الحارس 1144 تصدرها الداخلية التوجيه المعنوي والعلاقات الأحد 18 شوال 1442هـ 30 مايو 2021م

Page 1

‫ال�سيد القائد خالل تد�شينه �أن�شطة املراكز ال�صيفية ‪1442‬هـ‪:‬‬

‫مهمة للعناية بالن�شء‪ ,‬والإ�سهام فيها مهم جد ًا‬

‫ت�صدر عن وزارة الداخلية اليمنية (التوجيه املعنوي والعالقات العامة)‬

‫�صفحة‬

‫‪16‬‬

‫األحد ‪ ١٨‬شوال ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ ٣٠‬مايو ‪2021‬م ‪ -‬العدد ‪١١٤٤‬‬

‫من فل�سطني �إىل اليمن‪..‬‬

‫قوى العدوان ال�صهيو�أمريكي‬

‫تتقا�سم الهزائم‬ ‫ال�سجون ال�سرية ‪..‬‬

‫الرئي�س يف خطابه مبنا�سبة العيد الـ‪ 31‬للوحدة اليمنية‬

‫الوحدة من القيم املتجذرة يف‬ ‫هوية وتاريخ ال�شعب اليمني‬

‫خالل زياراتهم العيدية لرجال‬ ‫الأمن املرابطني يف اجلبهات‪..‬‬

‫قيادات الداخلية ي�شيدون‬ ‫بيقظة الأجهزة الأمنية يف‬ ‫�إف�شال خمططات العدوان‬

‫ملف االحتالل الأ�سود‬ ‫باملحافظات اجلنوبية‬


‫‪02‬‬

‫العدد ‪1144‬‬

‫األحد ‪ 18 -‬شوال ‪ 1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 30‬مايو ‪2021‬م‬

‫أنشطة وفعاليات‬

‫احلوثي ي�ؤكد على �ضرورة �أن يتحمل اجلميع م�س�ؤولياتهم الدينية والوطنية‬

‫اجتماع موسع للمنظومة العدلية يشدد على أهمية استقالل القضاء‬ ‫متابعات‬

‫ر�أ���س ع�ضو املجل�س ال�سيا�سي الأعلى رئي�س املنظومة‬ ‫العدلية حممد علي احلوثي‪ ،‬اجتماعاً مو�سعاً للمنظومة‬ ‫العدلية بح�ضور رئي�س جمل�س الق�ضاء الأعلى القا�ضي‬ ‫�أحمد يحيى املتوكل ورئي�س املحكمة العليا القا�ضي ع�صام‬ ‫ال�سماوي‪ ،‬ون��واب رئي�س ال��وزراء ل�ش�ؤون الدفاع والأم��ن‬ ‫ال �ف��ري��ق ال��رك��ن ج�ل�ال ال��روي �� �ش��ان‪ ،‬و�� �ش� ��ؤون اخل��دم��ات‬ ‫والتنمية الدكتور ح�سني مقبويل‪ ،‬وال�ش�ؤون االقت�صادية‬ ‫وزير املالية الدكتور ر�شيد �أبو حلوم‪.‬‬ ‫ناق�ش االجتماع الذي �ضم وزير العدل القا�ضي نبيل‬ ‫العزاين والنائب العام القا�ضي الدكتور حممد الديلمي‬ ‫ووزير الإدارة املحلية علي القي�سي‪ ،‬ونائب وزير الأ�شغال‬ ‫املهند�س حممد الذاري‪ ،‬ورئي�س هيئة التفتي�ش الق�ضائي‬ ‫ال�ق��ا��ض��ي �أح �م��د ال���ش�ه��اري و�أم�ي�ن ع��ام جمل�س الق�ضاء‬ ‫القا�ضي �سعد هادي ونائب رئي�س جهاز الأمن واملخابرات‬ ‫اللواء عبدالقادر ال�شامي واملفت�ش العام بوزارة الداخلية‬ ‫ال�ل��واء عبداحلميد امل��ؤي��د ووكيل وزارة العدل القا�ضي‬ ‫�أح�م��د اجل��رايف وحم��ام��ي ع��ام الأم ��وال العامة القا�ضي‬ ‫جم��اه��د �أح �م��د‪ ،‬ال�ق���ض��اي��ا وامل��وا� �ض �ي��ع ال �ه��ام��ة املتعلقة‬ ‫مب�صفوفة املنظومة العدلية يف �إطار ما ت�ضمنته الر�ؤية‬ ‫الوطنية لبناء ال��دول��ة اليمنية احلديثة‪ ،‬على م�ستوى‬ ‫�أمانة العا�صمة وجميع حمافظات اجلمهورية‪.‬‬ ‫ويف االج �ت �م ��اع‪ ،‬ال� ��ذي � �ش ��ارك ف �ي��ه �أم�ي��ن ال�ع��ا��ص�م��ة‬ ‫وحم��اف�ظ��و امل�ح��اف�ظ��ات وم ��دراء �أم��ن ور�ؤ� �س��اء ا�ستئناف‬ ‫املحاكم والنيابات بالأمانة واملحافظات ورئي�س الهيئة‬ ‫العامة للأرا�ضي القا�ضي عبدالعزيز العن�سي ورئي�س‬ ‫الهيئة العامة للزكاة ال�شيخ �شم�سان �أبو ن�شطان ورئي�س‬ ‫جلنة الأرا�ضي يف القوات امل�سلحة وممثل الهيئة العامة‬ ‫للأوقاف‪� ،‬أكد ع�ضو املجل�س ال�سيا�سي الأعلى‪� ،‬ضرورة �أن‬

‫يتحمل اجلميع م�س�ؤولياتهم الدينية والوطنية‪� ،‬سواء‬ ‫على م�ستوى ال�ق�ي��ادات العليا يف ال��دول��ة �أو املحافظات‬ ‫�أو امل��دي��ري��ات يف تنفيذ امل�ه��ام امل�ل�ق��اة على عاتقهم وفق‬ ‫القوانني النافذة‪ ،‬وعلى �ضوء م�صفوفة الأعمال للجنة‬ ‫ال �ع��دل �ي��ة ال �ت��ي م��ن ��ش��ان�ه��ا ت �ق��ري��ب ال �ع��دال��ة و�إي �� �ص��ال‬ ‫اخلدمات العامة واالحتياجات الأخرى التي تهم املواطن‬ ‫وتكر�س الطم�أنينة واال�ستقرار يف الوطن‪.‬‬ ‫واع�ت�بر رئي�س املنظومة العدلية‪ ،‬االجتماع تد�شيناً‬ ‫ملرحلة جديدة وهامة يف تنفيذ الأعمال واملهام املطروحة‬ ‫ورافدا �أ�سا�سيا لرت�سيخ وتعزيز ا�ستقالل الق�ضاء ودعم‬ ‫جهود ال�سلطة الق�ضائية يف مواجهة امل�شاكل والعوائق يف‬ ‫تطبيق القانون وتي�سري العدالة‪.‬‬ ‫ولفت �إىل �أهمية �إيجاد احللول املنا�سبة ملعظم امل�شاكل‬ ‫العالقة وموا�صلة التن�سيق والعمل اجلماعي بني �أجهزة‬ ‫منظومة العدالة وال�سلطة املحلية واملجتمع‪.‬‬

‫املفت�ش العام لدى تد�شينه عمل جلان البناء والتطوير‪:‬‬

‫سيتم تفعيل الدور الرقابي لتجنب أي مخالفات قانونية‬

‫فيما �أكد رئي�س جمل�س الق�ضاء الأعلى‪� ،‬أهمية اتخاذ‬ ‫اخلطوات الالزمة واملتابعة امل�ستمرة يف �سبيل �إجن��از ما‬ ‫مت التو�صل �إليه من حم��ددات ور�ؤى و�أه ��داف يف �إط��ار‬ ‫عمل �أجهزة املنظومة العدلية‪.‬‬ ‫و�أ�� �ش ��ار �إىل ط�ب�ي�ع��ة ع �م��ل ال���س�ل�ط��ة ال�ق���ض��ائ�ي��ة وم��ا‬ ‫يتطلبه من تن�سيق مع بقية الأج�ه��زة الأمنية واملحلية‬ ‫يف حم��اف�ظ��ات اجل�م�ه��وري��ة وف �ق �اً ل�ل�ق��ان��ون‪ ،‬ومب��ا يخدم‬ ‫ا�ستقاللية الق�ضاء وي�ع��زز م��ن �إي���ص��ال خدمة العدالة‬ ‫للمواطنني‪.‬‬ ‫وتطرق االجتماع املو�سع‪� ،‬إىل اجلوانب املت�صلة بدور‬ ‫ال�سلطات املحلية و�أجهزة الأمن وال�شرطة على م�ستوى‬ ‫امل �� �س��ارات العملية ال�ت��ي مت ات �خ��اذه��ا‪ ،‬خ��ا��ص��ة م��ا يتعلق‬ ‫بق�ضايا املواطنني يف الأق�سام والنيابات وما مت تنفيذه‬ ‫يف هذا ال�ش�أن‪� ،‬إ�ضافة �إىل تفعيل �آلية التن�سيق والرقابة‬ ‫وامل�ت��اب�ع��ة للأن�شطة وتنفيذ امل �ه��ام وامل���ش��اري��ع املتعلقة‬

‫الداخلية تكرّم عددًا من منتسبي النقاط‬ ‫األمنية ورجال المرور بأمانة العاصمة‬ ‫متابعات‬

‫د�شن جهاز املفت�ش العام ب��وزارة الداخلية‪،‬عمل جلان‬ ‫بناء وتطوير اجلهاز‪.‬‬ ‫ويف فعالية التد�شني �أو�ضح اللواء عبد احلميد امل�ؤيد‬ ‫مفت�ش عام وزارة الداخلية‪� ،‬أن اللجان التي يتم تد�شني‬ ‫مهامها اليوم �ستقوم بتنفيذ اخلطط املو�ضوعة لتطوير‬ ‫�أداء الإدارات العامة التابعة جلهاز املفت�ش‪ ،‬الفتاً �إىل �أنها‬ ‫ت�أتي �ضمن خطة وزارة الداخلية للعام اجلاري ‪ 2021‬م‬ ‫يف �إطار الر�ؤية الوطنية لبناء الدولة احلديثة‪.‬‬ ‫و�أ�شار اللواء عبداحلميد امل�ؤيد يف كلمته التي �ألقاها‬ ‫�أن تطوير بنية و�أداء جهاز املفت�ش العام �سينعك�س على‬ ‫�أداء خمتلف قطاعات وم�صالح ووح��دات و�إدارات وزارة‬ ‫الداخلية ب�شكل عام‪،‬‬ ‫حيث �سيتم تفعيل الدور الرقابي‪ ،‬لتجنب �أي خمالفات‬ ‫ق��ان��ون�ي��ة ق��د حت��دث يف �أي م��رف��ق م��ن م��راف��ق ال� ��وزارة‪،‬‬ ‫وال��رف��ع م��ن م���س�ت��وى ج ��ودة ال�ع�م��ل الأم �ن��ي واخل��دم��ي‬ ‫للوزارة عرب الآلية التي ت�ضمنتها خطة تطوير اجلهاز‪.‬‬ ‫و��ش��دد املفت�ش ال�ع��ام ال �ل��واء عبداحلميد امل ��ؤي��د على‬

‫�أهمية التزام �ضباط و�أفراد الأمن بال�ضوابط القانونية‬ ‫يف خم�ت�ل��ف م�ه��ام�ه��م‪ ،‬واحل��ر���ص ع�ل��ى ت �ق��دمي اخل��دم��ة‬ ‫للمواطن بال�شكل املطلوب‪.‬‬ ‫من جانبه �أ�شاد اللواء الدكتور م�سعد الظاهري رئي�س‬ ‫�أكادميية ال�شرطة‪ ،‬مبا حققه جهاز املفت�ش العام و�أث��ره‬ ‫على م�ستوى تقومي �أداء قطاعات الوزارة وفروعها‪.‬‬ ‫الف �ت �اً �إىل م��ا �أع� ��ده ج �ه��از امل�ف�ت����ش ال �ع��ام م��ن خطط‬ ‫للتطوير وف��ق امل�ع��اي�ير العلمية ال �ت��ي حت�ق��ق امل�ستوى‬ ‫املطلوب من معايري اجلودة‪.‬‬ ‫�إىل ذلك د�شن جهاز املفت�ش العام الور�شة العملية لعدد‬ ‫من �ضباط و�أفراد الأمن‪ ،‬ملناق�شة �سبل تطوير �آلية العمل‬ ‫الأمني وطرق جتاوز العوائق التي ت�ؤخر �سري العدالة ‪,‬‬ ‫وتناولت الور�شة الق�ضايا ذات العالقة باملهام اليومية‬ ‫ل��رج��ل ال���ش��رط��ة وت �ع��ام�لات��ه م��ع امل��واط �ن�ين وال���ض�ب��ط‬ ‫وتعزيز التعاون والتكامل بني ال�ضباط والأف ��راد �أثناء‬ ‫العمل‪ ,‬وتعزيز اجلبهة الداخلية يف مواجهة ال�ع��دوان‬ ‫ومرتزقته‪.‬‬

‫مب�صفوفة املنظومة العدلية ‪.‬‬ ‫ك�م��ا ن��اق����ش االج�ت�م��اع �آل �ي��ة ع�م��ل ال�ل�ج��ان التن�سيقية‬ ‫للمنظومة العدلية على م�ستوى املحافظات واملديريات‬ ‫وال �ت��ي �سيتم ع�ل��ى ��ض��وئ�ه��ا و� �ض��ع خ�ط��ة ل�ك��ل حمافظة‬ ‫لتنفيذ املهام املوكلة �إليها‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض‪� ،‬أب��رز ال�صعوبات ال�ت��ي تواجهها اللجان‬ ‫التن�سيقية يف املحافظات وامل��دي��ري��ات ��س��واء يف اجلانب‬ ‫الق�ضائي �أو الأمني �أو ما يتعلق مب�شاكل البنى التحتية‬ ‫يف املحاكم والنيابات وال�سجون واقرتاح �آلية معاجلتها‪.‬‬ ‫وا�ستمع احلا�ضرون �إىل تو�ضيحات حول طبيعة عمل‬ ‫ومهام اللجنة العقارية وما مت �إجنازه يف هذا اخل�صو�ص‪.‬‬ ‫كما مت التطرق �إىل اجلوانب املت�صلة مبعاجلة �أو�ضاع‬ ‫املت�سولني واحلد من جرائم الإجتار بالب�شر يف �ضوء ما‬ ‫جاء من تعليمات وتوجيهات يف حما�ضرات قائد الثورة‪.‬‬ ‫و�شدد االجتماع‪ ،‬على �أهمية ا�ستقاللية الق�ضاء ودوره‬ ‫يف �إر�ساء مبد�أ العدالة و�سيادة القانون‪ ..‬مثمناً ما تقوم به‬ ‫ال�سلطة الق�ضائية يف الوقت الراهن من جهود يف �سبيل‬ ‫�إجناز ق�ضايا املواطنني‪.‬‬ ‫و�أك��د �أن ال�سلطة الق�ضائية حتظى بدعم و�إ�سناد كل‬ ‫القيادات يف الدولة وعلى ر�أ�سهم رئي�س املجل�س ال�سيا�سي‬ ‫الأع�ل��ى مل��ا م��ن �ش�أنه نيل احل�ق��وق وحت�سني بيئة العمل‬ ‫الق�ضائي‪.‬‬ ‫و�أقر االجتماع‪� ،‬أن يتم تنفيذ مهام اللجان على ثالثة‬ ‫م�ستويات مزمنة على املدى املواكب واملتو�سط والبعيد‪..‬‬ ‫كما �أق��ر �أن تعقد اللجان التن�سيقية على م�ستوى كل‬ ‫حمافظة اجتماعا �شهريا والرفع بنتائج ذلك �إىل اللجنة‬ ‫العليا للمنظومة‪.‬‬ ‫و�أق��ر االجتماع البدء يف تنفيذ املهام املحددة يف �آلية‬ ‫عمل اللجان التن�سيقية للمنظومة العدلية من بداية‬ ‫الأ�سبوع املقبل‪.‬‬

‫ك ّرمت وزارة الداخلية عدداً من منت�سبي النقاط‬ ‫الأمنية ورجال املرور املرابطني يف النقاط واجلوالت‬ ‫ب�أمانة العا�صمة‪.‬‬ ‫وقدّم مدير التوجيه والعالقات بوزارة الداخلية‬ ‫ال�ع�م�ي��د م�ن���ص��ور ال�ل�ك��وم��ي ون��ائ �ب��ه ال�ع�ق�ي��د مطهر‬ ‫الدم�شقي مبالغ مالية لأف��راد النقاط الأمنية من‬ ‫منت�سبي قوات النجدة والأمن املركزي و�شرطة املرور‬ ‫تقديراً جلهودهم وم�ستوى ان�ضباطهم خالل �إجازة‬ ‫عيد الفطر‪.‬‬ ‫�شمل التكرمي �أف��راد النقاط الأمنية يف ج��والت‬ ‫البلقة والروي�شان‪ ،‬ورميا�س وباب اليمن واحلباري‪.‬‬ ‫و�أكد اللكومي �أن تكرمي منت�سبي النقاط الأمنية‬ ‫�سي�ستمر خالل �إجازة عيد الفطر و�سي�شمل عدداً من‬

‫مراكز ال�شرطة بالأمانة ‪ ..‬م�شيداً مب�ستوى ان�ضباط‬ ‫رجال الأمن وجهودهم يف ت�أمني املواطنني‪.‬‬ ‫ولفت �إىل �أهمية دور رجال الأمن يف تر�سيخ الأمن‬ ‫واال�ستقرار‪ ،‬باعتبار �أن اجلبهة الأمنية ال تقل ع ّما‬ ‫يقوم به �أبطال اجلي�ش واللجان ال�شعبية املرابطني‬ ‫يف اجلبهات‪.‬‬ ‫وح��ث رج��ال الأم��ن على اليقظة واحل�س الأمني‬ ‫مل��واج �ه��ة و�إح� �ب ��اط �أي م � ��ؤام� ��رات ت���س�ت�ه��دف �أم ��ن‬ ‫وا�ستقرار الوطن‪.‬‬ ‫ب ��دوره ��م ع�ب�ر �أف � ��راد ال �ن �ج��دة والأم � ��ن امل��رك��زي‬ ‫واملرور عن االمتنان لهذه اللفتة من قبل قيادة وزارة‬ ‫الداخلية ‪ ..‬م�ؤكدين �أنهم �سيكونون عند م�ستوى‬ ‫الثقة وامل�س�ؤولية يف احلفاظ على الأمن واال�ستقرار‬ ‫وحماية املواطنني وممتلكاتهم‪.‬‬


‫تقرير‬

‫األحد ‪ 18‬شوال ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 30‬مايو ‪2021‬م‬

‫العدد ‪1144‬‬

‫‪03‬‬

‫خالل زياراتهم العيدية لرجال ال�شرطة املرابطني يف اجلبهات ومواقع العمل الأمني‬

‫قيادات الداخلية‬

‫ي�شيدون ب�صمود ويقظة الأجهزة الأمنية يف‬ ‫�ضبط اجلرمية و�إف�شال خمططات العدوان‬

‫احلار�س‪ /‬متابعات‬

‫بتكليف م��ن ال�ق�ي��ادة ال�ث��وري��ة وال�سيا�سية‪ ،‬وتنفيذاً‬ ‫لتوجيهات وزي ��ر ال��داخ�ل�ي��ة‪ ،‬ق��ام حم��اف�ظ��و املحافظات‬ ‫احل � ��رة‪ ،‬وق� �ي ��ادات وزارة ال��داخ �ل �ي��ة‪ ،‬ور�ؤ�� �س ��اء امل���ص��ال��ح‬ ‫والوحدات التابعة لها‪ ،‬ومدراء العموم بالداخلية‪ ،‬ومدراء‬ ‫�أمن املحافظات‪ ،‬بزيارات عيدية وتفقدية لرجال الأمن‬ ‫املرابطني يف اجلبهات‪ ،‬وعلى خطوط التما�س‪ ،‬والعاملني‬ ‫يف الوحدات الأمنية‪ ،‬خالل عيد الفطر املبارك‪.‬‬ ‫ون�ق��ل ال��زائ��رون للمرابطني ت�ه��اين وت�بري�ك��ات قائد‬ ‫الثورة والقيادة ال�سيا�سية‪ ،‬وقيادة وزارة الداخلية‪ ،‬بهذه‬ ‫املنا�سبة الدينية العظيمة‪ ،‬ومقدمني لهم الهديا العيدية‬ ‫الرمزية‪.‬‬ ‫و�أ�شاروا �إىل �أن الزيارات ت�أتي يف �إطار حر�ص القيادة‬ ‫الثورية وال�سيا�سية‪ ،‬وقيادة وزارة الداخلية‪ ،‬على م�شاركة‬ ‫رج ��ال ال���ش��رط��ة امل��راب�ط�ين يف اجل�ب�ه��ات‪ ،‬وك��اف��ة م��واق��ع‬ ‫العمل الأمني‪ ،‬فرحة العيد‪.‬‬ ‫وح�ث��وا املرابطني على ا�ست�شعار امل�سئولية والرقابة‬ ‫الإلهية ورفع اليقظة وم�ضاعفة اجلهود يف �سبيل تعزيز‬ ‫الأمن واال�ستقرار‪ ،‬وخا�صة يف ظل الأو�ضاع الذي متر به‬ ‫البالد جراء ا�ستمرار العدوان واحل�صار‪.‬‬ ‫و�أكد الزائرون على �أهمية ت�أمني املواطنني يف املناطق‬ ‫امل�ح��ررة واحل�ف��اظ على ممتلكاتهم ‪..‬ح��اث�ين املرابطني‬ ‫ع �ل��ى اجل �ه��وزي��ة ال �ك��ام �ل��ة وت �ع��زي��ز ال�ي�ق�ظ��ة ل�ل�ت���ص��دي‬ ‫ملخططات العدوان الهادفة لزعزعة الأم��ن واال�ستقرار‬ ‫وال�سكينة العامة‪.‬‬ ‫و�أو��ض�ح��وا �أن �شعار "�أعيادنا جبهاتنا" يج�سد وعي‬ ‫اليمنيني و�صمودهم يف مواجهة ال �ع��دوان‪ ..‬م�شيدين‬ ‫بالروح املعنوية واجلهوزية التي يتحلى بها املرابطون يف‬ ‫اجلبهات ومنت�سبو الأمن يف �أداء مهامهم‪.‬‬ ‫و�أ�ضافوا �أن ال�شعب اليمني يقف �إىل جانب املرابطني‬ ‫يف كل اجلبهات‪ ،‬وي�شعر بالفخر واالعتزاز ملا ي�سطرونه‬ ‫من مالحم بطولية يف مواجهة قوى العدوان وعمالئها‬ ‫ومرتزقتها‪.‬‬ ‫و�أ�شاد ال��زائ��رون باالنت�صارات الكبرية التي يحققها‬ ‫�أبطال اجلي�ش واللجان ال�شعبية يف جبهات العزة وال�شرف‬ ‫ومبا يتحلون به من روح معنوية عالية وجهوزية قتالية‬ ‫يف مواجهة قوى العدوان‪.‬‬ ‫وب�ي�ن��وا �أن جبهة م� ��أرب ه��ي ال�صخرة ال�صماء التي‬ ‫�ستتحطم عليها كل امل�ؤامرات والأطماع اخلبيثة للعدوان‬ ‫بف�ضل ت�ضحيات و�صمود املرابطني‪.‬‬ ‫مثمنني دور املواطنني الأحرار وتعاونهم مع الأجهزة‬ ‫الأمنية وحر�صهم على جعل املحافظات احلرة‪ ،‬منوذجية‬ ‫يف الأم � ��ن والأم� � ��ان خ�ل�ال امل��رح �ل��ة ال��راه �ن��ة و�إف �� �ش��ال‬

‫م�ؤامرات العدوان ومرتزقته‪.‬‬ ‫ودع��ا ال��زائ��رون �إىل االرت�ق��اء ب ��أداء الأج�ه��زة الأمنية‪،‬‬ ‫وحتقيق الأم��ن وال�سكينة للمواطنني‪ ،‬وتقدمي النموذج‬ ‫يف التعامل معهم وك�سب ثقتهم ‪.‬‬ ‫وحثوا جميع املرابطني على املزيد من اليقظة واحل�س‬ ‫الأمني للحد من جرائم التهريب‪ ،‬م�شيدين مب�ستوى‬ ‫الإجن� � ��ازات ال �ت��ي حققها منت�سبو �أج �ه��زة ال���ش��رط��ة يف‬ ‫مكافحة الإره ��اب وال�ت�ه��ري��ب واجل��رمي��ة خ�لال الفرتة‬ ‫املا�ضية‪.‬‬ ‫م�شددين على �أهمية تكثيف اجل�ه��ود ورف��ع م�ستوى‬ ‫اجل��اه��زي��ة وال �ي �ق �ظ��ة م ��ن �أج� ��ل احل� �ف ��اظ ع �ل��ى الأم ��ن‬ ‫واال��س�ت�ق��رار‪ ،‬وردع ك��ل م��ن ت�سول ل��ه نف�سه امل�سام ب�أمن‬ ‫الوطن واملواطن‪ ،‬وا�ستمرار ال�صمود والثبات يف مواجهة‬ ‫العدوان وعمالئه ومرتزقته‪ ،‬حتى حترير كافة �أرا�ضي‬ ‫الوطن من دن�س االحتالل‪.‬‬ ‫ولفت ال��زائ��رون �إىل م�ستوى االن�ضباط واجلاهزية‬ ‫الأمنية والروح املعنوية واليقظة واحل�س الأمني ملنت�سبي‬ ‫وزارة ال��داخ�ل�ي��ة يف خم�ت�ل��ف اجل �ب �ه��ات وم��واق��ع العمل‬

‫الأم�ن��ي‪ ،‬ودوره��م الفاعل يف تر�سيخ الأم��ن واال�ستقرار‪،‬‬ ‫و�ضبط اجلرمية قبل وقوعها‪ ..‬وقالوا �إن مرابطة رجال‬ ‫ال�شرطة خالل �أي��ام عيد الفطر املبارك‪ ،‬يج�سد لديهم‬ ‫روح امل�س�ؤولية التي حملوها على عاتقهم يف احلفاظ على‬ ‫الوطن‪ ،‬و�إف�شال خمططات العدوان التي ت�ستهدف النيل‬ ‫من الوطن وعزته وكرامته‪.‬‬ ‫و�أو��ض��ح ال��زائ��رون �أن الأم��ن واال�ستقرار ال��ذي ينعم‬ ‫به اليمن‪ ،‬هو نتيجة لت�ضحيات ال�شهداء واجلرحى من‬ ‫اجلي�ش واللجان ال�شعبية واملتطوعني وجهود الأجهزة‬ ‫الأمنية يف خمتلف املواقع واجلبهات‪.‬‬ ‫و�أ�شاروا �إىل �أن حالة االن�ضباط كانت مرتفعة خالل‬ ‫�إجازة العيد‪ ،‬و�أثبت رجال الأمن �أنهم على قدر عالٍ من‬ ‫الوعي واجلهوزية‪ ،‬وه��و ما انعك�س �إيجابا على احلالة‬ ‫الأمنية‪ ،‬حيث خلت �إج��ازة العيد من �أي ح��وادث �أمنية‬ ‫ذات �ش�أن‪.‬‬ ‫متمنيني ل�ه��م دوام ال�ت��وف�ي��ق‪ ،‬وم �ق��دري��ن ج�ه��وده��م‬ ‫الكبرية‪ ،‬وا�ستمرارهم وتفانيهم يف خدمة وطنهم‪.‬‬ ‫ف�ي�م��ا ع�ب�ر امل��راب �ط��ون ع��ن االم �ت �ن��ان ل �ق �ي��ادة وزارة‬

‫الداخلية على ه��ذه ال��زي��ارات‪ ،‬ال�ت��ي ع��ززت م��ن ثباتهم‬ ‫و��ص�م��وده��م ورف �ع��ت معنوياتهم يف م��واج�ه��ة ال �ع��دوان‪،‬‬ ‫والت�صدي للعدو وحماية املواطنني وممتلكاتهم‪.‬‬ ‫م ��ؤك��دي��ن ث �ب��ات رج ��ال الأم� ��ن يف م��واق�ع�ه��م و�أم��اك��ن‬ ‫�أعمالهم‪ ،‬وا�ستمرارهم يف القيام بواجباتهم‪ ،‬وموا�صلة‬ ‫جهادهم يف �سبيل اهلل وال��وط��ن وحماية املواطنني‪ ،‬مبا‬ ‫ي�سهم يف حفظ الأم��ن واال�ستقرار وال�سكينة العامة يف‬ ‫املحافظات احلرة‪.‬‬ ‫و�أ� �ش��ار امل��راب �ط��ون �إىل ا��س�ت�ع��داده��م ل��رف��د اجل�ب�ه��ات‬ ‫وال�ق�ت��ال ج�ن�ب�اً �إىل ج�ن��ب م��ع �إخ��وان �ه��م �أب �ط��ال اجلي�ش‬ ‫وال �ل �ج��ان ال�شعبية‪ ،‬ل�ل��دف��اع ع��ن ال��وط��ن‪ ،‬ح�ت��ى حتقيق‬ ‫الن�صر‪ ،‬وطرد الغزاة واملحتلني من كل الأرا�ضي اليمنية‪،‬‬ ‫مهما كانت ال�صعوبات والتحديات‪.‬‬ ‫جمددين العهد هلل ولقائد الثورة والقيادة ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫�أنهم �سيظلون �أوفياء يف �أداء املهام والواجبات بكل �صمود‬ ‫وث �ب��ات يف م��واج�ه��ة ك��ل م��ن ي�ترب����ص ب��الأم��ن وزع��زع��ة‬ ‫ال�سكينة العامة مهما كانت الت�ضحيات‪ ،‬و�سيبقون العيون‬ ‫ال�ساهرة لإف�شال �أي اخرتاق للعدو على جميع الأ�صعدة‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫إنجازات أمنية‬

‫العدد ‪1144‬‬

‫األحد ‪ 18 -‬شوال ‪ 1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 30‬مايو ‪2021‬م‬

‫كانت قادمة من مناطق �سيطرة العدوان ويف طريق تهريب بع�ضها �إىل ال�سعودية‬

‫ضبط ‪ 843‬كيلو جرامًا من الحشيش والمواد المخدرة في ثالث محافظات‬ ‫خا�ص‬

‫�ضبطت الأج �ه ��زة الأم �ن �ي��ة ‪ 843‬ك�ي�ل��و ج��رام �اً من‬ ‫احل�شي�ش واملواد املخدرة‪ ،‬يف ‪ 10‬عمليات متفرقة‪ ،‬و�ألقت‬ ‫القب�ض على ‪ 13‬متهماً بحيازتها وترويجها وتهريبها‪،‬‬ ‫يف ثالث حمافظات‪ ،‬عمران‪ ،‬وحجة والبي�ضاء‪.‬‬ ‫ف �ف��ي حم��اف �ظ��ة ع� �م ��ران � �ض �ب �ط��ت وح � ��دة م�ك��اف�ح��ة‬ ‫التهريب التابعة لفرع ق��وات النجدة مبديرية حرف‬ ‫��س�ف�ي��ان‪ 300 ،‬كيلو ج��رام �اً م��ن احل�شي�ش امل �خ��در‪ ،‬يف‬ ‫عمليتني منف�صلتني‪ ،‬حيث �ضبطت يف العملية الأوىل‬ ‫‪ 249‬كيلو جراماً من احل�شي�ش املخدر‪ ،‬على منت قاطرة‬ ‫نوع "فولفو"‪ ،‬يقودها املدعو (ع‪ .‬م‪ .‬ه‪ .‬ج) ‪ 36 -‬عاماً‪-‬‬ ‫‪ ،‬كانت خمفية حتت الكر�سي اخللفي لل�سائق‪ ،‬وخ��زان‬ ‫املاء‪ ،‬وقادمة من مناطق العدوان ومتجهة �إىل الأرا�ضي‬ ‫اليمنية‪.‬‬ ‫و�ضبطت يف العملية الثانية ‪ 51‬كيلو جراماً من مادة‬ ‫احل�شي�ش امل�خ��در‪ ،‬على منت �سيارة ن��وع " فر�ش" كانت‬ ‫خمفية داخ��ل الإط��ار االحتياطي لل�سيارة‪ ،‬وقادمة من‬ ‫مناطق �سيطرة العدوان‪.‬‬ ‫فيما �ضبطت �شرطة مديرية حوث ب��ذات املحافظة‪،‬‬ ‫‪ 90‬كيلو ج��رام�اً م��ن م��ادة احل�شي�ش امل�خ��در على منت‬ ‫�سيارة نوع "�شا�ص"‪ ،‬انقلبت يف منطقة ذو عنا�ش التابعة‬ ‫للمديرية‪ ،‬والذ ال�سائق بالفرار‪� ،‬أثناء مطاردته‪ ،‬عقب‬ ‫جت��اوز نقطة ال�شرطة‪ ،‬وحماولته تهريب الكمية �إىل‬ ‫الأرا�ضي ال�سعودية‪.‬‬ ‫ويف حم��اف �ظ��ة ال �ب �ي �� �ض��اء ��ض�ب�ط��ت وح� ��دة م�ك��اف�ح��ة‬ ‫التهريب التابعة لقوات النجدة‪ 125 ،‬كيلو جراماً من‬ ‫مادة احل�شي�ش املخدر‪ ،‬بحوزة خم�سة متهمني بتهريبها‬ ‫وترويجها‪ ،‬يف �أربع عمليات منف�صلة‪ ،‬بثالث مديريات‪.‬‬ ‫حيث �ضبطت املدعو (ا‪��� .‬ص‪ .‬ع‪ .‬ا)‪ ،‬وامل��دع��و (م‪ .‬ي‪.‬‬

‫احتجاز ‪ 280‬كرتونًا من‬ ‫الفواكه المهربة بتعز‬ ‫خا�ص‬

‫احتجزت وح��دة مكافحة التهريب التابعة لفرع قوات‬ ‫النجدة مبحافظة تعز‪ 280 ،‬كرتوناً من الفواكه املهربة‬ ‫يف مديرية دمنة خدير‪ ،‬كانت على منت �سيارة نقل نوع‬ ‫"دي ّنا"‪ ،‬يقودها املدعو (ا‪ .‬ت‪ .‬ع‪ .‬ق)‪ ،‬كانت قادمة من‬ ‫مناطق �سيطرة قوى العدوان الأمريكي ال�سعودي‪.‬‬ ‫وذك ��رت وح ��دة مكافحة التهريب �أن �ه��ا ق��ام��ت ب�إحالة‬ ‫امل�ضبوطات مع املتهمني للإجراءات القانونية‪.‬‬

‫ي‪ .‬ا‪ .‬ع)‪ ،‬مبديرية ال�سوادية‪ ،‬واملدعو (ي‪ .‬ي‪ .‬ع‪55 ) .‬‬ ‫عاماً‪ ،‬مبديرية الوهبية‪ ،‬واملدعو (ح‪ .‬ي‪ .‬ح‪ 60 ) .‬عاماً‪،‬‬ ‫واملدعوة (ع‪ .‬ح‪ .‬ط‪ 45 ).‬عاماً‪ ،‬يف مديرية املالجم‪.‬‬

