الكنيسة املخدوعة تأليف ألكسندر سايبل © جميع الحقوق محفوظة للمؤلف سنة 2011
ال يجوز نسخ وإجراء أية تغيريات عىل هذا النص بأي حال من األحوال، بأية من الطرق القدمية أو الحديثة ،لكن ُيسمح بإستعامل إقتباسات بهدف الوعظ والتعليم مع ذكر املصدر.
الكنيسة املخدوعة -
الكنيسة املخدوعة تأليف ألكسندر سايبل
- 2الكنيسة املخدوعة
املوضوع
فهرس املوضوعات
عالمات األزمنة تسع قضايا ذات أهمية جد َّية .1معمودية الروح .2املواهب أ .ألسنة لبناء الذات الشخيص؟ ب .األلسنة كآية .3وضع األيدي الترسب إىل املؤمن؟ هل ميكن ُّ .4السلبية أ .نظر ّية الهو ّية ب .نشيط أم سلبي؟ ت .السلبية بني الحركات الحديثة ث .السقوط إىل الوراء ج .اإلختبار خارج الجسد .5آيات وعجائب :اآليات يف إنجيل يوحنا أ .ردّة فعل نيقودميوس ب .ردّة فعل أل5000 ت .ردّة فعل الرسل ث .أية العجائب هي األعظم اآليات يف أعامل الرسل؛ من اآلية إىل الكتاب؛ أيات وعجائب ومعجزات؛ اآليات يف أواخر األيام؛ اآليات يف أيامنا؛ نظرة أخرية .6املجيء الثاين .7علم الالهوت املتجدِّد .8الروح القدس والرب يسوع .9التوجه نحو كيان مسكوين ناظرين إىل الرب يسوع؛ الخامتة
الصفحة 5 9 9 13 24 31
46
64 64 68 68
الكنيسة املخدوعة -
مقدمة الكتاب ميثل إتصايل األويل مبؤلف هذا الكتاب أحد أقوى لقاءايت يف الخدمة املسيحية لفتاً للنظر ،ومن البينّ أن رّ املبش سايبل قد أصابه القلق بسبب ما يتعلق بتقويض الكنيسة يف هذه األيام األخرية .وكمسيحيني ،فإن الكثريين منا يشاطرونه نفس هذا القلق. لحة ،والعهد الجديد يشري إن هذا املوضوع هو أحد املواضيع ذات األهمية ا ُمل ّ يف عديد من املرات إىل الخطر الكامن يف تقويض املسيحي بواسطة قوى الظالم يف هذه األيام األخرية .هذا يناقض الرأي الذائع األن عند الكثري من املؤمنني الذين ي ّدعون بأن أمراً كهذا غري مكتوب عنه يف أي موضع يف الكتاب املقدس .إن بولس الرسول ُيح ِّذر سامعيه يف كورنثوس بأن الشيطان يستطيع أن يحتال عليهم ،ويف كورنثوس الثانية ُ 4:11ي ِربز بولس الخطر بأن املؤمنون يستطيعون يف الواقع «أن يأخذوا روحاً آخر مل تأخذوه» .وبحسب تيموتاوس األوىل 4سيزداد تأثري األرواح الرشيرة يف الكنيسة نفسها ويف أوساط املؤمنني يف أواخر األيام. عىل ضوء هذه التحذيرات من كلمة ال ّله سيكون من الرضوري أن نفحص بوجه خاص حركات هذا القرن من الخمسينيني والكرزماتيني التي كثريا ما ُيشاد بها، ويرى الكسندر سايبل هذا بوضوح كجزء من دعوته الخاصة ،ونداؤه التحذيري ُمف ِزع ،وأحياناً مثري ،ومن املؤكد أنه سيكون أسهل بالنسبة إليه أن يكتب ضد دع معروفة وناقدين ُجدد للكتاب املقدس وهلم ج ّرا .عىل أي حال ،لقد رشع ِب ٍ يف هذا العمل ليك يكشف عن بعض تحركات االنجيليني املتخ ّفية ممن هم أعداء ال ّله .إن عمل العدو ا ُملق ِّوض يف نهاية األيام سيشوش بشكل عام عىل عمل البناء لر ّبنا يسوع املسيح .ينبغي عىل املسيحيني أن يتع ّلموا كيف يكتشفوا هذه األشياء ويتجنبونها .إن أمنيتنا وصالتنا أن ُيستَخدَم هذا اإلصدار من ال ّله لهذه الغاية. بيرت ماير مدرسة الكتاب املقدسِ ،ب ِيتنْربج -الكنيسة املخدوعة
عالمات األزمنة إن أغلبنا مقتنع اليوم بأننا نعيش يف زمن يسبق متاماً املجيء الثاين للرب يسوع، ولذلك علينا ألاّ نندهش حقاً من األحداث التي نشاهدها .إذ قد سبق وقيل يف نبوات الكتاب املقدس عن هذه األمور بد ّقة شديدة. إن هذا العرص الذي نعيشه ُت َكدِّره عاد ًة أحداث غري عادية ،وهناك تيارات روحية عديدة وأكرثها يتم ّيز باإلرباك والخداع .علينا أن نشري بأن الرب يسوع تك َّل َم مرات عدّة عن موضوع مجيئه الثاين يف األناجيل (متى ،24مرقس ،13لوقا )21مرفق بالتضليل «أنظروا ال ُي ِض ّلكم أحدٌ » (متى ،)4:24وبعدذلك دُعينا لنكون سهرانني بشكل إشتثنايئ مام يطلبه منا بشكل خاص ،مع أنه نادراً ما يك ّرر الرب نفسه. «اس َه ُروا» أربع يف األعداد الخمسة األخرية من إنجيل مرقس ،13يك ّرر الرب القول ْ يعْ :اس َه ُروا» ،فإذا مرات ،وكانت آخر جملة نطق بهاَ « :و َما أَ ُقو ُل ُه لَ ُك ْم أَ ُقو ُل ُه لِ ْل َج ِم ِ كان الرب قد أنذرنا بشكل خاص من الضالل ودعانا إىل اليقظة ،فإننا لن نستطيع السهر وال أن نأمل بأن نعيش الحياة املسيحية عىل منط غري ُمبالٍ مفتقرين إىل ّ نتوقع التبكيت من ال ّرب .وعىل ضوء هذا فهناك الكثري من األمور التي تحتاج إىل أن نأخذها بعني اإلعتبار وبحذر شديد لئال ُنقاد إىل الضالل. إن الحركة الكرزماتية ترسم خطاّ متوازياً بني الظواهر الحديثة املرئية وبني الكنيسة األوىل بآياتها وأعجائبها ،ويبدو للوهلة األوىل ،أن سفر األعامل ينقل أساساً كافياً لهذا الخط ،ولكن لو أجرينا فحصاً ّ أدق فهل ُيعترب لوحده أساساً كتابياً كافياً؟ من األهمية مبكان أن نالحظ أن مقاطع اإلنجيل التي َتبحث يف عودة ربنا يسوع تش ّدد عىل ناحية الضالل ،فيام إذا كانت أحاديث للرب يسوع أو رسائل كتبها الرسل حيث ذكرت اآليات والعجائب عىل نحو متكرر لكن ليس يف سياق إيجايب ،وبدالً من ذلك ،فإن اإلنذار املطروح يتع ّلق بها وبدورها يف الضالل. إن تعليق ربنا يسوع الذي جاء يف متى 24:24يقول« :ألنه سي ُقوم ُم َسحا ٌء َك َذبة وأنبياء ٌ يض ُّلوا لو أمكن املختارين كذبة و ُي ْعطون ٍ آيات عظيم ٍة وعجائب حتى ِ الكنيسة املخدوعة -
أيضاً» .ويف نفس األسلوب يكتب بولس الرسول يف تسالونييك الثانية« 10-9:2ا َّل ِذي َم ِجي ُئ ُه ِب َع َم ِل َّ ات َو َع َجا ِئ َب َكا ِذ َب ٍة» .لذلك فإنه من الواجب الش ْي َطانِ ِ ،ب ُك ِّل ُق َّو ٍةَ ،و ِبآ َي ٍ أن نقرأ هذه املقاطع من الكتاب والتي تتعامل مع جيلنا إذا كنا نرغب يف فهم األحداث الجارية .إن أعامل الرسل (بدءاً من الكنيسة) ال يصف زماننا ،أما الرسالة الكالسيكية التي تبحث يف هذه الحقبة الحارضة فهي تسالونييك الثانية .هنا يقول بولس مبا يتالئم وخدمة املسيح واملتعلق مبجيئه الثاين يف اإلصحاح الثاين عدد :3 «الَ َي ْخ َد َعن َُّك ْم أَ َحدٌ َعلىَ َط ِري َق ٍة َما ،ألَ َّن ُه الَ َي ْأتيِ إِ ْن لَ ْم َي ْأ ِت االِ ْر ِتدَا ُد أَ َّوالً» .أوالً، االرتداد ...وليس إنتعاش عاملي شامل كام يشار إليه كثرياً من ِقبل تلك الحركات التي تش ّدد تشديداً عظي ًام عىل العالمات الخارقة للطبيعة .إن الكتاب املقدس يتح ّدث بعكس ذلك .ويقول الرب يسوع عن االرتداد العظيمَ « :ولَ ِكنْ َمتَى َجا َء ا ْبنُ ا ِإل ْن َسانِ أَلَ َع َّل ُه َي ِجدُ ا ِإل َمي َ ان َعلىَ األَ ْر ِض؟» (لوقا .)8:18وأيضاً يقارن األيام التي وح َك َذلِ َك َي ُك ُ ون أَ ْيضاً َم ِجي ُء ا ْب ِن تسبق مجيئه الثاين بأيام نوح « َوكَماَ َكا َن ْت أَ َّيا ُم ُن ٍ ا ِإل ْن َسانِ » (متى.)37:24 عندما نقرأ تكوين 6نرى ملحة عن إنهيار كوين « َو َراى ال َّر ُّب َّان شرَ َّ اال ْن َسانِ َق ْد َكثرُ َ فيِ اال ْر ِض َو َّان ُك َّل َت َص ُّو ِر ا ْف َكا ِر َق ْل ِب ِه انمَّ َا هُ َو شرِ ِّ ي ٌر ُك َّل َي ْو ٍم» (تكوين )12:6هكذا يجب أن ُتف َهم املالحظة يف تسالونييك الثانية « 3:2ألَ َّن ُه الَ َي ْأتيِ إِ ْن لَ ْم َي ْأ ِت االِ ْر ِتدَا ُد أَ َّوالًَ ،و ُي ْس َت ْع َلنَ إِ ْن َس ُان ا ْل َخ ِط َّي ِة ،ا ْبنُ ا ْل َه َال ِك» .هنا، يف األصل اليوناين ،عندنا كلمة « »anomiaالتي تعني ببساطة (الفوىض). ينبغي أن نأخذ بعني اإلعتبار فوىض مل ُي ْس َم ُع بها من قبل وتناهي يف العنف واستباحة للقانون مل يسبق لها مثيل ،كلها تسبق املجيء الثاين ليسوع املسيح .خالل تلك األيام املظلمة التي يزداد فيها الرعب والعنف وإنحالل النظام وترك ناموس ال ّله ،يجب أن نتوقع (بحسب العددين -9 )11ظهور حركات تشدد عىل اآليات والعجائب بطريقة مل ُيسمع بها من قبل. يواصل بولس يف إصحاح 2عدد 4قوله « ا ْل ُم َقا ِو ُم َوا ْل ُم ْر َت ِف ُع َعلىَ ُك ِّل َما ُي ْد َعى إِلَهاً أَ ْو َم ْع ُبوداًَ ،حتَّى إِ َّن ُه َي ْج ِل ُس فيِ هَ ْي َك ِل ال ّل ِه َكإِلَ ٍه ُم ْظ ِهراً َن ْف َس ُه أَ َّن ُه إِلَهٌ » .هنا يشء آخر جدير باملالحظة ،فقد فهم الكثري من املفرسين ّأن قبل عودة يسوع سوف ُيعاد بناء الهيكل يف أورشليم ،حيث سيجلس املسيح الكذاب و َيط ُلب أن العبادة لنفسه،
-الكنيسة املخدوعة
وهذا ممكن جداً .وأنا شخصياً ،ال أجد صعوبة يف التّصديق بأن هذه الرغبة سوف ُت َن َّفذ بصورة واقعية. بالرغم من ذلك ،أعتقد أن لهذا الشاهد عىل األقل تفسري آخر ممكن دعمه بقراءة الشواهد الكتابية الخمسة األخرى والتي يتحدّث فيها بولس عن هيكل ال ّله .يجب علينا أن نضيف أنه عندما يتكلم الرب يسوع عن بناء هيكل مريئ (متى )12:21فإن الكلمة اليونانية املستعملة هي « .»hieronأما يف رسائل بولس فالكلمة اليونانية التي تشري إىل (الهيكل) هي دوماً كلمة « »naosالتي تعني حقاً « َُقدّس» أو « ُقدس األقداس» هذه هي الكلمة املستعملة يف كورنثوس األوىل 17-16:3حيث يقول بولس «أَ َما َت ْع َل ُم َ وح ال ّل ِه َي ْس ُكنُ ِف ُيك ْم؟ إِ ْن َك َان أَ َحدٌ ُي ْف ِسدُ هَ ْي َك َل ون أَ َّن ُك ْم هَ ْي َك ُل ال ّل ِه َو ُر ُ ال ّل ِه َف َس ُي ْف ِسد ُه ال ّل ُه ألَ َّن هَ ْي َك َل ال ّل ِه ُم َقد ٌَّس ا َّل ِذي أَ ْنت ُْم هُ َو» .عندنا هنا دامئاً الكلمة اليونان ّية التي تشري إىل (الهيكل) « ،»naosكام يف كورنثوس الثانية 16:6وأفسس الكلمة « »naosوأفسس .21:2يف هذه الفقرات الخمس يشري هيكل ال ّله دوماً إما إىل الكنيسة أو إىل مؤمنني أفراداً ،ونفس الكلمة « »naosمستعملة أيضاً يف تسالونييك الثانية 4:2لتشري إىل ض ّد املسيح ،وروح ض ّد املسيح هذا س ُين َِّصب نفسه يف ال « »naosهيكل ال ّله ،وهكذا ،وقبل عودة املسيح علينا أن نتو ّقع َتس ُل ًال شام ًال عىل نحو يعجز عن التصديق إىل الكنائس وإىل املؤمنني ،كام ميكننا أن نرى اليوم تغلغل التحرريني والعرصيني ودُعاة توحيد األديان والصوفيني ،املاثل أمام عيوننا. كثريون هم الذين يتحدثون عن إنسكاب عظيم للروح وعن إنتعاشات يف هذه األيام ،عىل أية حالّ ،إن نظرة واحدة إىل العامل ترينا حقيقة الواقع .فاإلرهاب والفوىض والوحشية والتّح ّرر الجنيس واإلنحرافات الشيطانية متلك كالفيضان. تنترش الفوىض ،والحياة البرش ّية أصبحت قيمتها بخسة أكرث فأكرث ،والقتل الشنيع واإلختطاف واإلبتزاز وحتى عبادة الشيطان ،كلها تزداد بتواتر مريع .إن الظروف السائدة يف العامل هي مبثابة ميزان الحرارة لقياس ملدى فعالية املؤمنني الذين هم ملح األرض ،ونتيجة لهذا فإن أي من يدّعي ويشهد عىل وجود إنتعاش يف أيامنا هذه عمى كهذا هو يف يبدو وأنه شخصاً أعمى يغلب عليه الحزن( ،رؤيا ،)18-17:3وإن ً ح ّد ذاته إشارة إىل دينونة ال ّله (إشعياء( ،)10-9:29مزمور ،23:69إىل آخره )...وبدالً
الكنيسة املخدوعة -
من إنتعاش عاملي أمامنا ،نرى بأم أعيننا خمسونية شيطانية ُد ِّبرت بحذق من ِقبل قوى الفوىض واإلرباك. دعنا نفكر للحظة بالرصاعات القامئة يف العالم املنظور :مثة من يحارب بدون إعالن رسمية عن حرب ،يحتل بلداناً بدون معارك رسمية ،وهناك من يقوض ويدمر العدو ،يخرتق خطوط املعركة التي أصبحت أكرث وأكرث غموضا ،وهناك من يبتسم بطريقة ودية يف املؤمتر ثم يقتل يف كمني ،وتنترش األيديولوجيا بني الجيوش عىل نحو ال يعرف املرء من هو الصديق ومن هو العدو .وهذا يف رأيي ،يبينِّ لنا ما يجري يف جبهات القتال غري املنظورة ،إنها اسرتاتيجية رهيبة التي تجمع العدو يف صفوف أبناء ال ّله ،وتهدف إىل إزعاجهم وتقسيمهم وتحويل الكل منهم ضد اآلخر .إن خطايا الفتور واملساومة تفتح األبواب عىل مرصاعيها أمام أعدائنا .هناك تشابه بني شعب إرسائيل الذين اعتربوا أنفسهم روحيني للغاية ،ومع ذلك قارن ُهم األنبياء بسدوم وعمورة (إشعياء.)10:1 يا ليت الرب يأيت بكنيسته إىل الصليب من جديد ،ألنه بدون توبة ال يحدث انتصار .يكتب واتشامن ين يف كتابه «قوى الكامنة يف الروح»: «إن جميع الذين لديهم بصرية روحية وحساسية يدرك واقع هذا كسيل ،فتجعلنا مجال علوم (علم الترصيح .تندفع قوة الروح نحونا ٍ النفس وعلم التخاطر) .ودين وحتى كنيسة جاهلة (يف سعيها ا ُملفرط وراء اإلعالنات الخارقة ،ويف عدم ضبطها للمواهب الخارقة ،بحسب إرشاد الكتاب املقدس) ،فإن الشيطان يجعل هذا العامل مليئاً بقوى الظالم .ومع ذلك ،فإن هذا هو فقط اإلستعداد األخري للشيطان قبل ظهور املسيح الكذاب .فإن االشخاص الروحيون الحقيقيون (أي الذين يرفضون قوة حسون بكل ما يحيط بهم من تسارع املقاومة الناتجة عن األرواح) فإنهم ُي ّ معتم جداً بحيث يجدون صعوبة يف التقدّم» أرواح الرش .إن الجو بأرسه ُ إن املؤمنني ا ُمل َص ّلني وحدهم هم الذين ال يزالون قادرين عىل تأخري الدينونة. نالحظ أيضاً يف هذه األيام امليل املتزايد نحو خلق «املزاج املناسب» ،و ُيزرع هذا
Watchman Nee, «The Latent Power of the Soul», Christian Fellowship Publishers, p 34 -
-الكنيسة املخدوعة
من خالل مختلف اإلجراءات العاطفية والدنيوية وتقنيات مثل اإليقاع املوسيقي، والرضب الشديدة ،التصفيق ،الرصاخ والتأوه ،إىل آخره .و ُيفرتض من ج ٍو كهدا أن يشري إىل «حياة» و «إمتالء للروح» .أما بالنسبة إىل أعضاء الكنائس الفاترة فإن «لقاءات حيوية» كهذه لها جاذبية خاصة ،ولكن لسوء الحظ ،فإن اإلثارة العاطفية كثرياً ما تختلط بعمل الروح القدس الصادق .إن الروح القدس ُيو ّلد املشاعر ،لكن املشاعر ال َتأيت بالروح القدس.
الكنيسة املخدوعة -
تسع قضايا ذات أهمية قصوى عندما نأخذ يف اإلعتبار الحركة الكارزماتية ،يتو ّلد عادة جدل حا ّد حول قيمة التك ّلم باأللسنة ،وكأن هذا هو صفتها املميزة الوحيدة .هناك العديد من اآلراء ،حول التك ّلم باأللسنة بقدر عدد األفراد الذين كتبوا الكتب عن املوضوع .ومع ذلك فإن نتفحصها عىل ضوء كلمة ال ّله. لهذه الحركة أعراض مرافقة أخرى ينبغي أن ّ
.1معمودية الروح إحدى عالمات هذه الحركة ،مع إستثناءات قليلة ،هي تفسري معمودية الروح الذي ال ميكنهم الدفاع عنه كتفسري ،معتربينه كإختبار منفصل عن الخالص. يخربنا العدد 13من كورنثوس األوىل إصحاح 12بوضوح «...أَ َّننَا َج ِمي َعنَا وح َو ِاح ٍد أَ ْيضاً ا ْع َت َم ْد َنا .»...إن الشكل املضبوط يف اللغة من ناحية قواعد ِب ُر ٍ الرصف :مبني للمجهولٌ ، تم مرة وإىل دال عىل املايض ،وبصيغة املايض ،وأنه قد ّ األبد يف الوالدة الجديدة .إن كلمة «جميعنا» ال تشمل فقط املسيحيني الروحيني بل الدنيويني أيضاً ،فقد ُأ ِعدوا جميعاً ليرشبوا من روح واحد .هذا الجميع يقف يف نقيض عدد ،30حيث يتساءل الرسول« :أل َع َّل الجميع يتكلمون بألسنة، رتجمون؟» لكال السؤالني فإن ال ،هي اإلجابة الرصيحة ا ُملتو َّقعة. أل َع َّل الجميع ُي ِ هذه الفقرات ُتعبرّ بوضوح أن معمودية الروح والتكلم بألسنة شيئان مختلفان. ُذ ِكر تعبري «اعتمدنا بالروح أو بالروح القدس» يف الواقع سبع مرات يف الكتاب املقدّس. م ّرة يف الرسائل (كام سلف ذكرها يف 1كورنثوس )12وأربع مرات يف األناجيل (متى،11:3 مرقس ،8:1لوقا 16:3ويوحنا )33:1ومرتني يف سفر األعامل ( .)16:11 ،5:1لنالحظ أن األعداد 16-14من األعامل 11تخربنا أن معمودية الروح وخالص كرنيليوس كانا متطابقني. إن بعض الفقرات من سفر أعامل الرسل كانت هي السبب الرئييس لفوىض كبرية وخالف حول هذا املوضوع ،لذلك ،نرغب بأن نأخذ إقتباساً من (ألفرد ُكوين) لتوضيح هذه املسألة الها ّمة .وفيام يتع ّلق بهذه الناحية الحرجة ،فإنه يقدّم عدّة بيانات ذات شأن: إذا كنا نؤمن بأن الروح القدس يع ّلم الحقّ يف كلمة ال ّله فإننا يجب أن
- 10الكنيسة املخدوعة
نحصل عىل تعاليمنا نق ّية وببساطة من كلمة ال ّله ونجعل تعبرينا يتوا َءم مع تلك التعابري املستخدمة من قبل ُكتّاب الكتاب املقدس ا ُملل َهمني .لذلك عندما نتحدّث عن «قبول الروح» و «معمودية الروح» وعن «اإلمتالء بالروح» فعلينا أن نستخدم نفس التعابري ونستخدمها بنفس املعنى كام استخدمها الكتاب املقدس .هذه ليست مج ّرد مسألة خالف حول الكلامت ،فإن الكلامت تحمل حقائق روحية وأحداثاً وتاريخ عرشات السنني املعارصة ،وتهيء دلي ًال واضحاً عىل أن تبديل كلمة بأخرى بتساهل يؤدي إىل فوىض روحية. وص َف قائد اإلنتعاش الشهري تشارلز فيني ،عىل سبيل املثال ،إحدى تجارب َ حياته املسيحية الخاصة ِب «معمودية القوة» .وقد أطلق صديقه وزميله آسا ماهان من مدرسة أوبرلني ،عىل هذه التجربة إسم «معمودية الروح»، ّ ً وتصدّى اإلنجييل رؤوبني توري لهذا املفهوم وقام مبعالجته منهجيا يف كتابه «معمودية الروح» .يقرتح توري بأن هذه تجربة خاصة ،مير بها املؤمن بعد العىل ومن عطايا الروح للخدمة املسيحية. اإلهتداء ،ومتده بق ّوة خاصة من ُ إن مؤسيس الحركة الخمسينية َت َق ّبلوا تفسري توري وأضافوا إليه نقطة أخرى التالية :أن يدّعون أن عالمة قبول معمودية الروح هي التّك ّلم بألسنة، وهكذا َبز ََغ ظهور تعليم جديد قد ُق ِب َل من ماليني املسيحيني يف جميع أنحاء العامل يف هذه األيام. َق َ يتفحص هذا التعليم ليك بل أن َيق َبل املرأ أي تعليم ،من الرضوري أن ّ يق ّرر ما إذا كان قد بدأ أص ًال من كلمة ال ّله أم من التط ّور التاريخي لوجهة نظر. إذا ما سأل اإلنسان نفسه «ماذا ُيع ّلم الكتاب املقدّس» عندئذ يجب أن تتو ّفر لديه الرغبة بالتخليّ عن جميع أنواع األساليب ،التي ولسوء الحظ موجودة يف كثري من األوساط املسيحية حيث ُيجاز لإلفرتاضات الشخصية أن تتجاوز كلمة ال ّله .فإن أي ترصيح يصدر عن أي إنسان يتعلق بالتعليم يجب أن يكون له أساس يف كلمة ال ّله. الكنيسة املخدوعة 11 -
إنه من الشائع اإلدعاء يف هذه األيام أن عىل املرء أن يتجدد أوالً ثم بعدئذ ومن خالل إختبار ثانٍ قد يقبل الروح القدس أو معمودية الروح. وللداللة عىل ذلك فهم ين ّوهون بأن الرسل الذين قد قبلوا الروح القدس يف يوم الخمسني ،فهم يذكرون ذلك مع السامريني وتالميذ أفسس وأخرياً بولس الرسول .لكن اآلالف من الذين تجددوا يف سفر األعامل ُيغفل ِذكرهم يف هذه العملية .والحاالت التي َق ِبل املؤمنون فيها الروح القدس بصورة مبارشة ،بدون وضع األيدي وبدون التك ّلم بألسنة ،مل تذكر عىل اإلطالق .ومل ُي ْسترَ ع اإلنتباه أبداً إىل حقيقة أن الرسل مل يشجعوا أي أحد يف أي من الرسائل ليطلب أو ينتظر إختبار ثانٍ أو معمودية الروح. فإذا أراد شخص حقاً أن يعرف ما يع ّلمه الكتاب املقدس فيجب أن تتوفر لديه الرغبة يف إستخدام نفس املنهج اإلستقرايئ الذي يستخدمه العلامء يف بحثهم عن قوانني الطبيعة .وعىل املرء أن يبدأ مبا يقوله الكتاب املقدس من حيث يستخلص النتائج ولكن بعد أن يكون قد امتحن بصدق كل يشء ُيع ّلمه الكتاب املقدس يف املوضوع. يتفحص وإذا كان أحد يرغب بأن يعرف ماذا ع ّلم الرسل ،فعليه أوالً أن ّ أفكارهم يف الرسائل ،وهذا يعني أن عىل املرء أن يقرأ الرسائل ويقبل النتائج املستخلصة منها ،وبعدئذ عليه أن يطبقها عىل األناجيل وعىل سفر األعامل وليس العكس .إن األناجيل وسفر األعامل ُيع ِلامننا بسلسلة متفردة ال تتكرر أبداً عن أحداث وقعت يف التاريخ ،وتشمل كيف الكلمة صار جسداً ،وكيف تأمل الرب يسوع ألجلنا ،وقيامته يف اليوم الثالث ،وكيف صعد إىل السامء ،وكيف س َك َب الروح القدس عىل تالميذه بعد عرشة أيام. وأح ْد الفصح ال ميكن أن يتكرر كذلك يوم الخمسني كام أن صلب املسيح َ أيضاً ،وأن نصيل من أجل يوم خمسني جديد فهذا ليس له معنى ُيف َهم متاماً بتجسد جديد للرب يسوع املسيح .وأولئك الذين يتمتعون وكأننا نطالب ُّ اآلن بخالص فريد يعيشون يف حقبة جديدة وليس يف فرتة إنتقاليةُ .يع ِّلم الكتاب املقدس أن أحداً مل ُيدْعَ ليتحرك يف فرتة إنتقالية كام فعل الرسل الذين مروا مبرحلة إنتقالية من العهد القديم إىل العهد الجديد ،ويف الرسائل
- 12الكنيسة املخدوعة
نكتشف حقيقة العهد الجديد وأن معمودية الروح القدس هي الخطوة األوىل يف حياة املؤمنَ .فدُ ِفنّا مع املسيح باملعمودية ملوته ُوأ ِقمنا معه إىل ِج ّدة حياة ليك نصري أعضاء يف جسده. خاص أو إختبار إن التعليم الذي يقول بأن معمودية الروح القدس هي إختبار ٌ ثانٍ مرتبط بالقداسة هو تعليم غري كتايب. إن النصوص الكتابية ال تع ّلمنا يف أي موضع بأن علينا أن نطلب املعمودية بالروح من ال ّله أو من الرب يسوع ،وال يشجعنا الرسل أيضاً أو ينصحونا يف أي من رسائلهم ليك ننشد معمودية الروح أو «تجربة ثانية» .وكام ُأشري سابقاً يف كورنثوس األوىل 13:12يرتكز التشديد عىل كلمة «كل» التي هي أساس وحدة كل املؤمنني يف النصوص الكتابية ،تستخدم أساساً للتفريق والتمييز واإلنفصال ،فال عجب أن يعاين جسد املسيح الكثري من اإلنفسامات الخارجية. مع أن جورج مالون نفسه يتكلم بألسنة و َب َر َز ُمح ِّبذاً هذه املواهب الخاصة ،إال أنه كان عليه أن يعرتف يف كتابه «تللك املواهب الجدل ّية» عندما تط َّرق لأل ْل ِسنة قال: «إن أكرب صداقة ووحدة مسيحية فشلت يف هذا القرن». يعرتف الكتاب املقدس حقاً بنوعني من املؤمنني ،ولكن ليس الكارزماتيني أو غري الكارزماتيني ،وال بأولئك الذين نالوا معمودية الروح أو الذين مل يتعمدوا بها ،بل مبؤمنني جسديني (كورنثوس األوىل )3-1:3ومؤمنني روحيني (كورنثوس )15:2وتغيرُّ اإلنسان من جسدي إىل روحي ليس بقبول املواهب الخاصة إمنا بالتوبة عادة. إن تعليم معمودية الروح الخاصة هو عملياً أساس كل الحركة الخمسينية ،ومرة أخرى أبسط معلومة حول الفن املعامري تكفينا ليك نتحقق من ان أجمل وأروع بناء ال ميكن ان يقوم عىل أساس خاطئ .إن تضارب آراء بعض املؤمنني حول هذه النقطة غالباً ما أثار يب الدهشة ،ويظهر أن الكثريين مندهشني من تزايد البنية الفوقية ،وأنه ل ُيساور املرء إنطباع بأن الغلطة التي تتضاعف كثرياً ال ميكن أن ُتعترب غلطة بعدئ ٍذ. عىل أن األمر يختلف ،عىل أية حال ،عندما يتكلم الكتاب املقدس عن اإلمتالء بالروح .Be filled with the Holy Spirit» a lecture given in Germany by Alfred Kuen, translated« -
الكنيسة املخدوعة 13 -
القدس .ورد ذكر تعبري «ممتلئ بالروح القدس» أو «ممتلئون من الروح القدس» أربعة عرش مرة يف األناجيل ويف سفر األعامل ،ومرة واحدة يف الرسائل مام يثري االهتامم (أفسس .)18:5هذا اإلمتالء ال يحدث مرة واحدة فقط ،بل هو مسألة تسليم يومي وإنكار للذات كشخص يقبل الصليب .إن القداسة والصليب ال يفرتقان ،وهو السبب يف أننا نقرأ ونقرأ ثانية عن هذه العملية( .األعامل 31:4 ،8:4 ،4:2وهكذا دواليك). ينبغي أن نالحظ أن بعض املؤلفني يكتبون عن «معمودية الروح القدس» ولكنهم يقصدون يف الواقع «اإلمتالء بالروح القدس» كام تجدر املالحظة أيضاً أنه ال توجد هناك حالة يقبل فيها املرء «معمودية الروح القدس» بعد أن َق ِبل الروح القدس.
.2املواهب هناك تشديد خاطئ عىل مواهب معينة ،وال سيام تلك ذات الصفة العجائبية وأ ّول أوائلها موهبة األلسنة .ها هي آخر موهبة كتاب ّيةُ ،و ِضعت يف املقدمة.
