Alhras desmbar2013 web

Page 1

‫‪AL-HORRAS‬‬

‫داخل‬ ‫ العدد‬ ‫الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬م‬

‫غاية أمن‬ ‫اليمن‬

‫املدير العام ‪ -‬رئيس التحرير‬

‫د‪ /‬محمد أحمد القاعدي‬

‫في ميزان التحليل‬ ‫االستراتيجي ملوقف‬ ‫الوعي الوطني‬

‫نائب رئيس التحرير‬

‫أحمد علي عثمان‬ ‫مدير التحرير‬

‫محمد عبدالودود العبسي‬ ‫سكرتيرا التحرير‬

‫> االفتتاحية ‪2 ........................................‬‬ ‫> مجزرة مستشفى الدفاع ‪4 ......................‬‬ ‫> احلقيبة اإلخبارية ‪8 ...............................‬‬ ‫> غاية أمن اليمن ‪14 ..............................‬‬ ‫> خطر السالح ومآسي إنسانية ‪20 ........................‬‬ ‫> اإلعالم التفاعلي وآثاره األمنية ‪26 ..............‬‬ ‫> الشرطة النسائية في نظام الكوتا ‪31 .............‬‬ ‫> الرياضة الشرطية في اليمن ‪32 ..................‬‬ ‫> أمراض الشتاء والبرد ‪36 ..........................‬‬ ‫> األدلة اجلنائية ‪39 ...............................‬‬ ‫> املؤمتر اإلقليمي للجوء والهجرة ‪40 ..........‬‬ ‫> الفأس القاتلة (جرمية) ‪46 ..................‬‬ ‫> واقع االنتحار في املجتمع اليمني ‪52 ..........‬‬ ‫> ضبط ‪ 2253‬كيلو حشيش مخدر ‪56 .........‬‬ ‫> مجلس وزراء العدل العرب ‪57 .................‬‬ ‫> الغفلة (جرمية) ‪58 ...............................‬‬ ‫> االستحواذ على العقل ‪61 ......................‬‬ ‫> آخر املشوار ‪64 ..................................‬‬

‫خطر السالح ومآسٍ إنسانية‬ ‫الرياضة الشرطية في اليمن‬

‫فتحي عبدالله األصبحي‬ ‫خليل مقبل املعافري‬

‫‪14‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪32‬‬

‫مجزرة مستشفى‬ ‫الدفاع‬

‫تصميم وإخراج‬

‫إبراهيم السراجي‬

‫‪4‬‬

‫صف إلكتروني‬

‫فيصل العزب‬

‫اإلعالم‬ ‫أمراض الشتاء‬ ‫التفاعلي ودوره والبرد‬

‫عالقات عامة‬

‫مختار احلميري‬

‫‪26‬‬

‫تصدرها‪ :‬وزارة الداخلية ‪ -‬اجلمهورية اليمنية‬ ‫(اإلدارة العام ـ ـ ـ ـ ـ ــة للعالقـ ـ ـ ـ ـ ــات والتوجيـ ـ ـ ـ ـ ــه)‬

‫املراسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالت‬

‫باسم رئيس التحرير‬ ‫اجلمهورية اليمنية ‪ -‬ص‪.‬ب ‪ 449 :‬صنعاء‬ ‫هاتف ‪ +9671262580 :‬فاكس ‪+9671262584 :‬‬ ‫البريد اإللكتروني ‪E-mail: alhurasmagz@gmail.com :‬‬

‫‪36‬‬ ‫اآلراء واملقاالت املنشورة‬ ‫ال تعبر ‪ -‬بالضرورة‪ -‬عن‬ ‫وجهة نظر املجلة‬


‫بني مطرقة اإلرهاب‬ ‫وسندان السياسة‬ ‫أي عني لم تدمع‪ ،‬وأي قلب لم يحزن‪ ،‬وأي ميني لم‬ ‫حتركه وطنيته‪ ،‬أو إنسان لم تهزُّ ه إنسانيته عندما‬ ‫ش��اه��د م��ا دب��رت��ه وح��اك�ت��ه ع�ق��ول خلعت ع��ن نفسها‬ ‫ث��وب اإلس�ل�ام‪ ،‬ونفذته أي� ٍ�اد انسلخت من كل القيم‬ ‫وب��اع��ت ن�ف�س�ه��ا ل �ن��زغ��ات ال�ش�ي�ط��ان ف �ص��ارت أدوات‬ ‫للقتل والتدمير واإلجرام‪.‬‬ ‫بقلم‪/‬‬ ‫رئيس التحرير‬

‫ل ��م ي �ك��ن أح� ��د م ��ن ال �ي �م �ن �ي�ين ي �ت��وق��ع م ��ا ح��دث‬ ‫مبستشفى مجمع ال��دف��اع صبيحة ي��وم اخلميس‬ ‫اخلامس من ديسمبر من قتل ممنهج وإبادة جماعية‬ ‫قام بها وحوش يف هيئة بشر وال صلة لهم بالبشرية‬ ‫أو اإلنسانية إال يف الهيئة التي ظ�ه��روا بها والبزة‬ ‫التي لبسوها‪.‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫ل�ق��د س�م��ع ال�ي�م��ان�ي��ون ع��ن ال�ك�ث�ي��ر م��ن امل �ق��والت‬ ‫والعبارات التي هددوا بها يف أوقات مختلفة ومفادها‬ ‫‪2‬‬


‫أن اليمن يف طريقها إلى ما يسمى بالصوملة أو ما‬

‫اجلماعات السياسية تنفذ أجندة خارجية وتتلقى‬

‫يجري يف العراق من قتل وتشريد وخ��وف وتدمير‪،‬‬

‫توجيهات من خارج احلدود اإلقليمية للوطن‪ ،‬وذلك‬

‫ب��ل إن البعض ل��م يقف عند ه��ذا احل��د لكنه يزيد‬

‫إن حدث شيء مؤسف وخطر حقيقي‪.‬‬

‫على ذلك بأن اليمن سيكون وضعها أشد وجرحها‬

‫وبالنسبة لعمليات اإلرهابيني فهي األخرى حتتاج‬

‫أنكى بسبب ما ميتلكه اليمنيون من األسلحة التي‬

‫إل��ى ال��وق��وف أم��ام�ه��ا ب�ج��دي��ة وم��واج�ه�ت�ه��ا بعزمية‪،‬‬

‫تعد أدوات للدمار ووسائل للموت‪.‬‬

‫ول �ي��س م��ن ال�ص�ع��وب��ة مب �ك��ان ال �ت �ص��دي ل�ه��ا واحل��د‬

‫ورغ��م ما حتمله ه��ذه امل�ق��والت من خطورة إال أن‬

‫منها سيما إذا ما استطعنا التغلب على اخلالفات‬

‫اليمنيني لم يأبهوا بها ليس لقلة خطورتها ولكن‬

‫القائمة ب�ين السياسيني ال��ذي��ن ه�ي��أوا بخالفاتهم‬

‫ل��رك��ون�ه��م إل��ى م��ا ل��دي�ه��م م��ن ق�ي��م وأع ��راف وع ��ادات‬

‫اجل ��و امل �ن��اس��ب مل ��دب ��ري وم �ن �ف��ذي ت �ل��ك ال�ع�م�ل�ي��ات‬

‫ض��د ك��ل األخ�ط��ار التي ق��د حت��دق بهم‪ ،‬إض��اف� ً�ة إلى‬

‫اإلرهابية التي ساعدت الشعب يف فهم حقيقتها من‬

‫اعتمادهم على الكثير من األحاديث النبوية التي‬

‫خالل عملياتها املخزية واملخجلة والتي كان آخرها‬

‫أش� ��ادت مبناقبهم وج�ع�ل��ت م��ن ال�ي�م��ن ك�ه�ف� ًا ي��أوي‬

‫عملية مستشفى م�ج�م��ع ال��دف��اع ال �ت��ي ق�ت��ل فيها‬

‫إليه الهاربون من الفنت‪( :‬إذا هاجت الفنت فعليكم‬

‫الطبيب واملريض والصغير والكبير والرجل واملرأة‬

‫باليمن فإنها مباركة)‪..‬‬

‫والوطني وغير الوطني‪!!..‬‬

‫غير أن ثمة أحداث ًا وتصرفات جتعلنا نقف بجدية‬

‫أما ما يحصل من هدم وتخريب فذلك أمر غريب‬

‫ون �ق��رأ م��ا ي ��دور يف مجتمعنا ق ��راءة صحيحة دون‬

‫وينكره كل مواطن لبيب‪ ،‬ومهما أعاده أهل الفطنة‬

‫تهويل أو ت�ه��وي��ن‪ ،‬وم��ن ه��ذه األح ��داث والتصرفات‬

‫والكياسة إل��ى املبجلني أص�ح��اب السياسة فاملتفق‬

‫اجلديرة باالهتمام تصرفات السياسيني وعمليات‬

‫عليه أن�ه��ا دن ��اءة وخساسة وم��ن أك�ب��ر اجل�ه��ل وأش��د‬

‫اإلرهابيني وحوادث املخربني‪.‬‬

‫الغباء تخريب أنابيب النفط وأبراج الكهرباء‪.‬‬

‫وتطمني للمواطن املسكني إال أن متسك كل حزب‬

‫ال �ب��ال ط��ائ��رة اخل �ي��ال س�ي�م��ا وق ��د اخ�ت�ل�ط��ت أوراق‬

‫�ص خ�ل��ف ه ��واه ق��د ساعد‬ ‫ب� ��رؤاه ومت �ت��رس ك��ل ش �خ� ٍ‬

‫السياسة واإلج ��رام ونشط املخربون وأوالد احل��رام‬

‫على إش��اع��ة الفوضى يف املجتمع ووس��ع ال�ه��وة بني‬

‫وتقاعس العقالء والوجهاء والعلماء عن القيام مبا‬

‫�زب وآخ��ر وفئة وأخ��رى‪ ،‬وما يزيد األم��ر سوء ًا‬ ‫كل ح� ٍ‬

‫عليهم من مهام‪ ،‬وحسبنا اهلل ونعم الوكيل يف البدء‬

‫وامل��واط��ن تخوف ًا ما يشاع من أن بعض األح��زاب أو‬

‫واخلتام‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫أما تصرفات السياسيني فرغم ما حتمله من أمل‬

‫ويف وض��ع كهذا وقفت املؤسسة األمنية مشدوهة‬


‫مجزرة مستشفى الدفــــــ‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫وحوش متلبسون هيئة بشر وبشر‬ ‫يلبسون ب��زة اجل �ي��ش أقتحموا بوابة‬ ‫م �س �ت �ش��ف ��ى ق �ت �ل��وا ك ��ل آدم � ��ي وج� ��دوه‬ ‫أمامهم‪ ،‬لم يكن يعنيهم إن ك��ان هذا‬ ‫اآلدم � � ��ي ال � ��ذي ت ��واج ��د ذك � � ��ر ًا أو أن��ث ��ى‬ ‫ص �غ �ي��راً‪ ،‬أو ك �ب �ي��ر ًا م��ري�ض� ًا أو مم��رض� ًا‬ ‫طبيب ًا أو مستطب ًا واقف ًا أو مستلقي ًا‬ ‫على ظ �ه��رة داخ�ل ً�ا إل ��ى املستشفى أو‬ ‫خارج ًا منها أو متواجد ًا بداخلها‪.‬‬ ‫لقد كان هذا املكان ساحة نزلوا فيها‬ ‫بأمر من الشيطان الذي جمع جنودة‬ ‫كي يعلن للمأل أنه موجود يف اليمن‬ ‫وأن ��ه يف ص �ب��اح ي ��وم اخل �م�ي ��س امل ��واف��ق‬ ‫‪5‬ديسمبر ‪2013‬م م��ر م��ن هناك وت ��رك‬ ‫يف مشهد احلياة االنسانية من خلفه‬ ‫أثر ًا ذا داللة يعلم بأنها ستضيف إلى‬ ‫ذاك ��رة األح �ي��اء م��ن أع��دائ��ه ح��ال��ة وعي‬ ‫عرضي تفاقم االختالف وتعزز فرص‬ ‫الصراع ودوافع العنف املمنهج‪ ،‬بل إنها‬ ‫ستخلق ميزة تنافسية جديدة لقوى‬ ‫ال�ش ��ر ول ��ره��ان��ات ال�ت�ش ��رذم يف مواجهة‬ ‫قوى اخلير ورهانات الوفاق واالتفاق‪.‬‬ ‫ف �ح�ي�ن أع �ل ��ن ال �ش �ي �ط��ان ص ��رخ�ت��ه‬ ‫املنكرة يف ساحة مبنى مجمع الدفاع‬ ‫بالعرضي وسط العاصمة صنعاء كان‬ ‫قد أستفزز لها بخيله وجلب رجله من‬ ‫استطاع ومن فكر ودبر‪.‬‬ ‫غ �ي ��ر إن � ��ه ل� ��م ي �ك ��ن ل � �ي ��رك ��ن‪ -‬وه ��و‬ ‫اخلبيث امللعون‪ -‬على جانب ماميلكه‬ ‫من علم وإدراك ملواطن الضعف والقوة‬ ‫وم ��وازي ��ن ال �ف ��رص وال �ت �ه��دي��دات ال��ت ��ي‬ ‫ت�ك�ش��ف ت �ق��دي��رات��ه ل�ل �م��وق��ف يف إط��ار‬ ‫م� �ح ��دود ب ��ال ��زم ��ان وامل � �ك ��ان ال�ل �ح��ظ ��ي‬ ‫املرتبط مبكان العملية وزمانها‪ .‬ولكنه‬ ‫يعتمد كذلك على تقديرات شيطانية‬ ‫مليزان تدافع االرادات ودفعات الوعي يف‬ ‫املشهد اليمني الراهن بعمومه وأبعاده‬ ‫الشاملة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫استنكر أبناء اليمن بشدة الهجوم اإلرهابي على مستشفى مجمع‬ ‫وزارة الدفاع مبنطقة العرضي وسط العاصمة صنعاء صباح يوم‬ ‫اخلميس ‪5‬ديسمبر ‪2013‬م والذي أسفر عن استشهاد ‪52‬شخص ًا‬ ‫وإصابة أكثر من ‪176‬من الكادر الطبي واملرضى بينهم أعضاء من‬ ‫الطواقم الطبية األجنبية العاملة يف بالدنا من اجلنسية األملانية‬ ‫والفلبينية والهندية‪.‬‬

‫واع � � �ت � � �ب � ��رت األوس � � � � � � ��اط ال � �س� �ي ��اس� �ي ��ة‬ ‫واجل �م ��اه �ي ��ري��ة ب� ��أن ال �ه �ج ��وم ال ��وح ��ش ��ي‬ ‫الذي اقترفه منفذو اجلرمية ومن يقف‬ ‫وراءه � � ��م ج ��رمي � ٌ�ة ه� ��زت وج � � ��دان ال �ش �ع��ب‬ ‫ال �ي �م��ن ��ي وأدم� � ��ت ال �ض �م��ائ ��ر اإلن �س��ان �ي��ة‬ ‫وأظهرت بشكل واض��ح وجلي عزم القوى‬ ‫الشيطانية احلاقدة على النيل من أمن‬ ‫واس �ت�ق ��رار اليمن وه��دم مقومات السالم‬

‫املنشود للحياة على أرضه وإعاقة اجلهود‬ ‫ال ��وط �ن �ي��ة امل �خ �ل �ص��ة امل � �ب ��ذول ��ة م ��ن قبل‬ ‫قيادته السياسية للخروج باليمن إلي بر‬ ‫األم��ان ولتحقيق آمال وطموحات اإلرادة‬ ‫الشعبية بالعيش ال��ك ��رمي يف ظ��ل دول��ة‬ ‫املساواة والعدالة والنظام والقانون‪.‬‬ ‫وع � � َّب ��رت ه � ��ذه األوس � � ��اط ع ��ن ال �ف��خ ��ر‬ ‫واالع � �ت ��زاز مب ��واق ��ف ال �ق �ي��ادة ال �س �ي��اس �ي��ة‬


‫ــــــاع ومستقبل اليمن‬

‫وال �ع �س ��ك ��ري��ة ال �ش �ج ��اع��ة ل �ف �خ��ام��ة األخ‬ ‫امل �ش �ي ��ر‪ /‬ع �ب��درب��ه م �ن �ص��ور ه� ��ادي رئ �ي ��س‬ ‫اجل �م �ه��وري��ة ال� ��ذي س� ��ارع ب��ال ��وص��ول إل ��ى‬ ‫م��وق��ع ال �ه �ج ��وم وب ��اش ��ر م �ه��ام��ه يف إدارة‬ ‫املوقف ال��ذي تكلل بتحقيق نصر مبني‬ ‫لليمن ولقواته املسلحة يف مواجهة قوى‬ ‫ال �ع ��دوان وإح �ب��اط مخططها اإلج ��رام ��ي‬ ‫اخلطير للنيل من أمن الوطن ومسيرته‬ ‫الظافرة‪.‬‬ ‫وع ��ل ��ى امل �س �ت ��وى ال ��دول ��ي أدان األم�ي�ن‬ ‫ال �ع��ام ل�لأمم املتحدة ب��ان ك ��ي م��ون بأشد‬ ‫العبارات الهجوم اإلرهابي‪ ،‬وأش��ار إلى أن‬ ‫مجلس األم ��ن ق��د أك ��د م��ؤخ ��را يف بيانه‬ ‫األخ� �ي ��ر ب �ش ��أن ال �ي �م��ن ع��ل ��ى اس �ت �ع ��داده‬ ‫للنظر يف ات�خ��اذ مزيد م��ن التدابير أي‬ ‫مبعنى عقوبات‪ ،‬ردا على أي أعمال يقوم‬ ‫بها أفراد أو أطراف يهدفون إلى تعطيل‬ ‫ع �م �ل �ي��ة االن� �ت� �ق ��ال ال �س �ي��اس ��ي ال �س �ل��م ��ي‬ ‫اجل��اري��ة حاليا يف اليمن وفقا للمبادرة‬

‫اخلليجية وآليتها التنفيذية املزمنة ‪.‬‬ ‫م��ؤك ��د ًا ب��أن الطريق الوحيد إل ��ى مين‬ ‫م �س �ت �ق ��ر وم ��زده ��ر ودمي� �ق ��راط ��ي ه ��و من‬ ‫خ�ل�ال م��ؤمت ��ر احل � ��وار ال ��وط��ن ��ي السلمي‬ ‫وال �ش��ام��ل اجل � ��اري ح��ال �ي��ا وف �ق��ا الت �ف��اق‬ ‫التسوية السياسية وقراري مجلس األمن‬ ‫ذات الصلة‪.‬‬ ‫إلى ذلك أدان مساعد أمني عام األمم‬ ‫املتحدة ومستشاره اخلاص لشؤون اليمن‬ ‫ج �م��ال ب�ن �ع �م ��ر ال �ه �ج ��وم اإلره ��اب ��ي ال��ذي‬ ‫استهدف مستشفى مجمع الدفاع‪.‬‬ ‫وعبر املبعوث األمم ��ي يف بيان أص��دره‬ ‫عن أسفه البالغ لسقوط قتلى وجرحى‬ ‫جراء هذا العمل اإلرهابي‪ ،‬متقدم ًا بأحر‬ ‫ال �ت �ع ��ازي وامل ��واس ��اة إل ��ى ذوي ال�ض �ح��اي��ا‬ ‫واليمنيني عموم ًا‪.‬‬ ‫ودعا بنعمر إلى التعاون مع التحقيق‬

‫ال��ذي وج��ه األخ الرئيس عبدربه منصور‬ ‫هادي رئيس اجلمهورية بفتحه ملالحقة‬ ‫الفاعلني ومحاسبتهم‪.‬‬ ‫وق ��ال‪ :‬إن ه��ذا العمل اإلج ��رام ��ي ال��ذي‬ ‫يهدف إل ��ى ترهيب اليمنيني وترويعهم‬ ‫ل��ن ي��زي��ده��م إال إص � ��رار ًا ع��ل ��ى امل��ض ��ي يف‬ ‫مسيرة التغيير السلمي‪.‬‬ ‫كما أدان مجلس األم��ن ال��دول ��ي بأشد‬ ‫العبارات الهجوم على مستشفى مجمع‬ ‫وزارة ال ��دف ��اع يف ص �ن �ع��اء‪ ،‬مم ��ا أدى إل ��ى‬ ‫سقوط العديد من القتلى واجلرحى‪.‬‬ ‫جاء ذلك يف بيان أصدره املجلس وتاله‬ ‫الرئيس الدوري للمجلس مندوب فرنسا‬ ‫لدى األمم املتحدة جيرار آرو‪.‬‬ ‫وأع ��رب أع�ض��اء مجلس األم��ن يف بيان‬ ‫أص ��دره املجلس ع��ن تعاطفهم العميق‬ ‫وت �ع��ازي �ه��م ال �ص��ادق��ة ألس ��ر ض �ح��اي��ا ه��ذا‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪5‬‬


‫العمل الشنيع وإل ��ى احلكومة والشعب‬ ‫اليمني وال��دول التي كان بعض رعاياها‬ ‫من بني ضحايا الهجوم‪.‬‬ ‫وأك � ��د أع � �ض ��اء امل �ج ��ل ��س ب � ��أن اإلره � ��اب‬ ‫بجميع أشكاله وم�ظ��اه ��ره يشكل واح��د ًا‬ ‫م ��ن أخ �ط ��ر ال �ت �ه��دي��دات ل�ل �س �ل��م واألم ��ن‬ ‫ال ��دول �ي�ي�ن وأن أي أع � �م ��ال إره��اب �ي ��ة هي‬ ‫أعمال إجرامية ال ميكن تبريرها بغض‬ ‫ال �ن �ظ ��ر ع ��ن دواف � �ع � �ه ��ا أي �ن �م ��ا وأي� � � � ًا ك ��ان‬ ‫مرتكبوها‪.‬‬ ‫وش ��دد أع �ض��اء مجلس األم ��ن ال��دول ��ي‬ ‫ع��ل ��ى ض � ��رورة ت �ق��دمي اجل �ن��اة وامل�ن�ظ�م�ين‬ ‫وامل � �م ��ول �ي�ن وال � ��راع � �ي �ي�ن ل � �ه ��ذه األع � �م ��ال‬ ‫اإلرهابية إلى العدالة‪ ..‬مؤكدين دعمهم‬ ‫للحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبد‬ ‫ربه منصور هادي يف مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫وحثوا جميع ال��دول‪ ،‬وفقا اللتزاماتها‬ ‫مبوجب القانون الدولي وقرارات مجلس‬ ‫األم � ��ن ذات ال �ص �ل��ة‪ ،‬ع��ل ��ى ال �ت �ع ��اون مع‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪6‬‬

‫جمال بنعمر ‪:‬‬

‫عمل إجرامي يهدف إلى‬ ‫ترهيب اليمنيني وترويعهم‬ ‫السلطات اليمنية يف هذا اجلانب‪.‬‬ ‫ب ��دوره أع�ل��ن االحت ��اد األوروب ��ي يف بيان‬ ‫أص � ��درت� ��ه يف ب ��روك � �س ��ل امل �م �ث �ل��ة ال �ع �ل �ي��ا‬ ‫ل �ل �ش��ؤون اخل��ارج �ي��ة وال �س �ي��اس��ة األم�ن �ي��ة‬ ‫باالحتاد األوروبي ﻛﺎﺛﺭﻳﻥ ﺁﺷﺗﻭﻥ عن إدانة‬ ‫االحتاد بشدة االعتداء اإلرهابي ‪.‬‬ ‫وأكدت املمثلة العليا للشؤون اخلارجية‬ ‫والسياسة األمنية باالحتاد األوروبي على‬ ‫ض � � ��رورة اإلن � �ه ��اء ال � �ف ��وري ل �ل �ع �ن��ف ال ��ذي‬ ‫ً‬ ‫منخرطة يف عملية‬ ‫يستهدف ح��ك ��وم� ً�ة‬ ‫سياسية م �ش ��روع��ة‪ ،‬ن�ظ ��را مل��ا ي�ت ��رب على‬ ‫استمراره من مخاطر جتازف مبستقبل‬

‫الشعب اليمني‪.‬‬ ‫وجددت دعم االحتاد األوروبي للعملية‬ ‫االن �ت �ق��ال �ي��ة اجل ��اري ��ة ح��ال �ي��ا يف ال �ي �م��ن‬ ‫‪ ..‬م �ش ��ددة يف ذات ال ��وق ��ت ع��ل ��ى ض ��رورة‬ ‫استمرار سير هذه العملية يف مناخ آمن‪.‬‬ ‫ك �م��ا أدان� � ��ت ج��ام �ع��ة ال� � ��دول ال �ع ��رب �ي��ة‬ ‫واستنكرت بشدة الهجوم اإلرهابي الذي‬ ‫اس �ت �ه��دف مستشفى مجمع ال��دف��اع يف‬ ‫العاصمة صنعاء‪..‬معتبرة أن من يقفون‬


‫مجزرة العرضي‬ ‫وأمن اليمن‬

‫وراء ه��ذه الهجمات أي��اد آثمة تستهدف‬ ‫املساس بأمن واستقرار اليمن‪.‬‬ ‫وق��ال��ت ‪ :‬إن ه�ن��اك م��ن ي �ح��اول عرقلة‬ ‫اجلهود املبذولة ملساعدة اليمنيني على‬ ‫جت��اوز حت��دي��ات املرحلة االنتقالية التي‬ ‫متر بها اليمن‪.‬‬ ‫ب� � ��دوره أدان م �ج ��ل ��س ال� �ت � �ع ��اون ل ��دول‬ ‫اخلليج العربية الهجوم اإلرهابي ووصفه‬ ‫ب��أن��ه عمل ج �ب��ان يتنافى م��ع ك��ل القيم‬ ‫واملبادئ الدينية واإلنسانية ‪.‬‬ ‫وقال األمني العام ملجلس التعاون لدول‬ ‫اخلليج العربية الدكتور عبداللطيف بن‬ ‫راش��د الزياني يف بيان ص��در يف الرياض‪:‬‬ ‫إن ه ��ذا ال �ع �م��ل ال�ش�ن �ي��ع ج ��رمي��ة بشعة‪،‬‬ ‫ويسعى اإلرهابيون من ورائها إلى زعزعة‬ ‫أم��ن اليمن الشقيق واس �ت�ق ��راره‪ ،‬وعرقلة‬ ‫احلل السياسي لألزمة اليمنية»‪ ،‬معربا‬ ‫عن ثقته بأن مرتكبي هذه اجلرمية لن‬ ‫يفلتوا من العقاب ‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫وأعلن الزياني يف البيان استنكار دول‬ ‫مجلس التعاون اخلليجي لهذه اجلرمية‬ ‫اإلرهابية‪ ،‬وأكد وقوفها مع اليمن رئيس ًا‬ ‫وح��ك ��وم��ة وش �ع �ب � ًا يف ك ��ل م ��ا ي �ت �خ��ذ من‬ ‫إجراءات حلفظ أمن اليمن واستقراره‪.‬‬ ‫جتدر اإلشارة إلى أن وقوع هذه املجزرة‬ ‫ال �ب �ش �ع��ة وم ��ا ك �ش�ف��ت ع �ن��ه م ��ن ج �س��ام��ة‬ ‫ال� �ت� �ه ��دي ��دات واألخ� � �ط � ��ار األم� �ن� �ي ��ة ع��ل ��ى‬ ‫م �س �ت �ق �ب��ل ال �ي �م��ن ت ��دع ��و أب� �ن ��اء ال�ش �ع��ب‬ ‫ال �ي�م��ن ��ي ويف م�ق��دم�ت �ه��م أب �ط��ال ال �ق ��وات‬ ‫املسلحة واألمن إلى تعزيز وحدة الصف‬ ‫وال� �ش � �ع ��ور ب��امل �س ��ؤول �ي ��ة ودع � ��م ت ��وج �ه��ات‬ ‫ال� �ق � �ي ��ادة احل��ك �ي �م��ة ل �ل ��رئ �ي ��س ع �ب��درب��ه‬ ‫منصور هادي رئيس اجلمهورية لتجاوز‬ ‫ك��اف��ة ال �ص �ع��اب وال �ت �ح ��دي��ات وال �ع ��راق �ي��ل‬ ‫املصطنعة التي يحاول من خاللها أعداء‬ ‫اإلنسانية أن ميرروا مخططاتهم القذرة‬ ‫ضد الوطن واملواطنني واالنتقال بالوطن‬ ‫إلى اآلفاق الرحبة وبناء الدولة اليمنية‬ ‫احلديثة التي يجري‬ ‫اإلعداد لها من خالل‬ ‫م � ��خ � ��رج � ��ات احل � � � ��وار‬ ‫ال � � ��وط� � ��ن � � ��ي وج � � �ه � ��ود‬ ‫ال � ��رئ � �ي � ��س امل �خ �ل �ص��ة‬ ‫ل� �ت � �ج � �ن � �ي ��ب ال � �ي � �م ��ن‬ ‫ال � �ف �ت�ن وال � ��ص � ��راع� ��ات‬ ‫السياسية واحلزبية‬ ‫الضيقة‪.‬‬

‫إن غ� ��اي� ��ة األم � � � ��ن واالس � �ت � �ق � ��رار‬ ‫املنشود حلاضر ومستقبل احلياة‬ ‫االن � �س � ��ان � �ي � ��ة يف ال � �ي � �م� ��ن ويف ك��ل‬ ‫زم� ��ان وم �ك��ان ت �ع��د غ��اي��ة م �ن��ك ��رة يف‬ ‫استراتيجية ال �ع��دوان واالستحواذ‬ ‫الشيطاني على االنسان‪.‬‬ ‫وي �ع �ت �م��د ال �ش �ي �ط��ان وج� �ن ��وده يف‬ ‫اس �ت ��رات �ي �ج �ي��ة ع ��دوان �ه ��م امل �س �ت �م��ر‬ ‫على حياة وأم��ن اإلنسان واستقرار‬ ‫األوطان سبيلني ال ثالث لهما‪:‬‬ ‫السبيل األول‪ :‬ه��دم ع ��رى الوعى‬ ‫اإلن �س��ان ��ي املستنير وامل �م�ي��ز ملفهوم‬ ‫غاية األم��ن كقيمة أصلية لصيقة‬ ‫بأصل وغاية ونظام احلياة والوجود‬ ‫اإلنساني‪.‬‬ ‫ال �س �ب �ي��ل ال� �ث ��ان ��ي‪ :‬ع � ��زل اإلرادة‬ ‫اإلنسانية املميزة بالوعي املستنير‬ ‫ملفهوم غ��اي��ة األم��ن وألهميتها عن‬ ‫فرص االستجابة ملقتضيات الوعي‬ ‫وشل قدراتها االتصالية يف التأثير‬ ‫وتوجيه املوقف‪.‬‬ ‫ول � ��ذل � ��ك ف � � ��إن روح ال� �ش� �ي� �ط ��ان‬ ‫امللعونة التي تلبست بثوب اجليش‬ ‫اليمني يف مجزرة العرضي جاءت‬ ‫م ��ن خ�ل�ف �ي��ة إرادة ال �ن �ي��ل م ��ن أم��ن‬ ‫واس �ت �ق ��رار اليمن واس �ت �م��دت قوتها‬ ‫م��ن ع�ل��م وإدراك بحقيقة اخ�ت�لال‬ ‫واض� ��ح يف ق ��وى امل �ن��اف �س��ة ال �س��ائ��دة‬ ‫يف موقف الوعي واالرادة جت��اه أمن‬ ‫واستقرار اليمن‪.‬‬


‫رئيس اجلمهورية يحضر حفل تخــــــــ‬ ‫شهد األخ الرئيس عبدربه منصور هادي‬ ‫رئ�ي��س اجل�م�ه��وري��ة ال�ق��ائ��د األع �ل��ى للقوات‬ ‫املسلحة احلفل الذي أقيم يف ساحة عروض‬ ‫قوات األمن اخلاصة مبناسبة تخريج ثالث‬ ‫ع �ش ��رة دورة ت��دري �ب �ي��ة ن��وع �ي��ة م�ت�خ�ص�ص��ة‬ ‫�اء‬ ‫مل �ن �ت �س �ب��ي ق � ��وات األم � ��ن اخل ��اص ��ة اح �ت �ف� ً‬ ‫بالعيد الـ‪ 46‬لالستقالل الـ‪ 30‬من نوفمبر‪..‬‬ ‫وجت �س �ي ��د ًا الن �ط�ل�اق��ة ج ��دي ��دة م ��ن ال �ب �ن��اء‬ ‫األم �ن��ي ال �ن��وع��ي ال ��ذي مت�ث�ل��ه ق ��وات األم��ن‬ ‫اخلاصة‪.‬‬ ‫ويف احل�ف��ل ال��ذي ح�ض��ره رئ�ي��س مجلس‬ ‫ال�ن��واب يحيى علي ال��راع��ي ورئيس مجلس‬ ‫القضاء األعلى الدكتور‪ /‬علي ناصر سالم‬ ‫ورئ� �ي ��س احمل �ك �م��ة ال �ع �ل �ي��ا ال �ق��اض��ي ع�ص��ام‬ ‫ال� �س� �م ��اوي‪ ..‬أل �ق��ى وزي� ��ر ال��داخ �ل �ي��ة ال �ل��واء‬ ‫ً‬ ‫كلمة‬ ‫ال��دك�ت��ور ع�ب��دال�ق��ادر محمد ق�ح�ط��ان‬ ‫أشار فيها إلى أن حفل تخريج هذه الدورات‬ ‫ي ��ؤك ��د م � ��دى االه� �ت� �م ��ام امل� �ت ��زاي ��د وال ��دع ��م‬ ‫ال�لام�ح��دود والعناية الكبيرة ال�ت��ي حتظى‬ ‫بها وزارة ال��داخ�ل�ي��ة واألج �ه��زة األم�ن�ي��ة من‬ ‫قبل القيادة السياسية والعسكرية العليا‪،‬‬ ‫ان �ط�لاق � ًا م��ن احل ��رص ع�ل��ى حت�ق�ي��ق األم��ن‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪8‬‬

‫وزير الداخلية‪:‬‬

‫سنبقى جنوداً للوطن‬ ‫ومحاة ملكتسباته‬

‫واالستقرار يف ربوع الوطن‪..‬‬ ‫مشير ًا إلى أن تخريج هذه الدفع األمنية‬ ‫م��ن ال ��دورات التدريبية يأتي ترجمة للدور‬ ‫ال �ب �ط��ول��ي ل� �ق ��وات األم � ��ن اخل ��اص ��ة وك��اف��ة‬ ‫م�ن�ت�س�ب��ي م��ؤس�س��ة ال �ش��رط��ة وج�م�ي��ع أب�ن��اء‬ ‫القوات املسلحة ورجال اللجان الشعبية يف‬ ‫م��واج�ه��ة األخ �ط��ار األم�ن�ي��ة ال�ت��ي تستهدف‬ ‫سكينة املجتمع‪ ,‬وبهدف االرت�ق��اء مبستوى‬ ‫أداء املهام والواجبات للوصول إل��ى مصاف‬ ‫ال�ط�م��وح��ات واآلم ��ال ال�ت��ي جتعل م��ن واق��ع‬ ‫ال �ع �م��ل األم �ن ��ي واخل ��دم ��ات ال �ت��ي ت�ق��دم�ه��ا‬

‫ال � �ش� ��رط� ��ة ع �م �ل �ي��ة م� ��واك � �ب� ��ة ل �ل �م �ت �غ �ي��رات‬ ‫واالجت ��اه ��ات ال �ت �ن �م��وي��ة‪ ،‬وم�ل�ب�ي��ة حل��اج��ات‬ ‫الوطن واملجتمع يف األمن واألمان والسكينة‬ ‫العامة واالستقرار‪.‬‬ ‫وأوض ��ح أن ال �ق��رارات ال��رئ��اس�ي��ة ال �ص��ادرة‬ ‫بشأن إع��ادة تنظيم وهيكلة جهاز الشرطة‬ ‫ش �ك �ل��ت ح� ��اف� ��ز ًا وداف � �ع � � ًا م �ع �ن��وي � ًا وع �م �ل �ي � ًا‬ ‫كبير ًا ل��وزارة الداخلية وأجهزتها املختلفة‬ ‫الستعادة دوره��ا السيادي يف احلفاظ على‬ ‫األمن واالستقرار‪..‬‬ ‫وأك ��د وزي ��ر ال��داخ �ل �ي��ة أن حت�ق�ي��ق األم��ن‬ ‫واالستقرار ال يتوقف على جهود رجال األمن‬ ‫والقوات املسلحة فحسب‪ ،‬وإمنا هو مسؤولية‬ ‫جماعية يتحملها كافة أبناء الوطن بجميع‬ ‫مكوناتهم السياسية واحل��زب�ي��ة والثقافية‬


‫ـــــــــريج ‪ 13‬دورة أمنية متخصصة‬ ‫وم �ن �ظ �م��ات امل �ج �ت �م��ع امل ��دن ��ي ورج � ��ال امل ��ال‬ ‫واألع � �م � ��ال‪ ،‬م � �ش ��دد ًا ع �ل��ى ض� � ��رورة ال��وع��ي‬ ‫ال �ك��ام��ل ب ��أن أم�ن�ه��م واس �ت �ق��راره��م م��ره��ون‬ ‫بتعاونهم ال�ص��ادق مع رج��ال الشرطة ومع‬ ‫القيادة السياسية واحلكومة لتعزيز كافة‬ ‫اجل �ه��ود ال��رام�ي��ة إل��ى ال�ق�ض��اء ع�ل��ى الفقر‬ ‫وال �ب �ط��ال��ة وحت �ق �ي��ق ال �ن �م��و االق �ت �ص��ادي و‬ ‫اس �ت �ق �ط��اب االس �ت �ث �م��ارات ل �ل��دف��ع بتنمية‬ ‫االقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫وج � ��دد ال ��وزي ��ر يف خ �ت��ام ك�ل�م�ت��ه ال�ش�ك��ر‬ ‫والتقدير للقيادة السياسية على اهتمامها‬ ‫ورعايتها لكل أعمال ومهام وزارة الداخلية‬ ‫يف ظ ��ل ه ��ذه امل��رح �ل��ة ال�ص�ع�ب��ة م ��ن ت��اري��خ‬ ‫ال��وط��ن‪..‬م��ؤك��د ًا أن كافة منتسبي الشرطة‬ ‫سيبقون جنود ًا للوطن وحماة ملكتسباته‪.‬‬ ‫من جانبه أشار قائد قوات األمن اخلاصة‬ ‫اللواء فضل يحيى القوسي إلى أن توجيهات‬ ‫رئيس اجلمهورية ومتابعته املستمرة لهذه‬ ‫ال��دورات التخصصية كان لها األث��ر الكبير‬ ‫يف تنفيذ البرنامج التدريبي على الوجه‬ ‫األم�ث��ل وال ��ذي أث�م��ر ع��ن تأهيل كوكبة من‬ ‫منتسبي قوات األمن اخلاصة تأهي ًال نوعي ًا‬ ‫ميكنهم م��ن تنفيذ امل �ه��ام األم�ن�ي��ة املوكلة‬

‫إليهم بتميز واحتراف ‪.‬‬ ‫ول�ف��ت إل��ى أن اخلريجني ال�ي��وم يجنون‬ ‫ث �م��ار أش �ه��ر ع��دي��دة وس ��اع ��ات ط��وي �ل��ة من‬ ‫العمل اجل��اد واملثابر يف اإلع��داد والتأهيل‬ ‫ليصلوا إلى هذا االستحقاق الذي يجسد‬ ‫مستوى االحتراف واألداء النوعي ملنتسبي‬ ‫هذه ال��دورات ومبا يؤهلهم لتنفيذ أصعب‬ ‫وأخطر املهام التي أوجبتها حتديات هذه‬ ‫املرحلة ‪.‬‬ ‫وقال اللواء القوسي‪ :‬إن إصرار الرئيس‬ ‫عبد ربه منصور هادي إلخراج الوطن إلى‬ ‫ب��ر األم ��ان‪ ،‬ك��ان ال��داف��ع ال�ق��وي لتفاني كل‬ ‫منتسبي ق ��وات األم ��ن اخل��اص��ة يف عملهم‬ ‫ال� � ��دؤوب إل ��ى ج��ان��ب إخ��وان �ه��م يف ال �ق��وات‬ ‫امل �س �ل �ح��ة واألم� � � ��ن م� �ق ��دم�ي�ن ق� ��واف� ��ل م��ن‬ ‫ال�ش�ه��داء والتضحيات اجلسيمة م��ن أجل‬ ‫اليمن وحفظ أمنه واستقراره ‪.‬‬ ‫وأوض� � ��ح أن اح �ت �ف��ال �ن��ا ال� �ي ��وم ب�ت�خ��ري��ج‬ ‫ث �ل��اث ع� �ش ��رة دورة ت �خ �ص �ص �ي��ة يف م �ج��ال‬ ‫مكافحة اإلرهاب وأمن وحماية الشخصيات‬ ‫وم �ك��اف �ح��ة ال �ش �غ��ب واإلخ� �ل� ��االت األم �ن �ي��ة‬ ‫وإع� ��داد ق ��ادة ال�ك�ت��ائ��ب وامل ��درع ��ات وال��دف��اع‬ ‫اجلوي «والبنهارد» وقوات خاصة‪ ،‬ويف اللغة‬

‫‪9‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫االجن�ل�ي��زي��ة ويف احل��اس��وب ‪ ..‬ي�ع��د مبثابة‬ ‫رس��ائ��ل ق��وي��ة وعظيمة امل�ض��ام�ين ل�لارت�ق��اء‬ ‫مبستوى أداء جهاز الشرطة للوصول إلى‬ ‫االحتراف األمني ‪.‬‬ ‫و أقيم خالل احلفل استعراض عسكري‬ ‫م �ه �ي��ب مل �ن �ت �س �ب��ي ق � � ��وات األم � � ��ن اخل ��اص ��ة‬ ‫ت �ش��ارك �ه��م اآلل � �ي ��ات وامل � ��درع � ��ات وال �ع��رب��ات‬ ‫امل�خ�ت�ل�ف��ة ج �س��دوا م��ن خ�لال �ه��ا م�ه��ارات�ه��م‬ ‫ال �ع��ال �ي��ة وم� ��دى م ��ا ي�ت�م�ت�ع��ون ب ��ه م ��ن روح‬ ‫معنوية متفائلة باملستقبل ال��ذي ترتسم‬ ‫مالمحه اليوم فيما يعتمل يف مؤمتر احلوار‬ ‫وإج� � ��راءات إع� ��ادة ه�ي�ك�ل��ة ال �ق��وات املسلحة‬ ‫وجهاز الشرطة ‪.‬‬ ‫ك� �م ��ا ق� � ��دم اخل� ��ري � �ج� ��ون اس� �ت� �ع ��راض ��ات‬ ‫للمهارات والفنون القتالية واألمنية التي‬ ‫اك�ت�س�ب��وه��ا خ�ل�ال ال � ��دورات ب� ��دء ًا ب��اق�ت�ح��ام‬ ‫املباني التي تتواجد فيها عناصر ارهابية‬ ‫وحت ��ري ��ر ال ��ره ��ائ ��ن وم� ��ن ث ��م م � �ه ��ارات ف��ك‬ ‫ال�ك�م��ائ��ن وح�م��اي��ة الشخصيات وال�ت�ص��دي‬ ‫حمل � ��اوالت اع� �ت ��راض م ��واك ��ب ال�ش�خ�ص�ي��ات‬ ‫ال �ه��ام��ة وم� �ه ��ارات ال �س �ي �ط��رة ع �ل��ى ال�ش�غ��ب‬ ‫وغيرها من الفنون القتالية‪.‬‬ ‫ويف ختام احلفل ق��ام رئيس اجلمهورية‬ ‫وم �ع��ه وزي ��ر ال��داخ�ل�ي��ة وق��ائ��د ق ��وات األم��ن‬ ‫اخلاصة بتكرمي أوائل اخلريجني واملبرزين‬ ‫يف ال��دورات املتخرجة باجلوائز والشهادات‬ ‫التقديرية‪.‬‬


‫رئيس اجلمهورية في خطابه مبناسبة العيد الـ‪ 46‬لالستقالل الـ‪ 30‬من نوفمبر املجيد‪:‬‬

‫يستحيل حتقيق التنمية والتطور في ظل التناحر واخلصومــــــــــــ‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫وجه األخ الرئيس عبدربه منصور هادي‬ ‫رئيس اجلمهورية خطابا وطنيا هاما إلى‬ ‫أبناء الشعب اليمني يف الداخل واملهجر‬ ‫مبناسبة العيد الـ‪ 46‬لالستقالل الـ‪ 30‬من‬ ‫نوفمبر املجيد ‪..‬‬ ‫فيما يلي نصه ‪:‬‬ ‫اإلخوة واألخوات‪..‬‬ ‫ي ��ا أب� �ن ��اء ش�ع�ب�ن��ا ال �ي �م �ن��ي ال �ع �ظ �ي��م يف‬ ‫الداخل ويف املهجر ‪..‬‬ ‫ي��ا ص �ن��اع م�ج��د ال��وط��ن يف ك��ل امل��واق��ع‬ ‫واألمكنة ‪..‬‬ ‫يف احلضر والبوادي ‪..‬‬ ‫يف امل ��دن واألري� ��اف واجل �ب��ال وال�س�ه��ول‬ ‫واألودية ‪..‬‬ ‫حتية لكم من أعماق القلب وسالم اهلل‬ ‫عليكم ورحمته وبركاته‪..‬‬ ‫ت�ط��ل ع�ل�ي�ن��ا ال �ي��وم ال ��ذك ��رى ال�س��ادس��ة‬ ‫واألرب�ع��ون لعيد االستقالل املجيد الذي‬ ‫حتقق يف الثالثني من نوفمبر عام ‪1967‬م‬ ‫بفضل تضحيات شعبنا اليمني اجلسام‬ ‫وبطوالت رجاله وث��واره العظام ‪ ،‬إطاللة‬ ‫جديدة لعصر جديد سيسدل الستار بها‬ ‫ع�ل��ى ع�ه��د م�ض��ى اكتنفه اجل ��ور والظلم‬ ‫واالس�ت�ئ�ث��ار ‪ ،‬وح�ف��ل بصنوف م��ن مآسي‬ ‫الغنب يف التمييز واإلقصاء واإلذالل‪.‬‬ ‫ي �ق �ت��رن ن��وف�م�ب��ر ه ��ذا ال �ع��ام مبحطات‬ ‫ع ��دي ��دة أب� ��رزه� ��ا أن� �ه ��ا ت� �ص ��ادف ال ��ذك ��رى‬ ‫الثانية للتوقيع على امل�ب��ادرة اخلليجية‬ ‫وآل �ي �ت �ه��ا ال�ت�ن�ف�ي��ذي��ة وه ��ي امل� �ب ��ادرة ال�ت��ي‬ ‫رسمت خارطة طريق واضحة املعالم لنقل‬ ‫‪10‬‬

‫السلطة ول�ل�خ��روج م��ن األزم ��ة الطاحنة‬ ‫التي كادت تعصف بالبالد وجاءت مببادرة‬ ‫ك��رمي��ة م��ن قبل أشقائنا يف دول مجلس‬ ‫التعاون اخلليجي ويف مقدمتهم الشقيقة‬ ‫واجلارة الكبرى اململكة العربية السعودية‬ ‫وح�ظ�ي��ت برعايتهم ج�ن�ب� ًا إل��ى ج�ن��ب مع‬ ‫ال��دول دائمة العضوية يف مجلس األمن‬ ‫الدولي ‪،‬يف موقف إجماع إقليمي ودول��ي‬ ‫لم يحدث من قبل مع أي بلد من بلدان‬ ‫العالم الثالث‪.‬‬ ‫اإلخوة املواطنون‪..‬األخوات املواطنات‪..‬‬ ‫إن �ن��ي أخ��اط�ب�ك��م وأن� ��ا اس�ت�ح�ض��ر أن�ن��ي‬ ‫مثلما أني أحد أبناء احملافظات اجلنوبية‬ ‫ف��إن�ن��ي أي �ض � ًا اب��ن ال�ي�م��ن العظيم اليمن‬ ‫ال �ك �ب �ي��ر ال �ي �م��ن امل ��وح ��د ال � ��ذي أص�ب�ح�ن��ا‬ ‫ج�م�ي�ع� ًا ك �ب��ار ًا ب�ك�ب��ره ووح��دت��ه وم �ج��ده‪..‬‬ ‫ل� �ه ��ذا ف��إن �ن��ي ل ��ن أق� �ب ��ل أي � ��ة م� ��زاي� ��دة أو‬

‫> رئيس اجلمهورية ‪:‬‬

‫جن��اح مؤمتر احل��وار هو‬ ‫الكفيل ب��رس��م مستقبل‬ ‫ال��ي��م��ن اجل���دي���د ال���ذي‬ ‫يتوق إليه شعبنا بشبابه‬ ‫وش��ي��وخ��ه ون��س��ائ��ه وك��ل‬ ‫فئات املجتمع وشرائحه‬

‫م �ت��اج��رة م ��ن أي ط� ��رف ك� ��ان ب��ال�ق�ض�ي��ة‬ ‫اجل�ن��وب�ي��ة‪ ..‬مت��ام � ًا ك�م��ا ل��ن أق�ب��ل م��ن أي‬ ‫ط��رف ك��ان امل��زاي��دة أو امل�ت��اج��رة بالوحدة‬ ‫اليمنية ألن�ك��م ان�ت��م دع��ات�ه��ا وم�ب�ش��روه��ا‬ ‫األوائ � ��ل م �ن��ذ م��ا ق �ب��ل ث� ��ورة ‪ 26‬سبتمبر‬ ‫و‪ 14‬أك �ت��وب��ر امل�ج�ي��دت�ين ب �س �ن��وات طويلة‬ ‫منصرمة عندما كانت عدن احلبيبة قبلة‬ ‫وم �ن��ارة ل�ل�ث��وار واألح� ��رار م��ن ك��ل مناطق‬ ‫اليمن شمالها وجنوبها شرقها وغربها‬ ‫بال متييز بالهوية واملناطقية واملذهبية‬ ‫وال�ع�ص�ب��وي��ة‪ ..‬ب��ل أن�ه��ا ك��ان��ت عاصمة كل‬ ‫امل��دائ��ن وح��اض�ن��ة احل �ض��ارات والثقافات‬ ‫والديانات واألجناس وقبلة العالم كله‪.‬‬ ‫م��ن ع��دن ‪ ..‬أط�ل��ق ال��زب�ي��ري والنعمان‬ ‫صرختهما املدوية ضد نظام اإلمامة يف‬ ‫الشمال‪ ..‬ومن عدن وأبني وحلج والضالع‬ ‫وح� �ض ��رم ��وت وش� �ب ��وة وامل� �ه ��رة وس �ق �ط��رى‬ ‫ت�ق��اط��ر أب �ن��اء امل �ن��اط��ق اجل�ن��وب�ي��ة مل ��ؤازرة‬ ‫ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام‬ ‫‪1962‬م وال� ��ذود عنها م�ن��ذ حل�ظ��ة ان�ب�لاج‬ ‫فجرها األغر‪.‬‬ ‫وم��ن ع��دن طالت أص��وات دع��اة الوحدة‬ ‫أرجاء اجلنوب والشمال من أعالم األدباء‬ ‫وال� �ش� �ع ��راء وال �س �ي��اس �ي�ي�ن وال�ص�ح�ف�ي�ين‬ ‫والفنانني ومن كل أطياف وشرائح الشعب‬ ‫من احملافظات اجلنوبية‪.‬‬ ‫وه � ��ا أن� �ت ��م ال � �ي� ��وم ت� �ع� �ي ��دون يف ذك� ��رى‬ ‫االستقالل الوطني الـ‪ 30‬من نوفمبر وهج‬ ‫وأل��ق ليس احملافظات اجلنوبية بل وهج‬ ‫وأل��ق الوطن كله جنوبه وشماله‪ ..‬شرقه‬


‫وغربه ليكون عيد االستقالل هذا العام‬ ‫عيد جالء الظلم واالستعباد والتهميش‬ ‫والتمييز واالستئثار بالسلطة وال�ث��روة‬ ‫من اليمن ‪ ..‬عيد ترسيخ دعائم العدالة‬ ‫والشراكة وامل�س��اواة وبناء الدولة املدنية‬ ‫احل��دي �ث��ة ال �ت��ي ي �س��ود يف ظ�ل�ه��ا ال�ن�ظ��ام‬ ‫والقانون فوق الكبير قبل الصغير‪ ..‬عيد‬ ‫احملبة والوئام‪ ..‬ونبذ الفرقة واخلصام ‪.‬‬ ‫ف��االس �ت �ق�ل�ال ل ��م ي �ك��ن س� ��وى خ �ط��وة‬ ‫على طريق استعادة ال��وح��دة ول��ن يكون‬

‫ــــــــــــة وغياب روح التجانس والتآلف واإلخاء ورباط الوحدة‬ ‫اح�ت�ف��ال�ن��ا ب��ذك��راه إال ت �ع��زي��ز ًا ل��وح��دت�ن��ا‬ ‫الوطنية وتأكيد ًا على دميومتها‪.‬‬ ‫اإلخ� � � � � ��وة امل� � ��واط � � �ن� � ��ون ‪ ..‬األخ� � � � ��وات‬ ‫املواطنات‪..‬‬ ‫ستظل الوحدة اليمنية قيمة عظيمة‬

‫وم� �ق ��دس ��ة وح� �ل� �م� � ًا ت � ��اق إل � ��ى حت�ق�ي�ق��ه‬ ‫ك ��ل ال� � � ��رواد األوائ� � � ��ل م ��ن أب � �ن ��اء ش�ع�ب�ن��ا‬ ‫اليمني شماال وجنوب ًا ويف املهجر ودول‬ ‫االغ�ت��راب‪ ..‬إنها عنوان القوة واحلصانة‬ ‫وامل�ن��اع��ة م��ن ك��ل الطفيليات واألم ��راض‬

‫> رئيس اجلمهورية ‪:‬‬

‫يقترن نوفمبر هذا العام مبحطات عديدة أبرزها أنها‬ ‫تصادف الذكرى الثانية للتوقيع على املبادرة اخلليجية‬ ‫وآليتها التنفيذية وهي املبادرة التي رسمت خارطة‬ ‫طريق واضحة املعالم لنقل السلطة وللخروج من األزمة‬ ‫الطاحنة التي كادت تعصف بالبالد‬

