البرمجة اللغوية العصبية شادي جبارين

Page 1

‫البرمجة اللغوية العصبية‬

‫اعداد‬

‫أ‪ -‬شادي جبارين‬ ‫باحث قانوني ومدرب تنمية‬ ‫بشرية‬


‫المقدمة‬ ‫الحمد هلل رب العالمين و بعد ‪:‬‬ ‫لئلنسان قدرة عمى تغيير سموكو و تفكيره و قدرة عمى التحكم‬ ‫باستجابات اآلخرين و ذلك من خبلل الخرائط الذىنية التي يشكميا بنفسو ‪ ،‬و‬ ‫انطبلقا من عمم البرمجة المغوية العصبية يمكن لمفرد مخاطبة العديد من‬ ‫المستويات اإلنسانية فيو عمم يسعى إلى تطوير القدرات البشرية ‪ ،‬و إكساب‬ ‫الفرد مرونة بالسموك و التعمق بالجانب الروحي لمفرد ‪ ،‬و يبحث ىذا العمم في‬ ‫تركيب التجربة الشخصية و ما ينطوي عمييا من اعتقادات أو سموك لذلك فإن‬ ‫ىذا العمم عبارة عن مجموعة من النماذج و الميارات التي تمكن الجيل من‬ ‫االستفادة من التجارب اإلنسانية التي يمر بيا ‪ ،‬و بشكل أساسي فإن ىذا‬ ‫العمم يعممنا كيفية االتصال الشفوي و غير الشفوي إلحداث التأثير في اآلخرين‬ ‫وتأتي ىذه الدراسة في بنودىا كجمع‬

‫عن طريق التأثير عمى ادمغتيم ‪.‬‬

‫لمعمومات حول ىذا الموضوع اىتماما مني بو ومحاولة بسيطة ليستفيد‬ ‫الميتمون في ىذا المجال ‪.‬‬

‫‪1‬‬


‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫ان اهلل ال يغري ما بقىم حتى يغريوا ما بأنفسهم‬ ‫صدق اهلل العظيم‬ ‫)الرعد ‪)11:‬‬

‫‪2‬‬


‫الفصل األول‬ ‫المفهوم و النشأة‬ ‫البرمجة المغوية العصبية ىي ترجمة لمعبارة اإلنجميزية (‬

‫‪Neuro‬‬

‫‪ ) Linguistic Programming‬أو ( ‪ ) NLP‬التي تطمق عمى عمم جديد بدأ‬ ‫في منتصف السبعينات الميبلدية عمى يد العالمين األمريكيين ‪ :‬الدكتور جون‬ ‫غرندر ( عالم المغويات ) و العالم ريتشارد باندلر ( عالم الرياضيات و من‬ ‫دارسي عمم النفس السموكي ) ‪.‬‬ ‫يقوم ىذا العمم عمى اكتشاف القوانين و المحفزات الفكرية و الشعورية و‬ ‫السموكية التي تحكم تصرفات الناس عمى اختبلف أنماطيم الشخصية و‬ ‫يكتشف ىذا العمم العالم الداخمي لئلنسان و الطاقة الكامنة التي يمتمكيا ‪ ،‬و‬ ‫يمدنا بأدوات و ميارات نستطيع من خبلليا التعرف عمى شخصية اإلنسان ‪ ،‬و‬ ‫طريقة التفكير و سموكو ‪ ،‬و العوائق التي تقف في طريق إبداعو و تفوقو ‪.‬‬ ‫و تعرف البرمجة المغوية العصبية بأنيا عبارة عن منيج ثوري لمتواصل‬ ‫اإلنساني و الت طوير الذاتي ‪ ،‬و تعرف بأنيا فن التواصل الشخصي و عمم‬ ‫االمتياز البشري أو عمم دراسة الخبرات الشخصية ‪ ،‬و تعرف بأنيا العمم الذي‬ ‫يعطيك القدرات و الميارات التي تجعمك أفضل ما تكون طوال الوقت قدر‬ ‫مكان ‪ ،‬و قد أطمق العمماء عمى ىذا‬

‫االستطاعة و في أي وضع أو أي‬ ‫العمم العديد من التسميات منيا ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عمم اليندسة النفسية المغوية‬ ‫‪3‬‬


‫‪‬‬

‫ىندسة النجاح‬

‫‪‬‬

‫عمم إدارة العقل‬

‫‪‬‬

‫عمم برمجة العقل البشري أو العقمجة‬

‫‪‬‬

‫عمم استنساخ النجاح‬

‫‪‬‬

‫عمم القيادة ( قيادة النفس و اآلخرين )‬

‫التعريف ‪:‬‬ ‫لو نظرنا قميبل لمفيوم البرمجة المغوية العصبية لوجدنا أنيا تتألف من ثبلث‬ ‫مصطمحات ىي ما يمي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫البرمجة‬

‫ىي القدرة عمى اكتشاف و استخدام البرامج العقمية المخزنة في عقولنا و التي‬ ‫نستخدميا في اتصالنا بأنفسنا أو باآلخرين بدون وعي منا ‪ ،‬فنستطيع اآلن أن‬ ‫نستخدم لغة العقل لموصول إلى النتائج التي نريدىا ‪.‬‬ ‫‪ .2‬المغوية‬ ‫ىي القدرة عمى استخدام المغة الممفوظة و غير الممفوظة لمكشف عن أسموب‬ ‫التفكير و المعتقدات و أنظمة االتصاالت المغوية ‪.‬‬ ‫‪ .3‬العصبية‬ ‫و يقصد بو الجياز العصبي الذي يمتمكو اإلنسان و الذي من خبللو تتم عممية‬ ‫برمجة تجاربنا حول المراكز الحسية ( الحواس الخمسة ) ‪.‬‬ ‫لمبرمجة المغوية العصبية العديد من التعريفات من أبرزىا ما يمي ‪:‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪ .1‬عمم فيزياء العالم الداخمي لئلنسان‬ ‫‪ .2‬عمم فن االتصال الداخمي و الخارجي‬ ‫‪ .3‬تعميم كيفية تفسير تصرفات الناس‬ ‫‪ .4‬آلية تمكن المتدرب من كيفية استخدامو لعقمو لكي يحقق أىدافو‬

‫النظرة الشرعية لعمم البرمجة المغوية العصبية‬ ‫فضمت في ىذا المضمار أن اتطرق ولو برأيين عمى األقل فيما اختمف فيو‬ ‫العمماء وفقياء ىذه األمة حول النظر الى ىذا العمم من زاوية الشرع وحيث أن‬ ‫اختبلفيم المس المد والجزر بين مؤيد ومعارض فقد أوردت رأيين ىنا أحدىما‬ ‫يعارض ىذا العمم واآلخر يؤيده عمى النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال فضيمة الشيخ د‪.‬سفر الحوالي‪ ،‬أستاذ العقيدة والمذاىب المعاصرة‬ ‫بجامعة أم القرى ‪-‬سابقًا‪ -‬والداعية المعروف‪:‬‬ ‫"يجب عمينا جميعا أن نعمم أن األمر إذا تعمق بجناب التوحيد وبقضية‬ ‫ال إلو إال اهلل وبتحقيق العبودية هلل تبارك وتعالى فإننا البد أن نجتنب‬ ‫الشبيات وال نكتفي فقط بدائرة الحرام وىذه البرمجة العصبية وما يسمى‬ ‫بعموم الطاقة تقوم عمى اعتقادات وعمى قضايا غيبية باطنية مثل‬ ‫الطاقة الكونية وال َش َكرات والطاقة األنثوية والذكرية‪ ،‬واإليمان باألثير‬ ‫روج ليا مع األسف كثير من الناس مع أنو ال‬ ‫وقضايا كثيرة جدًا‪ ،‬وقد ّ‬

‫ينبغي بحال عمل دعاية ليا "‪ .‬وقال‪ " :‬أعجب كيف بعد كل ىذه‬ ‫‪5‬‬


‫الحجج يتشبث المدربون بتدريبات أقل ما يقال عنيا أنيا تافية‪ ،‬فكيف‬ ‫وىي ذات جذور فمسفية عقدية ثيوصوفية خطيرة ؟! أنتم عمى ثغرة‬ ‫وأرجو أن أجد وقتًا لممساىمة ببيان خطرىا لمناس فميس وراء عدم‬ ‫كتابتي في ىذا الموضوع إال االنشغال الشديد‪"1.‬‬ ‫‪ -2‬أما الدكتور طارق سويدان فقد كان لو رأي آخر حيث أن البرمجة‬ ‫المغوية العصبية عمم رائع من وجية نره و مدحو ولكنو‬

‫بين لنا‬

‫الجانب الحسن منو و ىو التفكير االيجابي و ايضا بين الجانب‬ ‫السيء الذي بدأ بالظيور و ىو ما يتضمن عقيدة اىل الصين القديمة‬ ‫و ىي (الطاو) او الطاوية و بين لنا ان الجانب االول منو ىو الذي‬ ‫يستحسن تعممو و كيف نفكر بإيجابية و لكن قال ان التفكير االيجابي‬ ‫و حد ه ال يكفي اذ يمزمو العمل ايضا و بين امور اكثر و لكن لم‬ ‫استطع حفظ جميع ما قال عن ىذا الجزء‪ .‬وحذر الدكتور السويدان من‬ ‫التطرق و االنغماس في الجانب الثاني السيء من ىذا العمم و الذي‬ ‫ظير بسبب كثر الدورات و المحاضرات التقميدية و الكبلم التقميدي‬ ‫عن ال ‪ NLP‬فاخذ بعض من تعمم ىذا العمم باالنحراف و التطرق الى‬ ‫الطاوية و قال ان بسبب جيل المسممين بالديانات االخرى قد يتسبب‬ ‫في ان ينغمس الشخص في الجانب السيء دون معرفو منو بانيا ديانو‬ ‫منحرفة ‪ .‬و اشار الدكتور ان اكثر ىذا العمم يطرح عمى شكل كبلم‬

‫‪(http://ar.islamway.net/article/1411 (1‬‬

‫بتاريخ ‪ 2116/8/22‬فتاوى‬

‫العمماء في التحذير من البرمجة المغوية العصبية د‪ .‬سفر بن عبد الرحمن الحوالي‬ ‫‪6‬‬


‫من قبل المدربين و استثنى بعضا منيم مثل الدكتور صبلح الراشد‬ ‫الذي ترجم بعض ما في البرمجة الغوية العصبية الى افعال او برامج‬ ‫عمل و اهلل اعمم و اخي ار نصح من يريد ان يتعممو ان يكون في‬ ‫الجانب الحسن و المفيد منو و ركز عمى التفكير‬

‫االيجابي‪2.‬‬

‫أبرز مشاهير البرمجة المغوية العصبية ‪:‬‬ ‫‪ .1‬جون توماس جريندر‬ ‫ولد جون توماس عام ‪ 1939‬م ‪ ،‬تخرج من جامعة ( ‪ ) usf‬بسان فراسنيكو ‪،‬‬ ‫بدرجة الماجستير في الفمسفة و ذلك عام ‪ 1961‬م ‪ ،‬كان جون موىوبا في‬ ‫مجال المغويات مما أىمو لمعمل في وكالة المخابرات األمريكية ‪ ،‬و أكمل‬ ‫دراستو الجامعية و تخصص في المغة و حصل عمى درجة الدكتوراه في عمم‬ ‫المغويات من جامعة كاليفورنيا بساندييجو ‪.‬‬ ‫و امتاز جون توماس بتطوير نفسو في مجال عموم بناء الجممة ‪ ،‬و استفاد من‬ ‫نظريات القواعد التحويمية لمعالم المشيور ناعوم تشو مسكي ‪ ،‬و يتميز الدكتور‬ ‫جون توماس بقدرتو عمى تحميل أعقد النماذج المغوية و السموكية ‪ ،‬و عرف‬ ‫بأ نو يمتمك قوة شخصية و حضور رائع كمدرب ‪ ،‬و من أبرز الخطوات التي‬ ‫خطاىا حون توماس في البرمجة المغوية العصبية و التي تنسب إليو ىو‬ ‫تطوير مجال الترميز الجديد لمبرمجة المغوية العصبية ‪.‬‬

‫‪ (http://dryasser73islam.ahlamountada.com/t236-topic )2‬بتاريخ ‪2116/8/21‬‬ ‫‪7‬‬


‫ريتشارد باندلر‬

‫‪.2‬‬

‫ولد الدكتور ريتشارد وين باندلر عام ‪ 1951‬م ‪ ،‬بدأ دراستو و تخصصو في‬ ‫الرياضيات و أىتم بعدىا بعمم النفس فبدأ نظريات عمم الجشتالية و ىو فرع من‬ ‫عمم النفس ‪ ،‬و من أبرز ما أىتم بو ( باندلر ) ىو النميطات ‪ ،‬لذلك نجد‬ ‫معظم دراستو الحديثة في البرمجة المغوية العصبية في مجال النميطات ‪.‬‬ ‫و عرف ريتشارد باندلر بنبوغو و روحو العالية و حبو لمدعابة و روعة تدريبو‬ ‫و قدرتو عمى استخدام نماذج لغوية متطورة ‪ ،‬و عرف أيضا بتدريبو الدينامي ‪،‬‬ ‫و من أبرز االىتمامات التي عني بيا ريتشارد ما يمي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫االىتمام في عمم األصوات العصبية‬

