ﺟﺎﻧﻔﻲ -ﻣﺎﺭﺱ 2017
4
املحتوى (ترتيب ألفبائي للشعراء) �أبو العتاهية خانك الطرف الطموح9...................................................
�أبو القا�سم ال�شابي إرادة الحياة10............................................................... فلسفة الثعبان المقدس14.................................................... قلب! كم َ محجبة ٍ16.......................................... فيك من ُدنْيا َّ يا ُ النبي المجهول 18...........................................................
�أبو تمام
ف َأ ْصدَ ُق إِ ْن َبا ًء ِم َن ال ُكت ِ ُب 21............................................ الس ْي ُ َّ
�أبو فرا�س الحمداني
ِ أر َ ِ الص ُبر 25.......................................... يمت َُك ّ اك َعص َّي الدّ م ِع ش َ َ
�أبو نوا�س
َد ْع َعن َْك َل ْومي ّ فإن ال ّل ْو َم إ ْغ َرا ُء 28............................................ ُق ْل لم ْن ي ْبكي على َر ْس ٍم َد َر ْس 29............................................
�أحمد �شوقي
دمشق 30....................................................................
�إيليا �أبو ما�ضي الطين33.....................................................................
ابن زريق ال تعذليه فإن العذل يولعه36................................................. 5
ابن زيدون
أض َحى التّنائي َبدي ً ال ع ْن تَدانِينَا38............................................ ْ
ابن النحوي قصيدة المنفرجة41..........................................................
ابن �سهل الأندل�سي ظبي الحمى أن قد حمى44......................................... هل درى ُ
الح�صري القيرواني
يا ليل الصب46..............................................................
الخن�ساء يا عين مالك ال تبكين تسكابا ؟ 48...........................................
ال�سمو�أل بن عادياء َّ
رض ُه" 49................................................ المر ُء َلم ُيدنَس ِم َن ال ُلؤ ِم ِع ُ إِذا َ
ال�شاب الظريف
ف ما لِل َّطر ِ يا ر ِاقدَ ال َطر ِ ف إغفا ُء 51........................................... ْ ْ َ َ
ال�شنفرى
المية العرب52..............................................................
المتنبي أرق على أرق ومثلي يأرق 55................................................ واحر قلباه ممن قلبه شبم 57................................................. على قدر أهل العزم تأتي العزائم 59..........................................
6
امر�ؤ القي�س
قفا نبك من ِذكرى حبيب ومنزل ( معلقة )62.................................
بدر �شاكر ال�سياب أنشودة المطر66.............................................................
جبران خليل جبران أعطني الناي 71.............................................................
جميل بثينة
ِ يلي ،عوجا اليو َم حتى ت َُس ّلما 72........................................... خل ّ
جورج جرداق قصيدة هـذه ليلتي 74........................................................
حافظ �إبراهيم
َّهمت َحصاتِي 78.......................................... َر َج ْع ُت لن ْف ِسي فات ُ
�سعيد عقل
ِ ألعينيك80...................................................................
عبد القادر الجزائري قصيدة الفخر بالبادية 81.....................................................
عبد الكريم الكرمي قصيدة غدا سنعود 83........................................................
عمر بن �أبي ربيعة ليت هند ًا أنجزتنا ما تَعدْ 84.................................................. 7
عنترة العب�سي
ِ ِ ال ِ َب85......................................... الرت ُ ْ يحم ُل الح ْقدَ َم ْن َت ْع ُلو بِه ُّ
قي�س بن الملوح
يقولون ل ْيلى با ْل ِع َر ِاق َمريضة ٌ86..............................................
كعب بن زهير
ُ متبول ( البردة ) 87................................... بانت سعا ُد فقلبي اليو َم
مالك ابن الريب
مرثية مالك ابن الريب 90....................................................
محمود بيرم التون�سي المجلس البلدي93..........................................................
محيي الدين بن عربي لقد صار قلبى94.............................................................
م�سلم بن الوليد
ِ ب 95............................................ َحيب َفإِنّي َس َ وف َأنتَح ُ َأ ّما الن ُ
منور �صمادح
الكلمــات 97...............................................................
نزار القباني ياتونس الخضراء جئتك عاشقا 99........................................... غرناطة 103.................................................................
8
�أبو العتاهية خانك الطرف الطموح وح أ ٌّيها الج ُم ُ القلب َ ُ ُ�����زوح ُ�����و ون ِر ُدن ُ ٌ
الطرف الطموح خانك ُ ِ َّ والشر الخير لدواعي
ٍ ٍ بذنب، لمطلوب، هل ٍ قلوب، إص�لاح كيف َ ُ أح��س�� َن ال��ل��ه بِ��ن��ا َّ أن ال��م��س��ت��ور ِم��نَّ��ا ف���إذا ُ ٍ ع��زي��ز، ك��م رأي��ن��ا م��ن
َ��ص��وح ت��وب�� ٌة م��ن��ه ن ُ وح ����ر ُ إنَّ��م��ا ُه��� َّن ُق ُ
ت��ف��وح ال��خ��ط��اي��ا ال ُ ��ض��وح ب��ي�� َن ث��و َب��ي��ه ُف ُ ُشوح ُط ِو َيت عنه الك ُ صائح الدَّ ِ دوح الص ُ هر َّ ُ
ٍ ب��رح��ي��ل، ص���اح م��ن��ه َ ِ ِ الناس في األر بعض موت ُ
ٍ ِ توح ض على بعضُ ،ف ُ روح ج��س��د ًا م��ا فيه ُ ِ يلوح ال��م��وت ��م ُ َع�� َل ُ وي��روح ـموت يغدو ُ ُ
سيصير ال��م��ر ُء يوم ًا ُ ِّ ح��ي، ك��ل بي َن َعينَي ٍّ ٍ غفلة ،وال��ـ ُك ٌّلنا ف��ي لِ َبنِي
ـيا َغ�� ُب ٌ ��وح وص�� ُب ُ ��وق َ ِ سوح ـ�� َن الم ُ عليه َّن ُ
الدنيا من الدنـ
الو ِ شي و َأص َبحـ ُرح َن في َ
ِ ��ط��وح س ل��ه ي���و ٌم َب ُ تنوح كنت ـكي ُن إن َ ُ ِ نوح رت ما ُع ِّم َر ـم َ ُ
ٌّ ك��ل ن�� َّط ٍ ��اح ،م��ن النا نُح على ِ نفس َك يا مسـ َل��تَ��م��وت�� َّن وإن ُعمـ ****
9
�أبو القا�سم ال�شابي �إرادة احلياة القــدر فــال بــدّ أن يســتجيب ْ ينكســـر وال بــــدّ للقيـــد أن ْ
الشـــعب يو ًمــا أراد الحيــاة إذا ُ وال بــــدَّ لليـــل أن ينجـــلي شـو ُق الحيـاة ومــن لــم يعان ْقـه ْ
َّ واندثــر جوهــا ـــر فــي ِّ ْ تبخ َ المنتصـر ة مــن ص ْفعــة العــدَ م ْ
فــويل لمــن لــم ت َُشــق ُه الحيـا
الكائنــات لــي كـــذلك قــالت المســـتتر روحهـــا وحـــدثني ُ ُ َ ْ ***** ودمــدمت الــريح بيــن ِ ِ الشـجر: وفــوق الجبــال وتحـت الفجـاج ِّ ُ ْ ٍ ِ غايــة طمحــت إلــى إذا مـــا الحـذر ونسـيت المنــى، ُ ُ ْ ركــبت ُ وعــور ِّ المســـتعر وال ُك َّبـــ َة ال ّل َهـــب الشـعاب ولــم أتجــنَّب ْ َ الحــفر يعش أ َبــدَ الدهــر بيــن وم���ن يتهيب ص��ع��ود ال��ج��ب��ال ْ ريـاح َ أخ ْـر... وضجــت بصـدري ــت بقلبــي دمــا ُء الشـباب فعج ْ ٌ َّ َّ ِ ِ ِ الرعـود وأطـرقت ،أصغـي لقصـف المطـر الريــاح ،ووقـ ِع وعــزف ُ ْ ***** أيــا أ ُّم هــل تكــرهين البشــر? ْ ُّ الخــطر ركــوب يســتلذ ومــن َ ْ
األرض -لمـا سـألت: وقـالت لـي ُ َ أهـل الطمـوح ُأبــارك فـي النـاس
ِ ويقنـــع بــالع ْي ِ ــر عيش ش َ الحج ْ ــت ،مهمــا كــ ُب ْر الم ْي َ ويحــتقر َ
َ الزمـان وأ ْلعــ ُن مــن ال يماشــي ُ يحـب الحيـاة حـي، الكــون هــو ُّ ٌّ ِ الطيـور ـت فـال األ ْفـق يحـضن م ْي َ
ُ الزهـر ــت وال النحــل يلثــم م ْي َ ْ َلمــا ضم ِ الحـ َف ْر ــت الم ْي َ ـت تلـك ُ ّ َ
الــرؤوم ولــوال أ ُمومــ ُة قلبِــي ّ
10
ٌ فــويل لمــن لــم ُ تشــقه الحيـا
ِ المنتص ْـر! ةِ ،مــن لعنــة العــدم
وفــي ليلــة مـن ليـالي الخـريف
مث َّق ٍ والضجـــر لـــة باألســـى، ْ ســكر ــزن حــتى ــت وغنَّ ْي ُ للح ْ ُ ْ
فلـــم تتكـــ ّلم شــفاه الظــالم وقــال لــي الغــاب فــي ر َّق ٍ ـة ُ َ
ــح ْر الس َ ولــم تــترن َّْم عــذارى َّ محبب ٍ الوتــر: ـــة مثــل خــ ْفق ُ َ َّ َ ْ
*****
ســكرت بهـا مـن ضيـاء النجـوم ُ
ربيــع لمـــا أذبلتــه، العمــر? َ ْ
سـألت الدُّ جـى :هـل تُعيـد الحيـاةُ، ُ
المطــر شــتاء الثلــوج ،شــتاء ْ ِ الثمـر وسـحر الزهــور، وســحر ْ ُ ُ ِ الشـهي ،العطِ ْـر المـروج، وســحر ُّ ُ ٍ ِ ٍ ــر عهــد وأزهــار حــبيب نض ْ ُ
يجــئ الشــتا ُء ،شــتاء الضبـاب ِ الغصـون سـحر ـحر، ُ الس ُ فينطفــئ ِّ ُ ِ الـوديع الشـجي، السـماء، وســحر ُ ُّ ُ ِ ُ الغصــون ،وأورا ُقهــا وتهـــوي وتلهــو بهـا الـريح فـي كـل ٍ واد، ُ كحــ ْل ٍم بــديعٍ، ويفنــى الجــميع ُ ُ
ُ عــبر الســيل ،أنَّــى ويدفن َُهــا ْ ٍ واندثــر مهجــة تـــأ ّلق فـــي ْ ذخــير َة ُع ْم ٍ ٍ جــميلَ ،غــ َب ْر ــر
ـم َل ْت وتبقــى البــذور ،التــي ُح ِّ ُ ٍ ٍ حيـاة، فصــول ،ورؤيـا وذكــرى
تالشــت ُز َم ْـر وأشــباح دنيــا، ْ َ ِ المـدَ ْر - وتحــت الثلـوج ،وتحـت َ ِ ِ الخـض ْر الشــذي وقلــب الــربي ِع ِّ ِ ِ وع ْط ِ الثمـر الزهــور ،و َطعـ ِم ــر ْ
ِ الضبـاب، معانقــ ًة -وهـي تحـت ِ لِ َطي ِ الحيــاة الــذي ال ُي َم ُّ ــف ــل ْ ِ الطيـــور وحالمـــ ًة بأغـــاني
*****
ِ صــروف ،وتحيـا ُأ َخ ْـر وتــذوي ٌ ِ ــح ْر بغمـــوض ُم َو َّشـــح ًة الس َ َّ ِ ــح ُر المسـاء? وضـوء القمـر? وس ْ ْ ٌ وغيــم ونحــل يغنِّــي، يمــر? ْ ٌ
ُ صـروف، الزمـان ،فتنمـو ويمشـي ٌ ـــح أحال ُمهـــا يق َظـــ ًة، وتُصبِ ُ
ِ الصبـاح، ضبـاب تُســائل :أيــن ُ ِ ــراش األنيــق? وأســراب ذاك ال َف ُ 11
وأيـــن األشـــ َّع ُة والكائنــات? ُ ِ ِ الغصون! ئـت إلـى النـور ،فـوق ظم ُ ِ ِ المـروج، ئـت إلـى النَّ ْبـعِ ،بيـن ظم ُ ِ ِ ِ الطيـور، مــات ئــت إلــى َن َغ ظم ُ
وأيــن الحيــا ُة التــي أنتظــر? ْ ِ ِ الشـجر! الظـل تحـت ئـت إلـى ظم ُ ْ َ الز َه ْـر! يغنِّــي ،ويــرقص فـوق ّ ِ وه ْم ِ المطــر ولحــن س النّســي ِم، َ ْ
ِ ِ إليــك الضيـا َء إليــك الفضــا َء، ِ َ الجمــال الــذي ال َيبيــدُ ! إليــك فميـدي -كمـا ِ ِ الحقول، شئت -فوق
المزدهـر! الحـالم، إليــك الــثرى، ْ َ ِ إليــك الوجـود ،الرحـيبِ ، النض ْـر! َ َ ِ ِ ــر الثمــار بحــلو وغــض ّ ِّ الز َه ْ
ِ ِ الكـون! أيـن الوجـو ُد ئـت إلـى ظم ُ ِ الكـون ،خـلف س ِ ُ الجـمود ـبات هـو ُ ***** ِ وانتصـر ِح حــتى نمــا شــو ُقها كخــفق الجنــا ومـــا هــو إال ْ ِ َ ـو ْر الكـون صــرت وأ ْب األرض مــن فوقهــا فصـــدّ عت َ الص َ عـذب ُّ َ َ ِ ِ ِ ِ ــر بأنغامـــه، الـــربيع، وجـــاء ُ وأحالمـــه ،وصبـــاه العط ْ ِ وق َّبلهـــا ُق َبـــ ً الشــفاه ال فــي الشــباب الــذي قـد َغـ َب ْر تعيــدُ َ وقــال لهــا :قـد منِح ِ ِ ِ ُ ـت الحيـا َة ــر ُ ْ المدّ َخ ْ وخــ ِّلدْ ت فــي نســلك ُ ِ ِ ِ مـر ُّـــور ،فاســتقبلي ــص َ شــباب الحيــاة وخ ْ َ ب ال ُع ْ وبـــاركَك الن ُ ُي َب ِ ظهــر ّــور أنّــى النــور أحال ُمــه، و َمــن تعبــدُ ْ اركُـــ ُه الن ُ َ
وأنَّـــى أرى العــا َل َم المنتظــر? ْ ِ وفـــي ُأ ِ اليقظــات الكُــ َب ْر فــق
القمـر ونــاجي النجــو َم ،ونـاجي ْ األغــر وفتنــ َة هــذا الوجــود ْ
النســيم ونـاجي الغيـو َم، ونــاجي َ ونـــاجي الحيـــا َة وأشــوا َقها،
***** ِ ٍ ٍ َ ُ َـر ــب عميـق، جمـال وشـف الدجـى عـن َّ يش ُّ الخيــال ،و ُيــذكي الفك ْ ِ غـريب ـحر مقتـــدر ســـاحر ُي َص ّرفــــه ٌ و ُمــدّ عـلى الكـون س ٌ ْ ٌ ِ شـموع النجـو ِم ِ الز َه ْـر ــور، ضـاء، الو وضـاءت بخـور ّ ُ ُ وضــاع ال َب ُخ ُ 12
ٍ القمــر بأجنحــة مــن ضيــاء ْ هيكـل ،حـال ٍم ،قـد س ِ ٍ ـح ْر ُس فــي ُ ِ ــر ور ُ ُ وح الظ َف ْ لهيـــب الحيــاةُ ،
غــريب الجمـال روح، ورفــرف ُ ٌ ِ َّ الحيـــاة المقـــدّ ورن نشـــيدُ
وأ ْع ِلــ َن فــي الكـونّ : الطمـوح أن َ ِ النفــوس للحيـــاة طمحـــت إذا ْ ُ
فــال بــدّ ْ يســتجيب القــدر أن َ
*****
13
�أبو القا�سم ال�شابي فل�سفة الثعبان املقد�س َ الح ُّي روح�� ًا ،حالم ًا ك��ان الربيع ُ ُ ٍ شاعر يمشي على الدنيا ،بفكرة واألُ ُ ال��ح��ن��ان ،كأنه ف�����ق ي��م�لأه ُ ِ طهر الحياة كأنما وال��ك��ون م��ن
اعر َّ ّ صُ ،منشد ًا رور َي ْر ُق ُ الش ْح ُ والش ُ وال��س�لا ِم ،ونفس ُه السعادة َّ ش ْع َر َّ ِ ُ فغمه ال��ج��ب��ال، ث��ع��ب��ان ورآه َّ مض َط ِغن ًا عليه ،كأنَّه وان��ق��ض، ْ ّ الشقي ،فصاح من هول القضا غت ُب َ ُّ ُ يصرخ ثائر ًا: وتَ��دَ َّف��ق المسكين ِ ٌ م��ت��غ��زل الش������يء ،إال أن��ن��ي « َأ ْل�� َق��ى م��ن الدّ نيا حنان ًا طاهر ًا
« َأ ُي�� َع��دُّ هذا في الوجود جريمة ً؟!
َّ فالش ْر ُع المقدّ ُس ههنا «ال أي��ن؟، ِ ��ر ُم ،..ما َل ُه «و َس َعادة ُ َّ َ الضعفاء ُج ْ ولتشهد-
الدنيا
ال��ت��ي
َغنَّ ْيتَها
َّ ال��س َ �لا َم َح ِقيقة ٌَ ،مك ُْذوبة ٌ «أن َّ إن تعاد َل ِ القوى ت َ «ال عَ��دْ َل ،إال ْ َ َ ٍ ُ ه��ازئ الثعبان بسمة َ ��م ��س ّ ف��تَ�� َب َّ 14
ِ الش ِ َّ الجلباب بابُ ،م َع َّط َر غ��ض َّ م��وك��ب خ�لا ِ ٍ َّب وي��ط��وف��ه��ا ،ف��ي ِ ال��وه��اب قلب ال��وج��ود المنتِ ِج ُ ِ كالمحراب وال��غ��اب ��و معبدٌ ، ُ ُه َ ِ ِ َ واألعشاب ال��ورد ف��وق للشمس،
س��كْ��رى ِ بس ْحر العا َلم الخال ِ ّب َ َ ���ر ٍح ،وف�� ْي ِ ِ شباب ��ض ما فيه من َم َ ِ ِ األرب��اب القضاء ،ولعنة ُ ���و ُط َس ْ ِ ��ن��ت��اب ال��م م��ت��ل��فِّ��ت�� ًا ل��ل��ص��ائ��ل ُ ��ق ِعقابي؟» «م��اذا ��ح َّ ُ جنيت أن��ا َف ُ م��غ��ر ٌد ف��ي غابي ب��ال��ك��ائ��ن��ات، ِّ الصابي» المحب ��وى ّ ِّ َ��ج َ و َأ ُب ُّثها ن ْ
َ رف��اق شبابي؟» أي�� َن العدالة ُ يا ال��ق��وي ،وفكرة ُ ال�� َغ�لا ِ ّب!» رأي ِّ ُ ال��ق��وي س��وى أش��دِّ ِع�� َق��اب!» عند ِّ ِ الش ِ ُح ْل َم َّ اإلعجاب بابَ ،و َروع��ة َ
وال َعدْ َل َف ْل َس َفة ُ ال ّل ِ هيب الخابي» اإلره���اب ب��اإلره��اب» َ��ص��ا َد َم ُ وت َ ِ وأج��اب في سم ٍ ��ذ ِ وف��رط ِك َ اب: ت، َ ْ
ِ ِ ��ر ،إنَّني ��ر ال��م��ث��رث ُ «ي��ا أ ُّي��ه��ا ال��غ ُّ ِ الحكيم إذا طغى ��ر ب��ع��ذره ُ وال��غ ُّ َ الجوامح ،إنها عواطفك فاكبح َ
أنِّ���ي إل��� ٌه ،ط�� َا َل��م��ا َع�� َب��دَ ال��ورى منهم وت��ق��دَّ وم��وا لِ��ي بالضحايا ُ «و َس�� َع��ادة ُ الن ِ َّفس التَّق َّية أنّها َ «فتصير في ُروح األلوهة بضعة ً، ُ ي��س��ر َك أن ت��ك��ون ضح َّيتي أف�لا ُّ
وتوهج ًا وتكون عزم ًا في دم��ي، َّ «وت��ذوب في ر ِ وح��ي التي ال تنتهي َ ُ أردت ل��ك ال��خ��ل��و َد ،مؤ َّله ًا إن��ي ُ
َ ل��ت��درك م��ا أري����دُ ،وإنّ��ه ِّ��ر، َف��ك ْ الشحرور ،في ُغ ًَ ِ فأجابه الردى ُ ص َّ للحق الضعيف ،وال صدّ ى ، ال رأي ِّ ْ «فافعل مشي َئ َ تك التي قد شئتَها
َّ��خ ُ وك���ذاك ت��ت َ ��ال��م منطق ًا ال��م�� َظ ُ ��ذ َ
15
ِ ��ل��ك ال��ث�لا ِ ��ه َ ّب» أرث���ي ل��ث��ورة ِ َج ْ ال��ص��ب��ا ف��ي قلبه ال��و ّث ِ ُ ��اب ج��ه��ل َّ واستمع لخطابي» ��ر َد ْت ب ُل ِّب َك، ْ َش َ
ظ��لِّ��ي ،وخ��اف��وا لعنَتي وعقابي» ِ األو ِ َ اب» َف��رح��ي�� َن، ش��أن ال�� َع��اب��د ّ ت��ك��ون ضح َّية َ األَ ِ ُ رب����اب» ي��وم�� ًا
ُقدُ سية ٌ ،خلصت من األَ ِ وش���اب
فتح َّل في لحمي وف��ي أعصابي» ُ ن��اظ��ري ،وح���دَّ ة ً ف��ي نابي ف��ي َّ
وتصير َب َعض ألوهتي وشبابي..؟ َ ِ األحقاب.. في روحي الباقي على أسمى من العيش ال َق ِ صير النَّابي»
َ «إليك جوابي»: والموت يخنقه: ُ رأي ال��ق��اه��ر ال��غ�لا ِ ّب أيُ ، ال�����ر ُ َّ
وارحم جال َل َك من سماع خطابي" ِ اآلراب ع��ذب�� ًا لتخفي َس����و َءة َ
�أبو القا�سم ال�شابي َ فيك من دُ ْنيا قلب! كم يا ُ َّ حمجبة ٍ قلب! كم َ محجبة ٍ فيك من ُدنْيا َّ يا ُ فيك من ٍ قلب! كم َ كون ،قد اتقدَ ْت يا ُ ٍ كم َ أف��ق ُتن َِّم ْق ُه فيك من يا ُ قلب! ْ
فيك من ٍ كم َ قبر ،قد انط َف َأ ْت يا ُ قلب! ْ فيك من ٍ كم َ كهف قد ان َب َج َس ْت يا ُ قلب! ْ ُ تمشي،.. فتحمل ُغصن ًا ُم ْز ِهر ًا ن َِضر ًا َّ��ي��ار ُمندَ فِع ًا أو ن َْحل ًة ج��ره��ا ال��ت ُ َّ انفجرت أو طائر ًا ساحر ًا َمي ْت ًا قد ْ ِ ٌ ب قلب! إنَّك يا كونُ ،مده ٌش َع َج ٌ ُ ُ المجهول ،...قد َع َج َز ْت كأن ََّك األبدُ يا قلب! كم من مسر ٍ ات ْ وأخ ِيلة ِ ُ َّ ْ ِ لفجر َك صوت ًا حالم ًاَ ،ف ِرح ًا َغن َّْت األش��ب��اح هائمة ً وك��م رأي َل ْي ُلك َ األل��م ال��دَّ ِام��ي ،بأجنحة ٍ ف ���ر َ ُ ور ْف َ َ َ فوقك الدُّ نيا بأجمعها وكم ُم َش ْت ْ
��دت ح��ول��ك األي����ا ُم أبنية ً وش�� َّي ْ ِ ضيها،وحاضرها تمضي الحياة ُ بما ِ ب ،ال َف َر ٌح وأنتَ ، َ الر ْح ُ ضم َّ أنت الخ ُّ وككم يت الحياة َ، قلب كم قد تم َّل َ يا ُ ْ 16
«إر ُم» فجرها كأنَّها ،حين يبدو َ ُ
فيه ُّ األمم وعاشت َفو ُقه موس ْ الش ُ ُ ك��واك��ب تتج َّلى ُ ،ث���م ت ِ َ��ن��ع��د ُم ٌ َّ الر َم ُم فيهالحياة ُ، َّ وضجت تحتُه ِّ
ُ ال��ج��داول تجري مالها ُل ُج ُم منه ل��م َ ��و ْه ُحسنَها َق��دَ ُم ت��ش ِّ أو َو ْر َدة ً ْ ِ ��م إل��ى البحار ،تُغنّي فوقها ال��دِّ َي ُ ��م��ة ٌ َو َد ُم ف��ي ُم ْق َل َت ْي ِه ِج ٌ ���راح َج َّ إن ُي ِ ْ الناس عن آفاقه َي ِج ُموا سأل ُ
َ عنك الن َُّهى ،وا ْك َف َه َّر ْت َح ْو َل َك ال ُّظ َل ُم َّ األل��م َ��ح��ا َم��ى ظِ َّلها ول���ذة ٍَ ،ي��ت َ ُ
ن َْش َو َ َّغم ت��وارت، ان ثم ْ َ وانقضى الن ْ الر ُج ُم مذعورة ً تتهاوى حولها ُّ ِم�� َن ال َّل ِ َّ الح ْز ُن والنَّدَ ُم وأن هيب، ُ الموت والعد ُم توارت ،وسار حتَّى ُ ْ ِ ِ ��م َتنْهد ُم م�� َن األناشيد ُت ْبنَى ُ ،ث ّ والش ُ ْ ُّ والقمم طآن الشمس ب ُ وتذ َه ُ ُ
َ ألم َي ْب َقى على سطحك ال َّطاغي ،وال ُ السأ ُم ��رح�� ًا ،ما َم َّسك َ ر َّقيتَها َم َ
ٍ وك��م َّ منليل ،ومن َش َف ٍق حت توش َ ْ نسج َت من األح�لام أردي��ة ً وك��م ْ
��رت أك��ال��ي ً ����و َّردة ً وك��م َض�� َف َ �لا ُم َ رسمت رسوم ًا ،ال تُشابِ ُه َها َ��م َ َوك ْ ِ ال���ف���ر َد ْو ِ كأنها ُظ�� َل ُ س ،حافِلة ً ��ل ِ فتبليها وتخ َل ُعها تب ُلو الحياة َ أن��ت :شباب خ��ال��دٌ ِ ، نض ٌر وأن��ت َ ٌ
17
ٍ السدُ ُم وم��ن صباح ت َ ُ��وشِّ��ي َذ ْي�� َل�� ُه ُّ وه��ي َت ْبت َِس ُم مز ّقتْها الليالي، قد َّ َ َحت َِد ُم ْ ط��ارت بها َز ْع َ ��ز ٌع ت��دوي وت ْ الم ،واألح�لا ُم ،والنُّ ُظ ُم هذي ال َع َو ُ ِ بالحور ،ثم َ الح ُل ُم تالش ْت ،واختفى ُ
وتستجدُّ ح��ي��اة ً ،م��ا لها ِق��د ُم ِ هر ُم م ُثل ال َّطبيعة ِ :ال َش ْي ٌ ب وال َ
�أبو القا�سم ال�شابي
النبي املجهول
كنت ح َّطاب ًا الشعب! ليتني أ ْيها ُ ُ كنت كالس ّي ِ ول ،إذا ما سا َل ْت ليتَني ُ
ك��ن��ت ك��ال��ر ّي��اح ،فأطوي ليتَني ُ ك��ال��س��ت��اءُ ،أ َغ��شِّ��ي ك��ن��ت ليتني ُ ّ ِ العواصف ،يا شعبي قوة َ َ ليت لي َّ ِ ضج ْت األعاصير! إن ليت لي قوة َ َّ ِ األع��اص��ي��رْ !.. لك ليت ل��ي ق��وة َ روح َغبِ َّية ٌ ،تكره ال��نّ��ور، أن��ت َ ٌ
ُ طافت الحقائق إن ت��درك أن��ت ال َ ْ َ في صباح الحياة ِ َص َّم ْخ ُت أكوابي َ ��ت ���م ق��دَ ْم��تُ��ه��ا إل��ي��ك ،ف��أه��ر ْق َ ُث َّ أس��ك��ت آالم��ي، ��م ُّ ف��ت��أ َّل��م��تً ،..ث َّ ِ أزاه��ي��ر قلبي َ���ض���دْ ُت م��ن ُث��م ن َّ
َ ��ت ث��م ق��دّ ْم��تُ��ه��ا ��م��ز ْق َ إل��ي��كَ ،ف َّ ��ز ِن ثوب ًا ث��م أل َب ْستَني ِم��� َن ال��ح ْ ُ ِ ال��غ��ابَ ، ياش ْعبي ذاه��ب إل��ى إنني ٌ
ِ ال��غ��اب ،ع َّلي ذاه���ب إل��ى إن��ن��ي ٌ ْ��س َ استطعت ،فما أنت ��اك ما ُ ��م أن َ ُث َّ سوف أتلو على ال ُّطيور أناشيدي، َف ْهي ت��دري معنى الحياة ،وتدري
18
ف��أه��وي على ال��ج��ذو ِع بفأسي! ت��ه��دُّ ال��ق��ب��ور :رم��س�� ًا ٍ ب��رم ِ ��س! َ ْ ِّ ك���ل قنْس ال��رب��ي��ع ِم��� ْن ورو ُد َّ ك��ل م��ا َأ ْذ َب َ الخريف بقرسي! ����ل ُ ُ َ ����ورة َ نفسي! ف��أل��ق��ي إل��ي��ك َث ْ
َ ف���أدع���وك ل��ل��ح��ي��اة ِ بنبسي! ِ برمس!.. حي ،يقضي الحياة َ أنت ٌّ
وتقضي الدهور في ليل َم ْلس... ِ َ وج���س... م��س ح��وال��ي��ك دون ّ
وأت��رع��تُ��ه��ا ب��خ��م��رة ِ ن��ف��س��ي... شعب كأسي! س��ت يا رحيقي ،و ُد َ ُ وحسي وكفكفت م��ن ش��ع��وري ُ ّ باقة ً ،ل��م يمسها أي إِن ِ ْ��س��ي... ُّ ْ َ َ َّ
ِ دوس أي ورودي ،و ُدس��تَ��ه��ا َّ وب��ش��وك ِ ج��ت رأس��ي ت��و َ ال��ج��ب��ال َّ ْ ألقضي الحياة َ ،وح��دي ،بيأسي
