الى علم القانونمحاضرات في مقياس مدخل

Page 1

‫محاضرات في مقياس‬ ‫مدخل إلى علم الققانون‬

‫المــدخل إلى عــلم القانـون‬ ‫المــراجـع ‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫سليمان مرقس‪ :‬المدخل للعلوم القانونية ‪ -‬القاهرة ‪.1957‬‬

‫ عبد الحي حجازي‪ :‬المدخل للعلوم القانونية ‪ -‬القاهرة ‪.1972‬‬‫‪1‬‬


‫ حبيب إبراهيم الخليلي‪ :‬المدخل في العلوم القانونية ‪ -‬الجزائر ‪.1981‬‬‫ جبار محمد‪ :‬نظرية الحق ‪ -‬وهران ‪. 1978 -‬‬‫ نعيم محمد‪ :‬نظرية القانون ‪ -‬وهران ‪. 1981 -‬‬‫‪ -‬إسحق إبراهيم منصور‪ :‬نظرية القانون و الحق ‪ -‬د‪.‬م‪.‬ج ‪.1990 -‬‬

‫___________________________________________________‬

‫‪H. et L. et J MAZEAUD et F. CHABAS: Leçon de droit civil -‬‬

‫‪.T.I - 7ème édition - 1983 - Montchrestien -‬‬

‫‪F. CHABAS : Introduction à l'étude du droit - 7ème -‬‬

‫‪.Édition - 1983 - Montchrestien‬‬

‫ ‪-Ch. PERELMAN : Logique Juridique - édition DALLOZ‬‬‫‪. 1976‬‬

‫تمـــــهيــد‬ ‫‪-‬‬

‫‪I‬تعريف بكلمة القانون ‪:‬‬ ‫يجب قبل التطرق إلى فكرة المدخل إلى علم القانون‪ ،‬التعرف على كلمة القانون و على القانون نفسه‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫اشتقاقيا فكلمة '' قانـون '' هي اقتباس من اليونانية حيث كلمة '' ‪'' Kanon‬‬

‫تعننني '' العصننا المسننتقيمة '' و يعننبرون بهننا مجازيا عننن القاعنندة ) '' ‪(Regula'': la Règle‬ن ‪ ،‬و منهننا إلننى فكنرة الخننط‬

‫المسننتقيم الننتي هننو عكننس الخننط المنحننني أو المنحننرف أو المنكسننر‪ ،‬و هننذا تعننبير إسننتعاري للدللننة علننى الفكننار التاليننة ‪:‬‬

‫الستقامة ) ‪ (la Rectitude‬و الصراحة ) ‪ (la Franchise‬و النزاهة ) ‪ (la Loyauté‬في العلقات النسانية ‪.‬‬

‫و يستخلص من هذا أن كلمة '' قانـون'' تستعمل كمعيار لقياس انحراف الشخاص عن الطريق المستقيم أي عن‬

‫الطري ق الننتي سننطره لهننم القننانون لكنني يتبعننوه فنني معنناملتهم‪ .‬ولكننن‪ ،‬ل يسننتخلص مننن هننذه المعنناني إلننى فك نرة تقريبيننة عننن‬ ‫القانون‪ ،‬فيجب إذا تفحص استعمال كلمة القانون التي لها عدة معاني‪.‬‬ ‫‪ II‬ـ تعدد معاني كلمة '' قانـون''‬ ‫يقصد بكلمة '' قانــون '' تارة معنى واسع و تارة معنى ضيق‪.‬‬ ‫*ـ بمعنى واسع جدا‪ ،‬يقصد بكلمة '' قانون '' ‪ ،‬القانون الوضعي ) ‪،(Droit Positif‬‬ ‫وه و مجموع ة القواعنند القانونيننة السننارية المفعننول فنني زم ن معيننن وفني مكننان محنندد ) دولة ( ‪) .‬بننه بالخصننوص‬

‫القانون الداخلي للدولة ) أو القانون الوطني ( والتي هو يكون النظام القانوني ) ‪ (Ordre Juridique‬الوطني ككل‪.‬‬

‫مثل‪ :‬القانون المدني ‪ +‬القنانون التجناري ‪ +‬قنانون العقوبات ‪ +‬القنانون الدسنتوري ‪ .......‬و غيرها منن القنوانين السنائدة‬

‫في الدولة‪.‬‬ ‫ملظحظة‪ :‬خاصة بكلمة '' التشريع '' التي يقصد به عدة معان‪:‬‬ ‫ن مجموعة القواعد القانونية التي يصادق عليها المجلس الشعبي الوطني ‪.‬‬ ‫ن مجموعة قوانين دولة أو منطقة) ‪.O.U.AF . Ligue arabe. C.E.Européenne‬‬ ‫ن مجموعة القوانين المتعلقة بفرع من فروع القانون‪ ،‬و التي تنظم ميدان واحد من ميادين الحياة الجتماعية ) مثل‪ :‬التشنريع‬ ‫الجنائي )أو الجزائي أو الجرامي( ‪ :‬قانون العقوبات ‪ +‬قانون الجراءات الجزائية ‪ +‬قانون إصل ح السجون ‪ +‬كننل القواعنند‬ ‫القمعية المتواجدة في قوانين أخرى ) قانون العمل ‪ -‬قانون العلم ‪ -‬التشريع السعار ‪.(....‬‬

‫*ن ن كمننا تسننتعمل كلمننة '' قانـــون '' للدللننة علننى مجموع ة نصننوص قانونيننة ) قننانون ‪ - Loi :‬أمننر‪- Ordonnance :‬‬

‫مرسوم ‪ - Décret:‬قنرار‪:‬‬

‫) ‪Arrêté‬جمعننت بصننفة متناسنقة و منظمننة بحيننث تخننص فرعا معينن مننن التشنريع و يطلننق‬

‫عليها البعض إسم '' مـدونة'' ) ‪( Code‬‬

‫مثل‪ :‬القانون المدني ) ‪ ، ( Code Civil‬قانون الجراءات المدنية ) ‪ ، (Code de Procédure Civil‬قانون العقوبات‬

‫) ‪... ( Code Pénal‬‬

‫وع ادة مننا يقسننم هننذه المجموع ة القانونيننة ) ‪ (Code‬إلننى م نواد ) ‪(Articles‬مرتبننة ) ترقيننم (‪ ،‬الننتي هنني بنندورها قنند‬

‫تنقسم ) أي المادة ( إلى فقرتين أو أكثر‪.‬‬

‫هننذه أفكننار عامننة عننن منندلول كلمننة '' قننانون '' الننتي يجننب أن نتطننرق إلننى أهنندافه فنني المجتمننع السياسنني المنظننم‬ ‫)الدولة( فأحد أهداف الدولة هو المحافظة على حقوق الفراد المتعلقة بحماية أرواحهم و أعراضهم و أموالهم‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫و هذا يقودنا إلى القول بأنه من وظائف الدولة هناك وظيفة المحافظة على النظننام الجتمنناعي‪ .‬و بمننا أنننه ل يجنند‬ ‫نظام اجتماعي تلقائي ) عـفوي(‪ ،‬و بما أن حالة الفوضى ل تكون إل حكم القوى ‪ ،‬فللقانون وظيفة عامة النتي هني تكريس‬ ‫و ضمان النظام الجتماعي‪.‬‬ ‫غير أن هذا النظام الجتماعي ل يكون الهنندف النهننائي للمجتمعننات ‪ ،‬حيننث يهنندف المجتمننع إلننى غايننات أدبيننة أو‬ ‫اجتماعيننة س نواء كننانت فرديننة أو جماعيننة‪ ،‬و هننذه الغايننات متعننددة و أحيانننا متناقظننة‪ ،‬فيلجننأ القننانون إلننى اختيننار البعننض و‬ ‫تكريس كل غاية بقواعد قانونية‪.‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫ن غايات أدبية ‪ :‬حسن السيرة و الخلق ‪ -‬العدالة ‪......‬‬ ‫ن ن غاي ننات مادي ننة ‪ :‬إدارات ‪ -‬مص ننالح عمومي ننة ‪ :‬جي ننش ن ن تربي ننة ن ن و التعلي ننم ن ن الص ننحة ‪ ....‬و تش ننجيع بع ننض النش ننطة‬ ‫القتصادية و تحديد البعض الخر‪....‬‬ ‫و نستخلص من هذه المعطيات بأن للفرد حقوق يحميها القانون و مقابل ذلك عليه واجبات هو ملنزم باحترامهنا‪ ،‬و‬ ‫من هنا تبرز فكرتا الحق و القانون‪.‬‬ ‫* فالحق مزية أو قدرة يقرها القانون و يحميها لشخص معين على شخص آخر ) طبيعي أو معنوي ( أو على شيء معين‬ ‫) مادي أو أدبي‪ :‬مثل‪ :‬حق الملكية ن حق النتخاب ‪. ( Droits Subjectifs ):‬‬ ‫* أمننا القننانون فهننو بصننفة عامننة مجموعة القواعنند القانونيننة الملزم ة الننتي تحكننم سننلوك الفنراد و علقنناتهم فنني المجتمننع ‪ ،‬و‬ ‫تتضمن أحكاما موضوعية تبين الحقوق و الواجبات المختلفة في مجتمع ما و التي تسهر على احترامها السننلطة العموميننة )‬

‫‪.(Droit Objectif‬‬

‫‪ III‬ـ تقسيمات القانون ‪:‬‬ ‫ـ دولي و داخلي ‪:‬‬ ‫يقسم القانون إلى قانون دولي ) ‪ (Droit International‬و إلى قانون داخلي)أو وطني( ‪.‬‬

‫أما القانون الدولي فهو ينظم العلقنات النتي يندخل فيهنا عنصنر أجننبي‪ ،‬و بندوره ينقسنم إلنى قنانون دولي عنام و قنانون دولي‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫* فالقانون الدولي العام هو مجموعة القواعد القانونية المتعلقة بأشخاص المجتمنع الندولي ) دولة ن منظمنات دولينة ( و هني‬ ‫كذلك مجموعة المعايير القانونية التي تنظم العلقات الدولية‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫و القانون الدولي الخاص هو فرع من فروع القانون الخنناص ) النداخلي( يسننير العلقنات القانونينة بيننن الشنخاص‬ ‫المختلف الجنسية‪ ،‬و يحكمه مفهومي الجنسية وتنازع القوانين من حيث المكان ) م‪ 9.‬إلى ‪ 24‬قانون مدني)‪..‬‬ ‫ـ عام و خاص ‪:‬‬

‫تقسيم القانون يرجع إلى زمن بعيد حيث كان معروفا لدى الرومان الذين قسموا القانون إلى عام و خاص‪.‬‬ ‫إن معيار التفرقة لديهم كان مناطه أن كل مننا يتعلننق بتنظيننم الشننيء العمننومي و تحقيننق المصننلحة العامننة للمجتمننع‬

‫يعتبر من قبيل القانون العام‪ ،‬أما القواعد التي تتعلق بتنظيم معاملت الفراد و مصالحهم فهي من قبيل القانون الخاص‪.‬‬ ‫و لكن إلى يومنا هذا لزال الجدل قائم حول معيار تقسيم القانون إلى عام وخاص )‪(1‬غير أن معظم الفقهناء متفنق‬ ‫على هذا التقسيم‪.‬‬ ‫و مع ذلك فأحيانا تكون قواعد القانون منظمة لعلقات بين الفراد والدولة باعتبارها شخصا معنويا يسننعى لتحقيننق‬ ‫مصلحة خاصة كفرد عادي‪.‬وهنا تكون ) مثل‪ :‬بيع أملك الدولة ن تأجير عقاراتها ‪ ،(...‬ففي هذه الحالت ل تمننارس الدولة‬ ‫سلطانها لتحقيق مصلحة عامة‪ ،‬بل تتعامل مع الفراد لتحقيق مصلحة خاصة‪.‬‬ ‫* و نستخلص من هذا أن القانون العام هو مجموعة القواعد التي تنظنم العلقنات‪ ،‬أي كنان نوعهنا‪ ،‬كلمنا كنانت الدولة طرفا‬ ‫فيها باعتبارها صاحبة سلطة و سيادة‪.‬‬ ‫* أما القانون الخاص‪ ،‬فهو مجموعة القواعد التي تنظم العلقات أيا كان نوعها فيما بين الفراد أو فيما بين الفراد و الدولة‬ ‫باعتبارها شخصا معنويا ل يمارس سيادة و ل سلطة‪.‬‬ ‫ن و يقصد بالقانون العام '' الداخلي '' ) أو الوطني(‪ .‬خمسة فروع من القانون يكون مجالها داخل الدولة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫*ن ن القانون الدستوري‪ :‬و هننو القننانون الساسنني للدولنة و يتكننون مننن مجموع ة القواعنند القانونيننة ) الدسننتور( الننتي تنظننم‬