‫‪‬‬

‫االىتمام بالموسيقى‬

‫‪ .3‬وايت وود سمول‬ ‫ولد عام ‪ 1943‬م ‪ ،‬و ىو مدرب عالمي مشيور في أواسط جميور و مجتمع‬ ‫البرمجة المغوية العصبية حول العالم ‪ ،‬لو دور فعال في تطوير مجال النمذجة‬ ‫‪ ،‬و لو مساىمات عدة عالميا عمى مستوى الحكومات و األفراد ‪ ،‬و يشغل‬ ‫العالم ( وايت ) عدة مناصب عالمية منيا ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مؤسس مشارك و رئيس حالي لبلتحاد العالمي لمبرمجة المغوية العصبية‬

‫‪‬‬

‫خبير قيادي في مجال البرمجة المغوية العصبية و تحسين األداء‬

‫‪‬‬

‫نائب رئيس معيد البحث الدولي ( لدراسات اإلنسان )‬

‫‪‬‬

‫مؤسس مشارك لمؤسسة ( النمذجة السموكية المتطورة المحدودة لبلستشارة و التدريب )‬

‫‪‬‬

‫مستشار إداري بارع عمى مستوى المنظمات اإلدارية الحكومية و الخاصة‬ ‫‪8‬‬


‫‪‬‬

‫لو العديد من الكتب و المقاالت المنشورة في مجال البرمجة المغوية العصبية‪.‬‬

‫‪ .4‬الدكتور ابرىيم الفقي‬ ‫ولد في ‪ 5‬أغسطس‪ ،1951 ،‬محافظة الجيزة‪ ،‬مصر ويعد خبير التنمية‬ ‫البشرية والبرمجة المغوية العصبية ورئيس مجمس إدارة المركز الكندي لمتنمية‬

‫البشرية ومؤسس ورئيس مجمس إدارة مجموعة شركات إبراىيم الفقي العالمية‪،‬‬ ‫واضع نظرية ديناميكية التكيف العصبي ونظرية قوة الطاقة البشرية ‪ .‬توفي‬

‫بتاريخ ‪ 11‬فبراير‪ ،2112 ،‬مدينة نصر‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫أهداف البرمجة المغوية العصبية ‪:‬‬ ‫ييدف ىذا العمم إلى تحقيق القضايا التالية ‪:‬‬

‫‪ .1‬االىتمام الكبير الذي ينصب عميو العمم ىو اكتشاف اإلنسان لنفسو و قواه الحقيقية‬ ‫و ما يممكو من قدرات خارقة و التي من خبلليا يستطيع معيا أن يغير من أنماط‬ ‫حياتو سموكا و تفكي ار ‪.‬‬ ‫‪ .2‬رصد الحاالت الذىنية لئلنسان و التعرف عمييا ‪ ،‬و تغييرىا من حاالت سمبية إلى‬ ‫حاالت إيجابية ‪.‬‬ ‫‪ .3‬الكشف عن أنماط الناس في التفكير و السموك و اإلحساس ‪.‬‬ ‫‪ .4‬تقديم المساعدة لكل من لديو الرغبة في التغيير و التطوير و تغيير نمط حياتو‬ ‫لؤلفضل و االستفادة من التجارب السابقة ‪.‬‬ ‫‪ .5‬تقديم العبلج لعدد من الحاالت مثل ‪ :‬الفوبيا و االكتئاب و الوىم و الصرع و‬ ‫غيرىا‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫أهمية عمم البرمجة المغوية العصبية ‪:‬‬ ‫توضح سونايت ‪ Su Knight‬في كتابيا المعنون بالبرمجة المغوية العصبية في‬ ‫العمل المنشور عام ‪ ،1995‬صبلحية البرمجة المغوية العصبية من خبلل‬

‫الحوار التالي‪:‬‬ ‫إن السؤال الذي يوجو إلى دائمًا ىو‪ :‬ىل ما زالت البرمجة المغوية العصبية‬

‫صالحة لمتطبيق؟ وتكون إجابتي الفورية‪ " :‬نعم!" إن أكثر ما نحتاج إليو في‬ ‫عصر التقنيات الحديثة ىو أن نعرف كيف تستخدميا بطريقة إبداعية خبلقة‬

‫ومختمفة‪.‬‬

‫إ نك إذا واصمت ما تقوم بو من أفعال معتادة‪ :‬فستحصل عمى ما اعتدت أن‬ ‫تحصل عميو من نتائج‪ .‬ولكن المزج بين" التفكير بشأن التفكير والتقنيات‬ ‫ال جديدة من القادة ورجال‬ ‫الحديثة ىو الذي سيحدث التغيير‪ ،‬وينتج أجيا ً‬

‫األعمال المبدعين الذين يختمفون كثي ًار عن سابقييم‪.‬‬

‫ليس ىناك ما ىو أقوى من البرمجة المغوية العصبية في مجال التنمية‬ ‫اإلنسانية والتعمم‪ ،‬فعند تناول موضوع تنمية الطاقة البشرية نسمع عما يعرف‬ ‫بالذكاء العاطفي‪ ،‬والذكاء الروحي‪ ،‬والقدرة عمى التخيل وكميا في النياية مفاىيم‬

‫مستمدة من عمم البرمجة المغوية العصبية‪.‬‬ ‫إن الوسيمة الوحيدة لمفيم ىي التي تأتي من خبلل تكوين نموذج عممي وواقعي‬

‫في ذىنك؛ وىذا النموذج ىو الذي يمكن أن يسمو عمى التفصيبلت ويقول بيتر‬ ‫سمول إن كل رجل أعمال مبدع وناجح التقيت بو أو عرفتو كان لديو ىذا‬ ‫النموذج‪ ...‬ومن خبلل تمك النظرة الشاممة؛ يبدع قواعد بسيطة يستخدميا‬ ‫كأساس التخاذ كل ق ارراتو‪.‬‬

‫إن ىناك الكثير لتتعممو في مجالي التقنية الحديثة والتنمية البشرية‪ .‬حتى إنو‬ ‫من المحال عمى أي منا أن يتعمم كل شيء‪ .‬وحينيا ستكون معرفة التحكم في‬ ‫‪11‬‬


‫تفكيرنا وصراعاتنا ىي الفيصل‪ .‬فمن ينال ىذه القدرة فسيقدم الصفوف نحو‬ ‫مستقبل متجدد وخبلق ممئ بالتعاون‪ .‬بينم سيتساقط اآلخرون عمى جانب‬ ‫الطريق دون المحاق بيم وىذه القدرة في ما يمكن أن تتعممو ىي أسموب‬

‫البرمجة المغوية العصبية‪.‬‬ ‫أخي اًر وليس بأخر فإنو البرمجة المغوية العصبية – كما يشير إبراىيم الفقي ‪1‬‬ ‫أوجدت البيئة المبلئمة لمساعدة الناس عمى تحسين االتصال بأنفسيم والتخمص‬ ‫من المخاوف المرضية والتحكم في االنفعاالت السمبية والقمق فإن" البرمجة‬ ‫المغوية العصبية" ىي حقا مصدر إقامة العبلقة الطيبة مع أي شخص حتى مع‬ ‫أصعب الناس طباعاً ‪.‬‬ ‫لقد ساعدت تكنولوجيا" البرمجة المغوية العصبية" الواسعة االنتشار مبليين‬ ‫الناس عمى التم تع بحياة أكثر سعادة وىناء‪ ،‬ونجاح اآلخرين ىو الدليل القاطع‬ ‫المؤيد لذلك‪ ،‬حيث إنيم استطاعوا عيش حياة متزنة خالية من المشاعر‬ ‫السمبية‪.3‬‬ ‫يكمن أىمية البرمجة المغوية العصبية بالنقاط التالية ‪:‬‬ ‫‪ .1‬السيطرة عمى المشاعر‬ ‫‪ .2‬التحكم في طريقة التفكير و تسخيرىا كيفما تريد‬ ‫‪ .3‬التخمص من المخاوف و العادات بسرعة فائقة‬ ‫‪ .4‬السيولة في إنشاء إنسجامية بينك و بين اآلخرين‬ ‫‪ .5‬معرفة كيفية الحصول عمى النتائج التي تريد‬

‫‪ http://nlpmagazine.net – ) 3‬مجلة البرمجة اللغوية العصبية ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫‪ .6‬التعرف عمى استراتيجيات النجاح و التفوق و نبوغ اآلخرين و من ثم تطبيقيا‬ ‫عمى النفس‬ ‫‪ .7‬ممارسة سياسة التغيير السريع ألي شيء تريد‬ ‫‪ .8‬التأثير في اآلخرين و سرعة إقناعيم‬

‫فرضيات البرمجة المغوية العصبية‬ ‫إن التواصل الفعال يستفيد من فرضيات البرمجة المغوية العصبية وفيما يمي جانب‬ ‫منيا‪:‬‬ ‫‪ .1‬معنى اتصالك ىو االستجابة التي تحصل عمييا‪:‬‬ ‫ال ينتيي دور الشخص المتصل بمجرد نقل الرسالة لمشخص المقصود ولكن ينبغي‬ ‫عمى المتصل مبلحظة رد الفعل واستجابة المتمقي ‪ ،‬فإن كانت االستجابة غير متوقعة‬ ‫عمى المتصل أن يغير طريقة التواصل حتى يضمن نقل رسالتو كاممة لممستقبل ‪.‬‬ ‫(تتحقق ىذه الفرضية في الفصل من خبلل تحقيق مبدأ ال‪) feed back‬‬ ‫‪ .2‬الخارطة ليست ىي الحقيقة‪:‬‬ ‫ليست وجية نظر الش خص لمعالم ىي الحقيقية فكل شخص يرى العالم من وجية نظره‬ ‫ىو أو خبرتو في العالم ومن ىنا فإن اإلنسان يجب أن يغير مفيومو حول العالم كي‬ ‫بل ‪ " .‬فكرة فمسفية ليس ليا مردود في التعميم "‬ ‫يصل لحقيقة العالم فع ً‬ ‫‪ .3‬المغة ىي تمثيل ثانوي لمخبرة ‪ :‬إن المغة ىي المستوى الثالث لداللة األلفاظ‬

‫‪12‬‬


‫حيث أن المستوى األول ىو المؤثر الخارجي بينما المستوى الثاني ىو إحساس‬ ‫الشخص بالمؤثر وتمثيمو لو ‪ -‬أي خبرتو – أما المستوى الثالث فيو وصف المستفيد‬ ‫ليذه الخبرة او التجربة من خبلل استخدام المغة ‪.‬‬ ‫فاألشخاص يستخدمون ألفاظ مختمفة لمتعبير عن إحساس واحد أو شعور واحد كل‬ ‫حسب لغتو واختبلف التعبير لدى األشخاص والحصيمة المغوية لدييم واتفاقيم أو‬ ‫اختبلفيم فييا قد يساعد أو يضعف التواصل والتفاىم ‪.‬‬ ‫(يمكن تطبيق ذلك في الفصل من خبلل مطابقة المعمم لنمط تعميمو مع نمط تعمم‬ ‫المتعمم)‬ ‫‪.4‬العقل والجسم جزءان من نظام واحد يؤثر كل منيما في اآلخر ‪:‬‬ ‫ال يمكن فصل تصرفات العقل عن الجسد فيما يتداخبلن ويؤثر كل منيما في وظائف‬ ‫اآلخر أي أن كيفية التفكير تؤثر في اإلحساس وأن حالة الجسد تؤثر في كيفية تفكيره ‪.‬‬ ‫يمكن استخدام ىذه الفرضية في التعميم من خبلل أن يحسن اإلنسان في أداءه التعممي‬ ‫في حالة شعوره باإلرىاق أو التعب عن طريق تركيز تفكيره في أىمية ما يدرسو في‬ ‫محاولة منيا إلنياء ما بدأ في استذكاره وأن يقنع عقمو بمواصمة األداء والعكس في أن‬ ‫الحالة الجسدية السميمة لمطالب تؤدي إلى تحسين ورفع مستوى أداءه العقمي وتفكيره‪.‬‬ ‫‪ .5‬قانون تنوع الحاجات ‪ :‬يعني أن يغير اإلنسان سموكو حتى يصل إلى ما يريد وأن‬ ‫اإلنسان ينبغي أن يستمر في استخدام أساليب كثيرة حتى يعثر عمى األسموب الناجح‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪ .6‬السموك يتجو دائمًا نحو التكيف ‪:‬‬ ‫المقصود ىو النظر لمسموك في إطار الموقف التعميمي الذي صدر فيو السموك وأن‬ ‫سموك اإلنسان عبارة عن عممية تكيف يقصد بيا اإلنسان مواءمة الظرف أو الموقف‬ ‫الذي كان فيو حين صدر منو ىذا السموك وأن المقصود دائمًا ىو تغيير السموك إلى‬ ‫األفضل من خبلل تعمم خبرات إيجابية‪.‬‬ ‫‪ .7‬السموك الراىن يمثل أحسن خيار موجود لدى المستفيد ‪:‬‬ ‫تقدم البرمجة المغوية العصبية العديد من الخيارات السموكية المختمفة الختيار السموك‬ ‫األفضل حتى يغير اإلنسان من سموكياتو السمبية ‪.‬‬ ‫‪ .8‬النمذجة ‪ :‬تعني أن اإلنسان يستطيع ان يفعل ما يفعمو أي إنسان آخر من‬ ‫خبلل االقتداء بو وأخذه كنموذج يتم تقميد سموكياتو الناجحة برغم اختبلف القدرات‬ ‫من خبلل استمرار المحاوالت‪.‬‬ ‫‪ .9‬أفضل أنواع المعمومات عن اآلخرين ىي ما يصدر عنيم من سموكيات وليس‬ ‫ما يتفوىون بو من عبارات ‪.‬‬ ‫‪.11‬‬

