الربعون النووية بتعليقات الشيخ ابن عثيمين رحمه ا
الحديث الول ... عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي ا عنه قال سمعت رسول ا صلى ا عليه وسلم يقول " إنما العمال بالنيات ,وإنما لكل امرئ ما نوى ,فمن كانت هجرته إلى ا ورسوله فهجرته إلى ا ورسوله ,ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها و امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " متفق عليه . الشرح :هذا الحديث اصل عظيم في أعمال القلوب ,لن النيات من أعمال القلوب قال العلماء :وهذا الحديث نصف العبادات ,لنه ميزا العمال الباطنة وحديث عائشة رضي ا عنها " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي لفظ آخر " من عمل عمل ليس عليه امرنا فهو رد " نصف الدين ,لنه ميزا العمال الظاهرة فيستفاد من قول النبي صلى ا عليه وسلم " إنما العمال بالنيات " أنه ما من عمل إل وله نية ,لن كل إنسان عاقل مختار ل يمكن أن يعمل عمل بل نية ,حتى قال بعض العلماء " لو كلفنا ا عمل بل نية لكان من تكليف ما ل يطاق " ويتفرع من هذه الفائدة : الرد على الموسوسين الذين يعملون العمال عدة مرات ثم يقول لهم الشيطان :إنكم لم تنووا .فإننا نقول لهم :ل ,ل يمكن أبدا أن تعملوا عمل إل بنية فخففوا على أنفسكم ودعوا هذه الوساوس . ومن فوائد هذا الحديث أن النسان يؤجر أو يؤزر أو يحرم بحسب نيته لقول النبي صلى ا عليه وسلم " فمن كانت هجرته إلى ا ورسوله فهجرته إلى ا ورسوله " ويستفاد من هذا الحديث أيضا أن العمال بحسب ما تكون وسيلة له ,فقد يكون الشيء المباح في الصل يكون طاعة إذا نوى به النسان خيرا ,مثل أن ينوي بالكل والشرب التقوي على طاعة ا ,ولهذا قال النبي صلى ا عليه وسلم " تسحروا فإن في السحور بركة " * ومن فوائد هذا الحديث :أنه ينبغي للمعلم أن يضرب المثال التي يتبين بها الحكم ,وقد ضرب النبي صلى ا عليه وسلم لهذا مثل بالهجرة ,وهي النتقال من بلد الشرك إلى بلد السلم وبين أن الهجرة وهي عمل واحد تكون لنسان أجرا وتكون لنسان حرمانا ,فالمهاجر
الذي يهاجر إلى ا ورسوله هذا يؤجر ,ويصل إلى مراده .وهذا الحديث يدخل في باب العبادات وفي باب المعاملت وفي باب النكحة وفي كل أبواب الفقه . ــــــــــ
الحديث الثاني ... * عن أم المؤمنين أم عبدا عائشة رضي ا عنها قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم ,وفي رواية لمسلم " من عمل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد " * الشرح :هذا الحديث قال العلماء :إنه ميزان ظاهر العمال وحديث عمر الذي هو في أول الكتاب " إنما العمال بالنيات " ميزان باطن العمال ,لن العمل له نية و له صورة فالصورة هي ظاهر العمل والنية باطن العمل . * وفي هذا الحديث فوائد :أن من أحدث في هذا المر -أي السلم -ما ليس منه فهو مردود عليه ولو كان حسن النية وينبني على هذه الفائدة أن جميع البدع مردودة على صاحبها ولو حسنت نيته . * ومن فوائد هذا الحديث :أن من عمل عمل ولو كان أصله مشروعا ولكن عمله على غير ذلك الوجه الذي أمر به فإنه يكون مردودا بناء على الرواية الثانية في مسلم . وعلى هذا فمن باع بيعا محرما فبيعه باطل ,ومن صلى صلة تطوع لغير سبب في وقت النهي فصلته باطلة ومن صام يوم العيد فصومه باطل وهلم جرا ,لن هذه كلها ليس عليها أمر ا ورسوله فتكون باطلة مردودة . ــــــــــ
الحديث الثالث ... عن أبي عبدا النعمان بن بشير رضي ا عنهما قال :سمعت رسول ا صلى ا عليه وسلم يقول " إن الحلل بين و الحرام بين ,وبينهما مشتبهات قد ل يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ,ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ,أل وأن لكل ملك حمى ,أل وإن حمى ا محارمه ,إل وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ,وإذا فسدت فسد الجسد كله , أل وهي القلب " رواه البخاري ومسلم . *الشرح :قسم النبي صلى ا عليه وسلم المور إلى ثلثة أقسام : قسم حلل بين ل اشتباه فيه ,وقسم حرام بين ل اشتباه فيه ,وهذان واضحان أما الحلل فحلل ول يأثم النسان به ,وأما الحرام فحرام ويأثم النسان به . مثل الول :حل بهيمة النعام ...ومثال الثاني :تحريم الخمر . أما القسم الثالث فهم المر المشتبه الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلل أم من الحرام ؟ ويخفى حكمه على كثير من الناس ,وإل فهو معلوم عند آخرين . فهذا يقول الرسول صلى ا عليه وسلم الورع تركه وأن ل يقع فيه ولهذا قال " :فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " استبرأ لدينه فيما بينه وبين ا ,واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس بحيث ل يقولون :فلن وقع في الحرام ,حيث إنهم يعلمونه وهو عند مشتبه ثم ضرب النبي صلى ا عليه وسلم مثل لذلك بالراعي يرعى حول الحمى " أي حول الرض المحمية التي ل ترعها البهائم فتكون خضراء ,لنها لم ترعى فيها فإنها تجذب البهائم حتى تدب إليها وترعاها " " كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه " ثم قال عليه الصلة والسلم " :أل وأن لكل ملك حمى "يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئا من الرياض التي يكون فيها العشب الكثير والزرع الكثير " أل وإن حمى ا محارمه " أي ما حرمه على عباده فهو حماه ,لنه منعهم أن يقعوا فيه ثم بين أن في الجسد مضغة يعني لحمة بقدر ما يمضغه الكل إذا صلحت صلح الجسد كله ثم بينها بقوله " أل وهي القلب " وهو إشارة إلى
أنه يجب على النسان أن يراعي مافي قلبه من الهوى الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والمور المشتبهات . *فيستفاد من هذا الحديث : أول :أن الشريعة السلمية حللها بين وحرامها بين والمشتبه منها يعلمه بعض الناس . ثانيا :أنه ينبغي للنسان إذا اشتبه عليه المر أحلل هو أم حرام أن يجتنبه حتى يتبين له أنه حلل . *ومن فوائد الحديث :أن النسان إذا وقع في المور المشتبه هان عليه أن يقع في المور الواضحة فإذا مارس الشيء المشتبه فإن نفسه تدعوه إلى أن يفعل الشيء البين وحينئذ يهلك . *ومن فوائد هذا الحديث :جواز ضرب المثل من أجل أن يتبين المر المعنوي بضرب الحسي أي أن تشبيه المعقول بالمحسوس ليقرب فهمه . *ومن فوائد هذا الحديث :حسن تعليم الرسول عليه الصلة والسلم بضربه للمثال وتوضيحها . *ومن فوائد هذا الحديث :أن المدار في الصلح والفاسد على القلب وينبني على هذه الفائدة أنه يجب على النسان العناية بقلبه دائما وأبدا حتى يستقيم على ما ينبغي أن يكون عليه . *ومن فوائد الحديث :أن فاسد الظاهر دليل على فاسد الباطن لقول النبي صلى ا عليه وسلم " إذا صلحت صلح الجسد كله ,وإذا فسدت فسد الجسد كله " ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن ــــــــــ
الحديث الرابع ... عن عمر بن الخطاب رضي ا عنه قال :بينما نحن جلوس عند رسول ا صلى ا عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ,ل يرى عليه أثر السفر ,ول يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى ا عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ووضح كفيه على فخذيه ,وقال :يا محمد أخبرني عن السلم ,فقال رسول ا صلى ا عليه وسلم " السلم أن تشهد أن ل إله إل ا وأن محمدا رسول ا وتقيم الصلة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " قال صدقت فعجبا له يسأله ويصدقه ,قال : أخبرني عن اليمان قال " أن تؤمن بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " قال :صدقت ,قال :فأخبرني عن الحسان ,قال " أن تعبد ا كأنك تراه ,فإن لم تكن تراه فإنه يراك " قال ,فأخبرني عن الساعة ,قال " ما المسئول بأعلم من السائل " قال فأخبرني عن اماراتها .قال " أن تلد المة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " .ثم انطلق فلبث مليا ,ثم قال " يا عمر ,أتدري من السائل ؟" ,قلت : ا ورسوله أعلم ,قال " فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " رواه مسلم . *الشرح :هذا الحديث يستفاد من فوائد : منها أن من هدي النبي صلى ا عليه وسلم مجالسة أصحابه وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي صلى ا عليه وسلم ,ومنها أنه ينبغي للنسان أن يكون ذا عشرة من الناس ومجالسة وأن ل ينزوي عنهم . *ومن فوائد الحديث :أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش النسان على دينه , فإن خشي على دينه فالعزلة أفضل ,لقول النبي صلى ا عليه وسلم " يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر " *ومن فوائد هذا الحديث :أن الملئكة عليهم الصلة والسلم يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر ,لن جبريل عليه الصلة والسلم طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب ليرى عليه أثر السفر ول يعرفه من الصحابة أحد .
*ومن فوائد هذا الحديث :حسن أدب المتعلم أما المعلم حيث جلس جبريل عليه الصلة والسلم أمام النبي صلى ا عليه وسلم هذه الجلسة الدالة على الدب والصغاء والستعداد لما يلقى إليه فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذه . *منها :جواز دعاء النبي صلى ا عليه وسلم باسمه لقوله " يا محمد " وهذا يحتمل أنه قبل كمَعْ ض اوُ ع ِ ء َب َعْ عا ِ م َكاوُد َ ك َعْ ل َبَعْيَن اوُ سو ِ ء الَّر اوُ عا َ عاوُلوا اوُد َ ج َ النهي أي قبل نهي ا تعالى عن ذلك في قوله " َل َت َعْ ضا " [النور ... ]63/على أحد التفسيرين ويحتمل أن هذا جرى على عادة العراب الذين ع اً َب َعْ يأتون إلى الرسول صلى ا عليه وسلم فينادونه باسمه يا محمد وهذا أقرب ,لن الول يحتاج إلى التاريخ . *ومن فوائد هذا الحديث :جواز سؤال النسان عما يعلم من أجل تعليم من ل يعلم ,لن جبريل كان يعلم الجواب ,لقوله في الحديث " صدقت " ولكن إذا قصد السائل أن يتعلم من حول المجيب فإن ذلك يعتبر تعليما لهم . *ومن فوائد هذا الحديث :أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب , لقول النبي صلى ا عليه وسلم " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " مع أن المعلم هو الرسول صلى ا عليه وسلم لكن لما كن جبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول عليه الصلة والسلم هو المعلم . *ومن فوائد هذا الحديث :بيان أن السلم له خمسة أركان ,لن النبي صلى ا عليه وسلم أجاب بذلك وقال " السلم أن تشهد أن ل إله إل ا وأن محمدا رسول ا وتقيم الصلة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيل " *ومن فوائد هذا الحديث :أنه ل بد أن يشهد النسان شهادة بلسانه موقنا بها بقلبه أن ل إله إل ا فبمعنى ل إله أي ل معبود حق إل ا فتسهد بلسانك موقنا بقلبك أنه ل معبود من الخلق من النبياء أو الولياء أو الصالحين أو الشجر أو الحجر أو غير ذلك حق إل ا وأن ما عبد من هَو ن ِمنَعْ اوُدو ِن ِه اوُ عو َ ن َما َيَعْد اوُ ق َوأ َ َّ ح ُّ هَو اَعْل َ ن الَّلَه اوُ ك ِبَأ َّ دون ا فهو باطل لقول ا تعالى " َذ ِل َ ك ِبيراوُ " الحج... 62/ ي اَعْل َ ع ِل ُّ هَو اَعْل َ ن الَّلَه اوُ ل َوأ َ َّ ط اوُ اَعْلَبا ِ
*ومن فوائد هذا الحديث :أن هذا الدين ل يكمل إل بشهادة أن محمدا رسول ا وهو محمد بن عبدا القرشي الهاشمي ,ومن أراد تمام العلم بهذا الرسول الكريم فليقرأ القران وما تيسر من السنة وكتب التاريخ . *ومن فوائد هذا الحديث :أن رسول ا صلى ا عليه وسلم جمع شهادة أن ل إله إل ا وأن محمدا رسول ا في ركن واحد ,وذلك لن العبادة ل تتم إل بأمرين الخل ص لله وهو ما تضمنته شهادة أن ل إله إل ا والمتابعة لرسول ا صلى ا عليه وسلم وهو ما تتضمنه شهادة أن محمدا رسول ا ,ولهذا جعلهما النبي صلى ا عليه وسلم ركنا واحدا في حديث ابن عمر حيث قال " بني السلم على خمس :شهادة أن ل إله إل ا وأن محمدا رسول ا , وإقام الصلة " ...وذكر تمام الحديث . *ومن فوائد هذا الحديث :أن ل يتم إسلم العبد حتى يقيم الصلة ,وإقامة الصلة أن يأتي بها مستقيمة حسب ما جاء به الشريعة ,ولها –أي إقامة الصلة -إقامة واجبة و إقامة كاملة , فالواجبة أن يقتصر على أقل ما يجب فيها . والكاملة أن يأتي بمكملتها على حسب ما هو معروف في الكتاب والسنة وأقوال العلماء . *ومن فوائد الحديث :أنه ل يتم السلم إل بإيتاء الزكاة .والزكاة هي المال المفروض من الموال الزكوية وإيتاؤها وإعطاؤها من يستحقها ,وقد بين ا ذلك في سورة التوبة في قوله غا ِر ِمي َ ن ب َواَعْل َ م َو ِفي الِّرَقا ِ مَؤَّلَف ِة اوُقاوُلواوُباوُه َعْ عَلَعْيَها َواَعْل اوُ ن َ عا ِم ِلي َ ن َواَعْل َ سا ِكي ِ م َ ء َواَعْل َ ت ِلَعْلاوُفَقَرا ِ صَدَقا اوُ ما ال َّ " إ َِّن َ كيم ٌ " التوبة... 60/ ح ِ م َ ع ِلي ٌ ن الَّل ِه َوالَّلاوُه َ ض اًة ِم َ ل َف ِري َ س ِبي ِ ن ال َّ ل الَّل ِه َواَعْب ِ س ِبي ِ َو ِفي َ وأما صوم رمضان فهو التعبد لله تعالى بالمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ,ورمضان هو الشهر الذي بين شعبان وشوال . وأما حج البيت فهو القصد إلى مكة لداء المناسك ,وقيد بالستطاعة ,لن الغالب فيه المشقة عاوُتمَعْ " ط َعْ سَت َ وإل فجميع الواجبات يشترط لوجوبها الستطاعة لقوله تعالى " َفاَّتاوُقوا الَّلَه َما ا َعْ التغابن16/
ومن القواعد المقررة عند العلماء " أنه ل واجب مع عجز ول محرم مع الضرورة " . *ومن فوائد هذا الحديث :وصف الرسول الملكي للرسول البشري محمد صلى ا عليه وسلم بالصدق ولقد صدق جبريل فيما وصفه بالصدق فإن النبي صلى ا عليه وسلم أصدق الخلق . *ومن فوائد الحديث :ذكاء الصحابة رضي ا عنهم حيث تعجبوا كيف يصدق السائل من سأله ,والصل أن السائل جاهل والجاهل ل يمكن أن يحكم على الكلم بالصدق أو الكذب لكن هذا العجب زال حين قال النبي صلى ا عليه وسلم " هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم " . *ومن فوائد هذا الحديث :أن اليمان يتضمن ستة أمور :وهي اليمان بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر والقضاء والقدر خيره وشره . *ومن فوائد هذا الحديث :التفريق بين السلم واليمان ,وهذا عند ذكرهما جميعا فإنه يقسر السلم بأعمال الجوارح واليمان بأعمال القلوب ولكن عند الطلق يكون كل واحد منها شامل غَعْيَر غ َ ن َيَعْبَت ِ م ِدي اًنا " ..المائدة ... 3/وقوله " َوَم َعْ سَل َ م اَعْل ِ َعْ ك اوُ ت َل اوُ ضي اوُ للخر فقوله تعالى " َ ..وَر ِ ن الَّلَه َم َ ع م ِدي اًنا " ..ال عمران ... 85/يشمل السلم واليمان وقوله تبارك وتعالى " َوأ َ َّ سَل ِ اَعْل ِ َعْ ن " ...النفال ... 19/وما أشبهها من اليات يشمل اليمان و السلم وكذلك قوله تعالى مَعْؤم ِ ِني َ اَعْل اوُ ح ِرياوُر َرَقَبم ٍة اوُمَعْؤ ِمَنم ٍة " ..النساء ... 92/يشمل السلم واليمان . " َ ..فَت َعْ *ومن فوائد هذا الحديث العظيم :أن اليمان بالله أهم أركان اليمان وأعظمها ولهذا قدمه النبي صلى ا عليه وسلم فقال " أن تؤمن بالله . " .. واليمان يتضمن اليمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ليس هو اليمان بمجرد وجوده بل ل بد أن يتضمن اليمان هذه المور الربعة :اليمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته . *ومن فوائد هذا الحديث العظيم :إثبات الملئكة والملئكة عال غيبي وصفهم ا تعالى بأوصاف كثيرة في القران ووصفهم النبي صلى ا عليه وسلم في السنة وكيفية اليمان بهم : أن نؤمن بأسماء من عينت أسماؤهم منهم ومن لم يعين لسمائهم فإننا نؤمن بهم إجمال ونؤمن كذلك بما ورد من أعمالهم التي يقوموه بها ما علمنا منها ,ونؤمن كذلك بأوصافهم التي
وصفوا بها ما علمنا بها ,ومن ذلك أن النبي صلى ا عليه وسلم رأى جبريل الصلة والسلم وله ستمائة جناح قد سد بها الفق على خلقته التي خلق عليها . وواجبنا نحو الملئكة أن نصدق بهم وأن نحبهم لنهم عباد ا قائمون بأمره كمال قال ن الَّلَعْيلَ َوالَّنَهاَر َل َيَعْفاوُتاوُرو َ ن حو َ سِّب اوُ ن * اوُي َ ساوُرو َ ح ِ سَت َعْ عَباَد ِت ِه َوَل َي َعْ ن ِ ع َعْ ن َ ك ِباوُرو َ سَت َعْ ه َل َي َعْ عَعْنَد اوُ ن ِ تعالى"َ ..وَم َعْ " النبياء .19/20 *ومن فواد هذا الحديث :وجوب اليمان بالكتب التي أنزلها ا عزوجل على رسله عليهم ن " .. ميَزا َ ب َواَعْل ِ كَتا َ م اَعْل ِ عاوُه اوُ ت َوأ ََعْنَزَعْلَنا َم َ سَلَنا ِباَعْلَبِّيَنا ِ سَعْلَنا اوُر اوُ الصلة والسلم قال تعالى " َلَقَعْد أ ََعْر َ الحديد. 25/ فنؤمن بكل كتاب أنزله ا على رسله لكن نؤمن إجمال ونصدق بأنه حق .أما تفصيل فإن الكتب السابقة جرى عليها التحريف والتبديل والتغيير فلم يكن للنسان أن يميز من الحق منها والباطل وعلى هذا فنقول :نمن بما أنزله ا من الكتب على سبيل الجمال .أما التفصيل فإننا نخشى أن يكون مما حرف وبدل وغير هذا بالنسبة لليمان بالكتب .أما العمل بها فالعمل إنما هو بما نزل على محمد صلى ا عليه وسلم فقط .أما ما سواه فقد نسخ بهذه الشريعة . *ومن فوائد هذا الحديث :وجوب اليمان بالرسل عليهم الصلة والسلم فنؤمن بأن كل رسول أرسله ا فهو حق أتى بالحق صادق فيما أخبر صادق بما أمر به فنؤمن بهم إجمال فيمن لم نعرفه بيعنه وتفصيل فيمن عرفناه بيعنه . ك " .. عَلَعْي َ ص َ ص َعْ م َنَعْق اوُ ن َل َعْ م َم َعْ ك َو ِمَعْناوُه َعْ عَلَعْي َ صَنا َ ص َعْ ن َق َ م َم َعْ ك ِمَعْناوُه َعْ ن َقَعْب ِل َ س اًل ِم َعْ سَعْلَنا اوُر اوُ قال تعالى " َوَلَقَعْد أ ََعْر َ غافر ..78/فمن قص علينا وعرفناه آمنا به بيعنه ومن لم يقص علينا ولم نعرفه نؤمن به إجمال ,والرسل عليهم الصلة والسلم أولهم نوح و آخرهم محمد صلى ا عليه وسلم ,ومنهم الخمسة أولوا العزم الذين جمعهم ا في آيتين من كتاب ا فقال ا تبارك وتعالى في سى اَعْب ِ ن عي َ سى َو ِ م َواوُمو َ هي َ ح َوإ َِعْبَرا ِ ك َو ِمنَعْ اوُنو م ٍ م َو ِمَعْن َ ن ِميَثاَقاوُه َعْ ن الَّن ِبِّيي َ خَعْذَنا ِم َ سورة الحزاب " َوإ َِعْذ أ َ َ صى ِب ِه ن َما َو َّ ن الِّدي ِ م ِم َ ك َعْ ع َل اوُ شَر َ م " ..الية الحزاب , 7/وقال تعالى في سورة الشورى " َ َمَعْرَي َ ن َوَل َتَتَفَّراوُقوا " .. موا الِّدي َ ن أ َ ِقي اوُ سى أ َ َعْ عي َ سى َو ِ م َواوُمو َ هي َ صَعْيَنا ِب ِه إ َِعْبَرا ِ ك َوَما َو َّ حَعْيَنا إ َِلَعْي َ حا َواَّل ِذي أ ََعْو َ اوُنو اً الية الشورى. 13/
*ومن فوائد هذا الحديث :اليمان باليوم الخر ,واليوم الخر هو يوم القيامة وسمي آخرا ,لنه آخر المطاف للبشر فإن للبشر أربعة دور : الدار الول :بطن أمه ...الدار الثاني :هذه الدنيا ...والدار الثالث :البرزخ ...والدار الرابع : اليوم الخر ,ول دار بعده فإما إلى جنة أو إلى نار . واليمان باليوم الخر يدخل فيه – كما قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه ا " -كل ما أخبر به النبي صلى ا عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيدخل في ذلك ما يكون في القبر من سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه وما يكون في القبر من نعيم أو عذاب " . *ومن فوائد هذا الحديث :وجوب اليمان بالقدر خيره وشره وذلك بأن تؤمن بأمور أربعة : الول :أن تؤمن أن ا محيط بكل شيء علما جملة وتفصيل أزل وأبدا . الثاني :أن تؤمن بأن ا كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى قيام الساعة . الثالث :أن تؤمن بأن كل ما يحدث في الكون فإنه بمشيئة ا عزوجل ل يخرج شيء عن مشيئته . الرابع :أن تؤمن بأن ا خلق كل شيء ,فكل شيء مخلوق لله عزوجل سواء كان من فعله الذي يختص به كإنزال المطر وإخراج النبات أو من فعل العبد وفعل المخلوقات ,فإن فعل المخلوقات من خلق ا عزوجل ,لن فعل المخلوق ناشئ من إرادة وقدرة والرادة والقدرة من صفات العبد .والعبد وصفاته مخلوقة لله عزوجل فكل ما في الكون فهو من خلق ا تعالى . ولقد قدر ا عزوجل ما يكون إلى يوم القيامة قبل خلق السماوات والرض بخمسين ألف سنة فما قدر على النسان لك يكن ليخطئه وما لم يقدر لك يكن ليصيبه .هذه أركان اليمان الستة بينها رسول ا صلى ا عليه وسلم ول يتم اليمان إل باليمان بها جميعا .نسأل ا أن يجعلنا
جميعا من المؤمنين بها . *ومن فوائد هذا الحديث :بيان الحسان وهو أن يعبد النسان ربه عبادة رغبة وطلب كأنه يراه فيحب أن يصل إليه ,وهذه الدرجة من الحسان الكمل ,فأن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية :أن يعبد ا عبادة خوف وهرب من عذابه ولذلك قال النبي صلى ا عليه وسلم " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " أي فإن لم تعبده كأنك تراه فإنه يراك . *ومن فوائد هذا الحديث العظيم :أن علم الساعة مكتوم ل يعلمه إل ا عزوجل فمن ادعى علمه فهو كاذب ,وهذا كان خافيا على أفضل الرسل من الملئكة جبريل عليه الصلة السلم وأفضل الرسل من البشر محمد عليه الصلة السلم . ن إ َِّل ظاوُرو َ ل َيَعْن اوُ ه َعْ *ومن فوائد هذا الحديث :أن للساعة أشراطا أي علمات كمال قال تعالى " َ عاوُرون " الزخرف ... 66/أي علماتها ,وقسم العلماء علمات ش اوُ م َل َي َعْ ه َعْ غَت اًة َو اوُ م َب َعْ ن َتَعْأ ِتَياوُه َعْ عَة أ َ َعْ سا َ ال َّ الساعة إلى ثلثة أقسام : قسم مضى وقسم ل يزال يتجدد ,وقسم ل يأتي إل قرب قيام الساعة تماما وهي الشراط الكبرى العظمى كنزول عيسى ابن مريم عليه السلم والدجال ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها . وقد ذكر النبي صلى ا عليه وسلم من أماراتها أن تلد المة ربتها يعني أن تكون المرأة أمة فتلد امرأة فتكون هذه المرأة غنية تملك مثل أمها وهو كناية عن سرعة كثرة المال وانتشاره بين الناس ويؤيد ذلك المثل الذي بعده " وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان " . *ومن فوائد هذا الحديث :حسن تعليم النبي صلى ا عليه وسلم حيث استفهم الصحابة هل يعلمون هذا السائل أم ل ؟ من أجل أن يعلمهم به وهذا أبلغ مما لو علمهم ابتداء ,لنه إذا سألهم ثم علمهم كان ذلك أدعى لوعي ما يقول وثبوته . *ومن فوائد هذا الحديث العظيم :أن السائل عن العلم يعتبر معلما وسبقت الشارة إلى هذا
لكن أريد أن أبين أنه ينبغي للنسان أن يسأل عما يحتاجه ولو كان عالما به من أجل أن ينال أجر التعليم .وا الموفق ــــــــــ
الحديث الخامس ... *عن أبي عبدالرحمن عبدا بن عمر بن الخطاب رضي ا عنهما قال سمعت رسول ا صلى ا عليه وسلم يقول " بني السلم على خمس :شهادة أن ل إله إل ا وأن محمدا رسول ا وإقام الصلة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان " رواه البخاري ومسلم * الشرح :هذا الحديث بين فيه النبي صلى ا عليه وسلم أن السلم بمنزلة البناء الذي يظلل صاحبه ويحميه من الداخل والخارج ,وبين فيه النبي صلى ا عليه وسلم أنه بني على خمس ك شهادة أن ل إله إل ا وأن محمدا رسول ا وإقام الصلة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان وقد تقدم الكلم على كل هذه الركان في حديث عمر بن الخطاب الذي قبل هذا فليرجع إليه . سؤال :ما فائدة إيراد هذا الحديث مرة أخرى من أنه ذكر في سياق حديث عمر بن خطاب رضي ا عنه الحدث [الحديث الرابع ] ؟ الجواب :الفائدة أنه لهمية هذا الموضوع أراد أن يؤكده مرة ثانية هذا من جهة ومن جهة أخرى أن في حديث عبدا بن عمر التصريح بأن السلم بني على هذه الركان الخمسة أما حديث عمر بن الخطاب رضي ا عنه فليس بهذه الصيغة وإن كان ظاهره يفيد ذلك ,لنه قال " السلم أن تشهد أن ل إله إل ا وأن محمد رسول ا ..إلخ " ــــــــــ
الحديث السادس ... عن أبي عبدالرحمن عبدا بن مسعود رضي ا عنه قال حدثنا رسول ا صلى ا عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم علقه مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ,ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ,ويؤمر بأربع كلمات :بكتب رزقه ,وأجله ,وعمله ,وشقي أم سعيد .فوا الذي ل إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ,وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة " رواه البخاري ومسلم *الشرح : هذا الحديث الخامس من الحاديث النووية وفيه بيان تطور خلق النسان في بطن أمه وكتابه وأجله ورزقه وغير ذلك . فيقول عبدا بن مسعود رضي ا عنه " حدثنا رسول ا صلى ا عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " الصادق في قوله المصدوق فيما أوحي إليه وإنما قد عبدا بن مسعود هذه المقدمة ,لن هذا من أمور الغيب التي ل تعلم إل بوحي فقال " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ...الخ " . *ففي هذا الحديث من الفوائد :بيان تطور خلقة النسان في بطن أمه ,وأنه أربعة أطوار . الول :طور النطفة أربعون يوما ...والثاني :طور العلقة أربعون يوما ...والثالث :طور المضغة أربعون يوما ...والرابع :الطور الخير بعد نفخ الروح فيه فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الطوار . *ومن فوائد هذا الحديث :أن الجنين قبل أربعة أشهر ل يحكم بإنه إنسان حي ,وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة اشهر فإنه ل يغسل ول يكفن ول يصلى عليه ,لنه لم يكن إنسانا بعد .
