شذرات أدبية

Page 1

‫شذرات‬

‫أدبية‬

‫تأليف‬ ‫بسمة حممد الطيار‬


‫إهداء‬ ‫إلى من يحفّني دعاؤها صبح مساء ‪..‬‬ ‫إلى روح أبي الطّاهرة ‪..‬‬ ‫إلى أحمد و محمد ‪..‬‬ ‫إلى أسرتي ‪..‬‬ ‫إلى األرواح التي استوطنتني ‪..‬‬ ‫بسمة‬


‫حين‬ ‫يبكي‬ ‫الظلم‬


‫ُردُّوا‬ ‫عليه‬ ‫ردَاءهُ‬

‫ُمن ُذ نعومة أظفارنا ونحن نردد ‪:‬‬ ‫كاد المعل ُم أن يكون رسولا*‬ ‫قم للمعلّم و ّف ِه ال ّتبجيال‬ ‫فهل ُب ّجل المعلّم ؟!‬ ‫مهنة التعليم تتطلب معلما ا مبدعا ا يستطيع أن يصنع جيل ال ّتحدي‬ ‫الذي سيعمر هذه األرض بعلمه الذي سيستمده من هذا المعلم ‪ ،‬لذا‬ ‫المعلم الحق هو من يعمل على اللتزام بأخالقيات مهنة التعليم‬ ‫ويجبل نفسه على اإلخالص والتفاني ومراقبة هللا أولا وآخراا ويعلم‬ ‫أن درجات اآلخرة خي ٌر و أبقى فإن كان يعمل ليرضي المدير‬ ‫و الوزير فحسبه تقويم األداء الوظيفي ‪ ،‬وإن كان يعمل لرب المدير‬ ‫و الوزير فليهنأ برفيع الدرجات دنيا و آخرة ‪.‬‬ ‫وكي يصنع المعلم جيالا مبدعا ا عليه بالتطوير المهني ألدائه وأن‬ ‫يبحث عن كل جديد في مجال تخصصه ول يحشر نفسه في بوتقة‬ ‫تعليمات و أنظمة الوزارة الروتينية فاإلبداع يرفض القيود ‪.‬‬ ‫والمبجل في نفس الوقت لألسف نستطيع‬ ‫ولكن أين المعلم المبدع‬ ‫ّ‬ ‫أن نقول أن الهيبة د ُمها مهد ٌر ‪ ،‬وإثارة دافعية المعلم للعطاء‬ ‫و اإلبداع قد قتلت بكثرة التعاميم و المشاريع والبرامج التي ل‬ ‫نعترض عليها أبداا ولكن أين البنية التحتية لهذه المشاريع التي‬ ‫تحتاج لموارد وكوادر بشرية مؤهلة تكون سنداا للمعلم في تطبيق‬ ‫هذه المشاريع والبرامج ‪.‬‬ ‫هناك من يتمنى الرجوع للزمن الجميل ويرفض هذا التطوير وهذه‬ ‫التعاميم التي يظن أنه لم يجن منها غير الستخفاف به من قبل‬ ‫طالبه وهم يرددون ‪:‬‬ ‫كاد المعلم أن يكون قتيال‬ ‫قم للمعلم و ّفه ال ّتسفيال‬ ‫أخيراا كلمة حق يجب أن تقال ‪ ،‬وأن تسمع من وزارة التعليم أن‬ ‫المعلم مهدر الحق منقوص الهيبة فنرجوكم " ُردُّوا عليه رداءهُ "‬ ‫فهو أحق من ُيكرم و أولى من ُيحترم‪.‬‬

‫*أحمد شوقي‬


‫ٌ‬ ‫بصمة ما ‪ ،‬قد تكون ألب‬ ‫في حياة كل م ّنا‬

‫أو أم أو معلم أو صديق أو جار أو ‪.......‬‬ ‫وتبقى بصمة المعلم مختلفة ولكن متى نجد‬ ‫المعلم صاحب البصمة قليل جدّ ا ونادر ‪،‬‬

‫بصمة‬ ‫المعلم‬

‫و صاحب البصمة يجب أن تتوفر فيه عدة‬ ‫صفات لعل أولها الحكمة و الصبر وحسن‬ ‫إدارة األمور وهذه كلها أصبحت في زمننا‬

‫قليلة مع ضغوط الحياة مع أنها ليست سببا ا‬ ‫ا‬ ‫كافيا ا‬ ‫خاصة وأننا ندين بدين المبادئ والقيم‬