‫‪11‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫امل�س�ت�ع�ص�ي��ة ت�ي�م�ن� ًا ب �ق��ول ن �ب��ي ال��رح�م��ة‬ ‫خ� ��امت األن� �ب� �ي ��اء وامل ��رس� �ل�ي�ن م �ح �م��د ب��ن‬ ‫عبداهلل صلوات اهلل وسالمه عليه القائل‬ ‫اح� ِ�م� ِ�ه� ْ�م‬ ‫« َم� َث� ُ�ل المْ ُ �ؤ ِْم� ِ�ن� َ‬ ‫ين فيِ َت� � َو ِ ّاد ِه � ْ�م َو َت� َر ُ‬ ‫َو َت� َع� ُ‬ ‫كم َث ُل الجْ َ � َ�س� ِ�د ال��واح��د ؛ ِإ َذا‬ ‫�اط� ِ�ف� ِ�ه� ْ�م َ‬ ‫اعى َلهُ َس ِائ ُر الجْ َ َس ِد‬ ‫ْ‬ ‫اش َت َكى ِمنْهُ ُع ْض ٌو َت َد َ‬ ‫ُ‬ ‫الس َه ِر َوالحْ ّ َمى» ‪.‬‬ ‫ِب ّ َ‬ ‫والثابت أن النسيج االجتماعي الواحد‬ ‫للشعب ال�ي�م�ن��ي ال يقتصر ع �م��ره على‬ ‫م��دى رب��ع ق��رن م��ن ال��وح��دة‪ ،‬ب��ل ه��و نتاج‬ ‫الن �ص �ه��ار ط�ب�ي�ع��ي يف إط ��ار ش�ع��ب واح��د‬ ‫ك ��ان م�ن��دم�ج��ا ع�ل��ى ال � ��دوام ‪ ..‬ف��ال��وح��دة‬ ‫هي النقيض للتشرذم والتشظي ‪ ..‬ذلك‬ ‫أن دع��اة التجزئة ت��ارة ب��اس��م ح��ق تقرير‬ ‫امل�ص�ي��ر وت� ��ارة حت��ت ش �ع��ار إع� ��ادة دول��ة‬ ‫اجلنوب‪ ،‬إمنا يبحثون عن سراب واهم‬ ‫وع��ن مصالح ذات�ي��ة وشخصية وليس‬ ‫عن مصالح عامة ووطنية ‪..‬‬ ‫إن �ن ��ا ع �ل��ى ي �ق�ي�ن ق ��اط ��ع أن ال�ي�م��ن‬ ‫بوحدته سيبقى قويا ال يلني وتتعزز‬ ‫م �ك��ان �ت��ه وي �ك �ب��ر يف ع� �ي ��ون ال �ع ��ال ��م ‪..‬‬ ‫كما أن اليمن ب��وح��دت��ه سيكون سندا‬ ‫وعمدا ألشقائه يف دول اجلوار ويف دول‬ ‫مجلس التعاون اخلليجي ويف محيطه‬ ‫العربي واإلقليمي والدولي ‪ ..‬وسيكون‬ ‫ع ��ام ��ل اس� �ت� �ق ��رار مب��وق �ع��ه اجل� �غ ��رايف‬ ‫االستراتيجي املتميز وكثافته البشرية‬ ‫‪ ..‬وال�ع��ال��م كله يقف ال�ي��وم يف م��ؤازرة‬


‫ال� �ي� �م ��ن م� ��وح� ��دا ل �ي �ت �س �ن��ى ل� ��ه حت �ق �ي��ق‬ ‫التنمية والتطور واالزده��ار ‪ ..‬باعتبار أن‬ ‫التنمية واالزده� ��ار يستحيل حتقيقهما‬ ‫يف غياب الشراكة متاما ‪ ..‬كما يستحيل‬ ‫حتقيق التنمية والتطور يف ظل التناحر‬ ‫واخل� �ص ��وم ��ة ويف غ �ي��اب روح ال �ت�ج��ان��س‬ ‫والتآلف واإلخاء ورباط الوحدة‪.‬‬ ‫اإلخ � � � � � ��وة امل� � ��واط � � �ن� � ��ون ‪ ..‬األخ � � � � ��وات‬ ‫املواطنات‪..‬‬ ‫يا أبناء شعبنا اليمني العظيم ‪..‬‬ ‫لعلكم ت��درك��ون عن يقني أنني ال أحب‬ ‫ت� �ك ��رار اخل� �ط ��اب ��ات أو ال ��وع ��ود اجل ��وف ��اء‬ ‫‪ ..‬ب �ي��د أن األع � �ي� ��اد ال �ي �م �ن �ي��ة امل�ت�ت��اب�ع��ة‬ ‫علي‬ ‫«سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر» تفرض ً‬ ‫أن أخاطبكم وأصارحكم بصدق وشفافية‬ ‫وأض �ع �ك��م يف ص� ��ورة أب� ��رز ال �ق �ض��اي��ا ال�ت��ي‬ ‫ت��ؤرق�ن��ا وت�س�ت��وج��ب أن ن�ن�ج��زه��ا بتضافر‬ ‫كل اجلهود املخلصة التي تتطلع إلمتام‬ ‫عملية التغيير والبناء واإلص�ل�اح ‪ ..‬ويف‬ ‫مقدمتها مؤمتر احلوار الوطني الشامل‬ ‫ال � ��ذي أج �م��ع ال �ي �م �ن �ي��ون ب �ك��ل أط�ي��اف�ه��م‬ ‫وت�ع��دده��م ال�س�ي��اس��ي واحل��زب��ي‪ ،‬باعتباره‬ ‫ال �س �ب �ي��ل ال ��وح� �ي ��د وال� �ك �ف �ي ��ل ب�ت�ح�ق�ي��ق‬ ‫تطلعات وط�م��وح��ات ال�ش�ع��ب اليمني يف‬ ‫ب �ن��اء دول� �ت ��ه امل��دن �ي��ة احل��دي �ث��ة ال�ق��ائ�م��ة‬ ‫ع�ل��ى أس��س ال �ع��دال��ة وامل �س ��اواة وال�ش��راك��ة‬ ‫وحتقيق التنمية واالزده��ار يف ظل األمن‬ ‫واالستقرار ‪..‬‬ ‫وأننا أصبحنا ق��اب قوسني و أدن��ى من‬ ‫إجن ��از م �ه��ام م��ؤمت��ر احل� ��وار ب�ن�ج��اح ألن��ه‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪12‬‬

‫> رئيس اجلمهورية ‪:‬‬

‫النسيج االجتماعي الواحد للشعب اليمني ال يقتصر‬ ‫عمره على مدى ربع قرن من الوحدة‪ ،‬بل هو نتاج النصهار‬ ‫طبيعي يف إطار شعب واحد كان مندمجا على الدوام‬ ‫الكفيل ب��رس��م مستقبل ال�ي�م��ن اجل��دي��د‬ ‫ال��ذي يتوق إليه شعبنا بشبابه وشيوخه‬ ‫ونسائه وك��ل ف�ئ��ات املجتمع وش��رائ�ح��ه ‪..‬‬ ‫ويتعني على اجلميع أن يدرك أننا عازمون‬ ‫على إغالق وطي صفحة املاضي والتخلي‬ ‫ع��ن اس�ت�ج��رار معاناته ال�ت��ي تعيدنا إلى‬ ‫املربع األول ‪ ..‬بل يتوجب علينا أن نفتح‬ ‫صفحة ج��دي��دة ل��رس��م م�ع��ال��م املستقبل‬ ‫اجل��دي��د للشعب وال��وط��ن ب�ن�ك��ران ال��ذات‬

‫وإي� �ث ��ار امل�ص �ل�ح��ة ال��وط �ن �ي��ة ال�ع�ل�ي��ا على‬ ‫املصالح الشخصية الصغرى ‪..‬‬ ‫ويف هذا الصدد أتوجه بالشكر مجددا‬ ‫للمجتمع الدولي ممثال مبجلس األمن‬ ‫على مواقفه الثابتة والدائمة يف مساندة‬ ‫حق الشعب اليمني يف التغيير والسعي‬ ‫م��ن أج ��ل ح �ي��اة أف �ض��ل‪ ،‬ف�ق��د ج ��اء ص��وت‬ ‫مجلس األم��ن م��ن ج��دي��د م��وح��دا وقويا‬ ‫م� ��ع ج �ل �س �ت��ه ال� �ت ��ي ع �ق��ده��ا م� �س ��اء ي��وم‬ ‫األربعاء ‪ 27‬نوفمبر بالتأكيد على وحدة‬ ‫وأم� ��ن واس �ت �ق ��رار ال �ي �م��ن وم �س��ان��دة كل‬ ‫اجلهود املخلصة يف إجناح مؤمتر احلوار‬ ‫الوطني الشامل وإدانة مفتعلي العوائق‬ ‫وم�ع��رق�ل��ي ال�ت�س��وي��ة م��ن ال�ع�ن��اص��ر التي‬ ‫سواء من أفراد النظام‬ ‫فقدت مصاحلها‬ ‫ً‬ ‫السابق أو من أصحاب مشاريع التجزئة‬ ‫‪ ..‬فالتحية باسم الشعب اليمني أوجهها‬ ‫ملجلس األم ��ن ول �ل��دول ال�ع�ش��ر ال��راع�ي��ة‬ ‫ول�لأم�ين ال �ع��ام ل�ل�أمم امل�ت�ح��دة وممثله‬ ‫اخلاص يف بالدنا ‪.‬‬ ‫ك� �م ��ا ن � �ت ��وج ��ه ب ��ال� �ش� �ك ��ر وال� �ت� �ق ��دي ��ر‬ ‫وال � �ع� ��رف� ��ان مل� ��ا ص � ��در ع� ��ن أش �ق ��ائ �ن ��ا يف‬ ‫مجلس التعاون ل��دول اخلليج العربية‬ ‫عبر البيان األخير الصادر عن اجتماع‬


‫> رئيس اجلمهورية ‪:‬‬

‫نحيي من أعماق القلب حماة الوطن ودرعه األشاوس‬ ‫أبطال القوات املسلحة واألمن الذين يرابطون يف كل‬ ‫مكان للذود عن حياض الوطن وأمنه واستقراره حب ًا‬ ‫للوطن وترابه املقدس وحصنا منيع ًا للشعب وكل‬ ‫منجزاته يف طول وعرض اليمن‬

‫‪13‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫وزراء اخل��ارج �ي��ة يف دول� ��ة ال �ك��وي��ت من‬ ‫ت��أك �ي��د دع �م �ه��م وم �س��ان��دت �ه��م ل�ل�ي�م��ن يف‬ ‫ه��ذه املرحلة الدقيقة من عملية تنفيذ‬ ‫املبادرة اخلليجية وهو الدعم الذي نأمل‬ ‫اس �ت �م ��راره مب�خ�ت�ل��ف األش� �ك ��ال وال �ص��ور‬ ‫حتى يصل اليمن إل��ى ب��ر األم��ان ليظل‬ ‫سندا وعمقا ألشقائه يف مجلس التعاون‬ ‫اخلليجي ‪.‬‬ ‫اإلخ� � � � � ��وة امل� � ��واط � � �ن� � ��ون ‪ ..‬األخ� � � � ��وات‬ ‫املواطنات‪..‬‬ ‫إن األم � ��ن واالس� �ت� �ق ��رار ال تصنعهما‬ ‫اجل �ي��وش وح��ده��ا ب��ل ال�ش�ع��وب ‪ ..‬ول�ه��ذا‬ ‫ف��إن�ن��ي أن��اش��د ك��ل أب �ن��اء ال�ش�ع��ب اليمني‬ ‫العظيم أن يكونوا يد ًا واحدة وعلى قلب‬ ‫رجل واحد ملواجهة ما يجري من أعمال‬ ‫إره��اب�ي��ة واغ �ت �ي��االت يف ال�ع��اص�م��ة وبقية‬ ‫احملافظات وك��ذل��ك يف مواجهة اإلره��اب‬ ‫ال ��ذي ي�ط��ال اإلن �س��ان وي��دم��ر االق�ت�ص��اد‬ ‫الوطني من خالل تدمير أنابيب النفط‬ ‫وأب ��راج الكهرباء بهدف إع��اق��ة مسيرتنا‬ ‫ع��ن ال�ب�ن��اء والتعمير وع��ن ح��ل مشاكل‬ ‫الفقر والعاطلني عن العمل ‪.‬‬ ‫ول �ع �ل �ن��ا ن � ��درك أن أع� �م ��ال ال�ت�خ��ري��ب‬ ‫واالغ � � �ت � � �ي� � ��االت يف ال � �ع ��اص � �م ��ة وب �ق �ي��ة‬ ‫احمل��اف �ظ��ات ه��ي م��ن ص�ن��ع م��ن ال ي��روق‬ ‫لهم أن يعم اليمن األمن واالستقرار بل‬ ‫ويستمرئون جر البالد إلى نقطة الصفر‬ ‫وامل ��رب ��ع األول ال� ��ذي ي�س�ت�ه��دف زع��زع��ة‬ ‫األم � ��ن واالس � �ت � �ق ��رار ون� �س ��ف ك ��ل ج �ه��ود‬ ‫بناء مستقبل ال��وط��ن ونهضته وتطوره‬ ‫الالحق‪.‬‬ ‫ي��ا أب �ن��اء ش�ع�ب�ن��ا ال�ي�م�ن��ي ال�ع�ظ�ي��م يف‬ ‫الداخل ويف املهجر ‪..‬‬

‫ل �ن �ج �ع��ل م� ��ن ع� �ي ��د االس � �ت � �ق �ل�ال ه ��ذا‬ ‫ال�ع��ام وم��ن ذك��رى نوفمبر ال�ع��ام احلالي‬ ‫احلافل بالكثير من املعطيات واملؤشرات‬ ‫وال��دالالت‪ ..‬عيدا للوطن اليمني‪ ..‬عيدا‬ ‫ملستقبل ج��دي��د لليمن‪ ..‬ع�ي��دا للتغيير‬ ‫ول�ل�ن�ه��وض ب��ال��وط��ن ب�ت�ك��ات��ف ك��ل أب�ن��ائ��ه‬ ‫وبناته ‪ ..‬كبيره وصغيره ‪ ..‬ولنقف صفا‬ ‫واح��دا ‪ ..‬وي��دا بيد ‪ ..‬نؤثر حبنا لليمن‬ ‫ال��واح��د وت��راب��ه امل�ق��دس أكثر م��ن إيثارنا‬ ‫ل��والءات�ن��ا احل��زب�ي��ة وان�ت�م��اءات�ن��ا القبلية‬ ‫واملناطقية واملذهبية والعصبوية ‪.‬‬ ‫يا أبناء قواتنا املسلحة واألمن البواسل‬ ‫يا حماة الوطن ودرعه األشاوس ‪..‬‬ ‫إن � �ن� ��ا ن �ح �ي �ي �ك��م م � ��ن أع � �م � ��اق ال �ق �ل��ب‬ ‫وأنتم ترابطون يف كل مكان يف السهول‬ ‫واجل�ب��ال ‪ ..‬يف احلضر وال�ب��وادي ويف كل‬ ‫امل��واق��ع ل�ل��ذود ع��ن حياض ال��وط��ن وأمنه‬ ‫واستقراره وتتقدمون الصفوف حاملني‬ ‫أرواحكم على أكفكم الطاهرة حب ًا للوطن‬

‫وترابه املقدس وحصنا منيع ًا للشعب وكل‬ ‫منجزاته يف طول وعرض اليمن ‪ ..‬فلكم‬ ‫املجد كل املجد وبوركت بطوالتكم النادرة‬ ‫وال� �ف ��ذة وب ��ورك ��ت ت�ض�ح�ي��ات�ك��م ال�س�خ�ي��ة‬ ‫التي قل نظيرها من أجل وطنكم اليمن‬ ‫باعتباركم مفخرة الوطن وع��زة شعبكم‬ ‫وكبرياءه ‪..‬‬ ‫ف �ل �ك��م ال �ت �ح��اي��ا وال �ت �ق��دي��ر وال �ع��رف��ان‬ ‫ول �ش �ه��دائ �ك��م األب� � ��رار اخل� �ل ��ود يف ج�ن��ات‬ ‫ال �ف��ردوس‪ ..‬وحت�ي��ة تقدير وع��رف��ان لكل‬ ‫امل�ن��اض�ل�ين األح� ��رار ال��ذي��ن ص�ن�ع��وا فجر‬ ‫االس � �ت � �ق�ل��ال‪ ،‬ال� �ث�ل�اث�ي�ن م� ��ن ن��وف �م �ب��ر‪،‬‬ ‫ولشهداء الثورتني املجيدتني ‪ 26‬سبتمبر‬ ‫و‪ 14‬أكتوبر املجد ك��ل املجد واخل�ل��ود يف‬ ‫جنات الفردوس‪..‬‬ ‫امل � �ج� ��د ك � ��ل امل � �ج� ��د ل �ل �ي �م��ن ال� ��واح� ��د‬ ‫وامل � ��وح � ��د‪ ..‬وامل� �ج ��د ك ��ل امل� �ج ��د ل�ل�ش�ع��ب‬ ‫اليمني يف كل رب��وع الوطن ويف املهجر‪..‬‬ ‫والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬


‫غايـة أمــــن‬ ‫اليمــن‬ ‫في ميزان التحليل االستراتيجي‬ ‫ملوقف الوعي الوطني‬ ‫(احلراس) مجلة مينية‬ ‫متخصصة بالتوعية‬ ‫األمنية‪ ،‬لكن العمل يف‬ ‫إصدارات هذه املجلة‬ ‫الدورية لم يعد ذي صلة‬ ‫بتحصيل احلواصل من‬ ‫األقوال واألفعال يف واقع‬ ‫األداء األمني ومحيطه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اتصاال‬ ‫ولكنه أصبح أكثر‬ ‫بغاية األمن املنشود حلياة‬ ‫املجتمع‪..‬‬

‫محمد العبسي‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫مجتمع ال��دول��ة اليمنية ال ��ذي ابتلي‬ ‫ب��أخ �ط��ار ج�س�ي�م��ة م�س��ت أم �ن��ه وس�لام�ت��ه‬ ‫وك��ادت أن تهدم ع��رى السالم واالستقرار‬ ‫املؤمل حلاضر ومستقبل حياته يف كنف‬ ‫دول �ت��ه «ال �ي �م��ن»‪ ،‬وألن �ن��ا مي��ان �ي��ون ألهلنا‬ ‫محبون وألمن اليمن داعون فإن رسالتنا‬ ‫يف هذه املرحلة التاريخية الصعبة حتتاج‬ ‫إلى ميزة تنافسية واحدة هي التركيز على‬ ‫ض ��رورة اس�ت�ع��ادة ح��ال��ة ال��وع��ي اإلن�س��ان��ي‬ ‫ب ��األم ��ن ك �ق �ي �م��ة أص �ل �ي��ة ل �ص �ي �ق��ة ب�غ��اي��ة‬ ‫ونظام وجودنا وحياتنا يف هذا املكان وهذا‬ ‫الزمان‪.‬‬ ‫وإذا كان إخواننا أبناء اليمن ‪-‬املشاركني‬ ‫‪14‬‬


‫أم��ا عوامل الضعف على ه��ذا االجت��اه‬ ‫فإن أغلبها نتائج وانعكاسات سلبية ذات‬ ‫ص�ل��ة ب��اخ�ت�لاالت ال��وع��ي خ ��ارج املؤسسة‬ ‫األم� �ن� �ي ��ة‪ ،‬وح � ��رص اإلرادات امل �ن �ح��رف��ة‬ ‫ون��زع��ات األن �ف��س األم � ��ارة ب��ال �س��وء على‬ ‫حت�ق�ي��ق م�ك��اس��ب آث �م��ة ت�س�ت�ه��دف النيل‬ ‫من رسالة هذه املؤسسة وإضعاف مركزها‬ ‫القانوني يف خدمة املجتمع والدفاع عن‬ ‫األمن لليمن‪.‬‬ ‫و ألج� � � ��ل ذل� � � ��ك ف� � � ��إن ث � �م� ��ة ض� � � ��رورة‬ ‫ل�لاع�ت��راف بحقيقة االخ �ت�لال يف حالة‬ ‫ال ��وع ��ي مب �ف �ه��وم األم� � ��ن‪ ،‬وث �م ��ة ض� ��رورة‬ ‫أخرى للتأكيد على أن مسؤولية اإلسهام‬ ‫يف معاجلة هذا االختالل تبدأ من خالل‬ ‫لفت االنتباه إلى أصول املهددات الوطنية‬ ‫حلالة الوعي الوطني مبفهوم األمن ذات‬ ‫الصلة مبهام ومسؤوليات مؤمتر احلوار‬ ‫الوطني الشامل ال��ذي يعول عليه أبناء‬ ‫اليمن يف إنتاج فكر جديد لرسم مالمح‬ ‫عيشهم الكرمي يف ظالل األمن لليمن‪.‬‬ ‫كما أن مسؤولية اإلس�ه��ام يف معاجلة‬ ‫آثار هذا االختالل يف واقع األداء األمني‬ ‫ت �ب��دأ م��ن خ�ل�ال ل�ف��ت ان �ت �ب��اه ق ��ادة وزارة‬ ‫ال��داخ �ل �ي��ة‪ ،‬ال��ذي��ن يعتمد عليهم أب�ن��اء‬ ‫اليمن يف العمل على حتقيق غاية األمن‬ ‫املنشود حلياتهم ‪.‬‬ ‫وب��ال�ن�ظ��ر إل��ى م��اص��ار إل�ي��ه ح��ال�ن��ا من‬ ‫اختالل بني يف أصول معتبرة ملفهوم وعينا‬

‫على ه��ذا السبيل ف��إن امل�ج��ال الطبيعي‬ ‫ال ��ذي ي�ج��ب أن ي�ش�غ��ل ال�ف�ك��ر اإلن�س��ان��ي‬ ‫املميز مبلكات احملاكمة املنطقية الذاتية‬ ‫ي �ن �ص��ب ح� ��ول ت �ق��دي��ر م��وق �ف �ن��ا ال ��راه ��ن‬ ‫واستشراق آفاقه يف املستقبل‪.‬‬ ‫وإذا ك� ��ان ت �ق��دي��ر م��وق �ف �ن��ا ع �ل��ى ه��ذا‬ ‫السبيل يتطلب رؤية استراتيجية شاملة‬ ‫ف �ل�ا ب� ��د م� ��ن حت ��دي ��د م� �ك ��ام ��ن ال� �ف ��رص‬ ‫وال�ت�ه��دي��دات ذات الصلة بغاية استعادة‬ ‫الوعي الوطني باألمن يف بيئة أعمالنا‬ ‫اخلارجية اخلاضعة إلع��ادة تقييم على‬ ‫أساس من مبدأ احلوار الوطني‪.‬‬ ‫وال بد أيض ًا من حتديد مكامن القوة‬ ‫والضعف التي تعتري واقع أدائنا ملهامنا‬ ‫يف إط ��ار ب�ي�ئ��ة أع�م��ال�ن��ا ال��داخ �ل �ي��ة ال�ت��ي‬ ‫م��ن امل�ق��رر خضوعها للتقييم يف املؤمتر‬ ‫السنوي اجلاري التحضير له لقادة وزارة‬ ‫الداخلية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ :‬مهددات الوعي الوطني بأمن‬ ‫اليمن إلى مؤمتر احلوار الوطني‪:‬‬ ‫يقصد بتهديدات الوعي الوطني ذات‬ ‫الصلة مبهام ومسؤوليات مؤمتر احلوار‬ ‫الوطني الشامل كافة العوامل التي قد‬ ‫تسهم يف إنتاج مخرجات ال حتقق األمن‬ ‫امل�ن�ش��ود حل�ي��اة مجتمع ال��دول��ة اليمنية‬ ‫وتشجع على نشأة ذوات منكرة ألصوله‬ ‫واجتاهات هدامة لغاياته‪.‬‬ ‫ول�ع��ل أس��وا ماميكن ت�ص��وره على هذا‬ ‫السبيل يف ضوء التجاذبات املشهودة على‬

‫‪15‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫مب��ؤمت��ر احل � ��وار ال��وط �ن��ي ‪-‬وع �ل��ى‬ ‫رأسهم فخامة األخ املشير‪/‬عبدربه‬ ‫م�ن�ص��ور ه ��ادي رئ�ي��س اجلمهورية‬ ‫ال �ق��ائ��د األع �ل��ى ل �ل �ق��وات املسلحة‬ ‫وإخ��وان�ن��ا أب �ن��اء اليمن ق��ادة وزارة‬ ‫ال��داخ �ل �ي��ة وع �ل��ى رأس �ه��م ال �ل��واء‪.‬‬ ‫ال� ��دك � �ت� ��ور‪ /‬ع � �ب� ��دال � �ق� ��ادر م�ح�م��د‬ ‫قحطان وزي��ر الداخلية‪ ..‬ه��م من‬ ‫س �ن �ت��وج��ه إل �ي �ه��م ب � ��أول خ �ط��اب��ات‬ ‫ال��دع��وة الستعادة ال��وع��ي الوطني‬ ‫املنشود ألم��ن اليمن‪ ،‬ف��إن لهؤالء‬ ‫وه� � � � � ��ؤالء ع� �ل� �ي� �ن ��ا ب ��أش� �خ ��اص� �ه ��م‬ ‫ول� �ف� �خ ��ام ��ة رئ � �ي� ��س اجل� �م� �ه ��وري ��ة‬ ‫ومعالي وزير الداخلية بصفتيهما‬ ‫�داء ألس��اس‬ ‫حق ًا يف التوضيح اب�ت� ً‬ ‫ق��در امل��وض��وع وغ��اي�ت��ه يف امل��وازي��ن‬ ‫ال� �ق� �س ��ط ألدب احل � � � ��وار ب �ي��ن امل � �س� ��ؤول‬ ‫وال ��رع� �ي ��ة‪ ،‬وأص � ��ل ال �ط �ل��ب وق� ��واع� ��ده يف‬ ‫امل ��وازي ��ن ال �ق �س��ط ألدب ال �ت �خ��اط��ب بني‬ ‫التابع وامل�ت�ب��وع وال�ت��ي سنشير فيها إلى‬ ‫أن‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ف� ��رص جن� ��اح دع��وت �ن��ا الس �ت �ع��ادة‬ ‫ال��وع��ي ألم ��ن ال�ي �م��ن‪ ،‬وغ��اي��ات التكليف‬ ‫بها واالختصاص برسالتها راسخة ثابتة‬ ‫يف أص��ول وحدتنا كمجتمع ميني عربي‬ ‫مسلم‪.‬‬ ‫أما تهديدات فشلنا يف إبالغ هذه الدعوة‬ ‫واخ�ت�لاف�ن��ا ح��ول م�ف�ه��وم األم ��ن املنشود‬ ‫لنظام حياتنا فإنها ع��وارض الصلة لها‬ ‫بنقاء هويتنا وعقيدتنا ومضامني إرادتنا‬ ‫ولكنها ذات صلة باختالل أصول اإلدراك‬ ‫والوعي السياسي ألمن اليمن وتوظيف‬ ‫س �ي��اس��ي ل�ن�ت��ائ�ج��ه ع �ل��ى ط ��اول ��ة احل ��وار‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ع��وام��ل ال�ق��وة التي تؤسس عليها‬ ‫هذه الدعوة يف أوساط منتسبي املؤسسة‬ ‫األمنية وعلى واقع أداء األجهزة األمنية‬ ‫ك �ث �ي��رة وم �ت �ع��ددة‪ ،‬وي�ت�م�ث��ل أه �م �ه��ا على‬ ‫اإلطالق يف حقيقة أن وعي أبناء املؤسسة‬ ‫لم يعتريه الكثير من االختالل يف إدراك‬ ‫األص ��ول ال��راس�خ��ة لسمو غايتهم ونبل‬ ‫م �ق��اص��ده��م واالس �ت �ع��داد للتضحية يف‬ ‫سبيل أداء واجباتهم‪.‬‬


‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫س��اح��ة أع�م��ال امل��ؤمت��ر ويعكس تهديدات‬ ‫ذات صلة مبهام املؤمتر يف استعادة حالة‬ ‫الوعي الوطني مبفهوم األم��ن الشامل‪،‬‬ ‫يتمثل يف اآلتي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اس� �ت� �م ��رار االع � �ت� ��راف ب��اجت��اه��ات‬ ‫ال��وع��ي ال�س�ي��اس��ي امل�خ�ت��ل مل�ف�ه��وم األم��ن‬ ‫الشامل‪.‬‬ ‫ذل � ��ك أن ب �ع��ض ال � �ق ��وى ال �س �ي��اس �ي��ة‬ ‫امل � �ش� ��ارك� ��ة يف أع � �م � ��ال امل � ��ؤمت � ��ر الزال� � ��ت‬ ‫حريصة على مكاسب سياسية ذات صلة‬ ‫مب��واق��ف واجت ��اه ��ات وأف �ك��ار حت�ق��ق أم��ن‬ ‫ال ��ذات الفئوية على ح�س��اب أم��ن ال��ذات‬ ‫اجلماعية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬استمرار حالة الركون إل��ى العامل‬ ‫اخلارجي ‪ :‬حيث يعتمد املؤمتر على هذا‬ ‫ال�ع��ام��ل امل��ؤث��ر يف ال��دف��ع ب��األط��راف إلى‬ ‫ال�ت�ق��ارب على ق��اع��دة امل�س��اوم��ة وسياسة‬ ‫الترغيب والترهيب‪ ،‬دومن��ا متييز واضح‬ ‫حل� ��دود امل�م�ك��ن وغ �ي��ر امل�م�ك��ن وال �ص��واب‬ ‫واخلطأ‪ ،‬أو على االقل ملا هو معلوم منه‬ ‫بالضرورة يف أصول احلالة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬اس� �ت� �م ��رار ح ��ال ��ة اخل� �ل ��ط وع� ��دم‬ ‫اإلدراك املوضوعي ألص��ول التمييز بني‬ ‫مفهوم األمن كغاية واألمن كحق واألمن‬ ‫كمسؤولية وواج ��ب‪ ،‬وب�ين مفهوم األم��ن‬ ‫ك��وظ�ي�ف��ة وم �ف �ه��وم ال �ن �ظ��ام ال �ع��ام كغاية‬ ‫ألداء هيئة الشرطة‪..‬هذا باإلضافة إلى‬ ‫ان �ع��دام ال��رؤي��ة ال��واض �ح��ة للتمييز بني‬ ‫أسس بناء املؤسسة األمنية وأس��س بناء‬ ‫اجل �ي��ش وال �ق��وات امل�س�ل�ح��ة‪ ،‬ب��ل وأج �ه��زة‬ ‫املخابرات الوطنية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬استمرار حالة اخللط بني مجال‬ ‫‪16‬‬

‫احملددات الدستورية واملوجهات القانونية‬ ‫واإلص�ل�اح ��ات اإلداري � ��ة‪ ،‬وان �ع��دام ال��رؤي��ة‬ ‫الواضحة ملتعلقات أسس البناء الوطني‬ ‫للمؤسسة األم�ن�ي��ة ب��أص��ول�ه��ا يف م�ب��ادى‬ ‫التحديد الدستوري ألسس بناء الدولة‪.‬‬ ‫وعلى سبيل املثال من ذلك فإن الكثير‬ ‫م��ن م�خ��رج��ات عمل ف��ري��ق ب�ن��اء اجليش‬ ‫واألم ��ن مب��ا فيها م �ح��ددات دس�ت��وري��ة لم‬ ‫حت �س��ب أي ح �س��اب إلم �ك��ان �ي��ة ال �ت �ح��ول‬ ‫الوطني املرتقب نحو أسلوب الال مركزية‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬استمرار حالة اخللط بني مفهوم‬

‫صفاء العقيدة‬

‫نقاء الهوية‬

‫سمو الغاية‬

‫الضمانات القانونية للحياد السياسي‬ ‫يف ب�ن��اء وتنظيم امل��ؤس�س��ة األم�ن�ي��ة وبني‬ ‫مفهوم العزل السياسي ملنتسبي املؤسسة‬ ‫األمنية‪.‬‬ ‫ذلك أن أداء الهيئة الضبطية ملهامها‬ ‫يف س�ب�ي��ل احل �ف��اظ ع �ل��ى ال �ن �ظ��ام ال �ع��ام‬ ‫ب �ع �ن��اص��ره ال �ش��ام �ل��ة م ��اه ��و إال ت�ن�ف�ي��ذ‬ ‫ل� �ل� �س� �ي ��اس ��ات ال� �ع ��ام ��ة امل� � �ق � ��ررة خل��دم��ة‬ ‫ال�ت�ن�م�ي��ة يف ك��اف��ة م �ج��االت احل �ي��اة‪ ،‬وأن‬ ‫ح�ي��اد امل��ؤس�س��ة األم�ن�ي��ة ال يرتبط ب��أداء‬ ‫الوظائف األمنية يف املستويات اإلداري��ة‬ ‫ب� ��ل ب� �ح ��رص اإلرادة ال �س �ي��اس �ي��ة ع�ل��ى‬


‫اس�ت�غ�لال األداء ب�ه��ذه ال��وظ��ائ��ف‪ ،‬وأص��ل‬ ‫ذلك هو اختالل بوعي اإلرادة السياسية‬ ‫مم��ا ي�س�ت��وج��ب م�ع��اجل��ة ه ��ذا االخ �ت�لال‬ ‫ب�ن��ص دس �ت��وري ي �ج��رم اس �ت �غ�لال اإلرادة‬ ‫السياسية لسلطاتها أو لنفوذها يف هدم‬ ‫أصول بناء املؤسسة األمنية‪.‬‬ ‫‪ - 7‬استمرار حالة التغاضي والقبول‬ ‫بسيطرة ون �ف��وذ ال�ع��ام��ل ال�س�ي��اس��ي على‬ ‫واق � � ��ع األداء األم � �ن� ��ي وع� �ل ��ى ال �ت �ح �ك��م‬ ‫مب�ق��ال�ي��د واجت��اه��ات ال �ق��رار األم �ن��ي عن‬ ‫ط ��ري ��ق أس � �ل� ��وب ال �ت �ق ��اس ��م احل� ��زب� ��ي يف‬ ‫التعيني وتعزيز نفوذ امل��راك��ز الوظيفية‬

‫لألشخاص املوجهني بإطار سياسي ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬استمرار حالة التغاضي والقبول‬ ‫ب��ال��داف��ع ال�س�ي��اس��ي ل�ل�ج��رائ��م اخل�ط�ي��رة‬ ‫وره ��ن أم��ن وس�لام��ة املجتمع ب��ل وح�ي��اة‬ ‫رج� ��ال األم� ��ن وال� �ق ��وات امل�س�ل�ح��ة بحالة‬ ‫امل��زاج السياسي ومراكز الضغط والدفع‬ ‫نحو االنفالت األمني‪.‬‬ ‫‪ - 9‬استمرار حالة عدم الوعي بخطورة‬ ‫ال ��دع ��وات وامل ��ذاه ��ب امل �ن �ك��رة حل��ق أب �ن��اء‬ ‫اليمن كلهم أو بعضهم بالكرامة والعيش‬ ‫الكرمي أو حلق ال��دول��ة يف بسط نفوذها‬ ‫ع�ل��ى ك��ام��ل أراض�ي�ه��ا أو حلقها يف إن�ف��اذ‬

‫التطــــــرف‬

‫التخريـــــب‬

‫‪17‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫الفســــــــاد‬

‫ال�ق��ان��ون وتطبيق ال�ع��دال��ة على اجلميع‬ ‫دون استثناء‪.‬‬ ‫‪ -10‬استمرار الرضى والقبول مبواقف‬ ‫م �ن �ك��رة م ��ن ال �ظ �ل��م واالع� � �ت � ��زاز ب��اإلث��م‬ ‫ومم� ��ارس� ��ة ال �ب �غ��ي وال� � �ع � ��دوان وال �ف �س��اد‬ ‫وال �ع �ب��ث ب ��األم ��وال ال �ع��ام��ة وغ �ي��ره��ا من‬ ‫أصول الثقافة الهدامة وذات األثر احملفز‬ ‫واحل ��اض ��ن الخ� �ت�ل�االت ال��وع��ي ال��وط�ن��ي‬ ‫مبفهوم األمن‪.‬‬ ‫ث��ان��ي � ًا‪ :‬إل���ى م��ؤمت��ر ق���ادة وزارة‬ ‫الداخلية‪:‬‬ ‫يتحمل ق��ادة وزارة الداخلية يف كافة‬ ‫امل�س�ت��وي��ات وامل �ش��ارك��ون منهم يف امل��ؤمت��ر‬ ‫ال�س�ن��وي ل�ه��ذا ال �ع��ام حت��دي��د ًا مسؤولية‬ ‫قانونية يف مواجهة العديد م��ن عوامل‬ ‫ضعف الوعي الوطني األمني ذات الصلة‬ ‫ب��وظ��ائ �ف �ه��م األس ��اس� �ي ��ة وال � �ت ��ي ي�ن�ب�غ��ي‬ ‫التركيز من بينها حتديد ًا على معاجلة‬ ‫عوامل الضعف داخل املؤسسة األمنية‪.‬‬ ‫و إذا كان رجل األمن ال يعي بذاته أبعاد‬ ‫وغ��اي��ة األداء بوظيفته خل��دم��ة األم��ن‪،‬‬ ‫ف��إن ذل��ك يعد مبثابة اختالل خطير يف‬ ‫اجتاهات الوعي الوطني مبفهوم األمن‪.‬‬ ‫كما أن مسؤولية ق��ادة وزارة الداخلية‬ ‫امل �ش��ارك�ي�ن يف امل ��ؤمت ��ر ال �س �ن��وي امل�ن�ع�ق��د‬ ‫ل � �ه� ��ذا ال � �ع� ��ام ي �ن �ب �غ��ي أن ت� �ت ��رك ��ز ح ��ول‬ ‫معاجلة ع��وام��ل الضعف االستراتيجي‬ ‫يف اجت ��اه ��ات ال ��وع ��ي ال��وط �ن��ي مب�ه�ف��وم‬ ‫األم��ن يف بيئة األع �م��ال ال��داخ�ل�ي��ة التي‬ ‫تتألف من كافة األصول والنظم اإلدارية‬ ‫املخصصة ملتابعة األداء مبهام ووظائف‬ ‫املؤسسة األمنية ولتحقيق غاية األم��ن‬


‫امل�ن�ش��ود خل��دم��ة امل�ج�ت�م��ع إلن�ت��اج‬ ‫رؤي� � � ��ة اس� �ت ��رات� �ي� �ج� �ي ��ة م �ت �ك��ام �ل��ة‬ ‫وواض �ح��ة ل�ع��وام��ل ال�ض�ع��ف التي‬ ‫ت �ع �ت ��ري ح ��ال ��ة ال� ��وع� ��ي ال��وط �ن��ي‬ ‫مب �ف �ه��وم األم � ��ن داخ � ��ل امل��ؤس �س��ة‬ ‫األمنية‪ ،‬فال بد من التركيز على‬ ‫االخ �ت�لاالت ذات الصلة املباشرة‬ ‫بوظائف القيادة اإلداري��ة يف هذا‬ ‫امل�ج��ال م��ن جهة ومبكونات نظام‬ ‫األداء مبهام املؤسسة األمنية من‬ ‫جهة أخرى‪.‬‬ ‫ونشير إلى أبرز عوامل الضعف‬ ‫املاثلة والتي يجب على مؤمتر قادة وزارة‬ ‫الداخلية أن يقوم ب��دوره يف معاجلتها‪،‬‬ ‫كما يلي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬عدم إدراك غاية العملية االتصالية‬ ‫بني الشرطة واملجتمع‪:‬‬ ‫تهدف األعمال والوظائف التي تؤديها‬ ‫املؤسسة األمنية الى حتقيق غاية األمن‬ ‫املنشود ملجتمع الدولة وتنفيذ السياسات‬ ‫ال�ع��ام��ة امل �ق��ررة يف م�ج��ال حتقيق األم��ن‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪18‬‬

‫واالس � �ت � �ق� ��رار واحل � �ف� ��اظ ع �ل ��ى ال �ن �ظ��ام‬ ‫ومكافحة اجل��رمي��ة‪ ،‬وب��ال�ت��ال��ي ف��إن عدم‬ ‫إدراك ق��ادة الشرطة أو مرؤوسيهم لهذه‬ ‫الغاية يعد اختال ًال خطير ًا وعامل ضعف‬ ‫شديد يف اجتاهات الوعي الوطني بأمن‬ ‫اليمن‪.‬‬ ‫وذل� ��ك أن غ��اي��ة ال�ع�م�ل�ي��ة االت�ص��ال�ي��ة‬ ‫ب�ي�ن ال �ش��رط��ة وامل �ج �ت �م��ع يف إط� ��ار م�ه��ام‬ ‫ومسؤوليات وزير الداخلية‪-‬مث ًال‪ -‬ترتبط‬ ‫ب� � ��أداء ال��وظ �ي �ف��ة ال��دس �ت��وري��ة ل�ل�ش��رط��ة‬ ‫وحتقيق غاية األمن واالستقرار املنشود‬ ‫وتنفيذ السياسات األمنية على مستوى‬ ‫ن�ظ��ام ال��دول��ة ب��أرك��ان��ه ال�ث�لاث��ة (الشعب‪،‬‬ ‫اإلق �ل �ي��م وال� �ن� �ظ ��ام) أم� ��ا غ��اي��ة ال�ع�م�ل�ي��ة‬ ‫االت �ص��ال �ي��ة ب�ي�ن ال �ش��رط��ة وامل �ج �ت �م��ع يف‬ ‫إطار مسؤوليات القادة باملستويات األدنى‬ ‫ف�ه��ي حت�ق�ي��ق ج ��زء ه��ذه ال�غ��اي��ة وتنفيذ‬ ‫السياسات العامة يف م�ج��ال م�ح��دد من‬ ‫مجاالتها‪.‬‬ ‫وبالتالي فإن مسؤولية وزير الداخلية‬ ‫يف معاجلة ع��وام��ل الضعف بالوعي من‬

‫هذه الزاوية تشمل كافة االختالالت التي‬ ‫ت�ن�ح��رف ب�غ��اي��ة العملية االت�ص��ال�ي��ة بني‬ ‫ال�ش��رط��ة وامل�ج�ت�م��ع ب��أب�ع��اده��ا ال�ش��ام�ل��ة‪،‬‬ ‫أم��ا مسؤولية ال�ق��ادة م��ن دون ذل��ك فهي‬ ‫م �ع��اجل��ة ع��وام��ل ال �ض �ع��ف يف اإلط � ��ارات‬ ‫واألبعاد احملددة لنطاق إشرافهم‪.‬‬ ‫ويف ه� ��ذا ال �س �ي��اق ف��إن��ه ي �ص �ع��ب فهم‬ ‫خلفية ال��وع��ي ال �ت��ي دف �ع��ت ب��اإلخ��وة يف‬ ‫جلنة إعادة هيكلة وزارة الداخلية مؤخر ًا‬ ‫إل ��ي ن �ق��ل ا جل �ه��از ال �ف �ن��ي امل� �س ��ؤول عن‬ ‫إدارة العملية االت�ص��ال�ي��ة ب�ين الشرطة‬ ‫وامل �ج �ت �م��ع وامل �ت �م �ث��ل يف االدارة ال�ع��ام��ة‬ ‫للتوجيه املعنوي والعالقات العامة من‬ ‫موقعه املستقر يف إطار النطاق اإلشرايف‬ ‫املباشر ملعالي وزير الداخلية إلى النطاق‬ ‫اإلشرايف املباشر لنائبه‪.‬‬ ‫ذل� � ��ك أن مم� ��ارس� ��ة وزي � � ��ر ال��داخ �ل �ي��ة‬ ‫مل �س��ؤول �ي��ات��ه ال �ي��وم �ي��ة م��اه��و إال ت��وج�ي��ه‬ ‫شامل للعملية االتصالية ب�ين املؤسسة‬ ‫األمنية وبيئة أعمالها وإدراك مستنير‬ ‫ل �ل �م��وق��ف ع �ل��ى ض� ��وء ن �ت��ائ��ج ال�ت�ح�ل�ي��ل‬


‫أشرنا سابق ًا إلى أن الوظائف األساسية‬ ‫للشرطة تتمثل يف حماية النظام العام‬ ‫وحت�ق�ي��ق األم ��ن واالس �ت �ق��رار وم�ك��اف�ح��ة‬ ‫اجلرمية‪.‬‬ ‫وال يستطيع أح��د أن ينكر ب��أن واق��ع‬ ‫ال��وع��ي ال��وط�ن��ي داخ��ل امل��ؤس�س��ة األمنية‬ ‫ب� �ه ��ذه ال ��وظ ��ائ ��ف ي �ش �ك��ل ع ��ام ��ل ض�ع��ف‬ ‫واخ� � �ت �ل��ال خ �ط �ي��ر ي� �ج ��ب ال� �ع� �م ��ل ع�ل��ى‬ ‫م �ع��اجل��ة أس �ب��اب��ه م��ن اجت ��اه ��ات يصعب‬ ‫حصرها‪ ،‬إال أن أه��م ماينبغي على قادة‬ ‫وزارة ال��داخ�ل�ي��ة االه �ت �م��ام ب��ه م��ن بينها‬ ‫يتمثل برأينا يف اآلتي ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ع� � ��دم إدراك ط �ب �ي �ع��ة ال��وظ �ي �ف��ة‬ ‫الضبطية‪:‬‬ ‫يقصد بطبيعة الوظيفة هنا طبيعتها‬ ‫اإلدارية التي ال تقبل التحول بواقع األداء‬ ‫م��ن خ��دم��ة األم��ن إل��ى خ��دم��ة السياسة‪،‬‬ ‫وي �ع��د مم��ارس��ة رج ��ل األم ��ن ألي ن�ش��اط‬ ‫أو مهام تتعلق بغايات وأه��داف سياسية‬ ‫ذات ط ��اب ��ع ح ��زب ��ي أو يف إط � ��ار أج �ن��دة‬ ‫اس�ت�ق�ط��اب وم �ك��اي��دات س�ي��اس�ي��ة مبثابة‬ ‫انحراف خطير يف الوعي‪ ،‬وكذلك احلال‬ ‫إذا تعاظم نفوذ األح��زاب وتأثيرهم على‬ ‫اجلوانب التنظيمية الداخلية للمؤسسة‬ ‫األمنية واخلدمات الوظيفية فيها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬عدم إدراك حدود املشروعية يف أداء‬ ‫الوظيفة الضبطية‪:‬‬

‫ذل��ك أن م�ب��دأ امل�ش��روع�ي��ة ه��و ضابط‬ ‫االنتماء إلى املؤسسة األمنية‪ ،‬أما غاية‬ ‫هذا االنتماء فهي خدمة املجتمع وسيادة‬ ‫ال �ق��ان��ون‪ ،‬وأن ص�لاح�ي��ات رج��ل الشرطة‬ ‫ألداء وظ��ائ �ف��ه يف م��واج �ه��ة ال�س�ل�ط��ات‬ ‫العامة والهيئات واألف��راد ال تتضمن يف‬ ‫كافة األحوال مخالفة القوانني النافذة‪.‬‬ ‫كما أن خضوع رجل الشرطة للقانون‬ ‫ال يعني أب ��د ًا ال �ع��دوان عليه أو امل�س��اس‬ ‫بحقوقه م��ن قبل الغير‪ ،‬ويف مقدمتهم‬ ‫رؤساؤه‪ ،‬فاجلميع خاضع ملبدأ املشروعية‬ ‫يف تعامالته مع الغير‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ع��دم إدراك اإلط��ار القانوني ملركز‬ ‫الوظيفة‪:‬‬ ‫إن ع ��دم إدراك رج ��ل األم� ��ن حل�ق��وق��ه‬ ‫وواجباته يشكل إخ�لا ًال خطير ًا يف واقع‬ ‫الوعي الوطني‪.‬‬ ‫وم� ��ن ال � �ض� ��رورة مب �ك��ان م �ع��اجل��ة ه��ذا‬ ‫االختالل مبختلف الوسائل التي جتنب‬ ‫رجال األمن الوقوع يف اخلطأ‪ ،‬ليس فقط‬ ‫اخلطأ الذي قد يترتب عليه تفويت غاية‬ ‫أدائ � ��ه خل��دم��ة امل �ج �ت �م��ع ب ��ل وق �ب��ل ذل��ك‬ ‫وبعده اخلطأ الذي قد يتسبب يف إحلاق‬ ‫الضرربه أو بزمالئه وبهيئته‪.‬‬ ‫ولعل قادة وزارة الداخلية يدركون بأن‬ ‫أمامهم الكثير من عوامل ضعف الوعي‬ ‫الوطني على هذا االجتاه‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫املستمر للتهديدات والفرص اخلارجية‬ ‫وعوامل القوة والضعف الداخلية‪.‬‬ ‫ول ��ذل ��ك ف� ��إن إدراك غ ��اي ��ة ال��وظ �ي �ف��ة‬ ‫االت �ص��ال �ي��ة ل �ل �ش��رط��ة ض �م��ان��ة أس��اس �ي��ة‬ ‫م��ن ضمانات معاجلة ع��وام��ل االخ�ت�لال‬ ‫يف الوعي الوطني لألمن وألداء وظيفة‬ ‫القيادة املسؤولة لدورها يف هذا املجال‪.‬‬ ‫‪ -2‬ع��دم إدراك غ��اي��ة األداء بوظائف‬ ‫ال � � �ق � � �ي� � ��ادة‪ ..‬ول � �س � �ن ��ا ب � �ح ��اج ��ة يف ه ��ذا‬ ‫السياق إل��ى تذكير ق��ادة وزارة الداخلية‬ ‫مب�س��ؤول�ي��ات�ه��م يف م�ك��اف�ح��ة م��ا ال ميكن‬ ‫حصره من أشكال الفساد املالي واإلداري‬ ‫ال � ��ذي ي �ع��ان��ي م �ن��ه ن� �ظ ��ام إدارة امل � ��وارد‬ ‫بكافة م�ف��ردات��ه املتصلة بنظام اخلدمة‬ ‫واالس�ت�ح�ق��اق��ات وامل �ص��روف��ات والنفقات‬ ‫و‪ ........‬و‪ ،.......‬بل ويف نظام الترقيات‬ ‫وال �ت��أدي��ب واحل��واف��ز وامل �ك��اف��آت وأنظمة‬ ‫الرعاية الوظيفية واخلدمات واالبتعاث‬ ‫و‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ع� ��دم إدراك غ ��اي ��ة األداء ب�ن�ظ��ام‬ ‫الهيئة‪ ..‬ولعل نظام الرقابة والتفتيش‬ ‫استثناء‪،‬‬ ‫وكذلك نظام التأديب ال يشكل‬ ‫ً‬ ‫وف��ى ه��ذا السياق ينبغي أن نشير فقط‬ ‫إلى عامل ضعف واضح يتصل بـ‪:‬‬ ‫إدارة الرموز وحماية الشعارات‪:‬‬ ‫ذل � ��ك أن امل� �ب ��ان ��ي ال �ت��اب �ع��ة ل �ل �ش��رط��ة‬ ‫وكذلك الوسائل والبزات الرسمية وكذا‬ ‫ال �ش �ع��ارات وم�خ�ت�ل��ف ال �ن �م��اذج الرسمية‬ ‫ال�ت��ي تتعامل بها ال�ش��رط��ة م��ع املجتمع‬ ‫ت�ع��د مب�ث��اب��ة رم � ��وز ًا ي�ج��ب احل ��رص على‬ ‫ع��دم إس��اءة استخدامها‪ ،‬ألن ذل��ك يؤدي‬ ‫إل� ��ى ت �ع��زي��ز ال� �ص ��ور ال��ذه �ن �ي��ة ال�س�ل�ب�ي��ة‬ ‫يف ب�ي�ئ��ة األع �م��ال ب��ل إن رج ��ل ال�ش��رط��ة‬ ‫بشخصيته وتعامالته مع اآلخرين يعد‬ ‫أحد هذه الرموز‪.‬‬ ‫وي �ع��د إس � ��اءة اس �ت �خ��دام ه ��ذه ال��رم��وز‬ ‫ع��ام��ل ض�ع��ف ك�ب�ي��ر يف اجت��اه��ات ال��وع��ي‬ ‫الوطني باألمن يف املؤسسة األمنية ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ع � ��دم إدراك وف� �ه ��م غ ��اي ��ة األداء‬ ‫ال �ض �ب �ط��ي ب� ��أن إن� �ع ��دام االدراك ل�غ��اي��ة‬ ‫األداء للوظيفة الضبطية للشرطة يعد‬ ‫ع��ام��ل ض�ع��ف خطير م��ن أه��م م��ؤش��رات��ه‬ ‫ال�ت��ي ي�ج��ب اإلس ��راع يف معاجلتها‪ ،‬وق��د‬


‫السالح‪ ..‬مخاطر أمنيـــــــ‬ ‫ليس هناك من شك بأن انتشار السالح يف اليمن يعد‬ ‫مبثابة اخلطر االستراتيجي األعظم على حياة املجتمع‬ ‫وأمنه؛ بعد خطر اإلرهاب والتخريب الوطني‪.‬‬ ‫ذلك أن انتشار السالح يصيب اليمن كل ثانية وساعة‬ ‫فيزهق األرواح ويخلف املآسي والتشوهات يف األنفس‪.‬‬ ‫استطالع‪/‬خليل املعافري‪-‬محمد عبداملالك‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪20‬‬

‫ب ��ل إن امل �ج��رم�ي�ن واحل ��اق ��دي ��ن ع �ل��ى أم��ن‬ ‫اليمن واس�ت�ق��راره واملتربصني بسالمة نظام‬ ‫ح�ي��اة االن �س��ان يف اليمن ه��م فقط املستفيد‬ ‫األول من إنتشار السالح‪.‬‬ ‫ويف حني يؤمل الشعب اليمني على نتائج‬ ‫م��ؤمت��ر احل� ��وار ال��وط �ن��ي ال �ش��ام��ل يف اخل ��روج‬ ‫بالرؤية التى تخلصه من عواقب غياب الوعي‬ ‫بخطورة هذه الظاهرة يف األوساط السياسية‪،‬‬ ‫ف��إن �ن��ا وم ��ن خ�ل�ال م�ج�ل��ة احل � ��راس س�ن�ك��رس‬ ‫ج �ه��ودن��ا م��ن خ�ل�ال ه ��ذا امل �ل��ف حل ��وار خ��اص‬ ‫حول أهمية الوعي بخطورة هذه الظاهرة يف‬ ‫األوساط املجتمعية‪.‬‬ ‫وه��و ح ��وار م��دع��م ب��ال�ش��واه��د يف األوس ��اط‬ ‫احلية ال�ت��ي جمع مادتها امليدانية الزميل‪/‬‬ ‫جن �ي��ب ال�ع�ن�ي�س��ي وأع � ��د م��ادت �ه��ا ال�ت�ح�ل�ي�ل�ي��ة‬ ‫الزميل‪ /‬خليل املعافري‪.‬‬ ‫ي ��رى الدكتور عبداجلبار محمود‬ ‫(عميد كلية احلقوق يف جامعة احلديدة) أن‬


