الحارس 1090

Page 1

‫ال�سيد عبدامللك احلوثي‪:‬‬

‫الشعب اليمني يبني قدراته العسكرية الصاروخية والدفاعية على نحو مذهل‬

‫األحد‬

‫�صفحة‬

‫‪16‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ال�سعر‬

‫مع الحارس ملحق خاص‬ ‫ملح‬

‫ق خاص‬

‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫اأ�شبو‬

‫عية ‪ -‬ت‬

‫العالقات)‬

‫‪ 15‬جما‬ ‫دي األول‬ ‫ال‬ ‫موافق ‪ 12‬فب ‪1438‬هـ‬ ‫راير‬ ‫‪2017‬م‬

‫أبو حس‬ ‫اأمنــــونذاملداني‪:‬‬ ‫ال�شهيــد‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫�أ�سبوعية ‪ -‬ت�صدر عن وزارة الداخلية اليمنية (الإدارة العامة للتوجيه املعنوي والعالقات)‬

‫�شدر عن‬

‫وزارة الدا‬

‫خلية الي‬

‫منية (الإ‬

‫دارة العامة‬

‫للتوجيه‬ ‫املعنوي و‬

‫األحد‬

‫ال‬

‫عدد ‪1090‬‬

‫ج ‪..‬‬

‫لص‬ ‫انعــي ا‬ ‫وحملة الم لتاريــخ‬ ‫شروع‬ ‫ب‬

‫قلم‪ /‬علي اأ‬

‫نباهــ‬ ‫ة واإقــد‬

‫حمد جاحز‬

‫ام‬

‫ط‬ ‫ه المدان‬ ‫لم أستطع تلي الذي‬ ‫خيصه‬ ‫ب‬

‫قلم‪ /‬علي امل‬

‫الداخلية تدشن حملة التوعية والضبط الشرطي‬

‫جهاد‬

‫حطوري‬

‫بركــا‬

‫بقلم‪ /‬م‬

‫الك املداين‬

‫ن ثــورة‬

‫بقلم‪ /‬اأ�‬

‫شامة‬ ‫املو�شكي‬

‫وا‬ ‫ستشهاد‬ ‫بقلم‪/‬‬

‫�شهــادا‬ ‫ت الرفــا‬ ‫زيد البعوة‬

‫ق‬

‫�ص ‪3‬‬

‫االفتتاحية‬

‫كانت مجرد فكرة‬

‫ً‬ ‫تنفيذ �سل�سلة حما�ضرات توعوية لرجال الأمن يف ‪ً 122‬‬ ‫�شرطيا‬ ‫موقعا‬

‫وفاة ‪ 7‬أشخاص في حادث سير على طريق مقبنة تعز‬ ‫لقي ‪� 7‬أ�شخا�ص م�صرعهم ‪-‬م��ن بينهم‬ ‫طفل يف التا�سعة من عمره‪ -‬يف ح��ادث �سري‬ ‫وقع على الطريق الرئي�سي مبديرية مقبنة‬ ‫التابعة ملحافظة تعز‪ ,‬فيما �أ�صيب ‪� 3‬آخرون‬ ‫يف احلادث‪.‬‬

‫وبح�سب �شرطة م��رور حمافظة تعز ف�إن‬ ‫�ضحايا احل ��ادث ك��ان��وا جميعهم ع�ل��ى منت‬ ‫�سيارة هايلوك�س غمارتني –بدون رقم‪ -‬وقد‬ ‫تعر�ضت ال�سيارة لالنقالب ب�سبب انفجار‬ ‫�إطارها الأمامي وال�سرعة الزائدة‪.‬‬

‫ضبط ‪ 170‬كيلو جرام حشيش بصعدة‬

‫��ض�ب�ط��ت الأج� �ه ��زة الأم�ن�ي��ة‬ ‫يف م ��دي ��ري ��ة ب� ��اق� ��م ال �ت��اب �ع��ة‬ ‫ملحافظة �صعده ع�صابة تهريب‬ ‫خمدرات وبحوزتها ‪ 170‬كيلو‬ ‫جرام ح�شي�ش خارجي‪.‬‬

‫وق ��ال ��ت الأج � �ه� ��زة الأم �ن �ي��ة‬ ‫يف ب��اق��م �أن ع �� �ص��اب��ة ت�ه��ري��ب‬ ‫امل � � �خ� � ��درات ت� �ت� �ك ��ون م� ��ن ‪13‬‬ ‫�شخ�صاً وجميعهم م��ن �أه��ايل‬ ‫مديرية كتاف‪.‬‬

‫وزارتا الداخلية وحقوق اإلنسان تناقشان أوضاع السجون‬ ‫ش��رط��ة محافظة‬ ‫ص����ن����ع����اء ت��ل��ق��ي‬ ‫القبض على قاتل‬ ‫رجل األعمال قاطن‬

‫أم��������ن ال���ب���ي���ض���اء‬ ‫ي����ض����ب����ط ‪ 2‬م���ن‬ ‫العناصر اإلرهابيـــة‬ ‫أخي المواطن‪:‬‬ ‫الش��رطة في خدمتك على‬ ‫م��دار الس��اعة عل��ى الرقم‬

‫في حفل تأبيني اليوم‪:‬‬

‫الداخلية تنعي استشهاد‬ ‫اللواء طه حسن المداني‬ ‫مستشار الوزير عضو‬ ‫اللجنــــة األمنيــة العليا‬

‫اللواء حممد بن عبداهلل القو�سي وزير الداخلية‬ ‫ك��ان وراء فكرة القيام بحملة للتوعية وال�ضبط‬ ‫ال�شرطي‪ ،‬ف��ال�ل��واء القو�سي ومنذ توليه من�صب‬ ‫وزي��ر الداخلية �أواخ��ر العام املا�ضي �أدرك بخربته‬ ‫وجتربته الأمنية الطويلة �إنه البد لوزارة الداخلية‬ ‫من تبني حملة توعوية ت�ستهدف منت�سبي الوزارة‬ ‫واملجتمع وت�سهم ب�صورة عملية وفاعلة يف �إع��ادة‬ ‫االن�ضباط �إىل ال�شارع العام‪..‬‬ ‫ف�م��ا ك��ان جم��رد ف �ك��رة‪ ،‬حت��ول �إىل ع�م��ل كبري‬ ‫امتد من العا�صمة �صنعاء �إىل خمتلف حمافظات‬ ‫اجلمهورية حتت عنوان "حملة التوعية وال�ضبط‬ ‫ال�شرطي" وب���ش�ع��ار ي�ع�ك����س ال �ت �ح��دي��ات ال��راه�ن��ة‬ ‫امل��و��ض��وع��ة �أم ��ام وزارة ال��داخ�ل�ي��ة "تر�سيخ ال��والء‬ ‫الوطني وتعزيز العمل امل�ؤ�س�سي يف جهاز ال�شرطة"‪.‬‬ ‫وزي��ر الداخلية ‪ -‬مهند�س ه��ذه الفكرة‪ -‬د�شن‬ ‫�أم����س ال�سبت ان�ط�لاق املرحلة الأوىل م��ن عملية‬ ‫ال�ت��وع�ي��ة وال �ن��ي ك��ان منت�سبو ال���ش��رط��ة حمطتها‬ ‫الأوىل‪ ،‬حيث �شهدت العا�صمة �صنعاء �أم�س وعدد‬ ‫من املحافظات انت�شار املحا�ضرين من قيادة وزارة‬ ‫الداخلية و�أكادميية ال�شرطة يف ع��د ٍد من املرافق‬ ‫الأم �ن �ي��ة وال���ش��رط�ي��ة ب �ه��دف تر�سيخ ق�ي��م ال��والء‬ ‫ال��وط �ن��ي‪ ،‬ذات ال���ص�ل��ة ب��امل�ه��ام الأم �ن �ي��ة ال�ي��وم�ي��ة‪،‬‬ ‫وت �ع��زي��ز ق �ي��م االن �� �ض �ب ��اط‪ ،‬وال �� �ض �ب��ط وال ��رب ��ط‬ ‫الع�سكري‪ ،‬ورف��ع درج��ة اليقظة واال�ستعداد لدى‬ ‫منت�سبي وزارة الداخلية‪ ،‬وتوعيتهم بالدور املناط‬ ‫بهم يف وحدة ومتا�سك اجلبهة الداخلية يف مواجهة‬ ‫ال �ع��دوان‪ ،‬وق��د اكت�سبت حملة التوعية وال�ضبط‬ ‫ال�شرطي التي انطلقت فعالياتها �أم�س بعداً وطنياً‬ ‫كونها جاءت متزامنة مع �إحياء الذكرى ال�سنوية‬ ‫لأ�سبوع ال�شهيد‪ ،‬لأن وزارة الداخلية هي تاريخ من‬ ‫ال�شهادة‪ ،‬فالت�ضحية وال�شهادة‪ ،‬وال�شهداء هي جز ًء‬ ‫من تفا�صيل و�صميم حياتها اليومية‪.‬‬

‫خالل الش��هر الماضي‬

‫أجهزة الشرطة تضبط ‪ 2737‬متهم ًا ومشتبه ًا به على ذمة قضايا جنائية‬ ‫�ضبطت �أج�ه��زة ال�شرطة ‪ 2737‬متهماً‬ ‫وم�شتبهاً به من �ضمن ‪ 61‬حدثاً و‪� 34‬أنثى‬ ‫على ذم��ة ج��رائ��م وق�ضايا جنائية خمتلفة‬ ‫وق �ع��ت يف ع��دد م��ن حم��اف�ظ��ات اجل�م�ه��وري��ة‬ ‫خ�ل�ال �شهر ي�ن��اي��ر امل��ا��ض��ي جن��م عنها وف��اة‬ ‫‪� 142‬شخ�صاً و�إ�صابة ‪� 381‬آخرين ب�إ�صابات‬ ‫خم �ت �ل �ف��ة‪ ..‬ووف� �ق� �اً ل �ت �ق��اري��ر ال �� �ش��رط��ة ف ��إن‬

‫‪ 1685‬من امل�ضبوطني متهمون بجرائم‬ ‫ج�ن��ائ�ي��ة ج���س�ي�م��ة‪ ،‬ف�ي�م��ا ب�ل��غ ع ��دد املتهمني‬ ‫بجرائم جنائية غري ج�سيمة ‪ 1052‬متهماً‪.‬‬ ‫وكانت �أج�ه��زة ال�شرطة قد �أح��ال��ت خالل‬ ‫�شهر يناير املا�ضي ‪ 267‬ق�ضية خمتلفة �إىل‬ ‫النيابة العامة ال�ستكمال �إج��راءات التحقيق‬ ‫فيها‪.‬‬


‫‪02‬‬

‫األحد‬

‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫متابعات‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫حتت �شعار "تر�سيخ الوالء الوطني وتعزيز العمل امل�ؤ�س�سي يف جهاز ال�شرطة"‬

‫وزارة الداخلية تدشن المرحلة األولى لحملة التوعية والضبط الشرطي‬ ‫د��ش�ن��ت وزارة ال��داخ�ل�ي��ة �أم ����س امل��رح�ل��ة الأوىل حلملة‬ ‫التوعية وال�ضبط ال�شرطي ملنت�سبي وزارة الداخلية حتت‬ ‫�شعار " تر�سيخ ال��والء الوطني وتعزيز العمل امل�ؤ�س�سي يف‬ ‫جهاز ال�شرطة"‪.‬‬ ‫ويف حفل التد�شني �أو�ضح وزي��ر الداخلية اللواء الركن‬ ‫حممد بن عبداهلل القو�سي �أن هذه احلملة �ست�شمل ثالث‬ ‫مراحل‪ ,‬املرحلة الأوىل التي مت تد�شينها اليوم ت�ستهدف‬ ‫رج��ال ال�شرطة يف خمتلف امل�صالح وال��وح��دات والإدارات‬ ‫والأج �ه ��زة الأم �ن �ي��ة‪ ,‬فيما امل��رح�ل��ة ال�ث��ان�ي��ة �ستكون حملة‬ ‫توعية جمتمعية‪ ,‬و�ستكون املرحلة الثالثة احلملة امل�ستدامة‬ ‫ل�ضبط وتنظيم ال�شارع‪.‬‬ ‫م ��ؤك��داً ب ��أن الأج �ه��زة الأم�ن�ي��ة �ستظل احل��ار���س الأم�ين‬ ‫وال�سد املنيع الذي تتحطم على جدرانه ال�صلبة كل الأحالم‬ ‫والد�سائ�س املري�ضة التي ي�سعى لتحقيقها العدوان ال�سعودي‬ ‫ومرتزقته‪ ،‬و�ستكون احلامي الأمني لأمن الوطن واملواطن‪.‬‬ ‫م�شرياً �إىل �أن هذه احلملة ت�أتي تزامناً مع ذكرى ال�شهيد‬ ‫ال�سنوية التي حتيي مناقب ال�شهداء وت�ضحياتهم يف �سبيل‬ ‫ال��دف��اع ع��ن ال��وط��ن و�أم �ن��ه وا��س�ت�ق��راره و��ص��ون �سيادته يف‬ ‫مواجهة العدوان ال�سعودي الغا�شم ومرتزقته على بالدنا‪..‬‬ ‫ق��ائ� ً‬ ‫لا �إن دم��اء ال�شهداء �ستظل نربا�ساً على ر�أ���س ك��ل حر‬ ‫ً‬ ‫ومنربا نتعلم منها معنى الرجولة والت�ضحية والفداء‪.‬‬ ‫داع �ي �اً ك��اف��ة ��ش��رائ��ح امل�ج�ت�م��ع وم�ن�ظ�م��ات��ه وه�ي�ئ��ات��ه ويف‬ ‫مقدمتها و�سائل الإع�لام املختلفة �إىل التفاعل الإيجابي‬ ‫مع احلملة التي ت�ستهدف ‪ 166‬موقعاً �شرطياً وي�شارك‬ ‫يف تنفيذها ‪ 112‬حما�ضراً م��ن املخت�صني والأك��ادمي�ي�ين‬ ‫والقيادات ال�شرطية‪.‬‬ ‫مو�ضحاً �أن احلملة هي توعية �شاملة بالق�ضايا الوطنية‬ ‫والعملية وذات ال�صلة باملهام الأمنية اليومية‪ ,‬واالل�ت��زام‬ ‫واالن���ض�ب��اط وال�ضبط وال��رب��ط الع�سكري ورف��ع اليقظة‬

‫واال�ستعداد و�أخذ احليطة واحلذر يف تنفيذ املهام والواجبات‪,‬‬ ‫وح�سن التعامل واملحبة والتعاون املتبادل بني �أفراد الأ�سرة‬ ‫الأمنية‪ ,‬وكذا تعزيز الوحدة الوطنية يف �صفوف ال�شرطة‬ ‫والإمي��ان بغاية ال�سيادة الوطنية وتعزيز اجلبهة الداخلية‬ ‫والت�صدي للم�ؤامرات والد�سائ�س‪.‬‬ ‫ك�م��ا ت �ه��دف احل�م�ل��ة �إىل ت��وع�ي��ة ط�ل�اب امل��دار���س ب��دور‬ ‫ومكانة رجل ال�شرطة يف حياة املواطنني والق�ضايا اخلا�صة‬ ‫بتحقيق الأم ��ن وال���س�لام��ة‪ ،‬وحت��دي��داً يف جم ��االت امل��رور‬ ‫وال��دف��اع امل ��دين والأح � ��وال امل��دن�ي��ة واجل� � ��وازات‪ ،‬وتو�ضيح‬ ‫معاين الأمن الوقائي يف حياة املواطن‪ ,‬بالإ�ضافة �إىل جملة‬ ‫من الأهداف ذات العالقة بتعزيز الوعي الأمني يف �أو�ساط‬ ‫ال�شرطة واملجتمع‪.‬‬ ‫هذا وقد ب��د�أت الفرق امليدانية مهام �أعمالها التوعوية‬ ‫ب�إلقاء حما�ضرات يف �أو�ساط رجال ال�شرطة يف كل من ديوان‬ ‫ال��وزارة وجهاز املفت�ش العام و�أم��ن �أمانة العا�صمة وق��وات‬ ‫الأم��ن املركزي و�شرطة النجدة والبحث اجلنائي والأدل��ة‬ ‫اجلنائية والإدارة العامة ملكافحة املخدرات وعدد من املناطق‬ ‫املرورية يف �إطار �أمانة العا�صمة‪.‬‬ ‫وتناولت املحا�ضرات التي �ألقاها عدد من قيادات وزارة‬ ‫الداخلية والأكادمييني واملخت�صني‪ ،‬الق�ضايا ذات العالقة‬ ‫باملهام اليومية لرجل ال�شرطة وتعامالته م��ع املواطنني‬ ‫وال�ضبط والربط الع�سكري وتعزيز التعاون والتكامل بني‬ ‫ال�ضباط والأفراد �أثناء العمل‪ ,‬وتعزيز اجلبهة الداخلية يف‬ ‫مواجهة العدوان ومرتزقته‪.‬‬ ‫ح�ضر حفل التد�شني املفت�ش العام بوزارة الداخلية اللواء‬ ‫�إبراهيم امل�ؤيد‪ ,‬ووكيل ال�شئون املالية بالوزارة اللواء الدكتور‬ ‫حممد ال�شريف‪ ,‬والوكيل امل�ساعد ل�شئون عمليات ال�شرطة‬ ‫اللواء الدكتور حممد الهجري‪ ,‬وعدد من القيادات الأمنية‬ ‫وو�سائل الإعالم املحلية واخلارجية‪.‬‬

‫مبنا�سبة �أ�سبوع ال�شهيد‬

‫أمسية ثقافية بسنحان وافتتاح معرض بمحافظة مأرب‬ ‫�أفتتح مبحافظة م ��أرب ي��وم �أم����س معر�ض ال�شهداء مبنا�سبة‬ ‫�أ�سبوع ال�شهيد حتت �شعار "ال�شهيد يوحد الوطن"‪.‬‬ ‫و�ألقيت يف االفتتاح كلمات وق�صائد وم�شاركات من �أ�سر ال�شهداء‬ ‫عربت عن �أهمية �إحياء �أ�سبوع ال�شهيد تقديراً لت�ضحياتهم يف �سبيل‬ ‫الدفاع عن الوطن ومواجهة قوى اال�ستكبار والعدوان واالنت�صارات‬ ‫التي حتققت بف�ضل بطوالتهم ودمائهم الطاهرة ‪.‬‬ ‫و�أك��دت الكلمات �ضرورة االهتمام ب�أ�سر ال�شهداء وف��اء وعرفاناً‬ ‫بت�ضحياتهم ‪ ..‬م�شيدة مب�ستوى التنظيم والتجهيزات للمعر�ض‬ ‫وما احتواه من �أجنحة‪.‬‬

‫ويف حمافظة �صنعاء �أقيمت مبديرية �سنحان �أم�سية ثقافية‬ ‫مبنا�سبة �أ�سبوع ال�شهيد‪.‬‬ ‫ويف الأم�سية التي ح�ضرها م�شائخ ووجهاء مديريتي �سنحان‬ ‫وبني بهلول وب�لاد الرو�س �ألقيت العديد من الكلمات والق�صائد‬ ‫ال�شعرية التي �أك��دت �أهمية �إح�ي��اء ه��ذه املنا�سبة تخليداً لذكرى‬ ‫ال�شهداء الذين �ضحوا ب�أرواحهم يف �سبيل الدفاع عن الوطن و�أمنه‬ ‫وا�ستقراره‪.‬‬ ‫و�أكدت الكلمات ا�ستمرار ال�صمود يف مواجهة العدوان ال�سعودي‬ ‫الأمريكي وتقدمي املزيد من الت�ضحيات حتى دحر الغزاة واملعتدين‪.‬‬

‫أخي الشرطي‪ :‬قيامك بدورك يعزز من تماسك الجبهة الداخلية‪ ،‬وصمودها في وجه العدوان‬


‫األحد‬

‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫إعالن‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫إعـــــــــالن‬

‫‪03‬‬

‫تعلن وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للبحث اجلنائي عن وجود"‪� "39‬سيارة يف حو�ش الإدارة العامة للبحث اجلنائي‬ ‫وبع�ض فروع البحث اجلنائي باملحافظات‪ ،‬وتلك ال�سيارات املو�ضح بياناتها �أدناه مت تقدميها للرت�سيم اجلمركي وات�ضح ب�أنه‬ ‫قد مت تر�سيمها من قبل‪.‬‬ ‫وبعد اتخاذ جملة من الإجراءات تبني �أن تلك ال�سيارات م�سروقة‪ ،‬و�إذ تهيب الإدارة العامة للبحث اجلنائي بالأخوة‬ ‫املواطنني مالكي تلك ال�سيارات احل�ضور مع وثائقهم �إىل الإدارة العامة للبحث اجلنائي ال�ستكمال �إجراءات ت�سليم �سياراتهم‪.‬‬ ‫م‬

‫نوع ال�سيارة رقم القعادة‬

‫‪1‬‬

‫حبة طربال‬

‫‪4004742‬‬

‫‪ 11757‬احلديدة الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪21‬‬

‫‪2‬‬

‫كورال �شنطة‬

‫‪011385‬‬

‫‪ 28997‬احلديدة الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪22‬‬

‫‪ 3‬هايلوك�س غمارة ‪0007984‬‬

‫البيان‬

‫اجلهة‬

‫مكان االحتجاز‬

‫م نوع ال�سيارة رقم القعادة‬

‫اجلهة‬

‫مكان االحتجاز‬

‫زيزوا نقل‬

‫‪7000220‬‬

‫‪ 832589‬ال�شحر‬

‫مباحث عمران‬

‫�سوزوكي نقل‬

‫‪400016‬‬

‫احلديدة‬

‫مباحث عمران‬

‫‪089000603‬‬

‫احلديدة‬

‫مباحث عمران‬

‫‪ 23740‬احلديدة الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪ 23‬تويوتا �شا�ص‬

‫البيان‬

‫‪4‬‬

‫با�ص هي�س‬

‫‪5032648‬‬

‫‪2134‬‬

‫احلديدة الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪24‬‬

‫�سيزوزو‬

‫‪3000303‬‬

‫‪1746‬‬

‫‪5‬‬

‫�سوزوكي‬

‫‪400016‬‬

‫‪646‬‬

‫املنطقة الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪25‬‬

‫هايلوك�س‬

‫‪0872302069‬‬

‫مباحث عمران‬

‫‪99045‬‬

‫�شحن‬ ‫املهرة‬

‫مباحث عمران‬

‫الطوال الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪ 26‬هايلوك�س غمارتني ‪420020009761‬‬

‫‪171‬‬

‫ح�ضرموت‬

‫مباحث عمران‬

‫‪4900292183‬‬

‫‪2639‬‬

‫الطوال‬

‫مباحث عمران‬

‫‪\5101409‬‬

‫‪424‬‬

‫احلديدة‬

‫مباحث عمران‬

‫‪141161 3011270‬‬

‫الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪� 29‬سوزوكي كاري‬

‫‪300928‬‬

‫‪34634‬‬

‫احلرة‬

‫مباحث عمران‬

‫‪ 10‬كوروال �شنطة‬

‫‪011385‬‬

‫الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪30‬‬

‫ر�أ�س قاطرة‬

‫‪494563‬‬

‫‪3137‬‬

‫الطوال‬

‫مباحث عمران‬

‫‪� 11‬سوزوكي نقل‬

‫‪103279‬‬

‫‪553047‬‬

‫‪310‬‬

‫‪� 6‬سوزوكي جيمي ‪44161260‬‬

‫‪10486‬‬

‫املنطقة الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪ 27‬هايلوك�س غمارة‬

‫‪ 7‬هايلوك�س غمارتني ‪030485‬‬ ‫‪ 8‬هايلوك�س غمارتني ‪3074022‬‬ ‫‪9‬‬

‫�سوزوكي نقل‬

‫الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪28‬‬

‫‪132478‬‬

‫عربية ون�ش‬

‫الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪ 31‬م�ستبوي�شي قالب‬

‫مباحث عمران‬

‫‪� 12‬سوزوكي جيمي ‪1435447 44161260‬‬

‫الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪ 32‬هايلوك�س غمارتني ‪3131368‬‬

‫‪893814 4-7000387‬‬

‫الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪ 33‬م�ستوبي�شي فموزور‬

‫‪007100‬‬

‫‪6045‬‬

‫‪062324 176037872‬‬

‫الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪ 34‬م�ستوبي�شي كنرت‬

‫‪128144‬‬

‫‪366‬‬

‫الطوال‬

‫‪ 15‬هايلوك�س غمارتني ‪8837643 061298‬‬

‫الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪ 35‬عربية �أبو نقل‬

‫‪23000659‬‬

‫‪1803‬‬

‫عمران‬

‫مباحث عمران‬

‫‪8557495 5032648‬‬

‫الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪ 36‬هايلوك�س غمارة‬

‫‪006099‬‬

‫\‪ 4783‬احلديدة‬

‫مباحث احلديدة‬

‫الطوال‬

‫مباحث احلديدة‬

‫‪13‬‬

‫زيزوا‬

‫‪ 14‬تويوتا �شا�ص‬

‫‪16‬‬

‫با�ص هاي�س‬

‫‪ 17‬هايلوك�س غمارة‬ ‫‪18‬‬

‫م�ستبوي�شي‬

‫‪� 19‬سوزوكي فيتارا‬ ‫‪20‬‬

‫با�ص هاي�س‬

‫‪ 11677‬احلديدة‬

‫مباحث عمران‬

‫الوديعة‬

‫مباحث عمران‬ ‫مباحث عمران‬

‫‪5753799 0007984‬‬

‫الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪37‬‬

‫‪� JAS‬صيني‬

‫‪50007621‬‬

‫‪11111‬‬

‫‪513739‬‬

‫الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪ 38‬تويوتا �شا�ص‬

‫‪3452495‬‬

‫‪408579‬‬

‫مباحث �إب‬

‫‪694102398‬‬

‫الإدارة العامة للبحث اجلنائي ‪ 39‬تويوتا �صالون‬

‫‪084450‬‬

‫بدون‬

‫مباحث �إب‬

‫‪0063669‬‬

‫الإدارة العامة للبحث اجلنائي‬

‫رجل الشرطة‪ :‬عين ساهرة ال تنام‪ ..‬وقلب يزرع المحبة والسالم‬


‫‪04‬‬

‫األحد‬

‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫استراحة محارب‬ ‫مل يجد ال�شاب ال�شهيد "�أبو علي" عمار علي‬ ‫العابدي �شيئ ًا ليقوله لأ�سرته ورفاقه قبيل �أن‬ ‫ينطلق �إىل جبهات القتال غري كلمتني اثنتني فقط‬ ‫فيهما كل ما يريد �أن يقول‪ ،‬وفيهما كل ما يريد �أن يعرفه‬ ‫الآخرون‪ ..‬و�صيته مكونة من كلمتني فقط‪ ،‬وهو الطالب‬ ‫اجلامعي ال��ذي يجيد اللغة الإجنليزية والفرن�سية‬ ‫والعربية‪ ،‬وال��ذي ت��رك اجلامعة و�صارح �أ�سرته ب�أنه‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫مهاجر مع اهلل �إىل جبهات القتال‪!!..‬‬ ‫ما هي تلك الو�صية؟ وملاذا هذه الو�صية حتديد ًا؟ وهل‬ ‫يق�صد منها و�صية �أ�سرته فقط �أم يق�صد توجيهها جلميع‬ ‫�أهله ورفاقه ومعارفه والنا�س �أجمعني‪ ..‬انطلق بعد �أن‬ ‫ترك و�صيته متجه ًا �إىل جبهة اجلوف يف رم�ضان املا�ضي‬ ‫من العام‪1437‬م‪ ،‬ليلقى اهلل �شهيد ًا يف جبهات املواجهة‬ ‫يف الع�شر الأواخر من رم�ضان‪.‬‬

