احكام الصيام

Page 1

‫الملمام بشيء من‬ ‫أحكام املصيام‬ ‫لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن‬ ‫عبد ا الراجحي‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫مقدمة‬ ‫املحمممد لم رب املعماملمين‪ ،‬وصلى ال ل وسللم وبارك علللى عبللده ورس وله نبينللا مدمللد وعلللى آللله وصلحبه‬ ‫والتابعي لم بإحسان إل يوم الدين‪.‬‬ ‫لل بعضللهم فل نشللرها‪،‬‬ ‫أما بعمد‪ :‬فهللذه بللوث فل الصلليام كتبتهللا بطلللب مللن بعللض الوخلوان‪ ،‬ثل رغب إ ّ‬

‫فوافقت على ذلك‪ ،‬رجاء أن ينفع ال با‪.‬‬

‫وقمد ذكرت أق لوال العلدمللاء ف ل السللائل الالفيللة الللت بتثتهللا‪ ،‬وقرنت كللل قللول بالللدليل‪ ،‬أو التعليللل ف ل‬ ‫سيتها‬ ‫الغالب‪ ،‬ورّج حلت ما ظهر ل ترجيحه مع بيان وجه التجيح‪ ،‬وقصدت من ذلك الوصول إل الل‪،‬ق‪ ،‬و ّ‬ ‫)الملمام بشيء من أحكام املصيام(‬ ‫صل ال للوجهه‬ ‫وأسأل ال أن ينفعن با وإوخوان السلدمي‪ ،‬وأن يغفر ل الزلل والطأ‪ ،‬وأن يعل العدملل وخال ً‬

‫الكري‪ ،‬وصواًبا على شرعه ودينه القوي‪ ،‬وسبًبا موصال إليه وإل دار كرامتله‪ ،‬إنله سلبحانه وخيل مسلئول‪ ،‬وهو‬ ‫أهل التقوى وأهل الغفلرة‪ ،‬وحسلبنا الل‪ ،‬ونعلم الوكيلل‪ ،‬ول حلول‪ ،‬ول قلوة إل بلال العللي العظيلم‪ ،‬وصلى الل‬ ‫وسلم وبارك على عبده ورسوله‪ ،‬ونبينا مدمد وعلى آله وصحبه والتابعي‪ ،‬والدمد ل رب العالي‪.‬‬ ‫عبد املعزيز بن عبد ال بن عبد املرحمن املراجحي‬

‫‪2‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫فرضية صيام رمضان ووجوبه‬ ‫‪ -1‬فرضية صيام رمضان ووجوبه‪:‬‬ ‫تعريف املصيام‬ ‫املصيام في امللغة‪ :‬مللرد المسللاك‪ُ ،‬يقال‪ :‬صللام النهللار‪ ،‬إذا وقف سللي الشللدمس‪ ،‬ويقللال للسللاكت صللائم‬

‫لمسل للاكه عل للن الكالم‪ ،‬ومنل لله ق ل لوله ‪ -‬تعل للال ‪ -‬عل للن مري ل ‪ -‬رض ل ي ال ل ل عنهل للا ‪:-‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (1)   ‬أي ص للدمًتا؛ لن لله إمس للاك ع للن الكالم‪ ،‬ويق للال للف للردوس الدمس للك ع للن‬ ‫السي صائم‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫تحممت املعجمماج وأخممرى تعلُمم ك اّمللُج َم مام‬ ‫خ مميٌل صي مماٌم وخ مميٌل غ ممير صائم ممة‬ ‫)‪( 2‬‬

‫صهليل )‪.(3‬‬ ‫يعن بالصائدمة الدمسكة عن ال ّ‬ ‫واملصمموم فممي املشممرع‪ :‬إمس للاك بني للة ع للن أش للياء مصوصللة م للن ش للخص مص للوص‪ ،‬بشل لرائط‬ ‫مصوصة‬

‫)‪. ( 4‬‬

‫وصمموم رمضممان واج للب وفللرض م للن فرائ للض الس للالم العظيدم للة‪ ،‬وهلو أح للد أرك ان الس للالم‬ ‫الدمس للة‪ ،‬والص للل فل ل وجل وبه الكت للاب والس للنة والمج للاع‪ ،‬والدل للة عل للى وجل وبه وفرضل يته ظ للاهرة‬ ‫واضحة معلومة لعامة السلدمي فضال عن وخاصللتهم‪ ،‬وُفرض صلوم رمضلان فل السلنة التثانيللة مللن‬ ‫الرج للرة‪ ،‬فص للام رسل ول ال ل‬

‫‪‬‬

‫تس للع رمض للانات إمجاع للا‪ ،‬وأمج للع الس لللدمون عل للى وجل وب ص للوم‬

‫رمضان‪ ،‬فرض ال على المة الدمدية صوم شهر واحد ف كل عام‪ ،‬وهو شهر رمضان‪.‬‬

‫‪ - 1‬سورة مريم آية ‪.26 :‬‬ ‫‪ - 2‬البيت للنابغة الذبياني‪ ،‬كما في الصحاح للجوهري‪ ،‬وانظر المصباح المنير وانظر المغرب للمطرزي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬وفي القاموس‪ :‬صام صوًم اا وصياًم اا واصطام أمسك عن الطعام والشراب والكلم والنكاح والسير ج ‪ 4‬ص ‪ ،143‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي‪ ،‬وانظر المغرب للمطرزي ص ‪ ،247‬الناشر دار الكتاب العربي‪ ،‬وفي المصباح‬ ‫المنير‪ :‬الصيام‪ :‬قيل هو مطلق المساك في اللغة ثم استعمل في الشرع في إمساك مخصوص‪ ،‬وقال أبو عبيدة كل ممسك عن طعام أو كلم أو سير فهو صائم‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬وفي الصحاح‪ :‬الصوم قيام بل عمل‪،‬‬ ‫والصوم المساك عن الطعم‪ ،‬وصام الفرس صوما أي قام على غير اعتلف‪ ،‬وصام النهار صوما إذا قام قائم الظهيرة‪ ،‬والصوم ركود الريح ‪ .‬ا ها ‪ .‬الصحاح لمؤلفه إسماعيل بن حماد الجوهري‪ ،‬دار المعارف للمليين‪.‬‬ ‫‪ - 4‬المغني لبن قدامة ‪ ،323 / 4‬الروض المربع شرح زاد المستقنع ‪ ،410 / 1‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.186 / 7‬‬

‫‪3‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫قللال ال ل ‪ -‬تعللال ‪:-‬‬

‫‪      ‬‬

‫‪‬‬

‫‪            ‬‬ ‫‪            ‬‬ ‫‪              ‬‬ ‫‪            ‬‬ ‫‪            ‬‬ ‫‪              ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪.(1) ‬‬

‫وثبمت فمي املصمحيحين عللن ابللن عدمللر ‪ -‬رضي الل عنهدمللا ‪ -‬أن رسول الل‬

‫‪‬‬

‫قللال‪:‬‬

‫‪‬‬

‫بن السالم على خس شهادة أن ل إله إل ال وأن مدمدا رسول ال‪ ،‬وإقام الصلالة‪ ،‬وإيتلاء‬ ‫الزكاة‪ ،‬وصوم رمضان‪ ،‬وحج بيت ال الرام ‪.‬‬ ‫ففي هممذا املحممديث الشلريف أن السللالم بنل علللى دعللائم خللس‪ ،‬وأن صلليام رمضللان هللو‬ ‫الدعامة الرابعة‪ ،‬والركن الرابع من أركان السالم الت يقوم عليها السالم‪.‬‬ ‫وثبت في صحيح املبخاري‬

‫)‪  (2‬أن أعرابيا جاء إل رسول الل‬

‫‪‬‬

‫ثلائر اللرأس فقلال‪:‬‬

‫يلا رسول اللأ ! أوخلبن ملاذا فلرض الل عللي ملن الصلالة؟ فقلال‪ :‬الصللوات الدملس إل أن تطلّوع‬ ‫شلليًئا‪ ،‬فقللال‪ :‬أوخللبن بللا فللرض الل علللي مللن الصلليام؟ فقللال‪ :‬شللهر رمضللان إل أن تطللوع شلليئا‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬أوخبن ما فرض ال علي من الزكاة؟ قلال‪ :‬فلأوخبه رسول الل‬

‫‪‬‬

‫بشلرائع السللالم قللال‪:‬‬

‫والللذي أكرمك بللال‪،‬ق ل أتطللوع شلليئا‪ ،‬ول أنقللص مللا فللرض الل علللي شلليئا‪ ،‬فقللال رسول الل‬

‫‪‬‬

‫أفلح إن صدق‪ ،‬أو دوخل النة إن صدق ‪.‬‬

‫‪ - 1‬سورة البقرة آية ‪.185-183 :‬‬ ‫‪ - 2‬جا ‪ 4‬ص ‪ 102‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫فهممذا املحممديث فيممه دمليممل عل للى أن م للن أدى الواجب للات والفرائ للض‪ ،‬وتللرك الرمل ات فه للو‬ ‫ناج‪ ،‬وهو من أهل النة لقوله‪،‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أفللح إن صللدق‪ ،‬أو دوخللل النللة إن صلدق‬

‫‪‬‬

‫بعللد‬

‫قوله‪ :‬ل أتطوع شيئا‪ ،‬ول أنقص ما فرض ال علي شيئا‪ .‬وهؤلء هللم القتصللدون‪ ،‬وهم البلرار‪،‬‬ ‫فللإن تطللوع مللع ذلللك بفعللل النوافللل‪ ،‬والرواتللب ‪-‬نوافللل الصللالة‪ ،‬والصللوم والصللدقة والللج والهللاد‬ ‫وغيها‪ -‬كللان مللن السللابقي‪ ،‬وهم القربون‪ ،‬وهم أهللل الللدرجات العاليللة‪ ،‬فللإن قصللر ف ل بعللض‬ ‫الواجبللات‪ ،‬أو تللرك بعضللها‪ ،‬أو فعللل بعللض الرم ات فهللو ظللال لنفسلله‪ ،‬وهو مللن أهللل النللة‪،‬‬ ‫وإن أصابه قبل ذلك شدة وأهوال وعذاب ف القب‪ ،‬أو ف النار‪.‬‬ ‫وهؤلء الصناف املثلثة هم الصطَ​َف ْولنل أهل النلة اللذين أورثهلم الل الكتلاب قلال الل ‪-‬‬ ‫تعللال‪           -‬‬ ‫‪          ‬‬ ‫‪           ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫‪ (1) ‬نسأل ال الكري من فضله‪.‬‬

‫وممن أدلللة فرض ية صللوم رمضللان مللا ثبللت ف ل الصللحيح‬ ‫عنهدمللا ‪ -‬قللال‬

‫‪‬‬

‫ص للام رس ول ال ل‬

‫‪‬‬

‫)‪ (2‬عللن ابللن عدمللر ‪ -‬رض ي ال ل‬

‫عاشللوراء وأمللر بصلليامه فلدمللا فللرض رمضللان تللرك‬

‫‪‬‬

‫ومعن ترك أي ترك صوم عاشوراء وجوبا وبقي استحبابا‪.‬‬ ‫وفي صحيح املبخاري‬

‫)‪ (3‬عللن عائشللة ‪ -‬رضي الل عنهللا ‪ -‬أن قريشللا كللانت تصللوم يللوم‬

‫عاشللوراء ف ل الاهليللة‪ ،‬ث ل أمللر رس ول ال ل‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫بصلليامه حللت فللرض رمضللان‪ ،‬وقلال رس ول ال ل‬

‫من شاء فليصدمه‪ ،‬ومن شاء فليفطر ‪.‬‬

‫ومن الدملممة علمى فرضية املصمميام حللديث جبيل الشللهور الللذي رواه مسلللم فل صللحيحه‬ ‫عن عدمر بن الطاب‬

‫‪‬‬

‫مطول‪ ،‬ورواه البخاري عن أب هريرة‬

‫‪ - 1‬سورة فاطر آية ‪.33-32 :‬‬ ‫‪ - 2‬جا ‪ 4‬ص ‪ 102‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ - 3‬جا ‪ 4‬ص ‪ 102‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪‬‬

‫متصرا فل سلؤال جبيل‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫للنللب‬

‫‪‬‬

‫النللب‬

‫‪‬‬

‫عللن السللالم والميللان والحسللان والسللاعة وأش لراطها‪ ،‬وللا سللأله عللن السللالم أجللابه‬

‫‪‬‬

‫السللالم أن تشللهد أن ل إللله إل ال ل وأن مدمللدا رس ول اللل‪ ،‬وتقيللم الصللالة‪،‬‬

‫وتؤت الزكاة‪ ،‬وتصوم رمضان‪ ،‬وتج البيت إن استطعت إليه سبيال‪ .‬قال‪ :‬صدقت‬

‫‪‬‬

‫الديث‪.‬‬

‫فمن أنكر فرضية املصوم ووجوبه فهو كافر مرتد عن السالم؛ لنه أنكر فريضلة عظيدملة‬ ‫وركنللا مللن أركان السللالم‪ ،‬وأملرا معلوما مللن الللدين بالضللرورة‪ ،‬ومن أقللر بوجوب صللوم رمضللان‪،‬‬ ‫وأفطلر عامللدا مللن غيل علذر‪ ،‬فقللد ارتكللب كللبية عظيدمللة ُيفّسل ‪،‬قل بلا‪ ،‬ول ُيكّفل رل فل أصلح قللول‬ ‫العلدماء‪ ،‬ويلزم بالصوم‪ ،‬ويعزره الاكم الشرعي بالبس‪ ،‬أو اللد‪ ،‬أو كليهدما‪ ،‬وقال بعض أهلل‬ ‫العلم‪ :‬إذا أفطر رمضان من غي عذر كفر‪ ،‬نسأل ال السالمة والعافية من كل سلوء‪ ،‬ونسلأله‬ ‫التثبات على دينه حت الدمات‪.‬‬

‫بماذا يجب صيام رمضان وبماذا يجب املفطر من رمضان‬ ‫‪ -2‬بماذا يجب صيام رمضان ؟‬ ‫وبماذا يجب املفطر من رمضان ؟‪:‬‬ ‫يجب صوم رمضان بأحد أمرين ل ثالث لدما‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬رؤية هالل رمضان‪.‬‬ ‫واملثاني‪ :‬إكدمال شعبان ثالثي يوما‪.‬‬ ‫ويجب املفطر من رمضان بأحد أمرين ل ثاملث ملهما‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬رؤية هالل شوال‪.‬‬ ‫واملثاني‪ :‬إكدمال رمضان ثالثي يوما إذا ثبت رؤية هالل رمضان بشهادة عدلي‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫والدملة على ذمل ك كلتثية فل السللنة الطهللرة‪ ،‬فدمنهللا مللا ثبللت فل صللحيح البخللاري )‪ (1‬عللن عبللد الل بللن‬

‫عدمللر ‪ -‬رضي الل عنهدمللا ‪ -‬أن رسول ال ل ‪‬‬

‫ذكر رمضللان فقللال‪  :‬ل تصللوموا حللت تللروا الالل‪،‬‬

‫ول تفطروا حت تروه‪ ،‬فإن غُّم عليكم فاقدروا له ‪.‬‬ ‫وعللن عب للد الل ل ب للن عدم للر ‪ -‬رضل ي الل ل عنهدم للا‪ -‬أن رسل ول الل ل‬

‫‪‬‬

‫ق للال‪  :‬الش للهر تس للع‬

‫وعش للرون ليل للة‪ ،‬فال تص للوموا ح للت ت للروه‪ ،‬ف للإن غُل لّم عليك للم ف للأكدملوا الع للدة ثالثيل ل‬ ‫البخاري )‪.(2‬‬

‫‪‬‬

‫وف صللحيح البخللاري )‪ (3‬عللن ابللن عدمللر ‪ -‬رض ي ال ل عنهدمللا ‪ -‬قللال‪ :‬قللال النللب‬ ‫الشهر هكذا‪ ،‬وهكذا ووخنس البلام فل التثالتثلة‬ ‫هك للذا‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ومعنل اللديث أن النلب‬

‫‪‬‬

‫أوخرجل ه‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫قلال‪  :‬الشلهر‬

‫أي ‪ -‬بس للط أص للابع ي للديه العش للر ‪" -‬وهك للذا" أي بس للط أص للابعه العش للر م للرة ثاني للة‬

‫فتكللون عشلرين يوما‪ ،‬ثل بسللط أصللابعه العشللر فل الللرة التثالتثللة ووخنللس البللام أي قبضلله فتكللون‬ ‫تسلعة أيلام ملع العشلرين السلابقة فيكلون الشلهر تسلعة وعشلرين يوما ‪ -‬يعنل هلذا القل‪،‬ق ‪ -‬وقد‬ ‫يكدمل فيكون ثالثي يوما‪.‬‬ ‫وف ل ص للحيح البخ للاري‬

‫)‪ (4‬ع للن أب ل ل هريل رة‬

‫‪‬‬

‫ق للال‪ :‬ق للال الن للب‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ص للوموا لرؤيت لله‬

‫وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإن غُّب عليكم فأكدملوا عدة شعبان ثالثي ‪.‬‬ ‫وللعلدماء ف قوله‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فإن غم عليكم فاقدروا له‬

‫‪‬‬

‫تأويالن‪:‬‬

‫أحممدهما‪ :‬تأويلل الدمهللور أن ال لراد بق لوله‪" :‬فاقللدروا للله" انظللروا ف ل أول الشللهر واحسللبوا تللام‬ ‫التثالثي‪ ،‬ويرجح هذا التأويل الروايات الوخرى الصرحة بالراد كقوله‬

‫‪ - 1‬جا ‪ 4‬ص ‪ 119‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ - 2‬جا ‪ 4‬ص ‪ 119‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ - 3‬جا ‪ 4‬ص ‪ 119‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ - 4‬جا ‪ 4‬ص ‪ 119‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪‬‬

‫فل حلديث ابلن عدملر‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫الساب‪،‬ق‪  :‬فأكدملوا العدة ثالثي‬ ‫ثالثي‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫وف حديث ابن عدمر عند مسلم‪  :‬فإن غم عليكم فاقللدروا‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫وف حديث أب هريرة عند مسلم‪  :‬فإن غّدم يل عليكم الشهر فاقدروا ثالثي‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫وقوله ف حديث أب هريرة‪  :‬فإن غُّب عليكم فأكدملوا عدة شعبان ثالثي ‪.‬‬ ‫وأول ما فّس رل الديث بالديث‪ ،‬وتأويل الدمهور هذا هو الصواب‪ ،‬وهو أنلله ل يصللام إل‬

‫برؤية الالل‪ ،‬أو بإكدمال عدة الشهر ثالثي يوما سواء كان الشهر شعبان‪ ،‬أو رمضان‪ ،‬ويؤيد‬

‫ك كحللديث أب ل‬ ‫هللذا العنلل‪ ،‬وه ذا التأويلل الحللاديث الللت وردت بللالنهي عللن صللوم يللوم الش ل ّ‬ ‫هريرة عنللد البخللاري )‪ (3‬عللن النللب‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ل يتقلّد مللن أحللدكم رمضللان بصللوم يللوم‪ ،‬أو يللومي‬

‫إل أن يكللون رج ل يصللوم صللومه فليصللم ذلللك اليللوم ‪ ‬وحديث عّدم ل الر عنللد البخللاري تعليقللا‬ ‫مزوما به )‪  (4‬من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم‪.  ،‬‬ ‫املتأويمل املثمماني‪ :‬أن ال لراد بق لوله "فاقللدروا للله" ض لّيقوا للله بعللل الشللهر تسللعة وعش لرين يومللا‬ ‫فيصام يوم التثالثي إذا كان يوم غيم‪ ،‬وإل هذا ذهب ابن عدمر ‪ -‬رضي الل عنهدملا ‪ -‬فكلان‬ ‫يأمر ملن ينظلر ليللة التثالثيل ملن شلعبان فلإن كلان يلوم صلحو ول يلر أصلبح مفطلرا وإن كلان‬ ‫يللوم غي للم أص للبح ص للائدما وإل ل ه للذا ذه للب أيض للا بع للض النابل للة‪ ،‬وهلذا الق للول ض للعيف م للالف‬ ‫للنصوص الت فسرت هذه اللفظة‪" :‬فاقدروا له" إذ الحاديث يفسللر بعضللها بعضللا‪ ،‬واجتهللاد ابللن‬ ‫عدمر ل يعارض به ما أوضحته النصوص ودلت عليه‪.‬‬ ‫وقيل ف معن قوله "فاقدروا له" أي بساب النازل‪.‬‬ ‫املثاني‪ :‬أنه يوز تقليد الاسب دون النّرج مل‪.‬‬ ‫املثاملث‪ :‬أنه يوز لدما ولغيمها مطلقا‪.‬‬

‫‪ 190 / 7 - 1‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 193 / 7 - 2‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪.128 / 4 - 3‬‬ ‫‪ (119 / 4 ) - 4‬فتح‪ ،‬والحديث وصله أبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم جا ‪ 119 / 4‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫ومن الدملة على بطلن هذه القوال‪ :‬مللا ثبللت فل صللحيح البخللاري )‪ (5‬عللن ابللن عدمللر‬ ‫ رضي الل عنهدمللا ‪ -‬عللن النللب‬‫هكذا‪ ،‬وهكذا‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أنلله قللال‪  :‬إنللا أمللة أميللة ل نكتللب‪ ،‬ول نسللب‪ ،‬الشللهر‬

‫يعن مرة تسعة وعشرين‪ ،‬ومرة ثالثي‪.‬‬

‫فهذا املحديث دمليل على إبطال العتدماد على الساب فل دوخللول الشللهر ووخروجه‪ ،‬وإنللا‬ ‫يعتدمللد عل للى الرؤيللة‪ ،‬أو إكدم للال ع للدة الش للهر ثالثي ل يومللا‪ ،‬وال للديث وصللف ه للذه المللة أه للل‬ ‫السللالم وصفا أغلبيللا بللأنه ليللس مللن شللأنا الكتابللة والسللاب فل دوخللول الشللهر ووخروجه‪ ،‬وإن‬ ‫كللانت تكتللب‪ ،‬وتسللب ف ل المللور الوخللرى كللأمور الترجللارة وغيها‪ ،‬وال لراد أنلله ل يعللول علللى‬ ‫السللاب‪ ،‬وإنللا يعللول علللى رؤيلة الالل ف ل الحكللام؛ لن النللب‬

‫‪‬‬

‫عللل‪،‬ق الكللم بالرؤيلة ل‬

‫بالس للاب‪ ،‬والرؤي للة ي للدركها ال للاص والع للام‪ ،‬والاه للل والعل للال‪ ،‬وه ل ذا يل للدل عل للى يس للر الش ل لريعة‬ ‫وساحتها فلله الدمد عللى ملا يسلر وسهل‪ ،‬وله الكدملة التاملة فل ملا يشلرعه لعبلاده للا يعلدمله‬ ‫سبحانه لم من الصلحة والرحة‪ ،‬وهو الكيم العليم سبحانه وبدمده‪.‬‬

‫‪ 126 / 4 - 5‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫أطوار املصيام وأحوامله‬ :‫أطوار املصيام وأحوامله‬-3 ‫ لا ل سبحانه ف ذلك‬،‫اقتضت حكدمة العليم البي أن تكون شرعية صيام رمضان على أطوار وأحوال‬ .‫الكدمة والرحة الناسبة لحوال عباده‬ ،‫ تييل العبللد بيل الصلليام وبيل الفطللار والطعللام عللن كللل يللوم مسللكينا‬:‫فاملحال الوملى واملطمور الول‬ 

      

- ‫ تعال‬- ‫والصيام أفضل وذلك ف قوله‬

              

    

:- ‫ تعل للال‬- ‫( بعل للد قل للول ال ل ل‬1) 

           

. ( 2) 

            

،‫ إيللاب الصلليام حتدمللا علللى القيللم الصللحيح القللادر الكلللف‬:‫املحاملممة املثانيممة واملطممور املثمماني‬ ‫ أو صلللى العشللاء َحل ُرللم عليلله‬،‫ ثل نللام قبللل أن يفطللر‬،‫لكللن إذا حضللر الفطللار وغابت الشللدمس‬ .‫ ومشقة شديدة‬،‫ فحصل عليهم حرج‬،‫الطعام والشراب والنساء إل الليلة القبلة‬ ‫ إباحللة الكللل والشللرب والنسللاء فل ليللل الصلليام مللن غللروب‬:‫املحممال املثاملثممة واملطممور املثماملث‬ 

  

- ‫ تع للال‬- ‫ وأن للزل ال ل ف ل ذل للك ق لوله‬،‫الش للدمس إل ل طل للوع الفرج للر‬

                                                  

. ( 3) .184 : ‫ سورة البقرة آية‬- 1 .184-183 : ‫ سورة البقرة آية‬- 2 .187 : ‫ سورة البقرة آية‬- 3

10


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وعن الباء بن علازب ‪ ‬قلال‪ :‬كلان أصلحاب مدملد ‪ ‬إذا كلان الرجل صلائدما فحضلر‬ ‫الفط للار فنل للام قبل للل أن يفط للر ل ل ل يأك للل ليلت لله ول يل للومه ح للت ميس للي‪ ،‬وأن قيل للس بل للن ِص ل ل ْرللمة‬ ‫النصاري كان صائدما‪ ،‬فلدما حضر الفطار أتى امرأته فقال لا‪ :‬أعندك طعام؟ قالت‪ :‬ل‪ .‬ولكللن‬ ‫أنطل‪،‬ق‪ ،‬فأطلب لك‪ ،‬وكان يومه يعدمل‪ ،‬فغلبته عيناه‪ ،‬فرجاءته امرأته فلدما رأته قالت‪ :‬وخيبة للك‪،‬‬ ‫فلدمللا انتصللف النهللار غشللي عليلله‪ ،‬فللذكر ذلللك للنللب‬ ‫‪     ‬‬

‫‪‬‬

‫فن لزلت هللذه اليللة‪:‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ (1) ‬ففرحل وا ب للا فرحل ا ش للديدا‪ ،‬ون ل لزلت‪:‬‬

‫‪          ‬‬

‫البخاري‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫)‪( 2‬‬

‫)‪. ( 3‬‬

‫ففممي هممذا املحممديث قي للد الن للع م للن الك للل والفط لرات ب للالنوم‪ ،‬وقي للد الن للع م للن ذل للك ف ل‬ ‫حديث ابن عباس ‪ -‬رضي الل عنهدملا ‪ -‬بصلالة العتدملة‪ ،‬أوخرجه أبلو داود بلفلظ‪  :‬كلان النلاس‬ ‫علللى عهللد رسول الل‬

‫‪‬‬

‫إذا صللوا العتدمللة حللرم عليهللم الطعللام والشلراب والنسللاء وصاموا إلل‬

‫‪‬‬

‫القابل للة ‪ ‬وف ل جل لزاء إبراهي للم ب للن ث للابت م للن طريل ‪،‬ق عط للاء ع للن أب ل ل هريل رة‬ ‫السلدمون إذا صلوا العشاء حرم عليهم الطعام والشراب والنساء‪ ،‬وأّن ِص ْرللمة بن أب أنس‪ ،‬وهو‬ ‫قيس بن صرمة بن أب أنس غلبته عيناه فذكر الديث الساب‪،‬ق حديث الباء‪.‬‬ ‫وعن سلللدمة بللن الكللوع‬ ‫‪   ‬‬

‫فنسختها‪ ،‬وعنه‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫قللال‪ :‬لللا ن لزلت هللذه اليللة‪:‬‬

‫ق للال ك للان‬

‫‪  ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (4) ‬كان من أراد أن يفطر‪ ،‬ويفتدي حلت ن لزلت اليلة اللت بعلدها‬ ‫أنه قال‪ :‬كنا ف رمضان على عهد رسول ال‬

‫‪ - 1‬سورة البقرة آية ‪.187 :‬‬ ‫‪ - 2‬سورة البقرة آية ‪.187 :‬‬ ‫‪ 129 / 4 - 3‬فتح‪.‬‬ ‫‪ - 4‬سورة البقرة آية ‪.184 :‬‬

‫‪11‬‬

‫‪‬‬

‫من شاء صام‪ ،‬وملن‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫شللاء أفطللر‪ ،‬فافتللدى بطعللام مسللكي حللت أن لزلت هللذه اليللة‪:‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪   ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (1) ‬أوخرجه مسلم ف صحيحه )‪.(2‬‬ ‫وبهممذه املنصمموص يتللبي أن الللذي اسللتقرت عليلله الش لريعة ف ل صلليام رمضللان‪ ،‬هللو وج وب‬

‫الصللوم علللى الكلللف القللادر الصللحيح القيللم حتدمللا‪ ،‬ول يللوز للله الفطللر ف ل نللار رمضللان‪ ،‬وأن‬ ‫ال أباح الفطر للصائم ف ليلة الصيام من غروب الشدمس إل طلوع الفرجر‪ ،‬فلله الدمللد علللى‬ ‫ما يّس رل وسّه لل وامت ولطف وأعظم الجر لعباده الؤمني‪ ،‬والدمد ل رب العالي‪.‬‬

‫فضل املصيام‬ ‫‪ -4‬فضل املصيام‬ ‫املصوم فضله عظيم‪ ،‬وفضائله كثيرة منها‪:‬‬

‫‪‬‬

‫‪ -1‬أن املصيام ُج نةَّمة وُس تلة للصللائم مللن الثللام ومن النللار كدمللا فل صللحيح البخللاري )‪ (3‬عللن أبل هريرة‬ ‫أن رسول ال‬

‫‪‬‬

‫قال‪  :‬الصليام جنلة فال يرفث‪ ،‬ول يهلل‪ ،‬وإن املرؤ قلاتله‪ ،‬أو شلاته‬

‫فليقل إن صائم مرتي ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ومنهمما‪ :‬أن رائحللة فللم الصللائم أطيللب عنللد الل مللن ريح السللك‪ ،‬كدمللا فل حللديث أبل‬ ‫هريرة الساب‪،‬ق‪ ،‬فإن ف آوخره‪  :‬والذي نفسي بيده للوف فم الصائم أطيب عنللد الل مللن ريح‬ ‫السك‪ ،‬يتك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي‬

‫‪‬‬

‫فهي أطيب عند ال مللن ريح السلك‪ ،‬وإن‬

‫كانت مستكرهة ف مشام الناس ف الدنيا لكونا ناشئة عن طاعة ال وابتغاء مرضاته‪.‬‬

‫‪ - 1‬سورة البقرة آية ‪.185 :‬‬ ‫‪ 20 / 8 - 2‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 103 / 4 - 3‬فتح‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫‪ -3‬ومنهمما‪ :‬أن ال ل أضللاف الصلليام إليلله مللن بي ل سللائر العدمللال كدمللا ف ل الصللحيحي مللن‬ ‫حللديث أب ل هري رة‬

‫‪‬‬

‫قللال‪ :‬قللال رس ول ال ل‬

‫الصيام فإنه ل وأنا أجزي به‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫قللال ال ل كللل عدمللل ابللن آدم للله إل‬

‫)‪. ( 4‬‬

‫ولفظ مسلم‪  :‬كلل عدمللل ابلن آدم يضلاعف السللنة عشلر أمتثالللا إلل سللبعدمائة ضلعف قللال‬ ‫ال‬

‫‪‬‬

‫إل الصوم فإنه ل وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي ‪.‬‬

‫قال املحافظ ابمن رجب ‪ -‬رحممه الم ‪ -‬فمي وظائف شمهر رمضمان‪ :‬فعلللى هللذه الروايللة‬ ‫يكللون اسلتتثناء الصللوم مللن العدمللال الضللاعفة فتكللون العدمللال كلهللا تضللاعف بعشللرة أمتثالللا إلل‬ ‫سللبعدمائة ضللعف إل الصلليام فللإنه ل ينحصللر تضللعيفه ف ل هللذا العللدد‪ ،‬بللل يضللاعفه ال ل‬ ‫أضلعافا كلتثية بغيل حصلر علدد‪ ،‬فلإنه الصليام ملن الصلب‪ ،‬وقد قلال الل ‪ -‬تعلال ‪-‬‬ ‫‪ (2) ‬ولللذا ورد ع للن الن للب‬

‫‪     ‬‬

‫رمض للان ش للهر الص للب‪ ،‬وفل ح للديث آوخ للر عن لله‪،‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ق للال‪  :‬الص للوم نص للف الص للب‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫أن لله س للى‬ ‫‪‬‬

‫أوخرج ه‬

‫التمذي‪.‬‬ ‫واملصبر ثلثمة أنمواع‪ :‬صللب علللى طاعللة اللل‪ ،‬وصب علللى مللارم اللل‪ ،‬وصب علللى أقللدار الل‬ ‫الؤلة‪ ،‬وتتدمللع التثالثللة فل الصللوم‪ ،‬فللإن فيلله ص لبا علللى طاعللة اللل‪ ،‬وص با عّدمل ال حللرم الل علللى‬ ‫الصللائم مللن الشللهوات‪ ،‬وصل با علللى مللا يصللل للصللائم فيلله مللن أل ل الللوع والعطللش وضللعف‬ ‫النفس والبدن‪ ،‬وهذا اللل الناشلئ ملن أعدملال الطاعلات يتثلاب عليله صلاحبه‪ ،‬كدملا قلال الل ‪-‬‬ ‫تعللال ‪ -‬فل الاهللدين‪:‬‬

‫‪         ‬‬

‫‪‬‬

‫‪            ‬‬ ‫‪            ‬‬

‫‪ (3) ‬وف حديث‬

‫س لللدمان الرفل وع ال للذي أوخرج ه اب للن وخزميل ة ف ل ص للحيحه ف ل فض للل ش للهر رمض للان‪ " :‬وهلو ش للهر‬ ‫‪ 118 / 4 - 4‬فتح الباري ‪ 31 / 8‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬سورة الزمر آية ‪.10 :‬‬ ‫‪ - 3‬سورة التوبة آية ‪.120 :‬‬