في صميم الغابات أدف�� ُن بؤسي ب���أه ِ ���ل ل��خ��م��رت��ي ول��كَ��أس��ي ْ
و ُأف��ض��ي ل��ه��ا ب��أش��واق َن ْفسي ِ ِ ّ ��س أن مجدَ ال��ن ُّ��ف��وس َي ْق َظة ُ ح ِّ
ثم أ ْقضي هناك ،في ظلمة الليل،
و ُأل���ق���ي إل���ى ال���وج���ود بيأسي
ُ وت�� َظ ُّ حوالي، تمشي ��ل َّ الفصول ْ ٌ أ ّيها ّ صغير، طفل أن��ت عب! َ الش ُ ٌ ِ َنسسها َ أن��ت في الك َْون َّ ق��وة ٌ ،لم ت ْ َ��و ِن ق��وة ٌ،ك َّبلتْها َ أن���ت ف��ي ال��ك ْ
���ض���ارة أ ْم��س��ي ك��م��ا كُ��� َّن ف��ي َغ َ الع��ب بالت ِ والليل ُم ْغ ِ ُ س!.. ُّراب ٌ
الصن َْو َبر ،النَّاضر ،الحلو، َح َت َّ ثم ت ْ وت�� َظ ُّ الطيور تلغو على ق ْب ِري ��ل ُ
الشقي م��ن ك��ان مثلي وال��ش��ق��ي ُّ ُّ َ َّ��اس ش��اع��ر، هكذا ق��ال ن���اول ال��ن َ ٌ وم���روا ِغضابا ف��أش��اح��وا عنْها، ُ ُّ الرشا ُد في ملعب ِ ّ الج ّن أضاع "قد َ
ِ الليل العواصف في خاطب طالما َ َ ِ الغاب راف���ق ال��ظ�لا َم إل��ى طالما َ طالما حدَّ َ ث الشياطي َن في الوادي،
ال��س��ح��ر ِّ��م��ه إن���ه َ س���اح���ر ،ت��ع��ل ُ ٌ ِ ِ َ الهيكل الخبيث عن الكافر فکبعدوا َ
«أط�����ردوه ،وال تُ��ص��ي��خ��وا إليه
فيلسوف، ش��اع��ر، َه��كَ��ذا َق���ال ٌ ٌ َج ِ ��ه َ روح���ه ،وأغانيها ال��ن��اس ��ل َ ُ ِ نبي ��و ف��ي َم ��ه َ َف ْ ��ذه��ب ال��ح��ي��اة ِ ٌّ
ِ الغاب، ث��م َس��ار إل��ى هكذا ق��الّ ، وبعيد ًا ،هناك ،..في معبد الغاب والز ِ ِ الص ِ يتون نوبر الحلوّ ، في ظالل َّ 19
ُ َ��خ ُّ ت ُ ��ي��ول ُح��ف��رة َ رمسي ال��س ��ط ُّ َّ��س��ي��م ف��وق��ي بهمس وي��ش��دو ال��ن ُ
ِ ب��أس ذات ف��ك��رة ٌ ،عبقر َّية ٌ، ُ ِ أمس.. ات ال ُعصورِ ،م ْن أمس ُظ ُل َم ُ ف��ي ح��س ِ ��اس�� َّي��ت��ي ،ور َّق���ة ِ نفسي َ َ ِ ك��أس رح��ي��ق ال��ح��ي��اة ِ ف��ي خير َ واس��ت��خ�� ُّف��وا ب��ه ،وق��ال��وا بيأس:
ب��م��س ف��ي��ا ب����ؤس���� ُه ،أص���ي���ب ّ
المت ََح ِّسي ��م��ش��ي ف��ي نشوة ِ ُ و َي ْ األرواح ِم��ن ِّ ك��ل ِجنْس» ون��ادى َ ِ ��رس» ب��ج ال���ري���اح َ وغ��نّ��ى م��ع ِّ
َّ شمس ك��ل مطلع ال��ش��ي��اط��ي�� ُن، ْ ِ َ ّ َ ����س» م��ن��ب��ع ِر ْج ��ب��ي��ث ال��خ إن ُ
نح ِ س فهو روح ش��ريِّ��رة ٌ ،ذات ْ ٌ ال��غ��ب��ي ب َت ْع ِ َ س ع���اش ف��ي شعبه ِّ
ب��خ ِ ش��ع��وره س���و َم ْ ��س ف��س��ام��وا ُ َ ِ بمس ��اب ِّ ��ص ٌ ���و ف��ي شعبه ُم َ َو ْه َ ٍ ش��ع��ر و ُق����دْ ِ س ��ح��ي��ا ح��ي��اة ل�� َي ْ ِ ����ؤ ِ س أي ُب ْ ال����ذي ال ُي��ظ�� ُّل��ه ُّ بحر ِ س ح��رس�� ًا ي ْقضي الحياة َ: ْ ْ
الصباح الجميل ،يشدو مع ال ّطير، في َّ
تهتز ن��اف��خ�� ًا ن���ا َي���ه ،ح��وا ْل��ي��ه ُّ ��ر َس ٌ ي��ح ال��ر ُ ��ل -تدا ُعبه ّ ��ره ُم ْ َش�� ْع ُ
ِّ��راب تشدو حواليه يور ال��ط ُ وال ُّط ُ وت��را عند األصيل ،لدى الجدول، الص ِ نوبر ،أو يرنو أو يغنِّي بين َّ
المنحسي وي��م��ش��ي ف��ي ن��ش��وة ِ ِّ ْ ِ ِّ فنس ك���ل ال��رب��ي��ع م��� ْن ورو ُد ّ
م��ث��ل ال��دُّ ُم�� ْق ِ َ ��س ع��ل��ى منك ْبيه ِ وحِ ،م�� ْن ك ِّ وتلغو في ال���دَّ ِ جنس ُ��ل ِ ��ائ��ر ال��م��ت��ح��سِّ��ي ي���رن���و ل��ل�� َّط
ف���إذا أ ْق��� َب َ وأم��س��ت ���ل ال���ظ�ل�ا ُم، ْ
الممسي إل��ى ُس��دْ َف��ة ال�� َّظ�لا ِم ّ ِ الوجود في األرض تُغسي ظلمات ُ
مصب الحياة ِ ،أي�� َن َم���دَ ا ُه؟ عن ِّ ك���ل ٍ وأري����ج ال�����و ِ رود ف��ي ِّ ِ واد ُ ال���ري���اح ،ف��ي ِّ ��ج ك���ل َف ٍّ وه��زي�� ِم ِّ
ِ أمس َو ُر ُس����و ِم الحياة ِ من أم��س
ك��ان ف��ي كوخه الجميل ،مقيم ًا
وأغ��ان��ي ال��رع��اة ِ أي��ن ُي��واري��ه��ا ��ص ِ ف الحياة َ ،و ُي ْفني ��ر ُ هكذا َي ْ
ِ الغاب يا لها من معيشة ٍ في صميم ي��ا لها ِم�� ْن معيشة ،ل��م تُدَ ن ّْس َها هي في الكون يا لها من معيشة ٍَ ،
20
الكون في خشو ٍع َو َه ْم ِ َ س َي ْس ُأل ِ ال��وج��ود ،أ َّي���ان ُيرسي؟ وصمي ِم ِ ِ تمسي ��ي��ور ،حين َ��ش��ي��د ال�� ُّط ون ِّ ُ ��ك��ون ال َفضا ،وأ َّي���ان ت ُْمسي؟؟ ُس بحر ِ س ��رس�� ًا ْ َح َلقات السنينَ :ح ْ ْ��م��س��ي! ت ُْضحي بين الطيور ُوت ْ بخب ٍ ث ِ ور ْج ِ ���س! نفوس ال��ورى ُ ْ ُ ِ ���دس ذات ُق ح��ي��اة ٌ غ��ري��ب��ة ٌ، ُ
�أبو متام
اء ِم َن ُ ال�س ْي ُ الك ُت ِب ف �أَ ْ�صدَ ُق ِ�إ ْن َب ً َّ ِ ح��ده الحدُّ بي َن الجدِّ وال َّل ِ عب في ال��ش��ك وال��ر َي ِ َّ ��ب ُمتُونِه َّن ج�لا ُء بين َ ِ الش ُه ِ الس ْب َعة ِ ُّ ب َْ َ يس ْي ِن الفي َّ الخم َ صا ُغوه ِمن ُز ْخر ٍ ف فيها وم ْن ك َِذ ِ ب ْ َ ُ ��ر ِ ب َل ْي َس ْت بِنَ ْب ٍع إِ َذا عُ��دَّ ْت وال َغ َ
ف َأ ْص��دَ ُق إِنْ�� َب��ا ًء ِم�� َن ال ُكت ِ ُب الس ْي ُ َّ ِ الص ِ حائف في الص ُ فائح الَ سو ُد َّ بيض َّ ِ والع ْل ُم في ُش ُه ِ ب األَ ْر َم ِ ��اح الَ ِم َعة ً َأ ْي�� َن الروا َية ُ َب ْل َأ ْي�� َن الن ُُّجو ُم َو َما ت��خ��رص�� ًا وأح���ادي���ث��� ًا م��ل�� َّف��ق��ة ً ُّ
َعن ُْه َّن في َص َف ِر األَ ْص َفار َأ ْو َر َج ِ ب الذ ِ الغربي ذو َّ نب الكوكب إذا بدا ُ ُّ َ��ان ُمنْ َق ِلب ًا َأ ْو غ ْي َر ُمنْ َق ِل ِ َم��ا ك َ ب ما دار في فلك منها وف��ي ُق ُط ِ ب ُخ ِ ماحل باألوثان والص ُل ِ َّ لم ت ْ ب ف الخ َط ِ َن ْظ ٌم ِمن الش ْع ِر َأ ْو َن ْث ٌر ِم َن ُ ب األرض في أثوابها ال ُق ُش ِ ب وتبرز ُ ُ ِ َ المنى ُح َّف ً الحلب ال معسولة َ منك ُ الشر ِك في َص َب ِ ب والم ْش ِركي َن و َد َار ْ ُ ِ َّ وأب م��ن��ه��م ك���ل أ ٍّم ف���داءه���ا ُ ِك ْس َرى وصدَّ ْت ُصدُ ود ًا َع ْن َأبِي ك َِر ِ ب
عجائب ًا زع��م��وا األ َّي���ا َم ُم ْجفلة ً َ الناس ِم ْن َد ْه َيا َء ُم ْظ ِل َمة ٍ وخ َّو ُفوا َ األب���رج ال ُع ْليا ُمرتَّبة ً وص�� َّي��روا َ
يقضون باألمر عنها وه��ي غافلة
ّ ق��ط أم���ر ًا قبل موقعه ل��و ب َّينت توح َت َعا َلى َأ ْن ُي َ َفت ُْح ال ُف ِ حيط بِ ِه ِ ��م��اء ل ُه ال��س أب���واب ف��ت��ح تفت َُّح ُ ٌ َّ ��و َم َو ْق َعة ِ َع ُّمور َّية َ ان َْص َر َف ْت َيا َي ْ ٍ صعد أبق ْي َت جدَّ بني اإلس�لا ِم في ��وا َأن ُت ْفتَدى َج َع ُلوا ُأ ٌّم َل ُه ْم َل ْو َر َج ْ ِ أعيت رياضت َُها وب��رزة ِ الوجه قدْ ْ ْ َ��ف ح ِ ��اد َث��ة ٍ بِك ٌْر َفما ا ْفت ََر َعت َْها ك ُّ َ ِم ْن َع ْه ِد إِ ْس َكنْدَ ٍر َأ ْو َقبل َذلِ َ ��ك َقدْ َحتَّى إ َذا َم َّخ َض ال َّل ُه السنين َل َها
همة ُ ال��ن ِ ُّ��وب وال ت��ر َّق ْ ��ت إليها َّ ِ تشب لم شابت نواصي ال َّليالي ْ وهي ْ َ َت ُزبدَ ة َ ِ ِ الح َق ِ ب َم ْخ َض البِخي َلة ِ كان ْ ْ منها وك��ان اسمها َّفراجة َ الك ِ ُرب
ال��س��ودا ُء س��ادرة ً أتته ُم الكُربة ُ ُ َّ
21
ِ والر ِ حب إ ْذ ْ غودرت وحشة َ الساحات ِّ الج َر ِ ك َ ب اب َل َها َأعْدَ ى من َ َان ا ْل َخ َر ُ
ُ الفال برح ًا ي��و َم أنقرة ِ ج��رى لها لما َر َأ ْت ُأ ْختَها بِاألَ ْم ِ س َقدْ َخ ِر َب ْت َّ ٍ ٍ بطل ف��ارس ك��م بي َن ِحيطانها من ْ بسنَّة ِ الس ِ والخطي م�� ْن دمه يف َّ َّ ُ
ِ قاني ّ سرب ال��ذوائ��ب من آن��ي د ٍم السنَّة ِ الدين َو ِ �لا ِم ُم ْخت َِض ِ اإل ْس َ ب ُ الص ِ ِ َ والخشب خر للن َِّار يوم ًا ذليل َّ َي ُش ُّل ُه َو ْس َط َها ُص ْب ٌح ِم�� َن ال َّل َه ِ ب َع ْن َل ْونِ َها وك َ الش ْم َس َلم ت َِغ ِ َ��أ َّن َّ ب
أم��ي��ر المؤمني َن بها ت��رك��ت لقد َ َ بهيم ال َّل ِ وهو ُضحى ً َ يل َ غادرت فيها َ
َّ رغبت جالبيب الدُّ جى ك��أن حتَّى ْ َ ض��و ٌء م َن الن َِّار وال َّظلما ُء عاكفة ٌ َّ فالش ْم ُس َطالِ َعة ٌ ِم ْن َذا وقدْ َأ َف َل ْت
ِ شحب و ُظلمة ٌ م َن دخان في ُضحى ً ِ َّ تجب ولم والش ُ مس واجبة ٌ م ْن ذا ْ
ٍ طاهر ُجن ِ ُب ع ْن ي��و ِم هيجا َء منها ٍ ��ز ِ ٍ ب ب��ان بأهل َو َل��م َت ْغ ُر ْب على َع َ الخ ِر ِ َغ ْيال َُن َأ ْب َهى ُربى ً ِم ْن َر ْب ِع َها َ ب َأشهى إلى ناظِري ِم ْن َخدها الت َِّر ِ ب ِ ع ْن ِّ عجب كل ُح ْس ٍن بدا ْأو منظر ٍ ِ منقلب س��وء ج��اءت بشاشت ُه م�� ْن ْ ِ الس ْم ِر وال ُق ُض ِ ب َل ُه ال َعواق ُ ب َب ْي َن ُّ ِ ِ ٍ رتغب م��رت��ق��ب ف��ي ال��ل��ه ُم ل��ل��ه ِ ِ محتجب روح جبت ع ْن يوم ًا والَ ُح ْ ال��ر ِ ٌ ع��ب إالَّ ت��ق��دَّ م�� ُه ج��ي��ش م��ن َّ ِ ِ ٍ لجب جحفل نفسه ،وحدها ،في م ْن ِ ِ ول��و رم��ى َ يصب ل��م ْ غير الله ْ ب��ك ُ
تصريح الغما ِم لها هر َ تصر َح الدَّ ُ َّ الشمس ِ فيه َيو َم َذ َ اك على لم َت ْط ُل ِع َّ ْ ُ يطيف ِبه رب��ع م َّية َ معمور ًا م��ا ُ ُ خج ٍل وال ا ْل ُخدُ و ُد وقدْ ُأ ْدمي َن ِم ْن َ ماجة ً غنِ َي ْت ِمنَّا ال ُعيون بِها َس َ ��س�� ُن ُمنْ َق َل ٍ ��و ِاق�� ُب�� ُه ب َت ْبقى َع َ ُ وح ْ ٍ كمنت أعصر كم م ْن يعلم ْلو ْ الكفر ْ ُ ُ َ��ص�� ٍم بِ��ال�� َّل ِ تَ��دْ ب��ي��ر م��ع��ت ِ ��ه ُمنْت َِق ِم ُ ُ ْ و ُمط َع ِم الن ِ ��م َتك َْه ْم َأ ِسنَّ ُت ُه َّصر َل ْ ��م َين َْهدْ إ َلى َب َل ٍد َل ْم َي ْغ ُز َق ْوم ًا ،و َل ْ لم يقدْ جحفالً ،يو َم الوغى ،لغدا ْلو ْ َ ب��ك ال��ل�� ُه ُب ْر َج ْيها فهدَّ مها رم��ى ِم�� ْن َب ْع ِد ما َأ َّش ُبوها واثقي َن بِ َها وق��ال ُذو َأم ِ ِ َ��ع َص��دَ ٌد ��رت ٌ ��م ال َم ْ ��ره ْ ْ
ِ األشب مفتاح باب المعقل والل ُه ُ ِ كثب وليس ال��ور ُد م ْن للسارحي َن َ
22
سلبتهم أم��ان��ي�� ًا ْ ِ َّ الحمامين م ْن إن
ِ الس ُل ِ ب ُظ َبى السيوف وأطراف القنا ُّ د ْل��وا الحياتين ِمن م ٍ اء ومن ُع ُش ٍ ب َ َ َ الخ َّر ِد ال ُع ُر ِ ضاب ُ ب ور َ َ كأس الكرى ُ ِ ِ الحصب برد ال ُّثغور وع ْن سلسالها و َل��و َأجب َت بِ َغي ِر السي ِ ف َلم ت ِ ُج ِ ب َّ ْ ْ َ ْ َْ ْ ِ األوت��اد وال ُّطن ِ ُب ُعر ْج على ولم ت ِّ ِ الح َر ِ ب الم ْعنَى م َن َ َ والح ْر ُب َم ْش َت َّقة ُ َ ��ز ُه ال َب ْح ُر ُذو الت ِ والحدَ ِ ب َّيار َف�� َع َّ َ
ن��ج��ح هاجسها َ ٍ بيض وم ْن ُس ُم ٍر
��وت�� ًا ِز َب�� ْط ِ ��ت َل ُه ��ر ْق َ َل َّب ْي َت َص ْ ��ر ّي�� ًا َه َ ِ الثغور المستضامة ِ ع ْن حر عداك ُّ أجبته معلن ًا بالس ِ يف نصلت ًا ُم َ ُ َّ ُ الشر ِك ُمنْ َع ِفر ًا ْت َعمود حتّى ت ََرك َ ْ العين ت ِ ِ ُوفل ٌس الحرب ر ْأي لما رأى َ َّ ف بِ��األَ ْم��وال ِج ْر َيتَها ��ر ُ َغ��دَ ا ُي َ ��ص ِّ ِ ور بِ ِه َه ْي َه َ ات! ُز ْعز َعت األَ ْر ُض َ الو ُق ُ ِ بكثرته المربي ل��م ُينفق َ الذهب ُ ْ ِ َّ همتُها إن األُ ُس���و َد أس��و َد الغيل َّ الخطي َمنْطِ َق ُه لج َم َو َّل��ى َ ،و َق��دْ َأ َ ُّ الر َدى و َمضى َأ ْح َذى َق َرابينه َص ْر َ ف َّ ِ م��وك ً األرض ُيشرف ُه ِّ�لا ب��ي��ف��ا ِع ِ ْ رها عَدْ َو ال َّظ ِليمَ ،ف َقدْ إن َي ْعدُ م ْن َح َ ِ تِ ْس ُع َ كآساد َّ الش َرى ن َِض َج ْت ون َأ ْلف ًا
ِ غز ِو ُم ْحت َِس ٍ كتسب غزو ُم ب ال ْ عن ْ على الحصى ِ الذ ِ وبه ف ْق ٌر إلى َّ هب الس ِ لب يوم الكريهة ِ في المسلوب ال َّ صخ ِ َ ب َحتَها األَ ْح َشا ُء في بِ َس ْكتَة ٍ ت ْ ِ اله َر ِ ب َي ْحت َُّث َأنْجى َم َطايا ُه من َ ِ ِ ِمن ِخ ّفة ِ َ ِ الطر ِ ب ْ الخ ْوف ال م ْن خ َّفة ِ َ ِ الحطب أوسعت جاحمها م ْن كثرة ِ َ ِ ِ والعن ِ َب التين ُج ُلو ُد ُه ْم َق ْب َل ن ُْض ِج مخ ْت ِ بالم ْس ِك لم تَطِ ِ طا َب ْت و َل ْو ُض َ ب ِ الغضب رداهم م ِّي َت الرضا م ْن ْ حي ِّ َّ ِ الر ِ كب تج ُثو القيا ُم به ُصغر ًا على ُّ عار ِضها ِم ْن َع ِ َح َت ِ ��ار ٍ ض َشنِ ِ ب وت ْ ِ ِ سبب ال��ع��ذراء م َن إلى المخدَّ رة ِ
َّ دابرهم اجتث لما ْ يا ُر َّب حوبا َء َّ يض السي ِ و ُم ْغ َض ٍ وف بِ ِه ب َر َج َع ْت بِ ُ ُّ ُ
قائمة ٌ في ْ م��أ ِز ٍق َل ِج ٍج َ ��ر ُب َ وال��ح ْ تحت سناها من سنا ٍ كم َ قمر نيل َ ْ
الرقاب بها كم كان في قط ِع أسباب ِّ ْ ِ ب الهنْدي ُم ْص َلتَة ً ��ر َز ْت ُق ُض ُ ك َْم َأ ْح َ رجعت ُضيت من ُحجبها، ْ بيض ،إذا انت ْ ٌ
تهتز في ُك ُث ِ ��ض ٍ ب ��ب ُّ تهتز م�� ْن ُق ُ ُّ الح ُج ِ ب ُّ أح��ق بالبيض أتراب ًا م َن ُ 23
جازى ال َّل ُه َس ْع َي َك َع ْن َخ ِلي َفة َ ال َّل ِه َ
ِ والح َس ِ واإل ْس َ ب ال ِم ُج ْر ُثو َمة ِ الد ْي ِن َ ٍ جسر م�� َن الت ِ ت ُ َّعب ُ��ن��ال إالَّ على
فلم ترها ُ بالراحة ِ الكُبرى ْ بص ْر َت َّ إن كان بين صر ِ وف الدَّ ِ هر من رح ٍم َ ُ ُ فبين أي ِ ِ ��ام َ ��ر َت بِ َها َ ْ َ َّ ��ك الالَّتي نُ��ص ْ الممر ِ ِ ِ ِ هم َأ ْب َق ْت َبني ْ اض كاسم ُ األص َفر ْ َ
موصولة ٍ ْأو ذم��ا ٍم ِ ِ نقضب غير ُم ���ر ُب الن ََّس ِ ب و َب�� ْي�� َن أ َّي���ا ِم َب��دْ ر َأ ْق َ ص ْفر الوج ِ وه وج َّل ْت َأ ْو ُج�� َه ال َع َر ِ ب ُ ُ َ ****
24
�أبو فرا�س احلمداين يم ُت َ � َأر َ رب ال�ص ُ ك ّ مع ِ�ش َ اك َع ِ�ص َّي الدّ ِ ِ ِ َأر َ الص ُبر، يمت َُك ّ اك َعص َّي الدّ م ِع ش َ ٌ وع��ن��دي لوعة ٌ ، مشتاق بلى أن��ا َ
َ أم��ر ؟ عليك وال نهي ُ أم��ا للهوى ٌّ س��ر ! ي���ذاع ل�� ُه ول��ك�� َّن مثلي ال ُ ُّ
ِ صحائف ه���ذه األي����ا ُم إال م��ا ٌ ِ ِ الح ّي َغا َدة ً بنَفسي م َن ال َغادي َن في َ ِ ف��يّ ، وإن لي َ��رو ُغ إلى َ الواشي َن ّ ت ُ َ حاضرون ،ألنني ب��دوت ،وأهلي ُ وحارب ُت َقومي في ه��و ِ اك ،وإن ُّه ْم َ َ ْ َ َ َْ كان ما َ فإن َ ْ ولم يك ْن قال الوشاة ُ ْ ِ ِ ال��وف��اء مذلة ٌ بعض وفيت ،وف��ي ُ ��ورَ ،و َر ْي�� َع ُ الص َبا َي ْست َِف ّزها، ��ان ِّ َو ُق ٌ
بشر ك��ف كاتبها ألحرفها ،م��ن ِّ ُ عذر ذن��ب ،وبهجتها ه��واي لها ٌ َ ُ ُ��ل و ِ اش�� َي��ة ٍَ ،و ُقر أل ْذن�� ًا َبهاَ ،ع�� ْن ك ّ َ ِ أرى َّ قفر أن دار ًا ،لست من أهلها ُ ، ِ والخمر حبك ،الما ُء وإياي ،لوال َ ُ َف َقد ي ِ ُ ُفر هد ُم َ اإليمان َما َش ّيدَ الك ُ
ُ بسطت يدَ الهوى الليل أضواني إذا ُ تَكا ُد ت ُِضي ُء الن ُّار بي َن َج َوانِ ِحي ِ والموت دون ُه ، بالوصل ، معللتي ُ ِ وضيعت ال��م��ودة َ بيننا حفظت ُ
الكبر وأذل��ل��ت دمع ًا م�� ْن خالئق ُه ُ ُ ِ والفك ُْر الص َبا َبة ُ هي أ ْذ َكت َْها ّ إذا َ َ��زل ال َق ْط ُر! إذا ِم ّ ��ت َظ ْمآن ًا َف�لا ن َ ِ الوفاء ِ ِ العذر لك ، بعض وأحس َن ،م ْن ُ
الغدر آلنسة ٍ في الحي شيمتها ُ ُ ُ المهر ي��أرن فتأرن ،أحيان ًا ،كما ُ ِِ ِ َو َه ْ ُكر؟ ��ل بِ َفتى ً م ْثلي َعلى َحاله ن ُ ِ ِ ُثر ��م؟ ُ َقتي ُلك! قا َل ْت :أ ّي ُ فه ُم ك ُ ��ه ْ لم تَسألي َعني َو ِعنْدَ ِك بي ُخ ُبر! َو ْ فقلت" :معا َذ ِ الدهر، الله! ْبل أنت ِال ُ ُ
أنت ؟ " ،وهي عليمة ٌ ، تسائلني " :م ْن َ
شاءت ،وشا َء لها الهوى : فقلت ،كما ْ ُ ِ لم تتعنتي ، ُ فقلت لها " :لو شئت ْ فقالت " :لقد أزرى َ الدهر بعدنا! بك ْ ُ انَ ،ل��و ِ لألحز ِ َوما َ الكَ ،مس َل ٌك كان َ ْ
ِ جسر القلب؛ لك َّن الهوى للبلى إلى ُ
25
ِ ِ هجة ٌ اله ْز ِل والجدّ ُم َ َوت َْهل ُك َبي َن َ ٍ فأيقنت ْ لعاشق ؛ عز ،بعدي ، ُ أن ال َّ
اله ْج ُر إذا َما َعداها ال َبي ُن َع ّذ َبها َ ��دي ِمما َع ِل ْق ُت بِ ِ أن ي ِ ��ه ِص ْف ُر َو ُّ َ ّ
اله ْج ُر بي َ إذا ال َبي ُن أن َْساني أ َل ّ ��ح َ َل َها ّ لي ال ُع ْذ ُر ْب ال ت ْ الذن ُ ُج َزى به َو َ ٍ الذعر ش��رف ظميا َء جللها على ُ ِ الحضر بالواد ،أعجز ُه تنادي طال ـ، ُ ِِ ل َي ِ الح ْض ُر عر ُ ف َمن أنك َْرته ال َبدْ ُو َو َ ِ َ النضر واستنزل زلت األق��دا ِم ؛ إذا ُ َّ م��ع��ودة ٍ ْ النصر يخل بها أن ال ُ
وقلبت أم��ري ال أرى لي راح��ة ً ، ُ مان و ِ الز ِ حكمها، َف ُعدْ ُت إلى حك ِم ّ َ كَأني ُأنَ���ادي ُد َ ون َم�� ْي�� َث��ا َء َظ ْب َية ً ت��ج�� َّف ُ ��ل حين ًا ،ث��م ت��دن��و كأنما
العم ،إن ُه فال تنكريني ،يابنة َ ِّ ٍ منكر غير وال تنكريني ،إنني ُ ِّ ل��ك��ل ك��ت��ي��ب��ة ٍ ل���ج���رار وإن����ي ٌ
ِّ ٌ ب��ك��ل م��خ��وف��ة ٍ ل���ن���زال وإن����ي َف َأ ُ يض َوال َقنَا ظمأ حتى ت َْرتَوي البِ ُ
ال��ش��زر النظر كثير إل��ى نزالها ُ ُ ٌ ب حتى َيش َب َع ّ ّسر الذ ُ أس َغ ُ ئب َوالن ُ َو ْ ِ الج َ بلي الن ُّْذ ُر َوال َ لم تأته َق َ يش َما ْ والفجر طلعت عليها بالردى ،أنا ُ ُ
الح َّي َ وف بِ َغ َارة ٍ، الخ ُل َ َوال ُأ ْصبِ ُح َ لم ت َ َخ ْفنيَ ،منِي َعة ٍ َوي��ا ُر ّب َد ٍارْ ، َ الخيل حتى ملكت ُه ٍرددت وح��ي ُ ّ وس ِ اح َبة ِ األ ْذ ِ ي��ال نَحويَ ،ل ِقيت َُها َ َ الج ُ يش ُك َّل ُه لها َما َح َ ��از ُه َ َو َه ْب ُت َ ِ ب��أث��واب��ه الغنى راح يطغيني وال َ ِ بالمال أبغي وف��ور ُه ؟ وما حاجتي
والخمر البراقع هزيم ًا وردت��ن��ي ُ ُ ِ وعر اللقاء ،وال جهم فلم يلقها ُ ُ ْ
ستر ولم ْ ُ يكشف ألثوابها ُ ورحت ْ ، ب��ات يثنيني عن الكر ِم الفقر وال َ إذا لم أفِ ِ ِ الو ْف ُر ��ر َ ��ر ع ْرضي َفال َو َف َ ْ غمر ! مهر ،وال رب�� ُه ُ وال فرسي ٌ ِ ب��ح��ر ! يقيه ،وال ب��ر َ ُ فليس ل�� ُه ٌّ ِ أحالهما ُم ّر أم���ران، لتُ :ه َما ف ُق ُ ُ َ
أسرت وما صحبي ٍ بعزل ،لدى الوغى ، ُ
حم القضا ُء على أمرىء ٍ ولك ْن إذا َّ َ الفرار أوالردى ؟ " وقال أصيحابي" : ُ َو َل ِكنّني أ ْم ِضي لِ َما ال َي ِعي ُبني، َ بعت السالمة َ بالردى " يقولون ليَ " :
أمر ِ األس ُر ين َخ ُيرهما ْ َو َحس ُب َك من َ َف ُق ْل ُت :أ َما َواللهَ ،ما نَا َلني ُخ ْس ُر 26
ْ الموت ساعة ً ، وهل يتجافى عني ُ الم ْو ُت ،فاخت َْر ما َعال لك ِذك ُْره، ُه َو َ خير في دف�� ِع ال��ردى بمذلة ٍ وال َ
الض ّر؟ ني ��ر َو ّ إ َذا َما ت َ األس ُ ْ َجا َفى َع َ ِ ُ الذكر حيي اإلنسان ما يمت فلم ُ َ ْ ِ بسوءته " عمرو" كما ردها ،يوم ًا
يمنون ْ َ أن خلوا ثيابي ،وإنما
حمر دم��ائ��ه��م ث��ي��اب ،م��ن علي ٌ ُ ُ َّ م��ح ِ أعقاب ُر ٍ در َو فيه ُم ُح ّط َم ّ ُ الص ُ ِ البدر " " وفي الليلة ِ الظلماء ،يفتقدُ ُ َ الشقر والضمر والبيض وتلك القنا ، ُ ُ ُ إن َطا َل ِ َو ْ العمر ت األ ّي��ا ُمَ ،وا ْن َف َس َح ُ وما َ الصفر نفق التبر ،لو َ ُ كان يغلو ُ
َّ ان��دق نصل ُه فيهم ، وقائم سيفي ، ُ َس َي ْذك ُُرني َق ْومي إذا َج��دّ جدّ ُه ْم، ْ فإن ِع ْش ُت َفال ّط ْع ُن الذي َي ْع ِر ُفونَه ْ��س ُ َو ْ ��ان ال ُب��دّ َم ّي ٌت إن ُم ّ ��ت ف��اإلن َ سددت ،اكتفوا ِبه؛ ولو سدَّ غيري ،ما ُ ْ َ��و ُّس َ ��ط ِعنْدَ نَا، َ���اس ،ال ت َ َ��ح�� ُن ُأن ٌ َون ْ
درُ ،د َ ون العا َلمي َن ،أو ال َق ُبر َلنَا ّ الص ُ المهر لم يغلها وم ْن َ ُ خطب الحسنا َء ْ التر ِ أك��ر ُم َمن َف َ اب َوال َف ْخ ُر ��وق َ َو َ
ت َُه ُ وسنَا، الم َعالي ُن ُف ُ ون َع َل ْينَا في َ أعز بني الدنيا ،وأعلى ذوي العال ، ُّ
****
27
�أبو نوا�س
َد ْع َع ْن َ اء ك َل ْومي ف� ّإن ال ّل ْو َم � ْإغ َر ُ
ّ ��را ُء َد ْع َعن َْك َل ْومي ف��إن ال ّل ْو َم إ ْغ َ َصفرا ُء ال َتن ُ ُ احتها ْزل األح��زان َس َ ِ ِ زي ذي ٍ ذكر م ْن كف ذات ح ٍر في ّ والليل معت ِ َقامت بِإب ِ َك ٌر ريقها ، ُ ُْ ْ ْ ِ فأرس َل ْت م�� ْن َفم اإل ْبريق صاف َية ً ْ ��ت َع ِ يالئمها ��ن الماء حتى ما َر َّق ْ ُ
ِ َ ب��ال��ع��ي��ن إغ��ف��ا ُء أخ��ذه��ا ك��أنَّ��م��ا َلطا َفة ً ،وجفا َع��ن َش ِ كلها الما ُء ْ َ َ
رجا تح ُظ رالعفو إن َ ام��ر ًَأ َح ً َ ال ْ كنت َ
َ��ح ُّ ��ل بها ه��ن��دٌ وأس��م��ا ُء ْ ك��ان��ت ت ُ وح َع َل ْيها اإل ْب ُ َو ْ ��ل َو ّ الشا ُء َ��ر َ أن ت ُ ِ حف ْظ َت َشي ًئا ،وغا َب ْت عنك أشيا ُء َف ّ ��ركَ�� ُه ف��ي ال��دّ ي��ن ْإزرا ُء ���إن َح�� ْظ َ
��ت بها نُ��ور ًا َل َم َاز َجها ��ز ْج َ ف َل ْو َم َ ُ دارت على فِ ْت َية ٍ ًَ لهم، دان ْ الزمان ْ لك َأب ِ ِ ��ك��ي ،وال أبكي لمنزلة ٍ لت َ ْ حاشى لِ��دُ َّرة َ أن ُت ْبنَى الخيا ُم لها ْ فقل لم ْن يدَّ ِعي في العل ِم فلسفة ً
28
ه��ي ال��دّ ا ُء و َداون���ي با ّلتي ك��ان ْ َ��ت َ ���را ُء ��و َم ّسها َح َ َل ْ ��س��تْ�� ُه َس ّ ��ر َم ّ ��ج ٌ َل��ه��ا م ِ ��ح��ب ِ ��وط��ي َو َزنّ�����ا ُء ��ان ُل ّ ٌّ ُ ِ ِ �لاح م ْن َو ْج ِهها في ال َبيت ألال ُء َف َ
ْ�����وار و َأض����وا ُء َ���ول���دَ أن ح��ت��ى ت َ ٌ ��م إالّ بِ��م��ا ش��اؤوا َف��م��ا ُي��ص��ي�� ُب ُ ��ه ُ
�أبو نوا�س ُق ْل ْ �س ملن ي ْبكي على َر ْ�س ٍم َد َر ْ ُق ْ ��ل لم ْن ي ْبكي على َر ْس�� ٍم َد َر ْس ِ وسـلمي جـانـبـ ًا ، الـر ْب َ ـع َ ، اتـرك َّ ده ٍ ��ج��رت ف��ي دنّ��ه��ا، ���رُ ،ه ْ ب��ن ُ ْ��ت ْ ِ ��ه��ا َك����دَ ِم ال���ج���وف ،إذا م��ا ذا َق َ ْ
29
جلــس واقـفـ ًا ،مـا َض ّر لو كـان ْ القبس ك��رخ�� ّي��ة ً مثل ْ ْ واص��ط��ب��ح ْ
