AL-HORRAS
داخل العدد الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدد ( )213ديسمبر 2013م
غاية أمن اليمن
املدير العام -رئيس التحرير
د /محمد أحمد القاعدي
في ميزان التحليل االستراتيجي ملوقف الوعي الوطني
نائب رئيس التحرير
أحمد علي عثمان مدير التحرير
محمد عبدالودود العبسي سكرتيرا التحرير
> االفتتاحية 2 ........................................ > مجزرة مستشفى الدفاع 4 ...................... > احلقيبة اإلخبارية 8 ............................... > غاية أمن اليمن 14 .............................. > خطر السالح ومآسي إنسانية 20 ........................ > اإلعالم التفاعلي وآثاره األمنية 26 .............. > الشرطة النسائية في نظام الكوتا 31 ............. > الرياضة الشرطية في اليمن 32 .................. > أمراض الشتاء والبرد 36 .......................... > األدلة اجلنائية 39 ............................... > املؤمتر اإلقليمي للجوء والهجرة 40 .......... > الفأس القاتلة (جرمية) 46 .................. > واقع االنتحار في املجتمع اليمني 52 .......... > ضبط 2253كيلو حشيش مخدر 56 ......... > مجلس وزراء العدل العرب 57 ................. > الغفلة (جرمية) 58 ............................... > االستحواذ على العقل 61 ...................... > آخر املشوار 64 ..................................
خطر السالح ومآسٍ إنسانية الرياضة الشرطية في اليمن
فتحي عبدالله األصبحي خليل مقبل املعافري
14 20 32
مجزرة مستشفى الدفاع
تصميم وإخراج
إبراهيم السراجي
4
صف إلكتروني
فيصل العزب
اإلعالم أمراض الشتاء التفاعلي ودوره والبرد
عالقات عامة
مختار احلميري
26
تصدرها :وزارة الداخلية -اجلمهورية اليمنية (اإلدارة العام ـ ـ ـ ـ ـ ــة للعالقـ ـ ـ ـ ـ ــات والتوجيـ ـ ـ ـ ـ ــه)
املراسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالت
باسم رئيس التحرير اجلمهورية اليمنية -ص.ب 449 :صنعاء هاتف +9671262580 :فاكس +9671262584 : البريد اإللكتروني E-mail: alhurasmagz@gmail.com :
36 اآلراء واملقاالت املنشورة ال تعبر -بالضرورة -عن وجهة نظر املجلة
بني مطرقة اإلرهاب وسندان السياسة أي عني لم تدمع ،وأي قلب لم يحزن ،وأي ميني لم حتركه وطنيته ،أو إنسان لم تهزُّ ه إنسانيته عندما ش��اه��د م��ا دب��رت��ه وح��اك�ت��ه ع�ق��ول خلعت ع��ن نفسها ث��وب اإلس�ل�ام ،ونفذته أي� ٍ�اد انسلخت من كل القيم وب��اع��ت ن�ف�س�ه��ا ل �ن��زغ��ات ال�ش�ي�ط��ان ف �ص��ارت أدوات للقتل والتدمير واإلجرام. بقلم/ رئيس التحرير
ل ��م ي �ك��ن أح� ��د م ��ن ال �ي �م �ن �ي�ين ي �ت��وق��ع م ��ا ح��دث مبستشفى مجمع ال��دف��اع صبيحة ي��وم اخلميس اخلامس من ديسمبر من قتل ممنهج وإبادة جماعية قام بها وحوش يف هيئة بشر وال صلة لهم بالبشرية أو اإلنسانية إال يف الهيئة التي ظ�ه��روا بها والبزة التي لبسوها.
العدد ( )213ديسمبر 2013
ل�ق��د س�م��ع ال�ي�م��ان�ي��ون ع��ن ال�ك�ث�ي��ر م��ن امل �ق��والت والعبارات التي هددوا بها يف أوقات مختلفة ومفادها 2
أن اليمن يف طريقها إلى ما يسمى بالصوملة أو ما
اجلماعات السياسية تنفذ أجندة خارجية وتتلقى
يجري يف العراق من قتل وتشريد وخ��وف وتدمير،
توجيهات من خارج احلدود اإلقليمية للوطن ،وذلك
ب��ل إن البعض ل��م يقف عند ه��ذا احل��د لكنه يزيد
إن حدث شيء مؤسف وخطر حقيقي.
على ذلك بأن اليمن سيكون وضعها أشد وجرحها
وبالنسبة لعمليات اإلرهابيني فهي األخرى حتتاج
أنكى بسبب ما ميتلكه اليمنيون من األسلحة التي
إل��ى ال��وق��وف أم��ام�ه��ا ب�ج��دي��ة وم��واج�ه�ت�ه��ا بعزمية،
تعد أدوات للدمار ووسائل للموت.
ول �ي��س م��ن ال�ص�ع��وب��ة مب �ك��ان ال �ت �ص��دي ل�ه��ا واحل��د
ورغ��م ما حتمله ه��ذه امل�ق��والت من خطورة إال أن
منها سيما إذا ما استطعنا التغلب على اخلالفات
اليمنيني لم يأبهوا بها ليس لقلة خطورتها ولكن
القائمة ب�ين السياسيني ال��ذي��ن ه�ي��أوا بخالفاتهم
ل��رك��ون�ه��م إل��ى م��ا ل��دي�ه��م م��ن ق�ي��م وأع ��راف وع ��ادات
اجل ��و امل �ن��اس��ب مل ��دب ��ري وم �ن �ف��ذي ت �ل��ك ال�ع�م�ل�ي��ات
ض��د ك��ل األخ�ط��ار التي ق��د حت��دق بهم ،إض��اف� ً�ة إلى
اإلرهابية التي ساعدت الشعب يف فهم حقيقتها من
اعتمادهم على الكثير من األحاديث النبوية التي
خالل عملياتها املخزية واملخجلة والتي كان آخرها
أش� ��ادت مبناقبهم وج�ع�ل��ت م��ن ال�ي�م��ن ك�ه�ف� ًا ي��أوي
عملية مستشفى م�ج�م��ع ال��دف��اع ال �ت��ي ق�ت��ل فيها
إليه الهاربون من الفنت( :إذا هاجت الفنت فعليكم
الطبيب واملريض والصغير والكبير والرجل واملرأة
باليمن فإنها مباركة)..
والوطني وغير الوطني!!..
غير أن ثمة أحداث ًا وتصرفات جتعلنا نقف بجدية
أما ما يحصل من هدم وتخريب فذلك أمر غريب
ون �ق��رأ م��ا ي ��دور يف مجتمعنا ق ��راءة صحيحة دون
وينكره كل مواطن لبيب ،ومهما أعاده أهل الفطنة
تهويل أو ت�ه��وي��ن ،وم��ن ه��ذه األح ��داث والتصرفات
والكياسة إل��ى املبجلني أص�ح��اب السياسة فاملتفق
اجلديرة باالهتمام تصرفات السياسيني وعمليات
عليه أن�ه��ا دن ��اءة وخساسة وم��ن أك�ب��ر اجل�ه��ل وأش��د
اإلرهابيني وحوادث املخربني.
الغباء تخريب أنابيب النفط وأبراج الكهرباء.
وتطمني للمواطن املسكني إال أن متسك كل حزب
ال �ب��ال ط��ائ��رة اخل �ي��ال س�ي�م��ا وق ��د اخ�ت�ل�ط��ت أوراق
�ص خ�ل��ف ه ��واه ق��د ساعد ب� ��رؤاه ومت �ت��رس ك��ل ش �خ� ٍ
السياسة واإلج ��رام ونشط املخربون وأوالد احل��رام
على إش��اع��ة الفوضى يف املجتمع ووس��ع ال�ه��وة بني
وتقاعس العقالء والوجهاء والعلماء عن القيام مبا
�زب وآخ��ر وفئة وأخ��رى ،وما يزيد األم��ر سوء ًا كل ح� ٍ
عليهم من مهام ،وحسبنا اهلل ونعم الوكيل يف البدء
وامل��واط��ن تخوف ًا ما يشاع من أن بعض األح��زاب أو
واخلتام. 3
العدد ( )213ديسمبر 2013
أما تصرفات السياسيني فرغم ما حتمله من أمل
ويف وض��ع كهذا وقفت املؤسسة األمنية مشدوهة
مجزرة مستشفى الدفــــــ
العدد ( )213ديسمبر 2013
وحوش متلبسون هيئة بشر وبشر يلبسون ب��زة اجل �ي��ش أقتحموا بوابة م �س �ت �ش��ف ��ى ق �ت �ل��وا ك ��ل آدم � ��ي وج� ��دوه أمامهم ،لم يكن يعنيهم إن ك��ان هذا اآلدم � � ��ي ال � ��ذي ت ��واج ��د ذك � � ��ر ًا أو أن��ث ��ى ص �غ �ي��راً ،أو ك �ب �ي��ر ًا م��ري�ض� ًا أو مم��رض� ًا طبيب ًا أو مستطب ًا واقف ًا أو مستلقي ًا على ظ �ه��رة داخ�ل ً�ا إل ��ى املستشفى أو خارج ًا منها أو متواجد ًا بداخلها. لقد كان هذا املكان ساحة نزلوا فيها بأمر من الشيطان الذي جمع جنودة كي يعلن للمأل أنه موجود يف اليمن وأن ��ه يف ص �ب��اح ي ��وم اخل �م�ي ��س امل ��واف��ق 5ديسمبر 2013م م��ر م��ن هناك وت ��رك يف مشهد احلياة االنسانية من خلفه أثر ًا ذا داللة يعلم بأنها ستضيف إلى ذاك ��رة األح �ي��اء م��ن أع��دائ��ه ح��ال��ة وعي عرضي تفاقم االختالف وتعزز فرص الصراع ودوافع العنف املمنهج ،بل إنها ستخلق ميزة تنافسية جديدة لقوى ال�ش ��ر ول ��ره��ان��ات ال�ت�ش ��رذم يف مواجهة قوى اخلير ورهانات الوفاق واالتفاق. ف �ح�ي�ن أع �ل ��ن ال �ش �ي �ط��ان ص ��رخ�ت��ه املنكرة يف ساحة مبنى مجمع الدفاع بالعرضي وسط العاصمة صنعاء كان قد أستفزز لها بخيله وجلب رجله من استطاع ومن فكر ودبر. غ �ي ��ر إن � ��ه ل� ��م ي �ك ��ن ل � �ي ��رك ��ن -وه ��و اخلبيث امللعون -على جانب ماميلكه من علم وإدراك ملواطن الضعف والقوة وم ��وازي ��ن ال �ف ��رص وال �ت �ه��دي��دات ال��ت ��ي ت�ك�ش��ف ت �ق��دي��رات��ه ل�ل �م��وق��ف يف إط��ار م� �ح ��دود ب ��ال ��زم ��ان وامل � �ك ��ان ال�ل �ح��ظ ��ي املرتبط مبكان العملية وزمانها .ولكنه يعتمد كذلك على تقديرات شيطانية مليزان تدافع االرادات ودفعات الوعي يف املشهد اليمني الراهن بعمومه وأبعاده الشاملة.
4
استنكر أبناء اليمن بشدة الهجوم اإلرهابي على مستشفى مجمع وزارة الدفاع مبنطقة العرضي وسط العاصمة صنعاء صباح يوم اخلميس 5ديسمبر 2013م والذي أسفر عن استشهاد 52شخص ًا وإصابة أكثر من 176من الكادر الطبي واملرضى بينهم أعضاء من الطواقم الطبية األجنبية العاملة يف بالدنا من اجلنسية األملانية والفلبينية والهندية.
واع � � �ت � � �ب � ��رت األوس � � � � � � ��اط ال � �س� �ي ��اس� �ي ��ة واجل �م ��اه �ي ��ري��ة ب� ��أن ال �ه �ج ��وم ال ��وح ��ش ��ي الذي اقترفه منفذو اجلرمية ومن يقف وراءه � � ��م ج ��رمي � ٌ�ة ه� ��زت وج � � ��دان ال �ش �ع��ب ال �ي �م��ن ��ي وأدم� � ��ت ال �ض �م��ائ ��ر اإلن �س��ان �ي��ة وأظهرت بشكل واض��ح وجلي عزم القوى الشيطانية احلاقدة على النيل من أمن واس �ت�ق ��رار اليمن وه��دم مقومات السالم
املنشود للحياة على أرضه وإعاقة اجلهود ال ��وط �ن �ي��ة امل �خ �ل �ص��ة امل � �ب ��ذول ��ة م ��ن قبل قيادته السياسية للخروج باليمن إلي بر األم��ان ولتحقيق آمال وطموحات اإلرادة الشعبية بالعيش ال��ك ��رمي يف ظ��ل دول��ة املساواة والعدالة والنظام والقانون. وع � � َّب ��رت ه � ��ذه األوس � � ��اط ع ��ن ال �ف��خ ��ر واالع � �ت ��زاز مب ��واق ��ف ال �ق �ي��ادة ال �س �ي��اس �ي��ة
ــــــاع ومستقبل اليمن
وال �ع �س ��ك ��ري��ة ال �ش �ج ��اع��ة ل �ف �خ��ام��ة األخ امل �ش �ي ��ر /ع �ب��درب��ه م �ن �ص��ور ه� ��ادي رئ �ي ��س اجل �م �ه��وري��ة ال� ��ذي س� ��ارع ب��ال ��وص��ول إل ��ى م��وق��ع ال �ه �ج ��وم وب ��اش ��ر م �ه��ام��ه يف إدارة املوقف ال��ذي تكلل بتحقيق نصر مبني لليمن ولقواته املسلحة يف مواجهة قوى ال �ع ��دوان وإح �ب��اط مخططها اإلج ��رام ��ي اخلطير للنيل من أمن الوطن ومسيرته الظافرة. وع ��ل ��ى امل �س �ت ��وى ال ��دول ��ي أدان األم�ي�ن ال �ع��ام ل�لأمم املتحدة ب��ان ك ��ي م��ون بأشد العبارات الهجوم اإلرهابي ،وأش��ار إلى أن مجلس األم ��ن ق��د أك ��د م��ؤخ ��را يف بيانه األخ� �ي ��ر ب �ش ��أن ال �ي �م��ن ع��ل ��ى اس �ت �ع ��داده للنظر يف ات�خ��اذ مزيد م��ن التدابير أي مبعنى عقوبات ،ردا على أي أعمال يقوم بها أفراد أو أطراف يهدفون إلى تعطيل ع �م �ل �ي��ة االن� �ت� �ق ��ال ال �س �ي��اس ��ي ال �س �ل��م ��ي اجل��اري��ة حاليا يف اليمن وفقا للمبادرة
اخلليجية وآليتها التنفيذية املزمنة . م��ؤك ��د ًا ب��أن الطريق الوحيد إل ��ى مين م �س �ت �ق ��ر وم ��زده ��ر ودمي� �ق ��راط ��ي ه ��و من خ�ل�ال م��ؤمت ��ر احل � ��وار ال ��وط��ن ��ي السلمي وال �ش��ام��ل اجل � ��اري ح��ال �ي��ا وف �ق��ا الت �ف��اق التسوية السياسية وقراري مجلس األمن ذات الصلة. إلى ذلك أدان مساعد أمني عام األمم املتحدة ومستشاره اخلاص لشؤون اليمن ج �م��ال ب�ن �ع �م ��ر ال �ه �ج ��وم اإلره ��اب ��ي ال��ذي استهدف مستشفى مجمع الدفاع. وعبر املبعوث األمم ��ي يف بيان أص��دره عن أسفه البالغ لسقوط قتلى وجرحى جراء هذا العمل اإلرهابي ،متقدم ًا بأحر ال �ت �ع ��ازي وامل ��واس ��اة إل ��ى ذوي ال�ض �ح��اي��ا واليمنيني عموم ًا. ودعا بنعمر إلى التعاون مع التحقيق
ال��ذي وج��ه األخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس اجلمهورية بفتحه ملالحقة الفاعلني ومحاسبتهم. وق ��ال :إن ه��ذا العمل اإلج ��رام ��ي ال��ذي يهدف إل ��ى ترهيب اليمنيني وترويعهم ل��ن ي��زي��ده��م إال إص � ��رار ًا ع��ل ��ى امل��ض ��ي يف مسيرة التغيير السلمي. كما أدان مجلس األم��ن ال��دول ��ي بأشد العبارات الهجوم على مستشفى مجمع وزارة ال ��دف ��اع يف ص �ن �ع��اء ،مم ��ا أدى إل ��ى سقوط العديد من القتلى واجلرحى. جاء ذلك يف بيان أصدره املجلس وتاله الرئيس الدوري للمجلس مندوب فرنسا لدى األمم املتحدة جيرار آرو. وأع ��رب أع�ض��اء مجلس األم��ن يف بيان أص ��دره املجلس ع��ن تعاطفهم العميق وت �ع��ازي �ه��م ال �ص��ادق��ة ألس ��ر ض �ح��اي��ا ه��ذا
العدد ( )213ديسمبر 2013
5
العمل الشنيع وإل ��ى احلكومة والشعب اليمني وال��دول التي كان بعض رعاياها من بني ضحايا الهجوم. وأك � ��د أع � �ض ��اء امل �ج ��ل ��س ب � ��أن اإلره � ��اب بجميع أشكاله وم�ظ��اه ��ره يشكل واح��د ًا م ��ن أخ �ط ��ر ال �ت �ه��دي��دات ل�ل �س �ل��م واألم ��ن ال ��دول �ي�ي�ن وأن أي أع � �م ��ال إره��اب �ي ��ة هي أعمال إجرامية ال ميكن تبريرها بغض ال �ن �ظ ��ر ع ��ن دواف � �ع � �ه ��ا أي �ن �م ��ا وأي� � � � ًا ك ��ان مرتكبوها. وش ��دد أع �ض��اء مجلس األم ��ن ال��دول ��ي ع��ل ��ى ض � ��رورة ت �ق��دمي اجل �ن��اة وامل�ن�ظ�م�ين وامل � �م ��ول �ي�ن وال � ��راع � �ي �ي�ن ل � �ه ��ذه األع � �م ��ال اإلرهابية إلى العدالة ..مؤكدين دعمهم للحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي يف مكافحة اإلرهاب. وحثوا جميع ال��دول ،وفقا اللتزاماتها مبوجب القانون الدولي وقرارات مجلس األم � ��ن ذات ال �ص �ل��ة ،ع��ل ��ى ال �ت �ع ��اون مع
العدد ( )213ديسمبر 2013
6
جمال بنعمر :
عمل إجرامي يهدف إلى ترهيب اليمنيني وترويعهم السلطات اليمنية يف هذا اجلانب. ب ��دوره أع�ل��ن االحت ��اد األوروب ��ي يف بيان أص � ��درت� ��ه يف ب ��روك � �س ��ل امل �م �ث �ل��ة ال �ع �ل �ي��ا ل �ل �ش��ؤون اخل��ارج �ي��ة وال �س �ي��اس��ة األم�ن �ي��ة باالحتاد األوروبي ﻛﺎﺛﺭﻳﻥ ﺁﺷﺗﻭﻥ عن إدانة االحتاد بشدة االعتداء اإلرهابي . وأكدت املمثلة العليا للشؤون اخلارجية والسياسة األمنية باالحتاد األوروبي على ض � � ��رورة اإلن � �ه ��اء ال � �ف ��وري ل �ل �ع �ن��ف ال ��ذي ً منخرطة يف عملية يستهدف ح��ك ��وم� ً�ة سياسية م �ش ��روع��ة ،ن�ظ ��را مل��ا ي�ت ��رب على استمراره من مخاطر جتازف مبستقبل
الشعب اليمني. وجددت دعم االحتاد األوروبي للعملية االن �ت �ق��ال �ي��ة اجل ��اري ��ة ح��ال �ي��ا يف ال �ي �م��ن ..م �ش ��ددة يف ذات ال ��وق ��ت ع��ل ��ى ض ��رورة استمرار سير هذه العملية يف مناخ آمن. ك �م��ا أدان� � ��ت ج��ام �ع��ة ال� � ��دول ال �ع ��رب �ي��ة واستنكرت بشدة الهجوم اإلرهابي الذي اس �ت �ه��دف مستشفى مجمع ال��دف��اع يف العاصمة صنعاء..معتبرة أن من يقفون
مجزرة العرضي وأمن اليمن
وراء ه��ذه الهجمات أي��اد آثمة تستهدف املساس بأمن واستقرار اليمن. وق��ال��ت :إن ه�ن��اك م��ن ي �ح��اول عرقلة اجلهود املبذولة ملساعدة اليمنيني على جت��اوز حت��دي��ات املرحلة االنتقالية التي متر بها اليمن. ب� � ��دوره أدان م �ج ��ل ��س ال� �ت � �ع ��اون ل ��دول اخلليج العربية الهجوم اإلرهابي ووصفه ب��أن��ه عمل ج �ب��ان يتنافى م��ع ك��ل القيم واملبادئ الدينية واإلنسانية . وقال األمني العام ملجلس التعاون لدول اخلليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راش��د الزياني يف بيان ص��در يف الرياض: إن ه ��ذا ال �ع �م��ل ال�ش�ن �ي��ع ج ��رمي��ة بشعة، ويسعى اإلرهابيون من ورائها إلى زعزعة أم��ن اليمن الشقيق واس �ت�ق ��راره ،وعرقلة احلل السياسي لألزمة اليمنية» ،معربا عن ثقته بأن مرتكبي هذه اجلرمية لن يفلتوا من العقاب .
7
العدد ( )213ديسمبر 2013
وأعلن الزياني يف البيان استنكار دول مجلس التعاون اخلليجي لهذه اجلرمية اإلرهابية ،وأكد وقوفها مع اليمن رئيس ًا وح��ك ��وم��ة وش �ع �ب � ًا يف ك ��ل م ��ا ي �ت �خ��ذ من إجراءات حلفظ أمن اليمن واستقراره. جتدر اإلشارة إلى أن وقوع هذه املجزرة ال �ب �ش �ع��ة وم ��ا ك �ش�ف��ت ع �ن��ه م ��ن ج �س��ام��ة ال� �ت� �ه ��دي ��دات واألخ� � �ط � ��ار األم� �ن� �ي ��ة ع��ل ��ى م �س �ت �ق �ب��ل ال �ي �م��ن ت ��دع ��و أب� �ن ��اء ال�ش �ع��ب ال �ي�م��ن ��ي ويف م�ق��دم�ت �ه��م أب �ط��ال ال �ق ��وات املسلحة واألمن إلى تعزيز وحدة الصف وال� �ش � �ع ��ور ب��امل �س ��ؤول �ي ��ة ودع � ��م ت ��وج �ه��ات ال� �ق � �ي ��ادة احل��ك �ي �م��ة ل �ل ��رئ �ي ��س ع �ب��درب��ه منصور هادي رئيس اجلمهورية لتجاوز ك��اف��ة ال �ص �ع��اب وال �ت �ح ��دي��ات وال �ع ��راق �ي��ل املصطنعة التي يحاول من خاللها أعداء اإلنسانية أن ميرروا مخططاتهم القذرة ضد الوطن واملواطنني واالنتقال بالوطن إلى اآلفاق الرحبة وبناء الدولة اليمنية احلديثة التي يجري اإلعداد لها من خالل م � ��خ � ��رج � ��ات احل � � � ��وار ال � � ��وط� � ��ن � � ��ي وج � � �ه � ��ود ال � ��رئ � �ي � ��س امل �خ �ل �ص��ة ل� �ت � �ج � �ن � �ي ��ب ال � �ي � �م ��ن ال � �ف �ت�ن وال � ��ص � ��راع� ��ات السياسية واحلزبية الضيقة.
إن غ� ��اي� ��ة األم � � � ��ن واالس � �ت � �ق � ��رار املنشود حلاضر ومستقبل احلياة االن � �س � ��ان � �ي � ��ة يف ال � �ي � �م� ��ن ويف ك��ل زم� ��ان وم �ك��ان ت �ع��د غ��اي��ة م �ن��ك ��رة يف استراتيجية ال �ع��دوان واالستحواذ الشيطاني على االنسان. وي �ع �ت �م��د ال �ش �ي �ط��ان وج� �ن ��وده يف اس �ت ��رات �ي �ج �ي��ة ع ��دوان �ه ��م امل �س �ت �م��ر على حياة وأم��ن اإلنسان واستقرار األوطان سبيلني ال ثالث لهما: السبيل األول :ه��دم ع ��رى الوعى اإلن �س��ان ��ي املستنير وامل �م�ي��ز ملفهوم غاية األم��ن كقيمة أصلية لصيقة بأصل وغاية ونظام احلياة والوجود اإلنساني. ال �س �ب �ي��ل ال� �ث ��ان ��ي :ع � ��زل اإلرادة اإلنسانية املميزة بالوعي املستنير ملفهوم غ��اي��ة األم��ن وألهميتها عن فرص االستجابة ملقتضيات الوعي وشل قدراتها االتصالية يف التأثير وتوجيه املوقف. ول � ��ذل � ��ك ف � � ��إن روح ال� �ش� �ي� �ط ��ان امللعونة التي تلبست بثوب اجليش اليمني يف مجزرة العرضي جاءت م ��ن خ�ل�ف �ي��ة إرادة ال �ن �ي��ل م ��ن أم��ن واس �ت �ق ��رار اليمن واس �ت �م��دت قوتها م��ن ع�ل��م وإدراك بحقيقة اخ�ت�لال واض� ��ح يف ق ��وى امل �ن��اف �س��ة ال �س��ائ��دة يف موقف الوعي واالرادة جت��اه أمن واستقرار اليمن.
رئيس اجلمهورية يحضر حفل تخــــــــ شهد األخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئ�ي��س اجل�م�ه��وري��ة ال�ق��ائ��د األع �ل��ى للقوات املسلحة احلفل الذي أقيم يف ساحة عروض قوات األمن اخلاصة مبناسبة تخريج ثالث ع �ش ��رة دورة ت��دري �ب �ي��ة ن��وع �ي��ة م�ت�خ�ص�ص��ة �اء مل �ن �ت �س �ب��ي ق � ��وات األم � ��ن اخل ��اص ��ة اح �ت �ف� ً بالعيد الـ 46لالستقالل الـ 30من نوفمبر.. وجت �س �ي ��د ًا الن �ط�ل�اق��ة ج ��دي ��دة م ��ن ال �ب �ن��اء األم �ن��ي ال �ن��وع��ي ال ��ذي مت�ث�ل��ه ق ��وات األم��ن اخلاصة. ويف احل�ف��ل ال��ذي ح�ض��ره رئ�ي��س مجلس ال�ن��واب يحيى علي ال��راع��ي ورئيس مجلس القضاء األعلى الدكتور /علي ناصر سالم ورئ� �ي ��س احمل �ك �م��ة ال �ع �ل �ي��ا ال �ق��اض��ي ع�ص��ام ال� �س� �م ��اوي ..أل �ق��ى وزي� ��ر ال��داخ �ل �ي��ة ال �ل��واء ً كلمة ال��دك�ت��ور ع�ب��دال�ق��ادر محمد ق�ح�ط��ان أشار فيها إلى أن حفل تخريج هذه الدورات ي ��ؤك ��د م � ��دى االه� �ت� �م ��ام امل� �ت ��زاي ��د وال ��دع ��م ال�لام�ح��دود والعناية الكبيرة ال�ت��ي حتظى بها وزارة ال��داخ�ل�ي��ة واألج �ه��زة األم�ن�ي��ة من قبل القيادة السياسية والعسكرية العليا، ان �ط�لاق � ًا م��ن احل ��رص ع�ل��ى حت�ق�ي��ق األم��ن
العدد ( )213ديسمبر 2013
8
وزير الداخلية:
سنبقى جنوداً للوطن ومحاة ملكتسباته
واالستقرار يف ربوع الوطن.. مشير ًا إلى أن تخريج هذه الدفع األمنية م��ن ال ��دورات التدريبية يأتي ترجمة للدور ال �ب �ط��ول��ي ل� �ق ��وات األم � ��ن اخل ��اص ��ة وك��اف��ة م�ن�ت�س�ب��ي م��ؤس�س��ة ال �ش��رط��ة وج�م�ي��ع أب�ن��اء القوات املسلحة ورجال اللجان الشعبية يف م��واج�ه��ة األخ �ط��ار األم�ن�ي��ة ال�ت��ي تستهدف سكينة املجتمع ,وبهدف االرت�ق��اء مبستوى أداء املهام والواجبات للوصول إل��ى مصاف ال�ط�م��وح��ات واآلم ��ال ال�ت��ي جتعل م��ن واق��ع ال �ع �م��ل األم �ن ��ي واخل ��دم ��ات ال �ت��ي ت�ق��دم�ه��ا
ال � �ش� ��رط� ��ة ع �م �ل �ي��ة م� ��واك � �ب� ��ة ل �ل �م �ت �غ �ي��رات واالجت ��اه ��ات ال �ت �ن �م��وي��ة ،وم�ل�ب�ي��ة حل��اج��ات الوطن واملجتمع يف األمن واألمان والسكينة العامة واالستقرار. وأوض ��ح أن ال �ق��رارات ال��رئ��اس�ي��ة ال �ص��ادرة بشأن إع��ادة تنظيم وهيكلة جهاز الشرطة ش �ك �ل��ت ح� ��اف� ��ز ًا وداف � �ع � � ًا م �ع �ن��وي � ًا وع �م �ل �ي � ًا كبير ًا ل��وزارة الداخلية وأجهزتها املختلفة الستعادة دوره��ا السيادي يف احلفاظ على األمن واالستقرار.. وأك ��د وزي ��ر ال��داخ �ل �ي��ة أن حت�ق�ي��ق األم��ن واالستقرار ال يتوقف على جهود رجال األمن والقوات املسلحة فحسب ،وإمنا هو مسؤولية جماعية يتحملها كافة أبناء الوطن بجميع مكوناتهم السياسية واحل��زب�ي��ة والثقافية
ـــــــــريج 13دورة أمنية متخصصة وم �ن �ظ �م��ات امل �ج �ت �م��ع امل ��دن ��ي ورج � ��ال امل ��ال واألع � �م � ��ال ،م � �ش ��دد ًا ع �ل��ى ض� � ��رورة ال��وع��ي ال �ك��ام��ل ب ��أن أم�ن�ه��م واس �ت �ق��راره��م م��ره��ون بتعاونهم ال�ص��ادق مع رج��ال الشرطة ومع القيادة السياسية واحلكومة لتعزيز كافة اجل �ه��ود ال��رام�ي��ة إل��ى ال�ق�ض��اء ع�ل��ى الفقر وال �ب �ط��ال��ة وحت �ق �ي��ق ال �ن �م��و االق �ت �ص��ادي و اس �ت �ق �ط��اب االس �ت �ث �م��ارات ل �ل��دف��ع بتنمية االقتصاد الوطني. وج � ��دد ال ��وزي ��ر يف خ �ت��ام ك�ل�م�ت��ه ال�ش�ك��ر والتقدير للقيادة السياسية على اهتمامها ورعايتها لكل أعمال ومهام وزارة الداخلية يف ظ ��ل ه ��ذه امل��رح �ل��ة ال�ص�ع�ب��ة م ��ن ت��اري��خ ال��وط��ن..م��ؤك��د ًا أن كافة منتسبي الشرطة سيبقون جنود ًا للوطن وحماة ملكتسباته. من جانبه أشار قائد قوات األمن اخلاصة اللواء فضل يحيى القوسي إلى أن توجيهات رئيس اجلمهورية ومتابعته املستمرة لهذه ال��دورات التخصصية كان لها األث��ر الكبير يف تنفيذ البرنامج التدريبي على الوجه األم�ث��ل وال ��ذي أث�م��ر ع��ن تأهيل كوكبة من منتسبي قوات األمن اخلاصة تأهي ًال نوعي ًا ميكنهم م��ن تنفيذ امل �ه��ام األم�ن�ي��ة املوكلة
إليهم بتميز واحتراف . ول�ف��ت إل��ى أن اخلريجني ال�ي��وم يجنون ث �م��ار أش �ه��ر ع��دي��دة وس ��اع ��ات ط��وي �ل��ة من العمل اجل��اد واملثابر يف اإلع��داد والتأهيل ليصلوا إلى هذا االستحقاق الذي يجسد مستوى االحتراف واألداء النوعي ملنتسبي هذه ال��دورات ومبا يؤهلهم لتنفيذ أصعب وأخطر املهام التي أوجبتها حتديات هذه املرحلة . وقال اللواء القوسي :إن إصرار الرئيس عبد ربه منصور هادي إلخراج الوطن إلى ب��ر األم ��ان ،ك��ان ال��داف��ع ال�ق��وي لتفاني كل منتسبي ق ��وات األم ��ن اخل��اص��ة يف عملهم ال� � ��دؤوب إل ��ى ج��ان��ب إخ��وان �ه��م يف ال �ق��وات امل �س �ل �ح��ة واألم� � � ��ن م� �ق ��دم�ي�ن ق� ��واف� ��ل م��ن ال�ش�ه��داء والتضحيات اجلسيمة م��ن أجل اليمن وحفظ أمنه واستقراره . وأوض� � ��ح أن اح �ت �ف��ال �ن��ا ال� �ي ��وم ب�ت�خ��ري��ج ث �ل��اث ع� �ش ��رة دورة ت �خ �ص �ص �ي��ة يف م �ج��ال مكافحة اإلرهاب وأمن وحماية الشخصيات وم �ك��اف �ح��ة ال �ش �غ��ب واإلخ� �ل� ��االت األم �ن �ي��ة وإع� ��داد ق ��ادة ال�ك�ت��ائ��ب وامل ��درع ��ات وال��دف��اع اجلوي «والبنهارد» وقوات خاصة ،ويف اللغة
9
العدد ( )213ديسمبر 2013
االجن�ل�ي��زي��ة ويف احل��اس��وب ..ي�ع��د مبثابة رس��ائ��ل ق��وي��ة وعظيمة امل�ض��ام�ين ل�لارت�ق��اء مبستوى أداء جهاز الشرطة للوصول إلى االحتراف األمني . و أقيم خالل احلفل استعراض عسكري م �ه �ي��ب مل �ن �ت �س �ب��ي ق � � ��وات األم � � ��ن اخل ��اص ��ة ت �ش��ارك �ه��م اآلل � �ي ��ات وامل � ��درع � ��ات وال �ع��رب��ات امل�خ�ت�ل�ف��ة ج �س��دوا م��ن خ�لال �ه��ا م�ه��ارات�ه��م ال �ع��ال �ي��ة وم� ��دى م ��ا ي�ت�م�ت�ع��ون ب ��ه م ��ن روح معنوية متفائلة باملستقبل ال��ذي ترتسم مالمحه اليوم فيما يعتمل يف مؤمتر احلوار وإج� � ��راءات إع� ��ادة ه�ي�ك�ل��ة ال �ق��وات املسلحة وجهاز الشرطة . ك� �م ��ا ق� � ��دم اخل� ��ري � �ج� ��ون اس� �ت� �ع ��راض ��ات للمهارات والفنون القتالية واألمنية التي اك�ت�س�ب��وه��ا خ�ل�ال ال � ��دورات ب� ��دء ًا ب��اق�ت�ح��ام املباني التي تتواجد فيها عناصر ارهابية وحت ��ري ��ر ال ��ره ��ائ ��ن وم� ��ن ث ��م م � �ه ��ارات ف��ك ال�ك�م��ائ��ن وح�م��اي��ة الشخصيات وال�ت�ص��دي حمل � ��اوالت اع� �ت ��راض م ��واك ��ب ال�ش�خ�ص�ي��ات ال �ه��ام��ة وم� �ه ��ارات ال �س �ي �ط��رة ع �ل��ى ال�ش�غ��ب وغيرها من الفنون القتالية. ويف ختام احلفل ق��ام رئيس اجلمهورية وم �ع��ه وزي ��ر ال��داخ�ل�ي��ة وق��ائ��د ق ��وات األم��ن اخلاصة بتكرمي أوائل اخلريجني واملبرزين يف ال��دورات املتخرجة باجلوائز والشهادات التقديرية.
