شذرات
أدبية
تأليف بسمة حممد الطيار
إهداء إلى من يحفّني دعاؤها صبح مساء .. إلى روح أبي الطّاهرة .. إلى أحمد و محمد .. إلى أسرتي .. إلى األرواح التي استوطنتني .. بسمة
حين يبكي الظلم
ُردُّوا عليه ردَاءهُ
ُمن ُذ نعومة أظفارنا ونحن نردد : كاد المعل ُم أن يكون رسولا* قم للمعلّم و ّف ِه ال ّتبجيال فهل ُب ّجل المعلّم ؟! مهنة التعليم تتطلب معلما ا مبدعا ا يستطيع أن يصنع جيل ال ّتحدي الذي سيعمر هذه األرض بعلمه الذي سيستمده من هذا المعلم ،لذا المعلم الحق هو من يعمل على اللتزام بأخالقيات مهنة التعليم ويجبل نفسه على اإلخالص والتفاني ومراقبة هللا أولا وآخراا ويعلم أن درجات اآلخرة خي ٌر و أبقى فإن كان يعمل ليرضي المدير و الوزير فحسبه تقويم األداء الوظيفي ،وإن كان يعمل لرب المدير و الوزير فليهنأ برفيع الدرجات دنيا و آخرة . وكي يصنع المعلم جيالا مبدعا ا عليه بالتطوير المهني ألدائه وأن يبحث عن كل جديد في مجال تخصصه ول يحشر نفسه في بوتقة تعليمات و أنظمة الوزارة الروتينية فاإلبداع يرفض القيود . والمبجل في نفس الوقت لألسف نستطيع ولكن أين المعلم المبدع ّ أن نقول أن الهيبة د ُمها مهد ٌر ،وإثارة دافعية المعلم للعطاء و اإلبداع قد قتلت بكثرة التعاميم و المشاريع والبرامج التي ل نعترض عليها أبداا ولكن أين البنية التحتية لهذه المشاريع التي تحتاج لموارد وكوادر بشرية مؤهلة تكون سنداا للمعلم في تطبيق هذه المشاريع والبرامج . هناك من يتمنى الرجوع للزمن الجميل ويرفض هذا التطوير وهذه التعاميم التي يظن أنه لم يجن منها غير الستخفاف به من قبل طالبه وهم يرددون : كاد المعلم أن يكون قتيال قم للمعلم و ّفه ال ّتسفيال أخيراا كلمة حق يجب أن تقال ،وأن تسمع من وزارة التعليم أن المعلم مهدر الحق منقوص الهيبة فنرجوكم " ُردُّوا عليه رداءهُ " فهو أحق من ُيكرم و أولى من ُيحترم.
*أحمد شوقي
ٌ بصمة ما ،قد تكون ألب في حياة كل م ّنا
أو أم أو معلم أو صديق أو جار أو ....... وتبقى بصمة المعلم مختلفة ولكن متى نجد المعلم صاحب البصمة قليل جدّ ا ونادر ،
بصمة المعلم
و صاحب البصمة يجب أن تتوفر فيه عدة صفات لعل أولها الحكمة و الصبر وحسن إدارة األمور وهذه كلها أصبحت في زمننا
قليلة مع ضغوط الحياة مع أنها ليست سببا ا ا كافيا ا خاصة وأننا ندين بدين المبادئ والقيم
التي نكسب فيه األجر حتى على النية فما بالكم بالعمل على نشء سيكون عماد األمة ودرعها .
أعاننا هللا وإياك أيها المعلم لما فيه خير وصالح أبنائنا .
