295 صحيفة صدى الروضتين

Page 1

‫�صحيفة عامة م�ستقلة ن�صف �شهرية ت�صدر عن ق�سم ال�ش�ؤون الفكرية والثقافية يف العتبة العبا�سية املقد�سة ‪� /‬شعبة الإعالم‬ ‫ال�سنة الثانية ع�شرة ‪ /‬العدد ‪ 1/ 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م ‪ /‬رقم االعتماد يف نقابة ال�صحفيني العراقيني ‪722‬‬ ‫‪w w w . a l k a f e e l . n e t / s a d d a‬‬

‫معهد القر�آن الكرمي يف العتبة العبا�سية املقد�سة‬

‫يختتم دوراته ال�صيفية القر�آنية ال�ساد�سة‬ ‫مب�شاركة �أكرث من ‪� 12‬ألف طالب‬


‫�صحيفة عامة م�ستقلة ن�صف �شهرية ت�صدر عن ق�سم ال�ش�ؤون الفكرية والثقافية يف العتبة العبا�سية املقد�سة ‪� /‬شعبة الإعالم‬ ‫ال�سنة الثانية ع�شرة ‪ /‬العدد ‪ 1/ 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م ‪ /‬رقم االعتماد يف نقابة ال�صحفيني العراقيني ‪722‬‬ ‫‪w w w . a l k a f e e l . n e t / s a d d a‬‬

‫معهد القر�آن الكرمي يف العتبة العبا�سية املقد�سة‬

‫يختتم دوراته ال�صيفية القر�آنية ال�ساد�سة‬ ‫مب�شاركة �أكرث من ‪� 12‬ألف طالب‬

‫�صحيفة عامة م�ستقلة ن�صف �شهرية‬ ‫ت�صدر عن ق�سم ال�ش�ؤون‬ ‫الفكرية والثقافية‬ ‫يف العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫�شعبة االعالم‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫رقم الإيداع يف‬ ‫دار الكتب والوثائق العراقية ‪1163 /‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫‪Tel: 220 / 322600‬‬

‫‪8‬‬

‫‪12‬‬

‫‪www. alkafeel.net/sadda‬‬ ‫‪E-mail: sadda@alkafeel.net‬‬

‫‪.....................................‬‬ ‫‪ ...‬الإ�شراف العام ‪...‬‬ ‫عقيل عبد احل�سني اليا�سري‬ ‫‪ ...‬رئي�س التحرير ‪...‬‬ ‫علي ح�سني اخلباز‬ ‫‪ ...‬مدير التحرير ‪...‬‬ ‫ها�شم علي كرمي ال�صفار‬ ‫‪� ...‬سكرتري التحرير ‪...‬‬ ‫طارق الغامني‬ ‫‪ ...‬هيئة التحرير ‪...‬‬ ‫�أحمد �صالح‪ /‬عالء �سعدون‬ ‫زين العابدين ال�سعيدي‪ /‬حيدر داوود‬ ‫�سجاد طالب احللو‬ ‫‪ ...‬التدقيق اللغوي ‪...‬‬ ‫ها�شم علي ال�صفار‬ ‫‪ ...‬الت�صوير الفوتوغرايف ‪...‬‬ ‫ع�صام املو�سوي ‪� /‬سامر خليل احل�سيني‬ ‫علي ال�شمري‬ ‫‪ ...‬الت�صميم والإخراج الفني ‪...‬‬ ‫منتظر العلي ‪ /‬عبا�س املياحي‬ ‫‪...‬امل�شاركون يف هذا العدد‪...‬‬ ‫عالء انذار العلي ‪ /‬زاهر اخلفاجي‬ ‫م�صطفى الباوي ‪ /‬علي ال�سبتي‬ ‫�صادق مهدي ح�سن ‪ /‬عبد امللك كمال الدين‬ ‫عبد احلمزة امل�شهداين‪ /‬مرت�ضى احللي‬ ‫زيد علي الكفلي ‪ /‬جميل ظاهري‬ ‫لبيب علوان ‪ /‬عفاف حممد ‪ /‬عقيل ال�شريفي‬ ‫كامل ح�سني اجلنابي ‪ /‬تركي عطية الزويني‬

‫اخلندق فكرة دفاعية قدمية‪،‬‬ ‫ا�ستخدمها امل�سلمون يف حروبهم‪،‬‬ ‫كما ا�ستخدمتها اجليو�ش يف‬ ‫احلروب القدمية‪ ،‬واليوم تتكرر‬ ‫فكرة ا�ستخدام اخلندق بني‬ ‫حمافظة كربالء‪...‬‬

‫‪26‬‬

‫‪30‬‬

‫ن�سعى مبثل هذه القراءات‬ ‫�أن تكون ل�صدى الرو�ضتني‬ ‫�صوالت مبدعة خا�صة بها‬ ‫وخا�صة مبا يرتبط ب�أهل‬ ‫البيت ‪... D‬‬

‫قال تعاىل‪َ (( :‬و�أَعِ ُدّوا َل ُه ْم َما‬ ‫اط‬ ‫ا�س َت َطع ُتم مِ ن ُق َّو ٍة َومِ ن ِر َب ِ‬ ‫ا َ‬ ‫الل‬ ‫خليلِ ُترهِ ُبو َن ِب ِه َع ُد َّو هَّ ِ‬ ‫َو َع ُد َّو ُك ْم َو� َآخر َ‬ ‫ِين مِ نْ دُو ِنهِم اَل‬ ‫َتعلَ ُمو َن ُه ُم هَّ ُ‬ ‫الل َيعلَ ُمهُم ‪))...‬‬

‫ال�سيد علي بن طاوو�س‬ ‫من �أحفاد الإمامني احل�سن‬ ‫املجتبى وال�سجاد ‪ C‬ومن‬ ‫كبار �شخ�صيات ال�شيعة وعلماء‬ ‫الإمامية‪� ،‬صاحب امل�صنفات‬ ‫الكثرية ومنها‪... :‬‬

‫‪28‬‬

‫ت�ستمر الأمانة العامة للعتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة بت�أدية دورها‬ ‫الداعم للقوات الأمنية و�أبطال‬ ‫فتوى الدفاع املقد�س من‬ ‫خالل ما تقدمه من دعم مادي‬ ‫بتوفري متطلبات ادامة‪...‬‬

‫‪32‬‬

‫الكثري منا ال يعرف �إال القليل‬ ‫عن ا�ضطراب التوحد‪ ،‬وهذه‬ ‫الإعاقة تعد ب�شكل عام من‬ ‫الق�ضايا الهامة التي تواجه‬ ‫املجتمعات؛ باعتبارها ق�ضية‬ ‫ذات �أبعاد خمتلفة‪... ،‬‬


‫الإفـتـتــــــــاحـيـة‬

‫املنايف‬

‫‪38‬‬

‫ختاماً لفعالياتها وبراجمها‬ ‫ال�صيفية لهذا العام‪� ،‬أقامت‬ ‫جمعية ك�شافية الكفيل التابعة‬ ‫ل�شعبة الطفولة والنا�شئة‬ ‫يف العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫خميماً ك�شفياً مغلقاً ‪...‬‬

‫‪44‬‬

‫ت�ضحيات الإمام احل�سني‬ ‫ونه�ضته اخلالدة �ضد الف�ساد‬ ‫واجلور والطغيان‪ ،‬ر�سخت‬ ‫م�ضامني ومفاهيم �صاحلة‬ ‫عدة‪ ،‬وغر�ست الف�ضائل والقيم‬ ‫الإن�سانية الن�ضرة يف ‪...‬‬

‫‪66‬‬

‫يعد م�صنع الكفيل للمياه‬ ‫ال�صحية من املنتجات التي‬ ‫القت رواجاً كبرياً يف ال�سوق‬ ‫املحلية؛ نتيجة ملا ميتاز به‬ ‫هذا العن�صر الأ�سا�سي يف حياة‬ ‫املواطن من موا�صفات عالية‪..‬‬

‫بقلم ‪ ...‬رئي�س التحرير‬

‫هُ د ٌْب يرف ليذكر من غادرته‬ ‫مناف نائيةٍ‪..‬‬ ‫املنايف اىل ٍ‬ ‫غريباً مهاجرا‪.ً .‬‬ ‫وال ّ‬ ‫يرف هُ د ٌْب‬ ‫ملن اختار فيه منافيه‬ ‫و�سجن يف روحه‬ ‫كل �آماله وتاريخه وحمتواه‪..‬‬ ‫واعتزل العامل وهو فيهم معتز بغربته‪..‬‬ ‫�أ�سرته �سجون نف�سه املتعبة‬ ‫بينما الكثري من املنايف‬ ‫عجزت عن �أ�سر قلب غريب‬ ‫واهم من ي�سرت غربته بعظمة واهية‪..‬‬

‫‪A‬‬

‫‪64‬‬ ‫‪54‬‬

‫�ضمن فعاليات م�ؤمتر الإمام‬ ‫احل�سني (‪� ،)A‬أقام دا ُر‬ ‫الر�سول الأعظم (‪ )J‬التابع‬ ‫ملركز العميد الدو ّ‬ ‫يل للبحوث‬ ‫والدرا�سات ور�ش ًة علم ّي ًة‬ ‫تو�سمت بـ(ال�سرية النبو ّية ‪...‬‬ ‫ّ‬

‫‪70‬‬

‫للمنرب احل�سيني �أثره وح�سه‬ ‫وحالوته الإميانية‪ ،‬وهو‬ ‫�إ�شعاعة دينية‪ ،‬ولفتة تربوية‪،‬‬ ‫وتزكية روحية‪ ،‬تفي�ض على‬ ‫النا�س لطائف و�إ�شراقات‪..‬‬ ‫ومن نعمة اهلل تعاىل ‪...‬‬

‫‪74‬‬

‫يعي�ش الإن�سان حياته املقرونة‬ ‫بالغرائز التي منحها اهلل‬ ‫(جلت قدرته) لعباده‪ ،‬وهو‬ ‫ملتفت اىل ما هو جميل‬ ‫وح�سن‪ ،‬ويبني نف�سه ويعتاد‬ ‫عليها‪ ،‬فيعترب نف�سه ‪...‬‬

‫لقد حمل �أهل البيت‬ ‫الإ�سالم بكل قيمه ومبادئه‬ ‫ال�سماوية‪ ،‬فكانوا روحه‬ ‫املتجددة يف كل زمان ومكان‪،‬‬ ‫�أذكوا النفو�س ُ‬ ‫بخلقهم ال�سامي‬ ‫امل�ستمد من اخللق العظيم ‪...‬‬ ‫‪D‬‬


‫‪4‬‬

‫قب�سات نورانية‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫املرجع ّي ُة الدين ّي ُة ال ُعليا‪...‬‬ ‫ت�ؤ ّكد على �ضرورة تطبيق القانون على اجلميع دون متييز لتحقيق‬ ‫ً‬ ‫العدالة بني النا�س‪ ،‬مب ّي ً‬ ‫حماية للمجتمع والدولة مع ًا‪..‬‬ ‫نة � ّأن يف ذلك‬ ‫تناول مم ّثل املرجع ّية الدين ّية ال ُعليا �سماحة ال�شيخ عبد‬ ‫املهدي الكربالئي(دام ع ّزه) يف اخلطبة الثانية من �صالة‬ ‫اجلمعة (‪22‬ذي القعدة ‪1437‬هـ) املوافق لـ(‪�26‬آب ‪2016‬م) التي‬ ‫احل�سيني ال�شريف ب�إمامته حديث ر�سول‬ ‫�أقيمت يف ال�صحن‬ ‫ّ‬ ‫اهلل ‪ J‬حول تطبيق القانون الذي ُيراد من خالله حتقيق‬ ‫�شخ�ص و�آخر‪.‬‬ ‫العدالة بني النا�س على اجلميع دون متييز بني‬ ‫ٍ‬ ‫مب ّين ًا‪� :‬أنّ احلقّ والعدل يجب �أن‬ ‫ال يف ّرق به بني النا�س وال مي ّيز حتى‬ ‫�أبناء احلاكم واملن�سوبني اليه‪ ،‬بل‬ ‫هم �أوىل من غريهم بتطبيق القانون‬ ‫عليهم؛ لأنّ يف ذلك حماية للمجتمع‬ ‫والدولة مع ًا‪ ،‬ولكي نتم ّكن �أن ن�صنع‬ ‫جمتمع ًا عاد ًال ودول ًة عادلة حيث قال‬ ‫�سماحته‪:‬‬ ‫�أ ّيها الإخوة والأخوات �أو ّد �أن �أبينّ‬ ‫الأمر التايل‪:‬‬ ‫ُروي عن ر�سول اهلل ‪� J‬أ ّنه قال‪:‬‬ ‫(�إنمّ ا �أهلك الذين قبلكم �أ ّنهم كانوا‬ ‫�إذا �سرق فيهم ال�شريف تركوه و�إذا‬ ‫�سرق ال�ضعيف �أقاموا عليه احل ّد)‪،‬‬ ‫وهذه الرواية تتح ّدث عن واقع الأمم‬ ‫ال�سابقة التي كانت تف ّرق يف تطبيق‬ ‫القانون حتى ي�أخذ ك ّل ذي حقٍّ ح ّقه‪،‬‬ ‫و ُيعاقب ال�شخ�ص الذي ينحرف عن‬ ‫ّ‬ ‫خط العدل ويتخ ّلف عن القانون مهما‬ ‫كان موقعه و�صفته يف املجتمع‪ ،‬فهذه‬ ‫الأمم قد بادت واندثرت حينما كان‬ ‫ُ‬ ‫ال�شريف فوق القانون ويق�صد به‬ ‫هذا ال�شخ�ص الذي يتم ّيز يف املجتمع‬ ‫ع�شائري‬ ‫ديني �أو‬ ‫مبوقع‬ ‫ّ‬ ‫اجتماعي �أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سيا�سي حينما يعي�ش‬ ‫اقت�صادي �أو‬ ‫�أو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النا�س الطبقية االجتماعية فيم ّيزون‬ ‫بني من ي�س ّمون ب�أ�صحاب الطبقات‬

‫الرفيعة وبني �أ�صحاب الطبقات‬ ‫الدنيا‪ ،‬فكان �أولئك �إذا �سرق فيهم‬ ‫هذا ال�شريف �سوا ًء �أكانت �سرقته من‬ ‫الأموال العا ّمة �أو كانت �سرقته تتّ�صل‬ ‫بالنا�س من حوله من ال�ضعفاء الذين‬ ‫قد ي�أكل �أموالهم بالباطل م�ستغلاّ ً‬ ‫موقعه‪ ،‬ف�إذا ذهب هذا ال�ضعيف‬ ‫لي�شكو �أمره اىل اجلهات امل�س�ؤولة مل‬ ‫يعب�أوا به وتركوا هذا ال�سارق وجعلوه‬ ‫فوق القانون عندهم‪ ،‬و�أ ّما �إذا �سرق‬ ‫ال�ضعيف وربمّ ا يكون قد �سرق لي�أكل‬ ‫�أو ليلب�س �أو لي�شرتي دوا ًء لنف�سه �أو‬ ‫لعائلته �أو ليعتا�ش بها‪.‬‬ ‫ربر ال�سرقة مهما كانت‬ ‫طبع ًا ال ن ّ‬ ‫دواعيها‪ ،‬ولكن الغر�ض �أ ّنها قد ال‬ ‫تكون ملح�ض اجل�شع والرغبة يف‬ ‫اال�ستحواذ على مزيد من الأموال‪،‬‬ ‫ف�إذا �سرق ال�ضعيف ف�إنّ ك ّل ق ّوة‬ ‫تتوجه اليه و ُيط ّبق عليه‬ ‫القانون ّ‬ ‫بحذافريه‪ ،‬فه�ؤالء الذين بيدهم‬ ‫تطبيقُ القانون �أو يجل�سون يف مواقع‬ ‫الق�ضاء ومواقع ال�سلطة واحلكم‬ ‫ُيراعون هذا ال�شريف �أو يخ�شون‬ ‫�سطوته �أو يخ�شون حزبه �أو جماعته‬ ‫امل�س ّلحة‪ ،‬ولك ّنهم ال ُيراعون هذا‬ ‫ال�ضعيف وال يخ�شونه؛ لأ ّنه ال �سطوة‬ ‫له‪ ،‬فيط ّبقون عليه القانون ويعاقبونه‪.‬‬

‫وهناك كلم ٌة لأمري امل�ؤمنني‬ ‫قال فيها‪�( :‬إنمّ ا �أهلك من كان قبلكم‬ ‫�أ ّنهم منعوا النا�س احلقّ فا�شرتوه‬ ‫و�أخذوهم بالباطل فاقتدوه)‪ ،‬قال‬ ‫بع�ض ال�ش ّراح فا�شرتى النا�س احلقّ‬ ‫منهم بالر�شا والأموال �أي مل ي�ضعوا‬ ‫الأمور موا�ضعها وال و ّلوا الواليات‬ ‫م�ستح ّقيها وكانت �أمورهم جتري‬ ‫على وفق الهوى والأغرا�ض الفا�سدة‪،‬‬ ‫فا�شرتى النا�س منهم احلقوق كما‬ ‫تُ�شرتى ال�سلع بالأموال‪ ،‬و�أخذوهم‬ ‫بالباطل �أي حملوهم على الباطل‬ ‫فجاء اخللف من بعد ال�سلف فاقتدوا‬ ‫ب�آبائهم و�أ�سالفهم يف ارتكاب ذلك‬ ‫الباطل ظ ّن ًا منهم �أ ّنه حقّ ملا قد �ألفوه‬ ‫ون�ش�أوا عليه‪.‬‬ ‫ومن �أمثلة ذلك يف زماننا ما‬ ‫�أ�صبح �أمر ًا ثابت ًا يف معظم الدوائر‬ ‫احلكومية من �أ ّنه ال تعيني يف الوظائف‬ ‫�إلاّ بدفع املال‪ ،‬فمن يريد التعيني فيها‬ ‫وهو ح ّقه مبوجب القانون ال يجد ب ّد ًا‬ ‫من �أن يدفع مبلغ ًا مبئات الآالف �أو‬ ‫باملاليني حتى يتعينّ ‪ ،‬هذا �أمنوذج‬ ‫من منع احلاكم النا�س حقوقهم‬ ‫في�ضط ّرون اىل �شرائها بالر�شا‪،‬‬ ‫ف�ساد هذا؟؟!! �أن ي�شرتوا احلقّ‬ ‫ف� ُّأي ٍ‬ ‫الذي هو ح ّقهم والذي فر�ضه القانون‬ ‫‪A‬‬

‫لهم‪� ..‬أن ي�شرتوه باملال!!!‪.‬‬ ‫لقد �أ�صبح هذا الطريق ‪� -‬أي‬ ‫احل�صول على احلقّ بالر�شوة �أو‬ ‫ال�سيا�سي وغريه ‪ -‬هو الطريق‬ ‫االنتماء‬ ‫ّ‬ ‫الذي ال حميد عنه للفقراء والب�سطاء‬ ‫من النا�س الذين ال ينتمون ّ‬ ‫خلط‬ ‫�أحزاب ال�سلطة و�أ�صحابها‪ ،‬ولي�سوا‬ ‫من املق ّربني لهم �سيا�س ّي ًا �أو ع�شائر ّي ًا‬ ‫�أو مناطق ّي ًا �أو غري ذلك‪ ،‬وما نالحظه‬ ‫يف �أ ّيامنا هذه من ا�ست�شراء الف�ساد‬ ‫والتواط�ؤ على ّ‬ ‫الغ�ض وال�سكوت ع ّما‬ ‫ميار�سه من ذلك �أ�صحاب اجلاه‬ ‫وال�سلطة و�إنزال العقوبات ال�شديدة‬ ‫ل�صغار ال�س ّراق واملختل�سني وترك‬ ‫الكبار منهم ي�سرحون وينهبون كيفما‬ ‫يحلو لهم‪ ،‬وهو ما ح ّذر منه الإمام‬ ‫‪ A‬يف الكلمة التي نقلناها وهو نذي ٌر‬ ‫بني يدي بالءٍ ال يعلم مداه �إلاّ اهلل‬ ‫تعاىل‪.‬‬ ‫ن�س�أل اهلل تعاىل �أن يع�صمنا من‬ ‫اخلط�أ والزلل يف القول والعمل‪،‬‬ ‫وي�صلح �أحوالنا وين ّبهنا من غفلتنا‬ ‫�إ ّنه �سمي ٌع جميب و�آخر دعوانا �أن‬ ‫رب العاملني و�صلى اهلل‬ ‫احلمد هلل ّ‬ ‫على حممد و�آله الط ّيبني الطاهرين‪.‬‬


‫قب�سات نورانية‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫‪5‬‬

‫املرجع ّية الدين ّية ال ُعليا‪...‬‬ ‫تخ�ص‬ ‫تتناول بع�ض الآيات القر�آنية ال�شريفة التي‬ ‫ّ‬ ‫وتركيز فيها‪..‬‬ ‫لب�صرية‬ ‫الأمور االجتماعية وحتتاج‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تناول مم ّث ُل املرجع ّية الدين ّية ال ُعليا �سماحة ال�سيد �أحمد ال�صايف (دام ع ّزه)‬ ‫يف اخلطبة الثانية من �صالة اجلمعة (‪15‬ذي القعدة ‪1437‬هـ) املوافق لـ(‪�19‬آب‬ ‫احل�سيني ال�شريف ب�إمامته بع�ض الآيات‬ ‫‪2016‬م) التي �أُقيمت يف ال�صحن‬ ‫ّ‬ ‫القر�آنية ال�شريفة التي لها علقة ببع�ض الأمور االجتماعية‪ ،‬وقد ابتد�أها بالآية‬ ‫ال�شريفة (‪ )152‬من �سورة الأنعام التي يوجد فيها ترابط ما بني بع�ض الظواهر‬ ‫االجتماعية التي ب ّينتها لنا ال�شريعة ال�سماوية ال�سمحاء‪ ،‬حيث بينّ قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫�إخوتي �أخواتي �أعر�ض على‬ ‫م�سامعكم الكرمية بع�ض ما‬ ‫ب ّينه القر�آن الكرمي من الأمور‬ ‫االجتماعية التي عاد ًة ما نحتاج‬ ‫اىل الب�صرية فيها والرتكيز على‬ ‫هذه امل�ضامني التي قد ُنبتلى بها‪،‬‬ ‫وفع ًال قد ابتلينا بها‪ ،‬قال اهلل‬ ‫تبارك وتعاىل يف �سورة الأنعام الآية‬ ‫(‪َ ( :)152‬ولاَ َت ْق َر ُبوا َم َال ا ْل َي ِت ِيم �إِ اَّل‬ ‫ِبا َّل ِتي ِه َي �أَ ْح َ�سنُ َحتَّى َي ْب ُل َغ �أَ ُ�ش َّد ُه‬ ‫َو�أَ ْو ُفوا ا ْل َك ْي َل َوالمْ ِيزَ انَ ِبا ْل ِق ْ�س ِط لاَ‬ ‫ُن َك ِّل ُف َنف ًْ�سا �إِ اَّل ُو ْ�س َع َها َو�إِ َذا ُق ْلت ُْم‬ ‫َف ْاع ِد ُلوا َو َل ْو َكانَ َذا ُق ْر َبى َو ِب َع ْه ِد‬ ‫اللهَّ ِ �أَ ْو ُفوا َذ ِل ُك ْم َو�صَّ ا ُكم ِب ِه َل َع َّل ُك ْم‬ ‫ت َ​َذ َّك ُرونَ )‪..‬‬ ‫تقرب مال‬ ‫يقول القر�آن‪ :‬ال‬ ‫ْ‬ ‫اليتيم �إلاّ بالتي هي �أح�سن‪ ،‬وال ُب ّد‬ ‫�أن نفي بالكيل وامليزان ونتعامل‬ ‫معهما بالق�سط والعدل‪ ،‬وثالث ًا �إذا‬ ‫�أردنا �أن نقول ال ُب ّد �أن نقول بالعدل‬ ‫حتى و�إن كان املقول فيه ذا قربى‬ ‫يل‪ ،‬هذه ثالثة �أ�شياء ذكرتها الآية‬ ‫ال�شريفة يف هذا املعر�ض‪.‬‬ ‫املو�ضوع الأ ّول‪ :‬قال اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫( َولاَ َت ْق َر ُبوا َم َال ا ْل َي ِت ِيم‪� )...‬أنا‬ ‫فقط �أبينّ ق�ضية لطريقة القر�آن‬

‫الكرمي يف عر�ضه لبع�ض املوارد‬ ‫التي فيها خطورة‪ ،‬تار ًة القر�آن‬ ‫يقول‪( :‬ال ت�أكل مال اليتيم) كما هو‬ ‫يف �آيات �أخرى‪ ،‬وتار ًة القر�آن يقول‬ ‫(ال تقرب مال اليتيم) كما يقول (ال‬ ‫تقربوا الزنا)‪ ،‬هذا النهي عن �أ�صل‬ ‫القرب من الفعل ّ‬ ‫يدل على �أنّ ذلك‬ ‫الفعل فيه م�شاكل كبرية وخطرية‪،‬‬ ‫ال ُيتْم ابتالء املجتمع به ولي�س ابتالء‬ ‫ال�شخ�ص نف�سه‪.‬‬ ‫�إخواين التفتوا ال ُيتْم لي�س عيب ًا‪،‬‬ ‫و�إنمّ ا ال ُيتْم هو حال ٌة من ابتالئنا‬ ‫جتاه اليتيم‪ ،‬ولذلك جاء اخلطاب‬ ‫لي�س لليتيم باعتباره �صغري ًا بل‬ ‫اخلطاب لنا‪ ،‬قال (ال تقربوا)‬ ‫َ‬ ‫املخاطب ال ُب ّد �أن يكون عاق ًال‬ ‫يتوجه له اخلطاب‪،‬‬ ‫ر�شيد ًا حتى ّ‬ ‫مال اليتيم ال تقر ْبه �إلاّ بالتي هي‬ ‫ني على مال اليتيم‪،‬‬ ‫�أح�سن لأ ّنك �أم ٌ‬ ‫ووا�ضح �أنّ اليتيم هو الذي فقد‬ ‫الأب واجل ّد من جهة الأب‪ ،‬مال هذا‬ ‫اليتيم �أمانة عندكم فال تقربوا هذا‬ ‫املال‪ ،‬و�إنمّ ا هذا املال له ومن ح ّقه‬ ‫اىل �أن يبلغ �أ�ش ّده �أي اىل �أن يكون‬ ‫بالغ ًا ر�شيد ًا عاق ًال‪ ،‬يف تلك احلالة‬ ‫املال ماله وهو �أحرى �أن يت�ص ّرف به‬

‫حاله حال بق ّية العقالء‪ ،‬لكن �أنتم ال‬ ‫تقربوا مال اليتيم‪ ،‬هذه كلم ٌة الآن‬ ‫نقولها لك ّل من ُيبتلى بهذه امل�س�ألة‪:‬‬ ‫"�إحذ ْر �أن تت�ص ّرف ب�أموال اليتيم‬ ‫ت�ص ّرفات بخالف م�صلحته �أو فيها‬ ‫مف�سدة ‪ -‬والعياذ باهلل ‪ ،-‬ال ت�أخذ‬ ‫املال لك ف�أنت �أمنيٌ"‪.‬‬ ‫ثم قال ج ّل وعال‪َ ( :‬و�إِ َذا ُق ْلت ُْم‬ ‫َف ْاع ِد ُلوا َو َل ْو َكانَ َذا ُق ْر َبى‪)...‬‬ ‫حقيق ًة هذه امل�س�ألة من امل�سائل‬ ‫ال�سيا�سي‬ ‫االبتالئية‪ُ ،‬يبتلى بها‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعي و�صاحب امل� ّؤ�س�سة‬ ‫ّ‬ ‫وغريهم‪ ،‬القر�آن ين ّبه الإن�سان �أ ّنه‬ ‫�إذا �أراد �أن يقول � ّأي قول ال ُب ّد �أن‬ ‫يج ّرد احلقيقة من ك ّل �شيء لتبقى‬ ‫احلقيقة مبا هي حقيقة‪� ،‬أ ّما �إذا كان‬ ‫معه ذا قربى ُيحاول �أن يز ّوق الكالم‬ ‫ويحرفه جلانبه �أو يحرفه عنه �إن‬ ‫كان يت�ض ّرر باحلقيقة‪ ،‬القر�آن‬ ‫الكرمي يقول ال توجد حم�سوب ّيات يف‬ ‫هذه الأوامر‪( ،‬و�إذا قلتم اعدلوا‪)..‬‬ ‫عندما تت�ص ّدون ل ّأي �شيء ال ُب ّد‬ ‫لكم �أن تعدلوا وت�ضعوا الأمور يف‬ ‫موازينها ومواقعها ال�صحيحة‪� ،‬أ ّما‬ ‫�إذا كان ذا قربى يتب ّدل الكالم له‬ ‫�أو �ض ّد عد ّوه فال‪ ،..‬وهذه امل�س�ألة‬

‫ُيبتلى بها النا�س؛ لأنّ الطبع‬ ‫الإن�ساين مييل اىل القريب‪ ،‬القر�آن‬ ‫الكرمي يقول يف موازين العدالة ال‪..‬‬ ‫هذه املوازين غري مقبولة‪ ،‬نعم‪..‬‬ ‫من الواجب �أن ت�صل رحمك لكن‬ ‫لي�س بهذه الطريقة فهذه الطريقة‬ ‫باطلة‪ ،‬وطبع ًا ك ّلما ت�ص ّدى الإن�سان‬ ‫مل�س�ؤولية �صرخت فيه هذه الآية‬ ‫�إعدل �إعدل‪ ،‬لذلك هذه الآية‬ ‫وا�ضحة ( َو ِ�إ َذا ُق ْلت ُْم َف ْاع ِد ُلوا َو َل ْو‬ ‫َكانَ َذا ُق ْر َبى‪ )..‬يعني �أنّ املقول فيه‬ ‫حتى لو كان ذا قربى �أنت ال َ‬ ‫تخ�ش‬ ‫يف ذلك‪ّ ،‬ثم قال‪َ ( :‬و ِب َع ْه ِد اللهَّ ِ �أَ ْو ُفوا‬ ‫َذ ِل ُك ْم َو�صَّ ا ُكم ِب ِه َل َع َّل ُك ْم ت َ​َذ َّك ُرونَ )‪.‬‬ ‫ن�س�أل اهلل �سبحانه وتعاىل �أن‬ ‫نكون من الأوفياء بعهد اهلل تبارك‬ ‫و�صانا به‬ ‫وتعاىل‪ ،‬و�أن نلتزم مبا ّ‬ ‫اللهم اغفر للم�ؤمنني‬ ‫ج ّل وعال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وامل�ؤمنات وامل�سلمني وامل�سلمات‬ ‫اللهم‬ ‫الأحياء منهم والأموات‪ ،‬تابع ّ‬ ‫اللهم‬ ‫بيننا وبينهم باخلريات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اغفر لنا ذنوبنا يف القول والعمل‪،‬‬ ‫وجتاوز عن �س ّيئاتنا‪ ،‬و�آخر دعوانا‬ ‫رب العاملني‪ ،‬و�ص ّلى‬ ‫�أن احلمد هلل ّ‬ ‫اهلل على حممد وعلى �آله الط ّيبني‬ ‫الطاهرين‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫من وحي ال�شريعة‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫الإ�ستفتاءات ال�شرعية‬ ‫طبقا لفتاوى �سماحة املرجع الديني الأعلى �آية اهلل‬ ‫العظمى ال�سيد علي احل�سيني ال�سي�ستاين (دام ظله)‬

‫الأمر باملعروف‬

‫م�س�ألة‪ :‬هناك �أنواع عدة للمعروف‬ ‫منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬التو ّكل على اهلل تعاىل‪ :‬قال‬ ‫اهلل �سبحانه وتعاىل يف كتابه املجيد‪:‬‬ ‫ح�س ُبه)‬ ‫(ومن يتو َّكل على اهلل فهو ْ‬ ‫وروي ا ّنه قد �س�أل �سائل الإمام ‪A‬‬ ‫عن هذه الآية فقال ‪« :A‬التو ّكل‬ ‫على اهلل درجات‪ ،‬منها �أن تتو ّكل على‬ ‫اهلل يف �أمورك ك ّلها فما فعل بك كنت‬ ‫عنه را�ضي ًا‪ ،‬تعلم �أ ّنه ال ي�ألوك خري ًا‬ ‫وف�ض ًال وتعلم �أنّ احلكم يف ذلك له‪،‬‬ ‫فتو ّكل على اهلل بتفوي�ض ذلك اليه‪،‬‬ ‫وثق به فيها ويف غريها»‪.‬‬ ‫‪ -2‬الإعت�صام باهلل تعاىل قال اهلل‬ ‫�سبحانه وتعاىل يف كتابه املحيد‪:‬‬ ‫هدي اىل‬ ‫(ومن يعت�صم باهلل فقد َ‬ ‫�صراط م�ستقيم)‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وعن الإمام �أبي عبد اهلل ال�صادق‬ ‫‪� A‬أ ّنه قال‪�« :‬أوحى اهلل ع ّز وج ّل اىل‬ ‫داود‪ :‬ما اعت�صم بي عبد من عبادي‬ ‫دون �أحد من خلقي‪ ،‬عرفت ذلك من‬ ‫ن ّيته‪َّ ،‬ثم تكيده ال�سموات والأر�ض ومن‬ ‫فيهنَّ ‪� ،‬إ ّال جعلت له املخرج من بينهنّ ‪.‬‬ ‫وما اعت�صم عبد من عبادي ب�أحد‬ ‫من خلقي‪ ،‬عرفت ذلك من ن ّيته‪� ،‬إ ّال‬ ‫قطعت �أ�سباب ال�سموات من يديه‪،‬‬ ‫و�أ�سخت الأر�ض من حتته‪ ،‬ومل �أبال‬ ‫ب�أيِّ واد يهلك»‪.‬‬ ‫‪� -3‬شكر اهلل تعاىل على نعمه‬ ‫املتواترة‪ :‬قال اهلل �سبحانه وتعاىل يف‬ ‫كتابه املجيد‪( :‬وما بكم من نعم ٍة فمن‬ ‫(رب �أوزعني �أن‬ ‫اهلل) وقال ع ّز وج ّل‪ِّ :‬‬ ‫علي وعلى‬ ‫�أ�شكر نعمتك التي انعمت َّ‬ ‫والدي و�أن �أعمل �صاحل ًا تر�ضاه)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وعن الإمام �أبي عبد اهلل ال�صادق‬ ‫‪� A‬أ ّنه قال‪« :‬ما �أنعم اهلل على عبد‬ ‫بنعمة بالغة ما بلغت‪ ،‬فحمد اهلل‬ ‫عليها‪� ،‬إ ّال كان حمده هلل اف�ضل من‬ ‫تلك النعمة و�أعظم و�أوزن»‪.‬‬

‫الإمام الباقر ‪ A‬يف ذاكرة نا�صبي‬

‫(غياب اجل�سد ‪ /‬ح�ضور الوعي)‬ ‫اللجنة التاريخية‬ ‫‪:‬ـ �سالم عليكم‪..‬‬ ‫‪:‬ـ وعليكم ال�سالم‪..‬‬ ‫وماذا بعد‪ ...‬ال ادري ملاذا �أجد‬ ‫�صعوبة كبرية لأبد�أ احلديث معه‪،‬‬ ‫�أنا �أعرفه جيد ًا‪ ،‬هو ابن حجر‬ ‫الهيثمي �صاحب كتاب ال�صواعق‬ ‫املحرقة‪ ،‬ومهما كان نبوغه العلمي‬ ‫هو عندي رجل نا�صبي‪ ،‬لو كان يف‬ ‫علمه خري لرواه اليقني الذي عنه‬ ‫انحرف‪ ،‬ومع كل هذا ف�أنا مت�شوق‬ ‫منذ زمن لهذه املقابلة‪ ،‬وكنت‬ ‫�أتوقع جفافها منذ اللحظات‬ ‫االوىل‪ ،‬لكني �أعتقد �أن غياب‬ ‫اجل�سد يعني ح�ضور الوعي وتو�سع‬ ‫املعرفة عند اطاللة الغياب‪،‬‬ ‫فاملوت حياة اخرى نطل منها‬ ‫اىل نوافذ احلقيقة‪ ،‬قد ال تكون‬

‫هناك منفعة من الندم‪ ،‬لكن يبقى‬ ‫مفهوم ندمي قادر على �أن نقر�أ‬ ‫من خالله الكثري من احلقائق‪.‬‬ ‫‪:‬ـ جئت �أ�س�ألك عن الإمام‬ ‫الباقر ‪A‬؟‬ ‫مل اتوقع ان مثل هذه ال�س�ؤال‬ ‫�سيجعله حزينا اىل هذه الدرجة‪،‬‬ ‫ف�أجابني‪..‬‬ ‫‪:‬ـ انت البد ان تعرف اوال ملاذا‬ ‫ُ�سمي بالباقر‪ ،‬فهذه امل�س�ألة‬ ‫متي�سرة عندكم؛ لأنه بقر االر�ض‬ ‫و�أخرج منها كنوز املعارف وحقائق‬ ‫االحكام واللطائف ماال يخفى �إال‬ ‫على من طم�ست ب�صريته‪ ،‬او كان‬ ‫فا�سد الطوية‪ ،‬هذا االمام اجلليل‬ ‫هو باقر علم االولني والآخرين‬ ‫وجامعه‪.‬‬

‫جتر�أت لأقول له‪..‬‬ ‫كنت عنه اذن؟‬ ‫‪:‬ـ �أين َ‬ ‫‪:‬ـ كنا نرزح حتت هول اجلهل‬ ‫والعناد‪ ،‬ومن الغباء كنا ننظر اىل‬ ‫انف�سنا ب�أننا علماء اجالء‪ ،‬واليوم‬ ‫اكت�شفنا ب�أننا �أخط�أنا االعتقاد‬ ‫وجتاوزنا على الكثري من احلقائق‬ ‫والأمور‪� ،‬صرت احت�سر كيف‬ ‫لإن�سان مثلي �أن ي�ضيع‪..‬‬ ‫‪:‬ـ الآن �صرت تدرك يا ابن حجر‬ ‫معنى �إمام؟‬ ‫�أجابني‪:‬ـ كنت حينها اعرف‬ ‫الكثري من احلقائق‪ ،‬لكن �أو ًال‬ ‫لي�ست بهذا الو�ضوح‪ ..‬ثاني ًا كان‬ ‫البد من عتمة كي نعي�ش‪ ،‬انا ادرك‬ ‫متاما معنى ان يو�صي النبي ‪J‬‬ ‫جابر بن عبد اهلل االن�صاري‬


‫من وحي ال�شريعة‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫بنبوءة عظيمة ال ميلكها �إال نبي‪:‬ـ‬ ‫"انك يا جابر �ستبقى حتى تلقى‬ ‫ولدا من اوالد احل�سني ‪ A‬ا�سمه‬ ‫ا�سمي‪ ،‬امام يبقر علوم الدين‬ ‫فاقر�أه عني ال�سالم"‪.‬‬ ‫‪:‬ـ كنت اعرف متام ًا �أن ميزة‬ ‫االمام الباقر ‪A‬؛ كونه اول‬ ‫ها�شمي علوي ولد من جهة احل�سن‬ ‫واحل�سني ‪.C‬‬ ‫قلت‪:‬ـ يا عم من يحمل مثل هذه‬ ‫املعلومات كيف يذهب اىل نكران‬ ‫منزلة اهل البيت ‪D‬؟‬ ‫فقال‪:‬ـ م�شكلة اكت�شفتها مت�أخرا‪،‬‬ ‫ف�أنا كنت اقر�أ بنهم لكن دون‬ ‫ت�أمل‪ ،‬دون بحث يف حيثيات ما‬ ‫يدون‪ ،‬ولهذا ال تبقى قيمة القراءة‪،‬‬ ‫�أتدري نحن كنا نقر�أ �أ�شياء كثرية‬

‫عن االمام الباقر ‪� A‬سمعنا عن‬ ‫املناظرات الكبرية التي كانت تقام‬ ‫واملحاججات واحلواريات املفتوحة‪،‬‬ ‫عليك �أن تعرف يا �صاحبي �أن‬ ‫دولة بني �أمية فتحت املجال‬ ‫للبدع واملذاهب املنحرفة والآراء‬ ‫الفا�سدة‪ ،‬فجل�س الإمام الباقر‬ ‫‪ A‬بكل جهاد امام هذه العبارات‬ ‫املنحرفة يوعظهم‪ ،‬وير�شدهم‪،‬‬ ‫وي�صحح افكارهم‪ ،‬ويهديهم اىل‬ ‫ال�صراط‪.‬‬ ‫‪:‬ـ ويبقى الأمر عندي ي�شكل‬ ‫غرابة كبرية‪ ،‬كيف ملثل هذه الثقافة‬ ‫�أن التدرك منزلة االمامة؟‬ ‫‪:‬ـ نحن نعرف كل التفا�صيل نعرف‬ ‫�أن الإمام عا�ش مع جده احل�سني‬ ‫حوايل ثالث �سنوات ون�صف و�شهد‬

‫فاجعة كربالء‪ ،‬وق�ضى مع ابيه‬ ‫ال�سجاد ‪ A‬ثماني ًا وثالثني �سنة‬ ‫زرعت فيه القيم العليا‪ ،‬ونبتت ثمار‬ ‫ا�سلوبه املتفرد يف حمل الر�سالة‬ ‫املعطاء يف نهجها وتربيتها‪.‬‬ ‫قلت لأ�س�أله عن عالقة االمام ‪A‬‬ ‫باخللفاء ال�سيا�سيني‪ ..‬ف�أجابني‪..‬‬ ‫‪:‬ـ �أو ًال كان هناك انفراج �سيا�سي‬ ‫ا�ستثمره االمام ملمار�سة دوره‬ ‫الر�سايل‪ ،‬فقام بعملية علمية‬ ‫تربوية رائدة هادفة ملواجهة االفكار‬ ‫املنحرفة‪ ،‬كانت عالقة االمام ‪A‬‬ ‫باخللفاء عالقة ر�صد وتوجيه‬ ‫و�إر�شاد‪ ..‬كما كانت عالقة جده‬ ‫امري امل�ؤمنني ‪ A‬بخلفاء ع�صره‪،‬‬ ‫وحتى ان عبد امللك بن مروان‬ ‫كان ي�ست�شري االمام الباقر ‪A‬‬

‫‪7‬‬

‫يف امل�سائل امل�ستع�صية عليه وعلى‬ ‫رجال حكمه‪ ،‬ومنها ق�ضية �صنع‬ ‫النقود اذ كان االعتماد التجاري‬ ‫واملايل على النقود الرومية‪ ،‬وحاول‬ ‫ملك الروم �أن يبتز امل�سلمني وهدد‬ ‫ب�أن ي�ضرب على الدنانري جم ًال‬ ‫ينكل بها بر�سول اهلل حممد ‪J‬‬ ‫ف�أ�شار االمام ‪ A‬ب�أن ي�ضرب‬ ‫النقود اال�سالمية مما جعل‬ ‫امل�سلمني ي�ستقلون بنقدهم‪.‬‬ ‫قلت‪:‬ـ ابعد كل هذا كيف يجر�أ‬ ‫ابنه ه�شام بن عبد امللك ب�أن يقتله‬ ‫لريحل م�سموما يحمل ظليمته اىل‬ ‫اهلل تعاىل‪..‬؟‬ ‫ر�أيت ابن حجر الهيثمي يبكي‪..‬‬ ‫قلت‪:‬ـ �أ تبكيه االن يا بن حجر؟!‬


‫‪8‬‬

‫�أخبار وتقارير‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫العتبتان املقد�ستان تبا�شران بحفر خندق �أمني‬ ‫بطول ‪70‬كم ملنع ت�سلل الإرهابيني والعجالت املفخخة‬ ‫متابعة‪ :‬حيدر داود‬ ‫اخلندق فكرة دفاعية قدمية‪،‬‬ ‫ا�ستخدمها امل�سلمون يف حروبهم‪،‬‬ ‫كما ا�ستخدمتها اجليو�ش يف‬ ‫احلروب القدمية‪ ،‬واليوم تتكرر‬ ‫فكرة ا�ستخدام اخلندق بني‬ ‫حمافظة كربالء املقد�سة وحمافظة‬ ‫االنبار‪ ،‬بهدف منع ت�سلل االرهابيني‬ ‫وال�سيارات املفخخة اىل املدينة‬ ‫املقد�سة التي تفد اليها ماليني‬ ‫الزائرين من خمتلف اجلن�سيات‪.‬‬ ‫بعد اجتماع مو�سع دار بني قيادة‬ ‫عمليات الفرات الأو�سط واحلكومة‬ ‫املحلية وقيادة ال�شرطة والعتبتني‬ ‫املقد�ستني احل�سينية العبا�سية‬ ‫وباقي الدوائر الأمنية‪ ،‬انبثق من‬ ‫هذا االجتماع فكرة ان�شاء م�شروع‬ ‫حفر خندق يف ال�صحراء الغربية‬

‫الفا�صلة مع حمافظة االنبار‬ ‫على بعد (‪100‬كم) عن مركز‬ ‫املحافظة‪ ،‬وبطول ي�صل اىل (‪70‬‬ ‫كيلومرتا) باجتاه �صحراء حمافظة‬ ‫النجف اال�شرف‪ ،‬وعلى �أ�سا�س‬ ‫هذا االجتماع با�شرت العتبتان‬ ‫املقد�ستان احل�سينية والعبا�سية‬ ‫بحفر جزء من هذا اخلندق‪..‬‬ ‫وملعرفة تفا�صيل �أكرث جريدة‬ ‫�صدى الرو�ضتني عملت على‬ ‫تغطية هذا امل�شروع‪ ،‬واالحاطة بكل‬

‫اال�ستاذ قا�سم م�صلح‬

‫جوانبه‪ ،‬التقينا ب�أمر لواء مع�سكر‬ ‫االمام احل�سني ‪ A‬وامل�شرف على‬ ‫حفر اخلندق الأ�ستاذ قا�سم م�صلح‬ ‫وبني لنا‪:‬‬ ‫�إن حماوالت الإرهابيني املتكررة‬ ‫ب�إدخال العجالت املفخخة‬

‫ كربالء تتح�صن بخندق �أمني‬‫من اجلهة الغربية‪.‬‬

‫اىل حمافظة كربالء املقد�سة‪،‬‬ ‫حيث كان �آخرها التعر�ض على‬ ‫احلدود الغربية للمحافظة بثالث‬ ‫مفخخات‪ ،‬مما دعا التفكري اىل‬ ‫حت�صني املحافظة من هذا االجتاه‪.‬‬ ‫م�ضيف ًا‪ :‬االتفاق جرى بني قيادة‬ ‫عمليات الفرات الأو�سط واحلكومة‬ ‫املحلية وقيادة ال�شرطة والعتبتني‬ ‫املقد�ستني على حفر اخلندق‬ ‫يف ال�صحراء الغربية ملنع ت�سلل‬ ‫الإرهابيني‪ ،‬وقد با�شرنا بعمليات‬ ‫احلفر وان�شاء ال�ساتر الرتابي يف‬ ‫اجلانب االي�سر التي تكفلت به العتبة‬ ‫احل�سينية املقد�سة منذ �أيام على‬ ‫اثر االجتماع‪ ،‬وبعد تلقينا الدعم‬ ‫الكايف من قبل �سماحة املتويل‬ ‫ال�شرعي للعتبة احل�سينية املقد�سة‬ ‫ال�شيخ عبد املهدي الكربالئي (دام‬


‫�أخبار وتقارير‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫‪9‬‬

‫ هذا اخلندق لي�س ملنع دخول‬‫�أبناء �أهايل حمافظة الأنبار‪ ،‬و�إمنا‬ ‫لل�سيطرة على الدخول الع�شوائي‬ ‫الذي ي�ستغله الإرهاب لتنفيذ‬ ‫خمططاته الإجرامية‪.‬‬ ‫عزه)‪ ،‬تكفلنا بحفر اخلندق بعمق‬ ‫وعر�ض ثالثة �أمتار مع ان�شاء �ساتر‬ ‫ترابي فوق اخلندق بارتفاع ثالثة‬ ‫�أمتار �أي�ض ًا‪ ،‬وقد واجهنا �صعوبات‬ ‫يف حفر هذا اخلندق؛ وذلك‬ ‫لوجود تربة �صخرية ت�صعب على‬ ‫الآليات حفرها‪ ،‬مما ا�ضررنا اىل‬ ‫ا�ستخدام املواد املتفجرة وعجالت‬ ‫(الك�سارة)‪ ..‬الفت ًا �إىل �أن العتبة‬ ‫احل�سينية املقد�سة �أجنزت �أكرث‬ ‫من (‪5‬كم) من اخلندق حتى الآن‪.‬‬ ‫ويف لقاء �آخر لنا مع احلاج �ضياء‬ ‫احل�سناوي امل�شرف من قبل العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة على م�شروع حفر‬ ‫اخلندق بني لنا قائ ًال‪:‬‬ ‫حتت �أ�شعة ال�شم�س ودرجة‬ ‫احلرارة التي ت�صل لن�صف درجة‬ ‫الغليان ت�ستمر االعمال بحفر هذ‬ ‫اخلندق الأمني املحيط مبحافظة‬ ‫كربالء املقد�سة من اجلهة الغربية‪،‬‬ ‫وميتد هذا اخلندق من �سيطرة‬ ‫معمل اال�سمنت عند الطريق‬ ‫الرابط بني كربالء املقد�سة وق�ضاء‬

‫احلاج �ضياء احل�سناوي‬

‫النخيب باجتاه ال�صحراء مع حدود‬ ‫حمافظة النجف اال�شرف‪ ،‬حيث‬ ‫جاء ذلك على �أثر التعر�ضات‬ ‫الإرهابية الأخرية التي تعر�ضت لها‬ ‫املحافظة‪ ،‬با�شرت العتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة بالعمل منذ حوايل‬ ‫�أ�سبوعني تقريب ًا‪ ،‬ومت اجناز االن‬ ‫ما يقارب ‪ 7‬كم من امل�ساحة املكلفة‬ ‫بها العتبة العبا�سية املقد�سة‪ ،‬وهو‬ ‫اجلانب الأمين من اخلندق‪ ،‬والآن‬ ‫جاري العمل يف منطقة (الربدويل)‬

‫قرب بحرية الرزازة‪ ،‬وعلى بعد‬ ‫‪100‬كم عن مركز املحافظة‪.‬‬ ‫م�ضيفا‪ :‬هناك دعم كبري من قبل‬ ‫املتويل ال�شرعي للعتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة �سماحة ال�سيد �أحمد‬ ‫ال�صايف (دام عزه) ب�أعمالنا يف‬ ‫هذا امل�شروع واملتابعة امل�ستمرة‬ ‫واحلثيثة وغري املحدودة‪ ،‬ونعمل‬ ‫على اجناز هذا امل�شروع ب�أ�سرع ما‬ ‫ميكن‪ ،‬واعتمدنا على الك�سارات‬ ‫واحلفارات و�سيارات التنظيف‪،‬‬ ‫وهذا اخلندق لي�س ملنع دخول‬ ‫�أبناء �أهايل حمافظة الأنبار وامنا‬ ‫لل�سيطرة على الدخول الع�شوائي‬ ‫الذي ي�ستغله الإرهاب لتنفيذ‬ ‫خمططاته الإجرامية‪ ،‬وان �شاء‬

‫ خندق �أمني بني حمافظة‬‫كربالء املقد�سة والأنبار‪.‬‬

‫اهلل تعاىل �سي�ساهم هذا امل�شروع يف‬ ‫حماية وحفظ �أمن كربالء املقد�سة‬ ‫وحمافظة النجف اال�شرف ب�صورة‬ ‫كبرية‪.‬‬ ‫يذكر �أن قيادة عمليات الفرات‬ ‫الأو�سط �أعلنت‪ ،‬يف (الـ ‪ 28‬من‬ ‫حزيران ‪ ،)2016‬مقتل نحو ‪12‬‬ ‫انتحاري ًا من تنظيم (داع�ش)‬ ‫وتفجري ثالث عجالت مفخخة‬ ‫ب�صد هجوم على �صحراء كربالء‪،‬‬ ‫قرب ال�ساتر واخلندق ال�ش ّقي الذي‬ ‫مازال قيد الإن�شاء‪ ،‬و�ستعمل على‬ ‫�إن�شاء �أبراج مراقبة على طول‬ ‫اخلندق بفا�صلة �ألف مرت بني برج‬ ‫و�آخر‪ ،‬و�ستُجهز الأبراج بكامريات‬ ‫حديثة ي�صل مدى الر�ؤية فيها‬ ‫مل�سافات بعيدة‪ ،‬و�ستكون عملية‬ ‫مراقبة اخلندق وال�سيطرة عليه‬ ‫من مهام قيادة عمليات الفرات‬ ‫الأو�سط‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫وفود زائرة‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫وفد من مركز الزهراء ‪ B‬الثقايف‬ ‫يت�شرف بزيارة العتبة العبا�سية املقد�سة‬

