ملحق الشهداء العدد 1104

Page 1

‫ملحق خاص‬

‫�أ�سبوعية ‪ -‬ت�صدر عن وزارة الداخلية اليمنية (الإدارة العامة للتوجيه املعنوي والعالقات)‬

‫‪ 14‬جمادي األول ‪1439‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 1‬فبراير ‪2018‬م‬

‫الخميس‬ ‫العدد ‪1104‬‬

‫تدشين فعاليات الذكرى السنوية للشهيد‬ ‫في مختلف محافظات الجمهورية‬

‫من‬ ‫احلياة‬ ‫الفانية �إىل ُ‬ ‫اخللود الأبدي‬


‫‪02‬‬

‫الخميس‬ ‫‪ 14‬جمادي األول ‪1439‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 1‬فبراير ‪2018‬م‬

‫ملحق خاص‬

‫العدد ‪1104‬‬

‫ال�شهيــد‬ ‫�أبو ح�سن املداين‬ ‫يف رحاب ال�شهداء‬

‫تاج الشهادة‬ ‫اللواء الركن‪/‬‬ ‫عبداحلكيم ها�شم اخليواين‬ ‫عن ال�شهيد القائد ح�سني بدر الدين احلوثي وعن ال�شهداء جميعاً وعن ال�شهيد طه‬ ‫ح�سن �إ�سماعيل املداين باين العمل الأمني �أقول وكل جوارحي و�أع�ضائي‪:‬‬ ‫�إن من �أعظم نكبات الأمة �أن تفقد عظماءها فع ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ا عظيماً‬ ‫وبرحيل رج��ل بحجم ال��ل��واء طه ح�سن امل��داين تكون �أمتنا قد فقدت رج�ل ً‬ ‫وجماهداً فذاً‪..‬‬ ‫ومن املعلوم �أن نيل ال�شهادة يعترب فوزاً بر�ضوان اهلل وهي ف�ضل منه تعاىل ومنحة‬ ‫�إلهية �أعدها اهلل خلا�صة �أوليائه‪ ..‬بالرغم من هذا كله �أعتقد �أن ا�ست�شهاد املجاهد اللواء‬ ‫طه ح�سن املداين يعترب حدثاً عظيماً يعرب عن الوالء والعطاء الكبري لهذا الرجل و�أي�ضاً‬ ‫حمرجاً ج��داً لكل املتخاذلني وكل من مل يزل من القاعدين يف بيوتهم من اليمنيني‬ ‫ب�شكل عام‪ ،‬وحمرجاً للمت�أخرين والقاعدين يف بيوتهم من القيادات الع�سكرية والأمنية‬ ‫ب�صورة خا�صة‪ ،‬فهل �سينتظرون �إىل �أن ي�صل العدو املحتل و�أدواته ليداهموا منازلهم؟!!‬ ‫�إننا اليوم نحيي الذكرى ال�سنوية لل�شهيد لكي نحيي يف قلوبنا الوعي والب�صرية‪،‬‬ ‫ولكي ال نبتعد عن ال�شهداء وعن م�شروعهم القر�آين والأخالقي واملبدئي والإن�ساين‪.‬‬ ‫لن�ؤكد امل�ضي يف نف�س الدرب الذي �سلكه ال�شهداء الكرماء‪.‬‬ ‫�إنهم كرماء بكل ماتعنيه الكلمة من معنى لأنهم رف�ضوا ال�ضيم واخل�ضوع ومل‬ ‫يقبلوا بعي�ش ال��ذل��ة وال��ه��وان‪ ..‬مل ينتظروا الأع���داء املحتلني حتى ي�صلوا �إىل بقية‬ ‫املحافظات لين�صبوا امل�سالخ واملذابح اجلماعية يف ال�شوارع‪� ..‬إن ال�شهداء كرماء وعظماء‬ ‫لأنهم رف�ضوا �أن يعطوا العدو فر�صة الو�صول لإخراج ن�ساء ال�شعب اليمني كي تباع يف‬ ‫�سوق النخا�سة‪!!.‬‬ ‫كما فعلوا يف بلدان �أخرى!!‬ ‫�إننا اليوم نحيي هذه الذكرى لنعاهد ال�شهداء العظماء جميعاً على ر�أ�سهم ال�شهيد‬ ‫القائد ال�سيد ح�سني بدرالدين احلوثي م�ؤ�س�س م�شروع العزة يف هذا الع�صر‪ ،‬الذي فتح‬ ‫باب العزة والكرامة ل�شعبنا و�أمتنا ودعا اجلميع ملواجهة الباطل والطواغيت جميعاً على‬ ‫ر�أ�سهم قوى اال�ستكبار العاملي �أمريكا و�إ�سرائيل‪.‬‬ ‫نعاهده ونعاهد جميع ال�شهداء‪ ،‬ونعاهدك �أي��ه��ا ال�شهيد املجاهد احلبيب العزيز‬ ‫�أبوح�سن املداين‪.‬‬ ‫�أن نظل يف طريقكم ودربكم ال��ذي فر�ضه اهلل علينا للت�صدي للظاملني واملجرمني‬ ‫�أعداء احلق و�أع��داء العدالة و�أن نحمي �شعبنا العظيم ونثبت دعائم الأمن واال�ستقرار‬ ‫ب�إذن اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫لن نحيد ب���إذن اهلل عن طريقهم حتى يتحقق الن�صر ويقام العدل ويزهق الباطل‬ ‫و�أدوات���ه‪ ،‬وحتى تتحرر �أمتنا ومقد�ساتنا وتتخل�ص �شعوب الأم��ة من الظلم والتدمري‬ ‫والطغيان واالمتهان‪.‬‬ ‫وليعلم العدو �أن ال�شهيد طه املداين قد ترك خلفه رجا ًال �أ�شداء يف امليدان �سيوا�صلون‬ ‫ويحققون هدفه ال�سامي الذي عمده بدمه الطاهر‪.‬‬ ‫اخللود لل�شهداء‪ ،‬وال�شفاء للجرحى‪ ،‬واخلال�ص للأ�سرى‪ ،‬والن�صر ل�شعبنا العظيم‪.‬‬