رئيس اجلمهورية في خطابه مبناسبة العيد الـ 46لالستقالل الـ 30من نوفمبر املجيد:
يستحيل حتقيق التنمية والتطور في ظل التناحر واخلصومــــــــــــ
العدد ( )213ديسمبر 2013
وجه األخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس اجلمهورية خطابا وطنيا هاما إلى أبناء الشعب اليمني يف الداخل واملهجر مبناسبة العيد الـ 46لالستقالل الـ 30من نوفمبر املجيد .. فيما يلي نصه : اإلخوة واألخوات.. ي ��ا أب� �ن ��اء ش�ع�ب�ن��ا ال �ي �م �ن��ي ال �ع �ظ �ي��م يف الداخل ويف املهجر .. ي��ا ص �ن��اع م�ج��د ال��وط��ن يف ك��ل امل��واق��ع واألمكنة .. يف احلضر والبوادي .. يف امل ��دن واألري� ��اف واجل �ب��ال وال�س�ه��ول واألودية .. حتية لكم من أعماق القلب وسالم اهلل عليكم ورحمته وبركاته.. ت�ط��ل ع�ل�ي�ن��ا ال �ي��وم ال ��ذك ��رى ال�س��ادس��ة واألرب�ع��ون لعيد االستقالل املجيد الذي حتقق يف الثالثني من نوفمبر عام 1967م بفضل تضحيات شعبنا اليمني اجلسام وبطوالت رجاله وث��واره العظام ،إطاللة جديدة لعصر جديد سيسدل الستار بها ع�ل��ى ع�ه��د م�ض��ى اكتنفه اجل ��ور والظلم واالس�ت�ئ�ث��ار ،وح�ف��ل بصنوف م��ن مآسي الغنب يف التمييز واإلقصاء واإلذالل. ي �ق �ت��رن ن��وف�م�ب��ر ه ��ذا ال �ع��ام مبحطات ع ��دي ��دة أب� ��رزه� ��ا أن� �ه ��ا ت� �ص ��ادف ال ��ذك ��رى الثانية للتوقيع على امل�ب��ادرة اخلليجية وآل �ي �ت �ه��ا ال�ت�ن�ف�ي��ذي��ة وه ��ي امل� �ب ��ادرة ال�ت��ي رسمت خارطة طريق واضحة املعالم لنقل 10
السلطة ول�ل�خ��روج م��ن األزم ��ة الطاحنة التي كادت تعصف بالبالد وجاءت مببادرة ك��رمي��ة م��ن قبل أشقائنا يف دول مجلس التعاون اخلليجي ويف مقدمتهم الشقيقة واجلارة الكبرى اململكة العربية السعودية وح�ظ�ي��ت برعايتهم ج�ن�ب� ًا إل��ى ج�ن��ب مع ال��دول دائمة العضوية يف مجلس األمن الدولي ،يف موقف إجماع إقليمي ودول��ي لم يحدث من قبل مع أي بلد من بلدان العالم الثالث. اإلخوة املواطنون..األخوات املواطنات.. إن �ن��ي أخ��اط�ب�ك��م وأن� ��ا اس�ت�ح�ض��ر أن�ن��ي مثلما أني أحد أبناء احملافظات اجلنوبية ف��إن�ن��ي أي �ض � ًا اب��ن ال�ي�م��ن العظيم اليمن ال �ك �ب �ي��ر ال �ي �م��ن امل ��وح ��د ال � ��ذي أص�ب�ح�ن��ا ج�م�ي�ع� ًا ك �ب��ار ًا ب�ك�ب��ره ووح��دت��ه وم �ج��ده.. ل� �ه ��ذا ف��إن �ن��ي ل ��ن أق� �ب ��ل أي � ��ة م� ��زاي� ��دة أو
> رئيس اجلمهورية :
جن��اح مؤمتر احل��وار هو الكفيل ب��رس��م مستقبل ال��ي��م��ن اجل���دي���د ال���ذي يتوق إليه شعبنا بشبابه وش��ي��وخ��ه ون��س��ائ��ه وك��ل فئات املجتمع وشرائحه
م �ت��اج��رة م ��ن أي ط� ��رف ك� ��ان ب��ال�ق�ض�ي��ة اجل�ن��وب�ي��ة ..مت��ام � ًا ك�م��ا ل��ن أق�ب��ل م��ن أي ط��رف ك��ان امل��زاي��دة أو امل�ت��اج��رة بالوحدة اليمنية ألن�ك��م ان�ت��م دع��ات�ه��ا وم�ب�ش��روه��ا األوائ � ��ل م �ن��ذ م��ا ق �ب��ل ث� ��ورة 26سبتمبر و 14أك �ت��وب��ر امل�ج�ي��دت�ين ب �س �ن��وات طويلة منصرمة عندما كانت عدن احلبيبة قبلة وم �ن��ارة ل�ل�ث��وار واألح� ��رار م��ن ك��ل مناطق اليمن شمالها وجنوبها شرقها وغربها بال متييز بالهوية واملناطقية واملذهبية وال�ع�ص�ب��وي��ة ..ب��ل أن�ه��ا ك��ان��ت عاصمة كل امل��دائ��ن وح��اض�ن��ة احل �ض��ارات والثقافات والديانات واألجناس وقبلة العالم كله. م��ن ع��دن ..أط�ل��ق ال��زب�ي��ري والنعمان صرختهما املدوية ضد نظام اإلمامة يف الشمال ..ومن عدن وأبني وحلج والضالع وح� �ض ��رم ��وت وش� �ب ��وة وامل� �ه ��رة وس �ق �ط��رى ت�ق��اط��ر أب �ن��اء امل �ن��اط��ق اجل�ن��وب�ي��ة مل ��ؤازرة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م وال� ��ذود عنها م�ن��ذ حل�ظ��ة ان�ب�لاج فجرها األغر. وم��ن ع��دن طالت أص��وات دع��اة الوحدة أرجاء اجلنوب والشمال من أعالم األدباء وال� �ش� �ع ��راء وال �س �ي��اس �ي�ي�ن وال�ص�ح�ف�ي�ين والفنانني ومن كل أطياف وشرائح الشعب من احملافظات اجلنوبية. وه � ��ا أن� �ت ��م ال � �ي� ��وم ت� �ع� �ي ��دون يف ذك� ��رى االستقالل الوطني الـ 30من نوفمبر وهج وأل��ق ليس احملافظات اجلنوبية بل وهج وأل��ق الوطن كله جنوبه وشماله ..شرقه
وغربه ليكون عيد االستقالل هذا العام عيد جالء الظلم واالستعباد والتهميش والتمييز واالستئثار بالسلطة وال�ث��روة من اليمن ..عيد ترسيخ دعائم العدالة والشراكة وامل�س��اواة وبناء الدولة املدنية احل��دي �ث��ة ال �ت��ي ي �س��ود يف ظ�ل�ه��ا ال�ن�ظ��ام والقانون فوق الكبير قبل الصغير ..عيد احملبة والوئام ..ونبذ الفرقة واخلصام . ف��االس �ت �ق�ل�ال ل ��م ي �ك��ن س� ��وى خ �ط��وة على طريق استعادة ال��وح��دة ول��ن يكون
ــــــــــــة وغياب روح التجانس والتآلف واإلخاء ورباط الوحدة اح�ت�ف��ال�ن��ا ب��ذك��راه إال ت �ع��زي��ز ًا ل��وح��دت�ن��ا الوطنية وتأكيد ًا على دميومتها. اإلخ� � � � � ��وة امل� � ��واط � � �ن� � ��ون ..األخ� � � � ��وات املواطنات.. ستظل الوحدة اليمنية قيمة عظيمة
وم� �ق ��دس ��ة وح� �ل� �م� � ًا ت � ��اق إل � ��ى حت�ق�ي�ق��ه ك ��ل ال� � � ��رواد األوائ� � � ��ل م ��ن أب � �ن ��اء ش�ع�ب�ن��ا اليمني شماال وجنوب ًا ويف املهجر ودول االغ�ت��راب ..إنها عنوان القوة واحلصانة وامل�ن��اع��ة م��ن ك��ل الطفيليات واألم ��راض
> رئيس اجلمهورية :
يقترن نوفمبر هذا العام مبحطات عديدة أبرزها أنها تصادف الذكرى الثانية للتوقيع على املبادرة اخلليجية وآليتها التنفيذية وهي املبادرة التي رسمت خارطة طريق واضحة املعالم لنقل السلطة وللخروج من األزمة الطاحنة التي كادت تعصف بالبالد
11
العدد ( )213ديسمبر 2013
امل�س�ت�ع�ص�ي��ة ت�ي�م�ن� ًا ب �ق��ول ن �ب��ي ال��رح�م��ة خ� ��امت األن� �ب� �ي ��اء وامل ��رس� �ل�ي�ن م �ح �م��د ب��ن عبداهلل صلوات اهلل وسالمه عليه القائل اح� ِ�م� ِ�ه� ْ�م « َم� َث� ُ�ل المْ ُ �ؤ ِْم� ِ�ن� َ ين فيِ َت� � َو ِ ّاد ِه � ْ�م َو َت� َر ُ َو َت� َع� ُ كم َث ُل الجْ َ � َ�س� ِ�د ال��واح��د ؛ ِإ َذا �اط� ِ�ف� ِ�ه� ْ�م َ اعى َلهُ َس ِائ ُر الجْ َ َس ِد ْ اش َت َكى ِمنْهُ ُع ْض ٌو َت َد َ ُ الس َه ِر َوالحْ ّ َمى» . ِب ّ َ والثابت أن النسيج االجتماعي الواحد للشعب ال�ي�م�ن��ي ال يقتصر ع �م��ره على م��دى رب��ع ق��رن م��ن ال��وح��دة ،ب��ل ه��و نتاج الن �ص �ه��ار ط�ب�ي�ع��ي يف إط ��ار ش�ع��ب واح��د ك ��ان م�ن��دم�ج��ا ع�ل��ى ال � ��دوام ..ف��ال��وح��دة هي النقيض للتشرذم والتشظي ..ذلك أن دع��اة التجزئة ت��ارة ب��اس��م ح��ق تقرير امل�ص�ي��ر وت� ��ارة حت��ت ش �ع��ار إع� ��ادة دول��ة اجلنوب ،إمنا يبحثون عن سراب واهم وع��ن مصالح ذات�ي��ة وشخصية وليس عن مصالح عامة ووطنية .. إن �ن ��ا ع �ل��ى ي �ق�ي�ن ق ��اط ��ع أن ال�ي�م��ن بوحدته سيبقى قويا ال يلني وتتعزز م �ك��ان �ت��ه وي �ك �ب��ر يف ع� �ي ��ون ال �ع ��ال ��م .. كما أن اليمن ب��وح��دت��ه سيكون سندا وعمدا ألشقائه يف دول اجلوار ويف دول مجلس التعاون اخلليجي ويف محيطه العربي واإلقليمي والدولي ..وسيكون ع ��ام ��ل اس� �ت� �ق ��رار مب��وق �ع��ه اجل� �غ ��رايف االستراتيجي املتميز وكثافته البشرية ..وال�ع��ال��م كله يقف ال�ي��وم يف م��ؤازرة
ال� �ي� �م ��ن م� ��وح� ��دا ل �ي �ت �س �ن��ى ل� ��ه حت �ق �ي��ق التنمية والتطور واالزده��ار ..باعتبار أن التنمية واالزده� ��ار يستحيل حتقيقهما يف غياب الشراكة متاما ..كما يستحيل حتقيق التنمية والتطور يف ظل التناحر واخل� �ص ��وم ��ة ويف غ �ي��اب روح ال �ت�ج��ان��س والتآلف واإلخاء ورباط الوحدة. اإلخ � � � � � ��وة امل� � ��واط � � �ن� � ��ون ..األخ � � � � ��وات املواطنات.. يا أبناء شعبنا اليمني العظيم .. لعلكم ت��درك��ون عن يقني أنني ال أحب ت� �ك ��رار اخل� �ط ��اب ��ات أو ال ��وع ��ود اجل ��وف ��اء ..ب �ي��د أن األع � �ي� ��اد ال �ي �م �ن �ي��ة امل�ت�ت��اب�ع��ة علي «سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر» تفرض ً أن أخاطبكم وأصارحكم بصدق وشفافية وأض �ع �ك��م يف ص� ��ورة أب� ��رز ال �ق �ض��اي��ا ال�ت��ي ت��ؤرق�ن��ا وت�س�ت��وج��ب أن ن�ن�ج��زه��ا بتضافر كل اجلهود املخلصة التي تتطلع إلمتام عملية التغيير والبناء واإلص�ل�اح ..ويف مقدمتها مؤمتر احلوار الوطني الشامل ال � ��ذي أج �م��ع ال �ي �م �ن �ي��ون ب �ك��ل أط�ي��اف�ه��م وت�ع��دده��م ال�س�ي��اس��ي واحل��زب��ي ،باعتباره ال �س �ب �ي��ل ال ��وح� �ي ��د وال� �ك �ف �ي ��ل ب�ت�ح�ق�ي��ق تطلعات وط�م��وح��ات ال�ش�ع��ب اليمني يف ب �ن��اء دول� �ت ��ه امل��دن �ي��ة احل��دي �ث��ة ال�ق��ائ�م��ة ع�ل��ى أس��س ال �ع��دال��ة وامل �س ��اواة وال�ش��راك��ة وحتقيق التنمية واالزده��ار يف ظل األمن واالستقرار .. وأننا أصبحنا ق��اب قوسني و أدن��ى من إجن ��از م �ه��ام م��ؤمت��ر احل� ��وار ب�ن�ج��اح ألن��ه
العدد ( )213ديسمبر 2013
12
> رئيس اجلمهورية :
النسيج االجتماعي الواحد للشعب اليمني ال يقتصر عمره على مدى ربع قرن من الوحدة ،بل هو نتاج النصهار طبيعي يف إطار شعب واحد كان مندمجا على الدوام الكفيل ب��رس��م مستقبل ال�ي�م��ن اجل��دي��د ال��ذي يتوق إليه شعبنا بشبابه وشيوخه ونسائه وك��ل ف�ئ��ات املجتمع وش��رائ�ح��ه .. ويتعني على اجلميع أن يدرك أننا عازمون على إغالق وطي صفحة املاضي والتخلي ع��ن اس�ت�ج��رار معاناته ال�ت��ي تعيدنا إلى املربع األول ..بل يتوجب علينا أن نفتح صفحة ج��دي��دة ل��رس��م م�ع��ال��م املستقبل اجل��دي��د للشعب وال��وط��ن ب�ن�ك��ران ال��ذات
وإي� �ث ��ار امل�ص �ل�ح��ة ال��وط �ن �ي��ة ال�ع�ل�ي��ا على املصالح الشخصية الصغرى .. ويف هذا الصدد أتوجه بالشكر مجددا للمجتمع الدولي ممثال مبجلس األمن على مواقفه الثابتة والدائمة يف مساندة حق الشعب اليمني يف التغيير والسعي م��ن أج ��ل ح �ي��اة أف �ض��ل ،ف�ق��د ج ��اء ص��وت مجلس األم��ن م��ن ج��دي��د م��وح��دا وقويا م� ��ع ج �ل �س �ت��ه ال� �ت ��ي ع �ق��ده��ا م� �س ��اء ي��وم األربعاء 27نوفمبر بالتأكيد على وحدة وأم� ��ن واس �ت �ق ��رار ال �ي �م��ن وم �س��ان��دة كل اجلهود املخلصة يف إجناح مؤمتر احلوار الوطني الشامل وإدانة مفتعلي العوائق وم�ع��رق�ل��ي ال�ت�س��وي��ة م��ن ال�ع�ن��اص��ر التي سواء من أفراد النظام فقدت مصاحلها ً السابق أو من أصحاب مشاريع التجزئة ..فالتحية باسم الشعب اليمني أوجهها ملجلس األم ��ن ول �ل��دول ال�ع�ش��ر ال��راع�ي��ة ول�لأم�ين ال �ع��ام ل�ل�أمم امل�ت�ح��دة وممثله اخلاص يف بالدنا . ك� �م ��ا ن � �ت ��وج ��ه ب ��ال� �ش� �ك ��ر وال� �ت� �ق ��دي ��ر وال � �ع� ��رف� ��ان مل� ��ا ص � ��در ع� ��ن أش �ق ��ائ �ن ��ا يف مجلس التعاون ل��دول اخلليج العربية عبر البيان األخير الصادر عن اجتماع
> رئيس اجلمهورية :
نحيي من أعماق القلب حماة الوطن ودرعه األشاوس أبطال القوات املسلحة واألمن الذين يرابطون يف كل مكان للذود عن حياض الوطن وأمنه واستقراره حب ًا للوطن وترابه املقدس وحصنا منيع ًا للشعب وكل منجزاته يف طول وعرض اليمن
13
العدد ( )213ديسمبر 2013
وزراء اخل��ارج �ي��ة يف دول� ��ة ال �ك��وي��ت من ت��أك �ي��د دع �م �ه��م وم �س��ان��دت �ه��م ل�ل�ي�م��ن يف ه��ذه املرحلة الدقيقة من عملية تنفيذ املبادرة اخلليجية وهو الدعم الذي نأمل اس �ت �م ��راره مب�خ�ت�ل��ف األش� �ك ��ال وال �ص��ور حتى يصل اليمن إل��ى ب��ر األم��ان ليظل سندا وعمقا ألشقائه يف مجلس التعاون اخلليجي . اإلخ� � � � � ��وة امل� � ��واط � � �ن� � ��ون ..األخ� � � � ��وات املواطنات.. إن األم � ��ن واالس� �ت� �ق ��رار ال تصنعهما اجل �ي��وش وح��ده��ا ب��ل ال�ش�ع��وب ..ول�ه��ذا ف��إن�ن��ي أن��اش��د ك��ل أب �ن��اء ال�ش�ع��ب اليمني العظيم أن يكونوا يد ًا واحدة وعلى قلب رجل واحد ملواجهة ما يجري من أعمال إره��اب�ي��ة واغ �ت �ي��االت يف ال�ع��اص�م��ة وبقية احملافظات وك��ذل��ك يف مواجهة اإلره��اب ال ��ذي ي�ط��ال اإلن �س��ان وي��دم��ر االق�ت�ص��اد الوطني من خالل تدمير أنابيب النفط وأب ��راج الكهرباء بهدف إع��اق��ة مسيرتنا ع��ن ال�ب�ن��اء والتعمير وع��ن ح��ل مشاكل الفقر والعاطلني عن العمل . ول �ع �ل �ن��ا ن � ��درك أن أع� �م ��ال ال�ت�خ��ري��ب واالغ � � �ت � � �ي� � ��االت يف ال � �ع ��اص � �م ��ة وب �ق �ي��ة احمل��اف �ظ��ات ه��ي م��ن ص�ن��ع م��ن ال ي��روق لهم أن يعم اليمن األمن واالستقرار بل ويستمرئون جر البالد إلى نقطة الصفر وامل ��رب ��ع األول ال� ��ذي ي�س�ت�ه��دف زع��زع��ة األم � ��ن واالس � �ت � �ق ��رار ون� �س ��ف ك ��ل ج �ه��ود بناء مستقبل ال��وط��ن ونهضته وتطوره الالحق. ي��ا أب �ن��اء ش�ع�ب�ن��ا ال�ي�م�ن��ي ال�ع�ظ�ي��م يف الداخل ويف املهجر ..
ل �ن �ج �ع��ل م� ��ن ع� �ي ��د االس � �ت � �ق �ل�ال ه ��ذا ال�ع��ام وم��ن ذك��رى نوفمبر ال�ع��ام احلالي احلافل بالكثير من املعطيات واملؤشرات وال��دالالت ..عيدا للوطن اليمني ..عيدا ملستقبل ج��دي��د لليمن ..ع�ي��دا للتغيير ول�ل�ن�ه��وض ب��ال��وط��ن ب�ت�ك��ات��ف ك��ل أب�ن��ائ��ه وبناته ..كبيره وصغيره ..ولنقف صفا واح��دا ..وي��دا بيد ..نؤثر حبنا لليمن ال��واح��د وت��راب��ه امل�ق��دس أكثر م��ن إيثارنا ل��والءات�ن��ا احل��زب�ي��ة وان�ت�م��اءات�ن��ا القبلية واملناطقية واملذهبية والعصبوية . يا أبناء قواتنا املسلحة واألمن البواسل يا حماة الوطن ودرعه األشاوس .. إن � �ن� ��ا ن �ح �ي �ي �ك��م م � ��ن أع � �م � ��اق ال �ق �ل��ب وأنتم ترابطون يف كل مكان يف السهول واجل�ب��ال ..يف احلضر وال�ب��وادي ويف كل امل��واق��ع ل�ل��ذود ع��ن حياض ال��وط��ن وأمنه واستقراره وتتقدمون الصفوف حاملني أرواحكم على أكفكم الطاهرة حب ًا للوطن
وترابه املقدس وحصنا منيع ًا للشعب وكل منجزاته يف طول وعرض اليمن ..فلكم املجد كل املجد وبوركت بطوالتكم النادرة وال� �ف ��ذة وب ��ورك ��ت ت�ض�ح�ي��ات�ك��م ال�س�خ�ي��ة التي قل نظيرها من أجل وطنكم اليمن باعتباركم مفخرة الوطن وع��زة شعبكم وكبرياءه .. ف �ل �ك��م ال �ت �ح��اي��ا وال �ت �ق��دي��ر وال �ع��رف��ان ول �ش �ه��دائ �ك��م األب� � ��رار اخل� �ل ��ود يف ج�ن��ات ال �ف��ردوس ..وحت�ي��ة تقدير وع��رف��ان لكل امل�ن��اض�ل�ين األح� ��رار ال��ذي��ن ص�ن�ع��وا فجر االس � �ت � �ق�ل��ال ،ال� �ث�ل�اث�ي�ن م� ��ن ن��وف �م �ب��ر، ولشهداء الثورتني املجيدتني 26سبتمبر و 14أكتوبر املجد ك��ل املجد واخل�ل��ود يف جنات الفردوس.. امل � �ج� ��د ك � ��ل امل � �ج� ��د ل �ل �ي �م��ن ال� ��واح� ��د وامل � ��وح � ��د ..وامل� �ج ��د ك ��ل امل� �ج ��د ل�ل�ش�ع��ب اليمني يف كل رب��وع الوطن ويف املهجر.. والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته.
غايـة أمــــن اليمــن في ميزان التحليل االستراتيجي ملوقف الوعي الوطني (احلراس) مجلة مينية متخصصة بالتوعية األمنية ،لكن العمل يف إصدارات هذه املجلة الدورية لم يعد ذي صلة بتحصيل احلواصل من األقوال واألفعال يف واقع األداء األمني ومحيطه، ً اتصاال ولكنه أصبح أكثر بغاية األمن املنشود حلياة املجتمع..
محمد العبسي
العدد ( )213ديسمبر 2013
مجتمع ال��دول��ة اليمنية ال ��ذي ابتلي ب��أخ �ط��ار ج�س�ي�م��ة م�س��ت أم �ن��ه وس�لام�ت��ه وك��ادت أن تهدم ع��رى السالم واالستقرار املؤمل حلاضر ومستقبل حياته يف كنف دول �ت��ه «ال �ي �م��ن» ،وألن �ن��ا مي��ان �ي��ون ألهلنا محبون وألمن اليمن داعون فإن رسالتنا يف هذه املرحلة التاريخية الصعبة حتتاج إلى ميزة تنافسية واحدة هي التركيز على ض ��رورة اس�ت�ع��ادة ح��ال��ة ال��وع��ي اإلن�س��ان��ي ب ��األم ��ن ك �ق �ي �م��ة أص �ل �ي��ة ل �ص �ي �ق��ة ب�غ��اي��ة ونظام وجودنا وحياتنا يف هذا املكان وهذا الزمان. وإذا كان إخواننا أبناء اليمن -املشاركني 14
أم��ا عوامل الضعف على ه��ذا االجت��اه فإن أغلبها نتائج وانعكاسات سلبية ذات ص�ل��ة ب��اخ�ت�لاالت ال��وع��ي خ ��ارج املؤسسة األم� �ن� �ي ��ة ،وح � ��رص اإلرادات امل �ن �ح��رف��ة ون��زع��ات األن �ف��س األم � ��ارة ب��ال �س��وء على حت�ق�ي��ق م�ك��اس��ب آث �م��ة ت�س�ت�ه��دف النيل من رسالة هذه املؤسسة وإضعاف مركزها القانوني يف خدمة املجتمع والدفاع عن األمن لليمن. و ألج� � � ��ل ذل� � � ��ك ف� � � ��إن ث � �م� ��ة ض� � � ��رورة ل�لاع�ت��راف بحقيقة االخ �ت�لال يف حالة ال ��وع ��ي مب �ف �ه��وم األم� � ��ن ،وث �م ��ة ض� ��رورة أخرى للتأكيد على أن مسؤولية اإلسهام يف معاجلة هذا االختالل تبدأ من خالل لفت االنتباه إلى أصول املهددات الوطنية حلالة الوعي الوطني مبفهوم األمن ذات الصلة مبهام ومسؤوليات مؤمتر احلوار الوطني الشامل ال��ذي يعول عليه أبناء اليمن يف إنتاج فكر جديد لرسم مالمح عيشهم الكرمي يف ظالل األمن لليمن. كما أن مسؤولية اإلس�ه��ام يف معاجلة آثار هذا االختالل يف واقع األداء األمني ت �ب��دأ م��ن خ�ل�ال ل�ف��ت ان �ت �ب��اه ق ��ادة وزارة ال��داخ �ل �ي��ة ،ال��ذي��ن يعتمد عليهم أب�ن��اء اليمن يف العمل على حتقيق غاية األمن املنشود حلياتهم . وب��ال�ن�ظ��ر إل��ى م��اص��ار إل�ي��ه ح��ال�ن��ا من اختالل بني يف أصول معتبرة ملفهوم وعينا
على ه��ذا السبيل ف��إن امل�ج��ال الطبيعي ال ��ذي ي�ج��ب أن ي�ش�غ��ل ال�ف�ك��ر اإلن�س��ان��ي املميز مبلكات احملاكمة املنطقية الذاتية ي �ن �ص��ب ح� ��ول ت �ق��دي��ر م��وق �ف �ن��ا ال ��راه ��ن واستشراق آفاقه يف املستقبل. وإذا ك� ��ان ت �ق��دي��ر م��وق �ف �ن��ا ع �ل��ى ه��ذا السبيل يتطلب رؤية استراتيجية شاملة ف �ل�ا ب� ��د م� ��ن حت ��دي ��د م� �ك ��ام ��ن ال� �ف ��رص وال�ت�ه��دي��دات ذات الصلة بغاية استعادة الوعي الوطني باألمن يف بيئة أعمالنا اخلارجية اخلاضعة إلع��ادة تقييم على أساس من مبدأ احلوار الوطني. وال بد أيض ًا من حتديد مكامن القوة والضعف التي تعتري واقع أدائنا ملهامنا يف إط ��ار ب�ي�ئ��ة أع�م��ال�ن��ا ال��داخ �ل �ي��ة ال�ت��ي م��ن امل�ق��رر خضوعها للتقييم يف املؤمتر السنوي اجلاري التحضير له لقادة وزارة الداخلية. ً أوال :مهددات الوعي الوطني بأمن اليمن إلى مؤمتر احلوار الوطني: يقصد بتهديدات الوعي الوطني ذات الصلة مبهام ومسؤوليات مؤمتر احلوار الوطني الشامل كافة العوامل التي قد تسهم يف إنتاج مخرجات ال حتقق األمن امل�ن�ش��ود حل�ي��اة مجتمع ال��دول��ة اليمنية وتشجع على نشأة ذوات منكرة ألصوله واجتاهات هدامة لغاياته. ول�ع��ل أس��وا ماميكن ت�ص��وره على هذا السبيل يف ضوء التجاذبات املشهودة على
15
العدد ( )213ديسمبر 2013
مب��ؤمت��ر احل � ��وار ال��وط �ن��ي -وع �ل��ى رأسهم فخامة األخ املشير/عبدربه م�ن�ص��ور ه ��ادي رئ�ي��س اجلمهورية ال �ق��ائ��د األع �ل��ى ل �ل �ق��وات املسلحة وإخ��وان�ن��ا أب �ن��اء اليمن ق��ادة وزارة ال��داخ �ل �ي��ة وع �ل��ى رأس �ه��م ال �ل��واء. ال� ��دك � �ت� ��ور /ع � �ب� ��دال � �ق� ��ادر م�ح�م��د قحطان وزي��ر الداخلية ..ه��م من س �ن �ت��وج��ه إل �ي �ه��م ب � ��أول خ �ط��اب��ات ال��دع��وة الستعادة ال��وع��ي الوطني املنشود ألم��ن اليمن ،ف��إن لهؤالء وه� � � � � ��ؤالء ع� �ل� �ي� �ن ��ا ب ��أش� �خ ��اص� �ه ��م ول� �ف� �خ ��ام ��ة رئ � �ي� ��س اجل� �م� �ه ��وري ��ة ومعالي وزير الداخلية بصفتيهما �داء ألس��اس حق ًا يف التوضيح اب�ت� ً ق��در امل��وض��وع وغ��اي�ت��ه يف امل��وازي��ن ال� �ق� �س ��ط ألدب احل � � � ��وار ب �ي��ن امل � �س� ��ؤول وال ��رع� �ي ��ة ،وأص � ��ل ال �ط �ل��ب وق� ��واع� ��ده يف امل ��وازي ��ن ال �ق �س��ط ألدب ال �ت �خ��اط��ب بني التابع وامل�ت�ب��وع وال�ت��ي سنشير فيها إلى أن: - 1ف� ��رص جن� ��اح دع��وت �ن��ا الس �ت �ع��ادة ال��وع��ي ألم ��ن ال�ي �م��ن ،وغ��اي��ات التكليف بها واالختصاص برسالتها راسخة ثابتة يف أص��ول وحدتنا كمجتمع ميني عربي مسلم. أما تهديدات فشلنا يف إبالغ هذه الدعوة واخ�ت�لاف�ن��ا ح��ول م�ف�ه��وم األم ��ن املنشود لنظام حياتنا فإنها ع��وارض الصلة لها بنقاء هويتنا وعقيدتنا ومضامني إرادتنا ولكنها ذات صلة باختالل أصول اإلدراك والوعي السياسي ألمن اليمن وتوظيف س �ي��اس��ي ل�ن�ت��ائ�ج��ه ع �ل��ى ط ��اول ��ة احل ��وار الوطني. - 2ع��وام��ل ال�ق��وة التي تؤسس عليها هذه الدعوة يف أوساط منتسبي املؤسسة األمنية وعلى واقع أداء األجهزة األمنية ك �ث �ي��رة وم �ت �ع��ددة ،وي�ت�م�ث��ل أه �م �ه��ا على اإلطالق يف حقيقة أن وعي أبناء املؤسسة لم يعتريه الكثير من االختالل يف إدراك األص ��ول ال��راس�خ��ة لسمو غايتهم ونبل م �ق��اص��ده��م واالس �ت �ع��داد للتضحية يف سبيل أداء واجباتهم.
العدد ( )213ديسمبر 2013
س��اح��ة أع�م��ال امل��ؤمت��ر ويعكس تهديدات ذات صلة مبهام املؤمتر يف استعادة حالة الوعي الوطني مبفهوم األم��ن الشامل، يتمثل يف اآلتي: - 1اس� �ت� �م ��رار االع � �ت� ��راف ب��اجت��اه��ات ال��وع��ي ال�س�ي��اس��ي امل�خ�ت��ل مل�ف�ه��وم األم��ن الشامل. ذل � ��ك أن ب �ع��ض ال � �ق ��وى ال �س �ي��اس �ي��ة امل � �ش� ��ارك� ��ة يف أع � �م � ��ال امل � ��ؤمت � ��ر الزال� � ��ت حريصة على مكاسب سياسية ذات صلة مب��واق��ف واجت ��اه ��ات وأف �ك��ار حت�ق��ق أم��ن ال ��ذات الفئوية على ح�س��اب أم��ن ال��ذات اجلماعية . -2استمرار حالة الركون إل��ى العامل اخلارجي :حيث يعتمد املؤمتر على هذا ال�ع��ام��ل امل��ؤث��ر يف ال��دف��ع ب��األط��راف إلى ال�ت�ق��ارب على ق��اع��دة امل�س��اوم��ة وسياسة الترغيب والترهيب ،دومن��ا متييز واضح حل� ��دود امل�م�ك��ن وغ �ي��ر امل�م�ك��ن وال �ص��واب واخلطأ ،أو على االقل ملا هو معلوم منه بالضرورة يف أصول احلالة. - 3اس� �ت� �م ��رار ح ��ال ��ة اخل� �ل ��ط وع� ��دم اإلدراك املوضوعي ألص��ول التمييز بني مفهوم األمن كغاية واألمن كحق واألمن كمسؤولية وواج ��ب ،وب�ين مفهوم األم��ن ك��وظ�ي�ف��ة وم �ف �ه��وم ال �ن �ظ��ام ال �ع��ام كغاية ألداء هيئة الشرطة..هذا باإلضافة إلى ان �ع��دام ال��رؤي��ة ال��واض �ح��ة للتمييز بني أسس بناء املؤسسة األمنية وأس��س بناء اجل �ي��ش وال �ق��وات امل�س�ل�ح��ة ،ب��ل وأج �ه��زة املخابرات الوطنية. - 4استمرار حالة اخللط بني مجال 16
احملددات الدستورية واملوجهات القانونية واإلص�ل�اح ��ات اإلداري � ��ة ،وان �ع��دام ال��رؤي��ة الواضحة ملتعلقات أسس البناء الوطني للمؤسسة األم�ن�ي��ة ب��أص��ول�ه��ا يف م�ب��ادى التحديد الدستوري ألسس بناء الدولة. وعلى سبيل املثال من ذلك فإن الكثير م��ن م�خ��رج��ات عمل ف��ري��ق ب�ن��اء اجليش واألم ��ن مب��ا فيها م �ح��ددات دس�ت��وري��ة لم حت �س��ب أي ح �س��اب إلم �ك��ان �ي��ة ال �ت �ح��ول الوطني املرتقب نحو أسلوب الال مركزية السياسية. - 5استمرار حالة اخللط بني مفهوم
صفاء العقيدة
نقاء الهوية
سمو الغاية
الضمانات القانونية للحياد السياسي يف ب�ن��اء وتنظيم امل��ؤس�س��ة األم�ن�ي��ة وبني مفهوم العزل السياسي ملنتسبي املؤسسة األمنية. ذلك أن أداء الهيئة الضبطية ملهامها يف س�ب�ي��ل احل �ف��اظ ع �ل��ى ال �ن �ظ��ام ال �ع��ام ب �ع �ن��اص��ره ال �ش��ام �ل��ة م ��اه ��و إال ت�ن�ف�ي��ذ ل� �ل� �س� �ي ��اس ��ات ال� �ع ��ام ��ة امل� � �ق � ��ررة خل��دم��ة ال�ت�ن�م�ي��ة يف ك��اف��ة م �ج��االت احل �ي��اة ،وأن ح�ي��اد امل��ؤس�س��ة األم�ن�ي��ة ال يرتبط ب��أداء الوظائف األمنية يف املستويات اإلداري��ة ب� ��ل ب� �ح ��رص اإلرادة ال �س �ي��اس �ي��ة ع�ل��ى
اس�ت�غ�لال األداء ب�ه��ذه ال��وظ��ائ��ف ،وأص��ل ذلك هو اختالل بوعي اإلرادة السياسية مم��ا ي�س�ت��وج��ب م�ع��اجل��ة ه ��ذا االخ �ت�لال ب�ن��ص دس �ت��وري ي �ج��رم اس �ت �غ�لال اإلرادة السياسية لسلطاتها أو لنفوذها يف هدم أصول بناء املؤسسة األمنية. - 7استمرار حالة التغاضي والقبول بسيطرة ون �ف��وذ ال�ع��ام��ل ال�س�ي��اس��ي على واق � � ��ع األداء األم � �ن� ��ي وع� �ل ��ى ال �ت �ح �ك��م مب�ق��ال�ي��د واجت��اه��ات ال �ق��رار األم �ن��ي عن ط ��ري ��ق أس � �ل� ��وب ال �ت �ق ��اس ��م احل� ��زب� ��ي يف التعيني وتعزيز نفوذ امل��راك��ز الوظيفية
لألشخاص املوجهني بإطار سياسي . - 8استمرار حالة التغاضي والقبول ب��ال��داف��ع ال�س�ي��اس��ي ل�ل�ج��رائ��م اخل�ط�ي��رة وره ��ن أم��ن وس�لام��ة املجتمع ب��ل وح�ي��اة رج� ��ال األم� ��ن وال� �ق ��وات امل�س�ل�ح��ة بحالة امل��زاج السياسي ومراكز الضغط والدفع نحو االنفالت األمني. - 9استمرار حالة عدم الوعي بخطورة ال ��دع ��وات وامل ��ذاه ��ب امل �ن �ك��رة حل��ق أب �ن��اء اليمن كلهم أو بعضهم بالكرامة والعيش الكرمي أو حلق ال��دول��ة يف بسط نفوذها ع�ل��ى ك��ام��ل أراض�ي�ه��ا أو حلقها يف إن�ف��اذ
التطــــــرف
التخريـــــب
17
العدد ( )213ديسمبر 2013
الفســــــــاد
ال�ق��ان��ون وتطبيق ال�ع��دال��ة على اجلميع دون استثناء. -10استمرار الرضى والقبول مبواقف م �ن �ك��رة م ��ن ال �ظ �ل��م واالع� � �ت � ��زاز ب��اإلث��م ومم� ��ارس� ��ة ال �ب �غ��ي وال� � �ع � ��دوان وال �ف �س��اد وال �ع �ب��ث ب ��األم ��وال ال �ع��ام��ة وغ �ي��ره��ا من أصول الثقافة الهدامة وذات األثر احملفز واحل ��اض ��ن الخ� �ت�ل�االت ال��وع��ي ال��وط�ن��ي مبفهوم األمن. ث��ان��ي � ًا :إل���ى م��ؤمت��ر ق���ادة وزارة الداخلية: يتحمل ق��ادة وزارة الداخلية يف كافة امل�س�ت��وي��ات وامل �ش��ارك��ون منهم يف امل��ؤمت��ر ال�س�ن��وي ل�ه��ذا ال �ع��ام حت��دي��د ًا مسؤولية قانونية يف مواجهة العديد م��ن عوامل ضعف الوعي الوطني األمني ذات الصلة ب��وظ��ائ �ف �ه��م األس ��اس� �ي ��ة وال � �ت ��ي ي�ن�ب�غ��ي التركيز من بينها حتديد ًا على معاجلة عوامل الضعف داخل املؤسسة األمنية. و إذا كان رجل األمن ال يعي بذاته أبعاد وغ��اي��ة األداء بوظيفته خل��دم��ة األم��ن، ف��إن ذل��ك يعد مبثابة اختالل خطير يف اجتاهات الوعي الوطني مبفهوم األمن. كما أن مسؤولية ق��ادة وزارة الداخلية امل �ش��ارك�ي�ن يف امل ��ؤمت ��ر ال �س �ن��وي امل�ن�ع�ق��د ل � �ه� ��ذا ال � �ع� ��ام ي �ن �ب �غ��ي أن ت� �ت ��رك ��ز ح ��ول معاجلة ع��وام��ل الضعف االستراتيجي يف اجت ��اه ��ات ال ��وع ��ي ال��وط �ن��ي مب�ه�ف��وم األم��ن يف بيئة األع �م��ال ال��داخ�ل�ي��ة التي تتألف من كافة األصول والنظم اإلدارية املخصصة ملتابعة األداء مبهام ووظائف املؤسسة األمنية ولتحقيق غاية األم��ن
امل�ن�ش��ود خل��دم��ة امل�ج�ت�م��ع إلن�ت��اج رؤي� � � ��ة اس� �ت ��رات� �ي� �ج� �ي ��ة م �ت �ك��ام �ل��ة وواض �ح��ة ل�ع��وام��ل ال�ض�ع��ف التي ت �ع �ت ��ري ح ��ال ��ة ال� ��وع� ��ي ال��وط �ن��ي مب �ف �ه��وم األم � ��ن داخ � ��ل امل��ؤس �س��ة األمنية ،فال بد من التركيز على االخ �ت�لاالت ذات الصلة املباشرة بوظائف القيادة اإلداري��ة يف هذا امل�ج��ال م��ن جهة ومبكونات نظام األداء مبهام املؤسسة األمنية من جهة أخرى. ونشير إلى أبرز عوامل الضعف املاثلة والتي يجب على مؤمتر قادة وزارة الداخلية أن يقوم ب��دوره يف معاجلتها، كما يلي: - 1عدم إدراك غاية العملية االتصالية بني الشرطة واملجتمع: تهدف األعمال والوظائف التي تؤديها املؤسسة األمنية الى حتقيق غاية األمن املنشود ملجتمع الدولة وتنفيذ السياسات ال�ع��ام��ة امل �ق��ررة يف م�ج��ال حتقيق األم��ن
العدد ( )213ديسمبر 2013
18
واالس � �ت � �ق� ��رار واحل � �ف� ��اظ ع �ل ��ى ال �ن �ظ��ام ومكافحة اجل��رمي��ة ،وب��ال�ت��ال��ي ف��إن عدم إدراك ق��ادة الشرطة أو مرؤوسيهم لهذه الغاية يعد اختال ًال خطير ًا وعامل ضعف شديد يف اجتاهات الوعي الوطني بأمن اليمن. وذل� ��ك أن غ��اي��ة ال�ع�م�ل�ي��ة االت�ص��ال�ي��ة ب�ي�ن ال �ش��رط��ة وامل �ج �ت �م��ع يف إط� ��ار م�ه��ام ومسؤوليات وزير الداخلية-مث ًال -ترتبط ب� � ��أداء ال��وظ �ي �ف��ة ال��دس �ت��وري��ة ل�ل�ش��رط��ة وحتقيق غاية األمن واالستقرار املنشود وتنفيذ السياسات األمنية على مستوى ن�ظ��ام ال��دول��ة ب��أرك��ان��ه ال�ث�لاث��ة (الشعب، اإلق �ل �ي��م وال� �ن� �ظ ��ام) أم� ��ا غ��اي��ة ال�ع�م�ل�ي��ة االت �ص��ال �ي��ة ب�ي�ن ال �ش��رط��ة وامل �ج �ت �م��ع يف إطار مسؤوليات القادة باملستويات األدنى ف�ه��ي حت�ق�ي��ق ج ��زء ه��ذه ال�غ��اي��ة وتنفيذ السياسات العامة يف م�ج��ال م�ح��دد من مجاالتها. وبالتالي فإن مسؤولية وزير الداخلية يف معاجلة ع��وام��ل الضعف بالوعي من
هذه الزاوية تشمل كافة االختالالت التي ت�ن�ح��رف ب�غ��اي��ة العملية االت�ص��ال�ي��ة بني ال�ش��رط��ة وامل�ج�ت�م��ع ب��أب�ع��اده��ا ال�ش��ام�ل��ة، أم��ا مسؤولية ال�ق��ادة م��ن دون ذل��ك فهي م �ع��اجل��ة ع��وام��ل ال �ض �ع��ف يف اإلط � ��ارات واألبعاد احملددة لنطاق إشرافهم. ويف ه� ��ذا ال �س �ي��اق ف��إن��ه ي �ص �ع��ب فهم خلفية ال��وع��ي ال �ت��ي دف �ع��ت ب��اإلخ��وة يف جلنة إعادة هيكلة وزارة الداخلية مؤخر ًا إل ��ي ن �ق��ل ا جل �ه��از ال �ف �ن��ي امل� �س ��ؤول عن إدارة العملية االت�ص��ال�ي��ة ب�ين الشرطة وامل �ج �ت �م��ع وامل �ت �م �ث��ل يف االدارة ال�ع��ام��ة للتوجيه املعنوي والعالقات العامة من موقعه املستقر يف إطار النطاق اإلشرايف املباشر ملعالي وزير الداخلية إلى النطاق اإلشرايف املباشر لنائبه. ذل� � ��ك أن مم� ��ارس� ��ة وزي � � ��ر ال��داخ �ل �ي��ة مل �س��ؤول �ي��ات��ه ال �ي��وم �ي��ة م��اه��و إال ت��وج�ي��ه شامل للعملية االتصالية ب�ين املؤسسة األمنية وبيئة أعمالها وإدراك مستنير ل �ل �م��وق��ف ع �ل��ى ض� ��وء ن �ت��ائ��ج ال�ت�ح�ل�ي��ل
أشرنا سابق ًا إلى أن الوظائف األساسية للشرطة تتمثل يف حماية النظام العام وحت�ق�ي��ق األم ��ن واالس �ت �ق��رار وم�ك��اف�ح��ة اجلرمية. وال يستطيع أح��د أن ينكر ب��أن واق��ع ال��وع��ي ال��وط�ن��ي داخ��ل امل��ؤس�س��ة األمنية ب� �ه ��ذه ال ��وظ ��ائ ��ف ي �ش �ك��ل ع ��ام ��ل ض�ع��ف واخ� � �ت �ل��ال خ �ط �ي��ر ي� �ج ��ب ال� �ع� �م ��ل ع�ل��ى م �ع��اجل��ة أس �ب��اب��ه م��ن اجت ��اه ��ات يصعب حصرها ،إال أن أه��م ماينبغي على قادة وزارة ال��داخ�ل�ي��ة االه �ت �م��ام ب��ه م��ن بينها يتمثل برأينا يف اآلتي : أ -ع� � ��دم إدراك ط �ب �ي �ع��ة ال��وظ �ي �ف��ة الضبطية: يقصد بطبيعة الوظيفة هنا طبيعتها اإلدارية التي ال تقبل التحول بواقع األداء م��ن خ��دم��ة األم��ن إل��ى خ��دم��ة السياسة، وي �ع��د مم��ارس��ة رج ��ل األم ��ن ألي ن�ش��اط أو مهام تتعلق بغايات وأه��داف سياسية ذات ط ��اب ��ع ح ��زب ��ي أو يف إط � ��ار أج �ن��دة اس�ت�ق�ط��اب وم �ك��اي��دات س�ي��اس�ي��ة مبثابة انحراف خطير يف الوعي ،وكذلك احلال إذا تعاظم نفوذ األح��زاب وتأثيرهم على اجلوانب التنظيمية الداخلية للمؤسسة األمنية واخلدمات الوظيفية فيها. ب -عدم إدراك حدود املشروعية يف أداء الوظيفة الضبطية:
ذل��ك أن م�ب��دأ امل�ش��روع�ي��ة ه��و ضابط االنتماء إلى املؤسسة األمنية ،أما غاية هذا االنتماء فهي خدمة املجتمع وسيادة ال �ق��ان��ون ،وأن ص�لاح�ي��ات رج��ل الشرطة ألداء وظ��ائ �ف��ه يف م��واج �ه��ة ال�س�ل�ط��ات العامة والهيئات واألف��راد ال تتضمن يف كافة األحوال مخالفة القوانني النافذة. كما أن خضوع رجل الشرطة للقانون ال يعني أب ��د ًا ال �ع��دوان عليه أو امل�س��اس بحقوقه م��ن قبل الغير ،ويف مقدمتهم رؤساؤه ،فاجلميع خاضع ملبدأ املشروعية يف تعامالته مع الغير. ج -ع��دم إدراك اإلط��ار القانوني ملركز الوظيفة: إن ع ��دم إدراك رج ��ل األم� ��ن حل�ق��وق��ه وواجباته يشكل إخ�لا ًال خطير ًا يف واقع الوعي الوطني. وم� ��ن ال � �ض� ��رورة مب �ك��ان م �ع��اجل��ة ه��ذا االختالل مبختلف الوسائل التي جتنب رجال األمن الوقوع يف اخلطأ ،ليس فقط اخلطأ الذي قد يترتب عليه تفويت غاية أدائ � ��ه خل��دم��ة امل �ج �ت �م��ع ب ��ل وق �ب��ل ذل��ك وبعده اخلطأ الذي قد يتسبب يف إحلاق الضرربه أو بزمالئه وبهيئته. ولعل قادة وزارة الداخلية يدركون بأن أمامهم الكثير من عوامل ضعف الوعي الوطني على هذا االجتاه. 19
العدد ( )213ديسمبر 2013
املستمر للتهديدات والفرص اخلارجية وعوامل القوة والضعف الداخلية. ول ��ذل ��ك ف� ��إن إدراك غ ��اي ��ة ال��وظ �ي �ف��ة االت �ص��ال �ي��ة ل �ل �ش��رط��ة ض �م��ان��ة أس��اس �ي��ة م��ن ضمانات معاجلة ع��وام��ل االخ�ت�لال يف الوعي الوطني لألمن وألداء وظيفة القيادة املسؤولة لدورها يف هذا املجال. -2ع��دم إدراك غ��اي��ة األداء بوظائف ال � � �ق � � �ي� � ��ادة ..ول � �س � �ن ��ا ب � �ح ��اج ��ة يف ه ��ذا السياق إل��ى تذكير ق��ادة وزارة الداخلية مب�س��ؤول�ي��ات�ه��م يف م�ك��اف�ح��ة م��ا ال ميكن حصره من أشكال الفساد املالي واإلداري ال � ��ذي ي �ع��ان��ي م �ن��ه ن� �ظ ��ام إدارة امل � ��وارد بكافة م�ف��ردات��ه املتصلة بنظام اخلدمة واالس�ت�ح�ق��اق��ات وامل �ص��روف��ات والنفقات و ........و ،.......بل ويف نظام الترقيات وال �ت��أدي��ب واحل��واف��ز وامل �ك��اف��آت وأنظمة الرعاية الوظيفية واخلدمات واالبتعاث و ...الخ. -3ع� ��دم إدراك غ ��اي ��ة األداء ب�ن�ظ��ام الهيئة ..ولعل نظام الرقابة والتفتيش استثناء، وكذلك نظام التأديب ال يشكل ً وف��ى ه��ذا السياق ينبغي أن نشير فقط إلى عامل ضعف واضح يتصل بـ: إدارة الرموز وحماية الشعارات: ذل � ��ك أن امل� �ب ��ان ��ي ال �ت��اب �ع��ة ل �ل �ش��رط��ة وكذلك الوسائل والبزات الرسمية وكذا ال �ش �ع��ارات وم�خ�ت�ل��ف ال �ن �م��اذج الرسمية ال�ت��ي تتعامل بها ال�ش��رط��ة م��ع املجتمع ت�ع��د مب�ث��اب��ة رم � ��وز ًا ي�ج��ب احل ��رص على ع��دم إس��اءة استخدامها ،ألن ذل��ك يؤدي إل� ��ى ت �ع��زي��ز ال� �ص ��ور ال��ذه �ن �ي��ة ال�س�ل�ب�ي��ة يف ب�ي�ئ��ة األع �م��ال ب��ل إن رج ��ل ال�ش��رط��ة بشخصيته وتعامالته مع اآلخرين يعد أحد هذه الرموز. وي �ع��د إس � ��اءة اس �ت �خ��دام ه ��ذه ال��رم��وز ع��ام��ل ض�ع��ف ك�ب�ي��ر يف اجت��اه��ات ال��وع��ي الوطني باألمن يف املؤسسة األمنية . -4ع � ��دم إدراك وف� �ه ��م غ ��اي ��ة األداء ال �ض �ب �ط��ي ب� ��أن إن� �ع ��دام االدراك ل�غ��اي��ة األداء للوظيفة الضبطية للشرطة يعد ع��ام��ل ض�ع��ف خطير م��ن أه��م م��ؤش��رات��ه ال�ت��ي ي�ج��ب اإلس ��راع يف معاجلتها ،وق��د
السالح ..مخاطر أمنيـــــــ ليس هناك من شك بأن انتشار السالح يف اليمن يعد مبثابة اخلطر االستراتيجي األعظم على حياة املجتمع وأمنه؛ بعد خطر اإلرهاب والتخريب الوطني. ذلك أن انتشار السالح يصيب اليمن كل ثانية وساعة فيزهق األرواح ويخلف املآسي والتشوهات يف األنفس. استطالع/خليل املعافري-محمد عبداملالك
العدد ( )213ديسمبر 2013
20
ب ��ل إن امل �ج��رم�ي�ن واحل ��اق ��دي ��ن ع �ل��ى أم��ن اليمن واس�ت�ق��راره واملتربصني بسالمة نظام ح�ي��اة االن �س��ان يف اليمن ه��م فقط املستفيد األول من إنتشار السالح. ويف حني يؤمل الشعب اليمني على نتائج م��ؤمت��ر احل� ��وار ال��وط �ن��ي ال �ش��ام��ل يف اخل ��روج بالرؤية التى تخلصه من عواقب غياب الوعي بخطورة هذه الظاهرة يف األوساط السياسية، ف��إن �ن��ا وم ��ن خ�ل�ال م�ج�ل��ة احل � ��راس س�ن�ك��رس ج �ه��ودن��ا م��ن خ�ل�ال ه ��ذا امل �ل��ف حل ��وار خ��اص حول أهمية الوعي بخطورة هذه الظاهرة يف األوساط املجتمعية. وه��و ح ��وار م��دع��م ب��ال�ش��واه��د يف األوس ��اط احلية ال�ت��ي جمع مادتها امليدانية الزميل/ جن �ي��ب ال�ع�ن�ي�س��ي وأع � ��د م��ادت �ه��ا ال�ت�ح�ل�ي�ل�ي��ة الزميل /خليل املعافري. ي ��رى الدكتور عبداجلبار محمود (عميد كلية احلقوق يف جامعة احلديدة) أن
ومـــآس إنسانيـــــــة ـــــــــة ٍ تفشي (ظ��اه��رة حمل ال�س�لاح) يعود لعوامل وأس � �ب� ��اب ع ��دي ��دة ي ��أت ��ي ع �ل��ى رأس� �ه ��ا ع��ام��ل اجلهل مبخاطر السالح وكذا اجلهل بأهداف منع حمل السالح املتمثلة يف حماية األمن واالستقرار ،ثم-أيض ًا -بسبب انتشار أسواق ال� �س�ل�اح ووج � � ��ود ب �ع��ض امل �ش ��اك ��ل وال �ع ��وائ ��ق الثقافية واالجتماعية والقانونية ،وقال: (غياب احللول واملعاجلات ال�لازم��ة ساعد ع �ل��ى ت �ن��ام��ي امل �ش��اك��ل وامل �ع ��وق ��ات وال �ع��وام��ل امل �س �ب �ب��ة وال� �ت ��ي أدت إل� ��ى ت �ف �ش��ي ال �ظ��اه��رة ووصولها حد االستفحال). وي� �ض� �ي ��ف إب��راه��ي��م م��ح��رم(م ��وظ ��ف حكومي) ،قائ ًال : (ك�ث�ي��ر م��ن االس �ب��اب ال��واق �ف��ة وراء تفشي ظ ��اه ��رة ح �م��ل ال� �س�ل�اح ت �ن �ج��م ع ��ن ال �ق �ص��ور اإلعالمي التوجيهي يف هذا اجلانب ،والذي يتضح م��ن خ�لال نقص وغ�ي��اب ال��وع��ي لدى ال �ف��رد واألس� ��رة وامل�ج�ت�م��ع مب�خ��اط��ر ال�س�لاح والذي يهدد بانتشاره مختلف فئات املجتمع).