‫التي نكسب فيه األجر حتى على النية فما‬ ‫بالكم بالعمل على نشء سيكون عماد األمة‬ ‫ودرعها ‪.‬‬

‫أعاننا هللا وإياك أيها المعلم لما فيه خير‬ ‫وصالح أبنائنا ‪.‬‬


‫النّزاهة‬ ‫العملةُ‬ ‫الن ادرة‬

‫مرج ُعه‬ ‫صال ُ‬ ‫أمرك لألخالق ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫باألخالق تستق ِ​ِم‬ ‫النفس‬ ‫فقوم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫خيرها في خير عافية‬ ‫ُ‬ ‫والنفس من ِ‬ ‫وخم*‬ ‫شرها في َم ْرتع‬ ‫والنفس من ّ‬ ‫ِ‬ ‫صدق الشاع ُر فاألخالق هي األساس ‪ ،‬وهي هوية المسلم ‪ ،‬ولعلنا‬ ‫بحديثنا عن األخالق نتطرق لخلق نحسبه عملة نادرة في هذه األيام‬ ‫أل وهو ( النزاهة ) ‪ ،‬إذ هي مطلب مهم في مجالت العمل المختلفة‬ ‫‪ ،‬ول سيما المجالت التعليمية التربوية ‪ ،‬ألنها ركيزة المجالت‬ ‫األخرى فال مهندس ول طبيب إل وكان طالب علم في مؤسسة‬ ‫تعليمية تربوية ‪.‬‬ ‫وبما أننا في العصر الرقمي والتطور يسير بخطى متسارعة ‪،‬‬ ‫ودعوات اإلصالح يتردد صداها في كل مكان ‪ ،‬كان لزاما ا علينا أن‬ ‫نسير مع الركب ول نتخلف عنهم حتى نكون في المقدمة ‪ ،‬ولعل ما‬ ‫قامت به الدولة في طريق اإلصالح من إنشاء ( الهيئة الوطنية‬ ‫لمكافحة الفساد ‪ -‬نزاهة ) هو أول الطريق الذي يقع على عاتقنا‬ ‫مسؤولية استكماله بأن نسعى جاهدين في تطبيق هذا الخلق‬ ‫( النزاهة ) في كافة تعامالتنا ‪ ،‬فلو و ّطنا أنفسنا عليه لستقامت هذه‬ ‫األنفس و استقامت األمو ُر في شتى مناحي الحياة ولسيما الوظيفية‬ ‫منها ‪ ،‬ولصنعنا بيئة عمل منتجة تستطيع أن ترقى بالمؤسسة أ ّيا ا‬ ‫كان مجال عملها ‪.‬‬ ‫إن الفساد بشتى أنواعه يع ُّد وصمة عار في جبين المواطن المفسد‬ ‫قبل الوطن ‪ ،‬إل أننا نرجو أن يكون هؤلء المفسدين ا‬ ‫قلة ‪ ،‬ونتوسم‬ ‫الخير في شريحة أخرى تمثل أخالق اإلسالم وتتخذ‬ ‫من النزاهة وشاحا ا لها ‪ ،‬تتزين به لخدمة المستفيدين في شتى‬ ‫المجالت لرفعة هذا الوطن وتقدمه ‪.‬‬ ‫كلمة أخيرة ‪...‬‬ ‫ال ّنزاهة تبدأ ُ من َك و ب َك ‪...‬‬ ‫*من قصيدة نهج البردة ألحمد شوقي‬


‫يحاول المرء صاحب المبادئ أن يثبت على قيمه‬ ‫السو ّية ‪ ،‬و مع ذلك فال هو‬ ‫و ما دعته إليه فطرته‬ ‫ّ‬

‫ارتاح و ل ارتاح الضمير فأ ّنى له راحة الضمير‬

‫الثرى‬ ‫و‬ ‫الثّريّ ا‬

‫و هو يرى أهل الحق أضحوا على باطل و أهل‬ ‫الباطل أضحوا على حق ‪ ،‬و هو يتخذ دور‬

‫المتفرج و الساكت عن الحق ‪ ،‬فال مشى على‬ ‫در العالمة الطريفي‬ ‫الثرى و ل طال الثر ّيا ‪ ،‬وهلل ُّ‬ ‫حين قال ( نصرة المظلوم ستار من العقوبة‬ ‫و البالء فمن وجد مظلوما ا فليستتر بنصرته )‬ ‫و حين يسعى المرء إلى رضا هللا و يحاول أن‬