‫نظام الحكم في الدولة و تبين السلطات العامة فيها ) تشريعية ن تنفيذية ن قضائية ( و ممارسة السلطة السياسية‪.‬‬ ‫*ن القانون الداري‪.:‬‬

‫*ن القانون المالي‪ :‬و هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم المالية العامة للدولة وتدير ميزانيتهننا السنننوية حينث تحنندد‬

‫فيها مسبقا في بداية العام‪ ،‬مصادر إيرادات الخزينة العامة) ضرائب ن رسوم ن تصنندير ثرواتهننا ‪ (...‬و علنى جنانب آخنر تنبين‬ ‫مصروفاتها ‪.‬‬ ‫*ن القانون العقوبات‪ :‬و هو مجموعة القواعد القانونية التي تستهدف معاقبة الجرائم‪.‬‬ ‫‪ 1‬راجع إبراهيم منصور‪ :‬نظرية القانون و الظحق‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫*ن ن قانون الجراءات الجزائية )أو الجنائيـة (‪ :‬وه و مجموع ة القواعنند القانونيننة الننتي يجننب إتباعهننا مننن أجننل القيننام بإثبننات‬ ‫الجرائم والبحث عن مرتكبيها‪ ،‬والمتابعات والملحقات القضائية‪ ،‬والتحقيق في القضايا والحكم فيها‪.‬‬ ‫ن أما القانون الخاص الداخلي فهو يحتوي على عدة فروع و أهمهم‪:‬‬ ‫*ن القانون المدني‪ :‬الننذي هنو يمثننل القننانون العننام إذ غالبننا مننا اسننتمدت منننه فننروع القننانون الخننرى مفنناهيم أو قواعنند عامننة‬

‫الننتي تحكننم العلقنات الخاصننة فيمننا بينن الفنراد منا لنم يحكمهنا نننص قنانوني فنني فنرع آخنر منن فننروع القنانون الخناص تأسيسننا‬ ‫على قاعدة '' الخاص يقيد العام'' ) مثل‪ :‬القانون التجاري ن قانون العمل‪).‬‬

‫أمنا قواعند القنانون المندني نفسننه‪ ،‬فهنني تعالنج تنظيننم الحقنوق الخاصنة النتي يمكنن أن يباشنرها الفنراد فنني علقنناتهم‬ ‫فيما بينهم )حالة وأهلية الشخاص‪ ،‬الذمة المالية‪ ،‬العقود‪.(...‬‬ ‫*ن القــانون التجــاري‪ :‬و ه ننو يحت ننوي عل ننى جمي ننع القواع نند القانوني ننة المتعلق ننة بالتص ننرفات التجارين ة‪ ،‬التج ننارة‪ ،‬المحلت‬ ‫التجارية‪ ،‬الجراءات التسوية القضائية‪ ،‬الشركات التجارية ‪...‬‬

‫*ن القانون البظحري‪ :‬و هو مجموعة القواعد القانونية المتعلقة بالملحة البحرية بما فيها نقل المسافرين و البضائع بحرا‪.‬‬ ‫*ن القــانون الجــوي‪ :‬و هننو مجموع ة القواعنند القانونيننة الننتي تحكننم العلقننات الناشننئة عننن النشنناط النسنناني فنني الغلف‬ ‫الجوي‪ ،‬حيث تكون أداته الرئيسية هي الطائرة و خاصة الطيران التجاري‪...‬‬ ‫* القانون الدولي الخاص‪:‬‬ ‫* قانون العمل‪ :‬و هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العلقات بين المستخدمين والمستخدمين‪ ،‬كما يسير علقننات‬

‫العمل بما فيها صلة هؤلء ببعضهم‪ ،‬و الجور‪.‬‬

‫* قانون الجراءات المدنية‪ :‬وهو مجموعة القواعد القانونية التي من شأنها أن تنظم سير النندعاوي المدنيننة أو التجارية‬

‫مننن البدايننة إلننى النهايننة ) التحقيننق فنني القضننية‪ ،‬إجنراء الخننبرات‪ ،‬البحننوث‪ ،‬الطلبننات العارضة‪ ،‬طننرق الطعننن العاديننة و غيننر‬ ‫العادية ‪.(...‬‬ ‫‪ IV‬المدخل إلى علم القانون ‪:‬‬

‫من المعروف أن المدخل إلى أي علم من العلنوم يقصند بنه تعريف هنذا العلنم و بينان الخصنائص النتي يتمينز بهنا‬

‫عن غيره من العلوم الخرى‪ ،‬مع تقديم المبادىء الساسية فينه و شنر ح الفكنار الرئيسنية و بعنرض القواعند العامننة النتي يقنوم‬ ‫عليهننا‪ ،‬و بتعننبير آخننر نقننول أن المنندخل أي علننم هننو هيكلننة الخطننوط العريضننة لننذلك العلننم لتكننون بمثابننة السنناس المننتين‬ ‫‪6‬‬


‫المترابط الذي يسنهل للندارس أن يسنتوعب تفاصنيل ذلنك العلنم عنند الندخول إلنى فروعه وتقسنيماته المتعنددة‪ ،‬وفهنم النظريات‬ ‫المختلفة التي تحكم تلك التفصيلت‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق نقول أن المدخل إلى علم القانون هو دراسة تمهيدية وشر ح للمبادئ العامة المشننتركة فنني العلننوم‬ ‫القانونية‪ .‬وهذا يعني ابتداء أن المندخل إلنى علنم القنانون لينس مرتبطنا بفنرع معينن منن فنروع القنانون النتي تنتظنم جميعهنا فني‬ ‫إطار عام هو النظام القانوني للدولة‪ ،‬لنه يرتبط بكل فروع النظام القانوني‪ ،‬فهو يمهد للفروع القانونية جميعها‪.‬‬ ‫ولكننن مننع التسننليم بصننحة هننذا ال نرأي‪ ،‬فقنند جننرى العمننل علننى أن د ارسننة المنندخل إلننى علننم القننانون تلحننق بالقننانون‬ ‫المدني‪ ،‬و ذلك تأسيسا على أن القانون المدني هو القانون العام حيث أختص بنصيب السد فيما يتعلق بالنص علننى أغلننب‬ ‫المبادىء و القواعد العامة التي تدخل الدراسة التمهيدية للقانون‪.‬‬ ‫ونسننتخلص مننن هننذا إلننى القننول بننأن النظننام القننانوني فنني أي دولنة بمننا يشننمله مننن القننانون العننام والقننانون الخنناص‬ ‫بفروعهمننا‪ ،‬يقنوم علنى أسنس و مبننادئ و نظريات عامنة‪ ،‬تسنتخدم فيهنا تعننبيرات ومصنطلحات قانونيننة مشننتركة‪ ،‬لهنا مندلولت‬ ‫ثابتننة ل تتغيننر‪ ،‬وه ي موضنوع الد ارسننة دائمننا فنني المنندخل إلننى العلننوم القانونيننة‪ ،‬وه ي الننتي تتضننمنها بننوجه عننام النظريتننان‬ ‫السننيتان وهمننا النظري ة العامننة فنني القننانون والنظري ة العامننة فنني الحننق‪ ،‬ولهننذا سننتكون هتننان النظريتننان همننا موضنوع هننذه‬ ‫الدراسة‪.‬‬

‫الــقـسـم الول‬

‫الـنظريــة العـامة للـقانـون‬

‫الفــــصل الول‬ ‫خـصائـص و أهـداف القـاعـدة القـانـونية‬

‫المبظحث الول‪:‬‬

‫خصائص القاعدة القانونية‬

‫في تعريف القانون تبين لنا بأن القواعد القانونية تنظم العلقات التي قد تكون بين فرد وآخر وقد تكننون بيننن الدولة‬ ‫والف نراد وه ذا فنني مجننال مننن مجننالت الحيننات الجتماعيننة أي تنظيننم نشنناط معيننن لجماعننة أو لفننرد كمننا أنهننا تنظننم سننلوك‬ ‫الشخاص في حياتهم اليومية‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫ونستخلص من هنذا أن القاعندة القانونينة هنني قاعنندة للسنلوك الجتمنناعي والنتي تضنمن السنلطة العمومينة احترامهننا‬ ‫وتنفيذها من جميع المخاطبين بها حيث هذا اللتزام يتجسد في الجزاء الذي يحدده القانون لمن يمتننع عنن تنفينذ تلنك القاعندة‬ ‫أو يخالفها وهذا ال لـزام هو العنصر الذي يميز القاعدة القانونية عن غيرها من القواعد)الخلقينة ن تهذيبينة ن الشنرف (‪ .‬وبمنا‬ ‫أن القاعدة القانونية ل تخاطب شخصا محددا بذاته فهي عامة ومجردة ‪ ،‬وبما أنهنا معمنول بهنا مندى حياتهنا وكل منا تنوفرت‬ ‫شروطها فهي دائمة‪.‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬القاعدة القانونية عامة و مجردة‪.‬‬ ‫تعتبر القاعدة القانونية الخلية الساسية في القانون وما هي إل خطاب صاغه المشرع بتعننابير مجننردة‪ ،‬حيننث أنهننا‬ ‫ل تخص شخصا معينا أو طائفة محددة بنذاتهما‪ ،‬بنل يجنب أن تكنون قابلنة للتطنبيق علنى كنل منن تتنوفر فينه شنروط تطبيقهنا‬ ‫أي أن تكون مطردة التطبيق في كل وقت على كل شخص مستوف لشنروطها‪ .‬وعمومينة القاعندة القانونينة هني ضنما ُ​ُن ضند‬ ‫كل تمييز بين الشخاص‪.‬‬

‫مثل‪ :‬تنص المادة ‪ 350‬من قانون العقوبات على أن '' كل من اختلس شيئا غير مملننوك لننه يعنند سننارقا ويعنناقب '' و عبننارة‬ ‫'' كل من '' يقصد بها '' أي شخص '' أو '' أي كان هذا الشخص ''‪ .‬إذا فأي شخص قام باختلس شيء مملوك للغير‪ ،‬أي‬

‫أنه قد قام بتحويل شيء من حينازة الحنائز الشنرعي لنه إلنى حينازته‪ ) ،‬أي الجناني ( يعند سنارقا و تسنلط علينه العقوبة المقنررة‬ ‫لهذا الفعل ) السرقة (‪ ،‬إذا أصحبه عدم رضى الضحية‪.‬‬ ‫فالقاعنندة القانونيننة وضعت دون التنبننؤ بمننن سننيكون هننذا السننارق‪ ،‬ولكننن حننددت شننروط السنرقة وعننندما تتننوفر هننذه‬ ‫الشروط في فعل فيعد مرتكبه سارقا و يعاقب‪.‬‬ ‫و بعبارة أخرى فالقاعدة القانونية وضعت مجردة من تحديد شخص بذاته أي دون التبوء مسبقا بمن تنطبق عليه‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬القاعدة القانونية ملزمة‪.‬‬ ‫اللنزام يعننني أن القاعنندة القانونيننة واجبننة الحننترام والتنفيننذ مننن جميننع المخنناطبين بهننا‪ .‬فهنني قنند تفننرض اللت ازمننات‬ ‫متعننددة وعلننى المعنييننن بننالمر بتنفيننذها إذا كننانت القاعنندة القانونيننة آم نرة‪ .‬ولكننن إذا كننانت القاعنندة القانونيننة مكملننة فيحننوز‬ ‫للشخاص التفاق على عكس ما قررته‪.‬‬ ‫إذا‪ ،‬فالقاعدة القانونية المنرة فهني ملزمة ووجه اللنزام هننا يتجسند فني الجنزاء النذي يحندده القنانون لمنن يمتننع عنن‬ ‫تنفيننذ تلننك القاعنندة أو يخالفهننا‪ .‬والمقصننود بننالجزاء هننو العقنناب أو الجبننار علننى اللننتزام والحننترام عننن طريق اسننتعمال القننوة‬ ‫العمومية ) درك الوطني وشرطة ( والعدالة‪.‬‬ ‫واللزام هو ما يميز القاعدة القانونية عن قواعد الخلق والدين‪ ،‬وتبرز خاصية اللزام في الجزاء الذي يوقع علننى‬ ‫من يخالف تلك القاعدة القانونية‪ ،‬والجزاءات القانونية متعددة وأهمها‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫أول‪ :‬الجزاء الجنائي ‪ :‬هو العقوبات وتدبير المن‪.‬‬ ‫‪8‬‬