*ومن فوائد هذا الحديث :أنه بعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم النسان الحي , فلو سقط بعد ذلك فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه كلما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر . *ومن فوائد هذا الحديث :أن للرحام ملكا موكل بها لقوله " :فيبعث إليه الملك " أي الملك الموكل بالرحام . *ومن فوائد هذا الحديث :أن أحوال النسان تكتب عليه وهو في بطن أمه ..رزقه ..عمله .. أجله ..شقة أم سعيد ,ومنها بيان حكمة ا عزوجل وأن كل شيء عنده بأجل مقدر وبكتاب ى يتقدم ول يتأخر . *ومن فوائد هذا الحديث :أن النسان يجب أن يكون على خوف ورهبة ,لن رسول ا صلى ا عليه وسلم أخبر " إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها " *ومن فوائد هذا الحديث :أنه ل ينبغي لنسان أن يقطع الرجاء فإن النسان قد يعمل بالمعاصي دهرا طويل ثم يمن ا عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره . فإن قال قائل :ما الحكمة في أن ا يخذل هذا العمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ؟ فالجواب :إن الحكمة في ذلك هو أن هذا الذي يعمل بعمل أهل الجنة إنما يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإل فهو في الحقيقة ذو طوية خبيثة ونية فاسدة ,فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة نعو بالله من ذلك .وعلى هذا فيكون المراد بقوله " حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع " قرب أجله ل قربه من الجنة بعمله . ــــــــــ
الحديث السابع ... عن أبي تميم بن أوس رضي ا عنه أن النبي صلى ا عليه وسلم قال " الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال :لله ولرسوله وللئمة المسلمين و عامتهم " رواه البخاري ومسلم . *الشرح : فالنصيحة لله عزوجل :هي النصيحة لدينه كذلك بالقيام بأوامره واجتناب نواهيه وتصديق خبره والنابة إليه والتوكل عليه وغير ذلك من شعائر السلم وشرائعه .
والنصيحة لكتابه :اليمان بأنه كلم ا وأنه مشتمل على الخبار الصادقة والحكام العادلة والقصص النافعة وأنه يجب أن يكون التحاكم إليه في جميع شئوننا . والنصيحة للرسول صلى ا عليه وسلم :اليمان به وأنه رسول ا إلى جميع العالمين ومحبته والتأسي به وتصديق خبره وامتثال أوامره واجتناب نهيه والدفاع ونحو عن دينه . والنصيحة لئمة المسلمين :مناصحتهم ببيان الحق وعدم التشويش عليه والصبر على ما يحصل منهم الذى وغير ذلك من حقوقهم المعروفة ومساعدتهم ومعاونتهم فيما يجب فيه المعونة كدفع العداء ونحو ذلك .. والنصيحة لعامة المسلمين :أي سائر المسلمين هي أيضا بذل النصيحة لهم بالدعوة إلى ا والمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليمهم الخير وما أشبه هذا ,ومن أجل ذلك صار الدين النصيحة وأول ما يدخل في عامة المسلمين نفس النسان أن ينصح النسان نفسه . *ومن فوائد هذا الحديث : أول :انحصار الدين في النصيحة لقول الني صلى ا عليه وسلم " الدين النصيحة "
ثانيا :أن مواطن النصيحة خمسة :لله ,ولكتابه ,ولرسوله ,لئمة المسلمين ,وعامتهم . *ومن فوائد الحديث :الحث على النصيحة في هذه المواطن الخمسة ,لنها إذا كانت هذه هي الدين فإن النسان بل شك يحافظ على دينه ويتمسك به ,ولهذا جعل النبي صلى ا عليه وسلم النصيحة في هذه المواطن الخمسة . *ومن فوائد هذا الحديث :تحريم الغش لنه إذا كانت النصيحة الدين فالغش ضد النصيحة فيكون على خلف الدين وقد ثبت عن النـبي صلى ا عليه وسلم أنه قال " من غشنا فليس منا " . ـــــــــ
الحديث الثامن ... عن ابن عمر رضي ا عنهما أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ل إله إل ا وأن محمدا رسول ا ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة ,فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إل بحق السلم وحسابهم على ا تعالى " رواه البخاري ومسلم *الشرح : " أمرت " :أي أمره ا عزوجل وأبهم الفاعل لنه معلوم فإن المر والناهي هي ا تعالى . ن َل " أقاتل الناس حتى يشهدوا " هذا الحديث عام لكنه خصص بقوله تعالى " َقا ِتاوُلوا اَّل ِذي َ ن اَّل ِذي َ ن ق ِم َ ح ِّ ن اَعْل َ ن ِدي َ سواوُلاوُه َوَل َي ِدياوُنو َ م الَّلاوُه َوَر اوُ حَّر َ ن َما َ حِّراوُمو َ خ ِر َوَل اوُي َ م اَعْل ِ ن ِبالَّل ِه َوَل ِباَعْلَيَعْو ِ اوُيَعْؤ ِماوُنو َ ن "التوبة29/ غاوُرو َ صا ِ م َ ه َعْ ن َيم ٍد َو اوُ ع َعْ جَعْزَيَة َ طوا اَعْل ِ ع اوُ حَّتى اوُي َعْ ب َ كَتا َ اوُأواوُتوا اَعْل ِ وكذلك السنة جاءت بأن الناس يقاتلون حتى يسلموا و يعطوا الجزية . *ومن فوائد هذا الحديث :وجوب مقاتلة الناس حتى يدخلوا في دين ا أو يعطوا الجزية لهذا الحديث وللدلة الخرى التي ذكرناها . *ومن فوائد هذا الحديث :أن من امتنع عن دفع الزكاة فإنه يجوز قتاله ولهذا قاتل أبوبكر رضي ا عنه -الذين امتنعوا عن الزكاة .*ومن فوائد الحديث :أن النسان إذا دان السلم ظاهرا فإن باطنه يوكل إلى ا ,ولهذا قال : " فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على ا " *ومن فوائد الحديث :إثبات الحساب أي أن النسان يحاسب على عمله إن خيرا فخير وإن شرا شاًّرا َيَره ( ة َ ل َذَّر م ٍ ملَعْ ِمَعْثَقا َ ع َ ه * َوَمنَعْ َي َعْ خَعْي اًرا َيَر اوُ ة َ ل َذَّر م ٍ ل ِمَعْثَقا َ م َعْ ع َ ن َي َعْ م َعْ فشر قال ا تعالى ) َف َ الزلزلة 8-7
ــــــــــ
الحديث التاسع ... عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر رضي ا عنه قال سمعت رسول ا صلى ا عليه وسلم يقول " ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ,فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلم واختلفهم على أنبيائهم " رواه البخاري ومسلم . *الشرح " ما " في قوله " ما نهيتكم " وفي قوله " ما أمرتكم " شرطية يعني الشيء الذي أنهاكم عنه اجتنبوه كله ول تفعلوا منه شيئا ,لن الجتناب أسهل من الفعل كل يدركه ,وأما المأمور فقال " وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم " لن المأمور فعل وقد يشق على النسان ,ولذلك قيده النبي صلى ا عليه وسلم بقوله " فأتوا منه ما استطعتم " . *فيستفاد من هذا الحديث فوائد :وجوب اجتناب ما نهى عنه الرسول صلى ا عليه وسلم وكذلك ما نهى ا عنه من باب أولى .وهذا ما لم يدل دليل على أن النهي للكراهة . *ومن فوائد هذا الحديث :أنه ل يجوز فعل بعض المنهي عنه بل يجب اجتنابه كله ومحل ذلك ما لم يكن هناك ضرورة تبيح فعله . *ومن فوائد الحديث :وجوب فعل ما أمر به ومحل ذلك ما لم يقم دليل على أن المر للستحباب . *ومن فوائده :أنه ل يجب على النسان أكثر مما يستطيع . *ومن فوائده :سهولة هذا الدين السلمي حيث لم يجب على المرء إل ما يستطيعه . *ومن فوائده :أن من عجز عن بعض المأمور كفاه بما قدر عليه منه فمن لم يستطع الصلة قائما صلى قاعدا ومن لم يستطع قاعدا صلى على جنب ومن أكنه أن يركع فليركع ومن ل يمكنه فليومئ بالركوع ,وهكذا بقية العبادات يأتي النسان منها بما يستطيع .
*ومن فوائد هذا الحديث :أنه ل ينبغي للنسان كثرة المسائل لن كثرة المسائل ول سيما في زمن الوحي ربما يوجب تحريم شيء لم يحرم أو إيجاب شيء لم يجب ,وإنما يقتصر النسان في السؤال على ما يحتاج إليه فقط . *ومن فوائد هذا الحديث :أن كثرة المسائل والختلف على النبياء من أسباب الهلك كما هلك بذلك من كان قبلنا . *ومن فوائد الحديث :التحذير من كثرة المسائل والختلف ,لن ذلك أهلك من كان قبلنا ,فإذا فعلناه ,فإنه يوشك أن نهلك كما هلكوا .. ــــــــــ
الحديث العاشر ... عن أبي هريرة رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم " من حسن إسلم المرء ترك ما ل يعنيه " :حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا *الشرح : هذا الحديث أصل في الدب والتوجيه السليم وهو أن النسان يترك ما ل يعنيه أي ما ل يهمه وما سن إسلمه ويكون أيضا راحة له ,لنه إذا لم يكلف به فيكون ل علقة له به فإن هذا من ح اوُ راحة له بل شك وأريح لنفسه . *فيستفاد من هذا الحديث : :أن السلم يتفاوت منه حسن ومنه غير حسن لقوله " من حسن إسلم المرء " . *ومن فوائد هذا الحديث : :أنه ينبغي للنسان أن يدع ما ل يعنيه ل في أمور دينه ول دنياه , لن ذلك أحفظ لوقته وأسلم لدينه وأيسر لتقصيره لو تدخل في أمور الناس التي ل تعنيه لتعب , ولكنه إذا أعرض عنها ولم يشتغل إل بما يعنيه صار ذلك طمأنينة وراحة له . *ومن فوائد الحديث : :أن ل يضيع النسان ما يعنيه أي ما يهمه من أمور دينه ودنياه بل يعتني به ويشتغل به ويقصد إلى ما هو أقرب إلى تحصيل المقصود . ــــــــــ
الحديث الحادي عشر ... عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول ا صلى ا عليه وسلم وريحانته رضي ا عنهما قال حفظت من رسول ا صلى ا عليه وسلم " دع ما يريبك إلى ما ل يريبك " رواه الترمذي وقال :حديث حسن صحيح . *الشرح : عن أبي محمد الحسن بن علي سبط رسول ا صلى ا عليه وسلم رضي ا عنه وعن أبيه وأمه وهو ابن بنت رسول ا صلى ا عليه وسلم وهو أفضل الحسنين فإن النبي صلى ا عليه وسلم أثنى عليه وقال " إن ابني هذا سيد وسيصلح ا به بين فئتين من المسلمين " ,فأصلح ا بين الفئتين المتنازعتين حين تنازل عن الخلفة لمعاوية بن أبي سفيان فنال بذلك السيادة . أن النبي صلى ا عليه وسلم قال " دع ما ل يريبك إلى ما ل يريبك " يعني أي اترك الذي ترتاب فيه وتشك فيه إلى الشيء الذي ل تشك فيه ,وهذا يشبه الحديث السابق أن النبي صلى ا عليه وسلم قال " بينهما أمور مشتبهات ل يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " فالذي يريبك وتشك فيه سواء كان في أمور الدنيا أو أمور الخرة فالحسن أن ترتاح منه وتدعه حتى ل يكون في نفسك قلق واضطراب فيما فعلت وأتيت . *فمن فوائد هذا الحديث : ما دل على لفظه من ترك النسان للشياء التي يرتاب فيها إلى الشياء التي ل يرتاب فيها , ومنها أن النسان مأمور باجتناب ما يدعو إلى القلق . ــــــــــ
الحديث الثاني عشر ... عن أبي هريرة رضي ا عنه أن رجل قال للنبي صلى ا عليه وسلم :أوصني قال " :ل تغضب " فردد ِمرارا ,قال " ل تغضب " رواه البخاري . *الشرح الوصية هي العهد بالمر الهام ,وهذا الرجل صبي من النبي صلى ا عليه وسلم أن يوصيه فقال " ل تغضب " وعدل النبي صلى ا عليه وسلم عن الوصية بالتقوى التي أوصى ا عز وجل بها هذه المة وأوصى بها الذين أوتوا الكتاب من قبلنا إلى قوله " ل تغضب " لنه يعلم من حال هذا الرجل وا أعلم أنه كثير الغضب ولهذا أوصاه بقوله " ل تغضب " وليس المراد النهي عن الغضب الذي هو طبيعة من طبيعة النسان ,ولكن المراد :املك نفسك عند الغضب بحيث ل تنفذ إلى ما يقتضيه ذلك الغضب ,لن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فلهذا تجده تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه وربما يذهب شعوره بسبب الغضب ويكون أشياء ل يحمد عقباها وربما يندم ندما عظيما على ما حصل منه ,فلهذا أوصاه النبي صلى ا عليه وسلم بهذه الوصية وهي وصية له ولمن كان حاله مثل حاله . *ما يؤخذ من الحديث :أنه ينبغي للمفتي والمعلم أن يراعي حال المستفتي وحال المتعلم وأن يخاطبه بما تقتضيه حاله ,وإن كان لو خاطبا غيره فخاطبه بشيء اخر . ــــــــــ
الحديث الثالث عشر ... عن أبي هريرة رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال " من كان يؤمن بالله واليوم الخر فليقل خيرا أو ليصمت ,ومن كان يوم بالله واليوم الخر فليكرم جاره ,ومن كان يؤمن بالله واليوم الخر فليكرم ضيفه "رواه البخاري ومسلم . *الشرح هذا الحديث من الداب السلمية الواجبة : الول :إكرام الجار فإن الجار له حق ,قال العلماء :إذا كان الجار مسلما قريبا فله ثلث حقوق ,الجوار والسلم والقرابة ,وإن كان كان مسلما غير قريب فله حقان ,وإذا كان كافرا غير قريب له حق واحد حق الجوار . الثاني :وأما الضيف فهو الذي نزل بك وأنت في بلدك وهو ما ٌر مسافر ,فهو غريب محتاج وأما القول باللسان فإنه من أخطر ما يكون على النسان فلهذا كان مما يجب عليه أن يعتني بما يقول فيقول خيرا أو يسكت . *ففي هذا الحديث من الفوائد :وجوب إكرام الجار فيكون بكق الذى عنه وبذل المعروف له , فمن ل يكف الذى عن جاره فليس بمؤمن ,لقول النبي صلى ا عليه وسلم " وا ل يؤمن , وا ل يؤمن وا ل يؤمن " قالوا من يا رسول ا ؟ قال " من ل يأمن جاره بوائقه " . *ومن فوائد هذا الحديث :وجوب إكرام الضيف لقوله عليه الصلة والسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الخر فليكرم ضيفه " ومن إكرامه إحسان ضيافته ,والواجب في الضيافة يوم وليلة وما بعده فهو تطوع ول ينبغي لضيف أن يكثر على مضيفه بل يجلس بقدر الضرورة فإذا زاد على ثلثة أيام فليستأذن من مضيفه حتى ل يكلف عليه . *ومن فوائد هذا الحديث :رعاية السلم للجوار والضيافة ,فهذا يدل على كمال السلم وأنه متضمن للقيام بحق ا سبحانه وتعالى وبحق الناس .