‫�ص ‪3‬‬


‫الخميس‬ ‫‪ 14‬جمادي األول ‪1439‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 1‬فبراير ‪2018‬م‬

‫ملحق خاص‬

‫العدد ‪1104‬‬

‫‪03‬‬

‫ال�شهيدحلي�س‬

‫نهر عطاء‬ ‫ُ‬

‫ا��س�ت���ش�ه��اد ال �ل��واء حلي�س خ���س��ارة ل�ل�ي�م��ن‪ ،‬ول� ��وزارة‬ ‫الداخلية ب�شكل خ��ا���ص‪ ،‬ول�ك��ن خ�سارتنا يف العالقات‬ ‫العامة والتوجيه م�ضاعفة‪،‬‬ ‫ف��ال�ل��واء حلي�س وه��و يف من�صب املفت�ش ال �ع��ام ك��ان‬ ‫واحداً منا‪ ،‬قريباً من الإدارة وموظفيها �إىل درجة �أنه‬ ‫كان يعرف املوظفني ب�أ�سمائهم‪.‬‬ ‫لقد ك��ان حري�صاً على �أن حتتل ال�ع�لاق��ات العامة‬ ‫املكانة التي تليق بها‪ ،‬فكان حا�ضراً يف ك��ل ن�شاطاتها‬ ‫وفعالياتها‪ ،‬ب��ل �إن��ه ك��ان ي�ت�ردد على الإدارة ب�ين حني‬ ‫و�آخ��ر لي�شد �أزر العاملني فيها‪ ،‬وكانت تلك ال��زي��ارات‬ ‫تتحول �إىل ح��دث ا�ستثنائي ملوظفي العالقات العامة‬ ‫يزداد معه حبهم للواء حلي�س‪ ،‬وتزداد درجة قربه منهم‪.‬‬ ‫�إن�ه��ا ع�لاق��ة متميزة حم��وره��ا ال �ل��واء ال�شهيد عمر‬ ‫بن حلي�س‪ ،‬كانت حياته املمتده لـ ‪55‬عاماً نهر عطاء‬ ‫دافق‪ ،‬نبعها اليمن‪ ،‬حمل معه هذا البلد املثقل بالهموم‬ ‫وطموحات امل�ستقبل يف حله وترحاله‪ ،‬و�أينما ميم وجهه‪،‬‬ ‫حزنها هوحزنه‪ ،‬و�أوجاعها هي �أوجاعه‪ ،‬و�أحالمها هي‬ ‫�أحالمه‪ ،‬فاليمن كانت معنى حياته وحمورها‪.‬‬ ‫كان كل عمل يبا�شره يبد�أ باليمن وينتهي بها‪ ،‬فهي‬ ‫نقطة البداية والنهاية يف ن�ضاله وكفاحه‪ ،‬بل هي حياته‬

