Souriatna 163

Page 1

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪1‬‬


‫من�ش�آت عامة يف احل�سكة تتحول �إىل �أهداف ع�سكرية‬ ‫وخ�سائر باملليارات حتت �إدارة الـ «‪»PYD‬‬ ‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬

‫الحسكة – عدنان أبو كنان‬ ‫ح��اول النظ��ام جاه��داً خ�لال س��نوات الثورة‬ ‫األربع التش��بث ب��إدارة المؤسس��ات الخدمية‬ ‫واالقتصادي��ة بكاف��ة قطاعاته��ا «زراعي��ة ‪-‬‬ ‫اقتصادي��ة ‪ -‬صناعي��ة ‪ -‬طاق��ة» حت��ى ف��ي‬ ‫المناطق الخارجة عن س��يطرته عسكري ًا في‬ ‫ح��ال لم تنتزعها كتائب الجيش الحر أو جهات‬ ‫معارضة أخرى‪ ،‬إال أن األمر مختلف في مدينة‬ ‫الحس��كة‪ ،‬حيث س�� ّلم النظام ‪ -‬عل��ى الرغم‬ ‫من اس��تمرار تواجده أمني ًا في المدينة ‪ -‬إدارة‬ ‫مثل تلك المؤسس��ات لح��ارس اإلدارة الذاتية‬ ‫الكردية «حزب االتحاد الديمقراطي ‪.»PYD‬‬ ‫وكان��ت مؤسس��ة المي��اه‪ ،‬ومديري��ة ال��ري‪،‬‬ ‫ودائ��رة ال��ري الحدي��ث‪ ،‬ومصلحة المش��اتل‪،‬‬ ‫ومراك��ز الحب��وب‪ ،‬ومحل��ج األقط��ان‪ ،‬ومركز‬ ‫الجم��ارك‪ ،‬وبع��ض الدوائر التابع��ة لمديرية‬ ‫الزراعة من أهم المؤسس��ات التي باتت تحت‬ ‫س��لطة ال��ـ «‪ ،»PYD‬وتح��ول معظمه��ا إل��ى‬ ‫ثكنات ومعس��كرات تدري��ب لمقاتلي الحزب‪،‬‬ ‫وباتت عرض��ة لهجمات عناصر تنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫ويقول موظف سابق في مؤسسة إكثار البذار‬ ‫«إن‬ ‫بالحس��كة فضّل عدم الكشف عن اسمه ّ‬

‫هجوم ًا انتحاري��اً نفذه عنصران‬ ‫م��ن تنظي��م الدولة اإلس�لامية‬ ‫عل��ى محل��ج المنش��اري خ ّل��ف‬ ‫حريق ًا أتى على أكثر من ‪ 40‬ألف‬ ‫طن م��ن األقطان المحبوبة و‪10‬‬ ‫آالف طن من القمح‪« .‬‬ ‫وقد بل��غ وزن إجمال��ي األقطان‬ ‫التالفة بسبب الهجمات المباشرة‬ ‫أو بقذائ��ف الهاون عل��ى المحلج‬ ‫الخاض��ع لس��يطرة «‪ »PYD‬م��ا‬ ‫يق��ارب ‪ 210‬ألف ط��ن‪ ،‬و‪ 11‬ألف‬ ‫طن من القمح حس��ب إحصاءات‬ ‫غير رسمية‪.‬‬ ‫وخ�لال أي��ام عي��د األضح��ى‪،‬‬ ‫اس��تهدف تنظي��م الدول��ة مبن��ى الط��رق‬ ‫والمواص�لات‪ ،‬ومرك��ز الجم��ارك ومحل��ج‬ ‫الحس��كة بثالث سيارات مفخخة‪ ،‬وأكد مصدر‬ ‫مطل��ع ف��ي المدينة لس��وريتنا خس��ائر تلك‬ ‫الهجمات تجاوزت مليار ليرة سورية‪.‬‬ ‫وال تقتص��ر خس��ائر منش��آت القط��اع العام‬ ‫في الحس��كة على تلك التي تس��ببها هجمات‬ ‫تنظيم الدولة عل��ى خصمه المتمثل بوحدات‬