‫‪13‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫الصللب‪ ،‬والصللب ثلوابه النللة"‪ .‬ا ه ل كالملله رحه اللل‪ .‬ولفللظ روايللة البخللاري‪  :‬قللال اللل‪ :‬كللل عدمللل‬ ‫ابن آدم له إل الصيام فإنه ل وأنا أجزي به ‪.‬‬ ‫قال املحافظ ابن رجب ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في وظائف شممهر رمضممان‪ :‬قللد كلتثر القللول فل‬ ‫معن ل ذلللك‪ ،‬فللإن ال ل وخللص الصلليام بإضللافته إل ل نفسلله مللن بي ل سللائر العدمللال وذكلروا فيلله‬ ‫وجوها كتثية ومن أحسنها وجهان‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬أن الصيام مرد ترك حظوظ النفس وشهواتا الصلية الت ُج بللت علللى اليللل إليهللا‬ ‫ل ل ‪ ‬ول يوجل د ذل للك ف ل عب للادة أوخ للرى غي ل الص لليام؛ لن الح لرام إن للا ي للتك في لله الدم للاع‬ ‫ودواعيه من الطيب دون سائر الشهوات ملن الكلل والشلرب‪ ،‬وكذلك العتكلاف ملع أنله تلابع‬ ‫للصلليام‪ ،‬وأمللا الصللالة فللإنه إن تللرك الصلللي فيهللا مجيللع الشللهوات إل أن مللدتا ل تطللول فال‬ ‫يد الصلي فقد الطعلام والشلراب فل صلالته‪ ،‬بلل قلد ُنل ي ل أن يصللي‪ ،‬ونفسله تتللوق إلل طعلام‬ ‫بضرته حت يتناول فيه ما يسكن نفسه‪ ،‬ولذا أمر بتقدي العشاء على الصالة ‪ -‬إل قلوله ‪-‬‬ ‫وهذا بالف الصيام فإنه يستوعب النهار كله فيرجد الصائم فقد هذه الشهوات‪ ،‬وتتللوق نفسلله‬ ‫إليهللا وخصوصلا ف ل نللار الصلليف لشللدة حللره وطل وله ‪ -‬إل ل ق لوله ‪ -‬فشللكر ال ل تعللال للله ذلللك‬ ‫واوختص لنفسه عدمله هذا من بي سائر أعدماله‪.‬‬ ‫املمموجه املثمماني‪ :‬أن الصلليام سللر بي ل العبللد ورب ه ل يطلللع عليلله غيلله؛ لنلله ُمرلّك بل مللن نيللة‬

‫باطنة ل يطلع عليها إل ال‪ ،‬وترك لتنلاول الشلهوات اللت ُيستخفى بتناولا فل العلادة‪ ،‬ولذلك‬ ‫قيل‪ :‬ل تكتبه الفظة وقيل‪ :‬إنه ليس فيه رياء‪ ،‬كذا قاله المام أحد وغيه ‪ -‬إل قلوله ‪ -‬فللإن‬ ‫من ترك ما تدعوه نفسه إليله لل‬

‫‪‬‬

‫بيلث ل يطللع عليله غيل ملن أملره‪ ،‬أو نيله دّل عللى‬

‫صللحة إميللانه‪ ،‬والل تعللال يللب مللن عبللاده أن يعللاملوه سلرا بينهللم وبينلله‪ ،‬وأهللل مبتلله يبللون أن‬ ‫يعاملوه سرا بينهم وبينه بيث ل يطلع على معاملتهم إياه سواه‪ .‬ا هل كالمه رحه ال‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫‪ -4‬وممن فضممائل املصمموم‪ :‬أن الصلليام وك ذا الصللالة والصللدقة كفللارة لفتنللة الرج ل ف ل أهللله‬ ‫وملاله وجاره فيدمللا يقللع مللن الكالم مللع أهللله‪ ،‬أو جللاره مللا ل يليلل‪،‬ق مللن ن لزاع‪ ،‬أو كالم‪ ،‬أو‬ ‫ب ‪ ،‬ل أو نوه‪ ،‬وكذا ما يصل له من النشغال بالال‪.‬‬ ‫غضب‪ ،‬أو س ّ‬ ‫كدما ثبت ف صحيح البخاري )‪ (1‬عن حذيفة قال‪ :‬قال عدمر ‪ ‬من يفللظ حلديتثا علن‬ ‫النب‬

‫‪‬‬

‫ف الفتنللة؟ قلال حذيفللة‪ :‬أنللا سلعته يقلول‪  :‬فتنلة الرجل فل أهللله وماله وجاره تكفرها‬

‫الصللالة والصلليام والصللدقة‬

‫‪‬‬

‫قللال‪ :‬ليللس أسللأل عللن ذه‪ ،‬إنللا أسللأل عللن الللت تللوج كدمللا ميللوج‬

‫البحر‪ ،‬قال‪ :‬وإن دون بابا مغلقا قال‪ :‬فيفتح‪ ،‬أو يكسر؟ قال‪ :‬يكسلر‪ ،‬قلال‪ :‬ذللك أجلدر أن ل‬ ‫يغل‪،‬ق إل يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪ -5‬وممن فضممائل املصمموم‪ :‬أن ف ل النللة بابللا للصللائدمي يقللال للله الري ان يللدوخلون فيلله دون‬ ‫غيهم كدملا ثبلت فل الصلحيحي علن سلهل‬

‫‪‬‬

‫علن النلب‬

‫‪‬‬

‫أنله قلال‪  :‬إن فل النلة بابلا‬

‫يق للال ل لله الريل ان ي للدوخل في لله الص للائدمون ي للوم القيام للة ل ي للدوخل من لله أح للد غيهل م‪ ،‬يق للال أي للن‬ ‫الصللائدمون؟ فيقومون‪ ،‬ل يللدوخل منلله أحللد غيهم‪ ،‬فللإذا دوخل لوا أغللل‪،‬ق فلللم يللدوخل فيلله أحللد‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 2‬‬ ‫وف صحيح البخاري‬

‫)‪ (3‬عن أب هريرة‬

‫‪‬‬

‫أن رسول الل‬

‫‪‬‬

‫قللال‪  :‬مللن أنفل‪،‬ق زوجيل‬

‫ف ل سللبيل ال ل نللودي مللن أب لواب النللة‪ ،‬يللا عبللد ال ل هللذا وخيلل‪ ،‬فدمللن كللان مللن أهللل الصللالة‬ ‫ُدعللي مللن بللاب الصللالة‪ ،‬ومن كللان مللن أهللل الهللاد ُدعللي مللن بللاب الهللاد‪ ،‬ومن كللان مللن‬ ‫أهللل الصلليام ُدعللي مللن بللاب الريان‪ ،‬ومن كللان مللن أهللل الصللدقة دعللي مللن بللاب الصللدقة ‪‬‬ ‫الديث‪.‬‬

‫‪ -6‬ومن فضممائل املصمموم‪ :‬أن لصللائم رمضللان عللن إميللان واحتسللاب يغفللر للله مللا تقللدم مللن‬ ‫الللذنوب كدمللا ثبللت ف ل الصللحيحي عللن أب ل هري رة‬ ‫‪ 110 / 4 - 1‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 11 / 4 - 2‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 115 / 4 - 3‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫‪‬‬

‫عللن النللب‬

‫‪‬‬

‫قللال‪  :‬مللن قللام ليلللة‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫القدر إميانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه‪ ،‬ومن صام رمضان إميانا واحتسابا غفر له مللا‬ ‫تقدم من ذنبه‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫وصمميام رمض ممان م ممن أس ممباب مغف ممرة امل ممذنوب‪ ،‬لك للن الغف للرة مقي للدة ب للذا الش للرط‪" :‬إميان للا‬ ‫واحتس للابا" أي إميان للا ب للال ورسل وله‪ ،‬وتص للديقا بشل لريعته‪ ،‬واحتس للابا للج للر والتثل لواب‪ ،‬ب للأن يص للومه‬ ‫إوخالصللا لللوجه الل بنيللة ل رياء‪ ،‬ول تقليللدا‪ ،‬ول تلّللدا لئال يللالف النللاس‪ ،‬أو لغيل ذلللك مللن‬ ‫القاص للد‪ ،‬ويض للاف إلل ل ه للذا الش للرط ش للرط آوخ للر ل ب للد من لله فل ل مغف للرة ال للذنوب للص للائم‪ ،‬أو‬ ‫الق للائم‪ ،‬وهلو أداء الواجب للات‪ ،‬وتللرك الرمل ات ل للديث أب ل هريل رة‬

‫‪‬‬

‫عن للد مس لللم‪  :‬الص لللوات‬

‫الدمللس والدمعللة إل ل الدمعللة ورمضللان إل ل رمضللان مكف لرات لللا بينهللن مللا اجتنبللت الكبللائر‬ ‫ولق للول ال ل ‪ -‬تع للال ‪:-‬‬ ‫‪‬‬

‫‪       ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ (2) ‬فهدما شرطان لغفرة الذنوب‪.‬‬ ‫‪ -7‬ومن فضممائل املصمموم‪ :‬أن الصللائم إذا لقللي ربه فللرح بصللومه كدمللا ف ل الصللحيحي مللن‬

‫حللديث أب ل هري رة‬

‫‪‬‬

‫قللال‪ :‬قللال رس ول ال ل‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫والللذي نفللس مدمللد بيللده للللوف فللم‬

‫الصائم أطيلب عنلد الل مللن ريح السلك‪ ،‬للصلائم فرحتللان يفرحهدملا‪ :‬إذا أفطلر فلرح بفطللره‪ ،‬وإذا‬ ‫لقلي ربه فلرح بصلومه ‪ .(3) ‬أملا فلرح الصلائِم بلقلاء ربه فلدملا يلراه ملن جزائله وث وابه‪ ،‬وترّتب‬ ‫الزاء الوافر عليه بقبول صومه الذي وفقه ال له‪.‬‬ ‫وأما فرح املصائم عند فطره فسببه تام عبادته وسالمتها من الفسدات‪ ،‬وما يرجوه مللن‬ ‫ثوابا حيث ت صومه ووختدمت عبادته وأبيح له الفطر الالئم لطبيعته فزال جوعه وعطشه‪.‬‬

‫حكمة املصيام‬ ‫‪ -5‬حكمة املصيام‪:‬‬ ‫‪ 115 / 4 - 1‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ - 2‬سورة النساء آية ‪.31 :‬‬ ‫‪ 118 / 4 - 3‬فتح الباري ‪ 31 / 8‬نووي على مسلم‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫قال ال ‪ -‬تعال ‪:-‬‬

‫‪       ‬‬

‫‪      ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (1) ‬لقد بن ال دين السالم على شرائع‬

‫وعبللادات وفرائللض وواجبللات‪ ،‬أقامهللا علللى دعللائم مللن الي ل وقواعللد مللن الللب تفيللد أهلهللا ف ل‬ ‫الدنيا‪ ،‬وتنفعهم ف العقب‪ ،‬وتسعدهم ف الدنيا والوخللرة‪ ،‬وإن أعظللم تلكللم الشلرائع وأجلهللا بعللد‬ ‫الشلهادتي والصلالة والزكاة‪ ،‬هلو صلوم شلهر رمضلان البلارك‪ ،‬اللذي جعلله الل فريضلة عللى هلذه‬ ‫المة ووسيلة عظدمى لتقواه‪ ،‬كدما قال ‪ -‬تعال‪:-‬‬ ‫‪   ‬‬

‫‪   ‬‬

‫‪ (2) ‬إل قوله‪:‬‬

‫‪ (3) ‬فللال ‪ -‬تعللال ‪ -‬لل يشللرع الصللوم لللاجته إليلله‪ ،‬كال‪ ،‬بللل هللو‬

‫الغن ل الدميللد‪ ،‬الكامللل ف ل ذاتلله وصلفاته وأسللائه وأفعللاله‪ ،‬فال يتللاج إل ل أحللد‪ ،‬ول يتللاج إل ل‬ ‫شلليء‪ ،‬بللل ك للل شلليء فقي ل بللذاته إلي لله‪ ،‬وهلو الغن ل بالللذات عللن مجي للع الشللياء‪ ،‬وعللن مجيللع‬ ‫الخلوقات‪.‬‬ ‫فممال ‪ -‬تع ماملى ‪ -‬شممرع املصمميام ليكللون وسليلة عظدمللى لتق لواه سللبحانه‪ ،‬وتقللوى ال ل مجللاع‬ ‫وخيللي الللدنيا والوخ للرة‪ ،‬وهلي وصللية ال ل للولي ل والوخري ن‪ ،‬كدم للا قللال ‪ -‬تعللال‪:-‬‬ ‫‪          ‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (4) ‬وتقللوى‬

‫ال ل سللبب ف ل تفريج الكربات‪ ،‬وكفايللة ال ل لعبللده مللا أمهلله مللن أمللور دينلله ودنيللاه‪ ،‬وسبب فل‬ ‫تيسللي الللرزق الالل للعبللد مللن حيللث ل يتسللب العبللد‪ ،‬قللال الل ‪ -‬تعللال ‪:-‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪‬‬

‫‪              ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪:-‬‬

‫‪ (5) ‬فالتوكل على ال قد اتقى ال‪ ،‬والصائم من التقي‪ ،‬وقد قلال ‪ -‬تعلال‬

‫‪         ‬‬

‫‪ - 1‬سورة البقرة آية ‪.183 :‬‬ ‫‪ - 2‬سورة البقرة آية ‪.183 :‬‬ ‫‪ - 3‬سورة البقرة آية ‪.21 :‬‬ ‫‪ - 4‬سورة النساء آية ‪.131 :‬‬ ‫‪ - 5‬سورة الطلق آية ‪.3-2 :‬‬ ‫‪ - 6‬سورة النفال آية ‪.64 :‬‬

‫‪17‬‬

‫‪ (6) ‬وتقوى ال‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫سللبب فل تيسللي أمللور العبللد‪:‬‬

‫‪         ‬‬

‫وتق للوى ال ل ل سل للبب ف ل ل تكفي ل ل السل لليئات وإعظ للام الجل للور‬

‫‪  ‬‬

‫‪‬‬

‫)‪( 1‬‬

‫‪‬‬

‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫)‪ (2‬ومن اتقى ال قذف ال فل قلبلله نللورا يفللرق بله بيل اللل‪،‬ق والباطللل‬

‫وكّف ل رل سلليئاته وغفللر ذنبلله‪:‬‬

‫‪       ‬‬

‫‪‬‬

‫‪           ‬‬

‫‪. ( 3) ‬‬ ‫فال ‪ -‬تعاملى ‪ -‬شرع املصميام لصللال السلللدمي‪ ،‬شللرعه تربيللة للجسللام‪ ،‬وترويضللا لللا علللى‬ ‫الصلب‪ ،‬وتدمللل اللم‪ ،‬شلرعه تقوميا للوخالق‪ ،‬وتذيبا للنفللوس‪ ،‬وتعويدا لللا عللى تلرك الشللهوات‬ ‫ومانبة النهيات‪ ،‬شرعه ليعلدمنا‪ -‬نن السلدمي‪ -‬تنظيم معاشلنا‪ ،‬وتوحيلد أمورنا‪ ،‬شلرعه ليبلونا أينلا‬ ‫أحسللن عدمال‪:‬‬

‫‪        ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪‬‬

‫‪   ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (4) ‬شرع الصيام ليكون وسيلة للتقلوى‪:‬‬

‫‪.(5) ‬‬ ‫لقد أودع ال ف الصوم من الكللم والسلرار والصللال الدينيللة والدنيوية مللا هللو فللوق تصللور‬

‫البشللر‪ ،‬ورت ب عليلله ‪ -‬تعللال‪ -‬مللن جزي ل التث لواب وعظيللم ال لزاء‪ ،‬مللا لللو تصللورته نفللس صللائدمة‬ ‫لط للارت فرحل ا وغبط للة‪ ،‬وتن للت أن تك للون الس للنة كله للا رمض للان لتبق للى دومللا ُم تّلع للة ب للذا ال للروح‬ ‫والريان‪.‬‬ ‫فماملواجب علممى املعبممد أن يللؤدي الصلليام بللإوخالص ورغب ورهب وصب وطواعيللة‪ ،‬وانشلراح‬ ‫صلدر‪ ،‬مفوظا علن كلل ملا يشلينه‪ ،‬أو يرحه‪ ،‬أو ينقلص ثلوابه‪ .‬فلإن الصلائم يلتك البلوب ملن‬ ‫‪ - 1‬سورة الطلق آية ‪.4 :‬‬ ‫‪ - 2‬سورة الطلق آية ‪.5 :‬‬ ‫‪ - 3‬سورة النفال آية ‪.29 :‬‬ ‫‪ - 4‬سورة الملك آية ‪.2 :‬‬ ‫‪ - 5‬سورة البقرة آية ‪.21 :‬‬

‫‪18‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫الشل للهوات لرض ل ا البل للوب الل للال‪،‬ق سل للبحانه‪ ،‬فالصل لليام نعدمل للة كل للبى‪ ،‬بل لله تكفل للر الل للذنوب‪ ،‬وترف ل ع‬ ‫الللدرجات‪ ،‬وبه يقهللر العبللد الشلليطان بتضلليي‪،‬ق مللاري الطعللام والشلراب؛ لنلله يللري مللع الشللهوات‬ ‫مللن ابللن آدم مللرى الللدم‪ ،‬وهي تضللعف بالصللوم‪ ،‬وبالصللوم تقللوى صلللة العبللد بربه؛ لنلله عدمللل‬ ‫وخفي‪ ،‬وكلدما كان العدمل وخفّيا كان أقرب إل الوخالص‪.‬‬ ‫وممن حكممم املصمميام وأسممراره أن يك للون عونًللا للعب للد عل للى طاع للة ال لل‪ ،‬فيرجتهللد ف ل فع للل‬ ‫اليات واجتناب الرمات‪  :‬فدملن لل يلدع قلول اللزور والعدملل بله فليلس لل حاجلة فل أن يلدع‬ ‫طعامه وشرابه ‪.‬‬ ‫ومن حكم املصيام الصللحة فل البللدان‪ ،‬وُيروى‪  :‬صللوموا تصلّح وال‬ ‫تللذّك رل الغنل الكبللاد الائعللة مللن الفقلراء والسللاكي والعللوزين‪ ،‬كدمللا قللال بعللض السلللف لللا سللئل‬ ‫‪‬‬

‫ومن حكممم املصمميام‬

‫عللن حكدمللة الصللوم فقللال‪ :‬ليللذوق الغن ل طعللم الللوع حللت ل ينسللى الفقيلل‪ ،‬وه ذه مللن حكللم‬ ‫الصيام‪.‬‬ ‫وباملجملممة‪ :‬فالصلليام ُش ل رلع تعبّلًد ال ل ل ووخضللوعا لمللره‪ ،‬وتعظيدمللا للله ‪-‬سللبحانه‪ -‬ليتحلللى السلللم‬ ‫بللالتقوى‪ ،‬الللت هللي فعللل الوامللر‪ ،‬وتلرك الللارم‪ ،‬فالصللوم القيقللي ليللس هللو مللرد المسللاك عللن‬ ‫الطعللام والشلراب والتدمتللع النسللي فحسللب‪ ،‬بللل هللو مللع ذلللك أداء للواجبللات‪ ،‬وترك للدمحرمات‬ ‫وحفللظ للرجلوارح عللن السلليئات‪ ،‬حفللظ للعينيل عللن النظللر الللرم‪ ،‬وللسللان عللن الفحللش والكللذب‬ ‫والسللباب والغيبللة والندميدمللة وقلول الللزور‪ ،‬وحفللظ للذن عللن سللاع الرم ات‪ ،‬وحفللظ لليللدين عللن‬ ‫السلرقة والغصللب والغلش واليلذاء والعتلداء‪ ،‬وحفلظ للرجليل علن الشلي بدملا إلل ملا حلرم الل‪،‬‬ ‫وحفللظ للقلللب عللن الغللل والقللد والسللد والبغضللاء والعتقللاد الباطللل‪ ،‬وحفللظ للفللرج عدمللا حللرم‬ ‫اللل‪ ،‬ومج اع ذلللك تقللوى ال ل ومراقبتلله ف ل السللر والعلللن كدمللا قللال ربنللا سللبحانه‪:‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (1) ‬والعن‪ :‬كتب عليكم الصيام‪ ،‬كدما كتب على الذين من قبلكم لتقوى اللل‪،‬‬

‫‪ - 1‬سورة البقرة آية ‪.21 :‬‬

‫‪19‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫فلله در الصيام أن كان بذه التثابة‪ ،‬ول الدمد والشكر على نعدمه الت ل تعلد‪ ،‬ول تصللى‪،‬‬ ‫والدمد ل الذي بنعدمته تتم الصالات‪.‬‬

‫أحكام املصيام‬ ‫املصيام قبل رمضان بيوم أو يومين‬ ‫‪ -6‬أحكام املصيام‪:‬‬ ‫مللصيام أحكام وآداب واجبة ومستحبة‪ ،‬فمن أحكام املصيام‪:‬‬ ‫‪ -1‬أنلله يللرم الصلليام قبللل رمضللان بيللوم‪ ،‬أو يللومي بقصللد الحتيللاط لرمضللان‪ ،‬لكللن مللن وافلل‪،‬ق عللادة للله‬ ‫بصيام أيام يصومها ل يقصد الحتياط لرمضان فال بأس بصيامه‪ ،‬كدمن يصوم الثني والدميس فواف‪،‬ق ذللك‬ ‫آوخر الشهر‪ ،‬وكدمن يصوم صوما واجبا كصوم نذر‪ ،‬أو كفارة‪ ،‬أو صلليام قضللاء رمضللان السللاب‪،‬ق‪ ،‬لللا ثبللت فل‬

‫الصحيحي من حديث أب هريرة ‪‬‬

‫عن النب‬

‫‪‬‬

‫أنه قال‪  :‬ل يتقللدمن أحللدكم رمضللان بصللوم‬

‫ي للوم‪ ،‬أو ي للومي إل أن يك للون رجل ل ك للان يص للوم ص للومه فليص للم ذل للك الي للوم‬ ‫البخاري‬

‫‪‬‬

‫ه للذا لف للظ‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫ولف للظ مس لللم‪  :‬ل تق للدموا رمض للان بص للوم ي للوم‪ ،‬ول ي للومي إل رجل ل ك للان يص للوم ص للوما‬ ‫فليصللدمه‬

‫‪‬‬

‫)‪ .(2‬قللال العلدمللاء‪ :‬معن ل الللديث‪ :‬ل تسللتقبلوا رمضللان بصلليام علللى نيللة الحتيللاط‬

‫لرمضان‪ :‬قال التمذي لا أوخرجه‪ " :‬العدملل عللى هلذا عنلد أهلل العللم‪ ،‬كره وا أن يتعّرجل لل الرجل‬ ‫بصيام قبل دوخول رمضان لعن رمضان " )‪ (3‬ا هل‪.‬‬ ‫ومن صممام املممذي يشمم ك فيممه فقللد عصللى رسول ال ل‬ ‫عنللد عدمللار بللن ياسللر‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فعللن صلللة بللن زفر قللال‪ :‬كنللا‬

‫فأتينللا بشللاة مصلللية‪ ،‬فتنحللى بعللض القللوم فقللال إن ل صللائم‪ ،‬فقللال‬

‫‪ - 1‬فتح الباري ‪.128 / 4‬‬ ‫‪ - 2‬شرح النووي على مسلم ‪.194 / 7‬‬ ‫‪ - 3‬فتح الباري ‪.128 / 4‬‬

‫‪20‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫عدمللار‬

‫‪‬‬

‫مللن صللام هللذا اليللوم فقللد عصللى أبللا القاسللم‪ .(1) . ،‬ول يعللارض حللديث أب ل‬

‫هريرة مللا أوخرجه البخللاري ومسلللم فل صللحيحيهدما عللن عدملران بللن حصللي ‪ -‬رضي الل عنهدمللا‬ ‫‪ -‬ع للن الن للب‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أن لله س للأله رجل ل‪ ،‬أو س للأل رجال‪ ،‬وعدمل لران يس للدمع فق للال‪ :‬ي للا فالن‪ :‬أم للا‬

‫صللدمت َسل َرلر هللذا الشللهر؟ قللال‪ :‬أظنلله قللال‪ :‬يعنل رمضللان‪ ،‬قللال الرجل‪ :‬ل‪ ،‬يللا رسول اللل‪ ،‬قللال‪:‬‬ ‫فللإذا أفطللرت‪ ،‬فصللم يللومي ‪ ‬ل ل يقللل‪ :‬الصلللت‪ :‬أظنلله يعن ل رمضللان‪ ،‬قللال أبللو عبللد اللل‪ :‬وقلال‬ ‫ثللابت ع للن مطللرف ع للن عدم لران ع للن النللب‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫م للن سللرر ش للعبان‬

‫‪‬‬

‫ه للذا لفللظ البخللاري‬

‫)‪. ( 2‬‬ ‫ولفظ مسلم بسنده عن عدمران بن حصي ‪ -‬رضي ال عنهدما ‪ -‬أن النب‬ ‫‪‬‬

‫هللل صلدمت مللن سللرر هللذا الشللهر شلليئا؟ قللال‪ :‬ل‪ ،‬فقللال رسول الل‬

‫رمضان فصم يومي مكانه‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فللإذا أفطلرت مللن‬

‫)‪ .(3‬وف لفظ آوخر عن عدمران بن حصللي أن النللب‬

‫‪‬‬

‫قال لرجل‬

‫‪‬‬

‫قللال‬

‫لرجل‪  :‬هل صدمت ملن سلرر هلذا الشلهر شليئا ‪ -‬يعنل شلعبان‪ -‬قلال‪ :‬ل‪ ،‬فقلال لله‪ :‬إذا أفطلرت‬ ‫رمضان فصم يوما‪ ،‬أو يومي‬

‫‪‬‬

‫شعبة الذي شك فيه‪ ،‬قال‪ :‬وأظنه قال‪ " :‬يومي" )‪.(4‬‬

‫قال املعلماء وجمهور أهل امللغة واملحديث املغريب‪ :‬الراد بالسرر هنلا آوخلر الشلهر سليت‬ ‫بللذلك لستس لرار القدمللر فيهللا‪ ،‬وه ي ليلللة ثللان وعش لرين‪ ،‬وتسللع وعش لرين وثالثيلل‪ ،‬وقيللل السللرر‬ ‫وسط الشهر؛ لن السرر مجع سرة وسرة الشيء وسطه‪ ،‬ويؤيده الندب إل صيام الللبيض‪ ،‬وأنلله‬ ‫لل يللرد فل صلليام آوخللر الشللهر نللدب‪ ،‬بللل ورد فيلله نللي وخللاص‪ ،‬وهو آوخللر شللعبان لللن صللامه‬ ‫لجللل رمضللان‪ ،‬وقيللل‪ :‬سللرر الشللهر أولله‪ .‬والص لواب الول‪ ،‬وه و أن ال لراد بالسللرر آوخللر الشللهر‪،‬‬ ‫ويؤيده ما جاء عن أحد ‪ -‬رحه ال‪ -‬من وجهي بلفلظ‪" :‬سلرار الشللهر" وأوخرجه ملن طللرق علن‬

‫‪ - 1‬سنن أبي داود كتاب الصوم باب ‪ ،10‬سنن الترمذي كتاب الصوم باب ‪ ،3‬سنن النسائي كتاب الصيام باب ‪ ،37‬سنن ابن ماجه كتاب الصيام باب ‪ ،3‬سنن الدارمي كتاب الصوم باب ‪.1‬‬ ‫‪ 230 / 4 - 2‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 54 ،53 / 8 - 3‬شرح النووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 54 ،53 / 8 - 4‬شرح النووي على مسلم‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫سليدمان التيدمي ف بعضها "سرر"‪ ،‬وف بعضها "سرار"‪ ،‬وهذا يدل على أن اللراد آوخلر الشلهر‪،‬‬ ‫قال القاضي‪ :‬والشهر أن الراد آوخر الشهر كدما قاله أبو عبيد والكتثرون‪.‬‬ ‫قلت‪ ،:‬وهو اوختيار البخاري حيث ترجم على هذا الديث‪ :‬باب الصوم مللن آوخللر الشللهر‪،‬‬ ‫قللال الزي ن بللن اُل نلّي ل ‪ :‬ل لأطل لل‪،‬ق الش للهر‪ ،‬وإن ك للان ال للذي يتحللرر م للن الللديث أن ال لراد بلله شللهر‬ ‫مقيد‪ ،‬وهو شعبان إشارة منه إلل أن ذلللك ل يتللص بشللعبان‪ ،‬بللل يؤوخذ مللن الللديث النللدب‬ ‫إل صيام أواوخر كل شهر‪ ،‬ليكون علادة للدمكللف فال يعارضه النهلي علن تقللدم رمضللان بيللوم‪،‬‬ ‫أو يومي لقوله فيه‪  :‬إل رجل كان يصوم صوما فليصدمه‬

‫‪‬‬

‫ا هل‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫فحديث عدمران هذا ل يعارض حديث أب هريرة ف النهلي علن تقللدم رمضللان بصللوم يللوم‪،‬‬ ‫أو يومي؛ لن حديث عدمران بن حصي مدمول علللى أن هللذا الرجل كللانت للله عللادة بصلليام‬ ‫آوخللر الش للهر‪ ،‬فلدم للا سللع ني لله‬

‫‪‬‬

‫أن يتق للدم أح للد رمض للان بص للوم ي للوم‪ ،‬أو ي للومي ول يبلغ لله‬

‫السلتتثناء تللرك صلليام مللا اعتللاده مللن ذلللك‪ ،‬فللأمره النللب‬

‫‪‬‬

‫بقضللائه‪ ،‬لتسللتدمر مللافظته علللى مللا‬

‫وظف علللى نفسلله مللن العبللادة؛ لن أحللب العدمللل إلل الل مللا داوم عليلله صللاحبه‪ ،‬ويؤوخذ مللن‬ ‫الديث مشروعية قضاء صوم التطوع‪.‬‬ ‫وعليممه فيرجدمللع بي ل الللديتثي بدمللل النهللي ف ل حللديث أب ل هريرة عللن تقللدم رمضللان بصللوم‬ ‫يللوم‪ ،‬أو يللومي علللى مللن ليسللت للله عللادة بللذلك‪ ،‬وحل المللر فل حللديث عدملران بللن حصللي‬ ‫على من له عادة‪ ،‬فتتف‪،‬ق الحاديث‪ ،‬ول تتلف‪.‬‬ ‫قمال املقرطبي‪" :‬الدمللع بيل الللديتثي مكللن بدمللل النهللي علللى مللن ليسللت للله عللادة بللذلك‪،‬‬ ‫وحل المر على من له عادة حال للدمخاطب بذلك على مالزمة عادة الي‪ ،‬حت ل يقطع‪،‬‬ ‫قال‪ :‬وفيه إشارة إل فضيلة الصوم ف شعبان‪ ،‬وأن صوم يوم منلله يعللدل صللوم يللومي فل غيلله‪،‬‬ ‫أوخللذا مللن ق لوله ف ل الللديث‪  :‬فصللم يوملا مكللانه‬ ‫شعبان‪ .‬ا هل‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫‪ ،230 / 4 - 1‬شرح النووي على مسلم ‪.54 ،53 / 8‬‬ ‫‪ - 2‬فتح الباري ‪.230 / 4‬‬

‫‪22‬‬

‫‪‬‬

‫يعن ل مكللان اليللوم الللذي فللوته مللن صلليام‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫قال املنووي‪ " :‬وعلللى هللذا يقللال‪ :‬هللذا الللديث مللالف للحللاديث الصللحيحة فل النهللي عللن‬ ‫تقدي رمضان بصوم يوم‪ ،‬أو يومي‪ ،‬وياب عنه با أجاب الازري وغيه‪ ،‬وهو أن هذا الرج ل‬ ‫ك للان معت للاد الص لليام آوخ للر الش للهر‪ ،‬أو ن للذره‪ ،‬ف للتكه ل للوفه م للن ال للدوخول ف ل النه للي ع للن تق للدم‬ ‫رمضان‪ ،‬فبي للله النلب‬

‫‪‬‬

‫أن الصللوم العتللاد ل يلدوخل فل النهلي‪ ،‬وإنلا نلي عللن غيل العتلاد‬

‫)‪ (1‬ا هل‪.‬‬

‫وال أعلم‬

‫ول يعمارض أيضما حمديث أبمي هريرة‬

‫‪‬‬

‫فل النهللي عللن تقللدم رمضللان بصللوم يللوم‪ ،‬أو‬

‫يللومي مللا أوخرجه الشلليخان مللن حللديث عائشللة ‪ -‬رضي الل عنهللا ‪ -‬أنللا قللالت‪  :‬كللان رسول‬ ‫ال‬

‫‪‬‬

‫يصوم حت نقول ل يفطر‪ ،‬ويفطر حللت نقللول ل يصللوم‪ ،‬وما رأيللت رسول الل‬

‫استكدمل صيام شهر إل رمضان‪ ،‬وما رأيته ف شهر أكتثر منه صياما ف شعبان‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫وأوخللرج مسلللم بسللنده عللن أب ل سلللدمة قللال‪ :‬سللألت عائشللة ‪ -‬رضي ال ل عنهللا ‪ -‬عللن صلليام‬ ‫رسول الل‬

‫‪‬‬

‫فقللالت‪  :‬كللان يصللوم حللت نقللول قللد صللام‪ ،‬ويفطللر حللت نقللول قللد أفطلر‪ ،‬ول‬

‫أره صائدما من شهر قط أكتثر ملن صلليامه مللن شلعبان‪ ،‬وكان يصللوم شللعبان كللله‪ ،‬كلان يصلوم‬ ‫شعبان إل قليال‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 3‬‬