‫ومـــآس إنسانيـــــــة‬ ‫ـــــــــة‬ ‫ٍ‬ ‫تفشي (ظ��اه��رة حمل ال�س�لاح) يعود لعوامل‬ ‫وأس � �ب� ��اب ع ��دي ��دة ي ��أت ��ي ع �ل��ى رأس� �ه ��ا ع��ام��ل‬ ‫اجلهل مبخاطر السالح وكذا اجلهل بأهداف‬ ‫منع حمل السالح املتمثلة يف حماية األمن‬ ‫واالستقرار‪ ،‬ثم‪-‬أيض ًا‪ -‬بسبب انتشار أسواق‬ ‫ال� �س�ل�اح ووج � � ��ود ب �ع��ض امل �ش ��اك ��ل وال �ع ��وائ ��ق‬ ‫الثقافية واالجتماعية والقانونية‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫(غياب احللول واملعاجلات ال�لازم��ة ساعد‬ ‫ع �ل��ى ت �ن��ام��ي امل �ش��اك��ل وامل �ع ��وق ��ات وال �ع��وام��ل‬ ‫امل �س �ب �ب��ة وال� �ت ��ي أدت إل� ��ى ت �ف �ش��ي ال �ظ��اه��رة‬ ‫ووصولها حد االستفحال)‪.‬‬ ‫وي� �ض� �ي ��ف إب��راه��ي��م م��ح��رم(م ��وظ ��ف‬ ‫حكومي)‪ ،‬قائ ًال ‪:‬‬ ‫(ك�ث�ي��ر م��ن االس �ب��اب ال��واق �ف��ة وراء تفشي‬ ‫ظ ��اه ��رة ح �م��ل ال� �س�ل�اح ت �ن �ج��م ع ��ن ال �ق �ص��ور‬ ‫اإلعالمي التوجيهي يف هذا اجلانب‪ ،‬والذي‬ ‫يتضح م��ن خ�لال نقص وغ�ي��اب ال��وع��ي لدى‬ ‫ال �ف��رد واألس� ��رة وامل�ج�ت�م��ع مب�خ��اط��ر ال�س�لاح‬ ‫والذي يهدد بانتشاره مختلف فئات املجتمع)‪.‬‬

‫ت�ش�ت��ون��ا أف �ع��ل‪ ،‬أرج ��ع أح �ج��ل «أزغ� � ��رد» جنب‬ ‫النسوان) ‪.‬‬ ‫وقد قصد بهذه اإلجابة أنه بحمل السالح‬ ‫وإط�ل�اق ال�ن��ار عند استقبال الضيوف ي��ؤدي‬ ‫ال� ��دور امل �ن��اط ب��ه ك��رج��ل يف م�ش��ارك��ة شقيقه‬ ‫الفرحة وأن تخليه عن السالح سوف ينتقص‬ ‫من رجولته وسيجعله أشبه بالنسوان اللواتي‬ ‫يقتصر دورهن يف إطالق زغاريد الفرح!‪.‬‬ ‫وال �ص��ورة الثانية ال�ت��ي ت��وض��ح دور انتشار‬ ‫أس � � ��واق ال � �س �ل�اح يف ت �ف �ش��ي (ظ� ��اه� ��رة ح�م��ل‬ ‫ال�س�لاح) التقطناها من أح��د أس��واق صنعاء‬ ‫القدمية‪ ،‬ومن خالل احلوار الذي أدرناه هناك‬ ‫مع (سليمان)‪38 -‬عام ًا‪ -‬حينما وجدناه‬ ‫اختلس استقطابنا وعرض علينا شراء أنواع‬ ‫عدة من الذخائر‪ ،‬حيث أنه قال‪:‬‬ ‫(أع� �م ��ل يف ب �ي��ع ال ��ذخ� �ي ��رة ب��أن��واع �ه��ا‬

‫ويف عملية ال�س�م�س��ره اخل��اص��ة ببيع وش��راء‬ ‫مختلف أنواع األسلحة‪ ،‬وأكسب من وراء ذلك‬ ‫مايكفي إلع��ال��ة نفسي واس��رت��ي امل�ك��ون��ة من‬ ‫ثمانية أطفال إضافة إلى أمهم‪ ،‬وهذا العمل‬ ‫الوحيد ال��ذي أعتمد عليه يف حياتي والذي‬ ‫امتهنته من قبل أن أتزوج)‪.‬‬ ‫وذكر (سليمان) ع��دد ًا من األس��واق التي‬ ‫يتم فيها عرض وبيع مختلف أنواع األسلحة‪،‬‬ ‫واك��د أن األسلحة املعروضة واملباعة يف تلك‬ ‫األسواق تأتي من مصادر صنع متعددة أبرزها‬ ‫ال��روس�ي��ة واألم��ري�ك�ي��ة والصينية والتشيكية‬ ‫وال� �ب ��رازي� �ل� �ي ��ة وال� �ف ��رن� �س� �ي ��ة وال �ب��ري �ط��ان �ي��ة‬ ‫واألس�ب��ان�ي��ة وال �ك��وري��ة‪ ..‬كما أوض��ح أن أسعار‬ ‫األسلحة تختلف حسب النوع وتتفاوت بني‬ ‫املرتفعة واملتوسطة واملنخفضة ومب��ا ميكن‬ ‫اجلميع من الشراء‪.‬‬ ‫أما الصورة التي توضح دور العائق القانوني‬ ‫يف تفشي (ظاهرة حمل السالح)‪ ،‬فإنها تظهر‬ ‫جلية من خالل االنتشار العشوائي للسالح يف‬ ‫األري��اف وال��ذي وصل حد التأثير على املدن‪،‬‬ ‫حيث أن قانون تنظيم حمل السالح أقتصر‬ ‫على عواصم احملافظات واملدن الرئيسية ولم‬ ‫يتناول الريف من أية ناحية‪.‬‬

‫> ه��ل ه��ن��اك ش��ع��ور مجتمعي‬ ‫بخطر السالح؟‬

‫تخلف (ظاهرة حمل السالح) الكثير من‬ ‫املخاطر واآلثار السلبية على مختلف جوانب‬ ‫احلياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫وي�ب�ين الدكتور عبداجلبار محمود‬ ‫أن ال �س�ل�اح ه��و ال �س �ب��ب األول يف إش �ع��ال‬ ‫ف�ت�ي��ل ال �ن��زاع��ات وال �ص��دام��ات‬

‫> صور حية‪:‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫ولكن الوعي املنشود يواجه بالشك عوائق‬ ‫اجتماعية وثقافية دعونا نستطلع مناذجها‬ ‫احلية على األرض‪.‬‬ ‫(هشام)‪21-‬عام ًا‪ -‬ب ��دا ي�ح�م��ل على‬ ‫كتفه س�لاح � ًا آل �ي � ًا‪ ،‬وك ��ان يستقبل الضيوف‬ ‫امل �ت �ق��اط��ري��ن ل �ل �م �ش��ارك��ة يف ع� ��رس ش�ق�ي�ق��ه‬ ‫ويوصلهم إلى خيمة نصبت يف قلب الشارع‪،‬‬ ‫وب �ع��د أن س��أل �ن��اه ع ��ن س �ب��ب ح�م�ل��ه ل�ل�س�لاح‬ ‫وجدناه التفت إلينا وتقاسيم وجهه ومالمحه‬ ‫م�ش�ح��وذة بالفخر واالع �ت��زاز ث��م أن��ه أجابنا‬ ‫حل�ظ�ت�ه��ا مب�ن�ت�ه��ى ال �س �خ��ري��ة‪ ،‬وق� ��ال ‪( :‬وم ��ا‬


‫السياسية والطائفية واملناطقية والقبلية‪،‬‬ ‫وأن��ه اخلطر األك�ب��ر على وح��دة ال��وط��ن وأم��ن‬ ‫وس�لام��ة امل��واط��ن واحل��ائ��ل دون ق�ي��ام ال��دول��ة‬ ‫املدنية احلديثة‪ ،‬مضيف ًا أن حمل السالح يعد‬ ‫السبب الرئيسي يف ت��ردي االق�ص��اد الوطني‬ ‫وتدني مستوى الدخل وإرتفاع نسبة البطالة‬ ‫وإنتشار الفقر والتخلف‪ ،‬كون السالح يعرقل‬ ‫عملية التنمية ويعطل حركة السياحة ويطرد‬ ‫روؤس األم ��وال املستثمرة ك�م��ا يكبد ال��دول��ة‬ ‫خ�س��ائ��ر ب��اه�ض��ة ويحملها أع �ب��اء إض��اف�ي��ة يف‬ ‫سبيل مواجهته واحلد من إنتشاره‪.‬‬ ‫وي��ؤك��د الدكتور‪ /‬شكرى الفالحي‬ ‫ ط�ب�ي��ب يف ه�ي�ئ��ة مستشفى ال �ث��ورة ال�ع��ام‬‫بصنعاء‪ ،‬أن حمل السالح مصدر كل مشكلة‬ ‫يف ال �ب�ل�اد وع �ل��ى رأس ذل ��ك م�ش�ك�ل��ة ال �ث��أر‪،‬‬ ‫مشير ًا إلى أن املستشفى يستقبل على الدوام‬ ‫حاالت عديدة سببها الرئيسي حمل السالح‪.‬‬ ‫وم ��ن ج��ان �ب��ه ق ��ال أب��و بكر عبدالرقيب‬ ‫الشميري (م��دي��ر احل��رك��ة يف م�ك�ت��ب األش �غ��ال‬ ‫العامة والطرق) بأمانة العاصمة صنعاء‪ ( :‬أغلب‬ ‫الصعوبات وامل�ش��اك��ل التي نواجهها أث�ن��اء تنفيذ‬ ‫مهامنا املتمثلة يف إزال��ة املخالفات واستحداثات‬ ‫ال�ب�ن��اء ت�ك��ون ب�س�ب��ب ان�ت�ش��ار ال �س�لاح ول ��ذا ك�ث�ي��ر ًا‬ ‫مانضطر للتوقف املؤقت عن العمل وال��ذي معه‬ ‫تتعطل م�ص��ال��ح امل�ك�ت��ب مثلما تتعطل مصالح‬ ‫ال�ك�ث�ي��ر م��ن ال�ع��ام�ل�ين وخ��اص��ة م�ن�ه��م م��ن يعمل‬ ‫ب��األج��ر اليومي‪ ،‬حيث يحرم ه��ؤالء م��ن أجورهم‬ ‫اليومية التي يستعينون بها على توفير متطلبات‬ ‫وحاجات أسرهم الضرورية)‪.‬‬

‫> إنتشار السالح والتنمية‪:‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫ويأتي التأكيد على األثر الكبير الذي يخلفه‬ ‫السالح على الفرد واملجتمع والبالد من خالل‬ ‫ق�ض�ي��ة رج ��ل األع �م��ال ال ��ذي ق ��دم إل ��ى ب�لادن��ا‬ ‫قبل فترة قصيرة بنية االستثمار يف مشاريع‬ ‫تنموية عديدة كان من املمكن أن تسهم بشكل‬ ‫ك�ب�ي��ر يف رف��د امل� ��وارد ال�ع��ام��ة ودع ��م امل��ؤس�س��ات‬ ‫وامل�ن�ظ�م��ات املجتمعية ويف توفير الكثير من‬ ‫ف��رص العمل وام�ت�ص��اص نسبة م��ن البطالة‪،‬‬ ‫ح�ي��ث أن رج��ل األع �م��ال ه��ذا ق��ام أول وص��ول��ه‬ ‫بطلب االطالع علي االحصائية اليومية التي‬ ‫يسجلها قسم الطوارئ مستشفى الثورة العام‬ ‫ب��أم��ان��ة ال�ع��اص�م��ة ص�ن�ع��اء‪ ،‬وع�ن��دم��ا تسنى له‬ ‫ذل��ك ورأى ع��دد احل ��االت واحل� ��وادث اليومية‬ ‫ال �ت��ي ي�س�ت�ق�ب�ل�ه��ا امل�س�ت�ش�ف��ى ب�س�ب��ب ال �س�لاح‪،‬‬ ‫أصيب بالذهول واالس�ت�غ��راب وع��دل ع��ن ق��رار‬ ‫االستثمارات الكبيرة التي كان قد خطط وقدم‬ ‫لتنفيذها ثم عاد من حيث أتى‪...‬‬

‫> السالح والعدوان على احلياة‪:‬‬

‫و(ظ��اه��رة ح�م��ل ال �س�ل�اح) ت�س�ه��ل م��ن إرت�ك��اب‬

‫‪22‬‬

‫اجل� ��رمي� ��ة وت� �س ��اع ��د ع� �ل ��ى ان� �ت� �ش ��اره ��ا وحت� ��ول‬ ‫ال�ك�ث�ي��ر م ��ن اخل�ل�اف ��ات ال�ب�س�ي�ط��ة إل ��ى أح ��داث‬ ‫دام�ي��ة وتساعد على تزكية وإث ��ارة مشاكل الثأر‬ ‫والقطاعات القبلية واالختطافات والتقطعات‪،‬‬ ‫ك �م��ا ت��ري��ق دم� ��اء األه� ��ل واألق � � ��ارب واألص ��دق ��اء‬ ‫وت �ل �ط��خ أي � � ��ادي األط � �ف� ��ال األب � ��ري � ��اء ب��ال��دم��اء‬ ‫وتضعهم يف مكان القتلة‪ ،‬وقد نتج عن األخطار‬ ‫التي يقع فيها حاملو السالح كثير ًا من القصص‬ ‫واحل ��وادث امل��أس��اوي��ة يف مختلف مناطق البالد‬ ‫وك ��ان ح�ص�ي�ل�ت�ه��ا آالف م��ن ال�ق�ت�ل��ى وامل�ق�ع��دي��ن‬ ‫وامل�ص��اب�ين ب�ع��اه��ات دائ �م��ة‪ ،‬إض��اف��ة إل��ي اجل��روح‬ ‫الغائرة التي أصابت قلوب املئات من األسر‪..‬‬

‫> قصص مأساوية‪:‬‬

‫(ع �ب��دال��رح �م��ن) ش ��اب يف منتصف العقد‬ ‫الثالث من العمر دخل السجن املركزي قبل‬ ‫عامني وم��ن ذل��ك الوقت لم تقر عينه برؤية‬ ‫زوجته وال طفله الصغير كونهما يعيشان يف‬ ‫محافظة بعيدة عن احملافظة التي هو يقبع‬ ‫يف سجنها وألن ظروف احلياة القاسية أبت أن‬ ‫تتيح لهما فرصة السفر واالنتقال لزيارته‪.‬‬ ‫ح��رم (ع�ب��دال��رح�م��ن) م��ن ح��ري�ت��ه وأس��رت��ه‬ ‫وص��ار أسير ًا بني زن��ازن السجن بسبب حلظة‬ ‫غضب صاحبها وجود السالح‪ ،‬إذ أثناء ماكان‬ ‫يف السوق ميارس عمله املعتاد يف بيع أعشاب‬ ‫ال�ق��ات‪ ،‬ج��رى خ�لاف بينه وب�ين أح��د الزبائن‬ ‫وبدأ هذا اخلالف بتبادل األلفاض ًا الكالمية‬ ‫اجلارحة وتطور إلى مشادة ومهاترة ثم عراك‬ ‫ب ��األي ��ادي ‪ ،‬وح�ي�ن�ه��ا أخ� ��رج (ع �ب��دال��رح �م��ن)‬ ‫امل � �س ��دس ال � ��ذي ك� ��ان ي �ح �م �ل��ه يف خ��اص��رت��ه‬ ‫وع�م��ره ب��ال��رص��اص وأط�ل��ق ع�ي��ار ًا ن��اري� ًا قصد‬ ‫به تخويف خصمه ال غير‪ ،‬وقد أخطأ العيار‬ ‫اخلصم بالفعل إال أن��ه استقر يف رأس شاب‬ ‫آخر كان يعبر الشارع املقابل وارداه قتي ًال !!‪..‬‬ ‫ومن خلف القضبان بدا(عبدالرحمن)‬ ‫ب��وج�ه��ه ال�ش��اح��ب وش�ب��اب��ه امل�ن�ه��ك وس ��رد لنا‬ ‫تفاصيل قضيته‪،‬‬

‫ق ��ال ودم� ��وع احل �س��رة واألس� ��ى ت�ن�ح��در من‬ ‫عينيه ‪(:‬ليتني لم أحمل أو أمتلك سالح ًا ‪،‬‬ ‫وليتني أستطيع رؤي��ة زوجتي وطفلي الذي‬ ‫ودع�ت��ه وه��و يف شهره ال�س��ادس واطمئن على‬ ‫حالهما ووضع معيشتهما من بعدي)‪.‬‬ ‫ودم ��وع ح�س��رة وأس��ى رأي�ن��اه��ا‪-‬أي�ض� ًا‪ -‬تنهمر‬ ‫م��ن ع�ي�ن��ي (م �ح �م��ود) ‪48-‬ع� ��ام � � ًا‪ -‬ول �ك��ن ليس‬ ‫يف زن��ازن السجن أو م��ن خلف القضبان وإمن��ا‬ ‫يف امل�س�ت�ش�ف��ى وم ��ن ال �س��ري��ر ال� ��ذي رق ��د عليه‬ ‫إث ��ر ال�ع�م�ل�ي��ة اجل��راح �ي��ة ال �ت��ي م��ن خ�لال�ه��ا مت‬ ‫إستئصال س��اق��ه اليمنى‪ ،‬لقد أص�ي��ب املسكني‬ ‫بعاهة مستدمية وفقد ساقه ولم يكن ذلك إثر‬ ‫علة أصابته وال يف معركة أو ساحة حرب وإمنا‬ ‫يف منزله وداخل غرفة نومه حيث أنه جلس على‬ ‫السرير وأمسك بسالحه اآللي الذي علق عمود‬ ‫شحنه إثر تراكب الذخيرة يف قلب جهازه‪ ،‬وعند‬ ‫ذلك ثبت مقبض السالح إلى كتفه األيسر ولف‬ ‫أصابع يسراه حول املقبض والزناد ويف الوقت‬ ‫ذاته أسند فوهة السالح إلى بطن مفصل ساقه‬ ‫األمين ثم راح يضغط بقبضة يده اليمنى على‬ ‫عمود الشحن العالق ليعيده إلى طبيعته‪ ،‬ولم‬ ‫ي ��درك حينها ك�ي��ف حت��رك ع �م��ود ال�ش�ح��ن وال‬ ‫كيف المست أنامل يسراه الزناد‪ ،‬وكل ماعرفه‬ ‫بعد ذلك أنه وصل إلى املستشفى بسبب األعيرة‬ ‫النارية التي انطلقت من السالح وشتت مفصل‬ ‫س��اق��ه اليمنى وال�ت��ي ق��رر األط�ب��اء استئصالها‬ ‫ب �ع��د أن أغ �ل �ق��ت أم��ام �ه��م أب� � ��واب ك ��ل احل �ل��ول‬ ‫األخرى‪ ،‬ويف املستشفى ومن قلب السرير حتدث‬


‫وع ��ن امل �ع��اجل��ات واحل �ل ��ول ال�ل�ازم ��ة مل��واج�ه��ة‬ ‫واجتثاث (ظاهرة حمل السالح) يطرح الدكتور‬ ‫عبداجلبار محمود ثالث وسائل‪:‬‬ ‫األول� ��ى ت�ت�م�ث��ل يف ت�ن�ف�ي��ذ احل �ك��وم��ة ل�ق��ان��ون‬ ‫تنظيم ح�م��ل ال �س�لاح (وه ��ذا م��ات�ق��وم ب��ه حالي ًا‬ ‫م��ن خ�ل�ال احل �م�لات األم�ن�ي��ة امل �ي��دان �ي��ة)‪ ،‬ويلي‬ ‫ذل��ك س��ن تشريعات ت��ؤك��د حت��رمي حمل السالح‬ ‫وتنفيذها عبر مراحل تبدأ بعواصم احملافظات‬ ‫وت�ط�ب�ي�ق�ه��ا ع �ل��ى ك��اف��ة امل �س �ت��وي��ات م��ع تقليص‬ ‫جهات منح التراخيص‪ ،‬ويف املقابل يجب على‬ ‫امل ��واط �ن�ي�ن ال �ت �ع ��اون وال� �ت� �ج ��اوب م ��ع ال �ق��وان�ي�ن‬ ‫املوضوعة حلمايتهم‪.‬‬ ‫والوسيلة الثانية تتمثل يف دعم وإلزام اجلهات‬ ‫ال�ق�ض��ائ�ي��ة ب�س��رع��ة ال �ب��ت يف مختلف القضايا‬ ‫وب��ال��ذات املتعلقة ب��األراض��ي‪ ،‬وك ��ذا ال�ت��دخ��ل يف‬ ‫قضية الثأر والسعي اجلاد حللها نهائي ًا ‪.‬‬ ‫وال��وس �ي �ل��ة ال�ث��ال�ث��ة ت�ت�م�ث��ل يف ت�ك�ث�ي��ف ون�ش��ر‬ ‫التوعية عبر مختلف وسائل اإلع�لام وتوجيهها‬ ‫مل�خ�ت�ل��ف ال �ف �ئ��ات وامل �س �ت��وي��ات (ال� �ف ��رد‪،‬األس ��رة‪،‬‬ ‫وامل �ج �ت �م��ع‪ )....‬وت�ع��ري��ف ك��ل ب ��دوره امل�ف�ت��رض يف‬ ‫مواجهة الظاهرة ومبا يساعد على محو املفهوم‬ ‫اخلاطئ ال��ذي ارتسم يف كثير من العقول التي‬ ‫أصبحت تعتقد أن السالح مميز ومكمل للرجولة‬ ‫وللشخصية الوطنية‪.‬‬ ‫إبتسام الصبري (م� ��درس� ��ة)‪ :‬إذا أرادت‬ ‫الدولة القضاء على هذه الظاهرة بالفعل عليها‬ ‫أن ت�س�ع��ى إل ��ى ن�ش��ر ال �ع��دل وامل� �س ��اواة وتطبيق‬ ‫القانون على اجلميع دون استثناء ألي مسؤول‬ ‫أو شيخ مهما كان منصبه أو مكانته‪ ،‬كما يجب‬ ‫م��واص�ل��ة احل �م�لات األم�ن�ي��ة وت��وس�ي��ع ان�ت�ش��اره��ا‬ ‫ال ح�ص��ره��ا يف ن �ط��اق أم��اك��ن وف �ت��رات م �ح��ددة ‪،‬‬ ‫وكذا يجب توحيد اجلهود اإلعالمية وتوجيهها‬ ‫لتوضح مخاطر الظاهرة والتأكيد على أنها ال‬ ‫تنم إال عن التخلف واجلهل وضعف الشخصية‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫معنا (محمود) وقال‪( :‬السالح هو الشر الذي‬ ‫نبحث عنه واخل�ط��ر ال��ذي نحتفظ ب��ه وامل��وت‬ ‫ال� ��ذي ن �ش �ت��ري��ه‪ ،‬أن ��ا ال أس�ت�ط�ي��ع ال�ت�ع�ب�ي��ر عن‬ ‫حجم األسى الذي أعانيه خاصة عندما أتذكر‬ ‫أن ه��ذا ال�س�لاح سيمنعني م��ن مم��ارس��ة حرفة‬ ‫البناء التي أمتهنها واكتسب من ورائها الكثير‬ ‫من الدخل الذي يعينني على تصريف شئوني‬ ‫وشئون أسرتي‪ ،‬كما ال أدري إلى ما سيئول إليه‬ ‫م�ص�ي��ر ب�ن��ات��ي وأب �ن��ائ��ي ال�ت�س�ع��ة وال��ذي��ن وص��ل‬ ‫بعضهم إل��ى اجل��ام�ع��ة‪ ،‬وإل��ى م��راح��ل متقدمة‬ ‫من الدراسة‪ ،‬وهل ياترى سيستطيعون مواصلة‬ ‫دراستهم ومن سيعينهم على ذلك؟)‪.‬‬ ‫وتعيش (سميره)‪34-‬عام ًا‪ -‬يف ظل أجواء من‬ ‫األل��م واحل��زن وتقضي أغلب وقتها م��ع العويل‬ ‫والبكاء‪ ،‬وقد مت عرضها على عدد من األطباء‬ ‫وه ��ي اآلن ت�خ�ض��ع ل�ل�ع�لاج امل �ت��واص��ل م��ن ه��ذه‬ ‫احلالة النفسية السيئة التي كان سببها السالح‪.‬‬ ‫إن م��أس��اة (سميرة) ب ��دأت ي��وم استجابت‬ ‫ملطالبة وإحلاح طفلها املدلل ابن السبعة األعوام‬ ‫والذي دفعها إلى إخراج مسدس والده من داخل‬ ‫ال ��دوالب‪ ،‬ويومها سلمت امل�س��دس للطفل يلهو‬ ‫ب��ه واجت�ه��ت إل��ى املطبخ وانشغلت ببعض أم��ور‬ ‫املنزل‪ ،‬وقد فوجئت بعد ذلك بسماع دوي طلق‬ ‫ن ��اري داخ ��ل امل �ن��زل ك�م��ا ف�ج�ع��ت ب��رؤي��ة طفلها‬ ‫املدلل غارق ًا يف دمائه بسبب الطلق الناري الذي‬ ‫استقر يف جسده وأرداه قتي ًال بعد أن انطلق من‬ ‫جوف املسدس الذي كان يلهو به يف يديه‪..‬‬ ‫و(سليم)‪16-‬عام ًا‪ -‬ه��و اآلخ ��ر يعيش مع‬

‫احل �س��رة واألل ��م وي�ع��ان��ي ح��ال��ة نفسية سيئة وق��د‬ ‫ح��اول االن�ت�ح��ار ث�لاث م ��رات‪ ،‬وك��ان م�ي�لاد مأساته‬ ‫ومأساة أسرته يوم عرس شقيقه والذي خرج يومها‬ ‫م��ن امل �ن��زل يف أب �ه��ى م�لاب��س ال��زي�ن��ة وم �ض��ى على‬ ‫طريق الزفاف محاط ًا باألهل واالصدقاء واحملبني‬ ‫ومحفوف ًا بأصوات الطبول وزغاريد الفرح‪.‬‬ ‫يف ذل��ك الوقت وامل��وق��ف اجلميل امتلئت نفس‬ ‫سليم ‪ ،‬بالفرحة واحلماس ويف سبيل التعبير عن‬ ‫ذلك أمسك بالسالح اآلل��ي ال��ذي كان معلق ًا على‬ ‫كتفه وع�م��ره ب��ال��رص��اص ووج��ه فوهته إل��ى الهواء‬ ‫بعد أن تأكد من فتح األم��ان على الدفع السريع‪،‬‬ ‫ثم يف اللحظة التي ضغط فيها على الزناد تعثرت‬ ‫ق��دم��ه وه��وى إل��ى األرض ف��اق��د ًا ل�ت��وازن��ه‪ ،‬ويف ذات‬ ‫الوقت هوى السالح معه وأخطأت األعيرة املنطلقة‬ ‫طريقها ومضت نحو موكب العرس وخلفت ثالثة‬ ‫قتلى كان العريس واحد ًا منهم‪.‬‬ ‫ويف وقت فراغ وملل أخرج (مجيب) ‪40-‬عام ًا‪-‬‬ ‫م�س��دس� ًا وش ��رع ينظفه وي�ق�ل�ب��ه ب�ين ي��دي��ه‪ ،‬ث��م يف‬ ‫حلظة غفلة وخطأ انطلقت رصاصة من املسدس‬ ‫واستقرت يف جسد طفلته ذات األربعة أعوام وأردتها‬ ‫قتيلة‪.‬‬ ‫ع �ن��دم��ا ال �ت �ق �ي �ن��ا (مجيب) ب� ��دا ب �ص��ورة‬ ‫طبيعية ال يساورها أث��ر‪ ،‬ولكن بعد أن خضنا‬ ‫م�ع��ه يف احل��دي��ث وت�ط��رق�ن��ا مل��أس��ات��ه اكتشفنا‬ ‫أن��ه يخفي م��ن احل �س��رة واألل ��م م��ا الي�ق��ل عن‬ ‫س��اب �ق �ي��ه‪ ،‬وح �ي �ن �ه��ا ق ��ال ب��اخ �ت �ص��ار ‪(:‬ل � ��م ول��ن‬ ‫أسامح نفسي على اخلطأ الذي ارتكبته بسبب‬ ‫السالح وفقدت معه فلذة كبدي‪ ،‬ولن أعود مرة‬ ‫أخ��رى للمس السالح أو االحتفاء به وسأمنع‬ ‫م��ن ذل��ك أبنائي وك��ل م��ن أستطيع‪ ،‬وللجميع‬ ‫أق��ول إح��ذروا السالح ألن��ه ال يجلب غير الشر‬ ‫والبالء)‪.‬‬ ‫وم��ا ميكننا أن نخلص إل�ي��ه ه��و أن ماتقدم‬ ‫ليس إال قطرة صغيرة م��ن بحر امل��آس��ي ال��ذي‬ ‫ي��زخ��ر وس�ي�ظ��ل ي��زخ��ر ب�ه��ا ال �س�ل�اح م��اب�ق��ي يف‬ ‫متناول األيدي‪..‬‬

‫> معاجلات وحلول‪:‬‬


‫ضحاياالسالحفياليمن‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫ي�ت�س�ب��ب ال �س�ل�اح يف ال�ي�م��ن س �ن��وي � ًا بقتل‬ ‫وإص��اب��ة ق��راب��ة ‪ 10.000‬شخص م��ن املجني‬ ‫عليهم واجلناة‪.‬‬ ‫وت� �ت� �ع ��دد وت� �ت� �ن ��وع احل � � � ��وادث وال �ق �ض��اي��ا‬ ‫واجلرائم التي يستخدم فيها السالح الناري‬ ‫بصور وأساليب وطرق سيئة ‪،‬ونوجز هنا أبرز‬ ‫هذه الصور التي يكون عواقبها ضحايا كثر‬ ‫م��ن األب��ري��اء وف�ق� ًا ل�ت��درج ص��ور االستخدام‬ ‫على سبيل التمثيل ال احلصر‪ ،‬من العبث‬ ‫بالسالح إلى حوادث وقضايا االنتحار ومن‬ ‫ح��وادث وقضايا إط�لاق النار م��رور ًا بقضايا‬ ‫تبادل إطالق النار ثم جرائم القتل العمدي‬ ‫وأخ�ي��ر ًا جرائم التخريب واإلره��اب‪ .‬وجميع‬ ‫هذه الصور ينجم عنها ضحايا من‬ ‫األب��ري��اء‪ ،‬م��ا يتطلب األم ��ر الكثير‬ ‫م� ��ن اخل� �س ��ائ ��ر امل � ��ادي � ��ة امل �ص��اح �ب��ة‬ ‫ب� ��اإلض� ��اف� ��ة إل� � ��ى م �خ �ت �ل��ف اآلث� � ��ار‬ ‫النفسية واالجتماعية والسياسية‬ ‫واالقتصادية والصحية‪....‬‬ ‫ناهيك عن اخلسائر البشرية من‬ ‫‪24‬‬

‫وفيات وإصابات نحن يف غنى عنها‪..‬‬

‫العبث بالسالح وإطالق النار خطأ‪:‬‬

‫وم��ن أب��رز ه��ذه الصور االستخدام السيئ‬ ‫والعبث بالسالح وإطالق النار اخلطأ‪ ،‬حيث‬ ‫تؤكد اإلحصائيات األمنية أن الفترة املمتدة‬ ‫م��ن ب��داي��ة ال�ع��ام اجل��اري ‪2013‬م حتى نهاية‬ ‫أكتوبر قد شهدت وق��وع ‪ 981‬حادثة من هذا‬ ‫النوع وقع ضحيتها ‪1069‬شخص ًا منهم ‪231‬‬ ‫لقوا مصرعهم و أصيب ‪، 838‬فيما اعتبر ‪540‬‬ ‫من اجلناة ضحايا آخرين للسالح والعبث به‬ ‫فبمجرد عبثهم أصبحوا قتلة من ضمنهم‬ ‫أط �ف��ال ت�ع��رض��وا ل�ت�ج��ارب ال �س�لاح القاسية‬

‫وال�ت��ي تنطبع على حياتهم ‪،‬ب��اإلض��اف��ة إلى‬ ‫النساء والشباب الذين عن غير قصد وقعوا‬ ‫ضحايا لهذه اآلل��ة املميتة‪ ...‬ولعلنا ن��درك‬ ‫ال��دالالت واألب�ع��اد لهذه احل��وادث من خالل‬ ‫اإلحصائية األمنية التي تشير إل��ى أن ‪483‬‬ ‫من ضحايا حوادث العبث بالسالح كانوا هم‬ ‫اجلناة على أنفسهم ‪ ،‬و‪ 102‬كانوا ضحاياها‬ ‫وج �ن��ات �ه��ا م ��ن أف � � ��راد األس � � ��رة ‪ ،‬ف �ي �م��ا ك��ان‬ ‫‪36‬شخص ًا يف هذا النوع من احلوادث ضحايا‬ ‫زم�لائ �ه��م ‪ ،‬م��ؤك��دة أن ‪ 235‬ط �ف�ل ً�ا و‪ 82‬من‬ ‫اإلناث كانوا ضمن ضحايا العبث بالسالح ‪،‬‬ ‫و‪ 167‬طف ًال و‪33‬من اإلناث يف قائمة اجلناة يف‬ ‫حوادث العبث بالسالح ‪،‬إضافة إلى أن معظم‬ ‫اجلناة والضحايا من الذكور كانوا‪.‬‬

‫حوادث االنتحار ‪:‬‬

‫ق�ض��اي��ا االن �ت �ح��ار ه��ي األخ ��ر ك��ان��ت سهلة‬ ‫امل �ن��ال ي�ت��وف��ر ه��ذه ال��وس��ائ��ل ال�ق��ات�ل��ة ‪،‬حيث‬ ‫اس�ت�خ��دم��ت األس �ل �ح��ة ال �ن��اري��ة يف ‪ 94‬ح��ال��ة‬ ‫إقدام على االنتحار منها ‪ 58‬حالة انتحار يف‬ ‫عدادهم‪ 5‬أطفال و‪ 3‬إناث‪ ،‬فيما كانت‪ 36‬حالة‬ ‫شروع يف االنتحار منها ‪ 7‬حوادث يف أوساط‬ ‫اإلناث وحالتني يف أوساط األطفال‪...‬‬

‫جرائم القتل العمدي‪:‬‬

‫وك��ان��ت األسلحة ال�ن��اري��ة أداة ووسيلة يف‬ ‫ارتكاب ‪ 1039‬جرمية قتل عمدي أودت بحياة‬ ‫‪ 1219‬شخص ًا وإصابة ‪ 415‬آخرين‪ ،‬من ضمن‬ ‫الوفيات ‪ 59‬من اإلناث و‪ 53‬من األطفال‪ ،‬إلى‬ ‫جانب إصابة ‪ 27‬من األطفال و‪ 26‬من اإلناث‬


‫وذلك خالل األشهر العشرة األولى من العام‬ ‫اجلاري‪2013‬م‪.‬‬ ‫ولعل األسلحة ال�ن��اري��ة ق��د حولت كثيراً‬ ‫م ��ن اخل�ل��اف� ��ات و ال � �ن ��زاع ��ات إل � ��ى ج��رائ��م‬ ‫وق�ض��اي��ا متشابكة‪ ،‬ومثلت م �ص��در ًا ج��دي��د ًا‬ ‫ملسلسل جرائم جديدة يف خالفات األراضي‬ ‫والعقارات والتي كانت سبب ًا يف ارتكاب ‪215‬‬ ‫جرمية قتل عمدي منذ مطلع العام وحتى‬ ‫نهاية أكتوبر‪ ،‬حيث أصبحت أرضية خصبة‬ ‫جل��رائ��م القتل ب��دواع��ي ال�ث��أر ورد االعتبار‬ ‫وال��دف��اع عن احل�ق��وق‪ ،‬فيما كانت األسلحة‬ ‫النارية وسيلة يف ارتكاب جرائم قتل عمدي‬ ‫بدافع الثأر واالنتقام فاحتة ب��اب مسلسل‬ ‫ج��دي��د م��ن ه ��ذا ال �ن��وع م��ن اجل ��رائ ��م ال�ت��ي‬ ‫ال نهاية لها‪ ،‬كما حولت كثير ًا م��ن املشادة‬ ‫الكالمية واخلالفات الشخصية إلى جرائم‬

‫مشاكل‬ ‫أراضي‬

‫قتل عمدي وفتحت باب العنف والثأر على‬ ‫مصراعيه ‪،‬ب��ل ح��ول��ت م�ج��رد اخل�ل�اف على‬ ‫طريق السير وأولوية أو أفضلية استخدامها‬ ‫إلى جرائم قتل ‪ ،‬كما ساهمت بتحويل ‪124‬‬ ‫خالف ًا أس��ري� ًا إل��ى جرائم قتل عمدي تاركة‬ ‫عنف ًا أسري ًا وتفكك ًا وثأر ًا وانتقام ًا يف نسيج‬ ‫األسرة الواحدة‪.‬‬ ‫وك ��ان ��ت م �س��اه �م��ة ب �ف��اع �ل �ي��ة يف ارت� �ك ��اب‬ ‫‪ 129‬جرمية قتل ملجرد وصولها إل��ى أي��دي‬ ‫املخربني والعابثني بأمن وأستقرار املواطن‬ ‫والوطن ‪،‬باإلضافة إلى استخدامها كوسيلة‬ ‫س�ه�ل��ة وب�س�ي�ط��ة ل�ت�ح��وي��ل ‪ 44‬ج��رمي��ة نهب‬ ‫وسطو إلى جرائم قتل عمدي ونهب وسلب‪،‬‬ ‫وزجت ب‪ 22‬من أصحاب احلاالت النفسية‬ ‫يف ق��وائ��م امل�ج��رم�ين امل�ن�خ��رط�ين يف ج��رائ��م‬ ‫القتل‪ .‬عموم ًا كانت األسلحة النارية وسيلة‬

‫مشاكل‬ ‫مياه‬

‫يف ارت�ك��اب ‪ 1039‬جرمية قتل عمدي خالل‬ ‫الفترة املمتدة من يناير – أكتوبر ‪2013‬م‪.‬‬

‫تبادل إطالق النار ‪:‬‬

‫م��ا وق�ف��ت األس�ل�ح��ة ال�ن��اري��ة يف احل��وادث‬ ‫وجرائم القتل العمدي بل ازدادت خطورتها‬ ‫بتوفرها يف متناول العابثني وعشاق البارود‬ ‫وس� �ع ��ي جت � ��ار األس� �ل� �ح ��ة وح ��رص� �ه ��م ع�ل��ى‬ ‫استمرار وازدهار جتارتهم وتوسيع أسواقهم‬ ‫للبضاعة امل��دم��رة للمجتمع‪ ،‬فهم يعمدون‬ ‫إل � ��ى إش� �ع ��ال وت ��أج� �ي ��ج ن� �ي ��ران ال� �ص ��راع ��ات‬ ‫واخل�لاف��ات وامل��واج �ه��ات‪ ،...‬فخالل النصف‬ ‫األول من العام اجلاري ‪2013‬م سجلت أكثر‬ ‫من ‪ 567‬حالة تبادل إطالق نار مختلفة بني‬ ‫أفراد وجماعات وقبائل‪ ،‬جنم عنها وفاة‪262‬‬ ‫شخص ًا وإصابة ‪ 910‬آخرين يف عدادهم ‪34‬‬ ‫من اإلن��اث و‪ 60‬من األطفال منهم ‪ 12‬لقوا‬ ‫حتفهم (‪ 7‬أطفال و‪ 5‬إناث)‪.‬‬ ‫ف �ن��زاع��ات األراض� ��ي ت�ع��د ال �ب��ؤر اخلصبة‬ ‫إلذك ��اء ه��ذه امل �ع��ارك املسلحة فقد وقفت‬ ‫خلف ‪ 245‬قضية ت�ب��ادل إط�لاق ن��ار ‪ ،‬فيما‬ ‫ك� ��ان ال� �ث ��أر داف� �ع� � ًا يف ‪ 104‬ح� � ��وادث ت �ب��ادل‬ ‫إطالق نار‪ ،‬واخلالفات األسرية يف‪ 72‬حالة‪،‬‬ ‫ودواف ��ع ال �ه��دم وال�ت��دم�ي��ر يف‪ ، 36‬وال �ص��راع‬ ‫على مصادر املياه ‪ 31‬حالة‪ ،‬وأعمال النهب‬ ‫وال�ت�خ��ري��ب ‪ 52‬ح��ال��ة ‪ ،‬واخل�ل�اف��ات امل��ال�ي��ة‬ ‫يف ‪ 10‬ح��االت والسكر واإلدم ��ان يف حالتي‬ ‫تبادل إطالق نار‪.‬‬

‫مشاكل‬ ‫مالية‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪25‬‬


‫يلعب اإلعالم‬ ‫واالتصال دور ًا‬ ‫هام ًا ومحوري ًا يف‬ ‫حياة املجتمعات‪،‬‬ ‫وهو ضرورة من‬ ‫ضرورات احلياة‬ ‫حيث ال ميكن ألي‬ ‫شخص أو مجتمع‬ ‫أن يعيش مبعزل‬ ‫عن اآلخر لطبيعة‬ ‫الدور الذي يلعبه‬ ‫االتصال ووسائله‬ ‫املختلفة يف عملية‬ ‫املعرفة وتكوين‬ ‫اآلراء واالجتاهات‪،‬‬ ‫خـصوص ًا مع تطور‬ ‫وسائل االتصال‬ ‫واإلعالم يف وقتنا‬ ‫الراهن التي جعلت‬ ‫من العالم قرية‬ ‫صغيرة يعرف‬ ‫ساكنوها كل ما يدور‬ ‫فيها من أحداث‪.‬‬

‫اإلعالم التفاعلي وآثــــ‬

‫استطالع‪/‬‬ ‫فتحي األصبحي‬ ‫رفيق السامعي‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫ف��امل �ت �ت �ب��ع ل� �ل� �م ��راح ��ل ال �ت��اري �خ �ي��ة‬ ‫ل�ل�ات �ص��ال ي �ل �ح��ظ ب �ش �ك��ل واض � ��ح أن‬ ‫االتصال قد لعب دور ًا كبير ًا يف حياة‬ ‫ال� �ش� �ع ��وب مب �خ �ت �ل��ف م��راح �ل �ه��ا م�ن��ذ‬ ‫ال �ب��داي��ات األول � ��ى ألش �ك��ال االت �ص��ال‬ ‫ال �ب��دائ �ي��ة م � � ��رور ًا ب �ع��دد م ��ن م��راح��ل‬ ‫التطور واالزده ��ار يف نوعية االتصال‬ ‫ووسائله مع ظهور الصحافة املطبوعة‬ ‫وم � ��ن ب �ع��ده��ا ال � ��رادي � ��و وال �ت �ل �ف��زي��ون‬ ‫ال�ل��ذي��ن لعبا دور ًا ك�ب�ي��ر ًا يف احلربني‬ ‫‪26‬‬

‫العامليتني ومن بعدها مرحلة احلرب‬ ‫ال� �ب ��اردة وم ��راح ��ل ال�ت�ن�م�ي��ة املختلفة‬ ‫للشعوب‪ ,‬إلى أن أتت وسائل االتصال‬ ‫امل� �ع ��اص ��رة ع �ب��ر ش �ب �ك��ة ال� �ن ��ت وال �ت��ي‬ ‫تسمى باإلعالم التفاعلي‪ ،‬ويعد هذا‬ ‫النوع من االتصال األكثر تأثير ًا بني‬ ‫وسائل االتصال نظر ًا للمميزات التي‬ ‫يتيحها للجمهور يف عملية التفاعل‬ ‫م��ن خ�ل�ال إت��اح��ة امل �ش��ارك��ة يف إب ��داء‬ ‫ال��رأي والتعليق وغيرها يف مجريات‬


‫ــــــاره األمنية‬

‫‪ -1‬وس� �ي� �ل ��ة االت � �ص� ��ال ال �ت �ف��اع �ل��ي‬ ‫«اإلنترنت»‪:‬‬ ‫«اإلن� �ت ��رن ��ت» ه ��ي ش �ب �ك��ة ات �ص��االت‬ ‫ع��امل �ي��ة ض�خ�م��ة ج ��دا ت��رب��ط امل�لاي�ين‬ ‫م� ��ن ش �ب �ك��ات احل ��اس� �ب ��ات امل �خ �ت �ل �ف��ة‬ ‫األن � ��واع واألح� �ج ��ام م��ن خ�ل�ال ن�ظ��ام‬ ‫ات� �ص ��ال ��ي ي �س �م��ح ب� �ت� �ب ��ادل االت� �ص ��ال‬ ‫عبر احل��واس�ي��ب أو ال�ه��وات��ف النقالة‬ ‫ب ��أش� �ك ��ال ات� �ص ��ال� �ي ��ة ت� �ع ��اون� �ي ��ة ت�ض��م‬ ‫مجموعة هائلة من شبكات الكمبيوتر‬ ‫املنتشرة عاملي ًا‪.‬‬ ‫‪-2‬العالقة التفاعلية‪:‬‬ ‫أي العالقة الثنائية االجت��اه التي‬ ‫تسمح للمرسل وامللتقى بتبادل اآلراء‬ ‫واألدوار من خاللها وبفرص متساوية‬ ‫ل �ل �م �ش��ارك��ة يف ع �م �ل �ي��ة االت� � �ص � ��ال ‪،‬‬ ‫وي �س �ت �ط �ي��ع امل � �ش� ��ارك� ��ون يف ع�م�ل�ي��ة‬ ‫االتصال التأثير على أدوار اآلخرين‪.‬‬

‫ملاذا يلقى هذا االتصال الكثير‬ ‫من اإلقبال؟‬ ‫ت � �ل � �ع� ��ب ال� � � � �ظ � � � ��روف ال� �س� �ي ��اس� �ي ��ة‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية والثقافية‬ ‫ال �ت��ي حت �ي��ط ب��ال�ع�م�ل�ي��ة االت �ص��ال �ي��ة‬ ‫ب �ش �ك��ل ع � ��ام دور ًا ك� �ب� �ي ��ر ًا يف ت �ك��وي��ن‬ ‫‪27‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫األحداث واملشاهد والوقائع‪.‬‬ ‫وخ �ي��ر دل �ي��ل ع�ل��ى ال�ت��أث�ي��ر ال�ق��وي‬ ‫لوسائل االتصال التفاعلي ما شهدته‬ ‫ب �ل��دان ال��رب�ي��ع ال�ع��رب��ي وم�ن�ه��ا ب�لادن��ا‬ ‫من أح��داث ومتغيرات‪ ,‬وعموم ًا فقد‬ ‫ب��ات اإلع�لام يشكل إح��دى الدعامات‬ ‫االستراتيجية لبناء مشاريع التنمية‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫واحل�ض��اري��ة لكل املجتمعات‪ ،‬بسبب‬ ‫مم��ارس�ت�ه��ا ل�ق��وة ال�ت��أث�ي��ر ع�ل��ى أف�ك��ار‬ ‫وآراء ومعلومات وسلوكيات املجتمع‪،‬‬

‫مبا يتفق وخطط التنمية‪،‬‬ ‫إذ ال مي� �ك ��ن ال �ت �ف �ك �ي��ر يف‬ ‫إرس� � � ��اء س� �ي ��اس ��ات ت �ن �م��وي��ة‬ ‫ن� � ��اج � � �ح� � ��ة دون إح � � � � ��داث‬ ‫إص �ل�اح� ��ات ف��اع �ل��ة ت�ع�ت�م��د‬ ‫خطط ًا إعالمية محكمة‪.‬‬ ‫وس � �ن � �ح� ��اول يف ه� � ��ذا االس� �ت� �ط�ل�اع‬ ‫ال� �ت� �ع ��رف ع �ل��ى م� ��دى ت��أث �ي��ر وس��ائ��ل‬ ‫االت �ص��ال ال�ت�ف��اع�ل��ي يف ال�ي�م��ن على‬ ‫أم ��ن واس �ت �ق��رار املجتمع‪ ,‬خ�ص��وص� ًا‬ ‫م��ع ان�ت�ش��ار ه��ذا ال �ن��وع م��ن االت�ص��ال‬ ‫عبر الشبكة العنكبوتية «النت» التي‬ ‫ك �س��رت ال�ق�ي��ود واحل� ��دود اجل�غ��راف�ي��ة‬ ‫وعملت على تقارب األفكار واألخبار‪،‬‬ ‫ومن � ��ت ال� �ع�ل�اق ��ات ب �ي�ن ال � �ن� ��اس ع�ل��ى‬ ‫اختالف ثقافاتهم ولغاتهم وبيئاتهم‪،‬‬ ‫ل�ي�ص�ب��ح االت� �ص ��ال ال �س��ري��ع م�ح��رك��ا‬ ‫أساسيا وقويا بني الشباب والناشطني‬ ‫وال� � �س� � �ي � ��اس� � �ي �ي��ن واالج � �ت � �م� ��اع � �ي�ي��ن‬ ‫واالق�ت�ص��ادي�ين وغيرهم‪ ,‬عبر مواقع‬ ‫ال�ت��واص��ل االجتماعي (الفيس بوك‬ ‫– ال �ت��وي �ت��ر )وع �ل��ى وج ��ه اخل �ص��وص‬ ‫امل ��واق ��ع اإلخ� �ب ��اري ��ة ال� �ت ��ي حت �م��ل يف‬ ‫ص �ف �ح��ات �ه��ا ال �ك �ث �ي��ر م ��ن امل �ع �ل��وم��ات‬ ‫واألخ� �ب ��ار ال �ت��ي ق��د ت �ك��ون ص��ائ �ب��ة أو‬ ‫خاطئة ومدى تأثيرها على املجتمع‬ ‫من خالل‪:‬‬

‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬تعريفــــــــــــــــــات‬


‫اآلراء واالن� �ط� �ب ��اع ��ات وال �ت��وج �ه��ات‪،‬‬ ‫ح� �ي ��ث ي � �ك� ��ون م� ��ن ال� �س� �ه ��ل ال �ت��أث �ي��ر‬ ‫ب �ه��ا وال �ت�لاع��ب ع�ل�ي�ه��ا م��ن خ�ل�ال كم‬ ‫امل �ع �ل��وم��ات وح �ج �م �ه��ا ال �ت��ي ي�ت�ع��رض‬ ‫ل �ه��ا م�س�ت�خ��دم��و االت� �ص ��ال خ�ص��وص� ًا‬ ‫املشاركني يف العملية االتصالية عبر‬ ‫وسائل «اإلعالم التفاعلي»‪.‬‬ ‫ف � �ق� ��د ت� ��وص � �ل� ��ت دراس � � � � ��ة أج ��رت� �ه ��ا‬ ‫ج��ام �ع��ة ت �ك �س��اس األم �ي��رك �ي��ة إل ��ى أن‬ ‫الناس يقبلون على استخدام مواقع‬ ‫ال �ت��واص��ل االج �ت �م��اع��ي وع �ل��ى رأس �ه��ا‬ ‫موقع “الفيس بوك” بهدف التعبير‬ ‫ع ��ن ح�ق�ي�ق��ة ش�خ�ص�ي��ات�ه��م ب� ��د ً‬ ‫ال من‬ ‫رس ��م ص ��ور م�ث��ال�ي��ة ع�ن�ه��ا‪ ،‬ح�ي��ث أنها‬ ‫ت� �ش� �ب ��ع ل� � ��دى م� �ع� �ظ ��م امل �س �ت �خ��دم�ي�ن‬ ‫حاجتهم األساسية لتعريف اآلخرين‬ ‫بأنفسهم‪.‬‬ ‫ي �ق��ول س ��ام غ��وس�ل�ي�ن��ج أس �ت��اذ علم‬ ‫ال� �ن� �ف ��س ب ��اجل ��ام� �ع ��ة وامل � �ش� ��رف ع�ل��ى‬ ‫ال � ��دراس � ��ة إن � ��ه ي �ع �ت �ق��د أن إم �ك��ان �ي��ة‬ ‫التعبير عن النفس تعبير ًا صحيح ًا‬ ‫عبر ملفات املستخدمني الشخصية‬ ‫يسهم يف شعبية املواقع االجتماعية‬ ‫م ��ن خ�ل��ال ط��ري �ق �ت�ي�ن؛ األول� � ��ى أن �ه��ا‬ ‫ت��وف��ر ملستخدميها إم�ك��ان�ي��ة السماح‬ ‫ل�لآخ��ري��ن ب��ال�ت�ع��رف عليهم ع��ن ق��رب‬ ‫وب��ذل��ك يشبعون حاجتهم األساسية‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪28‬‬

‫لذلك‪ ،‬أم��ا الطريقة الثانية فهي أن‬ ‫املطلعني على تلك امللفات يشعرون‬ ‫أن بإمكانهم الوثوق يف املعلومات التي‬ ‫ثم يبنون ثقتهم يف‬ ‫يجمعونها‪ ،‬ومن ّ‬ ‫النظام بأكمله‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬املواقع اإلخبارية‬ ‫اليمنية يف عيون املتصفحني‬ ‫تبث وسائل االتصال التفاعلي عبر‬ ‫شبكة «ال �ن��ت» ال�ك�ث�ي��ر م��ن امل�ع�ل��وم��ات‬ ‫ب �ش �ك��ل ي ��وم ��ي يف م� ��واق� ��ع االت� �ص ��ال‬ ‫االج�ت�م��اع��ي وامل��واق��ع اإلخ �ب��اري��ة‪ ،‬ويف‬

‫مقدمة هذه املعلومات اخلبرية التي‬ ‫تتعلق ب��اجل��ان��ب األم �ن��ي م��ن أح��داث‬ ‫ووقائع‪ ،‬حيث تتناولها املواقع بأشكال‬ ‫وت� �ن ��اوالت م�خ�ت�ل�ف��ة غ��ال �ب � ًا م ��ا ت�ك��ون‬ ‫بعيدة عن املصداقية واحلقيقة حيث‬ ‫تكتنفها التكهنات واآلراء الشخصية‬ ‫وآراء اجل �ه��ات وغ �ي��ره��ا‪ ،‬وه��و م��ا يعد‬ ‫عيب ًا ك�ب�ي��ر ًا م��ن ع�ي��وب اإلع�ل�ام ال��ذي‬ ‫يبنى على قواعد وأس��س وأخالقيات‬ ‫إذ اب�ت�ع��دت ع�ن�ه��ا ال�ك�ث�ي��ر م��ن امل��واق��ع‬ ‫وأص� �ب ��ح ات � �ص� ��ا ً‬ ‫ال هدام ًا‪ ,‬ح �ي��ث م��ن‬ ‫امل�ل��اح� ��ظ أن ال� �ع ��دي ��د م� ��ن امل� ��واق� ��ع‬ ‫تفتقر إلى هذه األخالقيات عند نشر‬ ‫األخبار خصوص ًا املتعلقة باألحداث‬