‫حريق القطن في مركزالحلج والتسويق بالمدينة‬

‫محلج الحسكة المنشاري نتيجة لسيارة مفخخة‬

‫حماي��ة الش��عب‪ ،‬فاألخي��ر اس��تولى عل��ى‬ ‫المخزونات االس��تراتيجية التي تركها النظام‬ ‫م��ن القم��ح والش��عير والمش��تقات النفطية‬ ‫ف��ي عم��وم المحافظ��ة‪ ،‬وال توج��د إحصاءات‬ ‫دقيق��ة تق��در قيمة تل��ك المخزون��ات‪ ،‬إال أن‬ ‫أحد المص��ادر المراقبة ف��ي المدينة يقدرها‬ ‫بالمليارات‪.‬‬ ‫ويضي��ف المص��در «كاف��ة اآللي��ات الثقيل��ة‪،‬‬ ‫وحاف�لات النق��ل الت��ي كان��ت ف��ي خدم��ة‬ ‫المؤسسات الحكومية في الحسكة‪ ،‬باتت تحت‬ ‫سيطرة عناصر الـ «‪ ،»PYD‬يستخدمونها في‬ ‫عملياتهم وتنقلهم‪ ،‬وال يتم استغاللها في أي‬ ‫من الخدمات التي خصصت لها في منشآتها»‪.‬‬ ‫وكان أحد عناصر الـ «‪ »PDY‬قال في تصريح‬ ‫صحفي سابق «نحن نحمي تلك المنشآت من‬ ‫الس��رقة والتخريب‪ ،‬ونحقق مصالح ش��عبنا‪،‬‬ ‫فلدينا نظام س��يء ومعارضة أس��وء»‪ ،‬إال أن‬ ‫تلك المنش��آت ال يبدو أنها نالت غير الس��رقة‬ ‫والتخري��ب تح��ت إدارة الوح��دات الت��ي ن��أت‬ ‫بنفسها عن النظام ومعارضته‪.‬‬

‫اعالم �سوري يطلق حملة " �أنتو الوجع"‬ ‫ملناه�ضة التعذيب يف �سجون النظام‬ ‫أطل��ق "راديو ألوان" بالتحالف مع مجموعة صحفيين س��وريين مس��تقلين‬ ‫اليوم السبت حملة "أنتو الوجع" لمناهضة التعذيب والمطالبة باإلفراج عن‬ ‫المعتقلين في س��جون النظام الس��وري والفروع األمنية بع��د ارتفاع عدد‬ ‫المعتقلين والمفقودين في س��جون النظ��ام إلى أكثر من ‪ 200‬ألف معتقل‬ ‫ومفقود حسب احصائيات المرصد السوري لحقوق االنسان‪.‬‬ ‫و ته��دف الحمل��ة إلى التأثي��ر في الرأي العام الس��وري بغية تش��كيل بيئة‬ ‫داعمة نفس��ياً للمعتقلين وأسرهم والتأثير في الرأي العام السوري المؤيد‬ ‫للنظام من حيث إثارة خوف اهالي األش��خاص المسؤولين عن التعذيب من‬ ‫إمكاني��ة المالحقة ف��ي المحاكم الدولي��ة‪ ،‬عن طريق ذكر اس��ماء وتوثيق‬ ‫كام��ل لألش��خاص ف��ي الطبقات الدني��ا من المعتق�لات والس��جون الذين‬ ‫يمارسون التعذيب بشكل مباشر‪.‬‬ ‫ووث��ق القائم��ون عل��ى الحمل��ة على م��دار ش��هرين كاملي��ن مقابالت مع‬ ‫معتقلي��ن س��ابقين وحقوقيي��ن تحدثوا فيها ع��ن بعض أصن��اف عمليات‬ ‫التعذي��ب والتنكيل ف��ي المعتقلين الس��وريين من قبل النظام الس��وري‪،‬‬ ‫وأص��در "رادي��و ألوان" تقريراً مفص�ل ً‬ ‫ا عن بعض ش��هادات المعتقلين في‬ ‫سجن صيدنايا العسكري سيء السمعة وفرع االمن ‪ 215‬الذي تمارس فيه‬ ‫عمليات تصفيه وإعدامات ميدانية للمعتقلين‪.‬‬ ‫وبحس��ب تقديرات الش��بكة الس��ورية لحقوق اإلنس��ان فإن الف��رع مئتين‬