‫وأخرج مسلم أيضا بسنده عن أب سلدمة عن عائشة ‪-‬رضي ال عنها‪ -‬قالت‪  :‬لل يكللن‬ ‫رسول ال‬

‫‪‬‬

‫ف الشهر من السنة أكتثر صياما منه ف شعبان‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 4‬‬

‫فحديث عائشة هذا ل يعارض حديث أب هريرة ف النهي عللن تقللدم رمضللان بصللوم يللوم‪،‬‬ ‫أو يومي‪ ،‬فإن صليام النلب‬

‫‪‬‬

‫شلعبان كلان علادة لله‪ ،‬والنهللي علن تقلدم رمضلان بصلوم يلوم‪،‬‬

‫أو يومي للن لل يكلن لله عللادة‪ ،‬بللدليل قلوله فل آوخلر اللديث‪  :‬إل رجال كلان يصلوم صلوما‬

‫‪ - 1‬شرح النووي على مسلم ‪.54 / 8‬‬ ‫‪ 213 / 4 - 2‬فتح الباري على البخاري ‪ ،37 / 8‬شرح النووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 38،37 / 8 - 3‬النووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 38،37 / 8 - 4‬النووي على مسلم‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫فليصللدمه‬

‫‪‬‬

‫وصيام النللب‬

‫‪‬‬

‫شللعبان كللان عللادة للله‪ ،‬فهللو داوخللل فل السلتتثن فل حللديث أبل‬

‫هريرة‪  :‬إل رجال كان يصوم صوما فليصدمه‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫‪‬‬

‫وف حديث عائشة دليل على فضل الصوم ف شعبان‪ ،‬وقد اوختلف العلدمللاء فل معنل قللول‬ ‫عائشة ‪ -‬رضي ال عنها‪" -‬كان يصوم شعبان كله"‪" ،‬كان يصوم شعبان إل قليال"‪ ،‬وقلول أم‬ ‫سلللدمة ‪-‬رض ي ال ل عنهللا‪ -‬ع للن الن للب‬ ‫شعبان يصله برمضان‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أنلله ل ل يك للن يص للوم م للن السللنة شللهرا تامللا إل‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫فقيل املمعنى‪:‬‬ ‫‪ -1‬أنه كان يصوم معظمه وغاملبه‪ ،،‬ويكون قول عائشة‪" :‬كان يصوم شللعبان كللله‪ ،‬كللان‬ ‫يصل للوم شل للعبان إل قليال"‪ ،‬يكل للون التثل للان تفس ل ليا للول‪ ،‬فتكل للون الدملل للة التثانيل للة مفسل للرة للول ل‬ ‫مصصلة للا وأن اللراد بالكلل الكلتثر‪ ،‬ونقلل التمذي علن ابلن البلارك أنله قلال‪ :‬جلائز فل كالم‬ ‫العللرب إذا صللام أكلتثر الشللهر أن يقللول‪ :‬صللام الشللهر كللله‪ ،‬ويقللال‪ :‬قللام فالن ليلتلله أمجللع‪ ،‬ولعللله‬ ‫قد تعشى واشتغل ببعض أمره‪.‬‬ ‫‪ -2‬وقيممل املمعنممى‪ :‬أنلله كللان يصللوم شللعبان كللله تللارة‪ ،‬ويصللوم معظدملله تللارة أوخللرى‪ ،‬فيصللوم‬ ‫شللعبان كللله فل سللنة‪ ،‬ويصللوم معظدملله فل سللنة أوخللرى‪ ،‬لئال يتللوهم أنلله واجللب كللله كرمضللان‪،‬‬ ‫وهذا العن وجيه‪ ،‬وهو القرب عندي‪.‬‬ ‫‪ -3‬وقيل املمراد بقومله‪) :‬كله( أنلله كلان يصلوم ملن أوله تلارة‪ ،‬ومن آوخلر تلارة أوخلرى؟ مللن‬ ‫ص بعضه بصيام دون بعض‪.‬‬ ‫أثنائه تارة‪ ،‬فال يلي شيئا منه من صيام‪ ،‬ول ي ّ‬ ‫واختلف املعلماء في املحكمة في تخصيص شعبان بكثرة املصوم منه ‪ ‬فقيل‪:‬‬ ‫‪ -1‬كان يشتغل عن صوم التثالثة أيام من كل شهر لسفر‪ ،‬أو غيه فترجتدمع فيقضيها ف‬ ‫شعبان‪.‬‬ ‫‪ 115 / 4 - 1‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أخرجه أبو داود في باب من يصل شعبان برمضان من كتاب الصوم ‪ ،459 / 6‬عون المعبود شرح سنن أبي داود‪ ،‬والنسائي في المجتبى ‪ ،123 / 4‬وابن ماجه ‪ ،528 / 1‬والدارمي ‪ ،17 / 2‬وأحمد في المسند ‪/ 6‬‬ ‫‪.300،311‬‬

‫‪24‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫‪ -2‬وقيل إن نسللاءه كلّن يقضللي مللا عليهللن مللن رمضللان فل شللعبان فكللان يصللوم لللذلك‪،‬‬ ‫وهذا عكللس مللا ورد عللن عائشللة أنللا تللؤوخر قضللاء رمضللان إلل شللعبان لشللغلها مللع رسول الل‬

‫‪‬‬

‫عن الصوم‪.‬‬ ‫‪ -3‬وقيممل املحكمممة فممي ذملمم ك أن ش للعبان يعقب لله رمض للان‪ ،‬وصللومه مف للتض فك للان يكل لتثر‬

‫الصوم ف شعبان قدر ما يصوم ف شهرين غيه‪ ،‬لا يفوته من التطوع بذلك ف أيام رمضان‪.‬‬ ‫‪ -4‬وقيممل‪ :‬لنلله شللهر يغفللل النللاس عنلله‪ ،‬وهذا هللو الرجح لللا أوخرجه النسللائي وأبللو داود‬ ‫وصححه ابن وخزمية عن أسامة بن زيد قال‪  :‬قلت يا رسول ال‪ :‬ل أرك تصوم من شهر من‬ ‫الشهور ما تصوم ف شعبان‪ .‬قال‪ :‬ذلك شهر يغفل الناس عنه بيل رجب ورمضللان‪ ،‬وهو شللهر‬ ‫ترفع فيه العدمال إل رب العالي‪ ،‬فأحب أن يرفع عدملي وأنا صائم‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫وأممما ممما رواه أبممو داود وغيممره مللن حللديث العالء بللن عبللد الرح ن عللن أبيلله عللن أب ل‬ ‫هريل رة‬

‫‪‬‬

‫أن رسل ول ال ل ل‬

‫‪‬‬

‫ق للال‪  :‬إذا انتص للف ش للعبان فال تص للوموا‬

‫‪‬‬

‫وف ل رواي للة‪" :‬فال‬

‫يصللومن أح للد"‪ .‬وفل رواي للة‪  :‬إذا ك للان النص للف م للن ش للعبان فأمس للكوا ع للن الص لليام حللت يك للون‬ ‫رمضان‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫فقد اوختلف العلدماء ف تصللحيحه‪ ،‬وتضللعيفه‪ ،‬فضللعفه أحللد وقال‪ :‬ليللس هللو بحفللوظ‪ ،‬وقال‬ ‫الطللاب‪ :‬هللذا الللديث كللان ينكللره عبللد الرحن بللن مهللدي‪ ،‬وحكللى أبللو داود عللن المللام أحللد‬ ‫أنه قال‪ :‬هذا حديث منكللر‪ ،‬قللال‪ ،:‬ويتدمللل أن يكللون المللام أحلد إنلا أنكللره ملن جهللة العالء‬ ‫بن عبد الرحن فإن فيه مقال لئدمة هذا الشأن‪ ،‬وأنكره أيضا أبو زرعة الرازي والثللرم‪ ،‬وقالوا‪:‬‬ ‫الللديث شللاذ مللالف للحللاديث الصللحيحة فل صلليام النللب‬

‫‪‬‬

‫شللعبان ووصله برمضللان‪ ،‬ونيلله‬

‫عن التقدم على رمضان بيوم‪ ،‬أو بيومي‪.‬‬

‫‪ 214،215 / 4 - 1‬فتح الباري ‪ ،37 / 8‬شرح النووي على مسلم ‪ 460- 459 / 6‬عون المعبود شرح سنن أبي داود‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أخرجه أبو داود في باب كراهية وصل شعبان برمضان من كتاب الصوم ‪ ،460 / 6‬عون المعبود شرح سنن أبي داود‪ ،‬وأخرجه الترمذي ‪ 274 / 3‬عارضه الحوذي‪ ،‬والدارمي ‪ 17 / 2‬وأحمد في المسند ‪.442 / 2‬‬

‫‪25‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وصحح املحديث آخرون من أهمل املعلمم منهللم التمذي وابللن حبللان والللاكم والطحللاوي‬ ‫والشللافعي وابللن عبللد الللب‪ ،‬قللال التمذي بعللد تريه‪ :‬هللذا حللديث حسللن صللحيح إل أن أحللد‬ ‫قللال‪ :‬هللو ليللس بحفللوظ‪ .‬قللالوا‪ :‬والعالء بللن عبللد الرحن وإن كللان فيلله مقللال‪ ،‬فقللد حللدث عنلله‬ ‫المللام مالللك مللع شللدة انتقللاده الرجال‪ ،‬وتريه ف ل ذلللك‪ ،‬وقد احتللج بلله مسلللم فل صللحيحه‪،‬‬ ‫وذكر له أحاديث انفرد با رواتا‪ ،‬وكذلك فعلل البخلاري أيضلا‪ ،‬وللحفلاظ فل الرجال ملذاهب‪،‬‬ ‫فعلى كل منهم ما أّدى إليه اجتهاده من القبول والرد‪.‬‬

‫واملممذي يظهممر ملممي أن املحممديث صممحيح‪ ،‬وأن لله ل تع للارض بين لله وبي ل ص لليام الن للب‬

‫شللعبان‪ ،‬وكذلك س لؤاله‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للرج ل عللن صللومه سللرر شللعبان‪ ،‬وك ذلك نيلله عللن تقللدم رمضللان‬

‫بصللوم يللوم‪ ،‬أو يللومي‪ ،‬إذ الدمللع بينهدمللا مكللن بدمللد الل تعللال‪ ،‬وذلللك بللأن يدمللل فعللله‬

‫‪‬‬

‫وصلليامه ش للعبان ب للأن ذلللك ع للادة ل لله وك ان يص للل النص للف التثللان مللن ش للعبان بالنصللف الول‪،‬‬ ‫وكذلك سلؤاله‬

‫‪‬‬

‫للرجل عللن صللومه سللرر شللعبان أي آوخللره بللأن ذلللك عللادة لللذا الرجل أن‬

‫يصوم آوخر شعبان‪ ،‬والنهي عن تقدم رمضان بصوم يوم‪ ،‬أو يومي مدمول على من ليست له‬ ‫عادة بالصيام‪ ،‬أو كان يصوم قضاء من رمضان الاضي‪ ،‬وهذا الديث‪ ،‬وهو النهللي عللن تقلدم‬ ‫رمضللان بصللوم يللوم‪ ،‬أو يللومي‪ ،‬وإن كللان مفهللومه جلواز الصلليام إذا بقللي أكلتثر مللن يللومي إل‬ ‫أنلله يقللدم عليلله منطللوق حللديث العالء بللن عبللد الرح ن‪  :‬إذا انتصللف شللعبان فال تصللوموا‬

‫‪‬‬

‫لن النطوق مقدم على الفهوم كدما هو مقرر عند أهل الصول‪.‬‬ ‫وعليممه‪ :‬فيكللون النهللي عللن الصلليام بعللد النصللف مللن شللعبان يتنللاول مللن يصللوم نفال مطلقللا‪،‬‬ ‫أما من له عادة بصيام شيء كللالثني والدميللس‪ ،‬أو وصله بلا قبلل النصللف الول‪ ،‬أو يكللون‬ ‫يصوم نذرا‪ ،‬أو كفارة‪ ،‬أو قضاء رمضان الاضي فال يتناوله النهي‪ ،‬ويكون هذا الديث موافقا‬ ‫لللديث أب ل هري رة ف ل النهللي عللن تقللدم رمضللان بصللوم يللوم‪ ،‬أو يللومي‪ ،‬والنهللي ف ل الللديتثي‬ ‫للتحريل ؛ لن لله الص للل في لله‪ ،‬وقللد ذكل ر بع للض أه للل العل للم أن معنل ل ه للذا النه للي للدمبالغ للة فل ل‬ ‫الحتياط لئال يتلط برمضان ما ليس بغيه‪ ،‬وهو توجيه حسن‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وقممد جمممع ابممن قدامممة ‪ -‬رحمممه ال م ‪ -‬ف ل الغن ل بي ل ح للديث العالء ف ل النه للي ع للن‬ ‫الصلليام بعللد النصللف مللن شللعبان وبي ل حللديث عائشللة فل صلللة شللعبان برمضللان فقللال‪" :‬وميكللن‬ ‫حللل هللذا الللديث علللى نفللي اسللتحباب الصلليام ف ل حلل‪،‬ق مللن ل ل يصللم قبللل نصللف الشللهر‪،‬‬ ‫وحديث عائشلة فل صللة شللعبان برمضللان فل حل‪،‬ق مللن صلام الشللهر كلله‪ ،‬فللإنه قلد جلاء ذللك‬ ‫ف ل س للياق ال للب‪ ،‬فال تع للارض بي ل ال لبين إذن‪ ،‬وهل ذا أولل م للن حلهدم للا عل للى التع للارض ورد‬ ‫أحدمها بصاحبه وال أعلم" )‪.(1‬‬ ‫وقمد جمممع املممبيهقي بينهممما فيممما نقلممه املحممافظ ابممن حجممر‪ :‬بللأن حللديث العالء مدمللول‬ ‫على من يضعفه الصوم وحديث النهلي علن تقللدم رمضللان بصللوم يللوم‪ ،‬أو يللومي مصللوص بلن‬ ‫يتاط بزعدمه لرمضان‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫وقال جمهور املعلماء‪ :‬يوز الصوم تطوعا بعد النصف من شعبان‪ ،‬وضعفوا الللديث اللوارد‬ ‫فيه‪ ،‬وقال المام أحد‪ ،‬ويىي بن معي‪ :‬إنه حديث منكر‪ .‬والراجللح فيدملا يظهللر لل أن اللديث‬ ‫صحيح وأنه ل منافاة بينه وبي صيام النب‬

‫‪‬‬

‫شعبان وكذلك سلؤاله للرجل علن صلوم سلرر‬

‫شللعبان‪ ،‬وك ذلك نيلله عللن تقللدم رمضللان بصللوم يللوم‪ ،‬أو يللومي‪ ،‬وأن النهللي عللن الصلليام بعللد‬ ‫النصف من شعبان وكذا النهي عن تقلدم رمضلان بيلوم‪ ،‬أو يلومي مدملول عللى ملن ليسلت لله‬ ‫عادة كدملا سلب‪،‬ق‪ .‬وأن صليام النلب‬

‫‪‬‬

‫شلعبان وكذا صليام سلرر شلعبان مدملول عللى ملن كلان‬

‫الصلليام عللادة للله‪ ،‬أو وصل صلليام النصللف التثللان مللن شللعبان بالنصللف الول كدمللا مجللع بللذلك‬ ‫الققون ملن أهلل العللم متثلل‪ :‬ميلي اللدين النلووي فل شلرح صلحيح مسللم‪ ،‬واللافظ ابلن حرجلر‬ ‫ف فتح الباري‪ ،‬والعالمة ابن القيم ف تذيب سنن أبل داود‪ ،‬والقرطب فيدملا نقللله عنله الللافظ‬ ‫ابن حرجر‪.‬‬ ‫أما مجع ابن قدامة ف الغن بأن حديث العالء ف النهللي عللن الصلليام بعللد نصللف شللعبان‬ ‫مدمللول علللى نفللي اسللتحباب الصلليام ف ل حلل‪،‬ق مللن ل ل يصللم قبللل نصللف الشللهر‪ ،‬فليللس بللوجيه‬ ‫‪ - 1‬المغني لبن قدامه ‪ 327 / 4‬الطبعة المحققة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬فتح الباري ‪.129 / 4‬‬

‫‪27‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫فيدمللا يظهللر للل‪ ،‬وكذا مجللع الللبيهقي بللأن حللديث العالء مدمللول علللى مللن يضللعفه الصللوم فليللس‬ ‫بوجيه أيضا‪.‬‬ ‫بل الذي يظهر أن النهي للتحري كدما هو الصل فيه لن ليس له عادة‪ ،‬أو كان يصللوم‬ ‫صوما واجبا عليه كقضاء رمضان‪ ،‬أو صيام نذر أو كفارة‪.‬‬ ‫وقد نقمل املحمافظ ابمن رجب ‪ -‬رحممه الم‪ -‬الالف فل ذلللك فقللال‪ " :‬واوختلللف العلدمللاء‬ ‫ف صلحة هلذا اللديث ‪ -‬يعنل حلديث العالء فل النهلي علن الصليام بعلد نصلف شلعبان ‪ -‬ثل‬ ‫ف العدمل به‪ ,‬فأما تصحيحه فصححه غي واحد منهم‪ :‬التمذي وابللن حبلان واللاكم والطحلاوي‬ ‫وابن عبد الب‪ ،‬وتكلم فيه من هو أكب من هؤلء وأعلم وقالوا هذا حديث منكر منهم‪ :‬عبللد‬ ‫الرحن بن مهدي والمام أحد‪ ,‬وأبو زرعة الرازي والثلرم‪ ،‬وقال الثلرم‪ :‬الحللاديث كلهلا تللالفه‪-‬‬ ‫يش للي إلل ل أح للاديث ص لليام الن للب‬

‫‪‬‬

‫ش للعبان كل لله ووصللله برمض للان‪ ،‬وني لله ع للن التق للدم عل للى‬

‫رمضللان بيللومي‪ -‬فصللار الللديث حينئللذ شللاذ مالفللا للحللاديث الصللحيحة‪ ،‬وقد أوخللذ بلله آوخللرون‬ ‫منهللم الشللافعي‪ ،‬ون وا عللن ابتللداء التطللوع بالصلليام بعللد النصللف مللن شللعبان لللن ليللس للله عللادة‬ ‫)‪." (1‬‬ ‫وقال املحافظ ابمن حجمر ‪ -‬رحممه الم‪ -‬علمى حمديث أبمي هريرة‪  :‬ل يتقللدمن أحللدكم‬ ‫رمضللان بصللوم يللوم‪ ،‬أو يللومي‬

‫‪‬‬

‫قللال‪ " :‬وفيلله منللع إنشللاء الصللوم قبللل رمضللان إذا كللان لجللل‬

‫الحتيلاط‪ ،‬فلإن زاد عللى ذللك فدمفهلومه اللواز‪ ،‬وقيلل ميتلد النلع للا قبلل ذللك‪ ,‬وبه قطلع كلتثي‬ ‫من الشافعية‪ ,‬وأجابوا عن الديث بأن الراد منه التقدي بالصوم‪ ،‬فحيث وجد منللع‪ ,‬وإنللا اقتصللر‬ ‫على يوم‪ ،‬أو يومي؛ لنه الغالب من يقصد ذلك‪,‬‬ ‫وقالوا أمد النع من أول السادس عشر من شعبان لديث العالء بن عبد الرحن عن أبيه‬ ‫ع للن أب ل ل هريل رة‬

‫‪‬‬

‫مرفوعللا‪  :‬إذا انتص للف ش للعبان فال تص للوموا‬

‫وصححه ابن حبان وغيه‬

‫)‪ (2‬اهل‪.‬‬

‫‪ - 1‬لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الفضائل للحافظ ابن رجب ص ‪.142‬‬ ‫‪ - 2‬فتح الباري ‪.129 -128 / 4‬‬

‫‪28‬‬

‫‪‬‬

‫أوخرجل ه أص للحاب الس للنن‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وقال املحممافظ ابممن حجممر فممي موضع آخممر‪" :‬ول تعللارض بي ل هللذا ‪ -‬يعنل الكتثللار مللن‬ ‫صللوم شللعبان ‪ -‬وبي ل مللا تقللدم مللن الحللاديث ف ل النهللي عللن تقللدم رمضللان بصللوم يللوم‪ ،‬أو‬ ‫يللومي‪ ,‬وكذا مللا جلاء مللن النهللي عللن صللوم نصللف شللعبان التثللان‪ ,‬فللإن الدملع بينهدمللا ظللاهر بللأن‬ ‫يدمل النهي على من ل يدوخل تلك اليام ف صيام اعتاده‬

‫)‪ (1‬اهل‪.‬‬

‫وقال صاحب عون املمعبود شرح سنن أبي داود‪" :‬قال الافظ ف الفتح‪ :‬قللال القرطب‪:‬‬ ‫ل تعللارض بيل حللديث النهللي عللن صللوم نصللف شللعبان والنهللي عللن تقللدم رمضللان بصللوم يللوم‪،‬‬ ‫أو يللومي‪ ,‬وبي ل وصلال شللعبان برمضللان‪ :‬والدمللع مكللن بللأن يدمللل النهللي علللى مللن ليسللت للله‬ ‫عللادة بللذلك‪ ،‬ويدمللل المللر علللى مللن للله عللادة حال للدمخاطبللة بللذلك علللى مالزمة عللادة اليل‬ ‫حت ل يقطع" انتهى ملخصا )‪.(2‬‬ ‫وقال املنووي ‪ -‬رحمه ال‪ -‬على حديث‪  :‬ل تقللدموا رمضللان بصللوم يللوم‪ ،‬ول يللومي إل‬ ‫رجل كان يصوم صوما فليصدمه‬

‫‪‬‬

‫قال‪" :‬فيه التصريح بالنهي عن استقبال رمضان بصوم يللوم‪،‬‬

‫ويلومي لللن ل ل يصللادف عللادة للله‪ ،‬أو يصللله بللا قبللله‪ ,‬فللإن ل ل يصللله‪ ،‬ول صللادف عللادة فهللو‬ ‫حرام‪ ,‬هذا هو الصحيح ف مللذهبنا للذا اللديث وللحلديث الوخلر فل سللنن أبل داود وغيلله‪:‬‬ ‫إذا انتصف شعبان فال صيام حت يكون رمضان‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فإن وصله با قبله‪ ،‬أو صادف عللادة للله‬

‫‪ -‬إل قوله ‪ -‬فصامه تطوعا بنية ذلك جاز لذا الديث‬

‫)‪. ( 3‬‬

‫وقال املعلممة شممس املممدين ابممن املقيمم فمي تهمذيب سممنن أبممي داود‪) :‬الللذين ردوا هللذا‬ ‫الديث لم مأوخذان ‪ -‬أي حديث العالء ف النهي عن الصيام بعد نصف شعبان ‪.-‬‬ ‫أحممدهما‪ :‬أنلله ل ل يتللابع العالء عليلله أحللد‪ ،‬بللل انفللرد بلله عللن النللاس‪ ,‬وكيللف ل يكللون هللذا‬ ‫معروفا عن أصحاب أب هريرة‪ ,‬مع أنه أمر تعم به البلوى‪ ،‬ويتصل به العدمل‪.‬‬

‫‪ - 1‬فتح الباري ‪.115 / 4‬‬ ‫‪ - 2‬عون المعبود شرح سنن أبي داود ‪.462 , 461 / 6‬‬ ‫‪ - 3‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.194 / 7‬‬

‫‪29‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫واملمأخممذ املثمماني‪ :‬أنللم ظنللوه معارض ا لللديث عائشللة وأم سلللدمة ‪ -‬رض ي ال ل عنهدمللا‪ -‬وفل‬ ‫صلليام النللب‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫شللعبان كللله‪ ،‬أو إل قليال منلله‪ ,‬وق وله‪  :‬إل أن يكللون لحللدكم صللوم فليصللدمه‬

‫وسل ؤاله للرج ل ع للن ص للومه س للرر ش للعبان‪ ،‬ق للالوا‪ ،:‬وهل ذه الح للاديث أص للح من لله‪ ،‬وربل ا ظ للن‬

‫بعضهم أن هذا الديث ل يسدمعه العالء من أبيه‪.‬‬ ‫وأمللا الصللححون للله فأجللابوا عللن هللذا بللأنه ليللس فيلله مللا يقللدح ف ل صللحته‪ ،‬وهو حللديث‬ ‫على شرط مسلم‪ ,‬فلإن مسللدما أوخلرج فل صلحيحه علدة أحلاديث علن العالء علن أبيله علن أبل‬ ‫هريرة‪ ،‬وتفرد به تفرد ثقة بديث مستقل‪ ,‬وله عدة نظائر ف الصحيح‪.‬‬ ‫قللالوا والتفللرد الللذي يعلللل بلله هللو تفللرد الرج ل عللن النللاس بوصلل مللا أرس لوه‪ ،‬أو رف ع مللا‬ ‫وقفوه‪ ،‬أو زيادة لفظة ل يذكروها‪ ,‬وأملا التثقلة العلدل إذا روى حلديتثا‪ ،‬وتفلرد بله لل يكلن تفلرده‬ ‫علة‪ ,‬فكم قد تفرد التثقات بسنن عن النب‬

‫‪‬‬

‫عدملت با المة؟‬

‫قاملوا‪ :‬وأما ظن معارضته بالحاديث الدالة على صيام شعبان‪ ,‬فال معارضة بينهدما‪ ,‬فلإن تللك‬ ‫الحاديث تدل على صوم نصفه مع ما قبللله‪ ،‬وعللى الصللوم العتللاد فل النصلف التثللان‪ ,‬وحديث‬ ‫العالء ي للدل عل للى الن للع م للن تعدم للد الص للوم بع للد النص للف‪ ,‬ل لع للادة‪ ،‬ول مض للافا إل ل م للا قبل لله‪،‬‬ ‫ويشهد له حديث التقدم‪.‬‬ ‫وأما كون العالء ل يسدمعه من أبيه‪ ,‬فهذا ل نعلللم أن أحللدا علللل بلله الللديث فللإن العالء‬ ‫قد ثبت ساعه من أبيه‪ ,‬وف صحيح مسلم عن العالء عن أبيه بالعنعنة غي حديث‪ ,‬وقد قللال‬ ‫عباد بن كتثي‪ :‬لقيت العالء بللن عبلد الرحن‪ ،‬وهو يطللوف‪ ,‬فقللت للله‪ :‬بلرب هللذا الللبيت‪ ,‬حلدثك‬ ‫أبوك عن أب هريرة‬

‫‪‬‬

‫عن النب‬

‫‪‬‬

‫أنله قلال‪  :‬إذا انتصلف شلعبان فال تصللوموا‬

‫ورب هذا البيت سعت أب يدث عن أب هريرة‬

‫‪‬‬

‫عن النب‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فقللال‪:‬‬

‫فذكره( )‪ (1‬اهل‪.‬‬

‫وبهذا يتبن أن املصواب في هذه املمسأملة أنه ل يوز الصلوم بعلد النصلف مللن شلعبان‬ ‫لن يصوم نفال مطلقا لديث العالء بن عبد الرحن ف النهي عن الصلليام بعللد نصللف شللعبان‬ ‫‪ - 1‬تهذيب سنن أبي داود للحافظ ابن القيم المطبوع مع عون المعبود شرح سنن أبي داود ‪.460،462 / 6‬‬

‫‪30‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وللديث أب ل هري رة ف ل النهللي عللن تق للدم رمض للان بص للوم ي للوم‪ ،‬أو ي للومي‪ ،‬ويلوز الصلليام بعللد‬ ‫نصللف شللعبان لللن كللان يصللوم عللادة للله كللالثني والدميللس‪ ،‬أو صلليام يللوم وإفطللار يللوم‪ ،‬أو‬ ‫صيام آوخر الشهر وكان يصل صيام النصف التثان من شللعبان بالنصللف الول‪ ،‬أو كللان يصللوم‬ ‫صللوما واجبللا كقضللاء رمضللان الاضللي‪ ،‬أو صلليام نللذر‪ ،‬أو كفللارة‪ ,‬وب ذا الدمللع بي ل الحللاديث‬ ‫يللزول مللا يتللوهم مللن التعللارض بي ل الحللاديث‪ ،‬ويعدمللل بالحللاديث كلهللا‪ ,‬فلللله الدمللد علللى مللا‬ ‫ألم‪ ،‬وعلم وفتح من الي وفّه مل‪ ،‬وهو أهل الدمد والشكر‪ ،‬وهو أهل التقوى وأهل الغفرة‪.‬‬ ‫املنية في املصوم املواجب‬

‫‪ -2‬ومن أحكام املصيام أنله ل يصلح صلوم الفلرض إل بنيلة ملن الليلل‪ ,‬للا ثبلت عنله ‪‬‬

‫أنله قلال‪:‬‬

‫‪‬‬

‫من ل ُيبّيت الصيام قبل طلوع الفرجر فال صيام له ‪ ‬وف لفلظ‪  :‬ملن لل يُلبّيت الصليام ملن‬ ‫الليل فال صيام له ‪ ‬وف لفظ‪  :‬من ل ُي دم للع الصيام قبل الفرجر فال صيام له ‪.(1) ‬‬ ‫وملما ثبت في املصحيحين ملن حلديث عدملر بلن الطلاب‬

‫‪‬‬

‫أن النلب‬

‫‪‬‬

‫قلال‪  :‬إنلا‬

‫العدمال بالنيات وإنا لكل امرئ ما نوى ‪.‬‬ ‫الكل واملشرب بعد تبين املفجر املثاني‬ ‫‪ -3‬ومن أحكام املصيام أنه يلرم علللى الصللائم الكلل والشلرب بعللد تللبي الفرجللر التثلان‪ ,‬فدملن أكللل‪ ،‬أو‬ ‫شللرب مت للارا ذاكل را لص للومه م للن غي ل ع للذر‪ ،‬فس للد ص للومه‪ ,‬وعلي لله الوعي للد الش للديد‪ ,‬لق للول ال ل ‪ -‬تعللال‪:-‬‬

‫‪‬‬

‫‪          ‬‬ ‫‪       ‬‬

‫‪ (2) ‬وعليلله قضللاء ذلللك اليللوم مللع التوبلة‬

‫الصادقة والندم والقالع‪.‬‬ ‫املصائم إذا أكل أو شرب ناسيا‬

‫‪ - 1‬النسائي ‪ , 168-166 / 4‬وأبو داود ‪ , 571 / 1‬والترمذي عارضه الحوذي ‪ , 263 / 3‬والدارمي ‪ , 7 / 2‬وأحمد ‪.287 / 6‬‬ ‫‪ - 2‬سورة البقرة آية ‪.187 :‬‬

‫‪31‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫‪ -4‬ومن أحكام املصيام أن من أكل‪ ،‬أو شللرب ناسلليا فصلومه صلحيح‪ ،‬ول قضلاء عليلله فل أصللح قلول‬

‫العلدماء؛ لن النسيان ل صلة فيه‪ ,‬ولا ثبت ف الصحيحي من حديث أب هريرة ‪‬‬ ‫قال‪  :‬إذا نسي فأكل‪ ،‬أو شرب فليتم صومه فإنا أطعدمه ال وسقاه‬

‫‪‬‬

‫عن النب‬

‫‪‬‬

‫أنه‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫وملفممظ مسمملم‪  :‬م للن نس للي‪ ،‬وهلو ص للائم فأك للل‪ ،‬أو ش للرب فليت للم ص للومه فإنللا أطعدملله ال ل‬ ‫وسلقاه‬

‫‪‬‬

‫)‪ .(2‬وملا دل عليلله الللديث مللن عللدم وج وب القضللاء علللى الناسللي هللو الص لواب‬

‫الذي ذهلب إليله مجهلور العلدملاء‪ ،‬وقال ماللك ‪-‬رحه الل‪ :-‬يبطلل صلومه‪ ،‬ويب عليله القضلاء‪,‬‬ ‫ولعل مالكا ل يبلغه الديث كدما قاله الداودي‬

‫)‪. ( 3‬‬

‫املجماع في نهار رمضان من املصائم‬ ‫‪ -5‬ومن أحكممام املصمميام أن مللن جللامع أهللله فل نللار رمضللان‪ ،‬وهوصائم بطللل صللومه إذا كللان عامللدا‬ ‫عالا ووجب عليه قضاء ذلك اليوم والتوبة النصوح مع الندم والقالع‪ ,‬ووجب عليه مع ذللك الكفلارة‪ ،‬وهي‬ ‫عت‪،‬ق رقبلة فلإن لل يلد صلام شلهرين متتلابعي‪ ,‬فلإن لل يسلتطع أطعلم سلتي مسلكينا‪ ,‬للا ثبلت فل الصلحيحي‬

‫مللن حللديث أب ل هري رة ‪‬‬

‫قللال‪  :‬بيندمللا نللن جلللوس عنللد النللب‬

‫‪‬‬

‫إذ جللاءه رج ل فقللال‪ :‬يللا‬

‫رسول ال هلكتأ ! قال "ما لك" ‪-‬ولفظ مسلم قال‪ :‬وما أهلكلك‪ -‬قلال وقعلت عللى امرأتل وأنلا‬ ‫صللائم ‪-‬لف للظ مس لللم‪ :‬وقع للت عل للى امرأت ل ف ل رمض للان‪ ,-‬فق للال رسل ول ال ل‬

‫‪‬‬

‫ه للل تللد رقب للة‬

‫تعتقها ؟ قال ل‪ ,‬قال‪ :‬فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعي؟ قال ل‪ ،‬قال‪ :‬فهل تللد إطعللام‬ ‫ستي مسكينا؟ قال ل‪ ,‬قال‪ :‬فسكت النب ‪ ‬فبينا نن على ذلك أتى النللب ‪ ‬بَعلَرق فيلله‬ ‫تللر ‪ -‬والَع لَرق الكتللل ‪ -‬قللال‪ :‬أيللن السللائل؟ فقللال‪ :‬أنللا‪ ,‬قللال وخللذ هللذا فتصللدق بلله‪ .‬فقللال الرجل‪:‬‬