‫أما العقوبات الجنائية التي تلحق بمرتكنبي الج ارئنم المنصنوص عليهنا فني قنانون العقوبات هني‪ :‬العندام‪ ،‬والسنجن‬ ‫المؤبد‪ ،‬السجن المؤقت‪ ،‬الحبس والغرامة‪.‬‬ ‫أمننا تنندبي ار لمننن الشخصننية فمثننل المنننع مننن ممارس ة مهنننة أو نشنناط أو فننن‪ ،‬وتندبير المننن العينيننة مثننل مصننادرة‬ ‫الموال إواغلق المؤسسات‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الجزاءات المدنية ‪ :‬وهي البطل نـ أي إبطال التصرف المخالف للقواعد الملزمة‬ ‫(أو العقد (‪ ،‬والتعويض على الضرر ) مادي ـ جسدي ـ معنوي‪).‬‬

‫ثالثــا ‪ :‬الج ـزاءات الداريـة ‪ :‬الــتي تتمثــل فــي إلغــاء الق ـ اررات الداريـة الــتي يشــوبها عيــب قــانوني‪ ،‬وتوقيــع الج ـراءات‬

‫التأديبيــة علــى المــوظفين الــذين يخــالفون القواعــد القانونيــة‪ ،‬والمنــع مــن ممارسـ ة مهنــة أو نشــاط‪ ،‬إواغل قـ المظحلت‬

‫التجارية ‪...‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬استمرار القاعدة القانونية‪.‬‬

‫للقاعدة القانونية بداية ) نشرها رسميا في الجريدة الرسمية ( ونهاية ) إلغائها رسميا عن طريق الجريدة الرسمية (‬

‫ول يمكن أن تبقى سارية المفعول إلى البد‪ .‬وما يقصند باسنتمرار القاعندة القانونينة هنو تطبيقهنا المسنتمر أثنناء وجودهنا كلمنا‬ ‫توفرت شروط تطبيقها‪.‬‬ ‫مثلا‪ :‬قواعد قانون المرور تطبيقها يومي‪،‬أما قواعد قانون انتخاب رئيس الجمهورية ل يكون إل كل خمسة سنوات‬

‫في الحالة العادية‪.‬‬

‫المبظحث الثاني ‪ :‬التمييز بين القواعد القانونية وغيرها‪.‬‬ ‫لقنند تكلمنننا فنني البنندايات عننن أهننداف القواعنند القانونيننة‪ ،‬لكننن توجد قواعنند أخننرى تتعلننق أيضننا بالسننلوك الجتمنناعي‬ ‫وتشتبه بقواعد القانون مثل قواعد الدين وقواعد المجاملت وقواعد الخلق‪.‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬قــواعــد الدين‪.‬‬ ‫في الديانات السماوية يرتبط النسان المؤمن بربه بعلقنات روحيننة وينتظننم الندين عننادة فنني قواعند منن ننوعين ‪ :‬الولى‬ ‫قواعد العبادات والثانية قواعد المعاملت‪.‬‬

‫أول ‪:‬‬

‫قــواعد العبادات‪.‬‬ ‫تتعلق بعلقات الفرد نفسه بخالقه مباشرة وتتمثل في الشهادة‪ ،‬والصلت‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والحج والصوم‪ .‬وهذا النننوع مننن‬

‫القواعد ل تتدخل فيه قواعد القانون عن قرب إوان كانت تلمسه عن بعد‪ ،‬ومثل ذلك ما ينص عليه الدستور بقوله‪ '' :‬السننلم‬

‫‪9‬‬


‫ديننن الدولة ''‪.‬و'' ل مسنناس بحرية المعتقنند ول بحرية النرأي '' ‪ ،‬وغيننر ذلننك مننن نصننوص قننانون العقوبات الننتي تحمنني إقامننة‬ ‫الشعائر الدينية‪.‬‬ ‫ونستخلص من ذلك أن هذا النوع من قواعد العبادات يعتبر مجال شخصيا للفرد بينه وبين خالقه ول دخننل للقننانون‬ ‫فيننه‪ ،‬إل بقنندر ضننئيل لتقري ره أو لحمايننة الحري ة الدينيننة للف نراد‪ .‬ولكننن ل شننك أن هننذه القواعنند الدينيننة تعتننبر قواعنند سننماوية‬ ‫ملزمة ويترتب على مخالفتها جزاء إل هي ينفد في الخرة بعد الممات‪.‬‬ ‫ثــانيا ‪:‬‬

‫قــواعـد المعاملت‬ ‫وهي تتعلنق بعلقنة الفنرد بغينره منن الفنراد‪ ،‬وتختلنف النديانات السنماوية فني هنذا الشنأن أي فني احتوائهنا علنى تلنك‬

‫القواعد فني الندين السنلمي قند عننى بقواعند العبنادات وقواعند المعناملت معنا وأهتنم بالعلقنات ذات الصنبغة المالينة كنالبيع‬ ‫واليجار والرهن وغير ذلك‪ ،‬فنظم أمور الدين والدنيا معا‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يطر ح نفسه هل تتطابق قواعد القانون والقواعد الدينية في تنظيم المعاملت ؟‬ ‫في الواقع فإن المشرع عادة يضنع تلنك القواعند الدينينة فني اعتبناره‪ ،‬ويطبقهنا بقندر المكنان‪ ،‬والندليل علنى ذلنك هنو‬ ‫أن المشرع نص في المادة الولى من القانون المدني على منا ينأتي‪ '' :‬إواذا لننم يوجد ننص تشنريعي‪ ،‬حكننم القاضنني بمقتضنى‬

‫مبننادئ الشنريعة السننلمية '' وهو الشننأن بخصننوص قننانون السنرة ) الننزواج ن الطلق ن النيابننة الشننرعية ن الكفالننة ن المينراث ن‬ ‫الوصية ن الهبة ن الوقف ‪.(...‬‬

‫ولك ننن مجننال المعنناملت القانوني ننة فنني عه نندنا‪ ،‬مننع تش ننعب نننواحي النش نناط الجتمنناعي‪ ،‬يتسننع كننثي ار عننن مجننال‬ ‫المعاملت الدينية المر الذي معه تتزايد باستمرار مجالت المعاملت القانونية وقواعدها‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬قواعد الخلق والمجاملت والتقليد‬ ‫أول ‪ :‬قـــواعــد الخل قـ‬

‫وهي قواعند سنلوكية اجتماعيننة يحنددها المجتمننع وقد تتننأثر الخلق بالندين وبالتقليند وبالمجناملت إلنى حند كنبير‪.‬‬

‫وأحيانا قد تلتقي القواعد الخلقية بالقواعد القانونية‪ ،‬ومثل ذلك معاونة الغير في الدفاع عن نفسه وماله وهو جانب أخلقني‬ ‫بالدرجة الولى ومع ذلننك تبننناه المشننرع وجعلننه قاعنندة قانونيننة حيننث أبننا ح الضننرب والجنر ح و القتننل فنني سننبيل حمايننة النفننس‪،‬‬ ‫الغير و المال وذلك في المادة ‪ 39‬الفقرة الثانية من قانون العقوبات‪ ،‬ونصها هو‪:‬‬ ‫'' ل جريمة ‪:‬‬ ‫ إذا كان الفعل قد دفعت إليه الضرورة الحالة للدفاع المشروع عن النفننس أو عننن الغيننر أو عنن مننال مملننوك للشننخص أو‬‫للغير‪ ،‬بشرط أن يكون الدفاع متناسبا مع جسامة العتداء‪''.‬‬ ‫في موضوع آخر يوجب المشنرع إغاثنة الشنخاص ومسناعدتهم إن أمكنن ذلنك ‪ :‬تننص المنادة ‪ 182‬فقنرة ‪ 2‬علنى‬ ‫ما يلي‪ '' :‬ويعاقب ‪ ...‬كنل منن امتننع عمندا عنن تقنديم مسناعدة إلنى شنخص فني حالنة خطنر كنان إمكنانه تقنديمها إلينه بعمنل‬ ‫مباشر منه أو بطلب الغاثة له وذلك دون أن تكون هناك خطورة عليه أو على الغير‪ ) ''.‬أنظر أيضا المادة ‪ 451‬فقنرة ‪8‬‬ ‫من قانون العقوبات‪.(...‬‬ ‫‪10‬‬


‫أما فيما يخص المجاملت والتقاليد الفرعية في المجتمع كتبادل التهاني في المناسبات السنعيدة‪ ،‬ومبنادلت شنعور‬ ‫الحزن والتعزية في المناسبات المؤلمة‪ ،‬وتبادل التحية عند اللقاء‪ ،‬وغير ذلك مننن العنادات المسنتقرة فنني ذهنن الجماعنة‪ .‬فهننذه‬ ‫القواعد الجتماعية لم يهتم القانون بها‪ ،‬فمجالها يختلف عن مجال قواعد القانونية فل يلتقيان‪.‬‬ ‫المبظحث الثالث‪ :‬تصنيف القواعد القانونية‬ ‫جري الفقهاء نحو تقسيم القواعد القانونية علميا إلى عدة أنواع‪ ،‬تختلف باختلف زوايا النظر إليها‪.‬‬ ‫* فمن حيث طبيعتها القانونية‪ ،‬تنقسم إلى نوعين‪ :‬عـامـة وخـاصـة‬ ‫* ومن حيث صورتها ‪ :‬مكتوبة وغير مكتوبة‬ ‫* ومن حيث تنظيمها للحقوق ‪ :‬موضوعية وشكلية‬ ‫* ومن حيث قوتها اللزامية‪ :‬قواعد آمرة أو ناهية‪ ،‬وقواعد مفسرة أو مكملة‪.‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬القواعد العامة والقواعد الخاصة‬ ‫القـواعد العــامة ‪:‬‬

‫وهي التي يتضمنها عادة القانون العننام بفروعه‪ ،‬أمنا القواعنند الخاصنة فهني الننتي يشننملها القنانون الخناص بفروعه‪.‬‬

‫لقد استعرضنا هذا التقسيم في دراسة الفروع للقانون‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬القواعد المكتوبة وغير المكتوبة‬ ‫أول ‪ :‬القـواعـد المكتوبة‬

‫إذا كان مصدر القاعنندة القانونيننة هنو التشنريع سنواء كننان هنو الدسنتور أو قانونا عادينا كالقنانون المندني أو القنانون‬

‫الجنننائي أو التجنناري ‪ ، ...‬أو أم نرا‪ ،‬أو مرس وما‪ ،‬أو ق ن اررا‪ ،‬أو لئحننة صنندرت بننناء علننى قننانون‪ ،‬وتعتننبر جميعهننا مننن قبيننل‬ ‫القواعنند القانونيننة المكتوبنة لنهننا تصنندر وتنشننر بالجري دة الرس مية‪ ،‬وتعلننن للف نراد فنني صننورة مكتوبنة‪ ،‬وه ي قنند صنندرت مننن‬ ‫الهيئة التشريعية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القــواعــد الغير مكتوبة‬

‫إذا نشننأت أو تقننررت القاعنندة القانونيننة مننن غيننر طري ق السننلطة التش نريعية‪ ،‬أو السننلطة التنفيذيننة المختصننة قانوننا‬

‫بإصدارها‪ ،‬فإن هذه القاعدة تعتبر من القواعد القانونية غير المكتوبة‪ ،‬ومثالها قواعد العرف‪ ،‬وأحكام المحكمة العليننا للقضنناء‬ ‫التي هي ملزمة للمحاكم وللمجالس القضائية‪.‬‬ ‫أما بالنسنبة للعنرف‪ ،‬فنإن المنادة الولى منن القنانون المندني‪ ،‬تننص علنى منا يلني ‪ '' :‬إواذا لنم يوجد ننص تشنريعي‪ ،‬حكنم‬

‫القاضي بمقتضى مبادئ الشريعة السلمية‪ ،‬فإذا لم يوجد فبمقتضى العرف‪ ) ''.‬الفقرة ‪(.2‬‬ ‫‪11‬‬


‫المطلب الثالث ‪ :‬القواعد الموضوعية والقواعد الشكلية‬ ‫أول ‪ :‬القـواعـد الموضوعية‬

‫يقصد بالقواعد الموضوعية كل قاعدة تقرر حقا أو تفرض واجبا‪.‬‬

‫ن ومثل ذلك ما تنص عليه المادة ‪ 351‬من القانون المدني ‪:‬‬ ‫'' البيع عقد يلتزم بمقتضاه‪ ،‬البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء أو حق آخر في مقابل ثمن نقدي‪. ''.‬‬ ‫فهذه القاعدة موضوعية لنها تقرر حقا للمشتري وهو نقل ملكية الشيء إليه‪ ،‬وتفرض على البننائع واجننب وهو نقنل‬ ‫الملكية للمشتري‪ ،‬وفي نفس الوقت تقرر حقا للبائع وهو المقابل النقدي أي ثمننن الشنيء‪ ،‬وتفنرض علننى المشننتري واجنب دفننع‬ ‫الثمن للبائع‪.‬‬ ‫* ومثل ذلك ما تنص عليه المادة ‪ 386‬من قانون العقوبات بقولها ‪ '':‬يعاقب ‪ ...‬كل من انتزع عقا ار مملوكا للغير وذلك‬ ‫خلسة أو بطريق التدليس‪''.‬‬ ‫فهذه قاعدة موضوعية‪،‬أيضا‪ ،‬حيث تفرض احترام ملكينة الغينر‪ ،‬وتسنلط عقوبة‪ ،‬هني الحبنس والغ ارمنة كجنزاء علنى‬ ‫من يتعدى على حق الملكية المقرر لصاحب العقار‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬القــواعـد الشكلية‬