‫وخمس��ة عش��ر وحده يحت��وي على ما ال يق��ل عن ‪ 7500‬محتج��ز تُمارس‬ ‫عليهم جميعًا أفظع أساليب التعذيب‪.‬‬ ‫و يشكل ما يجري في سجن صيدنايا من تعذيب ممنهج وإعدامات ميدانية‪،‬‬ ‫مخالف��ة صارخ��ة لالتفاقي��ات الدولية المناهض��ة للتعذيب‪ ،‬وعلى رأس��ها‬ ‫اتفاقي��ات جني��ف والميثاق العالم��ي لحقوق اإلنس��ان ومعايي��ر المحاكمة‬ ‫العادلة‪.‬‬ ‫يؤك��د أحد المعتقلين المفرج عنهم من فرع االمن ‪ 215‬للحملة أن "النظام‬ ‫السوري قام بإعدام ‪ 150‬معتق ً‬ ‫ال أصابتهم أمراض معدية تخوفاً من انتقال‬ ‫العدوى لباقي المعتقل دون التفكير في عالجهم أو تقديم اللقاحات لهم"‪.‬‬


‫حكومة النظام تدخل املحروقات �ضمن م�شروع (عقلنة الدعم)‬ ‫�سوق �سوداء للمازوت يف �أحياء دم�شق‬ ‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬

‫تزداد أوضاع السوريين تعقيداً بفعل‬ ‫الحرب الدائرة في سوريا‪ ،‬ومع اقتراب‬ ‫فصل الش��تاء‪ ،‬يطرق البرد والصقيع‬ ‫والمطر أب��واب الن��اس ليصبح وضع‬ ‫المواطنين غاية في الس��وء‪ ،‬بس��بب‬ ‫فقدان م��ادة المازوت‪ ،‬وبينما حكومة‬ ‫النظ��ام تح��اول أن تقنعه��م بأنه��ا‬ ‫اس��تعدت لهذا الفصل‪ ،‬فإنها ال تملك‬ ‫ف��ي مس��تودعاتها مازوت�� ًا‪ ،‬وأغلقت‬ ‫مناف��ذ األمل الممكن��ة ليتدبر هؤالء‬ ‫ش��تاءهم القادم‪ ،‬فالس��وق السوداء‬ ‫جعلت المازوت مقتصراً على األغنياء‬ ‫وحرم الفقراء منه عنوة‪.‬‬