‫تقرير‪ :‬زين العابدين ظنون‬ ‫مركز الزهراء ‪ B‬الثقايف من‬ ‫املراكز ال�شبابية احلديثة الن�ش�أة‪،‬‬ ‫�أ�س�سه جمموعة من ال�شباب يف‬ ‫حمافظة النا�صرية؛ �إميان ًا منهم‬ ‫ب�ضرورة توحيد قوى ال�شباب على‬ ‫الطريق ال�صحيح‪.‬‬ ‫وقد ت�شرف عدد من �أع�ضاء‬ ‫هذا املركز املبارك بزيارة املوىل‬ ‫�أبي الف�ضل العبا�س ‪ ,A‬والتجول‬ ‫يف �أروقة مكتبة ودار خمطوطات‬ ‫العتبة املقد�سة‪ ,‬وكذلك زيارة‬ ‫متحف الكفيل والإطالع على ما فيه‬ ‫من لقى �أثرية ونفائ�س‪.‬‬ ‫كما كان لهم لقاء مع م�س�ؤول‬ ‫�إعالم العتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫الأديب علي اخلباز والذي حتدث‬ ‫معهم عن �أهمية دورهم يف املجتمع‪,‬‬ ‫وبينّ لهم �أن كل واحد منهم يعترب‬ ‫م�ؤ�س�سة �إعالمية كاملة من خالل‬ ‫عالقاته و�أحاديثه ون�شاطاته‪,‬‬ ‫وعليه �أن يجيد الت�صرف وال�سلوك‬

‫ويتعامل مع اجلميع ب�أخالق عالية؛‬ ‫لأنه ينتمي اىل �أهل البيت ‪,D‬‬ ‫والبد �أن يعك�س �صورة ح�سنة تليق‬ ‫بهم وباملذهب اجلعفري‪� ،‬إذ يقول‬ ‫الإمام جعفر ال�صادق ‪( :A‬كونوا‬ ‫زينا لنا وال تكونوا �شينا علينا)‪.‬‬ ‫وختم الأ�ستاذ علي اخلباز حديثه‬ ‫بالدعاء لهم بالتوفيق وال�سداد‬ ‫والثبات على والية �أمري امل�ؤمنني‬ ‫‪..A‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني رافقت الوفد‪،‬‬ ‫والتقت مع �أحد �أع�ضاء املركز‬ ‫الأ�ستاذ ح�سنني في�صل مازن‪,‬‬ ‫فتحدث قائ ًال‪:‬‬ ‫بداية نتقدم بجزيل ال�شكر‬ ‫واالمتنان اىل الأمانة العامة‬ ‫للعتبة العبا�سية املقد�سة والقائمني‬ ‫عليها على هذا اال�ستقبال الرائع‬ ‫واحلفاوة الكبرية‪ ,‬ونود �أن نبني‬ ‫لكم ب�أن مركز الزهراء الثقايف هو‬ ‫مركز �شبابي يف مدينة النا�صرية‬ ‫مت ت�أ�سي�سه على يد جمموعة من‬

‫اال�ستاذ ح�سنني في�صل مازن‬

‫ال�شباب املثقف والهدف منه هو‬ ‫احت�ضان ال�شباب وتوحيد طاقاتهم‬ ‫وتنمية قدراتهم‪.‬‬ ‫وال يقت�صر هذا املركز على فئة‬ ‫معينة او �شريحة ما بل يتعامل مع‬ ‫جميع الطبقات ال�شبابية (الطالبية‬ ‫والريا�ضية‪ ...‬وغريها)‪ ,‬كما �أن‬ ‫للأ�شبال والفتيان ح�صة وم�ساحة‬ ‫يف هذا املركز‪ ..‬ي�ضم املركز‬ ‫جمموعة من امل�ؤ�س�سات ومكتبة‬ ‫عامة وهي مكتبة ال�سراج‪ ,‬ولديه‬ ‫عدد من الن�شاطات ومنها‪�( :‬إقامة‬ ‫الندوات الفكرية و�إحياء املنا�سبات‬ ‫الدينية‪ ,‬وكذلك �إقامة عدد من‬ ‫دورات التقوية للطالب)‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة لهذه الزيارة‪،‬‬ ‫فهي جاءت من �أجل التربك‬

‫مبرقد املوىل �أبي الف�ضل العبا�س‬ ‫‪ ,A‬و�أخذ العزمية والهمة منه‬ ‫من خالل ا�ستذكار وا�ستح�ضار‬ ‫�صفاته ومواقفه امل�شرفة يف واقعة‬ ‫الطف‪ ,‬وكذلك الإطالع على‬ ‫م�شاريع العتبة املقد�سة والتجول‬ ‫بني �أروقتها واال�ستفادة من النظام‬ ‫الإداري والفني املتبع يف مكتبة ودار‬ ‫خمطوطات العتبة املقد�سة والعمل‬ ‫مبوجبه يف مكتبتنا (مكتبة ال�سراج‬ ‫العامة)‪.‬‬ ‫ومن خاللكم‪ ،‬ندعو �إدارة املكتبة‬ ‫اىل تزويدنا بجميع �إ�صدارات‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة؛ لكي‬ ‫تكون جزء ًا من مكتبة املركز‪..‬‬ ‫ويف اخلتام �أوجه كلمة اىل ال�شباب‬ ‫العراقي ب�صورة عامة و�أقول لهم‪:‬‬ ‫(الدين ي�ستن�صركم‪ ..‬والوطن‬ ‫ي�ستن�صركم)‪ ,‬و�إن ن�صرة الدين‬ ‫والوطن لهما الأولوية و ُيقدمان على‬ ‫كل �شيء‪.‬‬


‫مواقف وردود‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫‪11‬‬

‫الت�سطيح والت�شطيح املعلوماتي (‪)1‬‬ ‫جلنة الر�صد الإعالمي‬ ‫يحاول الكثري من الكتاب ال�صغار‬ ‫ت�سطيح بع�ض املعلومات املهمة‪،‬‬ ‫ومن ثم ت�شطيحها لتكون فيها نوع‬ ‫من �أنواع الغرابة والتغريب‪ ،‬كاتب‬ ‫يبد�أ بلغة حزبه املعهودة والتي‬ ‫ال تتورع عن العنجهية البغي�ضة‪،‬‬ ‫والنظر اجتاه الت�شيع على �أنه هوية‬ ‫تابعة لإمرباطورية فار�س‪� !..‬أقر�أ‬ ‫�أحيان ًا لكتاب على هذه ال�شاكلة‪،‬‬ ‫فالبد �أن �أجد يف موا�ضيعهم �شيئ ًا‬ ‫ا�ستقر او ي�ستقر هو عليه‪ ،‬نف�س تلك‬ ‫الكلمات املطروقة منذ الثمانينيات‬ ‫اىل اليوم يعيدون وي�صقلون بها‪،‬‬ ‫بعد ا�ضافة م�ستجدات الواقع‪.‬‬ ‫واجلميع من �شباب ذلك اجليل‬ ‫يدرك اللعبة االمربيالية مع اجلهد‬ ‫العبثي الديكتاتوري وخيمة ‪101‬‬ ‫التي باع فيها الطغاة العراق‪ ،‬وجاء‬

‫اليوم هذا الغايف ليحتل م�ساحة‬ ‫تنظريية ي�سطح بها املعلومات‪،‬‬ ‫يدعي �أن الدول العظمى هي�أت‬ ‫العراق للأنظمة املجاورة‪ ،‬وهذه‬ ‫الفكرة �ست�ؤهل الدور الن�ضايل‬ ‫االعور الذي �أخذت دوره بع�ض‬ ‫دول اجلوار الإقليمي‪ ..‬وو�صلت‬ ‫الوقاحة ب�أمثال ه�ؤالء الكتاب‬ ‫انهم ينكرون اعرتافات اجلاين‪،‬‬ ‫ويتهمون �سواهم‪ ،‬يعرتف الدواع�ش‬ ‫بجرائمهم وتعرتف القاعدة مبا‬ ‫تقرتف من جرائم وقحة‪ ،‬والأخ‬ ‫يرمي بها على دول اجلوار‪!..‬‬ ‫نحن نرف�ض ان ُيباع العراق لأي‬ ‫بلد كان من دول العامل‪ ،‬والبد من‬ ‫دولة ونظام‪ ،‬قلبوا الدنيا؛ لأن‬ ‫ال�سيا�سي الكردي البارز برهم‬ ‫�صالح ا�شاد بدور احل�شد ال�شعبي‪،‬‬

‫يعرت�ض الكاتب البعثي على من‬ ‫يقول‪� :‬إن احل�شد ال�شعبي قوة‬ ‫وطنية حتارب االرهاب‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫انهم ي�ؤمنون بالقوى التي قتلت‬ ‫ال�شيعة وال�سنة‪ ،‬وباعت الن�ساء يف‬ ‫ا�سواق النخا�سة‪ !..‬امل�شكلة �أن ي�أتي‬ ‫هذا الغبي لي�سمي احل�شد طائفيا‪،‬‬ ‫ويعرت�ض على احل�شد؛ لكونه يرفع‬ ‫رايات احل�سني‪ ،‬ويبد�أ بلعبة يلعبها‬ ‫علماء الرثيد يف جميع ف�ضائيات‬ ‫املكر الوهابي‪ ،‬وهو �شعار اخذ الث�أر‬ ‫من احفاد يزيد‪.‬‬ ‫اهلل اكرب‪ ..‬اذا كان كل ال�شر‬ ‫الذي عرفه التاريخ ليزيد (لعنة‬ ‫اهلل عليه) وما زلتم ت�ؤمنون به جد ًا‪،‬‬ ‫وتقرون ب�أنكم احفاد‪ ،‬و�إذا �أراد �أن‬ ‫يقف عند احلقيقة‪ ،‬فعليه مراجعة‬ ‫الفتاوى ال�شيعية‪� ،‬سيجد �أن لي�س يف‬

‫فتاوى ال�شيعة ما ي�ؤيد قتل ال�سني‬ ‫اطالقا‪ ،‬وكل من يقتل �سنيا دون‬ ‫جرم او حرب فهو جمرم ماله ودمه‬ ‫وعر�ضه حرام �أن يهتك �شيئا منها‪،‬‬ ‫فهل ي�ستطيع هذا ال�سوبر كذاب �أن‬ ‫يعطيني م�صدر ًا واحد ًا يحرم القتل‬ ‫على ال�شيعي يف ادبيات احلزب‬ ‫الوهابي‪ ،‬متى �سي�شعر هذا الكاتب‬ ‫و�أمثاله �أن الوقت حان لرمي اقالم‬ ‫الت�سطيح والت�شطيح ون�ؤمن بهوية‬ ‫العراق‪..‬؟‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬الت�سطيح‪ :‬تقليل �ش�أن‬ ‫اجلملة من خالل تغيري مواقعها‪،‬‬ ‫وانتقاءات ت�سيء لقوة املو�ضوع‪.‬‬ ‫الت�شطيح‪ :‬تغيري معنى املفردات‬ ‫من اجل خلق ارتباكات م�ضمونية‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫منا�سبات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫نفحات من عبري الذكرى‪..‬‬ ‫زواج علي بن �أبي طالب من الزهراء ‪C‬‬ ‫ن�سعى مبثل هذه القراءات �أن‬ ‫تكون ل�صدى الرو�ضتني �صوالت‬ ‫مبدعة خا�صة بها وخا�صة مبا‬ ‫يرتبط ب�أهل البيت ‪ D‬والذي‬ ‫هو ارتباط معلوم بالنبوة‪ ،‬وهو‬ ‫مرتبط بال�ش�أن الإلهي‪ ،‬يعني‬ ‫�أنا �أمام قراءات فكرية مفتوحة‬ ‫ت�ستطيع بعون اهلل تعاىل �أن تنهل‬ ‫من معينها الفكري‪ ،‬وق�ضية تزويج‬

‫جلنة املنا�سبات‬ ‫الزهراء ‪ B‬من الق�ضايا الفكرية النبي ‪ J‬امل�سلمني ليخربهم‬ ‫التي متتلك نفحات �إلهية �أولها قول بخرب التزويج قال لهم‪�( :‬إن اهلل‬ ‫ر�سول اهلل ‪" :J‬و�أين �س�ألت ربي تعاىل �أو�صاين �أن �أزوج فاطمة بنت‬ ‫ان يزوجك خري خلقه فما ترين؟" خديجة من علي الطهر ابن �أبي‬ ‫هو دعاء نبي اىل اهلل (عز وجل) طالب ‪� ،A‬إذن هناك ا�ستخراجات‬ ‫بتزويج ابنته التي يقول عنها هي فكرية من املمكن �أن ت�شتغل يف هذا‬ ‫ب�ضعة مني‪ ...‬ويرتجم �سكوتها االخبار العجيب‪.‬‬ ‫اىل اقرار وامل�س�ألة التي حتتاج فهو فعل توقريي يبني منزلة‬ ‫اىل وقفات فكرية هي حني جمع خديجة ‪B‬؛ ملا متتلك من وقار‬

‫واحرتام كبري يف نف�سية النبي‬ ‫‪ ،J‬وما متتلك من ح�ضور يف‬ ‫تكامل �شخ�صية الزهراء ‪ B‬وهي‬ ‫التي كانت وعاء للطهر والف�ضيلة‬ ‫والب�ضعة االلهية‪ ،‬فكان ذكر النبي‬ ‫‪ J‬ل�شخ�صية خديجة هو ا�ستذكار‬ ‫مي�س جوهر املنا�سبة‪.‬‬ ‫وهنا م�س�ألتان مهمتان‪ :‬الأوىل‬ ‫منها هي م�س�ألة االعتذار خلاطبي‬


‫منا�سبات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫فاطمة الزهراء ونوع هذا االعتذار‬ ‫خلاطبي فاطمة من ر�ؤ�ساء القوم‬ ‫يقول لهم‪( :‬مل ينزل الق�ضاء بعد)‪،‬‬ ‫ويعني �أن زواج فاطمة لي�س ب�أمر‬ ‫احد حتى لو كان ابوها بل هو بر�ضا‬ ‫اهلل �سبحانه وتعاىل وموافقته‪،‬‬ ‫وهذا الت�شخي�ص يتالءم وقوله‬ ‫‪� J‬ساعة االخبار �أن اهلل تعاىل‬ ‫�أمرين �أن �أزوج‪ ...‬ويعني �أن تزويج‬ ‫الزهراء ‪ B‬م�س�ألة ربانية ال دخل‬ ‫لأحد فيها حتى ابوها بل هي تعود‬ ‫لق�ضاء اهلل �سبحانه وتعاىل‪.‬‬ ‫الق�ضية الثانية هي هذا الزواج‬ ‫الإلهي ارتبط مبهر مقداره‬

‫خم�سمائة درهم �أي ما ي�ساوي ‪250‬‬ ‫مثقال ف�ضة‪ ،‬وقد و�ضع اهلل تعاىل‬ ‫هذا املهر كي ال تكون هناك �سنة‬ ‫اذا ما مت تزويجها دون مهر‪ ،‬فتعود‬ ‫بالظلم اىل املر�أة‪ ،‬وليتخذ امل�سلمون‬ ‫من هذا املهر منهج ًا لكل زواج‪،‬‬ ‫لتفرح قلوب الن�ساء مبهورهن‪.‬‬ ‫ولو ت�أملنا يف �سبيل القراءة‬ ‫لوجدنا �أن البيت الذي متت فيه‬ ‫اخلطبة هو بيت ام �سلمة هذا‬ ‫املنزل الذي �شهد فيما بعد معجزة‬ ‫الك�ساء اليماين‪ ،‬وك�أن اهلل �سبحانه‬ ‫تعاىل اختار هذا املنزل لتكون فيه‬ ‫اخلطبة والتتويج االلهي‪ ،‬و�أن يبعد‬

‫عنهم الرج�س ويكرمهم بت�سميتهم‬ ‫اهل البيت ‪.D‬‬ ‫والنقطة الثانية هي �شهادة �أم‬ ‫�سلمة‪ ،‬فر�أيت وجهه ‪ J‬يتهلل‬ ‫فرحا و�سرور ًا‪ ،‬هذا احلدث االلهي‬ ‫الكبري ميتلك الكثري من الدرو�س‬ ‫التي البد ان نقف عندها مت�أملني‬ ‫ع�سانا نقدر ان نلج عمق املعنى‪،‬‬ ‫فهل يحتاج العر�س االلهي اىل‬ ‫وليمة‪ ،‬ولمِ َ هذه الوليمة‪ ،‬وما هي‬ ‫معانيها التي �شاء اهلل تعاىل ان‬ ‫يهبها للب�شر؟ اولها الوليمة واقامة‬ ‫الوليمة لن�شر ال�شبع والعافية‬ ‫والفرح يف يوم التزويج‪ ،‬وبعدها‬

‫‪13‬‬

‫لنت�أمل يف طلب امل�شاركة قال ‪:J‬‬ ‫يا علي من عندنا اللحم واخلبز‬ ‫وعليك التمر وال�سمن‪ ،‬ولن�صل من‬ ‫خالل هذا املعنى اىل قيمة الدعوة‬ ‫ثم اد ُع من احببت‪ ،‬ويعمم الدعوة‬ ‫خجال امام حلظة االنتقاء فدعاهم‬ ‫جميع ًا‪ ،‬وليعم الفرح لوليمة عامة‪،‬‬ ‫وهناك مرتكز مهم حيث �أن االمام‬ ‫علي ًا ‪ A‬اراد ان تكون الدعوة‬ ‫بت�شريف فاطمة فهو دعاهم اىل‬ ‫وليمة فاطمة مع ح�ضور بركة النبي‬ ‫‪ J‬و�أنفا�سه لتبارك طعام والئم‬ ‫العر�س عند امل�سلمني‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫منا�سبات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬


‫منا�سبات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫‪15‬‬

‫عيد الأ�ضحى‪..‬‬ ‫عيد احل�سني ‪A‬‬ ‫جلنة املنا�سبات‬ ‫من �أكرب املنا�سبات التي يحتفي بها امل�سلمون‬ ‫هو عيد الأ�ضحى‪ ،‬وي�شكل هذا العيد فر�صة‬ ‫لإحياء �سنة ابراهيم ‪ A‬والت�أمل يف دالالتها‬ ‫املادية والرمزية العميقة القائمة على ال�صدق‬ ‫والتقوى‪ ،‬واالمتثال لأمر اهلل تعاىل واخل�ضوع‬ ‫له �سبحانه وتعاىل‪.‬‬ ‫و ُيعد هذا العيد منا�سبة للفرح واالبتهاج‬ ‫ب�أيام اهلل تعاىل‪ ،‬وو�سيلة لالبتعاد عن‬ ‫هموم الدنيا وم�شاغلها‪ ،‬ومتطلبات احلياة‬ ‫وم�شاكلها‪ ..‬حني قدم النبي ‪ J‬ر�أى لأهل‬ ‫املدينة يومني يلعبون فيهما يف اجلاهلية فقال‪:‬‬ ‫(قدمت عليكم‪ ،‬ولكم يومان تلعبون فيهما يف‬ ‫اجلاهلية‪ ،‬وقد �أبدلكم اهلل بهما خري ًا منهما‪:‬‬ ‫يوم النحر ويوم الفطر)‪.‬‬ ‫واملق�صود بيوم النحر عيد الأ�ضحى‬ ‫املبارك؛ لأن فيه ُتنحر الأ�ضحية تقرب ًا �إىل‬ ‫اهلل �سبحانه وتعاىل‪ ،‬وعم ً‬ ‫ال ب�سنة ر�سوله ‪J‬‬ ‫والأنبياء من قب ِله‪ ..‬ولعيد اال�ضحى العديد من‬ ‫الأ�سماء مثل العيد الكبري وعيد القربان وعيد‬ ‫احلجاج الرتباطه باحتفاالت احلجاج ب�إمتام‬ ‫وقفة عرفة التي تعترب �أهم منا�سك احلج‪.‬‬ ‫وقد بد�أ االحتفال بعيد الأ�ضحى املبارك يف‬ ‫زمن ابراهيم اخلليل ‪ A‬فقد ر�أى ذات ليلة يف‬ ‫املنام �أن اهلل �سبحانه وتعاىل ي�أمره بذبح ابنه‬ ‫ا�سماعيل الذي كان �أعز ما عنده يف الدنيا‪..‬‬ ‫ولأن ر�ؤيا الأنبياء حق‪ ،‬روى �سيدنا ابراهيم‬ ‫حلمه البنه‪ ،‬فامتثل هذا الأخري مل�شيئة اهلل‬ ‫تعاىل وطلب من والده تنفيذ الر�ؤيا‪ .‬ويف‬ ‫الوقت الذي هَ َّم �سيدنا ابراهيم ‪ A‬بذبح‬ ‫ابنه ا�سماعيل ‪ ،A‬تدخلت العناية الإلهية‬ ‫واحلكمة الربانية يف �آخر حلظة مفتدية‬ ‫ا�سماعيل بكب�ش عظيم‪ ..‬احل�سني بن علي‬ ‫‪ A‬هو ال�ضحية احلقيقية‪� ,‬صدر الأمر يف حق‬ ‫�إ�سماعيل‪ ،‬لكن اال�ستجابة حتققت يف احل�سني‬ ‫‪ ,A‬ما �أمر اهلل تعاىل به وهو الت�ضحية بالولد‬

‫العزيز يف �سبيل ر�ضا اهلل الذي �آمر به اهلل مل‬ ‫يتحقق يف زمان �إبراهيم‪� ،‬إمنا حتقق يف زمان‬ ‫احل�سني ‪.A‬‬ ‫�إذن ما ح�صل من احل�سني يوم عا�شوراء هو‬ ‫ت�ضحية من قبل جميع الأنبياء ومنهم �إبراهيم‬ ‫ب�أعز ولد لدى جميع الأنبياء ومنهم �إبراهيم‬ ‫باحل�سني بن علي يف �سبيل ر�ضا اهلل تبارك‬ ‫تعاىل‪.‬‬ ‫ومنذ تلك الواقعة‪�ُ ،‬سنَّ للم�سلمني تخليد هذه‬ ‫الذكرى واالحتفال بها من خالل التقرب �إىل‬ ‫اهلل بالت�ضحية بخروف‪� ،‬أو بقرة‪� ،‬أو ناقة‪...‬‬ ‫والت�صدق بجزء من حلمها على الأقارب‬ ‫والفقراء واملحتاجني‪.‬‬ ‫وتتزامن هذه املنا�سبة الدينية العظيمة‬ ‫مع انتهاء حجاج بيت اهلل احلرام من �أداء‬ ‫منا�سكهم وا�ستعدادهم للعودة �إىل ديارهم‬ ‫فائزين مبغفرة اهلل تعاىل‪ ،‬وكا�سبني لثوابه‬ ‫العظيم ورحمته الوا�سعة‪.‬‬ ‫ورد عن النبي ‪� J‬أن �أف�ضل الدعاء‪ ،‬دعاء‬ ‫يوم عرفة ويوم الوقوف بعرفة هو من �أهم‬ ‫الأيام حيث يقف احلجيج على عرفة وي�ستحب‬ ‫ملن ال يحج �أن يزور احل�سني بن علي ‪ A‬يف‬ ‫هذا اليوم الزيارة املخ�صو�صة بعرفة‪ ،‬والزيارة‬ ‫املخ�صو�صة عند االمام وردت عن املع�صوم‬ ‫الوقوف عند قرب �سيد ال�شهداء كالوقوف على‬ ‫عرفة‪ ،‬وذهبت بع�ض الت�شخي�صات املباركة‬ ‫ب�أنها اف�ضل من عرفة‪ ،‬وهذا الت�شخي�ص ال‬ ‫مي�س احلج الواجب‪ ،‬وف�سر احد الرواة ب�أنها‬ ‫ا�ستحقاق جزاء ما وهب احل�سني ‪ A‬فهو‬ ‫اعطى اهلل تعاىل كل ما ميلك‪ ،‬فكاف�أه بعظم‬ ‫املنزلة وقوة الربكة‪.‬‬ ‫ف ِل َم ن�ستكرث على احل�سني ‪ A‬ان ينظر اهلل‬ ‫تعاىل اىل زواره يوم عرفة قبل ان ينظر اىل‬ ‫احلجيج يف بيت اهلل احلرام‪ ،‬وهذه عيدية اهلل‬ ‫�سبحانه لزوار ابي عبد اهلل ‪.A‬‬


‫‪16‬‬

‫منا�سبات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫الإمام الهادي ‪..A‬‬

‫والت�صدي للفنت واخلرافات واالنحرافات‬ ‫�سعى بنو �أمية وبنو العبا�س طيلة‬ ‫فرتة حكمهم الظاملة والطاغية‬ ‫وعلى مدى عدة قرون اىل حرف‬ ‫الأمة عن م�سار اال�سالم املحمدي‬ ‫الأ�صيل الذي جاء به الر�سول‬ ‫الأعظم ‪ J‬وبذلوا كل ما يف‬ ‫و�سعهم م�ستخدمني حتريف وتزوير‬ ‫الروايات والأحاديث النبوية وحتى‬ ‫بع�ض الآيات القرانية‪ ،‬وعودتهم اىل‬ ‫عهد اجلاهلية والظلمة واخلرافات‬ ‫والفنت كما هو احلال يف عاملنا‬ ‫املعا�صر على يد �أحفادهم من‬ ‫احلكام امل�ستبدين والدكتاتوريني‬ ‫يف البالد اال�سالمية‪.‬‬ ‫وال ميكن لأي كاتب �أن ي�ستوعب‬ ‫الرتاث العلمي ال�ضخم لأئمة �أهل‬ ‫البيت ‪� ،D‬أولئك الذين �أودعهم‬

‫جميل ظاهري‬ ‫اهلل �سبحانه وتعاىل علمه وحكمته يف زماننا الذي ن�شهد فيه ا�صدار‬ ‫و�آتاهم ما مل ي� ِؤت �أحد ًا من العاملني‪ ،‬الفتاوى االنحرافية والبعيدة كل‬ ‫ومن ثم �أوكل مهمة الت�صدي البعد عن اال�سالم من قبل وعاظ‬ ‫للخط الأموي املنحرف‪ ،‬ومن ال�سالطني من الوهابيني وال�سلفيني‬ ‫بعده العبا�سي اىل �أهل بيت النبوة ‪ ،‬ومل يكن االمام علي بن حممد‬ ‫واالمامة ‪� D‬أجمعني‪ ،‬فكان يقوم الهادي ‪ A‬عا�شر �أنوار الهداية‬ ‫كل �إمام من �أئمة الهدى والرحمة املحمدية والذي نعي�ش هذه الأيام‬ ‫‪ D‬بدوره يف �أح�سن �أوجهه و�أمته ذكرى والدته امليمونة (‪ 15‬ذي‬ ‫رغم احل�صار واخلناق والظلم احلجة) مبن�أى عن هذا العبء‬ ‫وحماوالت االغتياالت واالعتقاالت الكبري‪ ،‬فت�صدى ‪ A‬للكثري من‬ ‫التي كانوا ‪ D‬يتعر�ضون اليها من الفرق االنحرافية‪ ،‬ويف مقدمتها‬ ‫قبل فراعنة ع�صرهم‪ ،‬ولكن �أبوا �إال فتنة (اجلرب والتفوي�ض) الكربى‪،‬‬ ‫�أن يتم نور اهلل ولو كره الكافرون‪ .‬وذلك على عهد امل�أمون واملعت�صم‬ ‫ومن هذا املنطلق �أخذ كل �أمام والواثق العبا�سي‪.‬‬ ‫وتهدف هذه الفكرة الكالمية‬ ‫‪ A‬دوره يف ردع الفنت االنحرافية‬ ‫التي تظهر يف زمانه وبدعم من االنحرافية اىل �إيجاد ال�شرخ بني‬ ‫ال�سلطات احلاكمة كما هو احلال �صفوف امل�سلمني املوحدة وزعزعة‬

‫�إميانهم بالباري تعاىل‪ ،‬وحرفه‬ ‫عن الطريق امل�ستقيم وال�صواب‪،‬‬ ‫وهي نظرية قائمة على (حمورين)‬ ‫مت�ضادين حول �أبعاد ال�شخ�صية‬ ‫االن�سانية و�أفعاله وهي‪-:‬‬ ‫‪ -1‬االن�سان م�سيرّ ال خميرّ ‪،‬‬ ‫جمبور يف �أفعاله ولي�س مبختار‪،‬‬ ‫والذين يقولون بهذا الوجه من‬ ‫النظرية االنحرافية ي�شددون على‬ ‫(�أنَّ اهلل �سبحانه وتعاىل �أجرب‬ ‫عباده على �أعمالهم‪ ،‬فلي�س للعباد‬ ‫اختيا ٌر يف ما يطيعون �أو يع�صون‪،‬‬ ‫فالطاعة من اهلل واملع�صية منه)‪.‬‬ ‫‪ -2‬االن�سان خميرّ يف �أفعاله ال‬ ‫م�سيرّ ‪ ،‬خمتار فيها ولي�س مبجبور‪،‬‬ ‫والذين يقولون بهذا اجلانب من‬ ‫الفتنة ي�شددون على (�أن اهلل تعاىل‬


‫منا�سبات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫ف ّو�ض الأمر �إىل خلقه‪ ،‬فهو خلقهم‬ ‫وانعزل عنهم‪� ،‬أو ف ّو�ض الأمر �إىل‬ ‫بع�ض خلقه‪ ،‬مبعنى �أنَّ اهلل تعاىل‬ ‫خلق النا�س وجعل الأمر للأنبياء‬ ‫مث ًال‪ ،‬فال ّ‬ ‫يتدخل يف �ش�ؤون ال ّنا�س‪،‬‬ ‫ولكن تبقى قدرة اهلل وهيمنته‬ ‫وتدبريه للنا�س‪ ،‬مبا ال يبعدهم عن‬ ‫رعايته وتدبريه و�سلطته)‪.‬‬ ‫وقد ت�صدى لها الإمام الهادي‬ ‫‪ A‬بكل علم ودراية وحنكة وذكاء‬ ‫مما �شكل �سد ًا منيع ًا وح�صن ًا‬ ‫ح�صين ًا حول امل�سلمني و�أبعدهم‬ ‫عن ال�سقوط يف هاوية االنحراف‬ ‫والتزوير عرب ر�سالته التي �أر�سلها‬ ‫اىل اتباع هذا اخلط الأموي ‪-‬‬ ‫العبا�سي االنحرايف والذين كانوا‬ ‫يقطنون خارج املدينة املنورة‬ ‫ح�سبما يروي الت�أريخ ذلك‪.‬‬ ‫ف�أر�سل الإمام الهادي ‪ A‬ر�سال ًة‬ ‫مب�سوطة من (‪� )15‬صفحة �شارح ًا‬ ‫لهم حقائق الأمور‪ ،‬ومب ِّين ًا لهم‬ ‫بالدليل واملنطق من العقل والنقل‬

‫بطالن اجلرب والتفوي�ض‪ ،‬ودعاهم‬ ‫اىل اال�ستقامة يف الر�سالة املحمدية‬ ‫الأ�صيلة ِّ‬ ‫خط اهلل �سبحانه وتعاىل‪،‬‬ ‫فيقول يف ر�سالته ‪ A‬والتي نقتطف‬ ‫منها‪-:‬‬ ‫"من علي بن حممد‪� ،‬سال ٌم‬ ‫عليكم وعلى من اتبع الهدى ورحمة‬ ‫علي كتابكم‪،‬‬ ‫اهلل وبركاته‪ ،‬ف�إ َّنه ورد َّ‬ ‫وفهمتُ ما ذكرمت من اختالفكم‬ ‫يف دينكم‪ ،‬وخو�ضكم يف القدر‪،‬‬ ‫ومقالة َمنْ يقول منكم باجلرب َومنْ‬ ‫يقول بالتفوي�ض‪ ،‬وتف ُّرقكم يف ذلك‬ ‫وتقاطعكم وما ظهر من العداوة‬ ‫بينكم‪ ،‬ثم �س�ألتموين عنه وبيانه‬ ‫لكم‪ ،‬وفهمت ذلك ك َّله‪..‬‬ ‫ف�أ َّما اجلرب الذي يلزم من دان‬ ‫به اخلط�أ‪ ،‬فهو ُ‬ ‫قول من زعم �أنَّ‬ ‫اهلل ج َّل وع َّز �أجرب العباد على‬ ‫املعا�صي وعاقبهم عليها‪ ،‬ومن قال‬ ‫بهذا القول‪ ،‬فقد ظلم اهلل يف حكمه‬ ‫يظلم‬ ‫وكذبه ور َّد عليه قوله‪( :‬وال ُ‬ ‫ر ُّبك �أحد ًا) (الكهف‪ )49:‬وقوله‪:‬‬

‫(ذلك مبا ق ّد َم ْت َ‬ ‫يداك و�أنَّ اهلل‬ ‫لي�س بظ ّال ٍم للعبيد) (احلج‪)10:‬‬ ‫ا�س �شيئ ًا‬ ‫وقوله‪�( :‬إنَّ اهلل ال ُ‬ ‫يظلم ال ّن َ‬ ‫النا�س �أن ُف َ�س ُهم يظلمون)‬ ‫ولكنَّ‬ ‫َ‬ ‫(يون�س‪ )44 :‬مع �آيات كثرية يف‬ ‫رب على‬ ‫ذكر هذا‪ ..‬فمن زعم �أ َّنه جم ٌ‬ ‫املعا�صي‪ ،‬فقد �أحال بذنبه على اهلل‬ ‫وقد ظلمه يف عقوبته‪ ،‬ومن ظلم َ‬ ‫اهلل‬ ‫فقد كذب كتا َبه‪ ،‬ومن كذب كتابه‬ ‫فقد لزم الكفر ب�إجماع الأ ّمة‪..‬‬ ‫و�أ َّما التفوي�ض الذي �أبطله‬ ‫الإمام ال�صادق ‪ A‬و�أخط�أ َمنْ دان‬ ‫به وتق ّلده فهو قول القائل‪� :‬إنَّ اهلل‬ ‫ج َّل ذكره ف ّو�ض �إىل العباد اختيار ًا‬ ‫�أمره ونهيه و�أهملهم‪ ،‬ويف هذا كال ٌم‬ ‫دقيق ملن يذهب �إىل حتريره ودقته‪،‬‬ ‫و�إىل هذا ذهبت الأئمة املهتدية من‬ ‫عرتة الر�سول ‪ ،J‬ف�إ َّنهم قالوا‪:‬‬ ‫لو ف ّو�ض �إليهم على جهة الإهمال‪،‬‬ ‫لكان الزم ًا له ر�ضى ما اختاروه‬ ‫وا�ستوجبوا منه الثواب‪ ،‬ومل يكن‬ ‫عليهم يف ما جنوه من العقاب �إذا‬

‫‪17‬‬

‫كان الإهمال واقع ًا‪ ..‬فمن زعم‬ ‫�أنَّ اهلل تعاىل ف ّو�ض �أمره ونهيه‬ ‫�إىل عباده‪ ،‬فقد �أثبت عليه العجز‬ ‫و�أوجب عليه قبول ِّ‬ ‫كل ما عملوا من‬ ‫خ ٍري �أو �ش ٍّر‪ ،‬و�أبطل �أمر اهلل ونهيه‬ ‫ووعده ووعيده‪ ،‬لع ّلة ما زعم �أنَّ اهلل‬ ‫ف ّو�ضها �إليه؛ لأنَّ املفوَّ �ض �إليه يعمل‬ ‫مب�شيئته‪ ،‬ف�إن �شاء الكفر �أو الإميان‬ ‫كان غري مردود عليه وال حمظور‪،‬‬ ‫فمن دان بالتفوي�ض على هذا‬ ‫املعنى‪ ،‬فقد �أبطل جميع ما ذكرنا‬ ‫من وعده ووعيده و�أمره ونهيه‪،‬‬ ‫وهو من �أهل هذه الآية‪�( :‬أفت�ؤمنونَ‬ ‫ببع�ض‬ ‫ببع�ض الكتاب وتك ُفرونَ‬ ‫ٍ‬ ‫فما جزا ُء َمن يفع ُل ذلك منكم �إ َّال‬ ‫ويوم القيامة‬ ‫ِخ ٌ‬ ‫زي يف احلياة الدنيا َ‬ ‫ُي َردُّونَ �إىل �أ�شدِّ العذاب وما ُ‬ ‫اهلل‬ ‫بغافل ع ّما تعملون) (البقرة‪،)85:‬‬ ‫ٍ‬ ‫تعاىل عما يدين به �أهل التفوي�ض‬ ‫عل ّو ًا كبري ًا"‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫منا�سبات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫تواقيع انتماء اىل �سيدي‬

‫م�سلم بن عقيل‬

‫‪A‬‬

‫هيئة التحرير‬

‫االحتفاء برمز تاريخي من رموز‬ ‫اخلري والت�ضحية وال�سالم‪ ،‬يعني‬ ‫هو االحتفاء مبنجز ان�ساين قادر‬ ‫على ا�ضاءة امل�ستقبل‪ ،‬وم�سلم بن‬ ‫عقيل ‪ A‬هو ملهم هذا االرتقاء؛‬ ‫لأنه ابن الطف العظيم‪ ..‬اليك‬ ‫احمل توقيعي مع باقة من تواقيع‬ ‫الأمل واملحبة وال�سالم يف يوم‬ ‫ا�ست�شهادك �سيدي‪...‬‬ ‫توقيع‪...‬‬ ‫جريدة �صدى الرو�ضتني‪:‬‬ ‫كان م�سلم بن عقيل من �أ�شجع‬ ‫املقاتلني دفاع ًا عن �أهل البيت ‪.D‬‬

‫كما �أنه كان عامل ًا فقيه ًا بالإ�سالم‬ ‫وعلومه‪ ،‬حيث رعاه عمه الإمام‬ ‫علي ‪ A‬بعد وفاة �أبيه عقيل الذي‬ ‫ترعرع يف حجره‪ ،‬وبذلك نهل من‬ ‫علوم الإمام علي ‪ A‬وكان معه‬ ‫حمارب ًا �شجاع ًا‪ ،‬كما كان الأمر‬ ‫يف معركة �صفني‪ ،‬وكان يلقبه �أمري‬ ‫امل�ؤمنني علي بن �أبي طالب بثقتي‪..‬‬ ‫انه طليعة ال�شهداء من �أهل بيت‬ ‫كان م�سلم بن عقيل ‪ A‬عاق ًال‬ ‫النبوة بني يدي الثورة احل�سينية‬ ‫عامل ًا �شجاع ًا‪ ،‬وكان الإمام احل�سني‬ ‫م�سلم بن عقيل ‪.A‬‬ ‫توقيع‪ ...‬الكاتب حممد الكويف‪ A :‬يلقبه بثـقتي‪ ،‬ول�شجاعته اختاره‬ ‫عرف بقوة البدن والفتوة‪ ،‬وكان ع ُّم ُه �أمري امل�ؤمنني ‪ A‬يف حرب‬ ‫مثل الأ�سد‪ ،‬كما �أ�شارت بع�ض (�صفني)‪� ،‬سنة ‪37‬هـ ولب�سالته‬ ‫امل�صادر �إىل �شبهه بالنبي ‪،J‬‬ ‫فعن �أبي هريرة �أنه قال‪" :‬ما ر�أيت‬ ‫من ولد عبد املطلب �أ�شبه بالنبي‬ ‫‪ J‬من م�سلم بن عقيل"‪( .‬التاريخ‬ ‫الكبري للبخاري‪ :‬ج‪� /7‬ص‪،266‬‬ ‫الثقات البن حبان ج‪� /5‬ص‪.)391‬‬ ‫توقيع‪...‬‬ ‫الكاتب كاظم �سامي حيدر‪:‬‬

‫و�شجاعته جعله �أمري امل�ؤمنني‬ ‫على ميمنة الع�سكر مع احل�سن‬ ‫واحل�سني ‪ C‬وعبد اهلل بن جعفر‬ ‫الطيار‪ ،‬بالرغم من �أن عمر م�سلم‬ ‫مل يبلغ �آنذاك الثامنة ع�شر عام ًا‪.‬‬ ‫ا�شرتك م�سلم يف حروب الردة‬ ‫الأموية من�ضوي ًا حتت راية عمه‬ ‫الإمام علي ‪ A‬وا�ستب�سل يف‬ ‫الدفاع عن الإ�سالم النقي الأ�صيل‪،‬‬ ‫�ضد اجلاهلية املغلفة بغاللة من‬ ‫الطقو�س الظاهرية‪�( .‬أمايل ال�شيخ‬ ‫ال�صدوق)‪.‬‬ ‫توقيع‪...‬‬ ‫الكاتب كرمي علي ها�شم‪:‬‬ ‫‪A‬‬


‫منا�سبات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫كان موالي م�سلم بن عقيل عارف ًا‬ ‫بخطورة املهمة التي يتجه �إليها‪،‬‬ ‫فواقعة عا�شوراء كانت مرياث ًا‬ ‫فكري ًا لآل بيت الر�سول يتوا�صون‬ ‫بها‪ ،‬ويت�ساءلون عن تفا�صيلها؟ �أو‬ ‫مل يب�شر الر�سول ‪� J‬أمري امل�ؤمنني‬ ‫علي ًا ‪ A‬ب�أن ولد عقيل يقتل يف‬ ‫حمبة ولده‪� ،‬أو مل ي�سمع م�سلم هذه‬ ‫الرواية ووعاها؟ لقد ودعه الإمام‬ ‫احل�سني ‪ A‬بالقول‪� :‬إين موجهك‬ ‫�إىل �أهل الكوفة‪ ،‬و�سيق�ضي اهلل‬ ‫تعاىل من �أمرك ما يحب وير�ضى‪،‬‬ ‫و�أرجو �أن �أكون �أنا و�أنت‪ ،‬يف درجة‬ ‫فام�ض بربكة اهلل تعاىل‬ ‫ال�شهداء‬ ‫ِ‬ ‫�سجل التاريخ قوة اداء م�سلم بن‬ ‫وعونه‪.‬‬ ‫عقيل يف توطيد عزم العراقيني على‬ ‫توقيع‪...‬‬ ‫الكاتب حمادي مو�سى جا�سم‪ :‬مواالة احل�سني حني ي�صل الكوفة‪.‬‬ ‫توقيع‪ ...‬الكاتب منري حداد‪:‬‬ ‫كان ب�إمكان م�سلم بن عقيل ‪A‬‬ ‫ظل م�سلم بن عقيل (ر�ضي‬ ‫اهلل عنه) بعد هذه الإجراءات �أن يقتل ابن زياد وايل يزيد بن‬ ‫التي كانت كلها ت�ستهدفه من �أجل معاوية الأموي يف منزل ال�شهيد‬

‫حما�صرته ومنعه من االلتجاء �إىل‬ ‫�أي حي من �أحياء الكوفة‪ ،‬على نف�س‬ ‫املنهج من التكتم والتلطف‪ ،‬فالتج�أ‬ ‫�إىل دار هانئ بن عروة بعيد ًا عن‬ ‫�أعني ابن زياد ومرا�صده‪ ،‬وحني‬ ‫يفعل م�سلم بن عقيل (ر�ضي اهلل‬ ‫عنه) ذلك‪ ،‬فانه يفعله لي�س خوفا‬ ‫على حياته وال جبن ًا عن مواجهة‬ ‫الطاغية‪ ،‬و�إمنا يفعله من �أجل‬ ‫التزامه باملنهج الذي �أمره به‬ ‫احل�سني ‪.A‬‬ ‫توقيع‪...‬‬ ‫الكاتب حممد هادي الأ�سدي‪:‬‬

‫هانئ بن عروة املرادي‪ ،‬ويغيرّ‬ ‫وجه التاريخ‪ ،‬ومل نكن لن�أمل لواقعة‬ ‫كربالء طيلة هذه املدة كلها‪ ،‬ولكن‬ ‫التاريخ كان �سيكتب �أي�ض ًا �أن م�سلم ًا‬ ‫قتل غرميه غيلة‪ ،‬وهي لي�ست من‬ ‫�شيمة الرجال‪ ،‬ولي�ست من �س ّنة‬ ‫الر�سول و�أهل بيته الكرام‪ ،‬بل �إن‬ ‫هذه الواقعة بذاتها ر�سمت للأمة‬ ‫املرحومة الطريق القومي وحجزتها‬ ‫عن الغدر ودفعت عنها �س ُبل‬ ‫االغتيال التي ال تليق بامل�سلم ال�سوي‬ ‫الذي يرجو �شفاعة الر�سول ‪ J‬يوم‬ ‫ال ينفع مال وال بنون �إال من �أتى اهلل‬ ‫بقلب �سليم‪.‬‬ ‫وهو ما يحتاجه العراق اليوم‬ ‫الذي ينه�ض منذ عام ‪2003‬م‬ ‫من �أعباء حقبة مظلمة كان الغدر‬ ‫�شعارها والقتل دثارها‪ ،‬وما يحتاجه‬ ‫كل جمتمع م�سلم �أو غري م�سلم‬ ‫ينتف�ض على حاكمه الظامل يف �أن‬ ‫يكون ال�سلم �شعاره‪ ،‬والعفو دثاره‪،‬‬

‫‪19‬‬

‫ويدفع عنه لبا�س الغدر واالغتيال‬ ‫الذي ال يليق �إال بطالب الدنيا‪.‬‬ ‫توقيع‪...‬‬ ‫الدكتور ن�ضري احلزرجي‪:‬‬ ‫ال بد �أن نعترب مب�سلم‪ ،‬و�إذا �أردنا‬ ‫�أن ننتمي اىل مدر�سة كربالء علينا‬ ‫�أن نعرف الهدف الذي ر�سمه الإمام‬ ‫احل�سني ‪ ،A‬و�أن نعرف املبد�أ الذي‬ ‫ا�س�سه احل�سني مل�سلم بن عقيل‪،‬‬ ‫ليعرف الهدف‪ ،‬ف�سار على املبد�أ‬ ‫و�ضحى بنف�سه وحيد ًا وغريب ًا من‬ ‫اجل م�شروع احل�سني ال�سماوي‪..‬‬ ‫مل تثنه الغربة‪ ،‬ومل تثنه اخليانة‪،‬‬ ‫ومل تثنه الوحدة‪ ،‬فكان �أمة وجي�شا‬ ‫بنف�سه و�سط كوفة االحزاب‪ ،‬وكوفة‬ ‫املرجفني‪ ،‬وكوفة اخلائنني‪ ..‬ف�سالم‬ ‫على �سفري احل�سني ور�سوله يوم ولد‬ ‫ويوم ا�ست�شهد ويوم يبعث حيا‪.‬‬ ‫توقيع‪...‬‬ ‫ظاهر �صالح اخلر�سان‪:‬‬


‫‪20‬‬

‫قراءات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫فتوى الدفاع املقد�س‬ ‫والتما�سك اجلماهريي‬ ‫علي اخلباز‬ ‫يرى معظم النقاد �أن االختبار‬ ‫احلقيقي لوعي �شعب و�إدراك �أنه‬ ‫مل يتم �إال عرب تعر�ضنا لغزو‪ ،‬وما‬ ‫تعر�ض له العراق من غزو قادته‬ ‫دول و�أنظمة وجيو�ش‪ ،‬فقادت �أو ًال‬ ‫حمالت اعالمية ت�شوه اي معنى من‬ ‫معاين التما�سك ال�شعبي االن�ساين‬ ‫عند ال�شعب العراقي‪ ،‬و�إمنا قدمته‬ ‫اىل العامل ك�شعب متخلف تقوده‬ ‫�صراعات طائفية‪ ،‬وقتل وهالك‬ ‫وقيادات �سيا�سية فا�سدة حتكمت‬ ‫بهذا البلد مع وجود خفوت فكري‬ ‫عراقي �شعبي‪ ،‬وي�أ�س عال عند‬ ‫افراد ال�شعب العراقي‪ ،‬فلذلك‬

‫وجدوا ت�سميات بديلة للم�صطلحات‬ ‫العامة‪ ،‬فاجلي�ش العراقي �صار‬ ‫ا�سمه ميلي�شيات‪ ،‬وجعلوه تابعا‬ ‫يوم للمالكي فقالوا‪ :‬جي�ش املالكي‪،‬‬ ‫واجلي�ش ال�صفوي و‪..‬و‪ ..‬وكانت‬ ‫فتوى الدفاع املقد�س هي الفتوى‬ ‫التي رف�ضت كل ا�شكال الهيمنة‬ ‫وا�ستنه�ضت الوجود ال�ضمريي‬ ‫لل�شعب العراقي‪ ،‬وا�ستنه�ضت الذات‬ ‫الوجدانية لتفتح �صفحات تاريخها‬ ‫الت�ضحوي املرتبط بت�ضحيات‬ ‫ائمتنا ‪ ،D‬فكان الت�صور ال�سائد‬ ‫عند تلك الع�صابات املعتمدة على‬ ‫متويل دويل ب�أن ال�شعب العراقي‬

‫قد انتهى او و�صل اىل م�شارف‬ ‫نهايته‪ ،‬فهو انتهى امام �ضربات‬ ‫داع�ش القا�سية والنازعة كل ما‬ ‫مي�س الوجدان ب�شيء انتهى ال�شعب‬ ‫بف�ضل خور اجلي�ش حيث كان‬ ‫االعداد اكرب من امكانياته‪ ،‬وخيانة‬ ‫ال�سلطة و�سقوط بع�ض املحافظات‬ ‫وظهور التهديد املبا�شر ملحافظات‬ ‫الو�سط واجلنوب‪ ،‬وخا�صة تلك‬ ‫املدن املقد�سة حتى انهم طوقوا‬ ‫كربالء ومن اكرث من حمور‪ ،‬كان‬ ‫االعداء يعتقدون انهم ا�ستطاعوا‬ ‫تدمري معنويات العراقيني‪ ،‬ومل يبق‬ ‫على جناح الغزو �إال الب�سيط من‬

‫االمور‪!..‬‬ ‫ا�ستطاعت الفتوى املباركة و�سط‬ ‫هذه االحداث امل�أ�ساوية انهاء القوة‬ ‫املفتعلة عند الدواع�ش‪ ،‬ا�ستطاعت‬ ‫املرجعية الدينية املباركة ان‬ ‫ت�ستنه�ض االمل ال�شعبي‪ ،‬والبحث‬ ‫عن مكامن قوة هذا التمكن‪ ،‬يجعلنا‬ ‫نبحث او ًال يف �سر القوة فيها كفتوى‬ ‫مقاومة دفاعا عن ان�سانية بلد‪ ،‬ثم‬ ‫�سر القوة يف تكوينها املرجعي الذي‬ ‫كان يبادر دائما للحفاظ على وحدة‬ ‫الكلمة‪..‬‬ ‫ف�إذا اردنا ان نبحث يف �سر‬ ‫متا�سك ال�شعب وقوة اال�ستجابة‪،‬‬


‫قراءات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫علينا �أن نت�أمل‬ ‫يف امل�صادر املرجعية التي‬ ‫اعتمدت عليها الفتوى‪ ،‬فهي‬ ‫م�صادر نقية �أذهلت العامل مبا‬ ‫حتتويه من وعي امياين ان�ساين‪،‬‬ ‫ومبا �شغلته الفتوى من دور حيوي‪.‬‬ ‫نحن نرى ان النجاح احلقيقي‬ ‫هو قراءة املرجعية املباركة لروحية‬ ‫ال�شعب العراقي‪ ،‬ولقوته احلقيقية‬ ‫التي جتاهلها قادة الدواع�ش من‬ ‫خونة الداخل‪ ،‬فاملرجعية الدينية‬ ‫العليا �أدركت انه ال ميكن ملرتكز‬ ‫امياين ان يطمئن له العراقيون‬ ‫اىل درجة قدرته على ّمل ال�شمل‬ ‫الفكري‪ ،‬وتعزيز الهوية �سوى حمبة‬

‫اهل‬ ‫‪D‬‬ ‫البيت‬ ‫ووالية �أمري امل�ؤمنني ‪ ،A‬ويعني �أن‬ ‫قراءة املرجعية العليا بخ�صو�صية‬ ‫هذا االنتماء‪ ،‬برزت الفتوى‬ ‫لتحافظ على الوعي العراقي‪ ،‬وعلى‬ ‫�سلوكية النهج احل�سيني داخل كل‬ ‫روح‪ ،‬وعلى احياء �شعائر امل�شاركة‬ ‫الوالئية للدفاع عن بلد احل�سني‬ ‫والأئمة االطهار ‪ ،D‬للدفاع عن‬ ‫مراقدهم املباركة‪ ،‬وعن �شرف‬ ‫العراقيات وكرامة الأمة‪ ،‬فما‬ ‫اده�ش العامل هو هذا التما�سك‬ ‫ال�شعبي اجلماهريي الذي ميثل‬

‫فرادة اال�ستجابة‬ ‫الروحية للمرجعية‬ ‫الدينية العليا‪.‬‬ ‫هو هذا الذكاء املرجعي النبيه‬ ‫الذي ارتكز على قوى التما�سك‬ ‫النف�سي املرتبط باملوقف الوالئي‬ ‫لأئمة اهل البيت ‪ ،D‬والذي‬ ‫يعني كل قيم اال�سالم‪ ،‬ويعني‬ ‫كل قيم االن�سانية‪ ،‬ولهذا كان‬ ‫التما�سك �شموليا جتاوز ال�شعور‬ ‫املذهبي اىل مراحل ابعد اىل‬ ‫حيث الدين والوطن واالخالق‪،‬‬ ‫اىل نقطة البحث عن الذات يف‬ ‫اجلوهر احل�سيني الت�ضحوي يف‬ ‫عوامل مدت القطيعة مع الت�أريخ‬