‫يكون هو همه من خالل نصرته للمظلوم ‪ ،‬فهذا‬ ‫يستلزم منه مجاهدة النفس و الصبر ‪ ،‬ولكن أ ّنى‬ ‫له ذلك ؟ فال يقدر عليه إل قوي اإليمان ‪.‬‬


‫ل أجدني ‪ ،‬كطفل ضلّ عن أ ّمه ‪ ،‬أو طائر‬

‫ضل عن ع ّ‬ ‫شه ‪ ،‬أفتش بداخلي عني ‪ ،‬وعن‬

‫أين‬ ‫أنا ؟‬

‫فرحي و حزني عن آلمي و آمالي ‪ ،‬عن‬ ‫حبي ‪ ،‬عن تضحيتي ‪ ،‬عن الكدمات التي‬

‫بقيت في نفسي ‪ ،‬وعن بقايا أحالمي التي‬ ‫لم أرها في نومي ‪ ،‬بحثت و بحثت فلم‬ ‫أجدني ‪ ،‬أسير في متاهات الحياة‪ ،‬ل أعلم‬ ‫أي طريق أسلك ول أي منعطف ينعطف‬ ‫ويعطف بي ‪ ،‬فتشت حتى دهاليزي و أعماق‬

‫أعماقي ‪ ،‬و لكن لم أجدني ‪..‬‬ ‫إلي ؟!‬ ‫تائهة أنا م ّني ‪ ،‬فمن يجدني و يردني ّ‬


‫ذكرياتنا فصل من فصول حياتنا ‪ ،‬ل نستطيع‬ ‫استعادته إل في ذاكرتنا ‪ ،‬وكل حدث مضى‬ ‫هو ذكرى سوا اء كان هذا الحدث فرحا ا أو حزنا ا ‪،‬‬

‫كطعم‬ ‫السّكّ ر‬

‫والذكرى ل تسمى ذكرى إل إذا كانت تطرق باب‬ ‫ذاكرتنا من حين آلخر ‪ ،‬لتحيي فرحة يتيمة‬ ‫أو تنكأ جرحا ا قديما ا ‪.‬‬

‫ومهما آلمتنا ذكرياتنا تبقى جزءاا م ّنا ‪،‬‬ ‫ل نستطيع نسيانها ول التبرأ منها ‪ ،‬و تبقى‬

‫لذكريات الطفولة نكهة خاصة تجمع الشقاوة‬ ‫و البراءة والذكاء ‪ ،‬طعم هذه المرحلة كطعم‬ ‫السكر يذوب ‪ ،‬ول يبقى من ذكرى هذه‬

‫الذكريات إل ذكرى الطعم ‪.‬‬


‫وسائد‬ ‫محشوّة‬

‫وسائد أطفالهم محشوة أحالم ‪ ،‬ووسائد‬ ‫أطفالنا محشوة باأللغام ‪ ،‬لهم حق الحياة ‪،‬‬ ‫وليس لنا سوى الموت ‪ ،‬حق اإلنسانية لهم فقط‬ ‫أما نحن فالحق لنا ‪ ،‬يديرون العالم وفق‬ ‫مصالحهم ‪ ،‬ول حق لنا في إدارة مصالحنا ‪،‬‬ ‫ول في الدفاع عن عقيدتنا ‪ ،‬يصمون إسالمنا‬ ‫باإلرهاب و يسبون رمز ديننا رسولنا الكريم‬ ‫عليه الصالة والسالم بأبشع األلفاظ ويريدون‬ ‫م ّنا أن نقبل ونسلم ونبارك لهم ذلك ‪.‬‬ ‫هم استضعفونا و أضعفونا ‪ ،‬تآمروا معنا‬ ‫علينا ‪ ،‬جمعوا و كادوا لنا ‪ ،‬وكدنا ألنفسنا‬ ‫بخنوعنا لهم ‪ ،‬فغرهم هذا الخنوع و طال ليلنا ‪،‬‬ ‫ولكن آن لهذا الليل أن ينجلي ‪ ،‬وآن لهذا الخنوع‬ ‫أن يتمرد ‪ ،‬فهم ل يعلموا مدى عزة المسلم‬ ‫بدينه ‪ ،‬وثأره له ‪ ،‬و غضبته ألجله ‪ ،‬ومتى‬ ‫ما أذن هللا لهذه الغضبة أن تثور فإنها لن تبقي‬ ‫و لن تذر من أعداء هللا ورسوله ودينه أحداا ‪،‬‬ ‫ليعلموا أن حقنا في الحياة ل يقل عن حقهم ‪،‬‬ ‫وليعلموا أن ديننا ورسولنا و عزتنا و كرامتنا‬ ‫دونها أرواحنا ‪ ،‬وليعلموا أن من حق أطفالنا‬ ‫حشو وسائدهم باألحالم كأطفالهم ‪.‬‬