‫طال��ب االئت�لاف الوطن��ي لق��وى الث��ورة‬ ‫والمعارض��ة المجتم��ع الدول��ي بتحم��ل‬ ‫مس��ؤولياته تج��اه المعتقلي��ن الس��وريين‬ ‫ف��ي س��جون النظ��ام‪ ،‬والقيام بم��ا يضمن‬ ‫إطالق سراحهم‪ ،‬ومحاسبة المسؤولين عن‬ ‫األعمال التي ترتكب بحقهم‪.‬‬ ‫واس��تنكر رئي��س االئتالف‪ ،‬ه��ادي البحرة‪،‬‬ ‫م��ا اعتبره "ع��دم االكتراث بقيمة اإلنس��ان‬ ‫الس��وري" من قبل المجتمع الدولي‪ ،‬محذراً‬ ‫من التهاون في هذه المسألة‪ ،‬وجاء تصريح‬ ‫البح��رة بع��د تأكيد فري��ق م��ن المحققين‬ ‫المختصي��ن في جرائم الح��رب‪ ،‬وجود "أدلة‬ ‫واضح��ة" عل��ى أن ق��وات النظ��ام مارس��ت‬ ‫التعذي��ب واإلع��دام الممنه��ج بح��ق آالف‬ ‫المعتقلين‪ ،‬منذ شهر آذار عام ‪.2011‬‬ ‫واعتبر "البحرة" كل من يمتنع عن مساعدة‬ ‫المعتقلين "ش��ريكًا في الجرائ��م المرتكبة‬ ‫بحقه��م"‪ ،‬وآخره��ا م��ا وقع لمعتقل��ي بلدة‬ ‫القريتين بريف حمص‪ ،‬حيث أكدت التقارير‬ ‫مقت��ل ‪ 44‬معتق�ل ً‬ ‫ا م��ن أبن��اء البل��دة تحت‬ ‫التعذيب‪.‬‬ ‫وتش��ير إحصائيات غير رس��مية إلى أن عدد‬ ‫معتقلي الرأي في س��وريا تج��اوز ‪ 263‬ألفًا‬ ‫منذ اندالع الثورة السورية في آذار ‪.2011‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ف��ي األس��بوع الماض��ي تفت��ق ذكاء حكومة‬ ‫النظ��ام لمواجه��ة مطال��ب الن��اس بتأمي��ن‬ ‫المحروقات التي مازالت مفقودة من أس��واق‬ ‫البالد ومنها دمشق‪ ،‬على حلين اثنين‪ ،‬أولهما‬ ‫الطل��ب م��ن الناس التس��جيل عل��ى المازوت‬ ‫بن��ا ًء عل��ى البطاق��ة العائلية (دفت��ر العائلة)‬ ‫في البلديات ومراك��ز افتتحتها لهذا الغرض‪،‬‬ ‫والثاني طرح مشروع عقلنة الدعم‪.‬‬ ‫و يرى «أحمد» ‪ 40‬عام ًا «أن هذا العام سيكون‬ ‫أس��وأ م��ن س��ابقه لجه��ة العجز ع��ن تأمين‬ ‫م��ازوت التدفئ��ة‪ ،‬فيم��ا يجزم أح��د المحللين‬ ‫االقتصاديي��ن‪ ،‬بأن كل المؤش��رات تدل على‬ ‫أن الحكومة لن تقدم ش��يئا ف��ي هذا المجال‬ ‫وستترك الناس بال تدفئة»‪.‬‬ ‫في سياق ذلك استبقت حكومة النظام الشتاء‬ ‫برفع أسعار المازوت بنس��بة ‪ ،34%‬لتعويض‬ ‫ما تزعم أنه خسائر تلحق بخزينتها‪ ،‬ويوضح‬ ‫«حس��ام» وه��و محل��ل لمص��ادر الطاقة في‬ ‫سوريا «أن كميات النفط المنتجة في البالد ال‬ ‫تكفي الحاجة إطالق ًا‪ ،‬وما تستورده الحكومة‬ ‫من مشتقات يذهب لحاجات أخرى‪ ،‬ولن تكون‬ ‫تلبي��ة احتياجات الن��اس عل��ى رأس أولويات‬ ‫الحكومة‪ ،‬بل لن تنظر إليها بجدية أبداً»‪.‬‬ ‫وتفي��د بع��ض التقاري��ر الداخلية ف��ي وزارة‬ ‫النفط والثروة المعدنية أن حجم انتاج النفط‬ ‫ال يتج��اوز ‪ 10‬أالف برميال ف��ي اليوم‪ ،‬مقابل‬ ‫نحو ‪ 385‬ألف برميل يوميا قبل اندالع الثورة‪.‬‬ ‫وتعتم��د الحكوم��ة عل��ى اس��تيراد مش��تقات‬ ‫نفطية من اي��ران وفقا للخط االئتماني الذي‬ ‫استهلكته عن بكرة أبيه‪ ،‬فاتجهت األنظار إلى‬ ‫روسيا الشريك األخر لتعويض النقص الحاد‬ ‫في التمويل‪.‬‬ ‫وتزع��م الحكومة أنها تقدم دعمًا كبيراً لمادة‬ ‫المحروق��ات‪ ،‬تج��اوز خالل الش��هور التس��عة‬ ‫األول��ى م��ن الع��ام الج��اري مبل��غ ‪ 195‬مليار‬ ‫ليرة‪ ،‬أي أنه أزيد بقليل عن مبلغ مليار دوالر‪.‬‬ ‫وه��و المبلغ ذاته الذي كان��ت تقدره حكومات‬ ‫س��ابقة بأنه يذهب تهريب ًا على م��دار العام‪،‬‬ ‫فتضخ��م الكتل��ة المالي��ة التي تذه��ب لدعم‬ ‫المحروقات‪ ،‬ليس ناجماً عن كميات اس��تهالك‬