‫على أفقر من يلا رسول الل؟ فلوال ملا بيل لبتيهلا ‪ -‬يريد الرتيل‪ -‬أهلل بيلت أفقلر ملن أهلل‬ ‫بيت‪ ,‬فضحك النب‬

‫‪‬‬

‫حت بدت أنيابه‪ ،‬ث قال‪ :‬أطعدمه أهلك‬

‫‪ 155 / 4 - 1‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 35 / 8 - 2‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬فتح الباري ‪.155 / 4‬‬ ‫‪ 163 / 4 - 4‬فتح الباري ‪ 25 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 4‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وفي املحديث دمليل على أن الدماع ف نار رمضان مللن الصللائم الكلللف القيللم الصللحيح‬ ‫التعدم للد الت للذكر ك للبية م للن كب للائر ال للذنوب لق لرار الن للب‬

‫‪‬‬

‫للرج ل عل للى ق لوله "هلك للت" وفل‬

‫حللديث عائشللة ‪ -‬رضي ال ل عنهللا ‪ -‬ف ل الصللحيح " احللتقت" )‪ (5‬وف الللديث دليللل علللى أن‬ ‫الكفللارة علللى اللتتيب ‪ ,‬وأمللا إذا جللامع ناسلليا فللإن صللومه صللحيح فل أصللح قللول العلدمللاء‪ ،‬ول‬ ‫قضاء عليه‪ ،‬ول كفارة‪.‬‬

‫‪ 161 / 4 - 5‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫نوم املصائم جميع املنهار‬ ‫‪ -6‬ومن أحكام املصيام أن مللن نللام مجيللع النهللار صللح صللومه؛ لن النللوم ل يللزول بلله الحسللاس‪ ,‬ومن‬ ‫ُأغدمي عليه مجيع النهار فإنه يقضي صيام ذلك اليوم؛ لنه مكلف والغدماء يزول به الحساس بالكلية‪ ,‬فال‬ ‫بد له من نية لعدموم قوله‪،‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫إنا العدمال بالنيات وإنا لكل امرئ ما نوى‬

‫‪‬‬

‫متف‪،‬ق عليه‪.‬‬

‫احتلم املصائم في نهار املصيام‬ ‫‪ -7‬ومن أحكام املصيام أن الصلائم إذا احتللم فل نلار الصليام فلإنه يغتسلل وصومه صلحيح‪ ،‬ول يضلره‬ ‫ذلللك؛ لنلله ليللس للله اوختيللار ف ل ذلللك‪ ،‬ول إرادة وقد قللال ال ل تعللال‪:‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪    ‬‬

‫‪‬‬

‫‪.(1) ‬‬ ‫املصائم إذا أصبح جنبا‬ ‫‪ -8‬ومن أحكام املصيام أن الصللائم إذا أصللبح جنبللا بللأن طلللع عليلله الفرجللر‪ ،‬وهو جنللب مللن مجللاع‪ ،‬أو‬

‫احتالم فصومه صحيح ولو ل يغتسل إل بعلد طللوع الفرجلر إذا أمسلك علن الطعلام والشلراب والفطلرات بنيلة‬ ‫قبللل طلللوع الفرجللر‪ ,‬لللا ثبللت ف ل الصللحيحي مللن حللديث عائشللة وأم سلللدمة ‪ -‬رض ي ال ل عنهدمللا ‪  :-‬أن‬ ‫رسول ال‬

‫‪‬‬

‫كان يدركه الفرجر‪ ،‬وهو جنب من أهله‪ ،‬ث يغتسل‪ ،‬ويصوم‬

‫‪ ،‬وعن عائشة رضي ال عنها قالت‪  :‬كان النب‬ ‫غي حلم فيغتسل‪ ،‬ويصوم‬

‫‪‬‬

‫ولفظ مسلم‪  :‬كان النب‬ ‫ُح للم‪ ،‬ويصوم‬

‫يدركه الفرجر جنبلا فل رمضلان ملن‬

‫)‪. ( 3‬‬

‫‪‬‬

‫يصبح جنبا من غي حلللم‪ ،‬ثل يصللوم‬

‫ رض ي ال ل عنهللا‪  :-‬كللان رس ول ال ل‬‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫وف لفللظ لعائشللة‬

‫يللدركه الفرجللر ف ل رمضللان‪ ،‬وه و جنللب مللن غي ل‬

‫)‪. ( 4‬‬

‫‪ - 1‬سورة البقرة آية ‪.286 :‬‬ ‫‪ 143 / 4 - 2‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 153 / 4 - 3‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 223- 221 / 7 - 4‬نووي على مسلم‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وما دل عليه املحديث هو املصواب الذي عليه مجهور العلدماء‪ ,‬وكان فيه وخالف لبعللض‬ ‫التلابعي أنلله ل صللوم للله‪ ،‬ثل ارتفلع الالف برجوع مللن وخلالف علن قلوله واسللتقر المجللاع علللى‬ ‫ما دل عليه الديث‪ ،‬وهو صحة صوم من أصبح جنبا‬

‫)‪ (1‬وال الوف‪،‬ق‪.‬‬

‫وكذا املحائض واملنفساء إذا انقطللع دمهللا ول تغتسللل إل بعلد طللوع الفرجللر صلح صلومها‪,‬‬ ‫وال الوف‪،‬ق‪.‬‬ ‫املمسافر في شهر رمضان‬ ‫‪ -9‬ومن أحكام املصيام أن املمسافر في شهر رمضان يللوز للله أن يفطللر مللدة سللفره‪ ،‬ثل يقضللي عللدة‬ ‫اليللام الللت أفطرها لقللول الل ‪ -‬تعللال ‪:-‬‬

‫‪       ‬‬

‫‪        ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (2) ‬أي فللأفطر فعليلله عللدة مللن أيللام‬

‫أوخر‪.‬‬ ‫واملمسافر املصائم في شهر رمضان ُمخةَّير بي الصيام والفطلار ملع القضللاء للا ثبلت فل‬ ‫الصللحيحي عللن عائشللة ‪ -‬رض ي ال ل عنهللا ‪  -‬أن حللزة بللن عدمللرو السلللدمي ‪ ‬قللال للنللب‬ ‫‪ ‬أأصوم ف السفر؟ وكان كتثي الصيام فقال‪ :‬إن شئت فصم وإن شئت فأفطر ‪.(3) ‬‬ ‫وملممما ثبممت فممي املصممحيحين عللن أنللس ‪ ‬قللال‪  :‬كنللا نسللافر مللع النللب ‪ ‬فلللم يُِعب‬ ‫الصللائم علللى الفطللر‪ ،‬ول الفطللر علللى الصللائم ‪ .(4) ‬ولفللظ مسلللم‪  :‬سللافرنا مللع رسول ال ل‬ ‫‪ ‬ف رمضان‪ ,‬فلم يُِعب الصائم على الفطر‪ ،‬ول الفطر على الصائم ‪.(5) ‬‬ ‫وملما ثبت في صحيح مسمملم عللن أبل سللعيد الللدري ‪ ‬قللال‪  :‬كنللا نغللزو مللع رسول‬ ‫ال ل‬

‫‪‬‬

‫فل رمضللان فدمنللا الصللائم ومنللا الفطللر‪ ,‬فال يلُد الصللائم علللى الفطللر‪ ،‬ول الفطللر علللى‬

‫‪ 147 / 4 - 1‬فتح الباري ‪ 222 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬سورة البقرة آية ‪.185 :‬‬ ‫‪ 179 / 4 - 3‬فتح الباري ‪ 237-236 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 186 / 4 - 4‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 35 / 7 - 5‬نووي على مسلم‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫الصائم‬

‫يرون أن من وجد قوة فصام فلإن ذلللك حسللن‪ ،‬ويرون أن ملن وجد ضللعفا فللأفطر‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫فإن ذلك حسن‬

‫وإذا شق على املمسافر املصوم ُك رله له أن يصوم كدما ثبت ف الصحيحي مللن حللديث‬ ‫جابر‬

‫‪‬‬

‫قال‪  :‬كان رسول الل‬

‫‪‬‬

‫فل سلفر فلرأى زحاملا ورجال قلد ظُّلل عليله فقلال‪" :‬ملا‬

‫هذا؟" قالوا‪ :‬صائم فقال‪" :‬ليس من الب الصيام ف السفر"‬

‫‪‬‬

‫وملما ثبت في صحيح مسلم عن أنلس‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫قللال‪  :‬كنللا مللع النلب‬

‫‪‬‬

‫فل السللفر فدمنلا‬

‫الصائم ومنا الفطر‪ ,‬قال‪ :‬فنلزلنا منلزل فل يلوم حلار أكتثرنا ظال صلاحب الكسلاء‪ ,‬ومنلا ملن يتقلي‬ ‫الشدمس بيده‪ ,‬قلال فسلقط الصلوام وقام الفطلرون فضلربوا البنيلة وسقوا الركاب‪ ,‬فقلال رسول الل‬

‫‪‬‬

‫"ذهب الفطرون اليوم بالجر"‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 3‬‬

‫وإذا وجد املمسافر من نفسه قوة‪ ،‬وتحّم لم فصام فحسللن لللا ثبللت فل الصللحيحي مللن‬ ‫حللديث أب ل الللدرداء‬

‫‪‬‬

‫قللال‪  :‬وخرجنللا مللع رس ول ال ل‬

‫‪‬‬

‫ف ل بعللض أسللفاره ف ل يللوم حللار‬

‫حت يضع الرجل يده على رأسه من شدة الر‪ ,‬وما فينا صائم إل رسول الل‬ ‫بن رواحة‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫وعبللد الل‬

‫)‪. ( 4‬‬

‫وفي رواية مسلم من طري‪،‬ق سعيد بن عبد العزيز‪  :‬وخرجنا مللع رسول الل‬

‫‪‬‬

‫فل شللهر‬

‫رمضللان فل حللر شللديد حللت إن كللان أحللدنا ليضللع يللده علللى رأسلله مللن شللدة الللر‪ ,‬وما فينللا‬ ‫صائم إل رسول ال‬

‫‪‬‬

‫وعبد ال بن رواحة‬

‫‪‬‬

‫‪ 234-235 / 7 - 1‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 183 / 4 - 2‬فتح الباري ‪ 233 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 235 / 7 - 3‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 182 / 4 - 4‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 338 / 7 - 5‬نووي على مسلم‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫)‪. ( 5‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وعن حزة بن عدمرو السلدمي‬

‫‪‬‬

‫أنه قال‪  :‬يا رسول ال أجلد بل قلوة علللى الصلليام فل‬

‫‪‬‬

‫هللي روخصللة مللن اللل‪ ,‬فدمللن أوخللذ بللا فحسللن‪,‬‬

‫السللفر فهللل عل لّي ُج نللاح؟ فقللال رسول ال ل‬ ‫ب أن يصوم فال جناح عليه ‪ ‬أوخرجه مسلم ف صحيحه‬ ‫ومن أح ّ‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫وإذا صام أياما من رمضان‪ ،‬ثم سمافر جللاز للله أن يفطللر لللا ثبللت فل الصللحيحي مللن‬

‫حديث ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهدما ‪  :-‬أن رسول ال‬

‫‪‬‬

‫وخللرج إلل مكللة فل رمضللان ‪-‬‬

‫وف مسلللم عللام الفتللح ‪ -‬فصللام حللت بلللغ الكديللد أفطللر‪ ,‬فللأفطر النللاس‬

‫‪‬‬

‫‪ -‬والكديللد‪ :‬مللاء بيل‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫ُعسفان وُقديد‬ ‫وف صللحيح مسلللم عللن ابللن عبللاس‪ -‬رضي الل عنهدمللا ‪ -‬قللال‪  :‬سللافر رسول الل‬

‫‪‬‬

‫فل‬

‫رمضلان فصلام حلت بللغ عسللفان‪ ،‬ثل دعلا بإنللاء فيلله شلراب‪ ،‬فشلربه نلارا ليلاه النلاس‪ ،‬ثل أفطلر‬ ‫حت دوخل مكة‪ ,‬قال ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهدما ‪ -‬فصام رسول ال‬ ‫صام ومن شاء أفطر‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫وأفطر‪ ,‬فدمن شللاء‬

‫)‪. ( 3‬‬

‫ومن هذه املنصوص يظهر منها املدلملة على أن السلللم إذا سللافر فل رمضللان‪ ،‬أو غيلله‬ ‫فهو مي بي الصيام والفطار‪ ،‬وهو مذهب مجهور العلدمللاء وخالفللا لبعللض أهللل الظللاهر القللائلي‬ ‫بأنه ل يزئ الصلوم فل السلفر علن الفلرض‪ ,‬وأن ملن صلام فل السلفر لل ينعقلد صلومه ووجب‬ ‫عليه قضاؤه ف الضر لظلاهر قلوله ‪ -‬تعلال‪:-‬‬

‫‪     ‬‬

‫‪ (4) ‬فلإن هلذا‬

‫القول ضعيف‪ ،‬بل باطل لدللة السنة الصحيحة الصرية على بطالنه‪ ,‬وقابلهم طائفلة فقلالوا‪ :‬إن‬ ‫الفطر ف السفر ل يوز إل لن وخاف علللى نفسلله الالك‪ ،‬أو الشللقة الشللديدة‪ ,‬وعليلله فالصللوم‬ ‫فل السللفر واجللب‬

‫)‪ (5‬وهذا القللول باطللل أيضللا‪ .‬لكللن إن شلل‪،‬ق عليلله الصلليام‪ ,‬فالصلليام فل حقلله‬

‫‪ 338 / 7 - 1‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 180 / 4 - 2‬فتح الباري ‪ 230 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 231-232 / 7 - 3‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ - 4‬سورة البقرة آية ‪.184 :‬‬ ‫‪ 183 / 4 - 5‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫مكللروه‪ ,‬ولذا ثبللت فل صللحيح مسلللم )‪ (1‬عللن جللابر‬

‫‪‬‬

‫أن النللب‬

‫‪‬‬

‫لللا وخللرج عللام الفتللح‬

‫إل ل مكللة صللام حللت بلللغ ُك ل رلاع الغدميللم‪ ،‬ث ل أفطللر لللا قيللل للله‪ :‬إن بعللض النللاس شلل‪،‬ق عليهللم‬ ‫الصلليام‪ ,‬وأمللر النللاس بللالفطر‪ ,‬أوخللرج هللذه الزي ادة الطحللاوي مللن طري ‪،‬ق أب ل السللود عللن عكرمة‪.‬‬ ‫ولفظلله‪ :‬فلدمللا بلللغ الكديللد بلغلله أن النللاس يشلل‪،‬ق عليهللم الصلليام‬

‫)‪ .(2‬وفل صللحيح مسلللم عللن‬

‫جابر‪  :‬فقيل له بعد ذلك‪ :‬إن بعض الناس قد صللام‪ ،‬فقلال " أولئللك العصلاة ‪ ,‬أولئلك العصللاة"‬ ‫‪‬‬

‫)‪ .(3‬وذلك لن هؤلء الذين صاموا وخالفوا أمره بالفطر‪ ,‬وصاموا مع الشقة‪.‬‬ ‫ملكن اختلفوا في الفضل منهما فقللال بعضللهم‪ :‬الصلليام أفضللل مللن الفطللر لللن قللوي عليلله‬

‫بال مشللقة ظللاهرة‪ ،‬ول ضللرر لللديث أب ل سللعيد الللدري السللاب‪،‬ق أن الصللحابة مللع رس ول ال ل‬

‫‪‬‬

‫منهلم الصلائم ومنهلم الفطلر ل يعيلب بعضلهم عللى بعلض‪ ,‬يلرون أن ملن وجد قلوة فصلام‬

‫‪‬‬

‫ولنلله أسللرع ف ل ب لراءة‬

‫الذمة‪ ,‬وقال الافظ ف الفتح والنووي ف شرح مسلم‪ :‬إنه قلول الكلتثرين‬

‫)‪ (4‬وهذا هلو الرجح‬

‫فحسللن‪ ,‬وملن وج د ضللعفا فللأفطر فحسللن؛ ولن الصلليام فعللل النللب‬ ‫والختار ف نظري‪.‬‬

‫وقال بعضممهم‪ :‬الفطللر أفضللل مللن الصلليام لللديث حللزة بللن عدمللرو السلللدمي وأن النللب‬ ‫قال له‪  :‬هي روخصة من ال فدمن أوخذ با فحسن‪ ,‬ومن أحب أن يصوم فال جناح عليلله‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫فإن ظاهره ترجيح الفطر على الصيام‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪ :‬الفطللر والصللوم سلواء ليللس أحللدمها أفضللل مللن الوخللر لتعللادل الحللاديث والل‬ ‫أعلم بالصواب‬

‫)‪. ( 5‬‬ ‫جواز إفطار املمريض واملحامل واملمرضع‬

‫‪ 232 / 7 - 1‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 181 / 4 - 2‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 232 / 7 - 3‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 183 / 4 - 4‬فتح الباري ‪ 229 / 7‬نووي‪.‬‬ ‫‪ 229-230 / 7 - 5‬نووي على مسلم ‪ 183 / 4‬فتح الباري على البخاري‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫‪ -10‬ومن أحكام املصيام أن الريض يللوز للله أن يفطللر فل نللار رمضللان‪ ،‬ويقضللي اليللام الللت أفطرها‪,‬‬ ‫وك ذا الام للل والرضل ع إذا وخافت للا عل للى نفس لليهدما‪ ،‬أو عل للى ولللديهدما تفطل لران‪ ،‬وتقض لليان؛ لندم للا ف ل حك للم‬ ‫الريض‪ ,‬لقول ال ‪ -‬تعال‪:-‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪         ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (1) ‬والرض البيح للفطر هو الشللديد اللذي ل يسللتطيع معلله الصللوم‪ ،‬أو اللرض الللذي‬ ‫)‪. ( 2‬‬

‫يزيد بالصوم‪ ،‬أو يش‪،‬ق معه الصوم‪ ،‬أو يشى تأوخر برئه بالصوم‬

‫وأجمع أهل املعلم على إباحللة الفطللر للدمريض فل الدملللة لقللول الل ‪ -‬تعللال‪:-‬‬ ‫‪      ‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (3) ‬بالف الرض الفيف الذي يش‪،‬ق معه الصوم‪،‬‬

‫ول أثر للصوم فيه فإنه ل يبيح الفطر‪ ،‬ويب عليلله الصللوم لللدوخوله فل عدمللوم قلوله ‪ -‬تعللال‪:-‬‬ ‫‪      ‬‬

‫‪. ( 4) ‬‬

‫ما يحرم على املصائم فعله‬ ‫‪ -11‬ومن أحكام املصيام أنلله يلرم علللى الصللائم الرفث ‪ -‬هللو الكالم الفللاحش‪ ,‬والدمللاع ومقللدماته ‪-‬‬ ‫صخلب والهل‪ ,‬وقول الزور والعدمل به‪ ,‬والسلباب‪ ,‬فللإن سللاّبه‪ ،‬أو قلاتله أحلد فليقلل إنل صللائم‪ ،‬ول يقللابله‬ ‫وال ّ‬

‫بالتثل‪ ,‬لا ثبت ف الصحيحي عن أب هريرة ‪‬‬

‫أن رسول الل‬

‫‪‬‬

‫قلال‪  :‬الصليام ُج نّللة‪ ,‬وإذا كلان‬

‫صوم يوم أحدكم فال يرفث‪ ،‬ول يصخب‪ ,‬فإن ساّبه أحد‪ ،‬أو قاتله فليقل إن امرؤ صللائم‬ ‫)‪ .(5‬وف لفللظ آوخللر للبخللاري عللن أب ل هريرة‬

‫‪‬‬

‫أن رسول ال ل‬

‫‪‬‬

‫يرفث‪ ،‬ول يهل‪ ,‬وإن امرؤ قاتله‪ ،‬أو شاته فليقل‪ :‬إن صائم مرتي‬

‫‪ - 1‬سورة البقرة آية ‪.184 :‬‬ ‫‪ 403 / 4 - 2‬المغني لبن قدامة الطبعة المحققة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬سورة الحج آية ‪.78 :‬‬ ‫‪ - 4‬سورة البقرة آية ‪.185 :‬‬ ‫‪ 118 / 4 - 5‬فتح الباري على البخاري‪.‬‬ ‫‪ 103 / 4 - 6‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫قللال‪  :‬الصلليام ُج نّللة فال‬ ‫)‪. ( 6‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وملف ممظ مس مملم ع للن أبل ل هريل رة‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫إذا أص للبح أح للدكم يومللا ص للائدما فال يرفل ث‪ ،‬ول‬

‫يهللل‪ ,‬فللإن امللرؤ شللاته‪ ،‬أو قللاتله فليقللل‪ :‬إنل صللائم‪ ,‬إنل صللائم‬ ‫ع للن أبل ل هريل رة‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫والص لليام جن للة‪ ,‬ف للإذا ك للان ي للوم ص للوم أح للدكم فال يرفل ث يومئ للذ‪ ،‬ول‬

‫يَْس َخلبلل‪ ,‬فإن ساّبه أحد‪ ،‬أو قاتله فليقل‪ :‬إن املرؤ صلائم‬ ‫أب ل هري رة‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫)‪ .(1‬وف لفللظ آوخللر لسلللم‬

‫قللال‪ :‬قللال رس ول ال ل‬

‫حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫)‪ .(2‬ولا ثبلت فل الصلحيح علن‬

‫مللن ل ل يللدع قللول الللزور والعدمللل بلله فليللس ل ل‬

‫)‪ .(3‬وأوخرج الديث البخلاري فل كتلاب الدب بلفلظ‪:‬‬

‫مللن ل ل يللدع قللول الللزور والعدمللل بلله والهللل فليللس ل ل حاجللة ف ل أن يللدع طعللامه وشل رابه‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 4‬‬ ‫استحباب تعجيل املفطر‬ ‫‪ -12‬ومن أحكام املصيام استحباب تعجيل املفطر إذا تقلل‪،‬ق غللروب الشللدمس بالرؤية‪ ،‬أو بإوخبللار ثقللة‬

‫عللدل‪ ,‬لللا ثبللت فل الصللحيحي مللن حللديث سللهل بللن سللعد ‪‬‬ ‫النللاس بي ل مللا عّرج ل لوا الفطللر‬

‫‪‬‬

‫أن رسول ال ل‬

‫‪‬‬

‫قللال‪  :‬ل ي لزال‬

‫)‪ .(5‬وذلللك لن تعرجيللل الفطللر يللدل علللى المتتثللال‪ ،‬وتأوخيه‬

‫يللدل علللى الغلللو كدمللا يفعللله اليهللود والنصللارى‪ ,‬وكدمللا يفعللله بعللض الطوائللف النحرفة ف ل تللأوخي‬ ‫الفطر إل ظهور النرجوم‪ ,‬وف سنن أب داود وابن وخزمية وغيمها " لن اليهود والنصارى يؤوخرون‬ ‫" )‪ .(6‬وقد روى ابن حبلان واللاكم ملن حلديث سلهل بلفلظ‬ ‫ل تنتظر بفطرها النرجوم‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 7‬‬

‫‪ 28 / 8 - 1‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 31 / 8 - 2‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 116 / 4 - 3‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 473 / 10 - 4‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 198 / 4 - 5‬فتح الباري ‪ 208 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 199 / 4 - 6‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 199 / 4 - 7‬فتح الباري على البخاري‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫‪‬‬

‫ل تلزال أملت عللى سلنت ملا‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫ومممن الدملممة علممى اسممتحباب تعجيممل الفطممار م للا ثب للت ف ل الص للحيحي ع للن عدم للر ب للن‬ ‫الطللاب‬

‫‪‬‬

‫قللال‪ :‬قللال رس ول ال ل‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫إذا أقبللل الليللل مللن هاهنللا ‪ -‬أي جهللة الشللرق‪-‬‬

‫وأدبر النهار من هاهنا ‪ -‬أي من جهة الغرب‪ -‬وغربت الشدمس فقد أفطر الصائم‬ ‫قال املبخاري ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬وأفطللر أبللو سللعيد الللدري‬ ‫)‪ .(2‬وثبت ف الصحيحي عن عبد الل بلن أبل أوف‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫حيل غللاب قللرص الشللدمس‬

‫قلال‪  :‬كنلا ملع رسول الل‬

‫‪‬‬

‫فل‬

‫سلفر‪ ،‬وهو صلائم ‪ -‬وف مسللم فل سلفر فل شلهر رمضلان‪ ,-‬فلدملا غلابت الشلدمس قلال لبعلض‬ ‫الق للوم‪ :‬ي للا فالن‪ :‬ق للم فاج للدح لن للا ‪-‬ولف للظ مس لللم‪ :‬ان للزل فاج للدح لن للا‪ ,-‬فق للال‪ :‬ي للا رسل ول ال ل ل للو‬ ‫أمسلليت‪ ,‬قللال‪ :‬ان للزل فاجللدح لنللا‪ ,‬قللال‪ :‬يللا رسول الل لللو أمسلليت‪ ,‬قللال‪ :‬ان للزل فاجللدح لنللا‪ ,‬قللال‪ :‬إن‬ ‫عليك نارا‪ ,‬قال‪ :‬انللزل فاجللدح لنللا‪ .‬فنللزل فرجلدح للم‪ ,‬فشلرب النلب‬

‫‪‬‬

‫ثل قللال‪ :‬إذا رأيتلم الليللل‬

‫قللد أقبللل مللن هاهنللا فقللد أفطللر الصللائم‪ .‬ولفللظ مسلللم‪ ،:‬ث ل قللال بيللده‪ :‬إذا غللابت الشللدمس مللن‬ ‫هاهنا وجاء الليل من هاهنا فقد أفطر الصائم‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 3‬‬

‫ح ‪:‬م وضع الاء ف السوي‪،‬ق‪ ،‬وتريكه بعود‪ ،‬ونوه ليختلط‪.‬‬ ‫واملجْد ُ‬ ‫وهممذه الح مماديث ت ممدل عل ممى أن لله ل ع للبة ب للالدمرة والبي للاض ال للذي يبقل للى بعل للد غل للروب‬ ‫الشللدمس‪ ,‬وأنلله ل مينللع الصللائم مللن الفطللر‪ ,‬وفيلله ج لواز مراجعللة الفضللول للفاضللل فيدمللا قللد ُيظن‬ ‫وخفاؤه على الفاضل‪.‬‬ ‫وفي صحيح مسلم عن أبل عطيلة قلال‪  :‬دوخللت أنللا ومسللروق عللى عائشلة ‪ -‬رضي الل‬ ‫عنهللا ‪ -‬فقلنللا‪ :‬يللا أم الؤمنللون رجالن مللن أصللحاب مدمللد‬

‫‪‬‬

‫أحللدمها يعرجللل الفطللار‪ ،‬ويعرجللل‬

‫الص للالة‪ ,‬والوخ للر ي للؤوخر الفط للار‪ ،‬ويللؤوخر الص للالة‪ ,‬ق للالت‪ :‬أيهدم للا ال للذي يعرج للل الفط للار‪ ،‬ويعرج للل‬

‫‪ 196 / 4 - 1‬فتح الباري ‪ 209 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 196 / 4 - 2‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 196 / 4 - 3‬فتح الباري ‪ 209 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫الصلالة‪ ,‬قلال قلنلا‪ :‬عبلد الل بلن مسلعود‪ ,‬قلالت‪ :‬كلذلك كلان يصلنع رسول الل‬ ‫كريب‪ :‬والوخر أبو موسى‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫زاد أبلو‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫وإذا أفطر في رمضان يظّن املشمس قد غربت‪ ،‬ث طلعت الشدمس وجب قضاء ذلللك‬ ‫اليوم ف أصح قول العلدماء‪ ،‬وهو قول مجهور العلدماء‪ ,‬لا ثبللت فل صلحيح البخلاري عللن أسلاء‬ ‫بنللت أب ل بكللر ‪ -‬رض ي ال ل عنهدمللا‪ -‬قللالت‪ :‬أفطرن ا علللى عهللد رس ول ال ل‬

‫‪‬‬

‫يللوم غيللم‪ ،‬ث ل‬

‫طلعت الشدمس‪ ,‬قيل لشام بن عروة راوي الديث‪ ,‬فُأمروا بالقضاء قال‪ :‬بُّد من قضاء‬ ‫ويؤيمد املقممول بوجموب املقضمماء أم مران أحممدهما‪ :‬أن راوي الللديث هشللام بللن عللروة جللزم‬ ‫)‪. ( 2‬‬

‫بللذلك فقللال‪) :‬بللد مللن قضللاء( قللال الللافظ بللن حرجللر ‪ -‬رح ه اللل‪" :-‬ق لوله‪ :‬بللد مللن قضللاء" هللو‬ ‫اسللتفهام إنكللار مللذوف الداة‪ ,‬والعنلل‪ :‬ل بللد مللن قضللاء‪ ,‬ووقلع ف ل روايللة أب ل ذر "ل بللد مللن‬ ‫القضاء" اهل‪.‬‬ ‫املث مماني‪ :‬القي للاس‪ :‬فل للو غُل لّم هالل رمض للان فأص للبحوا مفطريل ن‪ ،‬ثل ل ت للبّي أن ذل للك الي للوم م للن‬ ‫رمض للان فالقض للاء واج للب بالتف للاق‪ ,‬فك للذلك ه للذه الس للألة إذا أفط للر ف ل ي للوم غي للم‪ ،‬ث ل طلع للت‬ ‫الشدمس وجب القضاء‪.‬‬ ‫وذهب آخرون من أهل املعلم إلل أنلله ل يللب قضللاء ذلللك اليللوم‪ ،‬وميسللك بقيللة النهللار‬ ‫عللن الكللل حللت تغللرب الشللدمس‪ ,‬وشبهوه بلن أكللل ناسلليا فل الصللوم‬

‫)‪ .(3‬وهو قللول أحللد فل‬

‫رواية‪ ,‬وإسحاق وابن وخزمية وأهل الظاهر‪ ،‬وهو قول ماهد والسلن‪ ,‬ووجه هلذا القلول كدملا قلال‬ ‫ابن الني‪ ":‬أن الكلفي إنا وخوطبلوا بالظلاهر‪ ,‬فلإذا اجتهلدوا فلأوخطئوا فال حلرج عليهلم فل ذللك"‬ ‫)‪ (4‬وه ذا اوختيللار شلليخ السللالم ‪-‬رح ه اللل‪ -‬ف ل رس الته حقيقللة الصلليام‪ ,‬والللذي يتج ح ل ل قللول‬

‫‪ 208 / 7 - 1‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 199 / 4 - 2‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 484 / 6 - 3‬عون المعبود شرح سنن أبي داود‪.‬‬ ‫‪ 200 / 4 - 4‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫الدمهور وأنه يب القضاء وأن الكلف إذا أوخطأ فال إث عليه كدما قال ابلن النيل‪ ,‬لكلن نفلي‬ ‫الث والرج ل يلزم منه عدم وجوب القضاء‪ ,‬وال أعلم بالصواب‪.‬‬ ‫استحباب املسحور‬ ‫‪-13‬ومن أحكمام املصميام اسللتحباب السللحور واسللتحباب تللأوخيه‪ ،‬قللال الل ‪ -‬تعللال‪:-‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪           ‬‬

‫‪ (1) ‬وثب للت ف ل الص للحيحي ع للن اب للن عدم للر ‪ -‬رضل ي ال ل عنهدم للا‪ -‬ق للال‪ :‬ك للان لرسل ول ال ل‬ ‫مؤذنللان‪ :‬بالل وابللن أم مكتللوم العدمللى‪ ,‬فقللال رس ول ال ل‬ ‫واش لربوا حللت يللؤذن ابللن أم مكتللوم‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫إن بالل يللؤذن بليللل فكل لوا‬

‫قللال القاسللم بللن مدمللد أحللد رواة الللديث‪ ":‬ول يكللن‬

‫بينهدما إل أن ينلزل هذا‪ ،‬ويرقى هذا" )‪.(2‬‬ ‫ومقصود املقاسم بمن محممد ‪ -‬وهو ابللن أوخللي عائشللة رضي الل عنهللا‪ -‬وهو القاسللم بللن‬ ‫مدمد بن أب بكللر مقصللوده ملن قلوله‪) :‬ول يكللن بينهدمللا إل أن ين للزل هلذا‪ ،‬ويرقى هللذا( البالغللة‬ ‫ف قصر الللدة اللت بينهدمللا بلدليل أن الللديث صلريح فل أن بالل يللؤذن بليلل قبللل الصلبح‪ ،‬ثل‬ ‫يللؤذن بعللده ابللن أم مكتللوم إذا طلللع الصللبح‪ ,‬وقلد جللاء تديللد الللدة بي ل السللحور والذان ف ل‬ ‫حديث زيد بن ثابت‬

‫‪‬‬

‫وأنا قدر خسلي آيلة‪ ،‬وهي ملع التتيلل كافيلة لطللوع الفرجلر‪ ,‬ففلي‬

‫الصللحيحي عللن زيد بللن ثللابت‬

‫‪‬‬

‫قللال‪  :‬تسلّح رلنا مللع رسول الل‬

‫قلت‪ :‬كم كان بي الذان والسحور؟ قال‪ :‬قدر خسي آية‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ثل قللام إلل الصللالة‪,‬‬

‫)‪. ( 3‬‬

‫وممن الدملممة علممى اسممتحباب املسممحور‪ ,‬واسممتحباب تممأخيره‪ :‬مللا ثبللت ف ل الصللحيحي عللن‬ ‫أنلس‬

‫‪‬‬

‫قللال‪ :‬قللال رسول الل‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫تسلحروا فلإن فل الّسل ُحلولر بركة‬