‫ليس ىناك فشل ولكن تغذية راجعة ‪ :‬أي أن يستفيد اإلنسان من تجربة‬

‫حتى ولو كان مخطئًا ليعرف نقاط ضعفو فيغيرىا ويعرف نقاط قوتو فيحافظ عميو‬ ‫ويطورىا خبلل مسار حياتو ‪.‬‬

‫وأخي ار فان ىذا العمم ييتم اىتمامًا كبي اًر بالميارات والقدرات الفردية وىي بذلك ترتبط‬ ‫بالمفاىيم الحديثة لمتدريب والتطوير‪ ،‬ويعتبر بناء النماذج ىو لب تقنية البرمجة المغوية‬ ‫‪14‬‬


‫العصبية وخاصة صياغة نماذج األدوار لؤلشخاص المتميزين الفعالين والعمل عمى‬ ‫تحديد عناصر األداء التي تسيم في نجاحيم وبالتالي يمكن مساعدة اآلخرين عمى‬ ‫النجاح بنفس األسموب ‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫مصادر واستراتيجيات وتطبيقات البرمجة المغوية العصبية‬ ‫تعتمد البرمجة المغوية العصبية عمى االفتراض القائل بأن اإلنسان و ما تتشكل‬ ‫من خرائط ذىنية و نظرتو ل ؤلشياء من حولو ‪ ،‬إنما تتشكل من خبلل عدة‬ ‫مؤثرات و عمى ىذا األساس فإن المصادر التي ساىمت ببرمجة اإلنسان وفق‬ ‫رؤى اجتماعية معينة ‪ ،‬ىي ‪:‬‬ ‫‪ .1‬الوالدان‬ ‫‪ .2‬المدرسة‬ ‫‪ .3‬األصدقاء‬ ‫‪ .4‬اإلعبلم المرئي‬ ‫‪ .5‬برمجة اإلنسان لنفسو‬ ‫استراتيجيات البرمجة المغوية العصبية‬ ‫ىناك العديد من االستراتيجيات التي يعتمد عمييا ىذا العمم ومن أىميا ‪:‬‬ ‫‪ .1‬القناعة بفرضية ‪ :‬إذا كان أي إنسان قادر عمى فعل أي شيء فمن الممكن‬ ‫ألي إنسان آخر أن يتعممو بفعمو‬ ‫‪15‬‬


‫‪ .2‬النمذجة ‪ :‬عمى كل إنسان أن يتخذ لنفسو نموذجا يقتدي بو و يتصرف كما أنو‬ ‫ىو ‪.‬‬ ‫‪ .3‬تحديد األىداف ‪ :‬البد أ ن يكون اليدف واضح و محدد ‪ ،‬و بعد تحديد اليدف‬ ‫البد من وضع خطة متكاممة لتحقيق األىداف التي ترمي إلييا ‪.‬‬ ‫‪ .4‬التركيز ( الوعي الداخمي )‬ ‫‪ .5‬استجبلب المشاعر اإليجابية ‪ :‬و ذلك من خبلل تخيمك لممواقف ‪.‬‬ ‫‪ .6‬ذكر نفسك بتمك الرسائل ‪ :‬ضع لنفسك بعض الرسائل اإليجابية التي تساعدك‬ ‫عمى تحقيق أىدافك ‪.‬‬ ‫تطبيقات عمى البرمجة المغوية العصبية ‪:‬‬ ‫يدخل عمم البرمجة المغوية العصبية في جميع تصرفات و سموك اإلنسان كما‬ ‫يشمل مجاالت كثيرة من حياتو فيذا العمم فعال و ذو قوة عجيبة في التغيير‬ ‫يستخمص من العقل البشري ‪ ،‬و أبرز ىذه التطبيقات ما يمي ‪:‬‬ ‫‪ .1‬إدارة الذات ‪ :‬ىي القدرة عمى إشباع حاجات النفس األساسية لدى اإلنسان‬ ‫لخمق التوازن في الحياة بين الواجبات و الرغبات و األىداف ‪ ،‬و كما ىو‬ ‫معروف بأن حاجات النفس األساسية ىي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الحاجة إلى البقاء‬

‫‪‬‬

‫الحاجة إلى االنتماء‬

‫‪‬‬

‫الحاجة إلى القوة‬

‫‪‬‬

‫الحاجة إلى الحرية‬ ‫‪16‬‬


‫‪‬‬

‫الحاجة إلى الترفيو‬

‫* خطوت إدارة الذات‬ ‫أوال ‪ :‬فكر في أىدافك‬ ‫ثانيا ‪ :‬ضع خطة عمل‬ ‫ثالثا ‪ :‬راجع أدوارك في الحياة‬ ‫رابعا ‪ :‬ضع أىدافا لكل دور من أدوار حياتك‬ ‫خامسا ‪ :‬نظم أىدافك بجدولتيا ( أسبوعيا – شيريا – سنويا )‬ ‫سادسا ‪ :‬االىتمام باألىم ثم األىم‬ ‫سابعا ‪ :‬التزم بتنفيذ أىدافك المجدولة‬ ‫ثامنا ‪ :‬قيم ما نفذتو و بدل في جوانب التقصير‬ ‫‪ .2‬إدارة العقل ‪ :‬و ىي قدرة الفرد عمى التحكم و إدارة المعمومات المختزلة في العقل‬ ‫البشري ‪ ،‬و التحكم بالمشاعر و العواطف و االستجابات غير اإلرادية‬ ‫* خطوات إدارة العقل‬ ‫أوال ‪ :‬بدل معتقداتك من خبلل رصد االعتقادات المعوقة التي تقف في طريق‬ ‫نجاحك‬ ‫ثانيا ‪ :‬ترك ىذه االعتقادات ‪ ،‬و قل ‪ :‬أنا قادر‪ .....‬أنا استطيع فعل ذلك ‪.....‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬أطمق العنان لخيالك ‪ ،‬يقول برناردشو ‪ :‬التخيل ىو بداية االبتكار ‪،‬‬ ‫يقول آينشتاين ‪ :‬التخيل أىم من الم عرفة ‪ ،‬و كل األعمال الناجحة بدأت بحمم‬

‫‪17‬‬


‫و تطورت لتصبح فكرة ثم عمبل عظيما خمده التاريخ ‪ ،‬و يكون إطبلق العنان‬ ‫بالخطوات التالية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عش أحبلمك ‪ ....‬و تصورىا وقد تحققت‬

‫‪‬‬

‫ازرع في عقمك الباطن خبرة إنجاز الحمم‬

‫‪‬‬

‫كرر عبارات التميز و اإلبداع‬

‫‪‬‬

‫اختر المكان اليادئ و استرخ و تنفس بعمق‬

‫رابعا ‪ :‬نقي خرائطك الذىنية ‪ :‬إن التصور الذىني لما يحيط بك ىي بمثابة‬ ‫الخريطة التي ترى بيا واقعك ‪ ،‬و تتم تنقية و تنمية الخرائط الذىنية بما يمي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بدل رؤيتك لآلخرين الذين يخالطونك‬

‫‪‬‬

‫اجعل خرائطك الذىنية نقية و صافية بعيدة عن األحقاد و الظنون‬

‫خامسا ‪ :‬تحمل المسؤولية‬ ‫سادسا ‪ :‬استفد من تجاربك‬ ‫سابعا ‪ :‬كن مرنا في التعامل مع اآلخرين‬ ‫ثامنا ‪ :‬اعمل بروح الفريق‬ ‫تاسعا ‪ :‬استمتع بعممك و التزم بو‬ ‫عاش ار ‪ :‬ال تخف من الرفض‬ ‫‪ .3‬إدارة التفكير ‪ :‬ىو نشاط عقمي يحفز اإلنسان عمى القيام بأعمالو اليومية من خبلل‬ ‫اعتماده عمى قدراتو الذاتية ‪.‬‬ ‫* أنواع التفكير‬

‫‪18‬‬


‫‪ -1‬التفكير اإليجابي ‪ :‬ىو الوقود الذي يحفز الذات لمعمل و اإلنجاز من‬ ‫خبلل استثمار كامل لمقدرات و موارد الذات اإلنسانية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التفكير السمبي ‪ :‬ىو الحد الفاصل الذي يحول بيننا و بين ما نريد فعمو ‪،‬‬ ‫يوقفنا عن اإلنجاز بسبب العجز و الكسل‬ ‫* خطوات إدارة التفكير‬ ‫لمفرد قدرة عمى تحويل التفكير السمبي إلى التفكير اإليجابي و ذلك من خبلل‬ ‫الخطوات التالية ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬بناء رسالة لمحياة ‪ :‬بحيث تكون معبرة عن معتقدات اإلنسان و الغاية‬ ‫التي يسعى إلييا الفرد‬ ‫ثانيا ‪ :‬سامح اآلخرين و كن صبو ار معيم‬ ‫ثالثا ‪ :‬اختر األشياء التي تجعمك في مكان متقدم‬ ‫رابعا ‪ :‬مرن نفسك عمى الحديث اإليجابي‬ ‫خامسا ‪ :‬كافئ نفسك و أثنى عمييا‬ ‫سادسا ‪ :‬ال تكن متسرعا في األحكام‬ ‫سابعا ‪ :‬بدل استراتيجياتك‬ ‫‪ .4‬إدارة الغضب ‪ :‬ىو قدرة الفرد عمى التحكم بالمشاعر عند مواجية المشاكل التي‬ ‫تواجو اإلنسان يوميا‬ ‫* خطوات إدارة الغضب‬ ‫أوال ‪ :‬ال تتمفظ بألفاظ بذيئة‬ ‫ثانيا ‪ :‬حاول أن تجمس باسترخاء تام‬ ‫‪19‬‬


‫ثالثا ‪ :‬خذ قسطا من الراحة‬ ‫رابعا ‪ :‬استنشق اليواء النظيف‬ ‫‪ .5‬العالج بخط الزمن ‪ :‬ىو عبارة عن خط وىمي يصل بين أماكن ترتيب‬ ‫المعمومات المخزنة في الزمن الماضي امتدادا لمخطة الحالية و يمتد إلى‬ ‫المستقبل‬ ‫* فمسفة خط الزمن‬ ‫يتم إرساء الزمن إرساء مكانيا و عند حصول ذلك يمكن التنقل نحو الماضي‬ ‫أو نحو المستقبل و بذلك ننقل البلوعي إلى الزمن المراد ‪ ،‬و يمكن توظيفو في‬ ‫إزالة المشاعر السمبية من المواقف في أي زمن ‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫قوة العقل الباطني وقوانينه‬ ‫التفكير االيجابي و العقل الباطن‬ ‫ىناك حكمة قديمة تقول ‪ ":‬تفاءل بالخير تجده أمامك" ىذه الحكمة‬ ‫التي استخمصيا قائميا ليعبر بيا عن رؤية في الحياة ‪ .‬أو ربما مما حدث لو‬ ‫شخصيا ‪ ،‬تحولت إلى برنامج ‪.‬‬ ‫يقول بعض المفكرين المعاصرين في الغرب إن عمى اإلنسان أن‬ ‫يتعممو ليحصد الخير الكثير في حياتو أي أن التفاؤل ىنا ليس مجرد رؤية‬ ‫وردية لمحياة تخمو مما يدعميا عمى ارض الواقع إنما ىو نوع من االستبشار‬ ‫‪21‬‬