‫كبي��رة للم��ادة‪ ،‬بل نتيج��ة الخس��ارة الكبيرة‬ ‫التي تعرضت لها الليرة أمام العمالت األجنبية‬ ‫وفقدانه��ا نحو ثالثة أرب��اع قيمتها على مدار‬ ‫‪ 42‬شهراً متتالية منذ آذار ‪.2011‬‬ ‫ه��ذه الحال��ة دفع��ت حكوم��ة النظ��ام إل��ى‬ ‫إحياء مش��روع إعادة هيكل��ة الدعم وايصاله‬ ‫لمستحقيه‪ ،‬تحت عنوان (عقلنة الدعم) الذي‬ ‫يقضي برفع أسعار الطاقة إلى سعر الكلفة‪،‬‬ ‫أي تحرير أس��عارها‪ ،‬وإصدار نشرة أسبوعية‬ ‫تحدد س��عر المازوت والبنزين من قبل وزارة‬ ‫النف��ط وفق��ا للس��عر العالمي‪ .‬ويرى «س��عد‬ ‫الدي��ن» الم��درس ف��ي كلي��ة االقتص��اد «أن‬ ‫الحكوم��ة تتجاه��ل مس��ألة التعويضات التي‬ ‫يج��ب أن تقدم للمتضررين‪ ،‬وهو ما س��يؤدي‬ ‫إل��ى اندثار طبق��ات أخرى كمح��دودي الدخل‬ ‫وصغ��ار المنتجي��ن‪ ،‬واختفائها من الس��احة‪،‬‬ ‫دون رأفة‪ ،‬قبل الحدي��ث عن انضمام طبقات‬ ‫أخرى إلى قائمة الفقراء والمعوزين»‪.‬‬ ‫وانتشرت في دمشق س��وق سوداء للمازوت‪،‬‬ ‫يرعاها متنف��ذون حكومي��ون وأمنيون‪ ،‬يباع‬ ‫الليت��ر الواح��د من الم��ازوت المتوف��ر ما بين‬ ‫‪ 200‬إلى ‪ 250‬ليرة‪ ،‬ولس��ائقي وسائل النقل‬ ‫ف��ي دمش��ق خصوص��ًا أماك��ن مح��ددة ف��ي‬ ‫مختلف األحياء لش��رائها‪ ،‬ويتس��اءل «جمال»‬ ‫أح��د س��ائقي الحاف�لات العاملة في دمش��ق‬ ‫«ع��ن كيفي��ة توف��ر الم��ازوت عل��ى قارع��ة‬ ‫الطري��ق‪ ،‬وع��دم توفره في محط��ات الوقود‬ ‫بالسعر النظامي»‪ ،‬ويضيف «اللعبة مكشوفة‬ ‫وواضح��ة لن��ا‪ ،‬م��ن يبيع الم��ازوت بالس��وق‬ ‫الس��وداء هو نفسه من يحرم محطات الوقود‬ ‫منه»‪.‬‬ ‫وح��ددت الحكوم��ة من��ذ طرح��ت مش��روعها‬ ‫سعرين لمادة المازوت ‪ 80‬ليرة ألربعة قطاعات‬ ‫ه��ي النق��ل والمواصالت‪ ،‬التدفئ��ة‪ ،‬الزراعة‪،‬‬ ‫األفران التموينية‪ ،‬و‪ 150‬ليرة لسبعة قطاعات‬ ‫ه��ي الصناعي والتجاري الخاص‪ ،‬الس��ياحي‪،‬‬ ‫الصحي الخاص‏‪ ،‬التعليمي والتربوي الخاص‏‪،‬‬ ‫المناطق الحرة‏‪ ،‬المؤسس��ات المالية الخاصة‏‪،‬‬ ‫الس��فارات والهيئات الدبلوماسية والمنظمات‬ ‫الدولية‪ ،‬حسب قرار لوزارة النفط‪.‬‬

‫االئتالف يطالب املجتمع‬ ‫الدويل بتحمل م�س�ؤولياته جتاه‬ ‫املعتقلني يف �سجون النظام‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫دمشق ‪ -‬طالل سلطان‬

