموال الطائلة من ألمانيا‬

‫بصفة دورية متكرر ة منذ أكثر من خمسين عامًا وحتى الن ‪ ،‬تعويضا له م‬ ‫عما حدث !!‬

‫بل تمكن اليهود من الضغط على الحكومة الفرنسية وكسب تعاطف‬

‫الرأى العا م حتى صدر فى باريس سنة ) ‪ 1990‬م ( قانون يعرف باس م‬

‫) قانون جيسو ( يقضى بالسجن على كل من يشكك فى رق م الستة مليين‬

‫يهودى الذى يقال ‪ :‬أن هتلر وأعوانه قد أبادوه م ‪.‬‬ ‫أرأنيت كنيف نيفكر النيهود ؟‬

‫• النيهود ‪ ...‬والمرستقبل ‪:‬‬ ‫‪98‬‬


‫يعتقد البعض أن الصراع مع اليهود يتعل ق بفلسطين المحتلة والقدس‬

‫الشريف ‪ ...‬وهذا غير صحيح ‪.‬‬

‫ويعتقد آخرون أن اليهود – كما هو معلن – يريدون إقامة إسرائيل‬

‫الكبرى من النيل إلى الفرات ‪ ،‬وهذا غير دقي ق ‪ ،‬أما الحقيقة التى فى عقول‬ ‫اليهود ‪ ،‬فهى أنه م يريدون – لو استطاعوا – إقامة حكومة عالمية تحك م‬

‫العال م بأسره ‪ ،‬وتحق ق استعلء اليهود على سائر البشر‪ ،‬وسيطرته م على كل‬ ‫حكومات العال م !!‬

‫والطريقة التى يفكر بها اليهود تؤكد هذه الحقيقة ‪ ،‬فه م يخططون‬

‫لمشاريع خيالية نسو ق منها هذا المثال‪:‬‬

‫يخطط اليهود لتحويل تل أبيب الى عاصمة سياحية ومصرفية لمنطقة‬

‫الشر ق الوسط ‪ ،‬بل وفى ربط هذه المنطقة بالقارات الثلث ‪ ،‬وكلمة‬

‫العاصمة السياحية تعنى ربط تل أبيب بالعال م القدي م من خلل أربعة خطوط‬ ‫حديدية ‪:‬‬

‫أحدهما ‪ :‬يتجه الى طهران عبر بغداد ‪.‬‬ ‫والثانى ‪ :‬يختر ق صحراء سيناء ليصل الى الرباط ‪ ،‬على امتداد‬

‫ساحل البحر البيض المتوسط الفريقى ‪.‬‬

‫والثالث ‪ :‬يدور حول البحر الحمر مخترقا شبه الجزير ة العربية شرقا‬

‫‪ ،‬وحوض وادى النيل غربا لتجميع هذه الروافد الثلثة فى تل أبيب ‪.‬‬

‫• النيهود ‪ ....‬والرسِسادات ‪:‬‬

‫‪99‬‬


‫لقد استطاع هنرى كسينجر – وزير خارجية أمريكا – أن ينقذ إسرائيل‬

‫سنة )‪ 1973‬م( من هزيمة ساحقة ‪ ،‬مستغل فى ذلك مكر اليهود وضعف‬ ‫المفاوض المصرى )الرئيسى السادات( بشهاد ة وزراء خارجية مصر‪.‬‬

‫يقول محمد إبراهي م كامل – وزير خارجية مصر ‪ ) : -‬قدر ة السادات‬

‫التفاوضية من خلل التجربة التى حدثت فى كامب ديفيد كانت غير موفقة‬

‫وسيئة للغاية ‍! فقد اعتمد ‪ -‬أى السادات – على عناصر معينة على أمل‬ ‫أن تدفع بالمبادر ة إلى طري ق النجاح ‪ ،‬دون أن يدرس حدود إمكانيات‬

‫الشخصيات التى واجهها ‪ ،‬سواء مناح م بيجين ‪ ،‬أو الرئيس المريكى كارتر‬ ‫‪ ،‬الذى اعتمد عليه اعتمادا كليا فى كامب‬