‫عابد �أبو �أحمد‬

‫�إن�����ه�����م ف���ت���ي���ة �آم������ن������وا ب���رب���ه���م‬

‫وصية الشهيد «أبو علي»!؟‬ ‫ماذا يريد الشباب‬ ‫المؤمن أن نفهمه‬ ‫من هذه الوصية؟!‬ ‫توا�صلت مع بع�ض �أف��راد �أ�سرة ال�شهيد"�أبو علي"‬ ‫كما ه��ي ال �ع��ادة ليحدثوين ع��ن ال�شهيد‪ ،‬وب�ع��د عدة‬ ‫حم ��اوالت وزي� ��ارات م�ت�ك��ررة �إىل م�ن��زل ع��م ال�شهيد‬ ‫ال�شيخ ح�سني العابدي‪ ،‬ق�صة ال�شهيد �أب��و علي �شبه‬ ‫غام�ضة بالن�سبة ل��ه �أي���ض�اً وك��ل م��ا ي�ع��رف��ه ع�ن��ه �أن‬ ‫ال�شهيد ودعهم وقال لهم �أنه مهاجر �إىل اهلل ومع اهلل‪.‬‬ ‫واحلقيقة �أنني وج��دت نف�سي �أم��ام �شهيد متميز‬ ‫وق�صته �شبه غام�ضة وال تتوفر لدى معلومات دقيقة‬ ‫عنه‪ ،‬ك�أن �أعرف متى التحق بامل�سرية القر�آنية؟ وكيف‬ ‫ت��أث��ر؟! وم��ن هم رف��اق��ه؟ وم��ا هي ثقافته القر�آنية؟‬ ‫مبعنى م��ا ال��ذي �أث��ر فيه حت��دي��داً ليلتحق بامل�سرية‬ ‫وجبهات القتال؟!‬ ‫وتفا�صيل �أخرى غري معروفة لتكتمل لدي ولدى‬ ‫ال�ق��ارئ ال�صور الذهنية الكاملة عن ه ��ؤالء ال�شباب‬ ‫ال��ذي��ن ينطلقون للجبهات م��ع اهلل وه��م يف ري�ع��ان‬ ‫ال�شاب"وبحبوحة" م��ن العي�ش ويف �سعة م��ن ال��رزق‬ ‫بل ويف درج��ة عالية من الثقافة‪ ،‬مثل ال�شهيد "�أبو‬ ‫علي" وهو اجلامعي الذي يجيد ثالث لغات؟ والذي‬ ‫�أو�صى �أهله عند مغادرته لاللتحاق بجبهة اجلوف‬ ‫�أن عليهم ق ��راءة � �س��ورة الأن� �ف ��ال‪.‬؟!! وال ��ش��يء غري‬ ‫ذلك!!‬ ‫ب��ل �إن �ن��ي فعلت بو�صيته و��س��ارع��ت ل �ق��راءة ��س��ورة‬ ‫الأن�ف��ال لأفهم م��اذا يريد �أن يقول لأ�سرته‪ ،‬قر�أتها‬ ‫مراراً ويف كل مرة �أكت�شف �أنني مل �أحط علماً بو�صية‬ ‫ال�شهيد‪ ،‬وكت �أمتنى لو �أن �أحداً من �أ�سرته ي�ستطيع‬ ‫�أن يخت�صر يل و�صية ال�شهيد يف كلمة �أو كلمات �أو‬ ‫يحدثني عن الفهم العام للأ�سرة لو�صية ال�شهيد‪!!.‬‬ ‫حاولت االت�صال ب�أوالد عمه ورفاقه ليحدثوين عن‬ ‫بع�ض جوانب حياة ال�شهيد لكنني مل �أوفق كونهم يف‬ ‫جبهات القتال‪ ،‬ووج��دت نف�سي عندما ق��ررت الكتابة‬ ‫عن و�صية ال�شهيد �أن �أع��ود ف�أقر�أ �سورة الأنفال من‬ ‫جديد‪ ،‬وك��وين �شخ�ص ع��ادي غري متعمق يف تف�سري‬ ‫القر�آن الكرمي وثقافتي القر�آنية �صفر؟! مل �أمتكن‬ ‫و�إىل حلظة كتابتي ل�ه��ذه احل ��روف‪ ،‬مل �أمت�ك��ن من‬ ‫الفهم وتقدمي �صورة م�ؤطرة ملجمل و�صية ال�شهيد‬ ‫كون ال�سورة تتحدث عن الكثري والكثري من ال�صور‬ ‫الإي�ج��اب�ي��ة واجل�ه��ادي��ة وال��دع��وات ل�ل�إن�ف��اق يف �سبيل‬ ‫اهلل واالعت�صام بحبل اهلل وقتال الكافرين واملنافقني‬ ‫ومواالة امل�ؤمنني والهجرة �إىل اهلل وطاعة اهلل ور�سوله‬

‫والتقوى‬ ‫واجل �ه��اد‬ ‫يف � �س �ب �ي��ل‬ ‫اهلل و�أ� �ش �ي��اء‬ ‫ك � � � � � �ث � � �ي � ��رة مل‬ ‫�أمتكن من فهمها‬ ‫لأن ال �ق��ر�آن كما قال‬ ‫عنه موالنا الإمام علي بن‬ ‫�أبي طالب عليه ال�سالم "بحر ال‬ ‫يدرك قعره"‪ ..‬واكت�شفت كم هي مهمة �شاقة‬ ‫عليا �شخ�صياً فهم و�صية ال�شهيد و�أعتقد �أنها كذلك‬ ‫على �أ�سرة ال�شهيد"�أبو علي"‪.‬‬ ‫ومل��ا زرت جبهة ��ص��رواح م ��ؤخ��راً كنت �أحت��دث �إىل‬ ‫جماهد �شاب م�ؤمن يدعى"�أبو حرب القدميي" يتوق‬ ‫لل�شهادة كما يتنف�س‪ ،‬ال يتحدث �إال عن ال�شهادة وال‬ ‫يت�ساءل �إال عن موعد ال�شهادة وال يرجو من اهلل غري‬ ‫ال�شهادة‪ ..‬ال �أبالغ �إن قلت �أن حالته تلك كانت مالزمة‬ ‫له يف كل �أحواله وت�صرفاته �إىل �أن تركته وافرتقت‬ ‫عنه بعد �أيام من الزيارة‪ ،‬فقد كنا يف مكان واحد نكاد‬ ‫ال نفرتق‪..‬‬ ‫لكن خال�صة ما كان يرجوه ويتمناه هي ال�شهادة‬ ‫يف �سبيل اهلل‪ ،‬وملا �س�ألته عن و�صيته يف حالة ا�ست�شهاده‬ ‫�أخ �ب��رين �أن و� �ص �ي �ت��ه خ��ا� �ص��ة ب ��أب �ي��ه حتديداً"ب�أن‬ ‫يقر�أ �سورة الأنفال" وم��ا �س�ألته هل �أخ�برت وال��دك‬ ‫بذلك؟قال �أن��ه مل يخربه !! لكنه بعد عدة �أي��ام عاد‬ ‫للموقع متهل ً‬ ‫ال م�ستب�شراً بعد مقابلة ب�أحد م�شريف‬ ‫اجلبهة و�أخربين �أنه متكن من االت�صال بوالده و�أنه‬ ‫�أخرياً �أو�صاه هاتفياً ب�أنه يريد ال�شهادة و�أنه يريد من‬ ‫والده �أن يقر�أ �سورة الأنفال‪ ..‬لأنه قد ال يتمكن من‬ ‫العودة من اجلبهة بو�صيته وجهاً لوجه‪.‬‬ ‫ك�ن��ت �أمت �ن��ى �أن �أع� ��رف م�ن��ه مل ��اذا � �س��ورة الأن �ف��ال‪،‬‬ ‫و�أ�س�أله عن العديد من الت�سا�ؤالت لكن الوقت مل يكن‬ ‫منا�سباً وافرتقنا قبل �أن �أجد الإجابات ال�شافية ملاذا‬ ‫ال�شباب امل�ؤمن يو�صون �أ�سرتهم بقراءة �سورة الأنفال‬ ‫حتديداً؟! وملاذا ال�سورة كاملة؟! ملاذا لي�س �أية فقط �أو‬ ‫�آيتني �أو ثالث �آيات؟!!‬ ‫وال�صدق �أقول �أنني كنت �أقر�أ القر�آن وخ�صو�صاً يف‬

‫«أبو حرب» أوصى‬ ‫والده هاتفي ًا وهو‬ ‫في جبهة القتال‬

‫رم�ضان‬ ‫م � � � � ��رات‬ ‫وم � � � � ��رات‬ ‫ول� � � �ك� � � �ن � � ��ي‬ ‫اك � �ت � �� � �ش � �ف � ��ت‬ ‫�أن � �ن� ��ي مل �أف �ه ��م‬ ‫م�ن��ه �آي ��ة واح ��دة كما‬ ‫ي �ج��ب ع �ل��ي �أن �أف �ه �م��ه؟!‬ ‫واكت�شفت �أنني ل�ست الوحيد يف‬ ‫ذلك فكل من حتدثت �إليه يف هذا اخل�صو�ص‬ ‫يخربين وبكل م�صداقية �أنه مل يبد�أ يفهم القر�آن �إال‬ ‫بعد �أن جاءت امل�سرية القر�آنية املباركة بقيادة ال�شهيد‬ ‫القائد ح�سني بدر الدين احلوثي‪ ،‬وهو نف�س ما حدث‬ ‫معي وك�أنه احلدث الأبرز يف حياة ال�شعب اليمني وهو‬ ‫كذلك فع ً‬ ‫ال‪ ،‬وباملنا�سبة هذه �أدع��و �أخ��واين وزمالئي‬ ‫و�أ�صدقائي وعائلتي لقراءة مالزم ال�سيد ح�سني بدر‬ ‫الدين احلوثي �سالم اهلل عليه و�أو�صيهم بقراءتها‬ ‫كونها �ست�ساعدهم على قراءة القر�آن الكرمي وفهمه‬ ‫وا�ست�شعار �آياته ومقا�صده و�سيجدون �أنها تتحدث‬ ‫معهم فرادى وجماعات ك ً‬ ‫ال با�سمه و�صفته‪!!.‬‬ ‫ك �م��ا ذك � ��رت ل �ك��م �آن� �ف� �اً ع ��ن و� �ص �ي��ة ال���ش�ه�ي��د �أب ��و‬ ‫علي الأخ�ي�رة لأ��س��رت��ه وو��ص�ي��ة امل�ج��اه��د "�أبو حرب‬ ‫القدميي" ل��وال��ده‪ ..‬ق ��ررت ال �ع��ودة جم ��دداً ل�ق��راءة‬ ‫�سورة الأنفال لأجد �أنني �أم��ام بحر زاخر من معاين‬ ‫ودالالت ال�سورة من ال�صعب فهمها و�إدراكها كاملة‪،‬‬ ‫و�أن ال�سورة حتتوي على العديد من الو�صايا للأفراد‬ ‫وللجماعات ولل�شعوب وللدولة ولي�س فقط الأ�سرة‪،‬‬ ‫مل ن��زد الأم��ر تعقيداً علي يف كيفية تقدميه للقارئ‬ ‫الكرمي ب�صورة مي�سرة وخمت�صرة‪.‬‬ ‫و�أ�شعر بالتق�صري لعدم قدرتي على ذلك‪ ،‬فقد كنت‬ ‫�أعتقد �أنني �س�أقدم يف النهاية ر�شته؟ كالر�شته التي‬ ‫يكتبها الطبيب للمري�ض والتي فيها ملخ�ص الأدوية‬ ‫التي يجب على املري�ض ا�ستعمالها؟!! حتى ي�شفى!!؟‬ ‫�أو �أنني �س�أمتكن من بلورة �أفكار ال�سورة وحماورها‬ ‫كما يفعل علما�ؤنا الأج�ل�اء و�أق��دم�ه��ا �سهلة �سل�سلة‬ ‫للمتلقي؟! وامل�شكلة �أنني ل�ست هذا وال ذاك‪ ،‬لكنني‬ ‫ومن خالل هذه امل�ساحة املتاحة يل �أتوجه بالدعوة‬

‫العامة �إىل قراءة �سورة الأنفال‪..‬‬ ‫ولعل الالفت يف الأم��ر وال��ذي مل �أفهمه �شخ�صياً‬ ‫ورمبا يفهمه القارئ الكرمي عند عودته لقراءة �سورة‬ ‫الأنفال‪ ،‬الالفت حقاً وهو �س�ؤال مهم جداً رمبا يجد‬ ‫الباحث �إجابة �شافية عنه وهو ملاذا جل�أ ه�ؤالء ال�شباب‬ ‫�إىل �أن يو�صون �أهاليهم بقراءة �سورة الأنفال!!‬ ‫ومل��اذا �سورة الأن�ف��ال حت��دي��داً؟!! وم��ا هي الآي��ة �أو‬ ‫الر�سالة التي يريدون �إي�صالها للأهل والأقارب‪.‬‬ ‫و�أت�صور �شخ�صياً �أن حديثاً كثرياً دار بني ه��ؤالء‬ ‫ال�شباب و�أهاليهم ب��ل �أت�صور �أن ج��د ًال وا�سعاً حدث‬ ‫بينهم وب�ين �أهاليهم ورف��اق�ه��م ح��ول اجل�ه��اد وقتال‬ ‫املنافقني وال�شهادة والتوجه للجبهات‪ ،‬و�أت�صور �أنهم‬ ‫مل يتمكنوا من تو�صيل الفكرة لأهاليهم واملجتمع‬ ‫من حولهم �أو رمبا مل يتمكنوا من �إقناعهم ب�أفكارهم‬ ‫وقناعاتهم يف ظل الثقافة املغلوطة وال�سائدة والتي‬ ‫باتت وك��أمن��ا ل��و كانت �ضمري الأم��ة وال���ص��ورة املثلى‬ ‫للم�سلم احلقيقي؟! بينما هي تتنافى جملة وتف�صي ً‬ ‫ال‬ ‫مع �صورة امل�ؤمن احلق الذي قدمه لنا اهلل عز وجل‬ ‫وو�صفه لنا القر�آن الكرمي‪.‬‬ ‫لذلك �أعتقد �أن ه�ؤالء ال�شباب جل�أوا �إىل الو�صية‬ ‫لأه��ال �ي �ه��م ب� �ق ��راءة � �س��ورة الأن� �ف ��ال لأن �ه��ا ت �ع�بر عن‬ ‫ق�ن��اع��ات�ه��م‪ ،‬وي ��ؤك ��دون لأ��س��ره��م �إن �ه��م ع�ل��ى الطريق‬ ‫ال�صحيح و�أن اهلل يريد منهم �أن يكونوا �أن�صار اهلل"يا‬ ‫�أيها الذين �آمنوا كونوا �أن�صار اهلل"‪ ،‬و�أن يكونوا مع‬ ‫ال�صادقني "يا�أيها الذين �آمنوا كونوا مع ال�صادقني"‪.‬‬ ‫و�أت �� �ص��ور �أن �ه��م ج��ادل��وا �أ� �س��ره��م وجمتمعهم بكل‬ ‫و�سيلة دون جدوى فلج�أوا لذلك لنتمكن جميعاً من‬ ‫ا�ست�شعار �آي ��ات اهلل ون ��درك م��ا يريدنا اهلل �أن نكون‬ ‫عليه؟!!‬ ‫ً‬ ‫خ�صو�صا �إذا م��ا علمنا �أن ال�ق��ر�آن ال�ك��رمي و�آي��ات��ه‬ ‫تخاطب النا�س كافة ولي�س �أ�سرة �أو فئة بعينها ونراهم‬ ‫يريدون �إي�صال الفكرة لأهاليهم واملجتمع ب�شكل عام‪.‬‬ ‫واجد من املنا�سب ونحن نحتفل ب�أ�سبوع ال�شهيد �أن‬ ‫نعود جميعاً ونقر�أ �سورة الأنفال‪� ،‬سائلني اهلل �أن يفهمنا‬ ‫ما غاب عنا‪ ،‬و�أن يهدينا طريقه امل�ستقيم‪ ،‬و�أن يجعلنا‬ ‫مع الذين �أنعم اهلل عليهم من النبيني وال�صديقني‬ ‫وال�شهداء‪ ،‬و�أن يتقبلنا يف قيادة ال�صاحلني والعاقبة‬ ‫للمتقني‪ ..‬و�إىل اللقاء يف ا�سرتاحة الأ�سبوع القادم‪..‬‬ ‫�إن �شاء اهلل تعاىل‪.‬‬


‫األحد‬

‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫لقاءات‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫�أ�سبوع ال�شهيد لي�س منا�سبة لنتذكر فيها �شهداءنا‪ ،‬فهم حا�ضرون يف‬ ‫�أذهاننا ونفو�سنا كل يوم وكل �ساعة‪ ،‬وها هي كل حياتنا ن�سخرها لل�سري يف‬ ‫الدرب الذي �ساروا عليه‪ ..‬وهذا الأ�سبوع "�أ�سبوع ال�شهيد" �إمنا هو منا�سبة‬ ‫�سنوية لنجدد العهد ب�شكل جماعي‪ ،‬ونحتفل ك�شعب قدم خرية �أبنائه‪،‬‬ ‫ونقف �إجال ًال و�إكرام ًا للت�ضحيات التي قدمها �شهدا�ؤنا‪.‬‬ ‫ونحن يف �صحيفة احلار�س قمنا كغرينا بزيارة �أ�ضرحة ال�شهداء‪،‬‬‫ويف ريا�ضها التقينا بجموع من الزوار الذين وجدناهم بوجوه م�ستنرية‪،‬‬

‫‪05‬‬

‫يلهجون بالدعاء ويتلون الآيات الكرمية على �أرواح ال�شهداء‪.‬‬ ‫�أ�سر ب�أكمها‪� ،‬آب��اء و�أمهات و�أبناء و�أخ��وة و�أخ��وات ال�شهداء جاءوا‬‫يجددون العهد هلل ولر�سوله ولل�شهداء �أنهم لن يفرطوا يف دمائهم‪.‬‬ ‫وقد التقينا ببع�ض �أف��راد �أ�سر ال�شهداء لن�سمع منهم ما فا�ضت به‬ ‫�أنف�سهم يف هذه الذكرى‪� ،‬ساردين علينا بكل فخر �أ�سماء �شهدائهم‪.‬‬ ‫وما ننقله هنا للقارئ ما هو �إال منوذج –جمع على عجالة‪-‬عن بع�ض ما‬ ‫قاله �أ�سر ال�شهداء‪.‬‬

‫لقاء‪� /‬إبراهيم هارون‬

‫ُنقر�أ �شهداءنا ال�سالم ونعاهد‬ ‫اهلل �أنّا على دربهم �سائرون‬

‫احل �� �س��ن ع�ل��ي ه ��ادي اجل ��رم ��وزي‪ :‬جن ��دد العهد‬‫م��ع اهلل ور� �س��ول��ه وق��ائ��د امل �� �س�يرة �أن ن�ظ��ل �سائرين‬ ‫على درب ال�شهداء‪ ،‬لن نكل �أو منل �أو نرتاجع مهما‬ ‫كانت الظروف واملنفرات‪ ،‬و�سنبقى على درب ال�شهادة‬ ‫� �س��ائ��رون وع �ل��ى ط��ري��ق احل��ري��ة ث��اب �ت��ون‪ ،‬ال ن�خ��اف‬ ‫الطغاة ولن نركع لغري اهلل‪ ،‬و�أن العزة هلل ولر�سوله‬ ‫وللم�ؤمنون‪ ،‬ونعاهد اهلل ور�سوله ب�أننا جنداً هلل وجند‬ ‫لر�سوله وجند لقائد الثورة ال�سيد عبدامللك احلوثي‪،‬‬ ‫نقاتل �أع ��داء اهلل و�أع ��داء ال��وط��ن ونقهر الطاغوت‪،‬‬ ‫ونعلي احلق مب�شيئة اهلل وتنفيذاً لأمره‪ ،‬و�سنذود عن‬ ‫احلمى وندافع عن ال�شعب ونن�صره يف كل اجلبهات‪،‬‬ ‫ونحن املن�صورون ب�إذن اهلل‪ ،‬وهم املدحورون املنهزمون‬ ‫والأيام بيننا‪.‬‬ ‫ويف �أ�سبوع ال�شهيد اق��ر�أ ال�سالم على كل ال�شهداء‬ ‫ومنهم �أخ��ي احل�سني علي ال�ه��ادي ال��ذي ا�ست�شهد يف‬ ‫احلديدة وهو يقارع البغاة الغزاة املعتدين‪.‬‬ ‫وما زادين ا�ست�شهاده �إال ثباتاً كما هو احل��ال عند‬ ‫كل املجاهدين وبعد كل �شهيد يختاره اهلل �إىل جواره‪.‬‬

‫�سنوا�صل م�سرية العطاء‬

‫احل ��اج ع �ب��دال �ق��ادر ج �ح��اف‪ :‬ج�ئ��ت ال �ي��وم ل��زي��ارة‬‫�شهدائنا الأبطال الذين بذلوا �أرواحهم رخي�صة من‬ ‫�أجل عزة وكرامة اليمن وكل �أبنائه‪ ،‬ومن بني ال�شهداء‬

‫الذين جئت اليوم لزيارتهم �أبني ال�شهيد علي الذي‬ ‫ا�ست�شهد يف � �ص��رواح بتاريخ‪2016/9/15‬م وه��و‬ ‫يقاتل يف �سبيل اهلل وم��ن �أج��ل ال�ع��زة وال�ك��رام��ة �ضد‬ ‫الغزاة املعتدين ومرتزقتهم ممن باع �أر�ضه وعر�ضه‬ ‫بثمن بخ�س‪.‬‬ ‫وكذا �أخوة له �آخرين من �أ�سرة �آل جحاف وعددهم‬ ‫‪�45‬شهيداً ا�ست�شهدوا يف جبهات �أخرى �ضد قوى ال�شر‬ ‫واال�ستكبار العاملية بقيادة �أمريكا ومن حتالف معها‬ ‫من الأع��راب الأ�شرار الذين حتالفوا مع تلك القوى‬ ‫ال�ظ��امل��ة ��ض��د �أب �ن��اء ه��ذا ال�شعب العظيم يف �صموده‬ ‫وعزته وكرامته‪.‬‬ ‫ون�ح��ن يف ه��ذا ال�ي��وم جن��دد العهد وال ��والء ل�تراب‬ ‫ه��ذا ال��وط��ن ولقيادته ال�سيا�سية وق��ائ��د ث��ورت��ه �ضد‬ ‫تلك القوى ال�سيد عبدامللك احلوثي �أننا لن نهني �أو‬ ‫ن�ستكني و�سنبذل �أرواحنا و�أموالنا فداء وحماية وعزة‬ ‫لهذا الوطن الغايل‪.‬‬ ‫بعد �أن ا�ست�شهد �أبني علي رحمة اهلل عليه‪� ،‬أر�سلت‬ ‫�أخوته الأربعة ليوا�صلوا م�سرية العطاء والت�ضحية‬ ‫�إىل �أن ن��رى وط�ن�ن��ا وق��د تخل�ص م��ن ال��دن����س ال��ذي‬ ‫لطخته به قوى العدوان ومرتزقتهم حتى يتخل�ص‬ ‫من الو�صاية وي�صبح قراره بيده‪.‬‬

‫�سنواجه قوى العدوان‬ ‫عزة وكرامة‬

‫‪-‬ف��اط�م��ة ع�ل��ي‪ -‬اب�ن��ة ع��م �شهيد‪� :‬أت �ي��ت ال �ي��وم مع‬

‫�أخواتي و�أبنائي لزيارة ال�شهيد الذي قدم روحه فداء‬ ‫لهذا الوطن على جبهة املخاء‪ ،‬وزيارتنا له اليوم تعبري‬ ‫ب�سيط للت�ضحية العظيمة التي قدمها ال�شهيد من‬ ‫�أجل كرامة وعزة هذا البلد العظيم الذي تكالبت عليه‬ ‫قوى ال�شر والطغيان يف املنطقة بقيادة قرن ال�شيطان‬ ‫–مملكة �آل �سعود‪ -‬ومن ورائها قوى اال�ستكبار العاملية‬ ‫بقيادة �أمريكا و�إ�سرائيل‪.‬‬ ‫ومبنا�سبة �أ�سبوع ال�شهيد نقول لتلك القوى الظاملة‬ ‫�أننا واهلل �سنقدم كل غال ونفي�س ف��داء لعزة و�شموخ‬ ‫وح��ري��ة ه��ذا ال��وط��ن‪ ،‬قدمنا ال��رج��ال والأم� ��وال و�إذا‬ ‫تطلب الأم ��ر �سنحمل ن�ح��ن ح��رائ��ر ال�ي�م��ن ال�سالح‬ ‫لقتال املعتدين الغزاة ومرتزقتهم‪.‬‬ ‫لذا ندعو �شبابنا لتلبية دعوة قائد امل�سرية ال�سيد‬ ‫عبدامللك احلوثي والتوجه جلبهات العزة والكرامة‬ ‫للدفاع عن الأر���ض والعر�ض وللتحرر من الو�صاية‬ ‫الأجنبية وط��رد ال �غ��زاة ومرتزقتهم وتطهري �أر���ض‬ ‫الإمي��ان واحلكمة من دن�س ال�غ��ازي ودن��ائ��ة املنافقني‬ ‫واملرتزقة‪.‬‬

‫جندد العهد‬

‫حممد حممد نا�صر‪ :‬ن�أتي كل �صباح يف كل يوم‬‫جمعة ل��زي��ارة رفقاء لنا ا�ست�شهدوا يف جبهات العزة‬ ‫والكرامة لنجدد لهم العهد �أننا على دربهم ما�ضون‬ ‫و�سنوا�صل ال��درب الذي م�شو فيه‪-‬درب اجلهاد‪-‬حتى‬ ‫يتحقق الن�صر ب� ��إذن اهلل‪..‬ع�ل�ي�ن��ا ج�م�ي�ع�اً‪� :‬أن نقدم‬ ‫الت�ضحيات يف �سبيل ع��زة وك��رام��ة اليمن �أم ��ام هذا‬