‫‪3‬‬


‫�أطفال �سوريا كارثة الع�صر احلديث‬ ‫مها الخضور‬

‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬

‫اجتم��ع ف��ي برلي��ن ممثل��و ‪ 40‬دول��ة للبحث‬ ‫ف��ي األزمة الس��ورية وتقديم بع��ض الدعم‬ ‫المال��ي للمتضررين‪ ،‬وأجمع��وا على توصيف‬ ‫األزمة بأنه��ا األضخم واألعق��د خالل العصر‬ ‫الحديث‪ ،‬كونها تس��ببت بمقت��ل مئات اآلالف‬ ‫من الس��وريين وتشريد الماليين منهم داخل‬ ‫س��وريا وخارجها‪ .‬كما قدم��ت ماريا كالفيس‬ ‫(مس��ؤولة منظم��ة يونيس��يف ف��ي الش��رق‬ ‫األوس��ط) تقارير منظمتها ح��ول الوضع في‬ ‫س��وريا‪ .‬والتي تش��ير إل��ى أن أح��داث العنف‬ ‫أجب��رت نح��و ‪ 3‬ماليين س��وري عل��ى الفرار‬ ‫خ��ارج س��وريا من��ذ الع��ام ‪ ،2011‬باإلضافة‬ ‫إل��ى اضط��رار أكث��ر م��ن ‪ 7‬ماليي��ن مواطن‬ ‫س��وري للتنقل داخل س��وريا بحثًا عن األمان‬ ‫له��م ولعائالته��م‪ .‬لك��ن الرق��م المؤلم بين‬ ‫كل األرق��ام واإلحصائيات هو ع��دد األطفال‬ ‫الذين تأثروا بالح��رب الدائرة في البالد‪ ،‬حيث‬ ‫بلغ عددهم نحو س��تة ماليين طفل‪ ،‬وتعليقا‬ ‫عل��ى هذا الرقم ق��ال وزير التنمي��ة األلماني‬ ‫جيراد مولر‪" :‬إننا نواجه كارثة العصر الحديث‬ ‫ّ‬ ‫ولعل أبش��ع‬ ‫الت��ي تتفاق��م يوم�� ًا بعد ي��وم‪،‬‬ ‫صورها هي صورة األطفال الس��وريين وهم‬ ‫يفترش��ون الطرقات والحدائق العامة في كل‬ ‫من لبنان وتركيا وشمال العراق"‪.‬‬ ‫بمقارن��ة األرقام واإلحصائي��ات التي قدمتها‬ ‫كل م��ن اليونيس��يف واألم��م المتح��دة ف��ي‬ ‫اجتم��اع المانحين عن أوضاع الس��وريين في‬ ‫العام الحالي وأوضاعهم في األعوام السابقة‪،‬‬ ‫نستطيع تلمُس مدى الدمار الذي لحق ببلدنا‬ ‫ويكاد أن يقضي على كل شيئ‪ ،‬ففي تقارير‬ ‫العام الحالي ثمة نحو ‪ 3‬ماليين طفل س��وري‬ ‫أجب��روا على ت��رك أماكن س��كنهم واالنتقال‬ ‫للعيش في مناطق أخرى داخل سوريا‪ ،‬بينما‬ ‫س��جّل هروب نحو ‪ 920000‬طفل في السنة‬ ‫الماضي��ة‪ ،‬و‪260000‬طفل الج��ئ في قوائم‬ ‫الالجئين السوريين خالل العام ‪ ،2013‬العدد‬ ‫تضاعف عدة مرات خالل هذه الس��نة ليصبح‬ ‫‪ 1200000‬طف��ل‪ ،‬وربما يك��ون األكثر إيالما‬ ‫ف��ي قراءة هذه األرق��ام أن نعرف أن من بين‬ ‫هؤالء األطفال الالجئين لهذا العام هناك نحو‬ ‫‪425000‬طفل ممن هم دون الخامسة‪.‬‬ ‫لق��د فق��د األطف��ال مدارس��هم‪ ،‬أهله��م‪،‬‬ ‫أصدقاءه��م وبيوته��م‪ ،‬وترك��وا لمواجه��ة‬ ‫مصائرهم بأنفس��هم وكأن العالم كله يريد‬ ‫المش��اركة في محنته��م وموته��م‪ ،‬ال بل أن‬ ‫مؤتم��راً يعق��د تحت عن��وان تلبي��ة احتياجات‬ ‫الالجئين الس��وريين وتقدي��م الدعم الالزم‪،‬‬ ‫ف��ي حين نجد دو ً‬ ‫ال ومنظم��ات قد أعدت العدة‬ ‫وحضرت لتنال حصتها من الدعم في موسم‬ ‫التسول باسم السوريين‪.‬‬ ‫الس��يدة عبير زيادة (مس��ؤولة الفرع األردني‬ ‫لمنظمة "أنق��ذوا الطفولة")‪ ،‬حضرت باس��م‬ ‫منظمته��ا الدولي��ة المعروف��ة‪ ،‬لكنه��ا وجدت‬ ‫المن��اخ مناس��با لنق��ل الصورة الت��ي يريدها‬ ‫األردن وللتذم��ر وإب��داء العج��ز إزاء قضي��ة‬ ‫الالجئين الس��وريين هن��اك‪ ،‬وتحدثت قائلة‪:‬‬ ‫"إن األردن أظه��ر كل الك��رم والترحي��ب تجاه‬ ‫الوافدي��ن الس��وريين‪ ،‬وقد اس��تقبل بالفعل‬ ‫نح��و ثلث العدد اإلجمالي م��ن أعداد الالجئين‬ ‫ف��ي دول الج��وار‪ ،‬لكن��ه ‪ -‬أي األردن ‪ -‬يعاني‬ ‫أساس��ا م��ن مش��اكل اقتصادي��ة تمنعه من‬ ‫تحقي��ق جمي��ع احتياجات ه��ذا الع��دد الكبير‬ ‫م��ن الوافدين‪ ،‬كم��ا أنه بات بحاج��ة حقيقية‬