النّزاهة العملةُ الن ادرة
مرج ُعه صال ُ أمرك لألخالق ِ ح ِ باألخالق تستق ِِم النفس فقوم َ ِ خيرها في خير عافية ُ والنفس من ِ وخم* شرها في َم ْرتع والنفس من ّ ِ صدق الشاع ُر فاألخالق هي األساس ،وهي هوية المسلم ،ولعلنا بحديثنا عن األخالق نتطرق لخلق نحسبه عملة نادرة في هذه األيام أل وهو ( النزاهة ) ،إذ هي مطلب مهم في مجالت العمل المختلفة ،ول سيما المجالت التعليمية التربوية ،ألنها ركيزة المجالت األخرى فال مهندس ول طبيب إل وكان طالب علم في مؤسسة تعليمية تربوية . وبما أننا في العصر الرقمي والتطور يسير بخطى متسارعة ، ودعوات اإلصالح يتردد صداها في كل مكان ،كان لزاما ا علينا أن نسير مع الركب ول نتخلف عنهم حتى نكون في المقدمة ،ولعل ما قامت به الدولة في طريق اإلصالح من إنشاء ( الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد -نزاهة ) هو أول الطريق الذي يقع على عاتقنا مسؤولية استكماله بأن نسعى جاهدين في تطبيق هذا الخلق ( النزاهة ) في كافة تعامالتنا ،فلو و ّطنا أنفسنا عليه لستقامت هذه األنفس و استقامت األمو ُر في شتى مناحي الحياة ولسيما الوظيفية منها ،ولصنعنا بيئة عمل منتجة تستطيع أن ترقى بالمؤسسة أ ّيا ا كان مجال عملها . إن الفساد بشتى أنواعه يع ُّد وصمة عار في جبين المواطن المفسد قبل الوطن ،إل أننا نرجو أن يكون هؤلء المفسدين ا قلة ،ونتوسم الخير في شريحة أخرى تمثل أخالق اإلسالم وتتخذ من النزاهة وشاحا ا لها ،تتزين به لخدمة المستفيدين في شتى المجالت لرفعة هذا الوطن وتقدمه . كلمة أخيرة ... ال ّنزاهة تبدأ ُ من َك و ب َك ... *من قصيدة نهج البردة ألحمد شوقي
يحاول المرء صاحب المبادئ أن يثبت على قيمه السو ّية ،و مع ذلك فال هو و ما دعته إليه فطرته ّ
ارتاح و ل ارتاح الضمير فأ ّنى له راحة الضمير
الثرى و الثّريّ ا
و هو يرى أهل الحق أضحوا على باطل و أهل الباطل أضحوا على حق ،و هو يتخذ دور
المتفرج و الساكت عن الحق ،فال مشى على در العالمة الطريفي الثرى و ل طال الثر ّيا ،وهلل ُّ حين قال ( نصرة المظلوم ستار من العقوبة و البالء فمن وجد مظلوما ا فليستتر بنصرته ) و حين يسعى المرء إلى رضا هللا و يحاول أن
يكون هو همه من خالل نصرته للمظلوم ،فهذا يستلزم منه مجاهدة النفس و الصبر ،ولكن أ ّنى له ذلك ؟ فال يقدر عليه إل قوي اإليمان .
ل أجدني ،كطفل ضلّ عن أ ّمه ،أو طائر
ضل عن ع ّ شه ،أفتش بداخلي عني ،وعن
أين أنا ؟
فرحي و حزني عن آلمي و آمالي ،عن حبي ،عن تضحيتي ،عن الكدمات التي
بقيت في نفسي ،وعن بقايا أحالمي التي لم أرها في نومي ،بحثت و بحثت فلم أجدني ،أسير في متاهات الحياة ،ل أعلم أي طريق أسلك ول أي منعطف ينعطف ويعطف بي ،فتشت حتى دهاليزي و أعماق
أعماقي ،و لكن لم أجدني .. إلي ؟! تائهة أنا م ّني ،فمن يجدني و يردني ّ
ذكرياتنا فصل من فصول حياتنا ،ل نستطيع استعادته إل في ذاكرتنا ،وكل حدث مضى هو ذكرى سوا اء كان هذا الحدث فرحا ا أو حزنا ا ،
كطعم السّكّ ر
والذكرى ل تسمى ذكرى إل إذا كانت تطرق باب ذاكرتنا من حين آلخر ،لتحيي فرحة يتيمة أو تنكأ جرحا ا قديما ا .
ومهما آلمتنا ذكرياتنا تبقى جزءاا م ّنا ، ل نستطيع نسيانها ول التبرأ منها ،و تبقى
لذكريات الطفولة نكهة خاصة تجمع الشقاوة و البراءة والذكاء ،طعم هذه المرحلة كطعم السكر يذوب ،ول يبقى من ذكرى هذه
الذكريات إل ذكرى الطعم .