‫كيان‬ ‫بال‬ ‫كينونة‬

‫تكررت هذه المقولت على مسامعكم ‪ ،‬المرأة‬ ‫هي الوطن ‪ ،‬و نصف المجتمع ‪ ،‬و شقائق‬ ‫الرجال ‪ ،‬عبارات رنانة نسمع جعجعتها ول نرى‬ ‫طِ حنا ا ‪ ،‬ما يكتب عن حقوق المرأة ل يسمن‬ ‫ول يغني من جوع فهو كالم على ورق في مهب‬ ‫الريح ‪ ،‬منظمات لحقوق المرأة ومؤسسات‬ ‫لدعم دورها في المجتمع ‪ ،‬واألساس و األصل‬ ‫منسي ‪ ،‬فال قوانين تنصفها ول أنظمة تخدمها ‪،‬‬ ‫ول تطبيق لشريعة سمحة من قاض عدل إل من‬ ‫رحم ربي ‪ ،‬حقوقها في نفسها و في التعبير عن‬ ‫رأيها مسلوبة ‪ ،‬و حريتها في حدود دينها‬ ‫مكبلة ‪ ،‬يريدونها صماء إل عن كالمهم بكماء إل‬ ‫عن قول سمع وطاعة ‪ ،‬يريدونها كيانا ا بال‬ ‫كينونة !! فكيف سيكون الكيان بال حياة ؟!‬ ‫هم ل يرضون أن تأخذ المرأة من حقوقهم شيئا ا ‪،‬‬ ‫ولكن بالمقابل يلقون بكامل مسؤولياتهم على‬ ‫عاتقها ‪ ،‬فهي األم و األب و هي العائل و المعيل ‪،‬‬ ‫هي المربي و الموجه و المعلم ‪ ،‬هي كل أدوار‬ ‫الحياة ومع هذا في شرعهم الخاص ل حقوق‬ ‫لها !!‬ ‫لم ولن نزاحمكم على حقوقكم ولكن ل تنازعوا‬ ‫المرأة في شيء كفله اإلسالم لها ‪.‬‬


‫عصرنا اآلن عصر العولمة وعصر األجهزة‬ ‫التي أخذت بلب الكبار و الصغار ‪ ،‬فأصبحت‬

‫هي وسيلة التواصل بين أفراد األسرة الواحدة‬

‫بيت‬ ‫الزجاج‬

‫وحتى وهم في غرفة المعيشة مع بعضهم ‪،‬‬ ‫أصبحنا نعرف تفاصيل حياة الغير عن طريق‬

‫البرامج التي تتنافس في كشف العورات ‪ ،‬حياتنا‬ ‫أصبحت كبيت الزجاج الذي يرى باطنه من‬ ‫ظاهره ويسهل كسره ‪ ،‬فال خصوصية‬ ‫ول طقوس عائلية خاصة ‪ ،‬ول نكهة ألفراحنا ‪،‬‬ ‫عابرين !‬ ‫ول غصة ألحزاننا ‪ ،‬فالفرحة و الحزن‬ ‫َ‬

‫هذه األجهزة خطفت عقولنا و خطفتنا من بعضنا‬ ‫وبرضا و مباركة تامة منا ‪ ،‬فمتى نعود وتعود‬ ‫عقولنا المختطفة ؟!‬