‫ديفيد ( اهل‪.‬‬

‫ويزيد محمود رياض – وزير خارجية مصر – المر توضيحا فيقول ‪:‬‬

‫) وكان ضعف السادات يتمثل فى فشله فى حرب أكتوبر ‪ 1973‬م فى‬

‫تحقي ق مكاسب سياسية ‪ ،‬وتحويل الميزان لصالح إسرائيل عا م ‪ 1978‬م ‪،‬‬

‫فى حين تناقصت قو ة الجيش المصرى بشكل ملحوظ عن عا م ‪ 1973‬م ‪،‬‬

‫كما تخلى السادات عن الختيار العسكرى بتوقيعه اتفا ق فض الشتباك فى‬

‫عا م ‪ 1975‬م ‪ ،‬وتعهده بعد م استخدا م القو ة ( ‪.‬‬

‫ث م يضيف قائل ‪ ) :‬فتاريخ السادات معروف لدى بالكامل‪...‬الرجل ل م‬

‫يمارس سياسة خارجية ‪ ،‬هذا فضل على أنه – إوان كان يق أر – إل أنه ليس‬

‫بمقدار إطلع عبد الناصر !! ول م تكن لديه التجربة الشخصية على‬

‫التفاوض ‪ ،‬وتدهش إذا سمعت وقرأت رأى كيسنجر فى أنور السادات وقدرته‬ ‫التفاوضية ‪ ،‬فلقد عقد كيسنجر مقارنة بين القدرات التفاوضية لكل من الملك‬ ‫‪100‬‬


‫فيصل والرئيس اٍل سللد والرئيس السادات ‪ ،‬وكانت النتجية أن السادات‬

‫أضعفه م !! فليست لديه قدر ة على التفاوض ‪ ،‬ويروى كيسنجر أنه حين‬ ‫ذهب لسرائيل قدموا له مشروعا ليقد م للسادات ‪ ،‬فقال له م ‪ :‬ل ‪ ،‬قدموا له‬ ‫مشروعا متشددا حتى إذا ما رفضه فإنه يواف ق على مشروع متشدد أخر ‪،‬‬

‫وكانت النتيجة موافقة السادات على المشروع المتشدد بمنتهى السهولة ( !!‬ ‫ونيمكرون ونيمكر ال وال خنير المِساكرنين‪.‬‬

‫فما زال الحديث موصول فى هذه الحلقة الخير ة عن اليهود وما يتعل ق‬

‫بتفكيره م وخطته م لضرب السل م إواباد ة المسلمين لو استطاعوا ‍!‬

‫ومن المعلو م الذى ل يخفى أن معرفة العدو وطبيعته شئ مه م قبل‬

‫المواجهة ‪ ،‬ولقد ذكر المحللون والخبراء أن اليهود تسيطر عليه م فى سلوكه م‬ ‫وتصرفاته م عناصر ثلثة ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬هو الكراهية الذاتية !‬ ‫والثانى ‪ :‬هو الجبن والخوف !‬

‫والثالث ‪ :‬هو السلوك العدوانى !‬ ‫فالعنصر الول ‪" :‬الكراهية الذاتية" يعنى ان اليهودي يكره نفسه !!‬

‫وهذه الكراهية العجيبة تؤثر على سلوكه ‪ ،‬فهو ينشر المخدرات ‪ ،‬ويشجع‬

‫الباحية تعبي ار عن هذه الكراهية ! ولقد أثبتت الدراسات أن اليهود ه م الذين‬ ‫‪101‬‬


‫نشروا الباحية فى غرب أوروبا وامريكا ‪ ،‬وأن زعماء الصهيونية قادوا حركة‬ ‫المخدرات فى العال م ‪ ،‬وأن قاد ة إسرائيل يقفون خلف الرهاب الدولى !!‬