وسائد محشوّة
وسائد أطفالهم محشوة أحالم ،ووسائد أطفالنا محشوة باأللغام ،لهم حق الحياة ، وليس لنا سوى الموت ،حق اإلنسانية لهم فقط أما نحن فالحق لنا ،يديرون العالم وفق مصالحهم ،ول حق لنا في إدارة مصالحنا ، ول في الدفاع عن عقيدتنا ،يصمون إسالمنا باإلرهاب و يسبون رمز ديننا رسولنا الكريم عليه الصالة والسالم بأبشع األلفاظ ويريدون م ّنا أن نقبل ونسلم ونبارك لهم ذلك . هم استضعفونا و أضعفونا ،تآمروا معنا علينا ،جمعوا و كادوا لنا ،وكدنا ألنفسنا بخنوعنا لهم ،فغرهم هذا الخنوع و طال ليلنا ، ولكن آن لهذا الليل أن ينجلي ،وآن لهذا الخنوع أن يتمرد ،فهم ل يعلموا مدى عزة المسلم بدينه ،وثأره له ،و غضبته ألجله ،ومتى ما أذن هللا لهذه الغضبة أن تثور فإنها لن تبقي و لن تذر من أعداء هللا ورسوله ودينه أحداا ، ليعلموا أن حقنا في الحياة ل يقل عن حقهم ، وليعلموا أن ديننا ورسولنا و عزتنا و كرامتنا دونها أرواحنا ،وليعلموا أن من حق أطفالنا حشو وسائدهم باألحالم كأطفالهم .
كيان بال كينونة
تكررت هذه المقولت على مسامعكم ،المرأة هي الوطن ،و نصف المجتمع ،و شقائق الرجال ،عبارات رنانة نسمع جعجعتها ول نرى طِ حنا ا ،ما يكتب عن حقوق المرأة ل يسمن ول يغني من جوع فهو كالم على ورق في مهب الريح ،منظمات لحقوق المرأة ومؤسسات لدعم دورها في المجتمع ،واألساس و األصل منسي ،فال قوانين تنصفها ول أنظمة تخدمها ، ول تطبيق لشريعة سمحة من قاض عدل إل من رحم ربي ،حقوقها في نفسها و في التعبير عن رأيها مسلوبة ،و حريتها في حدود دينها مكبلة ،يريدونها صماء إل عن كالمهم بكماء إل عن قول سمع وطاعة ،يريدونها كيانا ا بال كينونة !! فكيف سيكون الكيان بال حياة ؟! هم ل يرضون أن تأخذ المرأة من حقوقهم شيئا ا ، ولكن بالمقابل يلقون بكامل مسؤولياتهم على عاتقها ،فهي األم و األب و هي العائل و المعيل ، هي المربي و الموجه و المعلم ،هي كل أدوار الحياة ومع هذا في شرعهم الخاص ل حقوق لها !! لم ولن نزاحمكم على حقوقكم ولكن ل تنازعوا المرأة في شيء كفله اإلسالم لها .
عصرنا اآلن عصر العولمة وعصر األجهزة التي أخذت بلب الكبار و الصغار ،فأصبحت
هي وسيلة التواصل بين أفراد األسرة الواحدة
بيت الزجاج
وحتى وهم في غرفة المعيشة مع بعضهم ، أصبحنا نعرف تفاصيل حياة الغير عن طريق
البرامج التي تتنافس في كشف العورات ،حياتنا أصبحت كبيت الزجاج الذي يرى باطنه من ظاهره ويسهل كسره ،فال خصوصية ول طقوس عائلية خاصة ،ول نكهة ألفراحنا ، عابرين ! ول غصة ألحزاننا ،فالفرحة و الحزن َ
هذه األجهزة خطفت عقولنا و خطفتنا من بعضنا وبرضا و مباركة تامة منا ،فمتى نعود وتعود عقولنا المختطفة ؟!