(أ) األلسنة لبناء الذات الشخيص؟ لقد جاء ذكر موهبة األلسنة يف رسالة واحدة ،هي كورنثوس األوىل .كتب بولس هذه الرسالة عن حالة كنسية ُم َحدَّدة ُو ِس َمت مبزيج رهيب من النور والظلمة ،وهي تحتوي يف األصل عىل تعليم وتوبيخ ،تقويم وتأديب .كانت الكنيسة يف حالة ُيرىث لها ويف وضع غري روحي ،وإن املؤمنون يف غرورهم وكربيائهم «تضخيم روحانيتهم» وخطاياهم قد سببوا حزناً كبرياً وكآبة لقلب الرسول بولس (كورنثوس الثانية ،)4:2بل واقعاً مؤملاً بالحري إن مل يكن ُمث ِبطاً مثلام هو الحال اليوم. فاملسيحيون يف كورنثوس األوىل ُيح ّثوا يف اإلصحاح 14للسعي وراء النُّبوءة وليس وراء لسان غري معروف .ويورد بولس يف بداية العدد 2السبب يف كون النّبوءة أعظم تلك املوهبتني «و ِباأل ْوىل أن تتن َّبأوا ّ ألن )2-1:14( »...ثم يو ِرد ُحججاً ض ّد إستخدام األلسنة ا ُملبالغ به ،كام كان الحال يف كورنثوس عىل نح ٍو بينِّ ٍ ،كام أورد أسباباً أخرى يف نفس الوقت الستخدام النّبوءة .فهو يف الحقيقة يقول« :ألَ َّن َمنْ َي َت َك َّل ُم ِب ِل َسانٍ الَ وح َي َت َك َّل ُم ِبأَسرْ َا ٍرَ .وأَ َّما َمنْ َي َت َن َّب ُأ ُي َك ِّل ُم الن َ َّاس َب ِل ال ّل َه ألَ ْن لَ ْي َس أَ َحدٌ َي ْس َم ُعَ .ولَ ِك َّن ُه ِبال ُّر ِ َّاس ِب ُب ْن َيانٍ َو َوعْظٍ َو َت ْس ِل َي ٍةَ .منْ َي َت َك َّل ُم ِب ِل َسانٍ َي ْب ِني َن ْف َس ُه َوأَ َّما َمنْ َي َت َن َّب ُأ َف ُي َك ِّل ُم الن َ يس َة». َف َي ْب ِني ا ْل َك ِن َ
- 14الكنيسة املخدوعة
هذه أسباب ُمق ِنعة عن الدّاعي الذي َجعل النّبوءة تمُ ِّثل املوهبة املرغوب فيها أكرث من غريها.إنالتّشديديرت ّكزعىلكلمة«لكن»يفعدد4وكذلكيفعدد«،5و ِباأل ْوىل أن َتتَن َّبأوا.»... روح ُه عليهم ،وقد ناس َجعل ال ّرب َ ِطبقاً ِ لسفر العدد 29:11فإن األنبياء هم ُأ ٌ تج َّلت مشيئة ال ّله من خالل النّبي ،لذلك نحن ُن َح ُّض لِنت ِن ّبه للكلمة النبوية (بطرس الثانية ،)19:1وأن نشتهي ال ّلنب العقيل العديم ال ِغ ّش (بطرس األوىل )2:2الذي هو ناضجني من خالل معرفة وثيقة بنصوص الكتاب كلمة ال ّله .ولقد ُو ِعدْنا بأننا قد ُنص ِبح ِ ّ وبالطاعة املرتبطة به (تيموثاوس الثانية .)16:3و ِمنَ الجدير باألهم ّية أنه ال يذكر يف موضع أننا قد نصبح ناضجني من خالل مواهب «خاصة» أو باستخدامها. أي ِ أما اآلنّ ، فيظهر بوضوح ّأن روح ال ّله ُيطابق ذا َت ُه مع ك ِلم ِته .و ُيع ِلن الرب يسوع يف روح وحياة» .يكتب ميخائيل جريفيس: (يوحنا« )64:6الكالم الذي ُأك ِّل ُم ُكم ِبه هو ٌ «طبقاً لكورنثوس األوىل 5:14تشري النّبوءة إىل أسلوب الكالم األكرث ِ ً شيوعاً ونانيا للذات يف اإلجتامع ،وبالتأكيد كان هذا هو املفهوم اإلنجييل التقليدي ،وطريقة إستعامل العهد الجديد تتطابق أكرث مع طريقة إستعامل العهد القديم عند اإلعالن الجريء لكلمة ال ّله مرشوح ًة عىل ضوء املوقف املعارص» ينبغي أال يكون املرء جازماً هنا ،ومع ذلك ُيعتَرب بيان سبريوس زوذيا ُثس يف املوضوع نفسه جديراً باملالحظة: «يستخدم بولس التعبري يف أوسع معا ِني ِه عندما يتك ّلم عن كلمة ال ّله، ويف أض َيق معا ِني ِه يف الكشف عن املستقبلَ .منْ هم أنبياء يف هذا املعنى؟ إنهم ليسوا فقط أولئك املعينون بشكل خاص كام يف العهد القديم، وليس الخدّام املرسومون فقط بل كل املؤمنني .ينبغي عىل كل املسيحيني الحقيقيني أن يصبحوا أنبياء ال ّله ،من أجل بناء ونصح كافة املؤمنني اآلخرين وغري املؤمنني»
إن الذين ير ِّوجون لأللسنة و َي ْسعون إىل تربير تشديدهم كتابياً ،عندما يشريون
Michael Griffiths, «Three men filled with the Spirit», Overseas Missionary Fellowship, pp 3839, - 1969 Spiros Zodhiatos, «Tongues», Ridgefield AMG Press, p 70 -
الكنيسة املخدوعة 15 -
إىل رسالة كورنثوس فقط وليس إىل سفر األعامل ،إمنا يقتبسون عاد ًة أربع أعداد من كورنثوس األوىل 14هي األعداد 18 ،5 ،4و .39ومن هذه األعداد األربعة ٌ ثالثة منها لحقة بكلمة لكن أو مع ذلك (العدد 19بإرتباطه بالعدد .)18 ُم َ إن اليشء اللاّ فت للنظر ،هو أن هذه النقاط التي يشري بولس يف الواقع ضد التشديد عىل إستخدام «( »glossolaliaموهبة األلسنة) ،مقبولة كدليل ِمن ِق َبل هؤالء الناس يف هذه األيام« .إين أتكلم بأرسار يف الروح ،وإين أَ ْبني نفيس فقط ،وهذا يشء جدير بالثناء» ،نحن نسمع عن يش ٍء كهذا مرة ِتل َو األخرى ،و ّمث َة َمن ُيشدِّد عىل الجانب اآلخر للكلمة الصغرية «لكن» ،وبذلك فهو ُيناقض بوضوح روح ومبدأ التعاليم األسايس كام جاء يف األصحاح .14أنه مل ينفع اإلعالن عن ِحجج الرسول يتوجب ا ُملضادّة َك ِنقاط إيجاب َية أو حتى التوصية بها .فقط بقليل من الصدق العقالين ّ علينا أن نكون قادرين عىل التمميز وأن نعرف أنه تم هنا تحريف الحقائق. ال ميكن أن يكون الروح القدس هو املؤلِّف ملثل هذه التفسريات ،الذي ال ميكن، نفسهُ» كام نعرف ذلك جيداً ،أن ينا ِقض كلم َتهُّ .إن العدد َ « 4من يتك ّلم بلسان َي ْبني ّ بألسنة وأنه َيع ِكس متاماً (كورنثوس )4:14كثرياً ما ُيق َت َبس ذريع ًة للتّك ّلم والصالة ِ املعنى القصود من هذا الترصيح كام أنا أفهمه .وإذا َت ّ وخينا ال ِّد ّقة نالحظ ّأن الرسول وجه إ ّتهاماً للكورنثيني أو ربمّ ا ُح ّجة ُمضادّة .إن املواهب التي ُتستَخدَم لغايات ُي ِّ مشكوك فيها أش ّد ما يكون ّ ٌ الشك ،ألن املؤمنني كانوا ُمن َت ِفخ َ ني (اإلصحاحات أنان ّية، )5 ،4فإنه ليس من الصعب بالنسبة لهم أن َيحيوا من أجل بنائهم الذايت وإكتفائهم بدالً من رفاهية اآلخرين الروحية. يقول جون ستوت ،عالِم الالهوت األنجليكاين الذائع الصيت:
شجع (بولس) تشجيعاً إيجابياً بينام املتكلم ِ بألسنة «يبني نفسه» لهذا ُي ّ بألسنة ،وإين ألعرتف بأين أفحص فيام إذا كان هذا هو مامرسة التكلم ِ اإلستنتاج الصحيح الذي أستخلصه .و ّمثة سببان يجعالين أتردّد ،األول هو أن «البناء» يف العهد الجديد خدمة تبني اآلخرين للثبات ،وباإلضافة إىل ذلك ،للمسيحيني خدمة «البنيان لبعضنا البعض» (رومية )19:1مبعنى أنهم ملتزمون بأن «يبنوا أحدهم اآلخر» (تسالونييك األوىل ،11:5رومية،2:15 أفسس ،29:4يهوذا .)20الثاين هو أنه علينا أن نقرأ العبارة عىل ضوء - 16الكنيسة املخدوعة
التعليم الذي كنا قد أخذناه بعني اإلعتبار ،وهو ّأن كل املواهب الروحية هي مواهب خدمات ُو ِه َبت «للصالح العام» ولخدمة اآلخرين ...ولهذين السببني يبدو يل أنه يجب أن تكون مالحظة ساخرة إن مل تكن ّته ّكمية يف بألسنة ،مه ِّذباً نفسه .وهو يعتربها صوت بولس عندما يكتب عن املتكلم ِ رشح لهم بوضوح الغاية قض ّي ًة ُم َس ّل ًام بها أن الكورنثيني الذين كان قد َ من املواهب الروح ّية يف األصحاح الثاين عرش ،سوف ُيد ِركون مقصده وال يحتاجون منه إىل أن يرشحها لهم أكرث. ويع َتبرِ أَ ْلف ِرد ُك ِون هذا األمر كام ييل: «إن املرء ليستطيع حتى أن يتساءل إن مل يكن بولس الرسول ،باإلستخدام اإلستثنايئ للفعل (يبني) بالصيغة اإلنعكاسية ،ال يرغب يف جذب إنتباه الكورنثيني شخص ما: بيشء من الته ّكم إىل تناقض معينّ يف بعض ُ الجمل ،متاماً كأن نقول عن ٍ الح ّب والخدمة الحامسية» «إنه ّ يحب نفسه ويخ ِدم نفسه فقط» ليك نمُ ِّيز ما بني ُ ّ ما أكرث املؤمنني الذين يصبحون مذهولني بشعور القوة التي يبدو أنهم قد َي ْعزو َنها إىل حصولهم عىل الروح القدسُ .يجري القس جرانت ْسوا ْنك مراقبة ُمشا ِبهة بألسنة ق ِدموا إىل كنيسته: يف مجلة «املسيح ّية اليوم» عن متكلمني ِ «لقد كانوا ملبوسني بيشء مز ّيف ،وكانوا يعيشون يف رحلة من األنا يف ديني ُم َ صطنع» «سم ّو» ّ ويتوصل أندرو بورالند إىل نتائج مشابهة: ّ «إن عودة املنفعة يف املوهبة قد تزا َمنَ مع اإلدّعاء بأنه كان من املمكن أن ننال «معمودية الروح» كتجربة ناتجة عن التجديد الذي يمُ َ ِّكن البعض من إختبار موهبة أو أخرى من املذكورة يف الرسالة كورنثوس األوىل .هذا إختبار قد حرم منه أناس وه َبت لبعض من أولئك الذين أتقياء يف األجيال املاضية والحارضة ولكن ُيدّعىل بأنها ِ يكشف سلوكهم يف اإلجتامعات عن وجود مشاكل عاطفية»
John Stott, «Baptism and Fullness», Inter Varsity Press, 1977,pp 114-115 - Alfred Kuen, «Die charismatische Bewegung», («The Charismatic Movement», translated), - .Brockhaus Verlag Wuppertal, p 55 Grant Swank, «Christianity Today», February 28, 1975, p 13 - Spiritual Renewal» edited by Frank Holmes, Quest (Western) Publications, 1977, p 82 -
الكنيسة املخدوعة 17 -
ويكتب ِول َيم ماكدونالد بطريقة مشابهة عن (كورنثوس األوىل )4:14ما ييل: «لقد ُأعطي هذا العدد ل ُي ِّربر اإلستعامل الخاص لأللسنة من أجل البناء الذايت ،ولكن حقيقة أننا نجد كلمة «كنيسة» مثاين مرات يف نفس األصحاح (األعداد )35 ،34 ،28 ،23 ،19 ،12 ،5 ،4يقدّم لنا بكل تأكيد الدليل الراسخ عىل أن بولس هنا مل يكن يتكلم عن رشكة شخصية فردية مع ال ّله ونحن نصيل يف مخدعنا الصغري الهادىء ،بل عن إستعامل األلسنة يف الكنيسة املحل ّية .من سياق هذا الكالم ،يستطيع املرء أن ُيدرك أن بولس هنا مل يويص بالتكلم بألسنة من أجل البناء الذايت ُمط َلقاً ،بل إنه يدين إستخدام هذه املوهبة يف الكنيسة كونها ال تساعد اآلخرين» إن اإلنسان الروحي عىل اية حال يسعى لبناء الكنيسة واآلخرين وليس نشوته الشخصية (رومية .)19:14دعونا نقارن هذا األمر مرة أخرى مبا جاء يف كورنثوس األوىل ،33-24:10إن سلوك الكورنثيني الجسدي أدّى إىل تغيري يف معنى العديد من األشياء ،وال يبدو أيضاً أن ميخائيل غريفيس مقتنع جداً مبامرسة هذه املوهبة الشخصية: يس ِة َو ْل ُي َك ِّل ْم َن ْف َس ُه ماذا يعني ِضمناً بهذه الكلامت «َ ...ف ْل َي ْص ُم ْت فيِ ا ْل َك ِن َ َوال ّلهَ»( .كورنثوس األوىل )28:14هل يعني أن إستعامل األلسنة هو شكل من الصالة التي قد تكون عىل السواء ،صامتة أو ُتتلىَ بصوت عالٍ ؟ أم يعني أن ٍ إستعامل األلسنة يجب أن يكون ُمقترصاً عىل تأمل شخيص؟ إن اإلستعامل الشخيص لأللسنة هو املشدّد عليه يف الحركة الخمسينية يف الوقت الحارض. إنها ُح ّجة ُمستَخ َلصة من التجربة وليس من الكتاب املقدس .إن املربر الكتايب للتكلم «املتف ِّرد» بألسنة ،ليست شاملة ،إذ ال يوجد ٌ مثال عنها ُمطلقاً يف ّ كل الفقرات التي سرُ دَت يف األعامل ،وهي ُتف َهم باإلستنتاج من فقرات الرسائل إىل كورنثوس .ومام قد ُيح ِّفز عىل أية حال ،أن يف هذه الرسائل يتعامل بولس عىل نطاق واسع مع اإلستعامل العام ،وليس مع املامرسة الشخصية ملوهبة األلسنة هذه .إن اإلستعامل الشخيص ُيثري مشكلة إضاف ّية وهي أنه ال يخضع إلختبار كتايب حقيقي بالطريقة التي بها تخضع املامرسة الجامعية ،ألن الفرد ال يقدر أن ُيط ِّبق هذه اإلختبارات عىل نفسه عندما «يوحى له» 10 أثار أحد مع ّلمي الكتاب مسألة ما إذا كان التك ّلم باأللسنة مقصود به للعبادة،
)William MacDonald, «1.Korintherbrief», («1 Corinthians», translated) 1971, pp 150-151 - Michael Griffiths, «Three men filled with the Spirit», p 41 -10
- 18الكنيسة املخدوعة
وي َّدعي العديد من الكارزماتيني بأن لديهم إختبار عظيم يف العبادة منذ أن ق ِبلوا معمودية الروح .اآلن توجد عدّة مواهربوحية ومواهب طبيعية وخدمات ،ولكن فيام يتعلق بالعبادة والتق ّرب من ال ّله ُ فك ّل الناس متساوين حتى لو كانت إمرأة نظافة بسيطة أو كارز موهوب ،ألن ال ّله ُ ينظر إىل القلب وال يحايب األشخاص. من الواضح أن بولس يتو ّقع إجابة سديدة بكلمة «ال» لألسئلة املطروحة يف الرسائل كورنثوس األوىل( 30-29:12هل الجميع ُرسل؟ هل الجميع أنبياء؟) ،مانحاً هذه املوهبة لكل مؤمن .وإذا كان شكل خاص من أشكال العبادة مرتبطاً بهذه شكل املوهبة ،حينئ ٍذ يكون ال ّله س ِّيد ا ُملحاباة بأن يسمح لبعض أوالده أن يعبدوه يف ٍ أفضل وبذلك تكون لهم عالقة أعمق به عن سواهم من املؤمنني ،وهذا ال يكون عىل أساس موقف قلب املسيحي بل بالحريّ بسبب موهبة خارجية. بيد أن هذا املوقف يتناقض مع التعليم الشامل للكتاب املقدّس مام يؤدي إىل الحظ فقط مرتبطة بالتجدُّ د الكرزمايت .عاد ًة ما إنقسامات وغرية حزب ّية كثرياً ما ُت َ َيع َتبرِ أصحاب موهبة األلسنة أنفسهم أكرث قداسة ،كونهم قد حصلوا عىل زيادة قليلة من الروح ،بينام ُيصنَّف اآلخرون بدرجة أقل أحياناً ويصبحون «مسيحيني غري ُمعتَربين» مام ُيعزّز من كربيائهم. هذه التفسريات تجعل ما ُيدعى مامرسة األلسنة للعبادة ،يبدو بالحريّ مشكوك فيه. إن الفقرة املتبق ّية يف كورنثوس األوىل 14هي تصحيح واضح للكورنثيني ملامرستهم العملية لأللسنه وتشجيعها ،عىل أنه يجب رفض هذا التشديد املتزايد. العدد 6يقول « ...فامذا أن َف ُع ُكم؟» ويف العدد ...« 7فكيف ُيع َرف ما ُز ِّمر أو ما عُ ِز َف به؟» ويف العدد ِ ...« 8م َّمن يته ّيأ للقتال؟» ويف العدد ...« 9فأنكم تكونون تتكلمون يف الهواء» ويف العدد ...« 11فإن ُ كنت ال أعرف ق ّوة ال ّلغة» ويف العدد ...« 14فروحي ُتصليّ وأما ِذهني فهو بال مثر» الكنيسة املخدوعة 19 -
وفيام يتع ّلق بالعددين 14و 15أود أن أقتبس من كتاب جون ستوت بعنوان « ِذهن َُك ذات أهمية»: «أياً ما كان التكلم بألسنة يف أيام العهد الجديد ،فيام إذا كان موهبة تكلم لغات أجنبية أو كالم لغو بال معنى ،فإن الكالم بكل تأكيد كان غامضاً بالنسبة للمتكلم ،وهذا هو السبب الذي َح َمل بولس الرسول عىل أن َينهى رتج ُمه ،ومل يشجع مامرسته بني عن مامرسته بني العا ّمة إن مل يوجد َمن ُي ِ ينطق به» ،كتب لهم يقول «لِ َذلِ َك الخاصة ،وإذا واصل املتكلم عدم فهم ما ِ وحي ُت َصليِّ َمنْ َي َت َك َّل ُم ِب ِل َسانٍ َف ْل ُي َص ِّل لِكيَ ْ ُيترَ ِْجم .ألَ َّن ُه إِ ْن ُكن ُْت ُأ َصليِّ ِب ِل َسانٍ َف ُر ِ وح َو ُأ َصليِّ ِبال ِّذهْ ِن أَ ْيضاًُ .أ َر ِّت ُل َوأَ َّما ِذهْ ِني َف ُه َو ِب َال ثمَ َ ٍر .فَماَ هُ َو إِذاً؟ ُأ َصليِّ ِبال ُّر ِ وح َو ُأ َر ِّت ُل ِبال ِّذهْ ِن أَ ْيضاً» (كورنثوس األوىل .)15-13:14وبكلامت أخرى مل ِبال ُّر ِ يستطع بولس أن يتو َّقع أية صالة أو عبادة كان ال ّذهن فيها عقي ًام أو خا ِمداً، ِ كل عباد ٍة ح ّقة يجب أن يكون ال ِّذهن منشغ ًال متا َم و ُم ْث ِمراً. أرص عىل أن ِّ وقد ّ إن عبادة الكورنثيني املصحوبة بالغموض كان شيئاً ِصبيان ّياً ،كان ينبغي أن يكونوا حقاً ِصبيانيني وساذجيني يف رّ الش عىل قدر اإلمكان ،ولكنه أضاف « َوأَ َّما فيِ األَ ْذهَ انِ َف ُكو ُنوا َكا ِم ِلنيَ» (كورنثوس االوىل.)20:14 11 نقرأ يف عدد ...« 16ألَ َّن ُه الَ َي ْع ِر ُف َما َذا َت ُق ُ ول!» ويف عدد َ ...« 17فإِ َّن َك أَ ْن َت َت ْش ُك ُر َح َسناً! َولَ ِكنَّ َ اآلخ َر الَ ُي ْبنَى» أما عدد 18فكثرياً ما يبالغ يف استعامله يف حني أن عدد ُ 19مغ َف ٌل عنه بصور ٍة عام ٍة ،ولكنه مرتبط بعدد .18مرة أخرى، فإن التشديد هنا هو عىل كلمة «ولكن» ولذلك فإن التشديد هو عىل عدد 19 يس ٍة ُأ ِريدُ وليس عىل العدد الذي كثرياً ما ُيق َت َبس أال وهو عدد َ « .18ولَ ِكنْ فيِ َك ِن َ آخ ِرينَ أَ ْيضاً أَكْثرَ َ ِمنْ َع رْ َ أَ ْن أَ َت َك َّل َم َخ ْم َس َك ِلماَ ٍت ِب ِذهْ ِني لِكيَ ْ ُأ َع ِّل َم َ ش ِة آالَ ِف َك ِل َم ٍة ِب ِل َسانٍ » .والنسبة كانت 2000:1وليس العكس .واآلن ي ُربز السؤال :أَيمُ ِكن أن ُت َ ؤخ َذ هذه النسبة إىل هذا الح ّد من الحرف ّية؟ كان أكرب عدد يف ال ّلغة اليونانية هو رتجم أيضاً إىل 1:1مليون. ( )10,000بحيث أن الفرق بني هذه األرقام اليوم قد ُي َ John Stott, «Your Mind Matters», Inter Varsity Fellowship, 1972, pp 27-28. Quoting this famous -11 theologian does not necessarily mean that I agree with everything else this author has stated. This is also true for other writers quoted as above
- 20الكنيسة املخدوعة
ويكتب جون ستوت فقرة أخرى من كتابه اآل ِنف ال ّذكر: «فلو َتر ْكنا جانباً األسئلة املتع ّلقة بصحة ما َي ْس َ عون إليه وما يدّعونه، فإن إحدى أكرث املالمح جد ّي ًة عىل األقل ِمن بعض أفكار مؤيدوا الحركة الخمسينية هي ترصيحهم ُمب َ ناهضة املنطق العقيل» 12 ويف الختام أعود ألقتبس مرة أخرى من سبريوس زوذياتس: «ليس لدينا أيّ ِس ِج ٍّل بأن هذه الظاهرة قد ُو ِجدَت يف أي كنيس ٍة عهد الجديد أخرى ،ومل يسعى بولس وال مرة إىل أن ُيع ّرفهم عليها يف رسائله .فإذا كانت دلي ًال روحياً ،واإلمتالء بالروح القدس ال ِغنى عنه فإننا نتو ّقع منه بكل يحث جميع املؤمنني عىل الصالة من أجل هذه املوهبة ،إال أنه بدالً تأكيد أن ّ من ذلك كان يسعى إىل التقليل من أهميتها بني الكورنثيني عىل قدر اإلمكان. 13
(ب) األلسنة كآية إذا بدأنا بالعدد 20نرى أن بولس ُيدخل الكورنثوسيني إىل مستوى أعمق من التفكري « :أَ ُّي َها اإلِ ْخ َو ُة الَ َت ُكو ُنوا أَ ْوالَداً فيِ أَ ْذهَ ا ِن ُك ْم َب ْل ُكو ُنوا أَ ْوالَداً فيِ رَّ ِّ الش َوأَ َّما فيِ األَ ْذهَ انِ َف ُكو ُنوا َكا ِم ِلنيَ» .ويف العدد « 22إِذاً األَ ْل ِس َن ُة آ َي ٌة الَ لِ ْل ُم ْؤ ِم ِن َ ني َب ْل لِ َغيرْ ِ ا ْل ُم ْؤ ِم ِننيَ». كانت املوهبة يف سفر األعامل آية للشعب اليهودي الذي مل يكن قد انفصل إنفصاالً تاماً عن العهد القديم ،ولكن نتيجة لآليات التي ُأعطيت يف ذلك الحني ،مبا فيها آية األلسنة ،فقد أمنوا أخرياً بكامل إنجيل ربنا يسوع املسيح. نجد يف اإلصحاح الثاين من سفر األعامل ،كيف أعطيت األلسنة كآية لغري املؤمنني، فمن جهة ،أتت لتقوم بعكس ما حصل عند برج بابل .يف تكوين 11أربك ال ّله اللغات وتخىل عن الشعوب ودعى شخصاً إسمه إبراهيم (تكوين )12فمن ذلك الوقت فصاعداً صارت إعالنات ال ّله ُتعطى فقط لالرسائيليني بلسانهم .يف يوم الخمسني َّ فك ال ّله عقدة اللغات فأشارت هذه املعجزة عىل أن مشورة ال ّله ،اإلنجيل ،صارت متوفرة لكل اإلمم واللغات والشعوب .بعد ذلك مبارشة ظهرت طبيعة الحقبة الجديدة من بدايتها. »John Stott, «Your Mind Matters -12 Spiros Zodhiates, «Tongues?!», AMG Publishers, 1978, pp 22-23 -13
الكنيسة املخدوعة 21 -
يجب أن أورد هنا مالحظة واحدة :عادة ما ُتظهر األلسنة يف هذه األيام طبيعة بابلية مشوشة تدفع بالناس إىل أن يفصلوا أنفسهم ،وهذا يشري بالحري إىل أن الرب رص َف نظره عن األمم مرة ثانية .إن أزمنة األمم قد أقرتبت حقاً كام يف تكوين 11قد َ من نهايتها (لوقا .)24:21وقد أقرتب الوقت الذي فيه سيقيم ال ّله إرسائيل الروحي من القبور (حزقيال.)37 إن التكلم باأللسنة بحسب كورنثوس األوىلُ 3:12يعترب إستعامل للغة حقيقية وليس مجرد لغو كالمي ،وعادة ما ُيفسرَّ العدد بطريقة خاطئة باألفرتاض بأن أي رب ،فإنه ميتلك الروح القدس ،وهذا عكس ما جاء شخص يشدد عىل أن يسوع هو ٌّ يف متى 22-21:7ويف فقرات أخرى .إن التفسري الذي أعطاين إياه ا ُملبرش رالف شارليز ( )Ralph Shallisلكورنثوس األوىل 3-2:12يرشح املوقف عىل النحو التايل: أوالً؛ إن التك ُّلم باأللسنة يجب أن يكون دامئاً لغة ،وبخالف ذلك ال يستطيع املرتجم أن يعرف ما ُيقال .وعندما نجد ظاهرة غريبة كهذه ألول مرة يف الكتاب املقدس ،فإننا نجد أيضاً عادة املفتاح لها ،ومن الواضح أن ما جاء يف سفر األعامل 2ما هي إال لغات كانت آية معجزية .وإنه ميكن للمرء عىل وجه التقريب أن يورد برهاناً لوجهة النظر لم املعلومات ،بأن اللغة تعني «نظام» لوغوس -كلمة .أما ال ّلغو الكالمي هذه من ِع ْ فتعني «إختالل النظام» التشويش ،الالكلمة ،ظلمة .إن الروح القدس هو روح مي الرب يسوع املسيح بالكلمة (يوحنا.)1:1 النظام (كورنثوس األوىل )33:14وقد ُس َ ثانياً؛ يبدو أن هذا العدد يشري إىل أنه عند النشوة يستطيع املرء بدل من أن يسبح ال ّله ،أن يلعن املسيح.