‫الدائم أو استجبلب النتائج االيجابية ألي نشاط يقوم بو الشخص ‪ .‬ويؤكد‬ ‫ىؤالء المفكرون إن ىذا األسموب في التفكير يجمب الخير فعبل عمى‬ ‫جميع المستويات قبل أن يتأمل القارئ بنفسو أفكار الكاتب "اندرو ماثيو"‬ ‫ليتفق أو يختمف عنيا نستطيع أن نقدم تأممنا في مثل ىذه الدراسات التي‬ ‫سنقدميا تباعا ‪.‬‬ ‫إنيا جميعا تتعرض ل "المساحة " الخاصة بسموك اإلنسان نفسو‬ ‫وأسموب تفكيره وتفاعمو ىو بكل ما لديو من قدرات وامكانيات والتي ال‬ ‫يستعمميا اإلنسان ثم ‪ ،‬إذا حظي بالفشل نتيجة تكاسمو عن استعمال أدواتو ‪،‬‬ ‫يرمي بالتيم عمى القدر أو الحظ أو ما يفعمو بو اآلخرون ‪.‬‬ ‫فمثل ىذه الدراسات ال تتعرض لما يأتي بو القدر مثبل ‪ ،‬ولكن تتعرض‬ ‫ل "تفاعمنا " نحن مع ما يأتي ‪ ،‬والذي ق د يأخذنا موقف ما في حياة أي منا‬ ‫مثبل إما إلى قاع االنيزام ‪ ،‬أو إلى قمة النجاح ‪ .‬فأفكارنا تسبب لنا األمراض‬ ‫أحيانا ‪،‬واذا تعممنا كيف نتفاعل مع أفكارنا ونوجييا بوعي فإننا يمكننا أن‬ ‫نتخمص من جزء كبير من مسببات بعض األمراض‪.‬‬ ‫ونحن أيضا نستطيع أن نغير أسموب تفكيرن ا فيما يمر بنا من إحداث‬ ‫"سمبية" ‪ ،‬فإذا نظرنا ليا مثبل من منظور إنيا تتضمن درسا ما في الحياة‬ ‫وحاولنا أن نكتشف ىذا الدرس ونتعممو ‪ ،‬سيكون في تطبيق ما تعممناه "ثمرة "‬ ‫وفائدة ما كان يمكن أن نجنييا إال من خبلل ذلك الحدث ‪ .‬عندئذ لن نصف‬ ‫أي شيء يمر بنا عمى انو "سمبي "بل سننظر لو بايجابية وال بد أن النتيجة‬ ‫ستكون دائما التحمس لمتعمم واالستكشاف بدال من اإلحباط والتقيقر‬ ‫لمخمف ‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫ويضيف الكاتب اندرو ماثيو ‪:‬إن جوىر التفكير االيجابي ال يقدم‬ ‫ضمانات بل يوفر أفضل الفرص المتاحة ولقد نجد إن الفاشمين في الحياة‬ ‫يركزون عمى كل ما ىو مستحيل فقط ‪ ،‬إلى أن يصموا إلى الحد الذي ال يرون‬ ‫فيو سوى المستحيل ‪.‬أما ىؤالء المستبشرين الذين يفكرون دائما بصورة ايجابية‬ ‫فنجد أنيم بقدرتيم عمى التركيز عمى ما ىو ممكن ينجحون في تحقيق‬ ‫أىدافيم‪.‬‬ ‫لقد عجز العمماء عن معرفة ىذه القوة الخارقة التي يمتمكيا اإلنسان‬ ‫بعد اندماج الروح بالجسد ‪ .‬وال يمر يوم من أيام الدنيا إال والدراسات‬ ‫واالكتشافات العجيبة تخرج عن تمك القوى التي يمتمكيا ىذا العقل ‪ .‬ولما عكفوا‬ ‫عمى دراسة العقل لم يجدوا السر داخل المخ المرئي حتى بعد تشريحو وتصويره‬ ‫ومتابعتو‪ ،‬فخمصوا إلى وجود عقل أكثر عمقا غير مرئي وال ممموس وال مسموع‬ ‫تنطمق منو أوامر الروح ‪ ،‬وأسموه بالعقل الباطن أو بالعقل البلواعي ‪ .‬لدى ىذا‬ ‫العقل الباطن قدرات لم يدرك منيا العمماء حتى اآلن إال القميل ‪ ،‬ولعل اآلية‬ ‫القرآنية تشير إلى ىذا المعنى في الحديث عن الروح ‪ ( :‬يسألونك عن الروح‬ ‫قل الروح من أمر ربي ) ‪ .‬إننا ال نعرف ‪ ،‬وربما لن نعرف ‪ ،‬كنو ىذه الروح أو‬ ‫العقل الباطن ‪ ،‬لكننا كل يوم نكتشف قدراتو اليائمة وطرق التعامل معو بتقنية‬ ‫أفضل ‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫كيف تقنع وتبرمج العقل الال واعي ‪( :‬العقل الباطن )‬ ‫عدة‬ ‫يسمى البلواعي أو البلشعور عند اإلنسان‪ ،‬وىو مفيوم يشير إلى ّ‬ ‫أو ما ّ‬ ‫عناصر تتألّف منيا شخصية اإلنسان‪ ،‬بعضيا قد يعييا اإلنسان كجزٍء من ذاتو‬ ‫يظل خفياً في الوعيو‪ ،‬ولم تتّفق المدارس الفكرية عمى‬ ‫وتكوينو‪ ،‬والبعض اآلخر ّ‬

‫ٍ‬ ‫ي لمكان تخزين‬ ‫مفيوم دقيق ليذا الجزء‪ ،‬لكن العقل الباطن ىو اسم مجاز ّ‬

‫اإلنسان خبراتو المترسبة بسبب القمع النفسي‪ ،‬دون أن تصل إلى الذاكرة‪،‬‬

‫ويحفّز العقل الباطن السموك بواسطة محركاتو الداخمية الخاصة‪ ،‬فيو مستودع‬ ‫الخبرات المكبوتة والطاقة النفسية والجنسية والغريزية‪.‬‬ ‫طرق برمجة العقل الباطن‬ ‫أىم طرق برمجة العقل الباطن طرح األسئمة التحفيزية‪ ،‬اذ عميك االبتعاد‬ ‫من ّ‬ ‫عن األسئمة السمبية مثل‪ :‬لماذا ال أنجح؟ لماذا أنا فاشل؟ لماذا ال أستطيع‬

‫إنجاز األعمال عمى أكمل وجو؟ وغيرىا من األسئمة التي تصيب اإلنسان‬ ‫باإلحباط‪ ،‬وتعمل عمى برمجة العقل الباطن لتوكيدىا‪ ،‬قم بطرح األسئمة‬ ‫بالمقموب‪ ،‬اجعميا إيجابية‪ ،‬لماذا أنا ثري؟ سؤال ربما سيصيبك بالحيرة فأنت ال‬ ‫تظن أنك ثري‪ ،‬إذًا اعمل عمى طرح ىذا السؤال ودع عقمك الباطن يبحث عن‬ ‫أما إن قمت أنا ثري‪ ،‬بعيداً عن صيغة‬ ‫االجابة لك‪ ،‬وىو سيجذب لك الحمول‪ّ .‬‬ ‫السؤال فأنت غير مقتنع بيذه الجممة التقريرية وعقمك الباطن سيرفضيا أيضًا‪،‬‬

‫محفز لمعقل الباطن كما تقول ‪Rhonda‬‬ ‫لذلك فإن طرح األسئمة اإليجابية‬ ‫ٌ‬ ‫‪Byrne‬صاحبة كتاب السر‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫طرق طرح األسئمة اطرح السؤال (اإليجابي) عمى نفسك‪.‬‬ ‫اخمق سؤاالً يفترض أن غايتك التي تريدىا موجودة أصبلً‪ .‬اترك لعقمك أن‬ ‫يبحث عن اإلجابات‪ .‬قم بتغييرات حقيقية عمى حياتك تقوم عمى ما افترضتو‬ ‫ٍ‬ ‫بمكان بارز وارفق بو التاريخ لتبلحظ‬ ‫قائمًا بالفعل‪ .‬عندما تطرح الئال اكتبو‬ ‫الفرق بالزمن‪.‬‬ ‫نصائح لطرح األسئمة‬ ‫اكتب عمى ورق ة بيضاء خمس رسائل سمبية تعتاد االستماع ليا أو تظنيا حقيقة‬ ‫إنسان ضعيف‪ ،‬أنا ال أستطيع التوقف نيائياً عن‬ ‫شخص خجول‪ .‬أنا‬ ‫مثل‪ :‬أنا‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬

‫التدخين‪ ،‬عند االنتياء من كتابة كل ما تظنو سمبي في حياتك‪ ،‬قم اآلن بتمزيق‬

‫الورقة‪ .‬اكتب اآلن رسائل إيجابية عمى ورقة‪ ،‬اختر أىم خمس رسائل ترغب‬ ‫بتحقيقيا في القريب‪ ،‬أنا شخص قوي‪ ،‬أنا إنسان اجتماعي أحب الخمطة‬ ‫بالناس‪ ،‬أنا أستطيع االمتناع عن التدخين قريبًا‪ ،‬أنا ذو ذاكرة قوية‪ ،‬احتفظ‬ ‫ٍ‬ ‫بمكان بارز أو اكتب عمى مفكرة ترافقك دائمًا‪ ،‬اق أر الرسائل باستمرار‪،‬‬ ‫بالورق‬ ‫تمعن في كل رسالة واستوعبيا جيداً‪ .‬اعمل عمى كل رسال عمى حدى‪ ،‬ابدأ‬ ‫قوي بيا‪ ،‬تخيل نفسك وقد‬ ‫بالرسالة األولى‪ ،‬اقرأىا م ار ًار وتك ار اًر‪ ،‬اجعل احساسك ٌ‬

‫تحققت وأنك تغيرت وصرت تطابقيا‪ ،‬راقب ما تقولو لنفسك واحذر أن تعد ألحد‬ ‫الرسائل السمبية‪ .‬ثق بقدراتك بشكل مطمق‪ .‬كرر الرسائل حتى تتحقق‪ ،‬فانتقل‬

‫إلى الرسائل التالية‪ ،‬وانتقل من نجاح إلى آخر‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫واآلن إليك القواعد الخمس لبرمجة عقمك الباطن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬يجب أن تكون رسالتك واضحة ومحددة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬يجب أن تكون رسالتك إيجابية (مثل أنا قوي ‪ .‬أنا سميم أنا أستطيع‬ ‫االمتناع عن … ‪.‬‬ ‫‪ .3‬يجب أن تدل رسالتك عمى الوقت الحاضر ‪ (.‬مثال ال تقول أنا سوف‬ ‫أكون قوى بل قل أنا قوي )‪.‬‬ ‫‪ .4‬يجب أن يصاحب رسالتك اإلحساس القوي بمضمونيا حتى يقبميا‬ ‫العقل الباطن ويبرمجيا ‪.‬‬ ‫‪ .5‬يجب أن يكرر الرسالة عدة مرات إلى أن تتبرمج تماما ‪.‬‬ ‫يتساءل االنسان ىنا طبعا كيف يمكن تحريك العقل الباطن؟‬ ‫ان تحريكو يتم بثبلث طرق‪.‬‬ ‫‪ .1‬بوجود أىداف واضحة (وقبل ذلك رغبة كبيرة وممحة)‪.‬‬ ‫‪ .2‬بموجود تحديات ىامة وممحة‪.‬‬ ‫‪ .3‬بسماع اسئمة ذات عبلقة بأىدافنا بصرف النظر عن مصدر ىذه االسئمة‪.‬‬ ‫يتبرمج العقل الباطن عن طريق ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الخيال ‪ ،‬بالصورة والسمع الحس ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التكرار ‪ :‬حتى تستقر الفكرة بعمق في العقل الباطن ‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫ىذه مقارنة بسيطة بين العقل الواعي والبلواعي والتي تبين جانباً من القدرات‬ ‫واإلمكانات التي يتمتع بيا العقل البشري ‪.‬‬ ‫العقل الواعي‪ -1 :‬محدود التركيز‪ -2‬متعاقب‪ -3‬منطقي‪ -4‬خطي ( مؤثر‬ ‫واستجابة )‪ -5‬يسأل لماذا؟ لمتعميل‪ -‬يعرف األسباب‪ -6‬ينام (عندما يدخل في‬ ‫البلواعي) ويوقظ عندما يعود‪ -7‬حركات ارادية‪ -8‬منتبة اآلن‪ -9‬يحاول فيم‬ ‫المشكبلت‪ -11‬يوجد ( الحصيمة )‪ -11‬متأني‪ -12‬يعبر بالكممات‪-13‬‬ ‫تحميمي‪ -14‬ينتبو لممعمومات‪ -15‬التعميم المعرفي ( نظري )‬ ‫العقل غير الواعي‪ -1 :‬غير محدود التركيز يدرك ‪ 2‬مميون معمومة في‬ ‫الثانية‪ -2‬مت ازمن‪ -3‬حدسي ‪ -‬تخميني ‪ -‬يربط بين األفكار‪ -4‬سبرناتي‪-5‬‬ ‫يعرف لماذا؟‪ -6‬يحمم وينيم ولكن ال ينام‪ -7‬حركات غير ارادية‪ -8‬متنو‬ ‫لمماضي والحاضر والمستقبل‪ -9‬يعرف الحمول أو ماذا يريد‪ -11‬يحقق‬ ‫الحصيمة‪ -11‬تمقائي‪ -12‬يعبر بحركة والنبرة‪ -13‬تركيبي ‪ -‬تجميع‬ ‫الخبرات‪ -14‬ينتبو ويحفظ المعمومات‪ -15‬تعمم الخبرة ( عممي )‬ ‫العقل البلواعي يفكر بسرعة تعادل ‪ 31‬ألف مرة قدر سرعة عقمك‬ ‫الواعي‪ .‬ويمكنك أن توضح سرعة العمل ىذه بأن تضع يدك أمام عينيك وتبدأ‬ ‫في تحريك أصابعك بكل الحركات الممكنة والتي سيساعدك فييا عقمك الباطن‬ ‫وستجد أن األمر سيل لمغاية ثم حاول بعد ذلك أن تضع خيطا في ثقب إبرة‪،‬‬ ‫ىذه المرة ستستخدم عقمك الواعي والحظ كم ىو مقدار الجيد العقمي والتركيز‬