ّ ن����س ك���ل َق�����ذاة ٍ و َد ورم�����ت ْ ْ ��س ��ب م��ن��ه��ا وع�� َب ْ ش����ارب ق�� ّط َ ٌ
�أحمد �شوقي
دم�شق
ِ ����ردى َأ َر ُّق َس��ل�ا ٌم م���ن َص��ب��ا َب َ ���ع���ذر ُة ال��ي��را َع ِ ِ ��ة َوال�� َق��واف��ي َو َم َ َ َو ِذك����رى َع��ن َخ��واطِ ِ ��ره��ا لِ َقلبي ��ت��ك بِ ِ ِ ِ ���ه ال َليالي ��م��ا َر َم َوب���ي م ّ د َخ��ل��ت ِ ُ��ك َواألَ ُ ص��ي��ل َل�� ُه اِئ��تِ ٌ �لاق َ َ��ح��ت ِجنانِ ِك األَ ن��ه��ار تَجري َوت َ ُ ِ ��ب��اح ����ر ِص ٌ َو َح���ول���ي ف��ت�� َي�� ٌة ُغ ٌّ ��ه��واتِ ِ ��ه��م ُش��� َع���را ُء ُلس ٌن َع��ل��ى َل َ ِ اعجب لِ ِش ٍ عر ُروا ُة َق��ص��ائ��دي َف َ ���م َح��تّ��ى َت َل َّظ ْت ��م ُ ��زت إِب���ا َء ُه ْ َغ َ كيم ِة ك ُّ ���ج ِم�� َن َ ��ر َو َض َّ ُ��ل ُح ٍّ الش َ ���ت َل��ح��اه��ا ال��ل�� ُه َأن���ب���ا ًء تَ���وا َل ْ
��ش��ق َ��ف ي��ا ِد َم َو َد ُ م����ع ال ُي��كَ��ف��ك ُ ٌ �ل�ال ال���ر ِ ص���ف ي ِ ٍ َج ُ ��د ُّق زء َع��ن َو َ ُ ِ ��ف��ق إِ َل ��ت َأ َب�����دً ا َو َخ ُ ���ي���ك تَ�� َل�� ُّف ٌ
��راح��ات َلها ف��ي ال َق ِ مق ِج لب ُع ُ ٌ ضاح ُك ال َقس ِ ِ لق جه ِك مات َط ُ َو َو ُ َ ِ ب����اك َأ ٌ َو ِم����ل ُء ُر وراق َو ُو ْر ُق
َل ُهم في ال َف ِ غ��اي��ات َو َس ُبق ضل ٌ َوف���ي َأع��ط��افِ ِ ��ه��م ُخ�� َط��ب��ا ُء ُش ُ ��دق ِ ُ���ل م��ح�� َّل ٍ ��ل��ق ��ة َي ���روي���ه َخ ُ بِ���ك ِّ َ َ ِ ُأ ال��م��دَ ُّق ُ ��ر َم َ ن���وف األُس���د َواض�� َط َ ِ َأبِ ��ت��ق �����ي ِم���ن ُأ َم��� َّي��� َة ف��ي��ه ِع ُ ٍّ ِ ���ي بِ��م��ا َي ُ ��ق ��ش ُّ َع��ل��ى َس��م�� ِع َ ال���ول ِّ ِ ِ اآلف����اق َب ُ ���رق ��ج��م�� ُل��ه��ا إِل���ى َو ُي ِ ت ُ ه��ي ِص ُ ُخال ِم�� َن ُ ��دق ال��خ��را َف��ة َو َ َ ��ف َو َح ُ ���رق َو ق��ي��ل َأص��ا َب��ه��ا تَ�� َل ٌ وم ِ ��ق ���رض��� َع��� ُة األُ ُب ������و ِة ال تُ�� َع ُّ َّ َ ُ ��م بِ َ ���أز َي��� َن ِم��ن�� ُه َف ُ ��رق ���م ي��وس ْ َ َو َل ْ ��رح ِ َلها ِم��ن س ِ ��ك ال�� ُع ِ ��ل��و ِّي ِع ُ ��رق َ رض ِ ِ التاريخ َر ُّق ���ك ِم��ن ُحلى َو َأ ُ ِ َ��ي��ه ال ُي َ ��ق ��ض��ارت ���ب���ار َح ُغ ��ش ُّ َ ُ
��ص�� ُل��ه��ا إِل���ى ال��دُ ن��ي��ا َب��ري��دٌ ُي�� َف ِّ ِ تَ��ك��اد لِ���رو َع ِ ���ة األَ ح����داث فيها ُ َ ِ َ ِ َّ���ت ��م َو ال��ت��اري��خ ُدك ْ ق��ي��ل َم��ع��ال ُ ِ ��ش��ق لِ ِ �لإس�لا ِم ظِ ًئرا ��س��ت ِد َم َأ َل ُ ِ ت��اج َ ��ك َل��م ُي َج َّم ْل �لاح ال��دي��ن ُ َص ُ ��ض��ار ٍة في األَ ِ َوك ُّ رض طا َل ْت ُ��ل َح َ ِ س ُ ِ ِ تاب ماؤك من ُحلى الماضي ك ٌ َ بن ِ َيت ال��دَ و َل�� َة الكُبرى َو ُملكًا َ 30
ِ ���ر ُه بِ َ ٍ ���س تَ����دُ ُّق ���أن���دَ ُل َب���ش���ائ ُ
����رس َل��� ُه بِ��ال��ش��ا ِم َأع��ل��ا ٌم َو ُع ٌ الخلد وي��ح ِ ِ ��ك م��ا َدهاها ب���اع ُر َ َ ُ ال��ج ِ ف ِ ��دات ���ر ُ َ��ض ٌ ��ن��ان ُم��ن َّ َو َه���ل ُغ َ و َأي���ن دم��ى الم ِ قاص ِر ِم��ن ِح ٍ جال َ ُ َ َ ِ ���ر َ ن��ار زن َوف��ي نَ��واح��ي األَي���ك ٌ َب َ ال��س�لا َم�� َة ِم��ن َط ٍ ��ري��ق إِذا ُرم��� َن َ ِ ِ ٍ ِ ال��م��ن��اي��ا بِ�� َل ��ي��ل ل��ل�� َق��ذائ��ف َو َ ف��ق ��ر ُأ ٌ ��ص َ الحديدُ ��ف َ إِذا َع َ اح��م َّ َ راع غ��ي��دَ ِك َبعدَ َو ٍ ه��ن َسلي َم��ن َ ولِ��ل��م��س��ت ِ َ��ع��م��ري�� َن َوإِن َأالن���وا َ ُ ��ي��ش ِ م����اك بِ�� َط ِ ِ ��ه َو َرم����ى َف َرنسا َر ���ق إِذام������ا ج������ا َء ُه طُ���ّل��اّ ُب َح ٍّ ِ ��رن��س��ا ���و ِار ت َد ُم ال��� ُث ّ َ��ع��ر ُف�� ُه َف َ
����ق �����ق َأنَّ���ه���ا َد َر َس������ت َأ َح ُّ َأ َح ٌّ وه���ل لِن ِ َعيم ِه َّن ك َ ِ َسق َ��أ م��س ن ُ َ َ م���ه���تَّ���ك ٍ ٍ س����ت����ار ت َ ��ق َ���ة َو َأ ُ��ش ُّ ُ َ ِ ��ل��ف األَ ٌ ُ���ز ُّق ي����ك َأ َو َخ َ ف����راخ ت َ ���ه لِ��ل��م ِ َأتَ���ت ِم��ن دونِ ِ ��وت ُط ُ ��رق َ ��م��ائ ِ ِ ��ع��ق ��ه َخ َورا َء َس ��ط��ف َو َص ُ ٌ َع��ل��ى ج��نَ��ب��اتِ ِ ف���ق ��ه َو اس������و َّد ُأ ُ َ َ ِِ ِ ��خ��ر َف ُ ��رق ال��ص َأ َب��ي�� َن ُف�����ؤاده َو َ ِ ��ج��ار ِة ال ت ِ َ��ال��ح ��ل��وب ك ُق َ���ر ُّق ٌ َ ���رب بِ ِ ٍ ��م��ق َأخ��و َح ��ف َو ُح ُ ��ه َص�� َل ٌ ُ ِ ��رج��وا َو َش�� ّق��وا َي ��ق��ول ع��ص��ا َب�� ٌة َخ َ ����ق ���م َأنَّ������ ُه ن����ور َو َح ُّ ٌ َوتَ���ع��� َل ُ ِ ِ ��ن��ه ِّ ف��ي��ه ِر ُ زق ��م��اء َو ال��س ��ل َ��م َ َ ك ُ
ِ ج���رى ف��ي َأ ِ ف��ي��ه َح��ي��ا ٌة رض���ه���ا َ م����ات فِ��ت�� َي��تُ��ه��ا لِتَحيا بِ��ل�ا ٌد َ وح����رر ِ ت ُ عوب َعلى َقناها الش ُ َ ُ ِّ َ ِ س��ور َّي�� َة ا َّط ِ ��رح��وا األَم��ان��ي َب��ن��ي الس ِ َف ِمن ِخ���دَ ِع ِ ��روا ياسة َأن تُ�� َغ ّ َ وكَ���م ص��ي ٍ ��ك ِم��ن َذ ٍ ��د َب��دا َل َ ليل ْ َ َ َ توق الم ِ لك تَ��ح��دُ ُ ُف ُ ��م تَمضي ث ُث َّ ُ حت َونَ��ح�� ُن ُمخت َِل َ دارا فون ن ََص ُ ً ��ج��م�� ُع��ن��ا إِذا اخ��تَ�� َل�� َف��ت بِ�لا ٌد َو َي َ ���وت َأو ح ٍ ٍ ��ي��اة ُ��م َب��ي�� َن َم َ َو َق��ف��ت ْ
دون َق ِ ��وم ِ َ ��م لِ َيبقوا َوزال����وا ��ه ُ َ��ر ُّق َف��ك َ َ��ي��ف َع��ل��ى َق��ن��اه��ا تُ��س��ت َ ُ��م األَح��ل�ا َم َأل��ق��وا َو َأل��ق��وا َع��ن��ك ُ ل��ق��اب ِ بِ َ ِ ه����ي ِر ُّق م������ار ِة َو اإل ��أ َ َ كَما م��ا َل ْ ِ ِ صلوب ُع ُنق الم ��ت م�� َن َ َف ُتق َيمضي لِ ُمخت َِلفي َن َوال ِ ��م َش ُ ��رق َو َل��ك��ن كُ�� ُّل��ن��ا ف��ي َ ال��ه ِّ َ��ل ٍ ��ي��ان َغ��ي��ر م��خ��ت ِ ٌ ُ��ط��ق ��ف َون َب ُ ُ ُ َعيم ال��دَ ِ ه��ر َف ْ اش َقوا ُ��م ن َ َف��إِن ُرم��ت ْ
31
ِ َولِ��ل� َ وط����ان ف��ي َد ِم ك ِّ ��ر أ ُ���ل ُح ٍّ المنايا َو َم���ن َيسقى َو َي ��ش��ر ُب بِ َ َ َالضحايا َوال َيبني الممالِ َك ك َ َ ٍ َف��ف��ي ال�� َق��ت��ل��ى لأِ َ ج���ي���ال َح��ي��ا ٌة ِ ولِ���ل���ح���ري ِ ب��اب ���م���راء ال���ح ���ة ٌ َ ُ ِّ َّ َ ال��ج ِ �لال َبني ِد َم ٍ شق ُ��م ذو َ َج��زاك ْ ِ ِ ِ ُ��م ن َ ُ��م َي���و َم م��ح��نَ��ت��ه َأخ��اك ْ َ��ص��رت ْ َ َ ��ر روز َق َوم���ا ك���ان ال�����دُ ُ ��ب��ي��ل َش ٍّ ���ك���ن ذاد ٌة و ُق������را ُة َض ٍ و َل ِ ��ي��ف َ َ َ ��ه��م َج�� َب ٌ ��ع��اف ����م َل��� ُه َش ٌ َل ُ ��ل َأ َش ُّ ُ���ل ِش ٍ ُ���ل َل���ب���و َء ٍة َولِ���ك ِّ لِ���ك ِّ ��ب��ل َ���أ َّن ِم��ن ال��س��م��و َأ ِل ِ ك َ فيه َشي ًئا َ َ َ
ي���دٌ س�� َل�� َف��ت ودي�����ن م��س��ت ِ ��ق َ��ح ُّ َ َ َ ٌ ُ َ إِذا األَ ح���رار َل��م ُيسقوا َو َيسقوا ُ ��ق��وق وال ي ِ ��ق ال��ح َوال ُي��دن��ي ��ح ُّ َ َ ُ ُ ِ ��م َو ِع ُتق َوف��ي األَس���رى ف��دً ى َل ُ ��ه ُ ���ض���رج ٍ ٍ بِ���ك ِّ ���ة ُي����دَ ُّق ُ���ل َي����د ُم َ َّ َ ال���ش ِ ����ز َ ��ش��ق ���رق َأ َّو ُل����� ُه ِد َم ُ َو ِع ُّ ِ ِ َوك ُّ ��ق َ��ص��ر َأ ُ����ل َأخٍ بِ��ن خ��ي��ه َح ُّ وإِن ُأ ِخ���ذوا بِما َل��م يست ِ َح ّقوا َ َ الصفا َخ ُشنوا َو َر ُّق���وا َك َينبو ِع َ حاب ال��ج ِ ِ الس ِ لق َم ��ون ُب ُ ُ ���وار ُد في َ دون غ��اي��تِ ِ نِ ٌ َ ش����ق ��ه َو َر ��ض��ال ُ َ ِ ِ َف��ك ُّ ِ ��ل��ق ف َو َخ ُ ����ر ٌ ُ��ل ج��ه��ات��ه َش َ
32
�إيليا �أبو ما�ضي
الطني ح��ق��ي��ر ف���ص���ال ت��ي��ه��ا وع��رب��د
ن��س��ي ال��ط��ي��ن س��اع��ة أن���ه طين
ال��خ��ز جسمه فتباهى ، وك��س��ى ّ
ف��ت��م��رد وح����وى ال��م��ال ك��ي��س��ه ّ
أن�����ت ل����م ت��ص��ن��ع ال��ح��ري��ر
ال��ذي تلبس واللؤلؤ ال��ذي تتق ّلد
م��ا أن���ا ف��ح��م��ة وال أن���ت فرقد
ي��ا أخ��ي ال تمل بوجهك عنّي ،
المنضد جعت وال تشرب الجمان ّ
أن����ت ال ت���أك���ل ال��ن��ض��ار إذا
ّ ال��م��وش��اة مثلي أن��ت ف��ي ال��ب��ردة
في كسائي ال��ردي��م تشقى وتسعد
ل��ك ف��ي ع��ال��م ال��ن��ه��ار أم��ان��ي ، ول��ق��ل��ب��ي ك��م��ا ل��ق��ل��ب��ك أح�لا
أأم����ان����ي ك�� ّل��ه��ا م���ن ت���راب
وروءى وال��ظ�لام ف��وق��ك ممتد
...
وأم����ان����ي ك�� ّل��ه��ا ل��ل��ت�لاش��ي ّ
م ح��س��ان ف���إنّ���ه غ��ي��ر جلمد وأم��ان��ي��ك ك�� ّل��ه��ا م��ن عسجد ؟ وأم��ان��ي��ك للخلود ال��م��ؤكّ��د !؟
وأي ش���يء ي��ؤب��د ؟ ك��ذوي��ه��ا ّ .
ال .فهذي وتلك تأتي وتمضي
أال ت��ش��ت��ك��ي ؟ أال ت��ت��ن��ه��د ؟
مسك السقم أ ّيها المزدهي .إذا ّ
ت��ت��وح��د ؟ ودع��ت��ك ال��ذك��رى أال ّ
وإذا راع����ك ال��ح��ب��ي��ب بهجر
وف���ي ح��ال��ة ال��م��ص��ي��ب��ة يكمد
أن��ت مثلي يبش وجهك للنعمى
وب��ك��ائ��ي ّ ذل ون��وح��ك س���ؤدد ؟
ّ خ��ل ودم��ع��ك شهد ؟ أدم��وع��ي
ال��خ��رد ؟ واب��ت��س��ام��ت��ك ال�لآل��ي ّ
ري فيه ؟ وابتسامتي السراب ال ّ ّ ي���ظ���ل كلينا ف��ل��ك واح�����د
ح���ار ط��رف��ي ب��ه وط��رف��ك أرم��د
إن ي��ك��ن م��ش��رق��ا لعينيك إنّ��ي
ك���وة ال��ك��وخ أس��ود ال أراه م��ن ّ
ّ ي���ط���ل ع��ل��ي��ن��ا ق���م���ر واح������د
وع��ل��ى ال��ك��وخ وال��ب��ن��اء المو ّطد 33
ح��ي��ن ت��خ��ف��ي وع��ن��دم��ا ت��ت��و ّق��د
أل��ن��ج��وم ال��ن��ي ت���راه���ا أراه���ا ل��س��ت أدن���ى ع��ل��ى غ��ن��اك إليها
أن���ت م��ث��ل��ي م��ن ال��ث��رى وإل��ي��ه
...
كنت طفال إذ كنت طفال وتغدو
أل��ك القصر دون��ه ال��ح��رس الشا
كنت ،أو ما أكون ،يا صاح ،في غد ...
ف��ام��ن��ع ال�� ّل��ي��ل أن ي��م��دّ رواق���ا
ل��ل��ذر مرقد ؟ أف��ت��دري ك��م فيك ّ وال��ج��و أق��ت��م أرب��د ف��ي ط�لاب��ي ، ّ
ذدت��ن��ي عنه ،وال��ع��واص��ف تعدو
بينما الكلب واج���د فيه م��أوى ...
ت��ه��ز وتلوي ف��ازج��ر ال��ري��ح أن ّ
الماء والطير واألزاه���ر وال��نّ��د ؟ ال ي��ص��ف��ق إالّ وأن����ت بمشهد
ّ إن ط��ي��ر األراك ل��ي��س يبالي
أل����ك ال��ن��ه��ر ؟ إنّ����ه للنسيم
وال��ه��ر كالكلب يرفد وطعاما ، ّ أت��رج��ى ،وم��ن��ك ت��أب��ى وتجحد
ي��ت��أود ش��ج��ر ال����روض – إنّ����ه ّ
وال��ج��م ال��م��اء ف��ي الغدير وم��ره واألزاهير ليس تسخر من فقري ،
ك��ي وم��ن حوله ال��ج��دار المش ّيد يطلب أذن��ا ،فما له ليس يطرد ؟
م���رق���د واح�����د ن��ص��ي��ب��ك منه
أل���ك ال���روض���ة الجميلة فيها
ف��ل��م��اذا ت��ظ�� ّن أنّ����ك أوح����د ؟
ف��وق��ه ،وال��ض��ب��اب أن يتل ّبد
وان��ظ��ر ال��ن��ور ك��ي��ف ي��دخ��ل ال
فسمعت ال��ح��ي��اة تضحك منّي
والصد فلماذا ،يا صاحبي ،التيه ّ
ح��ي��ن أغ���دو شيخا ك��ب��ي��را أدرد
لست أدري من أين جئت ،وال ما
أف���ت���دري ؟ إذن ف��خ�� ّب��ر وإالّ
وأن���ا م��ع خصاصتي لست أبعد
غ��رد أن���ت أص��غ��ي��ت أم أن���ا إن ّ ...
34
وال ف���ي���ك ل��ل��غ��ن��ى ت���ت���و ّدد ال��رط��ب درب وللعصافير م��ورد
ت��س��ت��ح��م به وه����و ل��ل��ش��ه��ب ّ
تتبرد ف��ي الصيف ليال ك��أنّ��ه��ا ّ
ك��ان من قبل أن تجيء ؛ وتمضي
وهو باق في األرض للجزر والمد
ت��دع��ي��ه ف��ه��ل ب���أم���رك ي��ج��ري
أل��ك الحقل ؟ ه��ذه النحل تجي
في ع��روق األش��ج��ار أو يتج ّعد ؟ ...
وأرى ل��ل��ن��م��ال م��ل��ك��ا كبيرا
ال��ش��ه��د م��ن زه����رة وال ت��ت��ر ّدد ق��د بنته ب��ال��ك��دح ف��ي��ه وبالكد
ول����ص ج��ن��ى ع��ل��ي��ه��ا ف��أف��س��د ّ
أنت في شرعها دخيل على الحقل
لم تكن من فراشة الحقل أسعد
طرا لو ملكت الحقول في األرض ّ
دة ذات ال��ش��ذى وال أن��ت أج��ود
أجميل ؟ ما أن��ت أبهى من الور
وف�������ي ي����دي����ك ال��م��ه��ن��د
أم عزيز ؟ وللبعوضة من خدّ يك قوت
دودة ال��ق��ز ب��ال��ح��ب��اء المبجد
غ��ن��ي ؟ هيهات تختال لوال أم ّ ق��وي ؟ إذن مر النوم إذ يغشاك أم ّ
وال��ل��ي��ل ع���ن ج��ف��ون��ك ي��رت��د وم��ر تلبث ال��ن��ض��ارة ف��ي الخد
يلم بفوديك وام��ن��ع الشيب أن ّ أعليم ؟ فما الخيال الذي يطرق ليال ؟
أي دن����ي����ا ي����ول����د ؟ ف����ي ّ
أ ّي��ه��ا الطين لست أنقى وأسمى
تتوسد م��ن ت���راب ت���دوس أو ّ
م��ا ال��زم��ان ال��ذي ي��ذ ّم ويحمد ؟
م��ا الحياة التي تبين وتخفى ؟ س��دت أو ل��م تسد فما أن��ت إالّ
ح����ي����وان م���س��� ّي���ر م��س��ت��ع��ب��د
الي��ك��ن للخصام قلبك م��أوى
ّ ل��ل��ح��ب أص��ب��ح معبد إن قلبي ّ
ّ ّ ي��ن��دك ، إن قصرا سمكته س��وف
وث���وب���ا ح��ب��ك��ت��ه س����وف ينقد م���ن ك��س��اء ي��ب��ل��ى وم����ال ينفد
أن��ا أول���ى بالحب منك وأح��رى
*****
35
ابن زريق
ال تعذليه ف�إن العذل يولعه ِ ِ سم ُع ُه َقد َقلت َحق ًا َو َلكن َل َ يس َي َ ِ ِمن َح َ ��درت َأ َّن النصح َين َف ُع ُه يث َق ِمن َعذلِ ِه َف ُه َو ُمضنى ال َق ِ لب ُموج ُع ُه ِ َف ُض َّي َقت بِ ُخ ُط ِ الدهر َأض ُل ُع ُه وب ِم�� َن ال��نَ��وى ك َّ ُ��ل َي���و ٍم م��ا ُي��رو ُع�� ُه أي إِل��ى َس�� َف ٍ ��ر بِ��ال�� َع��ز ِم َيز َم ُع ُه َر ُ ِ ِ ���وك ٍ ��ذر ُع�� ُه ُم َ َّ���ل بِ�� َف��ض��اء ال�� َل��ه َي َ السندّ َأضحى َو ُه َو ُيز َم ُع ُه َو َلو إِلى َ
َعذلِيه َف���إِ َّن ال�� َع َ ال ت َ ��ذل ُيولِ ُع ُه زت فِ��ي نصحه ح��د ًا َأ َض��ربِ ِ ج���او ِ ��ه َ َ َّ َفاست ِ َعم ِلي ِ الرفق فِي تَأِنِيبِ ِه َب��دَ الً طب ي ِ َ كان ُمض َط َلع ًا بِ َ حم ُل ُه َقد الخ ِ َ كف ِيه ِمن َلو َع ِة التَشتِ ِ ي ِ يت َأ َّن َل ُه َ آب ِم��ن َس�� َف ٍ ��ج�� ُه ��ر إِلاّ َو َأز َع َ م��ا َ ك َ ٍ ���و فِ��ي ِح ِّ ��رت��ح��ل ���ل َو ُم َ��أنَّ��م��ا ُه َ مان َأراه في الر ِح ِ ِ الز َ نى إِذا َ ُ يل غ ً َ
ل��ل��رزق ك���د ًا وك��م ممن ي��ود ُع�� ُه ِ رز َق��� ًا َوال َد َع���� ُة ِ ن��س��ان تَق َط ُع ُه اإل َل��م َيخ ُلق ال َل ُه ِم��ن َخ ٍ لق ُي َض ِّي ُع ُه
ُج ّشمه ت��أب��ى المطامع إال أن ت َ ُ ِ ن��س��ان ت ِ ��ج��اه��دَ ُة ِ َوص ُل ُه اإل َوم��ا ُم َ الخ ِ َ لق رز َق ُه ُم َقد َو َّزع ال َل ُه َبي َن ست تَرى َل ِكن َُّهم ُك ِّل ُفوا ِحرص ًا ف َل َ ِ زق َواألَ ِ الر ِ رصفي ِ رزاق َقد ُق ِس َمت َوالح ُ الدهر ُيعطِي ال َفتى ِمن َح ُ يث َيمنَ ُعه َو ُ اِس��ت ِ َ��ود ُع ال َل َه فِي َبغدا َد لِي َق َمر ًا ��و ِّد ُع��نِ��ي َو َّدع���تُ��� ُه َو ب����و ّدي َل��و ُي َ ُ الر ِ حيل ُض َح ًى َوكَم تَش َّب َث بي َيو َم َ
ِ ُمست ِ الغايات تُقنُ ُع ُه َرزق ًا َو ِس��وى ِ ِ صر ُع ُه غي ال��م��رء َي َ َ َبغ ُي َألاّ إِ َّن َب َ يث ي ِ إِرث��� ًا ويمنَعه ِم��ن ح ِ طم ُع ُه ُ َ ََ ُُ ِ ِ زرار َمط َل ُع ُه بِالكَرخِ من َف َلك األَ َ ص��ف��و ال��ح ِ ��ي��اة َو َأنّ����ي ال َأود ُع��� ُه َ َ َ َ��ه�ّل�اّ ٍ و َأدم ِ ���ع���ي ُم��س��ت ِ ت َو َأد ُم�� ُع�� ُه َ ُ ��ه َل ِ َع��نّ��ي بِ�� ُف��ر َق��تِ ِ ��ك��ن َأ َرقِّ��� ُع��� ُه بِ ِ البين ِعن ُه َو ُج��رم��ي ال ُي َو ِّس ُع ُه
نخ ٌ الص ِبر ُم َ رق ُ��ذب ال َل َه ثوب َ ُ ال َأك ُ ِّ����ع ُع���ذري فِ��ي َجنا َيتِ ِه إِنّ���ي َأ َوس ُ ِ ِ ياس َت ُه ُر ِز ُ ق��ت ُملك ًا َف َلم َأحسن س َ
َوك ُّ الم َ لك َيخ َل ُع ُه ُ��ل َمن ال ُي ُس ُ وس ُ
36
��ك��ر َع�� َل ِ َش ٍ ��ن��ز ُع�� ُه ��ي��ه َف���إِ َّن ال�� َل�� َه َي َ ِ ��ر ُع�� ُه ����ر ُع منها م��ا َأ َج َّ كَ��أس�� ًا َأ َج َّ ال��ذن��ب وال�� َل ِ ست َأد َف�� ُع�� ُه ��ه َذنبي َل ُ َ ُ َ َ ال��رش��دُ ات َب ُع ُه َل��و َأنَّ��نِ��ي َي��و َم ب��ان ُ ��س��ر ٍة ِم��ن�� ُه فِ��ي َقلبِي ُت َق ِّط ُع ُه بِ َ ��ح َ هج ُع ُه بِ َلو َع ٍة ِمن ُه َليلى َل ُ ست َأ َ ضج ُع ُه طم ِئ ُّن َل�� ُه ُم��ذ بِ ُ نت َم َ ال َي َ بِ ِ ��ه َوال َأ َّن بِ��ي األَ ّي����ا َم تَفج ُع ُه َع��س��را َء تَمنَ ُعنِي َح ّظي َوتَمنَ ُع ُه
��وب الن َِعيم بِال َو َم��ن َغ��دا البِس ًا َث َ َضت ِمن و ِ جه ِخ ّلي َبعدَ ُفر َقتِ ِه اِعت ُ َ كَم ِ لت َل ُه ق��ت ال َبي َن ُق ُ قائ ٍل لِي ُذ ُ
قمت َف َ جم ُع ُه كان َأال َأ َ ال��رش��دُ َأ َ ُ إِنّ���ي لأَ َق��� َط���ع أي ِ ��ام��ي َوأنف ُقها ُ ّ ��ت َل�� ُه ُ��وا ُم بِ ُّ ��ع ال��ن ّ ��ج َ ��م��ن إِذا َه َ بِ َ ِ ِ ضج ُع َوكَ��ذا ال َيطمئ ُّن ل َجنبي َم َ فج ُعنِي ب َأ َّن ما ك ُ الدهر َي َ حس ُ َ ُنت َأ َ َحتّى َج��رى ال َبي ُن فِيما َبينَنا بِ َي ٍد دهري ِ يب ِ ُنت ِمن َر ِ جازع ًا َف ِرق ًا َقد ك ُ بِال َل ِه يا َم ِنز َل ال َع ِ يش ا َّلذي َد َرست ال��ز ُ م��ان َم ِعيدُ فِ َ ��ي��ك َل َّذتُنا َه��ل َ فِي ِذم ِ ��ة ال َل ِه ِمن َأص َب َحت َمنز َل ُه َّ ِ ِ َم��ن ع��ن��دَ ُه ل��ي عَ��ه��دُ ال ُيض ّي ُع ُه ِ ك���ر ُه َوإِذا َو َم���ن ُي َ ��ص��دِّ ُع َقلبي ذ َ ��ر َّن على ده��ر ال ُي َم ِّت ُعنِي لأَ َص��بِ َ ِ ِعلم ًا بِ َ ِ ِ ب َف َرج ًا ��أ َّن اصطباري ُمعق ُ َعسى ال َليالي ا َّلتي َأضنَت بِ ُفر َقتَنا وإِن ت ِ ُ��غ ُّ ��ل َأ َح�����دَ ًا ِم��نّ��ا َمن َّي َت ُه َ
َف َلم َأ َّ جز ُع ُه وق ا َّل��ذي َقد ك ُ ُنت َأ َ ��ن��ت َأر ُب�� ُع�� ُه آث���ار ُه َو َع�� َف��ت ُم��ذ بِ ُ ُ مضت ُه ت ِ ُرج ُع ُه َأم ال َليالِي ا َّلتي َأ َ غناك ُي ِ يث َعلى َم َ َوج��ا َد َغ ٌ مر ُع ُه كَما َل�� ُه عَ��ه��دُ ِص ٍ ���دق ال ُأ َض��يِّ�� ُع�� ُه َج��رى َعلى َقلبِ ِه ِذك��ري ُي َصدِّ ُع ُه ِ ِ ٍ ��م��تِّ�� ُع�� ُه ���ي ف��ي ح���ال ُي َ بِ���ه َوال بِ َ َف َأض َي ُق األَ ِ وس ُع ُه م��ر إِن َفك َ َّرت َأ َ ِ ِ َجم ُع ُه َجم ُعني َيوم ًا َوت َ جسمي َست َ َفما ا َّل��ذي بِ َق ِ ضاء ال�� َل ِ ��ه َيصنَ ُع ُه
****
37
ابن زيدون
� ْأ�ض َحى ال ّتنائي َبدي ً ال ْ داني َنا عن َت ِ
أض َحى التّنائي َبدي ً ال ع ْن تَدانِينَا، ْ بح ال َب ِ َ ينَ ،ص ّب َحنا أالّ َو َق��د حان ُص ُ ِ ِ ُ هم، َم�� ْن مبلغ الملبسينا ،بانتزاح ُ م��ازال ي ِ ال��ز َ ضحكُنا م��ان ا َّل��ذي َأ َّن َ َ ُ ِ ِغ َ ِ ِ الهوى فد َع ْوا يظ العدا م ْن تَساقينا َ َ ك��ان َمع ُقود ًا َبأ ْن ُف ِسنَا؛ انح ّل ما َف َ
ِ طيب ُل ْقيانَا تجافينَا َ���اب َع�� ْن َون َ للح ْي ِن ن ِ َاعينَا َح�� ْي�� ٌنَ ،ف�� َق��ا َم بِنَا َ ِ الدهر ال يبلى و ُي ْبلينَا مع ُح ْ ��زن�� ًاَ ، ُأن��س�� ًا بِ�� ُق��ربِ ِ ��م َق��د ع���ا َد ُيبكينا ��ه ُ
��صَ ،ف َ بِ ْ ��ق��ال ال��ده��ر آمينَا ���أن نَ�� َغ َّ َ ��و ُص��والً بأ ْي ِدينَا ��ت ما َوانْ�� َب ّ ك��ان َم ْ
َو َق��دْ نَ��ك ُ ُ��ونَ ،و َم��ا ُي َ خشى َت َف ّر ُقنا، ِ ِ ب أعاد َيكم، ليت يا َ شعري ،ولم نُعت ْ بعدكم إالّ الوفاء لك ُْم لم نعتقدْ ْ ما ح ّقنا أن ت ِ ُ��ق ّ��روا عي َن ذي َح َس ٍد أس ت ُْس ِلينا َع َو ِار ُضه، ُكنّا َنرى ال َي َ بِنْتُم َوبِ��نّ��اَ ،فما اب َت ّل ْت َج َوانِ ُحنَا ِ ِ مائرنا، نَكا ُد ،حي َن ُتنَاجيك ُْم َض ُ ��ت لِ ِ فقدك ُُم أ ّيا ُمنا ،ف َغدَ ْت َح��ا َل ْ ِ ب ال َع ِ يش َط ْل ٌق من تأ ُّل ِفنا؛ إ ْذ جان ُ ال��و ْص ِ َوإ ْذ َه َص ْرنَا ُفن َ ��ل دانية ً ُون َ ��ر ِ ور َفما ل ُي َ سق عَهدُ ك ُُم عَهدُ ال��س ُ ّ
فاليو َم نح ُن ،و َم��ا ُي ْرجى تَالقينَا ��ل ن َ َه ْ َ��ال َح ّظ ًا م َن ال ُعت َبى أعادينَا ��ي��ر ُه ِدينَا ���م َنتَق ّلدْ َغ َ َرأي���� ًا ،و َل ْ ِ كاشح ًا فِينَا ��روا َ��س ّ بِنا ،وال أن ت ُ ِ لليأس ُي ْغ ِرينَا َو َق���دْ َي ِئ ْسنَا َف َما ِ مآقينَا ��وق�� ًا إ َليك ُْمَ ،وال َج ّف ْت َش ْ تأسينَا َيقضي ع َلينا األس��ى َل ْ ��وال ّ َ وكانت بك ُْم بِيض ًا َل َيالِينَا ُس��ود ًا، ْ وم��رب��ع ال ّله ِو ص ٍ ��اف ِم�� ْن ت ََصافِينَا ْ َ َ َ َْ ُ ِق َطا ُفهاَ ،ف َجنَ ْينَا ِم��نْ�� ُه م��ا ِشينَا كُ��نْ��تُ��م ألرو ِ اح���نَ���ا إالّ َرياحينَا َ ْ ْ الم ِح ّبينَا! أن طا َلما َغ ّي َر ال��ن ُ ّ��أي ُ عنكم أمانينَا فت ِمنْك ُْمَ ،وال انصر ْ ْ َ من َ ِ الو َّد َيسقينَا الهوى َو ُ كان ص ْرف َ َ
ُ��م َعنّا يغ ّي ُرنا؛ ال ت ْ َح َس ُبوا نَ��أ َي��ك ْ ِ أه��واؤنَ��ا َب��دَ الً َوال��ل��ه َم��ا َط َل َب ْت ْ ساري البر ِق ِ القصر َو ِ اسق به غاد َ يا ِ َ َ ْ 38
اس��أل ُهنالِ َكَ :ه ْ ْ ��ل َعنّى تَذك ُُّرنا َو ال��ص�� َب��ا ب�� ّل ْ ��غ تح ّي َتنَا نسيم َو َي���ا َّ َ