‫‪21‬‬

‫بل هم ركنوه يف زاوية واخذوا‬ ‫منه ما ميا�شي افكارهم‪ ،‬ولذلك‬ ‫�صدمتهم فتوى الدفاع املقد�س‬ ‫ب�أنها ا�ستح�ضرت هذا الت�أريخ‬ ‫للنا�س‪ ،‬فخلق فيهم التما�سك ونبه‬ ‫الوعي العام اىل وجود م�ؤامرة‬ ‫عاملية �صهيونية �ساعية اىل تهديد‬ ‫ركائز اال�سالم وامل�سلمني‪ ،‬وهذا‬ ‫التما�سك جعل ال�شعب العراقي‬ ‫هو النمط احل�ضاري املتقدم‬ ‫يف التنظيم وااللتزام املبدئي‪،‬‬ ‫وباعتبار املرجعية الدينية العليا‬ ‫هي للإن�سانية كلها‪ ،‬وهي مرتكز‬ ‫الثقل ومرجعية العلم والتعليم وفق‬ ‫نظرية التعاي�ش ال�سليم مع العامل‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫قراءات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫فتوى الدفاع املقد�س‬ ‫وحتفيزها اجلماهري ال�شعبية‬

‫طارق الغامني‬ ‫فتوى جاءت يف وقتها املطلوب‪،‬‬ ‫ويف اللحظة التاريخية املنا�سبة‪،‬‬ ‫تفجرت على �إثر �إقدام املجرمني‬ ‫الدواع�ش على تدني�س حرمة �أر�ض‬ ‫العراق؛ لأنها حقيقة تاريخية‪،‬‬ ‫وتعبري عن حلظة جتل وا�ستجابة‬ ‫حلاجات التطور التاريخي‬ ‫و�إحلاحيته‪ ،‬ولكونها �أداة توليد‬ ‫اجلديد النوعي من رحم املا�ضي‬ ‫املتداعي‪ ،‬تطورت ب�سرعة مذهلة‪،‬‬ ‫وحتولت �إىل انتفا�ضة �شعبية‬ ‫م�سلحة‪ ،‬جتيد ا�ستخدام الو�سائل‬ ‫الن�ضالية كافة‪ ،‬وحت�سن الربط‬ ‫بينها‪ ،‬فا�ستح�ضرت خربات ال�شعب‬ ‫العراقي الأ�سطوري‪ ،‬املتعاقد مع‬ ‫الن�ضال والت�ضحية منذ قرن ونيف‪،‬‬ ‫حققت انخراط ًا تفاعلي ًا بني خمتلف‬ ‫فئات ال�شعب‪ ،‬وقطاعات املجتمع‪،‬‬ ‫الفتية والفتيات‪ ،‬ال�شباب وال�شابات‪،‬‬ ‫الرجال والن�ساء‪ ،‬الأطفال وال�شيوخ‪،‬‬ ‫املتعلمني واملي�سورين‪ ،‬كما الفقراء‬ ‫يف املدن‪ ،‬و�أبناء الريف العراقي‪،‬‬ ‫ويف �أزقة ال�شوارع‪ ،‬ومن فوق‬ ‫منا�ضد الدرا�سة‪ ،‬و�شجرة النخيل‬ ‫املباركة‪ ،‬ال�شاهد ال�شامخ على حق‬ ‫العودة والت�شبث بالأر�ض‪� ،‬أ�صبحت‬

‫�سالح ًا فتاك ًا‪ ،‬بوجه �أعتى ع�صابات‬ ‫اجرامية على مر التاريخ‪.‬‬ ‫وجت�سدت يف املواجهة‪ ،‬ويف‬ ‫�أدائها و�آليات تطورها و�أ�شكال‬ ‫ارتقائها كل العلوم االجتماعية‬ ‫والإن�سانية والع�سكرية‪ ،‬ومل تفلح‬ ‫املراكز واخلربات التي تخت�ص بعلم‬ ‫النف�س وعلم االجتماع والإعالم‪،‬‬ ‫و�صناعة الإعالن‪ ،‬و�أدوات وعلوم‬ ‫�صناعة الر�أي العام‪ ،‬التي تفردت‬ ‫فيها م�ؤ�س�سات الإعالم اململوكة‪،‬‬ ‫وال خطط البنتاغون‪ ،‬يف توظيف‬ ‫�شركات وخرباء العالقات العامة‪،‬‬ ‫وتخ�صي�ص مليارات الدوالرات‪،‬‬ ‫ل�شراء الذمم واملثقفني‪ ،‬وو�سائل‬ ‫الإعالم‪ ،‬يف �أن جتاري هذه املقاومة‬ ‫و�إبداعاتها وجديدها الدائم‬ ‫وامل�ستمر‪ ،‬فعجز اجلميع عن فك‬ ‫الرموز‪ ،‬وعن فهم ثقافة وفاعلية‬ ‫الرتاث الكفاحي لل�شعب العراقي‬ ‫العظيم‪ ،‬ثقافة الت�ضحية والفداء‬ ‫وال�شهادة‪ ،‬واال�ست�شهاد‪ ،‬والقدرة‬ ‫الهائلة على ال�صمود واال�ستمرار‪.‬‬ ‫نعم‪� ..‬إنهم ح�شد امتلأت‬ ‫قلوبهم �إميان ًا وطاع ًة ووال ًء هلل (عز‬ ‫وجل) ثم الوطن‪ ،‬فباعوا الدنيا‬

‫وا�شرتوا الآخرة ونالوا �أجر الرباط‬ ‫وال�شهادة‪ ،‬تعفرت وجوههم برتبة‬ ‫الوطن الطاهر‪ ،‬لي�ضربوا ب�أقدامهم‬ ‫على الأر�ض بكل ثبات و�شجاعة‬ ‫وعزمية ووفاء‪ ،‬ليقولوا نحن فداء‬ ‫للوطن وحماة لأر�ض املقد�سات‪،‬‬ ‫و�ستقطع كل يد عابث تدن�س �شرب‬ ‫من طهارة �أر�ضنا املعطاء‪..‬‬ ‫�إنهم رجال �سهروا مرابطني‬ ‫يف �سبيل اهلل تعاىل؛ لينام الوطن‬ ‫�آمن ًا مطمئن ًا‪ ،‬تعلموا من �إمامهم‬ ‫احل�سني ‪� A‬أن احلياة رخي�صة‪،‬‬ ‫واملوت �شرف يف �سبيل اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫وحتت راية العز واملجد‪.‬‬ ‫اختلطت دما�ؤهم الزكية‬ ‫بطهارة �أر�ضهم الأبية‪ ،‬ف�أنع�ش‬ ‫امل�سك العزمية والإ�صرار يف قلوبهم‬ ‫على تطهري �أر�ض العراق من براثن‬ ‫ومدلهمات املرتزقة‪ ..‬لقد وقفوا‬ ‫�أمام العدو موقف ًا يتمناه كل �إن�سان‪،‬‬ ‫ويفخر به كل من له �صلة بهم‪� ..‬أنتم‬ ‫الرجال املجاهدون ال�صامدون يف‬ ‫وجه �شراذم االرتزاق واملارقني‬ ‫من الدين‪ ،‬والن�صر لكم يتجدد كل‬ ‫يوم‪ ،‬ومعه تتجدد بطوالتكم‪.‬‬ ‫فهنيئ ًا للعراق بكم �أ�سود الورى‪،‬‬

‫�أيها الثابتون عند اللقاء‪ ..‬لقد �سجل‬ ‫ثباتكم التاريخ يف قلوبنا‪ ،‬وكتب‬ ‫املجد ت�ضحياتكم يف جبني الوطن‬ ‫املتعايل بكم‪ ،‬واملفاخر ب�إقدامكم‪..‬‬ ‫دمتم لنا �أيها املخل�صون ال�شرفاء‪.‬‬ ‫وهنيئ ًا لكربالء بكم هذه‬ ‫املرابطة واملنازلة التي �سجلتم‬ ‫فيها �أروع موقف عند ذاك الإمام‬ ‫الذي قال للظلم‪ :‬هيهات‪ ..‬لتبعثوا‬ ‫بر�سالة �إىل كل وغد يريد امل�سا�س‬ ‫باملقد�سات‪ ،‬نحن ال ن�ست�سلم رغم‬ ‫كل اجلراحات‪� ،‬سنقاتلكم ب�أعتى‬ ‫�أنـواع ال�سالح‪ ،‬و�سرتتفع ر�ؤو�سنا‬ ‫عاليات ك�إمامنا احل�سني ‪ A‬فوق‬ ‫الرماح‪.‬‬ ‫وهنيئ ًا للمرجعية الدينية هذا‬ ‫التقدم الكبري‪ ،‬وهنيئ ًا للإمام‬ ‫احلجة بن احل�سن ‪ f‬تلك الثلة‬ ‫ال�شبابية امل�ؤمنة الذين ُخ ِل َقوا‬ ‫وتَخلقوا من مدر�سة عا�شوراء‪..‬‬ ‫وهنيئ ًا لنا ولكم �أيها العراقيون هذا‬ ‫املُنجز الوطني الذي �سوف ُي�سجله‬ ‫الت�أريخ طيلة مراحله امل�ستقبلية‪.‬‬


‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫ال�سيدة اجلليلة‬ ‫�أم البنني ‪B‬‬ ‫قدوة للأمهات‪..‬‬

‫ها�شم ال�صفار‬ ‫عند ا�ستذكار الأمومة احلقة‪ ،‬ن�ستح�ضر يف‬ ‫�أذهاننا مواقف جمة لن�ساء على مر التاريخ‬ ‫مثلن بحق اجلبال ال�شاهقات يف ال�صرب والتهيئة‬ ‫والإعداد النف�سي والرتبوي لأبنائهن لبلوغ مراتب‬ ‫العزة وال�شموخ والرفعة بني النا�س؛ نتيجة املواقف‬ ‫امل�شرفة التي وقفوها يف �أممهم‪ ..‬ولكن �شاءت‬ ‫الأيام و�أحداثها �أن جتد لها �أوا�صر قربى وتقارب‬ ‫يف الغاية والأهداف وامل�ضامني‪ ..‬فمع املواقف‬ ‫البطولية ال�شجاعة للأم العراقية البا�سلة‪ ،‬ن�ستذكر‬ ‫ال�سيدة اجلليلة �أم البنني ‪ B‬تلك ال�سيدة العزيزة‬ ‫بظل عزة الإ�سالم وبركات �أمري امل�ؤمنني ‪،A‬‬ ‫والفيو�ضات املباركة من احل�سنني ‪ ،C‬فكان لها‬ ‫من ذلك كله �أن ت�ستمد القوة والعزم على جمابهة‬ ‫التحديات‪ ،‬وتن�شئة �أبناء مب�ستوى الدفاع عن‬ ‫حيا�ض الدين‪ ،‬ومالزمة الإمام املفرت�ض الطاعة‬ ‫احل�سني ‪ ،A‬فقدمت خري مثال للت�ضحية والثبات‬ ‫على املبد�أ‪ ،‬والقيم واملثل العليا با�ست�شهاد �أبنائها‬ ‫الأربعة‪ ،‬وحتملها �أعباء احلياة �صابرة حمت�سبة‬ ‫�أجرها على اهلل تعاىل‪ ..‬فحق على الب�شرية �أن‬ ‫تنحني �إجال ًال ل�صالبة هذه الأم احلنون املربية‬ ‫التي ق ّل مثيلها يف التاريخ القدمي واملعا�صر‪..‬‬ ‫فهنيئ ًا لأمهاتنا اقتدا�ؤهن بتلك ال�سيدة البطلة‬ ‫املجاهدة‪ ،‬وقد اخرتن طريق العطاء والت�ضحية‬ ‫بكل غال ونفي�س يف �سبيل �أن ينعم الوطن‬ ‫بالأمن والأمان‪ ،‬و�أن تعود الب�سمة م�شرقة يف‬ ‫وجوه �أطفالهن‪ ،‬وهم يت�ضورون حب ًا بهذه الأر�ض‬ ‫ومقد�ساتها‪ ،‬يرتوون حنان ًا من قلوب الأمهات‪،‬‬ ‫حتى �إذا غدوا كبار ًا‪ ..‬ي�سقون الرثى جنيع ًا مثق ًال‬ ‫بالإيثار واملكرمات‪..‬‬ ‫ف�سالم على �أمهاتنا الراب�ضات ن�سور ًا يلهمن‬ ‫�أبناءهن حما�سة الوغى‪ ..‬و�سالم عليهن وقد‬ ‫اخرتن �أهل بيت النبوة ‪ D‬قدوة ومالذ ًا‪ ..‬حتتمي‬ ‫بهم من لظى ال�شدائد وامللمات‪ ..‬و�سالم عليهن‬ ‫يوم وقف العراق قرير العني بوفائهن لرتاب‬ ‫الوطن ومقد�ساته‪ ..‬و�سالم عليهن يوم ُيح�شرن مع‬ ‫وح�سن �أولئك رفيقا‪..‬‬ ‫الأبرار وال�شهداء ُ‬

‫ر�ؤى‬

‫‪23‬‬


‫‪24‬‬

‫مديات ثقافية‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫نزهة ثقافية‪...‬‬

‫(النزغ)‬ ‫قال اهلل تعاىل‪َ ( :‬و�إِ َّما َينزَ َغ َّن َك ِمنَ‬ ‫َّ‬ ‫ا�س َت ِع ْذ ِباللهّ ِ ِ�إ َّن ُه َ�سمِ ي ٌع‬ ‫ال�ش ْي َط ِان َنزْ ٌغ َف ْ‬ ‫َع ِلي ٌم) (الأعراف‪ ،)200/‬وجاء يف‬ ‫تف�سري ال�شيخ الطو�سي (قد�س �سره)‪� :‬إن‬ ‫النزغ يعني ادنى حركة تقول‪ :‬اذا نزغته‬ ‫حركته‪ ،‬واملعنى �إن نالك يا حممد من‬ ‫ال�شيطان ادنى حركة من معاندة‪ ،‬و�سوء‬ ‫ع�شرة‪ ،‬فا�ستعذ باهلل‪� ،‬سل اهلل ان يعينك‬ ‫ويحفظك منه فانه �سميع للم�سموعات‬ ‫وعامل باخلفيات‪ ،‬ي�سمع دعاء من‬ ‫يدعوه‪ ،‬ويعلم دعاءه وما ي�ستحقه بذلك‬ ‫من اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫والنزغ يعني الف�ساد‪ ،‬يقال‪ :‬نزغ فالن‬ ‫بيننا �أي اف�سد بيننا ومن قوله تعاىل‪:‬‬ ‫(نز َغ ال�ش ْي َطانُ َب ْي ِني َو َبينْ َ �إِخْ َو ِتي) ويقال‬ ‫اي�ضا انه التحري�ش بني االثنني‪ ،‬وهو م�س‬ ‫ب�سوء‪ ..‬وروى الفي�ض الكا�شاين (قد�س‬ ‫�سره) يف كتابه التف�سري اال�صفى‪ :‬والنزغ‬

‫اللجنة الثقافية‬

‫يعني الو�سو�سة واالغواء‪.‬‬ ‫ويرى ال�شيخ مكارم ال�شريازي يف كتابه‬ ‫التف�سري االمثل‪ :‬انها م�أخوذة من مادة‬ ‫النزغ ومعناها الدخول يف االمر الف�ساده‬ ‫او االثارة �ضده‪ ،‬فاملتقون ينجون من نزغ‬ ‫ال�شيطان وو�سو�سته بذكر اهلل تعاىل‪� ،‬إال‬ ‫�أن الآثمني اخوة ال�شياطني يبتلون مبزيد‬ ‫الو�ساو�س وال ين�سلخون‪.‬‬ ‫ويرى ال�شيخ مكارم ال�شريازي ان ثمة‬ ‫منعطفات �صعبة يف حياة امل�ؤمنني يكمن‬ ‫فيها ال�شيطان يحاول ان ينزغ ويجتهد‬ ‫االن�سان يف مقابل و�سوا�س ال�شيطان‬ ‫يف جتاوزها على اهلل تعاىل و�إال فانه‬ ‫ال ي�ستطيع ذلك لوحده‪ ..‬عليه ان‬ ‫يتوكل على اهلل ليجتاز عقبات الطريق‬ ‫وخماطره ويتم�سك بحبل اهلل املتني‪.‬‬ ‫لقد ورد احلديث �أن �شخ�ص ًا �أ�ساء‬ ‫لآخر يف حم�ضر ر�سول اهلل ‪ J‬فثار‬

‫الغ�ضب يف قلبه وا�شتعلت هواج�س‬ ‫النازغ‪ ،‬فقال ر�سول اهلل ‪ :J‬لأين‬ ‫اعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الغ�ضب‪:‬‬ ‫اعوذ باهلل من ال�شيطان الرجيم‪ ،‬فقال‬ ‫الرجل‪ :‬اجمنونا تراين؟ فا�ست�شهد‬ ‫ر�سول اهلل ‪ J‬بالقر�آن الكرمي وتال‬ ‫قوله‪َ ( :‬و�إِ َّما َينزَ َغ َّن َك ِمنَ َّ‬ ‫ال�ش ْي َط ِان َنزْ ٌغ‬ ‫ا�س َت ِع ْذ ِباللهّ ِ ِ�إ َّن ُه َ�سمِ ي ٌع َع ِلي ٌم) هذه‬ ‫َف ْ‬ ‫ا�شارة اىل ان ثورة الغ�ضب من و�سوا�س‬ ‫ال�شيطان مثلما تعترب ثورة ال�شهوة‬ ‫والهوى من و�سوا�سه‪ .‬ويف كتاب (نور‬ ‫الثقلني‪ :‬املجلد‪� /4‬ص‪ )154‬ورد ان‬ ‫امري امل�ؤمنني علي بن ابي طالب ‪A‬‬ ‫علم ا�صحابه ابوابا كثرية من العلم‬ ‫جمعها يف حكمة (اذا و�سو�س ال�شيطان‬ ‫اىل احدكم فلي�ستعذ باهلل‪ ،‬وليقل‪� :‬آمنت‬ ‫باهلل خمل�صا له الدين)‪.‬‬

‫ف ِّك ْر وط ِّبقْ ‪..‬‬ ‫�إعداد‪ :‬الأ�ستاذ لبيب علوان‬

‫يف هذه الأبيات ال�شعرية حكمة‪،‬‬ ‫هل ت�ستطيع �أن تكت�شفها لكي تطبقها يف حياتك‪ ،‬ومن قائلها؟‬ ‫َ‬ ‫القليل من الكالم ب�أهل ِه‬ ‫�إنّ‬ ‫ما ّ‬ ‫�صمت وما من ُمك ٍرث‬ ‫زل ذو‬ ‫ٍ‬

‫ح�سنٌ و�إنّ كث َري ُه ممقوتُ‬ ‫�إال ّ‬ ‫عاب �صموتُ‬ ‫يزل وما ُي ُ‬

‫�إنْ كان ينطقُ ناط ٌق من ف�ضة‬

‫د ٌّر زا َن ُه ياقوتُ‬

‫ولو �أ ّنا �إذ متنا ُتر ْكنا‬ ‫ولكنا �إذا متنا ُبع ْثنا‬

‫فال�صمتُ‬ ‫***‬

‫لكان املوتُ راح َة ِّ‬ ‫حي‬ ‫كل ّ‬ ‫ون�س� ُأل بعد ذا عن كل �شي‬


‫مع النا�س‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫‪25‬‬

‫�صدمة من واقعنا‪..‬‬ ‫عفاف حممد اجلبوري‬

‫غرائب وعجائب يف هذه الدنيا‪،‬‬ ‫ت�أتي مواقف وترحل �أخرى‪ ،‬فيها‬ ‫ما يعلق يف الذهن وفيها ال يلبث‬ ‫�إال قلي ًال‪� ..‬أ�صبح النا�س يبحثون‬ ‫عن املتربجة لعلها تفي مبا يطلبه‬ ‫الزوج من طلبات غري �شرعية‬ ‫�أو غري �صحيحة عرف ًا‪ !..‬ورمبا‬ ‫ي�صل �إىل حد التباهي بها �أمام‬ ‫�أ�صدقائه‪ ،‬علم ًا �أن املتعارف عندنا‬ ‫�أن املر�أة التي ت�ضع الأ�صباغ على‬ ‫وجهها �أمام الرجال الأجانب �إمنا‬ ‫تعر�ض نف�سها عليهم؛ لأنها ال‬ ‫تعلم �أثر ذلك على الرجل متذرعة‬ ‫بذريعة واهية و�شيطانية‪� ،‬أنها تهتم‬ ‫مبظهرها من باب الإناقة والرتتيب‬ ‫الغريزي الأنثوي‪ ..‬هذا ما كانت‬ ‫تكتبه والء يف دفرت مذكراتها‪� ،‬إذ‬ ‫�صدمت بزميل لها يف العمل وهي‬ ‫تعمل ك�صيدالنية تلتزم باحلجاب‬ ‫ال�شرعي‪� ،‬إذ كان �أحمد الرجل‬ ‫ال�صيدالين ال�شاب الذي بانَ على‬ ‫حمياه �سيماء ال�صاحني �أن يعقد‬ ‫قرانه على �سرى ذات احلجاب‬ ‫املرتهل التي تنرث م�ساحيق التجميل‬ ‫على وجهها‪ ،‬وترتدي البنطال �أمام‬ ‫الرجال‪..‬‬ ‫نعم‪� ..‬إنها مفاج�أة فكانت (والء‪،‬‬ ‫�ألق‪ ،‬نوار�س‪ ،‬نورهان‪ ،‬مالك)‬

‫جمموعة �صيدالنيات يجتمعن يف‬ ‫�أحد امل�ست�شفيات‪ ،‬عندما ر�أين‬ ‫�أحمد و�سرى ي�سريان يف �أروقة‬ ‫امل�ست�شفى والزمالء يهنئونهم‬ ‫جل�سن يتحدثن‪ :‬ما هذا؟ �أحمد‬ ‫و�سرى‪ ،‬غريب‪ !..‬كيف هذا؟‬ ‫وما كان من والء �إال ال�صمت من‬ ‫ال�صدمة‪� ،‬س�ألتها نوار�س ب�سخرية‪:‬‬ ‫ما بك؟‬ ‫ظنك‪..‬؟ (علم ًا �أن‬ ‫وما كان‬ ‫ِ‬ ‫نوار�س متربجة �أي�ض ًا)‪..‬‬ ‫طريقتك قدمية‬ ‫لك �أن‬ ‫ِ‬ ‫‪� -:‬أمل �أقل ِ‬ ‫وغري حمبوبة يف املجتمع الآن‪.‬‬ ‫بك يا نوار�س‪..‬‬ ‫قاطعتها �ألق‪ :‬ما ِ‬ ‫حقيقة كلنا �صدمنا؛ لأننا ظننا �أنه‬ ‫�سيختار ما ت�شبه �سريته املحمودة‪.‬‬ ‫قالت نورهان بغرور وتغ ّنج‪:‬‬ ‫احلمد هلل تعاىل لقد فهمت �أين‬ ‫على اجلادة ال�صحيحة؛ لأن الزواج‬ ‫ل�صاحبات الوجه امل�شرق بالألوان‬ ‫التي تربز مفاتن املر�أة و�أنوثتها‪،‬‬ ‫ولي�س لذوات الوجه ال�شاحب‬ ‫واملت�شحات باحلجاب‪.‬‬ ‫قالت مالك‪ :‬عزيزاتي هذه‬ ‫(ق�سمة ون�صيب)‪.‬‬ ‫هنا فتحت والء فمها قائلة‪ :‬ال �إن‬ ‫الزواج اختيار �أخواتي‪ ،‬واحلمد هلل‬ ‫لقد انزاح عن وجه �أحمد ال�ستار‬

‫الذي كان يت�سرت به‪..‬‬ ‫املهم ان�صدم اليوم بنقا�شات‬ ‫و�آراء خمتلفة‪ ،‬ولأن والء �أقرب‬ ‫ما تكون بزميلتها �ألق وجتمعهما‬ ‫ال�سرية املحمودة من احلجاب‬ ‫ال�شرعي وثقافة املر�أة امل�سلمة من‬ ‫غ�ض الب�صر والعفة والأدب‪.‬‬ ‫فان�شغلت �ألق على زميلتها والء‬ ‫فهاتفتها لي ًال‪ ..‬وبعد ال�سالم‬ ‫والتحايا‪ ،‬فتحت �ألق ال�سرية ذاتها‪،‬‬ ‫و�أرادت �أن ت�ستو�ضح منها �إن كان‬ ‫لديها �إعجاب �أو م�شاعر اجتاه‬ ‫�أحمد‪� ..‬أجابتها والء‪ :‬ال �أبد ًا ال‪� ..‬أنا‬ ‫بعيدة عن هذه الأمور الواهية‪.‬‬ ‫فقالت �ألق‪ :‬عزيزتي �إن ما اختاره‬ ‫دليل على باطنه ونهج تفكريه‪ ،‬ف�إذا‬ ‫كان �صيدالني ًا ومثقف ًا وملتزم ًا‪!!..‬‬ ‫فقد بان م�ستوى التزامه املزعوم‪،‬‬ ‫فاختياره لبنت متربجة غري‬ ‫مراعية ل�ضوابط احلجاب ال�شرعي‬ ‫دليل على ق�شرية التزامه‪ ،‬وات�ضح‬ ‫�أنه لي�س �صاحب مبد�أ‪.‬‬ ‫فقالت والء‪ :‬فع ًال ما تقولينه‬ ‫دقيق‪ ..‬لكن �صدمتي كما يقول‬ ‫الإمام ال�صادق ‪( :A‬احل�سن من‬ ‫كل �أحد ح�سن و�إنه منك �أح�سن‬ ‫ملكانك منا‪ ،‬والقبيح من كل �أحد‬ ‫ِ‬ ‫قبيح و�إنه منك �أقبح ملكانك منا)‬

‫(�شذرات من حياة الإمام ال�صادق‬ ‫‪� :A‬ص‪.)35‬‬ ‫�أق�صد لو كان �أحد الزمالء‬ ‫�أ�صحاب املو�ضة وعبيد املوديالت‬ ‫مل يهمنا الأمر‪ ،‬ولكن من هكذا‬ ‫�شخ�ص‪ ..‬للأ�سف‪.‬‬ ‫قالت �ألق‪ :‬حقيقة علينا �أن ندعو‬ ‫بدعاء الغريق يف هذه الأيام؛ لأن‬ ‫املحافظة على املبادئ �شيء لي�س‬ ‫بال�سهل‪.‬‬ ‫قالت والء‪( :‬القاب�ض على دينه‬ ‫كالقاب�ض على جمرة)‪ ..‬م�ضمون‬ ‫قول �أحد الأئمة ‪ ..D‬اللهم ثبتنا‬ ‫على الدين‪..‬‬ ‫قالت �ألق‪ :‬عزيزتي �سرنى مع ًا‬ ‫عواقب �سوء االختيار؛ لأن الزواج‬ ‫�أعظم �صفقة يف حياة الإن�سان ما مل‬ ‫ُيخطط لها من البداية‪ ،‬ومل ُيفكر‬ ‫يف الربح والثمرة من هذه ال�صفقة‬ ‫ال منا�ص �إنها �ستمنى بالف�شل‪.‬‬ ‫�أنهت والء كتابة هذا املوقف‬ ‫وكتبت عليه بتاريخ ‪2016/6/1‬م‬ ‫عجائب وغرائب يف حياتي و�أغلقت‬ ‫دفرت املذكرات وهي تلهج‪ :‬اللهم‬ ‫ثبتنا على دينك ما �أحييتنا‪ ،‬وال تزغ‬ ‫قلوبنا بعد �إذ هديتنا‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫نداء املرجعية‬

‫قال تعاىل‪َ (( :‬و�أَعِ ُدّوا َل ُه ْم َما‬ ‫اط‬ ‫ا�س َت َطع ُتم مِ ن ُق َّو ٍة َومِ ن ِر َب ِ‬ ‫ا َ‬ ‫الل‬ ‫خليلِ ُترهِ ُبو َن ِب ِه َع ُد َّو هَّ ِ‬ ‫َو َع ُد َّو ُك ْم َو� َآخر َ‬ ‫ِين مِ نْ دُو ِنهِم اَل‬ ‫َتعلَ ُمو َن ُه ُم هَّ ُ‬ ‫الل َيعلَ ُمهُم * َو َما‬ ‫الل‬ ‫ُت ْن ِف ُقوا مِ نْ َ�ش ْي ٍء فيِ َ�س ِبيلِ هَّ ِ‬ ‫ُي َو َّف ِ�إ َل ْي ُك ْم َو َ�أ ْن ُت ْم اَل ُت ْظلَ ُمو َن))‬ ‫(�سورة االنفال‪ .)60 :‬انطالقاً‬ ‫من الآية الكرمية و�ضمن‬ ‫الواجب ال�شرعي اجتاه االخوة‬ ‫املجاهدين يف �ساحات القتال‪،‬‬ ‫نظم ق�سم التخطيط والتنمية‬ ‫الب�شرية يف العتبة العبا�سية‬ ‫دورة يف الإ�سعافات الأولية‬ ‫لكتائب �سيد ال�شهداء‪ ،‬وذلك‬ ‫لرفع �إمكانيات وقابليات‬ ‫املقاتلني االبطال من متطوعي‬ ‫الدفاع املقد�س الذين يقاومون‬ ‫التكفرييني يف جبهات القتال‪.‬‬ ‫ال�سيد عقيل ال�شريفي‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫ق�سم التخطيط والتنمية الب�شرية‬ ‫�أقـام دورة يف الإ�سعـافـات الأولية‬

‫حيث �أقامت �شعبة التنمية‬ ‫ال�صحية والتدريب الوقائي – وحدة‬ ‫مهارات �إنقاذ احلياة ‪ -‬التابعة‬ ‫لق�سم التخطيط والتنمية الب�شرية‬ ‫ دورة يف الإ�سعافات الأولية‬‫لكتائب �سيد ال�شهداء ا�ستمرت‬ ‫الدورة ملدة خم�سة �أيام بواقع �أربع‬ ‫�ساعات تدريبية لكل يوم‪.‬‬ ‫وملزيد من التفا�صيل التقينا‬ ‫باملدرب (ح�سني �صالح نا�صر)‬ ‫يف وحدة مهارات انقاذ احلياة يف‬ ‫ق�سم التخطيط والتنمية الب�شرية‬ ‫والذي حدثنا قائ ًال‪:‬‬ ‫ت�ضمن اليوم الأول التدريب على‬

‫كيفية ا�سعاف امل�صابني بحاالت‬ ‫اجلروح ب�شكل عام وامل�صابني‬ ‫بالطلق الناري‪ ،‬ويف اليوم الثاين مت‬ ‫تدريب املقاتلني على كيفية ا�سعاف‬ ‫احلروق وكيفية التعامل مع �أنواع‬ ‫الك�سور‪� ،‬أما اليوم الثالث فت�ضمن‬ ‫طرق نقل امل�صاب وكذلك تدريبهم‬ ‫على كيفية القيام بعملية االنعا�ش‬ ‫القلبي الرئوي‪ ،‬واليوم الرابع‬ ‫ت�ضمن التعلم على قيادة الفريق‬ ‫اال�سعايف والتعامل مع جمموعة‬ ‫من امل�صابني‪ ،‬ويف اليوم اخلام�س‬ ‫�أقيمت ممار�سة حية للمقاتلني ملا‬ ‫مت التدريب عليه لرت�سيخ املهارة‬

‫لديهم ب�صورة اف�ضل‪ ،‬ومن خالل‬ ‫التدريب الحظنا اقباال كبريا من‬ ‫املقاتلني االبطال نحو هكذا دورات‪،‬‬ ‫و�أكد ال�سيد مدير املكتب على‬ ‫�ضرورة تدريب مهارات الإ�سعافات‬ ‫الأولية لكل جماهد قبل ال�صعود‬ ‫اىل �ساحات القتال‪.‬‬ ‫الهدف من اقامة هذه الدورة هو‬ ‫لتدريب املقاتلني على الإ�سعافات‬ ‫الأولية وطرق ا�سعاف امل�صابني‪.‬‬ ‫كذلك كان لنا لقاء مع ال�سيد‬ ‫�ضياء را�ضي ال�صايف مدير مكتب‬ ‫كتائب �سيد ال�شهداء يف كربالء‬ ‫املقد�سة وحتدث قائ ًال‪:‬‬


‫نداء املرجعية‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫املدرب ح�سني �صالح نا�صر‬

‫ت�ضمن العمل يف كتائب �سيد‬ ‫ال�شهداء اىل ق�سمني الأول احل�شد‬ ‫املدين الذي يهتم بال�شاب عقائدي ًا‬ ‫وفقهي ًا وحثه على �أن يكون ظهري ًا‬ ‫للح�شد الع�سكري واحل�شد‬ ‫الع�سكري الذي نعمل من خالله‬ ‫على اال�ستقطاب والتعبئة للمقاتلني‬ ‫من �أبناء حمافظة كربالء املقد�سة‬ ‫و�إعدادهم عقائدي ًا وفقهي ًا‪،‬‬ ‫و�إر�سالهم اىل �ساحات القتال‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة اىل االعداد العقائدي‬ ‫والفقهي للمقاتلني‪ ،‬ف�أنه يتطلب‬ ‫اعدادهم يف جمال الإ�سعافات‬

‫الأولية لأهميتها للمقاتل الذي‬ ‫ي�صعد ل�ساحات القتال‪.‬‬ ‫مبين ًا‪ :‬منذ اليوم الأول كل‬ ‫امل�شاركني كانوا فرحني‪ ،‬فقد‬ ‫�أ�ضيفت اليهم معلومات قيمة والكل‬ ‫خرجوا م�سرورين ومتفائلني‪..‬‬ ‫ويف اخلتام اتقدم بال�شكر والثناء‬ ‫للأمانة العامة للعتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة وعلى ر�أ�سها �سماحة‬ ‫املتويل ال�شرعي ال�سيد احمد‬ ‫ال�صايف (دام عزه) التي فتحت‬ ‫�أبوابها م�شرعة لأبناء الدفاع‬ ‫املقد�س‪ ،‬وكذلك اتقدم بال�شكر اىل‬

‫‪27‬‬

‫ال�سيد �ضياء ال�صايف‬

‫االخوة الأعزاء يف ق�سم التخطيط‬ ‫والتنمية الب�شرية الذين تعانوا‬ ‫معنا يف مكتب كتائب �سيد ال�شهداء‬ ‫لتدريب املقاتلني يف الإ�سعافات‬ ‫االولية‪ ..‬و�أ�سال اهلل تعاىل �أن‬ ‫يوفقهم وي�سدد خطاهم‪ ،‬من خالل‬ ‫هذا التدريب يف جمال الإ�سعافات‬ ‫االولية‪ ،‬قد احييتم انا�سا كرث‪ ،‬ومن‬ ‫احياها ك�أمنا احيا النا�س جميع ًا‪.‬‬ ‫وكان لنا لقاء �آخر مع املتدرب‬ ‫�صادق ح�سن جازع والذي حدثنا‬ ‫قائ ًال‪:‬‬ ‫تكمن �أهمية الدورات التدريبية‬

‫يف الإ�سعافات الأولية للمقاتلني‬ ‫يف جبهات القتال من خالل‬ ‫املحافظة على ارواحهم عن طريق‬ ‫تقدمي الإ�سعاف االويل للمقاتلني‬ ‫امل�صابني الذي يتعر�ضون للجروح‬ ‫والك�سور واالختناق واحلريق‬ ‫بغية نقلهم للم�ست�شفى لعالجهم‬ ‫وهذا بدوره يقلل ب�شكل كبري من‬ ‫اخل�سارة بالأرواح‪ ،‬وادعوا املقاتلني‬ ‫والنا�س عامة للدخول يف هكذا‬ ‫دورات؛ ليت�سنى لهم اال�ستفادة‬ ‫منها للحفاظ على الأرواح‪.‬‬


‫‪28‬‬

‫نداء املرجعية‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫وفد من العتبة العبا�سية املقد�سة املقد�سة‬ ‫يتفقد اجلرحى الراقدين يف م�ست�شفى الكاظمية التعليمي‬ ‫ت�ستمر الأمانة العامة للعتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة بت�أدية‬ ‫دورها الداعم للقوات الأمنية‬ ‫و�أبطال فتوى الدفاع املقد�س‬ ‫من خالل ما تقدمه من دعم‬ ‫مادي بتوفري متطلبات ادامة‬ ‫زخم املعارك‪ ،‬و�أي�ضاً مل تهمل‬ ‫اجلانب املعنوي‪ ،‬فبني احلني‬ ‫والآخر يتم ت�شكيل وفد رفيع‬ ‫امل�ستوى من العتبة املقد�سة؛‬ ‫لينطلق لزيارة العوائل التي‬ ‫�ضحت ب�أحد �أفرادها فداء‬ ‫لرتبة هذا الوطن ومقد�ساته‪،‬‬ ‫و�أي�ضاً متابعة وزيارة اجلرحى‬ ‫الراقدين يف امل�ست�شفيات‪.‬‬ ‫متابعة‪� :‬أحمد �صالح‬

‫ومن تلك الزيارات‪ ،‬انطلق وفد‬ ‫من العتبة املقد�سة اىل مدينة‬ ‫بغداد‪ ،‬وحتديد ًا اىل م�ست�شفى‬ ‫الكاظمية التعليمي الذي يرقد فيه‬ ‫جمموعة من �أبطال العراق الغيارى‬ ‫الذين �أ�صيبوا يف معارك حترير‬ ‫جزيرة اخلالدية وتطهريها من‬ ‫براثن الإرهاب التكفريي‪..‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني رافقت الوفد‪،‬‬ ‫وكان لها لقاء مع �أحد �أع�ضاء الوفد‬ ‫احلاج خليل مهدي هنون رئي�س‬ ‫ق�سم ال�ش�ؤون اخلدمية يف العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة ليتحدث قائ ًال‪:‬‬ ‫�ضمن �سل�سلة الزيارات التف ّقدية‬ ‫التي تقوم بها العتبة الع ّبا�سية‬ ‫املق ّد�سة جلرحى الق ّوات الأمنية‬ ‫ال�شعبي املق ّد�س‪ ،‬قام وف ٌد‬ ‫واحل�شد‬ ‫ّ‬ ‫منها بزيارة عدد من اجلرحى‬ ‫الذين نالوا هذا الو�سام يف معارك‬ ‫حترير اخلالدية التي ّمت االنتهاء‬ ‫منها م� ّؤخر ًا بالن�صر امل�ؤ ّزر‪ ،‬والذين‬ ‫يرقدون يف م�ست�شفى الكاظمية‬

‫التعليمي يف حمافظة بغداد‪ ،‬وذلك‬ ‫�صحتهم‬ ‫من �أجل االطمئنان على ّ‬ ‫و�سالمتهم وم�ؤازرتهم ماد ّي ًا‬ ‫ومعنو ّي ًا لتجاوز هذه احلالة والعودة‬ ‫ل�ساحات العزّة وال�شرف‪.‬‬ ‫فامتثا ًال لتوجيهات املرجعية‬ ‫اخلا�صة بعناية‬ ‫الدين ّية ال ُعليا‬ ‫ّ‬ ‫وتف ّقد جرحى الق ّوات الأمنية‬ ‫ومتط ّوعي فتوى الدفاع املق ّد�س‪،‬‬ ‫وبنا ًء على توجيهات الأمانة‬ ‫العا ّمة للعتبة الع ّبا�سية املق ّد�سة‪،‬‬ ‫عدد من‬ ‫ّمت ت�شكيل ٍ‬ ‫وفد لزيارة ٍ‬ ‫اجلرحى الذين �أُ�صيبوا يف معارك‬ ‫حترير جزيرة اخلالدية‪ ،‬وهي جز ٌء‬ ‫من ع ّدة زيارات قمنا بها �سابق ًا‬ ‫و�سنقوم بها م�ستقب ًال‪ ،‬وهذا املنهاج‬ ‫انتهجته العتبة املق ّد�سة منذ �أن‬ ‫اندلعت معارك حترير �أر�ض العراق‬ ‫املغت�صبة من قبل ع�صابات داع�ش‬ ‫الإرهابية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪ :‬كان لزيارتنا ه�ؤالء‬ ‫الأبطال الأثر البالغ من الناحية‬

‫املعنو ّية‪ ،‬وقد وجدنا رجا ًال تعجز‬ ‫الكلمات عن و�صف ما ق ّدموه‬ ‫وبذلوه �سوا ًء يف هذه املعركة �أو يف‬ ‫املعارك التي �سبقتها‪ ،‬فكان هذا‬ ‫�شرف وعزّة يفتخرون‬ ‫اجلرح و�سام ٍ‬ ‫به‪ ،‬وقد قمنا بتقدمي هدايا ما ّدية‬ ‫لهم من حرم �أبي الف�ضل الع ّبا�س‬ ‫‪ A‬و�أخرى تربكية والدعاء لهم‬ ‫بال�شفاء العاجل‪.‬‬ ‫ومع ذوي اجلرحى‪ ،‬كان لنا‬ ‫لقاءات �أي�ض ًا �أولها مع احلاج‬ ‫�سعيد كاظم مر�سول �شقيق املقاتل‬ ‫اجلريح احلاج ح�سني كاظم‬ ‫مر�سول ليتحدث قائ ًال‪:‬‬ ‫احلاج ح�سني من مواليد ‪1947‬‬ ‫من حمافظة الب�صرة ق�ضاة‬ ‫املدينة‪ ،‬التحق مبقاتلي لواء علي‬ ‫الأكرب التابع للعتبة احل�سينية‬ ‫املقد�سة اىل جبهات القتال بعد‬ ‫انطالق عملية حترير جزيرة‬ ‫اخلالدية‪ ،‬فكان مندفع ًا بالرغم من‬ ‫كرب �سنه‪ ،‬وهو يعاين من امرا�ض‪،‬‬


‫نداء املرجعية‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫احلاج خليل مهدي هنون‬

‫ولكنه انطلق وفيه روح ال�شباب؛‬ ‫ليكون يف طليعة املقاتلني‪.‬‬ ‫وبعد مواجهات مع العدو �أ�صيب‬ ‫وهو الآن راقد يف امل�ست�شفى‪ ،‬كان‬ ‫احلاج ح�سني �شخ�صا ع�شائريا‬ ‫ووجها من وجهاء مدينته‪ ،‬وهو‬ ‫الذي مل ينقطع عن زيارة الأئمة‬ ‫الأطهار خ�صو�صا زيارة الإمام‬ ‫احل�سني ‪ A‬يف الأربعني‪ ،‬وهو اليوم‬ ‫انطلق وب�إ�صرار منه �إال �أن يكون‬ ‫واقفا يف �ساحات العز والدفاع عن‬ ‫العر�ض واملقد�سات‪.‬‬ ‫ونحن بدورنا نتقدم بال�شكر‬ ‫اجلزيل اىل العتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة لهذه املبادرة الطيبة‬ ‫بتفقدها ه�ؤالء االبطال للرفع من‬ ‫معنوياتهم وم�ؤازرتهم للوقوف من‬ ‫جديد لإكمال هذه امل�سرية اخلالدة‪.‬‬ ‫اللقاء الآخر كان مع احلاج منري‬ ‫�أحد �أقرباء املقاتل اجلريح غ�سق‬ ‫علي عبد احل�سني ليتحدث قائ ًال‪:‬‬

‫احلاج �سعيد كاظم‬

‫�شكر وامتنان للعتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة خلطوتها هذه بزيارة‬ ‫جرحى الدفاع املقد�س والقوات‬ ‫الأمنية الراقدين يف م�ست�شفى‬ ‫الكاظمية‪ ،‬جعلها اهلل تعاىل يف‬ ‫ميزان ح�سناتهم‪.‬‬ ‫املقاتل غ�سق هو عراقي مغرتب يف‬ ‫ال�سويد منذ اكرث من ع�شر �سنوات‪،‬‬ ‫وحني تعر�ض مرقد ال�سيدة زينب‬ ‫‪ B‬اىل عدوان من قبل التكفري‬ ‫الإرهابي ت�صدى للم�س�ؤولية‪ ،‬واجته‬ ‫للدفاع عن املرقد الطاهر‪ ،‬علم ًا انه‬ ‫�أ�صيب اكرث من �إ�صابة‪ ،‬ولكنه يعود‬ ‫مرة �أخرى بعد تعافيه منها‪.‬‬ ‫اما بعد انطالق فتوى الدفاع‬ ‫املقد�س التاريخية مل يدخر جهدا‬ ‫والتحق بركب املقاتلني لينال‬ ‫�شرف الوقوف �ضد اعداء الدين‬ ‫والإن�سانية‪ ..‬يف حقيقية االمر ف�أن‬ ‫املقاتل غ�سق ميتلك �إ�صرارا وروحا‬ ‫جهادية وا�ضحة من خالل مواقفه‬

‫احلاج منري‬

‫‪29‬‬

‫وليد قا�سم عودة‬

‫التي ج�سدها اليوم ليكون طوع �أمر‬ ‫وطنه دفاع ًا عن مقد�ساته‪.‬‬ ‫�أما لقا�ؤنا الآخر كان مع وليد‬ ‫قا�سم عودة البدران ابن املقاتل‬ ‫قا�سم عودة البدران حتدث قائ ًال‪:‬‬ ‫املقاتل �أحد ابطال لواء علي‬ ‫الأكرب التابع للعتبة احل�سينية‬ ‫املقد�سة �أ�صيب يف معارك حترير‬ ‫جزيرة اخلالدية‪ ،‬التحق لتلبية‬ ‫النداء املقد�س تاركا وراءه املال‬ ‫واالهل والعيال طالبا ال�شرف‬ ‫الكبري يف الدفاع عن املقد�سات‪.‬‬ ‫ال ي�سعنا �إال �أن نتقدم بال�شكر‬ ‫اجلزيل للعتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫لهذه املبادرة الطيبة؛ كونها ال�سباقة‬ ‫يف تفقد اجلرحى ودعمهم مادي ًا‬ ‫ومعنوي ًا‪ ..‬جعل اهلل تعاىل �أعمالهم‬ ‫املباركة يف ميزان ح�سناتهم‪.‬‬ ‫اجلرحى الراقدون يف امل�ست�شفى‬ ‫ث ّمنوا بدورهم هذه االلتفاتة التي‬ ‫قامت بها العتبة الع ّبا�سية املق ّد�سة‬

‫والتي اعتربوها تكرمي ًا من �أبي‬ ‫الف�ضل العبا�س‪ A‬و�أ ّنها �ستزيد‬ ‫من معنو ّياتهم واندفاعهم لبذل‬ ‫املزيد يف �سبيل �أر�ض العراق‬ ‫ومق ّد�ساته‪ ،‬م�ؤ ّكدين يف الوقت‬ ‫ذاته على تط ّلعهم ل�سرعة ال�شفاء‬ ‫من �أجل العودة اىل جبهات القتال‬ ‫وم�شاركة �أقرانهم يف حترير ما‬ ‫تب ّقى من الأرا�ضي املغت�صبة من‬ ‫براثن ع�صابات ال�ش ّر وال�ضالل‬ ‫إرهابي ومن‬ ‫املتم ّثلة بكيان داع�ش ال ّ‬ ‫يقف خلفه‪.‬‬ ‫اجلدير بالذكر �أنّ هذه الزيارة‬ ‫ت�أتي �ضمن �سل�سلة الزيارات التي‬ ‫تقوم بها العتبة الع ّبا�سية املق ّد�سة‬ ‫لتف ّقد عوائل ال�شهداء واجلرحى‬ ‫امتثا ًال لتوجيهات املرجع ّية الدين ّية‬ ‫ال ُعليا‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫حمافل‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫ال�سيد علي بن طاوو�س من‬ ‫�أحفاد الإمامني احل�سن املجتبى‬ ‫وال�سجاد ‪ C‬ومن كبار �شخ�صيات‬ ‫ال�شيعة وعلماء الإمامية‪،‬‬ ‫�صاحب امل�صنفات الكثرية‬ ‫ومنها‪( :‬املهمات والتتمات‪،‬‬ ‫ك�شفة املحجة لثمرة املهجة‪،‬‬ ‫م�صباح الزائر وجناح امل�سافر‪،‬‬ ‫امللهوف على قتلى الطفوف‬ ‫ومهج الدعوات ومنهج العبادات)‪.‬‬ ‫تغطية‪ :‬زين العابدين ال�سعيدي‬

‫العتبتان املقد�ستان احل�سينية والعبا�سية حت�ضران املهرجان‬ ‫الثقايف الفكري ال�سابع يف مزار ال�سيد علي بن طاوو�س ?‬ ‫تتلمذ على يدي كبار العلماء‬ ‫ومنهم العالمة احللي‪ ،‬ووالده‬ ‫ال�شيخ يو�سف �سديد الدين‪ ,‬وقد‬ ‫ل ّقب بجمال العارفني؛ ل�ش ّدة ورعه‬ ‫وتقواه وح�سن �سجاياه الأخالقية‬ ‫وحاالته العرفانية‪ ..‬ومثل هكذا‬ ‫عامل جليل‪ ،‬البد من اقتفاء �آثاره‬ ‫ودرا�سة حياته درا�سة دقيقة‪،‬‬ ‫و�إظهار ما تركه من العلوم واملعارف‬ ‫ون�شرها يف املجتمع‪.‬‬ ‫ومن �أجل هذا‪ ،‬تبنت الأمانة‬ ‫اخلا�صة ملزار ال�سيد علي بن‬ ‫طاوو�س (رحمه اهلل تعاىل) الواقع‬ ‫يف (مركز مدينة احللة – منطقة‬ ‫ال�شاوي) �إقامة مهرجان ثقايف‬ ‫�سنوي يتزامن مع الذكرى ال�سنوية‬ ‫لوفاته (قد�س �سره)‪ ،‬حيث و�صل‬ ‫هذا املهرجان اىل ن�سخته ال�سابعة‬ ‫برعاية الأمانة العامة للمزارات‬ ‫ال�شيعية ال�شريفة‪.‬‬

‫وقد �شهد املهرجان يف هذه‬ ‫الن�سخة ح�ضور الأمني العام للعتبة‬ ‫احل�سينية املقد�سة ال�سيد جعفر‬ ‫املو�سوي (دام ت�أييده)‪ ,‬ووفد من‬ ‫الأمانة العامة للعتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة يرت�أ�سه ف�ضيلة ال�شيخ‬ ‫حممود ال�صايف (دام ت�أييده)‪,‬‬ ‫وا�ستهل بقراءة �آيات مباركات‬ ‫من الذكر احلكيم رتلها القارئ‬ ‫م�صطفى الكيم‪ ,‬تلتها كلمة الأمني‬ ‫اخلا�ص ملزار ال�سيد علي بن‬ ‫طاوو�س (قد�س �سره) ال�سيد حمزة‬ ‫املو�سوي‪ ,‬والتي �أكد فيها على‬ ‫�ضرورة ا�ستثمار هكذا منا�سبات‬ ‫جليلة ال�ستلهام العرب والدرو�س‬ ‫من هذه القامات العلمية والدينية‬ ‫املهمة‪ ،‬م�ستذكر ًا م�آثر ومكانة وعلم‬ ‫ال�سيد علي بن طاوو�س التي �أثرى‬ ‫بها الفكر الإ�سالمي ومذهب �أهل‬ ‫البيت ‪.D‬‬

‫وختم كلمته بتقدمي ال�شكر‬ ‫والثناء والعرفان جلميع امل�ساهمني‬ ‫يف جناح املهرجان وجميع ال�ضيوف‬ ‫الذين جت�شموا عناء ال�سفر من‬ ‫�أجل امل�شاركة يف فعالياته‪ ..‬تالها‬ ‫بحث ق ّيم للأ�ستاذ الدكتور �صالح‬ ‫القري�شي‪� ،‬أ�ستاذ الفقه يف كلية‬ ‫الفقه يف جامعة الكوفة والذي �أ�شار‬ ‫من خالل بحثه اىل قيمة هذا العامل‬ ‫اجلليل‪ ،‬وما تركه من �آثار جعلته‬ ‫�أمنوذج ًا خالد ًا يف علمه وفقه‪.‬‬ ‫كما نوه اىل اجلانب الفقهي‬ ‫لل�سيد ابن طاوو�س‪ ،‬وخا�صة فيما‬ ‫يتعلق مبو�ضوع الفتوى يف املذهب‬ ‫اجلعفري‪ ،‬وكيف تعامل معها‬ ‫ال�سيد اجلليل‪ ,‬و�أثنى على ما‬ ‫تقدمه الأمانة العامة للمزارات‬ ‫ال�شيعية ال�شريفة من جهود و�أموال‬ ‫من �أجل االرتقاء بواقع املزارات‬ ‫ال�شريفة من الناحية العمرانية‬

‫والفكرية والثقافية‪ ..‬لت�أتي بعد‬ ‫ذلك كلمة خطيب و�إمام جماعة‬ ‫املزار ال�شريف ف�ضيلة ال�شيخ زاهر‬ ‫العيفاري والتي من خاللها �سلط‬ ‫ال�ضوء على حياة ال�سيد علي بن‬ ‫طاوو�س (قد�س �سره ال�شريف)‪,‬‬ ‫ودعا اىل اال�ستفادة من م�آثره‬ ‫الدينية والأخالقية والروحانية‪.,‬‬ ‫ثم جاء الدور للدكتور رحيم‬ ‫ال�شريفي التدري�سي يف كلية علوم‬ ‫القر�آن يف جامعة بابل‪ ,‬و�ألقى بحثه‬ ‫الذي بينّ فيه النظرية الأخالقية‬ ‫لل�سيد ابن طاوو�س‪ ,‬و�أو�ضح �أنه‬ ‫من امل�ؤ�س�سني لذكر الأخالق‪ ,‬و�أكد‬ ‫على �ضرورة �إ�صدار مو�سوعة لل�سيد‬ ‫ابن طاوو�س ت�ضم كل علومه وكتبه‬ ‫من �أجل االنتفاع بها‪ ،‬وحفظها من‬ ‫ال�ضياع؛ لأن م�ؤلفات ال�سيد ابن‬ ‫طاوو�س م�ؤلفات مهمة جد ًا وثمينة‪،‬‬ ‫وفيها الكثري من املنافع‪.‬‬