لكنني أريد التشديد عىل ذلك :إن الناس الذين يخصهم املوضوع ،يف كثري من األحيان ال يكون عندهم إدراكاً للخطأ ويكونون متأكدون بأنهم يخدمون ال ّله ويعبدونه، وتكون نواياهم عادة أكرث من مجرد نوايا صادقة .أحياناً ُيشبهون بطرس الذي بغريته أراد أن مينع يسوع من الذهاب إىل الصليب وف َّك َر أن يخدم ال ّله يف نفس الوقت (متى ،)23:16مهام يكن من أمر ،يف الواقع فإن الشيطان هو الذي أوحى بكلامت العدد ،23عىل الرغم من أن العدد الذي سبقه بالضبط ( )17-16تك ّلم روح ال ّله من خالله بوضوح؟ ومع أن هذا األمر قد حدث قبل يوم الخمسني ،فإن تجربة بطرس يجب أن تن ّبه الكثريين إىل الواقع .إن العد ّو ُيدرك كيف يتالعب بالغرية الجسد ّية. - 22الكنيسة املخدوعة
نجد يف كثري من األحيان أن إمتحان أو إستفسار حقيقة املواهب يوازي إحزان الروح القدس ،و ُيقال بأن علينا «أال نحكم» ،لكن الروح القدس ال يناقض كلمته (رؤيا )2:2ويأمرنا بأن نفحص كل يشء (تسالونييك األوىل )21:5وحتى األرواح (يوحنا األوىل .)3-1:4 وفيام يتعلق بهذه الناحية من الخداع والفحص يكتب ميخائيل جري ِفث: «وألن املوهبة ليست مصادقة ذاتية ،فإننا ُنح َّذر بوضوح يف كورنثوس األوىل 3:12من أن ُن ِط ِّبق فحوصات معينة ،لذلك فسيكون مطابقاً لإلنجيل، وليس يف أي حال إطفاء الروح أو تجربة الروح بأن نقوم بفحص وتساؤل ما إذا الروح يعرتف أن «يسوع هو رب». ّ 14 ونح َّذر مرة تلو املرة بأن ال ُنطفىء الروح القدس ،ويجب حقاً تفادي هذا األمر، لكن أن نغيرّ ترتيب ال ّله متع ِّمدين ونق ِلبه رأساً عىل عقب ،سيزيد يف رأيي من إطفاء الروح القدس .إن ّ أقل املواهب ،فإن أقل موهبة كالتكلم باأللسنة والتي تمُ َّجد أكرث فأكرث يف هذه األيام ُترينا بوضوح شديد أن شيئاً ما عىل وجه التحديد يجب أن يكون خطأ ،فإن بعض الكنائس تشدد بشكل رئييس عىل هذه املوهبة ،فمن الواضح أنه قد إستُب ِدل اإلعتبار والرتتيب اإللهي بيشء آخر. إن ال ّله ليس إله تشويش (كورنثوس األوىل )33:14ووفقاً للعدد 37فإن عالمة الحياة املمتلئة بالروح ليست التشديد كثرياً عىل حامس معني بل بالحري اإلستعداد لإلعرتاف بسلطة كلمة ال ّله .ملاذا أكثري وأكثري من الناس يؤمنون بأن موهبة التكلم بألسنة تشري إىل الروحانية الح ّقة واإلمتالء بالروح؟ وملاذا نتقابل مع مزيداً من املسيحيني يف هذه األيام الذين يترضعون إىل ال ّله أياماً وليايل ،تح ّركهم رغبة واحدة فقط ليك يحصلوا أخرياً عىل اإلختبار «الجميل» والحامس؟ فإذا رفعنا أصواتنا بالتحذير يف هذه األيام فإننا ُنتَّهم بنقص يف املحبة ،و ّيدعي طالبوا هذه املظاهر الفاتنة بأن املحبة تسترُ وتتساهل ،ولكن أال َنعترب أنفسنا مذنبني بالصمت بوجه هذا التحريف للمعايري اإللهية؟ إذا واصلنا اإللتزام ّ الصمت ،وألن الكثريين بالحري الصمت فضيلة ويف عدد ُ 34ط ِلب من النساء ّ طبعاً ،إن ّ Michael Griffiths, «Three men filled with the Spirit», p 31 -14
الكنيسة املخدوعة 23 -
لن يقبلوا بهذا التعليم ،فإننا نجد النساء يف ظروف مع ّينة ي ُقمنَ بالقيادة أكرث فأكرث. يسجل ميخائيل جري ِفث هذه املالحظة بالعالقة مع عدد :34 لذلك ِّ ومع ذلك فإن هذا اإلعتبار قد ُيعطينا ذريعة ألن نتوقف عىل ضوء تو ُّرط النساء الواسع جداً يف الحركة «الجوفاء» 15
ولهذا يجب تكرار ترصيح رجل ال ّله القائل« :إن هذه الحركة ال تلتزم القواعد الصادرة عن بولس» ،الذي ُيساوم ويتساهل بشكل غري كتايب وخاطئ مع املواهب هو فقط الشخص األناين .فاملحبة الحقيقية مع أنها َتق َبل املؤمن يف املسيح إال أنها ال تناقض الكتاب املقدس بل تفرح بالحق (كورنثوس األوىل )6:13واملحبة الحقيقية تحاول أيضاً تحذيرنا كام َذكر (مرييل أونجر) يف كتابه «ماذا تستطيع األبالسة أن تفعل للقديسني». إن القادة الكارزماتيني املشهورين بالشفاءات يرتكبون خطأً فادحاً يف إساءة تقدير هذه القدرات الحقيقية ملواهب الروح ،فعليهم أن ينبذونها. إن التشويش الكارزمايت الواسع اإلنتشار اليوم يف الكنيسة مي ّثل اسرتاتيجية ُمت ّوجة بهالة شيطانية بارعة ومسؤولة عن تفريق شعب ال ّله وإخضاعهم يف قيود ِبدع حقيقية مخفية. 16 إن اإلخوة الواقعني تحت تأثري الروح الخمسينية املزيفة يتّهمون خطأً املؤمنني املتبصرّ ين الذين يشككون بالتعاليم املتداولة والتي ُتعنَى ِب «مواهب الروح» و «التكلم بألسنة» بالقول بأنهم قارصون يف تف ّهمهم لعقيدة الروح القدس ،فهؤالء اإلخوة بعملهم هذا ،يرسمون يف الواقع خط معركة مغلوط .إن املعركة ليست موجهة ضد مواهب الروح أو ضد أخطاء أو إساءة املتحمسني للمواهب .إن الرصاع ّ ّ ّ هو ضد روح املضل الذي ُيقلد مواهب النعمة الساموية و ُيخفي نفسه وراءها بكل خداع .إنه يريد أن يزحف إىل الكنائس من خالل التقليدات و ُيس ِّبب إنقسامات بإحضاره «إنجيل آخر» ويف نفس الوقت ُيلقي بسحره عىل املؤمنني .إنها يف كثري من األحيان تكون مزيج من الحق والباطل ،لذلك فإن هذه الروح أش ّد خطراً عىل املؤمنني من الهجوم والعداء العلني. Ibid, p 21 -15 Merril Unger, «What Demons Can Do to Saints», pp 164 and 168 -16
- 24الكنيسة املخدوعة
أريد أن أذكر بأن املسألة األساسية ليست األلسنة وأنها ليست دامئاً مز َّيفة أو خاصة ،إنه ا ُمل ِهي ِمن .لكن هذه الحركة شيطانية ،فإن ال ّله قد مينحها يف مناسبات ّ بشكل خاص يجب أن ُتعتبرَ وكأن لها مصدراً زائفاً .يوجد يف إنسانيتنا وعواطفنا إحتامالً كبرياً لقبول هذه الظواهر. دعونا أخرياً نأيت بتلخيصّ :إن استعامل األويل لأللسنة من ِق َبل املؤمنؤن يف كورنثوس مل تكن موهبة تبني ،وهذه الرسالة ُتث ِبت أن باستطاعة املرء أن يعيش حياة جسدية موسومة باألخطاء الفاحشة كالزىن واإلنقسامات واملخاصامت وغريها ...ومع ذلك يستطيعون أن ميارسوا الكاريزماتية .إن املواهب ليست بالرضورة معياراً للروحيات والنضوج ،فقد كان الكثري من الكورنثيني تقريباً «إختصاصيني» يف مامرسة األلسنة، لكن هذه املوهبة س ّببت مشكلة يف الكنيسة ،فقد ُو ِصف املؤمنون بحق بجسديني (كورنثوس األوىل ،)3-1:3ولذا كان من الرضوري كتابة الرسالة كلها بسبب إنعدام اإلنضباط يف كورنتوس (اإلصحاح الخامس) ،إال أنه ُس ِكت عن كل يشء تقريباً. ال توجد طريق مخترصة لإلمتالء بالروح القدس ،والقداسة ليست إكتساباً فجائياً للنضوج الروحي من خالل إختبار مثري ،كطريقة يبدو أن جسدنا ُي ّ فضلها ،بل عىل العكس ،فإن القداسة الشخصية هي عملية منو نصبح بها أكرث شبهاً بربنا يسوع بقوة الروح القدس الساكن فينا والذي يحظى مبكانة يف قلوبنا عىل أساس طاعتنا له (أعامل.)32:5
.3وضع األيدي من تجربتي الشخصية ،أود أن أقول أنني أنا نفيس كنت منفتحاً ذات مرة للحركة ووج ُ هت خالل الكارزماتية من خالل كتاب ديفيد ِول ِكرسون «الخنجر والصليب» وقد ِ جلسات املشورة بكثري من ألسنة الزائفة. ترسباً ُمر ِّوعاً إىل الكنائس واملؤمنني، لقد رأينا من خالل الحركة الكارزماتية ُّ وخصوصاً الترسع يف وضع األيدي املتكرر الذي كثرياً ما أس َف َر عن نتائج كارثية. ّ بيد أين ال أعارض عىل العموم وضع األيدي ،ولكن الحالة الوحيدة التي ُأمرنا فيها بخصوص هذه املامرسة يف العهد الجديد ،هي عىل شكل تحذير ال عىل شكل ٌ حض .نقرأ يف تيموثاوس األوىل« :22:5الَ َت َض ْع َيداً َعلىَ أَ َح ٍد ِبا ْل َع َج َل ِة» ويتبعها
الكنيسة املخدوعة 25 -
اآلخ ِرينَ ْ .اح َف ْظ َن ْف َس َك َط ِاهراً» .فقد ُيست ّ سبب ذلك « َوالَ َت ْشترَ ِ ْك فيِ َخ َطا َيا َ َدل من هذا التعليم أنه يعطينا إرشاد عام يشري بشكل خاص إىل تعيني الشيوخ. يح ّثنا الكتاب وملا كان وضع األيدي يمُ ِّثل ضمناً عالمة لتحديد الهوية ،فقد نفهم ملاذا ُ املقدس عىل أن نكون حذرين .ونتيجة للتجربتي املؤملة عيل أن أقول بأن حاميل رش. الروح ِ املضل ميارسون وضع األيدي بتسرَ ُّ ع .ال ميكن نقل الروح القدس بواسطة ب ٍ إن الروح القدس هو ال ّله «ا ِإللَ ُه ا َّل ِذي َخ َل َق ا ْل َعالَ َم َو ُك َّل َما ِفي ِه هَ َذا إِ ْذ هُ َو َر ُّب َّاس َكأَ َّن ُه السماَ ِء َواألَ ْر ِض الَ َي ْس ُكنُ فيِ هَ َيا ِك َل َم ْصنُو َع ٍة ِباألَ َيا ِديَ ،والَ ُي ْخ َد ُم ِبأَ َيا ِدي الن ِ َّ يع َح َيا ًة َو َن ْفساً َو ُك َّل شيَ ْ ٍء» (أعامل.)25-24:17 ُم ْحت ٌَاج إِلىَ شيَ ْ ٍء إِ ْذ هُ َو ُي ْع ِطي ا ْل َج ِم َ أن الروح القدس يمُ نَح فقط بواسطة ال ّله .لكن يف الحركة الخمسينية يجرؤ البرش عىل اإلستغناء عن ال ّله ،بل أيضاً عىل إلقاء األوامر عليه .فبواسطة األيدي َين ُقل الشخص الروح القدس ظاهرياً ،ويف رأيي ينتمي يأيت هذا أيضاً تطبيقاً ملا جاء يف تسالونييك الثانيةَ « ،4:2وا ْل ُم ْر َت ِف ُع َعلىَ ُك ِّل َما ُي ْد َعى إِلَهاً أَ ْو َم ْع ُبوداً» .فالشخص يف الواقع عىل نحو غري ُمدرك يضع نفسه أعىل من ال ّله عندما يدعو الناس هكذا: «تقدّموا لألمام ،سنضع األيدي عليكم ،لتق َبلوا الروح» .وبكلامت أخرى ،إن ال ّله قد ترصفنا ...وهذا يشء أثيم. أصبح اآلن تحت ّ باإلضافة إىل ذلك ،ال يوجد موضع يف الكتاب املقدس يأمرنا فيه بأن ُنع ِّمد الناس بالروح .لقد قيل عن الرب يسوع أنه هو الذي ُيع ِّمد ،فلم ُتو َكل العملية إىل كائن برشي ،أو بكار ٍز «قدير». إن الواقع الصحيح هو أن وضع األيدي بالعجلة أو ملس أي جزء من الجسم هي العالمة ا ُملم َّيزة ألناس متو ّرطون يف ال ِبدَع ،ومدعي الشفاء املعجزي وأشخاص يتعاملون مع األرواح وأرواحيني .وقد سمح الكثريين املؤمنني ألنفسهم بأن يقعوا يف لوحظ منذ فرتة طويلة أن حاميل األرواح املز ّيفة مدفوعني باطنياً، فخ ُمام ِثل ،كام ِ بل ميكن للمرء القول بأنه مسيطر عليهم لنقل هذه القدرة التي قبلوها هم أنفسهم إىل اآلخرين ،وهو ما يحدث عادة عند وضع األيدي أو بشكل حلقات مسك األيدي حيث ُيد َفع الشخص حتى يقيم إتصاالً جسدياً. - 26الكنيسة املخدوعة
يكتب فرانك هوملز عن العبادة الحقيقية: «ال يوجد فيها ْ مظهر أو إستعراض ...وهي غري ُمع ِدية .وهي بعيدة عن اإلنفعاالت الجامعية التي تتو ّلد نتيجة َم ْسك األيدي يف حلقات مماّ هو ُمتّبع يف أوساط السحر وال ِبدع الرشيرة» 17 أن املرء ليشعر مراراً بوخز خفيف أو بإحساس بال ّرجفة خالل وضع األيدي ،أو بتد ُّفق قوة مثل ت ّيار كهربايئ أو حرارة .مل يكن معروفاً يف الكتاب املقدس مثل هذه الظاهرة لكنها مألوفة جداً يف عامل السحر والتنجيم والتعامل مع األرواح واإلستشفاء غاب عن الوعي. الس ْكر ،أو َ النفيسُ .يصاب املرء أحياناً بالدّوار كام لو إستَحوذ عليه ُّ يجب علينا أن نتذكر بأن أحد مثار الروح هو التعفف أو «ضبط النفس». يف كتاب بعنوان «الساعة التاسعة صباحاً» لدنيس بينيت ،املقروء عىل نطاق واسع ،بعد أن إخترب املؤلف أخرياً «معمودية الروح» نقرأ كيف عانقته زوجته وق ّبلته ،وأخربته أنها قد عرفت ما حدث له ،ألنها عرفت ذلك يف الليلة الفائتة عندما حدث أمر غريب ،فعندما َق ِدم إىل البيت ،كانت غارقة يف النوم ،ولكن عندما َفتح الباب سرَ َى ت ّيار قوة يف أرجاء املنزل وأيقظها. 18 إننا هنا نواجه حقاً مسألة خطرية جداً ،ماذا سيكون أمر إخوتنا األعزاء يف الحركة الكارزماتيكية إذا ما قاموا بخلط اإلرواحية الواضحة مع الروح القدس؟ وفض ًال عن ذلك ،أي خطر فادح سيصيب الكنيسة إذا مل يتم متييز هذا الخلط ،أو إذا بقي أناس كهؤالء ميارسون وضع األيدي عىل اآلخرين؟ تجدر املالحظة إىل أن دي ِنس بينيت ُيع َتبرَ كشخصية رئيسية أو حتى كأب لحركة الكارزماتية كلها. ُس ِئل جراّح كان مستشاراً بارعاً« :ما رأيك يا دكتور ،يف الحركة الخمسينية والكارزماتية؟» أشار الطبيب إىل ملف ضخم موضوع أمامه وقال« :لقد جمعت هذه الوثائق التي ُتث ِبت أن حالة كل مريض كانت تسوء بعد وضع األيدي عليه». ّ يقصد وضع األيدي بشكل عام ،بل قصد وضع األيدي الكارزمايت لعل الطبيب مل ُ الترسب إىل هيكل ال ّله ال ميكن تصديقه. الرسيع واملتكرر .هنا أيضاً َيظهر ّ Spiritual Renewal», p 41 -17 Dennis Bennett «Nine o>clock in the Morning», Kingsway Publications Ltd. Eastbourne, E. -18 Sussex 1987, p 43-44
الكنيسة املخدوعة 27 -
ُ اختربت حاالت عديدة من وضع األيدي الفجايئ الذي أدى إىل كآبة عظيمة وإىل لقد الترسب الرسيع واملذهل أصبح ممكناً؟ أفكار قهر ّية وحتى إىل اإلنتحار .كيف إذاً هذا ّ
أومن اآلن أن الكثري من املؤمنني األعزاء يرون أنه من غري املعقول أن مؤمناً مولوداً والدة جديدة يقبل روحأً خادعاً أو مزيفاً ،هكذا فكرت أنا أيضاً لبعض الوقت. ومع أن لدي وازعاً باطنياً ،فقد طلبت من أخ يف الرب ،كان يف ذلك الوقت متكل ًام بألسنة أن يضع عيل يديه .فبعد أن قرأت كتاب ديفيد ِولكرسون رغبت كذلك يف أن أقبل «معمودية الروح» .مل ُأبالِ بتحذيري الداخيل ألنني اعتقدت بأن كالنا مولودين والدة جديدة ولذلك ال ميكن ألي يشء ُمز ّيف أن يتس ّلل ويؤثر ّيف.
والترسب لكن هل هذا صحيح حقاً؟ وهل املؤمن الحقيقي يكون فوق اإلغواء ّ الخفي؟ تشري كورنثوس الثانية 4:11بقوة إىل أن ذلك اإلجتياح ممكناً ،والربهان اآلخر ّ هو كنيسة كورنثوس نفسها.
الترسب إىل املؤمن؟ هل ميكن ّ ُيشدّد بولس الرسول يف األعداد األربعة األوىل من األصحاح العارش يف الرسالة األوىل إىل كورنثوس عىل عالقة اإلرسائيليني الواضحة مع ال ّله ،فإنهم شعب ال ّله الحي الحقيقي ،ويشري العددان 4 ،3إىل أنهم كانوا رموزاً للحياة الروحية الحقيقية. ّ َ وح ّياً» .فإذا وح ّياًَ ،و َج ِمي َع ُه ْم شرَ ِ ُبوا شرَ َاباً َو ِاحداً ُر ِ « َو َج ِمي َع ُه ْم أ َك ُلوا َط َعاماً َو ِاحداً ُر ِ حي بال شك ،ويف معنى مشابه كان أهل كورنثوس كان شخص يأكل ويرشب فهو ّ مؤمنني أصيلني ،و ُب ُن ّوتهم أو كونهم جزءاً يف جسد املسيح مل تكن موضع تساؤل من قبل الرسول ،ولكن بولس يواصل كالمه فيام يتعلق باليهود (عدد )5قائ ًال« :لَ ِكنْ ِبأَكْثرَ ِ ِه ْم لَ ْم ُيسرَ َّ ال ّل ُه ألَ َّن ُه ْم ُط ِر ُحوا فيِ ا ْل َق ْف ِر». ويف العدد التايل يربط بولس هذا التحذير الشديد باملؤمنني من الكورنثيني، ومن األعداد 10-7ي ْع َلم املرء عن عدد من األحداث التي مات فيها إرسائيليو العهد القديم تحت دينونة ال ّله ،ويعلن العدد 11أن « ِفهذ ِه ُ األ ُمو ُر َج ِم ُيع َها أَ َصا َب ْت ُه ْم ِم َثاالً َو ُك ِت َب ْت لإِ ِ ْن َذا ِر َنا »... ليس مثة شك أن يف رسائله كان بولس يقدّم املشورة حول قضايا روحية واقعية، سائل يسأل، والتي كانت موجودة داخل تلك الكنيسة التي كان يكتب إليها .و ُر َّب ٍ - 28الكنيسة املخدوعة
ملاذا كان ينبغي عىل الرسول أن يذكر هذه األحداث؟ وملاذا كان يرغب يف اإلشارة إىل أن الكثريين قد ماتوا بهذه الطريقة؟ هذا املوقف س ّبب مشكلة أيضاً للكورنثيني ،فقد كان يف وسطهم أناس إذن ال ّله بأن ميوتوا جسدياً ،كشف عن هذا يف العدد 30من األصحاحِ « :11منْ أَ ْج ِل هَ َذا ِف ُيك ْم ون َي ْر ُقدُ َ ون ُض َع َفا ُء َو َم ْرضىَ َو َك ِث ُري َ َك ِث ُري َ ون» .وكلمة «يرقدون» تؤدي يف اللغة اليونانية نفس معنى «ميوتون». وعليه ،فإن ف ْه ِمنا لهذا قد ُيط َرح تفسري مشابه للعدد 5من األصحاح 5الصعب هو« :أَ ْن ُي َس َّل َم ِم ْث ُل هَ َذا لِ َّ لش ْي َطانِ لِ َه َال ِك ا ْل َج َس ِد لِكيَ ْ َت ْخ ُل َص وح فيِ َي ْو ِم ال َّر ِّب َي ُسوعَ » فالشخص الذي نحن بصدده والذي اقرتف هذا ال ُّر ُ الفجور الفاحش ،سوف ميوت تعبرياً عن دينونة ال ّله الشديدة (ليس الدينونة األبدية) ،بالرغم من كونه إبن ل ّله ،كام يقول النّص عىل بشكل خاص: وح» ،إذاً هنا لدينا مزيج يفوق ح ّد التّصديق :الطبيعة القدمية ،بسبب «لِكيَ ْ َت ْخ ُل َص ال ُّر ُ الخطايا الفاحشة هي يف قبضة الشيطان ،والطبيعة الجديدة ال تزال ملك املسيح. إن اإلمكانية املتاحة لهذا الشخص يك يندم عن خطاياه قبل أن ميوت ال ميكن أن ُتن َت َقص .والكثري من املع ِّلمني مقتنعني بأن األعداد يف كورنثوس الثانية 11-5:2تشري يف الواقع إىل هذا األمر .إذاً ،إذا كانت هذه هي الحال ،فإن العقاب الجسدي ستُحجب. ال عالقة لهذه األمور بالحياة األبدية (كورنثوس األوىل )32:11ولكن لها عالقة أساسية باملكافآت (يوحنا الثانية .)8-7مل تكن مصادفة أن يعالِج بولس الرسول يف األصحاح 3 من كورنثوس األوىل موضوع املكافآت ،فإن بعض الناس ُيخ َّلصون كام بنار (.)15:3 السؤال اآلن هو :متى سمح ال ّله لشعبه (بالعهد القديم) وألوالده (بالعهد الجديد) أن ميوتوا يف دينونة؟ إين أضع هذا السؤال يف صيغة املايض بتع ّمد ألنني عرص جديدة ،كام سوف نشري الحقاً ،يتدخل ال ّله بآيات ،ومن أومن بأن يف بداية كل ٍ إقتناعي الشخيص بصفة عا ّمة ،يف حالة تجاوزات مشابهة ،فأن الرب مل ُيعد يجلب مثل هذا العقاب الجسدي. متى ع َّرض هؤالء املسيحيون أنفسهم لدينونة ال ّله هذه؟ من الواضح أنه لن الكنيسة املخدوعة 29 -
ُيرضب أحداً حتى املوت بسبب التجاوزات الصغرية .عندما يتأمل املرء باألمثلة املذكورة أعاله ،ويف حقائق أخرى يف الكتاب املقدس ،فإن اإلستنتاج واضح أن ال ّله سيسمح لشعبه (بالعهد القديم) وألوالده (بالعهد الجديد) بأن يدينهم باملوت إذا كانوا غري تائبني يف قبضة إبليس ويف رشكة الشياطني .فإذا فتحوا أنفسهم للخصم ،من خالل ّ الرش العظيم ،وانهمكوا يف مامرسة الخطيئة املميتة ،فإن هذا يهيئ الفرصة لعدو ال ّله ألن ميأل قلوبهم .رمبا كان هذا حال حنانيا وسفرية (أعامل ،)5-1:5فقد مأل الشيطان قلب حنانيا (عدد )3وبالرغم من كونه إبن ل ّله « َو َق َع َوأسلم الروح» (عدد ،)5فقد كذب عىل الروح القدس (عدد ،)3أعتقد أن هذه ال ِفعلة ميكن فقط ملؤمن أن يفعلها ،وألن غري املؤمن ليس لديه الروح القدس (رومية )9-8فإنه ال يستطيع أن يكذب عليه. إن إمكانية مزج النور والظلمة ،الروح القدس وروح الشيطان ،التّقوى وعدم التقوى يف شخص واحد ،هي يف الواقع طعام ثقيل (كورنثوس األوىل ،2:3عربانيني-13:5 ،)14وبطبيعة الحال ،مزيج كهذا ال يوجد يف العامل الغري مريئ ،ألنه مل تكن للروح القدس اي رشكة أبداً مع الظلمة ،لكن اإلنسان إزدواجي. مل يكن بولس قادراً مناقشة هذا املوضوع مبارشة مع الكورنثيني الجسديني ،ومع ذلك فهو يخربهم بذلك بطريقة غري مبارشة ،يف األصحاح ،10ويف ُمفتتح عدد ،14 يشري إىل اإلختالط الروحي الخفي كعبادة الوثن باملقارنة مع االختالط املريئ من خالل الزنا (الجسدي) املشار إليه يف األصحاح .6والحل الذي يطرحه ال ّله لهذا مرة أخرى هو كلم ُة «أهرب» ،وبكلامت أخرى يجب عىل اإلنسان أن ُيبعد نفسه كلياً ومن شتّى الوجوه عن أي يشء يؤدي إىل رشكة مع الظلمة. ويف األعداد من 20-16من األصحاح َ 10يذ ُكر بولس كلمة «رشكة» ثالث مرات، ويقول مبنتهى الوضوح يف القسم الثاين من عددَ « 20ف َل ْس ُت ُأ ِريدُ أَ ْن َت ُكو ُنوا أَ ْنت ُْم شرُ َ َكا َء َّ ني» ،هذا الترصيح ُيبني أنه من املمكن أن تكون ألوالد ال ّله رشكة مع الش َي ِ اط ِ الشياطني ،ميكن للمرء أن ُيح َّذر من يشء عندما يكون يف مجال املمكن ،وتظهر األعداد التالية أن هذا بالتأكيد ممكن والحد الذي كان فيه الكورنثيني فع ًال منخرطني فيه« .الَ ون أَ ْن َت رْ َ َت ْق ِد ُر َ اطنيَ .الَ َت ْق ِد ُر َ ون أَ ْن َت ْشترَ ِ ُكوا فيِ َما ِئ َد ِة ال َّر ِّب ش ُبوا َك ْأ َس ال َّر ِّب َو َك ْأ َس َش َي ِ اطنيَ ،أَ ْم ُن ِغ ُري ال َّر َّب؟ أَلَ َع َّلنَا أَ ْق َوى ِم ْنهُ؟ (كورنثوس األوىل.)22-21:10 َوفيِ َما ِئ َد ِة َش َي ِ - 30الكنيسة املخدوعة
إن ال ّرد عىل هذا السؤال البالغي هو طبعاً «ال» .والربهان عليه كان يجب أن ُيرى يف موت بعض املؤمنني يف الكنيسة ،لقد سمح لهم ال ّله أن ميوتوا .إنه األقوى. إن ما يحاول بولس أن يقوله يف هذه األعداد ميكن أن ُيصاغ عىل النحو التايل: «أنت يف رشكة مع الشياطني ،أنت ترشب من كأس الرب وكأس الشياطني أيضاً». (يف األصحاحُ 20:11يخرب الكورنثيني أن املائدة التي يأتون إليها هي ليست مائدة الرب)« .أنتم رشكاء يف مائدة الشياطني ،لكن هذا موقف مستحيل ومناقض ل ّله ،وسلوككم غري التائب ُيظهر تحدياً ل ّله ،ومثة من قد يعتقد أنكم تتخيلون أنفسكم أقوى من ال ّله .ولكن ملاذا يوجد بينكم هذا العدد الكبري من الضعفاء واملرىض والذين ميوتون؟ ألن ال ّله هو األقوى الذي تستطيعون أن ترونه بينكم». من املؤكد أنه ليس مصادفة أن هذه الرسالة تكشف عن مبدأ إنتقال قوى العامل الخفي من شخص إىل آخر .إنه مبدأ ا ُملامثلة كام ُأشري إليه من قبل مبا يتع ّلق بوضع األيدي .لدينا هنا مثال آخر« :أَ ْم لَ ْست ُْم َت ْع َل ُم َ ون أَ َّن َم ِن ا ْلت ََص َق ِبزَا ِن َي ٍة هُ َو َج َسدٌ َو ِاحدٌ ألَ َّن ُه َي ُق ُ ولَ « :ي ُك ُ وح َو ِاحدٌ » ون الاِ ْثنَانِ َج َسداً َو ِاحداً»َ .وأَ َّما َم ِن ا ْلت ََص َق ِبال َّر ِّب َف ُه َو ُر ٌ (كورنثوس األوىلُ .)17-16:6ذكرت مرة بالسلبي ،ويف األخرى باإليجايب. نفسه فيه ،وهذا إن كل َمن يجعل نفسه واحداً مع الرب يسوع فإنه مياثل َ ميكن أن يكون عند الصليب ،وبفعله هذا فهو يقبل الروح القدس وعندما ميوت للذات وينمو يف الرب ،فقد ميتىلء بالروح أكرث فأكرث .عىل أي حال ،فالذي يجتمع وطبقاً لعدد ،19 بزانية قد يقبل أرواحاً نجساً و ُيخطىء إىل جسده (عددِ .)18 فإن الجسد هو «هيكل الروح القدس» ،وقد يكون يف الخطر من خالل خطايا كهذهْ ، ألن يصبح مسكناً للشيطان (كورنثوس الثانية .)16:6وهذا ال يعني فقط أسوأ أنواع اإلختالط ،بل حتى رشكة مع الشياطني التي هي بطبيعة الحال ض ّد ال ّله كلية .إن إنساناً كهذا يتهدّده خطر شديد من إفساد هيكل ال ّله وأن يصبح بالتايل تحت دينونة ال ّله الظاهرة أي املوت الجسدي« ،إِ ْن َك َان أَ َحدٌ ُي ْف ِسدُ هَ ْي َك َل ال ّل ِه َف َس ُي ْف ِسد ُه ال ّل ُه ألَ َّن هَ ْي َك َل ال ّل ِه ُم َقد ٌَّس ا َّل ِذي أَ ْنت ُْم هُ َو» (كورنثوس األوىل.)17:3 اس ِم ْن ُه ْم إن تحذير الرسول القايس يف أصحاح 10عدد َ « 8والَ َنزْنِ كَماَ َزنىَ ُأ َن ٌ َف َس َق َط فيِ َي ْو ٍم َو ِاح ٍد َ�ث َال َث ٌة َو ِع رْ ُ ش َ ون أَ ْلفاً» يشري دون أدىن شك إىل أن العقوبة تكون موتاً جسدياً .مرة أخرى هذا العدد بارتباطه مع كورنثوس األوىل 5:5و 18:6يثبتان أن يف الدينونة قد يفسد ال ّله هيكلنا ويجعلنا منوت .إن األعداد املذكورة سابقاً الكنيسة املخدوعة 31 -
تنطبق عىل الزنا الجسدي ،أما كورنثوس األوىل 7:10و 22-20:10فتنطبق عىل الزنا الروحي ،أي العبادة النافلة التي تؤدي إىل املوت أيضاً ( )30-29:11كام كان يف زمن الكنيسة األوىل وكذلك اليوم أيضاً. مل يذكر الرسول هاتني املشكلتني مصادفة وكأنهام كانتا بالضبط املشكلتني الرئيسيتني لإلختالط السائد يف تلك الكنيسة ،إنها تذكرنا بأحد تعاليم بلعام الذي «كان ُي َع ِّل ْم ْ ...أن َيأ ُك ُلوا ما ُذ ِب َح لِلأْ َ ْوثان َو َيزْنوا» (رؤيا.)14:2 من املمكن للمؤمن أن يضم نفسه إىل شخص آخر بصورة واضحة بعالقة فجور كالزنا .وباملثل ،فإن هذا ممكناً أيضاً يف العامل الخفي .إننا ،كمؤمنني ،ندرك أن هذه األرواح ا ُملغ ِوية هي كائنات شخصية ،هذان الوجهان من االختالط غالباً ما يتوازيان، يل :أَ َّن َك ُت َس ِّي ُب ا ْل َم ْرأَ َة إِيزَا َب َل ا َّل ِتي َت ُق ُ لهذا نقرأ يف رؤيا« 20:2لَ ِكنْ ِع ْن ِدي َع َل ْي َك َق ِل ٌ ول إِ َّن َها َن ِب َّي ٌةَ ،حتَّى ُت َع ِّل َم َو ُت ْغ ِويَ َع ِبي ِدي أَ ْن َي ْز ُنوا َو َي ْأ ُك ُلوا َما ُذ ِب َح لِ َأل ْو َثانِ » .وقد ُت ُن َب ُؤ هنا أيضاً بعقوبة جسديةَ « :وأَ ْوالَدُهَ ا أَ ْق ُت ُل ُه ْم ِبا ْل َم ْو ِت» (عدد.)23 هذا اإلختالط الحادث يف العامل املريئ وغري املريئ ،هو الذي دار حوله كل وضع الكورنثيني .لقد كانوا حرفياً مليئني بالخمريةولهذا إحتاجوا هذا التأنيب لنزعها منهم. (كورنثوس األوىل )7:5فمن جهة ،كان لديهم عالقة جسدية مع الظلمة ،ومن جهة أخرى كانوا مسكناً للروح القدس. ترسب أرواح ُمخا ِدعة كان الكورنثيون يتوقون بتشوق إىل املواهب وبسبب ّ املثرية للنفس وال سيام إىل موهبة التكلم بألسنة .أما بولس ،كام أظهرنا من قبل، فإنه يعارض مثل هذا التشديد الخطري. إن الحال كام نراه اليومُ ،يظهر موازات قوية مع الكنيسة الكورنثية ،فقد كان الكورنثيون محدودين يف منوهم (أوالد) ،فاسقني يف أسلوب حياتهم ،يتساهلون مع رّ الش ،كانوا حامسيني يف مامرساتهم وهرطوقيني يف تعاليمهم .يكتب جورج جارديرن: «مل تكن املدينة فقط مأساوية كحضارتنا ،بل كانت كنيسة كورنثوس مأساوية مثل قطاع كبري من املسحيحية يف أيامنا ...وقيل أن الرسائل إىل أهل كورنثوس أكرث أسفار العهد الجديد صلة باملوضوع خالل النصف اآلخري من القرن العرشين وهذا القرن .إن الكلامت األكرث صدقاً ال ُينطق بها أبداً» 19
George E. Gardiner, The Corinthian Catastrophe», Kregel Publications, Grand Rapids, 1976, p -19
- 32الكنيسة املخدوعة
وكام ذكرنا سابقاً ،هذا االختالط هو طعام قوي ،فلو أن الرسول قد أخرب الكورنثيني الجسديني بذلك مبارشة ،لكان ذلك كثرياً عليهم ليتحملونه بسبب عدم نضوجهم الروحي .وإنها لحقيقة أن الكثري من املؤمنني غري الناضجني يصبحون ُم َش َّوشني وينزعجون عند التكلم حول هذا املوضوع ،فإما إنهم يرفضون بالحري التفكري باملوضوع أو يعذبوا أنفسهم باستمرار بالفكر (املز ّيف) والذي قد يكون هو نفسه أيضاً «ملبوس من الشيطان» ،عىل أن ِكال َرد َّْي ال ِفعل مغلوط. يف رسالته الثانية إىل الكورنثيني ،أبلغهم بولس الرسول بذلك مبارشة ،ألنهم أصبحوا أكرث نضجاً ،وندموا بعض الندم .ويف الفقرة املذكورة قبل قليل نقرأ كلامت مديح لهم من كورنثوس الثانية...« 4:11أَ ْو ُك ْنت ُْم َت ْأ ُخ ُذ َ آخ َر لَ ْم َت ْأ ُخ ُذوهُ ،أَ ْو إِ ْن ِجي ًال َ ون ُروحاً َ آخ َر لَ ْم َت ْق َب ُلوهَُ ،ف َح َسناً ُك ْنت ُْم َت ْح َت ِم ُل َ ون.»... ومع أن هذا النص ُم َم َّكن بوضوح كثري ،فإن املؤلف ال يؤمن مبا ُيسمى َ «خدَمات للتحرر» .إن الكتاب املقدس ال ُيع ِّلم عن القدرة ،بل مواجهة للحق .يقول الرب يسوعَ « :و َت ْع ِر ُف َ ون ا ْل َحقَّ َوا ْل َحقُّ ُي َح ِّر ُر ُك ْم» (يوحنا ،)32:8إنه ال يقول «عندما ُتخرجون الشياطني من املؤمنني يصبحون أحراراً حقاً .إن املسيحي املولود والدة ثانية ُي َح ُّض عىل اليقظة وأن يتوب وينبذ كل يشء سبب له العبودية (أعامل .)19-18:19إن كلمة الرب ُتط ِّهر ومتنح سالم داخيل وحرية «أَ ْنت ُُم َ اآلن أَ ْن ِق َيا ُء لِ َس َب ِب ا ْلك َال ِم ا َّل ِذي َك َّل ْمت ُُك ْم ِب ِه» (يوحنا.)3:15 يكمن سبب آخر لترسب كهذا يف ظاهرة «اإلستسالم» أود أن أناقش هذه الظاهرة مبزيد من التفصيل.
( )4السلبية
أ .نظرية الهوية (ا ُملام َثلة) لقد كان ال َب ّحاثة العلامنيون يف حقيقية األمر من َ أوض َح يل عن اإلستسالم بطريقة جديدة متاماً .وهنا أتحدث بوجه خاص عن باح َثينْ حازا شهرة عاملية يف أبحاث السري جون إي ْكلس والثاين هو وايلدر ِبنفيلدّ ، ولعل األوسع شهرة الدماغ ،األول هو ّ هو السري جون إيكلس الحائز عىل جائزة نوبل.