*ومن فوائد هذا الحديث :أنه يصح نفي اليمان لنتفاء كماله لقوله " من كان يؤمن بالله واليوم الخر " ونفي اليمان ينقسم إلى قسمين : نفي مطلق :ون النسان به كافرا كفرا مخرجا من الملة . ومطلق نفي :وهذا الذي يكون به النسان كافرا من هذه الخصلة التي فرط فيها لكنه معه أصل اليمان ,وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة أن النسان قد يجتمع فيه خصال اليمان وخصال الكفر . ــــــــــ
الحديث الرابع عشر ... عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي ا عنه –خادم رسول اله صلى ا عليه وسلم قال " ل يؤمن أحدكم حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه " رواه البخاري ومسلم *الشرح : " ل يؤمن " يعني اليمان الكامل .قوله " حتى يحب لخيه " أي أخيه المسلم " .ما يحب لنفسه " من أمور الدين والدنيا ,لن هذا مقتضى الخوة اليمانية أن تحب لخيك ما تحب لنفسك . *فيستفاد من هذا الحديث :أن اليمان يتفاضل منه كامل ,ومنه ناقص وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن اليمان يزيد وينقص . *ومن فوائد هذا الحديث :الحث على محبة الخير للمؤمنين لقوله " حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه " . *ومن فوائد هذا الحديث :التحذير من أن يحب للمؤمنين ما ل يحب لنفسه لنه ينقص بذلك إيمانه حتى أن الرسول صلى ا عليه وسلم نفى عنه اليمان ,مما يدل على أهمية محبة النسان لخوانه ما يحب لنفسه . *ومن فوائد الحديث :تقوية الروابط بين المؤمنين . *ومن فوائد هذا الحديث :أن من اتصف به فإنه ل يمكن أن يعتدي على أحد من المؤمنين في ماله أو في عرضه أو أهله ,لنه ل يحب أن يعتدي أحد عليه بذلك فل يمكن أن يحب اعتداءه هو على أحد في ذلك . *ومن فوائد الحديث :أن المة السلمية يجب أن تكون يدا واحدة وقلبا واحدا وهذا مأخوذ من كون كمال اليمان أن يحب لخيه ما يحب لنفسه .
*ومن فوائد الحديث :استعمال ما يكون به العطف في أساليب الكلم في قوله " لخيه " ولو شاء لقال " ل يؤمن أحدكم حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه " لكنه قال " لخيه " استعطافا أن يحب للمؤمن ما يحب لنفسه . ــــــــــ
الحديث الخامس عشر ... عن أبي هريرة –رضي ا عنه – قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم " إن ا تعالى س اوُ ل طيب ل يقبل إل طيبا ،وان ا أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ..فقال تعالى " َيا أ َ ُّيَها ال ُّر اوُ ن آَماوُنوا اوُكاوُلوا حا " ...المؤمنون ...51/وقال ا تعالى " َيا أ َ ُّيَها اَّل ِذي َ صا ِل اً ماوُلوا َ ع َ ت َوا َعْ طِّيَبا ِ ن ال َّ اوُكاوُلوا م ِ َ ت َما َرَزَعْقَنااوُكم "...البقرة ... 172/ثم ذكر رجل يطيل السفر أشعث اغبر يمد يده إلى طِّيَبا ِ ن َ ِم َعْ السماء يا رب يا رب ،ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فإنى يستجاب له " رواه المسلم . *الشرح : " إن ا طيب ل يقبل إل طيبا " الطيب في ذاته طيب في صفاته طيب في أفعاله ول يقبل أل طيبا في ذاته وطيبا في كبسة .وأما الخبيث في ذاته كالخمر ،أو في كبسة كالمكتسب بالربا فإن ا تعالى ل يقبله " وإن ا أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين " فقال تعالى " ...اوُكاوُلوا ِم َعْ ن ت َما َرَزَعْقَنااوُكم " ...البقرة ...172/فأمر ا تعالى للرسل وأمره للمؤمنين واحد أن يأكلوا طِّيَبا ِ َ من الطيبات وأما الخبائث فأنها حرام عليهم لقوله تعالى في وصف الرسول ا صلى ا عليه ث " ...العراف ... 157/ثم أن رسول ا ذكر خَبا ِئ َ م اَعْل َ عَلَعْي ِه اوُ م َ حِّر اوُ ت َواوُي َ طِّيَبا ِ م ال َّ ل َلاوُه اوُ ح ُّ وسلم"َ...واوُي ِ الرجل الذي يأكل الحرام انه تبعد إجابة دعائه وان وجدت منه أسباب الجابة يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء " السماء يا رب يا رب ،ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فإني يستجاب لذلك " هذا الرجل اتصف بأربع صفات : *الولى :بأنه يطيل السفر والسفر الجابة أي إجابة داعي *الثانية :انه أشعث أغبر وا تعالى عند المنكسر قلوبهم من أجله وهو ينظر إلى عباده يوم عرفه ويقول " أتوني شعثا غبرا اً " وهذا من السباب الجابة أيضا . *الثالثة :أنه يمد يديه إلى السماء ومد اليدين إلى السماء من أسباب الجابة ،فإن ا سبحانه وتعالى يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا .
*الرابعة :دعاءه إياه " يا رب يا رب " وهذا يتوسل إلى ا بربوبيته وهو من أسباب الجابة ولكنه ل تجاب دعوته ..لن مطعمه حرام ،وملبسه حرام و غذي بالحرام فاستبعد النبي صلى ا عليه وسلم أن تجاب دعوته وقال " فأنى يستجاب لذلك " يستفاد من هذا الحديث فوائد: ت وأفعال اً . منها وصف ا تعالى بالطيب ذاتا وصفا م ٍومنها تنزيه ا تعالى عن كل نقص .ومنها أن من العمال ما يقبله ا ومنها ما ل يقبله .ومنها أن ا تعالى أمر عباده الرسل والمرسل إليهم أن يأكلوا من الطيبات وأن يشكروا اسبحانه وتعالى . عمَاوُلوا ت َوا َعْ طِّيَبا ِ سلاوُ اوُكاوُلوا ِمنَ ال َّ ومنها أن الشكر هو العمل الصالح لقوله تعالى " َيا أ َ ُّيَها ال ُّر اوُكاوُروا ِلَّل ِه " ... ش اوُ م َوا َعْ ت َما َرَزَعْقَنااوُك َعْ طِّيَبا ِ ن َ حا " ...المؤمنون ... 51/وقال للمؤمنين " ...اوُكاوُلوا ِم َعْ صا ِل اً َ البقرة ...172/فدل هذا على أن الشكر هو العمل الصالح . ومنها أن من شرط إجابة الدعاء اجتناب أكل الحرام لقول النبي صلى ا عليه وسلم في الذيمطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام " أنى يستجاب لذلك " . ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء كون النسان في سفر .ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء رفع اليدين إلى ا .ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء التوسل إلى ا بالربوبية لنها هي التي بها الخلق والتدبير-ومنها أن الرسل مكلفون بالعبادات كما أن المؤمنين مكلفون بذلك .
كاوُروا ِلَّل ِه " ...البقرة.172/ ش اوُ ومنها وجوب الشكر لله على نعمه لقوله تعالى "َ ..وا َعْومنها أن ينبغي بل يجب على النسان أن يفعل السباب التي يحصل بها مطلوبه ويتجنبالسباب التي يمتنع بها مطلوبه . ــــــــــ
الحديث السادس عشر ... م امرئ مسلم ابن مسعود رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم " ل يحل د اوُ يشهد أن ل إله إل ا وأني رسول ا إل بإحدى ثلث :الثيب الزاني ,والنفس بالنفس , والتارك لدينه المفارق للجماعة " رواه البخاري ومسلم . *الشرح : هذا الحديث بين فيه الرسول عليه الصلة والسلم أن دماء المسلمين محترمة وأنها محرمة ل يحل انتهاكها إل بإحدى ثلث : الول " :الثيب الزاني " وهو الذي تزوج ثم زنى بعد أن من ا عليه بالزواج ,فهذا يحل دمه ,لن حده أن يرجم بالحجارة حتى يموت . ك اوُ م عَلَعْي اوُ ب َ الثاني " :النفس بالنفس " وهذا في القصا ص لقوله تعالى " َيا أ َ ُّيَها اَّل ِذينَ آَماوُنوا كاوُ ِت َ ص ِفي اَعْلَقَعْتَلى " ...البقرة. 178 / صا اوُ اَعْل ِق َ الثالث ":التارك لدينه المفارق للجماعة " والمراد به من خرج على المام ,فإنه يباح قتله حتىيرجع ويتوب إلى ا عزوجل ,وهناك أشياء لم تذكر في هذا الحديث مما يحل فيها دم المسلم لكن الرسول عليه الصلة والسلم كلمه يجمع بعضه من بعض ويكمل بعضه من بعض . *في هذا الحديث فوائد :منها احترام المسلم وأنه معصوم الدم لقوله " ل يحل دماوُ امرئ مسلم م المرء بهذه الثلث " الثيب الزاني " وهو الذي زنى بعد أن إل بإحدى ثلث " ومنها أنه يحل د اوُ ن ا عليه بالنكاح الصحيح وجامع زوجته فيه ثم يزني بعد ذلك فإنه يرجم حتى يموت " . م ّ والنفس بالنفس " يعني إذا قتل شخصا وتمت شروط القصا ص فإنه اوُيقتل به ,لقوله تبارك ص ِفي اَعْلَقَعْتَلى " ...البقرة ... 178/وقال تعالى " صا اوُ م اَعْل ِق َ ك اوُ عَلَعْي اوُ ب َ ن آَماوُنوا اوُك ِت َ وتعالى " َيا أ َ ُّيَها اَّل ِذي َ س " المائدة " 45... /والتارك لدينه المفارق للجماعة " وهذا س ِبالَّنَعْف ِ ن الَّنَعْف َ م ِفيَها أ َ َّ عَلَعْي ِه َعْ َوَكَتَعْبَنا َ المرتد وإنه إذا ارتد بعد إسلمه حل دمه ,لنه صار غير معصوم الدم .
*ومن فوائد هذا الحديث :وجوب رجم الزاني لقوله " الثيب الزاني " . *ومن فوائده أيضا :جواز القصا ص لكن النسان مخ ّير –أعني من له القصا ص -بين أن يقتص أو يعفو إلى الدية أو يعفو مجانا . *ومن فوائده أيضا :وجوب قتل المرتد إذا لم يتب . ــــــــــ
الحديث السابع عشر ... عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي ا عنه عن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال " :إن ا كتب الحسان على كل شيء ,فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ,وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " رواه مسلم . *الشرح " :الحسان " ضد الساءة وهو معروف " .كتب " بمعنى شرع ,وقوله " على كل شيء " الذي يظهر أنها بمعنى في كل شيء ,يعني أن الحسان ليس خاصا في بني آدم بل هو عام في كل شيء " فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ,وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " وهذا من الحسان . ن من الحيوانات من وقوله " إذا قتلتم " هذا حين القتل من بني آدم أو مما يباح قتله أو يس اوُ وحوش وغيرها . وقوله " فأحسنوا القتلة " أن يسلك أقرب الطرق إلى حصول المقصود بغير أذية لكن يرد على هذا ما ثبت من رجم الزاني المحصن والجواب عنه أن قال :إنه مستثنى من الحديث وإما أن يقال :المراد " فأحسنوا القتلة " موافقة الشرع وقتل المحصن بالرجم موافق للشرع . وأما قوله " فأحسنوا الذبحة " والمراد به المذبوح من الحيوان الذي يكون ذبحه ذكاة له مثل النعام والصيد وغير ذلك ..فإن النسان يسلك أقرب الطرق التي يحصل بها المقصود الشرعي من الذكاة ,ولهذا قال " وليحد أحدكم شفرته " أي سكينته " ,وليرح ذبيحته " أي يفعل ما به راحتها . *ومن فوائد هذا الحديث :أن ا سبحانه وتعالى جعل الحسان في كل شيء حتى إزهاق القتلة ,وذلك بأن يسلك أسهل الطرق لرهاق الروح ووجوب إحسان الاوُذبحة كذلك بأن يسلك أقرب الطرق لزهاق الروح ولكن على الوجه المشروع . *ومن فوائد هذا الحديث :طلب تفقد آلت الذبح لقوله عليه الصلة والسلم " وليحد أحدكم شفرته " .
*ومن فوائد هذا الحديث :طلب راحة الذبيحة عند الذبح ومن ذلك أن يضجعها برفق دون أن عنقها ويدع قوائمها الربعة اليدين تتعسف في إضجاعها ومن ذلك أيضا أن يضع رجله على اوُ والرجلين بدون إمساك ,لن ذلك أبلغ في إراحتها وحريتها في الحركة ,ولن ذلك أبلغ في خروج الدم عنها فكان أولى . ــــــــــ
الحديث الثامن عشر ... عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبدالرحمن معاذ بن جبل رضي ا عنهما عن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال " اتق ا حيثما كنت ,وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " رواه الترمذي ,وقال :حديث حسن وفي بعض النسخ :حسن صحيح . *الشرح : قوله " اتق ا " فعل أمر من التقوى وهو اتخاذ وقاية من عذاب ا بفعل أوامره واجتناب نواهيه فهذا هو التقوى وهذا هو أحسن حد قيل فيها . وقوله " اتق ا حيثما كنت " في أي مكان كنت ,فل تتقي ا في مكان يراك الناس فيه ,ول تتقيه في مكان ل يراك فيه أحد ,فإن ا تعالى يراك حيثما كنت فأتقه حيثما كنت . وقوله " وأتبع السيئة الحسنة " يعني اعل الحسنة تتبع السيئة ,فإذا فعلت سيئة فأتبعها بالحسنة ومن ذلك –أي إتباع السيئة بالحسنة -أن تتوب إلى ا من السيئة فأن التوبة حسنة . وقوله " تمحها " يعني الحسنة إذا جاءت بعد السيئة فإنها تمح السيئة ويشهد لهذا قوله تعالى " ت " ...هود. 114/ سِّيَئا ِ ن ال َّ هَعْب َ ت اوُيَعْذ ِ سَنا ِ ح َ ن اَعْل َ ...إ ِ َّ *وفي هذا الحديث من الفوائد :حر ص النبي صلى ا عليه وسلم على أمته بتوجيههم لما فيه الخير والصلح ,ومنها وجوب حر ص تقوى ا عزوجل في أي مكان كان ومنها وجوب التقوى في السر والعلن ,لقوله صلى ا عليه وسلم " اتق ا حيثما كنت " . *ومن فوائد هذا الحديث :الشارة إلى السيئة إذ اتبعها الحسنة إذا اتبعتها الحسنة فإنها تمحوها وتزيلها بالكلية ,وهذا عام في كل حسنة وسيئة إذا كانت الحسنة هي التوبة ,لن التوبة تهدم ما قبلها ,أما إذا كانت الحسنة غير التوبة وهو أن يعمل النسان عمل اً سيئا ثم يعمل عمل اً صالحا مَوا ِزي َ ن ع اَعْل َ ض اوُ فإن هذا يكون بالموازنة فإذا رجح العمل السيئ زال اوُأره كما قال تعالى " َوَن َ ل أ ََتَعْيَنا ِبَها َوَكَفى ِبَنا خَعْرَد م ٍ ن َ حَّبم ٍة ِم َعْ ن ِمَعْثَقالَ َ ن َكا َ شَعْي اًئا َوإ ِ َعْ س َ م َنَعْف ٌ ظَل اوُ م اَعْل ِقَياَم ِة َفَل اوُت َعْ سطَ ِلَيَعْو ِ اَعْل ِق َعْ
س ِبينَ " النبياء ... 47/ثم قال " وخالق الناس بخلق حسن " عاملهم بالخلق الحسنة حا ِ َ بالقول والعمل ,فإن ذلك خير وهذا المر ,إما على سبيل الوجوب وإما على سبيل الستحباب . *فيستفاد منه :مشروعية مخالفة الناس بالخلق الحسن وأطلق النبي صلى ا عليه وسلم كيفية المخالفة ,وهي تختلف بحسب أحوال الناس فقد تكون حسنة لشخص ,ول تكون حسنة لغيره ,والنسان العاقل يعرف ويزن . ــــــــــ
الحديث التاسع عشر ... عن أبي العباس عبدا بن عباس رضي ا عنه قال كنت خلف النبي صلى ا عليه وسلم يوما فقال " يا غلم ,إني أعلمك كلمات :احفظ ا يحفظك ,احفظ ا تجده تجاهك ,إذا سألت فاسأل ا وإذا استعنت فاستعن بالله ,واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إل بشيء قد كتبه ا لك ,وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إل بشيء قد كتبه ا عليك ,رفعت القلم وجفت الصحف " رواه الترمذي وقال :حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي " احفظ ا تجده أمامك ,تعرف إلى ا في الرخاء يعرفك في الشدة ,واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لك يكن ليخطئك ,واعلم أن النصر مع الصبر ,وأن الفرج مع الكرب ,وأن مع العسر يسرا اً " . *الشرح : قوله " كنت خلف النبي " يحتمل أن راكب معه ,ويحتمل أنه يمشي خلفه ,وأيا كان فالمهم أنه وصاه بهذه الوصايا العظيمة . قال " :إني أعلمك كلمات " قال ذلك من أجل أن ينتبه لها . الكلمة الولى :قوله " احفظ ا يحفظك " هذه كلمة " احفظ ا " يعني احفظ حدوده وشريعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه يحفظك في دينك وأهلك ومالك ونفسك ,لن ا سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانهم . علم من هذا أن من لم يحفظ ا فإنه ل يستحق أن يحفظه ا عزوجل ,وفي هذا الترغيب و اوُ على حفظ حدود ا عزوجل . الكلمة الثانية :قال " احفظ ا تجده اتجاهك "ونقول في قوله " احفظ ا " كما قلنا في الولى ,ومعنى " تجده اتجاهك " أي تجده أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه . الكلمة الثالثة :قوله " إذا سألت فاسأل ا " إذا سألت حاجة فل تسأل إل ا عزوجل ول تسأل المخلوق شيئا ,وإذا اوُقدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه ,فاعلم أنه سبب من السباب وأن
المسبب هو ا عزوجل فاعتمد على ا تعالى . الكلمة الرابعة : :قوله " وإذا استعنت فاستعن بالله " فإذا أردت العون وطلبت العون من أحد فل تطلب إل من ا ,لنه هو الذي بيده ملكوت السماوات والرض وهو يعينك إذا شاء وإذا ق فيما قدر عليه فاعتقد أن سبب وأن أخلصت الستعانة وتوكلت عليه أعانك وإذا استعنت بمخلو م ٍ ا هو الذي سخره لك . الكلمة الخامسة : :قوله " واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إل بشيء قد كتبه ا لك " المة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إل بشيء قد كتبه ا لك وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للنسان فهو من ا في الحقيقة ,لنه هو الذي كتبه له وهذا حث لنا على أن نعتمد على ا تعالى ونعلم ,أن المة ل يجلبون لنا خيرا إل بإذن ا عزوجل . الكلمة السادسة " :وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إل بشيء قد كتبه ا عليك " وعلى هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن ا قد كتبه عليك فارض بقضاء ا وبقدره سِّيَئ ٌة ِمَعْثاوُلَها " الشورى/ سِّيَئم ٍة َ ء َ جَزا اوُ ول حرج أن تحاول أن تدفع الضر عنك لن ا تعالى قال " َو َ . 40 الكلمة السابعة " :رفعت القلم وجفت الصحف " يعني أن ما كتبه ا تعالى قد انتهى فالقلم رفعت والصحف جفت ول تبديل لكلمات ا . *رواه الترمذي وقال :حديث حسن صحيح ,وفي رواية غير الترمذي " احفظ ا تجده أمامك " وهذا بمعنى " احفظ ا تجده اتجاهك " . " تعرف على ا في الرخاء يعرفك في الشدة " يعني قم بحق ا عزوجل في حال الرخاء , وفي حال الصحة ,وفي حال الغنى " يعرفك في الشدة " إذا زالت عنك الصحة وزال عنك الغنى واحتجت إلى ا عرفك بما سبق لك ,أو بما سبق من فعل الخير الذي تعرفت به إلى ا عزوجل .
" واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ,وما أصابك لم يكن ليخطئك " يعني أن ما قدر ا تعالى أن يصيبك فإنه ل يخطئك ,بل لبد أن يقع ,لن ا قدره . وأن ما كتب ا أن يخطئك رفعه عنك فلن يصيبك أبدا فالمر كله بيد ا وهذا يؤدي إلى أن يعتمد النسان على ربه اعتمادا كامل اً ثم قال " واعلم أن النصر مع الصبر " فهذه الجملة فيها الحث على الصبر ,لنه إذا كان النصر مع الصبر فإن النسان يصبر من أجل أن ينال الصبر . وقوله " وأن الفرج مع الكرب ,وأن مع العسر يسرا اً " الفجر انكشاف الشدة والكرب الشديد س اًرا " الشرح. 6-5/ س ِر اوُي َعْ ع َعْ ع اَعْل اوُ س اًرا * إ ِنَّ َم َ س ِر اوُي َعْ ع َعْ ع اَعْل اوُ ن َم َ جمعه كروب كمال قال تعالى " َف ِإ َّ في حديث عبدا بن عباس رضي ا عنها – فوائد : *من فوائده :ملطفة النبي صلى ا عليه وسلم لمن هو دونه حيث قال " يا غلم إني أعلمك كلمات " . *ومن فوائده :أنه ينبغي لمن ألقى كلما ذا أهمية أن يقدم له ما يوجب لفت النتباه حيث قال " يا غلم إني أعلمك كلمات " . *ومن فوائد الحديث :أن من حفظ ا حفظه لقوله " احفظ ا يحفظك " وسبق معنى احفظ ا يحفظك . ضاع دين ا -فإن ا يضيعه ول يحفظه قال *ومن فوائد الحديث :أن من أضاع ا –أي أ َ ساوُقونَ " الحشر. 19/ م اَعْلَفا ِ ه اوُ ك اوُ م اوُأوَل ِئ َ ساوُه َعْ م أ ََعْناوُف َ ه َعْ سا اوُ سوا الَّلَه َفَأَعْن َ ن َن اوُ كواوُنوا َكاَّل ِذي َ تعالى " َوَل َت اوُ *ومن فوائد هذا الحديث :أن من حفظ ا عزوجل هداه ودله على ما فيه الخير وأن من لزم حفظ ا له أن يمنع عنه الشر إذ قوله " احفظ ا تجده تجاهك " كقوله في اللفظ الخر " تجده أمامك " . *ومن فوائد هذا الحديث :أن النسان إذا احتاج إلى معونة فليستعن بالله ولكن ل مانع أن
يستعين بغير ا ممن يمكنه أن يعينه لقوله النبي صلى ا عليه وسلم " وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة " . *ومن فوائد الحديث :أن المة لن تستطيع أن ينفعوا أحدا إل إذا كان ا قد كتبه له ولن يستطيعوا أن يضروا أحدا إل أن يكون ا تعالى قد كتب ذلك عليه . *ومن فوائد هذا الحديث :أنه يجب على المرء أن يكون معلقا رجاؤه بالله عزوجل وأن ل يلتفت إلى المخلوقين فإن المخلوقين ل يملكون له ضرا ول نفعا . *ومن فوائد هذا الحديث :أن كل شيء مكتوب منتهى منه ,فقد ثبت عن النبي صلى ا عليه وسلم أن ا قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والرض بخمسين ألف سنة . *ومن فوائد الحديث :في الرواية الخرى أن النسان إذا تعرف إلى ا بطاعته في الصحة والرخاء ,عرفه ا تعالى في حال الشدة فلطف به وأعانه وأزال شدته . *ومن فوائده :أن النسان إذا كان قد كتب ا عليه شيئا فإنه ل يخطئه ,وأن ا إذا لم يكتب عليه شيء فإنه ل يصيبه . *ومن فوائد هذا الحديث :البشارة العظيمة للصابرين وأن النصر مقارن للصبر .