‫حمافل‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫‪31‬‬

‫ال�سيد جعفر املو�سوي‬

‫لي�أتي بعد كل هذا دور ال�شعر‬ ‫وال�شعراء الذين �ألقوا ق�صائدهم‬ ‫وتغنوا بحب �أهل البيت ‪D‬‬ ‫وحب الوطن‪ ,‬و�أثنوا على بطوالت‬ ‫وانت�صارات �أبطال الدفاع‬ ‫املقد�س‪ ,‬واختتم املهرجان بتوزيع‬ ‫الدروع وال�شهادات التقديرية على‬ ‫امل�شاركني وال�ضيوف‪..‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني كانت حا�ضرة‪،‬‬ ‫و�أجرت عدد ًا من اللقاءات‪:‬‬ ‫املعاون الثقايف يف مزار ال�سيد‬ ‫علي بن طاوو�س (قد�س �سره)‬ ‫ف�ضيلة ال�شيخ م�سلم �إ�سماعيل‪:‬‬ ‫برعاية الأمانة العامة للمزارات‬ ‫ال�شيعية ال�شريفة‪� ،‬أقامت الأمانة‬ ‫اخلا�صة ملزار ال�سيد علي بن‬ ‫طاوو�س (قد�س �سره) مهرجان ًا‬ ‫ثقافي ًا فكري ًا مبنا�سبة وفاة العالمة‬ ‫اجلليل ال�سيد علي بن طاوو�س‪,‬‬

‫وهذا املهرجان رغم كل ما ت�ضمن‬ ‫من فقرات ون�شاطات‪� ،‬إال �أنه قليل‬ ‫جد ًا بحق هذا العامل الكبري الذي‬ ‫دافع عن الدين واملذهب‪ ,‬ووقف‬ ‫هو وباقي علمائنا الأجالء بوجه‬ ‫الأعا�صري التي �أرادت �أن تع�صف‬ ‫مببادئ الدين الإ�سالمي‪ ,‬ولذلك‬ ‫قال النبي الأكرم حممد ‪J‬‬ ‫بحقهم‪( :‬علماء �أمتي ك�أنبياء بني‬ ‫�إ�سرائيل)‪ ,‬وقال �أي�ض ًا‪( :‬العلماء‬ ‫ورثة الأنبياء)‪ ..‬و�إن ال�سيد علي بن‬ ‫طاوو�س كان �شغوف ًا بت�أليف الكتب‬ ‫التي تربط العبد مع اهلل تعاىل‪,‬‬ ‫فكانت �أغلب م�ؤلفاته روحانية‬ ‫و�أخالقية ومنها كتاب (ك�شف‬ ‫املحجة لثمرة املهجة) وهو عبارة‬ ‫عن ن�صائح وعرب لولده حممد‪,‬‬ ‫وعندما نقر�أ هذا الكتاب نرى �أن‬ ‫ال�سيد علي بن طاوو�س لديه حالة‬

‫من الذوبان يف الأخالق‪.‬‬ ‫كما �أن لل�سيد ابن طاوو�س‬ ‫مكا�شفات عديدة مع الإمام احلجة‬ ‫املنتظر ‪ ,f‬وكل ما نقدمه قليل‬ ‫بحقه‪ ,‬ولكن ن�س�أل اهلل تعاىل �أن‬ ‫يتقبله منا ب�أح�سن القبول‪ ،‬ويوفقنا‬ ‫لتقدمي املزيد‪.‬‬ ‫الأمني العام للعتبة احل�سينية‬ ‫املقد�سة ال�سيد جعفر املو�سوي (دام‬ ‫ت�أييده)‪:‬‬ ‫من املعلوم للجميع �أن العتبات‬ ‫املقد�سة يف العراق �أ�صبحت مراكز‬ ‫�إ�شعاع فكري وثقايف ملحبي �أهل‬ ‫البيت ‪ D‬عامة ولزائريهم خا�صة‪،‬‬ ‫ترفدهم باملعلومة ال�صادقة‬ ‫والفكرة الأ�صيلة والعقيدة احلقة‪,‬‬ ‫وتدفع عنهم ال�شبهات وال�شكوك‬ ‫املوجهة �إليهم من �أبواق الإعالم‬ ‫التكفريي‪ ..‬وان هذا االحتفال الذي‬

‫�أقامته الأمانة اخلا�صة ملزار ال�سيد‬ ‫علي بن طاوو�س هو �أحد م�صاديق‬ ‫هذا الإ�شعاع الفكري‪� ،‬إذ كان ال�سيد‬ ‫ابن طاوو�س رمز ًا علمي ًا وثقافي ًا‬ ‫وفخر ًا للطائفة عامة‪.‬‬ ‫ويف اخلتام ال ي�سعنا �إال نقدر‬ ‫ونثمن هذه املبادرة الكرمية‬ ‫املباركة من الأمانة اخلا�صة للمزار‬ ‫ال�شريف‪ ,‬ونتمنى لهم امل�ضي قدما‬ ‫يف �إحياء الرتاث الفكري‪.‬‬ ‫اجلدير بالذكر �أن العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة ح�صلت على‬ ‫�شهادة تقديرية؛ تثمين ًا حل�ضور‬ ‫وفدها وم�شاركته يف فعاليات‬ ‫املهرجان الثقايف الفكري ال�سابع‬ ‫املقام مبنا�سبة الذكرى ال�سنوية‬ ‫لوفاة العالمة اجلليل ال�سيد علي‬ ‫بن طاوو�س (قد�س �سره)‪.‬‬


‫‪32‬‬

‫ن�شاطات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫الأمانة العامة للعتبة احل�سينية املقد�سة‬ ‫ت�سعى بخطوات �إن�سانية جادة لرعاية مر�ضى التوحد‬

‫تقرير‪� :‬سيف الدين الزاملي‬ ‫الكثري منا ال يعرف �إال القليل عن‬ ‫ا�ضطراب التوحد‪ ،‬وهذه الإعاقة‬ ‫تعد ب�شكل عام من الق�ضايا الهامة‬ ‫التي تواجه املجتمعات؛ باعتبارها‬ ‫ق�ضية ذات �أبعاد خمتلفة‪ ،‬قد ت�ؤدي‬ ‫اىل عرقلة م�سرية التنمية والتطور‬ ‫يف املجتمع‪.‬‬ ‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬ف�أن رعاية‬ ‫الأفراد ذوي االحتياجات اخلا�صة‬ ‫�أ�صبح �أمر ًا �ضروري ًا تفر�ضه‬ ‫احلاجة االجتماعية والإن�سانية‪،‬‬ ‫حيث يتوجب �إعطاء الفئات‬ ‫اخلا�صة القدر املنا�سب من الرعاية‬ ‫واالهتمام‪ ،‬حتى يت�سنى لهم‬ ‫االندماج يف املجتمع اىل �أق�صى حد‬ ‫ت�سمح به قدراتهم‪.‬‬ ‫ويعترب ا�ضطراب التوحد من‬ ‫الفئات اخلا�صة التي بد�أ االهتمام‬ ‫والعناية بها ب�شكل ملحوظ يف الآونة‬ ‫الأخرية‪ ،‬وذلك ملا يعانيه الأطفال‬ ‫يف هذه الفئة من �إعاقة منائية ت�ؤثر‬ ‫على مظاهر النمو املتعدد للطفل‪،‬‬ ‫وت�ؤدي اىل ان�سحابه وانغالقه على‬

‫نف�سه‪ ،‬كما �أن التوحد يعترب من‬ ‫اكرث اال�ضطرابات النمائية �صعوبة‬ ‫بالن�سبة للطفل‪.‬‬ ‫وعرف العامل دورمان وليفر يف‬ ‫عام ‪1999‬م �أن التوحد يعد مبثابة‬ ‫ا�ضطراب منائي حاد يظهر على‬ ‫الطفل خالل ال�سنوات الثالثة‬ ‫االوىل من عمره‪ ،‬ويعترب نتيجة‬ ‫ا�ضطراب ع�صبي ي�ؤثر على االداء‬ ‫الوظيفي للمخ‪ ..‬وب�سبب زيادة مثل‬ ‫هكذا حاالت يف العراق مت افتتاح‬ ‫مراكز متعددة يف املحافظات‬ ‫العراقية لرعاية ه�ؤالء الأطفال‬ ‫ومعاجلتهم؛ ليكونوا جزء ًا من‬ ‫املجتمع‪.‬‬ ‫ففي �شهر �أبريل من عام ‪2011‬م‬ ‫مت ت�أ�سي�س �أول مركز يف كربالء‬ ‫املقد�سة لرعاية حاالت التوحد‬ ‫من قبل ال�شهيد الأ�ستاذ حيدر‬ ‫زويني‪ ،‬وكان هو بداية انطالق‬ ‫الرعاية واالهتمام للأطفال الذين‬ ‫يعانون من ا�ضطراب التوحد‪،‬‬ ‫ومن ثم تربع بهذا املركز للعتبة‬ ‫احل�سينية املقد�سة‪ ،‬وبد�أت الأمانة‬

‫العامة للعتبة احل�سينية املقد�سة‬ ‫بتطوير الكادر التدريبي و�إر�سالهم‬ ‫يف دورات تطوير يف لبنان ودول‬ ‫عربية و�أجنبية �أخرى‪ ،‬وحتول اىل‬ ‫معهد متخ�ص�ص وحتت ا�شراف‬ ‫مركز كربالء مت افتتاح مراكز‬ ‫اخرى يف حمافظات متعددة منها‪:‬‬ ‫النجف ومي�سان ووا�سط واملثنى‪..‬‬ ‫ومت تدريب كوادر متخ�ص�صة‬ ‫الدارة مراكزهم وتقدمي يد العون‬ ‫وامل�ساعدة لكثري من املراكز‬ ‫واحلاالت يف بغداد وذي قار‬ ‫والب�صرة واقليم كرد�ستان‪.‬‬ ‫مركز كربالء الذي يهتم برعاية‬ ‫مايقارب ‪ 175‬طف ًال يعانون من‬ ‫ا�ضطراب التوحد و�صعوبة النطق‬ ‫وبطء التعلم‪ ،‬ومت تخرج العديد‬ ‫من االطفال يف ال�سنوات ال�سابقة‬ ‫حيث بد�أوا ميار�سون حياتهم ب�شكل‬ ‫طبيعي‪ ،‬ومتابعتهم من قبل الكادر‬ ‫املعالج ومديرة املعهد الأ�ستاذة‬ ‫زهراء زويني‪.‬‬ ‫ان ما مل�سناه من خالل جتولنا‬ ‫داخل املعهد اهتمام الأ�ستاذة‬

‫زهراء زويني ومدى حبها له�ؤالء‬ ‫الأطفال‪ ،‬والتي ت�سعى بكل جهدها‬ ‫اىل تطوير وتقدمي الأف�ضل خالل‬ ‫دعم ورعاية الأمانة العامة للعتبة‬ ‫احل�سينية املقد�سة‪.‬‬ ‫وبينت الأ�ستاذة زهراء زويني‪:‬‬ ‫�إنهم يواجهون بع�ض امل�شاكل من‬ ‫قبل االهايل الذين ال يعرفون‬ ‫التعامل مع مثل هكذا حاالت‪ ،‬حيث‬ ‫يتعر�ض الكثري منهم اىل العنف‬ ‫اال�سري وال�ضرب وعدم اعطائهم‬ ‫االهتمام الالزم الذي ي�ساعد‬ ‫املعهد يف حت�سني حالة الطفل‬ ‫وتطويره ب�شكل �سريع وفعال‪.‬‬ ‫وحتت �شعار (فلننت�صر على‬ ‫التوحد) يد ًا بيد يتكاتف الكادر‬ ‫التدريبي و�إدارة املعهد للنهو�ض‬ ‫ببلدنا نحو االح�سن من اجل‬ ‫م�ساعدة ه�ؤالء الأطفال‪ ،‬و�إعانتهم‬ ‫لي�صبح لهم م�ستقبل كباقي‬ ‫الأطفال‪ ،‬فهم البذرة ال�صاحلة‬ ‫جليل امل�ستقبل‪.‬‬


‫دورات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫ا�ستمراراً مب�شاريعه القر�آنية‪،‬‬ ‫وبهدف �إ�شاعة ‏وجتذير ثقافة‬ ‫القر�آن ‏الكرمي ومنهج �أهل‬ ‫البيت ‪ D‬بني فئات املجتمع‬ ‫ومنهم طلبة املدار�س خ�صو�صاً‪،‬‬ ‫اختتم معهد القر�آن الكرمي يف‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة‪ ،‬دوراته‬ ‫القر�آنية ال�صيفية ال�ساد�سة‬ ‫للعام ‪2016‬م‪ ،‬وذلك ع�صر يوم‬ ‫الأربعاء (‪13‬ذي القعدة ‪1437‬هـ)‬ ‫املوافق (‪�17‬آب ‪2016‬م)‪ ،‬حيث‬ ‫�أقيم حفل اخلتام يف ال�صحن‬ ‫العبا�سي ال�شريف مب�شاركة‬ ‫�أكرث من ‪� 12‬ألف طالب من‬ ‫خمتلف املحافظات العراقية‪.‬‬ ‫متابعة‪ :‬عالء �سعدون‬

‫‪33‬‬

‫معهد القر�آن الكرمي يف العتبة العبا�سية املقد�سة‬

‫يختتم دوراته ال�صيفية القر�آنية ال�ساد�سة‬ ‫مب�شاركة �أكرث من ‪� 12‬ألف طالب‬ ‫ا�ستهل احلفل بتالوة �آيات من‬ ‫الذكر احلكيم تالها �أحد خريجي‬ ‫الدورة من الرباعم‪ ،‬بح�ضور املتويل‬ ‫ال�شرعي للعتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫�سماحة ال�سيد �أحمد ال�صايف‬ ‫(دام عزه) وعدد من ال�شخ�صيات‬ ‫الدينية والثقافية‪ ،‬بالإ�ضافة اىل‬ ‫جموع غفرية من الطلبة املتخرجني‬ ‫و�أولياء �أمورهم‪.‬‬

‫بعدها �ألقى ال�شيخ جواد‬ ‫الن�صراوي مدير معهد القر�آن‬ ‫الكرمي يف العتبة املقد�سة كلمة جاء‬ ‫فيها‪:‬‬ ‫�إن م�شروع الدورات القر�آنية‬ ‫ال�صيفية هو من امل�شاريع املهمة‬ ‫والأ�سا�سية يف معهد القر�آن الكرمي‪،‬‬ ‫وقد �أولته الأمانة العامة للعتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة وعلى ر�أ�سها‬

‫�سماحة ال�سيد ال�صايف (دام عزه)‬ ‫�أهمية كبرية‪ ،‬وجعلته من الأولويات‬ ‫يف ن�شاطات العتبة املقد�سة؛ وذلك‬ ‫ملا يحمل يف طياته من تربية‬ ‫�صحيحة لهذا اجليل املبارك‬ ‫وتهذيب لنفو�سهم الطيبة‪ ,‬هذا‬ ‫امل�شروع ت�ضمن عدة درو�س منها‪:‬‬ ‫يف حفظ القر�آن الكرمي‪ ،‬ومنها يف‬ ‫الفقه وامل�سائل الفقهية االبتالئية‬


‫‪34‬‬

‫دورات‬

‫ودرو�س يف العقائد‪ ،‬كما تناولت‬ ‫هذه الدورات تعليم �أ�صول الدين‬ ‫و�أركان الإ�سالم ب�صورة �إجمالية‬ ‫بالإ�ضافة اىل درو�س يف مكارم‬ ‫الأخالق‪.‬‬ ‫ومن الدرو�س الأ�سا�سية التي‬ ‫حر�صنا عليها هي تعليم ال�صالة‬ ‫ال�صحيحة جلميع الطالب مع‬ ‫والغ�سل والتيمم‪،‬‬ ‫الو�ضوء التام‬ ‫ْ‬ ‫فهنيئ ًا لأبنائنا ذلك وهم يف هذا‬ ‫العمر املبارك‪.‬‬ ‫مبين ًا‪� :‬أن دورات هذا العام �أطلق‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫عليها ا�سم (حلقات النور) تيمن ًا‬ ‫ب�صناعة ال�شباك ال�شريف ل�ضريح‬ ‫املوىل �أبي الف�ضل العبا�س ‪.A‬‬ ‫جاءت بعدها كلمة العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة التي �ألقاها‬ ‫ف�ضيلة ال�سيد عدنان جلوخان‬ ‫املو�سوي من ق�سم ال�ش�ؤون الدينية‬ ‫ومما بني فيها‪:‬‬ ‫�إن اهلل �سبحانه وتعاىل �أنزل‬ ‫القر�آن الكرمي على نبينا حممد‬ ‫‪ J‬وحفظ القر�آن به وب�أهل بيته‬ ‫الطيبني الطاهرين‪ ،‬وها نحن‬

‫بح�ضرة �أحد حماة القر�آن حتت‬ ‫راية �أبي عبداهلل احل�سني ‪A‬‬ ‫الذي حمل القر�آن على ر�أ�سه يوم‬ ‫عا�شوراء ون�شره وكلم القوم‪ ،‬فهو‬ ‫حامل القر�آن واحلجة هلل تعاىل‪،‬‬ ‫نحن بفناء هذا البطل العظيم الذي‬ ‫دافع عن القر�آن وقدم �أع�ضاءه‬ ‫املباركة ال�شريفة يف �سبيل ذلك‪،‬‬ ‫فالدين عند اهلل تعاىل الإ�سالم‬ ‫والقر�آن د�ستور هذا الدين‪ ،‬و�أبو‬ ‫الف�ضل العبا�س (�صلوات اهلل‬ ‫و�سالمه عليه) مل يتوقف ليوم‬

‫عا�شوراء فقط بل امتد اىل ما �شاء‬ ‫اهلل يف رعايته للقر�آن وحمله ون�شره‬ ‫وبقائه‪ ،‬ف�سخر خدمته املجاهدين‬ ‫وكبريهم املتويل ال�شرعي للعتبة‬ ‫املقد�سة ال�سيد ال�صايف (دام عزه)‬ ‫الذي وجه م�شكور ًا اجلنود يف معهد‬ ‫القر�آن من الأ�ساتذة الأفا�ضل؛‬ ‫لكي يبذروا هذه البذور الطيبة يف‬ ‫هذه الأر�ض الطيبة يف �صحن �أبي‬ ‫الف�ضل العبا�س ‪.A‬‬ ‫عر�ض بعدها فلم وثائقي عن‬ ‫الدورات ال�صيفية ال�سابقة‪ ،‬ليو�ضح‬


‫دورات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫الن�شاطات واجلهود الكبرية التي‬ ‫بذلها معهد القر�آن الكرمي يف‬ ‫�سبيل �إجناحها‪� ،‬أعقبته تالوة‬ ‫قر�آنية جماعية لعدد من خريجي‬ ‫م�شروع �أمري القراء الوطني الذي‬ ‫�أطلقه معهد القر�آن الكرمي يف‬ ‫العام املا�ضي وي�ستعد يف هذا العام‬ ‫لدورته الثانية‪.‬‬ ‫جاءت بعدها كلمة املتخرجني‬ ‫من الدورات القر�آنية ال�صيفية‬ ‫التي �ألقاها بالنيابة عنهم الطالب‬ ‫علي م�سلم‪ ،‬وقد �شكر فيها اجلهود‬

‫الكبرية التي �سخرتها العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة ومعهد القر�آن‬ ‫الكرمي يف �إ�شراكهم وتبنيهم �ضمن‬ ‫هذه الدورات القر�آنية املباركة‪،‬‬ ‫ثم �ألقيت بعد ذلك العديد من‬ ‫املو�شحات الدينية لأحد الطلبة‬ ‫املتخرجني من هذه الدورات‪ ،‬وختم‬ ‫احلفل بقراءة �سورة الفاحتة ترحم ًا‬ ‫على �شهداء العراق الأبطال من‬ ‫القوات الأمنية واحل�شد ال�شعبي‪.‬‬ ‫من اجلدير بالذكر �أن هذا‬ ‫امل�شروع املبارك ا�ستمر على‬

‫مدى (‪ )45‬يوم ًا بداخل ال�صحن‬ ‫العبا�سي ال�شريف واحلائر املطهر‪،‬‬ ‫ويف فروع املعهد الأخرى خارج‬ ‫املحافظة‪ ،‬ومبعدل ثالث �ساعات‬ ‫يومي ًا وخلم�سة �أيام يف الأ�سبوع‪،‬‬ ‫تلقوا فيها درو�س ًا يف �أحكام تالوة‬ ‫القر�آن والفقه والأخالق‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إىل تعلم الدرو�س يف كيفية الو�ضوء‬ ‫وال�صالة و�إطاعة الوالدين‪ ،‬وكيفية‬ ‫معاملة اجلريان ومعاملة الإخوة‬ ‫والأ�صدقاء بطريقة م�شوقة بعيدة‬ ‫عن امللل‪ ،‬مما انعك�س �إيجاب ًا‬

‫‪35‬‬

‫على �سلوك و�أفعال ه�ؤالء الأطفال‬ ‫وب�شهادة ذويهم الذين �أ�صروا على‬ ‫�إ�شراكهم يف كل ن�سخة من هذه‬ ‫الدورات‪ ..‬ومما يجب ذكره �أن هذا‬ ‫العمل تكامل بالتعاون مع عدد كبري‬ ‫من �أق�سام و�شعب العتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة‪ ،‬والتي منها ق�سم ما بني‬ ‫احلرمني ال�شريفني وق�سم الآليات‪،‬‬ ‫وغريها من الأق�سام واملفا�صل‬ ‫احليوية يف العتبة املقد�سة‪.‬‬


‫‪36‬‬

‫�آفاق تدوينية‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫ت�سا�ؤالت �إعالمي‬ ‫اللجنة الإعالمية‬ ‫القوة‪:‬‬ ‫ماذا يحتاج االن�سان ليمتلك‬ ‫القوة؟‬ ‫هل عليه �أن ميتلك ال�شرا�سة‪،‬‬ ‫العنف‪ ،‬الالمباالة �أم عليه �أن‬ ‫ميتلك قلة ال�ضمري؟ �أم يا ترى‬ ‫يحتاج الإن�سان لكي يكون قوي ًا �أن‬ ‫يفقد كامل �إن�سانيته‪ ،‬وال يف�صح‬ ‫وال يعفو وال يبت�سم‪ ،‬يعرف مواطن‬ ‫قوته �أال تعني حمبة النا�س قوة؟‬ ‫والكيا�سة واالهتمام بق�ضايا النا�س‬ ‫قوة؟ �ألي�ست يقظة ال�ضمري يف‬ ‫االن�سان قوة؟ �أال يعني اننا بحاجة‬ ‫كمجتمع �أن نفهم معنى القوة �أو ًال؟‬

‫االن�سان كائن معطاء متجدد‪،‬‬ ‫فهل من املعقول �أن يعامل االن�سان‬ ‫�ضمن مقايي�س ثابتة‪� ،‬أم يبقى تبع ًا‬ ‫لإ�سقاطات عبارة عن هفوات تبقى‬ ‫ل�صيقة به؟‪ ،‬فمتى �سندرك �أن لكل‬ ‫حدث موقف ًا‪ ،‬و�أن الإن�سان متجدد‪،‬‬ ‫ولكل ظرف له حكمه اخلا�ص‪.‬‬

‫اخلوف‪:‬‬ ‫ملاذا يرتكز البع�ض من امل�س�ؤولني‬ ‫على زرع الرعب من قلوب‬ ‫موظفيهم؟‪ ،‬هل �شحت الأ�ساليب‬ ‫املتطورة عن قيادة االن�سان لنقوده‬ ‫باخلوف؟ ونهدده باالنتقام‪ ،‬ومند‬ ‫الوعيد �سالم ًا‪� !..‬أال يخ�شى هذا‬ ‫امل�س�ؤول ربه حني يخافه املبدعون‬ ‫املثابرون خ�شية ملزة طائ�شة؟ و�أهل‬ ‫احلكمة يقولون‪� :‬شر الأ�شرار ما‬ ‫خافه الأحرار‪.‬‬

‫الرباءة‪:‬‬ ‫هل هناك من ال يحرتم براءة‬ ‫الأطفال تلك الرباءة الو�سيمة؟ �أال‬ ‫يحن الإن�سان لطفولته؟ فما العيب‬ ‫�أن نحمل �شيئ ًا من تلك الرباءة‪،‬‬ ‫و�أن نتفي�أ ب�شم�س طفولتنا عند‬ ‫كل قر�صة برد �شعوري؟‪ ،‬ملاذا‬ ‫تتخلى عن روح الطفولة بحجة‬ ‫الكيا�سة‪ ،‬حتى و�صل ال�شباب عندنا‬ ‫ال�شيخوخة قبل العمر‪ ،‬دعونا نعي�ش‬ ‫بروح الأنبياء ‪.D‬‬


‫�شذرات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫‪37‬‬

‫�شذرات من وحي احلكمة‬ ‫رب العاملني وال�صالة وال�سالم على‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم احلمد هلل ّ‬ ‫خري خلقه �أبي القا�سم حممد وعلى �آله الط ّيبني الطاهرين‪ ،‬احلمد هلل‬ ‫الذي مل ت�سبق له ٌ‬ ‫حال حا ًال‪ ،‬فيكون �أ ّو ًال قبل �أن يكون �آخراً‪ ،‬ويكون ظاهراً‬ ‫قبل �أن يكون باطناً‪ ،‬مل يخلق ما خلقه لت�شديد �سلطان‪ ،‬وال تخ ّو ٍف من‬ ‫�شريك مكاثر‪ ،‬وال �ض ٍّد منافر‪..‬‬ ‫عواقب زمان‪ ،‬وال ا�ستعان ٍة على ن ٍّد مثاور‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬ ‫نقر�أ م�ضامني من دعاء الإمام‬ ‫ال�سجاد ‪ A‬حيث قال‪( :‬ال َّل ُه َّم‬ ‫َو َع َل َّي َت ِب َعاتٌ َق ْد َح ِف ْظ ُتهُنَّ ‪َ ،‬و َت ِب َعاتٌ‬ ‫َق ْد َن ِ�سي ُتهُنَّ ‪َ ،‬و ُكلُّهُنَّ ِب َع ْي ِن َك ا َّل ِتي لاَ‬ ‫َت َن ُام‪َ ،‬و ِع ْلمِ َك ا َّل ِذي لاَ َي ْن َ�سى‪)...‬‬ ‫كاف‪،‬‬ ‫هذا االعرتاف لوحده غري ٍ‬ ‫فما هي اخلطوة القادمة؟ ماذا‬ ‫يريد هذا العبد؟ قال‪َ ( :‬ف َع ِّو ْ�ض‬ ‫ِم ْن َها �أَ ْه َل َها‪َ ،‬و ْاح ُط ْط َع ِّني ِو ْز َرهَ ا‪،‬‬ ‫َو َخ ِّف ْف َع ِّني ِث ْق َل َها‪.)...‬‬ ‫لي�س ك ّل َمنْ طلب التوبة �أ�صابها‪،‬‬ ‫على الإن�سان �أن يبتعد عن الذنب‪،‬‬ ‫فقد ال ُيو ّفق للتوبة؛ لأنّ التوبة‬ ‫توفيق‪ ،‬كما �أنّ الذنب حالة من‬ ‫عدم التوفيق وت�سويل ال�شيطان‪،‬‬ ‫غ�صة خمرة‬ ‫قد ي�شرق الإن�سان يف ّ‬ ‫وهو ي�ؤ ّمل نف�سه �أن يتوب‪� ،‬أو يف‬ ‫مال حرام �أو ارتكاب فاح�ش ٍة ويح ّل‬ ‫ٍ‬ ‫عليه ملك املوت‪ ،‬فلم ت�أ ِتنا الأخبار‬ ‫�أنّ ملك املوت يطرق الباب علينا‬ ‫ويقول‪ :‬ا�ستع ّدوا ف�إنيّ �س�آتيكم يف‬ ‫اليوم الفالين‪ ،‬مل ت�أ ِتنا الأخبار‬ ‫بذلك وال امل�شاهدات الوجدانية‬ ‫على هذا املنوال‪ ،‬و�إنمّ ا �إذا ح ّل ح ّل‬ ‫( َف ِ�إ َذا َجا َء �أَ َج ُل ُه ْم لاَ َي ْ�س َت�أْ ِخ ُرونَ‬ ‫َ�س َاع ًة َولاَ َي ْ�س َتق ِْد ُمونَ )‪.‬‬ ‫الإمام ‪ A‬يقول‪َ ( :‬ف َع ِّو ْ�ض‬

‫ِم ْن َها �أَ ْه َل َها‪َ ،‬و ْاح ُط ْط َع ِّني ِو ْز َرهَ ا‪،‬‬ ‫َو َخ ِّف ْف َع ِّني ِث ْق َل َها‪ )...‬يف احلقيقة‬ ‫هذه ال�صورة بليغ ٌة ج ّد ًا‪ ،‬الأثقال‬ ‫والأوزار تقريب ًا مبعنى واحد‪،‬‬ ‫نعم‪ ..‬قد يكون هناك فارق ب�سيط‬ ‫بينهما‪ ،‬الإن�سان عندما يحمل �شيئ ًا‬ ‫و�أثقا ًال على ظهره يكون يف حال ٍة‬ ‫غري م�ستوية‪ ،‬ف ُي�سرع و ُيريد فقط‬ ‫ّ‬ ‫وحتط هذه الأوزار‬ ‫�أن يخ ّفف عنه‬ ‫عن كاهله فهذه الأوزار ثقيلة‪،‬‬ ‫الإن�سان الآن لو ينقل بع�ض الأوزان‬ ‫مكان اىل �آخر ف�إ ّنه‬ ‫والأثقال من ٍ‬ ‫�سيئنّ ‪ ،‬ويحاول �أن ي�سرع حتّى ُيفرغ‬ ‫هذا احلمل عن كاهله؛ لأ ّنه خالف‬ ‫الو�ضع الطبيعي‪ ،‬الو�ضع الطبيعي‬ ‫�أن مي�شي بادي ًا قائم ًا منت�صب‬ ‫القائمة‪ ،‬لكنّ هذه الأوزار جتعله‬ ‫منحني ًا حمدودب الظهر‪ ،‬عالقتنا‬ ‫مع الذنوب كهذه العالقة متام ًا‪،‬‬ ‫�إن مل تكن �أ�ش ّد‪ ،‬فقد يحتطب‬ ‫الإن�سان على ظهره‪ ،‬ثم ُين�شر ما‬ ‫احتطبه يوم القيامة‪ ،‬ك ٌّل م ّنا �سي�أتي‬ ‫بهذا الكي�س الذي ملأه يف الدنيا‬ ‫و ُين�شر يوم القيامة ّثم ُت َ�س ّجل ( ِ�إ ْق َر ْ�أ‬ ‫ِكتَا َب َك) ك ٌّل م ّنا �سيقر�أ هذه التبعات‬ ‫وهذه الآثام وهذه الأوزار‪� ،‬أو هذه‬ ‫ال ّرحمات وهذه الأفعال اخليرّ ة‬

‫وهذه ّ‬ ‫املب�شرات‪.‬‬ ‫الإمام ‪ A‬يقول‪ :‬هذه �أوزار‬ ‫وهذه �أثقال وهي �أثقال �س ّيئة‬ ‫لي�ست �أثقا ًال حممودة‪ ،‬الإن�سان‬ ‫الآن عندما يحمل على كتفه حجر ًا‬ ‫�أو �شوك ًا يحاول �أن يتخ ّل�ص منه‪،‬‬ ‫لكن عندما يحمل على ظهره �شيئ ًا‬ ‫نافع ًا‪ ،‬ف�إ ّنه يحاول �أن يكون حري�ص ًا‬ ‫عليه ال ُيعطيه لأحد‪ ،‬هذه الأوزار‬ ‫والأثقال هي �أثقال �س ّيئة و�أوزار‬ ‫نتيجة تراكمات املعا�صي والذنوب‪،‬‬ ‫العبد يريد من اهلل تعاىل �أن يخ ّفف‬ ‫عنه ذلك‪َ ( :‬و ْاح ُط ْط َع ِّني ِو ْز َرهَ ا‪،‬‬ ‫َو َخ ِّف ْف َع ِّني ِث ْق َل َها‪َ ،‬و ْاع ِ�ص ْم ِني ِمنْ‬ ‫�أَنْ �أُ َقار َِف ِم ْث َل َها‪ )...‬هذه النقطة يف‬ ‫غاية الأه ّمية‪ ،‬الإن�سان له نظر ٌة اىل‬ ‫املا�ضي ونظر ٌة حالية ونظر ٌة اىل‬ ‫امل�ستقبل‪ ،‬املا�ضي م ّر في�ستعر�ض‬ ‫املذنب الآثام‪ ،‬احلال الآن وقف بني‬ ‫يدي اهلل تعاىل مط�أطئ ًا ‪ -‬كما م ّر‬ ‫علينا ‪ّ ،-‬ثم الرجاء والطلب والدعاء‬ ‫من اهلل تعاىل �أن يع�صمه من �أن‬ ‫يقارف و�أن يفعل مثلها‪ ،‬ما معنى‬ ‫الع�صمة؟ الع�صمة هي املنع‪ ،‬اهلل‬ ‫يع�صمني يعني مينعني‪ ،‬كما تقول‪:‬‬ ‫هذا د ٌم حمقون �أو د ٌم مع�صوم �أي‬ ‫اللهم‬ ‫ممنوع ال يجوز التجاوز عليه‪ّ ،‬‬

‫اع�صمني �أي امنعني‪ ،‬وه ّيئ يل‬ ‫الأ�سباب التي �أُمنع فيها من ارتكاب‬ ‫املعا�صي‪ ،‬فاع�صمني �أي امنعني‬ ‫من �أن �أقارف مثلها‪ ،‬واحلقيقة هذه‬ ‫الدعوة من التوفيقات �أن الإن�سان‬ ‫دائم ًا يكون يف حالة اليقظة‪ ..‬ف�إذا‬ ‫وقعنا يف املع�صية ال عن ق�صد �أو عن‬ ‫غفلة �أو عن �شهوة �أو عن �ضعف ال ُب ّد‬ ‫�أن نثق ب�أنّ هذه الرحمة ت�شملنا‪ ،‬ال‬ ‫�أن نقطع الطريق �أمام �أنف�سنا ونرى‬ ‫�أنّ هذه الذنوب لي�س لها غافر فهذا‬ ‫من الكبائر الي�أ�س من هذه الرحمة‬ ‫من الكبائر‪� ،‬إنّ الرحمة ت�سع ك ّل‬ ‫�شيء نعم‪ ..‬الإن�سان عليه �أن يق ّدم‬ ‫ذلك واهلل �سبحانه وتعاىل قطع ًا هو‬ ‫يكون من وراء الق�صد‪.‬‬ ‫ن�س�أل اهلل �سبحانه وتعاىل �أن‬ ‫يو ّفقنا و�إ ّياكم للتوبة و�أن يع�صمنا‬ ‫فيما بقي من �أعمارنا من �أن‬ ‫ُنقارف � ّأي مع�صية‪ ،‬وذلك ال يكون‬ ‫�إلاّ بتوفيقه وم ّنه وب�ألطافه وبربكة‬ ‫النبي و�آله ‪� ،D‬سائلني اهلل تعاىل‬ ‫ّ‬ ‫لنا ولكم الع�صمة‪ ،‬و�آخر دعوانا‬ ‫رب العاملني‪ ،‬و�ص ّلى‬ ‫�أن احلمد هلل ّ‬ ‫اهلل على حممد وعلى �آله الط ّيبني‬ ‫الطاهرين‪.‬‬


‫‪38‬‬

‫خميمات ك�شفية‬

‫ختاماً لفعالياتها وبراجمها‬ ‫ال�صيفية لهذا العام‪� ،‬أقامت‬ ‫جمعية ك�شافية الكفيل التابعة‬ ‫ل�شعبة الطفولة والنا�شئة يف‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة خميماً‬ ‫ك�شفياً مغلقاً �سمي مبخيم‬ ‫ال�سيدة فاطمة املع�صومة ‪،B‬‬ ‫والذي �شهد فعاليات وبرامج‬ ‫خمتلفة ا�ستمرت خلم�سة �أيام‬ ‫على التوايل‪ ،‬وذلك ومب�شاركة‬ ‫�أكرث من (‪ )100‬عن�صر ك�شفي‬ ‫من طلبة مدار�س كربالء‬ ‫املقد�سة بهدف تنمية قدراتهم‬ ‫الفكرية والبدنية‪ ،‬وا�ستثمار‬ ‫�أوقات فراغهم مبا يف املخيم من‬ ‫برامج فكرية وبدنية ت�ضمنت‬ ‫الريا�ضة والألعاب التناف�سية‬ ‫�إ�ضافة اىل املحا�ضرات‬ ‫الدينية وحما�ضرات التنمية‬ ‫الب�شرية مع تدريب عملي‬ ‫على الإ�سعافات الأولية‬ ‫و�إطفاء احلرائق وغريها‪.‬‬ ‫تغطية‪ :‬عالء العرداوي‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫مب�شاركة �أكرث من ‪ 100‬عن�صر ك�شفي وبفعاليات خمتلفة‬

‫جمعية ك�شافية الكفيل‬ ‫تختتم برنامج العطلة ال�صيفية‬ ‫�أقيم حفل اخلتام يف قاعة‬ ‫جممع ال�شيخ الكليني (قد�س �سره)‬ ‫اخلدمي التابع للعتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة والواقع على طريق (بغداد‬ ‫– كربالء)‪ ،‬وذلك برعاية وتنظيم‬ ‫من قبل جمعية ك�شافة الكفيل يف‬ ‫وحدة الأن�شطة واملخيمات التابعة‬ ‫ل�شعبة الطفولة والنا�شئة يف ق�سم‬

‫ال�ش�ؤون الفكرية والثقافية التابع‬ ‫للعتبة العبا�سية املقد�سة‪ ،‬حيث‬ ‫ا�ستهل احلفل بتالوة �آيات من‬ ‫الذكر احلكيم بح�ضور ف�ضيلة‬ ‫ال�سيد ليث املو�سوي (دام توفيقه)‬ ‫رئي�س ق�سم ال�ش�ؤون الفكرية‬ ‫والثقافية يف العتبة املقد�سة وعدد‬ ‫من ال�ضيوف ومنت�سبي الأق�سام‪.‬‬

‫قدم العنا�صر الك�شفية خالل‬ ‫ذلك جملة من العرو�ض واملهارات‬ ‫املختلفة‪ ،‬وتطبيق عملي ملا اكت�سبوه‬ ‫من خربات يف هذا املخيم �سوا ًء‬ ‫يف جمال الإ�سعافات الأولية �أو‬ ‫�إطفاء احلرائق �أو بقية الفعاليات‪،‬‬ ‫وقد عرب امل�شاركون فيها عن‬ ‫�شكرهم وامتنانهم للعتبة العبا�سية‬


‫خميمات ك�شفية‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫املقد�سة لإقامتها ورعايتها مثل‬ ‫هذه املخيمات التي ت�ساهم يف بناء‬ ‫�شخ�صيتهم و�إك�سابهم اخلربة‬ ‫الكافية يف م�سرية حياتهم‪.‬‬ ‫كما �شهد حفل اخلتام �إلقاء‬ ‫كلمة توجيهية لرئي�س ق�سم ال�ش�ؤون‬ ‫الفكرية والثقافية يف العتبة املقد�سة‬ ‫ف�ضيلة ال�سيد ليث املو�سوي (دام‬ ‫توفيقه) �شكر فيها اجلهود املباركة‬ ‫التي بذلت من قبل القائمني على‬ ‫هذا املخيم‪ ،‬مبدي ًا �إعجابه ال�شديد‬ ‫باملعلومات املهمة واملهارات املختلفة‬ ‫التي اكت�سبتها العنا�صر الك�شفية‪،‬‬ ‫حيث بني قائ ًال‪:‬‬ ‫�أعتقد �أن الفر�صة التي‬ ‫ع�شتموها هذه الأيام تدخل �ضمن‬ ‫فر�ص اخلري؛ لأن هذه املمار�سة �أو‬

‫ما يطلق عليها باملخيم قد تعلمتم‬ ‫من خاللها الكثري من الأمور‪� ،‬سوا ًء‬ ‫ما يتعلق بالدين و�أحكام ال�شرع‬ ‫�أو يف جمال التنمية الب�شرية‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة اىل الكثري من الأمور‬ ‫الأخرى والفعاليات املختلفة مع‬ ‫تعلم ال�صرب‪ ،‬ولذلك من ال�ضروري‬ ‫احلفاظ عليها؛ لكي ن�سعى اىل‬ ‫االرتقاء بعملنا ونتميز به‪.‬‬ ‫م�س�ؤول وحدة الطفولة والنا�شئة‬ ‫يف العتبة املقد�سة الأ�ستاذ �سرمد‬ ‫�سامل حتدث ل�صدى الرو�ضتني عن‬ ‫هذا الربنامج قائ ًال‪:‬‬ ‫حتت عنوان خميم ال�سيدة‬ ‫فاطمة املع�صومة ‪ B‬ومب�شاركة‬ ‫�أكرث من (‪ )100‬عن�صر ك�شفي من‬ ‫�أ�شبال وجوالة الكفيل تطلق جمعية‬

‫اال�ستاذ �سرمد �سامل‬

‫ك�شافية الكفيل يف وحدة الأن�شطة‬ ‫واملخيمات التابعة ل�شعبة الطفولة‬ ‫والنا�شئة يف ق�سم ال�ش�ؤون الفكرية‬ ‫والثقافية التابع للعتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة خميمها الك�شفي ختام ًا‬ ‫لفعالياتها وبراجمها ال�صيفية لهذا‬ ‫العام‪.‬‬ ‫مبين ًا‪� :‬إن وحدة الأن�شطة‬ ‫واملخيمات م�ستمرة خالل �أيام‬ ‫العطلة ال�صيفية ب�إطالق براجمها‬ ‫ا�ستثمار ًا لأوقات الفراغ لدى الطلبة‬ ‫مبا هو نافع ومفيد‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫كما �أن جمعية ك�شافة الكفيل‬ ‫ت�سعى من خالل براجمها للعمل‬ ‫مبحاور متعددة وخمتلفة للو�صول‬ ‫اىل املبتغى والهدف التي تطمح اليه‬ ‫يف بناء ان�سان طموح وواعي ومثقف‬ ‫ي�سعى ملواكبة التطور والتقدم على‬ ‫كافة الأ�صعدة وامل�ستويات وعرب‬ ‫منظور حداثوي باالعتماد على‬ ‫البنية الدينية والثقافية والركيزة‬ ‫التي �أر�ست قواعدها يف نفو�س‬ ‫الطلبة‪.‬‬ ‫مو�ضح ًا‪ :‬ا�ستمر املخيم خلم�سة‬ ‫�أيام مغلقة على التوايل‪ ،‬قدم فيها‬ ‫العديد من الربامج والفعاليات‬ ‫املختلفة وقد �شملت يف هذا العام‬ ‫عدد من املحا�ضرات املختلفة‪:‬‬ ‫(قر�آنية‪ ،‬دينية‪ ،‬ك�شفية‪ ،‬ثقافية‬


‫‪40‬‬

‫خميمات ك�شفية‬

‫وتنموية)‪ ،‬وكذلك ور�ش عملية‬ ‫(ا�سعافات �أولية وتنمية فكرية)‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة اىل الألعاب والريا�ضات‪:‬‬ ‫كال�سباحة وكرة القدم والألعاب‬ ‫الك�شفية والتدريبات البدنية‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫خمتتم ًا‪ :‬كان العمل لهذا العام‬ ‫منظم ًا جد ًا‪ ،‬حيث عملت جمعية‬ ‫ك�شافة الكفيل قبل ما يقارب‬ ‫الثالثة �أ�شهر من انطالق الربنامج‬ ‫الك�شفي‪ ،‬عرب االجتماعات اليومية‬ ‫والأ�سبوعية وما تقدم فيها من‬ ‫حما�ضرات‪ ،‬وذلك من �أجل تهيئة‬ ‫امل�شاركني نف�سيا وبدني ًا للدخول‬ ‫ب�أجواء املخيم من خالل اللقاءات‬ ‫امل�ستمرة واملحا�ضرات الدينية‬ ‫والك�شفية والثقافية والتنموية‬ ‫و�أي�ض ًا التن�سيق امل�سبق مع باقي‬ ‫�أق�سام العتبة املقد�سة‪.‬‬ ‫فكل ال�شكر والتقدير للإخوة يف‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫ق�سم التخطيط والتنمية الب�شرية‬ ‫الذين �سعوا جاهدين ملنح �أبناء‬ ‫مدينة كربالء املنتمني للك�شافة‬ ‫معلومة ر�صينة �سل�سة‪ ،‬وعملوا على‬ ‫تدريبهم ليكونوا قادة امل�ستقبل‪،‬‬ ‫وكذلك القائمني على جممع ال�شيخ‬ ‫الكليني الذين احت�ضنوا هذه الثلة‬ ‫الطيبة وقدموا الدعم الالحمدود‬ ‫لإجناح الفعاليات‪ ،‬وكذلك االخوة‬ ‫يف القاعة الريا�ضية يف ق�سم حفظ‬ ‫النظام الذين ابدوا تعاونا مثمرا يف‬ ‫تدريب الك�شافة على فنون الدفاع‬ ‫عن النف�س وكذلك كل الأق�سام‬ ‫الذين �ساهموا يف جناح هذه‬ ‫الفعاليات كق�سم ال�ش�ؤون اخلدمية‬ ‫وغريه من االق�سام‪..‬‬ ‫وال �أن�سى بالذكر ادارة ق�سم‬ ‫ال�ش�ؤون الفكرية والثقافية فكل‬ ‫ال�شكر والتقدير لهم على رحابة‬ ‫�صدرهم وتفانيهم خلدمة الق�ضية‬

‫اال�ستاذ علي ح�سني عبد زيد‬

‫والأهداف الك�شفية‪.‬‬ ‫ومن جانبه حتدث م�س�ؤول وحدة‬ ‫الأن�شطة واملخيمات الأ�ستاذ علي‬ ‫ح�سني عبد زيد قائ ًال‪:‬‬ ‫�أقيم هذا املخيم با�سم ال�سيدة‬ ‫فاطمة املع�صومة ‪ ،B‬وقد عد‬ ‫املخيم اخلتامي لربنامج العطلة‬ ‫ال�صيف‪ ،‬مب�شاركة كل من فئتي‬ ‫الك�شافة واجلوالة‪ ،‬بعد �أن مت‬ ‫تق�سيمهم �إىل �أربعة فرق‪ :‬كل فريق‬ ‫يتكون من ‪ 24‬عن�صر ًا ك�شفي ًا‪ ،‬ممن‬ ‫ح�ضروا و�شاركوا يف االجتماعات‬ ‫الأ�سبوعية للجمعية يف العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة‪.‬‬ ‫مو�ضح ًا‪ :‬الربنامج اخلتامي‬

‫�ضم العديد من الفعاليات‬ ‫والن�شاطات املتنوعة‪ ،‬حيث مل‬ ‫نقت�صر على الربنامج الك�شفي‬ ‫فقط‪ ،‬بل �أ�ضيف لذلك عدد من‬ ‫املحا�ضرات الدينية والتنموية‪،‬‬ ‫النظرية والعملية امليدانية كذلك‪،‬‬ ‫وخالل ذلك كانت الأجواء مليئة‬ ‫باملعلومات وتنمية القدرات‪ ،‬فقد‬ ‫�ساهم ق�سم التخطيط والتنمية‬ ‫الب�شرية يف العتبة املقد�سة بتقدمي‬ ‫حما�ضرات مهمة وم�ؤثرة �ساهمت‬ ‫ب�إثراء امل�شاركني وتفاعلهم‪ ،‬والتي‬ ‫منها‪ :‬حما�ضرة لتعزيز الثقة‬ ‫بالنف�س والتفكري والإبداعي‪ ،‬و�آخر‬ ‫عن الت�سامح والتعامل مع الآخرين‬ ‫و�أي�ض ًا حما�ضرة عن القيادة‬ ‫والقائد الناجح‪ ،‬بالإ�ضافة لذلك‬ ‫حما�ضرات يف الإ�سعافات الأولية‬ ‫ودورها يف احلياة االجتماعية‪،‬‬ ‫وخالل ذلك تعلم امل�شاركون‬


‫خميمات ك�شفية‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫تطبيقي ًا كيف يتعاملون مع‬ ‫امل�صابني واملحروقني‪ ،‬و�أي�ض ًا انقاذ‬ ‫الغريق و�إ�سعاف الك�سري واملتعر�ض‬ ‫لنوبة قلبية من خالل التنف�س‬ ‫اال�صطناعي وغريه‪.‬‬ ‫م�ضيف ًا‪ :‬ومبا يخ�ص املخيم‬ ‫الك�شفي‪ ،‬عملت جمعية ك�شافة‬ ‫الكفيل على تهيئة كافة امل�ستلزمات‬ ‫الك�شفية‪ ،‬و�إعداد خميم ميداين‬ ‫متكامل من عدة جوانب‪ ،‬موفرين‬ ‫لهم �أجواء م�شابهة للعي�ش يف‬ ‫الطبيعة متام ًا‪ ،‬ومبكان �آمن‬ ‫ومنا�سب للمبيت وممار�سة‬ ‫التمارين الريا�ضية وغريها‪،‬‬ ‫وبهذا يكون العن�صر الك�شفي �أمام‬ ‫اختبار حقيقي‪ ،‬وهو ملزم فيه‬ ‫بتحمل الأجواء وامل�س�ؤوليات و�إعانة‬ ‫نف�سه و�أ�صدقائه على املوا�صلة‬ ‫واال�ستمرار يف هكذا ظروف‪.‬‬ ‫مبين ًا‪ :‬مل يقت�صر املخيم على‬

‫التعليم والإثراء‪ ،‬بل ركز على جانب‬ ‫مهم �أي�ض ًا‪ ،‬وهو اجلانب الرتفيهي‪،‬‬ ‫ومن خالل دعم العتبة املقد�سة‬ ‫والق�سم املوقر كان با�ستطاعتنا‬ ‫لهذا العام �أن نزود املخيم ب�أماكن‬ ‫و�أحوا�ض خا�صة لل�سباحة‪ ،‬انطالق ًا‬ ‫من قوله ‪" :J‬علموا �أوالدكم‬ ‫الرماية وال�سباحة"‪ ،‬وبهذا �أ�ضيف‬ ‫للأجواء الريا�ضية �شيء من‬ ‫احلما�سة وحب املكان وبذل اجلهد‬ ‫والتناف�س نحو الأف�ضل‪.‬‬ ‫وعن الدورات التي قدمت‬ ‫للم�شاركني خالل املخيم حدثنا‬ ‫املدرب بالل جبار جا�سم من ق�سم‬ ‫التخطيط والتنمية الب�شرية قائ ًال‪:‬‬ ‫يعتمد ق�سم التخطيط والتنمية‬ ‫الب�شرية يف الربامج التي يقدمها‬ ‫على ثالث ركائز‪� ،‬أولها التغيري‬ ‫املهاري‪ ،‬ومن ثم التغيري ال�سلوكي‬ ‫و�أخري ًا املعريف‪ ،‬ومن خالل‬

‫املدرب بالل جبار جا�سم‬

‫م�شاركتنا يف املخيم الك�شفي‬ ‫لك�شافة الكفيل قدمنا جمموعة‬ ‫من الربامج حماولني من خاللها‬ ‫توظيف املهارة واملعرفة وال�سلوك‬ ‫للم�شاركني بهدف �إعداد قادة‬ ‫م�ستقبليني‪ ،‬ومن هذه الدورات‪:‬‬ ‫دورة الثقة بالنف�س‪ ،‬والأخرى يف‬ ‫الت�سامح‪ ،‬و�أي�ض ًا يف القيادة‪.‬‬ ‫مو�ضح ًا‪ :‬يف وقت الحق من املخيم‬ ‫�أ�ضيفت لهذه الدورات دورة �أخرى‬ ‫بعنوان �سالمة البيئة‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫اىل تدريب العنا�صر الك�شفيني على‬ ‫الإ�سعافات الأولية‪ ،‬وهو برنامج‬ ‫مهم جد ًا يف اعداد منقذين ب�شريني‬ ‫يف كل منزل‪ ،‬من خالل برناجمنا‬