الكنيسة املخدوعة 33 -
إكتشف هذان العالِامن (عىل أساس بحثهام يف الدماغ) أن نظرية املاديني الخاصة باملامثلة نظرية خاطئة .ماذا نعني بنظرية املامثلة؟ عندما ترشح إىل شخص يؤمن باملادّية بأن اإلنسان يتألف من أكرث مام هو منظور ،وأن له هوية غري منظورة إي نفس خالدة ،رمبا يجيبك أن هذا كله هراء زائف .إنه ال يؤمن أن ذلك ممكن .فهو يقولّ ،إن شخصيتي أي ما ُيس ّمى نفيس ،هي فقط مجمل ذبذبات كهربائية كياموية ُمع َّقدة جداً يف عقيل ،فعندما يتوقف عقيل تتوقف شخصيتي أيضاً. تح ّقق السري جون إيكلس ووايلدر بنفيلد أن نظرية املامثلة غري صحيحة، فقد اكتشفا أن عقلنا ُيقا َرن بآلة مع َّقدة ينتفع بها كائن غري منظور سماّ ه إيكلس «الذات» .من هذا ندرك أن العقل نفسه ال يستطيع يف الواقع أن يفكر أبداً ،إن ما يفكر حقاً هو الروح الذي يستخدم العقل من موضع أسمى .إن هذان العالِامن يهم أكرث العلامنيان قارنوا العقل بآلة بيانو ،مع أنها يف نهاية املطاف مهمة ،لكن من َّ هو العازف. وتحقق هذان الباحثان أيضاً أنه ليست روحي التي تستطيع أن ُتش ِّغل العقل عىل وجه الحرص ،بل أن بإمكان أرواح أخرى أو روح عىل وجه العموم أن يعمل هذا أيضاً .إن ذاتنا تف ّكر بواسطة العقل متاماً مثلام ُيش ِّغل عامل البيانات حاسوبه. بهذا الواقع الذي يفيد بأن عقلنا هو آلة ال تفكر من تلقاء ذاتها بل ُت ْست َْخدَم بدل ذلك يتم إستخدامها ،إن ظاهرة األفكار القهرية والتجديفية ترتابط معاً .إن قبول األفكار والصور والرؤى التي تتعارض مع إرادة الشخص ،تصبح ظاهرة منترشة القاهرة ،وهو عىل نحو متزايد ،العديد من املؤمنني أيضاً يتحملون من هذه القوى ِ عادة يرتبط بوجود إدعاءات البدَع التي من خاللها يستطيع الروح الغريب أن تح ّول نفسها إىل آلة العقل ا ُملع ّقدة جداً. ّإن املهتدين لألميان من عامل ا ُملخ ّدرات ،عىل سبيل املثال ،ال يزالون يعانون يف بعض األحيان من ذكريات املايض بعد إميانهم ،يتم التخ ُّلص عادة من هذه األشياء عن طريق حياة التقديس .فقد سمعت عدّة شهادات من ِهي ّبيني سابقني ومن مدمني مخدرات وآخرين الذين أبلغوين عن هذه اإلختبارات ،وهذا ما يذ ِّكرنا مبا جاء يف كورنثوسالثانية...« 1:7لِن َُط ِّه ْر َذ َوا ِتنَا ِمنْ ُك ِّل َد َن ِس ا ْل َج َس ِد َوال ُّروحُ ،م َك ِّم ِل َ َاس َة ني ا ْل َقد َ فيِ َخ ْو ِف ال ّل ِه» .يتكلم بولس هنا عن نجاسة بني املؤمنني قد ُأزي َلت من خالل حياة
- 34الكنيسة املخدوعة
القداسة .يذكر بولس نجاسة الجسد والروح ،وكام أفهمها ،فإن نجاسة الجسد تعني الخطايا الجنسية ،وتشري نجاسة الروح إىل ال ِبدع الشيطانية والتجاوزات يف عبادة يح ُّضنا بأن نهرب من األوثان .هكذا كان الحال جزئياً عىل األقل يف كورنثوس ،وبولس ُ الزنا (كورنثوس األوىل )18:6وأن نهرب من عبادة األوثان (كورنثوس األوىل.)14:10 يف هذه األيام ،ترسي يف العامل الغريب عىل األقل موجة من الجنس اإلباحي ومامرسة أعامل ال ِبدع الشيطانية .لهذا نستطيع أن نرى اليوم املزيد من الحاالت كتلك التي كانت سائدة يف كنيسة كورنثوس ،مع تشديد خاص عىل األلسنة واملواهب الخارقة للطبيعة. إن الناس ا ُمل ّد َّنسون بالجسد أو بالروح يربهنون متاماً عىل هذا َ الخلط األثيم الذي يورده بولس قبل كورنثوس الثانية ،1:7وبالتحديد يف أصحاح« 14:6الَ َت ُكو ُنوا َت ْح َت ِن ٍري َم َع َغيرْ ِ ا ْل ُم ْؤ ِم ِننيَ ،ألَ َّن ُه أَ َّي ُة ِخ ْل َط ٍة لِ ْلبرِ ِّ َواإلِ ْث ِم؟ َوأَ َّي ُة شرَ ِ َك ٍة لِلنُّو ِر َم َع ُّ الظ ْل َم ِة؟» ويف كورنثوس الثانية 13:6بولس يحض املؤمنني عىل أن يكونوا ُمت َِّسعني وممتلئني باملسيح وبكلمته ،ومن ثم أن ُيحدّوا من الرشكة مع العامل (عدد )14وأن يخرجوا من وسطهم (عدد )17ومن جهة ثانية علينا أن نكون متوازنني. إن الحركات املسكونية والكارزماتية تربط النور بالظلمة واملؤمنني بغري املؤمنني والكنيسة بالعامل تحت نري واحد طبقاً للتطورات الحاصلة يف هذه األيام األخرية. يتزايد تدنيس الجسد والروح ما بني املؤمنني ،وبالتوازي معها يتواصل التعاطف مع الحركة الكارزماتية واملسكونية. كتب ديفد هانت يف كتابه «الحرب النفسية» ،مخطوطة غري املنشورة« ،إن الباحث يف مجال الدماغ ،السري جون إيكلس (ذي ّ الشهرة العاملية والفائز بجائزة نوبل) َو َص َف العقل البرشي ذات م ّرة باآللة التي ميكن أن ُتش َّغل بواسطة روح .ومن الطبيعي أن تكون شخصيتي هي الروح التي ُتش ِّغل عقيل .ولكنني إذا دخلت يف حالة غيبوبة وألغيت السيطرة عىل قدرايت ،األمر الذي يدعوه اإلروحيني أو الوسطاء الخضوع لق ّوة كونية أو روحية ،فإنه ال يشء حينئذ مينع هذه الروح الجديدة من أن ُت َش ِّغل عقيل وتو ّلد إختبارات قد تبدو واقعية جداً بالنسبة يل ولكنها يف الواقع فهي ال تحصل». الكنيسة املخدوعة 35 -
ب .نشيط أم السلبي؟ بصورة عامة ،يجب أن يقال عن إتباع املسيح والصالة أنه عمل ف ّعال دامئاً .يقول إسع وراء ،قاوم ،إخترب ،أهرب إىل آخره.»... الكتاب املقدس« :إسألوا ،أطلبوا ،إقرعواَ ، يكتب بولس إىل كولويس « َفإِنيِّ ا ِريدُ ْان َت ْع َل ُموا ايُّ ِج َها ٍد ليِ ألَ ْج ِل ُك ْم» (كولويس.)11:2 لقد ُطلب منا أن نكون ساهرين وهذا متاماً عكس «السلبية» أو «عدم الفعالية». صمت أرجو ألاّ ُتسيئوا َف ْهمي ،نحن مدعوون ليكون لنا «خلوة هادئة» وأن َن ُ أمام الرب لكن يجب أال يكون هذا بعقل خامل أبداً .بودّي أن أذكركم بيشوع-7:1 8أو مبزمور 1حيث ُّ يحضنا عىل التغ ّذى بالكلمة والتأمل أو التفكري بها وحفظها عن ظهر قلب .هذه هي الطريقة للخدمة املثمرة والتلمذة ،وهذا عىل العكس متاماً عن العقل السلبي .أو ّد أن أضع هذه الحقائق األساسية جنباً لجنب .إن الروح القدس يقودك إىل ضبط النفس ،أما الروح الكاذب يطلب سيطرة مبارشة عليك .ففي غالطية 23:5يقتبس بولس الكلمة اليونانية ( )enkrateiaوالتي تعني أيضاً :ضبط النفس ،كواحدة من مثر الروح القدس .إن الروح القدس ُينري اإلدراك ،بينام الروح الكاذب ُيط ِف ُئه ،الروح القدس ،أي روح الحق ،تجعل اإلنسان ساهراً ونشيطاً ،أما الروح الكاذب ،أي روح الضالل ،يجعل اإلنسان سلبياً .إن روح الحق يؤثر يف قلبي، أما روح الضالل يستخدم جسدي. إن الروح القدس يق ّوي «ذايت» ليك ُيش ِّغل هذه اآللة بفعالية متزايدة .إن مفهوم «ذايت» ،أي شخصيتيّ ، القصة الواردة يف موضحة كأفضل ما يكون التوضيح ،من ّ لوقا 16عن الرجل الغني ولعازر املسكني ،فعندما مات هذا الغني و َق َب َع يف الجحيم، فقد كان شخصاً متكام ًال هناك ،بالرغم من أن ج ّثته ودماغه كانا قد ماتا وتحلال ،إال إنه يتك ّلم ،ولديه مشاعر ،وقد َتع ّرف عىل لِعازر إىل آخره .فالذي ما زال حارضاً متاماً هو شخصية الرجل الغني التي ميكننا أن ندعوها -نفسه. إن الروح القدس يمُ ّكنني االستفادة من هذه اآللية بشكل جيد عىل نحو متزايد، ويحب مخلوقاته، ولكنه ال يتدخل بصورة مبارشة البتّة ألن ال ّله يحرتم نظام خلقه ّ فلقد حدَّد نفسه هنا وال يتالعب باإلنسان ،لذلك يعلن الكتاب املقدس « َوأَ ْر َو ُاح اض َع ٌة لِ َأل ْن ِب َيا ِء» (كورنثوس األوىل.)32:14 األَ ْن ِب َيا ِء َخ ِ إين ألرغب يف أن أطرح مثاالً ُمر ِّوعاً عن ظاهرة السلبية هذه ،إن القدرة عىل - 36الكنيسة املخدوعة
التضليل الديني موضحة أشد الوضوح يف كتاب نرش من ِقبل أحد أكرب املحافل األرواحية األوروبية ،أي «املَح َفل الروحي» يف مدينة زوريخ ،والكتاب بعنوان «إتصال مع عامل الروح» ،وتحت عنوان «ثقافة الوسطاء» إق ُت ِبس ما ييل رداً عىل السؤال التايل« ،كيف ُيص ِبح الشخص وسيطاً؟»: «إنه يبدأ بصالة قصرية ،ثم قراءة قصرية من الكتاب املقدس ،ثم التفكري مبا قرأه. يبدو أن هذا مظهر من مظاهر التقوى وكتابياً جداً ...ولكن كيف يستم ّر؟ بعد ذلك ،وكام ُأشري سابقاً ،ميسك قل ًام ويضع يده عىل قطعة ورق موضوعة أمامه وينتظر دون أي تو ّتر عقيل ،فإذا ُد ِف َع ليك يد ّون أفكاراً موحاة له بوضوح شديد عىل الورقة ،فإنه يكتبها ،وإذا ما تح ّركت يده بفعل ق ّوة خارجية فعليه أن يستسلم. 20 أو ف ِّكر بالتعليق الذي كتبه ُم ٌ رسل يقيض معظم وقته للخدمة يف الهند« :إذا ذه ْب َت إىل ع ّرافة يف الهند ،فإن أول ما يقوله لك« :دع عقلك فارغاً ،أَس ِقط نفسك أو إفتح نفسك!». يقول الكتاب املقدس« :قا ِوم!» ،وعلينا أن نعترب أيضاً أن ّ كل ُم َن ِّوم مغناطييس يعمل عىل أساس من السلبية ،وأن الرشط للتنويم الناجح أن يفتح الناس أنفسهم له ،وهو يعرتف رصاح ًة بأنه ال يستطيع أن يفعل شيئاً إن كان الشخص ال يرغب بأن يتبعه أو أنه يقاومه. هنا يحذرنا الكتاب املقدس بوضوح بأن نكون ساهرين وأن نقا ِوم .بإتباع املثال الذي ذكر ُته سابقاً ،فإين أريد أن أشدد بأنه ميكن للشخص أن يجد نفس املامرسة السسلبية بني تابعي الخمسينيني والحركة الكارزماتية .وإذ نعلن ذلك ،ال نقصد أن هؤالء الناس ليسوا مسيحيني حقيقيني ،إلن املؤمن املولود ثانية قد يكون أيضاً عرضة ُّ للترسب بواسطة روح كاذب ،كام نقرأ يف كورنثوس الثانيةَ « 4:11فإِ َّن ُه إِ ْن َك َان اآلتيِ َ َ ْ ْ آخ َر لَ ْم َن ْك ِر ْز ِب ِه ،أ ْو ُك ْنت ُْم َتأ ُخ ُذ َ آخ َر لَ ْم َتأ ُخ ُذوهُ ،أ ْو إِ ْن ِجي ًال َ ون ُروحاً َ وع َ آخ َر َي ْك ِر ُز ِب َي ُس ٍ لَ ْم َت ْق َب ُلوهَُ ،ف َح َسناً ُك ْنت ُْم َت ْح َت ِم ُل َ ون». Johannes Greber, «Der Verkehr mit der Geisterwelt» („Communication with the Spirit World», -20 translated), Brunner Verlag, 1937, p 133
الكنيسة املخدوعة 37 -
هنا متاماً نستطيع أن نجد الجهل األكرب واإلفتقار إىل الوعي ،عندما ال يستطيع الكثري من املؤمنني األعزاء التص ُّور ّ بأن إختالطاً كهذا ،قد يكون ممكناً. القس ديفيد جارديرن مؤلف كتاب «البوق يص ِّوت ويصوغ هذه الحال بإيجازّ ، لربيطانيا» عندما يكتب: توص ْل ُت إىل نتيجة وهي أن هنالك بالتأكيد وجود روح آخر يعمل «لقد ّ داخل الحركة الكارزماتية والذي بالتأكيد ليس روح يسوع املسيح ،بالرغم من ّأن الروح القدس يعمل أيضاً». 21 إن املواقف العا ّمة التي أوجزناها سابقاً ال تعني أنه ال يوجد أناس ط ّيبون يف هذه الحركات ،ألنه يجب التسليم بأن مسيحيني كثريين أمناء ومستقيمي النوايا ينخرطون فيها .ولكن يجب علينا أن نفهم بأن إبناً ل ّله قد يجعل من نفسه سلبياً أيضاً. يس إن بطرس الرسول عندما يقول يف بطرس األوىلُ « :9-8:5ا ْص ُحوا َو ْاس َه ُروا ألَ َّن إِ ْب ِل َ َخ ْص َم ُك ْم َكأَ َس ٍد َزا ِئ ٍرَ ،ي ُج ُ ول ُم ْل َت ِمساً َمنْ َي ْب َت ِل ُع ُه هُ َوَ .ف َقا ِو ُمو ُه َر ِاس ِخ َ ني فيِ اإلِميَانِ »... مل يقصد غري املؤمنني بل باألحرى مسيحيني حقيقيني .مييل األشخاص املتحدرون من خلفية مدمني مخدرات أو البدع الشيطانية ،نحو السلبية ،األمر الذي يع ّلل السبب يف أن املتجددين الخارجني من هذه البيئة م ّيالون جداً إىل الحركة الكارزماتية.
ت .السلبية بني الحركات الحديثة
إذا رصفنا النظر متاماً عن التعليم الكتايب املتع ِّلق بشخصية اإلنسان ،فإن الدوائر ترصح بأن استخدام الروح القدس املبارش للجسم والعقل الكارزماتية أو الخمسينية ِّ البرشي وكأنه يتك َّلم من خالله كام لو كان واسطة روح ّية. وإدراكاً مني للتعميم ،فإين أريد منا جميعاً أن نالحظ بأن جميع الحركات من هذا النوع ،إن كانت حركة الخمسينيني يف لوس أنجلس عام 1906أو الحركة الكارزماتيكية يف بدايتها عام 1960أو الكارزماتيكية الكاثوليكية التي بدأت عام ،1967فقد بدأت هذه الجامعات يف كل الحاالت بنبوءات ْإس ُت ِه َّلت بهذه الكلامت: «هكذا يقول الرب» .لكن عىل أية حال ،ال نجد هذه الصيغة يف أي موضع يف العهد الجديد ،ألنها محدودة فقط يف العهد القديم. Quoted by Roy Livesey in «Understanding Deception», New Wine Press, 1987, pp 2-3 -21
- 38الكنيسة املخدوعة
يجب أن نتذكر بأن وحي العهد الجديد يعمل بطريقة مختلفة .ففي بداية رسائل بولس أو بطرس والتي هي كلمة ال ّله بدون شك ،ال نرى التعبري« :هكذا يقول الرب» نستطيع أن نتص ّور مث ًال أسلوب بولس الخاص يف الكتابة ،متنياته الشخصية ،إىل آخره. من هنا نستطيع أن نعلن بوضوح أن الشخصية اإلنسانية للكاتب قد استُخدمت من ّ سيظل سرِ اً ال ميكن إستيعابه متاماً ،فإنه ِق َبل ال ّله .وحتى لو س ّلمنا بحقيقة أن الوحي يتعني علينا أن نحتفظ بفكرة أن الروح القدس ال ُيلغي العقل البرشي والشخصية البرشية أبداً ،بل إننا نالحظ بالحري إنسجاماً مدهشاً بني الروح القدس والشخصية البرشية .هذا ومل نجد يف أي موضع يف الكتاب املقدس إسقاطاً لحرف واحد. وألنهم يؤمنون يف أوساط الكارزماتيكية ا ُملز َّيفة (كام يف الحقيقة يجب أن ُتسمى هذه الحركات) بأن التّكلم املبارش للروح القدس من خالل الكائنات البرش ّية ،فإن هذا ُيع ِّلل الشعور القوي أحياناً با ُملبالغة بقيمة الذات الذي ينتهي يف كثري من املرات إىل الكربياء وال ِعناد ضد التعليم القوي .وإذا كان أحد يش ّكك يف أصل واألساس الكتايب لهذه النبوءات أو حتى يف «الرسائل بصيغة ،أنا يسوع» فس ُيتهم ا ُملشكك يف كثري من املرات بالتجديف عىل الروح القدس ،وأي ّ شك فيام إذا كان الروح القدس هو الذي تك ّلم مبارشة يعترب إساءة .حتى أن املوقف الكتايب الح ِذر ُيعترب خطيئة ضد الروح القدس .ومرة أخرى ،فإن هذه اآلراء الخاطئة تنشأ من فهم مغلوط متاماً للتعليم الكتايب عن الروح القدس( ،علم الهوت الروح القدس) ،وعن الشخصية البرشية (علم طبيعة اإلنسان). إذا كان ال ّله حقاً يتك ّلم بصورة عاد ّية من خالل بعض النبوءات أو الرؤى أو األحالم، فإن هذا يصبح كلمة ال ّله الحارضة ،والكتاب املقدس يصبح كلمته يف املايض ،إذاًَ ملاذا نتعب ليك نتغذى عىل الكلمة؟ هذا يكشف املصلحة الحقيقية للعدو يف اإلنسان «لَ ْي َس با ْل ُخ ْب ِز َو ْحد ُه َي ْح َيا اإل ْن َس ُان َب ْل ُبك ِّل َك ِل َم ٍة َت ْخ ُر ُج ِمنْ َفم ال َّله» (متى ،)4:4هذه أحد ّ أدق ا ُملهاجامت املتخفية بالقناع الكتايب ضد سلطة الكتاب املقدس. إن أَتباع هذه الحركة ،أي املتكلمون بألسنة ،يعتقدون وفقاً لهذا املفهوم، بإقتباسهم عادة من كورنثوس األوىل ،14أن الروح القدس يتكلم أو يصيل مبارشة بهم أو من خاللهم ،لكن التعبري «الروح القدس» مل ُيذكر البتة يف كورنثوس األوىل.14 الكنيسة املخدوعة 39 -
يكتب سبريوس زوذياتس: «نحن نالحظ أيضاً أن تعبري «الروح القدس» ال َي ِرد ُمطلقاً فيام يتع ّلق بالتكلم بألسنة يف كورنثوس األوىل ،14وحيثام ترد الكلامت «روح» أو «أرواح» يف هذا األصحاح ،فإنهام تشريان دامئاً إىل روح اإلنسان. 22 لذلك ميكننا اإلستنتاج أنه عندما يقول بولس الرسول يف كورنثوس األوىل14:14 وحي ُت َصليِّ َوأَ َّما ِذهْ ِني َف ُه َو ِب َال ثمَ َ ٍر» ويف كورنثوس «ألَ َّن ُه إِ ْن ُكن ُْت ُأ َصليِّ ِب ِل َسانٍ َف ُر ِ اض َع ٌة لِ َأل ْن ِب َيا ِء» ،فإن هذا يشري بوضوح إىل الروح األوىلَ « 32:14وأَ ْر َو ُاح األَ ْن ِب َيا ِء َخ ِ اإلنساين. إن قمنا بأ َّية مقارنة فسنتوضح أن مامرسة الكارزماتيني الناشئة عن اإلقتناع ّ بأن الروح القدس س ُيصيل فيهم ومن خاللهم ،يجب أن ُتصنَّف هذه كوساطة أرواح. تلينجر الذي سيطلق عليه لقب «أب الحركة الكارزماتيكية» يف يكتب أرنولد ِب ِ أملانيا ،يف كتابه ا ُمل َس ّمى «التكلم األجوف»: لقد اخترب العديد من املسيحيني أن «هو» يصيل فيهم باستمرار حتى وهم صامتون أو أفكارهم منشغلة بالعمل. 23 هذه أعراض وظواهر منوذجية عن روح كاذب وليس روح الحق ،بل روح الضالل، وعىل العكس من ذلك ،فإن الروح القدس يعمل عىل أن أصيل أنا بنفيس ،وعىل أن أتكلم التكاسل أو السلبية (الخمول) أبداً. أنا بنفيس ،إ ّنه لن يفعل هذه ألجيل ،ألن ال ّله ال ّ يشجع ُ لع ّلنا نستطيع أن ندرك اآلن ،ملاذا يف التعليم املتع ِّلق مبجيئه الثاين ،كثرياً ما يك ّرر الرب يسوع نفسه فيام يتع ّلق بالس ّهر واليقظة .فإن اليوجا ،يف هذه األيام ،والتدريب اإلنعكايس والتأمل التجاوزي ،واملخدرات والحركة الكارزماتيكية ،باألضافة ملا هو من التلفزيون ،كرضب الطبول العنيف ،وموسيقى الروك وما إليها ،كلها تزدهر وترتعرع عىل وتنج ِرف ،وتجعل ذهنك فارغاً ،فنتيجة لذلك أنت تنفتح السلبية ،فإن ُتس ِقط نفسكَ ، و ُتس ِّلم نفسك إىل قوى رشيرة .يف مقابل ذلك نسمع صوت التحذير الكتايب «أسهروا». Spiros Zodhiates, «Tongues?!», pp 22-23 -22 Arnold Bittlinger, «Glossolalia», Rolf Kuehne Verlag, 1966, p 26 -23
- 40الكنيسة املخدوعة
إن اإلقتباس املذكور سابقاً من أرنولد ِبتلينجر أصبح حقيقياً جداً بالنسبة يل بينام كنت أعطي املشورة لشاباً متورطاً يف التدريب اإلنعكايس ،والذي آمن بالرب بعد الجملة: حني .فقد َ وصف تعليمه األسايس يف التدريب األنعكايس كام يعبرَّ عنها بهذه ُ «إين أتن ّفس» أو «إنه يجعلني أتن ّفس». باالعتامد عىل قوة تأثري الظلمة واألرواح الزّائفة ،يحزنني حقاً أن أقول أن الناس يف كثري من املرات تتحكم فيهم األرواح الرشيرة ليس جزئياً فقط ،بل أحياناً تح ّك ًام كام ًال إىل حني ،مام يؤدي بهم إىل أن يقعوا أرضاً «مطروحني بالروح» مغشياً عليهم إىل آخره( .أنظر كورنثوس األوىل،)2:12 نقرأ هنا« :أَ ْنت ُْم َت ْع َل ُم َ ون أَ َّن ُك ْم ُك ْنت ُْم ُأ َم ًام ُم ْن َقا ِدينَ إلىَ األَ ْو َثانِ ا ْل ُب ْك ِم كَماَ ُك ْنت ُْم ون» ويرتجمها الكتاب املقدس باألملانية ِب « ُن َ ُت َسا ُق َ خطف بعيداً» .إن الكلمة اليونانية ( )apagomenoiهي إسم الفاعل الذي يدل عىل الفاعل ملتلقي الفعل لكلمة ( .)apagoوصيغة املبني للمجهول هذه لكلمة (ُ )apagomaiتقرأ حرفياً :أن يكون ُم َمزَّقاً أو مسحوباً. ومن الجدير بالذكر أن هذا العدد يشري إىل كيف أن األصنام صماّ ء (.)aphonos يف الوثنية ال يأيت تبادل األفكار أو اآلراء عن طريق العقل (ال )nousبل عن طريق العواطف والنشوة .وك ّلام كان املر ُء خارج عن ذاته أكرث ك ّلام يكون أقرب إىل من َيع ُبد ،وميكن إدراك هذا يف معظم األحيان كقوة مادية (كالطاقة وتيار وهلم ج ّرا) .إن إتجاه املناقشة الذي إ ّتبعه بولس يف كورنثوس الحرارة الكهربايئ ّ األوىل 19-6:14هو ليك ُيبينِّ كيف أن ما ُي َ نطق به يجب أن ُيف َهم ،وإلاّ فأنه شجع الخروج عن املنطق وتكون له مشابهه أكرث بالوثنية مام باملسيحية. ُي ِّ وعودة إىل الفكرة السابقة :إذا ُأقتيد أحدٌ ضد إرادته ،فإن هذا يتم من ِق َبل روح كاذب ،ألن مثر الروح هو تعفف (أي ضبط النفس) ،يف الواقع إن ما يقوله الرسول بولس للكورنثيني« :حسناً« ،أَ ْنت ُْم َت ْع َل ُم َ ون أَ َّن ُك ْم ُك ْنت ُْم ُأ َم ًام ُم ْن َقا ِدينَ إلىَ األَ ْو َثانِ ا ْل ُب ْك ِم كَماَ ُك ْنت ُْم ُت َسا ُق َ ون» ،لقد تم سياقتكم مثل اإلنسان اآليل ،فإذا كانت أمور كهذه تحصل مرة أخرى اليوم ،فإنه من الصعب أن نفهم ملاذا ُتعترب هذه فجأة وكأن الروح القدس قد أحد َثها .وهذا األمر جدير باملالحظة أكرث ،كام رشح الرسول يف ذلك العدد كيف نمُ ِّيز املواهب الزائفة ومظاهرها .ويكتب ووتشامن ين:
الكنيسة املخدوعة 41 -
«هكذا ،الروح الشيطانية ،عىل أية حال ،تضع الشخص تحت سيطرة ُقوى يترصف مثل آلة خارجية طاغية لتبدو له وكأنها مت ِّثل إرادة ال ّله وتلزمه بأن ّ خالية من الفكر أو اإلرادة» 24 يف سياق الكالم ،فالتقرير التايل املنقول عن كتب كاثرين كوملان زاخر باملعلومات املفيدة: «فوقعت عىل األرض .فيام بعد ،أبلغتْني السيدة دونا ،أنه بينام ُ ُ كنت بعنف باألرض إىل األعىل واألسفل مستلقي ًة عىل األرض ،رض ْب ُت ساقي اليرسى ٍ لدرجة أنها خافت أن رجلها تنكرس .بعد وقت قصري ساعدين بعض املناظرين قدمي مرة أخرى ورافقوين إىل املنصة. ليك أقف عىل ّ 25 مستلق عىل األرض غري قادر عىل مساعدة دعونا نتخيل التايل للحظة :شخص ٍ نفسه وساقه ترتجرج ويرفس بها بعنف لألعىل ولألسفل ،هذه الحال ُتذ ِّكرنا بالحري، إذا ما تحدّثنا موضوعياً ،بإستحواذ أو سيطرة مؤقتة عىل املرء ،من ِق َبل قوة خارجية بدل أن يكون من عمل ال ّله .بطرس األوىل 8:5تقول التايل « ُا ْص ُحوا َو ْاس َه ُروا» .مل َي ُكن للرب نفسه أو الرسل أي إجتامع حيث الناس «يطرحون بالروح» فيسقطون عىل ظهورهم بينام يقف أشخاص مواضعهم خلفهم يك ليلتقطوهم. ال أرغب عند هذه النقطة مهاجمة أي شخص ،ولكنني أريد أن ُأح ِّذر ضد القوى التي تخفي نفسها وراء مظاهر كهذه. يف إجتامعات رينهارد بو ْنك ،الواعظ األملاين الخمسيني ّ الشهري يف جنوب أفريقيا، فإن األشخاص الذين تقدموا إىل األمام ُطرحوا أرضاً. رسى ت ّيار من ق ّوة ال ّله داخل جسدي عندما َوضع القس بونك يديه عيل َ كنت مستلقياً عىل األرض ُ ف َهو ْي ُت عىل األرض تحت ِث َقل القوة .وبينام ُ كنت يف الروح يف السامء مع املسيح .والجمهور املجتمع يك يعتمودوا بالروح Watchman Nee, «The Spiritual Man», Christian Fellowship Publishers, Inc., New York, Vol. 3, -24 1968, p 119 Kathryn Kuhlman, «Nothing is impossible with God», Prentice Hall, The Englewood Cliffs, -25 New Jersey 1974, p 192, translated
- 42الكنيسة املخدوعة
القدس ،بعد خمس ثواين سقط 3500شخص عىل األرض تحت تأثري قوة ال ّله ،وهم يتك ّلمون بألسنة جديدة .لقد كان هذا أعظم مشهد من نوعه يف تاريخ جنوب أفريقيا. 26 مثال مر ّوع آخر عن بيني ِحن ،فإنه ملن املذهل أن َن ْع َلم عن َم ْصدَر « َم ْس ِحه بالزيت». كشف بيني ِحن يف املوعظة التي ُألقيت يف 1991/4/7أنه كان يقوم بزيارة قرب كوملان عىل فرتات منتظمة ،وأنه أحد القالئل الذين ميتلكون (مؤسسة املفتاح للوصول إىل القرب ،كام أنه كان أيضاً يزور قرب إميي ماكربسون ِّ الكنيسة أبطال اإلنجيل ،مالحظة املؤلف) حيث يقول« :شع ْر ُت مبسحة تكريس تحت سلطان ال ّلهُ ... ُمر ّوعة ...إه َت َز ْز ُت كليّ ...إ ْر َتعد ُْت َ قلت« :إلهي الحبيب إين أشعر باملسحة» «...أعتقد أن املسحة بقيت فوق جثامن إميي» .إن قوة عجز َّية ،إنه يستخدمها املسحة تلعب دوراً رئيسياً يف خدمات بيني ِحن ا ُمل ِ ليك «يطرح أرضاً بالروح» كام ف َعلت كوملان قبل ثالثني عاماً ،و َد َر َج ّ الشافون/ اإلنجيليون الكرزماتيون عىل تقليدها منذ ذلك الحني .لكن مع بيني ِحن صار العنْق لذلك توهُّ ج جديد .أجل! وهو مثل كوملان ،يلمس الناس عند الجبني أو ُ ليك يجعلهم يسقطون ،ولكنه أيضاً ينفخ أو ُيلقي «باملسحة» و «يطرح» الناس من مسافة ...وعندما يتحرك املمسك بالناس ليمسك بإمرأة ،يطرحه بصوت بيني ...ثم يطرح املمسك الذي يأيت ليمسك باملمسك ...إنه ينفخ ٍ عالٍ يف «املايكروفون» ...يسقط املئات عىل ظهورهم ...وتنهار إمرأة يف املَ َم ّر األوسط وتبدأ ترثثر ...وبعدئ ٍذ ،يختفي بيني ِحن فجأة ،فتتالىش القوة من القاعة ويأخذ الناس بالتحديق بصمت وهم مصعوقني. 27 إن قوة الرش هذهَ ،تستخ ِدم العامل املادي أيضاً لتُح ِّقق نتائج ،لذلك نحن نالحظ، وضع األيدي التعسفي أو الرسيع كام قد ذكرنا أيضاً ،ألن نقطة اإلتصال الطبيعية كثرياً ما تكون رضورية لنقل الروح الكاذب« .إن للكارزماتيني مفهوماً سحرياً عن ال ّله» هذا ما أعلمني به عالِم الهوت أنجليكاين مشهور ،يف حديث شخيص. Revival Report», No. 6/82, p 15 and No. 3/4, p 3 -26 Dave Hunt «CIB Bulletin», January 1992, Vol. 8, No. 1 -27
الكنيسة املخدوعة 43 -
هيجن ،الذي يدّعي مبواعظه ،الصحة والرخاء من وعىل سبيل املثال ،يعلن كينيث ِ خالل اإلميان اإليجايب ما ييل: «إين أضع يدي عليك بتوجيه من رئيس الكنيسة يسوع املسيح ،وبالطاعة لقانون التالمس واإلتصال .فلمسة يدي تنقل قوة ال ّله ّ الشافية ،ها هي! ها هي. 28
إعتامداً عىل كثافة التسلل ،فإن هذه القوى الرشيرة تكسب سيطرة تدريجية عىل الدماغ البرشي ،ورسيعاً ما تكون قادرة عىل العمل أو التالعب بالشخص وكأنه آلة، ونتيجة لذلك ،فإننا نرى عدداً متزايداً من التقارير ألناس سمعوا أصواتاً ،رأوا أحالماً ورؤى وظهورات مالئكة وهلم ج ّرا .حتى أن بعضهم يدّعي بأنهم شاهدوا يسوع نفسه. مرة أخرى ال بد يل أن ُأط ِلق عىل مثل هذه األمور بالروح املزيفة تتّبع وسائط األرواح. بينام أقول هذا ،إال أنني ال أقصد بأن كل حلم خارق أو معجزة قد حدثت يجب أن تكون ُمخا ِدعة أو شيطانية (إنني أومن بالشفاء اإللهي خصوصاً بحسب ما ُذ ِكر يف يعقوب .)5إمنا أود التشديد ،عىل أية حال ،بأن تكا ُثر هذه األحداث الخارقة اليوم ،وعىل األخص حوادث الشفاء ،كام ُت ُن ِبئَ بها لأليام األخريةُ ،مساقة بقوة أرواح كاذبة. مثال آخر عىل هذا ،هو دميوس شا ِكريان ،مؤسس جامعة «اإلنجيل الكامل لرجال األعامل الدولية،»Full Gospel Business Men‘s Fellowship International ، وهي حركة كانت َح َّفزت الحركة الكارزماتية كثرياً .فعندما َق ِب َل عُ ماّ ده بالروح ،شعر بقوة خف ّية تسحبه للسقوط إىل اإلرض .وميكن للمرء قراءة هذا األمر يف كتابه «أسعد الناس عىل األرض» ،حيث يصف تجربته عىل النحو التايل: ُ سقطت عىل األرض منبطحاً عىل السجادة بال قوة عىل اإلطالق ،غري «لقد قادر عىل القيام والذهاب إىل الرسير. 29 عىل العكس من ذلك ،فالروح القدس يعطينا دامئاً روح ضبط النفس يف حياتنا ،هنا نرى بوضوح هذا الرجل قد ف َق َد ضبط نفسه .فهذا اإلصطالح الخطري املقيت« ،ملبوس بالشيطان ،يعني أن هناك شخصاً آخر يسيطر ع ّ يل لدرجة أنني ال أكون قادراً عىل القيام مبا أريد القيام به .أنا أفقد السيطرة عىل عقيل أو عىل أجزاء من جسدي. Christianity Today», July 1987, p 50 -28 Demos Shakarian, «The Happiest People on Earth», by John and Elizabeth Sherill, Hodder -29 and Stoughton, p 39