‫وأما العنصر الثانى ‪ :‬فهو يعنى أن اليهودي فى قناعة نفسه خائف‬ ‫جبان ‪ ،‬وهذا الذى نبه اليه القرآن الكري م ‪َ} :‬ل ُنيقَِساِتُلوَنُك ْمن َج ِمننينعِساً إِ َّل ِفي قًُرى‬ ‫ةصنَننٍةأَْو ِم نن َو َرناءُج ُدنٍرن { ن]الحشرة ‪ ، [14:‬ولهذا فإنه ينبغى أل يخدعنا‬ ‫ّم َحن َّ‬ ‫حديث اليهود وتظاهره م بالقو ة والقدر ة ‪ ،‬فاليهودي يخاف من كل شىء ‪،‬‬ ‫حتى من نفسه !!‬

‫ومع استقراء التاريخ وتتبعه ل نرى وصفًا لى يهودى بالشجاعة على‬

‫مر الدهور‪ ،‬لقد عاش اليهود دائما فى ذل وهوان وخوف واستعباد‪ ،‬وليس‬

‫له م فى تاريخ البشرية بطولة ثابتة وهذا أيضا قد نبه اليه القرآن الكري م ‪ ،‬إذ‬ ‫رس ىن إِ َّن ِفنيَه ِسان قَْو م نِساً َج َّبنِساِر نينَنَو إِان َّنِساَلن َّنْد ُخنَلنَه ِسان‬ ‫قال على لسانه م ‪} :‬قَِسالُوا َنيِسا ُم ون َ‬ ‫ن { ن]المِسائدة‪.[22:‬‬ ‫َح َّتنَى َنيْخ ُرنُجنواْنِم ْننَهنِسانفَِإ نن َنيْخ ُرنُجنواْنِم ْننَهنِسانفَِإ َّننِسا َد انِخ ُلنو َ‬ ‫رسنَةنال َِّتي َك تَنَب‬ ‫بعد أن قال له م موسى ‪َ} :‬نيِسا قَْو ِم ناْد ُخنُلنوا الَْر َ‬ ‫ضنالُم قَن َّد َ‬ ‫ه لَُك من {ن ]المِسائدة‪.[21:‬‬ ‫اللّ ُ ْ‬ ‫وفى حرب اليا م الستة عا م )‪ 1967‬م( كان قائد الدبابة السرائيلى‬

‫يربط فيها بالسلسل حتى ل يفر ‪ ،‬ولقد ذكر مراسل إحدى الصحف‬

‫اللمانية ان قاد ة اليهود كانوا إذا نزلوا من المركبات المصفحة أصابه م‬

‫الرعب والخوف حتى بال بعضه م على نفسه أو تبرز !!‬

‫وأما العنصر الثالث ‪" :‬السلوك العدوانى" فهو نتيجة للعنصرين‬

‫السابقين ‪ ،‬فهو يستر به الجبن والخوف المسيطر على نفسه ‪.‬‬

‫‪102‬‬


‫ولذلك فإن اليهود ل يؤمنون ال بالقو ة ‪ ،‬فه م يستأسدون فى ظاهر‬

‫المر مع كل دولة ضعيفة ‪ ،‬ويجبنون ويرتعدون أما م الدولة القوية ‪ ،‬وف ق‬ ‫نظرية الديوك المتصارعة !!‬

‫ففى إحدى الجامعات أجريت تجربة معملية على مجموعات متعدد ة‬

‫من الديوك التى تتميز بالشراسة ‪ ،‬ولكن فى مستويات مختلفة من حيث القو ة‬

‫البدنية ‪ ،‬فلوحظ ان القوى يتجه الى القل قو ة ويضربه ويصيبه بعنف ‪.‬‬

‫وهذا المضروب ل يحاول الدفاع عن نفسه ‪ ،‬أو مقاومة من اعتدى‬

‫عليه لشد ة خوفه منه ‪ ،‬وانما يبحث عن ديك آخر أضعف منه فيضربه‬

‫ويصيبه !! وهكذا القوى يضرب الضعف ‪ ،‬والضعف يضرب الكثر‬ ‫ضعفا منه ‪ ،‬وهكذا يفعل اليهود !!‬