أطف النا غراس األمة
عمل و عمل و عمل ،أصبحت الحياة كلها عمل ،وليتنا أخلصنا النية فيه حتى نؤجر ، ول يضيع هبا اء منثوراا ،عجلة الحياة لم تتح لنا فرصة التفكير و التأمل فأصبح منظورنا للعمل هو ما يدر علينا مالا ودخالا يزيد من رفاهيتنا ،ونسينا أننا أهملنا أعمالا فيها خير الدنيا و اآلخرة ،أهملنا أطفالنا غراس األمة ، فاألب و األم كالهما يلهث لتوفير عيش رغيد لهم ،وينسون أن هناك ما هو أهم من ذلك ،ينسون أن زرع العقيدة في نفوس أبنائهم عمل ،و أن غرس المبادئ و القيم عمل ،و أن تعليمهم مكارم األخالق عمل ،و الصدقة عمل ،و النصح عمل ،ومساعدة الغير عمل ،ثم نأتي لنحاسبهم على سوء أخالقهم ،لو علم األب و األم أنه لن يطيب عيشهم إلّ إذا طاب غرسهم ،للتفتوا إلى عملهم ورسالتهم األساسية "تربية األبناء " ،حتى و إن طالت مدة الحصاد ،فالحصاد هنا سيكون قرة عين في الدنيا و أجر وفالح في اآلخرة .
ف اصلة
أطفال العالم .. يعيشون صراع الكبار الذي ل ذنب لهم به ،طفولة مخطوفة و طفولة مغتصبة و طفولة
أحالمنا مخملية
مقتولة ،وطفولة مرعبة ،تنام و تستيقظ على صوت الصواريخ والقنابل و المدافع ، أين حقهم في طفولتهم ،أين حقهم في أحالم
كأحالم أطفالنا أجهزة وسفر و رفاهية و عيش رغيد ،هم اآلن ل يحلمون إل بوطن آمن فلماذا
تقتل أحالمهم وتغتصب ؟!! أيها األطفال الحالمون ناموا ول تحلموا بشيء لن يتحقق ،فأحالمكم جوهرية ،و نحن
النائمون عنكم أحالمنا مخملية .
ٌ حدث كطفل صغير ننتظر بشغف في حياة كل م ّنا
خطوته األولى ،حتى ونحن نعلم أنه سيتعثر إل أننا ننتظرها بفارغ الصبر ،فالخطوة األولى
الخطوة األولى
تعني التحدي والمجازفة ،حتى وإن تعثرت
ستتلوها خطوة ثانية تعني اإلصرار و المثابرة ، وخطوة إثر خطوة سيكبر الحدث ويطلق لنفسه العنان و يسابق الريح ،محققا ا لكل م ّنا ما يحلم به و ما يصبو إليه ،من رفعة و عزة شأن ، و ما ألذهما إذا اختلطتا بإخالص النية قولا
و عمالا . وما أطيب أن تكون خطوتنا األولى إلى هللا فمتى ما كان ذلك يسر هللا جميع ال ُخطا .
تراتيل دعاء
رحل ورحلت أحالمنا الوردية معه ،إل أحالم طفلته الصغيرة التي لم يرها ولم تره ،تركها وترك أحالمها معها بذر اة صغير اة تسقيها بطموحها وترعاها بمثابرتها ،و تراتيل دعاء أمها تحفها ،إلى أن بدأت في سلسلة تحقيق أحالمها شيئا ا فشيئا ا . عندما كانت أحالمها صغيرة ك ّنا نسعد بتحقيقها لها ،وعندما كبرت أحالمها علينا وكبرت هي على أحالمها الصغيرة ،أصبح تحقيق الحلم مسؤوليتها ،لم نخش عليها ،فقد كانت كبير اة وهي صغيرة ،فكيف وقد أصبحت كبير اة سنا ا و فكراا و علما ا ،من يمتلك طموحها حتما ا يصل ومن يمتلك فكرها حتما ا يرتقي ومن يمتلك علمها لبد و أن يسمو ،اقتربت من تحقيق الحلم ونحن أكثر شوقا ا منها لالحتفاء بها وبحلمها المحقق ،ولنقول لها وألنفسنا مبار ٌك تحقق حلمك وتحقق حلمنا بكِ .