ت�ش�ت��ون��ا أف �ع��ل ،أرج ��ع أح �ج��ل «أزغ� � ��رد» جنب النسوان) . وقد قصد بهذه اإلجابة أنه بحمل السالح وإط�ل�اق ال�ن��ار عند استقبال الضيوف ي��ؤدي ال� ��دور امل �ن��اط ب��ه ك��رج��ل يف م�ش��ارك��ة شقيقه الفرحة وأن تخليه عن السالح سوف ينتقص من رجولته وسيجعله أشبه بالنسوان اللواتي يقتصر دورهن يف إطالق زغاريد الفرح!. وال �ص��ورة الثانية ال�ت��ي ت��وض��ح دور انتشار أس � � ��واق ال � �س �ل�اح يف ت �ف �ش��ي (ظ� ��اه� ��رة ح�م��ل ال�س�لاح) التقطناها من أح��د أس��واق صنعاء القدمية ،ومن خالل احلوار الذي أدرناه هناك مع (سليمان)38 -عام ًا -حينما وجدناه اختلس استقطابنا وعرض علينا شراء أنواع عدة من الذخائر ،حيث أنه قال: (أع� �م ��ل يف ب �ي��ع ال ��ذخ� �ي ��رة ب��أن��واع �ه��ا
ويف عملية ال�س�م�س��ره اخل��اص��ة ببيع وش��راء مختلف أنواع األسلحة ،وأكسب من وراء ذلك مايكفي إلع��ال��ة نفسي واس��رت��ي امل�ك��ون��ة من ثمانية أطفال إضافة إلى أمهم ،وهذا العمل الوحيد ال��ذي أعتمد عليه يف حياتي والذي امتهنته من قبل أن أتزوج). وذكر (سليمان) ع��دد ًا من األس��واق التي يتم فيها عرض وبيع مختلف أنواع األسلحة، واك��د أن األسلحة املعروضة واملباعة يف تلك األسواق تأتي من مصادر صنع متعددة أبرزها ال��روس�ي��ة واألم��ري�ك�ي��ة والصينية والتشيكية وال� �ب ��رازي� �ل� �ي ��ة وال� �ف ��رن� �س� �ي ��ة وال �ب��ري �ط��ان �ي��ة واألس�ب��ان�ي��ة وال �ك��وري��ة ..كما أوض��ح أن أسعار األسلحة تختلف حسب النوع وتتفاوت بني املرتفعة واملتوسطة واملنخفضة ومب��ا ميكن اجلميع من الشراء. أما الصورة التي توضح دور العائق القانوني يف تفشي (ظاهرة حمل السالح) ،فإنها تظهر جلية من خالل االنتشار العشوائي للسالح يف األري��اف وال��ذي وصل حد التأثير على املدن، حيث أن قانون تنظيم حمل السالح أقتصر على عواصم احملافظات واملدن الرئيسية ولم يتناول الريف من أية ناحية.
> ه��ل ه��ن��اك ش��ع��ور مجتمعي بخطر السالح؟
تخلف (ظاهرة حمل السالح) الكثير من املخاطر واآلثار السلبية على مختلف جوانب احلياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية. وي�ب�ين الدكتور عبداجلبار محمود أن ال �س�ل�اح ه��و ال �س �ب��ب األول يف إش �ع��ال ف�ت�ي��ل ال �ن��زاع��ات وال �ص��دام��ات
> صور حية:
21
العدد ( )213ديسمبر 2013
ولكن الوعي املنشود يواجه بالشك عوائق اجتماعية وثقافية دعونا نستطلع مناذجها احلية على األرض. (هشام)21-عام ًا -ب ��دا ي�ح�م��ل على كتفه س�لاح � ًا آل �ي � ًا ،وك ��ان يستقبل الضيوف امل �ت �ق��اط��ري��ن ل �ل �م �ش��ارك��ة يف ع� ��رس ش�ق�ي�ق��ه ويوصلهم إلى خيمة نصبت يف قلب الشارع، وب �ع��د أن س��أل �ن��اه ع ��ن س �ب��ب ح�م�ل��ه ل�ل�س�لاح وجدناه التفت إلينا وتقاسيم وجهه ومالمحه م�ش�ح��وذة بالفخر واالع �ت��زاز ث��م أن��ه أجابنا حل�ظ�ت�ه��ا مب�ن�ت�ه��ى ال �س �خ��ري��ة ،وق� ��ال ( :وم ��ا
السياسية والطائفية واملناطقية والقبلية، وأن��ه اخلطر األك�ب��ر على وح��دة ال��وط��ن وأم��ن وس�لام��ة امل��واط��ن واحل��ائ��ل دون ق�ي��ام ال��دول��ة املدنية احلديثة ،مضيف ًا أن حمل السالح يعد السبب الرئيسي يف ت��ردي االق�ص��اد الوطني وتدني مستوى الدخل وإرتفاع نسبة البطالة وإنتشار الفقر والتخلف ،كون السالح يعرقل عملية التنمية ويعطل حركة السياحة ويطرد روؤس األم ��وال املستثمرة ك�م��ا يكبد ال��دول��ة خ�س��ائ��ر ب��اه�ض��ة ويحملها أع �ب��اء إض��اف�ي��ة يف سبيل مواجهته واحلد من إنتشاره. وي��ؤك��د الدكتور /شكرى الفالحي ط�ب�ي��ب يف ه�ي�ئ��ة مستشفى ال �ث��ورة ال�ع��امبصنعاء ،أن حمل السالح مصدر كل مشكلة يف ال �ب�ل�اد وع �ل��ى رأس ذل ��ك م�ش�ك�ل��ة ال �ث��أر، مشير ًا إلى أن املستشفى يستقبل على الدوام حاالت عديدة سببها الرئيسي حمل السالح. وم ��ن ج��ان �ب��ه ق ��ال أب��و بكر عبدالرقيب الشميري (م��دي��ر احل��رك��ة يف م�ك�ت��ب األش �غ��ال العامة والطرق) بأمانة العاصمة صنعاء ( :أغلب الصعوبات وامل�ش��اك��ل التي نواجهها أث�ن��اء تنفيذ مهامنا املتمثلة يف إزال��ة املخالفات واستحداثات ال�ب�ن��اء ت�ك��ون ب�س�ب��ب ان�ت�ش��ار ال �س�لاح ول ��ذا ك�ث�ي��ر ًا مانضطر للتوقف املؤقت عن العمل وال��ذي معه تتعطل م�ص��ال��ح امل�ك�ت��ب مثلما تتعطل مصالح ال�ك�ث�ي��ر م��ن ال�ع��ام�ل�ين وخ��اص��ة م�ن�ه��م م��ن يعمل ب��األج��ر اليومي ،حيث يحرم ه��ؤالء م��ن أجورهم اليومية التي يستعينون بها على توفير متطلبات وحاجات أسرهم الضرورية).
> إنتشار السالح والتنمية:
العدد ( )213ديسمبر 2013
ويأتي التأكيد على األثر الكبير الذي يخلفه السالح على الفرد واملجتمع والبالد من خالل ق�ض�ي��ة رج ��ل األع �م��ال ال ��ذي ق ��دم إل ��ى ب�لادن��ا قبل فترة قصيرة بنية االستثمار يف مشاريع تنموية عديدة كان من املمكن أن تسهم بشكل ك�ب�ي��ر يف رف��د امل� ��وارد ال�ع��ام��ة ودع ��م امل��ؤس�س��ات وامل�ن�ظ�م��ات املجتمعية ويف توفير الكثير من ف��رص العمل وام�ت�ص��اص نسبة م��ن البطالة، ح�ي��ث أن رج��ل األع �م��ال ه��ذا ق��ام أول وص��ول��ه بطلب االطالع علي االحصائية اليومية التي يسجلها قسم الطوارئ مستشفى الثورة العام ب��أم��ان��ة ال�ع��اص�م��ة ص�ن�ع��اء ،وع�ن��دم��ا تسنى له ذل��ك ورأى ع��دد احل ��االت واحل� ��وادث اليومية ال �ت��ي ي�س�ت�ق�ب�ل�ه��ا امل�س�ت�ش�ف��ى ب�س�ب��ب ال �س�لاح، أصيب بالذهول واالس�ت�غ��راب وع��دل ع��ن ق��رار االستثمارات الكبيرة التي كان قد خطط وقدم لتنفيذها ثم عاد من حيث أتى...
> السالح والعدوان على احلياة:
و(ظ��اه��رة ح�م��ل ال �س�ل�اح) ت�س�ه��ل م��ن إرت�ك��اب
22
اجل� ��رمي� ��ة وت� �س ��اع ��د ع� �ل ��ى ان� �ت� �ش ��اره ��ا وحت� ��ول ال�ك�ث�ي��ر م ��ن اخل�ل�اف ��ات ال�ب�س�ي�ط��ة إل ��ى أح ��داث دام�ي��ة وتساعد على تزكية وإث ��ارة مشاكل الثأر والقطاعات القبلية واالختطافات والتقطعات، ك �م��ا ت��ري��ق دم� ��اء األه� ��ل واألق � � ��ارب واألص ��دق ��اء وت �ل �ط��خ أي � � ��ادي األط � �ف� ��ال األب � ��ري � ��اء ب��ال��دم��اء وتضعهم يف مكان القتلة ،وقد نتج عن األخطار التي يقع فيها حاملو السالح كثير ًا من القصص واحل ��وادث امل��أس��اوي��ة يف مختلف مناطق البالد وك ��ان ح�ص�ي�ل�ت�ه��ا آالف م��ن ال�ق�ت�ل��ى وامل�ق�ع��دي��ن وامل�ص��اب�ين ب�ع��اه��ات دائ �م��ة ،إض��اف��ة إل��ي اجل��روح الغائرة التي أصابت قلوب املئات من األسر..
> قصص مأساوية:
(ع �ب��دال��رح �م��ن) ش ��اب يف منتصف العقد الثالث من العمر دخل السجن املركزي قبل عامني وم��ن ذل��ك الوقت لم تقر عينه برؤية زوجته وال طفله الصغير كونهما يعيشان يف محافظة بعيدة عن احملافظة التي هو يقبع يف سجنها وألن ظروف احلياة القاسية أبت أن تتيح لهما فرصة السفر واالنتقال لزيارته. ح��رم (ع�ب��دال��رح�م��ن) م��ن ح��ري�ت��ه وأس��رت��ه وص��ار أسير ًا بني زن��ازن السجن بسبب حلظة غضب صاحبها وجود السالح ،إذ أثناء ماكان يف السوق ميارس عمله املعتاد يف بيع أعشاب ال�ق��ات ،ج��رى خ�لاف بينه وب�ين أح��د الزبائن وبدأ هذا اخلالف بتبادل األلفاض ًا الكالمية اجلارحة وتطور إلى مشادة ومهاترة ثم عراك ب ��األي ��ادي ،وح�ي�ن�ه��ا أخ� ��رج (ع �ب��دال��رح �م��ن) امل � �س ��دس ال � ��ذي ك� ��ان ي �ح �م �ل��ه يف خ��اص��رت��ه وع�م��ره ب��ال��رص��اص وأط�ل��ق ع�ي��ار ًا ن��اري� ًا قصد به تخويف خصمه ال غير ،وقد أخطأ العيار اخلصم بالفعل إال أن��ه استقر يف رأس شاب آخر كان يعبر الشارع املقابل وارداه قتي ًال !!.. ومن خلف القضبان بدا(عبدالرحمن) ب��وج�ه��ه ال�ش��اح��ب وش�ب��اب��ه امل�ن�ه��ك وس ��رد لنا تفاصيل قضيته،
ق ��ال ودم� ��وع احل �س��رة واألس� ��ى ت�ن�ح��در من عينيه (:ليتني لم أحمل أو أمتلك سالح ًا ، وليتني أستطيع رؤي��ة زوجتي وطفلي الذي ودع�ت��ه وه��و يف شهره ال�س��ادس واطمئن على حالهما ووضع معيشتهما من بعدي). ودم ��وع ح�س��رة وأس��ى رأي�ن��اه��ا-أي�ض� ًا -تنهمر م��ن ع�ي�ن��ي (م �ح �م��ود) 48-ع� ��ام � � ًا -ول �ك��ن ليس يف زن��ازن السجن أو م��ن خلف القضبان وإمن��ا يف امل�س�ت�ش�ف��ى وم ��ن ال �س��ري��ر ال� ��ذي رق ��د عليه إث ��ر ال�ع�م�ل�ي��ة اجل��راح �ي��ة ال �ت��ي م��ن خ�لال�ه��ا مت إستئصال س��اق��ه اليمنى ،لقد أص�ي��ب املسكني بعاهة مستدمية وفقد ساقه ولم يكن ذلك إثر علة أصابته وال يف معركة أو ساحة حرب وإمنا يف منزله وداخل غرفة نومه حيث أنه جلس على السرير وأمسك بسالحه اآللي الذي علق عمود شحنه إثر تراكب الذخيرة يف قلب جهازه ،وعند ذلك ثبت مقبض السالح إلى كتفه األيسر ولف أصابع يسراه حول املقبض والزناد ويف الوقت ذاته أسند فوهة السالح إلى بطن مفصل ساقه األمين ثم راح يضغط بقبضة يده اليمنى على عمود الشحن العالق ليعيده إلى طبيعته ،ولم ي ��درك حينها ك�ي��ف حت��رك ع �م��ود ال�ش�ح��ن وال كيف المست أنامل يسراه الزناد ،وكل ماعرفه بعد ذلك أنه وصل إلى املستشفى بسبب األعيرة النارية التي انطلقت من السالح وشتت مفصل س��اق��ه اليمنى وال�ت��ي ق��رر األط�ب��اء استئصالها ب �ع��د أن أغ �ل �ق��ت أم��ام �ه��م أب� � ��واب ك ��ل احل �ل��ول األخرى ،ويف املستشفى ومن قلب السرير حتدث
وع ��ن امل �ع��اجل��ات واحل �ل ��ول ال�ل�ازم ��ة مل��واج�ه��ة واجتثاث (ظاهرة حمل السالح) يطرح الدكتور عبداجلبار محمود ثالث وسائل: األول� ��ى ت�ت�م�ث��ل يف ت�ن�ف�ي��ذ احل �ك��وم��ة ل�ق��ان��ون تنظيم ح�م��ل ال �س�لاح (وه ��ذا م��ات�ق��وم ب��ه حالي ًا م��ن خ�ل�ال احل �م�لات األم�ن�ي��ة امل �ي��دان �ي��ة) ،ويلي ذل��ك س��ن تشريعات ت��ؤك��د حت��رمي حمل السالح وتنفيذها عبر مراحل تبدأ بعواصم احملافظات وت�ط�ب�ي�ق�ه��ا ع �ل��ى ك��اف��ة امل �س �ت��وي��ات م��ع تقليص جهات منح التراخيص ،ويف املقابل يجب على امل ��واط �ن�ي�ن ال �ت �ع ��اون وال� �ت� �ج ��اوب م ��ع ال �ق��وان�ي�ن املوضوعة حلمايتهم. والوسيلة الثانية تتمثل يف دعم وإلزام اجلهات ال�ق�ض��ائ�ي��ة ب�س��رع��ة ال �ب��ت يف مختلف القضايا وب��ال��ذات املتعلقة ب��األراض��ي ،وك ��ذا ال�ت��دخ��ل يف قضية الثأر والسعي اجلاد حللها نهائي ًا . وال��وس �ي �ل��ة ال�ث��ال�ث��ة ت�ت�م�ث��ل يف ت�ك�ث�ي��ف ون�ش��ر التوعية عبر مختلف وسائل اإلع�لام وتوجيهها مل�خ�ت�ل��ف ال �ف �ئ��ات وامل �س �ت��وي��ات (ال� �ف ��رد،األس ��رة، وامل �ج �ت �م��ع )....وت�ع��ري��ف ك��ل ب ��دوره امل�ف�ت��رض يف مواجهة الظاهرة ومبا يساعد على محو املفهوم اخلاطئ ال��ذي ارتسم يف كثير من العقول التي أصبحت تعتقد أن السالح مميز ومكمل للرجولة وللشخصية الوطنية. إبتسام الصبري (م� ��درس� ��ة) :إذا أرادت الدولة القضاء على هذه الظاهرة بالفعل عليها أن ت�س�ع��ى إل ��ى ن�ش��ر ال �ع��دل وامل� �س ��اواة وتطبيق القانون على اجلميع دون استثناء ألي مسؤول أو شيخ مهما كان منصبه أو مكانته ،كما يجب م��واص�ل��ة احل �م�لات األم�ن�ي��ة وت��وس�ي��ع ان�ت�ش��اره��ا ال ح�ص��ره��ا يف ن �ط��اق أم��اك��ن وف �ت��رات م �ح��ددة ، وكذا يجب توحيد اجلهود اإلعالمية وتوجيهها لتوضح مخاطر الظاهرة والتأكيد على أنها ال تنم إال عن التخلف واجلهل وضعف الشخصية. 23
العدد ( )213ديسمبر 2013
معنا (محمود) وقال( :السالح هو الشر الذي نبحث عنه واخل�ط��ر ال��ذي نحتفظ ب��ه وامل��وت ال� ��ذي ن �ش �ت��ري��ه ،أن ��ا ال أس�ت�ط�ي��ع ال�ت�ع�ب�ي��ر عن حجم األسى الذي أعانيه خاصة عندما أتذكر أن ه��ذا ال�س�لاح سيمنعني م��ن مم��ارس��ة حرفة البناء التي أمتهنها واكتسب من ورائها الكثير من الدخل الذي يعينني على تصريف شئوني وشئون أسرتي ،كما ال أدري إلى ما سيئول إليه م�ص�ي��ر ب�ن��ات��ي وأب �ن��ائ��ي ال�ت�س�ع��ة وال��ذي��ن وص��ل بعضهم إل��ى اجل��ام�ع��ة ،وإل��ى م��راح��ل متقدمة من الدراسة ،وهل ياترى سيستطيعون مواصلة دراستهم ومن سيعينهم على ذلك؟). وتعيش (سميره)34-عام ًا -يف ظل أجواء من األل��م واحل��زن وتقضي أغلب وقتها م��ع العويل والبكاء ،وقد مت عرضها على عدد من األطباء وه ��ي اآلن ت�خ�ض��ع ل�ل�ع�لاج امل �ت��واص��ل م��ن ه��ذه احلالة النفسية السيئة التي كان سببها السالح. إن م��أس��اة (سميرة) ب ��دأت ي��وم استجابت ملطالبة وإحلاح طفلها املدلل ابن السبعة األعوام والذي دفعها إلى إخراج مسدس والده من داخل ال ��دوالب ،ويومها سلمت امل�س��دس للطفل يلهو ب��ه واجت�ه��ت إل��ى املطبخ وانشغلت ببعض أم��ور املنزل ،وقد فوجئت بعد ذلك بسماع دوي طلق ن ��اري داخ ��ل امل �ن��زل ك�م��ا ف�ج�ع��ت ب��رؤي��ة طفلها املدلل غارق ًا يف دمائه بسبب الطلق الناري الذي استقر يف جسده وأرداه قتي ًال بعد أن انطلق من جوف املسدس الذي كان يلهو به يف يديه.. و(سليم)16-عام ًا -ه��و اآلخ ��ر يعيش مع
احل �س��رة واألل ��م وي�ع��ان��ي ح��ال��ة نفسية سيئة وق��د ح��اول االن�ت�ح��ار ث�لاث م ��رات ،وك��ان م�ي�لاد مأساته ومأساة أسرته يوم عرس شقيقه والذي خرج يومها م��ن امل �ن��زل يف أب �ه��ى م�لاب��س ال��زي�ن��ة وم �ض��ى على طريق الزفاف محاط ًا باألهل واالصدقاء واحملبني ومحفوف ًا بأصوات الطبول وزغاريد الفرح. يف ذل��ك الوقت وامل��وق��ف اجلميل امتلئت نفس سليم ،بالفرحة واحلماس ويف سبيل التعبير عن ذلك أمسك بالسالح اآلل��ي ال��ذي كان معلق ًا على كتفه وع�م��ره ب��ال��رص��اص ووج��ه فوهته إل��ى الهواء بعد أن تأكد من فتح األم��ان على الدفع السريع، ثم يف اللحظة التي ضغط فيها على الزناد تعثرت ق��دم��ه وه��وى إل��ى األرض ف��اق��د ًا ل�ت��وازن��ه ،ويف ذات الوقت هوى السالح معه وأخطأت األعيرة املنطلقة طريقها ومضت نحو موكب العرس وخلفت ثالثة قتلى كان العريس واحد ًا منهم. ويف وقت فراغ وملل أخرج (مجيب) 40-عام ًا- م�س��دس� ًا وش ��رع ينظفه وي�ق�ل�ب��ه ب�ين ي��دي��ه ،ث��م يف حلظة غفلة وخطأ انطلقت رصاصة من املسدس واستقرت يف جسد طفلته ذات األربعة أعوام وأردتها قتيلة. ع �ن��دم��ا ال �ت �ق �ي �ن��ا (مجيب) ب� ��دا ب �ص��ورة طبيعية ال يساورها أث��ر ،ولكن بعد أن خضنا م�ع��ه يف احل��دي��ث وت�ط��رق�ن��ا مل��أس��ات��ه اكتشفنا أن��ه يخفي م��ن احل �س��رة واألل ��م م��ا الي�ق��ل عن س��اب �ق �ي��ه ،وح �ي �ن �ه��ا ق ��ال ب��اخ �ت �ص��ار (:ل � ��م ول��ن أسامح نفسي على اخلطأ الذي ارتكبته بسبب السالح وفقدت معه فلذة كبدي ،ولن أعود مرة أخ��رى للمس السالح أو االحتفاء به وسأمنع م��ن ذل��ك أبنائي وك��ل م��ن أستطيع ،وللجميع أق��ول إح��ذروا السالح ألن��ه ال يجلب غير الشر والبالء). وم��ا ميكننا أن نخلص إل�ي��ه ه��و أن ماتقدم ليس إال قطرة صغيرة م��ن بحر امل��آس��ي ال��ذي ي��زخ��ر وس�ي�ظ��ل ي��زخ��ر ب�ه��ا ال �س�ل�اح م��اب�ق��ي يف متناول األيدي..
> معاجلات وحلول:
ضحاياالسالحفياليمن
العدد ( )213ديسمبر 2013
ي�ت�س�ب��ب ال �س�ل�اح يف ال�ي�م��ن س �ن��وي � ًا بقتل وإص��اب��ة ق��راب��ة 10.000شخص م��ن املجني عليهم واجلناة. وت� �ت� �ع ��دد وت� �ت� �ن ��وع احل � � � ��وادث وال �ق �ض��اي��ا واجلرائم التي يستخدم فيها السالح الناري بصور وأساليب وطرق سيئة ،ونوجز هنا أبرز هذه الصور التي يكون عواقبها ضحايا كثر م��ن األب��ري��اء وف�ق� ًا ل�ت��درج ص��ور االستخدام على سبيل التمثيل ال احلصر ،من العبث بالسالح إلى حوادث وقضايا االنتحار ومن ح��وادث وقضايا إط�لاق النار م��رور ًا بقضايا تبادل إطالق النار ثم جرائم القتل العمدي وأخ�ي��ر ًا جرائم التخريب واإلره��اب .وجميع هذه الصور ينجم عنها ضحايا من األب��ري��اء ،م��ا يتطلب األم ��ر الكثير م� ��ن اخل� �س ��ائ ��ر امل � ��ادي � ��ة امل �ص��اح �ب��ة ب� ��اإلض� ��اف� ��ة إل� � ��ى م �خ �ت �ل��ف اآلث� � ��ار النفسية واالجتماعية والسياسية واالقتصادية والصحية.... ناهيك عن اخلسائر البشرية من 24
وفيات وإصابات نحن يف غنى عنها..
العبث بالسالح وإطالق النار خطأ:
وم��ن أب��رز ه��ذه الصور االستخدام السيئ والعبث بالسالح وإطالق النار اخلطأ ،حيث تؤكد اإلحصائيات األمنية أن الفترة املمتدة م��ن ب��داي��ة ال�ع��ام اجل��اري 2013م حتى نهاية أكتوبر قد شهدت وق��وع 981حادثة من هذا النوع وقع ضحيتها 1069شخص ًا منهم 231 لقوا مصرعهم و أصيب ، 838فيما اعتبر 540 من اجلناة ضحايا آخرين للسالح والعبث به فبمجرد عبثهم أصبحوا قتلة من ضمنهم أط �ف��ال ت�ع��رض��وا ل�ت�ج��ارب ال �س�لاح القاسية
وال�ت��ي تنطبع على حياتهم ،ب��اإلض��اف��ة إلى النساء والشباب الذين عن غير قصد وقعوا ضحايا لهذه اآلل��ة املميتة ...ولعلنا ن��درك ال��دالالت واألب�ع��اد لهذه احل��وادث من خالل اإلحصائية األمنية التي تشير إل��ى أن 483 من ضحايا حوادث العبث بالسالح كانوا هم اجلناة على أنفسهم ،و 102كانوا ضحاياها وج �ن��ات �ه��ا م ��ن أف � � ��راد األس � � ��رة ،ف �ي �م��ا ك��ان 36شخص ًا يف هذا النوع من احلوادث ضحايا زم�لائ �ه��م ،م��ؤك��دة أن 235ط �ف�ل ً�ا و 82من اإلناث كانوا ضمن ضحايا العبث بالسالح ، و 167طف ًال و33من اإلناث يف قائمة اجلناة يف حوادث العبث بالسالح ،إضافة إلى أن معظم اجلناة والضحايا من الذكور كانوا.
حوادث االنتحار :
ق�ض��اي��ا االن �ت �ح��ار ه��ي األخ ��ر ك��ان��ت سهلة امل �ن��ال ي�ت��وف��ر ه��ذه ال��وس��ائ��ل ال�ق��ات�ل��ة ،حيث اس�ت�خ��دم��ت األس �ل �ح��ة ال �ن��اري��ة يف 94ح��ال��ة إقدام على االنتحار منها 58حالة انتحار يف عدادهم 5أطفال و 3إناث ،فيما كانت 36حالة شروع يف االنتحار منها 7حوادث يف أوساط اإلناث وحالتني يف أوساط األطفال...
جرائم القتل العمدي:
وك��ان��ت األسلحة ال�ن��اري��ة أداة ووسيلة يف ارتكاب 1039جرمية قتل عمدي أودت بحياة 1219شخص ًا وإصابة 415آخرين ،من ضمن الوفيات 59من اإلناث و 53من األطفال ،إلى جانب إصابة 27من األطفال و 26من اإلناث
وذلك خالل األشهر العشرة األولى من العام اجلاري2013م. ولعل األسلحة ال�ن��اري��ة ق��د حولت كثيراً م ��ن اخل�ل��اف� ��ات و ال � �ن ��زاع ��ات إل � ��ى ج��رائ��م وق�ض��اي��ا متشابكة ،ومثلت م �ص��در ًا ج��دي��د ًا ملسلسل جرائم جديدة يف خالفات األراضي والعقارات والتي كانت سبب ًا يف ارتكاب 215 جرمية قتل عمدي منذ مطلع العام وحتى نهاية أكتوبر ،حيث أصبحت أرضية خصبة جل��رائ��م القتل ب��دواع��ي ال�ث��أر ورد االعتبار وال��دف��اع عن احل�ق��وق ،فيما كانت األسلحة النارية وسيلة يف ارتكاب جرائم قتل عمدي بدافع الثأر واالنتقام فاحتة ب��اب مسلسل ج��دي��د م��ن ه ��ذا ال �ن��وع م��ن اجل ��رائ ��م ال�ت��ي ال نهاية لها ،كما حولت كثير ًا م��ن املشادة الكالمية واخلالفات الشخصية إلى جرائم
مشاكل أراضي
قتل عمدي وفتحت باب العنف والثأر على مصراعيه ،ب��ل ح��ول��ت م�ج��رد اخل�ل�اف على طريق السير وأولوية أو أفضلية استخدامها إلى جرائم قتل ،كما ساهمت بتحويل 124 خالف ًا أس��ري� ًا إل��ى جرائم قتل عمدي تاركة عنف ًا أسري ًا وتفكك ًا وثأر ًا وانتقام ًا يف نسيج األسرة الواحدة. وك ��ان ��ت م �س��اه �م��ة ب �ف��اع �ل �ي��ة يف ارت� �ك ��اب 129جرمية قتل ملجرد وصولها إل��ى أي��دي املخربني والعابثني بأمن وأستقرار املواطن والوطن ،باإلضافة إلى استخدامها كوسيلة س�ه�ل��ة وب�س�ي�ط��ة ل�ت�ح��وي��ل 44ج��رمي��ة نهب وسطو إلى جرائم قتل عمدي ونهب وسلب، وزجت ب 22من أصحاب احلاالت النفسية يف ق��وائ��م امل�ج��رم�ين امل�ن�خ��رط�ين يف ج��رائ��م القتل .عموم ًا كانت األسلحة النارية وسيلة
مشاكل مياه
يف ارت�ك��اب 1039جرمية قتل عمدي خالل الفترة املمتدة من يناير – أكتوبر 2013م.
تبادل إطالق النار :
م��ا وق�ف��ت األس�ل�ح��ة ال�ن��اري��ة يف احل��وادث وجرائم القتل العمدي بل ازدادت خطورتها بتوفرها يف متناول العابثني وعشاق البارود وس� �ع ��ي جت � ��ار األس� �ل� �ح ��ة وح ��رص� �ه ��م ع�ل��ى استمرار وازدهار جتارتهم وتوسيع أسواقهم للبضاعة امل��دم��رة للمجتمع ،فهم يعمدون إل � ��ى إش� �ع ��ال وت ��أج� �ي ��ج ن� �ي ��ران ال� �ص ��راع ��ات واخل�لاف��ات وامل��واج �ه��ات ،...فخالل النصف األول من العام اجلاري 2013م سجلت أكثر من 567حالة تبادل إطالق نار مختلفة بني أفراد وجماعات وقبائل ،جنم عنها وفاة262 شخص ًا وإصابة 910آخرين يف عدادهم 34 من اإلن��اث و 60من األطفال منهم 12لقوا حتفهم ( 7أطفال و 5إناث). ف �ن��زاع��ات األراض� ��ي ت�ع��د ال �ب��ؤر اخلصبة إلذك ��اء ه��ذه امل �ع��ارك املسلحة فقد وقفت خلف 245قضية ت�ب��ادل إط�لاق ن��ار ،فيما ك� ��ان ال� �ث ��أر داف� �ع� � ًا يف 104ح� � ��وادث ت �ب��ادل إطالق نار ،واخلالفات األسرية يف 72حالة، ودواف ��ع ال �ه��دم وال�ت��دم�ي��ر يف ، 36وال �ص��راع على مصادر املياه 31حالة ،وأعمال النهب وال�ت�خ��ري��ب 52ح��ال��ة ،واخل�ل�اف��ات امل��ال�ي��ة يف 10ح��االت والسكر واإلدم ��ان يف حالتي تبادل إطالق نار.
مشاكل مالية
العدد ( )213ديسمبر 2013
25
يلعب اإلعالم واالتصال دور ًا هام ًا ومحوري ًا يف حياة املجتمعات، وهو ضرورة من ضرورات احلياة حيث ال ميكن ألي شخص أو مجتمع أن يعيش مبعزل عن اآلخر لطبيعة الدور الذي يلعبه االتصال ووسائله املختلفة يف عملية املعرفة وتكوين اآلراء واالجتاهات، خـصوص ًا مع تطور وسائل االتصال واإلعالم يف وقتنا الراهن التي جعلت من العالم قرية صغيرة يعرف ساكنوها كل ما يدور فيها من أحداث.
اإلعالم التفاعلي وآثــــ
استطالع/ فتحي األصبحي رفيق السامعي
العدد ( )213ديسمبر 2013
ف��امل �ت �ت �ب��ع ل� �ل� �م ��راح ��ل ال �ت��اري �خ �ي��ة ل�ل�ات �ص��ال ي �ل �ح��ظ ب �ش �ك��ل واض � ��ح أن االتصال قد لعب دور ًا كبير ًا يف حياة ال� �ش� �ع ��وب مب �خ �ت �ل��ف م��راح �ل �ه��ا م�ن��ذ ال �ب��داي��ات األول � ��ى ألش �ك��ال االت �ص��ال ال �ب��دائ �ي��ة م � � ��رور ًا ب �ع��دد م ��ن م��راح��ل التطور واالزده ��ار يف نوعية االتصال ووسائله مع ظهور الصحافة املطبوعة وم � ��ن ب �ع��ده��ا ال � ��رادي � ��و وال �ت �ل �ف��زي��ون ال�ل��ذي��ن لعبا دور ًا ك�ب�ي��ر ًا يف احلربني 26
العامليتني ومن بعدها مرحلة احلرب ال� �ب ��اردة وم ��راح ��ل ال�ت�ن�م�ي��ة املختلفة للشعوب ,إلى أن أتت وسائل االتصال امل� �ع ��اص ��رة ع �ب��ر ش �ب �ك��ة ال� �ن ��ت وال �ت��ي تسمى باإلعالم التفاعلي ،ويعد هذا النوع من االتصال األكثر تأثير ًا بني وسائل االتصال نظر ًا للمميزات التي يتيحها للجمهور يف عملية التفاعل م��ن خ�ل�ال إت��اح��ة امل �ش��ارك��ة يف إب ��داء ال��رأي والتعليق وغيرها يف مجريات
ــــــاره األمنية
-1وس� �ي� �ل ��ة االت � �ص� ��ال ال �ت �ف��اع �ل��ي «اإلنترنت»: «اإلن� �ت ��رن ��ت» ه ��ي ش �ب �ك��ة ات �ص��االت ع��امل �ي��ة ض�خ�م��ة ج ��دا ت��رب��ط امل�لاي�ين م� ��ن ش �ب �ك��ات احل ��اس� �ب ��ات امل �خ �ت �ل �ف��ة األن � ��واع واألح� �ج ��ام م��ن خ�ل�ال ن�ظ��ام ات� �ص ��ال ��ي ي �س �م��ح ب� �ت� �ب ��ادل االت� �ص ��ال عبر احل��واس�ي��ب أو ال�ه��وات��ف النقالة ب ��أش� �ك ��ال ات� �ص ��ال� �ي ��ة ت� �ع ��اون� �ي ��ة ت�ض��م مجموعة هائلة من شبكات الكمبيوتر املنتشرة عاملي ًا. -2العالقة التفاعلية: أي العالقة الثنائية االجت��اه التي تسمح للمرسل وامللتقى بتبادل اآلراء واألدوار من خاللها وبفرص متساوية ل �ل �م �ش��ارك��ة يف ع �م �ل �ي��ة االت� � �ص � ��ال ، وي �س �ت �ط �ي��ع امل � �ش� ��ارك� ��ون يف ع�م�ل�ي��ة االتصال التأثير على أدوار اآلخرين.
ملاذا يلقى هذا االتصال الكثير من اإلقبال؟ ت � �ل � �ع� ��ب ال� � � � �ظ � � � ��روف ال� �س� �ي ��اس� �ي ��ة واالجتماعية واالقتصادية والثقافية ال �ت��ي حت �ي��ط ب��ال�ع�م�ل�ي��ة االت �ص��ال �ي��ة ب �ش �ك��ل ع � ��ام دور ًا ك� �ب� �ي ��ر ًا يف ت �ك��وي��ن 27
العدد ( )213ديسمبر 2013
األحداث واملشاهد والوقائع. وخ �ي��ر دل �ي��ل ع�ل��ى ال�ت��أث�ي��ر ال�ق��وي لوسائل االتصال التفاعلي ما شهدته ب �ل��دان ال��رب�ي��ع ال�ع��رب��ي وم�ن�ه��ا ب�لادن��ا من أح��داث ومتغيرات ,وعموم ًا فقد ب��ات اإلع�لام يشكل إح��دى الدعامات االستراتيجية لبناء مشاريع التنمية السياسية واالقتصادية واالجتماعية واحل�ض��اري��ة لكل املجتمعات ،بسبب مم��ارس�ت�ه��ا ل�ق��وة ال�ت��أث�ي��ر ع�ل��ى أف�ك��ار وآراء ومعلومات وسلوكيات املجتمع،
مبا يتفق وخطط التنمية، إذ ال مي� �ك ��ن ال �ت �ف �ك �ي��ر يف إرس� � � ��اء س� �ي ��اس ��ات ت �ن �م��وي��ة ن� � ��اج � � �ح� � ��ة دون إح � � � � ��داث إص �ل�اح� ��ات ف��اع �ل��ة ت�ع�ت�م��د خطط ًا إعالمية محكمة. وس � �ن � �ح� ��اول يف ه� � ��ذا االس� �ت� �ط�ل�اع ال� �ت� �ع ��رف ع �ل��ى م� ��دى ت��أث �ي��ر وس��ائ��ل االت �ص��ال ال�ت�ف��اع�ل��ي يف ال�ي�م��ن على أم ��ن واس �ت �ق��رار املجتمع ,خ�ص��وص� ًا م��ع ان�ت�ش��ار ه��ذا ال �ن��وع م��ن االت�ص��ال عبر الشبكة العنكبوتية «النت» التي ك �س��رت ال�ق�ي��ود واحل� ��دود اجل�غ��راف�ي��ة وعملت على تقارب األفكار واألخبار، ومن � ��ت ال� �ع�ل�اق ��ات ب �ي�ن ال � �ن� ��اس ع�ل��ى اختالف ثقافاتهم ولغاتهم وبيئاتهم، ل�ي�ص�ب��ح االت� �ص ��ال ال �س��ري��ع م�ح��رك��ا أساسيا وقويا بني الشباب والناشطني وال� � �س� � �ي � ��اس� � �ي �ي��ن واالج � �ت � �م� ��اع � �ي�ي��ن واالق�ت�ص��ادي�ين وغيرهم ,عبر مواقع ال�ت��واص��ل االجتماعي (الفيس بوك – ال �ت��وي �ت��ر )وع �ل��ى وج ��ه اخل �ص��وص امل ��واق ��ع اإلخ� �ب ��اري ��ة ال� �ت ��ي حت �م��ل يف ص �ف �ح��ات �ه��ا ال �ك �ث �ي��ر م ��ن امل �ع �ل��وم��ات واألخ� �ب ��ار ال �ت��ي ق��د ت �ك��ون ص��ائ �ب��ة أو خاطئة ومدى تأثيرها على املجتمع من خالل:
أو ً ال :تعريفــــــــــــــــــات
اآلراء واالن� �ط� �ب ��اع ��ات وال �ت��وج �ه��ات، ح� �ي ��ث ي � �ك� ��ون م� ��ن ال� �س� �ه ��ل ال �ت��أث �ي��ر ب �ه��ا وال �ت�لاع��ب ع�ل�ي�ه��ا م��ن خ�ل�ال كم امل �ع �ل��وم��ات وح �ج �م �ه��ا ال �ت��ي ي�ت�ع��رض ل �ه��ا م�س�ت�خ��دم��و االت� �ص ��ال خ�ص��وص� ًا املشاركني يف العملية االتصالية عبر وسائل «اإلعالم التفاعلي». ف � �ق� ��د ت� ��وص � �ل� ��ت دراس � � � � ��ة أج ��رت� �ه ��ا ج��ام �ع��ة ت �ك �س��اس األم �ي��رك �ي��ة إل ��ى أن الناس يقبلون على استخدام مواقع ال �ت��واص��ل االج �ت �م��اع��ي وع �ل��ى رأس �ه��ا موقع “الفيس بوك” بهدف التعبير ع ��ن ح�ق�ي�ق��ة ش�خ�ص�ي��ات�ه��م ب� ��د ً ال من رس ��م ص ��ور م�ث��ال�ي��ة ع�ن�ه��ا ،ح�ي��ث أنها ت� �ش� �ب ��ع ل� � ��دى م� �ع� �ظ ��م امل �س �ت �خ��دم�ي�ن حاجتهم األساسية لتعريف اآلخرين بأنفسهم. ي �ق��ول س ��ام غ��وس�ل�ي�ن��ج أس �ت��اذ علم ال� �ن� �ف ��س ب ��اجل ��ام� �ع ��ة وامل � �ش� ��رف ع�ل��ى ال � ��دراس � ��ة إن � ��ه ي �ع �ت �ق��د أن إم �ك��ان �ي��ة التعبير عن النفس تعبير ًا صحيح ًا عبر ملفات املستخدمني الشخصية يسهم يف شعبية املواقع االجتماعية م ��ن خ�ل��ال ط��ري �ق �ت�ي�ن؛ األول� � ��ى أن �ه��ا ت��وف��ر ملستخدميها إم�ك��ان�ي��ة السماح ل�لآخ��ري��ن ب��ال�ت�ع��رف عليهم ع��ن ق��رب وب��ذل��ك يشبعون حاجتهم األساسية
العدد ( )213ديسمبر 2013
28
لذلك ،أم��ا الطريقة الثانية فهي أن املطلعني على تلك امللفات يشعرون أن بإمكانهم الوثوق يف املعلومات التي ثم يبنون ثقتهم يف يجمعونها ،ومن ّ النظام بأكمله.