‫و� �ض �ب �ط��ت يف ع �م �ل �ي��ة م�ن�ف���ص�ل��ة �أخ� � ��رى مب��دي��ري��ة‬ ‫ال�سوادية‪ 51،‬كيلو ج��رام�اًاً من م��ادة احل�شي�ش املخدر‪،‬‬ ‫و‪ 90‬كيلو ج��رام �اً م��ن امل ��واد امل �خ��درة الأخ� ��رى‪ ،‬بحوزة‬ ‫املدعو (ا‪� .‬ص‪ .‬ع‪ .‬ا)‪ ،‬واملدعو (م‪ .‬ي‪ .‬ي‪ .‬ا‪ .‬ع)‪.‬‬ ‫ويف حم��اف�ظ��ة ح�ج��ة �ضبطت ال���ش��رط��ة‪ 187 ،‬كيلو‬ ‫جراماً من مادة احل�شي�ش املخدر‪� ،‬أثناء حماولة تهريبها‬ ‫�إىل الأرا� �ض��ي ال�سعودية‪ ،‬يف مديريات م�ستب�أ‪ ،‬وعب�س‪،‬‬ ‫وحر�ض‪.‬‬ ‫وذكرت ال�شرطة �أنها �ضبطت يف مديرية م�ستب�أ‪100 ،‬‬ ‫كيلو جراماً من مادة احل�شي�ش املخدر امل�ص ّنع خارجياً‪،‬‬ ‫كانت خمفيه يف �إطارات �سيارة نوع "هايلوك�س"‪ ،‬ومتجهة‬ ‫�إىل الأرا��ض��ي ال�سعودية‪ ،‬و�أل�ق��ت القب�ض على املتهمني‬ ‫بحيازتها وترويجها وتهريبها‪ ،‬وهم �سائق ال�سيارة املدعو‬ ‫(ع‪ .‬هـ‪ .‬ي‪ .‬ب‪ .‬ا)‪ ،‬و�إىل جانبه املدعو (ح‪ .‬هـ‪ .‬ي‪ .‬ب‪ .‬ا)‪،‬‬ ‫واملدعو (�ش‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬ا)‪.‬‬ ‫فيما �ضبطت �شرطة مديرية عب�س‪ 37 ،‬كيلو جراماً‬ ‫م��ن م��ادة احل�شي�ش امل�خ��در امل�ص ّنع خ��ارج�ي�اً‪ ،‬على منت‬ ‫�سيارة ن��وع "كوروال"‪ ،‬مو�ضحة �أن �سائق ال�سيارة الذ‬ ‫بالفرار �أث�ن��اء مطاردته عقب جت��اوزه نقطة ال�شرطة‪،‬‬ ‫وحماولته تهريب الكمية �إىل الأرا�ضي ال�سعودية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�ضبطت �شرطة مديرية حر�ض‪ 50‬كيلو جراما من‬ ‫مادة احل�شي�ش املخدر امل�صنع خارجياً‪ ،‬بحوزة املدعو (ع‪.‬‬ ‫���ش‪ .‬ط‪ .‬ا)‪ ،‬وامل��دع��و (ح‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬ح‪ .‬ا)‪� ،‬أث�ن��اء حماولتهما‬ ‫تهريب الكمية �إىل الأرا�ضي ال�سعودية‪.‬‬ ‫و�أُو�� �ض� �ح ��ت �أج� �ه ��زة ال �� �ش��رط��ة �أن �ه ��ا ق��ام��ت ب ��إح��ال��ة‬ ‫امل���ض�ب��وط��ات ل�ل�ج�ه��ات امل�خ�ت���ص��ة‪ ،‬وامل�ت�ه�م�ين ال��ذي��ن مت‬ ‫�ضبطهم للإجراءات القانونية‪.‬‬

‫وحدة مكافحة التهريب بذمار تضبط‬ ‫أعالف دواجن وأثاث منزلي مهربين‬ ‫خا�ص‬

‫�ضبطت وح ��دة مكافحة ال�ت�ه��ري��ب بفرع‬ ‫ق��وات النجدة بذمار يف عمليتني متفرقتني‬ ‫�أعالف دواجن و�أثاث منزيل مهربني‪.‬‬ ‫وذك��رت وح��دة مكافحة التهريب التابعة‬ ‫مبحافظة ذم ��ار‪� ،‬أن �ه��ا �ضبطت يف العملية‬ ‫الأوىل كمية ك�ب�يرة م��ن �أع�ل�اف ال��دواج��ن‬ ‫املهربة على منت ناقلة نوع "دينا"‪ ،‬يقودها‬

‫املدعو (غ‪ .‬ق‪ .‬ع ) وات�ضح �أن البيانات التي‬ ‫ب �ح��وزت��ه ل���س�ي��ارة �أخ � ��رى‪ ،‬ف�ي�م��ا �ضبطت يف‬ ‫العملية ال�ث��ان�ي��ة كمية م��ن الأث� ��اث امل�ن��زيل‬ ‫امل�خ�ت�ل��ف ع�ل��ى م�تن ��س�ي��ارة "دينا" ي�ق��وده��ا‬ ‫املدعو(ر‪.‬م‪�.‬أ)‪.‬‬ ‫و�أ� �ش��ارت وح��دة مكافحة التهريب بذمار‬ ‫�إىل قيامها ب�إحالة امل�ضبوطات مع املتهمني‬ ‫للإجراءات القانونية‪.‬‬

‫أجهزة الشرطة تضبط كميات من السجائر المهربة في ثالث محافظات‬ ‫خا�ص‬

‫متكنت �أجهزة ال�شرطة من �ضبط كميات من ال�سجائر املهربة يف‬ ‫�أربع عمليات متفرقة يف حمافظات م�أرب‪ ،‬وتعز‪ ،‬وذمار‪.‬‬ ‫حيث �ضبطت وحدة مكافحة التهريب التابعة لفرع قوات النجدة‬ ‫مبدينة ذم��ار ‪ 104‬ك��رات�ين م��ن ال�سجائر املهربة على م�تن "دينا"‬ ‫يقودها املدعو ( ط‪ .‬ع‪ .‬ا)‪ ،‬وتابعة للمدعو ( ع‪ .‬م‪ .‬ا)‪.‬‬ ‫فيما �ضبطت �شرطة مديرية ماهلية مبحافظة م�أرب ‪ 22‬كرتوناً‬ ‫م��ن ال�سجائر املهربة يف عمليتني منف�صلتني‪ ،‬منها ‪ 15‬ك��رت��ون�اً يف‬ ‫العملية الأوىل كانت على منت �سيارة "هايلوك�س" يقودها املدعو (م‪.‬‬ ‫ح‪ .‬ع)‪ 24 ،‬عاماً‪ ،‬و‪ 7‬كراتني يف العملية الثانية‪ ،‬كانت على منت �سيارة‬ ‫نوع "�آي�سوزو"‪ ،‬يقودها املدعو (ع‪ .‬ا‪ .‬ع‪ .‬ر)‪.‬‬ ‫كما �ضبطت وح��دة مكافحة التهريب التابعة لفرع ق��وات النجدة‬ ‫مبحافظة تعز يف مديرية مقبنة‪ ،‬كمية من ال�سجائر املهربة على منت‬ ‫�سيارة نوع "�صالون"‪ ،‬يقودها املدعو (م‪ .‬ع‪ .‬ع)‪ ،‬وتتبع املدعو (م‪ .‬ع‪ .‬م)‪،‬‬ ‫كانت قادمة من مناطق �سيطرة حتالف العدوان الأمريكي ال�سعودي‪.‬‬ ‫وذكرت �أجهزة ال�شرطة �أنها قامت ب�إحالة امل�ضبوطات للإجراءات‬ ‫القانونية‪.‬‬

‫القبض على عصابتين متخصصتين‬ ‫بسرقة محالت تجارية وتزوير تاريخ‬ ‫صالحية مواد غذائية‬ ‫خا�ص‬

‫�ألقت �أجهزة ال�شرطة القب�ض على ع�صابتني متخ�ص�صتني‪ ،‬ب�سرقة‬ ‫حم�لات جت��اري��ة وت��زوي��ر ت��اري��خ �صالحيات م��واد غ��ذائ�ي��ة ف��ا��س��دة يف‬ ‫ال�ضالع و�أمانة العا�صمة‪.‬‬ ‫ف�ف��ي حم��اف�ظ��ة ال���ض��ال��ع �ضبطت ��ش��رط��ة م��دي��ري��ة دم ��ت ع�صابة‬ ‫متخ�ص�صة يف �سرقة املحالت التجارية مكونة من �أربعة �أ�شخا�ص‪.‬‬ ‫وذك��رت �شرطة املديرية �أن الع�صابة قامت ب�سرقة ثالثة حمالت‬ ‫جت��اري��ة‪ ،‬حيث قامت الع�صابة ب�سرقة ‪ 5‬جالونات ع�سل بلدي �سعة‬ ‫خم�سة و�أربعة ل�ترات‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل مبلغ ‪� 100‬أل��ف ري��ال ميني من‬ ‫املحل التجاري التابع للمواطن حم�سن �أحمد حم�سن حممد املوتي‬ ‫ ‪ 30‬ع��ام �اً‪ ،-‬كما ق��ام��وا ب�سرقة ‪ 6‬تلفونات مل����س‪ ،‬و‪ 4‬تلفونات نوع‬‫جالك�سي و ‪ 2‬تلفونات ال جي‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل بطاريات هواتف‪ ،‬ومبلغ‬ ‫‪� 30‬ألف ريال من املحل التجاري التابع للمواطن عي�سى علي م�سعد‬ ‫علي ال�صايدي ‪ 26 -‬عاماً‪ ،-‬كما قامت الع�صابة ب�سرقة ‪ 3‬جالونات‬ ‫ع�سل �سعة خم�سة لرت من املحل التابع للمواطن طاهر ناجي �أحمد‬ ‫حممد الواقدي ‪ 32 -‬عاماً‪.-‬‬ ‫ويف �أمانة العا�صمة �ضبط مركز �شرطة هربة يف مديرية �شعوب‪،‬‬ ‫ع�صابة متخ�ص�صة يف تزوير تاريخ �صالحيات مواد غذائية فا�سدة‪.‬‬ ‫و�أفاد املركز �أن كمية من املواد الغذائية منتهية ال�صالحية �ضبطت‬ ‫بحوزة الع�صابة‪ ،‬كانت على منت "دينا" تابعة للمتهم الثاين وحتتوي‬ ‫على ‪ 178‬علبة حليب ول�بن ط��ازج منتهي ال�صالحية‪ ،‬وب��دون طابع‬ ‫�إنتاج‪� ،‬إ�ضافة �إىل ‪ 25‬قرطا�س منتهي ال�صالحية‪.‬‬ ‫و�أو�ضح مركز ال�شرطة �أنه من خالل اعرتاف املدعو (ع‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬ي‪.‬‬ ‫م) ‪30 -‬عاماً‪ -‬واملدعو (ح‪ .‬ع‪ .‬ح‪ .‬ع‪ .‬ا) ‪ 38 -‬عاماً‪ -‬تبينّ قيامهم بتزوير‬ ‫تاريخ �صالحيات املواد الغذائية وترويجها‪.‬‬ ‫و�أ� �ش��ارت �أج�ه��زة ال�شرطة �إىل �أن�ه��ا قامت ب��إح��ال��ة امل�ضبوطات مع‬ ‫املتهمني للإجراءات القانونية‪.‬‬


‫إنجازات أمنية‬

‫العدد ‪1144‬‬

‫األحد ‪ 18 -‬شوال ‪ 1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 30‬مايو ‪2021‬م‬

‫�أخمدت حريق ًا �شب يف �أحد املراكز التجارية ب�أمانة العا�صمة‬

‫‪05‬‬

‫مصلحة الدفاع المدني ُتحمِّ ل األشغال العامة مسئولية معظم حوادث حريق المراكز التجارية والمنشآت العامة‬ ‫خا�ص‬

‫حملت م�صلحة الدفاع املدين مكاتب الأ�شغال العامة‬ ‫يف العا�صمة واملحافظات م�س�ؤولية ما يحدث من حرائق‬ ‫يف املراكز التجارية واملن�ش�آت العامة‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت م�صلحة الدفاع املدين �أن مكاتب الأ�شغال‬ ‫تعتمد الع�شوائية يف منح ت�صاريح بناء وا�ستحداث املراكز‬ ‫ال�ت�ج��اري��ة وامل�ن���ش�ئ��ات اخل��دم�ي��ة امل�خ�ت�ل�ف��ة ‪ ،‬وال ت��راع��ي‬ ‫ال�ق��وان�ين وال �ق��رارات وال �ل��وائ��ح ال�ت��ي ت�شرتط �أن تقوم‬ ‫م�صلحة ال��دف��اع امل ��دين مب�ن��ح الت�صريح للمن�ش�أة بعد‬ ‫ال�ت��أك��د م��ن ا�شتمالها على متطلبات الأم��ن وال�سالمة‬ ‫العامة‪ ،‬قبل �أن تقوم مكاتب الأ�شغال مبنح الت�صاريح‬ ‫اخلا�صة بها‪.‬‬ ‫و�أكدت م�صلحة الدفاع املدين �أن التحقيقات �أثبتت �أن‬ ‫‪ % 99‬م��ن ح ��وادث احل��ري��ق ال�ت��ي ح��دث��ت يف امل��والت‬ ‫وامل��راك��ز وامل�ح�لات التجارية واملن�ش�آت اخلدمية ناجتة‬ ‫عن افتقارها ل�شروط الأمن وال�سالمة العامة‪.‬‬ ‫م���ش�يرة �إىل �أن احل��ري��ق ال ��ذي ن�شب يف �أح ��د امل��راك��ز‬ ‫التجارية ب�شارع تعز ب��أم��ان��ة العا�صمة‪ ،‬ناجم ع��ن عدم‬ ‫االلتزام يف توفري متطلبات وا�شرتاطات الأمن وال�سالمة‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫و�أكدت حر�صها ال�شديد على حماية الأرواح واملمتلكات‬ ‫العامة واخلا�صة مبوجب ما ن�صه قانون الدفاع املدين‬ ‫رقم ‪ 24‬لعام ‪ 1997‬بااللتزام والتقيد با�شرتاطات الأمن‬ ‫وال���س�لام��ة ال�ع��ام��ة يف ك��اف��ة م��راف��ق وم��ؤ��س���س��ات ال��دول��ة‬ ‫والقطاع اخلا�ص واملختلط‪.‬‬ ‫ودعت م�صلحة الدفاع املدين مكاتب الأ�شغال العامة‬ ‫وال�صناعة والتجارة وال�سياحة وغريها يف �أمانة العا�صمة‬ ‫واملحافظات بعدم املوافقة �أو منح ت�صاريح لأي ن�شاط‬ ‫جت��اري �أو �صناعي �أو �سياحي ما مل يتم احل�صول على‬

‫ترخي�ص يت�ضمن ا�ستيفاء املن�ش�أة ملتطلبات وا�شرتاطات‬ ‫الأم ��ن وال���س�لام��ة ال�ع��ام��ة م��ن ال��دف��اع امل ��دين‪ ،‬حمملة‬ ‫�إياهم امل�س�ؤولية الكاملة من �أي خمالفة وع��دم التقيد‬ ‫بالقوانني واللوائح‪.‬‬ ‫كما دعت �شركات الت�أمني �إىل عدم �إبرام �أي عقود ت�أمني‬ ‫مع خمتلف املن�ش�آت ومبختلف �أن�شطتها �إال بعد ح�صول‬

‫ضبط أكثر من ‪ 220‬ألف لتر من‬ ‫المشتقات النفطية المهربة‬ ‫خا�ص‬ ‫متكنت وحدة مكافحة التهريب التابعة لقوات النجدة من �ضبط ‪� 220‬ألفاً و‪594‬‬

‫لرتاً من امل�شتقات النفطية يف عدة عمليات منف�صلة‪ ،‬يف ثالث حمافظات‪ ،‬م�أرب‪ ،‬وذمار‪،‬‬ ‫وعمران‪ ..‬و�أو�ضحت وحدة مكافحة التهريب �أنها �ضبطت يف مديرية جمزر حمافظة‬ ‫م��أرب‪� 80 ،‬ألف لرت من امل�شتقات النفطية املهربة على منت ناقلة نفط يقودها املدعو‬ ‫(ي‪��� .‬ض‪ .‬م‪ .‬ا)‪ ..‬فيما �ضبطت وح��دة مكافحة التهريب مبحافظة ذم��ار يف عمليات‬ ‫منف�صلة ‪� 114‬ألفاً و‪ 900‬لرت من امل�شتقات النفطية املهربة‪ ،‬كانت على منت ‪ 8‬و�سائل‬ ‫نقل خمتلفة‪ ..‬و�ضبطت وحدة املكافحة مبديرية عن�س بذات املحافظة‪� 14 ،‬ألف لرت من‬ ‫امل�شتقات النفطية املهربة‪ ،‬على منت "دينا" يقودها املدعو (ع‪ .‬م‪ .‬ع‪ 30 - ).‬عاماً‪� ،-‬أثناء‬ ‫حماولته العبور من �أحد ال�شوارع الفرعية باملحافظة‪.‬‬ ‫ويف نف�س ال�سياق �ضبطت وح��دة مكافحة التهريب التابعة ل�ف��رع ق��وات النجدة‬ ‫مبحافظة عمران يف مديريتي ح��رف �سفيان وح��وث ‪� 11‬ألفاً و‪ 694‬ل�تراً من مادتي‬ ‫الديزل والبرتول املهربة على منت ‪ 45‬و�سيله متنوعه خالل الفرتة من ‪ 25 - 16‬مايو‬ ‫اجلاري‪..‬‬

‫انتشال ‪ 3‬جثث لفتيات في سد العر بذمار‬ ‫خا�ص‬

‫ان�ت���ش��ل ف��ري��ق ال�غ��و���ص والإن �ق ��اذ امل��ائ��ي‬ ‫مب�صلحة الدفاع املدين ثالث جثث لفتيات‬ ‫غرقن يف �سد العر الأعلى مبديرية �ضوران‬ ‫حمافظة ذمار‪.‬‬ ‫وذك��ر فريق الإن�ق��اذ �أن��ه انت�شل جثة كل‬ ‫م��ن ف��اط�م��ة حم�م��د حم�م��د امل �ط��اع ‪20 -‬‬ ‫ع��ام �اً‪ ،-‬وح�ك�ي�م��ة ي�ح�ي��ى حم���س��ن ال�ب�روي‬ ‫ ‪ 14‬ع��ام�اً‪ ،-‬دع��اء عرفات حم�سن املطاع‬‫ ‪ 12‬ع��ام �اً‪ ..-‬وت �ع��ود �أ��س�ب��اب ال �غ��رق �إىل‬‫��س�ق��وط �إح ��داه ��ن �إىل ال���س��د �أث �ن��اء جلب‬ ‫امل�ي��اه م��ن ال���س��د وغ��رق��ن الأخ��ري��ات �أث�ن��اء‬ ‫حماولتهن �إنقاذ الأوىل‪.‬‬

‫وج � � � ��ددت م �� �ص �ل �ح��ة ال � ��دف � ��اع امل � ��دين‬ ‫حتذيرها جلميع املواطنني من ال�سباحة‬ ‫يف ال �� �س��دود واحل ��واج ��ز امل��ائ �ي��ة وال �ب�رك‬ ‫وجتمعات املياه لعدم �صالحيتها لل�سباحة‬ ‫ح �ف��اظ �اً ع �ل��ى ح�ي��ات�ه��م وات� �خ ��اذ احل�ي�ط��ة‬ ‫واحل� � ��ذر �أث� �ن ��اء االق� �ت ��راب م ��ن ال �� �س��دود‬ ‫واحلواجز املائية‪.‬‬ ‫ودع��ت امل�صلحة‪ ،‬وزارة ال��زراع��ة وال��ري‪،‬‬ ‫�إىل و� �ض��ع ح �ل��ول وم �ع��اجل��ات و��ش�ب��اب�ي��ك‬ ‫ح��دي��دي��ة ع�ل��ى جميع ال���س��دود واحل��واج��ز‬ ‫املائية وعمل �أح��وا���ض خا�صة بجلب املياه‬ ‫منها بجوار ال�سد حفاظاً على حياة املجتمع‬ ‫ورعاة الأغنام من حوادث الغرق املتكرر‪.‬‬

‫امل�ن���ش��أة على ترخي�ص ا�ستيفاء ا��ش�تراط��ات ومتطلبات‬ ‫الأم��ن وال�سالمة العامة وم�شاركتها يف خمتلف مراحل‬ ‫التحقيق عن �أ�سباب احلريق‪.‬‬ ‫وكان الدفاع املدين قد �أخمد حريقاً �شب يف �أحد املراكز‬ ‫التجارية مبنطقة �شميلة بالعا�صمة �صنعاء‪.‬‬ ‫وا�ستطاع فريق الإطفاء ال�سيطرة على احلريق‪ ،‬ومنع‬

‫ان�ت���ش��اره �إىل امل �ح�لات وامل �ب��اين امل �ج ��اورة‪ ،‬وم�ن��ع تفاقم‬ ‫الأ�ضرار املادية‪ ،‬التي ت�سبب بها‪.‬‬ ‫ومتكنت ع��رب��ات وط��واق��م الإط �ف��اء م��ن التعامل معه‬ ‫ب�شكل �سريع و�إخماده بالرغم من حجمه الهائل‪.‬‬ ‫و�أ� �ش ��ادت م�صلحة ال��دف��اع امل ��دين ب�ت�ع��اون امل��واط�ن�ين‬ ‫�أ�صحاب وايتات املاء الذين �ساهموا يف �إطفاء احلريق‪.‬‬

‫كانت قادمة من مناطق �سيطرة العدوان ومرتزقتهم‬

‫أجهزة الشرطة تضبط أدوية مهربة وإبر مخدرة في ‪ 4‬محافظات‬ ‫خا�ص‬

‫�ضبطت �أج�ه��زة ال�شرطة كميات كبرية‬ ‫من الأدوي��ة املهربة والإبر املخدرة يف �سبع‬ ‫ع�م�ل�ي��ات منف�صلة مب�ح��اف�ظ��ات‪ ،‬اجل ��وف‪،‬‬ ‫وتعز‪ ،‬و�إب‪ ،‬والبي�ضاء‪.‬‬ ‫ح�ي��ث �ضبطت ��ش��رط��ة م��دي��ري��ة احل��زم‬ ‫مب �ح��اف �ظ��ة اجل � ��وف‪ 150 ،‬ك��رت��ون �اً من‬ ‫الأدوية املهربة‪.‬‬ ‫وذك � ��رت � �ش��رط��ة امل��دي��ري��ة �أن ال�ك�م�ي��ة‬ ‫امل�ضبوطة كانت على منت �سيارتني الأوىل‬ ‫ي�ق��وده��ا امل��دع��و (ز‪ .‬ه‪ .‬ع‪�� � .‬س)‪ ،‬وال�ث��ان�ي��ة‬ ‫يقودها املدعو (ح‪ .‬ح‪ .‬ه‪ .‬ا)‪ ،‬وتتبع املدعو‬ ‫(ع‪ .‬و‪ .‬ق)‪.‬‬ ‫فيما �ضبطت وح��دة مكافحة التهريب‬ ‫التابعة لفرع قوات النجدة مبديرية مقبنة‬ ‫حم��اف�ظ��ة ت�ع��ز كمية م��ن الأدوي� ��ة املهربة‬ ‫وامل �خ��درة يف عمليتني منف�صلتني‪ ،‬حيث‬ ‫�ضبطت يف العملية الأوىل �أل�ف�ـ�اً و‪126‬‬ ‫ف �ي��ال��ة م ��ن الأدوي � � ��ة امل �ه ��رب ��ة‪ ،‬ع �ل��ى منت‬ ‫�سيارة ن��وع "�صالون"‪ ،‬يقودها املدعو (م‪.‬‬ ‫ع‪ .‬ع)‪ ،‬تابعة للمدعو (م‪ .‬ع‪ .‬م)‪ ،‬و�ضبطت‬ ‫يف العملية الثانية �أل�ف�ـ�اً و ‪� 300‬أمبولة‬ ‫خم ��درة ب �ح��وزة امل��دع��و ( ���س‪ .‬ر‪ .‬م ) على‬ ‫م�تن ��س�ي��ارة ��ص��ال��ون‪ ،‬ك��ان�ت��ا ق��ادم�ت�ين من‬ ‫مناطق �سيطرة حتالف العدوان الأمريكي‬ ‫ال�سعودي‪.‬‬ ‫و��ض�ب��ط ف��رع ق ��وات ال�ن�ج��دة مبحافظة‬ ‫�إب‪� 5 ،‬آالف و‪� 654‬إب��رة خم��درة من نوع‬ ‫فنتالني ودي��زم��اب��ي‪ ،‬على م�تن �سيارة نوع‬ ‫"بيجو" يقودها املدعو (م‪ .‬ع‪� .‬ص)‪.‬‬

‫فيما �ضبط فرع قوات النجدة مبديرية‬ ‫امل � �خ ��ادر ب �ن �ف ����س امل �ح��اف �ظ��ة يف ع�م�ل�ي�ت�ين‬ ‫منف�صلتني‪ ،‬كمية م��ن الأدوي ��ة واحلبوب‬ ‫امل �خ��درة‪ ،‬حيث �ضبط يف العملية الأوىل‬ ‫كمية من الأدوية املخدرة‪ ،‬كانت على منت‬ ‫�سيارة ن��وع (بيجو) يقودها املدعو (م‪ .‬ع‪.‬‬ ‫���ص)‪ ،‬مر�سلة من املدعو (ب‪ .‬ا)‪ ،‬واملدعو‬ ‫(ع‪� .‬أ)‪.‬‬ ‫و� �ض �ب��ط يف ال �ع �م �ل �ي��ة ال �ث��ان �ي��ة ك�م�ي��ة‬ ‫م��ن احل �ب��وب امل� �خ ��درة‪ ،‬ع�ل��ى م�ت�ن ��س�ي��ارة‬ ‫"هيلك�س" يقودها املدعو (ي‪ .‬ع‪ .‬ع) ‪30 -‬‬

‫عاماً‪ ،‬وتبني �أن الكمية مر�سلة من املدعو‬ ‫(ا‪ .‬م‪ .‬ا) ‪ 21‬عاماً‪.‬‬ ‫ويف نف�س ال�سياق �ضبطت وحدة مكافحة‬ ‫التهريب مبحافظة البي�ضاء‪ 20 ،‬كرتوناً‬ ‫من الأدوية املهربة‪ ،‬كانت على منت �سيارة‬ ‫نقل نوع "دي ّنا" يقودها املدعو (ا‪� .‬ص‪ .‬م‪.‬‬ ‫ا) وبجانبه املدعو (ح‪� .‬ص‪ .‬م‪ .‬ا)‪ ،‬قادمة من‬ ‫مناطق �سيطرة قوى االحتالل ومرتزقتها‬ ‫يف م�أرب‪.‬‬ ‫وذك ��رت الأج �ه��زة الأم�ن�ي��ة �أن �ه��ا �أح��ال��ت‬ ‫امل�ضبوطات مع املتهمني للإجراءات‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫األحد ‪ 18‬شوال ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 30‬مايو ‪2021‬م‬

‫خطاب‬

‫العدد ‪1144‬‬

‫دعا جميع الفرقاء اليمنيين إلى االنحياز المطلق لليمن‬ ‫الرئي�س يف خطابه مبنا�سبة العيد الـ‪ 31‬للوحدة اليمنية‬

‫الوحدة‬

‫دعا فخامة امل�شري الركن مهدي امل�شاط رئي�س املجل�س ال�سيا�سي الأعلى‪ ،‬جمي َع‬ ‫الفرقاءِ اليمني َ‬ ‫املواقف على قاعد ِة‬ ‫ومراجعة‬ ‫لليمن‬ ‫طلق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني �إىل االنحيا ِز املُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫التم�سك‬ ‫امل�شرفة يف‬ ‫ومواقفه‬ ‫ال�شعب اليمني‬ ‫وتطلعات‬ ‫آمال‬ ‫االن�سجا ِم التا ِّم مع � ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طلق ِّ‬ ‫والتدخالت اخلارجية‪.‬‬ ‫أ�شكال‬ ‫بوحدته‬ ‫التبعية والعدوانِ‬ ‫لكل � ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ورف�ضه املُ ِ‬ ‫و�أ�شار الرئي�س امل�شاط يف خطابه مبنا�سبة الذكرى الـ‪ 31‬للوحدة اليمنية‪،‬‬ ‫وق ا َ‬ ‫لل�شعب‪ ،‬وواح ٌ‬ ‫حل ْ�ص ِر َّي ِة َّ‬ ‫��دة ِمنَ ال ِق َي ِم‬ ‫�إىل �أنَّ ال ِو ْحدَ َة َتنْدَ ِر ُج ِ�ض ْمنَ احل ُق ِ‬ ‫وتاريخ ال�شعب اليمني العظيم‪.‬‬ ‫ان املُ َت َج ِّذ َر ِة يف هُ ِو َّي ِة‬ ‫ِ‬ ‫واملَ َع يِ‬

‫من القيم المتجذرة‬ ‫ً‬ ‫ال�سعودية‬ ‫العربية‬ ‫باململكة‬ ‫ممثلة‬ ‫التحالف‬ ‫كما دعا الرئي�س امل�شاط‪ ،‬قياد َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلرب‬ ‫وقف‬ ‫�إىل رف ِع احل�صا ِر عن ال�شعب اليمني‬ ‫ات ِ‬ ‫واالنخراط اجلا ِّد يف مباح َث ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والعمل‬ ‫الع�سكري يف �أرا�ضي ومياه اليمن‬ ‫واالقت�صادية و�إنهاءِ الوجو ِد‬ ‫الع�سكرية‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وتداعيات احلرب‪،‬‬ ‫ومعاجلة �آثا ِر‬ ‫العدائية‬ ‫أعمال‬ ‫وقف جمي ِع ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫امل�شرتك على ِ‬ ‫ِ‬ ‫جلوا ِر واالحرتا ِم‬ ‫ا�ستئناف‬ ‫و�صو ًال �إىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح ِ‬ ‫العالقات على قاعد ِة الإخاءِ ُ‬ ‫�سن ا ِ‬ ‫ني‬ ‫وم�صالح‬ ‫امل�شرتك و�صونِ �أم ِ��ن و�سياد ِة‬ ‫املتبادل والتعاونِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫البلدين وال�شعب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�شقيقني‪.‬‬

‫الوحدة اليمنية �أكرب من الأ�شخا�ص والأحزاب و�أكرب‬ ‫من كل االختالفات والنزاعات‪.‬‬ ‫أمم املتحد ِة وللجمي ِع اال�ستعداد‬ ‫وجدد الت�أكيد ل�ل� ِ‬ ‫التا َّم للإ�سها ِم بفاعلي ٍة يف حتقيقِ ال�سال ِم مع الت�شديدِ‬ ‫ني اجلانبِ الإن�سا ِّ‬ ‫على �ضرور ِة الف�صلِ ب َ‬ ‫ين واجلوانبِ‬ ‫الأخ����رى ‪ ..‬م���ؤك��دا �أ َّن ف��ت�� َح امل���ط���اراتِ وامل��وان��ئ و�إن��ه��ا ِء‬ ‫ٌ‬ ‫اليمني وال‬ ‫ا�ستحقاق‬ ‫القائم‬ ‫احل�صا ِر‬ ‫خال�ص لل�شعبِ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ينبغي حتويل مثلِ هذ ِه امل�سائل �إىل ماد ٍة للمقاي�ض ِة �أو‬ ‫�سال ٍح من �أ�سلح ِة احلربِ النتزا ِع مكا�سِ َب تفاو�ضيةٍ‪.‬‬ ‫الربط ب َ‬ ‫ني اجلانبِ الإن�ساين‬ ‫و�أكد �أن الإ�صرا َر على‬ ‫ِ‬ ‫وجوانبِ النزا ِع الع�سكريِّ وال�سيا�سي ٌ‬ ‫ري مفهو ٍم‬ ‫عمل غ ُ‬ ‫ري مربر‪ ،‬و�سيبقى عائقاً يف طريقِ حتقيقِ ال�سالم‪،‬‬ ‫وغ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ويتحمل م�����س���ؤول��ي��ة ك��ل ذل���ك م��ن ي�ص ُّر على ذل��ك �أو‬ ‫ُي�شرعنُ اال�ستمرا َر يف ح�صا ِر ال�شعبِ اليمني املظلوم‪.‬‬ ‫و�أ����ش���ار �إىل ت��زام��ن ه���ذه املنا�سبة ال��وط��ن��ي��ة‪ ،‬م��ع ما‬ ‫ُي��� َ��س ِّ��ط�� ُر ُه �أب���ط ُ‬ ‫���ال امل��ق��اوم�� ِة يف فل�سط َ‬ ‫ني م��ن ب��ط��والتٍ‬ ‫وحهَا واعتبا َرهَا ومالمِ ِح‬ ‫ون�ضاالتٍ �أع��ا َدتْ �إىل الأمَّ�� ِة ُر َ‬ ‫وح َدتِها‪.‬‬ ‫وب������ارك ال��رئ��ي�����س امل�������ش���اط‪ ،‬ل��ل�����ش��ع��ب ال��ف��ل�����س��ط��ي��ن��ي‬ ‫وحركات املقاومة انت�صارهم يف معركة �سيف القد�س‬ ‫ال��ت��ي ذاق فيها ك��ي��ان ال��ع��دو الإ���س��رائ��ي��ل��ي م���رارة ال��ذل‬ ‫والهوان بانك�شافه عاجزا �أمام �صمود وتالحم ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني و�ضربات املقاومة ال�صاروخية‪.‬‬ ‫وقال" �إن االنت�صار الفل�سطيني �أع��اد للأمة ثقتها‬ ‫باهلل وبنف�سها‪ ،‬وما عليها �إال �أن تتحرك بكل م�س�ؤولية‬ ‫و�أن جتعل من ذل��ك الن�صر الإلهي دافعا لها ملوا�صلة‬ ‫ال��ط��ري��ق ن��ح��و القد�س" ‪ ..‬م�����ش��ي��دا مب���واق���فِ ال�شعب‬ ‫اليمني امل�ش ّرف ِة لن�صر ِة فل�سطنيِ‪.‬‬ ‫ودعا رئي�س املجل�س ال�سيا�سي الأعلى‪ ،‬املطبع َ‬ ‫ني مع‬ ‫العدو الإ�سرائيلي �إىل مراجع ِة مواقفِهم والعود ِة �إىل‬ ‫جا َّد ِة ال�صوابِ مل�صلحتِهم وم�صلح ِة �أُمتهِم‪.‬‬ ‫فيما يلي ن�ص اخلطاب‪:‬‬ ‫هلل ربِّ ال َعاملني وال�صال ُة وال�سال ُم على املبعوثِ‬ ‫احلم ُد ِ‬ ‫رحم ًة للعاملني �سيدِ َنا ونب ِّي َنا حممدٍ الأم�ين وعلى �آل ِه‬ ‫ال ُغ ِّر امليامنيْ‪َ ،‬‬ ‫وار�ض الله َّم عنْ �أ�صحاب ِه املنتجب َ‬ ‫ني � ّأما‬ ‫بعد‪،،‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫�����س ال�سيا�سي‬ ‫با�سمِ ي ون��ي��اب��ة ع��ن زم�لائِ��ي فيِ امل ْ��ج��ل ِ‬ ‫ْ‬ ‫يم وجلي�شنا‬ ‫�أُ َب��ار ُِك لقائدِ الثور ِة ول�شعبنا‬ ‫اليمني العَظِ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ال�سال ِح مِ نْ قبا ِئ ِل َنا ال َو ِف ّي ِة‬ ‫وجلانِنا ال�شعبي ِة و ُك ِّل رفاقِ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وجمي ِع منت�سبي �أجهز ِة وم�ؤ�س�ساتِ الدول ِة وكل ال�شرفا ِء‬

‫اليمن يف ال��داخ��لِ واخل���ار ِج‬ ‫الأح����را ِر م��ن �أب��ن��ا ِء وب�� َن��اتِ‬ ‫ِ‬ ‫ب���ال��� َّذ ْك���رى ال����واح����دِ ِة وال��ث�لاث�ين ل���وح���د ِة اجل��م��ه��وري�� ِة‬ ‫اليمني ِة ‪.‬‬ ‫اليمني العظيم‬ ‫ال�شعب‬ ‫�أيها‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ظ‬ ‫يف‬ ‫ِي‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫واقع ملي ٍء بالتحدياتِ‬ ‫�إ َّن هذ ِه ال ِّذ َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ا�ضي‬ ‫وال�صعوباتِ الكثريةِ‪ ،‬نتيجة لإخفاقاتٍ َع�َبَرَ َ ت امل ِ‬ ‫حل��ا�ِ��ض�� ْر وم��ات ُ‬ ‫وا َ‬ ‫َّ���س يف ط��ري��قِ امل�س َتق َبل‪ ،‬ومَ��ا‬ ‫��زال َت�� َت�� َك��د ُ‬ ‫ُي َعانِي ِه وا ِق ُع َنا اليمني ُم َّت ِ�ص ٌل �أي�ضاً بمِ َ��ا ُي َعانِي ِه واقِ�� ُع‬ ‫�أُ َّم ِت َنا امل ُ ْك َت ِّظ بالأحقا ِد وال َك ْيدِ واالختال َفاتِ والأ َزمَ��اتِ‬ ‫امل ُ َت َع ِّددَة‪ ،‬وجمي ُعهَا تق ُِف ورا َءهَا – وبال ِّ‬ ‫�شك ‪ُ -‬م�ؤَا َم َر ٌات‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وم َ​َ�شاري ٌع م�شبوه ٌة َت ْ�س َتهْدِ ُف بلَ َد َنا و ُب ْلدَا َن �أ َّم ِتنا امل ْ�س ِل َم ِة‬ ‫باملزيدِ من التفكِيكِ وال َّت ْمزِيق‪ ،‬ول َع َّل مِ نْ َم َزايَا ِذ ْك َرى‬ ‫ال َّثاين والع ِْ�شرينَ مِ نْ مَايُو �أ َّنهَا ُت َذ ِّك ُر اجلمي َع بطريقِ‬ ‫ال ُع ُبو ِر الآمِ ���ن‪ ،‬وط��وقِ ال َّن َجا ِة الوَحيدِ �ألاَ وه��و العو َد ُة‬ ‫�إىل وح َد ِت َنا و�أُ ْل َف ِت َنا‪ ،‬فالوحدَة يف َحقِي َق ِتهَا َق َد ٌر م ُْ�س َت ِق ٌّر‬ ‫يف �أعْ َماقِ ُّ‬ ‫و�ص ٌ‬ ‫وت ال ُي َغا ِد ُر ُو ْجدَا َن الأُ َّم ِة َم ْه َما‬ ‫ال�شعُوبِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫االختالف ب َ‬ ‫ني �أبنا ِء ال�شعبِ الواحِ دِ والأمَّ�� ِة‬ ‫كا َن حج ُم‬ ‫ِ‬ ‫ال��وَاحِ ��دَة‪ ،‬وهُ �� َو َ�ص ْو ٌت ي َُ�شدُّ َنا دائماً و�أب��داً �إىل ال ِّر َ�سال ِة‬ ‫امل ُ َح َّمدِ ي ِة ا َ‬ ‫جل��امِ �� َع��ة‪ ،‬و�إىل مَ�� َع يِ��ال الأم���و ِر وال�� َع��و َد ِة �إىل‬ ‫ِيم العقلِ َّ‬ ‫وال�ضمري‪ ،‬وتغليبِ املَ�صَ ال ِ​ِح ال ُع ْل َيا ِل َبلَدِ َنا‬ ‫تحَ ْ ك ِ‬ ‫و ُب ْلدَانِ �أُ َّم ِت َنا َقاطِ َب ًة‪.‬‬ ‫النا�س يف الأ�صلِ على ُح ِّب ا َ‬ ‫وج ِبلَتِ‬ ‫خلري‪ُ ،‬‬ ‫لق ْد ُفطِ َر ُ‬ ‫ُّ‬ ‫أ�سا�س على ال َّت َعاي ُِ�ش وال َّت َعا ُون‪َ ،‬ووَاحِ دِ َّي ِة‬ ‫ال�شعوبُ يف ال ِ‬ ‫الو ُْجدَانِ واملوقِف تجِ َ ا َه ال َق َ�ضايَا ال َعا ِد َل ِة للأُممَ ْ ‪.‬‬ ‫ل��ذ ِل َ��ك ك��ان��تِ ال�����ش�� ُع��وبُ َع�ْب�رْ َ ُك��� ِّل امل َ َ��ح َّ��ط��اتِ ُت�� َف��اجِ ��ى ُء‬ ‫ري خُ ْ‬ ‫م َتلِف‪،‬‬ ‫ا�س َة والأ ْنظِ َم َة‬ ‫ٍ‬ ‫مبواقف خُم َت ِل َف ٍة وتفك ٍ‬ ‫ال�س َ‬ ‫َّ‬