ُّ���ر ُه إل��ف�� ًا ،ت���ذك ُ َم ْن َل ْو على ال ُب ْع ِد ِ ْ تقاضينَا وإن لم ي ُك ْن غ ّب ًا ِم��نْ�� ُه، ال��و َرى طِينَا ِمسك ًاَ ،و َق���دّ َر إنشا َء َ َاص ِع الت ِّبر إبداع ًا وت ِ ِم��ن ن ِ َحسينَا ْ ْ تُ��وم الع ُق ِ ودَ ،وأدم��تَ�� ُه ال ُب َرى لِينَا ُ ُ ِ َ��ج�� ّل��ى لها إالّ َب ْ أحايينَا ���ل م��ا ت َ ُزه��ر ال��كَ��و ِ ��ب ت ِ اك ِ َعويذ ًا َوت ََز ِيينَا َ ْ ُ ٍ ك��اف ِم�� ْن َتكَافِينَا؟ ��و ّدة ِ ال��م َ َوف��ي َ غض ًاَ ،ون َْس ِرينَا الصبا ّ َو ْرد ًاَ ،جال ُه ِّ ول����ذ ٍ ّ ات أفانينَا ُمنى ً ض��رو َب�� ًا، سحبنا َذي َله حينَا في َو ْش ِي ُن ْع َمى َ ، ِ الم ْعتَلي َع�� ْن ذاك ُي ْغنِينَا َو َق���دْ ُرك ُ إيضاح ًا وت ْبيينَا ف فحس ُبنا الو ْص ُ َ َ ِ ِ العذب ،ز ّقوم ًا وغسلينَا والكوثر ِ أجفان َواشينَا السعدُ َقدْ َغ َّض من َو ّ ِ ِ الح ِ شر نَلقاك ُْم َو َت ْل ُقونَا في َم ْوقف َ أم��س��ى يعنّينَا؟ َ ِ يحيينا َح ّيا كان
ْ هر يقضينا مساع َفة ً فهل أرى الدّ َ رب��ي��ب م ٍ ��ل��ك ،ك ّ َ���أن ال�� َّل�� َه أن َ ْ��ش��أ ُه ُ ُ َ ْأو َص��ا َغ�� ُه َو ِرق��� ًا َم ْحض ًاَ ،وتَوج ُه إ َذا تَ�����أود آدتْ�����ه ،ر ِ ف��اه�� ّي��ة ً، ّ َ َ ُ َ الشمس ظئر ًا في ِ أك ّلته، ْ كانت َل ُه ّ ُ كأنّما أثبت َْت ،في َص ِ حن وجنتِ ِه،
��ر ْ شرف ًا، لم َن ُك ْن أكفاءه َ أن ْ ما َض ّ يا رو َض��ة ً طا َلما أجن َْت َلو ِ اح َظنَا َ ْ َ ْ ِ ��ه��ا، و َي���ا ح��ي��اة ً تم ّل ْينَا، ب��زه��رت َ َ ِ وي��ا ِ ضارتِ ِه، نعيم ًا َ خطرنَا ،م�� ْن َغ َ ْ ِ إج�لاالً َو َتك ِْر َمة ً؛ َلسنا ن َُس ّميك ْ ور ِ إذا انفرد ِ ت وما ُش ِ كت في ِص َفة ٍ، َ َ الخلد ُأ ِ ِ بسدرتِها بدلنا، يا جنّة َ َ ُ وال��وص��ل ثال ُثنَا، ��ت، كأ ّننَا لم ن��بِ ْ
ْ بكم إن كان قد ّ عز في الدّ نيا ال ّلقا ُء ْ ان في خاطِ ِر ال ّظ ِ ِس��ر ِ لماء َيكت ُُمنا، ّ ال َغ ْر َو في ْ نهت الحز َن حي َن ْ ذكرنا ْ أن ْ
ُ الص ِ بح يفشينَا لسان حتى يكا َد ّ عنه النُّهى ،وتركْنا الصبر ِ ناسينَا َ َ ُ ّ َْ أخ ْ َمكتو َبة ًَ ،و َ الص َبر تلقينا ��ذنَ��ا ّ ك��ان ي��ر ِوي��نَ��ا في ِ ��رب�� ًا َو ْ ظمينَا إن ُ َ ُ ْ ُش ْ
ور ًا األسى ْ ،يو َم النّوى ُ ،س َ إنّا َقرأنا َ ِ ِ بمن َْه ِل ِه فلم ن��ع��د ْل َ أ ّم��ا ه���واكْ ، ِ ٍ أن��ت كوك ُب ُه جمال أف��ق ف َ لم ن َْج ُ ْ وال ْ ِ َجنّ ْبنا ُه َع�� ْن َك َث ٍ ب، اختيار ًا ت َ َ
نهج ْر ُه قالِينَا سالِي َن عن ُهَ ،ول��م ُ لكن عَدَ ْتنَا ،على كُ��ر ٍهَ ،عو ِ ادينَا َ ْ ْ
39
��م ُ َّ ��ول ،وغ��نَّ��انَ��ا ُمغنّينَا فِينا ال��ش ُ ٍ ت��ار ُت ْل ِهينَا ِس ّيما ْار ت��ي��احَ ،وال ْ األو ُ َ دان إنْصاف ًا كما دينَا فالحر َم�� ْن ُّ ِ عنك يثنينَا َوال استفدْ نا حبِيب ًا ِ حاشاك يصبِينَا بدر الدُّ جى لم يك ْن ُ ِ ِ يف ُي ْقن ُعنَاَ ،و ّ ك��ر َيكفينَا َفال ّط ُ ال��ذ ُ بيض األي��ادي ،التي ما ِز ِ لت تُولينَا َ
نأسى َع ِ ليك إذا ُح ّث ْتُ ،م َش ْع َش َعة ً، َ ِ ال��ر ِ شمائ ِلنَا اح تُبدي من ال أك ُ ْ��ؤس ّ ِ العهد ،ما ُدمناُ ،محافِظة ً، دومي على ِ استعضنا َخلي ً يحبسنا منك ال َفما ْ ُ
نحونَا ،من ُع ِ لو مطلعه، ��و ص َبا َ َو َل ْ أ ْبكي َوف��ا ًءَ ،و ْ إن لم َت ْب ُذلي ِص َلة ً، إن َش َف ِ الج َو ِ َاعْ ، عت ِبه اب َمت ٌ َوفي َ إل��ي��ك منّا س�ل�ام ال�� َّل ِ ِ ��ه م��ا َب ِق َي ْت ُ َ
صبابة ٌ بِ ِ ُخ ِف َيهاَ ،فت ْ ��ك ن ْ َخ ِفينَا َ َ َ
*****
40
ابن النحوي
ق�صيدة املنفرجة ق��د آ َذ َن َل��ي�� ُل ِ ��ك ب��ال�� َب�� َل ِ ��ج
اش���ت���دّ ي أزم����� ُة تنفرجي
ُّ��رج ح��ت��ى ي��غ��ش��اه أب���و ال��س ُ اإلبَّ������ان ت ِ ُ َ��ج��ي ف����إذا ج���اء
����ر ٌج وظ��ل�ام ال��ل��ي��ل ل���ه ُس ُ ال��خ ِ َ مطر ��ح��اب وس ُ ��ي��ر َل��� ُه ٌ َ ِ ��م ٌ ��ل و َف����وائ����دُ م���والن���ا ُج َ ���ح ٍ ���ي أب��دا ول��ه��ا َأ َر ٌج ُم ْ
ِ ُ ��ه ِ ��ج األن��ف��س ل��ش��روح وال��م َ ُ َف��ا ْق ِ ��ص��د َم ْح َيا َذ َ األر ِج اك َ ب ُب ِ ��و ِج م��ن ال ُّل َج ِج حور ال��م ْ َ ٍ َف َ ���ر ِج ����ذ ُو َس�� َع��ة و َذ ُو َح َ ف��إل��ى َد َر ٍك وع��ل��ى َد َر ٍج ِ ��و ِج ْ الم ْش ِي على ع َ ليست في َ بالمنْت َِس ِج ��ت ث��م ان��ت��س��ج ْ َ ُ َ��ص ٍ ف��ب��م�� ْق��ت ِ وب��م��نْ�� َع ِ ��ر ِج ��د ُ ُ
��ح�� َي��ا َّ��م��ا َف َ ال��م ْ ����اض َ ��رب َ َف�� َل ُ ِ َ ي��د ِه ��ق َجمي ًعا ف��ي وال��خ�� ْل ُ ��م ���م و ُط��ل��و ُع ُ ونُ���زو ُل ُ ��ه ُ ���ه ُ ِ ُ ��ه��م ��ه��م و َع��واق�� ُب ُ وم��ع��اي��ش ُ ِحك ٌَم ن ُِس َج ْت بِ َي ٍد َحك ََم ْت َ��ص��دَ ْت ثم ا ْن َع َر َج ْت ف��إذا ا ْق��ت َ ِ َش ِ ��ج ��ج ٌ ��ه��دَ ْت بعجائبها ُح َ ِ ور ًض����ا بقضاء ال��ل��ه ِح َجا
ِ الح َج ِج ب��األم��ر على قامت ُ ك��وزتِ��ه��ا َف�� ُع ِ ��ج ��ر َ فعلى َم ْ ف��اع��ج��ل ب��خ��زائ��ن��ه��ا ولِ ِ ���ج
أب���واب ُه��دَ ى انفتحت وإذا ْ ُ ���ت نِ��ه��اي��تَ��ه��ا وإذا ح���او ْل َ َ ل��ت��ك��ون م��ن ال���سُّ��� ّب ِ ���اق إذا
َ ��ر ِج ف��اح��ذ ْر إ ْذ َذاك م��ن ال�� َع َ ��ر ِج م��ا ِج�� ْئ َ ��ت إل��ى تلك ال�� ُف ُ وب��م��نْ��ت ِ ِ َ��ه ِ ��ب��ت��ه ٍ ��ج ��ج ��م ُ َف��بِ ُ ِ ��ت إ َذن ت ِ َ��ه ِ ��ج ��ج َ وإذا م��ا ه ْ ُ َ���زدان ل��ذي ُ الس ِمج ت الخ ُل ِق َّ ���اح م��نْ��ب ِ ��ل ِ ��ج أن�����وار ص��� َب ٍ ُ َ ُ ب��ال��ح��ور وب��ال�� َف��ن ِ َ��ج َي��ظ��ف��ر ُ
ف��ه��ن��اك ال�� َع�� ْي ُ ��ه��ج��تُ�� ُه ��ش و َب َ َف ِ ��ه ِ ��ج األع��م��ال إذا َر َك���دَ ْت ِ ِ اجت َُها وم��ع��اص��ي ال��ل��ه َس َم َ ِ ِ ��اح��تِ��ه��ا وص�� َب َ ول��ط��ا َع��ت��ه َ ُ من ْ الخ ْل ِد بِها ور يخطو ُ بح َ 41
ُ��ن ال��م ِ ف��ك ِ ل��ه��ا بتُق ًا ��ي َ ��رض َ َ ْ ال��ق��رآن ب�� َق�� ْل ٍ وات ُ َ ��ب ِذي ْ����ل
َ َ��ك��ون ن ِ َ��ج َ���ر َض���ا ُه َغ���د ًا وت ت ْ ٍ ٍ ���وت ف��ي��ه َش ِ ��ج وب���ص ����زن ُح َ ��ه�� ِم ِ وج َ ��ب فيها ب��ال�� َف ْ ف��اذه ْ ِ ���ردوس و َت ْبت ِ َهج ال���ف تَ��أتِ��ي َ ��م��ت ِ ��م��ت ِ َ��ز ِج َ��ز ًج��ا وب��م ْ ُ ال ُم ْ
ِ ال��ل��ي��ل مسا َفتُها وص��ل�ا ُة وت���أمَّ��� َل���ه���ا وم��ع��انِ��ي��ه��ا
واش���رب ت ِ ��ي��م ُم َف ِّج ِرها َ��س��ن َ ْ ِ ِ م ِ ���د َح ال�� َع ُ ��ق��ل اآلت��ي��ه ُه��دً ى ُ ِ ِ ���اض���تُ��� ُه ���ت���اب وك ال��ل��ه ِر َي َ ُ ِ ال��خ�� ْل ِ ��ي��ار َ ��م وخ ��ق ُه��دَ ات ُ ُ��ه ُ ُ
َ��و ِّل عنه ُه ِ ��ج ����وى َ ال��م��ت َ وه َ ُ ِ ِ ��م��نْ��دَ ِر ِج ل�� ُع�� ُق��ول الخلق بِ ُ ِ ��م ِ اله َم ِج ��ج َ وس َ ��م من َه َ ��و ُاه ْ الح ِ الر َه ِج َج َز ْع في َ ت ْ رب من َّ
ِ ال���م��� ْق���دَ ا َم َف�لا ف���إذا ك��ن��ت
���و َق ال َّث َب ِج ����ر ًدا َف ْ ف��ا ْظ َ ��ه��ر َف ْ َّ��وق ال��م��ع��ت ِ َ��ل ِ ��ج ��م��ا ب��ال��ش ِ ُ ْ أ َل ً الض ْح ِك على ال َف َل ِج َ��م��ا ُم َّ وت َ ِ ُّ���ر ِج ب��أم��انَ��ت��ه��ا ت��ح��ت ال���س ُ ِ ِ ��ر ِج ��ر ُق َيصير إل��ى َ ال��ه َ وال��خ ْ
َ��ار ُه��دَ ى وإذا أ ْب َ ��ر َت َم��ن َ ��ص ْ نفس َو َج��دَ ت وإذا ْاشتَا َقت ٌ و َث��نَ��اي��ا ال��ح��س��ن��ا َض ِ ��اح��ك�� ًة َ َ ْ ِ ِ اجت ََم َع ْت األس ��ي��اب وغ ���رار ْ ُ ْ ِ لصاح ِبه ���ق ي���دوم وال���ر ْف ُ ِّ ِ الم ْه ِدي َص�� َل ُ ��وات الله على َ ٍ س��ي��رتِ��ه ب��ك��ر ف���ي وأب����ي َ ���ص وك��رام��تِ ِ ٍ ��ه وأب����ي َح��� ْف ��م ٍ ال��نُّ��ور ْي ِ ��ن ��ر ذي َ وأب���ي َع ْ ��ن ف��ي ِ ��س ٍ ال��ع�� ْل�� ِم إ َذا وأب��ي َح َ ��ن وأ ِّم ِ ال��س�� ْب�� َط�� ْي ِ ��ه��م��ا وع��ل��ى ِّ ��را َب��تِ ِ ��ح��ا َب��تِ ِ ��م وص َ َ ��ه ْ ��ه��م و َق َ ِ ��م��ا وع��ل��ى تُ�� ّب��اع ُ ��م ال�� ُع�� َل َ ��ه ُ ب��ه��م وب��آلِ ِ ِ ��ه��م ي���ا َر ِّب
ال��ه��ادي ال��ن��اس إل��ى الن َّْه ِج ولِ ِ ���س���ان م��ق��ال��تِ��ه ال��ل ِ َّ��ه ِ ��ج ف��ي ِق��ص ِ َّ��ة َس ِ ���ار َي��� َة َ ال��خ�� َل ِ ��ج الم ْست َْح ِي ال َب ِه ِج الم ْست َْه ِد ُ ُ ِ ��ح��ائ��بِ��ه َ ال��خ�� َل ِ ��ج ب��س َوا َف����ى َ ِ ب��م��نْ��دَ ِر ِج اآلل وج��م��ي�� ِع ُ ِ ���ات األ ْث ِ ���و ِج و ُق��� َف ُ ����ر ب�لا ع َ ���وار ِ ِ ��ه��م ال�� َب ِ ف دي��نِ ِ ��ه ِ ��ج ب��� َع َّ��ص ِ ��ر ِج ع��ج��ل ب��ال��ن ْ ِّ ��ر وب��ال�� َف َ
42
وارح���م يا أكْ���رم م��ن ِ رح َما َ َ َ ْ َ ْ ِ َ بخواتِ ِمها عم ِلي ��م َ واخ��ت ْ ��ك��نِّ��ي ب���ج ِ َل ِ ���ود َك ُم�� ْع��ت ِ ف َ��ر ٌ ُ وإ َذا ب��ك َض َ ���ر َف ُق ْل ���اق األ ْم ُ
َع�� ْب��دً ا ع��ن ب��ابِ َ ���م َي�� ُع ِ ��ج ��ك َل ْ لأِ الح ْش ِر ن َِج ك��ون غ��دً ا في َ ِ ِ ف��ا ْق�� َب ْ ��ج ِ ��ج ب��م�� َع��اذ ِري ح َ ��ل َ ْإش���تَ���دِّ ي ْأز َم����� ُة تَ��نْ�� َف ِ ��ر ِج
43
ابن �سهل الأندل�سي ظبي احلمى �أن قد حمى هل درى ُ ص��ب ح�� َّل��ه ع��ن َمكن ِ َس ق��ل��ب ٍّ َ ِ ال��ص��ب��ا بال َق َب ِ س ري���ح ��ت ل��ع�� َب ْ َّ ُ ُ ال��غ��رر ن��ه��ج تسلك ب��ي غ���رر ًا َ ْ النظر منكم الحس ُن وم��ن عيني ْ ُ بالفكر و ال���ذاذي م��ن حبيبي ْ ِ ِ المنبجس وال��ع��ارض كالربى ِ ���ر ِ س وه���ي م��ن َب َ هجتها ف��ي ُع ُ َ ط��ارح��ت��ن��ي م��ق��ل��ت��ا ُه ال��دن��ف��ا ِ ص��م الصفا ال��ن��م��ل على أث���ر ّ َ ل��س��ت أل��ح��ا ُه ع��ل��ى م��ا أتلفا ُ ��ر ِ و َع ُ َ س ���ذول���ي نُ��ط�� ُق�� ُه ك��ال��خ َ ِ َّ َّ النفس م��ح��ل ح��ل م��ن نفسي ٍ رق��ي��ق ج���اف ب��أب��ي أف��دي��ه م��ن ْ رحيق ع��ص��رت منه أق��ح��وان�� ًا ْ ْ ��ك��ر ُه م��ا إن ُي ِف ْيق وف����ؤادي ُس ُ ِ ��ي ال َّل َع ِ س��اح��ر ال�� ُغ ِ س ��ن��ج ش��ه ُّ ُ ِ عبس " ه��و من إعراضهفي " و َ ِ المذنب وه��و ال���ذب ل��ي ج���زا ُء ُ َ للشمس فيه َم ِ ِ ِ ��غ��ر ُب ��ش��رق�� ًا َم ��ب ول���ه َخ����دٌّ ب�� َل��ح��ظ��ي َم َ ��ذه ُ ال��خ�� َل ِ ُ ��س لحظ ْت ُه ُمقلتي ف��ي ال��م��غ��ت ِ َ��ر ِ س ذل��ك ال����ور َد على ُ ك��ل ِح ٍ ِّ ��ي��ن م��ا يشا َت ْلتظي ف��ي
ظبي الحمى أن قد حمى هل درى ُ ٍ ٍ وخ��ف��ق مثلما ح���ر ف��ه��و ف��ي أطلعت ي���و َم النوى ي��ا ب���دور ًا ْ ذن��ب سوى م��ا لنفسي وح��ده��ا ٌ ِ ال��ل��ذات مكلو َم الجوى أجتني و إذا أش��ك��و ب��وج��دي بسما ��ط��ر ف��ي��ه مأتَما ��ق��ي��م ال�� َق إذ ُي ُ ُ ِ م��ن غ���ذا أم��ل��ي ع��ل��ي��ه حرقي ت���رك���ت أج��ف��ان�� ْه م���ن رم��ق��ي ْ ُ����ر ُه ف��ي��م��ا بقي وأن�����ا أش����ك ُ ٌ ع�������ادل ف����ه����و ع����ن����دي َ ِ كم بعدما َل ْيس لي في األم��ر ُح ٌ ِ ِ ��ب ب��ال��تُّ��ؤ َد ْه ��ب ل��ي غ��ال ٌ غ��ال ٌ ٍ َ َ��ض��دَ ْه ق��ب��ل َث م��ا علمنا ��غ��ر ن َّ أخ���ذت ع��ي��ن��ا ْه منها ال��ع��رب��د ْه ْ ُ معسول اللمى ف��اح��م اللمة ِ ُ حسن ُه يتلو " الضحى " مبتسما ُ السائل ع��ن ُج��رم��ي لدَ ي ْه أيها شمس الضحى من وجنتي ْه أخذت ْ ُ دم��ع��ي أش��واق��ي إ َل�� ْي�� ْه ��ت َذ َّه�� َب ْ َ ��ت ال����ور َد ب�� َغ��رس��ي ُك ّلما ُي��ن��بِ ُ ٍ ش���يء حرما أي َ ل��ي��ت ش��ع��ري ّ ن���ار ف��ي ض��را ْم أن��ف��دَ ْت دم��ع��ي ٌ َ 44
ه���ي ف��ي َخ��دّ ي��ه َب����ر ٌد وس�ل�ا ْم َ أت��ق��ي منه على ح��ك�� ِم ال��غ��را ْم ق��ل��ت ل��م��ا أن ت��ب��دى معلما ُ ِ ُ �����ذ ق��ل��ب��ي َمغنَما أي��ه��ا اآلخ
وح��ري��ق ف��ي الحشا ض��ر و ه��ي ٌ ٌّ اس����د ًا ورد ًا ،وأه�����وا ُه رش��ا ِ ِ ح��رس : ألحاظه ف��ي و ه��و م��ن الخ ُم ِ ِ ال��و َ َ ��ك��ان ُ س ص��ل َم اجعل َ
45
احل�صري القريواين
يا ليل ال�صب
َي��ا َل�� ْي ُ َّ��ب َم��تَ��ى َغ��دُ ُه ��ل ال��ص ُّ َّ��ـ��ار َف َ ��أ َّر َق��ـ�� ُه َر َق��ـ��دَ ال��سُّ��م ُ
ِ ِ ���و ِع���دُ ُه َأق��� َي���ا ُم ال��سَّ��ا َع��ة َم ْ �����ف ل��ل�� َب�� ْي ِ ������ر ِّد ُد ُه ��ن ُي َأ َس ٌ َ
��ركَ�� ًا َ��ص�� َب ْ ��ت َع�� ْي��ن َ ن َ َ��اي َل�� ُه َش َ ِ ��ص ��ج�� َب�� ًا أنِّ���ي َق��ن ٌ َوكَ�� َف��ى َع َ ِ ِ ِ ـب َ��م ل��ل��ف��تْ��نَ��ة ُمنْتَص ٌ َص��ن ٌ َ َص ٍ ��ر َج��نَ��ى َف ِم ِه ���اح ��م ُ وال��خ ْ ْ��ض��و ِم�� ْن ُم ْق َلتِه ِ َس ْي َف ًا َي��ن ُ َّ��اق بِ ِ ي��ق َدم ال�� ُع��ش ِ َف�� ُي ِ ـه ��ر ُ َ ِ ��م�� ْن َق َت َل ْت َك�ل�اّ ،ال َذن َ ْ���ب ل َ ��ح��دَ ْت َع ْينَا ُه َد ِم��ي َي��ا َم�� ْن َج َ َخ����دَّ َ َ��ر َف��ا بِ��دَ ِم��ي اك َق��دْ ا ْع��ت َ ُ ���ي���ذ َك ِم��� ْن َقت ِْلي إِنِّ���ي ألُ ِع بِ ِ الله َه ِ الم ْشت َ َ��ر ًى ��ب َاق ك َ ُ
َ��ص��يُّ��دُ ُه ف��ي ال���نَّ���و ِم َف�� َع َّ ��ز ت َ ْ ��ر ِ ب َس�� َب��انِ��ي َأ ْغ��� َي���دُ ُه ل��ل��س ْ ِّ
ور َّق لـ ُه َف�� َب��ك��ا ُه ْ ��م َ ال��نَّ��ج ُ ال ذي ه��ي ٍ ك ِ ���ز ٍ ��ف َ��ل ٌ ��ف بِ��� َغ َ َ َ
���ر ُص���دُ ُه ���ر َع���ا ُه و َي ْ م��م��ا َي ْ ّ ِ ال��واش��ي�� َن ُي َ ��ر ُد ُه ����و َ ف َ َخ ْ ��ش ِّ
�������وا ُه َوال َأتَ�� َع��بَّ��ـ��دُ ُه َأ ْه َ ِ ْ��ر ُ ��ربِ��دُ ُه ان ال��ل ْ َّ��ح��ظ ُم�� َع ْ َس��ك َ َ�����أ َّن نُ��ع��اس�� ًا ي�� ْغ ِ َوك َ ��م��ـ��دُ ُه َ َ ُ ُ ِ ��م�� ْن َي��تَ�� َق��لَّ��ـ��دُ ُه وال���وي���ل ل َ ����م تَ�� ْق��ت ْ ُ��ل َي��ـ��دُ ُه َع�� ْي��نَ��ا ُه َو َل ْ و َع��� َل���ى َخ���دَّ ي ِ َ���ـ���و ُّر ُد ُه ���ه ت َ ْ َ
َف�� َع�لا َم ُج�� ُف��ون َ ��ح��دُ ُه َ��ج َ ُ��ك ت ْ َ ����نُّ����ك ال تَ��تَ�� َع��مَّ��ـ��دُ ُه َو َأ ُظ ��ك ي��س ِ َف�� َل�� َع َّ ��ع��ـ��دُ ُه ��ل َخ�� َي��ا َل َ ُ ْ ��ي��ك وتُ��ب ِ ص���ب ي��دْ نِ ��ع��ـ��دُ ُه َ َ ْ َ ٍّ ُ ��ك َع�� َل��ي ِ َف�� ْل��ي��ب ِ ���ـ���و ُد ُه ��ه ُع َّ ْ َ ْ ���ل ِم��� ْن نَ�� َظ ٍ َه ْ َ���ز َّو ُد ُه ��ر َي���ت َ بِ��ال��دَّ م�� ِع ي ِ �����و َّر ُد ُه ��ف ُ ��ي��ض ُم َ ْ َ
���ت َضنَى ��و َد َأو ْي َ ���ر َك َل ْ َم��ا َض َّ ���م ُي�� ْب ِ ����و َ اك َل��� ُه َر َم�� َق�� ًا ��ق َه َ َل ْ
َو َغ���دَ ًا َي ْم ِضي َأ ْو َب�� ْع��دَ َغ ٍد ���ل ال��ش ْ ِ َي��ا َأ ْه َ ��ر ٌق َّ��وق َل��نَ��ا َش َ ��ش��ت ُ ِ ال��م ْ ُ��م ��ه َ َي ْ َ��اق ل�� َق��ا َءك ُ ��وى ُ
وف ال��دَّ ْه ِ ��ر تُ�� َب�� ِّع��دُ ُه �����ر ُ َو ُص ُ
46
َل����وال األَيَّ������ا ُم تُ��نَ�� ِّك��ـ��دُ ُه ���ؤ ِ َ��ج��لُّ��دُ ُه ادي كَ�� ْي َ لِ��� ُف َ ��ف ت َ ��ل ي�� ْف ِ ِ َغ�� ْي ِ ��س��دُ ُه ��ري بِ��ا ْل�� َب��اط ِ ُ
ال��و ْص َ ��ل َو َأ ْع َ ��ذ َب�� ُه َم��ا َأ ْح�� َل��ى َ ��ه��ج��ر ِ ان َ ،ف َيا بِال َب ْي ِن َوبِ��ا ْل ِ ْ َ ِ ي����ه َأنَ��ـ��ا ����ف َذ ِو ��ب َأ َع ُّ ال��ح ُّ ُ
47
اخلن�ساء َ بكني َت�سكابا؟ ني ما َل ِك ال َت يا َع ِ يا َع ِ ين ما َل ِك ال تَبكي َن تَسكابا؟ ِ وأر َم َلة ٍ، فا ْبكي أخ��اك أل ْيتا ٍم ْ ِ ٍ لخيل كالقطا ُعصب ًا اخاك وابكي ِ سابح نهدٌ مراكل ُه ب��ه يعدُ و ٌ حتى ُي َص ّب َح أقوام ًاُ ،ي ِ حار ُب ُه ْم، ِ الكام ُل الحامي َحقي َق َت ُه، هو الفتى الس ُ الر َ عيل إذا َ بيل بهم، ضاق ّ َيهدي ّ الجو ُد ِع ّل ُت ُه، الم ْجدُ ُح ّل ُت ُهَ ،و ُ َ اج مظلمة ف��ر ُ خ َّط ُ اب محفلة ٍ َّ
ِ َ هر ر َّياب َا دهر ا ْذ َ وكان الدّ ُ راب ٌ ِ ِ جاورت اجناب َا اخاك اذا وابكي
فقدْ َن َّلما ث��وى سيب ًا وانهاب َا ِ بسواد ا َّل ِ ليل جلباب َا مجلبب ٌ ْأو ُي ْس َلبواَ ، ف القوم ،أسالبا دون َص ّ الض ِ ْ ريك ا ّذا َما جا َء منتا َبا مأوى ّ ِ لص ْع ِ نَهدَ الت ِ األمر َركّابا ب ّليل َ
دق حوزت ُه ْ والص ُ ان قرن ُه هاب َا ّ ْ هاب معضلة ً سنّى له َا باب َا ان َ ��ه��ا ُد أنج َية ِِ ، للوت ِْر َطالّبا َش ّ
اع أود َي��ة ٍ، َح ّم ُال ألو َية ٍَ ،ق ّط ُ ُس ُّم العداة ِ وفك ُ َّاك العناة ِ ا َذا
القى الو َغى لم ي ُكن للمو ِ ت َه ّيابا ْ َْ َ
48
ال�سمو�أل بن عادياء َّ رء مَل ُيد َن�س ِم َن ال ُل� ِؤم ِع ُ ر�ض ُه" ِ�إذا امل َ ُ " َفك ُُّل ِر ٍ ِ َ��دي��ه َج ُ ميل داء َي��رت سن ال َث ِ يس إِل��ى ُح ِ ناء َس ُ بيل " َف َل َ ِ ال��ك��را َم َق ُ ليل لت َلها إِ َّن " َف ُق ُ باب تَسامى لِل ُعلى َوك ُ َ ُهول "ش ٌ ج���ار األَك�� َث��ري�� َن َذ ُ ليل زيز َو " َع ٌ ُ
رض ُه" المر ُء َلم ُيدنَس ِم َن ال ُلؤ ِم ِع ُ إِذا َ وإِن هو َلم ي ِ حمل َعلى الن ِ يمها" َ ُ َ َ َفس َض َ
ٌ ��ل��ي��ل عَديدُ نا" ِّ��رن��ا َأنّ���ا َق تُ�� َع��ي ُ َوم��ا َق َّ ��ل َمن كانَت َبقايا ُه ِمث َلنا" ��رن��ا َأنّ��ا َق ٌ جارنا" ليل َو ُ َوم��ا َض َّ َلنا َج�� َب ٌ ُجير ُه" ��ل َيح َت ُّل ُه َم��ن ن ُ َحت ال َثرى َو َسما بِ ِه" َرسا َأص ُل ُه ت َ ِ ُه َو األَب َل ُق ال َفر ُد ا َّلذي كر ُه" َ شاع ذ ُ
��و ك ُ َليل ��ر ُّد ال َط َ رف َو ُه َ " َم ٌ نيع َي ُ نال َط ُ ��رع ال ُي ُ ويل "إِلى النَج ِم َف ٌ ُ ��ط��ول " َي ِع ُّز َعلى َم��ن را َم��� ُه َو َي ِ ُ ��ل��ول ��ر َو َس "إِذا م��ا َر َأت���� ُه ع��ام ٌ
َوإِنّ��ا َل َقو ٌم ال نَ��رى ال َق َتل ُس َّب ًة" ي َقرب ح��ب الم ِ وت آجا َلنا َلنا" ُ ِّ ُ ُ ُّ َ َوم��ا تف َأ ِنف ِه" م��ات ِمنّا َس ِّيدٌ َح َ َ ِ ت ُ ُفوسنا" َسيل َعلى َحدِّ ال ُظبات ن ُ ص ِس َّرنا" َص َفونا َف َلم نَكدُ ر َو َأخ َل َ َع َلونا إِلى َخ ِير ال ُظ ِ هور َو َح َّطنا" َفنَحن ك ِ َماء الم ِ زن ما في نِصابِنا" ُ ُ ِ ون ِ ِ الناس َقو َل ُهم" ُنك ُر إِن شئنا َعلى َ إِذا َس��يِّ��دٌ ِم��نّ��ا َخ�لا ق��ا َم َس ِّيدٌ " ِ دون ِ َ نار َلنا طار ٍق" َوما ُأخمدَ ت ٌ
ُ َ��ط��ول َف��ت
��ه��م َكر ُه ُه آج��ا ُل ُ َ "وت َ ك��ان َق ُ "وال ُط َّ َ ��ل ِمنّا َح ُ تيل يث َ "و َليست َعلى َغ ِير ال ُظ ِ بات ت ُ َسيل َ َ
ناث َأط��ا َب��ت َحم َلنا َو ُف ُ "إِ ٌ حول "لِو ٍ قت إِلى َخ ِير الب ِ طون ن ُ ُزول ُ َ "كَها ٌم َوال فينا ُي�� َع��دُّ َب ُ خيل "وال ي ِ ول حي َن ن ُ رون ال َق َ نك َ َقول ُ َ ِ ال��ك��را ُم َف ُع ُ َ " َق ُؤ ٌ ول ق��ال ول لِما ِ النازلي َن ن ُ َزيل "وال َذ َّم��ن��ا في َ
��ش��ه��ور ٌة في عَدُ ِّونا" َو َأ ّي��ا ُم��ن��ا َم َ
ُ ��ج��ول ���ر ٌر َمعلو َم ٌة َو ُح " َلها ُغ َ
49
ِ الدارعي َن ُف ُ لول "بِها ِمن ِق��را ِع َباح َق ُ بيل ُغمدَ َح��تّ��ى ُيست َ " َفت َ ِ ُ ��ه��ول ��م َو َج " َف َل َ يس َس���وا ًء ع��ال ٌ حاهم َحو َل ُهم َوت ُ َجول َدور َر ُ "ت ُ
َو َأسيا ُفنا في ك ُِّل َش ٍ رق َو َم ِ غر ٍ ب" ُ��س َّ ��ل نِصا ُلها" ُم��� َع َّ ���و َد ٌة َألاّ ت َ سلي إِن ج ِه ِ لت الناس َعنّا َو َع ُنه ُم" َ َ َ ان َقطب لِ َق ِ َف��إِ َّن بني الري ِ وم ِهم" ٌ َّ َ
50
ال�شاب الظريف الط ْر ِف ما ِل َّ اقدَ َ إغفاء لط ْر ِف � َيا َر ِ ُ ف ما لِل َّطر ِ يا ر ِاق��دَ ال َطر ِ ف ْ ْ َ َ ّ إن ال ّليالي واألي���ا َم ِم�� ْن إ ْذ ّ ��ب آنِ��س��ة ٌ ال��ح ّ ك��ل ن��اف��رة ٍ ف��ي ُ
ث بِ َ َح��دّ ْ ب الح ِّ ��ذاك فما في ُ ِ ��ب أبنا ٌء الحسن في وال��ح ّ ُ ِ َوك ّ ��ض َ��را ُء الح ِّي َخ ْ ُ��ل َمائ َسة ٍ في َ
إغفا ُء َغ َزلي
ْ إخفا ُء وأنبا ُء
والصبا سف ٌن بحر وصفوة الدَّ هر ّ ٌ يا ِ ساكني ِم ْصر َش ْم ُل ّ الش ْو ِق ُم ْجت َِم ٌع ّ الص َبا ِم ْن َب ْع ِد ُف ْر َقتِك ُْم كأن َع ْص َر ِّ ِ ِ ب َفتًى اله َوى َل ْيس َي ْخ َشى منْك ُق ْل ُ نار َ َ الراجي ُمشا َف َهة ً نَ��دْ ٌب َي َرى ُج��و َد ُه ّ دت ل ُ أل ْف ِق ما َر َح َل ْت ُذو ِه َّمة ٍ لو َغ ْ ���وك وال َأ ْل�� َف��ى َم��ك ِ أخ َ ���والَ ُ َ��ار َم�� ُه َل ْ َل ِك ْن َت َع َّو ْض ُت َع ْن ُس ْح ٍ ب بِ ُم ْشبِ ِه ِه ٌّ شبم وع��ن��دَ ذل���ك ظ���ل ب����ار ٌد ٌ إ َل�� ْي َ ��ت أبيات ًا لِ َمدْ ِحكُما ��ك َأ ْر َس�� ْل ُ ��ق��و ِمنه ّن إ ْق����وا ٌء لِ�� َق��افِ�� َي��ة ٍ ل��م َي َ
ول��ل��خ�لاع��ة ِ إرس�����ا ٌء وإس����را ُء ِ ِ ُ الوصل أج��زا ُء وش��ول الفراق بعدَ ع��ص��ر التصابي ب��ه للهو إِب��ط��ا ُء ُ
ي��ك��ون ف��ي��ه إلب��راه��ي��م أرج����ا ُء وال��ج��و ُد ِم�� ْن َغ�� ْي ِ ���ز وإيما ُء ��ر ِه َر ْم ٌ ُ
ل��ه ث��ري��ا وال َج���ازت��� ُه ج����وزا ُء َح ِو ِيه َب ْط َحاء َحو َغ ْي َر الذي ت ْ َل ْم ت ْ ِ الما ُء ب هذا َ إ ْذ ُس ْح ُ وه��ذا ف ِيهما َ ٍ ٌ ص���اف وأه���وا ُء منهل وع��ن��دَ ذا وإرس����ا ُء ف��ي ساحتيهن إس����را ُء َ ْ ِ الترتيب إيطا ُء يطأ ُه ّن في ول��م