‫ف� �ت ��ارة جت��ده��ا ت �ه��ول وت� � ��ارة جت�ت�ه��د‪،‬‬ ‫وأخ � � ��رى ت � �ش� ��وش‪ ،‬ق� ��د ت� �ك ��ون وراءه� � ��ا‬ ‫أجندات أفراد أو جماعات همها األول‬ ‫ه ��و ب ��ث اإلش � ��اع � ��ات ل �ت��أج �ي��ج ن �ق��اط‬ ‫والتهجم وحتى التعدي على‬ ‫اخلالف‬ ‫ّ‬ ‫اآلخرين‪.‬‬ ‫ويف ه� � ��ذا ال� � �ص � ��دد أج� � � ��رت م �ج �ل��ة‬ ‫احل��راس استطالع ًا ميداني ًا لعينات‬ ‫عشوائية من املختصني ومستخدمي‬ ‫االتصال التفاعلي ومتصفحي املواقع‬ ‫اإلخبارية ملعرفة م��دى تأثير اإلع�لام‬ ‫اجلديد على أم��ن واستقرار املجتمع‬ ‫يف ت�ن��اول��ه ل�لأح��داث يف ه��ذه املرحلة‬ ‫احلساسة التي متر بها اليمن وحتتاج‬ ‫إل ��ى ال �ت �ف��اف اجل �م �ي��ع ل�ل�م�ش��ارك��ة يف‬ ‫صنع ال�ت�ح��والت امل �ن �ش��ودة‪ ،‬خصوص ًا‬ ‫وسائل اإلعالم املختلفة ويف مقدمتها‬ ‫االت� �ص ��ال ال�ت�ف��اع �ل��ي ل�ت�ح�ق�ي��ق أم��ال‬ ‫وتطلعات كافة أفراد املجتمع بالعيش‬ ‫الكرمي‪.‬‬ ‫تقول سامية األغبري األستاذ‬

‫غ�ي��اب ال �ق��وان�ين ال�ت��ى تنظم‬ ‫االتصال التفاعلي‪:‬‬

‫م � � ��روة ال� �ع ��ري� �ف ��ي «ص� �ح� �ف� �ي ��ة»‬ ‫حت��دث��ت ب��ال �ق��ول‪ :‬إن ان �ت �ش��ار امل��واق��ع‬ ‫اإلخ � �ب� ��اري� ��ة ك �ب �ي��ر والي� ��وج� ��د ق ��ان ��ون‬ ‫ي�ن�ظ�م�ه��ا وي �ح �ك �ت��م إل �ي��ه ف ��ى عملية‬ ‫حت��دي��د ش� ��روط اإلن� �ش ��اء وال�ع��ام�ل�ين‬ ‫ع�ل�ي�ه��ا وض ��واب ��ط االت� �ص ��ال وغ �ي��ره��ا‪،‬‬ ‫فغالبية الذين يكتبون أو يعملون يف‬ ‫املواقع غير مؤهلني مهني ًا وهنا تكمن‬ ‫اخل�ط��ورة يف أن القائم على العملية‬ ‫االت�ص��ال�ي��ة ال ي�ع��رف م ��اذا يفعل وم��ا‬ ‫يقدم للجمهور مما ي��ؤدي يف األخير‬ ‫إلى نشر الشائعات وانتشارها‪.‬‬ ‫ه� �ش ��ام ط ��رم ��وم أح � ��د امل �ت��اب �ع�ي�ن‬ ‫للمواقع اإلخبارية بشكل متواصل قال‪:‬‬ ‫املتتبع ملا تنشره املواقع اإلخبارية يدرك‬ ‫أن �ه��ا ت��ؤث��ر س �ل �ب � ًا ع �ل��ى اجل �م �ه��ور ل�ع��دة‬ ‫أسباب أولها نشر املعلومات بتسرع دون‬ ‫التأكد م��ن صحتها‪ ،‬وثانيها أن كثير ًا‬ ‫من املواقع تقع يف نفس اخلطأ وتتداول‬ ‫‪29‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫امل �س��اع��د يف ق �س��م ال �ص �ح��اف��ة بكلية‬ ‫اإلع�ل��ام ج��ام�ع��ة ص�ن�ع��اء ‪:‬إن امل��واق��ع‬

‫اإلخ�ب��اري��ة شكل م��ن اش�ك��ال االتصال‬ ‫التفاعلي وهي مؤثرة على جمهورها‬ ‫ب�ش�ك��ل ك �ب �ي��ر‪ ،‬ك �م��ا أن �ه��ا م�ت�ن��وع��ة من‬ ‫ح �ك��وم �ي��ة وح ��زب� �ي ��ة وأه� �ل� �ي ��ة وأخ� ��رى‬ ‫ت�ت�غ�ط��ى ب �غ �ط��اء أه �ل��ي ب�ي�ن�م��ا ه��ي يف‬ ‫األساس تتبع أحزاب ًا أو جهات‪ ،‬ويتميز‬ ‫االتصال التفاعلي بأنه يجذب الكثير‬ ‫م��ن ال�ش�ب��اب‪ ،‬ومساحته أوس��ع وليس‬ ‫ل ��ه ح� � ��دود أو ح ��واج ��ز رق ��اب� �ي ��ة‪ ،‬وق��د‬ ‫أص�ب��ح ك��ل م��ا ه��ب ودب يكتب وينشر‬ ‫ف��ى امل��واق��ع دون أي معايير مهنية أو‬ ‫أخ�لاق�ي��ة‪ ،‬وغ��ال�ب� ًا م��ات�ك��ون املعلومات‬ ‫املنشورة تعبير ًا عن االنتقام والوشاية‬ ‫والشائعات مما يجعل األخبار تنتشر‬ ‫بتناقض يعبر عما يف النفس‪ ،‬وهنا‬ ‫يكمن اخلطر ‪.‬‬ ‫فرغم أن اإلع�ل�ام التفاعلي يغطي‬ ‫مساحة أكثر يف حرية التعبير إال أن‬ ‫ه ��ذه امل �س��اح��ة تستغل ب�ش�ك��ل خاطئ‬ ‫ف� ��ى ك �ث �ي��ر م� ��ن األح� � �ي � ��ان م� ��ن خ�ل�ال‬ ‫ب ��ث اإلش� ��اع� ��ات واألك � ��اذي � ��ب وت��زي �ي��ف‬ ‫احلقائق‪ ،‬ل��ذا الب��د أن تطرح معايير‬

‫وأس� � ��س م �ه �ن �ي��ة وأخ�ل�اق� �ي ��ة ل�ل�ك�ت��اب��ة‬ ‫والنشر يف املواقع جلعل االتصال أكثر‬ ‫فائدة يستفيد منه املجتمع من ناحية‬ ‫واملواقع نفسها من ناحية أخرى‪ ،‬فعند‬ ‫االبتعاد عن نشر الشائعات من خالل‬ ‫االل� �ت ��زام ب��امل �ع��اي �ي��ر امل�ه�ن�ي��ة املتمثلة‬ ‫ب �ن �ق��ل احل �ق��ائ��ق واالح� � � ��داث م �ج��ردة‬ ‫ومن مصادرها احلقيقية تكتسب هذه‬ ‫املواقع ثقة اجلمهور وبالتالي النجاح‪،‬‬ ‫ف �ي �م��ا امل� ��واق� ��ع ال� �ت ��ي ال ت �ل �ت��زم ب �ه��ذه‬ ‫املعايير واألخالقيات املهنية اخلاصة‬ ‫بعلمية نشر امل�ع�ل��وم��ات ستفشل ألن‬ ‫غالبية اجلمهور أصبح واع�ي� ًا يعرف‬ ‫الغث من السمني‪.‬‬


‫اخلبر أو املعلومة وتصبح إشاعة حتى‬ ‫من فئة النخبة الذين من املفترض أن‬ ‫تكون حصيفة يف التعامل مع املعلومة‬ ‫يف م �ث��ل ه ��ذه امل ��واق ��ف ل �ل �ح �ف��اظ على‬ ‫مصالح املجتمع من التضرر‪.‬‬

‫حالة رعب‪:‬‬

‫وائل حمود عامل مبيعات وأحد‬ ‫م��رت��ادي مقاهي النت ق��ال‪ :‬كنت ات��ردد‬ ‫على مقاهي اإلنترنت لتصفح املواقع‬ ‫اإلخ �ب��اري��ة وك ��ذا ال��دخ��ول ال��ى حسابي‬ ‫فى الفيس بوك‪ ،‬وقد الحظت أن املواقع‬ ‫االخ �ب��اري��ة تنشر أخ �ب��ار ًا غير حقيقية‬ ‫فهي تهول األح��داث خصوص ًا املتعلقة‬ ‫باجلانب األمني لدرجة أنني كنت أشعر‬ ‫بالرعب نتيجة تصديقي ملا ينشر من‬ ‫أخ �ب��ار‪ ،‬ف�ف��ي إح ��دى امل ��رات خ��رج��ت من‬ ‫منزلي متوجه ًا إل��ى ال�ن��ت وم��ري��ت من‬ ‫أح��د ال �ش��وارع حيث كانت هناك نقطه‬ ‫ت�ف�ت�ي��ش‪ ،‬وق��ع ب�ين أح��د أف� ��راد النقطة‬ ‫س��وء تفاهم م��ع س��ائ��ق س�ي��ارة أدى إلى‬ ‫ازدح � ��ام يف ح��رك��ة امل � ��رور وان �ت �ه��ى س��وء‬ ‫الفهم هذا بني أف��راد النقطة وصاحب‬ ‫ال �س �ي��ارة‪ ،‬وع�ن��د وص��ول��ي إل��ى اإلن�ت��رن��ت‬ ‫ب� � � ��دأت ات� �ص� �ف ��ح امل� � ��واق� � ��ع اإلخ � �ب� ��اري� ��ة‬ ‫وتفاجئت عندما رأي��ت يف أح��د املواقع‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪30‬‬

‫خ �ب��ر ًا «ع ��اج ��ل» ي �ق��ول‪ :‬م �ق �ت��ل ج�ن��دي‬ ‫وإص��اب��ة آخ��ر ب��رص��اص مسلح يستقل‬ ‫س�ي��ارة أط�ل��ق ال�ن��ار على نقطة تفتيش‬ ‫فى شارع (ف�لان)!! بينما الوضع عكس‬ ‫ذلك متام ًا‪ ،‬واألدهى من ذلك أن كثير ًا‬ ‫من املواقع تناولت اخلبر‪ ،‬عندها أيقنت‬ ‫أن ك�ث�ي��ر ًا م��ن امل��واق��ع ك��اذب��ة وح��ال �ي � ًا ال‬ ‫اتصفح املواقع اإلخبارية وإن تصفحت‬ ‫أت�ص�ف��ح م��واق��ع م�ع�ي�ن��ة وال أص ��دق كل‬ ‫ماينشر‪.‬‬

‫السياسة تؤثر باملضمون‪:‬‬

‫م �ح �م��د جن � �ي� ��ب‪ ..‬ال �ت �ق �ي �ت��ه ف��ى‬ ‫إح��دى مجالس القات ق��ال‪ :‬إن األخبار‬ ‫وامل � �ع � �ل ��وم ��ات ال � �ت ��ي ت �ن �ش ��ره ��ا امل ��واق ��ع‬ ‫اإلخبارية خصوص ًا ذات التبعية جلهة‬ ‫م�ع�ي�ن��ه غ��ال �ب � ًا م ��ا ت �ت��دخ��ل يف ص�ي��اغ��ة‬ ‫محتواها رؤى وتوجهات وأه ��داف هذه‬ ‫اجل �ه��ة أو ت �ل��ك‪ ،‬ب �ع �ي��د ًا ك��ل ال �ب �ع��د عن‬ ‫امل�ص��داق�ي��ة وامل�ه�ن�ي��ة يف ن�ش��ر احلقيقة‬ ‫وه��و مايؤثر سلب ًا على املصالح العليا‬ ‫للوطن‪ ،‬وأكبر دليل على ذلك أن املواقع‬ ‫اإلخ �ب��اري��ة ذات ال�ت�ب�ع�ي��ة جل�ه��ة معينة‬ ‫جتدها تصعد من حدتها يف مضمونها‬ ‫اخل�ب��ري ال��ذي تبثه م��ع توتر األح��داث‬

‫ال�س�ي��اس�ي��ة‪ ،‬ف�ت��راه��ا ت ��ارة حت�ت��د وأخ��رى‬ ‫تنخفض‪.‬‬

‫إعالم حديث‪:‬‬

‫صامد السامعي طالب فى كلية‬ ‫اإلع�ل�ام ق��ال‪ :‬إن خطر امل��واق��ع يف نشر‬ ‫ال�ش��ائ�ع��ات يكمن يف ك��ون ه��ذا اإلع�ل�ام‬ ‫ح ��دي ��ث ال ي �ح �ت��اج ال� ��ى ت �ق �ن �ي��ة ك�ب�ي��رة‬ ‫وه ��و س��ري��ع ال ي�ح�ت��اج ال ��ى وق ��ت لنقل‬ ‫األح� � ��داث يف زم� ��ن ق �ي��اس��ي‪ ،‬وك�ث�ي��رم��ن‬ ‫املواقع اإلخبارية اليمنية عن قصد أو‬ ‫دون قصد يف نشر الشائعات‪ ،‬فمن هذه‬ ‫املواقع من يريد الشهرة وحتقيق أكبر‬ ‫ق��در م��ن ال �ق��راء‪ ،‬ل��ذا الب��د م��ن ضوابط‬ ‫وش ��روط يف عملية نشر األخ �ب��ار ونقل‬ ‫احل � �ق� ��ائ� ��ق ع � ��ن األح � � � � ��داث ل �ل �ح �ف��اظ‬ ‫ع �ل��ى األم � ��ن وال � �س �ل�ام داخ � ��ل ال�ن�س�ي��ج‬ ‫االجتماعي للمجتمع‪.‬‬ ‫وأخ � � � �ي� � � ��ر ًا خ �ل��اص � ��ة ال � � �ق� � ��ول ال� �ت ��ي‬ ‫استنتجناها يف سياق هذا االستطالع‪،‬‬ ‫إن ال��ذي ال ب��د أن تلتزم ب��ه ك��ل وسائل‬ ‫االت� � �ص � ��ال واإلع� � �ل � ��ام خ � �ص� ��وص � � ًا ذات‬ ‫الطابع التفاعلي ويف مقدمتها املواقع‬ ‫االخبارية لتكون ميثاق شرف تلتزم به‬ ‫لتحقيق املصالح العليا للوطن‪ ،‬يكمن‬ ‫يف اآلتي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬االل � �ت � ��زام مب �ه �ن �ي��ة وأخ�ل�اق� �ي ��ات‬ ‫اإلعالم يف عملية النشر‪.‬‬ ‫‪ - 2‬جعل مصالح الوطن العليا فوق‬ ‫ك��ل املصالح الشخصية واحل��زب�ي��ة وأي‬ ‫مصالح أخرى‪.‬‬ ‫‪ - 3‬نقل احلقائق مجردة كما هي دون‬ ‫تعديل أو اجتهاد وأخذها من مصادرها‬ ‫احلقيقية ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ت��أه�ي��ل ال �ك��وادر ال�ع��ام�ل��ة يف ه��ذه‬ ‫املواقع مهني ًا‪.‬‬


‫عقيد‪ /‬عابد الشرقي‬

‫هل سيشمل نظام الكوتا الشرطة النسائية؟!‬

‫‪31‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫لقد ك��ان ق ��رار إدخ��ال امل ��رأة اليمنية ال ��ى اخلدمة العسكرية ق ��رار ًا أشبه‬ ‫م��اي �ك ��ون ب��امل��زح��ة‪ ،‬وك �ن��ت ش�خ �ص �ي� ًا ال أت�خ �ي��ل أن أرى امل ��رأة وس ��ط اجل�ن��ود‬ ‫مل �ف ��رده��ا‪ !!..‬رمب ��ا نتيجة ل �ل �ع��ادات أو ال�ت�ق��ال �ي��د‪ ،‬أو ل �ل �ص��ورة االج�ت�م��اع�ي��ة‬ ‫املرسومة يف ذهن وعقلية املواطن العربي واليمني حتديد ًا أو رمبا نتيجة‬ ‫لتأثري بدراسة الدراسات النسوية والبحوث التطبيقية مع الدكتورة رؤوفة‬ ‫حسن رحمة اهلل عليها‪ ،‬فقد كانت مشكالت امل ��رأة ومعاناتها والصعوبات‬ ‫التى تواجهها والنظرة الدونية التى تعاني منها‪ ..‬اشبه بجليس دائم معي‬ ‫بحكم الدراسة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫على كل حال كان القرار شجاعا وأبيا وكانت املرأة عند مستوى التحدي‪،‬‬ ‫والتحقت بالسلك العسكري‪.‬‬ ‫وال زل��ت أت��ذك ��ر أول دف �ع��ة ش ��رط��ة نسائية وال �ت ��ي ج ��اءت وح �ض ��رت بقوة‬ ‫لتحتفل بتخرجها يف ميدان قوات األمن املركزي املعروف باسم قوات األمن‬ ‫اخلاصة حالي ًا‪ ..‬إلى جانب أخيها اجلندي‪..‬‬ ‫وهو تخرج نادر احلدوث من نوعه آنذاك وأين؟! يف معسكر األمن املركزي!‪..‬‬ ‫بل ال أبالغ إذا قلت لقد كان عرضهن «الدفعة أولى شرطة نسائية» مميز ًا‬ ‫جد ًا ‪.‬‬ ‫بل الزلت أتذكر تعليق بعض القيادات يف املنصة أثناء عرض الشرطيات‬ ‫حينما قيل «واهلل إنهن مشحوطات» مبعنى أنهن أثبنت حضور ًا متميز ًا‬ ‫يعادل حضور رجال األمن املوجودين من جميع األجهزة األمنية آنذاك‪.‬‬ ‫مايجدر اإلشارة اليه أننا برغم ذلك فقد تراجعت الشخصية األمنية من‬ ‫النساء ويكاد حضورهن ال يذكر‪ ..‬بينما نحن بحاجة إليهن أكثر من أي‬ ‫وقت مضى ‪ ،‬وحبذا لو يتم جتنيد دفعه شرطة نسائية لتنظيم عملية‬ ‫املرور‪ ..‬فأنا أجزم مسبق ًا أنهن قادرات على ضبط حركة السير‪ ..‬وخصوص ًا‬ ‫إذا ماتلقني تدريبات متخصصة خاصة يف التعامل مع الرجل على يد‬ ‫متخصصني يف فن التواصل االجتماعي واخلطاب االجتماعي وسيضيفني‬ ‫نكهة خاصة يف احترام قواعد وآداب املرور واحترام الطريق‪..‬‬ ‫وذل��ك اذا م��ا اخ�ت ��رن بعناية وت��درب��ن ت��دري �ب � ًا خ��اص � ًا‪ ..‬فلدينا كثير من‬ ‫الواجبات والهموم‪ ،‬واعتقد جازما ً أن الشرطة النسائية أحد احللول‪ ..‬ولكن‬ ‫ال يؤخذ بها!!‪.‬‬ ‫بل وأجدها مناسبة ونحن على أبواب وضع اللمسات األخيرة ملخرجات‬ ‫مؤمتر احل��وار الوطني الشامل‪ ،‬بأن أضم صوتي الى صوت امل ��رأة اليمنية‬ ‫بإعطائهن ‪٪30‬من احلقوق السياسية ووفق نظام الكوتا يف جميع املرافق‬ ‫الشرطية‪.‬‬ ‫ويف ج �ه��از ال�ش ��رط��ة ل�لأس��ف ال�ش��دي��د رغ��م ت�خ ��رج وجتنيد اآلآلف اال أن‬ ‫العنصر النسائي وه��و نصف املجتمع ك��ان غائب ًا خ�لال األع ��وام املاضية‪،‬‬ ‫وأمتنى أن توضع املرأة يف احلسبان فى أي عمليات جتنيد للقوات املسلحة‬ ‫واألمن‪ ،‬خصوص ًا وقد أثبنت حضور ًا متميز ًا يف كل املرافق التى مت توزيعهن‬ ‫عليها‪( ،‬اجلوازات‪ ،‬األحوال املدنية‪ ،‬مكافحة االرهاب‪ ،‬وحماية الشخصيات)‪..‬‬ ‫نأمل ذلك‪.‬‬


‫الرياضة الشرطية‬ ‫في اليمن‬ ‫قراءة‬ ‫في‬ ‫التاريخ والنتائج‬

‫> استطالع‪/‬محمد قطابش‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫تعد الرياضة من‬ ‫األساسيات التي يتلقاها رجل‬ ‫الشرطة الرتباطها الوثيق‬ ‫باجلانب املهني‪ ،‬وهي برنامج‬ ‫إبرازي يتصدر اهتمامات‬ ‫كافة الوحدات األمنية‬ ‫كنشاط يومي‪ ،‬ال يؤدي‬ ‫إلى االرتقاء املهني فحسب‪،‬‬ ‫لكنه يجاوز ذلك إلى صياغة‬ ‫شخصية رجل الشرطة‬ ‫وقياس مدى قدرته على‬ ‫تنفيذ املهام والواجبات التي‬ ‫يقوم بها‪..‬‬

‫‪32‬‬


‫الرياضة الشرطية‪..‬‬ ‫االنطالقة واملراحل‬

‫ميكن تقسيم املراحل التاريخية لرياضة‬ ‫الشرطة يف اليمن إلي مرحلتني‪:‬‬ ‫األول � � ��ى‪ :‬م��رح �ل��ة م��اق �ب��ل ق �ي ��ام ال ��وح ��دة‬ ‫الوطنية سنة ‪1990‬م‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬مرحلة مابعد الوحدة‪.‬‬ ‫يف املرحلة األول ��ى كانت النشاطات التي‬ ‫س �ب �ق��ت ق �ي��ام ال ��وح ��دة أك �ث ��ر وض ��وح � ًا على‬ ‫الصعيد الرسمي بظهور احت��اد الشرطة‬ ‫ال ��ري��اض ��ي سنة ‪1973‬م يف ع��دن وك ��ذا ن��ادي‬ ‫ال �ش ��رط��ة ال ��ري��اض ��ي وال �ث �ق��ايف‪ ،‬وك� ��ان ل��دى‬ ‫هذا النادي فريق كروي عريق ضمن أندية‬ ‫ال��درج��ة األول ��ى آن ��ذاك‪ ،‬كما ك��ان راف ��د ًا من‬ ‫روافد تزويد املنتخب ببعض الالعبني‪.‬‬ ‫وق��د ف��از ه��ذا الفريق بخمس بطوالت‬ ‫للدوري العام وشارك يف بطولة أندية آسيا‬ ‫يف السبعينيات ولعل أكبر اإلش��ارات على‬ ‫ق ��وة وت��اري��خ ه��ذا الفريق أن��ه متكن بجدارة‬ ‫م��ن ب �ل��وغ امل ��رب��ع ال��ذه ��ب ��ي ألول دوري ك ��رة‬ ‫ق��دم تصنيفي أق �ي��م بعد ال ��وح��دة املباركة‬ ‫ع� ��ام ‪92/91‬م‪ ،‬ح �ي��ث ت �ص ��در ف � ��رق إح ��دى‬ ‫م �ج �م��وع��ات ال � ��دوري األرب � ��ع‪ ،‬وه ��و ال� ��دوري‬ ‫الوحيد ال��ذي خ��اض منافساته‪ 32‬فريق ًا‬ ‫بواقع ‪ 8‬فرق لكل مجموعة‪ ،‬وقد كان أشبه‬ ‫باملفاجأة من العيار الثقيل وصول الشرطة‬ ‫إلى نصف النهائي إثر تصدره ملجموعته‬ ‫ليصبح واح��د ًا من األربع الفرق األوائ��ل يف‬ ‫ال� ��دوري اليمني ال �ع��ام ل��ك ��رة ال �ق��دم خ�لال‬ ‫ذل��ك امل ��وس��م‪ ،‬ل�ك��ن ال�ف ��ري��ق ت �ع ��رض ل �ه��زات‬ ‫عنيفه يف السنوات التالية ليتوارئ متام ًا‬ ‫قبل أن يظهر ضمن مكونات نادي الشرطة‬ ‫بصنعاء ويصبح فريق ًا ظل مالزم ًا للدرجة‬ ‫الثالثة ويف أحسن األحوال الدرجة الثانية‪،‬‬

‫وع �م ��وم � ًا ف �ق��د ك ��ان م �ن �ب��ع ن� ��ادي ال�ش ��رط��ة‬ ‫م��دي �ن��ة ع ��دن ح �ي��ث ام �ت �ل��ك ال �ن ��ادي ف ��رق � ًا‬ ‫بألعاب مختلفة وكان يتم االشراف عليها‬ ‫آنذاك من قبل قيادة وزارة الداخلية‪ ،‬وقدم‬ ‫الع �ب�ي�ن م �ت��أل �ق�ين أب � ��رزه� ��م‪ :‬غ � ��ازي ع ��وض‬ ‫ووجدان شاذلي كما كان من العبي النادي‬ ‫يف م��رح �ل��ة م��اق �ب��ل ع ��وض وش ��اذل ��ي ك��اب�تن‬ ‫الفريق العميد صادق حيد وكوكبة أخرى‬ ‫م��ن الع ��ب ��ي اجل �ي��ل ال��ذه ��ب ��ي للفريق مثل‬ ‫محمد شرف الذي أصبح قائد ًا للمنتخب‬ ‫ال ��وط��ن ��ي يف ال �س �ب �ع�ي�ن�ي��ات وع��ل ��ى نشطان‬ ‫وع �ب��داهلل السيد وع��زي��ز إب ��راه �ي��م وامل ��رح��وم‬ ‫على يوسف فضل وغيرهم‪..‬‬ ‫يف ه��ذا ال �س �ي��اق ي �ق��ول العميد ال ��رك��ن‪/‬‬ ‫محمد حسني مدير ع��ام اإلع ��داد البدني‬ ‫والرياضي ونائب رئيس نادي الشرطة بأن‬ ‫حتقيق الوحدة يف مايو ‪1990‬م كان له أثره‬ ‫ع��ل ��ى دم ��ج ري��اض��ة ال �ش ��رط��ة يف امل��ؤس �س��ات‬ ‫ال ��ري��اض �ي ��ة ال �ق��ائ �م��ة آن� � ��ذاك يف ال �ش �م��ال‬ ‫واجل� �ن ��وب وذل � ��ك يف إط � ��ار دول � ��ة ال ��وح ��دة‪،‬‬ ‫ل�ك��ن امل �ن��اف �س��ات ك��ان��ت ت�ت��م ع��ل ��ى مستوى‬ ‫الوحدات حتى استقر األمر على تأسيس‬ ‫احت��اد الشرطة الرياضي ال��ذي أسند إليه‬

‫األم ��ر ب ��اإلش ��راف وامل �ت��اب �ع��ة ع��ل ��ى ال ��ري��اض��ة‬ ‫يف م�خ�ت�ل��ف ال ��وح ��دات واإلدارات األم�ن �ي��ة‬ ‫التابعة ل ��وزارة ال��داخ�ل �ي��ة‪ ،‬كما مت ترسيم‬ ‫االحت ��اد بعد ال ��وح��دة أواخ ��ر التسعينيات‬ ‫ال �ف��ائ �ت��ة يف ظ ��ل الئ �ح ��ة داخ �ل �ي��ة ل�ل�م�ه��ام‬ ‫واالخ �ت �ص��اص��ات واأله � � ��داف‪ ،‬وخ �ل�ال ف�ت ��رة‬ ‫‪15‬س �ن��ة على تأسيس ه��ذا االحت��اد ظهرت‬ ‫النتائج اإليجابية للرياضة الشرطية يف‬ ‫اإلطار الشرطي أو الرسمي‪ ،‬واجتهت األمور‬ ‫إلعادة نادي الشرطة الرياضي والثقايف إلى‬ ‫األضواء مجدداً‪.‬‬

‫مرحلة السبعينيات‪..‬‬ ‫اجليل الذهبي‬

‫ال �ع �ق �ي��د غ ��ازي ع ��وض أح ��د ك � ��وادر ن��ادي‬ ‫ال� �ش ��رط ��ة ال ��ري ��اض ��ي ال� ��ذي� ��ن س� �ب ��ق ل �ه��م‬ ‫القيام ب ��إدارة احت��اد الشرطة ال ��ري��اض ��ي يف‬ ‫ف�ت ��رة م��اض �ي��ة‪ ،‬حت��دث ع��ن ت��اري��خ الرياضة‬ ‫الشرطية والنادي قائ ًال‪ :‬برز نادي الشرطة‬ ‫الرياضي كفريق بطوالت قبل الوحدة‪ ،‬وقد‬ ‫كان تفوق الفريق يف لعبه كرة القدم حيث‬ ‫ك ��ان أح ��د ف ��رق ع ��دن امل �ت��واج��دة يف الصف‬ ‫األم ��ام ��ي ل� �ل ��دوري ال �ع ��ام م��اق �ب��ل ال ��وح ��دة‪،‬‬ ‫لكن لظروف انتكست ه��ذه اللعبة مقابل‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪33‬‬


‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫ب ��روز أل �ع��اب ري��اض �ي��ة أخ ��رى م�ث��ل ال�ط��ائ ��رة‬ ‫والسباحة وال��دراج��ات الهوائية‪ ،‬وهو شيء‬ ‫جيد لكن الب��د م��ن ع ��ودة الفريق ال��ك ��روي‬ ‫لنادي الشرطة لسابق عهده وه��و مطلب‬ ‫هام لتنشيط الرياضة الشرطية‪.‬‬ ‫ويف سياق االستطالع التقينا بالعقيد‬ ‫أحمد البكري رياضي سابق و أحد املهتمني‬ ‫ب ��ري��اض��ة ال�ش ��رط��ة ع��ل ��ى م��دى أرب �ع��ة عقود‬ ‫أت �ي��ح ل��ه ال�ف ��رص��ة الس �ت �ق��اء م�ع �ل��وم��ات من‬ ‫م �ع��اص ��ري ج �ي��ل ال ��ري��اض��ة ال�ش ��رط �ي��ة منذ‬ ‫ال �س �ب �ع �ي �ن �ي��ات‪ ،‬ح �ي��ث س��أل �ن��اه ح ��ول ت��اري��خ‬ ‫رياضة الشرطة يف بالدنا واملستويات التي‬ ‫قدمتها خالل هذا الوقت الطويل فأجاب‪:‬‬ ‫ت��اري��خ ال ��ري��اض��ة األم �ن �ي��ة يف ال �ي �م��ن متتد‬ ‫ج� ��ذوره إل ��ى م��رح �ل��ة السبعينيات عندما‬ ‫ت��أس ��س احت ��اد ال�ش ��رط��ة ال ��ري��اض ��ي يف ع��دن‬ ‫سنة ‪1975‬م وهو بذلك من أق��دم االحت��ادات‬ ‫الرياضية الشرطية على مستوى اجلزيرة‬ ‫العربية‪ ،‬وال يسبقنا عربي ًا يف التأسيس‬ ‫س ��وى م �ص ��ر ت �ق ��ري �ب � ًا‪ ،‬وك ��ان ن ��ادي ال�ش ��رط��ة‬ ‫ال ��ري��اض ��ي أح��د أق ��وى األن��دي��ة وم �ق ��ره ع��دن‪،‬‬ ‫وح ��ظ ��ي ب ��دع ��م وم� �س ��ان ��دة ع��ل ��ى امل �س �ت��وى‬ ‫ال �ق �ي��ادي واجل �م��اه �ي��ري آن � ��ذاك واس �ت �ط��اع‬ ‫ال� �ف ��وز ب �خ �م��س ب� �ط ��والت ل� � ��دوري ال ��درج ��ة‬ ‫األول ��ى يف جنوب الوطن قبل قيام الوحدة‬ ‫امل �ب��ارك��ة‪ ،‬وي �ع��د ج �ي��ل السبعينيات وأوائ ��ل‬ ‫ال �ث �م��ان �ي �ن �ي��ات ج �ي�ل ً�ا ذه �ب �ي � ًا ك ��ان م�ن�ج�م� ًا‬ ‫لتزويد املنتخب الوطني بالالعبني‪ ،‬وأتذكر‬ ‫كوكبة من املتألقني الذين حصدوا شهرة‬ ‫داخل وخارج اليمن من العبي النادي منهم‬ ‫ع��ل ��ى س �ب �ي��ل امل �ث ��ال ال �ع �م �ي��د ص � ��ادق حيد‬ ‫والعميد عبدالعزيز ف ��ارع والعقيد غ��ازي‬ ‫عوض وهؤالء وغيرهم أصبحوا من قيادات‬ ‫الوزارة‪ ،‬كما أتذكر الالعبني املتألقني محمد‬ ‫ش � ��رف‪ ،‬ع��زي��ز اب ��راه �ي ��م‪ ،‬ع �ب ��داهلل ال �س �ع �ي��د‬ ‫‪،‬وج��دان شاذلي ‪،‬املرحوم على يوسف فضل‬ ‫وع��ل ��ى ن �ش �ط��ان وغ �ي ��ره��م‪ ..‬وخ �ل�ال مرحلة‬ ‫السبعينيات متكن ن ��ادي ال�ش ��رط��ة م��ن أن‬ ‫يكون من السفراء االوائل للكرة اليمنية يف‬ ‫اخلارج حينما شارك يف بطولة أندية آسيا‬ ‫لكرة ال�ق��دم سنة ‪1986‬م وخ��اض منافسات‬ ‫خارجية أخرى يف أثيوبيا ودول أخرى‪.‬‬ ‫وح ��ول األل �ع��اب األخ ��رى غ �ي��ر ك ��رة ال�ق��دم‬ ‫التي كانت متارس يف نادي الشرطة أوضح‬ ‫البكري أن نادي الشرطة كانت له اهتمامات‬ ‫يف كثير م��ن ال ��ري��اض��ات مثل ك ��رة الطاولة‬ ‫‪34‬‬

‫وال� � ��دراج� � ��ات ال �ه ��وائ �ي ��ة وأل � �ع� ��اب ال �س��اح��ة‬ ‫وامليدان‪ ،‬وقد حقق جناحات فيها من خالل‬ ‫الفوز بعدد من بطوالت اجلمهورية يف هذه‬ ‫الرياضات منذ أوائل الثمانينيات كما كانت‬ ‫له مشاركات على املستوى العربي يف هذه‬ ‫األلعاب خالل تلك الفترة‪.‬‬

‫بني مرحلتني رؤية تقييمية‬

‫وع��ن تقييمه مل �س �ت��وى ري��اض��ة الشرطة‬ ‫وفق ًا للمراحل التي مرت بها أوضح قائ ًال‪:‬‬ ‫طبع ًا حدثتك ع��ن مرحلة السبعينيات‬ ‫ال��ذه �ب �ي��ة ل�ل ��ري��اض��ة ال�ش ��رط �ي��ة وع ��ن جيل‬ ‫ماقبل ال ��وح��دة ‪90‬م‪ ،‬وأود أن أق ��ول أن لكل‬ ‫مرحلة ظروفها ومتغيراتها التي تؤثر يف‬ ‫محيطها‪ ،‬ف��احل��دي��ث ع��ن م��رح �ل��ة مابعد‬ ‫الوحدة واملتغيرات السياسية التي حدثت‬ ‫كان لها تأثيراتها على الرياضة الشرطية‪،‬‬ ‫مث ًال ن��ادي الشرطة ت��وارى يف معظم فترة‬ ‫التسعينيات وخ��اص��ة يف ك ��رة ال�ق��دم حتى‬ ‫ع��اد م��ع حصول احت��اد الشرطة الرياضي‬ ‫على االع �ت ��راف ال ��رس��م ��ي ع��ام ‪1996‬م‪ ،‬لكن‬ ‫ف ��ري ��ق ك � ��رة ال � �ق ��دم ب ��ق ��ي ش �ب �ح � ًا وم �ج ��رد‬ ‫فريق ظ��ل‪ ،‬وإذا أردت تقييمي‪ ،‬ف��أق ��ول بأن‬ ‫االحت � ��اد وال� �ن ��ادي م��اب �ع��د ال ��وح ��دة وخ�ل�ال‬ ‫ال�ف�ت ��رة ‪2013-1996‬م حققا نتائج ال بأس‬ ‫ب �ه��ا وف �ق � ًا ل�لإم �ك��ان��ات امل �ت��اح��ة ال��ت ��ي تعد‬ ‫ضئيلة‪ ،‬ووف�ق� ًا الرت �ب��اط الرياضة بالوضع‬ ‫ال �س �ي��اس ��ي وت ��راك � �م ��ات أخ � ��رى‪ ،‬ف��ال �ظ ��روف‬ ‫تختلف وإن ك �ن��ت أج ��د أن دع ��م ال ��ري��اض��ة‬ ‫األم �ن �ي��ة يف ال �س��اب��ق ك ��ان أف �ض��ل ح ��ا ًال عن‬ ‫ال �ي��وم وخ��اص��ة يف اجل��ان��ب امل �ع �ن��وي‪ ،‬ولعل‬ ‫م ��ن احمل � ��زن أن ب �ع ��ض ال ��ري ��اض �ي�ي�ن مم��ن‬ ‫لهم تاريخ مت جتاهلهم رغم أنهم خدموا‬ ‫ال ��ري��اض��ة ال�ش ��رط �ي��ة وخ ��رج ��وا م��ن امل�لاع��ب‬ ‫ب��إص��اب��ات ول ��م ي �ت��م ح��ت ��ى اآلن االل �ت �ف��ات‬ ‫اليهم‪ ..‬االهتمام ك��ان ب��األم ��س غير ماهو‬ ‫اليوم‪ ،‬ورمبا لكل مرحلة ظروفها وتقلباتها‬ ‫لكننا نتمنى أن تعود رياضة الشرطة إلى‬ ‫مخزونها وعطاءاتها وأن تخرج عن النطاق‬ ‫امل �ن��اس �ب��ات ��ي أو اع �ت �ب��اره��ا ش��أن � ًا ث��ان��وي � ًا ال‬ ‫يلتفت إليه‪.‬‬

‫مرحلة مابعد الوحدة املباركة‬

‫ك � ��ان ال �ن �ش ��اط ال ��ري ��اض ��ي يف م��رح �ل��ة‬ ‫مابعد قيام الوحدة يف مايو ‪ ،1990‬يدار عبر‬ ‫ال ��وح��دات األمنية دون وج��ود جهة تتكفل‬ ‫بتنظيمه واإلشراف عليه منذ عام الوحدة‬ ‫وح��ت ��ى ال �ع��ام ‪1997‬م إل ��ى أن ح �ص��ل احت��اد‬

‫الشرطة الرياضي على االعتراف الرسمي‪،‬‬ ‫وق � ��د أوك � �ل� ��ت إل � �ي ��ه م �ه �م��ة إدارة ت�ن�ظ �ي��م‬ ‫النشاطات الرياضية واإلشراف عليها على‬ ‫مستوى الوحدات األمنية بكل محافظات‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬حيث بدأ األم��ر يتخذ طابع ًا‬ ‫أكثر رسمية بظهور نادي الشرطة الرياضي‬ ‫وال�ث�ق��ايف وم �ق ��ره يف صنعاء وت�ش ��رف عليه‬ ‫ه �ي �ئ��ة إداري � ��ة م��ن االحت� ��اد وال � � ��وزارة‪ ،‬وب �ع��د‬ ‫سنوات قالئل من ظهور هذا النادي استطاع‬ ‫حتقيق إجنازات وجناحات كبيرة يف ألعاب‬ ‫ري��اض �ي��ة وم �س��اب�ق��ات مختلفة وخ��اص��ة يف‬ ‫كرة الطائرة والسباحة والدراجات الهوائية‬ ‫وب��درج��ة أق��ل نسبي ًا يف املالكمة واملصارعة‬ ‫واأللعاب القتالية والرماية باستثناء لعبة‬ ‫ك ��رة ال �ق��دم ال��ت ��ي قبعت يف ال�ظ��ل وراوح ��ت‬ ‫مكانها بني الدرجتني الثانية والثالثة يف‬ ‫ح�ين ك��ان فريق األم��ن امل ��رك��زي لكرة القدم‬ ‫ي�ت�خ��ذ ط ��ري �ق��ة ل �ل��دم��ج م��ع ف ��ري��ق مغمور‬ ‫ي �س��م ��ى ال �س �ب �ع�ين ب �ه��دف احل �ص ��ول على‬ ‫الترسيم من وزارة الشباب والرياضة‪ ،‬ومت‬ ‫تسميته فريق العروبة وخالل ‪ 4‬أعوام من‬ ‫ظهوره متكن هذا الفريق من بلوغ الدرجة‬ ‫األول ��ى ث��م ال �ف��وز ب��ال��دوري وال �ب �ق��اء ضمن‬ ‫الفرق الثالثة األولى كما متكن من خوض‬ ‫بطولة ك��اس االحت��اد األسيوي لكرة القدم‬ ‫وكان قاب قوسني أو ادنى من التأهيل للدور‬ ‫الثاني يف نتائج لم يحققها أي فريق ميني‬ ‫حتى اآلن يف البطوالت القارية‪..‬‬ ‫وب��ال �ع ��ودة إل ��ى احت��اد الشرطة الرياضي‬ ‫ال� � ��ذي ت ��أس ��س ع � ��ام ‪1973‬م يف ع � ��دن ويف‬ ‫صنعاء عام ‪1986‬م ومت االعتراف به رسمي ًا‬ ‫سنة ‪1996‬م وللتعرف عن نشاطاته‪ ،‬يقول‬ ‫ال �ع �ق �ي ��د م� �ب� �خ ��وت ال �ش �ي �ع ��ان ��ي م� �س ��ؤول‬ ‫االن �ش �ط��ة ال ��ري��اض �ي��ة يف اإلع � ��داد ال �ب��دن ��ي‬ ‫والرياضي ون��ادي الشرطة حول هذا األمر‬ ‫م��وض�ح��ا‪ :‬احت��اد ال�ش ��رط��ة ال ��ري��اض ��ي قدمي‬ ‫من حيث التأسيس‪،‬سبق ظهوره يف عدن‬ ‫يف السبعينيات وظهر يف ‪86‬بصنعاء دون‬ ‫طابع رس��م ��ي‪ ،‬ل��م يحدث اع �ت ��راف بالنادي‬ ‫اال يف ع � ��ام ‪1996‬م ح �ي ��ث أص � �ب ��ح اجل �ه��ة‬ ‫املنظمة واملشرفة على رياضات الشرطة يف‬ ‫أنحاء اجلمهورية‪ ،‬وقد توالى على رئاسة‬ ‫ه ��ذا االحت � ��اد‪ ،‬وف �ق � ًا مل �س �م��اه ال ��ذي استمر‬ ‫ح��ت ��ى ال � �ع ��ام امل ��اض ��ي واس �ت �ب ��دل مبسمى‬ ‫اإلدارة العامة ل�لإع��داد البدني والرياضي‬ ‫مبوجب قرار هيكلة املؤسسة األمنية‪ ،‬ست‬


‫شخصيات من القيادات األمنية املعروفة‬ ‫باهتماماتها وتشجيعها للعمل الرياضي‬ ‫باملؤسسة األمنية‪ ،‬ولدى االحت��اد سابق ًا أو‬ ‫اإلع ��داد ال �ب��دن ��ي وال ��ري��اض ��ي الح �ق� ًا الئحة‬ ‫داخلية وأه��داف حتدد اجتاهات العمل به‬ ‫مبا يخدم مصلحة الرياضة الشرطية يف‬ ‫البالد‪..‬‬

‫نتائج وإجنازات‬

‫‪35‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫س �ج��ل ال ��ري ��اض ��ة ال �ش ��رط �ي��ة يف ال �ي �م��ن‬ ‫سواء يف‬ ‫عريق وحافل بالنتائج والنجاحات ً‬ ‫مرحلتي ماقبل الوحدة أو مابعد الوحدة‪،‬‬ ‫وكان لترسيم احتاد الشرطة الرياضي عام‬ ‫‪1996‬م دور يف توثيق ب �ط��والت��ه‪ ،‬وبالنسبة‬ ‫ل �ن��ادي ال �ش ��رط��ة ال ��ذي ت��أس ��س ع ��ام ‪1975‬م‬ ‫يف ع��دن ثم استقر يف صنعاء يف النصف‬ ‫الثاني من تسعينيات القرن املاضي‪ ،‬حيث‬ ‫ك��ان��ت أب ��رز إجن ��ازات ال �ف ��رق امل�ك ��ون��ة للنادي‬ ‫كالتالي‪:‬‬ ‫ كرة القدم‪ :‬الفوز ‪ 5‬مرات بدرع الدوري‬‫ال �ع��ام ل��ك ��رة ال �ق��دم يف ج �ن��وب ال ��وط��ن قبل‬ ‫ال ��وح��دة‪ ،‬واحل �ص��ول على امل ��رك��ز ال ��راب��ع يف‬ ‫الدوري التصنيفي بعد قيام الوحدة‪.‬‬ ‫ ال � ��دراج � ��ات ال� �ه ��وائ� �ي ��ة‪ :‬ال � �ف ��وز ب �ع��دد‬‫‪5‬ب � �ط � ��والت م ��ن ب � �ط ��والت اجل �م �ه ��وري ��ة يف‬ ‫الثمانينيات (ع ��دن) ث��م اح �ت�ك��ار ب�ط��والت‬ ‫اجلمهورية لسبع سنوات يف عهد الوحدة‪.‬‬ ‫ السباحة‪ :‬احتكار بطوالت اجلمهورية‬‫لسبع سنوات متتالية (منذ العام ‪2006‬م)‪.‬‬ ‫ الكرة الطائرة ‪:‬الفوز بدرع الدوري عدة‬‫م ��رات مابعد ال �ع��ام ‪2000‬م وال �ف��وز ببطولة‬ ‫الكأس‪.‬‬ ‫وب��ال �ن �س �ب��ة ل� �ل ��وح ��دات األم� �ن� �ي ��ة‪ ،‬ي �ب��دو‬ ‫معسكر قوات األمن اخلاصة األكثر تتويج ًا‬ ‫باملنافسات الشرطية الرسمية يف ألعاب‬ ‫ال�ق��وى ‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة لتتويج ف ��ري��ق العروبة‬ ‫ال��ذي نتج ع��ن دم��ج فريق ال��ك ��رة باملعسكر‬ ‫مع نادي السبعني ببطولة الدوري وضمن‬ ‫املراتب األولى يف السنوات األخيرة‪.‬‬ ‫كما سطع فريق الفروسية التابع لكلية‬ ‫ال �ش ��رط��ة يف ب� �ط ��والت اجل �م �ه��وري��ة خ�لال‬ ‫ال �ع �ق��دي��ن األخ �ي��ري��ن‪ ،‬ومي �ك��ن اإلش� ��ارة إل ��ى‬ ‫فرق الشرطة باحملافظات وخاصة يف عدن‬ ‫وتعز واحلديدة التي حازت تتويجات على‬ ‫مستوى احملافظات يف مسابقات مختلفة‬ ‫خالل السنوات الــ (‪ )15‬األخيرة‪.‬‬


‫أمراض البرد‬ ‫والشتاء‬ ‫د‪ /‬فتحي أحمد حامت‬

‫يتميز كل فصل من فصول السنة بعدد من األمراض ويعود ذلك إلي‬ ‫ً‬ ‫مثال‬ ‫عوامل مناخية أو سلوكية أو أالثنني مع ًا‪ ،‬فنجد يف فصل الصيف‬ ‫تكثر أمراض اإلسهاالت والنزالت املعوية نتيجة ما يصاحب اجلو من‬ ‫ارتفاع يف درجة احلرارة والرطوبة مما يؤدي لتكاثر امليكروبات املسببة‬ ‫لذلك‪ ,‬يف حني أنه يف فصل الشتاء تكثر أمراض معينة تعرف بأمراض‬ ‫البرد‪ ,‬وهي مجموعة من األم��راض الفيروسية التي تصيب اجلهاز‬ ‫التنفسي العلوي‪ ،‬ويزيد حدوثها يف بداية فصل الشتاء‪.‬‬

‫ما هي مسببات أمراض البرد؟‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫هناك الكثير من الفيروسات املختلفة‬ ‫ال� �ت ��ي ت �س �ب��ب أم� � ��راض ال� �ب ��رد ك �ف �ي��روس‬ ‫(‪ )Rhinoviruses‬وه��و أكثرها ان�ت�ش��اراً‪،‬‬ ‫وك��ذل��ك ف�ي��روس األن�ف�ل��ون��زا ال��ذي ي��ؤدي‬ ‫ل�لإص��اب��ة مب��رض األن�ف�ل��ون��زا ال�ن��اجت عن‬ ‫نزالت البرد كما سنرى الحق ًا‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ﺑﻔﻴﺮﻭﺱ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺤﺗﺪﺙ ّ‬ ‫ﺇﻻ ﻲﻓ‬ ‫ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ؟‬ ‫‪36‬‬

‫اإلج ��اب ��ة ه �ن��ا يف ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺳﺎﺕ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺮﺻﺘﻪ ﻲﻓ ﺍﻟﺘﻜﺎﺛﺮ‬ ‫ﺃﻛﺜﺮ ﻲﻓ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ‬ ‫ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻲﻓ‬ ‫ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻐﻠﻖ ﺣﻴﺚ ﺗﻨتﻘﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ‬ ‫ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺳﺘﻨﺸﺎﻕ ﻫﻮﺍﺀ ﻣﻠﻮﺙ‬ ‫ﺑﺎﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﺍﻤﻟﺴﺒﺐ ﻟﻠﻤﺮﺽ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﻤﻟﺲ ﻳﺪﻱ ﺷﺨﺺ ﻣﺼﺎﺏ باألنفلونزا أو‬ ‫ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺃﺩﻭﺍﺗﻪ ﺍﺨﻟﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺗﻠﺘﻘﻲ‬ ‫ﻣﻊ ﻣﺮﻳﺾ ﻟﻌﺪﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻟﺘﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻚ‬

‫ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺳﺎﻋﺎﺕ‪.‬‬

‫ملاذا تتكرر اإلصابة بأمراض البرد؟‬

‫أو ًال ‪ :‬ألن أم��راض ال�ب��رد ت��أت��ي نتيجة‬ ‫ع ��دد ك �ب �ي��ر م ��ن ال �ف �ي��روس��ات امل�خ�ت�ل�ف��ة‪،‬‬ ‫ف�ت�ع�ت�ب��ر ك��ل إص��اب��ة ه��ي إص��اب��ة ج��دي��دة‬ ‫بالنسبة جلهاز املناعة‪.‬‬ ‫ث��ان �ي��ا ‪ :‬ألن ب �ع��ض ال �ف �ي ��روس��ات لها‬ ‫ال �ق��درة ع�ل��ى تغيير ص�ف��ات�ه��ا فيعتبرها‬ ‫اجلهاز املناعي نوع ًا جديداً‪.‬‬


‫ما هي أهم أمراض البرد؟‬

‫ال � ��زك � ��ام واألن � �ف � �ل� ��ون� ��زا أو ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﺷﺢ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﻲﻓ األذن‬ ‫ً‬ ‫ﻭﺻﻮﻻ إلى ﺍﻟﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭﻳﺔ‬ ‫أو ﺍﺤﻟﻨﺠﺮﺓ‬ ‫أو ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﺘﻦﻴ‪ .‬فكثير ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﻳﺨﻠﻂ ﺑﻦﻴ ﺍﻟﺰﻛﺎﻡ ﻭﺍﻻﻧﻔﻠﻮﻧﺰﺍ ويعتقدون‬ ‫ﺃﻧﻬﻤﺎ مرض واحد ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺤﻟﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻬﻤﺎ‬ ‫ﻣﺮﺿﺎﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎﻥ ﻤﺗ ً‬ ‫ﺎﻣﺎ‪ ،‬ألن ﺍﻟﺰﻛﺎﻡ ﻫﻮ‬ ‫ﻣﺮﺽ ﻓﻴﺮﻭﺳﻲ ﻋﺎﺭﺽ ﻭﺑﺴﻴﻂ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺇﻓﺮﺍﺯ ﻣﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻒ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ﻭ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻹﻓﺮﺍﺯ ﺳﻤﻴﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﻭﻳﺴﺪ ﺍﻷﻧﻒ‬ ‫ﻤﻣﺎ ﻳﻀﻄﺮ ﺍﻤﻟﺮﻳﺾ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻔﻢ ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﺨﻮﻧﺔ وارتفاع يف‬ ‫درجة احلرارة‪ ,‬أما ﺍﻷﻧﻔﻠﻮﻧﺰﺍ فهو ﻣﺮﺽ‬ ‫ﻓﻴﺮﻭﺳﻲ ﺷﺪﻳﺪ ﻤﻣﺎ ﻗﺪ ُﻳﺤﺪﺙ التهاب ًا ﻲﻓ‬ ‫ﺍﺤﻟﻠﻖ ناجت ًا ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﺤﻟﺎﻟﺔ‬ ‫ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﺤﻟﻠﻖ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺞﺗ ﻋﻦ ﺍﻤﻟﻴﻜﺮﻭﺑﺎﺕ األخ� � ��رى‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎ‬ ‫ﺗﻈﻬﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺤﺗﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﺤﻟﻘﻴﻘﻲ‬ ‫ﻲﻓ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺏ ﺑﺎﺤﻟﻠﻖ ﻷﻧﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﺳﺎﺱ ﺤﺗﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻳﺘﻢ ﺤﺗﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻼﺝ‬ ‫ﺍﻤﻟﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺸﺎﻲﻓ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻪﻠﻟ‪.‬‬