‫ومَ��هْ�� َم��ا َظ���نَّ �أ���ص��ح��ابُ امل�����ش��اري�� ِع ال���َّ��ض�� ِّي�� َق�� ِة واملَ�����ش��اري�� ِع‬ ‫امل َ ْ�ش ُبو َه ِة �أ َّنهم ق ْد قطعوا �شوطاً على طريقِ �أحالمِ ِه ُم‬ ‫ال�صغري ِة �أو مواق ِفهِم ال َّ��ظ��المِ َ�� ِة َف��� ِ�إ َّن مَ��واق َ‬ ‫ِ��ف ال�شعوبِ‬ ‫َّ‬ ‫ني ال َف ْي َن ِة والأُخْ �� َرى ِل ُت ْث َبتَ َلهُم �أ َّن َّ‬ ‫َت ْظ َه ُر ب َ‬ ‫احلق دامِ ٌغ‬ ‫وال��ب��اط�� َل زاه ٌ���ق َف�� ُت��عِ��ي��دُهْ ��م �إىل ُن��ق َ��ط�� ِة ال��� ِّ��ص�� ْف��ر‪ ،‬وب َ‬ ‫�ين‬ ‫�أيدي َنا مِ نَ ال َو َقا ِئ ِع َّ‬ ‫وال�شوَاهِ دِ مَا ُي ْث ِبتُ هذ ِه احلقي َقة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ري َّ‬ ‫ال�شعْبِ والأمَّ��� ِة‬ ‫ومَ��ا ُي���ؤَ ِّك�� ُد عَلى �أ َّن اال ْن��حِ ��ي��ا َز ل َِ�ضمِ ِ‬ ‫ي ِّث ُل َط َري َق الإ َ‬ ‫و�ص َّما ِم الأَمَان‪ ،‬و�أ َّن ال َّت َن ُّك َر لآمالِ‬ ‫مُ َ‬ ‫جنا ِز َ‬ ‫و َت َط ُّلعَاتِ َّ‬ ‫ُ‬ ‫طريق الهَالكِ وال َف َ�شل‪.‬‬ ‫ال�شعْبِ‬ ‫ا�س ُة ل�صوتِ ال�شعبِ َ‬ ‫ذات م َّر ٍة‬ ‫ال�س َ‬ ‫ففي بال ِد َنا � ْأ�ص َغى َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ري فيِ ي��و ِم ال��ث��انيِ والعِ�شرينَ‬ ‫َف�� ُو ِل�� َد ه��ذا الإنجْ َ ����ا ُز الكب ِ‬ ‫مِ ن مَايُو عَ��ا َم ‪ 1990‬ل ِك َّنهم عِ ن َدمَا عَ��ادُوا مِ ��نْ جديدٍ‬ ‫ي ُْ�ص ُغو َن ل ْأ�صوَا ِت ِه ْم و ِل َذ َوا ِت ِه ُم امل َ َ‬ ‫ري�ض َة كانتِ ال َّن َتيج ُة‬ ‫َ‬ ‫لاف واحل��روبِ وف َتا َوى‬ ‫هِ ي املَ�� ِز ْي�� َد مِ ن ال َف َ�سا ِد واالخ��ت� ِ‬ ‫واالج�� ِت�� َي��ا ِح وال َّت َن ُّم ِر على‬ ‫اح ِة‬ ‫ري وال��� َّد ِم‬ ‫ال َّت ْك ِف ِ‬ ‫واال�س ِت َب َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وا�ض ٍح‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫���‬ ‫ت‬ ‫يف‬ ‫ِه‪،‬‬ ‫ب‬ ‫وجنو‬ ‫��ن‬ ‫َط‬ ‫و‬ ‫��‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫�ش‬ ‫يف‬ ‫�ين‬ ‫املُ��وَاط��ن‬ ‫الِ‬ ‫ُّ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال�س ْلط ِة على مَفهُو ِم ومنطقِ الدول ِة وعلى َحاكِمِ َّي ِة‬ ‫مِ نَ ُّ‬ ‫القانونِ و ُم ْق َت َ�ض َياتِ ال��و ِْح��دَة‪َ ،‬ف َكا َن ا ْن��حِ �� َر ُ‬ ‫ال�س ْل َط ِة‬ ‫اف ُّ‬ ‫َع��نْ ِ�إ َرا َد ِة َّ‬ ‫ال�شعْبِ ومَ��ا َتفر ُِ�ض ُه َو َت ْق َت ِ�ضي ِه مِ ��ن ال َعدلِ‬ ‫َ‬ ‫ني �أبنا ِء َّ‬ ‫ا�ص ِر ال ُق ْربَى وال َّرحِ ِم ب َ‬ ‫واحلِفاظ َعلَى �أ َو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�شعْبِ‬ ‫طريقاً طبيعياً �إىل ُك ِّل هذا الوَا ِق ِع امل ُ رَ َ‬ ‫تدِّي الذِ ي َنعِي�ش ُه‬ ‫غم مِ نْ ُك ِّل ذلك و َم ْه َما بلَ َغتْ �أخطا ُء‬ ‫اليوم‪ ،‬ولكنَّ وبال َّر ِ‬ ‫الأ���ش��خ��ا� ِ��ص �أو الأح�����زابِ �أو احل��ك��وم��اتِ ف�����إ َّن ال���و ِْح��� َد َة‬ ‫اختالف �أو نزا ٍع ويجِ ُب‬ ‫اليمني ِة ال َي ْنبغي �أنْ تكو َن محَ َ ُّل‬ ‫ٍ‬ ‫أ�شخا�ص‬ ‫�أنْ َت ْب َقى ال��و ِْح�� َد ُة فيِ واقِ��عِ�� َن��ا �أك�َبُرَُ مِ ��ن ُك�� ِّل ال‬ ‫ِ‬ ‫رب مِ نْ ُك ِّل االختالفاتِ والنزاعات‪.‬‬ ‫والأحزابِ و�أك ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ذل َِك �أ َّن الو ِْح َدة مِ لك �شعبٍ وتن َد ِر ُج ِ�ض ْمنَ احلقوقِ‬

‫�إنهاء احل�صار القائم ا�ستحقاق خال�ص‬ ‫لل�شعب اليمني وال ينبغي حتويل ذلك‬ ‫�إىل مادة للمقاي�ضة‪.‬‬

‫لل�شعب‪ ،‬وواحد ٌة مِ نَ ال ِق َي ِم وامل َ َعانيِ ا َ‬ ‫ا َ‬ ‫حل ْ�ص ِر َّي ِة َّ‬ ‫جلمِ يل ِة‬ ‫وامل ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اليمني العظيم‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫�ش‬ ‫��خ‬ ‫ي‬ ‫��ار‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫��‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫��‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ذ‬ ‫���‬ ‫���ج‬ ‫ت‬ ‫���‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫وبالتايل ف�إن الأخطا َء َم ْه َما َبلغتْ ال ت ْعطِ ي �أيُّ جِ َه ٍة يف‬ ‫الداخلِ �أو اخلار ِج ا َ‬ ‫ا�س ِبو ِْح َد ِة َ�شع ِب َنا وبلدِ َنا‪،‬‬ ‫حل َّق يف امل َ َ�س ِ‬ ‫و� مَّ َ‬ ‫إن��ا ُتوجِ ُب على اجلمي ِع ال َّت ُ‬ ‫عاون اجل��ا ُّد وال�صاد ُِق يف‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ت�صحِ يحِ هَا‪ ،‬و�إن�صاف املظلو ِم �شخ�صا كا َن �أو جما َعة �أو‬ ‫ُوث ا َ‬ ‫م ْنطِ َقة‪ ،‬ومثلَ َما كا َن ُح��د ُ‬ ‫م ِك َناً ف�إ َّن حدوث‬ ‫خل َط أِ� مُ ْ‬ ‫�����ص��اف َي��جِ ُ��ب �أن ي��ك��و َن �أي�����ض��اً مُ�� َت��اح��اً‬ ‫الت�صحيح والإن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واملنطقي والأك�ث ُ‬ ‫ر‬ ‫الطبيعي‬ ‫وممكناً‪ ،‬وه��ذا هو امل َ َ�سا ُر‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫م�لائ��م�� ًة لمِ َ���ا ُج��بِ�� َل ع��ل��ي�� ِه ال�����ش��ع ُ��ب ال��ي��م��ن ُّ��ي ال��ع��ظ��ي�� ُم من‬ ‫ِ�ص الإخا ِء والو َفاء‪،‬‬ ‫والت�سام ُِح وال َّت َعايُ�ش‪ ،‬وامليلِ‬ ‫َخ�صَ ائ ِ‬ ‫َ‬ ‫َّائم �إىل العقلِ والعدلِ والإن�صاف‪.‬‬ ‫الد ِ‬ ‫�أ ُّيها الأُ ُ‬ ‫خوة وال َأخ َوات‬ ‫ِ��ف املُحِ َّق ِة وال�� َع��اد َل�� ِة هي َ‬ ‫�إ َّن امل��واق َ‬ ‫تلك التي تن�سج ُم‬ ‫َ‬ ‫م�� َع ال��فِ��ط��ر ِة ال�سليم ِة ومَ��� َع �آم���الِ وت��ط�� ُّل��عَ��اتِ ُّ‬ ‫ال�ش ُعوب‪،‬‬ ‫و ُم ْن َتهَى احلِ ْك َم ِة �أنْ ي َّتخِ َذ اجلمي ُع مِ ن ه��ذ ِه احلقيق ِة‬ ‫مِ ع َياراً للفعلِ واالمتنا ِع عن الفعل‪ ،‬وبدونِ هذا املِقْيا�س‬ ‫حقيقي ملوا ِق ِف ِه‬ ‫تقييم‬ ‫ٍ‬ ‫لن يتو َّف َر لأيِّ‬ ‫طرف �أو جِ ه ٍة �أيُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫و�سيا�سا ِت ِه و�سيبقى يتح َّر ُك كحاطبِ ليلٍ فال يدري �أينَ‬ ‫َ‬ ‫� َ‬ ‫ً‬ ‫للجمو ِد‬ ‫أخط َ�أ وال يدري �أي��نَ �أ�صاب‪ ،‬كما �سيبقى رهنا ُ‬ ‫وع��� َد َم ال��ت َ��ط�� ُّو ِر واال���س��ت��ف��ا َد ِة م��ن �أخ َ��ط��ا ِئ��ه‪ ،‬ونهباً �أي�ضاً‬ ‫لل َع ْ�شوَا ِئ َّي ِة واال�ست ْغلاَ ل‪ ،‬و� ّأم��ا َمنْ يتعم ُد بنا َء َموَا ِق ِف ِه‬ ‫�س�س وغاياتٍ ت َت َنا َفى م َع ِق َي ِم َّ‬ ‫و�سيا�سات ِه ِو ْف�� َق �أُ ٍ‬ ‫ال�شعْبِ‬ ‫َ‬ ‫وت���أ َب��اهَ��ا ِّ‬ ‫عك�س‬ ‫ال�ش َي ُم ف���إ َّن�� ُه �سيجِ ُد َ‬ ‫نف�س ُه َك�� َم��نْ ي�س َب ُح َ‬ ‫ُ‬ ‫�سيكون على‬ ‫التيار‪ ،‬ومهما ظنَّ �أن ُه يُح ِّق ُق جناحاً ف�إ َّن ُه‬ ‫موعدٍ مع الغرق‪.‬‬ ‫وا�سمحوا يل هُ نا �أنْ �أُ َذ ِّك���� َر اجلمي َع ب���أول�� ِئ َ��ك الذينَ‬ ‫بال�س َ‬ ‫لط ِة من خاللِ‬ ‫َت َن َّكروا لل�شعبِ وبالغوا يف ال َّت َ�ش ُّبثِ ُّ‬ ‫ره ِ��ن ال��ق��را ِر اليمني للخار ِج‪� ،‬أي��ن ذه ُبوا َ‬ ‫وكيف �أ�ص َب َح‬ ‫َحا َلهُم ؟‬ ‫ً‬ ‫لقد � ْأم�ضوا وقتا طوي ً‬ ‫ال يف العملِ امل ُ َم ْنه َِج امل ُ ْر َت ِك ِز على‬ ‫وتر�سيخ ال َّت َب ِع َّي ِة والقاب ِل َّي ِة‬ ‫ني‪،‬‬ ‫ني وال َّتدْجِ‬ ‫�سيا�ساتِ ال َّت ْل ِق ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫للو�صاي ِة والهي َمن ِة اخلارجي ِة والإ�صرا ِر على حتويلِها‬ ‫�إىل ثقاف ٍة و�سلوك‪ ،‬لك َّنهم يف احلقيق ِة َف�شِ ُلوا َ‬ ‫وخ�سِ ُروا‪،‬‬ ‫ولكم اليو َم �أنْ تجَ َم ُعوا َخ َ�سا َر َتهُم الكبرية و�إِ ْج َرا َمهُم‬ ‫ري بح ِّق �أن ُف�سِ هِم وبح ِّق َنا وبح ِّق ال��دول�� ِة وال�شعبِ‬ ‫الكب َ‬ ‫والتاريخ وال ِق َي ِم والأخ�لاق‪ُّ ،‬‬ ‫وكل ذلك �إنمَّ��ا كا َن لأ َّنهُم‬ ‫ِ‬


‫خطاب‬

‫العدد ‪1144‬‬

‫األحد ‪ 18‬شوال ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 30‬مايو ‪2021‬م‬

‫‪07‬‬

‫في هوية وتاريخ الشعب اليمني‬ ‫نبارك لل�شعب الفل�سطيني‬ ‫وحركات املقاومة انت�صارهم‬ ‫يف معركة �سيف القد�س‪.‬‬ ‫انح َر ُفوا و ْ‬ ‫َو�صلَ ِة ال�شعب‪،‬‬ ‫مل ي�ض ُب ُطوا م�سارَهُ م ِو ْف� َق ب َ‬ ‫اف �ستن َك�سِ ُر م�شاري ُع التبعي ِة واالرتهان‪،‬‬ ‫ويف ِنهَا َي ِة امل َ َط ِ‬ ‫ال�شعب وهو‬ ‫و�سيب َقى فقط م�شرو ُع ال�شعبِ وما �أرا َد ُه‬ ‫ُ‬ ‫م�شرو ُع اال�ستقاللِ وال�سيادة‪.‬‬ ‫كذلك هِ ي ال�و ِْح� َد ُة ال َي َم ِن َّي ِة لنْ يكو َن مبقدو ِر �أحدٍ‬ ‫ال��وق� َ‬ ‫�وف ِ�ضدَّها م��ادام��ت ُّ‬ ‫حتتل �ش َغ َف القلوبِ وم��ادا َم‬ ‫ال�شعب يبت ِه ُج بها ُك َّل عام و�سيبقى من احلكم ِة مبكانِ‬ ‫ُ‬ ‫إن�صاف‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ة‬ ‫قاعد‬ ‫على‬ ‫ت�صحيح‬ ‫والعدلِ‬ ‫العقلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ املواقفِ‬ ‫العظيم وم��راع��ا ِة �آما ِل ِه‬ ‫اليمني‬ ‫وحتكيم �إراد ِة ال�شعبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ولي�س �آم��ال وتطلعاتِ ال�سا�س ِة والأح��زاب‪..‬‬ ‫و َت َط ُّل َعا ِت ِه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ال�س نَن‪.‬‬ ‫منطق‬ ‫ذلك‬ ‫التاريخ ‪َ ..‬و َح ْتمِ َّي ُة ُّ‬ ‫ِ‬ ‫اليمني العظيم‬ ‫ال�شعب‬ ‫�أ ُّيها‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫املنا�س َب ِة ما ي َُ�س ِّط ُر ُه � ُ‬ ‫أبطال املقاوم ِة‬ ‫ه‬ ‫هذ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ويتزا َمنُ م َ‬ ‫َ‬ ‫يف فل�سط َ‬ ‫ني من ب�ط��والتٍ ون�ضاالتٍ �أع ��ا َدتْ �إىل الأ َّم � ِة‬ ‫وحهَا بع َد َموَات‪ ،‬واعتبا َرهَا بع َد فوَات‪ ،‬ومالمِ ِح وح َدتِها‬ ‫ُر َ‬ ‫بعد َ�ش َتات‪ ،‬وه��ذ ِه الأح� ُ‬ ‫�داث بدورِها َت َت َم ْو َ�ض ُع ك�شواه َد‬ ‫�إ�ضافي ٍة على خ�سار ِة مَن ي�سبحو َن �ض َّد التيا ِر ويب ُنو َن‬ ‫وم�شاريع طارئ ٍة تتنا َق ُ‬ ‫�ض مع‬ ‫موا ِق َفهُم طِ بقاً ملواقف‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تاريخ �شعو ِب َنا و�أم ِت َنا وم َع ق�ضايانا ال َعادلة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لقد عَمِ لَت ال ُ‬ ‫إدارات الأمريكي ِة املتعاقب ِة وبريطانيا‬ ‫وال �ك �ي� ُ‬ ‫�ان الإ��س��رائ�ي�ل��ي ‪ -‬م�ن� ُذ ث�لاث � ٍة و��س�ب�ع� َ‬ ‫ين ع��ام��ا ‪-‬‬ ‫ومعها معظ ُم دولِ الغربِ وال�شرقِ على �إمَا َت ِة ال َق ِ�ضي ِة‬ ‫الفل�سطيني ِة َ‬ ‫العربي والإن�ساين‪،‬‬ ‫ري‬ ‫و�ش ْط ِبهَا من ال�ضم ِ‬ ‫ِّ‬ ‫م ْنهج َ�ش ِهدَت الع�ش ُر ال�سنواتِ الأخ�ير ِة‬ ‫َو ِو ْف� � َق َع� َم��لٍ مُ َ‬ ‫ن�شاطاً مُكثفاً لإجنا ِز هذ ِه الغاي ِة التي ت�أباها ُّ‬ ‫كل �أخالقِ‬ ‫ُ‬ ‫م�سارات‬ ‫ري م�سبوقٍ‬ ‫الب�شر‪ ،‬وظهرتْ على نح ٍو‬ ‫فا�ضح وغ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ال � َه � ْر َو َل � ِة ال�ع��رب�ي� ِة امل�ك���ش��وف� ِة ن�ح� َو ال�ت�ط�ب�ي� ِع امل��خْ �زِي‬ ‫واالل� َت� َ�ح��اقِ مبا ي َُ�س َّمى ب�ص ْف َق ِة ال� َق��رن‪ ،‬و ِف� ْك� َر ِة الو َ​َط ِن‬ ‫ري م�سبوق‪.‬‬ ‫ال َبديل‪ ،‬وكا َن هذا املَ�شرو ُع يتح َّر ُك ب َز َخ ٍم غ ِ‬ ‫ُ‬ ‫والنزاعات‬ ‫ويف �إط��ا ِر هذا امل�شرو ِع ا�شت َعلَتِ احل��روبُ‬ ‫يف ع �م��و ِم َم �ن��طِ � َق � ِت � َن��ا ال �ع��رب �ي � ِة مَ َّ‬ ‫مي امل �ق��اوم � ُة‬ ‫وت جت ��ر ُ‬ ‫مي ُّ‬ ‫كل داعِ مِ يهَا‪ ،‬بل و َّ‬ ‫مت ‪ -‬مع الأ�سف‬ ‫الفل�سطيني ُة وجتر ُ‬ ‫حما�س واجلها ُد وبقي ُة ف�صائلِ املقاوم ِة ُّ‬ ‫وكل‬ ‫مي‬ ‫ تقد ُ‬‫ُ‬ ‫أ�شخا�ص ودولٍ ومكونات) كعد ٍّو بديلٍ عن‬ ‫داعميهَا (من �‬ ‫ٍ‬ ‫العد ِّو الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كذلك حتى ظنوا �أنهم ُي� ْ�ح� ِر ُزو َن ال َّن َجا َح تِل َو‬ ‫وظلوا‬ ‫النجا ِح‪ ،‬وفج�أة ا�شتعلتِ ال ُ‬ ‫أحداث القائم ُة يف حي ال�شيخ‬

‫جراح والقد�س وامل�سجد الأق�صى وغز َة و�إذا بفل�سط َ‬ ‫ني‬ ‫تل َق ُف ما ي��أْ ِف� ُك��ون‪ ،‬و�إذا بك ِّل تلك اجل�ه��و ِد وال َّت َح ُّر َكاتِ‬ ‫ُ‬ ‫وتتحول �إىل‬ ‫ري‬ ‫وامل��واق��فْ تظه ُر منعدم َة الأث � ِر والت�أث ِ‬ ‫ح�سر ٍة وعار‪.‬‬ ‫لقد وج��دن��ا �أ َّم � َت � َن��ا ُك� َّل� َه��ا ت�ضب ُِط �ساع َتهَا بتوقيتِ‬ ‫فل�سطنيْ‪ ،‬ووجدنا ال�شعوبَ ك ّلهَا مبا فيها �شعوبَ َ‬ ‫تلك‬ ‫رب امل�سرياتِ اجلماهريي ِة‬ ‫ال��دولِ الراعي ِة والداعم ِة ع َ‬ ‫بر‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫النيابي‬ ‫واملجال�س‬ ‫ِ‬ ‫احل��ا��ش��دة‪ ،‬وع�بر ال�برمل��ان��اتِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫القد�س‬ ‫با�سم‬ ‫التوا�صلِ‬ ‫و�سائلِ الإع�لا ِم و�شبكاتِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تهتف ِ‬ ‫وحما�س واجلهاد و�سرايا وف�صائل املقاوم ِة الفل�سطيني ِة‬ ‫البطلة‪ ،‬وت�لا��ش��تْ م��ا ت�سمى ب�صفق ِة ال �ق��رنِ ‪ ،‬وف�شلت‬ ‫فكر ُة ال��وط� ِ�ن البديلِ وال�ع��د ِّو البديل‪ ،‬ويف ه��ذا ال�شك‬ ‫والدر�س و�أرجو �أنْ ن�ستفي َد جميعنا مِ ن‬ ‫مُن َتهى العرب ِة‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ه��ذا ال��در�� ِ�س ل�ي��زدا َد الثابتو َن ثباتا ويقي َنا‪ ،‬ول�ُي�رُ َ اج��ع‬ ‫و�سيا�سا ِتهِم ‪.‬‬ ‫املخطئو َن من �أُ َّم ِت َنا مواق َف ُه ْم‬ ‫َ‬ ‫اليمني الواحد‬ ‫ال�شعب‬ ‫�أيها‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫�أيتها الأم ُة العربي ُة امل�سلم ُة الواحدة‬ ‫لقد �آ َن ال ُ‬ ‫أوان �أنْ َن َتلَ َّم َ�س طري َق الباقياتِ ال�صاحلات‪،‬‬ ‫ال�صحيح واملرجعي ِة‬ ‫ري‬ ‫طري َق املوقفِ‬ ‫ال�صحيح والتفك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هي الأح� ُ‬ ‫�داث‬ ‫ال�صحيحة‪ ،‬فها هي الأي��ا ُم والليايل وها َ‬ ‫وال��وق��ائ � ُع ُت� ْث� ِب��تُ مب��ا ال ي��د ُع جم��ا ًال ِّ‬ ‫لل�شك ب� ��أ َّن احل� َّ�ق‬ ‫�سيبقى دام�غ�اً‪ ،‬و�أ َّن الباط َل لن يكو َن �إال زاه�ق��ا‪ ،‬مه َما‬ ‫كانتِ �إمكانا ُت ُه ومهما كا َن حج ُم الدولِ التي ُ‬ ‫تقف وراءه‪،‬‬ ‫و�إن � ُه ملِ��نَ اخل�سار ِة �أن يوا�ص َل ُ‬ ‫بع�ض َنا طري َق الرهاناتِ‬ ‫اخل��ا� �س��رةِ‪ ،‬وي�ث�ب��تُ �أي���ض�اً ب ��أن � ُه ال م�ن��ا�� َ�ص لبع�ضنا عن‬ ‫رب‬ ‫بع�ض‪ ،‬و�أ َّن علينا �أن نعو َد ملا يجمع َنا‪ ،‬فما يجمعنا �أك ُ‬ ‫أهم و�أك ُ‬ ‫ري مما يفرقنا‪ ،‬ومثلما جعلنا نزاعاتنا‬ ‫رث بكث ٍ‬ ‫و� ُّ‬

‫وخالفاتنا ممكن َة احل��دوث‪ ،‬ف�إن من الواجبِ علينا �أن‬ ‫جنع َل َ‬ ‫وقف هذ ِه النزاعاتِ واخلالفاتِ �أمراً ممكناً �أي�ضاً‪.‬‬ ‫أ�شري �إىل ما يلي‪:‬‬ ‫هذه‬ ‫ختام‬ ‫ويف‬ ‫الكلمة � ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ميني وميني ٍة بحلولِ ذكرى‬ ‫‪ -1‬جن� ِّد ُد التهنئ َة لك ِّل ٍّ‬ ‫ال�ث��اين وال�ع���ش��ري��نَ م��ن م��اي��و‪ ،‬و�أدع ��و جمي َع ال�ف��رق��ا ِء‬ ‫لليمن ال َ‬ ‫اليمني َ‬ ‫أر�ض والإن�سا َن‪،‬‬ ‫ني �إىل االنحيا ِز املُطلقِ‬ ‫ِ‬ ‫ومراجع ِة املواقفِ على قاعد ِة االن�سجا ِم التا ِّم مع �آمالِ‬ ‫العظيم ومواقف ِه امل�شرف ِة يف‬ ‫وتطلعاتِ ال�شعبِ اليمني‬ ‫ِ‬ ‫التم�سكِ بوحدت ِه و�سيادت ِه وحري ِت ِه وا�ستقاللهِ‪ ،‬ورف�ض ِه‬ ‫املُطلقِ لك ِّل �أ�شكالِ التبعي ِة واالرت�ه��ان‪ ،‬وك� ِّل ممار�ساتِ‬ ‫احل�صا ِر والعدوانِ والتدخالتِ اخلارجية‪.‬‬ ‫‪ -2‬ندعو ق�ي��اد َة التحالفِ ممثل ًة باململك ِة العربي ِة‬ ‫ال �� �س �ع��ودي � ِة �إىل رف � � ِع احل �� �ص��ا ِر ع ��ن ��ش�ع�ب�ن��ا ال�ي�م�ن��ي‬ ‫واالنخراط اجلا ِّد يف مباح َثاتِ وقفِ احلربِ الع�سكري ِة‬ ‫ِ‬ ‫واالق�ت���ص��ادي� ِة و�إن �ه��ا ِء ال��وج��و ِد الع�سكريِّ يف �أرا�ضينا‬ ‫ومياهنا‪ ،‬والعملِ امل�شرتكِ على وق��فِ جمي ِع الأع�م��الِ‬ ‫�راف ومعاجل ِة �آث ��ا ِر وتداعياتِ‬ ‫العدائي ِة م��ن ك� ِّل الأط � ِ‬ ‫ا�ستئناف ال�ع�لاق��اتِ على ق��اع��د ِة‬ ‫احل ��رب‪ ،‬و��ص��و ًال �إىل‬ ‫ِ‬ ‫وح���س� ِ�ن اجلِ � ��وا ِر واالح �ت��را ِم امل�ت�ب��ادلِ‬ ‫الإخ� ��ا ِء ال �� �ص��ادقِ ُ‬ ‫وال �ت �ع��اونِ امل �� �ش�تركِ و� �ص��ونِ �أم� � ِ�ن و� �س �ي��اد ِة وم���ص��ال� ِ�ح‬ ‫ني ال�شقيقني‪.‬‬ ‫البلدين وال�شعب ِ‬ ‫ِ‬ ‫أمم امل �ت �ح��د ِة ول�ل�ج�م�ي� ِع‬ ‫‪ -3‬نجُ � � � ِّد ُد ال �ت ��أك �ي � َد ل �ل �� ِ‬ ‫ا�ستعدادَنا التا َّم للإ�سها ِم بفاعلي ٍة يف حتقيقِ ال�سال ِم مع‬ ‫ين اجلانبِ الإن�سا ِّ‬ ‫الت�شديدِ على ��ض��رور ِة الف�صلِ ب� َ‬ ‫ين‬ ‫ري �إىل �أ َّن فت َح املطاراتِ واملوانئ‬ ‫واجلوانبِ الأخرى‪ ،‬ون�ش ُ‬ ‫ٌ‬ ‫اليمني‬ ‫خال�ص‬ ‫ا�ستحقاق‬ ‫القائم‬ ‫و�إنها ِء احل�صا ِر‬ ‫لل�شعبِ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وال ينبغي حتويل مثلِ هذ ِه امل�سائل �إىل ماد ٍة للمقاي�ض ِة‬

‫ن�ؤكد ا�ستعدادنا التام للإ�سهام‬ ‫بفاعلية يف حتقيق ال�سالم‪.‬‬

‫�أو �سال ٍح من �أ�سلح ِة احلربِ النتزا ِع مكا�سِ َب تفاو�ضي ٍة يف‬ ‫ني ال�سيا�سي والع�سكري‪ ،‬ون�ؤ ِّك ُد ب�أ َّن الإ�صرا َر على‬ ‫اجلانب ِ‬ ‫الربط ب َ‬ ‫ِ‬ ‫ني اجلانبِ الإن�ساين وجوانبِ النزا ِع الع�سكريِّ‬ ‫ير م�ف�ه��و ٍم وغ�ي ُ�ر م�ب�رر‪ ،‬و�سيبقى‬ ‫وال�سيا�سي ع�م� ٌ�ل غ� ُ‬ ‫عائقاً يف طريقِ حتقيقِ ال�سالم‪ ،‬ويتحم ُل م�س�ؤولي َة ك ِّل‬ ‫َ‬ ‫ذلك من ي�ص ُّر على ذلك �أو ُي�شرعنُ اال�ستمرا َر يف ح�صا ِر‬ ‫ال�شعبِ اليمني املظلوم‪.‬‬ ‫‪� -4‬إن��ه ومل��ن عظيم ف�ضل اهلل على ه��ذه الأم��ة �أن‬ ‫منَّ عليها بن�صر كبري فجر هذا اليوم �صنعته �سواعد‬ ‫املجاهدين يف فل�سطني‪ ،‬وبهذه املنا�سبة العزيزة نبعث‬ ‫ب�أ�سمى �آي��ات التهاين والتربيكات لل�شعب الفل�سطيني‬ ‫وحلركات املقاومة النت�صارهم يف معركة �سيف القد�س‬ ‫ال�ت��ي ذاق فيها ك�ي��ان ال�ع��دو الإ��س��رائ�ي�ل��ي م ��رارة ال��ذل‬ ‫والهوان بانك�شافه عاجزا �أمام �صمود وتالحم ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني و�ضربات املقاومة ال�صاروخية وقد �أثبتت‬ ‫غزة �أنها درع القد�س والأق�صى‪.‬‬ ‫�إن االنت�صار الفل�سطيني �أع ��اد ل�ل�أم��ة ثقتها باهلل‬ ‫وبنف�سها‪ ،‬وم��ا عليها �إال �أن ت�ت�ح��رك ب�ك��ل م�س�ؤولية‬ ‫و�أن جتعل من ذل��ك الن�صر الإلهي دافعا لها ملوا�صلة‬ ‫الطريق نحو القد�س‪ ،‬ون�ؤك ُد ت�ضامننا معهم ووقوف َنا‬ ‫الدائ َم والثابتَ �إىل جانبهم‪ ،‬وال يفو ُت َنا الإ�شاد َة مبواقفِ‬ ‫ني و�أهلها الكرام‪ ،‬كما‬ ‫�شعبنا امل�ش ّرف ِة يف ن�صر ِة فل�سط ِ‬ ‫ن�ب� ُ‬ ‫�ارك لك ِّل الأح ��را ِر يف ه��ذا ال�ع�المَ ِ �شعوباً وحكوماتٍ‬ ‫وبرملاناتٍ ونا�شط َ‬ ‫ني مواقفه ْم الت�ضامني ِة امل�شرف ِة مع‬ ‫ني ومقاومتها ال َب َطلَة‪ ،‬وندعو جمي َع املطبع َ‬ ‫فل�سط َ‬ ‫ني‬ ‫هلل ومراجع ِة مواقفِهم وال�ع��ود ِة �إىل ج��ا َّد ِة‬ ‫�إىل تقوى ا ِ‬ ‫ال�صوابِ مل�صلحتِهم وم�صلح ِة ُ�أمتهِم‪.‬‬ ‫‪ -5‬ون �خ � ِت � ُم ب �ت �ج��دي��دِ ال �ت �ح �ي � ِة ل���ش�ع�ب� َن��ا ال���ص��ام��دِ‬ ‫اجلي�ش واللجانِ وقبائلنا الوفي ِة ونحيي‬ ‫ولأبطالنا يف‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫رج��ا َل الأم� ِ�ن وال�سيا�س ِة والإع�لا ِم والعلما ِء وكل رجالِ‬ ‫اليمن ون�شدُّ على �أيدي اجلمي ِع موا�صل َة الن�ضالِ‬ ‫ون�سا ِء ِ‬ ‫هلل املبني والفر ِج‬ ‫ن�صرا‬ ‫من‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫مبا‬ ‫ع‬ ‫اجلمي‬ ‫ونب�ش ُر‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ�سعدهُ‬ ‫ال�صابرين)‪.‬‬ ‫القريب ( َوب َِّ�ش ِر َّ‬ ‫حتيا اجلمهورية اليمنية ‪..‬‬ ‫املجد واخللود لل�شهداء‬ ‫ال�شفاء للجرحى ‪..‬‬ ‫احلرية للأ�سرى‪ ..‬الن�صر ل�شعبنا اليمني العظيم‪.‬‬ ‫هلل وبركاته‪.‬‬ ‫وال�سال ُم عليكم ورحم ُة ا ِ‬


‫‪08‬‬

‫األحد ‪ 18‬شوال ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 30‬مايو ‪2021‬م‬

‫خطاب‬

‫العدد ‪1144‬‬

‫قال قائد الثورة ال�سيد عبدامللك بدر الدين احلوثي يف الكلمة التي �ألقاها مبنا�سبة افتتاح املراكز ال�صيفية‬ ‫نح�صن �أنف�سنا وجمتمعنا من كل �أ�شكال االخرتاق الظالمي �سيجعلنا يف حالة حقيقية من‬ ‫‪1442‬هـ‪ " :‬عندما ّ‬ ‫احلرية"‪.‬‬ ‫وعرب قائد الثورة عن الأمل يف �أن يكون هناك توجه كبري للإ�سهام يف الدورات ال�صيفية والعناية بها وال�سعي‬ ‫لال�ستفادة منها‪ ..‬و�أ�ضاف‪" :‬نحن يف مواجهة عدوان ت�شرف عليه �أمريكا‪ ،‬وبتخطيط وتدبري �إ�سرائيلي بريطاين‬ ‫�أمريكي تنفذه �أدوات من عمالئهم‪ ،‬ونحن نتحرك ب�إدراك وفهم ملا يهدف له العدوان‪ ،‬وما يرتتب عليه فيما لو‬ ‫متكن من حتقيق �أهدافه"‪ ..‬وفيما يلي ن�ص كلمته‪..‬‬