ثاني ًا :املواقع اإلخبارية اليمنية يف عيون املتصفحني تبث وسائل االتصال التفاعلي عبر شبكة «ال �ن��ت» ال�ك�ث�ي��ر م��ن امل�ع�ل��وم��ات ب �ش �ك��ل ي ��وم ��ي يف م� ��واق� ��ع االت� �ص ��ال االج�ت�م��اع��ي وامل��واق��ع اإلخ �ب��اري��ة ،ويف
مقدمة هذه املعلومات اخلبرية التي تتعلق ب��اجل��ان��ب األم �ن��ي م��ن أح��داث ووقائع ،حيث تتناولها املواقع بأشكال وت� �ن ��اوالت م�خ�ت�ل�ف��ة غ��ال �ب � ًا م ��ا ت�ك��ون بعيدة عن املصداقية واحلقيقة حيث تكتنفها التكهنات واآلراء الشخصية وآراء اجل �ه��ات وغ �ي��ره��ا ،وه��و م��ا يعد عيب ًا ك�ب�ي��ر ًا م��ن ع�ي��وب اإلع�ل�ام ال��ذي يبنى على قواعد وأس��س وأخالقيات إذ اب�ت�ع��دت ع�ن�ه��ا ال�ك�ث�ي��ر م��ن امل��واق��ع وأص� �ب ��ح ات � �ص� ��ا ً ال هدام ًا ,ح �ي��ث م��ن امل�ل��اح� ��ظ أن ال� �ع ��دي ��د م� ��ن امل� ��واق� ��ع تفتقر إلى هذه األخالقيات عند نشر األخبار خصوص ًا املتعلقة باألحداث
ف� �ت ��ارة جت��ده��ا ت �ه��ول وت� � ��ارة جت�ت�ه��د، وأخ � � ��رى ت � �ش� ��وش ،ق� ��د ت� �ك ��ون وراءه� � ��ا أجندات أفراد أو جماعات همها األول ه ��و ب ��ث اإلش � ��اع � ��ات ل �ت��أج �ي��ج ن �ق��اط والتهجم وحتى التعدي على اخلالف ّ اآلخرين. ويف ه� � ��ذا ال� � �ص � ��دد أج� � � ��رت م �ج �ل��ة احل��راس استطالع ًا ميداني ًا لعينات عشوائية من املختصني ومستخدمي االتصال التفاعلي ومتصفحي املواقع اإلخبارية ملعرفة م��دى تأثير اإلع�لام اجلديد على أم��ن واستقرار املجتمع يف ت�ن��اول��ه ل�لأح��داث يف ه��ذه املرحلة احلساسة التي متر بها اليمن وحتتاج إل ��ى ال �ت �ف��اف اجل �م �ي��ع ل�ل�م�ش��ارك��ة يف صنع ال�ت�ح��والت امل �ن �ش��ودة ،خصوص ًا وسائل اإلعالم املختلفة ويف مقدمتها االت� �ص ��ال ال�ت�ف��اع �ل��ي ل�ت�ح�ق�ي��ق أم��ال وتطلعات كافة أفراد املجتمع بالعيش الكرمي. تقول سامية األغبري األستاذ
غ�ي��اب ال �ق��وان�ين ال�ت��ى تنظم االتصال التفاعلي:
م � � ��روة ال� �ع ��ري� �ف ��ي «ص� �ح� �ف� �ي ��ة» حت��دث��ت ب��ال �ق��ول :إن ان �ت �ش��ار امل��واق��ع اإلخ � �ب� ��اري� ��ة ك �ب �ي��ر والي� ��وج� ��د ق ��ان ��ون ي�ن�ظ�م�ه��ا وي �ح �ك �ت��م إل �ي��ه ف ��ى عملية حت��دي��د ش� ��روط اإلن� �ش ��اء وال�ع��ام�ل�ين ع�ل�ي�ه��ا وض ��واب ��ط االت� �ص ��ال وغ �ي��ره��ا، فغالبية الذين يكتبون أو يعملون يف املواقع غير مؤهلني مهني ًا وهنا تكمن اخل�ط��ورة يف أن القائم على العملية االت�ص��ال�ي��ة ال ي�ع��رف م ��اذا يفعل وم��ا يقدم للجمهور مما ي��ؤدي يف األخير إلى نشر الشائعات وانتشارها. ه� �ش ��ام ط ��رم ��وم أح � ��د امل �ت��اب �ع�ي�ن للمواقع اإلخبارية بشكل متواصل قال: املتتبع ملا تنشره املواقع اإلخبارية يدرك أن �ه��ا ت��ؤث��ر س �ل �ب � ًا ع �ل��ى اجل �م �ه��ور ل�ع��دة أسباب أولها نشر املعلومات بتسرع دون التأكد م��ن صحتها ،وثانيها أن كثير ًا من املواقع تقع يف نفس اخلطأ وتتداول 29
العدد ( )213ديسمبر 2013
امل �س��اع��د يف ق �س��م ال �ص �ح��اف��ة بكلية اإلع�ل��ام ج��ام�ع��ة ص�ن�ع��اء :إن امل��واق��ع
اإلخ�ب��اري��ة شكل م��ن اش�ك��ال االتصال التفاعلي وهي مؤثرة على جمهورها ب�ش�ك��ل ك �ب �ي��ر ،ك �م��ا أن �ه��ا م�ت�ن��وع��ة من ح �ك��وم �ي��ة وح ��زب� �ي ��ة وأه� �ل� �ي ��ة وأخ� ��رى ت�ت�غ�ط��ى ب �غ �ط��اء أه �ل��ي ب�ي�ن�م��ا ه��ي يف األساس تتبع أحزاب ًا أو جهات ،ويتميز االتصال التفاعلي بأنه يجذب الكثير م��ن ال�ش�ب��اب ،ومساحته أوس��ع وليس ل ��ه ح� � ��دود أو ح ��واج ��ز رق ��اب� �ي ��ة ،وق��د أص�ب��ح ك��ل م��ا ه��ب ودب يكتب وينشر ف��ى امل��واق��ع دون أي معايير مهنية أو أخ�لاق�ي��ة ،وغ��ال�ب� ًا م��ات�ك��ون املعلومات املنشورة تعبير ًا عن االنتقام والوشاية والشائعات مما يجعل األخبار تنتشر بتناقض يعبر عما يف النفس ،وهنا يكمن اخلطر . فرغم أن اإلع�ل�ام التفاعلي يغطي مساحة أكثر يف حرية التعبير إال أن ه ��ذه امل �س��اح��ة تستغل ب�ش�ك��ل خاطئ ف� ��ى ك �ث �ي��ر م� ��ن األح� � �ي � ��ان م� ��ن خ�ل�ال ب ��ث اإلش� ��اع� ��ات واألك � ��اذي � ��ب وت��زي �ي��ف احلقائق ،ل��ذا الب��د أن تطرح معايير
وأس� � ��س م �ه �ن �ي��ة وأخ�ل�اق� �ي ��ة ل�ل�ك�ت��اب��ة والنشر يف املواقع جلعل االتصال أكثر فائدة يستفيد منه املجتمع من ناحية واملواقع نفسها من ناحية أخرى ،فعند االبتعاد عن نشر الشائعات من خالل االل� �ت ��زام ب��امل �ع��اي �ي��ر امل�ه�ن�ي��ة املتمثلة ب �ن �ق��ل احل �ق��ائ��ق واالح� � � ��داث م �ج��ردة ومن مصادرها احلقيقية تكتسب هذه املواقع ثقة اجلمهور وبالتالي النجاح، ف �ي �م��ا امل� ��واق� ��ع ال� �ت ��ي ال ت �ل �ت��زم ب �ه��ذه املعايير واألخالقيات املهنية اخلاصة بعلمية نشر امل�ع�ل��وم��ات ستفشل ألن غالبية اجلمهور أصبح واع�ي� ًا يعرف الغث من السمني.
اخلبر أو املعلومة وتصبح إشاعة حتى من فئة النخبة الذين من املفترض أن تكون حصيفة يف التعامل مع املعلومة يف م �ث��ل ه ��ذه امل ��واق ��ف ل �ل �ح �ف��اظ على مصالح املجتمع من التضرر.
حالة رعب:
وائل حمود عامل مبيعات وأحد م��رت��ادي مقاهي النت ق��ال :كنت ات��ردد على مقاهي اإلنترنت لتصفح املواقع اإلخ �ب��اري��ة وك ��ذا ال��دخ��ول ال��ى حسابي فى الفيس بوك ،وقد الحظت أن املواقع االخ �ب��اري��ة تنشر أخ �ب��ار ًا غير حقيقية فهي تهول األح��داث خصوص ًا املتعلقة باجلانب األمني لدرجة أنني كنت أشعر بالرعب نتيجة تصديقي ملا ينشر من أخ �ب��ار ،ف�ف��ي إح ��دى امل ��رات خ��رج��ت من منزلي متوجه ًا إل��ى ال�ن��ت وم��ري��ت من أح��د ال �ش��وارع حيث كانت هناك نقطه ت�ف�ت�ي��ش ،وق��ع ب�ين أح��د أف� ��راد النقطة س��وء تفاهم م��ع س��ائ��ق س�ي��ارة أدى إلى ازدح � ��ام يف ح��رك��ة امل � ��رور وان �ت �ه��ى س��وء الفهم هذا بني أف��راد النقطة وصاحب ال �س �ي��ارة ،وع�ن��د وص��ول��ي إل��ى اإلن�ت��رن��ت ب� � � ��دأت ات� �ص� �ف ��ح امل� � ��واق� � ��ع اإلخ � �ب� ��اري� ��ة وتفاجئت عندما رأي��ت يف أح��د املواقع
العدد ( )213ديسمبر 2013
30
خ �ب��ر ًا «ع ��اج ��ل» ي �ق��ول :م �ق �ت��ل ج�ن��دي وإص��اب��ة آخ��ر ب��رص��اص مسلح يستقل س�ي��ارة أط�ل��ق ال�ن��ار على نقطة تفتيش فى شارع (ف�لان)!! بينما الوضع عكس ذلك متام ًا ،واألدهى من ذلك أن كثير ًا من املواقع تناولت اخلبر ،عندها أيقنت أن ك�ث�ي��ر ًا م��ن امل��واق��ع ك��اذب��ة وح��ال �ي � ًا ال اتصفح املواقع اإلخبارية وإن تصفحت أت�ص�ف��ح م��واق��ع م�ع�ي�ن��ة وال أص ��دق كل ماينشر.
السياسة تؤثر باملضمون:
م �ح �م��د جن � �ي� ��ب ..ال �ت �ق �ي �ت��ه ف��ى إح��دى مجالس القات ق��ال :إن األخبار وامل � �ع � �ل ��وم ��ات ال � �ت ��ي ت �ن �ش ��ره ��ا امل ��واق ��ع اإلخبارية خصوص ًا ذات التبعية جلهة م�ع�ي�ن��ه غ��ال �ب � ًا م ��ا ت �ت��دخ��ل يف ص�ي��اغ��ة محتواها رؤى وتوجهات وأه ��داف هذه اجل �ه��ة أو ت �ل��ك ،ب �ع �ي��د ًا ك��ل ال �ب �ع��د عن امل�ص��داق�ي��ة وامل�ه�ن�ي��ة يف ن�ش��ر احلقيقة وه��و مايؤثر سلب ًا على املصالح العليا للوطن ،وأكبر دليل على ذلك أن املواقع اإلخ �ب��اري��ة ذات ال�ت�ب�ع�ي��ة جل�ه��ة معينة جتدها تصعد من حدتها يف مضمونها اخل�ب��ري ال��ذي تبثه م��ع توتر األح��داث
ال�س�ي��اس�ي��ة ،ف�ت��راه��ا ت ��ارة حت�ت��د وأخ��رى تنخفض.
إعالم حديث:
صامد السامعي طالب فى كلية اإلع�ل�ام ق��ال :إن خطر امل��واق��ع يف نشر ال�ش��ائ�ع��ات يكمن يف ك��ون ه��ذا اإلع�ل�ام ح ��دي ��ث ال ي �ح �ت��اج ال� ��ى ت �ق �ن �ي��ة ك�ب�ي��رة وه ��و س��ري��ع ال ي�ح�ت��اج ال ��ى وق ��ت لنقل األح� � ��داث يف زم� ��ن ق �ي��اس��ي ،وك�ث�ي��رم��ن املواقع اإلخبارية اليمنية عن قصد أو دون قصد يف نشر الشائعات ،فمن هذه املواقع من يريد الشهرة وحتقيق أكبر ق��در م��ن ال �ق��راء ،ل��ذا الب��د م��ن ضوابط وش ��روط يف عملية نشر األخ �ب��ار ونقل احل � �ق� ��ائ� ��ق ع � ��ن األح � � � � ��داث ل �ل �ح �ف��اظ ع �ل��ى األم � ��ن وال � �س �ل�ام داخ � ��ل ال�ن�س�ي��ج االجتماعي للمجتمع. وأخ � � � �ي� � � ��ر ًا خ �ل��اص � ��ة ال � � �ق� � ��ول ال� �ت ��ي استنتجناها يف سياق هذا االستطالع، إن ال��ذي ال ب��د أن تلتزم ب��ه ك��ل وسائل االت� � �ص � ��ال واإلع� � �ل � ��ام خ � �ص� ��وص � � ًا ذات الطابع التفاعلي ويف مقدمتها املواقع االخبارية لتكون ميثاق شرف تلتزم به لتحقيق املصالح العليا للوطن ،يكمن يف اآلتي: - 1االل � �ت � ��زام مب �ه �ن �ي��ة وأخ�ل�اق� �ي ��ات اإلعالم يف عملية النشر. - 2جعل مصالح الوطن العليا فوق ك��ل املصالح الشخصية واحل��زب�ي��ة وأي مصالح أخرى. - 3نقل احلقائق مجردة كما هي دون تعديل أو اجتهاد وأخذها من مصادرها احلقيقية . - 4ت��أه�ي��ل ال �ك��وادر ال�ع��ام�ل��ة يف ه��ذه املواقع مهني ًا.
عقيد /عابد الشرقي
هل سيشمل نظام الكوتا الشرطة النسائية؟!
31
العدد ( )213ديسمبر 2013
لقد ك��ان ق ��رار إدخ��ال امل ��رأة اليمنية ال ��ى اخلدمة العسكرية ق ��رار ًا أشبه م��اي �ك ��ون ب��امل��زح��ة ،وك �ن��ت ش�خ �ص �ي� ًا ال أت�خ �ي��ل أن أرى امل ��رأة وس ��ط اجل�ن��ود مل �ف ��رده��ا !!..رمب ��ا نتيجة ل �ل �ع��ادات أو ال�ت�ق��ال �ي��د ،أو ل �ل �ص��ورة االج�ت�م��اع�ي��ة املرسومة يف ذهن وعقلية املواطن العربي واليمني حتديد ًا أو رمبا نتيجة لتأثري بدراسة الدراسات النسوية والبحوث التطبيقية مع الدكتورة رؤوفة حسن رحمة اهلل عليها ،فقد كانت مشكالت امل ��رأة ومعاناتها والصعوبات التى تواجهها والنظرة الدونية التى تعاني منها ..اشبه بجليس دائم معي بحكم الدراسة . ً ً على كل حال كان القرار شجاعا وأبيا وكانت املرأة عند مستوى التحدي، والتحقت بالسلك العسكري. وال زل��ت أت��ذك ��ر أول دف �ع��ة ش ��رط��ة نسائية وال �ت ��ي ج ��اءت وح �ض ��رت بقوة لتحتفل بتخرجها يف ميدان قوات األمن املركزي املعروف باسم قوات األمن اخلاصة حالي ًا ..إلى جانب أخيها اجلندي.. وهو تخرج نادر احلدوث من نوعه آنذاك وأين؟! يف معسكر األمن املركزي!.. بل ال أبالغ إذا قلت لقد كان عرضهن «الدفعة أولى شرطة نسائية» مميز ًا جد ًا . بل الزلت أتذكر تعليق بعض القيادات يف املنصة أثناء عرض الشرطيات حينما قيل «واهلل إنهن مشحوطات» مبعنى أنهن أثبنت حضور ًا متميز ًا يعادل حضور رجال األمن املوجودين من جميع األجهزة األمنية آنذاك. مايجدر اإلشارة اليه أننا برغم ذلك فقد تراجعت الشخصية األمنية من النساء ويكاد حضورهن ال يذكر ..بينما نحن بحاجة إليهن أكثر من أي وقت مضى ،وحبذا لو يتم جتنيد دفعه شرطة نسائية لتنظيم عملية املرور ..فأنا أجزم مسبق ًا أنهن قادرات على ضبط حركة السير ..وخصوص ًا إذا ماتلقني تدريبات متخصصة خاصة يف التعامل مع الرجل على يد متخصصني يف فن التواصل االجتماعي واخلطاب االجتماعي وسيضيفني نكهة خاصة يف احترام قواعد وآداب املرور واحترام الطريق.. وذل��ك اذا م��ا اخ�ت ��رن بعناية وت��درب��ن ت��دري �ب � ًا خ��اص � ًا ..فلدينا كثير من الواجبات والهموم ،واعتقد جازما ً أن الشرطة النسائية أحد احللول ..ولكن ال يؤخذ بها!!. بل وأجدها مناسبة ونحن على أبواب وضع اللمسات األخيرة ملخرجات مؤمتر احل��وار الوطني الشامل ،بأن أضم صوتي الى صوت امل ��رأة اليمنية بإعطائهن ٪30من احلقوق السياسية ووفق نظام الكوتا يف جميع املرافق الشرطية. ويف ج �ه��از ال�ش ��رط��ة ل�لأس��ف ال�ش��دي��د رغ��م ت�خ ��رج وجتنيد اآلآلف اال أن العنصر النسائي وه��و نصف املجتمع ك��ان غائب ًا خ�لال األع ��وام املاضية، وأمتنى أن توضع املرأة يف احلسبان فى أي عمليات جتنيد للقوات املسلحة واألمن ،خصوص ًا وقد أثبنت حضور ًا متميز ًا يف كل املرافق التى مت توزيعهن عليها( ،اجلوازات ،األحوال املدنية ،مكافحة االرهاب ،وحماية الشخصيات).. نأمل ذلك.
الرياضة الشرطية في اليمن قراءة في التاريخ والنتائج
> استطالع/محمد قطابش
العدد ( )213ديسمبر 2013
تعد الرياضة من األساسيات التي يتلقاها رجل الشرطة الرتباطها الوثيق باجلانب املهني ،وهي برنامج إبرازي يتصدر اهتمامات كافة الوحدات األمنية كنشاط يومي ،ال يؤدي إلى االرتقاء املهني فحسب، لكنه يجاوز ذلك إلى صياغة شخصية رجل الشرطة وقياس مدى قدرته على تنفيذ املهام والواجبات التي يقوم بها..
32
الرياضة الشرطية.. االنطالقة واملراحل
ميكن تقسيم املراحل التاريخية لرياضة الشرطة يف اليمن إلي مرحلتني: األول � � ��ى :م��رح �ل��ة م��اق �ب��ل ق �ي ��ام ال ��وح ��دة الوطنية سنة 1990م. الثانية :مرحلة مابعد الوحدة. يف املرحلة األول ��ى كانت النشاطات التي س �ب �ق��ت ق �ي��ام ال ��وح ��دة أك �ث ��ر وض ��وح � ًا على الصعيد الرسمي بظهور احت��اد الشرطة ال ��ري��اض ��ي سنة 1973م يف ع��دن وك ��ذا ن��ادي ال �ش ��رط��ة ال ��ري��اض ��ي وال �ث �ق��ايف ،وك� ��ان ل��دى هذا النادي فريق كروي عريق ضمن أندية ال��درج��ة األول ��ى آن ��ذاك ،كما ك��ان راف ��د ًا من روافد تزويد املنتخب ببعض الالعبني. وق��د ف��از ه��ذا الفريق بخمس بطوالت للدوري العام وشارك يف بطولة أندية آسيا يف السبعينيات ولعل أكبر اإلش��ارات على ق ��وة وت��اري��خ ه��ذا الفريق أن��ه متكن بجدارة م��ن ب �ل��وغ امل ��رب��ع ال��ذه ��ب ��ي ألول دوري ك ��رة ق��دم تصنيفي أق �ي��م بعد ال ��وح��دة املباركة ع� ��ام 92/91م ،ح �ي��ث ت �ص ��در ف � ��رق إح ��دى م �ج �م��وع��ات ال � ��دوري األرب � ��ع ،وه ��و ال� ��دوري الوحيد ال��ذي خ��اض منافساته 32فريق ًا بواقع 8فرق لكل مجموعة ،وقد كان أشبه باملفاجأة من العيار الثقيل وصول الشرطة إلى نصف النهائي إثر تصدره ملجموعته ليصبح واح��د ًا من األربع الفرق األوائ��ل يف ال� ��دوري اليمني ال �ع��ام ل��ك ��رة ال �ق��دم خ�لال ذل��ك امل ��وس��م ،ل�ك��ن ال�ف ��ري��ق ت �ع ��رض ل �ه��زات عنيفه يف السنوات التالية ليتوارئ متام ًا قبل أن يظهر ضمن مكونات نادي الشرطة بصنعاء ويصبح فريق ًا ظل مالزم ًا للدرجة الثالثة ويف أحسن األحوال الدرجة الثانية،
وع �م ��وم � ًا ف �ق��د ك ��ان م �ن �ب��ع ن� ��ادي ال�ش ��رط��ة م��دي �ن��ة ع ��دن ح �ي��ث ام �ت �ل��ك ال �ن ��ادي ف ��رق � ًا بألعاب مختلفة وكان يتم االشراف عليها آنذاك من قبل قيادة وزارة الداخلية ،وقدم الع �ب�ي�ن م �ت��أل �ق�ين أب � ��رزه� ��م :غ � ��ازي ع ��وض ووجدان شاذلي كما كان من العبي النادي يف م��رح �ل��ة م��اق �ب��ل ع ��وض وش ��اذل ��ي ك��اب�تن الفريق العميد صادق حيد وكوكبة أخرى م��ن الع ��ب ��ي اجل �ي��ل ال��ذه ��ب ��ي للفريق مثل محمد شرف الذي أصبح قائد ًا للمنتخب ال ��وط��ن ��ي يف ال �س �ب �ع�ي�ن�ي��ات وع��ل ��ى نشطان وع �ب��داهلل السيد وع��زي��ز إب ��راه �ي��م وامل ��رح��وم على يوسف فضل وغيرهم.. يف ه��ذا ال �س �ي��اق ي �ق��ول العميد ال ��رك��ن/ محمد حسني مدير ع��ام اإلع ��داد البدني والرياضي ونائب رئيس نادي الشرطة بأن حتقيق الوحدة يف مايو 1990م كان له أثره ع��ل ��ى دم ��ج ري��اض��ة ال �ش ��رط��ة يف امل��ؤس �س��ات ال ��ري��اض �ي ��ة ال �ق��ائ �م��ة آن� � ��ذاك يف ال �ش �م��ال واجل� �ن ��وب وذل � ��ك يف إط � ��ار دول � ��ة ال ��وح ��دة، ل�ك��ن امل �ن��اف �س��ات ك��ان��ت ت�ت��م ع��ل ��ى مستوى الوحدات حتى استقر األمر على تأسيس احت��اد الشرطة الرياضي ال��ذي أسند إليه
األم ��ر ب ��اإلش ��راف وامل �ت��اب �ع��ة ع��ل ��ى ال ��ري��اض��ة يف م�خ�ت�ل��ف ال ��وح ��دات واإلدارات األم�ن �ي��ة التابعة ل ��وزارة ال��داخ�ل �ي��ة ،كما مت ترسيم االحت ��اد بعد ال ��وح��دة أواخ ��ر التسعينيات ال �ف��ائ �ت��ة يف ظ ��ل الئ �ح ��ة داخ �ل �ي��ة ل�ل�م�ه��ام واالخ �ت �ص��اص��ات واأله � � ��داف ،وخ �ل�ال ف�ت ��رة 15س �ن��ة على تأسيس ه��ذا االحت��اد ظهرت النتائج اإليجابية للرياضة الشرطية يف اإلطار الشرطي أو الرسمي ،واجتهت األمور إلعادة نادي الشرطة الرياضي والثقايف إلى األضواء مجدداً.
مرحلة السبعينيات.. اجليل الذهبي
ال �ع �ق �ي��د غ ��ازي ع ��وض أح ��د ك � ��وادر ن��ادي ال� �ش ��رط ��ة ال ��ري ��اض ��ي ال� ��ذي� ��ن س� �ب ��ق ل �ه��م القيام ب ��إدارة احت��اد الشرطة ال ��ري��اض ��ي يف ف�ت ��رة م��اض �ي��ة ،حت��دث ع��ن ت��اري��خ الرياضة الشرطية والنادي قائ ًال :برز نادي الشرطة الرياضي كفريق بطوالت قبل الوحدة ،وقد كان تفوق الفريق يف لعبه كرة القدم حيث ك ��ان أح ��د ف ��رق ع ��دن امل �ت��واج��دة يف الصف األم ��ام ��ي ل� �ل ��دوري ال �ع ��ام م��اق �ب��ل ال ��وح ��دة، لكن لظروف انتكست ه��ذه اللعبة مقابل
العدد ( )213ديسمبر 2013
33
العدد ( )213ديسمبر 2013
ب ��روز أل �ع��اب ري��اض �ي��ة أخ ��رى م�ث��ل ال�ط��ائ ��رة والسباحة وال��دراج��ات الهوائية ،وهو شيء جيد لكن الب��د م��ن ع ��ودة الفريق ال��ك ��روي لنادي الشرطة لسابق عهده وه��و مطلب هام لتنشيط الرياضة الشرطية. ويف سياق االستطالع التقينا بالعقيد أحمد البكري رياضي سابق و أحد املهتمني ب ��ري��اض��ة ال�ش ��رط��ة ع��ل ��ى م��دى أرب �ع��ة عقود أت �ي��ح ل��ه ال�ف ��رص��ة الس �ت �ق��اء م�ع �ل��وم��ات من م �ع��اص ��ري ج �ي��ل ال ��ري��اض��ة ال�ش ��رط �ي��ة منذ ال �س �ب �ع �ي �ن �ي��ات ،ح �ي��ث س��أل �ن��اه ح ��ول ت��اري��خ رياضة الشرطة يف بالدنا واملستويات التي قدمتها خالل هذا الوقت الطويل فأجاب: ت��اري��خ ال ��ري��اض��ة األم �ن �ي��ة يف ال �ي �م��ن متتد ج� ��ذوره إل ��ى م��رح �ل��ة السبعينيات عندما ت��أس ��س احت ��اد ال�ش ��رط��ة ال ��ري��اض ��ي يف ع��دن سنة 1975م وهو بذلك من أق��دم االحت��ادات الرياضية الشرطية على مستوى اجلزيرة العربية ،وال يسبقنا عربي ًا يف التأسيس س ��وى م �ص ��ر ت �ق ��ري �ب � ًا ،وك ��ان ن ��ادي ال�ش ��رط��ة ال ��ري��اض ��ي أح��د أق ��وى األن��دي��ة وم �ق ��ره ع��دن، وح ��ظ ��ي ب ��دع ��م وم� �س ��ان ��دة ع��ل ��ى امل �س �ت��وى ال �ق �ي��ادي واجل �م��اه �ي��ري آن � ��ذاك واس �ت �ط��اع ال� �ف ��وز ب �خ �م��س ب� �ط ��والت ل� � ��دوري ال ��درج ��ة األول ��ى يف جنوب الوطن قبل قيام الوحدة امل �ب��ارك��ة ،وي �ع��د ج �ي��ل السبعينيات وأوائ ��ل ال �ث �م��ان �ي �ن �ي��ات ج �ي�ل ً�ا ذه �ب �ي � ًا ك ��ان م�ن�ج�م� ًا لتزويد املنتخب الوطني بالالعبني ،وأتذكر كوكبة من املتألقني الذين حصدوا شهرة داخل وخارج اليمن من العبي النادي منهم ع��ل ��ى س �ب �ي��ل امل �ث ��ال ال �ع �م �ي��د ص � ��ادق حيد والعميد عبدالعزيز ف ��ارع والعقيد غ��ازي عوض وهؤالء وغيرهم أصبحوا من قيادات الوزارة ،كما أتذكر الالعبني املتألقني محمد ش � ��رف ،ع��زي��ز اب ��راه �ي ��م ،ع �ب ��داهلل ال �س �ع �ي��د ،وج��دان شاذلي ،املرحوم على يوسف فضل وع��ل ��ى ن �ش �ط��ان وغ �ي ��ره��م ..وخ �ل�ال مرحلة السبعينيات متكن ن ��ادي ال�ش ��رط��ة م��ن أن يكون من السفراء االوائل للكرة اليمنية يف اخلارج حينما شارك يف بطولة أندية آسيا لكرة ال�ق��دم سنة 1986م وخ��اض منافسات خارجية أخرى يف أثيوبيا ودول أخرى. وح ��ول األل �ع��اب األخ ��رى غ �ي��ر ك ��رة ال�ق��دم التي كانت متارس يف نادي الشرطة أوضح البكري أن نادي الشرطة كانت له اهتمامات يف كثير م��ن ال ��ري��اض��ات مثل ك ��رة الطاولة 34
وال� � ��دراج� � ��ات ال �ه ��وائ �ي ��ة وأل � �ع� ��اب ال �س��اح��ة وامليدان ،وقد حقق جناحات فيها من خالل الفوز بعدد من بطوالت اجلمهورية يف هذه الرياضات منذ أوائل الثمانينيات كما كانت له مشاركات على املستوى العربي يف هذه األلعاب خالل تلك الفترة.
بني مرحلتني رؤية تقييمية
وع��ن تقييمه مل �س �ت��وى ري��اض��ة الشرطة وفق ًا للمراحل التي مرت بها أوضح قائ ًال: طبع ًا حدثتك ع��ن مرحلة السبعينيات ال��ذه �ب �ي��ة ل�ل ��ري��اض��ة ال�ش ��رط �ي��ة وع ��ن جيل ماقبل ال ��وح��دة 90م ،وأود أن أق ��ول أن لكل مرحلة ظروفها ومتغيراتها التي تؤثر يف محيطها ،ف��احل��دي��ث ع��ن م��رح �ل��ة مابعد الوحدة واملتغيرات السياسية التي حدثت كان لها تأثيراتها على الرياضة الشرطية، مث ًال ن��ادي الشرطة ت��وارى يف معظم فترة التسعينيات وخ��اص��ة يف ك ��رة ال�ق��دم حتى ع��اد م��ع حصول احت��اد الشرطة الرياضي على االع �ت ��راف ال ��رس��م ��ي ع��ام 1996م ،لكن ف ��ري ��ق ك � ��رة ال � �ق ��دم ب ��ق ��ي ش �ب �ح � ًا وم �ج ��رد فريق ظ��ل ،وإذا أردت تقييمي ،ف��أق ��ول بأن االحت � ��اد وال� �ن ��ادي م��اب �ع��د ال ��وح ��دة وخ�ل�ال ال�ف�ت ��رة 2013-1996م حققا نتائج ال بأس ب �ه��ا وف �ق � ًا ل�لإم �ك��ان��ات امل �ت��اح��ة ال��ت ��ي تعد ضئيلة ،ووف�ق� ًا الرت �ب��اط الرياضة بالوضع ال �س �ي��اس ��ي وت ��راك � �م ��ات أخ � ��رى ،ف��ال �ظ ��روف تختلف وإن ك �ن��ت أج ��د أن دع ��م ال ��ري��اض��ة األم �ن �ي��ة يف ال �س��اب��ق ك ��ان أف �ض��ل ح ��ا ًال عن ال �ي��وم وخ��اص��ة يف اجل��ان��ب امل �ع �ن��وي ،ولعل م ��ن احمل � ��زن أن ب �ع ��ض ال ��ري ��اض �ي�ي�ن مم��ن لهم تاريخ مت جتاهلهم رغم أنهم خدموا ال ��ري��اض��ة ال�ش ��رط �ي��ة وخ ��رج ��وا م��ن امل�لاع��ب ب��إص��اب��ات ول ��م ي �ت��م ح��ت ��ى اآلن االل �ت �ف��ات اليهم ..االهتمام ك��ان ب��األم ��س غير ماهو اليوم ،ورمبا لكل مرحلة ظروفها وتقلباتها لكننا نتمنى أن تعود رياضة الشرطة إلى مخزونها وعطاءاتها وأن تخرج عن النطاق امل �ن��اس �ب��ات ��ي أو اع �ت �ب��اره��ا ش��أن � ًا ث��ان��وي � ًا ال يلتفت إليه.
مرحلة مابعد الوحدة املباركة
ك � ��ان ال �ن �ش ��اط ال ��ري ��اض ��ي يف م��رح �ل��ة مابعد قيام الوحدة يف مايو ،1990يدار عبر ال ��وح��دات األمنية دون وج��ود جهة تتكفل بتنظيمه واإلشراف عليه منذ عام الوحدة وح��ت ��ى ال �ع��ام 1997م إل ��ى أن ح �ص��ل احت��اد
الشرطة الرياضي على االعتراف الرسمي، وق � ��د أوك � �ل� ��ت إل � �ي ��ه م �ه �م��ة إدارة ت�ن�ظ �ي��م النشاطات الرياضية واإلشراف عليها على مستوى الوحدات األمنية بكل محافظات اجلمهورية ،حيث بدأ األم��ر يتخذ طابع ًا أكثر رسمية بظهور نادي الشرطة الرياضي وال�ث�ق��ايف وم �ق ��ره يف صنعاء وت�ش ��رف عليه ه �ي �ئ��ة إداري � ��ة م��ن االحت� ��اد وال � � ��وزارة ،وب �ع��د سنوات قالئل من ظهور هذا النادي استطاع حتقيق إجنازات وجناحات كبيرة يف ألعاب ري��اض �ي��ة وم �س��اب�ق��ات مختلفة وخ��اص��ة يف كرة الطائرة والسباحة والدراجات الهوائية وب��درج��ة أق��ل نسبي ًا يف املالكمة واملصارعة واأللعاب القتالية والرماية باستثناء لعبة ك ��رة ال �ق��دم ال��ت ��ي قبعت يف ال�ظ��ل وراوح ��ت مكانها بني الدرجتني الثانية والثالثة يف ح�ين ك��ان فريق األم��ن امل ��رك��زي لكرة القدم ي�ت�خ��ذ ط ��ري �ق��ة ل �ل��دم��ج م��ع ف ��ري��ق مغمور ي �س��م ��ى ال �س �ب �ع�ين ب �ه��دف احل �ص ��ول على الترسيم من وزارة الشباب والرياضة ،ومت تسميته فريق العروبة وخالل 4أعوام من ظهوره متكن هذا الفريق من بلوغ الدرجة األول ��ى ث��م ال �ف��وز ب��ال��دوري وال �ب �ق��اء ضمن الفرق الثالثة األولى كما متكن من خوض بطولة ك��اس االحت��اد األسيوي لكرة القدم وكان قاب قوسني أو ادنى من التأهيل للدور الثاني يف نتائج لم يحققها أي فريق ميني حتى اآلن يف البطوالت القارية.. وب��ال �ع ��ودة إل ��ى احت��اد الشرطة الرياضي ال� � ��ذي ت ��أس ��س ع � ��ام 1973م يف ع � ��دن ويف صنعاء عام 1986م ومت االعتراف به رسمي ًا سنة 1996م وللتعرف عن نشاطاته ،يقول ال �ع �ق �ي ��د م� �ب� �خ ��وت ال �ش �ي �ع ��ان ��ي م� �س ��ؤول االن �ش �ط��ة ال ��ري��اض �ي��ة يف اإلع � ��داد ال �ب��دن ��ي والرياضي ون��ادي الشرطة حول هذا األمر م��وض�ح��ا :احت��اد ال�ش ��رط��ة ال ��ري��اض ��ي قدمي من حيث التأسيس،سبق ظهوره يف عدن يف السبعينيات وظهر يف 86بصنعاء دون طابع رس��م ��ي ،ل��م يحدث اع �ت ��راف بالنادي اال يف ع � ��ام 1996م ح �ي ��ث أص � �ب ��ح اجل �ه��ة املنظمة واملشرفة على رياضات الشرطة يف أنحاء اجلمهورية ،وقد توالى على رئاسة ه ��ذا االحت � ��اد ،وف �ق � ًا مل �س �م��اه ال ��ذي استمر ح��ت ��ى ال � �ع ��ام امل ��اض ��ي واس �ت �ب ��دل مبسمى اإلدارة العامة ل�لإع��داد البدني والرياضي مبوجب قرار هيكلة املؤسسة األمنية ،ست
شخصيات من القيادات األمنية املعروفة باهتماماتها وتشجيعها للعمل الرياضي باملؤسسة األمنية ،ولدى االحت��اد سابق ًا أو اإلع ��داد ال �ب��دن ��ي وال ��ري��اض ��ي الح �ق� ًا الئحة داخلية وأه��داف حتدد اجتاهات العمل به مبا يخدم مصلحة الرياضة الشرطية يف البالد..
نتائج وإجنازات
35
العدد ( )213ديسمبر 2013
س �ج��ل ال ��ري ��اض ��ة ال �ش ��رط �ي��ة يف ال �ي �م��ن سواء يف عريق وحافل بالنتائج والنجاحات ً مرحلتي ماقبل الوحدة أو مابعد الوحدة، وكان لترسيم احتاد الشرطة الرياضي عام 1996م دور يف توثيق ب �ط��والت��ه ،وبالنسبة ل �ن��ادي ال �ش ��رط��ة ال ��ذي ت��أس ��س ع ��ام 1975م يف ع��دن ثم استقر يف صنعاء يف النصف الثاني من تسعينيات القرن املاضي ،حيث ك��ان��ت أب ��رز إجن ��ازات ال �ف ��رق امل�ك ��ون��ة للنادي كالتالي: كرة القدم :الفوز 5مرات بدرع الدوريال �ع��ام ل��ك ��رة ال �ق��دم يف ج �ن��وب ال ��وط��ن قبل ال ��وح��دة ،واحل �ص��ول على امل ��رك��ز ال ��راب��ع يف الدوري التصنيفي بعد قيام الوحدة. ال � ��دراج � ��ات ال� �ه ��وائ� �ي ��ة :ال � �ف ��وز ب �ع��دد5ب � �ط � ��والت م ��ن ب � �ط ��والت اجل �م �ه ��وري ��ة يف الثمانينيات (ع ��دن) ث��م اح �ت�ك��ار ب�ط��والت اجلمهورية لسبع سنوات يف عهد الوحدة. السباحة :احتكار بطوالت اجلمهوريةلسبع سنوات متتالية (منذ العام 2006م). الكرة الطائرة :الفوز بدرع الدوري عدةم ��رات مابعد ال �ع��ام 2000م وال �ف��وز ببطولة الكأس. وب��ال �ن �س �ب��ة ل� �ل ��وح ��دات األم� �ن� �ي ��ة ،ي �ب��دو معسكر قوات األمن اخلاصة األكثر تتويج ًا باملنافسات الشرطية الرسمية يف ألعاب ال�ق��وى ،ب��اإلض��اف��ة لتتويج ف ��ري��ق العروبة ال��ذي نتج ع��ن دم��ج فريق ال��ك ��رة باملعسكر مع نادي السبعني ببطولة الدوري وضمن املراتب األولى يف السنوات األخيرة. كما سطع فريق الفروسية التابع لكلية ال �ش ��رط��ة يف ب� �ط ��والت اجل �م �ه��وري��ة خ�لال ال �ع �ق��دي��ن األخ �ي��ري��ن ،ومي �ك��ن اإلش� ��ارة إل ��ى فرق الشرطة باحملافظات وخاصة يف عدن وتعز واحلديدة التي حازت تتويجات على مستوى احملافظات يف مسابقات مختلفة خالل السنوات الــ ( )15األخيرة.
أمراض البرد والشتاء د /فتحي أحمد حامت
يتميز كل فصل من فصول السنة بعدد من األمراض ويعود ذلك إلي ً مثال عوامل مناخية أو سلوكية أو أالثنني مع ًا ،فنجد يف فصل الصيف تكثر أمراض اإلسهاالت والنزالت املعوية نتيجة ما يصاحب اجلو من ارتفاع يف درجة احلرارة والرطوبة مما يؤدي لتكاثر امليكروبات املسببة لذلك ,يف حني أنه يف فصل الشتاء تكثر أمراض معينة تعرف بأمراض البرد ,وهي مجموعة من األم��راض الفيروسية التي تصيب اجلهاز التنفسي العلوي ،ويزيد حدوثها يف بداية فصل الشتاء.
ما هي مسببات أمراض البرد؟
العدد ( )213ديسمبر 2013
هناك الكثير من الفيروسات املختلفة ال� �ت ��ي ت �س �ب��ب أم� � ��راض ال� �ب ��رد ك �ف �ي��روس ( )Rhinovirusesوه��و أكثرها ان�ت�ش��اراً، وك��ذل��ك ف�ي��روس األن�ف�ل��ون��زا ال��ذي ي��ؤدي ل�لإص��اب��ة مب��رض األن�ف�ل��ون��زا ال�ن��اجت عن نزالت البرد كما سنرى الحق ًا. ﻭﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ﺑﻔﻴﺮﻭﺱ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺤﺗﺪﺙ ّ ﺇﻻ ﻲﻓ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ؟ 36
اإلج ��اب ��ة ه �ن��ا يف ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺳﺎﺕ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺮﺻﺘﻪ ﻲﻓ ﺍﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻲﻓ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻲﻓ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻐﻠﻖ ﺣﻴﺚ ﺗﻨتﻘﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺳﺘﻨﺸﺎﻕ ﻫﻮﺍﺀ ﻣﻠﻮﺙ ﺑﺎﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﺍﻤﻟﺴﺒﺐ ﻟﻠﻤﺮﺽ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻤﻟﺲ ﻳﺪﻱ ﺷﺨﺺ ﻣﺼﺎﺏ باألنفلونزا أو ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺃﺩﻭﺍﺗﻪ ﺍﺨﻟﺎﺻﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ ﻣﺮﻳﺾ ﻟﻌﺪﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻟﺘﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻚ
ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺳﺎﻋﺎﺕ.
ملاذا تتكرر اإلصابة بأمراض البرد؟
أو ًال :ألن أم��راض ال�ب��رد ت��أت��ي نتيجة ع ��دد ك �ب �ي��ر م ��ن ال �ف �ي��روس��ات امل�خ�ت�ل�ف��ة، ف�ت�ع�ت�ب��ر ك��ل إص��اب��ة ه��ي إص��اب��ة ج��دي��دة بالنسبة جلهاز املناعة. ث��ان �ي��ا :ألن ب �ع��ض ال �ف �ي ��روس��ات لها ال �ق��درة ع�ل��ى تغيير ص�ف��ات�ه��ا فيعتبرها اجلهاز املناعي نوع ًا جديداً.
ما هي أهم أمراض البرد؟
ال � ��زك � ��ام واألن � �ف � �ل� ��ون� ��زا أو ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺮﺷﺢ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﻲﻓ األذن ً ﻭﺻﻮﻻ إلى ﺍﻟﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭﻳﺔ أو ﺍﺤﻟﻨﺠﺮﺓ أو ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﺘﻦﻴ .فكثير ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺨﻠﻂ ﺑﻦﻴ ﺍﻟﺰﻛﺎﻡ ﻭﺍﻻﻧﻔﻠﻮﻧﺰﺍ ويعتقدون ﺃﻧﻬﻤﺎ مرض واحد ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺤﻟﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻣﺮﺿﺎﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎﻥ ﻤﺗ ً ﺎﻣﺎ ،ألن ﺍﻟﺰﻛﺎﻡ ﻫﻮ ﻣﺮﺽ ﻓﻴﺮﻭﺳﻲ ﻋﺎﺭﺽ ﻭﺑﺴﻴﻂ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﻣﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻒ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ﻭ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻹﻓﺮﺍﺯ ﺳﻤﻴﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﻭﻳﺴﺪ ﺍﻷﻧﻒ ﻤﻣﺎ ﻳﻀﻄﺮ ﺍﻤﻟﺮﻳﺾ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻢ ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﺨﻮﻧﺔ وارتفاع يف درجة احلرارة ,أما ﺍﻷﻧﻔﻠﻮﻧﺰﺍ فهو ﻣﺮﺽ ﻓﻴﺮﻭﺳﻲ ﺷﺪﻳﺪ ﻤﻣﺎ ﻗﺪ ُﻳﺤﺪﺙ التهاب ًا ﻲﻓ ﺍﺤﻟﻠﻖ ناجت ًا ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﺤﻟﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﺤﻟﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺞﺗ ﻋﻦ ﺍﻤﻟﻴﻜﺮﻭﺑﺎﺕ األخ� � ��رى ،ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺤﺗﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﺤﻟﻘﻴﻘﻲ ﻲﻓ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺏ ﺑﺎﺤﻟﻠﻖ ﻷﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺤﺗﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻳﺘﻢ ﺤﺗﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻤﻟﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺸﺎﻲﻓ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻪﻠﻟ.