‫العدوان الظامل الذي ا�ستهدف كل �شيء‪ ،‬ا�ستهدف كل‬ ‫مقدرات البلد ا�ستهدف الإن�سان واحلجر‪.‬‬ ‫�إن قتال هذا الغازي واملعتدي واجب ديني ووطني‬ ‫على ك��ل ميني ح��ر يرف�ض اخل�ن��وع وال ��ذل وامل�ه��ان��ة‪،‬‬ ‫عدونا ظامل وعدوانه جائر وغري مربر‪ ،‬واهلل �سبحانه‬ ‫وت �ع��اىل ال ي �ق��ف يف � �ص��ف ال �ظ��امل�ين امل �ع �ت��دي��ن‪ ،‬ق��ادة‬ ‫العدوان ي�ستقوون ب�أمريكا و�إ�سرائيل ونحن معنا اهلل‬ ‫�سبحانه وتعاىل وجند اهلل هم الغالبون‪.‬‬ ‫لن نر�ضى �إال ب�أن نكون �أعزاء �شاخمي الر�ؤو�س �أو‬ ‫منوت يف �سبيل ذلك ونحن �أعزاء و�شاخمي الر�ؤو�س‪.‬‬

‫ال عذر لأحد‬

‫�صالح ال�شرقبي‪�-‬أخ ال�شهيد حممد ال�شرقبي‪:‬‬‫ت�ضحيات عظيمة قدمها �شهدا�ؤنا يف �سبيل حترير‬ ‫�أر��ض�ن��ا ودف��اع �اً ع��ن ال�ع��زة وال�ك��رام��ة وال�ع��ر���ض‪� ،‬إن‬ ‫م��ا ق��دم��ه ه ��ؤالء م��ن دم��ائ�ه��م ال��زك�ي��ة ع�ل��ى جبهات‬ ‫ال���ص�م��ود وال �ع��زة ي�ع��د مب�ث��اب��ة ال�ع�ه��د ع�ل��ى عاتقنا‬ ‫لنوا�صل درب الت�ضحية �إىل �أن ينال ه��ذا ال�شعب‬ ‫مبتغاه وال�ت�ح��رر م��ن ال��و��ص��اي��ة الأج�ن�ب�ي��ة‪ ،‬و�أق��ول‬ ‫ل�شبابنا �أن م�س�ؤولية ال��دف��اع عن �أر�ضنا �ضد هذا‬ ‫ال �ع��دوان ال�غ��ا��ش��م واج�ب�ن��ا ج�م�ي�ع�اً ال ع��ذر لأح��د يف‬ ‫التقاع�س عن هذا الأمر‪�..‬إن رفد اجلبهات بالرجال‬ ‫وك��ل ما ميكن �أن نقدمه واج��ب ديني ووطني على‬ ‫كل وطني غيور على وطنه وعر�ضه وعزة �أبنائه‪..‬‬ ‫و�أكرر و�أقول ال عذر للجميع يف الدفاع عن الأر�ض‬ ‫والعر�ض‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫األحد‬

‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫أخبار‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫مناقشة أوضاع السجون ونزالء السجن المركزي بأمانة العاصمة‬

‫ناق�ش لقاء �ضم وزير الداخلية اللواء الركن حممد عبداهلل‬ ‫القو�سي ووزي ��رة ح�ق��وق الإن���س��ان علياء في�صل عبداللطيف‪،‬‬ ‫الأربعاء املا�ضي‪� ،‬أو�ضاع ال�سجون ونزالء ال�سجن املركزي ب�أمانة‬ ‫العا�صمة‪.‬‬ ‫وت �ط��رق ال�ل�ق��اء �إىل الأح � ��داث الأخ�ي��رة بال�سجن امل��رك��زي‬ ‫و�أهمية ا�ضطالع الأجهزة الأمنية بامل�س�ؤولية امللقاة على عاتقها‬ ‫يف معاجلة هذه الإ�شكاليات‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض اللقاء اجلوانب املتعلقة ب��دور النيابة واملحاكم‬ ‫للبت يف الق�ضايا العالقة للنزالء ومبا ي�سهم يف تخفيف ال�ضغط‬ ‫ع�ل��ى ال���س�ج��ون‪ ..‬وا��س�ت�ع��ر��ض��ت وزي ��رة ح�ق��وق الإن �� �س��ان خ�لال‬ ‫اللقاء تقريراً عن نتائج زيارتها لل�سجن املركزي والتو�صيات‬ ‫واملقرتحات بهذا ال�ش�أن‪.‬‬

‫قالت الأجهزة الأمنية مبحافظة البي�ضاء �أنها �ألقت القب�ض على‬ ‫‪ 2‬من العنا�صر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة ترتاوح �أعمارهما‬ ‫بني ‪ 35-30‬عاماً‪..‬‬ ‫وبح�سب الأجهزة الأمنية ف�إن العن�صرين امل�ضبوطني‪ -‬وهما من‬ ‫�أه��ايل مديرية مكريا�س‪ -‬متهمان مبحاولة اغتيال العقيد �سامل‬ ‫الوحي�شي با�ستخدام عبوة نا�سفة‪.‬‬

‫القبض على متهمين بقتل رجل شرطة‬ ‫في مديرية السبعين بأمانة العاصمة‬

‫شرطة العاصمة تشيد بالمواطنين‬ ‫المتعاونين مع رجال المرور في سائلة صنعاء‬

‫�أ� �ش��ادت ��ش��رط��ة �أم��ان��ة العا�صمة‬ ‫ب��امل��واط �ن�ي�ن امل �ت �ع��اون�ي�ن يف تنظيم‬ ‫ح ��رك ��ة ال �� �س�ي�ر يف � �س��ائ �ل��ة ��ص�ن�ع��اء‬ ‫القدمية‪ ،‬وخا�صة يف �أوق��ات ال��ذروة‬ ‫ال�ت��ي ت��زدح��م فيها ال�سائلة بحركة‬ ‫ال�سيارات ‪.‬‬ ‫وا�صفة ما يقوم به املواطنون من‬ ‫�أب �ن��اء املنطقة ب ��أن��ه �إ� �س �ه��ام حقيقي‬ ‫يف مواجهة االختناقات امل��روري��ة يف‬ ‫�سائلة �صنعاء‪ ،‬وي�ساعد ب�شكل مبا�شر‬ ‫يف �إيجاد نوع من االن�سيابية املطلوبة‬

‫يف حركة ال�سيارات واملركبات‪.‬‬ ‫م��و��ض�ح��ة ب� ��أن �إ� �س �ه��ام وم���ش��ارك��ة‬ ‫املواطنني يف ت�سيري حركة ال�سيارات‬ ‫يعك�س موقفاً وطنياً م�سئو ًال ويقدم‬ ‫من��وذج �اً ج��دي��داً لتفاعل املواطنني‬ ‫م��ع امل���ش��اك��ل امل��روري��ة "االختناقات‬ ‫املرورية" والإ�سهام يف حلها‪.‬‬ ‫مثمنة هذا الدور ومقدمة �أ�سمى‬ ‫�آيات ال�شكر والتقدير لكل املواطنني‬ ‫امل�ت�ع��اون�ين م��ع رج��ال امل ��رور وب�شكل‬ ‫خا�ص ورجال ال�شرطة ب�شكل عام‪.‬‬

‫األجهزة األمنية في عمران تضبط ‪ 3‬من‬ ‫المتعاونين مع العدوان‬ ‫قالت الأج�ه��زة الأمنية يف حمافظة عمران �إنها �ألقت القب�ض‬ ‫على ‪ 3‬من املتعاونني مع العدوان ال�سعودي وحلفائه يف عمليتني‬ ‫منف�صلتني جرتا مبديرتي عيال �سريح وحوث‪.‬‬ ‫وذك ��رت الأج �ه��زة الأم�ن�ي��ة يف ع�ي��ال �سريح �أن�ه��ا �ضبطت ‪ 2‬من‬ ‫امل�ت�ع��اون�ين م��ع ال �ع��دوان م�ت��ورط�ين با�ستقطاب وجتنيد مقاتلني‬ ‫و�إر�سالهم �إىل مع�سكرات املرتزقة يف حمافظة م�أرب‪.‬‬ ‫وك��ان��ت الأج �ه��زة الأم�ن�ي��ة يف مديرية ح��وث ق��د �ضبطت واح��داً‬ ‫من املتعاونني مع العدوان ومرتزقته يف �إثر عودته من القتال يف‬ ‫�صفوفهم مبحافظة م�أرب‪ ..‬مو�ضحة �أنه من املطلوبني �أمنياً‪.‬‬ ‫ه��ذا وق��د ق��ام��ت الأج �ه��زة الأم�ن�ي��ة يف ع�م��ران ب��إح��ال��ة املتهمني‬ ‫الثالثة للإجراءات القانونية‪.‬‬

‫شرطة محافظة صنعاء تلقي القبض على‬ ‫المتهم بقتل رجل األعمال علوي قاطن‬

‫املركز القانوين للحقوق والتنمية‪:‬‬

‫�ألقت �شرطة حمافظة �صنعاء واللجان ال�شعبية القب�ض على‬ ‫املتهم بقتل رجل الأعمال علوي علي قاطن‪.‬‬ ‫و�أو�ضح مدير �أمن حمافظة �صنعاء العميد الدكتور �أحمد املاربي‬ ‫�أن الأجهزة الأمنية واللجان ال�شعبية متكنت م�ساء الأربعاء املا�ضي‬ ‫بعد عملية ر�صد وحتريات ومتابعة من �إلقاء القب�ض على املتهم‬ ‫بقتل رجل الأعمال علوي قاطن يف منطقة تنعم مبديرية الطيال‪.‬‬ ‫وثمن العميد املاربي اجلهود املبذولة من قبل الأجهزة الأمنية‬ ‫واللجان ال�شعبية يف مكافحة اجلرمية ومتابعة املجرمني والعمل‬ ‫على ا�ستقرار الأمن وال�سكينة‪.‬‬

‫�أكد املركز القانوين للحقوق والتنمية ا�ست�شهاد‬ ‫و�إ��ص��اب��ة ‪� 31‬أل �ف �اً و ‪ 293‬م��واط�ن�اً بينهم ن�ساء‬ ‫و�أطفال جراء العدوان ال�سعودي الأمريكي ‪.‬‬ ‫و�أو� �ض��ح امل��رك��ز يف ت�ق��ري��ر ل��ه ب�ع�ن��وان (‪600‬‬ ‫ي��وم م��ن ج��رائ��م ال�سعودية وحتالفها يف اليمن )‬ ‫�أن ‪�11‬ألفاً و‪622‬مواطناً ا�ست�شهدوا بينهم �ألف‬ ‫و‪ 811‬ام��ر�أة و�ألفني و ‪458‬طف ً‬ ‫ال‪ ،‬فيما �أ�صيب‬ ‫‪�19‬ألفاً و‪ 671‬مواطناً بينهم �ألف و ‪ 906‬ن�ساء‬ ‫و �ألفني ‪ 253‬طف ً‬ ‫ال ‪.‬‬ ‫و�أ�� �ش ��ار ال�ت�ق��ري��ر �إىل ع ��دد امل �ن �� �ش ��آت احل�ي��وي��ة‬ ‫املت�ضررة جراء العدوان والتي �شملت ‪15‬مطاراً‪،‬‬ ‫‪13‬ميناء‪184 ،‬حمطة ومولداً كهربائياً‪237 ،‬‬ ‫خزاناً و�شبكة مياه‪� 282 ،‬شبكة وحمطة ات�صاالت‬ ‫و�ألف و‪ 289‬طريقاً وج�سراً ‪.‬‬ ‫وذكر التقرير �أن ‪� 400‬ألف منزل د ُّمر وت�ضرر‬ ‫ج ��راء ال �ع��دوان‪ ،‬ب��الإ��ض��اف��ة �إىل ‪ 675‬م�سجداً‪،‬‬ ‫‪ 719‬مدر�سة ومعهداً‪ 263 ،‬م�ست�شفى ومرفقاً‬ ‫�صحياً‪ 20 ،‬من�ش�أة �إعالمية‪ 108 ،‬مبان جامعية‪،‬‬ ‫‪ 100‬ملعب وم�ن���ش��أة ري��ا��ض�ي��ة‪ 202 ،‬من�ش�أة‬ ‫�سياحية‪ 201 ،‬موقع �أثري‪.‬‬ ‫ولفت التقرير �إىل �أن الوحدات الإنتاجية التي‬ ‫دمرها العدوان بلغت خم�سة �آالف و ‪ 193‬من�ش�أة‬ ‫جت��اري��ة‪ 641 ،‬خم��زن غ��ذاء‪ 476 ،‬ناقلة غ��ذاء‪،‬‬ ‫‪ 254‬م�صنعا و ‪ 179‬مزرعة دواجن وموا�شي‪،‬‬ ‫ال زراعياً‪� 515 ،‬سوقاً وجممعاً‬ ‫�ألف و ‪ 376‬حق ً‬ ‫جت��اري �اً‪ 294 ،‬حمطة وق ��ود‪ 216 ،‬ناقلة وق��ود‬ ‫و�ألفني و ‪ 317‬و�سيلة نقل‪.‬‬ ‫فيما ب�ّي�نّ تقرير �آخ��ر ��ص��ادر ع��ن امل��رك��ز حول‬ ‫الو�ضع الإن�ساين خ�لال ‪� 20‬شهرا من العدوان‬

‫شرطة صنعاء القديمة تضبط متهم ًا في قضية‬ ‫نصب واحتيال بما يزيد عن ‪ 22‬مليون ريال‬ ‫ق��ال��ت �شرطة �صنعاء ال�ق��دمي��ة �إن�ه��ا ويف �إط ��ار تنفيذها خلطة‬ ‫حماية العا�صمة �صنعاء �ضبطت م�شبوهاً لإج��راءات التحري‪ ,‬وقد‬ ‫ات�ضح م��ن خ�لال الإج� ��راءات �أن��ه متهم يف ق�ضية ن�صب واحتيال‬ ‫مببلغ ‪ 22‬مليوناً و ‪� 680‬ألف ريال ا�ستوىل عليها من �أحد التجار‪..‬‬

‫قرار تعيين‬

‫�صدر قرار قائد قوات الأمن‬ ‫املركزي الذي ق�ضى بتعيني‬ ‫العقيد‪ /‬حممد مقبل احلداد‬ ‫م�ساعد القائد ل�شئون‬ ‫التوجيه املعنوي‪ ..‬متنياتنا‬ ‫للعقيد احلداد بالتوفيق‬ ‫والنجاح يف مهامه‪.‬‬

‫أمن البيضاء يلقي القبض‬ ‫على ‪ 2‬من العناصر اإلرهابية‬

‫�ألقت �أجهزة ال�شرطة يف مديرية ال�سبعني ب�أمانة العا�صمة‬ ‫القب�ض على متهمني بقتل امل�ساعد �أك��رم عبده احل��رازي (‪25‬‬ ‫عاماً) �أثناء ت�أديته واجب �ضبط مطلوبني جنائياً الأحد املا�ضي‪.‬‬ ‫وقالت �شرطة مديرية ال�سبعني �أنها �ضبطت ‪ 2‬من املتهمني‬ ‫بجرمية قتل رجل ال�شرطة هما " �أ‪� .‬س‪ .‬ج‪ .‬القعيطي " ‪ 23‬عاماً‬ ‫و"ب‪ .‬ز‪ .‬اخل�ضر "‪ 21‬عاماً‪.‬‬

‫أمن مديرية مجزر يضبط ‪ 35‬كجم حشيش‬ ‫ذك��رت �شرطة مديرية جم��زر التابعة ملحافظة �صعدة �أنها‬ ‫�ضبطت ‪ 35‬كيلو ج��رام ح�شي�ش ب�ح��وزة �شخ�صني يف الـ‪35‬‬ ‫من عمريهما �أحدهما يدعى "ن‪.‬هـ‪�.‬أ‪.‬الغمري" والآخ��ر ا�سمه‬ ‫"ع‪�.‬أ‪�.‬ص‪.‬وقالن"‪ ,‬وقامت بالتحفظ على احل�شي�ش مع املتهمني‬ ‫للإجراءات القانونية‪.‬‬ ‫اجلدير بالإ�شارة �أن الأجهزة الأمنية مبحافظة �صعدة كانت‬ ‫ق��د �ضبطت م��ا ي��زي��د ع��ن ‪ 250‬كيلو ج��رام ح�شي�ش ك��ان��ت يف‬ ‫طريقها للتهريب منذ مطلع �شهر فرباير اجلاري‪.‬‬

‫استشهاد وإصابة أكثر من ‪ 31‬ألف مواطن جراء العدوان السعودي‬

‫ال�سعودي وح�صاره �أن مليوناً و ‪� 800‬أل��ف طفل‬ ‫خارج مدار�سهم ‪ ،‬فيما يعاين مليونان و ‪� 200‬ألف‬ ‫طفل من �سوء التغذية ويحتاج ‪ 9‬ماليني و ‪600‬‬ ‫�ألف طفل �إىل رعاية �إن�سانية و�صحية ‪ ،‬م�ؤكداً �أن‬ ‫�ستة �أط�ف��ال ميوتون كل �ساعة ب�سبب الأم��را���ض‬

‫املختلفة‪.‬‬ ‫ون��وه التقرير �إىل �أن ‪ 14‬مليوناً و مائة �ألف‬ ‫��ش�خ����ص م �ه��ددون ب��اجل��وع وي �ح �ت��اج ‪ 19‬مليون‬ ‫�شخ�ص �إىل م�ساعدات �إن�سانية فورية فيما يحتاج‬ ‫ثالثة ماليني نازح مل�ساعدات �إن�سانية‪.‬‬

‫أخي الشرطي‪ :‬اليقظة األمنية مفتاح النجاح في الحفاظ على األمن واالستقرار‬


‫األحد‬

‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫كتابات‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫‪07‬‬

‫عند ما‬ ‫ت����وىل ال�����ش��ه��ي��د ع��م��ر بن‬ ‫ح��ل��ي�����س م��ن�����ص��ب امل��ف��ت�����ش ال���ع���ام ب����وزارة‬ ‫الداخلية كنت �أكرث ما �أخ�شاه �أن يغري هذا املن�صب‬ ‫الرفيع حلي�س الذي عرفناه‪ ،‬و�أحببناه‪ ،‬خ�شيت �أن ين�سيه‬ ‫�أ�صدقاءه القدامى‪ ،‬و�أن يتنكر حلياته ال�سابقة‪ ،‬وهو انحراف‬ ‫ي�صيب عدد ًا من امل�س�ؤولني‪ ،‬والقادة‪ ،‬ولكن خ�شيتي مل تكن يف حملها‪،‬‬ ‫فاللواء حلي�س ظل كما عرفناه‪ ،‬مل يتغري فيه �شيئ بل �إن املن�صب الرفيع‬ ‫زاده توا�ضع ًا‪ ،‬وفهم ًا للحياة والنا�س‪ ،‬وزاده �إخال�ص ًا وتفاني ًا‪ ،‬يف خدمة‬ ‫ق�ضايا الأمن‪ ،‬كان ي�شعرك بالندية‪ ،‬و�إنك تقف معه على قدم امل�ساواة‪،‬‬ ‫فاملن�صب مل يغري فيه �شيئ ًا‪ ،‬بل هو من ا�ستطاع �أن يغري املن�صب‪ ،‬فقد جعله‬ ‫يف خدمة ال�ضباط والأف��راد من منت�سبي وزارة الداخلية‪ ،‬كان حمط‬ ‫هموهم و�أحالمهم‪ ،‬فاملفت�ش العام كان ي�صغي �إىل اجلنود و�صغار‬ ‫ال�ضباط‪ ،‬بنف�س الطريقة التي ي�ستمع فيها �إىل القادة وكبار‬ ‫ال�ضباط‪ ،‬كان يهتم بكل ر�أي وم�شورة بغ�ض النظر عن‬ ‫مكانة �صاحبه‪ ،‬كان منفتح ًا على اجلميع وبدون‬ ‫ا�ستثناء‪ ،‬يتعلم منهم‪ ،‬ويعلمهم‪.‬‬ ‫عقيد‪�/‬أحمد هائل‬

‫اللواء حليس‪ ..‬الشهيد الحي‬ ‫ال �ي��وم �أ� �ش �ع��ر ب� ��أن ج� ��زءاً م�ن��ي م ��ات م��ع ا�ست�شهاد‬ ‫ال �ل��واء ح�ل�ي����س‪ ،‬ج� ��زءاً غ��ال �ي �اً م��ن نف�سي حت ��ول �إىل‬ ‫رماد متناثر يف خرائب القاعة الكربى‪ ،‬التي �شهدت‬ ‫الوقائع الأخرية من حياة حلي�س‪ ،‬وكانت �شاهدة على‬ ‫جرمية اغتياله الب�شعة‪ ،‬كانت ال�ساعة ع�صراً‪ ،‬وكان‬ ‫حلي�س ميلأ القاعة بح�ضوره اجلميل‪ ،‬حزيناً مع �آل‬ ‫الروي�شان يف فقدان وال��ده��م‪ ،‬ومل يكن يخطر بباله‬ ‫ب�أن تلك اللحظات املجللة باحلزن واملهابة �ستكون �آخر‬ ‫حلظات حياته‪ ،‬كانت القاعة الكربى ت�صدح بالأنا�شيد‬ ‫الدينية‪ ،‬وك��ان �صدر ال�شهيد حلي�س مي��وج مب�شاريع‬ ‫م�ؤجلة‪ ،‬عن مين الغد و�أمنه‪ ،‬وعن امل�ستقبل اجلميل‪،‬‬ ‫ال ��ذي ك ��ان دائ �م �اً م��ا ي�ب���ش��رن��ا ب �ق��دوم��ه‪ ،‬وه ��و ير�سم‬ ‫ابت�سامة متفائلة على وجهه‪ ،‬وكنا ن�صدق حلمه بالغد‬ ‫لأنه حلمنا‪ ،‬كنا مقتنعني �إىل درجة اليقني بامل�ستقبل‬ ‫ال ��ذي ي�ح��دث�ن��ا ع �ن��ه‪ ،‬ك��ان��ت ال���س��اع��ة ح ��وايل الثالثة‬ ‫ع�صراً‪ ،‬وك��ان ال�ل��واء حلي�س يهم مب�غ��ادرة القاعة‪ ،‬يف‬ ‫الوقت الذي كان فيه املوت الغادر‪ ،‬يت�سلل خل�سة �إىل‬ ‫�سماء العا�صمة �صنعاء مبدداً �صمتها الوادع‪ ،‬وزرقتها‬ ‫ال�صافية‪ .‬وفج�أة ان�شق ال�سكون الهادئ عن �صاروخني‬ ‫انطلقا م��ن ط��ائ��رة �سعودية‪ ،‬ا�ستهدفا �صالة العزاء‬ ‫"القاعة الكربى"‪ .‬اجلرمية كانت ب�شعة �إىل درجة‬ ‫الغثيان‪ ،‬فالقاعة حتولت �إىل كومة من الركام والرماد‬ ‫ال��ذي اختلط بجثث ال�ضحايا و�أ�شالئهم املحرتقة‪.‬‬ ‫كانت اجلرمية ب�شعة يف دمويتها‪ ،‬وتفا�صيلها‪ ،‬وكان‬ ‫ال �ل��واء حلي�س و��س��ط ه��ذا امل��وت ال�ف��اج��ع‪� ،‬أم��ا القاتل‬ ‫فكان معروفاً‪ ،‬كانت �سماء �صنعاء ال�صافية‪ ،‬و�صمتها‪،‬‬ ‫وجبالها وطيورها �شهوداً على اجلرمية‪ ،‬وكان ال�شهيد‬

‫حلي�س‪ ،‬و‪� 136‬ضحية‪ ،‬هم دليل الإدان��ة يف اجلرمية‬ ‫التي مل يعرف التاريخ مثي ً‬ ‫ال لها‪.‬‬

‫الشهيد الحي‬

‫ال�شهيد حلي�س مل ميت‪ ،‬فهو موجود اليوم يف كل‬ ‫جن��اح �أم�ن��ي‪� ،‬أراه يف ابت�سامة الأط�ف��ال الربيئة وهم‬ ‫يتوجهون �إىل مدار�سهم‪� .‬أطالعه يف وج��وه ال�شباب‬ ‫املندفعني �إىل جبهات القتال‪ ،‬ويف حما�س رجال الأمن‬ ‫ال��ذي��ن ي� ��ؤدون واج�ب�ه��م ب�صمت‪� ،‬أراه يف ث�ب��ات �أق��دام‬ ‫اجل�ن��ود على الأر�� ��ض‪ ،‬ويف م�ي��ادي��ن ال�ت��دري��ب وع��رق‬ ‫اجلنود‪� ،‬أراه يف مباين ال�شرطة التي هدمها العدوان‪،‬‬ ‫و�أ��س�م��ع وق��ع خ�ط��وات��ه‪ ،‬يف زغ��اري��د الن�ساء املكلومات‬ ‫وهن يودعن �أبنائهن ال�شهداء‪ :‬ال��وداع الأخ�ير‪ ،‬ذلكم‬ ‫هو ال�شهيد اللواء عمر بن حلي�س اليافعي‪.‬‬ ‫اليوم كلما �أ�شاهد �صورة ال�شهيد‪� ،‬أ�س�أل نف�سي هل‬ ‫حقاً فقدنا حلي�س و�إىل الأبد؟‬ ‫للحظة ي�صعب علي ت�صديق هذه احلقيقة القا�سية‬ ‫وامل�ؤملة‪ ،‬ف�أمعن التحديق يف ال�صورة بذهول‪ ،‬متخي ً‬ ‫ال‬ ‫ب ��أن ال�شهيد يبت�سم يف وج �ه��ي‪ ،‬متفاجئاً ب��وج��ودي‪،‬‬ ‫فيمد ي��ده م�صافحاً كما ك��ان يفعل يف حياته‪ ،‬ف�أفيق‬ ‫يف ذهويل يف نف�س اللحظة‪ ،‬ف�أتطلع �إىل ال�صورة من‬ ‫جديد بعينني غارقتني بالدموع‪ ،‬وبفخر ميلأ نف�سي‬ ‫ب�أين عرفت ال�شهيد عن قرب ول�سنوات طويلة‪.‬‬

‫حليس القائد الوحدوي‬

‫فمعرفتي ب��ال�ل��واء حلي�س ت�ع��ود ملثانينات القرن‬ ‫امل��ا��ض��ي وحت��دي��داً يف العام‪1986‬م‪ .‬ك��ان ال�شهيد‬