‫السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي خالل تدشينه أنشطة المراكز الصيفية‬

‫الدورات ال�صيفية‬

‫مهمة للعناية بالن�شء‪ ,‬والإ�سهام فيها ًمهم جد ًا‬

‫ال و�سه ً‬ ‫حياكم اهلل جميعاً‪ ،‬و�أه ً‬ ‫ال ومرحباً‪.‬‬ ‫ن��رح��ب بكل احل���ض��ور‪ ،‬ويف امل �ق � ِّدم��ة‪ :‬الآب ��اء العلماء‬ ‫ورج ��ال ال��دول��ة‪ ،‬وع�ل��ى ر�أ��س�ه��م الأخ رئ�ي����س ال � ��وزراء‪...‬‬ ‫وجميع احلا�ضرين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫هلل مِ نْ َّ‬ ‫ال�ش ْيطان ال َّرجِ ْي ِم‬ ‫�أَعُـ ْو ُذ بِا ِ‬ ‫هلل ال َّر ْحـ َم ِـن ال َّرحِ ـ ْي ِـم‬ ‫ب ِْـ�س ِـــم ا ِ‬ ‫احلم ُد هلل َر ِّب العاملني‪ ،‬و�أَ�شهَـ ُد �أن ال �إل َه � اَّإل ُ‬ ‫اهلل امللكُ‬ ‫م َمّــداً عب ُد ُه و َر ُ�ســ ْو ُله‬ ‫احل� ُّ�ق املُبني‪ ،‬و�أ�ش َه ُد �أ َّن �سيدَنا حُ َ‬ ‫خا ُ‬ ‫مت النبيني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م� َّم�ـ�ـ��د‪ ،‬وب ��ارِكْ‬ ‫ال�ل�ه��م � َ��ص� ِ�ل على حُ َ‬ ‫م� َّم�ـ�ـ��دٍ وع�ل��ى �آلِ حُ َ‬ ‫م َمّــد‪ ،‬كما َ�ص َّل ْيتَ وبا َر ْكتَ على‬ ‫على حُ َ‬ ‫م َمّــدٍ وعلى �آلِ حُ َ‬ ‫�إب��راه�ي� َم وعلى �آلِ �إب��راه�ي� َم �إن��ك حمي ٌد جم�ي�دٌ‪ ،‬وار�� َ�ض‬ ‫اللهم بر�ضاك عن �أ�صحابه الأخيار املنتجبني‪ ،‬وعن �سائر‬ ‫عبادك ال�صاحلني‪.‬‬ ‫�أ ُّيها الإخوة احلا�ضرون جميعاً‬ ‫هلل َو َب َر َكا ُتهُ؛؛؛‬ ‫ال�سّـلاَ ُم َعلَ ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُة ا ِ‬ ‫َ‬ ‫ن�ت�ح��دث ال �ي��وم يف �إط ��ار اف�ت�ت��اح ال� ��دورات والأن���ش�ط��ة‬ ‫ال�صيفية؛ على �أ�سا�س احل��ث على التفاعل كما ينبغي‬ ‫مع هذه املحطة الرتبوية والتثقيفية والتعليمية املهمة‪،‬‬ ‫ون �� �س ��أل اهلل "�سبحانه وتعاىل" �أن ي��و ِّف�ق�ن��ا ج�م�ي�ع�اً ملا‬ ‫ير�ضيه عنا‪� ،‬إنه �سميع الدعاء‪.‬‬ ‫ي�ق��ول اهلل "�سبحانه وتعاىل" يف ك�ت��اب��ه ال �ك��رمي‪} :‬‬ ‫�أَ َو َم��نْ َك��ا َن َم ْي ًتا َف َ�أ ْح َي ْي َنا ُه َو َج َع ْل َنا َل ُه ُن��و ًرا مَيْ�شِ ي ِب ِه فيِ‬ ‫ا�س َك َمنْ َم َث ُل ُه فيِ ُّ‬ ‫الظ ُل َماتِ َل ْي َ�س ب َِخا ِر ٍج مِ ْنهَا َك َذل َِك‬ ‫ال َّن ِ‬ ‫ُز ِّي��نَ ِل ْل َكا ِف ِرينَ مَا َكا ُنوا َي ْع َم ُلو َن{ الأنعام‪ :‬الآية‪،122‬‬ ‫يف الآي��ة املباركة من �سورة الأن�ع��ام يقدِّم اهلل "�سبحانه‬ ‫وتعاىل" م�ق��ارن� ًة مهم ًة ج ��داً‪ ،‬م��ن خ�لال ه��ذه املقارنة‬ ‫يتبني ل�ل�إن���س��ان م��ا ينبغي �أن يعتمد عليه يف م�سرية‬ ‫ح �ي��ات��ه؛ لأن ك�ل ً�ا م��ن احل��ال �ت�ين امل��ذك��ورت�ي�ن يف الآي ��ة‬ ‫املباركة‪ ،‬هما نقي�ضان لبع�ضهما البع�ض‪� ،‬إمَّا �أن تكون يف‬ ‫هذا االجتاه‪ ،‬و�إمَّا �أن تكون يف االجتاه الآخر‪ ،‬لي�س هناك‬ ‫خيا ٌر ثالث‪.‬‬ ‫فاخليار الأول يف هذه املقارنة املهمة جداً‪ ،‬عندما قال‬ ‫"ج َّل �ش�أنه"‪�} :‬أَ َو َمنْ َكا َن َم ْي ًتا َف�أَ ْح َي ْي َنا ُه َو َج َع ْل َنا َل ُه ُنو ًرا‬ ‫ا�س{‪ ،‬اهلل "�سبحانه وتعاىل" كما خلقنا‬ ‫مَيْ�شِ ي ِب ِه فيِ ال َّن ِ‬ ‫و�أحيانا على امل�ستوى امل��ادي‪ ،‬خلق الإن�سان من نطفة‪،‬‬ ‫قبل ذلك خلقه من الطني‪ ،‬من الرتاب‪ ،‬ومنحه ما منحه‬ ‫يف ج�سمه ويف مداركه‪ ،‬لكن هناك حياة ذات �أهمية كبرية‬ ‫ج��داً‪ ،‬لها �أهميتها الق�صوى يف �أن ت ��ؤدِّي دورك يف هذه‬ ‫احلياة كما ينبغي‪ ،‬ب��أن تنتفع مبا وهبك اهلل "�سبحانه‬ ‫وتعاىل"من ق��درات وط��اق��ات وم ��دارك‪ ،‬فت�ستثمرها يف‬

‫�أداء دورك يف هذه احلياة على �أح�سن وجه‪ ،‬وعلى �أكمل‬ ‫وج��ه‪ ،‬وكما ينبغي‪ ،‬فيتحقق لك بذلك ال�سمو والكمال‬ ‫الإن���س��اين‪ ،‬وت�ك��ون يف واق��ع حياتك ويف م�سرية حياتك‬ ‫إيجابي ومثمرٍ وب َّناء‪ ،‬فتكون عن�صراً خيرِّاً‪،‬‬ ‫تقوم ب��دو ٍر � ٍ‬ ‫فاع ً‬ ‫إيجابي يف هذه احلياة‪.‬‬ ‫ال على نح ٍو � ٍ‬ ‫حلم‬ ‫ولذلك احلياة التي يكون فيها الإن�سان جم��رد ٍ‬ ‫و�شحم وم��دارك عمياء‪ ،‬ال يب�صر بها‪ ،‬ال ي�ستنري بها‪ ،‬ال‬ ‫ٍ‬ ‫يعي دوره جيداً يف هذه احلياة‪ ،‬ال ي�ست�شعر م�س�ؤولياته‬ ‫كما ينبغي يف ه��ذه احل�ي��اة‪ ،‬فهو مبنزلة الأم ��وات‪ ،‬و�إن‬ ‫كان على امل�ستوى الع�ضوي يف قائمة الأحياء‪ ،‬ولكنه يف‬ ‫�شعوره‪ ،‬يف وج��دان��ه‪ ،‬يف �إح�سا�سه‪ ،‬يف وعيه‪ ،‬وك��أن��ه لي�س‬ ‫حياً‪ ،‬ك�أن اهلل مل يعطيه �أي مدارك‪ ،‬ك�أن اهلل مل يعطه �أي‬ ‫طاقات‪ ،‬ومل يعطه �أي مدارك ي�ستب�صر بها‪ ،‬يدرك حياته‬ ‫يف هذه الدنيا وم�س�ؤولياته فيها كما ينبغي‪.‬‬ ‫ولذلك يقول اهلل‪�} :‬أَ َو َمنْ َكا َن َم ْي ًتا{‪ ،‬الإن�سان يف واقع‬ ‫احلال ما مل يحظ باحلياة احلقيقية يف جانبها املعنوي‪،‬‬ ‫يف م�شاعره الإن�سانية‪ ،‬يف �إح�سا�سه بالقيم العظيمة‪ ،‬يف‬ ‫وعيه‪ ،‬يف �إدراكه ال�صحيح مل�س�ؤولياته يف هذه احلياة؛ فهو‬ ‫مبنزلة الأموات‪ ،‬الذي يحييه‪ :‬هو هذه ال�صلة الإميانية‬ ‫باهلل "�سبحانه وتعاىل"‪� ،‬صلة عظيمة جداً‪.‬‬ ‫}�أَ َو َم��نْ َكا َن َم ْي ًتا َف�أَ ْح َي ْي َنا ُه َو َج َع ْل َنا َل ُه ُنو ًرا مَيْ�شِ ي ِب ِه‬ ‫فيِ ال� َّن��ا�� ِ�س{‪ ،‬ال�صلة الإميانية ب��اهلل "�سبحانه وتعاىل"‬ ‫ه��ي �صلة ح�ي��اة‪ ،‬وفيها مفاتيح احل �ي��اة‪ ،‬وه��ي ال�ت��ي من‬ ‫خاللها يتحقق للإن�سان �أن يكون حياً يف م�شاعره‪ ،‬حياً‬ ‫يف وج��دان��ه‪ ،‬حياً يف �إح�سا�سه‪ ،‬حياً حياة الإمي ��ان‪ ،‬حياة‬ ‫القيم‪ ،‬حياة املبادئ‪ ،‬حياً يف �شعوره بامل�س�ؤولية‪ ،‬حياً يف‬ ‫�إح�سا�سه بالكرامة‪ ،‬ثم يتحرك على �أ�سا�س النور‪ :‬نور‬ ‫اهلل "�سبحانه وتعاىل"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫}�أَ َو َم��نْ َك��ا َن َم ْي ًتا َف�أ ْح َي ْي َناهُ{؛ ليبني اهلل لنا يف هذه‬ ‫العبارة املهمة‪� :‬أ َّن �صلة الإميان والهداية باهلل "�سبحانه‬ ‫وتعاىل" لي�ست جمرد مبادئ وتعليمات جامدة‪ ،‬راكدة‪،‬‬ ‫ذه�ن�ي��ة‪ ،‬ال ت�ترك �أث��ره��ا يف نف�سية الإن���س��ان‪ ،‬يف روحية‬ ‫الإن �� �س��ان‪ ،‬يف وج ��دان الإن �� �س��ان‪ ،‬يف م�شاعر الإن �� �س��ان‪ ،‬يف‬ ‫اهتمامات الإن�سان‪ ،‬يف دوافع الإن�سان‪ ،‬يف �أعمال الإن�سان‬ ‫و�سكناته وح��رك��ات��ه‪ ،‬ال‪ ،‬ال ��ذي مي� ِّي��ز ه��ذه ال�صلة ب��اهلل‬ ‫"�سبحانه وتعاىل" (�صلة الإميان والهداية)‪� :‬أنها ترتك‬ ‫�أث��ره��ا الكبري يف الإن�سان على م�ستوى روحيته‪ ،‬حتيي‬ ‫فيك الروحية الإميانية بكل ما يتبعها‪ ،‬وبكل ما يرتتب‬ ‫عليها‪ ،‬وبكل ما ينتج عنها ومنها‪.‬‬ ‫الروحية الإميانية لها �أث��ر كبري يف نف�سية الإن�سان‪،‬‬ ‫تتغري نف�سية الإن�سان �إىل حدٍ كبري؛ وبالتايل اهتماماته‪،‬‬

‫�أول��وي��ات��ه يف ه��ذه احل�ي��اة‪ ،‬م�شاعره احل�ي��ة‪ ،‬التي جتعله‬ ‫يتفاعل ج�ي��داً م��ع حميطه يف ه��ذه احل�ي��اة‪ ،‬م��ع ال��واق��ع‬ ‫من حوله يف ه��ذه احل�ي��اة‪ ،‬ال يعي�ش ميت ال�ضمري‪ ،‬وال‬ ‫متب ِّلد امل�شاعر‪ ،‬وال يعي�ش يف حال ٍة من املوات على م�ستوى‬ ‫ال��وع��ي والإدراك‪ ،‬ال‪ ،‬ه��و بروحيته الإمي��ان�ي��ة يف حالة‬ ‫يقظة‪ ،‬انتباه‪ ،‬تفاعل‪� ،‬إح�سا�س مبا يجري حوله‪� ،‬إدراك‬ ‫مل�س�ؤوليته‪ ،‬وتلك القيم الإميانية حت َّولت بالن�سبة له �إىل‬ ‫م�شاعر‪ ،‬ولي�س فقط �إىل معلومات ذهنية‪ ،‬العزة بالن�سبة‬ ‫له �شعور‪ ،‬والكرامة بالن�سبة له �إح�سا�س‪ ...‬وهكذا ت�أتي‬ ‫بقية القيم‪ :‬الرحمة‪ ،‬الر�أفة‪ ،‬التي تدفعه �إىل االهتمام‬ ‫ب��ال�ن��ا���س م��ن ح��ول��ه‪ ،‬وب��ال��واق��ع م��ن ح��ول��ه‪ ،‬الإح���س��ا���س‬ ‫بامل�س�ؤولية‪ ،‬الغرية والإب��اء‪ ...‬وهكذا كل املعاين والقيم‬ ‫العظيمة �أ�صبحت ذات جتذر يف وجدانه‪ ،‬ويف �إح�سا�سه‪،‬‬ ‫ويف م�شاعره‪ ،‬فلذلك هو يتجه تلقائياً بكل تفاعل‪ ،‬فالأثر‬ ‫هنا هو �أث� ٌر على م�ستوى النف�س‪ :‬زك��اءً‪ ،‬و�إحيا ًء يف هذه‬ ‫النف�س لكل تلك املبادئ والقيم‪ ،‬حتى تتحول �إىل حال ٍة‬ ‫من امل�شاعر والإح�سا�س يف الوجدان والنف�س‪.‬‬ ‫ثم كذلك مع هذا اجلانب النف�سي‪ ،‬وهذا الأثر النف�سي‬ ‫املهم جداً‪ ،‬ت�أتي من اهلل "�سبحانه وتعاىل" الهداية‪ ،‬على‬ ‫م�ستوى ال�ف�ك��رة‪ ،‬على م�ستوى ال��ر�ؤي��ة‪ ،‬على م�ستوى‬ ‫الب�صرية‪ ،‬على م�ستوى املفاهيم‪ ،‬والإدراك ال�صحيح‬ ‫ملا ينبغي علينا �أن نعمله‪ ،‬ملا ينبغي علينا �أن نبني عليه‬ ‫م�سرية حياتنا‪ ،‬فيتجه الإن���س��ان يف م�سرية ح�ي��ات��ه‪ ،‬يف‬ ‫حركته يف ه��ذه احلياة‪ ،‬يف كل اجتاهاتها‪ ،‬على م�ستوى‬ ‫الأولويات‪ ،‬والأعمال‪ ،‬وال�سلوكيات‪ ،‬واملواقف‪ ،‬والوالءات‪،‬‬ ‫لي�س من منطلق امل��زاج ال�شخ�صي‪ ،‬والأه ��واء النف�سية‪،‬‬ ‫واالنفعاالت املزاجية‪ ،‬و�إمنا على نو ٍر من ربه‪.‬‬ ‫ولذلك ي�أتي يف الآية املباركة قوله "�سبحانه وتعاىل"‪:‬‬ ‫ا�س{‪ ،‬فهو مي�شي يف‬ ‫} َو َج َع ْل َنا َل� ُه ُن��و ًرا مَيْ�شِ ي ِب� ِه فيِ ال َّن ِ‬ ‫}يْ�شِ ي{‪ :‬عبارة عن حركته يف هذه احلياة‪،‬‬ ‫هذه احلياة‪ ،‬مَ‬ ‫حركته ال�ع��ام��ة‪ ،‬مب��ا فيها م��ن �سلوكيات‪ ،‬واه�ت�م��ام��ات‪،‬‬ ‫و�أعمال‪ ،‬ومواقف‪ ،‬ووالءات‪ ،‬وت�صرفات‪ ،‬وهو ينطلق من‬ ‫زكاء نف�س‪ ،‬من �شعو ٍر بتلك القيم العظيمة‪ ،‬ومن ر�ؤي ٍة‬ ‫هادية‪ ،‬من فكر ٍة �صحيحة‪ ،‬من مفاهيم منرية‪ ،‬ولذلك‬ ‫هو يدرك جيداً ما عليه �أن يعمل‪ ،‬ويتحرك على �أ�سا�س‬ ‫نور اهلل "�سبحانه وتعاىل"‪ ،‬املتمثل بهدايته "ج َّل �ش�أنه"‪.‬‬ ‫ه��دى اهلل "�سبحانه وتعاىل" هو النور ال��ذي ي�ضيء‬ ‫للإن�سان يف هذه احلياة‪ ،‬فريى احلقائق كما هي‪ ،‬بعيداً‬ ‫عن الت�أثر بامل�ؤثرات ال�سلبية؛ لأن امل�ؤثرات ال�سلبية متثل‬ ‫حالة عمى للإن�سان‪ ،‬فال يدرك كثرياً من احلقائق‪.‬‬ ‫الإن�سان �إذا ك��ان يف حال ٍة مزاجية‪ ،‬ويف حال ٍة نف�سي ٍة‬

‫�سيئة‪ ،‬مل يتزك يف نف�سه‪ ،‬ومل يهتد بنور ربه "�سبحانه‬ ‫وتعاىل"؛ ف�ه��و ي �ع��اين م��ن ح�ج��ب ك �ث�يرة حت�ج�ب��ه عن‬ ‫�إدراك احل �ق��ائ��ق‪ ،‬وع��ن ال�ت�ف��اع��ل م�ع�ه��ا‪ ،‬ح�ت��ى ل��و �أدرك‬ ‫بع�ض احل�ق��ائ��ق ال�ت��ي تفر�ض نف�سها عليه‪� ،‬أو تفر�ض‬ ‫نف�سها يف واق�ع��ه‪ ،‬فهو ي�ع��اين يف نف�س ال��وق��ت م��ن عدم‬ ‫تفاعل‪ ،‬من موت ال�ضمري‪ ،‬وما �أكرث الذين يعانون من‬ ‫م��وت ال�ضمري‪ ،‬مهما ك��ان حجم الأح ��داث من حولهم‪،‬‬ ‫مهما كانت يف م�ستوى ت�أثريها‪ ،‬وا�ستفزازها‪ ،‬و�إزعاجها‪،‬‬ ‫فالبع�ض ال يتفاعل مع ذلك‪.‬‬ ‫نحن الحظنا يف واقع حياتنا على م�ستوى ما نعانيه‬ ‫م��ن ع ��دوان حت��ال��ف ال �ع��دوان على ب�ل��دن��ا‪� ،‬أو م��ا يجري‬ ‫على ال�شعب الفل�سطيني يف فل�سطني‪ ،‬ن��رى الأح��داث‬ ‫امل��أ��س��اوي��ة‪ ،‬امل�ظ��امل ال�ك�ب�يرة‪ ،‬الأح ��داث امل��ؤمل��ة واملزعجة‬ ‫وامل�ستفزة‪ ،‬املظلومية الرهيبة جداً‪ ،‬والبع�ض مهما كان‬ ‫حجم امل�أ�ساة‪ ،‬فكما قال ال�شاعر‪( :‬ما جلر ٍح مبيتٍ �إيالمُ)‪،‬‬ ‫(ما جلر ٍح مبيتٍ �إيالمُ)‪.‬‬ ‫البع�ض م��ن ال�ن��ا���س مهما ك��ان��ت الأح� ��داث عا�صفة‪ً،‬‬ ‫والتحديات قائم ًة‪ ،‬تفر�ض نف�سها على ال��واق��ع‪ ،‬وعلى‬ ‫ال�ن��ا���س يف ه��ذا ال��واق��ع‪ ،‬فهو يتعامى عنها‪ ،‬يتجاهلها‪،‬‬ ‫وك��أن التجاهل ميثل ح ً‬ ‫ال بالن�سبة له‪ ،‬ال ت�ستفزه؛ لأن‬ ‫وجدانه بارد‪ ،‬ولأن �ضمريه ميت‪ ،‬ولأن �إدراك��ه للحقائق‬ ‫�ضعيف وم�شو�ش؛ وبالتايل مُي ِّني نف�سه‪ ،‬وما �أكرث الذين‬ ‫مُي ُّنون �أنف�سهم ب��أن ت�أتي املتغريات هكذا ب�شكلٍ تلقائي‬ ‫دون �أن نتحمل امل�س�ؤولية فيما علينا �أن نعمل‪ ،‬بدافع‬ ‫�إمياننا‪ ،‬بدافع �إن�سانيتنا‪ ،‬بدافع ال�ضمري واال�ست�شعار‬ ‫للم�س�ؤولية‪ ،‬وبح�سب �أي�ضاً الهداية الإلهية‪ ،‬هداية اهلل‬ ‫يوجهنا �إليه‪ ،‬وي�أمرنا به‪ ،‬ويدُّ لنا عليه‪ ،‬وين ِّبهنا‬ ‫لنا فيما ِّ‬ ‫ب�ش�أنه‪.‬‬ ‫ف��الآي��ة امل �ب��ارك��ة ت�ب�ين ل�ن��ا ع�ظ�م��ة ه��ذه ال���ص�ل��ة ب��اهلل‬ ‫"�سبحانه وتعاىل"؛ لأن �صلتنا ب ��اهلل لي�ست فقط‬ ‫منح�صر ًة �أن ندعوه عند ال�ضراء‪� ،‬إذا �أ�صبنا باملر�ض‪� ،‬أو‬ ‫عانينا من الفقر‪� ،‬أو واجهنا بع�ضاً من الظروف القا�سية‬ ‫يف ه��ذه احل�ي��اة‪ ،‬نتجه �إل�ي��ه ب��ال��دع��اء‪� :‬أن ي�ف� ِّرج عنا‪� ،‬أن‬ ‫يعطينا‪� ،‬أن مي��نَّ علينا‪ ،‬ه��ذا ج��ز ٌء من عالقتنا و�صلتنا‬ ‫باهلل "�سبحانه وتعاىل"‪ ،‬ولكن هذه ال�صلة هي �أ�سا�سي ٌة يف‬ ‫كل �شيء‪ ،‬هذه ال�صلة باهلل "�سبحانه وتعاىل" التي نتمتع‬ ‫فيها ب��احل�ي��اة احلقيقية‪ ،‬وال�ت��ي نبتني فيها يف واقعنا‬ ‫النف�سي‪ ،‬ثم ننطلق على �أ�سا�س ذلك يف ميدان العمل‪ ،‬يف‬ ‫م�سرح احلياة‪ ،‬يف ميدان امل�س�ؤولية‪ ،‬ونحن على م�ستوى‬ ‫النف�س‪ ،‬والأث��ر النف�سي‪ ،‬والزكاء النف�سي‪ ،‬ا�ستفدنا من‬ ‫ه��ذه ال�صلة ب�ه��ذه احل�ي��اة امل�ه�م��ة‪ :‬ح�ي��اة امل���ش��اع��ر‪ ،‬حياة‬


‫خطاب‬

‫القيم‪ ،‬حياة الإميان‪ ،‬حياة الإح�سا�س بالكرامة‪ ،‬والعزة‪،‬‬ ‫واملبادئ العظيمة‪ ،‬التي ت�سمو بالإن�سان ك�إن�سان‪ ،‬وحتقق‬ ‫له كماله الإن�ساين‪ ،‬ثم النور الذي نتحرك على �أ�سا�سه‬ ‫يف هذه احلياة‪ ،‬فال نتخبط يف �سلوكياتنا‪ ،‬يف �أعمالنا‪ ،‬يف‬ ‫مواقفنا‪ ،‬يف اهتماماتنا‪ ،‬يف �أعمالنا‪ ،‬تخبطاً ناجتاً عن‬ ‫منطلقات خاطئة‪� ،‬أو مفاهيم خاطئة‪� ،‬أو ت�صورات باطلة‪.‬‬ ‫عندما ننظر يف �ساحتنا العامة على امل�ستوى الب�شري‪،‬‬ ‫�أو يف �ساحتنا الإ��س�لام�ي��ة‪ ،‬م��ا �أك�ث�ر م��ن ي�ع��ان��ون‪ -‬كما‬ ‫ت�شو�ش يف ال��ر�ؤي��ة‪،‬‬ ‫قلنا‪ -‬م��ن م��وتٍ يف ال�ضمري‪ ،‬وم��ن‬ ‫ٍ‬ ‫ت�شو�ش يف الر�ؤية‪ ،‬ومن غباء فيما يتعلق باملفاهيم‬ ‫ومن‬ ‫ٍ‬ ‫ال�صحيحة‪ ،‬بل �إ َّن البع�ض يكونون يف مقامات علمية‪:‬‬ ‫�سوا ًء جامعية‪� ...‬أو غريها‪ ،‬ولكنهم ال ميتلكون الر�ؤية‬ ‫ال�صافية‪ ،‬ال��ر�ؤي��ة املنرية‪ ،‬التي ت�ضيء للإن�سان فريى‬ ‫احل �ق��ائ��ق ك�م��ا ه ��ي‪ ،‬وي� ��درك م���س��ؤول�ي��ات��ه ك�م��ا ينبغي‪،‬‬ ‫ويدرك ما عليه �أن يعمل‪ ،‬ت�أتي امل�ؤثرات الأخرى فت�ؤثر‬ ‫على الإن�سان‪ ،‬فال�شطر الأول من املقارنة‪ ،‬هو يبني لنا‬ ‫هذه ال�صلة باهلل "�سبحانه وتعاىل"‪�} :‬أَ َو َم��نْ َك��ا َن َم ْي ًتا‬ ‫ا�س{‪.‬‬ ‫َف�أَ ْح َي ْي َنا ُه َو َج َع ْل َنا َل ُه ُنو ًرا يمَ ْ�شِ ي ِب ِه فيِ ال َّن ِ‬ ‫�أ َّم��ا ال�شطر الآخ��ر من ه��ذه املقارنة فيقول‪َ } :‬ك َمنْ‬ ‫َم َث ُل ُه فيِ ُّ‬ ‫الظ ُل َماتِ َل ْي َ�س ِب� َ�خ��ا ِر ٍج مِ ْنهَا{‪ ،‬حالة رهيبة �أن‬ ‫يكون الإن�سان يف واقع حياته يف الظلمات‪ ،‬يف الظلمات‪،‬‬ ‫ظ�ل�م��ات اجل �ه��ل‪ ،‬ظ�ل�م��ات ال�ع�ق��د ال�ن�ف���س�ي��ة‪ ،‬ال �ت ��أث�يرات‬ ‫ال�سلبية‪ ،‬التي ت��ؤث��ر على ر�ؤي �ت��ه‪ ،‬على مفاهيمه‪ ،‬على‬ ‫ت�صوراته‪ ،‬على قناعاته‪ ،‬على �أف �ك��اره‪ ،‬على منطلقاته‬ ‫يف ه��ذه احل�ي��اة‪َ } ،‬ك� َم��نْ َم َث ُل ُه فيِ ُّ‬ ‫الظ ُل َماتِ َل ْي َ�س ِب� َ�خ��ا ِر ٍج‬ ‫مِ ْنهَا{‪ ،‬ظلمات ترتاكم وتكثف حتى ال يخرج منها‪ ،‬حتى‬ ‫يبقى دائماً يتخبط يف داخلها تائهاً‪ ،‬ال يدرك احلقائق‪،‬‬ ‫ال ي��رى احل�ق��ائ��ق‪ ،‬احل�ج��ب املظلمة ك�ث�يرة‪ ،‬وت��أت�ي��ه من‬ ‫كل اجلوانب‪ ،‬من كل امل�ؤثرات ال�سلبية؛ وبالتايل يبقى‬ ‫متخ ِّبطاً يف هذه احلياة‪ ،‬قناعاته خاطئة‪� ،‬أفكاره خاطئة‪،‬‬ ‫ت�صوراته خاطئة‪ ،‬ومنطلقاته خاطئة‪ ،‬وه�ك��ذا ينطلق‬ ‫ب�شكلٍ خ��اط��ئ يف م��واق�ف��ه‪ ،‬يتخذ ق ��رارات خاطئة ج��داً‪،‬‬ ‫خطورتها عليه يف هذه احلياة‪ ،‬وخطورتها عليه �أي�ضاً يف‬ ‫م�ستقبله يف الآخرة‪ ،‬لها ت�أثريات �سيئة جداً‪ ،‬لي�ست من‬ ‫احلكمة يف �شيء‪ ،‬ولي�س لها �أي �إيجابية يف واقع احلياة‪،‬‬ ‫�سلبياتها كبري ٌة ج��داً‪ ،‬ونتائجها وخيم ٌة ج��داً يف الدنيا‬ ‫والآخرة‪.‬‬ ‫ولأنه لي�س على �صل ٍة باهلل "�سبحانه وتعاىل" (�صلة‬ ‫ال �ه��داي��ة وال� �ن ��ور)؛ ف�ه��و ال ي �خ��رج م��ن ت�ل��ك ال�ظ�ل�م��ات‪،‬‬ ‫يبقى تائهاً فيها‪ ،‬حتى تكون احل��ال��ة التي ي�صل �إليها‬ ‫ه��ي ح��ال� ٌة ت��زي��ده ت�شبثاً مب��ا ه��و فيه م��ن ال�ظ�ل�م��ات‪} ،‬‬

‫العدد ‪1144‬‬

‫األحد ‪ 18‬شوال ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 30‬مايو ‪2021‬م‬

‫ما حدث هو انت�صار للمقاومة و�سقوط‬ ‫العدو من احلتميات الثالث و�سيخ�سر‬ ‫املط ِّبعون �إىل جانبه‪.‬‬ ‫َك َذل َِك ُز ِّينَ ِل ْل َكا ِف ِرينَ مَا َكا ُنوا َي ْع َم ُلو َن{‪ ،‬املنكرين لهدى‬ ‫اهلل‪ ،‬املعر�ضني عن هدى اهلل‪ ،‬املتجاهلني لتعليمات اهلل‬ ‫"�سبحانه وتعاىل"‪ ،‬املتن ِّكرين لتوجيهات اهلل‪ ،‬ولهداية‬ ‫اهلل "�سبحانه وتعاىل"‪ ،‬ينطلقون من حالة مزاجية‪ ،‬ومن‬ ‫�أهواء نف�سية‪ ،‬ومن عقد �شخ�صية؛ وبالتايل ت�صوراتهم‬ ‫ال�ت��ي يعتمدون عليها ه��ي خ��اط�ئ��ة‪ ،‬وع�ن��دم��ا يت�شبثون‬ ‫بها‪� ،‬أو يعجبون بها‪ ،‬ف�إمنا لأنها تنا�سبت وان�سجمت مع‬ ‫عقدهم ال�شخ�صية‪ ،‬فكرة خاطئة ان�سجم معها بعقدته‬ ‫ال�شخ�صية‪ ،‬ب�أهوائه النف�سية‪ ،‬ف�أعجب بها‪ ،‬و َز َّي� َن��ت له‬ ‫ما هو فيه من املوقف اخل��اط��ئ‪� ،‬أو ال�ق��رار اخل��اط��ئ‪� ،‬أو‬ ‫الت�صرف اخلاطئ‪ ،‬ف�أ�صبح مت�شبثاً به �أك�ثر‪ ،‬ومتم�سكاً‬ ‫ب��ه ب�شكلٍ �أك�ث�ر؛ وبالتايل ي�ستمر فيما ه��و فيه كحالة‬ ‫ال�ت��ائ��ه املتخبط‪ ،‬وه��ي احل��ال��ة احلتمية‪� ،‬إذا مل يت�صل‬ ‫الإن�سان باهلل "�سبحانه وتعاىل" ب�صلة النور والهداية‬ ‫الإل�ه�ي��ة‪ ،‬ل��ن يكون � اَّإل يف حالة الظلمات‪ ،‬ل��ن يكون � اَّإل‬ ‫تائهاً‪ ،‬يتحرك على �أ�سا�س الكثري من املفاهيم اخلاطئة‪،‬‬ ‫والت�صورات الباطلة‪ ،‬واحل��ال��ة املزاجية النف�سية التي‬ ‫ومت�سكه به‪.‬‬ ‫تزين له ما هو فيه‪ ،‬فيزداد ت�شبثه به‪ُّ ،‬‬ ‫هذه املقارنة يف غاية الأهمية؛ لأنها تعطينا فر�ص ًة‬ ‫الت �خ��اذ ال �ق��رار ال���ص�ح�ي��ح‪ ،‬ك � ٌّ�ل م�ن��ا يف م���س�يرة حياته‬ ‫أ�سا�س‬ ‫بحاج ٍة �إىل �أن يبني هذه امل�سرية يف حياته على � ٍ‬ ‫أ�سا�س يو�صله �إىل الغايات العظيمة‪� ،‬إىل‬ ‫�صحيح‪ ،‬على � ٍ‬ ‫النتائج املهمة والكبرية‪ ،‬يحقق له ر�ضوان اهلل "�سبحانه‬ ‫وتعاىل"‪ ،‬يحقق له اخلري يف الدنيا والآخرة‪ ،‬يحقق له �أن‬ ‫يكون على ب ِّين ٍة من ربه‪ ،‬وب�صري ٍة من �أمره‪ ،‬وعلى هدىً‬ ‫من اهلل "�سبحانه وتعاىل"‪.‬‬ ‫ف ��اهلل "�سبحانه وتعاىل" م��ن خ�ل�ال ه ��ذه امل�ق��ارن��ة‬ ‫العظيمة واملهمة‪ ،‬يبني لنا �أهمية ال�صلة ب��ه يف �أثرها‬ ‫النف�سي‪ ،‬و�أهميتها يف الواقع العملي‪ ،‬للإن�سان �شخ�صياً‬ ‫على امل�ستوى الفردي‪ ،‬وعلى املجتمع كمجتمع‪ ،‬والأم��ة‬

‫ك�أمة‪ ،‬فيما يتحقق لها يف واقع حياتها‪ ،‬والنتيجة ال�سلبية‬ ‫رهيبة جداً يف احلالة الأخ��رى التي يفقد الإن�سان هذه‬ ‫ال�صلة باهلل "�سبحانه وتعاىل"‪.‬‬ ‫ف�إذا جئنا �إىل واقع احلياة ابتداءً‪ ،‬قبل �أن نتحدث عن‬ ‫امل�شاكل‪ ،‬قبل �أن نتحدث عن التحديات‪ ،‬قبل �أن نتحدث‬ ‫عن ال�شيطان وامل�ضلني واملفا�سد‪ ،‬قبل �أن نتحدث عن‬ ‫وما�سة‬ ‫م�ؤثرات ال�ضالل‪ ،‬ابتدا ًء الإن�سان بحاج ٍة ملح ٍة ّ‬ ‫يف �سم ّوه الإن���س��اين‪ ،‬يف تكامله الإن���س��اين‪ ،‬يف � اَّأل يهدر‬ ‫حياته‪ ،‬يف � اَّأل ي�ضيع عمره‪ ،‬يف � اَّأل يخ�سر جهده‪ ،‬يف � اَّأل‬ ‫تكون �أعماله وبا ًال عليه‪ ،‬ووزراً عليه‪ ،‬يكت�سب بها الآثام‪،‬‬ ‫ويح ِّمل نف�سه من خاللها بالأوزار الثقيلة‪ ،‬ابتدا ًء نحن‬ ‫بحاجة �إىل ال�ن��ور‪� ،‬إىل ن��ور اهلل‪� ،‬إىل هدايته‪� ،‬إىل هذه‬ ‫ال�صلة ب��اهلل "�سبحانه وتعاىل"‪ ،‬ال�ت��ي نحيا بها حياة‬ ‫الإمي� ��ان يف م���ش��اع��رن��ا‪ ،‬وم��دارك �ن��ا‪ ،‬وق�ي�م�ن��ا‪ ،‬و�أخ�لاق�ن��ا‪،‬‬ ‫و�إح�سا�سنا‪ ،‬ال��ذي تتجذر فيه مكارم الأخ�لاق‪ ،‬وتتجذر‬ ‫إح�سا�س نح�س به‪،‬‬ ‫فيه القيم العظيمة‪،‬حتى تتحول �إىل �‬ ‫ٍ‬ ‫ويحيا �ضمرينا‪ ،‬فيكون هناك ان�سجام م��ا ب�ين الواقع‬ ‫النف�سي‪ ،‬احلالة النف�سية‪ ،‬امل�شاعر النف�سية‪ ،‬الإح�سا�س‬ ‫ال��وج��داين‪ ،‬وم��ا ب�ين ال�ف�ك��رة ال�ه��ادي��ة‪ ،‬م��ا ب�ين املفاهيم‬ ‫ال�صحيحة‪ ،‬م��ا ب�ين التوجيهات الإل�ه�ي��ة‪ ،‬جن��د �أنف�سنا‬ ‫من�سجمني معها‪ ،‬متفاعلني معها‪ ،‬مت�شوِّقني للعمل بها‪،‬‬ ‫نعي قيمتها‪ ،‬نعي �أهميتها‪ ،‬ن�ست�شعر ف�ضلها و�إيجابياتها‬ ‫يف هذه احلياة‪ ،‬فنتفاعل‪ ،‬نتفاعل من عمق �أنف�سنا‪ ،‬من‬ ‫عمق م�شاعرنا‪ ،‬من �أعماق قلوبنا‪ ،‬وننطلق بكل جدية‪.‬‬ ‫احلالة الأخرى حالة املتن ِّكرين لهدى اهلل "�سبحانه‬ ‫وتعاىل"‪ ،‬املنقطعني احل��ال��ة الأخ ��رى اخل�ط�يرة ج��داً‪،‬‬ ‫احل��ال��ة التي يتخبط فيها املنقطعون ع��ن ه��ذه ال�صلة‬ ‫ب�ه��داي��ة اهلل ون ��وره‪ ،‬ه��ي ح��ال��ة خ�ط�يرة ج ��داً‪� ،‬سلبياتها‬ ‫كبرية‪ ،‬و�أكرث النا�س يعانون يف الأ�سا�س من هذا التخبط‬ ‫فيما يحملونه من ت�صورات ظالمية‪ ،‬من �أفكار ظالمية؛‬