‫‪41‬‬

‫امل�ستمر ( يف كل بيت منقذ)‪ ،‬حيث‬ ‫ت�ضمن الربنامج ا�سعاف حاالت‬ ‫الك�سور واجلروح واحلروق‪ ،‬وتوقف‬ ‫ع�ضلة القلب وكيفية �إعطاء عملية‬ ‫الإنعا�ش الرئوي‪.‬‬ ‫م�ضيف ًا‪ :‬يف اليوم الأخري للدورة‬ ‫قدمت لهم دورة مب�سطة يف كيفية‬ ‫ا�ستخدام مطافئ احلريق‪ ،‬و�أي�ض ًا‬ ‫يف �ساحة التدريب ختام ًا توجه‬ ‫امل�شاركون من �أجل تطبيق ما تعلموه‬ ‫من مهارات الإ�سعاف والإنقاذ على‬ ‫�أر�ض الواقع‪.‬‬ ‫ويف الواقع كانت دورات و�أوقات ًا‬ ‫ممتعة برفقة هذه الثلة من ال�شباب‬ ‫الطموحني‪ ،‬واىل جانب اخوتنا‬ ‫من ق�سم ال�ش�ؤون الفكرية الثقافية‬ ‫م�شكورين على جهودهم وتنظيمهم‬ ‫لهذه الربامج‪.‬‬


‫‪42‬‬

‫ذاكرة التاريخ‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫كرر الق�صخون الزمته‪ :‬يا‬ ‫�سادة يا كرام‪� ،‬صلوا على حممد‬ ‫خري الأنام‪ ،‬و�أهل بيته اهل اخلري‬ ‫واملحبة وال�سالم‪ ..‬وردد اجلال�سون‬ ‫خلفه‪ :‬اللهم �صل على حممد وعلى‬ ‫اهل بيته الطيبني الطاهرين‪.‬‬ ‫فقال الق�صخون‪ :‬والوقعة الثامنة‬ ‫�سميت بوقعة (بني ح�سن) وهم‬ ‫قبيلة عربية معروفة وهم غري بني‬ ‫ح�سن املنتفق‪ ،‬ورئي�سهم احلاج‬ ‫علوان وعمران ابنا احلاج �سعدون‪،‬‬ ‫ا�ستنجد رئي�س الع�سكر املحيط‬ ‫بكربالء بالع�شائر والقبائل‪،‬‬ ‫ورغم معاهدات هذه القبيلة �إال‬ ‫انهم احتدوا مع الع�سكر‪ ،‬ووجدوا‬ ‫من اهايل كربالء ما ال يتوقعون‪،‬‬ ‫وهجموا ثالث مرات وكان ح�صر‬ ‫املواجهة لبني �سعد فقتلوا جمموعة‬ ‫من بني ح�سن‪� ،‬صلوا على حممد‬ ‫و�آل حممد‪� ..‬أنظر اىل الوجوه‬ ‫ف�أراها تفرح عند كل انت�صار يذكره‬

‫اجلزء الرابع‬ ‫الق�صخون لأهل كربالء‪ ،‬ويحزنون‬ ‫عند كل حمطة غدر او انك�سار‪.،‬‬ ‫وكان هذا احلاج الق�صخون‬ ‫يوقظ روح الثورة يف تلك النفو�س‬ ‫التي احت�شدت يف املقهى لت�سمع‬ ‫حكايات العزة والبطولة‪ ،‬و�إذا بهم‬ ‫اليوم امام منط جديد البطل فيها‬ ‫ال�شعب‪ ،‬النا�س‪..‬‬ ‫قال الق�صخون‪ :‬اما الوقعة‬ ‫التا�سعة �سميت بوقعة (الأمان)؛‬ ‫لكونها �صدرت بعدما منحهم‬ ‫االمان‪ ،‬ومن ثم غدر‪ ،‬وكان اهايل‬ ‫كربالء منتبهني لهذه الأالعيب‬ ‫فواجهوهم‪ ،‬وكان لديهم طوب‬ ‫�صغري ي�سمى احل�سيني‪ ،‬والبع�ض‬ ‫ي�سميه اليتيم‪ ،‬وباحل�سني وحده‬ ‫واجهوا الكثري من اال�سلحة الفتاكة‪،‬‬ ‫فاجلي�ش كان ميتلك خم�سني قنربة‪،‬‬ ‫وثالثني طوب ًا‪ ،‬وكان يوما م�شهودا‬ ‫برعاية اهلل تعاىل لهذه البالد‪.‬‬ ‫ارتفع نداء املواجهة و�صلى النا�س‬

‫على كر�سي‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫خ‬ ‫ّ ون‪..‬‬ ‫اللجنة التاريخية‬ ‫ثم خرجوا له �أ�سود ًا‪ ،‬وحني التقى‬ ‫اجلمعان �صاحوا مبحبة اهل البيت‬ ‫‪ ،D‬والنا�س ت�ستجري باحل�سني‬ ‫ت�صرخ اىل رب العاملني ومن‬ ‫اال�صوات ومن االطواب ما ا�صاب‬ ‫�سور البلد والقنابر ا�صابت رج ًال‬ ‫هنديا فمات‪ ..‬وعلى �إثرها هجم‬ ‫الكربالئيون على الع�سكر فقتلوا‬ ‫خم�سة وثالثني قات ًال‪ ،‬اللهم �صل‬ ‫على حممد �آل حممد‪..‬‬ ‫�سكت الق�صخون حلظة‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫انا ما ر�أيت لكني �سمعت وقر�أت‪،‬‬ ‫و�أدركت �أن االهايل كانوا يخرجون‬ ‫اىل قتال الع�سكر خارج امليادين‬ ‫بجموع م�شهورة ورايات من�شورة‬ ‫وطوب من�صورة لكنهم ا�ضعف‬ ‫امكانيات من مواجهة جي�ش جلي�ش‪،‬‬ ‫لذلك ا�شتغلوا بن�صب كمائن‬ ‫ب�شرية‪ ،‬وراحوا يطوقون الب�ساتني‬ ‫ويحا�صرونهم فيها‪ ،‬وكانت القنابر‬ ‫تدك املدينة منها ما يذهب اىل‬

‫امل�ستنقعات والربك املائية‪ ،‬ومنها‬ ‫�إىل الطرقات وامل�ساجد‪.‬‬ ‫يقولون‪ :‬ان قنربة �سقطت على‬ ‫�صفرية بزارة الطرق مل ي�صب‬ ‫حتى عمال الدب�س‪ ،‬و�سقطت احدى‬ ‫القنابر على بيت ال�سيد املرحوم‬ ‫املريزا مهدي ال�شهر�ستاين (طاب‬ ‫ثراه) وال�سيد ال�شهر�ستاين يا‬ ‫�سادة يا كرام‪ ،‬هو �سيد حممد بن‬ ‫ابي القا�سم املو�سوي ال�شهر�ستاين‪،‬‬ ‫تتلمذ على يد ال�شيخ يو�سف‬ ‫البحراين‪ ،‬والأغا البهباين‪ ،‬كانت‬ ‫له مكتبة قيمة لهذه الأ�سرة‪ ،‬تاريخ‬ ‫نا�صع وما�ض جميد‪ ،‬وال تزال‬ ‫ذريته موجودة اىل اليوم‪ ،‬املهم ان‬ ‫القنربة �سقطت يف بالوعة املطبخ‪،‬‬ ‫فلم حتدث اية ا�ضرار‪� ،‬صاح‬ ‫الق�صخون‪� :‬صلوا على حممد و�آل‬ ‫حممد‪ ،‬ي�ؤكد �أهل كربالء وجود‬ ‫يد املعونة االلهية وظهور كرامات‬ ‫كثرية يف املعارك اجلارية‪.‬‬


‫ذاكرة التاريخ‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫كان الع�سكر يعرفون ب�أن قتال‬ ‫كربالء يعني احلرب على الدين‬ ‫واملذهب‪ ،‬وهذا �سبب كبري من‬ ‫ا�سباب الرعب‪ ،‬وظهرت الكثري‬ ‫من الكرامات امل�شهودة لأئمة اهل‬ ‫البيت ‪ D‬يف هذه احلرب‪ ،‬و�أكد‬ ‫الكثري من حكماء ذلك الزمان‬ ‫�أن الع�ساكر تف�شى فيهم اخلبال‪،‬‬ ‫وعا�شوا حاالت اختالل العقول‪،‬‬ ‫وهذا هو حال من يتعدى على‬ ‫عرين اال�سود من �آل حممد و�آل‬ ‫حممد �صلوات اهلل عليهم (اللهم‬ ‫�صل على حممد و�آل حممد) و�صاح‬ ‫اجلمع مرددا ال�صالة بقوة تدل‬ ‫على حما�سهم ومنا�صرتهم حلرب‬ ‫الكربالئيني‪ .‬وبعد �صمت وجيز‬ ‫�صاح الق�صخون‪ :‬يا �ساده يا كرام‪،‬‬ ‫كان القتلى من الع�ساكر يتجاوزون‬ ‫ال�سبعمائة قتيل اما اجلرحى فكثري‪،‬‬ ‫وكانت الطرادات ‪ -‬يا �سادة يا كرام‬ ‫‪ -‬حتمل اجلرحى اىل امل�سيب‪،‬‬

‫وال�سفن حتمل اجلرحى اىل احللة‪،‬‬ ‫و�أهل امل�سيب يقولون‪ :‬و�صل امل�سيب‬ ‫‪ 250‬مات منهم ‪ 230‬وهذا العدد ال‬ ‫ي�شمل الذين قربوا يف ار�ض احلر‬ ‫فهو كبري‪ .‬وبعد ال�صالة على حممد‬ ‫وال حممد ‪ ،D‬وكرر الق�صخون‬ ‫الزمته‪ :‬يا �سادة يا كرام‪ ..‬بعدما‬ ‫رجع الع�سكر بانك�سار عظيم ارحتل‬ ‫من ار�ض كربالء اىل بغداد‪ ،‬وبعد‬ ‫عبوره �شط امل�سيب انق�سم الع�سكر‬ ‫اىل ق�سمني‪ :‬ق�سم توجه اىل بغداد‬ ‫و�سائر الرجال‪ ،‬وقد تعر�ضوا اىل‬ ‫موجة حر كبرية‪ ،‬ولهيب و�سموم‬ ‫مات منهم جمع غفري من �شدة‬ ‫العط�ش واحلر‪ ،‬وقد قتل منهم مائة‬ ‫وخم�سون مقات ًال باحلر‪ ،‬والق�سم‬ ‫املتوجه اىل بغداد هم �سائر اجلي�ش‬ ‫والفر�سان وقد �سمعوا ان هناك‬ ‫قرا�صنة قائدهم ا�سمه (حممد‬ ‫كحوة) وهو مدعي الوزارة يقب�ض‬ ‫عللى ال�سفن املتوجهة اىل بغداد‬

‫فقرر الع�سكر مقاتلته فمات من‬ ‫الع�سكر مائة وخم�س و�سبعون‬ ‫مقات ًال‪..‬وبعد الرجوع اىل بغداد‬ ‫خائبني عزلوا القائد وكان ا�سمه‬ ‫احلاج جعفر‪ ،‬وجردوا ا�صفوك عن‬ ‫مرتبته‪ ،‬ثم وجه داود با�شا طائفة‬ ‫من عقيل ملقاتلة كربالء وهم من‬ ‫اهل الق�صيم واحل�ساء ورئي�سهم‬ ‫هو حممد بن �سامل‪ ،‬ومع هذا‬ ‫االحلاح كربالء ما ر�ضخت‪ ،‬حتى‬ ‫قرر ان�سحاب اجلي�ش منك�سرا اىل‬ ‫املحاويل‪ ،‬وم�شاغلة كربالء بقطاع‬ ‫الطرق بقوم من البعيج منهم من‬ ‫يراهم اىل زبيد اقرب وهم يردون‬ ‫اىل اجلحي�ش‪ ،‬والبع�ض الآخر‬ ‫يراهم من �آل �سويد من عنزة‪.‬‬ ‫وبد�أ اجلال�سون يت�أففون �أ�سف ًا ملا‬ ‫عانت كربالء من غدر بع�ض االقوام‬ ‫من االعراب‪ ،‬لهذا جدد الق�صخون‬ ‫ال�صالة على حممد و�آل حممد‬ ‫لين�شط ا�صغاءهم ويعيد اذهانهم‬

‫‪43‬‬

‫اىل الق�صة‪ ،‬فقال‪:‬ـ يا �سادة يا‬ ‫كرام‪ ..‬لقد هجموا على مراعي‬ ‫االهايل و�سرقوا اربعمائة �شاة كلها‬ ‫للوزون‪ ،‬خرج لهم االهايل و�أعادوا‬ ‫االغنام‪ ،‬وتكرر امل�شهد لأكرث من‬ ‫مرة‪ ،‬فر�أى كليدار املرقدين ال�سيد‬ ‫علي ان يحمل راية املحبة وال�سالم‪،‬‬ ‫ومت ا�ستقباله من قبل اجلي�ش‬ ‫ا�ستقباال هائ ًال‪ ،‬ور�أى داود با�شا‬ ‫انها فر�صة طيبة لي�ضم من خاللها‬ ‫اخليبات وانك�سار اجلي�ش‪ ،‬فهد�أت‬ ‫االمور ومل يبق اىل اليوم �سوى‬ ‫وعيدهم �ضد هذه املدينة امل�ساملة‬ ‫مدينة احل�سني بن علي ‪.C‬‬ ‫يا �سادة يا كرام‪ ..‬انتهت جل�سة‬ ‫اليوم ومل تنته حكاية كربالء‬ ‫العظيمة‪ ،‬و�شعبها املجاهد‪ ،‬ولنا‬ ‫عودة اخرى ب�سالفة جديدة‪ ..‬ولكم‬ ‫مني ال�سالم‪.‬‬ ‫امل�صدر‪ /‬كتاب نزهة الناظر ‪-‬‬ ‫�سلمان هادي �آل طعمة‬


‫‪44‬‬

‫م�ؤمترات‬

‫ت�ضحيات الإمام احل�سني‬ ‫ونه�ضته اخلالدة �ضد الف�ساد‬ ‫واجلور والطغيان‪ ،‬ر�سخت‬ ‫م�ضامني ومفاهيم �صاحلة‬ ‫عدة‪ ،‬وغر�ست الف�ضائل والقيم‬ ‫الإن�سانية الن�ضرة يف د�ساتري‬ ‫الأمم وال�شعوب‪ ،‬للتحرر من‬ ‫قيود اال�ستبداد‪ ،‬وال�سري قدماً‬ ‫وفق منظور �سا ٍم‪ ،‬ومنظومة‬ ‫قيمية متفتحة‪ ..‬لذا �سعت‬ ‫العتبات املقد�سة الحتواء البحوث‬ ‫والدرا�سات والأقالم الواعية التي‬ ‫كتبت يف الق�ضية احل�سينية؛‬ ‫لتكون مناراً وم�شاعل هداية‬ ‫لأجيال الأمة الإ�سالمية‪..‬‬ ‫ومنها م�ؤمتر الإمام احل�سني‬ ‫‪ A‬الدويل الأول الذي رعته‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة حتت‬ ‫�شعار (النه�ضة احل�سينية‬ ‫م�شكاة التكامل الإن�ساين)‪.‬‬ ‫هيئة التحرير‬ ‫‪A‬‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫العتبة العبا�سية املقد�سة‬

‫حتت�ضن م�ؤمتر الإمام احل�سني ‪ A‬الدويل الأول‬ ‫حتت �شعار (النه�ضة احل�سينية م�شكاة التكامل الإن�ساين)‬

‫فقد �شهدت قاع ُة الإمام احل�سن‬ ‫‪ A‬للم�ؤمترات والندوات يف‬ ‫العتبة الع ّبا�سية املق ّد�سة انطالق‬ ‫ف ّعاليات امل�ؤمتر الذي ُيقيمه مرك ُز‬ ‫العميد الدو ّ‬ ‫يل للبحوث والدرا�سات‬ ‫التابع للعتبة املق ّد�سة بالتعاون‬ ‫مع وزارة التعليم العايل والبحث‬ ‫العلمي‪ ،‬وجامعة كربالء‪ ،‬وم� ّؤ�س�سة‬ ‫(�سمت) الإيرانية لدرا�سة وت�أليف‬ ‫كتب العلوم الإن�سانية اجلامعية‬ ‫ومب�شاركة نخب ٍة من الباحثني من‬ ‫داخل وخارج العراق‪.‬‬ ‫وخري ما ا�ستهل به هذا امل�ؤمتر‬ ‫�آيات من الذكر احلكيم تالها على‬ ‫م�سامع احلا�ضرين املقرئ ليث‬ ‫رحيم العبيدي‪ ،‬جاءت بعدها كلم ُة‬ ‫العتبة الع ّبا�سية املق ّد�سة �ألقاها‬

‫الأمني العام املهند�س ال�سيد حممد‬ ‫الأ�شيقر (دام ت�أييده) حيث جاء‬ ‫فيها‪:‬‬ ‫نلتقي اليوم يف �ضيافة قبلة ّ‬ ‫ع�شاق‬ ‫ّ‬ ‫الطف‪،‬‬ ‫احل ّرية لننهل من معني‬ ‫ونحيي به قلوب العطا�شى ملبد�أ‬ ‫الإ�سالم ومنهجه ال�صحيح‪ ،‬و�أن‬ ‫يكون هذا امل�ؤمتر انطالقة حقيقية‬ ‫لرت�سيخ مفاهيم ومبادئ النه�ضة‬ ‫لت�صحح‬ ‫احل�سينية‪� ،‬إذ �إ ّنها جاءت‬ ‫ّ‬ ‫م�سار النظر ّيات الأخالق ّية الزائفة‬ ‫يف �أغلب نواحيها‪ ،‬لت�صبح نربا�س ًا‬ ‫لك ّل من �أراد �أن ّ‬ ‫ينظر �أو ي�ؤ ّلف �أو‬ ‫ي� ّؤ�س�س لنظري ٍة �أخالق ّية �أو ي�ص ّنف‬ ‫يف جماالتها املت�ش ّعبة‪ ،‬فمنهج‬ ‫الإمام احل�سني ‪ A‬متج ّد ٌد على‬ ‫م ّر الع�صور والأ ّيام‪ ،‬وال زالت‬

‫هذه الق�ضية اىل يومنا هذا مت ّدنا‬ ‫بالعطاء والق ّوة والعزمية والقدرة‪..‬‬ ‫م�ضيف ًا‪� :‬ش�أن ق�ضية الإمام‬ ‫احل�سني ‪� A‬ش�أن القر�آن الكرمي‬ ‫يخت�ص م�ضمونه بع�صر‬ ‫الذي ال‬ ‫ّ‬ ‫نزو ِل ِه‪ ،‬و�إنمّ ا يتج ّدد يف ك ّل ع�صر‪،‬‬ ‫حي‬ ‫ويعالج ق�ضايا ك ّل ع�صر‪ ،‬فهو ٌّ‬ ‫متج ّدد كال�شم�س والقمر كما ورد يف‬ ‫روايات �أهل البيت ‪.D‬‬ ‫مبين ًا‪� :‬إن الإمام احل�سني‪ A‬هو‬ ‫القر�آن الناطق‪ ،‬لذا ف�إنّ ق�ض ّيته‬ ‫وحركته ما هي �إلاّ مور ٌد عذب لك ّل‬ ‫من �أراد �أن يحيط بجوانب ُخ ُل ِقه‬ ‫امل�ستم ّد من ُخ ُلق ج ّده ‪.،J‬‬ ‫مو�ضح ًا‪� :‬إنّ املعطيات احل�سين ّية‬ ‫والعناية الر ّبانية لها قد�س ّيتها‬ ‫الوا�ضحة يف تف�سري املعجزة الإلهية‬


‫م�ؤمترات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫احل ّقة على �أ�سا�س مقايي�س العقل‬ ‫و�أحكامه‪� ،‬إلاّ �أنّ العلم الإلهي �أكرب‬ ‫من ا�ستيعابنا لق�صور مقايي�س‬ ‫عقولنا املحدودة‪ ،‬فاملحدود‬ ‫ال يدرك املطلق �إلاّ عن طريق‬ ‫الر�ساالت والنبوءات والإميان‬ ‫والت�سليم‪ ،‬لذلك ر�أينا من الواجب‬ ‫علينا امل�شاركة ولو بالي�سري‬ ‫لبيان القيم واملثل ال ُعليا للنه�ضة‬ ‫احل�سينية‪ ،‬لهذا جنتمع اليوم يف‬ ‫علمي دو ّ‬ ‫يل حتت �شعار‪:‬‬ ‫ؤمتر‬ ‫م� ٍ‬ ‫ّ‬ ‫(النه�ض ُة احل�سين ّية م�شكا ُة التكامل‬ ‫الإن�سا ّ‬ ‫ين) وبعنوان‪( :‬القيم واملُ ُثل‬ ‫ال ُعليا يف النه�ضة احل�سين ّية و�أثرها‬ ‫يف بناء الإن�سان)‪.‬‬ ‫وقد جاء هذا امل�ؤمتر لتعزيز �آفاق‬ ‫التوا�صل مع �شعوب العامل وخ�صو�ص ًا‬ ‫من الباحثني والأكادمي ّيني يف �إثراء‬ ‫املكتبة الدين ّية‪ ،‬وال�س ّيما احل�سين ّية‪،‬‬ ‫ليكونوا خري دعا ٍة للتعريف بالق�ضية‬ ‫احل�سينية وبيانها‪ ،‬وحتقيق التقارب‬ ‫الفكري بني املجتمعات العلمية‬ ‫ّ‬ ‫املتن ّوعة‪ ،‬ف�ض ًال عن تقريب الر�ؤى‬ ‫عرب فتح نوافذ البحث يف احلقول‬

‫املعرف ّية املختلفة‪ ..‬ويف اخلتام‬ ‫ن�س�أل الباري (عز وجل) �أن‬ ‫يو ّفقنا و�إ ّياكم خلدمة قيم النه�ضة‬ ‫احل�سين ّية الإن�سانية اخلالدة‪.‬‬ ‫جاءت بعدها كلمة اللجنة‬ ‫امل�شرفة على امل�ؤمتر �ألقاها رئي�س‬ ‫اللجنة امل�شرفة ال�سيد رئي�س جامعة‬ ‫كربالء الأ�ستاذ الدكتور منري حميد‬ ‫ال�سعدي بني فيها‪:‬‬ ‫نرحب‬ ‫ُي�سعدنا اليوم وي�ش ّرفنا �أن ّ‬ ‫ب�ضيوف فكر الإمام احل�سني ‪ A‬يف‬ ‫كربالء املق ّد�سة‪ ،‬ونقول‪� :‬إنّ احل�سني‬ ‫‪ A‬يجمعنا بقيمه وبطوالته‪،‬‬ ‫ويح ّفز فينا الفكر والكلمة‪� ،‬إنّ‬ ‫احل�سني‪ A‬مدر�س ٌة ينهل منها‬ ‫املح ّبون‪ ،‬وال�س ّيما من اجتهد من‬ ‫الباحثني‪ ،‬وي�أتي م�ؤمترنا هذا‬ ‫ب�صيغته الدولية‪ ،‬فقد جاء امل�ؤمتر‬ ‫نتيجة التعاون املبا�شر بني وزارة‬ ‫التعليم العايل والبحث العلمي‬ ‫ممثلة بدائرة البحث والتطوير‬ ‫ومركز العميد للدرا�سات والبحوث‬ ‫التابع للعتبة العبا�سية املقد�سة‬ ‫وم�ؤ�س�سة (�سمت) الإيرانية‪،‬‬

‫وجامعة كربالء‪� ،‬ضمن برنامج‬ ‫تعاون م�شرتك طويل الأمد‪ ،‬ومن‬ ‫خالل حت�ضريات ا�ستحداث لأكرث‬ ‫من ثالث �سنوات لإظهاره باملظهر‬ ‫العلمي الالئق‪ ،‬ليكون نتاجه ثمر ًة‬ ‫ونفح ًة تزدان بفكر �س ّيد ال�شهداء‬ ‫‪.A‬‬ ‫اليوم نخرج من وهج العاطفة‬ ‫وعربات املح ّبني والإن�سانية على‬ ‫امل�صاب اجللل للإ�سالم ب�س ّيد‬ ‫بفهم‬ ‫ال�شهداء ‪ A‬لرنتقي ب�أنف�سنا ٍ‬ ‫وفكر يتنا�سب مع �شخ�صية وت�ضحية‬ ‫ٍ‬ ‫الإمام احل�سني ‪ ،A‬فاالعتبار‬ ‫بالإمام وقعه �أكرب من العَبرْ ة يف‬ ‫بناء منهاج احلياة وحماربة الف�ساد‬ ‫ملجتمع ي�سوده‬ ‫والظلم والت�أ�سي�س‬ ‫ٍ‬ ‫العدل والقيم النبيلة‪.‬‬ ‫مبين ًا‪� :‬إنّ م�ؤمترنا اليوم هو ر ٌّد‬ ‫على ك ّل الأفكار املنحرفة التي‬ ‫ت�سيء للإ�سالم‪ ،‬ولع ّل فكر وكفر‬ ‫داع�ش على ر�أ�سها‪ ،‬لقد ا�ستوحى‬ ‫املجاهدون والثوار من �شخ�ص‬ ‫االمام احل�سني ‪ A‬ومواقفه‬ ‫وفكره يف جهادهم‪ ،‬فحق ن�صرهم‬

‫‪45‬‬

‫من اهلل تعاىل‪ ،‬فه�ؤالء املقاتلون‬ ‫يف القوات الأمنية و�أبطال الدفاع‬ ‫املقد�س واملتطوعون ج�سدوا �سلوك‬ ‫وفكر الإمام يف قتالهم‪ ،‬فهذا نهجه‬ ‫ومن قبله جده ر�سول اهلل ‪ J‬و�أبوه‬ ‫الإمام علي ‪ A‬مدر�سة للفكر‬ ‫وال�سلوك تعد منارة لي�س للم�سلمني‬ ‫فح�سب بل هي للإن�سانية جمعاء‪.‬‬ ‫م�ضيف ًا‪ :‬مت ا�ستالم ت�سعة وت�سعني‬ ‫بحث ًا‪ ،‬من داخل العراق وخارجه‪،‬‬ ‫وقد خ�ضعت جميعها ملعايري تقومي‬ ‫دقيق لت�سهم ب�إخراجها الفكر‬ ‫العلمي‪ ،‬ومت رف�ض ثمانية وخم�سني‬ ‫بحث ًا منها‪ ،‬و�إن �أ�سباب الرف�ض‬ ‫كانت هي عدم ادراج البحث �ضمن‬ ‫حماور امل�ؤمتر‪ ،‬ون�سبة اال�ستالل‬ ‫العالية على وفق برامج فح�ص‬ ‫الكرتونية‪ ،‬وب�سبب معايري ال�سالمة‬ ‫الفكرية‪ ،‬وعدم ح�صول البحث على‬ ‫درجة التقومي العلمي املطلوبة‪.‬‬ ‫يف حني كان عدد البحوث‬ ‫املطلوبة هي واحد و�أربعون بحث ًا‬ ‫بعد تقوميها وت�صويبها واجراء‬ ‫التعديالت املنا�سبة عليها‪ ،‬وتوزع‬


‫‪46‬‬

‫م�ؤمترات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫الدكتور منري ال�سعيد‬

‫الدكتور ميثم مهدي احلمامي‬

‫الدكتور ح�سن هاجري‬

‫الدكتور طالل خليفة‬

‫ال�شيخ الدكتور احمد احمدي‬

‫ال�سيد الدكتور حممد جواد‬

‫الباحثون الذين قدموا اوراقهم‬ ‫للم�ؤمتر هم من �أربع دول هي‪:‬‬ ‫(العراق‪ ،‬والبحرين‪ ،‬ولبنان‪،‬‬ ‫وايران) ومت توزيع البحوث على‬ ‫يومني‪ ،‬وبواقع ثالث جل�سات‬ ‫�صباحية‪ ،‬وجل�ستني م�سائية‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن حفل اخلتام وقراءة التو�صيات‪.‬‬ ‫جاءت بعدها كلم ُة الوفود‬ ‫امل�شاركة التي �ألقاها الدكتور ح�سني‬ ‫هاجري من م� ّؤ�س�سة (�سمت)‬ ‫الإيرانية وبينّ فيها‪:‬‬ ‫لقد خرجت �شخ�ص ّي ُة الإمام‬ ‫مذهب واحد‬ ‫احل�سني ‪ A‬عن‬ ‫ٍ‬ ‫ودين واحد‪ ،‬و�أ�صبحت �شخ�ص ّيته‬ ‫ٍ‬ ‫العظيمة و�أفكاره منار ًا للعامل‬ ‫�أجمع‪ ،‬حتى �أنّ الكثري من قيادات‬ ‫العامل قد �أخذت من فكره النيرّ‬ ‫املبارك‪ ،‬كما �أ�صبحت الكثري من‬ ‫املذاهب والأديان ُت�شارك يف م�سرية‬ ‫�أربعينية الإمام احل�سني ‪ ،A‬لذلك‬ ‫�أخذنا على عاتقنا �أن نبحث يف‬ ‫جمال نه�ضة الإمام احل�سني ‪A‬‬ ‫عن طريق البحوث وغريها لدرا�سة‬

‫�أهداف نه�ضته املباركة وتراثه‬ ‫العظيم‪.‬‬ ‫فقد بينّ ‪ A‬للعامل �أجمع‬ ‫�أ ّنه خرج لطلب الإ�صالح والأمر‬ ‫باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬لذا‬ ‫أهم الأمور واملحاور التي‬ ‫ف�إنّ من � ّ‬ ‫�سنتناولها يف هذا امل�ؤمتر هي نه�ضة‬ ‫الإمام احل�سني ‪ A‬باعتبار �أ ّنها‬ ‫ت�ساعد على �إخراج الأ ّمة الإ�سالمية‬ ‫من الو�ضع الذي تعي�شه الآن‪.‬‬ ‫بعدها �ألقيت كلمة امل�ؤمتر باللغة‬ ‫الإجنليزية �ألقاها الأ�ستاذ امل�ساعد‬ ‫حيدر غازي املو�سوي لتنطلق بعدها‬ ‫اجلل�سة االفتتاحية للبحوث‪.‬‬ ‫اجلل�سة البحثية الأوىل‪:‬‬ ‫متحورت اجلل�سة حول (�أثر الثورة‬ ‫احل�سينية يف حترير ال�شعوب)‪.‬‬ ‫وكان البحث الأ ّول بعنوان‪:‬‬ ‫(�شم�س احلقيقة التي ال تزول)‬ ‫لل�شيخ الدكتور �أحمد الأحمدي‬ ‫من �إيران‪ ،‬وقد بينّ فيه‪� :‬أنّ �آل‬ ‫بيت النب ّوة‪ D‬هم منا ٌر ونو ٌر‬ ‫للعامل �أجمع‪ ،‬ولن ي�ستطيع � ٌّأي من‬

‫�أعدائهم من الأ ّولني والآخرين �أن‬ ‫ُيطفئوا هذا النور‪.‬‬ ‫كما �أُلقي بعده البحثُ الثاين‬ ‫الذي كان بعنوان‪( :‬القيادة‬ ‫ومنا�صرتها يف �ضوء النه�ضة‬ ‫احل�سين ّية) للباحث الدكتور جعفر‬ ‫حممد �أ ّيوب من مملكة البحرين‪،‬‬ ‫والذي بينّ فيه‪� :‬أنّ القيادة ال�شرع ّية‬ ‫احل ّقة هي الأ�سا�س يف عمل ّية‬ ‫الإ�صالح والنه�ضة‪ ،‬وهي قياد ٌة‬ ‫ال ّ‬ ‫تذل وال ت�ضعف وال تهدف اىل‬ ‫ال�سلطة‪.‬‬ ‫فيما جاء البحثُ الثالث بعنوان‪:‬‬ ‫ال�سلمي لل�سلطة يف نه�ضة‬ ‫(التداول‬ ‫ّ‬ ‫الإمام احل�سني ‪ )A‬وكان للباحث‬ ‫الدكتور ميثم مهدي احلمامي من‬ ‫العراق‪ ،‬حيث تناول فيه قراء ًة‬ ‫جديد ًة يف نه�ضة الإمام احل�سني‬ ‫‪ A‬م�ؤ ّكد ًا �أنّ النه�ضة كانت �سلم ّية‬ ‫الن�ش�أة والإعداد واالمتداد من‬ ‫خالل عر�ض الن�صو�ص التاريخية‬ ‫والوثائق املعتمدة يف هذه النه�ضة‪.‬‬ ‫ختام اجلل�سة مع بحث‬ ‫ليكون ُ‬

‫الدكتور حممد جواد �أبي القا�سمي‬ ‫من �إيران الذي كان بعنوان‪:‬‬ ‫(النه�ضة احل�سين ّية وحترير‬ ‫النا�س من اال�ستبداد واال�ستعباد)‬ ‫والذي �ألقاه بالنيابة عنه ال�سيد‬ ‫جواد ورعي وبينّ فيه‪� :‬أنّ النه�ضة‬ ‫احل�سين ّية كانت درع ًا ح�صينة‬ ‫للم�سلمني من جرم بني �أم ّية‪،‬‬ ‫وجاءت كر ّدة فعل جتاه ال�سيا�سة‬ ‫الأمو ّية التي كانت واقع ًا مرير ًا يف‬ ‫التاريخ الإ�سالمي‪.‬‬ ‫لتُختتم اجلل�س ُة بجملة من‬ ‫الأ�سئلة واال�ستف�سارات من قبل‬ ‫احلا�ضرين‪ ،‬حيث قام الباحثون‬ ‫بدورهم بالإجابة عنها‪ ،‬وتو�ضيح ما‬ ‫يلزم تو�ضيحه‪.‬‬ ‫اجلل�سة البحثية الثانية‪:‬‬ ‫�صدحت قرائح الباحثني‬ ‫امل�شاركني خالل اجلل�سة البحثية‬ ‫الثانية اخلا�صة مب�ؤمتر الإمام‬ ‫احل�سني ‪ A‬الدويل الأول ب�أفكار‬ ‫�أخذت �سقايتها العلمية من‬ ‫�شخ�صية الإمام احل�سني ‪ A‬هذه‬


‫م�ؤمترات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫الدكتور حيدر عبد الزهرة‬ ‫ال�شخ�صية العظيمة التي �أنارت‬ ‫الفكر الإن�ساين‪ ،‬ووجهته نحو جادة‬ ‫ال�صواب وفق املبادئ الإلهية التي‬ ‫خطت على عر�ش ال�سماء؛ لتكون‬ ‫د�ستور ًا للب�شرية جمعاء‪.‬‬ ‫فقد ت�ض ّمنت هذه اجلل�سة التي‬ ‫احت�ضنتها قاع ُة الإمام احل�سن‬ ‫‪� A‬إلقاء �أحد ع�شر بحث ًا لباحثني‬ ‫جامعات عراق ّية خمتلفة‪،‬‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫بحث من جامعة‬ ‫ف�ض ًال عن‬ ‫ٍ‬ ‫طهران‪ ،‬اجتمعت عناوينها حتت‬ ‫أدبي يف النه�ضة‬ ‫حمور‪( :‬البعد ال ّ‬ ‫احل�سينية)‪ ،‬و ُيع ّد هذا املحور‬ ‫ بح�سب القائمني على امل�ؤمتر ‪-‬‬‫�أر�ض ّي ًة خ�صب ًة لإبحار الباحثني فيه‬ ‫واغرتافهم ا َملعني العذب من منهل‬ ‫هذه النه�ضة املعطاء لي�صوغوه‬ ‫بحثي‪.‬‬ ‫بطرقٍ و�آليات ذات ً‬ ‫منحى ّ‬ ‫قاد اجلل�سة الأ�ستاذ الدكتور‬ ‫كرمي النا�صح من مركز العميد‬ ‫الدو ّ‬ ‫يل للبحوث والدرا�سات رئي�س ًا‬ ‫لها‪ ،‬والدكتور مو�سى خابط عبود‬ ‫من اجلامعة امل�ستن�صرية مق ّرر ًا‪،‬‬

‫الدكتور جعفر حممد ايوب‬

‫وكانت البحوث ح�سب ت�سل�سلها كما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫�أ ّو ًال‪ :‬الدكتور م�سعود فكري‬ ‫من جامعة طهران‪ ،‬وكان بحثه‬ ‫بعنوان‪( :‬اجلانب الأخالقي للثورة‬ ‫احل�سين ّية)‪.‬‬ ‫الفحام‬ ‫ثاني ًا‪� :‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬ع ّبا�س علي ّ‬ ‫من جامعة الكوفة‪ ،‬وكان بحثه‬ ‫اخلطاب‬ ‫بعنوان‪�( :‬أ َد ُب الإبا ِء يف‬ ‫ِ‬ ‫ا ُ‬ ‫�سيني)‪.‬‬ ‫حل ّ‬ ‫ثالث ًا‪ :‬الدكتور حيدر عبد الزهرة‬ ‫التميمي من جامعة بغداد‪ ،‬وكان‬ ‫الن�ص‬ ‫بحثه بعنوان‪�( :‬إ�شار ّية‬ ‫ّ‬ ‫القر�آ ّ‬ ‫ين يف ُخ َطب الإمام احل�سني‬ ‫‪.)A‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬الدكتور حممد قا�سم‬ ‫لعيبي من جامعة بغداد‪ ،‬وكان‬ ‫بحثه بعنوان‪( :‬اال�ستدالل القر�آ ّ‬ ‫ين‬ ‫الديني عند الإمام‬ ‫وهيمنة الن�سق‬ ‫ّ‬ ‫احل�سني‪.)A‬‬ ‫خام�س ًا‪� :‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬ف�ضيلة عبو�سي‬ ‫حم�سن العامري من جامعة‬ ‫الكوفة‪ ،‬وكان بحثها بعنوان‪:‬‬

‫(بالغة احلجاج يف اخلطاب‬ ‫احل�سيني درا�سة تداول ّية‪ ..‬خطبة‬ ‫ّ‬ ‫الإمام احل�سني‪ A‬يف �صبيحة يوم‬ ‫عا�شوراء �أمنوذج ًا)‪.‬‬ ‫�ساد�س ًا‪� :‬أ‪.‬م‪.‬د كرمية نوما�س‬ ‫املد ّ‬ ‫ين من جامعة كربالء‪ ،‬وكان‬ ‫بحثها بعنوان‪�( :‬شعرية املفارقة‬ ‫الأ�سلوب ّية يف كالم الإمام احل�سني‬ ‫‪.)A‬‬ ‫�سابع ًا‪ :‬الدكتورة زهراء‬ ‫الربقعاوي من اجلامعة الإ�سالمية‬ ‫يف النجف الأ�شرف‪ ،‬وكان بحثها‬ ‫بعنوان‪( :‬ال�سلم احلجاجي يف‬ ‫خطاب الإمام احل�سني ‪.)A‬‬ ‫ثامن ًا‪� :‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬رفل ح�سن طه‬ ‫مع م‪ .‬ذكريات طالب ح�سني‪،‬‬ ‫وكان بحثهما بعنوان‪( :‬املفارقة‬ ‫احل�سيني‪..‬‬ ‫ال�شعري‬ ‫يف امل�سرح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�سرح ّية عبد الرحمن ال�شرقاوي‬ ‫(ث�أر اهلل) �أمنوذج ًا)‪.‬‬ ‫تا�سع ًا‪ :‬الدكتور و�سام ح�سني‬ ‫جا�سم من كلية الإمام الكاظم ‪،A‬‬ ‫وكان بحثه بعنوان‪( :‬ت�سامي القيم‬

‫‪47‬‬

‫الدكتور عبا�س الفحام‬ ‫عند �أ�صحاب الإمام احل�سني ‪..A‬‬ ‫زهري بن القني (ر�ضي اهلل عنه)‬ ‫�أمنوذج ًا ‪ -‬درا�سة ثقاف ّية حتليل ّية‬ ‫يف �سريته ومواقفه ‪.)-‬‬ ‫عا�شر ًا‪� :‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬زينب فا�ضل‬ ‫�أحمد مع م‪.‬د‪ .‬دالل خلف عريبي‬ ‫من جامعة بغداد‪ ،‬وكان بحثهما‬ ‫بعنوان‪( :‬مالمح الغربة واحلنني يف‬ ‫واقعة ّ‬ ‫الطف – ال�شاعر عالء الدين‬ ‫ال�شفهيني – �أمنوذج ًا)‪.‬‬ ‫�أحد ع�شر‪ :‬م‪ .‬حوراء غازي عناد‬ ‫ال�سالمي من جامعة الكوفة‪ ،‬وكان‬ ‫بحثها بعنوان‪( :‬الأث ُر القر�آ ّ‬ ‫ين يف‬ ‫خطب الإمام احل�سني ‪ ..A‬درا�سة‬ ‫ف ّنية)‪.‬‬ ‫ويف ختام هذه اجلل�سة عبرّ‬ ‫الباحثون عن �شكرهم وامتنانهم‬ ‫للعتبة الع ّبا�سية املق ّد�سة ملا تبذله‬ ‫جهد يف �سبيل ت�سليط ال�ضوء‬ ‫من ٍ‬ ‫على نه�ضة وثورة الإمام احل�سني‬ ‫‪ A‬اخلالدة من خالل طرحها‬ ‫ملحاور بحث ّية امتازت باحلداثة‪،‬‬ ‫وابتعدت عن الطرق الكال�سيكية‬


‫‪48‬‬

‫م�ؤمترات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫الدكتور حممد قا�سم لعيبي‬

‫الدكتور ح�سني الفتلي‬

‫الدكتورة كرمية نوما�س‬

‫الدكتور ر�شيد ناظر حميد‬

‫الدكتور م�سعود فكري‬

‫الدكتور و�سام ح�سني‬

‫يف البحث‪ ،‬عا ّدين هذه امل�شاركة‬ ‫ب�أ ّنها تاريخية وفر�صة كبرية‬ ‫ٌ‬ ‫و�شرف عظيم ُي�ضاف اىل �سل�سلة‬ ‫مي‬ ‫م�شاركاتهم‪ ،‬وما هي �إلاّ تكر ٌ‬ ‫من حامل لواء الإمام احل�سني �أبي‬ ‫الف�ضل الع ّبا�س ‪.C‬‬ ‫اجلل�سة البحثية الثالثة‪:‬‬ ‫عقدت اجلل�سة البحثية الثالثة‬ ‫للم�ؤمتر على قاعة الإمام احل�سن‬ ‫‪ ،A‬والتي كانت برئا�سة الدكتور‬ ‫عادل نذير بريي‪ ،‬واملقرر الدكتور‬ ‫طالل خليفة �سلمان‪ ،‬و�شهدت‬ ‫�إلقاء ثمانية بحوث‪ ،‬وفق حمورين‬ ‫هما‪( :‬القيم النف�سية والرتبوية يف‬ ‫النه�ضة احل�سينية و�أثرها يف تطوير‬ ‫مناهج الرتبية والتعليم)‪ ،‬و(الأبعاد‬ ‫الفكرية والعقدية والأخالقية‬ ‫لل�صورة احل�سينية) وهذه البحوث‬ ‫هي‪ :‬الأ ّول‪ :‬للباحث الدكتور جواد‬ ‫كاظم ن�صر اهلل من العراق بعنوان‪:‬‬ ‫(من تفا�سري الثورة احل�سينية)‪.‬‬ ‫الثاين‪ :‬للباحث الدكتور عبد‬ ‫الزهرة جا�سم اخلفاجي من‬

‫العراق بعنوان‪( :‬امل�ضامني الرتبو ّية‬ ‫يف قرابني الأنبياء)‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬للباحث الدكتور ب�شري‬ ‫ناظر حميد من العراق بعنوان‪:‬‬ ‫(دور النه�ضة احل�سين ّية يف التغيري‬ ‫االجتماعي)‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬للباحث الدكتور �صالح‬ ‫عبد احل�سني املن�صوري الذي �ألقاه‬ ‫بالنيابة عنه الدكتور حميد الغرابي‬ ‫من العراق وكان بعنوان‪( :‬الأبعاد‬ ‫الرتبوية والأخالقية لثورة الإمام‬ ‫احل�سني ‪.)A‬‬ ‫اخلام�س‪ :‬للباحثني الدكتورة‬ ‫�أف�سون قنربي والدكتور غال‬ ‫حم�سن من �إيران بعنوان‪( :‬الدور‬ ‫االجتماعي حل�ضرة العبا�س ‪ A‬يف‬ ‫�صناعة الثقافة)‪.‬‬ ‫ال�ساد�س‪ :‬للباحثني الدكتور رحيم‬ ‫كرمي ال�شريفي والدكتور ح�سني علي‬ ‫الفتلي من العراق بعنوان‪( :‬الأفعال‬ ‫الكالمية يف اخلطاب الأخالقي‬ ‫عند الإمام احل�سني ‪ ..A‬درا�سة‬ ‫تداولية)‪.‬‬

‫ال�سابع‪ :‬للباحث الدكتور حليم‬ ‫�صخيل العنكو�شي من العراق‬ ‫بعنوان‪( :‬الإناقة النف�سية يف �سرية‬ ‫الإمام احل�سني ‪ ..A‬درا�سة‬ ‫حتليلية)‪.‬‬ ‫الثامن‪ :‬للباحث الدكتور ح�سن‬ ‫حميد الفيا�ض من العراق بعنوان‪:‬‬ ‫(منهج الرتبية الروحية يف الثورة‬ ‫احل�سينية)‪.‬‬ ‫لتُختتم هذه اجلل�سة بجملة‬ ‫من الأ�سئلة واال�ستف�سارات من‬ ‫قبل احلا�ضرين‪ ،‬وقام الباحثون‬ ‫بدورهم بالإجابة عنها‪ ،‬وتو�ضيح ما‬ ‫يلزم تو�ضيحه‪.‬‬ ‫فيما �شهدت قاعة الإمام القا�سم‬ ‫بن احل�سن ‪ C‬يف نف�س الوقت‬ ‫جل�سة بحثية خا�صة بالبحوث باللغة‬ ‫الإنكليزية متحورت جميعها حول‬ ‫نه�ضة الإمام احل�سني ‪ A‬اخلالدة‪،‬‬ ‫فجاءت كالآتي‪:‬‬ ‫البحث الأول‪ :‬للباحثة هدى‬ ‫ناهي �سعيد وكان بحثها بعنوان‪:‬‬ ‫(الرمزية يف �أدب الطف)‪.‬‬

‫البحث الثاين‪ :‬للباحثة هاجر‬ ‫باخرتي ابراهيم �سرايي من‬ ‫�إيران بعنوان‪( :‬الأهداف املبجلة‬ ‫لأ�صحاب الإمام احل�سني ‪.)A‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬للمدر�س امل�ساعد‬ ‫�سوزان عبد الهادي كاظم‪ ،‬وكان‬ ‫بحثها بعنوان‪( :‬التحليل الأ�سلوبي‬ ‫للتنا�ص بني �أدعية الإمام احل�سني‬ ‫‪ A‬والقر�آن الكرمي)‪.‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬للباحثة منار‬ ‫كرمي مهدي‪ ،‬وكان بحثها بعنوان‪:‬‬ ‫(و�سائل الإقناع يف خطب الإمام‬ ‫احل�سني ‪.)A‬‬ ‫البحث اخلام�س‪ :‬للباحثة وفاء‬ ‫�صاحب مهدي بعنوان‪( :‬حتليل‬ ‫�أ�سلوبي خلطبة الإمام احل�سني ‪A‬‬ ‫يف عا�شوراء)‪.‬‬ ‫ختام امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫يف نهاية جل�سات م�ؤمتر الإمام‬ ‫احل�سني ‪ A‬الدويل الأول‪ ،‬وحتت‬ ‫�شعار (النه�ضة احل�سينية م�شكاة‬ ‫التكامل االن�ساين)‪ ,‬مت طرح خم�سة‬ ‫بحوث دارت رحاها عند الأثر‬


‫م�ؤمترات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫املدر�س حوراء غازي‬

‫الدكتور حليم العنكو�شي‬ ‫العظيم والكبري للثورة احل�سينية‬ ‫يف تهذيب الأجيال منذ قيامها‬ ‫واىل يومنا هذا‪� ،‬إ�ضافة اىل دور‬ ‫اال�صالح احلقيقي‪ ,‬وكانت اجلل�سة‬ ‫اخلتامية حتت حمورين هما‪:‬‬ ‫(�أثر النه�ضة احل�سينية يف الرتبية‬ ‫والتعليم‪ ،‬والنه�ضة احل�سينية‬ ‫ومق ّومات الن�صر القيمي)‪.‬‬ ‫فكان البحث الأول للباحثة‬ ‫الدكتورة رقية مري �أبو القا�سم من‬ ‫العا�صمة الإيرانية طهران‪ ,‬والتي‬ ‫تناولت يف بحثها درا�سة �شاملة عن‬ ‫امل�ؤلفات ال�شيعية التي حتدثت عن‬ ‫نه�ضة الإمام احل�سني ‪ A‬منذ‬ ‫�أكرث من (‪ )700‬عام يف ايران‪,‬‬ ‫حيث تطرقت اىل ثمانية كتب‬ ‫م�ؤلفة باللغة الفار�سية‪ ,‬وحتدثت‬ ‫عن �إ�صرار الإمام احل�سني ‪A‬‬ ‫للذهاب اىل كربالء‪ ،‬مع علمه‬ ‫امل�سبق ب�أنه �سي�ست�شهد هناك‪،‬‬ ‫وعن مفهوم ال�شهادة ال�سامي الذي‬ ‫يتمحور حول جميع �أحداث واقعة‬ ‫كربالء‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫اال�ستاذة ذكريات طالب‬

‫الدكتورة زهراء الربقعاوي‬

‫الدكتور �صالح املن�صوري‬

‫الدكتور جواد ن�صر اهلل‬

‫بينما البحث الثاين كان �أي�ض ًا‬ ‫من دولة ايران للباحث الدكتور‬ ‫عبد اهلل توكلي‪ ،‬وقد متحور بحثه‬ ‫عن درا�سة العلوم االجتماعية‬ ‫واال�سرتاتيجية يف ثورة الإمام‬ ‫احل�سني ‪ ,A‬و�أ�شار اىل انه اختار‬ ‫هذا اجلانب لقلة البحوث فيه‪ ،‬ومن‬ ‫املمكن �أن ن�ستح�صل على عدة امور‬ ‫من قيام الثورة منها‪ :‬قيام الإمام‬ ‫احل�سني ‪ A‬لإ�صالح �أمور الأمة‬ ‫اال�سالمية‪ ،‬واحقاق احلق‪ ،‬وازهاق‬ ‫الباطل‪ ,‬ا�ضافة اىل ف�ضح ظلم‬ ‫حكام بني امية والتخطيط لت�شكيل‬ ‫اخلالفة‪.‬‬ ‫لرتتقي املن�صة بعد ذلك الباحثة‬ ‫انعام ا�سماعيل طاهر من جامعة‬ ‫بغداد‪ ،‬وكان بحثها حتت عنوان‬ ‫(مفهوم الإ�صالح يف النه�ضة‬ ‫احل�سينية و�أهمية تطبيقه يف‬ ‫الرتبية والتعليم)‪ ,‬والتي تطرقت‬ ‫خالله اىل دعوة �أهل البيت ‪ D‬اىل‬ ‫�إ�صالح �أحوال النا�س والق�ضاء على‬ ‫الف�ساد والتدهور‪ ،‬وتغيري احلال‬

‫اىل الواقع الأف�ضل‪ ,‬كما حتدثت‬ ‫عن الثورة احل�سينية و�أهميتها‬ ‫الكربى من �أجل �أن يعي�ش االن�سان‬ ‫حياة كرمية‪ ,‬وت�ضمن البحث عدة‬ ‫حماور مهمة‪.‬‬ ‫عدنا بعد ذلك اىل جمهورية‬ ‫ايران ومع الباحث الدكتور غالم‬ ‫ح�سني زاده من �إيران‪ ،‬وكان بحثه‬ ‫حتت عنوان‪( :‬الإمام احل�سني ‪A‬‬ ‫النموذج الإلهي املنتج)‪ ,‬وكان بحثه‬ ‫يتمحور على ثالثة ا�سئلة وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬كيف �أ�صبح الإمام احل�سني‬ ‫‪� A‬أمنوذج ًا �إلهي ًا‪.‬‬ ‫‪ -2‬كيف ينتج الإمام احل�سني ‪A‬‬ ‫ال�سائرين على فكره يف التاريخ‪.‬‬ ‫‪ -3‬كيف ن�ستفيد من نتاج الإمام‬ ‫احل�سني ‪.A‬‬ ‫بينما البحث الأخري‪ ،‬فكان‬ ‫للباحث املدر�س ع�صام فخري‬ ‫من العراق‪ ،‬وكان بحثه بعنوان‪:‬‬ ‫(النه�ضة احل�سين ّية وحماكمة‬ ‫ال�ضمري درا�سة حتليل ّية نقدية)‪,‬‬ ‫فكرة العنوان جاءت نتيجة ال�س�ؤال‬