‫‪ - 1‬سورة البقرة آية ‪.187 :‬‬ ‫‪ 136 / 4 - 2‬فتح الباري ‪ 203 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 138 / 4 - 3‬فتح الباري ‪ 207 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 306-307 / 7 - 4‬نووي على مسلم ‪ 139 / 4‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫‪‬‬

‫)‪ .(4‬وف صلحيح‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫مسلللم عللن عدمللرو بللن العللاص‬ ‫الكتاب أكلة الّس حلر‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أن رسول الل‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فصللل مللا بيل صلليامنا وصيام أهللل‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫وفي صحيح املبخاري عن سهل بن سعد ‪‬‬ ‫سللرعت أن أدرك السللرجود مللع رسول ال ل ‪ (2)  ‬وروى‬

‫قال‪  :‬كنت أتسحر ف أهلي‪ ،‬ثل تكلون‬ ‫البخللاري ف ل ال لواقيت بلفللظ‪" :‬أن‬

‫أدرك صالة الفرجر"‪ .‬وف رواية الساعيلي‪" :‬صلالة الصلبح" )‪ .(3‬وف صلحيح مسللم علن سلرة بلن‬ ‫جنللدب‬ ‫الفرجر‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫عللن النللب‬

‫‪‬‬

‫أنلله قللال‪  :‬ل يغرنكللم نللداء بالل‪ ،‬ول هللذا البيللاض حللت يبللدو‬

‫أو قال‪ " :‬حت ينفرجر الفرجر" )‪.(4‬‬

‫وملكن املسحور وهو الكل ف آوخر الليلل ليللس بلواجب‪ ،‬بللل هلو مسلتحب‪ ,‬واللذي صلرف‬ ‫بالسللحور عللن الوجوب إلل النللدب والسللتحباب هللو أن النللب‬

‫‪‬‬

‫وأصللحابه واصلللوا يوما بعللد‬

‫ي للوم ول يتس للحروا‪ ,‬ف للدل عل للى أن الس للحور لي للس بل لواجب‪ ،‬ب للل ه للو مس للتحب كدم للا ثب للت فل ل‬ ‫الص للحيحي م للن ح للديث اب للن عدم للر ‪ -‬رضل ي الل ل عنهدم للا‪  :-‬أن الن للب‬

‫‪‬‬

‫واص للل‬

‫‪‬‬

‫ولف للظ‬

‫مسلللم‪  :‬واصللل فل رمضللان فواصللل النللاس فشلل‪،‬ق عليهللم‪ ,‬فنهللاهم‪ ,‬قللالوا‪ :‬إنللك تواصللل‪ ,‬قللال‪" :‬لسللت‬ ‫كهيئتكم" ‪ ‬ولفظ مسلم‪  :‬إن لست متثلكم إن أظّل ُأطعم وُأسقى‬

‫‪‬‬

‫وفي املصحيحين عللن ابللن عدمللر ‪ -‬رضي الل عنهدمللا‪  :-‬أن النللب‬ ‫قالوا‪ :‬إنك تواصل‪ ,‬قال‪ :‬إن لست متثلكم إن ُأطعم وُأسقى‬

‫‪ 307 / 7 - 1‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 137 / 4 - 2‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 138 / 4 - 3‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 206 / 7 - 4‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 139 / 4 - 5‬فتح الباري ‪ 211 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 202 / 4 - 6‬فتح الباري ‪ 211 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 6‬‬

‫)‪. ( 5‬‬

‫‪‬‬

‫نللى عللن الوصال‪,‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وفممي املصممحيحين ع للن عائش للة ‪ -‬رضل ي الل ل عنه للا ‪ -‬ق للالت‪  :‬ن للى رسل ول الل ل‬

‫‪‬‬

‫الوصال رحة للم‪ ,‬فقلالوا‪ :‬إنلك تواصلل‪ ,‬قلال‪ :‬إنل لسلت كهيئتكلم‪ ,‬إنل ُيطعدمنل رب‪ ،‬ويسلقين‬

‫ع للن‬ ‫‪‬‬

‫)‪. ( 7‬‬

‫وفي املصحيحين عن أب هريرة‬

‫‪‬‬

‫قال‪  :‬نلى رسول الل‬

‫‪‬‬

‫علن الوصال فل الصلوم‪,‬‬

‫فقال لله رجل ملن السللدمي‪ :‬إنلك تواصلل يلا رسول الل‪ ,‬قلال‪ :‬وأيكلم متثللي؟ إنل أبيلت ُيطعدمنل‬

‫رب‪ ،‬ويسقين‪ ,‬فلدما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بم يوما‪ ،‬ث يوما‪ ،‬ثل رأوا الالل‪ ,‬فقللال‪:‬‬ ‫لو تأوخر لزدتكم‪ ,‬كالنّك لل لم حي أبلَْوال أن ينتهوا‬ ‫وفممي ص ممحيح املبخ مماري ع للن أن للس ‪ ‬ع للن الن للب‬ ‫‪‬‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫‪‬‬

‫ق للال‪"  :‬ل تواص لللوا" ق للالوا‪ :‬إن للك‬

‫تواصل‪ .‬قال‪ :‬لست كأحد منكم إن أطعم وأسقى‪ ،‬أو إن أبيت أطعم وأسقى‬ ‫وفي صحيح املبخماري عللن أبل سللعيد الللدري‬

‫‪‬‬

‫أنلله سللع رسول الل‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 3‬‬ ‫يقللول‪  :‬ل‬

‫تواصلللوا‪ ,‬فللأيكم أراد أن يواصللل فليواصللل حللت السللحر‪ ,‬قللالوا‪ :‬فإنللك تواصللل يللا رسول اللل‪ ,‬قللال‪:‬‬ ‫لست كهيئتكم‪ ,‬إن أبيت ل ُمطلعم يطعدمن وساٍق يسقين ‪.(4) ‬‬ ‫فهمذه الحماديث تمدل علللى أن المللر بالسللحور مسللتحب وليللس بلواجب؛ لن النللب ‪‬‬ ‫واصللل وواصللل الصللحابة‪ ,‬والوصال هللو أن يصللوم يللومي فللأكتثر مللع الليللل فال يفطللر بالليللل‪ ،‬ول‬ ‫يأكل‪ ،‬ول يشرب‪ ،‬بل يصوم الليل مع النهار‪.‬‬ ‫ودملممت هممذه الحمماديث علللى أن الوصال ف ل حلل‪،‬ق النللب‬ ‫النب‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫مشللروع وأنلله مللن وخصللائص‬

‫حيث فعله‪ ،‬ونى المة عنه‪ .‬ودلت هذه الحاديث على أن الوصال فل حل‪،‬ق المللة‬

‫مكروه؛ لن النب ‪‬‬ ‫فعللل النللب ‪  ‬حيللث‬

‫نى عنه‪ ,‬والنهي للتنلزيه ل للتحري‪ ,‬والصارف له عن التحري إلل التن لزيه‬ ‫واصللل بالنللاس يوما بعللد يللوم‪ ,‬واصللل بللم اليللوم التثللامن والعشلرين مللن‬

‫‪ 202 / 4 - 7‬فتح الباري ‪ 215 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 205-206 / 4 - 2‬فتح الباري ‪ 212 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 202 / 4 - 3‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 202 / 4 - 4‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫رمض للان‪ ،‬ثل ل رأو هالل شل لوال فق للال‪ " :‬ل للو ت للأوخر الالل لزدتك للم" ‪ ‬يعن لل‪ :‬لواص لللت بك للم الي للوم‬ ‫التثالثي من رمضان‪ .‬قال ذلك كالتنكيل والتعزير لم حي أبوا أن ينتهوا‪.‬‬ ‫فالوصال مكللروه وليللس حرامللا؛ لنله للو كلان حرامللا للا فعلله النللب‬

‫‪‬‬

‫بلم‪ ،‬ودل حلديث‬

‫أب ل سللعيد السللاب‪،‬ق علللى ج لواز الوصلال إل ل السللحر وأنلله جللائز غي ل مكللروه‪ ,‬وذلللك بللأن يعللل‬ ‫َعَشل الءه سللحوًرا‪ ،‬ول يأكللل إل مللرة واحللدة‪ ,‬لكللن تركه أفضللل للحللاديث الللت فيهللا الللث علللى‬ ‫البادرة إل الفطر‪ ،‬وتعرجيله بعد غروب الشدمس‪.‬‬ ‫واملعلماء ملهم في حكم املوصال أربعة أقوال‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬أن الوصال حرام‪.‬‬ ‫املثاني‪ :‬أنه مكروه‪.‬‬ ‫املثاملث‪ :‬أنه جائز لن قدر عليه‪.‬‬ ‫املرابع‪ :‬أنه جائز إل السحر‪.‬‬ ‫وأرجحهما أن الوصال بي اليومي مكروه‪ ,‬وجائز إل السلحر‪ ،‬وتركه أفضللل‪ ,‬هللذا هلو اللذي‬ ‫يظهر ل من الدلة‪ ,‬وبه تتدمع الدلة‪ ،‬ول تتلف‪ .‬وال الادي إل سواء السبيل‬ ‫وقد اختلف املعلماء فل معنل قلوله‪،‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫قولي‪:‬‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫إنل أبيللت ُيطعدمنل رب‪ ،‬ويسللقين‬

‫‪‬‬

‫علللى‬

‫أحدهما‪ :‬أنه على حقيقته وعلى ظاهره‪ ,‬وأنه ‪ ‬كلان يُلؤتى بطعلام وش راب ملن عنلد الل‪,‬‬ ‫فهلو ُيطعلم مللن طعلام النللة كرامللة للله فل ليلال صلليامه‪ ,‬وعليلله فيكلون الطعلام والسلقاء حسلليا‪,‬‬ ‫وهمذا املقممول ضممعيف لمرين‪ :‬أحممدهما‪ :‬أنلله لللو كللان يلُلؤتى بطعللام وش راب مللن النللة لل يكللن‬ ‫مواصال‪ ،‬بل مفطرا وقد أقّرهم على قولم له )إنك تواصل(‪ .‬ثانيهما‪ :‬أن قوله ف الديث‪  :‬إن‬ ‫أظل ُيطعدمن رب‪ ،‬ويسقين‬ ‫ف النهار‪ ,‬ولو كان الكل والشرب حقيقة ل يكن صائدما‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يلدل علللى وقوع ذللك بالنهللار؛ لن لفظلة )يظللل( ل يكلون إل‬

‫‪ 202 / 4 - 1‬فتح الباري ‪ 212-211 / 7‬نووي على مسلم‪ / 2 ,‬زاد الَم عااد‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫املثمماني‪ :‬أن الطعللام والسللقاء معنللوي‪ ،‬وهو مللا يفتللح ال ل علللى نللبيه ‪ ‬مللن م لواّد أنسلله‪،‬‬ ‫ونفحللات قدسلله‪ ,‬والتلللذذ بناجللاته‪ ,‬ومل وارد لطفلله وذك ره ودعللائه‪ ,‬مللا يغنيلله عللن الطعللام والش لراب‪،‬‬ ‫ويعلل فيله قلوة الطللاعم الشللارب‪ ،‬ويسللد مسلّد الطعلام والشلراب‪ ،‬ويقلوى عللى أنلواع الطاعلة ملن‬ ‫غي ضعف ف القوة‪ ،‬ول كالل ف الحساس‪ ،‬وهذا قول الدمهور‪ ،‬وهو الصواب وال الوف‪،‬ق‪.‬‬ ‫وما يفعله بعمض املنماس مللن الكللل نصللف الليللل والنللوم بعللد ذلللك فيلله مالفللة للسللنة مللن‬ ‫الكللل ف ل السللحر آوخللر الليللل‪ ,‬وإذا كللان ل يسللتيقظ لصللالة الصللبح إل بعللد طلللوع الشللدمس‬ ‫متعدمدا فقد أضاع فريضة عظيدمة هي أعظلم أركان السلالم بعلد الشلهادتي‪ ،‬وهو متوعد بقللول‬ ‫ال ‪ -‬تعال‪:-‬‬

‫‪        ‬‬

‫‪‬‬

‫‪   ‬‬

‫‪‬‬

‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪ (1) ‬إلل قلوله ‪-‬تعللال‪:-‬‬

‫‪ (2) ‬إذ الللؤوخر للصللالة عللن وقتهللا متعدمللدا مللن غيل عللذر داوخللل‬

‫ف إضاعة الصالة والسهو عنهلا فلله نصلليب مللن هلذا الوعيلد اللذي ترتعللد للله الفرائللص‪ ،‬وتتزلزل‬ ‫له القلوب الية‪ ,‬نسأل ال أن يهدينا وإوخواننا السلدمي سواء السبيل‪.‬‬ ‫املتقبيل واملمباشرة مللصائم‬ ‫ش من ترك شللهوته‪،‬‬ ‫‪ - 14‬ومن أحكام املصيام أنه يوز للصائم أن ُيقّبل زوجته وأن يباشرها ما ل ي َ‬ ‫ونلزول شيء منه لا ثبت ف الصحيحي عن عائشلة ‪ -‬رضي الل عنهلا‪ -‬قلالت‪  :‬كلان النلب ‪ُ ‬يقبّللل‪،‬‬

‫وهو صائم‪ ،‬ويباشر‪ ،‬وهو صائم ولكنه أملُك كلم ِل رلبه‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 3‬‬

‫وفي املصممحيحين عللن عائشللة ‪ -‬رضي ال ل عنهللا‪ -‬قللال‪  :‬إن كللان رسول ال ل‬ ‫بعض أزواجله‪ ،‬وهو صلائم‪ ،‬ثل ضلحكت‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ليقبّللل‬

‫)‪ (4‬وف صلحيح مسللم علن حفصلة ‪ -‬رضي الل‬

‫‪ - 1‬سورة مريم آية ‪.59 :‬‬ ‫‪ - 2‬سورة الماعون آية ‪.5-4 :‬‬ ‫‪ 149 / 4 - 3‬فتح الباري ‪ 217 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 152 / 4 - 4‬فتح الباري ‪ 215 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫عنه للا‪ -‬ق للالت‪  :‬ك للان رسل ول الل ل‬

‫‪‬‬

‫يقب للل‪ ،‬وهللو ص للائم‬

‫عائشللة‪ -‬رض ي ال ل عنهللا‪ -‬قللالت‪  :‬كللان رس ول ال ل‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫)‪ .(1‬وف ل ص للحيح مس لللم ع للن‬

‫يقبّللل ف ل شللهر الصللوم‬

‫صحيح البخاري عن أم سلدمة ‪-‬رضي ال عنها‪  -‬أن النب‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫)‪ .(2‬وف‬

‫كان يقبلهللا‪ ،‬وهو صللائم‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 3‬‬ ‫ش‬ ‫فهذه الحاديث تدل على جواز تقبيل الصائم ومباشلرته وأن صلومه صلحيح ملا لل يل َ‬ ‫من الباشرة‪ ،‬أو الُقبللة وخروج شيء من الن‪ ،‬أو الذي لكونه سريع النلزال‪ ,‬فإن وخشللي وخلروج‬

‫شلليء وج ب عليلله تللرك الباشللرة والقبلللة‪ ,‬لقللول عائشللة ‪-‬رض ي ال ل عنهللا‪ -‬ف ل الللديث‪ " :‬ولكنلله‬

‫أملكك للم لربل ه" ولن حف للظ الص لليام ع للن الفس للاد واج للب ومللا ل يت للم الل لواجب إل ب لله فه للو‬ ‫واجب‪.‬‬ ‫فممإن قبةَّممل املصممائم‪ ،‬أو باشممر وخرج منممه منممي فسللد صللومه‪ ,‬وكذا لللو كللرر النظللر فأن للزل‬ ‫فسللد صللومه‪ ,‬وكذا لللو اسللتدمن فللأمن فسللد صللومه‪ ,‬وعليلله القضللاء‪ ،‬ول كفللارة عليلله‪ ،‬بللل الكفللارة‬ ‫فل الدملاع وخاصلة‪ ,‬أمللا إذا فكلر فأن للزل‪ ،‬أو أن للزل ملن نظلرة واحللدة ملن غيل عدمللد بلدون تكلرار‬ ‫فال يفسلد صلومه؛ لنله ل اوختيلار لله‪ ,‬فدملن وقع منله الن لزال باوختيلاره كالباشلرة‪ ،‬أو القبللة‪ ،‬أو‬ ‫تكرار النظر فإنه يفسد صومه‪ ,‬وإن كان بغي اوختياره كالتفكي والنظرة الواحدة بغيل تعدمللد فال‬ ‫يفسد صومه‪.‬‬ ‫أممما إذا خممرج منممه مممذي بالباش للرة‪ ،‬أو التقبي للل‪ ،‬أو تك لرار النظ للر فال يفسللد صللومه ف ل‬ ‫أصللح قللول العلدمللاء‪ ،‬بللل عليلله الوضلوء فقللط؛ لنلله كللالبول‪ ،‬وه و مللا تعللم بلله البلللوى‪ ,‬وذهللب‬ ‫بعللض العلدمللاء مللن النابلللة وغيه م إل ل أنلله يفسللد الصللوم بللروج الللذي‪،‬‬

‫‪ 219 / 7 - 1‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 218 / 7 - 2‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 152 / 4 - 3‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الروض المربع بحاشية الشيخ العنقري الجزء الول‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫)‪ (4‬والختللار أنلله ل‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫يفسد الصوم؛ لن الذي أشبه بالبول منه بالن‪ ،‬وهذا اوختيار شليخ السلالم ابلن تيدميلة ‪-‬رحه‬ ‫ال‪ (1) -‬وال الوف‪،‬ق للصواب‪.‬‬ ‫دخول شيء إملى حلق املصائم بدون قصد‬ ‫‪ - 15‬ومن أحكام املصيام أن من اغتسل‪ ،‬أو تضدمض‪ ،‬أو استنشلل‪،‬ق فللدوخل الللاء إلل حلقلله بال قصللد‬ ‫ل يفسد صومه‪ ,‬وكذا ملن طلار إلل حلقله ذبلاب‪ ،‬أو غبلار ملن طري‪،‬ق‪ ،‬أو دقيل‪،‬ق‪ ،‬أو ملا أشلبه ذللك لل يفسلد‬ ‫صلومه‪ ,‬لعلدم إمكلان التحلرز منلله؛ ولنلله ل قصللد لله‪ ،‬ول إرادة‪ ،‬ول اوختيللار‪ ,‬وقد قلال الل ‪-‬تعللال‪:-‬‬ ‫‪     ‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪.(2) ‬‬

‫أكل أو شرب شاّك ام في طلوع املفجر وملم يتبين مله طلوعه‬ ‫‪ - 16‬ومن أحكممام املصمميام أن مللن أكللل‪ ،‬أو شللرب شللاّك ال فل طلللوع الفرجللر ول يتللبي للله طلللوعه صللح‬ ‫صومه‪ ،‬ول قضلاء عليلله‪ ,‬لقلوله ‪-‬تعللال‪:-‬‬

‫‪     ‬‬

‫‪      ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (3) ‬ومن أكل‪ ،‬أو شرب شاّك ال ف غروب‬

‫الشدمس ول يتبي له أنا قد غابت ول يغللب عللى ظنله غروبا‪ ,‬فعليله قضلاء ذللك اليلوم؛ لن‬ ‫الصل بقاء النهار‪.‬‬ ‫إعلم من رآه يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسيا‬ ‫‪ - 17‬ومن أحكام املصيام أن من رأى من يأكل‪ ،‬أو يشرب ف نار رمضان ناسليا وهو صلائم وجب‬ ‫عليه إعالمه‪ ،‬ول يوز له السكوت عنه كدما يعتقده بعض العامة؛ لن هذا مللن المللر بللالعروف والنهللي عللن‬ ‫النكلر؛ لن الكلل والشلرب ملن الصلائم فل نلار رمضلان منكلر‪ ،‬لكلن الناسلي معلذور فلوجب إعالمله؛ ولن‬ ‫هذا من التعاون على الب والتقوى‪ ,‬وقد قال ‪-‬تعال‪:-‬‬ ‫‪. ( 4) ‬‬ ‫‪ - 1‬وهو اختيار شيخنا عبد العزيز بن باز‪.‬‬ ‫‪ - 2‬سورة البقرة آية ‪.286 :‬‬ ‫‪ - 3‬سورة البقرة آية ‪.187 :‬‬ ‫‪ - 4‬سورة المائدة آية ‪.2 :‬‬

‫‪49‬‬

‫‪    ‬‬

‫‪‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫صوم املشيخ املكبير واملمرأة املكبيرة واملمريض املذي ل يرجى برؤه‬ ‫‪ - 18‬ومممن أحكممام املصمميام أن الش لليخ الك للبي والل لرأة الك للبية‪ ,‬وك ذا الريل ض ال للذي ل يرج ى ب للرؤه‪,‬‬ ‫يفطللرون‪ ،‬ويطعللم كللل واحللد منهللم مكللان كللل يللوم مسللكينا‪ ,‬إذا كللانوا ل يطيقللون الصللوم ف ل قللول مجهللور‬ ‫العلدماء‪ ,‬قالوا‪ :‬وإن كانت الية منسووخة‪ ،‬وهي قوله ‪-‬تعال‪-‬‬ ‫‪ (1)    ‬إل أن حكم الطعام باٍق على من لل ُيط‪،‬ق الصلوم لكلب‪ ,‬وكذا ملرض‬ ‫ل يرجى بللرؤه‪ ,‬وقال مجاعللة مللن السلللف‪ :‬مجيللع الطعللام منسللوخ‪ ,‬وقال ابللن عبللاس ‪ -‬رضي الل‬ ‫‪   ‬‬

‫‪‬‬

‫عنهدمللا‪ :-‬ليسللت اليللة منسللووخة‪ ،‬بللل هللي مكدمللة‪ ،‬وهلي نل لزلت ف ل الكللبي والري ض اللللذين ل‬ ‫يقلدران عللى الصلوم‬

‫)‪ .(2‬وقال مالللك‪ :‬ل يللب عليلله شلليء لنلله تللرك الصلوم لعرجلزه فللم تللب‬

‫عليلله فديللة‪ ,‬كدمللا لللو تركه لللرض اتصللل بلله الللوت‪ ,‬والصلواب مللا ذهللب إليلله مجهللور العلدمللاء مللن‬ ‫وجوب الطعام‬

‫)‪ (3‬وال الوف‪،‬ق‪.‬‬

‫‪ - 1‬سورة البقرة آية ‪.184 :‬‬ ‫‪ 21 / 8 - 2‬النووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬المغني ‪.396 / 4‬‬

‫‪50‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫اغتسال املصائم وصب املماء على رأسه مللتبرد‬ ‫‪ - 19‬ومن أحكام املصيام‪ :‬أنه يوز للصللائم أن يغتسللل لللا ثبللت فل الصلحيحي عللن عائشلة ‪ -‬رضي‬

‫الل عنهللا‪ -‬قللالت‪ :‬كللان النللب ‪‬‬

‫يللدركه الفرجللر جنبللا فل رمضللان مللن غيل حلللم فيغتسللل‪ ،‬ويصللوم‬

‫)‪. ( 1‬‬ ‫ويج مموز مللص ممائم أن يص للب عل للى رأس لله ال للاء للت للبد‪ ،‬ويتدمض للدمض‪ ,‬وقللد أوخ للرج أح للد م للن‬ ‫حديث رجل من الصحابة‪  :‬أنه رأى رسول ال‬ ‫العطش‪ ،‬أو الر‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫يصب على رأسلله الللاء‪ ،‬وهو صللائم مللن‬

‫)‪. ( 2‬‬ ‫املمضمضة والستنشاق مللصائم‬

‫‪ - 20‬ومن أحكممام املصمميام‪ :‬أنلله يللوز للصللائم أن يتدمضللدمض‪ ،‬ويستنشلل‪،‬ق‪ ,‬لكللن ليللس للله أن يبللالغ فل‬ ‫الستنشاق وخشية أن يتسرب‪ ،‬أو يتهرب الاء إلل حلقله‪ ,‬للا روى أصلحاب السلنن وصححه ابلن وخزمية ملن‬ ‫ح للديث لقي للط ب للن ص للبة أن الن للب ‪ ‬ق للال ل لله‪  :‬وبللاِلغ ف ل الستنش للاق إل أن تك للون ص للائدما ‪‬‬ ‫)‪. ( 3‬‬ ‫وتمَْر كم املسممعوط فممي النممف َأول لئال يصللل إلل حلقلله؛ لن النللف منفللذ‪ ,‬أمللا القطللرة فل‬ ‫العيل وف الذن وكذا الكحللل فل العيلل‪ ,‬فتللأوخي اسللتعدمالا إلل الليللل أول وخروجا مللن وخالف‬ ‫من منع ذلك من العلدماء‪ ,‬وقال‪ :‬إن كل ما يدوخل فل اللوف‪ ،‬ويصلل إليلله يفطللر بله الصلائم‪,‬‬ ‫وإن ك للان الص للحيح أن لله ل يفط للر ب للا لع للدم ال للدليل عل للى ذل للك‪ ,‬لك للن الحتي للاط ل للذه العب للادة‬ ‫العظيدمللة أول‪ ,‬وكذلك ينبغللي تللرك العلللك للصللائم لنلله قللد يتحلللل منلله شلليء‪ ،‬أو يتحلللب منلله‬ ‫شيء‪ ,‬وقد يكون له طعم كاللوى‪.‬‬ ‫املحقن مللصائم‬

‫‪ 153 / 4 - 1‬فتح الباري ‪ 221 / 7‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 480،430،408،376 / 5 - 2‬وأبو داود ‪ 2365‬زاد المعاد‪.‬‬ ‫‪ 160 / 4 - 3‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫‪ - 21‬وممن أحكممام املصمميام أنلله يلحلل‪،‬ق بالكللل والشللرب مللا ف ل معنامهللا فيفطللر بدمللا‪ ,‬وذلللك كللالبر‬ ‫الغذية؛ لنه يستغن با علن الطعلام‪ ,‬وكذا حقلن اللدم يفطلر بله الصلائم لن اللدم وخالصلة الطعلام والشلراب‪,‬‬ ‫لكن الغالب فيدمن يتاج إل البر الغذية‪ ،‬أو إل حقن الدم فإنه مريض يباح له الفطر‪.‬‬ ‫أما البر املمكافحممة مللمممرض فل يفطممر بهمما املصممائم سلواء كللانت فل الوريد‪ ،‬أو العضللل؛ لنللا ليسللت‬ ‫أكال‪ ،‬ول ش لربا‪ ،‬ول ف ل معن ل الكللل والشللرب‪ ,‬لكللن الحتيللاط للصللائم أن يللؤوخر إل ل الليللل احتياطللا لللذه‬ ‫العبللادة‪ ,‬ووخروجا مللن وخالف ك لتثي مللن الفقهللاء القللائلي بأنللا تفطللر؛ لنللا تللدوخل فل الللوف‪ ،‬وتصللل إليلله‪,‬‬ ‫ولقول النب‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫دع ما يريبلك إلل ملا ل يريبللك‬

‫‪‬‬

‫رواه التمذي والنسللائي وقال التمذي‪:‬‬

‫حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫شم املصائم مللبخور‬ ‫‪ -22‬ومن أحكام املصميام أن شللم البخللور عالللا عامللدا يفطللر بلله الصللائم‪ ،‬وهو قللول كلتثي مللن الفقهللاء‬ ‫لن للله نفللوذا إل ل الللدماغ‪ ,‬أمللا إذا دوخللل أنفلله‪ ،‬أو شلله مللن غي ل قصللد فال يفطللر بلله الصللائم‪ ,‬لعللدم الرادة‬ ‫والوختيار وقد قال ‪ -‬تعال‪:-‬‬

‫‪       ‬‬

‫‪. ( 1) ‬‬

‫املقيء مللصائم‬ ‫‪ - 23‬ومن أحكام املصيام‪ :‬أن القيء‪ :‬يفطر بلله الصللائم فل أصللح قللول العلدمللاء إذا اسلَتقاء عدمللدا‪ ,‬أمللا‬

‫إذا ذرعه القيللء وغلبلله فال يفطللر بلله الصللائم‪ ,‬لللا أوخللرج التمذي )‪ (720‬وأبللو داود )‪ (2380‬وابللن مللاجه )‬

‫‪ (1676‬والللدارقطن ص)‪ (240‬عللن أب ل هري رة ‪‬‬ ‫عليه قضلاء‪ ,‬ومن اسلتقاء عدملدا فليقلض‬

‫‪‬‬

‫أن النللب‬

‫‪‬‬

‫قللال‪  :‬مللن ذرع ه القيللء فليللس‬

‫وسنده صلحيح‪ ,‬وصححه ابلن وخزمية )‪ (1960‬و )‬

‫‪ ,(1961‬وابللن حبللان )‪ (907‬والللاكم )‪ .(427 \ 1‬وقال ابللن النللذر‪ :‬أمجللع أهللل العلللم علللى إبطللال‬ ‫صوم من اسَتقاء عامدا )‪ .(2‬وقيل ل يفطر القيء مطلقا ولو عدمدا‪ ,‬حكي عن ابن مسللعود وابللن عبللاس‬ ‫‪ - 1‬سورة البقرة آية ‪.286 :‬‬ ‫‪ - 2‬المغني ‪ 368 / 4‬الطبعة المحققة طبعة هجر للطباعة والنشر‪ ،‬والتوزيع والعلم ط ‪1408 / 1‬ه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬المغني ‪ 174 / 368،4 / 4‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫)‪( 3‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫والصواب الول‪ ،‬وهو مذهب الدمهور )‪ (1‬وهو‪ :‬أنه يفطللر بالسلتقاء بللأي وجه اسلتقاء سلواء كلان بإدوخللال‬ ‫يده ف فدمه‪ ،‬أو بشدمه ما يقيئه‪ ،‬أو بوضع يده على بطنه‪ ،‬ونظامته‪ ،‬أو بغي ذلك )‪ (2‬وال الوف‪،‬ق للصواب‪.‬‬

‫‪ 174 / 4 - 1‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تهذيب السنن ‪.513 / 6‬‬

‫‪53‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫مشروعية املسوا ك مللصائم‬ ‫‪ - 24‬ومن أحكام املصيام‪ :‬مشروعية السواك للصلائم واسلتحبابه عنلد كلل صلالة‪ ,‬وعنلد كلل وضوء‪,‬‬

‫لللا ثبللت فل الصللحيحي عللن أبل هريرة ‪‬‬ ‫لمرتم بالسلواك عنلد كلل صلالة‬

‫‪‬‬

‫عللن النللب‬

‫‪‬‬

‫أنلله قللال‪  :‬لللول أن أشلل‪،‬ق علللى الللؤمني‬

‫وف حلديث زهيل بلن حلرب عنلد مسللم‪  :‬للول أن أشل‪،‬ق‬

‫على أمت لمرتم بالسواك عند كل صالة‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫ورواه املنسائي بلفظ‪  :‬لول أن أش‪،‬ق على أمت لمرتم بالسواك عند كل صالة‬

‫‪‬‬

‫وهذا‬

‫عللام يشللدمل السلواك عنللد كللل صللالة ووضوء للدمفطللر والصللائم فل أول النهللار وف آوخللره‪ .‬وقال‬ ‫ابللن وخزمية ف ل صللحيحه )‪ " :(247 \ 3‬إوخبللار النللب‬ ‫بالسواك عند كل صالة‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫لللول أن أشلل‪،‬ق علللى أمللت لمرت م‬

‫ول يستتثِن مفطرا دون صائم‪ ,‬ففيها دللة على أن السواك للصائم‬

‫عند كل صالة فضيلة كهو للدمفطر " اهل‪.‬‬ ‫وأخممرج املترمذي )‪ (725‬وأحمممد )‪ ,(445 \ 3‬وأبممو داود )‪ (2364‬وابممن خزيمممة )‪(2007‬‬ ‫عللن عللامر بللن ربيعللة قللال‪  :‬رأيللت النللب‬

‫‪‬‬

‫مللا ل أحصللي يتسللوك‪ ،‬وه و صللائم‬

‫‪‬‬

‫وفل سللنده‬

‫عاصم بن عبيد ال بن عاصم بن عدمر بن الطاب ضعفه البخاري وابن معي والذهلي وغي‬ ‫واحد‪ ,‬لكن قال التمذي‪" :‬العدمل على هذا عند أكتثر أهل العلم ل يروا بأسا بالسواك للصللائم‬ ‫أول النهار وآوخره"اهل‪.‬‬ ‫وقد روى ابن ماجه عن عائشة عن النب‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫مللن وخيل وخصللال الصللائم السلواك‬

‫‪‬‬

‫وقال البخاري‪ :‬قال ابن عدمر‪ " :‬يستاك أول النهار وآوخره" )‪ ,(490 \ 6‬عون العبود‪.‬‬

‫‪ 143 / 3 - 1‬نووي على مسلم‪ .‬والحديث أخرجه مسلم في باب السواك من كتاب الطهارة وأخرجه البخاري في باب السواك يوم الجمعة من كتاب الجمعة‪ ,‬وفي باب سواك الرطب واليابس للصائم من كتاب الصيام‪ ,‬وفي باب ما‬ ‫يجوز من ‪+‬اللو من كتاب التمني‪ ,‬بدون "عند كل صلة"‪ ,‬وأخرجه أبو داود في باب السواك من كتاب الطهارة والترمذي في السواك بالعشي للصائم من كتاب الطهارة‪ ,‬وابن ماجه في كتاب السواك من كتاب الطهارة‪ ,‬والمام مالك في‬ ‫باب ما جاء في السواك من كتاب الطهارة‪ ,‬وأحمد في المسند في مواضع‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وأخرجه املنسائي وأحمد وابن خزيمة وابن حبان عن عاشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬عن النب ‪‬‬ ‫‪ ‬الس لواك مطه للرة للف للم مرضل اة لل للرب‬