‫بقيت ثلث حقائ ق تحمل فى ثناياها بشارات عظيمة ‪:‬‬

‫ الحقيقة الولى ‪ :‬اليهود ل يقبلون أن يدخل معه م أحد فى‬‫دينه م!!‬

‫فمن رحمة ال بعباده ‪ ،‬وفضله على الناس جميعا ان يعتقد اليهود‬ ‫ل خلصته ‪ :‬أن الدين اليهودي – بزعمه م – شرف ل يستحقه‬ ‫اعتقادا باط ً‬

‫ول يناله غير اليهود! ولذلك فإن دينه م حكٌر عليه م ‪ ،‬ل يدعون إليه غيره م ‪،‬‬ ‫ول يرغبون الناس بالدخول فيه ‪ ،‬وليس له م مكاتب تبشير كالنصارى ‪،‬‬ ‫ولذلك فإن أى زياد ة فى معدل وفيات اليهود عن معدل مواليده م تعنى‬

‫انقراض الجنس اليهودي من على وجه الرض لو استمر الحال كذلك ‪،‬‬

‫نسأل ال ذلك!!‬

‫‪103‬‬


‫وهذا يفسر لنا الخوف الشديد والهلع والفزع الذى يصيب اليهود فى‬

‫جنوب لبنان بصفة خاصة ‪ ،‬وعند قتل يهودى بصفة عامة ‪.‬‬ ‫‪ -‬الحقيقة الثانية ‪ :‬فشل مخطط اليهود ‪:‬‬

‫فى سنة )‪ 1897‬م( عقد المؤتمر الصهيونى الذى ض م قاد ة الحركة‬ ‫الصهيونية فى العال م ‪ ،‬وذلك فى مدينة بال بسويس ار ‪ ،‬ووضع المؤتمرون‬

‫خطة محكمة لقيا م دولة إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ‪ ،‬على ان تقو م‬ ‫هذه الدولة المزعومة بعد مئة سنة من تاريخ المؤتمر ؛ اى فى سنة )‬

‫‪ 1997‬م( ‪ ،‬ونحن الن فى سنة )‪ 1999‬م(‪ ،‬ول م يحدث شىء مما تمناه‬

‫اليهود ‪ ،‬ولن يحدث بإذن ال ‪.‬‬

‫ الحقيقة الثالثة ‪ :‬خوف اليهود من الجهاد السلمى ووعد ال‬‫للمؤمنين بالنصر والتمكين ‪.‬‬

‫ان كلمة "أمن إسرائيل" التى يرددها اليهود ليل نهار تعنى ان يتخلى‬ ‫العرب والمسلمون عن عقيد ة الجهاد ‪ ،‬فإن إسرائيل تعل م عل م اليقين أنها لن‬ ‫تنع م بالمن فى ظل وجود عقيد ة الجهاد ‪ ،‬حتى لو تخلى المسلمون عن‬

‫واجبه م فى القيا م بهذه الفريضة ما دامت فى كتبه م وقلوبه م !!‬

‫و ق صرحت مادلين أولبرايت وزير ة الخارجية المريكية بهذا فى‬

‫وضوح وجلء فقالت ‪ " :‬اننى أطالب رئيس السلطة الفلسطينية بالوفاء‬ ‫بتعهداته لنا من تدمير للبنية الساسية للجهاد السلمى " ‪.‬‬