املضاعفات:
ق��د ت��ودي أم ��راض ال�ب��رد إل��ى اإلص��اب��ة بعدة أمراض من أهمها: ال�ت�ه��اب اجل�ي��وب األن�ف�ي��ة البكتيريبنسبة :%5-1فعندما تزيد مدة اإلصابة ب ��أم ��راض ال� �ب ��رد ع ��ن 10-7أي � ��ام ،ول��م تتحسن األع� ��راض ،ورمب��ا ت ��زداد حدتها فيظهر سيالن يف األنف ،وارتفاع يف درجة احل��رارة ،وأل��م يف الوجه ،وص��داع ،عندها ت�ص�ب��ح ه ��ذه األع � ��راض م ��ؤش ��ر ًا إلص��اب��ة الشخص بالتهاب اجل�ي��وب األنفية إلى ت�ع�ق�ي��دات خ �ط �ي��رة ،ل ��ذا ال ب��د م��ن أخ��ذ العالج املناسب من مضادات حيوية ملدة كافية حتت إشراف الطبيب. التهاب األذن الوسطى :وهو يصيباألط�ف��ال يف ال�غ��ال��ب ،وي��ؤدي إل��ى أل��م يف األذن ،وارت� �ف ��اع يف درج� ��ة احل � � ��رارة ،ويف اإلمكان تشخيصها بالكشف على األذن م��ن ق �ب��ل ال �ط �ب �ي��ب ،ف�ت�ح�ت��اج إل ��ى ع�لاج
باملضادات احليوية املناسبة. اإلص ��اب ��ة ب ��أزم ��ة رب� ��و ح� � ��ادة :ت ��ؤديأم��راض البرد إل��ى األزم��ات الربوية عند امل �ص��اب�ين ب �ه��ا ،خ �ص��وص � ًا األط� �ف ��ال ،ل��ذا ينصح مرضى الربو بتجنب األشخاص املصابني بالبرد. -التهابات املسالك التنفسية السفلية.
االحتياطات والعالج:
ﻲﻓ ﺣﺎﻝ اإلص��اب��ة ﺑﺎﻟﺰﻛﺎﻡ ي�ج��ب ﻋﻠﻰ ﺍﻤﻟﺼﺎﺏ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻣﺎﻳﻠﻲ: ﻏﺴﻞ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﺑﺎﻤﻟﺎﺀﻭﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻥ ﻟﻴﺤﻤﻲ اآلخرين. االل� �ت ��زام ﺑﺘﻐﻄﻴﺔ ﺃﻧﻔﻪ ﻭﻓﻤﻪ ﻋﻨﺪﺍﻟﺴﻌﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻄﺲ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ لآلخرين. ﺍإلﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺍﺋﻞ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔﻭﺍﻤﻟﺸﺮﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺗﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﺘﺎﻣﻦﻴ ﺳﻲ.
كيف حتدث ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ؟
ﺤﺗﺪﺙ اإلصابة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻘﻞ اإلنسان ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺩﺍﻓﺊ إل ��ى ﻣﻜﺎﻥ ﺑﺎﺭﺩ ،ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺗﻘﻠﺺ ﺷﺪﻳﺪ ﻲﻓ ﺷﻌﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻏﺸﺎﺀ ﺍﻷﻧﻒ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻓﻴﺤﺪﺙ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻲﻓ ﻣﻨﺎﻋﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺸﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻟﻠﻤﻴﻜﺮﻭﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻟﻴﺒﺪﺃ ﻏﺰﻭﻩ ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻩ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻮﺻﻲ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺩﺍﺋ ً ﻤﺎ ﺑﺠﻌﻞ االنتقال ﻣﻦ ﻣﻜاﻦ ﺩﺍﻓﺊ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺑﺎﺭﺩ ﺗﺪﺭﻳﺠ ًﻴﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻧﻌﻄﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﻐﺸﺎﺀ ﺍﻷﻧﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻑﺀ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ .
أعراض اإلصابة باألنفلونزا:
37
العدد ( )213ديسمبر 2013
حت� ��دث ال �ع ��دي ��د م ��ن األع � � ��راض ع�ن��د اإلصابة باإلنفلونزا مثل: ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻲﻓ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﺤﻟﺮﺍﺭﺓ -إحساساملصاب ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﺨﻟﻤﻮﻝ -ﺃﻟﻢ ﻲﻓ ﺍﺠﻟﺴﻢ ﻭﺍﻤﻟﻔﺎﺻﻞ -ﺳﻌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﻲﻓ ﺍﺠﻟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻲ -أح�ي��ان��ا ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﻲﻓ األذن - ﺍﺣﺘﻘﺎﻥ ﺑﺎﻟﻌﻦﻴ.
ﺠﺗﻨﺐ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ . ﻋﺪﻡ مالمسة األغشية املبطنة ﻟﻠﻌﻦﻴﺃﻭ ﺍﻷﻧﻒ. ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ األم��اك��ن ﺍﻤﻟﺰﺩﺣﻤﺔ ﻗﺪﺭﺍﻤﻟﺴﺘﻄﺎﻉ. ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺧﻦﻴ ﻭﻋﺪﻡﻣﺠﺎﻟﺴﺔ ﺍﻤﻟﺪﺧﻨﻦﻴ . ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ ﺍﻤﻟﺮﻃﺐ ﻟﻠﻬﻮﺍﺀﻣﺸﺒﻊ ﺑﺎﻟﺒﺨﺎﺭ. ﺃﻭ ﺍﺠﻟﻠﻮﺱ ﻲﻓ ّ ﺣﻤﺎﻡ ّ أﺧﺬ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻤﻟﻮﺻﻮﻑ ﻣﻦ ﻗﺒﻞﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﻘﻂ . ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ اإلص ��اب ��ة ﺑﺎﻟﺰﻛﺎﻡ ﻲﻓ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻤﻟﺆﻛﺪﺓ ،ﺇﻻ أن ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻳﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪﻙ ﻲﻓ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻲﻓ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ: ال تعرض جسمك للهواء البارد. ت�ن��اول ال �غ��داء امل �ت��وازن واإلك �ث��ار ﻣﻦﺷﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺍﺋﻞ. ﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ. جت�ن��ب اس�ت�ع�م��ال األدوات اخل��اص��ةباآلخرين ﻛﺎﻤﻟﻨﺎﺩﻳﻞ ﻭﺍﻤﻟﻨﺎﺷﻒ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ. جتديد هواء املنزل واملدرسة دائم ًا. توفير مرطب الهواء يف غ��رف النوموغ��رف��ة املعيشة لترطيب أغ�ش�ي��ة األن��ف
العدد ( )213ديسمبر 2013
38
والبلعوم واحلنجرة. جت�ن��ب ال�ت�ع��رض امل�ف��اج��ئ م��ن اجل��واحلار إلى البارد. ت��دف �ئ��ة اجل� �س ��م وارت� � � � ��داء امل�ل�اب��سالشتوية. ومن املهم استكمال برنامج التطعيم الذي تقدمه اخلدمات الصحية لطفلك ألن � � � ��ه ي� � �س � ��اع � ��د ع �ل��ى ت �ق �ل �ي��ل ح� � ��دة وم� ��دة ن� � � ��زالت ال� � �ب � ��رد ع �ن��د األط �ف��ال ،ب��اإلض��اف��ة إل � � � � � � ��ى ال � � �ع � � �ص� � ��ائ� � ��ر وامل� � � �ش � � ��روب � � ��ات م �ث��ل الشوكوالته الساخنة والتي تعتبر مصدر ًا ه � � � ��ائ � �ل� � ً�ا مل� � � �ض � � ��ادات األك �س��دة ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻱ ﻣﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،وﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺃﻡ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺃﻻ ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﻋﻠﺒﺔ ﻋﺼﻴﺮ ﺻﺪﻳﻘﻪ ،فكل ش� � �خ � ��ص ي� � �ج � ��ب أن ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﻋﻠﺒﺘﻪ ﺃﻭ ﺯﺟﺎﺟﺘﻪ .ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﺭﺗﺪﺍﺀ ﺍﻷﺣﺬﻳﺔ عالية ال� �س ��اق وال� �ق� �ف ��ازات،
ﻷﻥ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﺮﺿ ًﺎﻟﻠﺒﺮﺩ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﺪ م ��ن ت �غ �ط �ي��ة ال � � ��رأس واألذن � �ي ��ن ﺑاﺭﺗﺪﺍﺀ ﺍﻟﻘﺒﻌﺔ لتدفئة رأس الطفل وعدم السماح ل�لأط�ف��ال ب��ال�ب�ق��اء خ ��ارج امل �ن��زل لفترات طويلة للتقليل من تعرضهم للبرد. نتمنى للجميع الصحة والعافية.
> لقد استفادت جميع األجهزة الشرطية مبختلف أنشطتها من طفرة التطور العلمي واإلجنازات التكنولوجية التي نشهد تدفقها ونوعيتها ،وأصبحت على سبيل املثال أجهزة البحث واألدلة اجلنائية على قائمة من يسعون إلى بذل اجلهود وحتفيز روح املبادرة التي تلتقط تلك األنواع املختلفة من التكنولوجيا والتي بدورها تساعدها على حتقيق النتائج اإليجابية يف شتى املهام األمنية املناطة بها للوصول إلى تقدمي القرائن واألدلة الدامغة يف كشف اجلرائم وتقدمي مرتكبيها للعدالة .
األدلـــــــــة اجلنائيـــــــــــة أحمد علي عثمان
39
العدد ( )213ديسمبر 2013
> وألن� �ن ��ي ش� �غ ��وف مب �ت��اب �ع��ة ال �ع��دي��د م� ��ن األف � �ل ��ام ال ��وث ��ائ� �ق� �ي ��ة وال �ب��ول �ي �س �ي��ة ال�ت��ي تتمحور فيها اجل�ه��ود وت�ب��دع فيها ال �ع �ق��ول ...وح�س��اس�ي��ة ال�ع�م��ل ال�ش��رط��ي لتحقيق ال�ن�ج��اح للعمل األم�ن��ي وكشف اجل � ��رمي � ��ة وم�ل�اب� �س ��ات� �ه ��ا ال �ب �س �ي �ط��ة أو املعقدة.. وال أكتفي بذلك فحسب ،لكنني أجد السؤال يطرح نفسه بإحلاح: مل ��اذا ال ن �ك��ون م�ث��ل أول �ئ��ك اآلخ��ري��نالذين نشاهدهم ونقرأ عنهم الكثير ممن ت�غ�م��ره��م م�ش��اع��ر اإلح �س��اس باملسؤولية وروح امل �ب��ادرة اخل�لاق��ة يف عملية املتابعة وامل�ث��اب��رة واالج�ت�ه��اد للحصول على هذه
ال�ت�ك�ن��ول��وج�ي��ا واالس �ت �ف��ادة م��ن اخل �ب��رات وال �ت �ج��ارب يف ه��ذا امل �ج��ال ..ن��اه�ي��ك عن صقل املواهب الفنية الشرطية للضباط واألف��راد منتسبي أجهزة األدل��ة اجلنائية ض�م��ن ع�م�ل�ي��ة ت��أه�ي��ل ش��ام�ل��ة وم�س�ت�م��رة يف ع�ق��د ال � ��دورات ال��داخ�ل�ي��ة واخل��ارج�ي��ة ب ��ال ��ذات ل �ل �ت��زود مب �ث��ل ه �ك ��ذا خ� �ب ��رات.. وم �ع��ارف وع�ل��وم وأن ال نكتفي ب��ال��دورات ال��داخ �ل �ي��ة م� �ح ��دودة األث � ��ر وامل �ع �ل��وم��ات وال �ت �ل �ق��ي ..ن��اه �ي��ك ع ��ن اس �ت �ي �ع��اب تلك األج� �ه ��زة وال �ع �ل ��وم ال �ت �ك �ن��ول��وج �ي��ة ال�ت��ي نخدم األدل��ة اجلنائية ونشاطها ال��دؤوب للحصول على القرائن واألدلة الدامغة. > إن أي اح �ت �ك��ار ل� �ل ��دورات اخل��ارج�ي��ة وجعلها يف م�ت�ن��اول ق �ي��ادة ه��ذه األج�ه��زة وع��دم التشجيع للفرق الفنية امليدانية واملختبرية امل��وج��ودة يف شتى محافظات اجلمهورية ال يساعد باملطلق علي تطوير روح اإلب��داع واإلجن��از اإليجابي وحتسني األداء النوعي املطلوب مل��واك �ب��ة األس ��ال �ي ��ب اإلج��رام �ي��ة احل��دي �ث��ة وال �ت��ي ي�س�ت�ل��زم علينا م��واج �ه �ت �ه��ا ك� ��رج� ��ال ش ��رط ��ة.. وك �ش �ف �ه��ا ل �ت �ح �ق �ي��ق األم� ��ن
والسكينة العامة واالستقرار للمجتمع. > إن�ن��ي أن��ده��ش ك�ث�ي��ر ًا ع�ن��دم��ا اق ��رأ أو أسمع بأن العديد من اجلرائم املعقدة يف األس�ل��وب والتنفيذ وال�ت��ي وقعت يف عدة دول من العالم قد مت كشفها عبر معرفة ب�ص�م��ة ض� ��وء ..أو أزرار ق�م�ي��ص م �ث�ل ًا إذ يصبح ذلك مفتاح الوصول إلى اجلناة. > ال أظن أننا ال نستطيع اللحاق مبثل هكذا جن��اح��ات ..ولكن املهم أو ًال حتديد ق ��رار اإلرادة وإي �ج��اد روح اإلي �ث��ار لدينا واس �ت �ل �ه��ام ك��ل م��اق�ل�ن��اه ب �ص��دق ن��اب��ع من أمانة املسؤولية التي تكرس مفهوم النجاح للفريق اجلماعي كواجهة حقيقية ملبدأ احل� � ��رص ع �ل��ى حت �ق �ي��ق األم� � ��ن ل �ل��وط��ن واملواطن ..وإن دون ذلك يبقى كالم ًا أجوف لالستهالك احمللي!!.
ت��ع��د قضية ال��ل��ج��وء وال��ه��ج��رة غير الشرعية من ال��ق��رن األف��ري��ق��ي أح��د أه��م القضايا ال��ت��ي ت��واج��ه أم��ن واستقرار املنطقة, ويف م��ق��دم��ت��ه��ا ال����ي����م����ن ن����ظ����ر ًا ل��ل��ك��م ال��ك��ب��ي��ر من التدفقات البشرية التي تصل إلى السواحل اليمنية من هذه الدول ألسباب سياسية واقتصادية وأمنية ,حيث تشير اإلحصائيات أن أعداد املهاجرين والالجئني الذين وصلوا إلى السواحل اليمنية خالل األعوام الثالثة املاضية فاقت الـ100 ألف مهاجر والجئ يف العام الواحد. إعداد /فتحي األصبحي
العدد ( )213ديسمبر 2013
وقد كان ملجلة احلراس أن تناولت هذه ال��ق��ض��ي��ة يف ع���دده���ا ال��س��اب��ق م���ن خ�لال م��ل��ف تضمن حتقيق ًا م��ن أرض ال��واق��ع ل���ه���ذه امل���آس���ي واألع����ب����اء س��ع��ي�� ًا م��ن��ا إل��ى تسليط الضوء على هذه القضية الهامة وت��داع��ي��ات��ه��ا ع��ل��ى أم���ن ال��ي��م��ن واملنطقة بشكل عام. ويف ه������ذا ال�����ع�����دد س����ت����واص����ل امل��ج��ل��ة تناولها لهذه القضية م��ن خ�لال عرض ما متخض عنه املؤمتر اإلقليمي للجوء
40
والهجرة الذي عقد بصنعاء خالل الفترة 13-11نوفمبر املاضي مبشاركة وفود على م��س��ت��وى ع���ال م��ن دول ال��ق��رن األف��ري��ق��ي ودول اخلليج ومنظمة الهجرة الدولية وامل��ف��وض��ي��ة ال��س��ام��ي��ة ل��ش��ئ��ون ال�لاج��ئ�ين باإلضافة إلى اليمن.
أبعاد املشكلة يف ورقة مقدمة من اليمن
قدمت اجلمهورية اليمنية ورق��ة عمل ل��ل��م��ؤمت��ر ت���ن���اول���ت ف��ي��ه��ا أب���ع���اد امل��ش��ك��ل��ة امل��ت��م��ث��ل��ة ب���أب���ع���اد س��ي��اس��ي��ة واق��ت��ص��ادي��ة
وأم���ن���ي���ة جت���ع���ل م����ن ال��ك��ث��ي��ري��ن يف دول ال��ق��رن األف��ري��ق��ي ي��ق��دم��ون ع��ل��ى خ��وض ه��ذه التجربة القاسية بحث ًا ع��ن حياة أف��ض��ل ،ت��ق��ول املفوضية السامية لألمم املتحدة لشئون الالجئني« :إن النزاعات املسلحة وحالة عدم االستقرار السياسي وان��ت��ه��اك��ات ح��ق��وق اإلن���س���ان يف منطقة القرن األفريقي هي أبرز أسباب الهجرة والهجرة غير الشرعية يف منطقة القرن األفريقي».
التحديات والتداعيات الناجمة عن قضايا اللجوء والهجرة غير املشروعة على اليمن:
ت��ت��ح��م��ل ال��ي��م��ن ال��ك��ث��ي��ر م���ن األع���ب���اء ج������راء ال���ل���ج���وء وال���ه���ج���رة م����ن م��ن��ط��ق��ة ال��ق��رن األفريقي إل��ى السواحل اليمنية حيث تشير التقديرات أن عدد الالجئني واملهاجرين الذين وصولوا إلى اليمن منذ
رئيس مجلس الوزراء األستاذ محمد سالم با سندوة:
اليمن قامت بواجبها اإلنساني جتاه الالجئني واملهاجرين القادمني من دول اجل��وار هروبا من النزاعات واحل��روب واألزم���ات االقتصادية يف بلدانهم منذ ع��ام 1990م رغ��م ظروفها االقتصادية الصعبة وإمكاناتها احملدودة ,لكن تدفق املهاجرين غير الشرعيني وغير النظاميني قد زاد كثيرا يف األع��وام القليلة املاضية بصورة متصاعدة مبعدل 100ألف مهاجر سنويا منذ عام 2009م وحتى العام اجلاري ، 2013وهو ما ميثل ناقوس خطر يحدو بنا االلتفات إليه و يحتم على دول اإلقليم العمل املشترك للوصول إلى إقرار خطة عمل إقليمية متكاملة وقابلة للتنفيذ ملواجهة هذه الظاهرة.
بداية العقد األخير من القرن العشرين يفوق املليون الجئ ومهاجر ،ويف السنوات الثالث املاضية ت��زاي��دت أع��داد الواصلني إلى السواحل اليمنية بشكل مخيف فقد ذك��رت املنظمة الدولية لشئون الالجئني أن ع���دد ال��واص��ل�ين خ�ل�ال ال���ع���ام امل��اض��ي 2012م والنصف األول من العام 2013م بلغ أك��ث��ر م��ن 169ألف الج���ئ وم��ه��اج��ر وف���ق��� ًا ل��ل��ج��دول التالي:
العــــــــــام
م��ؤمت��ر إق��ل��ي��م��ي ت��ش��ارك ف��ي��ه ج��م��ي��ع دول امل����ص����در وال���ع���ب���ور وال���وج���ه���ة وامل��ن��ظ��م��ات ال����دول����ي����ة ذات ال����ع��ل�اق����ة ب����ه����ذا اجل���ان���ب ملناقشة قضايا اللجوء والهجرة وإيجاد ح��ل��ول ل��ه��ا ،حيث ق��دم��ت اللجنة الفنية للمؤمتر اإلقليمي ورقة عمل محور حول
من يناير 2012م وحتى مايو من العام 2013
صوماليون 23086
10447
أثيوبيون 84376
51687
آخرون
التحديات الناجمة ع��ن قضايا اللجوء والهجرة غير املشروعة على اليمن وفق ًا لآلتي: أ-ال��ت��ح��دي��ات والصعوبات االقتصادية واالجتماعية: -1ال����ت����ح����دي����ات ال����داخ����ل����ي����ة امل��ت��م��ث��ل��ة ب����ال����ظ����روف ال���س���ي���اس���ي���ة واالق����ت����ص����ادي����ة واالجتماعية الصعبة التي مير بها اليمن على املدى القصير والبعيد. -2زي�������������������ادة األع���������ب���������اء االق�����ت�����ص�����ادي�����ة واالجتماعية على اليمن. -3التحديات االجتماعية مثل متركز الالجئني بشكل أكبر يف امل��دن الرئيسية مم����ا ي������ؤدي إل�����ى ال���ض���غ���ط ع���ل���ى م���راف���ق اخل���دم���ات ال��ع��ام��ة وأث�����ره ع��ل��ى السكينة
70
62194
ووفق ًا لذلك فقد دعت حكومة اجل��م��ه��وري��ة ال��ي��م��ن��ي��ة إل���ى عقد
41
العدد ( )213ديسمبر 2013
اإلجمالي 107532
60
العامة والنظام واألمن العام. -4م����ن����اف����س����ة ال�����واف�����دي�����ن م��ن ال��ل��اج�����ئ��ي��ن وامل�����ه�����اج�����ري�����ن غ��ي��ر ال���ش���رع���ي�ي�ن ل���ل���ع���م���ال���ة ال��ي��م��ن��ي��ة وأسواق العمل بال ضوابط. -5ع����������������دم إي��������ف��������اء امل�����ان�����ح��ي��ن بتعهداتهم املالية. ب-ال����ت����ح����دي����ات وال���ص���ع���وب���ات األمنية: -1ص���ع���وب���ة م���واج���ه���ة ع��م��ل��ي��ات اإلن����������زال ال����ع����ش����وائ����ي وامل���س���ت���م���ر للواصلني إلى السواحل اليمنية نتيجة امتداد احلدود الساحلية إلى نحو 2500كم يف ظل اإلمكانيات املتواضعة. -2م�������ح�������دودي�������ة إم�����ك�����ان�����ي�����ات وم����������وارد مصلحة خفر السواحل واألجهزة األمنية ح����ال دون ق��ي��ام��ه��ا ب��واج��ب��ات��ه��ا ب��ال��ش��ك��ل امل��ط��ل��وب الن��ف��اذ ال��ق��ان��ون وم��ن��ع اجلرمية
وح���م���اي���ة ال���ض���ح���اي���ا يف س���ي���اق ال��ل��ج��وء والهجرة ،والعمل على احلد منها. -3نتيجة للتدفق املستمر واإلمكانيات احملدودة ازدادت اجلرمية املنظمة العابرة للحدود مثل تهريب املخدرات والقرصنة وجت�����ارة األس��ل��ح��ة واألع���م���ال اإلره��اب��ي��ة، باإلضافة إلى التوسع املستمر يف أنشطة شبكات التهريب واإلجتار بالبشر. -4م�����ح�����دودي�����ة ال���ت���ن���س���ي���ق وال����ت����ع����اون اإلق��ل��ي��م��ي يف م���واج���ه���ة ق��ض��اي��ا ال��ل��ج��وء وال��ه��ج��رة املختلطة وع���دم اض��ط�لاع دول امل���ق���ص���د ب�����دوره�����ا جت�����اه ه�����ذه ال��ق��ض��اي��ا بالشكل األمثل. -5ق�����ي�����ام ب���ع���ض دول اجل��������وار ب���إب���ع���اد الالجئني واملهاجرين غير الشرعيني إلى داخل احلدود البرية اليمنية دون تنسيق مسبق مع سلطات احلدود اليمنية وهو ما يزيد من حجم أعباء املشكلة على اليمن. -6ق��ل��ة ع��دد املخيمات وم��راك��ز اإلي���واء الس��ت��ي��ع��اب ال�لاج��ئ�ين وط��ال��ب��ي ال��ل��ج��وء واملهاجرين غير الشرعيني على الشريط احل��دودي مما تسبب يف انتشارهم بشكل ل�����ورا ت��وم��س��ون ن��ائ��ب املدير العام ملنظمة الهجرة الدولية بجنيف:
ي��ت��ح��م��ل ال��ي��م��ن األع����ب����اء ال��ك��ب��ي��رة م���ن ال��ن��اح��ي��ة اإلن��س��ان��ي��ة واالق���ت���ص���ادي���ة ج����راء اس��ت��ق��ب��ال األع����داد الكبيرة من الالجئني واملهاجرين غير الشرعيني من القرن االفريقي ..وغالبية املهاجرين غير الشرعيني ي��أت��ون م��ن أثيوبيا بحث ًا ع��ن م��ص��ادر دخ��ل وحتسني أوضاعهم املعيشية ويتعرضون للكثير من املخاطر التي تنتهي أحيان ًا باملوت.
العدد ( )213ديسمبر 2013
42
عشوائي. -7حتدي التوفيق بني االلتزام باملعايير الدولية حلماية طالبي اللجوء واملهاجرين واالعتبارات الوطنية يف حماية البالد من اآلث��ار السلبية املتصاعدة جراء ظاهرتي اللجوء والهجرة. -8ب������طء اإلج��������راءات امل��ت��ب��ع��ة م���ن قبل املفوضية العليا لشئون الالجئني بحق طالبي اللجوء واملهاجرين ،األم��ر ال��ذي يشكل أعباء إضافية على اليمن. -9م���ح���دودي���ة دور وإم��ك��ان��ي��ات منظمة الهجرة الدولية يف إعداد برامج منتظمة إلع�����ادة امل��ه��اج��ري��ن غ��ي��ر ال��ش��رع��ي�ين إل��ى بلدانهم األصلية. -10ع���������دم وج�������ود ن����ظ����ام آل�����ي م��س��ت��ق��ل جلمع بيانات الالجئني واملهاجرين غير وه��و ما يعمل على صعوبة التعرف على املطلوبني أم��ن��ي�� ًا وتعقبهم يف ظ��ل وج��ود ب���ع���ض امل����ج����رم��ي�ن احمل����ت����رف��ي�ن وس���ه���ول���ة توظيفهم لغايات تهدد األمن القومي. -11قلة اإلمكانيات والوسائل واملعدات ل����دى وح�����دات ال���ق���وات ال��ب��ح��ري��ة وح���رس احلدود ومصلحة خفر السواحل اخلاصة والالزمة يف عمليتي البحث واإلنقاذ. ج-التحديات والصعوبات الصحية: د-التحديات والصعوبات اإلعالمية:
احل��ل��ول وامل��ع��اجل��ات لظاهرتي اللجوء والهجرة من القرن األفريقي إلى اليمن:
خ���رج امل���ش���ارك���ون يف امل���ؤمت���ر اإلق��ل��ي��م��ي للجوء وال��ه��ج��رة باحللول اآلت��ي��ة ،والتي وردت يف إع�ل�ان صنعاء ال��ص��ادر يف ختام
املؤمتر اإلقليمي: األطراف املشاركة :تعترف مع التقدير باستمرار اليمن يف احملافظة على النهج اإلنساني السخي جتاه الالجئني وطالبي اللجوء واملهاجرين رغم التحديات التي تواجهها. وب��ع��د اس���ت���ع���راض ال��ق��ض��اي��ا املتعلقة بتدفقات الهجرة املختلطة م��ن منطقة القرن األفريقي إل��ى اليمن ؛ تالحظ أن س��ي��اق ال��ل��ج��وء و ال��ه��ج��رة إل���ى ال��ي��م��ن قد تغير بشكل ملحوظ منذ عام ،2008سواء على صعيد ال��ت��ن��وع يف جنسيات األف���راد أو ال���زي���ادة ال��ك��ب��ي��رة يف أع���داده���م نتيجة لتنامي أنشطة شبكات التهريب واإلجتار بالبشر؛ تدرك األطراف املشاركة استمرار األش��خ��اص يف م��غ��ادرة أوطانهم األصلية ألسباب مختلفة. تسلم األطراف املشاركة بان إيجاد إدارة فاعلة لقضايا اللجوء والهجرة يتطلب م��زي��دا م��ن ال��ع��م��ل اس��ت��ن��ادا ال���ى ال��ت��ع��اون اإلقليمي وال��دول��ي وك��ذا تعزيز دور ودعم امل��ف��وض��ي��ة ال��س��ام��ي��ة ل���ش���ؤون ال�لاج��ئ�ين واملنظمة الدولية للهجرة واملنظمات غير احلكومية وغيرها من الفاعلني. اإلق������رار ب���ض���رورة ال��ع��م��ل ع��ل��ى ات��خ��اذ مزيد من اإلجراءات -يف سياق القوانني ال��وط��ن��ي��ة واالت���ف���اق���ات اإلق��ل��ي��م��ي��ة ،فضال عن املعايير الدولية -لتحقيق تقدم يف القضايا التالية : (أ) إن��ف��اذ ال��ق��ان��ون يف مواجهة شبكات التهريب واإلجتار بالبشـر يف كل من دول املصدر والعبور واملقصد. (ب) ب����ذل م���زي���د م���ن ج���ه���ود ال��ت��وع��ي��ة
العامة لزيادة الوعي باملخاطر والبدائل امل���م���ك���ن���ة ل���ل���ه���ج���رة غ���ي���ر ال���ن���ظ���ام���ي���ة يف مجتمعات دول املصدر و املقصد. (ت) السعي لتوفير الدعم الالزم لتنفيذ برامج العودة ملعاجلة تدفقات الهجرة غير النظامية. تقـر األط��راف املشاركة بأن حل مشكلة اللجوء والهجرة قد يسهم بشكل إيجابي يف حتقيق السالم واالستقرار يف املنطقة والعكس صحيح. ول�����ذا ف��ق��د مت االت����ف����اق ع��ل��ى اع��ت��م��اد التوصيات التالية:
أوال .األسـباب اجلذريـة:
ثانيا .إنفاد القانون:
سيتم تعزيز عملية إن��ف��اذ ال��ق��ان��ون يف قضايا الهجرة غير النظامية مبا يف ذلك التهريب واإلجت��ار بالبشر يف دول املصدر وال��ع��ب��ور وامل��ق��ص��د ،م��ن خ�ل�ال اإلج����راءات التالية: (أ) ال���ت���أك���ي���د ع���ل���ى أه���م���ي���ة ال��ص��ك��وك الدولية بشأن اللجوء والهجرة واملسائل ذات الصلة بالتهريب واإلجتار بالبشر من قبل الدول املنضمة يف هذه الصكوك. (ب) ت��رج��م��ة االل����ت����زام����ات ال��������واردة يف الصكوك الدولية بشأن اللجوء والهجرة وعمليات اإلنقاذ يف عرض البحر. (ج) تعزيز التعاون اإلقليمي واآلليات القائمة ملكافحة ظاهرة التهريب واإلجتار بالبشر يف املنطقة ،مبا يف ذلك من خالل ت��ع��زي��ز ال��ت��ن��س��ي��ق ب�ي�ن األج����ه����زة األم��ن��ي��ة 43
العدد ( )213ديسمبر 2013
.1س���وف ت��س��ت��م��ر دول امل���ص���در وب��دع��م م��ن املجتمع ال��دول��ي يف ال��س��ع��ي ملعاجلة األس����ب����اب اجل����ذري����ة ل��ل��ه��ج��رة امل��خ��ت��ل��ط��ة لطالبي ال��ل��ج��وء وال�لاج��ئ�ين واملهاجرين من القرن األفريقي إلى اليمن من خالل: (أ) دع����م ع��م��ل��ي��ة ال���س�ل�ام واالس���ت���ق���رار يف ال��ص��وم��ال وامل��ن��اط��ق األخ����رى امل��ت��أث��رة بالصراع. (ب) معاجلة ال��ت��ح��دي��ات االقتصادية واالج��ت��م��اع��ي��ة م���ن خ��ل�ال ت��وف��ي��ر ال��دع��م امل��ل��م��وس ل���دول امل��ص��در ل��ت��ع��زي��ز جهودها الرامية إل��ى حتقيق التنمية الشاملة وال��ع��ادل��ة بغية مساعدة ال��ن��اس على امل�������������دي�������������ر اإلق�������ل�������ي�������م�������ي ال��ت��غ��ل��ب ع��ل��ى ال��ف��ق��ر وال����ق����درة على للمفوضية السامية لشئون الالجئني يف ال��ت��ك��ي��ف واالس����ت����ق����رار يف ب��ل��دان��ه��م الشرق األوسط وشمال أفريقيا أمني عوض: األصلية. الب���د م���ن ت��رج��م��ة م��خ��رج��ات امل���ؤمت���ر اإلق��ل��ي��م��ي للجوء (ت) م��ض��اع��ف��ة اجل����ه����ود إلي���ج���اد والهجرة من القرن اإلفريقي إلى اليمن وإعالن صنعاء إلى األوض�����اع امل�لائ��م��ة ل��ل��ع��ودة الطوعية ارض الواقع لتحقيق النتائج املطلوبة. اآلمنة واملستدامة. (ث) ضمان توفر معلومات دقيقة حول حقيقة الهجرة غير املنتظمة مبا يف
ذلك تضمينها يف املناهج الدراسية. .2ينبغي زي��ادة الدعم ال��دول��ي لبرامج مكافحة الفقر يف دول املصدر مبا يف ذلك شبكات األمان وبرامج خلق فرص العمل.
وال��ق��ان��ون��ي��ة وص�����و ًال إل���ى امل�لاح��ق��ة القضائية الفاعلة ملرتكبي اجلرائم وحماية الضحايا. (د) وض���ع وتنفيذ استراتيجية لبناء القدرات وذلك بهدف حتسني آليات إنفاد القانون الوطني يف كل م��ن دول امل��ص��در وال��ع��ب��ور واملقصد، مبا يف ذلك تعزيز أداء قوات حرس احل��������دود يف إط�������ار ن����ظ����ام ق��ض��ائ��ي فاعل. (هـ ) زيادة الدعم الدولي وتعزيز آل��ي��ات اإلن��ق��اذ واحل��م��اي��ة يف عرض البحر ،وذل��ك م��ن خ�لال مواصلة حتسني آل���ي���ات ال��ب��ح��ث وب���ن���اء ال����قُ ُ����درات يف م��ج��ال ع��م��ل��ي��ات اإلن���ق���اذ يف خ��ل��ي��ج ع���دن وال��ب��ح��ر األحمر وبحر العرب وتوسيع األداء امليداني خلفر السواحل والقوات البحرية يف اليمن والدول األخرى ،ورفع مستوى الوعي بشأن االت��ف��اق��ي��ات وامل��ع��اه��دات البحرية الدولية وحقوق اإلنسان للمهاجرين. .ثالثـا :زيادة الدعم لبرامج العودة
وزي����ر ال��داخ��ل��ي��ة ال���ل���واء ال��دك��ت��ور عبدالقادر محمد قحطان:
الهجرة غير النظامية من القرن اإلفريقي تكبد اليمن أع��ب��اء كبيرة وت��ع��رض امل��ه��اج��ري��ن للكثير من امل��خ��اط��ر خ�لال مغامراتهم م��ع امل��ه��رب�ين وتنتهي يف أح��اي��ن كثيرة بالغرق يف ع��رض البحر ،ويعد إع�لان صنعاء املتضمن بنود ًا هامة ملعاجلة مشكلة الهجرة واللجوء واملشكالت املترتبة عن الهجرة غير النظامية خطوة هامة للحد من ظاهرة الهجرة العشوائية وما يترتب عنها من مخاطر اجتماعية واقتصادية.
وض����رورة زي���ادة ال��دع��م اإلقليمي وال��دول��ي لليمن وال����دول امل��ت��ض��ررة لتخفيف ع��بء تدفق املهاجرين وضمان التنفيذ الفاعل لترتيبات العودة بصورة إنسانية ومنظمة مبا يف ذلك: (أ) وض���ع اس��ت��رات��ي��ج��ي��ة ت��واص��ل تشمل إج����راءات ت��ه��دف جل��ذب االه��ت��م��ام ال��دول��ي بقضايا ال��ل��ج��وء وال��ه��ج��رة يف ال��ي��م��ن ويف املنطقة لزيادة دعم املانحني. (ب) ت��وف��ي��ر ال��دع��م اإلق��ل��ي��م��ي وال��دول��ي نائب وزير اخلارجية الدكتور علي مثنى حسن: نظر ًا التساع ظاهرة املهاجرين من القرن اإلفريقي ،خاصة من أثيوبيا ك��ان الب��د من تعاون إقليمي بدعم من املجتمع الدولي ملساعدة اليمن التي تتكبد أعباء كبيرة يف هذا اجلانب . .فاملهاجرون األفارقة يتخذون م����ن ال���ي���م���ن م��ن��ط��ق��ة ع���ب���ور ل������دول اجل�������وار ب���ح���ث��� ًا ع��ن عمل ،وق��د أث��روا بشكل كبير على أوض��اع الالجئني يف اليمن وباتوا ميثلون غالبية كبيرة تكبد الدولة أعباء اقتصادية واجتماعية كبيرة ،إضافة إلى أعباء الالجئني الصوماليني.
الالزم لتسهيل تنفيذ العودة الطوعية مبا يكفل أمن وكرامة الالجئني الصوماليني ب���ال���ت���ن���س���ي���ق ب��ي��ن احل���ك���وم���ت�ي�ن ال��ي��م��ن��ي��ة والصومالية واملفوضية السامية لشؤون الالجئني. (ج) تشجيع ال��دع��م املستقبلي لليمن ودول املنطقة من قبل املانحني. (د) تقدمي املساهمات الالزمة لبرامج العودة للمهاجرين غير النظاميني مبا يف ذلك املساعدات اللوجستية. (هـ) عقد اجتماعات دورية بني اجلهات املعنية يف ال����دول امل��ت��ض��ررة وم���ع اجل��ه��ات املانحة والوكاالت الدولية ذات الصلة.
رابع ًا :تعزيز التعاون يف مجال العمالة
من خالل إيالء اهتمام خاص بالتدابير التالية: (أ) دعم مشاريع التنمية االقتصادية يف دول املصدر . (ب) استكشاف إمكانيات إبرام اتفاقيات ثنائية أو متعددة األطراف بني دول املصدر واملقصد يف املجاالت االقتصادية.
خامسا :حمالت التوعية :
العدد ( )213ديسمبر 2013
44
ت��ع��د احل���م�ل�ات اإلع�ل�ام���ي���ة ال��واس��ع��ة ضرورية للغاية يف أوساط املجتمعات من أج��ل نشر ال��وع��ي مبخاطر ال��ه��ج��رة غير النظامية ،على أن تشمل هذه احلمالت معلومات عن إمكانيات الهجرة املشروعة أو ف���رص ع��م��ل ،ويف ه���ذا ال��س��ي��اق سيتم اتخاذ التدابير التالية: (أ) تعزيز استراتيجيات رفع الوعي يف أوساط املهاجرين احملتملني ومجتمعات ال�ل�اج���ئ�ي�ن يف ب����ل����دان امل����ص����در وال���ع���ب���ور
وامل��ق��ص��د وامل��خ��اط��ر ال��ت��ي ي��واج��ه��ون��ه��ا يف عرض البحر. (ب) ي��ج��ب أن حت��ت��وي ت��ل��ك احل��م�لات ع��ل��ى رس���ائ���ل واض���ح���ة ل��ت��ع��ك��س ال���فُ ���رص ال����واق����ع����ي����ة امل����ت����اح����ة يف اخل���������ارج وط�����رق الهجرة القانونية املتاحة ،وذل��ك إلطالع املهاجرين احملتملني على البدائل املتاحة للهجرة غير النظامية. (ج) ينبغي أن تتضمن حمالت التوعية ش���ه���ادات امل��ه��اج��ري��ن ال��ع��ائ��دي��ن وض��ح��اي��ا انتهاكات حقوق اإلنسان لكسر احملرمات الثقافية املتمثلة يف االعتراف بالفشل. (د) ينبغي ل��وس��ائ��ل اإلع��ل�ام الوطنية واإلق��ل��ي��م��ي��ة أن ت��ك��ون أك��ث��ر ان��خ��راط��ا وأن تعمل على زي��ادة التنسيق إليجاد رسائل مشتركة وفاعلة على ضفتي خليج عدن وال��ب��ح��ر األح��م��ر وب��ح��ر ال��ع��رب ،ولضمان ت��واف��ر م��زي��د م��ن امل��ع��ل��وم��ات ح��ول الوضع ال���ذي واج���ه امل��ه��اج��ري��ن وط��ال��ب��ي اللجوء خالل عبورهم.
س��ادس��ا :تعزيز نظام احلماية يف مجال اللجوء:
(أي الالجئني وطالبي اللجوء). (ج) األخ�����ذ يف االع���ت���ب���ار ال��ت��رت��ي��ب��ات ال��ع��م��ل��ي��ة ل�ل�اس���ت���ق���ب���ال ال���ت���ي مت���ك���ن م��ن حتديد هوية طالبي اللجوء والالجئني م�����ن ب��ي��ن ت����دف����ق����ات ال����ه����ج����رة امل��خ��ت��ل��ط��ة وتسهيل حصولهم على اللجوء.
س����اب����ع����أ :ال�����ت�����ع�����اون اإلق���ل���ي���م���ي والدولي:
يتم تعزيز التعاون اإلقليمي والدولي من خالل التدابير التالية: (أ) ت��ع��زي��ز ال��ت��ع��اون اإلق��ل��ي��م��ي للحد م��ن ت��دف��ق ال��ه��ج��رة غير النظامية بدعم من املفوضية السامية واملنظمة الدولية للهجرة. (ب) العمل على زيادة مستوى التنسيق والتعاون وتبادل املعلومات فيما بني كافة الفاعلني على املستوى الوطني واإلقليمي والدولي. (ج) ت��ع��زي��ز االت���ص���االت اإلقليمية بني ِف����رق ع��م��ل ال��ه��ج��رة امل��خ��ت��ل��ط��ة ال��وط��ن��ي��ة وتعزيز دور وقدرات األمانة العامة للهجرة
املختلطة اإلقليمية واللجنة اإلقليمية املعنية بالهجرة املختلطة. (د) مواصلة الدعم اإلقليمي والدولي ل��ل��ج��م��ه��وري��ة ال��ي��م��ن��ي��ة ب����امل����وارد ال�ل�ازم���ة مل��س��اع��دت��ه��ا يف حت���م���ل م���واج���ه���ة ال���ع���بء ال���ك���ب���ي���ر امل���ت���م���ث���ل يف اس���ت���ض���اف���ة وإي�������واء املهاجرين غير النظاميني وتطوير قاعدة ال��ب��ي��ان��ات ودع����م م���ب���ادرات ب��ن��اء ال���ق���درات احمللية ،وكذا اإلسهام يف البرامج الهادفة إلى حتقيق تنمية اجتماعية واقتصادية يف املجتمعات املضيفة ألولئك املهاجرين واملناطق املتضررة.
ثامناً :جمع البيانات وحتليلها كجزء مهم من التعاون الدولي واإلقليمي:
من خالل اتخاذ التدابير التالية: (أ) دراس���ة إن��ش��اء م��رك��ز ب��ح��وث إقليمي يعنى بقضايا اللجوء والهجرة ،بالتعاون بني الدول املعنية واملنظمات الدولية ذات الصلة. (ب) العمل على تطوير قواعد بيانات وط��ن��ي��ة م��ن (ط��ال��ب��ي ال��ل��ج��وء وال�لاج��ئ�ين و امل���ه���اج���ري���ن) وأم����اك����ن ت���واج���ده���م وف��ق��ا للمعايير الدولية وآليات تبادل البيانات.