‫املضاعفات‪:‬‬

‫ق��د ت��ودي أم ��راض ال�ب��رد إل��ى اإلص��اب��ة‬ ‫بعدة أمراض من أهمها‪:‬‬ ‫ ال�ت�ه��اب اجل�ي��وب األن�ف�ي��ة البكتيري‬‫بنسبة ‪ :%5-1‬فعندما تزيد مدة اإلصابة‬ ‫ب ��أم ��راض ال� �ب ��رد ع ��ن ‪ 10-7‬أي � ��ام ‪ ،‬ول��م‬ ‫تتحسن األع� ��راض‪ ،‬ورمب��ا ت ��زداد حدتها‬ ‫فيظهر سيالن يف األنف‪ ،‬وارتفاع يف درجة‬ ‫احل��رارة‪ ،‬وأل��م يف الوجه‪ ،‬وص��داع‪ ،‬عندها‬ ‫ت�ص�ب��ح ه ��ذه األع � ��راض م ��ؤش ��ر ًا إلص��اب��ة‬ ‫الشخص بالتهاب اجل�ي��وب األنفية إلى‬ ‫ت�ع�ق�ي��دات خ �ط �ي��رة‪ ،‬ل ��ذا ال ب��د م��ن أخ��ذ‬ ‫العالج املناسب من مضادات حيوية ملدة‬ ‫كافية حتت إشراف الطبيب‪.‬‬ ‫ التهاب األذن الوسطى‪ :‬وهو يصيب‬‫األط�ف��ال يف ال�غ��ال��ب‪ ،‬وي��ؤدي إل��ى أل��م يف‬ ‫األذن‪ ،‬وارت� �ف ��اع يف درج� ��ة احل � � ��رارة‪ ،‬ويف‬ ‫اإلمكان تشخيصها بالكشف على األذن‬ ‫م��ن ق �ب��ل ال �ط �ب �ي��ب‪ ،‬ف�ت�ح�ت��اج إل ��ى ع�لاج‬

‫باملضادات احليوية املناسبة‪.‬‬ ‫ اإلص ��اب ��ة ب ��أزم ��ة رب� ��و ح� � ��ادة‪ :‬ت ��ؤدي‬‫أم��راض البرد إل��ى األزم��ات الربوية عند‬ ‫امل �ص��اب�ين ب �ه��ا‪ ،‬خ �ص��وص � ًا األط� �ف ��ال‪ ،‬ل��ذا‬ ‫ينصح مرضى الربو بتجنب األشخاص‬ ‫املصابني بالبرد‪.‬‬ ‫‪ -‬التهابات املسالك التنفسية السفلية‪.‬‬

‫االحتياطات والعالج‪:‬‬

‫ﻲﻓ ﺣﺎﻝ اإلص��اب��ة ﺑﺎﻟﺰﻛﺎﻡ ي�ج��ب ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻤﻟﺼﺎﺏ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻣﺎﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ ﻏﺴﻞ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﺑﺎﻤﻟﺎﺀ‬‫ﻭﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻥ ﻟﻴﺤﻤﻲ اآلخرين‪.‬‬ ‫ االل� �ت ��زام ﺑﺘﻐﻄﻴﺔ ﺃﻧﻔﻪ ﻭﻓﻤﻪ ﻋﻨﺪ‬‫ﺍﻟﺴﻌﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻄﺲ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ لآلخرين‪.‬‬ ‫ ﺍإلﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺍﺋﻞ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ‬‫ﻭﺍﻤﻟﺸﺮﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺗﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﺘﺎﻣﻦﻴ‬ ‫ﺳﻲ‪.‬‬

‫كيف حتدث ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ؟‬

‫ﺤﺗﺪﺙ اإلصابة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻘﻞ اإلنسان‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺩﺍﻓﺊ إل ��ى ﻣﻜﺎﻥ ﺑﺎﺭﺩ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎ‬ ‫ﻳﺤﺪﺙ ﺗﻘﻠﺺ ﺷﺪﻳﺪ ﻲﻓ ﺷﻌﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻏﺸﺎﺀ ﺍﻷﻧﻒ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‬ ‫ﻓﻴﺤﺪﺙ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻲﻓ ﻣﻨﺎﻋﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺸﺎﺀ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻟﻠﻤﻴﻜﺮﻭﺏ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻟﻴﺒﺪﺃ ﻏﺰﻭﻩ‬ ‫ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻩ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻮﺻﻲ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺩﺍﺋ ً‬ ‫ﻤﺎ‬ ‫ﺑﺠﻌﻞ االنتقال ﻣﻦ ﻣﻜاﻦ ﺩﺍﻓﺊ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ‬ ‫ﺑﺎﺭﺩ ﺗﺪﺭﻳﺠ ًﻴﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻧﻌﻄﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ‬ ‫ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﻐﺸﺎﺀ ﺍﻷﻧﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻑﺀ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ‪.‬‬

‫أعراض اإلصابة باألنفلونزا‪:‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫حت� ��دث ال �ع ��دي ��د م ��ن األع � � ��راض ع�ن��د‬ ‫اإلصابة باإلنفلونزا مثل‪:‬‬ ‫ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻲﻓ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﺤﻟﺮﺍﺭﺓ ‪ -‬إحساس‬‫املصاب ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﺨﻟﻤﻮﻝ ‪ -‬ﺃﻟﻢ ﻲﻓ ﺍﺠﻟﺴﻢ‬ ‫ﻭﺍﻤﻟﻔﺎﺻﻞ ‪ -‬ﺳﻌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﻲﻓ ﺍﺠﻟﻬﺎﺯ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻲ ‪ -‬أح�ي��ان��ا ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﻲﻓ األذن ‪-‬‬ ‫ﺍﺣﺘﻘﺎﻥ ﺑﺎﻟﻌﻦﻴ‪.‬‬


‫ ﺠﺗﻨﺐ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ‪.‬‬‫ ﻋﺪﻡ مالمسة األغشية املبطنة ﻟﻠﻌﻦﻴ‬‫ﺃﻭ ﺍﻷﻧﻒ‪.‬‬ ‫ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ األم��اك��ن ﺍﻤﻟﺰﺩﺣﻤﺔ ﻗﺪﺭ‬‫ﺍﻤﻟﺴﺘﻄﺎﻉ‪.‬‬ ‫ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺧﻦﻴ ﻭﻋﺪﻡ‬‫ﻣﺠﺎﻟﺴﺔ ﺍﻤﻟﺪﺧﻨﻦﻴ ‪.‬‬ ‫ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ ﺍﻤﻟﺮﻃﺐ ﻟﻠﻬﻮﺍﺀ‬‫ﻣﺸﺒﻊ ﺑﺎﻟﺒﺨﺎﺭ‪.‬‬ ‫ﺃﻭ ﺍﺠﻟﻠﻮﺱ ﻲﻓ ّ‬ ‫ﺣﻤﺎﻡ ّ‬ ‫ أﺧﺬ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻤﻟﻮﺻﻮﻑ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬‫ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﻘﻂ ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ اإلص ��اب ��ة‬ ‫ﺑﺎﻟﺰﻛﺎﻡ ﻲﻓ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ‬ ‫ﺍﻤﻟﺆﻛﺪﺓ‪ ،‬ﺇﻻ أن ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻤﻳﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪﻙ ﻲﻓ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻪ‪ ،‬ﻭﻲﻓ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻠﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ‬ ‫ﺧﻼﻝ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ‪:‬‬ ‫ ال تعرض جسمك للهواء البارد‪.‬‬‫ ت�ن��اول ال �غ��داء امل �ت��وازن واإلك �ث��ار ﻣﻦ‬‫ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺍﺋﻞ‪.‬‬ ‫ ﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ‪.‬‬‫ جت�ن��ب اس�ت�ع�م��ال األدوات اخل��اص��ة‬‫باآلخرين ﻛﺎﻤﻟﻨﺎﺩﻳﻞ ﻭﺍﻤﻟﻨﺎﺷﻒ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ‪.‬‬ ‫ جتديد هواء املنزل واملدرسة دائم ًا‪.‬‬‫ توفير مرطب الهواء يف غ��رف النوم‬‫وغ��رف��ة املعيشة لترطيب أغ�ش�ي��ة األن��ف‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪38‬‬

‫والبلعوم واحلنجرة‪.‬‬ ‫ جت�ن��ب ال�ت�ع��رض امل�ف��اج��ئ م��ن اجل��و‬‫احلار إلى البارد‪.‬‬ ‫ ت��دف �ئ��ة اجل� �س ��م وارت� � � � ��داء امل�ل�اب��س‬‫الشتوية‪.‬‬ ‫ومن املهم استكمال برنامج التطعيم‬ ‫الذي تقدمه اخلدمات الصحية لطفلك‬ ‫ألن � � � ��ه ي� � �س � ��اع � ��د ع �ل��ى‬ ‫ت �ق �ل �ي��ل ح� � ��دة وم� ��دة‬ ‫ن� � � ��زالت ال� � �ب � ��رد ع �ن��د‬ ‫األط �ف��ال‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة‬ ‫إل � � � � � � ��ى ال � � �ع � � �ص� � ��ائ� � ��ر‬ ‫وامل� � � �ش � � ��روب � � ��ات م �ث��ل‬ ‫الشوكوالته الساخنة‬ ‫والتي تعتبر مصدر ًا‬ ‫ه � � � ��ائ � �ل� � ً�ا مل� � � �ض � � ��ادات‬ ‫األك �س��دة ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻱ‬ ‫ﻣﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ‪ ،‬وﻋﻠﻰ‬ ‫ﻛﻞ ﺃﻡ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻃﻔﻠﻬﺎ‬ ‫ﺃﻻ ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﻋﻠﺒﺔ‬ ‫ﻋﺼﻴﺮ ﺻﺪﻳﻘﻪ‪ ،‬فكل‬ ‫ش� � �خ � ��ص ي� � �ج � ��ب أن‬ ‫ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﻋﻠﺒﺘﻪ ﺃﻭ‬ ‫ﺯﺟﺎﺟﺘﻪ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ‬ ‫ﺍﺭﺗﺪﺍﺀ ﺍﻷﺣﺬﻳﺔ عالية‬ ‫ال� �س ��اق وال� �ق� �ف ��ازات‪،‬‬

‫ﻷﻥ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﺮﺿ ًﺎﻟﻠﺒﺮﺩ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﺪ‬ ‫م ��ن ت �غ �ط �ي��ة ال � � ��رأس واألذن � �ي ��ن ﺑاﺭﺗﺪﺍﺀ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﻌﺔ لتدفئة رأس الطفل وعدم السماح‬ ‫ل�لأط�ف��ال ب��ال�ب�ق��اء خ ��ارج امل �ن��زل لفترات‬ ‫طويلة للتقليل من تعرضهم للبرد‪.‬‬ ‫نتمنى للجميع الصحة والعافية‪.‬‬


‫> لقد استفادت جميع األجهزة الشرطية مبختلف‬ ‫أنشطتها من طفرة التطور العلمي واإلجنازات‬ ‫التكنولوجية التي نشهد تدفقها ونوعيتها‪ ،‬وأصبحت‬ ‫على سبيل املثال أجهزة البحث واألدلة اجلنائية على‬ ‫قائمة من يسعون إلى بذل اجلهود وحتفيز روح املبادرة‬ ‫التي تلتقط تلك األنواع املختلفة من التكنولوجيا‬ ‫والتي بدورها تساعدها على حتقيق النتائج اإليجابية‬ ‫يف شتى املهام األمنية املناطة بها للوصول إلى تقدمي‬ ‫القرائن واألدلة الدامغة يف كشف اجلرائم وتقدمي‬ ‫مرتكبيها للعدالة ‪.‬‬

‫األدلـــــــــة اجلنائيـــــــــــة‬ ‫أحمد علي عثمان‬

‫‪39‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫> وألن� �ن ��ي ش� �غ ��وف مب �ت��اب �ع��ة ال �ع��دي��د‬ ‫م� ��ن األف � �ل ��ام ال ��وث ��ائ� �ق� �ي ��ة وال �ب��ول �ي �س �ي��ة‬ ‫ال�ت��ي تتمحور فيها اجل�ه��ود وت�ب��دع فيها‬ ‫ال �ع �ق��ول‪ ...‬وح�س��اس�ي��ة ال�ع�م��ل ال�ش��رط��ي‬ ‫لتحقيق ال�ن�ج��اح للعمل األم�ن��ي وكشف‬ ‫اجل � ��رمي � ��ة وم�ل�اب� �س ��ات� �ه ��ا ال �ب �س �ي �ط��ة أو‬ ‫املعقدة‪..‬‬ ‫وال أكتفي بذلك فحسب‪ ،‬لكنني أجد‬ ‫السؤال يطرح نفسه بإحلاح‪:‬‬ ‫ مل ��اذا ال ن �ك��ون م�ث��ل أول �ئ��ك اآلخ��ري��ن‬‫الذين نشاهدهم ونقرأ عنهم الكثير ممن‬ ‫ت�غ�م��ره��م م�ش��اع��ر اإلح �س��اس باملسؤولية‬ ‫وروح امل �ب��ادرة اخل�لاق��ة يف عملية املتابعة‬ ‫وامل�ث��اب��رة واالج�ت�ه��اد للحصول على هذه‬

‫ال�ت�ك�ن��ول��وج�ي��ا واالس �ت �ف��ادة م��ن اخل �ب��رات‬ ‫وال �ت �ج��ارب يف ه��ذا امل �ج��ال‪ ..‬ن��اه�ي��ك عن‬ ‫صقل املواهب الفنية الشرطية للضباط‬ ‫واألف��راد منتسبي أجهزة األدل��ة اجلنائية‬ ‫ض�م��ن ع�م�ل�ي��ة ت��أه�ي��ل ش��ام�ل��ة وم�س�ت�م��رة‬ ‫يف ع�ق��د ال � ��دورات ال��داخ�ل�ي��ة واخل��ارج�ي��ة‬ ‫ب ��ال ��ذات ل �ل �ت��زود مب �ث��ل ه �ك ��ذا خ� �ب ��رات‪..‬‬ ‫وم �ع��ارف وع�ل��وم وأن ال نكتفي ب��ال��دورات‬ ‫ال��داخ �ل �ي��ة م� �ح ��دودة األث � ��ر وامل �ع �ل��وم��ات‬ ‫وال �ت �ل �ق��ي‪ ..‬ن��اه �ي��ك ع ��ن اس �ت �ي �ع��اب تلك‬ ‫األج� �ه ��زة وال �ع �ل ��وم ال �ت �ك �ن��ول��وج �ي��ة ال�ت��ي‬ ‫نخدم األدل��ة اجلنائية ونشاطها ال��دؤوب‬ ‫للحصول على القرائن واألدلة الدامغة‪.‬‬ ‫> إن أي اح �ت �ك��ار ل� �ل ��دورات اخل��ارج�ي��ة‬ ‫وجعلها يف م�ت�ن��اول ق �ي��ادة ه��ذه األج�ه��زة‬ ‫وع��دم التشجيع للفرق الفنية امليدانية‬ ‫واملختبرية امل��وج��ودة يف شتى محافظات‬ ‫اجلمهورية ال يساعد باملطلق علي تطوير‬ ‫روح اإلب��داع واإلجن��از اإليجابي‬ ‫وحتسني األداء النوعي املطلوب‬ ‫مل��واك �ب��ة األس ��ال �ي ��ب اإلج��رام �ي��ة‬ ‫احل��دي �ث��ة وال �ت��ي ي�س�ت�ل��زم علينا‬ ‫م��واج �ه �ت �ه��ا ك� ��رج� ��ال ش ��رط ��ة‪..‬‬ ‫وك �ش �ف �ه��ا ل �ت �ح �ق �ي��ق األم� ��ن‬

‫والسكينة العامة واالستقرار للمجتمع‪.‬‬ ‫> إن�ن��ي أن��ده��ش ك�ث�ي��ر ًا ع�ن��دم��ا اق ��رأ أو‬ ‫أسمع بأن العديد من اجلرائم املعقدة يف‬ ‫األس�ل��وب والتنفيذ وال�ت��ي وقعت يف عدة‬ ‫دول من العالم قد مت كشفها عبر معرفة‬ ‫ب�ص�م��ة ض� ��وء‪ ..‬أو أزرار ق�م�ي��ص م �ث�ل ًا إذ‬ ‫يصبح ذلك مفتاح الوصول إلى اجلناة‪.‬‬ ‫> ال أظن أننا ال نستطيع اللحاق مبثل‬ ‫هكذا جن��اح��ات‪ ..‬ولكن املهم أو ًال حتديد‬ ‫ق ��رار اإلرادة وإي �ج��اد روح اإلي �ث��ار لدينا‬ ‫واس �ت �ل �ه��ام ك��ل م��اق�ل�ن��اه ب �ص��دق ن��اب��ع من‬ ‫أمانة املسؤولية التي تكرس مفهوم النجاح‬ ‫للفريق اجلماعي كواجهة حقيقية ملبدأ‬ ‫احل� � ��رص ع �ل��ى حت �ق �ي��ق األم� � ��ن ل �ل��وط��ن‬ ‫واملواطن‪ ..‬وإن دون ذلك يبقى كالم ًا أجوف‬ ‫لالستهالك احمللي!!‪.‬‬


‫ت��ع��د قضية‬ ‫ال��ل��ج��وء وال��ه��ج��رة‬ ‫غير الشرعية من‬ ‫ال��ق��رن األف��ري��ق��ي‬ ‫أح��د أه��م القضايا‬ ‫ال��ت��ي ت��واج��ه أم��ن‬ ‫واستقرار املنطقة‪,‬‬ ‫ويف م��ق��دم��ت��ه��ا‬ ‫ال����ي����م����ن ن����ظ����ر ًا‬ ‫ل��ل��ك��م ال��ك��ب��ي��ر من‬ ‫التدفقات البشرية التي تصل إلى السواحل اليمنية من‬ ‫هذه الدول ألسباب سياسية واقتصادية وأمنية‪ ,‬حيث تشير‬ ‫اإلحصائيات أن أعداد املهاجرين والالجئني الذين وصلوا إلى‬ ‫السواحل اليمنية خالل األعوام الثالثة املاضية فاقت الـ‪100‬‬ ‫ألف مهاجر والجئ يف العام الواحد‪.‬‬ ‫إعداد ‪ /‬فتحي األصبحي‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫وقد كان ملجلة احلراس أن تناولت هذه‬ ‫ال��ق��ض��ي��ة يف ع���دده���ا ال��س��اب��ق م���ن خ�لال‬ ‫م��ل��ف تضمن حتقيق ًا م��ن أرض ال��واق��ع‬ ‫ل���ه���ذه امل���آس���ي واألع����ب����اء س��ع��ي�� ًا م��ن��ا إل��ى‬ ‫تسليط الضوء على هذه القضية الهامة‬ ‫وت��داع��ي��ات��ه��ا ع��ل��ى أم���ن ال��ي��م��ن واملنطقة‬ ‫بشكل عام‪.‬‬ ‫ويف ه������ذا ال�����ع�����دد س����ت����واص����ل امل��ج��ل��ة‬ ‫تناولها لهذه القضية م��ن خ�لال عرض‬ ‫ما متخض عنه املؤمتر اإلقليمي للجوء‬

‫‪40‬‬

‫والهجرة الذي عقد بصنعاء خالل الفترة‬ ‫‪13-11‬نوفمبر املاضي مبشاركة وفود على‬ ‫م��س��ت��وى ع���ال م��ن دول ال��ق��رن األف��ري��ق��ي‬ ‫ودول اخلليج ومنظمة الهجرة الدولية‬ ‫وامل��ف��وض��ي��ة ال��س��ام��ي��ة ل��ش��ئ��ون ال�لاج��ئ�ين‬ ‫باإلضافة إلى اليمن‪.‬‬

‫أبعاد املشكلة يف ورقة مقدمة من اليمن‬

‫قدمت اجلمهورية اليمنية ورق��ة عمل‬ ‫ل��ل��م��ؤمت��ر ت���ن���اول���ت ف��ي��ه��ا أب���ع���اد امل��ش��ك��ل��ة‬ ‫امل��ت��م��ث��ل��ة ب���أب���ع���اد س��ي��اس��ي��ة واق��ت��ص��ادي��ة‬

‫وأم���ن���ي���ة جت���ع���ل م����ن ال��ك��ث��ي��ري��ن يف دول‬ ‫ال��ق��رن األف��ري��ق��ي ي��ق��دم��ون ع��ل��ى خ��وض‬ ‫ه��ذه التجربة القاسية بحث ًا ع��ن حياة‬ ‫أف��ض��ل‪ ،‬ت��ق��ول املفوضية السامية لألمم‬ ‫املتحدة لشئون الالجئني‪« :‬إن النزاعات‬ ‫املسلحة وحالة عدم االستقرار السياسي‬ ‫وان��ت��ه��اك��ات ح��ق��وق اإلن���س���ان يف منطقة‬ ‫القرن األفريقي هي أبرز أسباب الهجرة‬ ‫والهجرة غير الشرعية يف منطقة القرن‬ ‫األفريقي»‪.‬‬

‫التحديات والتداعيات الناجمة عن‬ ‫قضايا اللجوء والهجرة غير املشروعة‬ ‫على اليمن‪:‬‬

‫ت��ت��ح��م��ل ال��ي��م��ن ال��ك��ث��ي��ر م���ن األع���ب���اء‬ ‫ج������راء ال���ل���ج���وء وال���ه���ج���رة م����ن م��ن��ط��ق��ة‬ ‫ال��ق��رن األفريقي إل��ى السواحل اليمنية‬ ‫حيث تشير التقديرات أن عدد الالجئني‬ ‫واملهاجرين الذين وصولوا إلى اليمن منذ‬


‫رئيس مجلس الوزراء األستاذ محمد سالم با سندوة‪:‬‬

‫اليمن قامت بواجبها اإلنساني جتاه الالجئني واملهاجرين القادمني من دول اجل��وار هروبا من النزاعات واحل��روب‬ ‫واألزم���ات االقتصادية يف بلدانهم منذ ع��ام ‪1990‬م رغ��م ظروفها االقتصادية الصعبة وإمكاناتها احملدودة‪ ,‬لكن تدفق‬ ‫املهاجرين غير الشرعيني وغير النظاميني قد زاد كثيرا يف األع��وام القليلة املاضية بصورة متصاعدة مبعدل ‪ 100‬ألف‬ ‫مهاجر سنويا منذ عام ‪2009‬م وحتى العام اجلاري ‪ ، 2013‬وهو ما ميثل ناقوس خطر يحدو بنا االلتفات إليه و يحتم‬ ‫على دول اإلقليم العمل املشترك للوصول إلى إقرار خطة عمل إقليمية متكاملة وقابلة للتنفيذ ملواجهة هذه الظاهرة‪.‬‬

‫بداية العقد األخير من القرن العشرين‬ ‫يفوق املليون الجئ ومهاجر‪ ،‬ويف السنوات‬ ‫الثالث املاضية ت��زاي��دت أع��داد الواصلني‬ ‫إلى السواحل اليمنية بشكل مخيف فقد‬ ‫ذك��رت املنظمة الدولية لشئون الالجئني‬ ‫أن ع���دد ال��واص��ل�ين خ�ل�ال ال���ع���ام امل��اض��ي‬ ‫‪2012‬م والنصف األول من العام‬ ‫‪2013‬م بلغ أك��ث��ر م��ن ‪ 169‬ألف‬ ‫الج���ئ وم��ه��اج��ر وف���ق��� ًا ل��ل��ج��دول‬ ‫التالي‪:‬‬

‫العــــــــــام‬

‫م��ؤمت��ر إق��ل��ي��م��ي ت��ش��ارك ف��ي��ه ج��م��ي��ع دول‬ ‫امل����ص����در وال���ع���ب���ور وال���وج���ه���ة وامل��ن��ظ��م��ات‬ ‫ال����دول����ي����ة ذات ال����ع��ل�اق����ة ب����ه����ذا اجل���ان���ب‬ ‫ملناقشة قضايا اللجوء والهجرة وإيجاد‬ ‫ح��ل��ول ل��ه��ا‪ ،‬حيث ق��دم��ت اللجنة الفنية‬ ‫للمؤمتر اإلقليمي ورقة عمل محور حول‬

‫من يناير‬ ‫‪2012‬م وحتى مايو من‬ ‫العام ‪2013‬‬

‫صوماليون ‪23086‬‬

‫‪10447‬‬

‫أثيوبيون ‪84376‬‬

‫‪51687‬‬

‫آخرون‬

‫التحديات الناجمة ع��ن قضايا اللجوء‬ ‫والهجرة غير املشروعة على اليمن وفق ًا‬ ‫لآلتي‪:‬‬ ‫أ‪-‬ال��ت��ح��دي��ات والصعوبات االقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪:‬‬ ‫‪-1‬ال����ت����ح����دي����ات ال����داخ����ل����ي����ة امل��ت��م��ث��ل��ة‬ ‫ب����ال����ظ����روف ال���س���ي���اس���ي���ة واالق����ت����ص����ادي����ة‬ ‫واالجتماعية الصعبة التي مير بها اليمن‬ ‫على املدى القصير والبعيد‪.‬‬ ‫‪-2‬زي�������������������ادة األع���������ب���������اء االق�����ت�����ص�����ادي�����ة‬ ‫واالجتماعية على اليمن‪.‬‬ ‫‪-3‬التحديات االجتماعية مثل متركز‬ ‫الالجئني بشكل أكبر يف امل��دن الرئيسية‬ ‫مم����ا ي������ؤدي إل�����ى ال���ض���غ���ط ع���ل���ى م���راف���ق‬ ‫اخل���دم���ات ال��ع��ام��ة وأث�����ره ع��ل��ى السكينة‬

‫‪70‬‬

‫‪62194‬‬

‫ووفق ًا لذلك فقد دعت حكومة‬ ‫اجل��م��ه��وري��ة ال��ي��م��ن��ي��ة إل���ى عقد‬

‫‪41‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫اإلجمالي ‪107532‬‬

‫‪60‬‬


‫العامة والنظام واألمن العام‪.‬‬ ‫‪-4‬م����ن����اف����س����ة ال�����واف�����دي�����ن م��ن‬ ‫ال��ل��اج�����ئ��ي��ن وامل�����ه�����اج�����ري�����ن غ��ي��ر‬ ‫ال���ش���رع���ي�ي�ن ل���ل���ع���م���ال���ة ال��ي��م��ن��ي��ة‬ ‫وأسواق العمل بال ضوابط‪.‬‬ ‫‪-5‬ع����������������دم إي��������ف��������اء امل�����ان�����ح��ي��ن‬ ‫بتعهداتهم املالية‪.‬‬ ‫ب‪-‬ال����ت����ح����دي����ات وال���ص���ع���وب���ات‬ ‫األمنية‪:‬‬ ‫‪-1‬ص���ع���وب���ة م���واج���ه���ة ع��م��ل��ي��ات‬ ‫اإلن����������زال ال����ع����ش����وائ����ي وامل���س���ت���م���ر‬ ‫للواصلني إلى السواحل اليمنية‬ ‫نتيجة امتداد احلدود الساحلية إلى نحو‬ ‫‪ 2500‬كم يف ظل اإلمكانيات املتواضعة‪.‬‬ ‫‪-2‬م�������ح�������دودي�������ة إم�����ك�����ان�����ي�����ات وم����������وارد‬ ‫مصلحة خفر السواحل واألجهزة األمنية‬ ‫ح����ال دون ق��ي��ام��ه��ا ب��واج��ب��ات��ه��ا ب��ال��ش��ك��ل‬ ‫امل��ط��ل��وب الن��ف��اذ ال��ق��ان��ون وم��ن��ع اجلرمية‬

‫وح���م���اي���ة ال���ض���ح���اي���ا يف س���ي���اق ال��ل��ج��وء‬ ‫والهجرة‪ ،‬والعمل على احلد منها‪.‬‬ ‫‪-3‬نتيجة للتدفق املستمر واإلمكانيات‬ ‫احملدودة ازدادت اجلرمية املنظمة العابرة‬ ‫للحدود مثل تهريب املخدرات والقرصنة‬ ‫وجت�����ارة األس��ل��ح��ة واألع���م���ال اإلره��اب��ي��ة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى التوسع املستمر يف أنشطة‬ ‫شبكات التهريب واإلجتار بالبشر‪.‬‬ ‫‪-4‬م�����ح�����دودي�����ة ال���ت���ن���س���ي���ق وال����ت����ع����اون‬ ‫اإلق��ل��ي��م��ي يف م���واج���ه���ة ق��ض��اي��ا ال��ل��ج��وء‬ ‫وال��ه��ج��رة املختلطة وع���دم اض��ط�لاع دول‬ ‫امل���ق���ص���د ب�����دوره�����ا جت�����اه ه�����ذه ال��ق��ض��اي��ا‬ ‫بالشكل األمثل‪.‬‬ ‫‪-5‬ق�����ي�����ام ب���ع���ض دول اجل��������وار ب���إب���ع���اد‬ ‫الالجئني واملهاجرين غير الشرعيني إلى‬ ‫داخل احلدود البرية اليمنية دون تنسيق‬ ‫مسبق مع سلطات احلدود اليمنية وهو ما‬ ‫يزيد من حجم أعباء املشكلة على اليمن‪.‬‬ ‫‪-6‬ق��ل��ة ع��دد املخيمات وم��راك��ز اإلي���واء‬ ‫الس��ت��ي��ع��اب ال�لاج��ئ�ين وط��ال��ب��ي ال��ل��ج��وء‬ ‫واملهاجرين غير الشرعيني على الشريط‬ ‫احل��دودي مما تسبب يف انتشارهم بشكل‬ ‫ل�����ورا ت��وم��س��ون ن��ائ��ب‬ ‫املدير العام ملنظمة الهجرة الدولية‬ ‫بجنيف‪:‬‬

‫ي��ت��ح��م��ل ال��ي��م��ن األع����ب����اء ال��ك��ب��ي��رة م���ن ال��ن��اح��ي��ة‬ ‫اإلن��س��ان��ي��ة واالق���ت���ص���ادي���ة ج����راء اس��ت��ق��ب��ال األع����داد‬ ‫الكبيرة من الالجئني واملهاجرين غير الشرعيني من‬ ‫القرن االفريقي‪ ..‬وغالبية املهاجرين غير الشرعيني‬ ‫ي��أت��ون م��ن أثيوبيا بحث ًا ع��ن م��ص��ادر دخ��ل وحتسني‬ ‫أوضاعهم املعيشية ويتعرضون للكثير من املخاطر‬ ‫التي تنتهي أحيان ًا باملوت‪.‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪42‬‬

‫عشوائي‪.‬‬ ‫‪-7‬حتدي التوفيق بني االلتزام باملعايير‬ ‫الدولية حلماية طالبي اللجوء واملهاجرين‬ ‫واالعتبارات الوطنية يف حماية البالد من‬ ‫اآلث��ار السلبية املتصاعدة جراء ظاهرتي‬ ‫اللجوء والهجرة‪.‬‬ ‫‪-8‬ب������طء اإلج��������راءات امل��ت��ب��ع��ة م���ن قبل‬ ‫املفوضية العليا لشئون الالجئني بحق‬ ‫طالبي اللجوء واملهاجرين‪ ،‬األم��ر ال��ذي‬ ‫يشكل أعباء إضافية على اليمن‪.‬‬ ‫‪-9‬م���ح���دودي���ة دور وإم��ك��ان��ي��ات منظمة‬ ‫الهجرة الدولية يف إعداد برامج منتظمة‬ ‫إلع�����ادة امل��ه��اج��ري��ن غ��ي��ر ال��ش��رع��ي�ين إل��ى‬ ‫بلدانهم األصلية‪.‬‬ ‫‪-10‬ع���������دم وج�������ود ن����ظ����ام آل�����ي م��س��ت��ق��ل‬ ‫جلمع بيانات الالجئني واملهاجرين غير‬ ‫وه��و ما يعمل على صعوبة التعرف على‬ ‫املطلوبني أم��ن��ي�� ًا وتعقبهم يف ظ��ل وج��ود‬ ‫ب���ع���ض امل����ج����رم��ي�ن احمل����ت����رف��ي�ن وس���ه���ول���ة‬ ‫توظيفهم لغايات تهدد األمن القومي‪.‬‬ ‫‪-11‬قلة اإلمكانيات والوسائل واملعدات‬ ‫ل����دى وح�����دات ال���ق���وات ال��ب��ح��ري��ة وح���رس‬ ‫احلدود ومصلحة خفر السواحل اخلاصة‬ ‫والالزمة يف عمليتي البحث واإلنقاذ‪.‬‬ ‫ج‪-‬التحديات والصعوبات الصحية‪:‬‬ ‫د‪-‬التحديات والصعوبات اإلعالمية‪:‬‬

‫احل��ل��ول وامل��ع��اجل��ات لظاهرتي اللجوء‬ ‫والهجرة من القرن األفريقي إلى اليمن‪:‬‬

‫خ���رج امل���ش���ارك���ون يف امل���ؤمت���ر اإلق��ل��ي��م��ي‬ ‫للجوء وال��ه��ج��رة باحللول اآلت��ي��ة‪ ،‬والتي‬ ‫وردت يف إع�ل�ان صنعاء ال��ص��ادر يف ختام‬


‫املؤمتر اإلقليمي‪:‬‬ ‫األطراف املشاركة‪ :‬تعترف مع التقدير‬ ‫باستمرار اليمن يف احملافظة على النهج‬ ‫اإلنساني السخي جتاه الالجئني وطالبي‬ ‫اللجوء واملهاجرين رغم التحديات التي‬ ‫تواجهها‪.‬‬ ‫وب��ع��د اس���ت���ع���راض ال��ق��ض��اي��ا املتعلقة‬ ‫بتدفقات الهجرة املختلطة م��ن منطقة‬ ‫القرن األفريقي إل��ى اليمن ؛ تالحظ أن‬ ‫س��ي��اق ال��ل��ج��وء و ال��ه��ج��رة إل���ى ال��ي��م��ن قد‬ ‫تغير بشكل ملحوظ منذ عام ‪ ،2008‬سواء‬ ‫على صعيد ال��ت��ن��وع يف جنسيات األف���راد‬ ‫أو ال���زي���ادة ال��ك��ب��ي��رة يف أع���داده���م نتيجة‬ ‫لتنامي أنشطة شبكات التهريب واإلجتار‬ ‫بالبشر؛ تدرك األطراف املشاركة استمرار‬ ‫األش��خ��اص يف م��غ��ادرة أوطانهم األصلية‬ ‫ألسباب مختلفة‪.‬‬ ‫تسلم األطراف املشاركة بان إيجاد إدارة‬ ‫فاعلة لقضايا اللجوء والهجرة يتطلب‬ ‫م��زي��دا م��ن ال��ع��م��ل اس��ت��ن��ادا ال���ى ال��ت��ع��اون‬ ‫اإلقليمي وال��دول��ي وك��ذا تعزيز دور ودعم‬ ‫امل��ف��وض��ي��ة ال��س��ام��ي��ة ل���ش���ؤون ال�لاج��ئ�ين‬ ‫واملنظمة الدولية للهجرة واملنظمات غير‬ ‫احلكومية وغيرها من الفاعلني‪.‬‬ ‫اإلق������رار ب���ض���رورة ال��ع��م��ل ع��ل��ى ات��خ��اذ‬ ‫مزيد من اإلجراءات ‪ -‬يف سياق القوانني‬ ‫ال��وط��ن��ي��ة واالت���ف���اق���ات اإلق��ل��ي��م��ي��ة‪ ،‬فضال‬ ‫عن املعايير الدولية ‪ -‬لتحقيق تقدم يف‬ ‫القضايا التالية ‪:‬‬ ‫(أ‌) إن��ف��اذ ال��ق��ان��ون يف مواجهة شبكات‬ ‫التهريب واإلجتار بالبشـر يف كل من دول‬ ‫املصدر والعبور واملقصد‪.‬‬ ‫(ب‌) ب����ذل م���زي���د م���ن ج���ه���ود ال��ت��وع��ي��ة‬

‫العامة لزيادة الوعي باملخاطر والبدائل‬ ‫امل���م���ك���ن���ة ل���ل���ه���ج���رة غ���ي���ر ال���ن���ظ���ام���ي���ة يف‬ ‫مجتمعات دول املصدر و املقصد‪.‬‬ ‫(ت‌) السعي لتوفير الدعم الالزم لتنفيذ‬ ‫برامج العودة ملعاجلة تدفقات الهجرة غير‬ ‫النظامية‪.‬‬ ‫تقـر األط��راف املشاركة بأن حل مشكلة‬ ‫اللجوء والهجرة قد يسهم بشكل إيجابي‬ ‫يف حتقيق السالم واالستقرار يف املنطقة‬ ‫والعكس صحيح‪.‬‬ ‫ول�����ذا ف��ق��د مت االت����ف����اق ع��ل��ى اع��ت��م��اد‬ ‫التوصيات التالية‪:‬‬

‫أوال‪ .‬األسـباب اجلذريـة‪:‬‬

‫ثانيا‪ .‬إنفاد القانون‪:‬‬

‫سيتم تعزيز عملية إن��ف��اذ ال��ق��ان��ون يف‬ ‫قضايا الهجرة غير النظامية مبا يف ذلك‬ ‫التهريب واإلجت��ار بالبشر يف دول املصدر‬ ‫وال��ع��ب��ور وامل��ق��ص��د‪ ،‬م��ن خ�ل�ال اإلج����راءات‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫(أ) ال���ت���أك���ي���د ع���ل���ى أه���م���ي���ة ال��ص��ك��وك‬ ‫الدولية بشأن اللجوء والهجرة واملسائل‬ ‫ذات الصلة بالتهريب واإلجتار بالبشر من‬ ‫قبل الدول املنضمة يف هذه الصكوك‪.‬‬ ‫(ب) ت��رج��م��ة االل����ت����زام����ات ال��������واردة يف‬ ‫الصكوك الدولية بشأن اللجوء والهجرة‬ ‫وعمليات اإلنقاذ يف عرض البحر‪.‬‬ ‫(ج) تعزيز التعاون اإلقليمي واآلليات‬ ‫القائمة ملكافحة ظاهرة التهريب واإلجتار‬ ‫بالبشر يف املنطقة‪ ،‬مبا يف ذلك من خالل‬ ‫ت��ع��زي��ز ال��ت��ن��س��ي��ق ب�ي�ن األج����ه����زة األم��ن��ي��ة‬ ‫‪43‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪ .1‬س���وف ت��س��ت��م��ر دول امل���ص���در وب��دع��م‬ ‫م��ن املجتمع ال��دول��ي يف ال��س��ع��ي ملعاجلة‬ ‫األس����ب����اب اجل����ذري����ة ل��ل��ه��ج��رة امل��خ��ت��ل��ط��ة‬ ‫لطالبي ال��ل��ج��وء وال�لاج��ئ�ين واملهاجرين‬ ‫من القرن األفريقي إلى اليمن من خالل‪:‬‬ ‫(أ‌) دع����م ع��م��ل��ي��ة ال���س�ل�ام واالس���ت���ق���رار‬ ‫يف ال��ص��وم��ال وامل��ن��اط��ق األخ����رى امل��ت��أث��رة‬ ‫بالصراع‪.‬‬ ‫(ب‌) معاجلة ال��ت��ح��دي��ات االقتصادية‬ ‫واالج��ت��م��اع��ي��ة م���ن خ��ل�ال ت��وف��ي��ر ال��دع��م‬ ‫امل��ل��م��وس ل���دول امل��ص��در ل��ت��ع��زي��ز جهودها‬ ‫الرامية إل��ى حتقيق التنمية الشاملة‬ ‫وال��ع��ادل��ة بغية مساعدة ال��ن��اس على‬ ‫امل�������������دي�������������ر اإلق�������ل�������ي�������م�������ي‬ ‫ال��ت��غ��ل��ب ع��ل��ى ال��ف��ق��ر وال����ق����درة على‬ ‫للمفوضية السامية لشئون الالجئني يف‬ ‫ال��ت��ك��ي��ف واالس����ت����ق����رار يف ب��ل��دان��ه��م‬ ‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا أمني عوض‪:‬‬ ‫األصلية‪.‬‬ ‫الب���د م���ن ت��رج��م��ة م��خ��رج��ات امل���ؤمت���ر اإلق��ل��ي��م��ي للجوء‬ ‫(ت‌) م��ض��اع��ف��ة اجل����ه����ود إلي���ج���اد‬ ‫والهجرة من القرن اإلفريقي إلى اليمن وإعالن صنعاء إلى‬ ‫األوض�����اع امل�لائ��م��ة ل��ل��ع��ودة الطوعية‬ ‫ارض الواقع لتحقيق النتائج املطلوبة‪.‬‬ ‫اآلمنة واملستدامة‪.‬‬ ‫(ث‌) ضمان توفر معلومات دقيقة‬ ‫حول حقيقة الهجرة غير املنتظمة مبا يف‬

‫ذلك تضمينها يف املناهج الدراسية‪.‬‬ ‫‪ .2‬ينبغي زي��ادة الدعم ال��دول��ي لبرامج‬ ‫مكافحة الفقر يف دول املصدر مبا يف ذلك‬ ‫شبكات األمان وبرامج خلق فرص العمل‪.‬‬


‫وال��ق��ان��ون��ي��ة وص�����و ًال إل���ى امل�لاح��ق��ة‬ ‫القضائية الفاعلة ملرتكبي اجلرائم‬ ‫وحماية الضحايا‪.‬‬ ‫(د) وض���ع وتنفيذ استراتيجية‬ ‫لبناء القدرات وذلك بهدف حتسني‬ ‫آليات إنفاد القانون الوطني يف كل‬ ‫م��ن دول امل��ص��در وال��ع��ب��ور واملقصد‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك تعزيز أداء قوات حرس‬ ‫احل��������دود يف إط�������ار ن����ظ����ام ق��ض��ائ��ي‬ ‫فاعل‪.‬‬ ‫(هـ ) زيادة الدعم الدولي وتعزيز‬ ‫آل��ي��ات اإلن��ق��اذ واحل��م��اي��ة يف عرض‬ ‫البحر‪ ،‬وذل��ك م��ن خ�لال مواصلة حتسني‬ ‫آل���ي���ات ال��ب��ح��ث وب���ن���اء ال����قُ ُ����درات يف م��ج��ال‬ ‫ع��م��ل��ي��ات اإلن���ق���اذ يف خ��ل��ي��ج ع���دن وال��ب��ح��ر‬ ‫األحمر وبحر العرب وتوسيع األداء امليداني‬ ‫خلفر السواحل والقوات البحرية يف اليمن‬ ‫والدول األخرى‪ ،‬ورفع مستوى الوعي بشأن‬ ‫االت��ف��اق��ي��ات وامل��ع��اه��دات البحرية الدولية‬ ‫وحقوق اإلنسان للمهاجرين‪.‬‬ ‫‪.‬ثالثـا ‪ :‬زيادة الدعم لبرامج العودة‬

‫وزي����ر ال��داخ��ل��ي��ة ال���ل���واء ال��دك��ت��ور‬ ‫عبدالقادر محمد قحطان‪:‬‬

‫الهجرة غير النظامية من القرن اإلفريقي تكبد‬ ‫اليمن أع��ب��اء كبيرة وت��ع��رض امل��ه��اج��ري��ن للكثير من‬ ‫امل��خ��اط��ر خ�لال مغامراتهم م��ع امل��ه��رب�ين وتنتهي يف‬ ‫أح��اي��ن كثيرة بالغرق يف ع��رض البحر‪ ،‬ويعد إع�لان‬ ‫صنعاء املتضمن بنود ًا هامة ملعاجلة مشكلة الهجرة‬ ‫واللجوء واملشكالت املترتبة عن الهجرة غير النظامية‬ ‫خطوة هامة للحد من ظاهرة الهجرة العشوائية وما‬ ‫يترتب عنها من مخاطر اجتماعية واقتصادية‪.‬‬

‫وض����رورة زي���ادة ال��دع��م اإلقليمي وال��دول��ي‬ ‫لليمن وال����دول امل��ت��ض��ررة لتخفيف ع��بء‬ ‫تدفق املهاجرين وضمان التنفيذ الفاعل‬ ‫لترتيبات العودة بصورة إنسانية ومنظمة‬ ‫مبا يف ذلك‪:‬‬ ‫(أ‌) وض���ع اس��ت��رات��ي��ج��ي��ة ت��واص��ل تشمل‬ ‫إج����راءات ت��ه��دف جل��ذب االه��ت��م��ام ال��دول��ي‬ ‫بقضايا ال��ل��ج��وء وال��ه��ج��رة يف ال��ي��م��ن ويف‬ ‫املنطقة لزيادة دعم املانحني‪.‬‬ ‫(ب‌) ت��وف��ي��ر ال��دع��م اإلق��ل��ي��م��ي وال��دول��ي‬ ‫نائب وزير اخلارجية الدكتور علي مثنى حسن‪:‬‬ ‫نظر ًا التساع ظاهرة املهاجرين من القرن اإلفريقي‬ ‫‪،‬خاصة من أثيوبيا ك��ان الب��د من تعاون إقليمي بدعم‬ ‫من املجتمع الدولي ملساعدة اليمن التي تتكبد أعباء‬ ‫كبيرة يف هذا اجلانب‪ . .‬فاملهاجرون األفارقة يتخذون‬ ‫م����ن ال���ي���م���ن م��ن��ط��ق��ة ع���ب���ور ل������دول اجل�������وار ب���ح���ث��� ًا ع��ن‬ ‫عمل‪ ،‬وق��د أث��روا بشكل كبير على أوض��اع الالجئني يف‬ ‫اليمن وباتوا ميثلون غالبية كبيرة تكبد الدولة أعباء‬ ‫اقتصادية واجتماعية كبيرة‪ ،‬إضافة إلى أعباء الالجئني‬ ‫الصوماليني‪.‬‬

‫الالزم لتسهيل تنفيذ العودة الطوعية مبا‬ ‫يكفل أمن وكرامة الالجئني الصوماليني‬ ‫ب���ال���ت���ن���س���ي���ق ب��ي��ن احل���ك���وم���ت�ي�ن ال��ي��م��ن��ي��ة‬ ‫والصومالية واملفوضية السامية لشؤون‬ ‫الالجئني‪.‬‬ ‫(ج‌) تشجيع ال��دع��م املستقبلي لليمن‬ ‫ودول املنطقة من قبل املانحني‪.‬‬ ‫(د) تقدمي املساهمات الالزمة لبرامج‬ ‫العودة للمهاجرين غير النظاميني مبا يف‬ ‫ذلك املساعدات اللوجستية‪.‬‬ ‫(هـ‌) عقد اجتماعات دورية بني اجلهات‬ ‫املعنية يف ال����دول امل��ت��ض��ررة وم���ع اجل��ه��ات‬ ‫املانحة والوكاالت الدولية ذات الصلة‪.‬‬

‫رابع ًا‪ :‬تعزيز التعاون يف مجال العمالة‬

‫من خالل إيالء اهتمام خاص بالتدابير‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫(أ‌) دعم مشاريع التنمية االقتصادية يف‬ ‫دول املصدر ‪.‬‬ ‫(ب) استكشاف إمكانيات إبرام اتفاقيات‬ ‫ثنائية أو متعددة األطراف بني دول املصدر‬ ‫واملقصد يف املجاالت االقتصادية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬حمالت التوعية ‪:‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪44‬‬

‫ت��ع��د احل���م�ل�ات اإلع�ل�ام���ي���ة ال��واس��ع��ة‬ ‫ضرورية للغاية يف أوساط املجتمعات من‬ ‫أج��ل نشر ال��وع��ي مبخاطر ال��ه��ج��رة غير‬ ‫النظامية‪ ،‬على أن تشمل هذه احلمالت‬ ‫معلومات عن إمكانيات الهجرة املشروعة‬ ‫أو ف���رص ع��م��ل‪ ،‬ويف ه���ذا ال��س��ي��اق سيتم‬ ‫اتخاذ التدابير التالية‪:‬‬ ‫(أ‌) تعزيز استراتيجيات رفع الوعي يف‬ ‫أوساط املهاجرين احملتملني ومجتمعات‬ ‫ال�ل�اج���ئ�ي�ن يف ب����ل����دان امل����ص����در وال���ع���ب���ور‬


‫وامل��ق��ص��د وامل��خ��اط��ر ال��ت��ي ي��واج��ه��ون��ه��ا يف‬ ‫عرض البحر‪.‬‬ ‫(ب‌) ي��ج��ب أن حت��ت��وي ت��ل��ك احل��م�لات‬ ‫ع��ل��ى رس���ائ���ل واض���ح���ة ل��ت��ع��ك��س ال���فُ ���رص‬ ‫ال����واق����ع����ي����ة امل����ت����اح����ة يف اخل���������ارج وط�����رق‬ ‫الهجرة القانونية املتاحة‪ ،‬وذل��ك إلطالع‬ ‫املهاجرين احملتملني على البدائل املتاحة‬ ‫للهجرة غير النظامية‪.‬‬ ‫(ج‌) ينبغي أن تتضمن حمالت التوعية‬ ‫ش���ه���ادات امل��ه��اج��ري��ن ال��ع��ائ��دي��ن وض��ح��اي��ا‬ ‫انتهاكات حقوق اإلنسان لكسر احملرمات‬ ‫الثقافية املتمثلة يف االعتراف بالفشل‪.‬‬ ‫(د‌) ينبغي ل��وس��ائ��ل اإلع��ل�ام الوطنية‬ ‫واإلق��ل��ي��م��ي��ة أن ت��ك��ون أك��ث��ر ان��خ��راط��ا وأن‬ ‫تعمل على زي��ادة التنسيق إليجاد رسائل‬ ‫مشتركة وفاعلة على ضفتي خليج عدن‬ ‫وال��ب��ح��ر األح��م��ر وب��ح��ر ال��ع��رب‪ ،‬ولضمان‬ ‫ت��واف��ر م��زي��د م��ن امل��ع��ل��وم��ات ح��ول الوضع‬ ‫ال���ذي واج���ه امل��ه��اج��ري��ن وط��ال��ب��ي اللجوء‬ ‫خالل عبورهم‪.‬‬

‫س��ادس��ا‪ :‬تعزيز نظام احلماية يف‬ ‫مجال اللجوء‪:‬‬

‫(أي الالجئني وطالبي اللجوء)‪.‬‬ ‫(ج‌) األخ�����ذ يف االع���ت���ب���ار ال��ت��رت��ي��ب��ات‬ ‫ال��ع��م��ل��ي��ة ل�ل�اس���ت���ق���ب���ال ال���ت���ي مت���ك���ن م��ن‬ ‫حتديد هوية طالبي اللجوء والالجئني‬ ‫م�����ن ب��ي��ن ت����دف����ق����ات ال����ه����ج����رة امل��خ��ت��ل��ط��ة‬ ‫وتسهيل حصولهم على اللجوء‪.‬‬

‫س����اب����ع����أ ‪ :‬ال�����ت�����ع�����اون اإلق���ل���ي���م���ي‬ ‫والدولي‪:‬‬

‫يتم تعزيز التعاون اإلقليمي والدولي‬ ‫من خالل التدابير التالية‪:‬‬ ‫(أ‌) ت��ع��زي��ز ال��ت��ع��اون اإلق��ل��ي��م��ي للحد‬ ‫م��ن ت��دف��ق ال��ه��ج��رة غير النظامية بدعم‬ ‫من املفوضية السامية واملنظمة الدولية‬ ‫للهجرة‪.‬‬ ‫(ب‌) العمل على زيادة مستوى التنسيق‬ ‫والتعاون وتبادل املعلومات فيما بني كافة‬ ‫الفاعلني على املستوى الوطني واإلقليمي‬ ‫والدولي‪.‬‬ ‫(ج) ت��ع��زي��ز االت���ص���االت اإلقليمية بني‬ ‫ِف����رق ع��م��ل ال��ه��ج��رة امل��خ��ت��ل��ط��ة ال��وط��ن��ي��ة‬ ‫وتعزيز دور وقدرات األمانة العامة للهجرة‬

‫املختلطة اإلقليمية واللجنة اإلقليمية‬ ‫املعنية بالهجرة املختلطة‪.‬‬ ‫(د‌) مواصلة الدعم اإلقليمي والدولي‬ ‫ل��ل��ج��م��ه��وري��ة ال��ي��م��ن��ي��ة ب����امل����وارد ال�ل�ازم���ة‬ ‫مل��س��اع��دت��ه��ا يف حت���م���ل م���واج���ه���ة ال���ع���بء‬ ‫ال���ك���ب���ي���ر امل���ت���م���ث���ل يف اس���ت���ض���اف���ة وإي�������واء‬ ‫املهاجرين غير النظاميني وتطوير قاعدة‬ ‫ال��ب��ي��ان��ات ودع����م م���ب���ادرات ب��ن��اء ال���ق���درات‬ ‫احمللية‪ ،‬وكذا اإلسهام يف البرامج الهادفة‬ ‫إلى حتقيق تنمية اجتماعية واقتصادية‬ ‫يف املجتمعات املضيفة ألولئك املهاجرين‬ ‫واملناطق املتضررة‪.‬‬

‫ثامناً‪ :‬جمع البيانات وحتليلها كجزء‬ ‫مهم من التعاون الدولي واإلقليمي‪:‬‬

‫من خالل اتخاذ التدابير التالية‪:‬‬ ‫(أ‌) دراس���ة إن��ش��اء م��رك��ز ب��ح��وث إقليمي‬ ‫يعنى بقضايا اللجوء والهجرة‪ ،‬بالتعاون‬ ‫بني الدول املعنية واملنظمات الدولية ذات‬ ‫الصلة‪.‬‬ ‫(ب‌) العمل على تطوير قواعد بيانات‬ ‫وط��ن��ي��ة م��ن (ط��ال��ب��ي ال��ل��ج��وء وال�لاج��ئ�ين‬ ‫و امل���ه���اج���ري���ن) وأم����اك����ن ت���واج���ده���م وف��ق��ا‬ ‫للمعايير الدولية وآليات تبادل البيانات‪.‬‬

‫تاسعا ‪ :‬آلية املتابعة لتنفيذ إعالن‬ ‫صنعاء عملية ديناميكية تتطلب‬ ‫التنسيق املستمر من خالل التالي‪:‬‬

‫(أ‌) تعيني نقاط اتصال وطنية ملتابعة‬ ‫تنفيذ إعالن صنعاء‪.‬‬ ‫(ب‌) إنشاء آلية متابعة دوري��ة لتقييم‬ ‫التقدم احمل��رز و حتديد العقبات وإيجاد‬ ‫احللول الالزمة لها‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫من خالل‪:‬‬ ‫(أ‌) وض��ع أنظمة ال��دخ��ول املتعلقة‬ ‫بالقضايا احلساسة يف مجال احلماية‬ ‫والتي من شأنها ضمان توفير احلماية‬ ‫ال��ع��م��ل��ي��ة وم���راع���اة ات���خ���اذ اإلج������راءات‬ ‫املناسبة لنظام إدارة احلدود‪.‬‬ ‫(ب‌) تعزيز معرفة سلطات احلدود‬ ‫بطبيعة تدفق الهجرة والتي ميكن أن‬ ‫تشمل األشخاص احملتاجني للحماية‬