‫أطف النا‬ ‫غراس‬ ‫األمة‬

‫عمل و عمل و عمل ‪ ،‬أصبحت الحياة كلها‬ ‫عمل ‪ ،‬وليتنا أخلصنا النية فيه حتى نؤجر ‪،‬‬ ‫ول يضيع هبا اء منثوراا ‪ ،‬عجلة الحياة لم تتح‬ ‫لنا فرصة التفكير و التأمل فأصبح منظورنا‬ ‫للعمل هو ما يدر علينا مالا ودخالا يزيد من‬ ‫رفاهيتنا ‪ ،‬ونسينا أننا أهملنا أعمالا فيها خير‬ ‫الدنيا و اآلخرة ‪،‬أهملنا أطفالنا غراس األمة ‪،‬‬ ‫فاألب و األم كالهما يلهث لتوفير عيش رغيد لهم‬ ‫‪ ،‬وينسون أن هناك ما هو أهم من ذلك ‪ ،‬ينسون‬ ‫أن زرع العقيدة في نفوس أبنائهم عمل ‪ ،‬و أن‬ ‫غرس المبادئ و القيم عمل ‪ ،‬و أن تعليمهم‬ ‫مكارم األخالق عمل ‪ ،‬و الصدقة عمل ‪ ،‬و النصح‬ ‫عمل ‪ ،‬ومساعدة الغير عمل ‪ ،‬ثم نأتي لنحاسبهم‬ ‫على سوء أخالقهم ‪ ،‬لو علم األب و األم أنه‬ ‫لن يطيب عيشهم إلّ إذا طاب غرسهم ‪ ،‬للتفتوا‬ ‫إلى عملهم ورسالتهم األساسية "تربية األبناء "‬ ‫‪ ،‬حتى و إن طالت مدة الحصاد ‪ ،‬فالحصاد هنا‬ ‫سيكون قرة عين في الدنيا و أجر وفالح في‬ ‫اآلخرة ‪.‬‬


‫ف اصلة‬


‫أطفال العالم ‪..‬‬ ‫يعيشون صراع الكبار الذي ل ذنب لهم به‬ ‫‪ ،‬طفولة مخطوفة و طفولة مغتصبة و طفولة‬

‫أحالمنا‬ ‫مخملية‬

‫مقتولة ‪ ،‬وطفولة مرعبة ‪ ،‬تنام و تستيقظ‬ ‫على صوت الصواريخ والقنابل و المدافع ‪،‬‬ ‫أين حقهم في طفولتهم ‪ ،‬أين حقهم في أحالم‬

‫كأحالم أطفالنا أجهزة وسفر و رفاهية و عيش‬ ‫رغيد ‪ ،‬هم اآلن ل يحلمون إل بوطن آمن فلماذا‬

‫تقتل أحالمهم وتغتصب ؟!!‬ ‫أيها األطفال الحالمون ناموا ول تحلموا‬ ‫بشيء لن يتحقق ‪ ،‬فأحالمكم جوهرية ‪ ،‬و نحن‬

‫النائمون عنكم أحالمنا مخملية ‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫حدث كطفل صغير ننتظر بشغف‬ ‫في حياة كل م ّنا‬

‫خطوته األولى ‪ ،‬حتى ونحن نعلم أنه سيتعثر‬ ‫إل أننا ننتظرها بفارغ الصبر ‪ ،‬فالخطوة األولى‬

‫الخطوة‬ ‫األولى‬

‫تعني التحدي والمجازفة ‪ ،‬حتى وإن تعثرت‬

‫ستتلوها خطوة ثانية تعني اإلصرار و المثابرة ‪،‬‬ ‫وخطوة إثر خطوة سيكبر الحدث ويطلق لنفسه‬ ‫العنان و يسابق الريح ‪ ،‬محققا ا لكل م ّنا ما يحلم به‬ ‫و ما يصبو إليه ‪ ،‬من رفعة و عزة شأن ‪،‬‬ ‫و ما ألذهما إذا اختلطتا بإخالص النية قولا‬

‫و عمالا ‪.‬‬ ‫وما أطيب أن تكون خطوتنا األولى إلى هللا فمتى ما‬ ‫كان ذلك يسر هللا جميع ال ُخطا ‪.‬‬


‫تراتيل‬ ‫دعاء‬

‫رحل ورحلت أحالمنا الوردية معه ‪ ،‬إل أحالم‬ ‫طفلته الصغيرة التي لم يرها ولم تره ‪ ،‬تركها‬ ‫وترك أحالمها معها بذر اة صغير اة تسقيها‬ ‫بطموحها وترعاها بمثابرتها ‪ ،‬و تراتيل دعاء‬ ‫أمها تحفها ‪ ،‬إلى أن بدأت في سلسلة تحقيق‬ ‫أحالمها شيئا ا فشيئا ا ‪.‬‬ ‫عندما كانت أحالمها صغيرة ك ّنا نسعد بتحقيقها‬ ‫لها ‪ ،‬وعندما كبرت أحالمها علينا وكبرت هي‬ ‫على أحالمها الصغيرة ‪ ،‬أصبح تحقيق الحلم‬ ‫مسؤوليتها ‪ ،‬لم نخش عليها ‪ ،‬فقد كانت كبير اة‬ ‫وهي صغيرة ‪ ،‬فكيف وقد أصبحت كبير اة سنا ا‬ ‫و فكراا و علما ا ‪ ،‬من يمتلك طموحها حتما ا يصل‬ ‫ومن يمتلك فكرها حتما ا يرتقي ومن يمتلك‬ ‫علمها لبد و أن يسمو ‪ ،‬اقتربت من تحقيق‬ ‫الحلم ونحن أكثر شوقا ا منها لالحتفاء بها‬ ‫وبحلمها المحقق ‪ ،‬ولنقول لها وألنفسنا مبار ٌك‬ ‫تحقق حلمك وتحقق حلمنا بكِ ‪.‬‬