‫‪‬‬

‫قللال‪:‬‬

‫)‪ .(1‬وهل ذا ع للام يش للدمل الفط للر والص للائم أول النه للار‬

‫وآوخره‪.‬‬ ‫وذهب بعمض املعلمماء إلل أن السلواك يكللره للصللائم بعللد الللزوال لئال يزيل رائحللة اللللوف‬ ‫السللتحبة ف ل الللديث‪  :‬وخلللوف فللم الصللائم أطيللب عنللد ال ل مللن ريح السللك‬

‫‪‬‬

‫وإليلله ذهللب‬

‫صللدمتم فاسللتاكوا بالغللداة‪ ،‬ول تسللتاكوا بالعشللي‬ ‫الشللافعي وأحللد فل روايللة‪ ,‬واسللتدلوا بللديث‪  :‬إذا ُ‬ ‫‪ ‬لكنلله حلديث ضللعيف ل تقللوم بلله حرجللة‪ ,‬والصلواب اسللتحباب السلواك للصللائم وغيل الصللائم‬ ‫ف مجيع الوقات‪ ,‬وال الوف‪،‬ق ل إله غيه‪ ،‬ول رب سواه‪.‬‬ ‫ارتد عن السلم أثناء املصوم‬ ‫‪ - 25‬ومن أحكام املصيام‪ :‬أن من ارتد عن السالم ‪ -‬والعياذ بال‪ -‬ف أثناء الصوم فقد أفطر وفسد‬ ‫صللومه‪ ,‬بغي ل وخالف بيل أهللل العلللم‪ ,‬لقللول الل ‪-‬تعللال‪:-‬‬ ‫‪‬‬

‫‪    ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (2) ‬وعليه قضاء ذلك اليوم إذا عاد إل السللالم‪ ,‬وس واء أسلللم فل أثنللاء ذلللك اليللوم‪،‬‬

‫أو بع للد انقض للائه‪ ,‬وس ل واء ك للانت ردت لله باعتق للاد‪ ،‬أو ش للك‪ ،‬أو فع للل‪ ،‬أو ق للول ك للالنط‪،‬ق بكلدم للة‬ ‫الكفر مستهزئا‪ ،‬أو غي مسلتهزئ لقلول الل ‪-‬تعلال‪:-‬‬

‫‪   ‬‬

‫‪‬‬

‫‪           ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫‪ (3) ‬ولن الص ل للوم عب ل للادة كس ل للائر العب ل للادات‬

‫كالصالة والج وغيها ومن شرط العبادة النية فتبطل بالردة؛ ولن العبادات الضة من الصالة‬ ‫والصوم وغيها ينافيها الكفر‬

‫)‪. ( 4‬‬ ‫نوى الفطار من صومه‬

‫‪ 158 / 4 - 1‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ - 2‬سورة المائدة آية ‪.5 :‬‬ ‫‪ - 3‬سورة التوبة آية ‪.66-65 :‬‬ ‫‪ - 4‬المغني لبن قدامة ‪.370-369 / 4‬‬

‫‪55‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫‪ - 26‬ومن أحكام املصيام‪ :‬أن من نوى الفطار من صومه أفطر وفسد صومه ف أصح قول العلدماء؛‬ ‫لن الصوم عبادة من شرطها النية ف مجيع أجزاء العبادة‪ ,‬فإذا نوى قطعهللا فسللدت العبللادة بنيللة الللروج منهللا‬

‫وزالت حقيقة العبادة وحكدمها‪ .‬ففسد الصوم لزوال شرطه لا ثبت ف الصحيحي عن النللب ‪‬‬ ‫‪ ‬إنللا العدمللال بالنيللات وإنللا لكللل امللرئ مللا نللوى‬

‫‪‬‬

‫أنلله قللال‪:‬‬

‫وقال ابللن حامللد مللن النابلللة‪ :‬ل يفسللد‬

‫الصللوم بنيللة الفطللار لنللا عبللادة يلللزم الضللي ف ل فاسللدها‪ ،‬ول تفسللد بنيللة الللروج منهللا قياسللا‬ ‫على اللج‬

‫)‪ (1‬وهذا قلول ضلعيف‪ ,‬والصلواب القلول الول اللذي يلدل عليله اللديث اللذي هلو‬

‫الصللل ف ل ب للاب العب للادات‪ ،‬وهلو بن للاء العدم للال عل للى الني للات‪ ,‬وأن العدم للال معت للبة بللا‪ ،‬وهلي‬ ‫الصللححة لللا فدمللدارها عليهللا‪ ,‬فللإذا زالللت زالللت العبللادة واضللدمحلت‪ ،‬وتالشللت‪ ,‬والنيللة هللي الللت‬ ‫يصل با التدمييز بيل العلادات والعبلادات‪ ,‬فلالمور بقاصلدها‪ ,‬والعدمللال بالنيللات‪ ,‬ولكلل امللرئ مللا‬ ‫نللوى‪ ,‬نسللأل الل أن يرزقنللا الوخالص فل العدمللال وحسللن القصللد فل مللا نللأت‪ ،‬ونذر‪ ،‬وصالح‬ ‫النية والعدمل والصدق ف القوال والعدمال إنه جواد كري‪.‬‬ ‫تر ك املحائض واملنفساء املصوم‬ ‫‪ - 27‬ومممن أحك ممام املص مميام أن ال للائض والنفس للاء ل ي للل لدم للا الص للوم‪ ,‬وأندم للا تفط ل لران رمض للان‪،‬‬ ‫وتقضيان‪ ,‬وأندما إذا صامتا ل يزئهدما الصوم‪ ,‬وقد أمجع عللى ذللك أهلل العللم )‪ (2‬للا ثبلت فل الصلحيحي‬ ‫م للن ح للديث عائش للة ‪ -‬رضل ي ال ل ل عنه للا ‪  -‬فقل للت‪ :‬م للا ب للال ال للائض تقض للي الص للوم‪ ،‬ول تقض للي‬ ‫الصللالة؟ فقللالت‪ :‬أحروري ة أنللت؟ قللالت‪ :‬لسللت بروري ة ولكن ل أسللأل‪ .‬قللالت‪ :‬كللان يصلليبنا ذلللك‬ ‫فنؤمر بقضاء الصوم‪ ،‬ول نؤمر بقضاء الصالة‬ ‫سعيد الدري‬

‫‪‬‬

‫قال‪ :‬قال النلب‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫)‪ .(3‬ولا ثبت ف صحيح البخللاري عللن أبل‬

‫أليلس إذا حاضلت لل ُتص ّل ول تصلم؟ قللن‪ :‬بللى‪.‬‬

‫‪ - 1‬المغني لبن قدامة ‪.370 / 4‬‬ ‫‪ - 2‬المغني ‪.397 / 4‬‬ ‫‪ - 3‬أخرجه البخاري في باب ل تقضي الحائض الصلة من كتاب الحيض ‪ 421 / 1‬فتح الباري‪,‬وأخرجه مسلم في باب وجوب قضاء الصوم على الحائض دون الصلة ‪ ,28 / 4‬نووي على مسلم‪ ,‬وأبو داود ‪ , 60 / 1‬والترمذي‬ ‫‪ , 311 / 2‬عارضه الحوذي والنسائي ‪ , 162 / 4 , 157 / 1‬وابن ماجه ‪ , 533- 207 / 1‬والدارمي ‪ , 233 / 1‬وأحمد في المسند ‪ , 232, 142 / 6‬تهذيب السنن للحافظ ابن القيم المطبوع مع عون المعبود ‪.512 / 6‬‬

‫‪56‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫قال‪ :‬فذلك من نقصان دينها‬

‫‪‬‬

‫أوخرجه البخللاري فل كتلاب اليلض‪ ,‬بللاب تلرك الللائض الصلوم‬

‫)‪ .(1‬وف باب الائض تتك الصوم والصالة من كتاب الصوم‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫وهممذا مممن رحمممة ال م بالنسللاء‪ ,‬فللإن الصللالة تتكللرر ف ل اليللوم والليلللة خللس م لرات فيشلل‪،‬ق‬ ‫قضاؤها‪ ,‬أما الصيام فإنه عبادة سنوية ل تكون إل ف السنة مرة فوجب قضاؤه‪ ,‬فال يش‪،‬ق‪ ,‬وف‬ ‫ذل للك مص لللحة للدم ل لرأة‪ .‬وال للائض والنفس للاء س ل لواء؛ لن دم النف للاس ه للو دم الي للض وحكدمهدم للا‬ ‫واحللد‪ ,‬ومت وجد دم اليللض‪ ،‬أو النفللاس مللن ال لرأة الصللائدمة ف ل جللزء مللن النهللار فسللد صللوم‬ ‫ذلك اليوم سلواء ُوجلد فل أوله‪ ،‬أو فل آوخلره‪ ,‬ولو قبلل غلروب الشلدمس بلحظلة واحلدة‪ ,‬ووجب‬ ‫عليها قضاء ذلك اليوم‪.‬‬ ‫أما خروج املدم من الرأة‪ ،‬أو الرجل بسبب الرعاف‪ ،‬أو الراحات‪ ,‬وكذا وخلروج الللدم مللن‬ ‫الدّملل‪ ،‬ونوه فإنه ل يؤثر ف الصوم‪ ،‬بل الصوم صحيح‪ ,‬وكذا وخروج دم الستحاضة من الرأة‬ ‫ل يللؤثر ف ل الصللوم‪ ،‬بللل صللومها صللحيح مللع وخروجه‪ ،‬كدمللا ل مينللع الصللالة والطلواف بللالبيت‪,‬‬ ‫وكدمللا ل مينللع زوجهللا منهللا؛ لنلله ل ضللابط للله‪ ،‬وه و مسللتدمر فهللو كالرع اف والراحللات‪ ،‬ول‬ ‫دليل يدل على منعها من هلذه العبلادات معله كدملا دل النلص عللى منعهلا ملن هلذه العبلادات‬ ‫والشللياء مللع اليللض والنفللاس‪ .‬وكذا لللو انقلللع سلّنه ولفللظ الللدم ول يبتلعلله فصللومه صلحيح؛ لن‬ ‫هللذا الشللياء ل اوختيللار للله فيهللا‪ ،‬ول نللص ف ل تللأثر الصللوم بللا‪ ،‬وتأثيها عليلله‪ ,‬والصللل صللحة‬ ‫صوم السلم إل بدليل يدل على فساده‪ ،‬ول دليل هنا‪ ,‬وال الوف‪،‬ق والادي إل سواء السبيل‪.‬‬ ‫املحجامة واملفصاد مللصائم‬ ‫‪ - 28‬ومن أحكام املصيام أن إوخراج الدم من الصائم بالرجامة يفسلد الصليام‪ ،‬ويفطلر بلا الصلائم فل‬ ‫أصح قول العلدماء‪.‬‬

‫‪ 405 / 1 - 1‬فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ 191 / 4 - 2‬فتح الباري‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫لا روى أبلو داود بسلنده علن ثوبان ‪‬‬ ‫ولا روى شللداد بللن أوس ‪  ‬أن رسول‬

‫علن النلب‬ ‫ال ل‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫قلال‪  :‬أفطلر اللاجم الرجلوم‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫أتللى علللى رجل بللالبقيع‪ ،‬وهو يترجللم‪,‬‬

‫وهو آوخذ بيدي لتثدمان عشرة وخلت من رمضان‪ ,‬فقال‪ :‬أفطر الاجم والرجوم‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫وفي املبمماب عممن رافللع بللن وخديللج وأبل هريرة وعائشللة وبالل وأسللامة بللن زيد ومعقللل بللن‬ ‫سللنان وعلللي بللن أب ل طللالب وسعد بللن أب ل وقاص وأب ل زيد النصللاري وأب ل موسى الشللعري‬ ‫وابن عباس وابن عدمر )‪.(3‬‬ ‫وإملممى املقممول بممأن املحجامممة تفطممر املصممائم ذهممب طائفممة مممن أهممل املعلممم كأحللد بللن‬ ‫حنبللل‪ ,‬وإسللحاق بللن راهللويه‪ ,‬وأب ل ثللور‪ ،‬وهلو قللول عطللاء وعبللد الرح ن بللن مهللدي‪ ,‬والوزاعللي‪,‬‬ ‫والسللن‪ ,‬وابللن س ليين‪ ,‬وقلال بلله الشللافعية‪ :‬ابللن وخزمي ة‪ ,‬وابللن النللذر‪ ,‬وأبللو الوليللد النيسللابوري‪ ,‬وابللن‬ ‫حبللان ‪ ,‬وإليلله ذهللب مجاعللة مللن الصللحابة كعلللي بللن أب ل طللالب‪ ,‬وأب ل موسلى الشللعري‪ ,‬وك ان‬ ‫مجاعة من الصحابة يترجدمون ليال ف الصوم منهم ابللن عدملر ‪ ,‬وابللن عبللاس‪ ,‬وأبللو موسى‪ ,‬وأنللس‬ ‫بن مالك ‪-‬رضي ال عنهم‪.-‬‬ ‫وهمذا املقممول هممو اختيممار شمميخ السمملم ابممن تيميممة‪ ،‬وتلميممذه املعلمممة ابممن املقيممم ‪-‬‬ ‫رحمهما ال‪.(4) -‬‬ ‫وذهب جمهور املعلماء إملى عدم املفطر باملحجامة مطلقمما‪ ،,‬وهو قللول مالللك‪ ,‬والشللافعي‪,‬‬ ‫وأب حنيفة‪ ,‬وإليه ذهب مجاعة من الصحابة منهلم أبلو سللعيد الللدري‪ ,‬وابلن مسللعود‪ ,‬وأم سلللدمة‪,‬‬ ‫وابن عباس‪ ,‬وسعد بن أب وقاص‪ ,‬وأبو هريرة‪ ,‬والسي بن علي ‪ -‬رضي ال عنهم‪.-‬‬

‫‪ - 1‬سنن أبي داود مع شرحه عون المعبود ‪ ,493 / 6‬ابن ماجه )‪ ,(1680‬والدارمي ‪ ,15-14 / 2‬والطحاوي ص ‪ ,349‬وابن الجارود ص ‪ , 198‬وعبد الرزاق )‪ ,( 7522‬وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبخاري وعلي‬ ‫بن المديني والنووي وغيرهم‪ ,‬انظر تهذيب سنن أبي داود لبن القيم ‪ 494 / 4‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬سنن أبي داود مع شرحه عون المعبود ‪ ,496-495 / 6‬وأخرجه الشافعي ‪ 257 / 1‬والدارمي ‪ ,14 / 2‬وعبد الرزاق )‪ ,(7520‬وابن ماجه )‪ (1681‬والحاكم ‪ , 428 / 1‬والطحاوي ص ‪ , 349‬والبيهقي ‪ , 265 / 4‬إواسناده‬ ‫صحيح‪ ,‬وصححه غير واحد من الئمة كأحمد إواسحاق والبخاري وعلي بن المديني والدارمي إوابراهيم الحربي وغيرهم‪ ,‬انظر تهذيب سنن أبي داود لبن القيم ‪.496-494 / 6‬‬ ‫‪ - 3‬تهذيب السنن ‪.511 / 4‬‬ ‫‪ - 4‬فتح الباري ‪ ,174 / 4‬المغني لبن قدامة ‪ ,351-350 / 4‬عون المعبود ‪ ,496-494 / 6‬تهذيب سنن أبي داود لبن القيم ‪ 495 / 6‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وقممال بممه مممن املتممابعين‪ :‬ع للروة ب للن الزبي لل‪ ,‬وسللعيد ب للن ج للبي‪ ,‬وسللفيان التث للوري‪ ,‬وإلي لله ذه للب‬ ‫الطللاب‪ ,‬واسللتدلوا بللا ثبللت فل صللحيح البخللاري وغيلله عللن ابللن عبللاس ‪ -‬رضي الل عنهللم‪ -‬أن‬

‫‪‬‬

‫النب‬

‫احترجم‪ ،‬وهو مرم‪ ,‬واحترجم‪ ،‬وهو صائم‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫‪ -2‬واسلتدلوا ‪-‬أيضلا‪ -‬بلا ثبلت فل صلحيح البخللاري علن ثللابت البنلان قلال‪ :‬سلئل أنللس بللن‬ ‫مالك‬

‫‪‬‬

‫أكنتم تكرهون الرجامة للصائم؟ قال‪ :‬ل إل من أجل الضعف‬

‫‪ -3‬واسللتدلوا بللا روى الللدارقطن فل سللننه عللن أنللس بللن مالللك‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 2‬‬ ‫قللال‪ :‬أول مللا كرهت‬

‫الرجامللة للصللائم" ‪ ‬أن جعفللر بللن أب ل طللالب احترجللم‪ ،‬وه و صللائم‪ ,‬فدمللر بلله النللب‬ ‫"أفطللر هللذان"‪ ،‬ث ل روخ ص النللب‬

‫‪‬‬

‫بعللد ف ل الرجامللة للصللائم‬

‫صائم‪ ,‬قال الدارقطن‪ :‬كلهم ثقات‪ ،‬ول أعلم له علة‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫وك ان أنللس يترجللم‪ ،‬وهلو‬

‫)‪. ( 3‬‬

‫‪ -4‬واستدلوا بلا رواه النسلائي فل سلننه علن أبل سلعيد اللدري قلال‪ :‬روخص النلب‬ ‫القبلة للصائم‪ ,‬وروخص ف الرجامة‬

‫فقللال‪:‬‬

‫‪‬‬

‫فل‬

‫)‪. ( 4‬‬

‫وقال املشممافعي فممي "اختلف املحممديث" بعللد أن أوخللرج حللديث شللداد‪ ,‬ولفظلله‪  :‬كنللا مللع‬ ‫رسول ال‬

‫‪‬‬

‫ف زمان الفتح‪ ,‬فرأى رجال يترجم لتثدمان عشرة وخلت من رمضللان‪ ,‬فقللال‪ ،‬وهو‬

‫آوخذ بيدي‪ :‬أفطر الاجم والرجوم‬

‫‪‬‬

‫احترجم‪ ،‬وهو صائم‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ث ساق حديث ابن عباس ‪-‬رضي الل عنهدمللا ‪  :-‬أنلله‬

‫قال‪ :‬وحديث ابن عبلاس أمتثلهدملا إسلنادا‪ ,‬وإن تلوّقى أحلد الرجاملة‬

‫كان أحب إل احتياطلا‪ ,‬والقيللاس ملع حلديث ابلن عبلاس‪ ,‬واللذي أحفلظ عللن الصلحابة والتلابعي‬ ‫وعامة أهل العلم أنه ل يفطر أحد بالرجامة" )‪ (5‬اهل‪.‬‬

‫‪ - 1‬البخاري مع فتح الباري ‪ ,174 / 4‬سنن أبي داود مع عون المعبود ‪.499-498 / 6‬‬ ‫‪ - 2‬البخاري مع فتح الباري ‪ ,174 / 4‬وأخرجه أبو داود بلفظ‪ :‬ما كنا ندع الحجامة للصائم إل كراهية الجهد ‪ 501 / 6‬عون المعبود‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التعليق المغني على سنن الدارقطني ‪.182 / 2‬‬ ‫‪ - 4‬المّزيفي تحفة الشراف وقال‪ :‬لعله في الكبرى‪ ,‬قال الحافظ في الفتح أخرجه النسائي وابن خزيمة والدارقطني ورجاله ثقات ولكن اختلف في رفعه ووقفه وله شاهد من حديث أنس أخرجه الدارقطني ‪.178 / 4‬‬ ‫‪ - 5‬انظر فتح الباري ‪.177 / 4‬‬

‫‪59‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وأجاب املجمهور عن حديثي ثوبان وشداد‪ ,‬وفيهمما‪  :‬أفطللر الللاجم والرجللوم‬

‫‪‬‬

‫بأجوبة‬

‫منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬القدح ف الحاديث الدالة على أن الرجامة تفطر‪ ،‬وتعليلها بالضطراب‪.‬‬ ‫‪ -2‬القول بالتجيح‪ ,‬وأن حديث ابلن عبلاس أرجح ملن حلديتثي ثوبان وشداد وغيمها؛ لنله‬ ‫أصح إسنادا؛ لنه ف الصحيح كدما سب‪،‬ق ف كالم الشافعي آنفا‪.‬‬ ‫‪ -3‬القول بالنسخ‪ ,‬وأن حلديث ثوبان وشداد وغيمها منسلووخة بلديث ابلن عبلاس أن النلب‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫احترجم‪ ،‬وهو صائم؛ لنه ف حرجة الوداع سنة عشر‪ ,‬وحديث‬

‫‪‬‬

‫أفطللر الللاجم والرجللوم‬

‫قاله ابن عبد الب وقبله الشافعي‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬منسووخة با أوخرجه الدارقطن عن أنس والنسائي عن أب سعيد الدري ‪ -‬رضي الل‬

‫عنهدمللا‪ -‬مللن الروخصللة ف ل الرجامللة‪ :‬قللال ابللن حللزم‪  :‬أروخ ص النللب‬

‫‪‬‬

‫ف ل الرجامللة للصللائم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫وإسناده صحيح فوجب الوخذ به؛ لن الروخصة إنا تكلون بعلد العزمية‪ ,‬فلدل علللى نسللخ الفطلر‬ ‫بالرجامة‪ ,‬سواء كان حامجا‪ ،‬أو مرجوما‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫‪-4‬‬

‫‪ - 1‬انظر فتح الباري ‪.178 / 4‬‬

‫‪60‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫املتأويلت ملحديث ثوبان وشداد وغيرهما بتأويلت منها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أن معن قوله‪  :‬أفطر الللاجم والرجللوم‬ ‫ف ل السللتقبل مللن الفطللر كق لوله تعللال‪:‬‬

‫‪‬‬

‫أندملا سلليفطران‪ ,‬فهللو تأويل بلا سلليئول أمرمها‬

‫‪     ‬‬

‫‪ (1) ‬أي‪ :‬سلليئول‬

‫المر ف الستقبل إل أن يرج من السرجن‪ ،‬ويعصر خرا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن معن قوله‪  :‬أفطر الاجم والرجوم ‪ ‬تعّرضا للفطار‪ ,‬أما الرجللوم فللضللعف الللذي‬ ‫يلحقه من ذلك إل أن يعرجز عن الصوم‪ ,‬وأما الاجم فال بد أن يصللل إلل جللوفه مللن طعللم‬ ‫الدم‪ ،‬أو من بعض أجزائه‪ ,‬إذا ضم شفتيه على قصب الالزم‪ ،‬وهذا كدما يقال للرجل يتعللرض‬ ‫للهالك‪ ,‬قللد هلللك فالن‪ ،‬وإن كللان سللالا‪ ،‬وإنللا ي لراد بلله قللد أشللرف علللى الالك وكقلوله‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫مللن جعللل قاضلليا بي ل النللاس فقللد ذبللح بغي ل سللكي‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫)‪ .(2‬يريد أنلله قللد تعللرض للذبللح‬

‫)‪. ( 3‬‬ ‫ج مم‪ -‬وتللأوله بعض للهم ب للأن معنل ل قل لوله‪  :‬أفط للر ال للاجم والرج للوم‬

‫‪‬‬

‫ج للاز لدم للا أن يفطل لرا‪,‬‬

‫كقولك أحصد الزرع‪ ,‬إذا حان أن يصد‪ ,‬وأركب الهر‪ ,‬إذا حان أن يركب‪.‬‬ ‫د‪ -‬وتأوله بعضللهم علللى أن الفطللر فيهللا ل ل يكللن لجللل الرجامللة‪ ،‬بللل لجللل الغيبللة‪ ,‬وذكر‬ ‫الاجم والرجوم للتعريف الض كزيد وعدمرو ل للتعليل‪.‬‬ ‫ه مم‪ -‬وتللأول بعض للهم ال للديث‪  :‬أفط للر ال للاجم والرج للوم‬ ‫حقيقللة‪ ,‬وأن مللرور النللب‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫عل للى حقيقت لله‪ ,‬وأندم للا ق للد أفط لرا‬

‫بدمللا كللان مسللاء فل وقت الفطللر فقللال‪" :‬أفطللر الللاجم والرجللوم"‬

‫فأوخب أندما قد أفطرا ودوخال ف وقت الفطر‪ ,‬يعن فليصلنعا ملا أحبلا‪ ,‬كلأنه علذرمها بلذا القلول‪,‬‬ ‫إذ كانا قد أمسيا ودوخال ف وقت الفطار‪ ,‬كدما يقللال‪ :‬أصللبح الرجل وأمسللى وأظهللر‪ :‬إذا دوخلل‬ ‫ف وقت هذه الوقات‪.‬‬

‫‪ - 1‬سورة يوسف آية ‪.36 :‬‬ ‫‪ - 2‬أبو داود في كتاب القضية ‪ ,1‬والترمذي وابن ماجه كتاب الحكام ‪ ,1‬وأحمد ‪.230 / 2‬‬ ‫‪ - 3‬وهذا التأويل للبغوي في شرح السنة‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫و‪ -‬وتأوله بعضهم بأن الراد من قوله‪  :‬أفطر الاجم والرجوم‬

‫‪‬‬

‫التغليظ والللدعاء عليهدمللا‪,‬‬

‫ل أنه وخب شرعي بفطرمها‪.‬‬ ‫ز‪ -‬وتأوله بعضهم بأن الراد من إفطار الاجم والرجوم‪ ,‬إبطللال ثلواب صللومهدما كقلوله‬ ‫فيدمن صام الدهر‪  :‬ل صام‪ ،‬ول أفطر‬

‫‪‬‬

‫فدمعن ل ق لوله‪  :‬أفطللر الللاجم والرجللوم‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 1‬‬ ‫بطللل أجللر صلليامهدما‪ ,‬فكأندمللا صللارا مفطري ن غي ل‬

‫صائدمي‪ ,‬وكدما جاء‪  :‬خس وخصال يفطرن الصائم‪ ،‬وينقضن الوضوء‪ :‬الكذب‪ ،‬والغيبة‪ ،‬والندميدمة‪،‬‬ ‫والنظر بالشهوة‪ ,‬واليدمي الكاذبة‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫‪ -5‬أن لله ل للو ق للدر تع للارض الوخب للار مجل للة لك للان الوخ للذ بأح للاديث الروخص للة أول ل لتأيي للدها‬ ‫بالقياس وبأصول الشريعة‪ ,‬إذ الفطر إنا قياسه أن يكون با يدوخل الوف ل بالارج منه‪.‬‬ ‫وقد أجاب املقائلون بللأن الرجامللة تفطللر الصللائم علللى أجوبة الدمهللور عللن حللديتثي شللداد‬ ‫وثوبان وغيمها من الدلة الدالة على أن الرجامة تفطر الصائم با يأت‪:‬‬ ‫‪ -1‬أما القدح ف الحللاديث الدالللة علللى أن الرجامللة تفطللر الصللائم‪ ،‬وتعليلهللا بالضللطراب‪,‬‬ ‫فأجابوا عنه بأن أقوال الئدمة العارفي بذا الشأن قد تظاهرت بتصحيح بعضلها متثلل أحلد بلن‬ ‫أح للد‪ ,‬وإس للحاق ب للن راه للويه‪ ,‬وعل للي ب للن ال للدين‪ ,‬وإبراهي للم الربلل‪ ,‬وعتثدم للان ب للن س للعيد ال للدارمي‪,‬‬ ‫والبخ للاري‪ ,‬واب للن الن للذر‪ ,‬وبع للض ه للذه الح للاديث إم للا حس للن يص لللح لالحترج للاج ب لله وحل ده‪ ,‬وإم للا‬ ‫ضلعيف يصللح للشلواهد والتابعلات‪ ,‬وكل ملن للله عللم باللديث يشلهد بللأن هللذا الصللل مفللوظ‬ ‫عن النب‬

‫‪‬‬

‫لتعدد طرقه‪ ,‬وثقة رواته‪ ,‬واشتهارهم بالعدالة‪ ,‬قال عللي بلن اللدين‪ :‬ل أعللم فل‪:‬‬

‫أفطر الاجم والرجوم‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫حديتثا أصح من حديث رافع بن وخديج‪ ,‬وقال ف حللديث شللداد‪ :‬ل‬

‫أرى الديتثي إل صحيحي‬

‫)‪. ( 3‬‬

‫‪ - 1‬الترمذي كتاب الصوم باب ‪ ,56‬النسائي كتاب الصوم باب ‪ ,75-73-72‬مسلم الصوم رقم ‪ ,197-196‬أبو داود كتاب الصوم باب ‪ ,53‬الدارمي كتاب الصوم باب ‪ ,37‬ابن ماجه باب ‪ ,28‬أحمد ‪/ 5 ،426, 26-24 / 4‬‬ ‫‪.297،211‬‬ ‫‪ - 2‬الزدي في الضعفاء‪ ,‬والديلمي في مسند الفردوس‪ ,‬كنز العمال ‪.497 / 8‬‬ ‫‪ - 3‬لعل مراده حديث ثوبان وشداد كما سيأتي في كلم البخاري‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وقللال عتثدم للان ب للن س للعيد ال للدارمي‪ :‬صل لّح عن للدي ح للديث‪  :‬أفط للر ال للاجم والرج للوم‬ ‫حللديث ثوبلان وشلداد بللن أوس‪ ,‬وأقللول بلله‪ ,‬وسعت أحللد بللن حنبللل يقللول بلله‪ ,‬وذكر أنلله صللح‬ ‫‪‬‬

‫م للن‬

‫عنده حديث ثوبان وشداد‪ ,‬وقال إبراهيم الرب فل حلديث شلداد‪ :‬هلذا إسلناد صلحيح تقلوم بله‬ ‫الرجة‪ ,‬قال‪ ،:‬وهذا اللديث صلحيح بأسلانيد‪ ,‬وبه نقلول‪ ,‬وقال التمذي فل كتلاب العللل‪ :‬سلألت‬ ‫البخللاري فقللال‪ :‬ليللس فل هللذا البللاب شلليء أصللح مللن حللديث شللداد بللن أوس‪ ,‬فقلللت‪ :‬وما فيلله‬ ‫من الضطراب‪ ,‬فقال‪ :‬كالمها عندي صحيح؛ لن يىي بن سعيد روى عن أبل قالبللة عللن أبل‬ ‫أسللاء عللن ثوبان‪ ،‬وعن أب ل الشللعث عللن شللداد الللديتثي مجيعللا‪ ،‬فقللد حكللم البخللاري بصللحة‬ ‫حديث ثوبان وشداد‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫‪ -2‬وأمللا قللول بعضللهم بتجيللح حللديث ابللن عبللاس لنلله ف ل الصللحيح علللى حللديث شللداد‬ ‫وثوبان وغيمها‪ ,‬فيجمماب عنممه بللأن التجيللح إنللا يكللون إذا ل ل ميكللن الدمللع بي ل الحللاديث ول‬ ‫ميكللن القللول بالنسللخ لتعللذر معرفة التاريخ‪ ,‬كدمللا هللو مقللرر ومعللروف فل علللم أصللول الفقلله وف‬ ‫علم مصطلح الديث‪ ,‬والدمع بي الحاديث هنا مكن با سيأت من الجوبة‪.‬‬ ‫‪ -3‬وأم للا الق للول ب للأن ح للديث ش للداد وثوبللان منس للوخ ب للديث اب للن عب للاس أن الن للب‬

‫‪‬‬

‫احترجم‪ ،‬وهو صائم‪ ,‬والقول بالنسخ هو العتدمد عند الدمهور‪.‬‬ ‫فيجمماب عنممه بممأن دعمموى املنسممخ ل سممبيل إملممى صممحتها؛ لن املنسممخ ل يثبممت إل‬ ‫بشرطين‪ :‬أحدهما‪ :‬التعارض بي الديتثي على وجه ل ميكن الدمع بينهدما‪ .‬واملثاني‪ :‬العلللم بتللأوخر‬ ‫أحللدمها‬

‫)‪ (2‬وكالمهللا منتللف فللالدمع بي ل الللديتثي مكللن‪ ,‬وليللس فيلله بيللان للتاري خ‪ .‬وأممما س مؤال‬

‫ثممابت لنممس أكنتللم تكرهون الرجامللة؟ قللال‪ :‬ل‪ ,‬إل مللن أجللل الضللعف‪ ,‬وف روايللة‪" :‬علللى عهللد‬ ‫رسول ال‬

‫‪‬‬

‫"‪ ،‬فهو يدل على أن أنسا ل تكن عنده رواية عن النب‬

‫‪ - 1‬انظر تهذيب سنن أبي داود للحافظ ابن القيم مع عون المعبود ‪.497،502-496 / 6‬‬ ‫‪ - 2‬كما هو مقرر ومعروف في علم أصول الفقه وفي علم مصطلح الحديث‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫‪‬‬

‫أنه أفطر با‪،‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫ول أن لله روخ ص فيه للا‪ ،‬ب للل ال للذي عن للده كراهته للا م للن أج للل الض للعف‪ ,‬ولللو عل للم أن الن للب‬

‫‪‬‬

‫روخص فيها ل يكره شيئا روخص فيه رسول ال ‪.‬‬ ‫وأما حديث أبي سعيد في املرخصة فمي املحجاممة فهللو متلللف فيلله‪ ,‬وذكر الرجامللة فيلله‬ ‫ليس ملن كالم النلب‬

‫‪‬‬

‫بلل ملن كالم أبل سلعيد‪ ,‬كدملا قلاله ابلن وخزمية‪ ،‬ولكلن بعلض اللرواة‬

‫أدرجه فيه‪ ,‬وليس فيه بيان للتاريخ‪ ،‬ول يدل على أن هذا التوخيص كان بعد الفتح‪.‬‬ ‫وأما قول ابن حزم وغيره‪ :‬إن الروخصللة ل تكللون إل بعللد النهللي‪ ،‬فباطللل بنفللس الللديث‪,‬‬ ‫فإن فيه روخص رسول ال‬