- 44الكنيسة املخدوعة
ظاهرة مامثلة ،وهي عندما يفقد الناس سيطرتهم عىل أنفسهم ويسمحوا أن رصح يف تقارير عن تاريخ ُي َس ْي َطر عليهم ،فهذا ما يحصل يف إجتامعات جون وميربُ .ي ّ عمله يف رسالة ألقاها يف مدينة يوربا ليندا عام :1980 ُ مشيت نحو إمرأة ألصيل من أجلها ،فعندما «ونزل علينا الروح القدس... رف ْع ُت يديّ طارت من مكانها ...واصطد َمت بالحائط الذي قابلها ،ثم سقطت عىل األريكة ،فقل َبت الطاولة واملصباح وإصطدمت يف الزاوية ،واآلن أصبح لديها رقبة ُمصابة تحتاج ملن يصليّ من أجلهاٌ ... رجل آخر ،إصطدم يب وأصابني يف صدري وهو يتك َّلم باأللسنة كبندقية ّ رشاش ...ف ّك ُ رت بنفيس ما الذي أطلقناه هنا؟ هذا غريب جداً! ففي اللحظة التي ملسني سقطنا كالنا منطرحني عىل ُ ذهبت إىل البيت وكنت ِش ْب ِه األرض ،وأحسسنا بأن شيئاً ما يف الغرفة .ال ّله!... وقلت لكارول (زوجته) أعتقد أننا ُمق ِدمني عىل يشء ،وعندما ُ سكرانُ ، قلت ُ سقطت حاالً عىل األرض! ...إحدى الفتيات سقطت إىل األرض بعنف هذا شديدُ ، فقلت يف نفيس أنها ستموت ،لقد رض َبت رأسها يف الكريس ثم بالطاولة ُ سمعت عن فكرة املتل ّقفني (الذين ثم باألرض ،بانج! بانج! بانج! ...عندها ً ميسكون بالشخص قبل سقوطه) ،فحصلنا عىل بعضا منهم. 30 مرة أخرى ،إننا ندرك األعراض الكالسيكية للقوى الروحية ،ولألسف فنحن نجد هذا يف الحركة الكارزماتية عام ًة ،حتى منذ البداية ،مبا ُيسمى «معمودية الروح» التي مارستْها أغنيس أوزمان ،التي بحسب تاريخ الخمسينيون كانت أول من تك ّلم ينم بالفعل عن إنعدام فعيل لضبط النفس. بألسنة يف القرن املايض ،وهذا ُّ تم إعتقاله مؤخراً لقد َذ َكر تشارلز بارهام ،مؤسس الحركة الخمسينية ،الذي ّ بسبب أعامل شائنة وفظيعة ،فيقول: يت ،بالكاد ك ّر ُ وضعت يديّ عليها (آغنيس أوزمان) وص ّل ُ ُ رت ما «لقد ٌ يعا ِدل ثالثون كلمة ،عندها ّ وهالة أحاطت بوجهها ورأسها، حل عليها املجد، وبدأت تتك ّلم بال ّلغة الصينية ،ومل َت ُعد التكلم باللغة اإلنكليزية ملدة ثالثة أيام .وعندما أرادت أن تكتب لنا عن إختبارها هذا ،كتبت بال ّلغة الصينية. 31
John Wimber, verbatim quotation from a tape -30 Lile Murphy, «Beginning at Topeka», quoted in Calvery Review, Spring 1974, Volume XIII, p 4 -31
الكنيسة املخدوعة 45 -
وقد ظهر بأن هذه الكتابات اليدوية مل تكن لغة من أي نوع بل خربشة متشابكة. يكتب جون ستوت ،مشرياً إىل أفسس،18:5 «إن الكلمة اليونانية ( )asotiaتصف حرفياً الوضع الذي ال ميكن ألي الس ْكر هي فقدان السيطرة عىل شخص السيطرة عىل نفسه ،وألن حالة ُّ الذات ،لهذا يكتب لنا بولس بأنه يجب تحايش مثل هذا الوضع ،والبديل لذلك هو اإلمتالء بالروح ،ما ال ينطوي عليه فقدان السيطرة عىل ا لذات ،بل بالعكس ،فإنه ُيط َلب منا أن نكون منضبطني كام جاء يف غالطية ،23:5وهذا جزء من مثر الروح الذي هو التع ّفف (.»)enkrateia 32 السياق ،جدير باملالحظة ،ما كتبه ج .ه .النج يف كتابه «السنوات األوىل لحركة يف هذا ّ أنجلوس عام :1906 األلسنة الحديثة» ،راجعاً بهذا إىل بداية حركة الخمسينيون يف لوس ِ وتوجهت نحو البيانو ،وكان زوجها يعرف «قامت إحدى النساء يف إجتامعّ ، أنها ال تقدر عىل العزف ،قام وأقفل غطاء البيانو لِتجنُّب اإلحراج ،ولكنها بالرغم من أنها سارت بني املقاعد بأعني مغلقة متاماً ،وصلت إىل البيانو بأمان، فتحته ثانية وعزفت عليه املوسيقى» 33 هذا مثال كالسييك لعمل األرواح املزيفة ،إن «اآللة البيولوجية» للمرأة كانت مبثابة آلة للروح ا ُملض ِّللة ،التي عزفت من خاللها عىل البيانو ،فبهذا تكون املرأة قد ترصفت كوسيلة فقط. إن شهادة ت .ب .بارات -الذي ُيعتبرَ أباً للخمسينية األوروبيةُ -مشابهة جداً ،حيث يصف معموديته بالروح القدس ،والتي حصل عليها يف 5ترشين الثاين عام 1906كام ييل: «لقد جائتني القوة فجأة ،مام جعلني أنبطح عىل األرض وأتكلم باأللسنة دون تو ّقف لبعض الوقت ،ويف الواقع إستمريت يف التكلم باأللسنة ...ويبدو أن يداً من حديد قد مسكت ف ّ يك ولساين إذ تفاعال مع هذه القوة الغري مرئية» 34
John Stott, «Baptism and Fullness», p 56 -32 John Stott, «Baptism and Fullness», p 56 -33 Ibid, pp 28-29 -34
- 46الكنيسة املخدوعة
هنا أيضاً نالحظ ،عوارض الوسائط الكارزماتية ،وأيضاً أين ميكننا أن نجد الرسل يف رسائلهم يح ّثون املؤمنني عىل طلب إختبار ثانٍ للمعمودية بالروح كام يدّعي بارات. يف مجلة أملانية للخمسينيني ،يروي يونجي شو ،راعي أكرب كنيسة عاملية يف سيؤول ،يف كوريا الجنوبية ،كيف ينسب إهتدائه وبالتايل شفاءه من مرض ّ السل، بعد أن ذكر كيف وقف يسوع إىل جانبه البساً إكليل الشوك والدماء تسيل عىل صدغيه ،فيواصل قائ ًال: ُ حاولت التوقف ،لكن بدا وكأن شخصاً آخر «بدأ لساين وشفتاي تتك ّلامن، فصح عماّ بنفسه بالقوة ،مل أعرف ما كان هذا ،ولكنني سيطر عىل لساين وأراد أن ُي ِ ُ تح ّق ُ أحسست باألفضل» قت من أنني عىل قدر ما تك ّل ُت أكرث ،عىل قدر ما 35 كثرياً ما تهاجم األرواح الرشيرة الجهاز العصبي لضحاياها ،فالكثريون ممن تك ّلموا باأللسنة ،وبعد أن إختربوا «بركات» عجيبة حسب الظاهر ،إنتهوا بهم األمر إىل إنهيارات عصبية وإنفعاالت غري منض ِبطة ،أو إىل ما هو أسوأ ،إىل مستشفيات األمراض العقلية ،أو حتى إىل أفدح اإلنحرافات الالأخالقية .وقد ح ّذر ر .أ .تور: لقد رافق «حركة األلسنة» أشد أعامل الفوىض واإلنحرافات فداح ًة ،...ويف عدد من الحاالت لرجال ونساء هم قادة يف الحركة ،ثبتت إدانتهم يف أشنع العالقات مع بعضهام البعض ،ويف كثري من الحاالت زخرت الحركة بالفحشاء ذي الصبغة األشد فضاح ًة .هذا ال يعني بالرضورة أنه ال يوجد يف الحركة أشخاصاً ذوي فكر نظيف ونوايا حسنة من رجال ونساء ،بيد أن الحركة بكاملها قد ط ّورت مزيداً من الالأخالقية أكرث من أي حركة عرصية باستثناء حركة اإلرواحية التي تحالَ َفت معها عن كثب يف إتجاهات عدة. 36
ث .السقوط إىل الوراء لعله من الجدير باملالحظة أيضاً ،أن يف إجتامعات شفاء كهذه ،كثرياً ما يقع املشاركون بأجسادهم عىل ظهورهم ،وكان يحصل هذا الحال مع كاثرين كوملان يف الحمالت التي قام بها رينهارد بو ْنك .يف بعض اإلجتامعات مع جون وميرب ومع Wort + Geist», (Word + Spirit), December 1973, p 13 -35 .R.A. Torrey, «Is the Present <Tongues> Movement of God», leaflet, The Biola Book Room, California -36
الكنيسة املخدوعة 47 -
جمعية ( Y.W.A.Mحركة إرسالية الشباب) ،كام ُأ ْب ِل ْغ ُت بذلك يف أملانيا ،ويف بعض لقاءات رجال الكنيسة الذين ُيس ّمون الحركة العاملية لرجال األعامل لإلنجيل الكامل، وبطبيعة الحال يف إجتامعات أخرى عدةُ .فسرِّ َت الظواهر التي يبدو فيها الشخص مطروحاً بالروح ،عىل أنها عمل ال ّله ،وإحدى هذه الظواهر األخرية ُس ِّم َيت ِب « Toronto Blessingبركة تورونتو»: «عندما وضع رينهارد بونك يديه ع ّ ُ أرض يل، سقطت إىل الوراء فوق ٍ حجرية وكأين ضرُ ِ ُ إحساس بالشعور ،وفارقني كل بت بصا ِعق ٍة وفقد ُْت كل ٍ إحساس طبيعي ،لكنني مل ُأ ْو َذ من هذه السقطة الفجائية» 37 أود أن أوضح بتشديد خاص ،أن الروح القدس ال يعمل بهذه الطريقة مطلقاً .فإن سقط شخص ما يف حرضة ال ّله ،فهو يسقط عىل وجهه (ملوك األول ،39:18متى،6:17 لوقا 16:17وغريها) ،والتي هي عالمة عىل الخضوع .وكورنثوس األوىل 25:14توضح الحالة متاماً ،باعتبارها اإلصحاح ا ُمل ّ فضل لدى أتباع الحركة الخمسينية ،بأن اإلنسان الذي ُيب ِّكته الروح القدس سوف يسقط عىل وجهه. هل هناك شواهد كتابية عن سقوط الشخص إىل الوراء؟ إن الفقرات التي تذكر هذه الظواهر تشري بوضوح إىل دينونة ال ّله .فعندما سمع عايل الكاهن أن الفلسطينيني رسقوا تابوت العهد ،سقط عن كرس ّيه إىل الوراء ومات (صموئيل األول .)18:4لقد أعلن ال ّله أنه سوف يأيت بالدينونة عىل بيته (صموئيل األول.)34:2 مثة فقرة َمجاز ّية تشري إىل أَ ْوجه مشابهه قد تكون يف تكوين.17:49
يتكلم ال ّله يف إشعياء 7:28عن إقامة دينونة لألنبياء ال َك َذبة ،أخرياً يقول العدد13 «...هُ نَا َق ِلي ًال هُ ن َ َاك َق ِلي ًال لِ َي ْذهَ ُبوا َو َي ْس ُق ُطوا إِلىَ ا ْل َو َرا ِء َو َي ْن َكسرِ ُ وا َو ُي َصادُوا َف ُي ْؤ َخ ُذوا». يف كثري من األحيان يرافق هذا «املطروح بالروح» تك ُّل ٌم بألسنة ،وهذا ُي َذ ِّكر الشخص ني َو َت َت َك َّل ِم َ بإحدى الفقرات يف إشعياءَ « 4:29ف َتت َِّض ِع َ ني ِمنَ األَ ْر ِض َو َين َْخ ِف ُض َق ْو ُل ِك ِمنَ اب َو َي ُك ُ اب». ون َص ْو ُت ِك َك ِخ َيالٍ ِمنَ األَ ْر ِض َو ُي َش ْق َش ُق َق ْو ُل ِك ِمنَ الترُّ َ ِ الترُّ َ ِ يشري سقوط الشخص إىل الوراء إىل كشف عورة املرء أمام ال ّله .لهذا السبب، درج « َوال َت ْص َع ْد ِب َد َر ٍج إلىَ مل يكن مسموحاً بناء املذبح يف زمن العهد القديم مع ٍ َم ْذ َب ِحي كيَ ْ ال َت ْن َك ِش َف َع ْو َر ُت َك َع َل ْي ِه» (خروج.)26:20
Gerhard Wissmann, «Jesus - Nachfolge oder Jesus - Trip», unpublished but circulated article, p 29 -37
- 48الكنيسة املخدوعة
الشخص الذي يسقط عىل وجهه فيسرت عورته أما ال ّله القدوس .إنه روح عدو ال ّله الذي يكشف عورة اإلنسان (رؤيا .)15:16هذه الظاهرة هي مثال كالسييك ،إما عن تأثري شيطاين أو إظهاراً لدينونة ال ّله.
ج .اإلختبار خارج الجسد يتوقف عىل مدى قوة سيطرة القوى الرشيرة التي ميكن أن تكون عىل نفيس ،فإنه بإمكان هذه القوى أن ُتخرج حتى ذايت الباطني أو كياين غري املريئ ،ليصبح ُمنفص ًال عن جسدي .هذا ما يسمى «إختبار خارج الجسد ،وهي ظاهرة معروفة يف األرواحية من الدرجة األوىل .وينتمي إختبار املوت إىل نفس الفئة كام جاء يف تقارير كويبلر روس ويف كتاب رميوند مودي الرائج جداً بعنوان «حياة بعد الحياة» حيث روى الناس فيه كيف مت ّلكهم شعور بأنهم خارج أجسداهم يجلسون أو يستلقون يف مكان ما عن بعد. إنني أذكر هذه األشياء ،ألنك تجدها أكرث فأكرث يف مؤلفات املسيحية .مرة أخرى عىل سبيل املثال ،يصف دميوس شاكريان يف كتابه املذكور آنفاً «أسعد الناس عىل األرض» الرؤيا التي أفضت إىل تأسيس مؤسسة «اإلنجيل الكامل لرجال األعامل الدولية» .وهنا يخترب دميوس شاكريان نفسه ُمع َّلقاً فوق األرض .وعند نهاية رؤياه يعود إىل بيته يف داوين ،بكاليفورنيا ،حيث يرى نفسه راكعاً ُيصليّ .إن هذا رحلة ديني. للنّفس ،رحلة خارج الجسد ،تلبس مظهراً ّ كتاب آخر ُم ٌ تداول تداوالً واسعاً لبِلقيس الشيخ بعنوان «ألله هل هو أيب»، هناك ٌ إنه قصة آميان سيدة باكستانية مسلمة إختربت أيضاً تجربة رحلة النفس ،ومثة كتاب آخر بعنوان «مالئكة يف ُم ِه َّمة» ملؤلفه روالند بِك ُذ ِك َرت فيه ظواهر كهذه. إن كينيث هاجني ،وهو قائد رئييس ملا ُيس ّمى ِب «حركة اإلميان» كانت له إختبارات عديدة من «إختبار خارج الجسد». يكتف هاجني بالتفاخر بزيارات مزعومة إىل السامء وإىل جهنم فحسب، مل ِ بل إنه يف كتاباته ،يروي عدة تجارب من إختبارات خارج الجسد ،بتفاصيل واضحة .ففي أثناء تجديده عام ،1933ذكر أنه حصل عىل إختبار خارج الجسد قا َر َب املوت« :لقد دخلت عائداً إىل جسدي ،كام َيدخل الرجل إىل الكنيسة املخدوعة 49 -
بنطاله يف الصباح ،ونفس الطريقة التي خرجت فيها عن طريق فمي»
38
إنه ألمر ُم َر ِّوع أن نرى كيف انترشت هذه الظواهر ،وكم من الرضوري أن نكون ساهرين يف أيامنا هذه.
.5آيات وعجائب إننا نسمع يف أيامنا املرة تلو املرة عن تشدي ٍد ُمتنام عىل اآليات والعجائب ،فقد ابتكر جون وميرب من كاليفورنيا عىل سبيل املثال جملة جديدة بعنوان «الكرازة بالقوة» .إنه متأكد بأنه مبالزمة اآليات والعجائب فقط ،سوف يقنع غري املؤمنني عىل بشكل واسع بحقيقة اإلنجيل. لذلك ،نريد هنا أن نبحث يف األناجيل ونعالج هذا الجانب من املوضوع .فهل العالمات والعجائب هي وعد لكل كارز «ممتىلء بالروح» ولكل رِّ مبش؟ أم أنها منحرصة عىل األغلب يف العرص الرسويل؟ ُ إستقيت يف الفقرة التالية عدّة أفكار من املقالة الرائعة التي كتبها جون ويتكومب بعنوان «ال ِعلم الحديث واملعجزات الكتابية». آيات يف إنجيل يوحنا: كثرياً ما يبحث املؤمنون عن برهان منظور ملموس بأن كلمة ال ّله صادقة وموثوقاً بها .أال يق ّوي هذا إمياننا مث ًال ْ ألن نكون يف فلسطني ونرى يسوع رؤية حقيقية وهو يعمل هذه العجائب أمام أبصارنا ا ُمل َج َّردة؟ أال يجعلنا هذا ناضجني و ُي َث ِّبت إمياننا يف الحال؟ لكن هذا نهج خاطئ ُك ِل ّياً ،ففي الواقع أن ّمثة غاية واحدة ُت ْب َت َغى من إنجيل يوحنا وهي أن ُنث ِبت أنه ال ميكن ألحد أن يتجدد مبج َّرد مشاهدة العجائب ،وال ميكن ألحد أن يصبح ناضجاً حقاً يف اإلميان املسيحي بذلك األسلوب التجريبي .ملاذا؟ يم فيِ ِعي ِد دعنا نفحص عىل سبيل املثال يوحناَ « 23:2ولَماَّ َك َان (يسوع) فيِ ُأو ُر َش ِل َ ا ْل ِف ْص ِح ...،آ َمنَ َك ِث ُري َ ات ا َّل ِتي َصن ََع» ،هنا ،من املمكن أن تقول، ون ِب ْاس ِم ِه إِ ْذ َرأَ ُوا اآل َي ِ
Hank Hanegraaff, «Christianity in Crisis», Harvest House Publishers, 1993, p 334 -38
- 50الكنيسة املخدوعة
ها هنا أناس آمنوا باملسيح ألنهم رأوا عجائبه ،وكثريون تبعوا املسيح ألنهم رأوا اآليات ،فإذا استطعنا نحن أيضاً أن نعمل اآليات والعجائب فإن الكثريين سيؤمنون. ومع ذلك ،الحظ العددين التاليني« :لَ ِكنَّ َي ُسوعَ لَ ْم َي ْأتمَ ِ ْن ُه ْم َعلىَ َن ْف ِس ِه ألَ َّن ُه َك َان يعَ .وألَ َّن ُه لَ ْم َي ُكنْ ُم ْحتَاجاً أَ ْن َي ْش َه َد أَ َحدٌ َع ِن اإلِ ْن َسانِ ألَ َّن ُه َع ِل َم َما َك َان َي ْع ِر ُف ا ْل َج ِم َ فيِ ا ِإل ْن َسانِ ». هذا النوع من اإلميان مل يكن من النوع الذي يجعل الرب يأمتن هؤالء الناس عىل ومؤسس نفسه ،فقد عرف قلوب هؤالء األتباع وأن إميانهم كان سطحي فحسب، َّ الح ّس. عىل تجربة ِ
أ .ردّة فعل نيقودميوس هذه الحالة اآلن مرشوحة يف األصحاح التايل من إنجيل يوحنا ،وعلينا أن نقرأ الفقرة كلها يف سياقها .إن اإلنتباه ُم َر َّكز عىل واحد من هذا النوع من «املؤمنني» أي املدعو نيقودميوس« .هَ َذا َجا َء إِلىَ َي ُسوعَ لَ ْي ًال َو َق َال لَهَُ :يا ُم َع ِّل ُم َن ْع َل ُم أَ َّن َك َق ْد أَ َت ْي َت ِمنَ ال َّل ِه ُم َع ِّل ًام ات ا َّل ِتي أَ ْن َت َت ْع َم ُل إِ ْن لَ ْم َي ُك ِن ال َّل ُه َم َعهُ» (يوحنا)2:3 ألَ ْن لَ ْي َس أَ َحدٌ َي ْق ِد ُر أَ ْن َي ْع َم َل هَ ذ ِه اآل َي ِ ال ريب يف أن نيقودميوس آمن بعجائب يسوع ،وعليه فقد يظن املرء أن الرب قد يبتهج لدى سامعه ملثل هذه الشهادة من إنسان يف هذه املكانة ،أال يعطي ِمثله دافع جديد لهذه الحركة الجديدة التي كانت ما تزال حتى ذلك الحني ُم َؤ َّلفة أساساً ٌ من صيادي سمك ومن جايب الرضائب؟ اآلن نحن نعرف أن هذا هو بالضبط ما مل َي ُق ْله الرب ،لقد أجاب الرب بترصيحه الشهري التايل« :ا ْل َحقَّ ا ْل َحقَّ أَ ُق ُ ول لَ َك :إِ ْن َك َان أَ َحدٌ الَ ُيولَدُ ِمنْ َف ْو ُق الَ َي ْق ِد ُر أَ ْن َي َرى َم َل ُك َ وت ال َّل ِه» (يوحنا .)3:3وبكلامت أخرى« :يا نيقودميوس أنت بعيد جداً عن امللكوت ،بحيث أنك ال تستطيع حتى أن تراها .أنت رأيت آيات وعجائبَ ، لكنك م ّي ٌت روحياً ،وعليك أن تولد ثانية» .ملاذا؟ أمل يؤمن بالعجائب؟ طبعاً آ َمنَ .ولكن هنا ومن هذا اإلنجيل نستطيع أن نتع ّلم أن اإلميان مبا توصله لك أحاسيسك ال ُت َخ ِّلص أحداً .إن اإلميان الحقيقي هو مبستوى أسمى ونيقودميوس مل يكن ميلك هذا اإلميان. لكن هذا هو اإلميان الذي يجب عليك وعيل أن منتلكه ليك تكون لنا حياة أبدية. الكنيسة املخدوعة 51 -
علينا أن ندرك من أننا خطاة هالكون تحت دينونة ال ّله ،ويجب علينا أن نفهم أن اإلميان بإبنه فقط يستطيع أن ُيخ ِّلصنا من الغضب اآليت ،وبأننا بطبيعتنا فاسدون متاماً وعلينا أن ُنولَ َد ثانية .وكام يشري هذا اإلصحاح الشهري بوضوح شديد ،أننا ال نولد ثانية مبشاهدة اآليات والعجائب ،بل بإميان حقيقي بالرب يسوع وعمله ال َك ّفاري عىل الصليب وبكلمته« ،اَ ْل َحقَّ ا ْل َحقَّ أَ ُق ُ ول لَ ُك ْم :إِ َّن َمنْ َي ْس َم ُع ك َال ِمي َو ُي ْؤ ِمنُ ِبا َّل ِذي أَ ْر َس َل ِني َف َل ُه َح َيا ٌة أَ َب ِد َّي ٌة» (يوحنا.)24:5 لكن رؤية العجائب ليس ضامناً للخالص أو للحياة األبدية بأي حال من األحوال. هنالك فرق كبري بني السامء وجهنم ،كذلك األمر ما بني قبول الدليل التجريبي من خالل إختبارات إحساسك مبعناها ّ الظاهري ،وما بني التع ّرف عىل حقيقة املتعلقة شخص ال ّله األزيل وبني اإلنسان يف حالة دينونة روحية .علينا أن نفهم حقيقة عمل يسوع املسيح الج ْل ُجثة وقيامته بالجسد بإعتباره إكتامل عمله الفدايئ نيابة عنا. التام عىل صليب ُ هذا إختالف أسايس و ُي َبينِّ لنا أن رؤية العجائب ليست منهج ال ّله لتغيري قلوب البرش. إن موضوع اآليات والعجائب تتخ ّلل هذا اإلنجيل بأكمله .ففي يوحنا 48:4يقول الرب بنغمة اإلتهام« :الَ ُت ْؤ ِمن َ ات َو َع َجا ِئ َب». ُون إِ ْن لَ ْم َت َر ْوا آ َي ٍ
ب .رد فعل أل 5000 مثة فقرة أخرى تشري إىل نفس املبدأ يف يوحناَ « 2:6و َت ِب َع ُه َج ْم ٌع َك ِث ٌري ألَ َّن ُه ْم أَبْصرَ ُ وا آ َيا ِت ِه ا َّل ِتي َك َان َي ْصن َُع َها فيِ ا ْل َم ْرضىَ » هنا جمع غفري يتبعونه بسبب عجائبه التي َصنَعها أمام عيونهم،وقدكانوامقتنعنيمتاماًمنأنهأكربصانععجائبقدشاهدهالعامل،ومل َي ِخبأ َم َلهم. يف األعداد التالية ،لدينا تقرير عن عجيبة إطعام ال 5000شخص والتي َيدْعوها يوحنا مرة أخرى آية .إن إنجيل يوحنا هو سفر العهد الجديد الذي تتكرر فيه أكرث ما يكون كلمة آية ( )semeionباليونانية. َبعد أن أطعم هذا الجمع الفقري مل َي َت َبقّ أي ُمت ََش ّكك .كان هناك «إميان» كامل َّاس اآل َي َة ا َّل ِتي َص َن َع َها َي ُسوعُ َقا ُلوا :إِ َّن هَ َذا بيسوع .أنظر إىل العدد َ « 14ف َلماَّ َرأَى الن ُ هُ َو ِبا ْل َح ِقي َق ِة ال َّن ِب ُّي اآلتيِ إِلىَ ا ْل َعالَ ِم» .لقد أرادت الجموع أن تختاره ملكاً عليهمّ .إن إنساناً إستطاع أن ُي ْكثرِ الخبز بكلمته فقط ،واضح أنه هو إنسان الساعة القادر عىل تلبية إحتياجات األمة عىل كل املستويات املادية.
- 52الكنيسة املخدوعة
هل كان يسوع ُم ْق َت ِنعاً بأن إميانهم كان صادقاً؟ لقد إنسحب من بينهم كام نقرأ يف العدد 15التايلَ « :وأَ َّما َي ُسوعُ َفإِ ْذ َع ِل َم أَ َّن ُه ْم ُم ْز ِم ُع َ ون أَ ْن َي ْأ ُتوا َو َي ْخت َِط ُفو ُه لِ َي ْج َع ُلو ُه َم ِلكاً ا ْنصرَ َ َف أَ ْيضاً إِلىَ ا ْل َج َب ِل َو ْحدهُ» .الحظ أيضاً ما قاله يسوع لهذا الجمع يف عدد:26 ات َب ْل ألَ َّن ُك ْم أَ َك ْلت ُْم ِمنَ ا ْل ُخ ْب ِز َف َش ِب ْعت ُْم». «أَ ْنت ُْم َت ْط ُل ُبو َن ِني لَ ْي َس ألَ َّن ُك ْم َرأَ ْيت ُْم آ َي ٍ هكذا ،ومن أجل إشباع رغبة جسدية أنانية فيهم ،ولجعل مشاعرهم َت ْرىض واحتياجاتهم املاد ّية ُت َل َّبى كانوا مستعدين ألن يتبعوا يسوع .لكن الرب أبلغهم عن النقيصة التي فيهمَ « :منْ ُي ْق ِب ْل إِليَ َّ ف َال َي ُجوعُ » (عدد )35وبكلامت أخرىَ ،من ُي ْق ِبل إ ّيل بإميان روحي صادق فلن يجوع روحياً أبداً. الحظ العددَ « :36ولَ ِكنِّي ُق ْل ُت لَ ُك ْم إِ َّن ُك ْم َق ْد َرأَ ْيت ُُمونيِ َولَ ْست ُْم ُت ْؤ ِمن َ ُون» إذاً ،الرؤية ليست اإلميان .إن استيعاب الواقع بالحواس الخمس ،وحتى اإلستشهاد بالعجائب املذهلة كام هي ُم َد ّونة يف األناجيل ال تساوي يف نظر ال ّله اإلميان الحقيقي الذي يجدد النفس. ُأنظر إىل العددين 29و 30حني أعلن الرب كيف ستنتهي كل العجائب بإميان حقيقي به ،ومع أن الجموع شهدوا هذا الحدث الفريد إلطعام ال 5000شخص، فقد تجرأوا عىل أن يسألوه يف عدد َ « :30فأَ َّي َة آ َية َت ْصن َُع لِنرَ َى َو ُن ْؤ ِمنَ ِب َك؟» بكلامت أخرى ،كان هؤالء الناس باألساس من ُمر ّوجي عجائب ،فطاملا متكنوا من رؤية العجائب فيكونون عىل إستعداد ألن يؤمنوا .لقد أرادوا أن يروا أوالً ثم يؤمنوا ،لكن وب الرب يعلن يف نفس اإلنجيلَ « :ق َال لَ ُه َي ُسوعُ « :ألَ َّن َك َرأَ ْي َت ِني َيا ُتو َما آ َمن َْت! ُط ىَ لِ َّل ِذينَ آ َمنُوا َولَ ْم َي َر ْوا» (يوحنا.)29:20 لقد أراد الرب أن ُيع ِّرف جمهور أتباعه املعنى الروحي الحقيقي لعجائبه ،فقال يسوع يف نفس األصحاح« :إِ ْن لَ ْم َت ْأ ُك ُلوا َج َس َد ا ْب ِن ا ِإل ْن َسانِ َو َت رْ َ ش ُبوا َد َم ُه َف َل ْي َس لَ ُك ْم َح َيا ٌة ِف ُيك ْم» وبكلامت أخرى ،يجب أن أكون أنا كل يشء بالنسبة لكم وليس فقط ُمعي َل ُكم املادي .تشري الكلمة»آية» ،وباليونانية ( )semeionإىل يشء وراء املتناول. إنها أشبه بإشار ٍة يف الطريق ولكنها ليست الهدف بعينه .وحيثام تصبح إشارة الطريق الهدف بعينه َي ِض ُّل الناس. لذلك قال يسوع َ«أَ َنا ُنو ُر ا ْل َعالَ ِم» َ وش َفى املولود أعمى (يوحنا ،)9وقال «أَ َنا هُ َو ا ْل ِق َيا َم ُة َوا ْل َح َيا ُة» وأقام لعازر من األموات (يوحناَّ .)11 ووضح أنه كان خبز الحياة الكنيسة املخدوعة 53 -
وأطعم ال ُ ،5000ت َرى ملاذا؟ أليك نتمكن من أن نؤمن بأن الجياع سي َت َغ ّذون مبا َي َت َعدى حدود الطبيعة وأن العمي يبرصون واملوىت يقوموا من األموات؟ نحن نعلم أن هذا ال يتوافق مع الواقع بأي حال من األحوال. إن العجائب ما هي إال مؤرش إىل هدف اإلميان بكلمة الرب الذي هو نور العامل والقيامة والحياة وخبز الحياة باملعنى الروحي .من هذه الهيكلية يستطيع املرء أن ُيد ِرك بأن هذا اإلنجيل ،من بني أشياء أخرىُ ،ي َبينِّ كيف أن الكلمة ّ تحل محل األعجوبة. ْ فإن مل نتعلم هذا الدريس الروحي ،فنكون عبثاً قد راينا اآليات والعجائب .يجب عىل الجموع التي َت ْت َبع يسوع أن تفهم هذه اإلستنتاجات ليك تحصل عىل حياة روحية حقيقية. عىل أية حال ،فألنهم ير ِّكزون عىل املرئيات ،لرغبتهم باآليات والعجائب ،فقد ينالهم إساءة. « َف َق َال َك ِث ُري َ ون ِمنْ ت َال ِميذ ِه إِ ْذ َس ِم ُعوا :إِ َّن هَ َذا ا ْلك َال َم َص ْع ٌب! َمنْ َي ْق ِد ُر أَ ْن وح هُ َو ا َّل ِذي ُي ْح ِيي ،أَ َّما ا ْل َج َسدُ ف َال ُي ِفيدُ َي ْس َم َعهُ؟» (يوحنا )60:6فأجابهم الرب «اَل ُّر ُ رجى َش ْيئاً» (عدد63أ) .إن الجسد الذي يلتجئ بوجه خاص إىل الحواس ،ال فائدة ُت َ منه .إن الروح يعطي الحياة .فأين هو الروح اآلن؟ لذلك يتحدث الكثريون يف هذه األيام عن الروح القدس وعن قيادة روحية .نجدها اإلجابة يف نفس العدد (63ب): وح َو َح َيا ٌة» .إن كلمة ال ّله والروح القدس ،ال يفرتقان. «اَ ْلك َال ُم ا َّل ِذي ُأ َك ِّل ُم ُك ْم ِب ِه هُ َو ُر ٌ كثرياً ما نجد الكارزمايت املتحمس ،يناشد الروح القدس ،فوق الكلمة نفسها .إن الكتاب املقدس ال ُيع ِّلم مثل هذا. بعد ترصيح يسوع ُمبارشة بأن كلامته هي روح وحياة ،يأيت أكرث أعداد العهد الجديد مأساوية .ففي العدد 66ميكننا أن نرى نتيجة نقص الفهم الروحي حتى بني ون ِمنْ ت َال ِميذ ِه إِلىَ ا ْل َو َرا ِء َولَ ْم َي ُعودُوا يمَ ْ ُش َ تالميذه « ِمنْ هَ َذا ا ْل َو ْق ِت َر َج َع َك ِث ُري َ ون مأساوي هو هذا. َم َعهُ» .أيُّ تطو ٍر ٍ حينئ ٍذ سا َء َل الرب« :أَلَ َع َّل ُك ْم أَ ْنت ُْم أَ ْيضاً ُت ِريدُ َ ون أَ ْن تمَ ْ ُضوا؟» (عدد ،)67وبكلامت أخرى ،أهذا هو كل ما أنتم معن ّيون به؟ هل أنا بالنسبة لكم صانع عجائب فقط، َت ْت َبعو َنه طاملا َيسرُ ّ جسدكم؟ أتبحثون فقط عن اإلثارة؟ وهل يف نظركم ُم َم ِّثل سريك؟ أمن أجل هذا تتبعونني؟» وعندما نطق سمعان بطرس برده الشهري مل َي ُقل « َيا َر ُّب - 54الكنيسة املخدوعة
إِلىَ َمنْ َن ْذهَ ُب؟ فعندك اآليات والعجائب التي نحتاجها» ال بل قال« :وك َال ُم ا ْل َح َيا ِة األَ َب ِد َّي ِة ِع ْند ََك» (عدد.)68 هل نرى الفرق هنا؟ أقل ّية قليلة هم الذين بقوا مع ربنا يسوع لسبب شخصه وكلمته «اَ َّل ِذي ِعنْد ُه َو َصايَايَ َو َي ْح َف ُظ َها َف ُه َو ا َّل ِذي ُي ِح ُّب ِني» (يوحنا .)21:14يف أيامنا هذه ،ليست غالبية العامل املسيحي هي التي بقيت مع الرب يسوع بسبب إخالصها لكلمته .فإننا نرى الكثريين َيت ََخ ّلون عن جوهر الكلمة ويتبعون وعوداً مسكونية، كام يفعل أيضاً الكثريون من داخل الحركة الكارزماتية ،يتبعون تركيز خاطىء عىل اآليات والعجائب .وملا كان ِكال الفريقان يديران ظهورهم ،دون إدراك إىل املسيح الحقيقي ا ُملت ََجليِّ يف كلمته املعصومة ،فإنهام بذلك يرتبطان عادة معاً.