‫‪09‬‬

‫وبالتايل ي��ؤ ِّث��ر ذل��ك على منطلقاتهم‪ ،‬على مواقفهم‪،‬‬ ‫على قراراتهم‪ ،‬على توجهاتهم‪ ،‬على اهتماماتهم‪ ،‬على‬ ‫�سلوكياتهم‪ ،‬وال ينتفعون من كل امل�ستجدات وامل�ؤثرات‬ ‫وامل�ت�غ�يرات يف واق��ع ه��ذه احل �ي��اة؛ لأن�ه��م ال يدركونها‪،‬‬ ‫ال يدركونها‪ ،‬كالإن�سان ال��ذي هو يف الظلمات‪ ،‬ال يرى‬ ‫احل�ق��ائ��ق م��ن ح��ول��ه‪ ،‬ال ي��رى ال��واق��ع م��ن ح��ول��ه ب�شكلٍ‬ ‫�صحيح؛ وبالتايل ال يتفاعل كما ينبغي‪.‬‬ ‫ث��م �إذا ج�ئ�ن��ا �إىل واق �ع �ن��ا ف�ي�م��ا ي�ت�ع�ل��ق ب��ال�ت�ح��دي��ات‬ ‫والأخطار‪ ،‬ابتدا ًء من املخاطر الكبرية على هذا الإن�سان‪،‬‬ ‫وهو م�ستهدف من عدوه الأول‪ :‬من ال�شيطان‪ ،‬ال�شيطان‬ ‫م��ا ال��ذي ي�سعى ل��ه يف حربه على الإن���س��ان؟ ي�سعى �إىل‬ ‫�إ� �ض�لال ه��ذا الإن���س��ان‪ ،‬مثلما ق��ال �إبلي�س يف ق�سمه‪}:‬‬ ‫َو َ أُل ِ�ض َّل َّن ُه ْم{ الن�ساء‪ :‬من الآية‪ ،119‬يت َّوعد بالإ�ضالل‪،‬‬ ‫يت َّوعد بالإغواء‪.‬‬ ‫احل��رب ال�شيطانية على الإن���س��ان ه��ي ح��رب ت�ضليلٍ‬ ‫و�إغ��واء‪ َ ،‬أُ‬ ‫}ل َز ِّي� نَ َّ‬ ‫ال ْر�� ِ�ض َو َ أُل ْغ ِو َي َّن ُه ْم �أَ ْج َم ِعنيَ{‬ ‫َنّ َل ُه ْم فيِ َْ أ‬ ‫احلجر‪ :‬من الآية‪ ،39‬الإغواء (الت�ضليل) هو ي�أتي �إىل‬ ‫اجلانب النف�سي والفكري لدى الإن�سان‪� ،‬إىل م�شاعرك؛‬ ‫ل�ي��دن����س ه ��ذه امل �� �ش��اع��ر‪ ،‬ل�ي�ن� ِّم��ي يف وج ��دان ��ك الأ� �ش �ي��اء‬ ‫ال�سلبية‪ ،‬وليطفئ يف �شعورك ووجدانك كل تلك القيم‬ ‫الفطرية ال�ت��ي وه�ب��ك اهلل �إ َّي��اه��ا‪� ،‬أو ي�ح��اول �أن يغطي‬ ‫عليها ويدفنها‪� ،‬أن يدفنها يف عمقك‪ ،‬فتبقى هناك دفين ًة‬ ‫ملا تراكم عليها من امل�ؤثرات ال�سلبية والرين اخلطري‪.‬‬ ‫ثم على الإ�ضالل على م�ستوى الفكرة‪ ،‬على م�ستوى‬ ‫الت�صور‪ ،‬على م�ستوى املفاهيم‪ ،‬في�صبح عندك مفاهيم‬ ‫خاطئة‪� ،‬أفكار خاطئة‪ ،‬ت�صورات لي�ست �صحيحة‪ ،‬ال فيما‬ ‫تق ِّيم به الأ��ش�ي��اء‪ ،‬وال فيما حتكم به على الأ��ش�ي��اء‪ ،‬وال‬ ‫يف نتائجها التي تتوقعها �أن��ت‪ ،‬وت�سعى للو�صول �إليها‬ ‫�أن��ت‪ ،‬ول��ذل��ك ال�شيطان فيما ه��و يعمل ه��ذا العمل‪ :‬يف‬ ‫ا�ستهدافه للإن�سان‪ ،‬ويف حربه على الإن�سان‪ ،‬كل �أوليائه‬ ‫يعملون هذا العمل‪.‬‬ ‫ال �ط��اغ��وت ال ��ذي ه��و ال� ��ذراع ال�شيطانية يف ال��واق��ع‬ ‫الب�شري‪ ،‬هو ي�شتغل على ه��ذا النحو‪ ،‬ولهذا يقول اهلل‬ ‫"�سبحانه وتعاىل"‪} :‬اللهَّ ُ َوليِ ُّ ا َّلذِ ينَ �آ َم ُنوا ُيخْ ر ُِج ُه ْم مِ نَ‬ ‫الظ ُل َماتِ �إِلىَ ال ُّنو ِر َوا َّلذِ ينَ َك َف ُروا �أَ ْو ِل َيا�ؤُهُ ُم َّ‬ ‫ُّ‬ ‫الط ُاغ ُ‬ ‫وت‬ ‫ُي��خْ �ر ُِج��و َن � ُه � ْم مِ ��نَ ال � ُّن��و ِر �إِلىَ ال� ُّ�ظ � ُل � َم��اتِ { ال�ب�ق��رة‪ :‬من‬ ‫الآية‪ُ } ،257‬ي��خْ �ر ُِج��و َن� ُه� ْم مِ ��نَ ال � ُّن��ورِ{‪ ،‬حتى فيما قد‬ ‫منحهم اهلل على م�ستوى الفطرة‪� ،‬أو و�صل �إليهم من‬ ‫�صوت احل��ق وال�ه��دى‪ ،‬فهم يخرجونهم عنه �إىل مربع‬ ‫ال�ظ�ل�م��ات‪ ،‬حيث ال ي��درك��ون احل�ق��ائ��ق‪ ،‬وح�ي��ث يكونون‬ ‫فري�س ًة �سهل ًة ل�ل�إغ��واء والت�ضليل‪ ،‬ولال�ستغالل لهم‪،‬‬ ‫والتيه بهم‪.‬‬ ‫ف��الإن �� �س��ان يف واق ��ع ه ��ذه احل �ي��اة ه��و ي��واج��ه �أي �� �ض �ا‪ً،‬‬ ‫يعني‪ :‬مع حاجتنا على م�ستوى ال�سمو والكمال‪ ،‬وعلى‬ ‫م�ستوى النجاح يف هذه احلياة‪ ،‬و�أن ن�ستثمر هذه احلياة‬ ‫ب�شكلٍ �صحيح‪ ،‬فيما ي�صل بنا �إىل ر�ضوان اهلل "�سبحانه‬ ‫وتعاىل"‪ ،‬و�إىل خري الدنيا والآخ��رة‪ ،‬نحتاج �أي�ضاً على‬ ‫م�ستوى ما نواجهه من التحديات‪� ،‬إن مل منتلك النور‬ ‫الذي يقدمه اهلل لنا‪� ،‬إن مل ن�ست�ضئ به‪� ،‬إن مل يكن هو‬ ‫�ضيا�ؤنا يف هذه احلياة‪ ،‬فالبديل امل�ؤثر علينا‪:‬‬ ‫على �أفكارنا‪ .‬على ت�صوراتنا‪ .‬على منطلقاتنا‪ .‬على‬ ‫اهتماماتنا‪ .‬على �أولوياتنا‪ .‬هو ال�ضالم‪ ،‬هو الظلمات‪ ،‬هو‬ ‫الظلمات اخلطرية جداً‪ ،‬التي يعمى بها الإن�سان‪ ،‬والتي‬ ‫لها �أي�ضاً الأثر ال�سلبي على نف�سيته‪ ،‬مقابل ( َف�أَ ْح َي ْي َناهُ)‪:‬‬ ‫مي��وت فيك �ضمريك‪ .‬مي��وت فيك كل ال�شعور بتلك‬ ‫القيم العظيمة‪ :‬كل الإح�سا�س بالكرامة‪ .‬كل الإح�سا�س‬ ‫وال���ش�ع��ور ب��ال �ع��زة‪ ،‬والإب � ��اء وال �غ�ي�رة‪ .‬ك��ل م��ا مي�ك��ن �أن‬ ‫ي�ساهم يف تفاعلك ب�شكلٍ �إيجابي مع هدى اهلل "�سبحانه‬ ‫وتعاىل"‪.‬‬ ‫هي كل ذلك ت�أثريات �سيئة جداً يف نف�سك‪ ،‬والأع��داء‬ ‫هم ي�شتغلون‪ ،‬هم يعملون على �أن يعمموا حالة الظلمات‬ ‫�إىل ك��ل ق�ط��رٍ وب �ل��د‪� ،‬إىل ك��ل م �ن��زلٍ وم��در� �س��ة‪� ،‬إىل كل‬ ‫�شخ�ص وف��رد‪ ،‬هم يحر�صون على ذل��ك‪ ،‬هم يحاولون‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال�شيطان والطاغوت و�أولياء ال�شيطان �شغلهم الرئي�سي‬ ‫ال ��ذي ي�ع�م�ل��ون ع�ل�ي��ه‪ :‬ه��و الت�ضليل والإغ � ��واء ع��ل كل‬ ‫امل�ستويات‪ ،‬ويف كل املجاالت‪ ،‬وبكل الأ�ساليب‪ ،‬فال ب َّد �أن‬ ‫يتح�صن‪� ،‬أن يتح�صن‪� :‬أن ميتلك من‬ ‫ي�سعى الإن�سان لأن‬ ‫َّ‬ ‫هداية اهلل "�سبحانه وتعاىل" ومن نوره ما يح�صنه‪ ،‬ما‬ ‫يحافظ عليه‪ ،‬ما ي�صونه‪ :‬ي�صونه يف نف�سه‪ ،‬يف روحيته‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫األحد ‪ 18‬شوال ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ 30‬مايو ‪2021‬م‬

‫وي�صونه يف فكره‪ ،‬يف فهمه‪ ،‬يف ت�صوراته‪ ،‬يف نظرته‪ ،‬يف‬ ‫ر�ؤيته‪ .‬هذه م�س�ألة مهمة جداً‪.‬‬ ‫�إذا جئنا �إىل واقعنا العام‪ ،‬نحتاج �إىل ذلك كله‪ ،‬ب�شكل‬ ‫ٍ عام‪ ،‬الإن�سان يف كل مراحل حياته‪ ،‬ال ي�صل �إىل مرحلة‬ ‫ميكن �أن يكون فيها م�ستغنياً عن احل�صول على املزيد‬ ‫م��ن ال �ه��داي��ة الإل �ه �ي��ة‪ ،‬وامل �ع ��ارف ال �ق��ر�آن �ي��ة‪ ،‬وال�ث�ق��اف��ة‬ ‫الهادية‪ ،‬الإن�سان يف كل م�سرية حياته يحتاج �إىل املزيد‬ ‫و�إىل املزيد‪.‬‬ ‫�إن اهلل "�سبحانه وتعاىل" ق��ال مل��ن؟ لنبيه حممد‬ ‫"�صلوات اهلل و�سالمه عليه وعلى �آله"‪ ،‬الذي قال عن‬ ‫نف�سه‪�( :‬أن��ا مدينة العلم)‪�( ،‬أن��ا مدينة العلم)‪ ،‬قال عن‬ ‫نف�سه هذا القول بحق‪ ،‬بحق‪ ،‬فيما منحه اهلل من العلوم‬ ‫وامل�ع��ارف الإلهية‪ ،‬الوا�سعة‪ ،‬الكثرية‪ ،‬العظيمة‪ ،‬املهمة‪،‬‬ ‫م��ع ذل��ك ي�ق��ول اهلل ل��ه "�سبحانه وتعاىل" معلماً �إي��اه‬ ‫دعا ًء من �أهم الأدعية‪َ } :‬و ُق ْل رَبِّ ِزد يِْن عِ ْل ًما{ طه‪ :‬من‬ ‫الآية‪َ } ،114‬و ُق ْل رَبِّ ِزد يِْن عِ ْل ًما{‪ ،‬مل يقل‪ :‬خال�ص‪ ،‬قد‬ ‫�أنا ر�سول اهلل‪ ،‬و�أنا �أ�صبحت مدينة العلم‪ ،‬ولن �أحتاج �إىل‬ ‫�أي معلومة �إ�ضافية‪� ،‬شكراً‪ ،‬ي�أتي �إليه مث ً‬ ‫ال جربيل "عليه‬ ‫ال�سالم"‪ ،‬فيقول‪� :‬شكراً يا �أخي قد عندي ما يكفي ويفي‪،‬‬ ‫خال�ص‪ ،‬كم ت�شتي �أجل�س طالب ملا �أموت؟! وعاد �أ�ستفيد‬ ‫و�أبقى دائماً �أحتاج �أتعلم‪ ،‬و�أ�ستفيد و�أتلقى املزيد واملزيد‪،‬‬ ‫ال‪ ،‬وع َّلمه اهلل �أن يقول‪َ } :‬و ُق ْل رَبِّ ِزد يِْن عِ ْل ًما{‪ ،‬يف طول‬ ‫م�سرية حياة الإن�سان‪ ،‬حتى �إىل �أن يلقى اهلل "�سبحانه‬ ‫وتعاىل"‪ ،‬يحتاج �إىل املزيد واملزيد من الهداية الإلهية‪،‬‬ ‫من املعارف ال�صحيحة‪ ،‬من املفاهيم ال�صحيحة؛ نظراً‬ ‫مل�ستجدات احلياة‪ ،‬ملتطلبات امل�س�ؤولية‪ ،‬لتحديات احلياة‪،‬‬ ‫وامل�خ��اط��ر يف ه��ذه احل �ي��اة‪ ،‬فنحتاج ب�شكلٍ ع��ام (ك �ب��اراً‪،‬‬ ‫و�صغاراً)‪.‬‬ ‫ث��م ع�ل��ى م�ستوى ال�ع�ن��اي��ة ب��أج�ي��ال�ن��ا‪ ،‬ه��ذه الأج �ي��ال‬ ‫املباركة‪ ،‬النا�شئة‪� ،‬إن مل نتحمل م�س�ؤوليتنا يف العناية‬ ‫بها‪ ،‬واالهتمام بها‪ ،‬ف�سيكون ه��ذا تق�صرياً‪ ،‬وتفريطاً‪،‬‬ ‫وذن�ب�اً‪ ،‬اهلل "�سبحانه وتعاىل" ق��ال يف ال�ق��ر�آن الكرمي‪:‬‬ ‫}يَا �أَ ُّيهَا ا َّلذِ ينَ �آ َم ُنوا ُقوا �أَ ْن ُف َ�س ُك ْم َو�أَهْ لِي ُك ْم َنا ًرا َو ُقو ُدهَا‬ ‫ا�س َوالحْ ِ � َ�ج��ا َر ُة{ التحرمي‪ :‬من الآية‪َ } ،6‬و�أَهْ لِي ُك ْم{‬ ‫ال َّن ُ‬ ‫ً‬ ‫عليك م�س�ؤولية جتاه �أ�سرتك‪ ،‬م�س�ؤولية �أي�ضا جتاه �أبناء‬ ‫جمتمعك‪ ،‬م�س�ؤولية يف �أن ت�سعى ملا يقيهم من ع��ذاب‪،‬‬ ‫و�أول ما يقيهم من عذاب اهلل‪ :‬هو �أن تعمل على تزكية‬ ‫�أنف�سهم‪ ،‬على تربيتهم وتن�شئتهم الن�ش�أة الطيبة‪ ،‬الن�ش�أة‬ ‫ال�صاحلة‪ ،‬الن�ش�أة الزكية‪ ،‬الن�ش�أة املباركة‪ ،‬و�أن ت�سعى لأن‬ ‫يكونوا م�ستنريين بنور اهلل‪ ،‬م�ستب�صرين بهدى اهلل‪،‬‬ ‫على بين ٍة م��ن رب�ه��م‪ ،‬على ه��دىً م��ن رب�ه��م‪ ،‬ال يكونون‬ ‫عر�ض ًة لإ�ضالل امل�ضلني‪ ،‬وا�ستقطاب املف�سدين‪.‬‬ ‫ولذلك علينا �أن نتجه بكل جدية �إىل هذا اجليل‪،‬‬ ‫وه��ذا اجليل عندما ين�ش�أ‪ ،‬ين�ش�أ الن�ش�أة الطيبة منذ‬ ‫ن�ع��وم��ة �أظ �ف��اره‪ ،‬ين�ش�أ ال�ن���ش��أة امل�ب��ارك��ة‪ ،‬ي�ستقي من‬ ‫معني العلم النافع‪ ،‬من منابع الهداية الإلهية‪ ،‬وين�ش�أ‬ ‫على ذلك‪ ،‬ويرتبى على ذلك‪� ،‬سيكون جي ً‬ ‫ال عظيماً؛‬ ‫لأن هناك فرق كبري‪ :‬بني عملية الرتميم لهيكل قد‬ ‫�أ�صبح بالياً‪ ،‬وقدمياً‪ ،‬وعتيقاً‪ ،‬ومت�ضرراً‪ .‬وبني البناء‪،‬‬ ‫ال�ب�ن��اء ع�ل��ى �أ� �س��ا�� ٍ�س �صحيح م�ن��ذ ال �ب��داي��ة‪ .‬التن�شئة‬ ‫ال�ط�ي�ب��ة‪ ،‬التن�شئة امل�ب��ارك��ة م�ن��ذ ال�ط�ف��ول��ة وال�صغر‪،‬‬ ‫ت �ك��ون ث�م��رات�ه��ا ع�ظ�ي�م��ة ج ��داً‪� ،‬آث��اره��ا ع�ظ�ي�م��ة ج��داً‪،‬‬ ‫حتقق الأث��ر وال�سمو الكبري‪ :‬يف نف�سية الإن�سان‪ .‬يف‬ ‫طاقاته‪ .‬يف مداركه‪ .‬يف مواهبه‪ .‬يف م�ؤهالته فيبتني‬ ‫بنا ًء مميزاً‪ ،‬وي��ؤدي يف هذه احلياة دوراً عظيماً‪ ،‬دوراً‬ ‫مميزاً مبا ميتلكه‪ :‬من زكاء نف�س‪ .‬من هداية فكرة‪.‬‬ ‫من مواهب‪ .‬من طاقات‪ .‬من قدرات‪.‬‬ ‫فيقدم يف واقع جمتمعه اخلري الكثري‪ ،‬يكون عن�صراً‬ ‫فاع ً‬ ‫ال‪ ،‬خيرِّ اً‪ ،‬مثمراً‪ ،‬منتجاً‪ ،‬ولذلك العناية بهذا اجليل‬ ‫النا�شئ م�س�ؤولية ك�ب�يرة ج��داً ال ��دورات ال�صيفية هي‬ ‫فر�صة مهمة لتحقيق ه��ذا ال�ه��دف‪ ،‬وه��ي �إ��س�ه��ا ٌم مهم‪،‬‬ ‫�إ��ض��اف� ًة �إىل غريها م��ن اجل�ه��ود والأن�شطة التعليمية‪،‬‬ ‫والأن���ش�ط��ة ك��ذل��ك التثقيفية وال�ترب��وي��ة‪ ،‬ه��ي حمطة‬ ‫مهمة ج��داً‪ :‬من جانب الدفع بالن�شء‪� ،‬إىل اال�ستفادة‬ ‫م�ن�ه��ا‪ ،‬واال��س�ت�ث�م��ار ل �ه��ا‪ ،‬والإق� �ب ��ال ع�ل�ي�ه��ا‪ .‬وم ��ن جهة‬ ‫امل�شاركة م��ن ك��ل ال��ذي��ن ميتلكون ال �ق��درات التثقيفية‬ ‫والتعليمية والرتبوية‪ ،‬وميكنهم امل�ساهمة يف ذلك‪ ،‬هذا‬ ‫�إ�سهام مهم جداً‪ ،‬وم�س�ؤولية عظيمة‪ ،‬ودور مهم جداً‪.‬‬ ‫ع�ن��دم��ا نح�صن �أن�ف���س�ن��ا وجمتمعنا م��ن ك��ل �أ��ش�ك��ال‬

‫العدد ‪1144‬‬

‫�شعبنا بهويته الإميانية لديه مقومات‬ ‫ب�أن يكون يف طليعة الأمة للت�صدي‬ ‫للعدو الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫االخ �ت��راق ال �ظ�لام��ي‪ ،‬امل���ض��ل امل�ف���س��د‪ ،‬ه ��ذا �سيجعلنا‬ ‫يف ح��ال � ٍة حقيقية م��ن احل��ري��ة‪ ،‬ب�ك��ل م��ا تعنيه م�ف��ردة‬ ‫(احل��ري��ة)‪ ،‬احل��ري��ة مبفهومها ال�صحيح‪ ،‬مبفهومها‬ ‫احلقيقي والواقعي‪.‬‬ ‫ول��ذل��ك ن ��أم��ل‪� -‬إن ��ش��اء اهلل‪� -‬أن ي�ك��ون ه�ن��اك توجه‬ ‫كبري على امل�ستوى املجتمعي‪ ،‬وتوجه كبري من جانب‬ ‫الذين ميتلكون القدرة التثقيفية والتعليمية‪ ،‬واخللفية‬ ‫العلمية والثقافية الالزمة‪ ،‬للإ�سهام يف هذه ال��دورات‬ ‫ال�صيفية‪ ،‬والعناية بها‪ ،‬وال�سعي لال�ستفادة منها‪.‬‬ ‫هذا له �أهمية يف واقع احلياة‪ ،‬يف واقع احلياة‪:‬‬ ‫يف حاجتنا كب�شر‪ .‬وفيما نواجهه من حتديات‪.‬‬ ‫ويف طبيعة م�س�ؤولياتنا‪ ،‬التي علينا �أن نتحملها بكفاءة‬ ‫عالية‪ ،‬مب�ستوى من الزكاء النف�سي‪ ،‬والهداية الإلهية‪،‬‬ ‫والب�صرية‪ ،‬والوعي‪ ،‬والفهم ال�صحيح‪ ،‬كما ينبغي‪.‬‬ ‫من جانب �آخر‪ :‬فيما يتعلق مب�س�ؤوليتنا العامة‪ ،‬جتاه‬ ‫الواقع الذي نعي�شه‪:‬‬ ‫نحن‪ -‬كما قلنا‪ -‬يف مواجهة ع��دوان‪ ،‬ع��دوانٍ ت�شرف‬ ‫عليه �أم��ري�ك��ا‪ ،‬ع ��دوان بتخطيط وت��دب�ير (�إ��س��رائ�ي�ل��ي‪،‬‬ ‫ب��ري�ط��اين‪� ،‬أم��ري�ك��ي)‪ ،‬تنفذه �أدوات م��ن عمالئهم على‬ ‫امل�ستوى الإقليمي واملحلي‪ ،‬ونحن يف �إطار هذه امل�س�ؤولية‬ ‫نتحرك من واقع وعي‪ ،‬من واقع �إدراك مل�س�ؤوليتنا �أمام‬ ‫اهلل "�سبحانه وتعاىل"‪ ،‬ف�ه��م �صحيح مل��ا ي �ه��دف �إل�ي��ه‬ ‫هذا العدوان من �سيطرة علينا‪ ،‬وعلى بلدنا‪ ،‬مبا ينتج‬ ‫ويرتتب على هذا العدوان‪ -‬فيما لو مت َّكن من حتقيق‬ ‫�أهدافه‪ -‬من خماطر رهيبة‪.‬‬ ‫الواقع من حولنا معروف على م�ستوى الأمة ب�شكلٍ‬ ‫ع��ام‪ ،‬ع�شنا الأي��ام املا�ضية‪ ،‬ونحن نتابع باهتمام كبري‪،‬‬ ‫وبتن�سيقٍ �أي�ضاً يف �إط��ار حم��ور امل�ق��اوم��ة‪ ،‬اجل��ول��ة التي‬ ‫ا�ستجدت ما بني �أخوتنا الفل�سطينيني‪ ،‬وما بني العدو‬ ‫فجر املوقف يف �إطار تلك‬ ‫الإ�سرائيلي‪ ،‬العدو الإ�سرائيلي َّ‬ ‫اجلولة من اال�شتباك‪ ،‬عندما �أقدم على تعديات خطرية‬ ‫وكبرية‪ ،‬ت�ستهدف امل�سجد الأق�صى‪ ،‬و�سعى �إىل املزيد من‬ ‫خطواته ال�سيئة واخلطرية‪ ،‬يف تهويد مدينة القد�س‪،‬‬ ‫ويف �سعيه لل�سيطرة ع�ل��ى امل��زي��د م��ن �أح �ي��اء امل��دي�ن��ة‪،‬‬ ‫وبالذات الأحياء القدمية‪ ،‬والأحياء القريبة من امل�سجد‬ ‫الأق�صى‪ ،‬اعتداءاته اليومية‪ ،‬وجرائمه اليومية‪ ،‬بحق‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني م�س�ألة معروفة‪ ،‬وهي‪ -‬بحد ذاتها‪-‬‬ ‫تعطي احلق وامل�شروعية لل�شعب الفل�سطيني‪ ،‬لأن يطرد‬ ‫ذلك الكيان الغا�صب‪ ،‬وذلك العدو املجرم‪ ،‬الذي ارتكب‬ ‫�أب�شع اجل��رائ��م‪ ،‬منذ بداية �أم��ره‪ ،‬منذ بداية اغت�صابه‬ ‫وتواجده على �أر�ض فل�سطني‪.‬‬ ‫هذه اجلولة كان فيها الكثري من الدرو�س والعرب‪:‬‬

‫م��ن �أه ��م م��ا ف�ي�ه��ا‪� :‬أن �ن��ا ر�أي �ن��ا‪ ،‬ور�أى ال �ع��امل �أج�م��ع‪،‬‬ ‫ال�ث�م��رة الطيبة لل�صمود‪ ،‬للثبات‪ ،‬للتحرك اجل ��اد‪ ،‬يف‬ ‫مواجهة العدو‪ ،‬وعندما كان بني الإخوة الفل�سطينيني يف‬ ‫هذه اجلولة م�ستوى جيد من التن�سيق والتعاون‪ ،‬كانت‬ ‫الثمرة ثمرة طيبة‪ ،‬وثمرة مهمة جداً‪.‬‬ ‫ولذلك نحن ن�شد على �أيدي �إخوتنا الفل�سطينيني يف‬ ‫تعزيز هذا الت�آخي والتعاون‪ ،‬يف تر�سيخ هذا امل�ستوى من‬ ‫التعاون والتن�سيق فيما بينهم؛ ملا له من �أهمي ٍة كبري ٍة‬ ‫جداً‪.‬‬ ‫واح��د ٌة من احلقائق اجللية‪� :‬أن ال�شعب الفل�سطيني‬ ‫امل�سلم‪ ،‬بتوكله على اهلل "�سبحانه وتعاىل"‪ ،‬ب�صموده‪،‬‬ ‫و��ص�بره‪ ،‬وت�ضحياته‪ ،‬ه��و ج��دي� ٌر يف �أن يكون مب�ستوى‬ ‫امل�س�ؤولية‪ ،‬يف الت�صدي للعدو الإ�سرائيلي‪ ،‬طاملا ا�ستمر‬ ‫يف �أخذه بعنا�صر و�أ�سباب الن�صر‪ ،‬والت�أييد الإلهي‪.‬‬ ‫والذي يقع على عاتق بقية ال�شعوب �أن تكون‪:‬‬ ‫ج�ن�ب�اً �إىل ج�ن��ب ح��ا��ض�ن� ًة ل �ه��ذا ال���ش�ع��ب‪ ،‬ومل�ق��اوم�ت��ه‬ ‫ال�ب��ا��س�ل��ة‪ .‬م ��ؤي��د ًة ب��ال�ك�ل�م��ة‪ ،‬وب��امل��ال‪ ،‬وب��امل��وق��ف‪ ،‬يف �أي‬ ‫م�ستوى يتطلبه الواقع‪ ،‬وتفر�ضه امل�س�ؤولية‪.‬‬ ‫و�أن تكون مواكب ًة ل�ل�أح��داث‪ ،‬مع حت�سي�سها ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني ب��أن�ه��ا دائ �م �اً �إىل ج��ان�ب��ه‪ ،‬ب��أن�ه��ا م�ع��ه‪ ،‬ب ��أن‬ ‫ق�ضيته ق�ضيتها‪ .‬وهذا هو الواقع‪ :‬امل�س�ؤولية تقع على‬ ‫عاتق الأمة جمعاء‪ ،‬يف �أن تكون حا�ضر ًة ب�صوتها امل�سموع‪،‬‬ ‫بكل املواقف الداعمة‪ ،‬وامل�ؤيدة‪ ،‬وامل�ساندة‪.‬‬ ‫لقد �أراد الأع��داء من خ�لال م�ساعيهم يف التطبيع‪،‬‬ ‫�إىل �أن يقدموا خدم ًة للعدو الإ�سرائيلي‪ ،‬يف �أن يجمدوا‬ ‫هذا املحيط العربي والإ�سالمي‪ ،‬جتاه �أي موقف منا�صر‬ ‫لل�شعب الفل�سطيني؛ حتى ي�ستفرد العدو الإ�سرائيلي‬ ‫بال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬وي���س�ع��ى �إىل ت�صفية الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬والق�ضاء عليها‪ ،‬ولكنهم ف�شلوا بحمد اهلل‬ ‫"�سبحانه وتعاىل"‪.‬‬ ‫وجت � َّل��ى م��ع ه��ذه اجل��ول��ة م��ن اال��ش�ت�ب��اك م��ع ال�ع��دو‬ ‫الإ�سرائيلي‪ ،‬م��دى تفاعل ال�شعوب‪ ،‬وت�أملها‪ ،‬وحتركها‪،‬‬ ‫وت�أثرها‪ ،‬وتفاعلها‪ ،‬جتاه ما يجري‪ ،‬وهذه �صحوة �ضمري‬ ‫يف ال��واق��ع العربي والإ� �س�لام��ي‪ ،‬ن��أم��ل �أن تتزايد �أك�ثر‬ ‫ف�أكرث‪� .‬أملنا من �شعبنا اليمني العزيز �أي�ضاً‪� :‬أن يوا�صل‬ ‫م��ا ه��و ف�ي��ه م��ن ت�ف��اع��ل‪ ،‬م��ن جت ��اوب م��ع ك��ل اخل�ط��وات‬ ‫العملية ال�لازم��ة‪ ،‬نحن �أكدنا م��راراً وت�ك��راراً �أن �شعبنا‬ ‫اليمني بهويته الإمي��ان�ي��ة‪ ،‬وانتمائه الإمي ��اين‪ ،‬بقيمه‬ ‫ٌ‬ ‫وفاعل‬ ‫العظيمة‪ ،‬هو يتطلع �إىل �أن يكون له دو ٌر كبري‪،‬‬ ‫ج ��داً‪ ،‬يف �إط ��ار الت�صدي للعدو الإ��س��رائ�ي�ل��ي‪ ،‬ويف �إط��ار‬ ‫املوقف من العدو الإ�سرائيلي‪ ،‬ويف الوقوف �إىل جانب‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني‪.‬‬

