الحارس 1143 تصدرها الداخلية التوجيه المعنوي والعلاقات الاثنين 21 رمضان 1442هـ 3 مايو 2021م

Page 1

‫يف املحا�ضرة الرم�ضانية الع�شرين‬

‫قائد الثورة‪ :‬الإمام علي «عليه ال�سالم»‬ ‫كانت م�سرية حياته متميزة‪ ،‬فهو وليد الكعبة و�شهيد املحراب‬ ‫�صفحة‬

‫‪16‬‬ ‫ت�صدر عن وزارة الداخلية اليمنية (الإدارة العامة للتوجيه املعنوي والعالقات)‬

‫االثنين ‪ 21‬رمضان ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ ٣‬مايو ‪2021‬م ‪ -‬العدد ‪1143‬‬

‫اخل�سارة الكربى‬ ‫يف تاريخ الأمة‬ ‫كانت قادمة من مناطق �سيطرة العدوان‬

‫�إحباط ‪ 3‬حماوالت تهريب �أدوية‬ ‫ممنوعة مبحافظة تعز‬

‫الإجنازات الأمنية يف �إطار اللجنة العدلية‬

‫يف فعاليات الداخلية مبنا�سبة الذكرى الثالثة ال�ست�شهاد الرئي�س ال�صماد‬

‫الت�أكيد على �أهمية اال�ستمرار مب�شروع ال�شهيد‬

‫وال�سري علىمبادئه وت�ضحياته‬

‫رجال الأمن‪ ..‬ال�صماد ن�ضال وبذل وعطاء‬ ‫الوجع الذي حتول غ�ضب ًا‬

‫�ضبط ‪ 681‬من منتحلي �صفة �أمني‬ ‫�شرعي ومزوري الوثائق العقارية‬

‫رجـــال الأمـــن‬ ‫ينفذون واجبهم‬ ‫اجلهادي املقد�س‬

‫الداخلية تك�شف عن ن�شاط تنظيم القاعدة يف م�أرب‬


‫‪02‬‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫االثنين ‪ 21 -‬رمضان ‪ 1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 3‬مايو ‪2021‬م‬

‫مراعاة للظروف املعي�شية التي مير بها املواطنون نتيجة العدوان واحل�صار‬

‫مجلس الوزراء يوافق على تخفيض قيمة المخالفات المرورية والتجديدات‬ ‫متابعات‬

‫وافق جمل�س ال��وزراء يف اجتماعه الدوري املنعقد‬ ‫يف ‪� 11‬أبريل ‪2021‬م‪ ،‬برئا�سة رئي�س املجل�س الدكتور‬ ‫عبدالعزيز �صالح ب��ن حبتور‪ ،‬على م�شروع القرار‬ ‫املقدم من وزير الداخلية اللواء عبدالكرمي احلوثي‪،‬‬ ‫ب���ش��أن �إج � ��راءات ت�ع��دي��ل ب�ي��ان��ات ال��وث��ائ��ق ال���ص��ادرة‬ ‫ع��ن م�صلحة الأح� ��وال ال�شخ�صية‪ ،‬وع�ل��ى م�شروع‬ ‫ال�ق��رار القا�ضي ب�إعفاء ال�شهداء م��ن ر��س��وم �شهادة‬ ‫الوفاة و�أ�سرهم من دفع ر�سوم البطاقة ال�شخ�صية‬ ‫بن�سبة (‪ ،)% 75‬وذلك تقديراً لت�ضحيات ال�شهداء‬ ‫اجل�سيمة يف �سبيل عزة �شعبهم ووطنهم‪.‬‬ ‫كما واف��ق املجل�س‪ ،‬على م�ق�ترح وزي��ر الداخلية‬ ‫ب���ش��أن تخفي�ض قيمة غ��رام��ة امل�خ��ال�ف��ات امل��روري��ة‬ ‫وال �ت �ج��دي��دات‪ ،‬وذل ��ك م��راع��اة ل �ل �ظ��روف املعي�شية ال � ��وزارة ممثلة ب � ��الإدارة ال�ع��ام��ة ل�ل�م��رور بالتنفيذ املخالفات ب��واق��ع �أل��ف ري��ال ع��ن ك��ل خمالفة يف كل‬ ‫ال�صعبة التي مير بها املواطنون نتيجة �ست �سنوات وذلك لفرتة زمنية حمدودة ال تتحاوز ت�سعني يوماً الفروع و�سداد ر�سوم �آخر جتديد فقط مع اال�ستيفاء‬ ‫من العدوان واحل�صار الأمريكي ال�سعودي‪ ..‬ووجه من تاريخه‪ ..‬وين�ص املقرتح على االكتفاء با�ستيفاء لغرامة الت�أخري‪.‬‬

‫عدم ال�سباحة يف ال�سدود‬

‫مصلحة الدفاع المدني تحذر‬ ‫المواطنين والسائقين من‬ ‫التواجد في ممرات السيول‬ ‫متابعات‬

‫ح� ��ذ ّرت م�صلحة ال��دف��اع امل ��دين ب � ��وزارة ال��داخ�ل�ي��ة‪،‬‬ ‫املواطنني وال�سائقني من التواجد �أو العبور يف ممرات‬ ‫ال���س�ي��ول وامل �� �ص �ب��ات امل��ائ �ي��ة �أث �ن��اء ه �ط��ول الأم� �ط ��ار يف‬ ‫العا�صمة واملحافظات‪.‬‬ ‫ودع��ت امل�صلحة �إىل �أخ��ذ االحتياطات ال�لازم��ة من‬ ‫االنهيارات ال�صخرية والتدين يف مدى الر�ؤية الأفقية‪.‬‬ ‫ووج �ه��ت م���ص�ل�ح��ة ال ��دف ��اع امل� ��دين حت ��ذي ��راً جلميع‬ ‫املواطنني من حماولة ال�سباحة يف ال�سدود واحلواجز‬ ‫املائية‪ ،‬وجم��اري ال�سيول‪ ،‬وامل�ستنقعات‪ ،‬كونها ت��ؤدي يف‬ ‫معظم احلاالت �إىل الغرق‪ ،‬لكثافة املياه واحتوائها على‬ ‫�شوائب‪ ،‬تت�سبب يف ال�غ��رق نتيجة لل�ضباب �أو ال�سحب‬ ‫املنخف�ضة خا�صة يف الطرقات واملنعطفات اجلبلية‪.‬‬

‫افتتاح مقر اإلصدار اآللي‬ ‫بمحافظة الحديدة‬ ‫افتتح ال�ق��ائ��م ب��أع�م��ال حم��اف��ظ احل��دي��دة حممد قحيم‬ ‫ورئ�ي����س م�صلحة الأح� ��وال امل��دن�ي��ة وال���س�ج��ل امل ��دين ال�ل��واء‬ ‫حممد احل��اك��م مقر �إدارة الإ� �ص��دار الآيل اجل��دي��د ب��الإدارة‬ ‫العامة للأحوال املدنية باملحافظة بتكلفة ‪ 42‬مليون ريال ‪.‬‬ ‫ويف االف�ت�ت��اح ال ��ذي ح���ض��ره وك�ي��ل �أول امل�ح��اف�ظ��ة �أح�م��د‬ ‫الب�شري والوكيل �أحمد دهمو�س ومدير �شرطة املحافظة‬ ‫ه��ادي ال�ك�ح�لاين‪� ،‬أك��د قحيم �أن م��ا ت�شهده املحافظة من‬ ‫نه�ضة تنموية ه��و ث�م��رة اله�ت�م��ام ق��ائ��د ال �ث��ورة باملحافظة‬ ‫وحر�صه على تلبية احتياجات �أبنائها‪.‬‬ ‫وحث على تقدمي خدمات الأحوال املدنية للمواطنني بكل‬ ‫ي�سر‪ ،‬ومبا يحد من االزدح��ام‪ ،‬م�ؤكداً دعم ال�سلطة املحلية‬ ‫للفرع وتذليل كافة ال�صعوبات التي تواجهه‪.‬‬ ‫فيما �أ�شار اللواء احلاكم �إىل �أن افتتاح الإدارة اجلديدة‬ ‫�سي�ساهم ك �ث�يراً يف تخفيف ال�ضغط على امل��رك��ز وت�سهيل‬ ‫ح�صول امل��واط�ن�ين على ال��وث��ائ��ق الثبوتية‪ ،‬م���ش�يراً �إىل �أن‬ ‫افتتاح ه��ذا امل�شروع ميثل �إح��دى �صور ال�صمود والثبات يف‬ ‫مواجهة العدوان‪.‬‬

‫اطلع على الأداء الأمني بعمران‬

‫المفتش العام يشدد على أهمية التزام رجال الشرطة بالضوابط القانونية‬

‫اط �ل ��ع امل �ف �ت ����ش ال� �ع ��ام ل � � ��وزارة ال��داخ �ل �ي��ة ال �ل ��واء‬ ‫عبداحلميد امل ��ؤي��د‪ ،‬ع�ل��ى م�ستوى الأداء الأم �ن��ي يف‬ ‫حمافظة عمران ‪.‬‬ ‫وخ�لال الزيارة تفقد اللواء امل�ؤيد‪� ،‬سري العمل يف‬ ‫خمتلف �إدارات �شرطة املحافظة‪ ،‬وا�ستمع من مدير‬ ‫الأمن العميد عبد اهلل رهمة �إىل �شرح عن الإجنازات‬ ‫وال�صعوبات التي تواجهها �أجهزة الأمن باملحافظة‪..‬‬ ‫و�شدد املفت�ش العام على �أهمية التزام �ضباط و�أف��راد‬ ‫الأم ��ن ب��ال���ض��واب��ط ال�ق��ان��ون�ي��ة يف خمتلف مهامهم‪،‬‬ ‫واحل��ر���ص ع�ل��ى ت �ق��دمي اخل��دم��ة ل�ل�م��واط��ن بال�شكل‬ ‫املطلوب ومبا يعك�س الأخالق املثالية لرجال الأمن‪.‬‬ ‫و�أكد اللواء امل�ؤيد �أن وزارة الداخلية لن تتهاون يف‬ ‫اتخاذ الإج��راءات العقابية بحق كل من يثبت جتاوزه‬ ‫ل�ل���ض��واب��ط ال�ق��ان��ون�ي��ة م��ن رج ��ال الأم� ��ن �أو ارت�ك��اب��ه‬ ‫خم��ال�ف��ات خم� ٌل��ة بوظيفته‪� ،‬أو قيامه ب��أع�م��ال ت�ضر‬ ‫باملواطنني‪.‬‬ ‫م�شرياً �إىل وجوب �أن تعمل قيادة �شرطة املحافظة‬ ‫مببد�أ الثواب والعقاب‪.‬‬ ‫كما اط�ل��ع املفت�ش ال�ع��ام وم�ع��ه م��دي��ر الأم ��ن‪ ،‬على‬

‫�أو�ضاع الإ�صالحية املركزية ومركز احلجز االحتياطي م�شرتكة لل�شرطة و�أع�ضاء النيابة العامة مبحافظة‬ ‫ب��امل�ح��اف�ظ��ة وم���س�ت��وى اخل��دم��ات وال��رع��اي��ة امل�ق��دم��ة ع�م��ران‪ ،‬ملناق�شة �سبل تطوير �آل�ي��ة العمل امل�شرتك‪،‬‬ ‫مل��أم��وري ال�ضبط الق�ضائي و�أع���ض��اء النيابة‪ ،‬وط��رق‬ ‫للنزالء‪ ،‬واالحتياجات املطلوبة لتح�سينها ‪.‬‬ ‫�إىل ذل��ك د� �ش��ن ج �ه��از امل�ف�ت����ش ال �ع��ام ور� �ش��ة عمل جتاوز العوائق التي ت�ؤخر �سري العدالة‪.‬‬

‫زيارة تفقدية إلدارة التوجيه المعنوي واإلصالحية بذمار‬ ‫زار مدير عام �إدارة التوجيه املعنوي والعالقات العامة ب��وزارة‬ ‫ال��داخ �ل �ي��ة ال�ع�م�ي��د م�ن���ص��ور ال �ل �ك��وم��ي‪ ،‬وم �ع��ه م��دي��ر ع ��ام �شرطة‬ ‫حمافظة ذمار العميد �أحمد عبداهلل ال�شريف �إدارة التوجيه املعنوي‬ ‫والعالقات بذمار‪.‬‬ ‫وتفقدا خالل الزيارة �سري العمل يف الإدارة ويف ق�سم الر�أي العام‬ ‫واالع�ل�ام الأم�ن��ي‪ ،‬والتقى ب�أفرادها وامل�سئول عنها‪ ،‬مهنئاً �إياهم‬ ‫ب�شهر رم�ضان امل�ب��ارك‪ ،‬وم�شيداً مب��ا يقدمونه م��ن �أع�م��ال تخدم‬ ‫اجل��ان��ب الأم �ن��ي واملجتمع يف جم��ال التوعية الأم�ن�ي��ة والثقافية‬ ‫و�إبراز احلقيقة والإجنازات الأمنية‪.‬‬ ‫كما قاما بزيارة تفقدية اىل الإ�صالحية املركزية‪ ،‬حيث كان يف‬ ‫ا�ستقبالهما مدير الإ�صالحية العقيد زكريا الغرباين‪ّ ،‬‬ ‫واطلعا على‬ ‫ملفات املوقوفني يف ق�سم االحداث بالإ�صالحية‪.‬‬ ‫و� �ش��ددا على �أه�م�ي��ة �سرعة ات�خ��اذ الإج � ��راءات القانونية بحق‬ ‫امل��وق��وف�ين ع�ل��ى ذم��ة الق�ضايا اجل�ن��ائ�ي��ة وترحيلها اىل اجل�ه��ات‬ ‫الق�ضائية‪.‬‬ ‫�أ�س��بوعية ‪ -‬ت�ص��در عن‪:‬‬ ‫وزارة الداخلية اليمنية‪-‬‬ ‫الإدارة العام��ة للتوجي��ه‬ ‫املعنوي والعالقات العامة‬

‫أنشطة وفعاليات‬

‫إدارة المرور تدشن توزيع وجبات‬ ‫إفطار للسائقين بأمانة العاصمة‬ ‫د�شنت الإدارة العامة للمرور حملة �إح�سان‪،‬‬ ‫ب�ت��وزي��ع وج �ب��ات غ��ذائ�ي��ة ل�سائقي ال���س�ي��ارات‬ ‫يف ع ��دد م��ن اجل� ��والت ال��رئ�ي���س��ة وال �� �ش��وارع‬ ‫بالأمانة‪.‬‬ ‫ت�ه��دف احل�م�ل��ة ال�ت��ي ت�ستمر ح�ت��ى نهاية‬ ‫ال�شهر الف�ضيل‪� ،‬إىل تعميق العالقة بني رجل‬ ‫الأم ��ن وامل ��رور وامل��واط �ن�ين‪ ،‬ي��راف�ق�ه��ا ت��وزي��ع‬ ‫�إر�شادات وتعليمات مرورية‪.‬‬ ‫و�أ� �ش��ار م��دي��ر ع��ام امل ��رور العميد الدكتور‬ ‫بكيل حممد ال�برا��ش��ي �إىل �أن احلملة تعزز‬ ‫م��ن ال�ع�لاق��ة م��ع امل��واط�ن�ين وتعك�س تقدير‬ ‫رج��ال امل��رور لتعاون �سائقي ال�سيارات معهم‬ ‫والتزامهم بالقواعد والإر� �ش��ادات امل��روري��ة‪..‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫نائب رئيس التحرير‬

‫من�صور علي اللكومي‬

‫خالد علي الهتار‬

‫مدير التحرير‬

‫حمفوظ �أحمد امليا�سي‬

‫سكرتير التحرير‬

‫�إبراهيم عبدالعزيز علوي‬

‫واع �ت�بر م�ه��ام رج��ل امل ��رور � �ص��ورة م��ن �صور‬ ‫الإح� ��� �س ��ان‪ ،‬يف ت���س�ه�ي��ل ح��رك��ة م���س�ت�خ��دم��ي‬ ‫الطريق واحلفاظ على �سالمتهم وحياتهم‪..‬‬ ‫وقال‪�":‬إن ال�ع��دي��د م��ن ال�سائقني ي�ل�ج��ؤون‬ ‫�إىل ال�سرعة ال��زائ��دة وق��ت ال �غ��روب بغر�ض‬ ‫الو�صول �إىل منازلهم من �أج��ل الإف�ط��ار‪ ،‬ما‬ ‫يت�سبب يف كثري من احل��وادث امل�ؤ�سفة‪ ،‬لهذا‬ ‫ف ��إن م��ن الأه ��داف امل��رج��وة م��ن ت��وزي��ع رج��ال‬ ‫امل ��رور وج�ب��ات �إف �ط��ار لل�سائقني قبيل وقت‬ ‫الإف�ط��ار ي�سهم يف تهدئة نف�سيات ال�سائقني‬ ‫وت� ��رك ال �� �س��رع��ة الزائدة"‪ ..‬ودع� ��ا العميد‬ ‫ال�برا��ش��ي امل��واط�ن�ين �إىل ال�ت�ع��اون م��ع رج��ال‬ ‫�شرطة املرور‪ ،‬مبا يجنبهم احلوادث املرورية‪.‬‬ ‫املرا�سالت ‪ :‬العالقات العامة لوزارة الداخلية‬ ‫ �ص‪.‬ب‪ - 449 :‬تلفون‪ - 262581 :‬فاك�س‪:‬‬‫‪� - 262584‬صنعاء ‪20 -‬‬ ‫�شارع الدوحة (�أمناء ال�شرطة �سابق ًا)‬


‫تقرير‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫االثنين ‪ 21 -‬رمضان ‪ 1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 3‬مايو ‪2021‬م‬

‫‪03‬‬

‫م�ؤمتر �صحفي حول الإجنازات الأمنية يف �إطار اللجنة العدلية‬

‫الداخلية‪� :‬إجناز �ألفني و ‪� 459‬شكوى و�ضبط ‪ 681‬من منتحلي �صفة �أمني �شرعي ومزوري الوثائق العقارية‬ ‫عقدت وزارة الداخلية م�ؤمتراً �صحفيا لبيان ما حققته‬ ‫من �إجنازات يف �إطار املنظومة العدلية‪.‬‬ ‫وق��د ح�ضر امل��ؤمت��ر و�أج ��اب على الأ�سئلة املقدمة من‬ ‫و�سائل الإع�لام كل من اللواء عبد احلميد امل�ؤيد مفت�ش‬ ‫ع��ام وزارة ال��داخ�ل�ي��ة‪ ،‬والعميد معمر ه��را���ش م��دي��ر عام‬ ‫�شرطة العا�صمة‪ ،‬والعميد جميب الرحمن العمري مدير‬ ‫ع��ام ��ش��رط��ة امل� ��رور‪ ،‬وال�ع�ق�ي��د حم�م��د وه��ا���س م��دي��ر بحث‬ ‫العا�صمة والعقيد حممد املن�صور مدير مرور العا�صمة‪،‬‬ ‫كما ق��ر�أ بيان امل�ؤمتر العقيد جنيب العن�سي مدير مركز‬ ‫الإع�لام الأمني الناطق با�سم اللجنة العدلية‪ ،‬وفيما يلي‬ ‫بيان امل�ؤمتر ال�صحفي‪.‬‬ ‫ب���س��م اهلل ال��رح�م��ن ال��رح�ي��م وال �� �ص�لاة وال �� �س�لام على‬ ‫ر�سوله الكرمي وعلى �آله الطاهرين و�أ�صحابه املنتجبني‪.‬‬ ‫قال تع�إىل‪�(:‬إِ َّن هَّ َ‬ ‫الل َي�أْ ُم ُر ُك ْم �أَن ُت�ؤَدُّوا ْ أَ‬ ‫المَا َناتِ �إِ ىَل �أَهْ ِلهَا‬ ‫ت ُك ُموا بِا ْل َعدْلِ ِ�إ َّن هَّ َ‬ ‫ا�س َ �أن حَ ْ‬ ‫الل ِن ِع َّما‬ ‫َو�إِ َذا حَ َك ْم ُتم َب�ْيننْ َ ال َّن ِ‬ ‫َيع ُِظ ُكم ِب ِه �إِ َّن هَّ َ‬ ‫ريا) �صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫الل َكا َن َ�سمِي ًعا ب َِ�ص ً‬ ‫�إن العدالة فري�ضة �إلهية‪ ،‬ووج��وده��ا �شرط ال�ستمرار‬ ‫احلياة و�ضرورة لبقاء ومناء املجتمعات الب�شرية‪.‬‬ ‫وحتقيق العدالة واجب مقد�س‪ ،‬كما �أنها مهمة جماعية‬ ‫ي�شارك فيها كل �أبناء املجتمع �إىل جانب م�ؤ�س�سات الدولة‬ ‫املعنية بتحقيق العدالة وهي (وزارة الداخلية ووزارة العدل‬ ‫والنيابة العامة) وهي ما ن�سميها املنظومة العدلية‪.‬‬ ‫ولكن نتيجة ل�لاخ�ت�لاالت التي �شابت ه��ذه امل�ؤ�س�سات‬ ‫مت ت�شكيل اللجنة العدلية العليا والتي يرت�أ�سها الأ�ستاذ‬ ‫حممد علي احلوثي وتتكون من جمموعة من خرية قيادات‬ ‫وكوادر وزارة العدل ووزارة الداخلية ومكتب النائب‪.‬‬ ‫وق ��د ح�ق�ق��ت ه ��ذه ال�ل�ج�ن��ة ال �ك �ث�ير م��ن الإجن � � ��ازات يف‬ ‫م�سارات ت�صحيح عمل املنظومة العدلية و�إزال��ة العوائق‬ ‫ورفع م�ستوى التن�سيق بينها مبا ي�ضمن حماربة اجلرمية‬ ‫وحتقيق العدالة والت�سريع من �إجراءاتها ‪ ..‬واليوم تعقد‬ ‫اللجنة العدلية ه��ذا امل��ؤمت��ر ال�صحفي للك�شف ع��ن �أه��م‬ ‫و�أب ��رز الإجن� ��ازات ال�ت��ي حققتها وزارة ال��داخ�ل�ي��ة يف �إط��ار‬ ‫املنظومة العدلية‪.‬‬ ‫وقبل �أن نذكر الإجن��ازات حتى ن��درك حجمها وقيمتها‬ ‫يجدر بنا التذكري بحجم امل�شكلة التي كانت تعاين منها‬ ‫م�ؤ�س�سات العدالة وم��ا �آل��ت �إل�ي��ه‪ ..‬فمن احلقائق التي ال‬ ‫ميكن �إنكارها وال يختلف عليها اثنان �أن �إي�ج��اد العدالة‬ ‫لهذا ال�شعب والنهو�ض بامل�ؤ�س�سات التي ت�ضطلع بتحقيقها‬ ‫مل تكن �أبداً يف قائمة اهتمامات نظام ما قبل ثورة احلادي‬ ‫والع�شرين من �سبتمرب ‪..‬ول�ه��ذا ‪ُ ..‬تركت ه��ذه امل�ؤ�س�سات‬ ‫فري�سة للف�ساد يف ك��ل ��ص��وره‪ ،‬حتى و��ص��ل الأم ��ر �إىل حد‬ ‫�إنعدام ثقة املواطنني يف كل تكوينات املنظومة العدلية ‪..‬‬ ‫فمراكز ال�شرطة ‪ -‬على �سبيل املثال ‪ -‬وهي احللقة الأوىل‬ ‫والأه��م يف عملية حتقيق العدالة‪ ،‬ع�صف بها الإه�م��ال يف‬ ‫�شتى النواحي وت��رك��ت لتعمل وف��ق اه��واء العاملني فيها‪،‬‬ ‫وال ��ذي ك��ان اجل�ه��ل ب��ال�ق��وان�ين ال�سمة الأب ��رز لغالبيتهم‪،‬‬ ‫فانحرفت عن طريق العدالة وتنكرت ملهمة حتقيق الأمن‪.‬‬ ‫�أم��ا النيابات واملحاكم فلم تكن �أح�سن ح��ا ًال �إن مل تكن‬ ‫�أ�سو�أ بكثري‪.‬‬ ‫وما زاد امل�صيبة فداح ًة ‪ ..‬هو �أن النظام ال�سابق كان يعمل‬ ‫ب�إخال�ص على �أن ي�صبح الف�ساد ثقافة ال ينكرها النا�س‪،‬‬ ‫والر�شوة مبد�أُ و�أ�سلوب حياة‪ ..‬والنتيجة هي �أن كثرياً من‬ ‫�أب �ن��اء املجتمع �أ��س�ه�م��وا وع��ن طيب خ��اط��ر‪ ،‬ودومن ��ا �شعور‬ ‫بالذنب يف مفاقمة ف�ساد ال�شرطة والق�ضاء‪.‬‬ ‫وباخت�صار �شديد كانت م�ؤ�س�سات املنظومة العدلية يف‬ ‫بالدنا قد ت�آكلت ‪ ..‬فاهرت�أ الأم��ن وتال�شت العدالة‪ ،‬و�أن‬ ‫وجد �شيء منهما فكان جمرد ا�ستثناء ال قاعدة‪.‬‬ ‫وكل ماذكرنا لي�س �إال جزءاً من الرتكة التي ورثتها ثورة‬ ‫ال ‪ 21‬من �سبتمرب ‪..‬‬ ‫ول�ك��ن لأن حتقيق ال�ع��دال��ة ل�ه��ذا ال�شعب امل�ظ�ل��وم ك��ان‬ ‫الهدف الرئي�س للم�سرية القر�آنية‪ ،‬فقد ج��اءت تو�صيات‬ ‫قائد الثورة ال�سيد عبد امللك بدر الدين احلوثي يحفظه‬ ‫اهلل بت�صحيح و��ض��ع ه��ذه امل��ؤ��س���س��ات ب�شكل ع��اج��ل‪ ،‬وق��د‬ ‫انعك�ست توجيهات ال�سيد القائد واهتماماته لدى القيادة‬ ‫ال�سيا�سية وق�ي��ادات ه��ذه امل�ؤ�س�سات يف �شكل خطط علمية‬ ‫دقيقة‪ ،‬ومع توفر العزمية وامل�صداقية �سرعان ما حتولت‬

‫اخلطط �إىل خطوات جادة‪.‬‬ ‫وك��ان��ت املهمة الأوىل لرئي�س و�أع���ض��اء اللجنة العليا‬ ‫للمنظومة العدلية هو ت�شخي�ص امل�شكلة‪ ،‬التي تعيق عمل‬ ‫هذه املنظومة وفع ً‬ ‫ال مت حتديد مالمح امل�شكلة يف التايل‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ان �ع��دام التن�سيق ب�ين م ��أم��وري ال�ضبط و�أع���ض��اء‬ ‫النيابات �إىل حد كبري‪ ،‬وهو خلل ت�سبب فيه كال اجلانبني‪،‬‬ ‫ونتج عنه ت�أخري البت يف الق�ضايا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬غ�ي��اب ال��وع��ي ال�ق��ان��وين ل��دى كثري م��ن ك ��وادر من‬ ‫م ��أم��وري ال�ضبط الق�ضائي‪ ،‬وتدخلهم يف ق�ضايا لي�ست‬ ‫م��ن اخت�صا�صهم بجهل �أو ع��ن معرفة‪ ،‬وه��و م��ا �أدى �إىل‬ ‫اختالل يف الإج��راءات التنفيذية لعمليات ال�ضبط وجمع‬ ‫اال�ستدالالت وغريها من الإج ��راءات‪ ،‬وبالتايل ك��ان كثري‬ ‫م��ن املجرمني يفلتون م��ن العقاب ويتم �إط�ل�اق �سراحهم‬ ‫من النيابة �أو املحاكم لي�س لأنهم �أبرياء بل لأن �إج��راءات‬ ‫ال�ضبط مل تكن �سليمة ووفق القانون‪.‬‬ ‫‪ - 3‬وجود عنا�صر فا�سدة وغياب مبد�أ الثواب والعقاب يف‬ ‫م�ؤ�س�سات املنظومة العدلية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬احلاجة �إىل تعديل بع�ض القوانني واللوائح‪.‬‬ ‫وت�ل��ك �أب ��رز امل �ع��وق��ات‪ ،‬وق��د ب��ا��ش��رت ب� ��إج ��راءات مكثفة‬ ‫للمعاجلة‪.‬‬ ‫وفيما يلي �إح�صائية لأه��م الإجن� ��ازات ال�ت��ي مت��ت من‬ ‫مطلع العام املن�صرم ‪2020‬م وحتى نهاية الربع الأول من‬ ‫العام اجلاري ‪2021‬م والتي حققتها وزارة الداخلية‪.‬‬

‫�أو ًال‪ :‬يف جانب ت�صحيح م�سار العمل امل�شرتك بني‬ ‫م�أموري ال�ضبط والنيابات‪.‬‬

‫بعد �إعداد م�صفوفة الأخطاء ال�شائعة يف العمل امل�شرتك‬ ‫بني م�أموري ال�ضبط والنيابات‪ ،‬مت ت�شكيل جلان م�شرتكة‬ ‫من جهاز املفت�ش العام والنيابة العامة �سميت جلان ت�صحيح‬ ‫امل�سار‪ ،‬وقامت اللجان بعقد ور�ش تدريبية لأع�ضاء النيابة‬ ‫ال�ع��ام��ة وم ��أم��وري ال�ضبط الق�ضائي يف �أم��ان��ة العا�صمة‬ ‫واملحافظات لت�صحيح الأخطاء ال�شائعة التي كانت حتدث‬ ‫�أثناء قيامهم بت�أديتهم �أعمالهم‪.‬‬ ‫وقد ا�ستكملت اللجان املرحلة الأوىل و�شملت العا�صمة‬ ‫وحمافظات ( احلديدة ‪ -‬ذمار ‪ -‬البي�ضاء ‪ -‬ال�ضالع ‪ -‬تعز‬ ‫ �إب ‪ -‬حل��ج) ب�إجمايل ‪ 22‬ور��ش��ة ��ش��ارك فيها ‪ 1183‬من‬‫م�أموري ال�ضبط و�أع�ضاء النيابات‪.‬‬ ‫و�سيتم ا�ستكمال بقية املحافظات يف املرحلة الثانية‪.‬‬ ‫ك �م��ا ات �خ��ذت ع ��دد م��ن الإج � � ��راءات و�أجن � ��زت ع ��دد من‬ ‫اخلطوات املتقدمة يف هذا ال�ش�أن منها‪:‬‬ ‫�أ ‪� -‬إع��داد دليل �إجرائي مل�أموري ال�ضبط الق�ضائي من‬ ‫قبل املفت�ش العام والنائب العام‪.‬‬ ‫ب‪� -‬إع ��داد ال��دل�ي��ل الإر�� �ش ��ادي م��ن ق�ب��ل املفت�ش ال�ع��ام‬ ‫والنائب العام‪.‬‬ ‫ج‪ -‬االهتمام بالتدريب النوعي ل�ضباط و�صف �ضباط‬ ‫ال�شرطة‪.‬‬ ‫د‪ -‬االهتمام ب�إيجاد الربط ال�شبكي ك�أولوية والعمل على‬ ‫م�سح واقع تقنية املعلومات يف الوزارة واملكونات التابعة لها‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬يف جم��ال الرقابة والتفتي�ش وتفعيل مبد�أ‬