‫‪104‬‬


‫وبعد ‪ ،‬فقد وعدنا ال بالنصر فى مثل قوله ‪ُ} :‬نيِر نينُد ونَن ِلُنيْطِفُؤ وان ُنوَر‬ ‫الل َِّه ِبأَْفَو انِه ِهنْمنَو انلل َُّه ُم ِتنّم ُنوِرِه َو لَنْو َك ِرنهَ اْلَك ِسانِف ُر ونَن{ ]الةصف‪ ، [8:‬وقوله ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ل {]النرسِساء‪.[141:‬‬ ‫رس ِبنني ً‬ ‫}‪َ...‬و لَننن َنيْج َعنَلناللُّه لْلَك ِسانف ِر نينَنَع َلنى اْلُم ْؤنِمننننيَن َ‬ ‫ِ‬ ‫رسنونلَُهأُْو لَنِئَكنِفي الَ​َذ لّننيَن * َك تَنَب‬ ‫وقوله‪} :‬إِ َّن ال َّذ نينَن ُنيَح ِسانّد ونَن الل ََّه َو َر ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ع ِزننينٌز { ن]المجِسادلة‪.[21 ، 20:‬‬ ‫رسنِلنيإِ َّن الل ََّه قَِو ّ‬ ‫ي َ‬ ‫الل َُّه َلَْغ لنَب َّن أَ​َنِسا َو ُر ن ُ‬ ‫وقول رسوله ال –صلى ال عليه وسل م ‪ -‬فى الحديث الصحيح ‪:‬‬

‫"لن تقوم الرسِساعة حتى نيقِساتل المرسلمون النيهود ‪ ،‬حتى ان النيهودي‬

‫لنيختبىء وراء الشجر والحجر ‪ ،‬فنيقول الحجر والشجر ‪ :‬نيِسا مرسلم نيِسا عبد‬

‫ال ‪ ،‬هذا نيهودى فِساقتله"‪.‬‬

‫نحن نؤمن بوعد ال ‪ ،‬ونرجو نصر ال ‪ ،‬ونلتز م منهج ال القائل ‪:‬‬

‫ِ‬ ‫شنْونُهنْمفَ​َزاَد ُهنْمِإنيَم ِساننِساً‬ ‫س قَْد َج َمنُعنواْ لَُك ْمن فَِساْخ َ‬ ‫س إِ َّن ال َّنِسا َ‬ ‫}ال َّذ نينَن قَِساَل لَُهُم ال َّنِسا ُ‬ ‫ض ٍلنل َّْم‬ ‫رسنُبنَنِسا اللُّه َو ِننْع َمناْلَو ِكننينُل* فَِسانَقلَُبواْ ِبِن ْع َمنٍةنّم َنن اللِّه َو فَن ْ‬ ‫َو قَنِسالُواْ َح ْ‬ ‫ض ٍلنَع ِظننينٍم{‬ ‫ض َونانَناللِّه َو انللُّه ُذ ون فَ ْ‬ ‫رس ونٌء َو انت ََّبُعواْ ِر ْ‬ ‫رسن ْ‬ ‫رسنُهنْم ُ‬ ‫َنيْم َ‬ ‫]آل عمران‪.[174 - 173:‬‬

‫الوثنيقة رقم )‪(5‬‬

‫النقندس‬

‫من الرسِسادات الى كِسارتر‬

‫‪ 17‬أنيلول )رسبتمبر( ‪1978‬‬

‫عزنيزى الرسنيد الرئنيس ‪:‬‬ ‫‪105‬‬


‫أكتللب اليكلل م لعيللد تأكيللد موقف جمهورية مصللر العربيللة فللى مللا يتعللل ق‬

‫بالقدس ‪:‬‬

‫‪ .1‬إن القدس العربية هى جزء ل يتج أز من الضفة الغربية ‪ ،‬ويجب‬ ‫إعاد ة الحقو ق العربية التاريخية والشرعية الى المدينة واحترامها‬ ‫‪.‬‬

‫‪ .2‬إن القدس يجب ان تكون تحت السياد ة العربية ‪.‬‬ ‫‪ .3‬إن لسكان القدس العربية الفلسطينيين الح ق فى ممارسة حقوقه م‬ ‫الوطنية المشروعة بصفة كونه م جزءًا من الشعب الفلسطينى‬ ‫فى الضفة الغربية ‪.‬‬