‫خطاب‬ ‫ن�ح��ن بحمد اهلل "�سبحانه وتعاىل" يف ه��ذا البلد‪،‬‬ ‫لدينا م��ن امل�ق��وم��ات املعنوية والإمي��ان �ي��ة‪ ،‬م��ا ي�ساعدنا‬ ‫على �أن يكون هناك دور متميز‪ ،‬يف طليعة �شعوب �أمتنا‪،‬‬ ‫يف طليعة البلدان من حولنا‪ ،‬بد�أت حملة التربعات و�إن‬ ‫كانت �صادفت وقت العيد‪ ،‬و�أيام العيد‪ ،‬و�أثرت عليها �أيام‬ ‫العيد‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل ت�أثري الظروف الراهنة‪ ،‬التي نعاين‬ ‫منها على امل�ستوى االقت�صادي واملعي�شي؛ نتيج ًة للعدوان‬ ‫على بلدنا‪ ،‬لكننا حا�ضرون �أن نقت�سم اللقمة الواحدة مع‬ ‫�إخوتنا يف فل�سطني‪ ،‬حا�ضرون �أن ن�ؤثرهم على �أنف�سنا؛‬ ‫لأن �شعبنا اليمني هو �شعب الأن�صار‪ ،‬هو �شعب الأن�صار‬ ‫الذين قال اهلل عنهم يف كتابه الكرمي‪َ } :‬و ُي�ؤْ ِث ُرو َن َعلَى‬ ‫ا�ص ٌة{ احل�شر‪ :‬من الآية‪،9‬‬ ‫�أَ ْن ُف�سِ ِه ْم َو َل� ْو َك��ا َن ِب ِه ْم َخ�صَ َ‬ ‫و�شعبنا �سي�ؤثر على نف�سه‪ ،‬ولو كان به خ�صا�صة‪ ،‬ولو كان‬ ‫م�ستوى املعاناة كيف ما كان‪� ،‬ست�ستمر حملة التربعات‬ ‫�وي م��ع �إخ��وت�ن��ا الفل�سطينيني‪ ،‬عرب‬ ‫امل��ال�ي��ة‪ ،‬بتن�سيقٍ ق� ٍ‬ ‫ً‬ ‫ممثليهم يف �صنعاء؛ حتى يكون اجلميع مطمئنا‪ ،‬ب�أن ما‬ ‫يقدمه من تربعات‪ ،‬ومن �إ�سهامات‪ ،‬ي�صل �إىل املقاومة‬ ‫الفل�سطينية‪.‬‬ ‫وال � ��ذي ح� ��دث يف اال� �ش �ت �ب��اك الأخ �ي��ر م ��ع ال �ع��دو‬ ‫الإ�سرائيلي هو جولة من جوالت اال�شتباك واحلرب‪،‬‬ ‫ولكن ال�صراع م�ستمر‪ ،‬والتحدي قائم‪ ،‬وامل�س�ؤولية‬ ‫م�ستمرة‪ ،‬وال��دع��م امل�ستمر للمقاومة الفل�سطينية‬ ‫م�س�ألة مهمة جداً؛ لأنها عند �أي جولة من االقتتال‪،‬‬ ‫�أي جولة م��ن اال�شتباك م��ع ال�ع��دو الإ��س��رائ�ي�ل��ي‪ ،‬وال‬ ‫ب� َّد من ج��والت قادمة وق��ادم��ة‪� ،‬ستكون على م�ستوى‬ ‫�أق ��وى‪ ،‬يف ��ض��رب ال �ع��دو الإ��س��رائ�ي�ل��ي‪ ،‬وه��و‪� -‬إن �شاء‬ ‫اهلل‪ -‬يف م��وق��ع ال���ض�ع��ف‪ ،‬و�أ��ص�ب�ح��ت امل���س��أل��ة وا�ضحة‬ ‫جداً‪ ،‬هناك اعرتاف يف الو�سط ال�سيا�سي الإ�سرائيلي‪،‬‬ ‫ب�أن الذي حدث يف هذه اجلولة هو انت�صار للمقاومة‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬وه��زمي��ة للعدو الإ�سرائيلي‪ ،‬و�إن �شاء‬ ‫اهلل �سيتلقى ال�ع��دو الإ��س��رائ�ي�ل��ي امل��زي��د م��ن الهزائم‬ ‫واالن �ت �ك ��ا� �س ��ات‪ ،‬و�� �ص ��و ًال �إىل �أن مي �ن��ح اهلل ��ش�ع�ب�ن��ا‬ ‫الفل�سطيني‪ ،‬و�أم�ت�ن��ا الإ��س�لام�ي��ة‪ ،‬ال�ن���ص��ر احل��ا��س��م‪،‬‬ ‫والفتح املبني‪ ،‬يف ا�ستئ�صال ذلك العدو املجرم‪ ،‬مهما‬ ‫حظي ب��ه م��ن دع��م �أم��ري�ك��ي وب��ري�ط��اين‪ ،‬وم��ن ت��واط��ؤ‬ ‫م ��ن ب �ع ����ض امل �ط �ب �ع�ين اخل ��ائ� �ن�ي�ن‪ ،‬امل �ح �� �س��وب�ين ع�ل��ى‬ ‫�أمتنا العربية والإ�سالمية‪ ،‬فاهلل "�سبحانه وتعاىل"‬ ‫ه ��و م ��والن ��ا‪ ،‬ن �ع��م امل � ��وىل‪ ،‬ون �ع��م ال �ن �� �ص�ير‪ ،‬ه ��و خ�ير‬ ‫النا�صرين‪.‬‬ ‫ول��ذل��ك جن��د �أن ��ه ه��زم يف ه��ذه اجل��ول��ة‪ ،‬ح�صل على‬ ‫م�ساندة �أمريكية‪ :‬على امل�ستوى الع�سكري‪ .‬على امل�ستوى‬ ‫ال���س�ي��ا��س��ي‪ .‬ع�ل��ى امل���س�ت��وى الإع�ل�ام ��ي‪ .‬ح���ص��ل وح�ظ��ي‬ ‫مب�ساندة بريطانية وا�ضحة‪ ،‬ح�صل �أي�ضاً على منابر‬ ‫�إعالمية من بع�ض ال��دول‪ ،‬الذين طبعوا معه‪ ،‬وخانوا‬ ‫�أم�ت�ه��م‪ ،‬ولكنه ف�شل م��ع ك��ل ذل��ك؛ لأن م��ن احلتميات‬ ‫ال �ث�لاث‪ ،‬ال�ت��ي حتدثنا عنها يف حم��ا��ض��رة ي��وم القد�س‬ ‫العاملي‪� :‬أن ي�سقط ه��ذا الكيان‪� ،‬أن ينتهي ه��ذا العدو‪،‬‬ ‫�أن يخ�سر و�أن ينهزم ومن احلتميات‪� :‬أن يخ�سر الذين‬ ‫يقفون �إىل جانبه‪ ،‬بخ�سارته‪ ،‬وقبل خ�سارته �أي�ضاً‪.‬‬ ‫ول��ذل��ك نحن معنيون يف موا�صلة ك��ل اجل�ه��ود‪ ،‬وكل‬ ‫امل���س��اع��ي‪ ،‬ال��داع �م��ة ل�ل�م�ق��اوم��ة يف فل�سطني‪ ،‬واجل�ه��ود‬ ‫امل�ساندة لل�شعب الفل�سطيني‪ ،‬وال�سعي لأن نكون يف واقعنا‬ ‫العملي مب�ستوى الإ�سهام يف �أي م�ستوى كان‪ ،‬ونحن كنا‬ ‫على ر�صدٍ م�ستمر لطبيعة التطورات والأحداث‪ ،‬التخاذ‬ ‫�أي قرارات �إ�ضافية‪ ،‬تواكب م�ستوى التحديات‪ ،‬وطبيعة‬ ‫اخلطر‪ ،‬وم�ستوى الأح ��داث‪ ،‬ون��أم��ل من اهلل "�سبحانه‬ ‫وتعاىل" �أن ي��وف��ق �شعبنا لأن ي ��ؤدي ه��ذا ال ��دور املميز‬ ‫والعظيم‪ ،‬الذي هو جدي ٌر به‪ ،‬بهويته الإميانية‪ ،‬ب�إبائه‪،‬‬ ‫بحريته‪ ،‬ب�شجاعته‪.‬‬ ‫كما ن��أم��ل �أي���ض�اً على م�ستوى �شعوب �أم�ت�ن��ا ب�شكلٍ‬ ‫ع��ام‪� ،‬أن ت ��زداد ح��ال��ة ال�صحوة لل�ضمري‪ ،‬واال�ست�شعار‬ ‫للم�س�ؤولية‪ ،‬وااللتفاف �أكرث و�أكرث حول هذه الق�ضية‪،‬‬ ‫التي تعني الأمة جميعاً‪ ،‬وتقع امل�س�ؤولية فيها على عاتق‬ ‫الأمة ب�شكلٍ عام‪.‬‬ ‫ن�ك�ت�ف��ي ب �ه��ذا امل� �ق ��دار يف ه ��ذا ال �ل �ق��اء‪ .‬ون �� �س ��أل اهلل‬ ‫"�سبحانه وتعاىل" �أن يوفقنا و�إياكم ملا ير�ضيه عنا‪ ،‬و�أن‬ ‫يرحم �شهداءنا الأب��رار‪ ،‬و�أن ي�شفي جرحانا‪ ،‬و�أن يف ِّرج‬ ‫ع��ن �أ��س��ران��ا‪ ،‬و�أن ين�صرنا بن�صره‪� ،‬إن��ه �سميع ال��دع��اء‪..‬‬ ‫هلل َو َب َر َكا ُتهُ؛؛؛‬ ‫ال�سـلاَ ُم َعلَ ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُة ا ِ‬ ‫َو َّ‬


‫لقاء‬

‫العدد ‪١١٤٤‬‬

‫األحد ‪ ١٨‬شوال ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ ٣٠‬مايو ‪2021‬م‬

‫‪11‬‬

‫�أكد مدير �أمن حمافظة �صنعاء العميد يحيى‬ ‫عبداهلل امل�ؤيدي �أنه مت الق�ضاء وب�شكل تام على‬ ‫جرائم الإخالل والفو�ضى التي �أقلقت ال�سكينة العامة‬ ‫وحطمت اال�ستثمار والبناء والتطوير امل�ؤ�س�سي و�أ�ضرت‬ ‫باالقت�صاد القومي‪ ..‬و�أ�شار يف حديث لـ « احلار�س»‬ ‫�إىل �ضبط (‪ )18‬متهم ًا ومطلوب ًا �أمني ًا على ذمة ق�ضايا‬ ‫التطرف والتكفري التي يطلق عليها م�صطلح الإرهاب‪،‬‬ ‫و�أكثـر من (‪ )2000‬عن�صر من مرتزقة و�أدوات العدوان‬ ‫ً‬ ‫قائال‪..‬‬ ‫الرخي�صة‪..‬وحتدث‬ ‫لقاء‪ /‬عامر �أحمد عامر‬

‫مدير �أمن حمافظة �صنعاء يف حديث لـ « احلار�س»‪:‬‬

‫مت الق�ضاء على جرائم التقطع واالغتياالت و�أن�شطة اجلماعات التكفريية‬ ‫ب��ادئ ذي ب��دء ن�س��تهل ه��ذا احلدي��ث عن الو�ض��ع الأمني‬ ‫مبحافظ��ة �صنع��اء ب��كالم اهلل ووع��ده وحجت��ه الت��ي �آتاه��ا‬ ‫نبيه �إبراهيم عندما حاجه قومه وت�ساءلوا عن �سبب نعمة‬ ‫الأم��ن واالطمئن��ان الت��ي م��ن اهلل به��ا عليه وعل��ى امل�ؤمنني‬ ‫م��ن �أن�ص��اره و�أتباعه وهم قلة م�س��ت�ضعفة فق�يرة‪ ،‬و�إن كان‬ ‫اال�ستف�س��ار ح��ول كيفي��ة الأم��ن من عذاب اهلل ي��وم القيامة‬ ‫ومن الفريق الذي هو �أحق به؟؟‪.‬‬ ‫فقد تعالت الأ�صوات الن�ش��از وت�س��اءلت العقول والقلوب‬ ‫الغافل��ة يف وقتن��ا الراه��ن بنف���س تلك الت�س��ا�ؤالت‪ ،‬مع فارق‬ ‫�أن م��ن ح��اج �إبراهي��م كان يت�س��اءل ع��ن الأم��ن امل�أم��ول ي��وم‬ ‫احل�س��اب‪ ،‬بينم��ا فري��ق التي��ه وال�ض�لال يف وقتن��ا الراه��ن‬ ‫يت�س��اءل با�س��تغراب �ش��ديد عن نعمة الأمن امللمو���س يومنا‬ ‫ه��ذا‪ ،‬وكي��ف خاب��ت كل الآم��ال وخ�س��رت الرهان��ات وتغريت‬ ‫املعادالت واحل�سابات العقلية والتقنية �أمام الإرادة الإلهية‪.‬‬ ‫ق��ال تع��اىل (وحاج��ه قومه ق��ال �أحتاج��وين يف اهلل وقد‬ ‫هدان وال �أخاف ما ت�ش��ركون به �إال �أن ي�ش��اء ربي �ش��يئا و�سع‬ ‫رب��ي كل �ش��يئا علم��ا �أفال تتذك��رون (‪ )80‬وكي��ف �أخاف ما‬ ‫�أ�ش��ركتم وال تخاف��ون �أنك��م �أ�ش��ركتم ب��اهلل م��امل ين��زل ب��ه‬ ‫عليكم �سلطانا ف�أي الفريقني �أحق بالأمن �إن كنتم تعلمون‬ ‫(‪ )81‬الذي��ن �آمن��وا ومل يلب�س��وا �إميانهم بظلم �أولئك لهم‬ ‫الأم��ن وه��م مهت��دون (‪ )82‬وتلك حجتن��ا �آتيناها �إبراهيم‬ ‫عل��ى قوم��ه نرف��ع درج��ات م��ن ن�ش��اء �إن رب��ك حكي��م علي��م‬ ‫(‪� )83‬صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫وال منتل��ك حج��ة �أق��وى م��ن حج��ة نب��ي اهلل �إبراهي��م‪،‬‬ ‫وال منطق �اً �أك�ثر �إقناع �اً من هدي رب العامل�ين‪ ،‬فكتاب اهلل‪،‬‬ ‫ووع��د اهلل‪ ،‬في��ه كل حجة وبره��ان ملختلف متغريات الزمان‬ ‫واملكان‪ .‬و�إن ما نلم�سه وي�ست�شعره غرينا من نعمة الأمن يف‬ ‫بالدنا �إمنا هو الربهان واحلجة الدامغة على �صدق الوعد‬ ‫الإله��ي للفري��ق املتم�س��ك به��دى اهلل‪ ،‬الفري��ق املت��ويل هلل‬ ‫وخلليله‪ ،‬هلل ولر�سوله و�أعالم الهدى ممن �أمرنا بتوليهم‪،‬‬ ‫فال منلك �إال اخل�ضوع والتذلل وال�ش��كر اجلزيل هلل تعاىل‬ ‫على نعمة الهداية لطريق احلق وال�صراط امل�س��تقيم الذي‬ ‫تف�ض��ل ب��ه علين��ا وعل��ى نعمة الأم��ن واال�س��تقرار وال�صمود‬ ‫والثبات التي تكرم بها علينا‪.‬‬ ‫ن�س��تهل �إي�ضاحن��ا به��ذا التحلي��ل املوجز للحال��ة الأمنية‬ ‫يف نط��اق حمافظ��ة �صنع��اء كنم��وذج ع��ام للحال��ة الأمني��ة‬ ‫يف املحافظ��ات احل��رة الأبي��ة‪ ،‬الت��ي مل تطاله��ا ي��د الع��دوان‬ ‫الغا�ش��مة‪ ،‬وق��وى اخليان��ة واالرت��زاق الآثم��ة‪ ،‬خ�لال ف�ترة‬ ‫ال�صم��ود‪ ،‬ومقارنة الو�ض��ع الأمني الراهن مع ما كان عليه‬ ‫خ�لال الفرتة التي �س��بقت فرتة ال�صم��ود وحتديداً ما قبل‬ ‫العام ‪2015‬م‪.‬‬ ‫مت ال�س��يطرة عل��ى حال��ة االنف�لات الأمن��ي الت��ي‬ ‫كان��ت طاغي��ة وب�ش��دة عل��ى امل�ش��هد الع��ام وو�ض��ع خط��ط‬ ‫ا�س�تراتيجية ثبت��ت حال��ة الأم��ن واال�س��تقرار ومنع��ت كافة‬ ‫حم��اوالت االخالل واالخرتاق م��ن قبل العنا�صر والأدوات‬ ‫الإجرامي��ة املمول��ة م��ن الداخ��ل واخل��ارج و�إخم��اد ج��ذوة‬ ‫الفنت وامل�ؤامرات والد�سائ�س التي كانت حتاك �ضد الوطن‬ ‫و�أبنائه‪.‬‬ ‫مت ت�س��جيل ن�س��بة انخفا���ض غ�ير م�س��بوقة يف �أغل��ب‬

‫�ضبط �أكثـر من ‪ 8600‬جرمية و‪ 12.000‬متهم‬ ‫بارتكابها خالل فرتة العدوان‪.‬‬ ‫اجلرائ��م اجل�س��يمة حي��ث انخف�ض��ت اجلرمي��ة بوج��ه ع��ام‬ ‫بن�س��بة ‪ %26‬خ�لال الف�ترة املمت��دة م��ن الع��ام ‪2015‬م‬ ‫وحتى العام ‪2020‬م عن ال�س��ت ال�س��نوات ال�سابقة لها من‬ ‫العام ‪2009‬م وحتى العام ‪2014‬م‪.‬‬ ‫مت ت�س��جيل �أعل��ى ن�س��بة �ضب��ط (واقعي��ة) ولي�س��ت م��ن‬ ‫ن�س��ج اخلي��ال املخ��در وامل�ضل��ل للمجتم��ع التي كانت �س��ائدة‬ ‫خالل املراحل ال�سابقة والتي كان يعتمد عليها يف التالعب‬ ‫باجتاه��ات ال��ر�أي الع��ام املحل��ي والإقليم��ي وال��دويل‪ ،‬وق��د‬ ‫جت��اوزت الن�س��بة احلقيقي��ة ل�ضب��ط اجلرمي��ة ومرتكبيه��ا‬ ‫خالل مرحلة ال�صمود ما يقدر بـ (‪ ،)%92‬حيث مت �ضبط‬ ‫�أك�ثر م��ن (‪ )8600‬جرمي��ة م��ن املبل��غ عنه��ا خ�لال فرتة‬ ‫الع��دوان م��ن �إجم��ايل ع��دد (‪ )9300‬جرمي��ة م�س��جلة‬ ‫لتل��ك الف�ترة وعدد (‪ )12.000‬مته��م على ذمة خمتلف‬ ‫الق�ضايا اجلنائية‪.‬‬ ‫مت الق�ض��اء الت��ام عل��ى �أن�ش��طة اجلماع��ات التكفريي��ة‬ ‫واملتمثل��ة يف (جرائ��م التفج�يرات واالغتي��االت املنظم��ة‬ ‫للقيادات ال�سيا�س��ية والع�سكرية والأمنية واالجتماعية من‬ ‫التي��ارات الوطني��ة الت��ي تختل��ف فكرياً مع تل��ك اجلماعات‬ ‫م��ع ا�س��تهداف عنا�صر ع�ش��وائية خامله وغ�ير فاعله �ضمن‬ ‫ال�ضحاي��ا مم��ن ينت�س��بون لت��ك اجلماع��ات كعملي��ة متوي��ه‬ ‫وذر الرم��اد يف العي��ون وكم��ا ه��و احل��ال يف املناط��ق املحتل��ة‬ ‫حالي �اً)‪ ،‬كم��ا مت �ضب��ط (‪ )81‬متهم �اً ومطلوب �اً �أمني �اً على‬ ‫ذم��ة ق�ضايا التطرف والتكف�ير التي يطلق عليها م�صطلح‬ ‫الإرهاب ‪ ،‬و�أكرث من (‪ )2000‬عن�صر من مرتزقة و�أدوات‬ ‫العدوان الرخي�صة‪.‬‬ ‫مت الق�ض��اء وب�ش��كل ت��ام على جرائم الإخ�لال والفو�ضى‬ ‫الت��ي �أقلق��ت ال�س��كينة العام��ة وحطم��ت اال�س��تثمار والبن��اء‬ ‫والتطوير امل�ؤ�س�س��ي و�أ�ضرت باالقت�صاد القومي والتي كان‬ ‫�أبرزه��ا جرائ��م القط��اع القبل��ي (احلراب��ة) نه��ب املمتل��كات‬ ‫اخلا�ص��ة والعام��ة بالق��وة (ال�س��رقة بالعن��ف والإك��راه)‬ ‫االختطاف��ات ال�سيا�س��ية وال�ش��خ�صية (ال�س��طو على �أرا�ضي‬ ‫الدول��ة وامل�س��تثمرين وامل�س��ت�ضعفني)‪ ،‬منا�صف��ة الأرب��اح‬ ‫وامل�ش��اريع مع امل�س��تثمرين دون تقدمي �أي م�س��اهمات و�إمنا‬ ‫ع��ن طريق ا�س��تغالل النف��وذ والبلطج��ة والتهديد وغريها‬ ‫م��ن اجلرائ��م الت��ي كان��ت ت�س��تغل ال�س��تجداء وا�س��تعطاف‬ ‫دول اجل��وار والغ��رب لطل��ب امل�س��اعدات والقرو���ض واملن��ح‬ ‫امل�شروطة مقابل تنازالت عن ال�سيادة والهوية والدين‪.‬‬ ‫مت احل��د وب�ش��كل كب�ير ج��داً م��ن اجلرائ��م ذات اخلط��ر‬ ‫العام واجلرائم املا�س��ة باالقت�صاد القومي واجلرائم املا�س��ة‬ ‫بالوظيف��ة العام��ة واجلرائ��م التي تقع عل��ى املال واجلرائم‬ ‫واملخالف��ات التي تقع �ضم��ن القوانني الأخرى خارج قانون‬ ‫اجلرائم والعقوبات اجلنائي‪.‬‬ ‫مت احل��د وبن�س��بة كب�يرة جداً م��ن ق�ضايا وجرائ��م الزنا‬

‫وهت��ك العر���ض و�إف�س��اد الأخ�لاق‪ ،‬والق�ض��اء عل��ى �ش��بكات‬ ‫الف�س��اد الأخالقي واملجتمع��ي و�أوكار الع�صابات الإجرامية‬ ‫املتمر�س��ة يف ق�ضاي��ا املخ��درات واخلم��ور و�إدارة �أماك��ن‬ ‫الف�س��وق والدع��ارة حي��ث مت �ضب��ط �أك�ثر من (‪� )37‬ش��بكة‬ ‫منظمة ملمار�س��ة تلك الأعمال و�ضبط �أطنان من احل�شي�ش‬ ‫واملخ��درات وع�ش��رات املعا�ص��ر واملعامل املخ�ص�ص��ة ل�صناعة‬ ‫اخلمور واملواد املخدرة‪.‬‬ ‫مت �ضبط �أكرث من (‪ )39‬ع�صابة منظمة كانت متار�س‬ ‫�أعم��ال ال�س��رقات لل�س��يارات واملن��ازل والدراج��ات الناري��ة‬ ‫و�ضب��ط �أكرث من (‪ )600‬عن�صر من املتهمني واملتورطني‬ ‫يف تل��ك الع�صاب��ات مم��ا �أ�س��هم يف احل��د وب�ش��كل ملح��وظ‬ ‫م��ن جرائ��م ال�س��رقات ب�ش��كل عام وجرائم �س��رقة ال�س��يارات‬ ‫والدراجات النارية بوجه خا�ص‪.‬‬ ‫مت ا�ستعادة (‪ )251‬دراجة نارية م�سروقة �أغلبها �سرقت‬ ‫م��ن �أمان��ة العا�صم��ة وحمافظ��ات �أخ��رى‪ ،‬كم��ا مت �ضب��ط‬ ‫�أك�بر و�أخط��ر (‪ )5‬ع�صابات ل�س��رقة الدراج��ات النارية كان‬ ‫�أخطرها ع�صابة العب�س��ي وال�شبيبي التي مار�ست عدداً من‬ ‫جرائ��م االغتي��االت وال�س��رقات بالعن��ف والإك��راه وع�صاب��ة‬ ‫الداوي وال�سباعي ل�سرقة الدراجات وغريها من ال�سرقات‬ ‫يف نطاق الأمانة واملحافظة واملحافظات الأخرى‪.‬‬ ‫مت ا�س��تعادة ع��دد (‪� )83‬س��يارة م�س��روقة وت�س��ليمها‬ ‫لأ�صحابه��ا وجه��ات طلبه��ا �أغلبه��ا �س��رقت م��ن �أمان��ة‬ ‫العا�صم��ة واملحافظات الأخرى وعدد كبري منها مت �ضبطه‬ ‫عقب فرتات ق�صرية جداً من وقت �س��رقتها‪ ،‬كما مت �ضبط‬ ‫�أك�ثر م��ن (‪ )6‬ع�صاب��ات منظم��ة ل�س��رقة ال�س��يارات و�أك�ثر‬ ‫من (‪ )73‬عن�صراً متمر�س �اً يف �س��رقة ال�س��يارات مما قل�ص‬ ‫من ق�ضايا �س��رقة ال�س��يارات بن�سبة جتاوزت (‪ )%80‬خالل‬ ‫ال�س��ت ال�س��نوات املن�صرم��ة ع��ن م��ا مياثله��ا م��ن الف�ترات‬ ‫املا�ضية‪.‬‬ ‫مت التن�س��يق م��ع خمتل��ف �أجه��زة الدول��ة ويف مقدمته��ا‬ ‫جه��از الأم��ن واملخاب��رات وجه��از اال�س��تخبارات العامة وقد‬ ‫مت تنفي��ذ �أك�ثر م��ن (‪ )600‬مهم��ة م�ش�تركة م��ع خمتلف‬ ‫�أجه��زة الدول��ة ومت ك�ش��ف و�إحب��اط (‪ )21‬خمطط �اً‬ ‫معادي �اً كان موجه �اً ال�س��تهداف اجلبه��ة الداخلي��ة كان‬ ‫�أبرزه��ا خمط��ط االغتي��االت والت�صفيات للقي��ادات الأمنية‬ ‫والوطني��ة واجلهادي��ة مطل��ع الع��ام ‪2016‬م‪ ،‬وخمط��ط‬ ‫الفتن��ة الكب�ير �أواخ��ر الع��ام ‪ ،2017‬وخمط��ط �ش��يطاين‬ ‫كب�ير كان ي�س��تهدف الإخ�لال مبج��االت الأم��ن والرتبي��ة‬ ‫ووح��دة ال�ص��ف والن�س��يج االجتماع��ي وامل�ؤ�س�س��ي مطل��ع‬ ‫الع��ام ‪2020‬م مت �إحباط��ه بتوفي��ق م��ن اهلل بعملي��ة‬ ‫ف�أحب��ط �أعماله��م ‪ ،‬وخمط��ط �آخ��ر كان ي�س��تهدف الر�ص��د‬ ‫وتق��دمي املعلوم��ات ل��دول الع��دوان وعل��ى ر�أ�س��ها املخابرات‬ ‫الربيطانية والأمريكية �أواخر العام ‪2020‬م‪.‬‬

‫�أول��ت قي��ادة وزارة الداخلي��ة اهتمام �اً غ�ير م�س��بوق‬ ‫بجان��ب ال�س��جون والإ�صالحي��ات ورعاية ال�س��جناء‪ ،‬تنفيذاً‬ ‫لتوجيهات القيادة ال�سيا�س��ية وعطفاَ على توجيهات ال�س��يد‬ ‫قائ��د الث��ورة حفظ��ه اهلل‪ ،‬وبات��ت ال�س��جون متث��ل حمط��ة‬ ‫حت��ول �إيجاب��ي يف حي��اة ال�س��جني‪ ،‬بع��د �أن كان��ت متث��ل‬ ‫منعطفاً خطرياً يف حياة الكثري من ال�سجناء‪ ,‬فقد �أ�صبحت‬ ‫ال�س��جون يف مناط��ق حكوم��ة الوف��اق الوطن��ي مرافق��ا‬ ‫تعليمي��ة وت�أهيلي��ة �أك�ثر منه��ا م�ؤ�س�س��ات عقابي��ة �س��البة‬ ‫للحري��ة‪ ،‬وق��د مت تخري��ج دفع��ات م��ن طلب��ة العل��م وحم��و‬ ‫الأمي��ة وع��دد م��ن خريج��ي الثانوي��ة العام��ة واملاج�س��تري‬ ‫وعدد كبري من حفظة القر�آن الكرمي‪..‬‬ ‫نعم��ل وفق �اً لر�ؤي��ا القي��ادة ال�سيا�س��ية احلكيم��ة �ضم��ن‬ ‫الأه��داف واملح��اور املر�س��ومة يف ر�ؤي��ة الرئي���س ال�ش��هيد‬ ‫�صالح ال�صماد �سالم اهلل عليه (يد تبني‪ ..‬ويد حتمي) التي‬ ‫انبث��ق عنه��ا م�ش��روع الر�ؤية الوطنية لبن��اء الدولة اليمنية‬ ‫احلديث��ة‪ ،‬وم�صفوفة الأولويات الع�ش��ر العاجلة لالقرتاب‬ ‫م��ن املواط��ن وك�س��ب ثقته بالدول��ة‪ ،‬وقد مت ر�س��م الأهداف‬ ‫العامة خلطة عمل �إدارة �أمن املحافظة للعام ‪2021‬م وما‬ ‫بعده وفقاً لتلك املحاور الثالثة‪.‬‬ ‫نثم��ن تثمين �اً عالي �اً اهتم��ام قي��ادة الث��ورة ممثل��ة‬ ‫بال�س��يد القائد عبد امللك بدر الدين احلوثي حفظه اهلل‬ ‫و�إر�ش��اداته امل�س��تمرة لتح�س�ين اجلان��ب الأمن��ي وتقدميه‬ ‫للمنهجي��ة الراقي��ة والنموذجي��ة لآلي��ات العمل يف املجال‬ ‫الأمن��ي ب�ش��كل خا�ص‪ ،‬وك��ذا حر�ص قيادة وزارة الداخلية‬ ‫وحمافظ��ة �صنع��اء عل��ى تق��دمي الع��ون الكام��ل وت�س��خري‬ ‫وتذلي��ل كاف��ة ال�صعوب��ات الت��ي يواجهه��ا اجله��از الأمني‬ ‫يف حمافظ��ة �صنع��اء يف ظ��ل الظ��روف الراهن��ة والعدوان‬ ‫الغا�ش��م واحل�ص��ار اجلائ��ر عل��ى �أبن��اء �ش��عبنا وم�ؤ�س�س��ات‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫نعم��ل حالي �اً م��ع قي��ادة حمافظ��ة �صنع��اء ممثل��ة ب��الأخ‬ ‫املجاه��د حماف��ظ املحافظ��ة عل��ى تنفي��ذ برنام��ج بن��اء‬ ‫وتطوي��ر مرحل��ي �ش��امل لإ�ص�لاح منظوم��ة العم��ل الأمني‬ ‫ككل م��ع الرتكي��ز عل��ى بن��اء وتطوي��ر جان��ب ال�س��جون‬ ‫والإ�صالحي��ات وحتويله��ا �إىل م�ؤ�س�س��ات �إ�ص�لاح وت�أهي��ل‬ ‫عقابي��ة مبفهومه��ا الوا�س��ع‪ ،‬وك��ذا تطوي��ر �أداء البح��ث‬ ‫اجلنائ��ي ومراك��ز ومديري��ات ال�ش��رطة والنق��اط الأمني��ة‬ ‫وتو�س��يع نطاق انت�ش��ار الأجهزة الأمنية وخدمات ال�ش��رطة‬ ‫املقدمة للمجتمع يف نطاق املحافظة‪.‬‬ ‫م�س��تمرون يف م�س�يرة الكفاح واجلهاد املقد�س �ضد قوى‬ ‫ال�ش��ر وتق��دمي دمائن��ا و�أرواحنا و�أموالنا رخي�صة يف �س��بيل‬ ‫اهلل ومن �أجل �صون الكرامة والأر�ض والعر�ض‪ ،‬و�سن�ضرب‬ ‫وب��كل م��ا �أوتين��ا من ق��وة على كل م��ن يح��اول زعزعة حالة‬ ‫الأمن واال�ستقرار و�شق ال�صف واللحمة الوطنية �أو العبث‬ ‫والت�شويه للهوية الإميانية اليمنية‪.‬‬ ‫ويف الأخري ن�أمل �أن نكون قد وفقنا يف �شرح �صورة عامة‬ ‫خمت�ص��رة ح��ول خمتل��ف الأو�ض��اع الأمني��ة يف حمافظ��ة‬ ‫�صنعاء خالل فرتة ال�صمود‪..‬‬ ‫متمن�ين لبالدن��ا و�أبن��اء �ش��عبنا املزي��د م��ن الأم��ن‬ ‫واال�ستقرار وال�صمود والثبات‪.‬‬


‫‪12‬‬ ‫�إ�سرائيل‪ ..‬طموحٌ ا�صطدم مب�شروعية حق املقاومة وحمورها‬ ‫العدد ‪١١٤٤‬‬

‫األحد ‪ ١٨‬شوال ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ ٣٠‬مايو ‪2021‬م‬

‫مقاالت‬

‫�أهمية تفعيل دور‬ ‫الرقابة والتفتي�ش‬ ‫عميد‪ /‬يو�سف القا�سمي‬

‫مرت�ضى اجلرموزي‬

‫انت�ص��رت غ��زة ها�ش��م غ��زة اجله��اد والعروب��ة غ��زة ال�ص�بر‬ ‫والت�ضحي��ة‪ ،‬وانت�ص��رت حما���س واجله��اد وف�صائ��ل املقاوم��ة‪،‬‬ ‫وانت�ص��رت ُكـ � ّل فل�س��طني وهُ � ِز َم ال�صهاين��ة وهُ ��ز َم هنال��ك‬ ‫املنافق��ون الأع��راب واملطبع��ون يف دوي�لات اخللي��ج الت��ي م��ا‬ ‫كادت لت�س��توعب ه��ذه ال�صفع��ة املتمثل��ة بهزمي��ة �أ�س��يادهم يف‬ ‫ورباط املقاومة‬ ‫بر وجِ ها ِد‬ ‫ِ‬ ‫�إ�س��رائيل على �أيادي وقب�ضاتِ و�ص� ِ‬ ‫الإ�س�لامية يف فل�س��طني والدعم املبا�ش��ر بال�سالح وبالأموال‬ ‫وبالتقني��ات م��ن قبل حم��ور املقاومة �ش��عوبا و�أنظمة و�أحزابا‬ ‫وح��ركات �إ�س�لامية ويف مقدمته��ا جمهوري��ة �إي��ران الث��ورة‬ ‫ومين الإميان واحلكمة وحزب اهلل و�سوريا‪.‬‬ ‫بف�ض��ل اهلل ث��م بف�ضل رجال اجله��اد واملقاومة والداعمني‬ ‫له��م حت � ّرر الق��رار الغ��زاوي وفر���ض نف�س��ه بق��وة يف الواق��ع‬ ‫الع�س��كري وهو ير�ش��ق الغزاة املحت ّل�ين ال�صهاينة ب�صواريخه‬ ‫املتط��ورة واحلديث��ة وطائرات��ه امل�س� ّيرة الت��ي تغلب��ت عل��ى‬ ‫الرت�س��انة الع�س��كرية لل�صهاين��ة وقه��رت طائ��رات الإف ‪15‬‬ ‫والإف ‪ 35‬والدع��م الأمريك��ي والعامل��ي ال��ذي قابل��ه �صم��ت‬ ‫عرب��ي وتطبي��ع م��ذل لأُولئ��ك الذي��ن ر�أيناه��م ي�س��ارعون يف‬ ‫ال��والء والطاع��ة واالنبط��اح لل�صهاين��ة؛ هروباً م��ن احل�ضن‬ ‫العربي �إىل ا ُ‬ ‫حل�ضن العربي املهزوم‪.‬‬ ‫ل��و افرت�ضن��ا انت�ص��ار الكيان الإ�س��رائيلي عل��ى املقاومة يف‬ ‫غ��زة وفل�س��طني لر�أين��ا يف ق��ادم الأ ّي��ام جماميع م��ن الأنظمة‬ ‫العربي��ة ت�س��ارع للتطبي��ع مع��ه رغب��ة ورهب��ة م��ن جربوت��ه‬ ‫اال�س��تعماري واال�س��تيطاين‪ ،‬لكن��ه وبف�ض��ل اهلل وجه��ود‬ ‫املخل�ص�ين يف ح��ركات املقاوم��ة الإ�س�لامية يف فل�س��طني‬ ‫وت�ضحي��ات قيادته��ا التي �آثرت على نف�س��ها و�ش��عبها مواجهة‬ ‫املعتدين نيابة عن ُكـ ّل ال�شرفاء والأحرار يف املنطقة العربية‬ ‫والإ�سالمية‪ ،‬الراف�ضة لوجود �شيء من واقع ا�سمه �إ�سرائيل‬ ‫يف املنطق��ة الت��ي عا�ش��ت الي��وم االنت�ص��ار وقه��رت الأراذل‬ ‫والأذن��اب والذي��ول م��ن �إ�س��رائيل �إىل البي��ت الأبي���ض �إىل‬ ‫اخلليج الفار�سي �إىل �أفريقيا الذين يعي�شون يف نف�س الوقت‬ ‫احل�سرة والندامة ويتقا�سمونها مع بع�ضهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫واملخطط كب�ير واملنفذ‬ ‫وبالرغ��م �أن احل��رب كان��ت �شر�س��ة‬ ‫جم��ر ٌم وخبي��ث ال يرع��وي يف �ش��يء وال يرق��ب يف م�ؤم� ٍ�ن �إلًّ‬

‫وال ذم��ة وبتموي��ل خليجي ينف��ق �أمواله رعا ُع ممالك الرمال‬ ‫يف ال�س��عود ّية والإم��ارات والبحرين‪ ،‬ومعهم قاذورات املنطقة‬ ‫من الذين وهبوا �أنف�س��هم حياتهم ومماتهم يف �س��بيل الدفاع‬ ‫عن �إ�سرائيل من خالل ت�صريحاتهم ونرباتهم الوقحة عرب‬ ‫قنوات الدجل والعهر‪ ،‬من ر�أيناهم بالأم���س يعاتبون حما���س‬ ‫ويتهمونه��ا بتفجري الأو�ضاع و�إ�ش��عال فتي��ل احلرب ويقللون‬ ‫م��ن موق��ف ف�صائ��ل املقاوم��ة ويعت�برون �إ�س��رائيل منت�ص��رة‬ ‫على الف�صائل امل�سلحة (ح َّد زعمهم)‪ ،‬ها هم اليوم ي�شاطرون‬ ‫الكي��ا َن الإ�س��رائيلي الهزمي � َة‪ ،‬وه��م م��ن �س��يدعمونه لإعم��ار‬ ‫دمـ��رته �صواري � ُخ املقاوم��ة يف غ��زة وفل�س��طني ال��ذي بات��ت‬ ‫م��ا ّ‬ ‫ُ‬ ‫الي��وم وبف�ض��ل اهلل �أق��وى من ذي قبل‪َ ،‬حي��ث �أنها متتلك من‬ ‫دمـ��ر به �إ�سرائيل وتر�سانتها‬ ‫القدرات الع�سكرية ما تواجه و ُت ّ‬ ‫الع�س��كرية التي �أ�ضحت اليوم ه�شة و�ضعيفة وجي�شاً كرتونياً‬ ‫ا�س��تطاع ‪-‬فيم��ا م�ض��ى وبتواط ��ؤ الأنظم��ة العربي��ة‪ -‬هزمي��ة‬ ‫ثالث��ة جيو���ش عربي��ة مدججة ب�أح��دث ال�س�لاح واملنظومات‬ ‫الع�س��كرية بالرغ��م �أن ال�صهاين��ة يف ذل��ك احل�ين حديث��و‬ ‫التواجد يف املنطقة العربية ولي�س لهم من ال ْإم َكانات‪.‬‬ ‫ول��و افرت�ضن��ا مث� ً‬ ‫لا �أن حما���س وف�صائ��ل املقاوم��ة ورجال‬ ‫ُ‬ ‫اجله��اد يف فل�س��طني خنع��وا لالحت�لال‪� ،‬ضعف��وا َو َجبن��وا يف‬ ‫مواجهته ودفع �ش � ّره َ�أو �أنهم رفعوا راية اال�ست�س�لام وال�سالم‬ ‫وفق الر�ؤية العربية والأمريكية هل �ستوقف �إ�سرائيل حربها‬ ‫وهل �سيجنح ال�صهاينة لل�سالم ويتوقفون من فورهم «طبعاً‬ ‫لن يتوقفون»‪.‬‬ ‫ف�إ�س��رائيل ال تع�ترف ِ�إ َّل بالق��وي ول��و ظه��رت املقاوم��ة‬ ‫�ضعيف��ة ل��كان الع��د ّو الإ�س��رائيلي توغ��ل وا�س��تفحل وا�س��تباح‬ ‫احلرمات ودن���س الأر�ض والعر�ض وملا �أعلن عن وقف �إطالق‬ ‫الن��ار و َلـ � َف َر َ‬ ‫�ض �ش��روطاً �أُخ��رى و�إم�لاءات تف�ضي �إىل �س��حب‬ ‫�أ�سلحة املقاومة و�إذعانها لواقع �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫له��ذا كان��ت حما���س وف�صائ��ل املقاوم��ة ي�أخ��ذون العرب من‬