‫‪26‬‬


‫الذي عميك أن تبذلو لكي تؤدي بعض الحركات الصغيرة بيدك عندما ال يعمل‬ ‫عقمك الباطن‪.‬‬ ‫العقل البل واعي ىو الذي يشكل حياتنا تبعًا لم يمميو عميو الواعي وىو‬ ‫مرتبط بالذات – العالم الداخمي لئلنسان – وىو ال يفيم المنطق وال يميز بين‬ ‫الخطأ والصواب ‪ ....‬لذلك ىو ينفذ كل أوامر الواعي ويحقق أىدافو وآمالو ‪..‬‬ ‫أي مطيع لمعقل الواعي ‪.‬‬ ‫متى وكيف يحدث الخمل في العقل الباطن ؟‬ ‫أحيانا يصبح لدى الكمبيوتر توقف مفاجيء‪ ،‬أو تخرج ألوان غريبة في‬ ‫الشاشة ‪ ،‬أو تطبع الطابعة حروفا غير معروفة ‪ ،‬او يخرج الجياز صوتا شاذا‬ ‫‪ ،‬وال يعمل لك ما تريد عممو ‪ .‬في البرمجة يسمون ىذا خطأ ( ‪) Fault‬‬ ‫ويطمقون عمى ىذا الخطأ (‪ . ) bug‬ويعني أن المبرمج قد أخطأ في عمل شي‬ ‫أو نسي أن يعدل في البرنامج لذا حصل ما حصل ‪ .‬وقتيا يقوم المبرمج‬ ‫باكتشاف مكان الخطأ ويشرع في تعديمو أو إيجاد الحل البديل لو ‪ .‬مثل ذلك‬ ‫كمثل بعض التصرفات التي قد تصدر من شخص غير الئقة لمموقف ‪.‬‬ ‫كالعصبية الزائدة في موضع طبيعي أو مزعج بعض الشيء ‪ ،‬أو حزن شديد‬ ‫في موقف ال يستدعي ذلك ‪ ،‬أو احباط أو قمق في مواقف ال تستدعي كل ىذا‬ ‫‪ .‬إن ذلك يعني أن ىناك خطأ في البرمجة أو (‪ ، )bug‬المطموب تعديل‬ ‫البرنامج ‪ .‬المبرمج يعمم أن البرنامج مكون من ما يسمى باألوامر (‬ ‫‪27‬‬


‫‪ ، ) commands‬إن ىذه األوامر في اإلنسان ىي القناعات أو المعتقدات‬ ‫‪.‬إن المطموب تغيير القناعة المسببة لذلك حتى يتعدل البرنامج‪ .‬لو سمعت‬ ‫طفمة أن " اهلل ال يوفقك إذا لم تكن أمك راضية " وقبمت الجممة في الوقت الذي‬ ‫أميا الترضى أبدا فإنيا ستعيش حياتيا معتقدة أنيا لن توفق ‪ ،‬لذا فيي ال‬ ‫تحاول وال تجتيد ‪ .‬ل و قيل لطفل وىو عند الطبيب " يجب أن تأكل لتعيش" فقد‬ ‫يأكل حتى التخمة ‪ ،‬والعكس لو قيل لو أكمت ىذا أو ذاك فستصاب بكذا أو‬ ‫كذا فقد ينشأ مرض نفسي في األكل كالبوليميا‪ ،‬طفل يسمع من صغره أن‬ ‫االموال وسخ الدنيا وانيا سبب عناء الناس سوف يعيش عمى الراتب ولن يفمح‬ ‫أبدا كت اجر ما لم يغير ىذه القناعات‪ .‬كثير من القناعات عمى المستوى‬ ‫الشخصي الذاتي والمجتمعي والشعبي بل والعالمي متقبمة دون ادراك من‬ ‫الكثيرين بخطورتيا ‪ .‬من ىنا ينشأ الناس يعانون دون معرفة المسببات لذلك‪.‬‬ ‫أي سموك عند اإلنسان ‪ -‬ميما كان ‪ -‬فوراءه قناعة مسببة لو ‪ .‬ليس ىناك أي‬ ‫سموك إنساني إال ولو دافع أو قناعة‪ .‬مثل أي تصرف من كمبيوتر ال بد لو‬ ‫من أمر‪ .‬من ىنا ندرك أن القناعات أىم أمر لبرمجة العقل وفق ما تريد بعد‬ ‫تحديد ما تريد ‪.‬‬ ‫ولفيم عمل العقل البلواعي والعقل الواعي ال بد من ضرب مثاال‬ ‫بجياز الكمبيوتر فيو يعمل من خبلل أوال جسم ‪ :‬يتكون من مدخبلت (‬ ‫‪ ) inputs‬ومخرجات ( ‪ . ) outputs‬المدخبلت مثل لوحة المفاتيح (‬ ‫‪ ) keyboard‬والفأرة ( ‪ ) mouse‬والماسح ( ‪ ، ) scanner‬مثميا مثل‬ ‫مدخبلت اإلنسان من الحواس كالسمع والبصر والشم والتذوق والممس ‪.‬‬ ‫والمخرجات مثل الطابعة والشاشة والمودم ‪ ،‬مثميا كمثل مخرجات اإلنسان‬ ‫‪28‬‬


‫المفظية وااللفظية كالنطق والحركات والسموك والنظرات‪ .‬أن ىذا الجسم ‪،‬‬ ‫وداخمو وحدة عممية مركزية ( ‪ ) CPU‬يحفظ المعمومات‪ ،‬مثميا كمثل المخ‬ ‫لدى اإلنسان ‪ ،‬وىذه الوحدة برنامج من لغة معينة عادة ما يخاطب لغة‬ ‫الكمبيوتر المسماه بمغة اآللة ( ‪ . ) machine language‬ىذا البرنامج ميم‬ ‫إذ إمكانات الكمبيوتر معطمة ما لم يكن البرنامج يعمل وبجدارة ‪ .‬أقوى جياز‬ ‫كمبيوتر بدون برنامج جيد ال يعني شيئا ‪.‬‬ ‫بل كمبيوتر بإمكانات متواضعة جدا مع برنامج عال المستوى أفضل ‪،‬‬ ‫آلن العبرة في النتائج وال نتائج من جياز ليس فيو برنامج أو برنامجو‬ ‫متواضع‪.‬‬ ‫ومثل البرنامج كمثل ما نسميو بالعقل الباطن ‪ .‬البرنامج يدير شؤون‬ ‫الكمبيوتر ويخرج المتطمبات من خبلل المخرجات ‪ ،‬والعقل الباطن كذلك يدير‬ ‫شؤون الفرد والجسد ويخرج سموكيات وتصرفات وأعمال وأقوال‪ .‬ىناك شخص‬ ‫ميم يعمل عمى جياز الكمبيوتر ‪ ،‬ويسمى بالمبرمج ‪ ،‬ىذا الشخص يعدل‬ ‫ويضبط في البرنامج حتى يتمقى ويخرج ما يريده ‪ ،‬مثل ىذا الشخص كمثل‬ ‫العقل الواعي ‪ ،‬أنت في البداية تحدد ما تريد ‪ ،‬كمبرمج ‪ ،‬ثم تصيغ البرنامج‬ ‫الذي تريد وتأمر العقل الباطن أن ينفذه ثم ترى النتائج من خبلل المخرجات ‪.‬‬ ‫لو رأيت أن النتائج غير جي دة فأعد تضبيط البرنامج حتى يعطيك المخرجات‬ ‫التي تريد ‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫أهمية تواصل العقل الواعي والال واعى‪:‬‬ ‫إذا عرفنا أن العقل الباطن يمثل حوالي ‪ %91‬فإن أي خبلف بين الواعي‬ ‫والباطن يكون غالبا لصالح العقل الباطن‪ .‬والعقل الباطن يمثل بنك المعمومات‬ ‫والذكريات والرغبات والعادات ‪ .‬والعقل الباطن قادر عمى تسجيل ‪ 51‬لقطة في‬ ‫الوقت الواحد‪ ،‬عمى خبلف العقل الواعي الذي يدرك لقطتين في الوقت الواحد‬ ‫ال أكثر‪.‬‬ ‫وعمى سبيل المثال فإنك عندما تتحدث إلى آخر فإنك تركز" العقل الواعي "‬ ‫في كبلمك أو كبلمو وقد تكون المقطة الثانية رؤيتك لعيناه‪ ،‬أما العقل الباطن‬ ‫فيسجل إضاءة الغرفة ودرجة ح اررتيا ولون مبلبسو‪ ،‬وأي ضوضاء خارج الغرفة‬ ‫وغير ذلك‪ ،‬ومشكمة العقل الباطن ىو ترتيب األشياء بأي شكل أو دون منطق‬ ‫لذلك يكون أسيل لمبرمجة والتغذية‪.‬‬ ‫ومن صفات العقل الباطن الميمة عدم قدرتو عمى التمييز بين المعمومات‬ ‫الواردة‪ ،‬أي ال يممك مرشحات اختيارية بل يقبل كل ما ينقمو لو العقل الواعي‬ ‫فإذا وجيت عقمك الواعي إلى شيء فإن العقل البلواعي يتحول تمقائيا لتسجيل‬ ‫كل ما احتواه عقمك الواعي‪ ،‬ويكون تابعا لو في االستقبال‪.‬‬ ‫وظائف كل من العقل الواعي والعقل الال واعي‪:‬‬ ‫ان الوعي أو( العقل ) ىو المظير العقمي المألوف لنا أكثر من‬ ‫العقل الواعي‪ّ :‬‬ ‫غيره من المظاىر العقمية‪ ،‬وظيفتو الرئيسة تتمخص بالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬إدراك المعمومات الواردة من البيئة المحيطة ومن داخل اإلنسان‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫‪ ‬ربط المعمومات المأخوذة من البيئة عن وظائف الجسد بأخرى ماضية أو التخزين‬ ‫من المعمومات المصنفة في ممفات الذاكرة الموجودة في البلوعي أو في العقل‬ ‫الواعي‪،‬واذا لم يكن الشيء المدرك موجودا في الممفات القديمة في الذاكرة‪ ،‬فإن‬ ‫الوظيفة الوحيدة التي تتم في تمك المحظة ىي تخزين المعمومات الجديدة‪.‬‬ ‫‪ ‬تقييم الربط (الوظيفة ‪ )2‬بما يتناسب مع مصمحة الشخص عمى أفضل وجو‪.‬‬ ‫‪ ‬اتخاذ الق اررات باتجاه الفعل أو البلفعل‪.‬‬ ‫وكما نبلحظ فإننا نقضي ساعات اليقظة متنقمين بين ىذه الخطوات‬ ‫األربع السابقة‪ :‬اإلدراك‪ ،‬الربط‪ ،‬التقييم‪ ،‬اتخاذ الق اررات‪ ...‬والعممية تتصف‬ ‫بالسرعة المذىمة والدقة المتناىية اعتمادا عمى المعمومات المعطاة‪.‬‬ ‫وىذه العممية تيدف عموما إلى مصمحة الفرد وال يمكن أن تؤدي إلى‬ ‫عكس ذلك إال في حالتين‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬عدم القدرة عمى إدراك الشيء وىذا تقصير في الحواس ووسائل‬ ‫االتصال بالبيئة‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬المعمومات المعطاة مغموطة‪ ،‬سواء من المصدر الخارجي‪ ،‬أو ممفات‬ ‫الذاكرة في البلوعي‬ ‫وتعتمد ىذه عمى دقة عمل العقل البلوعي وظيفيًا‪.‬‬ ‫العقل الالوعي (العقل الباطن) ‪:‬‬ ‫لمعقل الباطن وظيفتان‪:‬‬

‫‪31‬‬


‫‪‬‬

‫التحكم في جميع الوظائف التمقائية في الجسد ( الوظائف البلإرادية)‪،‬حتى‬ ‫لو غاب الوعي بفعل النوم أو اإلغماء أو التنويم بأنواعو المغناطيسي‬ ‫واإليحائي‪،‬فإنو يستمر في تشغيل مختمف وظائف الجسم البلإرادية‪.‬‬

‫‪ ‬تخزين كل ما يحدث لمفرد في شكل ذاكرة وكجزء من ىذه المقدرة عمى‬ ‫ا لتخزين فإن باستطاعة العقل الباطن دفع أفعال الفرد وأفكاره بصورة تمقائية أو‬ ‫مبرمجة في أنماط سموكية تسمى ~العادات~‪.‬‬