‫الغيثي‪..‬‬

‫جندي مع مرتبة ال�شرف‬

‫نف�سها‪.‬‬ ‫اللواء حلي�س وقف وجهاً لوجه �أمام املوت ولأكرث من‬ ‫م��رة مل يجنب‪� ،‬أو ترتعد فرائ�صه ك��ان يحدق يف وجه‬ ‫امل��وت بعيون ب��اردة‪ ،‬وك��أن��ه يقول ل��ه لي�س ه��ذا �أو ذاك‪،‬‬ ‫ف�أمامي م�شاريع م�ؤجلة‪ ،‬و�أخ��رى يجب �إجن��ازه��ا‪ .‬كان‬ ‫ان�شغاله بالأمن‪ ،‬وهموم رجل الأمن ومواجهة العدوان‬ ‫مينحه قدره ا�ستثنائية‪ ،‬يف جعل املوت م�شروعاً م�ؤج ً‬ ‫ال‬ ‫يف ح�ساباته على الأقل يف هذه الفرتة احلرجة من عمر‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫ويبدو ذلك وا�ضحاً يف ال�شهر الذي �سبق ا�ست�شهاده‪،‬‬ ‫فقد كانت ط��ائ��رات التحالف مت�ل�أ �سماء �صنعاء على‬ ‫مدار ال�ساعة‪ ،‬ودوي قذائفها ت�سمع ليل نهار حتى �إنك‬ ‫كثرياً تراه يف كل مكان‪ ،‬ويف كل مرافق وزارة الداخلية‬ ‫غري عابئ بزجمرة الطائرات‪ ،‬وب�صواريخها وقنابلها‬ ‫الذكية‪ ،‬وعندما كان �أ�صدقا�ؤه يحدثونه عن خماوفهم‬ ‫على حياته‪ ،‬كان يبت�سم يف وجوههم قائ ً‬ ‫ال‪� :‬أنا لن �أموت‬ ‫�إال �شهيداً‪.‬‬ ‫فاللواء حلي�س كان اختار قدره يف وقت �سابق‪ ،‬وك�أنه‬ ‫عقد �صفقته مع املوت فكان له ما �أراد‪ ،‬وعلى نحو فاجع‬ ‫ما زالت كثرياً من تفا�صيله جمهولة‪.‬‬