‫وهو‪ :‬ملاذا طلب الإمام احل�سني‬ ‫الن�صرة؟‬ ‫وبعد انتهاء الأبحاث اخلم�سة‬ ‫و�صل املهرجان اىل اخلتام‪،‬‬ ‫وذلك ع�صر يوم اجلمعة (‪22‬ذي‬ ‫القعدة ‪1437‬هـ) املوافق لـ(‪�26‬آب‬ ‫‪2016‬م)‪ ,‬بعد تقدمي عدة تو�صيات‬ ‫من �أجل اخراج املهرجان ب�صورة‬ ‫اف�ضل يف العام القادم‪ ,‬حيث بد�أ‬ ‫حفل اخلتام بتالوة عطرة لآيات‬ ‫من الذكر احلكيم‪ ،‬بعد ذلك قراءة‬ ‫�سورة الفاحتة على �أرواح �شهداء‬ ‫العراق الأبرار‪ ,‬ليقدم ع�ضو اللجنة‬ ‫التح�ضريية للم�ؤمتر ورئي�س ق�سم‬ ‫الأن�شطة والفعاليات يف مركز‬ ‫العميد الدويل للبحوث والدرا�سات‬ ‫الأ�ستاذ الدكتور �أحمد الكعبي �أهم‬ ‫ما خرج به امل�ؤمتر من تو�صيات‪:‬‬ ‫‪ -1‬الدعوة اىل ا�ستمرار اجلهود‬ ‫امل�شرتكة بني امل� ّؤ�س�سات العلمية‬ ‫امل�شاركة يف �إقامة هذا امل�ؤمتر‬ ‫لإحياء تراث الإمام احل�سني‬ ‫�س�س‬ ‫والأئ ّمة املع�صومني ‪ D‬على �أُ ٍ‬ ‫‪A‬‬


‫‪50‬‬

‫م�ؤمترات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫الدكتور عبد اهلل توكلي‬

‫الدكتورة رقية مري‬

‫الدكتور غالم ح�سني زاده‬ ‫علم ّية ر�صينة‪.‬‬ ‫‪� -2‬إعادة قراءة �أخبار �سرية‬ ‫الإمام احل�سني ‪ A‬وعر�ضها‬ ‫على القر�آن الكرمي وتراث الأئ ّمة‬ ‫الأطهار ‪.D‬‬ ‫‪ -3‬اال�ستلهام من ال�سرية‬ ‫احل�سين ّية العطرة يف مناهج‬ ‫الرتبية والتعليم وت�ضمني الكتب‬ ‫العلم ّية ن�صو�ص ًا من خطب‬ ‫الإمام احل�سني ‪ A‬و�أدعيته لبناء‬ ‫ال�شخ�صية امل�سلمة ال�صاحلة يف‬ ‫�ضوء منهج �أهل البيت ‪ D‬يف‬ ‫تن�شئة ال�شخ�ص ّية امل�ؤمنة‪.‬‬ ‫‪ -4‬ت�شجيع الباحثني على درا�سة‬ ‫تراث الإمام احل�سني ‪ A‬العلمي‬ ‫والثقايف وال�س ّيما يف امل� ّؤ�س�سات‬

‫الأكادمي ّية مبا يواكب امل�ستج ّدات‬ ‫الراهنة يف عاملنا املعا�صر‪.‬‬ ‫‪ -5‬ترجمة تراث الإمام احل�سني‬ ‫‪ A‬اىل ال ّلغات الأجنب ّية احل ّية مبا‬ ‫ين�شر اجلانب الفكري والإ�صالحي‬ ‫ّ‬ ‫الو�ضاء لثورة الإمام احل�سني ‪A‬‬ ‫و�سريته اخلالدة يف دول العامل‪.‬‬ ‫‪ -6‬ال�سعي اىل �إ�صدار مو�سوعة‬ ‫بعنوان‪( :‬مو�سوعة الإمام احل�سني‬ ‫‪ )A‬تعنى برتاث الإمام احل�سني‬ ‫‪ A‬و�سريته املباركة ُت�صدرها‬ ‫اجلهات ّ‬ ‫املنظمة للم�ؤمتر‪.‬‬ ‫بعد ذلك مت تكرمي الباحثني‬ ‫وامل�شاركني يف امل�ؤمتر مع تكرمي‬ ‫الو�سائل الإعالمية التي �ساهمت يف‬ ‫تغطية فعاليات امل�ؤمتر واجناحه‪.‬‬

‫املدر�س انعام ا�سماعيل‬

‫املدر�س ع�صام فخري‬ ‫لقاءات امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫ع�ضو اللجنة التح�ضريية للم�ؤمتر‬ ‫ورئي�س ق�سم الأن�شطة والفعاليات‬ ‫يف مركز العميد الدويل للبحوث‬ ‫والدرا�سات الأ�ستاذ الدكتور �أحمد‬ ‫الكعبي‪:‬‬ ‫خالل م�ؤمتر الإمام احل�سني‬ ‫‪ A‬الدويل الأول‪ ،‬مت �إعطاء‬ ‫م�ساحة بحثية للباحثني امل�شاركني‬ ‫باللغة الإنكليزية‪ ،‬ومت تخ�صي�ص‬ ‫جل�سة خا�صة بهذه البحوث لباحثني‬ ‫من اجلامعات العراقية ومن خارج‬ ‫العراق‪ ،‬وقد �أُخ�ضعت هذه البحوث‬ ‫التي مت تر�شيحها من قبل جلنة‬ ‫خمت�صة طبقت عليها معايري‬ ‫خا�صة‪ ،‬و ُرف�ض ق�سم منها‪ ،‬و ُقبل‬

‫الآخر‪ ،‬وكان عدد البحوث املقبولة‬ ‫التي �أُلقيت خم�سة بحوث على �أن‬ ‫تو�سع رقعة امل�شاركة يف الدورات‬ ‫الالحقة؛ لإعطائهم �أكرث من‬ ‫جل�سة‪.‬‬ ‫نهدف من هذا العمل �إىل‬ ‫�إر�سال ر�سالة مفادها �أن النه�ضة‬ ‫احل�سينية �أخذت منحى عاملي ومل‬ ‫تقت�صر على لغة معينة �أو �شعب‬ ‫معني‪ ،‬لذلك وجدنا الباحثني قد‬ ‫بذلوا جهد ًا كبري ًا من �أجل �إخراج‬ ‫ن�صو�ص بحثية ر�صينة ذات قيمة‬ ‫وطرح جديد‪ ،‬و�سيتم جمع هذه‬ ‫البحوث حالها حال باقي البحوث‬ ‫لتطبع يف �إ�صدار خا�ص‪.‬‬


‫م�ؤمترات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫الدكتورة �سوزان عبد الهادي‬

‫�أ‪.‬د‪ .‬احمد الكعبي‬

‫الدكتور م�سعود فكري من جامعة‬ ‫طهران حتدث قائ ًال‪:‬‬ ‫ن�شكر اهلل �سبحانه وتعاىل‬ ‫لتوفيقه �إيانا للم�شاركة واحل�ضور‬ ‫يف هذا املكان املقد�س‪ ،‬كما �أتقدم‬ ‫بكلمة �شكر للقائمني على هذا‬ ‫امل�ؤمتر املبارك‪ ،‬حقيقية خطوة‬ ‫جيدة يف اطار رفد املكتبات‬ ‫االكادميية ببحوث تخت�ص‬ ‫باهل البيت ‪ D‬ب�صورة عامة‬ ‫وباخل�صو�ص االمام احل�سني‬ ‫‪ A‬هذه ال�شخ�صية العظيمة‬ ‫التي حتمل بني طياتها الكثري من‬ ‫اجلوانب التي البد ان نقف عليها‬ ‫وقفة ت�أمل‪ ،‬ان �شاء اهلل �ستكون هذه‬ ‫امل�ؤمترات حمركا ورافدا ينهل منه‬ ‫طلبة العلم‪.‬‬ ‫الفحام من‬ ‫�أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬ع ّبا�س علي ّ‬ ‫جامعة الكوفة حتدث قائ ًال‪:‬‬ ‫عودتنا العتبات املقد�سة ال�سيما‬

‫د‪ .‬م�سعود فكري‬

‫الباحثة هاجر باخرتي‬

‫�أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬عبا�س علي الفحام‬

‫العتبة العبا�سية املقد�سة �أن تكون‬ ‫الراعي الأول للن�شاطات العلمية‬ ‫الأكادميية؛ ذلك انها ت�ؤمن‬ ‫بالعلم الذي ي�سري وفق اخلطوات‬ ‫ال�صحيحة واملمنهجة بطرق علمية‬ ‫ر�صينة‪ ،‬وخري دليل على ذلك ما‬ ‫انتجته العتبة املقد�سة لل�ساحة‬ ‫العلمية من �إ�صدارات وبحوث‬ ‫رفدت املكتبة االكادميية بكل ما هو‬ ‫مفيد لالرتقاء بهذا اجلانب املهم‪،‬‬ ‫وبهذه املنا�سبة‪� ..‬أتقدم بال�شكر‬ ‫اجلزيل اىل كل من �ساهم يف �إجناح‬ ‫هذا امل�ؤمتر املبارك الذي اتخذ من‬ ‫الإمام احل�سني ‪ A‬حمور ًا تدور‬ ‫الكتابات حول هذه ال�شخ�صية‬ ‫العظيمة‪.‬‬ ‫الدكتور حيدر عبد الزهرة‬ ‫التميمي من جامعة بغداد حتدث‬ ‫قائ ًال‪:‬‬ ‫يعد البحث العلمي من اخلطوات‬

‫د‪ .‬حيدر عبد الزهرة التميمي‬

‫الأ�سا�سية للم�ساهمة يف الرقي‬ ‫املعريف‪ ،‬من جانب �آخر اثراء‬ ‫املكتبات بالأفكار النرية خلرية‬ ‫من الباحثني الذين لهم ثقلهم يف‬ ‫هذا املجال‪ ،‬ف�ض ًال عن ذلك ف�أن‬ ‫تنظيم هذا امل�ؤمتر وجناحه يكمن‬ ‫يف اجلهد املبذول من قبل العتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة الراعية له‪ ،‬وهو‬ ‫�أمر اعتدنا �أن نراه من القائمني‬ ‫يف العتبة املقد�سة‪ ،‬ال�سيما الكوادر‬ ‫العاملة يف مركز العميد الدويل‬ ‫للبحوث والدرا�سات‪ ،‬هذا املركز‬ ‫الذي قطع �أ�شواط ًا كبرية يف تطور‬ ‫البحث العلمي واالرتقاء به‪.‬‬ ‫واليوم جنتمع على مائدة العلم‬ ‫لتقدح الأفكار بحوث ًا ر�صينة ت�ستمد‬ ‫مادتها العلمية من �شخ�صية الإمام‬ ‫احل�سني ‪ A‬العظيمة التي ال ت�سع‬ ‫امل�ؤلفات الكثرية �أن حت�صرها يف‬ ‫وريقات‪ ..‬ن�س�أل اهلل تعاىل �أن يوفق‬

‫‪51‬‬

‫الباحثة هدى ناهي �سعيد‬

‫د‪ .‬حممد قا�سم لعيبي‬

‫اجلميع لكل ما ير�ضاه واحلمد هلل‬ ‫رب العاملني‪.‬‬ ‫الدكتور حممد قا�سم لعيبي من‬ ‫جامعة بغداد حتدث قائ ًال‪:‬‬ ‫خطوة مباركة من القائمني‬ ‫على هذا امل�ؤمتر من �أجل �إبراز‬ ‫اجلوانب العملية التي �أ�س�سها‬ ‫لنا الإمام احل�سني ‪ A‬من �أجل‬ ‫اال�ستفادة منها وحماولة ترجمتها‬ ‫اىل �سلوكيات تنعك�س على املجتمع‪،‬‬ ‫حيث �أن هذه ال�سلوكيات تنطلق‬ ‫من فكر االمام املع�صوم الذي‬ ‫هو اخلط امل�ستقيم الذي يربط‬ ‫االن�سان بخالقه‪.‬‬ ‫ونحن اليوم هنا مع جمموعة‬ ‫من الأ�ساتذة والعلماء ن�ستظل بهذه‬ ‫ال�شخ�صية العظيمة وهو االمام‬ ‫احل�سني ‪ A‬هذا االمام الذي غيرّ‬ ‫جمرى احلياة‪ ،‬ور�سم طريق احلق‬ ‫بو�ضوح بعد �أن �ضلله �أ�صحاب‬


‫‪52‬‬

‫م�ؤمترات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫�أ‪.‬م‪.‬د كرمية نوما�س‬

‫الأفكار املنحرفة من �أمثال يزيد‬ ‫و�أ�شباهه‪..‬‬ ‫�شكرنا مو�صول اىل القائمني على‬ ‫هذا امل�ؤمتر‪ ،‬وندعو اهلل تعاىل �أن‬ ‫يوفقهم يف قابل الأيام‪.‬‬ ‫�أ‪.‬م‪.‬د كرمية نوما�س املد ّ‬ ‫ين من‬ ‫جامعة كربالء حتدث قائلة‪:‬‬ ‫ت�شرفنا بامل�شركة يف م�ؤمتر‬ ‫الإمام احل�سني ‪ A‬الذي احت�ضنته‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة‪ ،‬و�شاهدنا‬

‫د‪ .‬زهراء الربقعاوي‬

‫اخلطوات اجلادة من اجل االرتقاء‬ ‫بالأفكار وفق املنهج العلمي الر�صني‬ ‫الذي يتخذ خطوات عدة للو�صول‬ ‫اىل مراتب متقدمة تهدف اىل‬ ‫طرح املعلومة للمتعلم ب�شكل �صحيح‬ ‫بعيد ًا عن الت�سيي�س والتزييف الذي‬ ‫تتخذه بع�ض الأفكار املري�ضة اليوم‪.‬‬ ‫وحقيقة الأمر �أن الإمام احل�سني‬ ‫‪ A‬الذي هو حمور هذا امل�ؤمتر‬ ‫كان يدعو اىل عدم املجاملة على‬

‫د‪ .‬و�سام ح�سني جا�سم‬

‫ح�ساب احلق واالبتعاد عن جادته‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن دعوته اىل التحرر من‬ ‫العبودية اىل ال�سلطات احلاكمة‬ ‫وهو ما نحتاجه اليوم يف جمتمعنا‬ ‫من �أجل النهو�ض بالواقع املجتمعي‪.‬‬ ‫الدكتورة زهراء الربقعاوي من‬ ‫اجلامعة الإ�سالمية يف النجف‬ ‫الأ�شرف حتدثت قائلة‪:‬‬ ‫ت�شرفنا بامل�شاركة يف هذا امل�ؤمتر‬ ‫املبارك الذي وجدنا ما طرح فيه‬

‫من �أفكار لها عظيم الأثر على‬ ‫املجتمع �إذا ما طبقت ومت ن�شرها‬ ‫بطرق ميكن �أن ت�صل اىل �أغلب‬ ‫فئات املجتمع املختلفة �شكرنا‬ ‫وتقديرنا لكل من �ساهم يف امل�ؤمتر‬ ‫واىل مزيد من التقدم واالرتقاء يف‬ ‫جمال البحث العلمي‪.‬‬ ‫الدكتور و�سام ح�سني جا�سم من‬ ‫كلية الإمام الكاظم ‪ A‬حتدث‬ ‫قائ ًال‪:‬‬


‫م�ؤمترات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫م‪ .‬حوراء غازي ال�سالمي‬

‫جهود وا�ضحة التم�سناها من‬ ‫قبل املنظمني لهذا امل�ؤمتر من �أجل‬ ‫االرتقاء باحلث بالعلمي ب�شكل عام‪،‬‬ ‫وجانب �آخر حماولة اال�ستفادة من‬ ‫هذه ال�شخ�صية الكبرية التي غيرّ ت‬ ‫م�سار التاريخ تغيري ًا وا�ضح ًا لي�س‬ ‫فقط على �أتباع �أهل البيت ‪D‬‬ ‫بل على الكثري من ال�شخ�صيات‬ ‫التي تدين بديانات �أخرى‪ ،‬فهذه‬ ‫ال�شخ�صيات هي ملهمة لكل ان�سان‬

‫يريد �أن يكون حر ًا يف دنياه غري‬ ‫م�ستعبد من قبل الطغاة‪ ،‬دمتم‬ ‫موفقني لكل خري‪ ،‬ولكل ما من �ش�أنه‬ ‫خدمة املذهب‪.‬‬ ‫م‪ .‬حوراء غازي عناد ال�سالمي‬ ‫من جامعة الكوفة حتدثت قائلة‪:‬‬ ‫ت�شرفنا بامل�شاركة يف هذا امل�ؤمتر‬ ‫املبارك الذي جمع الأفكار ووجها‬ ‫نحو هدف واحد �أال وهو اال�ستفادة‬ ‫من �شخ�صية االمام احل�سني ‪A‬‬

‫‪53‬‬

‫م‪ .‬ذكريات طالب ح�سني‬

‫وحماولة ادراجها يف البحوث‬ ‫العلمية التي تدر�س يف اجلامعات‬ ‫االكادميية وهي خطوة جبارة من‬ ‫قبل القائمني على هذا امل�ؤمتر‪،‬‬ ‫�شكرنا وتقديرنا لكل من �ساهم يف‬ ‫�إقامة هذا امل�ؤمتر املبارك‪.‬‬ ‫م‪ .‬ذكريات طالب ح�سني حتدثت‬ ‫قائلة‪:‬‬ ‫تعد �شخ�صية الإمام احل�سني ‪A‬‬ ‫من ال�شخ�صيات التي �أحدثت ثورة‬

‫لي�س فقط ما ن�شاهده ون�سمعه مما‬ ‫جرى يوم واقعة الطف الأليمة امنا‬ ‫كان الإمام احل�سني ‪ A‬يدافع عن‬ ‫ر�سالة جده هذه الر�سالة ال�سماوية‬ ‫التي اذا ما طبقت على ار�ض الواقع‬ ‫لكان العي�ش يف الأر�ض �أمنوذج ًا‬ ‫وا�ضح ًا للحياة املتكاملة التي يطمح‬ ‫اليها الإن�سان‪..‬‬ ‫�شكرنا للقائمني على هذا امل�ؤمتر‬ ‫املبارك‪.‬‬


‫‪54‬‬

‫م�ؤمترات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫دا ُر الر�سول الأعظم (‪)J‬‬ ‫ً‬ ‫ور�شة علم ّي ًة حول ال�سرية النبو ّية املباركة‪..‬‬ ‫ُيقيم‬

‫�ضمن فعاليات م�ؤمتر الإمام‬ ‫احل�سني (‪� ،)A‬أقام دا ُر الر�سول‬ ‫الأعظم (‪ )J‬التابع ملركز العميد‬ ‫الدو ّ‬ ‫يل للبحوث والدرا�سات ور�ش ًة‬ ‫تو�سمت بـ(ال�سرية النبو ّية يف‬ ‫علم ّي ًة ّ‬ ‫هدي القر�آن الكرمي) ا�شرتك فيها‬ ‫وح�ضرها عد ٌد غفري من الأ�ساتذة‬ ‫والأكادمي ّيني من جامعات عراقية‬ ‫خمتلفة‪.‬‬ ‫ا�س ُتهِ َّلت هذه الور�شة التي ُع ِقدت‬ ‫بعد ظهر اليوم اخلمي�س (‪21‬ذي‬ ‫القعدة ‪1437‬هـ) املوافق لـ(‪�25‬آب‬ ‫موجز عنها ب ّينه‬ ‫‪2016‬م)‬ ‫بتو�ضيح ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مدي ُر الدار الأ�ستاذ الدكتور عادل‬ ‫نذير‪ ،‬مو�ضح ًا الأهداف والغايات‬ ‫التي انبثق من �أجلها هذا امل�ؤ�سَّ �س‬ ‫البحثي‪ ،‬حيث بينّ ‪�" :‬أنّ �شخ�ص ّية‬ ‫ّ‬

‫الر�سول (‪ )J‬هي �شخ�صي ٌة‬ ‫عظيمة ق ّدمت هلل (ع ّز وج ّل)‬ ‫وللإ�سالم ك ّل ما ت�ستطيع‪ ،‬وبذلت‬ ‫ك ّل ما يف و�سعها من �أجل هداية‬ ‫الب�شرية اىل طريق ال�صواب‪،‬‬ ‫ونحن كباحثني و�أكادمي ّيني نقف‬ ‫واجب مق ّد�س‪ ،‬وهو �إظهار‬ ‫�أمام‬ ‫ٍ‬ ‫هذه ال�شخ�ص ّية ب�أبهى �صورها؛‬ ‫لأنّ بع�ض الأيادي حاولت �أن ت�ش ّوه‬ ‫�صورة هذه ال�شخ�ص ّية‪ ،‬وتو�صلها‬ ‫ب�شكل مغاير ملا هو‬ ‫اىل العامل‬ ‫ٍ‬ ‫موجود"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪�" :‬إنّ �إن�شاء دار الر�سول‬ ‫الأعظم (‪ )J‬ت�شكي ٌل ُيراد منه‬ ‫�أن ُيعنى بهذه ال�شخ�صية العظيمة‬ ‫أ�سلوب ور�ؤي ٍة جديدة‬ ‫وطرحها ب� ٍ‬ ‫تختلف ع ّما ّمت طرحه من قبل‪،‬‬

‫ولديه ع ّدة م�شاريع منها م�شروع‬ ‫للنبي‬ ‫ُيعنى بال�سرية العطرة‬ ‫ّ‬ ‫الأكرم حممد (‪ )J‬بهدي القر�آن‬ ‫الكرمي‪ ،‬فال�سرية النبو ّية اليوم هي‬ ‫عل ٌم قائ ٌم بذاته يف �أق�سام التاريخ‪،‬‬ ‫وهذا العلم هو ميدا ٌن و�ساحة‬ ‫للعديد من املفاهيم‪ ،‬فنحن نريد‬ ‫لهذه ال�سرية �أن ُتكتب و ُتد ّون ب�إطار‬ ‫القر�آن الكرمي؛ لكون �أنّ هناك‬ ‫م�سارات عديدة ُك ِتبت بها هذه‬ ‫ال�سرية وك ّلها ت�شوبها �شوائب‪ ،‬ومن‬ ‫�أجل تخلي�صها من هذه ال�شوائب‬ ‫يجب �أن نعر�ضها على القر�آن‬ ‫الكرمي �أي نذهب بال�سرية النبو ّية‬ ‫اىل القر�آن‪ ،‬وهناك خيارات منها‬ ‫�أن نذهب بال�سرية اىل القر�آن‬ ‫بكاملها �أو نذهب بها لروايات �أهل‬

‫البيت (‪ )D‬ومن ّثم نطرحها على‬ ‫القر�آن الكرمي‪ ،‬لنخرج ب�سري ٍة نبو ّية‬ ‫�شريفة م�شفوعة بعلوم �أهل البيت‬ ‫(‪ )D‬ومعرو�ضة يف نف�س الوقت‬ ‫على القر�آن الكرمي"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫املجال للحا�ضرين‬ ‫بعد ذلك ُف�سح‬ ‫وامل�شاركني �أن ُيدلوا بدلوهم‪ ،‬و�أن‬ ‫يد ّونوا ما جادت به �أفكارهم من‬ ‫مالحظات وا�ستف�سارات وغريها‬ ‫ت�صب يف هذا‬ ‫من الأمور التي‬ ‫ّ‬ ‫املجال‪ ،‬حيث طرحت جمموع ٌة‬ ‫من الأفكار املكتوبة يف نهاية هذه‬ ‫الور�شة بعد �أن ُطرحت ب�صور ٍة‬ ‫علنية‪ ،‬من �أجل اال�ستفادة منها‬ ‫يف تقومي هذا امل�شروع والإ�سهام يف‬ ‫تطويره‪.‬‬


‫م�ؤمترات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫‪55‬‬

‫العاملي الأ ّول‬ ‫على هام�ش م�ؤمتر الإمام احل�سني (عليه ال�سالم)‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الت�شاوري اخلام�س‬ ‫املقد�سة ترعى االجتماع‬ ‫العتبة الع ّبا�سية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ملذ ّكرة العمل امل�شرتك بني وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬ ‫وم� ّؤ�س�سة �سمت الإيرانية‬

‫اخلا�ص‬ ‫ُعقد االجتما ُع اخلام�س‬ ‫ّ‬ ‫مبذ ّكرة التفاهم املو ّقعة بني وزارة‬ ‫التعليم العايل وم� ّؤ�س�سة (�سمت)‬ ‫يف جمال ترجمة الكتب الفار�سية‬ ‫املتع ّلقة بالعلوم الإن�سانية اىل ال ّلغة‬ ‫العربية بالإ�ضافة اىل الت�أليف‬ ‫امل�شرتك بني الطرفني‪ ،‬حيث ُعقد‬ ‫هذا االجتماع على قاعة ق�سم‬ ‫الرتبية والتعليم العايل يف العتبة‬ ‫املق ّد�سة على هام�ش م�ؤمتر الإمام‬ ‫العاملي‬ ‫احل�سني (عليه ال�سالم)‬ ‫ّ‬ ‫الأ ّول‪ ،‬الذي ُيقيمه مرك ُز العميد‬ ‫الدو ّ‬ ‫يل للبحوث والدرا�سات التابع‬ ‫لق�سم ال�ش�ؤون الفكرية والثقاف ّية‬ ‫يف العتبة الع ّبا�سية املق ّد�سة‪،‬‬ ‫بالتعاون مع وزارة التعليم‬ ‫العايل والبحث والعلمي وجامعة‬ ‫كربالء وم� ّؤ�س�سة درا�سة وت�أليف‬ ‫كتب العلوم الإن�سانية اجلامعية‬ ‫(�سمت) الإيرانية واملق ّرر انطالق‬

‫غد اخلمي�س‪.‬‬ ‫فعال ّياته يوم ٍ‬ ‫مدير عام دائرة البحث‬ ‫والتطوير يف الوزارة الدكتور‬ ‫غ�سان حميد بينّ قائ ًال‪:‬‬ ‫ّمت عقد االجتماع اخلام�س‬ ‫بني وزارة التعليم العايل والبحث‬ ‫العلمي وبني م� ّؤ�س�سة (�سمت)‬ ‫الإيرانية لالتّفاق على مذ ّكرة‬ ‫التفاهم املو ّقعة بني وزارة التعليم‬ ‫العايل وم� ّؤ�س�سة (�سمت)‪ ،‬وهذه‬ ‫امل� ّؤ�س�سة العريقة معن ّية برتجمة‬ ‫الكتب العلمية يف جمال العلوم‬ ‫خا�ص‪ ،‬وتتناول‬ ‫الإن�سانية‬ ‫ٍ‬ ‫ب�شكل ّ‬ ‫هذه املذ ّكرة ع ّدة حماور من‬ ‫�ضمنها ترجمة الكتب العلم ّية‬ ‫الفار�س ّية امله ّمة يف خمتلف‬ ‫التخ�ص�صات اىل ال ّلغة العربية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بالإ�ضافة اىل الت�أليف امل�شرتك‬ ‫بني الطرفني وتالقح الأفكار‪.‬‬ ‫واحلقيقة �أ ّننا مل�سنا منهم ك ّل‬

‫التعاون‪ ،‬فقد حت ّولت هذه املذ ّكرة‬ ‫م�شروع له �أهداف حيث �أُتيحت‬ ‫اىل‬ ‫ٍ‬ ‫لنا فر�صة لزيارة �إيران ّ‬ ‫اطلعنا من‬ ‫خاللها على التط ّور املوجود يف‬ ‫هذا املجال‪ ،‬كذلك ّ‬ ‫االطالع على‬ ‫�آل ّية طباعة هذه الكتب وتدريب‬ ‫املنت�سبني من قبل الطرفني‪ ،‬وربمّ ا‬ ‫ينتج عن هذه املذ ّكرة ال�سماح‬ ‫للطلبة العراق ّيني ب�إكمال درا�ستهم‬ ‫اجلامعية يف �إيران وبالعك�س‪.‬‬ ‫رئي�س م� ّؤ�س�سة‬ ‫من جانبه بينّ‬ ‫ُ‬ ‫(�سمت) لن�شر وطبع الكتب‬ ‫املنهج ّية الدكتور �أحمد �أحمدي‬ ‫قائ ًال‪:‬‬ ‫ّمت يف اجتماع اليوم مناق�شة‬ ‫موا�ضيع ترجمة الكتب التي‬ ‫ت�صدرها م� ّؤ�س�ستنا اىل ال ّلغة‬ ‫العربية من �أجل تدري�سها يف‬ ‫اجلامعات العراق ّية‪ ،‬كما ن�سعى‬ ‫ب�شكل‬ ‫للعمل يف جمال ت�أليف الكتب ٍ‬

‫م�شرتك بني الطرفني خ�صو�ص ًا يف‬ ‫جمال العلوم الإن�سانية‪ ،‬ونحن‬ ‫�سعيدون ج ّد ًا بهذه االتّفاقية التي‬ ‫�ست�ؤ ّدي اىل تبادل الآراء وتالقح‬ ‫الأفكار وتعزيز وتر�سيخ التعاون‬ ‫الثقايف يف جمال تطوير وحتديث‬ ‫خا�ص‪،‬‬ ‫ب�شكل‬ ‫املوارد املعرفية‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫الذي مي ّثل ركن ًا �أ�سا�س ّي ًا من �أركان‬ ‫العمل ّية الرتبوية والتعليم ّية مبا‬ ‫يعود بالفائدة على البلدين‪.‬‬ ‫ويف ختام االجتماع‪ ،‬ق ّدم‬ ‫اجلانبان �شكرهما للعتبة الع ّبا�سية‬ ‫املق ّد�سة على الرعاية الكبرية التي‬ ‫تق ّدمها لك ّل ما يخدم امل�سرية‬ ‫الرقي بها من‬ ‫العلم ّية والعمل على ّ‬ ‫خالل �إقامتها للم�ؤمترات والور�ش‬ ‫ت�صب يف هذا املجال‪.‬‬ ‫العلمية التي ّ‬


‫‪56‬‬

‫كنوز املعرفة‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫يتجلى‪..‬‬ ‫النتيجة احلتمية‬

‫كتاب (اهلل يتجلى يف ع�صر‬ ‫العلم)‪:‬‬ ‫النتيجة احلتمية‪ /‬جون كليفالند‬ ‫كوثران‪:‬‬ ‫من علماء الكيمياء والريا�ضة‬ ‫دكتوراه من جامعة كورنل – رئي�س‬ ‫ق�سم العلوم الطبيعية بجامعة دولث‬ ‫– �أخ�صائي يف حت�ضري النرتازول‬ ‫ويف تنقية التنج�ستني‬ ‫قال لورد كيلفي‪( :‬اذا فكرت‬ ‫تفكريا عميقا ف�أن العلوم ت�أخذك‬ ‫اىل االميان باهلل‪)..‬‬ ‫�أي الت�أمل الذكي يف الكون‬ ‫�سيقودنا اىل الت�سليم بثالثة عوامل‪:‬‬ ‫(املادة‪ ،‬العقل‪ ،‬الروح)‬ ‫والكيمياء‪ ،‬خمت�صة بدرا�سة‬ ‫حتول املادة �إىل طاقة وحتول‬ ‫الطاقة �إىل مادة‪ ،‬وهي من العلوم‬ ‫املادية التي لي�س لها �صلة بعامل‬ ‫الروحيات‪ ..‬فكيف اذن يت�سنى‬ ‫للكيمياء ان تقدم دليال ماديا على‬ ‫وجود الروح االعظم �أو اهلل الذي‬ ‫خلق هذا الكون؟‬ ‫وكيف ينتظر منها ان تخترب‬ ‫الفر�ض الذي يدعي ان جميع‬ ‫ما يحدث فيه يتم بالطريقة‬ ‫الع�شوائية؟ وقد �أثبتت جميع‬ ‫الدرا�سات العلمية ان �سلوك اي‬ ‫جزيء من �أجزاء املادة مهما‬ ‫�صغر �أو ت�ضاءل حجمه‪ ،‬ال ميكن ان‬ ‫يكون �سلوكا ع�شوائيا‪ ،‬بل انه على‬ ‫نقي�ض ذلك يخ�ضع لقوانني طبيعية‬ ‫حمددة‪.‬‬ ‫ويف كثري من الأحيان يتم‬

‫الق�سم الرابع‬ ‫ ‬ ‫جلنة البحوث والدرا�سات‬ ‫اكت�شاف القانون قبل اكت�شاف انهم قد ف�سروا ذلك على ا�سا�س ان‬ ‫�أ�سبابه �أو فهم طريقة عمله بفرتة هنالك نوعا من امليل او اجلاذبية‬ ‫طويلة من الزمن‪ ،‬وعندما يتم بني جميع ذرات عن�صر (�أ) وجميع‬ ‫�أخريا ادراك الأ�سباب‪ ،‬ف�أن �أي �أثر عن�صر (ب)‪ ..‬ولكن هذا امليل او‬ ‫لفكرة الع�شوائية �أو امل�صادفة يف اجلاذبية منعدم بني ذرات عن�صر‬ ‫�سلوك املادة �أو الطاقة �سوف يندثر (�أ) وذرات عن�صر (ج)‪.‬‬ ‫اندثارا تام ًا‪.‬‬ ‫وقد عرف العلماء كذلك ان‬ ‫ومنذ مائة وخم�سني �سنة تقريبا �سرعة التفاعل بني ذرات املعادن‬ ‫رتب العامل الرو�سي مانداليف القلوية واملاء مثال تزداد بازدياد‬ ‫العنا�صر الكيماوية تبعا لتزايد اوزانها الذرية‪ ..‬بينما ت�سلك‬ ‫اوزانها الذرية ترتيبا دوريا‪ ..‬وقد عنا�صر الف�صيلة الهالوجينية‬ ‫وجد ان العنا�صر التي تقع يف ق�سم �سلوكا مناق�ضا لهذا ال�سلوك كل‬ ‫واحد ت�ؤلف ف�صيلة واحدة ويكون املناق�ض‪ ..‬وال يعرف احد �سبب‬ ‫لها خوا�ص مت�شابهة‪ ،‬فهل ميكن التناق�ض‪ ،‬ومع ذلك فان احدا مل‬ ‫ارجاع ذلك �إىل جمرد امل�صادفة؟ يرجع ذلك �إىل حم�ض امل�صادفة‪.‬‬ ‫وكذلك متكن العلماء بف�ضل انظر �إىل العنا�صر الكيماوية‬ ‫هذا الرتتيب ان يتنب�أوا بوجود املعروفة التي يبلغ عددها اثنني بعد‬ ‫عنا�صر مل يكن الب�شر قد تو�صلوا املائة‪ ،‬والحظ ما بينها من �أوجه‬ ‫اليها بعد‪ ،‬بل �أمكن التنب�ؤ بخوا�ص الت�شابه واالختالف العجيبة‪..‬‬ ‫هذه العنا�صر املجهولة وحتديدها فمنها امللون وغريه امللون‪ ،‬وبع�ضها‬ ‫حتديدا دقيقا‪ ،‬ثم �صدقت نبواءتهم غاز ي�صعب حتويله �إىل �سائل‬ ‫يف جميع احلاالت‪ ،‬فاكت�شف او �صلب‪ ،‬وبع�ضها �سائل والآخر‬ ‫العنا�صر املجهولة وجاءت �صفاتها �صلب ي�صعب حتويله �إىل �سائل‬ ‫مطابقة كل املطابقة لل�صفات التي او غاز‪ ،‬وبع�ضها ه�ش والآخر‬ ‫توقعوها‪ ..‬فهل يبقى بعد ذلك مكان �شديد ال�صالبة‪ ،‬وبع�ضها خفيف‬ ‫لالعتقاد يف ان �أمور هذا الكون والآخر ثقيل‪ ،‬وبع�ضها مو�صل‬ ‫جتري على �أ�سا�س امل�صادفة؟‬ ‫جيد والآخر رديء التو�صيل‪،‬‬ ‫ان اكت�شاف مانداليف ي�سمى وبع�ضها مغناطي�سي‪ ،‬والآخر غري‬ ‫(القانون الدوري)‪ !..‬وهل ميكن مغناطي�سي‪ ،‬وبع�ضها ن�شيط والآخر‬ ‫ان نف�سر على �أ�سا�س امل�صادفة خامل‪ ،‬وبع�ضها يكون �أحما�ضا‬ ‫ما و�صفه وتو�صل اليه العلماء والآخر يكون قواعد‪ ،‬وبع�ضها معمر‬ ‫ال�سابقون من تفاعل ذرات عنا�صر والآخر ال يبقى اال لفرتة حمدودة‬ ‫(�أ) مع ذرات عن�صر (ب) وعدم من الزمان‪ ،‬ومع ذلك ف�أنها جميعا‬ ‫تفاعلها مع عن�صر (جـ) كال‪ ..‬تخ�ضع لقانون واحد هو القانون‬

‫الدوري؛ لأنها تتكون جميعها من‬ ‫نف�س الأنواع الثالثة من اجلزئيات‬ ‫الكهربائية‪ ،‬وهي الربوتونات‬ ‫املوجبة وااللكرتونات ال�سالبة‬ ‫والنيوترونات والتي يعترب كل منها‬ ‫نا�شئا عن احتاد بروتون واحد مع‬ ‫الكرتون واحد‪ ..‬وجميع الربوتونات‬ ‫والنيوترونات التي بالذرة الواحدة‬ ‫تقع يف نواة مركزية‪.‬‬ ‫اما الإلكرتونات ف�إنها تدور حول‬ ‫حماورها يف مدارات خمتلفة حول‬ ‫النواة وعلى �أبعاد �شا�سعة منها‬ ‫مكونة ما ي�شبه جمموعة �شم�سية‬ ‫م�صغرة‪ ..‬وعلى ذلك فان معظم‬ ‫حجم الذرة يعترب فراغا كما هي‬ ‫احلال يف املجموعة ال�شم�سية‪.‬‬ ‫الفرق بني ذرة عن�صر معني‬ ‫وعن�صر �آخر يرجع �إىل الفرق يف‬ ‫عدد الربوتونات والنيوترونات التي‬ ‫بالنواة‪ ،‬واىل عدد وطريقة تنظيم‬ ‫االلكرتونات التي يف خارج النواة‪.‬‬ ‫وعلى ذلك فان ماليني الأنواع من‬ ‫املواد املختلفة �سواء �أكانت عنا�صر‬ ‫�أم مركبات‪ ،‬تت�ألف من جزئيات‬ ‫كهربية لي�ست يف الواقع اال جمرد‬ ‫�صور او مظاهر من الطاقة‪ .‬واملادة‬ ‫بو�صفها تتكون من جمموعات من‬ ‫اجلزئيات والذرات‪ ،‬واجلزئيات‬ ‫والذرات ذاتها‪ ،‬والإلكرتونات‬ ‫والنيوترونات التي تت�ألف منها‬ ‫الذرات‪ ،‬والكهرباء والطاقة‬ ‫ذاتها‪ ،‬امنا تخ�ضع جميعا للقوانني‬ ‫معينة ولي�ست وليدة امل�صادفة‬ ‫بحيث يكفي عدد قليل جدا من‬


‫كنوز املعرفة‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫ذرات اي عن�صر للك�شف عنه‬ ‫ومعرفة خوا�صه‪ ..‬وعلى ذلك فان‬ ‫الكون املادي ي�سوده النظام ولي�س‬ ‫الفو�ضى‪ ،‬وحتكمه القوانني ولي�ست‬ ‫امل�صادفة او التخبط‪.‬‬ ‫فهل يت�صور عاقل او يفكر ان‬ ‫يعتقد ان املادة املجردة من العقل‬ ‫واحلكمة قد اوجدت نف�سها بنف�سها‬ ‫مبح�ض امل�صادفة؟ او انها هي التي‬ ‫اوجدت هذا النظام وتلك القوانني‬ ‫ثم فر�ضته على نف�سها؟ ال �شك �أن‬ ‫اجلواب �سوف يكون �سلبيا‪ ..‬بل‬ ‫ان املادة عندما تتحول �إىل طاقة‬ ‫او تتحول الطاقة �إىل مادة فان‬ ‫كل ذلك يتم طبقا لقوانني معينة‪،‬‬

‫واملادة الناجتة تخ�ضع لنف�س‬ ‫القوانني التي تخ�ضع لها املادة‬ ‫املعروفة التي اوجدت قبلها‪.‬‬ ‫وتدلنا الكيمياء على ان بع�ض‬ ‫املواد يف �سبيل الزوال او الفناء‪،‬‬ ‫ولكن بع�ضها ي�سري نحو الفناء‬ ‫ب�سرعة كبرية والآخر ب�سرعة‬ ‫�ضئيلة‪ ..‬وعلى ذلك فان املادة‬ ‫لي�ست �أبدية‪ ،‬ومعنى ذلك اي�ضا‬ ‫انها لي�ست �أزلية‪� ،‬إذ ان لها بداية‪..‬‬ ‫وتدل ال�شواهد من الكيمياء وغريها‬ ‫من العلوم على ان بداية املادة مل‬ ‫تكن بطيئة او تدريجية‪ ،‬بل اوجدت‬ ‫ب�صورة فجائية‪ ،‬وت�ستطيع العلوم‬ ‫ان حتدد لنا الوقت الذي ن�ش�أت فيه‬

‫هذه املواد‪ ..‬وعلى ذلك فان هذا‬ ‫العامل املادي ال بد ان يكون خملوقا‪،‬‬ ‫وهو منذ ان خلق يخ�ضع لقوانني‬ ‫و�سنن كونية حمددة لي�س لعن�صر‬ ‫امل�صادفة بينها مكان‪.‬‬ ‫فاذا كان هذا العامل املادي‬ ‫عاجزا عن ان يخلق نف�سه او يحدد‬ ‫القوانني التي يخ�ضع لها‪ ،‬فالبد ان‬ ‫يكون اخللق قد مت بقدرة كائن غري‬ ‫مادي‪ ..‬وتدل ال�شواهد جميعا على‬ ‫ان هذا اخلالق البد ان يكون مت�صفا‬ ‫بالعقل واحلكمة‪� ،‬إال ان العقل ال‬ ‫ي�ستطيع ان يعمل يف العامل املادي‬ ‫كما يف ممار�سة الطب والعالج‬ ‫ال�سيكولوجي دون ان يكون هنالك‬

‫‪57‬‬

‫ارادة‪ ،‬والبد ملن يت�صف بالإرادة‬ ‫ان يكون موجودا وجودا ذاتيا‪..‬‬ ‫وعلى ذلك فان النتيجة املنطقية‬ ‫احلتمية التي يفر�ضها علينا العقل‬ ‫لي�ست مق�صورة على ان لهذا الكون‬ ‫خالقا فح�سب‪ ،‬بل البد ان يكون هذا‬ ‫اخلالق حكيما عليما قادرا على كل‬ ‫�شيء حتى ي�ستطيع ان يخلق هذا‬ ‫الكون وينظمه ويدبره‪ ،‬وال بد ان‬ ‫يكون هذا اخلالق دائم الوجود‬ ‫تتجلى �آياته يف كل مكان‪ ..‬وعلى‬ ‫ذلك فانه ال مفر من الت�سليم بوجود‬ ‫اهلل خالق هذا الكون وموجهه‪.‬‬


‫‪58‬‬

‫ت�أمالت ق�ص�صية‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫من �أدب الدفاع املقد�س‬ ‫ِ‬ ‫عليك العراق‪..‬‬ ‫مبارك‬

‫ �إعالم الدفاع املقد�س ‪ -‬يف جريدة �صدى الرو�ضتني‬ ‫التفت ا َّ‬ ‫يل ارجوك ال تدر‬ ‫وجهك عني ف�أنا رباب‪ ،‬حبيبتك‪،‬‬ ‫خطيبتك‪ ،‬زوجة الغد‪ ،‬و�أم اطفالك‬ ‫احللوين الذين �سيولدون يف يوم‬ ‫ما؛ ليملأوا البيت حراكا‪ ،‬وكلما‬ ‫يزعجني احدهم �س�أهدده بك‪..‬‬ ‫‪ -:‬اعقل يا ولد و�إال �أخربت بابا‬ ‫عنك‪ ،‬و�سيخافك ويجل�س عاق ًال‪،‬‬ ‫هم عاقلون ك�أبيهم‪ ..‬انظر �إ ّ‬ ‫يل‬ ‫�أرجوك‪ ..‬ارفع ر�أ�سك عالي ًا‪ ،‬ف�أنت‬ ‫�أنت البطل الذي به افتخر و�سيفتخر‬ ‫معي العامل كله‪� ،‬ستغبطني الن�ساء‬

‫حني يرين فرحتي التي ال تو�صف‬ ‫بك‪� ،‬س�أقول لهن‪:‬ـ انا تزوجت رج ًال‬ ‫بط ًال عراقي ًا مقات ًال يف الدفاع‬ ‫املقد�س‪ ،‬ذهب زوجي ليقاتل دفاع ًا‬ ‫عن �شرف العراقيات‪.‬‬ ‫انا رباب ابنة قي�س زوجة امل�صور‬ ‫احلربي اجمد عبد �سامل الفنان‬ ‫الذي حمل الكامريا بندقية عز‬ ‫و�سالح كرامة ليقف وقفة �أبية‪،‬‬ ‫التفت �إ ّ‬ ‫يل‪ ..‬ارفع الر�أ�س وال تخد�ش‬ ‫خاطري‪� ،‬أنا ل�ست وحدي‪ ،‬انا جئت‬ ‫مع �أبي وامي‪ ،‬و�إخوتي لأعاهد اهلل‬

‫�أمامك و�أمامهم اين �س�أكون يا‬ ‫اجمد لك القدم التي برتت هناك‪،‬‬ ‫علي لتنه�ض‪.‬‬ ‫�ستتوك�أ ّ‬ ‫لقد �س�ألت عن قدمك فقالوا‪:‬‬ ‫زرعت يف اجلبهة راية من رايات‬ ‫الت�ضحية‪ ،‬التفتت يل امر�أة‬ ‫ت�سالني‪ :‬وماذا تفعلني بها؟‬ ‫‪� -:‬أنا يا عمة �س�أ�ضعها زينة يف‬ ‫غرفتي‪ ،‬اعلقها كما تعلقون �شجر‬ ‫الزينة‪� ،‬س�أعلم ابنائي يقبلونها كل‬ ‫�صباح‪..‬‬

‫‪:‬ـ هذه هوية ابيكم‬ ‫هذي زكاته‪..‬‬ ‫الطبيبة تعاطفت معي‬ ‫عليك‬ ‫وهم�ست يف �أذين‪� :‬أق�سم ِ‬ ‫باحل�سني �أن تدعوين يف حفل‬ ‫زفافكما‪ ،‬قلت‪ :‬دكتورة انت بها‬ ‫الآن‪� ،‬سيتم عقد القران هنا يف‬ ‫م�ست�شفى الكفيل‪ ،‬لقد ح�ضرت‬ ‫اليوم عائلتي وعائلته‪ ،‬ومعنا �شيخ‬ ‫رجل دين ليعقد لنا عقد القر�آن‪،‬‬ ‫بكت الطبيبة وهي تقبلني‪ :‬مبارك‬ ‫عليك العراق يا �أخيتي‪...‬‬ ‫ِ‬


‫�أوراق تربوية‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫‪59‬‬

‫ِلهذا ان َت َقمتُ ِمن ُكم‪!..‬‬ ‫�صادق مهدي ح�سن ‪ -‬ناحية الكفل‬

‫اعتاد كثري من مد ّر�سي املراحل‬ ‫املنتهية على تنويع �أ�ساليب الأ�سئلة‬ ‫الإمتحانية‪ ،‬وو�ضع بع�ض الأ�سئلة‬ ‫الفكرية املت�سمة بال�صعوبة‬ ‫�إىل حد ما لإثراء الطلبة علمي ًا‬ ‫وتهيئتهم لأداء االمتحان الوزاري‬ ‫على �أمت وجه‪ ،‬وهو ما قد ي�ؤيد �أو‬ ‫ُيعار�ض بح�سب البيئة املدر�سية‬ ‫واالجتماعية من عدة جهات ي�أتي‬ ‫يف مقدمتها بع�ض الطلبة و�أولياء‬ ‫�أمورهم‪..‬‬ ‫وهنا ق�صة طريفة بطلها �أحد‬ ‫املدر�سني املتفانني يف عملهم‪:‬‬ ‫على مدار عام كامل‪� ،‬أبدع‬ ‫�صديقي املد ّر�س يف �صياغة جماميع‬

‫منوعة من الأ�سئلة جعلت الطلبة يف‬ ‫حالة ترقب وحذر من �أي امتحان‪..‬‬ ‫ومن �أ�ساليبه املتبعة �أنه كان‬ ‫يحول حمتويات املادة الدرا�سية‬ ‫ب�أكملها �إىل �أ�سئلة ذات م�ستويات‬ ‫متباينة‪ ،‬ويعيد امتحان الطلبة لعدة‬ ‫مرات؛ حر�ص ًا منه كي يعيد طلبته‬ ‫مذاكرة املادة وا�ستيعاب تفا�صيلها‬ ‫بالأ�سلوب الأمثل‪..‬‬ ‫اغتاظ الطلبة حتى و�صل ال�ضجر‬ ‫بهم �إىل �أن يقدموا �شكواهم لإدارة‬ ‫املدر�سة من توايل االمتحانات‬ ‫عليهم‪ ،‬كان املدير متفهم ًا لوجهة‬ ‫نظر الأ�ستاذ‪ ،‬فلم ي�أبه ملا يجري‪،‬‬ ‫وامت�ص غ�ضب الطلبة بذكاء‪،‬‬

‫وازدادت كثافة االمتحانات ال�شاملة‬ ‫يف �أ�سابيع ال�سنة الأخرية‪.‬‬ ‫ويف الأ�سبوع الأخري‪ ،‬انفجر �أحد‬ ‫الطلبة قائ ًال‪ :‬ملاذا هذه الأ�سئلة‬ ‫املطولة ال�صعبة يا �أ�ستاذ‪� ..‬أتريد �أن‬ ‫تنتقم منا؟! �ضحك املدر�س وقال‪:‬‬ ‫لك احلق �أن ت�س�أل‪ ..‬وال لوم عليك‬ ‫�أبد ًا يا عزيزي‪ ،‬ولكن لن �أجيبك‬ ‫عن �س�ؤالك هذا الآن‪ ..‬قريب ًا جد ًا‬ ‫�ستعرف اجلواب بنف�سك‪.‬‬ ‫يف يوم االمتحان النهائي‪،‬‬ ‫وجد الطلبة �أ�ستاذهم منتظر ًا‬ ‫خارج القاعة الإمتحانية ليتفقد‬ ‫�أحوالهم وي�ستف�سر عن �إجاباتهم‪،‬‬ ‫وجاءه الطالب ذاته وقال بفرح‬

‫غامر‪ :‬احلمد هلل‪ ..‬كانت الأ�سئلة‬ ‫ب�سيطة وا�ضحة هذا اليوم‪ ،‬ولي�ست‬ ‫ك�أ�سئلتك يا �أ�ستاذ‪ !..‬فرد الأ�ستاذ‬ ‫ني العزيز‪ ..‬مل تكن‬ ‫مبت�سم ًا‪ُ :‬ب َّ‬ ‫�أ�سئلة اليوم بهذه الب�ساطة �أبد ًا‪..‬‬ ‫ولكنكم اعتدمت على ما هو �أ�صعب‬ ‫منها فتمكنتم من �إجابتها‪ ،‬و�أعدك‬ ‫�أن �سينجح الطلبة جميع ًا ويح�صلوا‬ ‫على �أف�ضل الدرجات‪ ..‬ولهذا‬ ‫انتقمتُ منكم‪!..‬‬ ‫م َّر �أ�سبوعان‪� ..‬أعلنت النتائج‪،‬‬ ‫فكانت ن�سبة النجاح كما تنبَّ�أ‬ ‫الأ�ستاذ (‪.)%100‬‬


‫‪60‬‬

‫املكتبة احلرة‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫الإمام املنتظر املهدي ‪f‬‬

‫يف خطبة الغدير‬ ‫الأ�ستاذ كامل ح�سني اجلنابي‬

‫لقد �أ�شار القر�آن الكرمي يف بع�ض‬ ‫�آياته �أن هناك انقالب ًا كوني ًا �شام ًال‬ ‫يف القيم واملواقع والقوة وال�سيادة‬ ‫والتقدم والعدالة وال�سعادة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ويتم هذا االنقالب‬ ‫ال�شامل عندما يتحكم امل�ستكربون‬ ‫يف حياة النا�س‪ ،‬وي�ست�ضعفون عباد‬ ‫اهلل تعاىل وي�سلبون النا�س قيمهم‬ ‫وعقولهم و�ضمائرهم‪ ،‬وي�شيعون‬ ‫الظلم والف�ساد يف حياتهم‪ ،‬وت�صل‬ ‫الب�شرية �إىل طريق م�سدود‪،‬‬ ‫وعندئذ تتدخل الإرادة الإلهية‬ ‫لإنقاذ النا�س‪.‬‬ ‫وحتول القوة وال�سلطان من �أيدي‬ ‫الظاملني امل�ستكربين �إىل �أيدي‬ ‫ال�صاحلني امل�ست�ضعفني وهي �سنة‬ ‫من �سنن اهلل تعاىل احلتمية عرب‬ ‫التاريخ‪.‬‬ ‫ويقود هذا االنقالب الكوين‬ ‫ال�شامل هو الإمام القائم املهدي‬ ‫‪ f‬من ذرية ر�سول اهلل حممد ‪J‬‬ ‫ومن ولد فاطمة ‪ ،B‬ومن الآيات‬ ‫الكرمية التي �أ�شارت �إىل ذلك‪،‬‬