‫قوانين العقل الباطني‬ ‫أوال‪ :‬قوانين نشاطات العقل البلواعي ‪:‬‬ ‫والذي يعني أن أي شيء تفكر بو سوف يتسع وترى منو الكثير فبفرض انك‬ ‫نظرت لمبحر ورأيت سمكة بعدىا سوف تجد نفسك ترى عدة اسماك وىكذا وىذا‬ ‫يوصمك لمقانون الثاني ‪...‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬قانون التفكير المتساوي ‪:‬‬ ‫والذي يعني أن األشياء التي تفكر بيا والتي سترى منيا الكثير ستجعمك ترى‬ ‫شبييا بالضبط ‪ ،‬فمو كنت تفكر بالسعادة فستجد أشياء أخرى تذكرك بالسعادة‬ ‫وىكذا وىذا الذي يوصمك لمقانون الثالث ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫ثالثا ‪ :‬قانون االنجذاب ‪:‬‬ ‫والذي يعني أن أي شيء تفكر بو سوف ينجذب إليك ومن نفس النوع أي أن‬ ‫العقل يعمل كالمغناطيس فان كنت تفكر بشيء ايجابي فسوف ينجذب إليك‬ ‫وكذلك األمر إذا كنت تفكر بشيء سمبي وقد يعد ىذا القانون من اخطر‬ ‫القوانين ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬قانون المراسبلت ‪:‬‬ ‫والذي يعني أن عالمك الداخمي ىو الذي يؤثر عمى العالم الخارجي فإذا تبرمج‬ ‫اإلنسان بطريقة ايجابية يجد أن عالمو الخارجي يؤكد لو ما يفكر بو وكذلك‬ ‫األمر أن تبرمج بطريقة سمبية ‪ ،‬وىذا يوصمنا لمقانون الخامس ‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬قانون االنعكاس ‪.‬‬ ‫والذي يعني أن العالم الخارجي عندما يرجع إليك سوف يؤثر عمى عالمك‬ ‫توجو لك كممة طيبة سوف تؤثر في نفسك وتكون ردة فعمك‬ ‫الداخمي فعندما ّ‬ ‫بنفس األسموب فترد عمى ىذا الشخص بكممة طيبة أيضا ‪ ،‬وىذا يوصمنا‬ ‫لمقانون السادس ‪.‬‬ ‫سادسا ‪:‬قانون التركيز ‪:‬‬ ‫ىو أن ما تركز عمي و سوف يؤثر في حكمك عمى األشياء وبالتالي عمى‬ ‫شعورك وأحاسيسك فأنت اآلن أن ركزت عمى التعاسة فسوف تشعر بمشاعر‬ ‫وأحاسيس سمبية وحكمك سيكون عمى ىذا الشيء سمبي وبالمقابل فأنت إن‬ ‫‪33‬‬


‫ركزت عمى السعادة فسوف تشعر بمشاعر وأحاسيس ايجابية أي إن بإمكانك‬ ‫أن تركز عمى أي شيء سواء كان ايجابيا أو سمبيا ‪.‬‬ ‫سابعا ‪ :‬قانون التوقع‪:‬‬ ‫والذي يقول إن أي شيء تتوقعو وتضع معو شعورك وأحاسيسك سوف يحدث‬ ‫في عالمك الخارجي وىو من أقوى القوانين فعندما تتوقع شيء وتضع شعورك‬ ‫وأحاسيسك سوف تعمل عمى إرسال ذبذبات تحتوي طاقة والتي ستعود إليك من‬ ‫جديد ومن نفس النوع فأنت إذا توقعت الخير سوف يحصل أما إذا توقعت‬ ‫الشر فسوف يحصل ‪.‬‬ ‫ثامنا ‪ :‬قانون االعتقاد‪:‬‬ ‫والذي يقول أن أي شيء معتقد فيو بحصولو وتكرره أكثر من مرة وتضع معو‬ ‫شعورك وأحاسيسك سوف تتبرمج في مكان عميق جدا في العقل البلواعي كمن‬ ‫لديو اعتقاد بأنو أتعس إنسان في العالم فيجد أن ىذا االعتقاد أصبح يخرج منو‬ ‫دون أن يشعر وبشكل أوتوماتيكي ليحكم بعد ذلك سموكك و تصرفاتك ‪ ،‬وىذا‬ ‫االعتقاد ال يمكن أن يتغير إال بتغيير التفكير األساسي الذي أوصمك ليذا‬ ‫االعتقاد وىنا طبعا ال نتحدث عن االعتقادات الدينية ال وانما عن اعتقاد مثل‬ ‫إني خجول أو إني غير محظوظ أو إني فاشل أو أو أو‪ ،‬وىذه االعتقادات‬ ‫سمبية كميا طبعا ‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫تاسعا ‪ :‬قانون التراكم ‪:‬‬ ‫والذي يقول أن أي شيء تفكر فيو أكثر من مرة وتعيد التفكير فيو بنفس‬ ‫األسموب والطريقة سوف يتراكم في العقل البلواعي ‪ ،‬كمن يظن نفسو تعبان‬ ‫فيأخذ بالتفكير في ىذا األمر ثم يرجع في اليوم التالي يقول لنفسو إنا تعبان‬ ‫نفسيا وكذلك األمر في اليوم التالي فيتراكم ىذا الشيء لديو يوميا‪.‬‬ ‫عاشرا‪ :‬قانون العادات ‪:‬‬ ‫إن ما نكرره باستمرار يتراكم يوما بعد يوم حتى يتحول إلى عادة دائمة حيث‬ ‫من السيل أن تكتسب عادة ما ولكن من الصعب أن تتخمص من عادة ولكن‬ ‫العقل الذي تعمم ىذه العادة بإمكانو أن يتخمص منيا بنفس األسموب ‪.‬‬ ‫الحادي عشر‪( :‬قانون الفعل ورد الفعل ) قانون السببية ‪:‬‬ ‫فأي س بب سوف يكون لو نتيجة حتمية وأنت عندما تكرر نفس السبب سوف‬ ‫تحصل بالتأكيد عمى نفس النتيجة أي أن النتيجة ال يمكن أن تتغير إال إذا‬ ‫تغير السبب وىنك مقولة تقول ‪ :‬من الخطأ أن تحاول حل مشاكمك بنفس‬ ‫الطريقة التي أوجدت ىذه المشكمة فانا مثبل ما دمت أفكر بطريقة سمبية سوف‬ ‫أبقى تعيسا ولن أصبح سعيدا ما دمت أفكر بيذه الطريقة فالنتيجة ال يمكن أن‬ ‫تتغير إال إذا تغير السبب ‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫الثاني عشر ‪ :‬قانون االستبدال ‪:‬‬ ‫فمن اجل أن أغير أي قانون من القوانين السابقة ال بد من استخدام ىذا‬ ‫القانون حيث بإمكانك أن تأخذ أي قانون من ىذه القوانين وتستبدليا بطريقة‬ ‫أخرى من التفكير االيجابي فمثبل ‪ ،‬لو كنت تتحدث مع صديق لك عن شخص‬ ‫ما وتقولون عنو بأنو سمبي فيل تدري ما الذي فعمتو ؟ ! أنت بذلك أرسمت لو‬ ‫ذبذبات وأرسمت لو طاقة تجعمو يتصرف بطريقة أنت تريد أن تراىا ‪ ،‬لذا عمينا‬ ‫أن االنتباه جيدا إلى قوانين العقل البلواعي ألنو بإمكانك جعميا تعمل ضدك أو‬ ‫لصالحك فيذه القوانين ال يمكننا تجاوزىا أو تجاىميا مثمما نتحدث عن قانون‬ ‫الجاذبية لذا عميك بالبدء ومن اليوم باستخدام ىذه القوانين لصالحك بدل من أن‬ ‫تعمل ضدك وكمما وجدت تفكير سمبي قم بإلغائو وفكر بشكل ايجابي ‪..‬‬ ‫فقد قال فرنك أوتمو‪:‬‬ ‫راقب أفكارك ألنيا ستصبح أفعال‪.‬‬ ‫راقب أفعالك ألنيا ستصبح عادات ‪.‬‬ ‫راقب عاداتك ألنيا ستصبح طباع ‪.‬‬ ‫راقب طباعك ألنيا ستحدد مصيرك‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫الفصل الرابع‬ ‫مقاالت وأفكار‬ ‫وأخي ار كان ال بد لنا من وضع بعض المقاالت واالفكار المنشورة عمى لسان‬ ‫بعض الكاتبين من الميتمين في ىذا المجال لكي نرى بأي عين ينظرون الى‬ ‫الدنيا وكيف ىي أفكارىم ‪:‬‬

‫‪ -1‬هل الكوب نصفه فارغ أم نصفه مميء‬ ‫حقيقة إن األمر ال يتعمق بالكوب أساسا وليس الكوب محور القضية بل بطريقة‬ ‫نظرك لو ىي األساس وىي المحور القضية والميم في األمر أنو يتعمق بك‬ ‫أنت بأي عين تراه ‪.‬‬ ‫تندىش أحيانا من رؤية بعض الناس لمدنيا ولمعالم فيو ال يرى إال الشرور‬ ‫والمصائب والفساد وكل أمر سمبي كأن ليس ىناك أمر واحد جميل ‪.‬إذا تحدثت‬ ‫معو عن الطبيعة وجماليا فتح لك ممفات فساد البيئة ودمار تسونامي وظاىرة‬ ‫النينو واالحتباس الحراري والتصحر والقضاء عمى الغابات وتموث األنيار‬ ‫وزيادة مموحة مياه البحر وغيرىا ‪ .‬واذا تحدثت معو عن الخير والصبلح الذي‬ ‫في الناس كأنك قمت محرما أو أسأت لو وانطمق بحماس يتحدث عن الفساد‬ ‫المنتشر واالنحبلل األخبلقي والرشاوى والتعري الفجور واتباع الغرب في سوء‬ ‫األخبلق والمنكرات والمحرمات يسألك باندىاش يا أخي أنت ما ترى ؟ أنت أين‬ ‫تعيش ؟‬

‫‪37‬‬


‫وتتساءل في نفسك بل أنت أين تعيش ؟‬ ‫واذا تحدثت معو عن التقدم العممي وما فيو من فوائد تخدم البشرية ‪ .‬كبرت‬ ‫كممة قمتيا في نفسو تكاد عينيو تخرج من مكانو ويرتفع ضغطو ويندفع يياجمك‬ ‫أي تقدم عممي الذي خدم البشرية ىذه التكنولوجيا كميا شر وفساد ‪ ،‬في‬ ‫اإلنترنت كم مميون موقع إباحي ينشر الرذيمة والفساد الصور الخميعة ‪ ،‬وكم‬ ‫ألف موقع ينشر األفكار الضالة والفرق المنحرفة وتعرف ما جرتو عمى‬ ‫المجتمع من فساد وارىاب وغيرىا ‪.‬والجوال وأض ارره المعروفة عمى المجتمع‬ ‫انتشار الصور الفاسدة وانتياك األعراض وتصوير الناس والتعدي عمى حرمات‬ ‫البيوت ‪.‬‬ ‫قد ينعقد لسانك عن الرد عمى مثل ىذا الكبلم وتعرف انك ميما حاولت أن‬ ‫تحدثو عن نصف الكوب الممتمئ وما في الدنيا من خير وجمال فانو ال يمكن‬ ‫أن يراه الن المشكمة ليست في عدم وجود الخير والجمال بل في عينيو كأنيا‬ ‫متخصصة في رؤية الفساد والسوء فقط وال يمكن أن ترى غيره ومثل ىذه العين‬ ‫كعين الذبابة التي ال ترى إال القاذورات واألوساخ وكل ما ىو فاسد وتعمى أن‬ ‫ترى األشياء الجميمة التي تمؤل المكان من األشجار واألزىار والمناظر المختمفة‬ ‫و وتستطيع أن تقول أن ىذا الشخص يرى الدنيا بعين ذبابة‬ ‫ويصح فيو قول الشاعر‬ ‫ترى الورود فترى األشواك حولها‬ ‫و تعمى أن ترى الندى فوقها إكميال‬ ‫‪38‬‬