ت .ر ّد فعل ال ُّرسل
علينا اآلنِ ،ذ ْكر فقرة أخرى يف هذا الشأن ،ففي يوحنا 8:20نقرأ عن الرسول يوحنا يف صباح يوم القيامة « َف ِحي َن ِئ ٍذ د ََخ َل أَ ْيضاً ال ِّت ْل ِم ُيذ َ اآلخ ُر ا َّل ِذي َجا َء أَ َّوالً إِلىَ ا ْل َقبرْ ِ َو َرأَى َفآ َمنَ » .لقد ش َّد هذا العدد إنتباهي ألنه يف نفس اإلصحاح نقرأُ : وب لِ َّل ِذينَ آ َمنُوا «ط ىَ َولَ ْم َي َر ْوا» (عددُ .)29ترى ملاذا نرى هنا عىل العكس من ذلك؟ لقد ُأعيك الجواب يف العدد« :9ألَ َّن ُه ْم لَ ْم َي ُكو ُنوا َب ْعدُ َي ْع ِر ُف َ ات». َاب :أَ َّن ُه َي ْن َب ِغي أَ ْن َي ُقو َم ِمنَ األَ ْم َو ِ ون ا ْل ِكت َ هنا نقرأ بوضوح ،وبدون أن نكون سطحيني بالعقيدة ،كيف كان عىل يوحنا أن يرى ،ألنه مل يكن يفهم الكتاب بعد .ماذا يعني هذا؟ بقدر ما أعرف أكرث عن كلمة ال ّله وأبحث يف الكتاب ،كلام َّ قل إحتياجي للسلوك بالعيانّ .إن طلب اآليات والعجائب هو إشارة إىل عدم النضوج الروحيَ « .ولَ ِكنْ لَماَّ صرِ ْ ُت َر ُج ًال أَ ْب َط ْل ُت َما لِ ِّ لط ْف ِل» ،ويعلن بولس الرسول يف فقرة أخرى« :ألَ َّننَا ِبا ِإلميَانِ َن ْس ُل ُك الَ ِبا ْل َع َيانِ » (كورنثوس الثانية.)7:5 إن العدد 29الذي ُذ ِكر آنفاً ومرتبطاً بتوما ُ وب لِ َّل ِذينَ آ َمنُوا َولَ ْم َي َر ْوا» .هل «ط ىَ يقصد يسوع حقاً ما قال؟ وهل ترصيح كهذا ممكن؟ هذا أكرث َش َج ٌب ف ّعال نطق به ربنا عن التق ُّرب الشائع واآلخذ يف التزايد نحو ال ّله باملعجزات املرئية. وس ِمع هذا القول .وبعد حني ،كتب إىل جامعة لقد كان بطرس حارضاً يف ال ِع ِّل َّية َ الكنيسة املخدوعة 55 -
من املسيحيني يف آسيا الصغرى والذين مل يكونوا يف فلسطني أبداً ،ومل يروا يسوع أبداً، فقد كتب لهم يف رسالته األوىل« :ا َّل ِذي َوإِ ْن لَ ْم َت َرو ُه ُت ِح ُّبو َنهَُ .ذلِ َك َوإِ ْن ُك ْنت ُْم الَ َت َر ْو َن ُه اآلن لَ ِكنْ ُت ْؤ ِمن َ َ ُون ِب ِه» (بطرس األوىل.)8:1 وبالعودة إىل العدد 29الذي ُذك َر فيه قول ربنا يسوع املسيح الشهري لتوما .وهنا ات ُأ َخ َر َك ِث َري ًة َصن ََع َي ُسوعُ ُقدَّا َم ت َال ِميذ ِه لَ ْم يجب فهم األعداد التالية يف سياقهاَ « .وآ َي ٍ َ يح ا ْبنُ ال َّل ِه َابَ .وأَ َّما هَ ذ ِه َف َق ْد ُك ِت َب ْت لِ ُت ْؤ ِمنُوا أ َّن َي ُسوعَ هُ َو ا ْل َم ِس ُ ُت ْكت َْب فيِ هَ َذا ا ْل ِكت ِ َولِكيَ ْ َت ُك َ ون لَ ُك ْم إِ َذا آ َم ْنت ُْم َح َيا ٌة ِب ْاس ِم ِه» (يوحنا.)31-30:20 من الواضح أن هذه الفقرة ُت َبينِّ كيف أن الكلمة تحل محل العمل املبديئ للمعجزة .أي أنها تشري إىل يسوعَ « .وأَ َّما هَ ذ ِه َف َق ْد ُك ِت َب ْت لِ ُت ْؤ ِمنُوا».
إذاً ،هناك خطة لدى ال ّله (عدد )30عندما اختار مثاين آيات من كل أعامل يسوع. ُت ِو َجت كلها يف كلمة ال ّله .ويخربنا الرب يف الكتاب املقدس أن روحه قادر متاماً أن يأخذ كلمة ال ّله املنطوقة واملكتوبة ويدخلها إىل أعامق مركز كيان اإلنسان الشخيص، إىل أعامق قلبه ،بحيث يقدر أن يعرف بل حتى أن ُي ِح ّب ال ّله ،ليك ُي ْح ِدث هذه النهضة الروحية التي يدعوها الكتاب املقدس بالوالدة الجديدة أو اإلميان الحقيقي يح ا ْبنُ ال َّل ِه َولِكيَ ْ َت ُك َ ون لَ ُك ْم إِ َذا آ َم ْنت ُْم َح َيا ٌة بيسوع« .لِ ُت ْؤ ِمنُوا أَ َّن َي ُسوعَ هُ َو ا ْل َم ِس ُ ِب ْاس ِم ِه» (يوحنا.)31:20
ث .أ َّية العجائب هي األعظم؟
باإلضافة إىل ما سبق ،ووفقاً للتعاليم الكتابية فإن هذه هي األعجوبة األعظم. لذلك فهي ال تقول أنه يوجد فرح يف السامء عندما ُيبصرِ َر ُجل أعمى ،أو مييش ّر ُجل أعرج ،بل عندما خاطئ يتوب ،فهو وحده الذي ينال الحياة األبدية ،ألن حتى لعازر كان عليه أن ميوت مرة أخرى .وهذا أيضاً يكون الر ّد عىل عدد كتايب ُي ْق َت َبس خطأً يف كثري من املرات و ُيتَّخذ َن ّصاً ُثبوتياً عن مواهب املعجزات يف هذه األيام ،أي يوحنا« 12:14اَ ْل َحقَّ ا ْل َحقَّ أَ ُق ُ ول لَ ُك ْمَ :منْ ُي ْؤ ِمنُ بيِ َفاألَ ْعماَ ُل ا َّل ِتي أَ َنا أَ ْع َم ُل َها َي ْع َم ُل َها هُ َو أَ ْيضاً َو َي ْع َم ُل أَ ْع َظ َم ِم ْن َها». إن أعظم أعجوبة هي الوالدة الجديدة ،التي أصبحت ممكنة بسبب صليب لجثة وأحداث يوم الخمسني .ففي هذا نؤمن أيضاً بإله العجائب .ينبغي ألاّ ُيساء الج ُ ُ
- 56الكنيسة املخدوعة
فهم هذا الرشح كقولنا أنه مل يعد يوجد املزيد من العجائب من ِق َبل ال ّله يف هذه األيام .إن األمر يتوقف عىل منظورك الشخيص .ألن من يحيا باإلميان فسوف يرى أعجوبة تلو األخرى ،فكل استجابة الصالة هي أعجوبة .وإين ألعتقد بأن األعجوبة األعظم من شفاء شخص أعرج ،عندما شخص ممن لهم خلفية يف مامرسة السحر والتنجيم أو تعاطي املخدرات يبدأ حياة قداسة ُمن َتصرِ ة. وحتى يف حاالت ُم َع َّينة ،عندما تكون لدينا حالة مشابهة لسفر األعامل ،يكاد أن ال يتجلىّ أي إعالن من ال ّله من خالل كلمته ،يستطيع ال ّله أن ُي َع ِّوض عن هذا النّقص بتدخل خارق للطبيعة .ألنه بهذه الطريقة ه ّيأَ ال ّله املَنُّ ألبناء إرسائيل يف الربية ،عندما كان الزرع والحصاد غري ممكنني يف الصحراء .عىل أية حال ،إنقطع املن عندما دخل إرسائيل أرض امليعاد ،ألنه أصبح من املمكن َجمع الحصاد بطريقة عادية ،ألن ال ّله ال يدعم الكسل. كثري من القسس واملع ّلمني ال يقدمون مشورة ال ّله الكاملة ومع ذلك نجدهم يقدمون إعالناً كتابياً إضافياً .أنه ملن الحامقة أن ننشد إعالناً خاصاً إذا كانت لدينا مشورة ال ّله كاملة يف الكتاب املقدس .يكتب لوقاَ « :وأَ َّما ِه ُريود ُُس َف َلماَّ َرأَى َي ُسوعَ يل أَ ْن َي َرا ُه لِ َسماَ ِع ِه َع ْن ُه أَ ْش َيا َء َك ِث َري ًة َو َت َر َّجى أَ ْن َف ِر َح ِج ّداً ألَ َّن ُه َك َان ُي ِريدُ ِمنْ َز َمانٍ َط ِو ٍ َي َرا ُه َي ْصن َُع آ َي ًةَ .و َسأَلَ ُه ِب َك َال ٍم َك ِث ٍري َف َل ْم ُي ِج ْب ُه ِبشيَ ْ ٍء» (لوقا.)9 ،8:23 ملاذا ّ ظل ال ّرب صامتاً؟ لقد تك ّلم ال ّله إىل هريودس بوضوح من خالل يوحنا أحب اإلستامع إليه ،ومع ذلك ،أ َم َر هريودس بقطع رأس املعمدان ،ونقرأ أن هريودس ّ يوحنا املعمدان وبهذا قىض عىل املصدر الذي تك ّلمه ال ّله من خالله .عندما وقف يسوع أمام هريودس ،مل ُي َت َبقَّ يشء عند ال ّله ليك يقوله له .إنه ملن الحامقة ،إن مل يكن َخ َطراً حقيقياً ،السعي لطلب العجائب واإلعالنات الخاصة ،عندما يكون ال ّله قد كشف عن كل يشء من خالل كلمته ،وعندما يكون الكتاب املقدس يف حوزتنا يك نقرأه.
اآليات يف أعامل الرسل إن القارئ النّبيه سيالحظ من خالل قراءته يف سفر األعامل أن كلمتي «آيات وعجائب» وردتا بصورة متكررة جداً يف التقرير حول رحلة بولس الرسول التبشريية األوىل ،أما يف الفقرة حول رحلة بولس الثانية فلم ُتذكرا حتى ولو مرة واحدة .أما يف الكنيسة املخدوعة 57 -
رحلته الثالثة ميكننا أن نالحظ دالئل عن احداث روحية .عىل اية حال ،فيمكننا بصورة عامة ُمالحظة إتجاه نحو خفض إستخدامها .لكن الرسول نفسه الذي استطاع أن يشفي املريض يف أفسس بقوة خارقة ،كتب يف رسالته الوداعية أنه ترك ت ُرو ِف ُيمس مريضاً يف ِمي ِليتُس (تيموتاوس الثانية ،)20:4فمن الواضح أنه مل يعد بإستطاعته أن يشفي أحداً. ُيسا ِورك اإلنطباع عند قرائتك سفر األعامل ،أن ال ّله قد أعطى املصداقية لرسله يف املراحل األوىل بطريقة منظورة .ففي األصحاح الخامس نقرأ عن أول خطيئة إقرتفت بشكل علني يف هذه الحقبة الجديدة من الكنيسة ،وهي كذبة صدرت عن حنانيا بالحكم عليهم باملوت علناً .فإذا كان نفس هذا وامرأته سفرية ،التي قىض ال ّله فيها ُ املقياس يعمل يف أيامنا ،ف َمن منا سيظل حياً؟ لقد َث َّبت الرب إعالنه الجديد للرسل بآيات ،ونحن اآلن متأسسون عىل أساس الرسل واألنبياء (أفسس .)20:1ال شك يف أنك تستطيع أن تقيم أساساً مرة واحدة. فاملطالبة بآيات وعجائب يف أيامنا يشتمل ضمناً مطالبة بإعالن جديدة .وكام يشري « ِو ْتكو ْمب» أن هذا سيكون خطوة تراجعية وإنحدارية كبرية جداً نحو مرحلة األساس ،عندها يف الحال ستصبح كل كتبنا املقدسة غري ُمكتَملة. نحن نقرأ عن يوحنا املعمدان ،أعظم كل املولودين من إمرأة ،أنه مل يفعل عجيبة واحدة (يوحنا ،)41:10ملاذا؟ أكان َين ُق ُصه القوة الروحية؟ كال عىل اإلطالق ،بل كان بالحري ممتلئاً بالروح القدس وهو َب ْعدُ يف ال َّرحم .أياً كان األمر ،لقد كان آخر أنبياء العهد القديم ،ولذلك مل َي َت َلقَّ إعالناً جديداً. مرة أخرى نرى الفرق بني آية وبني أعجوبة .إن كل آية يف العهد الجديد هي أعجوبة، ولكن باملغايرة مع الثانية لها تطبيق بعيدة األثر .لذلك نحن نتكلم عن آية يونان وليس عن أعجوبة يونان .إنها أعجوبة أن يبقى حياً يف بطن حوت ،لكن ،ألن هذا الحدث يشري إىل قيامة ر ّبنا ،فإنه يشار إليه بأنه آية .فلو كانت اآليات شيئاً عادياً يف هذه األيام ،كام يطالب الكثريون ،ألصبح عند ال ّله شيئاً جديداً ل َُي ْع ِل َنهُ .لكان يتوجب علينا مرة أخرى أن نرتك أساس «الكتاب املقدس الوحيد» ألن كتبنا املقدسة سوف تصبح غري مكتملة. إن الشفاء اإللهي ال يحصل يف هذه األيام كإستعراض لغري املؤمنني ،بل إن الرب قد ح ّول بالحري مسألة الشفاء يف الكنيسة إىل ذاك املوصوف يف يعقوب.16-13:5 - 58الكنيسة املخدوعة
إين مل ْقت ِنع إقتناعاً راسخاً بأن ال ّله يشفي بعض املسيحيني املرىض يف هذه األيام ،لكن بطريقة مختلفة جداً عام كان حني كان املسيح هنا عىل األرض ،ولغاية مختلفة جداً .يف يعقوب 5يقول أن املريض املسيحي سوف َيطلب من شيوخ الكنيسة أن شاف أو بصورة يأتوا إليه .لكن ال ّله ال يقيض هذا املأرب من خالل إميان شخص ٍ ٍ بهيجة رائعة .فوفقاً لِ روميةُ ..« 23:8م َت َو ِّق ِع َ ني ال َّت َبن َِّي ِفدَا َء أَ ْج َسا ِد َنا» ،لذلك فإنه مل يحصل فداء ألجسادنا حتى اآلن ،ولهذا السبب نعاين أيضاً من املرض.
من اآلية إىل الكتاب هذا التطور من اآليات إىل الكلمة ،من املنظور إىل غري املنظور ،ميكن أن ُيرى يف الرسائل .فيصف بطرس يف رسالته الثانية كيف أنهم هم أنفسهم قد رأوا مجد يسوع « َب ْل َق ْد ُكنَّا ُم َعا ِي ِن َ ني َع َظ َم َتهُ» (بطرس الثانية .)16:1فهو ال ُيشجعنا لنطلب ما هو منظور بل عىل العكس ،أن نفتِّش الكتب « َو ِع ْن َد َنا ا ْل َك ِل َم ُة ال َّن َب ِو َّي ُةَ ،و ِه َي أَ ْث َب ُت» (بطرس الثانية .)19:1وبنفس الطريقةَ ،يشهد يوحنا يف رسالته األوىل أنه رأى وسمع ولَ َم َس كلمة الحياةَ « ،و َن ْكت ُُب إِلَ ْي ُك ْم هَ َذا لِكيَ ْ َي ُك َ ون َف َر ُح ُك ْم َكا ِم ًال» (يوحنا األوىل .)4:1سوف نفرح بسبب كلمة ال ّله. ينبغي ألاّ ينربي أحد و ُين ِكر أن ال ّله يقدر أن يصنع املعجزات يف أي وقت يرغب .إنه ُم َه ْي ِمن وح ّر أن يفعل ذلك ،وقد فعل ذلك بحسب ِخ َّطته .فالسؤال هو فيام إذا كانت خدمة اآليات والعجائب هي املعايري لعمل ال ّله بني الناس يف كل العصور؟ وكام تم اإلشارة اليه ،فإنه إذا كانت اآليات ا ُمل ْع َج ِز ّية هي وفق معايري معينة ،أال تتوقف عن أن تكون آيات.
آيات وعجائب ومعجزات أو ّد أن ِّ ألخص خمس الفقرات من اإلنجيل التي استُعملت فيها اإلصطالحات التالية .»dynamis»، «teras»، «semeion« :أما الكلمة األوىل فتعني آية ،والكلمة الثانية معجزة ،أما الثالثة « »dynamisفجاءت كام يف سفر األعامل 22:2مبعنى «آيات» ويف رومية 19:15مبعنى «عجائب» ويف كورنثوس الثانية 12:12مبعنى «ق ّوات». النص ،برصف عندما َت ِرد هذه الكلامت الثالثة معاً يف نفس العدد أو يف سياق ّ النظر عن تسلسلها ،فإنها ال تشري إىل َحدَث واحد معينّ ،بل إىل يشء كت ّيار أو كحركة زمن طويل. حصلت عىل مدى ٍ
الكنيسة املخدوعة 59 -
يف الفقرة األوىل يف سفر األعامل 22:2قيل أن املسيا صنع هذه العجائب ،أما الفقرة الثانية من رومية 19:15يشار إليها عىل أنها أحداث رسولية ،إذ أن بولس قد كتب يف العدد الذي يليه أنه « َولَ ِكنْ ُكن ُْت ُم ْحترَ ِصاً أَ ْن ُأ َب رِّ َ ش هَ َك َذا :لَ ْي َس َح ْي ُث ُس ِّم َي يح» (عدد .)20مهام يكن من األمر ،ففي هذا العدد يشء قليل من الغموض. ا ْل َم ِس ُ ات ويف الفقرة الثالثة يف كورنثوس الثانية 12:12يعلن بولس الرسول« :إِ َّن َع َال َم ِ ات» ،وهي أسمى من أن ات َو َع َجا ِئ َب َو ُق َّو ٍ ال َّر ُسولِ ُص ِن َع ْت َب ْين َُك ْم فيِ ُك ِّل َصبرْ ٍِ ،بآ َي ٍ ُي ّ شك فيها .إذاً فهذه العالمات هي عالمات رسولية .إننا نواجه بالسؤال« :ملاذا مل يستطع فيلبس وضع يديه عىل السامريني؟ ألنه كان شامساً وليس رسوالً. إن كل من يحتكم لهذا املقطع ليربر عمله كتابياً بنقل الروح القدس بوضع األيدي فإنه يعني ،من غري أن يدرك ،أنه رسول ،عىل اية حال فإن الرسل يعرفون الرب بالجسد ،عىل أن هذا الوقت بالذات قد مىض منذ زمن بعيد .و ُيعبرَّ يف كورنتوس الثانية 16:5عن نفس الفكرة .إن العدد الكتايب الثاين الذي أود أن أذكره هو يف العربانيني .4:2هذه الفقرة ،خاصة فيام يتع ّلق بالعدد الذي يسبقه ،هي أقوى دليل كتايب عن أن القوى الخارقة تنتمي إىل زمن الكنيسة األوىل. بشاه َد ْين أو ثالثة. نستطيع أن نرى من خالل كل الكتاب املقدس أن ال ّله ُي َث ِّبت عمله ِ ففي العددين 4 ،3نرى شهود العهد الجديد الثالثة .الشاهد األول الرب يسوع نفسه: «َ ...ق ِد ا ْب َتدَأَ ال َّر ُّب ِبال َّت َك ُّل ِم ِب ِه» (عربانينيَ .)3:2ي ْت َب َع ُه الرسل الذين عززوا الكرازة بالكلمة مبقدرتهم كشهود عيانُ « :ث َّم َت َث َّب َت لَنَا ِمنَ ا َّل ِذينَ َس ِم ُعوا» (عدد3ب) .أما الشاهد الثالث فهو ال ّله نفسهَ : ات ُم َت َّن ِو َع ٍة» (عدد.)4 ات َو َع َجا ِئ َب َو ُق َّو ٍ «ش ِاهداً ال ّل ُه َم َع ُه ْم ِبآ َي ٍ هل ما زال ال ّله يعمل عىل هذا النحو اليوم؟ إن (الفعل) ال َف ّ ريض يف الجملة الرئيسية، أي الكلمة املعززة أو ا ُمل َصدَّقة بحسب عربانيني ،3:2هي بكل وضوح بصيغة املايض يف ال ّلغة اليونانية ،وكاتب الرسالة إىل العربانيني بالفعل يستخدم صيغة املايض»aorist« ، باليونانية .أما العدد الكتايب الرابع ،ولو أنه َيرد بصيغة الحارض ،لكنه ،عىل ما ُي َس َّمى ِب «ا ُمل ْط َلق بصيغة اإلضافة» ،يشري إىل زمن صيغة العبارة الرئيسية يف العدد الذي سبقه، السبب الذي جعل ال ّله يعمل بشكل رئييس من خالل عجائب وآيات. وهو ما ُي َفسرِّ ّ أما الفقرة الخامسة واألخرية فهي يف تسالونييك الثانيةُ ،9:2تعالِج هذه الفقرة - 60الكنيسة املخدوعة
بوجه خاص األحداث التي تسبق املجيء الثاين للمسيح ،لذلك ميكننا أن نتوقع حدوث آيات وعجائب قد استخدمها ال ّله يف البداية ،وسيستخدمها مرة أخرى ل ُي َث ِّبت كلمته .يف هذه الناحية ُتعترب الحركة الكارزماتية إمتاماً لكلمة ال ّله .وحتى ولو مل نسمع أبداً بالخمسينيني أو الحركة الكارزماتية ،فإن النبؤات الكتابية وحدها ستقودنا إىل النتيجة ،وهي أن حدوث وانتشار هذه الظواهر املذكورة آنفاً سوف تحدث يف نهاية َحق َبة الكنيسة. ولكن خالفاً لألصحاح الثاين من العربانيني ،لن يكون مصدرها من ال ّله ،ولكن بحسب تسالونييك الثانية 9:2هي بال ريب من الشيطان ،وتاريخ الخمسينيني والحركة الكارزماتية يكشفان عن ذلك بوضوح شديد أيضاً ،ومن النظرة األوىل قد منيل إىل أوجه التشابه بينهام ،وأنهام ليبدوان مثل الكنيسة األوىل ،حيث ُتستَع َمل نفس اإلصطالحات ،ولكن وراء كل ذلك َيت ََسترَّ مصدر مختلف متاماً ،مماّ ُيع ّلل السبب يف أن العديد من املستشارين الذين امتحنوا األلسنة وسنحت لهم الفرصة لفحص ما وراء ما يبدوا كتابياً جداً وتقياً من اإلنطباع األول وجدوا أن األصل غالباً ما كان يف ال ِبدَع. مرة أخرى ،نحن ندرك ملاذا سيقتبس الكارزماتيني الفقرات املوجودة يف أعامل،2 10 ،8و 19ل ُي َث ِّبتوا موقفهم .لكن هذه الفقرات ُتخبرِ عن إخرتاقات تاريخية ُير ِفقها ال ّله بآيات وعجائب طبقاً للعربانيني .4-3:2من هذا التشابه نفهم أيضاً ملاذا تنمو الحركة الكارزماتية منواً رسيعاً .خاصة يف البلدان التي تطغى عليها األرواحية بشكل خاص (مثل إنكلرتا وجنوب أمريكا ،وبعض البلدان الكاثوليكية األخرى) أصبح لحركات األلسن هذه َو ْق ٌع ونفوذ كبريين ناشئني عن مصدرها اإلرواحي .كلام اقرتبنا أكرث من عودة الرب يسوع املسيح فإن اآليات كالتكلم بألسنة ،وشفاء املرىض واملظاهر عجزية سوف تتنامى بتكاثر .ومع ذلك ،فمن سوء الحظ ،فهو تتميم ناتج من ا ُمل ِ الناحية السلبية ،أال وهي ظاهرة أوهام قوية تتم تسميتها بشكل ملحوظ مبارشة تقريبا بعد العدد 9يف تسالونييك الثانية.2
اآليات يف أواخر األيام هذا الرابط بينهام يفسرِّ ملاذا ُي ْذ َكر التعبري «آيات وعجائب» دامئاً بإرتباطه بالضالل يف الفقرات الكتابية التي تعالج عودة املسيح .إن الكلامت املستعملة يف اليونانية ملعجزات الكنيسة املخدوعة 61 -
يسوع والرسل هي نفس الكلامت املستعملة يف معجزات ا ُمل ِض ِّلني ،حتى يف هذا الصدد فإن العجائب التي أحدثها الشيطان تشبه املعجزات الرسولية بشكل وثيق. ف ِّكر يف متى 24:24أو تسالونييك الثانية 9:2املقتبسة مسبقاً .نحن نقرأ عن النبي السا ِك ِن َ ات ا َّل ِتي ُأ ْع ِط َي أَ ْن َي ْص َن َع َها» (رؤيا .)14:13أنظر ني َعلىَ األَ ْر ِض ِباآل َي ِ الك ّذاب « َو ُي ِض ُّل َّ ات ا َّل ِتي ِب َها الصا ِن ُع ُقدَّا َم ُه اآل َي ِ اب َم َعهَُّ ، أيضاً رؤياَ « 20:19ف ُق ِب َض َعلىَ ا ْل َو ْح ِش َوال َّن ِب ِّي ا ْل َك َّذ ِ اط َ ات». ني َصا ِن َع ٌة آ َي ٍ أَ َض َّل ا َّل ِذينَ َق ِب ُلوا ِس َم َة ا ْل َو ْح ِش »...وأيضاً رؤياَ « 14:16فإِ َّن ُه ْم أَ ْر َو ُاح َش َي ِ وحتى اآلخرين الذين هم ليسوا أوالد ال ّله الحقيقيني يستطيعون أن يصنعوا آيات وعجائب باسم يسوع .دعونا أال ننىس تحذير ربنا يف املوعظة عىل الجبلَ « :ك ِث ُري َ ون (ليس قليلون) َس َي ُقو ُل َ ون ليِ فيِ َذلِ َك ا ْل َي ْو ِمَ :يا َر ُّب َيا َر ُّب أَلَ ْي َس ِب ْاس ِم َك َت َن َّب ْأ َنا َو ِب ْاس ِم َك أَ ْخ َر ْجنَا َش َي ِاط َ ني ات َك ِث َري ًة؟ َف ِحي َن ِئ ٍذ ُأصرَ ِّ ُح لَ ُه ْم :إِنيِّ لَ ْم أَ ْع ِر ْف ُك ْم َق ُّط!» (متى.)23 ،22:7 َو ِب ْاس ِم َك َص َن ْعنَا ُق َّو ٍ «ج ٌ يل شرِ ِّ ي ٌر َو َف ِاسقٌ لقد أدان ر ّبنا نفسه التّش ّوق يف طلب اآليات والعجائب ِ َي ْط ُل ُب آ َي ًة» (متى .)39:12لقد أصبحنا جي ًال رشيراً وفاسقاً عىل األقل يف العامل املتحضرِّ ،لذلك فإن الرغبة لآليات والعجائب ِّ متفشية. وكام حاولنا أن ُن َبينِّ ،فإن إستخدام اآليات والعجائب ليس هو األسلوب الحقيقي لتغيري قلب اإلنسان الذي قد يكون رشيراً بينام يسعى يف نفس الوقت وراء طلب القوات الخارقة .ونقرأ أيضاً يف يوحنا 37:12هذا الترصيح عام يبدوا أنه ال يصدَّق: ات هَ َذا َع َددُهَ ا لَ ْم ُي ْؤ ِمنُوا ِب ِه» .لكن « َو َم َع أَ َّن ُه (يسوع) َك َان َق ْد َصن ََع أَ َما َم ُه ْم آ َي ٍ رومية 17:10تخربنا بأن اإلميان ال يأيت بالنظر بل بالخرب بكلمة ال ّله «إِذاً ا ِإل َمي ُان ِبا ْل َخبرَ ِ َوا ْل َخبرَ ُ ِب َك ِل َم ِة ال ّل ِه» ،لكن النظر بالنسبة للكثريين يف أيامنا هذه هو اإلميان .مع أن الكتاب املقدس ال يقول هذا (عربانيني.)1:11
اآليات يف أيامنا
ون َو ُي ِض ُّل َ « َو َي ُقو ُم أَ ْن ِب َيا ُء َك َذ َب ٌة َك ِث ُري َ ون َك ِث ِريينَ » .لقد قالها الرب يسوع يف موعظته الصفات ا ُمل َم ِّيزة للحركات املزيفة أنها عن مجيئه الثاين (متى .)11:24إن إحدى ّ سيض ُّلون كثريين». ستلقى نجاحاً ونتائج باهرة «إنهم ِ باستطاعته راعي أكرب كنيسة يف العامل وهو يونجي شو ،اإلدعاء أيضاً بقدرته إجراء - 62الكنيسة املخدوعة
آيات وعجائب مدهشة ،ولكن من أي مصدر َيس َت ِم ّد قدرته هذه؟ لقد أحدث كتاب «إغراء املسيحية» لكاتبه ديفيد هانت ،ه َّز ًة كبرية يف األوساط املسيحية األمريكية ،فهو يعالج إىل حد ما ،تعاليم يونجي شو ،لذلك أو ّد أن أقتبس بعضاً من أكرث ما يستأثر باإلهتامم مام َو َر َد يف الكتاب من ترصيحات .يكتب هانت: ّإن تخ َّيل شخص ما أن ما ُي َف ِّكر به من أفكار ُم َع َّينة أو ينطق به من كلامت ُم َع َّينة ،يكون عىل ال ّله اإلستجابة له بطريقة ُم َع َّينة ،فإنه يكون قد إنزلق نحو الشعوذة ،وإذا مل يقوم بدور ال ّله ،فإنه يحاول يف األقل أن ُينارو ال ّله ...فإن يونجي شو يعلن« :إننا بالكلمة املنطوقة نخلق ظروف عاملنا... أنت ُ تخلق حضو َر يسوع ِبفمك ...إنه ملتزم بشفاهنا وكلامتنا.»... 39 ال يوجد أي إشارة يف موضع يف الكتاب املقدس ولو حتى ضمناً بأن عىل شعب ال ّله أن يستخدم نفس االساليب أو السلطة كالوثنيني .ومع ذلك، فيونجي شو ال يقول فقط بأن املعجزات كلها يجب أن تطابق «قانونه الخاص بال ُبعد الرابع» فحسب ،بل أن أي شخص ،مبا يف ذلك املتعاملون بالشعوذة وال ِبدَع« ،بإمكانه أن يط َّبق قانون ال ُبعد الرابع ...ويصنع العجائب» .ومع ذلك ،يؤكد لنا ال ِقس شو أنه َتع َّلم هذا من «الروح القدس» ،عندما تساءل يف صالته ،ملاذا يستطيع السحرة وا ُملبت ِدعون أن يصنعوا العجائب متاماً مثل بالسحر من بوذيني ويابانيني واملَدْعُ وين املسيحيني .إن شو ميتدح املتعاملني ّ «سوكا جاكاي» لصنعهم «املعجزات» من خالل َتخ ّيلهم «صور ًة من اليُسرْ ، ُمكررين جم ًال معينة مرة تلو املرة و ُم َط ِّورين ال ُبعد الرابع اإلنساين الروحي»، وهو يسخر من املسيحيني ألنهم ال يفعلون مبثل ذلك ...ولألسف ،يبدو أن الكثري من التعاليم العامة يف الكنيسة اليوم ،تؤيد التّص ُّوف الرشقي بدالً من أن تدحضه .وأحد األمثلة عىل ذلك هو يونجي شو وتعليمه عن «بعده الرابع». 40 ويف محاولة من القس يونجي شو إختالق أمثلة من الكتاب املقدس عن تقن َّية رضب من الخيال. التخ ّيل ،فإن تفسريه الكتايب ُم َج َّرد ٌ Dave Hunt, «The Seduction of Christianity», Harvest House Publishers, 1986, p 20. Hunt -39 mainly quotes from Cho>s «The Fourth Dimension», Logos, 1979
111 and 102 Ibid, p -40
الكنيسة املخدوعة 63 -
ومع أنه من املمكن أال يكون ُمد ِركاً لذلك ،فإن القس شو ،قد وضع نظرية أساسية للشعوذة وال ِبدَع ،هي وسيلة دفاع عن دين الطبيعة أو السحر ...ويف تتممة «لل ُبعد الرابع» يكتب القس شو« :يجب أن نتعلم عندما نتوجه إىل الرب بالصالة كيف ،نتصور ونحلم باإلستجابة ،وكأنها تحققت .وعلينا أن نحاول دوماً أن نتخ ّيل النتيجة النهائية ونحن نصيل .يف هذه الطريقة ،وبقوة الروح القدس ،ميكننا إحتضان ما نريد من ال ّله أن يعمله ألجلنا ...واألمر األسايس هو أننا يجب ندرك أهمية التّخ ُّيل» ،فإذا كان التّخ ُّيل بهذا القدر من األهمية، فإننا نتوقع أن يكون يف الكتاب املقدس الكثري مام ميكن أن يقوله عن ذلك. لكن يف واقع األمر أن الكلمة مل ترد ولو حتى مرة واحدة يف الكتاب املقدس كله ...ومع ذلك ،عند هذه النقطة ،يجب أن يكون مفهوما جيداً أن فكرة تخ ُّيل صورة حية برمتها يف الذهن ،إلحداث تأثري يف عامل املادة ،ليس فقط مفقودة كلياً يف الكتاب املقدس ،بل موجودة يف كل منشورات البدعية والسحر مهام عدنا بذلك إىل الوراء (وهي يف الواقع إحدى أهم الوسائل الشامانية األساسية) .ومع ذلك ،فإنها ال تزال ُت َد َّرس حتى اآلن ليس فقط بالطريقة التي يستخدمها شو فحسب ،بل بالطرق التي يستخدمها علامء النفس املسيحيون يف العالج ومن ِق َبل معلمي ما يسمى دافع النجاح .وهذا هو األسلوب الرئييس املستخدم يف الشفاء الباطني أو شفاء الذكريات وحتى يف الشفاء عن ُبعد. 41 جدير باملالحظة أن جون وميرب قد جمع الكثري من «اإللهام» من يونجي شو .إن بيرت واجرن الذي ع َّرف جون وميرب عىل معهد فولر لالهوت ،قد َ حصل عىل «معمودية بالروح» من يونجي شو .و ُت َط َّبق نفس املبادئ بواسطة معظم الشافني باألميان ،بل ومن ِق َبل ِدنيس وريتا بينيت والري كريستنون .كام مو ِر َست بشكل رئييس من ِق َبل الراحل أجنيس سانفورد .وطبقاً ملا يرى ديفد هانت ،فإنه «ال توجد يف هذا العرص أية إمرأة لها تأثري أكرب عىل املسيحية يف هذه األيام من تلك املؤلفة واملعلمة األكرث راواجاً ،أجيس سانفورد» 42 تكتب يف كتابها «النور الشايف» ما ييل: «إن مالئكته و ُر ُسله الروحيني يعملون من خاللنا أيضاً ،وكثرياً ما نكون Ibid, pp 113-114 -41 Ibid, p 78 -42
- 64الكنيسة املخدوعة
واعيني لتعاونهم ومعونتهم لنا .إن أرواح أولئك الذين ص ّلينا من أجلهم عىل األرض يعملون من خاللنا ...،وإذ ُنصليّ من أجل ُس ْكنا ُه وتعاون قدّيسيه، نصبح مدركني لتدفق قوة ما ،فيشعر بعضنا بتيار حياة واقعي يدخل إىل مركز الجسد و َي ْعلو ما ّراً يف العمود الفقري .ما أش ّد هذا التذبذب أو تيار الحياة بحيث ُن ْر َغم عىل أن ُنبقي العمود الفقري منتصباً والتنفس سه ًال ومنتظ ًام. إننا ال نستطيع التكلم لبعض الوقت .فنحن ُم ْف َعمون مبلء املسيح حتى لَ َي َت َع َّذر وجود موضع للكلامت يف الصميم» 43 إنها أرواحية بوضوح .ويستطرد ديفد هانت قائ ًال: «ليك نستخدم التخ ُّيل بطريقة ناجعة يف شفاء املريض ،تقول أجنيس سانفورد ،أنه يقتيض األمر «تدريباً عقلياً» ،لِ ُن َن ّمي «القدرة الخالقة ،ذلك الجزء من الخيال الخلاّ ق ،الذي عىل األغلب مثل ال ّله» .هذا ما ُيعلمه جامعة ،ال ِعلم املسيحي ومجموعات أخرى تهتم بال ِعلم العقيل .ولألسف ،هذا هو أيضاً ما ُيع ِّلمه يونجي شو يف «ال ُبعد الرابع» 44 إفرتض سيمون أن هذا يشء عظيم ألنه كان ساحراً ،كام جاء يف أعامل.9:8 ِّ فلنلخص هذا املوضوع بالترصيح التايل الذي أدىل به ديفد هانت: «إن أسلوب التخ ُّيل ،وهو بالكامل مامرسة السحر والتنجيم ،سواء مو ِر َس من ِق َبل مسيحيني أو غري مسيحينيُ ،مقدِّماً مصدراً بدي ًال للقوة واملعرفة والشفاء، بحيث أنه لو تحقق لَ َج َع َل اإلنسان إلهاً له حق خاص ومستق ًال عن خالقه» 45 عندما نقرأ ترصيحات كهذه ،نتذكر أول كذبة يف تاريخ اإلنسانية «ستكونان كال ّله!» هكذا يبدأ الخداع وهكذا سينتهي اإلغواء.