‫كما قامت الإدارة العامة للتوجيه والعالقات خالل هذه‬ ‫احلملة بطباعة وتوزيع ع�شرات الآالف من الكتيبات التي‬ ‫حتتوي على مهام واخت�صا�صات مراكز ال�شرطة والنقاط‬ ‫الأمنية ورجال البحث اجلنائي‪ ،‬و�أ�سا�سيات العمل الأمني‬ ‫والقوانني واللوائح التي تنظم اعمال م��أم��وري ال�ضبط‬ ‫على النحو التايل‪:‬‬ ‫طباعة وتوزيع ‪ 20810‬كتيب الوثيقة الأمنية‬ ‫‪ 4000‬كتاب دليل العمل يف مراكز ال�شرطة‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إىل ‪ 15000‬بر�شور يحتوى على مهام كل االخت�صا�صات‬ ‫يف مراكز ال�شرطة‪.‬‬ ‫‪ 4000‬كتاب دليل العمل يف �أمن املديريات‪.‬‬ ‫‪ 4000‬كتيب وعي �أمني‪.‬‬ ‫‪ 4000‬كتيب �أ�سا�سيات يف العمل الأمن‪.‬‬ ‫‪ 15000‬برو�شور تعليمات للنقاط والدوريات‪.‬‬ ‫تركيب ل��وح��ات حتتوي على امل�ه��ام واالخت�صا�صات يف‬ ‫مراكز ال�شرطة والبحث اجلنائي و�أمن املديريات‪ ،‬ليتمكن‬ ‫املواطن من الإطالع عليها وبلغ �إجمايل اللوحات ‪5000‬‬ ‫م�ت�ر‪ ..‬و�ضعت يف ‪ 146‬م��رك��ز �شرطة و‪� 229‬إدارة �أم��ن‬ ‫املديريات واملناطق‪ ..‬وحالياً يتم التجهيز حلملة توعوية‬ ‫الثواب والعقاب‪.‬‬ ‫نفذ املفت�ش العام ل��وزارة الداخلية اللواء عبد احلميد لل�سجون ونزالئها‪ ،‬كما تنفذ الإدارة العامة للتوجيه املعنوي‬ ‫امل ��ؤي��د خ�ل�ال ال �ع��ام اجل� ��اري ‪ 36‬ن ��زوال م�ف��اج�ئ�اً ملختلف والعالقات العامة بوزارة الداخلية برنامج توعوي وثقايف‬ ‫الوحدات الأمنية ومراكز ال�شرطة و�إدارات �أمن املحافظات‪ .‬دائم لرجال الأمن‪.‬‬ ‫وتزامناً مع احلمالت وال��دورات التدريبية والتوعوية‬ ‫وخالل نف�س الفرتة مت نزول ‪ 73‬جلنة تفتي�ش من جهاز‬ ‫املفت�ش العام �إىل مراكز ال�شرطة و�إدارات �أم��ن املحافظات تنفذ وزارة الداخلية عرب و�سائل الإع�ل�ام الأم�ن��ي برامج‬ ‫�إعالمية توعوية قانونية لرجال الأم��ن ب�شكل متوا�صل‪،‬‬ ‫واملديريات‪.‬‬ ‫ونتيجة لعمليات التفتي�ش وا�ستقبال ال�شكاوى �أح��ال حيث بثت �إذاع��ة وط��ن منذ مطلع العام املن�صرم ‪2020‬م‬ ‫امل�ف�ت����ش ال �ع��ام ب � ��وزارة ال��داخ�ل�ي��ة ‪�� 77‬ض��اب�ط�اً وف � ��رداً �إىل (‪ 112‬حلقة �إذاعية يف التوعية القانونية)‪.‬‬ ‫وخالل نف�س الفرتة قام الإعالم الأمني ببث ‪ 30‬فال�شاً‬ ‫التحقيقات ووج��ه ب��إح��ال��ة ‪� 59‬ضابطاً وف ��رداً للمجال�س‬ ‫الت�أديبية الرتكابهم خمالفات وجتاوزات مهنية وقانونية‪ .‬تلفزيونياً يف التوعية الأم�ن�ي��ة وال�ق��ان��ون�ي��ة ع�بر خمتلف‬ ‫وخ�ل�ال ال �ع��ام امل�ن���ص��رم ا�ستقبل م��رك��ز ��ش�ك��اوى وزارة القنوات الوطنية‪.‬‬ ‫وقد وجه مفت�ش عام وزارة الداخلية بتفعيل دور الإعالم‬ ‫الداخلية و�أجنز ‪� 1572‬شكوى‪.‬‬ ‫ويف املقابل ك��اف��أ وك��رم جهاز املفت�ش ال�ع��ام ع��دداً كبرياً الأم �ن��ي يف جم��ال التوعية القانونية ومت �إن���ش��اء الغرفة‬ ‫م��ن ال�ضباط والأف� ��راد املميزين يف �أدائ �ه��م وان�ضباطهم الإع�ل�ام �ي��ة امل���ش�ترك��ة ل�ل�م�ن�ظ��وم��ة ال�ع��دل�ي��ة وال �ت��ي ت�ق��وم‬ ‫بالتن�سيق بني الإع�لام الأمني والإع�ل�ام الق�ضائي لإنتاج‬ ‫و�سلوكياتهم‪.‬‬ ‫كما وجه املفت�ش العام �شرطة �أمانة العا�صمة و�شرطة �أع �م��ال م�شرتكة‪ ،‬كما تنفذ ك��ل ق�ط��اع��ات ووح ��دات وزارة‬ ‫املحافظات ب�إلزام مدراء �إدارات الرقابة والتفتي�ش بالنزول الداخلية دورات تدريبية ملنت�سبيها يف املهام واالخت�صا�صات‬ ‫ال ��دوري �إىل املناطق الأم�ن�ي��ة و�شرطة امل��دي��ري��ات ومراكز ب�شكل دائم وبلغت خالل العام املن�صرم ‪ 154‬دورة تدريبية‪.‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬الإ�صالحات القانونية‪.‬‬ ‫ال�شرطة بالتفتي�ش ور��ص��د املخالفات وات�خ��اذ الإج ��راءات‬ ‫مت �إعداد م�شروع تعديل بع�ض املواد القانونية لكل من‪:‬‬ ‫القانونية �ضد �أي خمالف من رجال ال�شرطة‪.‬‬ ‫قانون (الإجراءات اجلزائية ‪ -‬اجلرائم و العقوبات)‪.‬‬ ‫و�إل ��زام م��دراء الرقابة والتفتي�ش ب�شرطة املحافظات‬ ‫خام�س ًا‪� :‬إجن��ازات وزارة الداخلية يف �إط��ار اللجنة‬ ‫ب�إعداد خطة للنزول امليداين والرفع بتقارير نتائج نزولهم‬ ‫ال�ت��ي تو�ضح الإج� ��راءات امل�ت�خ��ذة �ضد املخالفني وم�ك��اف��أة العدلية اخلا�صة ب�شكاوى تزوير املحررات العقارية‪.‬‬ ‫ان�ب�ث��ق ع��ن اللجنة العليا للمنظومة ال�ع��دل�ي��ة‪ ،‬جلنة‬ ‫وت �ك��رمي املن�ضبطني امل���س��اه�م�ين يف �إر� �س��اء دع��ائ��م الأم��ن‬ ‫ا�ستقبال ال�شكاوى املتعلقة بتزوير املحررات العقارية‪ ،‬والتي‬ ‫واال�ستقرار‪.‬‬ ‫ويف ه��ذا الإط��ار وج��ه جهاز املفت�ش العام �شرطة �أمانة يرت�أ�سها مفت�ش ع��ام وزارة الداخلية ال�ل��واء عبد اجلميد‬ ‫العا�صمة �صنعاء و��ش��رط��ة امل�ح��اف�ظ��ات بتفعيل املجال�س امل ��ؤي ��د‪ ،‬وق ��د ع�م�ل��ت ه ��ذه ال�ل�ج�ن��ة ع�ل��ى ا��س�ت�ق�ب��ال ��ش�ك��اوى‬ ‫املواطنني يف �أمانة العا�صمة وحمافظات �صنعاء وذمار و�إب‪.‬‬ ‫الت�أديبية الفرعية‪.‬‬ ‫وك��ان��ت اللجنة ت��در���س ال���ش�ك��اوى وتفح�ص وث��ائ��ق بيع‬ ‫وفيما يخ�ص ت�أخري ق�ضايا املواطنني �أو �آلية التعامل‬ ‫معها‪ ،‬وجه جهاز املفت�ش العام بااللتزام بعدد من القواعد‪ ،‬و�� �ش ��راء ال �ع �ق��ارات يف ال �ب �ح��ث اجل �ن��ائ��ي مل �ع��رف��ة �إن ك��ان��ت‬ ‫�صحيحة �أو م��زورة‪ ،‬كما مت �ضبط عدد كبري من املتهمني‬ ‫منها ‪:‬‬ ‫‪ /1‬عدم حجز املتهمني يف اجلرائم اجل�سيمة‪ ،‬وحتويلهم بتزوير املحررات العقارية‪ ،‬ومنتحلي �صفات الأمناء غري‬ ‫�إىل ال�ن�ي��اب��ة ب�ع��د ال�ضبط م�ب��ا��ش��رة‪� ،‬إال يف احل ��االت التي ال�شرعيني‪ ،‬وال�ت��ي عممت بهم وزارة ال�ع��دل‪ ..‬كما متكنت‬ ‫يحددها القانون على �أن ال تتجاوز مدة احلجز ‪� 24‬ساعة‪ .‬اللجنة من ا�ستعادة �أرا�ضي مواطنني �سلبت منهم‪.‬‬ ‫وفيما يلي �إح�صائية مبا �أجنزته وزارة الداخلية يف هذا‬ ‫‪� /2‬إل� ��زام م ��أم��وري ال�ضبط الق�ضائي ب�ع��دم ال�ت�ن��اول‬ ‫للق�ضايا غري اجلنائية‪� ،‬إال التي حتال �إليهم من النيابات ال�ش�أن‪.‬‬ ‫�إج �م��ايل ال���ش�ك��اوى ال�ت��ي ت�ق��دم ب�ه��ا امل��واط �ن��ون للجنة‬ ‫كونها �صاحبة االخت�صا�ص‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬التوعية القانونية ملراكز ال�شرطة وف��روع ‪ 2459‬منها ‪� 65‬شكوى موجهة �ضد ق�ضاة وق��د �أحيلت‬ ‫للتفتي�ش ال�ق���ض��ائ��ي‪ ،‬و ‪�� 220‬ش�ك��وى مت �إح��ال�ت�ه��ا لقطاع‬ ‫البحث اجلنائي‪.‬‬ ‫حيث نفذت الإدارة العامة للتوجيه املعنوي والعالقات التوثيق واملحاكم يف وزارة العدل‪.‬‬ ‫وبلغ �إجمايل من �ضبطتهم وزارة الداخلية من منتحلي‬ ‫العامة بوزارة الداخلية حملة توعية قانونية وا�سعة لإك�ساب‬ ‫رج��ال الأم��ن املعرفة القانونية ال�لازم��ة ل�ت��أدي��ة مهامهم �صفة �أم�ين �شرعي ومن م��زوري الوثائق العقارية‪ ،‬وممن‬ ‫ب�شكل �صحيح وتعريفهم باخت�صا�صاتهم وف��ق القوانني مت التعميم بهم من قبل وزارة العدل والنيابة العامة‪681‬‬ ‫�شخ�صاً‪ ،‬و�أفرجت اللجنة عن ‪� 70‬شخ�صاً‪ ،‬بينما �أحيل‪367‬‬ ‫واللوائح ‪.‬‬ ‫وقد �شملت احلملة تنفيذ ‪ 292‬ور�شة عمل‪ ،‬و‪ 62‬دورة متهماً �إىل النيابات‪.‬‬ ‫كما مت �ضبط ع��دد كبري من الأخ�ت��ام والوثائق امل��زورة‬ ‫ت��دري�ب�ي��ة ل��رج��ال الأم ��ن ا��س�ت�ف��اد منها ح�ت��ى الآن ‪8641‬‬ ‫بحوزة امل�ضبوطني‪.‬‬ ‫�ضابطا وفرداً يف ‪ 11‬حمافظة‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫االثنين ‪ 21 -‬رمضان ‪ 1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 3‬مايو ‪2021‬م‬

‫طبعها العدوان للإ�ضرار باالقت�صاد الوطني‬

‫ضبط أكثر من ‪ 19‬مليونًا من العملة المحظورة في محافظتين‬

‫خا�ص‬

‫�ضبطت وح��دة مكافحة التهريب التابعة لقوات النجدة‬ ‫‪ 19‬مليوناً و‪� 173‬أل�ف�اً و‪ 500‬ري��ال ميني م��ن العملة‬ ‫املحظورة‪ ،‬يف خم�س عمليات منف�صلة مبحافظتي تعز وحجة‪،‬‬ ‫طبعها العدوان للإ�ضرار باالقت�صاد الوطني‪.‬‬ ‫ففي حمافظة تعز �ضبط فرع قوات النجدة ‪ 19‬مليوناً‪،‬‬ ‫و‪� 210‬أل�ف�اً و‪ 500‬ري��ال ميني من العملة غري القانونية‬ ‫وحم� �ظ ��ورة ال � �ت� ��داول‪ ،‬يف �أرب � ��ع ع�م�ل�ي��ات م�ن�ف���ص�ل��ة ب�ث�لاث‬ ‫مديريات‪ ،‬منها �ضبط ثالثة ماليني و‪� 323‬ألف ريال ميني‪،‬‬ ‫بحوزة املدعو (م‪ .‬غ‪ .‬ح) �أثناء حماولته عبور �إحدى النقاط‬ ‫الأمنية يف مديرية حيفان‪ ،‬ومليون و‪� 398‬ألفاً و‪ 500‬ريال‬ ‫بحوزة املدعو (ح‪ .‬غ‪ .‬ع) بنف�س املديرية‪ ،‬فيما �ضبطت ت�سعة‬ ‫م�لاي�ين و‪ 300‬ري��ال ب�ح��وزة امل��دع��و ( خ‪ .‬م‪ .‬ق)‪ ،‬مبديرية‬ ‫التعزية‪ ،‬وخم�سة ماليني ريال ميني بحوزة املدعو (ح‪ .‬م‪ .‬ا)‬ ‫مبديرية دمنة خدير‪.‬‬ ‫ويف حم��اف�ظ��ة ح�ج��ة �ضبطت وح ��دة م�ك��اف�ح��ة التهريب‬ ‫مبديرية ال�شغادرة‪� 161 ،‬أل��ف ري��ال ميني من العملة غري‬ ‫القانونية بحوزة املدعو (و‪ .‬ع‪ .‬ا‪ .‬ع)‪.‬‬ ‫وذكرت وحدة مكافحة التهريب يف املحافظتني �أنها �أحالت‬ ‫املتهمني مع املبالغ امل�ضبوطة للإجراءات القانونية‪.‬‬

‫ضبط ‪ 180‬كرتونًا من المواد‬ ‫الغذائية والسجائر المهربة بالضالع‬ ‫خا�ص‬

‫�� � �ض� � �ب� � �ط � ��ت الأج� � � � � �ه � � � � ��زة‬ ‫الأم� �ن� �ي ��ة ‪ 180‬ك ��رت ��ون� �اً م��ن‬ ‫امل� � ��واد ال �غ��ذائ �ي��ة وال �� �س �ج��ائ��ر‬ ‫امل�ه��رب��ة‪ ،‬واملتهمني بتهريبها‪،‬‬ ‫يف ع �م �ل �ي �ت�ي�ن م �ن �ف �� �ص �ل �ت�ين‬ ‫مب��دي��ري�ت��ي احل���ش��اء وقعطبة‬ ‫حمافظة ال�ضالع‪.‬‬ ‫ح � �ي� ��ث �� �ض� �ب� �ط ��ت � �ش ��رط ��ة‬

‫م��دي��ري��ة احل �� �ش��اء مبحافظة‬ ‫ال�ضالع ‪ 100‬كرتون من املواد‬ ‫ال�غ��ذائ�ي��ة امل ُ�ه � ّرب��ة‪ ،‬ك��ان��ت على‬ ‫م�ت�ن � �س �ي��ارة ي �ق��وده��ا امل��دع��و‬ ‫(�ش‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬ا)‪..‬‬ ‫ف �ي �م��ا � �ض �ب��ط ف � ��رع ق� ��وات‬ ‫ال� �ن� �ج ��دة مب ��دي ��ري ��ة ق�ع�ط�ب��ة‬ ‫ب� ��ذات امل�ح��اف�ظ��ة ‪ 80‬ك��رت��ون�اً‬ ‫من ال�سجائر املهربة على منت‬ ‫"دينا" يقودها املدعو (م‪ .‬ا‪ .‬ا)‪.‬‬

‫ضبط ‪ 200‬كيس ُبن مهرب بعمران‬ ‫�ضبط ف��رع ق ��وات ال�ن�ج��دة مب��دي��ري��ة ح��رف �سفيان حمافظة‬ ‫عمران ‪ 200‬كي�س بُن مهرب‪.‬‬ ‫وذكر فرع النجدة �أنه �ضبط �شاحنة يقودها املدعو (م‪ .‬غ‪ .‬م‪.‬ا)‬ ‫ ‪ 26‬ع��ام�اً‪ ،-‬وعلى متنها ‪ 200‬كي�س ُب��ن �أفريقي مهرب‪ ،‬كانت‬‫خمب�أه حتت حزمة كبرية من احلطب‪ ،‬يف �إحدى النقاط الأمنية‬ ‫باملديرية‪ ..‬و�أو�ضح فرع النجدة �أن��ه �أح��ال املتهم مع امل�ضبوطات‬ ‫وال�شاحنة للإجراءات القانونية‪.‬‬

‫�ألقت �شرطة حمافظة �إب القب�ض على املتهم‬ ‫بقتل ‪� 3‬أطفال من �أ�سرة واح��دة يف منطقة وادي‬ ‫اجلنات مبديرية بعدان‪.‬‬ ‫و�أو�ضح البحث اجلنائي باملحافظة �أنه تلقى يف‬ ‫�صباح ي��وم اخلمي�س ‪� 21‬أبريل بالغاً عن وجود‬ ‫جثث لثالثة من الأطفال يف الطريق العام بقرية‬ ‫الأدي��ب ب��وادي اجلنات يف مديرية بعدان‪ ..‬و�أ�شار‬ ‫�إىل �أن��ه عند و�صول فريق البحث اجلنائي وجد‬ ‫اجل�ث��ث وعليها �آث ��ار ل�ع��دد م��ن الطلقات النارية‬ ‫م��ن ب�ن��دق �آيل‪ ،‬ومت ال�ت�ع��رف ع�ل��ى ه��وي��ة املجني‬ ‫عليهم وهم الطفل "�أنور عبده م�صلح العمري"‪-‬‬ ‫‪19‬عاماً ‪ -‬و�شقيقه املجني عليه الطفل "نور‬ ‫الدين عبده م�صلح العمري" ‪17 -‬عاماً‪ ،-‬وابن‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫ضبط عصابة بحوزتها ‪150‬‬ ‫ألف حبة مخدر و‪ 250‬كجم‬ ‫حشيش في صنعاء‬ ‫خا�ص‬

‫متكنت الأجهزة الأمنية‪ ،‬من �ضبط ع�صابة مكونة من �أربعة‬ ‫�أفراد بحوزتهم ‪� 150‬ألف حبة كبتاجون خمدر و‪ 250‬كجم من‬ ‫احل�شي�ش‪.‬‬ ‫و�أو�ضح متحدث وزارة الداخلية العميد عبداخلالق العجري‬ ‫�أن الأج �ه��زة الأم�ن�ي��ة داه�م��ت وك��ر الع�صابة يف العا�صمة �صنعاء‬ ‫و�ضبطت �أفرادها الأربعة ومت حتريز املخدرات التي بحوزتهم‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إىل �أنه بعد التحريات واحل�صول على معلومات دقيقة‬ ‫�صدرت توجيهات وزي��ر الداخلية اللواء عبدالكرمي �أمريالدين‬ ‫احلوثي‪ ،‬ب�إلقاء القب�ض على الع�صابة التي تعد من �أخطر مروجي‬ ‫املخدرات‪ ،‬بالتزامن مع حملة النظافة التي دعا �إليها قائد الثورة‪.‬‬ ‫و�أكد �أن رجال مكافحة املخدرات يف حترك م�ستمر ويقظة �أمنية‬ ‫عالية للت�صدي لكل من ت�سول له نف�سه ن�شر املخدرات ‪..‬‬ ‫م���ش�يراً �إىل �أن��ه �سيتم ات�خ��اذ ال�ع�ق��اب ال ��رادع لكل م�ت��ورط يف‬ ‫الرتويج واملتاجرة والتعاطي للمخدرات‪.‬‬ ‫ودع��ا العميد العجري العلماء واملثقفني وو�سائل الإع�لام �إىل‬ ‫تكثيف العمل التوعوي ملحاربة �آفة املخدرات‪.‬‬

‫كانت قادمة من مناطق �سيطرة العدوان‬

‫إحبــاط ثالث محـاوالت لتهريب أدويـة ممنوعـة بتعــز‬ ‫خا�ص‬

‫�أحبطت وح��دة مكافحة التهريب التابعة لفرع ق��وات‬ ‫ال�ن�ج��دة مبحافظة ت�ع��ز ث�ل�اث حم ��اوالت لتهريب �أدوي ��ة‬ ‫ممنوعة وحمظورة التداول‪.‬‬ ‫و�أو� �ض �ح��ت وح ��دة مكافحة ال�ت�ه��ري��ب �أن �ه��ا �ضبطت يف‬ ‫العملية الأوىل مبديرية التعزية ‪ 148‬علبة من الأدوي��ة‬ ‫املمنوعة على منت �سيارة نوع " برادو" يقودها املدعو ( ا‪.‬‬ ‫ع‪ .‬ا ) – ‪ 37‬عاماً‪ ،-‬و�ضبطت يف العملية الثانية باملديرية‬ ‫ذاتها ‪ 524‬باكتاً من الأدوية املمنوعة على منت �سيارة نوع‬ ‫"�صالون" على متنهـــــــا املدعـــــو (ع‪ .‬ع‪ .‬ع ) واملدعــو ( ا‪ .‬ع ا )‪.‬‬ ‫فيما �ضبطت يف العملية الثالثة مبديرية خدير ‪� 3‬آالف‬ ‫و‪� 890‬أمبولة‪ ،‬و�أدوي��ة �أخ��رى بلغ عددها ‪� 13‬ألفاً و‪500‬‬ ‫�أمبولة على منت �سيارة نوع "�صالون" يقودها املدعو (ي‪.‬‬ ‫ع‪ .‬ا) والكمية امل�ضبوطة تابعة للمدعو (�ص‪ .‬ط‪ .‬ي)‪.‬‬ ‫وذكرت وحدة مكافحة التهريب �أن كمية الأدوية املهربة‬ ‫ك��ان��ت ق��ادم��ة م��ن م�ن��اط��ق �سيطرة ال �ع��دوان متجهة �إىل‬ ‫العا�صمة �صنعاء‪.‬‬ ‫م� ��ؤك ��دة �إح ��ال ��ة امل �ت �ه �م�ين م ��ع امل �� �ض �ب��وط��ات ل�ل�ج�ه��ات‬ ‫املخت�صة‪.‬‬

‫القبض على المتهم بقتل ثالثة أطفال في بعدان محافظة إب‬ ‫خا�ص‬

‫إنجازات أمنية‬

‫عمهما املجني عليه الطفل " حممد نعمان �أحمد‬ ‫م�صلح العمري" ‪12 -‬عاماً‪.-‬‬ ‫وذك��ر البحث اجلنائي �أن��ه بعد عملية البحث‬ ‫والتحري واملتابعة وجمع اال��س�ت��دالالت من قبل‬ ‫املخت�صني يف البحث اجلنائي والأدل��ة اجلنائية‪،‬‬ ‫مت الك�شف عن هوية القاتل‪ ،‬وهو املدعو " عامر‬ ‫�أحمد �سعيد فريوز" البالغ من العمر ‪ 30‬عاماً‬ ‫(من �أهايل قرية امللحة مبديرية املخادر‪ ،‬وي�سكن‬ ‫يف جربان وادي امللحمة) ومت �ضبطه مع ال�سالح‬ ‫امل�ستخدم يف اجلرمية‪.‬‬ ‫م��ؤك��داً اع�تراف اجل��اين بارتكابه جرمية قتل‬ ‫الثالثة الأطفال‪ ،‬ب�سبب خالف بينه وبني �شقيقة‬ ‫املجني عليهما " �أنور‪ ،‬ونور الدين العمري" والتي‬ ‫كانت زوجته وطلقها قبل ما يقارب العام‪.‬‬ ‫وقد �أحيل املتهم للإجراءات القانونية‪.‬‬

‫القبض على سبعة متهمين‬ ‫بالسطو واالعتداء على أراضي‬ ‫الدولة في محافظتين‬ ‫خا�ص‬

‫متكنت �أجهزة ال�شرطة من �إلقاء القب�ض على �سبعة متهمني بال�سطو‬ ‫واالعتداء على �أرا�ضي الدولة والأوقاف‪ ،‬يف عمليتني منف�صلتني ب�أمانة‬ ‫العا�صمة وحمافظة �إب‪.‬‬ ‫فقد �ضبطت �شرطة مديرية ال�سبعني بالعا�صمة �صنعاء �ستة متهمني‬ ‫بال�سطو واالعتداء على �أرا�ضي الدولة‪ ،‬جوار ال�سائلة وحديقة احلوار‬ ‫الوطني‪ ،‬وذلك بعمل حفريات وحماولة البناء فيها‪.‬‬ ‫فيما �ضبطت �شرطة حمافظة �إب‪ ،‬متهماً بتزوير املحررات الر�سمية‬ ‫وبيع �أر�ض لي�ست ملكا له‪ ،‬و�إمنا تابعة ملكتب الأوقاف باملحافظة‪.‬‬ ‫و�أ�شارت �أجهزة ال�شرطة �أنها �أحالت املتهمني للإجراءات القانونية‪.‬‬


‫تقرير‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫االثنين ‪ 21 -‬رمضان ‪ 1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 3‬مايو ‪2021‬م‬

‫ر�صدت حتركات مكثفة للعدوان ومرتزقته‬

‫‪05‬‬

‫الداخليـة تك�شف عـن ن�شاط تنظيـم القاعـدة يف مـ�أرب‬ ‫خا�ص‬

‫ك�شفت وزارة ال��داخ�ل�ي��ة‪ ،‬ع��ن ر��ص��د حت��رك��ات مكثفة‬ ‫للعدوان ومرتزقته م�ؤخراً لتح�شيد وا�ستقدام عدد من‬ ‫عنا�صر م��ا ي�سمى تنظيم ال�ق��اع��دة مل�ساندة امل��رت��زق��ة يف‬ ‫جبهة م ��أرب وحم��اول��ة احل�ف��اظ على م��ا تبقى يف �أي��دي‬ ‫املرتزقة من مواقع باملحافظة‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت وزارة الداخلية يف تقرير �صادر عنها‪ ،‬حول‬ ‫ن�شاط تنظيم ال�ق��اع��دة يف م� ��أرب‪� ،‬أن عالقة اجلماعات‬ ‫الإرهابية "ما ت�سمى بالقاعدة وداع�ش وغريها" بالعدوان‬ ‫مل تعد خفية على �أح��د‪ ،‬حيث �أ�صبحت تلك اجلماعات‬ ‫الإجرامية �ضمن الت�شكيالت الع�سكرية للعدوان‪.‬‬ ‫وم ��ع مت�ك��ن اجل�ي����ش وال �ل �ج��ان م��ن ت�ط�ه�ير معظم‬ ‫مديريات حمافظة م��أرب من االحتالل ومرتزقته‬ ‫وجماعاته الإرهابية‪ ،‬واقرتاب ح�سم معركة م�أرب‪،‬‬ ‫ك�شفت وزارة ال��داخ�ل�ي��ة يف ت�ق��ري��ره��ا‪ ،‬ع��ن امل��واق��ع‬ ‫واجل �ب �ه��ات يف حم��اف�ظ��ة م � ��أرب ال �ت��ي ��س� ّل��م م��رت��زق��ة‬ ‫ال �ع��دوان ق�ي��ادت�ه��ا لتنظيم ال �ق��اع��دة‪ ،‬و�أ� �ش ��ارت ال ��وزارة‬ ‫�إىل �أن�ه��ا م��ن خ�لال عمليات املتابعة الأمنية لتحركات‬ ‫ق �ي ��ادات امل��رت��زق��ة وك��ذل��ك ق �ي ��ادات م��ا ي���س�م��ى بتنظيم‬ ‫القاعدة‪ ،‬متكنت من ر�صد اللقاءات التي متت م�ؤخراً‬ ‫بني الطرفني وما متخ�ض عنها من خمرجات وخطوات‪،‬‬ ‫وكانت على النحو الآتي‪:‬‬ ‫ يف ب��داي��ة ف�براي��ر امل�ن���ص��رم ‪2021‬م ع�ق��د اجتماع‬‫م���ش�ترك ل �ع��دد م��ن ق �ي��ادات امل��رت��زق��ة وق �ي ��ادات تنظيم‬ ‫ال�ق��اع��دة حيث ح�ضر االج�ت�م��اع م��ن ج��ان��ب امل��رت��زق��ة يف‬ ‫م�أرب القيادات التالية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬القيادي املرتزق �إ�سماعيل بحبيح‪.‬‬ ‫‪ - 2‬القيادي املرتزق عبدالهادي عبد اللطيف منران‪.‬‬ ‫‪ - 3‬القيادي املرتزق عبدالواحد عبداللطيف القبلي‪.‬‬ ‫‪ - 4‬القيادي املنافق ذياب القبلي‪.‬‬ ‫ومن قيادات تنظيم القاعدة كل من‪:‬‬ ‫‪ - 1‬القيادي عبد اللطيف ال�سيد‪.‬‬ ‫‪ - 2‬القيادي �أبو م�شعل‪.‬‬ ‫‪ - 3‬القيادي �أبو حذيفة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬القيادي �أبو ال�سمح �إياد احلا�شدي‪.‬‬ ‫ويف االجتماع مت االتفاق على الآتي‪:‬‬ ‫ت�سليم عدد من اجلبهات لقيادات وعنا�صر تنظيم‬ ‫القاعدة‪.‬‬ ‫رب��ط ق�ي��ادات ما ي�سمى تنظيم القاعدة وامل�س�ؤولة‬ ‫على جبهات م��راد والبلق بالعمليات امل�شرتكة لتحالف‬ ‫العدوان ومرتزقته يف م�أرب‪.‬‬ ‫ت�سهيل مرور عنا�صر تنظيم القاعدة من حمافظتي‬ ‫�أبني و�شبوة �إىل حمافظة م�أرب‪.‬‬ ‫اعتماد �آلية مالية ثابتة ل�صرف نفقات وم�ستحقات‬ ‫مالية لعنا�صر التنظيم امل�شاركني يف جبهات حمافظة م�أرب‪.‬‬ ‫ت ��زوي ��د ع �ن��ا� �ص��ر وق � �ي ��ادات م ��ا ي���س�م��ى ب��ال�ت�ن�ظ�ي��م‬ ‫بال�صواريخ احلرارية‪.‬‬ ‫كما اتفق الطرفان على تكليف القيادي يف تنظيم‬ ‫القاعدة املدعو �أبو حذيفة‪ ،‬ومعه القيادي التابع ملرتزقة‬ ‫ال� �ع ��دوان يف م � ��أرب امل��دع��و ن��ورال��دي��ن ب ��زي ��ارة عنا�صر‬ ‫التنظيم يف احلازمية والتن�سيق مع القيادي يف جماعة‬ ‫ال�سلفيني املدعو "�أبو عبيدة ال�ضالعي" لرتتيب نزول‬ ‫عنا�صر القاعدة املتواجدين يف مديرية احلازمية �إىل‬ ‫حمافظة م�أرب‪.‬‬ ‫ويف نف�س اليوم الذي عقد فيه االجتماع مت التوا�صل‬ ‫مع املرتزق �صادق �سعيد قائد الكتيبة ال�ساد�سة ملا ي�سمى‬ ‫اللواء الثاين حرا�س اجلمهورية لت�سليم نقطة الفلج �إىل‬ ‫عنا�صر ما ي�سمى تنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫ويف منت�صف ف�براي��ر مت ال�ب��دء با�ستقدام عنا�صر‬ ‫تنظيم القاعدة من حمافظات البي�ضاء وال�ضالع و�أبني‪،‬‬ ‫وع��دن‪ ..‬حيث انتقل القيادي يف تنظيم القاعدة املدعو‬ ‫ع�م��ار ع�ب��د اهلل ع�ب��د ال �ق��وي احل�م�ي�ق��اين �إىل حمافظة‬

‫يف حمافظة م�أرب‪.‬‬ ‫‪ - 5‬املدعو " ماجد �أحمد �صالح ال�سلمي" املكنى منر‬ ‫ال�صنعاين‪ ،‬وهو �أحد عنا�صر ما ي�سمى بتنظيم القاعدة‬ ‫يف حم��اف�ظ��ة م � ��أرب ‪ ..‬وق ��د مت تكليفه ال �ق �ي��ام بتوفري‬ ‫احتياجات عنا�صر القاعدة يف م��أرب‪ ،‬و�إر�سال وا�ستقبال‬ ‫احلواالت املالية‪.‬‬ ‫وحول اجلبهات يف م�أرب التي ي�شارك فيها ويتوىل‬

‫عدن للتن�سيق مع قيادات حتالف العدوان وعلى ر�أ�سهم‬ ‫ال�ق�ي��ادي امل��دع��و ج�لال الربيعي ق��ائ��د مع�سكر عمليات‬ ‫العند واملرتزق �صالح قا�سم احلدي وتلقى الدعم املطلوب‬ ‫من قبل قيادات مرتزقة حتالف ال�ع��دوان يف حمافظة‬ ‫ع��دن ليقوم بح�شد عنا�صر التنظيم املتواجدين يف‬ ‫حمافظة عدن لتعزيز مرتزقة م�أرب‪.‬‬ ‫ يف‬‫ت ��اري ��خ‬ ‫‪19‬‬

‫ف�ب�راي ��ر‬ ‫‪ 2020‬مت �إخراج جميع العنا�صر التابعة ملا ي�سمى‬ ‫تنظيم القاعدة من �سجون مرتزقة حتالف العدوان‬ ‫ليتم توزيعهم على املواقع والتباب‪ ،‬كما و�صل يف نف�س‬ ‫اليوم �إىل مدينة م�أرب القيادي يف تنظيم القاعدة املدعو‬ ‫�إياد احلا�شدي ومعه جمموعة كبرية من عنا�صر القاعدة‬ ‫التي كانت يف احلازمية‪ ،‬وقد توالت عمليات نقل عنا�صر‬ ‫القاعدة �إىل جبهات م�أرب‪� ،‬أبرزها ما يلي‪:‬‬ ‫ يف تاريخ ‪ 26‬فرباير ‪2021‬م و�صلت جماميع من‬‫تنظيم القاعدة �إىل حمافظة م ��أرب لتعزيز املرتزقة يف‬ ‫جبهة ال�سد باجتاه منطقة الزور من جهة املجمع‪.‬‬ ‫ يف تاريخ ‪ 2021/2/27‬م مت الرفع من قبل املنافق‬‫�إياد احلا�شدي �إىل القيادي يف التنظيم �صدام �أبو متعب‬ ‫و�أبو م�شعل و�أبو احلارث ب�أنه مت �سحب عدد من عنا�صر‬ ‫التنظيم الوافدين من �أبني وعدن و�إر�سالهم �إىل املجمع‬ ‫احلكومي‪.‬‬ ‫ يف تاريخ ‪ 28‬فرباير ‪2021‬م و�صلت جمموعة من‬‫عنا�صر القاعدة �إىل جبهة الك�سارة‪.‬‬ ‫ يف ت��اري��خ ‪ 5‬م��ار���س ‪2021‬م مت ن�ق��ل عنا�صر من‬‫تنظيم القاعدة للتمركز يف منطقة بني �ضبيان‪ ،‬حيث‬ ‫قام برتتيب �إي�صالهم القيادي يف التنظيم املدعو " �صدام‬ ‫ح�سني �سامل العولقي"‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق ب��امل�ه��ام القتالية ال�ت��ي �أوك �ل��ت لعنا�صر‬ ‫تنظيم ال�ق��اع��دة ك�شفت وزارة الداخلية �أن��ه م��ن خالل‬ ‫حترياتها تبني �أن حتالف العدوان �أوكل لقيادات عنا�صر‬ ‫تنظيم القاعدة يف جبهات م��أرب القيام مبهام ع�سكرية‬ ‫خمتلفة على النحو الآتي‪:‬‬ ‫�أ‪ -‬مهام الإ�شراف على التعبئة والتح�شيد ونقل عنا�صر‬ ‫القاعدة �إىل اجلبهات ‪.‬‬ ‫و�أوكلت هذه املهام لعدد من قيادات القاعدة �أبرزهم‪:‬‬ ‫‪ /1‬املدعو "�صالح احلجازي" املكنى �أبو عمار اجلهمي‪..‬‬ ‫ومت ت�ك�ل�ي�ف��ه ب�ع�م��ل دورات ت�ع�ب�ئ��ة ت �ك �ف�يري��ة للطالب‬ ‫واملراهقني يف حمافظة م��أرب لإقناعهم باالن�ضمام �إىل‬ ‫تنظيم القاعدة‪ ،‬حيث يتم عقد تلك ال��دورات يف م�سجد‬ ‫املدعو ال�شيخ حممد‪.‬‬ ‫‪ /2‬امل ��دع ��و م �ع ��اذ حم �م��د احل � ��دي امل �ك �ن��ى ال �ق �ع �ق��اع‬ ‫ال�صنعاين ومت تكليفه بح�شد العنا�صر التكفريية �إىل‬ ‫حمافظة م�أرب بالتن�سيق مع ما ي�سمى �أمري والية م�أرب‬ ‫املدعو معتز احل�ضرمي‪.‬‬ ‫‪ /3‬املدعو " طالل عبد الكرمي علي �أحمد العمري"‬ ‫املكنى رداد العمري" ومت تكليفه بتجهيز عنا�صر القاعدة‬