‫ق��د �أن�ه��ى درا��س�ت��ه اجلامعية يف االحت ��اد ال�سوفيتي‪.‬‬ ‫وه��و نف�س العام ال��ذي �أكملت فيه درا�ستي يف رو�سيا‬ ‫البي�ضاء‪ .‬جمعتنا الدائرة ال�سيا�سية بوزارة الداخلية‬ ‫يف الدولة ال�شطرية‪ -‬جمهورية اليمن الدميقراطية‬ ‫ال�شعبية‪ -‬وق��د �شغل ال�شهيد حينها من�صب مدير‬ ‫الثقافة يف الدائرة‪ .‬بداية معرفتي به‪ ،‬و�صداقتي معه‬ ‫تعود لتلك الفرتة‪ ،‬وبحكم عملنا يف الدائرة نف�سها‬ ‫كنت التقيه ب�صورة يومية‪ ،‬وقد لفت ال�شهيد حلي�س‬ ‫�أن �ظ��ار ق �ي��ادة وزارة ال��داخ�ل�ي��ة ب �ق��درات��ه التنظيمية‬ ‫والعملية‪ ،‬فقد ا�ستطاع وم��ن خ�لال موقعه يف �إدارة‬ ‫الثقافة �أن ينظم حملة وا�سعة ملحو الأمية يف �صفوف‬ ‫منت�سبي وزارة ال��داخ�ل�ي��ة‪ .‬ك�م��ا ع�م��ل ع�ل��ى ت�شجيع‬ ‫املئات من ال�ضباط والأف��راد على موا�صلة درا�ساتهم‬ ‫الثانوية واجلامعية‪ ،‬وق��د تزامن ذل��ك مع ت�أ�سي�سه‬ ‫لفرقة للفنون ال�شعبية‪ ،‬ذاع �صيتها يف داخ��ل البلد‬ ‫وخارجها‪ ،‬ومع قيام دولة الوحدة يف الـ ‪ 22‬من مايو‬ ‫‪1990‬م‪ .‬كان حلي�س يف طليعة املواكب الوحدوية‪.‬‬ ‫ال�ت��ي التحقت بعا�صمة ال��دول��ة اليمنية"�صنعاء"‬ ‫فال�شهيد حلي�س كان وحدوياً حتى العظم‪ .‬كان اليمن‬ ‫الواحد همه‪ ،‬وهاج�سه‪ ،‬وقد كان دائماً ما يردد على‬ ‫م�سامعنا‪ ،‬ب ��أن��ه ال م�ستقبل لليمن وال�ي�م�ن�ي�ين �إال‬ ‫ب��ال��وح��دة‪ .‬وق��د ظلت ه��ذه القناعة ال�صقة بروحه‬ ‫و�ضمريه حتى �آخ��ر ي��وم من حياته‪ ،‬فاللواء حلي�س‬ ‫ك ��ان م ��ؤم �ن �اً مب�ستقبل ال �ي �م��ن‪ ،‬ك��ان��ت ل��دي��ه قناعة‬ ‫مطلقة‪ ،‬ب�أن مين الغد �سيكون �أجمل‪ .‬وهذا الإميان‬ ‫ك��ان �أك�ث�ر و��ض��وح�اً م��ع توليه من�صب املفت�ش العام‬ ‫ب��وزارة الداخلية يف ‪2015‬م‪ ،‬فاليمن كانت ترافقه‬ ‫يف مكتبه‪ ،‬ويف خطواته‪ .‬ويف �صبحه وليله‪ ،‬ويف ي�أ�سه‬ ‫وف��رح��ه‪ .‬ك��ان يحملها معه �أينما ذه��ب‪ ،‬و�أي�ن�م��ا ميم‬ ‫وجهه‪ .‬كانت علمه‪ ،‬وبو�صلته‪ ،‬احللم‪ ،‬والوجع‪ .‬قوته‪،‬‬ ‫و�ضعفه‪ .‬كانت كل معنى حياته‪.‬‬

‫حليس والعالقات العامة‬

‫ال�ل��واء حلي�س ك��ان واح ��داً منا‪ ،‬قريباً م��ن الإدارة‬ ‫العامة للتوجيه وال�ع�لاق��ات وموظفيها‪� ،‬إىل درج��ة‬ ‫�أنه كان يعرف العاملني يف الإدارة ب�أ�سمائهم‪ ،‬وذلك‬

‫لي�س بغريب عليه‪ ،‬فهو يف الأ�صل �ضابط توجيه من‬ ‫الطراز الرفيع‪ ،‬و�سبق له يف بداية حياته العملية �أن‬ ‫ا�شتغل يف هذا املجال وتعرف على تعقيداته‪ .‬وهو ما‬ ‫ب��رر حر�صه ال��دائ��م على �أن حتتل العالقات العامة‬ ‫والتوجيه املكانة التي تليق بها‪.‬‬ ‫ف��ال �ل��واء حلي�س ك ��ان ح��ا� �ض��راً يف ك��ل ن�شاطاتها‪،‬‬ ‫وف�ع��ال�ي��ات�ه��ا‪ ،‬ب��ل �إن� ��ه ك ��ان ي �ت�ردد ع�ل��ى الإدارة بني‬ ‫ح�ين و�آخ� ��ر‪ ،‬لي�شد م��ن �أزر ال�ع��ام�ل�ين ف�ي�ه��ا‪ ،‬وك��ان��ت‬ ‫تلك ال��زي��ارات تتحول �إىل ح��دث ا�ستثنائي ملوظفي‬ ‫العالقات العامة‪ ،‬يناق�شون معه همومهم‪ ،‬ويتبادل‬ ‫معهم الآراء حول تطوير جهاز املفت�ش العام‪ ،‬وكانت‬ ‫�صحيفة احل��ار���س حتتل م�ساحة من تلك اللقاءات‪،‬‬ ‫وقد تعلم منه موظفو العالقات العامة �أموراً كثرية‬ ‫ما زالوا ي�سرت�شدون بها يف عملهم حتى اليوم‪.‬‬ ‫ف��ال�ل��واء حلي�س حتى وه��و ي�شغل من�صب املفت�ش‬ ‫ال �ع��ام ب � ��وزارة ال��داخ �ل �ي��ة ك ��ان ي �ع��ادوه احل �ن�ين ملهنة‬ ‫ال�صحافة التي ا�شتغل بها لعدة �سنوات‪ ،‬فهو مل ين�س‬ ‫يف ي��وم من الأي��ام �أن��ه ب��د�أ حياته ال�شرطية ك�ضابط‬ ‫توجيه‪ ،‬وهو ما جعل منه قريباً �إىل العالقات العامة‬ ‫وموظفيها‪ .‬فازداد حبهم له‪ ،‬ودرجة قربه منهم‪.‬‬ ‫�إنها عالقة متميزة ك��ان حمورها ال�شهيد اللواء‬ ‫عمر بن حلي�س ال��ذي �شكل رحيله امل��أ��س��اوي خ�سارة‬ ‫م�ضاعفة للعالقات العامة والتوجيه وموظفيها‪.‬‬

‫حليس المتش العام‬

‫ال �ل ��واء ال���ش�ه�ي��د ع�م��ر ب��ن ح�ل�ي����س و� �ض��ع ب�صمتة‬ ‫اخل��ا��ص��ه على من�صب املفت�ش ال�ع��ام‪،‬ل�ق��د وه��ب هذا‬ ‫املن�صب الرفيع �شيئاً من روحه ف�أ�ضفى عليه طابعاً‬ ‫ديناميكياً‪،‬متيز بالواقعيه‪،‬واجلراءه على التعاطي‬ ‫مع امل�شكالت املعقده‪.‬بعيداً عن الأح�ك��ام والقناعات‬ ‫امل�سبقه‪.‬‬ ‫وهنا تكمن عبقريته القياديه‪،‬فاملن�صب ق��د كرب‬ ‫معه‪،‬وكرب به و�سيكون من ال�صعب على من ي�أتي بعده‬ ‫�إىل من�صب املفت�ش العام �أن ميلأ الفراغ الذي تركه‬ ‫اللواء ال�شهيد عمر بن حلي�س‪.‬فهذا املن�صب �سريتبط‬ ‫ب�أ�سمه و�إىل الأبد‪.‬‬

‫أخي الشرطي‪ :‬مركز الشرطة الناجح يبعث السكينة واالطمئنان في نفوس المواطنين‬


‫بردونيات‬ ‫ح�سنا ‪� ...‬إمنـا امله ّمة �صعبــــــة ‬ ‫فليكن ‪ ..‬ولنمـت ّ‬ ‫بكل حمبـــــــة‬

‫ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﺍﻟﻤﺆﺳـﺴﻲ ﻓﻲ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ‬

‫‪08‬‬

‫فلت�ص ّلب عظامنا الأر�ض‪ ،‬يدري ‬ ‫ّ‬ ‫كل وح�ش‪� ..‬أنّ الفري�سة �صلبة‬ ‫ولنكن للحمى الذي �سوف ي�أتي ‬ ‫من �أخاديدنا‪ ...‬جذور ًا وتربة‬ ‫عبداهلل البردوني‬

‫مبدعات هي الوالدات لــــــكن ‬ ‫موجعات ‪ ..‬حقيقة غري عذبة‬

‫واطر‬

‫الثالثاء‬ ‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫يكتبها‪:‬‬

‫األخيرة‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫اللواء الركن‪/‬‬ ‫عبدالرزاق املروين‬

‫*‬

‫لن نركع إال هلل‬

‫إعالن‬

‫تعلن وزارة الداخلية عن بدء حملة التوعية وال�ضبط ال�شرطي للعام ‪2017‬م‬ ‫مبراحلها املختلفة ابتدا ًء من منت�صف �شهر فرباير اجلاري؛ وعليه ف�إن وزارة‬ ‫الداخلية تهيب بالإخوة املواطنني اتباع الإر�شادات الآتية‪:‬‬ ‫�أو ًال‪:‬حمل البطاقة ال�شخ�صية وتقدميها لرجال ال�شرطة عند الطلب‪.‬‬ ‫ثانياً‪:‬حمل رخ�صة ال�سري‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬جتديد وثائق ت�سيري املركبات ورخ�ص قيادة ال�سيارات والدراجات‬ ‫النارية‪ ،‬حاملة للوحات املعدنية وفقاً لوثائق املركبة والدراجة النارية‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬اال�ستفادة من فر�صة التخفي�ضات اجلمركية لل�سيارات والت�سهيالت‬ ‫املرورية لت�صحيح املخالفات التي ي�سري العمل بها حتى نهاية مار�س القادم‪،‬‬ ‫و�سوف يتم �ضبط املخالفني حيال ذلك ابتدا ًء من �إبريل القادم‪.‬‬ ‫خام�ساً‪ :‬عدم قيادة �أي �سيارة �إال بتفوي�ض ر�سمي من مالكها وااللتزام ب�أنظمة املرور‬ ‫وقواعد ال�سالمة يف ا�ستخدام الطريق‪.‬‬ ‫وت��ؤك��د وزارة الداخلية �أنها �ستتعامل بحزم و�صرامة مع املخالفني لهذه التعليمات‪ ،‬مطالبة اجلميع التقيد‬ ‫بالتوجيهات والإر�شادات الأمنية‪ ،‬معربة يف نف�س الوقت عن �أملها يف تعاون املواطنني مع حملة التوعية وال�ضبط‬ ‫ال�شرطي لتحقيق غاية الأمن وال�سالمة للجميع‪.‬‬

‫حتى‬ ‫�أمريكا تدعم‬ ‫احلوثيني‪!..‬‬

‫جنيب العن�سي‬

‫حتى النهار يحتاج �إىل دل�ي��ل‪ ،‬بغ�ض النظر‬ ‫ع ّما قاله العرب قدمياً‪.‬‬ ‫�إذا اح �ت��اج ال�ن�ه��ار �إىل دل �ي��ل‪ ..‬فلي�س ي�صح يف‬ ‫الأذهان �شيء‪.‬‬ ‫ف ��إط�لال��ة �شم�س ال�ظ�ه�يرة وح � ��رارة قي�ضها‪،‬‬ ‫ووهجها ال�صارخ‪ ،‬ودقات �ساعة بنج بن‪ ،‬لي�ست �أدلة‬ ‫ميكن له�ؤالء الأخ��ذ بها‪ ،‬و�سينكرون وجود النهار‪،‬‬ ‫فال وجود لأق��دام احلقائق الكونية‪ ،‬مامل يتحدث‬ ‫عنها ال�شريط الإخباري لقناة احلدث‪.‬‬ ‫حتى اهلل‪ ،‬ميكن له�ؤالء النواعق �إنكاره ما مل‬ ‫يُذكر يف كتابهم املقد�س جداً (�صحيح الع�سريي)‪.‬‬ ‫ف�ه��ذه �أم��ري�ك��ا تعلن م ��راراً وت ��ؤك��د ت �ك��راراً �أنها‬ ‫م��ن ي�ق��ود ال �ع��دوان على ال�ي�م��ن‪ ،‬و�أن�ه��ا م��ن حترك‬ ‫ال� �ط ��ائ ��رات وحت � ��دد الأه � � � ��داف‪ ،‬وه� ��ا ه ��ي �أ� �ش�ل�اء‬

‫لإلشـتراك في خــدمـة‬

‫أرســل حرف "ش"‬ ‫موبايل إلى األرقام التالية‪:‬‬

‫‪3111‬‬

‫الآم � �ن�ي��ن حت �م��ل ب �� �ص �م��ات ال� ��� �س�ل�اح الأم ��ري� �ك ��ي‬ ‫وت �ط �ف��ح ب ��روائ ��ح ال � �ب� ��ارود الأم ��ري� �ك ��ي‪ ،‬وه� ��ا ه��م‬ ‫�أح��رار ال�ع��امل ينا�شدون العم ال�سام بالتوقف عن‬ ‫حتريك �أذن��اب��ه والكف عن ترميم ق��رن ال�شيطان‪.‬‬ ‫حتى ك��ل م��ا �أك� ��ده �أوب ��ام ��ا وي ��ؤك ��ده ت��رام��ب‬ ‫ل�ي����س ك��اف�ي�اً ل�ي��ذع��ن ورث ��ة "�أبي رغال" حلقيقة‬ ‫�أن �أم��ري �ك��ا وم ��ن خ�ل�ف�ه��ا �إ� �س��رائ �ي��ل ه��ي �صاحبة‬ ‫ال � �ق ��رار‪ ،‬وم ��ا الآخ � � ��رون � �س��وى �أدوات رخ�ي���ص��ة‪.‬‬ ‫وحتى �ساعة كتابة ه��ذا امل�ق��ال الزال �أولئك‬ ‫ال� ��ذي� ��ن ن �ق �ع��ت خ�ل�اي ��اه ��م يف حم� �ل ��ول اخل �ي��ان��ة‬ ‫واالرتزاق يهرفون عرب كل و�سيلة متاحة‪ ،‬وترتع�ش‬ ‫حل��اه��م ب��ان�ف�ع��ال‪ ،‬وه��م يق�سمون ب��اهلل �أن �أم��ري�ك��ا‬ ‫حليفة احلوثيني‪ ،‬و�أن ال�ع��ام �سام ي ��ؤدي ال�صرخة‬ ‫كل �صباح‪ ،‬وقد مت تعيينه م�شرفاً يف جبهة نهم‪!..‬‬

‫‪2625‬‬

‫ت��أت��ي خواطرنا انعكا�ساً ل��واق��ع حياتنا اليومية ومعربة‬ ‫عنها‪ ،‬ف�صمودنا �ضد ال�ع��دوان يعد تعبرياً حقيقياً و�صادقاً‬ ‫لإراداة �صلبة لكل وطني حر و�شريف موقفه وا�ضح لن يركع‬ ‫�إال هلل وح��ده ول��ن ي�ست�سلم مهما كلفه الأم��ر‪ ،‬ف�إما العي�ش‬ ‫بعزة وكرامة �أو �أن منوت �شرفاء راف�ضني كل م�ساعي العدوان‬ ‫الهمجية يف تدمري كل مقومات احلياة مبا ميتلكه املعتدي‬ ‫م��ن �سيطرة ج��وي��ة‪ ،‬ومب��ا يفر�ضه م��ن ح�صار �شامل‪ ،‬ومبا‬ ‫ي�سعى �إليه من حماوالت يائ�سة يف ال�سيطرة على ال�سواحل‬ ‫الغربية لإحكام احل�صار ومنع و�صول امل�ساعدات الغذائية‬ ‫وال�ضرورية ملن يقف يف وجه العدوان املتغطر�س‪..‬‬ ‫�إن م�ساعي العدوان ومرتزقته تبوء بالف�شل والهزمية كل‬ ‫يوم‪ ،‬ويظهر ذلك جلياً من خالل تخبط �إعالمهم املهزوم مبا‬ ‫يلج�أ �إليه من ت�ضليل للر�أي العام وتزييف للحقائق‪ ،‬وخلق‬ ‫ان�ت���ص��ارات وهمية ب�ه��دف التغطية على هزائمهم املتكررة‬ ‫يف الرب والبحر‪ ،‬وانك�ساراتهم املتوا�صلة على �أي��دي �أبطال‬ ‫اجلي�ش واللجان ال�شعبية‪.‬‬ ‫ك�م��ا �إن مت��ا��س��ك اجل�ب�ه��ة ال��داخ �ل �ي��ة ��ض��د ال� �ع ��دوان هو‬ ‫�سر �صمودنا وانت�صاراتنا يف خمتلف اجلبهات مب��ا حتققه‬ ‫جبهة الداخل من جناحات �أمنية متوا�صلة‪ ،‬فرجال الأمن‬ ‫يبذلون ج�ه��وداً كبرية يف الر�صد واملتابعة لأدوات العدوان‬ ‫و�أعوانهم من املنافقني املجندين يف �صف العدو‪ ،‬وقد �أثمرت‬ ‫تلك اجلهود عن �إح�ب��اط العديد من العمليات التخريبية‬ ‫و�ضبط العنا�صر الإجرامية وما بحوزتهم من كميات كبرية‬ ‫من الأ�سلحة وامل�ع��دات‪ ،‬ك��ان الغر�ض منها اخ�تراق اجلبهة‬ ‫الداخلية والتي ت�شهد جناحات امنية م�ستمرة ت�أتي كثمره‬ ‫لليقظة العالية والتن�سيق واالن�سجام بني الأجهزة الأمنية‬ ‫وال�ل�ج��ان ال�شعبية وب�ي�ن امل�ج�ت�م��ع‪ ،‬وه ��ذا الأخ�ي�ر ل��ه ال��دور‬ ‫البارز يف ا�ستمرار النجاحات الأمنية التي تف�شل املخططات‬ ‫وامل���ش��اري��ع الإج��رام �ي��ة ال�ت��ي ي��دي��ره��ا ال �ع��دوان ع�ل��ى اليمن‬ ‫ويحاول دائماً تنفيذها‪.‬‬ ‫وليعلم ال�غ��زاة و�أع��وان�ه��م ب ��أن �أر���ض اليمن لن تكون �إال‬ ‫مقربة لهم‪ ،‬وب��أن�ن��ا �شعب جبل على احل��ري��ة‪ ،‬ي��أب��ى ال�ضيم‬ ‫و�سيظل يقاتل وب���ش��را��س��ة‪ ،‬فاليمن ع�صية و�إرادة ال�شعب‬ ‫و�صربه قوة التقهر‪ ،‬وحتماً واثقني ب�أن الن�صر حليفنا مادام‬ ‫اهلل معنا‪.‬‬ ‫ون ��ؤك��د لكل ال���ش��رف��اء ب��أن�ن��ا رج��ال الأم ��ن �سنظل ال�سند‬ ‫والداعم الأق��وى لكل اجلبهات‪ ،‬م�ست�شعرين م�س�ؤوليتنا يف‬ ‫�إف�شال كل املخططات وامل�ساعي اخلائبة للعدوان و�أعوانهم‬ ‫الرامية �إىل �إنعا�ش خالياه النائمة يف الداخل‪.‬‬ ‫* قائد قوات الأمن املركزي‪.‬‬

‫‪5777‬‬

‫‪3111‬‬


‫ملحق خاص‬

‫�أ�سبوعية ‪ -‬ت�صدر عن وزارة الداخلية اليمنية (الإدارة العامة للتوجيه املعنوي والعالقات)‬

‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫األحد‬

‫ال�شهيــد‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫أبو حسن املداني‪:‬‬ ‫�أمنــــوذج ‪..‬‬

‫لصانعــي التاريــخ‬ ‫وحملة المشروع‬ ‫بقلم‪ /‬علي �أحمد جاحز‬

‫نباهــة و�إقــدام‬ ‫بقلم‪ /‬علي املحطوري‬

‫طه المداني الذي‬ ‫لم أستطع تلخيصه‬ ‫بقلم‪ /‬مالك املداين‬

‫بركــان ثــورة‬ ‫بقلم‪� /‬أ�سامة املو�شكي‬

‫جهاد واستشهاد‬ ‫بقلم‪ /‬زيد البعوة‬

‫�شهــادات الرفــاق‬ ‫�ص ‪3‬‬


‫‪02‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫ملحق خاص‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫لكي �أكون �صادق ًا معكم‬ ‫ال �أعلم ماذا �أريد!‬ ‫بل بالأ�صح ال �أدري من �أين �أبد�أ �أم ماذا �س�أقول؟‬ ‫يف احلقيقة �إنني يف ورطة‪ ،‬فال قلم ًا �أ�سعفني‪ ،‬وال هاج�س ًا �أنقذين‪ ،‬وال حبل �أفكار تدىل‬ ‫�أمام ناظري‪ ،‬ال �أملك بداية ومل �أفكر يف نهاية بعد‪ ،‬كل مايعرتيني هو رع�شة قلب وفراغ‬ ‫كبري ل�شدة ات�ساعه �أ�ضاق �صدري حد االختناق!‪..‬‬

‫طه‪..‬‬ ‫الذي لم‬

‫بقلم‪ /‬مالك املداين‬

‫أستطع تلخيصه‬

‫فاحلدث كبري واملعني به �أكرب‪..‬‬ ‫الت�ستوعبه �سطور الأوراق‪ ،‬وال تفي حقه �أحبار املحابر‬ ‫التي ما انفكت تذرف املداد على وجه الورق‪ ،‬وك�أنه ينق�صني‬ ‫�أحد غريي وغري جوارحي لأوا�سيه و�أمللم �شتاته!‬ ‫ماذا �أفعل!‪ ..‬يبدو �أنني فقدت قدرتي على الكتابة!‬ ‫�أيعقل �أن يخذلني احل��ظ و�أن��ا يف �أم�س احلاجة �إليه!؟‬ ‫�أيعقل هذا‪...‬؟!!‬ ‫مل ال ؟! فهذه عوائده وهذه طبيعته‪..‬‬ ‫متى حالفني �أ�ص ًال‪ ،‬وملاذا �أ�ستغرب خذالنه يل ؟!‬ ‫يا �إللهي! ما هذا ال�شتات الذي يتملكني؟!‬ ‫�سحقاً لهما �سحقاً‪ ..‬حظي و�شتاتي‪� ،‬س�أدو�س على كليهما‬ ‫كما هي عادتي‪ ،‬و�أدع قلمي ي�سرت�سل فقط بدون مقدمات �أو‬ ‫خامتات �أو �أي �شيء‪� ،‬س�أقدم ما عندي ويكفي‪..‬‬ ‫طه املداين!‪� ..‬أم �أقول �أبو ح�سن؟‬ ‫هل �أكتب عنه با�سمه �أم بكنيته؟!‬ ‫يف احلقيقة ه��ذا ال ي�ه��م‪ ،‬ل�ست ب�صدد كتابة تقرير �أو‬ ‫حتليل �أو حتقيق‪..‬‬ ‫ل��ن �أروي ح�ك��اي��ا وال ��دي و�أق��ارب��ي وم��ن ع��ا� �ش��روه‪ ،‬ول��ن‬ ‫�أحت ��دث ع��ن دم��اث��ة �أخ�لاق��ه ورح��اب��ة � �ص��دره ال�ت��ي ات�سعت‬ ‫لأ�صدقائه و�أعدائه وا�ستولت حتى على ال�سجان واجلالد‪..‬‬ ‫�س�أدع ق�ص�ص �سجنه و تعذيبه للحقوقيني‪...‬‬ ‫و�س�أترك نزاهته‪� ...‬شهامته‪� ...‬صربه‪ ...‬حلمه‪ ..‬حكمته‪..‬‬ ‫فطنته‪� ..‬شجاعته‪� ...‬سماحته‪ ...‬ع�صفه‪� ..‬سكونه‪ ...‬اتزانه‪..‬‬ ‫انهماره‪ ...‬و�إحاطته بكل الف�ضائل واملكارم‪ ...‬لعلماء النف�س‬ ‫وهواة الكمال الب�شري‪...‬‬ ‫�س�أجتنب احل��دي��ث ع��ن ارت�ب��اط��ك ب��اهلل ع��ن ذك��رك ل��ه‪..‬‬ ‫عن ت�سبيحك‪..‬تهليلك‪ ..‬ركوعك‪� ..‬سجودك‪ ...‬ا�ستغفارك‪..‬‬ ‫مناجاتك وذرف��ك للدموع �أثناء خلواتك التي كانت كثرية‬ ‫بكرثة امل�صائب التي كنت تواجهها ي��ا ��س�ي��دي‪ ،..‬و�س�أف�سح‬ ‫امل �ج��ال (ل�ل�ح��رب نف�سها) ي��ا �أب��اح���س��ن ل�ك��ي تكتب وت��روي‬ ‫وحتكي عن �شجاعتك‪ ...‬عن بطوالتك عن هيجاتك وذروة‬ ‫جتلياتك‪...‬‬ ‫هي �سرتوي كيف ك�سرت الزحوف املرتلة‪ ،‬وكيف دحرت‬ ‫الفيالق املجندلة‪..‬‬ ‫هي �ستحكي كيف �أحرقت دبابة ببندقية!‪ ،‬وكيف وثبت‬ ‫وح �ي��داً �أم� ��ام ك�ت��ائ��ب الإب � ��ادة ح�ت��ى �أث� ��رت ده���ش��ة اع��دائ��ك‬ ‫و�أ�شبعتهم رعباً ورهبة‪...‬‬ ‫احل��رب نف�سها �ستخرب ال��رج��ال كيف ي�صبحون رج��اال‪،‬‬ ‫يقفون يف الكمائن فرادى ويقلبون احلومة حداداً ويحيلون‬ ‫العتاد رماداً‪ ،‬ببندقية وم�صحف وم�سبحة‪...‬‬ ‫احل � ��رب ي ��ا ط ��ه ك �ف �ي �ل��ة ب �ك �ت��اب��ة امل �ع �ل �ق��ات وال �ق �� �ص��ائ��د‬