*ومن فوائده :البشارة العظيم أيضا بأن تفريج الكربات وإزالة الشدات مقرون بالكرب فكلما كرب النسان المر فرج ا عنه . *ومن فوائده أيضا :البشارة العظيمة أن النسان إذا أصابه العسر فلينتظر اليسر وقد ذكر ا س اًرا " الشرح-5/ س ِر اوُي َعْ ع َعْ ع اَعْل اوُ ن َم َ س اًرا * إ ِ َّ س ِر اوُي َعْ ع َعْ ع اَعْل اوُ ن َم َ تعالى ذلك في القران فقال تعالى " َف ِإ َّ ... 6فإذا عسرت بك المور فالتجئ إلى ا عزوجل منتظرا تيسيره مصدقا بوعده . ــــــــــ
الحديث العشرون ... عن أبي مسعود عقبة بن عمرو النصاري البدري – رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم " إن ما أدرك الناس من كلم النبوة الولى ,إذا لم تستح فاصنع ما شئت " واه البخاري . *الشرح : قال في الربعين النووية :الحديث العشرون عن أبي مسعود عقبة بن عمرو النصاري البدري – رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم " إن ما أدرك الناس من كلم النبوة الولى ,إذا لم تستح فاصنع ما شئت " يعني أن من بقايا النبوة الولى التي كانت في المم السابقة . وأقرتها هذه الشريعة " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " يعني إذا لم تفعل فعل اً يستحى منه فاصنع ما شئت هذا أحد وجهين ,أي ففعله في المعنى الثاني أن النسان إذا لم يستح يصنع ما شاء ول يبالي وكل المعنين صحيح . *يستفاد من هذا الحديث :أن الحياء من الشياء التي جاءت بها الشرائع السابقة ,وأن النسان ينبغي له أن يكون صريحا ,فإذا كان الشيء ل يستحى منه فليفعله وهذا الطلق مقيد بما إذا كان في فعله مفسدة فإنه يمتنع الفعل خوفا من هذه المفسدة . ــــــــــ
الحديث الحادي والعشرون ... عن أبي عمرو وقيل :أبي عمرة سفيان بن عبدا الثقفي رضي ا عنه – قال :يا رسول ا ,قل لي في السلم قول اً ل أسأل عنه أحدا غيرك ,قال " قل آمنت بالله ثم استقم " رواه مسلم . *الشرح : الحديث الحاوي والعشرون من الربعين النووية عن أبي عمرو وقيل :أبي عمرة سفيان بن عبدا الثقفي رضي ا عنه – قال :يا رسول ا ,قل لي في السلم قول اً ل أسأل عنه أحدا غيرك ,قال " قل آمنت بالله ثم استقم " يعني قول اً يكون جامعا واضحا بينا ل أسأل أحدا غيرك فيه فقال له النبي صلى ا عليه وسلم " قل آمنت بالله ثم استقم " آمنت بالله هذا بالقلب , والستقامة تكون بالعمل ,فأعطاه النبي صلى ا عليه وسلم كلمتين تتضمنان الدين كله فآمنت بالله يشمل إيمانا بكل ما أخبر ا به عزوجل ن نفسه وعن اليوم الخر وعن رسله وعن كل ما أرسل به ,وتتضمن أيضا النقياد ولهذا قال " ثم استقم " وهو مبني على اليمان ومن ثم أني ب " ثم " الدالة على الترتيب والستقامة ولزوم الصراط المستقيم صراط الذين أنعم ا عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ,ومتى بنى النسان حياته على هاتين الكلمتين فهو سعيد في الدنيا وفي الخرة. *في هذا الحديث فوائد :حر ص الصحابة رضي ا عنهم على السؤال عما ينفعهم في دينهم ودنياهم . ومنها عقل أبي عمرو أو أبي عمرة حيث سأل هذا السؤال العظيم الذي في النهاية ويستغني عن سؤال أي أحد .حيث قال " قل لي في السلم قول اً ل أسأل عنه أحدا غيرك " . *ومن فوائده :أنه أجمع وصية وأنفع وصية ما تضمنه هذا الحديث ,اليمان بالله ثم الستقامة على ذلك بقوله " آمنت بالله ثم استقم " . *ومن فوائد هذا الحديث :أن اليمان بالله ل يكفي عن الستقامة بل ل بد من إيمان بالله
واستقامة على دينه . *ومن فوائد هذا الحديث :أن الدين السلمي مبني على هذين المرين ,اليمان ومحله القلب ,والستقامة ومحلها الجوارح ,وإن كان القلب منها نصيب لكن الصل أنها في الجوارح .وا أعلم .
الحديث الثاني والعشرون ... عن أبي عبدا جابر بن عبدا النصاري رضي ا عنهما أن رجل اً سأل رسول ا صلى ا عليه وسلم فقال :أرأيت إذا صليت المكتوبات ,وصمت رمضان وأحللت الحلل ,وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئا أأدخل الجنة ؟ قال -نعم -رواه مسلم . قال النووي :ومعنى حرمت الحرام :اجتنبته ...ومعنى الحلل :فعلته معتقدا حله . قال الشيخ رحمه ا : الحديث الثاني :عن أبي عبدا جابر بن عبدا النصاري رضي ا عنهما أن رجل اً سأل رسول ا صلى ا عليه وسلم فقال -أرأيت -بمعني :أخبرني . أرأيت إذا صليت المكتوبات -بمعنى الفرائض ,وهي الفرائض الخمس والجمعة . وصمت رمضان -وهو الشهر الذي بين شعبان وشوال . وأحللت الحلل -أي فعلته معتقدا حله . وحرمت الحرام -أي اجتنبته معتقدا تحريمه . ولم أزد على ذلك ,أأدخل الجنة ؟ قال -نعم .-رواه مسلم .في هذا الحديث يسأل الرجل رسول ا صلى ا عليه وسلم إذا صلى المكتوبات وصام رمضان وأحل الحلل وحرم الحرام ولم يزد على ذلك شيئا هل يدخل الجنة ؟ قال -نعم . - وهذا الحديث لم يذكر فيه الزكاة ولم يذكر فيه الحج ,فإما أن يقال :إن ذلك داخل اً في قوله " حرمت الحرام -لن ترك الحج حرام وترك الزكاة حرام .
ويمكن أن يقال :أما بالنسبة للحج فربما يكون هذا الحديث قبل فرضه ,وأما بالنسبة للزكاة فلعل النبي صلى ا عليه وسلم علم من حال هذا الرجل أنه فقير وليس من أهل الزكاة فخاطبه على قدر حاله . *في هذا الحديث من الفوائد :حر ص الصحابة رضي ا عنهم على سؤال النبي صلى ا عليه وسلم . *وفيه :أن الغاية من هذه الحياة هي دخول الجنة . *وفيه أيضا :أهمية الصلوات المكتوبات ,وأنها سبب لدخول الجنة مع باقي ما ذكر في الحديث , *وفيه أيضا :أهمية الصيام ,وفيه وجوب إحلل الحلل وتحريم الحرام ,أي أن يفعل النسان الحلل معتقدا حله وأن يتجنب الحرام معتقدا تحريمه ,ولكن الحلل يخير فيه النسان إن شاء فعله وإن شاء لم يفعله ,أما الحرام فل بد أن يتجنبه ول بد أن يصطحب هذا اعتقادا . تفعل الحلل معتقدا حله ,والحرام تجتنبه معتقدا تحريمه . *ومن فوائد هذا الحديث :أن السؤال معا ٌد في الجواب فإن قوله -نعم -يعني تدخل الجنة . " قال النووي –رحمه ا -ومعنى حرمت الحرام :اجتنبته وينبغي أن يقال :اجتنبته معتقدا تحريمه " وا أعلم . ــــــــــ
الحديث الثالث والعشرون ... عن أبي مالك –الحارث بن عاصم -الشعري رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم -الطهور شطر اليمان والحمد لله تمل الميزان وسبحان ا والحمد لله تمل ما بين السماء والرض والصلة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقران حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو اوُموبقها "-رواه مسلم . قال الشيخ رحمه ا -: الحديث الثالث والعشرون :عن أبي مالك –الحارث بن عاصم -الشعري رضي ا عنه قال : قال رسول ا صلى ا عليه وسلم -الطهور شطر اليمان -بضم الطاء يعني الطهارة . شطر اليمان أي نصفه وذلك أن اليمان تخلي وتحلي ,أما التخلي فهو التخلي عن الشراك , جَد اَعْلحََرا َ م مسَعْ ِ س َفَل َيَعْقَراوُبوا اَعْل َ ج ٌ ن َن َ ش ِراوُكو َ م َعْ ما اَعْل اوُ لن الشرك بالله نجاسة كما قال ا تعالى -إ َِّن َ هَذا –[التوبة ]28 م َ عا ِم ِه َعْ عَد َ َب َعْ فلهذا كان الطهور شطر اليمان ,وقيل - :إن معناه أن الطهور للصلة شطر اليمان ,لن الصلة إيمان ول تتم إل بطهور ... -لكن المعنى الول أحسن وأعم . *وقال - :والحمد لله تمل الميزان -الحمد لله تعني :وصف ا تعالى بالمحامد والكمالت الذاتية والفعلية تمل الميزان ,أي ميزان العمال لنها عظيمة عند ا عزوجل ولهذا قال النبي صلى ا عليه وسلم -كلمتان خفيفتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان , سبحان ا وبحمده سبحان ا العظيم . - *وقال -سبحان ا والحمد لله -يعني الجمع بينهما -تمل -أو قال -تملن ما بين السماء والرض -وذلك لعظمهما ولشتمالهما على تنزيه ا تعالى عن كل نقص ,وعلى إثبات الكمال لله عزوجل ففي التسبيح تنزيه ا عن كل نقص وفي الحمد وصف ا تعالى بكل كمال ,فلهذا كانتا تملن ما بين السماء والرض . *ثم قال -والصلة نور -يعني :أن الصلة نور في القلب وإذا استنار القلب استنار الوجه ,
م َبَعْي َ ن ه َعْ عى اوُنواوُر اوُ س َ ت َي َعْ مَعْؤ ِمَنا ِ ن َواَعْل اوُ مَعْؤ ِم ِني َ م َتَرى اَعْل اوُ وهي كذلك نور يوم القيامة قال تعالى َ -يَعْو َ م [-...الحديد ]12 ما ِن ِه َعْ م َو ِبَأَعْي َ أ ََعْي ِدي ِه َعْ وهي أيضا نور بالنسبة للهتداء والعلم وغير ذلك من كل ما فيه النور . *وقال - :والصدقة برهان -أي دليل على صدق صاحبها ,وأنه يحب التقرب إلى ا وذلك لن المال محبوب إلى النفوس ول يصرف المحبوب إل في محبوب أشد منه حبا وكل إنسان يبذل المحبوب من أجل الثواب المرتجى وهو برهان على صحة إيمانه وقوة يقينه. *قال -والصبر ضياء -الصبر أقسامه ثلثة :صبر على طاعة ا ,وصبر على معصية ا , وصبر على أقدار ا . مَر ء َوالَعَْق َ ضَيا اً س ِ م َ ش َعْ علَ ال َّ ج َ هَو اَّل ِذي َ *وقال "-ضياء -نورا مع حرارة كما قال تعالى -اوُ اوُنو اًرا[-يونس .[5 والشمس فيها النور والحرارة ,والصبر كذلك لنه شاق على النفس فهو يعاني كما يعاني النسان من الحرارة ومن الحار . *وقال أيضا -والقران حجة لك أو عليك -والقران حجة لك ,أي عند ا عزوجل أو حجة عليك ... فإن عملت به كان حجة لك ,وإن أعرضت عنه كان حجة عليك ,ثم بين النبي صلى ا عليه وسلم أن كل الناس يغدون أي يذهبون الصباح إلي أعمالهم . *وقال -فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها -كل الناس يغدون ويكدحون ويتعبون أنفسهم ,فمنهم من يعتق نفسه ومنم من يوبقها أي يهلكها بحسب عمله فإن عمل بطاعة ا واستقام على شريعته فقد اعتق نفسه أي حررها من رق الشيطان *ففي الحديث فوائد :
-1الحث على الطهور وبيان منزلته من الدين ,وأنه شطر اليمان . -2الحث على حمد ا وتسبيحه ,وأن ذلك يمل الميزان وأن الجمع بين التسبيح والحمد يمل ما بين السماء والرض . -3الحث على الصلة ,وأنها نور يتفرع على هذه الفائدة أنها تفتح للنسان باب العلم والفقه . -4الحث على الصدقة ,وبيان أنها برهان ودليل عل صدق إيمان صاحبها . -5الحث على الصبر وأنه ضياء وأنه يحصل منه مشقة على النسان كما تحصل المشقة بالحرارة . -6أن القران حجة للنسان أو عليه ,وليس هناك واسطة بحيث ل يكون حجة للنسان أو حجة عليه ,بل إما كذا وإما كذا ,فنسأل ا أن يجعله حجة لنا نافعا لنا . *ومن فوائد الحديث :أن كل الناس ل بد أن يعملوا لقوله -كل الناس يغدو -وثبت عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه قال -أصدق السماء حارث وهمام -لن كل إنسان حارث وهمام . *ومن فوائد الحديث :أن العامل إما أن يعتق نفسه وإما أن يوبقها ,فإن عمل بطاعة ا واجتنب معصيته فقد أعتق نفسه وحررها من رق الشيطان وإن كان المر بالعكس فقد أوبقها .أي أهلكها . *ومن فوائد الحديث :أن الحرية حقيقة هي :القيام بطاعة ا وليست إطلق النسان نفسه ليعمل كل شيء أراده ,قال ابن القيم رحمه ا في النونية : هربوا من الرق الذي خلقوا له وبلوا برق النفس والشيطان فكل إنسان يفر من عبادة ا ,فإنه سيبقى في رق الشيطان ويكون عابدا للشيطان . ــــــــــ
الحديث الرابع والعشرون ... عن أبي ذر الغفاري رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عزوجل أنه قال - :يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ,وجعلته بينكم محرما فل تظالموا ,يا عبادي كلكم ضال إل من هديته فاستهدوني أهدكم ,يا عبادي كلكم جائع إل من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ,يا عبادي كلكم عام ٍر إل من كسوته فاستكسوني أكسكم ,يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ,يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ,يا عبادي ,لو أن أولكم و آخركم ,وإنكسم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ,يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا ,يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إل كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ,يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد ا ومن وجد غير ذلك فل يلومن إل نفسه -رواه مسلم *الحديث الرابع والعشرون :عن أبي ذر الغفاري رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم واله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل وهذا الحديث وأشباهه يسمى الحديث القدسي ,لنه يرويه النبي صلى ا عليه وسلم عن ا عز وجل قال "-يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما -فبين ا عز وجل في هذا الحديث أنه حرم الظلم على نفسه فل هَو ت َو اوُ حا ِ صا ِل َ ن ال َّ ملَعْ ِم َ ع َ ن َي َعْ يظلم أحدا ل بزيادة سيئة ول بنقص حسنة كما قال تعالى َ -وَم َعْ ما [-طه . [112 ض اً ه َعْ ما َوَل َ ظَعْل اً ف اوُ خا اوُ ن َفَل َي َ اوُمَعْؤ ِم ٌ وجعلته بينكم محرما -أي جعلت الظلم بينكم محرما ,فيحرم عليكم أن يظلم بعضكم بعضا ,ولهذا قال -فل تظالموا -والفاء للتفريع على ما سبق -يا عبادي ,كلكم ضال إل من هديته فاستهدوني أهدكم -العباد كلهم ضال في العلم وفي العمل إل من هداه ا عزوجل وإذا كان المر كذلك فالواجب طلب الهداية من ا ,ولهذا قال -فاستهدوني أهدكم -أي اطلبوا مني أهدكم ,والهداية هنا تشمل هداية العلم وهداية التوفيق - ,يا عبادي كلكم جائع إل من أطعمته فاستطعموني أطعمكم , -وهذه كالتي قبلها بين سبحانه وتعالى أن العباد كلهم جياع إل من أطعمه ا ثم يطلب من عباده أن يستطعموه ليطعمهم وذلك لن الذي يخرج الزرع
عوَناوُه م َتَعْزَر اوُ ن* أ َأ ََعْنتاوُ َعْ حاوُراوُثو َ م َما َت َعْ ويدر الضرع هو سبحانه وتعالى كما قال سبحانه وتعالى -أ ََفَرأ ََعْياوُت َعْ ن[ -الواقعة ... [65-64-63ثم المال كاوُهو َ م َتَف َّ ظَعْلاوُت َعْ طا اًما َف َ ح َ ه اوُ عَعْلَنا اوُ ج َ ء َل َ شا اوُ ن *َلَعْو َن َ عو َ ن الَّزا ِر اوُ م َنحَعْ اوُ أ َ َعْ الذي يحصل به الحرث هو لله عزوجل . يا عبادي كلكم عار -أي قد بدت عورته إل من كساه ا ويسر له الكسوة ,ولهذا قال -إل منكسوته فاستكسوني أكسكم -اطلبوا مني الكسوة أكسكم ,لن كسوة بني ادم مما أخرجه ا تعالى من الرض ,ولو شاء ا تعالى لم يتيسر ذلك . يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم -وهذاكقوله صلى ا عليه وسلم في الحديث الصحيح -كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون - فالناس يخطئون ليل اً ونهارا أي يرتكبون الخطأ وهو مخالفة أمر ا ورسوله بفعل المحذور أو ترك المأمور ,ولكن هذا الخطأ ,له دواء – ولله الحمد – وهو قوله -فاستغفروني أغفر لكم - أي اطلبوا مغفرتي أغفر لكم ,والمغفرة :ستر الذنب مع التجاوز عنه . يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي -لن اسبحانه وتعالى غني عن العالمين ولو كفر كل أهل الرض فلن يضروا ا شيئا ,ولو آمن كل أهل الرض لن ينفعوا ا شيئا ,لنه غني بذاته عن جميع مخلوقاته . يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زادذلك في ملكي شيئا -لن طاعة الطائع إنما تنفع الطائع نفسه أما ا عزوجل فل ينتفع بها لنه غني عنها ,فلو كان الناس كلهم على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك ملك ا شيئا . يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم مانقص ذلك في ملكي شيئا -وذلك لن ا غني عنا ,فلو كان الناس والجن على أفجر قلب رجل ما نقص ذلك من ملك ا شيئا . يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيتكل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إل كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر -وذلك لكمال جوده وكرمه وسعة ما عنده ,فإنه لو أعطى كل إنسان مسألته لم ينقصه شيئا ,وقوله -إل كما
ينقص المخيط إذا دخل البحر -وهذا من باب تأكيد عدم النقص ,لنه من المعلوم أن المخيط إذا دخل في البحر ثم نزع منه فإنه ل ينقص البحر شيئا لن البلل الذي لحق هذا المخيط ليس بشيء . يا عبادي إنما أعمالكم أحصيها لكم -أي أعدها لكم وتكتب على النسان -ثم أوفيكم إياهافمن وجد خيرا فليحمد ا ومن وجد غير ذلك فل يلومن إل نفسه -ومع هذا فإنه سبحانه يجزي الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو ويصفح فيما دون الشرك وا أعلم وهذا حديث عظيم حديث أبي ذر الغفاري رضي ا عنه فيما يرويه عن النبي صلى ا عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى أنه قال -إني حرمت الظلم على نفسي -...وقد شرحه شيخ السلم رحمه ا في رسالة جيدة كما شرحه ابن رجب ضمن الحاديث الربعين النووية . *وفيه من الفوائد :رواية النبي صلى ا عليه وسلم عن ربه وهو ما يسميه أهل العلم بالحديث القدسي . *ومن فوائده :أن ا عزوجل حرم الظلم عل نفسه لكمال عدله جل وعل ,فهو قادر على أن يظلم ,قادر على أن يبخس المحسن من حسناته وأن يضيف إلى المسيء أكثر من سيئاته ولكنه لكمال عدله حرم ذلك على نفسه جل وعل . *ومن فوائده :أن الظلم بيننا محرم وقد بين الرسول صلى ا عليه وسلم أنه يكون في الدماء والموال والعراض قال عليه الصلة والسلم في ِمنى يوم -إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام محرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا . - ك َعْ م ج اوُ خَر َ *ومن فوائد هذا الحديث :أن الصل في النسان الضلل والجهل بقوله تعالى َ -والَّلاوُه أ َ َعْ شَعْي اًئا - [.....النحل ... [78وقوله في هذا الحديث " يا عبادي كلكم ن َ مو َ عَل اوُ م َل َت َعْ ك َعْ ن أ اوَُّمَها ِت اوُ طو ِ ن اوُب اوُ ِم َعْ ضال إل من هديته فاستهدوني أهدكم " .والصل فيه أيضا الغي والظلم . *ومن فوائده :وجوب طلب الهداية من ا لقوله تعالى في الحديث -استهدوني أهدكم . -
*ومن فوائد الحديث :أن النسان بل كل العباد جائعون مضطرون إلى الطعام إل من أطعمه ا عزوجل ,ويترتب على هذه الفائدة سؤال النسان ربه واستغناؤه بسؤال ا عن سؤال عباد ا ,ولهذا قال -فاستطعموني أطعمكم . - *ومن فوائد هذا الحديث :أن العباد عراة إل من كساه ا عزوجل ويسر له الكسوة وسهلها له ,ولهذا قال -فاستكسوني أكسكم -أي اطلبوا مني الكسوة أكسيكم ,وإنما ذكر ا عزوجل العري بعد ذكر الطعام ,لن الطعام كسوة الداخل واللباس كسوة الظاهر . *ومن فوائد هذا الحديث :أن بني ادم خطاء يخطئون كثيرا في الليل والنهار ,ولكن هذا الخطأ ل َيا يقابله مغفرة ا عزوجل لكل ذنب ,وأن ا يغفر الذنوب جميعا كما قال تعالى -اوُق َعْ عا [ -الزمر مي اً ب جَ ِ غ ِفاوُر ال ُّذاوُنو َ ن الَّلَه َي َعْ م ِة الَّل ِه إ ِ َّ ح َ ن َر َعْ طوا ِم َعْ م َل َتَعْقَن اوُ س ِه َعْ عَلى أ ََعْناوُف ِ سَراوُفوا َ ن أ َ َعْ ي اَّل ِذي َ عَبا ِد َ ِ , [53ويترتب على هذا أن النسان يعرف قدر نفسه ,فكلما أخطأ استغفر ا عزوجل . *ومن فوائد هذا الحديث :أن الذنوب مهما كثرت فإن ا تعالى يغفرها إذا استغفر ا النسان ربه ,لقوله تعالى في الحديث القدسي "-وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم -وقوله -يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني -وذلك لن ا سبحانه وتعالى مستغن عن جميع خلقه ,ومن أسمائه العزيز وهو الذي عز أن يناله ضرر , وكذلك هو الغني الحميد فل حاجة إلى أن يسعى أحد لنفعه ولن يبلغ أحد ضرره لكمال غناه جل وعل . يا عبادي ,لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زادذلك في ملكي شيئا -وذلك لكمال غناه عزوجل فلو كان الناس كلهم من إنس وجن على أتقى قلب رجل فأن ذلك ل يزيد من ملك ا شيئا اً . يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم مانقص ذلك في ملكي شيئا " وذلك لكمال غناه فل تنفعه طاعة الطائعين ,ول تضره معصية العاصين والمقصود من هاتين الجملتين :الحث على طاعة ا عزوجل والبعد عن معصيته .
يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كلواحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إل كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر -وذلك لكمال غناه جل وعل وسعته ,فيستفاد من هذه الجملة :أن ا سبحانه وتعالى واسع الغنى والكرم وقوله -إل كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر -سبق لنا أن المقصود بذلك المبالغة في أن ذلك ل ينقص من ا شيئا . وقوله -يا عبادي إنما أعمالكم ...الخ -فيستفاد منها الحث على العمل الصالح حتى يجد النسان الخير . *ومن فوائده أيضا :أن ا سبحانه وتعالى ل يظلم الناس شيئا . *ومن فوائده :أن العاصي سوف يلوم نفسه إذا كان في وقت ل ينفعه اللوم ول الندم لقوله " ومن وجد غير ذلك فل يلومن إل نفسه " . ــــــــــ
الحديث الخامس والعشرون ... عن أبي ذر رضي ا عنه أن أناسا من أصحاب رسول ا صلى ا عليه وسلم قالوا للنبي صلى ا عليه وسلم :يا رسول ا ذهب أهل الدثور بالجور اوُيصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال -أوليس ا جعل لكم ما تصدقون به إن لكم بكل تسبيحة صدقة ,وكل تكبيرة صدقة ,وكل تحميدة صدقة وكل تهليله صدقة ,وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة ,وفي اوُيضح أحدكم صدقة -قالوا يا رسول ا أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال -أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلل كان له أجر - الحديث الخامس والعشرون أيضا : يعني بالضافة إلى الحديث السبق القدسي أن أناسا من أصحاب رسول ا صلى ا عليه وسلم قالوا للنبي صلى ا عليه وسلم -يا رسول ا – وهؤلء فقراء – قالوا :يا رسول ا ذهب أهل الدثور بالجور -يعني أهل الموال ذهبوا بالجور ,يعني اختصموا بها . يصلون كما نصلي و ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم -فهم شاركوا الفقراءفي الصلة والصوم وفضولهم في الصدقة . قال النبي صلى ا عليه وسلم – أو ليس قد جعل ا لكم ما تصدقون ...إلخ- لما اشتكى الفقراء إلى رسول ا صلى ا عليه وسلم أنه ذهب أهل الدثور بالجور يصلون كما يصلون ويصومون كما يصومون ويتصدقون بفضول أموالهم يعني والفقراء ل يتصدقون . بين لهم النبي صلى ا عليه وسلم الصدقة التي يطيقونها فقال – أو ليس قد جعل ا لكم ما تصدقون به ,إن لكم بكل تسبيحة صدقة -يعني أن يقول النسان سبحان ا صدقة " وبكل تكبيره صدقة -يعني إذا قال :ا أكبر فهذه صدقة -وكل تكبيرة صدقة -يعني إذا قال :ا أكبر فهذه صدقة -وكل تحميده صدقة -يعني إذا قال :الحمد لله فهذه صدقة -وكل تهليلة صدقة -يعني إذا قال :ل إله إل ا فهذه صدقة -وأمر بالمعروف -يعني إذا أمر شخصا أن يفعل طاعة فهذه صدقة -ونهيا عن منكر -يعني إذا نهى شخصا عن منكر فإن ذلك صدقة "
وفي بضع أحدكم صدقة -يعني إذا أتى الرجل زوجته فإن ذلك صدقة وكل له فيها أجر ذكروا ذلك لتقرير قوله صلى ا عليه وسلم " وفي بضع أحدكم صدقة " وليس للشك في هذا ,لنهم يعلمون أن ما قاله النبي صلى ا عليه وسلم فهو حق لكن أرادوا أن يقرروا ذلك فقالوا :يا رسول ا أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ونظير ذلك قول زكريا عليه السلم َ -قا َ ل عا ِق ٌر [ - ...ال عمران ... [40أراد أن يقرر كَباوُر َواَعْمَرأ َ ِتي َ ي اَعْل ِ غ ِن َ م َوَقَعْد َبَل َ غَل ٌ ن ِلي اوُ كو اوُ ب أ ََّنى َي اوُ َر ِّ ذلك ويثبته مع أنه مصدق به . قال -أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ -والجواب :نعم يكون عليه وزر قال " فكذلك إذا وضعها في حلل كان له أجر " وهذا القياس سمونه قياس العكس يعني كما أن عليه وزرا في الحرام يكون له أجرا في الحلل فقال صلى ا عليه وسلم -فكذلك إذا وضعها في الحلل كان له أجر . - *في هذا الحديث من الفوائد : حر ص الصحابة رضي ا عنهم على السبق إلى الخيرات .ينبغي للنسان إذا ذكر شيئا أن يذكر وجهه لن الصحابة رضي ا عنهم لما قالوا -ذهب أهلالدثور بالجور -بينوا وجع ذلك فقالوا -يصلون كما نصلي ..الخ - أن كل قول يقرب إلى ا تعالى فهو صدقة كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والمربالمعروف والنهي عن المنكر فكله صدقة . الترغيب في الكثار من هذه الذكار ,لن كل كلمة منه تعتبر صدقة تقرب المرء إلى اعزوجل . أن الكتفاء بالحلل والحرام يجعل الحلل قربة وصدقة لقوله صلى ا عليه وسلم -وفيبضع أحدكم صدقة- -جواز الستثبات في الخبر ولو كان صادرا من صداق لقولهم -أيأتي أحدنا شهوته ويكون له
فيها أجر ؟ - حسن تعليم الرسول صلى ا عليه وسلم بإيراد كلمه على سبيل الستفهام حتى يقنعالمخاطب بذلك ويطمئن قلبه ,ون هذا قوله عليه الصلة والسلم حين سئل عن بيع الرطب بالتمر -أينقص إذا جف ؟ -قالوا :نعم ,فنهى عن ذلك . ــــــــــ
الحديث السادس والعشرون ... سلمى من عن أبي هريرة رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم -كل اوُ الناس صدقة ,كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة ,وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أ ,ترفع عليها متاعه صدقة ,والكلمة الطيبة صدقة ,وبكل خطوة تمشيها إلى الصلة صدقة ,وتميط الذى عن الطريق صدقة " رواه البخاري ومسلم . الحديث السادس والعشرون :عن أبي هريرة رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا سلمى أي كل سلمى من الناس صدقة ,كل يوم تطلع فيه الشمس - ..كل اوُ عليه وسلم -كل اوُ عضو ومفصل من الناس عليه صدقة " كل يوم تطلع فيه الشمس -أي صدقة في كل يوم تطلع سلمى -مبتدأ و -عليه صدقة -جملة خبر المبتدأ -وكل يوم -ظرف فيه الشمس فقوله -كل اوُ والمعنى أنه كلما جاء يوم صار على كل مفصل من مفاصل النسان صدقة يؤديها شكرا لله تعالى على نعمة العافية وعلى البقاء ولكن هذه الصدقة ليست صدقة المال فقط بل هي أنواع . تعدل بين اثنين صدقة -أي تجد اثنين متخاصمين فتحكم بينهما بالعدل فهذه صدقة وهيصَدَقم ٍة أ َوَعْ ن أ ََمَر ِب َ م إ َِّل َم َعْ ه َعْ جَوا اوُ ن َن َعْ خَعْيَر ِفي َك ِثيم ٍر ِم َعْ أفضل الصدقات لقوله تبارك وتعالى َ -ل َ س [ - ...النساء . [114 ن الَّنا ِ ح َبَعْي َ صَل م ٍ ف أ ََعْو إ ِ َعْ عاوُرو م ٍ َم َعْ وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة -وهذا أيضا من الصدقاتأن اوُتعين أخاك المسلم في دابته إما أن تحمله عليها إن كان ل يستطيع أن يحمل نفسه أو ترفع له على دابته متاعه يعني -عفشه -هذا أيضا لنها إحسان وا يحب المحسنين . والكلمة الطيبة صدقة -الكلمة الطيبة ,كل كلمة تقرب إلى ا كالتسبيح والتهليل والتكبيروالتحميد والمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القران وتعليم العلم ,وغير ذلك كل كلمة طيبة فهي صدقة . وبكل خطوة تخطوها إلى الصلة فإنها صدقة -وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبيهريرة أن النسان إذا توضأ في بيته وأسبغ الوضوء ثم خرج من بيته إلى المسجد ل يخرجه إل
الصلة ل يخطو خطوة إل رفع ا له بها درجة وحط بها خطيئة . وتميط الذى عن الطريق صدقة -إماطة الذى يعني إزالة الذى عن الطريق ,والذى مايؤذي المارة من ماء أو حجر أو زجاج أو شوك أو غير ذلك وسواء أكان يؤذيهم من الرض أو يؤذيهم من فوق كما لو كان هناك أغصان شجرة متدلية تؤذي الناس فأماطها فإن هذه صدقة . *وفي هذا الحديث فوائد منها : -1أن كل إنسان عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس على عدد مفاصله وقد قيل إن المفاصل ثلثمائة وستون مفصل اً –وا أعلم . -2أن كل ما يقرب إلى ا من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة ,وما ذكره النبي صلى ا عليه وسلم فهو أمثلة على ذلك وقد جاء في حديث آخر -أن يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى . - ــــــــــ
الحديث السابع والعشرون ... عن النواس بن سمعان رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم قال " البر حسن الخلق والثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس " رواه مسلم ...وعن وابصة بن َمعبد رضي ا عنه قال أتيت رسول ا صلى ا عليه وسلم فقال " جئت تسأل عن البر؟ " قلت : نعم قال " استفت قلبك ,البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ,والثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك " حديث حسن رويناه في مسندي المامين أحمد بن حنبل والدرامي بإسناد حسن . *الشرح : عن النواس بن سمعان رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم قال -البر حسن الخلق - البر كلمة تدل على الخير وكثرة الخير وحسن الخلق يعني أن يكون النسان واسع البال منشرح الصدر والسلم مطمئن القلب حسن المعاملة ,فيقول عليه الصلة والسلم -إن البر حسن خلق مع ا ومع عباد ا حصل له الخير الكثير وانشرح الخلق -فإذا كان النسان حسن ال اوُ صدره للسلم واطمأن قلبه باليمان وخالق الناس بخلق حسن وأما الثم فبينه النبي عليه الصلة والسلم بأنه -ما حاك في نفسك -وهو يخاطب النواس بن سمعان ,والنواس ابن سمعان صحابي جليل فل يحيك في نفسه ويتردد في نفسه ول تأمنه النفس إل ما كان إثما ولهذا قال -ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس -وأما أهل الفسق والفجور فإن الثام ل تحيك بنفوسهم ول يكرهون أن يطلع عليها الناس بل بعضهم يتبجح ويخبر بما يصنع من الفجور والفسق ,ولكن الكلم مع الرجل المستقيم فإنه إذا هم بسيئة حاك ذلك في نفسه وكره أن يطلع الناس على ذلك ,وهذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلة والسلم إنما يكون مع أهل الخير والصلح ,ومثل الحديث عن وابصة بن معد رضي ا عنه قال :أتيت النبي صلى ا عليه وسلم فقال -جئت تسأل عن البر؟ -قلت :نعم ,قال -استفت قلبك -يعني ل تسأل أحدا واسأل قلبك واطلب منه الفتوى البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ,فمتى وجدت نفسك مطمئنة وقلبك مطمئن إلى شيء فهذا هو البر فافعله -والثم ما حاك نفسك - في النفس وتردد في الصدر ,فإذا رأيت هذا الشيء حاك في نفسك وتردد في صدرك فهو إثم قال -وإن أفتاك الناس وأفتوك -يعني إن أفتاك الناس بأنه ليس فيه إثم وأفتوك مرة بعد مرة , وهذا يقع كثيرا تجد النسان يتردد في الشيء ول يطمئن إليه ويتردد فيه ويقول له الناس :هذا
حلل وهذا لبأس به ,لكن لم ينشرح صدره بهذا ولم تطمئن إليه نفسه فيقال :مثل هذا إنه إثم فاجتنبه . ومن فوائد هذا الحديث والذي قبله :فضيلة حسن الخلق حيث فعل النبي صلى ا عليه وسلم حسن الخلق هو البر . ومن فوائده أيضا :أن ميزان الثم أن يحيك بالنفس ول يطمئن إليه القلب . ومن فوائده :أن المؤمن يكره أن يطلع الناس على عيوبه بخلف المستهتر الذي ل يبالي , فإنه ل يهتم إذا اطلع الناس على عيوبه . ومن فوائدها :فراسة النبي صلى ا عليه وسلم حيث اتى إليه وابصة رضي ا عنه فقال - جئت تسأل عن البر ؟ - *ومن فوائدها :إحالة حكم الشيء إلى النفس المطمئنة التي تكره الشر وتحب الخير ,لقوله - البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب- *ومن فوائد الحديثين أيضا :أن النسان ينبغي له أن ينظر إلى ما يكون في نفسه دون ما يفتيه الناس به فقد يفتيه الناس الذين ل علم لهم بشيء لكنه يتردد فيه ويكرهه فمثل هذا ل يرجع إلى فتوى الناس وإنما يرجع إلى ما عنده . *ومن فوائدهما :أنه متى أمكن الجتهاد فإنه ل يعدل إلى التقليد لقوله -وإن أفتاك الناس وأفتوك . - ــــــــــ
الحديث الثامن والعشرون ... عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي ا عنه قال :وعظنا رسول ا صلى ا عليه وسلم ع فأوصنا موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ,فقلنا يل رسول ا كأنها موعظة مود م ٍ ,قال -أوصيكم بتقوى ا عزوجل ,والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عبد ,فإنه من يعش منكم فسيرى اختلفا كثيرا .فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين عضوا عليها بالنواجذ ,وإياكم ومحدثات المور فإن كل بدعة ضللة -رواه أبوداود والترمذي وقال :حديث حسن صحيح . *الشرح :قوله -وعظنا -الوعظ :هو التذكير المقرون بالترغيب أو الترهيب ,وكان النبي صلى ا عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة ول يكثر عليهم مخافة السآمة ,قوله -وجلت منها القلوب -أي خافت - ,وذرفت منها العيون -أي بكت حتى ذرفت دموعها -فقلنا :يا رسول ا ع فأوصنا -لن موعظة المودع تكون موعظة بالغة قوية فأوصنا قال - كأنها موعظة مود م ٍ أوصيكم بتقوى ا عزوجل -وهذا من فقه الصحابة رضي ا عنهم أنهم استغلوا هذه الفرصة ليوصيهم النبي صلى ا عليه وسلم بما فيه خير ,قال -أوصيكم بتقوى ا عزوجل - وتقوى ا اتخاذ وقاية من عقابه بفعل أوامره واجتناب نواهيه وهذا حق ا عزوجل - والسمع والطاعة -يعني لولة المور أي اسمعوا ما يقولون وما به يأمرون واجتنبوا ما عنه ينهون - ,وإن تأمر عليكم عبد -يعني وإن كان المير عبدا فأسمعوا له وأطيعوه ,وهذا هو م [ -... ك َعْ ل َواوُأو ِلي اَعْل ََعْم ِر ِمَعْن اوُ سو َ عوا الَّر اوُ طي اوُ عوا الَّلَه َوأ َ ِ طي اوُ ن آَماوُنوا أ َ ِ مقتضى عموم الية َ -يا أ َ ُّيَها اَّل ِذي َ النساء . [59 قوله -فإنه من يعش منكم -أي من تطول حياته فسيرى اختلفا كثيرا ووقع ذلك كما أخبر النبي صلى ا عليه وسلم فقد حصل الختلف الكثير في زمن الصحابة رضي ا عنهم ثم أمر صلى ا عليه وسلم بأن نلتزم بسنته أي بطريقته وطريقة الخلفاء الراشدين المهدين والخلفاء الذين خلفوا النبي صلى ا عليه وسلم في أمته علما وعبادة ودعوة وعلى رأسهم الخلفاء الربعة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي ا عنهم . المهديين -وصف كاشف ,لن كل رشاد فهو مهدي ومعنى المهدين الذين هدوا أي هداهما عزوجل لطريق الحق
عضوا عليها بالنواجذ -وهي أقصى الضراس وهو كناية عن شدة التمسك بها ثم حذر النبيصلى ا عليه وسلم . ثم حذر النبي صلى ا عليه وسلم من محدثات المور فقال -إياكم -أي أحذركم من محدثات المور وهي المور وهي ما أحدث في الدين بل دليل شرعي وذلك لنه لما لمر بلزوم السنة والحذر من البدعة وقال -فإن كل بدعة ضللة -رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن صحيح . *وفي الحديث فوائد منها :حر ص النبي صلى ا عليه وسلم على موعظة أصحابه ,حيث يأتي بالمواعظ المؤثرة التي توجل لها القلوب وتذرف منها العين . *ومنها :أن النسان المودع الذي يريد أن يغادر إخوانه ينبغي له أن يعظهم موعظة تكون ذكرى لهم ,موعظة مؤثرة بليغة ,لن المواعظ عند الوداع ل تنسى . *ومنها :الوصية بتقوى ا عزوجل ,فهذه الوصية هي وصية ا في الولين والخرين لقوله ن اَّتاوُقوا الَّلَه [ - ...النساء . [131 م أ َ ِ م َوإ َِّيااوُك َعْ ك َعْ ن َقَعْب ِل اوُ ب ِم َعْ كَتا َ ن اوُأواوُتوا اَعْل ِ صَعْيَنا اَّل ِذي َ تعالى َ... -وَلَقَعْد َو َّ ن آَماوُنوا *ومنها :الوصية بالسمع والطاعة لولة المور وقد أمر ا بذلك في قوله َ -يا أ َ ُّيَها اَّل ِذي َ م [ - ...النساء ...] 59وهذا المر مشروط بأن ل ك َعْ ل َواوُأو ِلي اَعْل ََعْم ِر ِمَعْن اوُ سو َ عوا الَّر اوُ طي اوُ عوا الَّلَه َوأ َ ِ طي اوُ أ َ ِ يؤمر بمعصية ا ,فإن أمر بمعصية فل سمع ول طاعة في معصية ا لقول النبي صلى ا عليه وسلم -إنما الطاعة في المعروف -ومن هنا نتبين الفائدة في قوله تعالى َ -يا أ َ ُّيَها اَّل ِذي َ ن م [ - ...النساء ... [59حيث لم يعد الفعل ك َعْ ل َواوُأو ِلي اَعْل ََعْم ِر ِمَعْن اوُ سو َ عوا الَّر اوُ طي اوُ عوا الَّلَه َوأ َ ِ طي اوُ آَماوُنوا أ َ ِ عند ذكر طاعة أولياء المور بل جعلها تابعة لطاعة ا ورسوله . *ومن فوائد هذا الحديث :حر ص النبي صلى ا عليه وسلم على موعظة أصحابه كما أنه حريص على أن يعظهم أحيانا بتبليغهم الشرع ,فهو أيضا يعظهم مواعظ ترقق القلوب وتؤثر فيها .