‫لمس��اعدات إضافي��ة ّ‬ ‫تخفف عن��ه وطأة عبء‬ ‫الالجئي��ن الس��وريين"‪ .‬أما لبنان فقد أرس��ل‬ ‫تم��ام س�لام لنف��س الغ��رض‪ ،‬إذ أن��ه وبعد‬ ‫لقائ��ه بأنجي�لا ميريكيل ليل��ة االثنين دفعها‬ ‫للتصري��ح قائل��ة‪" :‬إن لبنان بلد عدد س��كانه‬ ‫نحو ‪ 4‬ماليين نس��مة‪ ..‬وكونه يس��تقبل أكثر‬ ‫م��ن مليون الج��ئ ال بد أنه يعان��ي كثيراً‪ ،‬أما‬ ‫نحن فال يسعنا سوى الدهشة‪ ،‬كيف استطاع‬ ‫استقبال هذا العدد الضخم من الالجئين"‪.‬‬ ‫من��ذ ما يقارب األربع س��نوات والعالم يش��هد‬ ‫م��ا يجري في س��وريا‪ ،‬وعلى األخ��ص ما ّ‬ ‫حل‬ ‫بأطفالها‪ ،‬ففي س��وريا ُقتل األطفال وعُذبوا‬ ‫وهُجروا‪ ،‬أو أنهم أجبروا على القيام بمهمات‬ ‫عس��كرية قتالية مما تسبب بمقتل الكثيرين‬ ‫منهم‪ ،‬أو إصابته��م بجراح بليغة‪ ،‬ولم يقدّم‬ ‫هذا العالم أكثر من بع��ض عبارات التعاطف‬ ‫الخجول��ة أو لربم��ا بعض األم��وال التي غالبًا‬ ‫م��ا تض��ل طريقها قب��ل الوص��ول أليدي من‬ ‫يحتاجه��ا من الس��وريين‪ .‬إذ أن هن��اك الكثير‬ ‫م��ن المتنفعين من أزمتنا ومن موت أطفالنا‪،‬‬ ‫وهؤالء ال يعنيهم أسماء وقصص السوريين‪،‬‬ ‫ب��ل إن كل م��ا يهمّه��م ه��و توثي��ق أع��داد‬ ‫الضحاي��ا الس��وريين في هذه الح��رب القذرة‬ ‫واالستفادة منها قدر استطاعتهم سواء كانوا‬ ‫منظمات أو حكومات أو ما شابه‪.‬‬ ‫في ملجأ "بيت الرج��اء" في لبنان يعيش عبد‬ ‫اهلل ‪7‬س��نوات‪ ،‬وعند س��ؤاله عن م��دة إقامته‬ ‫ف��ي الملج��أ ق��ال إن��ه ال يعرفها بدق��ة‪ ،‬لكنه‬ ‫يتذك��ر اليوم األول أثن��اء قدومه إل��ى الملجأ‬

‫بف��رح‪" :‬كان يوم��ا جميال ألن األطف��ال كانوا‬ ‫يحتفلون‪ ،‬وأذكر أنهم أعطوني هدية وبعض‬ ‫المالب��س و(ش��حاطة) ففرح��ت كثي��را"‪ .‬بعد‬ ‫مقتل كافة أفراد عائلته في إدلب إثر سقوط‬ ‫برميل متفجرات فوق منزلهم‪ ،‬اختبأ مع عمه‬ ‫في إحدى الكنائس القديمة‪ ،‬لكن قوات األمن‬ ‫عثرت عليهما واعتقل الصبي والعم ألش��هر‪،‬‬ ‫وبع��د اإلفراج عنهما ذهبا إلى لبنان وهناك ال‬ ‫يتذكر الصبي سوى أن عمه قام بإيصاله إلى‬ ‫الملجأ وبعدها انقطعت أخباره‪.‬‬ ‫ماه��ر طبران��ي مدير مؤسس��ة بي��ت الرجاء‬ ‫يقول‪" :‬خالل ه��ذا العام فقط جاء إلى الملجأ‬ ‫‪ 20‬طفل س��وري لم يصحبه��م أحد وأغلبهم‬ ‫فروا م��ع أقارب من الدرج��ة الثانية أو برفقة‬ ‫جيرانه��م بع��د وف��اة ذويهم بس��بب الحرب‪،‬‬ ‫أعمارهم تتراوح بين ‪ 12 - 7‬عام"‪.‬‬ ‫بل��غ ع��دد األطف��ال الس��وريين الذي��ن فروا‬ ‫م��ن الب�لاد غي��ر مرفقي��ن بذويه��م أو بمن‬ ‫يس��تطيع إعالتهم ما يزيد ع��ن ‪ 4000‬طفل‪،‬‬ ‫وتؤكد منظمة األم��م المتحدة أن لبنان وحده‬ ‫يضم حوالي ‪ 2500‬طف�لا من هؤالء‪ .‬بعض‬ ‫األطفال يجدون الس��بيل إل��ى إحدى العائالت‬ ‫الس��ورية التي تقبل برعايته��م رغم الفقر‪،‬‬ ‫والبع��ض اآلخ��ر لربم��ا اس��تطاع الوص��ول‬ ‫إل��ى أح��د المالجئ مث��ل "بيت الرج��اء"‪ ،‬لكن‬ ‫الغالبية العظمى من هؤالء األطفال تجدهم‬ ‫يتسولون في الشوارع‪ ،‬أو ربما يبيعون العلكة‬ ‫أو المحارم‪ ،‬وتطلق الحكومة اللبنانية عليهم‬ ‫اسم "أطفال الشوارع"‪.‬‬