‫�أ�سامة حممد الفران‬

‫عقب انتهائِه من تفكيكها مبا�شرة �إلاّ �أن �أمين كا َن �أ�سر َع من‬ ‫اندلعت ثورة الألفني و�أحد ع�شر للميالد‪� ،‬أبى �إال �أن يخرج ثائراً �ضد الظلم‪ ،‬م�ؤ�ش َر انفجارِها � َّأ�شر َ‬ ‫ُ‬ ‫بحي "قبة املهدي"‬ ‫�إىل �أن دعا ُه دا ِع اهلل ل ُن�صرة امل�ست�ضعفني فكان خيا ُر ُه التلبي ُة‬ ‫وااللتحاق بامل�سرية الربقِ يف �إنقا ِذ حيا ِة �أُ ٍ‬ ‫نا�س ال يعرفهم؛ مَّ‬ ‫ربا‪ ،‬اجته �إىل الأخرية ِّ‬ ‫ذاك الوقتُ ي ُ‬ ‫القر�آنية‪� ،‬أ�صبح جندياً من جنود اهلل بائعاً هذه الدنيا الفانية �شارياً الدار الآخرة‪ .‬لك�أنه َ‬ ‫النا�س من حولِه لكنَّ‬ ‫ُدرك لقائه بال�شهادة فحاول �إبعا َد جمي ِع ِ‬ ‫عمل ج��اه��داً لأن يُ�صبح من �أف��راد الأم��ن الذين ي ِّ‬ ‫ُ�سخرون �أنف�سهم يف خدم ِة املكا َن تلك اللحظة مزدح ٌم بالنا�س‪� ،‬إث َر انفجا ِر العبو ِة الأوىل هناك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫التفتَ �أمين ميي َنه‪� ،‬شماله فلم يجد خمب�أ ليبد�أ يف �إنقا ِذ حيا ِة النا�س‪ ،‬التفتَ‬ ‫ني البالد والتحق بفرق ِة الهند�س ِة الع�سكرية و�أ�صبح مهند�سا ع�سكريا‬ ‫النا�س وت�أم ِ‬ ‫ِ‬ ‫وخبرياً يف املتفجرات والعبوات النا�سفة‪ ،‬بعد جرا ٍح �أ�صابت ال�شهيد يف �إحدى قدميه خل َفه فلفتتِ انتباه ُه �إحدى احلدائقِ املغلقة‪� ،‬أ�سر َع �أمين نحو َ‬ ‫تلك احلديقة التي‬ ‫�أثناء ت�صديه لقوى النفاق َر َج َع ال�شهي ُد �أمين اىل �صنعاء و�أكم َل َ‬ ‫ن�صف دينِه بالزواج ت�سمى بحديق ِة النعمان �آنذاك‪� ،‬أما الآن فما �أظنها �إال حديق َة الغيثي‪.‬‬ ‫ُخالف �صناع َة العبواتِ الأخرى من قبل‪ُّ ،‬‬ ‫بد�أ بتفكيك العبوة �إلاّ �أن هيكلَها ي ُ‬ ‫كل‬ ‫وا�ستب�ش َر قبيل ا�ست�شهاده بثالثة �أيام بب�شارة قدوم طفل له والذي ُ�س ٍّمي حممد‪،‬‬ ‫ني ال�صادقني ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫كان ال�شهيد �أمين الغيثي ذا هيب ٍة ُتع ُّز امل�ؤمن َ‬ ‫�صاعق واحد �إال هذه العبوة فقد كان فيها �صاعقان‪ ،‬الأول ظاهر‬ ‫وتذل �أعدا َء اهلل املاكرين‪ ،‬العبواتِ لديها‬ ‫ً‬ ‫ما �إن يدري ب�أيَّ م�شكل ٍة حتى ُ‬ ‫خمفي ينفجر مبجرد فك ال�صاعق الأول‪ ،‬فما �إن انتهى ال�شهيد �أمين‬ ‫يكون فرد ال�سالم فيها‪ ،‬جاهدا على البتَّ فيها بالقول والآخ��ر‬ ‫ّ‬ ‫التامة يف �شتّى الأعمال الغيثي من فك ال�صاعق الأول حتى انفجر الآخ��ر؛ تلك اللحظة ن َّك�ستِ الأر�� ُ�ض‬ ‫ال�سديد الذي ير�ضي جميع الأطراف‪ ،‬يُحر�ض على ال�سرية ّ‬ ‫التي ميار�سها �سوا ًء ع�سكري ًة كانت �أم مدنية‪ ،‬م�ستقطباً جلمي ِع النا�س بكالمه‪ ،‬ر�أ�سها لفِراق رو ٍح لطاملا تباهت بحملها �إياها‪ ،‬وانحنتِ ال�سما ُء لتفرِ�ش فِرا�شها‬ ‫�ساعياً �إىل توفري حاجاتهم‪ ،‬عقب ا�ست�شهاد ال�شهيد �أمي��ن الغيثي خ َّلف و�صيته الأحمر ترحيباً بقدوم رو ٍح لطاملا تلهفت �شوقاً لرتاها يف عاملها‪..‬‬ ‫كل عوائل �صنعا َء القدمية �شعرت ب�أنها فقدت فرداً من عائلتها بعد ا�ست�شها ِد‬ ‫املكتوبة عند �أحد �أ�صدقائه والذي كان قد �أو�صاه �أن يُ�سلمها �إىل �أهله بعد ا�ست�شهاده‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مل‬ ‫عا‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫مي‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫إليه‬ ‫�‬ ‫�صار‬ ‫ملا‬ ‫عظيم‬ ‫ح‬ ‫بفر‬ ‫ا‬ ‫ممزوج‬ ‫ا‬ ‫ج�سيم‬ ‫ا‬ ‫زن‬ ‫ح‬ ‫�زن‬ ‫�‬ ‫حل‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫أ�صب‬ ‫�‬ ‫�ن‪،‬‬ ‫�‬ ‫مي‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫يوم‬ ‫الثالث والع�شرين من دي�سمرب عام �ألفني و�أربع َة ع�شر للميالد‪،‬‬ ‫يقول فيها‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الثالثاء‪� ..‬أم ُّر يو ٍم م ّرت به �صنعاء القدمية يوم ا�ست�شهاده؛ ا�ستيقظ ال�شهيد �أمين ال�شهادة‪� ،‬أمي��ن الغيثي من ك��ا َن مبثاب ِة اجلندي املجهول �إال �أ َّن ا�ست�شهاد ُه جع َل‬ ‫ُ‬ ‫ويتداول ا�س َم ُه يف �أو�ساط املجتمع‪،‬‬ ‫ري يتحدثُّ عنه‬ ‫ري وال�صغ َ‬ ‫الغيثي قبيل الفجر لتطبيق برنامج رج��ال اهلل وال��ذي يحتوي اال�ستغفا َر قبي َل الكب َ‬ ‫ْ‬ ‫ذهبت �أم �أمين يو َم ت�شييع ِه ال�صباح �إىل امل�شفى‪ ،‬ر�أت ُه و�أخذتْ مت�س ُح على عينيها‬ ‫الفجر و�أدا َء �صال ِة الفج ِر والت�سبي َح والتهلي َل‪ ،‬فما �إن انتهى من تطبيق الربنامج‬ ‫بحي "قبة املهدي" بيديه الالتي ُب�ِت�رِ ت منها �أ�صابِعه وتقول‪(( :‬ي��ا �أمي��ن �أن��ا ما بكيت �شوف عيوين‬ ‫حتى تلقى ات�صا ًال هاتفياً يُخرب ُه ب�أ َّن هناك عبو ًة غادر ًة انفجرت ّ‬ ‫أماكن َ‬ ‫وما زال هناك ٌ‬ ‫تلك العبوات‪ ،‬و�ص َل ماب�ش فيهن دموع يا �أمين �أنا وزعت حلوة على الن�سوان �أنا فعلت كما و�صيتني يا‬ ‫ثالث مل ينفجرن بعد‪� ،‬أ�سرع �أمين �إىل � ِ‬ ‫�إىل الأوىل فتمكن من تفكيكها وكذلك الثاني ِة جنح يف تفكيكها بالرغم من �أن ابني )) ومن ثم احجرت( زغردت ) وقالت �أنت عري�س يا بني ودعتك اهلل‪.‬‬