*ومنها :أن ينبغي للواعظ أن يأتي بموعظة مؤثرة في السلوب وكيفية اللقاء ولكن بشرط أل يأتي بأحاديث ضعيفة أو موضوعة ,لن بعض الوعاظ يأتي بالحاديث الضعيفة والموضوعة يزعم بأنها تفيد تحيرك القلوب ,ولكنها وإن أفادت في هذا تضر ,فقد ثبت عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه قال -من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين . - *ومن فوائد هذا الحديث :أن العادة إذا أراد شخص أن يفارق أصحابه وإخوانه فإنه يعظهم موعظة بليغة ,لقوله " كأنها موعظة مودعم ٍ " . *ومنها :طلب الوصية من أصحاب العلم . صَعْيَنا *ومنها :أن ل وصية أفضل ول أكمل من الوصية بتقوى ا عزوجل قال تعالى َ ... -وَلَقَعْد َو َّ ن اَّتاوُقوا الَّلَه [ - ...النساء , [131وقد سبق شرحها ,وقد م أ َ ِ م َوإ َِّيااوُك َعْ ك َعْ ن َقَعْب ِل اوُ ب ِم َعْ كَتا َ اَّل ِذينَ اوُأواوُتوا اَعْل ِ سبق شرحها . *ومنها :الوصية بالسمع والطاعة لولة المور وإن كانوا عبيدا لقوله صلى ا عليه وسلم - عبد -لن السمع والطاعة لهم تنتفي به شرور كثيرة وفوضى ٌ والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عظيمة . *ومن فوائد الحديث :ظهور آية من آيات الرسول صلى ا عليه وسلم حيث قال -من يعش منكم فسيرى اختلفا كثيرا -والذين عاشوا من الصحابة رأوا اختلفا كثيرا كما يعلم ذلك من التاريخ . *ومن فوائد الحديث :لزوم التمسك بسنة الرسول عليه الصلة والسلم ل سيما عند الختلف والتفرق ولهذا قال -فعليكم بسنتي . - *ومنها :أنه ينبغي التسمك الشديد حتى يعض عليها بالنواجذ ,لئل تفلت من النسان . *ومن فوائد الحديث :التحذير من محدثات المور ,والمراد بها المحدثات في الدين ,وأما ما يحدث في الدنيا فينظر فيه إذا كان فيه مصلحة فل تحذير منه ’ أما ما يحصل في الدين فإنه
يجب الحذر منه لما فيه التفرق في دين ا ,والتشتت وتضيع المة بعضها بعضا . *ومن فوائد الحديث :أن كل بدعة ضللة ,وأنه ليس في البدع ما هو مستحسن كما زعمه بعض العلماء ,بل كل البدع ضللة فمن ظن أن البدعة حسنة فإنها ل تخلو من أحد أمرين :إما أنها ليست بدعة وظنها الناس بدعة ,وإما أنها ليست حسنة وظن اهو أنها حسنة ,وأما أن تكون بدعة وحسنة فهذا مستحيل بقول النبي صلى ا عليه وسلم -فإن كل بدعة ضللة . - ــــــــــ
الحديث التاسع والعشرون ... عن معاذ بن جبل رضي ا عنه قال :قلت يا رسول ا أخبرني عن عمل يدخلني الجنة و يباعدني عن النار ؟ قال -لقد جئت تسأل عن عظيم وإنه ليسير على من يسره ا تعالى عليه :تعبد ا ل تشرك به شيئا وتقيم الصلة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ,ثم قال : جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ,وصلة أل أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم اوُ ما عا َو ِم َّ م اً ط َ خَعْو اًفا َو َ م َ ن َرَّباوُه َعْ عو َ ع َيَعْد اوُ ج ِ ضا ِ م َ ن اَعْل َ ع ِ م َ جاوُنواوُباوُه َعْ جاَفى اوُ الرجل في جوف الليل ثم تل َ -تَت َ ن [ -السجدة ماوُلو َ ع َ ما َكااوُنوا َي َعْ ء ِب َ جَزا اً ن َ عاوُي م ٍ ة أ َ َعْ ن اوُقَّر ِ م ِم َعْ ي َلاوُه َعْ خ ِف َ س َما أ اوُ َعْ م َنَعْف ٌ عَل اوُ م اوُيَعْن ِفاوُقون*َفَل َت َعْ ه َعْ َرَزَعْقَنا اوُ ...[17-16ثم قال أل أخبرك برأس المر وعموده وذروة سنامه ؟ -قلت :بلى ,يا رسول ا س السلم ,وعموده الصلة وذروة سنامه الجهاد " ثم قال :أل أخبرك بملك ذلك كله قال " رأ م ٍ ؟ " فقلت ك بلى يا رسول ا ,فأخذ بلساني وقال -كف عليك هذا -فقلت :يا نبي ا ,و إنا لمؤاخذون بما نتكلم ؟ فقال -ثكلتك أمك ,وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال - على مناخرهم إل حصائد ألسنتهم ؟! -رواه الترمذي وقال :حديث حسن صحيح . *الشرح: عن معاذ بن جبل رضي ا عنه قال -قلت يا رسول ا أخبرني عن عمل يدخلني الجنة و يباعدني عن النار -الجنة هي الدار التي أعدها ا عزوجل لعباده المتقين ,فيها ما ل عين رأت ول أذن سمعت ول خطر على قلب بشر ,والنار هي الدار التي أعدها ا عزوجل للكافرين , وفيها من العذاب الشديد ما هو معلوم في الكتاب والسنة ,سأل عن هذا المر لنه أهم شيء عنده رضي ا عنه وينبغي لكل مؤمن أن يكون هذا أهم شيء عنده ,أن يدخل الجنة ويباعد عن النار . حَيا اوُ ة جَّنَة َفَقَعْد َفاَز َوَما اَعْل َ ل اَعْل َ خ َ ن الَّنا ِر َوأ اوَُعْد ِ ع ِ ح َ ح ِز َ ن اوُز َعْ م َعْ وهذا هو غاية الفوز لقوله تعالى َ ...-ف َ غاوُرو ِر[ -ال عمران [185فقال النبي صلى ا عليه وسلم -لقد سألت عن عظيم ع اَعْل اوُ ال ُّدَعْنَيا إ َِّل َمَتا اوُ أي شيء ذي عظمة وهو الفوز بالجنة والنجاة من النار ولكن قال -وإنه ليسير على منيسره ا تعالى عليه -ويحتمل أن يكون قوله -عن عظيم -عن العمل الذي يدخل الجنة ويباعده عن النار -وإنه -أي ذلك العمل -ليسير عن من يسره ا تعالى عليه -أي سهل على من سهله ا عليه ثم فصل له ذلك بقوله -تعبد ا ول تشرك به شيئا -وعبادة ا سبحانه
وتعالى هي القيام بطاعته امتثال اً لمره واجتنابا لنهيه مخلصا له -ل تشرك به شيئا -أي ل ملكا مقربا ول نبيا مرسل اً ,لنه من شرط العبادة والخل ص له عزوجل . والمر الثاني :من العمل الذي يدخل الجنة ويباعد عن النار إقامة الصلة حيث قال -وتقيم الصلة -ومعنى إقامتها أن تأتي بها مستقيمة تامة الركان والواجبات والشروط وتكميلها بمكملتها . المر الثالث - :وتؤتي الزكاة -وهي المال الذي أوجبه ا عزوجل وجل يخرجه النسان من أموال معينة بشروط معروفة إلى أهلها المستحقين لها ,وهذا معروف في كتب العلماء رحمهم ا . المر الرابع :أي شهر رمضان وهو أيضا معلوم والصوم هو التعبد لله تعالى بالمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس . المر الخامس - :وتحج البيت -أي تقصد البيت الحرام وهو الكعبة لداء المناسك . وهذه أركان السلم الخمسة ,تعبد ا ل تشرك به شيئا وتقيم الصلة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت . وشهادة أن محمدا رسول ا داخلة في شهادة أن ل إله إل ا إذا لم تذكر معها ,لن شهادة أن ل إله إل ا معناها ل معبود حق إل ا ومن عبادة ا التصديق برسوله صلى ا عليه وسلم واتباعه . ثم قال أي النبي صلى ا عليه وسلم -أل أدلك على أبواب الخير؟ -يعني على ما تتوصل به جنة -يعني أنه وقاية يقي إلى الخير ,كأنه قال نعم ,فقال النبي صلى ا عليه وسلم -الصوم اوُ من المعاصي في حال الصوم ويقيه من النار يوم القيامة ثم قال صلى ا عليه وسلم- والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار -الصدقة هي بذل المال للفقير المحتاج تقربا لله سبحانه وتعالى وتقربا وإحسانا إلى الفقير وهذه الصدقة تطفئ الخطيئة ,أي ما أخطأ به النسان من ترك واجب أو فعل محرم -كما يطفئ الماء النار -وكلنا يعرف أن إطفاء المار
للنار ل يبقي من النار شيئا ,كذلك الصدقة ل تبقي من الذنوب شيئا . وصلة الرجل في جوف الليل -أي تطفئ الخطيئة كما يطفئ المار النار ,وجوف الليلوسطه وأفضل صلة الليل النصف الثاني أو ثلث الليل بعد النصف الول وقد كان داود عليه عو َ ن ع َيَعْد اوُ ج ِ ضا ِ م َ عن ِ اَعْل َ م َ جاوُنواوُباوُه َعْ جاَفى اوُ السلم ينام نصف اللي ويقوم ثلثه وينام سدسه ثم قرأ َ -تَت َ ما ء ِب َ جَزا اً ن َ عاوُي م ٍ ة أ َ َعْ م ِمنَعْ اوُقَّر ِ ي َلاوُه َعْ خ ِف َ س َما أ اوُ َعْ م َنَعْف ٌ عَل اوُ م اوُيَعْن ِفاوُقون*َفَل َت َعْ ه َعْ ما َرَزَعْقَنا اوُ عا َو ِم َّ م اً ط َ خَعْو اًفا َو َ م َ َرَّباوُه َعْ ن [ -السجدة ...[17-16قرأها استشهادا بها ,و الية كما هو ظاهر فيها أنها تتجافى ماوُلو َ ع َ َكااوُنوا َي َعْ جنوبهم عن المضاجع يعني للصلة في الليل وينفقون مما رزقهم ا وهاتان هما الصدقة وصلة الليل اللتان ذكرها رسول ا صلى ا عليه وسلم في هذا الحديث . ثم قال صلى ا عليه وسلم -أل أخبرك برأس المر وعموده وذروة سنامه؟ -قلت بلى يا رسول ا قال -رأس السلم -المر يعني الشأن الذي هو أعظم الشئون ورأسه السلم يعلو ول يعلى عليه وبالسلم يعلو النسان على شرار عباد ا من الكفار والمشركين والمنافقين , وعموده –أي عمود السلم الصلة ,لن عمود الشيء ما يبنى عليه الشيء ويستقيم به الشيء ول يستقيم إل به وإنما كانت الصلة عمود السلم ,لن تركها يخرج النسان من السلم إلى الكفر والعياذ بالله وذروة سنامه الجهاد في سبيل ا والسنام ما عل ظهر البعير وذروة أعله وإنما ذروة سنام السلم الجهاد في سبيل ا ,لن به يعلو المسلمون على أعدائهم . ثم قال صلى ا عليه وسلم -أل أخبرك بملك ذلك كله؟ -أي بما به ملك هذا المر كله -فقلت بلى يا رسول ا فأخذ بلسانه -وقال -كف عليك هذا -يعني ل تطلقه بالكلم لنه خطر قلت- يا رسول ا وإنا لمؤاخذون بما نتكلم؟ -هذه جملة استفهامية والمعنى هل نحن مؤاخذون بما نتكلم به ؟ . فقال النبي صلى ا عليه وسلم -ثكلتك أمك -أي فقدتك حتى كانت ثكلى من فقدك ,وهذه الجملة ل يراد بها معناها ,وإنما يراد بها الحث والغراء ,على فهم ما يقال ,فقال -ثكلتك أمك ,وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال -على مناخرهم إل حصائد ألسنتهم ؟ , - أو هنا للشك من الراوي هل قال النبي صلى ا عليه وسلم-على وجوههم -أو قال -على
مناخرهم إل حصائد ألسنتهم -أي إل ما تحصد ألسنتهم من الكلم والمعنى أن اللسان إذا أطلقه النسان كان سببا أن اوُيكب على وجهه في النار والعياذ بالله . *وهذا الحديث فيه فوائد كثيرة : حر ص الصحابة رضي ا عنهم على العمال التي تدخلهم الجنة وتباعدهم من النار وأن هذا هو أهم شيء عندهم ولهذا سأل معاذ بن جبل رضي ا عنه النبي صلى ا عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار . *ومنها :إثبات الجنة والنار وهما الن موجودتان وهما ل يفنيان أبدا . *ومنها :بيان أن سؤال معاذ بن جبل رضي ا عنه عظيم لن عوضه عظيم والعوض على قدر المعوض ولهذا قال رسول ا صلى ا عليه وسلم -لقد سألت عن عظيم -أي سألت عن عمل عظيم بدليل ما ترتب عليه من جزاء . ثم بين النبي صلى ا عليه وسلم أن هذا الشيء العظيم يسير على من يسره ا عليه , فيستفاد من هذا أنه ينبغي للنسان أن يلجأ إلى ا عزوجل في طلب تيسير المور وليعلم أن س اًرا [ - ه اوُي َعْ ل َلاوُه ِمنَعْ أ ََعْم ِر ِ ع َعْ ج َ ق الَّلَه َي َعْ ن َيَّت ِ من أسباب تيسير ا تقوى ا لقوله تعالى َ ... -وَم َعْ الطلق . [4 *ومن فوائد هذا الحديث :أن أول شيء وأعظمه توحيد ا عزوجل والخل ص لله لقوله - تعبد ا ول تشرك به شيئا . - ومن فوائد هذا الحديث : :أهمية الصلة لن الرسول صلى ا عليه وسلم ذكرها بعد الخل ص فإن قال قائل :أين الشهادة الثانية ؟ شهادة أم محمدا رسول ا ,قلنا :إنها معلومة من قوله تعبد ا ل تشرك به شيئا -وسبق بيان ذلك .*ومن فوائد الحديث :تقديم الزكاة على الصوم لنها أكد . *ومن فوائد الحديث :تقديم الصوم على الحج لنه يتكرر كل عاف بخلف الحج فإنه ل يجب إل
في مرة في العمر . *ومن فوائد الحديث :الشارة في هذه الجملة إلى أركان السلم الخمسة -تعبد ا ل تشرك به شيئا وتقيم الصلة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت . - *ومن فوائد الحديث :عرض المسألة على الطالب بالتشويق لقوله -أل أدلك على أبواب الخير ؟.- *ومن فوائد الحديث :أن للخير أبوابا وهذه البواب لها مداخل وهو يشبه قول الرسول صلى ا عليه وسلم -اليمان بضع وسبعون شعبة - *ومن فوائد الحديث :أن الصوم جنة ,أي مانع للصائم من اللغو والرفث ومن قول الزور والعمل به والجهل ,وهو أيضا جنة للصائم من النار يقيه النار لقوله تعالى -الصوم لي وأنا أجزي به . - *ومن فوائد الحديث :فضيلة الصدقة لقوله صلى ا عليه وسلم -والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار . - *ومن فوائد خذا الحديث :أن صلة الرجل في جوف الليل تطفئ الخطيئة لقول النبي صلى ا عليه وسلم -والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلة الرجل في جوف الليل - *ومن فوائد الحديث :ان النبي صلى ا عليه وسلم يستدل بالقران لنه تلي قوله تعالى - م َنَعْف ٌ س عَل اوُ م اوُيَعْن ِفاوُقون*فََل َت َعْ ه َعْ ما َرَزَعْقَنا اوُ عا َو ِم َّ م اً ط َ خَعْو اًفا َو َ م َ ن َرَّباوُه َعْ عو َ ع َيَعْد اوُ ج ِ ضا ِ م َ ن اَعْل َ ع ِ م َ جاوُنواوُباوُه َعْ جاَفى اوُ َتَت َ ن[ -السجدة . [17-16 ماوُلو َ ع َ ما َكااوُنوا َي َعْ ء ِب َ جَزا اً ن َ عاوُي م ٍ ة أ َ َعْ ن اوُقَّر ِ م ِم َعْ ي َلاوُه َعْ خ ِف َ َما أ اوُ َعْ *ومن فوائد هذا الحديث :أن النبي صلى ا عليه وسلم يعرض المسائل بضيغة الستفهام لتنبيه المخاطب كما مر في هذا الحديث . *ومن فوائد الحديث :أن المر –أي شأن الخلق – له رأس وله عمود وله ذروة سنام فرأس
المر السلم وعموده الصلة يعني عمود السلم الصلة ,وذروة سنامه الجهاد في سبيل ا . *ومن فوائد هذا الحديث :أن تارك الصلة كافر لقوله صلى ا عليه وسلم -وعموده –أي عمود السلم -الصلة -ومعلوم أن العمود إذا سقط البنيان وهذا القول الراجح من أقوال أهل العلم بأدلة من كتاب ا وسنة رسوله صلى ا عليه وسلم وأقوال الصحابة وقد بينا ذلك في رسالة لنا في هذا المر . *ومن فوائد هذا الحديث :أن الجهاد في سبيل ا فيه علو السلم ورفعته لقوله -ذروة سنامه الجهاد.- *ومن فوائد هذا الحديث :أن الذي يملك هذا كله هو حفظ اللسان لقوله صلى ا عليه وسلم " أل أخبرك بملك ذلك كله ؟ -فقلت ك بلى يا رسول ا ,فأخذ بلساني وقال -كف عليك هذا ". *ومن فوائد هذا الحديث :جواز التعليم بالشارة ,لنه صلى ا عليه وسلم أخذ بلسان نفسه وقال - :كف عليك هذا .- *ومن فوائد هذا الحديث :خطر اللسان على النسان لقوله صلى ا عليه وسلم -ثكلتك أمك , وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال -على مناخرهم إل حصائد ألسنتهم ؟!. - *ومن فوائد هذا الحديث :تحري ما نقل في الحديث من أقوال رسول ا صلى ا عليه وسلم حيث قال -على وجوههم أو على مناخرهم , -وهذا يدل على المانة التامة في نقل الحديث , وا الحمد . ــــــــــ
الحديث الثلثون ... عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر – رضي ا عنه – عن رسول ا صلى ا علية وسلم قال " :إن ا تعالى فرض فرائض فل تضيعوها،وحد حدودا فل تعتدوها ،وحرم أشياء فل تنتهكوها ،وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فل تبحثوا عنها " .حديث حسن رواه الدارقطني وغيره . *الشرح :
قوله صلى ا عليه و سلم - :ان ا فرض فرائض فل تضيعوها -أي :أوجب إيجابا حتميا على عباده فرائض معلومة ولله الحمد كالصلوات الخمس و الزكاة و الصيام و الحج و بر الوالدين و صلة الرحام و غير ذلك . فل تضيعوها -أي :ل تهملوها إما بترك أو بالتهاون أو ببخسها أو نقصها. وحد حدودا -أي :أوجب واجبات و حددها بشروط وقيود . فل تعتدوها -أي :ل تتجاوزوها وحرم أشياء فل تنتهكوها -حرم أشياء مثل الشرك وعقوق الوالدين و قتل النفس التيحرمها ا إل بالحق و الخمر و السرقة و أشياء كثيرة . فل تنتهكوها -أي :فل تقعوا فيها ،فأن وقوعكم فيها انتهاك لها . وسكت عن أشياء -أي :أي لم يفرضها و لم يوجبها و لم يحرمها . -رحمة بكم -من اجل الرحمة و التخفيف عليكم .
ل َرِّبي ض ُّ غير نسيان -فإن ا تعالى ل ينسى كما قال موسى عليه الصلة و السلم َ ...-ل َي ِسى [-طه [52فهو تركها جل وعل رحمة بالخلق ،و ليس نسيان لها . َوَل َيَعْن َ فل تسألوا عنها -أي :ل تبحثوا عنها .*فوائد هذا الحديث : حسن بيان الرسول صلى ا عليه وسلم ،حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح البين .*ومن فوائد هذا الحديث :إن ا تعالى فرض على عباده فرائض أوجبها عليهم على الحتم و اليقين ،و الفرائض قال أهل العلم :أنها تنقسم الى قسمين :فرض كفاية ،و فرض عين . فأما فرض الكفاية :فأنه ما قصد فعله بقطع النظر عن فاعله ،وحكمه إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين ،و فرض العين هو :ما قصد به الفعل و الفاعل ووجب على كل أحد بعينه ، فأما الول فمثله الذان و القامة و صلة الجنازة و غيرها . و أما الثاني :فمثل الصلوات الخمس و الزكاة و الصوم و الحج . و قوله -وحد حدودا -أي :أوجب واجبات محددة و معينة بشروطها *فيستفاد من هذا الحديث :انه ل يجوز للنسان ان يتعدى حدود ا ،و يتفرع من هذه الفائدة انه ل يجوز المغالة في دين ا ،و لهذا أنكر النبي صلى ا علية وسلم على الذين قال أحدهم - :أنا أصوم و ل افطر ،وقال الثاني :أنا أقوم ول أنام ،و قال الثالث :أنا ل أتزوج النساء -أنكر عليهم و قال - :و إما أنا فاصلي و أنام و أصوم و افطر و أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني- *ومن فوائد الحديث :تحريم انتهاك المحرمات لقوله -فل تنتهكوها -ثم ان المحرمات نوعان كبائر و صغائر فالكبائر :ل تغفر إل بالتوبة ،و الصغائر :تكفرها الصلة و الحج والذكر و ما اشبه ذلك
*ومن فوائد الحديث :ان ما سكت ا عنه فهو عفو ،فإذا أتشكل علينا حكم الشي هل هو واجب أم ليس بواجب و لم نجد له أصل في الوجوب ؛ فهو مما عفا ا عنه ،و اذا شككنا هل هذا حرام ام ليس حراما و هو ليس اصله التحريم ؛ كان هذا أيضا مما عفا ا عنه *ومن فوائد الحديث :انتفاء النسيان عن ا عز زجل ،و هذا يدل على كمال علمه و ان ا عز وجل بكل شئ عليم فل ينسى ما علم و لم يسبق علمه جهل ،بل هو بكل شئ عليم أزل و أبدا . *ومن فوائد الحديث :انه ل ينبغي في البحث و السؤال إل ما دعت أليه الحاجة ،و هذا في عهد النبي صلى ا عليه و سلم ؛ لنه عهد التشريع و يخشى ان أحدا يسال عن شئ لم يجب فيوجبه من اجل مسألته أو لم يحرم فيحرم من اجل مسألته و لهذا نهى النبي صلى ا عليه وسلم عن البحث عنها فقال -فل تبحثوا عنها.- ــــــــــ
الحديث الحادي والثلثون ... عن ابي العباس سهل بن سعد الساعدي – رضي ا عن – قال :جاء رجل إلى النبي صلى ا علية و سلم فقال :يا رسول ا ا ،دلني على عمل إذا عملته احبني ا و احبني الناس فقال - :ازهد في الدنيا يحبك ا ،وازهد فيما عند الناس يحبك الناس -حديث حسن رواه ابن ماجه و غيره باسانيد حسنه . الشرح : عن آبي العباس سهل بن سعد الساعدي – رضي ا عنه قال :جاء رجل إلى النبي صلى ا عليه و سلم و لم يبين اسم الرجل ؛ لنه ليس هناك ضرورة إلى معرفته إذ أن المقصود معرفة الحكم و معرفة القضية فقال - :يا رسول ا ،دلني على عمل إذا عملته احبني ا و احبني الناس -وهذا الطلب ل شك انه مطلب عالي يطلب فيه السائل ما يجلب محبة ا له و ما يجلب محبة الناس له ،فقال له النبي صلى ا عليه و سلم -ازهد في الدنيا -يعني :اترك في الدنيا ما ل ينفعك في الخرة و هذا يتضمن انه يرغب في الخرة ؛ لن الدنيا و الخرة ضرتان إذا زهد في إحداهما فهو راغب في الخرى بل هذا يتضمن أن النسان يحر ص على القيام بأعمال الخرة من فعل الوامر وترك النواهي ويدع ما ل ينفعه في الخرة من المور التي تضيع و قته و ل ينتفع بها إما ما يكون سببا لمحبة الناس فقال -ازهد فيما عند الناس يحبك الناس -فل يطلب من الناس شيئا و ل يتشوق أليه و ل يستشرف له و يكون ابعد الناس عن ذلك حتى يحبه الناس ؛ لن الناس إذا سئل النسان ما في أيديهم استثقلوه و كرهوه ،و إذا كان بعيدا عن ذلك فانهم يحبونه . *من فوائد هذا الحديث :حر ص الصحابة – رضي ا عنهم – على سؤال النبي صلى ا عليه و سلم فيما ينفعهم . *و من فوائده :أن النسان بطبيعة الحال يحب أن يحبه ا و أن يحبه الناس ويكره أن يمقته ا و يمقته الناس فبين النبي صلى ا عليه و سلم ما يكون به ذلك . *ومن فوائد هذا الحديث :أن من الزهد في الدنيا احبه ا ؛ لن الزهد في الدنيا يستلزم الرغبة
في الخرة ،وقد سبق معنى الزهد :و انه ترك ما ل ينفع في الخرة . *ومن فوائد هذا الحديث :إن الزهد فيما عند الناس سبب في محبة الناس لك . *ومن فوائد هذا الحديث :إن الطمع في الدنيا و التعلق بها سبب لبغض ا للعبد وان الطمع فيما عند الناس و الترقب له يوجب بغض الناس للنسان ،و الزهد فيما في أيديهم هو اكبر أسباب محبتهم ــــــــــ
الحديث الثاني والثلثون ... عن أبى سعيد بن سعد بن سنان الخدري – رضي ا عنه – أن رسول ا صلى ا عليه و ضرار 0حديث حسن رواه ابن ماجه و الدارقطني و غيرهما مسندا سلم قال 0ل ضرر و ل ِ ورواه مالك في الموطأ مرسل عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبي صلى ا عليه وسلم فأسقط أبا سعيد ،وله طرق أخرى يقوي بعضها بعضا . *الشرح :
عن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري – رضي ا عنه – أن رسول ا صلى ا عليه و سلم قال -ل ضرر و ل ضرار -ثم تكلم المؤلف – رحمه ا – على طرق هذا الحديث . قوله -ل ضرر -أي :أن الضرر منفي شرعا - ،و ل ضرار -أي :مضاره و الفرق بينهما أن الضرر يحصل بل قصد ،و الضرار يحصل بقصد فنفى النبي صلى ا عليه وسلم المرين ،و الضرار اشد من الضرر ؛ لن الضرار يحصل قصدا كما قلنا . مثال ذلك :لو إنسانا له جار و هذا الجار يسقي شجرته فيتسرب الماء من الشجرة إلى بيت الجار لكن بل قصد ،وربما لم يعلم به فالواجب أن يزال هذا الضرر إذا علم به حتى لو قال صاحب الشجرة :أنا ما أقصد المضارة ،نقول له :إن لم تقصد ؛ لن الضرر منفي شرعا أما الضرار فإن الجار يتعمد الضرار بجاره فيتسرب الماء إلى بيته و ما أشبه ذلك ،و كل هذا منفي
شرعا و قد أخذ العلماء من هذا الحديث مسائل كثيرة في باب الجوار و غيره ،وما أحسن أن يراجع النسان عليها ما ذكره العلماء في باب الصلح وحكم الجوار . ــــــــــ
الحديث الثالث والثلثون ... عن ابن عباس – رضي ا عنه – أن رسول ا صلى ا عليه و سلم قال -لو يعطى الناس بدعواهم ،ل دعى رجال أموال قوم و دماءهم لكن البينة على من المدعي و اليمن على من أنكر -حديث حسن رواه البيهقي و غيره هكذا ،وبعضه في الصحيحين . *الشرح : قوله -لو يعطى الناس بدعواهم -أي :بما يدعونه على غيرهم ،و ليعلم أن إضافة الشيء على أوجه : الول :أن يضيف لنفسه شيئا لغيره ،مثل أن يقول -لفلن علي كذا -فهذا إقرار . و الثاني :أن يضيف شيئا لنفسه على غيره ،مثل أن يقول -لي على فلن كذا و كذا -فهذه دعوى . فهذا الثالث :أن يضيف شيئا لغيره على غيره ،مثل أن يقول -لفلن على فلن كذا و كذا - فهذه شهادة . و الحديث الن في الدعوى فلو ادعى شخص على آخر قال -أنا اطلب مائة درهم مثل -فإنه لو قبلت دعواه ل ادعى رجال أموال قوم و دماءهم ،وكذلك لو قال لخر -أنت قتلت أبي - لكان ادعى دمه وهذا يعني أنها ل تقبل دعوى إل ببينة ولهذا قال -لكن البينة على المدعي - فإذا ادعى إنسان على اخر شيئاوُا قلنا :أحضر لنا البينة والبينة كل ما بان به الحق سواء كانت شهوجا أو قرائن حسية أو غير ذلك . و لهذا قال -لكن البينة على المدعي -فإذا ادعى إنسان على آخر شيئا قلنا :احضر البينة ،و البينة كل ما بان به الحق سواء كان شهودا أو قرائن حسية أو غير ذلك . -و اليمين على من أنكر -أي :من أنكر دعوى خصمه إذا لم يكن لخصمه بينة فإذا قال زيد
لعمرو -أنا اطلب مائة درهم -قال عمرو :ل ،قلنا لزيد ائت ببينة ،فإن لم يأتي بالبينة قلنا لعمرو :احلف على نفي ما ادعاه ،فإذا حلف برئ . *و هذا الحديث فيه فوائد :منها أن الشريعة السلمية حريصة على حفظ أموال الناس و دماءهم لقوله -لو يعطى الناس بدعواهم ل ادعى رجال أموال قوم و دماءهم - *و من فوائد هذا الحديث :أن المدعي إذا قام ببينة على دعواه حكم له بما ادعاه ،لقوله عليه الصلة و السلم -لكن البينة على المدعي -و البينة كل ما بين به الحق و يتضح كما اسلفا في الشرح ،و ليست خاصة بالشاهدين أو الشاهد بل كل ما أبان الحق فهو بينة .