‫قوله تعاىل‪َ (( :‬و ُن ِري ُد �أَن نمَّ ُ نَّ‬ ‫الَ ْر ِ�ض‬ ‫ا�ست ُْ�ض ِع ُفوا فيِ ْ أ‬ ‫َع َلى ا َّل ِذينَ ْ‬ ‫َونجَ ْ َع َل ُه ْم �أَ ِئ َّم ًة َونجَ ْ َع َل ُه ُم ا ْل َوا ِر ِث َني‬ ‫ر�ض‪))...‬‬ ‫{‪َ }5‬ونمُ َ ِّكنَ َل ُه ْم فيِ الأَ ِ‬ ‫{الق�ص�ص‪.}6-5:‬‬ ‫وقوله تعاىل‪َ (( :‬و َل َق ْد َك َت ْب َنا فيِ‬ ‫ال َّز ُبو ِر ِمن َب ْع ِد ِّ‬ ‫الَ ْر َ�ض‬ ‫الذ ْك ِر �أَنَّ ْ أ‬ ‫َي ِر ُث َها ِع َبا ِد َي ال�صَّ الحِ ُ ونَ ))‬ ‫{الأنبياء‪.}105:‬‬ ‫وقال تعاىل‪َ (( :‬و َع َد اللهَّ ُ ا َّل ِذينَ‬ ‫ات‬ ‫� َآم ُنوا ِمن ُك ْم َو َعمِ ُلوا ال�صَّ الحِ َ ِ‬ ‫الَ ْر ِ�ض َك َما‬ ‫َل َي ْ�ستَخْ ِل َف َّن ُهم فيِ ْ أ‬ ‫ا�ستَخْ َل َف ا َّل ِذينَ ِمن َق ْبلِهِ ْم َو َل ُي َم ِّكننَ​َّ‬ ‫ْ‬ ‫َل ُه ْم ِدي َن ُه ُم ا َّل ِذي ا ْرت َ​َ�ضى َل ُه ْم‬ ‫َو َل ُي َبدِّ َل َّن ُهم ِّمن َب ْع ِد َخ ْوفِهِ ْم �أَ ْم ًنا‬ ‫َي ْع ُبدُو َن ِني لاَ ُي ْ�ش ِر ُكونَ ِبي َ�ش ْي ًئا‪))...‬‬ ‫{النور‪}55:‬‬ ‫ �إن الإمام املهدي ‪ f‬جاء ذكره‬‫عن ل�سان النبي ‪ J‬وعلى ل�سان‬ ‫الأنبياء الذين �سبقوه‪ ،‬حتى �إننا‬ ‫جند ذكر املهدي ‪ A‬يف التوراة‬ ‫والإجنيل بالكناية والأ�سماء التي‬ ‫ُق ّ�صت بالكتب ال�سماوية‪.‬‬

‫ �إن �أحاديث ر�سول اهلل حممد‬‫‪ J‬يف املهدي ‪ f‬كثرية جتاوزت‬ ‫الأربعني حديث ًا‪ ،‬تب�شر النا�س‬ ‫بظهور املهدي ‪ ،f‬وتبني �أنه من ولد‬ ‫فاطمة‪ ،‬و�أنه الإمام االثنا ع�شر‪،‬‬ ‫والذي �سيملأ الأر�ض عد ًال وق�سط ًا‬ ‫بعدما ُملئت ظلم ًا وجور ًا‪.‬‬ ‫ هذه الأحاديث الكثرية التي‬‫قالها الر�سول الأكرم ‪ J‬يف املهدي‬ ‫‪� f‬أمام �شخ�ص �أو جمموعة من‬ ‫الأ�شخا�ص‪ ،‬ثم تناقلها امل�سلمون‪..‬‬ ‫ولكن ما قاله الر�سول ‪ J‬بعد حجة‬ ‫الوداع يف خطبة الغدير املباركة‬ ‫�أمام ‪� 120‬ألف ًا من امل�سلمني‪ ،‬وجلهم‬ ‫من ال�صحابة وامل�سلمني الأوائل‬ ‫املقربني من النبي ‪ J‬وهي من‬ ‫�أهم خطب الر�سول ‪ J‬و�آخر خطبة‬ ‫ر�سمية له ‪� J‬إىل العامل �أجمع‪،‬‬ ‫وا�ستغرقت اخلطبة يف غدير خم‬ ‫نحو �ساعة‪ ،‬وكانت مف�صلة و�شاملة‪،‬‬ ‫وجاء فيها وب�أمر �إلهي تن�صيب علي‬ ‫بن �أبي طالب ‪� A‬أمري ًا للم�ؤمنني‬ ‫وخليفة من بعده‪ ،‬ثم الإمامة يف‬

‫ذريته من ولده‪ ،‬وب�شرى بالإمام‬ ‫املنتظر املهدي ‪.f‬‬ ‫ حجة الوداع‪ :‬يف ال�سنة العا�شرة‬‫للهجرة‪� ،‬أعلن النبي الأكرم ‪J‬‬ ‫ب�شكل ر�سمي ولأول مرة النفري‬ ‫العام للحج‪ ،‬و�سميت هذه ال�سفرة‬ ‫بـ(حجة الوداع) قال العالمة‬ ‫الأميني (رحمه اهلل) يف مو�سوعة‬ ‫الغدير ((يقال عنها‪ :‬حجة الوداع‪،‬‬ ‫وحجة الإ�سالم‪ ،‬وحجة البالغ‪،‬‬ ‫وحجة الكمال‪ ،‬وحجة التمام‪ ،‬وقال‬ ‫الأميني �إن الوجه يف ت�سمية حجة‬ ‫الوداع بالبالغ هو نزول قوله تعاىل‪:‬‬ ‫(( َيا �أَ ُّي َها ال َّر ُ�س ُ‬ ‫ول َب ِّل ْغ َما �أُ ِنز َل‬ ‫�إِ َل ْي َك ِمن َّر ِّب َك‪( ))..‬املائدة‪،)67/‬‬ ‫كما �أن الوجه يف ت�سميتها بالتمام‬ ‫والكمال هو نزول قوله تعاىل‪..(( :‬‬ ‫ا ْل َي ْو َم �أَ ْك َم ْلتُ َل ُك ْم ِدي َن ُك ْم َو َ�أتمْ َ ْمتُ‬ ‫َع َل ْي ُك ْم ِن ْع َم ِتي‪( ))..‬املائدة‪)3/‬‬ ‫(امل�صدر‪ :‬الغدير – الأميني‪:‬‬ ‫ج‪� /1‬ص‪)25‬‬ ‫ كان الهدف من هذه ال�سفرة‬‫بيان ركنني من �أركان الإ�سالم‪،‬‬


‫املكتبة احلرة‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫ليتم بهما تبليغ الر�سالة‪� :‬أحدهما‬ ‫لتو�ضيح مرا�سيم ومنا�سك احلج‬ ‫ب�صورة عملية �أمام احلجاج‪،‬‬ ‫والركن الآخر اخلالفة والوالية على‬ ‫الأمة بعده لعلي بن �أبي طالب ‪A‬‬ ‫ولولده من بعده‪.‬‬ ‫ وبعد �أداء منا�سك احلج‪،‬‬‫ان�صرف �إىل املدينة‪ ،‬وعندما و�صل‬ ‫�إىل غدير خم يف اليوم الثاين ع�شر‬ ‫من ذي احلجة‪ ،‬يف ال�سنة العا�شرة‬ ‫للهجرة‪ ،‬هبط الأمني جربيل ‪A‬‬ ‫من عند اهلل تعاىل على ر�سول اهلل‬ ‫‪ J‬هاتف ًا بالآية الكرمية‪َ (( :‬يا‬ ‫�أَ ُّي َها ال َّر ُ�س ُ‬ ‫ول َب ِّل ْغ َما �أُ ِنز َل ِ�إ َل ْي َك ِمن‬ ‫َّر ِّب َك‪� ))..‬أي‪ :‬يف علي ‪ A‬ب�أن يقيم‬ ‫علي بن �أبي طالب ‪� A‬إمام ًا على‬ ‫النا�س وخليفة من بعده وو�صي ًا له‬ ‫فيهم‪ ،‬والأئمة من ولده بعده‪.‬‬ ‫ توقف النبي ‪ J‬عن امل�سري‪،‬‬‫وجمع قافلة الركب التي ت�ضم‬ ‫‪� 120‬ألف حاج‪ ،‬و�صلى بهم �صالة‬ ‫الظهر‪ ،‬وبعد ال�صالة خطب فيهم‬ ‫خطبة �شاملة مف�صلة‪ ،‬وت�سمى‬

‫خطبة الغدير تطرق فيها �إىل‬ ‫الإمام املهدي املنتظر ‪ f‬يف بع�ض‬ ‫فقراتها‪..‬‬ ‫ب�أمر �إلهي �أعلن الر�سول الأكرم‬ ‫‪ J‬اخلالفة لعلي بن �أبي طالب‬ ‫‪ A‬من بعده‪ ،‬فقال ‪ِ (( :J‬ال َّن ُه َق ْد‬ ‫� ْأع َل َمني �أَنيّ �إنْ لمَ ْ �أُ َب ِّل ْغ ما �أَ ْنزَ َل �إليَ​َّ‬ ‫يف َحقِّ َع ِل ٍّي َفما َب َّل ْغتُ رِ�سا َل َتهُ‪َ ،‬و َق ْد‬ ‫َ�ضمِ نَ يل تَبا َر َك َوتَعاىل ا ْل ِع ْ�ص َم َة‬ ‫ا�س َوهُ َو ُ‬ ‫اهلل ا ْلكافيِ ا ْل َكر ُمي‪.‬‬ ‫ِمنَ ال ّن ِ‬ ‫من‬ ‫َف�أَ ْوحى �إليَ​َّ ‪ِ ( :‬ب ْ�س ِم ا ِ‬ ‫هلل ال َّر ْح ِ‬ ‫حيم‪ ،‬يا �أَ ُّي َها ال َّر ُ�س ُ‬ ‫ول َب ِّل ْغ ما‬ ‫ال َّر ِ‬ ‫�أُ ْن ِز َل �إ َل ْي َك ِمنْ َر ِّب َك ‪ -‬يف َع ِل ٍّي‪َ ،‬ي ْعني‬ ‫فيِ الخْ ِ ال َف ِة ِل َع ِل ِّي ْب ِن �أَبي طا ِلب ‪-‬‬ ‫َو�إنْ لمَ ْ َت ْف َع ْل َفما َب َّلغ َْت رِ�سا َل َت ُه َو ُ‬ ‫اهلل‬ ‫ا�س))‪.‬‬ ‫َي ْع ِ�ص ُم َك ِمنَ ال ّن ِ‬ ‫ وبهذ فقد �أكد النبي ‪J‬‬‫اخلالفة والإمامة من بعده لعلي بن‬ ‫�أبي طالب ‪.A‬‬ ‫ و�أ�شار الر�سول الأكرم ‪ J‬بعد‬‫ذلك �إىل �أن الإمامة يف علي ثم‬ ‫الإمامة يف ولده �إىل يوم القيامة‪،‬‬ ‫وعليه ف�أن الإمام املهدي املنتظر هو‬

‫من ولد علي ‪.A‬‬ ‫ا�س‪� ،‬إ َّن ُه‬ ‫((م ِ‬ ‫عا�ش َر ال ّن ِ‬ ‫فقال ‪َ :J‬‬ ‫� ِآخ ُر َمقام �أَ ُقو ُم ُه يف َ‬ ‫هذا المْ َ ْ�ش َه ِد‪،‬‬ ‫هلل‬ ‫ا�س َم ُعوا َو َ�أطي ُعوا َوا ْنقادُوا ل ْأم ِر ا ِ‬ ‫َف ْ‬ ‫َر ِّب ُك ْم‪َ ،‬ف�إنَّ َ‬ ‫اهلل َع َّز َو َج َّل هُ َو َم ْوال ُك ْم‬ ‫َو�إل ُه ُك ْم‪ُ ،‬ث َّم ِمنْ دُو ِن ِه َر ُ�سو ُل ُه َو َن ِب ُّي ُه‬ ‫خاط ُب َل ُك ْم‪ُ ،‬ث َّم ِمنْ َب ْعدي َع ِل ٌّي‬ ‫المْ ُ ِ‬ ‫هلل َر ِّب ُك ْم‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫َو ِل ُّي ُك ْم َو�إما ُم ُك ْم ِب�أَ ْم ِر ا ِ‬ ‫مام ُة يف ُذ ِّر َّيتي ِمنْ ُو ْل ِد ِه �إىل َي ْوم‬ ‫ا ْال َ‬ ‫َت ْل َق ْونَ َ‬ ‫اهلل َو َر ُ�سو َلهُ))‪.‬‬ ‫ يالحظ يف بداية هذه الفقرة‪،‬‬‫ويف معظم فقرات اخلطبة الغديرية‬ ‫تبد�أ بـ((معا�شر النا�س)) �أي �أنه‬ ‫يخاطب جميع النا�س والب�شر يف كل‬ ‫العامل‪ ،‬ولي�س فئة معينة �أو جمموعة‬ ‫�أو قومية �أو منطقة حمددة‪ ،‬بل‬ ‫جميع النا�س احلاليني والقادمني‬ ‫يف امل�ستقبل؛ لأن الإ�سالم جاء‬ ‫جلميع العاملني يف الأر�ض على مر‬ ‫الع�صور �إىل يوم القيامة؛ لأنه خامت‬ ‫الأنبياء والأديان ال�سماوية‪ ،‬فخطبة‬ ‫الغدير موجهة �إىل الأجيال احلالية‬ ‫والأجيال القادمة و�إىل اخللق كلهم‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫ كما جاء يف هذه الفقرة �أن‬‫الإمامة يف ذرية النبي ‪ J‬هي من‬ ‫ولد علي ‪� A‬إىل يوم القيامة بقوله‬ ‫مام ُة يف ُذ ِّر َّيتي ِمنْ‬ ‫‪ُ (( :J‬ث َّم ا ْال َ‬ ‫ُو ْل ِد ِه �إىل َي ْوم َت ْل َق ْونَ َ‬ ‫اهلل َو َر ُ�سو َلهُ))‪.‬‬ ‫ �أكد نبي اهلل حممد ‪ J‬على‬‫حديث الثقلني‪ ،‬والذي قاله عند‬ ‫جبل عرفات‪ ،‬وم�سجد اخليف‪،‬‬ ‫وخطبة الغدير‪ ،‬وعندما جاءه �أجله‪،‬‬ ‫ا�س‪� ،‬إنَّ‬ ‫((م ِ‬ ‫عا�ش َر ال ّن ِ‬ ‫قال ‪َ :J‬‬ ‫َع ِل ّي ًا َو َّ‬ ‫الط ِّيب َني ِمنْ ُو ْلدي ِمنْ ُ�ص ْل ِب ِه‬ ‫هُ ُم ال ِّث ْق ُل ال ْأ�ص َغ ُر‪َ ،‬وا ْل ُق ْر�آنُ ال ِّث ْق ُل‬ ‫واحد ِم ْن ُهما ُم ْن ِب ٌئ َعنْ‬ ‫الأ ْكبرَ ُ ‪َ ،‬ف ُك ُّل ِ‬ ‫�صاح ِب ِه َو ُموا ِف ٌق َلهُ‪َ ،‬لنْ َيفْترَ ِ قا َحتّى‬ ‫ِ‬ ‫َي ِردا َع َل َّي الحْ َ ْو َ�ض‪� .‬أَال �إ َّن ُه ْم �أُ َمنا ُء‬ ‫هلل يف َخ ْل ِق ِه َو ُح ّكا ُم ُه يف �أَ ْر ِ�ض ِه))‪.‬‬ ‫ا ِ‬ ‫ لقد وجه النبي ‪ J‬امل�سلمني‬‫�إىل �أن يتم�سكوا بالثقلني‪ ،‬وهما‬ ‫كتاب اهلل تعاىل وعرتته �أهل بيته‬ ‫(عليم ال�سالم)‪ ،‬و�أنهما لن ي�ضال‬ ‫�أبد ًا‪ ،‬وبهذا فقد �ساوى بني كتاب‬ ‫اهلل القر�آن و�أهل بيته ‪ D‬و�أنهما‬ ‫مع ًا لن يفرتقا حتى يردا عليه‬


‫‪62‬‬

‫املكتبة احلرة‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫الإمام املنتظر املهدي ‪f‬‬

‫يف خطبة الغدير‬

‫احلو�ض‪ ،‬و�أن �أهل البيت ‪ D‬هم‬ ‫الأئمة االثنا ع�شر‪ ،‬و�آخرهم الإمام‬ ‫املهدي املنتظر ‪ ،f‬و�أن �أهل البيت‬ ‫‪ D‬هم �أمناء اهلل تعاىل يف النا�س‬ ‫وحكامه يف الأر�ض‪ ،‬والإمام املهدي‬ ‫هو الإمام القائم الغائب عن العني‪،‬‬ ‫واملنتظر ظهوره ب�أمر اهلل �سبحانه‪.‬‬ ‫ �أكد ر�سول اهلل ‪ J‬على �إكمال‬‫دين الإ�سالم ب�إمامة علي ‪ A‬وولده‬ ‫االثني ع�شر‪� ،‬آخرهم الإمام القائم‬ ‫املنتظر املهدي ‪� f‬إىل يوم القيامة‪،‬‬ ‫وبذلك فقد �أ�صبحت الإمامة �شرط ًا‬ ‫من �شروط الدين و�أركانه‪ ،‬فقال‬ ‫ا�س‪� ،‬إنمَّ ا �أَ ْك َم َل‬ ‫((م ِ‬ ‫عا�ش َر ال ّن ِ‬ ‫‪َ :J‬‬ ‫ُ‬ ‫إمام ِت ِه‪َ .‬ف َمنْ‬ ‫اهلل َع َّز َو َج َّل دي َن ُك ْم ِب� َ‬ ‫قام ُه ِمنْ‬ ‫لمَ ْ َي�أْتمَ​َّ ِب ِه وَبمِ َ نْ َي ُق ُ‬ ‫وم َم َ‬ ‫يام ِة‬ ‫ُو ْلدي ِمنْ ُ�ص ْل ِب ِه �إىل َي ْو ِم ا ْل ِق َ‬ ‫هلل َع َّز َو َج َّل َف�أُول ِئ َك‬ ‫َوا ْل َع ْر ِ�ض َع َلى ا ِ‬ ‫ا َّلذينَ َح ِب َط ْت �أَ ْعما ُل ُه ْم فيِ ال ُّد ْنيا‬ ‫وا ْال ِخ َر ِة وَفيِ ال ّنا ِر هُ ْم خا ِلدُونَ ‪،‬‬ ‫ذاب َوال هُ ْم‬ ‫(ال ُي َخ َّف ُف َع ْن ُه ُم ا ْل َع ُ‬ ‫ُي ْن َظ ُرونَ ))‪.‬‬

‫ وبينّ ر�سول اهلل ‪� J‬أن نبيكم‬‫خري نبي‪ ،‬وو�صيكم علي ‪ A‬خري‬ ‫و�صي‪ ،‬وبنوه خري الأو�صياء‪ ،‬وهم‬ ‫الأئمة االثنا ع�شر ‪ ،D‬حيث قال‪:‬‬ ‫دين‬ ‫((م ِ‬ ‫ا�س‪ ،‬هُ َو ِ‬ ‫عا�ش َر ال ّن ِ‬ ‫َ‬ ‫نا�ص ُر ِ‬ ‫هلل‪َ ،‬وهُ َو‬ ‫هلل َوالمْ ُجا ِد ُل َعنْ َر ُ�س ِول ا ِ‬ ‫ا ِ‬ ‫ال َّت ِق ُّي ال َّن ِق ُّي ا ْلها ِدي المْ َ ْه ِد ُّي‪َ .‬ن ِب ُّي ُك ْم‬ ‫َخيرْ ُ َن ِب ٍّي َو َو ِ�ص ُّي ُك ْم َخيرْ ُ َو ِ�ص ٍّي َو َب ُنو ُه‬ ‫َخيرْ ُ الأ ْو ِ�صياءِ))‪.‬‬ ‫ ّ‬‫ب�شر النبي ‪ J‬يف خطبة‬ ‫الغدير بالإمام املنتظر القائم‬ ‫املهدي ب�صورة مبا�شرة ووا�ضحة‬ ‫باال�سم‪ ،‬عندما قال ‪ J‬يف خطبة‬ ‫الغدير‪:‬‬ ‫هلل‬ ‫((م ِ‬ ‫ا�س‪ ،‬ال ُّنو ُر ِمنَ ا ِ‬ ‫عا�ش َر ال ّن ِ‬ ‫َ‬ ‫َع َّز َو َج َّل َم ْ�س ُل ٌ‬ ‫وك فيَِّ ‪ُ ،‬ث َّم يف َع ِل ِّي‬ ‫ْب ِن �أَبي طا ِلب‪ُ ،‬ث َّم فيِ ال َّن ْ�س ِل ِم ْن ُه‬ ‫�إلىَ ا ْلقا ِئ ِم المْ َ ْه ِديِّ ا َّلذي َي�أْ ُخ ُذ ِب َحقِّ‬ ‫هلل َو ِب ُك ِّل َحقٍّ هُ َو َلنا؛ لأنَّ َ‬ ‫اهلل َع َّز‬ ‫ا ِ‬ ‫َو َج َّل َق ْد َج َع َلنا ُح َّج ًة َع َلى المْ ُ َق ِّ�صرينَ‬ ‫َوالمْ ُعا ِندينَ َوالمْ ُخا ِلف َني َوالخْ ا ِئن َني‬ ‫َوا ْال ِثم َني َو ّ‬ ‫غا�صب َني ِمنْ‬ ‫الظالمِ َني َوا ْل ِ‬

‫َجمي ِع ا ْلعالمَ نيَ))‪.‬‬ ‫ �إن الإميان باهلل تعاىل الذي‬‫وهبه اهلل �سبحانه للر�سول حممد‬ ‫‪ J‬ثم علي ‪ A‬ثم للأئمة �إىل‬ ‫القائم املنتظر املهدي ‪ f‬الذي‬ ‫يهدي النا�س عند ظهوره �إىل‬ ‫التوحيد والإميان باهلل (عز وجل)‬ ‫والذي ي�أخذ بحق اهلل تعاىل وبحق‬ ‫�أهل البيت ‪ D‬الذين اغت�صب‬ ‫حقهم من قبل بع�ض املنافقني‬ ‫واملق�صرين واملعاندين واخلائنني‬ ‫والظاملني من جميع النا�س‪.‬‬ ‫ يف فقرة �أخرى من خطبة‬‫الغدير‪ ،‬و�ضح ر�سول اهلل ‪� J‬إن‬ ‫الذي يريد اهلل �سبحانه وتوحيده‬ ‫والإميان به وحب اهلل �سبحانه‪،‬‬ ‫عليه �أن يتبع الطريق امل�ستقيم‬ ‫الذي يو�صل �إىل اهلل تعاىل وهم‬ ‫الر�سول ‪ J‬وعلي ‪ A‬والأئمة‬ ‫من �صلبه‪ ،‬فقال ر�سول اهلل ‪:J‬‬ ‫ا�س‪� ،‬أَ َنا ِ�ص ُ‬ ‫هلل‬ ‫((م ِ‬ ‫راط ا ِ‬ ‫عا�ش َر ال ّن ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫باع ِه‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫َقيم ا َّلذي �أ َم َر ُك ْم ِبا ِّت ِ‬ ‫المْ ُ ْ�ست ُ‬

‫َع ِل ٌّي ِمنْ َب ْعدي‪ُ ،‬ث َّم ُو ْلدي ِمنْ ُ�ص ْل ِب ِه‬ ‫�أَ ِئ َّم ُة ا ْل ُهدى‪َ ،‬ي ْهدُونَ �إلىَ الحْ َ قِّ َو ِب ِه‬ ‫َي ْع ِد ُلونَ ‪.‬‬ ‫حيم‪،‬‬ ‫( ِب ْ�س ِم ا ِ‬ ‫هلل ال َّر ْح ِ‬ ‫من ال َّر ِ‬ ‫من‬ ‫الحْ َ ْم ُد ِ‬ ‫هلل َر ِّب ا ْلعالمَ نيَ‪ ،‬ال َّر ْح ِ‬ ‫حيم‪ ،‬ما ِل ِك َي ْو ِم ال ّد ِين‪� ،‬إ ّي َ‬ ‫اك‬ ‫ال َّر ِ‬ ‫َن ْع ُب ُد َو�إ ّي َ‬ ‫اك َن ْ�ستَعنيُ‪ْ ،‬اه ِد َنا‬ ‫َقيم‪�ِ ،‬ص َ‬ ‫ال�ص َ‬ ‫راط ا َّلذينَ‬ ‫راط المْ ُ ْ�ست َ‬ ‫ِّ‬ ‫وب َع َل ْيهِ ْم‬ ‫�أَ ْن َع ْم َت َع َل ْيهِ ْم َغيرْ ِ المْ َغ ُْ�ض ُ‬ ‫َو َال ّ‬ ‫هلل‬ ‫ال�ضا ّلنيَ)‪ ،‬فيَِّ َنزَ َل ْت َوفيهِ ْم َوا ِ‬ ‫َنزَ َل ْت‪َ ،‬و َل ُه ْم َع َّم ْت‪َ ،‬و�إ ّياهُ ْم َخ�صَّ ْت‪،‬‬ ‫هلل ا َّلذينَ ال َخ ْو ٌف‬ ‫�أُول ِئ َك �أَ ْو ِليا ُء ا ِ‬ ‫َع َل ْيهِ ْم َوال هُ ْم َي ْحزَ ُنونَ ‪� .‬أَال �إنَّ ِحزْ َب‬ ‫هلل هُ ُم ا ْلغا ِل ُبونَ ‪.‬‬ ‫ا ِ‬ ‫ال�س َفها ُء‬ ‫�أَال �إنَّ �أَ ْعدا َءهُ ْم هُ ُم ُّ‬ ‫ا ْلغا ُوونَ �إخْ وانُ َّ‬ ‫ال�شياط ِني‪ُ ،‬يوحي‬ ‫َب ْع ُ�ض ُه ْم �إىل َب ْع�ض ُزخْ ُر َف ا ْل َق ْو ِل‬ ‫ُغ ُرور ًا))‪.‬‬ ‫ ر�سول اهلل ‪ J‬قد ب�شر ب�أن‬‫خامت الأئمة هو القائم املهدي ‪f‬‬ ‫وو�ضح ما �سيقوم به الإمام املهدي‬ ‫‪ f‬وقدراته‪ ،‬وهي من اهلل �سبحانه‬


‫املكتبة احلرة‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫و�أو�صافه بالتف�صيل‪ ..‬و�إنه �سينقذ‬ ‫الب�شرية والعامل من الظلم والف�ساد‬ ‫�إىل العدل والق�سط وال�سعادة‬ ‫والتقدم وقوة املجتمع‪ ..‬فقال ‪:J‬‬ ‫ا�س‪� ،‬أَال َو�إنيّ ُم ْن ِذ ٌر‬ ‫((م ِ‬ ‫عا�ش َر ال ّن ِ‬ ‫َ‬ ‫َو َع ِل ٌّي هاد‪.‬‬ ‫ا�س‪� ،‬إنيّ َن ِب ٌّي َوع ِل ٌّي‬ ‫َم ِ‬ ‫عا�ش َر ال ّن ِ‬ ‫َو ِ�ص ّيي‪.‬‬ ‫ا�س‪� ،‬أَال َو�إنيّ َر ُ�سو ٌل‬ ‫َم ِ‬ ‫عا�ش َر ال ّن ِ‬ ‫مام َوا ْل َو ِ�ص ُّي ِمنْ َب ْعدي‪،‬‬ ‫َو َع ِل ٌّي ا ْال ُ‬ ‫َوالأ ِئ َّم ُة ِمنْ َب ْع ِد ِه ُو ْل ُد ُه‪� .‬أَال َو�إنيّ‬ ‫وا ِلدُهُ ْم َوهُ ْم َيخْ ُر ُجونَ ِمنْ ُ�ص ْل ِب ِه‪.‬‬ ‫�أَال �إنَّ خاتمَ َ الأَ ِئ َّم ِة ِم َّنا ا ْلقا ِئ َم‬ ‫المْ َ ْه ِد َّي‪� .‬أَال �إ َّن ُه ّ‬ ‫الظ ِاه ُر َع َلى ال ّد ِين‪.‬‬ ‫�أَال �إ َّن ُه المْ ُ ْن َت ِق ُم ِمنَ ّ‬ ‫الظالمِ نيَ‪� .‬أَال �إ َّن ُه‬ ‫حِ ُ‬ ‫فات الحْ ُ ُ�ص ِون َوها ِد ُمها‪� .‬أَال �إ َّن ُه‬ ‫غا ِل ُب ُك ِّل َقبي َلة ِمنْ �أَ ْه ِل ِّ‬ ‫ال�ش ْر ِك‬ ‫َوهاديها‪.‬‬ ‫�أَال �إ َّن ُه المْ ُ ْدر ُِك ِب ُك ِّل ثار لأ ْو ِليا ِء‬ ‫هلل‪� .‬أَال‬ ‫دين ا ِ‬ ‫هلل‪� .‬أَال �إ َّن ُه ال ّن ِ‬ ‫ا ِ‬ ‫ا�ص ُر ِل ِ‬ ‫�إ َّن ُه ا ْل َغ ّر ُ‬ ‫اف(‪ِ )1‬منْ َب ْحر َعميق‪.‬‬ ‫�أَال �إ َّن ُه َي ِ�س ُم ُك َّل ذي َف ْ�ضل ِب َف ْ�ض ِل ِه‬

‫َو ُك َّل ذي َج ْهل ِب َج ْه ِل ِه‪� .‬أَال �إ َّن ُه ِخيرَ َ ُة‬ ‫هلل َومخُ ْ تا ُر ُه‪� .‬أَال �إ َّن ُه وار ُِث ُك ِّل ِع ْلم‬ ‫ا ِ‬ ‫َوالمْ ُ ُ‬ ‫حيط ِب ُك ِّل َف ْهم‪.‬‬ ‫�أَال �إ َّن ُه المْ ُخْ برِ ُ َعنْ َر ِّب ِه َع َّز َو َج َّل‬ ‫َوالمْ ُ َ�ش ِّي ُد ل ْأم ِر �آيا ِت ِه‪� .‬أَال �إ َّن ُه ال َّر�شي ُد‬ ‫ال�سَّ ديدُ‪� .‬أَال �إ َّن ُه المْ ُ َفوَّ ُ�ض �إ َل ْي ِه‪.‬‬ ‫�أَال �إ َّن ُه َق ْد َب َّ�ش َر ِب ِه َمنْ َ�س َل َف ِمنَ‬ ‫ون َبينْ َ َي َد ْي ِه‪.‬‬ ‫ا ْل ُق ُر ِ‬ ‫�أَال �إ َّن ُه ا ْلباقي ُح َّج ًة َوال ُح َّج َة َب ْع َد ُه‬ ‫َوال َحقَّ �إ ّال َم َع ُه َوال ُنو َر �إ ّال ِع ْن َد ُه‪.‬‬ ‫�أَال �إ َّن ُه ال غا ِل َب َل ُه َوال َم ْن ُ�صو َر‬ ‫هلل يف �أَ ْر ِ�ض ِه‪،‬‬ ‫َع َل ْي ِه‪� .‬أَال َو�إ َّن ُه َوليِ ُّ ا ِ‬ ‫َو َح َك ُم ُه يف َخ ْل ِق ِه‪َ ،‬و�أَمي ُن ُه يف ِ�س ِّر ِه‬ ‫َو َعال ِن َي ِت ِه‪.‬‬ ‫ يف �آخر اخلطبة‪� ،‬أخذ البيعة‬‫من احلا�ضرين بالكالم والقول‪،‬‬ ‫و�أو�صاهم �أن يتم�سكوا مبا قاله‬ ‫‪J‬؛ لأنه ب�أمر من اهلل �سبحانه‪،‬‬ ‫قال ‪:J‬‬ ‫((معا�شر النا�س‪� ،‬أُ ِم ْرتُ �أَنْ � ُآخ َذ‬ ‫ا ْل َب ْي َع َة ِم ْن ُك ْم َوال�صَّ ْف َق َة َل ُك ْم ِب َق ُب ِول‬ ‫هلل َع َّز َو َج َّل يف َع ِل ٍّي‬ ‫ما ِج ْئتُ ِب ِه َع ِن ا ِ‬

‫�أَم ِري المْ ُ�ؤ ِْمن َني َوالأ ْو ِ�صيا ِء ِمنْ َب ْع ِد ِه‬ ‫إمام ًة فيهِ ْم‬ ‫ا َّلذينَ هُ ْم ِم ّني َو ِم ْن ُه � َ‬ ‫قا ِئ َم ًة‪ ،‬خاتمِ ُ ها المْ َ ْه ِد ُّي �إىل َي ْوم َي ْل َقى‬ ‫َ‬ ‫اهلل الذي ُي َقدِّ ُر َو َيقْ�ضي))‪.‬‬ ‫ وبعد نهاية اخلطبة �أخذ البيعة‬‫من احلا�ضرين‪ ،‬نزل جربئيل‬ ‫بهذه الآية الكرمية عن اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫((ا ْل َي ْو َم �أَ ْك َم ْلتُ َل ُك ْم ِدي َن ُك ْم َو َ�أتمْ َ ْمتُ‬ ‫َع َل ْي ُك ْم ِن ْع َم ِتي َو َر ِ�ضيتُ َل ُك ُم ا ِلإ ْ�س َال َم‬ ‫ِدي ًنا‪( ))..‬املائدة‪.)3 :‬‬ ‫ فقال ر�سول اهلل ‪(( :J‬اهلل‬‫�أكرب على �إكمال الدين و�إمتام‬ ‫النعمة ور�ضا الرب �سبحانه وتعاىل‬ ‫بر�سالتي �إليكم‪ ،‬والوالية لعلي بن‬ ‫�أبي طالب بعدي))‬ ‫(امل�صدر‪ :‬عيد الغدير �أعظم‬ ‫الأعياد يف الإ�سالم – �إعداد‬ ‫م�ؤ�س�سة �إحياء تراث ال�شريازي‬ ‫ط‪2009‬م �ص‪.)10‬‬ ‫هذا موجز ما قاله ر�سول اهلل‬ ‫‪ J‬يف خطبة الغدير بحق علي بن‬ ‫�أبي طالب ‪ A‬ويف �إمامة الأئمة‬

‫‪63‬‬

‫وخامتهم الإمام القائم املهدي‬ ‫املنتظر ‪.f‬‬ ‫ ما علينا نحن معا�شر امل�سلمني‬‫وموايل �آل البيت ‪� D‬أن ن�أخذ‬ ‫ون�ؤمن ونعمل بكل ما قاله ر�سول‬ ‫نطقُ‬ ‫اهلل ‪ ،J‬قال تعاىل‪َ (( :‬و َما َي ِ‬ ‫َع ِن ا ْل َه َوى {‪� }3‬إِنْ هُ َو �إِ اَّل َو ْح ٌي‬ ‫وحى)) {النجم‪.}4-3:‬‬ ‫ُي َ‬ ‫وعلينا الدعاء دائم ًا بتعجيل‬ ‫ظهور �إمامنا القائم املنتظر‬ ‫املهدي ‪ f‬واالنتظار‪ ،‬اللهم عجل‬ ‫لوليك الفرج‪ ،‬واجعلنا من مواليه‬ ‫وامل�ست�شهدين بني يديه‪� ،‬إنك �سميع‬ ‫جميب‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬غرف املاء بيده‪� :‬أخذه بها‪،‬‬ ‫وهذه �إ�شارة ملا �أخذه علي ‪ A‬من‬ ‫علوم النبي ‪ J‬الكثرية التي هي‬ ‫كالبحر العميق الذي مل ي�صل‬ ‫النا�س �إىل �أعماقه‪.‬‬


‫‪64‬‬

‫�إ�ضاءات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫الأنانية‪..‬‬ ‫تركي عطية الزويني‬

‫يعي�ش الإن�سان حياته املقرونة‬ ‫بالغرائز التي منحها اهلل (جلت‬ ‫قدرته) لعباده‪ ،‬وهو ملتفت اىل‬ ‫ما هو جميل وح�سن‪ ،‬ويبني نف�سه‬ ‫ويعتاد عليها‪ ،‬فيعترب نف�سه قد‬ ‫تطرزت باحلب واملودة وال�سالم‬ ‫وم�شاعر نبيلة يتبادل بها مع‬ ‫الآخرين‪ ،‬وك�أنه خايل النف�س من‬ ‫�أية نزعة �سلبية تتقابل مع تلك‬ ‫ال�صفات احلميدة‪ ،‬وقد تظهر هذه‬ ‫وجهت‬ ‫النزعة عند ا�ستفزازه‪ ،‬ف�إذا َ‬ ‫له حالة منها تثار حفيظته وينفعل‬ ‫ويرتعد وتتبدل �شخ�صيته ويكون‬ ‫�شخ�ص ًا �آخر غري ما كان عليه من‬ ‫قبل‪ ،‬فبماذا يتهم‪ ..‬وملاذا تثار‬ ‫حفيظته‪� ..‬إن مل تكن تعي�ش معه‬ ‫هذه النزعة ال�سلبية‪..‬؟!‬

‫لنكن واقعيني ونبتعد عن‬ ‫املثاليات‪ ،‬ونذكر ما فينا ومالنا وما‬ ‫علينا‪ ،‬ولن�س�أل �أنف�سنا‪ :‬هل هناك‬ ‫�أنا�س لي�ست فيهم حاالت �سلبية‬ ‫ونفو�سهم خالية منها؟ �إذن‪ ،‬ما هي‬ ‫خوا�ص النف�س الأمارة بال�سوء‪ ،‬فكما‬ ‫�أن نفو�سنا ملمة بالغرائز اجلميلة‬ ‫الطيبة‪ ،‬ف�أنها باملقابل حمفوفة‬ ‫باملكاره‪ !..‬وهذا ما بالإن�سان ب�شكل‬ ‫عام‪ ،‬قال تعاىل‪َ (( :‬و َما �أُ َب ِّر ُئ‬ ‫ال�سو ِء �إِ َّال‬ ‫َنف ِْ�سي �إِنَّ‬ ‫َ‬ ‫النف�س لأَ َّما َر ٌة ِب ُّ‬ ‫َما َر ِح َم َر ِّب َي �إِنَّ َر ِّبي َغ ُفو ٌر َّر ِحي ٌم))‬ ‫(يو�سف‪ )53:‬وما نريد الوقوف‬ ‫عندها ونخو�ض غمارها اليوم‬ ‫واحدة من تلك الغرائز وهي ترتبع‬ ‫يف نفو�سنا‪ ،‬لكننا نتنكر لها وهي‬ ‫الأنانية‪ ،‬هذه ال�صفة البغي�ضة التي‬

‫ي�ستنكرها كل �إن�سان‪ ،‬ولكن قل ما‬ ‫يخلو منها �إن�سان و�أنا على يقني ب�أن‬ ‫الكل �سيتفق معي ون�سميها غريزة‬ ‫على اعتبار �أنها من �ضمن املواريث‬ ‫الأخالقية التي ترتبط بالنفو�س‬ ‫وعا�شت معنا و�ستموت معنا‪.‬‬ ‫�أما �إذا كان الأمر على غري ذلك‬ ‫ويختلف معي البع�ض ويعتربها حالة‬ ‫مر�ضية‪ ،‬ف�إن كانت كذلك ملاذا‬ ‫ن�سمح لها �أن تع�شع�ش يف داخلنا؟‬ ‫ملاذا ال نقوم بطردها من نفو�سنا‬ ‫ونرتفع عنها؟ و�إن مل تكن بهذه‬ ‫الدرجة و�أمرها �أهون من املر�ض‬ ‫ملاذا ن�ستنكرها وال �أحد ي�سمح �أن‬ ‫يقذفه ويتهمه بها؟‬ ‫الأنانية هي �أن يهتم الإن�سان‬ ‫بنف�سه دون غريه ويف�ضل م�صلحته‬

‫على �سواه‪ ،‬فنف�سه هي املطمح‬ ‫الأ�سمى يف حياته وم�صلحته‬ ‫الغاية الق�صوى يف دنياه بحيث ال‬ ‫يرتك كبرية وال �صغرية �إال يبادر‬ ‫ل�ضمها �إليه‪ ،‬ويحتكرها حتى و�إن‬ ‫كانت حاجته اليها غري �ضرورية؛‬ ‫لأنها �ستنفعه يف نظره القا�صر‬ ‫يف امل�ستقبل حتى و�إن كانت تخدم‬ ‫�أخاه �أو �صاحبه يف وقتها‪ ،‬وكما‬ ‫يقول املثل ال�شعبي‪( :‬كلمن يزيح‬ ‫النار لكر�صته) وهذه من �أ�سو�أ‬ ‫م�شاعر االن�سان‪ ،‬و�أمر خمجل لأنه‬ ‫اهتم بنف�سه وف�ضل م�صلحته على‬ ‫�أخيه‪ ،‬كما �أنه ال يرتك �أي �شيء فيه‬ ‫فائدة ي�ؤثر به �صاحبه وال يتمنى‬ ‫ح�صول غريه على تلك الفائدة‪،‬‬ ‫فيحتكر كل �شيء لنف�سه وهو‬


‫�إ�ضاءات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫يتباهى به ويت�شاطر على احل�صول‬ ‫عليه ويتفاءل به والي�سمح لغريه‬ ‫باملطالبة‪ ،‬وقد يتفاقم هذا املر�ض‬ ‫فيكون ح�سد ًا‪ ،‬وقد قيل‪� :‬إن احلا�سد‬ ‫اذا ر�أى عرثة �شمت و�إذا ر�أى نعمة‬ ‫بهت‪ ,‬حيث يعطي لنف�سه اللئيمة‬ ‫الأولوية يف كل حم�صلة ‪.‬‬ ‫لقد حارب الإ�سالم الأنانية‬ ‫وكافحها مكافحة الهوادة فيها‪،‬‬ ‫حيث بنى مبادئه وتعاليمه على‬ ‫امل�صالح العامة واملنافع املتبادلة‬ ‫وركز �أ�س�سه على القاعدة العظيمة‬ ‫التي �صدع بها �صاحب الر�سالة‬ ‫العظيمة نبي الرحمة حممد ‪:J‬‬ ‫"ال ي�ؤمن �أحدكم حتى يحب لأخيه‬ ‫امل�ؤمن كما يحب لنف�سه)‪.‬‬ ‫وقد ازداد الأمر �سوء ًا اىل‬

‫الأناين الذي ينكر وجود هذا‬ ‫املر�ض يف نف�سه و�أنكر وجحد‬ ‫وجوب تبادل املنفعة و�سنة الر�سول‬ ‫الكرمي ‪ J‬وقد ابتعد عن الإميان‬ ‫باهلل (جلت قدرته) وكما قال‪:‬‬ ‫( َو َل ْو ِ�ش ْئ َنا َل َر َف ْع َنا ُه ِب َها َو َل ِـك َّن ُه �أَخْ َل َد‬ ‫�إِلىَ الأَ ْر ِ�ض َوا َّت َب َع هَ َوا ُه َف َم َث ُل ُه َك َم َث ِل‬ ‫ا ْل َك ْل ِب �إِن تحَ ْ مِ ْل َع َل ْي ِه َي ْل َهثْ �أَ ْو تَترْ ُ ْك ُه‬ ‫َي ْل َهث َّذ ِل َك َم َث ُل ا ْل َق ْو ِم ا َّل ِذينَ َك َّذ ُبو ْا‬ ‫ِب�آ َيا ِت َنا َفا ْق ُ�ص ِ�ص ا ْل َق َ�ص َ�ص َل َع َّل ُه ْم‬ ‫َي َت َف َّك ُرونَ ) (الأعراف‪،)١٧٦ :‬‬ ‫وبذلك �سيكون منبوذا بني �أقرانه‬ ‫من �أفراد املجتمع الب�شري وو�ضعه‬ ‫ال يح�سد عليه و�ستكون عاقبته‬ ‫�أ�سو�أ من �أفعاله وال ُيذكر بخري‪،‬‬ ‫والأناين ال تطاق معا�شرته؛ لأنه‬ ‫�سيكون منافق ًا متقلب ًا مييل مع رياح‬

‫‪65‬‬

‫هو املعلم للإح�سان والواعظ ولي�س‬ ‫�سواه‪ ،‬فنذكره بقول �أمري امل�ؤمنني‬ ‫الإمام علي بن �أبي طالب ‪:A‬‬ ‫ال تنه عن خلق وت�أتي مبثله * عار‬ ‫عليك �إذا فعلت عظيم‬ ‫وقول �أبي الأ�سود الد�ؤيل‪:‬‬

‫الطمع‪ ،‬وال يتمنى اخلري ل�صاحبه‬ ‫و�سيكون م�صدر ًا للعدوى‪ ،‬وتركه‬ ‫�أوىل من التوا�صل معه؛ لأنه يفتقر‬ ‫اىل املروءة وبعيد ًا عن الإن�صاف‬ ‫والواقعية‪ ،‬وبذلك �ستنعك�س كل‬ ‫�سيئاته على �صاحبه و�سيت�أثر بها‬ ‫و�سي�صاب هو الآخر مبا �أ�صيب به يا �أيه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا الرجل املعلم غيــره‬ ‫�صاحبه‪ ،‬قال �أمري امل�ؤمنني الإمام‬ ‫هال لنف�س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك كان ذا التعليـ ــم‬ ‫ت�صف الدواء لذي ال�سقام وذي ال�ضنا‬ ‫علي بن �أبي طالب ‪:A‬‬ ‫�ص ـ ـ ـ ـ ـ ــاحب �أخا حتظى ب�صحبته‬ ‫فالطبع مكت�سب من كل م�صحوب‬ ‫كالريح �آخذة ممـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا متر بـ ـ ــه‬ ‫نتنا من الننت �أو طيبا من الطيــب‬

‫وما �أ كرث �أهل الأنانية‪ ،‬لكن ال‬ ‫يقدر �أحد على تقدمي املوعظة‬ ‫�إليه؛ لأنه �سيقوم الدنيا وال يقعدها‬ ‫وينفعل ويفتخر بنف�سه ويعترب نف�سه‬

‫كيم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ي�صبح به و�أنت �سقي ــم‬ ‫ونراك ت�صلح بالر�ش ـ ـ ـ ـ ــاد عقولنـا‬ ‫�أبد ًا و�أنت من الر�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد عديـم‬ ‫ابد�أ بنف�سك وانههـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا عن غيها‬ ‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ�إذا انتهيت عنه ف�أنت حكيم‬


‫‪66‬‬

‫م�شاريع و�إجنازات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫م�صنع الكفيل للمياه ال�صحية‬

‫جودة وامتياز يف املنتج‪ ...‬ثقة و�أمان للم�ستهلك‬ ‫تقرير‪� :‬أحمد احل�سناوي‬ ‫يعد م�صنع الكفيل للمياه‬ ‫ال�صحية من املنتجات التي القت‬ ‫رواج ًا كبري ًا يف ال�سوق املحلية؛‬ ‫نتيجة ملا ميتاز به هذا العن�صر‬ ‫الأ�سا�سي يف حياة املواطن من‬ ‫موا�صفات عالية اجلودة‪ ،‬ولأجل‬ ‫تقدمي منتج م�ضمون للمواطن‪،‬‬ ‫انطلقت فكرة ان�شاء م�صنع خا�ص‬ ‫لإنتاج مياه �شرب �صحية معقمة‪،‬‬ ‫وفق اعلى درجات اجلودة املعتمدة‬ ‫عاملي ًا‪ ،‬فما كان من الأمانة العامة‬ ‫للعتبة العبا�سية املقد�سة �إال �أن‬ ‫تنطلق بهذا امل�شروع ليكون مبارك ًا‬ ‫بلقب �صاحب املرقد الطاهر‬ ‫املوىل �أبي الف�ضل العبا�س ‪A‬‬ ‫�ساقي عطا�شى كربالء‪ ،‬ولي�سقي‬

‫من معينه اخلالد قلوب املحبني‬ ‫املوالني‪ ..‬منتوج اخذ م�ساحة وا�سعة‬ ‫يف ال�سوق‪ ،‬حتى ا�صبح حمط الثقة‬ ‫للكثري من املواطنني لي�س يف مدينة‬ ‫كربالء املقد�سة وح�سب بل اكرث‬ ‫املحافظات العراقية‪.‬‬ ‫وللتعرف على اجلوانب املتعلقة‬ ‫بامل�صنع وانتاجه لهذه املياه‬ ‫ال�صحية‪� ،‬صدى الرو�ضتني كان‬ ‫لها لقاء مع مدير امل�صنع الأ�ستاذ‬ ‫حيدر عبد الغفار كاظم ليتحدث‬ ‫قائ ًال‪:‬‬ ‫حتر�ص الأمانة العامة للعتبة‬ ‫العبا�سية املقد�سة على تقدمي‬ ‫�أف�ضل اخلدمات لزائري املوىل‬ ‫�أبي الف�ضل العبا�س ‪ ،A‬من‬ ‫خالل اجنازها مل�شاريع حيوية‪،‬‬

‫اال�ستاذ حيدر عبد الغفار‬

‫ومن �ضمنها معمل ت�صفية وحتلية‬ ‫املاء‪ ،‬الذي مت ان�شا�ؤه بطرق حديثة‪،‬‬ ‫با�ستخدام الو�سائل الع�صرية‪،‬‬ ‫ومن �شركات متتلك خربة طويلة‬ ‫يف اجناز مثل هذه امل�شاريع‪ ،‬وقد‬ ‫با�شرت �شركة الكفيل لال�ستثمارات‬ ‫العامة بتجهيز املعمل باخلطوط‬ ‫االنتاجية‪ ،‬وب�إ�شراف مبا�شر من‬ ‫قبل ق�سم امل�شاريع الهند�سية يف‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة‪.‬‬ ‫وتابع قائ ًال‪ :‬متر مرحلة الت�صفية‬ ‫بعدة مراحل �أولها هي ت�صفية املياه‬

‫التي يتم �سحبها من الآبار؛ وذلك‬ ‫لغر�ض احلفاظ على املعادن املفيدة‬ ‫جل�سم االن�سان‪ ،‬وعدم ا�ستخدام‬ ‫مياه اال�سالة؛ وذلك لأنها حتتوي‬ ‫على مادة الكلور الذي ي�ؤدي اىل‬ ‫تكوين مادة م�سرطنة عند اختالطه‬ ‫بالأوزون والأ�شعة فوق البنف�سجية‪.‬‬ ‫تبتد�أ عملية الت�صفية بنقل‬ ‫املياه امل�سحوبة من تلك الآبار اىل‬ ‫خزانات تقوم بعملية تر�سيب املياه‬ ‫لتنتقل بعد ذلك �إىل مرحلة الفلرتة‬ ‫من ال�شواب العالقة يف تلك املياه‪،‬‬ ‫ثم تنتقل بعدها اىل خزانات لتتم‬ ‫عملية تر�سيب �أخرى؛ وذلك ل�ضمان‬ ‫خلو املياه من ال�شوائب العالقة‬ ‫بها‪ ،‬تنتقل بعد ذلك اىل مرحلة‬ ‫الت�صفية من الروائح العالقة‪ ،‬وتتم‬


‫م�شاريع و�إجنازات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫هذه العملية بوا�سطة مادة الفحم‪.‬‬ ‫م�ضيف ًا‪ :‬يتم نقل هذه املياه التي‬ ‫مرت بتلك املراحل اىل خزانات‬ ‫حلفظها من اجل املبا�شرة بعد‬ ‫ذلك ب�سحب االمالح املوجودة‬ ‫فيها‪ ،‬حيث تتم هذه العملية بتمرير‬ ‫املياه من خالل (ممربينات) وهي‬ ‫�أجهزة خا�صة لت�صفية املياه من‬ ‫االمالح‪.‬‬ ‫ومن اجلدير بالذكر ف�أن املياه‬ ‫التي ت�ؤخذ من امل�صدر وهي‬ ‫الآبار حتتوي على ن�سبة امالح ما‬ ‫يقارب (‪ )2000TDS‬وهي ن�سبة‬ ‫كبرية جدا‪ ،‬فبعد عملية الت�صفية‬ ‫يتم �إي�صال تلك الن�سبة اىل‬ ‫(‪ )19TDS‬وهو فرق كبري جد ًا‪،‬‬ ‫فالغر�ض من هذه العملية هو جعل‬ ‫املياه املنتجة متطابقة للموا�صفات‬ ‫املعمول بها عاملي ًا‪.‬‬ ‫بعد ذلك يتم تعقيم املياه‬ ‫بوا�سطة غاز الأوزون‪ ،‬لي�صل اىل‬ ‫مرحلة تعر�ضه اىل اال�شعة فوق‬

‫البنف�سجية ليتم تعقيمه‪ ،‬اىل‬ ‫هذه املرحلة تكون املياه �صاحلة‬ ‫لل�شرب‪ ،‬تنتقل بعدها اىل مرحلة‬ ‫التعبئة‪ ،‬والتي تتم بوا�سطة �أجهزة‬ ‫و�آالت متطورة من منا�شئ عاملية‬ ‫ر�صينة‪ ،‬فماكنة التعبئة من تركيا‪،‬‬ ‫وماكنة التغليف من �إيطاليا‪..‬‬ ‫وهذه الأجهزة جميعها مطابقة‬ ‫للموا�صفات العاملية‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫ذلك‪ ،‬ف�أنها حتتوي على فالتر‬ ‫ت�ساعد على قتل البكرتيا الهوائية؛‬ ‫وذلك ل�ضمان عدم اختالطها مع‬ ‫املياه املعقمة‪ ،‬فلذلك نحر�ص على‬ ‫�أن يكون امل�صنع مغلق ًا وبعيد ًا عن‬ ‫الأجواء اخلارجية‪.‬‬ ‫بعدها تنطلق عملية التعبئة‬ ‫حيث تكون هنالك عملية تعقيم‬ ‫نهائية بعد التعبئة يف االقداح وقبل‬ ‫التغليف بوا�سطة االغلفة امل�صنوعة‬ ‫من مادة االملنيوم‪ ،‬بعد انتهاء تلك‬ ‫املراحل يتم ت�سويق املنتج اىل‬ ‫ال�سوق املحلية‪.‬‬