‫فهي القواعد القانونية التي تبين الوسائل النتي يمكنن بهننا اقتضنناء الحنق المقنرر‪ ،‬أو تقرير كيفيننة اللنتزام بالقيننام‬

‫بالواجب‪ .‬ومن أمثلة القواعد الشكلية معظم قواعد قانون الجنراءات المدنيننة‪ :‬وهي الننتي تنظننم كيفيننة مباشنرة النندعوى المدنيننة‬ ‫واختصاصات الجهات القضائية المدنية‪.‬‬ ‫ومنن أمثلتهننا أيضننا‪ ،‬أغلننب قواعنند قننانون الج نراءات الجزائيننة‪ :‬وه ي الننتي تنظننم كيفيننة مباش نرة النندعوى العموميننة‬ ‫واختصاصات الجهات القضائية الجنائية وكيفية تشكيل المحاكم‪ ،‬وطرق الطعن في أحكامها‪.‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬القواعد المرة والقواعد المفسرة‬

‫بالنسننبة إلننى القننوة اللزاميننة للقاعنندة القانونيننة يمكننن تقسننيم تلننك القواعنند إلننى قواعنند آمنرة أو ناهيننة وقواعنند مفسنرة أو‬

‫مكملة‪.‬‬ ‫أول ‪ :‬القواعد المرة والناهية‬

‫فهنذه القواعند هني النتي تتضنمن خطابنا موجهنا للفنراد بنأداء عمنل معينن‪ .‬فنإذا كنانت القاعندة القانونينة تتضنمن‬

‫أم ار بالقيام بعمل فهني قاعندة آمنرة‪ .‬ومثالهنا منا نصنت علينه المنادة ‪ 61‬منن قنانون الحالنة المدنينة)أمنر رقم ‪ 20‬الصنادر فني‬ ‫‪ 19‬فيفري ‪ ''.( 1970‬يصر ح بالمواليد خلل خمسة أيام من الولدة إلى ضابط الحالة المدنية للمكان‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫إوال فرضت العقوبة المنصوص عليها في المادة ‪ 442‬بالفقرة الثالثة من قانون العقوبات ''‪.‬‬

‫أمنا إذا كننانت القاعندة القانونينة تتضننمن نهيننا عنن أداء عمنل معينن‪ ،‬فهنني قاعندة ناهيننة‪ .‬ومثالهنا ننص المننادة ‪387‬‬

‫من قانون العقوبات التي تنهي على إخفاء الشياء‪ ‘' :‬كل منن أخفنى عمندا أشنياء مختلسنة أو مبنددة أو متحصنلة منن جناينة‬ ‫أو جنحة في مجموعها أو جزء منها يعاقب ‪... ''. ...‬‬ ‫ومنن ذلننك يتضننح أن القواعنند الم نرة والناهيننة تتميننز بأنهننا ل يجوزالتفنناق علننى عكسننها‪ ،‬أي ل يملننك الف نراد حننق‬ ‫مخالفتهننا إيجابننا أو سننلبا‪ ،‬فهنني ملزم ة فنني الحننالتين‪ ،‬ووج ه الل نزام هننو الجنزاء ) العقوبنة ( المقننررة الننذي يوقنع علننى كننل مننن‬ ‫يخالفها في المر أو في النهي على سواء‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬القواعد المكملة أو المفسرة‬

‫فيقصد بها القواعد التي تهنندف إلنى تنظينم مصنلحة مشنتركة أو مصنلحة فردينة للشنخاص فقنط فني الحننالت الننتي‬

‫يكون هؤلء الفراد غير قادرين على تنظيم علقاتهم بأنفسهم وبالتالي للفنراد إذا تجنناهلوا تلننك القاعنندة المفسنرة ) أو المكملننة‬ ‫(‪ ،‬بل يجوز لهم التفاق على عكس ما قررته‪.‬‬ ‫لكن في بعض الحالت تكون هذه القاعدة ملزمة إذا لم يتفق المتعاقندين علنى عكسنها حينث يصنبح اتفناقهم ناقصنا‬ ‫ويحتاج إلى تطبيق النص المفسر لرادتهم‪ ،‬ويعتبرون ممن توافرت فيهم شروط تطبيق هننذه القاعنندة المكملننة لرادتهننم بصننفة‬ ‫إلزامية‪.‬‬ ‫ومثننال ذلننك مننا نصننت عليننه المننادة ‪ 367‬مننن القننانون المنندني بقولهننا ‪ '' :‬يتننم التسننليم بوضع المننبيع تحننت تصننرف‬ ‫المشتري بحيث يتمكن من حيازته و النتفاع به بدون عائق و لو لم يتسلمه ماديا ‪ ،''...‬فهذا النص عبننارة عننن قاعنندة مكملننة‬ ‫)أو مفسن نرة( لدارة المتعاق نندين ( الب ننائع والمش ننتري ( حينم ننا ل ننم يوج ن د اتف نناق ع ننن تس ننليم الش ننيء ف نني مك ننان معي ننن‪ ،‬أي أن‬ ‫المتعاقدين لم يعبروا عن إرادتهم بخصوص هذه النقط بذاتها‪.‬‬ ‫أمنا إذا كنان اتفناق مسنبق‪ ،‬فيتنم التسنليم فني المكنان النذي اتفنق علينه المتعاقندين وهذا منا نصنت علينه المنادة ‪368‬‬ ‫من القانون المدني بقولها‪ '' :‬إذا وجب تصدير المبيع إلى المشتري فل يتم التسليم إل إذا وصل عليه ‪.''...‬‬ ‫ولكننن هننذا النننص بنندوره‪ ،‬قنند يعتننبر قاعنندة مكملننة لدارة المتعاقنندين إذا حصننل ن نزاع بينهننم بخصننوص الوننة الننتي‬ ‫أصبح فيها التسليم فعلي في حالة اتفاق على تصدير المبيع ‪:‬‬ ‫فقد يعتبر البائع بأن التسليم أصبح فعلي في الوقت الذي غادر فيه الشيء مخزنه‪ ،‬ولكننن تفسننير المننادة ‪ 368‬مننن‬ ‫قننانون المندني لهننذه النقطنة أكنند بننأن التسنليم يصننبح فعلنني عنند "وصول " الشنيء إلنى المشنتري‪ ،‬وهذا إل إذا كننان اتفناق علننى‬ ‫عكس ذلك‪.‬‬ ‫بهننذا نختننم الفصل الول الننذي تطرقنننا فيننه إلننى خصننائص القاعنندة القانونيننة والننتي تميزه ا عننن غيره ا مننن القواعنند‬ ‫خاصة وأن مصادر القاعدة القانونية تختلف‪ ،‬غالبا‪ ،‬عن مصادر القواعد الخرى‪.‬‬

‫الفــــصل الثـانــي‬ ‫‪13‬‬


‫مصــادر القــاعـدة القــانـونـية‬

‫في تعريف القانون تبين لنا أنه يتكون من مجموعة قواعد قانونية التي هي تكنون‪ ،‬بندورها ‪ ،‬النظنام القنانوني للدولة‬ ‫ويعني بذلك القانون الوضعي أي مجموعة القواعد القانونية السارية المفعول في الدولة ‪ ،‬أي القواعد التي تقرها الدولة ‪.‬فهنذه‬ ‫الفكرة الخيرة تطر ح سؤال ‪ :‬من هو مصدر القاعدة القانونية ؟ ‪.‬‬ ‫فالمصدر‪ ،‬لغة ‪ ،‬يقصد به " الصل " ‪ ،‬أمننا مصنندر القننانون كلمننة لهنا عندة اسنتعمالت حسننب الهيئننة النتي تصندر‬ ‫عنها القاعدة القانونينة ‪ :‬حينث أننه تصندر القاعندة القانونينة عنن سنلطات متعنددة ‪ ،‬فهنذه السنلطات البعنض منهنا يعند القواعند‬ ‫القانونية مباشرة ويفرض احترامها‪ ،‬والبعض الخر يكتف بتطبيق هذه القواعد وبتفسيرها ‪.‬‬ ‫إذ يوجد نوعان أساسيان لمصدر القاعدة القانونية ‪:‬‬ ‫مصادر أصلية ومصادر احتياطية أو تفسيرية ‪.‬‬

‫المبظحث الول ‪ :‬المصادر الصلية للقاعدة القانونية‪.‬‬ ‫يقصد بالمصادر الصلية للقاعدة القانونية تلك المصنادر الرسمية النتي يلنتزم بهنا كنل شنخص سنواء كنان عمنومي‬ ‫أو خاص ‪ .‬وبصفة أدق فهذا التشريع هو القانون المكتوب الصادر عن السلطة المختصة بإصداره في الدولة ‪.‬‬ ‫والتشريع بهنذا المفهنوم يقصند بنه أنواعنا ثلثنة علنى درجات متفاوتة منن الهمينة وتفسنير ذلنك أننه يقصند بالتشنريع‬ ‫كل مننن الدسننتور وه و التشننريع الساسنني للدولننة ‪ ،‬ثننم التشننريع العننادي وه و القننانون الننذي يصنندر مننن السننلطة التشننريعية‬ ‫) م‪.‬و‪.‬ش‪ +‬م‪.‬أ‪ ، ( .‬ثم التشريع الفرعي أي المراسيم والق اررات واللوائح التي تصندر عنن السنلطة التنفيذينة بنناء علنى قنوانين‬ ‫تحولها حق إصدارها ‪.‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬الدستور‪.‬‬ ‫الدسنتور هنو التشنريع الساسني أو التأسيسني للدولة ‪ ،‬فهنو قمنة التشنريعات فيهنا ويتمينز بخاصنيتي الثبنات والسنمو‬ ‫ويتضمن القواعد الساسية والمبنادئ العامنة النتي تنبين شنكل الدولة ونظنام الحكنم فيهنا ‪ ،‬ويحندد الهيئنات والمؤسسنات العامنة‬ ‫واختصاصنناتها وعلقاتهننا ببعضننهما ‪ ،‬وينننص علننى حريات الفنراد وحقننوقهم فنني خطننوط رئيسننية عريضننة ‪ ،‬ومنننه تأخننذ كافننة‬ ‫القوانين الخرى ‪ ،‬مستوحية مبادئه وأحكامه التي ل يجوز لي قانون أن يخالفها ‪.‬‬ ‫وأما الثبات يعني أن الدستور ل يتغير ول يتعدل إل في مناسبات قومية كبرى ول يحندث ذلنك إل فني فنترات زمنينة‬ ‫متباعنندة ‪ ،‬فنني حننالت التغيي نرات الجوهري ة فنني شننكل الدولننة أو هيكلننة مؤسسنناتها العامننة أو تبننديل نظننام الحكننم أو النظننام‬ ‫القتصادي فيها ‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫أما السمو يعني أنه يعلو على باقي قوانين الدولة ول يجوز لي قننانون آخنر أن يتضننمن نصوصا تخنالف المبننادئ‬ ‫والقواعد الساسية التي ينص عليها الدستور عادة ‪ ،‬إوال اعتبر ذلك القانون المخالف له باطل أي غير دستوري ‪.‬‬ ‫أول‪ :‬الدستور الجزائري‪:‬‬ ‫صدر أول دستور جزائري الذي عمل به فعل ‪ ،‬بالمر رقم ‪ 97 - 76‬فنني ‪ 22‬نوفمننبر ‪ 1976‬بننناء علننى موافقننة‬ ‫الشعب الجزائري على مشروع الدستور المقتر ح من طرف جبهة التحرير الوطني ‪ ،‬بعد العلن الرسمي عن النتائج النهائيننة‬ ‫للستفتاء في ‪ 19‬نوفمبر ‪ .1976‬ثم عدل هذا الدستور في سنة ‪ ،1989‬ومرة ثانية في نوفمبر ‪. 1996‬‬ ‫ويتكون الدستور الحالي من ‪ 182‬مادة موزعة على أربعة أبواب وكل منهما مقسم إلى عدة فصول ‪.‬‬ ‫الباب الول ‪ :‬يتضمن النصوص المتعلقة بالمبادئ الساسية لتنظيم المجتمع الجزائري ويشمل خمسة فصول‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫الفصل الول ‪ :‬في الجزائر ‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬في الشعب ‪.‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬في الدولة ‪.‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬في الحقوق والحريات ‪.‬‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬في الواجبات ‪.‬‬ ‫الباب الثاني ‪ :‬في تنظيم السلطات ‪.‬‬ ‫الفصل الول ‪ :‬في السلطة التنفيذية ‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬في السلطة التشريعية ‪.‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬في السلطة القضائية ‪.‬‬ ‫الباب الثالث ‪ :‬في المراقبة والهيئات الستشارية ‪.‬‬ ‫الفصل الول ‪ :‬في المراقبة ‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬في الهيئات الستشارية ‪.‬‬ ‫الباب الرابع ‪ :‬في التعديل الدستوري ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬طرق وضع الدساتير‪.‬‬ ‫تختلننف النندول فنني طريقننة إصنندار دسنناتيرها ‪ ،‬وذلننك بحسننب ظننروف كننل دولنة وبحسننب الطننرق الننتي أتبعننت فنني‬ ‫إصدارها من الناحية الشكلية ‪ ،‬وطرق إصدار الدساتير هي خمسة‪:‬‬