*ومن فوائد الحديث :أن اليمين على من أنكر أي :من أنكر دعوى المدعي . *ومن فوائده :أن لو أنكر المنكر و قال -ل أحلف -فإنه يقضي عليه بالنكول ووجه ذلك أنه إذا أبى أ ،يحلف فقد امتنع مما يجب عليه فيحكم عليه به . ــــــــــ
الحديث الرابع والثلثون ... عن أبي سعيد الخدري – رضي ا عنه – قال :قال سمعت رسول ا صلى ا عليه وسلم يقول -من رأى منكن منكرا فليغيره بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه ،فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف اليمان -رواه مسلم . *الشرح : قوله -من رأى -من هذه شرطية و هي للعموم ،قوله -رأى -يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر ،أو أن المراد رؤية القلب ،وهي العلم ،و الثاني أشمل و أعم ،و قوله -منكرا -المنكر هو :ما أنكره الشرع و ما حرمه ا عز و جل أ ,رسوله ، قوله -فليغيره بيده -اللم هذه للمر أي :يغير هذا المنكر بأن يحوله إلى معروف ،إما بمنعه مطلقا أي :بتحويله إلى شئ مباح -بيده -إن كان له قدرة اليد . قوله -فإن لم يستطع -أي :أن يغيره بيده فبلسانه -بأن يقول لفاعله :اتقي ا ،اتركه ،و ما أشبه ذلكفإن لم يستطع -باللسان بأن خاف على نفسه أو كان أخرس ل يستطيع الكلمفبقلبه -أي :يغيره بقلبه و ذلك بكرا هته إياه .و قال -و ذلك أضعف اليمان -أي :أن كونه ل يستطيع أن يغيره إل بقلبه هو أضعف اليمان . *ففي هذا الحديث فوائد :وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات و المراتب باليد أول و هذا ل يكون غل للسلطان و إن لم يستطع فبلسانه و هذا يكون لدعاة الخير الذين يبينون للناس المنكرات .
*ومن فوائده :أن من ل يستطيع ل بيده ول بلسانه فليغيره بقلبه . *ومن فوائد هذا الحديث :تيسير الشرع و تسهيله حيث رتب هذه الواجبات على الستطاعة لقوله -فإن لم يستطع - *ومن فوائد هذا الحديث :أن اليمان يتفاوت ،بعضه ضعيف و بعضه قوي و هذا مذهب أهل السنة و الجماعة وله أدلة من القرآن و السنة على أنه يتفاوت . وليعلم أن المراتب ثلث :دعوه – أمر -تغيير .فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد أو أماكن تجمع الناس و يبين لهم الشر و يحذرهم منه و يبين لهم الخير و يرغبهم فيه ,و المر بالمعروف و الناهي عن المنكر :هو الذي يأمر الناس و يقول افعلوا أو ينهاهم و يقول :ل تفعلوا .و المغير :هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته و ل لمره و نهيه ــــــــــ
الحديث الخامس والثلثون ... عن أبى هريرة – رضي ا عنه – قال :قال رسول ا صلى ا عليه و سلم -ل تحاسدوا ،و ل تناجشوا ،و ل تباغضوا و ل تدابروا ،و ل يبع بعضكم على بيع بعض ،و كونوا عباد ا إخوانا ،السلم أخو المسلم ل يظلمه و ل يخذله ،و ل يكذبه و ل يحقره ،التقوى ها هنا – و يشير إلى صدره ثلث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه -رواه مسلم . الشرح : قوله -ل تحاسدوا -هذا نهي عن الحسد ،و الحسد هو كراهية ما انعم ا على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية سواء تمنيت زوالها أم لم تتمن ،فمتى كرهت ما أعطى ا أخاك من النعم فهذا هو الحسد . و ل تناجشوا -قال العلماء :المناجشه أن يزيد في السلعة ،أي :في ثمنها في المناداة و هول يريد شراءها و إنما يريد نفع البائع أو الضرار بالمشتري . و ل تباغضوا -البغضاء هي الكراهه ،أي :ل يكره بعضكم بعضاو ل تدابروا -أن يولي كل واحد الخر دبره بحيث ل يتفق التجاه و ل يبع بعضكم على بيع بعض -يعني ل يبيع أحد على بيع أخيه ،مثل أن يشتري إنسانسلعه بعشرة فيذهب آخر على المشتري و يقول :أنا أبيع عليك بأقل ؛ لن هذا يفضي إلى العداوة و البغضاء . وكونوا عباد ا إخوانا -كونوا يا عباد ا إخوانا أي :مثل الخوان في المودة و المحبة واللفة و عد العتداء ثم أكد هذه الخوة بقوله -المسلم أخو المسلم -للجامع بينهما و هو السلم و هو أقوى صله تكون بين المسلمين .
ل يظلمه -أي :ل يعتدي عليه .ول يخذله -في مقام أن ينتصر فيه . و ل يكذبه -أي :يخبره بحديث كذب . و ل يحقره -أي :يستهين به .التقوى ها هنا -يعني :تقوى ا تعالى محلها القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح -و يشيرإلى صدره ثلث مرات -يعني :يقول التقوى ها هنا ،التقوى ها هنا ،التقوى ها هنا . ثم قال -بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم -بحسب يعني :حسب فالباء زائدة و الحسب الكفاية و المعنى لو لم يكن من الشر إل أن يحقر أخاه لكان هذا كافيا . المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه -دمه فل يجوز أن يعتدي عليه بقتل أو فيمادونه ذلك ، و ماله -ل يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو سرقه أو جحد أو غير ذلك .و عرضه -أي :سمعته فل يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه .*فوائد الحديث :النهي عن الحسد ،و النهي للتحريم ،و الحسد له مضار كثيرة منها :انه كره لقضاء ا و قدره ،ومنها انه عدوان على أخيه ،و منها انه يوجب في القلب الحاسد حسره ؛ كلما ازدادت النعم ازدادت هذه الحسرة فيتنكد على عيشه . * ومن الفوائد :تحريم المناجشة لما فيها من العدوان على الغير و كونها سببا للتباغض و أسبابه ،فل يجوز للنسان أن يبغض أخاه أو أن يفعل سببا يكون جالبا للبغض . *ومن فوائد الحديث :تحريم التدابر ،و هو أن يولي أخاه ظهره و ل يأخذ منه و ل يستمع إليه ؛
لن هذا ضد الخوة اليمانية . *ومن فوائده :تحريم البيع على البيع المسام و مثله الشراء على شرائه و الخطبة على خطبته و الجارة على إجارته و غير ذلك من حقوقه . *ومنها :وجوب تنمية الخوة اليمانية لقوله -و كونوا عباد ا إخوانا --و منها بيان حال المسلم مع أخيه و انه ل يظلمه و ل يخذله و ل يكذبه و ل يحقره ؛ لن هذا ينافي الخوة اليمانية . *ومن فوائده :أن محل التقوى هو القلب ،فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح و ليعلم أن هذه الكلمة يقولها بعض الناس إذا عمل معصية و أنكر عليه قال :التقوى ها هنا و هي كلمة حق لكنه أراد بها باطل و هذا جوابه أن نقول :لو كان هنا تقوى ل تقت الجوارح لن النبي صلى ا عليه وسلم يقول -أل إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله آل وهى القلب - *ومن فوائد هذا الحديث :تكرار الكلمة المهمة لبيان العتناء بها و فهمها ،قال -التقوى ها هنا و أ شار إلى صدره ثلث مرات .* ومن فوائده :عظم احتقار المسلم ،لقول النبي صلى ا عليه و سلم -بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم -و ذلك لما يترتب على احتقار المسلم من المفاسد . *ومن فوائد الحديث :تحريم دم المسلم و ماله و عرضه وهذا هو الصل ،لكن توجد أسباب ن ِفي غو َ س َوَيَعْب اوُ ن الَّنا َ مو َ ظ ِل اوُ ن َي َعْ عَلى اَّل ِذي َ ل َ س ِبي اوُ ما ال َّ تبيح ذلك ؛ و لهذا قال ا سبحانه و تعالى ] إ َِّن َ م ِم َعْ ن عَلَعْي ِه َعْ ك َما َ م ِه َفاوُأوَل ِئ َ ظَعْل ِ عَد اوُ صَر َب َعْ ن اَعْنَت َ م ِ حق ِّ []الشورى ... [42وقال تعالى ] َوَل َ غَعْي ِر اَعْل َ اَعْل ََعْرض ِ ِب َ س ِبيل م ٍ []الشورى [41 َ * ومن فوائده :أن المة السلمية لو اتجهت بهذه التوجيهات لنالت سعادة الدنيا و الخرة لنها كلها آداب عظيمة عالية راقية ،تحصل بها المصالح و تنكف بها المفاسد . ــــــــــ
الحديث السادس والثلثون ... عن ابي هريرة – رضي ا عنه قال -عن النبي صلى ا عليه و سلم قال -من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس ا عنه كربة من مرب يوم القيامة ،ومن يسر على معسر يسر ا عليه في الدنيا و الخرة ،ومن ستر مسلما ستره ا فى الدنيا و الخرة ،و ا في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .و من سلط طريقا يلتمس فيه علما سهل ا به طريقا الى الجنة ،وما اجتمع قوم في بيت من بيوت ا يتلون كتاب ا و يتدارسونه بينهم إل نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملئكة و ذكرهم ا في من عنده ،و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه -رواه مسلم بهذا اللفظ . *الشرح : قال النووي – رحمه ا تعالى – في الربعين النووية الحديث السادس و الثلثون عن أبى هريرة – رضي ا عنه – عن النبي صلى ا عليه و سلم قال -من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ،نفس ا عنه كربة من كرب يوم القيامة --و الكرب يعني :الشدة و الضيق و الضنك ،و التنفيس معناه :إزالة الكربة ورفعها ،وقوله -من كرب الدنيا -يعم المالية و البدنية و الهلية و الفردية و الجماعية . نفس ا عنه -أي :كشف ا عنه و أزال. كربة من كرب يوم القيامة -و ل شك أن كرب يوم القيامة أعظم و أشد من كرب الدنيا ،فإذانفس عن المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس ا عنه كربة من مرب يوم القيامة . ومن يسر على معسر -أي :سهل عليه أزال عسرته .يسر ا عليه في الدنيا و الخرة -و هنا صار الجزاء في الدنيا و الخرة و في الكرب كربة منكرب يوم القيامة ؛ لن كرب يوم القيامة عظيمة جدا . -ومن ستر مسلما -أي :ستر عيبه سواء أكان خلقيا أو خلقيا أو دينيا أو دنيويا إذا ستره و غطاه
حتى ل يتبن للناس . ستره ا في الدنيا و الخرة -أي :حجب عيوبه عن الناس في الدنيا و الخرة .ثم قال صلى ا عليه و سلم كلمة جامعه مانعة قال -و ا في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه -أي :ان ا تعالى يعين النسان على قد معونته أخيه كما و كيفا و زمنا ،فما دام النسان في عون أخيه فالله في عونه ،و في حديث آخر -من كان في حاجة أخيه كان ا في حاجته .- و قوله -من سلك طريقا يلتمس فيع علما سهل ا له به طريقا إلى الجنة -يعني :من دخل طريقا و صار فيه يلتمس العلم والمراد به العلم الشرعي سهل ا له به طريقا إلى الجنة ،لن النسان علم شريعة ا تيسر عليه سلوكها ،و معلوم أن الطريق الموصل إلى هو شريعته ، فإذا تعلم النسان شريعة ا سهل ا له به طريقا إلى الجنة . و ما اجتمع قوم قي بيت من بيوت ا -المراد به المسجد فإن بيوت ا هي المساجد قالماوُه ][...النور [36و قال تعالى ] َوأ َنَّ س اوُ ع َواوُيَعْذَكَر ِفيَها ا َعْ ن اوُتَعْرَف َ ن الَّلاوُه أ َ َعْ ت أ َ ِذ َ ا تعالى ] ِفي اوُباوُيو م ٍ جَد الَّل ِه سا ِ ع َم َ ن َمَن َ م َعْ م ِم َّ ظَل اوُ ن أ َ َعْ ح اًدا []الجن ... [18و قال َ ] :وَم َعْ ع الَّل ِه أ َ َ عوا َم َ جَد ِلَّل ِه َفَل َتَعْد اوُ سا ِ م َ اَعْل َ ماوُه ][ ...البقرة ... [114فأضاف المساجد إليه ؛ لنها موضع ذكره . س اوُ ن اوُيَعْذَكَر ِفيَها ا َعْ أ َ َعْ قوله -يتلون كتاب ا و يتدارسونه بينهم -يتلونه :يقرءونه و يتدارسونه أي :يدرس بعضهم على بعض ، إل نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملئكة -نزلت عليهم السكينة يعني :فيقلوبهم و هي الطمأنينة و الستقرار ،و غشيتهم الرحمة :غطتهم و شملتهم و حفتهم الملئكة -صارت من حولهم - .و ذكرهم ا فيمن عنده -أي :من الملئكة .ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه -أي :من تأخر من أجل عمله السيئ فإن نسبه ل يغنيه ول يرفعه و ل يقدمه و النسب هو النتساب إلى قبيلة و نحو ذلك .