‫وتقدر كمية الإنتاج ما بني‬ ‫(‪ )25000‬اىل (‪� )30000‬صندوق‬ ‫يحتوي الواحد منها على (‪)60‬‬ ‫عبوة‪ ،‬فيما يخ�ص جودة املياه‪،‬‬ ‫وت�أكيد ًا على ما ذكر‪ ،‬ف�أن هذه املياه‬ ‫مت اخ�ضاعها اىل عملية فح�ص‬ ‫من قبل جهات حكومية‪ ،‬ووجد‬ ‫�أنها مطابقة للموا�صفات املعتمدة‬ ‫عاملي ًا‪ ،‬و�أمينة على �صحة االن�سان‪،‬‬ ‫وعلى �ضوء ذلك مت التعاقد مع‬ ‫�شركات تعمل يف العراق لتجهيزها‬ ‫باملياه منها ال�شركة الكورية العاملة‬ ‫يف م�صفى كربالء النفطي‪ ،‬وغريها‬ ‫من ال�شركات الأخرى‪.‬‬ ‫م�ضيفا‪ :‬يتم انتاج االحجام‬ ‫املختلفة من العبوات منها االقداح‪،‬‬ ‫و�أي�ضا العبوات �سعة (‪ 19‬لرتا)‬ ‫و�أي�ض ًا ذات (‪ 7‬لرتات) ذات‬ ‫اال�ستخدام الواحد حيث ال ميكن‬ ‫ا�ستخدامها اكرث من مرة؛ نظر ًا‬ ‫ملا قد يتكون من البكرتيا ال�ضارة‬ ‫ب�صحة االن�سان‪ ،‬ف�ضال عن ذلك‬

‫‪67‬‬

‫وليكون املنتج مبوا�صفات جيدة‬ ‫يعتمد م�صنع مياه الكفيل على‬ ‫مواد �أولية ذات جودة كبرية ومن‬ ‫منا�شئ عاملية ر�صينة بدء ًا من‬ ‫مادة الكارتون اخلا�ص بالتعبئة‪،‬‬ ‫و�أي�ض ًا املادة امل�ستخدمة بت�صنيع‬ ‫االقداح هي ذات جودة عالية‬ ‫وغري معر�ضة اىل عملية التدوير‪،‬‬ ‫وكل هذه املراحل مت ا�ستح�صال‬ ‫موافقات و�شهادات من قبل‬ ‫اجلهات احلكومية املخت�صة منها‪:‬‬ ‫جهاز القيا�س وال�سيطرة النوعية‪،‬‬ ‫و�أي�ضا وزارة ال�صحة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫�أدى اىل بناء الثقة بهذا املنتج‪.‬‬ ‫يذكر �أن دخول الأمانة العامة‬ ‫للعتبة العبا�سية املقد�سة لل�سوق‬ ‫املحلية هو لتقدمي منتج مناف�س‬ ‫للب�ضاعة امل�ستوردة‪ ،‬وم�ضمون‬ ‫للمواطن العراقي من حيث اجلودة؛‬ ‫حفاظ ًا على �صحة الفرد‪.‬‬


‫‪68‬‬

‫�صحة املجتمع‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫ال�صداع الن�صفي وال�شقيقة‬ ‫من م�شكالت �شا�شات الالبتوب‬ ‫ال�سيد عبد امللك كمال الدين‬ ‫املدنية بتطوراتها و�إبداع‬ ‫مهند�سي االت�صاالت احلديثة‬ ‫الليزرية مو�ضوع ذو جنبتني �إيجابية‬ ‫بزيادة معلوماتية االت�صاالت �سواء‬ ‫كانت �صحية �أو غذائية �أو هند�سية‬ ‫�أو ع�سكرية �أو مناخية‪ ،‬فكل هذا‬ ‫الكم الهائل من الأحداث والأخبار‬ ‫املت�سارعة يف جميع دول العامل‬ ‫جعلت من هذا الكون الرحب عبارة‬ ‫عن قرية‪ ،‬ف�أ�صبح بالإمكان االطالع‬ ‫بكل ثانية على جديد االخرتاعات‬ ‫ب�سهولة وي�سر‪ ،‬وذلك مبجرد مل�سة‬ ‫على لوحة اجلهاز احل�سا�س‪،‬‬ ‫لينبئك بغريب وعجيب املعلومات‬ ‫من �أق�صى العامل �إىل �أق�صاه‪.‬‬ ‫وم�ؤكد �أن الب�شرية بحاجة‬ ‫ما�سة للإطالع على هذه الوفرة‬ ‫املعلوماتية �سواء للمتعة وزيادة‬ ‫املعلومات �أو للتطبيق العملي بجميع‬ ‫االخت�صا�صات‪ ،‬وهذه بال�شك‬

‫�أهمية ق�صوى يف �شتى ميادين‬ ‫العمل اليومي والإن�سان �صاحب‬ ‫احلاجة قد تغنيه معلومة ما يف‬ ‫�إكمال درا�سة �أو بحث ب�سهولة ودون‬ ‫متاعب تذكر‪.‬‬ ‫�إن ما ذكرته نبذة ب�سيطة عن‬ ‫فوائد علم االت�صاالت االنرتنيتية‬ ‫التي جتوب ف�ضاء الكون املرتامي‬ ‫الأطراف‪ ،‬وهذا كنز ال غنى عنه‬ ‫للمخت�ص يف �أبحاث الف�ضاء‬ ‫والتكنولوجيا وال�صحة والبيئة‬ ‫وجميع مناحي العلوم والآداب‪.‬‬ ‫�إن ا�ستعمال �أ�صحاب اخلربة‬ ‫يف عموم هذه الأن�شطة عارفني‬ ‫مدركني لفوائدها وخماطرها‪،‬‬ ‫لذا ح�صنوا �أنف�سهم قدر امل�ستطاع‬ ‫لتجنب خماطرها‪.‬‬ ‫�أما الآخرون‪ ،‬ممن اتخذوا هذه‬ ‫الأجهزة للمتعة واللهو‪ ،‬فعليهم �أن‬ ‫يدركوا �أن ال�شا�شات فائقة الو�ضوح‬

‫يف �أجهزة الالبتوب ميكن �أن ت�سبب‬ ‫�ضرر ًا م�ؤكد ًا للعني �أو ًال ولأجهزة‬ ‫املج�سات املت�صلة بالدماغ‪ ..‬و�أن‬ ‫هام�ش ًا من هوام�شها �ضمور يف‬ ‫�شبكة وقزحية العني مما ي�سبب‬ ‫�أمل ًا وت�شو�ش ًا يف الر�ؤيا و�ضعف ًا يف‬ ‫الرتكيز‪.‬‬ ‫�أما الدماغ فينعك�س ذلك عليه‬ ‫بال�صداع الوقتي �أو الزمة الأمل‬ ‫الن�صفي يف حالة طوال مدة‬ ‫ا�ستعمال هذه الأجهزة‪ ،‬وهذا‬ ‫يظهر جلي ًا عند كبار ال�سن‪ ،‬ومن‬ ‫الذين هم �أ�ص ًال يعانون من تعب‬ ‫يف الر�ؤيا وت�شو�ش يف الدماغ‬ ‫(الدوخة) وهذا ا�صطالح متعارف‬ ‫عليه وهنا يجب �أن تراءى كثافة‬ ‫النقاط يف البو�صة الواحدة‪ ،‬كذلك‬ ‫تركيزهم على مقيا�س ال�شا�شة‬ ‫وعدد (البيك�سالت) فيها‪ ،‬ويف‬ ‫حالة ارتفاع كثافة النقاط ف�ستظهر‬

‫خطوط الكتابة بحجم �صغري جد ًا‪،‬‬ ‫وهنا �ستكون حالة م�ؤكدة حلدوث‬ ‫تعب يف العني و�صداع م�ؤمل قد يكون‬ ‫متقطع ًا �أو م�ستمر ًا ح�سب �سالمة‬ ‫امل�ستعمل للجهاز‪.‬‬ ‫ويحبذ �أن ت�ضبط كثافة النقاط‬ ‫على قيمة تبلغ (‪ )120‬نقطة يف‬ ‫البو�صة‪ ،‬وهذه متثل حالة و�سطية‬ ‫ال ب�أ�س بها ل�سالمة امل�ستعمل �أما يف‬ ‫حالة ا�ستعمال �شا�شة (‪ )10‬بو�صة‬ ‫تكون قيمة النقاط (‪ )155‬يف‬ ‫البو�صة الواحدة‪ ،‬ف�إذا تنازلت قيمة‬ ‫النقاط ف�سي�سبب ذلك �ضرر ًا و�أمل ًا‬ ‫يبد�أ من العني وي�ستقر يف الدماغ‪..‬‬ ‫حقيقة هذه التفا�صيل لي�ست �سهلة‬ ‫الإدراك والتطبيق عند العموم‬ ‫�إال يف حالة اخلربة‪ ،‬لذا ين�صح‬ ‫باال�ستعانة ب�أهل اخلربة لتجنب‬ ‫هذه املتاعب يف ا�ستعمال عموم هذه‬ ‫الأجهزة العادية والليزرية‪.‬‬


‫�صحة املجتمع‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫‪69‬‬

‫اهمالها يعترب �شبه الق�ضاء على �صحتك‬ ‫اعداد‪ :‬عالء انذار العلي‪ /‬بكالوريو�س تربية ريا�ضية‬ ‫بينت درا�سة بخ�صو�ص الن�شاط‬ ‫اجل�سدي اليومي وفائدته ل�صحة‬ ‫االن�سان‪ ،‬و�أكدت ب�أنه يفيد من‬ ‫الوقاية لكثري من االمرا�ض منها‬ ‫ال�سكري‪ ,‬اجللطات الدماغية‪,‬‬ ‫مر�ض القلب‪� ,‬سرطانا القولون‬ ‫والثدي‪ ..‬الخ‪ ..‬ومن الأمرا�ض‬ ‫املزمنة واجللدية اي�ض ًا‪.‬‬ ‫وعليه يجب ممار�سة الريا�ضة‬ ‫على االقل ن�صف �ساعة يوميا‪،‬‬ ‫ا�ضافة اىل االعمال املنزلية‬ ‫وباملقارنة مع الأ�شخا�ص الذين‬ ‫مي�ضون �أوقاتا طويلة يف اجللو�س‬ ‫فهم عر�ضة لكثري من االمرا�ض‪،‬‬

‫ويجب احلذر من كرثة تعر�ض‬ ‫الريا�ضيني لأ�شعة ال�شم�س جتنبا‬ ‫لأمرا�ض اجللد‪.‬‬ ‫وك�شفت درا�سة اخرى على �أن‬ ‫ممار�سة التدريبات الريا�ضية‬ ‫بانتظام تقلل من خماطر الإ�صابة‬ ‫ب�أنواع عديدة من ال�سرطان‪ ،‬حيث‬ ‫ان اال�ستمرار يف ممار�سة ن�شاط‬ ‫بدين منتظم واحلفاظ بذلك على‬ ‫اللياقة البدنية ي�سهمان يف التقليل‬ ‫من خطر اال�صابة لكثري من انواع‬ ‫ال�سرطان‪.‬‬ ‫ويحر�ص الريا�ضيون على تقوية‬ ‫منطقة اجلذع لديهم‪ ،‬لكن اخلرباء‬

‫يرون �أن تقوية اجلذع �أمر مهم حتى‬ ‫للنا�س العاديني حيث �أن اجلذع يف‬ ‫الأ�سا�س هو نقطة االرتكاز لكل‬ ‫احلركات؛ لأن الن�شاط الريا�ضي‬ ‫ي�ضع جمهودا على اجلذع وكلما كان‬ ‫م�ستقرا كان ذلك �أف�ضل حلماية‬ ‫العمود الفقري من ال�ضغط ولنقل‬ ‫القوى خالل الأن�شطة الريا�ضية‪.‬‬ ‫ومن بع�ض التمارين املفيد لتقوية‬ ‫اجلذع‪ :‬قم بالنزول على يديك‬ ‫وركبتيك وقم بفرد ال�ساق الي�سرى‬ ‫للخلف والذراع الأمين للأمام يف‬ ‫�آن واحد‪ ،‬ثم عد �إىل و�ضعية البداية‬ ‫وافعل بالعك�س‪.‬‬

‫وبالتايل‪ ،‬ف�أن الريا�ضة ب�شكل‬ ‫عام مفيدة للحفاظ على الوزن‬ ‫والوقاية من ال�سمنة ومن اال�صابة‬ ‫بال�سكري وارتفاع �ضغط الدم‬ ‫و�أمرا�ض القلب‪ ،‬وتعمل على‬ ‫تقوية ع�ضالت اجل�سم والتخفيف‬ ‫من م�شاكل امرا�ض املفا�صل‬ ‫والروماتيزم وه�شا�شة العظام‬ ‫وحت�سني احلالة النف�سية واملعنوية‬ ‫وت�ساعد على التخفيف من القلق‬ ‫واالكتئاب وامل�شاكل النف�سية‪.‬‬


‫‪70‬‬

‫وقفة مع‬

‫للمنرب احل�سيني �أثره وح�سه‬ ‫وحالوته الإميانية‪ ،‬وهو �إ�شعاعة‬ ‫دينية‪ ،‬ولفتة تربوية‪ ،‬وتزكية‬ ‫روحية‪ ،‬تفي�ض على النا�س‬ ‫لطائف و�إ�شراقات‪ ..‬ومن نعمة‬ ‫اهلل تعاىل �أن جعل هذا املنرب‬ ‫نافذة املجتمع على اخلري‪،‬‬ ‫و�إ�شراقتهم املعرفية‪ ،‬التي ال‬ ‫منا�ص منها‪ ،‬حتى من ال يعرف‬ ‫املحا�ضرات والدرو�س‪ ،‬ومل ي�شم‬ ‫رائحة العلم‪ ،‬يجد نف�سه م�ضطراً‬ ‫حل�ضور منارة املجل�س امل�شعة‪،‬‬ ‫والإ�صغاء لرتنيماته العذبة‪،‬‬ ‫وتوجيهاته الأ�سرية‪ ...‬كل ذلك‬ ‫يدفع امل�س�ؤولني يف العتبات‬ ‫املقد�سة لتنمية املنرب واالرتقاء‬ ‫بحديثه ودوره التوجيهي‪ ،‬و�أن‬ ‫يكون اخلطيب املتحدث �أو‬ ‫الرادود احل�سيني على م�ستوى‬ ‫املهمة وح�سه التثقيفي الذي‬ ‫ي�ستطيع �أن يرتقي بالنا�س‬ ‫وامل�ستمعني �أخالقياً و�سلوكياً‬ ‫وفكرياً من جانب‪ ،‬واجلانب‬ ‫الآخر احلث على �إحياء‬ ‫�أمر �أهل البيت ‪ D‬وبيان‬ ‫فكرهم و�إظهار مظلوميتهم‪.‬‬ ‫متابعة‪ :‬طارق الغامني‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫�شعبة ال�صوت احل�سيني التخ�ص�صية‬ ‫حناجر ت�صدح باخلدمة احل�سينية اخلالدة‬

‫ومن هنا كان املنرب احل�سيني‬ ‫ال�شرارة الأوىل واملحيط الأ�شمل‬ ‫والعطاء الأعظم الذي حافظ على‬ ‫ا�ستمرار التدفق الوالئي معاجل ًا‬ ‫كل ما يطر�أ عليه من حمدثات �أو‬ ‫ي�ستجد فيه من تطورات‪.‬‬ ‫وحتت هذا الإطار �شكلت‬ ‫العتبة احل�سينية املقد�سة �شعبة‬ ‫متخ�ص�صة بتنمية قدرات املواهب‬ ‫والطاقات احل�سينية الواعدة خدمة‬ ‫للدين واملذهب واملجتمع‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني قامت بتغطية‬ ‫�شاملة لكل مفا�صل العمل يف هذه‬ ‫ال�شعبة املباركة والتقت بف�ضيلة‬ ‫ال�شيخ مهدي عبد الر�ضا اخلزاعي‬ ‫رئي�س �شعبة ال�صوت احل�سيني‬ ‫التخ�ص�صية التابعة �إىل ق�سم‬ ‫الن�شاطات العامة‪ ،‬ليتحدث عن‬

‫�آلية ت�شكيل هذه ال�شعبة‪ ،‬وعن �أهم‬ ‫الأن�شطة التي ترعاها‪ ،‬قائ ًال‪:‬‬ ‫ت�أ�س�ست هذه ال�شعبة يف ال�شهر‬ ‫اخلام�س من عام (‪)2015‬م‪ ،‬نتيجة‬ ‫الفراغ الذي يعم هذه الطبقة‪،‬‬ ‫وهذه الفئة من املجتمع العراقي‬ ‫باعتبار فئة (الرادود احل�سيني)‬ ‫�شريحة مهمة يف املجتمع‪ ،‬وحتتاج‬ ‫�إىل تطوير يف مفا�صلها حالها حال‬ ‫�أي �شريحة �أخرى‪.‬‬ ‫ومبا �أين �أتخ�ص�ص يف علم‬ ‫ال�صوت واملو�سيقى‪ ،‬خريج �أكادميية‬ ‫الفنون اجلميلة يف جامعة بغداد‪..‬‬ ‫لذا ارت�أينا �أن نطرح هذا املو�ضوع‬ ‫على �سماحة ال�شيخ عبد املهدي‬ ‫الكربالئي (دام عزه) املتويل‬ ‫ال�شرعي على العتبة احل�سينية‬ ‫املقد�سة‪ ،‬فوافق على ت�أ�سي�س هذه‬

‫ال�شعبة؛ لغر�ض احت�ضان الطاقات‬ ‫واملواهب ال�صوتية احل�سينية‬ ‫والقر�آنية املوجودة يف املجتمع‬ ‫العراقي‪.‬‬ ‫عمل ال�شعبة تخ�ص�صي بطبقة‬ ‫ال�صوت‪ ،‬لذلك هي تعنى بكل‬ ‫الطاقات ال�صوتية التي تريد �أن‬ ‫تطور طبقات �صوتها‪ :‬كامل�سرحيني‬ ‫والإعالميني ومقدمي الربامج‬ ‫وغريهم‪.‬‬ ‫عمل ال�شعبة اليوم يركز‬ ‫بدرجة كبرية على تطوير �شريحة‬ ‫الرواديد‪ ،‬لذا ت�ضافرت اجلهود‬ ‫على �إقامة دورات مكثفة بهذا‬ ‫اجلانب من فئتني عمريتني هم‬ ‫فئة الفتيان الذين ترتاوح �أعمارهم‬ ‫من (‪)17 - 11‬عاما‪ ،‬وفئة ال�شباب‬ ‫من (‪ )30 - 18‬عاما‪� ،‬أما فئة فوق‬


‫وقفة مع‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫(‪� )30‬سنة فهذا �أ�صبح رادود ًا‬ ‫متمر�س ًا ال يحتاج �إىل دورات‪..‬‬ ‫كما لدينا دورات للأ�شبال �أ�صحاب‬ ‫املواهب من دون �سن (‪ )11‬عام ًا‪...‬‬ ‫ومن خالل عملنا‪ ،‬وجدنا �أقبا ًال‬ ‫�شديد ًا من قبل النا�س لت�سجيل‬ ‫�أبنائهم يف هذه الدورات لغر�ض‬ ‫�صقل مواهبهم �صق ًال جيد ًا‪،‬‬ ‫وي�صبح رادود ًا مبدع ًا يف هذا‬ ‫اجلانب‪.‬‬ ‫كما و�ضعت ال�شعبة برناجم ًا‬ ‫خلدمة امل�سرية احل�سينية بحيث‬ ‫�أقامت دورات طوال الفرتة‬ ‫املا�ضية ومنها دورة الزهراء‬ ‫‪ ،B‬ومت تخريج ما يقارب (‪)35‬‬ ‫رادود ًا من �أهايل مدينة كربالء‪،‬‬ ‫وو�ضعنا درا�سة متكاملة ملدة �سنتني‬ ‫للمجموعة من الرواديد الفتيان‬ ‫والأ�شبال‪.‬‬ ‫هذه الدرا�سة �شملت التدريب‬ ‫على ال�صوت‪ ،‬وفتح احلنجرة‪،‬‬ ‫وتدريب على النف�س العميق‪،‬‬ ‫وتعليم املقامات ال�صوتية اخلا�صة‬

‫بالردات احل�سينية والتي تختلف‬ ‫عن املقامات ال�صوتية للقارئ‬ ‫القر�آن الكرمي‪ ،‬وكذلك تدريب‬ ‫الطلبة على �أوزان ال�شعر املختلفة‬ ‫املتعلقة باملنرب احل�سيني‪ ،‬حيث‬ ‫يوجد �أ�ساتذة خمت�صون بتعليم‬ ‫الأوزان ال�شعرية؛ باعتبار الرادود‬ ‫النا�شئ �أو الهاوي لي�ست لديه‬ ‫معرفة بالأوزان‪ ،‬لذا انطلقت‬ ‫ال�شعبة بهذا العمل من �أجل و�ضع‬ ‫الأ�س�س ال�صحيحة له�ؤالء الرواديد‪.‬‬ ‫كذلك تعليمهم املقامات والأطوار‬ ‫احل�سينية الأ�صيلة‪ :‬كاملقامات التي‬ ‫قر�أ بها الرادود الكبري حمزة‬ ‫الزغري (رحمه اهلل)‪ ،‬واملال‬ ‫عبد الر�ضا النجفي‪ ،‬واملرحوم‬ ‫مال وطن‪ ،‬واملال جا�سم النويني‪،‬‬ ‫وغريها من الأطوار التي تن�سجم‬ ‫مع الق�ضية احل�سينية‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني‪ :‬ما هو الهدف‬ ‫الذي ت�سعون �إليه؟‬ ‫نهدف �إىل تخريج نخبة طيبة‬ ‫من الرواديد احل�سينيني‪ ،‬تن�سجم‬

‫�أطوارهم و�أ�شعارهم مع �صاحب‬ ‫امل�صيبة العظمى �سيد ال�شهداء‬ ‫‪ A‬والت�ضحية الكربى التي‬ ‫قدمها يف �سبيل اهلل تعاىل ون�صرة‬ ‫الإ�سالم؛ لذلك توجب علينا �أن‬ ‫نن�شئ رادود ًا يتنا�سب عطا�ؤه و�أدا�ؤه‬ ‫بامل�ستوى الذي يتنا�سب مع امل�صيبة‬ ‫احل�سينية‪ ،‬ونبتعد عن كل الأطوار‬ ‫التي تكون قريبة من الرق�ص‬ ‫واللهو؛ لأن هذه الأطوار ال تن�سجم‬ ‫مع حجم امل�صيبة التي وقعت على‬ ‫�أهل البيت ‪.D‬‬ ‫علينا �أن ن�أتي �إىل الرتاث‬ ‫الزاخر‪ ،‬ومن ثم نحاكي هذا‬ ‫الرتاث‪ ،‬ثم نبعث هذا الرتاث بو�ضع‬ ‫ين�سجم مع اخلط الذي �أ�س�س من‬ ‫�أجله‪ ،‬وبالتايل يكون هناك حكم‬ ‫عام لهذه الق�ضية متمث ًال بالنا�س‬ ‫وال�شارع احل�سيني ليحكم على هذا‬ ‫الرادود من خالل الق�صيدة التي‬ ‫يلقيها‪ ،‬ومن خالل الطور الذي‬ ‫يندب به‪.‬‬ ‫لذلك ن�سعى �إىل �أن يكون‬

‫‪71‬‬

‫الرادود متفهم ًا ولديه ثقافة‬ ‫دينية وتاريخية و�شعرية‪ ،‬وهذا ما‬ ‫�أكد عليه جمموعة من الرواديد‬ ‫الكبار �أمثال املال جا�سم النويني‪،‬‬ ‫واملال با�سم الكربالئي‪ ،‬واملال‬ ‫عبد الأمري الأموي خالل حفل‬ ‫(م�سابقة كربالء الكربى) التي‬ ‫جرت م�ؤخر ًا يف العتبة احل�سينية‬ ‫املقد�سة بتاريخ (‪� 15‬شوال ‪)1437‬ه‬ ‫املوافق لـ(‪ 20‬متوز ‪)2016‬م‪ ،‬والتي‬ ‫�أكدوا فيها على �أن يكون م�ستوى‬ ‫الرادود احل�سيني على م�ستوى عال‬ ‫من الثقافة الدينية والأخالقية‬ ‫وال�شعرية‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني‪ :‬ما هو ر�أي‬ ‫الرواديد الكبار اللذين يعتربون من‬ ‫الرعيل الأول بخ�صو�ص (م�سابقة‬ ‫كربالء الكربى)؟‬ ‫وجدنا الفرحة عمت وجوههم‪،‬‬ ‫وتفاءلوا ب�أن يكون هذا امل�شروع‬ ‫م�شروع خري وح�سن ف�أل لهذا اجليل‬ ‫الذي جاء بعدهم‪ ،‬كما قدموا ال�شكر‬ ‫والتقدير الكبري لهذه ال�شعبة على‬


‫‪72‬‬

‫وقفة مع‬

‫ح�سن التوجيه والتدريب والأخال�ص‬ ‫للق�ضية احل�سينية املباركة‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني‪� :‬أهم الأن�شطة‬ ‫اخلارجية التي قامت بها ال�شعبة؟‬ ‫لدينا م�شروع (امل�سابقة‬ ‫الوطنية الكربى) لل�سنة الثانية‬ ‫على التوايل‪ ،‬انطلق هذا امل�شروع‬ ‫يف العام املا�ضي‪ ،‬وقمنا به بعد‬ ‫زيارة كافة املحافظات اجلنوبية‬ ‫والو�سطى‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل بع�ض‬ ‫املحافظات ال�شمالية كمحافظة‬ ‫ال�سليمانية وكركوك‪ ،‬بحيث كانت‬ ‫هناك زيارات ميدانية لكل هذه‬ ‫املحافظات‪ ،‬ومت امل�سح امليداين لكل‬ ‫الأ�صوات احل�سينية‪ ،‬ووجدنا هناك‬ ‫عددا هائال من الأ�صوات اجلميلة‬ ‫التي ت�ستطيع �أن تخدم الق�ضية‬ ‫احل�سينية‪ ،‬وهذه امل�سابقة �ستكرر‬ ‫يف هذا العام للمرة الثانية‪ ،‬و�سوف‬ ‫نذهب �أي�ض ًا �إىل تلك املحافظات؛‬ ‫لإجراء االختبارات والفحو�صات‬ ‫على الأ�صوات و�سيتم تر�شيح من‬ ‫كل حمافظة ثالثة �أ�صوات من فئة‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫الفتيان‪ ،‬ومثلها من فئة ال�شباب‬ ‫لال�شرتاك يف امل�سابقة‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني‪ :‬هل توجد‬ ‫مناهج �أكادميية لهذه الدورات؟‬ ‫نعم‪ ،‬يوجد منهاج �أكادميي‬ ‫متخ�ص�ص لهذه الدورات مع املزج‬ ‫باخلربات املتواجدة يف ال�ساحة‬ ‫احل�سينية‪ ،‬حتى ن�ستطيع �أن نخرج‬ ‫رادود ًا مثقف ًا ومتفهم ًا ومطلع ًا على‬ ‫كافة الأمور‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني‪ :‬ما هي‬ ‫الوحدات التي تتكون منها هذه‬ ‫ال�شعبة املباركة؟‬ ‫ال�شعبة تتكون من �ست وحدات‬ ‫وهما‪:‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬وحدة تطوير الطاقة‬ ‫ال�صوتية (مهارة ال�صوت)‪-:‬‬ ‫تخت�ص هذه الوحدة بتطوير‬ ‫طاقة ال�صوت‪ ،‬وفتح الطبقات‬ ‫ال�صوتية الثالث واالطالع عليها‬ ‫وهما (القرار واجلواب وجواب‬ ‫اجلواب)‪ ،‬وهذه ال�شعبة لديها‬ ‫�أ�ستاذ متخ�ص�ص يف هذا اجلانب‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬وحدة تطوير الطاقة‬ ‫التنف�سية (مهارة النف�س)‪.‬‬ ‫تهتم بتطوير مهارة النف�س‪،‬‬ ‫وحلد الآن نبحث عن �أ�ستاذ‬ ‫متخ�ص�ص بهذا اجلانب‪ ،‬و�إن �شاء‬ ‫اهلل تعاىل يوجد �أحد الأ�شخا�ص‬ ‫متقدم لل�شعبة و�سيتم اختباره على‬ ‫�ضوء ذلك‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬وحدة تطوير املقامات‬ ‫والأطوار العزائية‪:‬‬ ‫وهي تهتم بتطوير املقامات‬ ‫ال�صوتية والأطوار العزائية‪،‬‬ ‫وم�س�ؤول عنها الأ�ستاذ املال يا�سني‬ ‫الوائلي وهو خمت�ص بهذا اجلانب‪.‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬وحدة التحليل ال�صوتي‪-:‬‬ ‫تخت�ص هذه الوحدة بجمع‬ ‫الأ�شرطة احل�سينية القدمية ويتم‬ ‫التحليل من خاللها بفرز املقامات‬ ‫ال�صوتية الغنائية عن املقامات‬ ‫العزائية‪ ،‬ولديها عمل �آخر �إنه �أثناء‬ ‫قيام الدورات ال�صوتية للمتدرب‬ ‫يتم و�ضع ن�ص �صوتي �أو م�سجل‬ ‫وعليه يقوم املتدرب بتحليل الن�ص‬

‫الذي يعطى �إليه لزيادة قابليته‬ ‫التحليلية‪.‬‬ ‫خام�س ًا‪ :‬وحدة معهد لبنان‬ ‫ال�صوتي‪-:‬‬ ‫هذه الوحدة مت �إن�شا�ؤها يف‬ ‫جنوب لبنان تهتم بتطوير الطاقات‬ ‫ال�صوتية هناك‪ ،‬لوجود كم هائل‬ ‫من الرواديد يف ذلك البلد العزيز‬ ‫واملوايل لأهل البيت ‪ ،D‬وتتكون‬ ‫هذه الوحدة من مدرب �صوت‪،‬‬ ‫ومدرب نف�س‪ ،‬ومدربة بتطوير‬ ‫الأ�صوات العزائية الن�سائية‪.‬‬ ‫�ساد�س ًا‪ :‬وحدة الإن�شاد احل�سيني‬ ‫للفتيان والأ�شبال وهي يف طور‬ ‫الت�أ�سي�س والإن�شاء‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني‪� :‬أهم امل�شاريع‬ ‫امل�ستقبلية؟‬ ‫لدينا م�شروع كبري وهو اختبار‬ ‫الأ�صوات يف حمافظات جنوب‬ ‫العراق‪ ،‬وهذا امل�شروع �أكد عليه‬ ‫�سماحة املتويل ال�شرعي للعتبة‬ ‫احل�سينية املقد�سة ال�شيخ عبد‬ ‫املهدي الكربالئي (دام عزه) وهو‬


‫وقفة مع‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫ب�إقامة الدورات ال�صوتية والأطوار‬ ‫العزائية يف هذه املحافظات؛ ب�سبب‬ ‫انت�شار مظاهر غري الئقة بالأطوار‬ ‫احل�سينية الوالئية‪.‬‬ ‫�أي�ض ًا من امل�شاريع امل�ستقبلية‬ ‫نطمح لإطالق امل�سابقة الدولية‬ ‫للأ�صوات احل�سينية على م�ستوى‬ ‫املنطقة الإ�سالمية بحيث ي�شرتك‬ ‫من كل دولة ثالثة رواديد للتمثيل‬ ‫بلدانهم يف هذه امل�سابقة‪ ،‬على‬ ‫غرار ما يجري بامل�سابقات الدولية‬ ‫لقراء القر�آن الكرمي التي جتري يف‬ ‫اندوني�سيا و�إيران وم�صر والعراق‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني‪ :‬كيف‬ ‫ت�ستطيعون حماربة بع�ض الظواهر‬ ‫ال�سلبية والإيقاع ال�سريع يف بع�ض‬ ‫الإن�شاد والردات العزائية من خالل‬ ‫عملكم؟‬ ‫لقد قدم م�شروع لل�سماحة ال�شيخ‬ ‫عبد املهدي الكربالئي (دام عزه)‬ ‫ب�إن�شاء جمعيات للرواديد يف‬ ‫املحافظات على غرار اجلمعيات‬

‫املختلفة واملوجودة يف العراق‪ ،‬وقد‬ ‫مت باملوافقة عليه‪ ،‬و�إن �شاء اهلل‬ ‫تعاىل �سيكون هناك توا�صل مع‬ ‫هذه اجلمعيات يف املحافظات ومع‬ ‫اجلمعيات املت�صلة بق�سم ال�شعائر‬ ‫واملواكب احل�سينية‪ ،‬ويتم معاملتها‬ ‫كموكب ح�سيني‪.‬‬ ‫ونحن �سنقوم بالتوا�صل مع‬ ‫هذه اجلمعيات ب�إقامة الدورات‬ ‫واملحا�ضرات التثقيفية بهذا‬ ‫اجلانب‪ ،‬ونحاول �أن نحد من‬ ‫الظواهر الدخيلة على ال�شعائر‬ ‫احل�سينية‪ ،‬وحماربة االيقاعات‬ ‫ال�سريعة التي تفقد من هيبة‬ ‫املجال�س احل�سينية‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني‪ :‬ر�سالة توجهها‬ ‫�إىل كافة الرواديد؟‬ ‫ر�سالتي �أوجهها �إىل الفتيان‬ ‫والأ�شبال وال�شباب ب�أن يواظبوا على‬ ‫ال�سري يف اخلطى ال�صحيحة التي‬ ‫�سار عليها الرواديد من الرعيل‬ ‫الأول الذين كر�سوا كل حياتهم يف‬ ‫خدمة الق�ضية احل�سينية و�إحياء‬

‫�شعائر اهلل تعاىل التي هي من‬ ‫تقوى القلوب لتمنحهم �سعادة‬ ‫الدنيا والآخرة‪ .‬و�أن يخل�صوا بهذه‬ ‫اخلدمة كي تبقى �أ�سما�ؤهم حمفورة‬ ‫يف �سجل خدمة احل�سني ‪ ،A‬و�أن‬ ‫ينظروا �إىل اخللف وي�شاهدوا‬ ‫حمزة الزغري (رحمه اهلل) �أين‬ ‫و�صل الآن‪ ،‬ثم ي�سريوا يف هذا‬ ‫االجتاه خدمة للق�ضية احل�سينية‪،‬‬ ‫ولن يخ�سروا بل يفلحوا يف الدنيا‬ ‫والآخرة �إن �شاء اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني‪ :‬ر�سالة توجهها‬ ‫�إىل كل من ي�ستخدم �أدوات الطرب‬ ‫يف هذا املجال؟‬ ‫الكثري من العلماء واملراجع‬ ‫الدينية وجهوا ر�سائل وفتاوى‬ ‫بخ�صو�ص انت�شار هكذا ظواهر‪،‬‬ ‫ووجهوا حتذيرات وتو�صيات‬ ‫و�إنذارات للذين ي�سريون بهذا‬ ‫اخلط؛ لأن هذا ال ين�سجم مع‬ ‫الق�ضية احل�سينية وهو ي�سيء‬ ‫للإمام احل�سني ‪ ،A‬و�إذا �أردنا �أن‬ ‫نحيي م�صيبة عا�شوراء علينا �أن‬

‫‪73‬‬

‫نفكر ون�ست�شعر امل�صيبة وما جرى‬ ‫يف كربالء‪.‬‬ ‫كما �أن هذا ال�صخب هو من �أفعال‬ ‫بني �أمية (عليهم اللعنة والعذاب)‬ ‫حينما ا�ستقبلوا �سبايا �آل الر�سول‬ ‫‪ ،J‬وهو من تعبريات الفرح ولي�س‬ ‫احلزن‪ ،‬وهذا ال ين�سجم مع حجم‬ ‫الت�ضحية اجل�سيمة التي �ضحى بها‬ ‫�سيد �شباب �أهل اجلنة ‪ A‬للدفاع‬ ‫عن الإ�سالم والدين‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني‪ :‬كلمة �أخرية؟‬ ‫�أ�شكر كادر جريدة �صدى‬ ‫الرو�ضتني على ح�سن اهتمامها‬ ‫بالق�ضية احل�سينية‪ ،‬وت�سليط ال�ضوء‬ ‫على عمل �شعبة ال�صوت احل�سيني‬ ‫التخ�ص�صية وهي �أول �صحيفة تقوم‬ ‫بهذه التغطية ال�شاملة لكل مفا�صل‬ ‫العمل‪ ،‬و�أ�س�أل اهلل تعاىل �أن يوفقهم‬ ‫يف عملهم وي�سدد خطاهم وي�سجلها‬ ‫يف �صحيفة �أعمالهم‪ ،‬و�آخر دعوانا‬ ‫�أن احلمد هلل رب العاملني‪.‬‬


‫‪74‬‬

‫حوارات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫لقد حمل �أهل البيت ‪ D‬الإ�سالم‬ ‫بكل قيمه ومبادئه ال�سماوية‪،‬‬ ‫فكانوا روحه املتجددة يف كل زمان‬ ‫ومكان‪� ،‬أذكوا النفو�س ُ‬ ‫بخلقهم‬ ‫ال�سامي امل�ستمد من اخللق‬ ‫العظيم لر�سول اهلل ‪ ،J‬وهذا‬ ‫ما �ألهم النا�س روح التحدي‬ ‫والتغيري والثورة على الواقع‬ ‫الفا�سد‪ ،‬وكان يف الطليعة طبقة‬ ‫ال�شعراء الذين كانوا خالل فرتات‬ ‫طويلة من تاريخنا‪ ،‬مبنزلة‬

‫الو�سيلة الإعالمية الوحيدة‪،‬‬ ‫فتح الإمام احل�سني ‪� A‬أبواب‬ ‫الإبداع يف خمتلف نواحي الفكر‬ ‫والفنّ والأدب؛ ذلك ل ّأن ملحمة‬ ‫كربالء بذاتها‪ ،‬تزخر باملعاين‬ ‫ال�سامية‪ ،‬وال�صور اجلميلة‬ ‫واملده�شة واملحزنة‪ ،‬وال�شعارات‬ ‫الكبرية املتعلقة بق�ضايا ته ّم‬ ‫الب�شرية ك ّلها‪ ،‬وتلت�صق بالقيم‬ ‫الرفيعة وامل�صالح العامة‪.‬‬ ‫حاوره‪ :‬حيدر داود‬

‫ال�شاعر اللبناين �إيهاب حميدان يف حوار مع �صدى الرو�ضتني‪:‬‬

‫(ال�شعر احل�سيني ال يقت�صر على �شعراء ال�شيعة فقط)‬ ‫يف حماولة للإ�ضاءة عن ال�شعر‬ ‫امللتزم العراقي واللبناين‪ ،‬مع‬ ‫ال�شاعر احل�سيني �إيهاب حميدان‬ ‫من مواليد لبنان عام ‪1969‬م‬ ‫دكتوراه متخ�ص�ص يف فل�سفة الأدب‬ ‫كان يف �ضيافة العتبة العبا�سية‬ ‫املقد�سة‪ ،‬وقد �أجرينا معه هذا‬ ‫احلوار‪ ،‬والذي ابتد�أ ب�س�ؤالنا الأول‪:‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني‪ :‬هل ترتقي‬ ‫الق�صيدة اىل حمتوى الثقافة‬ ‫احل�سينية؟‬ ‫ال�شعر �إن مل ين�ضح مبا يحمل‬ ‫من �أفكار وقيم‪ ،‬فما هو �إال �أوزان‬ ‫وتقطيع‪ ،‬وبالتايل لن يكون له �أي‬ ‫قيمة وحمل يف خمطوطة النظم‬ ‫التي تبقى وحتمل يف م�ضمونها‬ ‫اال�ستمرارية‪ ،‬لذلك فالق�صيدة‬ ‫ملا حتمل من قيم و�أفكار وعقائد‬

‫و�أخالق وكل هذا ال يج�سده مثل‬ ‫ما يج�سده النبي حممد ‪ J‬لذلك‬ ‫�أن ال�شعر احل�سيني عامة وال�شعر‬ ‫الكربالئي خا�صة قد كتب له هذا‬ ‫الوجود بف�ضل ما حمله يف باطنه‬ ‫وطياته من �أفكار وت�ضحيات وقيم‬ ‫الإمام احل�سني و�أخيه �أبي الف�ضل‬ ‫العبا�س ‪ C‬فال�شعر احل�سيني‬ ‫نه�ض بهذه القيم‪ ،‬وا�ستطاع من‬ ‫خالل الق�صيدة �أن يو�صل معاين‬ ‫كربالء املقد�سة اىل يومنا هذا‪،‬‬

‫و�سوف يحمله اىل ما ي�أتي من زمن‬ ‫حتى قيام يوم الدين‪ ،‬وال ميكن ال‬ ‫لل�شعر وال لأي �أحد ي�ستطيع �أن‬ ‫يقدم للق�ضية احل�سينية ما يعادلها‬ ‫من قيم فكرية وداللية؛ لأنها ق�ضية‬ ‫الوجود الأ�سمى‪ ،‬ق�ضية الإ�سالم‪،‬‬ ‫وبالتايل كلنا يعرف من هو الإمام‬ ‫احل�سني ‪ ،A‬وعليه �أن يتعلم كيف‬ ‫يغرف من بحر �سيد �شباب اهل‬ ‫اجلنة ومعينه‪ ،‬ولكن على نحو من‬ ‫النواحي‪ ،‬ف�أن ال�شعر ي�ؤرخ لبع�ض‬

‫• ال�شعر �إن مل ين�ضح مبا يحمل من �أفكار وقيم‪،‬‬ ‫فما هو �إال �أوزان وتقطيع‪ ،‬وبالتايل لن يكون له �أي‬ ‫قيمة وحمل يف خمطوطة النظم التي تبقى وحتمل يف‬ ‫م�ضمونها اال�ستمرارية‪.‬‬

‫التفا�صيل التي حدثت مع الإمام‬ ‫احل�سني ‪ A‬ولذلك فهو �صوت من‬ ‫�أ�صوات االعالم‪ ،‬وال ميكن لنا �إال �أن‬ ‫نقف وقفة احرتام واجالل امام كل‬ ‫ال�شعراء احل�سينيني الذين بلغونا‬ ‫�صوت االمام احل�سني ‪ A‬و�صرخته‬ ‫و�صوت عقيلة بني ها�شم ال�سيدة‬ ‫زينب ‪ ،B‬وبالتايل كلنا نغرف من‬ ‫معني االمام احل�سني ‪ ،A‬ولكننا ال‬ ‫ن�ستطيع ان نقدم �إال القليل القليل‬ ‫امام هذه الق�ضية الكربى التي‬ ‫حفظت الإ�سالم وحتفظه؛ لأن‬ ‫الدين حممدي الوجود ح�سيني‬ ‫اال�ستمرار والبقاء‪.‬‬ ‫�صدى الرو�ضتني‪ :‬كيف وجدت‬ ‫ال�شعر اللبناين امللتزم بالن�سبة‬ ‫ملقا�صد ال�شعر العربي الأخرى؟‬ ‫�أ�صبح الآن يف لبنان هناك‬


‫حوارات‬

‫العدد ‪ 1 / 295‬ذو احلجة ‪1437‬هـ ‪� 3 -‬أيلول ‪2016‬م‬

‫حمل لل�شعر امللتزم‪ ،‬وكذلك هناك‬ ‫طائفة معتد بها يف ال�شعر ويكتبون‬ ‫يف االمام احل�سني ‪ A‬والق�ضايا‬ ‫الإ�سالمية وكذلك الذين يكتبون‬ ‫ال�شعر يف املقاومة الإ�سالمية‬ ‫اللبنانية �ضد ال�صهيونية‪ ،‬ولدينا‬ ‫�شعراء ينتمون خلط املقاومة وخط‬ ‫اجلهاد‪ ،‬بالتايل اىل خط االمام‬ ‫احل�سني ‪.A‬‬ ‫�إن ما يلفت النظر يف لبنان �أن‬ ‫ال�شعر احل�سيني ال يقت�صر على‬ ‫�شعراء ال�شيعة فقط امنا هناك‬ ‫طائفة من ال�شعراء امل�سيحيني كتبوا‬ ‫بحق االمام احل�سني ‪ ،A‬نعتقد من‬ ‫وجود �أر�ضية واعدة لل�شعر امللتزم‬ ‫وا�صبح له حمل يف ال�شعر العربي‪.‬‬ ‫لكن يبقى ال�شعر العراقي‬ ‫احل�سيني ب�شقيه الف�صيح وال�شعبي‬ ‫له الأثر الأعظم واالبرز يف هذا‬ ‫االنت�شار لق�ضية االمام احل�سني ‪A‬‬ ‫من خالل ال�شعر‪ ،‬فالإمام احل�سني‬ ‫‪ A‬ال يحتاج اىل ال�شعر بل ال�شعر‬ ‫يحتاج اليه‪ ،‬فهو رمز و�شعار وروح‬ ‫لكل الثورات‪.‬‬ ‫�أبدع العراق تاريخي ًا على م�ستوى‬ ‫ال�شعر‪ ،‬و�أ�صبح يحمل ق�ضايا‬

‫• ال�شعر احل�سيني عامة وال�شعر الكربالئي‬ ‫خا�صة قد كتب له هذا الوجود بف�ضل ما حمله‬ ‫يف باطنه وطياته من �أفكار وت�ضحيات وقيم‬ ‫الإمام احل�سني و�أخيه �أبي الف�ضل العبا�س ‪.C‬‬ ‫املجتمع وكذلك ق�ضية االمام‬ ‫احل�سني ‪ A‬وان يو�صلها يف كل‬ ‫مكان من ارجاء املعمورة وخ�صو�صا‬ ‫يف العامل العربي‪.‬‬ ‫ويف لبنان نعتمد على ال�شعر‬ ‫احل�سيني العراقي يف قراءة العزاء‬ ‫احل�سيني وكذلك اغلب مناطق‬ ‫اخلليج العربي‪ ،‬واليوم نقف‬ ‫عاجزين امام العراق لن�ؤديه حقه‬ ‫ملحافظته على الق�ضية احل�سينية‪،‬‬ ‫وال�شعر العراقي له طعمه اخلا�ص‬ ‫ولونه املميز الذي يدخل اىل‬ ‫القلوب‪ ،‬فهو ينبلج من قلوب‬ ‫�شعرائه الذين جبلوا بحب االمام‬ ‫احل�سني ‪ A‬وهذا الأثر الأكرب‬ ‫لوجود االئمة يف العراق فهي �أر�ض‬ ‫الأنبياء ‪ ،D‬وهذه العالقة تنتج‬ ‫هذا ال�صفاء من ال�شعر الذي جنل‬ ‫ونحرتم‪.‬‬

‫• يبقى ال�شعر العراقي احل�سيني‬ ‫ب�شقيه الف�صيح وال�شعبي له الأثر‬ ‫الأعظم والأبرز يف هذا االنت�شار‬ ‫لق�ضية االمام احل�سني ‪ A‬من‬ ‫خالل ال�شعر‪ ،‬فالإمام احل�سني‬ ‫‪ A‬ال يحتاج اىل ال�شعر بل ال�شعر‬ ‫يحتاج اليه‪ ،‬فهو رمز و�شعار وروح‬ ‫لكل الثورات‪.‬‬

‫�صدى الرو�ضتني‪ :‬كيف تنظرون‬ ‫اىل دور مدينة كربالء يف ا�ستنها�ض‬ ‫الثقافة العربية؟‬ ‫مدينة كربالء هي العامل الذي‬ ‫ينتمي اليه كل احرار العامل ال‬ ‫بد وانهم ا�ستخل�صوا من كربالء‬ ‫املقد�سة وتعلموا منها فالزعيم‬ ‫غاندي قال‪( :‬تعلمت من االمام‬ ‫احل�سني ‪ A‬كيف �أكون مظلوم ًا كي‬ ‫�أنت�صر) �إذن فكربالء هي املنارة‪.‬‬ ‫�أما على م�ستوى اال�ستنها�ض‪،‬‬ ‫�صرخة االمام (روحي له الفداء)‬ ‫ال زالت تدوي يف كل �أعماق هذا‬ ‫الوجود‪ ،‬وخ�صو�صا بعد �سقوط‬ ‫الطاغية حيث عاد العراق اىل‬ ‫�أح�ضان االمام علي ‪ ،A‬وا�ستطاع‬ ‫االن و�ضمن هذه الأوقات القليلة �أن‬ ‫يعيد اىل العراق وهجه وهو ي�ستجمع‬ ‫ال�شعراء ويتقدم اىل االمام وي�ؤ�س�س‬

‫• ال ميكن ال لل�شعر وال لأي‬ ‫�أحد ي�ستطيع �أن يقدم للق�ضية‬ ‫احل�سينية ما يعادلها من قيم‬ ‫فكرية وداللية؛ لأنها ق�ضية‬ ‫الوجود الأ�سمى‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫للحراك التاريخي الذي �شهده‪،‬‬ ‫حتى قيل حتت كل نخلة من نخيل‬ ‫العراق �شاعر‪ ،‬و�إن �شاء اهلل تعاىل‬ ‫ي�ستعيد دوره اال�شعاعي والريادي‬ ‫الذي طاملا احت�ضنه و�سيعود اليه‬ ‫بف�ضل اجلهود املبذولة‪.‬‬ ‫ونالحظ اليوم �أن العتبات‬ ‫املقد�سة �أ�صبحت متتلك حراك ًا‬ ‫ثقافي ًا وديني ًا‪ ،‬و�أ�صبحت عامل‬ ‫جذب معنوي روحي يف كل بقاع‬ ‫الدنيا فهي مركز الإ�شعاع‪ ،‬وننتظر‬ ‫جهودا �أكرب ونتمنى للعراق �أن يكون‬ ‫فيه اال�ستقرار؛ لأنه �إذا ا�ستقر‬ ‫العراق �سرتون النا�س يف �أطراف‬ ‫الدنيا قد �أ�صبحوا علماء‪ ،‬العراق‬ ‫هو القلعة احل�صينة ملعارف �أهل‬ ‫البيت ‪.A‬‬ ‫نتق ّدم قبل اخلتام بجزيل ال�شكر‬ ‫والتقدير لكافة الإخوة الأعزاء يف‬ ‫العتبة العبا�سية املقد�سة الذين‬ ‫رحبوا بنا كل الرتحيب وعلى كرم‬ ‫ال�ضيافة واال�ستقبال‪ ،‬متمنيا لهم‬ ‫دوام املوفقية والنجاح يف خدمة‬ ‫مذهب �أهل البيت ‪ D‬وزوار �أبي‬ ‫عبد اهلل احل�سني ‪.A‬‬

‫• كلنا نغرف من معني االمام‬ ‫احل�سني ‪ ،A‬ولكننا ال ن�ستطيع‬ ‫ان نقدم �إال القليل القليل امام‬ ‫هذه الق�ضية الكربى التي حفظت‬ ‫الإ�سالم‪.‬‬


‫(ك�شافة الكفيل ‪ ...‬جيل قيادي ومبدع)‬ ‫( �آن الأوان لتحقيق النجاح )‬ ‫(حدد �أهدافك وطور مهاراتك)‬ ‫تعلن جمعية ك�شافة الكفيل عن بداية برناجمها ال�سنوي‬ ‫املتنوع وعلى الراغبني باالن�ضمام الإ�سراع ب�سحب ا�ستمارة‬ ‫الت�سجيل وامل�شاركة ‪.‬‬ ‫اهم الربامج التي تقدمها اجلمعية‪:‬‬ ‫‪ -1‬املخيمات الك�شفية‪.‬‬ ‫‪ -2‬دورات التنمية الب�شرية‪.‬‬ ‫‪ -3‬اعداد املمثل احل�سيني‪.‬‬ ‫‪ -4‬اعداد املن�شد والرادود احل�سيني‪.‬‬ ‫‪ -5‬احلرف واالعمال الريادية ‪.‬‬ ‫‪ -6‬دورات الت�صوير والت�صميم واملونتاج‪.‬‬ ‫‪ -7‬الرحالت وال�سفرات ال�سياحية والدينية‪.‬‬ ‫‪ -8‬دورات الفقه والعقائد والأخالق‪.‬‬ ‫‪ -9‬دورات التنمية القر�آنية‪.‬‬ ‫‪ -10‬الريا�ضة ‪.‬‬ ‫لال�ستف�سار االت�صال على الأرقام التالية‪:‬‬ ‫‪07602326690 / 07724892039‬‬ ‫او مراجعة مقر جمعية ك�شافة الكفيل الكائن يف منطقة باب‬ ‫بغداد جممع االمام الع�سكري(‪()A‬فندق الدلة �سابقا)‬ ‫او متابعتنا على �صفحة التوا�صل االجتماعي في�س بوك‬ ‫(جمعية ك�شافة الكفيل في�س بوك)‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.