تاسعا :آلية املتابعة لتنفيذ إعالن صنعاء عملية ديناميكية تتطلب التنسيق املستمر من خالل التالي:
(أ) تعيني نقاط اتصال وطنية ملتابعة تنفيذ إعالن صنعاء. (ب) إنشاء آلية متابعة دوري��ة لتقييم التقدم احمل��رز و حتديد العقبات وإيجاد احللول الالزمة لها.
45
العدد ( )213ديسمبر 2013
من خالل: (أ) وض��ع أنظمة ال��دخ��ول املتعلقة بالقضايا احلساسة يف مجال احلماية والتي من شأنها ضمان توفير احلماية ال��ع��م��ل��ي��ة وم���راع���اة ات���خ���اذ اإلج������راءات املناسبة لنظام إدارة احلدود. (ب) تعزيز معرفة سلطات احلدود بطبيعة تدفق الهجرة والتي ميكن أن تشمل األشخاص احملتاجني للحماية
!!..
..
عرض وحتليل/ حسني كريش
العدد ( )213ديسمبر 2013
اتصلت به على رقمه اجلوال قائلة :تعال ...أنا أريدك هذه الليلة .فلم يستطع أن يتأخر عن طلبها ...سار على دراجته النارية إليها مسرع ًا ..كان هو يريدها كما هي تريده.. اشتياقه لها كان خارج ًا عن إرادته ولم يكن بيده ..لقد سحرته وجعلته مفتون ًا ومتعلق ًا بها ،بحيث صار أشبه باخلامت يف أصبعها، ال يستطيع الفكاك منها.. هو متزوج وله أوالد ،وهي كذلك متزوجة ولها أطفال، ومع هذا عشق كل منهما اآلخر كأنهما غير ذلك.. 46
الفأس القاتل
من إرشيف البحث اجلنائي
وه ��ي ع�ن��دم��ا ات�ص�ل��ت ل��ه وط�ل �ب��ت منه امل ��ج ��يء إل �ي �ه��ا ه� ��ذه امل � ��رة ك ��ان ��ت ت �ع ��رف أن ��ه م��أس ��ور ب �ه��ا حل��د اخل ��روج ع��ن نطاق ال�ت�غ�ط �ي��ة! وس �ي��ك ��ون ط ��وع أم ��ره��ا يف أي ش � ��يء ت ��أم ��ره وت �ط �ل �ب��ه م � �ن ��ه ...ويف ه��ذه الليلة حينما دعته لم تكن تريده إلشباع ال ��رغ �ب ��ة ف��ح �س��ب ،ول �ك ��ن ألن ث �م��ة أم � ��ر ًا خطير ًا فكرت فيه ويشغل بالها وتريده ليكون أداة التنفيذ له وهي إل ��ى جانبه يف التنفيذ. وق� ��د ع ��رض ��ت ع �ل �ي��ه ذل� ��ك األم � ��ر بعد ح �ض��وره إليها واختليا م��ع بعضهما يف نفس الليلة ،ثم يف الصباح الباكر ذهبا- حسب اخلطة واالتفاق املسبق-إلى محل سكن الرجل ،وقاما بتكتيفه وقتله ،وأخذا م �ن��ه م ��ا أراداه ،ث ��م غ �ط �ي��ا اجل �ث��ة داخ ��ل ال �س �ك��ن(احمل��ل) ،وع ��ادا للمنزل ليختليا ببعضهما بعد خروج زوجها لعمله وكأن ش �ي �ئ� ًا ل ��م ي �ح ��دث...وه��اه ��ي ال ��وق��ائ��ع من البداية..
ق � �ب ��ل حت ��رك � �ه ��ا وم � �غ ��ادرت � �ه ��ا ل �ل �م �ن��زل م �ت ��وج �ه��ة مل ��رك��ز ش ��رط��ة ش �ع ��وب -ب��أم��ان��ة ال �ع��اص �م��ة -امل �خ �ت��ص ب��امل�ن�ط�ق��ة ل�لإب�لاغ ع��ن اخ�ت�ف��اء أبيها وت �ع ��رض محل سكنه للسرقة يف صباح ذلك اليوم األح��د ،كان أح��د الشباب من احل��ارة قد حضر إليها وأخ �ب ��ره ��ا ب ��أن��ه وب �ع ��ض األش� �خ ��اص من احلارة مروا على محل سكن أبيها ووجدوا بابه مفتوح ًا ،وأبوها ليس يف احملل ،كما وجدوا األشياء بداخله كانت متناثرة ويف حالة عبث ،وك��أن احمل��ل تعرض للسرقة، فقاموا -أي الشاب واألشخاص -بإحضار قفل ل�ل �ب��اب ،وإق�ف��ال��ه ب��ه م��ن اخل ��ارج ،ثم س �ل��م ال �ش��اب م�ف�ت��اح ال�ق�ف��ل إل �ي �ه��ا أث�ن��اء ذل� ��ك ق ��ائ�ل� ًا :ه� ��ذا ه ��و امل �ف �ت ��اح ،ف��أخ��ذت��ه منه ،وتوجهت هي بعد هذا مسرعة إلى مركز الشرطة مبنطقة شعوب وتقدمت ببالغها عن ذلك قائلة إنها التعرف كيف وال م��ن ه��و ال �ف��اع��ل ...وأن �ه��ا ق�ل�ق��ة على أبيها ،وأن أباها رج��ل كبير يف السن ويف
47
العدد ( )213ديسمبر 2013
أواخر عمره ،وهو ليس من عادته أن يخرج م��ن م�ح ��ل سكنه وي �ت ��رك ب��اب��ه مفتوح ًا، ول ��م يحدث ذل��ك م��ن ق �ب��ل..وأض��اف��ت عن ن �ف �س �ه��ا ض �م��ن ال � �ب �ل�اغ مب ��ا ي �ف �ي��د أن �ه��ا م�ت��زوج��ة واب �ن��ة أب�ي �ه��ا ال ��وح �ي��دة ،وتسكن مع زوجها وأطفالها يف منزل هو مقابل حملل سكن أبيها ب��ذات احل��ارة .فانتقلوا م��ن امل ��رك��ز ع �ق��ب ه��ذا ال �ب �لاغ بصحبتها إل ��ى م�ح ��ل س �ك��ن أب �ي �ه��ا ،وك��ان��ت ال �س��اع��ة وق�ت �ه��ا ال�ث��ام�ن��ة وال ��رب��ع ص �ب��اح � ًا ،وق��ام��وا ه�ن��ال��ك ع �ن��د وص��ول �ه��م ب�ف�ت��ح ق�ف��ل ب��اب احملل باملفتاح الذي كان لديها ،ثم دخلوا احمل��ل ،ورأوا بداخله حني دخولهم بعض األشياء واحملتويات والتي هي عبارة عن وأوان (كراكيب) (جواني) (شواالت) وأدوات ٍ وم �ل�اب ��س ،ك ��ان��ت م �ب �ع �ث ��رة ع��ل ��ى األرض، وكذا وجدوا هناك كومة من فتات اخلبز (الكدم)وجونية مليئة بهذا الفتات وهي مركونة إلى جانب الكومة يف زاوية احملل ب��اجل �ه��ة ال �ي �س ��رى ل �ل �ب��اب..ك �م��ا الح �ظ ��وا بأعلى أرض احملل (وال��ذي كان عبارة عن دكان على الشارع) ويف الركن املقابل على اليمني وجود كومة أخرى مغطاة ببعض احمل�ت ��وي��ات وامل�لاب ��س ،اق�ت ��رب��وا منها لكي يفتشوها ملعرفة ماحتتها ،فوجدوا حتت ه ��ذه امل�لاب ��س واألش� �ي ��اء ج �ث��ة وال ��د امل ��رأة (املبلغة)وهي ملفوفة ببطانية ومربوطة، ومكتفة اليدين والرجلني ،وملصق على الفم بالصق بالستيكي ،وكذلك ملصق ع��ل ��ي ال �ع �ي�ن�ين ب�ن��ف ��س ن ��وع البالستيك، وال ��رق �ب��ة ك ��ان م �ل�ف ��وف� ًا عليها وم ��رب��وط��ة ب�ش��ال (ص �م��اط��ة) ..يف ح�ين ظهرت لهم ع ��ل ��ى اجل� �ث ��ة أك� �ث ��ر م ��ن إص ��اب ��ة دام� �ي ��ة، وه ��ذه اإلص ��اب ��ات يف ال � ��رأس وال ��وج ��ه ويف بقع متفرقة باجلسم ،وجميعها كأنها ض ��رب��ت ب �ف��أس أو ب��آل��ة ح��دي��دي��ة صلبة قاطعة م��ن ال�ن��وع ال��ذي يتم استخدامه يف تقطيع وتفليق احلطب أو اخلشب.. وال ��دم ��اء ك��ان��ت مت�ل�أ م��وض��ع اجل �ث��ة وم��ا حولها ..وع�ث ��روا أثناء ذل��ك على مسافة ق �ص �ي ��رة م��ن اجل �ث��ة ب �ج ��وار اجل� ��دار على ف��أس حديدي من غير عصا وه��و مليء رأسه احلاد بالدماء ،كما عثروا باإلضافة إلى ذلك على أشياء وأدوات أخرى رجحوا أن �ه��ا أو ب �ع �ض�ه��ا اس �ت �خ��دم��ت يف ارت �ك��اب اجلرمية.. ولقد قاموا أثناءها بإجراءاتهم األولية جتاه احلالة ،وب��ادروا إلى إبالغ العمليات
واس �ت��دع��اء مختصي األدل ��ة اجل�ن��ائ �ي��ة ، وتطويق احملل للمحافظة عليه وحتريزه ح��ت ��ى وص� ��ول ه� ��ؤالء (امل �ع �م��ل اجل �ن��ائ ��ي) إلجراء املعاينة الفنية والتصوير للمكان واجل� �ث ��ة ..يف ال ��وق��ت ال ��ذي س �ع ��وا جلمع م��ا أم�ك��ن م��ن امل �ع �ل ��وم��ات واإلف � ��ادات حول اجلرمية من خ�لال سؤالهم ملن صادفوه وتواجد يف املكان من اجليران واحمليطني ب��احل��ارة ،وك��ذل��ك م��ن خ�لال إع ��ادة س ��ؤال اب�ن��ة املجني عليه (امل �ب�ل�غ��ة) ع��ن وال��ده��ا (ال �ض �ح �ي��ة) وع �م��ا إذا ك ��ان ل��ه خ�ل�اف أو ع ��داء م��ع أح ��د م��ن ق �ب��ل؟ وم��ن مي�ك��ن أن يكون املتهم (اجل��ان ��ي) املجهول ،بحسب ظنها ومن وجهة نظرها؟.. وجاءت اإلجابات واملعلومات لتبني من كل ذلك وبعد إجراء املعاينة الفنية ورفع اآلثار واألدوات املعثور عليها يف املكان من قبل األدلة اجلنائية وفحصها مبا يؤكد: أن اجل ��رمي��ة ارت��ك �ب��ت ظ��اه ��ري � ًا ب��داف��ع ال � �س ��رق ��ة ،ح �ي��ث اخ �ت �ف��ت وس ��رق ��ت على الرجل (القتيل) أشياء وأوراق ونقود كانت ب�ح ��وزت��ه يف احمل��ل (ال��دك��ان) عند مقتله، وأن��ه ك��ان رج �ل ًا مسامل ًا ومستقيم ًا وبعد ح��ال��ه ،ليس ل��ه ع��داء أو خ�لاف م��ع أح��د، وأن ��ه ك ��ان مسكين ًا وأرم ��ل وح �ي ��داً ،ليس ل��ه زوج ��ة وال أوالد س ��وى اب�ن�ت��ه امل�ت��زوج��ة الساكنة مع زوجها يف املنزل املقابل حملل سكنه (الدكان) بذات احل��ارة ،وهي الفتاة (امل �ب �ل�غ��ة) ن�ف �س �ه��ا ..وي��ك �س��ب رزق ��ه إلع��ال��ة نفسه عن طريق قيامه بإحضار جونية (ش � ��وال� ��ة)أو ب �ع ��ض اجل��ون �ي��ات مليئة بأرغفة العيش (الكدم) م��ن ال �ف ��رن احل��ك ��وم ��ي القدمي بصنعاء كمندوب له لتوزيعها ع��ل ��ى ال �ف �ق ��راء وامل �س��اك�ين من ب��اب ف �ع ��ل اخل �ي ��ر ،واالس �ت �ف��ادة ب �ب �ي��ع م��ات �ب ��ق ��ى م ��ن ال��ك �م �ي��ة ب �ع ��د ال� �ت ��وزي ��ع وم � ��ن جت �م�ي��ع ف �ت��ات ت �ل��ك األرغ� �ف ��ة (ال �ك ��دم) يف جونيات (ش ��واالت) وبيعها ألص � �ح� ��اب األغ � �ن� ��ام واألب � �ق� ��ار حلسابه ..أو ذلك ما أجمعت اإلف � ��ادات واالس� �ت ��دالالت عليه ب �ش��أن��ه ،ول � ��م ي� ��أت ب� ��أي منها مايثير الريبة حوله.. اال أن أح � � ��د األش� � �خ � ��اص ال �ش �ه ��ود ال ��ذي ��ن مت س ��ؤال �ه��م فيما بعد ،وبعد تشكيل فريق
ع �م��ل ل�ل �م �ت��اب �ع��ة وال �ت �ح �ق �ي��ق وال �ض �ب��ط يف ال�ق�ض �ي��ة وال ��ذي ك ��ان مب�ث��اب��ة الفريق املشترك ومشك ًال من بعض الضباط من مركز شرطة شعوب ومركز شرطة اللقية وأمن ومباحث منطقة صنعاء القدمية، وال��ذي��ن اجتهدوا وتوسعوا يف التحريات وج � �م ��ع االس� � �ت � ��دالالت ث ��م ت ��وص �ل ��وا ال ��ى الشخص الشاهد امل�ش��ار إليه ال��ذي أف��اد بأنه شاهد شخص ًا شاب ًا عمره حوالي19 عام ًا ،واسمه (بكر) قام بالتعرض للشيبة امل �ج��ن ��ي ع�ل �ي��ه وب �ت �ه��دي��ده ب��ال�ق�ت��ل ع�ل�ن� ًا، وذلك قبل الواقعة بيوم وأن هذا التهديد من قبل الشاب للرجل املغدور كان أمامه هو وأن��اس آخرين من احل��ارة وأن الشاب امل ��ذك ��ور ك �م��ا ي �ش��اع ه ��و م��ن أق ��رب ��اء اب�ن��ة القتيل أو أحد أبناء عمها.. وأدلى الشاهد -ضمن إفادته -بأسماء األشخاص الشهود الذين كانوا حاضرين إل ��ى جانبه أث�ن��اء تهديد ال�ش��اب املدعو/ بكر للعجوز املجني عليه.. فركز فريق البحث على الشاب املذكور (اب � ��ن ع ��م اب �ن��ة امل �ج��ن ��ي ع �ل �ي��ه) ،وق��ام ��وا ب��ال �ت��ح ��ري ع �ن��ه وم �ت��اب �ع �ت��ه ح��ت ��ى ع �ث ��روا ع �ل �ي��ه ومت �ك �ن ��وا م ��ن ض �ب �ط��ه ،وإي �ص��ال��ه ل �ل �م ��رك��ز ،ث ��م ب ��اش ��روا م �ع��ه ف �ت��ح احمل��ض ��ر واستنطاقه يف نفس اليوم ..ولكن الشاب اع � �ت ��رف خ �ل��ال ذل � ��ك ب �ق �ي��ام��ه ب �ت �ه��دي��د املجني عليه بالقتل قبل ي��وم أو يومني من العثور على جثته ،ولم يقر بارتكابه ل �ل��ج ��رمي��ة ق ��ائ�ل ً�ا :أن ��ا ص �ح �ي��ح تهجمت
العدد ( )213ديسمبر 2013
عليه ب��ال�ك�لام وه��ددت��ه بالقتل قبل يوم أو ي��وم�ين م��ن ال ��واق �ع��ة ،ول �ك��ن ذل ��ك ك��ان م��ن ب ��اب االس �ت �ع ��راض ب �غ ��رض تخويفه وحتذيره وإعطائه رسالة بالكالم كلفني بإيصالها إليه شخص عزيز من األقرباء، ول �ي ��س بقصد نية التنفيذ ،ب��ل ل ��م أكن أع � � ��رف وأظ� � ��ن أن ال � ��رج � ��ل س � ��وف ي �ق�ت��ل بالفعل ،وليست لي أية عالقة وال معرفة باجلرمية ،وال من ارتكبها ،وكذلك ليست لي عالقة بسرقته ،وأنا بريء من كل ذلك ب ��راءة ال��ذئ��ب م��ن دم ي��وس ��ف ،وي�ع�ل��م اهلل صدق قولي هذا.. وظل الشاب (ابن العم) على قوله آنف الذكر بعدم عالقته بارتكاب واقعة القتل وال �س ��رق��ة وع � ��دم م �ع ��رف �ت��ه إال م��اي�ت �ع �ل��ق بالكالم بهدف تخويفه وترهيبه وبإيعاز م� ��ن ش �خ ��ص م� �ق ��رب ل �ل ��رج ��ل(ال �ق �ت �ي ��ل) للقيام بذلك كخدمة أو كعمل إنساني له. ف � �ت � ��وق� ��ف ض � �ب � ��اط ال� �ت� �ح � �ق� �ي ��ق ع �ن��د الكلمات األخ �ي ��رة للشاب واملتضمنة أنه قام بتهديد املجني عليه بالقتل بحسب طلب شخص ل��ه ق ��راب��ة بالرجل وبإيعاز م ��ن ذل ��ك ال �ش �خ ��ص ك �خ��دم��ة ..فسكت ال �ش��اب ،وجت��اه��ل ال �س ��ؤال ك��أن��ه ال يريد كشف اسم الشخص ،وحاول التهرب من ال ��رد أول األم ��ر ،ثم اضطر حتت اإلص ��رار وال�ت�ش��دي��د م��ن قبل احملققني على ذكر االسم ،فقال :إن الشخص الذي أوعز إلي ب��ذل��ك وح ��رض��ن ��ي ه��و اب�ن��ة املجني عليه عينها.. وك � ��رر ق ��ول��ه ه� ��ذا مب ��ا ي ��ؤك ��د حقيقته وم �ص��داق �ي �ت��ه ب��ال �ق ��ول :إن �ه��ا ات �ص �ل��ت بي وط �ل �ب��ت م��ن ��ي احل �ض ��ور إل �ي �ه��ا ،ف��ذه �ب��ت والتقيت بها يف امل �ن��زل ،وك��ان��ت لوحدها وزوجها خارج البيت ،وأثرت علي وأغرتني أثناء ذل��ك ،ول ��م استطع إال أن أنفذ لها طلبها ،وأق ��وم بعدها بالذهاب إلى أبيها وتهديده بالقتل علن ًا، وه��ذا ك��ان ذنبي الوحيد ،وم��اع��دا ذلك ليست ل ��ي صلة وال معرفة بشيء..كما أن��ه ل ��م يكن ه�ن��اك بيني وامل�ج��ن ��ي عليه أي خ�لاف أو ع ��داء ليكون سبب ًا وداف �ع � ًا الرتكاب اجلرمية.. ف � �ب ��دأ ال� �ش � �ع ��ور ل � ��دى ف ��ري ��ق ال �ب �ح��ث بالشك واحليرة بعد تصريح الشاب هذا، وامل �ي��ل لتصديقه ،وأوش��ك ��وا على االجت��اه باالشتباه يف ابنة املجني عليه بأنها قد 48
تكون وراء ارتكاب اجلرمية ،ولكن اكتشفوا من خالل حترياتهم والبحث يف سجالت البالغات باملنطقة وامل ��رك��ز أن ثمة بالغ ًا سابق ًا مدون ًا باسم الرجل املجني عليه تقدم به قبل أيام يوضح فيه أنه إذا حصل له شيء أو تعرض ألي اعتداء وقتل فإن غرميه هو الشاب ( بكر ) ،وليس له عدو غيره..فكان هذا البالغ من املجني عليه ض��د ال �ش��اب مب�ث��اب��ة ال ��رك �ي��زة أو القرينة الكبرى التي ع��ززت إل ��ى جانب القرائن األخرى حصر االشتباه واالتهام يف الشاب (ب��ك ��ر) ووض � �ع ��وا يف ت ��رج �ي �ح �ه��م أن ��ه رمب��ا يكون املنفذ ،وال�ف�ت��اة ابنة املجني عليه محرضة وم �س��اع��دة أو شريكته كمدبرة ل �ل��ج ��رمي��ة وخ�ل��ال ال �ت �ن �ف �ي��ذ ....غ �ي ��ر أن ال �ش��اب مكث على إن �ك��اره وإص � ��راره بعدم م �ع ��رف �ت��ه وع�لاق �ت��ه ب��اجل ��رمي��ة ،واس �ت �م ��ر كذلك حتى النهاية.. ف �ت��زاي��دت ح �ي ��رة ض �ب��اط ال �ب �ح��ث ،ثم فكروا ،وراحوا فاجتهوا للتوسع بالتحري وجمع اإلف ��ادات ح ��ول ابنة املجني عليه وعالقتها بأبيها قبل مقتله ،وعالقتها ب � ��زوج � �ه � ��ا ،وك � � � ��ذا ع�ل�اق� �ت� �ه ��ا ب ��اجل � �ي ��ران وب � ��اآلخ � ��ري � ��ن ،وح � � ��ول ن ��وع � �ي ��ة س �ل ��وك �ه��ا وسيرتها ،ووضعها امل��ال ��ي واملعيشي هي وزوج �ه��ا ،إضافة إل ��ى التوسع يف التحري ح ��ول ال ��زوج ،وح ��ول ال ��رج ��ل املجني عليه واألش �خ��اص ال��ذي��ن ك��ان ��وا ي �ت ��رددون عليه
وي �ل �ت��ق ��ي ب �ه��م م ��ن األص ��دق ��اء واألق ��رب ��اء وغيرهم ،وعن آخر شخص التقى به أورآه قبل الواقعة.. وأتت املعلومات املتجمعة من كل ذلك ل �ت �ك �ش��ف وت �ب�ي�ن أن اب �ن��ة امل �ج��ن ��ي عليه ل �ي �س ��ت إم � ��رأة ص ��احل ��ة ،وس �ل��وك �ه��ا س ��يء وم �ش�ين ،وأن زوج �ه��ا رج��ل كبير يف السن (شايب) ،ويكبرها يف عمره مبا يزيد عن ضعف عمرها بفارق ليس بالقليل وأنها قد تزوجته قبل بضع سنني ،وزواجها به كان غصب ًا عنها وحتت ضغط أبيها الذي عقد لها عليه وزف �ه��ا إليه ب��دون رضاها ورغبتها ،وه��ذا ال��زوج ك��ان هو الثاني لها وليس األول ..حيث سبق وتزوجت برجل غيره من قبل وهي لم تزل صبية (طفلة) صغيرة ،وهو كبير يف السن(شايب) كذلك، ويف عمر يزيد عن عمر أبيها ،وزواجها به ك��ان بنفس الطريقة بقوة ضغط أبيها ورغم ًا عنها ،ولكنها لم متكث كثير ًا مع ذل ��ك ال ��رج ��ل األول ،وت �ط �ل �ق��ت م �ن��ه ،ثم مالبثت أن زوج �ه��ا ب��ال��زوج الثاني وال��ذي ك��ان من اختياره هو لها وب��ذات الكيفية (عن طريق الغصب وبال إرادة منها) ،وهو ال��زوج ال��ذي م��ازال��ت يف عصمته ،وتسكن وإي ��اه يف امل �ن��زل امل�ق��اب��ل حمل��ل سكن أبيها (امل �ج ��ن ��ي ع �ل �ي��ه) ب� ��احل� ��ارة ،غ �ي��ر أن ه��ذا الزوج الثاني وحسب ما حددت املعلومات والتحريات عنه بأنه ضعيف الشخصية ،
49
العدد ( )213ديسمبر 2013
وأنها مسيطرة عليه ،،ومسيرة له كجهاز رمي��ون��ت يف ي��ده��ا ،حت ��رك��ه وت�ت�ح�ك ��م فيه كيفما تشاء يف حياتهما الزوجية وداخل املنزل وخارجه ،وليس له رأي أمامها.. كما وردت بعض اإلف��ادات حول الزوجة (إبنة املجني عليه) لتؤكد بأنها يف الفترة األخيرة صارت متنمرة حتى على أبيها، ول � ��م ت �ع ��د ت �ع �م��ل ل ��ه ح �س ��اب � ًا يف ش ��يء، وعالقتهما أخذت يف التنافر والتباعد و إع ��راض�ه��ا عنه وك��أن سني العمر والكبر ق��د ه��دت��ه وف �ع �ل��ت ف �ي��ه فعلها ف�ل��م يعد يستطع أن يفرض هيبته عليها ويصدها مثلما كان يف السابق ،أو ذلك مالوحظ عليه وتضمنته تلك اإلفادات بشأن االبنة وأبيها املجني عليه.. ي� �ض ��اف إل � ��ى ذل� ��ك أن رج � ��ال ال �ب �ح��ث ح ��اول ��وا ال �ع �ث ��ور ع��ل ��ى األش� �ي ��اء وال �ن �ق ��ود املسروقة التي كانت بحوزة املجني عليه واخ�ت �ف��ت م��ن م�ح ��ل سكنه ع�ن��د مقتله، وك ��ان م��ن ض �م��ن م��ن ب�ح �ث ��وا ع�ن��ه وظ�ن��وا أنهم سيجدونها لديه هو املشتبه األول الشاب املدعو( /بكر ) ،ولكنهم لم يعثروا عليها بحوزته ،ولم يجدوا لها أث ��ر ًا بأي مكان. ف�ف��ك ��روا أث �ن��اء ذل ��ك ،وس��اوره��م الشك، ث ��م وض �ع ��وا ض �م��ن اف �ت ��راض��ات �ه��م وع��ل ��ى سبيل االح �ت �م��ال األق ��وى وال �ب��دي��ه ��ي ،أن املستفيدة هي الفتاة (ابنة املجني عليه)،
وأن �ه��ا ال ��وري�ث��ة ال ��وح �ي��دة بعد أب�ي �ه��ا ،وأن��ه ال يستبعد أن تكون لها ول��زوج �ه��ا صلة باجلرمية ،بل أنهما األقرب لربط ارتكاب اجل ��رمي ��ة ب �ه �م��ا ،ب��اع �ت �ب��اره �م��ا ص��اح ��ب ��ي املصلحة وب��ال��ذات ال�ف�ت��اة (االب �ن��ة) التي ل��دي �ه��ا ال��داف��ع ل��ذل��ك ،ومصلحتها هي األولى من مقتل أبيها.. ف �ك��ان ع��ل ��ى ض ��وء ه��ذا وذاك أن حت ��ول واجت � ��ه اش �ت �ب ��اه ف ��ري ��ق ال �ب �ح��ث يف امل � ��رأة (ابنة املجني عليه) وزوجها ،والتوقف عن حصر االتهام يف الشاب ابن عمها املدعو/ بكر وقاموا باستدعاء الفتاة (ابنة املجني عليه) وزوجها ،وفتح محاضر االستنطاق م��ع ك��ل منهما وبشكل منفرد ك�ل ًا على ح ��ده ،وك��ان فتح احمل��ض ��ر م��ع ال�ف�ت��اة من ق �ب��ل ام ��رأت �ي�ن م ��ن ال �ش ��رط��ة ال �ن �س��ائ �ي��ة بأمن املنطقة وهما الرقيب /أف ��راح هزاع والرقيب /سميرة العميسي ،واللتان مت ضمهما لفريق العمل والتحقيق وتعدان م ��ن ال� �ك � �ف ��اءات ال �ش ��رط �ي ��ة اخل �ب �ي ��رة يف التحقيق اجلنائي ويحمالن من اجلدارة واإلخ�ل�اص والتفاني يف أداء أعمالهما م��اي �ض �ع �ه �م��ا يف م � �ص� ��اف ال �ش ��رط �ي ��ات املتميزات ومحل ثقة مطلقة ،بل ويعتد بهما يف توليهما ألي مهمة صعبة ... ب �ي �ن �م��ا مت ف �ت��ح احمل��ض ��ر م ��ع ال � ��زوج من قبل بعض الضباط املكلفني بالتحقيق من ضمن الفريق ،ويف مقدمتهم مدير مباحث املنطقة ورئ �ي ��س مكتب البحث مب ��رك��ز ش ��رط��ة ال�ل�ق �ي��ة ث��م رئ �ي ��س مكتب البحث مبركز شعوب ،والذين استطاعوا ومبالهم من خبرة يف كيفية التعامل مع أي متهم ودراس ��ة نفسيته وس �ب ��ر أغ ��وراه ع �ن��د ط ��رح األس �ئ �ل��ة ع�ل�ي��ه وإج �ب ��اره على إخ ��راج ما يكون مخفي ًا بداخله بأسلوب ه� � ��ادئ ،أن ي �س �ت ��درج ��وا ال ��رج ��ل (ال� � ��زوج) ويدفعوه أث�ن��اء ذل��ك ،وم��ن خ�لال إيهامه بأن زوجته قد أدلت باعترافها عليه بأنه غ ��رمي أب �ي �ه��ا أو م��ن أراد ق�ت �ل��ه ،إل ��ى ب��دء الكالم واإلف �ص��اح عن مايكتمه يف صدره ومب ��ا ي�ك�ش��ف احل�ق �ي �ق��ة امل �ج �ه��ول��ة وغ �ي ��ر املتوقعة ،وبقوله: ك� �ن ��ت أع � � ��رف أن � �ه ��ا خ ��ائ� �ن ��ة ب �ط �ب �ع �ه��ا (ويقصد زوجته) ،وأنها ال تتورع عن فعل أي ش ��يء خ��ارج عن املألوف وع��ن الطريق ال �س ��وي ،ومم�ك��ن أن تسعى يف التخلص م��ن ��ي ك �م��ا ت�خ�ل �ص��ت م��ن غ �ي ��ري ،وأع��ن ��ي ب��ذل��ك أب��اه��ا(امل �ج��ن ��ي ع �ل �ي��ه) وال � ��ذي هو
أق ��رب الناس إليها ،ألنها هي من قتلته باالشتراك مع شخص آخ ��ر ،وليس أن��ا... وذل��ك الشخص شريكها يف اجلرمية هو شاب من قريتها ،ويسكن مبنطقة مذبح مع أسرته (زوجته وأوالده) ويدعى /داعر.. حيث اتصلت له عشية الواقعة ،فحضر إلينا ،وقضى ليلته لدينا يف املنزل ،ثم يف الصباح الباكر ذهب وإياها-بعد اتفاقهما ب��ال �ل �ي��ل -إل ��ى م�ح ��ل س �ك��ن أب �ي �ه��ا ،وق��ام��ا بقتله هناك وأخ��ذا ما بحوزته ،ثم عادا ومعهما كيس (ع�لاق �ي��ة) ب��داخ�ل��ه أوراق وأشياء لم أعرف ماهي ،وقاال لي بأنهما قاما بقتل الرجل (أبيها) وتركا جثته يف احملل مربوطة ومغطاة ،وأن ��ي إذا تكلمت ألحد بذلك وكشفت السر لقريب أو بعيد فسوف يلحقان بي ويقتالني كما فعال بالرجل (املجني عليه) فخفت من وقتها وارتعبت ،والتزمت الصمت غصب ًا عني، ول�ك��ن بعد أن أخ �ب��رمت��ون ��ي أن �ه��ا اعترفت ع��ل ��ي وردت االت� �ه ��ام ض ��دي وب ��أن ��ي غ ��رمي أبيها وم ��رت�ك ��ب اجل ��رمي��ة ،فليس أمامي سوى االعتراف باحلقيقة إلنقاذ نفسي من التهمة ،مع أن ذلك لن يبعدني عن اخلطر ال��ذي ق��د يحدق ب ��ي ويتربصني منهما (من القاتلني -زوجتي وشريكها) ب �ع ��د أن ي �ع �ل �م��ا أن ��ن ��ي ت �ك �ل �م��ت وك �ش�ف��ت السر ..ولكن سوف أسلم أمري هلل ،وماهو مكتوب يف اجل �ب�ين ال ب��د أن ت ��راه العني. فكان بعد هذا االعتراف للرجل (الزوج) أن شعر رج��ال البحث ك��أن شيئ ًا ثقي ًال بدأ ينزاح عن كواهلهم ،ويتنفسون الصعداء، وأنهم أوشكوا على االقتراب من النهاية ب��ذل��ك ،وع��ل ��ى غير م��ا ك��ان��وا ينتظرون.. فسارعوا والفرحة ال تسعهم إلى الزوجة (ابنة املجني عليه) ملواجهتها (عن طريق احملققتني م��ن ال�ش ��رط��ة النسائية) مبا اعترف به زوجها عنها وعن شريكها آنف ًا ..وتوجيه االتهام إليها خالل ذلك بأنها القاتلة ومرتكبة اجل ��رمي��ة م��ع شريكها امل ��دع ��و /داع � ��ر،وأن� ��ه ل �ي ��س ل �ه��ا م �ف ��ر من مواجهة احلقيقة واالعتراف بها. فما ك��ان منها أم��ام ه��ذه املفاجأة غير امل�ت��وق �ع��ة إال أن استسلمت وان �ه��ارت ثم ق ��ال ��ت :ن �ع��م ل �ق��د ف �ع �ل�ت �ه��ا ،ول �ك��ن ذل��ك ك��ان غصب ًا عني أو ك��ان السبيل الوحيد أم ��ام ��ي ..ك �ن��ت م��ح ��روم��ة م��ن ك��ل ش ��يء.. مظلومة منذ طفولتي ..حرمت من حنان وال ��دي ،كما حرمت من حنان أم ��ي التي
العدد ( )213ديسمبر 2013
رح �ل��ت عني وأن��ا م��ازل��ت طفلة صغيرة.. ت��ك �ب��دت ال �ع �ن��اء وال �ش �ق��اء وال�ت�خ �ب��ط بني دهاليز وقسوة احلياة وظلم األيام التي ال ترحم وال تترك رحمة اهلل تنزل ..تذوقت م ��رارة ال�ظ�ل��م (ظ �ل��م أب ��ي ل ��ي) ال ��ذي ك��ان أش��د علي وأم ��ر م��ن احلنظل حطمني.. دم ��رن ��ي ..وح ��رم��ن ��ي م��ن أن أت�ط�ل��ع حتى ألق� ��ل األح � �ل ��ام ،ق �ب ��ل ب �ض �ع��ة أع � � ��وام م��ن ب �ل ��وغ ��ي ،وأن ��ا ل ��م أجت� ��اوز م��ن ع �م ��ري ال �ـ �ـ 12عام ًا ،قام بتزويجي امل ��رة األول ��ى برجل كبير يف ال �س��ن وش��اي��ب ،ع �م ��ره ك��ان أكثر م��ن ع �م ��ر أب ��ي ،ويف م ��رح �ل��ة ك��أن��ه ج ��دي.. زوج��ن ��ي أب ��ي ب��ه ب��ال�ق��وة ورغ �م � ًا ع��ن ��ي ..لم أكن أع ��رف وقتها مامعنى ال��زواج أو ماذا يعني أن أكون عروسة رجل ..كنت مازلت مبثابة طفلة أو صبية ص�غ �ي ��رة ،بالكاد تريد وحتب اللعب مع األطفال والبنات ال �ص �غ��ار ..ل ��م أدرك ب �ع ��د م� ��اذا ي �ع��ن ��ي أن أك ��ون أن��ث ��ى ،وزوج ��ي ه��و رج ��ل وي ��ري��د مني مايرغب فيه ال��ذك ��ر م��ن األن��ث ��ى ...شرط عليه أبي-أي على زوجي -قبل العرس أن يصبر علي لسنة أو سنتني على األقل- بسبب ص�غ ��ر ع �م ��ري -ح��ت ��ى أك �ب ��ر قلي ًال وأبدا أتآلف معه وأحس بشي من الفهم والرغبة ،ولكن الرجل لم ميتثل ويلتزم ب��ذل��ك ال �ش ��رط ،وس ��رع ��ان م��اه �ج��م علي وافترسني كالوحش بعد م ��رور أي��ام من ليلة الزفاف ،وقضى وطره مني اغتصابا وب��اإلك ��راه وأن ��ا أب��ك ��ي وأص ��رخ باالستغاثة ولكن ال من مجيب ،وقد هربت منه إلى عند أبي أكثر من مرة بعد ذلك ،أشتكي ال �ي��ه ودم��وع ��ي تسيل باكية على خ��دي، وأت ��رج ��اه ب ��أن ي ��رح �م��ن ��ي وي�خ�ل �ص��ن ��ي من ذلك الزوج (الشايب) الوحش ،غير أن أبي كان يغضب ويضربني يف كل مرة ويردني إليه بالقوة..وعشت مدة يف عصمة ذلك ال ��زوج كأنها اجلحيم وجهنم احل �م ��راء.. واس �ت �م ��ر احل � ��ال ك ��ذل ��ك ح��ت ��ى ذات ي��وم والذي متلكني فيه اليأس التام ،ففكرت بقتل نفسي والتخلص من حياة البؤس التي أعيشها ،ثم بدأت أعد العدة لذلك، ول �ك��ن ��ي خ �ف��ت وت ��راج �ع ��ت يف ال �ل �ح �ظ��ات األخيرة.. وبعد ذلك فكرت يف الهروب واالختفاء ب ��أي م�ن�ط�ق��ة خ� ��ارج األم ��ان ��ة وم�ح��اف�ظ��ة صنعاء ..ولكن رح��ت أت �س��اءل أي��ن أذه��ب، وك �ي��ف وم� ��اذا س �ي�ح ��ل ب ��ي ل ��و وق �ع��ت بني أي � ��دي وح � ��وش ب �ش ��ري��ة م �ف �ت ��رس��ة؟ وك ��ذا 50
ل ��وص��ادف أن شاهدني أح��د م��ن األق ��رب��اء واألص � ��دق� ��اء ألب � ��ي وزوج � � ��ي ب �ع ��د ه ��روب ��ي وتعرف علي ثم أبلغ عني ،وأعادوني إلى زوجي وأبي ،فهل سيعفو أبي وزوجي عني وي �ت ��رك��ان ��ي أم أن ال��ذب��ح وال �ق �ت��ل سيكون مصيري كجزاء طبيعي على فعلتي..؟؟ وت� �ك ��اث ��رت ع ��ل ��ي ال � ��وس � ��اوس ،وش �ع ��رت ب��االرت �ه��اب ،فتخليت ع��ن ال �ف��ك ��رة ،فكرة ال �ه ��روب ..ثم ويف زحمة التخبط والتيه هذه حدث أن تعرفت على إحدى النساء م ��ن احل� � ��ارة امل� � �ج � ��اورة ،وذل � ��ك يف ح �ف�ل��ة نسائية مبناسبة زف��اف إلح��دى الفتيات م��ن ت �ل��ك احل � ��ارة ،وك ��ان اجل �م��ع للنساء باحلفلة من كافة بيوت احل��ارة واحل��ارات احمل �ي �ط��ة ..وامل � � ��رأة ال��ت ��ي ت �ع ��رف��ت عليها كانت زوجة لرجل هو اكبر منها بضعف عمرها (شيبه) ،وتزويجها به كان غصب ًا عنها وب ��االك ��راه م�ث��ل ��ي ،ول�ك�ن��ه ث ��ري وم��ن ال ��رج��ال ال��ذي��ن ل��دي�ه��م امل ��ال وال �ع �ق��ارات، وق��د ت��زوج �ت��ه وه ��ي ص�غ �ي ��رة ج ��داً ،وك��ان��ت ض ��رة إل ��ى جانب زوجته األول ��ى أم أوالده، وه ��ذا وغ �ي ��ره م��اع ��رف �ت��ه ع�ن �ه��ا م��ن خ�لال ح��دي��ث ��ي أن ��ا وإي��اه��ا أث �ن��اء احل �ف �ل��ة ،فقد ت��درج �ن��ا ب��ال�ك�لام م��ع بعضنا وم�ض��ت كل منا حتكي لألخرى حينها ع��ن حياتها وما يخصها ،وتقاربت هذه املعرفة بيني وهي وتوثقت بتكرار لقاءاتنا فيما بعد.. ألنها راح��ت ت��زورن ��ي يف بيتي وأن��ا أزوره��ا مب �ن��زل �ه��ا ،وأخ ��ذن ��ا ن �ل�ت��ق ��ي يف أك �ث ��ر من مناسبة بني احلني واآلخ ��ر ،وعرفت عنها خ�لال ذل��ك أن��ه إم ��رأة منفتحة ومتمردة ع��ل ��ى ك ��ل م��اح ��ول �ه��ا ،واس �ت �ط��اع��ت ف ��رض نفسها وشخصيتها على زوج �ه��ا وعلى البيت ،وغدت هي صاحبة الكلمة األولى، وبإمكانها أن تعمل ماتشاء دون أن يقدر
زوجها على صدها أورف��ع عينيه عليها، ك �م��ا اك�ت�ش�ف��ت أن �ه��ا ت �س ��رح ومت ��رح وك��ان��ت ت �ع ��وض حرمانها وتشبع رغبتها كونها مازالت شابة صغيرة ،وزوجها عجوز غير متكافىء معها ال يستطيع ملئ كفايتها، ع��ن ط ��ري��ق ق �ي��ام�ه��ا ب��إق��ام��ة ع�لاق��ات مع ش �ب��اب م��ن خ ��ارج احل ��ارة ومل ��رة واح ��دة مع أي ش ��اب يف غ�ف�ل��ة م��ن زوج �ه��ا وأه �ل �ه��ا.. وهي التي علمتني أن أفعل كذلك لكي أعوض النقص واحلرمان ،وكذا أن أمترد وأكون جريئة وقوية شخصية أمام كل من أتعامل معهم ،وأول �ه��م زوج ��ي وأب ��ي ،وقد دل�ت��ن ��ي ع��ل ��ى ال �ط ��رق وال ��وس��ائ��ل لتنفيذ ذل��ك ،فكان ع��ن طريق ه��ذا ومب ��رور فترة أن متكنت من إجبار زوجي العجوز على طالقي وخ�لاص ��ي م�ن��ه ..ولكن ل��م متض س � ��وى أق� ��ل م ��ن س �ن��ة ب �ع��د أش �ه ��ر ال �ع��دة حتى كرر أبي نفس اخلطأ السابق وقام ب �ت��زوي��ج ��ي ول �ل �م ��رة ال�ث��ان �ي��ة ب ��رج��ل كبير ال �س��ن (ش ��ائ ��ب) وع �م ��ره أض �ع ��اف ع �م��ري ك��األول ،وب��ذات الطريقة ب��اإلك ��راه والقوة، وب�لا إرادت ��ي وموافقتي ،وكنت حينها قد بلغت س��ن البلوع وأصبحت ام ��رأة شابة ولكن لقد أعاد أبي ذات الغلطة ،وظلمني ك �م ��ا ف �ع ��ل م ��ن ق � �ب ��ل ،وج �ع �ل��ن ��ي أع ��ان ��ي م��ن ال�ش �ع ��ور بالنقص وم��ا ه��و أك �ب��ر من النقص عندما أج �ب��رن ��ي وأرغ �م��ن ��ي على ال� ��زواج ب ��رج ��ل أك �ب��ر م��ن ��ي وب �ف��ارق شاسع ج ��د ًا يف ال �ع �م ��ر ب�ي��ن ��ي وإي � ��اه ..ب��اإلض��اف��ة إل ��ى ذل��ك أن��ه (أي زوج ��ي) ح��ال�ت��ه فقيرة للغاية وم��ج ��رد عامل أو موظف صغير، ودخ�ل��ه اليغطي حتى املعيشة ال �ع��ادي��ة، وليس غني ًا ليعوضني مباله ولواليسير مما حرمت أوسأظل محرومة منه ..كما فوجئت وم��ن األي ��ام األول ��ى ل��زواج ��ي بأن
أنا وهو على تنفيذ العملية يف الصباح الباكر ..وكنت أع ��رف أن أب ��ي سيستيقظ باكر ًا ويقوم لصالة الصبح باجلامع ،بعد أن مير أحد األشخاص من احل��ارة ويدق عليه باب محل السكن من اخلارج ليقوم للصالة فيفتح ال �ب��اب بعد ذل��ك ،وتلك كانت عادته يومي ًا.. ث��م يف ال �ص �ب��اح استيقظت وصاحبي من النوم بعد الفجر ،وانتظرنا نراقب من النافذة حتى شاهدنا ذلك الشخص مر على دكان أبي كعادته ودق بابه إليقاظه من أجل الصالة ..فسارعنا إليه بعد ذهاب ال�ش�خ ��ص ،وك ��ان أب ��ي ق��د فتح ال �ب��اب من الداخل ،وبقي ليرتدي مالبسه استعداد ًا للخروج ،فدخلنا عليه وباشرناه يف ذات ال �ل �ح �ظ��ة ،دون أن ن �ت ��رك ل��ه أي ف ��رص��ة، وق �م �ن��ا ب�ت�ك �ت �ي �ف��ه ورب � ��ط ي ��دي ��ه ورج �ل �ي��ه ببعض األشياء واملالبس التي يف الدكان، وبتكميم فمه وعينيه بالصق بالستيك أحضرناه معنا حسب االتفاق ،ثم قمنا بضربه على رأس��ه ووج �ه��ه بفأس حديد أو مايسمى بـ (ال�ف ��رص) ال��ذي يستخدم يف قطع وتفليق احلطب واخلشب ،حتى فارق احلياة ،ثم أخذنا ماكان بحوزته من امل��ال وه��و مبلغ أكثر م��ن ( )200،000ري��ال واألوراق (وثائق امللكية) اخلاصة باألرض والبيت يف البالد ،وغطينا اجلثة ببعض امل�ل�اب ��س واألش � �ي � ��اء ،وب �ع ��د ذل� ��ك غ ��ادرن ��ا احملل عائدين للمنزل ،وكان زوجي مازال متواجد ًا وينتظرنا فيه ،وقد أخبرناه بأن العملية نفذت وجنحت ،وأن عليه كتم
ال �س ��ر وع ��دم إخ �ب��ار أح ��د ب��ذل��ك واال ف��إن مصيره سيكون مثل أب ��ي ..فخاف وخرج من املنزل متوجه ًا إلى عمله ،بينما أنا وشريكي دخلنا الغرفة ،وقضى هو وطره م��ن ��ي ملتحم ًا ب ��ي وب �ع��ده��ا غ ��ادر ع��ائ��د ًا ملنزله مبنطقة مذبح.. يف حني مكثت أنا واغتسلت ،وانتظرت بعض ال ��وق��ت حتى ج��اءن ��ي ذل��ك الشاب م��ن احل � ��ارة وأخ �ب ��رن ��ي أن دك� ��ان أب ��ي ك��ان م �ف �ت ��وح � ًا وه� ��و ل �ي ��س ب ��ال ��داخ ��ل ،وأن �ه��م اغلقوا ال �ب��اب بقفل م��ن اخل ��ارج ،وأت��ان ��ي باملفتاح ،ثم سلمني املفتاح ،وبعد ذلك خرجت من املنزل واجتهت اليكم مبركز الشرطة ،إلبالغكم عن سرقة محل سكن أبي واختفائه.. وب �ع ��د ه ��ذا االع �ت ��راف للمتهمة (اب�ن��ة امل �ج ��ن ��ى ع �ل �ي ��ه) ،حت � ��رك رج � ��ال ال �ف ��ري��ق ملتابعة شريكها املدعو(داعر) ولم يتوقفوا ع �ن��ه ح ��ت ��ى ع � �ث ��روا ع �ل �ي��ه ومت �ك �ن ��وا م��ن ض �ب �ط��ه ،وإي �ص��ال��ه ألم ��ن امل �ن �ط �ق��ة ..وق��د اع �ت ��رف ه��ذا م��ؤي��د ًا مل��ا اع�ت ��رف��ت ب��ه قبله عشيقته املتهمة ،إال أنه أضاف مبا يفيد أن زوج �ه��ا ك��ان ال�ث��ال��ث معهما ومشترك ًا يف تنفيذ اجلرمية وارتكابها وم��ن بداية التخطيط لهاوحتى ال�ن �ه��اي��ة ..كما أن عالقات املرأة (املتهمة) مع اآلخرين ومعه ك��ان��ت ت�ت��م ب �ع �ل��م زوج �ه��ا ال �ع �ج ��وز وحت��ت سمعه وبصره ،ولكنه كان يتغاضى عنها، أو كانه ال ي ��رى وال يسمع ومغلوب ًا على أمره. 51
العدد ( )213ديسمبر 2013
ال ��رج ��ل ه��و يف شخصيته ضعيف وعلى الفطرة (س��اذج) ،وبدا كأنه على استعداد ألن يكون مثل اخل��امت بإصبعي ،أحتكم فيه وآمره كيفما أشاء.. وأي �ض� ًا أن أب ��ي ك��ان لديه امل��ال وعندما كنت أح �ت��اج إل ��ى ش ��يء وأذه ��ب إل �ي��ه لكي ي �ع �ط �ي��ن ��ي أي م �ب �ل��غ ك � ��ان ي �ب �خ��ل ع��ل ��ي وي ��رف��ض إع �ط��ائ ��ي أي ��ة ن �ق ��ود ،ق��ائ�ل ً�ا إن��ه ليس معه شيء ،ويردني من عنده دائم ًا مقهورة مكسورة الفؤاد.. وه��ذا وغيره مما زاد تعميق الكراهية ب��داخ��ل ��ي ألب ��ي وح �ق��دي ع �ل �ي��ه ..وك��ذل��ك دفعني على غير وعي إلى أن امترد وأضل ع ��ن ال �ط ��ري��ق وأن �ح ��و م �ن��ح ��ى صاحبتي تلك بفعل ما أريده ..وكان ممن ربطتني ب��ه ع�لاق��ة م��ن الشباب ه��و أح��د األق ��رب��اء وال ��ذي ي��دع ��ى (داع ��ر) ،عالقتي ب��ه كانت قوية ومنذ س �ن��وات ،وك��ان ي�ت ��ردد علي يف املنزل بني الوقت واآلخ ��ر ،وه��و ش��اب أكبر م��ن ��ي ب �ث�ل�اث أو أرب � ��ع س � �ن ��وات ،وم� �ت ��زوج، ولديه أطفال ،ويسكن مع زوجته وأطفاله مب �ن �ط �ق��ة م ��ذب ��ح ،ومي �ل ��ك دراج� � ��ة ن��اري��ة يشتغل عليها ،وحينما كنت ألتقي وإياه، ويأتي لزيارتي أو لزوجي باملنزل وبالذات يف الفترة األخيرة كان أكثر حديثنا هو عن أبي وما لديه من نقود وأرض يف البالد، وأن��ه يبخل علي وال يعطيني شيئ ًا مما يختزنه ،مع أنني ابنته الوحيدة ووريثته التي لها ك��ل مامعه ب �ع ��ده..ث��م م ��رة وراء م ��رة وي ��وم� � ًا ب �ع ��د ي� ��وم ،ب ��دأن��ا ن �ت �ط ��رق يف احلديث مبا يعني التفكير :ملاذا النقوم بتهديده أو ًال إلجباره على إعطائي املال أو ال �س �م��اح ل ��ي ب �ب�ي��ع أرض م��ن التابعة ل��ه يف القرية (ال �ب �لاد) لصاحلي ،ث��م إذا ل ��م ي�ن�ف��ع ذل ��ك (ال �ت �ه��دي��د) م �ع��ه نسعى للتخلص منه بقتله ،وأخ��ذ م��ا بحوزته من نقود وأوراق (وثائق) امللكية اخلاصة ب� ��األرض وال �ع �ق��ار ب��ال�ق ��ري��ة ليتسنى لي ال �ت��ص ��رف ب �ع ��د ذل ��ك ب �ه��ا ك �ي �ف �م��ا أري� ��د.. وتبلورت هذه الفكرة برأسي عقب ذلك، وش��ارك��ن ��ي ب��إم�ك��ان �ي��ة ت�ن�ف �ي��ذه��ا صاحبي (العشيق)..املدعو(داعر). ث ��م يف ذل� ��ك امل � �س ��اء (ل �ي �ل��ة ال ��واق �ع ��ة) ات �ص �ل��ت ل��ه ليحضر إل ��ى ب��امل �ن��زل ،فأتى على إثر االتصال من مذبح على دراجته النارية ،وك��ان مشتاق ًا لي كما أنا أري��ده.. ويف ه��ذه الليلة ب��ات يف حضني بغرفة، وزوجي بالغرفة الثانية ،وأثناءها اتفقت
واقــــــــع
حني يقدم االنسان على إهالك ذاته عن إرادة وقصد فإنه يصبح رقم ًا مضاف ًا إلى سجل الضحايا يف قضايا االنتحار ،لكن البعض يرى بأنه ليس ضحية بل هو أقرب إلى اجلاني من املجني عليه ،ومن زاوية سواء شرعية فإن من يقتل نفس ًا إنسانية- ً كانت نفسه أو نفس غيره -فكأمنا قتل الناس جميع ًا ،وكذلك من أحياها..