ع��اع��ات َو َغوغاء ��م َغ ْيري ُر ٌ َونَ�� ْظ ُ ِ ُ الجاهل ال���دّ ا ُء وق���ول ه��ذا دوا ٌء ِ َ��و ِن َد َّرا ُء ن َُس ْي َمة ٌ ع ْط ُرها في ال��ك ْ
ف���إن ن��ظ��م��ي أف�����را ٌد ُم���ع���دّ دة ٌ ِ لب ف�لا ُي ��ق��اس بِ���دُ ٍّر م��نْ��ه ُم ْخ َش ٌ ُ ِ ��ر ْت َسحر ًا َع َل ْي َك منّي َس�لا ٌم ما َس َ
51
ال�شنفرى
المية العرب ُ ألمي�ل ! فإن�ي ،إل�ى ق�و ٍم ِس�واكم ٍ وش�دت ،لِ ُ وأرح ُ�ل؛ طي�ات ،مطاي�ا ُ وفيه�ا ،لم�ن خ�اف ِ تع�ز ُل القل�ىُ ،م َّ ُ يعق�ل َس َ�رى راغب� ًا أو راهب� ًا ،وه�و
ص�دور َمطِيك�م أقيم�وا بن�ي أم�ي، َ ُ مقم�ر واللي�ل الحاج�ات، فق�د حم�ت ُ ٌ
ْأى ،للكريم ،عن األذى وف�ي األرض َمن ً ٍ أمرئ ضيق عل�ى َل َع ْم ُ�ر َك ،ما ب�األرض ٌ
َ ِ �س ول�ي ،دونك�م، أهل�ون :س� ْيدٌ َع َم َّل ٌ
ُ ُ جي�أل وأرق�ط ُزهل�ول َو َعرف�ا ُء لديه�م ،وال الجان�ي بم�ا َج َّ�رُ ،ي ْخ َ �ذ ُل ِ ُ أبس�ل الطرائ�د إذا عرض�ت أول�ى
ُ ذائ�ع الس�ر مس�تودع األه�ل .ال ه�م ٌ ُ ِّ
ٌ ٌّ باس�ل .غي�ر أنن�ي أب�ي، وكل ٌّ
�ع الق�و ِم أعج�ل أج َش ُ بأعجله�م ،إذ ْ األفض�ل المتفض ُ َ ِّ�ل َع َل ِيه�م ،وكان
م�دت األي�دي إل�ى ال�زاد ل�م أكن وإن ْ
ٍ تفض�ل وم�اذاك إال َب ْس� َط ٌة ع�ن وإن�ي كفان�ي َف ْق�دُ م�ن لي�س جازي� ًا
بِ ُحس�نى ،وال ف�ي قرب�ه ُم َت َع َّل ُ�ل
ٍ مش�يع، أصح�اب :ف�ؤا ٌد ثالث� ُة ٌ �س المت ِ ُ�ون ،يزينه�ا َه ٌ الم ْل ِ ُ ت�وف ،م�ن ُ إذا ّ َّ�ت كأنه�ا زل عنه�ا الس�همَ ،حن ْ ُ ِ بمهي�افُ ،ي َعشِّ�ى َس�وام ُه ولس�ت ُ بعرس ِ ِ وال جب�أ أكه�ى ُم ِ �ه �ر ِّب
وأبي�ض ُ
رصائ�ع ُ ُم َ�ر َّزأةٌ،
ُم َجدَ َع� ًة
ُ عيط�ل إصلي�ت ،وصف�را ُء ٌ ق�د نيط�ت إليه�اِ ، وم ْح َم ُ�ل ت�ر ُن و ُت ْع ِ ِ �و ُل ثكل�ى، ُس�قبانها،
وه�ي
ُب َّه ُ�ل
ُ يفع�ل ُيطالعه�ا ف�ي ش�أنه كي�ف
�ر ٍق َه ْي ٍ وال َخ ِ �ؤاد ُه �ق ،كأن ُف َ خال�ف داري ٍ ِ ُمت َغ ِّ�ز ٍل، �ة، وال َّ ون َخ ِ ولس�ت بِ َع ٍّ�ل َش ُّ�ر ُه ُد َ ي�ره ُ
َي َظ ُّ�ل ب�ه الم�كَّا ُء يعل�و و َي ْس� ُف ُل، ُ يتكح�ل ي�روح ويغ�دو ،داهن� ًا، ُ
ُ أع�زل اهت�اج، أل�ف ،إذا م�ا ُر َعت�ه َّ َ ِ ِ هوج ُل ه�دى الهوجل العس�يف يهم�ا ُء َ ق�ادح و ُم َف َّل ُ�ل تطاي�ر من�ه ٌ
ولس�ت بمحي�ار ال َّظلا ِم ،إذا انتح�ت ُ
�وان الق�ى مناس�مي إذا ُ الص َّ األمع�ز َّ ِ ي�م ِم َ ط�ال الج�و ِع حت�ى ُأ ِميت� ُه، ُأد ُ
وأض�رب عن�ه ِّ فأذه ُ�ل ك�ر صفح� ًاَ ، ُ الذ َ
52
تط�و ُل �و ِل، ام�رؤ ُم ِّ ل�ي ،م�ن ال َّط ْ ُ َع َّ ُ وم�أكل ل�دي، ُيع�اش ب�ه ،إال ِّ
ِ األرض ك�ي ال ي�رى ل� ُه وأس�تف تُ�رب ُّ
ش�رب ف َم ول�وال اجتناب ال�ذأم ،لم ُي ْل َ ٌ
ُ أتح�ول عل�ى الضي�م ،إال ريثم�ا
تقي�م ب�ي ولك� َّن نفس� ًا ُم�ر ًة ال ُ ِ وأطوي على ُ انطوت الخمص الحوايا ،كما ْ
ُغ�ار ُخ ُيو َط� ُة ّ م�اري ت ُ أزل ته�اداه الت ِ ُّ �ف، َّنائ ُ
ِ ِ الزهي�د كم�ا غدا الق�وت وأغ�دو عل�ى
ُ وتفت�ل
ُ أطح�ل ُ �وت بأذن�اب الشِّ� َعاب ،وي ْع ِس ُ�ل يخ ُ
ي�ح ،هافي� ًا غ�دا َطاوي� ًا، ُ الر َ يع�ارض ِّ
�وت م�ن حي�ث أ َّم� ُه فلم�ا ل�وا ُه ال ُق ُ َّ ِ ِ الوج�وه ،كأنه�ا �يب ُم َه ْل َه َل� ٌة ،ش ُ
نظائ�ر ن َُّح ُ�ل دع�ا ؛ فأجابت�ه ُ ِ ِ ياس ٍ �ر ،ت َت َق ْل َق ُ�ل بكف�ي �داح ق ٌ َّ
�ت ،بِال َب َ�ر ِ اح ،كأنَّه�ا وض َّج ْ �جَ ، َف َض َّ َّس�ت ِبه وأغض�ى وأغضت ،واتس�ى وات ْ ْ
َ ف�وق علي�اءُ ،ث�ك َُّل ؛ ن�و ٌح وإي�ا ُهْ ، َم َر ُ امي�ل َع َّزاه�ا ،و َع َّزت� ُه ُم ْر ِم ُ�ل ُ أجم�ل! الش�كو ب�ر ،إن ل�م ينف�ع ُ و َل َّ لص ُ ِ ٍ ِ �مُ ،م ْج ِم ُ�ل عل�ى َنكَ�ظ م َّم�ا ُيكات ُ ُ تتصلص�ل س�رت قرب� ًا ،أحناؤه�ا َف ِ ُمت ََمه ُ ِّ�ل �ار ٌط ِمن�ي �م َر َو َش َّ باش�ر ُه منه�ا ُذ ٌ وح ْو َص ُ�ل ق�ون ُي َ ُ
أرداه� َّن َس�ا ٍم ُم َعس ُ ِّ�ل ؛ ابي�ض َم َح ُ ُ ِ ِ ُش� ُق ُ كالح�ات َو ُب َّس ُ�ل �ي، ٌ وق العص ِّ
حثح َ ُ أو َ �ث َد ْب َ�ر ُه المبع�وث الخ ْش َ�ر ُم َ ُش�دُ وقها ُف�و ٌه ،كأن ُم َه َّرتَ� ٌة،
َت ،ثم ارعوى بعدُ وارعوت َشكا وش�ك ْ ب�اد ٍ ِ رات ،و ُك ُّله�ا، وف�اءت َو َف�ا َء ْ ِ أس�آري القط�ا ال ُك�دْ ُر ؛ بعدما وتش�رب ُ
وأس�دَ َل ْت �ت َو َه َّم ْ َه َم ْم ُ �ت ،وابتدرن�اْ ، �ت عنه�ا ،وه�ي تكب�و لِع ْق ِ �ره َف َو َّل ْي ُ َ ِ حجرتي�ه وحول� ُه كأن وغاه�ا، ِ فض َّمه�ا توافي� َن ِم�ن َش�تَّى إلي�هَ ، �م َم َّ�ر ْت كأنه�ا، َف َع َّب ْ �ت غشاش� ًاُ ،ث َّ
ِ ُ�ز ُل، أضامي�م م�ن َس� ْف ِر القبائ�ل ،ن َّ ُ
�م أذواد األصاري�م َمن َْه�ل كم�ا َض َّ الص ْب ِ ركب ،م�ن ُأ َحاظ�ة ُم ْج ِف ُل �حٌ ، م�ع ُّ بأه�دَ أ تُنبي�ه س ِ ناس� ُن ُق َّح ُ�ل ؛ ْ َ ِ الع�ب ،فه�ي ُم َّث ُ�ل �اب دحاه�ا ٌ ك َع ٌ
وآل�ف وج�ه األرض عن�د افتراش�ها
ُ وص� ُه وأع�دل َمنحوض� ًا كأن فص َ ُ
ِ قس�طل ف�إن تبتئ�س بالش�نفرى أم ٍ َ تياس�رن َل ْح َم� ُه، ناي�ات َط ِري�دُ ِج
ُ اغتبط�ت بالش�نفرى ُ أط�ول ! قبل، لم�ا ْ ِ ُ أول، �م َعق َيرتُ� ُه ف�ي أ ِّيه�ا ُح َّ
53
ِحثاث� ًا ِ ُ أثق�ل الرب�عِ ،أوه�ي عي�اد ًا ،كحم�ى َّ ِ �ت وم�ن َع ُ�ل ُح ْي ُ تث�وب ،فتأت�ي م�ن ت َ ُ ٍ ُ أتنع�ل رق�ة ،أحف�ى ،وال عل�ى
تن�ا ُم إذا م�ا ن�ام ،يقظ�ى ُع ُيونُه�ا،
إل�ى
وإل�ف هم�و ٍم م�ا ت�زال َت ُع�ود ُه ُ
�م إنه�ا إذا ْ وردت أصدرتُه�اُ ،ث َّ الر ْم ِ �ل ،ضاحي� ًا فإم�ا ترين�ي كابن�ة َّ
ِ ِّ�مع ،والح�زم ُ أنعل عل�ى مث�ل قلب الس ْ ين�ال ِ ُ الغن�ى ذو ال ُب ْع�دَ ِة المت َب ِّ �ذ ُل �رح تح�ت ِ ُ أتخي�ل الغن�ى وال َم ِ ٌ
أجت�اب َب َّ�زه فإن�ي لمول�ى الصب�ر، ُ أحيان� ًا ،و ُأغن�ى ،وإنم�ا و ُأع�د ُم ْ
فلا ج َ�زع م�ن ِخ ٍ ِّ�ف ل�ة ُمتكش ٌ َ ٌ وال تزده�ي األجه�ال ِحلم�ي ،وال ُأرى
األقاوي�ل ُأ ِ ِ نم ُ�ل س�ؤوالً بأعق�اب
ِ ٍ نح�س ،يصطل�ي الق�وس ربه�ا وليل�ة
وأقطع� ُه
ٍ دعس�ت على غ ْط ٍ وبغ�ش ،وصحبتي ش ُ وأيتم�ت ِو ْل�دَ ًة م�ت نِس�وان ًا، ُ فأ َّي ُ ِ ميص�اء، وأصب�ح ،عن�ي ،بال ُغ
فقال�وا :لق�د َه َّ�ر ْت بِ ٍ لي�ل
ِ مكروه�ه
َت َت َغ ْل َغ ُ�ل
الالت�ي
به�ا
ُ يتنب�ل
وإرزي�زَ ،و َو ْج ٌ�ر ،وأف�ك ُُل �عار، ٌ ُس ٌ أت ،واللي�ل أل َي ُ�ل وعُ�دْ ُت كم�ا أ ْب�دَ ُ
ُ ٌ يس�أل وآخ�ر مس�ؤول، فريق�ان : ُ ِ ع�س ُفر ُع ُ�ل ع�س ؟ أم َّ ئ�ب َّ فقلن�ا :أذ ٌ
جالس� ًا ِكال ُبن�ا
أج�دَ ُل ي�ع ،أم ري�ع ْ َ فقلن�ا قط�ا ٌة ِر َ
فل�م ت ُ �ت هو َم ْ َ�ك إال نب�أةٌ ،ث�م َّ ْ ف�إن َي ُ ألب�رح َطارق� ًا �ك م�ن ج� ٍّن، َ
�ت ل�ه وجه�ي ،والك� َّن ُدونَ� ُه ن ََص ْب ُ ٍ �رت هب�ت ل�ه وض�اف ،إذا الري�ح ،ط َّي ْ ْ ُ ٍ بم�س الدِّ ِ ه�ن وال َف ْل�ى ُع ْه�دُ ُه بعي�د ِّ وخ ٍ الت�رسَ ،ق ْف ٍ ِ َ �ر قطعت� ُه �رق كظه�ر
وإن َي ُ اإلن�س تَف َع ُ�ل �ك إنس� ًاَ ،ماكه�ا ُ ِ رمضائ�ه ،تتم ْل َم ُ�ل أفاعي�ه ،ف�ي الم َر ْع َب ُ�ل وال س�تر إال األتحم�ي ُ ُّ ِ ترج ُ�ل أعطاف�ه م�ا لبائ�دَ ع�ن َّ ٍ �و ُل الغس�ل ُم ْح َ ل�ه َع َب ٌ �س ،ع�اف م�ن ْ ُ يعم�ل بِ َع ِاملتي�ن ،ظه�ر ُه لي�س
باآلص ِ ـ�ال َح ْولِ�ي كأنّنـ�ي و َي ْر ُكـ�دْ َن َ
الم َذ َّي ُ َع َ الم َ ـ�ل لا ُء ُ ـ�ذ َارى َع َل ْي ِهـ� َّن ُ ِ ِ ي�ح أ ْع َق ُل م� َن ال ُع ْص� ِم أ ْدف�ى َينْتَحي الك َ
ي�ذوب ُلعاب� ُه، وي�و ٍم م�ن الشِّ�عرى، ُ
عل�ى ُقن ٍ َّ�ةُ ،أقع�ي ِم�رار ًا وأم ُث ُ�ل
وألحق�ت أوال ُه بأخ�راهُ ،موفي� ًا ُ ـ�م َح ْول�ي كأنّـها األر ِاوي ُّ الص ْح ُ َ�رو ُد َ ت ُ
54
املتنبي
�أرق على �أرق ومثلي ي�أرق
ِ ٍ ���أر ُق َأر ٌق َعلى َأرق َوم�� ْث��ل��ي َي َ َ الصبا َب ِة ْ تكون كما ُأ َرى أن ُج ْهدُ ّ ِ ��ر َم��ا َ ّ��م ط��ائ ٌ َ��رن َ ����ر ٌق ْأو ت َ الح َب ْ َج ّر ْب ُت ِم�� ْن ن ِ اله َوى ما تَن َطفي َ��ار َ
��ر ُق َو َج ً َ��ر ْق َ ��ر ٌة تَ��ت َ ���وى َي��زي��دُ َو َع�� ْب َ ��خ ِ ��ب َي ْ ��ق ��ف ُ ��ه��دَ ٌة و َق�� ْل ٌ ��س َّ َع��ي�� ٌن ُم َ ��ق ��ت َول���ي ُف����ؤا ٌد َش�� ّي ُ إالّ انْ�� َث��نَ�� ْي ُ نَ��ار ال َغ َضا وت ِ ��ح ِ َ��ك ُّ ��ر ُق َ ��ل َع ّما ُي ْ ُ موت َمن ال َي َ عش ُق فعجبت َ كيف َي ُ ُ
��ل ِ أه َ َو َع َ الع ْش ِق حتى ُذ ْق ُت ُه ��ذ ْل ُ ��ت ْ َو َع َ ��ت َذنْ��ب��ي أنّني ��ر ْف ُ ��ذ ْرت ُ ��م و َع َ ُ��ه ْ ���ل َم��ن ِ أه ُ َ��از ٍل َ��ح�� ُن ْ أ َب��ن��ي أبِ��ي��نَ��ا ن ْ
منه ْم ما َل ُقوا قيت ��م َف َل ُ ُ َع�� ّي ْ��رت ُ ُ��ه ْ ���راب ال�� َب ِ ��ي��ن فيها َينْ َع ُق أ َب���د ًا ُغ ُ
َن ْبكي على الدّ نْيا َو َم��ا ِم�� ْن َم ْع َش ٍر ِ ��ر ُة األُل��ى ��ر ُة َ ال��ج��ب��ابِ َ أي�� َن األك��اس َ من ّ َ ض��اق ال َفضا ُء بج ْي ِش ِه كل َمن ْ ك��أن لم َي ْع َل ُموا ��ر ٌس إذا نُ��ودوا ُخ ْ آت وال��نُّ�� ُف��وس ن ِ َف��ال��م��و ُت ٍ َفائ ٌس ُ َ َ ْ ��ر ُء ي��أ ُم ُ ال��ح�� َي��ا ُة َش ِه ّي ٌة ��ل َو َ ال��م ْ َو َ الش ِ َو َل َقدْ َب َك ْي ُت على َّ لمتي باب َو ّ ��راق ِ ��ب��ل ي���و ِم فِ ِ ِ َح َ ��ه ����ذر ًا َع�� َل�� ْي��ه َق َ َ ْ بن َم ْع ِن ِ س ِ أ ّما َبنُو ْأو ِ الر َضى بن ّ كَ��ب��ر ُت ح��و َل ِد ِ ِ لما َب��دَ ْت َ ْ ��م ّ ي��اره ْ ّ ْ بت من ْأر ٍ هم و َع ِج ُ ض َس ُ حاب أك ّف ْ ِ ِ ��وح من طِ ِ ���ح يب ال ّثنَاء َر َوائ ٌ َوتَ�� ُف ُ ِ ِ ِ ّ��ه��ا ��س��ك�� ّي�� ُة ال��نّ�� َف��ح��ات إالّ أن َ م ْ
��م َج َم َعت ُْه ُم الدّ نْيا َف�� َل ْ ُوز َفما َبقي َن َوال َبقوا َكن َُزوا ال ُكن َ ��ح��وا ُه َل��ح��دٌ َض ّي ُق ���وى َف َ حتى َث َ َي َت َف ّر ُقوا
��م َح ٌ ّ �ل�ال ُمط َل ُق أن ال��كَ�لا َم َل ُ ��ه ْ والمست َِع ُّز بِما َل��دَ ي ِ ��ق ��ه ��م ُ ْ ْ األح َ َ َ ُ ْ ���ر َو ّ َو ّ ْ��ز ُق الشبي َب ُة أن َ ال��ش�� ْي ُ ��ب ْأو َق ُ م��س��ود ٌة ولِ��م ِ َ���ق ��اء َو ْج��ه��ي َر ْون ُ ُ ْ َ ّ َ َ ��ك��دْ ت بم ِ حتى َل ِ أش��ر ُق اء َجفني َ ُ َ ِ ُ��ق ُ��ح��دَ ى إل��ي��ه األ ْي��ن ُ ُّ ف��أع��ز َم�� ْن ت ْ الم ِ منها ُّ شر ُق موس َو َ الش ُ ليس فيها َ ��خ��وره��ا ال ت ِ ِ ُ��ور ُق من َف ْو ِقها َو ُص ُ��ل م��ك��ان ٍ ��م ب��ك ّ َ��ة ت ُْست َ َنش ُق َل ُ ��ه ُ ِ ِ ��ق ��م ال تَ�� ْع�� َب ُ َو ْح��ش�� ّي�� ٌة بِ��س ُ ��واه ُ 55
أ ُم��ري��دَ ِم�� ْث ِ ��ل ُم َح ّم ٍد في َع ْص ِرنَا َ الر ْح ُ مثل ُم َح ّم ٍد م?ن لم َي ْخ ُل ِق ّ َثير َو ِع��نْ��دَ ُه يا ذا ال��ذي َي َه ُ ب الك َ ِ ِ ��ر ًة ��ح َ لي َس َ ��اب ُج���ود َك َث ّ ��ر َع ّ أ ْم��ط ْ َ���ذب اب��ن ِ فاع َل ٍة َي�� ُق ُ بج ْه ِل ِه ��ول َ ُ ك َ َ
ال َتب ُلنَا بِ��طِ ِ �لاب م��ا ال ُي ْل َح ُق ْ أح����د ًا َو َظ���نّ���ي أنّ���� ُه ال َي ْ ��ق ��خ�� ُل ُ َ ْ ِ ِ أنّ���ي َع�� َل��ي ِ َ���ص���دّ ُق ��ه ب���أخ���ذه أت َ ْ وان�� ُظ��ر إل���ي ب��رح ٍ ���ر ُق َ ��م��ة ال أ ْغ َ ّ َ ْ َ ْ مات ِ ْت َح ٌّي ت ُْر َز ُق**** الكرا ُم َوأن َ َ ******
56
املتنبي
واحر قلباه ممن قلبه �شبم
َوم�� ْن ِ بج ْسمي َوحالي ِعندَ ُه َس َق ُم َ ِ ِ ��م َوتَدّ عي ُح ّ ب َسيف الدّ ْولة األُ َم ُ ��ب َن ْقت َِس ُم َف َل ْي َت أنّ��ا بِ�� َق��دْ ِر ال��ح ّ ُ ِ ��وف َد ُم ال��س�� ُي ُ ��ر ُت إ َل�� ْي��ه َو ّ َوق��د نَ�� َظ ْ
م��م�� ْن َق�� ْل�� ُب�� ُه َشبِ ُم َو َ ���ر َق�� ْل��ب��ا ُه ّ اح ّ ��رى َج َسدي ما لي ُأ َكت ُِّم ُح ّب ًا َق��دْ َب َ َ���ان يجمعنَا ح��ب لِ�� ُغ��رتِ ِ ْ ��ه إن ك َ َ ْ َ ُ ُ ٌّ ّ ��وف ِ الهن ِْد ُم ْغ َمدَ ٌة قد ُز ْرتُ��� ُه َو ُس�� ُي ُ ��س�� َن َخ ِ َ ��ل��ق الله ُك ّل ِه ِم ف��ك��ان ْ أح َ ��و ُت ال�� َع��دُ ّو ال��ذي َي ّم ْم َت ُه َظ َف ٌر َف ْ ِ ناب َ طنعت اص عنك شديدُ ْ الخوف َو ْ ْ قد َ يس َي َلز ُمها َأ َلز َ َفس َك َشيئ ًا َل َ مت ن َ
��ت َج ْيش ًا أ ُك ّل َما ُر ْم َ ��م في َع َل ْي َك َه ْ ��ز ُم ُ ��ه ُ
َ��رى َظ َفر ًا ُح ْلو ًا أ َم��ا ت َ
َو َ األحس ِن ّ الش َي ُم كان أحس َن ما في َ ِ ِ ِ ��م أس ٌ ���ف ف��ي َط�� ّي��ه ن�� َع ُ ف��ي َط�� ّي��ه َ
َل َ المها َب ُة ما ال ت َْصن َُع ال ُب َه ُم ��ك َ َأن ال ُي ِ رض َوال َع َل ُم ��ه��م َأ ٌ ��وار َي ُ ��ك في آ َث ِ ���ار ِه ِ ��ت بِ َ اله َم ُم ��ر َف ْ ت َ َ��ص ّ
فا ْن َثنَى َه َرب ًا ّ ك��ل ُم ْعت ََر ٍك ِ ��وى َظ َف ٍر س َ
انه َز ُموا َو َم��ا َع َل ْي َك ِبه ْم ع��ار إذا َ ٌ يض ِ ِ تَصا َفح ْت ِ مم فيه بِ ُ َ الهنْد َوال ِّل ُ فيك ِ َ الخص ُم َوالحك َُم أنت الخصا ُم َو َ ْ ب ّ حم فيمن شحم ُه َو َر ُم تحس َ الش َ أن َ ِ ْ��وار َوال ُّظ َل ُم است ََو ْت عنْدَ ُه األن ُ إذا ْ بأنّني َخ��ي��ر م��ن تَسعى ِ ب��ه َق��دَ ُم ُ َ ْ ْ َ أس َم َع ْت ك َِلماتي َم�� ْن ِبه َص َم ُم َو ْ الخ ْل ُق َج ّر َاها َو ْ َ يخت َِص ُم َو َي ْس َه ُر
يا أع��دَ َل ال��ن ِ ّ��اس إالّ في ُمعا َم َلتي ِ ٍ ُأ ِع ُ ��رات ِم��ن َ ص��اد َق�� ًة ْ��ك ��ي��ذه��ا نَ�� َظ ِ اع أخ��ي الدّ ْن َيا بِنَاظِ ِر ِه َو َم��ا انْت َف ُ سيع َلم الجمع ممن َضم م ِ جل ُسنا َ ُ ّ ْ ّ َ َ ْ ُ ��م��ى إل��ى أ َدب��ي أنَ��ا ال��ذي َن َظ َر األ ْع َ أنَ��ا ُم ِم ْ ��و ِار ِد َه��ا ��ل َء ُج ُفوني َع�� ْن َش َ و ِ ج��اه ٍ ��ل َم��دّ ُه في َج ْه ِل ِه َض ِحكي َ ���ت نُ��ي��وب ال ّلي ِ ِ ب���ار َز ًة ث إذا َرأ ْي َ ْ ُ َ
���م اس��� ٌة َو َف ُ ���ر َ َح��ت��ى أتَ��تْ��ه َي���دٌ َف ّ أن ال�� ّل�� ْي َ َف�لا تَ�� ُظ��نّ�� ّن ّ ��ث َي ْبت َِس ُم
57
أدركْ��تُ��ه��ا ب��ج ٍ ��ر ُم ��واد َظ ْ َ َ َ ��ره َح َ ��ه ُ َ َ��ف َوال�� َق��دَ ُم َوفِ�� ْع�� ُل�� ُه َم��ا تُ��ري��دُ ال��ك ُّ حتى ضرب ُت وم��وج المو ِ ت َي ْلتَطِ ُم َ َ ْ ُ َْ َْ طاس َوال َق َل ُم مح الس ُ والقر ُ الر ُ ْ يف َو ّ َو ّ
ومهج ٍة مهجتي من ه��م ص ِ احبها َ ّ َ َ ُْ َ ُْ َ ِ الر ِ كض ِر ٌ جل َو اليدان َيدٌ ِرجال ُه في ّ ٍ الج ْح َف َل ِ ين ِبه سر ُت بي َن َ َو ُم ْر َهف ْ
الخ ْي ُل َوال ّل ْي ُل َوال َب ْيدا ُء ت ِ َ َعر ُفني ِ ِ الو َ حش من َف ِرد ًا َصح ْب ُت في ال َف َلوات َ ي��ا م��ن ي ِ أن ُن َف ِ ��ز َع َل ْينَا ْ ار َق ُه ْم ��ع ّ َ َ ْ َ ك��ان أخ َل َقنَا ِمنك ُْم بت ِ َ َكر َم ٍة َم��ا ِ َ َ ْ حاسدُ نَا ق��ال ُ��م ما إن ��رك ُ ك��ان َس ّ ذاك َم ِ َ عر َف ٌة ُ��م َو َب ْينَنَا َل ْ ��و َر َع�� ْي��ت ْ ِ كم َت ْط ُل ُب َ كم ون َلنَا َع ْيب ًا ف ُيعج ُز ْ َ شرفي يب والن ما أبعدَ ال َع َ ّقصان م ْن َ َلي َت ال َغمام الذي عندي ص ِ واع ُق ُه َ ْ َ َ َأرى الن َّوى َيقتَضيني َّ كل َم ْر َح َل ٍة َل ِئن تَ��ركْ��ن ُضمير ًا َع��ن م ِ يامنِنا َ َ ْ ْ َ َ ��و ٍم َو َق��د َق��دَ ُروا إذا ت ََر ّح ْل َت عن َق ْ ��دي��ق بِ ِ َش��ر ال��بِ ِ ٌ ��ه ��ك��ان ال َص �لاد َم َ ُّ َص اح��ت��ي َقن ٌ ���ر م��ا َقن َّص ْت ُه َر َ َو َش ُّ ب��أي َل�� ْف ٍ ��ظ تَ�� ُق ُ ��ول ّ الش ْع َر ِز ْعنِ َف ٌة ّ َه����ذا ِع��ت��ا ُب َ ��ك إالّ أنّ���� ُه ِم�� َق�� ٌة
َ��م حتى َت َع ّج َ ��ور َواألك ُ ب مني ال�� ُق ُ ٍ ِوجدانُنا ك َّ كم عَ��دَ ُم ُ��ل ش��يء َبعدَ ْ ُ��م ِم��ن ِ ��و ّ ��م َل ْ أم��رنَ��ا أ َم ُ ��رك ُ أن أ ْم َ ��م ��م��ا ُ ُ���م أ َل ُ ��ر ٍح إذا ْأرض���اك ُ ل��ج ْ َف َ ِ الم ِ أه ِ ّ ��م عار َ ف في ْ ��ل الن َُّهى ذ َم ُ إن َ
ْ��ر ُه الله ما تَ��أت َ َ��ر ُم ُ��ون َوال��ك َ َو َي��ك َ أنَ��ا ال ّثريا و ِ ذان ّ ��ر ُم يب َو َ الش ُ َّ َ ال��ه َ ِ ��م ُيزي ُل ُه ّن إل��ى َم�� ْن ع��نْ��دَ ُه ال��دِّ َي ُ ��م ال ت َْست َِق ّل بها َ ال��ر ُس ُ ال��و ّخ��ا َد ُة ُّ
��م نَ��دَ ُم ل��م�� ْن َو ّد ْع��ت ُ َل�� َي ْ ُ��ه ْ ��ح��دُ َث�� ّن َ ُفار َقهم فالر ِ اح َ ْ لون ُه ُم ّ أن ال ت ِ ُ ْ ِ ُ اإلنسان ما َي ِص ُم ب ��ر ما َيكس ُ َو َش ُّ ��زاة س��واء ِ ُشهب ال��ب ِ ��م فيه ُ ْ ُ وال��ر َخ ُ َّ ٌ َ تَج ُ ِ ��ر ٌب َوال َع َج ُم ُ وز عندَ َك ال ُع ْ ِ ��م ��م�� َن ال����دُّ َّر إالّ أنّ��� ُه كَ��ل ُ ق��د ُض ّ *****
58
املتنبي
على قدر �أهل العزم ت�أتي العزائم ِ المكار ُم َوتأتي ع َلى َق��دْ ِر الكرا ِم َ وتَص ُغر في َعين العظي ِم الع ِ ظائ ُم َ َ َ ْ ُ ُ الجيوش الخضار ُم َوقد َع ِج َز ْت عن ُه ال��ض ِ ِ َ ��م َو ��راغ ُ ذل���ك م��ا ال تَ��دّ ع��ي��ه ّ َ نُ��س��ور ال َفال أحدا ُثها وال َق ِ شاع ُم َ ُ ُ ِ ِ ��م َو َق���دْ ُخل َق ْت أسيا ُف ُه َوال�� َق��وائ ُ وتَ��ع�� َل��م أي الس ِ اق َي ْي ِن ال َغ َم ِائ ُم ُّ ّ َ ْ ُ الج ِ ماج ُم َف َل ّما َدنَ��ا ِمنها َس َقتها َ المنَا َيا َح ْو َلها ُمتَالطِ ُم ���و ُج َو َم ْ َ ث ال َقتْلى َع َليها ت ِ و ِم��ن ج َث ِ َمائ ُم ْ َ ْ ُ بالخ ّطي والدّ هر ر ِ على الدّ ِ اغ ُم ين َ ّ َ ُْ َ ي��أخ ْ ُ ��ذ َن َ ���و ِار ُم َو ُه��� ّن لِ َما منك َغ َ
َعلى َق��دْ ِر أه ِل الع ْزم تأتي الع ِ زائ ُم ْ َ َ الص ِ َو َت ْع ُظ ُم في َع ِ صغارها غير ين ّ ُ َ الجيش َه ّم ُه سيف الدّ ْو َل ِة ف ُ ُي َك ّل ُ ِ ب عندَ الن ِ نفسه ّاس ما عندَ َو َيط ُل ُ ِ الح ُه ��م��ر ًا س َ َ��م ال ّط ِير ُع ْ ُي�� َف��دّ ي أت ُّ ��ق ب َغ ِير َمخالِ ٍ ب ��ره��ا َخ�� ْل ٌ َوم��ا َض ّ الحمرا ُء ت ِ الحدَ ُ ف ْلونَها َعر ُ ث َ َه ِل َ ُ��زولِ ِ ��ه َس َقتْها ال َغ َما ُم ال ُغ ُّر َق ْب َل ن ُ ��ر ُع ال َقنَا َبن َ َاها فأ ْعلى َوال َقنَا َي�� ْق َ ك��ان بها م ْث ُل الجن ِ فأص َب َح ْت ُون ْ ُ َو َ َ َط��ري��دَ ُة َد ْه ٍ َ��ه��ا ��ر َد ْدت َ ���ر سا َقها َف َ ٍ ُفيت کل ّليالي ك َّ أخ ْ ش��يء َ ��ذتَ�� ُه ُ��ل ت ُ ال ُم ِ َ ك��ان ما َتن ِْو ِيه فِ ْع ً ضارع ًا إذا
ِ الج ِ َم َضى َ قبل ْ واز ُم أن تُلقى ع َليه َ ِ ��م َوذا ال ّط ْع ُن آس��اس َ ٌ لها َو َدع��ائ ُ َ ع��اش ظالِ ُم م��ات َمظ ُلو ٌم َوال َفما َ س��روا إليك بِ ِجي ٍ اد ما َل ُه ّن َق َو ِائ ُم َ َ َ ْ ِ ِ ِ ِ ��م ث��ي��ا ُب ُ ��م��ائ ُ ��م م��ن م ْثلها َوال�� َع َ ��ه ُ ��و َز ِاء من ُه َز َم ِ ���از ُم َوف��ي ُأ ُذ ِن ال��ج ْ َ
وس هد َمها َ والر ُ الرو ُم ّ وكيف ت َُر ّجي ّ و َق��د حاكَموها والمنَايا حو ِ اك ٌم ُ َ َ َ َ َ َ َ ��ر َ ال��ح��دي��دَ كَأن َّما ون َ َ���و َك َي ُ أت ْ ��ج ّ إذا بر ُقوا لم ُتعر ِ منه ُم ف البِ ُ يض ُ َْ ََ ِ األر ِ الغر ِ ب َز ْح ُف ُه ٌ ض َو ْ بشرق ْ خميس ْ ��ن و ُأم ٍ ف��ي��ه ُّ ِ ِ ����ة ��ع ��م َ ت َ ��س ٍ َ ّ ك��ل ل ْ َ��ج ّ ���ت َذوب ِ ِ ِ ال��غ َّ َ���ار ُه َف��ل�� ّل��ه َو ْق ٌ ّ َ ��ش ن ُ
اث إالّ التر ِ ال��ح��دّ َ اج ُم َف َما ُي ْف ِه ُم ُ َ ���ار ٌم ْأو ُض ِ ��ق إالّ َص ِ ��ب��ار ُم ��م َي�� ْب َ َف�� َل ْ
59
سان م��ن ال ي ِ و َف��ر من ال ُفر ِ صاد ُم ُ َ ْ َ ّ َ ْ فن ال��ردى وه��و ِ كأن َّك في َج ِ نائ ُم ْ َ ّ َ ��ك و ّض���اح و َث�� ْغ��ر َك ِ باس ُم ٌ َ ��ه َ َ َو َو ْج ُ ُ أن��ت بال َغ ْي ِ ب عالِ ُم ��و ٍم َ ��و ِل َق ْ إلى َق ْ الخوافي تحتَها وال�� َق��و ِ اد ُم وت ت َُم ُ َ َ ََ ات والنّصر َق ِ وص��ار إلى ال ّلب ِ ��اد ُم َ ّ ُ َ َ َ ّ للر ِ مح شاتِ ُم َوحتى الس َ يف ّ ك��أن ّ ِ ِ الص َو ِار ُم فاف يض الخ ُ يح ُه البِ ُ ّ َمفات ُ ِ ��و َق ال َع ُر ِ راهم كما نُث َر ْت َف ْ وس الدّ ُ َ كور الم ِ طاع ُم ��و َل ُ كثر ْت َح ْ الو ِ َ َوقد َ تاق ال��ص ِ ُبأماتِها وه���ي ِ الع ُ �لاد ُم ّ َ ْ َ ّ ِ ِ ��م كما َتت ََم ّشى في ّ الصعيد األراق ُ َ ِ ِ ��م َق�� َف��ا ُه على اإل ْق���دا ِم َ للو ْجه الئ ُ فت ري��ح ال ّل ِ يوث ال َب َه ِائ ُم َوق��د َع َر ْ َ األمير ال َغو ِ ِ اش ُم الت بالص ْه ِر َح ْم ُ َ َو ّ لِما َش َغ َلتْها هامهم والم ِ عاص ُم َ ُُ ْ َ َ َ ��وات الس ِ يوف أ َع ِ على ّ اج ُم أص َ أن ْ ّ و ِ َ منك غانِ ُم ل��ك�� ّن َم ْغنُوم ًا ن ََجا َ للش ْر ِك َه ِ ّ ��از ُم َو َل ِكن َّك الت ّْوحيدُ ِ و َت ْفت ِ ب��ه ال العو ِ اص ُم َخ ُر الدّ نْيا ََ َ ِ ِ ف��إن َ ��م ّ��ك ُم�� ْع��ط��ي��ه َوإن ّ�����ي نَ��اظ ُ َ ْ���ت ن ِ َف�لا أنَ��ا َم ْ َ���اد ُم ��ذ ُم��و ٌم َوال أن َ إذا و َقع ْت في ِمسمعي ِه ال َغم ِ اغ ُم ْ َ َْ َ َ َ