‫ال�شهيد‬ ‫�أمين الغيثي‬


‫‪04‬‬

‫الخميس‬ ‫ملحق خاص‬

‫الخميس‬

‫‪ 14‬جمادي األول ‪1439‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 1‬فبراير ‪2018‬م‬

‫‪ 14‬جمادي األول ‪1439‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 1‬فبراير ‪2018‬م‬

‫العدد ‪1104‬‬

‫العدد ‪1104‬‬

‫الشهداء رحلوا إلى ضيافة الله‬ ‫ال�شهداء رحلوا عنَّا ولكن �إىل �أين؟ �سافروا �إىل مقامهم العظيم‪� ،‬إىل �ضيافة اهلل‪ ،‬لقد ا�ست�ضافهم اهلل‪،‬‬ ‫�ضيوف ًا عند الكرمي العظيم‪ ،‬عند �أكرم الأكرمني‪ ،‬ا�ست�ضافهم وجعلهم �أحياء‪ ،‬كتب لهم اخللود } َو اَل‬ ‫حَ ْ‬ ‫اء ِعندَ َر ِّب ِه ْم ُي ْر َز ُقونَ { (�آل عمران ‪)169‬‬ ‫ت�سَ نَ َّ‬ ‫ب ا َّل ِذينَ ُق ِت ُلوا يِف �سَ ِب ِ‬ ‫يل اللهَّ ِ �أَ ْم َوا ًتا َب ْل �أَ ْح َي ٌ‬