‫‪15‬‬


‫أ ـ المنظحة ‪ :‬يصدر الدستور في شكل منحة عندما يرى الملك أو السلطان وهو صاحب السيادة المطلقة في دولة معينة‬ ‫‪ ،‬أن يتنننازل عننن بعننض سننلطاته لف نراد شننعبه أو لبعننض الهيئننات الشننعبية‪،‬فيصنندر قانوننا أساسننيا يحنند مننن بعننض سننلطاته‬ ‫ويمنحها لرعاياه ‪.‬‬ ‫(الدستور المصري في سنة ‪ .1923‬ملك فؤاد(‪.‬‬ ‫ب ـ التعاقد ‪ :‬يجتمننع السننلطان مننع بعنض الفنراد النذين يمثلننون الشننعب ويتفقنون فيمننا بينهنم علنى أن يتنننازل الملننك ) أو‬ ‫السلطان ( عن بعض سلطاته لصالح الشعب ‪.‬‬ ‫ج ـ الجمعية التأسيسية ‪ :‬ينتخب الشعب عددا من أفراده فيجتمعون في شكل لجنة أو جمعية أو هيئة ويراد بهم وضع‬ ‫دستور للدولة ‪ ،‬وما تقرره هذه الجمعية يصبح دستو ار واجب النفاذ‪.‬‬ ‫د ـ ـ الســتفتاء ‪ :‬تقننوم هيئننة أو لجنننة س نواء إن كننانت تش نريعية أم تنفيذيننة أم سياسننية تعينهننا الحكومننة القائمننة لتقننوم بوضننع‬ ‫النصوص الدستورية في شكل مشروع للدستور ويعرض المشروع على الشعب ليبدي رأيه فيه عن طريق الستفتاء‪.‬‬ ‫هــ ــ الطريقـة الخاصـة ‪ :‬تجمننع هننذه الطريقننة بيننن م ازيننا الطريقننتين السننابقتين ‪ ،‬بمعنننى أن الجمعيننة التأسيسننية الننتي يختاره ا‬ ‫الشعب تضع مشروع الدستور ولكنه ل يصبح دستو ار نافدا إل بعد موافقة الشعب عليه في استفتاء عام ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬طرق تعديل الدساتير‪:‬‬ ‫تنقسم الدساتير من ظحيث تعديلها إلى نوعين ‪ :‬مرنة وجامدة‬ ‫أ ـ الدساتير المرنة ‪ :‬وهي التي يمكن تعديل نصوصها بالجراءات التي تعدل بها القوانين العادية ‪.‬‬ ‫ب ـ الدســاتير الجامـدة ‪ :‬وه ي الـتي يشــترط لتعـديلها اتظحــاد إجـراءات خاصــة ‪ ،‬ومنهــا اشــتراط أغلبيـة كــبيرة لقــتراح‬ ‫التعديل ‪ ،‬أو لقرار ذلك التعديل ‪.‬‬ ‫رابعا ـ طريقة تعديل الدستور الجزائري‬ ‫نص الدستور على طرق تعديله في المواد ‪ 174‬إلى ‪178‬‬ ‫ن لرئيس الجمهورية اقترا ح تعديل الدستور ‪.‬‬ ‫ن لثلثة أرباع الغرفتين للبرلمان الحق في اقترا ح تعديل الدستور ‪.‬‬ ‫ن لرئيس الجمهورية الحق في التعديل المباشر للدستور دون وضع مشروع التعديل إلى اسنتفتاء شنعبي كمننا هنو الحننال فنني‬ ‫النقطتين السابقتين ‪ ،‬ولكن هذا بعد موافقة ‪ 3/4‬الغرفتين ‪.‬‬ ‫ن وأخي ار نص الدستور على أن رئيس الجمهورية يصدر القوانين المتعلقة بتعديل الدستور‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬القانون‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫يقصد بالقانون ) أو القوانين العادية ( كل التشريعات التي يطلق عليها لفظ المدونة ‪ ،‬أو لفنظ التقنينن ‪ ،‬أو القنانون‬ ‫‪ ،‬والذي تقوم عادة بوضعه السلطة التشريعية ) البرلمان ( في الدولة وهذا فني شنكل نصنوص تنظنم العلقنات بينن الفنراد أو‬ ‫بينهم وبين الدولة في جميع المجنالت الجتماعينة المختلفننة ) مثنل ‪ :‬القنانون المندني ‪ ،‬قنانون السنرة ‪ ،‬قنانون العمننل‪ ،‬قنانون‬ ‫العقوبات ‪،‬القانون التجاري ‪ ،‬قانون النتخابات ‪ ،‬قانون الخدمة الوطنية‪...(.‬‬ ‫ويطلننق عليهننا القنوانين العاديننة ‪ ،‬أو التشنريعات العاديننة ‪ ،‬أو التقنيننات الرئيسننية لتمييزها عننن القننانون الساسنني أي‬ ‫الدسننتور مننن ناحيننة‪ ،‬وع ن الوامننر ) ‪،( ordonnance‬والم ارسننيم ) ‪ ( décret‬والق ن اررات التنفيذيننة واللوائننح الننتي تضننعها‬ ‫السلطة التنفيذية والتي يعبر عنها بالتشريعات الفرعية أو الثانوية من ناحية أخرى ‪ .‬لما كان وضع القنوانين العاديننة كقاعنندة‬ ‫عامة من اختصاص السلطة التشريعية في الدولة فمن البديهي أن يختنص بنه البرلمنان ) المجلنس الشنعبي النوطني ومجلنس‬ ‫المننة ( وذلننك بحسننب المننادة ‪ 98‬مننن الدسننتور الننذي يتضننمن أن يمننارس السننلطة التشنريعية البرلمننان الننذي هننو ُيعنُد القننانون‬ ‫ويصوت عليه ‪.‬‬

‫فالتشريع العادي يمر عادة بعدة مراحل إجرائية وهي ‪:‬‬ ‫أ ـ مرظحلة القتراح ‪ :‬يقصد بها أن يتقدم المجلس الشعبي الوطني أو الحكومة بعرض فكنرة عنن مشنكلة تهنم الشنخاص‬ ‫أو الدولة وتحتنناج إلننى تنظيننم قننانوني ‪ ،‬حيننث تنننص المننادة ‪ 119‬مننن الدسننتور علننى أن " لكننل مننن رئيننس الحكومة وأعضنناء‬ ‫المجلس الشعبي الوطني حق المبادرة بالقوانين " ‪.‬‬ ‫وعادة يطلق على اقترا ح النواب ) ‪ 20‬نائب على القل( إسم " اقترا ح قانون " ‪ ،‬ويطلق على اقترا ح الحكومة إسننم‬ ‫" مشروع قانون " ‪ .‬والفننارق الوحينند بينهننا هننو أن القننترا ح بقننانون يحننال إلننى لجنننة القت ارحننات بننالمجلس لكنني تصننوغه فنني‬ ‫شننكل قننانوني لن أغلننب أعضنناء المجلننس ل تتنوافر لننديهم خننبرة المصننايغة القانونيننة أمننا المشننروع بقننانون المقنندم مننن طننرف‬ ‫السلطة التنفيذية فيحال مباشرة إلى المجلس ولكن بعد فتوى مجلس الدولة ‪.‬‬ ‫ب ـ مرظحلة التصويت ‪ :‬عند إحالة القترا ح إلى المجلس فإنه يعرض على لجنة متخصصة منن لجنان المجلنس لتقنوم‬ ‫بدراسته وكتابة تقرير عن محتواه وغايته وتوصي بعرضه على المجلس لمناقشته ‪.‬‬ ‫ثم يعرض القترا ح على المجلس الشعبي الوطني لمناقشته مادة بمادة حيث يجوز إدخال بعض التعديلت عليه‬ ‫‪ .‬وبعد المناقشة والتعديل يعرض على المجلس الشعبي الوطني للتصويت عليننه ‪ ،‬وعننند القنرار يحننال القننترا ح علننى مجلننس‬ ‫المة للتصويت عليه بأغلبية ‪ 3/4‬أعضائه ) م‪ 120.‬دستور‪.(.‬‬ ‫ج ـ مرظحلة الصدار ‪ :‬بعد موافقة البرلمان على نص القترا ح ‪ ،‬يحال ذلك النص إلى رئيس الجمهورية ذلك النص إلنى‬ ‫رئيس الجمهورية ليصادق عليه ومع ذلك ل يكون لهذا القانون نافذ المفعول إل بإصداره ‪ .‬ويقصد‬ ‫بالصدار أن يقوم رئيس الجمهورية بإصدار أمر إلى رجال السلطة التنفيذية التي يرأسها ويوجب عليهنم فينه تنفينذ‬ ‫ذلك القانون على الواقع حيث أن السلطة التنفيذية مستقلة عن السلطة التشريعية التي ل تملك حق إصنندار أوامننر إلننى رجال‬ ‫السلطة التنفيذية ‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫د ـ مرظحلة النشر ‪ :‬بعد كل هذه المراحل التي مر بها القانون ‪ ،‬يلزم لسريانه أن يمر بمرحلة النشر ‪.‬‬ ‫فالنشر إجراء لزم لكي يصبح القانون سناري المفعنول فني مواجهنة كافنة الشنخاص ‪ ،‬ولن يكنون كنذلك إل بنإعلنه للعامنة ‪،‬‬ ‫وذلك عن طريق نشره بالجريدة الرسمية ‪ ،‬وبمجرد نشره يعتبر العلم به مفروضا ‪ ،‬حتى بالنسبة لمننن لننم يطلننع عليننه أولم يعلننم‬ ‫به ‪.‬‬ ‫وحسم المشرع هذا المر بقاعدة عامة أوردها في المادة الرابعة )‪ (04‬من القانون المدني بقولها ‪:‬‬ ‫" تطبق القوانين في تراب الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ابتداء من يوم نشرها في الجريدة الرسمية ‪".‬‬ ‫" تكون نافذة المفعول بالجزائر العاصمة بعد مضي يوم كامل من تاريخ نشرها وفي النواحي الخرى في نطاق كل دائرة‬ ‫بعد مضي يوم كامل من تاريخ وصول الجريدة الرسمية إلى مقننر النندائرة ويشنهد علننى ذلننك تاريخ ختنم الندائرة الموضوع علننى‬ ‫الجريدة ‪" .‬‬ ‫ملظحظة ‪ :‬تترتب من جراء هذه المادة الرابعة )‪ (04‬قاعدة عامة وهي ‪ " :‬الجهل بالقانون ليس عذ ار " ومعنى ذلنك أننه‬

‫ليجوزلي شخص أن يعتذر عن مخالفته للقانون بعدم علمه بصدورها ‪.‬‬

‫أمننا بخصننوص إنهنناء العمننل بقننانون ‪،‬يتننم هننذا عننن طري ق اللغنناء ‪ ،‬أي إ ازلننة نننص قننانوني للمسننتقبل وذلننك باسننتبداله بنننص‬ ‫قانوني جديد يتعارض معه صراحة أو ضمنا ‪.‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬التشريعات الستثنائية‪.‬‬ ‫في حالة الضرورة الملحة يقرر رئيس الجمهورية حالة الطوارئ أو الحصننار ويتخننذ كننل التنندابير اللزمة لسننتثبات‬ ‫الوضع ) م‪ 91.‬دستور‪(.‬‬ ‫إواذا كننانت البلد مهننددة بخطننر داهننم ‪ ...‬يقننرر رئيننس الجمهوري ة الحالننة السننتثنائية فنني اجتمنناع للهيئننات العاليننة‬