‫نمضي و تمضي دروبنا ‪ ،‬نشقى و نسعد ‪،‬‬ ‫نحزن و نفرح ‪ ،‬نألم و نأمل ‪ ،‬وتمضي بنا‬

‫السنون ‪ ،‬وكل ما مضى يبقى ذكريات ‪،‬‬

‫يمنة‬ ‫و‬ ‫يسرة‬

‫ويبقى تجارب ‪ ،‬ويبقى دروس ‪ ،‬الحياة جميلة‬ ‫يضع في متاهاتها ‪،‬‬ ‫لمن عرف طريقها ولم‬ ‫ْ‬

‫فعالم الجمال فيها ينبع من ذواتنا و من‬ ‫جمال أرواحنا ‪ ،‬ومتى ما كانت نظرتنا للعالم‬ ‫من حولنا تفاؤلية كان الطريق للسعادة‬ ‫مع ّبداا ‪ ،‬فإذا ما أردناها فلنلتفت ُي ا‬ ‫منة و ُيسر اة‬ ‫فبر الوالدين سعادة ‪ ،‬و حب األسرة‬ ‫وسنجدها ‪ُّ ،‬‬

‫سعادة‪ ،‬واإلحسان لليتيم سعادة ‪ ،‬و مساعدة‬ ‫اآلخرين سعادة ‪ ،‬حتى الهم و الغم إذا صبرنا‬ ‫و شكرنا عاقبتهما سعادة ‪.‬‬


‫من بعيد كان هناك بصيص أمل تبعته و استمريت‬

‫بصيص‬ ‫أمل‬

‫في السير نحوه ‪ ،‬وكان كلما اقتربت منه ابتعد‬ ‫عني حتى اختفى ‪ ،‬و بقيت في العتمة أنا و قلبي‬

‫و روحي ‪ ،‬فهل من مشعل ضوء ‪ ،‬أو حتى عود‬ ‫ثقاب ‪ ،‬علّني أستطيع أن أكمل رحلتي أو أحترق‬ ‫و تنتهي قصتي ‪.‬‬ ‫رسالة خاصة‬


‫أنتما‬ ‫حكايتي‬

‫بين السماء و األرض‬ ‫حكاية تطول‬ ‫ما بين‬ ‫مطر‬ ‫وألوان طيف‬ ‫بين السماء و األرض‬ ‫خضرة‬ ‫وأنهار‬ ‫ما بين‬ ‫دفء‬ ‫وضوء قمر‬ ‫بين السماء و األرض‬ ‫رياح‬ ‫ورياحين‬ ‫ما بين‬ ‫عصف‬ ‫وشذى‬ ‫بين السماء و األرض‬ ‫موت‬ ‫وحياة‬ ‫ما بين‬ ‫صفو‬ ‫وكدر‬ ‫بين السماء و األرض‬ ‫حكاية تطول‬ ‫وأنتما حكايتي‬ ‫وبينكما أنا أكون‬