‫ملحق خاص‬

‫‪05‬‬

‫إذا كنت تكره الموت فحاول أن تجاهد في سبيل الله‬ ‫�إن من يعمل لدينه ويف �سبيله‪ ،‬وينطلق يف ر�ضاه لي�س هناك �أمامه �أي خ�سارة على الإطالق‪،‬‬ ‫ال خ�سارة مادية‪ ،‬وال خ�سارة معنوية �أبداً‪ .‬ال حظوا‪ ،‬عندما يدعو اهلل النا�س للإنفاق يف �سبيله‬ ‫�أمل يعدهم ب�أنه �سيخلف عليهم ما �أنفقوا؟ ليفهمنا �أن العمل يف دينه لي�س فيه خ�سارة �أب��داً‪،‬‬ ‫والنظرة املغلوطة لدينا هي هذه‪� :‬أن كل من يفكر �أن ينطلق يف الأعمال يف �سبيل اهلل بنف�سه‬ ‫وماله يُخيل �إليه �أنه �سيقع يف الكثري من اخل�سارة‪� ،‬سيحتاج �أن يعطي كذا‪� ،‬سيحتاج �أن يناله كذا‬

‫فريى نف�سه يتعر�ض للخ�سارة‪� ،‬إن اهلل يف القر�آن الكرمي �أو�ضح لنا ب�أنه لي�س يف العمل يف �سبيله‬ ‫�أي خ�سارة �أبداً‪.‬‬ ‫لو و�صل الأمر �إىل �أن ت�ضحي بنف�سك �أمل تنفق نف�سك‪ ،‬حينئذ يف �سبيل اهلل؟ يقول لك‪ :‬لن‬ ‫يق�ض بهذا لل�شهداء؟ } َو اَل َت ُقو ُلوا لمِ َن ُي ْق َت ُل فيِ َ�سبِيلِ‬ ‫تخ�سر �أبداً حتى روحك و�ستعود ح ّياَ‪� ،‬أمل ِ‬ ‫اللهَّ ِ �أَ ْمو ٌ‬ ‫َات ب َْل �أَ ْح َيا ٌء َو َلكِن اَّل َت ْ�ش ُع ُرو َن{ (البقرة ‪)154‬‬


‫‪06‬‬

‫الخميس‬ ‫ملحق خاص‬

‫‪ 14‬جمادي األول ‪1439‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 1‬فبراير ‪2018‬م‬ ‫العدد ‪1104‬‬

‫القتال في سبيل الله هو خير بكل المقاييس‬

‫} ُكت َِب َعلَ ْي ُك ُم ا ْل ِق َت ُال وَهُ � َو ُك � ْر ٌه َّل ُك ْم{ البقرة ‪ 216‬لكم باعتبار ر�ؤيتكم ونف�سياتكم‪ ،‬وفهمكم للأ�شياء‪ ،‬و�إال‬ ‫فالواقع‪ ،‬لو �أن الإن�سان يت�أمل يتذكر ب�شكل جيد لر�أى ب�أنه لي�س القتال بال�شكل الذي تكرهه‪ ،‬عندما تنظر �إىل‬ ‫ق�ضية واحدة هو �أنه‪� :‬أن كل �إن�سان �سيموت‪� ،‬ألي�ست هذه ق�ضية معروفة؟ كل �إن�سان �سيموت‪ ،‬وكل �إن�سان يالقي يف‬ ‫هذه احلياة �أ�شياء تتعبه‪ ،‬ويعاين منها‪.‬‬ ‫�ألي�ست هذه ق�ضية معروفة؟ �إذاً فالقتال ما هو؟ غاية ما هناك �أن ُتقتل‪� ،‬أل�ست �ستموت و�إن مل ُتقتل؟ �ألي�س‬

‫الأف�ضل لك �أن ت�ستثمر موتك ُفتقتل يف �سبيل اهلل؟ �أف�ضل من �أن متوت فال يح�سب لك موتك �شيء‪.‬‬ ‫لأن الإن�سان ال يعلم الغيب والإن�سان وكثري من النا�س تكون نظرته حمدودة‪ ،‬نظرته قا�صرة وحمدودة } َوع َ​َ�سى‬ ‫�أَن َت ْك َرهُ وا َ�ش ْي ًئا وَهُ َو َخيرْ ٌ َّل ُك ْم{ رمبا قد تكرهون �شيئاً هو الواقع هو خري لكم‪ ،‬و�أنتم حتبون اخلري‪ ،‬وهو معلوم‬ ‫�أن الإن�سان نف�سه يف حياته يعمل �أ�شياء فيها كره له عندما يكون فاهماً �أن وراءها خرياً‪( .‬ال�سيد ح�سني بدر الدين‬ ‫احلوثي من �سورة البقرة الدر�س العا�شر)‪.‬‬