‫وعمى الطرف األخر ىناك أشخاص يدىشونك بروعتيم ورؤيتيم فيم ال يرون‬ ‫إال النصف ا لممتمئ من الكوب فيم يرون الخير والجمال وكل ما ىو ممتع‬ ‫ومفيد في الدنيا والعالم أن حدثتيم عن البيئة ‪ ،‬ينساب الحديث من أفواىيم‬ ‫كشعر يحدثونك عن روعة شروق الشمس وكيف أن الناس ال تقدرونو حق قدره‬ ‫أنو منظر ال يقدر بثمن ويحدثونك عن بياء األرض وحسنيا في الربيع وقد‬ ‫اكتست بأجمل وأحمى األلوان وان نظروا إلى الصحراء وجدوا فييا جماال خبلبا‬ ‫فرماليا صفراء كالذىب وسماؤىا واسعة متؤللئة بالنجوم ورماليا الناعمة‬ ‫المرتسمة عمى األرض بتشكيل فني رائع ‪ .‬إن حدثتيم عن الناس يقولون أخي‬ ‫الرسول صمى اهلل عميو وسمم يقول الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة‪ ،‬الناس‬ ‫فييا خير ما ترى حمبلت التبرعات وكيف يتسابق الناس لمخير وعمل‬ ‫المعروف و الجمعيات الخيرية في كل مكان ‪ .‬و إن حدثتيم عن التقدم العممي‬ ‫وما فيو من فوائد تخدم البشرية رد عميك ‪ :‬الحمد هلل نحن في نعمة عظيمة‬ ‫التقدم التكنولوجي قدم خدمات جميمة لمبشرية بفضل اهلل تعالى اآلن بضغطة‬ ‫زر عمى جياز الياتف تطمئن عمى أخبار أي إنسان في أي مكان و اإلنترنت‬ ‫أكبر مكتبة معموماتية في العالم أي معمومة تريدىا بضغطة زر واذا ىي عندك‬ ‫والجوال معك في أي مكان ال تفقد االتصال في أي وقت وزودوه بالكاميرا‬ ‫تصور أجمل الذكريات بكل س يولة لو كنت في أي مكان ورأيت منظر جميل‬ ‫أو غريب تصوره من خبلل الجوال شيء ال يصدق كأننا في خيال ال في‬ ‫حقيقة ‪ .‬وتتعجب مرة أخرى من روعة ىذا الكبلم وىذه الرؤيا وتعرف أن ىناك‬ ‫عيون متخصصة في رؤية الجمال والخير والفضيمة ‪،‬مثل ىذه العين كعين‬ ‫النحمة ال ترى إال األزىار واألشجار وال تقع إال عمى كل ما ىو جميل مفيد فقط‬ ‫‪39‬‬


‫كأن ليس ىناك شيء حوليا فاسد أو خبيث تستطيع أن تقول أن ىذا الشخص‬ ‫يرى الدنيا بعين نحمة‬ ‫وقال الشاعر في مثل ىذا الشخص‬ ‫كن جميال ترى الوجود جميال ‪.‬‬ ‫وأخي ار ىناك مقولة رائعة في مدارس التفكير تقول (( إن اإلدراك ىو اإلسقاط‬ ‫)) بمعنى أن ما تراه في الدنيا من حولك ىو جزء من تكوينك الداخمي أو ىو‬ ‫إسقاط من تكوينك الداخمي عميو ‪.‬‬ ‫مبلحظة ‪:‬الذين سوف يرون األخطاء و العيوب في ىذا المقال أو في مكان‬ ‫رائع كيذا المنتدى وينتقدونو فقط لبيان الخطأ ىم يرون الدنيا بعيون‪.4‬‬

‫‪-2‬‬

‫من روائع أقوال إبراهيم الفقي رحمه اهلل‬

‫كن دائم العطاء‪:‬‬ ‫قد حدث أن أحد سائقي أتوبيسات الركاب في دينفر بأمريكا نظر في وجوه‬ ‫الركاب‪ ،‬ثم أوقف األتوبيس ونزل منو‪ ،‬ثم عاد بعد عدة دقائق ومعو عمبة من‬ ‫الحموى وأعطى كل راكب قطعة منيا‪ .‬ولما أجرت معو إحدى الجرائد مقابمة‬

‫‪)4‬‬

‫بأي عين ترى الدنيا ‪ ...‬بعين ذبابة أم بعين نحلة ؟ لألستاذ منصور الرفاعي ‪:‬‬

‫‪http://www.nlpnote.com/forum/t40668.html‬‬

‫‪41‬‬


‫صحفية بخصوص ىذا النوع من الكرم والذي كان يبدو غير عادي‪ ،‬قال” أنا‬ ‫لم أقم بعمل شيء كي أجذب انتباه الصحف‪ ،‬ولكني رأيت الكآبة عمى وجوه‬ ‫الركاب في ذلك اليوم‪ ،‬فقررت أن أقوم بعمل شيء يسعدىم‪ ،‬فأنا أشعر‬ ‫بالسعادة عند العطاء‪ ،‬وما قمت بو ليس إال شيئا بسيطا في ىذا الجانب”‪ .‬فكن‬ ‫دائم العطاء‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ابدأ بالمجاممة‪:‬‬

‫قم كل يوم بمجاممة ثبلثة أشخاص عمى األقل‪ .‬من فضمك‪ .‬استعمل دائمًا‬ ‫كممة “من فضمك” وكممة “شك ار”‪ .‬ىذه الكممات البسيطة تؤدي إلى نتائج‬ ‫مدىشة… فقم باتباع ذلك وسترى بنفسك والبد أن تعرف أن نظرتك تجاه‬ ‫األشياء ىي من اختيارك أنت فقم بيذا االختيار حتى تكون عندك نظرة سميمة‬ ‫وصحيحة تجاه كل شيء‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫كل شخص ىو أىم شخص ‪.‬‬

‫تعامل مع كل إنسان عمى أنو أىم شخص في الوجود‪ .‬ليس فقط إنك ستشعر‬ ‫بالسعادة نتيجة لذلك‪ ،‬ولكن سيكون لديك عدد أكبر من األصدقاء يبادلونك‬ ‫نفس الشعور‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫كن منصتًا ‪:‬‬

‫كن منصتًا جيدًا‪ ،‬اعمم أن ىذا ليس باألمر السيل دائمًا‪ ،‬وربما يحتاج لبعض‬ ‫الوقت حتى تتعود عمى ذلك‪ ،‬فابدأ من اآلن ال تقاطع أحداً أثناء حديثو …‬ ‫وعميك بإظيار االىتمام…‪ .‬وكن منصتاً جيدًا‪..‬‬ ‫‪41‬‬


‫‪ -6‬احتفظ بابتسامة ‪:‬‬ ‫احتفظ بابتسامة جذابة عمى وجيك‪ ..‬حتى إذا لم تكن تشعر أنك تريد أن‬ ‫تبتسم فتظاىر باالبتسامة حيث إن العقل الباطن ال يستطيع أن يفرق بين‬ ‫الشيء الحقيقي والشيء غير الحقيقي‪ ،‬وعمى ذلك فمن األفضل أن تقرر أن‬ ‫تبتسم باستمرار‪..‬‬ ‫‪-7‬‬

‫ِ‬ ‫أع ّد مفاجأة‪:‬‬

‫ِ‬ ‫أع ّد مفاجأة لشريك حياتك‪“ ..‬يمكنك تقديم ىدية بسيطة أو بعض من الزىور‬ ‫من وقت آلخر‪ ،‬وربما يمكنك أن تقوم بعمل شيء بعينو مما يحوز إعجاب‬ ‫الطرف اآلخر‪ ،‬وستجد أن ىناك فرقًا كبي ًار في العبلقة اإليجابية بينكما‪.‬‬ ‫‪ُ -8‬كن نفسك‪:‬‬ ‫أنت لست العنوان الذي أعطيتو لنفسك‪ .‬أو أعطاه لك اآلخرون‪ .‬أنت لست‬ ‫اكتئاب أو قمق أو إحباط‪ .‬أو توتر أو فشل‪ .‬أنت لست سنك أو وزنك أو‬ ‫شكمك‪ .‬أو حجمك أو لونك‪ .‬أنت لست الماضي وال الحاضر وال المستقبل‪ .‬أنت‬ ‫أفضل مخموق خمقو اهلل عز وجل‪ .‬فمو كان أي أنسان في الدنيا حقق شيئاً‪.‬‬ ‫يمكنك أنت أيضا أن تحققو بل وتتفوق عميو بإذن اهلل تعالى‪ .‬وتذكر دائماً أن ‪:‬‬ ‫الميل ىو بداية النيار‪ .‬والشتاء ىو بداية الصيف‪ .‬واأللم ىو بداية الراحة‪.‬‬ ‫والتحديات ىي بداية الخير‪ .‬والتفاؤل بالخير ىو بداية القوة الذاتية‪..‬‬

‫‪42‬‬


‫قصص وعبر‬ ‫‪ -1‬ثار فبلح عمي صديقو وقذفو بكممة جارحة ‪ ،‬واذ عاد إلي منزلو ىدأت أعصابو‬ ‫وبدأ يفكر بإتزان‪ ” :‬كيف خرجت ىذه الكممة من فمي ؟! أقوم وأعتذر‬ ‫لصديقي‪”.‬‬ ‫بالفعل عاد الفبلح إلي صديقو ‪ ،‬وفي خجل شديد قال لو ” “أسف فقد خرجت‬ ‫ىذه الكممة عفوا مني‪ ،‬اغفر لي‪!”.‬‬ ‫قبل الصديق إعتذاره ‪ ،‬لكن عاد الفبلح ونفسو ُمرة ‪ ،‬كيف تخرج مثل ىذه‬

‫الكممة من فمو ‪ ،‬واذ لم يسترح قمبو لما فعمو التقي بكاىن القرية واعترف بما‬

‫ارتكبو ‪ ،‬قائبل لو ‪ ”:‬أريد يا أبي أن تستريح نفسي ‪ ،‬فإني غير مصدق أن ىذه‬ ‫الكممة خرجت من فمي‪!”.‬‬ ‫قال لو أبوه الروحي ‪”:‬إن أردت أن تستريح إم ؤل جعبتك بريش الطيور ‪ ،‬واعبر‬ ‫عمى كل بيوت القرية ‪ ،‬وضع ريشة أمام كل منزل‪”.‬‬ ‫في طاعة كاممة نفذ الفبلح ما قيل لو ‪ ،‬ثم عاد إلي أبيو الروحي متيمبل ‪ ،‬فقد‬ ‫أطاع!‬ ‫قال لو األب الكاىن ‪“ ،‬إذىب و اجمع الريش من أمام األبواب‪”.‬‬ ‫عاد الفبلح ليجمع الريش فوجد الرياح قد حممت الريش ‪ ،‬ولم يجد إال القميل‬ ‫جدا أمام األبواب ‪ ،‬فعاد حزينا … عندئذ قال لو األب الكاىن‪:‬‬ ‫‪43‬‬


‫“ كل كممة تنطق بيا أشبو بريشو تضعيا أمام بيت أخيك‪ .‬ما أسيا أن تفعل ىذا‬ ‫؟! لكن ما أصعب أن ترد الكممات إلي فمك لتحسب نفسك كأن لم تنطق بيا!‬ ‫ليذا ففي كل صباح إذ نرفع قموبنا هلل نصرخ مع المرتل ‪“ :‬ضع يا رب حافظا‬ ‫لفمي ‪ ،‬وبابا حصينا لشفتي”!‬ ‫‪ -2‬يذكر ان ممك كان متزوج من اربع نساء وكان يحب الرابعة حبا جنونيا ويعمل‬ ‫كل ما في وسعو إلرضائيا‪….‬أما الثالثة فكان يحبيا أيضا ولكنو يشعر أنيا قد‬ ‫تتركو من أجل شخص آخر…و الثانية كانت ىي من يمجأ إلييا عند الشدائد‬ ‫وكانت دائما تستمع إليو وتتواجد عند الضيق‪….‬أما الزوجة األولى فكان ييمميا‬ ‫وال يرعاىا وال يؤتييا حقيا مع أنيا كانت تحبو كثي ار وكان ليا دور كبير في‬ ‫الحفاظ عمى مممكتو‪.‬‬ ‫مرض الممك وشعر باقتراب أجمو ففكر وقال ‪ :‬أنا اآلن لدي ‪ 4‬زوجات وال أريد‬ ‫أن أذىب إلى القبر وحيدا فسأل زوجتو الرابعة ‪:‬أحببتك أكثر من باقي زوجاتي‬ ‫ولبيت كل رغباتك وطمباتك فيل ترضين أن تأتي معي لتؤنسيني في قبري ؟‬ ‫فقالت)مستحيل(وانصرفت فو ار بدون إبداء أي تعاطف مع الممك ‪.‬فأحضر‬ ‫زوجتو الثالثة وقال ليا ‪:‬أحببتك طيمة حياتي فيل ترافقيني في قبري ؟ فقالت‬ ‫بالطبع ال الحياة جميمة وعند موتك سأذىب وأتزوج من غيرك‪.‬‬ ‫فأحضر الزوجة الثانية وقال ليا‪ :‬كنت دائما ألجأ إليك عند الضيق وطالما‬ ‫ضحيت من أجمي و ساعدتيني فيبل ترافقيني في قبري ؟ فقالت‪ :‬سامحني ال‬