‫املتواجدين يف البي�ضاء ويقوم ب�إر�سالهم �إىل‬ ‫جبهات م�أرب‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬مهام الإ�شراف على �إعداد وزرع العبوات‬ ‫ال�ن��ا��س�ف��ة و�أوك �ل��ت ه��ذه امل �ه��ام ل �ع��دد م��ن ق �ي��ادات‬ ‫القاعدة �أبرزهم‪:‬‬ ‫‪ - 1‬املدعو من�صر مبخوت املكنى الزبري املرادي �أحد‬ ‫العنا�صر الع�سكرية يف ما ي�سمى بتنظيم القاعدة ومت‬ ‫تكليفه ب��الإ��ش��راف على زرع العبوات النا�سفة يف جبهة‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬املدعو "�صالح مبارك" املكنى �أبو القا�سم املرادي‬ ‫امل�أربي ‪ ..‬ومت تكليفه بالإ�شراف على جتهيز وتركيب وزرع‬ ‫العبوات والألغام وال�صواعق يف جبهة البلق‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬مهام الإ� �ش��راف على الر�صد و�أوك�ل��ت ه��ذه املهام‬ ‫لعدد من قيادات القاعدة �أبرزهم ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬املدعو عبد احلميد عبد الرب �أبو غامن ‪ -‬املكنى‬ ‫فيا�ض ال�صنعاين ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬املدعو "معاذ احلدي" املكنى بالقعقاع ال�صنعاين‪.‬‬ ‫د ‪ -‬م �ه��ام الإ�� �ش ��راف ع�ل��ى الإم � ��داد وت��وف�ي�ر ال��دع��م‬ ‫اللوج�ستي لعدد من اجلبهات يف م�أرب و�أوكلت هذه املهام‬ ‫لعدد من قيادات القاعدة �أبرزهم ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬املدعو "عبد اخلالق دروي�ش" وهو �أح��د عنا�صر‬ ‫تنظيم القاعدة يف منطقة بيحان مبحافظة �شبوة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬املدعو "جعفر �أب��و الليل" �أح��د قيادات ما ي�سمى‬ ‫بتنظيم ال �ق��اع��دة وال ��ذي ي�ق��ود جم�م��وع��ة م��ن عنا�صر‬ ‫التنظيم يف جبهة البلق فوق ال�سد‪ ..‬ومت تكليفه مبهمة‬ ‫الزحف �إىل �أماكن �سيطرة اجلي�ش واللجان ال�شعبية يف‬ ‫جبهة ال�سد‪.‬‬ ‫‪ - 3‬امل��دع��و ج�م��ال ع�ب��ده ن��ا��ص��ر ال�ق�م��ادي امل�ك�ن��ى �أب��و‬ ‫عبد الرحمن ال�صنعاين‪ ..‬ومت تكليفه مبهام ا�ستقبال‬ ‫ومعاجلة جرحى التنظيم‪.‬‬ ‫‪ – 4‬تكليف �أح��د العنا�صر ب�ت��ويل جتهيزات ال�سكن‬ ‫يف حمافظة �شبوة لعائالت ق�ي��ادات وعنا�صر ما ي�سمى‬ ‫تنظيم القاعدة التي تقاتل يف �صفوف حتالف العدوان‬

‫قيادتها عنا�صر تنظيم القاعدة‪ ،‬ذك��رت وزارة الداخلية‬ ‫�أن��ه من خالل الر�صد تبني �أن عنا�صر القاعدة ت�شارك‬ ‫يف القتال �ضمن �صفوف حتالف العدوان وتقود عدداً من‬ ‫اجلبهات منها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ج�ب�ه��ة ج�ب��ل م ��راد وال �ع �ل��م وه ��ي ب �ق �ي��ادة امل��دع��و‬ ‫"الزبري املرادي" من قيادات القاعدة يف م�أرب‪.‬‬ ‫‪ - 2‬جبهة جبل البلق وم��راد وذن��ه‪ ،‬ويقودها كل من‬ ‫القيادي يف التنظيم املدعو " مقداد امل��رادي " والقيادي‬ ‫امل��دع��و " ع�ب��د ال��رح�م��ن حم�م��د ال���ش�ح��ري " امل�ك�ن��ى �أب��و‬ ‫حذيفة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬جبهة ال�سد والزور والتباب ال�سود املجاورة الواقعة‬ ‫على وادي ذن��ه �سد م ��أرب ويقودها كل م��ن‪ :‬القيادي يف‬ ‫التنظيم املدعو "جعفر �أبو الليل" والقيادي يف التنظيم‬ ‫املدعو "�أبو احلارث"‪.‬‬ ‫‪ - 4‬املجمع احلكومي ويتواجد فيه عدد من عنا�صر‬ ‫القاعدة ومت تكليفها با�ستقبال عنا�صر التنظيم القادمة‬ ‫�إىل م�أرب من املحافظات الأخرى‪.‬‬ ‫‪ - 5‬جبهة اجل��وب��ة وي�ت��واج��د فيها ع��دد م��ن ق�ي��ادات‬ ‫التنظيم �أبرزهم املدعو �سليمان ال��زرق��اوي‪ ،‬واملدعو �أبو‬ ‫ليث ال�صنعاين‪ ،‬واملدعو �أبو احل�سن الظهري‪.‬‬ ‫‪ - 6‬جبهة �صرواح ويتواجد فيها جماميع من تنظيم‬ ‫القاعدة بقيادة املدعو عبد الغفار �أبو تراب‪.‬‬ ‫‪ - 7‬جبهة ال�ك���س��ارة وي���ش��ارك يف قيادتها �إىل جانب‬ ‫مرتزقة العدوان �أحد قيادات القاعدة و�أوكلت �إليه مهام‬ ‫القيادة وال�سيطرة‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫االثنين ‪ 21‬رمضان ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ ٣‬مايو ‪2021‬م‬

‫محاضرة‬

‫يف املحا�ضرة الرم�ضانية الع�شرين‬

‫الإمام علي «عليه ال�سالم»‬ ‫كانت م�سرية حياته متميزة‪ ،‬فهو وليد الكعبة و�شهيد املحراب‬ ‫�أَعُـوْذُ بِاهللِ مِنْ ال� َّشيْطَان ال َّرجِيْمِ‬ ‫هلل ال َّر ْحـ َم ِـن ال َّرحِ ـ ْيـ ِم‬ ‫ِب ْـ�سـ ـ ِم ا ِ‬ ‫احلم � ُد هلل ر َِّب العامل�ين‪ ،‬و�أَ�ش َهـ � ُد �أن ال �إل � َه � َّإل ُ‬ ‫اهلل املل� ُ�ك‬ ‫م َّمــ��داً عب ُد ُه ور َُ�ســ � ْو ُله خا ُ‬ ‫ُّ‬ ‫مت‬ ‫احلق املُبني‪ ،‬و�أ�ش َه ُد �أ َّن �سيدَنا ُ َ‬ ‫النبيني‪.‬‬ ‫م َّمــ��د‪ ،‬وب��ار ِْك‬ ‫م َّمــ��دٍ وعل��ى �آلِ ُ َ‬ ‫ال ّله��م �صَ � ِّ�ل عل��ى ُ َ‬ ‫م َّمــ��د‪ ،‬كم��ا �صَ َّل ْي��تَ وبا َر ْك��تَ عل��ى‬ ‫م َّمــ��دٍ وعل��ى �آلِ ُ َ‬ ‫عل��ى ُ َ‬ ‫�إبراهي � َم وعل��ى �آلِ �إبراهي � َم �إنك حمي ٌد جمي �دٌ‪َ ،‬‬ ‫وار�ض اللهم‬ ‫بر�ض��اك ع��ن �أ�صحابه الأخيار املنتجبني‪ ،‬وعن �س��ائر عبادك‬ ‫ال�صاحلني‪.‬‬ ‫�أيُّها الإخوة والأخوات‬ ‫هلل َو َب َر َكا ُت ُه؛؛؛‬ ‫ال�س َـل ُم َعلَ ْي ُك ْم َور َْح َم ُة ا ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫وعظ��م اهلل لن��ا ولك��م الأج��ر يف ذك��رى ا�ست�ش��هاد �أم�ير‬ ‫امل�ؤمنني‪ ،‬و�س � ِّيد الو�صيني‪ ،‬و�إمام املتقني علي بن �أبي طالب‬ ‫«عليه ال�س�لام»‪ ،‬الذي �أ�صيب يف ليلة التا�س��ع ع�ش��ر من �شهر‬ ‫رم�ض��ان املب��ارك‪ ،‬والتح��ق بالرفي��ق الأعل��ى يف ليل��ة احلادي‬ ‫والع�ش��رين م��ن �ش��هر رم�ض��ان املبارك �آن��ذاك‪ ،‬ف��كان ميعاده‬ ‫للق��اء رب��ه يف �أ�ش��رف اللي��ايل‪ ،‬و�أ�ش��رف ال�ش��هور‪ ،‬و�أ�ش��رف‬ ‫الأوقات و�أف�ضلها‪.‬‬ ‫وا�ست�ش��هد الإم��ام عل� ٌّ�ي «علي��ه ال�س�لام» وهو يق��وم بدوره‬ ‫العظي��م يف الت�ص��دي حلرك��ة النف��اق واالنح��راف يف الأم��ة‪،‬‬ ‫ويوا�ص��ل م�ش��وار الإ�س�لام يف امت��داده الأ�صي��ل والنق��ي‪،‬‬ ‫الإ�س�لام املحم��دي الأ�صي��ل‪ ،‬الإ�س�لام ال��ذي ه��و وف��ق منه��ج‬ ‫اهلل «�سبحانه وتعاىل»‪.‬‬ ‫والإم��ام عل� ٌّ�ي «علي��ه ال�س�لام» عندم��ا نتح��دث عن��ه‪ ،‬فمن‬ ‫املهم لنا ك�أم ٍة م�س��لم ٍة �أن ن�س��تفيد من �س�يرته ومن عطائه‪،‬‬ ‫و�أن نعي منزلته‪ ،‬وطبيعة عالقتنا به ك�أم ٍة م�سلمة‪.‬‬ ‫وعندم��ا نع��ود �إىل الآي��ات القر�آني��ة‪ ،‬والن�صو�ص النبوية‪،‬‬ ‫علي «عليه ال�سالم»‪ ،‬جند كل ذلك يتمحور‬ ‫ونعود �إىل �سرية ٍّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫حول جانبني �أ�سا�سيني‪ ،‬كل منهما له عالقة بنا نحن‪:‬‬ ‫الأول‪� :‬أ َّن الرواي��ات‪ ،‬وقب��ل ذلك الآي��ات القر�آنية‪� ،‬إ�ضاف ًة‬ ‫علي «عليه ال�س�لام»‪ ،‬كل ذلك يقدِّم لنا نحن علياً‬ ‫�إىل �س�يرة ٍّ‬ ‫«عليه ال�س�لام» باعتباره النموذج‪ ،‬وح�سب التعبري القر�آين‪:‬‬ ‫ال�ش��اهد الذي يقدِّم ال�صورة املتكاملة الراقية عن الإ�س�لام‪،‬‬ ‫الإ�سالم يف �أثره يف الإن�سان‪ ،‬الإ�سالم الذي يتج�سد كمبادئ‪،‬‬ ‫و�أخ�لاق‪ ،‬وقي��م‪ ،‬و�س�يرة عملية يف واقع احلي��اة‪ ،‬وهذا جانبٌ‬ ‫مه � ٌم لن��ا نح��ن‪ ،‬نتط ّلَ��ع �إىل عل� ٍّ�ي «علي��ه ال�س�لام» عل��ى ه��ذا‬ ‫يج�س��د ه��ذا الإ�س�لام ب�ش��كلٍ كام��لٍ‬ ‫الأ�سا���س؛ ل�نرى في��ه م��ا ِّ‬ ‫وراقٍ يربز عظمته‪ ،‬قيمته‪� ،‬أثره‪� ،‬أهميته‪.‬‬ ‫ون��رى �أي�ض �اً هذا الإ�س�لام يف الواقع احلياتي والعملي يف‬ ‫�أث��ره ونتائج��ه‪ ،‬ويف �أث��ره الرتب��وي يف الإن�س��ان‪ ،‬كي��ف ي�س��مو‬ ‫به��ذا الإن�س��ان‪ ،‬كي��ف يرتقي بهذا الإن�س��ان‪ ،‬كيف ت�برز �آثاره‬ ‫عل��ى كل امل�س��تويات يف ه��ذا الإن�س��ان‪ ،‬في ��ؤدي دوره يف احلي��اة‬ ‫دوراً عظيماً متكام ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ون��رى الإ�س�لام ب�صفائ��ه‪ ،‬بنقائ��ه‪ ،‬بحقيقت��ه‪� ،‬س��ليماً م��ن‬ ‫كل �ش��ائبة‪ ،‬من كل ت�شوي���ش‪ ،‬وهذه م�س ��ألة يف غاية الأهمية‬ ‫لنا نحن‪ ،‬نحن يف �أم�� ِّ�س احلاجة �إليها ك�أم ٍة م�س��لمة؛ لأنه يف‬ ‫تاريخ الأمة و�إىل اليوم‪ ،‬يربز الكثري ممن يقدَّم لنا باعتباره‬ ‫يعب يف �س��لوكه‪ ،‬يف �أعماله‪ ،‬يف مواقفه‪،‬‬ ‫يقدِّم النموذج الذي ِّ‬ ‫يف فك��ره‪ ،‬يف ثقافت��ه ع��ن الإ�س�لام‪ ،‬بينم��ا ت�ش��وبه الكثري من‬ ‫ال�ش��وائب التي ت�ش �وِّه الإ�س�لام‪ ،‬وهذا يح�صل كثرياً يف تاريخ‬ ‫الأم��ة‪ ،‬ويف حا�ضره��ا‪ ،‬ويح�ص��ل �أي�ضاً يف م�س��تقبلها‪ ،‬فعندما‬ ‫متج�س��دة‬ ‫تكون هناك ن�س��خة �أ�صيلة‪� ،‬س��ليمة‪ ،‬مو َّثقة‪ ،‬نقية‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ب�س�يرتها ب�س��لوكها‪ ،‬متث��ل هي النموذج احلقيق��ي‪ ،‬ميكننا �أن‬ ‫ن�س��تفيد م��ن ذل��ك على امت��داد تاريخنا‪ ،‬ث��م يف حا�ضرنا ويف‬ ‫م�ستقبلنا‪.‬‬ ‫علي «عليه ال�سالم»‪ :‬هو‬ ‫إمام‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫بالن�سبة‬ ‫آخر‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫واجلانب‬ ‫ٍّ‬ ‫م��ا ميثل��ه من دو ٍر �أ�سا�س� ٍ�ي يف االمتداد لهذا الإ�س�لام ما بعد‬ ‫وفاة النبي «�صلوات اهلل و�سالمه عليه وعلى �آله»‪ ،‬يف موقعه‬

‫يف القدوة والهداية‪ ،‬وهذه �أي�ضاً م�س�ألة مهم ٌة جداً‪ ،‬وبالذات‬ ‫جت��اه م��ا ع�ص��ف بالأم��ة م��ن الف�تن وامل�ؤام��رات‪ ،‬والن�ش��اط‬ ‫الكبري حلركة النفاق واالنحراف يف داخل الأمة‪ ،‬التي �سعت‬ ‫�إىل تزييف حقيقة الإ�سالم‪ ،‬و�إىل تغيري الكثري والكثري من‬ ‫معامله‪ ،‬و�إىل الت�شوي�ش على الكثري والكثري من حقائقه‪.‬‬ ‫علي‬ ‫وعندم��ا نتح��دث عن عناوين خمت�صرة من م�س�يرة ٍّ‬ ‫يف املرحلت�ين‪ :‬يف مرحل��ة التنزي��ل‪ ،‬ويف مرحل��ة الت�أوي��ل‪ ،‬يف‬ ‫ظ��ل حي��اة النبي «�صلوات اهلل و�س�لامه عليه وعل��ى �آله» وما‬ ‫وعر�ض موجز‪،‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬حتى من خالل عناوين حمدودة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫يتجلى لنا ذلك بو�ضوح‪.‬‬ ‫علي «عليه ال�س�لام» كانت م�س�يرة حياته متميزة‪،‬‬ ‫الإمام ٌّ‬ ‫وعل��ى نح � ٍو فري��دٍ وعجي��ب‪ ،‬فهو ولي��د الكعبة‪ ،‬وه��و يف ختام‬ ‫حيات��ه �ش��هيد املح��راب‪ ،‬وما بني والدته وا�ست�ش��هاده م�س�يرة‬ ‫حي��ا ٍة كله��ا متمي��ز ًة بالإمي��ان‪ ،‬والتق��وى‪ ،‬والعم��ل ال�صال��ح‪،‬‬ ‫وال�سمو‪ ،‬واالرتقاء الإن�ساين والأخالقي وعلى نح ٍو عجيب‪.‬‬ ‫الإم��ام عل� ٌّ�ي «علي��ه ال�س�لام» حظ��ي يف طفولت��ه‪ ،‬ث��م م��ا‬ ‫بع��د ذل��ك يف كل مرحل��ة حيات��ه م��ع ر�س��ول اهلل «�صلوات اهلل‬ ‫و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آل��ه» �إىل �أن ت��ويف ر�س��ول اهلل‪ ،‬حظ��ي‬ ‫بعالق � ٍة واخت�صا�� ٍ�ص يف �صلت��ه بر�س��ول اهلل «�صل��وات اهلل‬ ‫و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آله»‪ ،‬فه��و تربَّى عند ر�س��ول اهلل‪ ،‬كفله‬ ‫ر�س��ول اهلل «�صل��ى اهلل و�س��لم علي��ه وعل��ى �آل��ه»‪ ،‬ور َّب��اه عنده‪،‬‬ ‫ومن��ذ طفولت��ه املبك��رة ن�ش ��أ يف بيت ر�س��ول اهلل‪ ،‬وعند ر�س��ول‬ ‫اهلل «�صلوات اهلل و�سالمه عليه وعلى �آله»‪ ،‬ور�سول اهلل حتى‬ ‫م��ا قبل البعثة كان �إن�س��اناً عظيم �اً‪ ،‬وم�ؤمناً‪ ،‬متكام ً‬ ‫ال‪ ،‬وعلى‬ ‫درج ٍة عظيم ٍة يف �أخالقه‪ ،‬ونبله‪ ،‬ومرتب ٍة عالي ٍة جداً يف ذلك‪،‬‬ ‫وموحِّ داً هلل «�سبحانه وتعاىل»‪ ،‬ويحظى بعناية �إلهية خا�صة‬ ‫ما قبل البعثة �إىل النا�س‪.‬‬ ‫ث��م يف تل��ك املرحل��ة الت��ي ر َّب��ى فيه��ا علي �اً عن��ده‪ ،‬مل يك��ن‬ ‫اهتمام��ه بعل� ٍّ�ي «علي��ه ال�س�لام» منح�صراً عل��ى العناية به يف‬ ‫التغذي��ة واالحتياج��ات اخلا�ص��ة الإن�س��انية‪ ،‬فيهت��م ب��ه فيما‬ ‫يتعلق باحتياجاته ك�إن�سان من غذاء وك�ساء ونحو ذلك‪� ،‬إمنا‬ ‫بعلي «عليه ال�سالم» متجه ًة �إىل الرتبية‬ ‫كانت عنايته �أي�ضاً ٍّ‬ ‫علي «عليه ال�س�لام» وهو يتحدث عن‬ ‫الأخالقي��ة‪ ،‬فكم��ا قال ٌّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫تل��ك املرحل��ة يف طفولت��ه‪( :‬ولقد كن��ت �أتبعه اتب��اع الف�صيل‬ ‫�أث��ر �أم��ة‪ ،‬يرف��ع يل يف كل ي��و ٍم م��ن �أخالق��ه َعلَم �اً وي�أمروين‬ ‫باالقت��داء ب��ه)‪ ،‬هك��ذا كان يرتب��ى تربي��ة ي�س��مو فيه��ا عل��ى‬ ‫امل�س��توى الأخالق��ي والروح��ي والرتب��وي والإن�س��اين عل��ى‬ ‫نح � ٍو فري��د‪ ،‬م��ع قابلي � ٍة عالي � ٍة ج��داً عن��د الإم��ام عل� ٍّ�ي «عليه‬ ‫ال�س�لام»‪ ،‬وهبه اهلل «�س��بحانه وتعاىل» قابلي ًة عالية‪ ،‬ثم ه َّي�أ‬ ‫ل��ه ه��ذا املرب��ي العظي��م‪ :‬ر�س��ول اهلل «�صل��وات اهلل و�س�لامه‬ ‫عليه وعلى �آله»‪.‬‬ ‫عن��د البعث��ة كان ر�س��ول اهلل «�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه‬ ‫علي‬ ‫وعل��ى �آل��ه» وه��و يعتن��ي به��ذا الفت��ى الياف��ع عن��ده‪ ،‬كان ٌّ‬ ‫«عليه ال�سالم» ال�سابق �إىل الإميان بر�سول اهلل «�صلوات اهلل‬ ‫و�س�لامه علي��ه وعلى �آل��ه»‪ ،‬وامل�صدِّق به‪ ،‬وبر�س��الته‪ ،‬وببعثته‬ ‫على نح ٍو متميز‪ ،‬مل ي�س��بق ذلك �ش� ٌ‬ ‫�رك‪ ،‬وال �ش��ي ٌء من دن���س‬ ‫اجلاهلي��ة‪ ،‬الذي��ن �أ�س��لموا‪� ،‬أ�س��لموا م��ع �س��ابقة �ش��رك‪ ،‬م��ع‬ ‫علي «عليه‬ ‫ٍ‬ ‫ما�ض من دن���س اجلاهلية و�س��لبياتها‪� ،‬أمَّا الإمام ٌّ‬

‫ال�س�لام» فكان��ت �س��ابقته الإمياني��ة متميز ًة ب�أنه مل ي�س��بقها‬ ‫�أبداً �شي ٌء من ال�شرك‪ ،‬وال من دن�س اجلاهلية ورذائلها‪.‬‬ ‫وال�س��بق ف�ضيل � ٌة عظيم��ة‪ ،‬اهلل «�س��بحانه وتع��اىل» يق��ول‬ ‫ال�س��ا ِب ُقو َن (‪�ُ )10‬أو َل ِئ� َ�ك‬ ‫َال�س��ا ِب ُقو َن َّ‬ ‫يف الق��ر�آن الك��رمي‪} :‬و َّ‬ ‫�بق �إىل الإمي��ان‪� ،‬أي�ض �اً‬ ‫ا ْل ُ َق َّربُو َن{(الواقع��ة‪� ،)11-10 :‬س� ٌ‬ ‫الإميان على نح ٍو راقٍ جداً‪ ،‬و�إىل ن�صرة ر�س��ول اهلل «�صلوات‬ ‫وجندي‬ ‫عظيم‪،‬‬ ‫اهلل و�سالمه عليه وعلى �آله»‪ ،‬ف�سبق كم� ٍ‬ ‫ؤمن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫متميزٍ‪ ،‬ومنا�ص ٍر �صادقٍ مع ر�سول اهلل «�صلوات اهلل و�سالمه‬ ‫عليه وعلى �آله»‪.‬‬ ‫ث��م يف �إط��ار م�س�يرة حيات��ه ه��ذه امل�س�يرة الإمياني��ة م��ع‬ ‫ر�س��ول اهلل «�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آل��ه»‪ ،‬كان يف‬ ‫حيات��ه‪ ،‬ويف �أث��ر تربي��ة ر�س��ول اهلل ل��ه‪ ،‬يرتقي ارتق��ا ًء عظيماً‬ ‫ومتميزاً على امل�س��توى الأخالقي والإمياين‪ ،‬وعلى امل�ستوى‬ ‫املع��ريف‪ ،‬وعل��ى م�س��توى الهداي��ة والوع��ي والب�ص�يرة‪ ،‬ف��كان‬ ‫ه��و النم��وذج الأول‪ ،‬وامل�ص��داق الأول ل��كل م��ا ورد يف الق��ر�آن‬ ‫ٌ‬ ‫وحديث‬ ‫الك��رمي م��ن �آي��اتٍ قر�آني��ة فيها ثن��ا ٌء على امل�ؤمن�ين‪،‬‬ ‫ع��ن موا�صفاته��م‪ ،‬وب�ش��ار ٌة له��م‪ ،‬وكما قال ابن عبا�� ٍ�س رحمه‬ ‫اهلل‪�( :‬أ َّن كل �آي ٍة نزلت فيها ثنا ٌء على امل�ؤمنني‪ ،‬وب�شار ٌة لهم‪،‬‬ ‫و� َّإل وكان عل� ٌّ�ي �أمريه��ا)‪ ،‬يعن��ي‪ :‬كان ه��و امل�ص��داق الأول‪،‬‬ ‫والنم��وذج الأكم��ل‪ ،‬امل�صداق الأول لتلك الآيات التي تتحدث‬ ‫ع��ن امل�ؤمن�ين‪ ،‬ع��ن موا�صفاته��م‪ ،‬ع��ن الثن��اء عليه��م‪ ،‬وع��ن‬ ‫الب�شارة لهم‪ ،‬وعن النموذج الأكمل فيما بينهم‪ ،‬ولذلك كان‬ ‫هو ال�شاهد‪ -‬بح�سب التعبري القر�آين‪ -‬الذي ي�شهد فيما هو‬ ‫علي��ه م��ن �س��لوك‪ ،‬يف �أث��ر الإ�س�لام في��ه‪ ،‬يف �س��موه الإن�س��اين‬ ‫والأخالق��ي‪ ،‬ي�ش��هد عل��ى عظم��ة الر�س��ول‪ ،‬عل��ى عظم��ة‬ ‫الر�س��الة‪ ،‬عل��ى عظم��ة الق��ر�آن؛ لأنه من خالل �أث��ر الرتبية‬ ‫النبوي��ة يف ه��ذا الإن�س��ان‪� ،‬أث��ر الق��ر�آن في��ه‪� ،‬أث��ر الإ�س�لام‬ ‫فيه‪ ،‬يتجلى للنا���س �أ َّن عظمة الإ�س�لام فع ً‬ ‫ال م�س ��ألة م�ؤ َّكدة‬ ‫ومتج�س��دة يف واق��ع احلي��اة‪ ،‬ولي�س��ت فقط نظري � ًة مثالي ًة ال‬ ‫ِّ‬ ‫ميكن �أن نلم�س �أو نرى �آثارها يف واقع احلياة‪.‬‬ ‫عندم��ا ن�أت��ي �إىل م�س�يرة حيات��ه يف ظ��ل ر�س��ول اهلل‬ ‫«�صلوات اهلل و�س�لامه عليه وعلى �آله»‪ ،‬م�ؤمناً به‪ ،‬ومنا�صراً‬ ‫ل��ه‪ ،‬وجندي �اً خمل�صاً مع��ه‪ ،‬ووزيراً �صادقاً‪ ،‬جن��د تلك احلياة‬ ‫املتمي��زة الإمياني��ة العظيم��ة‪ ،‬فعل��ى م�س��توى اجله��اد‪ ،‬كان‬ ‫جه��اده يف �س��بيل اهلل‪ ،‬وبيع��ه لنف�س��ه م��ن اهلل «�س��بحانه‬ ‫وتع��اىل»‪ ،‬وتفاني��ه يف �س��بيل اهلل «�س��بحانه وتع��اىل» عل��ى‬ ‫نح � ٍو متمي �زٍ‪ ،‬جع��ل من��ه رج��ل املهم��ات ال�صعب��ة‪ ،‬واملواق��ف‬ ‫اال�س��تثنائية‪ ،‬والبط��والت الت��ي �س� َّ�طرها التاري��خ‪ ،‬وال مثي��ل‬ ‫لها يف تاريخ الإ�سالم‪.‬‬ ‫الإم��ام عل� ٌّ�ي «علي��ه ال�س�لام» يف مرحل��ة مك��ة‪ ،‬م��ا قب��ل‬ ‫الهج��رة‪ ،‬كان مالزم �اً لر�س��ول اهلل «�صل��وات اهلل و�س�لامه‬ ‫علي��ه وعل��ى �آل��ه»‪ ،‬وكان هو احلار���س ال�ش��خ�صي امل�لازم على‬ ‫نح � ٍو دائ��م‪ ،‬واحلا�ض��ر يف كل حلظ��ة لأن يف��دي ر�س��ول اهلل‬ ‫«�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آل��ه» بنف�س��ه‪ ،‬بروح��ه‬ ‫احل�سا�س��ة كان يوا�صل هذا الدور‪،‬‬ ‫وحياته‪ ،‬ويف تلك املرحلة َّ‬ ‫�إىل �أن �أت��ى ميع��اد الهج��رة م��ن مك��ة �إىل املدين��ة‪ ،‬ف��كان ه��و‬ ‫ال��ذي ق��ام باملهمة يف تل��ك الليلة‪ ،‬مهمة الفداء‪ ،‬مهمة املبيت‬ ‫على فرا���ش النبي «�صلوات اهلل و�س�لامه عليه وعلى �آله»‪ ،‬يف‬

‫عملي��ة متويهي��ة �أمني��ة‪ ،‬متثل غطا ًء خل��روج النبي «�صلوات‬ ‫اهلل و�سالمه عليه وعلى �آله»‪ ،‬وانتقاله من منزله �إىل خارج‬ ‫مكة‪� ،‬إىل الغار‪.‬‬ ‫علي «عليه ال�س�لام» يف تلك الليلة عندما عر�ض‬ ‫فالإمام ٌّ‬ ‫علي��ه النب��ي «�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آل��ه» ه��ذه‬ ‫املهم��ة الفدائي��ة‪ ،‬تل َّقاه��ا ب��كل ا�ستب�ش��ار‪ ،‬ب��كل رحاب��ة �ص��در‪،‬‬ ‫ب��كل �ش��وقٍ وتله��ف‪ ،‬ب�إميان��ه العظي��م‪ ،‬وكان امله��م عن��ده ه��و‬ ‫�س�لامة ر�س��ول اهلل «�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آله»‪،‬‬ ‫وب��ات يف تل��ك الليل��ة جاه��زاً ب�ش��كلٍ ت��ا ٍم لل�ش��هادة يف �س��بيل‬ ‫اهلل‪ ،‬والت�ضحي��ة يف �س��بيل اهلل‪ ،‬بائع �اً نف�س��ه م��ن اهلل‪ ،‬وكان‬ ‫�أن �ص �دَّر الق��ر�آن الك��رمي ليل��ة الف��داء ه��ذه‪ ،‬وذل��ك املوق��ف‬ ‫ال��ذي ب��اع في��ه نف�س��ه م��ن اهلل‪ ،‬وا�س��تعد ب�ش��كلٍ ت��ا ٍم لل�ش��هادة‬ ‫يف �س��بيل اهلل‪ ،‬الق��ر�آن �س� َّ�طر ه��ذا املوق��ف وجعل��ه منوذج �اً‪،‬‬ ‫وه��ذا م��ا ر َّك��ز علي��ه الق��ر�آن يف كل م��ا ق َّدم��ه ب�ش ��أنٍ عل� ٍّ�ي �أن��ه‬ ‫يقدم��ه كنم��وذج يف دائرة العنوان الإمي��اين؛ ليكون منوذجاً‬ ‫للم�ؤمن�ين‪ ،‬منوذجاً للنا���س يف الإمي��ان‪ ،‬واالرتقاء الإمياين‪،‬‬ ‫وااللت��زام الإمياين‪ ،‬واال�س��تعداد العايل للت�ضحية يف �س��بيل‬ ‫ا�س‬ ‫اهلل «�سبحانه وتعاىل»‪ ،‬فقال اهلل «ج َّل �ش�أنه»‪} :‬وَمِ َن ال َّن ِ‬ ‫الل و َّ ُ‬ ‫َالل َرء ٌ‬ ‫ُوف بِا ْل ِعبَادِ{‬ ‫َم��نْ ي َْ�ش �رِي َن ْف َ�س � ُه ا ْب ِت َغ��ا َء َم ْر َ�ض��اتِ َّ ِ‬ ‫(البقرة‪ :‬الآية‪ ،)207‬فالقر�آن يقدِّم لنا هذا املوقف العظيم‪،‬‬ ‫ويك�ش��ف لن��ا يف ه��ذه الآي��ة املبارك��ة حت��ى ع��ن م�ش��اعر عل� ٍّ�ي‬ ‫«عليه ال�سالم»‪� ،‬أنه عندما قدَّم نف�سه يف �سبيل اهلل‪ ،‬م�ستعداً‬ ‫للت�ضحي��ة عل��ى نح ٍو ت��ا ٍم بدون �أي تردد‪ ،‬وبدون �أي توج���س‪،‬‬ ‫وب��دون �أي قل��ق‪ ،‬ه��و يبتغ��ي بذل��ك مر�ض��اة اهلل «�س��بحانه‬ ‫وتع��اىل»‪ ،‬خمل�ص �اً هلل «�س��بحانه وتع��اىل»‪ ،‬وكان الإخال���ص‬ ‫هلل م��ن �أب��رز العناوي��ن الت��ي جنده��ا يف �س�يرة عل� ٍّ�ي «علي��ه‬ ‫ال�س�لام»‪ ،‬يف �أعمال��ه‪ ،‬يف مواقف��ه‪ ،‬يف جه��اده‪ ،‬يف كل �أعمال��ه‬ ‫ال�صاحل��ة‪ ،‬الإخال���ص هلل‪ ،‬واالبتغ��اء ملر�ض��اة اهلل‪ ،‬وال�س��عي‬ ‫لنيل املحبة هلل «�سبحانه وتعاىل» ومر�ضاته‪ ،‬كان هو الهدف‬ ‫علي «عليه ال�س�لام»‪ ،‬وهذا در�� ٌ�س‬ ‫والغاي��ة الرئي�س��ية للإم��ام ٍّ‬ ‫عظي ٌم ومه ٌم لنا جميعاً‪ ،‬لكل امل�سلمني‪ ،‬لكل امل�ؤمنني‪.‬‬ ‫وهك��ذا ا�س��تمر يف عطائ��ه مع اهلل «�س��بحانه وتعاىل»‪ ،‬بعد‬ ‫هجرة النبي «�صلوات اهلل و�سالمه عليه وعلى �آله» �أدَّى عنه‬ ‫الودائع‪ ،‬وكان ي�ؤدِّي �أي�ضاً هذا النوع من املهام التي لها �صلة‬ ‫مبا�ش��رة وخا�ص��ة بر�س��ول اهلل «�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه‬ ‫وعل��ى �آل��ه»‪ ،‬في ��ؤدي عنه‪ ،‬ف�أدَّى عنه الودائ��ع يف مكة‪ ،‬كان هو‬ ‫�أي�ض �اً ال��ذي يق�ض��ي دين��ه‪ ،‬ي ��ؤدي كل املهام اخلا�ص��ة املت�صلة‬ ‫بالنب��ي «�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه وعلى �آله»‪ ،‬يث��ق به ثق ًة‬ ‫كامل��ة‪ ،‬ويطمئ��ن �إلي��ه �أن��ه �س��ي�ؤدي عن��ه م��ا ي�ؤدي��ه‪ ،‬وهاج��ر‬ ‫�أي�ضاً والتحق بر�س��ول اهلل «�صلوات اهلل و�س�لامه عليه وعلى‬ ‫�آل��ه»‪ ،‬ونق��ل مع��ه �أ�س��رة النب��ي «�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه‬ ‫وعل��ى �آل��ه» �إىل املدين��ة‪ ،‬يف ق�ص ٍة م�ش��هورة حتدى فيها خطر‬ ‫امل�ش��ركني‪ ،‬عندم��ا حاول��وا �أن يلحق��وا ب��ه‪ ،‬و�أن يحول��وا بين��ه‬ ‫وب�ين الهج��رة‪ ،‬و�أن يعي��دوا م��ن مع��ه م��ن �أ�س��رة ر�س��ول اهلل‬ ‫«�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آله»‪َّ � ،‬إل �أن��ه ت�صدى لهم‬ ‫بكل حزم‪ ،‬وجنح يف مهمته‪.‬‬ ‫يف مرحل��ة املدين��ة �أدَّى دوره عل��ى نح � ٍو عظي� ٍ�م ومتمي��ز‪،‬‬ ‫ف��كان يف كل �أدائ��ه اجله��ادي‪ ،‬ويف كل املعارك‪ ،‬ويف كل املواقف‬