‫‪ .4‬يجب تطبي ق ق اررات مجلس المن الوثيقة الصلة ‪ ،‬ول سيما‬ ‫الق اررين ‪ ، 267 ، 242‬فى ما يتعل ق بالقدس ‪ ،‬وان كل التدابير‬

‫التى اتخذتها إسرائيل لتبديل وضع المدينة هى لغية وكأنها ل م‬ ‫تكن ‪ ،‬ويجب أن تزال ‪.‬‬

‫‪ .5‬يجب أن يكون لجميع الشعوب حرية الوصول الى المدينة ‪،‬‬ ‫والتمتع بحرية ممارسة شعائره م ‪ ،‬والح ق فى الزيار ة وفى‬

‫المجىء الى الماكن المقدسة من دون أى تفرقة أو تمييز ‪.‬‬

‫‪ .6‬أن الماكن المقدسة لكل ديانة يمكن ان توضع تحت إدار ة‬ ‫ممثليها وسلطته م ‪.‬‬

‫‪ .7‬أن الوظائف الساسية فى المدينة يجب ال تقس م ويمكن مجلس‬ ‫بلدى مشترك مؤلف من عدد متساٍو من العضاء العرب‬

‫‪106‬‬


‫والسرائيليين ان يشرف على تنفيذ هذه المهمات ‪ ،‬وبهذه‬

‫الطريقة فإن المدينة لن تكون مقسمة ‪.‬‬

‫بإخل ص‬ ‫التوقيع ‪ :‬محمدأنورالسادات‬ ‫الوثنيقة رقم )‪(6‬‬

‫من بنيغن الى كِسارتر‬ ‫‪ 17‬أنيلول )رسبتمبر( ‪1978‬‬ ‫رسنيدى الرئنيس ‪:‬‬

‫لى الشرف ان ابلغك م سيدى الرئيس انه فى ) ‪ ( 28‬حزيران‬

‫) يونيو ( ‪ 1967‬أعلن البرلمان السرائيلى ) الكنيست ( موافقته‬

‫على قانون ينص على التى ‪:‬‬

‫) أن الحكومة مخولة بمرسو م أن تطب ق القانون والتشريع والترتيبات الدارية‬

‫للدولة على أى جزء من " اريتز إسرائيل " أرض إسرائيل – فلسطين – كما‬

‫ورد فى المرسو م ‪.‬‬

‫وعلى أساس هذا القانون ‪ ،‬أصدرت الحكومة السرائيلية مرسومات‬

‫فى تموز فى تموز ) يوليو ( ‪ ، 1967‬ينص على ان القدس هى مدينة‬ ‫واحد ة غير قابلة للتقسي م ‪ ،‬وهى عاصمة دولة إسرائيل ‪.‬‬ ‫بإخل ص‬ ‫‪107‬‬


‫التوقيع ‪ :‬مناحيم بيغن‬

‫الوثنيقة رقم )‪(7‬‬

‫من كِسارتر الى الرسِسادات‬ ‫‪ 22‬أنيلول )رسبتمبر( ‪1978‬‬

‫عزنيزى الرسنيد الرئنيس ‪:‬‬

‫لقد تلقيت رسالتك م المؤرخة ) ‪ 17‬ايلول ( ) سبتمبر ( ‪، 1978‬‬

‫والتى تعرضون فيها الموقف المصرى من القدس ‪ ،‬وانا سأنقل نسخة من‬ ‫الرسالة الى رئيس الوزراء بيغن ‪ ،‬للطلع ‪.‬‬

‫إن موقف الوليات المتحد ة من القدس يبقى كما اعلنه السفير غولدبرغ‬

‫اما م الجمعية العامة للم م المتحد ة فى ‪ 14‬تموز ‪ ، 1967‬وما تبعه من‬ ‫تصريح للسفير يوست أما م مجلس المن الدولى فى تاريخ‬ ‫) ‪ 1‬تموز ( يوليو ‪. 1969‬‬ ‫بإخل ص‬ ‫التوقيع ‪ :‬جيمى‬ ‫كارتر‬ ‫*******‬

‫‪108‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.