‫للدولة ‪ ،‬أي بعد استشنارة رئينس البرلمنان ) م‪.‬ش‪.‬و‪ +‬م‪.‬أ ( والمجلنس الدسنتوري وبعند السنتماع إلنى المجلنس العلنى للمنن‬ ‫ومجلننس الننوزراء ‪ .‬وتحننول الحالننة السننتثنائية لرئيننس الجمهوري ة أن تُتَخننذ الج نراءات السننتثنائية الننتي تسننتوجبها المحافظننة‬ ‫على استقلل المة والمؤسسات الجمهورية ) م‪ 93.‬دستور‪(.‬‬ ‫وفي حالة الحرب يوقف الدستور ويتولى رئيس الجمهورية جميع السلطات) م‪ 96.‬دستور‪(.‬‬ ‫ومفاد هذه النصوص أن رئيس الجمهورية يباشر بنفسه السلطة التشريعية في كننل هننذه الحننالت وتكنون لنه بالتننالي‬ ‫سلطة وضع القوانين إواقرارها إواصدارها ‪.‬‬ ‫المطلب الرابع‪:‬‬

‫التشريعات التفويضية ‪.‬‬

‫كما نشير إلى أنه في حالننة شنعور البرلمنان أو فيمنا بيننن دورة وأخننرى مننن دورات البرلمنان يجننوز لرئيننس الجمهورية‬ ‫أن يشرع بإصدار أوامر تعرض على البرلمان في أول دورة مقبلة ) م‪ 124.‬دستور‪.(.‬‬

‫‪18‬‬


‫ومفنناد ذلننك أن الدسننتور يفننوض رئيننس الجمهورية فنني إصنندار أوامننر تكننون لهننا قننوة القننانون وهذا فنني فننترات غينناب‬ ‫السننلطة التشنريعية عننن العمننل ‪ ،‬ويجننب أن تقنندم هننذه الوامننر سنناقة وباطلننة السننتعمال‪ .‬وتعتننبر هننذه الوامننر الخينرة لرئيننس‬ ‫الجمهورية من التشريعات التفويضية ‪.‬‬ ‫المطلب الخامس‪ :‬التشريعات الفرعية‬ ‫يطلق على التشريع الذي يصدر من السننلطة التنفيذيننة فني الظننروف العادينة ‪ ،‬الننذي يصنندر مننن السنلطة التشنريعية‬ ‫كمبدأ عام ‪،‬أو من رئيس الجمهورية كتشريع تفويضي‪.‬‬ ‫وتكون هذه التشريعات الفرعية في شكل لرائح تنفيذية ل تفترق عن القانون الصادر منن السنلطة التشنريعية لنهنا قواعند‬ ‫اجتماعيننة عامننة ومجننردة وملزم ة لجميننع الشننخاص المخنناطبين بهننا الننذين تنطبننق عليهننم الشننروط الموضنوعية الننتي تنننص‬ ‫عليها اللئحة بناء على قانون ‪.‬‬ ‫ويختلف القرار اللئحي عن القرار الفردي الذي يتعلق هو بشخص معين بذاته ) كتوظيفه فني عمنل( كمنا يختلننف‬ ‫القرار اللئحي عن الق اررات التنظيمية التي تتعلق بأفراد معينين أو أشخاص معينين )كقتح محلت تجارية( أو بتنظينم حالنة‬ ‫معينة وموقف )تنظيم المرور في الشارع ( وتعتبر هي كلها إدارية ‪.‬‬ ‫أمننا اللوائننح التنفيذيننة وما فنني حكمهننا فيمكننن حصننرها فنني ثلثننة أننواع ‪،‬هنني اللوائننح التنظيميننة ‪ ،‬واللوائننح التنفيذيننة‪،‬‬ ‫ولوائح المن والشرطة ‪.‬‬ ‫أول ‪ :‬اللوائح التنظيمية ‪.‬‬ ‫يقصنند بهننا اللوائننح والق ن اررات والوامننر الننتي تصنندرها السننلطة التنفيذيننة باعتباره ا صنناحبة الختصنناص فنني وضنع‬ ‫القواعد العامة لتنظيم المرافق العامة التي تديرها أو تشرف عليها الدولة‪.‬‬ ‫وتستند السننلطة التنفيذيننة فني إصنندارها إلنى ننص دسننتوري يجيننز لهنا ذلنك ومثلهنا منا نصنت عليننه الفقنرة الولى مننن‬ ‫المادة ‪ 125‬من الدستور بقولها ‪ " :‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون ‪".‬‬ ‫وهذه المسائل المخصصة للقانون ) أي البرلمان( تنص عليها المادة ‪ 122‬و ‪ 123‬من الدستور‪.‬‬ ‫ويقوم رئيس الجمهورية بعمله التشريعي عن طريق المراسيم الرئاسية ) م‪ 77.‬ف‪ 6.‬وم‪77.‬ن ‪ 78‬دستور‪(.‬‬ ‫ومن المعلننوم أن رئيننس الجمهورية ل يباشننرها بنفسننه بننل يضننطلع بهننا رئس الحكومة ‪ ) ،‬م‪ 87.‬دسننتور ‪ :‬كتعييننن‬ ‫أعضاء الحكومة ‪،‬ورؤساء الهيئات الدستورية ‪،‬الصلحيات المنصوص عليها في المواد ‪77:‬ن ‪ 78‬ن ‪ 91‬ن ‪ 93‬إلننى ‪ 95‬ن ‪97‬‬ ‫ن ‪ 124‬ن ‪ 126‬ن ‪127‬و ‪ ،(128‬وبدوره قد يضطلع بها رئس الحكومة كل وزير حسب اختصاصه‬ ‫) قرار وزاري ن أو قرار مشترك( ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬لوائح المن والشرطة‬

‫‪19‬‬


‫يطلننق عليهننا لوائننح الضننبط أو لوائننح البننوليس ‪ ،‬ويقصنند بهننا تلننك القواعنند الننتي تضننعها السننلطة التنفيذيننة بغننرض‬ ‫صننيانة المننن والسننكينة والصننحة وتمثلهننا لوائننح تنظيننم المننرور ولوائننح المحلت العامننة ‪ ،‬ولوائننح مراقبننة الغذيننة ‪ ،‬ولوائننح‬ ‫المحافظة على الصحة العامة ‪....‬‬ ‫وتصندر هنذه اللوائنح منن رئينس السنلطة التنفيذينة أو منن رئينس الحكومة أو منن النوزراء ‪ ،‬أو منديري إدارات المنن‬ ‫والصحة ‪ ....‬كل في دائرة اختصاصه طبقا لنصوص دستورية ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬اللوائح التنفيذية ‪.‬‬ ‫ل يمكن للسلطة التنفيذينة إصندار هنذه اللوائنح تلقائينا إوانمنا تقنوم بإصندارها فني حالنة صندور قنانون عنادي وضعته‬

‫السلطة التشريعية ونصت في ذلك القانون على تحويل الوزير المختص بإصدار اللئحة التنفيذينة لنذلك القنانون ‪ ،‬لننه أقندر‬ ‫على تفصيل القواعد العامة التي تضمنها القانون بحسب الواقع العملي الذي يدخل في اختصاصه‪.‬‬

‫المبظحث الثاني ‪ :‬المصادر الظحتياطية للقاعدة القانونية ‪.‬‬ ‫المصننادر الحتياطيننة هنني الننتي يلجننأ القاضنني إليهننا إن لننم يجنند نصننا فنني التش نريع الوضنعي ينطبننق علننى الن نزاع‬ ‫المطرو ح أمامه ‪.‬‬ ‫لقنند نننص المشننرع فنني المننادة الولى مننن القننانون المنندني علننى تلننك المصننادر بحسننب أولويتهننا وأهميتهننا ‪ " :‬إواذا لننم‬

‫يوجد نص تشريعي ‪ ،‬حكم القاضي بمقتضى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة ‪".‬‬

‫فالقاضي مجبر أن يبحث فنني المصندر الول ول يكنون للقاضني أن يبحنث فني المصنندر الثنناني إل بعند التأكند مننن‬ ‫أن المصدر الول خال تماما من القاعدة التي تحكم النزاع الذي هو بصدده ‪ ،‬وهكذا بالنسبة للمصدر الثالث ‪.‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬الشريعة السلمية ‪.‬‬ ‫الشريعة السلمية هني القواعند الدينينة بنوجه عنام ‪ ،‬أي القواعند اللهينة النتي أبلغنت للنناس عنن طريق النوحي إلنى‬ ‫النبي محمند ) ص‪.‬س( ‪،‬وتلنك القواعند السنماوية إمنا أنهنا تنظنم علقنة الفنرد بربه ‪ ،‬إوامنا أن تنظنم علقتنه بغينره منن النناس ‪،‬‬ ‫ولهذا يقال بأن القواعد الدينية تكون دائما أوسع نطاق من القواعد القانونية لن مجال تطبيقها أوسع بكثير ‪.‬‬

‫فالعلقات للفرد بغيره من الناس هي وحدها التي تمثل المجال المشننترك بيننن قواعند الندين وقواعند القنانون وبالتنالي‬ ‫هي التي يمكن أن تطبق فيها القواعد الدينية إذا لم توجد قواعد قانونية ‪.‬‬ ‫مننع ظهننور السننلم كننانت الشنريعة السننلمية المصنندر الصننلي والرسمي لكننل القواعنند القانونيننة ‪ ،‬خصوصنا فنني‬ ‫الدول العربية السلمية وكان ل يستثنى منها إل غير المسلمين فيما يتعلق بأحوالهم الشخصية إذ تركوا خاضننعين لقنوانينهم‬ ‫الدينية ) اليهود والمسيحيين(‪.‬‬ ‫وبعد ذلك انتزعت دائرة المعاملت المالية من نطاق تطبيق قواعد الشنريعة السننلمية وصارت تخضننع لنصننوص‬ ‫القانون الخاص بها‪ .‬وبذلك أصنبح مجنال تطنبيق قواعند الشنريعة السنلمية قاصنر علنى الحنوال الشخصنية للمسنلمين ‪ ،‬ثنم‬ ‫‪20‬‬


‫صدرت قوانين السرة والحنوال الشخصنية فأصنبحت هني الواجبننة التطننبيق باعتبارها قواعند قانونينة لبإعتبارها قواعنند دينيننة‬ ‫مع أنها مأخوذة عن القواعد الدينية ‪.‬‬ ‫وواقع الحال أن الشريعة السلمية تعتبر أصل تاريخيا لقواعد قانونية مدنية كالشفعة والوقف والمنواريث والوصية‬ ‫‪ ،‬والحوال الشخصية ‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬العرف ‪.‬‬ ‫هو مصندر منن مصنادر القنانون وهو عبنارة عنن قواعند لنم تفرضها السنلطة التشنريعية إل أنهنا ناتجنة عنن ممارسة‬ ‫عامننة وطويلننة فنني مجتمننع معيننن ‪ .‬والعننرف ل ي نزال لننه المرك ز الول فنني بعننض المجتمعننات كالبنندو ‪ ،‬وسنكان الصننحاري ‪،‬‬ ‫وللعرف مركزه وقوته في بعض المجالت مثل مجال التجارة حيث تسود أعراف متعننددة تحكننم التعامننل التجنناري بنننوع خنناص‬ ‫‪ .‬وفي القانون الدولي العام يعتبر العرف المصدر الول وكذلك يعتبر أحد مصادر القانون الدولي الخاص ‪.‬‬ ‫أول ‪ :‬مزاياه ‪.‬‬ ‫هو التعبير الصحيح عن إرادة المجتمع وظروفه وحاجاته لنه ينشأ ويتطور معه ‪.‬‬ ‫والعرف يسد نقص التشريع ويغطي ثغراته ويواجه كل احتمالت تطبيقه ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬عيوبه ‪.‬‬ ‫* غموضه وعدم تحديد مضمونه وسريانه ‪.‬‬ ‫* يتطلب وقتا طويل لظهوره ونموه واستق ارره ‪.‬‬ ‫* إنه قد يختلف من منطقة إلى أخرى في الدولة الواحدة وبذلك يتعارض مع وحدة القانون الواجب في الدولة ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬أمثلة لقواعد عرفية ‪.‬‬ ‫* رد الهدايا التي تقدم أثناء الخطبة في حالة فسخها ‪.‬‬ ‫* حق الزوجة في حمل إسم زوجها ‪.‬‬ ‫* حق الرملة في حمل إسم زوجها المتوفي ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬شروط القاعدة العرفية ‪.‬‬ ‫* أن تكون القاعدة معمول بها منذ زمن طويل ‪.‬‬ ‫* أن تكون القاعدة مستمرة ومستقرة أي يتكرر التعامل بها ‪.‬‬ ‫* أن تكون عامة ومجردة ‪.‬‬ ‫* أن يألف الناس احترامها واللتزام بها ‪.‬‬ ‫* إل تكون هذه القاعدة مخالفة للنظام العام أو لنص تشريعي ‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫المطلب الثالث ‪ :‬القانون الطبيعي وقواعد العدالة ‪.‬‬ ‫لما كان القانون يلزم القاضي بالفصل في كل نزاع يعرض علينه ‪ ،‬إذ ل يجنوز لنه المتنناع عنن إصندار الحكنم فني‬ ‫النندعوى المطروحة أمننامه ‪ ،‬إوال اعتننبر مرتكبننا لجريمننة إنكننار العدالننة ‪ ،‬لهننذا يلجننأ المشننرع دائمننا إلننى أن يضننع أمننام القاضنني‬