‫‪44‬‬


‫أستطيع تمبية طمبك ولكن أكثر ما أستطيع فعمو ىو أن أوصمك إلى قبرك حزن‬ ‫الممك حزنا شديدا عمى جحود ىؤالء الزوجات ‪.‬‬ ‫واذا بصوت يأتي من بعيد ويقول ‪ :‬أنا أرافقك في قبر …أنا سأكون معك أينما‬ ‫تذىب‪ ..‬فنظر الممك فإذا بزوجتو األولى وىي في حالة ىزيمة ضعيفة مريضة‬ ‫بسبب إىمال زوجيا ليا فندم الممك عمى سوء رعايتو ليا في حياتو وقال ‪ :‬كان‬ ‫ينبغي لي أن أعتني بك أكثر من الباقين ولو عاد بي الزمان لكنت أنت أكثر‬ ‫من أىتم بو من زوجاتي األربعة في الحقيقة أحبائي الكرام كمنا لدينا ‪ 4‬زوجات‬ ‫الرابعة الجسد‪ :‬ميما اعتنينا بأجسادنا وأشبعنا شيواتنا فستتركنا األجساد فو ار‬ ‫عند الموت ‪ ،‬الثالثة األموال والممتمكات‪ :‬عند موتنا ستتركنا وتذىب ألشخاص‬ ‫آخرين أما الثانية فيي األىل واألصدقاء‪ :‬ميما بمغت تضحياتيم لنا في‬ ‫حياتنا فبل نتوقع منيم أكثر من إيصالنا لمقبور عند موتنا األولى العمل الصالح‬ ‫‪ :‬ننشغل عن تغذيتو واالعتناء بو عمى حساب شيواتنا وأموالنا وأصدقائنا مع‬ ‫أن اعمالنا ىي الوحيدة التي ستكون معنا في قبورنا يا ترى إذا تمثل عممك لك‬ ‫اليوم عمى ىيئة إنسان … كيف سيكون شكمو وىيئتو ؟ ىزيل ضعيف ميمل ؟‬ ‫أم قوي مدرب معتنى بو)؟‬ ‫‪-3‬‬

‫أن ثبلثة أشخاص حكم عمييم باإلعدام بالمقصمة ‪ ،‬ىم( عالم‬ ‫يحكى ّ‬

‫تقدم ( عالم الدين ) ووضعوا‬ ‫دين‪ -‬محامي‪ -‬فيزيائي ) …عند لحظة اإلعدام ّ‬

‫تود قوليا ؟ فقال ( عالم‬ ‫رأسو تحت المقصمة ‪ ،‬وسألوه ‪ :‬ىل ىناك كممة أخيرة ّ‬ ‫الدين ) ‪ :‬اهلل …اهلل‪ ..‬اهلل… ىو من سينقذني وعند ذلك أنزلوا المقصمة ‪ ،‬فنزلت‬

‫‪45‬‬


‫الناس ‪ ،‬وقالوا ‪:‬‬ ‫المقصمة وعندما وصمت لرأس عالم الدين توقفت‬ ‫‪.‬فتعجب ّ‬ ‫ّ‬ ‫أطمقوا سراح عالم الدين فقد قال كممة اهلل ‪ .‬ونجا عالم الدين‪.‬‬

‫تود قوليا‬ ‫وجاء دور المحامي إلى المقصمة ‪ ..‬فسألوه ‪ :‬ىل ىناك كممة أخيرة ّ‬ ‫؟فقال ‪ :‬أنا ال أعرف اهلل كعالم الدين ‪ ،‬ولكن أعرف أكثر عن العدالة ‪ ،‬العدالة‬ ‫‪..‬العدالة ‪..‬العدالة ىي من سينقذني ‪.‬ونزلت المقصمة عمى رأس المحامي ‪،‬‬ ‫الناس ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬أطمقوا سراح المحامي‬ ‫فتعجب ّ‬ ‫وعندما وصمت لرأسو توقفت ‪ّ ..‬‬ ‫‪ ،‬فقد قالت العدالة كممتيا ‪ ،‬ونجا المحامي وأخي ار جاء دور الفيزيائي‪.‬‬ ‫تود قوليا ؟فقال ‪ :‬أنا ال أعرف اهلل كعالم الدين ‪،‬‬ ‫فسألوه ‪ :‬ىل ىناك كممة أخيرة ّ‬ ‫أن ىناك عقدة في حبل المقصمة‬ ‫وال أعرف العدالة كالمحامي ‪ّ ،‬‬ ‫ولكني أعرف ّ‬

‫تمنع المقصمة من النزول فنظروا لممقصمة ووجدوا فعبل عقدة تمنع المقصمة من‬ ‫النزول ‪ ،‬أصمحوا العقدة وانزلوا المقصمة عمى رأس الفيزيائي وقطع رأسو‪.‬‬ ‫وىكذا من األفضل أن تبقي فمك مقفبل أحيانا ‪ ،‬حتى وان كنت تعرف الحقيقة‬ ‫‪.‬من الذكاء أن تكون غبياً في بعض المواقف ال تحاول ان تكون كتاب مفتوح‬ ‫لكل من يقترب منك حتى ال تكون يوما فريسو لكل من أراد أن يمتيمك‬ ‫عصبي المزاج وكان يفقد صوابو بشكل مستمر فأحضر‬ ‫كان ىناك ولد‬ ‫‪-4‬‬ ‫ّ‬ ‫لو والده كيسًا ممموءًا بالمسامير وقال لو‪:‬‬ ‫يا بني أريدك أن تدق مسما اًر في سياج حديقتنا الخشبي كمما اجتاحتك موجة‬ ‫غضب وفقدت أعصابك وىكذا بدأ الولد بتنفيذ نصيحة والده‪ .‬فدق في اليوم‬ ‫بل‪.‬‬ ‫األول ‪ 37‬مسما ًار ‪ ،‬ولكن إدخال المسمار في السياج لم يكن سي ً‬

‫‪46‬‬


‫فبدأ يحاول تمالك نفسو عند الغضب ‪ ،‬وبعدىا وبعد مرور أيام كان يدق‬ ‫مسامير أقل ‪ ،‬وفي أسابيع تمكن من ضبط نفسو ‪ ،‬وتوقف عن الغضب وعن‬ ‫دق المسامير ‪ ،‬فجاء والده وأخبره بإنجازه ففرح األب بيذا التحول ‪ ،‬وقال لو ‪:‬‬ ‫ولكن عميك اآلن يا بني استخراج مسمار لكل يوم يمر عميك لم تغضب فيو‬ ‫‪ .‬وبدأ الولد من جديد بخمع المسامير في اليوم الذي ال يغضب فيو حتى انتيى‬ ‫من المسامير في السياج‪ .‬فجاء إلى والده وأخبره بإنجازه مرة أخرى ‪ ،‬فأخذه‬ ‫والده إلى السياج وقال لو ‪ :‬يا بني أحسنت صنعاً ‪ ،‬ولكن انظر اآلن إلى تمك‬ ‫الثقوب في السياج ‪ ،‬ىذا السياج لن يكون كما كان أبدًا ‪ ،‬وأضاف‪:‬‬ ‫عندما تقول أشياء في حالة الغضب فإنيا تترك آثا ًار مثل ىذه الثقوب في نفوس‬ ‫اآلخرين‪ .‬تستطيع أن تطعن اإلنسان وتُخرج السكين ولكن ال ييم كم مرة تقول‬ ‫‪ :‬أنا آسف ألن الجرح سيظل ىناك ‪.‬‬ ‫‪ -5‬سر البرتقالة و الزجاجة‬ ‫كان ىناك طفل صغير أراه والده زجاجة عصير صغيرة وبداخميا ثمرة‬ ‫برتقال كبيرة تعجب الطفل كيف دخمت ىذه البرتقالة داخل ىذه‬ ‫الزجاجة الصغيرة ؟ وىو يحاول إخراجيا من الزجاجة‪ .‬عندىا سأل‬ ‫والده كيف دخمت ىذه البرتقالة الكبيرة في تمك الزجاجة ذات الفوىة‬ ‫الضيقة ؟!‬

‫‪47‬‬


‫أخذه والده إلى حديقة المنزل وجاء بزجاجة فارغة وربطيا بغصن شجرة برتقال‬ ‫حديثة الثمار ثم أدخل في الزجاجة إحدى الثمار الصغيرة جدًا وتركيا ومرت‬ ‫األيام فإذا بالبرتقالة تكبر وتكبر حتى استعصى خروجيا من الزجاجة‪.‬‬ ‫حينيا عرف الطفل السر وزال عنو التعجب وقتيا قال لو والده يابني سوف‬ ‫يصادفك الكثير من الناس وبالرغم من ذكائيم وثقافتيم ومراكزىم إال أنيم قد‬ ‫يسمكوا طرقا ال تتفق مع مراكزىم ومستوى تعميميم ويمارسون عادات ذميمة ال‬ ‫تناسب أ خبلق وقيم مجتمعيم ألن تمك العادات غرست في نفوسيم منذ الصغر‬ ‫فنمت وكبرت فييم ‪ ،‬وتعذر تخمصيم منيا مثمما يتعذر إخراج البرتقالة الكبيرة‬ ‫من فوىة الزجاجة الصغيرة‪.‬‬ ‫فمن واجبنا أن نعمم أطفالنا وأوالدنا منذ الصغر المبادىء والقيم الحميدة وغرس‬ ‫روح االنتماء والحب لآلخرين‬

‫حبمد اهلل تتم النعم‬

‫‪48‬‬


‫مؤلفات واصدارات‬ ‫أوال ‪ :‬الكتب التي ليا عبلقة بالبرمجة المغوية العصبية‬ ‫‪-1‬‬

‫البرمجة المغوية العصبية وفن االتصال البلمحدود – د‪.‬إبراىيم الفقي‬

‫‪-2‬‬

‫المفاتيح العشرة لمنجاح – د‪.‬إبراىيم الفقي‬

‫‪-3‬‬

‫قوة التحكم في الذات – د‪.‬إبراىيم الفقي‬

‫‪-4‬‬

‫استراتيجيات تحديد األىداف وكيفية تحقيقيا – د‪.‬إبراىيم الفقي‬

‫‪-5‬‬

‫أسرار القوة الذاتية – د‪.‬إبراىيم الفقي‬

‫‪ -6‬الحل – د‪.‬إبراىيم الفقي‬ ‫‪ 111 -7‬فكرة لمحصول عمى السعادة – د‪.‬إبراىيم الفقي‬ ‫‪ -8‬آفاق ببل حدود ‪ -‬محمد التكريتي‬

‫ثانيا ‪ :‬االصدارات السمعية والمرئية‬ ‫‪ -1‬نجاح ببل حدود – د‪ .‬إبراىيم الفقي‬ ‫‪ -2‬ميارات االتصال الفعال ‪ – NLP‬د‪.‬الراشد‬ ‫‪ -3‬كن إيجابيا – د‪.‬صبلح الراشد‬ ‫‪ -4‬كيف تخطط لحياتك – د‪.‬صبلح الراشد‬ ‫‪ -5‬كيف تصبح متفائبل – د‪.‬صبلح الراشد‬ ‫‪ -6‬أيقظ العمبلق في داخمك – د‪.‬سميمان العمي‬

‫‪49‬‬


‫ثالثا ‪ :‬مواقع االنترنت الميتمة بالبرمجة‬ ‫‪ -1‬ساحة تطوير الذات (اإلقبلع)‬ ‫‪=http://www.eqla3.com/vb/index.php?s‬‬ ‫‪ -2‬منتديات البرمجة المغوية العصبية‬ ‫‪/http://nlpaf.com‬‬ ‫‪ -3‬المنتدى العربي الموحد (البرمجة المغوية العصبية وتطبيقاتيا)‬ ‫‪/http://www.4uarab.com/vb‬‬ ‫‪ -4‬موقع د‪.‬صبلح الراشد‬ ‫‪/http://www.alrashed.net/2r‬‬ ‫‪ -5‬موقع ميارات (د‪.‬الرفاعي)‬ ‫‪http://www.muharat.com/drnajeb.html‬‬

‫‪51‬‬


‫شادي جبارين‬

‫ذ‬ ‫ؿواؾودذعامذ‪7711‬ذيفذؼريةذاؾطوبة‪-‬ذجننيذ‪/‬ذػلدطني ذ‬ ‫وحاصلذعلىذدرجةذاملاجدتريذيفذاؾقاـونذؿنذجاؿعةذاؾنجاحذاؾوطنوةذ‪ .‬ذ‬ ‫حماضرذيفذجاؿعيتذاالستقاللذوجاؿعةذاؾقدسذاملفتوحةذوؿديرذاؾدائرةذاألؽادميوةذيفذ‬ ‫ؽلوةذػلدطنيذؾلعلومذاؾشرطوةذوؿدتشاراذؼاـوـواذالدارةذؿكاػحةذاملخدراتذيفذاؾشرطةذ‬ ‫اؾفلدطونوةذذسابقا‪ .‬ذ‬ ‫حاصل ذعلى ذجمموعة ذدورات ذيف ذجمال ذاؾتنموة ذاؾبشرية ذوعضو ذمجعوة ذاملدربنيذ‬ ‫اؾفلدطونونيذوؿدربذيفذؿهاراتذاؾتنموةذاؾبشريةذ‪ .‬ذ‬ ‫ؾهذاؾعديدذؿنذاالحباثذواؾدراساتذاحملكمةذوغريذاحملكمةذ‪ .‬ذ‬ ‫ؿندقذتدرييبذؾدائرةذمحايةذاألسرةذواألحداثذيفذػدطنيذحاؾواذ‪ .‬ذ‬

‫‪51‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.