‫‪!!..‬‬

‫‪..‬‬

‫عرض وحتليل‪/‬‬ ‫حسني كريش‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫اتصلت به على رقمه‬ ‫اجلوال قائلة‪ :‬تعال‪ ...‬أنا‬ ‫أريدك هذه الليلة‪ .‬فلم‬ ‫يستطع أن يتأخر عن‬ ‫طلبها‪ ...‬سار على دراجته‬ ‫النارية إليها مسرع ًا‪ ..‬كان‬ ‫هو يريدها كما هي تريده‪..‬‬ ‫اشتياقه لها كان خارج ًا عن‬ ‫إرادته ولم يكن بيده‪ ..‬لقد‬ ‫سحرته وجعلته مفتون ًا‬ ‫ومتعلق ًا بها‪ ،‬بحيث صار‬ ‫أشبه باخلامت يف أصبعها‪،‬‬ ‫ال يستطيع الفكاك منها‪..‬‬ ‫هو متزوج وله أوالد‪ ،‬وهي‬ ‫كذلك متزوجة ولها أطفال‪،‬‬ ‫ومع هذا عشق كل منهما‬ ‫اآلخر كأنهما غير ذلك‪..‬‬ ‫‪46‬‬

‫الفأس القاتل‬

‫من إرشيف البحث اجلنائي‬

‫وه ��ي ع�ن��دم��ا ات�ص�ل��ت ل��ه وط�ل �ب��ت منه‬ ‫امل ��ج ��يء إل �ي �ه��ا ه� ��ذه امل � ��رة ك ��ان ��ت ت �ع ��رف‬ ‫أن ��ه م��أس ��ور ب �ه��ا حل��د اخل ��روج ع��ن نطاق‬ ‫ال�ت�غ�ط �ي��ة! وس �ي��ك ��ون ط ��وع أم ��ره��ا يف أي‬ ‫ش � ��يء ت ��أم ��ره وت �ط �ل �ب��ه م � �ن ��ه‪ ...‬ويف ه��ذه‬ ‫الليلة حينما دعته لم تكن تريده إلشباع‬ ‫ال ��رغ �ب ��ة ف��ح �س��ب‪ ،‬ول �ك ��ن ألن ث �م��ة أم � ��ر ًا‬ ‫خطير ًا فكرت فيه ويشغل بالها وتريده‬ ‫ليكون أداة التنفيذ له وهي إل ��ى جانبه‬ ‫يف التنفيذ‪.‬‬ ‫وق� ��د ع ��رض ��ت ع �ل �ي��ه ذل� ��ك األم � ��ر بعد‬ ‫ح �ض��وره إليها واختليا م��ع بعضهما يف‬ ‫نفس الليلة‪ ،‬ثم يف الصباح الباكر ذهبا‪-‬‬ ‫حسب اخلطة واالتفاق املسبق‪-‬إلى محل‬ ‫سكن الرجل‪ ،‬وقاما بتكتيفه وقتله‪ ،‬وأخذا‬ ‫م �ن��ه م ��ا أراداه‪ ،‬ث ��م غ �ط �ي��ا اجل �ث��ة داخ ��ل‬ ‫ال �س �ك��ن(احمل��ل)‪ ،‬وع ��ادا للمنزل ليختليا‬ ‫ببعضهما بعد خروج زوجها لعمله وكأن‬ ‫ش �ي �ئ� ًا ل ��م ي �ح ��دث‪...‬وه��اه ��ي ال ��وق��ائ��ع من‬ ‫البداية‪..‬‬

‫ق � �ب ��ل حت ��رك � �ه ��ا وم � �غ ��ادرت � �ه ��ا ل �ل �م �ن��زل‬ ‫م �ت ��وج �ه��ة مل ��رك��ز ش ��رط��ة ش �ع ��وب‪ -‬ب��أم��ان��ة‬ ‫ال �ع��اص �م��ة‪ -‬امل �خ �ت��ص ب��امل�ن�ط�ق��ة ل�لإب�لاغ‬ ‫ع��ن اخ�ت�ف��اء أبيها وت �ع ��رض محل سكنه‬ ‫للسرقة يف صباح ذلك اليوم األح��د‪ ،‬كان‬ ‫أح��د الشباب من احل��ارة قد حضر إليها‬ ‫وأخ �ب ��ره ��ا ب ��أن��ه وب �ع ��ض األش� �خ ��اص من‬ ‫احلارة مروا على محل سكن أبيها ووجدوا‬ ‫بابه مفتوح ًا‪ ،‬وأبوها ليس يف احملل‪ ،‬كما‬ ‫وجدوا األشياء بداخله كانت متناثرة ويف‬ ‫حالة عبث‪ ،‬وك��أن احمل��ل تعرض للسرقة‪،‬‬ ‫فقاموا‪ -‬أي الشاب واألشخاص‪ -‬بإحضار‬ ‫قفل ل�ل �ب��اب‪ ،‬وإق�ف��ال��ه ب��ه م��ن اخل ��ارج‪ ،‬ثم‬ ‫س �ل��م ال �ش��اب م�ف�ت��اح ال�ق�ف��ل إل �ي �ه��ا أث�ن��اء‬ ‫ذل� ��ك ق ��ائ�ل� ًا‪ :‬ه� ��ذا ه ��و امل �ف �ت ��اح‪ ،‬ف��أخ��ذت��ه‬ ‫منه‪ ،‬وتوجهت هي بعد هذا مسرعة إلى‬ ‫مركز الشرطة مبنطقة شعوب وتقدمت‬ ‫ببالغها عن ذلك قائلة إنها التعرف كيف‬ ‫وال م��ن ه��و ال �ف��اع��ل‪ ...‬وأن �ه��ا ق�ل�ق��ة على‬ ‫أبيها‪ ،‬وأن أباها رج��ل كبير يف السن ويف‬


‫‪47‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫أواخر عمره‪ ،‬وهو ليس من عادته أن يخرج‬ ‫م��ن م�ح ��ل سكنه وي �ت ��رك ب��اب��ه مفتوح ًا‪،‬‬ ‫ول ��م يحدث ذل��ك م��ن ق �ب��ل‪..‬وأض��اف��ت عن‬ ‫ن �ف �س �ه��ا ض �م��ن ال � �ب �ل�اغ مب ��ا ي �ف �ي��د أن �ه��ا‬ ‫م�ت��زوج��ة واب �ن��ة أب�ي �ه��ا ال ��وح �ي��دة‪ ،‬وتسكن‬ ‫مع زوجها وأطفالها يف منزل هو مقابل‬ ‫حملل سكن أبيها ب��ذات احل��ارة‪ .‬فانتقلوا‬ ‫م��ن امل ��رك��ز ع �ق��ب ه��ذا ال �ب �لاغ بصحبتها‬ ‫إل ��ى م�ح ��ل س �ك��ن أب �ي �ه��ا‪ ،‬وك��ان��ت ال �س��اع��ة‬ ‫وق�ت �ه��ا ال�ث��ام�ن��ة وال ��رب��ع ص �ب��اح � ًا‪ ،‬وق��ام��وا‬ ‫ه�ن��ال��ك ع �ن��د وص��ول �ه��م ب�ف�ت��ح ق�ف��ل ب��اب‬ ‫احملل باملفتاح الذي كان لديها‪ ،‬ثم دخلوا‬ ‫احمل��ل‪ ،‬ورأوا بداخله حني دخولهم بعض‬ ‫األشياء واحملتويات والتي هي عبارة عن‬ ‫وأوان‬ ‫(كراكيب) (جواني) (شواالت) وأدوات ٍ‬ ‫وم �ل�اب ��س‪ ،‬ك ��ان��ت م �ب �ع �ث ��رة ع��ل ��ى األرض‪،‬‬ ‫وكذا وجدوا هناك كومة من فتات اخلبز‬ ‫(الكدم)وجونية مليئة بهذا الفتات وهي‬ ‫مركونة إلى جانب الكومة يف زاوية احملل‬ ‫ب��اجل �ه��ة ال �ي �س ��رى ل �ل �ب��اب‪..‬ك �م��ا الح �ظ ��وا‬ ‫بأعلى أرض احملل (وال��ذي كان عبارة عن‬ ‫دكان على الشارع) ويف الركن املقابل على‬ ‫اليمني وجود كومة أخرى مغطاة ببعض‬ ‫احمل�ت ��وي��ات وامل�لاب ��س‪ ،‬اق�ت ��رب��وا منها لكي‬ ‫يفتشوها ملعرفة ماحتتها‪ ،‬فوجدوا حتت‬ ‫ه ��ذه امل�لاب ��س واألش� �ي ��اء ج �ث��ة وال ��د امل ��رأة‬ ‫(املبلغة)وهي ملفوفة ببطانية ومربوطة‪،‬‬ ‫ومكتفة اليدين والرجلني‪ ،‬وملصق على‬ ‫الفم بالصق بالستيكي‪ ،‬وكذلك ملصق‬ ‫ع��ل ��ي ال �ع �ي�ن�ين ب�ن��ف ��س ن ��وع البالستيك‪،‬‬ ‫وال ��رق �ب��ة ك ��ان م �ل�ف ��وف� ًا عليها وم ��رب��وط��ة‬ ‫ب�ش��ال (ص �م��اط��ة)‪ ..‬يف ح�ين ظهرت لهم‬ ‫ع ��ل ��ى اجل� �ث ��ة أك� �ث ��ر م ��ن إص ��اب ��ة دام� �ي ��ة‪،‬‬ ‫وه ��ذه اإلص ��اب ��ات يف ال � ��رأس وال ��وج ��ه ويف‬ ‫بقع متفرقة باجلسم‪ ،‬وجميعها كأنها‬ ‫ض ��رب��ت ب �ف��أس أو ب��آل��ة ح��دي��دي��ة صلبة‬ ‫قاطعة م��ن ال�ن��وع ال��ذي يتم استخدامه‬ ‫يف تقطيع وتفليق احلطب أو اخلشب‪..‬‬ ‫وال ��دم ��اء ك��ان��ت مت�ل�أ م��وض��ع اجل �ث��ة وم��ا‬ ‫حولها‪ ..‬وع�ث ��روا أثناء ذل��ك على مسافة‬ ‫ق �ص �ي ��رة م��ن اجل �ث��ة ب �ج ��وار اجل� ��دار على‬ ‫ف��أس حديدي من غير عصا وه��و مليء‬ ‫رأسه احلاد بالدماء‪ ،‬كما عثروا باإلضافة‬ ‫إلى ذلك على أشياء وأدوات أخرى رجحوا‬ ‫أن �ه��ا أو ب �ع �ض�ه��ا اس �ت �خ��دم��ت يف ارت �ك��اب‬ ‫اجلرمية‪..‬‬ ‫ولقد قاموا أثناءها بإجراءاتهم األولية‬ ‫جتاه احلالة‪ ،‬وب��ادروا إلى إبالغ العمليات‬

‫واس �ت��دع��اء مختصي األدل ��ة اجل�ن��ائ �ي��ة ‪،‬‬ ‫وتطويق احملل للمحافظة عليه وحتريزه‬ ‫ح��ت ��ى وص� ��ول ه� ��ؤالء (امل �ع �م��ل اجل �ن��ائ ��ي)‬ ‫إلجراء املعاينة الفنية والتصوير للمكان‬ ‫واجل� �ث ��ة‪ ..‬يف ال ��وق��ت ال ��ذي س �ع ��وا جلمع‬ ‫م��ا أم�ك��ن م��ن امل �ع �ل ��وم��ات واإلف � ��ادات حول‬ ‫اجلرمية من خ�لال سؤالهم ملن صادفوه‬ ‫وتواجد يف املكان من اجليران واحمليطني‬ ‫ب��احل��ارة‪ ،‬وك��ذل��ك م��ن خ�لال إع ��ادة س ��ؤال‬ ‫اب�ن��ة املجني عليه (امل �ب�ل�غ��ة) ع��ن وال��ده��ا‬ ‫(ال �ض �ح �ي��ة) وع �م��ا إذا ك ��ان ل��ه خ�ل�اف أو‬ ‫ع ��داء م��ع أح ��د م��ن ق �ب��ل؟ وم��ن مي�ك��ن أن‬ ‫يكون املتهم (اجل��ان ��ي) املجهول‪ ،‬بحسب‬ ‫ظنها ومن وجهة نظرها؟‪..‬‬ ‫وجاءت اإلجابات واملعلومات لتبني من‬ ‫كل ذلك وبعد إجراء املعاينة الفنية ورفع‬ ‫اآلثار واألدوات املعثور عليها يف املكان من‬ ‫قبل األدلة اجلنائية وفحصها مبا يؤكد‪:‬‬ ‫أن اجل ��رمي��ة ارت��ك �ب��ت ظ��اه ��ري � ًا ب��داف��ع‬ ‫ال � �س ��رق ��ة‪ ،‬ح �ي��ث اخ �ت �ف��ت وس ��رق ��ت على‬ ‫الرجل (القتيل) أشياء وأوراق ونقود كانت‬ ‫ب�ح ��وزت��ه يف احمل��ل (ال��دك��ان) عند مقتله‪،‬‬ ‫وأن��ه ك��ان رج �ل ًا مسامل ًا ومستقيم ًا وبعد‬ ‫ح��ال��ه‪ ،‬ليس ل��ه ع��داء أو خ�لاف م��ع أح��د‪،‬‬ ‫وأن ��ه ك ��ان مسكين ًا وأرم ��ل وح �ي ��داً‪ ،‬ليس‬ ‫ل��ه زوج ��ة وال أوالد س ��وى اب�ن�ت��ه امل�ت��زوج��ة‬ ‫الساكنة مع زوجها يف املنزل املقابل حملل‬ ‫سكنه (الدكان) بذات احل��ارة‪ ،‬وهي الفتاة‬ ‫(امل �ب �ل�غ��ة) ن�ف �س �ه��ا‪ ..‬وي��ك �س��ب رزق ��ه إلع��ال��ة‬ ‫نفسه عن طريق قيامه بإحضار جونية‬ ‫(ش � ��وال� ��ة)أو ب �ع ��ض اجل��ون �ي��ات‬ ‫مليئة بأرغفة العيش (الكدم)‬ ‫م��ن ال �ف ��رن احل��ك ��وم ��ي القدمي‬ ‫بصنعاء كمندوب له لتوزيعها‬ ‫ع��ل ��ى ال �ف �ق ��راء وامل �س��اك�ين من‬ ‫ب��اب ف �ع ��ل اخل �ي ��ر‪ ،‬واالس �ت �ف��ادة‬ ‫ب �ب �ي��ع م��ات �ب ��ق ��ى م ��ن ال��ك �م �ي��ة‬ ‫ب �ع ��د ال� �ت ��وزي ��ع وم � ��ن جت �م�ي��ع‬ ‫ف �ت��ات ت �ل��ك األرغ� �ف ��ة (ال �ك ��دم)‬ ‫يف جونيات (ش ��واالت) وبيعها‬ ‫ألص � �ح� ��اب األغ � �ن� ��ام واألب � �ق� ��ار‬ ‫حلسابه‪ ..‬أو ذلك ما أجمعت‬ ‫اإلف � ��ادات واالس� �ت ��دالالت عليه‬ ‫ب �ش��أن��ه‪ ،‬ول � ��م ي� ��أت ب� ��أي منها‬ ‫مايثير الريبة حوله‪..‬‬ ‫اال أن أح � � ��د األش� � �خ � ��اص‬ ‫ال �ش �ه ��ود ال ��ذي ��ن مت س ��ؤال �ه��م‬ ‫فيما بعد‪ ،‬وبعد تشكيل فريق‬

‫ع �م��ل ل�ل �م �ت��اب �ع��ة وال �ت �ح �ق �ي��ق وال �ض �ب��ط‬ ‫يف ال�ق�ض �ي��ة وال ��ذي ك ��ان مب�ث��اب��ة الفريق‬ ‫املشترك ومشك ًال من بعض الضباط من‬ ‫مركز شرطة شعوب ومركز شرطة اللقية‬ ‫وأمن ومباحث منطقة صنعاء القدمية‪،‬‬ ‫وال��ذي��ن اجتهدوا وتوسعوا يف التحريات‬ ‫وج � �م ��ع االس� � �ت � ��دالالت ث ��م ت ��وص �ل ��وا ال ��ى‬ ‫الشخص الشاهد امل�ش��ار إليه ال��ذي أف��اد‬ ‫بأنه شاهد شخص ًا شاب ًا عمره حوالي‪19‬‬ ‫عام ًا‪ ،‬واسمه (بكر) قام بالتعرض للشيبة‬ ‫امل �ج��ن ��ي ع�ل �ي��ه وب �ت �ه��دي��ده ب��ال�ق�ت��ل ع�ل�ن� ًا‪،‬‬ ‫وذلك قبل الواقعة بيوم وأن هذا التهديد‬ ‫من قبل الشاب للرجل املغدور كان أمامه‬ ‫هو وأن��اس آخرين من احل��ارة وأن الشاب‬ ‫امل ��ذك ��ور ك �م��ا ي �ش��اع ه ��و م��ن أق ��رب ��اء اب�ن��ة‬ ‫القتيل أو أحد أبناء عمها‪..‬‬ ‫وأدلى الشاهد‪ -‬ضمن إفادته‪ -‬بأسماء‬ ‫األشخاص الشهود الذين كانوا حاضرين‬ ‫إل ��ى جانبه أث�ن��اء تهديد ال�ش��اب املدعو‪/‬‬ ‫بكر للعجوز املجني عليه‪..‬‬ ‫فركز فريق البحث على الشاب املذكور‬ ‫(اب � ��ن ع ��م اب �ن��ة امل �ج��ن ��ي ع �ل �ي��ه)‪ ،‬وق��ام ��وا‬ ‫ب��ال �ت��ح ��ري ع �ن��ه وم �ت��اب �ع �ت��ه ح��ت ��ى ع �ث ��روا‬ ‫ع �ل �ي��ه ومت �ك �ن ��وا م ��ن ض �ب �ط��ه‪ ،‬وإي �ص��ال��ه‬ ‫ل �ل �م ��رك��ز‪ ،‬ث ��م ب ��اش ��روا م �ع��ه ف �ت��ح احمل��ض ��ر‬ ‫واستنطاقه يف نفس اليوم‪ ..‬ولكن الشاب‬ ‫اع � �ت ��رف خ �ل��ال ذل � ��ك ب �ق �ي��ام��ه ب �ت �ه��دي��د‬ ‫املجني عليه بالقتل قبل ي��وم أو يومني‬ ‫من العثور على جثته‪ ،‬ولم يقر بارتكابه‬ ‫ل �ل��ج ��رمي��ة ق ��ائ�ل ً�ا‪ :‬أن ��ا ص �ح �ي��ح تهجمت‬


‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫عليه ب��ال�ك�لام وه��ددت��ه بالقتل قبل يوم‬ ‫أو ي��وم�ين م��ن ال ��واق �ع��ة‪ ،‬ول �ك��ن ذل ��ك ك��ان‬ ‫م��ن ب ��اب االس �ت �ع ��راض ب �غ ��رض تخويفه‬ ‫وحتذيره وإعطائه رسالة بالكالم كلفني‬ ‫بإيصالها إليه شخص عزيز من األقرباء‪،‬‬ ‫ول �ي ��س بقصد نية التنفيذ‪ ،‬ب��ل ل ��م أكن‬ ‫أع � � ��رف وأظ� � ��ن أن ال � ��رج � ��ل س � ��وف ي �ق�ت��ل‬ ‫بالفعل‪ ،‬وليست لي أية عالقة وال معرفة‬ ‫باجلرمية‪ ،‬وال من ارتكبها‪ ،‬وكذلك ليست‬ ‫لي عالقة بسرقته‪ ،‬وأنا بريء من كل ذلك‬ ‫ب ��راءة ال��ذئ��ب م��ن دم ي��وس ��ف‪ ،‬وي�ع�ل��م اهلل‬ ‫صدق قولي هذا‪..‬‬ ‫وظل الشاب (ابن العم) على قوله آنف‬ ‫الذكر بعدم عالقته بارتكاب واقعة القتل‬ ‫وال �س ��رق��ة وع � ��دم م �ع ��رف �ت��ه إال م��اي�ت �ع �ل��ق‬ ‫بالكالم بهدف تخويفه وترهيبه وبإيعاز‬ ‫م� ��ن ش �خ ��ص م� �ق ��رب ل �ل ��رج ��ل(ال �ق �ت �ي ��ل)‬ ‫للقيام بذلك كخدمة أو كعمل إنساني‬ ‫له‪.‬‬ ‫ف � �ت � ��وق� ��ف ض � �ب � ��اط ال� �ت� �ح � �ق� �ي ��ق ع �ن��د‬ ‫الكلمات األخ �ي ��رة للشاب واملتضمنة أنه‬ ‫قام بتهديد املجني عليه بالقتل بحسب‬ ‫طلب شخص ل��ه ق ��راب��ة بالرجل وبإيعاز‬ ‫م ��ن ذل ��ك ال �ش �خ ��ص ك �خ��دم��ة ‪ ..‬فسكت‬ ‫ال �ش��اب‪ ،‬وجت��اه��ل ال �س ��ؤال ك��أن��ه ال يريد‬ ‫كشف اسم الشخص‪ ،‬وحاول التهرب من‬ ‫ال ��رد أول األم ��ر‪ ،‬ثم اضطر حتت اإلص ��رار‬ ‫وال�ت�ش��دي��د م��ن قبل احملققني على ذكر‬ ‫االسم‪ ،‬فقال‪ :‬إن الشخص الذي أوعز إلي‬ ‫ب��ذل��ك وح ��رض��ن ��ي ه��و اب�ن��ة املجني عليه‬ ‫عينها‪..‬‬ ‫وك � ��رر ق ��ول��ه ه� ��ذا مب ��ا ي ��ؤك ��د حقيقته‬ ‫وم �ص��داق �ي �ت��ه ب��ال �ق ��ول‪ :‬إن �ه��ا ات �ص �ل��ت بي‬ ‫وط �ل �ب��ت م��ن ��ي احل �ض ��ور إل �ي �ه��ا‪ ،‬ف��ذه �ب��ت‬ ‫والتقيت بها يف امل �ن��زل‪ ،‬وك��ان��ت لوحدها‬ ‫وزوجها خارج البيت‪ ،‬وأثرت علي وأغرتني‬ ‫أثناء ذل��ك‪ ،‬ول ��م استطع إال أن أنفذ لها‬ ‫طلبها‪ ،‬وأق ��وم بعدها بالذهاب إلى أبيها‬ ‫وتهديده بالقتل علن ًا‪،‬‬ ‫وه��ذا ك��ان ذنبي الوحيد‪ ،‬وم��اع��دا ذلك‬ ‫ليست ل ��ي صلة وال معرفة بشيء‪..‬كما‬ ‫أن��ه ل ��م يكن ه�ن��اك بيني وامل�ج��ن ��ي عليه‬ ‫أي خ�لاف أو ع ��داء ليكون سبب ًا وداف �ع � ًا‬ ‫الرتكاب اجلرمية‪..‬‬ ‫ف � �ب ��دأ ال� �ش � �ع ��ور ل � ��دى ف ��ري ��ق ال �ب �ح��ث‬ ‫بالشك واحليرة بعد تصريح الشاب هذا‪،‬‬ ‫وامل �ي��ل لتصديقه‪ ،‬وأوش��ك ��وا على االجت��اه‬ ‫باالشتباه يف ابنة املجني عليه بأنها قد‬ ‫‪48‬‬

‫تكون وراء ارتكاب اجلرمية‪ ،‬ولكن اكتشفوا‬ ‫من خالل حترياتهم والبحث يف سجالت‬ ‫البالغات باملنطقة وامل ��رك��ز أن ثمة بالغ ًا‬ ‫سابق ًا مدون ًا باسم الرجل املجني عليه‬ ‫تقدم به قبل أيام يوضح فيه أنه إذا حصل‬ ‫له شيء أو تعرض ألي اعتداء وقتل فإن‬ ‫غرميه هو الشاب ( بكر ) ‪،‬وليس له عدو‬ ‫غيره‪..‬فكان هذا البالغ من املجني عليه‬ ‫ض��د ال �ش��اب مب�ث��اب��ة ال ��رك �ي��زة أو القرينة‬ ‫الكبرى التي ع��ززت إل ��ى جانب القرائن‬ ‫األخرى حصر االشتباه واالتهام يف الشاب‬ ‫(ب��ك ��ر) ووض � �ع ��وا يف ت ��رج �ي �ح �ه��م أن ��ه رمب��ا‬ ‫يكون املنفذ‪ ،‬وال�ف�ت��اة ابنة املجني عليه‬ ‫محرضة وم �س��اع��دة أو شريكته كمدبرة‬ ‫ل �ل��ج ��رمي��ة وخ�ل��ال ال �ت �ن �ف �ي��ذ‪ ....‬غ �ي ��ر أن‬ ‫ال �ش��اب مكث على إن �ك��اره وإص � ��راره بعدم‬ ‫م �ع ��رف �ت��ه وع�لاق �ت��ه ب��اجل ��رمي��ة‪ ،‬واس �ت �م ��ر‬ ‫كذلك حتى النهاية‪..‬‬ ‫ف �ت��زاي��دت ح �ي ��رة ض �ب��اط ال �ب �ح��ث‪ ،‬ثم‬ ‫فكروا‪ ،‬وراحوا فاجتهوا للتوسع بالتحري‬ ‫وجمع اإلف ��ادات ح ��ول ابنة املجني عليه‬ ‫وعالقتها بأبيها قبل مقتله‪ ،‬وعالقتها‬ ‫ب � ��زوج � �ه � ��ا‪ ،‬وك � � � ��ذا ع�ل�اق� �ت� �ه ��ا ب ��اجل � �ي ��ران‬ ‫وب � ��اآلخ � ��ري � ��ن‪ ،‬وح � � ��ول ن ��وع � �ي ��ة س �ل ��وك �ه��ا‬ ‫وسيرتها‪ ،‬ووضعها امل��ال ��ي واملعيشي هي‬ ‫وزوج �ه��ا‪ ،‬إضافة إل ��ى التوسع يف التحري‬ ‫ح ��ول ال ��زوج‪ ،‬وح ��ول ال ��رج ��ل املجني عليه‬ ‫واألش �خ��اص ال��ذي��ن ك��ان ��وا ي �ت ��رددون عليه‬

‫وي �ل �ت��ق ��ي ب �ه��م م ��ن األص ��دق ��اء واألق ��رب ��اء‬ ‫وغيرهم‪ ،‬وعن آخر شخص التقى به أورآه‬ ‫قبل الواقعة‪..‬‬ ‫وأتت املعلومات املتجمعة من كل ذلك‬ ‫ل �ت �ك �ش��ف وت �ب�ي�ن أن اب �ن��ة امل �ج��ن ��ي عليه‬ ‫ل �ي �س ��ت إم � ��رأة ص ��احل ��ة‪ ،‬وس �ل��وك �ه��ا س ��يء‬ ‫وم �ش�ين‪ ،‬وأن زوج �ه��ا رج��ل كبير يف السن‬ ‫(شايب)‪ ،‬ويكبرها يف عمره مبا يزيد عن‬ ‫ضعف عمرها بفارق ليس بالقليل وأنها‬ ‫قد تزوجته قبل بضع سنني‪ ،‬وزواجها به‬ ‫كان غصب ًا عنها وحتت ضغط أبيها الذي‬ ‫عقد لها عليه وزف �ه��ا إليه ب��دون رضاها‬ ‫ورغبتها‪ ،‬وه��ذا ال��زوج ك��ان هو الثاني لها‬ ‫وليس األول‪ ..‬حيث سبق وتزوجت برجل‬ ‫غيره من قبل وهي لم تزل صبية (طفلة)‬ ‫صغيرة‪ ،‬وهو كبير يف السن(شايب) كذلك‪،‬‬ ‫ويف عمر يزيد عن عمر أبيها‪ ،‬وزواجها به‬ ‫ك��ان بنفس الطريقة بقوة ضغط أبيها‬ ‫ورغم ًا عنها‪ ،‬ولكنها لم متكث كثير ًا مع‬ ‫ذل ��ك ال ��رج ��ل األول‪ ،‬وت �ط �ل �ق��ت م �ن��ه‪ ،‬ثم‬ ‫مالبثت أن زوج �ه��ا ب��ال��زوج الثاني وال��ذي‬ ‫ك��ان من اختياره هو لها وب��ذات الكيفية‬ ‫(عن طريق الغصب وبال إرادة منها)‪ ،‬وهو‬ ‫ال��زوج ال��ذي م��ازال��ت يف عصمته‪ ،‬وتسكن‬ ‫وإي ��اه يف امل �ن��زل امل�ق��اب��ل حمل��ل سكن أبيها‬ ‫(امل �ج ��ن ��ي ع �ل �ي��ه) ب� ��احل� ��ارة‪ ،‬غ �ي��ر أن ه��ذا‬ ‫الزوج الثاني وحسب ما حددت املعلومات‬ ‫والتحريات عنه بأنه ضعيف الشخصية ‪،‬‬


‫‪49‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫وأنها مسيطرة عليه‪ ،،‬ومسيرة له كجهاز‬ ‫رمي��ون��ت يف ي��ده��ا‪ ،‬حت ��رك��ه وت�ت�ح�ك ��م فيه‬ ‫كيفما تشاء يف حياتهما الزوجية وداخل‬ ‫املنزل وخارجه‪ ،‬وليس له رأي أمامها‪..‬‬ ‫كما وردت بعض اإلف��ادات حول الزوجة‬ ‫(إبنة املجني عليه) لتؤكد بأنها يف الفترة‬ ‫األخيرة صارت متنمرة حتى على أبيها‪،‬‬ ‫ول � ��م ت �ع ��د ت �ع �م��ل ل ��ه ح �س ��اب � ًا يف ش ��يء‪،‬‬ ‫وعالقتهما أخذت يف التنافر والتباعد و‬ ‫إع ��راض�ه��ا عنه وك��أن سني العمر والكبر‬ ‫ق��د ه��دت��ه وف �ع �ل��ت ف �ي��ه فعلها ف�ل��م يعد‬ ‫يستطع أن يفرض هيبته عليها ويصدها‬ ‫مثلما كان يف السابق ‪ ،‬أو ذلك مالوحظ‬ ‫عليه وتضمنته تلك اإلفادات بشأن االبنة‬ ‫وأبيها املجني عليه‪..‬‬ ‫ي� �ض ��اف إل � ��ى ذل� ��ك أن رج � ��ال ال �ب �ح��ث‬ ‫ح ��اول ��وا ال �ع �ث ��ور ع��ل ��ى األش� �ي ��اء وال �ن �ق ��ود‬ ‫املسروقة التي كانت بحوزة املجني عليه‬ ‫واخ�ت �ف��ت م��ن م�ح ��ل سكنه ع�ن��د مقتله‪،‬‬ ‫وك ��ان م��ن ض �م��ن م��ن ب�ح �ث ��وا ع�ن��ه وظ�ن��وا‬ ‫أنهم سيجدونها لديه هو املشتبه األول‬ ‫الشاب املدعو‪( /‬بكر )‪ ،‬ولكنهم لم يعثروا‬ ‫عليها بحوزته‪ ،‬ولم يجدوا لها أث ��ر ًا بأي‬ ‫مكان‪.‬‬ ‫ف�ف��ك ��روا أث �ن��اء ذل ��ك‪ ،‬وس��اوره��م الشك‪،‬‬ ‫ث ��م وض �ع ��وا ض �م��ن اف �ت ��راض��ات �ه��م وع��ل ��ى‬ ‫سبيل االح �ت �م��ال األق ��وى وال �ب��دي��ه ��ي‪ ،‬أن‬ ‫املستفيدة هي الفتاة (ابنة املجني عليه)‪،‬‬

‫وأن �ه��ا ال ��وري�ث��ة ال ��وح �ي��دة بعد أب�ي �ه��ا‪ ،‬وأن��ه‬ ‫ال يستبعد أن تكون لها ول��زوج �ه��ا صلة‬ ‫باجلرمية‪ ،‬بل أنهما األقرب لربط ارتكاب‬ ‫اجل ��رمي ��ة ب �ه �م��ا‪ ،‬ب��اع �ت �ب��اره �م��ا ص��اح ��ب ��ي‬ ‫املصلحة وب��ال��ذات ال�ف�ت��اة (االب �ن��ة) التي‬ ‫ل��دي �ه��ا ال��داف��ع ل��ذل��ك‪ ،‬ومصلحتها هي‬ ‫األولى من مقتل أبيها‪..‬‬ ‫ف �ك��ان ع��ل ��ى ض ��وء ه��ذا وذاك أن حت ��ول‬ ‫واجت � ��ه اش �ت �ب ��اه ف ��ري ��ق ال �ب �ح��ث يف امل � ��رأة‬ ‫(ابنة املجني عليه) وزوجها‪ ،‬والتوقف عن‬ ‫حصر االتهام يف الشاب ابن عمها املدعو‪/‬‬ ‫بكر وقاموا باستدعاء الفتاة (ابنة املجني‬ ‫عليه) وزوجها‪ ،‬وفتح محاضر االستنطاق‬ ‫م��ع ك��ل منهما وبشكل منفرد ك�ل ًا على‬ ‫ح ��ده‪ ،‬وك��ان فتح احمل��ض ��ر م��ع ال�ف�ت��اة من‬ ‫ق �ب��ل ام ��رأت �ي�ن م ��ن ال �ش ��رط��ة ال �ن �س��ائ �ي��ة‬ ‫بأمن املنطقة وهما الرقيب‪ /‬أف ��راح هزاع‬ ‫والرقيب‪ /‬سميرة العميسي‪ ،‬واللتان مت‬ ‫ضمهما لفريق العمل والتحقيق وتعدان‬ ‫م ��ن ال� �ك � �ف ��اءات ال �ش ��رط �ي ��ة اخل �ب �ي ��رة يف‬ ‫التحقيق اجلنائي ويحمالن من اجلدارة‬ ‫واإلخ�ل�اص والتفاني يف أداء أعمالهما‬ ‫م��اي �ض �ع �ه �م��ا يف م � �ص� ��اف ال �ش ��رط �ي ��ات‬ ‫املتميزات ومحل ثقة مطلقة‪ ،‬بل ويعتد‬ ‫بهما يف توليهما ألي مهمة صعبة ‪...‬‬ ‫ب �ي �ن �م��ا مت ف �ت��ح احمل��ض ��ر م ��ع ال � ��زوج من‬ ‫قبل بعض الضباط املكلفني بالتحقيق‬ ‫من ضمن الفريق‪ ،‬ويف مقدمتهم مدير‬ ‫مباحث املنطقة ورئ �ي ��س مكتب البحث‬ ‫مب ��رك��ز ش ��رط��ة ال�ل�ق �ي��ة ث��م رئ �ي ��س مكتب‬ ‫البحث مبركز شعوب‪ ،‬والذين استطاعوا‬ ‫ومبالهم من خبرة يف كيفية التعامل مع‬ ‫أي متهم ودراس ��ة نفسيته وس �ب ��ر أغ ��وراه‬ ‫ع �ن��د ط ��رح األس �ئ �ل��ة ع�ل�ي��ه وإج �ب ��اره على‬ ‫إخ ��راج ما يكون مخفي ًا بداخله بأسلوب‬ ‫ه� � ��ادئ‪ ،‬أن ي �س �ت ��درج ��وا ال ��رج ��ل (ال� � ��زوج)‬ ‫ويدفعوه أث�ن��اء ذل��ك‪ ،‬وم��ن خ�لال إيهامه‬ ‫بأن زوجته قد أدلت باعترافها عليه بأنه‬ ‫غ ��رمي أب �ي �ه��ا أو م��ن أراد ق�ت �ل��ه‪ ،‬إل ��ى ب��دء‬ ‫الكالم واإلف �ص��اح عن مايكتمه يف صدره‬ ‫ومب ��ا ي�ك�ش��ف احل�ق �ي �ق��ة امل �ج �ه��ول��ة وغ �ي ��ر‬ ‫املتوقعة‪ ،‬وبقوله‪:‬‬ ‫ك� �ن ��ت أع � � ��رف أن � �ه ��ا خ ��ائ� �ن ��ة ب �ط �ب �ع �ه��ا‬ ‫(ويقصد زوجته)‪ ،‬وأنها ال تتورع عن فعل‬ ‫أي ش ��يء خ��ارج عن املألوف وع��ن الطريق‬ ‫ال �س ��وي‪ ،‬ومم�ك��ن أن تسعى يف التخلص‬ ‫م��ن ��ي ك �م��ا ت�خ�ل �ص��ت م��ن غ �ي ��ري‪ ،‬وأع��ن ��ي‬ ‫ب��ذل��ك أب��اه��ا(امل �ج��ن ��ي ع �ل �ي��ه) وال � ��ذي هو‬

‫أق ��رب الناس إليها‪ ،‬ألنها هي من قتلته‬ ‫باالشتراك مع شخص آخ ��ر‪ ،‬وليس أن��ا‪...‬‬ ‫وذل��ك الشخص شريكها يف اجلرمية هو‬ ‫شاب من قريتها‪ ،‬ويسكن مبنطقة مذبح‬ ‫مع أسرته (زوجته وأوالده) ويدعى ‪ /‬داعر‪..‬‬ ‫حيث اتصلت له عشية الواقعة‪ ،‬فحضر‬ ‫إلينا‪ ،‬وقضى ليلته لدينا يف املنزل‪ ،‬ثم يف‬ ‫الصباح الباكر ذهب وإياها‪-‬بعد اتفاقهما‬ ‫ب��ال �ل �ي��ل‪ -‬إل ��ى م�ح ��ل س �ك��ن أب �ي �ه��ا‪ ،‬وق��ام��ا‬ ‫بقتله هناك وأخ��ذا ما بحوزته‪ ،‬ثم عادا‬ ‫ومعهما كيس (ع�لاق �ي��ة) ب��داخ�ل��ه أوراق‬ ‫وأشياء لم أعرف ماهي‪ ،‬وقاال لي بأنهما‬ ‫قاما بقتل الرجل (أبيها) وتركا جثته يف‬ ‫احملل مربوطة ومغطاة‪ ،‬وأن ��ي إذا تكلمت‬ ‫ألحد بذلك وكشفت السر لقريب أو بعيد‬ ‫فسوف يلحقان بي ويقتالني كما فعال‬ ‫بالرجل (املجني عليه) فخفت من وقتها‬ ‫وارتعبت‪ ،‬والتزمت الصمت غصب ًا عني‪،‬‬ ‫ول�ك��ن بعد أن أخ �ب��رمت��ون ��ي أن �ه��ا اعترفت‬ ‫ع��ل ��ي وردت االت� �ه ��ام ض ��دي وب ��أن ��ي غ ��رمي‬ ‫أبيها وم ��رت�ك ��ب اجل ��رمي��ة‪ ،‬فليس أمامي‬ ‫سوى االعتراف باحلقيقة إلنقاذ نفسي‬ ‫من التهمة‪ ،‬مع أن ذلك لن يبعدني عن‬ ‫اخلطر ال��ذي ق��د يحدق ب ��ي ويتربصني‬ ‫منهما (من القاتلني‪ -‬زوجتي وشريكها)‬ ‫ب �ع ��د أن ي �ع �ل �م��ا أن ��ن ��ي ت �ك �ل �م��ت وك �ش�ف��ت‬ ‫السر‪ ..‬ولكن سوف أسلم أمري هلل‪ ،‬وماهو‬ ‫مكتوب يف اجل �ب�ين ال ب��د أن ت ��راه العني‪.‬‬ ‫فكان بعد هذا االعتراف للرجل (الزوج) أن‬ ‫شعر رج��ال البحث ك��أن شيئ ًا ثقي ًال بدأ‬ ‫ينزاح عن كواهلهم‪ ،‬ويتنفسون الصعداء‪،‬‬ ‫وأنهم أوشكوا على االقتراب من النهاية‬ ‫ب��ذل��ك‪ ،‬وع��ل ��ى غير م��ا ك��ان��وا ينتظرون‪..‬‬ ‫فسارعوا والفرحة ال تسعهم إلى الزوجة‬ ‫(ابنة املجني عليه) ملواجهتها (عن طريق‬ ‫احملققتني م��ن ال�ش ��رط��ة النسائية) مبا‬ ‫اعترف به زوجها عنها وعن شريكها آنف ًا‬ ‫‪..‬وتوجيه االتهام إليها خالل ذلك بأنها‬ ‫القاتلة ومرتكبة اجل ��رمي��ة م��ع شريكها‬ ‫امل ��دع ��و‪ /‬داع � ��ر‪،‬وأن� ��ه ل �ي ��س ل �ه��ا م �ف ��ر من‬ ‫مواجهة احلقيقة واالعتراف بها‪.‬‬ ‫فما ك��ان منها أم��ام ه��ذه املفاجأة غير‬ ‫امل�ت��وق �ع��ة إال أن استسلمت وان �ه��ارت ثم‬ ‫ق ��ال ��ت‪ :‬ن �ع��م ل �ق��د ف �ع �ل�ت �ه��ا ‪ ،‬ول �ك��ن ذل��ك‬ ‫ك��ان غصب ًا عني أو ك��ان السبيل الوحيد‬ ‫أم ��ام ��ي‪ ..‬ك �ن��ت م��ح ��روم��ة م��ن ك��ل ش ��يء‪..‬‬ ‫مظلومة منذ طفولتي‪ ..‬حرمت من حنان‬ ‫وال ��دي‪ ،‬كما حرمت من حنان أم ��ي التي‬


‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫رح �ل��ت عني وأن��ا م��ازل��ت طفلة صغيرة‪..‬‬ ‫ت��ك �ب��دت ال �ع �ن��اء وال �ش �ق��اء وال�ت�خ �ب��ط بني‬ ‫دهاليز وقسوة احلياة وظلم األيام التي ال‬ ‫ترحم وال تترك رحمة اهلل تنزل‪ ..‬تذوقت‬ ‫م ��رارة ال�ظ�ل��م (ظ �ل��م أب ��ي ل ��ي) ال ��ذي ك��ان‬ ‫أش��د علي وأم ��ر م��ن احلنظل حطمني‪..‬‬ ‫دم ��رن ��ي‪ ..‬وح ��رم��ن ��ي م��ن أن أت�ط�ل��ع حتى‬ ‫ألق� ��ل األح � �ل ��ام‪ ،‬ق �ب ��ل ب �ض �ع��ة أع � � ��وام م��ن‬ ‫ب �ل ��وغ ��ي‪ ،‬وأن ��ا ل ��م أجت� ��اوز م��ن ع �م ��ري ال �ـ �ـ‬ ‫‪12‬عام ًا‪ ،‬قام بتزويجي امل ��رة األول ��ى برجل‬ ‫كبير يف ال �س��ن وش��اي��ب‪ ،‬ع �م ��ره ك��ان أكثر‬ ‫م��ن ع �م ��ر أب ��ي‪ ،‬ويف م ��رح �ل��ة ك��أن��ه ج ��دي‪..‬‬ ‫زوج��ن ��ي أب ��ي ب��ه ب��ال�ق��وة ورغ �م � ًا ع��ن ��ي‪ ..‬لم‬ ‫أكن أع ��رف وقتها مامعنى ال��زواج أو ماذا‬ ‫يعني أن أكون عروسة رجل‪ ..‬كنت مازلت‬ ‫مبثابة طفلة أو صبية ص�غ �ي ��رة‪ ،‬بالكاد‬ ‫تريد وحتب اللعب مع األطفال والبنات‬ ‫ال �ص �غ��ار‪ ..‬ل ��م أدرك ب �ع ��د م� ��اذا ي �ع��ن ��ي أن‬ ‫أك ��ون أن��ث ��ى‪ ،‬وزوج ��ي ه��و رج ��ل وي ��ري��د مني‬ ‫مايرغب فيه ال��ذك ��ر م��ن األن��ث ��ى‪ ...‬شرط‬ ‫عليه أبي‪-‬أي على زوجي‪ -‬قبل العرس أن‬ ‫يصبر علي لسنة أو سنتني على األقل‪-‬‬ ‫بسبب ص�غ ��ر ع �م ��ري‪ -‬ح��ت ��ى أك �ب ��ر قلي ًال‬ ‫وأبدا أتآلف معه وأحس بشي من الفهم‬ ‫والرغبة‪ ،‬ولكن الرجل لم ميتثل ويلتزم‬ ‫ب��ذل��ك ال �ش ��رط‪ ،‬وس ��رع ��ان م��اه �ج��م علي‬ ‫وافترسني كالوحش بعد م ��رور أي��ام من‬ ‫ليلة الزفاف‪ ،‬وقضى وطره مني اغتصابا‬ ‫وب��اإلك ��راه وأن ��ا أب��ك ��ي وأص ��رخ باالستغاثة‬ ‫ولكن ال من مجيب‪ ،‬وقد هربت منه إلى‬ ‫عند أبي أكثر من مرة بعد ذلك‪ ،‬أشتكي‬ ‫ال �ي��ه ودم��وع ��ي تسيل باكية على خ��دي‪،‬‬ ‫وأت ��رج ��اه ب ��أن ي ��رح �م��ن ��ي وي�خ�ل �ص��ن ��ي من‬ ‫ذلك الزوج (الشايب) الوحش‪ ،‬غير أن أبي‬ ‫كان يغضب ويضربني يف كل مرة ويردني‬ ‫إليه بالقوة‪..‬وعشت مدة يف عصمة ذلك‬ ‫ال ��زوج كأنها اجلحيم وجهنم احل �م ��راء‪..‬‬ ‫واس �ت �م ��ر احل � ��ال ك ��ذل ��ك ح��ت ��ى ذات ي��وم‬ ‫والذي متلكني فيه اليأس التام‪ ،‬ففكرت‬ ‫بقتل نفسي والتخلص من حياة البؤس‬ ‫التي أعيشها‪ ،‬ثم بدأت أعد العدة لذلك‪،‬‬ ‫ول �ك��ن ��ي خ �ف��ت وت ��راج �ع ��ت يف ال �ل �ح �ظ��ات‬ ‫األخيرة‪..‬‬ ‫وبعد ذلك فكرت يف الهروب واالختفاء‬ ‫ب ��أي م�ن�ط�ق��ة خ� ��ارج األم ��ان ��ة وم�ح��اف�ظ��ة‬ ‫صنعاء‪ ..‬ولكن رح��ت أت �س��اءل أي��ن أذه��ب‪،‬‬ ‫وك �ي��ف وم� ��اذا س �ي�ح ��ل ب ��ي ل ��و وق �ع��ت بني‬ ‫أي � ��دي وح � ��وش ب �ش ��ري��ة م �ف �ت ��رس��ة؟ وك ��ذا‬ ‫‪50‬‬

‫ل ��وص��ادف أن شاهدني أح��د م��ن األق ��رب��اء‬ ‫واألص � ��دق� ��اء ألب � ��ي وزوج � � ��ي ب �ع ��د ه ��روب ��ي‬ ‫وتعرف علي ثم أبلغ عني‪ ،‬وأعادوني إلى‬ ‫زوجي وأبي‪ ،‬فهل سيعفو أبي وزوجي عني‬ ‫وي �ت ��رك��ان ��ي أم أن ال��ذب��ح وال �ق �ت��ل سيكون‬ ‫مصيري كجزاء طبيعي على فعلتي‪..‬؟؟‬ ‫وت� �ك ��اث ��رت ع ��ل ��ي ال � ��وس � ��اوس‪ ،‬وش �ع ��رت‬ ‫ب��االرت �ه��اب‪ ،‬فتخليت ع��ن ال �ف��ك ��رة‪ ،‬فكرة‬ ‫ال �ه ��روب‪ ..‬ثم ويف زحمة التخبط والتيه‬ ‫هذه حدث أن تعرفت على إحدى النساء‬ ‫م ��ن احل� � ��ارة امل� � �ج � ��اورة‪ ،‬وذل � ��ك يف ح �ف�ل��ة‬ ‫نسائية مبناسبة زف��اف إلح��دى الفتيات‬ ‫م��ن ت �ل��ك احل � ��ارة‪ ،‬وك ��ان اجل �م��ع للنساء‬ ‫باحلفلة من كافة بيوت احل��ارة واحل��ارات‬ ‫احمل �ي �ط��ة‪ ..‬وامل � � ��رأة ال��ت ��ي ت �ع ��رف��ت عليها‬ ‫كانت زوجة لرجل هو اكبر منها بضعف‬ ‫عمرها (شيبه)‪ ،‬وتزويجها به كان غصب ًا‬ ‫عنها وب ��االك ��راه م�ث��ل ��ي‪ ،‬ول�ك�ن��ه ث ��ري وم��ن‬ ‫ال ��رج��ال ال��ذي��ن ل��دي�ه��م امل ��ال وال �ع �ق��ارات‪،‬‬ ‫وق��د ت��زوج �ت��ه وه ��ي ص�غ �ي ��رة ج ��داً‪ ،‬وك��ان��ت‬ ‫ض ��رة إل ��ى جانب زوجته األول ��ى أم أوالده‪،‬‬ ‫وه ��ذا وغ �ي ��ره م��اع ��رف �ت��ه ع�ن �ه��ا م��ن خ�لال‬ ‫ح��دي��ث ��ي أن ��ا وإي��اه��ا أث �ن��اء احل �ف �ل��ة‪ ،‬فقد‬ ‫ت��درج �ن��ا ب��ال�ك�لام م��ع بعضنا وم�ض��ت كل‬ ‫منا حتكي لألخرى حينها ع��ن حياتها‬ ‫وما يخصها‪ ،‬وتقاربت هذه املعرفة بيني‬ ‫وهي وتوثقت بتكرار لقاءاتنا فيما بعد‪..‬‬ ‫ألنها راح��ت ت��زورن ��ي يف بيتي وأن��ا أزوره��ا‬ ‫مب �ن��زل �ه��ا‪ ،‬وأخ ��ذن ��ا ن �ل�ت��ق ��ي يف أك �ث ��ر من‬ ‫مناسبة بني احلني واآلخ ��ر‪ ،‬وعرفت عنها‬ ‫خ�لال ذل��ك أن��ه إم ��رأة منفتحة ومتمردة‬ ‫ع��ل ��ى ك ��ل م��اح ��ول �ه��ا‪ ،‬واس �ت �ط��اع��ت ف ��رض‬ ‫نفسها وشخصيتها على زوج �ه��ا وعلى‬ ‫البيت‪ ،‬وغدت هي صاحبة الكلمة األولى‪،‬‬ ‫وبإمكانها أن تعمل ماتشاء دون أن يقدر‬

‫زوجها على صدها أورف��ع عينيه عليها‪،‬‬ ‫ك �م��ا اك�ت�ش�ف��ت أن �ه��ا ت �س ��رح ومت ��رح وك��ان��ت‬ ‫ت �ع ��وض حرمانها وتشبع رغبتها كونها‬ ‫مازالت شابة صغيرة‪ ،‬وزوجها عجوز غير‬ ‫متكافىء معها ال يستطيع ملئ كفايتها‪،‬‬ ‫ع��ن ط ��ري��ق ق �ي��ام�ه��ا ب��إق��ام��ة ع�لاق��ات مع‬ ‫ش �ب��اب م��ن خ ��ارج احل ��ارة ومل ��رة واح ��دة مع‬ ‫أي ش ��اب يف غ�ف�ل��ة م��ن زوج �ه��ا وأه �ل �ه��ا‪..‬‬ ‫وهي التي علمتني أن أفعل كذلك لكي‬ ‫أعوض النقص واحلرمان‪ ،‬وكذا أن أمترد‬ ‫وأكون جريئة وقوية شخصية أمام كل من‬ ‫أتعامل معهم‪ ،‬وأول �ه��م زوج ��ي وأب ��ي‪ ،‬وقد‬ ‫دل�ت��ن ��ي ع��ل ��ى ال �ط ��رق وال ��وس��ائ��ل لتنفيذ‬ ‫ذل��ك‪ ،‬فكان ع��ن طريق ه��ذا ومب ��رور فترة‬ ‫أن متكنت من إجبار زوجي العجوز على‬ ‫طالقي وخ�لاص ��ي م�ن��ه‪ ..‬ولكن ل��م متض‬ ‫س � ��وى أق� ��ل م ��ن س �ن��ة ب �ع��د أش �ه ��ر ال �ع��دة‬ ‫حتى كرر أبي نفس اخلطأ السابق وقام‬ ‫ب �ت��زوي��ج ��ي ول �ل �م ��رة ال�ث��ان �ي��ة ب ��رج��ل كبير‬ ‫ال �س��ن (ش ��ائ ��ب) وع �م ��ره أض �ع ��اف ع �م��ري‬ ‫ك��األول‪ ،‬وب��ذات الطريقة ب��اإلك ��راه والقوة‪،‬‬ ‫وب�لا إرادت ��ي وموافقتي‪ ،‬وكنت حينها قد‬ ‫بلغت س��ن البلوع وأصبحت ام ��رأة شابة‬ ‫ولكن لقد أعاد أبي ذات الغلطة‪ ،‬وظلمني‬ ‫ك �م ��ا ف �ع ��ل م ��ن ق � �ب ��ل‪ ،‬وج �ع �ل��ن ��ي أع ��ان ��ي‬ ‫م��ن ال�ش �ع ��ور بالنقص وم��ا ه��و أك �ب��ر من‬ ‫النقص عندما أج �ب��رن ��ي وأرغ �م��ن ��ي على‬ ‫ال� ��زواج ب ��رج ��ل أك �ب��ر م��ن ��ي وب �ف��ارق شاسع‬ ‫ج ��د ًا يف ال �ع �م ��ر ب�ي��ن ��ي وإي � ��اه‪ ..‬ب��اإلض��اف��ة‬ ‫إل ��ى ذل��ك أن��ه (أي زوج ��ي) ح��ال�ت��ه فقيرة‬ ‫للغاية وم��ج ��رد عامل أو موظف صغير‪،‬‬ ‫ودخ�ل��ه اليغطي حتى املعيشة ال �ع��ادي��ة‪،‬‬ ‫وليس غني ًا ليعوضني مباله ولواليسير‬ ‫مما حرمت أوسأظل محرومة منه‪ ..‬كما‬ ‫فوجئت وم��ن األي ��ام األول ��ى ل��زواج ��ي بأن‬