‫إثم‬ ‫ٌ‬ ‫من‬ ‫طعم‬ ‫آخر‬

‫اعذريني عندما أغتابك ‪ ،‬فأنت من ترغمني‬ ‫على ذلك ل أستطيع إلّ أن أذكرك ‪ ،‬صدق‬ ‫أحاديثك ‪ ،‬ونقاء نفسك ‪ ،‬وطهارة روحك‬ ‫و سمو فكرك وغيرها الكثير تجعلك حاضر اة‬ ‫في ذهني ‪ ،‬حتى أنني أصبحت أقرؤك في كلّ‬ ‫ما أقرؤه ‪ ،‬و على الرغم من اختالف الرأي‬ ‫ّإل أنه لم يكن يفسد لودنا قضية ‪ ،‬غيبتكِ‬ ‫مصدر سرور لي فبها أسترجع جميع حواراتنا‬ ‫وأتذكر متى أغضبتك ومتى أسعدتني ومتى كان‬ ‫الحق معي وأصبح معك ‪ ،‬ومتى رفعت لك الراية‬ ‫البيضاء ‪.‬‬ ‫أَ َو بعد هذا تريدين مني ألّ أغتابكِ !‬ ‫صدقيني ل أقدر ‪..‬‬ ‫فغيبتكِ سلوتي ‪ ،‬وغيبة األصدقاء إث ٌم من طعم‬ ‫آخر ُيستلذ به و ل ُيدخل النار ‪.‬‬ ‫أما زلت تغضبين إن اغتبتك ؟‬ ‫اطمئني فهذه الغيبة بيني و بيني‬ ‫فاسمحي لي أن أغتابك فخيالي ليس بيدي ‪.‬‬


‫راحة روح ‪ ،‬واسترخاء جسد ‪ ،‬و رغد عيش ‪،‬‬

‫هبة‬ ‫الرب‬ ‫الكريم‬

‫ل شمسا ا و ل زمهريرا ‪ ،‬و ل حسد ول حقد ‪،‬‬

‫ل فرقة ول غياب ‪ ،‬أرواح متآلفة ‪ ،‬و طمأنينة‬ ‫وسكينة ‪ ،‬تتوشحين بألوان السعادة ‪ ،‬وترانيم‬ ‫الفرح تشدو بها أطيارك‪ ،‬كم رأينا ‪ ،‬كم سمعنا ‪،‬‬

‫مر علينا ‪ ،‬وما استطعنا أن نحزركِ !!‬ ‫وكم خاطر ّ‬ ‫الرب العظيم ‪،‬‬ ‫ت وعد‬ ‫أن ِ‬ ‫ّ‬

‫الرب الكريم ‪،‬‬ ‫أنت هبة ّ‬ ‫لتكوني أهالا لنا ‪ ،‬ونكون أهالا لكِ ‪..‬‬ ‫فارزقنا إياكِ يا هللا ‪.‬‬


‫مل‬ ‫ّ‬ ‫الصبر‬ ‫من‬ ‫صبرنا‬

‫الطمع في ابن آدم جبلة ُجبل عليها ‪ ،‬فهو يطمع في المال‬ ‫و الجاه و الولد و السعادة وكل ما يجعل حياته رغيدة‬ ‫من سفر و سكن و وظيفة ‪ ،‬وفي ذات الوقت ل يريد حتى‬ ‫الشوكة يشاكها وهو بذلك ل يخالف الهوى اإلنساني ولكن‬ ‫ومر بأزمات وكان له طقوس‬ ‫إذا ما عانى في حياته ّ‬ ‫يمارسها في ذاك الزمن الحزين فإنه وإن ذهبت مرارة ذلك‬ ‫وفرج هللا همه و ضائقته إلّ أنه قد يحن لتلك‬ ‫الزمن ّ‬ ‫الطقوس التي يمارسها في ذلك الزمن على الرغم من‬ ‫ارتباطها بذكريات حزينة أو قد يكون من األنسب أن نقول‬ ‫نقر‬ ‫بأنه حنّ لتلك الذكريات الحزينة ‪ ،‬وهنا ينبغي لنا أن ّ‬ ‫بأن اإلنسان يجلد ذاته بنفسه ولكن نمني أنفسنا بأن‬ ‫يكون ذلك تمحيصا ا لذنوبنا ‪.‬‬ ‫نحمد هللا و نثني عليه في يسر الدنيا و عسرها و في‬ ‫رخائها و شدتها و في لينها وخطبها الجلل ‪ ،‬ولكن الحمد‬ ‫في حال عسر الدنيا ل يستقيم إلّ بالصبر ‪..‬‬ ‫ومن أين لنا به ؟!!‬ ‫ا‬ ‫كرامة م ّنا ‪،‬‬ ‫صبر ُرغما ا ع ّنا ل‬ ‫وإن صبرنا فهذا ال ّ‬ ‫ولكن عسى الفرج أن يكون قريبا ا ‪ ،‬فقد مل ّ الصبر من‬ ‫صبرنا ‪.‬‬ ‫الحمد هلل أولا وآخراا وظاهراا وباطنا ا ‪ ،‬اللهم ارزقنا‬ ‫الصبر قبل الحمد ‪.‬‬