‫والروايات فيك‪ ،‬الينق�صها �إال قلم ونوتة‪ ،‬لت�سطر مالحمك‬ ‫الأ�سطورية التي لطاملا تناقلناها يف جمال�سنا وحمافلنا‬ ‫التي مل نكن نفقه فيها �إال احلديث والكالم‪ ،‬تاركني الفعل‬ ‫لك ولأمثالك من �ساداتنا املجاهدين‪...‬‬ ‫��س��أت��رك ك��ل ه��ذا لأ��ص��دق��ائ��ك ولأع��دائ��ك ومل��ن عرفوك‬ ‫وعاي�شوك‪� ..‬أما �أنا‪� ،‬س�أكتفي بكتابة يوم لقائك ويوم �إبالغي‬ ‫بخرب ارتقائك وما بعده‪� ...‬س�أكتفي بهذا‪:‬‬ ‫ً‬ ‫كانت ليلة الثالثاء‪ ،‬ال �أذكر تاريخها حتديدا ولكنها كانت‬ ‫بعد ث��ورة الـ‪ 21‬من �سبتمرب �أذك��ر ه��ذا‪ ،‬التقيتك ليلتها يف‬ ‫منزل �أحد �أقاربي‪ ،‬كنت خام�س خم�سة حينها‪..‬‬ ‫مازلت �أذكر وقوفك يف الردهة متت�شق بندقيتك وتلقي‬ ‫ال�ت�ح�ي��ة ب�ت��وا��ض��ع وت�ل��ك االب�ت���س��ام��ة ال�ت��ي ع�ج��زت ع��ن فك‬ ‫�شفرتها �إىل يومنا هذا ال تفارق حمياك‪..‬‬ ‫�أذكر م�صافحتك يل و�أنا كلي فخر واعتزاز‪..‬‬ ‫دخلت يومها وجل�ست معنا ‪ ..‬مل تتحدث ك�ث�يراً‪ ،‬كنت‬ ‫�أك�بر من احلديث ‪ ،‬ومل �أمتلك ال�شجاعة للحديث معك‪،‬‬ ‫فقط جل�ست ب��دوري �أراقبك وا�سرتق النظر �إليك مت�أم ًال‬ ‫مالحمك احل��ادة وطبعك الهادئ وتلك الهالة التي كانت‬ ‫حميطة بك‪..‬‬ ‫تلك الهالة التي �أرغمتني و�أرغمت كل من ينظر لك �أن‬ ‫ي�سكت احرتاماً واجال ًال‪..‬‬ ‫كنت مت�شبعاً بالرجولة والوقار يا �سيدي حد الثمالة‪ ،‬بل‬ ‫كنت تفي�ض بهن �أينما ارحتلت وحيثما خططت رحالك‪..‬‬ ‫مل �أ��س�ت�ط��ع ليلتها �إال �أن �أب ��رح م�ك��اين ج��ام��داً �أ��ش��اه��د‬ ‫ت�ضاري�س وجهك والندبة التي تعتليه يف ده�شة ودخول!‬ ‫وال �أخ�ف��ي عليك �أن�ن��ي �شتمت حظي ال��ذي ال �أن�ف��ك عن‬ ‫�شتمه وال��دو���س عليه على ك��ل حلظة �ضيعتها ومل �أتعرف‬ ‫عليك �أكرث ل�سرب �أغ��وارك ومعرفة �أحاجيك و�ألغازك التي‬ ‫كنت تخفي حلولها خلف ح��دق��ات عينيك‪ ،‬عينيك اللتني‬ ‫�ضربت بنظرهما �أق�صى الدنيا وقعر ال�ك��ون وك��أن��ك ترى‬ ‫ال�سر املكنون وتعرف ما ال�ق��ادم من بعيد!وكل من حولك‬ ‫عمي ال ينظرون!‬ ‫اهلل ي��اط��ه‪ ..‬ك��م ب�ع�ثرين �صمتك و��س�ك��ون��ك و�إج�لال��ك‬ ‫لل�سيد القائد حينما �أ�شرق على ال�شا�شة!‬ ‫ال �أدري كيف لك �أن تكون كال�سد املنيع حلظة وكاحلمل‬ ‫الوديع حلظة و�أن��ت حمتفظاً على كامل �أر�صدتك املهيبة‪،‬‬ ‫التهدر منها �شيئاً‪...‬‬ ‫�سلبت �ألبابي ياويل اهلل ومازالت م�سلوبة �إىل اليوم!‬ ‫غ��ادرت يومها‪ ،‬ودعتنا وتوكلت على اهلل و�أن��ا �أمتنى �أال‬ ‫تفارقني دقيقة!‬ ‫�أم�ضيت ليلتي تلك و�أنا �أفكر فيك بكل ما فيك‪ ،‬مل تغب‬

‫عني حلظة واح��دة‪ ،‬كانت �أول م��رة التقيك فيها مبا�شرة‪،‬‬ ‫كنت جم��رد ق�ص�ص وحكايا مر�سومة يف خميلتي‪� ،‬أق�صها‬ ‫لأ�صدقائي و�أحكيها جلل�سائي‪..‬‬ ‫�أك�م�ل��ت ليلتي على نف�س احل��ال��ة‪ ،‬حتى �أ��ش��رق��ت �شم�س‬ ‫�صباح اليوم التايل‪� ،..‬صباح اليوم التايل الذي �أخربين فيه‬ ‫قريبي �أنك طلبت منه ا�صطحابك ويدعوين ملرافقته!‬ ‫متلكتني الفرحة حينها وغمرتني ال�سعادة‪ ،‬مل �أتردد بتاتاً‬ ‫يف قبول دع��وت��ه‪ ،‬ارت��دي��ت ثوبي على عجل‪ ،‬حملت �سالحي‬ ‫ب�ي��دي وه��رول��ت م�سرعاً للخارج منتظراً �أب��ن خ��ايل ال��ذي‬ ‫�سي�أتي لأخذي قبل املجيء لك‪..‬‬ ‫�أت��ى �إيل و�أن��ا كلي �شوق ولهفة لر�ؤيتك‪� ،‬صعدت �سيارته‬ ‫وانطلقنا �إل�ي��ك �أح���س��ب الأم �ت��ار ال�ت��ي تف�صلنا عنك حتى‬ ‫انتهيت من ح�سبتها ور�أي�ت��ك‪ ..‬تفرت�ش الأر���ض‪ ،‬خالياً من‬ ‫بهرجة احلياة وزخارفها‪ ..‬مبت�سماً لنا من بعيد!‬ ‫لن ت�صدق كم كنت مزهواً وخمتا ًال عندها‪ ...‬ال يهم‬ ‫ركبت معنا وذهبنا‪...‬‬ ‫كان �أول حديث �أجريه معك و�آخ��ر حديث يومها! كنت‬ ‫ب�سيطاً ي��ا ��س�ي��دي ح��د ال�ع�ظ�م��ه! وق��ري �ب �اً م��ن ال��واق��ع حد‬ ‫اليقني!‬ ‫كنت خفيف الظل‪� ،‬سريع البديهة متقد الذكاء‪ ،‬خطيب‪..‬‬ ‫فيل�سوف‪ ..‬ملم‪ ..‬ملهم ‪ ..‬عامل!‬ ‫�أنهينا ذلك امل�شوار وقطعنا تلك امل�سافة كلمح الب�صر‪..‬‬ ‫تعلمت �آنذاك ما مل �أتعلمه خالل �ست وع�شرين �سنة!‬ ‫ودعتك ويكاد قلبي يتمزق‪ ..‬ال �أدري كيف راودين ذلك‬ ‫ال�شعور الذي �أخربين ب�أين لن �أراك جمددا!‬ ‫كدت �أبكي و�أفجر دمع عيني يومها ولكني متالكت نف�سي‬ ‫بالكاد وظللت �أراقبك حتى اختفيت عن ناظري!‬ ‫ومل يطل ال��وق��ت بعدها ك�ث�يراً حتى ا�شتعلت احل��رب‪..‬‬ ‫و�أوق��دت نريانها‪ ،‬وبلغني �أنك �أبيت اال �أن تكون يف املقدمة‬ ‫كما هي عادتك‪ ،‬ظللت �أتابع �أخبارك و�أقتفي وحيك بتوج�س‬ ‫وخيفة وحذر!‪ ،‬مكثت على حايل هذا حتى تلك الليلة‪ ..‬تلك‬ ‫الليلة ال���س��وداء الظلماء التي الزال��ت تفا�صيلها القبيحة‬ ‫عالقة بر�أ�سي حد اللحظة‪،‬‬ ‫كانت ليلة باردة‪ ،‬غائب عنها القمر‪ ،‬و�أكاد �أق�سم باخلالق‬ ‫�أنه حتى النجوم انطفئت يومها‪ ،‬فال نور وال قب�س نار وال‬ ‫وهج �أفق ظهر‪ ...‬كنت �أنا وال�سواد واحد �أ�صدقائي الذي زف‬ ‫ايل خرب ا�ست�شهادك‪!!..‬‬ ‫تبلدت وقتها‪ ،‬حاولت �أن �أر�سم �سيناريوهات مغايرة ع�سى‬ ‫�أن �أخفي احلقيقة‪ ،‬ع�سى �أن �أكذب على نف�سي موا�ساة و�شفقة‬ ‫بحايل‪ ..‬ولكن اخلرب كان قاطعاً وم�ؤكداً وفوق كل هذا غاية‬ ‫يف ال�سرية‪ ،‬كانت قطعة جمر حكم على �أن ابتلعها وحدي‬

‫دون �إخبار �أحد‪..‬‬ ‫عدت �أدراجي �صوب منزيل و�أنا �أدري �أنني �س�أبكي على �أثر‬ ‫الفاجعة حد االختناق ‪ ،‬مل �أ�صدق �أنني و�صلت عتبة غرفتي‬ ‫حتى تنف�ست ال�صعداء و�أطلقت العنان للطفل الذي بداخلي‬ ‫وبكيت‪ ...‬بل ذرفت الدم ب�شكل هي�ستريي ومل يوق�ضني عن‬ ‫جنوين �إال عينيك! عينينك اللتني تذكرتهما و�أنا يف �سكرة‬ ‫�أحزاين وتثلجت �أطرايف رهبة منهما!‪.‬‬ ‫كتمت ال�سر الثقيل منذ ما يقارب عام ون�صف‪ ،‬ورف�ضت‬ ‫م�شاركة �أح��د ب��ه‪ ،‬كنت �أ��س�م��ع مات�سرب م��ن �أخ �ب��ار و�أت ��أمل‬ ‫وحيداً كنت �أرى �صورك على مواقع التوا�صل و�أتوجع خفية‪،‬‬ ‫كنت �أ�ضع عيني بعني من يعلم خرب ارتقائك و�ألفظ ال�شهقة‬ ‫ب�صمت‪..‬‬ ‫مكثت على حايل هذا �إىل قبل ما يقارب ال�شهرين من‬ ‫كتابتي لطال�سمي هذه �إىل ذلك اليوم الذي طلب مني �أن‬ ‫�أ�شرتك يف عمل ت�صويري وثائقي يحكي حياتك‪ ..‬جهادك‪..‬‬ ‫ا�ست�شهادك!‬ ‫�أدرك � ��ت ع �ن��ده��ا‪� ،‬أن ��ه ح ��ان ال��وق��ت ل�ك��ي ي�ب�ت�ل��ع اجلميع‬ ‫اجلمرة‪ ،‬و�أنه �سيعلن عن ا�ست�شهادك قريباً‪ ،‬وظننت حينها‬ ‫�أنني �س�أريح كاهلي من حمله الثقيل قلي ًال‪ ..‬عند مقابلة‬ ‫�أ�صدقائك ورف��اق جهادك واال�ستماع �إليهم وهم يتحدثون‬ ‫عنك‪ ،‬ولكن‪..‬‬ ‫ي��اوي�ل��ي‪ ..‬ل��و �شاهدتهم وه��م يبكون يف ن�صف احلديث‪،‬‬ ‫لو ر�أيت دموعهم التي �سالت لعظمتك يا �سيدي‪ ،‬لو �سمعت‬ ‫زفراتهم التي كانوا يفجرونها رغماً عنهم‪ ،‬لو ملحت بريق‬ ‫�أعينهم وهم ي�صفونك‪ ،‬و�شرود نظراتهم وهم يرتجمونك‪،‬‬ ‫ورب��اط��ة ج�أ�شهم املنهار وه��م ينعونك!‪ ،‬وح�سرتي و�ضيمي‬ ‫ورع�شة يدي حينها‪..‬‬ ‫لقد تركت يتامى كرث وراءك ياطه‪ ،‬وخلفت رجا ًال �أ�شداء‬ ‫ك�ثر �أي���ض�اً‪ ،‬ارت�ق�ي��ت �إىل ال�سماء ي��ا ��س�ي��دي‪ ،‬و�أخفينا خرب‬ ‫ارتقائك ك�ث�يراً‪ ،‬وه��ا قد ج��اء �أ�سبوع ال�شهيد‪ ،‬وق��رر لنا �أن‬ ‫نحتفل بك عالنية‪..‬‬ ‫ها �أنا اليوم �أكتب عنك ما ال يليق بك‪..‬‬ ‫ولكن ال يهم‪ ،‬ف�أنت ل�ست بحاجة ملن يكتب فيك‪..‬‬ ‫هنيئاً لك ال�شهادة بجوار الأنبياء وال�صديقني وال�شهداء‬ ‫ممن �سبقوك‪..‬‬ ‫و�سالم اهلل عليك يا �سيدي يف كل وقت وحني‪..‬‬ ‫وع�ه��داً علينا �أن من�شي على درب��ك ودرب ال�سيد ح�سني‬ ‫متمثلني لأوامر قائدك وقائدنا ال�سيد العلم عبدامللك بدر‬ ‫الدين احلوثي �إىل �أن نلقى اهلل منت�صرين �أو �شهداء‪..‬‬ ‫�سالم �سالم‪.‬‬


‫شهادات الرفاق‬

‫ال�شهيد ال �ل��واء ط��ه امل� ��داين �شخ�صية ف��ري��دة‬ ‫ح�م�ل��ت ب��داخ�ل�ه��ا ه �م �اً ع�ظ�ي�م�اً وم �� �ش��روع �اً ك �ب�يراً‪،‬‬ ‫وا��ش�ت�غ��ل ب�صمت ب�ع�ي��داً ع��ن الأ� �ض��واء ل�ي�ك��ون من‬ ‫القلة القليلة التي تف�ضل �أن يبقى عملها بعيداً‬ ‫ع��ن امل�ب��اه��اة وال���ش�ه��رة‪ ،‬لكنه م��ع ذل��ك ت��رك ا�سماً‬

‫كبرياً علماً‪ ،‬ي�شهد له من يعرفه وم��ن ال يعرفه‪،‬‬ ‫وهنا ح�صلنا على �شهادات عنه وعن حياته و�سريته‬ ‫ون�ضاالته من رج��ال راف�ق��وه وع��رف��وه‪ ،‬كل حتدث‬ ‫عنه من زاوية وطرح فيه ر�ؤية خمتلفة‪ ،‬ونرتككم‬ ‫تطالعون ال�شهادات كما وردت‪:‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫ملحق خاص‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫عانق الشهادة‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫}يَا �أَ َّي ُتهَا ال َّن ْف ُ�س المْ ُ ْط َم ِئ َّن ُة ا ْرجِ عِي �إِلىَ َربِّكِ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة َفاد ُْخلِي فيِ عِ � َب��ادِي َواد ُْخ� ِل��ي‬ ‫َر ِ‬ ‫َج َّنتِي{‬ ‫حينما نتحدث عن ال�شهيد ال�سعيد (طه‬ ‫املداين) ‪ -‬رحمة اهلل ور�ضوانه عليه‪ -‬فنحن‬ ‫يف ال��واق��ع �إمن ��ا ن�ت�ح��دث ع��ن ق�ي��م وم �ب��ادئ‬ ‫و�أخالق مت�شي على الأر�ض متج�سدة يف تلك‬ ‫ال�شخ�صية الإميانية‪.‬‬ ‫��ش��اب �أف�ن��ى حياته يف �سبيل اهلل (و�سطر‬ ‫ب��دم��ائ��ه �أب �ل��غ ال��درو���س يف ال�شهامة وال�ع��زة‬ ‫والكرامة والإباء والت�ضحية والفداء‪ .‬وهذه‬ ‫مفردات ال ت�سطر �إال بالدم) وال ترتجم �إال‬ ‫من خالل املواقف‪.‬‬ ‫ن �ع��م‪ ..‬ت��رج��ل ال �ف��ار���س م���ض�م�خ�اً ب��دم��اء‬ ‫ال�شهادة (ونال هذا الو�سام الرفيع) وها نحن‬ ‫نقيم منا�سبة ذك��راه بكل تعظيم و�إج�ل�ال‪..‬‬ ‫ولكن لي�ست هذه هي كل الق�ضية فال�شهيد‬ ‫ال ينتظر منا جمرد تعليق �صورة �أو ت�سطري‬ ‫القوايف الرنانة والكلمات امل�سجوعة لرتثيته‬

‫اللواء‪/‬‬ ‫�إبراهيم امل�ؤيد‬

‫أبو حسن المداني‬

‫‪03‬‬

‫حممد بدر الدين احلوثي‬

‫ك�لا‪ ..‬فال�شهيد لي�س ميتاً يبحث عن م�أمت‬ ‫لقراءة الفاحتة �إىل روحه‪..‬‬ ‫ب ��ل امل �ط �ل��وب م ��ن �أن ن �ت �ع��رف ع �ل��ى تلك‬ ‫الثقافة وتلك املبادئ والقيم التي حتمله �إىل‬ ‫ك��ل قلب و�إىل ك��ل �أر���ض وك��ل ع�صر لي�صبح‬ ‫�أن�شودة حلوة ترتدد على �شفاه الثائرين على‬ ‫مر الأيام‪.‬‬ ‫�إن �أهم در�س تاله ال�شهيد‪ -‬بعد �أن �سطره‬ ‫بدمائه‪ -‬يتلخ�ص يف �أن نفهم‪ :‬كيف منوت؟‬ ‫لأن من ال يعرف كيف ميوت ال يعرف كيف‬ ‫يحيا‪ ..‬كما ع َّل َمنا �أن من يبحث عن ال�شهادة‬ ‫ب�صدق‪ -‬ال بد �أن يعانقها يوماً ما‪ ..‬و�أنها هي‬ ‫اخلط ال�سريع للو�صول �إىل اجلنة‪.‬‬ ‫ال �� �ش �ه �ي��د ال �� �س �ع �ي��د خ ��ا� ��ض ال �ع��دي��د م��ن‬ ‫امل�ع��ارك ق��ائ��داً رائ ��داً وف��دائ�ي�اً جم��اه��داً �ضد‬ ‫�أع��داء اهلل ويف �سبيل اهلل بعيداً عن الأ�ضواء‬ ‫م�ت�ن�ك��راً ل �ل��ذات ع�صياً ع�ل��ى امل�غ��ري��ات ع��ازف�اً‬ ‫عن امللذات و�سطر �أروع البطوالت بتوا�ضع‬ ‫ج ٍّم وخلق رفيع و�سماحة عالية وورع وعفة‬ ‫و�شهامة و�شجاعة وا�ستب�سال‪ ..‬ويف العديد‬

‫أحد رجال‬ ‫الثورة‬

‫قالوا عن ال�شهيد‬

‫من �صوالته وجوالته كانت ال�شهادة تغازله‬ ‫عن قرب فت�ضطرم يف قلبه الأ�شواق وي��زداد‬ ‫�شغفه للعناق‪.‬‬ ‫ويف حل �ظ��ة ق��د� �س �ي��ة وب �ي �ن �م��ا ه ��و ي �ط��ارد‬ ‫� �ش��ذاذ الآف � ��اق وح���ش��و ال �ن �ف��اق و� �ش��ر ال�بري��ة‬ ‫ويف حلظة غ ��ادرة‪ ..‬حتلق ال��روح يف عليائها‬ ‫وت �ت��راءى ل��ه ال �� �ش �ه��ادة ب�ج�م��ال�ه��ا وج�لال�ه��ا‬ ‫فيح�س طيبها وتغمره �أنوارها وي�شم �أريجها‬ ‫وي�أن�س بها فتتحقق الآم��ال وت�ب��د�أ مرا�سيم‬ ‫الزفاف فيظفر بالو�صال ويعتنقان �إىل الأبد‬ ‫وتتج�سد الأمنية ويفوز بال�سعادة الأبدية فيِ‬ ‫ِيك ُم ْق َتدِ ر‪.‬‬ ‫َم ْقعَدِ ِ�صدْقٍ عِ ْن َد َمل ٍ‬ ‫�أما هنا‪ ..‬فيحمل اجل�سد الطاهر على وقع‬ ‫التكبري والتهليل وي��وارى ال�ثرى وترفرف‬ ‫على قربه راية احلق والعدالة ولأنها ارتوت‬ ‫بدمه الزكي ف�ستظل تخفق لتعلن للأجيال‬ ‫انت�صار ال��دم و�شموخ القيم وال��وف��اء لل َعلَم‬ ‫فتمثل �إ��ش�ع��اع�اً ي�ن�ير ال ��درب ل�ل�ث��وار وكعبة‬ ‫ي�ؤمها الأحرار و�صرخة ترتجم معنى ال�شعار‬ ‫وم�سرية تبحث عن �أن�صار‪.‬‬

‫صانع النصر‬ ‫وحمزة العصر‬ ‫طه امل�ؤيد‬

‫*‬

‫يج�سد القادة الأوفياء معنى ومبد�أ الت�ضحية والفداء‬ ‫ح�ين يتقدمون ال�صفوف ويبيعون �أنف�سهم وحياتهم‬ ‫هلل ويف �سبيله بروحية عالية وبحب و�إخ�لا���ص وبرغبة‬ ‫كاملة‪..‬‬ ‫وال�شهيد القائد اللواء طه املداين ابوح�سن يعد واحداً‬ ‫من �أبرز �أولئك القادة الذين يتجلى فيهم �أمنوذج الفداء‬ ‫والت�ضحية وال�سمو فوق رغبات الذات و�أهوائها‪..‬‬ ‫م��ن مل ي�ع��رف ال�شهيد ط��ه امل��دين يجهل الكثري عن‬ ‫�صفات املجاهد املتوقد ال�شجاع الكرمي املتوا�ضع ال�سموح‬ ‫الب�شو�ش ال�شديد على العدو املقدام الفار�س الذي الي�شق‬ ‫له غبار‪.‬‬ ‫�أبو ح�سن �شخ�صية فريدة حمل امل�شروع بني جوانحه‬ ‫وانطلق يف بداية م�شوار امل�سرية القر�آنية لي�صبح �أحد‬ ‫��ص��ان�ع��ي �أه ��م الإجن� � ��ازات واح ��د رج ��ال ال �ث��ورة اليمنية‬ ‫اخلالدة‪.‬‬ ‫هذه العجالة ال ت�ستيطع �أن تلخ�ص ما ينبغي �أن يقال‬ ‫ع��ن ال�شهيد ال�ل��واء ط��ه امل ��داين‪ ،‬لكن التاريخ �سين�صفه‬ ‫و�سي�ؤر�شف ذك��راه يف �أه��م �صفحاته‪ ،‬كما يفعل دائماً مع‬ ‫العظماء يف ت��اري�خ�ن��ا‪�� ..‬س�لام اهلل على روح��ه الطاهرة‬ ‫وعلى �أرواح رفاقه ال�شهداء‪.‬‬

‫* املفت�ش العام بوزارة الداخلية‬

‫ال �أدري م ��ن �أي� ��ن �أب � � ��د�أ‪ ،‬ول �ك��ن يف‬ ‫ح��دي �ث��ي ع ��ن ه� ��ذا ال �ق ��ائ ��د ال �ع �ظ �ي��م‪،‬‬ ‫��س��أن�ثر ح��رويف ب�لا ت��رت�ي��ب‪ ،‬فتجمعها‬ ‫مالئكة ال�سماء‪ ،‬وت�صوغ منها �صدق‬ ‫العبارات التي قد تفي بال�شيء القليل‪،‬‬ ‫عن ذاك القائد امللهَم وال� َع�لَ� ُم الأ�� َ�ش��م‪،‬‬ ‫ف �م��ا �أل �ت �م �� �س��ه �أن � ��ا م ��ن واق � ��ع جت��رب��ة‬ ‫وي�ل�ت�م���س��ة ك��ل م��ن ع��رف��ه وم ��ن َع��مِ ��ل‬ ‫حتت لوائِه‪� ،‬أن مِ ن �أب��رز مميزات هذه‬ ‫ال�شخ�صيه اال�ستثنائيه‪� ،‬أن��ك عندما‬ ‫جتال�سه وحت��ادث��ه ينظر �إل �ي��ك بعمق‬ ‫وب�إن�صات عجيب ال يتل ّفت‪ ،‬وال يحيد‬ ‫ب �ن �ظ��ره ع� �ن ��ك‪ ،‬وال ي� �ق ��ود احل ��دي ��ث‪،‬‬ ‫وال ي�ق��اط�ع��ك‪ ،‬وال يتكلم �أك�ث�ر منك‪،‬‬ ‫ويجمع ك��ل حوا�سه وتركيزه �صوبك‪،‬‬ ‫و ُي �� �ش � ِع��رك ب ��أن��ك ُج��ل اه�ت�م��ام��ه و�أن��ك‬ ‫حم��ور حديثه‪ ،‬وك��أن��ك �شغله ال�شاغل‬ ‫و�أنه ينتظر قدومك منذ مده‪ ،‬يتحدث‬ ‫�إليك ب�صوت منخف�ض جداً مهما كان‬ ‫�صوتك مرتفع‪ ،‬يتقبل النقد العادي‬ ‫واجل � ��ارح وال ي�غ���ض��ب‪ ،‬ي���ص�غ��ي ك�ث�يراً‬ ‫وي�شعرك ب�أنه يتعلم منك‪.‬‬ ‫يف كل جل�سه �أو اجتماع تخرج و�أنت‬

‫�شخ�ص �آخ ��ر حت�م��ل �إ� �ض��اف��ات تنعك�س‬ ‫على مكنون �شخ�صيتك لتجعلك فاع ً‬ ‫ال‬ ‫يف احل �ي��اه‪ ،‬يجيد ت��رم�ي��م �شخ�صيتك‬ ‫وينع�شها ب�شكل مذهل‪ ،‬ت�أتي �إليه و�أنت‬ ‫حمبط وت�شعر باخليبة و رمبا الإهانه!‬ ‫فيب�سط لك يديه وب�إبت�سامة عري�ضه‬ ‫ي�ستمع �إليك وير�شدك‪ ،‬وتغادره و�أنت‬ ‫�شامخ حتمل عزة امل�ؤمنني‪ ،‬يجيد �صنع‬ ‫ال�ق�ي��ادات وال ي�صنع ع�ب�ي��داً �أو ت��واب��ع‪،‬‬ ‫هذا جانب من �شخ�صيته يف تعامله مع‬ ‫عامة النا�س �أو �أفراده‪� ..‬أما يف اجلانب‬ ‫العملي ب�شقيه يف ال�سلم واحلرب جتده‬ ‫ال ي�ح��ب ال���ش�ه��رة وال ال �ظ �ه��ور‪ ،‬ق��ائ��د‬ ‫بالفطرة‪� ،‬صاحب عني فاح�صة‪ ،‬ي�شعر‬ ‫بحدوث اخللل والزلل والركاكة يف �أي‬ ‫خطه �أو ح��دث م��ا‪ ،‬ويعرف كيف يقود‬ ‫�أف� � ��راده وامل� � ��وارد ال �ت��ي حت��ت ي ��ده �إىل‬ ‫الأه��داف البعيدة واال�سرتاتيجية‪ .‬ال‬ ‫يحب عدم االن�ضباط �أو احل��ال املائل‪،‬‬ ‫و�إذا حدث خلل يعطيك طاقه �إيجابيه‬ ‫ال ي��وب��خ وال ي �ث �ب��ط‪ ،‬ب��ل ي��دف �ع��ك �إىل‬ ‫الأم��ام وي�شعرك بانك تقدمت خطوة‬ ‫للأمام‪.‬‬