َت َق ّط َع ما ال َي ْق َط ُع ال���دّ ْر َع َوال َقنَا شك لو ِاق ٍ ِ ف الم ْوت ٌّ َ َو َق ْف َت َوما في َ ُ َ زيم ًة ب��ك ت َُم ّر األب��ط��ال َك ْل َمى َه َ ِ قدار ّ الشجا َع ِة والن َُّهى َ تجاو ْز َت م َ ِ القلب َض ّم ًة ناح ِيه ْم على َض َم ْم َت َج َ ِ ِ بض ْر ٍ ب َ ّصر َغائ ٌ ب أتَى الهامات َوالن ُ ح َقر َت الردينِي ِ ات حتى َط َرحتَها ُّ َ ْ ّ َ ْ الج َ ليل فإن َّما ب ال َفت َْح َ َو َم�� ْن َط َل َ نَ�� َث��رتَ��ه��م َف���و َق األُح���ي ِ ���د ِ ب ُك ّل ِه َ ْ ْ ْ ُ ُ ُ الوكور على ُّ تدوس َ الذ َرى الخيل بك ُ َ تَ�� ُظ��ن فِ ُ ���راخ ال ُفت ِْخ أن َ َ��ه��ا ّ��ك ُز ْرت َ ّ ��ت َم ّش ْيتَها ب ُبطونِ َها إذا َزلِ�� َق ْ ُ��ل ي��و ٍم ذا الدُّ مست ُُق م ِ قد ٌم أف��ي ك ّ َ ْ ُ ُ ْ نكر ِري��ح ال ّل ِ ِ يث حتى َي ُ ��ذو َق�� ُه َ أ ُي ُ َوق��د َف َج َع ْت ُه با ْبنِ ِه َو ِ اب��ن ِص ْه ِر ِه فوته ال ُّظ َبى َ اب في ْ األص َح َ مضى َيشك ُُر ْ شرفِ ّي ِة ِ فيه ِم ��م َص ْ َو َي�� ْف َ الم َ ��و َت َ ��ه ُ َ ��ط��اك ال َع�� ْن َج َها َل ٍة بما أ ْع ��ر َ ��س ّ ُي َ ِ ه��ازم�� ًا لِنَظِ ِير ِه ��ت َمليك ًا ��س َ َو َل ْ ن���ان ِ ٌ ت َ ب��ه ال َرب��ي�� َع�� ٌة ���ر ُ ف عَ���دْ َ���ش ّ لي َلف ُظ ُه َل َك َ الحمدُ في الدُّ ّر الذي َ َوإنّي َل َت ْعدو بي َع َطا َي َ الو َغى اك في َ ��ل ِ ب��رج ِ ُ��ل َط�� ّي ٍ َعلى ك ّ ��ه ��ه��ا ِ ْ ��ار إ َل�� ْي َ 60
غمد ًا الس ُ يف الذي َل َ يس ُم َ أال أ ّيها ّ لض ْر ِ الم ْج ِد َوال ُع َلى َهنيئ ًا َ ب َ الها ِم َو َ ِ ُ حم?ن حدّ يك ما َوقى الر َول ْم ال َيقي ّ
ُ ******
61
وال ِ فيه م��رت��اب وال منْه َع ِ اص ُم ُ ُ ْ ٌ َ َ َور ِ اإلس�ل�ا ِم أن َ َ ّ��ك سالِ ُم اج ��ي��ك َو ْ َ ب��ك ِ ِ ال��ع��دَ ى َ دائ��م َو َت ْفلي ُق ُه َه��ا َم
امر�ؤ القي�س قفا نبك من ِذكرى حبيب ومنزل ( معلقة ) قفا نبك من ِذك��رى حبيب ومنزل
ِ ِ فح ْو ِ مل بسقط ال ِّلوى بي َن الدَّ خول َ ِ وشمال لما نسجتْها من َجنُوب
عف رسمه َا فتوضح فالمقراة لم َي ُ األرآ ِم في َع َرصاتِها ت��رى َب�� َع َ��ر ْ َح َم ّلوا ��و َم ت َ كأني َغ��داة َ ال َب ْي ِن َي ْ لي َمطِ َّي ُه ْم ُوقوف ًا بها َص ْحبي َع َّ َّ وإن ش��ف��ائ��ي ع��ب��رة ٌ م��ه��راق�� ٌة كدأبك من أم الحوي ِ َ رث قبلها َ ِّ م��وع ال َع ِ ين ِمنّي َصبا َب ًة َف َ فاضت ُد ُ رب ي��و ٍم لك ِمن ُْه َّن صالح أال َّ
ح���ب فلفل وق��ي��ع��ان��ه��ا ك��أن��ه َّ رات الحي ِ لدى سم ِ ِ حنظل ف ناق ُ َ ّ َ ُ ْ وتجمل تهلك أسى ً ي ُقولون ال ّ فهل عند َرس�� ٍم ِ دار ٍ ْ عو ِل س من ُم َّ ِ ال��رب��اب بمأسل وج��ارت��ه��ا أ َّم ِ ِ َعلى الن ِ حملي َحر َحتّى َب َّل َدمع َي م َ ب���دارة ِ ُج ْل ُج ِل وال س ّيما ي��و ٍم َ ِ المت ََح َّم ِل فيا َع َجب ًا من كورها ُ
ع��ق��رت للعذارى مطيتي وي��وم ُ
َّ فظل ال��ع��ذارى يرتمي َن بلحمها ِ الخدر خدر عنيزة دخلت وي��وم ُ
وشح ٍم كهداب الدمقس المفتل
فقالت لك الويالت َ إنك ُمرجلي ِ فانزل عقرت بعيري يا امرأ القيس
َ ُ م��ال ال َغ ُ بيط بنا مع ًا تقول وق��د وأرخ��ي ِزما َم ُه ف ُق ُ لت لها سيري ْ ِ فم ِثل ِك ُح ْبلى قد َط َر ْق ُت و ُم ْرض ٍع إذا ما بكى من خلفها ان َْص َر َف ْت ل ُه
ِ المعلل وال تُبعديني من جناك
تمائم محول فألهيتُها عن ذي َ ِ ِ ��و ِل ��ح َّ بش ٍّق َوتحتي ش ُّقها لم ُي َ َح َّل ِل لي َوآ َل ْ ���ت َح ْل َفة ً لم ت َ َع ّ وإن ِ كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
ِ الكثيب َّ تعذرت ويوم ًا على ظهر ِ ��م مه ً ال بعض ه��ذا التدلل أف��اط ُ ِ َو ْ إن ُ ساءتك مني َخلي َقة ٌ تك قد
فس ّلي ثيابي من ثيابِ ِك َتن ُْس ِل ُ
62
ِ وأن��ك مهما تأمري القلب يفعل بسهم ِ ِ أعشار َق ٍ لب ُم َقت َِّل يك في َ َ عج ِل ت ََمت ُ غير ُم َ ّعت من َل ْه ٍو بها َ ��س��رون مقتلي علي ِح��راس�� ًا لو ُي ّ ّ المفص ِل تعرض أثناء ال��وش��اح َ َّ ِ الم َت َف ِّض ِل الس ِتر إالَّ ل ْب َسة َ ُ لدى ِّ
أن ح��ب ِ ِ ��ك قاتِلي ����رك مني ّ ُ ّ أ َغ ّ ���ت َعي ِ ناك إال لت َْض ِربي و َم��ا َذ َر َف ْ ْ وبيضة ِ خ��در ال ي���را ُم خباؤها
أحراس ًا إ َليها و َم ْع َشر ًا ْ تجاوز ُت ْ
إذا ما الثريا في السماء تعرضت ِ َ��و ٍم ثيا َبها فج ْئ ُت وق��د ن ََّض ْت ل��ن ْ
َ ل��ك حيلة ٌ فقالت يمين الله ما
وما إن أرى عنك الغواية َ تنجلي ��ل ِم��ر ٍ على أ َث َر ْينا َذ ْي َ ط ُم َر َّح ِل ْ ت ذي ِح ٍ بنا بطن َخب ٍ قاف َع َقنْ َق ِل ُ ْ الم َخ َ هضيم الك ِ لخ ِل علي َشح ِر ّيا ُ َ َّ
َج ّر َورا َءن��ا ��ر ْج ُ ��ت بها أمشي ت ُ َخ َ الحي وانتحى أجزنا ساحة فلما ْ ِّ هصرت بِفودي رأسها فتمايلت ُ ريحها إِذا اِل َت َفتَت نَحوي ت ََض َّو َع ُ فاضة ٍ ُم َه ْف َه َفة ٌ َب ْيضا ُء غير ُم َ ُ ِ المقاناة ِ ال َب ِ بص ْف َرة ٍ ياض ُ كبِك ِْر ُ ٍ أس��ي��ل وتتَّقي تصد وت��ب��دي ع��ن ِ بفاحش وجيد كجيد الرئم ليس
الصبا جا َءت بِ َر ّيا ال َق َرن ُف ِل َسيم َ ن َ ترائبها مصقولة ٌ كالسجنجل
ِ المحلل نمير الماء غير غذاها ُ بناظرة ٍ من وحش وج��رة َ م ِ طف ِل َ َ ْ َ ُ َ بم َع َّط ِل إذا ه��ي ن ّ َ��ص��تْ�� ُه َوال ُ َ نو النَخ َل ِة الم َتع ِ َأ ٍ ثيث ك َِق ِ ثك ِل ُ َ ِ ِ رس ِل تَض ُّل الع َ قاص في ُم َثن ًّى َو ُم َ ِ المذلل وس��اق كأنبوب السقي ُ
و َف��ر ٍع يزين المتن َأس��ود ِ فاح ٍم َ َ َ ُ َ َ َ َغ ِ دائ ُرها ُمست ِ رات إِل��ى ال ُعال َشز ٌ
وكشح لطيف كالجديل مخصر ِ برخ ٍ َ غير َش ْث ٍن كأ ّن ُه ص َو َت ْعطو
ِ ُ إسحل مساويك أساريع ظبي أو ُ م��ن��ارة ُ ممسى راه���ب متبتل َفض ِل الضحى لم َتنْتَطِ ْق عن ت ُّ نؤو ُم ُّ إذا ما اسبكَر ْت بين در ٍع ِ وم ْج َو ِل َ ْ ّ ِ نس ِل َو َل َ يس ُف��ؤادي َعن َه��واك بِ ُم َ
تُ��ض��يء ال��ظ�لا َم بالعشاء كأنها الم ِ يت ِ سك فوق فراشها َوت ُْضحي َفتِ ُ الحليم صبابة إل��ى مثلها يرنو ُ جال َع ِن ِ الر ِ مايات ِ الصبا ت ََس َّلت ِع ُ
63
ِ ��وى َر َددتُ��ه أال ُر ّب َخ ْص ٍم فيك أ ْل َ وليل كموج البحر أرخى سدول ُه
َ تعذاله غير مؤتل نصيح على
ع��ل��ي ب��أن��واع ال��ه��م��وم ليبتلي َّ وأر َدف أع��ج��از ًا ون���ا َء بك ْل ِ كل باح ِمنك بأم َث ِل بص ْب ٍح وما اإلص َ ْ ُ ِ بيذبل بكل مغار الفتل ش��دت ٍ ِ ��م َجندَ ِل ب��أ ْم ��راس كتّان إل��ى ُص ّ ��ي��د األَوابِ ِ ��ر ٍد َق ِ ��ن��ج ِ ����د َهيك ِ َل ��م َ بِ ُ كَج ِ لمود َص ٍ الس ُيل ِمن َع ِل ُ خر َح َّط ُه َ كَما َز َّل ِ الم َتن ََّز ِل ��ت َ الصفوا ُء بِ ُ َ أث���رن غ��ب��ار ًا بالكديد المركل لي ِم ْر ِ جل إذا جاش فيه حم ُيه َغ ُ واب الع ِ َو ُي ْلوي بأ ْث ِ المث َّق ِل نيف َ ُ ٍ ِ ِ ��وص��ل ب��خ��ي��ط ُم ك��ف��ي��ه ت��ق��ل��ب ُ ٍ ِ تنفل وتقريب سرحان وإرخ��اء ُ
َ��م�� ّط��ى بصلبه َف�� ُق�� ْل ُ ��ت َل�� ُه لما ت َ أال أ ّيها ال ّل ُيل ال ّط ُ ويل أال ان َْجلي
ْ َّ َ ك���أن نجوم ُه ل��ي��ل ل��ك م��ن فيا ك��أن الثريا ع ِّلقت ف��ي مصامها َو َق��د َأغتَدي َوال َط ُير في ُوكُناتِها ِم��ك ِ ��ل ُم��دبِ ٍ ��ر ُم��ق��بِ ٍ ��ر َمع ًا َ��ر م�� َف ٍّ ٍّ كُم ٍ ��ز ُّل ِ ِ يت َي ِ حال َمتنِ ِه اللبدُ َعن َ السابحات على الونى مسح إذا ما ُ ٍّ ِ العقب ج َّياش كأن اهتزام ُه على الخف على صهواته يطير الغال ُم ُّ ُ ِ ِ َد ٍ َ��خ ْ ري���ر ك ُ ��ر ُه ��ذروف َ الوليد أ َم ّ ٍ ظ��ب��ي وس��اق��ا نعامة ل�� ُه أي��ط�لا
ٍ ِ َم َ حنظل ��روس ْأو َصالية َ ��داك َع وب��ات بعيني قائم ًا غير مرسل َ وار في م ٍ ���ذارى َد ٍ ��ذ َّي ِ �لاء ُم َ ��ل َع ُ َ ِ شيرة ِ ُم ْخ َو ِل بجيد ُم َع ٍّم في ال َع َ ِ ج��واح��ره��ا ف��ي ص��رة ٍ ل��م تز َّيل ٍ ِ غس ِل دراك�� ًا ولم َين َْض ْح بماء ف ُي َ فيف ِش ٍ ��واء ْأو َق ٍ دير ُم َع َّج ِل َص َ
كأن على الكتفين منه إذا انتحى ِ ��ر ُج�� ُه َولجا ُم ُه َ وب���ات َع�� َل�� ْي��ه َس ْ َّ نعاجه ك���أن س���رب ف��ع�� َّن ل��ن��ا َ ٌ
َ ف��أدب��رن كالجزع المفصل بينه ب��ال��ه��اد ِ ِ ي��ات َو ُدونَ���� ُه فألح َقنا َ ِ ��و ٍر َو َن ْع َجة ٍ َفعادى ع��دا ًء َبي َن َث ْ وظل ُطهاة ُ ال ّلح ِم من ِ ّ بين ُمن ِْض ٍج الطرف ينفض رأسه راح ُ ورحنا َ ُ ِ َّ ال��ه��ادي��ات بنحره ك���أن دم���ا َء
َ���ر َّق العي ُن فيه ت ََس َّف ِل متى ما ت َ ع��ص��ارة ُ ِح��ن ٍ بش ْي ٍ ��ر ّج ِ ّ��اء َ ��ل ُ ب ُم ْ
64
بضاف فويق األرض ليس بأعزل ِ ال��ي��دي��ن ف��ي حبي ُمكلل كلمع
وأن��ت إذا استدبرتُه س��دَّ فرجه َ
أح��ار ت��رى ب��رق�� ًا أري��ك وميضه يضيء سناه أو مصابيح ِ راه ٍ ��ب ُ َ ُ ْ َ َ ُ ُ
أه��ان السليط في َّ الذبال المفتَّل
وب���ي���ن اك�����ام ب���ع���دم م��ت��أم��ل
قعدت له وصحيبتي بين حامر
دوح الكنهبل يكب على األذق��ان َ ُّ بجنْدَ ِل َوال ُأ ُط��م�� ًا إال َمشيد ًا َ الس ِ غز ِل يل َواأل ْغثاء َفلكة ُ ِم َ من َّ ٍ ن���اس ف��ي بِ ٍ ��ز َّم ِ ��ل َبير ُأ ��ج��اد ُم َ ك ُ
يسح الماء عن كل فيقة وأضحى ُّ يترك بها ِج��ذع نخلة وتيما َء لم ُ كأن ذرى رأس المجيمر غ��دوة ً ِ ِ َّ ودق��ه أف��ان��ي��ن ك���أن أب��ان�� ًا ف��ي وأ ْل��ق��ى بصح ِ راء ال َغ ِ بيط َبعا َع ُه َ ْ َ َ���أ َّن ِسباع ًا ِ ك َ فيه َغ��رق��ى ُغ��دَ َّي�� ًة َّ بالش ْي ِم أ ْي َم ُن َص ْو ِبه على َق َط ٍن ��ع ال َل ِ َو َأل��ق��ى بِ َب َ يل َبر َك ُه يسان َم َ
المخول نزول اليماني ذي العياب َّ بِ َأ ِ رجائ ِه ال ُقصوى َأ ُ نص ِل نابيش َع ُ الس ِ تار َف َي ْذ ُب ِل ��ر ُه َعلى ّ ��س ُ َوأ ْي َ ِ صم ِمن ك ُِّل َم ِنز ِل َف َأ َنز َل من ُه ال َع َ
*****
65
بدر �شاكر ال�سياب
�أن�شودة املطر
ِ ٍ السح ْر ، نخيل ساع َة عيناك غابتا َ أو ُشرفتان راح ينأى عنهما القمر . عيناك حين تبسمان تورق الكرو ْم وترقص األضواء ...كاألقمار في َنه ْر الس َحر يرجه المجذاف ْ ّ وهن ًا ساعة َّ كأنما تنبض في غوريهما ،النّجو ْم ... ٍ شفيف أسى وتغرقان في ْ ضباب من ً سرح اليدين فوقه المساء ، كالبحر َّ دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ، والموت ،والميالد ،والظالم ،والضياء ؛ فتستفيق ملء روحي ،رعشة البكاء ونشو ٌة وحش َّي ٌة تعانق السماء كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر ! كأن أقواس السحاب تشرب الغيو ْم وقطر ًة فقطر ًة تذوب في المطر ... ُ األطفال في عرائش الكروم ، وكركر ودغدغت صمت العصافير على الشجر أنشود ُة المطر ... مطر ... مطر ... مطر ... تثاءب المساء ،والغيو ُم ما ْ تزال ْ الثقال . تسح من دموعها تسح ما ّ ُّ ِّ كأن طف ً ال بات يهذي قبل أن ينام : َّ بأن أ ّمه – التي أفاق منذ عا ْم
66
لج في السؤال ثم حين ّ فلم يجدها َّ ، ٍ قالوا له " :بعد غد تعو ْد " .. ال بدَّ أن تعو ْد ْ هناك أنها وإِ ْن تهامس الرفاق َّ في جانب ّ التل تنام نومة ال ّلحو ْد تسف من ترابها وتشرب المطر ؛ ّ كأن صياد ًا حزين ًا يجمع ِّ الشباك ويلعن المياه وال َقدَ ر القمر . وينثر الغناء حيث يأفل ْ مطر .. مطر .. ٍ أي ُح ْزن يبعث المطر ؟ أتعلمين َّ وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟ بالضياع ؟ وكيف يشعر الوحيد فيه ّ بال انتهاء – كالدَّ م المراق ،كالجياع ، كالحب ،كاألطفال ،كالموتى – هو المطر ! ّ ومقلتاك بي تطيفان مع المطر ْ البروق وعبر أمواج الخليج تمسح َ سواحل العراق بالنجوم والمحار ، تهم بالشروق كأنها ّ دثار . فيسحب الليل عليها من د ٍم ْ خليج َأصيح بالخليج " :يا ْ والردى ! " يا واهب اللؤلؤ ،والمحار ّ ، الصدى فيرجع ّ ُ النشيج : كأنّه ْ " يا خليج يا واهب المحار والردى " .. أكاد أسمع العراق ْ خر الرعو ْد يذ ُ ْ والجبال ، السهول ويخزن البروق في ّ 67
الر ْ جال حتى إِذا ما َّ فض عنها ختمها ّ لم تترك الرياح من ثمو ْد ِ أثر . في الواد من ْ يشرب المطر أكاد أسمع النخيل ُ وأسمع القرى تئ ّن ،والمهاجرين يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ، عواصف الخليج ،والرعود ،منشدين : " مطر ... مطر ... مطر ... جوع وفي العراق ْ َ الغالل فيه موسم الحصا ْد وينثر لتشبع الغربان والجراد وتطحن ّ الشوان والحجر بشر رحى تدور في الحقول ...حولها ْ ً مطر ... مطر ... مطر ... دموع وكم ذرفنا ليلة الرحيل ،من ْ ثم اعتللنا – خوف أن نال َم – بالمطر ... مطر ... مطر ... ومنذ ْ أن كنَّا صغار ًا ،كانت السماء تغيم في الشتاء ُ ويهطل المطر ، َّ نجوع وكل عام – حين يعشب الثرى – ْ جوع . مر عا ٌم والعراق ليس فيه ْ ما َّ مطر ... مطر ... 68
مطر ... في كل قطرة من المطر الز َه ْر . حمرا ُء أو صفراء من أجنَّة َّ ٍ ّ دمعة من الجياع والعراة وكل ّ وكل قطرة تراق من دم العبيدْ فهي ابتسا ٌم في انتظار مبسم جديد دت على فم الوليدْ تور ْ أو ُحلم ٌة َّ الفتي ،واهب الحياة ! في عالم الغد ّ مطر ... مطر ... مطر ... عشب العراق بالمطر " ... س ُي ُ أصيح بالخليج " :يا خليج .. يا واهب اللؤلؤ ،والمحار ،والردى ! " فيرجع الصدى كأنَّه النشيج : " يا خليج يا واهب المحار والردى " . الكثار ، وينثر الخليج من ِهباته ْ جاج ،والمحار على الرمال : ،رغوه األُ َ ٍ بائس غريق وما تب ّقى من عظام من المهاجرين ّ ظل يشرب الردى لجة الخليج والقرار ، من َّ حيق الر ْ وفي العراق ألف أفعى تشرب َّ من زهرة ير ُّبها الفرات بالنَّدى . وأسمع الصدى ّ يرن في الخليج " مطر .. مطر .. 69
مطر .. في ّ المطر كل قطرة من ْ الز َه ْر . حمراء أو صفراء من أجن َِّة َّ ّ وكل دمعة من الجياع والعراة ٍ ّ وكل قطرة تراق من دم العبيدْ فهي ابتسا ٌم في انتظار مبس ٍم جديد توردت على فم الوليدْ أو ُحلم ٌة َّ الفتي ،واهب الحياة " . في عالم الغد ّ المطر .. ويهطل ْ ******
70
جربان خليل جربان �أعطني الناي سر الخلود أعطني الناي وغ ِّن ..فالغنا ّ وأنين الناي يبقى ..بعد أن يفنى الوجود هل ت َ َخذت الغاب مثلي ..منزالً دون القصور فتت ّبعت السواقي ..وتس ّلقت الصخور تحممت بعطر ّ .. وتنشفت بنور هل ّ وشربت الفجر خمر ًا ..في كؤوس من أثير أعطني الناي وغ ِّن ..فالغنا خير الصالة وأنين الناي يبقى ..بعد أن تفنى الحياة هل جلست العصر مثلي ..بين جفنات العنب والعناقيد تد ّلت ..كثر ّيات الذهب هل فرشت العشب لي ً وتلحفت الفضا ال .. ّ زاهد ًا في ما سيأتي ..ناسي ًا ما قد مضى أعطني الناي وغ ِّن ..فالغنا عدل القلوب وأنين الناي يبقى ..بعد أن تفنى الذنوب أعطني الناي وغ ِّن ..وان َْس دا ًء ودواء
71
جميل بثينة اليوم حتى ُت َ�س ّلما يلي ،عوجا َ خ ِل ّ ِ يلي ،عوجا اليو َم حتى ت َُس ّلما خل ّ ل��ي س��اع��ة ً، فإنكما إن ُعجتما َ
ِ النشر على عذبة ِ األنياب ،طيبة ِ
ب في قبري شكرتكما ،حتى أغ ّي َ ِ القطر عليها ،سقاها الل ُه من سائ ِغ أت��رت��اح يوم ًا أم ُّ تهش إل��ى ذكري ُ ِ ِ الدهر سالف أسلفت في تنس ما ُ ولم َ ٍ وغ��رب من مدامعها يجري ببين، ٌ
ألما بها ،ثم اشفعا ل��ي ،وس ّلما وبوحا بذكري عند بثنة َ ،وانظرا تقطع ُقوى ال��و ّد بيننا، فإن لم تك ْن ْ ٌ اشتياق ولوعة ٌ فسوف ُي��رى منها ِ وإن ُ العهد َبعدنا، حالت عن تك قد ْ
وأصغت إلى ِ قول المؤن ِ ّب والمزري ْ بنفسي ،من أهل ِ الخيانة ِ وال َغدر َ
فسوف ُيرى منها صدو ٌد ،ولم تكن، َ أع��وذ َ تشحط النوى اللهم أن بك ُ
ببثنة َ في أدن��ى حياتي وال َح ْشري
فيا ح ّبذا موتي إذا ج��اورت قبري! ٍ وم��ا َ َ��وان وال َفتْر؟ ب��ك عنّي من ت أخا ك َل ٍ بحب كما ُأغري؟ ف ُيغرى ٍّ للز ِ جر وال ينتهي ح�� ّب��ي بثينة َ ّ
م��ت ،بيني وبينها، وج���اور ،إذا ُّ ِ حب ،أما منك راحة ٌ، عدمت َُك من ٍّ
الم َب ِّر ُح ،هل ترى أال أ ّيها ّ الحب ُ ِ بلي الهوى ، أج��دَّ َك ال َت ْبلى ،وقد َ
وش��ت َ ّ��ان ما بين الكواكب والبدر! ِ ِ ٍ القدر لت ليلة ألف على فض ْ شهر ّ
البدر حسن ًا، هي ُ لت حسن ًا فض ْ لقد ّ عليها س�لام ِ الله من ذي صبابة ٍ، ُ وإنّ��ك��م��ا ،إن ل��م تَ�� ُع��وج��ا ،فإنّني ِ األي��ك من َفقد إلفه، أ َيبكي َحما ُم كواكب، والنسا ُء ٌ على الناس مثلما
ِ والفكر وص��ب معنّى ً بالوساوس ٍّ بالهجر سأص ِرف وجدي ،فأذنا اليو َم َ ْ وأصبِ ُر؟ ما لي عن بثينة َ من صبر! ِ والخصر وقد فارقتني شخت ُه الكشح ٍ ِ سحر جنون وال وأقسم ما بي من
نائح، لي ال أبكي ،وفي األيك ٌ وما َ مسحور يج ُّن بذكرها، يقولون: ٌ 72
ِ ٌ ش��ارق ذر وأق��س��م ال أن��س��اك م��ا َّ ُ ِ السماء مع ّل ٌق، نجم في الح وم��ا َ ٌ
لمعة ٍ قفر وم��ا ّ ه��ب ٌآل ف��ي ُم َّ ِ األغصان من ِ ُ َ السدر فنن أورق وما
ِ بالخمر المخمور ،يا بث َن شغف كما َ ُ ِ ِ كالبدر ح��وراء المدام ِع كف على ِّ
شغفت نفسي ،بثي َن ،بذكركم لقد ْ ِ البان قابض ًا ذك��رت مقامي ليلة َ ُ ِ دت ،ولم أ ْم ِل ْك إليها ص َبا َبة ً، فك ُ ليت ِش�� ْع��ري ْ ه��ل أبيت ّن ليلة ً فيا َ ِ بالحديث ،وت���ارة ً ت��ج��و ُد علينا ليت ربي قد قضى َ م��رة ً، فيا َ ذاك ّ
الدمع مني على نحري وفاض أهيم، َ ُ ُ ِ كليلتنا ،حتى نرى ساط َع الفجر، بالر ِ ضاب من الثغر تجو ُد علينا ُّ
فيعلم رب��ي عند ذل��ك ما شكري َ وج��دْ ُت بهاْ ، إن كان ذلك من أمري ُ ِ الدهر آخ��ر وبين حياتي خ��ال��د ًا َ
س��أل��ت مني حياتي بذلتها، ول��و ْ ٌ ��ر بينه، مضى لي زم���ان ،لو ُأ َخ�� َّي ُ
لقلت :ذرون���ي س��اع��ة ً وبثينة ً ُ ِ األن��ي��اب ،لو ّ أن ري َقها ُم َف َّلجة ُ الشعر في ِ غير ذكرها، نظمت إذا ما ُ َ فال ُأ ِ شت بعدها، مت بعدي ،وال ِع ُ نع ْ
على غفلة ِ الواشي َن ،ثم اقطعوا عمري يداوى به الموتى ،لقاموا به من ِ القبر
أبى ،وأبيها ،أن يطاوعني شعري ِ ******
73
ودامت لنا الدنيا إلى ملتقى الحشر
جورج جرداق ق�صيدة هـــــــــــــــــــــذه ليلتي ه ِ �ذ ِه ّ َبي� َن
َح َياِت�ي �م َل ِيلت�ي َو ُح ْل ُ م�ان و ِ الز ِ َم ٍ آت �اض م�ن ّ َ
َ�ت ُك ُّل�ه واأل َمانِ�ي �وى َأن َ اله َ َ َفاملأ ال�كأس بِال َغ�را ِم وه�اتِ َ َ َ َبع�دَ ِح ٍ �ب َد َارا ي�ن ُيب�دّ ُل الح ُّ ُ ِ َارا َهج ُ�ر ي�ر ت ُ األوك َ َوال َع َصاف ُ ِ يم�ا َقد ً ن ََر َاه�ا،
ِ ي�ار كَانَ�ت َود ٌ َس�ت ََرانَا ،ك ََم�ا
ِ ي�ارا د َ ِ �ارا ق َف َ
الحي�ا ُة وت َ َس�خر َلهوبِن�ا َس َ َ �وف ت ُ َف َت َع َ َ ُأ ِح ُّب َ اآلن أك َث�ر �ك �ال ِ ال�ذي ت ََه�ا َدى إِلينَ�ا المس�ا ُء َو َ �ب ف�ي ُمق َلتينَ�ا الح ُّ �م أص َغ�ى َو ُ ُث َّ �ؤ ٍ ال َع ِ �و ٍ اب �ن لس َ �وى َو َج َ اله َ َ ُ ٍ ِ َو َحدي�ث َي ُ وب ف�ي َش� َفتينَا �ذ ُ 74
َق�د َأ َط َ �وف ِحي� َن َد َعانِ�ي الو ُق َ �ال ُ ِ َ األش�واق َع�ن َأجفانِ�ي �م ل َي ُل َّ َف�ادن منّ�ي ُ وخ�ذ إِ َ لي�ك َحنَان�ي غم�ض َع َ ان�ي �م َأ ْ يني�ك َحتَّ�ى ت ََر َ ُث ُّ َول َيك� ُن كثي�ر َف ُ
ًط ِوي ً لا َلي ُلن�ا اللق ِ ِ ك َ َان �اء
َطوي ً لا َقلي َ لا
الحي�اة َوت َ َس�خر َس َ َله�و بِنَ�ا َ �وف ت ُ َف َت َع َ َ َأك َث�ر اآلن ُأ ُح ّب�ك �ال اله�وى َماعلينَ�ا �اب َ َي�ا َحبيبِ�ي َط َ راح َت ْينَ�ا َل�و َح َملنَ�ا األَ َّي�ا َم ف�ي َ ِ وج�و َد إِ َلينَ�ا ُصد َف� ٌة َأه�دَ ت ا ُل ُ فالتَقينَ�ا َلقا َءنَ�ا تاح�ت َو َأ َ فِ�ي بِ ٍ الري� َا ُح فيه�ا ح�ار تَئ� ُّن َ ّ َض�اع فِيه�ا ِ اف والملا َُّح المج�دَ ُ َ َ كَ�م َأ َّ ذل ٍ لي�ل ك ُُّل
ِ الف َ�ر َاق ِمنَّ�ا لق�ا ُء ب�اح إِ َذا التقينَ�ا َص ُ
ياحبِيب�ا َق�د َط َ ِ �هادي �ال ف ِي�ه ُس َ َ َ ً ب ُف ِ �ؤادي ُمس�افِ ًرا َو َغري ًب�ا 75
الح َي�ا ُة َوت َ َس�خر َس َ َله�و بِنَ�ا َ �وف ت ُ َف َت َع َ َ ُأح ُّب َ اآلن أكث�ر �ك �ال �وق ف�ي العي ِ الش ِ �ه ُر َّ �ون الجميل�ة ُُ َس َ اله�وى َأن يطِي َل�ه �م آ َث َ�ر َ ُح ُل ٌ ٍ الح ِ �ب إن ل�م َن ُقل� ُه َو َحدي�ث ف�ي ُ وش َ َأ َ م�ت َحو َلن�ا أن ي ُقو َل� ْه الص ُ �ك َّ ِ خم�ري وكأس�ي َي�ا َحبيب�ي َوأن�ت ِ ِ البح ِ َ �ار َ وشمس�ي ف�وق ش�راعي َو َ نطق�ي و ِ في�ك ِ صمت�ي َو َ َ همس�ي َ في�ك ْ و َغ�دي ف�ي ه�واك يس�بِق ِ أمس�ي َ َ َ َ َان ُعم�ري إل�ى َه َ ك َ �واك دلي ً لا وال َّل ِ يال�ي كَانَ�ت إِ َ لي�ك َس�بِي َ ال الح َي�ا ُة َوت َ َس�خر َس َ َله�و بِنَ�ا َ �وف ت ُ َف َت َع َ ُأح ُّب َ �ك اآلن أكث�ر �ال َه َّ�ل ف�ي َلي َلت�ي َخ َي ُ �ال النّدا َم�ى ِ َ الخ ّيا َم�ا َعان�ق �ي والنُّواس ُّ تس�ا َقوا ِم�ن َخاطِ ِ �ري األحال َم�ا َو َ 76
َو َأ َح ُّب�وا
أس�كروا َو ُ
األ ُّيا َم�ا
رب ِم�ن أي�ن ِللزم ِ �ان ِصب�ا ُه َ ِّ َ َصحونَ�اَ ،و َف ْج�ر ُه و َمس�ا ُه إن �وا ُه �ب بعدَ نَ�ا َم�ن َه َ الح ُّ ي�رى ُ َل�ن َ نح� ُن َل ُ �وى ونَح� ُن ُض َح�ا ُه اله َ ي�ل َ �وق َو ُّ ِم�ل ُء َقلب�ي َش ٌ م�ل كيانِ�ي ياز َمان�ي �ف َه�ذه َليلت�ي َف ِق ْ َ
*
الحي�ا ُة وت َ َس�خر َله�و بِن�ا َ َس�وف ت ُ َف َت َع َ ُأح ُّب�ك اآلن أك َث ُ�ر �ال * * * * * *
77
*