‫حياة‬ ‫المسلم‬

‫هللا ربي و اإلسالم ديني و محمد صلى هللا عليه وسلم نبيي ‪.‬‬ ‫عبارة غرست في قلوبنا صغاراا وأصبحت تجري مجرى الدم في‬ ‫عروقنا كباراا ‪.‬‬ ‫لكن هل ما زلنا ندرك أن في هذه العبارة حياتنا ؟!‬ ‫الغرب النتن يعرف جيداا أن قوة المسلم تكمن في إيمانه بعقيدته لذا‬ ‫هو ل يجهل أن المسلم حياته في مماته ‪ ،‬وعليه فلم يكن لهم من‬ ‫طريق إلينا إل بغزونا فكريا ا ‪ ،‬و ُيع ُّد لويس التاسع من أوائل من‬ ‫لفت أنظار الغرب لهذا الطريق عندما تم أسره في المنصورة بمصر‬ ‫خالل الحملة الصليبية السابعة حين قال " ل سبيل إلى النصر‬ ‫و التغلب على المسلمين عن طريق القوة الحربية ألن تدينهم‬ ‫باإلسالم يدفعهم للمقاومة والجهاد وبذل النفس في سبيل هللا لحماية‬ ‫دار اإلسالم وصون الحرمات و األعراض ‪ ،‬وأنه ل بد من سبيل‬ ‫آخر وهو تحويل الفكر اإلسالمي وترويض المسلمين عن طريق‬ ‫الغزو الفكري " فتحولوا بهذه المقولة من القتال الحربي إلى قتال‬ ‫العقيدة و الفكر ‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك اليوم والغرب يشن حربا ا فكرية شرسة على اإلسالم ‪،‬‬ ‫وبلغ بهم من الخسة و الدناءة أن استخدموا أبناء اإلسالم أنفسهم‬ ‫ليغربوا هذا الدين و يبتدعوا فيه ويأولوا أحكامه و شرائعه على‬ ‫أمزجتهم النتنة ‪ ،‬ويجلبوا لنا من مستنقعات فكرهم الموبوء‬ ‫ا‬ ‫خدمة لمن‬ ‫بالنحطاط و الدونية لينشروا عفنهم ويطعنوا اإلسالم‬ ‫ج ّندهم من أعداء الدين ‪.‬‬ ‫إن واجب الشباب المسلم الصادق أن يعمل على تدمير أجندة الغرب‬ ‫المليئة بالمخططات الصهيونية واألفكار الغربية التي تحارب دينهم‬ ‫وتحاول تجنيدهم للقضاء عليه ‪ ،‬و ألّ ينساق وراء حضارتهم‬ ‫الوهمية ‪ ،‬وأن يعي أنه مستهدف في كل زمان و مكان ‪ ،‬و أن‬ ‫يدرك أن جيله هومن سيغير وجه العالم ‪ ،‬ولكنه لن يغير مالم‬ ‫يتغير ومالم تعمل كل قوى المجتمع من أُسر ومؤسسات تعليمية‬ ‫ووسائل إعالم على نشر الوعي بالغزو الغربي الفكري على إسالمنا‬ ‫و عقيدتنا ‪ ،‬ومحاربة الفكر بالفكر مالم ينادى للجهاد فإن تم النداء‬ ‫فالروح فداء للدين و العرض و الوطن ‪.‬‬ ‫فهل يدرك هذا الجيل أن حياته في " هللا ربي و اإلسالم ديني‬ ‫و محمد صلى هللا عليه وسلم نبيي " ؟!‬


‫أنا كالبركان الثائر ‪..‬‬ ‫فاسمحي لي أن أرسل لك بين الحين و اآلخر بعضا ا‬ ‫من حممه ‪ ،‬علّها تخفف من ثورته ‪ ،‬و إذا‬

‫ف إنّي‬ ‫قريب‬

‫أحسست ِ أن اليأس تملكني ‪ ،‬فذكريني بعيناي ‪،‬‬ ‫ذكريني بقلبي و روحي ‪ ،‬ذكريني بمن سأكون‬ ‫عندهما يوما ا ما نسيا ا منس ّيا أو ذكرى ‪ ،‬وقبل هذا‬

‫كله ذكريني بإله يسمع نجواي ‪ ،‬و يرى يداي و هي‬ ‫تمسح دمع عيناي ‪ ،‬ذكريني بعفوه و غفرانه ‪،‬‬

‫بم ّنه و كرمه ‪ ،‬بقوله ( و إذا سألك عبادي عني‬ ‫فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )‬ ‫رسالة خاصة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.