*في هذا الحديث فوائد :الترغيب في تنفيس الكرب عن المؤمنين لقوله صلى ا عليه وسلم - من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس ا عنه كربة من كرب يوم القيامة .- * ومن فوائده :الشارة الى يوم القيامة و أنها ذات كرب وقد بين ذلك ا تعالى في قوله ]َيا ما ع َّ عم ٍة َ ض َ ل اوُمَعْر ِ ل اوُك ُّ ه اوُ م َتَرَعْوَنَها َتَعْذ َ ء عظيم * َيَعْو َ ي ٌ ش َعْ ع ِة َ سا َ ن َزَعْلَزَلَة ال َّ م إ ِ َّ ك َعْ س اَّتاوُقوا َرَّب اوُ أ َ ُّيَها الَّنا اوُ ب الَّل ِه عَذا َ كنَّ َ كاَرى َوَل ِ س َ م ِب اوُ ه َعْ كاَرى َوَما اوُ س َ س اوُ مَلَها َوَتَرى الَّنا َ ح َعْ ل َ م م ٍ ح َعْ ت َ ل َذا ِ ع اوُك ُّ ض اوُ ت َوَت َ ع َعْ ض َ أ ََعْر َ ش ِدي ٌد []الحج [2-1 َ *و من فوائد هذا الحديث :تسمية ذلك اليوم بيوم القيامة ؛ لنه يقوم فيه الناس من قبورهم لرب العالمين و يقام فيه العدل و يقوم الشهاد . *و من فوائد الحديث :الترغيب في التيسير على المعسرين لقوله صلى ا عليه وسلم -من يسر على معسر يسر ا عليه في الدنيا و الخر -و التيسير على المعسر يكون بحسب عسرته ؛ فالمدين مثل الذي ليس عنده مال يوفي به يكون التيسير عليه إما بإنظاره ،و إما بإبرائه و إبراؤه أفضل من إنظاره ،و التيسير على من أصيب بنكبة أن يعان في هذه النكبة و يساعد و تهون عليه المصيبة و يعود بالجر و الثواب وغير ذلك ،المهم أن التيسير يكون بحسب العسرة التي أصابت النسان . *ومن فوائد هذا الحديث :الترغيب في ستر المسلم لقوله صلى ا عليه و سلم -من ستر مسلما ستره ا في الدنيا و الخر -و المراد بالستر :هو إخفاء العيب ،و لكن الستر ل يكون محمودا إل إذا كان فيه مصلحة و لم يتضمن مفسده ،فمثل المجرم إذا أجرم ل نستر عليه إذا كان معروفا بالشر و الفساد ،ولكن الرجل الذي يكون مستقيما في ظاهره ثم فعل ما ل يحل فهنا قد يكون الستر مطلوبا ؛ فالستر ينظر فيه إلى المصلحة ،فالنسان المعروف بالشر و الفساد ل ينبغي ستره ،والنسان المستقيم في ظاهره ولكن جرى منه ما جرى هذا هو الذي يسن ستره . *ومن فوائد هذا الحديث :الحث على عون العبد المسلم و أن ا تعالى يعين المعين حسب إعانته لخيه لقوله صلى ا عليه وسلم -و ا في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه -
وهذه الكلمة يرويها بعض الناس :ما دام العبد و لكن الصواب ما كان العبد في عون أخيه كما قال صلى ا عليه وسلم . *ومن فوائد الحديث :الحث على طلب العلم لقوله صلى ا عليه وسلم -من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل ا له به طريقا إلى الجنة -و قد سبق في الشرح معنى الطريق و أنه قسمان حسي و معنوي . *ومن فوائد الحديث :فضيلة اجتماع الناس على قراءة القران لقوله -و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت ا يتلون كتاب ا ..الخ . - * ومن فوائد الحديث :أن حصول هذا الثواب ل يكون إل إذا اجتمعوا في بيت ا أي :في مسجد من المساجد لينالوا بذلك شرف المكان لن أفضل البقاع مساجدها . *ومن فوائد الحديث :بيان حصول هذا الجر العظيم تنزل عليهم السكينة و هي الطمأنينة القلبية و تغشاهم الرحمة أي :تغطيهم و تحفهم الملئكة أي :تحيط بهم من كل جانب و يذكرهم ا فيمن عنده من الملئكة لنهم يذكرون ا تعالى عن مل ،و قد قال ا تعالى في الحديث القدسي -من ذكرني في مل ذكرته في مل خير منهم. - *من فوائد الحديث :أن النسب ل ينفع إذا لم يكن العمل الصالح لقوله -من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه - *ومن فوائد الحديث :أنه ينبغي للنسان أن ل يغتر بنفسه و أن يهتم بعمله الصالح حتى ينال به الدرجات العلى . ــــــــــ
الحديث السابع والثلثون ... عن ابن عباس – رضي ا عنه – عن رسول ا صلى ا عليه وسلم فيما يريه عن ربه تبارك و تعالى قال -إن ا كتب الحسنات و السيئات ثم بين ذلك :فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها ا عنده حسنة كاملة و إن هم بها فعملها كتبها ا عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ،و إن هم بسيئة فلم يعملها كتبها ا عنده حسنة كاملة ،وإن هم بها فعملها كتبها ا سيئة واحدة -رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما بهذه الحروف . *الشرح : الحديث السابع و الثلثون عن ابن عباس – رضي ا عنه – عن رسول ا صلى ا عليه و سلم فيما يرويه عن ربه تبارك و تعالى قال -إن ا كتب الحسنات و السيئات -إذا عبر الصحابي بمثل هذا التعبير أي عن النبي صلى ا عليه و سلم فيما يرويه أو فيما رواه عن ربه فإنه يسمى عند أهل العلم حديثا قدسيا ، و قوله -إن ا كتب الحسنات و السيئات -أي :كتب ثوابهما و كتب فعلهما فهو الذي كتب الحسنات ؛ لن ا تعالى حين خلق القلم قال له -اكتب قال :رب ،و ماذا اكتب ؟ قال :اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة -و ظاهر سياق الحديث أن المراد بهذه الكتابة الثانية ،و هي كتابة الثواب لقوله -ثم بين ذلك -أي :و ضحه بالتفصيل فقال -فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها ا عنده حسنة كالمة -الهم يعني :الرادة ،أراد النسان أن يعمل حسنة و لكنه لم يعملها . *ففي هذا الحديث فوائد :أن ا كتبها حسنة كاملة يعني :ل نقص فيها .و قد دلت الدلة على أنه إذا هم بالحسنة فلم يعملها فإن كان عاجزا عنها أي :تركها عجزا بعد أن شرع فيها فإنه سو ِل ِه اوُثمَّ ج اًرا إ َِلى الَّل ِه َوَر اوُ ن َبَعْي ِت ِه اوُمَها ِ ج ِم َعْ خاوُر َعْ ن َي َعْ يكتب له الجر كامل لقوله تبارك و تعالى ]َ ....وَم َعْ ه ][ ...النساء . [100و أما إذا هم بها ثم عدل عنها لكسل أو نحوه جاوُر اوُ ع أ َ َعْ ت َفَقَعْد َوَق َ مَعْو اوُ اوُيَعْد ِرَعْكاوُه اَعْل َ فإنه كذلك كما في هذا الحديث يكتب له حسنة كاملة و ذلك بنيته الطيبة ،قال -و إن هم بها
فعملها كتبها ا عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف على أضعاف كثيرة -إذا هم بها و عملها وأحسن في عمله بأن كان مخلصا متبعا لرسول ا صلى ا عليه وسلم فإن ا يكتبها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة و هذه المضاعفة تأتي بحسب حسن العمل و الخل ص فيه و قد تكون فضل من ا سبحانه و تعالى و إحسانا . ل ِفي اوُك ِّ ل سَنا ِب َ ع َ سَعْب َ ت َ حَّبم ٍة أ ََعْنَبَت َعْ مَثل ِ َ ل الَّل ِه َك َ س ِبي ِ م ِفي َ ن أ ََعْمَواَلاوُه َعْ ن اوُيَعْن ِفاوُقو َ ل اَّل ِذي َ قال تعالى ] َمَث اوُ ع ِليم ٌ []البقرة [261و قال -و إن هم بسيئة ع َ س ٌ ء َوالَّلاوُه َوا ِ شا اوُ ن َي َ م َعْ ف ِل َ ع اوُ ضا ِ حَّبم ٍة َوالَّلاوُه اوُي َ سَعْناوُبَلم ٍة ِماَئاوُة َ اوُ فلم يعملها كتبها ا عنده حسنة كاملة ،وإن هم بها فعملها كتبها ا سيئة واحدة -و إن هم بسيئة فلم يعملها فإنه يكتب له حسنة كاملة و ذلك فيما تركها لله كما في بعض ألفاظ الحديث - لنه تركها من جرائي -أي :من أجلي و قد دلت الدلة على أن من هم بالسيئة فلم يعملها فإنه ينقسم إلى ثلث أقسام : القسم الول :أن يحاول فعلها و يسعى فيه و لكن لم يدركه لن يكتب عليه وزر السيئة كاملة القسم الثاني :إن بها ثم يعزف عنها ل خوفا من ا و لكن لن نفسه عزفت فهذا يكتب له و ل عليه . القسم الثالث :أن يتركها لله عز و جل خوفا منه و خشية فهذا كما جاء في هذا الحديث يكتبها ا حسنة كاملة . سَن ِة ح َ ء ِباَعْل َ جا َ ن َ قال -و إن هم بها فعملها كتبها ا سيئة كاملة -و يشهد لهذا قوله تعالى ] َم َعْ جَزى إ َِّل ِمَعْثَلَها ][....النعام [160و هذا الحكم بالنسبة سِّيَئ ِة َفَل اوُي َعْ ء ِبال َّ جا َ ن َ شاوُر أ ََعْمَثا ِلَها َوَم َعْ ع َعْ َفَلاوُه َ للسيئة أي :أنها تكون سيئة واحدة في مكة و غيرها و في كل زمن إل في الشهر الحرم و م اوُن ِذَعْقاوُه ِم َعْ ن ظَعْل م ٍ حام ٍد ِب اوُ لكنها في مكة تكون أشد و أعظم لهذا قال ا تعالى ] َوَمنَعْ اوُي ِرَعْد ِفي ِه ِب ِإَعْل َ م ][....الحج [25 ب أ َ ِلي م ٍ عَذا م ٍ َ و قال العلماء :إن الحسنات و السيئات تضاعف في كل زمن فاضل و في كل مكان فاضل و ل شراوُ أََعْمَثا ِلَها][ ...النعام [160و لهذا ع َعْ سَن ِة َفَلاوُه َ ح َ ء ِباَعْل َ جا َ ن َ تضاعف بالعدد لقوله تعالى ] َم َعْ الحديث الذي ساقه المؤلف – رحمه ا – إن ا يكتبها سيئة واحدة .قال المؤلف :رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف .أي :أن المؤلف – رحمه ا – ساقه بلفظه
وأكد ذلك – رحمه ا – لما في الحديث من البشارة العظيمة و الحسان العظيم . *ومن فوائد الحديث :حديث عبد ا بن عباس – رضي ا عنه – عن رسول ا صلى ا عليه وسلم عن ربه يسمى عند أهل العلم حديثا قدسيا . * ومن فوائده :أن ا سبحانه و تعالى كتب للحسنات جزاء و للسيئات جزاء ،و هذا من تمام عدله و إحكامه جل و عل للمور . *ومن فوائد الحديث :أن رحمة ا سبقت غضبه حيث جعل الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ،و أما السيئة فواحدة . *ومن فوائد هذا الحديث :الفرق بين الهم بالحسنة و الهم بالسيئة فالحسنة إذا هم بها النسان و لم يعملها كتب ا عنه حسنة كاملة و هذا مما إذا تركها لغير عذر فإنه يكتب له الجر كامل أجر النية و إذا كان من عادته أن يعملها و لمكن تركها لعذر فإنه يكتب له الجر كامل أجر النية و العمل ؛ لحديث -من مرض أو سافر له ما كان يعمل صحيحا قائما . -أما السيئة فالهمام بها إذا تركها لله عز وجل كتبها ا عنده حسنة كاملة و إن تركها له و ل عليه ،و إن تركها عجزا عنها كتب له وزر الفاعل بالنية إل إذا كان قد سعى فيها و لكن عجز بعد السعي فإنه يكتب له عقوبة السيئة كاملة لقول النبي – صلى ا عليه وسلم -إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل و المقتول في النار -قالوا :يا رسول ا ،هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال -لنه كان حريصا على قتل صاحبه . - ــــــــــ
الحديث الثامن والثلثون ... عن أبي هريرة – رضي ا عنه – قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم -إن ا تعالى قال :من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب ،وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ،و ل يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمع به و بصره الذي يبصر به ،و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و لئن سألني لعطينه ،و لئن استعاذني لعيذنه -رواه البخاري . *الشرح : قوله -إن ا تعالى قال :من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب -هذا الحديث حديث قدسي لن النبي صلى ا عليه و سلم رواه عن ربه و كل حديث رواه النبي صلى ا عليه وسلم عم ربه يسمى عند العلماء حديثا قدسي .المعاداة ضد الموالة ،و الولي ضد العدو و أولياؤه سبحانه همَعْ عَلَعْي ِهمَعْ َوَل اوُ ف َ خَعْو ٌ ء الَّل ِه َل َ ن أ ََعْو ِلَيا َ و تعالى هم المؤمنون المتقون و دليله قوله و تعالى ] أ ََل إ ِ َّ ن []يونس [63-62 ن آَماوُنوا َوَكااوُنوا َيَّتاوُقو َ ن *اَّل ِذي َ حَزاوُنو َ َي َعْ و قوله -آذنته -يعني :أعلمته أي :إني أعلنت الحرب ،فيكون من عادى و ليا من أولياء ا فقد آذن ا تعالى بالحرب و صار حربا لله ،ثم ذكر تبارك و تعالى أسباب الولية فقال -و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه -يعني :ما عبدني أحد بشيء احب إلى مما افترضته عليه لن العبادة تقرب إلى ا سبحانه و تعالى فمثل ركعتان من الفريضة أحب إلى ا من ركعتين نفل ،و درهم من زكاة احب إلى ا من درهم صدقة ،حج فريضة أحب إلى ا من حج تطوع ،صوم رمضان أحب إلى ا من صوم تطوع ،وهلم جرى ولهذا جعل ا تعالى الفرائض لزمة في العبادة مما يدل على آكاديتها و محبته لها . و ل يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل -يعني :الفرائض و الفعل -ل يزال -يدل على الستمراريعني :و يستمر -عبدي يتقرب إلي بالنوافل -يعني :بعد الفرائض حتى أحبه ا - ،حتى- تحتمل هنا الغاية و تحتمل التعليل فعلى الول يكون المعنى :أن تقرب إلى ا بالنوافل ويكون هذا التقرب سببا لمحبته و الغاية واحدة ،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمع به -أي :سددته في كل ما يسمع فل يسمع إل ما فيه الخيرله و ليس المعنى أن ا يكون سمع النسان لن سمع النسان صفه من صفاته أي :صفات النسان محدث بعد أ ،لم يكن ،و هو صفة فيه أي :في النسان و كذلك يقال في بصره الذي يبصر به أي :أن ا فيما يرى إل ما كان فيه خير و ل ينظر إل إلى ما كان فيه خير . و يده التي يبطش بها -يقال فيها ما سبق في السمع أي :أن ا تعالى يسدده في بطشه وعمله بيده فل يعمل إلى ما فيه الخير . و لئن سألني -أي :دعاني بشيء و طلب مني شيئا لعطينه .و لئن استعاذني لعيذنه -فذكر السؤال الذي به حصول المطلوب ،و الستعاذة التي بها النجاةمن المهروب و أخبر أنه سبحانه و تعالى يعطي هذا المتقرب إليه بالنوافل يعطيه ما سأل و يعيذه مما استعاذ . من فوائد الحديث :و أعني الحديث الثامن و الثلثين فيه فوائد أول :إثبات الولية لله عز و جل ء الَّل ِه َل ن أ ََعْو ِلَيا َ أي :أن لله تعالى أولياء و هذا قد دل عليه القرآن الكريم قال ا تعالى ] :أ ََل إ ِ َّ ن []يونس . [63-62 ن آَماوُنوا َوَكااوُنوا َيَّتاوُقو َ ن *اَّل ِذي َ حَزاوُنو َ م َي َعْ ه َعْ م َوَل اوُ عَلَعْي ِه َعْ خَعْوف ٌ َ َ *ومن فوائد الحديث :كرامة الولياء على ا حيث كان الذي يعاديهم قد آذن ا بالحرب . *ومن فوائد هذا الحديث :أن معاداة أولياء ا من كبائر الذنوب لن ا جعل ذلك إيذانا بالحرب . *ومن فوائد الحديث :أن الفريضة أحب إلى ا من النافلة لقوله -وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه . - *ومن فوائد الحديث :الشارة إلى أن أوامر ا عز وجل نوعان :فرائض ،نوافل . *ومن فوائد الحديث :إثبات المحبة لله عز و جل لقوله -أحب إلي مما افترضته عليه -و المحبة
صفة قائمة بذات ا عز وجل ومن ثمراتها الحسان إلى المحبوب و ثوابه و قربه من ا عز و جل . *ومن فوائد الحديث :أن العمال تتفاضل هي بنفسها . *ومن فوائد الحديث :الدللة على ما ذهب إليه أهل السنة و الجماعة من أن اليمان يزيد و ينقص لن العمال من اليمان فإذا كانت تتفاضل في محبة ا لها يلزم من هذا أن اليمان يزيد و ينقص بحسب تفاضلها . *ومن فوائد الحديث أن في محبة ا عز وجل تسديد العبد في سمعه و بصره و يده و رجله مؤيدا من ا عز وجل . *ومن فوائد هذا الحديث :أنه كلما ازداد النسان تقربا إلى ا بالعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه و اعاذته مما يستعيذ ا منه لقوله تعالى في الحديث -و لئن سألني لعطينه و لئن استعاذني لعيذنه ــــــــــ
الحديث التاسع والثلثون ... عن ابن عباس – رضي ا عنه – أ ،رسول ا صلى ا عليه وسلم قال -إن ا تجاوز لي عن أمتي الخطأ و النسيان ،و ما استكرهوا عليه -حديث حسن رواه ابن ماجه و البيهقي و غيرهما. *الشرح : قوله -تجاوز -بمعنى :عفا - ،الخطأ -فعل الشيء عن غير قصد - ،النسيان -ذهول القلب عن شيء معلوم ،و الستكراه إلجاء النسان ،وهذه ثلثة أشياء بين فيها النبي صلى ا عليه وسلم أن ا تجاوز عن أمته هذه الشياء الثلثة و قد دل على ذلك القرآن قال ا تعالى ] طَعْأَنا ][ ...البقرة [286فقال ا :قد فعللت ،و قال ا تعالى : خ َ سيَنا أ ََعْو أ َ َعْ ن َن ِ خَعْذَنا إ ِ َعْ َ...رَّبَنا َل اوُتَؤا ِ م ][ ...الحزاب [5و قال تعالى ] ك َعْ ت اوُقاوُلواوُب اوُ مَد َعْ ع َّ ن َما َت َ ك َعْ م ِب ِه َوَل ِ طَعْأاوُت َعْ خ َ ما أ َ َعْ ح ِفي َ جَنا ٌ م اوُ ك َعْ عَلَعْي اوُ س َ ] َ...وَلَعْي َ صَعْد اًرا كَعْف ِر َ ح ِباَعْل اوُ شَر َ ن َ كنَعْ َم َعْ ن َوَل ِ ما ِ لي َ م ِئ ٌّ ط َ ه َوَقَعْلاوُباوُه اوُم َعْ ن أ اوَُعْك ِر َ ما ِن ِه إ َِّل َم َعْ ع ِد ِإي َ ن َب َعْ ن َكفََر ِبالَّل ِه ِم َعْ َم َعْ ن ِبا َعْ ِ م []النحل . 106 ظي ٌ ع ِ ب َ عَذا ٌ م َ ن الَّل ِه َوَلاوُه َعْ ب ِم َ ض ٌ غ َ م َ عَلَعْي ِه َعْ َف َ *فيستفاد من هذا الحديث فوائد : منها سعة رحمة ا عز وجل و أن رحمته سبقت غضبه ،و منها أن النسان إذا فعل الشيء خطأ فإنه ل يؤاخذ عليه و لكن إن كان محرما فإنه ل يترتب عليه إثم و ل كفارة و ل فساد عبادة و قع فيها ،و أما إن كان ترك واجب فإنه يرتفع عنه الثم و لكن ل بد من ترك تدارك الواجب . *ومن فوائد الحديث : أن من أكره على شيء قولي أو فعلي فإنه ل يؤاخذ به لقوله -وما استكرهوا عليه -و هذا عام سواء كان الكراه على فعل أو على قول و ل دليل لمن فرق بين الكراه على الفعل و الكراه على القول ،ولكن إذا كان الكراه في حق آدمي فإنه يعامل بما تقتضيه الدلة الشرعية مثل :أن يكره شخصا على قتل شخص آخر فإنه يقتل المكره و المكره لن الكراه ل يبيح قتل الغير و ل يمكن و ل يجوز للنسان أن يستبقي حياته بإتلف غيره .
ــــــــــ
الحديث الربعون ... عن ابن عمر رضي ا عنهما قال أخذ رسول ا صلى ا عليه وسلم بمنكبي رضي ا عنه فقال -كن في الدنيا كأنك غريب ,أو عابر سبيل -وكان ابن عمر رضي ا عنه يقول " إذا أمسيت فل تنتظر الصباح وإذا أصبحت فل تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لمماتك " رواه البخاري *الشرح الحديث الربعون عن ابن عمر رضي ا عنهما قال -أخذ رسول ا صلى ا عليه وسلم بمنكبي -يعني :أمسك بمهما لجل أن يسترعي انتباهه ليحفظ ما يقول فقال له -كن في الدنيا كأنك غريب ,أو عابر سبيل -الغريب :المقيم في البلد وليس من أهلها ,أو عابر سبيل : هو الذي مر بالبلد ,وهو ماشي مسافر ,ومثل هؤلء -أعني الغريب أو عابر سبيل -ل يتخذ هذا البلد موطنا ومستقرا ,لنه مسافر فأخذت هذه الموعظة من عبدا بن عمر رضي ا عنهما ما أخذت من قلبه ولهذا كان يقول -إذا أمسيت فل تنتظر الصباح وإذا أصبحت فل تنتظر المساء -يعني إذا أمسيت فل تقول :سوف أبقى إلى الصباح كم من إنسان أمسى ولم يصبح , وكذلك قوله -وإذا أصبحت فل تنتظر المساء -فكم من إنسان أصبح ولك يمسي ومراد بن عمر في ذلك :أن ينتهز النسان الفرصة للعمل الصالح حتى ل تضيع عليه الدنيا وهو ل يشعر ,قال - وخذ من صحتك لمرضك -يعني :بادر في الصحة قبل المرض فإن النسان ما دام صحيحاوُا يسهل عليه العمل ,لنه صحيح منشرح الصدر منبسط النفس ,والمريض يضيق صدره ول تنبسط نفسه فل يسهل عليه العمل . ومن حياتك لموتك -أي انتهز الحياة ما دمت حياوُا قبل أن تموت لن النسان إذا مات انقطععمله صح ذك عن النبي صلى ا عليه وسلم حيث قال -إذا مات النسان انقطع عمله إل ثلث : م ينتفع به ,أو ولد صالح يدعو له . - صدقة جارية ,أو عل م ٍ *ومن فوائد هذا الحديث :أنه ينبغي للنسان أن يجعل الدنيا مقر إقامه لقوله -كن في الدنيا كأنك غريب ,أو عابر سبيل . -
*ومن وفوائده :أن ينبغي للعاقل ما دام باقياوُا والصحة متوفرة أن يحر ص على العمل قبل أن يموت فينقطع عمله ,ومنها أن ينبغي للمعلم أن يفعل السباب التي يكون فيها انتباه المخاطب لن النبي صلى ا عليه وسلم أخذ بمنكبي عبدا بن عمر رضي ا عنهما . *ومن وفوائد الحديث :فضيلة عبدا بن عمر رضي ا عنهما حيث تأثر بهذه الموعظة من رسول ا صلى ا عليه وسلم . ــــــــــ
الحديث الحادي والربعون ... عن أبي محمد عبدا بن عمرو بن العا ص رضي ا عنه ما قال قال رسول ا صلى ا عليه وسلم -ل يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاوُا لما جئت به -حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح . *الشرح: قوله -ل يؤمن -أي ل يؤمن اليمان الكامل ,وليس المراد نفي اليمان بالكلية وقوله -حتى يكون هواه -أي :ميله وإرادته وقوله -تبعاوُا لما جئت به -أي :لما جاء به من الشرع فل يلتفت إلى غيره ,قال المؤلف :حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح . *في الحديث فوائد منها :أن اليمان قد ينفى عن من قصر في بعض واجبه فق قوله -ل يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاوُا لما جئت به -وهذا موقوف على ما ورد به الشرع ,فليس للنسان أن ينفي اليمان عن الشخص بمجرد أنه رآه على معصية حتى يثبت بذلك دليل شرعي . *ومن فوائد هذا الحديث :وجوب النقياد لما جاء به النبي صلى ا عليه وسلم . *ومن فوائده :أن يجب تخلي النسان عن هواه المخالف لشريعة ا . *ومن فوائده :أن اليمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل السنة والجماعة . ــــــــــ
الحديث الثاني والربعون ... عن أنس رضي ا عنه قال سمعت رسول ا صلى ا عليه وسلم يقول -قال ا تعالى :يا بن ادم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان ول أبالي ,يا بن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ,يا بن ادم إنك لو أتيتني بقراب الرض خطايا ثم لقيتني ل تشرك بي شيئا لتيتك بقرابها مغفرة -رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . *الشرح : هذا الحديث من الحاديث القدسية التي يريوها النبي صلى ا عليه وسلم عن ربه أنه قال جلل وعل -يا بن ادم -الخطاب لجميع بني ادم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك - , -ما -شرطية يعني :متى دعوتني ورجوتني . دعوتني -أي سألتني أن أغفر لك . رجوتني -رجوت مغفرتي ولم تيأس . غفرت لك -هذا جواب الشرط والمغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه ,أي :أن ا يستر ذنبكعن الناس ويتجاوز عنك فل يعاقبك . وقوله -على ما كان منك ول أبالي -يعني على ما كان منك من المعاصي وهذا يشهد له قوله غ ِفاوُر ال ُّذاوُنو َ ب ن الَّلَه َي َعْ م ِة الَّل ِه إ ِ َّ ح َ ن َر َعْ طوا ِم َعْ م َل َتَعْقَن اوُ س ِه َعْ عَلى أ ََعْناوُف ِ سَراوُفوا َ ن أ َ َعْ عَبا ِديَ اَّل ِذي َ ل َيا ِ تعالى [ اوُق َعْ غاوُفواوُر الرحيم [الزمر]53- هَو اَعْل َ عا إ َِّناوُه اوُ مي اً ج ِ َ يا بن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء -يعني لو بلغت أعلى السماء ثم استغفرتني غفرت لك -يعني مهما عظمت الذنوب حتى لو وصلت السماء بكثرتها ثماستغفرت ا بصدق وإخل ص وافتقار غفر ا لك .
" يا بن ادم إنك لو أتيتني بقراب الرض خطايا ثم لقيتني ل تشرك بي شيئا لتيتك بقرابها مغفرة " قرابها يعني قرب ملئها إذا لقي النسان ربه عزوجل بقراب الرض أي :ملئها أو قربه خطايا لكنها دون الشرك ولهذا قال " ثم لقيتني ل تشرك بي شيئا لتيتك بقرابها مفغرة " وهذا يدل على فضيلة الخل ص وأنه سبب لمغفرة الذنوب. *في هذا الحديث من الفوائد :أن النسان مهما دعا ا بأي شيء ورجا ا في أل شيء إل غفر له . *ومن فوائده :بيان سعة فضل ا عزوجل . *ومن وفوائده :أن الذنوب وإن عظمت إذا استغفر النسان ربه منها غفرها ا له . ن الَّلَه *ومن فوائد هذا الحديث :فضيلة الخل ص وأنه سبب لمغفرة الذنوب وقد قال تعالى -إ ِ َّ ء [...النساء ... ]48-فنسأل ا تعالى أ ،يعمنا شا اوُ ن َي َ م َعْ ك ِل َ ن َذ ِل َ غ ِفاوُر َما اوُدو َ ك ِب ِه َوَي َعْ شَر َ ن اوُي َعْ غف ِاوُر أ َ َعْ َل َي َعْ جميعا بمغفرته ورضوانه وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب . وإلى هنا انتهى شرح الربعون النووية المباركة التي نحث كل طالب على على حفظها وفهم معناها والعمل بمقتضاها ,والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين . ** ول تنسونا من دوعائكم الصالح بالهداية والثبات على الحق
أخوكم في ا :أبوخطاب عادل العوضي