‫محاضرة‬ ‫والتحدي��ات الت��ي كان��ت �أب��رز مالح��م الإ�س�لام‪ ،‬ه��و البط��ل‬ ‫�دي عظي� ٍ�م متمي��ز‪،‬‬ ‫الأول ال��ذي ي ��ؤدِّي دوره العظي��م كجن� ٍ‬ ‫ومتفانٍ يف �سبيل اهلل «�سبحانه وتعاىل»‪:‬‬ ‫يف غ��زوة ب��د ٍر الكربى كان له �أكرب ر�صيدٍ بني املجاهدين‬ ‫م��ع ر�س��ول اهلل «�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آل��ه» يف‬ ‫تفانيه‪ ،‬وا�ستب�س��اله‪ ،‬ونكايته بامل�ش��ركني‪ ،‬وكان هو من با�ش��ر‬ ‫القت��ل مبعظ��م القتل��ى الذي��ن قتل��وا يف غ��زوة ب��در‪ ،‬وعندم��ا‬ ‫ب��رز ه��و وعم��ه حمزة ب��ن عبد املطل��ب‪ ،‬وابن عم��ه عبيدة بن‬ ‫احل��ارث‪ ،‬نزل��ت الآية القر�آني��ة‪َ } :‬ه َذانِ َخ ْ�ص َم��انِ ْاخ َت�صَ ُموا‬ ‫ِف َر ِّب ِه � ْم{ (احل��ج‪ :‬م��ن الآية‪ ،)19‬فكان ه��و املخا�صم لأعداء‬ ‫اهلل‪ ،‬للذي��ن واجه��وا الإ�س�لام‪ ،‬وحارب��وا الإ�س�لام‪ ،‬وب��رز ه��و‬ ‫وعم��ه واب��ن عم��ه يف �أول م��ا ب��د�أت تل��ك املواجه��ة يف تل��ك‬ ‫ال�سري النبوية‪.‬‬ ‫موقف‬ ‫املعركة يف ٍ‬ ‫تاريخي مذكو ٍر يف ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫وا�س��تمر كذلك‪ ،‬يف معركة �أحد كان له �أبرز دو ٍر يف ن�صرة‬ ‫الإ�س�لام‪ ،‬يف اجله��اد‪ ،‬ف��كان ه��و قات��ل حمل��ة الراي��ات‪ ،‬وقاتل‬ ‫ال�صناديد والأبطال من امل�ش��ركني‪ ،‬وكان هو الثابت املتفاين‬ ‫امل�ستب�س��ل عن��د الهزمي��ة الت��ي �ش��ملت الكثري من امل�س��لمني‪،‬‬ ‫} ِ�إ ْذ ُت ْ�ص ِع �دُو َن و َ​َل َت ْل �وُو َن َعلَ��ى َ�أحَ ��دٍ وَال َّر ُ�س� ُ‬ ‫�ول َي ْدعُو ُك � ْم ِف‬ ‫ً‬ ‫�أُ ْخ َرا ُك � ْم{(�آل عم��ران‪ :‬م��ن الآي��ة‪ ،)153‬كانت هزمي �ة م�ؤملة‪،‬‬ ‫وكانت املرحلة �آنذاك وذلك الظرف احل�سا�س ي�ش ِّكل خطور ًة‬ ‫كب�ير ًة عل��ى حي��اة النب��ي «�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه وعل��ى‬ ‫�آل��ه»‪ ،‬ف��كان ثابت �اً مع ر�س��ول اهلل «�صلوات اهلل و�س�لامه عليه‬ ‫وعلى �آله»‪ ،‬وم�ستب�س ً‬ ‫ال‪ ،‬ومتفانياً �إىل حدٍ عجيب‪ ،‬كانت كلما‬ ‫�أت��ت كتيب��ة تتج��ه نح��و النب��ي «�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه‬ ‫وعل��ى �آل��ه»‪ ،‬وتزح��ف ب��كل جدية‪ ،‬وب��كل اهتمام‪ ،‬به��دف قتله‬ ‫«�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آل��ه»‪ ،‬يتج��ه الإم��ام عل� ٌّ�ي‬ ‫«عليه ال�سالم» �إىل تلك الكتيبة بكل ا�ستب�سال وتفانٍ ويقتل‬ ‫قائده��ا‪ ،‬فتنك�س��ر وترجع م��ن زحفها‪ ،‬ثم يتج��ه �إىل الكتيبة‬ ‫الأخ��رى‪ ...‬وهك��ذا م��ن هن��ا وهن��اك ب��كل ا�ستب�س��الٍ وتف��انٍ ‪،‬‬ ‫�إىل درج��ة �أن عَجِ ��ب جربائيل‪ -‬وهو حا�ض � ٌر �إىل جوار النبي‬ ‫«�صلوات اهلل و�سالمه عليه وعلى �آله»‪ -‬من هذا اال�ستب�سال‪،‬‬ ‫من هذا التفاين‪ ،‬فقال‪�( :‬إ َّن هذه لهي املوا�ساة)‪ ،‬فقال النبي‬ ‫«�صلوات اهلل و�سالمه عليه وعلى �آله»‪�( :‬إ َّنه م ِّني و�أنا منه)‪،‬‬ ‫فقال جربائيل‪( :‬و�أنا منكما)‪ ،‬هذا ٌ‬ ‫�شرف عظي ٌم جداً جداً‪.‬‬ ‫يف معرك��ة اخلن��دق‪ ،‬وه��ي معرك��ة خط�يرة‪ ،‬وح�سا�س��ة‪،‬‬ ‫وحو�ص��رت فيه��ا املدين��ة‪ ،‬وبلغ��ت احلال��ة يف داخ��ل املدين��ة‬ ‫مبلغ �اً كب�يراً م��ن ال�ضغط النف�س��ي واملعنوي على امل�س��لمني‪،‬‬ ‫} ُه َنال َِك ا ْب ُت ِل َي ا ْلُ�ؤْمِ ُنو َن َو ُز ْل ِز ُلوا ِز ْل َز ًال َ�شدِ يدًا{ (الأحزاب‪:‬‬ ‫م��ن الآي��ة‪ ،)11‬وحت��دث املنافق��ون بالإرج��اف والتهوي��ل‬ ‫والت�ش��كيك‪ ،‬ولعب��وا دوراً �س��لبياً يف زعزع��ة الو�ض��ع الداخل��ي‬ ‫للم�س��لمني‪ ،‬وا�ش��تدت امل�ش��كلة عل��ى امل�س��لمني‪ ،‬وت�ضاع��ف‬ ‫علي «عليه ال�س�لام» دوره‬ ‫اله��م واملحن��ة عليه��م‪ ،‬كان للإم��ام ٍّ‬ ‫الب��ارز واملتمي��ز‪ ،‬وت�ص��دى ه��و لعم��رو ب��ن عب��د ود العامري‪،‬‬ ‫و�ضرب��ه �ضربت��ه ال�ش��هرية‪ ،‬و ُق ِت � َل وه��و م��ن �أكاب��ر فر�س��ان‬ ‫امل�شركني‪ ،‬وم َّثل قتله �ضربة معنوية كبرية للأعداء‪ ،‬وكانت‬ ‫تل��ك املواق��ف البطولي��ة‪ ،‬وذل��ك الدور الرئي�س��ي‪ ،‬يف كل تلك‬ ‫املرحلة‪ ،‬مرحلة غزوة اخلندق منذ بداية احل�صار‪� ،‬إىل حني‬ ‫انك�ش��افه وهزمي��ة امل�ش��ركني ورجوعهم‪ ،‬كان ال��دور املحوري‬ ‫الب��ارز للإم��ام عل� ٍّ�ي «علي��ه ال�س�لام» يق��دم النم��وذج ال��ذي‬ ‫حتدثت عنه الآية املباركة يف �سورة الأحزاب‪} :‬مِ َن ا ْلُ�ؤْمِ ِن َ‬ ‫ني‬ ‫�ال �صَ َد ُق��وا َم��ا عَا َهدُوا َّ َ‬ ‫رِجَ � ٌ‬ ‫الل َعلَ ْي ِه َف ِم ْن ُه � ْم َمنْ َق َ�ضى َن ْح َب ُه‬ ‫وَمِ ْن ُه � ْم َمنْ َي ْن َتظِ ُر َومَا َب َّد ُلوا َتبْدِ ًيل{(الأحزاب‪ :‬الآية‪،)23‬‬ ‫فكان امل�صداق الأول‪ ،‬والنموذج الأكمل لهذه النماذج‪ ،‬الإمام‬ ‫علي «عليه ال�سالم»‪ ،‬وحمزة بن عبد املطلب‪ ،‬وجعفر بن �أبي‬ ‫ٌّ‬ ‫طالب‪ ،‬كانوا هم النموذج الأكمل‪ ،‬وهم امل�صداق الأول‪ ،‬وهي‬ ‫ت�شمل كل امل�ؤمنني الذين نهجوا هذا النهج‪ ،‬ولكنهم يبقون‬ ‫دائم �اً يف �أول القائم��ة‪ ،‬ويف �أول العن��وان‪ ،‬عل��ى نح ٍو متمي ٍز يف‬ ‫كمال ما كانوا عليه من ذلك‪ ،‬ويف �أنهم الذين بادروا و�سبقوا‬ ‫�إىل ذلك‪.‬‬ ‫فيم��ا بع��د ذل��ك �أي�ض �اً‪ ،‬يف مالح��م الإ�س�لام الأخ��رى يف‬ ‫خي�بر‪ ،‬وملحم��ة خي�بر م��ن �أب��رز املالح��م التاريخي��ة‪ ،‬وم��ن‬ ‫�أهم املالحم يف ال�س�يرة النبوية‪ ،‬وقد تراجع فيها امل�س��لمون‬ ‫م��ر ًة تل��و �أخ��رى‪� ،‬إىل �أن ق��ال النب��ي «�صل��وات اهلل و�س�لامه‬ ‫علي��ه وعل��ى �آل��ه»‪( :‬لأبعث��ن غ��داً عليه��م رج�ل ً‬ ‫ا يح��ب اهلل‬ ‫ور�س��وله‪ ،‬ويحب��ه اهلل ور�س��وله‪ ،‬ك��راراً‪ ،‬غ�ير ف��رار‪ ،‬يفت��ح اهلل‬ ‫علي «عليه ال�س�لام» كان يف املراحل التي‬ ‫على يديه)‪ ،‬الإمام ٌّ‬ ‫ً‬ ‫تراج��ع فيه��ا امل�س��لمون يف تلك امللحم��ة‪ ،‬كان م�صابا بالرمد‪،‬‬ ‫كان مري�ض �اً‪ ،‬ال يب�ص��ر‪ ،‬ال ي��كاد يب�ص��ر مو�ض��ع قدمي��ه‪ ،‬فل��م‬ ‫يك��ن ح�ض��ر وبا�ش��ر و�ش��ارك يف تل��ك العملي��ات الت��ي تراج��ع‬ ‫فيها امل�س��لمون‪ ،‬ولكن ر�س��ول اهلل «�صلوات اهلل و�سالمه عليه‬ ‫وعل��ى �آل��ه» تف��ل بريق��ه املب��ارك يف عيني��ه‪ ،‬ودعا له بال�ش��فاء‪،‬‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫االثنين ‪ 21‬رمضان ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ ٣‬مايو ‪2021‬م‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ومنهجية ن�ستفيدها من‬ ‫مدر�سة وقدو ٌة‬ ‫مرحلة‬ ‫علي «عليه ال�سالم» يف‬ ‫ٍ‬ ‫الإمام ٍّ‬ ‫أم�س احلاجة �إىل ذلك‪.‬‬ ‫نحن يف � ِّ‬ ‫و�ش��في ب�ش��كلٍ ت��ام‪ ،‬و�أعط��اه الراي��ة‪ ،‬وانطل��ق‪ ،‬وفت��ح اهلل على‬ ‫يديه يف حلظ ٍة �سريع ٍة ومعرك ٍة حا�سم ٍة و�سريعة‪.‬‬ ‫وكان��ت ه��ذه املوا�صفات العظيم��ة والراقية تقدم��ه �أي�ضاً‬ ‫كنم��وذج‪ ،‬رج�ل ً‬ ‫ا يح��ب اهلل ور�س��وله‪ ،‬ويحب��ه اهلل ور�س��وله‪،‬‬ ‫ك��رار‪ ،‬غ�ير ف��رار‪ ،‬يفت��ح اهلل عل��ى يدي��ه‪ ،‬فنج��ده �أي�ض �اً يف‬ ‫ملحم��ة حن�ين كان ه��و الثاب��ت بع��د الهزمي��ة الكب�يرة الت��ي‬ ‫حلق��ت ب�أك�ثر امل�س��لمني‪ ،‬ومل يبق��ى م��ع ر�س��ول اهلل �إال القل��ة‬ ‫القليل��ة‪ ،‬كان �أبرزه��م و�أكرثهم تفانياً وا�ستب�س��ا ًال‪ ،‬و�أكرثهم‬ ‫عنا ًء وجهداً وعم ً‬ ‫ال‪ ،‬و�إ�س��هاماً يف الدفع عن ر�س��ول اهلل وعن‬ ‫علي «عليه ال�س�لام»‪،‬‬ ‫الإ�س�لام والت�ص��دي للأع��داء‪ ،‬كان ه��و ٌ‬ ‫و�أن��زل اهلل �س��كينته عل��ى ر�س��وله وعل��ى امل�ؤمن�ين‪ ،‬وتراج��ع‬ ‫امل�سلمون‪ ،‬وختمت تلك امللحمة التاريخية‪ ،‬واملعركة الكبرية‬ ‫بالن�صر احلا�سم ل�صالح امل�سلمني‪.‬‬ ‫وهك��ذا يف حمط��ات كث�يرة‪ ،‬ويف مراح��ل كث�يرة‪ ،‬ويف‬ ‫حتدي��ات كث�يرة‪ ،‬كان يتمي��ز الإم��ام عل� ٌ�ي «علي��ه ال�س�لام»‬ ‫بتفاني��ه يف �س��بيل اهلل‪ ،‬ببطوالت��ه الت��ي مل تك��ن فق��ط مبني ًة‬ ‫عل��ى ال�ش��جاعة الفطري��ة فح�س��ب؛ و�إمن��ا ت�س��تند �أي�ض �اً �إىل‬ ‫ه��ذا الر�صي��د الإمياين العظيم‪ ،‬و�إىل هذا التوفيق والت�أييد‬ ‫الإله��ي الكب�ير‪ ،‬ال��ذي كان يحظى ب��ه لإميان��ه‪ ،‬و�صلته باهلل‬ ‫«�سبحانه وتعاىل»‪ ،‬وعظيم منزلته يف الإ�سالم‪.‬‬ ‫واجله��اد يف �س��بيل اهلل عندم��ا ينطل��ق م��ن ه��ذا املنطل��ق‬ ‫الإمي��اين‪ ،‬وبه��ذه القي��م‪ ،‬وبه��ذا الوع��ي لعظم��ة الإ�س�لام‪،‬‬ ‫وبه��ذا احلم��ل للإ�س�لام كق�ضي��ة تداف��ع عنه��ا وجت�س��دها‬ ‫يف واقع��ك العمل��ي‪ ،‬ف�ضيل � ًة عظيم � ًة ومرتب � ًة عالي � ًة ج��داً‪،‬‬ ‫وه��و يف �س��لم الأعم��ال ال�صاحل��ة‪ ،‬ويف �س��لم العناوي��ن‪ ،‬ويف‬ ‫قائم��ة العناوي��ن الإمياني��ة يف املرتب��ة الأوىل‪َ } ،‬و َف َّ�ض � َل َّ ُ‬ ‫الل‬ ‫ا ْلُجَ اهِ دِ ي� َ�ن َعلَ��ى ا ْل َقاعِ دِ ي� َ�ن �أَ ْج � ًرا عَظِ ي ًم��ا (‪َ )95‬درَجَ ��اتٍ مِ ْن ُه‬ ‫َو َم ْغ ِف َر ًة َور َْح َم ًة{ (الن�ساء‪.)96-95 :‬‬ ‫الإم��ام عل� ٌ�ي «عليه ال�س�لام» على هذا امل�س��توى يف جهاده‪،‬‬ ‫يف ارتقائ��ه الإمي��اين‪ ،‬يف علم��ه ومعرفت��ه‪ ،‬وم��ا منح��ه اهلل‬ ‫«�س��بحانه وتع��اىل» م��ن الهداي��ة‪ ،‬كان ه��و الأُ ُذن الواعي��ة‪،‬‬ ‫امل�ص��داق الأول يف الأُ ُذن الواعي��ة‪ ،‬يف الوع��ي‪ ،‬يف اال�س��تيعاب‪،‬‬ ‫يف التفه��م‪ ،‬يف اال�س��تنارة بن��ور اهلل «�س��بحانه وتع��اىل»‪ ،‬يف‬ ‫اال�س��تيعاب مل��ا ب َّلغ��ه ر�س��ول اهلل «�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه‬ ‫وعل��ى �آل��ه» للأمه‪ ،‬وفيما ع َّلم به هذا التلميذ العظيم‪ ،‬وكان‬ ‫ه��و ب��اب مدين��ة العل��م‪ ،‬كم��ا يف الن���ص ع��ن النب��ي «�صل��وات‬ ‫اهلل و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آله» وهو يك�ش��ف لنا املق��ام العلمي‬ ‫العظي��م م��ن جه��ة‪ ،‬واجلان��ب امل�ؤمتن حلم��ل وتبليغ م��ا �أداه‬ ‫النب��ي «�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آل��ه» �إىل الأم��ة‪،‬‬ ‫�ليم‪،‬‬ ‫عل��ى نح � ٍو وثي��قٍ و�ص��ادقٍ ونق� ٍ�ي م��ن كل ال�ش��وائب‪ ،‬و�س� ٍ‬ ‫�أمان � ٍة عالي �ةٍ‪ ،‬وا�س��تيعابٍ كب�ير‪ ،‬وم��ن واقع هذا ال��دور الذي‬ ‫ي�ؤديه من خالل اقرتانه بالقر�آن‪ ،‬وكان كما قال عنه النبي‬ ‫(علي م��ع القر�آن‪،‬‬ ‫«�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آل��ه»‪ٌ :‬‬ ‫والق��ر�آن م��ع عل��ي)‪ ،‬ف��كان م��ع الق��ر�آن‪ ،‬ا�س��توعب الق��ر�آن‪،‬‬ ‫ا�س��توعب هداي��ة الق��ر�آن الك��رمي عل��ى نح � ٍو عظي��م ينا�س��ب‬ ‫ه��ذا ال��دور ال��ذي �أوكل �إلي��ه‪ ،‬هذا الدور الذي علي��ه �أن يقوم‬ ‫ب��ه‪ ،‬ث��م مع ذلك كان جم�س��داً للق��ر�آن الكرمي يف واقع حياته‬ ‫كمواق��ف‪ ،‬وكتعليم��ات‪ ،‬وك�س��لوك‪ ،‬وك�أخ�لاق‪ ،‬وكمب��ادئ‪،‬‬ ‫وكم�س�يرة عم��ل يلت��زم به‪ ،‬يتحرك على �أ�سا�س��ه‪ ،‬ف��كان قر�آناً‬ ‫ناطقاً بكل ما تعنيه الكلمة‪ ،‬وكان ميثل ا�ستمرارية الإ�سالم‬ ‫ب�ش��كلٍ �صحي��ح‪ ،‬يف تقدمي��ه للأم��ة‪ ،‬ويف احلرك��ة بالأمة على‬ ‫�أ�سا�س��ه ب�ش��كلٍ �صحي��ح‪ ،‬حت��ى تكون الأم��ة مهتدي � ًة بالقر�آن‪،‬‬ ‫حت��ى ال تت�شو���ش عليه��ا ه��ذه العالق��ة م��ع الق��ر�آن مبفاهيم‬ ‫ير غ�ير �صحيح‪،‬‬ ‫غ�ير �صحيح��ة‪ ،‬بت�أوي��لٍ غري �صحيح‪ ،‬بتف�س� ٍ‬ ‫بتزيي� ٍ�ف للمفاهي��م الت��ي حت�س��ب على الق��ر�آن الكرمي‪ ،‬فكان‬ ‫ه��و ال��ذي قات��ل عل��ى ت�أوي��ل الق��ر�آن‪ ،‬كم��ا قات��ل النب��ي عل��ى‬ ‫تنزيل��ه‪ ،‬كم��ا �أخ�بر النبي «�صل��وات اهلل و�س�لامه عليه وعلى‬ ‫�آله» بذلك‪ ،‬وهو يخرب هذه الأمة‪ ،‬ويطلعها على طبيعة هذا‬

‫علي «عليه ال�س�لام» ما بعد وفاة النبي‬ ‫الدور الذي يقوم به ٌ‬ ‫«�صلوات اهلل و�سالمه عليه وعلى �آله»‪ ،‬ف�أخرب الأمة �أن علياً‬ ‫«عليه ال�س�لام» �س��يقاتل على ت�أويل القر�آن‪ ،‬كما قاتل النبي‬ ‫على تنزيله‪.‬‬ ‫ف��كان يف مرحل��ة التنزي��ل يف ظل حياة النبي «�صلوات اهلل‬ ‫و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آل��ه» ذل��ك النم��وذج العظي��م‪ ،‬الأكم��ل‪،‬‬ ‫وامل�صداق الأول على م�ستوى العناوين الإميانية والقر�آنية‪،‬‬ ‫وم��ا بع��د وف��اة النبي «�صلوات اهلل و�س�لامه علي��ه وعلى �آله»‬ ‫كان ه��و ال��ذي ي ��ؤدي ه��ذا ال��دور يف احلماي��ة للمفاهي��م‬ ‫القر�آني��ة‪ ،‬ومع��ارف الإ�س�لام‪ ،‬وحقيق��ة الإ�س�لام‪ ،‬ويتح��رك‬ ‫بالأم��ة على هذا الأ�سا���س ب�ش��كلٍ �صحيح؛ حت��ى يحميها من‬ ‫االنح��راف‪ ،‬االنح��راف اخلط�ير ال��ذي تتح��رك ب��ه حرك��ة‬ ‫النف��اق واالنح��راف يف داخ��ل الأم��ة‪ ،‬وحترك��ت‪ ،‬وحترك��ت‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫علي «عليه ال�س�لام» منزلته التي كان فيها يف ظل‬ ‫الإمام ٌّ‬ ‫حي��اة النب��ي «�صلوات اهلل و�س�لامه عليه وعلى �آله»‪ ،‬وما بعد‬ ‫وف��اة النب��ي «�صل��وات اهلل و�س�لامه علي��ه وعلى �آل��ه»‪ ،‬حددها‬ ‫وو�ضحه��ا وبينه��ا الن���ص النب��وي ال��ذي رواه امل�س��لمون ب��كل‬ ‫مذاهبه��م‪ ،‬عندم��ا ق��ال «�صل��ى اهلل علي��ه وعل��ى �آل��ه و�س��لم»‬ ‫للإم��ام عل� ٍّ�ي «عليه ال�س�لام»‪�( :‬أنت من��ي مبنزلة هارون من‬ ‫مو�س��ى‪� ،‬إال �أن��ه ال نب��ي بع��د)‪ ،‬فل��ه ه��ذه املنزل��ة وه��و ي ��ؤدي‬ ‫ه��ذا ال��دور‪ ،‬يف عهد النبي «�صلوات اهلل و�س�لامه عليه وعلى‬ ‫علي «عليه ال�س�لام» ميثل‬ ‫�آله»‪ ،‬وما بعد وفاته‪ ،‬وبقي الإمام ٌّ‬ ‫العالم��ة الفارق��ة ب�ين الإمي��ان والنف��اق‪ ،‬فهو ميث��ل االجتاه‬ ‫ال�صحي��ح‪ ،‬ال�س��ليم‪ ،‬يف م�س�يرة الإ�س�لام‪ ،‬وعندم��ا �أتت حركة‬ ‫النف��اق لتن��اوئ ه��ذا امل�س��ار‪ ،‬ولتح��ارب ه��ذا امل�س��ار واالمتداد‬ ‫الأ�صي��ل وال�صحي��ح‪ ،‬كان��ت مك�ش��وفة‪ ،‬كان��ت مف�ضوحة؛ لأن‬ ‫هناك ما يعرب عن االمتداد ال�صحيح‪ ،‬ما ميثل النموذج‪ ،‬وما‬ ‫ميث��ل ال�ش��اهد‪ ،‬وما له موق��ع القيادة والهداي��ة‪ ،‬وهذه نعمة‬ ‫كب�يرة ج��داً للأم��ة‪ ،‬ه��ذه نعمة ج��داً‪ ،‬حتى ال تلتب���س الأمور‬ ‫م��ا بع��د وفاة النب��ي «�صلوات اهلل و�س�لامه عليه وعل��ى �آله»؛‬ ‫لأن النب��ي �أن��ذر �أمت��ه ب�أنه��ا مقبل � ٍة عل��ى ف�تنٍ كقط��ع اللي��ل‬ ‫املظل��م‪ ،‬و�أنه��ا مقبل � ٌة عل��ى حال � ٍة م��ن التلبي���س واالنح��راف‪،‬‬ ‫و�أنه��ا مقبل��ة على حال � ٍة من االنحراف الذي ي�ش��كل خطور ًة‬ ‫كبري ًة عليها يف نقاء الإ�س�لام‪ ،‬يف فهمها ال�صحيح للإ�س�لام‪،‬‬ ‫يف �أن ت�سري ب�شكلٍ مكتملٍ وفق مبادئ الإ�سالم كامل ًة نقية‪.‬‬ ‫فعملي��ة االنح��راف والتلبي���س ل��ن ت�أت��ي لتغ�ير العن��وان‬ ‫الإ�س�لامي بكل��ه‪ ،‬ولكنها ت�شو�ش��ه‪ُ ،‬تلَ ِّب���س في��ه‪ ،‬تزيف الكثري‬ ‫م��ن حقائق��ه‪ ،‬فتلب���س احل��ق بالباط��ل‪ ،‬وحتول هذا الإ�س�لام‬ ‫ير م��ن املفاهي��م الت��ي حت�س��ب عليه‬ ‫�إىل �إ�س�لا ٍم خمتل� ٍ�ط بكث� ٍ‬ ‫ولي�س��ت من��ه‪ ،‬و�إمن��ا ه��ي يف حقيق��ة �أمرها تعرب ع��ن النفاق‪،‬‬ ‫ير ج��داً يف مرحلة عودة‬ ‫وق��د كان ه��ذا اخلط��ر عل��ى نح ٍو كب� ٍ‬ ‫ال��دور الأم��وي والنف��وذ الأم��وي م��ن جدي��د يف واق��ع الأمة‪،‬‬ ‫وكان ي�ش � ِّكل خطراً كبرياً جداً على هذه الأمة‪ ،‬يف �إ�س�لامها‪،‬‬ ‫يف �إ�س�لامها �أن يبق��ى نقي �اً‪� ،‬أن يبق��ى �س��ليماً‪� ،‬أن تبق��ى ل��ه‬ ‫ثمرت��ه احلقيقي��ة يف الإن�س��ان واحلي��اة‪ ،‬و�أن يبق��ى ل��ه �أث��ره‬ ‫املبتغى منه يف واقع احلياة‪ ،‬ويف الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫فال��دور الأم��وي ال��ذي �ش � َّكل تهدي��داً بالغ �اً‪ ،‬وغ��ذى مع��ه‬ ‫كل �أ�ش��كال االنح��راف‪ ،‬ووظ��ف مع��ه كل ح��االت االنح��راف‬ ‫املوج��ودة واملمت��دة يف خمتل��ف ال�س��احة الإ�س�لامية‪ ،‬والت��ي‬ ‫و�صل��ت �إىل م�س��توى التوغ��ل �إىل داخ��ل الكوف��ة‪ ،‬عا�صم��ة‬ ‫الإم��ام عل� ٍّ�ي «علي��ه ال�س�لام»‪ ،‬عا�صم��ة الأم��ة الإ�س�لامية‪،‬‬ ‫فوظ��ف كل حال��ة االنح��راف‪ ،‬وغذاها‪ ،‬وحركه��ا‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫ظاه��رة اخل��وارج‪ ،‬ا�س��تفاد منه��ا اجلان��ب الأم��وي‪ ،‬وحركه��ا‬ ‫وفق خيوطه و�أ�ساليبه املاكرة واخلبيثة‪ ،‬و�ش َّغلها على النحو‬ ‫الذي يحقق له �أهدافه وم�آربه ال�شيطانية‪.‬‬ ‫فالإم��ام عل� ٌّ�ي «عليه ال�س�لام» ت�صدى لل��دور الأموي على‬ ‫�أكمل وجه‪ ،‬قام مب�س�ؤولياته على �أكمل وجه‪ ،‬حفظ للإ�سالم‬