‫‪‬‬

‫ف القبلة للصائم‪ ,‬ول يتقللدم فيلله نلي عنهللا‪ ،‬ول قللال أحلد‪ :‬إن‬

‫هللذا الللتوخيص فيهللا ناس لٌخ لن لٍع تقللدم‪ ,‬وف الللديث‪  :‬إن الللاء مللن الللاء‬ ‫أول السالم‪ ,‬فسدمى الكم النسوخ روخصة مع أنه ل يتقدم حظر‪ ،‬بل النع منه متأوخر‬ ‫‪‬‬

‫كللانت روخصللة فل‬ ‫)‪. ( 1‬‬

‫‪ -4‬وأممما تممأويلت بعضممهم لحمماديث املفطممر باملحجامممة كحممديث شممداد وثوبان‪  :‬أفطللر‬ ‫الاجم والرجوم‬

‫‪‬‬

‫فأجاب عنها القائلون بأن الرجامة تفطر الصائم با يأت‪:‬‬

‫أما تللأويلهم لقلوله‪  :‬أفطلر الللاجم والرجللوم ‪ ‬بأندمللا سليفطران‪ ،‬أو بأندمللا تعّرضلا‪ ،‬أو بللأنه‬ ‫جاز لدما أن يفطرا فيرجاب عنه بأن هذا التأويل باطل لتضّدم نله أمورا باطلة منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬اليهام بالف الراد‪.‬‬

‫‪ -2‬ولن الصحابة فهدموا وخالفه‪.‬‬ ‫‪ -3‬ولن هذا اللفظ اطرد دون ميئه بالعن الذي ذكروه‪.‬‬ ‫‪ -4‬ولشدة مالفته للوضع‪.‬‬ ‫‪ -5‬ولذكر الاجم‪ ,‬فإنه وإن تعرض الرجوم للفطر بالضعف‪ ,‬فأي ضعف ف ح‪،‬ق الاجم‪.‬‬ ‫‪ -6‬والتعليل بكون اللاجم متعرضا لبتالع الللدم‪ ,‬والرجللوم متعرضا للضللعف هللذا التعليللل ل‬ ‫يبطل الفطر بالرجامة‪ ،‬بل هو مقرر للفطر با‪ ,‬وإل فال يوز استنباط وصف ملن النللص يعلود‬ ‫عليه البطال‪ ،‬بل هذا الوصف إن كان له تأثي ف الفطر‪ ,‬وإل فالتعليل به باطل‪.‬‬ ‫‪ - 1‬تهذيب سنن أبي داود للحافظ ابن القيم مع نسخة عون المعبود شرح سنن أبي داود ‪.508-506 / 6‬‬

‫‪64‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وأممما تأويمل بعضممهم بللأن الفطللر فيهللا ل ل يكللن لجللل الرجامللة‪ ،‬بللل لجللل الغيبللة وذكلر‬ ‫الاجم والرجوم للتعريف الض كزيد وعدمرو ل للتأويل‪.‬‬ ‫فيجاب عنه بأن هذا املتأويل باطل ملتضمنه أمورا باطلة منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن ذلك يتضدمن اليهلام والتللبيس‪ ,‬بلأن يلذكر وصفا يرتب عليلله الكللم‪ ،‬ول يكلون لله‬ ‫تأثي ألبتة‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن هذا يبطل عامة أحكام الشرع الت رتبها على الوصاف إذا تطرق إليها متثل هذا‬ ‫التأويلل والللوهم الفاسللد‪ ,‬فالزن ا ُرتللب عليلله اللللد ف ل ق لوله ‪-‬تعللال‪:-‬‬ ‫‪ (1)        ‬والسرقة رتب عليه قطع اليد ف قوله‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ -‬تعال ‪:-‬‬

‫‪    ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (2) ‬وغيمها كتثي‪ ,‬فإن جاز‬

‫أن تكون تلك الوصاف للتعريف ل للتعليل بطلت الحكام‪.‬‬ ‫‪ -3‬أنلله ل يفهللم أحللد مللن الاصللة والعامللة إل تعللل‪،‬ق الحكللام بأوصافها‪ ,‬ومن قللال بالف‬ ‫ذلللك وأن الوصلاف ل تللأثي لللا ف ل الحكللام عُ لّد كالملله سللخفا‪ ,‬فكيللف يضللاف ذلللك إل ل‬ ‫الشارع‪.‬‬ ‫‪ -4‬أن ف هذا قدحا ف أفهام الصحابة الذين هم أعرف الناس وأفهم النللاس بلراد نللبيهم‬

‫‪‬‬

‫وبقص للوده بكالم لله‪ ,‬حي للث أفت لوا ب للأن الرجام للة تفط للر الص للائم‪ ،‬وقللد ق للال أب للو موسللى‬

‫لرجل قال له‪ :‬أل تترجم نارا؟ أتأمرن أن ُأهري‪،‬ق دمي وأنا صائم؟ وقد سعت رسول ال‬ ‫يقول‪  :‬أفطر الاجم والرجوم‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ -5‬أن هللذا يتضللدمن تعليلل‪،‬ق الكللم‪ -‬وه و الفطللر‪ -‬بوصلف ل ذك ر للله ف ل الللديث أصللال‪,‬‬ ‫وإبطال تعليقه بالوصف الذي علقه به الشارع‪ ،‬وهذا باطل‪.‬‬ ‫‪ -6‬أنلله ل ميكللن أن يتفلل‪،‬ق بضللعة عشللر صللحابيا علللى روايللة أحللاديث كلهللا متفقللة بلفللظ‬ ‫واحد‪  :‬أفطر الاجم والرجوم‬

‫‪‬‬

‫ويكون ذكر الرجامة ل تأثي لا ف الفطر‪.‬‬

‫‪ - 1‬سورة النور آية ‪.2 :‬‬ ‫‪ - 2‬سورة المائدة آية ‪.38 :‬‬

‫‪65‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫‪ -7‬أن القللول ب للأن ذكلر ال للاجم والرج للوم للتعري ف ي للاب عنلله ب للأن الوصللاف تللذكر ف ل‬ ‫النصوص لتعريف أحكامها وأنا مرتبطة با‪ ,‬فأحكام الشارع إنا ُتعرف بالوصاف‪ ،‬وتربط با‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ -8‬أنلله لللو كللان فطللر صللاحب القصللة الللذي م لّر بلله النللب‬ ‫والرجوم ‪ ‬لو كان فطره بغي الرجامة لبينه له الشارع لاجته إليه‪ ،‬وتأوخي البيللان عللن وقت‬ ‫وقال للله‪  :‬أفطللر الللاجم‬

‫الاجة ل يوز‪.‬‬ ‫وأما قوملهم‪) :‬إن املفطر باملغيبة( فيجاب عنه بأن هذا باطل لمور‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن ذلللك ل يتثبللت‪ ,‬وإنللا جللاء ف ل حللديث واحللد‪" :‬ومه ا يغتابللان النللاس"‪ ،‬وهلي زي ادة‬ ‫باطلة‪.‬‬ ‫‪ -2‬أنه لو ثبت لكان الوخذ بعدموم اللفظ الذي ُعل‪،‬ق به الكم دون الغيبة الت ل يعللل‪،‬ق‬ ‫با الكم‪.‬‬ ‫‪ -3‬أنلله لللو كللان الفطللر بالغيبللة لكللان مللوجب البيللان أن يقللول‪) :‬أفطللر الغتابللان( علللى عللادة‬ ‫الشارع وعرفه من ذكر الوصاف الؤثرة دون غيها‪.‬‬ ‫‪ -4‬أن هللذا يتضللدمن حللل الللديث علللى وخالف المجللاع‪ ،‬وتعطيللل المجللاع‪ ,‬إذ النللازع ف ل‬ ‫تفطيل الرجامللة للصللائم ل يقللول بللأن الغيبللة تفطللر‪ ,‬فكيللف يدمللل الللديث علللى وخالف المجللاع‬ ‫الذي يعتقد بطالنه‪.‬‬ ‫‪ -5‬أن الغيبللة لل يللر لللا ذكر فل الللديث أصللال‪ ,‬فكيللف تعللل وصفا فل الكللم‪ ,‬وسياق‬ ‫الحاديث يبطل هذا التأويل؟‪.‬‬ ‫وأما تأويل بعضممهم مللحممديث‪" :‬أفطللر الللاجم والرجللوم" بللأنه علللى حقيقتلله‪ ,‬وأندمللا قللد أفطلرا‬ ‫حقيقللة؛ لن مللرور النللب‬

‫‪‬‬

‫بدمللا مسللاء ف ل وقلت الفطللر‪ ,‬فللأوخب أندمللا قللد أفط لرا ودوخال ف ل‬

‫وقت الفطر‪ ,‬فيرجاب عنه با يأت‪:‬‬ ‫‪ -1‬ل يللوز أن ُي دمل للل الللديث علللى ذلللك إذ ل تللأثي للحرجامللة حينئللذ‪ ،‬بللل كللل النللاس‬ ‫قد أفطروا حي أمسوا ودوخلوا ف وقت الفطار‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫‪ -2‬لللو كانللا قللد أفطلرا لللدوخول وقت الفطللار‪ ،‬وهو السللاء لللا كللان لقللول أنللس‬

‫‪‬‬

‫)ثل‬

‫روخص بعد ف الرجامة( فائدة‪ ،‬ول حاجة أصال‪.‬‬ ‫‪ -3‬لللو كللان قللد أفطلرا لللدوخول وقت الفطللار‪ ،‬وهو السللاء لللا كللان بالصللحابة حاجللة أن‬ ‫يللؤوخروا احترجللامهم إلل الليللل‪ ,‬وكيللف يفتللون المللة بفطرهم بللأمر قللد فعللل مسللاء ل تللأثي للله فل‬ ‫الفطر؟‬ ‫وأممما تأويممل بعضممهم مللحممديث بممأن املم مراد مممن ق مومله‪" :‬أفط للر ال للاجم والرج للوم" التغلي للظ‬ ‫والدعاء عليهدما‪ ,‬ل أنه حكم شرعي فيرجاب عنه‪:‬‬ ‫بللأنه كيللف يغلّللظ عليهدمللا‪ ،‬ومه ا ل ل يفعال مرم ا‪ ،‬ول مفط لرا‪ ،‬بللل فعال مللا أبللاحه الشللارع‬ ‫لدما؟ هذا ل يكون‪ ,‬ومت ُعهد ف عرف الشارع الدعاء على الكلف بالفطر وفساد العبادة‪.‬‬ ‫وأما تأويل بعضهم بللأن اللراد مللن إفطللار الللاجم والرجللوم إبطللال ثلواب صللومهدما فكأندمللا‬ ‫صارا غي صائدمي‪ ,‬فيرجاب عنه با يأت‪:‬‬ ‫‪ -1‬كيلف يبطلل أجلر الللاجم والرجللوم وأنتللم ل ترمون الرجاملة للصلائم‪ ،‬ول تللرون فسلاد‬ ‫الصوم با‪ ,‬فإذا صح الصوم ترتب عليه الجر والتثواب مع الوخالص وحسن القصد‪.‬‬ ‫‪ -2‬لو كان الراد من قوله‪" :‬أفطر الاجم والرجوم" إبطال الجر والتثواب لكان ذلك مقررا‬ ‫لفسللاد الصللوم ل لصللحته‪ ,‬فللإن الشللارع حينئللذ قللد أوخللب عللن أمللر يتضللدمن بطالن أجرمها لزوملا‬ ‫واستنباطا‪ ,‬وبطالن صومهدما صريا‪ ،‬ونصا‪ ,‬فكيف يعطل ما دل عليه صللريه‪ ،‬ويعتللب مللا اسللتنبط‬ ‫منه‪ ,‬مع أنه ل منافاة بينه وبي الصريح‪ ،‬بل العنيان ح‪،‬ق‪ ,‬فقد بطل صومهدما وبطل أجرمها إذا‬ ‫كانت الرجامة لغي الرض‪.‬‬ ‫‪ -5‬وأم مما ج ممواب املجمه ممور ب للأن الح للاديث ل للو ق للدر تعارض ل ها لك للان الوخ للذ بأح للاديث‬ ‫الروخصللة أول لوافقتهللا للقيللاس‪ ,‬ولشللهادة أصللول الشلريعة لللا‪ :‬إذ الفطللر إنللا قياسلله أن يكللون بللا‬ ‫يدوخل الوف ل بالارج منه‪ ,‬فيرجاب عنه با يأت‪:‬‬

‫‪67‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫‪ -1‬أن الحللاديث ليسللت متعارضة بدمللد اللل‪ ،‬بللل هللي متفقللة‪ ,‬فهللذا التقللدير غي ل وارد‪ ,‬إذ‬ ‫الحاديث يعدمل بكل منها فيدما دل عليه‪.‬‬ ‫‪ -2‬لللو قللدر تعارضهدما وسلم ذلللك لكللان الوخللذ بأحللاديث الفطللر متعيلل؛ لنللا ناقلللة عللن‬ ‫الصللل‪ ,‬وأحللاديث الباحللة مبقيللة وموافقللة لللا كللان المللر عليلله قبللل جعلهللا مفطللرة‪ ,‬والناقللل مقللدم‬ ‫على البقي‪.‬‬ ‫‪ -3‬أنلله ليللس ف ل أحللاديث الروخصللة لفللظ ص لريح صللحيح‪ ،‬بللل هللي مللا بي ل صللحيح غي ل‬ ‫صريح الدللة‪ ،‬بل هو متدمل صريح الدللة لكنه غي صحيح فال يصلح للحرجة‪ ,‬فكيف تقدم‬ ‫على أحاديث الفطر‪ ،‬وهي صحيحة متعددة الطللرق صللرية فل الدللللة غيل متدملللة‪ ,‬وعليلله فقللول‬ ‫بعضهم‪" :‬فيكون القياس بأن الفطر يكون با يدوخل الوف ل با يرج منه فاسد العتبار"‪.‬‬ ‫‪ -4‬القول بلأن الرجاملة تفطلر الصلائم هلو الوافل‪،‬ق للقيلاس‪ ,‬وإن الشلارع علل‪،‬ق الفطلر بإدوخلال‬ ‫ما فيه قوام البدن من الطعام والشلراب‪ ,‬وعللل‪،‬ق الفطللر أيضلا بللإوخراج القيلء واسللتفراغ النل‪ ,‬وجعللل‬ ‫وخروج دم اليض والنفاس مانعا من الصوم‪ ,‬لا فيه من وخروج الدم الضعف للبدن‪.‬‬ ‫فالشللارع نللى الصللائم عللن أوخللذ مللا يعينلله‪ ،‬وعن إوخلراج مللا يضللعفه‪ ,‬وكالمهللا مقصللود للله‪ ,‬فللله‬ ‫قصد ف حفظ قوة الصائم عليه كدما له قصد ف منعه من إدوخال الفطرات‪ ,‬والفطر بالرجامة‬ ‫أول من الفطر بالقيء نصا وقياسا واعتبارا‪.‬‬ ‫وبهممذا يتممبين أن املقممول بممأن املحجامممة تفطممر املصممائم ه للو مقتض للى القي للاس وأنلله الللذي‬ ‫تشهد له أصول الشريعة وقواعدها وبالقول به تتواف‪،‬ق النصوص والقياس‪ ،‬ويصدق بعضلها بعضلا‪.‬‬ ‫وعليه فالرجوم الصائم يفطر بسبب وخروج الدم‪ ,‬أما الللاجم فللإنه يفطللر فل أصلح قللول العلدملاء‬ ‫لنلله ميللص الللدم‪ ,‬فللإن كالم النللب‬

‫‪‬‬

‫وخللرج علللى الللاجم العتللاد‪ ،‬وهو الللذي ميللص الللدم‪ ,‬فلدمللا‬

‫كان الاجم يتذب الواء الذي فل القللارورة بامتصاصلله‪ ,‬واللواء يتللذب ملا فيهللا مللن اللدم‪ ,‬فربا‬ ‫صللعد مللع ال لواء شلليء مللن الللدم‪ ,‬ودوخللل ف ل حلقلله‪ ،‬وهو ل يشللعر‪ ,‬والكدمللة إذا كللانت وخفيّللة‬

‫عُلّلل‪،‬ق الكللم بظنتهللا‪ ,‬كدمللا أن النللائم لللا كللان قللد يللرج منلله الريح‪ ،‬ول يشللعر بللا عللل‪،‬ق الكللم‬

‫‪68‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫بالظنة‪ ،‬وهو النوم‪ ,‬وإن ل يرج منه الريح‪ ,‬وكدما علقت الحكام بالسفر وإن ل توجد الشللقة؛‬ ‫لن السفر مظنة الشقة‪.‬‬ ‫أما املحاجم املذي يحجممم باملتشممريط أي شللرط اللللد‪ ،‬ول ميللص الللدم فللإنه ل يفطللر إذا‬ ‫كلان صلائدما‪ ,‬وكذا ملن يرجلم‪ ،‬ول ميلص اللدم‪ ،‬بلل ميصله مفطلر غيله فلإنه ل يفطلر وليلس فل‬ ‫هذا مالفة للنص‪  :‬أفطر الاجم والرجوم‬

‫‪‬‬

‫لن كالم النب‬

‫‪‬‬

‫وخرج علللى الللاجم العتللاد‪،‬‬

‫وهو الذي ميص الدم‪ ,‬وكالمه إنا يعم الاجم العتاد‪ ,‬فاستعدماله اللفظ فيله بقصلره عللى اللاجم‬ ‫العتاد ل يكون تعطيال للنص‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫واملقول بأن املحاجم يفطر كالرجوم هو الصواب‪ ،‬وهو منصوص المام أحد‪ -‬يعنل الللذي‬ ‫ميص الدم‪ ,-‬والقول التثلان‪ :‬أن الترجلم يفطلر وحده دون اللاجم‪ ،‬وهو ظلاهر كالم الرقي ملن‬ ‫النابلة‪ ,‬فإنه قال ف الفطّرات‪ ،:‬أو احترجم ول يقل‪ ،‬أو حرجم‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫أما استدلل املجمهور على أن الرجامللة ل تفطللر الصللائم بللا ثبللت فل صللحيح البخللاري‬ ‫عن ابن عبلاس ‪-‬رضي الل عنهدملا‪  :-‬أن النلب‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫احترجلم‪ ،‬وهو ملرم‪ ,‬واحترجلم‪ ،‬وهو صلائم‬

‫وهو عدمدة الدمهور ف هذا الباب‪ ,‬فيكلون ناسللخا لحلاديث الفطللر بالرجامللة فيرجللاب عنله‪:‬‬

‫بأن الديث صحيح لكنله غيل صلريح‪ ,‬فهلو صلحيح لنله أوخرجه فل صلحيحه اللذي هلو أصلح‬ ‫الكتللب بعللد كتللاب الل‬

‫‪‬‬

‫لكنلله غيل صلريح الدللللة‪ ،‬بللل هللو متدمللل لمللور عللدة‪ :‬إذ يتدمللل‬

‫أن يكللون احترجللم فل صلليام النفللل ل فل صلليام رمضللان‪ ,‬والتنفللل أمي ل نفسلله للله أن يللرج مللن‬ ‫صلليامه بالرجللامه‪ ،‬أو بالكللل والشللرب‪ ،‬أو غيها‪ ،‬ويتدمللل أن يكللون احترجللم‪ ،‬وهو صللائم ف ل‬ ‫السللفر ل ف ل الضللر‪ ,‬والسللافر يللوز للله الفطللر ف ل السللفر‪ ،‬بللل يشللرع للله‪ ،‬ويتدمللل أن يكللون‬ ‫احترجللم‪ ،‬وهلو مري ض غي ل صللحيح‪ ,‬والري ض يللوز للله الفطللر بنللص القللرآن‪ ،‬ويتدمللل أن يكللون‬ ‫احترج للم أّول قب للل قل لوله‪  :‬أفط للر ال للاجم والرج للوم‬ ‫‪ - 1‬تهذيب سنن أبي داود نسخة عون المعبود شرح سنن أبي داود ‪.513-498 / 6‬‬ ‫‪ - 2‬المغني لبن قدامة ‪.349 / 4‬‬

‫‪69‬‬

‫‪‬‬

‫فيك للون احترج للامه‪ ،‬وهللو ص للائم منس للووخا‪,‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫فالدليل متدمل للذه الملور الربعللة‪ ،‬ول يتلم السلتدلل بلذا الللديث عللى أن الفطلر بالرجلامه‬ ‫منسللوخ إل إذا ثبللت أن النللب‬

‫‪‬‬

‫احترجللم فل صلليام الفللرض‪ ،‬وهو صللحيح غيل مريض مقيللم‬

‫غي مسافر‪ ،‬ويكون احترجامه وقع بعد قوله‪  :‬أفطر الاجم والرجوم‬

‫‪‬‬

‫‪.‬‬

‫ومن املقواعد املمقررة عند علماء الصول أن الللدليل إذا تطللرق إليلله الحتدمللال بطللل بلله‬ ‫الستدلل‪.‬‬ ‫قال ابن املقيم ‪-‬رحمه ال‪) :-‬الصواب الفطر بالرجامة لصلحته علن رسول الل‬

‫‪‬‬

‫ملن‬

‫غيل معللارض‪ ,‬وأصللح مللا يعللارض بلله حللديث حرجللامته‪ ،‬وهو صللائم‪ ,‬وملكن ل يدل علمى عمدم‬ ‫املفطر إل بعد أربعة أمور‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬أن الصوم كان فرضا‪.‬‬ ‫املثاني‪ :‬أنه كان مقيدما‪.‬‬ ‫املثاملث‪ :‬أنه ل يكن به مرض احتاج معه إل الرجامه‪.‬‬ ‫املرابممع‪ :‬أن ه للذا ال للديث مت للأوخر ع للن ق لوله‪  :‬أفط للر ال للاجم والرج للوم‬ ‫القدمات الربع أمكن الستدلل بفعله‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ف للإذا ثبت للت ه للذه‬

‫على بقاء الصوم مع الرجاملة‪ ,‬وإل فدملا اللانع أن‬

‫يكون الصوم نفال يوز الروج منه بالرجامة وغيها‪ ،‬أو مللن رمضلان لكنله فل السللفر‪ ،‬أو ملن‬ ‫رمضلان لكلن دعلت الاجلة إليله كدملا تلدعو حاجلة ملن بله ملرض إلل الفطلر‪ ،‬أو يكلون فرضا‬ ‫مللن رمضللان ف ل الضللر مللن غي ل حاجللة إليهللا‪ ,‬لكنلله ُمبلّق لىل علللى الصللل‪ ,‬وق وله‪  :‬أفطللر الللاجم‬

‫والرجوم‬

‫‪‬‬

‫ناقل ومتأوخر‪ ,‬فيتعيل الصلي إليله‪ ،‬ول سللبيل إلل إثبلات واحللدة ملن هللذه القللدمات‬

‫الربع‪ ,‬فكيف بإثباتا كلها( )‪ (1‬ا هل‪.‬‬ ‫وقمال ابممن املقيممم أيضمما‪) :‬وأمللا حللديث‪  :‬احترجللم‪ ،‬وهلو مللرم صللائم‬ ‫تسك به من ادعى النسخ‪ ,‬وأما لفظ‪  :‬احترجم‪ ،‬وهو صائم‬ ‫تصح املمعارضة به ملوجوه‪:‬‬ ‫‪ - 1‬زاد الَم َعاااد‪ ,‬فصل الطب النبوي ‪ ,62 / 4‬تحقيق شعيب وعبد القادر الرنؤوط‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فهللذا هللو الللذي‬

‫فل يدل علممى املنسممخ‪ ،‬ول‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫أحدهما‪ :‬أنه ل يعلم تأريه‪ ,‬ودعوى النسخ ل تتثبت برجرد الحتدمال‪.‬‬ ‫املثاني‪ :‬أنه ليس فيه أن الصوم كان فرضا‪ ,‬ولعله كان صوم نفل وخرج منه‪.‬‬ ‫املثاملث‪ :‬حت لو ثبت أنه صوم فرض‪ ,‬فالظاهر أن الرجامة إنا تكون للعلذر‪ ،‬ويوز اللروج‬ ‫مللن صللوم الفللرض بعللذر الللرض‪ ,‬والواقعللة حكايللة فعللل ل عدمللوم لللا‪ -‬إل ل أن قللال‪ :-‬وإنللا تكللن‬ ‫دعوى النسخ إذا كان ذلك قد وقع ف حرجة الوداع‪ ،‬أو ف عدمرة العرانلة حلت يتلأوخر ذللك‬ ‫عن عام الفتح الذي قال فيه‪  :‬أفطر الاجم والرجوم‬

‫‪‬‬

‫ول سبيل إل بيان ذلك( )‪ (1‬اهل‪.‬‬

‫وقال ابن املقيم ‪-‬رحمه ال‪ ،) :-‬ول يقللال قلوله‪" :‬وهو صللائم" مجلللة حللال مقارنة للعامللل‬ ‫فيهللا‪ ,‬فللدل علللى مقارن ة الصللوم للحرجامللة؛ لن ال لراوي ل ل يللذكر أن النللب‬

‫‪‬‬

‫قللال‪ :‬إن ل بللاٍق‬

‫على صومي‪ ,‬وإنا رآه يترجم‪ ،‬وهو صائم‪ ,‬فأوخب با شللاهده ورآه‪ ،‬ول علللم للله بينللة النللب‬

‫‪‬‬

‫ول بللا فعللل بعللد الرجامللة‪ ,‬مللع أن قلوله‪" :‬وهو صللائم" حللال مللن الشللروع فل الرجامللة وابتللدائها‪,‬‬ ‫فكان ابتداؤها مع الصوم‪ ,‬وكأنه قلال‪ :‬احترجلم فل اليلوم اللذي كلان صلائدما فيله‪ ،‬ول يلدل ذللك‬ ‫على استدمرار الصوم أصال‪ ,‬ولذا نظائر منها‪ :‬حديث اللذي وقع عللى امرأتله‪ ،‬وهو صللائم‪ ,‬وق وله‬ ‫فل الصللحيحي‪  :‬وقعللت علللى امرأتل وأنللا صللائم‬

‫‪‬‬

‫والفقهللاء وغيهم يقولون‪ :‬وإن جللامع‪ ،‬وهو‬

‫مللرم‪ ,‬وإن جللامع‪ ،‬وه و صللائم‪ ،‬ول يكللون ذلللك فاسللدا مللن الكالم‪ ,‬فال تعطللل نصللوص الفطللر‬ ‫بالرجامة بذا اللفظ التدمل( )‪ (2‬اهل‪.‬‬

‫‪ - 1‬تهذيب سنن أبي داود والمطبوع مع عون المعبود ‪ ,505-504 / 6‬تهذيب السنن ‪.506-505 / 6‬‬ ‫‪ - 2‬تهذيب سنن أبي داود المطبوع مع عون المعبود ‪.504 / 6‬‬

‫‪71‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫قلت‪ :‬ومما يؤيد ترجيح املقول بأن املحجامة تفطر املصائم‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن احترجللامه‬

‫‪‬‬

‫وهو صللائم فعللل‪ ,‬وحديث‪  :‬أفطللر الللاجم والرجللوم‬

‫‪‬‬

‫قللول‪ ,‬والقللول‬

‫مقدم على الفعل‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن احترجامه‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫وهو صائم مبٍ‪،‬ق علللى الصللل‪ ,‬وق وله‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أفطللر الللاجم والرجللوم‬

‫ناقل عن الصل‪ ,‬والناقل مقدم على اُل بللقي‪ ,‬وال الوف‪،‬ق‪.‬‬ ‫وبهذا يتبين مللمنصف املذي يسعى في طلب املحق بدمليله من غي تقليد‪ ،‬أو تعصب‬

‫لللذهب‪ ،‬أو لشللخص‪ ،‬أو لدماع للة أن الق للول بللأن الرجامللة تفط للر الصللائم ه للو القللول الص لواب‬ ‫الذي يقتضيه القياس‪ ،‬وتشهد له النصوص وال الوف‪،‬ق‪.‬‬ ‫قال ابن املقيممم ‪ -‬رحممه الم ‪ -‬بعممد ترجيحمه ملهممذا املقممول‪) :‬وعيللاذا بللال مللن شللر مقلللد‬ ‫عصب‪ ,‬يرى العلم جهال‪ ,‬والنصاف ظلدما‪ ،‬وترجيلح الراجلح عللى الرجوح علدوانا‪ ،‬وهذه الضلايُ‪،‬ق‬ ‫ل يصيب السالك فيها إل من صلدقت فل العللم نيتله‪ ,‬وعللت مهتله‪ ,‬وأملا ملن أوخللد إلل أرض‬ ‫التقليد‪ ,‬واستوعر طري‪،‬ق التجيح‪ ,‬فيقال له‪ :‬ما هذا عُّش كل فادُرجي( )‪.(1‬‬ ‫وإذا ظهر أن املقول املصواب هو القلول بلأن الرجاملة تفطلر الصلائم‪ ,‬فلإذا احتلاج الصلائم‬ ‫ف ل الفللرض إل ل الرجامللة فللإنه يؤوخره ا إل ل الليللل إن أمكللن‪ ,‬وإن ل ل ميكللن احترجللم ف ل النهللار‪,‬‬ ‫وقضى يوما مكان هذا اليوم الذي احترجم فيه‪ ،‬ول إث عليلله فل الفطللر بالرجامللة عنللد الاجللة‬ ‫إليها‪ ,‬حيث ل ميكنه التأوخي إل الليل؛ لنه ف هذه الاللة معلذور بعلذر اللرض‪ ,‬والريض يلوز‬ ‫للله الفطللر بنللص ق لوله ‪-‬تعللال‪:-‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪        ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (2) ‬نسأل ال البصية ف دينه‪ ,‬والعانة والتوفي‪،‬ق للعدمل بكتابه وسنة نللبيه؛ إنلله‬

‫سبحانه نعم الول‪ ،‬ونعم النصي‪.‬‬ ‫صل دل العللرق والتشلريط أي شللرط الللد وسحب‬ ‫مسأملة‪ :‬وفي معنى املحجامة املفصاد‪ ،‬أي فَ ْ‬ ‫الدم الكتثي؛ لن العن الوجود ف الرجامة موجود ف فصد العرق‪ ,‬وف التشلريط وسحب الللدم‬ ‫‪ - 1‬تهذيب سنن أبي داود المطبوع مع عون المعبود ‪.506-505 / 6‬‬ ‫‪ - 2‬سورة البقرة آية ‪.184 :‬‬

‫‪72‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫طبعللا وشلرعا‪ ،‬والفطللر بالرجامللة فيأوخللذ حكدملله‪ ،‬فبللأي وج ه أوخللرج الللدم أفطللر بلله‪ ,‬كدمللا يفطللر‬ ‫بالسللتقاء بللأي وج ه اس لَتقاء‪ ,‬فللالعبة بللروج الللدم عدمللدا ل بكيفيللة الوخ لراج‪ ,‬هللذا هللو الص لواب‬ ‫الللذي اوختللاره شلليخ السللالم ابللن تيدميللة‪ ،‬وتلدميللذه العالمللة ابللن القيللم ‪ -‬رحه اللل‪ ,-‬وف السللألة‬

‫ثالثة أقوال للعلدماء هذا أحدها‪ :‬أنلله يفطللر بالفصلد والتشلريط وسحب اللدم‪ .‬التثلان‪ :‬أنلله ل يفطللر‬ ‫بالفص ل للاد‪ ،‬ول بالتش ل ل لريط‪ .‬التث ل للالث‪ :‬أن ل لله يفط ل للر بالتش ل ل لريط دون الفص ل للاد؛ لن التش ل ل لريط عن ل للدهم‬ ‫كالرجامة‪.‬‬ ‫أما املرعاف وخروج املدم من الدّملل والرح فال يفطر الصائم‪ ,‬وكذا أوخذ الدم القليلل ملن‬ ‫طللرف الصللبع للتحليللل ل ي للؤثر عل للى الص للوم‪ ,‬وك ذا وخللروج دم الستحاضللة مللن ال لرأة ل مينللع‬ ‫الصوم‪ ،‬بل صومها صحيح مع وخروجه؛ لن النللص إنلا ورد فل دم اليلض والنفللاس؛ ولن دم‬ ‫الستحاضة ل مينع الصالة‪ ،‬ول الطواف بالبيت فكذا الصيام ل مينعه دم الستحاضة‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫أممما غسممل املكلممى املممذي يتضمممن إخمراج املممدم املفاسممد وإدخممال دم جديممد‪ ,‬فهللذا يفطللر‬ ‫بلله لنلله مري ض‪ ،‬ول يسللتطيع ف ل هللذه الالللة الصلليام إل بهللد شللديد‪ ,‬وال ل ‪ -‬تعللال ‪ -‬أبللاح‬ ‫الفطللر للدمريض‪ ,‬فيفطللر‪ ،‬ويقضللي‪ ,‬والدمللد لل علللى مللا يّسل رل وس ّه لل‪ ,‬وقد قللال الل ‪ -‬تعللال‪ -‬بعللد‬

‫أن ذكر الروخصللة للدمريض والسللافر بللالفطر‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪      ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (2) ‬وال املموفق‪.‬‬ ‫قامت املبينة أثناء املنهار برؤية هلل رمضان‬ ‫‪ -29‬ومن أحكممام املصمميام أنممه إذا قللامت البينللة ف ل أثنللاء النهللار برؤيلة الالل ‪ -‬هالل رمضللان‪ -‬تلللك‬

‫الليلة وجب إمساك بقيلة ذللك اليلوم عللى كلل ملن كلان أهال للوجوب‪ ,‬احتاملا للزمن‪ ,‬ووجب قضلاء ذللك‬ ‫اليللوم فل أصللح أق لوال أهللل العلللم‪ ,‬وس واء كللان ذلللك قبللل الكللل‪ ،‬أو بعللده‪ ,‬لللورود ذلللك صللريا فل الللديث‬

‫‪ - 1‬تهذيب سنن أبي داود المطبوع مع عون المعبود شرح سنن أبي داود ‪.513 / 6‬‬ ‫‪ - 2‬سورة البقرة آية ‪.185 :‬‬