‫الخميس‬ ‫‪ 14‬جمادي األول ‪1439‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 1‬فبراير ‪2018‬م‬

‫ملحق خاص‬

‫العدد ‪1104‬‬

‫‪07‬‬

‫الشهادة ليست مجرد لقب فخري يطلق على هذا أو ذاك‬ ‫ال�شهداء عند اهلل‪ ،‬ال�شهداء يف �سبيل اهلل �سبحانه وتعاىل هم قوم باعوا �أنف�سهم من اهلل‪ ،‬هم‬ ‫انطلقوا يف موقفهم وجهادهم وت�ضحياتهم على �أ�سا�س اال�ستجابة هلل �سبحانه وتعاىل يف خط‬ ‫اهلل‪ ،‬يف نهج اهلل‪ ،‬لهم دافعهم الإمياين العظيم‪ ،‬ولهم هدفهم املقدَّ�س‪ ،‬ولهم موقفهم وق�ضيتهم‬ ‫العادلة‪.‬‬ ‫عندما ن�سمع يف واقع احلياة �أن الكثري من القوى‪ ،‬الكثري من اجلهات التي عادة ما تطلق على‬

‫قتالها‪ ،‬يف �أي موقف معتدين ظاملني متجربين خادمني للطاغوت �أو عاملني �أي �شيء‪ ،‬عادة‬ ‫يطلقون عليهم �شهداء �إما �شهداء الوطن �أو �أي عبارات من هذه‪.‬‬ ‫ال�شهادة لها قدا�ستها‪ ،‬لها �أهميتها‪ ،‬لها امتيازها‪ ،‬وهي عطاء من اهلل �سبحانه وتعاىل‪ ،‬وتكرمي‬ ‫من اهلل جل �ش�أنه } َو َي َّتخِ َذ مِ ن ُك ْم ُ�ش َهدَاءَ{ (�آل عمران ‪( )140‬من كلمة لل�سيد عبدامللك بدر‬ ‫الدين احلوثي يف الذكرى ال�سنوية لل�شهيد ‪1437‬هـ)‬


‫‪08‬‬

‫الخميس‬ ‫‪ 14‬جمادي األول ‪1439‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 1‬فبراير ‪2018‬م‬

‫ملحق خاص‬

‫العدد ‪1104‬‬

‫سبيل الله ليس مجرد عنوان وإنما هو‪:‬‬ ‫الطريق التي رسمها الله للمجاهدين من أجله‬

‫يقول ال�سيدح�سني ر�ضوان اهلل عليه حول هذا املو�ضوع‪:‬‬ ‫(لي�ست الق�ضية فقط جمرد عنوان‪ ،‬نحن يف زمن ميكن �أن ت�سمع عناوين‬ ‫�أخرى‪ :‬يف �سبيل اهلل‪ .‬يجب �أن تفهم ب�أنه ما الق�ضية فقط جمرد عنوان‬ ‫الق�ضية هي‪� :‬أن تكون متوجه ًا �إىل اهلل‪ ،‬وال�سبيل هو‪ :‬الطريق التي ر�سمها‬

‫لتتحرك فيها‪ ،‬و�أنت تقاتل يف �سبيل اهلل‪ ،‬و�أنت جتاهد يف �سبيل اهلل‪� .‬ألي�ست‬ ‫كلمة يف �سبيل اهلل ممكن �أن يرفعها نا�س �آخرون؟ وقد رفعها �آخرون قبلنا‪،‬‬ ‫و(ط َّمروا) كثري ًا من النا�س‪ ،‬وخدعوا الكثري من ال�شباب با�سم (يف �سبيل اهلل)‬ ‫و�إذا هم يجرونهم (يف �سبيل �أمريكا)‪.‬‬

‫حرا�سة املن�ش�آت‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.