‫يف رحاب ال�شهداء‬

‫شهداؤنا‬ ‫عظماؤنا‬ ‫اللواء الركن‪/‬‬ ‫عبداحلكيم ها�شم اخليواين *‬ ‫ع��ن ال���ش�ه�ي��د ال �ق��ائ��د ح���س�ين ب ��در ال��دي��ن احل��وث��ي وع��ن‬ ‫ال�شهداء جميعا وع��ن ال�شهيد طه ح�سن �إ�سماعيل امل��داين‬ ‫باين العمل الأمني �أقول وكل جوارحي و�أع�ضائي‪:‬‬ ‫�إن من �أعظم نكبات الأمة �أن تفقد عظماءها فع ً‬ ‫ال‬ ‫وبرحيل رجل بحجم اللواء طه ح�سن املداين تكون �أمتنا‬ ‫قد فقدت رج ً‬ ‫ال عظيماً وجماهداً فذاً‪..‬‬ ‫ومن املعلوم �أن نيل ال�شهادة يعترب فوزا بر�ضوان اهلل وهي‬ ‫ف�ضل منه تعاىل ومنحة �إلهية �أعدها اهلل خلا�صة �أوليائه‪..‬‬ ‫بالرغم من هذا كله �أعتقد �أن ا�ست�شهاد املجاهد اللواء طه‬ ‫ح�سن املداين يعترب حدثاً ع�ضيما يعرب عن الوالء والعطاء‬ ‫الكبري ل�ه��ذا ال��رج��ل و�أي���ض�اً حم��رج�اً ج��داً لكل املتخاذلني‬ ‫وك��ل م��ن مل ي��زل م��ن ال�ق��اع��دي��ن يف بيوتهم م��ن اليمنيني‬ ‫ب�شكل عام‪ ،‬وحمرجاً للمت�أخرين والقاعدين يف بيوتهم من‬ ‫القيادات الع�سكرية والأمنية ب�صورة خا�صة‪ ،‬فهل �سينتظرون‬ ‫�إىل �أن ي�صل العدو املحتل و�أدواته ليداهموا منازلهم؟!!‬ ‫�إننا اليوم نحيي الذكرى ال�سنوية لل�شهيد لكي نحيي يف‬ ‫قلوبنا الوعي والب�صرية‪ ،‬ولكي ال نبتعد عن ال�شهداء وعن‬ ‫م�شروعهم القر�آين والأخالقي واملبدئي والإن�ساين‪.‬‬ ‫ل �ن ��ؤك��د امل���ض��ي يف ن�ف����س ال� ��درب ال ��ذي ��س�ل�ك��ه ال���ش�ه��داء‬ ‫الكرماء‪.‬‬ ‫�إنهم كرماء بكل ماتعنيه الكلمة من معنى لأنهم رف�ضوا‬ ‫ال�ضيم واخل�ضوع ومل يقبلوا بعي�ش الذلة وال �ه��وان‪ ..‬مل‬ ‫ينتظروا الأعداء املحتلني حتى ي�صلوا �إىل بقية املحافظات‬ ‫لين�صبوا امل�سالخ واملذابح اجلماعية يف ال�شوارع‪� ..‬إن ال�شهداء‬ ‫ك��رم��اء وع�ظ�م��اء لأن �ه��م رف���ض��وا �أن ي�ع�ط��وا ال �ع��دو فر�صة‬ ‫ال��و��ص��ول لإخ ��راج ن���س��اء ال�شعب اليمني ك��ي ت�ب��اع يف �سوق‬ ‫النخا�سة‪!!.‬‬ ‫كما فعلوا يف بلدان �أخرى!!‬ ‫�إننا اليوم نحيي هذه الذكرى لنعاهد ال�شهداء العظماء‬ ‫جميعاً على ر�أ�سهم ال�شهيد القائد ال�سيد ح�سني بدرالدين‬ ‫احلوثي م�ؤ�س�س م�شروع العزة يف هذا الع�صر‪ ،‬الذي فتح باب‬ ‫العزة والكرامة ل�شعبنا و�أمتنا ودعا اجلميع ملواجهة الباطل‬ ‫وال�ط��واغ�ي��ت جميعاً ع�ل��ى ر�أ��س�ه��م ق��وى اال��س�ت�ك�ب��ار العاملي‬ ‫�أمريكا و�إ�سرائيل‪.‬‬ ‫نعاهده ونعاهد جميع ال�شهداء‪ ،‬ونعاهدك �أيها ال�شهيد‬ ‫املجاهد احلبيب العزيز �أبوح�سن املداين‪.‬‬ ‫�أن ن�ظ��ل يف ط��ري�ق�ك��م ودرب �ك��م ال ��ذي ف��ر��ض��ه اهلل علينا‬ ‫للت�صدي للظاملني واملجرمني �أع��داء احلق و�أع��داء العدالة‬ ‫و�أن نحمي �شعبنا العظيم ونثبت دعائم الأم��ن واال�ستقرار‬ ‫ب�إذن اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫ل��ن نحيد ب ��إذن اهلل ع��ن طريقهم حتى يتحقق الن�صر‬ ‫ويقام العدل ويزهق الباطل و�أدوات ��ه‪ ،‬وحتى تتحرر �أمتنا‬ ‫ومقد�ساتنا وتتخل�ص �شعوب الأم��ة م��ن الظلم والتدمري‬ ‫والطغيان واالمتهان‪.‬‬ ‫وليعلم العدو �أن ال�شهيد طه املداين قد ترك خلفه رجا ًال‬ ‫�أ�شداء يف امليدان �سيوا�صلون ويحققون هدفه ال�سامي الذي‬ ‫عمده بدمه الطاهر‪.‬‬ ‫اخللود لل�شهداء وال�شفاء للجرحى واخلال�ص للأ�سرى‬ ‫والن�صر ل�شعبنا العظيم‪.‬‬ ‫* نائب وزير الداخلية‬ ‫ع�ضواللجنة الأمنية العليا‬


‫‪04‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬ ‫العدد ‪1090‬‬

‫ال�شهيــد‬

‫أبو حسن املداني‪:‬‬

‫علي �أحمد جاحز‬

‫�أمنوذج ل�صانع التاريخ‪..‬‬

‫ك��ل م��ا ن��راه ون�شاهده ونلم�سه م��ن �إجن ��ازات وجن��اح��ات م��ن حولنا مل‬ ‫يتحقق �صدفة وال بالتمني‪ ،‬بل يقف وراءه رج��ال وعقول وجهود وعزائم‬ ‫وهمم وت�ضحيات ت�ضافرت يف �صناعته‪.‬‬ ‫هذا هو حال جناح ثورة ‪� 21‬سبتمرب وا�ستمرار امل�سرية القر�آنية يف امل�ضي‬ ‫نحو حتقيق الهدف الأ�سمى الذي تن�شده الب�شرية وحتث عليه التوجيهات‬

‫الإلهية‪،‬‬ ‫مل ت �ك��ن‬ ‫امل � � � �� � � � �س� �ي� ��رة‬ ‫القر�آنية لت�صل‬ ‫�إىل ما و�صلت �إليه‬ ‫اليوم لوال وجود رجال‬ ‫�صنعوا ه��ذا ال�ت��اري��خ ال��ذي‬ ‫ي�ؤر�شف يومياً يف ذاكرة الوقت ‪.‬‬ ‫ول� �ع ��ل م ��ن ب�ي�ن �أول � �ئ� ��ك ال ��رج ��ال‬ ‫الكثريين طبعاً والعظماء ال�شهيد �أبو احل�سن‬ ‫طه امل��داين‪ ،‬ال��ذي ك��ان له ب�ص َم َته يف �صناعة مالمح‬ ‫التاريخ الذي نعي�ش ف�صوله وحكاياته اليوم‪.‬‬ ‫طه املداين هو �أمن��وذج نا�صع من بني مناذج كثرية ف�ضلت البقاء خلف‬ ‫الأ��ض��واء‪ ،‬وهي ت�صنع ما ن��راه �أم��ام الأ�ضواء وما ال ن��راه �أي�ضاً‪ ،‬وهو مثال‬ ‫لل�شاب ال��ذي اختار ان ي�سخر �شبابه وعنفوانه يف النهو�ض ب�أهم م�شروع‬ ‫يتحرك على ظهر الب�سيطة ه��ذه الأي ��ام‪ ،‬ولي�س ترفا او لال�ستهالك ما‬ ‫�س�أقوله هنا عن ه��ذه القامة البطولية الفريدة وال�ن��ادرة‪ ،‬بل �إن��ه �سيظل‬ ‫قلي ً‬ ‫ال بحقه ومب��ا مثله و�سيظل ميثله من معان على م�ستوى الت�ضحية‬ ‫واالخال�ص والوعي والنباهة والعنفوان والقيادة وال�شجاعة والعبقرية‪....‬‬ ‫�إلخ‪.‬‬ ‫وبني هذه الأح��داث املهولة التي يعي�شها وطننا و�أمتنا و�شعبنا و�شعوب‬

‫بقلم ‪ /‬زيد البعوة‬

‫جهاد وا�ست�شهاد‪..‬‬

‫م��ن ب�ين امل���س�م��ورة وامل�ن�ق��ورة يف اجل��ام��ع الكبري ب�صنعاء ك��ان �أول‬ ‫موقف �صدره ال�شهيد طه املداين حني ذهب مبح�ض �إرادته �إىل هناك‬ ‫لي�صرخ ب�شعار الب�ر�أة م��ن �أع��داء اهلل فتم القب�ض عليه وال��زج ب��ه يف‬ ‫زنزانة فردية يف �أروق��ة �سجن الأم��ن ال�سيا�سي لعدد من الأع��وام كان‬ ‫التعذيب وال�ضغوطات املتكررة عليه وعلى بقية زم�لائ��ه ال تتوقف‬ ‫جلعلهم يتخلون ع��ن مواقفهم لكنه ك��ان ق��وي�اً ب�ق��وة الإمي ��ان ال��ذي‬ ‫يحمله يف داخله وعندما مت االفراج عنه هرول م�سرعاً اىل قائد امل�سرية‬ ‫القر�آنية ال�سيد عبد امللك ليطلب منه عم ً‬ ‫ال يف �سبيل اهلل مت التوجيه‬ ‫بالتحرك اجلاد وامل�ستمر ثقافياً وتعبوياً فتحرك ال�شهيد بكل لهفة‬ ‫و�شوق للعمل لأن هذه رغبتة املن�شودة والتي يحلم بها منذ ان تر�سخت‬ ‫الثقافة القر�آنية يف �صدره جاءت احلرب الرابعة بعد خروج ال�شهيد‬ ‫طه من ال�سجن بحوايل ع�شرين يوماً فلب�س المة حربه وانطلق اىل‬ ‫ميدان املعركة كالأ�سد اله�صور ال توقفه كل �أ�سلحة العامل ال دبابات وال‬ ‫مدرعات وال �صواريخ وال زحوفات حتى انه جرح خالل احلرب الرابعة‬ ‫ث�لاث م��رات ك��ان ي�ج�ترح ورغ��م ال �ظ��روف ال�صعبة وق�ل��ة الإم�ك��ان��ات‬ ‫الطبية وامل��ادي��ة فيعالج نف�سه ب��امل��وج��ود ث��م يوا�صل عمله اجل�ه��ادي‬ ‫وهكذا مل يتوقف يوماً عن اجلهاد‪...‬‬

‫�شاب ن�ش�أ يف طاعة اهلل كل حياته مواقف و�أكربها و�أعظمها ال�شهادة‬ ‫يف �سبيل اهلل هتف ب�شعار ال�صرخة يف وجه امل�ستكربين يف زمن ال�صمت‬ ‫مل يخف يوماً من كل عوامل الرتهيب والرتغيب مل يخف اال من‬ ‫حاجه واحدة �أال وهي التق�صري والتفريط‪� ،‬أعماله اجلهادية مبختلف‬ ‫�أق�سامها الثقافية والأمنية والع�سكرية ت�شهد عن عظمة �صاحبها‬ ‫وتقول ملحبيه ورفاق دربة وملن يعرفه وال يعرفه اجعلوا من هذا البطل‬ ‫امل�غ��وار مدر�سة يف اجل�ه��اد ومعانيه والت�ضحية وغاياتها فمن كانت‬ ‫حياته ج�ه��اداً وختامها ا�ست�شهاداً ال�شك �سيكون مدر�سة ينهل منها‬ ‫ع�شاق ال�شهادة يف العمل امل�ستمر يف كل ال�ظ��روف يف ال�سلم واحل��رب‬ ‫وال�شدة والرخاء هو كان هكذا وال�شك �أن من يعرفه �أو يتعرف عليه‬ ‫حق املعرفة �سيكون قوياً يف �إميانه وقوياً يف مواقفه و�أعماله‪..‬‬ ‫قائد ع�سكري �صنعته احل��روب وال�صراعات فجعلت منه بط ً‬ ‫ال ال‬ ‫ي�شق له غبار كان �شعلة ال تنطفئ يحرق نف�سة لكي ي�ضيئ للأخرين‬ ‫�صاحب قامة طويلة وهامة مرفوعة وهمة عالية كان يع�شق اجلهاد‬ ‫حياته كلها معلقة بني ذي فقار علي و�شعار احل�سني يف كربالء هيهات‬ ‫منا الذلة �أخ��ذ من ثقافة ال�ق��ر�آن معنى معرفة اهلل ور�سخ يف نف�سه‬ ‫ال ع��ذر للجميع �أم��ام اهلل وق��ال للموت واحل�ي��اة حمياي ومم��ات��ي هلل‬ ‫حمل �سالح احلديد على كتفية و�سالح الإميان بني جنبية و�شمر عن‬ ‫�ساعديه وقال للدنيا لقد طلقتك ثالثاً اال يف حالة واحده ان �أعي�ش‬ ‫عزيزاً بعزة الإ�سالم ثم قال للحياة مقولة جده االمام زيد امل�شهورة من‬ ‫�أحب احلياة عا�ش ذليال وفع ً‬ ‫ال مل يكن يعرف من الذل اال اال�سم ومل‬

‫املنطقة ‪ ،‬يبقى احلديث عن ال�شهداء ومعاين ال�شهادة واهميتها يف مواجهة‬ ‫م��ا ن�ت�ع��ر���ض ل��ه م��ن ط�غ�ي��ان وع� ��دوان وق �ت��ل وجت��وي��ع وت���ش��ري��د وان�ت�ه��اك‬ ‫للحرمات‪ ،‬ه��و ح��دي��ث حم��وري ولي�س ع��اب��راً �أو هام�شياً‪ ،‬ب�ك��ون املواجهة‬ ‫والت�صدي وال�صمود �أمور ال تنجح اال بتكري�س وعي ال�شهادة ودالالتها يف‬ ‫نفو�س املجتمعات‪.‬‬ ‫والننا يف اليمن خ�صو�صا منتلك الوعي الكايف والعايل ب�أهمية ال�شهادة‬ ‫وبفاعلية الع�شق للت�ضحية‪ ،‬ف�إننا قدمنا ق��واف��ل م��ن ال�شهداء العظام‪،‬‬ ‫والميكن باي حال مقارنة ما يقدمه املرتزقة واملعتدين مبا نقدمه ال كيفا‬ ‫وال ن��وع��ا‪ ،‬مل��اذا؟ الننا كجبهة مواجهة وت�صدي نقد�س ال�شهادة ونقد�س‬ ‫ال�شهداء ونفخر ونباهي‪ ،‬وحني يتقدم �أبطالنا يف ميدان الفداء ال ي�ضعون‬ ‫�أنف�سهم يف ترتيبات متايزية بني مقاتل رخي�ص ومقاتل ثمني‪ ،‬بل يتقدم‬ ‫اجلبهات وي�ست�شهد خرية الرجال �سواء من القادة ومن اجلنود‪ ،‬من ال�صغار‬ ‫والكبار‪.‬‬ ‫ولعل �أب��و ح�سن امل��داين القائد ال��ذي مل ي�شق ل��ه غ�ب��ار‪� ،‬أمن��وذج �اً على‬ ‫القائد ال��ذي ق��دم نف�سه قبل اجلميع يف ميدان الت�ضحية وال�ف��داء وكان‬ ‫الأول يف م�ضمار ال�سباق لأجل احلرية والكرامة واالنعتاق‪� ،‬شغوفاً ب�أن ينال‬ ‫�شرف الن�صر �أو ال�شهادة‪ ،‬وقد جمع بني نيل الن�صر و�شاهد الن�صر يف �أكرث‬ ‫من مرحلة وكان يف مقدمة �صانعيه ‪ ،‬وبني نيل ال�شهادة �أي�ضاً‪ ،‬بكونها منحة‬ ‫�إلهية ال تعطى �إال بقرار �إلهي ملن ا�صطفاه اهلل واختاره �أن يكافئه‪.‬‬ ‫من يعي�ش لأجل هدف ال ميكن �أن يرى �شيئاً �أثمن من حتقيق الهدف‬ ‫حتى ولو كانت �أ�سرته ومعي�شته وطموحاته و�أحالمه وحتى روحه ودمه‪،‬‬ ‫وحني ن�ستقرئ �سرية اللواء طه املداين ابو ح�سن التي ال يعرفها الكثريون‪،‬‬ ‫�سنجد يف مفا�صلها يتج�سد ذل��ك ال�شاب ال��ذي ك��ان هدفه ومنتهى امله‬

‫يكن يخاف اال من اهلل ج�سده مثخن باجلراح يف خمتلف املعارك خالل‬ ‫احلروب املا�ضية من احلرب الرابعة حتى العدوان ال�سعودي الأمريكي‬ ‫على اليمن‪..‬‬ ‫اذا اردت ان تتعرف على ال�شهيد القائد �أبو ح�سن املداين من خالل‬ ‫مواقفه فقم بجولة �إىل �ساحات املعارك يف احلرب الرابعة يف �ضحيان‬ ‫وال ال�صيفي ثم يف احلرب اخلام�سة يف �صعده ويف احلرب ال�ساد�سة يف‬ ‫ال حميدان واملهاذر وجبل ال�صمع ثم اجته غرباً اىل احلدود ال�سعودية‬ ‫اليمنية اىل جبل الدخان بجيزان وخالل العدوان ال�سعودي الأمريكي‬ ‫على اليمن ذه��ب اىل اجل�ن��وب وطهر العديد م��ن امل��دن م��ن عنا�صر‬ ‫داع�ش التكفريية وم��ن العمالء واملنافقني من مرتزقة ال�ع��دوان يف‬ ‫حلج وعدن حيث �سطر ال�شهيد هنالك �أروع البطوالت واحلق ب�أذناب‬ ‫املعتدين �شر الهزائم املنكلة‪..‬‬ ‫و�إذا اردت ان تتعرف على ال�شهيد طه ح�سن �إ�سماعيل امل��داين من‬ ‫خالل القر�آن الكرمي ف�ستجده يف قوله تعاىل رجال �صدقوا ما عاهدوا‬ ‫اهلل عليه و�ستجده يف �سورة ال�صف ويف �سورة الأح��زاب واذا اردت ان‬ ‫تتعرف عليه من خ�لال التاريخ ف�سوف جت��ده يف �شخ�صية عمار بن‬ ‫يا�سر وم��ال��ك اال��ش�تر و�إذا �أردت �أن تتعرف عليه م��ن خ�لال �سريته‬ ‫الذاتية فهوا املجاهد طه املداين متزوج وله عدد من الأوالد در�س يف‬ ‫اجلامعة �شريعة وقانون حالته املادية بذل وعطاء و�إنفاق يف �سبيل اهلل‬ ‫من ما يح�صل عليه من والدية وزمالئه متوا�ضع وذو �أخ�لاق عالية‬ ‫تقلد الكثري من الأعمال ب�سبب �إخال�صه وجدارته وحنكته وحكمته‬


‫ملحق خاص‬

‫مواقف‬ ‫مسبوقة‬ ‫بوعي‬ ‫االنت�صار للمبد�أ وللم�شروع ومقارعة الطغاة وامل�ستكربين الذين يتحركون‬ ‫�ضمن م�شروع ال�شيطان بكل مكائده وخطورته و�إج��رام��ه‪ ،‬لي�ضع حياته‬ ‫وطموحاته على هام�ش اهتماماته برغم ان اي �شاب طبيعي ي�ضعها �ضمن‬ ‫�أولوياته‪ ،‬حتى فرحة زفافه ومقت�ضياتها مل تكن ت�شكل له �أي معنى �أمام‬ ‫اهتماماته الكربى العظيمة‪.‬‬ ‫عمالقة امل�سرية القر�آنية الذين هو �أح��ده��م‪ ،‬لهم موا�صفات و�صفات‬ ‫ومواقف و�أ�سبقية‪ ،‬فهم �سباقون يف ن�صرة امل�شروع القر�آين وهو يف مهده‬ ‫يف وقت كان النا�س اليزالون بني م�ستغرب ومتوج�س ومبغ�ض وحمارب‪ ،‬يف‬ ‫وقت كان العامل كله يخطط لدفن منبع ال�ضوء الذي بد�أ ي�سرب �أ�شعته من‬ ‫جبال مران لت�صل الرع�شة والهلع �إىل وا�شنطن‪..‬‬ ‫وا��ش�ن�ط��ن ال�ت��ي ��س��رع��ان م��ا وج�ه��ت ب ��إع�ل�ان احل ��رب ال �ه��وج��اء وح�شد‬ ‫الإمكانات الع�سكرية ملواجهة ذلك ال�ضوء القادم من ال�شمال اليمني‪ ،‬كانت‬ ‫بنظر امل�شروع ال�ق��ر�آين ال�شيطان ال��ذي يعكر �صفو ال�ع��امل ويقف بوجه‬ ‫�إح�لال احلق والعدل وال�سالم‪ ،‬وك��ان �أب��و ح�سن واح��داً ممن هبوا لن�صرة‬ ‫امل�شروع القر�آين وهم يعون انهم يواجهون �أمريكا عرب �أدواتها و�أياديها‪،‬‬ ‫و�أنهم �سيواجهونها يوماً ما وجها لوجه‪.‬‬ ‫وبالفعل كان ال�شهيد اللواء طه املداين �أبو احل�سن‪ ،‬من �أوائل من ذهبوا‬ ‫�إىل جبهات املواجهة مع ال�شيطان وجنوده و�أياديه التي متثلت يف العدوان‬ ‫ال�سعودي الأمريكي‪ ،‬ومل يكن �أبداً ممن قعدوا يتهافتون على فتات املكا�سب‬ ‫واملنا�صب يف الدولة رغم �أنه عني م�شرفا للجان الأمنية وع�ضوا يف اللجنة‬ ‫االمنية العليا ‪ ،‬اال ان ذلك مل يكن ميثل له �سوى تكليف وال يتعار�ض البتة‬ ‫مع واجب املبادرة اىل مقدمة اجلبهات‪..‬‬ ‫يف ك��ل م��ا ميكن �أن ن �ق��ر�أه ون�سمعه م��ن ��س�يرة �شهيد الق�ضية وامل�ب��د�أ‬

‫أنموذج‪ ..‬لصانعي‬ ‫التاريخ وحملة‬ ‫المشروع‬ ‫وامل���ش��روع �أبوح�سن‪ ،‬درو���س وع�بر ت�ستفزنا جميعاً لنقتدي بها‪�� ،‬س��واء يف‬ ‫معنى بيع النف�س ب�شبابها وعنفوانها و�إمكاناتها وقوتها وطموحاتها‪� ،‬أو يف‬ ‫معنى الإميان العميق والرباين بامل�شروع والق�ضية التي ي�سعى يف �إحقاقها‬ ‫ون�صرتها‪..‬‬ ‫مل يعرف عنه النا�س الكثري‪ ،‬لكن ا�سمه املقرتن بالن�ضال والبطولة التي‬ ‫ج�سدتها �شخ�صيته و�شخ�صية �شقيقه �أبو ح�سني يو�سف امل��داين‪ ،‬بكونهما‬ ‫علمان كبريان من اع�لام امل�سرية القر�آنية وم�ث��االن عظيمان من �أمثلة‬ ‫القادة الأقوياء الناجحني املخل�صني ال�صادقني يف كل م�سرية حياتهما ‪،‬‬ ‫بل وا�صبحا رمزين من رموز الثورة التي ا�سقطت نظام العمالة والو�صاية‬ ‫والطغيان واليزاالن ‪.‬‬ ‫قد �أكذب عليكم حني �أقول �أنني كنت �أعرفه ‪ ،‬مل �أعرفه �سوى مرة واحدة‬ ‫حني التقيته يف الق�صر اجلمهوري �أثناء االعالن الد�ستوري‪ ،‬وحينها �سلمت‬ ‫عليه وكان ال�شهيد اخليواين ثالثنا وعرفني به وعرفه بي ‪ ،‬وتفاج�أت حني‬ ‫قال بابت�سامة مليئة بالنقاء والتوا�ضع ‪ ":‬نعم �صحفي معروف وهل يخفى‬ ‫القمر " ‪.‬‬ ‫من بعد ذلك اللقاء الق�صري الذي مل يتجاوز الثواين �سمعت عنه وعن‬ ‫بطوالته الكثري ممن عرفوه وممن �سمعوا عنه‪ ،‬وظلت �شخ�صيته حا�ضرة‬ ‫يف ذهني ويف ذهن الوقت حتى جاء خرب ا�ست�شهاده يف مواجهة العدوان وهو‬ ‫يقود جبهته يف املقدمة غري بخيل بروحه وبدمه‪ ،‬بل قدمها بروحية امل�ؤمن‬ ‫بق�ضيته ومب�شروعه الذي ا�ستقاه من املنبع ‪.‬‬ ‫�سالم اهلل على ال�شهيد اللواء طه املداين �أبو ح�سن وعلى رفاقه �شهداء‬ ‫الوطن والق�ضية املن�صورة ‪ ،‬وبدمائه ودماء ال�شهداء �سننت�صر ب�إذن اهلل‪.‬‬