‫‪73‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫الللذي أوخرجه أبللو داود والنسللائي مللن طري‪،‬ق قتللادة عللن عبللد الرحن بللن سلللدمة عللن عدملله‪  :‬أن أسلللم أتللت‬

‫‪‬‬

‫النب‬

‫فقال‪" :‬صدمتم يومكم هذا"؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪" :‬فأتوا بقية يومكم واقضوه"‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫وكذا ملو بلغ صبي‪ ،‬أو أفاق مجنون‪ ،‬أو قدم مسافر مفطلرا‪ ،‬أو بللرئ مريض مفطلرا‪،‬‬ ‫أو طهللرت حللائض ونفسللاء‪ ،‬أو أسلللم كللافر ف ل أثنللاء نللار الصلليام وجب عليهللم إمسللاك بقيللة‬ ‫ذلك اليوم احتاما للوقت‪ ,‬ووجب على كل واحد منهم قضاء ذلك اليوم ف أصح أقوال أهللل‬ ‫العلم‪ ,‬وكذا من نسي صيام يوم من رمضان ول ينو الصيام من أوله‪ ،‬ث تذكر ف أثنللاء اليللوم‪,‬‬ ‫فللإنه ميسللك بقيللة يللومه‪ ،‬ويقضللي‪ ,‬وكذا مللن لل يعلللم بللدوخول شللهر رمضللان ‪ -‬لكللونه مبوسا ‪-‬‬ ‫حت وخرج رمضان‪ ،‬أو ذهبت أيام منه‪ ,‬فإنه يقضي اليام الت فاتته‪ ،‬ول يأث لكونه معذورا‪.‬‬ ‫وقي ممل‪ :‬ل يجممب المس مما ك‪ ،‬ول يجممب املقض مماء‪ ,‬وقي للل‪ :‬ي للب المس للاك دون القض للاء فال‬ ‫ي للب‪ ,‬فه للذه ثالث للة أقل لوال له للل العل للم‬

‫)‪ (2‬وهل ذا الق للول التث للالث‪ ،‬وهللو وجل وب المس للاك دون‬

‫القضللاء هللو اوختيللار شلليخ السللالم ابللن تيدميللة ‪-‬رح ه اللل‪ -‬واوختيللار العالمللة ابللن القيللم ‪-‬رح ه‬ ‫ال‪.-‬‬ ‫قللال شلليخ السللالم ابللن تيدميللة ‪-‬رحه اللل‪) :-‬ولو قيللل‪ :‬إذا بلغهللم الللب فل أثنللاء الشللهر لل‬ ‫يبنو إل على رؤيتهلم‪ ,,‬بالف مللا إذا بلغهلم فل اليللوم الول لكللان لله وجه‪ ،‬بلل الرؤية القليللة‬ ‫لو ل تبللغ النسلان إل فل أثنلاء الشلهر‪ ,‬ففلي وجوب قضلاء ذللك اليلوم نظلر‪ ,‬وإن كلان يفطلر‬ ‫با؛ لن قوله‪" :‬صومكم يوم تصومون" دليل على أن ذلك ل يكن يوم صللومنا؛ ولن التكليلف‬ ‫يتبع العلم‪ ،‬ول علم‪ ،‬ول دليل ظاهر‪ ,‬فال وجوب‪ ,‬وطرد هذا أن الالك إذا ثبت ف أثناء يللوم‬ ‫قبللل الكللل‪ ،‬أو بعللده أت لوا وأمسللكوا‪ ،‬ول قضللاء عليهللم‪ ,‬كدمللا لللو بلللغ صللب‪ ،‬أو أفللاق منللون‬ ‫علللى أصللح القلوال التثالثللة‪ ,‬فقللد قيللل ميسللك‪ ،‬ويقضللي‪ ,‬وقيللل‪ :‬ل يللب واحللد منهدمللا‪ ,‬وقيللل‪ :‬يللب‬ ‫المساك دون القضاء( )‪ (3‬اهل‪.‬‬ ‫‪ - 1‬انظر فتح الباري للحافظ ابن حجر ‪.142 / 4‬‬ ‫‪ - 2‬المغني لبن قدامة الطبعة المحققة ‪ , 415-414 / 4‬والروض المربع شرح زاد المستنقع مع حاشية العنقري ‪.416-415 / 1‬‬ ‫‪ - 3‬مجموع فتاوى شيخ السلم وترتيب عبد الرحمن القاسم ‪.109 / 25‬‬

‫‪74‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وقال ابمن املقيمم‪) :‬وطريقللة ثالتثللة‪ ،‬وهي أن اللواجب تللابع للعلللم‪ ,‬ووجوب عاشللوراء إنللا علللم‬ ‫مللن النهللار‪ ,‬وحينئللذ فلللم يكللن التللبييت مكنللا‪ ,‬فالنيللة وجبللت وقت تللدد الوجوب والعلللم بلله‪ ,‬وإل‬ ‫كان تكليفا با ل يطاق‪ ،‬وهو متنع‪ ,‬قالوا‪ :‬وعللى هلذا إذا قلامت البينلة بالرؤية فل أثنللاء النهلار‬ ‫أجلزأ صللومه بنيللة مقارنة للعللم بللالوجوب‪ ,‬وأصللله صللوم يللوم عاشللوراء‪ ،‬وهذه طري‪،‬ق شلليخنا‪ ،‬وهي‬ ‫كدمللا نراهللا أصللح الطللرق‪ ,‬وأقرب ا إل ل موافقللة الشللرع وأص لوله‪ -‬إل ل ق لوله‪ -‬فكللذلك مللن ل ل يبلغلله‬ ‫وجوب فرض الصلوم‪ ،‬أو لل يتدمكلن ملن العللم بسلبب وجوبه لل يلؤمر بالقضلاء‪ ،‬ول يقلال‪ :‬إنله‬ ‫ترك التبييت الواجب‪ ,‬إذ وجوب التبييت تابع للعلم بوجوب البيت‪ ،‬وهذا ف غايللة الظهللور(‬

‫)‪( 1‬‬

‫اهل‪.‬‬ ‫واملذي يظهر ملي في هذه املمسأملة أن املصواب هو القللول الول‪ ،‬وهو القللول بوجوب‬ ‫المساك ووجوب القضلاء كدملا دل عليله اللديث‪ ,‬ولا فيله ملن الحتيلاط للباءة الذملة ملن هلذا‬ ‫الواجب العظيم‪ ,‬وال الوف‪،‬ق ل إله غيه‪ ،‬ول رب سواه‪.‬‬ ‫قضاء رمضان‬ ‫‪ -30‬ومن أحكممام املصمميام أن مممن أفطممر فممي رمضممان بعللذر كدمللرض‪ ،‬أو سللفر‪ ،‬أو حيللض‪ ،‬أو نفللاس‬ ‫جاز له تأوخي القضاء إل شعبان مطلقا ما ل يلئ رمضلان‪ ,‬سلواء كلان لعلذر‪ ،‬أو لغيل علذر فل قلول مجهلور‬ ‫العلدمللاء‪ ،‬وهو الصلواب‪ ,‬لللا ثبللت فل الصللحيحي عللن عائشللة ‪-‬رضي الل عنهللا‪ -‬أنللا قللالت‪  :‬كللان يكللون‬ ‫علي الصوم من رمضان‪ ,‬فدما أستطيع أن أقضيه إل ف شعبان‬ ‫أو بالنب‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫قال يىي‪ :‬الشغل مللن النللب‪،‬‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫عللن عائشللة ‪-‬رضي الل عنهللا‪ -‬أنللا قللالت‪  :‬إن كللانت إحللدانا لتفطللر فل زمان رسول الل‬

‫‪‬‬

‫فدما تقدر على أن تقضيه مع رسول ال‬

‫‪‬‬

‫حت يأت شعبان‬

‫‪‬‬

‫)‪ .(3‬ولول أن ذلك‬

‫جائز ل تلواظب عائشللة عليله‪ ,‬لكلن يسلتحب البلادرة بقضللائه‪ ,‬فلإن ظللاهر صللنيع عائشللة ‪ -‬رضي‬ ‫‪ - 1‬زاد المعاد في هدي خير العباد تحقيق شعيب وعبد القادر الرنؤوط ‪.74 / 2‬‬ ‫‪ 189 / 4 - 2‬فتح الباري على البخاري‪ 21 / 8 ,‬نووي على مسلم‪.‬‬ ‫‪ 22 / 8 - 3‬نووي على مسلم‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫ال عنها‪ -‬يقتضي إيتثار البادرة إل القضاء لول ما منعها من الشغل‪ ,‬فيشلعر بللأن مللن لل يكللن‬ ‫للله عللذر ينبغللي للله البللادرة؛ ولن البللادرة بالقضللاء فيلله الحتيللاط للللدين؛ ولنلله أسللرع ف ل ب لراءة‬ ‫الذمة‪.‬‬ ‫ول يجوز تأخير املقضاء إملى رمضان‪ ,‬فللإن أوخللر بعللذر بللأن اتصللل عرجللزه ول يتدمكللن مللن‬ ‫الصللوم حللت جللاء رمضللان فال شلليء عليلله؛ لن ال ل ‪ -‬تعللال ‪ -‬يقللول‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪  ‬‬

‫‪‬‬

‫‪.(1) ‬‬ ‫ويؤخذ من حرص عائشة على قضاء ما عليها من الصوم ف شعبان أنه ل يللوز تللأوخي‬

‫القضاء حت يدوخل رمضان آوخر‪.‬‬ ‫وإن فّرط حتى جاء رمضان‪ ,‬فإن عليلله أن يصللومه بعللد رمضللان التثللان‪ ,‬وليلس عليلله إطعللام‬ ‫لقللول ال ل ‪ -‬تعللال ‪ -‬فيدمللن أفطللر‪ (2)        :‬وهلذا قللول مجهللور‬ ‫العلدماء لكن عليه التوبة والستغفار‪ ،‬وهو قول بعض الصحابة‪.‬‬ ‫وقال بعض املعلماء‪ :‬إذا فلّرط بللأن قللدر علللى الصلليام ول يصللم حللت جللاء رمضللان الوخللر‪,‬‬ ‫فإنه يصوم ما عليله ملن اليللام بعلد رمضلان التثلان‪ ،‬ويطعلم علن كللل يلوم مسللكينا‪ ,‬وأفلت بلذلك‬ ‫بعض الصحابة من باب الجتهاد والتأديب لذا الفرط‪ ،‬وهو اجتهاد حسن‪.‬‬ ‫وقال داود املظاهري‪ :‬تللب البللادرة بقضللاء مللا عليلله مللن الصللوم مللن رمضللان مللن أول يللوم‬ ‫العيد من شلوال‪ ،‬وهذا القلول غيل صلحيح لصلادمته للديث عائشلة‪ ,‬هلذا اللذي رواه الشليخان‪,‬‬ ‫فللإن اطالع النللب‬

‫‪‬‬

‫علللى ذلللك‪ ،‬وتقريرها عليلله يللدل علللى عللدم الوجوب‪ ,‬فللإن النللب‬

‫‪‬‬

‫ل‬

‫يقر على ترك الواجب‪.‬‬ ‫ويوز قضللاء رمضللان متتابعللا ومتفرقا ف ل قللول مجهللور العلدمللاء‪ ،‬وهو الص لواب لقللول ال ل ‪-‬‬ ‫تعال ‪:-‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪ - 1‬سورة التغابن آية ‪.16 :‬‬ ‫‪ - 2‬سورة البقرة آية ‪.184 :‬‬ ‫‪ - 3‬سورة البقرة آية ‪.184 :‬‬

‫‪76‬‬

‫‪. ( 3) ‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫قمال ابمن عبماس ‪ -‬رضي الم عنهمما ‪ :-‬ل بللأس أن يفللرق‪ ،‬وهذا هللو اللل‪،‬ق كدمللا قللال‬ ‫ابللن عبللاس ‪ -‬رض ي ال ل عنهدمللا ‪ :-‬أنلله يللوز التفري ‪،‬ق ف ل قضللاء رمضللان؛ لن ال ل أوج ب ف ل‬ ‫القضاء عدة اليام ول يشتط التتابع‪ .‬لكن التتابع حسن‪.‬‬ ‫وقال جماعة من املصحابة واملتابعين وأهل املظمماهر بوجوب التتللابع‪ ,‬واسللتدلوا بللديث أبل‬ ‫هريرة أن النب‬

‫‪‬‬

‫قال‪  :‬من كان عليه صوم رمضان فليسرده‪ ،‬ول يقطعه‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫ملكنممه حممديث ل يصممح فل حجممة فيممما دل عليممه مللن وجوب التتللابع‪ ,‬وللو صللح فهللو‬ ‫مدمول على الستحباب مجعا بينه وبي إطالق الية الكرمية‪:‬‬

‫‪    ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (2) ‬ووخروجل ا م للن الالف وشللبهه ب للالداء؛ ولن الل ل ‪ -‬تع للال ‪ -‬ل للا روخ ص للدمس للافر والريل ض‬ ‫بالفطر قال بعللد ذلللك‪:‬‬ ‫املموفق‬

‫‪        ‬‬

‫‪ (3) ‬وال‬

‫)‪. ( 4‬‬ ‫املصيام عن املميت‬

‫‪ -31‬وممن أحكممام املصمميام أن مممن مللات وعليلله صلليام واجللب مللن رمضللان‪ ،‬أو نللذر‪ ،‬أو كفللارة‪ ,‬ول‬ ‫يتدمكن من الصيام بأن استدمر به اللرض حلت ملات‪ ،‬أو لل يقلدم ملن سلفره حلت ملات‪ ,‬فلإنه ل يقضلى عنله؛‬ ‫لنه ل يب عليه الصوم لعدم قدرته فلم يكن داوخال ف قوله ‪ -‬تعال ‪:-‬‬ ‫‪       ‬‬

‫‪   ‬‬

‫‪‬‬

‫‪.(5) ‬‬

‫أمللا إذا تكللن مللن الصلليام بللأن صلّح مللن مرضه‪ ،‬أو قللدم مللن سللفره‪ ,‬ول يصللم حللت مللات‬ ‫فللإنه يشللرع ل لوليه أن يصللوم عنلله‪ ,‬ف ل أصللح أق لوال أهللل العلللم وسل واء كللان صلليام رمضللان‪ ،‬أو‬

‫‪ - 1‬أخرجه الدارقطني في سننه باب الُقبلة للصائم من كتاب الصيام ‪ ,191،192 / 2‬والبيهقي في السنن الكبرى في باب قضاء شهر رمضان من كتاب الصيام ‪.259 / 4‬‬ ‫‪ - 2‬سورة البقرة آية ‪.184 :‬‬ ‫‪ - 3‬سورة البقرة آية ‪.185 :‬‬ ‫‪ - 4‬فتح الباري ‪ ,191-188 / 4‬نووي على مسلم ‪ ،22،23 / 8‬المغني لبن قدامة ‪ 410-408-400 / 4‬الروض المربع مع حاشية العنقري ‪.435 / 1‬‬ ‫‪ - 5‬سورة البقرة آية ‪.184 :‬‬

‫‪77‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫صلليام ن للذر‪ ،‬أو ص لليام كف للارة‪ ,‬ل للا ثب للت ف ل الص للحيحي ع للن عائش للة ‪ -‬رض ي ال ل عنهللا ‪ -‬أن‬ ‫رسول ال ‪ ‬قال‪  :‬من مات وعليه صيام صام عنه ولّيه‬ ‫وهممذا عممام فممي الكلفي ل لقرين للة "وعلي لله ص لليام" وعللام ف ل الص لليام‪ ,‬فيش للدمل صلليام الفريضللة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫)‪. ( 1‬‬

‫ويشدمل صيام الكفارة‪ ،‬ويشدمل صيام النذر‪.‬‬ ‫وقم ومله‪" :‬ص للام عن لله ولي لله" وخ للب بعن ل الم للر تق للديره )فليص للم عن لله ولي لله(‪ ،‬وهل ذا الم للر لي للس‬ ‫للوجوب عند الدمهور‪ ،‬بل هلو للرشاد والسللتحباب؛ لن الل ‪ -‬تعلال‪ -‬يقللول‪:‬‬ ‫‪   ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (2) ‬حت بالغ بعضهم فادعى المجاع على ذلك‪ ,‬وذهب بعض أهللل‬

‫الظاهر إل أن المر للوجوب‪.‬‬ ‫واملمراد باملوملي‪ :‬القريب‪ ,‬فقيل‪ :‬كّل قريب‪ ,‬وقيل‪ :‬الوارث وخاصللة‪ ,‬وقيللل‪ :‬عصللبته‪ ,‬والرجح الول‪،‬‬ ‫وهو أنلله كللل قريب؛ لن هللذا ظللاهر اللفللظ‪ ،‬ول يتللص ذلللك بللالول علللى الراجللح‪ ،‬بللل يللوز‬ ‫أن يصوم عنه أجنب‪ ,‬لكن الفضل أن يصوم عنه قريبه؛ لنه من الب‪ ,‬وذكر الللول فل الللديث‬ ‫لنه الغالب‪.‬‬ ‫وعليممه فللالول يسللتحب للله أن يصللوم عللن اليللت‪ ،‬ويصللح صللومه عنلله‪ ،‬وي بأ بلله اليللت‪ ,‬وإن‬ ‫شاء أطعم عنه عن كل يوم مسكينا‪ ,‬فالول مي بي الصيام والطعام‪.‬‬ ‫وذهب جمهممور املعلمماء‪-‬ماملمم ك‪ ,‬واملشمافعي‪ ,‬وأبمو حنيفممة وغيرهم ‪ -‬إلل أنلله ل يصللام عللن‬ ‫اليللت مطلقللا ل رمضللان‪ ،‬ول نللذر‪ ،‬ول كفللارة‪ ،‬وتلأولوا حللديث عائشللة بالطعللام فقللالوا‪ :‬معن ل‬ ‫"صام عنه وليه" أطعم عنه وليه‪ ،‬وهذا التأويل غيل صلحيح لمرين‪ :‬أحلدمها‪ :‬أنلله ل حاجللة إليلله‪,‬‬ ‫والتثان‪ :‬أنه ل دليل عليه‪ ,‬قال النووي ‪-‬رحه ال‪) :-‬ذهب الدمهور إل أنه ل يصلام عللن ميلت‬ ‫ل ن للذر‪ ،‬ول غي لله ‪ -‬ث ل ل ق للال‪ ،:-‬وتللأولوا ال للديث عل للى أن لله يطع للم عن لله ولي لله‪ ،‬وه ل ذا تأويللل‬

‫‪ - 1‬البخاري مع فتح الباري ‪ ,192 / 4‬النووي على مسلم ‪.23 / 8‬‬ ‫‪ - 2‬سورة النعام آية ‪.164 :‬‬

‫‪78‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫ضللعيف‪ ،‬بللل باطللل‪ ,‬وأي ضللرورة إليلله‪ ,‬وأي مللانع مينللع مللن العدمللل بظللاهره‪ ,‬مللع تظللاهر الحللاديث‬ ‫مع عدم العارض لا( )‪ (1‬اهل‪.‬‬ ‫وذهب بعض املعلمماء إملمى أنممه ل يصللام عللن اليللت إل النللذر فقللط دون رمضللان فيطعللم‬ ‫عن لله‪ ،‬ول يص للام عن لله‪ ،‬وهللو ق للول اللي للث‪ ,‬وأح للد‪ ,‬وإس للحاق‪ ,‬وأب للو عبي للد‪ ,‬واس للتدلوا ب للا ثب للت فل ل‬ ‫الصللحيحي عللن ابللن عبللاس ‪ -‬رض ي ال ل عنهدمللا ‪ -‬قللال‪  :‬جللاءت ام لرأة إل ل رس ول ال ل‬

‫‪‬‬

‫فقللالت‪ :‬يللا رسول اللل‪ :‬إن أمللي مللاتت وعليهللا صللوم نللذر أفأصللوم عنهللا؟ قللال‪" :‬أرأيللت لللو كللان‬ ‫على أمك دين فقضيته أكان يؤدي ذلك عنها؟ قالت‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬فصومي عن أمك"‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫وفل لفللظ لدمللا عللن ابللن عبللاس ‪ -‬رض ي ال ل عنهدمللا ‪ -‬قللال‪  :‬جللاء رج ل إل ل النللب‬

‫‪‬‬

‫فقللال‪ :‬يللا رسول اللل‪ :‬إن أمللي مللاتت وعليهللا صللوم شللهر أفأقضلليه عنهللا؟ قللال‪" :‬نعللم فللدين ال ل‬ ‫أحلل‪،‬ق أن يقض للى"‬

‫‪‬‬

‫)‪ .(3‬وعن للد مس لللم زي ادة‪ :‬فق للال‪  :‬ل للو ك للان عل للى أم للك ديللن أكنللت قاضلليه‬

‫عنها؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬فدين ال أح‪،‬ق أن يقضى‬ ‫وحمل هؤلء املعلماء حديث عائشة الطل‪،‬ق‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫)‪. ( 4‬‬ ‫من مات وعليه صيام صام عنلله وليلله‬

‫‪‬‬

‫على حلديث ابلن عبلاس القيلد بصللوم النللذر‪ ,‬قلالوا‪ :‬فيصللام علن اليللت النللذر وخاصلة‪ ,‬وأمللا رمضلان‬ ‫فيطعم عنه‪.‬‬ ‫وهمذا املمسممل ك املممذي سمملكه هممؤلء املعلممماء مللن حللل الطللل‪،‬ق علللى القيللد مسلللك غي ل‬ ‫ص للحيح؛ لن لله ل تع للارض بيل ل ال للديتثي ح للت يدم للع بينهدم للا بدم للل أح للدمها عل للى الوخ للر‪ ,‬ف للإن‬ ‫حديث ابن عبللاس فيلله السلؤال عللن نلوع ملن أنلواع الصلليام اللواجب‪ ،‬وهو صلوم النلذر‪ ,‬وحديث‬ ‫عائشلة علام فل أنلواع الصليام اللواجب ملن رمضلان‪ ،‬أو نلذر‪ ،‬أو كفلارة‪ ,‬فال منافلاة بينهدملا‪ ،‬بلل‬ ‫مللا دل عليلله حللديث ابللن عبللاس داوخللل ف ل عدمللوم مللا دل عليلله حللديث عائشللة ‪ -‬رض ي ال ل‬ ‫‪ - 1‬النووي على مسلم ‪.26 / 8‬‬ ‫‪ - 2‬فتح الباري ‪ , 193 / 4‬النووي على مسلم ‪.25-24 / 8‬‬ ‫‪ - 3‬النووي على مسلم ‪ ,24 / 8‬البخاري مع فتح الباري ‪.192 / 4‬‬ ‫‪ - 4‬النووي على مسلم ‪.24 / 8‬‬

‫‪79‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫عنهدمللا ‪ -‬وف آوخللر حللديث ابللن عبللاس مللا يشللي إل ل العدمللوم الللذي دل عليلله حللديث عائشللة‪،‬‬ ‫وهو قوله‪" :‬فدين ال أح‪،‬ق أن يقضى"‪.‬‬ ‫قال املحافظ بن حجر ‪-‬رحمه ال‪) -‬وقال الليللث وأحللد‪ ,‬وإسللحاق‪ ,‬وأبللو عبيللد‪ :‬ل يصللام‬ ‫عنه إل النذر حال للعدموم الذي ف حلديث عائشلة علللى القيللد فل حلديث ابللن عبللاس‪ ,‬وليللس‬ ‫بينهدما تعارض حت يدمع بينهدما‪ ,‬فحديث ابن عباس صورة مستقلة سأل عنهللا مللن وقعللت للله‪,‬‬ ‫وأما حديث عائشة فهو تقرير قاعدة عامة‪ ,‬وقعت الشارة ف حديث ابن عباس إل نللو هللذا‬ ‫العدموم حيث قيل ف آوخره‪" :‬فدين ال أح‪،‬ق أن يقضى" )‪ (1‬اهل‪.‬‬ ‫ومن الدملة املتي استدل بها املجمهور علللى أنلله ل يصللام عللن اليللت مطلقللا‪ ،‬بللل يطعللم‬ ‫عنه‪ ,‬ما رواه النسائي بسنده علن ابللن عبللاس ‪-‬رضي الل عنهدمللا‪ -‬عللن النلب‬

‫‪‬‬

‫أنلله قللال‪  :‬ل‬

‫يصلي أحد عن أحد‪ ،‬ول يصلوم أحلد علن أحلد‪ ،‬ولكللن يطعللم عنله مكللان كلل يللوم ملدا ملن‬ ‫حنطة ‪.‬‬ ‫وأجيممب عنممه بممأن هممذا ل يصللح رفعلله‪ ،‬بللل ه للو موقللوف علللى ابللن عبللاس ‪-‬رض ي ال ل‬ ‫عنهدم للا‪ (2) -‬ولللو ثب للت رفع لله أمك للن الدم للع بين لله وبي ل ل ح للديث عائش للة ب ل لواز المريل ن الص لليام‬ ‫والطعام‪.‬‬ ‫ومن أدملتهم ما روي عللن عائشلة ‪-‬رضي الل عنهللا‪ -‬أنلا سلئلت علن املرأة مللاتت وعليهلا‬ ‫صللوم قللالت‪ :‬ل تصللوموا عللن موتاكم‪ ،‬ولكللن أطعدملوا عنهللم‪ .‬أوخرجه الللبيهقي‪ ,‬وبا روي عللن ابللن‬ ‫عب للاس ‪-‬رضل ي ال ل عنهدم للا‪ -‬أن لله ق للال ف ل رج ل م للات وعلي لله رمض للان ق للال‪ُ :‬يطع للم عن لله ثالث للون‬ ‫مسكينا‪ .‬أوخرجه عبد الرزاق‪ ,‬وبا روى النسلائي علن ابلن عبلاس ‪-‬رضي الل عنهدملا‪ -‬أنله قلال‪ :‬ل‬ ‫يصوم أحد عن أحلد‪ ,‬قلالوا‪ :‬فلدمللا أفلت ابللن عبللاس وعائشللة ‪-‬رضي الل عنهلم‪ -‬بالف مللا روياه‬ ‫دل ذلك على أن العدمل على وخالف ما روياه‪.‬‬ ‫‪ - 1‬فتح الباري صحيح البخاري ‪.194,193 / 4‬‬ ‫‪ - 2‬انظر حاشية الشيخ أحمد شاكر على شرح الطحاوية على هذا الحديث ط دار المعارف بمصر‪ ,‬وانظر حاشية الشيخ محمد ناصر الدين اللباني على شرح الطحاوية على هذا الحديث ص ‪ ,512‬المكتب السلمي للطباعة‬ ‫والنشر‪ ,‬الطبعة الرابعة‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وأجيب عن الستدلل بهذه الثار بجوابين‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬أن هذه الثار فيها مقال‪ ,‬وأثر عائشة ضعيف جدا‪ ,‬فال يصلح للحرجة‪.‬‬ ‫املثاني‪ :‬أن الراجللح والعتدمللد أن العللبة بللا رواه اللراوي ل بللا رآه‪ ,‬لحتدمللال أن يللالف ذلللك‬ ‫الجتهاد‪ ,‬ومستنده فيه ل يتحقل‪،‬ق‪ ،‬ول يللزم ملن ذللك ضلعف اللديث عنله‪ ,‬وإذا تققلت صلحة‬ ‫)‪. ( 1‬‬

‫الديث ل ُيتك الق‪،‬ق للدمظنون كدما هو مقرر ف الصول‬ ‫قال شارح املطحاوية‪) :‬وأمللا وصول ثلواب الصللوم‪ ,‬ففللي الصللحيحي عللن عائشللة ‪-‬رضي الل‬ ‫عنهللا‪ -‬أن رس ول ال ل‬

‫‪‬‬

‫قللال‪  :‬مللن مللات وعليلله صلليام صللام عنلله وليّلله‬

‫‪‬‬

‫ولله نظللائر ف ل‬

‫الصللحيح‪ ،‬ولكللن أبللو حنيفللة ‪ -‬رحه الل ‪ -‬قللال بالطعللام عللن اليللت دون الصلليام عنلله لللديث‬ ‫ابن عباس التقدم‪ ,‬والكالم على ذلك معروف ف الفروع( )‪ (2‬اهل‪.‬‬ ‫صمهم‪) :‬اوختلللف العلدمللاء فيدمللن‬ ‫وقال املنووي ‪ -‬رحمه الم‪ -‬فمي شمرح صمحيح مسملم مما ن ّ‬ ‫مات وعليه صوم واجب من رمضان‪ ،‬أو قضاء‪ ،‬أو نذر‪ ،‬أو غيه‪ ,‬هل ُيقضى عنه؟ وللشافعي‬ ‫ف ل السللألة قللولن مشللهوران أشللهرمها‪ :‬ل يصللام عنلله‪ ،‬ول يصللح عللن ميللت صللوم أصللال‪ ,‬والتثللان‪:‬‬ ‫يستحب لوليه أن يصوم عنه‪ ،‬ويصح صومه‪ ،‬ويبأ به اليلت‪ ،‬ول يتلاج إلل إطعلام عنله‪ ،‬وهذا‬ ‫القللول هللو الصللحيح الختللار الللذي نعتقللده‪ ،‬وهو الللذي صللححه مققللو أصللحابنا الللامعون بي ل‬ ‫الفقه والديث‪ ,‬لذه الحاديث الصحيحة الصلرية‪ ,‬وأملا اللديث اللوارد‪  :‬ملن ملات وعليله صليام‬ ‫أطعم عنه ولّيه‬ ‫على جواز المرين‪ ,‬فإن من يقول بالصيام يوز عنللده الطعللام‪ ,‬فتثبللت أن الصلواب التعيل تللويز‬ ‫‪‬‬

‫فليس بتثابت‪ ,‬ولو ثبلت أمكللن الدملع بينلله وبيل هلذه الحلاديث بلأن يدملل‬

‫الصيام‪ ،‬وتويز الطعام‪ ,‬والول مي بينهدما‪ ,‬والراد بالول القريب سواء كان عصبة‪ ،‬أو وارثا‪ ،‬أو‬ ‫غيمها‪ ,‬وقيل الراد الوارث‪ ,‬وقيل العصبة‪ ,‬والصحيح الول‪.‬‬

‫‪ - 1‬انظر فتح الباري ‪.194 / 4‬‬ ‫‪ - 2‬انظر شرح الطحاوية ص ‪ ,514-513‬المكتب السلمي‪ ,‬الطبعة الرابعة‪.‬‬

‫‪81‬‬


‫الملمام بشيء من أحكام املصيام‬

‫وملمو صممام عنممه أجنممبي إن كللان بللإذن الللول صللح‪ ,‬وإل فال‪ ,‬ف ل الصللح‪ ،‬ول يللب علللى‬ ‫الول الصوم عنه‪ ,‬لكن يستحب( )‪ (3‬اهل‪.‬‬ ‫وبهذا يتبين أن املصواب في هذه املمسأملة أن من مات وعليلله صلليام نللذر‪ ،‬أو كفللارة‪،‬‬ ‫أو مللن رمضللان‪ ,‬وقلد تكللن ف ل حيللاته مللن الصلليام ول يصللم أنلله يشللرع ل لوليه أن يصللوم عنلله‪،‬‬ ‫ويسللتحب للله ذلللك‪ ،‬ول يللب عليلله‪ ,‬وإن شللاء أطعللم عنلله‪ ,‬وأن قضللاء الصلليام عللن اليللت ليللس‬ ‫وخاصا بصوم النذر كدما قاله بعض أهل العلم‪ ،‬بل هو عام ف كل صيام وجب على اليت‪،‬‬ ‫وتكللن ف ل حيللاته مللن قضللائه ول يصللدمه لعدمللوم حللديث عائشللة‪-‬رض ي ال ل عنهللا‪ -‬التفلل‪،‬ق عليلله‬ ‫الساب‪،‬ق‪  :‬من مات وعليه صيام صام عنه وليه‬

‫‪‬‬

‫ويؤيد ذللك ملا ورد فل مسلند الملام أحلد‬

‫‪ -‬رحه اللل‪ -‬عللن ابللن عبللاس ‪-‬رضي ال ل عنهدمللا‪ -‬عللن النللب‬

‫‪‬‬

‫قللال‪  :‬أتتلله املرأة فقللالت‪ :‬إن‬

‫أمي ماتت وعليها صوم شللهر رمضلان‪ ,‬فأقضلليه عنهللا؟ قللال‪" :‬أرأيتللك لللو كللان عليهللا ديلن كنللت‬ ‫تقضينه؟ قالت‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬فدين ال‬

‫‪‬‬

‫أح‪،‬ق أن يقضى"‬

‫‪‬‬

‫)‪. ( 2‬‬

‫وال املموفق‪ ,‬نسللأل الل علدمللا نافعللا‪ ,‬وعدمال صللالا متقبال‪ ,‬إنلله سللبحانه نعللم السللئول‪ ،‬ونعللم‬ ‫الول‪ ،‬ونعم النصي‪ ،‬ونسأله سبحانه العانة على إكدمال هذا البحللث‪ ,‬وصلى الل وسلم وبارك‬ ‫على عبده ورسوله نبينا مدمد وعلى آله وصحبه والتابعي‪ ,‬والدمد ل رب العالي‪.‬‬

‫‪ - 3‬شرح النووي على مسلم ‪ ,26-24 / 8‬وفتح الباري ‪ ,194-192 / 4‬المغني لبن قدامة ‪ , 104-400 / 4‬الروض المربع شرح زاد المستقنع بحاشية العنقري ‪.435 / 1‬‬ ‫‪ - 2‬مسند أحمد ‪ 362 / 1‬وسند الحديث هكذا‪ :‬حدثنا عبد ال حدثنا أبي حدثنا ابن نمير حدثنا العمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي ال عنهما عن النبي ‪ ,‬صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬الحديث‪.‬‬

‫‪82‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.