‫أنا وهو على تنفيذ العملية يف الصباح‬ ‫الباكر‪ ..‬وكنت أع ��رف أن أب ��ي سيستيقظ‬ ‫باكر ًا ويقوم لصالة الصبح باجلامع‪ ،‬بعد‬ ‫أن مير أحد األشخاص من احل��ارة ويدق‬ ‫عليه باب محل السكن من اخلارج ليقوم‬ ‫للصالة فيفتح ال �ب��اب بعد ذل��ك‪ ،‬وتلك‬ ‫كانت عادته يومي ًا‪..‬‬ ‫ث��م يف ال �ص �ب��اح استيقظت وصاحبي‬ ‫من النوم بعد الفجر‪ ،‬وانتظرنا نراقب من‬ ‫النافذة حتى شاهدنا ذلك الشخص مر‬ ‫على دكان أبي كعادته ودق بابه إليقاظه‬ ‫من أجل الصالة‪ ..‬فسارعنا إليه بعد ذهاب‬ ‫ال�ش�خ ��ص‪ ،‬وك ��ان أب ��ي ق��د فتح ال �ب��اب من‬ ‫الداخل‪ ،‬وبقي ليرتدي مالبسه استعداد ًا‬ ‫للخروج‪ ،‬فدخلنا عليه وباشرناه يف ذات‬ ‫ال �ل �ح �ظ��ة‪ ،‬دون أن ن �ت ��رك ل��ه أي ف ��رص��ة‪،‬‬ ‫وق �م �ن��ا ب�ت�ك �ت �ي �ف��ه ورب � ��ط ي ��دي ��ه ورج �ل �ي��ه‬ ‫ببعض األشياء واملالبس التي يف الدكان‪،‬‬ ‫وبتكميم فمه وعينيه بالصق بالستيك‬ ‫أحضرناه معنا حسب االتفاق‪ ،‬ثم قمنا‬ ‫بضربه على رأس��ه ووج �ه��ه بفأس حديد‬ ‫أو مايسمى بـ (ال�ف ��رص) ال��ذي يستخدم‬ ‫يف قطع وتفليق احلطب واخلشب‪ ،‬حتى‬ ‫فارق احلياة‪ ،‬ثم أخذنا ماكان بحوزته من‬ ‫امل��ال وه��و مبلغ أكثر م��ن (‪ )200،000‬ري��ال‬ ‫واألوراق (وثائق امللكية) اخلاصة باألرض‬ ‫والبيت يف البالد‪ ،‬وغطينا اجلثة ببعض‬ ‫امل�ل�اب ��س واألش � �ي � ��اء‪ ،‬وب �ع ��د ذل� ��ك غ ��ادرن ��ا‬ ‫احملل عائدين للمنزل‪ ،‬وكان زوجي مازال‬ ‫متواجد ًا وينتظرنا فيه‪ ،‬وقد أخبرناه بأن‬ ‫العملية نفذت وجنحت‪ ،‬وأن عليه كتم‬

‫ال �س ��ر وع ��دم إخ �ب��ار أح ��د ب��ذل��ك واال ف��إن‬ ‫مصيره سيكون مثل أب ��ي‪ ..‬فخاف وخرج‬ ‫من املنزل متوجه ًا إلى عمله‪ ،‬بينما أنا‬ ‫وشريكي دخلنا الغرفة‪ ،‬وقضى هو وطره‬ ‫م��ن ��ي ملتحم ًا ب ��ي وب �ع��ده��ا غ ��ادر ع��ائ��د ًا‬ ‫ملنزله مبنطقة مذبح‪..‬‬ ‫يف حني مكثت أنا واغتسلت‪ ،‬وانتظرت‬ ‫بعض ال ��وق��ت حتى ج��اءن ��ي ذل��ك الشاب‬ ‫م��ن احل � ��ارة وأخ �ب ��رن ��ي أن دك� ��ان أب ��ي ك��ان‬ ‫م �ف �ت ��وح � ًا وه� ��و ل �ي ��س ب ��ال ��داخ ��ل‪ ،‬وأن �ه��م‬ ‫اغلقوا ال �ب��اب بقفل م��ن اخل ��ارج‪ ،‬وأت��ان ��ي‬ ‫باملفتاح‪ ،‬ثم سلمني املفتاح‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫خرجت من املنزل واجتهت اليكم مبركز‬ ‫الشرطة‪ ،‬إلبالغكم عن سرقة محل سكن‬ ‫أبي واختفائه‪..‬‬ ‫وب �ع ��د ه ��ذا االع �ت ��راف للمتهمة (اب�ن��ة‬ ‫امل �ج ��ن ��ى ع �ل �ي ��ه)‪ ،‬حت � ��رك رج � ��ال ال �ف ��ري��ق‬ ‫ملتابعة شريكها املدعو(داعر) ولم يتوقفوا‬ ‫ع �ن��ه ح ��ت ��ى ع � �ث ��روا ع �ل �ي��ه ومت �ك �ن ��وا م��ن‬ ‫ض �ب �ط��ه‪ ،‬وإي �ص��ال��ه ألم ��ن امل �ن �ط �ق��ة‪ ..‬وق��د‬ ‫اع �ت ��رف ه��ذا م��ؤي��د ًا مل��ا اع�ت ��رف��ت ب��ه قبله‬ ‫عشيقته املتهمة‪ ،‬إال أنه أضاف مبا يفيد‬ ‫أن زوج �ه��ا ك��ان ال�ث��ال��ث معهما ومشترك ًا‬ ‫يف تنفيذ اجلرمية وارتكابها وم��ن بداية‬ ‫التخطيط لهاوحتى ال�ن �ه��اي��ة‪ ..‬كما أن‬ ‫عالقات املرأة (املتهمة) مع اآلخرين ومعه‬ ‫ك��ان��ت ت�ت��م ب �ع �ل��م زوج �ه��ا ال �ع �ج ��وز وحت��ت‬ ‫سمعه وبصره‪ ،‬ولكنه كان يتغاضى عنها‪،‬‬ ‫أو كانه ال ي ��رى وال يسمع ومغلوب ًا على‬ ‫أمره‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫ال ��رج ��ل ه��و يف شخصيته ضعيف وعلى‬ ‫الفطرة (س��اذج)‪ ،‬وبدا كأنه على استعداد‬ ‫ألن يكون مثل اخل��امت بإصبعي‪ ،‬أحتكم‬ ‫فيه وآمره كيفما أشاء‪..‬‬ ‫وأي �ض� ًا أن أب ��ي ك��ان لديه امل��ال وعندما‬ ‫كنت أح �ت��اج إل ��ى ش ��يء وأذه ��ب إل �ي��ه لكي‬ ‫ي �ع �ط �ي��ن ��ي أي م �ب �ل��غ ك � ��ان ي �ب �خ��ل ع��ل ��ي‬ ‫وي ��رف��ض إع �ط��ائ ��ي أي ��ة ن �ق ��ود‪ ،‬ق��ائ�ل ً�ا إن��ه‬ ‫ليس معه شيء‪ ،‬ويردني من عنده دائم ًا‬ ‫مقهورة مكسورة الفؤاد‪..‬‬ ‫وه��ذا وغيره مما زاد تعميق الكراهية‬ ‫ب��داخ��ل ��ي ألب ��ي وح �ق��دي ع �ل �ي��ه‪ ..‬وك��ذل��ك‬ ‫دفعني على غير وعي إلى أن امترد وأضل‬ ‫ع ��ن ال �ط ��ري��ق وأن �ح ��و م �ن��ح ��ى صاحبتي‬ ‫تلك بفعل ما أريده‪ ..‬وكان ممن ربطتني‬ ‫ب��ه ع�لاق��ة م��ن الشباب ه��و أح��د األق ��رب��اء‬ ‫وال ��ذي ي��دع ��ى (داع ��ر) ‪ ،‬عالقتي ب��ه كانت‬ ‫قوية ومنذ س �ن��وات‪ ،‬وك��ان ي�ت ��ردد علي يف‬ ‫املنزل بني الوقت واآلخ ��ر‪ ،‬وه��و ش��اب أكبر‬ ‫م��ن ��ي ب �ث�ل�اث أو أرب � ��ع س � �ن ��وات‪ ،‬وم� �ت ��زوج‪،‬‬ ‫ولديه أطفال‪ ،‬ويسكن مع زوجته وأطفاله‬ ‫مب �ن �ط �ق��ة م ��ذب ��ح‪ ،‬ومي �ل ��ك دراج� � ��ة ن��اري��ة‬ ‫يشتغل عليها‪ ،‬وحينما كنت ألتقي وإياه‪،‬‬ ‫ويأتي لزيارتي أو لزوجي باملنزل وبالذات‬ ‫يف الفترة األخيرة كان أكثر حديثنا هو عن‬ ‫أبي وما لديه من نقود وأرض يف البالد‪،‬‬ ‫وأن��ه يبخل علي وال يعطيني شيئ ًا مما‬ ‫يختزنه‪ ،‬مع أنني ابنته الوحيدة ووريثته‬ ‫التي لها ك��ل مامعه ب �ع ��ده‪..‬ث��م م ��رة وراء‬ ‫م ��رة وي ��وم� � ًا ب �ع ��د ي� ��وم‪ ،‬ب ��دأن��ا ن �ت �ط ��رق يف‬ ‫احلديث مبا يعني التفكير ‪ :‬ملاذا النقوم‬ ‫بتهديده أو ًال إلجباره على إعطائي املال‬ ‫أو ال �س �م��اح ل ��ي ب �ب�ي��ع أرض م��ن التابعة‬ ‫ل��ه يف القرية (ال �ب �لاد) لصاحلي ‪ ،‬ث��م إذا‬ ‫ل ��م ي�ن�ف��ع ذل ��ك (ال �ت �ه��دي��د) م �ع��ه نسعى‬ ‫للتخلص منه بقتله‪ ،‬وأخ��ذ م��ا بحوزته‬ ‫من نقود وأوراق (وثائق) امللكية اخلاصة‬ ‫ب� ��األرض وال �ع �ق��ار ب��ال�ق ��ري��ة ليتسنى لي‬ ‫ال �ت��ص ��رف ب �ع ��د ذل ��ك ب �ه��ا ك �ي �ف �م��ا أري� ��د‪..‬‬ ‫وتبلورت هذه الفكرة برأسي عقب ذلك‪،‬‬ ‫وش��ارك��ن ��ي ب��إم�ك��ان �ي��ة ت�ن�ف �ي��ذه��ا صاحبي‬ ‫(العشيق)‪..‬املدعو(داعر)‪.‬‬ ‫ث ��م يف ذل� ��ك امل � �س ��اء (ل �ي �ل��ة ال ��واق �ع ��ة)‬ ‫ات �ص �ل��ت ل��ه ليحضر إل ��ى ب��امل �ن��زل‪ ،‬فأتى‬ ‫على إثر االتصال من مذبح على دراجته‬ ‫النارية‪ ،‬وك��ان مشتاق ًا لي كما أنا أري��ده‪..‬‬ ‫ويف ه��ذه الليلة ب��ات يف حضني بغرفة‪،‬‬ ‫وزوجي بالغرفة الثانية‪ ،‬وأثناءها اتفقت‬


‫واقــــــــع‬

‫حني يقدم االنسان على إهالك ذاته عن‬ ‫إرادة وقصد فإنه يصبح رقم ًا مضاف ًا إلى‬ ‫سجل الضحايا يف قضايا االنتحار‪ ،‬لكن‬ ‫البعض يرى بأنه ليس ضحية بل هو أقرب‬ ‫إلى اجلاني من املجني عليه‪ ،‬ومن زاوية‬ ‫سواء‬ ‫شرعية فإن من يقتل نفس ًا إنسانية‪-‬‬ ‫ً‬ ‫كانت نفسه أو نفس غيره‪ -‬فكأمنا قتل‬ ‫الناس جميع ًا‪ ،‬وكذلك‬ ‫من أحياها‪..‬‬

‫في املجتمع اليمني‬

‫تقرير‪:‬‬ ‫إعداد‪ /‬خليل املعافري‬ ‫تقدمي‪ /‬محمد العبسي‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪52‬‬

‫وم� ��ع ذل� ��ك ف �ق��د ص� ��ار ق �ي��ام األش �خ��اص‬ ‫ب � � ��إه �ل ��اك أن � �ف � �س � �ه� ��م وإه � �ل� ��اك‬ ‫اآلخ��ري��ن أس�ل��وب� ًا مشهور ًا‬ ‫ل�ل�ج�م��اع��ات اجل�ه��ادي��ة‬ ‫ال � �ت ��ي ت �ت �ل �ب��س ث ��وب‬ ‫ال��دي��ن وت �ت �ق��رب إل��ى‬ ‫اهلل بتلك العمليات‬ ‫ال� � � � � � �ت � � � � � ��ي ت� � � ��وص� � � ��ف‬ ‫باإلرهابية‪.‬‬ ‫وك� ��ذل� ��ك احل � � ��ال يف‬ ‫ع ��ال ��م ال� �س� �ي ��اس ��ة ف ��إن‬ ‫الكثير م��ن األشخاص‬ ‫االن � �ت � �ح ��اري �ي�ن ي� �ع ��دون‬ ‫مبثابة الرموز ومنوذج التضحية‬ ‫واإليثار والشجاعة‪.‬‬ ‫وإذا ك ��ان االن �ت �ح��اري ال� ��ذي أه �ل��ك ذات��ه‬ ‫إمي��ان � ًا بعقيدة وف�ك��ر اجل�م��اع��ات اإلره��اب�ي��ة‬ ‫ش �ه �ي��د ًا وب �ط�ل ً�ا ورم� � ��ز ًا ل �ل �ث��ورة‪ ،‬ف �م��اذا عن‬


‫االن�ت�ح��اري ال��ذي أهلك ذات��ه ك�ف��ر ًا بجدوى‬ ‫وغاية وجوده يف احلياة‪ ،‬ويأس ًا وقنوط ًا من‬ ‫النجاة ب��دون ذل��ك‪ !..‬ه��ل يحق ملثله إدع��اء‬ ‫الوصل مبنازل الشهداء ورتب األبطال‪.‬‬ ‫لعل ذل��ك ح�ق� ًا ال ميكن التسليم ب��ه يف‬ ‫أص ��ول ال��وع��ي اإلن �س��ان��ي امل �ج��رد م��ن ات�ب��اع‬ ‫ال �ه��وى وال �ض�ل�ال غ�ي��ر أن إط ��ار ب�ح��ث ه��ذه‬ ‫امل �ش �ك �ل��ة ال ص �ل��ة ل ��ه ب ��ان� �ح ��راف ��ات ال �ف �ك��ر‬ ‫السياسي أو اإلرهابي املنظم لكنه ذو صلة‬ ‫ب�ح�ي��اة ال �ف��رد ون �ظ��ام ال�ع�لاق��ات االتصالية‬ ‫م��ع محيطه االج�ت�م��اع��ي‪ ،‬ب��اع�ت�ب��ار أن ه��ذا‬ ‫احمل �ي��ط ه ��و اإلط � ��ار اإلن �س��ان��ي ال� ��ذي ميد‬ ‫األف� � ��راد ب�ح��اج�ت�ه��م األص �ل �ي��ة م��ن ال�ش�ع��ور‬ ‫ال�ض��روري بقدر ال��ذات الفردية وبتقديرها‬ ‫كقيمة مضافة لقدر الذات اجلماعية‪.‬‬ ‫وم��ن ه��ذه ال��زاوي��ة دع��ون��ا نسلط الضوء‬ ‫ع �ل��ى واق � ��ع م �ع ��ان ��اة امل �ج �ت �م��ع ال �ي �م �ن��ي يف‬ ‫مواجهة االنتحار كسلوك مذموم وظاهرة‬ ‫مشؤومة‪..‬‬

‫ف��راح��وا يتلذذون بالقتل يف صفوف الغير‬ ‫ت �ش��دق � ًا ب ��ال ��دي ��ن‪ ...‬ول �ك ��ل ف� ��رد م ��ن أف� ��راد‬ ‫امل �ج �ت �م��ع ن�ص�ي�ب��ه م ��ن آث � ��ار ت �ل��ك األف �ع��ال‬ ‫ومسؤولية احليلولة دون تكرارها‪ ،‬وانطالقا‬ ‫من مسؤوليتنا ملعاجلة هذه الظاهرة نقدم‬ ‫عرض ًا موجز ًا عن واقع الظاهرة ومؤشرات‬ ‫ان � �ت � �ش� ��اره� ��ا‪،‬وآث� ��اره� ��ا‪ ،‬وس � �ب� ��ل م �ع��اجل �ت �ه��ا‬ ‫معتمدين على دراسة حتليلية عن الظاهرة‬ ‫خ�ل��ال ال �ف �ت ��رة (ي �ن ��اي ��ر –أكتوبر ‪2013‬م)‬ ‫منوذج ًا‪.‬‬

‫خ �ل�ال ال �ف �ت��رة ي �ن��اي��ر –أكتوبر م ��ن ال �ع��ام‬ ‫‪2013‬م‪ ...‬ت� ��ويف م �ن �ه��م ‪ 208‬أش� �خ ��اص يف‬ ‫عدادهم ‪36‬م��ن اإلن��اث و‪ 33‬من األط�ف��ال‪...‬‬ ‫وأش � ��ارت إح�ص��ائ�ي��ة خ��اص��ة ب �ه��ذه القضية‬ ‫إل��ى أن الستة األع ��وام املاضيةواملمتدةمن‬ ‫ع � � � ��ام‪2007‬م إل� ��ى ‪2012‬م ق ��د ش �ه��دت وق ��وع‬ ‫أكثر من ‪1500‬ح��ادث��ة انتحار راح ضحيتها‬

‫ً‬ ‫أوال‪ :‬واقع الظاهرة‪:‬‬

‫ أق ��دم ‪ 373‬ش�خ�ص� ًا ع�ل��ى االن�ت�ح��ار من‬‫ضمنهم ‪ 49‬م��ن األط �ف��ال و‪ 80‬م��ن النساء‬

‫االنتحار يف اليمن‬

‫‪53‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫تتفاقم ظ��اه��رة االنتحار يف ب�لادن��ا يوم ًا‬ ‫ب �ع��د ي ��وم� � ًا وت �ك �ش��ر ع ��ن أن �ي ��اب �ه ��ا‪ ..‬ال�ف�ق��ر‬ ‫واجل�ه��ل وامل ��رض وض�ع��ف ال ��وازع ال��دي�ن��ي ـ‬ ‫فتوقع يف شراكها أطفا ًال ونساء شباب ًا‬ ‫وش�ي��وخ� ًا ذك ��ور ًا وإن��اث � ًا ‪ ،‬ض��اق��ت بهم‬ ‫األرض مب� ��ا رح � �ب ��ت ‪،‬جت��اه �ل �ت �ه��م‬ ‫األنساق االجتماعية ف� � � � � � � � �م � � � � � � � ��ا‬ ‫الم � � � � � � � � � �س� � � � � � � � � ��ت ي� � � ��د ال �ع ��ون‬ ‫م ��آس� �ي� �ه ��م ‪،‬ف � �خ� ��ارت‬ ‫ق � � � ��واه � � � ��م وف � � � �ق � � ��دوا‬ ‫ال � � � �ص � � � ��واب ف �م �ن �ه��م‬ ‫م� � � ��ن ص� � � ��ب ن �ق �م �ت ��ه‬ ‫ع �ل��ى ال � ��ذات م �ن �ف��رد ًا‬ ‫فقضى عليها باملوت‬ ‫م � �ن � �ت � �ح� ��ر ًا ب� � ��إرادت� � ��ه‬ ‫امل � �ط � �ل � �ق� ��ة‪ ،‬وم� �ن� �ه ��م‬ ‫م� ��ن زاد م �ص �ط �ح �ب � ًا‬ ‫م �ع��ه ذوي ال �ق��رب��ى ‪،‬‬ ‫وال� �ب� �ع ��ض ق� �ض ��ى يف‬ ‫السجن عقب ارتكابه‬ ‫اجل � � � � � � ��رم‪ ،‬وآخ � � � � � ��رون‬ ‫ت� � ��وه � � �م� � ��وا اجل� � �ه � ��اد‬


‫‪1913‬ش �خ �ص � ًا يف ع ��داده ��م ‪303‬م� ��ن اإلن ��اث‬ ‫و‪184‬من األحداث‪.‬‬ ‫ك ��ان م��ن ب�ي�ن امل �ق��دم�ين ع �ل��ى االن �ت �ح��ار‬ ‫‪49‬ح��دث� ًا ت�ت��راوح أعمارهم ب�ين‪17-10‬ع��ام� ًا‪،‬‬ ‫و‪ 225‬تتراوح أعمارهم بني‪30-18‬عام ًا‪ ،‬و‪57‬‬ ‫شخص ًا ما بني‪40-31‬عام ًا‪ ،‬و‪ 40‬آخرون بني‬ ‫‪85-41‬عام ًا‪.‬‬ ‫ ك��ان��ت ‪ 21‬محافظة م�س��رح� ًا حل��وادث‬‫ال � �ظ� ��اه� ��رة‪ ،‬ج � � ��اءت يف م �ق��دم �ت �ه��ا أم ��ان ��ة‬ ‫العاصمة بعدد‪ 112‬حادثة‪ ،‬تليها محافظة‬ ‫احل� � ��دي� � ��دة ب � ��واق � ��ع‪56‬ح � ��ادث � ��ة‬ ‫‪،‬ويف امل��رت�ب��ة ال�ث��ال�ث��ة كانت‬ ‫محافظة تعز ب �ـ‪ 32‬حادثة‪،‬‬ ‫وح� � �ج � ��ة ‪ 23‬ح � � ��ادث � � ��ة‪ ،‬ث��م‬ ‫ع� � ��دن‪ 20‬ح ��ادث ��ة‪ .‬وت��وزع��ت‬ ‫ب�ق�ي��ة احل � ��وادث ع�ل��ى بقية‬ ‫احمل ��اف� �ظ ��ات ع �ل��ى ال �ن �ح��و‬ ‫ال �ت��ال��ي ‪ :‬إب ‪،18‬حل� � ��ج‪،15‬‬ ‫ال� � �ض � ��ال � ��ع‪ ،13‬ص � �ع� ��دة‪،13‬‬ ‫ذم� � � � � � ��ار‪ ، 13‬ع� � � �م � � ��ران‪،11‬‬ ‫ال�ب�ي�ض��اء‪ ،7‬صنعاء‪،7‬‬ ‫احمل � � � ��وي � � � ��ت‪،7‬‬ ‫أب � �ي� ��ن‪،6‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪54‬‬

‫ح� �ض ��رم ��وت‪ ،5‬ش � �ب� ��وة‪ ،5‬م ��أرب‪،4‬س� �ي� �ئ ��ون‪،3‬‬ ‫رمية‪،2‬اجلوف‪ ،1‬فيما خلت محافظة املهرة‬ ‫من هذا النوع من احلوادث‪.‬‬ ‫ استخدمت يف قضايا االنتحار مختلف‬‫األساليب وال�ص��ور ك��ان يف مقدمتها طريق‬ ‫الشنق بعدد‪107‬حاالت فيما عمد ‪ 94‬أخرون‬ ‫إلى استخدام األسلحة النارية يف إقدامهم‬ ‫ع�ل��ى االن �ت �ح��ار‪ ،‬و‪ 70‬ت�ن��اول��وا امل ��واد السامة‬ ‫واجل ��رع ال��زائ��دة م��ن األدوي ��ة ‪ ،‬و‪ 43‬أشعلوا‬ ‫ال�ن��ار يف أج�س��اده��م‪ ،‬و‪ 30‬استعانوا ب��اآلالت‬ ‫احل��ادة للطعن‪ ،‬و‪ 17‬يف القطع‪ ،‬فيما تردى‬ ‫‪ 7‬آخرون من على اجلبال واملباني الشاهقة‪.‬‬ ‫ك ��ان ��ت األم � � ��راض وال� �ع ��اه ��ات ال�ن�ف�س�ي��ة‬‫وال�ع�ق�ل�ي��ة داف �ع � ًا يف ‪158‬ح ��ال ��ة إق� ��دام على‬ ‫االنتحار ‪،‬واخلالفات األسرية لـ‪ 101‬حادثة‪،‬‬ ‫فيما أق��دم ‪ 36‬شخص ًا على االنتحار عقب‬ ‫احتجازهم يف م��راك��ز احلجز إث��ر ارتكابهم‬ ‫جل ��رائ ��م وق �ض ��اي ��ا ج �ن��ائ �ي��ة م �خ �ت �ل �ف��ة راح‬ ‫ضحيتها‪ 10‬أشخاص ‪ ،‬وك��ان اإلدم��ان سبب ًا‬ ‫يف ان�ت�ح��ار ش�خ�ص�ين‪ ،‬وامل�ش��اك��ل التعليمية‬ ‫يف ‪ 3‬قضايا‪ ،‬واالقتصادية ‪3‬حوادث انتحار‬ ‫‪ ،‬والتقليد واحمل��اك��اة يف حادثتي انتحار ‪،‬‬ ‫ووف��اة أح��د الوالدين سبب ًا يف حادثة‪ ،‬فيما‬ ‫الزالت ‪ 67‬حادثة غير معلومة الدوافع‪.‬‬ ‫ مي �ي��ل ال �ش �ب��اب إل� ��ى اس �ت �خ ��دام أك�ث��ر‬‫ص��ور االنتحار عنف ًا‪77 ،‬منهم استخدموا‬ ‫األسلحة النارية و‪ 64‬الشنق‪.‬‬ ‫ مي�ي��ل األط �ف��ال إل��ى اس�ت�خ��دام وس��ائ��ل‬‫عنيفة يف ق�ض��اي��ا االن �ت �ح��ار ك��ال�ش�ن��ق التي‬ ‫ب��رزت يف ‪ 30‬حالة من ح��االت اإلق��دام على‬ ‫االنتحار‪.‬‬ ‫ مت �ي��ل ال �ن �س ��اء إل� ��ى اس� �ت� �خ ��دام أي �س��ر‬‫الوسائل وأسهلها يف الولوج إل��ى االنتحار‪،‬‬ ‫ف�ف��ي ‪ 35‬ح��ال��ة م��ن ح ��االت إق��دام �ه��ن على‬ ‫االن � �ت � �ح� ��ار اجت � �ه� ��ن إل� � ��ى اح � �ت � �س ��اء امل� � ��واد‬ ‫السامة‪،‬و‪15‬حالة باحلريق‪.‬‬ ‫ يتجه ذوو العاهات واألمراض النفسية‬‫والعقلية نحو ال�ط��رق األس ��رع يف حتقيق‬ ‫النتائج كاستخدام طرق الشنق‪ ،‬حيث برزت‬ ‫يف ‪ 50‬حالة واألسلحة النارية يف ‪48‬حالة‬ ‫‪ ،‬فيما امل�ق��دم��ون على االن�ت�ح��ار إث��ر نشوب‬ ‫املشاكل واخل�لاف��ات األس��ري��ة يتجهون نحو‬ ‫احتساء السم وإطالق النار‪.‬‬ ‫ ‬

‫ثاني ًا ‪ :‬مؤشرات اخلطر‪:‬‬

‫م ��ن أب � ��رز م� ��ؤش� ��رات اخل� �ط ��ر يف ظ��اه��رة‬ ‫االنتحار‪:‬‬ ‫ ارتفاع نسبة انتشار الظاهرة يف أوساط‬‫الشباب‪.‬‬ ‫ ارت� �ف ��اع م �س �ت��وى االن �ت �ش��ار يف أوس ��اط‬‫األطفال‪.‬‬ ‫ ان � �ت � �ش� ��ار ال� � �ظ � ��اه � ��رة ع � �ل ��ى م �خ �ت �ل��ف‬‫احملافظات‪.‬‬ ‫ ان �ت �ش��ار م�س�ت��وى ال �ظ��اه��رة يف أوس ��اط‬‫اإلناث‪.‬‬ ‫ ت �ص��اع��د م �س �ت��وى ال �ع �ن��ف ن �ح��و ال�غ�ي��ر‬‫قبل اإلق��دام على االنتحار‪ ،‬حيث مت رصد‬ ‫‪15‬حالة اقترنت حوادثها باالعتداء بالقتل‬ ‫وال� � �ش � ��روع ف �ي��ه ع �ل��ى أف � � ��راد األس � � ��رة جن��م‬ ‫عنها وف��اة ‪ 16‬شخص ًا وإص��اب��ة ‪ 19‬آخ��ري��ن‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى ‪ 36‬حالة كان فيها املقدمون‬ ‫على االنتحار ق��د ارتكبوا ج��رائ��م القتل و‬ ‫غ�ي��ره��ا م��ن اجل��رائ��م اجل�ن��ائ�ي��ة جن��م عنها‬ ‫وفاة‪ 8‬أشخاص‪.‬‬ ‫ اس�ت�غ�لال امل�ي��ول لالنتحار ل��دى بعض‬‫األش �خ��اص م��ن ق�ب��ل ال�ع�ن��اص��ر اإلج��رام�ي��ة‬ ‫وتعزيز ه��ذا امليول وتوجيهه نحو املجتمع‬ ‫بشكل عمليات ان�ت�ح��اري��ة ب��االس�ت�ف��ادة من‬ ‫األوضاع الراهنة‪.‬‬ ‫ وج ��ود جت��اه��ل وتقصير ن�ح��و معاجلة‬‫ال �ظ��اه��رة ح�ي��ث اإلح �ج��ام ع��ن اإلس �ه��ام يف‬ ‫م�ع��اجل��ة أس�ب��اب�ه��ا م��ن ق�ب��ل املجتمع أف ��راد ًا‬ ‫وج �م ��اع ��ات وم ��ؤس �س ��ات ي �س �ه��م يف ان �ت �ش��ار‬ ‫وتفاقم الظاهرة‪.‬‬ ‫ ت �ك��ال��ب األس � �ب� ��اب وال� �ع ��وام ��ل‬‫ ‬ ‫الشخصية واألسرية واملجتمعية مما يسهم‬ ‫يف االنتشار والتفاقم لهذه الظاهرة‪.‬‬ ‫ ق� �ص ��ور م �ل �ح��وظ يف ت��وث �ي��ق ب�ل�اغ��ات‬‫قضايا االنتحار وال�ش��روع فيه‪ ،‬وك��ذا احلال‬ ‫يف التحريات والتحقيق و االستقصاء يف‬ ‫تلك احلوادث‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬األسباب العامة للظاهرة‪:‬‬

‫ ضعف الوازع الديني أحد أهم األسباب‬‫ال�ت��ي ت�ق��ف وراء ظ��اه��رة االن�ت�ح��ار ح�ي��ث ال‬ ‫مي �ك��ن ل �ق��وي ال ��دي ��ن أن ي �ق��وم مب �ث��ل ه��ذه‬ ‫األع� �م ��ال ال �ت��ي ن �ه��ى ع�ن�ه��ا اخل ��ال ��ق وح ��ذر‬ ‫من ارتكابها‪ ،‬فضعف ال��وازع الديني يولد‬


‫لدى اإلنسان الهزمية ويبرر أي أعمال قد‬ ‫يضطلع بها ويجعله عرضة ألي هزات ‪.‬‬ ‫ اجلهل من األسباب املهمة يف االندفاع‬‫نحو االنتحار ضعف ًا يف مواجهة احلقيقة‬ ‫وحتمل الصعاب واملسؤولية‪.‬‬ ‫ الفقر‪ :‬وهو من األسباب الرئيسية التي‬‫تدفع باإلنسان إلى االنتحار إثر عجزه عن‬ ‫تدبير معيشته وإعالة أسرته يف ظل اتساع‬ ‫رقعة البطالة وندرة فرص العمل‪.‬‬ ‫ امل��رض‪ :‬لعل األس�ب��اب السابقة الذكر‬‫ت �ض��اع��ف وت �س �ب��ب ك� �ث� �ي ��ر ًا م ��ن األم� � ��راض‬ ‫النفسية والعقلية التي تعزز ميول البعض‬ ‫إلى االنتحار هروب ًا من الواقع القاسي إثر‬ ‫االضطرابات املرضية‪.‬‬ ‫ تكالب ه��ذه العوامل ي��ول��د مجموعة‬‫م��ن ال��دواف��ع ال�ت��ي ق��د تسيطر على تفكير‬ ‫اإلن �س��ان وت��دف��ع ب��ه إل��ى حل�ظ��ات م��أس��اوي��ة‬ ‫جت �ب��ره ع �ل��ى االن �ت �ح��ار ه ��روب� � ًا م ��ن حتمل‬ ‫امل �س��ؤول �ي��ة يف ظ��ل ت��دن��ي ق��درت��ه العقلية‬ ‫والنفسية وحتاصره من مختلف النواحي‪.‬‬

‫رابع ًا ‪ :‬اآلثار املترتبة عن انتشار‬ ‫هذه الظاهرة‪:‬‬

‫خامس ًا‪ :‬املعاجلات‪:‬‬

‫ ض� � ��رورة إخ� �ض ��اع ال �ظ ��اه ��رة مل��زي��د من‬‫ال� ��دراس� ��ة وال �ت �ق �ي �ي��م ال �ع �ل �م��ي ل �ل �ت��أك��د من‬ ‫ح �ج �م �ه��ا وأس� �ب ��اب� �ه ��ا احل �ق �ي �ق �ي��ة واألث � � ��ار‬ ‫الناجمة عنها‪.‬‬ ‫ ض� � � ��رورة م �ت��اب �ع��ة األج� � �ه � ��زة األم �ن �ي��ة‬‫وم �ض��اع �ف��ة ج �ه��وده��ا يف م �ج ��ال ال �ت �ح��ري‬ ‫وال �ت �ح �ق �ي��ق يف ق �ض��اي��ا االن� �ت� �ح ��ار وع ��دم‬ ‫االكتفاء بشهادات وإفادات أقارب الضحايا‪.‬‬ ‫ وض ��ع آل �ي��ة وب��رام��ج مل�ت��اب�ع��ة وم�ع��اجل��ة‬‫املنتحرين احملتملني‪.‬‬ ‫ إع��ادة األنساق االجتماعية ومؤسسات‬‫املجتمع النظر يف برامجها وتقييمها وفق‬ ‫آلية تكشف مكامن االخ�ت�لاالت وعالقتها‬ ‫يف إنتاج وانتشار مثل هذه الظواهر‪..‬‬ ‫ إع��داد وتنفيذ ب��رام��ج رقابية وتوعوية‬‫ملعاجلة التقاعس وإه�م��ال املسؤولية جتاه‬ ‫معاجلة ومحاصرة الظاهرة وأسبابها ‪.‬‬ ‫ إن� �ش ��اء م �ص �ح��ات وم ��راك ��ز ل�ل�م�ع��اجل��ة‬‫والتعامل مع احلاالت النفسية املستعصية‬ ‫م��ع التوعية بأهمية إحل��اق ذوي العاهات‬

‫اخلامتة‪:‬‬

‫وخ� �ت ��ام� � ًا ن �ق��ف م �س �ت��وق �ف�ين اآلخ ��ري ��ن‬ ‫ل �ل��وق��وف ص �ف � ًا واح � ��د ًا يف م�ج��اب�ه��ة ال ��ذات‬ ‫وم� ��راج � �ع� ��ة ب ��رام� �ج� �ن ��ا‪ ،‬ب � ��رام � ��ج األن � �س� ��اق‬ ‫االج �ت �م��اع �ي��ة امل�خ�ت�ل�ف��ة‪ ،‬ن�ت�ف�ح�ص�ه��ا ب��دق��ة‬ ‫وق �ن��اع��ة م�ش�خ�ص�ين م ��واط ��ن االخ� �ت�ل�االت‬ ‫والفجوات التي تنفذ من خاللها السموم‬ ‫واألوب �ئ��ة واألم � ��راض االج�ت�م��اع�ي��ة القاتلة‬ ‫وامل ��دم ��رة مل�ع��اجل�ت�ه��ا وف �ق � ًا خل�ط��ط علمية‬ ‫م ��دروس ��ة ح �ف��اظ � ًا ع �ل��ى ج �س��د األم� ��ة ق��وي � ًا‬ ‫م �ع��اف��ى م �ح �ص �ن � ًا م ��ن أي اخ� �ت ��راق ��ات‪ ،‬مع‬ ‫العمل ال ��دؤوب لتحديث وتطوير مختلف‬ ‫البرامج االجتماعية والتربوية ملعاجلة أي‬ ‫انحراف قبل استفحاله وقطع كافة الطرق‬ ‫املؤدية إلى انتشار أعمال العنف جتاه الذات‬ ‫أو االعتداء على اآلخرين أو تخريب وتدمير‬ ‫املصالح والقدرات البشرية واملادية‪ ،‬انتقام ًا‬ ‫من املجتمع والواقع القاسي والعنيف‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫ إه �م��ال امل�ج�ت�م��ع وت�ق��اع�س��ه يف م��د يد‬‫ال �ع��ون للمنتحرين احمل�ت�م�ل�ين واإلح �ج��ام‬ ‫عن معاجلتهم يجعلهم قنبلة موقوتة قابلة‬ ‫لالنفجار يف أي حلظة‪ ،‬وقد تتضاعف حدة‬ ‫العنف لديهم‪ ،‬وتدفعهم إلى تكرار محاولة‬ ‫االنتحار بطرق وأساليب أكثر عنف ًا ‪.‬‬ ‫ ان �ت �ش ��ار رق� �ع ��ة ال� �ظ ��اه ��رة ت �ع �م��ل ع�ل��ى‬‫تشجيع اآلخرين يف اإلق��دام على االنتحار‬ ‫وخ ��اص ��ة م ��ن ذوي امل �س �ت ��وي ��ات ال �ث �ق��اف �ي��ة‬ ‫والتعليمية الدنيا وشرائح األطفال‪.‬‬ ‫ ان�ت�ش��ار ال �ظ��اه��رة يعمل ع�ل��ى إض�ع��اف‬‫األف��راد وقدراتهم على مواجهة التحديات‬ ‫وحت� �م ��ل امل� �س ��ؤول� �ي ��ة وم �ج ��اب �ه ��ة ال� �ظ ��روف‬ ‫الصعبة وامل�ش��اك��ل العصية وال�ت�ع��اي��ش مع‬ ‫أوضاعهم املتردية‪.‬‬ ‫ ان�ت�ش��ار ال�ظ��اه��رة ي�س��اع��د ذوي امل�ي��ول‬‫اإلجرامية على استغاللها يف ارتكاب جرائم‬ ‫قد تبدو بأنها حاالت انتحار إثر التخطيط‬ ‫املسبق وبحرفية يف ارتكابها‪.‬‬ ‫ يف ظل تصاعد أساليب وصور االنتحار‬‫األك �ث ��ر ع �ن �ف � ًا وت ��وات ��ره ��ا واس �ت �غ�ل�ال بعض‬

‫العناصر اإلجرامية لتعزيز ميول الشباب‬ ‫وتغذية كراهيتهم للمجتمع معتمدة على‬ ‫الوضع االقتصادي واالجتماعي والسياسي‬ ‫فتحولهم إلى قنابل بشرية ‪،‬تنعكس عليها‬ ‫آث��ار اجتماعية واقتصادية وسياسية نحن‬ ‫يف غنى عنها‪.‬‬

‫النفسية والعصبية مب�ث��ل ت�ل��ك امل��راك��ز يف‬ ‫وقت مبكر ‪.‬‬ ‫ ت��وح�ي��د وت�ن�س�ي��ق اجل �ه��ود يف م��واج�ه��ة‬‫األسباب العامة للظاهرة‪ ،‬ومعاجلة أوضاع‬ ‫ال �ش �ب��اب‪ ،‬وإت ��اح ��ة ف ��رص ال �ع �م��ل وحت�س�ين‬ ‫مستوى املعيشة بتنمية شاملة ‪،‬مبعاجلة‬ ‫الوضع واالختالالت السياسية واالقتصادية‬ ‫واالج �ت �م��اع �ي��ة‪ ،‬وم �ح ��ارب ��ة ال �ف �س��اد امل��ال��ي‬ ‫واإلداري‪.‬‬


‫ضبط‪ 2253‬كيلو حشيش مخدر‬ ‫متكنت األجهزة األمنية خالل الفترة‬ ‫امل��اض �ي��ة م ��ن ال� �ع ��ام اجل� � ��اري ‪ 2013‬من‬ ‫ض �ب��ط ‪ 2253‬ك�ي�ل��و م��ن م� ��ادة احل�ش�ي��ش‬ ‫اخلارجي يف ‪ 16‬محافظة من محافظات‬ ‫اجلمهورية ‪ ...‬وأكدت اإلحصائية األمنية‬ ‫اخل� ��اص� ��ة ب� �ج ��رائ ��م امل� � �خ � ��درات (جت � ��ارة‬ ‫وت�ه��ري��ب ون�ق��ل وح �ي��ازة وت��روي��ج وت�ع��اط)‬ ‫أن األجهزة األمنية متكنت خالل الفترة‬ ‫(يناير – أكتوبر ‪2013‬م)‬ ‫م��ن ضبط ‪ 2253‬كيلو م��ن احلشيش‬ ‫باإلضافة إلى قرابة‪13000‬قرص ًا مخدراً‪.‬‬ ‫م� ��ؤك� ��دة أن� �ه ��ا ض �ب �ط��ت ال� �ك� �م� �ي ��ات يف‬ ‫‪ 273‬عملية ضبطية متفرقة ‪،‬فيما مت‬ ‫ض � �ب ��ط‪ 429‬م �ت �ه �م � ًا ب �ج��رائ��م امل� �خ ��درات‬ ‫خ�لال ال�ف�ت��رة نفسها ب��اإلض��اف��ة إل��ى ‪51‬‬ ‫س� �ي ��ارة و‪ 4‬ق� � ��وارب اس �ت �خ��دم��ت يف ن�ق��ل‬ ‫وتهريب املخدرات‪،‬موضحة أن‪ 1472‬كيلو‬ ‫م��ن احل�ش�ي��ش مت ضبطها يف محافظة‬ ‫احل��دي��دة ف�ي�م��ا مت ض�ب��ط ‪ 466‬ك�ي�ل��و يف‬ ‫محافظة حجة‪ ،‬و‪200‬ك�ي�ل��و يف محافظة‬ ‫احمل � � ��وي � � ��ت‪ ،‬و‪458‬ك � � �ي � � �ل � ��و يف م �ح��اف �ظ��ة‬ ‫ح�ض��رم��وت ‪،‬و‪ 17.5‬يف أم��ان��ة العاصمة‪،‬‬ ‫و‪ 21‬يف ت �ع��ز‪،‬و‪ 15‬يف م ��أرب‪ ،‬و‪8‬مبحافظة‬ ‫شبوة‪...‬‬ ‫وأش ��ارت اإلح�ص��ائ�ي��ة األم�ن�ي��ة إل��ى أن��ه‬ ‫مت ضبط‪ 118‬متورط ًا بجرائم املخدرات‬ ‫يف محافظة ح�ض��رم��وت ب�ـ ‪ 701‬عمليات‬ ‫ضبطية‪ ،‬و‪ 87‬متهم ًا بأمانة العاصمة يف‬ ‫‪ 55‬عملية نوعية‪ ،‬و‪ 83‬متهم ًا مبحافظة‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪56‬‬

‫احل� � � � � ��دي� � � � � ��دة يف ‪54‬‬ ‫ع�م�ل�ي��ة ض�ب�ط�ي��ة‪ ،‬و‪33‬‬ ‫مب �ح��اف �ظ��ة ت �ع��ز ب � �ـ‪23‬‬ ‫ع�م�ل�ي��ة ض�ب�ط�ي��ة‪ ،‬و‪35‬‬ ‫مب� �ح ��اف� �ظ ��ة ع � � ��دن يف‬ ‫‪ 21‬ع �م �ل �ي��ة ض�ب�ط�ي��ة‬ ‫و‪ 29‬مب�ح��اف�ظ��ة حجة‬ ‫يف ‪ 22‬ع �م �ل �ي��ة‪ ،‬ف�ي�م��ا‬ ‫ت� � ��وزع ال � �ع� ��دد ال �ب��اق��ي‬ ‫م��ن امل �ض �ب��وط�ين على‬ ‫ب � �ق � �ي� ��ة احمل � ��اف� � �ظ � ��ات‬ ‫وبأعداد متقاربة على‬ ‫محافظات ‪:‬إب‪ ،‬املهرة‪،‬‬ ‫احملويت‪ ،‬شبوة‪،‬أبني‪ ،‬مأرب‪،‬ذمار والبيضاء‬ ‫وحلج وصنعاء‪.‬‬ ‫وأش��ارت ق�ي��ادة اإلدارة العامة ملكافحة‬ ‫امل � � �خ� � ��درات إل� � ��ى أن م �ع �ظ ��م ال �ك �م �ي��ات‬ ‫املضبوطة من احلشيش كانت يف طريق‬ ‫ت�ه��ري�ب�ه��ا إل ��ى أراض � ��ي امل �م �ل �ك��ة ال�ع��رب�ي��ة‬ ‫ال �س �ع��ودي��ة ‪ ،‬أح �ب��ط األج� �ه ��زة األم �ن �ي��ة‬ ‫م�ح��اوالت تهريبيها يف عملية نوعية يف‬ ‫محافظات احلديدة وحجة واحملويت رغم‬ ‫الوسائل والطرق املبتكرة من قبل جتار‬ ‫وم�ه��رب��ي امل �خ ��درات يف عملية إخ�ف��اءه��ا‬ ‫أثناء محاولة التهريب ‪ ...‬مشيدة بجهود‬ ‫رج ��ال مكافحة امل �خ��درات ورج ��ال األم��ن‬ ‫والشرطة واملتعاونني معهم من منتسبي‬ ‫القوات املسلحة واملواطنني املشاركني يف‬ ‫عملية الضبط واإلب�لاغ ‪..‬مشيرة إلى أن‬ ‫ج�ه��ود ال�ت�ع��اون والتنسيق‬ ‫اإلق� �ل� �ي� �م ��ي وال � � ��دول � � ��ي يف‬ ‫م ��واج � �ه ��ة ه� � ��ذه اجل� ��رائ� ��م‬ ‫ك� ��ان� ��ت ل� �ه ��ا دور ك �ب �ي ��ر يف‬ ‫ع�م�ل�ي��ات ال�ض�ب��ط ‪ ،‬وي��أت��ي‬ ‫ذل� � ��ك يف إط� � � ��ار ال� �ت� �ع ��اون‬ ‫مل��واج �ه��ة وم �ك��اف �ح��ة اآلف ��ة‬ ‫واآلث� � � � � ��ار امل� � ��دم� � ��رة حل �ي ��اة‬

‫اإلنسان ويف مختلف املجاالت الصحية‬ ‫واألم� �ن� �ي ��ة واالق� �ت� �ص ��ادي ��ة وال �س �ي��اس �ي��ة‬ ‫واألبعاد اإلنسانية واألخالقية والدينية‪،‬‬ ‫والتفكك األسري املجتمعي يف أن واحد‪.‬‬ ‫معربة عن مخاوفها من اتساع عمليات‬ ‫االجتار والتهريب لهذه املواد عبر األراضي‬ ‫واملياه اليمنية ملا لها من انعكاسات أمنية‬ ‫واقتصادية باإلضافة إلى مخاطر حتول‬ ‫مناطق وأراض ��ي الترانزيت إل��ى مناطق‬ ‫مستهلكة وم�ت�ع��اط�ي��ة ل�ه��ذه امل ��واد وف�ق� ًا‬ ‫ملا تثبته كثير من ال��دراس��ات و الشواهد‬ ‫ت �ه �ي �ئ ��ة م� �ن ��اط ��ق ال � �ع � �ب � ��ور وحت ��وي �ل �ه ��ا‬ ‫ملناطق مستهلكة مل��ا تقتضيه األه��داف‬ ‫واملخططات اإلجرامية ملهربي ومتاجري‬ ‫املخدرات‪ ...‬وانخراط شرائح عدد واسع‬ ‫من شريحة الشاب واألط�ف��ال يف مزالق‬ ‫ودهاليز وبراثني اآلفة اخلطرة‪.‬‬ ‫داعية كافة مؤسسات وأنساق التنشية‬ ‫االج �ت �م ��اع �ي ��ة إل � ��ى اإلس � �ه� ��ام ب �ف��اع �ل �ي��ة‬ ‫وم� �ش ��ارك ��ة ح �ق �ي �ق��ة يف ج� �ه ��ود وب ��رام ��ج‬ ‫وأنشطة مكافحة هذه األمراض واألبوية‬ ‫ال �ت��ي ت �س �ت �ه��دف ب�ل�ادن ��ا أرض � � � ًا وإن �س��ان � ًا‬ ‫بإغراقها يف بؤر التدمير‪..‬‬ ‫وذل� � � ��ك وف� � �ق� � � ًا مل � ��ا ت � ��ؤك � ��ده ال� �ش ��واه ��د‬ ‫وتثبته اإلح�ص��ائ�ي��ات يف ان�ت�ش��ار وت��وس��ع‬ ‫رق �ع��ة م�س�ت�ه�ل�ك��ي امل� �خ ��درات وامل�ن��زل�ق�ين‬ ‫يف ب��راث�ي�ن�ه��ا امل�ظ�ل�م��ة امل �ج �ه��ول��ة‪ ..‬وه��ي‬ ‫ت�س�ت�ه��دف ت��دم �ي��ر ال �ق��وى واإلم �ك��ان �ي��ات‬ ‫ال �ش �ح �ي �ح��ة يف األص � ��ل ب��اإلض��اف��ة إل��ى‬ ‫اس� �ت� �ه ��داف� �ه ��ا ألم� � ��ن واس � �ت � �ق� ��را ال ��وط ��ن‬ ‫وامل ��واط ��ن خل �ل��ق ب�ي�ئ��ة م �ن��اس �ب��ة ل�ن�ج��اح‬ ‫وتسهيل جتارتهم وأنشطتهم القذرة‪.‬‬


‫مجلس وزراء العدل العرب يقر إعداد مشروع‬ ‫برتوكول عربي للحد من انتشار السالح‬

‫‪57‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫اق ��ر م�ج�ل��س وزراء ال �ع��دل ال �ع ��رب يف‬ ‫خ �ت��ام أع �م ��ال دورت � ��ه ال� � �ـ‪ 29‬امل �ن �ع �ق��دة يف‬ ‫صنعاء يف الـ‪ 26‬من نوفمبر املاضي إعداد‬ ‫مشروع بروتوكول عربي للحد من انتشار‬ ‫األسلحة يف املنطقة العربية إل��ى جانب‬ ‫ع��دد م��ن ال� �ق ��رارات ال�ه��ام��ة امل �ن��درج��ة يف‬ ‫إطار تعزيز التعاون يف مجاالت مكافحة‬ ‫وإنشاء محكمة عربية إلرجاع متحصالت‬ ‫الفساد‪ ,‬وم�ك��اف�ح��ة اإلره� ��اب والقرصنة‬ ‫البحرية واإلجتار بالبشر‪.‬‬ ‫وتضمنت القرارات التي اعتمدها وزراء‬ ‫العدل العرب يف هذه الدورة قرارات بشأن‬ ‫إعداد مشروع االتفاقية العربية ملكافحة‬ ‫اإلره� � � ��اب وآل� �ي ��ة ت �ن �ف �ي��ذه��ا واالت �ف��اق �ي��ة‬ ‫العربية ملكافحة غسل األم ��وال ومتويل‬ ‫اإلره ��اب وب�ش��أن تعزيز ال�ت�ع��اون العربي‬ ‫وال��دول��ي يف م�ج��ال م�ك��اف�ح��ة اإلره� ��اب‪..‬‬ ‫فضال عن قرارين بشأن مشروع بروتوكول‬ ‫عربي ح��ول مكافحة القرصنة البحرية‬ ‫وإع ��داد م�ش��روع اتفاقية عربية ملكافحة‬ ‫أفعال التدخل غير املشروع املوجهة ضد‬ ‫أمن وسالمة الطيران املدني‪.‬‬ ‫ك �م��ا ت �ض �م �ن��ت ق � � ��رار ًا خ ��اص� � ًا ب ��أع ��داد‬

‫م �ش��اري��ع ق��وان�ي�ن ع��رب�ي��ة اس �ت��رش��ادي��ة يف‬ ‫مجاالت متعددة منها قرار بشأن مراجعة‬ ‫ال� �ق ��ان ��ون ال� �ع ��رب ��ي امل ��وح ��د ل �ل �م �خ��درات‬ ‫وامل��ؤث��رات العقلية إلى جانب ق��رار بشأن‬ ‫إع��داد م�ش��روع التقرير العربي السنوي‬ ‫األول ح � ��ول ج� �ه ��ود م �ك��اف �ح��ة اإلجت � ��ار‬ ‫بالبشر فى املنطقة العربية وأخ��ر بشأن‬ ‫إع ��داد ات�ف��اق�ي��ة ع��رب�ي��ة ملكافحة اإلجت��ار‬ ‫بالبشر باإلضافة إل��ى ق��رار بشأن إع��داد‬ ‫مشروع االتفاقية العربية لتنظيم زراعة‬ ‫األع �ض��اء ال�ب�ش��ري��ة وم �ن��ع اإلجت� ��ار فيها‬ ‫و ق �ـ��رار ًا ب�ش��أن إع ��داد م �ش��روع االتفاقية‬ ‫العربية ملنع االستنساخ البشري ‪.‬‬ ‫يف ح� �ي��ن ت� �ض� �م ��ن ال� � � �ق � � ��رار اخل� � ��اص‬ ‫باالتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب وآلية‬ ‫ت�ن�ف�ي��ذه��ا واالت �ف��اق �ي��ة ال�ع��رب�ي��ة ملكافحة‬ ‫غسل األم��وال ومتويل اإلرهاب‪ ,‬مطالبة‬ ‫م �ج �ل��س وزراء ال � �ع� ��دل ال � �ع� ��رب ل �ل��دول‬ ‫العربية التي ل��م تصدق على االتفاقية‬ ‫إلى إمتام إجراءات التصديق عليها‪.‬‬ ‫وقضى ال�ق��رار مبواصلة التنسيق مع‬ ‫اجلهات املعنية يف جمهورية العراق لعقد‬ ‫مؤمتر عربي على مستوى اخلبراء حول‬

‫اإلرهاب الدولي وسبل مكافحته‬ ‫بينما تضمن ال�ق�ـ��رار اخل��اص بتعزيز‬ ‫ال� �ت� �ع ��اون ال� �ع ��رب ��ي وال � ��دول � ��ي يف م �ج��ال‬ ‫مكافحة اإلرهاب ‪ ،‬والعمل على مكافحته‬ ‫واقتالع جذوره وجتفيف منابعه الفكرية‬ ‫وامل��ال�ي��ة ‪ ،‬واع�ت�ب��اره عمال إج��رام�ي��ا مهما‬ ‫كانت دوافعه ومبرراته‪ ،‬فضال عن رفض‬ ‫ك��ل أش �ك��ال االب �ت��زاز م��ن ق�ب��ل اجل�م��اع��ات‬ ‫اإلره��اب�ي��ة بالتهديد أو قتل ال��ره��ائ��ن أو‬ ‫طلب فدية لتمويل جرائمها اإلرهابية‪.‬‬ ‫ودع� � � � ��وا ال� � � � ��دول ال� �ع ��رب� �ي ��ة ال � �ت� ��ي ل��م‬ ‫ت� �ص ��ادق ع �ل��ى االت �ف ��اق �ي ��ات ال �ع��رب �ي��ة يف‬ ‫م�ج��ال ال�ت�ع��اون ال�ق�ض��ائ��ي واألم �ن��ي إل��ى‬ ‫القيام ب��ذل��ك‪ ،‬والعمل على تفعيل هذه‬ ‫االتفاقيات‪.‬‬ ‫يف ح�ين قضى ال �ق��رار اخل��اص بوضع‬ ‫ق��ان��ون اس �ت��رش��ادي مل�ن��ع ازدراء األدي� ��ان‪،‬‬ ‫ب��اع �ت �م��اد م � �ش� ��روع « ال� �ق ��ان ��ون ال �ع��رب��ي‬ ‫االس� � �ت � ��رش � ��ادي مل� �ن ��ع ازدراء األدي � � � ��ان»‬ ‫بالصيغة امل�ع��دل��ة ال�ت��ي أع��دت�ه��ا اللجنة‬ ‫املعنية مب��راج�ع��ة امل �ش��روع يف اجتماعها‬ ‫الثاني ال��ذي عقد مبقر األم��ان��ة العامة‬ ‫للجامعة بتاريخ ‪. 2013/10/2-1‬‬