حافظ �إبراهيم َر َج ْع ُت ْ لنف ِ�سي فا َّت ُ �صاتي همت َح ِ فاحت ََس ْب ُت حياتِي وناد ْي ُت َق ْو ِمي ْ أج��ز ْع ل َق ِ ول ِعداتي مت فلم َع ِق ُ َ ِرج����االً و َأك��ف��ا ًء َو َأ ْد ُت بناتِي ِ آي ب��ه ِ ��ت ع��ن ٍ ��ظ��ات وع وم��ا ِض�� ْق ُ ٍ أس��م��اء لم ْختر ِ وتَ��ن ِ ْ��س ِ عات ��ي��ق ُ َ
َّهمت َحصاتِي َر َج ْع ُت لن ْف ِسي فات ُ الش ِ َر َموني ب ُعق ٍم في َّ باب وليتَني ���دت ول��م��ا ل��م ِ أج���دْ لعرائسي َو َل ُ َّ ِ وس ُ ِ ِ الله َلفظ ًا وغاية ً تاب عت ك َ أض ُيق اليوم عن و ِ فكيف ِ صف آلة ٍ َ َ أن��ا البحر في أحشائه ال��در كامن فيا ويحكُم أبلى وتَبلى م ِ حاسني َ َ َ ف�لا ت ِ ل��ل��ز ِ م��ان فإنّني َ��ك�� ُل��ون��ي ّ أرى ِلر ِ جال ال َغ ِ ��ز ًا و َمن َعة ً رب ِع ّ عج ِ َ���وا أه َل ُهم بالم ِ زات َت َفنُّن ًا أت ْ ُ ِ أ ُي ِ ب ال َغ ِ طر ُبكُم من جانِ ِ ب رب ناع ٌ
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي ْ ��ز ال���دّ وا ُء أساتِي ْكم وإن َع َّ ومن ْ أخ���اف عليكم أن تَحي َن َوفاتي ُ ِ ���ز أق����وام ِ ��غ��ات ��ز ُل ب��ع ِّ وك���م َع َّ ٌ بالكلم ِ ِ َ ات ت��أت��ون فيا لي َتك ُْم َ ���وأدي ف��ي َرب��ي�� ِع َحياتي ُي��ن��ادي بِ َ ِ ِ ��رة ٍ َ ��ت��ات وش بما تحتَه م��� ْن َع�� ْث َ ي ِ ��ز عليها أن ت��ل��ي�� َن َق��ن��اتِ��ي ��ع ُّ َ بقلب دائ��� ِم ال��ح��س ِ ٍ ��رات ل��ه�� ّن ُ َ َ َّخ ِ بتلك األَ ْع�� ُظ�� ِم الن ِ َ رات َح��ي��ا ًء ِ ِ بغير أن���اة ِ ال��ق��ب��ر يدنينِي ِم��� َن أن ال��ص ِ ��م ّ ��ائ��ح��ي��ن نُعاتي َّ ف��أع�� َل ُ ِ ّ��ص��ل ب����رواة ِ ل���م ت��ت إل���ى ل��غ��ة ٍ ْ سيل ُف ِ ��ع��اب األف��اع��ي في َم ِ ��رات ُل ُ ِ ِ مشكَّلة َ األَ ختلفات ل�����وان ُم
َ ��رون ال َّط َير يوم ًا َع ِلمت ُُم َ��ز ُج ولو ت ْ ِ الجزيرة ِ َأ ْع ُظم ًا س َقى الل ُه في َب ْط ِن ِ ِ وح ِف ْظتُه َحف ْظ َن ِودادي في البِلى َ هل ال َغ ْر ِ وفاخ ْر ُت َأ َ ُ َ والشرق ُم ْط ِر ٌق ب ��رائ ِ ك��ل ي��و ٍم ب��ال��ج ِ أرى َّ ��د َم ْز َلق ًا َ ِ وأسم ُع لل ُكت ِ صر َض ّجة ً ّاب في م َ َ ِ عنهم قومي-عفا الله يهجرنِي َأ ُ ُ َس َر ْت ُلو َثة ُ اال ْف َر ِ كما َس َرى نج فيها َ فجا َء ْت ك َث ْو ٍ ب َض َّم سبعين ُر ْقعة ً
78
عش ِر ال ُكت ِ إلى َم َ مع حافِ ٌل ّاب والج ُ َ ُ الم ْي َت في البِلى فإ ّما َحياة ٌ تبعث َ ��م��ات ال ق��ي��ا َم��ة َ َب��ع��دَ ُه وإ ّم���ا َم ٌ
َب َس ْط ُت وتُنبِ ُت ممات ٌ
*****
79
رجائي بعدَ بس ِ ِ ط َشكاتِي َ َْ ِ ��وس ُرفاتي ال��ر ُم في تلك ُّ ِ بممات ل��م ُي َق ْس َل َع ْم ِري ْ
�سعيد عقل
ألعينيك � ِ
ِ أل��ع��ي��ن��ي��ك ت���أنّ���ى َ ���ر وخ��� َط ْ ضاحك ًا للغصن ،م��رت��اح�� ًا إلى ِ َّ ع��ي��ن��ي��ك إذا آن��س��ت��ا ع�����ل
يفرش ال��ض��و َء على ّ القمر؟ التل ْ ِ ال��ن��ه��ر ،رف��ي��ق�� ًا بالحجر ض�� ّف��ة َ ال��ل��ي��ل َخ���دَ ر أث����ر ًا م��ن��ه ،ع���را
���ت َد ٌد وز َم�����ر ض������وؤه ،إم����ا ت���ل��� ّف ِّ وري���اح���ي��� ُن ُف������رادى ُ ٍ ُّ ع��ط��ر نَ����دَ ر ت��ط��م��ئ��نّ��ي��ن إل����ى وال��ف��ل عسى يغلب ال��ن��س��ري�� ُن ِ ِ ِ ِ ���ر ال��ق��در؟ ��ح��ت بما أن���ت ،إذا ُب م��ن تُ���رى خ�� ّب ْ ��أت عيناك م��ن س ّ ِ ٍ ِ ��ح��ر الوتر ال���ج��� ّن؟ ي��ا أغني ًة أي ���م ِّ ع��اش م��ن وع��د بها س ُ ُح��� ْل ُ **** ِ ٍ ّ ُّ ظ���ل ده����ر ًا ُينت َظر ��ف��ن ك���ل َج السهى ُ نسج أجفانك م��ن خيط ُّ ِ ِ ِ ُ أن���ت ل ُه ��س��ان» ،م��ا ول���ك «ال��نَّ�� ْي م��ن��ك أو م��رم��ى نظر ��ل��ه��ى ه��و َم ً ِ ق��ب��ل م��ا كُ���ون ِ َ الفكَر س��ك��رت مما سيعروها ْ���ت ف��ي أش��واق��ن��ا ْ ِّ
مغلق ُق��ب��ل�� ٌة ف��ي ال��ظ�� ّنُ ،ح��س�� ٌن ٌ ِ ع��ي��ن��ي��ك ع��ل��ى نجمتنا وق����ع ُ ��ر» فاحلولى الندى قالتا« :ن��ن�� ُظ ُ
��م إل��ى ال��ص��در َو َف��ر َهى ُض َّ ُمشت ً ٌّ ��م��ر ق��ص�� ٌة تُ��ح��كَ��ى ّ وس َ وب����ث َ
ّ وال��ن��ور انهمر ال��ظ��ل، واس��ت��راح ُ **** ��ك إن س��رح��تِ ِ م���ف���رد ل��ح�� ُظ ِ ��ه ج��ن��اح م��ن َز َه��ر ط��ار ب���األرض ٌ ٌ َ ّ ُ ٌ ِ وإذا ه���دب ِ ٍ ك���ون ُيبتكَر ��و راح ���ك ج����اراه ال��م��دى ك���ون ت�� ْل َ ُ ُ
80
عبد القادر اجلزائري
ق�صيدة الفخر بالبادية وع�اذال لمح�ب الب�دو والقف�ر وتمدح�ن بي�وت الطي�ن والحج�ر لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر بس�اط رم�ل ب�ه الحصب�اء كال�درر ب�كل ل�ون جمي�ل ش� ّيق عط�ر يزي�د في ال�روح ل�م يمرر عل�ى قذر عل�وت ف�ي مرق�ب أو جل�ت بالنظر سربا من الوحش يرعى أطيب الشجر ف�ي قلب مضنى وال ك�دا لذي ضجر فالصي�دُ منا م�دى األوق�ات في ذعر وإن يك�ن طائ�را ف�ي الج�و كالصق�ر عمه�ا ُم�زن م�ن المط�ر ش�قائق ّ مرقع�ات بأح�داق م�ن الح�ور أش�هى م�ن الن�اي والس�نطير والوتر ش�ليلها زين�ة األكف�ال والخص�ر الضمر عل�ى البع�اد وم�ا تنج�و م�ن ّ من�ازال م�ا به�ا لط�خ م�ن الوض�ر ص�وت الغمائ�م باآلص�ال والبك�ر الز ُه�ر مث�ل الس�ماء زه�ت باألنج�م ُ نق�ل وعق�ل وم�ا للح�ق م�ن غي�ر
يا ع�اذرا المريء قد ه�ام في الحضر ال تذمم�ن بيوت�ا خ�ف محمله�ا ل�و كن�ت تعلم ما ف�ي الب�دو تعذرني أو كنت أصبحت في الصحراء مرتقيا أو جلت ف�ي روضة ق�د راق منظرها تستنس�ق ّن نس�يما ط�اب منتش�قا أو كن�ت ف�ي صب�ح لي�ل ه�اج هاتنه رأي�ت ف�ي كل وج�ه م�ن بس�ائطها في�ا له�ا وقف�ة ل�م تب�ق م�ن ح�زن ُباك�ر الصي�د أحيان�ا فنبغت�ه ن ُ فك�م ظلمن�ا ظليم�ا ف�ي نعامت�ه ي�وم الرحي�ل إذا ُش�دت هوادجن�ا فيها الع�ذارى وفيها ق�د جعلن كوى تمش�ي الح�داة له�ا من خلفه�ا زجل ونح�ن ف�وق جي�اد الخي�ل نركضه�ا نط�ارد الوح�ش والغ�زالن نلحقه�ا ت�روح للح�ي بعدم�ا نزل�وا ُ المس�ك ب�ل أنق�ى وج�اد بها تُرابه�ا نلق�ي الخيام وق�د ص ّفت به�ا فغدى ق�ال األل�ى ق�د مض�وا ق�وال يصدقه 81
بي�ت م�ن الش�عر أم بي�ت من َ الش� َعر �حر أصواته�ا بالس َ ّ ك�دوي الرع�د ّ س�فائ ُن البح�ر ك�م فيه�ا م�ن الخطر به�ا وبالخي�ل نلن�ا ّ كل ُم َ فتخ�ر م�ن اس�تغاث بن�ا ّ بش�ر ُه بالظف�ر وأي عي�ش لم�ن ق�د ب�ات ف�ي َخفر ّ الع�ز ف�ي الس�فر وأرض�ه وجمي�ع ّ ض�ر وال ض�رر نَبي� ُن عن�ه بلا ّ الم�داوا ُة من جوع وم�ن َخصر فيه�ا ُ عادي�ات الس�بق والظف�ر وعندن�ا ُ م�اء ولي�س حلي�ب النُ�وق كالبق�ر نقض�ي بقس�متها بالع�دل والق�دَ ر إال الم�روءة واإلحس�ان بالب�دَ ر الحضر والعيب وال�دا ُء مقصور على َ فنح�ن أط�ول خل�ق الل�ه ف�ي ال ُع ُم�ر
يظه�ر ف�ي بيتي�ن رونق�ه الحس� ُن ُ ُ أنعامن�ا إن أت�ت عن�د العش�ي تخ�ل س�فائ ُن الب�ر ب�ل أنج�ى لراكبه�ا لن�ا المه�اري وم�ا للري�م س�رعتها فخيلن�ا دائم�ا للح�رب ُمس�رجة ُ المل�وك فلا تع�دل بن�ا أح�دا نح�ن الضي�م مم�ن ج�ار نترك�ه ال نحم�ل ّ الج�ار عش�رته وإن أس�اء علين�ا ُ وبي�ت ن�ار الق�رى تب�دو لطارقن�ا عدون�ا م�ا ل�ه ملج�أ وال وزر ش�رابها م�ن حلي�ب م�ا يخالط�ه أم�وال أعدائن�ا ف�ي ّ كل آون�ة م�ا ف�ي الب�داوة م�ن عي�ب تُ�ذ ُّم ب�ه وصح� ُة الجس�م فيه�ا غي�ر خافي�ة ّ يم ْت عندنا بالطعن عاش مدى م ْن لم ُ
82
عبد الكرمي الكرمي ق�صيدة غدا �سنعود وأح�لام��ي على ُخ ِ ال��رواب��ي ضر َّ ِ ِ َ ��ذاب ال��ع أم��ان��ي تغلغل ف��ي َّ ِ َّ��راب ت���ل���وح ب��ال��س ب��ه��ا أال ِّ ِ ال��ع��روب��ة ف��ي إهابي وأع����راف ُ ِ ��ذاب أط��ي��اف ال�� َع ��ي��ن��ي وف��ي َع ُ َّ لكتمت ما بي ��رح بي الهوى ُ ُي�� َب ِّ ُم���ؤام���ر َة األع����ادي وال��صِّ��ح ِ ِ والهضاب سهولك بعيد ًا ع��ن ِ ِ ال��ه��ض��اب آث����ار اآلف����اق وف���ي ُ ِ اغ��ت��راب ت��س��ي��ر غ��ري��ب�� ًة دون ُ ِ ِ انتحاب وفي سم ِع الزمان صدى ِ ِ ال��ق��ب��اب ق����راك م��ع ت��ن��ادي��ن��ي ٍ ِ الغياب؟ ع���ودة بعد وه��ل م��ن ِ ال��رغ��اب ح��م��ر وف���وق شفاهنا َ ِ إل��ى وق��� ِع ُ اإلي���اب الخطا عند ِ ِ والعقاب النسر المح ِّل ِق م��ع ِ ِ ِ الشهاب المقدس و ال��ب��رق مع باح على ال ُع ِ الص ِ باب نعو ُد مع َّ ���ج األس��ن ِ وه ِ َّ��ة وال��ح��راب ِ على ْ ِ ب��اب ضحايا الظلم ت��ق��رع ك��ل
خل ْع ُت على مالعبِها َشبابي ِ قديم ه��وى الغوطتين ول��ي في ً ٌ ِ َ وك���ان عهدي دم��ش��ق أتنكرني ُ ُ
أت��ن��ك��رن��ي وف���ي قلبي َسناها فلسطي ُن الحبيب ُة كيف َأنسى؟ ِ ��م ُأ ط��ه��ر باسمك الدنيا ول��و َل ْ ُ َ ق���واف���ل األي�����ا ِم تَ���روي ���ر َ���م ُّ ت ُ فلسطي ُن الحبيب ُة كيف أحيا خض ٍ بات تناديني ال��س ُّ��ف��وح ُم َّ ُ ٍ ُ ش���اردات ال���ج���داول تناديني ال��ش��واط��ئ باكيات ت��ن��ادي��ن��ي ُ ت��ن��ادي��ن��ي م���آذن ِ ُ���ك ال��ي��ت��ام��ى ال���ر ُ ف���اق أال ل��ق��ا ٌء وي��س��أ ُل��ن��ي ّ ال��ت��رب المندى أج��ل سنقبل َ ُ واألج��ي��ال تصغي غ��د ًا سنعو ُد ِ األم���ل المجن َِّح واألغ��ان��ي م��ع ٍ داوي���ات ن��ع��ود م��ع ال��ع��واص��ف ِ ِ الصحارى مع الفجر َّ الضحوك على َّ ِ اي��ات دام��ي�� َة الحواشي ال��ر م��ع َّ آالف الضحايا غ���د ًا س��ت��ع��و ُد ُ
83
عمر بن �أبي ربيعة ليت هنداً �أجنزتنا ما َت ْ عد ���ت أن��ف��س��ن��ا م��م��ا ت ِ َ َ��ج��دْ وش��� َف ْ
ل��ي��ت ه��ن��د ًا أن��ج��زت��ن��ا م��ا تَ��ع��دْ
إن��م��ا ال��ع��اج��ز م���ن ال يستبدْ ذات َي����و ٍم تَ��ب��ت ِ َ��رد ���رت َ َوتَ��� َع َّ
واس���ت���ب���دت م���رة ً واح�����دة ً، ْ َز َع��م��وه��ا َس َ ���أ َل���ت ج��اراتِ��ه��ا َأكَ���م���ا ي��ن��ع��تُ��ن��ي ت ِ ُ��ب��ص��رنَ��ن��ي َ َ
��م��ركُ�� َّن ال�� َل�� َه َأم ال َيقت َِصد َع َ ُ���ل َع ٍ ��س�� ٌن ف��ي ك ِّ َ��ود ��ي��ن َم��ن ت َ َح َ
َ��ض��اح��ك�� َن َو َق����د ُق��ل�� َن َلها َف��ت َ ح���س���دٌ ح��مِّ��ل��نَ��ه ِم���ن َأ ِ ج��ل��ه��ا ُ ُ َ َ َ��ر َع���ن َأش��نَ��بِ��ه��ا غ�����ا َد ٌة تَ��ف��ت ُّ ِ ��ي��ن��ان ف��ي َط��ر َف ِ ��ي��ه��م��ا َو َل���ه���ا َع ِ ِ ��ي��ظ إِذا ب�������ار َد ُة ال�� َق َط��ف�� َل�� ٌة س��خ��نَ�� ُة المشتى لِ ��ح��اف لِل َفتى ٌ َ ُ ��ل��ت َلها ُ�����ر إِذ ُق َو َل��� َق���د َأذك َ ُ ��ل��ت م��ن َأ ِ ن���ت َف��ق��ا َل��ت َأن��ا َمن ُق ُ َ يف ِمن َأ ِ ِ الخ ِ نَح ُن َأ ُ ه��ل َ نى ه��ل م ً
ِ َ الح َسد ك��ان في َو َق��دي��م�� ًا ال��ن��اس َ ٍ ���رد ح��ي�� َن تَ��ج��ل��و ُه َأ ق����اح َأو َب َ ِ ال��ج��ي��د َغ َيد ����و ٌر ِمنها َوف���ي َح َ عان الص ِ عم ُ يف َأضحى َيت َِّقد َ َم َ َ��ح��ت َل ٍ ال��ص َ��رد ��ي��ل حي َن َيغشا ُه ت َ َ ���وق َخ���دّ ي تَ�� َّط ِ َو ُدم���وع���ي َف َ ��رد
ال��وج��دُ َو َأب��ل��ا ُه الك ََمد َش�� َّف�� ُه َ ِ ٍ ���ود ��م ��ق��ت��ول َق��تَ��ل��ن��ا ُه َق َ م���ا ل َ ��م��ي�� َن َف��ق��ا َل��ت َأن����ا ِهند َ��س َّ َف��ت َ ���ر ٍّي تَ�� َّط ِ َص���ع���دَ ًة ف��ي س���ابِ ِ ��رد إِنَّ��م��ا نَ��ح�� ُن َو ُه���م َش���ي ٌء َأ َح��د ُع��� َق���د ًا ي��ا ح��ب��ذا تِ َ ��ل��ك ال�� ُع�� َق��د َ َّ َض ِحكَت ِه��ن��دٌ َوق��ا َل��ت َب��ع��دَ َغد
ً ُ���م ُب��غ�� َي��تُ��ن��ا ���ل���ت َأه ُق ُ ��ل��ا َأن���ت ُ َ ��بِّ��ل َق��ل��ب��ي َف��اِج��تَ��وى إِنَّ��م��ا ُخ إِنَّ���م���ا َأه���� ُل ِ ٌ ج���ي���ران َل��ن��ا ����ك
َح���دَّ ث���ون���ي َأنَّ���ه���ا ل���ي نَ�� َف�� َث��ت ���ل���ت َم��ت��ى م��ي��ع��ا ُدن��ا كُ�� َّل��م��ا ُق ُ
84
عنرتة العب�سي الر َت ُب ال ْ يح ِم ُل ِ احل ْقدَ َم ْن َت ْع ُلو ِب ِه ُّ ِ ِ ِ َب الرت ُ ال ْ يحم ُل الح ْقدَ َم ْن َت ْع ُلو بِه ُّ
وال ُ الغضب ينال العلى من طبع ُه ُ
يخالفهم وم��ن يك ْن عبد ق��و ٍم ال ْ قدْ ُكن ُْت فِيما َم َضى َأ ْر َعى ِج َما َل ُه ُم لله َد ُّر َبني َع�� ْب ٍ ��س َل�� َق��دْ ن ََس ُلوا
إذا ج��ف��و ُه ويسترضى إذا عتبوا واليوم َأحمي ِحماهم ك َّلما ن ِ ُك ُبوا َْ َ ْ َ ُ ْ ُ العرب تنسل م�� َن األك���ار ِم ما قد ُ ِّ��ز ِ َسب ��و َم ال��ن َ ال إذا َما َفاتَني الن ُ َي ْ ِ ��ص��ي��ر ٌة َع َ ب َق ��ن��ك َف���األَ ّي���ا ُم تَن َقل ُ َ
التقيت األع��ادي ي��و َم معركة ٍ إذا ُ النفوس ولل ّط ِيراللحو ُم ولل لي ُ
الم ْغ ُرور ْت َج ْم َع ُه ُم تَرك ُ َ ش ِ ـوح ِ الع َظا ُم َولِ َ لخ َّيا َلة ِ ْ َ��ز ُل��وا ِجنَّا إ َذا إنْ��س�� ًا إ َذا ن َ ِ والهن ِْد َّية ُ إالَّ األَ ِس��نَّ��ة ُ ِم ْث ُل السر ِ اح ِ بب ين في أعناقها ال َق ُ َّ َ
نسب فهو لي ٌ لئ ْن يعيبوا س��وادي َ ُنت تَع َل ُم يا ن ُ ُعمان َأ َّن َيدي إِن ك َ
َ ب َيلقى َأ ��ر ُه ال ُع َص ُ خ��اك ا َّلذي َقد َغ َّ ِعندَ ال َت َق ُّل ِ ب ب في َأنيابِها ال َع َط ُ ِ َو َينْ َثنِي َو ِس��ن ُ ب الر ْم ِح ُم ْختَض ُ َ��ان ُّ ب الح ُج ُ الج ُّو وان َْش َّق ْت َل ُه ُ ��ر َق َ و َأ ْش َ ِ وال ّطعن ُ يلتهب ش��رار النَّار مثل ُ
ال�� َي��و َم تَع َل ُم يا ن ُ تى ُعمان َأ َّي َف ً إِ َّن األَفاعي وإِن النَ��ت م ِ الم ُسها َ َ الحر ِ ب ُم ْبت َِسم ًا وض ِغ َم َار َفتًى َي ُخ ُ ْ َّ ْ س��ال��ت مضارب ُه س��ل ص��ارم�� ُه إن َ َ والخ ْي ُل ت َْش َهدُ لي َأنِّ��ي ُأ َك ْف ِك ُف َها
ب ُينْت ََه ُ ب الس َل ُ َّ َر ِك�� ُب��وا ب ال ُق ْض ُ
ال أبعدَ الله عن عيني غطارفة ً ٍ نيوب لهم غ��اب ولك ْن ال أس��و ُد َ
مضمرة ٌ تعدو بهم أع��وج��ي ٌ ِّ��ات َّ ْ ور َ الخ ْي ِل منْدَ فِق ًا ما ز ْل ُت ألقى ُصدُ َ لعمي لو َ أجفانهم نظروا كان في فا ْ ْ والنَّ ْقع ي��وم طِ��ر ِ اد َ الخ ْيل ْ يش َهدُ لي َ ُ َ ْ َ
بب بال َّطعن حتى رج وال َّل ُ الس ُ َّ يضج َّ ِ والخ ْر ُس ْلو ك َ ُ هم َخ َط ُبوا َان في َأ ْف َواه ْ ُب َّ والض ْر ُب وال َّط ْع ُن واألَ ْقال ُم وال ُكت ُ
85
قي�س بن امللوح يقولون ل ْيلى با ْل ِع َر ِ اق َمري�ضة ٌ ِ ��ر ِاق َمريضة ٌ يقولون ل ْيلى ب��ا ْل��ع َ سقى الله مرضى بالعراق فإنني َ��ك َل ْي َلى با ْل ِع ِ ْ ف��إن ت ُ ريضة ً راق َم َ ِ ال��ب�لاد و َع ِ ِ ِ ��ه��ا ��ط��ار أه��ي��م ب��أ ْق ��رض َ ْ ِ ادي فِ ِ ����ؤ ِ ��ي��ه ُم ٍ ���ور بِ َّ ��ق��اد ٍح ك���أن ُف َ َت َصبا َبة ً كرتْها الن ْفس َمات ْ إذا َذ َ
َف َما َل َ ديق ْ��ت َص ُ ��ك ال ت َْضنَى وأن َ
على ك��ل مرضى بالعراق شفيق
ف��إن��ي ف��ي بحر ال��ح��ت��وف غريق وم��ال��ي إل��ى ليلى ال��غ��داة طريق
وف��ي��ه ل��ه��ي��ب س��اط��ع وب���روق �����رة ٌ َق��تَّ��ال��ة ٌ َو َش ِ ��ي��ق ��ه ُ َل��ه��ا َز ْف َ
سبتني شمس يخجل البدر نورها فر َع ْي ِن َب ِ السنا ��در َّي��ة ُ َ ُغ��رابِ�� َّي��ة ا ْل ْ ِ ِ ب َه ِائم ًا َوقد ص ْر ُت َم ْجنُون ًا م َن ا ْل ُح ِّ الكرى زي��ح ا ْل َع ْقل َما ُأ ْط َع ُم أظل َر َ َ َبرى ُح ُّبها ِج ْس ِمي َوقلبِي َو ُم ْه َجتِي ال ت ْعذ ُلونِي ْ ف َ ْت ت ََر َّح ُموا إن َه َلك ُ
وخطوة على قبري إذا مت واكتبوا إلى ال ّل ِه ْأشكُو َما ُأالَ ِقي ِم َن ا ْل َه َوى
ويكسف ض��وء البرق وه��و بروق ِ ��م��ال أنِ ُيق َو َم��ن�� َظ ُ��ره��ا َب���ادي ا ْل َ ��ج َ ع���ان ف��ي ال�� ُق��ي ِ ٍ ��ي��ق ِّ��ي ��ود َوثِ ُ ُ ك��أن َ ول��ل��ق��ل��ب م��ن��ي أن����ة وخ��ف��وق ف��ل��م ي��ب��ق إال أع��ظ��م وع���روق
*****
86
وح ل ْي َس َي ُع ُ ال���ر ِ وق لي َف َف ْقدُ ُّ َع َّ ٍ َقتِ ُيل لِ ه��و َع ِش ُيق ��ح��اظ َم َ ��ات َو َ بليلى ففي قلبي ج��وى وحريق
كعب بن زهري ُ متبول ( الربدة ) اليوم بانت �سعادُ فقلبي َ ث��ره��ا َل��م ُي��ف��دَ َم ُ كبول ��م إِ َ ُم��تَ�� َّي ٌ ضيض ال َط ِ ُ كحول رف َم إِلاّ َأ َغ�� ُّن َغ ُ ِ ُ طول ��ر ِمنها َوال ال ُيشتَكى ق َ ��ص ٌ ��ل بِ ك َ ���ال���راح َم ُ ��ن��ه ٌ ِ علول َ���أنَّ��� ُه ُم َ ٍ ُ شمول صاف بِ َأب َط َح َأضحى َو ُه َو َم س��اري ٍ ٍ ِم��ن َص ِ بيض َي ُ عاليل ��ة ��وب َِ
بانَت ُسعا ُد َف َقلبي ال�� َي��و َم َم ُ تبول َوم��ا ُسعا ُد َغ��دا َة ال َب ِ ين إِذ َر َحلوا ��ر ًة َه��ي��ف��ا ُء ُم��ق��بِ�� َل�� ًة َع��ج��زا ُء ُم��دبِ َ تَجلو َع ِ وار َض ذي َظل ٍم إِذا اِبت ََس َمت ِ م��اء َمحنِ َي ٍة ُش َّجت بِ��ذي َش َب ٍم ِمن تَجلو ِ ياح ال َقذى َعنُه َو َأ َفر َط ُه الر ُ
يحها ُخ�� َّل�� ًة َل��و َأنَّ��ه��ا َصدَ َقت يا َو َ َ سيط ِم��ن َد ِمها َل ِكنَّها ُخ�� َّل�� ٌة َق��د ٍ ُ َ��ك��ون بِها ح��ال ت َفما تَ���دو ُم َعلى
ُصح َم ُ قبول ما َوعَ��دَ ت َأو َلو َأ َّن الن َ ل���ع َوإِ خ��ل�اف َوت ُ َبديل َف ٌ ��ج��ع َو َو ٌ ٌ ُ الغول ��و ُن ف��ي َأث��وابِ��ه��ا كَما تَ�� َل َّ إِلاّ كَما ت ِ ُمس ُك ال��م��ا َء ال َغ ُ رابيل َوم���ا َم��واع��ي��دُ ه��ا إِلاّ األَ ُ ب��اط��ي��ل ���وال ال��دَ ِ ه��ر ت ُ ��ه�� َّن طِ َ َعجيل َوم��ا َل ُ ِ ��ي َواألَح��ل�ا َم ت ُ َضليل إِ َّن األَم��ان َ ِ إِلاّ ُ الع ُ راسيل الم َجيبات تاق الن ُ َ ي���ن إِ فيها َعلى األَ ِ رق���ال َوت ُ ٌ َبغيل ِ ُ جهول طام ُس األَع�لا ِم َم رضتُها ُع َ إِذا تَ���و َق���دَ ِ ان َو ُ ��ز ُ الميل ت ال��ح ّ ُ َ لقها َعن ب ِ في َخ ِ نات ال َف ِ حل ت ُ َفضيل َ ��م��ه��ا َخ��ا ُل��ه��ا َق����ودا ُء ِش ُ مليل َو َع ُّ
الو ِ صل ا َّلذي َز َع َمت َوما ت ََم َّس ُك بِ َ ٍ ��رق��وب َلها َم َث ً ال كَانَت َمواعيدُ ُع ���ل َأن يعجلن في َأب ٍ َأرج��و َوآ ُم ُ ��د َ َ َ َ َفال َي ُغ َّرن ََك ما َمنَّت َوم��ا َوعَ��دَ ت م��س��ت ُس��ع��ا ُد بِ َ ���أ ٍ رض ال ُي َب ِّل ُغها َأ َ ِ ���ر ٌة َو َل����ن ُي�� َب��لِّ��غ��ه��ا إِلاّ ُع���ذاف َ اخ ِة ِ ِمن ك ُِّل ن َّض َ الذفرى إِذا َع ِر َقت فر ٍد َل َه ٍق تَرمي ال ُغ َ يوب بِ َعينَي ُم َ
��م ُم َق َّيدُ ها َض ��خ��م ُم�� َق�� َّل��دُ ه��ا َف�� َع ٌ ٌ ��رف َأخوها َأبوها ِم��ن ُم َه َّجن ٍَة َح ٌ 87
��م ُيزلِ ُق ُه َيمشي ال�� ُق��را ُد َع َليها ُث َّ َعيرا َن ٌة ُق ِذ َفت في ال َلح ِم َعن ُع ُر ٍ ض ك َ ف��ات َعينَيها َو َمذ َب َحها َ���أ َّن ما َ ت َُم ُّر ِم َثل َع ِ سيب الن ِ َخل ذا ُخ َص ٍل َق��ن��وا ُء ف��ي ُح َّرتَيها لِل َب ِ صير بِها ِ ٍ الح َق ٌة ه��ي تَخدي َعلى َي َسرات َو َ ِ الحصى ِز َيم ًا مر ال ُعجايات َي ُترك َن َ ُس ُ
ُ ٌ ه��ال��ي��ل ق�����راب َز ��ب��ان َو َأ ِمنها َل ٌ ِمر َف ُقها َع��ن ب ِ ِ ال��زور َم ُ فتول نات َ
ِمن َخ ِ طمها َو ِم��ن ال َلح َي ِ ين َب ُ رطيل ِ ��ونَ�� ُه األَ ُ غ���ار ٍز َل��م ت َ حاليل في َ��خ َّ الخدَّ ِ ين ت ُ َ َسهيل ِع ٌتق ُمبي ٌن َوف��ي رض ت ُ َذوابِ ٌ َحليل ��ه�� ُّن األَ َ ���ل َوق�� ُع ُ ِ ؤوس األُكُ��� ِم ت ُ َنعيل َل��م َيق ِه َّن ُر َ ِ ِ ض��اح�� َي�� ُه بِ ك َ ��ال��ن��ار َم ُ ملول َ����أ َّن
��ه الحرباء مص َط ِ يوم ًا ي َظ ُّل بِ ِ خم ًا َ َ َ ُ ُ ك َ وب ِذرا َعيها َو َق��د َع ِر َقت َ��أ َّن َأ َ ِ َو َ حاديهم َو َق��د َج َع َلت ق��ال لِل َقو ِم يطل نَص ٍ ِ ف َش��دَّ النهار ذراع��� ًا َع ٍ َ ُ
ِ ��ع بِ ُ ساقيل ��ال��ق��ور ال َع َو َق���د تَ�� َل�� َّف َ رق الج ِ ناد ِ الحصى قيلوا ب َيركُض َن َ ُو ُ َ
��ج��او َب��ه��ا نُ��ك��دٌ َم ُ ثاكيل ق��ا َم��ت َف َ الناعون َم ُ َ عقول كرها َل ّما نَعى بِ َ
يس َلها خ��و ُة َ الضب َعين َل َ اح�� ٌة َر َ َ��و َ ن ّ ِ ِ الل َ در ِعها ت َِفري بان بِ َك َّفيها َوم َ ال��وش��ا ُة بِ َجن َبيها َو َقو ُل ُهم َيسعى ُ ٍ ق����ال ك ُّ َ ُ��ن��ت آ ُم�� ُل�� ُه ُ���ل َخ َو ��ل��ي��ل ك ُ
ُ ُم َ ع��اب��ي��ل ��ق َع��ن تَ��راق��ي��ه��ا َر ��ش�� َّق ٌ َّ���ك َي��ا ب�� َن َأب��ي ُسلمى َل َم ُ إِن َ قتول ال ُأ ِ ُ َّ��ك إِنّ���ي َع َ ل��ف�� َي��ن َ شغول ��ن��ك َم ح��م�� ُن َم ُ َف��ك ُّ فعول ال��ر َ ُ��ل ما َق���دَّ َر َ ي��وم�� ًا َعلى آ َل ٍ ُ ���ة َح��دب��ا َء َم حمول َ ِ س��ول ال َل ِه َم ُ أمول َوال َع ُف ُو ِعندَ َر ِ ��واع��ي��ظ َوت ُ ٌ ���رآن فيها َم ُق َفصيل ُأ ِذن��ب َو َل��و َك ُث َرت َعنّي األَ ُ قاويل
لت َخ�� ّل��وا سبيلي ال َأب��ا َلك ُُم َف ُق ُ ُ��ل اِ ِ ك ُ ب��ن ُأنثى َوإِن طا َلت َسال َم ُت ُه َ س��ول ال َل ِه َأوعَ��دَ ن��ي ئت َأ َّن َر ُأنبِ ُ َ ال َه َ َمه ً عطاك نافِ َل َة ال ��داك ا َّل��ذي َأ ق��وال ال��و ِ ��ذنّ��ي بِ َ ال ت َ َ��أ ُخ َ ش��اة َو َل��م ��أ ِ ُ َل�� َق��د َأق���وم م��ق��ام�� ًا َل��و ي��ق��وم بِ ِ ��ه َ ُ ُ َ َل�� َظ َّ َ ��ك��ون َل�� ُه ��ل ُي��رعَ��دُ إِلاّ َأن َي ِ ِ ��ع ال�� َب��ي��دا َء ُم��دَّ ِرع�� ًا م��از ُ ل��ت َأق��تَ��ط ُ