‫وسيلة تمكنه من الفصل في النزاع المعروض عليه في الحالت التي ل تسعفه فيها نصوص قانونية خاصة ‪ ،‬وتلك الوسيلة‬

‫هي الرجوع إلى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدل ‪.‬‬ ‫ن فالقانون الطبيعي هو مجموعة المبادئ العليا التي يسننلم العقنل النسنناني السننليم بضنرورتها لتنظيننم العلقننات بينن الفنراد‬ ‫في أي مجتمع إنساني ‪.‬‬ ‫ويعرفه البعض بأنه " مجموعة القواعد التي تحقق العدالة في أسمى صورها " ‪.‬‬ ‫ن أما العدالة تعني ضرورة التسوية في الحكم ‪ ،‬على الحالت المتساوية ‪ .‬والعدالنة تقضنني الخنذ بنأقرب الحلنول لموضوع‬ ‫واحد ‪ .‬وعند الحكم على حالة معينة يجب أن تراعي جميع الظروف الشخصية التي أدت إلى وجود هذه الحالة ‪.‬‬ ‫فالعدالننة بهننذا المفهننوم هنني المسنناواة فنني الحكننم ‪ ،‬علننى العلقننات فيمننا بيننن الف نراد كلمننا كننانت ظروفهننم واحنندة مننع‬ ‫العتداد دائما بالجانب النساني ‪ ،‬وكذلك بالظروف الشخصية التي تحيط بالفرد في كل حالة ‪.‬‬ ‫من هذين التعريفين نتبين أن مفهوم القانون الطبيعي ومفهوم العدالة واحد ول فرق بينهما ولذلك فننإن قواعنند القننانون الطننبيعي‬ ‫وقواعد العدالة هما شيء واحد ولهذا يستعمل التعبيرات كمترادفين ل فرق بينهما ‪.‬‬ ‫وبعبارة أخرى فالقانون الطبيعي متصل بالكائن البشري إذ يأخذ بعين العتبار طبيعة النسان وغايته فنني العننالم ‪.‬‬ ‫) أمثلة ‪ :‬العدالة ‪ ،‬النزاهة ‪ ،‬احترام الوعد ‪ ،‬الحاجة إلى المن والستقرار ‪،‬اقتران الجناس‬ ‫)بشري ن حيواني( ‪ ،‬العناية بالنسل ‪ ،‬حماية الضعيف ‪ ،‬محبة الغير ‪ ،‬التصدق على المحتاج ‪. )...‬‬ ‫ولقد عبر عنه اليونانيون بثلث حكم ‪:‬‬ ‫" الحياة شريف" ن " عدم الساءة إلى الغير " ن "المنح لكل واحد مستحقه " ‪.‬‬ ‫وخلصننة القننول أن قواعنند القننانون الطننبيعي والعدالننة ل يلجننأ القاضنني إليهننا إل إذا استعصننى عليننه تطننبيق نننص‬ ‫تشريعي ‪ ،‬ولم يجد حكما لموضوع النزاع في المصادر الخرى ‪.‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬آراء الفقهاء وأظحكام القضاء ‪.‬‬ ‫تطبيقننا لنننص المننادة الولنى مننن القننانون المنندني تعتننبر مصننادر القننانون هنني التشنريع ومبننادئ الشنريعة السننلمية‬ ‫والعننرف ومبننادئ القننانون الطننبيعي وقواعنند العدالننة ‪ .‬ومعنننى ذلننك أن آراء الفقهنناء وأحكننام القضنناء ليسننت مصننادر القننانون‪.‬‬ ‫ولكن ذلك ل يمنع من اعتبارهما مصدرين تفسيريين للقانون ‪.‬‬ ‫أمننا الفقننه هننو مننا يصنندر عننن الفقهنناء مننن آراء باعتبننارهم علمنناء فنني مننادة القننانون يستعرض ون نصننوص بالش نر ح‬ ‫والتفسير في مؤلفاتهم أو بإبداء الفتاوى المتعلقة بتفسير المبادئ والقواعد القانونية من الناحية النظرية ‪.‬‬ ‫أمننا المقصننود بأحكننام القضنناء فهننو مننا يصنندر عننن المحنناكم علننى اختلف درجاتهم مننن أحكننام فنني النندعاوي الننتي‬ ‫تعرض عليها ‪ .‬وأحكام القضاء ليست إل تفسي ار للقانون من الناحية العملية أي التطبيقية ‪ ،‬ويأخذ القضنناء بالتفسننير النظننري‬ ‫لكي يطبقه عمليا ‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫فأحكام المحكمة العليا للقضاء هي ملزمة للمجالس القضائية والمحاكم ‪ ،‬كما أن أحكننام المجننالس القضننائية ملزمة‬ ‫للمحنناكم ‪ ،‬حيننث تعتننبر تفسنني ار للقننانون وعرف ا قضننائيا ‪ .‬وبهننذا نقننول أن الفقننه والحكننام القضننائية تعتننبر مصنند ار رس ميا‬ ‫للقانون‪.‬‬ ‫وكخلصة لهنذا الفصنل الثناني ‪ ،‬نقنول أن القواعند القانونينة أينا كنان نوعهنا ‪ ،‬إذا كنانت واضنحة مسنتقيمة المعننى‬ ‫فهنني ليسنت بحاجنة إلننى التفسننير ‪ ،‬بننل ول يجننوز محاولة تأويلهننا لمنندلول آخنر غينر مفهومهنا الواضننح‪ .‬ولكنن عنندها يكننون‬ ‫النص القانوني غير واضح الدللة أو شابه عيب‪ ،‬فيلجأ للتفسير‪ ،‬وهو ما سنراه في الفصل التابع‪.‬‬

‫الفصل الرابــع‬ ‫مـجال تطبيـق القانـون‬ ‫إن القوانين بعد إصدارها ونشرها تصبح نافذة سارية المفعول بحينث يمكنن تطبيقهنا علنى الشنخاص والوقائع النتي‬ ‫تتوافر فيها الشروط الواردة في نصوص التشريع ‪.‬‬ ‫غير أن تطبيق هذه القوانين قد يطنر ح مشننكلة تننازع القنوانين ‪ ،‬وهو تواجند قاعنندتين تشنريعيتين ‪ ،‬أو أكنثر ‪ ،‬صنادرة‬ ‫عن سلطات مختلفة ‪ ،‬أو عن نفس السلطة ‪ ،‬وذلك لتطبيقها على نفس الواقعة القانونية ‪.‬‬ ‫وفي حالننة مننا إذا القواعنند القانونيننة صننادرة عننن سننلطات مختلفننة ‪ ،‬أي عننن سننيادات مختلفننة ‪)،‬دول أجنبيننة ( فنحننن‬ ‫بصندد تننازع القنوانين منن حينث المكنان ويتعلنق المنر بتواجند أجنانب فني دولة غينر دولتهنم ) قنانون دولي خناص ( وأمنا إذا‬ ‫كانت القواعد القانونية صادرة عن نفس السلطة ) التشريعية ( ‪ ،‬فنحن أمام تنازع القوانين من حيننث الزمان الننذي هنو يحنندث‬ ‫عند تواجد قانون قديم وقانون جديد كل واحد منهما يحكم نفس الواقعة القانونية ‪.‬‬ ‫ولهذا يجب التطرق إلى حلول هذه المشكلت وهذا من خلل دراسة نطاق تطبيق القانون من حيث المكان ثم مننن‬ ‫حيث الزمان ‪.‬‬

‫المبظحث الول ‪ :‬نطاق تطبيق القانون من حيث المكان ‪.‬‬ ‫تطبيق القانون من حيث مكان تحكمه قاعدتان أساسننيتان وهمنا قاعندة إقليميننة القنوانين وقاعنندة شخصننية القنوانين ‪،‬‬ ‫ويطلق عليهما مبدأ القليمية ومبدأ الشخصية في تطبيق القانون ‪.‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬قاعدة إقليمية القوانين ‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫تعنني هنذه القاعندة أن التشنريع بإعتبناره مظهن ار أساسنيا لسنيادة الدولة ‪ ،‬فهنو يكنون واجنب التطنبيق علنى إقليمهنا ول‬ ‫يتعداه لي إقليم آخر‪ .‬فيطبق على المواطنين والجانب داخل التراب الوطني فقط ‪.‬‬ ‫ومن هذا نستنتج أن هذه القاعدة تقوم على محورين ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬أن تشريعات الدولة تطبق داخل حدود إقليمها على من يقيمون فيه من وطنيين وأجانب‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬أن تشريعات الدولة ل تطبق داخل حدود دولة أخرى على مواطنيها لنهم يخضعون لتشريع تلك الدولة ‪.‬‬ ‫* حالت تطبيق قاعدة إقليمية القوانين ‪.‬‬ ‫ن لوائح المن والشرطة ) مثل ‪ :‬قوانين المرور ‪ ،‬والصحة وغيرها(‪.‬‬ ‫ن قوانين الجراءات المدنية والجزائية ‪.‬‬ ‫ن القوانين العامة كالقانون الجنائي والقانون المالي ) المادة ‪ 3‬من قانون العقوبات‪.(...‬‬ ‫ن القواعد التي تتعلق بالعقارات والمنقولت والحقوق التي تترتب عليها ‪.‬‬ ‫ن القواعد المتعلقة بالنظام العام والدب العام ‪.‬‬ ‫ن اللتزامات غير التعاقدية كالجريمة وشبه الجريمة ‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬قاعدة شخصية القوانين ‪.‬‬ ‫نظ ار لتطور وسائل النتقال ورفع الحواجز بين الدول وزيادة حركة التجارة والعمل والتعليم فيما بين النندول نجنند فنني‬ ‫كل يوم تنقل آلف الشخاص من كل دولة إلنى دول أخنرى وأصنبحت قاعندة القليميننة جامنندة ل تسنناير التطننور العننالمي فني‬ ‫العصر الحاضنر ‪ ،‬وظهنرت فكنرة شخصنية القنوانين علنى أسناس أن أهنم عناصنر الدولة هنو الشنعب‪ ،‬وأن التشنريعات يقصند‬ ‫بهننا أف نراد الشننعب وتطبيقهننا عليهننم س نواء كننانوا فنني إقليمهننم أو حننتى فنني إقليننم دولنة أخننرى ‪ ،‬وتبلننورت هننذه الفك نرة فنني قاعنندة‬ ‫شخصية القوانين ‪ ،‬وتقوم هذه القاعدة على محورين ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬أن تطبيق تشريعات الدولة على جميع مواطنيها المقيمين على إقليمها أو على إقليم دولة أخرى ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬أن الجانب المقيمين في غير دولتهم يخضعون لتشريعاتهم الوطنية ‪.‬‬ ‫ولشنك أن هنذه القاعندة تبنندو مقبولة وخصوصا فيمننا يتعلنق بقنوانين الحنوال الشخصنية كنالزواج والطلق والنسنب‬ ‫والنفقة وغير ذلك لنها أنسب للشخص من قوانين أية دولة أخرى ‪.‬‬

‫* حالت تطبيق قاعدة شخصية القوانين ‪.‬‬ ‫لقد جسد المشرع هذه القاعدة في المواد ‪ 98‬إلى ‪ 24‬من القنانون المندني والمنواد ‪ 3‬و ‪ 589‬منن قنانون الجنراءات‬ ‫الجزائية ‪ .‬وتطبيقا لقاعدة شخصية القوانين يسري قانون الدولة على مواطنيها داخل وخارج إقليمها في المور التالية ‪:‬‬ ‫‪24‬‬