نمضي و تمضي دروبنا ،نشقى و نسعد ، نحزن و نفرح ،نألم و نأمل ،وتمضي بنا
السنون ،وكل ما مضى يبقى ذكريات ،
يمنة و يسرة
ويبقى تجارب ،ويبقى دروس ،الحياة جميلة يضع في متاهاتها ، لمن عرف طريقها ولم ْ
فعالم الجمال فيها ينبع من ذواتنا و من جمال أرواحنا ،ومتى ما كانت نظرتنا للعالم من حولنا تفاؤلية كان الطريق للسعادة مع ّبداا ،فإذا ما أردناها فلنلتفت ُي ا منة و ُيسر اة فبر الوالدين سعادة ،و حب األسرة وسنجدها ُّ ،
سعادة ،واإلحسان لليتيم سعادة ،و مساعدة اآلخرين سعادة ،حتى الهم و الغم إذا صبرنا و شكرنا عاقبتهما سعادة .
من بعيد كان هناك بصيص أمل تبعته و استمريت
بصيص أمل
في السير نحوه ،وكان كلما اقتربت منه ابتعد عني حتى اختفى ،و بقيت في العتمة أنا و قلبي
و روحي ،فهل من مشعل ضوء ،أو حتى عود ثقاب ،علّني أستطيع أن أكمل رحلتي أو أحترق و تنتهي قصتي . رسالة خاصة
أنتما حكايتي
بين السماء و األرض حكاية تطول ما بين مطر وألوان طيف بين السماء و األرض خضرة وأنهار ما بين دفء وضوء قمر بين السماء و األرض رياح ورياحين ما بين عصف وشذى بين السماء و األرض موت وحياة ما بين صفو وكدر بين السماء و األرض حكاية تطول وأنتما حكايتي وبينكما أنا أكون
إثم ٌ من طعم آخر
اعذريني عندما أغتابك ،فأنت من ترغمني على ذلك ل أستطيع إلّ أن أذكرك ،صدق أحاديثك ،ونقاء نفسك ،وطهارة روحك و سمو فكرك وغيرها الكثير تجعلك حاضر اة في ذهني ،حتى أنني أصبحت أقرؤك في كلّ ما أقرؤه ،و على الرغم من اختالف الرأي ّإل أنه لم يكن يفسد لودنا قضية ،غيبتكِ مصدر سرور لي فبها أسترجع جميع حواراتنا وأتذكر متى أغضبتك ومتى أسعدتني ومتى كان الحق معي وأصبح معك ،ومتى رفعت لك الراية البيضاء . أَ َو بعد هذا تريدين مني ألّ أغتابكِ ! صدقيني ل أقدر .. فغيبتكِ سلوتي ،وغيبة األصدقاء إث ٌم من طعم آخر ُيستلذ به و ل ُيدخل النار . أما زلت تغضبين إن اغتبتك ؟ اطمئني فهذه الغيبة بيني و بيني فاسمحي لي أن أغتابك فخيالي ليس بيدي .
راحة روح ،واسترخاء جسد ،و رغد عيش ،
هبة الرب الكريم
ل شمسا ا و ل زمهريرا ،و ل حسد ول حقد ،
ل فرقة ول غياب ،أرواح متآلفة ،و طمأنينة وسكينة ،تتوشحين بألوان السعادة ،وترانيم الفرح تشدو بها أطيارك ،كم رأينا ،كم سمعنا ،
مر علينا ،وما استطعنا أن نحزركِ !! وكم خاطر ّ الرب العظيم ، ت وعد أن ِ ّ
الرب الكريم ، أنت هبة ّ لتكوني أهالا لنا ،ونكون أهالا لكِ .. فارزقنا إياكِ يا هللا .
مل ّ الصبر من صبرنا
الطمع في ابن آدم جبلة ُجبل عليها ،فهو يطمع في المال و الجاه و الولد و السعادة وكل ما يجعل حياته رغيدة من سفر و سكن و وظيفة ،وفي ذات الوقت ل يريد حتى الشوكة يشاكها وهو بذلك ل يخالف الهوى اإلنساني ولكن ومر بأزمات وكان له طقوس إذا ما عانى في حياته ّ يمارسها في ذاك الزمن الحزين فإنه وإن ذهبت مرارة ذلك وفرج هللا همه و ضائقته إلّ أنه قد يحن لتلك الزمن ّ الطقوس التي يمارسها في ذلك الزمن على الرغم من ارتباطها بذكريات حزينة أو قد يكون من األنسب أن نقول نقر بأنه حنّ لتلك الذكريات الحزينة ،وهنا ينبغي لنا أن ّ بأن اإلنسان يجلد ذاته بنفسه ولكن نمني أنفسنا بأن يكون ذلك تمحيصا ا لذنوبنا . نحمد هللا و نثني عليه في يسر الدنيا و عسرها و في رخائها و شدتها و في لينها وخطبها الجلل ،ولكن الحمد في حال عسر الدنيا ل يستقيم إلّ بالصبر .. ومن أين لنا به ؟!! ا كرامة م ّنا ، صبر ُرغما ا ع ّنا ل وإن صبرنا فهذا ال ّ ولكن عسى الفرج أن يكون قريبا ا ،فقد مل ّ الصبر من صبرنا . الحمد هلل أولا وآخراا وظاهراا وباطنا ا ،اللهم ارزقنا الصبر قبل الحمد .