‫غريه��م وكان��وا يف موق��ف ق��وة كم��ا كان علي��ه ح��زب اهلل يف‬ ‫حربه مع ال�صهاينة ‪َ 2002‬و‪ 2006‬م والذي مت ّكن بف�ضل‬ ‫أرا�ض �شا�س��عة‬ ‫اهلل وبف�ض��ل الق��وة والعزة من ا�س��تعادة قرى و� ٍ‬ ‫احتلته��ا �إ�س��رائيل وع��ادت لل�س��يادة اللبناني��ة حت��ت �ضرب��ات‬ ‫�صواري��خ املقاوم��ة يف ح��زب اهلل ال��ذي �أحل��ق بال�صهاين��ة‬ ‫الهزمية املذلة‪.‬‬ ‫وه��و م��ا خط��ت عل��ى خ� ِّ�ط ن�ضال��ه وطري��ق جه��اده وحق��ه‬ ‫حما���س وف�صائ��ل املقاوم��ة يف فل�س��طني و�أحلق��وا بال�صهاين��ة‬ ‫الهزمي��ة الأُخ��رى فم ّرغ��ت �أنفوه��م يف م�س��تنقعات الأرا�ض��ي‬ ‫املحت ّلة يف فل�سطني و�أجزاء من م�صر و�سوريا ولبنان‪.‬‬ ‫لكن مع َ‬ ‫حت ّرك املقاومة و�سعيها للم�ضي ُقدماً يف الت�سليح‬ ‫وم��ع توف��ر الدع��م ال�س��خي باملال وال�س�لاح وبكل م��ا حتتاجه‬ ‫املعرك��ة م��ع ال�صهاين��ة م��ن الأ�ش��قاء يف جمهوري��ة �إي��ران‬ ‫الإ�سالمية التي ما بخلت يوماً من مد ج�سور العطاء الأخوي‬ ‫حل��ركات املقاوم��ة املناه�ض��ة مل�ش��اريع الهيمن��ة واال�س��تكبار‪..‬‬ ‫فبدت حما���س املقاومة قوية وواجهت املحت ّلني بعزمية احلق‬ ‫وهُ ��زم هُ نال��ك املط ّبع��ون واملحت ّلون وانت�ص��رت املقاومة‪ ،‬وجاء‬ ‫احلق و�أنت�صر احلق وغ ّرد �أ�صحابه باالنت�صار عال ًيا‪ ،‬وانقلب‬ ‫ال�سحر على �أُولئك ال�سحرة املنبطحني واملطبعني‪..‬‬ ‫مت��ى م��ا ظه��رت قوي �اً وفر�ض��ت نف�س��ك باحل��ق امل�ش��روع‬ ‫ف�س��تكون قوي �اً يهاب��ك م��ن ي��رون �أنف�س��هم �أقوي��اء وه��م م��ن‬ ‫ي�ستمدون قوتهم من مواقف باطلة؛ لأَ َّنه متى ما �سكت �أهل‬ ‫احلق ظن �أهل الباطل �أنهم على حق‪.‬‬ ‫باحل��ق تبن��ي وباحل��ق ت��زرع و�س��تح�صد م��ا زرعت��ه ط ِّيب �اً‬ ‫مثم��راً‪ ..‬وباحل��ق جتاهد وباحلق ت�صنع وتطور وتنتج و ُتبدع‬ ‫وجتني ثمار حقك امل�ش��روع يف مواجهة املعتدين �أهل الباطل‬ ‫وال�ضالل‪.‬‬ ‫وحينم��ا تك��ون مواقفك حق � ًة َفحتماً �س��تنت�صر و�إن َ َ‬ ‫ت َّزبَ‬ ‫عليك ُك ُّـل الباطل ب�أحزابه وفئاته وح�شوده ومرتزِقته‪.‬‬

‫الرق�صة الأخرية للأنظمة املط ِّبـعة مع العدو!!‬ ‫�إكرام املحاقري‬

‫���س الق�ضي��ة الفل�س��طينية‪،‬‬ ‫لع��ل م�ش��روع التطبي��ع ال�صهي��وين اخلي��اين ق��د �س َّي َ‬ ‫بالن�س��بة للأنظم��ة املطبع��ة واخلائن��ة قدمي�� ًا وحديث�� ًا‪ ،‬ولع��ل م��ا حاكت��ه اللوبي��ة‬ ‫ال�صهيوني��ة م��ن خط��ط ل��و�أد الث��ورات ال�ش��عب ّية العربي��ة والإ�س�لامية‪..‬‬

‫ومتيي��ع ق�ضي��ة القد���س وت�ضلي��ل ال��ر�أي الع��ام ع��ن قدا�س��ة املقد�س��ات الإ�س�لامية‬ ‫وعظمته��ا‪ ،‬ق��د ف�ش��ل ف�ش� ً‬ ‫لا ذريع �اً �إب��ان �أح��داث معرك��ة (�س��يف القد���س) الت��ي خا�ضته��ا‬ ‫ا�صةً‬ ‫َ‬ ‫توجـه الأعراب‪ ،‬خ َّ‬ ‫املقاومة الفل�سطينية بكل �شجاعة‪ ،‬والتي ع ّرت ما تبقى من زيفِ ّ‬ ‫يف دول اخلليج‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫مواقف الأنظمة العميلة جتاه ما حدث م�ؤخّ راً يف غزة �شبيه ًة بـرق�صة الأفاعي‪،‬‬ ‫كانت‬ ‫َحي� ُ�ث وق��د رق�ص��وا رق�ص َته��م الأخ�يرة عل��ى جث��ث و�أ�ش�لاء ودم��اء الفل�س��طينيني‪ ،‬كم��ا‬ ‫�عب الفل�س��طيني‬ ‫رق�صوها م�س��بقًا يف اليمن‪ ،‬لكن مواقفهم الركي َكة حتى و�إن تركت ال�ش� َ‬ ‫ري من م�س��ار املعركة التي نكلت بالعد ّو ال�صهيوين �أ�ش��د التنكيل‪ ،‬فال �أحد‬ ‫وحيداً لن تغ َ‬ ‫يع��ول عل��ى تل��ك الأنظم��ة الت��ي ترب�صت ال�س��وء والهالك ب �ـ املقاومة الفل�س��طينية ودعت‬ ‫لل�سالم املخزي مطبقة بذلك بنود التطبيع التي جعلت منهم �أحذية ل�صهيون ينتعلهم‬ ‫توجـه‪.‬‬ ‫�أينما ّ‬ ‫�ارات العميل��ة كان له��ا ُ‬ ‫فالإم� ُ‬ ‫ذات املوق��ف ال�س��عوديّ �س��واء يف �أعل��ى اله��رم �أم املواق��ف‬ ‫ال�شعب ّية‪ ،‬والتي مل تعد تهتم لق�ضايا الأُمَّــة املركزية؛ نتيجة للت�ضليل الثقايف والتدجني‬ ‫الدين��ي ال��ذي ارت�ش��فوه م��ن املناه��ج التكفريي��ة‪ ،‬والت��ي قدمت الع��د ّو �صديق �اً وال�صديق‬ ‫�عب م��ن الوع��ي والب�ص�يرة ك �ـ ُ�س��نة �إلهي��ة خال��دة خمل��دة حت��ى قي��ام‬ ‫ع��دواً‪ ،‬وال يخل��و �ش� ٌ‬ ‫ال�س��اعة‪ ،‬وال ُبـ � َّد لتل��ك ال�ش��عوب م��ن �صح��وة وحت ّرر حتى ل��و كانت يف اللحظ��ات الأخرية‬

‫من احلياة الدنيا‪.‬‬ ‫�أم��ا م��ن حت��دث ب�س��خف وحقارة عن ال�ش��عب الفل�س��طيني‪ ،‬وجمد بلحن قول��ه اليهود‬ ‫املعتدي��ن‪ ،‬ممث� ً‬ ‫لا املوق��ف اخلليج��ي‪ ،‬فذاك هو يف َحــ � ِّد ذاته �صهيوين اجلن�س��ية وال ُهــ � ِو َّية‬ ‫تنطلي خدعة العقال على �أ�صحاب العقول الواعية‪ ،‬فـ مثله كـ مثل �أ�صحاب‬ ‫واملبد�أ‪ ،‬ولن‬ ‫َ‬ ‫اللح��ى الطويل��ة والأث��واب الق�ص�يرة والأ�ص��وات الرنان��ة والثقاف��ات املغلوط��ة‪� ،‬أ�صح��اب‬ ‫يتح ّركون بحرية مطلقة‬ ‫�أل�س��نة الفتنة وال�ش��ذوذ با�س��م الدين‪ ،‬فـ احلقيق ُة �أن ال�صهاينة َ‬ ‫يف دول اخلليج‪ ،‬ولهم ل�س��ان عربي متقن يف احلديث‪ ،‬و�إن كان العك���س هو ال�صحيح فـ��قد‬ ‫ح�س��م القر�آن الكرمي ُكـ � َّل تلك املواقف والأقوال واخلنوع يف قوله تعاىل‪( :‬و َمنْ َي َت َو َّل ُه ْم‬ ‫مِ ْن ُك ْم َفـ�إ َّن ُه مِ ْن ُه ْم)‪.‬‬ ‫ختاماً‪..‬‬ ‫مل تع��د الأنظم��ة املط ِّبع��ة ب�ش��كل ع��ام متث��ل الق�ضي��ة الفل�س��طينية‪ ،‬ب��ل �إنه��ا �أ�صبح��ت‬ ‫متث ُل االحتالل واجلرمية ال�صهيونية‪ ،‬وللق�ضية �أه ُلها الأحرار الذين �سيبذلون الغا َ‬ ‫يل‬ ‫والنفي�س؛ مِ ن �أجلِ ن�صرة القد�س وحترير فل�سطني من دن�س اليهود‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وجمي��ع م��ن دار يف فل��ك ال�صهيوني��ة حت��ى م��ن ب��اب ال�س�لام وجتن��ب احل��رب‪ ،‬فـ ��إ َّنهم‬ ‫نف�س الهُــ ِو َّية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫رج�س‪ ،‬والقد�س حم َّر ٌم عليكم كما هو حمر ٌم على اليهود‪ ،‬وجمي ُعهم له ُ‬ ‫والعاقبة للمتقني‪.‬‬

‫بداية نتق��دم بالتهاين والتربيكات‬ ‫لقي��اده ال��وزارة ممثل��ة ب��الأخ مع��ايل‬ ‫وزي��ر الداخلي��ة وجمي��ع منت�س��بي‬ ‫ال��وزارة بعي��د الفط��ر املب��ارك‪ ،‬كم��ا‬ ‫ن�ش��كر مع��ايل الأخ الوزي��ر مل��ا يولي��ه‬ ‫م��ن اهتم��ام كب�ير وملمو���س باجلانب‬ ‫الرقاب��ي (الإدارة العام��ة للرقاب��ة‬ ‫والتفتي�ش) وفروعها‪.‬‬ ‫وم��ا يعلم��ه اجلمي��ع �أن وزارة‬ ‫الداخلية بكافة منت�سبيها ومن خالل‬ ‫مهامه��ا ه��ي �أق��رب وزارة احت��كاكاً‬ ‫باملواطن�ين وحياته��م اليومي��ة‪ ،‬حي��ث‬ ‫تق��وم بالعم��ل الإن�س��اين واالجتماع��ي‬ ‫والأمن��ي عل��ى ح��د �س��واء‪ ،‬وه��ي �أي�ض �اً‬ ‫معني��ة بحف��ظ الأم��ن واال�س��تقرار‬ ‫والعمل على ك�ش��ف و�إحباط اجلرمية‬ ‫قب��ل وقوعه��ا‪ ،‬وتق��دمي خدماته��ا‬ ‫بال�ش��كل الالئ��ق وح�س��ن التعام��ل م��ع‬ ‫النا���س ورف��ع الظل��م عنه��م‪ ،‬ح�س��ب‬ ‫تعاليم ديننا الإ�سالمي احلنيف‪.‬‬ ‫ول��ذا يج��ب �أن يك��ون رج��ل الأم��ن‬ ‫�أك�ثر التزام �اً ووعي��ا بالقوان�ين‪،‬‬ ‫وي�س��عى جاه��داً خلدم��ة املجتم��ع بكل‬ ‫�صدق وتفان‪.‬‬ ‫وجن�س��د مقول��ة الرئي���س ال�ش��هيد‬ ‫�صالح ال�صماد حكومة لل�ش��عب ولي�س‬ ‫�ش��عب للحكوم��ة‪ ،‬ون��درك �أن اجلبه��ة‬ ‫الداخلي��ة ال تق��ل �أهمي��ة وال �ض��راوة‬ ‫ع��ن اجلبه��ة اخلارجي��ة‪ ،‬حي��ث ي�س��عى‬ ‫الع��دوان جاه��داً عل��ى �أن يوج��د ثغ��رة‬ ‫فيه��ا �س��واء �أكان��ت �أمني��ة �أو �إداري��ة‬ ‫لينف��ذ م��ن خالله��ا وي�س��تغلها يف‬ ‫عدوانه علينا‪.‬‬ ‫وله��ذا يجب �أن نكون عند م�س��توى‬ ‫امل�س�ؤولية ونتحرك بكل طاقتنا‪ ،‬وبكل‬ ‫�صدق‪ ،‬وتوكل على اهلل لإف�شال جميع‬ ‫م�ؤامرات الأعداء‪ ،‬كل من موقعه‪..‬‬ ‫وعلي��ه نهي��ب ب��كل مكون��ات وقي��ادة‬ ‫مكون��ات ال��وزارة لتمك�ين ف��روع‬ ‫الرقابة والتفتي���ش لديه��م من القيام‬ ‫ب�أعماله��م عل��ى �أكم��ل وج��ه ملحا�س��به‬ ‫املخالف�ين واملق�صري��ن‪ ،‬واتخ��اذ‬ ‫الإج��راءات الالزمة حي��ال املخالفني‪،‬‬ ‫حي��ث تط��رق قائ��د الث��ورة (يحفظ��ه‬ ‫اهلل) يف �أك�ثر م��ن خط��اب �إىل �أهمي��ه‬ ‫تفعي��ل دور الرقاب��ة والتفتي���ش يف‬ ‫جميع �أجهزة الدولة‪.‬‬ ‫ويف الأخري‪ :‬نحن يف الإدارة العامة‬ ‫للرقاب��ة والتفتي���ش ل��ن ن�أل��وا جه��داً‬ ‫يف حما�س��بة املخالف�ين واملق�صري��ن‬ ‫يف جمي��ع املنا�ص��ب وامل�س��تويات‪ ،‬دون‬ ‫ا�س��تثناء واتخاذ الإج��راءات القانونية‬ ‫الالزمة والرادعة حيال املخالفني‪.‬‬ ‫ن�س ��أل م��ن اهلل التوفي��ق وال�س��داد‬ ‫للجمي��ع يف مهامه��م خدم��ة لأم��ن‬ ‫املواطن والوطن‪.‬‬ ‫مدير عام الرقابة والتفتي�ش‬ ‫بوزارة الداخلية‬


‫كتابات‬

‫العدد ‪١١٤٤‬‬

‫األحد ‪ ١٨‬شوال ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ ٣٠‬مايو ‪2021‬م‬

‫احلدي��ث ع��ن �ش��خ�صية عظيم��ة مث��ل �ش��خ�صية ال�ش��هيد املجاه��د الل��واء ط��ه ح�س��ن امل��داين‬ ‫حدي��ث ذو �ش��جون للغاي��ة ال ميك��ن للأق�لام اختزاله��ا يف مق��ال‪ ,‬طامل��ا مل تت�س��عه بط��ون الكت��ب‬ ‫الت��ي قدم��ت �ص��ورة م�ش��رفة له��ذا القائ��د اال�س��تثنائي ال��ذي ول��د ليك��ون قائ��داً واملجاه��د ال�ص��ادق‬ ‫ال��ذي دوخ باملخاب��رات الأمريكي��ة وعمالئه��ا يف الداخ��ل‪.‬‬ ‫عر�ض‪ /‬حم�سن علي اجلمال‬

‫كان كثري املعونــــة‬ ‫قليل امل�ؤنة‬ ‫هكذا و�صفه ال�سيد القائد‬ ‫ميادين المداني‬

‫(كان كث�ير امل�ؤون��ة قلي��ل امل�ؤن��ة) هك��ذا و�ص��ف ال�س��يد القائ��د‬ ‫املل��ك ب��در الدي��ن ال�ش��هيد «�أب��ي ح�س��ن امل��داين» ويف التا�س��عة‬ ‫والع�ش��رين يف عم��ر قم��ر املجاهدي��ن ويف مرحل��ة م��ا قب��ل احلرب‬ ‫اخلام�س��ة اجت��ه ال�ش��هيد �ص��وب ميادي��ن التدري��ب والت�أهي��ل‬ ‫و�أم�س��ك به��ا بع��د �أن بات��ت كل الق��وة الب�ش��رية والإمكان��ات‬ ‫الع�س��كرية يف عه��دة �أب��ي احل�س��ن امل��داين بتوجيه��ات مبا�ش��رة‬ ‫م��ن ال�س��يد القائ��د جلمي��ع القي��ادات امليداني��ة لأن�ص��ار اهلل حت��ى‬ ‫تقل��د بذل��ك القائ��د الع�س��كري العام لأن�صار اهلل‪ ,‬وكان من �أوائل‬ ‫املجاهدي��ن الذي��ن �أوج��دوا منهج �اً ع�س��كرياً منظم �اً‪ ,‬وتخ��رج‬ ‫عل��ى يدي��ه العدي��د م��ن الدف��ع و�أجن��ز م��ا مل يك��ن يتوقع��ه �أح��د‪,‬‬ ‫ويف مرحل��ة الت�أهي��ل كان ال�ش��هيد �ش��ديد احلر���ص عل��ى تذك�ير‬ ‫املجاهدي��ن وربطه��م مب�ص��در العبقري��ة والإله��ام وم��ن �أبل��غ‬ ‫عبارات��ه» مع اال�س��تعانة باهلل والت��وكل عليه‪ ,‬البارئ يهيئ وي�ؤيد‬ ‫ويوفق��ك لتخت��ار الأ�س��لوب الناج��ح وكل �ش��يء‪ ,‬لأنن��ا يف م�س�يرة‬ ‫جهادي��ة قر�آنية‪.‬‬ ‫بداية المشوار األمني‬

‫م��ا بع��د احل��رب اخلام�س��ة وقبي��ل ب��دء ال�ساد�س��ة تهي ��أ الأهايل‬ ‫لإحي��اء ذك��رى املول��د النبوي‪1430‬ه �ـ حي��ث مثل��ت الفعالي��ة‬ ‫املرتقب��ة للمظلوم�ين �صرخ��ة وج��ود يف وج��ه ح��رب الإجتث��اث‪,‬‬ ‫و�أوكل��ت مهم��ة �إدارته��ا لأبي ح�س��ن املداين ومثل��ت حتدياً جديداً‬ ‫لتجرب��ة القائد ال�ش��اب‪.‬‬ ‫النج��اح التنظيم��ي والأمن��ي للفعالية مبايف ذلك ت�أمني طريق‬ ‫القادم�ين‪ ,‬وترتيب��ات ا�س��تقبالهم وتنظي��م �أماك��ن جتمعاته��م‬ ‫وت�س��هيل حتركاته��م ومغادرته��م كت��ب ل��ه النج��اح بامتي��از وقبل��ه‬ ‫احل�ض��ور ال�ش��عبي الالف��ت مث��ل تغرياً الفت �اً �أذهل اجلميع‪.‬‬ ‫حرصه الشديد على أن تكون توجيهات القرآن الكريم‬

‫ق��د ت�س��عى وت�س��عى لك��ن م��ا تو�ص��ل للأمني��ة الت��ي‬ ‫تريده��ا‪ ..‬قال‪ :‬اهلل يكفيك �ش��رها‪.‬‬ ‫سباق الخطط تظهر براعتها‬ ‫في الحرب السادسة‬

‫ويف هذا املجال بعد �أيام من اندالع احلرب‬ ‫ال�ساد�س��ة ب��د�أ �س��باق اخلط��ط الع�س��كرية مب��ا‬ ‫فيه��ا احل��رب النف�س��ية ب�ين جماه��دي �أن�ص��ار‬ ‫اهلل وعنا�ص��ر اجل�نرال العج��وز عل��ي حم�س��ن‬ ‫الأحم��ر‪ ،‬وكلم��ا و�ض��ع الأخري خط��ة وما كان‬ ‫يعتق��د تنفي��ذه ب�ش��كل �س��ري كان امل��داين‬ ‫ي�ضع��ه يف ح�س��اباته الع�س��كرية امليداني��ة‬ ‫وي�س��تبق الع��دو بخط��وات‪ ,‬يفه��م الع��دو‬ ‫ونق��اط ال�ضع��ف في��ه ونواي��اه وخمططات��ه‬ ‫ب�ش��كل كام��ل‪ ,‬وم��ن �ضم��ن قواع��ده الع�س��كرية‬ ‫اال�س�تراتيجية الت��ي �ألقاه��ا يف حما�ض��رة خا�ص��ة‬ ‫ق��ال مو�صي �اً» يف العم��ل الع�س��كري يج��ب البن��اء‬ ‫عل��ى امت�لاك �أوراق �ضغ��ط �ض��د الع��دو‪ ,‬ويج��ب‬ ‫�أال ت�س��تخدم كل ه��ذه الأوراق م��رة واح��دة‪,‬‬ ‫توق��ع �أن ت�أت��ي �أوق��ات ي�ضغ��ط فيه��ا الع��دو‬ ‫ب�ش��كل كب�ير وق��وي‪ ,‬فاجع��ل لنف�س��ك ورق��ة‬ ‫م��ن �أوراق ال�ضغ��ط ونفذه��ا ب�س��رعة يف وج��ه‬ ‫الع��دو وخطط��ه‪� ,‬أو تك��ون ورق��ة �س��بق ملواجهة‬ ‫الع��دو»‪ .‬ولع��ل م��ن �أبرزه��ا تكتي��كات امل��داين‬ ‫(�صناع��ة الغفل��ة) كنظري��ة قر�آني��ة ا�س��تلهمها‬ ‫م��ن قول��ه تع��اىل (ود الذين كفروا ل��و تغفلون‬ ‫ع��ن �أ�س��لحتكم و�أمتعتك��م فيميل��ون عليكم ميلة‬ ‫واحدة)‪.‬‬

‫استراتيجية عملية للمقاتلين‬

‫من صفاته‬

‫مراح��ل �ش��تى من املواجهات يف جتربت��ه القتالية على الأر�ض‪،‬‬ ‫وت�أك��د يف املي��دان ب��روز جترب��ة ع�س��كرية ف��ذة يف تكتيكه��ا �أب��و‬ ‫ح�س��ن‪ ,‬يرج��ح ذل��ك حر�ص��ه ال�ش��ديد عل��ى �أن تك��ون توجيه��ات‬ ‫الق��ر�آن الك��رمي ا�س�تراتيجية عملي��ة للمقاتل�ين يف املي��دان وه��ي‬ ‫�أه��م الأ�س��باب الت��ي كان يح�ص��ل م��ن خالله��ا عل��ى ت�أيي��د �إله��ي‬ ‫وا�س��ع يرتج��م ه��ذا االن�ش��داد الروح��ي والوج��داين هلل �س��بحانه‬ ‫يف حما�ض��رة ع�س��كرية ل��ه �أي�ض �اً حيث يقول للمجاهدين «النا���س‬ ‫يطلب��وا م��ن اهلل الهداي��ة يف عمله��م‪ ,‬واال�س��تعانة ب��اهلل‪ ,‬والت��وكل‬ ‫عل��ى اهلل تالح��ظ تدخ�لات �إلهي��ة كبرية‪,‬مينح��ك اهلل ب�ص�يرة‬ ‫ون��ور يف عمل��ك‪ ,‬ير�ش��دك لل�ش��يء املنا�س��ب‪ ,‬والعم��ل املنا�س��ب‪,‬‬ ‫والبداي��ة املنا�س��بة‪ ,‬والوق��ت املنا�س��ب‪ ,‬هك��ذا تكون الأم��ور مبنية‪,‬‬ ‫وم��ا نح��ن �إال �س��بب يف الأخ�ير‪ ,‬لكن م��ن ال�ضروري نب��ذل �أٌق�صى‬ ‫جهدن��ا‪� ,‬ض��روري‪ ,‬اهتم��ام وج��د و�س��عي‪ ,‬وعل��ى ق��در اهتمام��ك‬ ‫وج��دك اهلل مينح��ك ن�ص��ر �أك�بر وت�أيي��د �أك�بر و�أك�ثر‪ ,‬ق�ضي��ة‬ ‫ال�س��عي ذكره��ا �س��يدي عبداملل��ك‪ ,‬كلمن��ا يف �صح��وة قبل ال�ساد�س��ة‬ ‫عن��د حديث��ه ع��ن قول��ه تع��اىل (و�أن لي���س للإن�س��ان �إال م��ا �س��عى‬ ‫و�أن �س��عيه �س��وف يرى) قال‪ :‬على قدر �سعيك واهتمامك‪� ,‬سرتاه‬ ‫يف الواق��ع �أوال يف الدني��ا قب��ل الآخرة‪ ,‬يف الواقع على �ش��كل ت�أييد‬ ‫م��ن اهلل‪ ,‬عل��ى �ش��كل انت�ص��ارات‪ ,‬عل��ى �ش��كل فتوح��ات‪ ,,‬و�أحيان��ا‬

‫ج�س��د ال�ش��هيد �أب��و ح�س��ن امل��داين يف حيات��ه‬ ‫اجلهادي��ة النم��وذج الأكم��ل والأ�صف��ى والأنق��ى‬ ‫والأرق��ى للم�ش��روع الق��ر�آين ومل��ا ت�صنع��ه الثقاف��ة‬ ‫القر�آنية ب�شكل عام‪ ,‬فهو كان ذلك امل�ؤمن الذليل‬ ‫مع امل�ؤمنني �ش��ديد الب�أ���س على املنافقني‪ ,‬ورغم‬ ‫ح�ض��وره الطاغ��ي مل ت�ؤث��ر علي��ه العوام��ل يف‬ ‫�صفات��ه النبيل��ة ومل يغريه��ا موقع��ه‪ ,‬لق��د‬ ‫وظ��ف نف�س��ه يف خدم��ة �س��بيل اهلل ون��ذر لها‬ ‫حيات��ه وخلدم��ة امل�س��ت�ضعفني‪ ,‬ل��ذا ف��كان‬ ‫ذو �ش��خ�صية متوا�ضعة جداً ودود ب�شو���ش‬ ‫م��ع اجلمي��ع‪ ,‬يف �أحل��ك الظ��روف جت��ده‬ ‫للمجاهدي��ن الرفي��ق احل��اين‪ ,‬ولأوالد‬ ‫ال�ش��هداء الأب املرب��ي‪ ,‬جت��د الب�س��مة‬ ‫ال تف��ارق حمي��اه‪ ,‬كان قريب �اً م��ن‬ ‫املجتم��ع‪ ,‬كان م ��أوى لل�ضعفاء ممن‬ ‫كان لديه��م مظ��امل‪ ,‬كان يوليه��م‬ ‫اهتمام �اً ب�ش��كل كب�ير‪ ,‬م��ع املحيط‬ ‫املجتمع��ي حت��ى يف �أق�س��ى مراح��ل‬ ‫ال�ش��دة واملعان��اة خالل املواجهات‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫العدد ‪١١٤٤‬‬

‫األحد ‪ ١٨‬شوال ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ ٣٠‬مايو ‪2021‬م‬

‫احتالل واختالل‬

‫ال�سجون ال�سرية ‪..‬‬

‫ملف االحتالل الأ�سود باملحافظات اجلنوبية‬ ‫ت�ش��كل ال�س��جون ال�س��رية باملحافظ��ات اجلنوبي��ة املحتل��ة �أح��د �أب��رز‬ ‫امللف��ات ال�س��وداء املغلق��ة و�أه��م �أدوات القم��ع والرتهي��ب ال��ذي متار�س��ه‬ ‫دول االحت�لال ال�س��عودي الإمارات��ي �ض��د املناه�ض�ين ملمار�س��اتها‬ ‫الإجرامي��ة و�سيا�س��اتها التدمريي��ة‪.‬‬

‫ورغ��م الإدان��ات املحلي��ة والدولي��ة جلرائ��م التعذي��ب‬ ‫اجل�س��دي والنف�س��ي الت��ي تعر���ض له��ا املئ��ات م��ن املعتقل�ين‬ ‫واملخفي�ين ق�س��رياً يف ال�س��جون ال�س��رية ل��دول االحت�لال‬ ‫خالل ال�س��نوات املا�ضية‪ ،‬ات�س��ع نطاق ال�سجون ال�سرية على‬ ‫امت��داد املحافظ��ات املحتلة من ال�س��احل الغربي حتى املهرة‬ ‫و�أرخبيل جزيرة �س��قطرى‪ ،‬لتعك���س وح�ش��ية دول االحتالل‬ ‫ال�س��عودي الإمارات��ي وتك�ش��ف �سيا�س��ة �إخ�ض��اع املجتم��ع‬ ‫وتطويعه ل�سلطات االحتالل بالبط�ش والتنكيل‪.‬‬ ‫وك�ش��ف تقري��ر �صادر ع��ن املركز الإعالم��ي للمحافظات‬ ‫اجلنوبي��ة‪ ،‬ع��ن اجلرائ��م واالنته��اكات الت��ي متار�س��ها دول‬ ‫االحت�لال وملي�ش��ياتها بح��ق �أبن��اء املحافظ��ات اجلنوبي��ة‬ ‫املحتلة خالل ال�سنوات املا�ضية‪.‬‬ ‫و�أو�ض��ح �أن��ه وفق �اً لر�ص��د وتتب��ع جرائ��م االحت�لال يف‬ ‫ال�س��جون ال�س��رية باملحافظ��ات اجلنوبية‪ ،‬تب�ين ارتفاع عدد‬ ‫ال�س��جون ال�س��رية التي يج ّرمها القانون الدويل الإن�س��اين‬ ‫من ‪� 26‬س��جناً �س��رياً �أواخر العام ‪� ،2019‬إىل ‪� 42‬سجناً‬ ‫بنهاي��ة ال�ش��هر املا�ض��ي‪ ،‬ق��درت م�ص��ادر حقوقي��ة يف تل��ك‬ ‫املحافظ��ات �أن ع��دد املعتقل�ين فيها �أكرث م��ن �ألفني و‪500‬‬ ‫معتقل‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغ��م م��ن انك�ش��اف العدي��د م��ن اجلرائ��م الت��ي‬ ‫ارتكبت يف ال�س��جون ال�س��رية التابعة للإمارات وميل�ش��ياتها‬ ‫يف املحافظ��ات اجلنوبي��ة خ�لال الف�ترة ‪2016‬ـ ‪،2019‬‬ ‫م�ض��ى املحت��ل ال�س��عودي عل��ى ذات النه��ج يف �إن�ش��اء العدي��د‬ ‫م��ن ال�س��جون ال�س��رية ومنح��ت الريا���ض امللي�ش��يات التابعة‬ ‫لها من حزب الإ�صالح يف �ش��بوة ووادي ح�ضرموت وتنظيم‬ ‫القاع��دة يف �أب�ين‪ ،‬ال�ض��وء الأخ�ض��ر يف �إن�ش��اء املزي��د م��ن‬ ‫ال�سجون‪.‬‬ ‫ووفق �اً للتقري��ر‪ ،‬مل يت��م �إغ�لاق �أي �س��جن �س��ري تاب��ع‬ ‫للإم��ارات خ�لال العام�ين املا�ضي�ين رغ��م �إع�لان �أبوظب��ي‬ ‫االن�س��حاب م��ن اليمن وت�س��ليم قي��ادة االحتالل لل�س��عودية‬ ‫مطل��ع �أكتوب��ر ‪2019‬م‪ ،‬ي�ض��اف �إىل ذل��ك حتوي��ل كاف��ة‬ ‫ال�س��جون ومراك��ز االعتق��االت الت��ي كان��ت تابع��ة ل��وزارة‬ ‫الداخلي��ة قب��ل االحت�لال �إىل �س��جون تابع��ة للملي�ش��يات‬ ‫امل�سلحة التابعة لدول االحتالل‪.‬‬ ‫وذك��ر التقري��ر �أن امللي�ش��يات التابع��ة لق��وى االحت�لال‪،‬‬ ‫ا�ستحدثت مراكز اعتقال غري قانونية يف مقرات املع�سكرات‬ ‫التابعة مللي�شيات االحتالل يف خمتلف املحافظات اجلنوبية‪.‬‬ ‫وح�س��ب معلوم��ات ح�ص��ل عليه��ا املرك��ز الإعالم��ي‬ ‫للمحافظ��ات اجلنوبي��ة‪ ،‬م��ا ت��زال حمافظ��ة ع��دن مق��راً‬ ‫رئي�س��ياً لل�س��جون ال�س��رية الإماراتي��ة الت��ي ت��دار بغط��اء‬ ‫م��ن قب��ل ق��وات االحت�لال ال�س��عودي الت��ي ت�س � ّلمت مه��ام‬ ‫قي��ادة مق��ر االحت�لال م��ن املحت��ل الإماراتي مطل��ع �أكتوبر‬ ‫‪2019‬م‪.‬‬

‫ولف��ت التقري��ر �إىل �أن ال�س��جون ال�س��رية تتواج��د‬ ‫مبنطق��ة بئ��ر �أحم��د غ��رب ع��دن‪ ،‬ثالث��ة �س��جون �إحداه��ا‬ ‫�س��جن جماع��ي والث��اين �س��جن انف��رادي مت �إن�ش��ائه‪،‬‬ ‫والثال��ث �س��جن �س��ري خم�ص���ص للمخف�ين ق�س��رياً‪،‬‬ ‫ي�ض��اف �إىل امت�لاك ق��وات الدع��م والإ�س��ناد واحل��زام‬ ‫الأمن��ي ومع�س��كر الق��وات اخلا�ص��ة باملدين��ة �س��جون‬ ‫انفرادي��ة وجماعي��ة وحتوي��ل �س��جن املخاب��رات والأم��ن‬ ‫ال�سيا�س��ي والقوم��ي مبدين��ة ع��دن �إىل �س��جون �س��رية‬ ‫تابع��ة مللي�ش��يات املجل���س االنتق��ايل اجلنوب��ي التاب��ع‬ ‫للإم��ارات با�س��تثناء ال�س��جن املرك��زي يف ع��دن ال��ذي م��ا‬ ‫ي��زال يخ�ض��ع للنياب��ة العام��ة مبدينة عدن‪.‬‬ ‫و�أك��د التقري��ر �أن ال�س��جون ال�س��الفة الذك��ر ال تخ�ض��ع‬ ‫للنياب��ة العام��ة وال حلكوم��ة الف��ار ه��ادي‪ ،‬وترف���ض عر�ض‬ ‫املعتقل�ين عل��ى املحكم��ة اجلزائي��ة املتخ�ص�ص��ة �أو املحاك��م‬ ‫�اط م��ع �أي �أوام��ر �أو توجيه��ات‬ ‫الأخ��رى باملدين��ة ومل تتع� ِ‬ ‫�صادرة من حكومة الفار هادي‪.‬‬ ‫و�أ�ش��ار التقري��ر �إىل من��ع اللجن��ة الدولي��ة لل�صلي��ب‬ ‫الأحم��ر ال��دويل واملنظم��ات املعنية بحماية حقوق الإن�س��ان‬ ‫من زيارتها وتتعامل معها ك�س��جون مغلقة تابعة للإمارات‬ ‫وامللي�شيات التابعة لها مبدينة عدن‪.‬‬ ‫وحتت�ض��ن معتق�لات الإم��ارات ال�س��رية املتواج��دة يف‬ ‫ع��دن �أك�ثر م��ن ‪ 800‬معتقل‪ ،‬منهم �أك�ثر من ‪ 87‬خمفياً‬ ‫ق�سرياً‪.‬‬ ‫وب�ين تقري��ر املرك��ز الإعالم��ي للمحافظ��ات اجلنوبي��ة‪،‬‬ ‫�أن��ه وفق �اً مل�ص��ادر حقوقي��ة‪ ،‬ف�إن مل��ف ال�س��جون واملعتقالت‬ ‫التابع��ة ب�ش��كل مبا�ش��ر وغ�ير مبا�ش��ر للإم��ارات مبدين��ة‬ ‫املخ��ا واخلوخ��ة يف ال�س��احل الغرب��ي ومنطق��ة بئ��ر �أحم��د‬ ‫غرب��ي مدين��ة ع��دن ومين��اء بلح��اف الواق��ع يف مديري��ة‬ ‫ر�ض��وم حمافظ��ة �ش��بوة ومعتق�لات مط��ار الري��ان ال��دويل‬ ‫ومين��اء ال�ضب��ة النفط��ي يف امل��كال‪ ،‬ت��دار �ش��خ�صياً م��ن قب��ل‬ ‫املرتزق عمار عفا���ش املكلف من الداخلية الإماراتية مطلع‬ ‫‪2017‬م ب ��إدارة مل��ف ال�س��جون واملعتق�لات يف املحافظ��ات‬ ‫اجلنوبية‪.‬‬ ‫كم��ا �أن املرت��زق عم��ار عفا���ش‪ ،‬يع��د امل�س��ئول الأول ع��ن‬ ‫جرائم التعذيب واالنتهاكات يف معتقالت ال�س��احل الغربي‬ ‫ومنطق��ة بئ��ر �أحم��د يف ع��دن‪ ،‬فيم��ا يدي��ر �ضاب��ط �إمارات��ي‬ ‫ي ّدع��ى �أب��و �س��يف وع�ش��رات م��ن اجلن��ود الإماراتي�ين مهمة‬