في املجتمع اليمني
تقرير: إعداد /خليل املعافري تقدمي /محمد العبسي
العدد ( )213ديسمبر 2013
52
وم� ��ع ذل� ��ك ف �ق��د ص� ��ار ق �ي��ام األش �خ��اص ب � � ��إه �ل ��اك أن � �ف � �س � �ه� ��م وإه � �ل� ��اك اآلخ��ري��ن أس�ل��وب� ًا مشهور ًا ل�ل�ج�م��اع��ات اجل�ه��ادي��ة ال � �ت ��ي ت �ت �ل �ب��س ث ��وب ال��دي��ن وت �ت �ق��رب إل��ى اهلل بتلك العمليات ال� � � � � � �ت � � � � � ��ي ت� � � ��وص� � � ��ف باإلرهابية. وك� ��ذل� ��ك احل � � ��ال يف ع ��ال ��م ال� �س� �ي ��اس ��ة ف ��إن الكثير م��ن األشخاص االن � �ت � �ح ��اري �ي�ن ي� �ع ��دون مبثابة الرموز ومنوذج التضحية واإليثار والشجاعة. وإذا ك ��ان االن �ت �ح��اري ال� ��ذي أه �ل��ك ذات��ه إمي��ان � ًا بعقيدة وف�ك��ر اجل�م��اع��ات اإلره��اب�ي��ة ش �ه �ي��د ًا وب �ط�ل ً�ا ورم� � ��ز ًا ل �ل �ث��ورة ،ف �م��اذا عن
االن�ت�ح��اري ال��ذي أهلك ذات��ه ك�ف��ر ًا بجدوى وغاية وجوده يف احلياة ،ويأس ًا وقنوط ًا من النجاة ب��دون ذل��ك !..ه��ل يحق ملثله إدع��اء الوصل مبنازل الشهداء ورتب األبطال. لعل ذل��ك ح�ق� ًا ال ميكن التسليم ب��ه يف أص ��ول ال��وع��ي اإلن �س��ان��ي امل �ج��رد م��ن ات�ب��اع ال �ه��وى وال �ض�ل�ال غ�ي��ر أن إط ��ار ب�ح��ث ه��ذه امل �ش �ك �ل��ة ال ص �ل��ة ل ��ه ب ��ان� �ح ��راف ��ات ال �ف �ك��ر السياسي أو اإلرهابي املنظم لكنه ذو صلة ب�ح�ي��اة ال �ف��رد ون �ظ��ام ال�ع�لاق��ات االتصالية م��ع محيطه االج�ت�م��اع��ي ،ب��اع�ت�ب��ار أن ه��ذا احمل �ي��ط ه ��و اإلط � ��ار اإلن �س��ان��ي ال� ��ذي ميد األف� � ��راد ب�ح��اج�ت�ه��م األص �ل �ي��ة م��ن ال�ش�ع��ور ال�ض��روري بقدر ال��ذات الفردية وبتقديرها كقيمة مضافة لقدر الذات اجلماعية. وم��ن ه��ذه ال��زاوي��ة دع��ون��ا نسلط الضوء ع �ل��ى واق � ��ع م �ع ��ان ��اة امل �ج �ت �م��ع ال �ي �م �ن��ي يف مواجهة االنتحار كسلوك مذموم وظاهرة مشؤومة..
ف��راح��وا يتلذذون بالقتل يف صفوف الغير ت �ش��دق � ًا ب ��ال ��دي ��ن ...ول �ك ��ل ف� ��رد م ��ن أف� ��راد امل �ج �ت �م��ع ن�ص�ي�ب��ه م ��ن آث � ��ار ت �ل��ك األف �ع��ال ومسؤولية احليلولة دون تكرارها ،وانطالقا من مسؤوليتنا ملعاجلة هذه الظاهرة نقدم عرض ًا موجز ًا عن واقع الظاهرة ومؤشرات ان � �ت � �ش� ��اره� ��ا،وآث� ��اره� ��ا ،وس � �ب� ��ل م �ع��اجل �ت �ه��ا معتمدين على دراسة حتليلية عن الظاهرة خ�ل��ال ال �ف �ت ��رة (ي �ن ��اي ��ر –أكتوبر 2013م) منوذج ًا.
خ �ل�ال ال �ف �ت��رة ي �ن��اي��ر –أكتوبر م ��ن ال �ع��ام 2013م ...ت� ��ويف م �ن �ه��م 208أش� �خ ��اص يف عدادهم 36م��ن اإلن��اث و 33من األط�ف��ال... وأش � ��ارت إح�ص��ائ�ي��ة خ��اص��ة ب �ه��ذه القضية إل��ى أن الستة األع ��وام املاضيةواملمتدةمن ع � � � ��ام2007م إل� ��ى 2012م ق ��د ش �ه��دت وق ��وع أكثر من 1500ح��ادث��ة انتحار راح ضحيتها
ً أوال :واقع الظاهرة:
أق ��دم 373ش�خ�ص� ًا ع�ل��ى االن�ت�ح��ار منضمنهم 49م��ن األط �ف��ال و 80م��ن النساء
االنتحار يف اليمن
53
العدد ( )213ديسمبر 2013
تتفاقم ظ��اه��رة االنتحار يف ب�لادن��ا يوم ًا ب �ع��د ي ��وم� � ًا وت �ك �ش��ر ع ��ن أن �ي ��اب �ه ��ا ..ال�ف�ق��ر واجل�ه��ل وامل ��رض وض�ع��ف ال ��وازع ال��دي�ن��ي ـ فتوقع يف شراكها أطفا ًال ونساء شباب ًا وش�ي��وخ� ًا ذك ��ور ًا وإن��اث � ًا ،ض��اق��ت بهم األرض مب� ��ا رح � �ب ��ت ،جت��اه �ل �ت �ه��م األنساق االجتماعية ف� � � � � � � � �م � � � � � � � ��ا الم � � � � � � � � � �س� � � � � � � � � ��ت ي� � � ��د ال �ع ��ون م ��آس� �ي� �ه ��م ،ف � �خ� ��ارت ق � � � ��واه � � � ��م وف � � � �ق � � ��دوا ال � � � �ص � � � ��واب ف �م �ن �ه��م م� � � ��ن ص� � � ��ب ن �ق �م �ت ��ه ع �ل��ى ال � ��ذات م �ن �ف��رد ًا فقضى عليها باملوت م � �ن � �ت � �ح� ��ر ًا ب� � ��إرادت� � ��ه امل � �ط � �ل � �ق� ��ة ،وم� �ن� �ه ��م م� ��ن زاد م �ص �ط �ح �ب � ًا م �ع��ه ذوي ال �ق��رب��ى ، وال� �ب� �ع ��ض ق� �ض ��ى يف السجن عقب ارتكابه اجل � � � � � � ��رم ،وآخ � � � � � ��رون ت� � ��وه � � �م� � ��وا اجل� � �ه � ��اد
1913ش �خ �ص � ًا يف ع ��داده ��م 303م� ��ن اإلن ��اث و184من األحداث. ك ��ان م��ن ب�ي�ن امل �ق��دم�ين ع �ل��ى االن �ت �ح��ار 49ح��دث� ًا ت�ت��راوح أعمارهم ب�ين17-10ع��ام� ًا، و 225تتراوح أعمارهم بني30-18عام ًا ،و57 شخص ًا ما بني40-31عام ًا ،و 40آخرون بني 85-41عام ًا. ك��ان��ت 21محافظة م�س��رح� ًا حل��وادثال � �ظ� ��اه� ��رة ،ج � � ��اءت يف م �ق��دم �ت �ه��ا أم ��ان ��ة العاصمة بعدد 112حادثة ،تليها محافظة احل� � ��دي� � ��دة ب � ��واق � ��ع56ح � ��ادث � ��ة ،ويف امل��رت�ب��ة ال�ث��ال�ث��ة كانت محافظة تعز ب �ـ 32حادثة، وح� � �ج � ��ة 23ح � � ��ادث � � ��ة ،ث��م ع� � ��دن 20ح ��ادث ��ة .وت��وزع��ت ب�ق�ي��ة احل � ��وادث ع�ل��ى بقية احمل ��اف� �ظ ��ات ع �ل��ى ال �ن �ح��و ال �ت��ال��ي :إب ،18حل� � ��ج،15 ال� � �ض � ��ال � ��ع ،13ص � �ع� ��دة،13 ذم� � � � � � ��ار ، 13ع� � � �م � � ��ران،11 ال�ب�ي�ض��اء ،7صنعاء،7 احمل � � � ��وي � � � ��ت،7 أب � �ي� ��ن،6
العدد ( )213ديسمبر 2013
54
ح� �ض ��رم ��وت ،5ش � �ب� ��وة ،5م ��أرب،4س� �ي� �ئ ��ون،3 رمية،2اجلوف ،1فيما خلت محافظة املهرة من هذا النوع من احلوادث. استخدمت يف قضايا االنتحار مختلفاألساليب وال�ص��ور ك��ان يف مقدمتها طريق الشنق بعدد107حاالت فيما عمد 94أخرون إلى استخدام األسلحة النارية يف إقدامهم ع�ل��ى االن �ت �ح��ار ،و 70ت�ن��اول��وا امل ��واد السامة واجل ��رع ال��زائ��دة م��ن األدوي ��ة ،و 43أشعلوا ال�ن��ار يف أج�س��اده��م ،و 30استعانوا ب��اآلالت احل��ادة للطعن ،و 17يف القطع ،فيما تردى 7آخرون من على اجلبال واملباني الشاهقة. ك ��ان ��ت األم � � ��راض وال� �ع ��اه ��ات ال�ن�ف�س�ي��ةوال�ع�ق�ل�ي��ة داف �ع � ًا يف 158ح ��ال ��ة إق� ��دام على االنتحار ،واخلالفات األسرية لـ 101حادثة، فيما أق��دم 36شخص ًا على االنتحار عقب احتجازهم يف م��راك��ز احلجز إث��ر ارتكابهم جل ��رائ ��م وق �ض ��اي ��ا ج �ن��ائ �ي��ة م �خ �ت �ل �ف��ة راح ضحيتها 10أشخاص ،وك��ان اإلدم��ان سبب ًا يف ان�ت�ح��ار ش�خ�ص�ين ،وامل�ش��اك��ل التعليمية يف 3قضايا ،واالقتصادية 3حوادث انتحار ،والتقليد واحمل��اك��اة يف حادثتي انتحار ، ووف��اة أح��د الوالدين سبب ًا يف حادثة ،فيما الزالت 67حادثة غير معلومة الدوافع. مي �ي��ل ال �ش �ب��اب إل� ��ى اس �ت �خ ��دام أك�ث��رص��ور االنتحار عنف ًا77 ،منهم استخدموا األسلحة النارية و 64الشنق. مي�ي��ل األط �ف��ال إل��ى اس�ت�خ��دام وس��ائ��لعنيفة يف ق�ض��اي��ا االن �ت �ح��ار ك��ال�ش�ن��ق التي ب��رزت يف 30حالة من ح��االت اإلق��دام على االنتحار. مت �ي��ل ال �ن �س ��اء إل� ��ى اس� �ت� �خ ��دام أي �س��رالوسائل وأسهلها يف الولوج إل��ى االنتحار، ف�ف��ي 35ح��ال��ة م��ن ح ��االت إق��دام �ه��ن على االن � �ت � �ح� ��ار اجت � �ه� ��ن إل� � ��ى اح � �ت � �س ��اء امل� � ��واد السامة،و15حالة باحلريق. يتجه ذوو العاهات واألمراض النفسيةوالعقلية نحو ال�ط��رق األس ��رع يف حتقيق النتائج كاستخدام طرق الشنق ،حيث برزت يف 50حالة واألسلحة النارية يف 48حالة ،فيما امل�ق��دم��ون على االن�ت�ح��ار إث��ر نشوب املشاكل واخل�لاف��ات األس��ري��ة يتجهون نحو احتساء السم وإطالق النار.
ثاني ًا :مؤشرات اخلطر:
م ��ن أب � ��رز م� ��ؤش� ��رات اخل� �ط ��ر يف ظ��اه��رة االنتحار: ارتفاع نسبة انتشار الظاهرة يف أوساطالشباب. ارت� �ف ��اع م �س �ت��وى االن �ت �ش��ار يف أوس ��اطاألطفال. ان � �ت � �ش� ��ار ال� � �ظ � ��اه � ��رة ع � �ل ��ى م �خ �ت �ل��فاحملافظات. ان �ت �ش��ار م�س�ت��وى ال �ظ��اه��رة يف أوس ��اطاإلناث. ت �ص��اع��د م �س �ت��وى ال �ع �ن��ف ن �ح��و ال�غ�ي��رقبل اإلق��دام على االنتحار ،حيث مت رصد 15حالة اقترنت حوادثها باالعتداء بالقتل وال� � �ش � ��روع ف �ي��ه ع �ل��ى أف � � ��راد األس � � ��رة جن��م عنها وف��اة 16شخص ًا وإص��اب��ة 19آخ��ري��ن، باإلضافة إلى 36حالة كان فيها املقدمون على االنتحار ق��د ارتكبوا ج��رائ��م القتل و غ�ي��ره��ا م��ن اجل��رائ��م اجل�ن��ائ�ي��ة جن��م عنها وفاة 8أشخاص. اس�ت�غ�لال امل�ي��ول لالنتحار ل��دى بعضاألش �خ��اص م��ن ق�ب��ل ال�ع�ن��اص��ر اإلج��رام�ي��ة وتعزيز ه��ذا امليول وتوجيهه نحو املجتمع بشكل عمليات ان�ت�ح��اري��ة ب��االس�ت�ف��ادة من األوضاع الراهنة. وج ��ود جت��اه��ل وتقصير ن�ح��و معاجلةال �ظ��اه��رة ح�ي��ث اإلح �ج��ام ع��ن اإلس �ه��ام يف م�ع��اجل��ة أس�ب��اب�ه��ا م��ن ق�ب��ل املجتمع أف ��راد ًا وج �م ��اع ��ات وم ��ؤس �س ��ات ي �س �ه��م يف ان �ت �ش��ار وتفاقم الظاهرة. ت �ك��ال��ب األس � �ب� ��اب وال� �ع ��وام ��ل الشخصية واألسرية واملجتمعية مما يسهم يف االنتشار والتفاقم لهذه الظاهرة. ق� �ص ��ور م �ل �ح��وظ يف ت��وث �ي��ق ب�ل�اغ��اتقضايا االنتحار وال�ش��روع فيه ،وك��ذا احلال يف التحريات والتحقيق و االستقصاء يف تلك احلوادث.
ثالث ًا :األسباب العامة للظاهرة:
ضعف الوازع الديني أحد أهم األسبابال�ت��ي ت�ق��ف وراء ظ��اه��رة االن�ت�ح��ار ح�ي��ث ال مي �ك��ن ل �ق��وي ال ��دي ��ن أن ي �ق��وم مب �ث��ل ه��ذه األع� �م ��ال ال �ت��ي ن �ه��ى ع�ن�ه��ا اخل ��ال ��ق وح ��ذر من ارتكابها ،فضعف ال��وازع الديني يولد
لدى اإلنسان الهزمية ويبرر أي أعمال قد يضطلع بها ويجعله عرضة ألي هزات . اجلهل من األسباب املهمة يف االندفاعنحو االنتحار ضعف ًا يف مواجهة احلقيقة وحتمل الصعاب واملسؤولية. الفقر :وهو من األسباب الرئيسية التيتدفع باإلنسان إلى االنتحار إثر عجزه عن تدبير معيشته وإعالة أسرته يف ظل اتساع رقعة البطالة وندرة فرص العمل. امل��رض :لعل األس�ب��اب السابقة الذكرت �ض��اع��ف وت �س �ب��ب ك� �ث� �ي ��ر ًا م ��ن األم� � ��راض النفسية والعقلية التي تعزز ميول البعض إلى االنتحار هروب ًا من الواقع القاسي إثر االضطرابات املرضية. تكالب ه��ذه العوامل ي��ول��د مجموعةم��ن ال��دواف��ع ال�ت��ي ق��د تسيطر على تفكير اإلن �س��ان وت��دف��ع ب��ه إل��ى حل�ظ��ات م��أس��اوي��ة جت �ب��ره ع �ل��ى االن �ت �ح��ار ه ��روب� � ًا م ��ن حتمل امل �س��ؤول �ي��ة يف ظ��ل ت��دن��ي ق��درت��ه العقلية والنفسية وحتاصره من مختلف النواحي.
رابع ًا :اآلثار املترتبة عن انتشار هذه الظاهرة:
خامس ًا :املعاجلات:
ض� � ��رورة إخ� �ض ��اع ال �ظ ��اه ��رة مل��زي��د منال� ��دراس� ��ة وال �ت �ق �ي �ي��م ال �ع �ل �م��ي ل �ل �ت��أك��د من ح �ج �م �ه��ا وأس� �ب ��اب� �ه ��ا احل �ق �ي �ق �ي��ة واألث � � ��ار الناجمة عنها. ض� � � ��رورة م �ت��اب �ع��ة األج� � �ه � ��زة األم �ن �ي��ةوم �ض��اع �ف��ة ج �ه��وده��ا يف م �ج ��ال ال �ت �ح��ري وال �ت �ح �ق �ي��ق يف ق �ض��اي��ا االن� �ت� �ح ��ار وع ��دم االكتفاء بشهادات وإفادات أقارب الضحايا. وض ��ع آل �ي��ة وب��رام��ج مل�ت��اب�ع��ة وم�ع��اجل��ةاملنتحرين احملتملني. إع��ادة األنساق االجتماعية ومؤسساتاملجتمع النظر يف برامجها وتقييمها وفق آلية تكشف مكامن االخ�ت�لاالت وعالقتها يف إنتاج وانتشار مثل هذه الظواهر.. إع��داد وتنفيذ ب��رام��ج رقابية وتوعويةملعاجلة التقاعس وإه�م��ال املسؤولية جتاه معاجلة ومحاصرة الظاهرة وأسبابها . إن� �ش ��اء م �ص �ح��ات وم ��راك ��ز ل�ل�م�ع��اجل��ةوالتعامل مع احلاالت النفسية املستعصية م��ع التوعية بأهمية إحل��اق ذوي العاهات
اخلامتة:
وخ� �ت ��ام� � ًا ن �ق��ف م �س �ت��وق �ف�ين اآلخ ��ري ��ن ل �ل��وق��وف ص �ف � ًا واح � ��د ًا يف م�ج��اب�ه��ة ال ��ذات وم� ��راج � �ع� ��ة ب ��رام� �ج� �ن ��ا ،ب � ��رام � ��ج األن � �س� ��اق االج �ت �م��اع �ي��ة امل�خ�ت�ل�ف��ة ،ن�ت�ف�ح�ص�ه��ا ب��دق��ة وق �ن��اع��ة م�ش�خ�ص�ين م ��واط ��ن االخ� �ت�ل�االت والفجوات التي تنفذ من خاللها السموم واألوب �ئ��ة واألم � ��راض االج�ت�م��اع�ي��ة القاتلة وامل ��دم ��رة مل�ع��اجل�ت�ه��ا وف �ق � ًا خل�ط��ط علمية م ��دروس ��ة ح �ف��اظ � ًا ع �ل��ى ج �س��د األم� ��ة ق��وي � ًا م �ع��اف��ى م �ح �ص �ن � ًا م ��ن أي اخ� �ت ��راق ��ات ،مع العمل ال ��دؤوب لتحديث وتطوير مختلف البرامج االجتماعية والتربوية ملعاجلة أي انحراف قبل استفحاله وقطع كافة الطرق املؤدية إلى انتشار أعمال العنف جتاه الذات أو االعتداء على اآلخرين أو تخريب وتدمير املصالح والقدرات البشرية واملادية ،انتقام ًا من املجتمع والواقع القاسي والعنيف. 55
العدد ( )213ديسمبر 2013
إه �م��ال امل�ج�ت�م��ع وت�ق��اع�س��ه يف م��د يدال �ع��ون للمنتحرين احمل�ت�م�ل�ين واإلح �ج��ام عن معاجلتهم يجعلهم قنبلة موقوتة قابلة لالنفجار يف أي حلظة ،وقد تتضاعف حدة العنف لديهم ،وتدفعهم إلى تكرار محاولة االنتحار بطرق وأساليب أكثر عنف ًا . ان �ت �ش ��ار رق� �ع ��ة ال� �ظ ��اه ��رة ت �ع �م��ل ع�ل��ىتشجيع اآلخرين يف اإلق��دام على االنتحار وخ ��اص ��ة م ��ن ذوي امل �س �ت ��وي ��ات ال �ث �ق��اف �ي��ة والتعليمية الدنيا وشرائح األطفال. ان�ت�ش��ار ال �ظ��اه��رة يعمل ع�ل��ى إض�ع��افاألف��راد وقدراتهم على مواجهة التحديات وحت� �م ��ل امل� �س ��ؤول� �ي ��ة وم �ج ��اب �ه ��ة ال� �ظ ��روف الصعبة وامل�ش��اك��ل العصية وال�ت�ع��اي��ش مع أوضاعهم املتردية. ان�ت�ش��ار ال�ظ��اه��رة ي�س��اع��د ذوي امل�ي��ولاإلجرامية على استغاللها يف ارتكاب جرائم قد تبدو بأنها حاالت انتحار إثر التخطيط املسبق وبحرفية يف ارتكابها. يف ظل تصاعد أساليب وصور االنتحاراألك �ث ��ر ع �ن �ف � ًا وت ��وات ��ره ��ا واس �ت �غ�ل�ال بعض
العناصر اإلجرامية لتعزيز ميول الشباب وتغذية كراهيتهم للمجتمع معتمدة على الوضع االقتصادي واالجتماعي والسياسي فتحولهم إلى قنابل بشرية ،تنعكس عليها آث��ار اجتماعية واقتصادية وسياسية نحن يف غنى عنها.
النفسية والعصبية مب�ث��ل ت�ل��ك امل��راك��ز يف وقت مبكر . ت��وح�ي��د وت�ن�س�ي��ق اجل �ه��ود يف م��واج�ه��ةاألسباب العامة للظاهرة ،ومعاجلة أوضاع ال �ش �ب��اب ،وإت ��اح ��ة ف ��رص ال �ع �م��ل وحت�س�ين مستوى املعيشة بتنمية شاملة ،مبعاجلة الوضع واالختالالت السياسية واالقتصادية واالج �ت �م��اع �ي��ة ،وم �ح ��ارب ��ة ال �ف �س��اد امل��ال��ي واإلداري.
ضبط 2253كيلو حشيش مخدر متكنت األجهزة األمنية خالل الفترة امل��اض �ي��ة م ��ن ال� �ع ��ام اجل� � ��اري 2013من ض �ب��ط 2253ك�ي�ل��و م��ن م� ��ادة احل�ش�ي��ش اخلارجي يف 16محافظة من محافظات اجلمهورية ...وأكدت اإلحصائية األمنية اخل� ��اص� ��ة ب� �ج ��رائ ��م امل� � �خ � ��درات (جت � ��ارة وت�ه��ري��ب ون�ق��ل وح �ي��ازة وت��روي��ج وت�ع��اط) أن األجهزة األمنية متكنت خالل الفترة (يناير – أكتوبر 2013م) م��ن ضبط 2253كيلو م��ن احلشيش باإلضافة إلى قرابة13000قرص ًا مخدراً. م� ��ؤك� ��دة أن� �ه ��ا ض �ب �ط��ت ال� �ك� �م� �ي ��ات يف 273عملية ضبطية متفرقة ،فيما مت ض � �ب ��ط 429م �ت �ه �م � ًا ب �ج��رائ��م امل� �خ ��درات خ�لال ال�ف�ت��رة نفسها ب��اإلض��اف��ة إل��ى 51 س� �ي ��ارة و 4ق� � ��وارب اس �ت �خ��دم��ت يف ن�ق��ل وتهريب املخدرات،موضحة أن 1472كيلو م��ن احل�ش�ي��ش مت ضبطها يف محافظة احل��دي��دة ف�ي�م��ا مت ض�ب��ط 466ك�ي�ل��و يف محافظة حجة ،و200ك�ي�ل��و يف محافظة احمل � � ��وي � � ��ت ،و458ك � � �ي � � �ل � ��و يف م �ح��اف �ظ��ة ح�ض��رم��وت ،و 17.5يف أم��ان��ة العاصمة، و 21يف ت �ع��ز،و 15يف م ��أرب ،و8مبحافظة شبوة... وأش ��ارت اإلح�ص��ائ�ي��ة األم�ن�ي��ة إل��ى أن��ه مت ضبط 118متورط ًا بجرائم املخدرات يف محافظة ح�ض��رم��وت ب�ـ 701عمليات ضبطية ،و 87متهم ًا بأمانة العاصمة يف 55عملية نوعية ،و 83متهم ًا مبحافظة
العدد ( )213ديسمبر 2013
56
احل� � � � � ��دي� � � � � ��دة يف 54 ع�م�ل�ي��ة ض�ب�ط�ي��ة ،و33 مب �ح��اف �ظ��ة ت �ع��ز ب � �ـ23 ع�م�ل�ي��ة ض�ب�ط�ي��ة ،و35 مب� �ح ��اف� �ظ ��ة ع � � ��دن يف 21ع �م �ل �ي��ة ض�ب�ط�ي��ة و 29مب�ح��اف�ظ��ة حجة يف 22ع �م �ل �ي��ة ،ف�ي�م��ا ت� � ��وزع ال � �ع� ��دد ال �ب��اق��ي م��ن امل �ض �ب��وط�ين على ب � �ق � �ي� ��ة احمل � ��اف� � �ظ � ��ات وبأعداد متقاربة على محافظات :إب ،املهرة، احملويت ،شبوة،أبني ،مأرب،ذمار والبيضاء وحلج وصنعاء. وأش��ارت ق�ي��ادة اإلدارة العامة ملكافحة امل � � �خ� � ��درات إل� � ��ى أن م �ع �ظ ��م ال �ك �م �ي��ات املضبوطة من احلشيش كانت يف طريق ت�ه��ري�ب�ه��ا إل ��ى أراض � ��ي امل �م �ل �ك��ة ال�ع��رب�ي��ة ال �س �ع��ودي��ة ،أح �ب��ط األج� �ه ��زة األم �ن �ي��ة م�ح��اوالت تهريبيها يف عملية نوعية يف محافظات احلديدة وحجة واحملويت رغم الوسائل والطرق املبتكرة من قبل جتار وم�ه��رب��ي امل �خ ��درات يف عملية إخ�ف��اءه��ا أثناء محاولة التهريب ...مشيدة بجهود رج ��ال مكافحة امل �خ��درات ورج ��ال األم��ن والشرطة واملتعاونني معهم من منتسبي القوات املسلحة واملواطنني املشاركني يف عملية الضبط واإلب�لاغ ..مشيرة إلى أن ج�ه��ود ال�ت�ع��اون والتنسيق اإلق� �ل� �ي� �م ��ي وال � � ��دول � � ��ي يف م ��واج � �ه ��ة ه� � ��ذه اجل� ��رائ� ��م ك� ��ان� ��ت ل� �ه ��ا دور ك �ب �ي ��ر يف ع�م�ل�ي��ات ال�ض�ب��ط ،وي��أت��ي ذل� � ��ك يف إط� � � ��ار ال� �ت� �ع ��اون مل��واج �ه��ة وم �ك��اف �ح��ة اآلف ��ة واآلث� � � � � ��ار امل� � ��دم� � ��رة حل �ي ��اة
اإلنسان ويف مختلف املجاالت الصحية واألم� �ن� �ي ��ة واالق� �ت� �ص ��ادي ��ة وال �س �ي��اس �ي��ة واألبعاد اإلنسانية واألخالقية والدينية، والتفكك األسري املجتمعي يف أن واحد. معربة عن مخاوفها من اتساع عمليات االجتار والتهريب لهذه املواد عبر األراضي واملياه اليمنية ملا لها من انعكاسات أمنية واقتصادية باإلضافة إلى مخاطر حتول مناطق وأراض ��ي الترانزيت إل��ى مناطق مستهلكة وم�ت�ع��اط�ي��ة ل�ه��ذه امل ��واد وف�ق� ًا ملا تثبته كثير من ال��دراس��ات و الشواهد ت �ه �ي �ئ ��ة م� �ن ��اط ��ق ال � �ع � �ب � ��ور وحت ��وي �ل �ه ��ا ملناطق مستهلكة مل��ا تقتضيه األه��داف واملخططات اإلجرامية ملهربي ومتاجري املخدرات ...وانخراط شرائح عدد واسع من شريحة الشاب واألط�ف��ال يف مزالق ودهاليز وبراثني اآلفة اخلطرة. داعية كافة مؤسسات وأنساق التنشية االج �ت �م ��اع �ي ��ة إل � ��ى اإلس � �ه� ��ام ب �ف��اع �ل �ي��ة وم� �ش ��ارك ��ة ح �ق �ي �ق��ة يف ج� �ه ��ود وب ��رام ��ج وأنشطة مكافحة هذه األمراض واألبوية ال �ت��ي ت �س �ت �ه��دف ب�ل�ادن ��ا أرض � � � ًا وإن �س��ان � ًا بإغراقها يف بؤر التدمير.. وذل� � � ��ك وف� � �ق� � � ًا مل � ��ا ت � ��ؤك � ��ده ال� �ش ��واه ��د وتثبته اإلح�ص��ائ�ي��ات يف ان�ت�ش��ار وت��وس��ع رق �ع��ة م�س�ت�ه�ل�ك��ي امل� �خ ��درات وامل�ن��زل�ق�ين يف ب��راث�ي�ن�ه��ا امل�ظ�ل�م��ة امل �ج �ه��ول��ة ..وه��ي ت�س�ت�ه��دف ت��دم �ي��ر ال �ق��وى واإلم �ك��ان �ي��ات ال �ش �ح �ي �ح��ة يف األص � ��ل ب��اإلض��اف��ة إل��ى اس� �ت� �ه ��داف� �ه ��ا ألم� � ��ن واس � �ت � �ق� ��را ال ��وط ��ن وامل ��واط ��ن خل �ل��ق ب�ي�ئ��ة م �ن��اس �ب��ة ل�ن�ج��اح وتسهيل جتارتهم وأنشطتهم القذرة.
مجلس وزراء العدل العرب يقر إعداد مشروع برتوكول عربي للحد من انتشار السالح
57
العدد ( )213ديسمبر 2013
اق ��ر م�ج�ل��س وزراء ال �ع��دل ال �ع ��رب يف خ �ت��ام أع �م ��ال دورت � ��ه ال� � �ـ 29امل �ن �ع �ق��دة يف صنعاء يف الـ 26من نوفمبر املاضي إعداد مشروع بروتوكول عربي للحد من انتشار األسلحة يف املنطقة العربية إل��ى جانب ع��دد م��ن ال� �ق ��رارات ال�ه��ام��ة امل �ن��درج��ة يف إطار تعزيز التعاون يف مجاالت مكافحة وإنشاء محكمة عربية إلرجاع متحصالت الفساد ,وم�ك��اف�ح��ة اإلره� ��اب والقرصنة البحرية واإلجتار بالبشر. وتضمنت القرارات التي اعتمدها وزراء العدل العرب يف هذه الدورة قرارات بشأن إعداد مشروع االتفاقية العربية ملكافحة اإلره� � � ��اب وآل� �ي ��ة ت �ن �ف �ي��ذه��ا واالت �ف��اق �ي��ة العربية ملكافحة غسل األم ��وال ومتويل اإلره ��اب وب�ش��أن تعزيز ال�ت�ع��اون العربي وال��دول��ي يف م�ج��ال م�ك��اف�ح��ة اإلره� ��اب.. فضال عن قرارين بشأن مشروع بروتوكول عربي ح��ول مكافحة القرصنة البحرية وإع ��داد م�ش��روع اتفاقية عربية ملكافحة أفعال التدخل غير املشروع املوجهة ضد أمن وسالمة الطيران املدني. ك �م��ا ت �ض �م �ن��ت ق � � ��رار ًا خ ��اص� � ًا ب ��أع ��داد
م �ش��اري��ع ق��وان�ي�ن ع��رب�ي��ة اس �ت��رش��ادي��ة يف مجاالت متعددة منها قرار بشأن مراجعة ال� �ق ��ان ��ون ال� �ع ��رب ��ي امل ��وح ��د ل �ل �م �خ��درات وامل��ؤث��رات العقلية إلى جانب ق��رار بشأن إع��داد م�ش��روع التقرير العربي السنوي األول ح � ��ول ج� �ه ��ود م �ك��اف �ح��ة اإلجت � ��ار بالبشر فى املنطقة العربية وأخ��ر بشأن إع ��داد ات�ف��اق�ي��ة ع��رب�ي��ة ملكافحة اإلجت��ار بالبشر باإلضافة إل��ى ق��رار بشأن إع��داد مشروع االتفاقية العربية لتنظيم زراعة األع �ض��اء ال�ب�ش��ري��ة وم �ن��ع اإلجت� ��ار فيها و ق �ـ��رار ًا ب�ش��أن إع ��داد م �ش��روع االتفاقية العربية ملنع االستنساخ البشري . يف ح� �ي��ن ت� �ض� �م ��ن ال� � � �ق � � ��رار اخل� � ��اص باالتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب وآلية ت�ن�ف�ي��ذه��ا واالت �ف��اق �ي��ة ال�ع��رب�ي��ة ملكافحة غسل األم��وال ومتويل اإلرهاب ,مطالبة م �ج �ل��س وزراء ال � �ع� ��دل ال � �ع� ��رب ل �ل��دول العربية التي ل��م تصدق على االتفاقية إلى إمتام إجراءات التصديق عليها. وقضى ال�ق��رار مبواصلة التنسيق مع اجلهات املعنية يف جمهورية العراق لعقد مؤمتر عربي على مستوى اخلبراء حول
اإلرهاب الدولي وسبل مكافحته بينما تضمن ال�ق�ـ��رار اخل��اص بتعزيز ال� �ت� �ع ��اون ال� �ع ��رب ��ي وال � ��دول � ��ي يف م �ج��ال مكافحة اإلرهاب ،والعمل على مكافحته واقتالع جذوره وجتفيف منابعه الفكرية وامل��ال�ي��ة ،واع�ت�ب��اره عمال إج��رام�ي��ا مهما كانت دوافعه ومبرراته ،فضال عن رفض ك��ل أش �ك��ال االب �ت��زاز م��ن ق�ب��ل اجل�م��اع��ات اإلره��اب�ي��ة بالتهديد أو قتل ال��ره��ائ��ن أو طلب فدية لتمويل جرائمها اإلرهابية. ودع� � � � ��وا ال� � � � ��دول ال� �ع ��رب� �ي ��ة ال � �ت� ��ي ل��م ت� �ص ��ادق ع �ل��ى االت �ف ��اق �ي ��ات ال �ع��رب �ي��ة يف م�ج��ال ال�ت�ع��اون ال�ق�ض��ائ��ي واألم �ن��ي إل��ى القيام ب��ذل��ك ،والعمل على تفعيل هذه االتفاقيات. يف ح�ين قضى ال �ق��رار اخل��اص بوضع ق��ان��ون اس �ت��رش��ادي مل�ن��ع ازدراء األدي� ��ان، ب��اع �ت �م��اد م � �ش� ��روع « ال� �ق ��ان ��ون ال �ع��رب��ي االس� � �ت � ��رش � ��ادي مل� �ن ��ع ازدراء األدي � � � ��ان» بالصيغة امل�ع��دل��ة ال�ت��ي أع��دت�ه��ا اللجنة املعنية مب��راج�ع��ة امل �ش��روع يف اجتماعها الثاني ال��ذي عقد مبقر األم��ان��ة العامة للجامعة بتاريخ . 2013/10/2-1
للزمن لغة مفرداتها األيام ولسانها الواقع ،وللمكان ذاكرة مساحتها التاريخ ومخزونها الوقائع ،ولإلنسان حياة روحها الرغبات ونبضها الدوافع.. بخطاه البطيئة املتثاقلة ميضي الزمن مسرعا ًيف ظل موكب مهيب من جحافل األيام التي تلقي بغبارها وتغير مالمح كل شي يف الوجود ،مبنتهى الثبات والرسوخ يبقى املكان ،فإن ذاكرته ال متناهية السعة لرصد وتخزين تفاصيل كل ماتخلفه املتغيرات من أحداث ووقائع ،فيما يكون اإلنسان محور اجلدل واحلوار وصاحب الرأي والقرار.