حياة المسلم
هللا ربي و اإلسالم ديني و محمد صلى هللا عليه وسلم نبيي . عبارة غرست في قلوبنا صغاراا وأصبحت تجري مجرى الدم في عروقنا كباراا . لكن هل ما زلنا ندرك أن في هذه العبارة حياتنا ؟! الغرب النتن يعرف جيداا أن قوة المسلم تكمن في إيمانه بعقيدته لذا هو ل يجهل أن المسلم حياته في مماته ،وعليه فلم يكن لهم من طريق إلينا إل بغزونا فكريا ا ،و ُيع ُّد لويس التاسع من أوائل من لفت أنظار الغرب لهذا الطريق عندما تم أسره في المنصورة بمصر خالل الحملة الصليبية السابعة حين قال " ل سبيل إلى النصر و التغلب على المسلمين عن طريق القوة الحربية ألن تدينهم باإلسالم يدفعهم للمقاومة والجهاد وبذل النفس في سبيل هللا لحماية دار اإلسالم وصون الحرمات و األعراض ،وأنه ل بد من سبيل آخر وهو تحويل الفكر اإلسالمي وترويض المسلمين عن طريق الغزو الفكري " فتحولوا بهذه المقولة من القتال الحربي إلى قتال العقيدة و الفكر . ومنذ ذلك اليوم والغرب يشن حربا ا فكرية شرسة على اإلسالم ، وبلغ بهم من الخسة و الدناءة أن استخدموا أبناء اإلسالم أنفسهم ليغربوا هذا الدين و يبتدعوا فيه ويأولوا أحكامه و شرائعه على أمزجتهم النتنة ،ويجلبوا لنا من مستنقعات فكرهم الموبوء ا خدمة لمن بالنحطاط و الدونية لينشروا عفنهم ويطعنوا اإلسالم ج ّندهم من أعداء الدين . إن واجب الشباب المسلم الصادق أن يعمل على تدمير أجندة الغرب المليئة بالمخططات الصهيونية واألفكار الغربية التي تحارب دينهم وتحاول تجنيدهم للقضاء عليه ،و ألّ ينساق وراء حضارتهم الوهمية ،وأن يعي أنه مستهدف في كل زمان و مكان ،و أن يدرك أن جيله هومن سيغير وجه العالم ،ولكنه لن يغير مالم يتغير ومالم تعمل كل قوى المجتمع من أُسر ومؤسسات تعليمية ووسائل إعالم على نشر الوعي بالغزو الغربي الفكري على إسالمنا و عقيدتنا ،ومحاربة الفكر بالفكر مالم ينادى للجهاد فإن تم النداء فالروح فداء للدين و العرض و الوطن . فهل يدرك هذا الجيل أن حياته في " هللا ربي و اإلسالم ديني و محمد صلى هللا عليه وسلم نبيي " ؟!
أنا كالبركان الثائر .. فاسمحي لي أن أرسل لك بين الحين و اآلخر بعضا ا من حممه ،علّها تخفف من ثورته ،و إذا
ف إنّي قريب
أحسست ِ أن اليأس تملكني ،فذكريني بعيناي ، ذكريني بقلبي و روحي ،ذكريني بمن سأكون عندهما يوما ا ما نسيا ا منس ّيا أو ذكرى ،وقبل هذا
كله ذكريني بإله يسمع نجواي ،و يرى يداي و هي تمسح دمع عيناي ،ذكريني بعفوه و غفرانه ،
بم ّنه و كرمه ،بقوله ( و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) رسالة خاصة