‫‪07‬‬

‫يعب‪ ،‬وه��و يقدِّم هذا الإ�س�لام‪ ،‬وهو‬ ‫نق��اءه‪ ،‬وه��و يب ِّل��غ‪ ،‬وه��و ِّ‬ ‫يج�س��د ه��ذا الإ�س�لام يف مواقف��ه‪ ،‬يف �س��لوكه‪ ،‬يف �أعمال��ه‪ ،‬يف‬ ‫مواقف��ه‪ ،‬وه��و يجاه��د ب��كل �أ�ش��كال اجلهاد‪ ،‬ويداف��ع عن هذا‬ ‫الإ�سالم‪ ،‬عن الأمة نف�سها؛ ليبقى لها هذا الإ�سالم كما هو‪،‬‬ ‫وليعط��ي ه��ذا االمت��داد يف مرحلة من �أخط��ر املراحل‪ ،‬ومن‬ ‫�أ�س��و�أ املراحل‪ ،‬ت�ش��كل تهديداً على الإ�س�لام‪ ،‬ومتثل منعطفاً‬ ‫خطرياً جداً يف تاريخ الأمة‪.‬‬ ‫ويف نهاي��ة املط��اف ا�ست�ش��هد‪� ،‬ضح��ى بحيات��ه‪ ،‬بروح��ه‪ ،‬يف‬ ‫�س��بيل اهلل «�س��بحانه وتع��اىل»‪ ،‬وق��د �أمت دوره وق��ام بواجب��ه‬ ‫عل��ى �أكم��ل وج��ه‪ ،‬ف��كان ه��و ال�ش��اهد يف كل تل��ك املراح��ل‪ ،‬يف‬ ‫مرحل��ة التنزي��ل‪ ،‬ويف مرحل��ة الت�أوي��ل‪ ،‬وكان ه��و النم��وذج‬ ‫الذي ميكن للأمة �أن تتطلع �إليه يف كل ع�صر‪ ،‬لتقي�س على‬ ‫تل��ك الروحي��ة‪ ،‬عل��ى تل��ك املنهجي��ة‪ ،‬كل النم��اذج الأخ��رى‪،‬‬ ‫فت�ش��اهد النم��وذج الأ�صي��ل والعظي��م ج��داً‪ ،‬والراق��ي ج��داً‪،‬‬ ‫والكام��ل‪ ،‬الذي تقي���س عليه النم��اذج الأخرى مهما �صغرت‪،‬‬ ‫ف�لا تلتب���س عليه��ا م�س ��ألة الرم��وز‪ ،‬م�س ��ألة الق��ادة‪ ،‬م�س ��ألة‬ ‫الأعالم الذين ت�سري بعدهم‪ ،‬الذين تت�أثر بهم‪ ،‬الذين تتجه‬ ‫به��م؛ لأن �أمامه��ا من��وذج وا�ض��ح ج��داً‪ ،‬وكام��ل ج��داً‪ ،‬وي ��ؤدي‬ ‫دوره يف ال�شهادة على نح ٍو م�ستم ٍر عرب الأجيال‪.‬‬ ‫علي «عليه‬ ‫عندم��ا ن�أت��ي �إىل زمننا ه��ذا نتطلع �إىل الإمام ٍّ‬ ‫ال�س�لام» وه��و يف ه��ذا املوق��ع‪ ،‬يف موق��ع الق��دوة والقي��ادة‪،‬‬ ‫وه��و يف موق��ع �أي�ض �اً النم��وذج الأكم��ل‪ ،‬وامل�ص��داق الأول لكل‬ ‫تل��ك العناوي��ن واملوا�صف��ات الإمياني��ة العظيم��ة‪ ،‬فرنى فيه‬ ‫مدر�س � ًة متكامل � ًة معط��اء ًة وغني��ة‪ ،‬ن�س��تهدي به��ا‪ ،‬ن�س��تهدي‬ ‫ب�س�يرتها‪ ،‬ن�س��تهدي مب��ا قدم��ه يف مواقف��ه‪ ،‬يف �ص�بره‪ ،‬يف‬ ‫عطائه‪ ،‬وجند فيه النموذج الإن�س��اين الراقي املكتمل‪ ،‬الذي‬ ‫قدم��ه الق��ر�آن �أي�ضاً يف �س��ورة الإن�س��ان يف عطائه الإن�س��اين‪،‬‬ ‫وه��و كم��ا ق��ال عنه «�س��بحانه وتع��اىل» وهو يقدم �ص��ور ًة من‬ ‫عطائ��ه مع �أ�صحاب الك�س��اء‪َ } :‬وي ُْط ِع ُمو َن َّ‬ ‫الط َع��ا َم َعلَى حُ ِّب ِه‬ ‫يرا (‪�ِ )8‬إ َّ َ‬ ‫الل َل‬ ‫ن��ا ُن ْط ِع ُم ُك � ْم ِلو َْج � ِه َّ ِ‬ ‫مِ ْ�س �كِي ًنا َو َيتِي ًم��ا َو�أَ�سِ � ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُن ِري � ُد مِ ْن ُك � ْم جَ � َزا ًء و َ​َل ُ�ش �كو ًرا (‪� )9‬إِ َّن��ا نخ��اف مِ ��نْ َر ِّبن��ا َي ْومًا‬ ‫ُو�س��ا َق ْم َط ِري � ًرا{ (الإن�س��ان‪ ،)10-8 :‬وهك��ذا تق��دم ه��ذه‬ ‫َعب ً‬ ‫الآي��ات املبارك��ة وه��و يف عطائه �إىل هذا امل�س��توى الذي ي�ؤثر‬ ‫عل��ى نف�س��ه يف �أ�ضي��ق احل��االت‪ ،‬يف �أ�ش��د الظ��روف‪ ،‬يف �أق�س��ى‬ ‫الظروف‪ ،‬على امل�س��توى املعي�شي‪ ،‬في�ؤثر حتى بطعامه الذي‬ ‫ويتيم‬ ‫ال ميتل��ك غ�يره‪ ،‬ي�ؤث��ر الفئات املحتاجة‪ ،‬من م�س��ك ٍ‬ ‫ني ٍ‬ ‫علي «عليه ال�سالم» يف عطائه‬ ‫و�أ�سري‪ ،‬ويبقى جائعاً‪ ،‬هذا هو ٌّ‬ ‫عظيم هلل «�س��بحانه وتعاىل»‪ ،‬لي���س‬ ‫الراقي جداً‪ ،‬وب� ٍ‬ ‫إخال�ص ٍ‬ ‫لأه��داف �أخ��رى‪ ،‬حت��ى على م�س��توى ال�ش��كور‪ ،‬على م�س��توى‬ ‫الثن��اء‪ ،‬عل��ى م�س��توى املدي��ح‪ ،‬مل ي�س��ع لذل��ك م��ن خ�لال‬ ‫عطائ��ه‪ ،‬كان ذل��ك النم��وذج الراق��ي يف عطائ��ه‪ ،‬يف �إخال�صه‪،‬‬ ‫جت�س��دت حالت��ه الإمياني��ة يف اهتمام��ه ب�أم��ر النا���س‪،‬‬ ‫واهتمامه بعباد اهلل‪ ،‬ورحمته بامل�س��ت�ضعفني‪ ،‬ودفاعه عنهم‪،‬‬ ‫خوف من اهلل «�س��بحانه وتعاىل»‪ ،‬وحمب ٍة‬ ‫وعطائ��ه له��م‪ ،‬مع ٍ‬ ‫عظيم � ٍة هلل «ج � َّل �ش ��أنه»‪ ،‬و�صل � ٍة �إمياني � ٍة راقي��ة‪ ،‬ث��م كان ه��و‬ ‫ذلك الذي عندما �أتت ال�ش��هادة قال كلمته ال�ش��هرية‪( :‬فزت‬ ‫ورب الكعب��ة)؛ لأن��ه كان عل��ى يق�ين م��ن �س�لامة منهج��ه‪،‬‬ ‫م��ن �صح��ة موقف��ه‪ ،‬كان عل��ى ب�ص�ير ٍة عالي � ٍة جتاه م�س�يرته‬ ‫ومواقفه‪ ،‬كان يدرك �أي�ضاً ف�ضل ال�شهادة‪ ،‬وعظيم منزلتها‪،‬‬ ‫وعظي��م منزلت��ه ه��و فيم��ا �أداه‪ ،‬وفيم��ا توف��ق ل��ه‪ ،‬وفيم��ا كان‬ ‫علي��ه م��ن �إمي��انٍ عظي��م‪ ،‬وفيم��ا عم��ل ب��ه وقدمه م��ن العمل‬ ‫ال�صال��ح العظيم‪ ،‬وبقيت �أعمال��ه‪ ،‬و�آثار �أعماله‪ ،‬ممتد ًة فيما‬ ‫قدم��ه‪ ،‬وفيم��ا �أ�س��هم ب��ه‪ ،‬يف رف��ع راي��ة الإ�س�لام‪ ،‬ويف تخلي��د‬ ‫احلق‪ ،‬ويف خدمة امل�ست�ضعفني‪ ،‬ممتد ًة �إىل يوم القيامة‪.‬‬ ‫مدر�س � ٌة وق��دو ٌة ومنهجي � ٌة ن�س��تفيدها م��ن الإم��ام عل� ٍّ�ي‬ ‫«علي��ه ال�س�لام» يف مرحل � ٍة نح��ن يف �أم�� ِّ�س احلاج��ة �إىل ذلك‪،‬‬ ‫وكان حب��ه عالم � ًة فارق � ًة بني الإمي��ان والنفاق‪ ،‬له��ذا الدور‬ ‫ال��ذي ي�ؤدي��ه يف م�س��تقبل الأم��ة‪ ،‬ويبق��ى عالم � ًة فارق � ًة ب�ين‬ ‫الإمي��ان وب�ين النف��اق؛ لأن الإمي��ان يف امت��داده الأ�صي��ل‬ ‫ج�س��ده عل� ٌّ�ي‪ ،‬وقدم��ه عل��ي‪ ،‬والنف��اق كان دائم �اً يف االجت��اه‬ ‫َّ‬ ‫املن��اوئ لعل��ي‪ ،‬واملعار���ض لعل��ي‪ ،‬والباغ���ض لعل��ي‪ ،‬وال��كاره‬ ‫لعل��ي‪ ،‬وامل�س��تاء دائم �اً م��ن �أمري امل�ؤمنني علي ب��ن �أبي طالب‬ ‫«عليه ال�سالم»‪.‬‬ ‫ن�س ��أل اهلل �أن يوفقن��ا و�إياك��م لأن نقت��دي بالإم��ام عل� ٍّ�ي‬ ‫«علي��ه ال�س�لام»‪ ،‬لأن نقت��دي بر�س��ول اهلل «�صل��وات اهلل‬ ‫و�س�لامه علي��ه وعل��ى �آله»‪ ،‬فيما ميثله عل� ٌّ�ي من حلقة و�صلٍ‬ ‫بر�س��ول اهلل‪ ،‬حلقة و�صلٍ موثوق � ٍة و�أمين ٍة و�صادق ٍة و�أ�صيلةٍ‪،‬‬ ‫ون�س ��أل اهلل �أن يوفقن��ا و�إياك��م مل��ا ير�ضي��ه عن��ا‪ ،‬و�أن يرح��م‬ ‫�ش��هداءنا الأبرار‪ ،‬و�أن ي�ش��في جرحانا‪ ،‬و�أن يف ِّرج عن �أ�سرانا‪،‬‬ ‫و�أن ين�صرنا بن�صره‪� ،‬إنه �سميع الدعاء‪.‬‬ ‫هلل َو َب َر َكا ُت ُه؛؛؛‬ ‫وال�س َـل ُم َعلَ ْي ُك ْم َور َْح َم ُة ا ِ‬ ‫َّ‬


‫‪08‬‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫االثنين ‪ 21‬رمضان ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 3‬مايو ‪2021‬م‬

‫ملف‬

‫محطة إيمانية‬ ‫ي�ستقبل اليمنيون �شهر رم�ضان املبارك ‪-‬رغم املعاناة‬ ‫التي ت�سبب العدوان واحل�صار‪ -‬ب�إمكانات ب�سيطة ب�أجواء‬ ‫احتفائية متنوعة تتوزع بني الأهازيج ال�شعبية وتزيني‬ ‫املنازل واحلارات‪ ،‬وتنظيفها و�إعداد موائد الإفطار التي‬ ‫متتلئ يف احلارات وامل�ساجد‪ ،‬لإفطار املارة والفقراء‬ ‫وامل�ساكني‪ ،‬يف م�شهد يتكرر كل عام رغم الظروف الع�صيبة‬ ‫التي يفر�ضها العدوان و�أدواته وانعدام امل�شتقات النفطية‬

‫التي ي�شكي منها كل املواطنني‪.‬‬ ‫ويف ال�شهر املبارك يهتم اليمنيون بالأجواء الإميانية‬ ‫والروحانية الدينية ويحييون ليايل ال�شهر الكرمي بقراءة‬ ‫القر�آن واال�ستغفار والت�سبيح وجمال�س الذكر‪ ،‬منذ فجر‬ ‫الإ�سالم وهم يف ارتباط �أ�صيل بهذا الدين وبهذا ال�شهر‬ ‫ب�شكل خا�ص‪.‬‬ ‫كما ينظمون �أم�سيات طيلة ليايل ال�شهر يف اال�ستماع‬

‫احلار�س تر�صد جانب ًا من جهود رجال الأمن خالل ال�شهر املبارك ‪..‬‬

‫رجال الأمن‬

‫بداية تنفذ الإدارة العامة للتوجيه والعالقات حملة‬ ‫توجيهية وثقافية رم�ضانية لالهتمام ب�ه��ذا ال�شهر‬ ‫الكرمي‪ ،‬وتطبيق الربنامج الرم�ضاين‪ ،‬وت�شرف عليه‬ ‫يف خمتلف الوحدات والقطاعات واملحافظات‪ ،‬وخالل‬ ‫اال�ستطالع �أكد مدير عام التوجيه املعنوي والعالقات‬ ‫ب� ��وزارة ال��داخ�ل�ي��ة العميد من�صور ع�ل��ي ال�ل�ك��وم��ي �أن‬ ‫ال��وزارة عملت خطة للحملة الرم�ضانية وعملت �آلية‬ ‫وغرفة عمليات ملتابعة الربنامج الرم�ضاين يف خمتلف‬ ‫الوحدات والقطاعات وادارات االمن باملحافظات احلرة‬ ‫والإ�شراف عليها‪.‬‬ ‫م�ضيفاً ب�أن وزارة الداخلية وح�سب اخلطة للربنامج‬ ‫ال��رم���ض��اين �أق��ام��ت ور� �ش �اً يف �شهر �شعبان للقائمني‬ ‫علي الربنامج وربطهم بغرفة عمليات مركزية ويتم‬ ‫الإ�شراف والنزول امليداين �إىل العديد من املحافظات‪.‬‬ ‫و�شدد العميد اللكومي على اال�ستفادة من الربنامج‬ ‫ال��رم �� �ض��اين يف ��ش�ه��ر رم �� �ض��ان امل �ب ��ارك ��ش�ه��ر اجل�ه��اد‬ ‫يف �سبيل اهلل ال��ذي يعترب حمطة ت��رب��وي��ة وتوعوية‬ ‫وتطبيق م�ضمونها غاية يف الأهمية ح�سب ما حتدث‬ ‫ال�سيد القائد عبدامللك بدر الدين احلوثي حفظه اهلل‬ ‫بكلمته يف ا�ستقبال ال�شهر الكرمي التي حتدث فيها عن‬ ‫كيفية ا�ستقبال �شهر رم�ضان املبارك‬ ‫بداية‪� ..‬أهال و�سهال بكم الأخ مدير عام التوجيه‬ ‫امل�ع�ن��وي وال�ع�لاق��ات ال�ع��ام��ة ب ��وزارة ال��داخ�ل�ي��ة العميد‬ ‫من�صور اللكومي و�شهر مبارك‪.‬‬ ‫ حياكم اهلل‪ ،‬و�شهر مبارك على اجلميع‪ ،‬ون�س�أل اهلل‬‫الب فيه‪ ،‬و�أن ين�صر‬ ‫�أن يوفقنا ل�صيامه وقيامه و�أعمال رِّ‬ ‫املجاهدين يف خمتلف جبهات العزة والكرامة والإباء‪.‬‬ ‫ي�ع�ت�بر ��ش�ه��ر رم �� �ض��ان امل �ب ��ارك حم�ط��ة ت��رب��وي��ة‬ ‫وتوعوية‪ ،‬ومن خالل ما حتدث ال�سيد القائد عبدامللك‬ ‫بدر الدين احلوثي حفظه اهلل يف حما�ضرته يف ا�ستقبال‬ ‫�شهر رم�ضان املبارك‪ ..‬كيف ذلك؟‪.‬‬ ‫ احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬ون�صلي ون�سلم على �سيدنا‬‫حممد وعلى �أهل بيته الطاهرين‪ ،‬وبالعودة �إىل �س�ؤالك‬ ‫ف ��إن م��ن �أع�ظ��م النعم علينا يف ه��ذه ال�ل�ي��ايل املباركة‬ ‫�إط�لال��ة ال�ق��ائ��د ال�سيد عبدامللك ب��درال��دي��ن احلوثي‬ ‫(حفظه اهلل) ومدى حر�صة علينا وعلى هدايتنا‪ ،‬خا�صة‬ ‫يف هذا الزمن الذي بلغ فيه الت�ضليل ذروته‪ ،‬فهو يريد‬ ‫اجلميع �أن ي�ستفيد من هذا ال�شهر املبارك‪ ،‬و�أن يتزود‬ ‫م��ن ه��ذه املحطة ال�ترب��وي��ة الإمي��ان�ي��ة يف ه��ذا ال�شهر‬

‫ينفذون خالل �شهر رم�ضان الكرمي‬ ‫واجبهم اجلهادي املقد�س‬

‫العميد من�صور اللكومي ‪ :‬الداخلية تنفذ خطة الربنامج‬ ‫الرم�ضاين يف خمتلف الوحدات والقطاعات و�إدارات الأمن‬ ‫بالعا�صمة واملحافظات‪.‬‬ ‫�شهر ال�ت�ق��وى والإح �� �س��ان وال���ص�بر وال�ن���ص��ر وال�ت��وب��ة‬ ‫وال��رج��وع �إىل اهلل �سبحانه وت �ع��اىل‪ ،‬فال�سيد القائد‬ ‫عبدامللك بدرالدين احلوثي (يحفظه اهلل) ي�سعى بكل‬ ‫جهد �إىل �إنقاذ الأم��ة من امل�ستنقع ال��ذي �أو�صلها �إليه‬ ‫امل�ضلون‪ ،‬فهذه نعمة وحجة كبرية علينا جميعاً‪ ،‬ويجب‬ ‫�أن نقبل على هذه املحا�ضرات التي ال نظري لها فالبد‬ ‫من اجلميع املتابعة والرتكيز على حما�ضرات الهدى‬ ‫واخل�ير والفالح واحل��ق يف الدنيا واالخ��رة‪ ،‬وعلينا �أن‬ ‫نك َّث َف جهودنا يف هذا ال�شهر الكرمي‪ ،‬على ُك ّل امل�ستويات‪،‬‬ ‫ثقافياً وع�سكرياً و�أمنياً واجتماعياً ويف كل املجاالت‪ ،‬و�أن‬ ‫نكون يف امل�ستوى الإمي��اين‪ ،‬بال�شكل الذي نحظى معه‬ ‫بت�أييد اهلل وتوفيقه وعونه حتى نحقق نتائجا عظيمة‬ ‫وكبرية ت�ؤهلنا لتحقيق التقوى والهدى يف واقعنا العام‬ ‫‪.‬‬ ‫ونحن يف هذا ال�شهر املبارك‪ ..‬ماهي �آلية الربنامج‬ ‫الرم�ضاين لوزارة الداخلية لهذا العام؟‪.‬‬ ‫ ه�ن��اك خطة ع��ام��ة وك��ذل��ك موجهات ع��ام��ة حول‬‫الآل� �ي ��ة وم ��ن خ�ل�ال �إع � ��داد اخل �ط��ة اخل��ا� �ص��ة ل� ��وزارة‬ ‫ال��داخ�ل�ي��ة ت�ضمنت �إح���ص��ائ�ي��ات ب�ع��دد الأم��اك��ن وع��دد‬ ‫الثقافيني وال�ق��ائ�م�ين على ذل��ك � �س��واء �إدارة �أم��ن �أو‬

‫مناطق و�أق�سام ونقاط وغريها‪ ،‬و�أقيمت ور�ش يف �شهر‬ ‫�شعبان بد�أت من �أعلى هرم الوزارة وانتهت باملبا�شرين‬ ‫امليدانيني‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل توزيع املادة لكل اجلهات‪ ،‬كما‬ ‫�شكلت غرفة عمليات خا�صة مركزية ل��وزارة الداخلية‬ ‫وكذلك غرف عمليات بكافة اجلهات التابعة للربنامج‬ ‫ال��رم���ض��اين‪ ،‬و�شكلت جل��ان تقييم م��ن قبل التوجيه‬ ‫امل �ع �ن��وي‪ ،‬وم��ازل �ن��ا ن �ن��زل امل �ح��اف �ظ��ات ل�ت�ق�ي�ي��م الأداء‬ ‫والتفاعل واحل�ضور‪.‬‬ ‫حت��دث��ت ح ��ول ال� �ن ��زول امل� �ي ��داين �إىل ع ��دد من‬ ‫املحافظات ماهي وكيف كان الإقبال يف ح�ضور الربنامج‬ ‫الرم�ضاين لهذا العام ح�سب تقييمك؟‪.‬‬ ‫ نحمد اهلل �سبحانه وتعاىل على الإق�ب��ال الكبري‪،‬‬‫وت�ضاعفت الأع ��داد عما �سبق يف ال�ع��ام امل��ا��ض��ي‪ ،‬وه��ذا‬ ‫م��ا مل���س�ن��اه م��ن خ�ل�ال ال��زي��ارة ل �ع��دد م��ن امل�ح��اف�ظ��ات‪،‬‬ ‫وه��ي حمافظات �إب وتعز والبي�ضاء وال�ضالع وذم��ار‬ ‫و�صعدة و�أمانة العا�صمة‪ ،‬كان احل�ضور يف املحافظات‬ ‫امل ��ذك ��ورة ك �ب�ي�راً‪ ،‬ون�ح�م��د اهلل ��س�ب�ح��ان��ه وت �ع��اىل على‬ ‫ذل��ك‪ ،‬و�سنوا�صل ال�ن��زول لبقية املحافظات وخمتلف‬ ‫القطاعات والوحدات الأمنية‪.‬‬ ‫ما �أهمية �إقامة الربنامج يف خمتلف الوحدات‬

‫االمنية؟‪.‬‬ ‫ ب��ال�ن���س�ب��ة ل��وح��دات الأم� ��ن يف خم�ت�ل��ف الإدارات‬‫والأق�سام واملواقع فمه ٌم جداً �إقامة الربنامج‪ ،‬وكذلك‬ ‫امل�ج�ت�م��ع‪ ،‬اجل�م�ي��ع ب�ح��اج��ة �إىل ال��وع��ي ال �ق��ر�آين و�إىل‬ ‫الهدى والتذكري والعودة �إىل اهلل �سبحانه وتعاىل‪ ،‬و�أن‬ ‫نحر�ص �أو ًال على التوجه ال�صادق �إىل اهلل واال�ستقامة‬ ‫له والتخل�ص من املظاهر ال�سيئة والذنوب واملعا�صي‬ ‫ب�ت��وب��ة ن���ص��وح وا��س�ت�غ�ف��ار وع ��زم � �ص��ادق لل��إق�ل�اع عن‬ ‫املعا�صي واح�ترام ح��دود اهلل واحل��ذر من احل��رام ملا له‬ ‫م��ن �أه�م�ي��ة م��ن انخفا�ض اجل��رمي��ة وا��س�ت�ق��رار الأم��ن‬ ‫والطم�أنينة يف املجتمعات واالهتمام بالقر�آن الكرمي‬ ‫تالوة وتدبراً وتفهماً وحفظاً واهتداء لأنه �شهر القر�آن‬ ‫}�ش ْه ُر َرم َ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫َ�ضا َن ا َّلذِ ي �أُ ْن ِز َل فِي ِه ا ْل ُق ْر� ُآن هُ دًى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ا�س َو َب ِّي َناتٍ مِ نَ ال ُهدَى َوال ُف ْرقانِ {‪.‬‬ ‫لِل َّن ِ‬ ‫واال�ستفادة من حما�ضرات ال�سيد القائد‪ ،‬ودرو���س‬ ‫من الهدى لل�شهيد القائد ر�ضوان اهلل عليه كي ن�ستفيد‬ ‫اجلميع من هذه املحطة الإميانية‪ ،‬يعود امل�ؤمن �إىل اهلل‬ ‫�سبحانه وتعايل و�إىل ال�ق��ر�آن و�إىل الهدى وااللتجاء‬ ‫�إىل اهلل والدعاء بالهداية وقبول الأعمال‪ ،‬فالربنامج‬ ‫ال��رم �� �ض��اين مب��ا مي�ث�ل��ه م��ن ه ��دى خ��ا��ص��ة م��ع وج��ود‬ ‫ال�سيد القائد مبحا�ضراته يومياً متثل �أهمية كبرية‬ ‫ج��داً لإنقاذنا وحت�صيننا خا�صة يف ه��ذا الزمن املليء‬ ‫بالثقافات املغلوطة والأفكار والأطروحات التي لي�ست‬ ‫م��ن ه��دى اهلل‪ ،‬وال�ت��ي لها �آث��ار �سلبية كبرية علينا يف‬ ‫واقعنا‪.‬‬ ‫كلمة �أخرية يف هذا اللقاء‪..‬‬ ‫ ن�ت�م�ن��ى م ��ن ك ��ل امل �ج��اه��دي��ن م ��ن رج � ��ال الأم� ��ن‬‫العيون ال�ساهرة الإق �ب��ال على ال�برن��ام��ج الرم�ضاين‬ ‫واال�ستفادة من هذا ال�شهر الكرمي الذي يت�ضاعف فيه‬ ‫الأج��ر والثواب‪ ،‬والأج��ر من اهلل �سبحانه وتعاىل‪ ،‬و�أن‬ ‫يحر�صوا على الفهم واال�ستيعاب‪ ،‬خا�صة ونحن يف �شهر‬ ‫رم�ضان �شهر القر�آن الكرمي و�أن يبقوا على جهوزية‬ ‫كاملة فالعدو برتب�ص بهذا ال�شعب امل�ؤمن‪ ،‬والرتكيز‬ ‫الكبري على اجلبهة الداخلية‪.‬‬ ‫م ��ن ج��ان �ب��ه �أك � ��د ال �ع �م �ي��د حم �م��د ع �ل��ي ال �ط��وق��ي‬ ‫م�ساعد املدير العام ل�ش�ؤون التوجيه يف الإدارة العامة‬ ‫للتوجيه املعنوي والعالقات �أن رم�ضان املبارك �شهر‬ ‫ال�صوم والعبادة‪ ،‬و�شهر الذكر وال��دع��اء‪ ،‬و�شهر العمل‬ ‫وامل�س�ؤولية‪ ،‬و�شهر ال�صرب وال�صمود‪ ،‬و�شهر التقوى‪،‬‬


‫ملف‬

‫االثنين ‪ 21‬رمضان ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 3‬مايو ‪2021‬م‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫‪09‬‬

‫وبرنامج عملي لتزكية النفوس والقرب من الله‬ ‫للمحا�ضرات التي يلقيها ال�سيد القائد عبدامللك بدرالدين احلوثي يف امل�ساجد وال�صاالت‬ ‫واملجال�س‪ ،‬يف الأحياء واحلارات‪ ،‬ملا لها من �أهمية و�أثر لتزكية النفو�س و�شد النا�س �إىل هدى‬ ‫اهلل والتزود من �آيات القران الكرمي‪ ،‬والتفهم والتدبر يف �آياته وتوجيهاته‪ ،‬والعمل بها وفق ًا‬ ‫للمنهجية الإميانية التي ارتبط بها اليمنيون منذ الأزل‪ ،‬وارتبط الإميان باليمن م�صداق ًا‬ ‫لقول ر�سول اهلل �صلوات اهلل عليه و�آله (الإميان ميان‪ ،‬واحلكمة ميانية)‪.‬‬ ‫رجال الأمن كغريهم ي�شاركون �أبناء الوطن يف ا�ستقبال ال�شهر املبارك يف �أداء واجبهم‬ ‫اجلهادي والوطني املقد�س‪ ،‬كل من موقعه‪ ،‬فرجل املرور ينظم خطوط ال�سري‪ ،‬ورجال النجدة‬ ‫و�شهر التكافل‪ ،‬والبذل‪ ،‬والعطاء‪ ،‬والإنفاق‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف العميد الطوقي �إن �شهر رم�ضان �شهر نزول‬ ‫�أعظم نعمة �أنعم اهلل بها على عباده وهي القر�آن الكرمي‪،‬‬ ‫فالإن�سان يحتاج على التقوى‪ ،‬ويحتاج �إىل الهدى‪ ،‬وال‬ ‫ت�ستقيم التقوى بدون هدى اهلل فهناك مالزمة مهمة‬ ‫ب�ين ال��ت��ق��وى ال��ت��ي حت��ق��ق ل�ل�إن�����س��ان اال���س��ت��ف��ادة وب�ين‬ ‫الهدى (ذلك الكتاب ال ريب فيه هدى للمتقني)‪.‬‬ ‫وق�����ال ال���ط���وق���ي �إن ح���ر����ص ق���ائ���د ال����ث����ورة ال�����س��ي��د‬ ‫ع��ب��دامل��ل��ك ب���در ال��دي��ن احل��وث��ي يحفظه اهلل يف �إل��ق��اء‬ ‫حما�ضرات يومية يف �شهر رم�ضان امل��ب��ارك ا�ستغال ًال‬ ‫منه لهذا ال�شهر الكرمي الذي له عالقة كبرية بنزول‬ ‫القر�آن الكرمي وهداية النا�س من خالله‪ ،‬فهو يحفظه‬ ‫اهلل ي��ح��ر���ص ع��ل��ى ه��داي��ة ال��ن��ا���س ب�شكل م��ل��ح��وظ من‬ ‫خالل اهتمامه الكبري رغم م�شاغله‪ ،‬كيف ال وهو من‬ ‫ورثة الكتاب الذين ا�صطفاهم اهلل لهذه املهمة املقد�سة‬ ‫(اهلل �أعلم حيث يجعل ر�سالته)‪( ،‬ولكل قوم هاد)‪ ،‬فهذا‬ ‫القائد العظيم ترى فيه روحية جده ر�سول اهلل حممد‬ ‫�صلوات اهلل عليه وعلى �آل��ه) الذي قال اهلل تعاىل عنه‬ ‫(عزيز عليه ما عنتم حري�ص عليكم بامل�ؤمنني ر�ؤوف‬ ‫رحيم)‪.‬‬ ‫وال�����س��ي��د ال��ق��ائ��د يحفظه اهلل �أي�����ض��اً ح��ري�����ص على‬ ‫توعية النا�س وتربيتهم الرتبية القر�آنية‪ ،‬ويف �شهر‬ ‫رم�ضان بالذات يحر�ص على حتقيق الغاية التي �أرادها‬ ‫اهلل �سبحانه من �شهر رم�ضان‪ ،‬وهي التقوى‪ ،‬فالأجواء‬ ‫يف هذا ال�شهر الكرمي مهي�أة لرت�سيخ التقوى‪ ،‬و�أي�ضاً‬ ‫يحر�ص يحفظه اهلل على التوعية القر�آنية ال�شاملة‬ ‫جلميع النا�س‪ ،‬للأمة الإ�سالمية بكلها لأهم الق�ضايا‬ ‫التي حتتاجها الأمة كحلول مل�شاكلها وحتذير للمخاطر‬ ‫ال��ت��ي حتيط ب��ه��ا‪ ،‬وه���ذه نعمة عظيمة ل��ه��ذه الأم���ة �أن‬ ‫يكون هناك قائد من �آل ر�سول اهلل يعمل على هدايتها‬ ‫و�إر���ش��اده��ا و�إن��ق��اذه��ا م��ن ال�����ض�لال وال��ظ��ل��م وال��ف�����س��اد‪،‬‬ ‫فنحمد اهلل على هذه النعمة العظيمة نعمة الهداية‪،‬‬ ‫ون�س�أل اهلل �أن يجعلنا �أه ً‬ ‫ال حلملها واحلفاظ عليها‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف العميد الطوقي �إن �شهر رم�ضان الذي �أنزل‬ ‫فيه القر�آن هدى للنا�س وبينات من الهدى والفرقان)‬ ‫وه���ذا ج��ان��ب م��ه��م وه���دف �أراده اهلل ت��ع��اىل م��ن �شهر‬ ‫رم�ضان املبارك وهو الهدى‪.‬‬ ‫�إن �شهر رم�ضان �شهر نزول �أعظم نعمة �أنعم اهلل بها‬ ‫على عباده وه��ي ال��ق��ر�آن الكرمي فالإن�سان يحتاج �إىل‬ ‫التقوى ويحتاج �إىل الهدى وال ت�ستقيم التقوى بدون‬ ‫هدى اهلل‪.‬‬ ‫فهناك عالقة بني ال�صيام وبني الهدى وبني التقوى‬ ‫الن��ف�����ص��ام ل��ه��ا‪ ،‬ف��ه��ي �أ���س�����س ت��رب��وي��ة م��ن اهلل �سبحانه‬ ‫وتعاىل لإ�صالح الإن�سان‪ ،‬فالهدى يحتاج �إىل تقوى اهلل‬ ‫من �أجل االلتزام بجميع تعاليم اهلل وتوجيهاته الواردة‬ ‫يف القر�آن الكرمي‪ ،‬والتقوى هي حالة نف�سية يخلقها‬ ‫الإمي����ان ال��واع��ي يف نف�س الإن�����س��ان‪ ،‬ح��ال��ة م��ن احل��ذر‬ ‫واليقظة‪ ،‬من الواقع يف كل ما يغ�ضب اهلل‪ ،‬حالة من‬ ‫االندفاع النف�سي لتنفيذ �أوامر اهلل واجتناب نواهيه‪.‬‬ ‫و�أي�������ض���ا ال�����ص��ي��ام ي��رب��ي��ن��ا ع��ل��ى ال�����ص�بر وال��ت��ج��ل��د‬

‫يتناوبون يف النقاط الأمنية يف املناطق واملدن‪ ،‬وكل الوحدات تقوم بواجبها على �أكمل وجه‬ ‫يف خدمة الوطن واملواطنني لكي ينعموا بالأمن واال�ستقرار وال�سكينة طيلة ليايل ال�شهر‬ ‫الكرمي‪ ،‬بالإ�ضافة لتنفيذ حملة �إميانية وتوجيهات رم�ضانية لالهتمام بال�شهر الكرمي‬ ‫وتطبيق الربنامج الرم�ضاين‪.‬‬ ‫�صحيفة احلار�س قامت بر�صد وا�ستطالع مناذج ب�سيطة للوحدات الأمنية و�أعمالها خالل‬ ‫ال�شهر الكرمي‪..‬‬

‫العميد الطوقي يدعو‬ ‫ال�ستغالل ال�شهر الكرمي‬ ‫كونه حمطة �إميانية‬ ‫وتربوية عظيمة واحلذر‬ ‫من ت�ضييعها‪.‬‬ ‫وال�سيطرة على النف�س على رغباتها و�شهواتها بحيث‬ ‫ال تبقى نف�س منفلتة‪ ،‬وهذه �أمور حتتاجها النف�س من‬ ‫�أجل االلتزام ببقية الت�شريعات الإلهية‪.‬‬ ‫و�أك���د الطوقي �أن �أه��م الق�ضايا التي يركز عليها‬ ‫ال�برن��ام��ج ال��رم�����ض��اين ل��ه��ذا ال��ع��ام ت��ر���س��ي��خ الإمي����ان‬ ‫باليوم الآخر الذي هو من املجاالت الرئي�سية ملعرفة‬ ‫اهلل الذي حتدث فيه عن خطورة جهنم وموا�صفاتها‬ ‫ودرو���س �آي��ات من �سورة الواقعة‪ ،‬وهي كذلك تتحدث‬ ‫عن يوم القيامة و�أهوالها‪.‬‬ ‫وهذا املو�ضوع تر�سيخه مهم من �أجل تعزيز اخلوف‬ ‫م��ن اهلل �سبحانه وت��ع��اىل وال���ذي يرتتب عليه تعزيز‬ ‫التقوى‪.‬‬ ‫من الق�ضايا �أي�ضاً ال�شد القوي �إىل اهلل �سبحانه‬ ‫والربط الوثيق بهدى اهلل القر�آن الكرمي واملعاجلات‬ ‫الرتبوية التي يحتاج الإن�سان �إليها يف حياته‪ ،‬ا�ستغالل‬ ‫الوقت يف �شهر رم�ضان بدل ت�ضييعه يف اللهو واللعب‪.‬‬ ‫وخ��ت��م العميد ال��ط��وق��ي �أن �شهر رم�����ض��ان فر�صة‬ ‫عظيمة يجب ا�ستغاللها وع��دم ت�ضييعها واحل��ذر من‬ ‫اخل��روج من هذا ال�شهر ومل يتحقق الهدف من ورائه‬ ‫وهي التقوى وتغيري النفو�س نحو الأف�ضل‪ ،‬ون�س�أل اهلل‬ ‫تعاىل �أن يجعلنا من عتقائه من نار جهنم و�أن يقبلنا‬ ‫ويغفر ذنوبنا ويجعلنا �أه ً‬ ‫�لا حلمل امل�س�ؤولية بال�شكل‬ ‫الذي ير�ضيه عنا‪.‬‬

‫�إعداد‪� /‬إ�سماعيل املحطوري ‪ -‬حممد احل�سني‬ ‫الإدارة العامة للمرور ت�شارك �أبناء الوطن يف رم�ضان‬ ‫وتعي�ش معه يف ال�شوارع والأ�سواق وتنظم حركة املواطن‬ ‫وتزيل العراقيل وت�ضبط املخالفني‬ ‫العقيد حافظ اجلبوبي نائب مدير عام امل��رور �أكد‬ ‫�أن الإدارة العامة للمرور تنفذ خطة م��روري��ة خالل‬ ‫ال�شهر امل��ب��ارك تت�ضمن تكثيف التواجد امل���روري على‬ ‫الطرق والتقاطعات الرئي�سية وبالقرب من املجمعات‬ ‫وال�شوارع التجارية والأ�سواق والتي تزيد فيها حركة‬ ‫ال�سري وتتطلب تنظيماً مرورياً من الدوريات املتحركة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أنه مت تق�سيم العا�صمة �إىل مربعات لتوزيع‬ ‫اخلدمات املرورية من الثالثة ع�صراً حتى الثانية ع�شر‬ ‫ل��ي ً‬ ‫�لا‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �أن الإدارة العامة للمرور تقوم‬ ‫ب��ت��وزي��ع ال��وج��ب��ات اخلفيفة لإف��ط��ار امل��واط��ن�ين تفادياً‬ ‫لل�سرعة خالل �أذان املغرب‪.‬‬ ‫ك��م��ا حت���دث ل��ن��ا ال��ع��ق��ي��د ع��ب��دال��غ��ن��ي ق�صيلة مدير‬ ‫املنطقة الأمنية مبديرية الثورة‪ ،‬م�ؤكداً �أنه مت توزيع‬ ‫القوة ث�لاث جمموعات للتواجد كل ي��وم جمموعة يف‬ ‫املنطقة ومراكز ال�شرطة التابعة لها‬ ‫و�أ�ضاف �أنه مت توزيع �أفراد حتريات يف الأماكن امليتة‬ ‫والأماكن امللتهبة يتم التعقيب ب�شكل يومي وم�ستمر‬ ‫على النقاط امل�شاركة من جميع الوحدات ورف��ع متام‬ ‫يومي‪ ،‬وكذلك التعقيب على جمموعة التواجد باملراكز‬ ‫واملنطقة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل تطبيق الربنامج الرم�ضاين‬ ‫يوميا من بعد �صالة الع�شاء ومتابعته‪.‬‬