نظرة أخرية أرص عىل أن يرى ليك يؤمن ،إنها القصة املأساوية الواردة تك ّلم يسوع عن إنسان ّ يف لوقا األصحاح ،16عن الغني الذي ذهب إىل موضع عذاب ُأ ِع َّد ألولئك الذين Agnes Sanford, «Healing Light», p l54 -43 Dave Hunt, p 139 -44 Ibid, p 143 -45
الكنيسة املخدوعة 65 -
ماتوا بدون إميان حقيقي بال ّله الحي .أراد هذا الغني اآلن أن يكرز ملّا عرف متام رسل لعازر إىل إخوته املعرفة كم هي رهيبة الدينونة ،لذلك طلب من إبراهيم أن ُي ِ الخمسة بحيث أنه ،بعودته بقيامة مذهلة من عامل املوىت ،قد يصدمهم فيرتكوا راحتهم بالخطيئة ويدركوا حقيقة ال ّله .ما رأيك بهذه الخطة لتبشري اإلنسان؟ ال ريب يف أنها مثرية ،ولكنها خارجة كل ّياً عن طرق ال ّله. وس َواألَ ْن ِب َيا ُء .لِ َي ْس َم ُعوا تك َّلم إبراهيم بالنيابة عن ال ّله فقال للغنيِ « :ع ْندَهُ ْم ُم ىَ ِم ْن ُه ْم» (عدد .)29إذاً ،لديهم كلمة ال ّله املكتوبة« .ال» َر َّد الغني «إِ َذا َمضىَ إِلَ ْي ِه ْم ات وإذا َت َو َّفر بالتجربة دليل مريئ وملموس ،حينئذ سوف يؤمنون». َو ِاحدٌ ِمنَ األَ ْم َو ِ هذا الر ّد ُي َبينِّ متاماً ملاذا ُو ِج َد الغني حيثام ُو ِجدَ .لقد إحتقر كلمة ال ّله ،وبكلامت أخرى فهو يعلن« :الكتاب املقدس ج ّيد ،لكنه ليس جيداً مبا يكفي .نحن نحتاج إىل آيات وعجائب ،وحينئذ سوف يؤمنون». جاء هذا اإلقرتاح من الهاوية مبارشة ،وبعدئذ ُت ُن َّبأ لنا أنه يف أواخر األيام ستُطلق قوات الجحيم سائبة يف العامل (رؤيا .)8:6إن السحر واإلرواحية آخذتان يف التنامي بقد ٍر عظيم جداً يف العامل املتحضرِّ .ففي أملانيا مث ًال َّ ضخم األرواحيون أعدادهم يف األزمنة ٍ األخرية إىل أكرث من مليون تابع ،ويف موازاة ذلك متاما ،هنالك إقرتاحات تقول بأن اآليات والعجائب يجب أن ترافق كرازتنا ،وأن الشفاء يجب أن يرافق خدمتنا دامئاً. أمامي إقتباس من مجلة « Christianity Todayاملسيحية اليوم»: «قدَّر أحد املراقبني أن %80من األقلية املسيحية يف كوريا ُتجري خفية خدمات متعلقة باملوىت ،ولكن الكنائس ببساطة تتغاىض عن ذلك» 46 وهو السبب الذي ُيع ّلل مدى نجاح يونجي شو يف أساليبه الروحية السحرية ،وهذا هو السبب يف إزدهار الحركة الكارزماتية وما يسمة ِب «املَ ْو َجة الثالثة» مبوازاتها مع تنامي حركة السحر البدعي والروحانية .هذا هو السبب الحقيقي الذي ُيع ِّلل كيف أحرز دعات الشفاء باالميان مثل رينهارد بونك ،جون وميرب ،وبيني ِحن وكثريين آخرين الحمالن. نجاحاً كبرياً .إنها ليست نوع من اليقظة الروحية بل الجحيم يف ثوب ِ Christianity Today», <Big Trouble at the World>s Largest Church>, January 22, 1982, p 39 -46
- 66الكنيسة املخدوعة
عودة إىل قصة الرجل الغني .قال له إبراهيم ،وبقوله هذا تنتهي املحادثة طبقاً ليسوع« :إِ ْن َكا ُنوا الَ َي ْس َم ُع َ ات وس َواألَ ْن ِب َيا ِء َوالَ إِ ْن َقا َم َو ِاحدٌ ِمنَ األَ ْم َو ِ ون ِمنْ ُم ىَ ُي َص ِّد ُق َ ون» (لوقا.)31:16 َتن َت ِقل الحقائق الروحية بالعقل وليس باملشاعر «إِذاً اإلِ َمي ُان ِبا ْل َخبرَ ِ َوا ْل َخبرَ ُ ِب َك ِل َم ِة اس َف ِاس َد ٌة ال ّل ِه» (رومية .)17:10و ُيع ِلن الكتاب املقدس بإشارة خاصة إىل أواخر األيام«ُ :أ َن ٌ وض َ أَ ْذهَ ا ُن ُه ْمَ ،و ِمنْ ِج َه ِة اإلِميَانِ َم ْر ُف ُ ون» (تيموثاوس الثانية .)8:3إنها الكلمة اليونانية « »nousالتي ُت َفسرَّ هنا مبعنى ِّ« ِذهْ ن» .إنه هذا «ال ِّذهن» الذي يجب أن يستنري بكلمة ال ّله « َوأَ َّما ا ْل َم ْز ُروعُ َعلىَ األَ ْر ِض ا ْل َج ِّي َد ِة َف ُه َو ا َّل ِذي َي ْس َم ُع ا ْل َك ِل َم َة َو َي ْف َه ُم» (متى.)23:13 فلنكن مكتفني بكلمة ال ّله الرائعة ألنه يف نفس األصحاح الذي ُي َح ِّذر به ر ّبنا لسماَ ُء َواألَ ْر ُض املبارك من آيات وعجائب ُم َض ِّللة (متى )24:24هو يعلن أيضاً« :اَ َّ َتزُوالَنِ َولَ ِكنَّ َك َال ِمي الَ َيز ُ ُول» (متى.)35:24
.6املجيء الثاين وجهة نظر مغلوطة متام ًا ُتدَ َّرس عن هذا املوضوع. إن الكتاب املقدس ال ُي َع ِّلم بأنه سيكون هناك إنتعاش عاملي خالل الفرتة التي تسبق متاماً مجيء املسيح الثاين ،بل تضليل واسع اإلنتشار من خالل اآليات والعجائب. مرة أخرى ،يتحدث اإلنجيل عن إرتداد الكنيسة عند نهاية عرص النعمة (تسالونييك الثانية« ،)3:2إِ َّن ُه فيِ األَ ْز ِم َن ِة األَ ِخ َري ِة َي ْر َتدُّ َق ْو ٌم َع ِن ا ِإلميَانِ َ ،تا ِب ِع َ يم ني أَ ْر َواحاً ُم ِض َّل ًة َو َت َعالِ َ السهر َش َي ِاطنيَ» (تيموثاوس األوىل .)1:4ويبدأ كثري من الناس تغذية أحالمهم ،وبدالً من َّ يح ُّضنا الرب يف كثري من املرات ،فإنهم ليسوا يقظني وال مميزين. والصالة ،كام ُ َيتنبأ الرسل عن مجيء «أَ ْز ِمن ٌَة َص ْع َب ٌة» (تيموثاوس الثانية )1:3ومع ّلمون كذبة و ِبدَع هالك (بطرس الثانية )1:2ضالل ( )3:3ومع ِّلمو ُخرافات» (تيموثاوس الثانية .)4-3:4وتتَن ّبأ األناجيل عن إزدياد عدم األميان واألنبياء الكذبة (متى-11:24 )12بل وحتى تدهور حقيقي يف اإلميان (لوقا .)8:18كان ر ّد يسوع عىل السؤال الكنيسة املخدوعة 67 -
حول مجيئه الثاين إنذاراً ضد الضالل (متى .)4:24عىل ضوء هذا كله ،فإن التشديد الحايل عىل اإلنتعاش العاملي ،وعىل الكارزماتية الروحية الفائقة ،وحتى عىل مملكة أو سلطان علم الالهوت ،يبدو يف غري َم َح ِّله.
.7علم الالهوت ا ُملت ََجدِّد التفسري التأوييل الذي ال ميكن الدفاع عنه بأن نبوءة يوئيل هو َحدَث يجب أن ُي َت َو َّقع إلنتهاء عرص الكنيسة. ليك نؤ ِّكد عىل التعليم غري الكتايب حول اإلنتعاش العاملي لنهاية األزمنةُ ،يستَش َهد بأعامل 18-17:2امل ّرة تلو امل ّرة مع الربط بنبوءة النبي يوئيل .فأول تحقيق جزيئ تم يف الواقع يف يوم الخمسني مع بداية عهد الكنيسة. لهذه النبوءة قد َّ وأول كل يشء يجب أن نذكر أن سرِ ّ الكنيسة مل ُي ْك َشف يف سفر األعامل ولكن يف الرسائل (أفسس )5-1:3وهنا نحن مل نفشل فقط يف العثور عىل رسالة إنتعاش عند نهاية عرص الكنيسة ،بل ُأ ْظ ِهر لنا العكس متاماً .هذا وسيكون من املمكن أن نقتبس عىل األقل سبع فقرات كتابية التي ترينا الطيف كام ًال بد ًءا من التضليل وحتى اإلرتداد يف أواخر األزمنة. إن حاولنا إضعاف هذه الترصيحات الواضحة بفقرات ُم َفسرَّ ة بطريقة مغلوطة من سفر أعامل الرسل فسيكون تفسري غري مدعوم ومنطقياً هو خداع .وكام نعرف جميعاً ،فنحن ملزمون بتفسري الكتاب بالكتاب نفسه. أو ًال ،مل َي ُقل الرب يسوع كلمة واحدة عن االنتعاش يف هذه الفقرات التي تتع ّلق مبجيئه الثاين (متى ،24لوقا .)21وكام ذكرنا آنفاً ،فإنه يتحدّث عن إضطهاد وضالل، ويف عدد 12عىل العكس متاماً ،أي ليس إنتشار اإلميان بل عدم األميان. ُ يكون يف ثانياً ،عندما َيذ ُكر الرسول بطرس هذه األعداد من العهد القديم، أورشليم .يف هذه القرينة دعنا ُنف ِّكر يف زكريا 10:12حيث التأكيد عىل أن الرب ُ ات ،»...لقد أنشأ وح ال ِّن ْع َم ِة َوال َّتضرَ ُّ َع ِ يم ُر َ سيفيض « َعلىَ َب ْي ِت دَا ُو َد َو َعلىَ ُس َّكانِ ُأو ُر َش ِل َ الرسول الكنيسة قبل كل يشء ،يف إرسائيل لليهود ،وهو مل يستشهد بهذه الفقرة من - 68الكنيسة املخدوعة
يوئيل عندما يتحدث إىل األمم .إنه يتنبأ قبل كل يشء لشعبه (أعامل )26:3إنه بذلك َي ْجسرُ األلفيات ويجمع َحدي َثي إنسكاب الروح القدس األول والثاين. ُيرينا زكريا 10:12كيف أن النبوءة قد يكون لها تحقيق مزدوج ،إننا نفهم عادة هذا العدد عىل أنه خالص بقية شعب إرسائيل ،األمر الذي ال َيزال مستقب ًال .ولكن البشري يوحنا يستشهد بهذا العدد عىل أنه متع ِّلق بصلب يسوع (يوحنا ،)37:19أي مجيء يسوع األول. السؤال الذي ُيط َرح اآلن هو :متى يحدُ ث إنسكاب الروح الثاين هذا؟ ههنا م ّرة أخرى يجب عىل املرء أن ُي َفسرِّ الكتاب بالكتاب ،فعندما َن ُ نظر إىل األعداد األخرى (إشعياء ،18-14:32حزقيال 29-24:36 ،19-17:11وهلم َج ّرا) التي تتحدّث عن هذا الحدث ،عندئ ٍذ نستطيع أن ُند ِرك أن إنسكاب الروح القدس الثاين ا ُملتن َّبأ عنه يرتبط بج ْمع شعب إرسائيل ،ورمبا يتصادف مع بداية األلفية .يقول حزقيال 29-28:39مث ًال: َ َ َ َ َ ُ « َي ْع َل ُم َ ون أنيِّ أ َنا ال َّر ُّب إِلَ ُه ُه ْم ِبإِ ْج َالئيِ إِ َّياهُ ْم إِلىَ األ َم ِمُ ,ث َّم َج ْم ِع ِه ْم إِلىَ أ ْر ِض ِه ْمَ .والَ أ ْت ُر ُك َب ْعدُ هُ ن َ وحي َعلىَ َب ْي ِت َاك أَ َحداً ِم ْن ُه ْمَ ،والَ أَ ْح ُج ُب َو ْج ِهي َع ْن ُه ْم َب ْعدُ ،ألَنيِّ َس َك ْب ُت ُر ِ يل َي ُق ُ إِسرْ َا ِئ َ الس ِّيدُ ال َّر ُّب». ول َّ إن الفقرة املشهورة و ُم َم َّيزة يف يوئيل قامئة بني وعود (يوئيل )27:2واألحداث املرتكزة حول إرسائيل (يوئيل.)3-1:3 ،32:2 ثالثاً ،طبقاً ألفسس 15:3وكولويس 26:1فإن عرص النعمة مل ُي ْك َشف ألي من أنبياء العهد القديم (متى ،13:11لوقا ،)16:16وكام ذكرنا آنفاً بإختصار ،لقد تنبأوا بربكات إرسائيل املستقبلية .إن األحداث التي ُت ُن ُبؤ بها يف أعامل 20-19:2تحققت يف رؤيا ،12:6أي األحداث املروعة يف فرتة الضيقة واملذكورة يف الرؤيا. َس َي ُح ّل إنسكاب روح ال ّله الثاين عىل البقية الباقية من إرسائيل (إشعياء-21:10 )22وعىل سكان أورشليم (زكريا .)10:12واألعداد التي تسبق مبارشة هذا املقطع يف زكريا ُت َبينِّ دينونة األمم واألحداث التي تدور حول إرسائيل ،أي أورشليم. ترصف ومن الواضح أيضاً أن إرسائيل تخضع ،وبرصف النظر عن الناموس ،تحت ُّ اآليات ،بيد أن الكنيسة تخضع أوالً وقبل كل يشء تحت كلمة ال ّله. رابعاً ،طبقاً لرومية 25:22إن شعب إرسائيل سوف ال يخلص خالل زمن النعمة
الكنيسة املخدوعة 69 -
الحارض ،ومع ذلك ،فقد وعد ال ّله بخالص جميع إرسائيل (رومية ،)26:11لذلك ،من ّ سيتدخل مرة أخرى بطريقة خاصة ،لكن ليس خالل زمن األمم فيام الواضح أن ال ّرب بعد ،بل مبا يتع َّلق بشعبه من العهد القديم. طي املستقبل .لقد ُس ِكب الروح القدس عىل أية حال ،هذه األحداث ال تزال يف ّ علينا ِب ِغنَى منذ زمن طويل ألجل زمن النعمة يف هذه األيام (تيطس ،)6-5:3وال يجب عىل الكنيسة أن تنتظر حلول يوم خمسني آخر ،بل عودة ال ّرب يسوع املسيح. ومنعاً ألي سوء تفاهم ،أو ّد أن أقول أنه ينبغي أال ُيثار اإلنطباع أنني ضد اإلنتعاشات ،بل عىل العكس ،نحن نأمل ونصيل ونؤمن بأن ال ّله يرغب يف أن يواصل العمل مح ِّلياً بطريقة رائعة .فمث ًال ،وال يسعنا إال أن نشكر ال ّله ملا يفعله يف الصني. وعىل أية حال ،أن َت َو ُّقع إنتعاش عاملي شامل فهذا أمر غري كتايب. إن اليشء الذي يجعل الحركة الكارزماتية إىل هذا الح ّد من اإلثارة للريبة والشك بالنسبة يل ،ما الحظته يف أغلب الفرق الخمسونية أنها تستشهد عادة بهذه الفقرة من يوئيل أو األعداد من أعامل 2املرتبطة بها ،كدليل كتايب عىل تشديدهم وإعالنهم عن املواهب البارزة هذه .أي ،إذا جاز القول ،حيثام يتوجه املرء يجد أن الناس تستشهد بهذه الفقرة يف سفر يوئيل كربهانهم املكتوب ،فقد إع ُتبرِ َت األساس لظهور أحداث خاصة يف هذه األيام ،فإنها هكذا ُت َع َّلم وتر َّنم ،و ُت ْط َبع وتذاع مراراً وتكراراً ،بيد أننا كنا قد َب َّينا كيف أنه ال توجد أي عالمة حقيقية لهذه الفقرات بالكنيسة ُم ْط َلقاًن. هنا أو ّد أن ْأح َت ِكم إىل الفكر الصادق ،أال ميكن تربير السؤال التايل؟ عندما يكون عنوان موضوع ما غري صحيح ،إذاً كيف يكون ما يليه أفضل أو دقيقاً؟ املؤسسة عىل الفقرة يف األعامل 2يجب «أن ُين َْظر إليها» بحذر شديد، فمث ًال ،الرؤى َّ كام يجب أن ينظر إىل الناس الذين يستشهدون بهذه األعداد لتن ُبو َءاتهم (زكريا.)2:13 كتب إيل الراحل رالف شاليس ،ا ُمل ْر َسل اإلنجليزي إىل فرنسا ،كتب يل قائ ًال من أنه يستطيع أن يرى دينونة ال ّله عىل الكنائس يف «الكارزماتية املتجددة» (بطرس األوىل ،)17:4ألن املؤمنني يسعون بالحري إىل ما يثري املشاعر وينشدون الربكة الدينية، - 70الكنيسة املخدوعة
الطريقة التي َتسرُ ُّ الجسد ،ويسعون القليل القليل وراء صليب املسيح .ويف الواقع توصل إىل هذه النتيجة بعد دراسة املوضوع يف إشعياءَّ ،19:33 الش َس فأنه ّ «الش ْع َب رَّ ِ الَ َت َرىَّ : اك ا ْل َع ِي َّي ِب ِل َسانٍ الَ ُي ْف َه ُم». الش ْع َب ا ْل َغا ِم َض ال ُّل َغ ِة َع ِن اإلِ ْد َر ِ عندما أف ِّكر يف بعض األقوال الواردة يف رسالة بولس الرسول األوىل إىل أهل كورنثوس وال سيام يف األصحاح ،17:11فإين أميل إىل اإلتفاق معه أكرث فأكرث .ففي كثري من األحيان يكون الفهم الكتايب عند البعض من السطحية مبكان ،بحيث أنه ُيتالعب يف املؤمنني و ُيتح َّكم بهم ليس عن طريق كلمة ال ّله بل من خالل الشخصيات واإلختبارات. إن ال ّله يسمح بالظلمة الروحية أن ُت ْر َسل كدينونة (قضاة ،23:9إشعياء،)10-9:29 أما اليوم ،فنحن نالحظ إنذار ألحداث ستؤدي إىل إنسكاب غضب ال ّله يف الضيقة (رؤيا .)16إنسكاب أرواح الضالل (تيموثاوس األوىل .)1:4وعندما ُنف ِّكر بالنظر إىل األزمنة األخرية ،فإن الكتاب املقدس يتكلم حتى عن أوهام شديدة سريسلها ال ّله (تسالونييك الثانية )11:2والكتاب املقدس يحثنا مراراً وتكراراً ليك نكون متعقلني ،عندئ ٍذ يتعينّ عىل املسيحي الحقيقي الكتايب أن يعرتف حقاً مبا يجري .وعىل العموم ،وال س ّيام يف العامل ترسب إىل الكنيسة يف األزمنة األخرية. العرصي ،نحن ال نواجه «إنتعاشاً» بل ُّ
.8الروح القدس وال ّرب يسوع الحديث هنا ليس عن ال ّرب يسوع بالدرجة األوىل ،بل عن الروح القدس. كثرياً ما ُيذكر الروح القدس يف دوائر الكارزماتية ،وعادة يراود املرء إنطباعاً بأن من يحتل مركز الصدارة ليس الرب يسوع بل الروح القدس .وحتى لو كان عندنا بعض اإلملام فقط يف الكتاب املقدس ،فإننا ُند ِرك بأن الروح القدس ال يرغب يف أن يكون يف الصدارة (يوحنا )26:15وال أن يتكلم عن نفسه (يوحنا ،)13:16لكنه يرغب بأن يجعل الرب يسوع يف مركز الصدارة وأن يمُ َ ِّجده (يوحنا.)14:16 إن الروح القدس يعمل ،كام قال أحدُ هم ،مثل املصباح ال َك ِاشف الذي يسلط الضوء الكنيسة املخدوعة 71 -
عىل شخص ال ّرب يسوع وال ُيظهر نفسه .أيضاً فإن روح ال ّله وطبقاً ليوحنا11-8:16 يعمل بالدرجة األوىل ليك يقود الناس إىل التوبة ،ولكن أصبح الكثريين يف هذه األيام متكبرِّ ين من بسبب مواهبهم.