‫وثقة اجلميع فيه وبح�سن تدبريه للأمور الينام كثرياً ويعمل اكرث وكثري الذكر هلل‪..‬‬ ‫ك��ان ال�شهيد املجاهد البطل طه امل��داين قائداً ع�سكرياً يف امليدان يواجه الزحوفات ويقتحم‬ ‫املع�سكرات واملواقع حتققت على يديه الكثري من االنت�صارات حيث كان يحظى بت�أييد من اهلل‬ ‫�سبحانه وتعاىل وكان رفاق دربه من املجاهدين يعتربونه درعاً ح�صينه خالل املعارك ينظرون‬ ‫�إىل مواقفه ال�شجاعة فيبذلون جهدهم للتنكيل باملعتدين �إىل جانب قائدهم وت�أ�سياً به فاذا‬ ‫ح�صلت معركة ع�سكرية وقائدها �أبا احل�سن فما على املعتدين �إال االقتداء بعمر بن العا�ص‬ ‫والهرب �إىل خيمة معاوية وم�ؤخراتهم مك�شوفه هذا �إن بقي منهم احد‪...‬‬ ‫كان جماهداً و�صار �شهيداً حياته الدنيا وهبها هلل ويف �سبيل امل�ست�ضعفني من عباده فح�صل‬ ‫على وعد اهلل ال��ذي يقول ويتخذ منكم �شهداء ا�ست�شهد �أب��ا احل�سن خالل مالحم بطولية لن‬ ‫ت�ستطيع اقوى �شركات الإنتاج الدرامي �أن تنتجها وتخرجها اعالمياً كم�سل�سل �أو فلم �أك�شن‬ ‫�أو تاريخي لأنها �أكرب من ذلك كان خرب ا�ست�شهاده كال�صاعقة على ان�صار اهلل على افرادة‬ ‫ال��ذي��ن ك��ان يقودهم خ�لال امل�ع��ارك وع��ا��ش��وا معه حياة ال�سلم واحل��رب مل ي�ستوعب‬ ‫ال�ن��ا���س اخل�بر ف�ج��اء التوجيه بكتمان الأم ��ر حتى ال ي�ف��رح ال�ع��دو وح�ت��ى ال تنهار‬ ‫معنويات املجاهدين وظل الأمر �سراً كدعوة الأنبياء حتى جاء االذن باجلهر يف‬ ‫الذكرى ال�سنوية لل�شهيد ح�صل مامل يكن متوقعاً العدو اكت�شف �أن معلوماته‬ ‫اال�ستخباراتية �ضعيفة و�أن��ه مل ي�ستطع �أن ي�ستخرج خرب ا�ست�شهاد قائد‬ ‫ع�سكري بينما ال�شعب اليمني ممن يعرفون ال�شهيد فكان اخلرب بالن�سبة‬ ‫لهم مزيج بني احل��زن وال��وف��اء وموا�صلة امل�شوار على نف�س الطريق‬ ‫ال��ذي �سلكه ال�شهيد‪ ،‬ج�ه��اد ال يتوقف حتى يحق اهلل احل��ق ويبطل‬ ‫الباطل ف�سالم من اهلل ورحمة على روح �أبا احل�سن املداين‪.‬‬

‫‪05‬‬

‫جهاد‬ ‫واستشهاد‬

‫بقلم ‪� /‬أمني احلملي‬

‫مواقف م�سبوقة بوعي‪..‬‬

‫طه ‪�..‬أو �أبو احل�سن هو �صاحب �إدارة و�إرادة ذاتية قوية‬ ‫جعلت منه كتلة �إيجابية �أثمرت خالل حياته القيادية‬ ‫واجلهادية‬ ‫طه ‪...‬ومنذ �صغره و�أثناء مرافقتي له كان كالتايل‬ ‫يعي ذات��ه ويقدرها و�أن �أخ�ط��أت ال يجرمها ل��ذا كان‬ ‫يعرف كيف يديرها‪...‬‬ ‫جت��د عنده ال�شعور بالطم�أنينة الداخلية لأن��ه كان‬ ‫يجيد االت�صال مع ذاته وربه لذا كان يعرف �أن يوجهها‬ ‫لأنه مل يكن يحتاج �أن يت�صنع املواقف‬ ‫يتقبل الأمل‬ ‫لديه حرية و�إبداع‬ ‫قائد مقدام‬ ‫عنده منو و�إرادة و�إقدام‬ ‫بالن�سبة يل هو قائدي ال�شخ�صي ومعلمي ومو�ضع‬ ‫م�شورتي منذ نعومة �أظافرنا‪..‬‬ ‫مواقفه قوة‬ ‫يظهر نف�سه للآخرين كما هو ال ي�شعر باحلاجة متثل‬ ‫دور ما‬ ‫ي�ت�ق�ب��ل الآخ ��ري ��ن ك �م��اه��م لأن� ��ه ي ��ؤم��ن ب��ال�ت�ع��اي����ش‪،‬‬ ‫اجتماعي ب��ال��درج��ة الأوىل وق��وي يف الن�صح لهم دون‬ ‫توبيخ �أو تذمر‬ ‫يحلل املواقف دون �أن يجرم نف�سه او يتهم الآخرين‬ ‫يتحمل امل�س�ؤولية وي�ساعد الآخرين يف حتملها‪..‬‬ ‫دائما ي�صنع اخلري‬ ‫ال يرتدد يف مواقفه وت�صرفاته لأنها م�سبوقة بوعي‪..‬‬ ‫مل يكن مت�سلطاً فهو يتقبل م��ن الآخ��ري��ن الن�صح‬ ‫والعتاب‬ ‫مل يكن م�ست�سلماً لل�ضغوطات االجتماعية والنف�سية‬ ‫لأنه �صاحب �أمل وطموح م�ستقبلي وفكره دائما �إيجابي‬ ‫جتاه كل املواقف وواقعي ال يلج�أ للأحالم‪ .‬واخلرافات‬ ‫كما �أن��ه ي�شعر بالآخرين وال ين�ساهم رغم املهام املوكلة‬ ‫له‪..‬‬ ‫كان ي�سيطر على خماوفه لأنه يتقبل االع�تراف بها‬ ‫فتتيح له الفر�صة �أن يديرها بحكمة‪..‬‬ ‫ي�سيطر على غ�ضبه لأنه ي�ؤمن ب�أن غ�ضبه هو ت�أكيد‬ ‫ذاته اخلرية ولي�ست ردود انفعاالته متعبة‪..‬‬ ‫يرف�ض احل��زن‪ .‬لأن��ه ال يتقبل حقيقة اخل�سارة‪� .‬أن‬ ‫يبكي �أحد معناه تقبل رحيله للأبد‬ ‫لذا يرف�ض احلزن لأنه ال يحب التبعية العاطفية‬ ‫ي �ف��رح وي���س�ع��د ب��ات��زان لأن ��ه دائ �م��ا م�ت�ف��ائ��ل و�أف �ك��اره‬ ‫�إيجابيه ويحقق �أهدافه ويقدم دائما العطا‪.....‬‬ ‫بالن�سبة يل( مل ول��ن )�أج ��د مثله رف�ي�ق�اً و�صديقاً‬ ‫وقائد�أً‬ ‫وما ذكرته خال�صة اخلال�صة من م�ؤ�شرات ايجابياته‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫ملحق خاص‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫نستذكر شهداءنا في المسيرة القرآنية ونتذكر شهداء‬ ‫الشعب من كل مكوناته وهم يتصدون للعدوان‬ ‫�ألقى ال�سيد عبدامللك بدر الدين احلوثي اجلمعة الفائته خطاب ًا هام ًا مبنا�سبة الذكرى ال�سنوية لأ�سبوع ال�شهيد تطرق‬ ‫فيه لعدد من املوا�ضيع ووجه عدد ًا من الر�سائل للخارج والداخل جنمل �أهمها يف العر�ض املخت�صر لذلك اخلطاب‪..‬‬

‫ يف الذكرى ال�سنوية لل�شهيد ن�ستذكر �شهداءنا يف امل�سرية‬‫القر�آنية‪ ،‬ونتذكر �شهداء ال�شعب من كل مكوناته وهم يت�صدون‬ ‫للعدوان ال�سعودي الأمريكي‪.‬‬ ‫ ال �ع��دوان ي�ق��وده ق��رن ال�شيطان بدعم وم�ب��ارك��ة �أمريكية‬‫وت�أييد ودعم �إ�سرائيلي‪.‬‬ ‫ يف الذكرى ال�سنوية لل�شهيد حتية �إكبار و�إج�لال و�إعظام‬‫لكل ال�شهداء‪ ،‬وحتية �إجالل و�إكبار لأ�سر ال�شهداء‪.‬‬ ‫ ت�أتي هذه الذكرى و�شعبنا يقدم قوافل ال�شهداء من خرية‬‫�أبنائه يف مواجهة �أكرب عدوان‪.‬‬ ‫ طيبة �أنف�سنا مبا قدمنا ومبا نقدم مهما بلغ ونحن على‬‫ب�صرية بعدالة ق�ضيتنا‪.‬‬ ‫ هذا العدوان علينا هو ع��دوان �أجنبي وه��ذه �أول احلقائق‬‫التي يجب �أن نر�سخها يف وجداننا ونبني عليها يف مواقفنا‪.‬‬ ‫ على ر�أ�س العدوان ويف طليعته �أمريكا ومن خلفها �إ�سرائيل‪.‬‬‫ ويف �صلب ه��ذا ال �ع��دوان ويف مقدمته وال��ذي ت��وىل كربه‬‫ق��رن ال�شيطان النظام ال�سعودي العميل ال��ذي ينفذ الأج�ن��دة‬ ‫الأمريكية والإ�سرائيلية‪ ،‬ه��و ع��دوان �أجنبي على بلد م�ستقل‬ ‫و�شعب مظلوم‪.‬‬ ‫ �شعبنا وهو يواجه هذا العدوان ميار�س حقه امل�شروع وي�ؤدي‬‫م�س�ؤولية عليه‪.‬‬ ‫ مل يكن هذا العدوان عبارة عن م�شكلة داخلية نهائياً بل‬‫وظف م�شاكل داخلية ووظف البع�ض من االنتهازيني والعمالء‬ ‫خدمة لعدوانه‪.‬‬ ‫ معلوم من ع��دوان ت�شرف عليه �أمريكا وتدعمه �إ�سرائيل‬‫وت�شجعه �أنه لن يكون �إال عدواناً ظاملاً وباط ًال ولن ميتلك حقا‬ ‫ولن تكون امريكا داعمة حلق ولن تكون ا�سرائيل يف موقف حق‬ ‫وهذا كاف ملن ي�ستب�صر‪.‬‬ ‫ القوى التي ت�شارك يف العدوان لي�ست �إال منفذة لأجندة‬‫امريكية و�إ�سرائيلية وال متتلك قرارها‪.‬‬ ‫ �أمريكا وا�سرائيل حمظوظة ان يكون لها مثل هذه القوى‬‫التي تتحرك على هذا النحو‪.‬‬ ‫ قوى العدوان وعلى ر�أ�سها الأمريكان ال��ذي يريدونه هو‬‫�سلبنا ك�شعب م�سلم حريتنا وا�ستقاللنا و�أر�ضنا وثرواتنا و�إرادتنا‬ ‫وكرامتنا ويحولونا اىل عبيد‪.‬‬ ‫ جن�ح��وا يف ذل��ك م��ع البع�ض م��ن عمالئهم يف ه��ذا البلد‬‫ويريدوننا �أن نكون مثلهم‪.‬‬ ‫ وق��ف العمالء يف �صف الأجنبي ب��دون م��راع��اة للأوا�صر‬‫وللهوية‪.‬‬ ‫ العمالء يقفون مع الأجنبي يف قتل �أبناء بلدهم وتدمري‬‫ب�ل��ده��م‪ ،‬اجل �� �س��ور‪ ،‬وامل���س�ت���ش�ف�ي��ات‪ ،‬وك��ل امل�ن���ش�ئ��ات االق�ت���ص��ادي��ة‬ ‫واحليوية‪.‬‬ ‫ العمالء ملك املعتدي �أم��ره��م وق��راره��م يف ي��ده وال �أم��ر‬‫لهم �إال �أم��ره وال قرار �إال ق��راره وهو الذي ير�سم لهم اخلطط‬ ‫واملواقف‪.‬‬ ‫ هذا العدوان يف �أهدافه اخلطرية ولو مل يكن منها �إال �سلب‬‫احلرية واال�ستقالل ويف ممار�ساته الإجرامية وهي موثقة من‬ ‫قتل الآالف وي�ستهدف حتى مقابر املوتى والقالع التاريخية‪.‬‬ ‫ ار�صدوا كل الن�شاط ال�سعودي العدائي �ستجدونه ي�صب‬‫يف اجتاهات منها معاداة كل من يعادي �إ�سرائيل وثانيا ي�سعى‬ ‫بكل جهد وينفق املليارات ل�صالح بعرثة هذه ال�شعوب وتفريقها‬ ‫وتفكيك بلدان املنطقة‪.‬‬ ‫ نحن يف ه��ذا البلد ونحن ن��واج��ه ال�ع��دوان مل يكن لدينا‬‫خيار �إال �أن نواجه ه��ذا ال�ع��دوان ب�أهدافه اخلطرة وممار�ساته‬ ‫الإجرامية‪.‬‬ ‫ ن ��درك م�ستوى ه��ذه امل�ع��رك��ة ب ��أن ال ��ذي ي��واج�ه�ن��ا وي�شن‬‫احلرب علينا هي قوى الطاغوت املقتدرة يف هذه الأر�ض‪.‬‬ ‫ م�ستوى �إمكانات العدوان ونفوذه وت�سلطه ال ي�ؤثر علينا‬‫وال ي�ضعفنا وال يخطر ب�ب��ال�ن��ا ك�خ��اط��رة �أن نفكر ب��ال�تراج��ع‬ ‫والهوان �أو ن�ست�سلم �أو نذل‪.‬‬

‫ نحن قوم ثابتون‪ ،‬لنا هوية‪ ،‬لنا �أخالق ونواجه هذا العدوان‬‫بفاعلية وبثمرة وا�ضحة‪.‬‬ ‫ ميكن �أن ن�سرد بع�ض احلقائق‪:‬‬‫�أو ًال‪ :‬نحن اليوم ك�شعب ميني �أكرث �شعوراً بحريتنا وكرامتنا‬ ‫من �أي وقت م�ضى ونرتجم حالة الكرامة والعزة‪.‬‬ ‫ ل��و مل نكن �أح ��راراَ مل��ا ك��ان ك��ل ه ��ؤالء يقاتلوننا ومل��ا كانوا‬‫يعادوننا وملا كانت �إ�سرائيل تكن لنا كل هذا العداء‪.‬‬ ‫ اليوم ن�ستطيع �أن نقول حتى لر�سول اهلل؛ يار�سول اهلل مل‬‫يخب ظنك يف هذا ال�شعب ولن يخيب‪ ،‬يوم قلت له الإميان ميان‬ ‫واحلكمة ميانية‪.‬‬ ‫ الأمر الآخر الذي يثبت جدوائية هذا ال�صمود هو �أن �شعبنا‬‫العظيم يف �صموده وثباته وت�صديه لقوى ال�ع��دوان �أحل��ق بها‬ ‫وب�أذيالها خ�سائر فادحة الآالف امل�ؤلفة من القتلى واجلرحى‪.‬‬ ‫ الآالف من معدات االبرامز حتولت �إىل �صيد �سهل للمقاتل‬‫اليمني وك�أنها �أرانب والوالعات لهم باملر�صاد و�سيحرقها �شعبنا‬ ‫بالوالعات‪.‬‬ ‫ الأبات�شي املعروفة ب�أهميتها متكن من �إ�سقاطها ومتكن من‬‫�ضرب البارجات املدمرة و�إحراقها‪.‬‬ ‫ اذا كنا ن�أمل مما دمروه ف�إنهم بف�ضل اهلل ي�أملون و�أ�شد �أالمل‪.‬‬‫ القادم �إن �شاء اهلل �أعظم يف التنكيل بالعدو‪.‬‬‫ ثانياً‪ :‬يف امل�ستوى االقت�صادي باتت كلفة العدوان مرهقة‬‫للعدوان‪.‬‬ ‫ ال �ع��دوان جعل الإم� ��ارات وال���س�ع��ودي��ة ي�خ��رج��ان م��ن زمن‬‫النعمة �إىل نفق مظلم من اجلرع والأزمات االقت�صادية‪.‬‬ ‫ دخلوا يف نفق القرو�ض والبحث عن املال واال�ستجداء من‬‫هناك ومن هنا‪.‬‬ ‫ ثالثاً‪� :‬شعبنا ال�ي��وم بالرغم م��ن ال�ظ��روف ال�صعبة يبني‬‫ق ��درات ��ه ال�ع���س�ك��ري��ة ع�ل��ى ن�ح��و م��ذه��ل وي �ح��ق ل�ك��ل ال �ن��ا���س �أن‬ ‫ينده�شوا‪ ،‬وقد متكن بف�ضل اهلل من قطع �شوط مهم وعلى ر�أ�س‬ ‫ذلك القوة ال�صاروخية والتي و�صلت من ال�صرخة اىل بركان‪2‬‬ ‫الذي و�صل �إىل الريا�ض و�إن �شاء اهلل �إىل بعد ما بعد الريا�ض‪.‬‬ ‫ ��ص�ن��اع��ة �إجن� ��از مب���س�ت��وى ب��رك��ان ‪ 2‬ي�ع�ت�بر م��ن �صناعة‬‫امل�ستحيل الذي حتول ممكناً باالعتماد على اهلل �سبحانه وتعاىل‪.‬‬ ‫ يف اجن��از مهم ون��وع��ي ب��د�أ يف ت�صنيع ط��ائ��رات ب�لا طيار‬‫و�ست�أخذ مديات �أبعد و�أرفع و�أكرث فاعلية‪.‬‬ ‫ هناك م�سارات يف تطوير الدفاع اجل��وي �سترتك تاثريها‬‫وفاعليتها يف الواقع‪.‬‬ ‫ يف مراحل معينة يف واقع بلدنا مل تكن �أب�سط الأمور تنتج‬‫يف هذا البلد‪.‬‬

‫ النظام ال�سعودي من �أين له اليوم �أن يكون له هذا امل�ستوى‬‫من الإنتاج‪.‬‬ ‫ راب�ع�اً‪ :‬م��ن مكا�سب ه��ذا ال�صمود الأ��س�ط��وري �أن ال�شعب‬‫يكت�سب اخلربات القتالية العالية يف مواجهة املخططات العاملية‬ ‫التي يديرها �أمهر اخلرباء لدى الأعداء‪.‬‬ ‫ غرف العمليات التي تدير العدوان على �شعبنا فيها �أمهر‬‫اخلرباء الأمريكيون والإ�سرائيليون ومن دول خمتلفة‪.‬‬ ‫ العدوان الذي يديره امهر اخلرباء ينفذ باحدث التقنيات‬‫والو�سائل الع�سكرية التي مل ي�سبق لها ان ا�ستخدمت يف �أي‬ ‫حرب‪.‬‬ ‫ املواجه لهذا العدوان ب�إمكاناته ي�صنع منك قوياً ولي�ست‬‫القوة تقا�س مبقايي�س امتالكك لأ�سباب القوة بل بامتالكك‬ ‫اخلربة يف التعامل مع تلك القوة‪.‬‬ ‫ نحن نلحظ يف هذا العدوان بقيا�س �إمكاناتهم وخرباتهم‬‫بقيا�س و�ضعنا االقت�صادي‪ ،‬كانو يح�سبون �ضمن هذه احل�سابات‬ ‫انه �سيح�سمون �أمرهم خالل �أ�سبوعني‪.‬‬ ‫ تنوعت امل�سميات �أي�ضاً لديهم والعناوين من عا�صفة احلزم‬‫�إىل �إعادة االمل ب�سبب ح�ساباتهم اخلاطئة‪.‬‬ ‫ هم ي��رون ه��ذه املعركة �صعبة ومكلفة و�أدخلتهم يف حرج‬‫كبري و�أزمات كبرية وم�شاكل كبرية‪.‬‬ ‫ لي�س �أمامنا ك�شعب ميني اال ال�صمود والثبات ومعنيون‬‫بامل�س�ؤولية �أم��ام اهلل و�أم ��ام �شعبنا بكله بكل م��ا يعزز ال�صمود‬ ‫والثبات من عوامل معنوية وعملية‪.‬‬ ‫ ونتطرق �إىل �أهم تلك العوامل‪.‬‬‫�أو ًال‪ :‬االعتماد على اهلل والتوكل عليه‪.‬‬ ‫ ثانياً‪ :‬دعم اجلبهات والتي عليها الرهان بعد اهلل وب�شكل‬‫م�ستمر ومواكب‪.‬‬ ‫ يجب �أن ن�ك��ون على يقظة عالية وعيوننا منتبهة على‬‫الواقع بكله‪ ،‬نحن معنيون بدعم اجلبهات بالرجال والإمكانات‪.‬‬ ‫ ثالثاً‪ :‬ا�ستكمال تفعيل م�ؤ�س�سات الدولة‬‫ نحن معنيون بكل املكونات �أن ن�ستكمل تفعيل م�ؤ�س�سات‬‫ال ��دول ��ة يف اجت��اه�ي�ن يف خ��دم��ة امل ��واط ��ن ويف خ��دم��ة ج�ب�ه��ات‬ ‫املواجهات فوق كل امل�صالح الفئوية‪ ،‬و�أي�ضاً العناية باالقت�صاد‬ ‫خ�صو�صاً و�أن هناك معركة كبرية يف اجلانب االقت�صادي‪.‬‬ ‫ معنيون مبحاربة الف�ساد ب�آلية عملية فعالة وبعيداً عن‬‫املناكفات‪.‬‬ ‫ نحن ن�سمع ونرى يف بع�ض الأحيان الكثري من ال�ضجيج‬‫امل�صطنع الذي يهدف للت�شويه والتجريح‪.‬‬ ‫‪� -‬أن��ا �أق��ول لكم فيما يخ�ص �أن�صار اهلل �أن يكون هناك �آلية‬

‫فعالة يف تفعيل م�ؤ�س�سات ال��دول��ة يف مكافحة الف�ساد ونحن‬ ‫م�ستعدون بكل حر�ص وم�صداقية �أن نبذل كل جهد ولن نحمي‬ ‫�أحداً وواثقون من �أنف�سنا‪ ،‬و�إذا كان هناك حاالت فردية‪� ،‬سنكون‬ ‫�أول من يحاربها ويت�صدى لها‪.‬‬ ‫ ال يليق ب�أي مكون من �شركائنا �أن ي�شتغل �إعالمياً ويعمد‬‫�إىل تلميع نف�سه فاملا�ضي معروف واحلا�ضر معروف‪.‬‬ ‫ رابعاً‪ :‬العناية بوحدة ال�صف الداخلي‪ ،‬هناك �شغل كبري من‬‫جانب الأع��داء على �شق ال�صف الداخلي خ�صو�صاً بني امل�ؤمتر‬ ‫و�أن�صار اهلل‪.‬‬ ‫ هناك من ي�شتغل بجهازه الإعالمي لي�شوه �أن�صار اهلل‪.‬‬‫ ه�ن��اك م��ن يعمد �إىل �إث ��ارة القلق ل��دى �أن���ص��ار اهلل و�شق‬‫ال�صف الداخلي‪.‬‬ ‫ بع�ض الأ�شخا�ص ممن ي�شتغلون يف هذا االجتاه والبع�ض‬‫م�شبوهون لهم ارتباطات ب�أطراف خارجية‪.‬‬ ‫ ال �أحد يف ظروف كهذه ي�سعى �إىل �شق �صف �أبناء هذا البلد‬‫لأنه يخدم العدوان ب�شكل مبا�شر‪.‬‬ ‫ علينا ان نتكاتف جميعا ونن�شط بكل امكانياتنا ف��وق كل‬‫االعتبارات للت�صدي لهذا العدوان‪.‬‬ ‫ نحن معنيون كلنا م�ؤمتر و�أن�صار اهلل لعدم �إتاحة املجال‬‫للم�شبوهني‪.‬‬ ‫ ك��ل ال��ذي��ن يلعبون ال��دور التخريبي م��ن مثريي امل�شاكل‬‫وال�ساعني ل�صرف الأولوية يحاولون �أن ين�شئوا �أولويات �أخرى‬ ‫ليقنعوا الآخ��ري��ن ليديروا ظهورهم للعدوان لي�ضرب �ضربته‬ ‫القا�ضية‪.‬‬ ‫ املنافق املرجف ال��ذي ي�شتغل ل�صالح الأع��داء ال ينبغي �أن‬‫يكون حممياً مبكونه ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫خام�ساً‪ :‬ونحن يف الذكرى ال�سنوية لل�شهيد ف�إننا نتوجه‬‫�إىل املعنيني يف ال��دول��ة لإع�ط��اء ال�شهداء الرتقيم والرتقيات‬ ‫ورعاية �أ�سرهم بامل�ستطاع و�أتوجه للمجتمع بالتذكري‪.‬‬ ‫ ال�شعب ال��ذي يقد�س ال�شهادة‪ ،‬ال��ذي ال ينحني للجبابرة‬‫ي�صنع له ولأجياله م�ستقب ًال مزدهراً ب�إذن اهلل‪.‬‬ ‫ نقول للمعتدين وبالذات النظام ال�سعودي مهما كان حجم‬‫الت�ضحيات واملعاناة وم�ستوى التحديات والأخ�ط��ار وتطورات‬ ‫م�ي��دان�ي��ة م��وق�ف�ن��ا يف ��ص�م��ودن��ا و�إب��ائ �ن��ا و�إ� �ص��رارن��ا ه��و موقف‬ ‫مبد�أي �أخالقي �إن�ساين لن نحيد عنه �أبداً ولن نتخلى عنه ولن‬ ‫يزحزخنا عنه �أي �شيء‪.‬‬ ‫ �أي �شيء غري ذل��ك ممكن �أن ت�صلوا معنا فيه �إىل حلول‬‫اجلوار واالحرتام املتبادل والندية‪.‬‬ ‫ التراهنوا على �أي �شيء تفعلونه �أو �أي تطورات فم�س�ألة‬‫احلرية والعزة ال تخ�ضع لأي �شيء تفعلونه‪.‬‬ ‫ البع�ض من الأخوة يف اجلنوب الذين تاهوا وفق اعتبارات‬‫خاطئة �أوجه ن�صحي �إليها �أن تراجع نف�سها وتت�أمل ما حولها‪.‬‬ ‫ ه��ذا ال �ع��دوان الي��ري��د لكم �أي�ه��ا اجلنوبيون �أي خ�ير على‬‫الإطالق‪.‬‬ ‫ ه��ل ه�ن��اك دول��ة يف اجل�ن��وب ه��ل ه�ن��اك �أم��ن وخ��دم��ات هل‬‫حولوا عدن مثل دبي �أو الريا�ض �أو جدة �أو �أبوظبي؟!‪.‬‬ ‫ حولوا عدن �إىل ب�ؤرة للم�شاكل‪ ،‬املواطن فيها يعاين‪.‬‬‫ م��اه��و ال��و��ض��ع يف �أب�ي�ن ويف اجل �ن��وب وامل �ن��اط��ق ال�شرقية‬‫حولوها �إىل ع�صابات �أ�شبه ما تكون بع�صابات املافيا ويدخلونها‬ ‫يف �صفقات وميكون هذا الف�صيل على هذا‪.‬‬ ‫ �سواء كنت من اجلنوب �أو من ال�شمال يريدك العدو �أن‬‫تكون م�ستعبداً‪.‬‬ ‫ م��ا ال ��ذي يفعلونه ال �ي��وم‪ ،‬ي�ق��ول��ون ي��ا ج�ن��وب��ي ت�ع��ال من‬‫اجلنوب لتقاتل يف حدود جنران لتكون كجنوبي فداء للع�سكري‬ ‫ال�سعودي‪.‬‬ ‫ لي�ست امل�س�ألة اليوم ح�سابات لكم �أيها الذين دخلتم يف حالة‬‫االرتزاق ف�أنتم بنظرهم دمى ا�شرتوها باملال‪.‬‬ ‫ خري لكم �أن ترجعوا �إىل ح�ضن ال�شعب‪ ،‬خري لكم من �أن‬‫تكونوا عبيد ودمى يف يد �أعداء بلدكم و�شعبكم؟!‪.‬‬