‫ال��زم��ي��ل امل�����س��اع��د ج��م��ال ق��ح��ي��م ي��ق��ول �إن����ه يف�ضل‬ ‫�أداء عمله وم�شاركة زمالئه يف ليايل رم�ضان يف �أداء‬ ‫مهامنا يف حرا�سة املن�ش�آت �أو ًال‪ ..‬وثانياً �أ�شعر بالراحة‬ ‫وال�سعادة حني �أكون يف عملي �أ�ساهم يف حتقيق الأمن‬ ‫واال�ستقرار‪.‬‬ ‫امل�ساعد �إب��راه��ي��م ها�شم م��ن ق�سم احل�صبة ي�ؤكد‬ ‫�أنه يناوب مع زمالئه وي�شاركهم يف تطبيق الربنامج‬ ‫الرم�ضاين يف �أج��واء ي�سودها الطم�أنينة والروحانية‬ ‫وي�ساهم مع اجلميع يف حتقيق ال�سكينة العامة و�ضبط‬ ‫اجلناة‪.‬‬ ‫اجلندي ع�صام قاطن ‪ -‬من ق��وات النجدة يرابط‬ ‫يف ج��ول��ة احل��ب��اري بالعا�صمة ‪ -‬ي�صف ل��ن��ا الأج����واء‬ ‫الإمي���ان���ي���ة يف ال�����ش��ه��ر امل���ب���ارك وه���م ي��ق��ي��م��ون لياليه‬ ‫بالت�سبيح واال�ستغفار وق��ر�أة القر�آن‪ ،‬م�ؤكداً �أن رجال‬ ‫الأمن يعملون بكل ما �آتاهم من قوة و�إمكانات لتحقيق‬ ‫الأمن‪ ..‬داعياً املواطنني للتعاون مع الأمن كون الأمن‬ ‫م�س�ؤولية جماعية‪.‬‬ ‫اجل��ن��دي �سيف ال��ع��زك��ي ‪� -‬أح���د ح��را���س��ة املن�ش�آت يف‬ ‫البنك املركزي ‪ -‬وجدناه وزم�لاءه وه��م يعملون ليل‬ ‫نهار حتت حرارة ال�شم�س وبرد ال�شتاء ‪ ،‬ويعملون �أثناء‬ ‫�صيامهم حلماية املمتلكات العامة واخلا�صة‪ ،‬وي�ضيف‬ ‫�أن��ه��م م��راب��ط��ون يف �سبيل اهلل وه���م يف ع���زة وك��رام��ة‬ ‫باذلني �أرواحهم رخي�صة حلماية املواطنني‪ ،‬و�أن هذا‬ ‫ال�شهر �شهر اجلهاد واال�ست�شهاد‪..‬‬

‫العقيد اجلبوبي ي�ؤكد �أن الإدارة العامة للمرور تنفذ‬ ‫خطة مرورية وتكثف التواجد املروري يف املجمعات‬ ‫وال�شوارع والأ�سواق‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫االثنين ‪ 21‬رمضان ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 3‬مايو ‪2021‬م‬

‫تقرير‬

‫الداخلية حتيي الذكرى ال�سنوية ال�ست�شهاد الرئي�س ال�صماد‬

‫الت�أكيد على �أهمية اال�ستمرار مب�شروع ال�شهيد "يد تبني ‪..‬‬ ‫ويد حتمي" وال�سري على مبادئه وت�ضحياته‬

‫اللواء املرت�ضى يلفت �إىل ب�صمات ال�شهيد ال�صماد وجناحه الكبري يف فرتة‬ ‫رئا�سته يف مرحلة �صعبة مر بها اليمن‬ ‫�أح�ي��ت وزارة ال��داخ�ل�ي��ة‪ ،‬ال��ذك��رى ال�سنوية الثالثة‬ ‫ال�ست�شهاد الرئي�س �صالح علي ال�صماد ومرافقيه‪،‬‬ ‫بفعالية خطابية‪.‬‬ ‫ويف الفعالية التي ح�ضرها عدد من القيادات الأمنية‬ ‫واملدنية‪� ،‬ألقى نائب وزي��ر الداخلية اللواء عبداملجيد‬ ‫املرت�ضى كلمة �أ��ش��ار فيها �إىل �أهمية وعظمة م�شروع‬ ‫ب�ن��اء ال��دول��ة اليمنية احل��دي�ث��ة ال��ذي �أ�س�سه ال�شهيد‬ ‫الرئي�س �صالح ال�صماد حتت �شعار «ي��د حتمي‪ ..‬ويد‬ ‫تبني»‪.‬‬ ‫و�أكد على �أهمية ترجمة توجيهات ال�شهيد ال�صماد‬ ‫يف ال��واق��ع العملي كمنطلق ل�ب�ن��اء ال��دول��ة وف��ق �أط��ر‬ ‫م��ؤ��س���س�ي��ة وا��س�ترات�ي�ج�ي��ة‪ ،‬م�ن��وه�اً ب ��دور ال���ش�ه�ي��د يف‬ ‫مناه�ضة العدوان وتعزيز تالحم وا�صطفاف ال�شعب‬ ‫اليمني‪.‬‬ ‫ولفت نائب وزي��ر الداخلية‪� ،‬إىل ب�صمات ال�شهيد‬ ‫ال�صماد وجناحه الكبري يف فرتة رئا�سته بقيادة الوطن‬ ‫يف مرحلة �صعبة مر بها اليمن‪.‬‬ ‫م ��ن ج��ان �ب��ه �أ� � �ش ��ار م ��دي ��ر ع� ��ام ال �ت��وج �ي��ه امل �ع �ن��وي‬ ‫وال�ع�لاق��ات العامة ب ��وزارة الداخلية العميد من�صور‬ ‫اللكومي‪� ،‬إىل �أن �إحياء ذكرى ا�ست�شهاد الرئي�س ال�صماد‬ ‫تعترب حم�ط��ة ب ��ارزة ال��س�ت�ل�ه��ام ال��درو���س وال �ع�بر من‬ ‫�سريته اجلهادية لتعزيز ال�صمود يف مواجهة العدوان‪.‬‬ ‫و�أكد �أهمية �أن ن�ستح�ضر مواقفه امل�شهودة يف البذل‬ ‫والفداء وحت�صني اجلبهة الداخلية‪ ،‬وامل�ضي على دربه‬ ‫و�إجناز م�شروعه الوطني لبناء الدولة احلديثة الذي‬ ‫�أ�س�س له حتت �شعار (يد حتمي‪ ..‬ويد تبني)‪.‬‬ ‫تخلل الفعالية �أوبريت من كلمات ال�شهيد الرئي�س‬ ‫ال�صماد قدمته فرقة ال�صمود‪ ،‬وعر�ض فال�شات عن‬ ‫حياة ال�شهيد ال�صماد‪.‬‬ ‫�إىل ذل��ك ق��ام نائب وزي��ر الداخلية ومعه ع��دد من‬ ‫القيادات الأمنية ب��زي��ارة �إىل �ضريح ال�شهيد ال�صماد‬ ‫ورف ��اق ��ه مت خ�لال �ه��ا ق � ��راءة ال �ف��احت��ة ع �ل��ى �أرواح� �ه ��م‬ ‫الطاهرة‪.‬‬

‫العميد اللكومي‪ :‬علينا �أن ن�ستح�ضر مواقف‬ ‫ال�شهيد الرئي�س ال�صماد امل�شهودة يف البذل‬ ‫والفداء وحت�صني اجلبهة الداخلية‪.‬‬ ‫ويف نف�س ال�سياق �أحيت الإدارات العامة‪ ،‬وامل�صالح‪،‬‬ ‫وال ��وح ��دات ال�ت��اب�ع��ة ل� ��وزارة ال��داخ�ل�ي��ة‪ ،‬و�إدارات �أم��ن‬ ‫امل �ح��اف �ظ��ات‪ ،‬ال ��ذك ��رى ال���س�ن��وي��ة ال �ث��ال �ث��ة ال�ست�شهاد‬ ‫الرئي�س ال�صماد‪ ،‬بفعاليات خطابية‪.‬‬ ‫و�أ�شار الكلمات �إىل �أن �إحياء ذكرى ال�شهيد ال�صماد‬ ‫متثل حمطة مهمة ال�ستح�ضار مواقفه و�صفاته وما‬ ‫ج�سده من �أمن��وذج للقائد الوطني امللهم ال�صطفاف‬ ‫ال�شعب وتوحيد اجلبهة الداخلية يف مواجهة حتالف‬ ‫ال�شر والعدوان‪.‬‬ ‫ون��وه��ت �إىل �أه�م�ي��ة ا�ستلهام ال��درو���س وال �ع�بر من‬ ‫ت�ضحيات ال�شهيد ال�صماد الذي ج�سد امل�شروع القر�آين‬

‫يف حياته‪ ،‬ويف واق��ع امل�س�ؤولية ال�ت��ي حتملها‪ ،‬وحظي‬ ‫بحالة تقدير وحب �شعبي غري م�سبوق‪.‬‬ ‫وا��س�ت�ع��ر��ض��ت ال�ك�ل�م��ات �إجن� � ��ازات وم ��راح ��ل ن�ضال‬ ‫الرئي�س ال�شهيد وم��ا �سطره م��ن ت�ضحيات يف �سبيل‬ ‫ال��دف��اع ع��ن ال��وط��ن‪ ..‬م��ؤك��دة �أهمية جت�سيد امل�شروع‬ ‫ال��وط�ن��ي لل�شهيد ال���ص�م��اد "يد حت �م��ي‪ ..‬وي��د تبني"‬ ‫لبناء م�ؤ�س�سات الدولة وامل�ضي علی دربه يف الت�صدي‬ ‫للعدوان وخمططاته‪.‬‬ ‫وت �ط��رق��ت �إىل ��ص�ف��ات وم �ن��اق��ب ال��رئ�ي����س ال�شهيد‬ ‫ال�صماد ومواقفه اخلالدة ووفائه ملنهجه و�إ�سهاماته يف‬ ‫تعزيز عوامل ال�صمود يف مواجهة قوى اال�ستكبار‪.‬‬

‫وحثت على تعزيز اال�صطفاف والتالحم‪ ،‬وموا�صلة‬ ‫ال�صمود وال�ث�ب��ات‪ ،‬واال��س�ت�م��رار يف م��واج�ه��ة ال�ع��دوان‬ ‫ومرتزقته‪ ،‬ورفد اجلبهات باملال والرجال والعتاد حتى‬ ‫حترير الوطن وحتقيق الن�صر‪.‬‬ ‫وتناولت الكلمات الإجن��ازات واملكا�سب التي حتققت‬ ‫للوطن �أثناء فرتة تويل ال�شهيد ال�صماد ل�شئون البالد‪.‬‬ ‫وذك ��رت مب��ا �سطره ال�شهيد الرئي�س ال�صماد من‬ ‫مالحم بطولية وت�ضحيات يف الدفاع عن الوطن و�أمنه‬ ‫وا�ستقراره و�سيادته وا�ستقالله‪ ،‬وك��ان عنواناً ورم��زاً‬ ‫وطنياً �أجمعت عليه كافة القوى واملكونات ال�سيا�سية‬ ‫واملجتمعية ‪.‬‬ ‫ولفتت الكلمات �إىل �شجاعة الرئي�س ال�شهيد ال�صماد‪،‬‬ ‫وما ات�سم به من ت�سامح و�صرب وحر�ص على مل �شمل‬ ‫اليمنيني‪ ،‬وكر�س حياته من �أجل خدمة الوطن‪ ،‬فكان‬ ‫مثا ًال لرجل الدولة‪.‬‬ ‫تخلل الفعاليات ق�صائد �شعرية وفقرات �إن�شادية‪،‬‬ ‫ا�ستعر�ضت ت�ضحيات الرئي�س ال�شهيد ال�صماد و�سريته‬ ‫ونزاهته و�إ�سهاماته يف �سبيل الدفاع عن الوطن‪.‬‬


‫لقاءات‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫االثنين ‪ 21‬رمضان ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 3‬مايو ‪2021‬م‬

‫يف الذكرى ال�سنوية لرجل من رجال اهلل ترجل �شهيداً عظيم ًا �شاخم ًا‬

‫‪11‬‬

‫‪ ..‬نضال وبذل وعطاء‬ ‫يف الذكرى الثالثة لرجل من رجال اهلل الذي‬ ‫عا�ش خمل�ص ًا هلل ولدينه ومبادئه العظيمة ولوطنه‪،‬‬ ‫�إنه ال�شهيد الرئي�س �صالح علي ال�صماد‪� ،‬إنه �صمام‬ ‫الن�ضال والبذل والعطاء‪ ..‬ويف مثل هذه الأيام وقبيل‬ ‫ثالثة �أعوام ترجل ال�صماد �شهيداً‪ ،‬ذلك الرجل‬ ‫الذي �أرعب العامل وح ّول اليمن من موقف الدفاع‬ ‫�إىل موقف الهجوم‪ ،‬وبا�سمه �أ�صبحت �صواريخ ال�صماد‬ ‫ّ‬ ‫التف من‬ ‫وم�سياته مرعبة للعدوان العاملي‪ ،‬الذي‬ ‫رّ‬ ‫�أجل الق�ضاء على اليمن وم�شروعه "يد تبني‪ ..‬ويد‬ ‫حتمي"‪ ،‬وقد حتقق بف�ضل �سعة ثقافته الع�سكرية‬

‫وال�سيا�سية واالقت�صادية‪ ،‬وبتوا�ضع جم وحب‬ ‫ال�شعب املجاهد وال�صادق واملقاوم لذلك الرجل املثقف‬ ‫املتوا�ضع املحارب الذي كان يتنقل يف كافة اجلبهات‬ ‫واملحافظات‪..‬‬ ‫ال�شهيد القائد ال�صماد ا�ستطاع �أن يوجع العدوان‬ ‫بكل قوة وعظمة وعزة وكرامة و�إباء‪ ،‬ويف فعالية‬ ‫�إحياء الذكرى الثالثة لل�شهيد الرئي�س ال�صمام التي‬ ‫�أقامتها وزارة الداخلية التقت �صحيفة احلار�س بعدد‬ ‫من منت�سبيها الذين حتدثوا عن هذا الرجل العظيم‬ ‫ال�شهيد الرئي�س ال�صماد‪ ،‬ومع التفا�صيل‪:‬‬

‫لقاءات‪ /‬حممداحل�سني‬

‫رجل اجلهاد والكلمة‬ ‫العميد عبداهلل احلكيم مدير عام حقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫جهاز املفت�ش العام وزارة الداخلية حتدث ل�صحيفة‬ ‫احل��ار���س بقوله‪ :‬م��اذا نتحدث ع��ن ال�شهيد الرئي�س‬ ‫� �ص��ال��ح ال �� �ص �م��اد رج ��ل اجل �ه��اد وال �ك �ل �م��ة وامل��واج �ه��ة‬ ‫وال�سيا�سة‪ ،‬و�ضع اخلطط اال�سرتاجتية‪ ،‬خظة البنا‬ ‫وهي(يد تبني‪ ..‬ويد حتمي)‪ ،‬ال�شهيد الرئي�س ال�صماد‬ ‫النعرفه �إال وفياً �شاخماً �شجاعاً‪ ،‬رج��ل ال��وف��اء لهذا‬ ‫ال�شعب اليمني واملرحلة‪ ،‬لقد خ�سرته اليمن والأمة‬ ‫الإ�سالمية‪� ،‬سالم اهلل عليه وعلى روحه الطاهرة‪.‬‬

‫املجاهد�صالح علي ال�صماد‬ ‫وم � ��ن خ�ل�ال �ه ��ا ن���س�ت�ل�ه��م‬ ‫مواقفه اخلالدة والنبيلة‬ ‫والقياديه‪ ،‬من هذا الرجل‬ ‫العظيم منذ توليه رئا�سة‬ ‫املجل�س ال�سيا�سي الأعلى‬ ‫ك � ��ان ال� �ق ��ائ ��د ب��ال �� �ص �ف��ات‬ ‫احل � � �م � � �ي� � ��دة وامل � � ��واق � � ��ف‬ ‫الوطنية جت��اه �شعبه وهو‬ ‫ي��واج��ه ق��وى الكفر والنفاق‪ ،‬واجلميع يعرف‬ ‫ذلك وهو يف خمتلف جبهات العزة والكرامة والإب��اء‬ ‫م��ع املجاهدين‪ ،‬وتخلد كلمته امل�شهودة وه��و يقول‪:‬‬ ‫"م�سح الغبار من نعال املجاهدين �أ�شرف من منا�صب‬ ‫الدنيا"‪ ،‬رحمة �أهلل على ال�شهيد الرئي�س ال�صماد‪.‬‬

‫ت�ضحية وا�ستب�سال‬ ‫العميد يحيى عبداهلل امل�ؤيدي مدير �أمن حمافظة‬ ‫�صنعاء‪:‬‬ ‫يف هذا اليوم املبارك الذي تقيم فيه وزارة الداخلية‬ ‫بجميع قطاعاتها ذك��رى ا�ست�شهاد الرئي�س �صالح‬ ‫خ�سارة على الأمة الإ�سالمية‬ ‫ال�صماد املعلم الع�سكري والأمني هذه الذكرى‪ ،‬و�إن‬ ‫حم�م��د ق��ا��س��م ال �ب �ت��ول ن��ائ��ب م��دي��ر ع ��ام ال�ق�ي��ادة‬ ‫كانت تعطي ال�شعب اليمني حافزاً لأن يتحرك بجميع وال�سيطرة يف قيادة خفر ال�سواحل‪ :‬بالن�سبة للرئي�س‬ ‫فئاته‪ ،‬ولكن ه��ي ذك��رى م��ؤمل��ة علينا وذك��رى ت�شدنا ال�شهيد �صالح ال�صماد ف��إن ا�ست�شهاده خ�سارة‪ ،‬لي�س‬ ‫�إىل �أن ن�سري على ما �سار عليه يف خطه‪ ،‬يف درب��ه‪ ،‬يف على اليمن بل الأمة العربية والإ�سالمية ب�شكل عام‪،‬‬ ‫ت�ضحيته‪ ،‬يف جهاده‪ ،‬يف ا�ستب�ساله‪ ،‬يف حتركه ثقافياً‪ ،‬فقد كان يحمل قيماً ومبادئ من �ش�أنها �أن ترقى �إىل‬ ‫�سيا�سياً ع�سكرياً اقت�صادياً‪ ،‬فندعوا الآخرين و�أ�صحاب م�ستوى التحرير �ضد اال�ستكبار والطغيان‪ ،‬وبنف�س‬ ‫املنا�صب واملكاتب الفخمة والرطبة �أن يتحركوا فيما ال��وق��ت ك��ان ع�ن��ده ر�ؤي ��ة ث��اق�ب��ة يف "يد ت�ب�ن��ي‪ ..‬وي��د‬ ‫حترك فيه ال�شهيد القائد �صالح علي ال�صماد رئي�س حتمي"‪ ،‬ه��ذه ال��ر�ؤي��ة ال�ت��ي من�شي عليها وب� ��إذن اهلل‬ ‫اجلمهورية ال��ذي �ضحى بنف�سه من �أج��ل �أم�ت��ه‪ ،‬من تتحقق �أهدافها ب�شكل كامل‪.‬‬ ‫�أجل وطنه من �أجل كرامته‪ ،‬من �أجل عزته‪.‬‬

‫ذكرى ال�شهيد ال�صماد �ستظل خالدة يتعلم‬ ‫منهاالأجيال الفداء والت�ضحية يف �سبيل اهلل‪.‬‬ ‫مثلها خ�ير مت�ث�ي��ل‪� ،‬سخر ك��ل ج�ه��ده وه��و يف �سبيل للجانب الر�سمي �أن ال�صماد �سالم اهلل عليه لتزعمه‬ ‫اهلل‪ ،‬وم��ن جبهة �إىل �أخ��رى مع املجاهدين مع �أبناء لهذا البلد بكافة �أطيافه وكافة مكوناته‪ ،‬ومن ال�صماد‬ ‫اجلي�ش واللجان ال�شعبية‪ ،‬وهويف اخلطوط الأمامية و�سريته وحركة وجوه ن�شاطه نقتب�س ونلتم�س ونزداد‬ ‫وعياً وب�صرية ملواجهة كل التحديات والأخطار رغم‬ ‫واملرتا�س الأول‪.‬‬ ‫ظروف العدوان‪ ،‬رغم الظروف التي مير بها الوطن‪.‬‬

‫مرجعية لكل املكونات ال�سيا�سية‬ ‫حازم حممد �أحمد الفي�شاين مدير �إدارة التوجيه‬ ‫املعنوي بقيادة قوات الأمن املركزي‪:‬‬ ‫ط�ب�ع�اً احل��دي��ث ع��ن ال���ص�م��اد ح��دي��ث ع��ن مدر�سة‬ ‫ق��ر�آن �ي��ة م�ت�ك��ام�ل��ة يف ال��وع��ي وال �ب �� �ص�يرة واجل� ��د‪ ،‬يف‬ ‫االهتمام وال��ر�ؤي��ة‪ ،‬يف التعاون والتعامل مع النا�س‪،‬‬ ‫وع�ن��دم��ا نتحدث ع��ن ال�صماد ع��ن ال�ن�م��وذج ال��راق��ي‬ ‫رجل امل�س�ؤولية واجلهاد‬ ‫خلريج املدر�سة القر�آنية تربية �أع�لام الهدى عليهم‬ ‫مواقف وطنية‬ ‫مبحافظة‬ ‫املرور‬ ‫العقيد �أحمد مطهر القحوم مدير‬ ‫ال�سالم‪.‬‬ ‫العقيد ح�سن حم�م��د مكيرب ق��ائ��د ك�ت��ائ��ب ق��وات �صنعاء يتحدث ل�صحيفة احلار�س‪:‬‬ ‫احلديث عن ال�صماد‪ ،‬عن ت�ضحياته‪ ،‬وعن م�شواره‬ ‫النجدة يقول ل�صحيفة احلار�س‪:‬‬ ‫�ذي‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ذا‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫ون�ح��ن ال�ي��وم ن�سري على خطا‬ ‫اجلهادي وحياته اجلهادية يطول وال تت�سع له مقابلة‬ ‫الرئي�س‬ ‫ال�ست�شهاد‬ ‫الثالثة‬ ‫ونحن يف هذه الذكرى‬ ‫هو بحجم وط��ن‪ ،‬رج��ل امل�س�ؤولية يف ا إل��س�لام‪ ،‬الذي �أو حم��ا��ض��رة �أو در� ��س �أو ج�ل���س��ة‪ ،‬ل�ك��ن يكفي �شرفاً‬

‫مدر�سة علم للمجاهدين‬ ‫م�ق��دم حممد ع�ب��دال��وه��اب ال�شامي �ضابط �أم��ن‬ ‫وزارة االت�صاالت ‪:‬‬ ‫م��اذا �أق ��ول ع��ن ال���ص�م��اد‪ ..‬ال�صماد م��در��س��ة علم‬ ‫ينتهجها جميعنا‪ ،‬املقاتلني واملدنيني‪ ،‬مدر�سة علم‬ ‫للمجاهدين‪ ،‬م��در��س��ة ع�ل��م للعلماء‪ ،‬م��در��س��ة علم‬ ‫للمتعلمني ول �غ�ير امل�ت�ع�ل�م�ين‪ ،‬ه��و م��در��س��ة فاتتنا‪،‬‬ ‫ون�س�أل اهلل �أن يلحقنا به من ال�صاحلني‪ ،‬ال ن�ستطيع‬ ‫�أن نفي الرئي�س حقه مهما قلنا من كلمات ومهما‬ ‫�أعطينا �أو حتدثنا عنه لن ن�ستطيع �أن نفيه فرحمة‬ ‫اهلل عليه‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫االثنين ‪ 21‬رمضان ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ ٣‬مايو ‪2021‬م‬

‫قب�س من نور املُ َّتقني ُ‬ ‫وه َ‬ ‫دى امل�ؤمنني‬ ‫ٌ‬

‫منري ال�شامي‬

‫َ‬ ‫والتفريط يف املحا�ضرات الرم�ضانية لل�سيد العلم‬ ‫�إ ّياكم‬ ‫عبداملل��ك ب��ن ب��در الدي��ن احلوث��ي ‪-‬يحفظ��ه اهلل ويرع��اه‪-‬‬ ‫ت�أملوه��ا وعوه��ا وقارن��وا �آي��ات در���س واح��د منه��ا م��ع كت��ب‬ ‫املف�س��رين كله��ا يف تف�س�ير تل��ك الآي��ات و�س��تجدون الف��رق‬ ‫الكب�ير ب�ين عر���ض املف�س��رين وتف�س�يرهم لتل��ك الآي��ات‬ ‫وب�ين تن��اول ال�س��يد القائ��د العل��م له��ا وعر�ض��ه لكلماته��ا‬ ‫و�ستكت�ش��فون �أن جمي��ع املف�س��رين تناول��وا تف�س�ير تل��ك‬ ‫الآي��ات بطريق��ة جام��دة وتقوقع��وا جميع �اً ح��ول اللف��ظ‬ ‫اللغ��وي واملعن��ى البح��ت ل��ه يف تف�س�يرهم و�أنه��م مل يدركوا‬ ‫�أنه��م يتعامل��ون م��ع �آي��ات فيه��ا الن��ور واله��دى واحلكمة يف‬ ‫�أعل��ى م�س��توياتها ولذلك مل ت�س��تفد الأُ َّمــ��ة م��ن م�ؤلفاتهم‬ ‫ومل ت�ؤث��ر يف �ش��عوبها �أَو َ‬ ‫حت � ّرك فيه��م �س��اكناً‪ ،‬بينما ال�س��يد‬ ‫القائ��د تن��اول تلك الآيات الكرمي��ة بطريقة خمتلفة متاماً‬ ‫مل يجتم��ع عليه��ا ُكـ � ّل املف�س��رين ول��ن يجتمعوا عليه��ا �أبداً‪،‬‬ ‫وال غراب��ة يف ذل��ك فه��و يحفظه اهلل ويرعاه من �أهل الذكر‬ ‫ا�س ��أَ ُلواْ‬ ‫وم��ن �أه��ل الق��ر�آن الذي��ن ق��ال اهلل تعاىل فيه��م‪َ ( :‬ف ْ‬ ‫�أه��ل ِّ‬ ‫الذ ْك � ِر �إِن ُكن ُت � ْم َال َت ْعلَ ُم��و َن)‪ ،‬يعر���ض �آيات��ه بطريق��ة‬ ‫�ش��املة جلمي��ع اجلوان��ب ال ُّلغوي��ة واللفظي��ة واجلوهري��ة‬ ‫والغاي��ة الت��ي ترم��ي �إليه��ا ويك�ش��ف م��ا تخفي��ه وم��ا ترم��ي‬ ‫�إلي��ه م��ن عل��م وحكم��ة‪ ،‬وم��ا حتتوي��ه م��ن ن��ور وبي��ان‪ ،‬وم��ا‬ ‫تكتنف��ه م��ن ه��دى ويبلوره��ا بحقائ��ق جلي��ة للذي��ن �آمن��وا‬ ‫تن�ير دروبه��م وتزك��ي نفو�س��هم وحتي��ي قلوبه��م وتق��وي‬ ‫ارتباطه��م ب��اهلل وتنم��ي ثقته��م ب��ه‪ ،‬وجتعله��م ي�ست�ش��عرون‬ ‫االرتباط الوثيق بني حياتهم يف الدنيا وحياتهم يف الآخرة‬ ‫فتتول��د دواف��ع قوي��ة يف نف�س��ياتهم جتعله��م ينطلقون نحو‬ ‫اال�س��تقامة لبلوغ التقوى يف �ش��هر ال�صيام و�ضبط حركتهم‬ ‫بحرك��ة الق��ر�آن والوق��وف مبواقف��ه دون �أن يلتفت��وا �إىل �أي‬ ‫اعتب��ارات للآخري��ن‪ ،‬فاحلر���ص عل��ى �إر�ض��اء اهلل ُ�س ْب َحا َنـ � ُه‬ ‫َو َت َع� َ‬ ‫�ال ي�صب��ح هدفهم الأَ َ�سا�س��ي والوحيد ودون �أن يركزوا‬ ‫ُ‬ ‫حت��ى عل��ى الأه��داف الثانوي��ة الأخ��رى الت��ي تتح ّق��ق له��م‬

‫نتيجة ال�ستقامتهم وهي كثرية جِ ـدًّا‪.‬‬ ‫كم��ا �أن املت�أم��ل ملحا�ض��رات ال�س��يد القائ��د الرم�ضاني��ة‬ ‫واملتفك��ر فيه��ا واملتدبر لتف�س�يره لكلم��ات القر�آن الكرمي‬ ‫و�آيات��ه يكت�ش��ف عظم��ة ه��ذا الرج��ل وق��وة �إميان��ه وتقواه‬ ‫و�ضخام��ة امل�س ��ؤولية الت��ي يحمله��ا وي�س��عى ب��كل قوت��ه‬ ‫لت�أديته��ا‪ ،‬والت��ي تعك���س حب اخلري للأُ َّمـ��ة وحر�صه على‬ ‫هدايته��ا و�صالحه��ا وا�س��تقامتها‪ ،‬و�أن نف�س��يته الطاه��رة‬ ‫�ص َّل��ى ُ‬‫اهلل‬ ‫جعلت��ه مي�ض��ي عل��ى درب ج��ده امل�صطف��ى َ‬ ‫عَـلَ ْيـ � ِه َو َعـ �لَى �آ ِلـــ � ِه َو َ�س َّلـ � َم‪ -‬بنف���س م�س��توى الروحي��ة‬ ‫والرحم��ة والع��زم والإ�ص��رار‪ ،‬و�سيكت�ش��ف �أَ ْيـ���ضاً �أن‬ ‫القائ��د العل��م ال�س��يد عبداملل��ك ‪ -‬يحفظ��ه اهلل ويرع��اه‪-‬‬ ‫يف�س��ر معظ��م تل��ك الكلم��ات القر�آني��ة مبع��ان خمتلف��ة‬ ‫عم��ا ذه��ب يف تف�س�ير معانيه��ا جمه��ور املف�س��رين قدمي �اً‬ ‫وحديث �اً وبطريق��ة �أك�ثر بيان��ا وتو�ضيح��ا و�أك�ثر واقعي��ة‬ ‫و�أك�ثر ان�س��جاماً وتوافق �اً م��ع احلقائ��ق اخلفي��ة الت��ي‬ ‫ترم��ي �إليه��ا الآي��ات والت��ي متث��ل الن��ور واله��دى فيه��ا‪،‬‬ ‫وعل��ى �س��بيل املث��ال لال�س��تدالل فق��ط وللت�أكي��د َفـ ��إ َّن‬ ‫تف�س�يره لقول��ه تعاىل (وم��ن دونهما جنت��ان) فقد �أجمع‬ ‫جمه��ور املف�س��رين يف تف�س�يرهم له��ذه الآي��ة بقوله��م‬ ‫�إن املق�ص��ود بهات�ين اجلنت�ين �أنهم��ا جنت��ان �أق��ل درج��ة‬ ‫يف م�س��توى النعي��م والروع��ة واجلم��ال م��ن اجلنت�ين‬ ‫ال�س��ابقتني لهم��ا وف�س��روا (مدهامت��ان) بقوله��م �إنهم��ا‬ ‫جنت��ان مكتظت��ان بالأ�ش��جار ومتزاحمت��ان به��ا واختلف��وا‬ ‫يف تف�س�ير (العين��ان الن�ضاخت��ان) فمنه��م م��ن ق��ال �إنهما‬ ‫عين��ان متدفقت��ان بامل��اء ال�س��اخن ومنه��م م��ن ق��ال �إنهم��ا‬ ‫عين��ان ما�ؤهم��ا �أقل من م��اء (عينان جتريان)‪.‬‬ ‫بينم��ا تف�س�ير ال�س��يد القائ��د لتل��ك الآي��ات مغاي��ر‬ ‫متام �اً مل��ا �أجم��ع علي��ه املف�س��رون و�أق��رب جِ ـ � ًّدا مل��ا ترم��ي‬ ‫�إلي��ه الآي��ات فق��ال‪� :‬إنهم��ا جنت��ان قريبت��ان م��ن اجلنت�ين‬ ‫ال�س��ابقتني ودانيت��ان منهم��ا‪ ،‬و�أنهم��ا (مدهامت��ان) �أي‬ ‫�أن �أ�ش��جارهما دهم��ا �أي �ش��ديدة اخل�ض��رة والنظ��ارة‬ ‫واجلم��ال والروع��ة والرتتي��ب املنظ��م والتن�س��يق املب��دع‬ ‫َو(فيهم��ا عين��ان ن�ضاخت��ان) �أي �أن ُكـ � ّل ع�ين منهما ت�ضخ‬ ‫امل��اء ب�ش��كل ناف��ورة يف غاي��ة الإب��داع واجلم��ال وب�ش��كل‬ ‫مُ�س��تم ّر وبذل��ك فتف�س�ير ال�س��يد القائ��د له��ذه الآي��ات‬ ‫يب��دو �أك�ثر ان�س��جاماً م��ع �س��ياق الآي��ات و�أق��رب واقعي��ة‬ ‫للو�ص��ف الق��ر�آين و�أك�ثر تطابق �اً م��ع واق��ع اللوح��ة‬ ‫اجلمالي��ة الت��ي تر�س��مها تل��ك الآي��ات وترم��ي �إليه��ا يف‬