.9التوجه نحو كيان مسكوين نعيش اليوم يف العرص الذي تجرى فيه اإلستعدادات لظهور املسيح الكذاب ،والكتاب املقدّس يكشف لنا أن املسيح الكذاب سوف يقبل العبادة عىل مستوى عاملي عندما يظهر يف ردائه الديني ا ُمل َض ِّلل ،وكام أرشنا إىل ذلك من َقبل ،فإن هذا الضالل سيغدو املس ّيا الكاذب َس ُي ْس َت َه ّل عىل األرجح، ممكناً بواسطة اآليات والعجائب .إن مجيء ِ ِب «إنتعاش» عىل مستوى عاملي (رؤيا )8:13معتمداً عىل ظواهر خارقة للطبيعة. عندما نالحظ العدد ا ُملتزايد من الكاثوليك الذين َيق َبلون «معمودية الروح» وكيف أن العديد من الربوتستانت وحتى اإلنجيليني ،يشعرون ُمنجذبني نحو الكاثوليك بسبب التكلمهم باأللسنة ،وعندما ُنشاهد «مشاهد التآخي» العظيمة بني الربوتستانت والكاثوليك ،عىل أساس «مواهب النعمة» عندها ندرك أن احتامل وجود «كنيسة عظيمة» كارزماتية ،لن تعود فكرة غريبة بعد اآلن .ويف املحاولة ا ُمل َك َّثفة اآلتية لتبشري عاملي باإلنجيل ا ُمل َس َّمى «تبشري »2000فإن الكارزماتيون الكاثوليك واإلنجيليني يخططون ليك للتعاون عن قرب. خالل مؤمتر شامل أمرييك عن موضوع الروح القدس يف القاعة العظيمة يف مدينة «نيو أورلينز» يف شهر متوز عام ،1987صرَ َّ ح رئيس املؤمتر ِفنسون َسا ْينان: «إذا َ أردت أن ترى شيئاً جمي ًال ،تعال وشاهد قدّاس كاثولييك ممتلئ بالروح»
47
تج ُّمع خمسيني وكارزمايت يف املقام األول ،فقد وبالرغم مام ُأ ْع ِلن عنه رسمياً أنه َ توجهاً كاثوليكياً ،وكان %50عىل األقل من الذين حرضوا كاثوليك. كان يف األغلب ُّ طبقاً للنبوءات الكتابية ،سيكون يف األيام األخرية كنيسة عاملية كبريةُ ،تس ّمى David W. Cloud, «O Timothy», Vol. 4, Issues 8-9, 1987 -47
- 72الكنيسة املخدوعة
يف كلمة ال ّله ِب « َبا ِب ُل ا ْل َع ِظي َم ُة» (رؤيا .)5:17الكثري من علامء الكتاب يروا يف الكنيسة الكاثوليكية منظومة ِعبادة ُم َح َّددة َمشا ِبه لل ِبدَع البابلية .ويبدو أن أوضح تفسري لذلك هو أن هذه «الكنيسة العظيمة» ما هي إال إلتحام للحركات املسكونية بكنيسة روما واملكونة من جميع املسيحيني ا ُمل ْر َتدِّين من جميع أنحاء العامل (وليس فقط عن الكنيسة الكاثوليكية). بإزاء هذه البيانات ،فإنه من املهم أن نمُ َ ِّيز بني التعليم وبني الشخص ،فال ريب أن هناك كاثوليك يخافون ال ّله ،لكن الترصيح الوارد آنفاً ال يعني أنه ال يوجد مؤمنون مولودون والدة ثانية يف الكنيسة الكاثوليكية .إن الكنيسة الكاثوليكية ،كمنظومة، عىل أية حال ،هي حت ًام كنيسة غري كتابية. وقد ُيالحظ بوضوح كيف أن الحركة الكارزماتية تأخذ يف التق ُّرب أكرث فأكرث نحو املنظومة الكاثوليكية وبذلك تهيء رأس جرس من الربوتستانتية إىل الكاثوليكية. رصح فيليب بوتر ،وهو سكرتري عام سابق ملجلس الكنائس العاملي املسكوين، لقد َّ يف جنيف: «إن التجديد الكارزمايت هو الرابط الذي يرتبط ما بني كنائس اإلصالح ،والكنيسة الكاثوليكية والكنيسة اإلنجيلية ا ُملحا ِفطة والكنيسة األورثودوكسية». 48 هذا َيت َِّضح أكرث حتى ،من خالل الترصيح التايل: َح ّد َ َّث دوْ -ب ِلسيس مبارشة بعد أن عاد من زيارة قام بها إىل البابا يف الفاتيكان عن إنطباعاته فقال« :سوف تظن أن البابا خمسيني ،فقد تحدّث كثرياً عن يوم الخمسني وملاذا يجب عىل الشخص أن يعتمد وميتىلء من الروح القدس» 49 Erneuerung in Kirche und Gesellschaft», («Renewal in Church and Society», translated), No. -48 7, 1980, p 26 CZB, «Impuls», translated, No. 5/81 -49
الكنيسة املخدوعة 73 -
ويكتب تشارلز وفرنسيس هنرت يف كتابهام «مالئكة يف َم ِه ّمة»: «لقد أعلن يل ال ّله بأنه ال يوجد للبابا أي تأثري أعظم من أقل مسيحي، وال بامتيازات أعظم .ومع ذلك ،وبسبب التأثري الكبري الذي لديه عىل الناس فقد يصبح إنتخابه مسألة تتع ّلق بال ّله .فقد إختار ال ّله شخصاً ُيد َعى كارول ُووجتا ْيال من بولندا ليك يصبح بابا» 50 يجب عىل كل مسيحي يؤمن بالكتاب أن يكون قادراً أن مي ِّيز عن أي «إله» يت ََحدَّث هنا .فالبابا يوحنا بولس الثاين ،مل ُي ْخ ِف أبداً الحقيقة بأنه يتلقى سلطته الخاصة من «مادونا السوداء» ،الرمز الديني الوطني لبولندا .ويف زيارته األخرية لنيجرييا أعلن للناس أنه بإمكان املسلمني واملسيحيني أن َيع َتبرِ وا أنفسهم أخوة يف ال ّله الواحد. لقد أختري هذا اإلنسان من ِق َبل ال ّله ليك يصبح بابا ِوفقاً لِ «مالئكة يف َم ِه َّمة»، مناهضة لحركة وهو بابا منشغل جداً يف التعاليم املَ ْريمَ ِ َّية و ُيظ ِهر ميوالً واضحة ِ اإلصالح الديني .ويخربنا رِّ املبشون الربوتستانت يف البلدان الكاثوليكية ،كيف زادت خدمتهم صعوبه منذ أن إعتىل يوحنا بولس الثاين كريس البابوية. ُيعلن الكتاب املقدس أن عبادة مريم العذراء هي عبادة وثنية ،وكلمة ال ّله تذكرنا بأال يكون لنا رشكة مع الوثنيني. يكتب ت.و.كوك ،يف نرشة بعنوان «موهبة األلسنة»: «نحن نعيش يف األيام األخرية ،حيث يتم تزييف الكثري من أعامل الروح القدس ،تأَ َّمل عىل سبيل املثال بالتايل ،يقول كيفني راناجان يف كتابه «الخمسينية الكاثوليكية»« :إن معمودية الروح تؤدي إىل محبة أعظم ملريم ،وتوقري أكرب للبابا ،وتكريس أعظم للكنيسة الكاثوليكية وإنتظام يف حضور القداس ،وقوة أكرث يف الشهادة لهذه األمور» .هذا وحده سوف يقنع اإلنجيليني أنه يوجد أكرث من مصدر واحد للتأثري الروحي .كام أن نظام روما الكنيس ال ميكن أن يكون من ال ّله ،ويجب تجنُّب أية مظاهر تدعمه». ُيعَبرِّ القس ميخائيل هاربر الخمسيني املعروف جيداً يف الكنيسة األنجليكانية Roland Buck, «Angels on Assignment» by Charles and Francis Hunter, Leuchter-Verlag, 1980, -50 p 61, translated
- 74الكنيسة املخدوعة
األسقفية ،يف كتابه «األخوات الثالث» عن رغبته ّ الشديدة يف أن َيرى إنجيليني والخمسينيني ،والكارزماتيني الكاثوليك ُمت ََّحدين .فام هي النتيجة النهائية لهذا التطور؟ ُيجيب ديفيد دوْ -ب ِلسيس عن هذا التساؤل: «ما هو موقف الخمسينيون بشأن الوحدة مع الكاثوليك؟ يقول املتحدِّث بإسمهم ،وهو الشخص الوحيد الذي يحمل لقب السيد خمسوين« :ال يشء أقل من وحدة كاملة» .وما هي الوحدة الكاملة؟ ...إنها تعني وحدة كاملة مع الكنيسة الكاثوليكية باملعنى ا ُمل ْط َلق» 51 وكام أرشنا من قبل ،فإن املشكلة الكربى هي أن املزيد من الكنائس التي رفضت منذ سنوات ماضية أية عالقة مع روما عىل ُأسس كتابية ،قد متحمسة اآلن بإزاء هذا النمط من الرشكة املسكونية ،مل ُيعد الشخص «أخاً» عىل أساس الكتاب املقدس والتوبة وقبول كلمة ال ّله ،بل عىل أساس اإلختبار الكارزمايت .املَ ْيل هو اإلبتعاد عن ال ّله والكتاب املقدس نحو توجيه إنساين ،لذلك يصبح اإلنسان «روحي». واختباراته معيار كل يشء ّ إن النتيجة النهائية لهذه العملية هي خلع ال ّله عن عرشه وإعالء اإلنسان وإختباراته .وأو ّد أن أقتبس من جون ستوت مرة أخرى: «ومثايل الثالث هو املسيحيون الخمسينيون ،الذين الكثري منهم يجعلون من اإلختبار املعيار األعظم للحق ...قال أحد قادة هذه الحركة مؤخراً ،فيام يتع ّلق بالكاثوليك الخمسينينيّ ،إن ما يهم يف النهاية «ليس التعليم بل اإلختبار الذي يعلو فوق حقيقة كلمة ال ّله املوحى بها» 52 إن التطور الشامل ُي َذ ِّكر بترصيح أدىل به ليونارد ريفينهيل قبل عدة سنوات فقال: «وفض ًال عن ذلك ،إس َت ْبد ََل الشيطان ...الروح القدس بأرواح مألوفة، الشفاء اإللهي بالعلم املسيحي ،املسيح الحقيقي باملسيح الكذاب ،والكنيسة الحقيقية بكنيسة روما». 53
ومتا ُثل آخر للكاثوليكية ،قد ُيرى يف مقال كتبه بيرت واجرن بعنوان «أرواح
Wilson Ewin, «The Spirit of Pentecostal Charismatic Unity», Bible Baptist Church, Nashua, p -51 18 John Stott, «Your Mind Matters», pp. 10-11 -52 Leonhard Ravenhill, «Why Revival Tarries», Send the Light Trust, 1975, p 3 -53
الكنيسة املخدوعة 75 -
إقليمية وإرساليات عاملية» ،ويف سياق كالم إيجايب ،ينسب القصة التالية تحت عنوان « ُم َث َّلث برمودا»: «قىض كينيث ماكول سنوات عديدة كطبيب جراح يف بعثة تبشريية إىل الصني ،ثم عاد إىل إنجتلرا كطبيب نفساين إستشاري .يف الصني شرَ َ عَ يف خدمة إخراج شياطني ،وأ َع َّد بحثاً ُم ِه ًام و َكت ََب حول نفس املوضوع .ويف رحلة بحرية مع زوجته ،عام ،1972عرب مثلث برمودا ...ضرَ َ َب ْت ُهام عاصفة هوجاء ،لكنهام َن َجيا لحسن الحظَ .ك َش َف ماكول النقاب من خالل بحثه ّأن ُت َّجار العبيد يف مثلث برمودا ألقوا بنح ِو مليونني من العبيد من عىل سطح السفن إىل البحر، وهؤالء كانوا إما مرىض جداً أو ضعاف جداً بحيث ال ُيباعون ،وبعدئ ٍذ قبضوا مبالغ مالية تأميناً مقابلهم .ولَماّ َأح َّس ماكول بأن ال ّله كان يقوده ليك يفعل شيئا قام بتجنيد عدة أساقفة وكهنة أنجليكانني وأفراد آخرين من كل مكان يف إنجلرتا لإلحتفال بيوبيل القربان املقدس عام ُ ،1977وأقيم إحتفال آخر بعد فرتة قصرية يف برمودا نفسها .كان القصد ا ُملعلن من ذلك هو «تحرير ُم َح َّدد لكل أولئك الذين لقوا حتفهم قبل األوان يف مثلث برمودا» .ونتيجة لذلكُ ،ر ِف َعت ال ّلعنة .وذكر ماكول يف تقرير له عام « 1982أنه منذ زمن اإلحتفال بالقربان املقدس وحتى اآلن ( ُمدَّة خمس سنوات) مل تقع أي حادث معروفة ال ميكن تعليلها يف مثلث برمودا» 54 هذه ُخرافة كاثوليكية قدمية تلك التي ُت َس ّمى بالقداس ألجل األموات. لقد ثم تسمية السيد بيرت واجرن أيضاً ِب «السيد إمتداد الكنيسة»، لكن كيف لنا أن ُن َفسرِّ هذا النوع من إمتداد الكنسية ،عندما نرى أدلة قليلة لوجود التمييز؟ ومييض بيرت واجرن يف اإلستشهاد بأسامء السالطني الشيطانية الستة املزعومة واملسئولة عن الواليات املتحدة واسامئهم هي« :رالفز ،أنوريثو ،مانشسرت ،أبوليون ،ديفلتووك ،وآخر بال إسم» 55 ويُصرَ ِّ ح جون أرمسرتونج يف كتاب «الكرازة بقوة» «:»Power Evangelism «حتى أن واجرن دَعى القادة املسيحيني إىل مؤمتر يف جامعة الالهوت ،يف
Peter Wagner, «Territorial spirits and world missions», Evangelical Missions Quarterly, Vol. -54 25, No. 3, July 1989, pp 283-284 Ibid, p 284 -55
- 76الكنيسة املخدوعة
محاولة لجعلهم تقييد عدة شياطني (مبا فيهم شيطان الت رَ ُّ ّشد ،شيطان املرض، وشيطان مثلث برمودا) ...ويف الواقع ،فهو يذكر يف تقريره َحا ِدثاً ،يف أن غري مؤمنني إنطروا بالروح ،بينام كانوا ميرون قرب ساحة اإلجتامعات ،يف أمريكا الالتينية ،حيث كان كارلوس أناكونديا ،وهو رِّ مبش له أتباع كثريون ،يكرز «بكرازة القوة» 56 هذا النوع من «الحرب الروحية» يعود إىل وجهة نظر عاملية وثنية ،تؤدي إىل إندماج شيطاين ،بدل أن يكون املسيح يف مركز حياتهم ويتمتعون بحرية يف الرب يسوع ،فينتهي والسحر األبيض. األمر باملؤمنني إىل التفكري السحري ،واإلنشغال يف األرواحية الدينية ِّ واألعراض التي تتخذ نفس األسلوب ،تنتج مثل « َب َر َكة تورونتو» والتي تأيت َمبشاهد شاذةَ ( ،ب َر َكة تورونتو :هي عبارة عن بعض ردود الفعل العاطفية كالضحك والبكاء واإلغامء يختربها مشاركون يف إجتامعات مسيحية خمسينية بدأت يف مدينة تورونتو بكندا يف القرن املايض) .ويف كتاب «دينٌ قوة» مليخائيل هورتون نقرأ:
يوجد بني املسيحيني من حول العامل ،من ذوي القناعات الالهوتية املختلفة» ،ما يكتب عنه جون وايت« :تقارير عن بكاء شديد وضحك شديد عب شديد ،ورؤى ،وسقوط (أو ما يط َلق عليه أحياناً وإهتزازات مرفقة ب ُر ٌ «سك ٌر بالروح» وإختبارات إنتعاشية أخرى» «مطروح بالروح») ،و ُ 57 رم يف مدينة تورونتو َتدين « َب َركة تورونتو» بإسمها ،إىل إجتامع صغري يعقد يف َك ٍ بكندا .يسقط الناس عىل األرض مبظاهر مختلفة كالضحك املتواصل ،وأعراض من السكر ،و َي َت َق َّلبون عىل األرض أو يفقدوا قواهم .وسط هذه الحركاتَ ،يع ِرض اشخاص ُّ مثل بني حن « ِم ْس َحتَهم» بواسطة النفخ عىل الجمهور ،الذين «يقعون عىل األرض تخصص بأن يأمر الناس بالضحك هو رودين تحت تأثري القوة» .إن الشخص الرئييس ا ُمل ِّ هُ وارد براون ،ولهذا السبب ُي َس َّمى هذا ِب «اإلنتعاش بالضحك» .ومن بني تشكيلة الظواهر َّ الشاذة ،يربز ما ُي َس َّمى ِب «الضحك بالروح القدس» .جدير باملالحظة ،أنه عندما ُيذ َكر يف الكتاب املقدسّ ،أن ال ّله َي ْض َحك ،فإن هذا يرتبط دامئاً بالدّينونة. John H. Armstrong «In Search of Spiritual Power», edited by Michael Horton, «Power Relig -56 gion», Moody Press, 1992, p 64 and pp 68-69 Ibid, p 68 -57
الكنيسة املخدوعة 77 -
ات َي ْض َح ُك ،ال َّر ُّب السماَ َو ِ لسا ِكنُ فيِ َّ يف املزمور الثاين عدد ،4يُصرَ ِّ ح التايل« :اَ َّ َي ْس َت ْه ِز ُئ ِب ِه ْم» أو يف األمثال ،26-25:1تقول كلمة ال ّلهَ « :ب ْل َر َف ْضت ُْم ُك َّل َم ُشو َرتيِ َولَ ْم يخيَ ،فأَ َنا أَ ْيضاً أَ ْض َح ُك ِع ْن َد َب ِل َّي ِت ُك ْم ،أَ ْش َم ُت ِع ْن َد َم ِجي ِء َخ ْو ِف ُك ْم» .أنظر َت ْر ُضوا َت ْو ِب ِ أيضاً مزمور 13:37و.8:59 سمى ِب«إنتعاش ِبنْساكوال» مل إن اإلختالف األخري يف « َب َركة تورونتو» والذي ُي َّ ُيست َ نث من هذه املظاهر ،ولو أنه َيظ َهر بإطار أكرث إعتداالً. هذه املظاهر ،وخاص ًة السقوط إىل الخلف مطروحاً بالروح ،معروفة أيضاً يف الوثنية ويف الهندوسية (وتسمى هناك شاكتي بات) ويف التنويم املغنطييس واملسامرية. حني وصف بولس سالح الروح يف أفسس 6كانت فكرة تستأثر باإلهتامم ،حيث يذكر كلمة «فا ْث ُبتُوا» ثالث مرات ،أي «( »standingباليونانية « ،)»histamaiوذلك يف األعداد13،11و( 14وتأيت بصيغة األمر) .ومن الجدير بالذكر ،أنه عند ِذك ْر الرصاع الروحي يستخ ِدم الكتاب املقدس إما كلمة «قا ِوم» أي «( »stand againstوباليونانية « ،»anthistamaiكام يف رسالة يعقوب 7:4وبطرس األوىل )9:5أو كلمة «أثبتوا» أي « »standالتي هي « .»histamaiيدّعي البعض أنهم ممتلؤون بالروح ،ولكن ما نراه اليوم يف أغلب األحيان هو «جيش» منبطحاً عىل األرض ،يسقط عندما يأيت «الروح» بدل أن يقف! ويف واقع األمر فإن بولس الرسول كان يتخ َّيل سالح الجندي الروماين ،فإنه مام ال ُيت ََص َّوره العقل أن نرى جنوداً رومان منبطحني عىل األرض إال عند الهزمية، واإلس ِت ْلقاء عىل ظهورهم سيكون كالسالحف منقلبني رأساً عىل عقب وهي صورة ْ َ َ يا ِئ َسة عن الهزمية .و ُين ِذر بطرس الرسول يف بطرس الثانيةَ « 17:3فأ ْنت ُْم أ ُّي َها األَ ِح َّبا ُءْ ،...احترَ ِ ُسوا ِمنْ أَ ْن َت ْن َقا ُدوا ِب َض َاللِ األَ ْر ِد َيا ِء َفت َْس ُق ُطوا ِمنْ َث َبا ِت ُك ْم». إن بيرت واجرن مع جون وميرب ويونجي شو ،هم «أب» ما ُيس ّمى ِب «املوجة الثالثة» .هذه املوجة تريد أن َتت ََس َّلل إىل الكنائس والجامعات التي مل تتأثر بعد بالحركة الكارزماتية ،و ُكنّا قد ذكرنا عن العالقة القامئة بني بيرت واجرن ويونجي شو. فقد واجرن ق ِب َل «معمودية بالروح» بواسطة يونجي شو .ويروي «قاموس الحركات الخمسونية والكارزماتية» إهتداء شو كالتايل: - 78الكنيسة املخدوعة
السل ،وطمح أن يصبح «نشأ بوذياً ،وقد َر َفض ديانته وهو يحترض من داء ُّ طبيب ،ولكن يسوع ظهر له بعد حني يف منتصف الليل برداء رجل إطفاء، داعياً إياه للوعظ و َمأل ُه بالروح القدس» 58 تم معالجة تعاليم شو من قبل ،وعالقتها بالسحر والتنجيم .لذا فإنه مماّ يدعو إىل لقد قد َّ يتوصل هانك ِهينيجراف ،رئيس معهد األبحاث املسحية ،إىل نتيجة مشابهه: اإلهتامم أن ّ «إن مفهوم السيد شو حول التفكري ال ُّرباعي األبعاد ،ال ينقصه يشء من السحر والتنجيم .ويف كتابه الرائج جداً «ال ُبعد الرابع» يكشف عن تح ُّوله من الالهوت املسيحي التاريخي ودخوله إىل عامل السحر والتنجيم» 59 إن الحركة الكارزماتية ليست فقط الرابط ما بني الكنائس الربوتستانتية والكاثوليكية ،بل عندها امليول لتقود نحو التوفيق بني املعتقدات. ُي َصنَّف أرنولد ِب ْت ِلنجري كأب الحركة الكارزماتية يف أملانيا ،و ُتعترب مؤلفاته الكثرية قياساً ملا ُي َس َّمى بحركة التجديد يف أملانيا .ففي مقالة بعنوان «إندماج التقاليد الدينية األخرى يف املسيحية الغربية» و ُن رِش من ِقبل مجلس الكنائس العاملي يف عام 1989يكتب كالتايل: ُ أصبحت ُم ْه َتماّ ً بالكنائس اإلفريقية املستقلة ،حيث «يف خالل بحثي، ُ ُ اكتشفت وجدت مزجاً رائعاً من عنارص التقليد اإلفريقي مع املسيحية .وملا أن الكثري من العنارص الكارزماتية يف تلك الكنائس لها أيضاً جذور يف التقاليد بدأت ُ اإلفريقية ما قبل املسيحيةُ ، أبحث أيضاً عن مبادئ كارزماتية يف ديانات ُ اكتشفت أن القدرة الخارقة عىل «الشفاء» و «التن ُّبؤ» بشكل خاص، أخرى. كانت يف بعض األحيان يف تلك الديانات أكرث إقناعاً مام يف التجديد الكارزمايت، ُ وجدت بقدر ما هي متأثرة ،عىل األقل ،بالنمط الشامل أمرييك من املسيحية. يف ديانة الشامانية ،موازات رائعة لخدمة يسوع التي ُ بدأت أفهمها عىل أنها طراز قيادي َّ للشامانية .وفيام يتع ّلق ِب «الشفاء» فقد كنت متأثراً عىل نحو Stanley Burgess and Bary McGee, «Dictionary of Pentecostal and Charismatic Movements» -58 Regency, 1988, p 161 Hanegraaff, «Christianity in Crisis», p 353 -59
الكنيسة املخدوعة 79 -
خاص بالنهج ّ الشمويل للشفاء والذي وجدته بني الهنود األمريكيني ،وهذا دفعني لتشجيع هذا النهج من الشفاء يف الخدمات املسيحية .أما بخصوص عجب باإلختبارات الهندوسية .إكتشف بعض «أنبيائنا» «التن ُّبؤ» فإين ُم ٌ األوروبيني َ وط َّوروا موهبة النبوئة تحت تأثري املعلمني الهندوس .كام أن لبعض اإلختبارات الكارزماتية أحياناً تشابهاً كبرياً لتقاليد دينية أخرى( ،مثل :الصالة يف بأرواح اليوجا اليابانية) .إين مقتنع بأن التجديد الكارزمايت سيصبح أكرث أهمية لرسالة الكنيسة ،لو أخذ كارزما الديانات األخرى أيضاً بشكل جديّ .لقد ُ كنت منشغ ًال منذ عام ،1966بعمل يتعلق بأكادميية مسكونية واملرتبطة باملجتمع املسكوين .فإن األهتامم األعظم لهذا العمل كان تطوير املسكونية الروحية. كام أنه كان لنا مؤمتراً حول «آي تشنج» الصيني و «الباردو جودول» التبي ِت ّي. «الس ِلتي ِك ّية و ألليام ِن َّية» بيد ّأن إهتاممنا الرئييس كان العودة إىل تقاليدنا ِّ ومحاولة إعادة إحيائها من أجل دمجها يف عقائدنا املسيحي» 60 وبالنظر إىل واقع أن أرنولد ِبتلينجر كان ذا تأثري حاسمة عند مؤيدوا الحركة الخمسينية يف أملانيا ،فإن لهذه البيانات تأثرياً واقعي. وإذ ُن َل ِّخص اآلن ونأخذ باإلعتبار كل هذه العالمات املم ّيزة ،حينئ ٍذ ميكن للمرء أن يدرك ِبيُسرْ ووضوح أن الحركة الكارزماتية ما هي إال تقليد وتزييف شيطاين خطري. إنها حركة ير ِّوج لها عادة أناس هم مؤمنني حقيقيني ،قد َتسرَ َّب إليهم إىل حد ما أرواح ُم ِض ّلة .ولذلك بالكاد عندهم أي قدرة للتمييز .كنا قد أرشنا سابقاً كيف أن بولس الرسول كان يشكو إىل الكورنثيني ...« :أَ ْو ُك ْنت ُْم َت ْأ ُخ ُذ َ ون ُروحاً َ آخ َر لَ ْم َت ْأ ُخ ُذوهُ، آخ َر لَ ْم َت ْق َب ُلوهَُ ،ف َح َسناً ُك ْنت ُْم َت ْح َت ِم ُل َ أَ ْو إِ ْن ِجي ًال َ ون» (كورنثوس الثانية .)4:11لكن، لألسف ،ففي هذه األيام تبدو الحالة يف األساس ُمشا ِبهة ،خاصة يف األوساط التي فيها يؤسس الناس تعليمهم بالدرجة األوىل عىل الرسالة إىل الكورنثيني. يعود الفضل يف ذلك إىل إحياء ِبدع السحر والتنجيم الخطرية يف أيامنا هذه ،ليوم خمسني ُج َهنَّمي ُمن ََّظم ،حيث أن عدد األعضاء الغيورين آخذ يف اإلزدياد عىل نحو ُم ْط َرد .ثم أن حركة الجيل الجديد متعاطفة مع هذه الظواهر الكارزماتية وحتى Arnold Bittlinger, «Integrating Other Religious Traditions into Western ristianity», published -60 in „Spirituality in Interfaith Dialogue», edited by Tosh Arai and esley arajah, Geneva, World Council of Churches Publications, 1989, p 96-97
- 80الكنيسة املخدوعة
تجاه جمعية الصوفيني يف تقييمها وتشديدها عىل أهمية حكرة التجديد .جاء يف مقال للصوفية بعنوان «قوة الصالة :إتجاهات حديثة» ما ييل: «إن تجربتي هي أن حركة التجديد الكارزماتية الحالية ،هي تح ُّرك رشكة مسيحيني نحو ا ُمل ُثل التي أعلنها ه.ب .بالفاتسيك .وبإعرتافهم يفرتضون كونهم إلهاً ،ولكن حتى هذا ميتد ليشمل روح قدس قد َن ْع َتبرِ ه نحن غري شخيص» 61 مثة ظاهرة غريبة أخرى نشأت مؤخراً يف بعض كنائس كارزماتية متطرفة أال وهي «التق ُّيؤ يف الروح القدس» .مرة أخرى ،إن الكتاب املقدس َيعرف هذه املظاهر كدينونة وليس كبرَ َكة .يتحدّث إرميا 27:25عن كأس غضب ال ّله« :اشرْ َ ُبوا َو ْاس َك ُروا الس ْي ِف ا َّل ِذي ُأ ْر ِس ُل ُه أَ َنا َب ْين َُك ْم» ،وهذا ُي َذ ِّكرنا َو َت َق َّي ُأوا َو ْاس ُق ُطوا َوالَ َت ُقو ُموا ِمنْ أَ ْج ِل َّ أيضاً ِب « ِغراء الروح القدس» حيث أنه خالل هذه «البرَ َكة» ُيث َّبت الناس يف األرض وال يستطيعون النهوض ،ونجد أفكاراً مشابهة لتلك يف إشعياء 14:19و 8-7:28حيث يتعينّ عىل النبي أن يشكوَ « :ولَ ِكنَّ هَ ُؤالَ ِء أَ ْيضاً َض ُّلوا ِبا ْل َخ ْم ِر َو َتاهُ وا ِبا ْل ُم ْس ِك ِر .ا ْل َك ِاهنُ َوال َّن ِب ُّي َت َر َّن َحا ِبا ْل ُم ْس ِك ِر .ا ْب َت َل َع ْت ُهماَ ا ْل َخ ْم ُرَ .تاهَ ا ِمنَ ا ْل ُم ْس ِك ِرَ .ض َّال فيِ ال ُّر ْؤ َياَ .ق ِل َقا فيِ يع ا ْل َم َوا ِئ ِد ا ْم َتلأَ َ ْت َق ْيئاً َو َق َذراً لَ ْي َس َم َك ٌان». ا ْل َق َضا ِءَ .فإِ َّن َج ِم َ يف تلك األثناءُ ،أع ِلن عن موجة أخرى ،أال وهي «إنتعاش ليك الند هيلينج» « »Lakeland-Healing Revivalيف فلوريدا والتي دامت من نيسان إىل آب ،2008 بأنها أكرب إنتعاش يف كل تاريخ الكنيسة رافقتها آيات وعجائب. لقد دعا املبرش الكندي تود بنتيل إنتعاش ليك الند ،بأنه أكرب إنسكاب للروح القدس منذ إنتعاش «أزوسا سرتيت» يف بداية الحركة الخمسينية .لقد َك َر َز بنتيل من فوق منرب يف خيمة ضخمة جداً لآلالف وتقدَّم العديد منهم للصالة ،وادّعى الصمم وال َعمى ومن مشاكل القلب ومن الكآبة وأمراض الكثريون أنهم ُش ِفيوا من َّ كثرية متعددة يف أثناء خدمات «ليك الند» التي كانت ُتقام بدون توقف ألكرث من مائة أمسية .وقد أ ْع َلن بنتيل ،واثقاً من نفسه ،بأن أعداداً من املشاركني قاموا من األموات يف أثناء هذا اإلنتعاش. للسكر ،وإقامة عالقات الزنا مع وملا شا َعت مشاكل تود بنتيل عن إدمانه عىل ُ أحد أعضاء طاقم العاملني ،إنتهت هذه الحركة بكارثة بدل أن تنتهي بإنتعاش. Wallace Slater, «The Theosophist», Sept. 1980, p 561 -61
الكنيسة املخدوعة 81 -
كانت ردّة فعل يل جرادي ،وهو كارزمايت قيادي وناقد ذايت ،عىل نحو الفت لهذا الواقعة بالترصيحات التالية يف مجلة «كاريزما» ذات النفوذ: «اتصل يب ُم َب رِّش خمسيني بارز هذا األسبوع بعد أن َأخ َذ ْت أخبار بنتيل تنترش ،فقال يل:
«إنني مقتنع اآلن بأن قطاعاً كبرياً من الكنيسة الكارزماتية سوف تتبع املسيح الكذاب عندما َيظهر ،ألنه ال يوجد عندهم مقدرة للتمييز» 62 هذا قول جدير باملالحظة من مصدر محايد .وذلك ألن الغرض من هذا الكتاب هو أن نن ِّبه إىل هذا الخطر الداهم .وألسباب واضحة ،ليس الجميع يقبلون بهذه املعلومات بطريقة أيجابية ،خاصة أعضاء الحركة الكارزماتية ،لهذا علينا أال نرفض هذا اإلقتباس بسهولة أو نطرده من فكرنا. حقاً «ألَ َّن ُه ا ْل َو ْق ُت الِ ْب ِتدَا ِء ا ْل َق َضا ِء ِمنْ َب ْي ِت ال ّل ِه» (بطرس األوىل.)17:4
ناظرين إىل رئيس األميان ومك ّمله يسوع
يجب أن ُن َس ِّلم بأن هذا املوضوع الذي يعالج تأثري البدع السحرية عىل املؤمنني قد يؤدي إىل تفكري باطني غري صحيح يف املؤمن عديم الخربة وغري الناضج ،فإذا كان قارئ واح ٍد ،فإن هذه النتيجة السلبية سوف ُتف ِقد لهذا الكتاب تأثري سلبي عىل ٍ ّ املتوخاة منه .القصد من هذا الكتاب هو أن يرينا مقدار الخطر يف الكتاب الغاية عدم السلوك باإلميان (كورنثوس الثانية ،)7:5وأن نقاوم املشاعر واإلختبارات واآليات والعجائب ،وأخرياً نر ِّكز عىل الذات لحد ما. علينا أن نصبح رزينني ويقظني ،لكن اإلميان الكتايب ال ينظر إىل الذات وإىل ضعفات الجسد .فالحياة املسيحية الحقيقية ال تتك َّون من كربياء الرب الذايت وال باإلنشغال غري الصحيح بأخطائنا ،إمنا تتكون من طاعة باألميان نحو مشيئة ال ّله املعلنة ،ومن الخدمة املحبية نحو أخينا اإلنسان. إن إبراهيم الذي مل يصنع آية واحدة دعي يف رومية 12:4و 16أب جميع املؤمنني، وقيل عنه أنه مل ينظر إىل نفسه وجسده امليت لكنه الوحيد الذي تعلق بوعود ال ّله، ومتسك بوعود الرب ،ولذلك تط ّلع اليه فقط .لقد كان تعزيته الحقيقية ومرساة نفسه ّ
Lee Grady, »Fire in my Bones«, Charisma, August 13, 2008 -62
- 82الكنيسة املخدوعة
الحقة (عربانيني ،)19:6ومن خالل هذا األميان أصبح قوياً وأك ّر َم ال ّله .لقد كان إمياناً مؤسساً علىعامل غري منظور ،ومتوقعاً كل يشء من ال ّله وال يشء من نفسه ،أمياناً معتمداً عىل ال ّله. لهذا علينا أال نسري بالعيان أو ننظر إىل أنفسنا ،بل أن نسري باألميان ونتمسك بوعود ال ّله بكلمته العجيبة ،أن نتمسك به برصف النظر عن مدى ما تكون مشاعرنا أو رأي العامل ايجابياً أو سلبياً .هذا النوع من االميان ُيثبت أن ال ّله عىل حقّ ،لذلك دعونا ننظر إىل الرب يسوع رئيس امياننا ومك ِّمله (عربانيني .)2:12إنه املخلص الحقيقي واملنترص عىل كل قوى الظالم هذهَ « ،ع ْينَايَ َدائمِ اً إِلىَ ال َّر ِّب ألَ َّن ُه هُ َو ُي ْخ ِر ُج ِر ْجليَ َّ ِمنَ َّ الش َب َك ِة» (مزمور .)15:25أن أمياناً كهذا قد يستدعيَ « :ن ْع َل ُم الشي ُر الَ أَ َّن ُك َّل َمنْ ُولِ َد ِمنَ ال ّل ِه الَ ُي ْخ ِطئُ َ ،ب ِل ا ْل َم ْو ُلو ُد ِمنَ ال ّل ِه َي ْح َف ُظ َن ْف َس ُهَ ،و رِّ ِّ يمَ َ ُّس ُه» (يوحنا االوىل.)18:5
الخامتة ملاذا تترسب هذه الحركات املزيفة ترسباً شديداً إىل املؤمنني وإىل كنائسنا؟ وإن إ َتهمنا أحدُ بإفتقارنا للقوة الروحية والسلطة والتكريس ،فعلينا أن نس ِّلم بصدق وتواضع بحقيقة هذا الواقع الكئيب ونكون مستعدين ألن نتوب .وإذا قلت« :كل يشء بالنسبة يل عىل ما يرام» ،سأكون أنا نفيس مرائياً ،ومن جهة ثانية أقول للذين يريدون أن ُيعرضوا عيل طرقاً مخترصة للتجديد الروحيات ،كوضع اليدين ،معمودية الروح ،إختبار معينَّ ،املواهب والرؤى إىل أخرهُ ...يخربنا الكتاب املقدس عن مناسبة واحدة فقط نجد فيها اآلب يتح َّرك برسعة أو ينطلق نحو مخلوقه .أال وهي قصة األبن الضال .هنا نرى املناسبة التب بها ننال امللئ والسلطة وقوة ال ّله. لن أستطيع أن أنىس تساؤل أحد خدام الكلمة األتقياء حني قال« :ينطلق الرب ملالقات من؟ هل عظامء العامل ،األتقياء ،املتقدسني ،املواظبني عىل الكنيسة ،أم (مبا يتعلق مبوضوعنا) ذلك املسيحي الذي يتش َّوق للمزيد من املواهب الروحية أو معمودية الروح أو يرغب باملزيد من األختبارات؟ كال! إنه ينطلق نحو الخاطئ املوشك عىل طلب املغفرة ،هذا هو الشخص الذي يركض اآلب نحوهَ « ،يا أَيب أَ ْخ َط ْأ ُت السماَ ِء َو ُقدَّا َم َك» (لوقا .)18:15تلك هي الطريقة نحو قوى الروحية اضافية، إِلىَ َّ وهذه هي طريق العودة إىل قلب ال ّله؛ التوبة! الكنيسة املخدوعة 83 -
يف الرسائل إىل السبع كنائس (رؤيا )3:2نجد عدة حاالت تبعث عىل األىس ،لكن الرب يسوع مل َينتهر أياً من القديسني يف تلك الكنائس ألنهم مل يقبلوا معمودية الروح ،أو ألن لديهم القليل جداً من املواهب الروحية .عىل أية حال إنه يقول: «توبوا» خمس مرات. عىس الرب أن مينحنا نعمة فنتمكن من أن نسلك طريق الصليب القدمية ،الطريق التي نكون فيها ننكرس ونكون مطيعني ،ليك نحصل عىل النعمة والقوة والربكة من الرب ،ليك نتمكن يف هذه األيام األخرية أيضاً من أن نكون نستطيع أن نتغ َّلب عىل املصاعب ولنعيش حياة تعطي مجداً ل ّله وتنتهي بثامر وبركة للكثريين.
- 84الكنيسة املخدوعة
ملحة عن املؤلف ألكسندر سايبل ولد الكسندر سايبل يف فينا سنة ،1943وملا نشأ يف محيط ديني تقليدي ،نبذ بعد حني أميانه وأصبح ملحداً .تركز إهتاممه كطالب عىل املواضيع العلمية. ووجه برسالة األنجيل والكتاب املقدس من خالل الفرتة التي كان فيها طالباًِ ، خالل شهادة مسيحيني من الحركة التبشريية األمريكية املنترشة يف أنحاء العامل، إن ما أحدث التغيري يف ذهنه كان براهني تحقيق النبوات الواضحة املتعلقة بشعب إرسائيل .وجاء نقطة التح ُّول الجذرية عن طريق رسالة يف موضوع التلمذة الحقيقية كان قد سمعها .يف .1968/8/4عندها س ّلم حياته للرب يسوع املسيح. كان ساي ِبل حتى إستكامل دراسته عضواً يف الكنيسة املعمدانية يف فينا .إن الكسندر سابل حاصل عىل درجة املاجستري يف العلوم التكنلوجية يخدم األن متف ِّرغاً بالكامل للكرازة باإلنجيل .إنه يتك ّلم عن مواضيع العلوم ،الكتاب املقدس والنشوء أو التط ّور، ملجموعات الشبيبة والطالب .إنشغل سايبل بدراسة موسعة عن الحركات الكرزماتية واإلتجاهات الحديثة يف املجتمع والكنائس .له عدة مؤلفات من الكتب والتي طبع بعض منها خمس طبعات متكررة ،وقد ُترجمت إىل عدة لغات أوروبية. يقيم السيد سايبل اآلن يف أملانيا وهو أب لثالثة أبناء.
الكنيسة املخدوعة 85 -
- 86الكنيسة املخدوعة