‫للزمن لغة مفرداتها األيام ولسانها‬ ‫الواقع‪ ،‬وللمكان ذاكرة مساحتها التاريخ‬ ‫ومخزونها الوقائع‪ ،‬ولإلنسان حياة‬ ‫روحها الرغبات ونبضها الدوافع‪..‬‬ ‫بخطاه البطيئة املتثاقلة ميضي الزمن‬ ‫مسرعا ًيف ظل موكب مهيب من جحافل‬ ‫األيام التي تلقي بغبارها وتغير مالمح‬ ‫كل شي يف الوجود‪ ،‬مبنتهى الثبات‬ ‫والرسوخ يبقى املكان ‪ ،‬فإن ذاكرته ال‬ ‫متناهية السعة لرصد وتخزين تفاصيل‬ ‫كل ماتخلفه املتغيرات من أحداث‬ ‫ووقائع‪ ،‬فيما يكون اإلنسان محور اجلدل‬ ‫واحلوار وصاحب الرأي والقرار‪.‬‬

‫الغفلـــــــــــــــة‬ ‫جرميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫محمد عبده املالك أمني‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫ف��إذا رأى بعني البصيرة واحل�ل��م وق ��رر‬ ‫مسايرة احلاضر واستيعاب املاضي فإنه‬ ‫يصبح ق��ائ��د ًا ل��دواف �ع��ه ورغ �ب��ات��ه وميضي‬ ‫ب �ح �ي��ات��ه وح �ي ��اة م��ن ي �ع ��ول ع��ل ��ى ب �س��اط‬ ‫دروب ال � �س �ل�ام امل �س �ت �ق �ي �م��ة ح��ت ��ى ي�ص��ل‬ ‫معهم بر األمان‪ ،‬أما إذا رأى بعني العطف‬ ‫وال �غ �ب��اء وق ��رر جت��اه��ل احل��اض ��ر ون �س�ي��ان‬ ‫امل ��اض ��ي ف ��إن ��ه ي �ص �ب��ح م � �ق ��ود ًا ل��دواق �ع��ه‬ ‫ورغباته وميضي بحياته وحياة من يعول‬ ‫على أشواك دروب الظالم املتعرجة حتى‬ ‫ينتهي معهم يف أقصى مدارك الهالك‪.‬‬ ‫هو يف منتصف العقد الرابع من العمر‬ ‫ل�ك��ن م��ن ي ��راه يظنه ق��د جت ��اوز الستني‪،‬‬ ‫فمالمح جسده النحيل وتقاسيم وجهه‬ ‫ال �ع��اب ��س ت�خ�ت��زل الكثير م��ن آث ��ار ال �ه ��رم‬ ‫وال �ش �ي �خ ��وخ��ة ك �م��ا ت � �ب ��دو ع ��ل ��ى ه �ي �ئ�ت��ه‬ ‫الكثير من آثار اإلنهاك والتعب‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫ل �ق��د ورث امل �س �ك�ين وه� ��و يف ال �س��اب �ع��ة‬ ‫عشرة م��ن العمر تركة ثقيلة ع��ن وال��ده‬ ‫ال��ذي ت ��ويف وألقى على عاتقه مسؤولية‬ ‫أم��ه إل ��ى ج��ان��ب تسعة أش�ق��اء وشقيقات‬ ‫كان هو أكبرهم‪ ،‬أظن أن مسؤوليته هذه‬ ‫سرعان ماكبرت مع قرار األم التي أقدمت‬ ‫على بيع حليها وت��زوي�ج��ه لضمان شد‬ ‫وثاقه والتزامه بتحمل املسؤولية‪.‬‬ ‫وم �ن��ذ ذل��ك ال ��وق��ت وال �ع �م ��ر امل �ب��ك ��ر ودع‬ ‫(ص ��ال ��ح) امل ��درس ��ة واألح �ل��ام ال �ك �ث �ي ��رة عن‬ ‫املستقبل التي كان ينسجها يف مخيلته‬ ‫مثلما ودع العزوبية وحياة اللهو واملرح‪..‬‬ ‫وق � ��د ان ��خ ��رط يف م ��وج ��ة م ��ن ال �ع �ن��اء‬ ‫والقسوة وراح يتنقل بني مختلف املهن‬ ‫واألع � �م ��ال وص� ��ار ك ��ل ه �م��ه م �ح �ص ��ور ًا يف‬ ‫توفير لقمة العيش ألس ��رت��ه كما ص��ارت‬ ‫مخيلته ف��ارغ� ً�ة م��ن ك��ل ش ��يء ع��دا ص��ورة‬

‫وال ��ده ح�ين أم �س ��ك ي��ده وه��و على ف ��راش‬ ‫املوت وأوصاه برعاية أمه وأشقاءه‪.‬‬ ‫وك��ان أكثر مايثير مشاعره وآالم��ه هو‬ ‫تذكر اللحظات التي أوص��اه فيها وال��ده‬ ‫بشقيقه الرضيع (س��ام ��ي)‪ ،‬وال��ت ��ي معها‬ ‫ش �ع ��ر بضغطة م��ن ي��د أب �ي��ه حت�ث��ه على‬ ‫مضاعفة التركيز واالهتمام‪.‬‬ ‫وبني الكد والنكد والعناء والتعب والهم‬ ‫وال �ش �ق��اء امل �ت ��واص��ل ع ��اش (ص��ال��ح)س �ب��ع‬ ‫س �ن��وات وف �ي �ه��ا‪-‬أي �ض � ًا‪-‬ص��ارع أم��واج � ًا من‬ ‫اخل ��وف والقلق الناجم ع��ن ع��دم ارت��زاق��ه‬ ‫ب��ال��ذري��ة‪،‬ل�ك��ن بعد ذل��ك ب ��دأت املسؤولية‬ ‫تخف عن كاهله مع بلوغ بعض أشقاءه‬ ‫وشقيقاته سن العمل وال��زواج‪ ،‬كما تبدد‬ ‫كل خوفه وقلقه مع ارتزاقه أول مولود‪.‬‬ ‫وت �ل��ت ال �س �ن��وات ال �س �ب��ع امل��اض �ي��ة عشر‬ ‫س �ن��وات أخ ��رى واف��ق متامها مطلع العام‬


‫إليه يف سفره حيث كان يذكرلها اسم كل‬ ‫منطقة على ط ��ري��ق املدينة ال��ت ��ى ادع ��ى‬ ‫سفره إليها‪.‬‬ ‫وحني قارب املساء من االنتصاف وصل‬ ‫(ص ��ال ��ح) إل ��ى ن�ق�ط��ة ق ��ري �ب��ة م��ن م�ن��زل��ه‪،‬‬ ‫وم��ن هناك أخ ��رج هاتفه اجل ��وال واتصل‬ ‫بزوجته وعيناه موجهة صوب املنزل الذي‬ ‫بدت جميع أماكنه غارقة يف الظالم عدا‬ ‫غ ��رف��ة ال �ن ��وم ال��ت ��ي ب ��دا ن ��ور امل �ص �ب��اح من‬ ‫خ�ل��ف ن��اف��ذت �ه��ا ال��زج��اج �ي��ة‪ ،‬وق ��د انقطع‬ ‫آخر آماله يف براءة زوجته حينما سمعها‬ ‫تتحدث معه باسترخاء وتلكؤ الناعس‬ ‫امل �س �ت �ي �ق��ظ م ��ن ال� �ن ��وم‪ ،‬ح �ي��ث ت��أك ��د من‬ ‫اصطناعها ذلك االسترخاء والتلكؤ مع‬ ‫ت��أك ��ده م��ن ع��دم اع�ت �ي��اده��ا ال �ن��وم يف غير‬ ‫غرفتها أو يف ظ��ل ن��ور امل �ص �ب��اح‪ ،‬وحينها‬ ‫طمنها ع��ن وص��ول��ه امل��دي �ن��ة ال��ت ��ي ادع ��ى‬ ‫السفر إليها وأخبرها أنه سيغلق الهاتف‬ ‫وسيخلد للنوم لشعوره باإلرهاق من أثر‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫وبالفعل قام (صالح) بعد ذلك بإغالق‬ ‫هاتفه إال أن��ه ل ��م ي��ذه��ب إل ��ى ال �ن��وم كما‬ ‫ذكر وإمنا أخرج املسدس املخفي يف ثنايا‬ ‫مالبسه احملشورة يف املشمع البالستيكي‬ ‫وعمره بالرصاص ودسه يف خاصرته‪ ،‬ثم‬ ‫تخلى ع��ن امل�ش �م��ع وم��اف �ي��ه م��ن مالبس‬ ‫ومضى يسترق اخلطى واختلس تسلق‬ ‫منزله ودخل من الباب املؤدي إلى السطح‬ ‫وال ��ذي ك ��ان ت ��رك��ه م �ف�ت��وح � ًا‪ ،‬ويف ال �ب��داي��ة‬ ‫وص��ل بخطاه احل ��ذرة إل ��ى ج ��وار الغرفة‬ ‫التي ينام فيها شقيقة وأزاح جانب ًا من‬ ‫الستار املغطي بابها وأطلق ضوء الوالعة‬ ‫ال��ت ��ي ك��ان��ت يف ي��ده إل ��ى ال��داخ��ل‪،‬وع�ن��دم��ا‬ ‫‪59‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪2012‬م ب ��اإلض ��اف ��ة إل � ��ى أن (ص� ��ال� ��ح) ق��د‬ ‫اكتسب حرفة مهنية واستقر يف العمل‬ ‫م��ع أح ��د م �ق��اول ��ي ال �ب �ن��اء وص ��ار ميتلك‬ ‫منز ًال متواضع ًا يف ضاحية إح��دى املدن‬ ‫يسكنه م��ع أط �ف��ال��ه ال �س �ت��ة ال��ذي��ن رزق��ه‬ ‫اهلل ت �ع��ال ��ى ب �ه��م‪ ،‬ويف ذات ال ��وق��ت ك��ان��ت‬ ‫شقيقاته اخل �م ��س ق��د ت��زوج��ن وانتقلن‬ ‫إل ��ى كفالة أزواج �ه��ن كما ت��زوج ثالثة من‬ ‫أشقاءه وص��اروا يعملون ويعتمدون على‬ ‫أنفسهم‪،‬فيما لم يبق يف إطار مسؤوليته‬ ‫سوى أمه وشقيقه األصغر (سامي) الذى‬ ‫وص ��ل ال �س��اب �ع��ة ع �ش ��رة م��ن ال �ع �م ��ر وص��ار‬ ‫يف م ��رح �ل��ة ال ��دراس ��ة ال �ث��ان ��وي��ة‪ ،‬حينها‬ ‫طلب (ص��ال��ح) من شقيقه (سامي)وأمه‬ ‫االن �ت �ق��ال إل ��ى امل��دي �ن��ة وال �ع �ي��ش م �ع��ه يف‬ ‫م �ن��زل��ه‪ ،‬وق ��د ل ��ب ��ى شقيقه (س��ام ��ي) ه��ذا‬ ‫الطلب لكن األم اعتذرت وفضلت البقاء‬ ‫يف القرية مع أحد أبنائها اآلخرين‪.‬‬ ‫ش � �ع � ��ر (ص � � ��ال � � ��ح) مب� �ن� �ت ��ه ��ى ال � ��راح � ��ة‬ ‫وال �ط �م��أن �ي �ن��ة ل ��وج ��ود ش �ق �ي �ق��ه األص �غ ��ر‬ ‫(سامي) يف منزله خاصة وأن عمله كثير ًا‬ ‫ما ك��ان يفرض عليه االنتقال إل ��ى مدن‬ ‫أخ ��رى وال �ب �ق��اء أي��ام � ًا ع��دي��دة ب �ع �ي��د ًا عن‬ ‫املنزل‪ ،‬وعند ذلك كان يوكل إلى شقيقه‬ ‫م�ه�م��ة ش �ئ ��ون امل �ن��زل وي��وص �ي��ه االه�ت �م��ام‬ ‫ب��دراس �ت��ه وي �ع ��ده ب��ال��دع ��م حتى حصوله‬ ‫على أكبر الدرجات العلمية‪ ،‬وقد استمر‬ ‫ه ��ذا احل� ��ال م��اي �ق��ارب ال �ع ��ام أو ال �ع �ش ��رة‬ ‫أشهر‪.‬‬ ‫وب �ع ��د ذل ��ك ج ��اء ي ��وم ال �ث�لاث��اء امل ��واف��ق‬ ‫‪2013/10/1‬م‪ ،‬وم ��ع اق �ت ��راب ظ �ه �ي ��رة ه��ذا‬ ‫ال �ي��وم ق��ام (ص��ال��ح) وال ��ذي ك ��ان متفرغ ًا‬ ‫من العمل بإرسال شقيقة (سامي) إلى‬ ‫ال �س ��وق ل �ش ��راء أع �ش��اب ال �ق��ات كما طلب‬ ‫من زوجته اإلس ��راع باعداد وجبة الغداء‪،‬‬ ‫فيما هو استرخى على السرير لقضاء‬ ‫وقت االنتظار‪ ،‬وغرق يتأمل أطفاله وهم‬ ‫يلهون أمامه يف ساحة الغرفة‪.‬‬ ‫وم��ا ه��ال��ه وف��اج��أه وأث ��ار حيرته وقلقه‬ ‫يف ذل��ك الوقت رؤي��ة طفله اب��ن اخلمسة‬ ‫أعوام وهو ميسك بشقيقته التي تصغرة‬ ‫بعام ويلتصق بها ويتخذ معها أوضاع ًا‬ ‫وحركات ال يعرفها غير الكبار املتزوجون‪،‬‬ ‫وهذا املشهد دفعه يف اللحظة لالنطالق‬ ‫ب�خ �ي��ال��ه يف ج ��ول��ة اس�ت�ط�لاع �ي��ة خاطفة‬ ‫خاللها ط��اف يف أرج ��اء منزله املتواضع‬ ‫وامل��ك ��ون م��ن ث�ل�اث غ ��رف ص �غ �ي ��رة وح �م��ام‬ ‫ومطبخ واجلميع ال تغطي أبوابها سوى‬

‫س�ت��ائ ��ر ح ��ري ��ري��ة مهلهلة‪ ،‬فيما‬ ‫أن ��ه ي��وج��د يف امل �ن��زل ب ��اب ��ان من‬ ‫حديد فقط أحدهما يف املدخل‬ ‫الرئيسي واآلخر يف املخرج املؤدي‬ ‫م��ن مطلع ال ��درج إل ��ى السطح‪،‬‬ ‫ك �م��ا اس �ت ��رج��ع م �ش��اه��د ال�ك�ث �ي ��ر‬ ‫م��ن تصرفاته وح �ي��ات��ه الزوجية‬ ‫وان�ت��ه ��ى إل ��ى ال�ت��أك ��د املطلق من‬ ‫شديد حرصه وحذره يف االبتعاد‬ ‫ع � ��ن أع� �ي��ن األط� � �ف � ��ال ع� �ن ��د ك��ل‬ ‫لقاءاته ال��زوج �ي��ة‪ ،‬ث��م بعد ذلك‬ ‫ق ��ام ب��اس �ت��دع��اء ال �ط �ف��ل وس��أل��ه‬ ‫ب �ش��دة وح� ��زم ع ��ن س ��ر احل ��رك��ات‬ ‫ال ��ت ��ي ات� �خ ��ذه ��ا م� ��ع ش �ق �ي �ق �ت��ه‬ ‫وكيف تعلمها؟؟ وحلظتها أجاب‬ ‫الطفل بكل برود وبراءة قائ ًال‪:‬‬ ‫رأىت عمي (سامي) وأمي يعملون مثل‬ ‫ذلك!!‪.‬‬ ‫ودارت الدنيا يف عيني (صالح) واختل‬ ‫توازنه مثلما دارت واختلت أفكاره‪ ،‬ويومها‬ ‫تناول وجبة الغداء وقضى وقت املقيل مع‬ ‫شقيقه وزوج �ت��ه وه��و ي�ص��ارع الكثير من‬ ‫الشكوك والهواجس التي قادته مع بداية‬ ‫املساء إلى اختالق تشغيل نغمة الهاتف‬ ‫وال �ت �ظ��اه ��ر ب��ال ��رد واحل ��دي ��ث م��ع امل �ق��اول‬ ‫الذي يعمل معه موهم ًا زوجته وشقيقه‬ ‫أن املقاول طلب منه االستعداد واالنتقال‬ ‫يف احل ��ال م��ع ب �ع ��ض رف��اق��ه م��ن ال �ع�م��ال‬ ‫إل ��ى مدينة أخ ��رى‪ ،‬أض��ف أن��ه أث �ن��اء إدارة‬ ‫هذا احلديث الوهمي نهض من مجلسه‬ ‫وراح يتنقل بني أرج��اء املنزل ووص��ل إلى‬ ‫مطلع السطح واختلس فتح (ه�ن��دراب)‬ ‫الباب‪ ،‬وقد أبدى بعد ذلك العجلة وأخذ‬ ‫املسدس الذي اعتاد اصطحابه عند كل‬ ‫ان�ت�ق��ال إل ��ى خ ��ارج امل��دي�ن��ة ودس ��ه يف طي‬ ‫املالبس التي أعدتها زوجته وغ��ادر املنزل‬ ‫ب �ع ��د أن ودع أط �ف��ال��ه وأس� � ��دى مختلف‬ ‫النصائح املعتادة لزوجته وشقيقه‪.‬‬ ‫مضى (ص��ال��ح) مكسور اخل��اط ��ر ش��ارد‬ ‫ال��ذه��ن م�ث�ق�ل ًا ب��ال �ه�م��وم‪ ،‬يسير م��ن دون‬ ‫غاية أو هدف محدد فقد ظل يتنقل بني‬ ‫الشوارع يرصد يف ثنايا مخيلته مختلف‬ ‫االح �ت �م��االت وال �ت �ق��دي ��رات‪ ،‬آم�ل ً�ا أن يجد‬ ‫أدن ��ى مبرر يهديء من روع شكوكه ويلوح‬ ‫باحتمال براءة زوجته وشقيقه‪.‬‬ ‫وم��ع م ��رور ك��ل س��اع��ة ك��ان يسمع رنني‬ ‫ه��ات �ف��ه اجل � ��وال وي �ج ��د زوج� �ت ��ه تطمئن‬ ‫ع �ل �ي��ه وت �ت �س��اءل ع��ن امل �ك��ان ال� ��ذي وص��ل‬


‫وجدها فارغة ال وجود ألحد فيها انتقل‬ ‫بنفس احلذر إلى الغرفة التي ينام فيها‬ ‫أط �ف��ال��ه ل �ي��زح أي �ض � ًا ج��ان �ب � ًا م��ن ال �س�ت��ار‬ ‫املغطي بابها وأط �ل��ق ض ��وء ال ��والع��ة إلى‬ ‫ال��داخ��ل حيث ألقى على وج��ه ك��ل واح��د‬ ‫م ��ن أط �ف��ال��ه ال� �غ ��ارق�ي�ن يف ال� �ن ��وم ن �ظ ��رة‬ ‫ع �م �ي �ق��ة خ��اط �ف��ة‪ ،‬وب �ع ��ده��ا اجت ��ه ب�ح ��ذر‬ ‫ش ��دي ��د ص � ��وب غ ��رف ��ة ن ��وم ��ه ومت� �ك ��ن م��ن‬ ‫االستقرار يف مكان يتيح له النظر إلى‬ ‫داخل الغرفة ويحول دون اكتشاف وجوده‬ ‫حتى ملن يظهر خارج الغرفة‪ ،‬وعند ذلك‬ ‫عرف مالم يرد معرفته وتأكد مما حاول‬ ‫إن�ك��اره شاهد ب��أم عينيه شقيقه يداعب‬ ‫زوج �ت��ه ال��ت ��ي ب��دت يف م�لاب ��س م�ث �ي ��رة لم‬ ‫ي ��ره��ا تلبسها أو ق��د ل �ب �س ��ت مثلها من‬ ‫قبل‪ ،‬كما غ ��رق يتأمل اختالءهما ال��ذي‬ ‫ب��دا يف ظل أج ��واء حميمية فاحت معها‬ ‫روائح البخور والعود الذي لم يعرف مثله‬ ‫إال يف األشهر األولى من زواجه‪.‬‬ ‫وم ��اه ��ي إالدق ��ائ ��ق م� �ع ��دودة ب �ع ��د ذل��ك‬ ‫حتى رأى (ص��ال��ح) زوج �ت��ه وشقيقه وقد‬ ‫اس �ت �ق ��را يف ق �ل��ب ال �س ��ري ��ر م�ت�خ�ل�ين عن‬ ‫كامل لباسهما‪ ،‬حينها أخرج املسدس من‬ ‫خ��اص ��رت��ه وان��دف��ع إل ��ى ال�غ ��رف��ة يف احل��ال‬ ‫موجه ًا فوهة املسدس صوب زوجته التي‬ ‫تسمرت على السرير وأف ��رغ يف جسدها‬ ‫ثالث طلقات متتالية أردتها قتيلة‪..‬‬ ‫متوجه ًا بعدها صوب شقيقه الذي كان‬ ‫قد انتقل فزع ًا ليتسمر يف إح��دى أركان‬ ‫ال�غ ��رف��ة‪ ،‬وعندما وق��ع ب��ص ��ره على وجهه‬ ‫املمتقع م��ن اخل ��وف الح ��ت يف مخيلته‬ ‫صورة والده وهو على فراش املوت يوصيه‬ ‫خ �ي ��ر ًا ب��أش �ق��اءه‪ ،‬جت��اه��ل ال ��وص �ي��ة وح��اول‬ ‫ض�غ��ط زن ��اد امل �س ��دس ل�ك�ن��ه ل ��م يستطع‬ ‫إطالق النار ألنه شعر بكف وال��ده متنعه‬ ‫مبثل الضغطة التي شد بها على ساعده‬ ‫وه ��و ع��ل ��ى ف ��راش امل ��وت حل�ظ��ة أن أوص��اه‬ ‫مبضاعفة االه�ت �م��ام بشقيقه (س��ام ��ي)‪،‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪60‬‬

‫ويف تلك اللحظات املرعبة التي مازجها‬ ‫ص � ��راخ األط � �ف� ��ال ال ��ذي ��ن ان �ت �ف �ض ��وا م��ن‬ ‫نومهم على سماع صوت مسدس والدهم‬ ‫ورؤي ��ة دم��اء أم �ه��م‪ ،‬عندها ه��وى (ص��ال��ح)‬ ‫إلى األرض ذاهب ًا يف غيبوبة لم يفق منها‬ ‫إال وه��و ب�ين أي��دي رج��ال الشرطة الذين‬ ‫حضروا ح��ال وصولهم البالغ املقدم من‬ ‫اجل � �ي � ��ران‪ ،‬وق� ��د ق ��ام ��وا ح �ي �ن �ه��ا ب�ت��ح ��ري��ز‬ ‫اجل �ث��ة وال �ق �ب��ض ع��ل ��ى (ص ��ال ��ح) وات �خ��اذ‬ ‫كافة اإلج ��راءات الالزمة‪،‬كما مت يف اليوم‬ ‫التالي ضبط شقيقه (سامي) الذي جلأ‬ ‫للهرب‪.‬‬ ‫م� ��ن خ �ل ��ف ال �ق �ض �ب ��ان روى (ص ��ال ��ح)‬ ‫ت�ف��اص �ي��ل ه ��ذه ال �ق �ص��ة م �ع �ت ��رف � ًا أن ��ه هو‬ ‫من دفع شقيقه وزوجته الرتكاب اخلطأ‬ ‫حينما أول ��ى ع ��واط�ف��ه على عقله وأت��اح‬ ‫لشقيقه امل ��راه��ق ال �ب �ق��اء يف م�ن��زل��ه وم��ع‬ ‫زوج � �ت� ��ه يف ظ� ��ل أج � � � ��واء غ � �ي ��ر م�ل�ائ �م ��ة‪،‬‬ ‫وأي � �ض � � ًا ع �ن ��دم ��ا جت ��اه ��ل االع � �ت � �ب ��ار م��ن‬ ‫م��آس ��ي القصص املشابهة الكثيرة التي‬ ‫سبق وتكرر وقوعها ‪،‬كما متنى أن تكون‬ ‫مآساته عبرة كافية لكل من يطلع على‬ ‫تفاصيلها‪.‬‬ ‫أما الشقيق املراهق (سامي) فقد وصل‬ ‫إل ��ى ح��ال��ة نفسية سيئة للغاية وح��اول‬ ‫االن �ت �ح��ار يف زن��زان �ت��ه‪ ،‬وع �ن��دم��ا التقيناه‬ ‫قال والدموع تغرق عينيه‪ :‬أنا ال أستطيع‬ ‫التعبير ع��ن م ��دى ح��زن ��ي وح �س ��رت ��ي وال‬ ‫ع��ن حجم ال �ن��دم وال �ع ��ذاب ال ��ذي أعانيه‬ ‫بسبب ما ارتكبته من خطأ يف حق أخي‪..‬‬ ‫ياليت وأخي أقدم على قتلي مثلما أقدم‬ ‫على قتل زوجته‪ ،‬فأنا ال أستحق احلياة‬ ‫مطلق ًا وك��ل م��ا أطلبه وأمت �ن��اه ه��و امل ��وت‬ ‫و أن أل��ق ��ى ح �ك ��م اإلع � ��دام يف أق ��رب وق��ت‬ ‫ممكن‪..‬‬ ‫كما اع�ت ��رف (س��ام ��ي) بالعالقة اآلثمة‬ ‫ال��ت ��ي رب �ط �ت��ه م ��ع زوج � ��ة أخ �ي��ه ال�ق�ت �ي�ل��ة‬ ‫ح�ين حكى تفاصيلها ق��ائ�ل ًا‪ :‬لقد ب��دأت‬

‫ع�ل�اق��ت ��ي م ��ع زوج� � ��ة أخ � ��ي م �ن��ذ ال �ش �ه��ر‬ ‫األول إلقامتي يف املنزل ومن أم��ام شاشة‬ ‫التلفاز التي كنا نبقى أمامها وحيدين‬ ‫ال ��ى س��اع��ات م �ت��أخ ��رة م��ن ال�ل �ي��ال ��ي التي‬ ‫يكون فيها شقيقي غائب ًا عن امل�ن��زل‪ ،‬إذ‬ ‫كنا كثير ًا ما نتبادل نظرات وابتسامات‬ ‫اخلجل كلما عرض على الشاشة موقف‬ ‫أو مقطع غرامي مثير أو ممزوج ببعض‬ ‫مشاهد التقبيل والعناق‪ ،‬وشيئ ًا فشيئ ًا‬ ‫ذهب اخلجل عن النظرات واالبتسامات‬ ‫امل �ت �ب ��ادل��ة ب �ي �ن �ن��ا ل �ي �ح ��ل م �ح �ل��ه احل � ��وار‬ ‫الذي صرنا نديره حول املواقف واملشاهد‬ ‫الغرامية املعروضة حتى أننا وصلنا يف‬ ‫إح� ��دى امل � ��رات ال ��ى اخل� ��وض يف احل��دي��ث‬ ‫ح � ��ول األف � �ل ��ام اإلب� ��اح � �ي� ��ة‪ ،‬إذ ب � ��دت ه ��ي‬ ‫تتصنع إنكار وج ��ود مثل هذه األف�لام بل‬ ‫وت��ؤك ��د استحالة وج ��وده��ا فيما كنت أنا‬ ‫يف ذات الوقت أجتاهل إنكارها املصطنع‬ ‫وأب ��دي اجل��دي��ة الكاملة يف التأكيد عن‬ ‫وج ��وده��ا وانتشارها هنا وهناك ‪،‬ث��م بعد‬ ‫شد وج��ذب وحتد مصطنع فتحت ذاكرة‬ ‫ه��ات��ف ��ي اجل � ��وال ال��ت ��ي ك ��ان��ت م�ش�ح ��ون��ة‬ ‫مبختلف امل�ق��اط��ع اإلب��اح �ي��ة حيث رحنا‬ ‫م� �ع� � ًا ن �س �ت �ع ��رض م �ش ��اه ��ده ��ا اخل �ل �ي �ع��ة‬ ‫والتي قادتنا يومها للتقارب والتالمس‬ ‫ثم االلتصاق وال ��وق ��وع يف اخلطيئة وقد‬ ‫شعرنا بعد ذلك بجسامة الذنب وذرفنا‬ ‫دم� ��وع ال �ن ��دم وق ��ررن ��ا االس �ت �غ �ف��ار ع ��ن ما‬ ‫ارت��ك �ب �ن��ا وت �ع��اه��دن��ا وأق �س �م �ن��ا ع ��دم ت��ك ��رار‬ ‫ماحدث‪ ،‬ولكن مع استمرار غياب شقيقي‬ ‫وبقاء املشاهد الغرامية واملقاطع اإلباحية‬ ‫ع��ل ��ى ش��اش��ة ال �ت �ل �ف��از ويف ذاك � ��رة ه��ات��ف ��ي‬ ‫تكررت خطيئتنا مرة وأخرى حتى فقدنا‬ ‫مشاعر الذنب والندم إلى أن صرت أشعر‬ ‫مبنتهى املتعة حني أجدها بني أحضاني‬ ‫تشتكي من ب ��رود عواطف شقيقي الذي‬ ‫حسب قولها ال يحسن إدارة األح��ادي��ث‬ ‫الغرامية وال اتخاذ األوض��اع القادرة على‬ ‫إشباع رغباتها أثناء لقاءاتهم الزوجية‪..‬‬ ‫وهكذا انتهى (سامي) من سرد قصته‬ ‫ال��ت ��ي ي�ت�ض��ح م��ن خ�لال �ه��ا األث ��ر الكبير‬ ‫ال��ذي تخلفه وس��ائ��ل االت �ص��ال احلديثة‬ ‫من هاتف وتلفاز وغيره على أفكار وحياة‬ ‫الناس‪ ،‬كما يتضح مدى ض ��رورة التركيز‬ ‫على ترشيد استخدام هذه الوسائل ومبا‬ ‫يساعد على جتنب سلبياتها واالستفادة‬ ‫من إيجابياتها‪..‬‬


‫ـقـيم‬ ‫هناك أشياء غالية ال ُتـ َّ‬ ‫بقـيمة وال تقـدر بثمن يتخلى‬ ‫عنها اإلنسان مبحض إرادته وهو‬ ‫ال يعرف مقدار ما فـقد ‪ ،‬أو تسلب‬ ‫منه هذه األشياء وهو يبـتسم غير‬ ‫مدرك أيض ًا قيمة ما ُسلب منه‬ ‫وإن كان أغلى ما ميلك ‪ ،‬لكنه قـد‬ ‫يثور عندما يفـقد أو تـنـتزع منه‬ ‫أبسط األشياء‪ .‬عقولنا هي أغلى‬ ‫ما منلك وبدونها يسقط اإلنسان‬ ‫من رفعة التكرمي اإللهي له إلى‬ ‫مستوى الكائنات غير العاقلة‪،‬‬ ‫والكائنات غير العاقلة هي‬ ‫مخلوقات مسلوبة اإلرادة معدومة‬ ‫التـفكير محدودة التميـيز لذلك‬ ‫سيرة ومسخرة‬ ‫جندها دائم ًا ُم َّ‬ ‫لغيرها ‪ ،‬ومثلها يف البشر من أصابه‬ ‫اجلنون فـفـقد عقله وانعدم‬ ‫وسلبت‬ ‫تـفكيره وذهب متييزه ُ‬ ‫إرادته حتى أن الصبية لتـتالعب‬ ‫وتسيره كيفما تريد ‪ .‬فهل من‬ ‫به ِ ّ‬ ‫العقل أن نسل ِ ّـم عقـولنا مبحض‬ ‫إرادتنا لغيرنا حتى يجعلها أوعية‬ ‫ميألها مبا يف يديه أو يعبث بها‬ ‫كيفما يريد ‪ .‬ونعيش مسلوبي‬ ‫اإلرادة مسخرين لغيرنا ‪!!..‬‬ ‫يحيى غالب‬

‫االستحواذ على العقــــــول‬

‫‪61‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫كثير ًا ما يحدث هذا دون وعي وإدراك‪،‬‬ ‫وإذا ت��أم �ل�ن��ا أن�ف �س �ن��ا وواق �ع �ن��ا ب��إن �ص��اف‬ ‫ش��دي��د دون أن ت��أخ��ذن��ا ال � �ع ��ز ُة ب��اخل�ط��أ‬ ‫ل ��وج��دن��ا أن ع��ق �ـ ��ول �ن��ا ل �ي �س ��ت م �ل �ك � ًا لنا‬ ‫وحياتنا ليست من صنع أفكارنا ‪ ،‬فهناك‬ ‫م��ن ي�ش�ك��ل عقـولنا و ي�ف��ك ��ر ل�ن��ا ونحن‬ ‫نسير وراءه كاألعمى ال��ذي أسلم خطاه‬ ‫مل ��ن ي �ق ��وده ‪ ،‬غ �ي ��ر أن ع �ي��ون �ن��ا م�ف�ت ��وح��ة‬ ‫وعقـولنا مغمضة ‪ ،‬وأش��د العمى عمى‬ ‫البصيرة ‪.‬‬ ‫إن االس �ت �ي �لاء ع��ل ��ى األف �ك��ار وال �ع �ق ��ول‬

‫ْأم � � ٌ�ر س��ائ��د يف ال �ع��ال ��م ال �ب �ش ��ري ك �ل��ه ول ��و‬ ‫ت �ـ �ُ�رك ال�ط�ف��ل ع��ل ��ى سجيته دون تدخل‬ ‫من البيئة من حوله ودون حشو لعقله‬ ‫باألفكار واملفاهيم التي تعيشها بيئته‬ ‫ل�ك��ان ال�ط�ف��ل أص��ف ��ى ذه �ن � ًا وأس �ل��م ف��ك ��ر ًا‬ ‫إذ إنه سينزع إلى الفطرة السليمة التي‬ ‫�ص��ب بلوثة من‬ ‫فطرها اهلل وال��ت ��ي ل ��م ُت� َ‬ ‫لوثات البشر ‪ ،‬فاملولود يولد على الفطرة‬ ‫ل�ك��ن ال �ب�ي �ئ��ة ه ��ي ال��ت ��ي ت �ـ �ن��ح ��رف ب��ه عن‬ ‫الفطرة السليمة‪.‬‬ ‫إن العالم كله يعيش يف حالة حرب‬

‫دائ �م��ة ال ي �ه��دأ أوا ُره� ��ا وال تهمد ن��اره��ا ‪،‬‬ ‫هدفها األول واألخير هو االستيالء على‬ ‫العقول واألفكار‪ ،‬واملنتصر فيها يستطيع‬ ‫أن ي �س �ت ��ول ��ي ع��ل ��ى م��ا ي �ش��اء م��ن األم ��ور‬ ‫املادية األخ ��رى ‪ ،‬وهي حرب ليست وليدة‬ ‫اليوم فهي متجذرة ومتأصلة وجدت مع‬ ‫بدايات اإلنسان األول ��ى ‪ ،‬غير أن وطأتها‬ ‫تشـتد يف ه��ذا ال �ع��ص ��ر‪ ،‬وال�ق�ل��ة القليلة‬ ‫م��ن ي ��درك أن��ه م �ي��دان ل �ه��ذه امل �ع ��رك��ة أم��ا‬ ‫اإلن �س ��ان ال �ع��ادي ف�لا ي ��درك أن ��ه ضحية‬ ‫ه��ذه احل ��رب وك ��م م��ن إن �س��ان فقد عقـله‬


‫وأس �ل��م تـفكيره لغيره كنتيجة حتمية‬ ‫لهذا ال ��ص ��راع الرهيب ‪ ،‬وال يستطيع أن‬ ‫يتحرر م��ن ه��ذا األس ��ر وينتصر يف هذه‬ ‫املعركة إال القلة الذكية التي متتلك زمام‬ ‫عقلها وتديره بنفسها وتفـتحه على كل‬ ‫اآلفاق من حولها فـتشق طريقها بحرية‬ ‫ت��ام��ة وت �ـ �ف��ك �ي ��ر ذات � ��ي ف��تُ �ه��ذّ ب وت �ـ �ش��ذب‬ ‫وتـنقح وتصحح وتأخذ ما ت ��راه صاحل ًا‬ ‫حل �ي��ات �ه��ا وم �ت�ل�ائ �م � ًا م ��ع ف �ط ��رت �ه��ا بكل‬ ‫اقـتناع ذاتي ورضى نفسي ‪ ،‬دون خضوع‬ ‫�وج �ه ��ات اخل ��ارج� �ي ��ة ‪ ،‬وه � ��ذا األم ��ر‬ ‫ل �ل �م � ِ ّ‬ ‫الب��د أن يكون يف إط��ار ال�ث ��واب��ت الدينية‬ ‫واألخالقية والعلمية التي ال جدال فيها‪،‬‬ ‫ح��ت ��ى ال ي��ك ��ون ال �ت��ح ��رر ب��ال �ع �ق��ل ش ��ذوذ ًا‬ ‫منافي ًا للقيم وامل �ب��ادئ ‪ ،‬وحتى ال يكون‬ ‫قـفز ًا ف ��وق ح��دود العقل وا ّدع � ً�اء مبعرفة‬ ‫دون دليل وال برهان‪.‬‬ ‫إن االس �ت �ب ��داد ال �ف��ك ��ري واالس �ت �ح ��واذ‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫‪62‬‬

‫على ع�ق ��ول اآلخ ��ري��ن أم ��ر خطير ج ��د ًا ‪،‬‬ ‫سني حياته‬ ‫وه��و يقع على اإلن �س��ان يف‬ ‫ّ‬ ‫األول ��ى ويتدرج يف حياته كلها ‪ ،‬فالطفل‬ ‫ال �ص �غ �ي ��ر ال ��ذي ي�ح ��ض ��ر درس األس �ت ��اذ ‪،‬‬ ‫وج مل‬ ‫فـ َي ـفـ ْـتـق األستاذ عقـلـ َـه‬ ‫ٍ‬ ‫بكلمات ُ‬ ‫يلـُّـها عقلـُ ه الصغير ويتجاهل أستاذه‬ ‫مَ َ‬ ‫يف الوقت نفسه كل أسئلته واستفساراته‬ ‫ع��ن احل �ي��اة م��ن ح ��ول��ه ول ��و ك��ان��ت أسئلة‬ ‫صبيانية ‪ ،‬فمعنى ه��ذا أن األس �ت��اذ قد‬ ‫احل ـلـ ْـقة األولى يف السلسلة التي‬ ‫وضع ِ‬ ‫ستحكم إغالق عـقـل تلميذه فيما بعد‪،‬‬ ‫وح�ين ت �ب��دأ ب��واك �ي ��ر شبابه وي�ض��ع قدمه‬ ‫األولى على أبواب اجلامعة التي ُيفترض‬ ‫فيها حرية التلقي وحرية البحث وحرية‬ ‫ال� �ط ��رح وه � ��ي م ��رح �ل��ة ال � � ��ذروة امل �ع ��رف �ي��ة‬ ‫والعلمية يجد نفسه ـ السيما يف وطننا‬ ‫ورمب��ا يف األوط��ان العربية األخ ��رى ـ يجد‬ ‫نفسه يف صندوق مغلق اسمه دكتور املادة‬

‫الذي يتصرف كديكتاتور فيجرد الطالب‬ ‫من كل عقله وتفكيره ويدفنه بني أوراق‬ ‫م �ح��اض ��رات��ه ومي��ل ��ي ع �ل �ي��ه أف� �ك ��اره ال��ت ��ي‬ ‫رمب��ا عفا عليها ال��زم��ن ولفظتها األمم‬ ‫واحل �ض��ارات م��ن حوله ‪ِ ،‬م��ن هناك يبدأ‬ ‫التحجيم العقلي واالستعباد الفكري‬ ‫وهناك أيض ًا توشك السلسلة أن تكمل‬ ‫ح �ل�ق��ات �ه��ا ف �ـ ��ت �ـ �ُـ ��غ �ـ �ـَ ��لّ ال �ع �ق��ول امل�ت �ح �ف��زة‬ ‫للعلم وامل �ع ��رف��ة ومت ��وت ح ��ري��ة التـفكير‬ ‫وي �ت �ش ��رب اإلن �س��ان األف �ك��ار ال��ت ��ي فرضت‬ ‫عليه ‪ ،‬وتـتشكل شخصيته ب �ن��اء على‬ ‫صناعة مدرسيه ‪ ،‬فيخرج مكب ًال بأفكار‬ ‫غ � �ي ��ره وي �ع �ي ��ش ب �ش �خ �ص �ي��ة م�ن�ف �ص �م��ة‬ ‫غ ��ري �ب��ة ع��ن واق �ع �ه��ا وبـيئـتها ‪ ،‬فيوجد‬ ‫جيل ‪ -‬يف عمومه ‪ -‬مضطرب الشخصية‪،‬‬ ‫ف �ت �ح �ص �ي �ل��ه ال �ع �ل��م ��ي ش � ��يء وال � � ��ذي يف‬ ‫نفسه ش ��يء آخ ��ر وال ��واق��ع ش ��يء مخالف‬ ‫مت��ام� ًا‪ ،‬فيستحيل عليه أن يـبني وطن ًا‬ ‫أو أن ينهض ب��أم��ة‪ .‬ليست تلك وحدها‬ ‫صور االستبداد الفكري لكنها احللقات‬ ‫األخطر يف تهيئة العقل للتلقي األعمى‪،‬‬ ‫ون��ت �ـ ��ف أري ��اش التفكير ح��ت ��ى ال يتمرد‬ ‫�ح��ل �ـِ ّ�ـ ��ق ب �ع �ي��د ًا ع��ن القـفص املصنوع‬ ‫ف � ُ�ي� َ‬ ‫له‪ ،‬وشوكة اللجام التي تكبح اللسان عن‬ ‫طرح األسئلة ا ُمل ّ َرة يف كل جوانب احلياة ‪.‬‬ ‫إن االس �ت �ب��داد ال�ف��ك ��ري أو االس�ت�ح ��واذ‬ ‫ع��ل ��ى ع �ق ��ول اآلخ ��ري ��ن مي � ��ا َرس يف شتى‬ ‫اجل ��وان��ب وال يقـتصر على ج ��وان��ب دون‬ ‫أخ � ��رى ‪ ،‬ف� ��األب ال� ��ذي ل ��م ت � َ�س � ْ�ع��ه حياته‬ ‫لتحقـيق م��آرب��ه فيستولي ع��ل ��ى حياة‬ ‫ول ��ده َي� ُ�ص� ّ�ب فيها تطلعاته وأح �لام��ه أو‬ ‫ثـب ـتها حت��ت ِج لد‬ ‫ينسخ شخصيته ُ‬ ‫وي ِ ّ‬ ‫ول � ��ده ه ��و اس �ت �ب ��داد ف��ك ��ري ‪ ،‬وامل �ع �ل��م يف‬ ‫اجل��ام �ع ��ة ال � ��ذي ي �ل��زم��ك ب �ك �ت��اب م �ع�ّي�نّ‬ ‫ه ��و ح �ص ��ار ف ��ك ��ري وحت �ج �ي��م ع �ق��ل ��ي ال‬ ‫يتحرر منه إال القليل من األذكياء ‪ ،‬وإن‬ ‫االنتماء حلزب سياسي يفرض منهجه‬ ‫وسلوكه وسياساته على معتـنـقيه هو‬ ‫ك��ذل��ك اس �ت �ح ��واذ ع��ل ��ى ع �ق��ول اآلخ ��ري��ن‪،‬‬ ‫وإن اإلع �ل��ام امل �س ��خ ��ر ه ��و ع �ب��ث ب �ع �ق��ول‬ ‫الناس ‪ ،‬وم��ا تـنتجه السينما أو املسرح‬ ‫ُي �ع � ّ�د أي �ض � ًا ف ��رض � ًا آلراء وأخ �ل�اق وأف �ك��ار‬ ‫فئة من الناس على العالم‬ ‫ومعتـقدات ٍ‬ ‫الواسع من الناس ‪ ،‬والنظريات العلمية‬


‫‪63‬‬

‫العدد (‪ )213‬ديسمبر ‪2013‬‬

‫ال ��ت ��ي ت �ط ��رح ع��ل ��ى وج� ��ه ال �ت �س �ل �ي��م دون‬ ‫مناقشة وتفصيل جلزئياتها أو البحث‬ ‫يف دقائقها ونتائجها هي أيض ًا ضرب من‬ ‫القيود العلمية على العقول املتـلقـية‪،‬‬ ‫والتاريخ املؤلـ ّ َـف وليس املوثــ ّ َـق هو أيض ًا‬ ‫تضليل للعقول ‪ ،‬وال�ك��ذب باسم الدين‬ ‫واحل ��ري��ة وال �ع �ل��م ه��و ان��ت �ـ �ق��اص م��ن حق‬ ‫ال �ع �ق��ل وس��خ ��ري��ة ب��ه ‪ ،‬وإن ال �ع� ِ�ال ��م ال��ذي‬ ‫ي �ل��زم��ك ب � ��رأي ف �ـ �ق��ه ��ي م �ع�ين أو م��ذه��ب‬ ‫معني ه��و ك��ذل��ك أي �ض � ًا وص��اي��ة عـقـلية‬ ‫مرفوضة‪ ،‬لقد وصل األمر ببعض الدعاة‬ ‫أو ال �ع �ل�م��اء أن يصنفوا ك�ت �ب� ًا يف الكتب‬ ‫ال��ت ��ي ي �ج��ب أال ن �ق ��رأه ��ا!‪ ..‬أل �ي �س ��ت ه��ذه‬ ‫مصادرة حلرية الفكر والتـفكير ومتلك ًا‬ ‫لعقول الناس بدعوى حمايتها؟‪.‬‬ ‫إن األمة اليوم تعيش يف دائرة مغلقة‬ ‫م��ن التـفكير و ال ميكن أن تخرج منها‬ ‫إال إذا وجدت احلرية الفكرية والثـقافية‬ ‫والعلمية ‪ ،‬ولقد وجدت الوسائل املباشرة‬ ‫للمعرفة يف هذا العصر وأصبحت شبه‬ ‫متاحة للجميع عبر وسائل التكنولوجيا‬ ‫احلديثة ‪ ،‬فينبغي لكل فرد أن يستـفيد‬ ‫م �ن �ه��ا وذل� ��ك يف ال �ع �ل ��وم ال��ت ��ي ي�ج �ي��ده��ا‬ ‫ويتـقـنها ومتيل نفسه إليها وأال يجعل‬ ‫بينه وبني مصادر املعرفة وسائط ُت بدي‬ ‫ل��ه أش �ي��اء وتخفي عنه أش �ي��اء ‪ ،‬وعليه ‪-‬‬ ‫كما ذكرت ‪ -‬أال يقـفز فوق حدود العقل‬ ‫قدرة على إثباته‪.‬‬ ‫في ّ َد ِع ي ما ليس لديه ٍ‬ ‫ومن منطلق التـفكيـــر ُ‬ ‫احل ّر نحو املعرفة‬ ‫مباشرة يبدأ التنافس العلمي واملعريف‬ ‫والثـقايف ويظهر اإلن�ت��اج املتميز النافع‬ ‫اخل��ادم للعقل املالمس للواقع واحلياة ‪،‬‬ ‫بعيد ًا عن األم��ور التـنظيرية والدراسات‬ ‫العقـيمة ‪ ،‬واملفاهيم البشرية احملصنة‬ ‫بالقداسة ‪ .‬لقد فهم غيرنا ذلك فأطلقوا‬ ‫العنان ألفكارهم ومواهبهم فأجنبت عامل ًا‬ ‫جديد ًا صرنا نحن فيه كالغرباء‪.‬‬ ‫خ�ل�اص ��ة ال � �ق� ��ول‪ :‬إن ال �ت �ف��ك �ي ��ر ُ‬ ‫احل � � ّر‬ ‫األم��ة ُ‬ ‫احل � ّرة التي تفكر بعقلها ال‬ ‫يول ِـ ّد ّ‬ ‫بعقول املستبدين وم��ن س��ار يف فلكهم‪،‬‬ ‫وإن التفكير التابع يولـ ّ َد األمة اخلاضعة‬ ‫امل�ن�ق��ادة ال��ت ��ي ال متتلك زمامها وتعجز‬ ‫عن تسيـير أمورها‪.‬‬


‫عام انتصار إرادة التغيير‬

‫بقلم‪/‬‬ ‫أحمد هائل‬

‫مع صدور هذا العدد من مجلة احلراس يكون العام ‪2013‬م قد أوشك على االنتهاء‪ ،‬إن‬ ‫لم يكن قد انتهى فع ًال‪.‬‬ ‫وهو ما نأمل أن يكون عليه حال مؤمتر احلوار الوطني الشامل الذي أنطلقت فعالياته‬ ‫يف ال�ع��ام نفسه‪ ،‬إذ ن��أم��ل أن يكمل م �ش��واره م��ع نهاية ال�ع��ام متغلب ًا على حقل األل�غ��ام‪،‬‬ ‫واخلالفات املنفعية التي زرعت يف طريقه‪ ،‬لكسر إرادة اليمنيني يف الوصول بالبلد إلى بر‬ ‫األمان‪ ،‬وبناء احلياة اجلديدة التي يتطلعون إليها‪.‬‬ ‫فاليمنيون ويف العام ‪2013‬م أداروا ظهرهم للماضي مبا فيه من دماء‪ ،‬وضغائن‪ ،‬وجراح‬ ‫غائرة يف النفوس‪ ،‬تاركني خلفهم‪ ،‬خيبات األم��ل‪ ،‬وتاريخ ًا طوي ًال من الفشل واإلقصاء‪،‬‬ ‫واملشاريع الصغيرة التي فتت النسيج االجتماعي‪ ،‬فقد كان هذا العام تاريخ ًا للقطيعة‬ ‫مع ذلك املاضي البائس‪ ،‬ونقطة انطالق نحو املستقبل‪ ،‬ونحو مين جديد‪ ،‬دميقراطي‪،‬‬ ‫�اف‪ ،‬يتساوى أب�ن��اؤه أم��ام ال�ق��ان��ون‪ ،‬ولهم ف��رص متكافئة يف مختلف‬ ‫متعدد‪ ،‬ق��وي وم�ت�ع� ٍ‬ ‫مناحي احلياة‪.‬‬ ‫فالعام ‪2013‬م يستحق وع��ن ج��دارة ب��أن نسميه بعام احل��وار ال��وط�ن��ي‪ ،‬وان�ت�ص��ار إرادة‬ ‫التغيير‪ ،‬فقد كانت أيامه حافلة بإصرار اليمنيني على النجاح‪ ،‬ومبواجهة األزمات املفتعلة‬ ‫بصبر‪ ،‬وإمي��ان ومسؤولية وطنية‪ ،‬لم ينجروا وراء خالفات الساسة‪ ،‬وم�ح��اوالت البعض‬ ‫منهم العودة باليمن إلى مربع العنف واالقتتال والدفع بالوطن نحو املجهول‪.‬‬ ‫وقد كان األمن جزء ًا من مشهد هذا العام‪ ،‬وكان حاضر ًا بقوته وضعفه‪ ،‬ومبئات الشهداء‬ ‫واجل��رح��ى الذين سقطوا يف مواقع الشرف وال��واج��ب دف��اع� ًا عن ال��وط��ن‪ ،‬وأم��ن املجتمع‬ ‫واستقراره‪.‬‬ ‫فقد رافق مؤمتر احلوار الوطني خطوة بخطوة‪ ،‬وكان موجود ًا يف الوقفات االحتجاجية‬ ‫للمتحاورين‪ ،‬ت��ارة يف موقع االتهام‪ ،‬ويف أحايني أخ��رى يف موضع االنتقاد‪ ،‬وحتميله ما‬ ‫اليحتمل‪ ،‬ولعلي ال أجانب احلقيقة عندما أقول بأن حالة املد واجلزر التي كانت تسود‬ ‫أعمال احل��وار‪ ،‬كانت تنتقل بطريقة عجيبة ومثيرة للدهشة إلى حالة األم��ن‪ ،‬فما كان‬ ‫يحدث يف املؤمتر من محاوالت أطراف إلرباك أعمال املؤمتر‪ ،‬أو عرقلته كانت تنعكس بصورة‬ ‫أو بأخرى على األمن‪ ،‬وتتجلى يف شكل إخالالت أمنية‪ ،‬وقطع الطرقات‪ ،‬واعتداءات على‬ ‫املنشاءات احليوية كأنابيب النفط والكهرباء وجرائم االغتياالت لضباط األمن واجليش‬ ‫والشخصيات السياسية‪ ،‬وهذا األمر بدا أكثر وضوح ًا عندما توقف مؤمتر احلوار الوطني‬ ‫على مفترق الطرق وأوشك على اعالن مخرجاته‪ ،‬وهي الفترة التي شهدت أبشع جرمية‬ ‫إرهابية استهدفت مجمع وزارة الدفاع وراح ضحيتها ‪ 52‬شهيد ًا ومايزيد عن ‪200‬جريح‪.‬‬ ‫هذا ماكان عليه األمن يف العام ‪2013‬م‪ ،‬فقد كان يف بعض جوانبه مقياس ًا حلالة التوتر‬ ‫يف مؤمتر احلوار الوطني ومحاولة بعض القوى تعطيل العملية السياسية‪ ،‬حتى أنه بدا‬ ‫كشأن سياسي خالص‪ ،‬أما يف جوانبه األخ��رى فقد كان قوي ًا متماسك ًا‪ ،‬وهو لن يتعافى‬ ‫بصورة نهائية وكاملة إال بنجاح مؤمتر احلوار واالنتصار إلرادة التغيير‪ ،‬ومستقبل اليمن‬ ‫اجلديد‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.