‫ات�س��اقها وترابطها‪.‬‬ ‫وه��ذا طبع �اً م��ن جان��ب التف�س�ير اللفظ��ي للق��ر�آن �أم��ا‬ ‫م��ن اجلوان��ب الأُخ��رى وه��ي الأه��م فل��م يتناوله��ا �أغل��ب‬ ‫املف�س��رين ال م��ن قري��ب وال م��ن بعي��د لك��ن ال�س��يد القائ��د‬ ‫تناوله��ا بطريق��ة متكامل��ة وخل�صه��ا بقول��ه‪� :‬إن اهلل‬ ‫ُ�س ْب َحا َنـ � ُه َو َت َع� َ‬ ‫�ال ق��دم ه��ذه الآيات ب�ش��كل عرو���ض حقيقية‬ ‫وح�صري��ة لعب��اده تتوافق مع رغباتهم الإن�س��انية وتن�س��جم‬ ‫م��ع �ش��هواتهم الفطري��ة وم��ع املغري��ات امل�ؤثرة فيه��م والتي‬ ‫متث��ل ال�س��بب الرئي�س��ي يف انحرافه��م يف الدني��ا و�صراعهم‬ ‫عليها‪ ,‬و�أن �أغنى رجل يف العامل ال ميكن �أن يح�صل برثوته‬ ‫كله��ا الت��ي جمعه��ا يف الدني��ا على جنة يف الدني��ا توازي ‪%1‬‬ ‫م��ن جن��ة �أعده��ا اهلل لعب��اده املتق�ين كم��ا �أن��ه ‪-‬يحفظ��ه اهلل‬ ‫ويرع��اه ‪� -‬أ�ش��ار ب�أُ�س ُلـ��وب عجي��ب وم�ؤث��ر جِ ـ �دًّا �إىل �أه��م م��ا‬ ‫تخفي��ه ه��ذه الآيات وهو �أن الإن�س��ان مهما اجتهد يف الدنيا‬ ‫و�س��عى ليتمتع بنعيمها فلن يناله ل�س��ببني‪� :‬أولهما‪ -‬وجود‬ ‫منغ�ص��ات وخماط��ر وعوائ��ق حت��ول دون حتقي��ق ذل��ك يف‬ ‫الدني��ا‪� ,‬إ�ضاف��ة �إىل �ض��رورة ب��ذل الإن�س��ان اجله��د والتع��ب‬ ‫والرعاي��ة واحلماي��ة ملت��اع الدني��ا‪ :‬وثانيهما‪ -‬وج��ود عوامل‬ ‫تعي��ق الإن�س��ان ع��ن التمت��ع فيها كاملر�ض واله��رم واملوت �أما‬ ‫جن��ان الآخ��رة ف�لا منغ�ص��ات وال خماط��ر وال عوائق حتول‬ ‫عل��ى الإن�س��ان يف التمت��ع مب��ا �أع��ده اهلل ل��ه وال حتت��اج جنان‬ ‫الآخ��رة �إىل جه��د م��ن الإن�س��ان وال رعاي��ة وال حماي��ة وال‬ ‫يخ��اف عليه��ا �أَ ْيـ���ضاً م��ن �آفات وغ�ير ذلك كما �أن��ه ال توجد‬ ‫�أَ ْيـ���ضاً عوامل يف اجلنة تعيق الإن�س��ان عن التمتع مبا �أعده‬ ‫اهلل له يف اجلنة فال مر�ض وال هرم وال موت ميكن �أن مينع‬ ‫الإن�س��ان �أَو يحرمه من اال�س��تمتاع بنعيم اجلنان �أَو يبعدها‬ ‫عن ذلك‪ ،‬وهنا يكمن �سر عظمة العرو�ض التي يقدمها اهلل‬ ‫ُ�س ْب َحا َنـ � ُه َو َت َع� َ‬ ‫�ال للخل��ق‪ ,‬كما �أن ال�س��يد القائ��د بني وو�ضح‬ ‫�أَ ْيـ���ضاً �أن اهلل ُ�س ْب َحا َنـ � ُه َو َت َع َال قدم هذه العرو�ض العظيمة‬ ‫واحل�صرية ويف املقابل �إ َذا �أعر�ض عنها الإن�س��ان وخ�س��رها؛‬ ‫ب�س��ببِ انحراف��ه يف الدني��ا ف�لا يتوقف الأمر على خ�س��ارته‬ ‫َ‬ ‫لتل��ك العرو���ض من النعيم العظيم والأبدي واخلالد فقط‬ ‫وتقت�ص��ر النتيج��ة عن��د ه��ذا احلد فح�س��ب‪ ،‬ب��ل �إن م�صريه‬ ‫�س��يكون حي��اة جحي��م �أب��ديّ وعذاب �اً �س��رمدياً يف ن��ار جهن��م‬ ‫والعي��اذ باهلل‪ ،‬ويف هذا التو�ضيح قمة احلكمة وذروة الن�صح‬ ‫وعظمة الإ�شفاق والرحمة واحلر�ص منه على جناة الأُ َّمــ��ة‬ ‫م��ن ع��ذاب جهن��م م��ا يجع��ل ه��ذه الدرو���س ن��وراً للمتق�ين‬ ‫وينبوعاً لقلوب احلائرين‪.‬‬

‫رم�ضان �شهر عطاء وعمل‬ ‫�ش��هر رم�ض��ان كم��ا ه��و �ش��هر �صي��ام وقي��ام وت�لاوة الق��ر�آن‪ ،‬و�ش��هر �صدق��ة‬ ‫وب��ر و�إح�س��ان ه��و كذل��ك �ش��هر عم��ل وعط��اء‪� ,‬ش��هر �إنت��اج واكتف��اء‪ ،‬ه��ذا‬ ‫م��ا كان يحدثن��ا ب��ه الآب��اء والأج��داد‪.‬‬ ‫حممد �صالح حامت‬

‫حي��ث كان��وا يعمل��ون يف الأر���ض مث��ل بقي��ة الأ�ش��هر دون ك�س��ل �أَو مل��ل‪ ،‬ف��كان‬ ‫امل��زارع يذه��ب �إىل مزرعت��ه بع��د �ص�لاة الفج��ر يحم��ل معول��ة واملح��راث ويذه��ب‬ ‫ليح��رث الأر���ض‪ ،‬يق��وم ب��ري و�س��قي الأرا�ض��ي الزراعي��ة مب��ا كان ي�س��مى (امل�س��نى)‬ ‫وه��ي عملي��ة نق��ل امل��اء م��ن �أ�س��فل البئ��ر �إىل املاج��ل وجتميع��ه حت��ى ميتل��ئ املاج��ل‬ ‫وبعده��ا يت��م �س��قي امل��زارع‪ ،‬وه��ذه العملي��ة تق��وم به��ا الأبق��ار واجلمال الت��ي تتوىل‬ ‫عملي��ة نق��ل امل��اء‪ ،‬ف��كان امل��زارع يعم��ل حت��ى ق��رب وق��ت الظه��ر ومن ث��م يذهب �إىل‬ ‫مزرعت��ه م��ر ًة �أُخرى بع��د الع�صر وقد اعتدلت ال�شم���س‪ ،‬ويوا�ص��ل العمل �إىل قبيل‬ ‫يتوجـ��ه النا���س �إىل امل�س��اجد للإفط��ار و�أداء �ص�لاة املغ��رب ومن ثم‬ ‫املغ��رب‪ ،‬بعده��ا ّ‬ ‫يتناول��ون الع�ش��اء و�أداء �ص�لاة الع�ش��اء‪ ،‬وي�س��مر النا���س قلي ً‬ ‫ال‪ ،‬وين��ام املزارع ليكون‬ ‫عل��ى موعد م��ع يوم جدي��د ليعمل ويعطي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كان رم�ض� ُ‬ ‫�ان عن��د امل��زارع ال يختل��ف َكث�يراً‪ ،‬ه��ذا كان �أ َّيـ��ام زم��ان‪ ،‬حي��ث كان‬ ‫امل��زارع ي ��أكل م��ن حب��وب �أر�ض��ه‪ ،‬والل�بن وال�س��من واللح��وم م��ن الأغن��ام والأبق��ار‪،‬‬ ‫والبي���ض واللح��م م��ن الدج��اج البل��دي‪� ،‬أم��ا يف وقتن��ا احلا�ض��ر فق��د تغ�يرت الأ ّيام‬ ‫وتبدل��ت الع��ادات ف�أ�صب��ح رم�ضان �ش��هر تخازين ومقي��ل و�س��مرة ومتابعة القنوات‬ ‫وم�ش��اهدة امل�سل�س�لات وبعده��ا الن��وم �إىل وق��ت �ص�لاة الع�ص��ر‪ ،‬فتهم��ل الأر���ض‬ ‫بحجـ��ة �ش��هر رم�ض��ان‪ ،‬و�أ�صب��ح ُكـ � ّل م��ا ن�أكل��ه م�س��تورداً‪،‬‬ ‫وتتل��ف ال��زروع والثم��ار ّ‬

‫وال��ذي يك�ثر �ش��راء امل��واد الغذائي��ة وامل�ش��روبات امل�س��توردة يف �ش��هر رم�ض��ان وه��ذا‬ ‫ن��وع م��ن �أن��واع الغ��زو الفكري واالقت�صادي ال��ذي غزانا به الأعداء‪.‬‬ ‫ولك��ن م��ا يعي��د لن��ا ب�صي���ص �أم��ل �أن نعي��د الأم��ور �إىل ن�صابه��ا ونغ�ير الثقاف��ة‬ ‫الدخيل��ة علين��ا م��ا بد�أن��ا نالحظ��ه خالل هذه الأ ّي��ام الرم�ضاني��ة �إطالق مبادرات‬ ‫جمتمعي��ة زراعي��ة تنموي��ة م��ن قب��ل م� ّؤ�س�س��ة بُني��ان التنموي��ة امل� ّؤ�س�س��ة الرائدة يف‬ ‫غر���س روح التع��اون والعم��ل املجتمع��ي‪ ،‬وفري��ق فر�س��ان التنمي��ة وم�ش��اركة وزارة‬ ‫الزراع��ة وال��ري والإدارة املحلي��ة واملتمثل��ة يف مبادرة (و�إذ ا�ست�س��قى)‪ ،‬هذه املبادرة‬ ‫املتمثل��ة يف غر���س وت�ش��جري اجلب��ال املحيط��ة بالعا�صم��ة �صنع��اء لتحويله��ا م��ن‬ ‫جب��ال قاحل��ة وب ��ؤرة مل�ش��اكل الأرا�ضي �إىل حدائ � َق معلقة يف ال�س��ماء وجنة خ�ضراء‬ ‫جت��ود بالثم��ار‪ ،‬واملراع��ي للنح��ل واملوا�ش��ي‪ ،‬ومتن َّف�س��ات عام��ة ل�س��كان العا�صم��ة‪،‬‬ ‫وحتم��ي املدين��ة م��ن تدف��ق ال�س��يول واجن��راف الرتب��ة‪ ،‬ومتت���ص الغ��ازات ال�س��امة‬ ‫املنبعث��ة م��ن ع��وادم ال�س��يارات وو�س��ائل النق��ل الأُخ��رى‪ ،‬وتعطين��ا الأك�س��جني‬ ‫ال�ض��روري حلياتنا‪.‬‬ ‫فما �أجم َل �أن نتذك َر تاري َخ الآباء والأجداد ذاك التاريخ امل�شرق واملعطاء‪ ,‬و�أن نعمل‬ ‫جاهدي��ن عل��ى احلفاظ على �أ�س�لاف و�أع��راف وعادات وتقاليد �أجدادن��ا القدماء‪ ،‬و�أن‬ ‫جنعل من رم�ضان �شهر عمل وتعاون وبر و�إح�سان وعطاء و�إنتاج‪.‬‬

‫مقاالت‬

‫رم�ضــان‬ ‫ونو ُر البدر‬

‫�أمل املطهر‬

‫ال�ش��عوبُ الإ�س�لامي ُة ُ‬ ‫مت � ُّر به��ذه املحط��ة‬ ‫الإلهي��ة وال�ضياف��ة الرباني��ة يف �ش��هر رم�ضان‬ ‫املب��ارك‪ ،‬و ُك ٌّل ل��ه عادا ُت��ه يف مت�ضي��ة الوق��ت‬ ‫في��ه بح�س��ب ال ُهـ � ِويَّة والع��ادات‪ ،‬ول��و ت�أملن��ا‬ ‫قلي� ًلا لوجدن��ا �أن الأغلبي � َة العظم��ى م��ن‬ ‫ه��ذه ال�ش��عوب �أ�صبح��ت يف ُظ ُلم��ات اجله��ل‬ ‫الكب�ير بالغاي��ة العظيم��ة م��ن ه��ذا ال�ش��هر‬ ‫املب��ارك‪ ،‬والت��ي تنعك�� ُ�س مل��ا بع��ده يف تزوي��دِ‬ ‫النف�� ِ�س مب��ا حتتاجُ ��ه لتك ِم � َل طري َقه��ا بوع��ي‬ ‫وثب��ات فرتاه��م �أ�صبح��وا يرون��ه �ش��ه َر �أكل‬ ‫ون��وم وم�سل�س�لات وت�س��لية وت�ضيي��ع وق��ت‪،‬‬ ‫فلتبحث��وا وت��روا كي��ف مي�ض��ي ه ��ؤالء ه��ذا‬ ‫ال�ش��هر وم��ا ال��ذي يفوتون��ه عل��ى �أنف�س��هم‬ ‫م��ن الأج��ر العظي��م وم��ن الرتبي��ة النف�س��ية‬ ‫الراقي��ة خ�لال هذا ال�ش��هر‪ ،‬هذا فيم��ا يخ�ص‬ ‫م��ن يتعامل��ون م��ع الدي��ن معامل��ة �س��طحية‬ ‫ومفرو�ض��ة عليه��م م��ن ب��اب انتمائه��م ل��ه‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫�أما النوع الثاين وهو النوع الأدهى والأمر‬ ‫وه��م م��ن يتبع��ون �ش��يو َخ الب�لاط والف�تن‬ ‫وه��م كالأنع��ام ب��ل �أ�ض��ل �س��بي ً‬ ‫ال‪ ،‬يتبعونه��م‬ ‫يف ُكـ � ّل م��ا يقولون��ه له��م‪ ،‬فيحرم��ون عليه��م‬ ‫م��ا �أح��ل اهلل له��م ويحل��ون له��م م��ا ح � ّرم اهلل‬ ‫عليه��م‪ ،‬واق � ٌع م�أ�س��اويٌّ ُ‬ ‫تعي�ش��ه تل��ك ال�ش��عوبُ‬ ‫الإ�س�لامي ُة الت��ي دخل��ت يف �أن��واع ال�ش��رك‬ ‫العمل��ي والعقائدي‪.‬‬ ‫م��ا جعلن��ي �أحم � ُد َ‬ ‫اهلل َكث�يراً عل��ى النعم��ة‬ ‫الت��ي ب�ين �أظهرن��ا‪ ،‬نعم��ة القي��ادة امل�ؤمن��ة‬ ‫احلكيم��ة نعم��ة الهداي��ة و�أعالم الهدى‪.‬‬ ‫فق��د كان م��ن املمك��ن �أن نك��و َن م��ن هاذي��ن‬ ‫النوع�ين ال�س��يئني عن��د اهلل تع��اىل‪ :‬ف�إ َّم��ا‬ ‫�س��طحي ٌة و�ض� ٌ‬ ‫لال وفج��ور و�إ َّم��ا ا ِّتب��ا ٌع �أعم��ى‬ ‫و�إف�س��ا ٌد للنفو���س و�ضي��ا ٌع للدين‪.‬‬ ‫ال �أدري م��ا ه��ي احل�س��ن ُة الت��ي ا�س��تحققنا‬ ‫م��ن اهلل �أن َي َُّن علين��ا بهذه النعمة العظيمة‪،‬‬ ‫ر ب�صائ َرن��ا ويفت � ُح‬ ‫ففين��ا م��ن يب�صِّ ُرن��ا وين�ي ُ‬ ‫�أعينن��ا عل��ى اله��دى‪ ،‬ويك�ش��ف لن��ا �أعما َق��ه‬ ‫ومكنونات��ه مي�س��ك بيدن��ا نح��و الع��زة الأبدية‬ ‫واملكانة القد�س��ية‪ ،‬يرينا ُن ُ�س � َكنا ويف ُكـ � ّل �ش��هر‬ ‫مب��ارك‪ ،‬ي�س�ير معن��ا خط��و ًة بخط��وة؛ ك��ي ال‬ ‫تعو َّج ُخطانا ون�س�ير على ال�صراط امل�س��تقيم‪.‬‬ ‫يجعلن��ا نق��د ُر قيم � َة الوق��ت يف ه��ذا ال�ش��هر‬ ‫الك��رمي ون�س��تغله حلظ � ًة بلحظة يف ر�ضا اهلل؛‬ ‫لن�س��تح َّق رحم َت��ه ومغفر َت��ه‪ُ ،‬كـ� ُّ�ل ي��وم مي��ر‬ ‫علين��ا مع��ه ه��و مبثاب��ة النج��اة م��ن الغ��رق‬ ‫واخل��روج من �أتون اللهيب امل�س��تعر واالرتواء‬ ‫بع��د الظم ��أ ال�ش��ديد‪ ،‬فلل��ه احلم � ُد �أن َم� َّ�ن‬ ‫علين��ا ب��ه واحلم � ُد هلل ال��ذي جعل الب��د ُر بيننا‬ ‫وفين��ا ن��وراً و ُه��دىً ؛ لنك��و َن م��ن امل�س��تخلفني‬ ‫ونِعم الوارثون‪.‬‬ ‫ه��ذا ه��و م��ا حتتاجُ ��ه تل��ك ال�ش��عوبُ ‪ ،‬ه��ذا‬ ‫ه��و م��ا �س � ُيعي ُدها �إىل ج��ادة ال�ص��واب‪ ،‬لكن �إن‬ ‫�أرادت ه��ي ف�س��تكو ُن �إرا َد ُة اهلل معها‪.‬‬ ‫يب��دو �أن ه��ذا م��ا جعلن��ا نك � َّر ُم م��ن اهلل‬ ‫به��ذا ال َعلَ � ِم الرب��اين �أنن��ا �أردن��ا �أن نكو َن �أعز ًة‬ ‫ُكرم��ا َء ف��كان ُ‬ ‫اهلل معن��ا ووهبن��ا َم��ن ينت�ش��لنا‬ ‫نح��و الكم��ال الإمياين والعزة‪.‬‬


‫كتابات‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫االثنين ‪ 21‬رمضان ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ ٣‬مايو ‪2021‬م‬

‫احلدي��ث ع��ن �ش��خ�صية عظيم��ة مث��ل �ش��خ�صية ال�ش��هيد املجاه��د الل��واء ط��ه‬ ‫ح�س��ن امل��داين حدي��ث ذو �ش��جون للغاي��ة ال ميك��ن للأق�لام اختزاله��ا يف مق��ال‪ ,‬طامل��ا‬ ‫مل تت�س��عه بط��ون الكت��ب الت��ي قدم��ت �ص��ورة م�ش��رفة له��ذا القائ��د اال�س��تثنائي‬ ‫ال��ذي ول��د ليك��ون قائ��داً واملجاه��د ال�ص��ادق ال��ذي دوخ باملخاب��رات الأمريكي��ة‬ ‫وعمالئه��ا يف الداخ��ل‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫عر�ض‪ /‬حم�سن علي اجلمال‬

‫يف الذكرى ال�ساد�سة لل�شهيد املجاهد‬

‫ولـد قائـدا‬

‫الشهيد يخوض حرب المدن في ضحيان‬

‫وانتقا ًال للحرب الرابعة التي �شهدتها مدينة �ضحيان‬ ‫ث��اين �أك�بر م��دن �صع��دة ووقوعه��ا حت��ت وط�أة الع�ش��رات‬ ‫م��ن املجن��زرات والآلي��ات وامل�صفح��ات‪ ،‬حماول��ة بذل��ك‬ ‫الإطب��اق الكام��ل عل��ى املدين��ة للتعوي���ض ع��ن خ�س��اراتها‬ ‫ال�س��ابقة‪ ,‬مثل��ت معرك��ة ف��ك احل�ص��ار ع��ن املدين��ة حمكاً‬ ‫كب�يراً واختب��اراً حقيقي �اً لق��درات املجاهدي��ن يف خو���ض‬ ‫ح��رب امل��دن على ر�أ�س��هم املجاهد طه امل��داين الذي تلقى‬ ‫توجيه��ات ال�س��يد القائ��د عبداملل��ك ب��در الدي��ن احلوث��ي‬ ‫باالنتق��ال �إىل �ضحي��ان‪ ,‬وه��و م��ا �أت��اح ل��ه �أدواراً كبرية يف‬ ‫م�س��ار املواجه��ات غ�ير املتكافئ��ة يف الع��دة والعت��اد‪ ,‬لك��ن‬ ‫�إجنازاته هناك كانت مذهلة‪.‬‬ ‫مرحلة ك�س��ر احل�صار مت عرب ثالثة م�س��ارات ر�س��مها‬ ‫«ال�ش��هيد امل��داين» بع��د �أن ق��ام �أو ًال مبعاين��ة منطق��ة‬ ‫اال�ش��تباك‪ ,‬كان �أوله��ا و�أهمه��ا توجه��ه عل��ى ح�ش��د �إرادة‬ ‫املقاتلني بدال عن ح�شد العديد منهم بطريقته الفريدة‬ ‫و�أ�س��لوبه اخلا���ص لتظه��ر م��دى براعت��ه يف التخطي��ط‬ ‫املحكم والرتكيز على �أهم الأ�شياء التي يجب �أن يتعلمها‬ ‫املقات��ل يف ميادي��ن املعرك��ة �أي��ا كان حجمه��ا �ضراوته��ا‬ ‫�شرا�س��تها‪ ,‬خا�ص��ة املع��ارك الت��ي مل تك��ن متكافئ��ة‪ ,‬فف��ي‬ ‫ه��ذه املع��ارك حتت��اج �إىل قائ��د ميتل��ك احلكم��ة والنظ��رة‬ ‫التخطيط والدراية م�ستخدما نظرية «النف�س الطويل»‬ ‫ولعل التكتيك القتايل التي و�ضعها ال�شهيد «طه املداين»‬ ‫للمجاهدي��ن قب��ل بداي��ة خو�ضه��م للمعرك��ة املفرو�ض��ة‬ ‫عليهم تك�شف للجميع �أننا �أمام عقلية فريدة متتلك من‬ ‫الدهاء واحلكمة والتخطيط ماال يخطر لأحد على بال‬ ‫ومل ي�ضع��ه الع��دو حت��ى يف ح�س��بانه ‪ ,‬وال ي��درك �أبعاده��ا‬ ‫و�أهميتها �إال قيادات ع�سكرية من النوع الثقيل‪ ..‬ولرمبا‬ ‫يعج��ز الق��ادة ب�أنف�س��هم ع��ن اللج��وء ملثل هك��ذا خيارات‪..‬‬ ‫لك��ن كي��ف ال وه��و تلمي��ذ املدر�س��ة القر�آني��ة‪ ..‬وتلمي��ذ‬ ‫ال�شهيد القائد وال�سيد القائد‪..‬‬ ‫التكتيك القتالي الذي سبق‬ ‫كسر الحصار‬

‫خط��ط ال�ش��هيد امل��داين القتح��ام موق��ع‬ ‫ع�س��كري مل يك��ن موقع��ا ا�س�تراتيجيا‬ ‫�أو ذات طاب��ع ه��ام ‪ ,‬لك��ن كان اله��دف‬ ‫م��ن اقتحام��ه واراد م��ن خ�لال ذل��ك‬ ‫تعزي��ز معنويات الأفراد و�إ�ش��عارهم‬ ‫�أن مبقدوره��م ويف متناوله��م‬ ‫�أن ي�صنع��وا االنت�ص��ار و�أن‬ ‫با�س��تطاعتهم �أن يقتحم��وا‬ ‫مواقع ع�سكرية �أكرب و�أهم‪,‬‬ ‫وعن��د تنفي��ذ الربوف��ة‬

‫كان��ت روحي��ة املجاهدي��ن اجلهادي��ة مرتفع��ة ويف �أرق��ى‬ ‫م�س��توى وبع��د يوم�ين م��ن التهيئ��ة امل�س��بقة وباحلف��اظ‬ ‫عل��ى تل��ك املعنوي��ات ت�س��ابق املجاه��دون يف �إ�س��قاط �أه��م‬ ‫املواق��ع اال�س�تراتيجية م��ن املنظ��ور الع�س��كري وب�أب�س��ط‬ ‫طرق الو�سائل والتخطيط الذي كر�س قواعدها ال�شهيد‬ ‫«�أب��و احل�س��ن» وف��ق م��ا رواه الل��واء الرك��ن عبداحلكي��م‬ ‫اخليواين رئي�س جهاز الأمن واملخابرات‪.‬‬ ‫ولع��ل املتاب��ع ق��د يتفاج ��أ ع��ن عظم��ة ه��ذا القائ��د وما‬ ‫يحمله من حر�ص كبري على رجال امل�سرية القر�آنية فقد‬ ‫و�ض��ع �أي�ض��ا �ضم��ن تكتيك��ه الأول �أنه ال يري��د قتل»جنود‬ ‫ال�س��لطة» بق��در م��ا كان يري��د �إجباره��م عل��ى االن�س��حاب‬ ‫من بيوت املواطنني الذين حولوها �إىل ثنكات ع�س��كرية‪,‬‬ ‫وه��ذا نت��اج �إميان مطلق ب�أن معركة امل�ش��روع القر�آين مع‬ ‫�أعداء الأمة ولي�س مع �أدواتهم �أيا كانت‪.‬‬ ‫�أم��ا امل�س��ار الث��اين فق��د حت��رك م��ن خ�لال تنفي��ذ‬ ‫هجم��ات ناجع��ة عل��ى نق��اط مترك��ز ق��وات ال�س��لطة‬ ‫يف �ضحي��ان وا�س��تطاع خالله��ا تفكي��ك مركزي��ة‬ ‫ال�س��يطرة ب�ش��كل ع��ام‪� ,‬أم��ا امل�س��ار الثال��ث فق��د كان‬

‫اجلزء الثاين‬

‫يرتك��ز عل��ى تنفي��ذ ا�س��تهداف املجاه��دون عملي��ات‬ ‫تطه�ير لل�ش��وارع وامل��زارع‪ ,‬وخاللها برز املداين قائداً‬ ‫فذاً وحمارباً �ش��جاعاً يتحلى بامل�س��ارعة واملبادرة وقدم‬ ‫م��ن خالله��ا النموذج م��ع بقية رفاقه على ك�س��ب حرب‬ ‫املدن‪ ،‬حيث �أن مثل هذه احلرب حتتاج على �إملام وا�سع‬ ‫وكب�ير ومبا�ش��رة يف م�س��رحها القت��ايل والعمليات��ي‪,‬‬ ‫فتحول��ت الدباب��ات وامل�صفح��ات واملجن��زرات �إىل �صي��د‬ ‫�س��هل ل�ضرب��ات املجاهدين‪.‬‬ ‫و�إزاء ه��ذه التجرب��ة الت��ي تكلل��ت بف�ض��ل اهلل و�أم��ام‬ ‫ال�ش��واهد العملي��ة خل���ص ال�ش��هيد امل��داين �إىل جمموعة‬ ‫مب��ادئ ع�س��كرية وموجه��ات يف حما�ض��رة زاخ��رة ر�س��مت‬ ‫م�س��ار انت�ص��ارات لأن�ص��ار اهلل يف ح��رب امل��دن ور�س��مت‬ ‫مالم��ح مرحل��ة جديدة عنوانها الن�صر والثبات ترجمها‬ ‫معرك��ة الت�ص��دي للزح��ف الذي �س��مي ب(اليوم الأ�س��ود)‬ ‫يف �آل ال�صيفي‪.‬‬ ‫وله��ذا يوج��ه ال�ش��هيد امل��داين تو�صي��ات م��ن‬ ‫خ�لال التجارب امليدانية لعن�صر املباغتة واملفاج�أة‬ ‫فيق��ول‪ :‬ت�أخر املعلومة يف ميدان املعركة قد يعر�ض‬ ‫املقاتل�ين لهج��وم مدمر من الع��دو‪ ,‬يف حال ارتبطت‬ ‫برتتيبات مفاجئة له‪ ,‬و�سرعة تبادلها بني املجاهدين‪,‬‬ ‫�أو �إب�لاغ املخت���ص به��ا للتعام��ل معه��ا ميداني �اً يف�ش��ل‬ ‫خطة العدو وخمططه»‪.‬‬ ‫سر عبقرية القائد المداني‬

‫مل تك��ن ه��ذه العبقري��ة الع�س��كرية الوا�س��عة الت��ي‬ ‫ت�س��ري يف دم��اء امل��داين ولي��دة حلظته��ا‪ ,‬وم��ا ينبغ��ي‬ ‫للجمي��ع فهم��ه �أن �س��ر ه��ذه العبقري��ة ه��ي نت��اج �أم��ور‬ ‫عديدة يف مقدمتها الوالء العملي ال�صادق هلل ولر�سوله‬ ‫و�أع�لام اله��دى م��ن �آل بي��ت نبي��ه‪ ,‬والت�ش��بع بالثقاف��ة‬ ‫القر�آني��ة‪ ,‬وه��ذا ه��و ال�س��بب والعام��ل الأ�سا�س��ي ال��ذي‬ ‫مين��ح املجاه��د الكث�ير من املع��ارف والعل��وم والتوفيق‬ ‫والت�أييد والعون الإلهي‪.‬‬ ‫السيد القائد يفصح عن مصدر‬ ‫االستراتيجية العسكرية‬ ‫للمسيرة القرآنية ‪:‬‬

‫يق��ال �أن ال�س��يد القائ��د عبدامللك‬ ‫ب��در الدي��ن احلوث��ي ق��ال‪� :‬أن كل‬ ‫م��ا لدينا من اال�س�تراتيجيات يف‬ ‫احلرب هو جزء مما ا�س��تفدناه‬ ‫م��ن ال�ش��هيد القائ��د ال�س��يد‬ ‫ح�س�ين و�أب��و ح�س��ن ه��و‬ ‫التلمي��ذ ال��ذي ا�س��تقى‬

‫الكث�ير م��ن املع��ارف يف مي��دان املعرك��ة عل��ى ي��دي العل��م‬ ‫القائ��م ال�س��يد عبداملل��ك ب��در الدي��ن احلوث��ي‪ -‬يحفظ��ه‬ ‫اهلل‪.-‬‬ ‫المداني يخوض المعركة السياسية‬

‫انته��ت احلرب الرابع��ة وو�ضعت �أوزارها بعد امتدادها‬ ‫م��ن يناي��ر حت��ى يوني��و‪2007‬م حي��ث رعت قط��ر اتفاقاً‬ ‫للم�صاحلة بني ال�سلطة و�أن�صار اهلل‪ ,‬يف اجتماعات جلان‬ ‫الو�س��اطة وامل�صاحل��ة كان ط��ه امل��داين حا�ض��راً يف ه��ذا‬ ‫املي��دان يحل��ل وير�س��م مالم��ح امل�س��تقبل‪ ,‬وفق م��ا و�صفه‬ ‫الل��واء الرك��ن ج�لال الروي�ش��ان نائ��ب رئي���س جمل���س‬ ‫الوزراء ل�ش�ؤون الدفاع والأمن‪.‬‬ ‫غ�ير �أن ال�س��لطة تخل��ت ع��ن بن��ود االتف��اق امللزم��ة‬ ‫للطرف�ين وظل��ت �ش��هوراً متاطل يف تنفي��ذ �أي من بنوده‪,‬‬ ‫وقام��ت بع��دة خروق��ات متتالي��ة حماول��ة بذلك ا�س��تعادة‬ ‫و�ضعه��ا العمليات��ي والقتايل ومتو�ضعها من جديد حتت‬ ‫يافط��ة الرغب��ة بال�س�لام يف الوق��ت ال��ذي كان �أن�صار اهلل‬ ‫ق��د نف��ذوا ان�س��حابهم م��ن ‪ 56‬موقع �اً و�أفرج��وا عم��ن‬ ‫لديه��م م��ن الأ�س��رى‪ ,‬لتد�ش��ن ال�س��لطة تفج�ير احل��رب‬ ‫اخلام�س��ة بدراج��ة مفخخ��ة وبطريق��ة وح�ش��ية جدي��دة‬ ‫ا�س��تهدفت به��ا جام��ع �س��لمان يف مدين��ة ال�س�لام املثخن��ة‬ ‫بجراح �أربعة حروب متعاقبة‪ ,‬وعلى الفور حترك ال�شهيد‬ ‫املداين ملواجهة التحديات اجلديدة وبا�شر مع جماميعه‬ ‫ب�شن هجوم خاطف وا�سع على كل املواقع والثنكات يف �آل‬ ‫احلماطي ومت تطهريها يف �أربعة �أيام فقط‪.‬‬ ‫مجزرة الدبابات والهزيمة النفسية‬

‫مث��ل ه��ذا التق��دم اخلاط��ف هزمي��ة نف�س��ية كب�يرة‬ ‫لق��وات ال�س��لطة و�أحب��ط الآالف م��ن ع�س��اكرها م��ا‬ ‫دفعه��م �إىل اله��روب واالن�س��حاب وج��ر �أذي��ال الهزمي��ة‬ ‫النك��راء‪ ,‬و�إث��ر ه��ذه الهزمي��ة ا�ضط��رت ال�س��لطة‬ ‫لتعوي���ض املعنوي��ات املنه��ارة يف �أفئ��دة جنوده��ا �إىل‬ ‫�إ�ش��اعة مقت��ل القائ��د امليداين لأن�ص��ار اهلل يف �ضحيان‪,‬‬ ‫ومل تك��ن الإ�ش��اعة ه��ي الأوىل بح��ق ه��ذا القائ��د الذي‬ ‫م�ل�أ �إ�س��مه قل��وب اجلن��ود و�أ�ص��اب قادته��ا بالرع��ب‬ ‫والهل��ع‪ ,‬لتتعر���ض ع�ش��رات الدباب��ات ملج��زرة ك�برى‬ ‫�أثن��اء حماولته��ا �ش��ن هج��وم جديد عل��ى املدين��ة‪ ,‬فيما‬ ‫كان �أب��و احل�س��ن ورفاق��ه يكمن��ون له��ا ب�أ�س��لحة بدائي��ة‬ ‫ويف منطق��ة مفتوح��ة وحت��ت �س��ماء تغطيه��ا طائ��رات‬ ‫الإف ‪ 15‬وينج��زون م��ا ع��رف مبج��زرة الدبابات حتى‬ ‫�أن��ه بل��غ ع��دد الآلي��ات الت��ي تفج��رت يف تل��ك املعرك��ة‬ ‫‪� 65‬آلي��ة‪ ,‬وكان لل�ش��هيد امل��داين ال��دور الأب��رز يف هذه‬ ‫املعرك��ة وكان �أح��د املخططني لها‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫االثنين ‪ 21‬رمضان ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 3‬مايو ‪2021‬م‬