الغفلـــــــــــــــة جرميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
محمد عبده املالك أمني
العدد ( )213ديسمبر 2013
ف��إذا رأى بعني البصيرة واحل�ل��م وق ��رر مسايرة احلاضر واستيعاب املاضي فإنه يصبح ق��ائ��د ًا ل��دواف �ع��ه ورغ �ب��ات��ه وميضي ب �ح �ي��ات��ه وح �ي ��اة م��ن ي �ع ��ول ع��ل ��ى ب �س��اط دروب ال � �س �ل�ام امل �س �ت �ق �ي �م��ة ح��ت ��ى ي�ص��ل معهم بر األمان ،أما إذا رأى بعني العطف وال �غ �ب��اء وق ��رر جت��اه��ل احل��اض ��ر ون �س�ي��ان امل ��اض ��ي ف ��إن ��ه ي �ص �ب��ح م � �ق ��ود ًا ل��دواق �ع��ه ورغباته وميضي بحياته وحياة من يعول على أشواك دروب الظالم املتعرجة حتى ينتهي معهم يف أقصى مدارك الهالك. هو يف منتصف العقد الرابع من العمر ل�ك��ن م��ن ي ��راه يظنه ق��د جت ��اوز الستني، فمالمح جسده النحيل وتقاسيم وجهه ال �ع��اب ��س ت�خ�ت��زل الكثير م��ن آث ��ار ال �ه ��رم وال �ش �ي �خ ��وخ��ة ك �م��ا ت � �ب ��دو ع ��ل ��ى ه �ي �ئ�ت��ه الكثير من آثار اإلنهاك والتعب. 58
ل �ق��د ورث امل �س �ك�ين وه� ��و يف ال �س��اب �ع��ة عشرة م��ن العمر تركة ثقيلة ع��ن وال��ده ال��ذي ت ��ويف وألقى على عاتقه مسؤولية أم��ه إل ��ى ج��ان��ب تسعة أش�ق��اء وشقيقات كان هو أكبرهم ،أظن أن مسؤوليته هذه سرعان ماكبرت مع قرار األم التي أقدمت على بيع حليها وت��زوي�ج��ه لضمان شد وثاقه والتزامه بتحمل املسؤولية. وم �ن��ذ ذل��ك ال ��وق��ت وال �ع �م ��ر امل �ب��ك ��ر ودع (ص ��ال ��ح) امل ��درس ��ة واألح �ل��ام ال �ك �ث �ي ��رة عن املستقبل التي كان ينسجها يف مخيلته مثلما ودع العزوبية وحياة اللهو واملرح.. وق � ��د ان ��خ ��رط يف م ��وج ��ة م ��ن ال �ع �ن��اء والقسوة وراح يتنقل بني مختلف املهن واألع � �م ��ال وص� ��ار ك ��ل ه �م��ه م �ح �ص ��ور ًا يف توفير لقمة العيش ألس ��رت��ه كما ص��ارت مخيلته ف��ارغ� ً�ة م��ن ك��ل ش ��يء ع��دا ص��ورة
وال ��ده ح�ين أم �س ��ك ي��ده وه��و على ف ��راش املوت وأوصاه برعاية أمه وأشقاءه. وك��ان أكثر مايثير مشاعره وآالم��ه هو تذكر اللحظات التي أوص��اه فيها وال��ده بشقيقه الرضيع (س��ام ��ي) ،وال��ت ��ي معها ش �ع ��ر بضغطة م��ن ي��د أب �ي��ه حت�ث��ه على مضاعفة التركيز واالهتمام. وبني الكد والنكد والعناء والتعب والهم وال �ش �ق��اء امل �ت ��واص��ل ع ��اش (ص��ال��ح)س �ب��ع س �ن��وات وف �ي �ه��ا-أي �ض � ًا-ص��ارع أم��واج � ًا من اخل ��وف والقلق الناجم ع��ن ع��دم ارت��زاق��ه ب��ال��ذري��ة،ل�ك��ن بعد ذل��ك ب ��دأت املسؤولية تخف عن كاهله مع بلوغ بعض أشقاءه وشقيقاته سن العمل وال��زواج ،كما تبدد كل خوفه وقلقه مع ارتزاقه أول مولود. وت �ل��ت ال �س �ن��وات ال �س �ب��ع امل��اض �ي��ة عشر س �ن��وات أخ ��رى واف��ق متامها مطلع العام
إليه يف سفره حيث كان يذكرلها اسم كل منطقة على ط ��ري��ق املدينة ال��ت ��ى ادع ��ى سفره إليها. وحني قارب املساء من االنتصاف وصل (ص ��ال ��ح) إل ��ى ن�ق�ط��ة ق ��ري �ب��ة م��ن م�ن��زل��ه، وم��ن هناك أخ ��رج هاتفه اجل ��وال واتصل بزوجته وعيناه موجهة صوب املنزل الذي بدت جميع أماكنه غارقة يف الظالم عدا غ ��رف��ة ال �ن ��وم ال��ت ��ي ب ��دا ن ��ور امل �ص �ب��اح من خ�ل��ف ن��اف��ذت �ه��ا ال��زج��اج �ي��ة ،وق ��د انقطع آخر آماله يف براءة زوجته حينما سمعها تتحدث معه باسترخاء وتلكؤ الناعس امل �س �ت �ي �ق��ظ م ��ن ال� �ن ��وم ،ح �ي��ث ت��أك ��د من اصطناعها ذلك االسترخاء والتلكؤ مع ت��أك ��ده م��ن ع��دم اع�ت �ي��اده��ا ال �ن��وم يف غير غرفتها أو يف ظ��ل ن��ور امل �ص �ب��اح ،وحينها طمنها ع��ن وص��ول��ه امل��دي �ن��ة ال��ت ��ي ادع ��ى السفر إليها وأخبرها أنه سيغلق الهاتف وسيخلد للنوم لشعوره باإلرهاق من أثر الطريق. وبالفعل قام (صالح) بعد ذلك بإغالق هاتفه إال أن��ه ل ��م ي��ذه��ب إل ��ى ال �ن��وم كما ذكر وإمنا أخرج املسدس املخفي يف ثنايا مالبسه احملشورة يف املشمع البالستيكي وعمره بالرصاص ودسه يف خاصرته ،ثم تخلى ع��ن امل�ش �م��ع وم��اف �ي��ه م��ن مالبس ومضى يسترق اخلطى واختلس تسلق منزله ودخل من الباب املؤدي إلى السطح وال ��ذي ك ��ان ت ��رك��ه م �ف�ت��وح � ًا ،ويف ال �ب��داي��ة وص��ل بخطاه احل ��ذرة إل ��ى ج ��وار الغرفة التي ينام فيها شقيقة وأزاح جانب ًا من الستار املغطي بابها وأطلق ضوء الوالعة ال��ت ��ي ك��ان��ت يف ي��ده إل ��ى ال��داخ��ل،وع�ن��دم��ا 59
العدد ( )213ديسمبر 2013
2012م ب ��اإلض ��اف ��ة إل � ��ى أن (ص� ��ال� ��ح) ق��د اكتسب حرفة مهنية واستقر يف العمل م��ع أح ��د م �ق��اول ��ي ال �ب �ن��اء وص ��ار ميتلك منز ًال متواضع ًا يف ضاحية إح��دى املدن يسكنه م��ع أط �ف��ال��ه ال �س �ت��ة ال��ذي��ن رزق��ه اهلل ت �ع��ال ��ى ب �ه��م ،ويف ذات ال ��وق��ت ك��ان��ت شقيقاته اخل �م ��س ق��د ت��زوج��ن وانتقلن إل ��ى كفالة أزواج �ه��ن كما ت��زوج ثالثة من أشقاءه وص��اروا يعملون ويعتمدون على أنفسهم،فيما لم يبق يف إطار مسؤوليته سوى أمه وشقيقه األصغر (سامي) الذى وص ��ل ال �س��اب �ع��ة ع �ش ��رة م��ن ال �ع �م ��ر وص��ار يف م ��رح �ل��ة ال ��دراس ��ة ال �ث��ان ��وي��ة ،حينها طلب (ص��ال��ح) من شقيقه (سامي)وأمه االن �ت �ق��ال إل ��ى امل��دي �ن��ة وال �ع �ي��ش م �ع��ه يف م �ن��زل��ه ،وق ��د ل ��ب ��ى شقيقه (س��ام ��ي) ه��ذا الطلب لكن األم اعتذرت وفضلت البقاء يف القرية مع أحد أبنائها اآلخرين. ش � �ع � ��ر (ص � � ��ال � � ��ح) مب� �ن� �ت ��ه ��ى ال � ��راح � ��ة وال �ط �م��أن �ي �ن��ة ل ��وج ��ود ش �ق �ي �ق��ه األص �غ ��ر (سامي) يف منزله خاصة وأن عمله كثير ًا ما ك��ان يفرض عليه االنتقال إل ��ى مدن أخ ��رى وال �ب �ق��اء أي��ام � ًا ع��دي��دة ب �ع �ي��د ًا عن املنزل ،وعند ذلك كان يوكل إلى شقيقه م�ه�م��ة ش �ئ ��ون امل �ن��زل وي��وص �ي��ه االه�ت �م��ام ب��دراس �ت��ه وي �ع ��ده ب��ال��دع ��م حتى حصوله على أكبر الدرجات العلمية ،وقد استمر ه ��ذا احل� ��ال م��اي �ق��ارب ال �ع ��ام أو ال �ع �ش ��رة أشهر. وب �ع ��د ذل ��ك ج ��اء ي ��وم ال �ث�لاث��اء امل ��واف��ق 2013/10/1م ،وم ��ع اق �ت ��راب ظ �ه �ي ��رة ه��ذا ال �ي��وم ق��ام (ص��ال��ح) وال ��ذي ك ��ان متفرغ ًا من العمل بإرسال شقيقة (سامي) إلى ال �س ��وق ل �ش ��راء أع �ش��اب ال �ق��ات كما طلب من زوجته اإلس ��راع باعداد وجبة الغداء، فيما هو استرخى على السرير لقضاء وقت االنتظار ،وغرق يتأمل أطفاله وهم يلهون أمامه يف ساحة الغرفة. وم��ا ه��ال��ه وف��اج��أه وأث ��ار حيرته وقلقه يف ذل��ك الوقت رؤي��ة طفله اب��ن اخلمسة أعوام وهو ميسك بشقيقته التي تصغرة بعام ويلتصق بها ويتخذ معها أوضاع ًا وحركات ال يعرفها غير الكبار املتزوجون، وهذا املشهد دفعه يف اللحظة لالنطالق ب�خ �ي��ال��ه يف ج ��ول��ة اس�ت�ط�لاع �ي��ة خاطفة خاللها ط��اف يف أرج ��اء منزله املتواضع وامل��ك ��ون م��ن ث�ل�اث غ ��رف ص �غ �ي ��رة وح �م��ام ومطبخ واجلميع ال تغطي أبوابها سوى
س�ت��ائ ��ر ح ��ري ��ري��ة مهلهلة ،فيما أن ��ه ي��وج��د يف امل �ن��زل ب ��اب ��ان من حديد فقط أحدهما يف املدخل الرئيسي واآلخر يف املخرج املؤدي م��ن مطلع ال ��درج إل ��ى السطح، ك �م��ا اس �ت ��رج��ع م �ش��اه��د ال�ك�ث �ي ��ر م��ن تصرفاته وح �ي��ات��ه الزوجية وان�ت��ه ��ى إل ��ى ال�ت��أك ��د املطلق من شديد حرصه وحذره يف االبتعاد ع � ��ن أع� �ي��ن األط� � �ف � ��ال ع� �ن ��د ك��ل لقاءاته ال��زوج �ي��ة ،ث��م بعد ذلك ق ��ام ب��اس �ت��دع��اء ال �ط �ف��ل وس��أل��ه ب �ش��دة وح� ��زم ع ��ن س ��ر احل ��رك��ات ال ��ت ��ي ات� �خ ��ذه ��ا م� ��ع ش �ق �ي �ق �ت��ه وكيف تعلمها؟؟ وحلظتها أجاب الطفل بكل برود وبراءة قائ ًال: رأىت عمي (سامي) وأمي يعملون مثل ذلك!!. ودارت الدنيا يف عيني (صالح) واختل توازنه مثلما دارت واختلت أفكاره ،ويومها تناول وجبة الغداء وقضى وقت املقيل مع شقيقه وزوج �ت��ه وه��و ي�ص��ارع الكثير من الشكوك والهواجس التي قادته مع بداية املساء إلى اختالق تشغيل نغمة الهاتف وال �ت �ظ��اه ��ر ب��ال ��رد واحل ��دي ��ث م��ع امل �ق��اول الذي يعمل معه موهم ًا زوجته وشقيقه أن املقاول طلب منه االستعداد واالنتقال يف احل ��ال م��ع ب �ع ��ض رف��اق��ه م��ن ال �ع�م��ال إل ��ى مدينة أخ ��رى ،أض��ف أن��ه أث �ن��اء إدارة هذا احلديث الوهمي نهض من مجلسه وراح يتنقل بني أرج��اء املنزل ووص��ل إلى مطلع السطح واختلس فتح (ه�ن��دراب) الباب ،وقد أبدى بعد ذلك العجلة وأخذ املسدس الذي اعتاد اصطحابه عند كل ان�ت�ق��ال إل ��ى خ ��ارج امل��دي�ن��ة ودس ��ه يف طي املالبس التي أعدتها زوجته وغ��ادر املنزل ب �ع ��د أن ودع أط �ف��ال��ه وأس� � ��دى مختلف النصائح املعتادة لزوجته وشقيقه. مضى (ص��ال��ح) مكسور اخل��اط ��ر ش��ارد ال��ذه��ن م�ث�ق�ل ًا ب��ال �ه�م��وم ،يسير م��ن دون غاية أو هدف محدد فقد ظل يتنقل بني الشوارع يرصد يف ثنايا مخيلته مختلف االح �ت �م��االت وال �ت �ق��دي ��رات ،آم�ل ً�ا أن يجد أدن ��ى مبرر يهديء من روع شكوكه ويلوح باحتمال براءة زوجته وشقيقه. وم��ع م ��رور ك��ل س��اع��ة ك��ان يسمع رنني ه��ات �ف��ه اجل � ��وال وي �ج ��د زوج� �ت ��ه تطمئن ع �ل �ي��ه وت �ت �س��اءل ع��ن امل �ك��ان ال� ��ذي وص��ل
وجدها فارغة ال وجود ألحد فيها انتقل بنفس احلذر إلى الغرفة التي ينام فيها أط �ف��ال��ه ل �ي��زح أي �ض � ًا ج��ان �ب � ًا م��ن ال �س�ت��ار املغطي بابها وأط �ل��ق ض ��وء ال ��والع��ة إلى ال��داخ��ل حيث ألقى على وج��ه ك��ل واح��د م ��ن أط �ف��ال��ه ال� �غ ��ارق�ي�ن يف ال� �ن ��وم ن �ظ ��رة ع �م �ي �ق��ة خ��اط �ف��ة ،وب �ع ��ده��ا اجت ��ه ب�ح ��ذر ش ��دي ��د ص � ��وب غ ��رف ��ة ن ��وم ��ه ومت� �ك ��ن م��ن االستقرار يف مكان يتيح له النظر إلى داخل الغرفة ويحول دون اكتشاف وجوده حتى ملن يظهر خارج الغرفة ،وعند ذلك عرف مالم يرد معرفته وتأكد مما حاول إن�ك��اره شاهد ب��أم عينيه شقيقه يداعب زوج �ت��ه ال��ت ��ي ب��دت يف م�لاب ��س م�ث �ي ��رة لم ي ��ره��ا تلبسها أو ق��د ل �ب �س ��ت مثلها من قبل ،كما غ ��رق يتأمل اختالءهما ال��ذي ب��دا يف ظل أج ��واء حميمية فاحت معها روائح البخور والعود الذي لم يعرف مثله إال يف األشهر األولى من زواجه. وم ��اه ��ي إالدق ��ائ ��ق م� �ع ��دودة ب �ع ��د ذل��ك حتى رأى (ص��ال��ح) زوج �ت��ه وشقيقه وقد اس �ت �ق ��را يف ق �ل��ب ال �س ��ري ��ر م�ت�خ�ل�ين عن كامل لباسهما ،حينها أخرج املسدس من خ��اص ��رت��ه وان��دف��ع إل ��ى ال�غ ��رف��ة يف احل��ال موجه ًا فوهة املسدس صوب زوجته التي تسمرت على السرير وأف ��رغ يف جسدها ثالث طلقات متتالية أردتها قتيلة.. متوجه ًا بعدها صوب شقيقه الذي كان قد انتقل فزع ًا ليتسمر يف إح��دى أركان ال�غ ��رف��ة ،وعندما وق��ع ب��ص ��ره على وجهه املمتقع م��ن اخل ��وف الح ��ت يف مخيلته صورة والده وهو على فراش املوت يوصيه خ �ي ��ر ًا ب��أش �ق��اءه ،جت��اه��ل ال ��وص �ي��ة وح��اول ض�غ��ط زن ��اد امل �س ��دس ل�ك�ن��ه ل ��م يستطع إطالق النار ألنه شعر بكف وال��ده متنعه مبثل الضغطة التي شد بها على ساعده وه ��و ع��ل ��ى ف ��راش امل ��وت حل�ظ��ة أن أوص��اه مبضاعفة االه�ت �م��ام بشقيقه (س��ام ��ي)،
العدد ( )213ديسمبر 2013
60
ويف تلك اللحظات املرعبة التي مازجها ص � ��راخ األط � �ف� ��ال ال ��ذي ��ن ان �ت �ف �ض ��وا م��ن نومهم على سماع صوت مسدس والدهم ورؤي ��ة دم��اء أم �ه��م ،عندها ه��وى (ص��ال��ح) إلى األرض ذاهب ًا يف غيبوبة لم يفق منها إال وه��و ب�ين أي��دي رج��ال الشرطة الذين حضروا ح��ال وصولهم البالغ املقدم من اجل � �ي � ��ران ،وق� ��د ق ��ام ��وا ح �ي �ن �ه��ا ب�ت��ح ��ري��ز اجل �ث��ة وال �ق �ب��ض ع��ل ��ى (ص ��ال ��ح) وات �خ��اذ كافة اإلج ��راءات الالزمة،كما مت يف اليوم التالي ضبط شقيقه (سامي) الذي جلأ للهرب. م� ��ن خ �ل ��ف ال �ق �ض �ب ��ان روى (ص ��ال ��ح) ت�ف��اص �ي��ل ه ��ذه ال �ق �ص��ة م �ع �ت ��رف � ًا أن ��ه هو من دفع شقيقه وزوجته الرتكاب اخلطأ حينما أول ��ى ع ��واط�ف��ه على عقله وأت��اح لشقيقه امل ��راه��ق ال �ب �ق��اء يف م�ن��زل��ه وم��ع زوج � �ت� ��ه يف ظ� ��ل أج � � � ��واء غ � �ي ��ر م�ل�ائ �م ��ة، وأي � �ض � � ًا ع �ن ��دم ��ا جت ��اه ��ل االع � �ت � �ب ��ار م��ن م��آس ��ي القصص املشابهة الكثيرة التي سبق وتكرر وقوعها ،كما متنى أن تكون مآساته عبرة كافية لكل من يطلع على تفاصيلها. أما الشقيق املراهق (سامي) فقد وصل إل ��ى ح��ال��ة نفسية سيئة للغاية وح��اول االن �ت �ح��ار يف زن��زان �ت��ه ،وع �ن��دم��ا التقيناه قال والدموع تغرق عينيه :أنا ال أستطيع التعبير ع��ن م ��دى ح��زن ��ي وح �س ��رت ��ي وال ع��ن حجم ال �ن��دم وال �ع ��ذاب ال ��ذي أعانيه بسبب ما ارتكبته من خطأ يف حق أخي.. ياليت وأخي أقدم على قتلي مثلما أقدم على قتل زوجته ،فأنا ال أستحق احلياة مطلق ًا وك��ل م��ا أطلبه وأمت �ن��اه ه��و امل ��وت و أن أل��ق ��ى ح �ك ��م اإلع � ��دام يف أق ��رب وق��ت ممكن.. كما اع�ت ��رف (س��ام ��ي) بالعالقة اآلثمة ال��ت ��ي رب �ط �ت��ه م ��ع زوج � ��ة أخ �ي��ه ال�ق�ت �ي�ل��ة ح�ين حكى تفاصيلها ق��ائ�ل ًا :لقد ب��دأت
ع�ل�اق��ت ��ي م ��ع زوج� � ��ة أخ � ��ي م �ن��ذ ال �ش �ه��ر األول إلقامتي يف املنزل ومن أم��ام شاشة التلفاز التي كنا نبقى أمامها وحيدين ال ��ى س��اع��ات م �ت��أخ ��رة م��ن ال�ل �ي��ال ��ي التي يكون فيها شقيقي غائب ًا عن امل�ن��زل ،إذ كنا كثير ًا ما نتبادل نظرات وابتسامات اخلجل كلما عرض على الشاشة موقف أو مقطع غرامي مثير أو ممزوج ببعض مشاهد التقبيل والعناق ،وشيئ ًا فشيئ ًا ذهب اخلجل عن النظرات واالبتسامات امل �ت �ب ��ادل��ة ب �ي �ن �ن��ا ل �ي �ح ��ل م �ح �ل��ه احل � ��وار الذي صرنا نديره حول املواقف واملشاهد الغرامية املعروضة حتى أننا وصلنا يف إح� ��دى امل � ��رات ال ��ى اخل� ��وض يف احل��دي��ث ح � ��ول األف � �ل ��ام اإلب� ��اح � �ي� ��ة ،إذ ب � ��دت ه ��ي تتصنع إنكار وج ��ود مثل هذه األف�لام بل وت��ؤك ��د استحالة وج ��وده��ا فيما كنت أنا يف ذات الوقت أجتاهل إنكارها املصطنع وأب ��دي اجل��دي��ة الكاملة يف التأكيد عن وج ��وده��ا وانتشارها هنا وهناك ،ث��م بعد شد وج��ذب وحتد مصطنع فتحت ذاكرة ه��ات��ف ��ي اجل � ��وال ال��ت ��ي ك ��ان��ت م�ش�ح ��ون��ة مبختلف امل�ق��اط��ع اإلب��اح �ي��ة حيث رحنا م� �ع� � ًا ن �س �ت �ع ��رض م �ش ��اه ��ده ��ا اخل �ل �ي �ع��ة والتي قادتنا يومها للتقارب والتالمس ثم االلتصاق وال ��وق ��وع يف اخلطيئة وقد شعرنا بعد ذلك بجسامة الذنب وذرفنا دم� ��وع ال �ن ��دم وق ��ررن ��ا االس �ت �غ �ف��ار ع ��ن ما ارت��ك �ب �ن��ا وت �ع��اه��دن��ا وأق �س �م �ن��ا ع ��دم ت��ك ��رار ماحدث ،ولكن مع استمرار غياب شقيقي وبقاء املشاهد الغرامية واملقاطع اإلباحية ع��ل ��ى ش��اش��ة ال �ت �ل �ف��از ويف ذاك � ��رة ه��ات��ف ��ي تكررت خطيئتنا مرة وأخرى حتى فقدنا مشاعر الذنب والندم إلى أن صرت أشعر مبنتهى املتعة حني أجدها بني أحضاني تشتكي من ب ��رود عواطف شقيقي الذي حسب قولها ال يحسن إدارة األح��ادي��ث الغرامية وال اتخاذ األوض��اع القادرة على إشباع رغباتها أثناء لقاءاتهم الزوجية.. وهكذا انتهى (سامي) من سرد قصته ال��ت ��ي ي�ت�ض��ح م��ن خ�لال �ه��ا األث ��ر الكبير ال��ذي تخلفه وس��ائ��ل االت �ص��ال احلديثة من هاتف وتلفاز وغيره على أفكار وحياة الناس ،كما يتضح مدى ض ��رورة التركيز على ترشيد استخدام هذه الوسائل ومبا يساعد على جتنب سلبياتها واالستفادة من إيجابياتها..
ـقـيم هناك أشياء غالية ال ُتـ َّ بقـيمة وال تقـدر بثمن يتخلى عنها اإلنسان مبحض إرادته وهو ال يعرف مقدار ما فـقد ،أو تسلب منه هذه األشياء وهو يبـتسم غير مدرك أيض ًا قيمة ما ُسلب منه وإن كان أغلى ما ميلك ،لكنه قـد يثور عندما يفـقد أو تـنـتزع منه أبسط األشياء .عقولنا هي أغلى ما منلك وبدونها يسقط اإلنسان من رفعة التكرمي اإللهي له إلى مستوى الكائنات غير العاقلة، والكائنات غير العاقلة هي مخلوقات مسلوبة اإلرادة معدومة التـفكير محدودة التميـيز لذلك سيرة ومسخرة جندها دائم ًا ُم َّ لغيرها ،ومثلها يف البشر من أصابه اجلنون فـفـقد عقله وانعدم وسلبت تـفكيره وذهب متييزه ُ إرادته حتى أن الصبية لتـتالعب وتسيره كيفما تريد .فهل من به ِ ّ العقل أن نسل ِ ّـم عقـولنا مبحض إرادتنا لغيرنا حتى يجعلها أوعية ميألها مبا يف يديه أو يعبث بها كيفما يريد .ونعيش مسلوبي اإلرادة مسخرين لغيرنا !!.. يحيى غالب
االستحواذ على العقــــــول
61
العدد ( )213ديسمبر 2013
كثير ًا ما يحدث هذا دون وعي وإدراك، وإذا ت��أم �ل�ن��ا أن�ف �س �ن��ا وواق �ع �ن��ا ب��إن �ص��اف ش��دي��د دون أن ت��أخ��ذن��ا ال � �ع ��ز ُة ب��اخل�ط��أ ل ��وج��دن��ا أن ع��ق �ـ ��ول �ن��ا ل �ي �س ��ت م �ل �ك � ًا لنا وحياتنا ليست من صنع أفكارنا ،فهناك م��ن ي�ش�ك��ل عقـولنا و ي�ف��ك ��ر ل�ن��ا ونحن نسير وراءه كاألعمى ال��ذي أسلم خطاه مل ��ن ي �ق ��وده ،غ �ي ��ر أن ع �ي��ون �ن��ا م�ف�ت ��وح��ة وعقـولنا مغمضة ،وأش��د العمى عمى البصيرة . إن االس �ت �ي �لاء ع��ل ��ى األف �ك��ار وال �ع �ق ��ول
ْأم � � ٌ�ر س��ائ��د يف ال �ع��ال ��م ال �ب �ش ��ري ك �ل��ه ول ��و ت �ـ �ُ�رك ال�ط�ف��ل ع��ل ��ى سجيته دون تدخل من البيئة من حوله ودون حشو لعقله باألفكار واملفاهيم التي تعيشها بيئته ل�ك��ان ال�ط�ف��ل أص��ف ��ى ذه �ن � ًا وأس �ل��م ف��ك ��ر ًا إذ إنه سينزع إلى الفطرة السليمة التي �ص��ب بلوثة من فطرها اهلل وال��ت ��ي ل ��م ُت� َ لوثات البشر ،فاملولود يولد على الفطرة ل�ك��ن ال �ب�ي �ئ��ة ه ��ي ال��ت ��ي ت �ـ �ن��ح ��رف ب��ه عن الفطرة السليمة. إن العالم كله يعيش يف حالة حرب
دائ �م��ة ال ي �ه��دأ أوا ُره� ��ا وال تهمد ن��اره��ا ، هدفها األول واألخير هو االستيالء على العقول واألفكار ،واملنتصر فيها يستطيع أن ي �س �ت ��ول ��ي ع��ل ��ى م��ا ي �ش��اء م��ن األم ��ور املادية األخ ��رى ،وهي حرب ليست وليدة اليوم فهي متجذرة ومتأصلة وجدت مع بدايات اإلنسان األول ��ى ،غير أن وطأتها تشـتد يف ه��ذا ال �ع��ص ��ر ،وال�ق�ل��ة القليلة م��ن ي ��درك أن��ه م �ي��دان ل �ه��ذه امل �ع ��رك��ة أم��ا اإلن �س ��ان ال �ع��ادي ف�لا ي ��درك أن ��ه ضحية ه��ذه احل ��رب وك ��م م��ن إن �س��ان فقد عقـله
وأس �ل��م تـفكيره لغيره كنتيجة حتمية لهذا ال ��ص ��راع الرهيب ،وال يستطيع أن يتحرر م��ن ه��ذا األس ��ر وينتصر يف هذه املعركة إال القلة الذكية التي متتلك زمام عقلها وتديره بنفسها وتفـتحه على كل اآلفاق من حولها فـتشق طريقها بحرية ت��ام��ة وت �ـ �ف��ك �ي ��ر ذات � ��ي ف��تُ �ه��ذّ ب وت �ـ �ش��ذب وتـنقح وتصحح وتأخذ ما ت ��راه صاحل ًا حل �ي��ات �ه��ا وم �ت�ل�ائ �م � ًا م ��ع ف �ط ��رت �ه��ا بكل اقـتناع ذاتي ورضى نفسي ،دون خضوع �وج �ه ��ات اخل ��ارج� �ي ��ة ،وه � ��ذا األم ��ر ل �ل �م � ِ ّ الب��د أن يكون يف إط��ار ال�ث ��واب��ت الدينية واألخالقية والعلمية التي ال جدال فيها، ح��ت ��ى ال ي��ك ��ون ال �ت��ح ��رر ب��ال �ع �ق��ل ش ��ذوذ ًا منافي ًا للقيم وامل �ب��ادئ ،وحتى ال يكون قـفز ًا ف ��وق ح��دود العقل وا ّدع � ً�اء مبعرفة دون دليل وال برهان. إن االس �ت �ب ��داد ال �ف��ك ��ري واالس �ت �ح ��واذ
العدد ( )213ديسمبر 2013
62
على ع�ق ��ول اآلخ ��ري��ن أم ��ر خطير ج ��د ًا ، سني حياته وه��و يقع على اإلن �س��ان يف ّ األول ��ى ويتدرج يف حياته كلها ،فالطفل ال �ص �غ �ي ��ر ال ��ذي ي�ح ��ض ��ر درس األس �ت ��اذ ، وج مل فـ َي ـفـ ْـتـق األستاذ عقـلـ َـه ٍ بكلمات ُ يلـُّـها عقلـُ ه الصغير ويتجاهل أستاذه مَ َ يف الوقت نفسه كل أسئلته واستفساراته ع��ن احل �ي��اة م��ن ح ��ول��ه ول ��و ك��ان��ت أسئلة صبيانية ،فمعنى ه��ذا أن األس �ت��اذ قد احل ـلـ ْـقة األولى يف السلسلة التي وضع ِ ستحكم إغالق عـقـل تلميذه فيما بعد، وح�ين ت �ب��دأ ب��واك �ي ��ر شبابه وي�ض��ع قدمه األولى على أبواب اجلامعة التي ُيفترض فيها حرية التلقي وحرية البحث وحرية ال� �ط ��رح وه � ��ي م ��رح �ل��ة ال � � ��ذروة امل �ع ��رف �ي��ة والعلمية يجد نفسه ـ السيما يف وطننا ورمب��ا يف األوط��ان العربية األخ ��رى ـ يجد نفسه يف صندوق مغلق اسمه دكتور املادة
الذي يتصرف كديكتاتور فيجرد الطالب من كل عقله وتفكيره ويدفنه بني أوراق م �ح��اض ��رات��ه ومي��ل ��ي ع �ل �ي��ه أف� �ك ��اره ال��ت ��ي رمب��ا عفا عليها ال��زم��ن ولفظتها األمم واحل �ض��ارات م��ن حوله ِ ،م��ن هناك يبدأ التحجيم العقلي واالستعباد الفكري وهناك أيض ًا توشك السلسلة أن تكمل ح �ل�ق��ات �ه��ا ف �ـ ��ت �ـ �ُـ ��غ �ـ �ـَ ��لّ ال �ع �ق��ول امل�ت �ح �ف��زة للعلم وامل �ع ��رف��ة ومت ��وت ح ��ري��ة التـفكير وي �ت �ش ��رب اإلن �س��ان األف �ك��ار ال��ت ��ي فرضت عليه ،وتـتشكل شخصيته ب �ن��اء على صناعة مدرسيه ،فيخرج مكب ًال بأفكار غ � �ي ��ره وي �ع �ي ��ش ب �ش �خ �ص �ي��ة م�ن�ف �ص �م��ة غ ��ري �ب��ة ع��ن واق �ع �ه��ا وبـيئـتها ،فيوجد جيل -يف عمومه -مضطرب الشخصية، ف �ت �ح �ص �ي �ل��ه ال �ع �ل��م ��ي ش � ��يء وال � � ��ذي يف نفسه ش ��يء آخ ��ر وال ��واق��ع ش ��يء مخالف مت��ام� ًا ،فيستحيل عليه أن يـبني وطن ًا أو أن ينهض ب��أم��ة .ليست تلك وحدها صور االستبداد الفكري لكنها احللقات األخطر يف تهيئة العقل للتلقي األعمى، ون��ت �ـ ��ف أري ��اش التفكير ح��ت ��ى ال يتمرد �ح��ل �ـِ ّ�ـ ��ق ب �ع �ي��د ًا ع��ن القـفص املصنوع ف � ُ�ي� َ له ،وشوكة اللجام التي تكبح اللسان عن طرح األسئلة ا ُمل ّ َرة يف كل جوانب احلياة . إن االس �ت �ب��داد ال�ف��ك ��ري أو االس�ت�ح ��واذ ع��ل ��ى ع �ق ��ول اآلخ ��ري ��ن مي � ��ا َرس يف شتى اجل ��وان��ب وال يقـتصر على ج ��وان��ب دون أخ � ��رى ،ف� ��األب ال� ��ذي ل ��م ت � َ�س � ْ�ع��ه حياته لتحقـيق م��آرب��ه فيستولي ع��ل ��ى حياة ول ��ده َي� ُ�ص� ّ�ب فيها تطلعاته وأح �لام��ه أو ثـب ـتها حت��ت ِج لد ينسخ شخصيته ُ وي ِ ّ ول � ��ده ه ��و اس �ت �ب ��داد ف��ك ��ري ،وامل �ع �ل��م يف اجل��ام �ع ��ة ال � ��ذي ي �ل��زم��ك ب �ك �ت��اب م �ع�ّي�نّ ه ��و ح �ص ��ار ف ��ك ��ري وحت �ج �ي��م ع �ق��ل ��ي ال يتحرر منه إال القليل من األذكياء ،وإن االنتماء حلزب سياسي يفرض منهجه وسلوكه وسياساته على معتـنـقيه هو ك��ذل��ك اس �ت �ح ��واذ ع��ل ��ى ع �ق��ول اآلخ ��ري��ن، وإن اإلع �ل��ام امل �س ��خ ��ر ه ��و ع �ب��ث ب �ع �ق��ول الناس ،وم��ا تـنتجه السينما أو املسرح ُي �ع � ّ�د أي �ض � ًا ف ��رض � ًا آلراء وأخ �ل�اق وأف �ك��ار فئة من الناس على العالم ومعتـقدات ٍ الواسع من الناس ،والنظريات العلمية
63
العدد ( )213ديسمبر 2013
ال ��ت ��ي ت �ط ��رح ع��ل ��ى وج� ��ه ال �ت �س �ل �ي��م دون مناقشة وتفصيل جلزئياتها أو البحث يف دقائقها ونتائجها هي أيض ًا ضرب من القيود العلمية على العقول املتـلقـية، والتاريخ املؤلـ ّ َـف وليس املوثــ ّ َـق هو أيض ًا تضليل للعقول ،وال�ك��ذب باسم الدين واحل ��ري��ة وال �ع �ل��م ه��و ان��ت �ـ �ق��اص م��ن حق ال �ع �ق��ل وس��خ ��ري��ة ب��ه ،وإن ال �ع� ِ�ال ��م ال��ذي ي �ل��زم��ك ب � ��رأي ف �ـ �ق��ه ��ي م �ع�ين أو م��ذه��ب معني ه��و ك��ذل��ك أي �ض � ًا وص��اي��ة عـقـلية مرفوضة ،لقد وصل األمر ببعض الدعاة أو ال �ع �ل�م��اء أن يصنفوا ك�ت �ب� ًا يف الكتب ال��ت ��ي ي �ج��ب أال ن �ق ��رأه ��ا! ..أل �ي �س ��ت ه��ذه مصادرة حلرية الفكر والتـفكير ومتلك ًا لعقول الناس بدعوى حمايتها؟. إن األمة اليوم تعيش يف دائرة مغلقة م��ن التـفكير و ال ميكن أن تخرج منها إال إذا وجدت احلرية الفكرية والثـقافية والعلمية ،ولقد وجدت الوسائل املباشرة للمعرفة يف هذا العصر وأصبحت شبه متاحة للجميع عبر وسائل التكنولوجيا احلديثة ،فينبغي لكل فرد أن يستـفيد م �ن �ه��ا وذل� ��ك يف ال �ع �ل ��وم ال��ت ��ي ي�ج �ي��ده��ا ويتـقـنها ومتيل نفسه إليها وأال يجعل بينه وبني مصادر املعرفة وسائط ُت بدي ل��ه أش �ي��اء وتخفي عنه أش �ي��اء ،وعليه - كما ذكرت -أال يقـفز فوق حدود العقل قدرة على إثباته. في ّ َد ِع ي ما ليس لديه ٍ ومن منطلق التـفكيـــر ُ احل ّر نحو املعرفة مباشرة يبدأ التنافس العلمي واملعريف والثـقايف ويظهر اإلن�ت��اج املتميز النافع اخل��ادم للعقل املالمس للواقع واحلياة ، بعيد ًا عن األم��ور التـنظيرية والدراسات العقـيمة ،واملفاهيم البشرية احملصنة بالقداسة .لقد فهم غيرنا ذلك فأطلقوا العنان ألفكارهم ومواهبهم فأجنبت عامل ًا جديد ًا صرنا نحن فيه كالغرباء. خ�ل�اص ��ة ال � �ق� ��ول :إن ال �ت �ف��ك �ي ��ر ُ احل � � ّر األم��ة ُ احل � ّرة التي تفكر بعقلها ال يول ِـ ّد ّ بعقول املستبدين وم��ن س��ار يف فلكهم، وإن التفكير التابع يولـ ّ َد األمة اخلاضعة امل�ن�ق��ادة ال��ت ��ي ال متتلك زمامها وتعجز عن تسيـير أمورها.
عام انتصار إرادة التغيير
بقلم/ أحمد هائل
مع صدور هذا العدد من مجلة احلراس يكون العام 2013م قد أوشك على االنتهاء ،إن لم يكن قد انتهى فع ًال. وهو ما نأمل أن يكون عليه حال مؤمتر احلوار الوطني الشامل الذي أنطلقت فعالياته يف ال�ع��ام نفسه ،إذ ن��أم��ل أن يكمل م �ش��واره م��ع نهاية ال�ع��ام متغلب ًا على حقل األل�غ��ام، واخلالفات املنفعية التي زرعت يف طريقه ،لكسر إرادة اليمنيني يف الوصول بالبلد إلى بر األمان ،وبناء احلياة اجلديدة التي يتطلعون إليها. فاليمنيون ويف العام 2013م أداروا ظهرهم للماضي مبا فيه من دماء ،وضغائن ،وجراح غائرة يف النفوس ،تاركني خلفهم ،خيبات األم��ل ،وتاريخ ًا طوي ًال من الفشل واإلقصاء، واملشاريع الصغيرة التي فتت النسيج االجتماعي ،فقد كان هذا العام تاريخ ًا للقطيعة مع ذلك املاضي البائس ،ونقطة انطالق نحو املستقبل ،ونحو مين جديد ،دميقراطي، �اف ،يتساوى أب�ن��اؤه أم��ام ال�ق��ان��ون ،ولهم ف��رص متكافئة يف مختلف متعدد ،ق��وي وم�ت�ع� ٍ مناحي احلياة. فالعام 2013م يستحق وع��ن ج��دارة ب��أن نسميه بعام احل��وار ال��وط�ن��ي ،وان�ت�ص��ار إرادة التغيير ،فقد كانت أيامه حافلة بإصرار اليمنيني على النجاح ،ومبواجهة األزمات املفتعلة بصبر ،وإمي��ان ومسؤولية وطنية ،لم ينجروا وراء خالفات الساسة ،وم�ح��اوالت البعض منهم العودة باليمن إلى مربع العنف واالقتتال والدفع بالوطن نحو املجهول. وقد كان األمن جزء ًا من مشهد هذا العام ،وكان حاضر ًا بقوته وضعفه ،ومبئات الشهداء واجل��رح��ى الذين سقطوا يف مواقع الشرف وال��واج��ب دف��اع� ًا عن ال��وط��ن ،وأم��ن املجتمع واستقراره. فقد رافق مؤمتر احلوار الوطني خطوة بخطوة ،وكان موجود ًا يف الوقفات االحتجاجية للمتحاورين ،ت��ارة يف موقع االتهام ،ويف أحايني أخ��رى يف موضع االنتقاد ،وحتميله ما اليحتمل ،ولعلي ال أجانب احلقيقة عندما أقول بأن حالة املد واجلزر التي كانت تسود أعمال احل��وار ،كانت تنتقل بطريقة عجيبة ومثيرة للدهشة إلى حالة األم��ن ،فما كان يحدث يف املؤمتر من محاوالت أطراف إلرباك أعمال املؤمتر ،أو عرقلته كانت تنعكس بصورة أو بأخرى على األمن ،وتتجلى يف شكل إخالالت أمنية ،وقطع الطرقات ،واعتداءات على املنشاءات احليوية كأنابيب النفط والكهرباء وجرائم االغتياالت لضباط األمن واجليش والشخصيات السياسية ،وهذا األمر بدا أكثر وضوح ًا عندما توقف مؤمتر احلوار الوطني على مفترق الطرق وأوشك على اعالن مخرجاته ،وهي الفترة التي شهدت أبشع جرمية إرهابية استهدفت مجمع وزارة الدفاع وراح ضحيتها 52شهيد ًا ومايزيد عن 200جريح. هذا ماكان عليه األمن يف العام 2013م ،فقد كان يف بعض جوانبه مقياس ًا حلالة التوتر يف مؤمتر احلوار الوطني ومحاولة بعض القوى تعطيل العملية السياسية ،حتى أنه بدا كشأن سياسي خالص ،أما يف جوانبه األخ��رى فقد كان قوي ًا متماسك ًا ،وهو لن يتعافى بصورة نهائية وكاملة إال بنجاح مؤمتر احلوار واالنتصار إلرادة التغيير ،ومستقبل اليمن اجلديد.