‫األحد‬ ‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫ملحق خاص‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫هو القائد الذي أعاد لرجل األمن‬ ‫إنساني َته ليكون ناجح ًا في عمله‬ ‫و�شعبنا اليمني العزيز يعي�ش ال�شهادة كل يوم مقدم ًا يف �سبيل احلرية والكرامة وال�سيادة‬ ‫قوافل من ال�شهداء (�أفراد ًا وقادة)‪ ،‬فقد حلت منا�سبة الذكرى ال�سنوية لل�شهيد لهذا‬ ‫العام ‪1438‬هـ ــــــ‪ 2017‬ب�إ�شهار �شهادة قائد من �أعظم من �أجنبتهم الرتبة اليمانية‪،‬‬ ‫والثقافة القر�آنية‪ ،‬القائد اال�ستثنائي يف املجال الأمني طه ح�سن �إ�سماعيل املداين‪،‬‬ ‫والذي ق�ضى نحبه يف �ساحات الدفاع الوطني‪ ،‬بعد رحلة جهادية ن�ضالية متتد لـ‪14‬عام ًا‪.‬‬ ‫بقلم ‪ /‬علي �شرف الـ َم َحطْ وري‬

‫القائد �أبو ح�سن املداين‪:‬‬

‫نباهة وإقدام‪ ..‬إيمان وأمان!‬ ‫فمنذ ب��داي��ات ت�شكل ال��وع��ي ال �ث��وري ؛ك ��ان �أب ��و ح�سن‬ ‫م��ن الفتية القالئل ال��ذي��ن وع��وا خ�ط��ورة م��ا عليه البلد‬ ‫والأم ��ة عقب الهجمة الأم��ري�ك�ي��ة على املنطقة ‪،2001‬‬ ‫ويف حلظة "الوعي ب��اخل�ط��ر‪ ،‬وم��ا ي�ترت��ب على ذل��ك من‬ ‫م�س�ؤولية للحيلولة دون وقوعه �أو احل��د من تداعياته"‬ ‫ان�برى �أب��و ح�سن لتحمل امل�س�ؤولية‪ ،‬رافعاً كلمة احل��ق يف‬ ‫وجه اال�ستكبار الأمريكي‪ ،‬فتعر�ض ملحنة االعتقال مبعية‬ ‫الع�شرات ممن عرفوا يف ذلك احلني "باملكربين"‪.‬‬ ‫ولأن ال�سجن لي�س كله حمنة‪ ،‬بل قد يكون منحة‪ ،‬فلعل‬ ‫ذلك ما �ساهم يف تبلور ال�شخ�صية الأمنية لـ "�أبو ح�سن"‪،‬‬ ‫املجبولة من �أ�سا�سها على طبع هادئ‪ ،‬و�أع�صاب باردة‪ ،‬وهي‬ ‫خ�صال ذاتية ال بد منها لكل رجل �أمن مير بظروف عادية‪،‬‬ ‫فكيف ح�ين ت�ك��ون ال �ظ��روف ا�ستثنائية‪( :‬ح��روب �اً وث��ورة‬ ‫وكفاحاً م�سلحاً يف مواجهة غزو)‪.‬‬ ‫�أواخ��ر عام ‪ 2006‬كان اخل��روج من ال�سجن‪ ،‬لينطلق‬ ‫�أب ��و ح�سن م�ب��ا��ش��رة �إىل امل �ي��دان‪ ،‬ح��ام� ً‬ ‫لا م�شعل احل��ري��ة‬ ‫لكل البالد‪ ،‬وملا عليه الثوار الأح��رار من حاجة ما�سة �إىل‬ ‫"جهاز �أمني" (ي�ستطلع لهم ويحميهم ويكون لهم ظهرياً)‬ ‫على خلفية �أن (ال��وع��ي باخلطر يرتتب عليه م�س�ؤولية‬ ‫للحيلولة دون وق��وع��ه �أو احل��د م��ن ت��أث�يرات��ه)‪ ،‬فقد جاء‬ ‫ري‬ ‫الرجل املنا�سب يف الوقت املنا�سب‪ ،‬ليكون "�أبو ح�سن" خ َ‬ ‫من ُتلقى على عاتقه م�س�ؤولية بناء "جهاز �أمني" للثوار‬ ‫الأحرار‪.‬‬ ‫ما بني احلربني الثالثة والرابعة كانت الفرتة ق�صرية ال‬ ‫ت�ساعد على �أن يتفرغ الثوار ك ٌّل يف جماله‪ ،‬فظهر �أبو ح�سن‬ ‫عام ‪� 2007‬إب��ان احل��رب الرابعة فار�ساً ال ي�شق له غبار‪،‬‬ ‫وفيها ج��رح ث�لاث م��رات كانت له مبثابة �أوىل النيا�شني‬ ‫يتقلدها م�ي��دان�ي�اً‪ ،‬لنكون �أم ��ام ق��ائ��د يجمع ب�ين "الأمن‬ ‫والع�سكر"‪ ،‬وع��ام ‪� 2008‬إب��ان احل��رب اخلام�سة؛ ت�أكدت‬ ‫ع�سكري ُته �إىل ج��ان��ب موقعه الأم�ن��ي ح�ين �أدار املواجهة‬ ‫باقتدار يف منطقة �آل حميدان مبديرية �سحار ب�صعدة‪،‬‬ ‫لتقع على يديه ورفاقه ما عرف مبجزرة الدبابات‪ ..‬ورغم‬ ‫وقائعه الع�سكرية‪� ،‬إال �أن "الأخطار الأمنية" كانت ت�ستدعي‬ ‫رج�ل ً�ا ذا ن�ب��اه��ة م �ق��دام �اً‪ ،‬وه �ك��ذا ف�م��ا �إن تنتهي معركة‬ ‫ع�سكرية كبرية �أو �صغرية‪� ،‬إال وتبد�أ معاركه اخلا�صة به‪،‬‬ ‫بت�أمني كامل املناطق التي ت�ستلزم انت�شاراً �أمنياً لعدد كبري‬ ‫من الرجال املخل�صني‪ ،‬وهو �إىل جانبهم يتفقدهم‪ ،‬مو�صياً‬ ‫لهم ب�أن يكونوا على �أخالق عالية مع املجتمع‪ ،‬و�أن يكونوا‬ ‫�ساهرين لت�أمني حركة النا�س بكل تفان ودون مِ َّن ٍة على‬ ‫�أحد‪� ،‬أو انتظار �شكر من �أحد‪.‬‬ ‫من موقعه الأمني �سهر القائد ال�شهيد �أبو ح�سن على‬ ‫حتديث وتطوير اجلهاز الأمني لأن�صار اهلل‪ ،‬حتى ا�ستحق‬ ‫بجدارة �أن يقدم خربته الطويلة �إىل ث��ورة ‪� 21‬سبتمرب‬ ‫‪ ،2014‬لينبثق عنها اللجان ال�شعبية معب�أة بالقيم‬ ‫الوطنية والأخالق الإ�سالمية القر�آنية ما جعلها والقائد‬

‫�أب��و ح�سن امل�شرف عليها خري قوة �إ�سناد لأجهزة الدولة‪،‬‬ ‫وبحنكة ودراي��ة و�صرب وت�ضحية �أو�صل القائد �أب��و ح�سن‬ ‫اجلهاز الأمني لأن�صار اهلل والحقاً اللجان ال�شعبية �إىل‬ ‫م�ستوى متقدم يف الأداء والإجن��از‪ ،‬ليكون �أب��و ح�سن �أول‬ ‫ق��ائ��د �أم�ن��ي ميني مي�سك الأر� ��ض م��ن �أط��راف�ه��ا ويزرعها‬ ‫كلمة طيبة ت�ؤتي �أكلها كل حني‪ ،‬وفقاً لعقيدة �أمنية قر�آنية‬ ‫متكنت بامتياز م��ن مواجهة �أع�ت��ى �أج�ه��زة اال�ستخبارات‬ ‫الأج�ن�ب�ي��ة‪ ،‬ملحقاً ب�أخطبوطها ه��زائ��م ك�ب�رى‪ ،‬ح�ت��ى �إن‬ ‫الف�ضل بعد اهلل تعاىل يعود �إىل جهود "�أبو ح�سن" ورفاقه‬ ‫فيما تنعم به العديد من حمافظات اجلمهورية خ�صو�صاً‬ ‫ال�شمالية منها من �أمن و�سالم اجتماعي‪ ،‬وحني ا�ضطره‬ ‫الواجب �أن يت�صدى للعدوان الأمريكي ال�سعودي‪ ،‬بادر �إىل‬ ‫�إ�سناد وتعزيز رفاقه الأبطال حتى فاقهم �صموداً‪ ،‬و�سبقهم‬ ‫�إىل ال�شهادة‪ ،‬حمققاً بذلك منتهى ما يتمناه الأحرار على‬ ‫ال�صعيد ال�شخ�صي‪.‬‬ ‫و�أال يعلم ال �ع��دو م��ن ك��ان يف م��واج�ه�ت��ه فتلك �إح��دى‬ ‫�إبداعات القائد �أبو ح�سن‪.‬‬ ‫وعلى ال�صعيد العام فما رحل القائد �أبو ح�سن �إال بعد‬ ‫�أن اجرتح بجهود ذاتية جهازاً �أمنياً فاع ً‬ ‫ال ومرناً‪ ،‬يتميز‬ ‫بالقدرة على مواكبة الأحداث والتطورات والتقلبات‪ ،‬دون‬ ‫احلاجة �إىل �أي تبعية من �أي نوع كان‪ ،‬و�سري ُة هذا القائد‬ ‫الفذ متثل �شهادة عملية على �أن ال�شعوب مبقدورها حتقيق‬ ‫�أمنها الذاتي والوطني والقومي دون حاجة للخارج‪ ،‬وتلك‬ ‫ه��ي "اال�ستقاللية الأمنية" املتوخاة لأي نه�ضة �شاملة‬ ‫يبتغيها �أي ��ش�ع��ب‪ ..‬وال�ك��ل يتذكر كيف ك��ان��ت الطرقات‬ ‫من �صنعاء �إىل �صعدة م��روراً بعمران وباقي املحافظات‬ ‫املجاورة حمفوف ًة باملخاطر وقطاع الطرق‪ ،‬فتحولت �إىل‬ ‫�أك�ثر خطوط ال�سري �أمناً و�أم��ان�اً‪ ،‬يتنقل فيها امل�سافرون‬ ‫ال ي�خ��اف��ون ��س��رق��ة وال خ�ط�ف�اً وال ي�ع��ان��ون ق�ط��ع ط��ري��ق‪،‬‬ ‫ويعود ذلك النجاح �إىل �أن "�أبو ح�سن" مل يف�صل م�س�ألة‬ ‫الأخالق عن مهام رجل الأمن‪ ،‬فكان بذلك �أن �أعاد لرجل‬ ‫الأمن �إن�ساني َته ليكون ناجحاً يف عمله‪ ،‬ففا�ض �أماناً على‬ ‫جمتمعه‪.‬‬ ‫وي�ق��ول امللت�صقون ب��ه كيف ك��ان معهم ب�سيطاً خلوقاً‬ ‫يفي�ض على من حوله �إمياناً و�أماناً‪ ،‬تعك�سه تلك النقاط‬ ‫الأمنية املنت�شرة يف رب��وع البالد وعليها الفتة‪ :‬الأمنيات‬ ‫لكم‪ ،‬ولي�ست عليكم‪ ،‬نا�سفاً ما بناه الطغاة من �أن "رجل‬ ‫الأمن" يجب �أن يكون فظا غليظ القلب‪ ،‬مقدماً بدي َل ذلك‬ ‫�أمنوذجاً حياً وملمو�ساً على �أن "رجل الأمن" يف الإ�سالم‬ ‫ال ب��د �إىل جانب "اليقظة والنباهة" �أن يكون "متحليا‬ ‫بالأخالق والقيم الإن�سانية" ليكون "�أبو ح�سن" مبا تركه‬ ‫لل�شعب اليمني رائدَا يف تطبيق املثل الإ�سالمية القر�آنية‬ ‫يف جمالها الأمني االجتماعي‪ ،‬و�أن تقام با�سمه (�أكادميية‬ ‫�شرطة) فذلك ما حتتاجه الدولة اليمنية لتحقيق الأمن‬ ‫امل�ستدام‪.‬‬

‫‪07‬‬


‫‪08‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬جمادي األول ‪1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬فبراير ‪2017‬م‬

‫ملحق خاص‬

‫العدد ‪1090‬‬

‫�أبوح�سن املداين‪..‬‬

‫بركان ثورة‬

‫في رثاء القائد الميداني الشهيد‬ ‫اللواء‪ /‬طه حسن المداني‬ ‫ال�شاعر‪/‬‬ ‫معاذ اجلنيد‬

‫�أ�سامة املو�شكي‬ ‫�أتى �أ�سبوع ال�شهيد‪ ،‬فه ُ‬ ‫بتقليب �صفحات �أيا ٍم كان مِ ن َقدَر اهلل وف�ضل ِه �أن مت ّر بي لأفخر‬ ‫َممت‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أماكن‪...‬ورجعت �إىل تلك اللحظات‪ ،.‬املفرحة منها واملبكية‪،‬‬ ‫بها‪ ..‬فرتاءَت يل ال‬ ‫ُ‬ ‫و�سمعت قو ًال يرتدد من �أم يف اخللوات‪ ،‬من مارة يف الطرقات‪ ،‬ومن �أبطال يف الثكنات‪:‬‬ ‫" �شهدا�ؤنا عظما�ؤنا "‪..‬‬ ‫مقلتي املتح�سرة‬ ‫و�أثناء تقليبي ل�صو ِر �أولئك العظماء‪ ..‬وقد �أو�ش َكت �أدمعي الرحيل عن‬ ‫َّ‬ ‫جفني تت�شبث وتعاند‬ ‫لتوا�سي وتطبطب على �أح��زان خ��ديَّ املتدلية‪ ،‬ف ��إذا ب�أدمعي برمو�ش‬ ‫َّ‬ ‫الرحيل‪ ،‬وحني �س�ألتها‪.....:‬؟! �أجابت‪� ،‬أمامهم لن �أكون للحزن القرين‪ ،‬وبهم �س�أ�صبح دموع‬ ‫ن�صر‪ ..‬ال دموع ي�صحبها الأنني‪ ،‬وبينما �أنا �أقلب‪ ..‬وقفت عند �صورة �شهيد كان ثورة وحمماً من‬ ‫بركان يف زمن كان ي�سود على الأ�سود ثلة فئران‪ ،‬جرح ثالثاً يف مران احلرب الرابعة)‪.‬‬ ‫وقبلها احتفى بطعنة يف عنقه بعد �صالة و�أذان (اجل��ام��ع الكبري ‪� -‬صنعاء) لأن��ه �أطلق‬ ‫�صرخة يف وجه اال�ستبكار‪ ..‬كان ذاك زمان جبان‪ ,،‬من ي�صرخ فيه ي�سجن ويهان‪ ،‬وبرغم ال�سجن‬ ‫وال�سجان‪� ..‬أبى �إال �أن ي�صبح فار�ساً مقداماً لي�شعل ثورة �أطفالها �صاروا فر�ساناً‪..‬‬ ‫�سجن مرتني‪ ،‬ولأخالقه ول�صربه ول�صدق �إميانه بق�ضيته‪� ،‬أحبته الق�ضبان‪،‬‬ ‫وبدت له ك�أعمدة نور ت�ضيئ له عتمة �سجن وجربوت �سجان‪،‬‬ ‫عانقته اجلدران و�أدركت �أن ثباتها �أمام ثباته ه�ش كدخان ‪،‬‬ ‫عر�س ال�شهيد ( ‪،) 4/1/2007‬‬ ‫بعد خروجه الأخري من �سجن الأمن ال�سيا�سي قال‪:‬‬ ‫"�أنا قد خطبت وباتزوج"‪،‬كان رفيقه يف ال�سجن قد خطب له �أخته‪،‬‬ ‫وقبل العر�س ب�أ�سبوع‪� ..‬س�ألوه‪ :‬ماذا تريد لغرفتك من �أثاث؟‬ ‫ف�أجاب‪ " :‬ال �أريد �شيئاً‪ ..‬ا�شرتوا بهذا املال بنادق وذخرية ‪ ..‬هن �أهم‪" .‬‬ ‫�س�ؤال ثان‪ :‬دعنا ن�شرتي لك مالب�س لأجل العر�س؟‬ ‫مرة �أخرى يجيب‪" :‬ا�شرتوا بالفلو�س بجامي وبطانيات للمرابطني يف اجلبال والوديان‪..‬‬ ‫هم �أحق‪"،‬‬ ‫ا�ستدراك ملرة �أخ�يرة‪�" :‬إن كان �ضرورياً ت�شرتوا يل �شيئاً‪ ..‬ا�شرتوا يل " بوتي " من �شان‬ ‫ي�سهل علي الطلوع للجبال والتنقل بني اجلبهات ويجل�س معي خريات"‬ ‫فكان له ما طلب ‪ ..‬يف ( ‪) 27 /1/2007‬‬ ‫�أي بعد زواجه بثالثة وع�شرين يوماً‪،‬‬ ‫اندلعت احلرب (احلرب الرابعة) فكان من �شهر ع�سله‪� ..‬شهر ن�صر لأمته‪،‬‬ ‫ف�صارت العزة م�سكناً و�أثاثاً يفخر به‪ ..‬والن�صر ملب�ساً يتباهى به‪ ،‬يا دموعي‪� ،‬أرجوك اهطلي‬ ‫وهدئي من حرقة �أ�ضلعي فهذا �شهيد بكت عليه ال�سماء‪ ..‬فمن �أنت لتتكربي؟!‬ ‫ف�أجابت‪ :‬اكمل اكمل حديثك‪ ..‬ومزيداً عنه �أ�شجني لعلي �أجد ما ي�سرك وي�سرين‪.‬‬ ‫�سرية خمت�صرة‪ :‬من هو هذا ال�شهيد؟‬ ‫املجاهد اللواء طه ح�سن �إ�سماعيل املداين ( �أبو ح�سن )‬ ‫�آخر مهام ال�شهيد‪ ،‬م�شرف اللجان الأمنية‪ ،‬م�ست�شار وزير الداخلية‪ ،‬ع�ضو اللجنة الأمنية‬ ‫العليا‪.‬‬ ‫در�س االبتدائية‪� :‬أول وثاين يف مدر�سة الثورة مبيدي‪..‬‬ ‫ثالث يف كهالن ب�صعدة‪ ..‬رابع وخام�س و�ساد�س يف ال�سالم ب�صعدة‪..‬‬ ‫الإعدادية‪� :‬سابع �إىل تا�سع يف الزبريي ب�صعدة‪.‬‬ ‫الثانوية‪� :‬أول وثاين ثانوي يف الوا�سعي ب�صعدة‪.‬‬ ‫وكواحد من نوابغ اليمن فقد در�س الثالث الثانوي يف جمال عبد النا�صر (الأمانة)‪.‬‬ ‫اجلامعية‪ :‬بكالريو�س �شريعة وقانون جامعة �صنعاء‪.‬‬ ‫العليا‪� :‬شهيد يف مقدمة جبهات الذود عن الوطن �ضد العدوان واالحتالل‪..‬‬ ‫ريا يف ما كتبت �أعاله‪،‬‬ ‫بقليل من الت�أنيّ وكثري من التدبّر‪� ،‬أدركت �أنني جازفت كث ً‬ ‫فهي ال ميكن �أن تليق �أو تفي مبكانة وعظمة وقدر ال�شهيد‪ ،‬فتعجبت جلر�أة �أحريف وبجاحة‬ ‫�أ�سطري‪ ،‬فتذكرت توا�ضعه وب�ساطته وطيب �أخالقه‪ ،‬فا�ستقرت رع�شة �أناملي‪،‬‬ ‫وخجلت �أكرث ل�ضعفي وتو�سلي �أمام �أميان و�صالبة �أدمعي وقلت لها‪:‬‬ ‫مل �أ�ستطع قول �شيء‪ ..‬فقط �أعتذر‪!،‬‬ ‫فقالت‪ :‬ال حتزن فاحلزن ال يالحقنا حيثما كنا �أو �أننا املعذبون فوق هذه الأر�ض ويجب �أن‬ ‫ترت�سخ يف ذواتنا فكرة وحيدة‪ ،‬تكون بناءة‪� ..‬أال وهي‪:‬‬ ‫"�أ َّن ال�سعادة موجودة يف املكان الذي نحن فيه ونحن من مننحها لأنف�سنا‪ ،‬وال نظن �أنها‬ ‫موجودة يف كوكب �آخر غري كوكبنا "!‬ ‫ال�سعادة م�صدرها العزة‪ ،‬الكرامة‪ ،‬الت�ضحية‪ ،‬الإباء‪ ،‬الثقة باهلل‪،‬‬ ‫لن �أطيل عليكم‪ ،‬ولكن‪ ..‬كلمة �أخرية‪:‬‬ ‫�إن �أردمت ال�سعادة ام�ضوا بطريق ال�شهداء ففيها كل �سبل ال�سعادة تدبروا �سري حياتهم‬ ‫متعنوا جيداً فيما �أفنوا حياتهم فيه‪ ،‬ما الطريق الذي �سلكوه‪ ،‬كيف ا�ستثمروا موتهم‪ ،‬وكيف‬ ‫عا�شوا �سعداء ورحلوا �سعداء‪( ..‬فب�شهدائنا �سن�سعد ون�شتد)‪.‬‬

‫ال�سيف ُ‬ ‫�سيني اليماين‬ ‫عن‬ ‫ِ‬ ‫احل ِّ‬ ‫عظيم‬ ‫إلهي‬ ‫ٍ‬ ‫وعن �س ٍّر � ٍّ‬ ‫عن الإخال�ص ‪ ،‬عن كل ال�سجايا‬ ‫رجل جت ّلى‬ ‫ه َو القر�آن يف‬ ‫ٍ‬ ‫عليه قا َمت‬ ‫وركنٌ يف اجلهاد‬ ‫ِ‬ ‫ري على �سنا ُه ولي�س ندري‬ ‫ن�س ُ‬ ‫عا�صفة لنم�ضي‬ ‫يواجه كل‬ ‫ٍ‬ ‫رب ُز للمنايا‬ ‫وقبل الكل ي ُ‬ ‫عطاء لي�س ُي�شبههُ‬ ‫عطاء‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫حرب‬ ‫وكان (عل ّينا) يف كل‬ ‫ٍ‬ ‫جذور الب�أ�س والإقدام فيه‬ ‫ُيح ّم ُل نف�سهُ �سبع ًا ِعجاف ًا‬ ‫نعي‬ ‫فلو جئنا الورى ببيان ٍ‬ ‫ُ‬ ‫اجلبال من افتقدنا‬ ‫ولو تدري‬ ‫أ�شد‪� ،‬أعزّ ‪� ،‬أ�صدق من تول‬ ‫� ّ‬ ‫�إذا نادى (�أبو جربيل) جي�ش ًا‬ ‫قدم روحهُ ويقول عفو ًا‬ ‫ُي ّ‬ ‫فتى لأ�ضحى‬ ‫فلو كان اجلها ُد ً‬ ‫ُ‬ ‫حروف �شعري‬ ‫ت�سابقني �إليه‬ ‫حياء‬ ‫تذوب بذكره لغتي‬ ‫ً‬ ‫تاج‬ ‫ر�أت فيه ال�شهاد ُة خ َ‬ ‫ري ٍ‬ ‫تباهى يف جنان اخللد فيها‬ ‫�ضحى ليلقى اهلل ُح ّب ًا‬ ‫لقد ّ‬ ‫ح�سن َ‬ ‫أرواح ت�شدوا‬ ‫�أبا‬ ‫ٍ‬ ‫بك ال ُ‬ ‫در�س‬ ‫�سنجعل من‬ ‫ِ‬ ‫حياتك �ألف ٍ‬ ‫َ‬ ‫ني‬ ‫عليك على‬ ‫ِ‬ ‫�سناك بكل ح ٍ‬ ‫رب طه‬ ‫فيا طه هنيئ ًا ُق َ‬

‫وعن طه(�أبوح�سناملداين)‬ ‫الزمان‬ ‫ع�صي الفهم يف عقل‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫عن الإيثار ‪ ،‬عن روح التفاين‬ ‫كيان‬ ‫ه َو الإميان ُج ِّم َع يف‬ ‫ِ‬ ‫لأن�صار ال ُهدى �أعتى املباين‬ ‫ُ‬ ‫وك ٌّل من ثمار يديه جاين‬ ‫ُيعاين وحد ُه كي ال ُنعاين‬ ‫ُ‬ ‫أمان‬ ‫لكي يحيا‬ ‫البقية يف � ِ‬ ‫ٌ‬ ‫�شموخ ما لهُ يف الأر�ض ثاين‬ ‫العنفوان‬ ‫به بحا ُر‬ ‫ِ‬ ‫متوج ِ‬ ‫ُ‬ ‫أح�شائه ُ‬ ‫احلنان‬ ‫في�ض‬ ‫ويف �‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مان‬ ‫لننعم ُ‬ ‫ال�س ِ‬ ‫نحن بال�سب ِع ِ‬ ‫َ‬ ‫البيان‬ ‫هول‬ ‫خل َّر‬ ‫ِ‬ ‫الدهر من ِ‬ ‫ُ‬ ‫خان‬ ‫حل َّولها احلن ُ‬ ‫ني �إىل ُد ِ‬ ‫هوان‬ ‫جيب بال ِ‬ ‫و�أ�شجع من ُي ُ‬ ‫�أتا ُه و�صار جي�ش ًا يف ثواين‬ ‫�أبا جربيل فالتق�صري �ش�أين‬ ‫ُيقال له ( �أبو ح�سن املداين )‬ ‫ُ‬ ‫ال�سبع املثاين‬ ‫وت�سبق �أحريف‬ ‫ُ‬ ‫وت�صغر عند ُه كل املعاين‬ ‫ُ‬ ‫ر�أى يف نيلها كل الأماين‬ ‫نان‬ ‫جل ِ‬ ‫تباهت فيه يف خلد ا ِ‬ ‫ِ�سان‬ ‫ومل ي�س�أل عن احلور احل ِ‬ ‫وتعز َ‬ ‫القلوب ِّ‬ ‫بكل � ِآن‬ ‫فك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫هان‬ ‫ومن�ضييفخطاكبالار ِت ِ‬ ‫الزمان‬ ‫�سالم اهلل يا قمر‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫لك التهاين‬ ‫و ِمنّا يا �سماء ِ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.