ُ الفيل سم ُع س��م ُ ��ع ما َل��و َي َ َأرى َو َأ َ ذن ال�� َل ِ ِ س��ول بِ���إِ ِ ِ ��ه ت ُ َنويل ال��ر م�� َن َ
��وب ال َل ِ يل َم ُ سبول نح ال َظال ِم َو َث ُ ُج َ 88
َ��ف ذي ن َِق ٍ ُ القيل مات قي ُل ُه في ك ِّ ُ َو َ ق��ي��ل إِن َ ��س��ؤول ��س��ب��ور َو َم َّ���ك َم ٌ
��ع��ت َيميني ال ُأ ِ ن��از ُع�� ُه َحتّى َو َض ُ ِ َ ِّ��م�� ُه ���ذاك َأ َه َل ُ ��ي��ب ع��ن��دي إِذ ُأكَ��ل ُ سد م ِ ِمن َضي َغ ٍم ِمن ِضراء األُ ِ خد َر ًة ُ َ لح ُم ِضرغا َمين َع ُ يش ُهما َيغدو َف َي َ ���س���اور ِق��رن�� ًا ال ي ِ ��ح ُّ ��ل َل�� ُه إذا ُي َ ُِ
ِ غ��ي��ل دونَ���� ُه ُ ٌ غيل ��ر بِ�� َب ��ط��ن َع�� َّث َ ِ عفور َخ ُ راذيل حم م�� َن ال�� َق��و ِم َم ٌ َل ٌ َأن يتر َك ِ ��و َم ُ الق َ فلول رن إِلاّ َو ُه َ َ ُ ِ ��ش��ي بِ ��وادي��ه األَ ُ ُ��م ّ راج��ي��ل َوال ت َ ِ رس��ان َم ُ أكول ��ز َوال��دَ ��ر ُح ال�� َب ِّ ُم�� َط َّ ��ي��وف ال�� َل ِ ِ ��ه َم ُ سلول ُم َهنَّدٌ ِم��ن ُس بِ َب ِ طن َم��كَّ�� َة َل ّما َأ َس�� َل��م��وا زول��وا ِ ِ م��ي��ل َم ُ ٌ عازيل ��ق��اء َوال ال��ل ِع��ن��دَ الهيجا َس ُ ِمن ن ِ رابيل داو َد في َ َسج ُ ��ق ال َق ِ ك َ ُ ��ج��دول فعاء َم َ��أنَّ��ه��ا َح�� َل ُ ���ر َد ال��س��و ُد الت ُ َنابيل َض ٌ ��رب إِذا َع َّ َقوم ًا َو َليسوا َمجازيع ًا إِذا نيلوا ياض الم ِ ِ وت ت ُ َهليل ما إِن َل ُهم َعن ح ِ َ
ِ ِ الو ِ ضام َر ًة حش مير َ من ُه َت َظ ُّل َح ُ أخ���و ثِ�� َق ٍ ���وادي ِ ِ ����زال بِ ُ ���ه َ ��ة َوال َي س��ول َل��ن��ور يستَضاء بِ ِ َ ��ه ال��ر إِ َّن ٌ ُ ُ َ ق��ال ِ في ُعص َب ٍة ِمن ُق َر ٍ َ قائ ُل ُهم يش
َ ف َزال��وا َف نكاس َوال ك ُُش ٌ ��م��ازال َأ ٌ ��م ال َع ِ ٌ بوس ُه ُم رانين َأ ب��ط��ال َل ُ ُش ُّ بيض َسوابِ ُغ َقد ُشكَّت َلها َح َل ٌق ٌ هر ي ِ َيمشون مشي ِ الج ِ عص ُم ُهم مال ُ الز ِ َ َ َ َ ماح ُه ُم ��ف��ر ح��ون إِذا نا َلت ِر ُ ال َي َ ال َي َق ُع ال َطع ُن إِلاّ في ن ِ ُحور ِه ُم
********
89
مالك ابن الريب
مرثية مالك ابن الريب
أال ليت شعري ه��ل أبيتن ليلة
بجنب الغضا أزجي القالص النواجيا
لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا
م��زار ولكن الغضا ليس دانيا
وليت الغضا ماشى الركاب لياليا
الركب عرضه فليت الغضا لم يقطع ُ
وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
أل��م ترني بعت الضاللة بالهدى
أران��ي عن أرض األع��ادي قاصيا
وأصبحت في أرض األعادي بعدما
ب��ذي الطبسين ،فالتفت ورائيا
دعاني الهوى من أهل و ّدي وصحبنتي
تقنعت ،منها أن أالم ،ردائيا
أجبت الهوى لما دعاني بزفرة
جزى الله عمرا خير ما كان جازيا
أقول وقد حالت قرى الكرد بيننا
وإن ّ ق��ل مـالي طالبا ما ورائيا
ْ إن الله يرجعني من الغزو ال أرى
س��ف��ارك ه��ذا ت��ارك��ي ال أب��ا ليا
تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي
لقد كنت عن بابي خراسان نائيا
لعمري لئن غالت خراسان هامتي
إليها
فإن أنج من بابي خراسان ال أعد فلله دري ي���وم أت���رك طائعا الظباء
السانحات
وإن
بني َّ يخ ّبرن أن��ي ه��ال��ك م��ن ورائ��ي��ا
عشية
ودر ٌ ك��ب��ي��ري ال��ذي��ن كالهما ودر َّ
بأعلى
منيتموني
الرقمتين،
األمانيا وماليا
ع��ل��ي شفيق ن��اص��ح ل��و نهانيا َّ ب��أم��ري أال يقصروا م��ن وثاقيا
ودر ال��رج��ال الشاهدين تفتكي
ودر
ودر الهوى من حيث يدعو صحابه
تذكرت من يبكي علي فلم أجد يجـر ِعنانه وأش��ـ��ق��ر خ��ن��دي��د ًا ُّ َ (الس َم ْين َِة) نسو ٌة ولك ْن بأطرف ُّ
لجاجاتي
ودر
اتنهائيا
سوى السيف والرمح الرديني باكيا إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا
ع��زي��ز عليه َّن العشي َة م��ا بيا ٌ ـم قضائيا ُي ّس ُّوون لحدي حيـث ُح َّ
صريع على أي��دي الرجال بقفزة ٌ 90
ّ وح��ل بها جسمي وحانت وفاتيا
م���رو من ّيتي ول��م��ا ت���راءت عند ٌ ُ أق��ول ألصحابي ارفعوني فإنني
ي��ق��ر بعيني أن سهيل ب��دا ليا ُّ ب��راب��ي��ة إن����ي م��ق��ي��م ل��ي��ال��ي��ا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزال ٍ ليلة أقيما علي اليوم أو بعض
وال ت ُعجالني ق��د تب ّين مابيا
وخطا بأطراف األسنة مضجعي
ور ّدا على عيني فضل ردائيا
لي القبر واألك��ف��ان ثم ابكيا ليا
وقوما إذا ما استُل روح��ي فه ّيئا
من األرض ذات العرض أن توسعا ليا
تحسداني ب��ارك الله فيكُما وال ُ
فج ّراني ببردي إليكما ُخ��ذان��ي ُ
فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
رت وقد كنت ع ّطاف ًا إذا الخيل أد َب ْ
سريع ًا لدي الهيجا إلى من دعانيا
وقد كنت صبارا على القرن في الوغى
ثقي ً ال على األع��داء عضبا لسانيا
وقد كنت محمود ًا لدى الزاد والقرى
وعن شتم بن العم والجار واني ًا وط���ورا ت��ران��ي وال��ع��ت��اق ركابيا
ف��ط��ورا ت��ران��ي ف��ي ظ�لال ونعمة
ت��خ��رق أط���راف ال��رم��اح ثيابيا
وط��ورا تراني في رحى مستديرة
بها الوحش والبيض الحسان الروانيا
وقوما على بئر الشبيكي فأسمعا
علي الريح فيها السوافيا تهيل ّ تقطع أوص��ال��ي وتبلى عظاميا
ب��أن��ك��م��ا خ��ل��ف��ت��م��ان��ي بقفرة وال تنسيا عهدي خليالي إنني
ولن يعدم الميراث مني المواليا
فلن يعدم ال��ول��دان بثا يصيبهم
وأي���ن م��ك��ان البعد إال مكانيا
يقولون ال تبعد وه��م يدفنوني غ��داة ٍ غد يا لهف نفسي على غد
إذا أدل��ج��وا عني وخلفت ثاويا
فيا ليت شعري هل تغيرت الرحى
رحى الحرب أو أضحت بفلج كما هيا
لغيري وكان المال باألمس ماليا
وأصبح مالي من طريف وتالد
��م العيون سواجيا بها َب��ق��ر ًا ُح ّ ُ الخزامى َم��ر ًة واألقاحيا َي ُس ْف َن
الحي َحلوها جميع ًا وأنزلوا إذا ُّ َر َع��ي�� َن وق��د ك��ا َد الظالم ُي ِجنُّهـا 91
ِ المتان الفيافيا بِ ُركبانِها تعلو ِ بقيات الن ِ و( َب َو َ َّواجيا الم الن) عاجوا ُ كما كنت لو عالوا ن َِعي ِ ـك باكيا َّ
ِ بالضحى والي ُّ أتر ُك الع َ يس ال َع َ وهل ُ إذا ُعصب الر ِ كبان بي َن ( ُعنَ ْي َز ٍة) َ ُ ُ
فيا ليت شعري هل بكت أم مالك
على الرمس أسقيتي السحاب الغواديا
��ت فاعتادي القبور وسلمي إذا ُم ُّ تري ج��دَ ٍ ث قد جرت الريح فوقه َ
غ��ب��ارا ك��ل��ون القسطالن هابيا
فيا راك��ب��ا إم��ا ع��رض��ت فبلغن
بني م��ال��ك وال��ري��ب أال تالقيا
ق��رارت��ه��ا مني العظام البواليا
رهينة أح��ج��ار وت��رب تضمنت
وبلغ عجوزي اليوم أن ال تدانيا
وبلغ أخي عمران بردي ومئزري
وبلغ كثيرا واب��ن عمي وخاليا ست ِ َفل ُق أك��ب��اد ًا وتبكي بواكيا َ يد الدهر معروفا ب��أن ال تدانيا
شيخي مني كليهما وسلم على ّ وعطل قلوصي في الركاب فإنها بعيد غ��ري��ب ال���دار ث��او بقفرة
به من عيون المؤنسات مراعيا
أقلب طرفي حول رحلي فال أرى
بكين وف��دّ ي��ن الطبيب المداويا
وبالرمل مني نسو ًّة لو شهد نني ّ فمنهن أ ّم��ي وابنتاها وخالتي ِ وأهله الرمل مني وما كان عهد ّ
وباكية أخ��رى تهيج ال��ب��وا كيا بالر ِ مل و ّدع��ت ُ قاليا ذميم ًا وال ّ
92
حممد بريم التون�سي املجل�س البلدي ِ األشجان والك ََم ِد القلب في أوقع َ قد َ
ٍ حبيب ُي َس ّمى المجلس البلدي هوى أكبر باسم المجلـس البلــدي الل ُه ُ ِعبادتي نص ُفها للمجلـس البلـدي
ْ قلت ُمفتتح ًا أقمت صالتي وإن ُ ُ ِ الصالة َغدَ ْت أستغفر الله حتى في ُ ِ ِ الفجل بالم ِّليـ ِم واح��د ًة بائع يا َ
ِ ِ للمجلس البلدي للعيال وك��م كم ِ للمجلس
ٌ عامل يعدّ هـا ِ ِ المجلس البلدي الخيال خيال طيف
وأكتم أنفاسي مخافة َ ْ أن أمشي ُ ِ القريح سوى ما َش َّر َد النو َم عن جفني
الرغيف أتى ،فالنصف ُ آ ُك ُل ُه إذا ُ ْ لست أتركُه فج ْيبِـي وإن ُ ُ جلست َ ِ الشتاء وال كسوت عيالي في وما ُ َ��ـ��ـ��أن ٌأ ّم���ي َب َّ َّ ���ل ال��ل�� ُه تُربتها ك ِ الزفاف أتى الزواج إذا يوم أخشى َ ��ب الرحم ُن لي ولد ًا ��م��ا َو َه َ ور َّب َ ُ
البلـدي
والنصف أت��ركُ��ه للمجلس البلدي ُ ِ ِ المجلس البلدي وخوف اللصوص خوف َ َ ِ الصيف إالَّ المجلس البلدي كسوت في ُ َ أوص ْت فقالت :أخوك المجلس البلدي َ المجلس البلدي أن َينْ َب ِري لعروسي ُ في َب ْطنِهـا َيدَّ عيه المجلس البلدي
93
حميي الدين بن عربي لقد �صار قلبى ٍ ال َّ لقد صار قلبى قاب ً صورة كل ِ ٍ لرهـبان ..ودير لغزالن فمرعى ٌ ٍ ٍ طـائـف ألوثان ..وكـعــبـ ُة وبيت ٌ ٍ ِ قرآن مصحف توراة ..و وألواح ُ ُ ِ ِ الـحــب.. ب��دي��ن أدي��ـ��ن َّ��ه��ـ��ت رك��ائ�� ُب�� ُه أن���ى ت��وج��ـ َ فالحـب ديــــنى ..و إيـــماني ُ
94
م�سلم بن الوليد حيب َف ِ إ�نيّ َ�س َ وف َ �أن َت ِح ُب �أَ ّما ال َن ُ
ِ ب َحيب َفإِنّي َس َ ��وف َأنتَح ُ َأ ّم��ا الن ُ رض ِة ال َكلاّ ِء ُمكت َِئب ًا َض ِل ُ لت في ُف َ رت إِل��ى ب ِ ال��م ِ ��زار بِ ِهم عد َلما َن َظ ُ ُ َ َ ك��ان َينأى َعن َأ ِح َّبتِ ِه ��ر َمن ما َض َّ ِ س��اك�� َن الكو َف ِة الالهي بِ َل َّذتِ ِه يا ِ ِ ُنت بِالب ِ ساكنُها غبوط الم َقد ك ُ صرة َ َ َ الحور ِ الح ِ ِ سان بِها رت إِلى إِنّي َن َظ ُ
َعلى األَ ِح َّب ِة إِن َش ّطوا َوإِن َق ُربوا ين َدم ُعها َس ِ َأبكي َع َليها بِ َع ٍ ��ر ُب ِ ب َف ُع ُ دت َأبكي َعلى نَفسي َو َأنتَح ُ ِِ ��ب ��م��دَّ َل��� ُه ف��ي ُع ��م��ره َس�� َب ُ َألاّ ُي َ
مال بي َعن َح ٍ ما َ بيب َغ ِير َك ال َط َر ُب ِ ِ ب إِ َّن التُقى َوالصبا فيها َل ُمص َطح ُ ِ ��ب هو َوال�� َل��ع ُ ��ه�� َّن ال َل ُ ��م ُ َوإِنَّ��م��ا َه ُّ ِ ِ ب إِلاّ َر َج ُ عت َو َروح��ي فيه ُمستَل ُ ِ المها في ِر ٍ ب ياض َحو َلها ال ُع ُش ُ م ُثل َ ِ ِ ما َلت بِ َأ ِ ب ثمارها من َفوقها ال ُق ُض ُ
إِ َّن ال َع َ رت بِ ِه ���ر ٌ تيك َل َ ��ي ما َم َ ��ح ُّ الخ َري َب ِة غيدٌ َقد َص َب َ ُ ون بِنا ِعندَ ِ ُثبان َر ٍ ك ُ َ��ج��ت َأسافِ ُلها م��ل إِذا ارت َّ مت بِ ِه ���ب إِلاّ َن َع ُ ��ر بي َر َج ٌ ما َم َّ رت َلها بِ ِ المر َب ِد اِحت ََج َبت َل ّما َظ َه ُ ِ ح��ي ال�� َق ِ ��و ِ خاد ُمها ��ول َفبا َد َرتها بِ َ قا َلت َأنيلي َفتى ي ِ هواك ُمذ َز َم�� ٌن ً َ لت َلها ن��ت تَهوانا َف ُق ُ قا َلت َن َعم َأ َ ِ ِ ال َه��ن َ َظرتَها َّ��أ ال�� َل�� ُه َعيني منك ن َ َف َلو تَراني َو َخ���دّ ي َف َ راحتِها ��وق َ
��ب ��ب َلو دا َم لي َر َج ُ يا َح َّبذا َر َج ٌ ِ مس َيحت ِ الش ِ نور َ ب َج ُ منّي َوما كا َد ُ ِ ب مر ذا َع َج ُ َفاست َ َضحكَت ُث َّم قا َلت َأ ُ َقد مسه في ه ِ ب ��واك ُ َ الض ُّر َوال َت َع ُ َ َّ ُ ِ الو ِ َأ ِي َو ِ ب صال ا َّلذي َأرجو َو َأ َّطل ُ إِ َل ِ يك إِن َ كان لي في َغ ِيركُم َأ َر ُب كب الر ُ ��م��ا تَف َع ِل ُ َو َق��د تَ��دانَ��ت َو َل ّ
95
نَهوى التَالقي َوما ِمن َشأنِنا ِ ب الر َي ُ ِ ٍ ��ر ُب َصهبا َي��ه��ود َّي��ة َأرب��ا ُب��ه��ا ال�� َع َ ِ ِ اله ِ جير َأ ُب الرضا َعة في َح ِّ��ر َ م�� َن َ ِ ك َ ب ���رار َ���أ َّن فيها َش ال��ن��ار تَلت َِه ُ َ ِ ِ ِ ب ��و بِالفرصاد ُمختَض ُ ك ََأنَّما ُه َ
��م اِفتَرقنا َو َل��م نَأ َثم َونَح ُن كَذا ُث َّ و َق��ه��و ٍة ِم��ن ب ِ نات ال��كَ��ر ِم صافِ َي ٍة َ َ َ َ مس في إِ ِ الش ِ تُنمى إِلى َ غذائها َو َلها َحمرا َء إِن ��ر ٌة ُم ��ح��م َّ َ
َب َر َزت َصفرا َء إِن ُم ِز َجت مرتِها ك ُّ َ��ف ساقيها بِ ُح َ
*****
96
منور �صمادح
الكلمــات
عندما كنت صغيرا كنت أحبو كنت طفال ألعب الحرف وألهو كنت أص��وات��ا بال معنى وراء وتخطيت سنينا عثرتها أركض األحالم واألوه��ام خلف ووراء الزمن ال��ه��ارب أع��دو كلما أع��رف��ه أن���ي ظلمت وسمعت الناس يصغون لصوت فتكلمت ول��ك��ن ل��م أف��ده��ا ليس بالهزل وال بالجهل خوض وت��أل��م��ت كثيرا ف��ي ج���راح وسفحت العمر دمعا من عيون ول��ق��دم��ت م���رارا ف��ي سبيل صلبوها ث��م ج���اؤوا ورث��وه��ا فصدو رالناس قد كانت قبور يستجيرون بها منها ..وأي��ن بيع ما فيهم من الحس فماتوا كالدمى الخرساء ال تعرف معنى ***
الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات
ه��ي ل��ح��ن ب��ش��ري رددت����ه الكلمات ن��غ��م وق��ع��ه اإلل��ه��ام ي��رج��و الكلمات ورؤى سكرى تهادت في رياض الكلمات هي روح الكون زخ��ار بفيض الكلمات ت��ت��راءى حلما يقظان عبر الكلمات قل لمن همهم في الناس وخاف الكلمات إن��م��ا أن���ت ش��ف��اه ظمئت للكلمات ون��داء حائر في الصوت بح الكلمات 97
الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات الكلمات
آدك الصمت فهال قلت بعض أو تخشى الناس والحق سجين أو تخشى الناس والحق رهين ح��ي��وان أن��ت ال تفقه ل��وال ون��ب��ات أو ج��م��اد أن��ت ل��وال ما ال��ذي ترجوه من دنياك لوال أنت إنسان لدى الناس رس��ول فتكلم وت��أل��م ولتمت ف��ي وإذا م��ا عشت فيهم فلتكن ش��اه��د أن��ت عليهم وعليك *** يهدر الشاعر في الناس وتحيا الكلمات ويموتون ب�لا ذك��رى وتبقى الكلمات
98
نزار القباين ياتون�س اخل�ضراء جئتك عا�شقا وع��ل��ى جبيني وردة وك��ت��اب
ياتونس الخضراء جئتك عاشقا
إني الدمشقي الذي احترف الهوى
فاخضوضرت بغنائه األعشاب
أن��ا ف��وق أج��ف��ان النساء مكسر
قطع فعمري الموج واألخشاب
إن ال��ه��وى أال ي��ك��ون إي��اب
أحرقت من خلفي جميع مراكبي
للحسن أس��ب��اب ول��ي أسباب
لم أن��س اسماء النساء ..وإنما ياساكنات البحر ف��ي قرطاجة
الالبسات
قصائدي
جف الشذى وتفرق األصحاب
ع��ات��ب��ت��ه��ن ف��م��ا أف����اد عتاب
ومدامعي
وصدقتهن ووع��ده��ن ك��ذاب
أحببتهن وه���ن م��ا أحببنني
ل���ي ي��ط��م��ئ��ن ون���اه���د ي��رت��اب
إن���ي ألش��ع��ر ب���ال���دوار فناهد
ه��ل دول��ة الحب التي أسستها
سقطت علي وس��ددت األب��واب
أي��ص��دن��ي نهد تعبت برسمه؟
وتخونني األق���راط واألث���واب؟
حلفت ب���أال تُ��س��ك��ر األع��ن��اب
تبكي الكؤوس ،فبعد ثغر حبيبتي
أدع���و رب���اب ف�لا تجيب رب��اب
م��اذا ج��رى لممالكي وبيارقي؟
ومتى استقام مع النساء حساب
أأح��اس��ب ام���رأة على نسيانها
ما أسخف العشاق لو هم تابوا
ما تبت عن عشقي وال استغفرته
وب�ل�اب���ل وس���ن���اب���ل وق��ب��اب
قمر دمشقي يسافر ف��ي دمي
وب��ع��ط��ره��ا تتطيب األط��ي��اب
بياضه ال��ف��ل ي��ب��دأ م��ن دم��ش��ق ُ
أس��ن��دت رأس��ك ج��دول ينساب
وال��م��اء يبدأ من دمشق فحيثما
ف���وق ال��ش��آم وش��اع��ر ج��واب
وال��ش��ع��ر عصفور يمد جناحه
عبدوا الجمال وذوب���وه وذاب��وا
والحب يبدأ من دمشق فأهلنا
99
والخيل تبدأ من دمشق مسارها
وت��ش��د للفتح الكبير رك��اب
ودمشق تعطي للعروبة شكلها
وب��أرض��ه��ا تتشكل األح��ق��اب
تبقى اللغات وتحفظ األنساب
والدهر يبدأ من دمشق وعندها
ه��ذا المساء وم��ن ه��و العراب
بدأ الزفاف فمن تكون مضيفتي
أأن���ا مغني القصر ي��ا قرطاجة
كيف الحضور وم��ا علي ثياب
ف��م��آدب ع��رب��ي��ة ..وق��ص��ائ��د
ه��م��زي��ة ..ووس��ائ��د وح��ب��اب
من أين يأتي الشعر ؟حين نهارنا
قمع وح��ي��ن م��س��اؤن��ا إره��اب
والحكم ش��رط��ي يسير وراءن���ا
س��را فنكهة خبزنا استجواب
وال��م��ف��ردات ح��ج��ارة وت���راب
ماذا أقول ؟ فمي يفتش عن فمي
ي��وم��ا وال ك��ل ال��ش��راب ش��راب
ال الكأس تنسينا مساحة حزننا
ف��ب��أي ش���يء يكتب الكتاب
سرقوا أصابعنا .وعطر حروفنا
م��ل��ك وه���م ف��ي ب��اب��ه حجاب
الشعر رغم سياطهم وسجونهم
وحدائق الشعر الجميل خراب
من أين أدخل في القصيدة يا ترى
ال البحتري هنا وال زري��اب
ل��م يبق ف��ي دار ال��ب�لاب��ل بلبل
فالقول فوضى والكالم ضباب
ش��ع��راء ه��ذا ال��ي��وم جنس ثالث
عجم إذا نطقوا وال أع��راب
يتكلمون م��ع ال��ف��ارغ فما هم
الالهثون على ه��وام��ش عمرنا
يتهكمون
على
النبيذ
سيان إن حضروا وإن هم غابوا وه��م على سطح النبيذ ذب��اب
معتقا
الخمر تبقى إن ت��ق��ادم عهدها
خ��م��را وق���د تتغير األك���واب
إن القصيدة ليس ما كتبت يدي
ل��ك��ن��ه��ا م���ا ت��ك��ت��ب األه����داب
والشمس فوق رؤوسنا سرداب
من أين أدخل في القصيدة ياترى
فحياتنا
ن��ار الكتابة أح��رق��ت أعمارنا
ما الشعر؟ ما وجع الكتابة ؟ ما الرؤى؟
الكبريت
واألح��ط��اب
أول���ى ضحايانا ه��م الكتاب
100
ح��ظ ال��ب��غ��اي��ا م��ا ل��ه��ن ث��واب
يعطوننا الفرح الجميل وحظهم
ي��ات��ون��س ال��خ��ض��راء ه��ذا عالم
ي��ث��ري ب��ه األم����ي وال��ن��ص��اب ِ ���رت ف�لا ف��ك��ر وال آداب َب���ط َ
هل في العيون التونسية شاطيء
ت��رت��اح ف��وق رم��ال��ه األع��ص��اب
فمن الخليج إلى المحيط ..قبائل
ثوبا وترفل بالحرير ق��ـ..ب!!
في عصر زيت الكاز يطلب شاعر
ف��ه��ل ال��ع��روب��ة لعنة وع��ق��اب
أن��ا ي��ا صديقة متعب بعروبتي
فعلى الخريطة كلنا أغ��راب
أمشي على ورق الخريطة خائفا
وأعيد ..لكن ما هناك جواب
أتكلم الفصحى أم��ام عشيرتي
م��ا كنت أحسب أنهم أع��راب
ل��وال العباءات التي التفوا بها
ف��خ��ن��اج��ر م��رف��وع��ة وح���راب
ي��ت��ق��ات��ل��ون ع��ل��ى ب��ق��اي��ا تمرة
فيما رأى ق��ب�لا ل��ه��ا أن��ي��اب
قبالتهم عربية ..م��ن ذا رأى
أعلى الهزيمة تشرب األنخاب؟
ياتونس الخضراء كأسي علقم
وخريطة الوطن الكبير فضيحة
ف��ح��واج��ز وم��خ��اف��ر وك�لاب
وال��ع��ال��م ال��ع��رب��ي ي��ره��ن سيفه
فحكاية الشرف الرفيع سراب
م��ذب��وح��ة أو ح��اك��م قصاب
وال��ع��ال��م ال��ع��رب��ي إم���ا نعجة
ف��ي خصيتيه ورب���ك ال��وه��اب
وال��ع��ال��م ال��ع��رب��ي ي��خ��زن نفطه
م��س��ت��ن��زف��ون ف��س��ادة ودواب
والناس قبل النفط أو من بعده
ياتونس الخضراء كيف خالصنا
لم يبق من كتب السماء كتاب
فكأنما كتب ال��ت��راث خرافة
كبرى فال عمر . .وال خطاب
من ذا يصدق أن مصر تهودت
يباب
خجال وظ��ل الصرف واإلع��راب
م��ات��ت خ��ي��ول ب��ن��ي أم��ي��ة كلها
وع��زي��ز مصر بالفصام مصاب
وبيارق ابن العاص تمسح دمعها
فمقام
م��ا ه���ذه م��ص��ر ف���إن صالتها
سيدنا
الحسين
ع��ب��ري��ة وإم���ام���ه���ا ك���ذاب
101
ص��غ��رت وإن ن��س��اءه��ا أس�لاب
م��ا ه���ذه م��ص��ر ف���إن س��م��اءه��ا
إن ج��اء ك��اف��ور فكم م��ن حاكم
قهر ال��ش��ع��وب وت��اج��ه قبقاب
هل لي بعض البحر نصف جزيرة
أم أن ح��ب��ي ال��ت��ون��س��ي س��راب
ش��اخ ال��زم��ان وأن��ت بعد شباب
ب��ح��ري��ة ال��ع��ي��ن��ي��ن ي��اق��رط��اج��ة
أن��ا متعب ودف��ات��ري تعبت معي
هل للدفاتر يا ت��رى أعصاب؟
ال تعذليني إن كشفت مواجعي
وج��ه الحقيقة م��ا عليه نقاب
وضفاف جرحي روض��ة معشاب
ح��زن��ي بنفسجة يبللها الندى
أوليس في بعض الجنون صواب؟
إن الجنون وراء نصف قصائدي
فتحملي غضبي الجميل فربما
ث��ارت على أم��ر السماء هضاب
وإذا قسوت على العروبة مرة
فلقد تضيق بكحلها األه��داب
فلك يعيش الحب واألح��ب��اب
ف��إذا صرخت بوجه من أحببتهم
فلربما تجد ال��ع��روب��ة نفسها
ويضيء في قلب الظالم شهاب
ق��رط��اج��ة :ق��رط��اج��ة:ق��رط��اج��ة:
هل لي لصدرك رجعة ومتاب؟
ف��ذن��وب ش��ع��ري كلها مغفورة
وال���ل���ه ج���ل ج�لال��ه ال��ت��واب
وم��ن ال��ع��ب��اءة تطلع األع��ش��اب
ولقد تطير م��ن العقال حمامة
إن ال��ه��وى ف��ي ط��ب��ع��ه غ�لاب
ال تغضبي مني إذا غلب الهوى
102
نزار القباين
غرناطة
ف��ي مدخل الحمراء ك��ان لقاؤنا
م��ا أط��ـ��ي��ب اللقـيا ب�لا ميعاد
ه��ل أن��ت إسبانية ؟ ساءلـتها
ق��ال��ت :وف��ي غـرناطة ميالدي
ت��ت��وال��ـ��د األب��ع��اد م��ـ��ن أبعـاد
عينان س����وداوان ف��ي حجريهما
ف��ي تينـك العينين ..بعد رق��اد
غ��رن��اط��ة؟ وص��ح��ت ق���رون سبعة
وج��ي��ـ��اده��ا م��وص��ـ��ول��ة بجيـاد
وأم��ـ��ي��ة راي��ات��ـ��ه��ا م��رف��وع��ـ��ة
لحفيـدة س��ـ��م��راء م��ن أح��ف��ادي
م��ا أغ��رب التاريخ كيف أعادني
أج��ف��ان بلقيس وج��ي��ـ��د سعـاد
وج���ه دمشـقي رأي���ت خـالله ورأي���ت منـزلنا القديم وحجرة واليـاسمينة
رصعـت
كانـت بها أم��ي تمد وس��ـ��ادي وال��ب��رك��ـ��ة الذهبيـة اإلن��ش��ـ��اد
بنجومها
في شعـرك المنساب ..نهر سواد
ودمشق ،أي��ن تكون؟ قلت ترينها
ما زال مختـزن ًا شمـوس بالدي
في وجهك العربي ،في الثغر الذي
في الفل ،في الريحـان ،في الكباد
في طيب "جنات العريف" ومائها
كسنابـل
سارت معي ..والشعر يلهث خلفها
يتألـق القـرط الطـويل بجيدها
تركـت
بغيـر
حصاد
مثـل الشموع بليلـة الميـالد..
وورائ���ي التاريـخ ك��ـ��وم رمـاد
ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي
والزركشات على السقوف تنادي
الزخـرفات ..أك��اد أسمع نبـضها
فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي
قالت :هنا "الحمراء" زهو جدودنا
أمجادها؟ ومسحت جرح ًا نـازف ًا
ومسحت جرح ًا ثانيـ ًا بفـؤادي
ودعتها
رج ً �لا يسمـى "طـارق بن زياد"
يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت عانـقت
فيهـا
عنـدما
أن ال��ـ��ذي��ن عـنتـهم أج��ـ��دادي
103
104