‫تحليل‬

‫اخل�سارة الكربى يف تاريخ الأمة‬ ‫املنهج وال�ق�ي��ادة ��ش��رط��ان �أ�سا�سيان متالزمان‬ ‫ل�صالح الأمة وفالحها وقد تكفل اهلل ‪�-‬سبحانه‬ ‫وتعاىل‪ -‬بهذين ال�شرطني ف�أنزل املنهج (القر�آن‬ ‫الكرمي) وتكفل بحفظه من �أي حتريف �أو تبديل‬ ‫وبال�شكل ال��ذي يكون �صاحلاً لكل زم��ان ومكان‬ ‫وا�صطفى القيادة و�أهلها على م�ستوى عايل جدا‬ ‫من الرقي والكمال ومهد لها ب�آيات كثرية بني‬ ‫فيها تلك امل�ؤهالت ويف مقدمتها الرحمة بالأمة‬ ‫وخ��ا��ص��ة امل�ست�ضعفني م�ن�ه��ا‪ ،‬وال���ص�ل��ة الوثيقة‬ ‫ب ��اهلل ‪��-‬س�ب�ح��ان��ه وت �ع��اىل‪ -‬و� �ش��دة اخل ��وف م�ن��ه‪،‬‬ ‫والقدرة الفائقة على ال�صرب والتحمل‪ ،‬والت�أكيد‬ ‫على �أنها قيادة تدلك على احل��ق‪ ،‬وتو�صلك �إىل‬ ‫اجلنة‪ ،‬وكلها �شروط �أ�سا�سية يف القيادة الربانية‬ ‫احلقيقية قال تعاىل‪َ ( :‬وي ُْط ِعمُو َن َّ‬ ‫الطعَا َم َعلَى‬ ‫ن��ا ُن ْط ِع ُمك ْمُ‬ ‫حُ ِّب ِه مِ ْ�سكِيناً َو َيتِيماً َو�أَ�سِ رياً (‪� )8‬إِ مَّ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ِل�وَجْ � ِه اللهَّ ِ َال ُنرِي ُد مِ ن ُك ْم جَ � َزا ًء َو َال ُ�شكورا (‪)9‬‬ ‫�إِ َّنا َن َخ ُ‬ ‫اف مِ ن َّر ِّب َنا َيوْماً َعبُو�ساً َق ْم َطرِيراً (‪)10‬‬ ‫َف � َو َق��ا ُه � ُم اللهَّ ُ �� َ�ش� َّر َذ ِل � َ�ك ال � َي � ْو ِم َو َل � َّق��ا ُه � ْم َن��ْ��ض� َر ًة‬ ‫وَ�سُ ُروراً (‪ )11‬وَجَ َزاهُم مِبَا �صَ برَ ُوا جَ َّن ًة وَحَ رِيراً)‬ ‫(الإن�سان �آية‪ )12‬ثم وجه الأم��ة �أن تتوىل تلك‬ ‫القيادة امل�صطفاة التي �ستقيم الدين فعال قال‬ ‫تعاىل‪�( :‬إِ مَّ َ‬ ‫ن��ا َو ِل ُّي ُك ُم اللهَّ ُ َورَ�سُ و ُل ُه وَا َّلذ َ‬ ‫ِين �آ َم ُنوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ا َّل � ِذي� َ�ن ُي� ِق�ي� ُم��ون ال��َّ��ص�لاة َو ُي ��ؤت ��ون ال �زك��اة َو ُه � ْم‬ ‫رَا ِكعُو َن) (املائدة �آية ‪ ،)55‬و�أخريا جاء التوجيه‬ ‫ب�صورة �أكرث �سخونة و�صرامة للر�سول ‪�-‬صلوات‬ ‫اهلل عليه وعلى �آله‪ -‬ب�أن يبلغ �أمته بالقرار الإلهي‬ ‫يف اخ�ت�ي��ار الإم� ��ام ع�ل��ي ‪-‬ع�ل�ي��ه ال���س�لام‪ -‬خليفة‬ ‫ل��ر��س��ول��ه يف ق �ي��ادة الأم ��ة ق��ال ت �ع��اىل‪َ ( :‬ي ��ا �أَ ُّي � َه��ا‬ ‫الرَّ�سُ و ُل َب ِّل ْغ مَا �أُن ِز َل �إِ َل ْي َك مِ ن َّرب َِّك َو�إِن مَّ ْ‬ ‫ل َت ْفع َْل‬ ‫ا�س �إِ َّن اللهَّ َ‬ ‫َفمَا َب َّل ْغ َت رِ�سَ ا َل َت ُه َواللهَّ ُ َيع ِْ�صم َُك مِ َن ال َّن ِ‬ ‫َال َي ْهدِي ال َق ْو َم ال َكا ِفر َ‬ ‫ِين) (املائدة �آية ‪.)67‬‬ ‫وتفاعل الر�سول ‪�-‬صلوات اهلل عليه وعلى �آله‪-‬‬ ‫مع التوجيه الرباين مبا يتالءم معه من اجلدية‬ ‫ويف مرا�سيم نبوية حارة �إن �صح التعبري يف غدير‬ ‫خم �أثناء العودة من حجة الوداع و�أمام ما يقارب‬ ‫مائة �أل��ف من كافة البلدان الإ�سالمية �آن ذاك‬ ‫ويف وق��ت الظهرية وال�شم�س تلفح الوجوه ومن‬ ‫فوق �أقتاب الإبل عال ر�سول اهلل �صلوات اهلل عليه‬ ‫وعلى �آله ونادى علياً �أن يقف بجانبه و�أم�سك يد‬ ‫علي عليه ال�سالم ورفعها خماطباً النا�س بكل‬ ‫و�ضوح (م��ن كنت م��واله فهذا علي م��واله اللهم‬ ‫وايل م��ن وااله وع� ��ادي م��ن ع� ��اداه وان���ص��ر من‬ ‫ن�صره و�أخ��ذل من خذله‪� ..‬أال فليبلغ حا�ضركم‬ ‫غائبكم �أال هل بلغت اللهم ف�أ�شهد) وهكذا جاء‬ ‫اال�صطفاء الإلهي لهذه القيادة العظيمة وا�ضحاً‬ ‫نا�صعاً ال غبار عليه‪.‬‬ ‫يف الوقت ال��ذي ك��ان ر�سول اهلل ‪�-‬صلوات اهلل‬ ‫عليه وعلى �آل��ه‪ -‬قد رب��ى الأم��ة وو�ضع املنهجية‬ ‫ب��ال���ش�ك��ل ال ��ذي ت�خ�ل��ق ��س��اح��ة ل�ل�ع�ظ�م��اء ب�ع��د �أن‬ ‫طهر عا�صمة دول��ة الإ� �س�لام م��ن ف�ساد اليهود‬ ‫ورج�سهم وكبل �أي��دي املنافقني بامل�ستوى الذي‬ ‫�صاروا ال ميثلون �أية خطورة على الإ�سالم وقطع‬ ‫داب��ر ال�شرك من اجلزيرة العربية و�أح��دث نقلة‬ ‫نوعية ب��الأم��ة بعد �أن بناها بنية جهادية قوية‬ ‫كانت غ��زوة تبوك فاحتتها نحو عاملية الر�سالة‬

‫ليكن جي�ش �أ�سامة بن زيد بن حارثة ‪-‬ر�ضي اهلل‬ ‫عنهما‪� -‬أول خطواتها نحو ذلك العامل الوا�سع لو‬ ‫�أطاعوا ر�سول اهلل و�أنفذوه لكن القوم قد �سقط‬ ‫يف �أيديهم فتململوا والر�سول �صلوات اهلل عليه‬ ‫وع�ل��ى �آل��ه يحثهم وي��دع��وه��م على �إن �ف��اذ جي�ش‬ ‫�أ��س��ام��ة ومل��ا تبني �شتاتهم وخمافتهم ق��ال وهو‬ ‫على ف��را���ش مر�ضه (ائ �ت��وين بقلم ودواة �أكتب‬ ‫لكم كتاباً ال ت�ضلوا بعده) ق��ال عمر دع��وه ف�إنه‬ ‫يهجر ومل ي�ك��د ر� �س��ول اهلل ‪��-‬ص�ل��وات اهلل عليه‬ ‫وعلى �آل��ه‪ -‬يفارق احلياة حتى ا�ستقر �أمرهم يف‬ ‫�سقيفة بني �ساعدة على االنقالب على الر�سول‬ ‫والر�سالة ومت تن�صيب �أبوبكر ب��د ًال من علي بن‬ ‫�أب��ي طالب ‪-‬عليه ال�سالم‪ -‬ال��ذي الزال��ت حادثة‬

‫الغدير حديث جمال�سهم‪.‬‬ ‫وحينما �أق���ص��ي الإم ��ام علي عليه ال���س�لام من‬ ‫ال�سلطة �أق�صي ال�ق��ر�آن معه تلقائياً من الواقع‬ ‫ال�ع�م�ل��ي ل�ل�أم��ة لأن ��ه ه��و ق��ري��ن ال �ق��ر�آن ك�م��ا يف‬ ‫الأحاديث املروية عن ر�سول اهلل �صلوات اهلل عليه‬ ‫وعلى �آل��ه (علي مع ال�ق��ر�آن وال�ق��ر�آن مع علي)‪،‬‬ ‫(علي مع احلق واحلق مع علي يدور معه حيثما‬ ‫دار)‪ ،‬وقوله (ياعمار �إن عليا لن يدلك على ردى‬ ‫ولن يردك عن هدى)‪.‬‬ ‫وعندما �أق�صي القائد الرباين والتلميذ النبوي‬ ‫و�أق�صي معه القر�آن الكرمي املنهج الإلهي الذي‬ ‫ال فوز للأمة �إال بال�سري عليه انحرفت الأمة عن‬ ‫الطريق الذي ر�سمه اهلل ور�سوله لها فتعرجت بها‬

‫امل���س��ال��ك ب�ين م��زال��ق ال�ضالل‬ ‫ودهاليز اجل��ور والقهر فتاهت‬ ‫يف وه � ��اد ال �ظ �ل��م واال� �س �ت �ب��داد‬ ‫وت�خ�ب�ط��ت يف � �ص �ح��ارى ال�ت�ي��ه حتى‬ ‫و�صل بها هذا االنحراف �إيل التعدي‬ ‫على ذلك الرجل العظيم الذي بذل‬ ‫حياته جهاداً يف �سبيل عزتها ورفعتها‬ ‫وعلو �ش�أنها وامتدت �إليه يد الغدر التي �أ�شقت‬ ‫بقتله �أمتنا �إىل هذا اليوم‪ ،‬و�إىل جانب خ�سرانها‬ ‫لأثر دين اهلل يف واقعها خ�سرت قائداً كان �سيوطد‬ ‫بكماله الإمياين قبل �سيفه �أركان هذا الدين يف‬ ‫م�شارق الأر�ض ومغاربها‪ ،‬وتكون هي قائدة العامل‬ ‫بد ًال من تخبطها يف وحل الذلة والتبعية‬

‫واال�ستكانة ملن �ضرب اهلل عليهم الذلة وامل�سكنة‪،‬‬ ‫وب��ال�ت��ايل ف ��إن تغييب الإم ��ام علي عليه ال�سالم‬ ‫�شخ�صاً و�سلوكاً ومنهجاً وقدوة وقائداً من واقع‬ ‫الأم ��ة ي�ع��د ب�لا م �ن��ازع �أك�ب�ر خ���س��ارة ب�ع��د رحيل‬ ‫ر�سول اهلل �صلوات اهلل عليه وعلى �آله منيت بها‬ ‫�أمتنا منذ فجر تاريخها و�إىل اليوم‪.‬‬

‫ذكرى ا�ست�شهاد الإمام علي عليه ال�سالم‬ ‫يف مثل هذا اليوم التا�سع ع�شر من رم�ضان‪� ،‬سنة (‪40‬هـ)‬ ‫ا�س ُت�شهد �أم�ير امل�ؤمنني الإم��ام علي بن �أب��ي طالب ‪-‬عليه‬ ‫ال���س�لام‪ -‬ع��ن عمر ‪� 63‬سنة‪ ،‬على ي��د �أ�شقى النا�س عبد‬ ‫الرحمن بن ملجم‪ ،‬لتحل �أعظم فاجعة على امل�سلمني بعد‬ ‫فقد النبي حممد �صلى اهلل عليه و�آله و�سلم‪.‬‬ ‫تلك الفاجعة التي خطط لها �أ�شقى الأ�شقياء عبدالرحمن‬ ‫ب��ن ملجم امل ��رادي يف مكة م��ع نفر م��ن �أ�صحابه اخل��وارج‬ ‫ال��ذي��ن تعاهدوا �أن يقتلوا ك� ً‬ ‫لا م��ن �أم�ير امل�ؤمنني الإم��ام‬ ‫علي بن �أبي طالب عليه ال�سالم ‪ ،‬ومعاوية ابن �أبي �سفيان‬ ‫وعمرو بن العا�ص ‪ ،‬فكان �أمري امل�ؤمنني الإمام علي بن �أبي‬ ‫طالب ‪-‬عليه ال�سالم ‪ ،-‬من ح�صة ال�شقي ابن ملجم (لعنه‬ ‫اهلل) الذي تكفل ب�إزهاق روحه‪.‬‬ ‫و�أق�ب��ل اب��ن ملجم بعد ذل��ك االت�ف��اق حتى ق��دم الكوفة‪،‬‬ ‫فلقي بها �أ�صحابه وكتمهم �أمره‪ ،‬وطوى عنهم ما تعاقد هو‬ ‫و�أ�صحابه عليه مبكة من قتل �أمري امل�ؤمنني ‪-‬عليه ال�سالم‪-‬‬ ‫خمافة �أن ينت�شر‪ ،‬وزار رج ً‬ ‫ال من �أ�صحابه ذات يوم من بني‬ ‫تيم الرباب‪ ،‬ف�صادف عنده قطام بنت الأخ�ضر‪ ،‬من بني تيم‬ ‫الرباب‪.‬‬ ‫وكان الإمام ‪-‬عليه ال�سالم‪ -‬قتل �أخاها و�أباها بالنهروان‪،‬‬ ‫فلما ر�آها �شغف بها‪ ،‬وا�شتد �إعجابه فخطبها‪ ،‬فقالت له‪ :‬ما‬ ‫الذي ت�سمي يل من ال�صداق؟ فقال‪ :‬احتكمي ما بدا لك‪،‬‬ ‫فقالت‪� :‬أحتكم عليك ثالثة �آالف درهم وو�صيفا وخادما‪،‬‬ ‫و�أن تقتل علي بن �أبي طالب‪.‬‬ ‫ق��ال��ت ل��ه‪ :‬ف��أن��ا طالبة ل��ك بع�ض م��ن ي�ساعدك على هذا‬ ‫ويقويك ث��م‪ ،‬بعثت �إىل وردان ب��ن جم��ال��د‪� ،‬أح��د بني تيم‬ ‫الرباب‪ ،‬فخربته اخلرب‪ ،‬و�س�ألته معاونة ابن ملجم‪ ،‬فتحمل‬ ‫لها ذلك‪.‬‬ ‫وخرج ابن ملجم‪ ،‬ف�أتى رجال من �أ�شجع‪ ،‬يقال له �شبيب‬ ‫ب��ن ب�ح�يرة‪ ،‬وق��ال ل��ه‪ ،‬ي��ا �شبيب‪ ،‬ه��ل ل��ك يف ��ش��رف الدنيا‬ ‫والآخ� ��رة؟ ق��ال‪ :‬وم��ا ذاك ق��ال‪ :‬ت�ساعدين على قتل علي‬ ‫نكمن له يف امل�سجد الأعظم ف�إذا خرج ل�صالة الفجر فتكنا‬ ‫ب��ه‪ ،‬و�شفينا �أنف�سنا منه‪ ،‬و�أدرك�ن��ا ث��أرن��ا‪ ،‬فلم ي��زل به حتى‬ ‫�أجابه‪.‬‬ ‫ف�أقبل به حتى دخال على قطام‪ ،‬وهي معتكفة يف امل�سجد‬ ‫الأعظم‪ ،‬قد �ضربت لها قبة‪ ،‬فقاال لها‪ :‬قد �أجمع ر�أينا على‬ ‫قتل هذا الرجل‪ ،‬قالت لهما‪ :‬ف�إذا �أردمتا ذلك فالقياين يف‬

‫هذا املو�ضع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فان�صرفا من عندها‪ ،‬فلبثا �أياما ثم �أتياها‪ ،‬ومعهما وردان‬ ‫بن جمالد‪ ،‬الذي كلفته م�ساعدة ابن ملجم‪ ،‬وذلك يف ليلة‬ ‫اجل�م�ع��ة لت�سع ع���ش��رة ليلة خ�ل��ت م��ن �شهر رم���ض��ان �سنة‬ ‫�أربعني‪ ،‬فدعت لهم بحرير فع�صبت به �صدورهم‪ ،‬وتقلدوا‬ ‫�سيوفهم‪ ،‬وم�ضوا فجل�سوا مقابل ال�سدة التي ك��ان يخرج‬ ‫منها علي ‪-‬عليه ال�سالم‪� -‬إىل ال�صالة‪.‬‬ ‫وع��ن ال�شريف الر�ضي رحمه اهلل ق��ال‪( :‬وب�إ�سناد مرفوع‬ ‫�إىل احل�سن بن �أبي احل�سن الب�صري قال‪� :‬سهر علي ‪-‬عليه‬ ‫ال���س�لام‪ -‬يف الليلة التي �ضرب يف �صبيحتها‪ ،‬ف�ق��ال‪� :‬إين‬ ‫مقتول لو قد �أ�صبحت فجاء م�ؤذنه بال�صالة فم�شى قلي ً‬ ‫ال‬ ‫فقالت ابنته زينب يا �أمري امل�ؤمنني مر جعدة ي�صلي بالنا�س‬ ‫فقال‪ :‬ال مفر من الأجل ثم خرج‪.‬‬ ‫ويف حديث �آخر قال‪ :‬جعل ‪-‬عليه ال�سالم‪ -‬يعاود م�ضجعه‬ ‫فال ينام‪ ،‬ثم يعاود النظر يف ال�سماء‪ ،‬ويقول‪ :‬واهلل ما كذبت‬ ‫وال كذبت‪ ،‬و�إنها الليلة التي وع��دت‪ ،‬فلما طلع الفجر �شد‬ ‫�إزاره وهو يقول‪:‬‬ ‫�أ�شدد حيازميك للموت‬ ‫ف�إن املوت القيكا‬ ‫وال تـجـزع مـن املـوت‬ ‫و�إن حــل بواديكا‬ ‫وروى �أنه ملا دخل �شهر رم�ضان كان �أمري امل�ؤمنني ‪-‬عليه‬ ‫ال�سالم‪ ، -‬يتع�شى ليلة عند احل�سن وليلة عند عبد اهلل بن‬ ‫العبا�س فكان ال يزيد على ثالث لقم فقيل له يف ليلة من‬ ‫الليايل ما لك ال ت�أكل؟ فقال‪ :‬ي�أتيني �أمر ربي و�أنا خمي�ص‬ ‫�إمنا هي ليلة �أو ليلتان ف�أ�صيب‪.‬‬ ‫وروي �أن �أم�ي�ر امل ��ؤم �ن�ين مل��ا �أراد اخل ��روج م��ن ب�ي�ت��ه يف‬ ‫ال�صبيحة التي �ضرب فيها خرج �إىل �صحن الدار ا�ستقبلته‬ ‫الإوز ف�صحن يف وجهه فجعلوا يطردوهن‪ ،‬فقال دعوهن‬ ‫ف�إنهن �صوايح تتبعها نوايح‪ ،‬ثم خرج ف�أ�صيب‪ ،‬عليه ال�سالم‪.‬‬ ‫وخ��رج الإم��ام ‪-‬عليه ال�سالم‪ ، -‬و�صلى بالنا�س فبينما هو‬ ‫�ساجد �ضربه ال�شقي ابن ملجم على ر�أ�سه بال�سيف ف�صاح‬ ‫الإمام عليه ال�سالم “فزت ورب الكعبة”‪.‬‬ ‫وملا ُ�ضرب �أمري امل�ؤمنني ‪-‬عليه ال�سالم‪ -‬احتمل ف�أدخل داره‬ ‫فقعدت لبابة عند ر�أ�سه وجل�ست �أم كلثوم عند رجليه ففتح‬ ‫عينيه فنظر �إليهما فقال‪ :‬الرفيق الأع�ل��ى خري م�ستقرا‬

‫و�أح�سن مقيال‪.‬‬ ‫فنادت �أم كلثوم عبدالرحمن بن ملجم يا ع��دو اهلل قتلت‬ ‫�أمري امل�ؤمنني قال‪� :‬إمنا قتلت �أباك‪ ،‬قالت يا عدو اهلل �إين‬ ‫لأرج��و �أن ال يكون عليه ب��أ���س ق��ال لها ف ��أراك �إمن��ا تبكني‬ ‫عليه واهلل لقد �ضربته �ضربة لو ق�سمت بني �أه��ل الأر���ض‬ ‫لأهلكتهم ‪ ،‬و�أخذ ابن ملجم ف�أدخل على علي‪ ،‬فقال �أطيبوا‬ ‫طعامه‪ ،‬و�ألينوا فرا�شه‪ ،‬ف��إن �أع�ش ف�أنا ويل دم��ي‪ ،‬عفو �أو‬ ‫ق�صا�ص‪ ،‬و�إن مت ف�أحلقوه بي �أخا�صمه عند رب العاملني‪.‬‬ ‫و�صية �أمري امل�ؤمنني‬ ‫�أو�صى �أم�ير امل�ؤمنني علي بن اب��ي طالب ‪-‬عليه ال�سالم‪-‬‬ ‫ول��دي��ه الإم��ام�ين احل�سن واحل�سني بعد �أن �ضربه ا�شقى‬ ‫الآخرين عبدالرحمن بن ملجم وهو ي�صلي �صالة الفجر‬ ‫يف م�سجد الكوفة يف �شهر رم�ضان املبارك قائال‪:‬‬ ‫الل َو�أَ اَّل َت ْب ِغ َيا ال ُّد ْن َيا َو�إِنْ َب َغ ْت ُك َما َو اَل َت�أْ َ�س َفا‬ ‫و�صي ُك َما ِب َت ْقوَى هَّ ِ‬ ‫�أُ ِ‬ ‫َ‬ ‫َعلَى َ�ش ْ‏ي ٍء مِ ْنهَا ُزوِيَ َع ْن ُك َما َو ُق� اَ‬ ‫ِل ْج ِر‬ ‫�ول ِبالحْ َ ِّق وَاعْ َملاَ ل ْ أ‬ ‫َو ُكو َنا ل َّ‬ ‫ال َخ ْ�صماً َو ِل ْل َم ْظ ُلو ِم َع ْوناً‪.‬‬ ‫ِلظ مِ ِ‬ ‫اللَ‬ ‫و�صي ُك َما َو َجمِ ي َع َو َلدِ ي َو�أَهْ لِي َو َمنْ َبلَ َغ ُه ِك َتابِي ِب َت ْقوَى ِهّ‬ ‫�أُ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َو َن ْظ ِم �أ ْم� ِرك� ْم َو َ�ص ِح َذا ِت َب ْي ِن ُك ْم ف ��إِ ِيّن َ�سمِ ْعتُ َج َّدك َما �ص‬ ‫َي ُق ُ‬ ‫ال�ص َيا ِم‪.‬‬ ‫ول‪�َ :‬صلاَ ُح َذاتِ ا ْل َبينْ ِ �أَ ْف َ�ض ُل مِ نْ عَا َّم ِة َّ‬ ‫ال�صلاَ ِة َو ِّ‬ ‫الل هَّ َ‬ ‫هَّ َ‬ ‫الل فيِ ْ أَ‬ ‫ال ْي� � َت ��ا ِم َف�َل�ااَ ُت � ِغ � ُّب��وا َ�أ ْف� �وَا َه� � ُه� � ْم َو اَل ي َِ�ضي ُعوا‬ ‫الل هَّ َ‬ ‫ب َِح ْ�ض َر ِت ُك ْم َو هَّ َ‬ ‫ريا ِن ُك ْم َف�إِ َّن ُه ْم َو ِ�ص َّي ُة َن ِب ِّي ُك ْم مَا َزا َل‬ ‫الل فيِ جِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُو�صي ِب ِه ْم َح َّتى ظ َن َّنا �أ َّن ُه َ�س ُي َو ِّرث ُه ْم‬ ‫ي ِ‬ ‫الل هَّ َ‬ ‫َو هَّ َ‬ ‫الل فيِ ا ْل ُق ْر�آنِ اَل ي َْ�س ِب ُق ُك ْم بِا ْل َع َملِ ِب ِه َغيرْ ُ ُك ْم‪.‬‬ ‫الل هَّ َ‬ ‫ال�صلاَ ِة َف�إِ َّنهَا َع ُمو ُد دِي ِن ُك ْم َو هَّ َ‬ ‫الل هَّ َ‬ ‫َو هَّ َ‬ ‫الل فيِ َب ْيتِ‬ ‫الل فيِ َّ‬ ‫ل ُت َن َ‬ ‫َر ِّب ُك ْم اَل ُت َخ ُّلو ُه مَا َبقِي ُت ْم َف�إِ َّن ُه �إِنْ ُتر َِك مَ ْ‬ ‫اظ ُروا‪.‬‬ ‫الل هَّ َ‬ ‫َو هَّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الل فيِ الجْ ِ هَا ِد ِب�أَ ْموَا ِل ُك ْم و�أَ ْن ُف�سِ ُك ْم َو�أل�سِ َن ِت ُك ْم فيِ َ�سبِيلِ‬ ‫َا�صلِ َوال َّت َبا ُذلِ َو�إِ َّيا ُك ْم َو ال َّتدَا ُب َر َو ال َّت َق ُ‬ ‫اط َع‬ ‫هَّ ِ‬ ‫الل َو َعلَ ْي ُك ْم بِال َّتو ُ‬ ‫ت ُكوا ْ أَ‬ ‫اَل َت رْ ُ‬ ‫وف َوال َّنه َْي ع َِن المْ ُ ْن َك ِر َف ُيو ىَّ​َل َعلَ ْي ُك ْم‬ ‫ال ْم َر ِبالمْ َ ْع ُر ِ‬ ‫َ‬ ‫َلاَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�شِ َرا ُر ُك ْم ث َّم ت ْدعُون ف ي ُْ�ست َجابُ لك ْم”‪.‬‬ ‫ُث َّم َقا َل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‏”يَا َبنِي َع ْبدِ المْ ُ َّطلِبِ اَل �أ ْل ِف َي َّن ُك ْم َت ُخ ُ‬ ‫و�ضو َن ِد َم��ا َء المْ ُ ْ�سلِمِ َ‬ ‫ني‬ ‫ري المْ ُ�ؤْمِ ِن َ‬ ‫ني �أَ اَل اَل َت ْق ُت ُل َّن بِي �إِ اَّل َقا ِتلِي‪.‬‬ ‫َخ ْو�ضاً َت ُقو ُلو َن ُق ِت َل �أَمِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ا ْن ُظ ُروا �إِ َذا �أَ َنا مِ ُّت مِ نْ َ�ض ْر َب ِت ِه هَذِ ِه فا�ض ِربُو ُه �ض ْر َبة بِ�ض ْر َب ٍة‬ ‫الل �ص َي ُق ُ‬ ‫ول �إِ َّيا ُك ْم‬ ‫َو اَل تمُ َ ِّث ُلوا بِال َّر ُجلِ َف�إِ ِيّن َ�سمِ ْعتُ َر ُ�سو َل هَّ ِ‬ ‫َوالمْ ُ ْثلَ َة َو َل ْو بِا ْل َك ْلبِ ا ْل َع ُقورِ”‪.‬‬


‫تعاز‬ ‫ٍ‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫األحد ‪ 21‬رمضان ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 3‬مايو ‪2021‬م‬

‫‪15‬‬

‫تتقدم الإدارة العامة للتوجيه املعنوي‬ ‫والعالقات العامة بوزارة الداخلية ب�أ�صدق‬ ‫التعازي وعظيم املوا�ساة لأ�سرة‬

‫تغمد اهلل الفقيد بوا�سع الرحمة واملغفرة‬ ‫و�ألهم �أهله وذويه ال�صرب وال�سلوان‪..‬‬ ‫�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون‪.‬‬

‫يتقدم التوجيه املعنوي والعالقات العامة بوزارة الداخلية ب�أ�صدق التعازي وعظيم املوا�ساة لأ�سر �شهداء الواجب‬ ‫الذين قدموا �أرواحهم ً‬ ‫دفاعا عن الوطن يف معركة النف�س الطويل وهم‪:‬‬ ‫ال�شهيد العقيد‪ /‬عبدالويل عبداهلل العولقي العوا�ضي‪ -‬قوات الأمن املركزي‪ .‬ال�شهيد مالزم �أول‪ /‬ن�شوان عبدالعزيز القد�سي‪�-‬أمن حمافظة �صنعاء‪.‬‬ ‫ال�شهيد مالزم �أول‪ /‬حممد �أح�سن عجالن ‪ -‬قوات �شرطة النجدة‪.‬‬

‫ال�شهيد مالزم �أول‪� /‬صقر �صادق ج�سار ‪� -‬شرطة قوات النجدة‪.‬‬

‫ال�شهيد املجاهد‪� /‬أ�صيل نعمان حممد املجذوب ‪ -‬قوات الأمن املركزي‪.‬‬

‫ال�شهيد املجاهد‪ /‬جهم عبدالكرمي اجلمايل ‪ -‬قوات النجدة‪.‬‬

‫تغمد اهلل ال�شهداء بوا�سع الرحمة واملغفرة و�ألهم �أهلهم وذويهم ال�صرب وال�سلوان‪..‬‬ ‫�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون‪.‬‬


‫ما أحوجنا – أيها اإلخوة – إلى أن نستلهم من علي (صلوات‬ ‫الله عليه) الصبر على الحق‪ ،‬الصمود في مواجهة الباطل‪،‬‬ ‫استقبال العناء والشدائد بصدور رَحْ بَة‪ ،‬بعزائم قوية‪،‬‬ ‫بإرادات ال ُتقهر‪ ،‬برؤية واضحة‪ ،‬ببصيرة عالية فنكون ممن‬ ‫يحمل شعور علي حتى في لحظة االستشهاد‪ ،‬في لحظة‬ ‫اغتياله يرى نفسه مسرورًا ((فزت ورب الكعبة))‪.‬‬

‫يكتبها‪/‬‬

‫�سند ال�صيادي‬

‫الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ‪ -‬رضوان الله عليه‪.‬‬

‫األخيرة‬

‫العدد ‪1143‬‬

‫االثنين ‪ 21‬رمضان ‪1442‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 3‬مايو ‪2021‬م‬

‫حملة الإح�سان التي تنفذها الإدارة العامة للمرور خالل �شهر رم�ضان بتوزيع وجبات غذائية ومن�شورات تت�ضمن‬ ‫�إر�شادات وتعليمات مرورية ل�سائقي ال�سيارات يف عدد من �شوارع �أمانة العا�صمة‪.‬‬

‫المقاطعة اإلقتصادية‬ ‫وعي وجهاد‬ ‫ُ‬

‫الوجع الذي تحول غضبًا‬ ‫نطالب �أيَّ رئي�س للبالد يف احلا�ضر �أَو يف‬ ‫لن‬ ‫َ‬ ‫امل�ستقبل �إال �أن يكون �ص َّمـاداً‪َ ،‬وبد ًال عن �سرد قائمة‬ ‫من املعايري التي نطمح بها يف �شخ�صية الرئي�س‬ ‫الذي يجب �أن يكون‪ ..‬ف�سنختزلها بكلمة واحدة‪..‬‬ ‫“�شخ�صية ال�ص َّمـاد”‪َ ..‬وبها نكون قد �أح�سنا ال�سرد‬ ‫واالخت�صار َوجت��اوزن��ا معايري ف�ضفا�ضة املفردات‬ ‫مفرغة امل�ضمون‪.‬‬ ‫الرئي�س امل�ؤمُن �أمنوذجاً متكام ً‬ ‫ال‬ ‫كان هذا الرج ُل‬ ‫ُ‬ ‫حتتاجه َويحن‬ ‫للقائد الذي ظلت اليمن تفتقده َو ُ‬ ‫�أب��ن��ا�ؤه��ا �إل���ي���ه‪ ،‬ك���ان ُح��ل��م��اً م�تراك��م��اً ع�بر العقود‬ ‫اجلدباء املقفرة لهذا ال�شعب‪ ،‬ثم جاء دفع ًة واحدة‬ ‫يف ظ��روف ا�ستثنائية َوغ�ير م�سبوقة‪ ،‬ج��اء يف ظل‬ ‫�أ�شمل و�أو�ضح ا�ستهداف مرت به الأر�ض والهُـ ِو َّية‬ ‫وال�شعب اليمني‪ ،‬ويف �صفيح املواجهة الأكرب ترجل‬ ‫�سريعاً‪ ،‬جاء كالب�شارة‪َ ،‬ورحل كالفاجعة‪!.‬‬ ‫َوبرغم الوجع املحلي الذي ال ننكره َوال نتحرج‬ ‫كرئي�س وقائد‬ ‫من قوله‪ ،‬ذلك الذي �أحدثه رحيله‬ ‫ٍ‬ ‫�شجاع يف املواجهة للعدو بقدر �شجاعته يف املقارعة‬ ‫للف�ساد واملف�سدين‪َ ،‬وكرجل عملي �صادق يف عزمه‬ ‫ع��ل��ى ت��ن��ف��ي��ذ ر�ؤي�����ة وط��ن��ي��ة م�ستقبلية و���ش��ام��ل��ة‪،‬‬ ‫َوباعتباره ك��ان ق��ائ��داً حيوياً َون�شطاً يف َ‬ ‫حت ّركاته‬ ‫َوت��ع��دد جم��االت اهتمامه َوح�سن �إطاللته َوعمق‬ ‫مفردات كلماته َوخطاباته‪� ،‬إ�ضافة �إىل حزمة من‬ ‫القيم وال�سلوكيات التي ك��ان يتحلى بها َوي�شهد‬ ‫بها ُكـ ّل من عاي�شوه عن ق��رب‪َ ،‬وعلى ر�أ�سهم قائد‬ ‫امل�سرية القر�آنية التي تخرج منها ال�شهيد‪.‬‬ ‫�إال �أن ا�ست�شهاده مل ينتج هزمي ًة �أَو مينح لقاتليه‬ ‫ن�صراً ميدان ّياً‪َ ،‬وما �أراده القاتل من وراء جرميته‬ ‫تلك َومن عدوانه ُع ُمـو ًما على هذا الوطن مل ينله‬ ‫يف املح�صلة‪.‬‬ ‫نعم �أوجع اليمنيني عاطفياً َوفجعهم‪ ،‬لكن ذلك‬ ‫حبي�س الدموع والنواح‪ ،‬بل �أحيل‬ ‫الوجع مل يظل‬ ‫َ‬ ‫�إىل غ�ضب عارم‪َ ،‬وزاد من حدة املواجهة والردع َوما‬ ‫ناله العد ّو بعد موته كان �أ�شد تنكي ً‬ ‫ال مما كان يف‬ ‫حياته‪.‬‬ ‫ف�شلت ح�سابات العد ّو التاريخية هذه امل��رة مع‬ ‫اختالف ال��دواف��ع َوال��وع��ي ال�شعبي َواملنهج املتبع‪،‬‬ ‫ف��امل�����ش��روع ال���ذي �أراد �أن ي����و�أد مل ي��ك��ن ح�����ص��راً يف‬ ‫الرئي�س ال�شهيد‪ ،‬بل �إن ال�شهيد كان �أحد مناذجه‬ ‫و�أبرز خمرجاته التي ال تزال حا�ضرة يف حا�ضر ُكـ ّل‬ ‫ميني حر َو�شريف‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.