‫ن قواعد صحة الزواج وتعدد الزوجات ‪ ،‬والمهر‪.‬‬ ‫ن الطلق والنفقة ‪.‬‬ ‫ن آثار الزواج فيما يتعلق بالحقوق المالية وغيرها ‪.‬‬ ‫ن قواعد الحالة المدنية للشخاص ‪ ،‬وقواعد أهلية ‪.‬‬ ‫ن الميراث والوصية والهبة ‪.‬‬ ‫ن مسائل الولية والوصاية والحجز ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الجمع بين القاعدتين ‪.‬‬ ‫مما سبق نتبين أن القاعدة القليمينة والشخصنية فني تطننبيق القنوانين لكننل منهمنا مزاياهننا ومجنال تطبيقهننا ‪ .‬فقاعندة‬ ‫إقليميننة القنوانين تتجسنند فيهننا سننلطة الدولنة علننى ترابهننا الننوطني ‪ ،‬وقاعنندة شخصننية الق نوانين تتجسنند فيهننا سننلطة الدولنة علننى‬ ‫مواطنيها واحترام حقوقهم الشخصية بالقدر الذي تسمح به قواعد القانون الدولي الخاص لكل دولة ‪.‬‬ ‫ولكننن فنني قواعنند القنوانين الجزائيننة نننرى أن المشننرع قنند يجمننع بيننن القاعنندتين فنني وقنت واحنند ‪ ،‬فينننص علننى تجريم‬ ‫المؤامرات على أمن الدولة سنواء وقعنت الجريمنة علنى أرض النوطن أو خنارجه وس واء كنان المجرمون منن المنواطنين أم منن‬ ‫الجننانب ‪ ،‬ومقيميننن علننى أرض الننوطن أم فنني دولنة أخننرى ) المننادة ‪ 588‬مننن قننانون الج نراءات الجزائيننة ( وأحيانننا ينننص‬ ‫المشننرع علننى عقنناب الم نواطنين عننند عننودتهم للننوطن علننى ج ارئننم ارتكبوه ا فنني الخننارج ) المننادة ‪ 582‬و ‪ 583‬مننن القننانون‬ ‫الجراءات الجزائية(‪.‬‬ ‫ملظحظة ‪ :‬خاصة بالجنايات والجنح التي ترتكب على ظهر المراكب أو متن الطائرات‬ ‫)المادة ‪ 590‬و ‪ 591‬من القانون الجراءات الجزائية(‪.‬‬ ‫المبظحث الثاني ‪ :‬نطاق تطبيق القانون من حيث الزمان ‪.‬‬ ‫الصل العام في تطبيق القانون من حيث الزمان هو أن القانون يكون دائما واجب التطبيق من اليننوم التننالي لنشنره‬ ‫بالجريدة الرسمية أو منن التاريخ النذي يحندد نفنس القنانون لسنريان أحكنامه‪ ،‬وأن القنانون ل يسنري أحكنامه إل علنى الحنالت‬ ‫التي تتم في ظله أي بعد إصننداره ‪ ،‬وأننه ل يسنري علننى مننا وقع منن الحننالت قبننل صنندوره ‪ .‬وهذا الصنل العنام ينطنوي علنى‬ ‫مبدأين أساسيين يكملن بعضهما ‪ ،‬وهما ‪ :‬مبدأ الثر الفوري ) المباشر( للقوانين ‪ ،‬ومبدأ عدم رجعية القوانين ‪.‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬مبدأ الثر الفوري للقوانين ‪.‬‬ ‫تنص المادة ‪ 2‬من القانون المندني علنى منا يلني ‪ " :‬ل يسنري القنانون إلنى علنى منا يقنع فني المسنتقبل ول يكنون لنه‬ ‫أثر رجعي ‪ .‬ول يجوز إلغاء القانون إل بقانون لحق ينص صراحة على هذا اللغاء‪".‬‬ ‫‪25‬‬


‫" وقد يكنون اللغناء ضنمنيا إذا تضنمن القنانون الجديند نصننا يتعنارض منع نننص القنانون القنديم أو نظننم منن جدينند موضوعا‬ ‫سبق أن قرر قواعده ذلك القانون القديم ‪".‬‬ ‫كما تنص المادة ‪ 2‬من قانون العقوبات على أن ‪ " :‬ل يسنري قنانون العقوبات علنى الماضني إل منا كنان مننه أقنل‬ ‫شدة "‪.‬‬ ‫يعننني مبنندأ الثننر الفننوري للقننانون أن كننل تشنريع جدينند يطبننق فننو ار منننذ تاريخ سنريانه أي وقت نفنناذه‪ ،‬فيحنندث آثنناره‬ ‫مباشرة على كل الوقائع والشنخاص المخناطبين بنه علنى الحنالت النتي وقعنت عقنب نفناذه بصنفة فورية ومباشنرة ‪ .‬فالقنانون‬ ‫الجديد يصندر ويطبنق علنى المسنتقبل ‪ ،‬لعلنى الماضني ‪ ،‬ويسنتخلص منن ذلنك أن القنانون القنديم يحكنم الحنالت النتي تمنت‬ ‫في ظله ‪ ،‬فل يطبق عليها القانون الجديد ‪.‬‬ ‫مثل ‪ :‬لو فرضنا أن قانون المالية لسنة ‪ 1998‬يفنرض ضنريبة علنى شنراء السنيارات ‪ ،‬فيكنون مشنتري السنيارة ملنزم بنأداء‬ ‫تلننك الضنريبة مننن أول يننوم لسنننة ‪ ، 1998‬ولكننن ل يلننزم بننأداء هننذه الضنريبة كننل الشننخاص الننذين اشننتروا سننيارة فنني العننام‬ ‫الماضي ‪ ،‬وحتى في آخر يوم لسنة ‪.1997‬‬ ‫مثل ‪ :‬لو فرضنا أن قانونا جديندا صندر نافنذا الينوم ونص علنى تجريم فعنل لنم يكنون مجرما منن قبنل ‪ ،‬فمنن البنديهي أننه‬ ‫يسري ابتداء من اليوم على كل من يقوم بهننذا الفعننل المجنرم ‪ ،‬وبالتننالي ل يمكننن متابعنة منن قنناموا بهنذا الفعنل فنني الماضني ‪،‬‬ ‫وحتى المس‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬مبدأ عدم رجعية القوانين ‪.‬‬ ‫أول ‪ :‬المبدأ ‪.‬‬ ‫يعني هذا المبدأ أن التشريع مادام ينتج أثاره فو ار ومباشرة على الفعال التي يقوم بها الشخاص من تاريخ صنندوره‬ ‫ونافذا ‪ ،‬فل محل إذا للقول بأنه يمكن تطبيقه بأثر رجعي أي على الوقائع التي تمت قبل إصداره ونفاذه ‪ .‬فالتشريع ل يسنري‬ ‫على الماضي فل يمكن تطبيقه بأي حال على ما وقع قبل صدوره ‪.‬‬ ‫وكنرس هننذا المبنندأ بالمننادة ‪ 4‬مننن القننانون المنندني ‪ " :‬تطبننق الق نوانين فنني ت نراب الجمهوري ة الجزائري ة الديمقراطيننة‬ ‫الشعبية ابتداء من يوم نشرها في الجريدة الرسمية ‪. "...‬‬ ‫ومبدأ عدم رجعية القوانين مبدأ عام إل أنه تدخل عليه بعض الستثناءات ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الستثناءات ‪.‬‬ ‫أ ـ القوانين الجنائية الصلح للمتهم ‪.‬‬ ‫إن قاعنندة عنندم رجعيننة الق نوانين تقننررت لحمايننة الف نراد مننن تعسننف السننلطات ‪ ،‬ولكننن الحكمننة مننن هننذه القاعنندة ل‬ ‫تتوافر إذا كان القانون الجديد ينص على إلغاء التجريم ‪ ،‬أو تخفينف العقناب ‪ .‬فيكنون منن صنالح الفنراد المتهمينن فني ج ارئنم‬

‫‪26‬‬


‫جنائية أن يطبق عليهم القانون الجديد بأثر رجعي مع أن جرائمهم قد ارتكبوها فنني الماضني فنني ظنل قنانون قننديم‪ .‬ويجنب أن‬ ‫نلحظ فرقا واضحا بين هاتين الحالتين عند تطبيق القانون الصلح للمتهم بأثر رجعي ‪:‬‬ ‫الظحالة الولى ‪ :‬إذا كنان القننانون الجدينند يبينح الفعننل النذي كنان مجرما فننإنه يطبننق بنأثر رجعنني فني جميننع م ارحننل النندعوى‬ ‫العمومية أي أنه ل يمكن متابعة مرتكب الفعل ‪ ،‬إل إذا صدر في حقه حكم نهائي قبل صدور القانون الجديد ‪.‬‬ ‫الظحالة الثانية ‪ :‬إذا كان القانون الجديد قد خفنف منن العقوبة فقنط ‪ ،‬لكننه لنم يننص علنى إلغناء التجريم ‪ ،‬ففني هنذه الحالنة‬ ‫يطبنق القنانون الجديند إذا كنان المتهنم لنم يصندر ضنده حكنم نهنائي حينث يمكنن لنه أن يعنارض فني ذلنك الحكنم ‪ ،‬ويسنتأنفه أو‬ ‫يطعن فيه بالنقض ويطلب تطبيق القانون الجديد الذي هو الصلح له ‪.‬‬ ‫ومعنى ذلك أن القانون الجديد الصلح للمتهم ل يمتد أثره إلى الحكام الجنائية الننتي أصننبحت نهائيننة بقنوة القننانون‬ ‫‪.‬‬ ‫ب ـ النص الصريح على سريان التشريع على الماضي ‪.‬‬ ‫يجوز للمشرع أن ينص في تشريع مدني خاص وجديد على سريانه على الماضي ‪ ،‬أي تطبيقه بأثر رجعي‪ ،‬وذلننك‬ ‫راجع إلى أن مبدأ عدم رجعية القوانين يقيد القاضي فقط ولكنه ل يقينند المشننرع ‪ ،‬بغنرض تحقيننق مصننلحة اجتماعيننة عامنة أو‬ ‫فيما يخص النظام العام ‪.‬‬ ‫ومثال ذلك أن يصدر المشرع قانونا جديدا يننص علنى أن التقنادم المكسنب للملكينة مندته عشنرين )‪ (20‬سننة علنى‬ ‫أن يسري ذلك على الماضي ‪.‬‬ ‫فلو فرضنا أن تلك المدة كانت في القانون القديم عشرة )‪ (10‬سنوات واكتسب بعض الشننخاص ملكيتهننم فنني ظننل‬ ‫القانون القديم منذ خمس )‪ (05‬سنوات فإن القانون الجديد يطبق عليهم ول يكتسنبون الملكينة إل بمنرور عشنرين )‪ (20‬عامنا‬ ‫‪.‬‬ ‫ج ـ إذا كان القانون الجديد قانونا تفسيريا ‪.‬‬ ‫إذا صدر تشريعا لتفسير فقط بعض العبارات أو النصوص في القانون القديم فإن ذلك التشنريع الجديند يسننري بننأثر‬ ‫رجعنني يمتند لتاريخ صندور القنانون القنديم ‪ ،‬وذلننك لن التشنريع التفسنيري لينس إل موضحا للنصننوص القنديم فهنو مكمننل لهننا‬ ‫وكأنه جزء منها ‪.‬‬ ‫د ـ ملظحظة خاصة بالمراكز القانونية وآثارها ) الظحق المكتسب والمل(‪.‬‬ ‫تثور مشكلة تحقق المراكز القانونية في بعض العقود في ظل القانون القديم ‪ ،‬وتحقق آثارها في ظل قانون جدينند ‪.‬‬ ‫ومثنل ذلنك أن يوصي شنخص لخنر بنصنف تركتنه فني ظنل قنانون يبينح ذلنك ‪ ،‬وبعند إجنراء العقند يصندر قنانون جديند يننص‬ ‫على أن اليضاء غير جائز إل في حدود ثلث التركة ‪ ،‬فأي القانونين يطبق عند وفاة الموصي ؟ ‪.‬‬ ‫بمننا أن العقنند تننم فنني ظننل القننانون القننديم فهننو صننحيح ‪ ،‬ولكننن أثننر ذلننك العقنند ) حصننول الموصي لننه علننى نصننف‬ ‫التركة( ل تتحقق إل بوفاة الموصي ‪ ،‬وهنا نفرق بين حالتين ‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫الظحالة الولى ‪ :‬إذا حدثت الوفاة قبل صدور القانون الجديد فإن المركز القنانوني للموصي لنه وآثنناره قند تحققنت جميعهننا‬ ‫في ظل القانون القديم ول يجوز تطبيق القانون الجديد بأثر رجعي في تلك الحالة ‪.‬‬ ‫الظحالة الثانية ‪ :‬إذا حدثت الوفاة بعد صدور القانون الجديد فهو الذي يكون واجب التطبيق ول يحصل الموصي فينه إل‬ ‫على ثلث التركة ‪.‬‬ ‫وليس هذا تطبيقا للقانون بأثر رجعي ‪ ،‬ولكنه تطبيق فوري ومباشر للقانون الجديد علننى آثننار العقنند النذي تمنت فنني‬ ‫ظله بعد صدوره ‪ .‬وقد كان الفقهاء يعبرون عن هذه الحالة بفكرة "الحق المكتسب " و "المل" ‪.‬‬ ‫فنإذا كنان العقند قند تنم فني ظنل القنانون القنديم والوفاة حندثت فني ظنل القنانون الجديند ‪ ،‬فنإن العقند لينس حقنا مكتسنبا‬ ‫ولكنه مجرد أمل لدى الموصي له ‪ ،‬وهذا المل يخضع ‪ ،‬بإعتباره أث ار للعقد للقانون الذي لم يتحقق إل في ظله‬

‫‪28‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.