‫التعذي��ب يف ال�س��جون ال�س��رية مبين��اء بلح��اف‪ ،‬يف ح�ين مت‬ ‫�إي��كال مهم��ة التعذي��ب بال�س��جون ال�س��رية مبط��ار الري��ان‬ ‫ومين��اء ال�ضب��ة النفطي جلن��ود �إماراتيني و�ضب��اط تابعني‬ ‫ملا ت�سمى النخبة احل�ضرمية‪.‬‬ ‫ويف ظ��ل تع��دد والءات امللي�ش��يات التابعة لدول االحتالل‬ ‫وانق�س��امها‪ ،‬تع��ددت ال�س��جون ال�س��رية‪ ،‬و�س��اهم غي��اب دور‬ ‫منظم��ات املجتم��ع املدين املناه�ضة جلرائ��م االعتقال خارج‬ ‫القان��ون يف املحافظ��ات املحتل��ة‪ ،‬ب�إن�ش��اء �س��لطات االحت�لال‬ ‫ال�س��عودي يف حمافظ��ة امله��رة وامللي�ش��يات املتواج��دة يف‬ ‫ال�ساحل الغربي �سجون خارجة عن القانون م�ؤخراً‪.‬‬ ‫و�أف��اد التقري��ر �أن ملي�ش��يات املرت��زق طارق عفا���ش تدير‬ ‫�أربعة �س��جون �س��رية يف املخا ويختل واخلوخة و�أخطر تلك‬ ‫ال�س��جون التي ميار���س فيها �أ�ش��د �أنواع التعذيب اجل�س��دي‬ ‫والنف�س��ي �س��جن مع�س��كر �أب��و مو�س��ى الأ�ش��عري يف اخلوخة‬ ‫ال��ذي حولت��ه ملي�ش��يات عفا���ش �إىل معتق��ل كب�ير متع��دد‬ ‫ال�س��جون يوج��د ب��ه معتق��ل «ال�ضغاط��ة» املمي��ت ال��ذي يع��د‬ ‫�أحد املعتقالت ال�سرية لطارق عفا�ش‪.‬‬ ‫و�أ�ش��ار التقري��ر �إىل �أن ملي�ش��يات ط��ارق عفا���ش �أن�ش ��أت‬ ‫خ�لال الأي��ام املا�ضية بتمويل �إمارات��ي معتقالت جديدة يف‬ ‫جب��ل الن��ار ونقل��ت الع�ش��رات م��ن املعتقلني من �س��جونها يف‬ ‫مع�سكر �أبو مو�سى �إىل ال�سجن اجلديد‪.‬‬ ‫كم��ا متتل��ك ملي�ش��يات العمالقة اجلنوبية �س��جون تابعة‬ ‫له��ا‪ ،‬وثب��ت تورطها بارتكاب جرائ��م تعذيب بحق مواطنني‬ ‫مت اعتقالهم دون م�سوغات قانونية خالل الأ�شهر املا�ضية‪،‬‬ ‫وت�س��تحوذ م��ا ت�س��مى باملقاوم��ة التهامي��ة عل��ى �س��جن‬ ‫الكهرباء‪ ،‬ي�ضاف �إىل وجود �س��جن اال�س��تخبارات الع�سكرية‬ ‫و�سجن ال�شرطة الع�سكرية التابعان للمرتزق طارق عفا�ش‪.‬‬ ‫وح�س��ب التقري��ر‪ ،‬مت ر�ص��د العديد م��ن ال�ضحايا خالل‬ ‫الفرتة املا�ضية بتلك ال�س��جون غري القانونية التي ميار���س‬ ‫فيه��ا �أ�ش��د �أن��واع التعذي��ب و�صل حت��ى املوت بح��ق معتقلني‬ ‫من �أبناء تهامة واملحافظات الأخرى‪.‬‬ ‫ووفق �اً مل�ص��ادر حقوقي��ة‪ ،‬ق�ض��ى الع�ش��رات م��ن املعتقل�ين‬ ‫يف ال�س��جون التابع��ة مللي�ش��يات ط��ارق عفا���ش �إث��ر التعذي��ب‬ ‫والكث�ير منه��م مت التخل���ص من جثثه��م ودفنهم يف مناطق‬ ‫خالية من ال�سكان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويف حمافظ��ة �أب�ين الت��ي ت�ش��هد �صراع �ا ع�س��كريا ب�ين‬ ‫ملي�ش��يات موالي��ة للإمارات و�أخ��رى تابعة حلزب الإ�صالح‬

‫بلغ عدد ال�سجون ال�سرية ‪� 42‬سجن ًا نهاية ال�شهر‬ ‫املا�ضي واملعتقلني فيها �أكثـر من ‪ 2500‬معتقل‪.‬‬

‫وق��وات حم�س��وبة على الفار هادي‪� ،‬أك��د التقرير �أن موالني‬ ‫للإمارات �أن�ش ��أوا �س��جون ومعتقالت‪ ،‬كما متتلك ملي�ش��يات‬ ‫الإ�صالح عدداً من ال�سجون يف منطقة �شقرة‪.‬‬ ‫وذك��ر التقري��ر �أن تنظي��م القاع��دة ميتل��ك مع�س��كرات‬ ‫تدريبي��ة ونق��اط ع�س��كرية يف املنطق��ة الو�س��طى ومنطق��ة‬ ‫عك��د ويف مديريت��ي �أح��ور والو�ضي��ع‪ ،‬كم��ا ميتل��ك �س��جون‬ ‫ومعتقالت خا�صة فيها‪.‬‬ ‫ويف حمافظ��ة �ش��بوة ووادي ح�ضرم��وت‪ ،‬ا�س��تحدثت‬ ‫ملي�ش��يات م��ا ي�س��مى ح��زب الإ�ص�لاح‪� ،‬س��جون ومعتق�لات‬ ‫مبدينة عتق وخارجها وثبت قيام قيادة املنطقة الع�س��كرية‬ ‫الأوىل يف �سيئون مبمار�سة اعتقاالت بحق مدنيني‪.‬‬ ‫ويف حمافظ��ة امله��رة‪� ،‬أ�ش��ار التقري��ر �إىل �أن الق��وات‬ ‫ال�س��عودية املحتل��ة �أن�ش ��أت ع��دة �س��جون �س��رية مبط��ار‬ ‫الغيظ��ة وحتول��ت مق��رات تواج��د ق��وات االحت�لال‬ ‫ال�س��عودي �إىل مراك��ز احتج��از‪ ،‬ي�ض��اف �إىل ا�س��تحداث‬ ‫ملي�ش��يات تابع��ة للإم��ارات ب�أرخبي��ل �س��قطرى مراك��ز‬ ‫احتج��از و�س��جون غ�ير القانونية بها‪.‬‬ ‫وتتنوع �أ�شكال التعذيب الذي متار�سه قوات االحتالل يف‬ ‫ال�س��جون ال�س��رية التابعة للإمارات بني التعذيب بالع�صي‬ ‫الكهربائية والتعليق على جدار ال�س��جن و�س��كب املاء البارد‬ ‫عل��ى املعتقل�ين وتعريته��م وكت��م �أنفا�س��هم وال�ض��رب امل�برح‬ ‫واحلرمان من النوم ومنع املعتقل من زيارة الأهل‪.‬‬ ‫وعر���ض التقري��ر‪ ،‬م��ا متار�س��ه ق��وات االحت�لال م��ن‬ ‫�أعم��ال تعذي��ب بحق املعتقلني يف ال�س��جون ال�س��رية‪ ،‬خا�صة‬ ‫حرمانه��م م��ن الأكل وال�ش��رب لف�ترة ‪� 24‬س��اعة وال�س��ب‬ ‫والتجري��ح و�إيه��ام املعتقل�ين بقت��ل �آخري��ن‪ ،‬وممار�س��ة‬ ‫ملي�ش��يات االنتق��ايل وط��ارق عفا���ش لالبت��زاز بدف��ع مبال��غ‬ ‫مقاب��ل الإف��راج ع��ن معتقل�ين والت��زام املف��رج عنه��م بع��دم‬ ‫الك�شف ع ّما تعر�ضوا له من انتهاكات‪.‬‬ ‫باملقاب��ل متار���س ملي�ش��يات الإ�ص�لاح ابت��زاز �أه��ايل‬ ‫املعتقل�ين والإف��راج ع��ن البع���ض منه��م مقاب��ل امل��ال بع��د‬ ‫�أن تنت��زع منه��م اعرتاف��ات ق�س��رية حتت التعذي��ب وتلفق‬ ‫له��م ته��م كيدي��ة تدف��ع �أ�س��رة املعتق��ل �أم��وال �ضخم��ة‬ ‫مقابل الإفراج عنهم‪ ،‬يف حني ميار���س اجلانب الإماراتي‬ ‫يف �س��جن مين��اء بلح��اف �أب�ش��ع االنته��اكات بح��ق املعتقلني‬ ‫وا�س��تخدامه ال��كالب يف انت��زاع اعرتافات ق�س��رية و�إلقاء‬ ‫املعتقل�ين يف �س��جون انفرادية لأ�ش��هر‪.‬‬ ‫ورغ��م قي��ام تل��ك امللي�ش��يات التابعة لالحت�لال برتهيب‬ ‫النا�ش��طني يف املج��ال الإن�س��اين واعتق��ال ع��دد كب�ير منه��م‬ ‫خالل ال�سنوات املا�ضية‪ ،‬عمدت الأ�سبوع املا�ضي على فر�ض‬ ‫قي��ود عل��ى و�س��ائل الإع�لام العامل��ة مبدين��ة ع��دن وفر���ض‬ ‫رقاب��ة م�س��بقة عل��ى العم��ل الإعالم��ي وا�ش�ترطت ح�ص��ول‬ ‫و�سائل الإعالم يف املدينة على تراخي�ص مزاولة عمل‪.‬‬


‫من فلسطين‬

‫العدد ‪١١٤٤‬‬

‫األحد ‪ ١٨‬شوال ‪1442‬هـ ‪ -‬الموافق ‪ ٣٠‬مايو ‪2021‬م‬

‫من فل�سطني �إىل اليمن‪..‬‬

‫‪15‬‬

‫قوى العدوان ال�صهيو�أمريكي تتقا�سم الهزائم‬ ‫لقرابة قرن كامل والعدو ال�صهيوين ميار�س القتل‬ ‫اليومي ويقوم بت�شريد و�إبادة وتهجري جماعي لأبناء‬ ‫فل�سطني بدعم وتواطئ غربي كامل م�ستغ ً‬ ‫ال حالة‬ ‫اله�شا�شة وال�ضعف العربي وم�ستثمراً خيانة الأنظمة‬ ‫العربية وبيعها للق�ضية الفل�سطينية وتخليها عن‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني الذي ظل ل�سنوات طويلة يكابد‬ ‫�أمل اخلذالن وبغي امل�ستعمر املعتدي‪ ،‬ولكن هذا ال�شعب‬ ‫مل ي�ست�سلم بل وا�صل الت�صدي للكيان ال�صهيوين بكل‬ ‫الو�سائل حتى باحلجارة و�صو ًال لل�صواريخ والطائرات‬ ‫امل�سرية‪.‬‬ ‫ما ميز املرحلة �أن الكيان ال�صهيوين مل يعد لوحده‬ ‫يف ممار�سة االعتداءات و�شن احلروب على ال�شعوب‬ ‫العربية بل ا�صبح له �شركاء من داخل البيت العربي‬ ‫ميار�سون �أب�شع �صور التنكيل كما يفعله النظام‬ ‫ال�سعودي ومعه رديفه الإماراتي بحق ال�شعب اليمني‬ ‫من جرائم تفوق ما يفعله الكيان ال�صهيوين وكل ذلك‬ ‫خدمة للكيان ال�صهيوين وتنفيذا مل�ؤامراته‪.‬‬ ‫لقد جتلى ما هو �أبعد من ذلك عندما وجدنا‬ ‫الأدوات الأمريكية يف املنطقة تلتقي على م�سرح‬ ‫التعاون والتن�سيق مع الكيان ال�صهيوين وتعلن بكل‬ ‫وقاحة عن ت�أييدها للكيان الغا�صب وما يقوم به من‬ ‫عدوان ب�شكل م�ستمر بحق ال�شعب الفل�سطيني كون‬ ‫هذه الأنظمة اخلائنة ترى �أن بقائها مرهون بالتويل‬ ‫لليهود والن�صارى واالندماج معهم �سيا�سياً وثقافياً‬ ‫و�إعالمياً وعلى كل امل�ستويات بت�شجيع ودعم �أمريكي‬ ‫وكما �ساند ال�صهاينة ودعموا العدوان على اليمن رد‬ ‫النظام ال�سعودي والإماراتي اجلميل لإخوانهم اليهود‬ ‫و�ساندوهم يف عدوانهم الأخري على غزة ولكن كيف‬ ‫كانت النتيجة؟‬

‫رهانات خاسرة‬ ‫ي�شرتك العدو ال�صهيوين يف عدوانه امل�ستمر على‬ ‫�أبناء فل�سطني والنظام ال�سعودي ورديفه الإماراتي يف‬ ‫عدوانهما على ال�شعب اليمني يف �أنهما راهنا ب�شكل كبري‬ ‫على م�ساحة ال�ضعف وانعدام الإمكانات التي يعاين منها‬ ‫ال�شعبني اليمني والفل�سطيني فكان ذلك مغرياً للكيانات‬ ‫ال�صهيو�أمريكية يف �شن عدوان �شامل على ال�شعبني و�إن‬ ‫اختلفا يف التوقيت ف�إنهما مل يختلفا يف الأهداف ومع‬ ‫ذلك كانت املفاج�آت �أقوى من كل التوقعات التي ر�سمها‬ ‫�أولئك املعتدون املجرمون‪.‬‬ ‫فعلى ال�ساحة اليمنية �صمد ال�شعب اليمني �صموداً‬ ‫ال تقدر اللغة على التعبري عنه وتعجز الكلمات عن ر�سم‬ ‫�صورة من �صوره الأ�سطورية‪ ،‬لقد ثبت ال�شعب اليمني‬ ‫وما زال �ست �سنوات وخاللها لقن الغزاة واملعتدين ما‬ ‫مل يتوقعوه واذاقهم ذل الهزائم وجرعهم ك�ؤو�س العار‬ ‫واخليبة وعلى امل�ستوى الفل�سطيني كانت «�إ�سرائيل»‬ ‫بغرورها املعهود وبطم�أنينة ال �سابق لها معتقدة �أن‬ ‫�أعرا�س التطبيع امل�ستمرة مع بع�ض الأنظمة العربية‬ ‫�سيجعل من ال�سهل توجيه �صفعة قا�سية للمقاومة‬ ‫الفل�سطينية لكنها تفاج�أت ب�أن ال�صواريخ الفل�سطينية‬ ‫حولت �سماء امل�ستوطنات ال�صهيونية �إىل جحيم غري‬ ‫م�سبوق وغري متوقع انتهى بهزمية مل يذق مثلها‬ ‫الكيان الغا�صب منذ ت�أ�سي�سه‪.‬‬ ‫الشعب اليمني والقضية الفلسطينية‬ ‫ميكن القول �إن امل�شرتكات كثرية بني ال�شعبني‬ ‫اليمني والفل�سطيني ولكنهم يف هذه الفرتة بالذات‬ ‫يلتقيان ب�شكل رئي�سي يف املظلومية الواحدة فكالهما‬ ‫معتدى عليه من قوى اال�ستكبار وقوى النفاق واخليانة‬ ‫من داخل الأمة ولكون ال�شعب اليمني متيز منذ طر�أت‬ ‫الق�ضية الفل�سطينية بوقوفه التام معها وظل وفياً لها‬ ‫وهذا ما جعل الكيان ال�صهيوين يدرك جيداً �أن امل�سار‬

‫الذي ي�سلكه ال�شعب اليمني مع الق�ضية الفل�سطينية‬ ‫م�سار غري مقبول بالن�سبة له خا�صة مع بروز امل�شروع‬ ‫القر�آين فبد�أ يحيك امل�ؤامرات ويدفع باجتاه مواجهة‬ ‫اليقظة اليمنية التي بذرها امل�شروع القر�آين الذي‬ ‫�أطلقه ال�شهيد القائد والذي يعترب ال�شعار من �أهم‬ ‫و�أبرز ما �أغ�ضب الكيان و�أدواته‪ ..‬فكانت احلروب ال�ست‬ ‫على �صعدة وبع�ض املناطق وما تالها �إىل �أن �شنت قوى‬ ‫النفاق التي كانت تقف خلف النظام ال�سابق عدواناً‬ ‫مبا�شراً برعاية وتخطيط �أمريكي ودعم �صهيوين‬ ‫بريطاين فرن�سي‪.‬‬ ‫وكان قائد الثورة ال�سيد عبد امللك بدر الدين احلوثي‬ ‫قد �أ�شار �أكرث من مرة �إىل �أن من �أبرز دوافع العدوان‬ ‫على ال�شعب اليمني هو وقوفه مع الق�ضية الفل�سطينية‬ ‫ففي خطابه مبنا�سبة يوم القد�س العاملي ‪1436‬هـ ذكر‬ ‫�أن من �أهم �أ�سباب العدوان على اليمن هو تبني ال�شعب‬ ‫اليمني للق�ضية الفل�سطينية حيث قال‪( :‬اال�ستهداف‬ ‫ل�شعبنا اليمني العزيز‪ ،‬كان �أهم �أ�سبابه ما عُرف به �شعبنا‬ ‫اليمني العزيز من قيم‪ ،‬و�أخالق‪ ،‬ومبادئ‪ ،‬ومن تفاعل‬ ‫بار ٍز ومتمي ٍز يف �أو�ساط ال�شعوب العربية جتاه فل�سطني‪،‬‬ ‫وجتاه الق�ضية الفل�سطينية‪ ،‬وجتاه العداء لإ�سرائيل‪،‬‬ ‫حينما تنامى الوعي يف �أو�ساط �شعبنا اليمني‪ ،‬وحينما‬ ‫متيز م�ستوى التفاعل يف امل�سريات‪ ،‬واملظاهرات‪ ،‬حتى‬ ‫ونحن يف الذكرى ال�سنوية للعدوان على غزة ن�ستذكر‬ ‫كيف خرج ال�شعب اليمني �أثناء العدوان على غزة ب�شكلٍ‬ ‫ال مثيل له يف �أي بلد عربي �آخر‪ ،‬ب�شكلٍ متميز‪ ،‬ب�شكلٍ‬ ‫كبري‪ ،‬وبتفاعلٍ كبري‪ ،‬وفع ً‬ ‫ال �إن مئات الآالف من �أبناء‬ ‫�شعبنا اليمني َل َي ُتو ُقون‪ ،‬ويت�شوقون‪ ،‬ويتمنون �أنْ لو‬ ‫كان بالإمكان �أن يكونوا جنباً �إىل جنب مع املقاومة يف‬ ‫فل�سطني‪ ،‬ومع املقاومة يف لبنان يف مواجهة مبا�شرة مع‬ ‫العدو الإ�سرائيلي)‪.‬‬ ‫معركة (سيف القدس) نصر كبير وإنجاز نوعي‬

‫مل يكن العدوان ال�صهيوين على غزة هو الأول‬ ‫من نوعه فقد �سبقه عدوان مماثل يف عام (‪)2008‬‬ ‫وعدوان �آخر يف ‪2012‬م تاله عدوان ‪2014‬م لكن ما‬ ‫مييز العدوان الأخري �أن املقاومة الفل�سطينية حققت‬ ‫انت�صاراً كبرياً و�إجنازاً نوعياً وو�صف ال�سيد عبد امللك‬ ‫ب�أن املقاومة الفل�سطينية انت�صرت انت�صاراً كبرياً‬ ‫رغم الإ�سناد الكبري للعدو ال�صهيوين من قبل �أمريكا‬ ‫وبريطانيا وفرن�سا ودول عديدة مبا فيها دول و�أنظمة‬ ‫حم�سوبة على الدول العربية �أبرزها النظام الإماراتي‬ ‫وال�سعودي اللذان جاهرا بعدائهما لل�شعب الفل�سطيني‬ ‫وم�ساندتهما للكيان الغا�صب‪..‬‬ ‫لكن الرد ال�صاعق للمقاومة فاج�أ الكيان وك�شف‬ ‫ه�شا�شته واثبت الفل�سطينيون �أنهم قادرون على رد‬ ‫ال�صاع �صاعني وبرزت القوة ال�صاروخية ب�شكل فاعل‬ ‫يف الردع الفل�سطيني للعدو ال�صهيوين حتى �أن الكيان‬

‫دخل يف �شلل تام طوال الع�شرة �أيام من العدوان ما جعله‬ ‫يلج�أ كاملعتاد للتوا�صل بالو�سطاء املعروفني الذين يف كل‬ ‫جولة من عدوانه يلج�أ �إليهم عندما ي�ستوجع من الرد‬ ‫الفل�سطيني‪..‬‬ ‫يف ملحمة (�سيف القد�س) ك�شف الفل�سطينيون عن‬ ‫قدرات �صاروخية نوعية منها �صواريخ بعيدة املدى‬ ‫منها �صاروخ «القا�سم املطور» وهو �صاروخ نوعي �أدخلته‬ ‫�سرايا القد�س �إىل اخلدمة بالوحدات ال�صاروخية خالل‬ ‫معركة �سيف القد�س بتاريخ ‪ 14‬مايو ‪2021‬م‪ ،‬ويحمل‬ ‫هذا ال�صاروخ املطور ر�أ�س متفجر بوزن ‪ 400‬كيلو‬ ‫جرام ‪ TNT‬ومدى قاتل ‪ 200‬مرت‪ ،‬كما �أنه ي�ستخدم‬ ‫يف العديد من املهام الع�سكرية �أبرزها دك التح�شدات‬ ‫الع�سكرية واجلنود ال�صهاينة يف غالف غزة‪.‬‬ ‫�أما فيما يتعلق بالقيمة الع�سكرية ل�صاروخ «القا�سم»‬ ‫�أو�ضح �أن قيمته تتمثل قدرة ال�صاروخ على حمل ر�أ�س‬ ‫متفجر ‪ 400‬كيلو جرام من املتفجرات ومدى قاتل‬ ‫‪ 200‬مرت وحممول على قاعدة‪.‬‬ ‫املخت�ص واملتابع لل�ش�أن ال�صهيوين عامر خليل‬ ‫قال‪�«:‬أن �إعالم العدو كان مهتماً ب�شكل كبري مبا ي�صدر‬ ‫عن �سرايا القد�س من فيديوهات ور�سائل م�صورة‬ ‫تظهر فيها الر�شقات ال�صاروخية وقذائف الهاون‪،‬‬ ‫كما �أن االحتالل ال�صهيوين ركز ب�شكل خا�ص على‬ ‫�صاروخ القا�سم املطور ب�أيدي فل�سطينية ومدى ت�أثريه‬ ‫وانعكا�سه على املواجهة مع الكيان ال�صهيوين‪ ،‬وما‬ ‫يحمله من كمية كبرية من املتفجرات»‪.‬‬ ‫وي�ضيف خالل حديثه �أن االحتالل و�إعالم العدو‬ ‫حتدث عن ت�أثري هذا ال�صاروخ لو وقع على جتمعات‬ ‫ع�سكرية الأمر الذي جعلهم ي�أخذون احتياطات جديدة‬ ‫لتفادي ت�أثري �صاروخ «القا�سم»‪.‬‬ ‫ويتابع املخت�ص عامر خليل‪«:‬الأمر كان �صعباً على‬ ‫جنود االحتالل ب�سبب ا�ستخدام هذا ال�صاروخ بجانب‬ ‫قذائف الهاون التي �أثخنت يف جنود االحتالل فيما‬ ‫ي�سمى غالف غزة‪.‬‬ ‫فيما �أجمع املخت�صون واملحللون �أن تطوير هذه‬ ‫ال�صواريخ حملياً له من الت�أثري على جمريات املعركة‬ ‫واملعارك القادمة مع االحتالل‪ ،‬و�أن ما تقوم به املقاومة‬ ‫من �إدخال �صناعات ع�سكرية جديدة للخدمة خالل‬ ‫املواجهة ما هو �إال ت�أكيد على �أن قوة املقاومة ترتاكم‬ ‫و�أنها قادرة على �إبقاء جذوة ال�صراع م�شتعلة من‬ ‫االحتالل‪ ،‬وقادرة �أي�ضاً على الت�أثري على ال�صناعات‬ ‫الع�سكرية ال�صهيونية يف دول العامل والتي ف�شلت يف‬ ‫مواجهة �صواريخ املقاومة‪.‬‬ ‫انتصار غزة ليس منفص ًال عن االنتصارات في اليمن‬

‫ال ميكن �أن نغيب �أحداث اليمن عما حدث يف‬ ‫فل�سطني فمن نافل القول الت�أكيد على �أن االنت�صارات‬ ‫اال�سطورية التي �سطرها ال�شعب اليمني و�أبرزها‬

‫عملية (ن�صر من اهلل) وعملية (ف�أمكن منهم) وعملية‬ ‫(البنيان املر�صو�ص) �إ�ضافة �إىل عمليات توازن الردع‬ ‫التي ا�ستهدفت �صناعة النفط واالهداف الع�سكرية يف‬ ‫العمق ال�سعودي فتلك املالحم بدون �شك ا�ضافت زخماً‬ ‫معنوياً هائال لكل ال�شعوب العربية املقهورة واملظلومة‬ ‫وبالت�أكيد ف�إن ال�شعب الفل�سطيني مبقاومته يف طليعة‬ ‫امل�ستفيدين منها‪ ..‬كما عززت االنت�صارات يف ال�ساحة‬ ‫اليمنية‪ ،‬التي جاءت من و�ضع م�شابه ملا يعي�شه ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني الأمل لدى املقاومون الفل�سطينيون ب�أن‬ ‫ب�إمكانهم االنت�صار وهو ما كان لهم ذلك بف�ضل اهلل‪.‬‬ ‫اليمن لن يتخلى عن فلسطين‬

‫لطاملا كان لل�شعب اليمني ال�سبق يف ن�صرة الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية بل جعلها ق�ضيته الكربى‪ ..‬حيث �أكد‬ ‫ال�سيد القائد عبد امللك احلوثي يف خمتلف خطاباته ب�أن‬ ‫الق�ضية الفل�سطينية بالن�سبة لل�شعب اليمني �أولوية‬ ‫و�أنه ال ميكن التخلي عنها مهما كان حجم التحديات‬ ‫والتطورات واالعتداءات و�أن اليمن �سيكون حا�ضراً‬ ‫للم�شاركة ع�سكرياً �إىل جانب حمور املقاومة و�سيكون‬ ‫له الإ�سهام الفاعل‪ ،‬كما كان معروفاً �إطالق ال�سيد عبد‬ ‫امللك ملبادرته بدعوة النظام ال�سعودي لإطالق �سراح‬ ‫�أع�ضاء حما�س الذين اعتقلهم مقابل �إطالق �سراح‬ ‫طيارين �سعوديني و�ضباط �آخرين‪.‬‬ ‫وكان �آخر ما �أكده يف هذا امل�ضمار قبل �أيام يف خطابه‬ ‫مبنا�سبة افتتاح الدورات ال�صيفية حيث �أكد �أن اليمن‬ ‫�سيبقى وفياً لفل�سطني (نحن معنيون يف موا�صلة كل‬ ‫اجلهود‪ ،‬وكل امل�ساعي‪ ،‬الداعمة للمقاومة يف فل�سطني‪،‬‬ ‫واجلهود امل�ساندة لل�شعب الفل�سطيني‪ ،‬وال�سعي لأن‬ ‫نكون يف واقعنا العملي مب�ستوى الإ�سهام يف �أي م�ستوى‬ ‫كان‪ ،‬ونحن كنا على ر�صدٍ م�ستمر لطبيعة التطورات‬ ‫والأحداث‪ ،‬التخاذ �أي قرارات �إ�ضافية‪ ،‬تواكب م�ستوى‬ ‫التحديات‪ ،‬وطبيعة اخلطر‪ ،‬وم�ستوى الأحداث‪ ،‬ون�أمل‬ ‫من اهلل «�سبحانه وتعاىل» �أن يوفق �شعبنا لأن ي�ؤدي‬ ‫هذا الدور املميز والعظيم‪ ،‬الذي هو جدي ٌر به‪ ،‬بهويته‬ ‫الإميانية‪ ،‬ب�إبائه‪ ،‬بحريته‪ ،‬ب�شجاعته‪.‬‬ ‫وقد القت ت�صريحات ال�سيد عبدامللك واخلطوات‬ ‫العملية التي تالها من مظاهرات �شعبية وتربعات‬ ‫باملال للمقاومة الفل�سطينية �إ�ضافة �إىل د�أب اليمن‬ ‫على �إحياء يوم القد�س العاملي بانتظام وب�أكرب جتمع‬ ‫�شعبي ت�شهده املنطقة ارتياحاً وا�سعاً من قبل ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني وعرب قادة املقاومة �أنف�سهم بال�شكر‬ ‫واالمتنان لل�سيد عبد امللك ول�شعب اليمن الويف‪� ..‬إن‬ ‫الق�ضية الفل�سطينية تعترب املحك اال�سا�سي لكل عربي‬ ‫وحر يف هذا العامل وهي معيار حقيقي مل�ستوى حتمل‬ ‫امل�س�ؤولية وااللتزام الديني والإن�ساين جتاه الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية التي تعترب �أم الق�ضايا و�أكرب املظلوميات‬ ‫على وجه الأر�ض‪.‬‬


‫دعوا الش�عب يص�رخ في وجه األمريكيني‪ ،‬وس�ترون أمريكا‬

‫كي�ف س�تتطلف لكم‪ ،‬ل�و وقف اليم�ن ليص�رخ صرخة في‬ ‫أس�بوع واحد حلولت أمري�كا كل منطقها‪ ،‬ولعدلت كل‬

‫يكتبها‪/‬‬

‫منطقها وألعفت اليمن عن أن يكون فيها إرهـابيني‪.‬‬

‫�سند ال�صيادي‬

‫الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ‪ -‬رضوان الله عليه‪.‬‬

‫األخيرة‬

‫العدد ‪1144‬‬

‫�أعيادنا جبهاتنا‬

‫المقاطعة اإلقتصادية‬ ‫وعي وجهاد‬ ‫ُ‬

‫سيف القدس!‬ ‫ٌ‬ ‫وقفة في مقام‬

‫األحد ‪ 18‬شوال ‪1442‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 30‬مايو ‪2021‬م‬

‫ان�ت�ه��ت ج��ول � ٌة م��ن ج ��والت ال���ص��راع الفل�سطيني‬ ‫ال �� �ص �ه �ي��وين‪ ،‬غ�ي�ر �أن ت��داع �ي��اتِ ه ��ذه اجل��ول��ة مل‬ ‫تكن ك�سابقاتها ب��ذات القدر التي اختلفت موازين‬ ‫َومعطيات احلرب التي دارت خاللها‪َ ،‬وفيها انتف�ض‬ ‫الغ�ضب الفل�سطيني امل�تراك��م ممت�شقاً ه��ذه امل��رة‬ ‫ُ‬ ‫�سالحاً �أك�ثر �سطوة َوق��درة يف الت�أثري على العد ّو‪،‬‬ ‫ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن �أن احل �ج��ارة �أَ ْي�ـ���ض�اً ك��ان��ت ترعبه‬ ‫وحتدث اهتزازاً يف �صفيح وجوده اله�ش َواملتمايل يف‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الكيان زم� َ�ن هذه‬ ‫وعلى خ�لاف ال�سابقات‪� ،‬أوق��ف‬ ‫يح�صي‬ ‫اجل��ول��ة ع�ن��د ال�ن�ق�ط��ة ال �ت��ي مي�ك��ن ل��ه �أن‬ ‫َ‬ ‫نف�سه بعد مفاج�آت مل تكن يف‬ ‫خ�سائ َره َو�أن يلمل َم َ‬ ‫ا ُ‬ ‫حل���س�ب��ان‪ ،‬بعد �أن ع��ر َب � َد يف ال�ق��ول وال�ف�ع��ل َوه �دّد‬ ‫وت��و َّع��د ب���س��وء امل���ص�ير‪ ،‬وب �ع��د �أن ا��س�ت��أن����س ب� َ�ط��وقِ‬ ‫ُ‬ ‫يفر�ضه على ه��ذا ال�شعب َوي�ساندُه‬ ‫احل�صار ال��ذي‬ ‫حميط‬ ‫فيه قطي ُع اخلونة املتناثرين على جنبات‬ ‫ِ‬ ‫املعركة‪ ،‬دعماً َوتواط�ؤاً َو�صمتاً‪.‬‬ ‫�إنها الإرا َد ُة حني حت�ضر‪ ،‬تت�شقق حتت وقع هزاتها‬ ‫جدران العزلة واحل�صار‪ ،‬وبها تتعدد اخليارات َوتخلق‬ ‫ال �ب��دائ��ل َوت �ت �ه��اوى ال���س�ي��اج��ات والأ� �س�ل�اك َوي�صل‬ ‫ال�سالح كرهاً‪َ ،‬و�إرادَة الفل�سطينيني حا�ضرة عرب ُكـ ّل‬ ‫املراحل‪ ،‬مل يوهن عزمها �أَو يرتاخى ع�ضدها رغم‬ ‫وهن الأنظمة العربية َو�ضعفها َوتنكرها‪ ،‬فل�سطني‬ ‫التي �شاء اهلل �أن يكون لها �إخ��وة ك�إخوة يو�سف �إال‬ ‫من رحم‪ ،‬و�إال فهم بني متخاذلٍ جبان َوبني متواطئٍ‬ ‫تن�صل من عروبته و�إ�سالمه وباع نف�سه لل�شيطان‪.‬‬ ‫وم��ن �ضمري اخلميني َوروح ال �ث��ورة الإ�سالمية‬ ‫َوم� ��د امل� ��وج امل�ت���ص��اع��د مل �ح��ور امل �ق��اوم��ة‪ ،‬ج ��اء امل��دد‬ ‫�سالحاً َوم��ا ًال َوم�ساندة‪ ،‬متجاوزاً ب��إرادَة اهلل عوائ َق‬ ‫اجلغرافيا َوع�ي��و َن ال َع َ�س ِ�س َو�أ� �س��وار ال�ع��زل‪ ،‬ليثبت‬ ‫�أن ما �صنعوا كيد �ساحر‪ .‬وليحرج �أدعياء الفزعات‬ ‫ررات‪،‬‬ ‫َوث ��رث ��ارو ال�ق���ض�ي��ة َوم���س��وق��و ال ��ذرائ ��ع وامل �ب � ّ‬ ‫َوتف�شل ال��ره��ان��ات َوال�صفقات ب�صراخات القد�س‬ ‫َو�صواريخ غزة‪َ ،‬ومواقف تاريخية ت�سطرها �صنعاء‬ ‫َوبريوت َوبغداد َودم�شق وكل من �سار على دربهم من‬ ‫�أحرار الأُ َّمــة َوالعامل‪.‬‬ ‫ولي�صدق بهذه اجلولة �أوىل م�ضامني قول قادتنا‬ ‫الف�صل‪ ،‬ب�أن زمن الهزائم وىل بالتزامن مع حلول‬ ‫زم��ن ك�شف احلقائق‪ ،‬وب��ه تتمايز احلالة الرمادية‬ ‫�إىل �أبي�ض نا�صع َو�أ� �س��ود ح��ال��ك‪ ،‬وقبل ي��وم التقى‬ ‫اجلمعان تكون املواقف قد تر�سمت مب�سمياتها غري‬ ‫ٌ‬ ‫�صديق‪.‬‬ ‫املطاطة واملمجوجة‪� ..‬إ َّما عد ٌّو َو�إ َّما‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.