‫"ديكو�ستامني" م�ضاد للعن�صرية اللبنانية جتاه ال�سوريني‬

‫رميا فليحان ترد على‬ ‫"�أورينت نت"‬ ‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬

‫برملان الأ�سد يرفع �سعر جواز ال�سفر وي�شدد القيود عليه‬

‫حمافظة دم�شق قررت مقارعة الكالب‪ ،‬ففتكت بالقطط‬ ‫اعت��اد الس��وريون في الس��نوات الثالث الماضي��ة أن يفتتحوا صباحاتهم عل��ى وقع القذائف‬ ‫وأخبار المجازر التي يرتكبها النظام بحق مواطنيه‪ ،‬إال أن ما لفت أنظار ّ‬ ‫سكان دمشق خالل‬ ‫األسبوع الفائت‪ ،‬هو تناثر جثث القطط النافقة في شوارع المدينة وعلى أرصفتها‪.‬‬ ‫ويؤك��د توضيح نش��ره قس��م مكافحة األمراض المش��تركة ف��ي محافظة دمش��ق أن قرار‬ ‫اإلعدام كان يس��تهدف الكالب الش��اردة‪ ،‬حيث ذكر القسم أن فرقه وضعت طعوماً‬ ‫ً‬ ‫سامة في‬ ‫حاويات المدينة بتوجيهات من المحافظ للقضاء على الكالب الشاردة‪ ،‬إال أن طبيعة الطعوم‬ ‫المكونة من رؤوس الدجاج الممزوجة بمواد سامة‪ ،‬دفعت القطط الشاردة أيضاً إلى التهامها‬ ‫والوقوع تحت تأثير السم المميت‪.‬‬ ‫وأوضح القسم أنه سيتخذ المزيد من الحيطة والحذر في المرات المقبلة‪ ،‬على الرغم من أن‬ ‫دس الطعوم الس��امة في الحاويات جاء بإش��راف المخاتير ولجان األحياء والفعاليات الشعبية‬ ‫والحكومية حسب تأكيد القسم في إعالنه‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫أقر برلمان نظام األسد قانون جديداً‪ ،‬يحدد‬ ‫المبلغ المالي المفروض للحصول على جواز‬ ‫السفر‪ ،‬ويحدد قيود جديدة على المواطنين‬ ‫المقيمين في الداخل والخارج‪.‬‬ ‫حكوم��ة الحلق��ي التابع��ة لنظ��ام األس��د‪،‬‬ ‫تقدمت بمش��ورع القانون لمجلس الش��عب‬ ‫ف��ي ‪ ،2014 - 9 - 21‬الذي وافق بدوره على‬ ‫القانون الخاص بمنح وإصدار وثائق السفر‪،‬‬ ‫وقيمته��ا وكيفي��ة اس��تخدامها والعقوب��ات‬ ‫والغرامات المترتبة على مخالفة أحكامه‬ ‫وكانت ح��ددت المادة الثانية من المرس��وم‬ ‫التشريعي رقم ‪ 60‬لعام ‪ 2004‬قيمة الجواز‬ ‫أو وثيقة السفر المنصوص عليها في المادة‬ ‫التاسعة من القانون رقم ‪ / 42 /‬المؤرخ في‬ ‫‪ 1975 / 12 / 31‬وتعديالت��ه بمبل��غ ‪1500 /‬‬

‫‪ /‬ليرة سورية‪.‬‬ ‫إال أن التعديالت الجديدة التي أقرها مجلس‬ ‫الش��عب قضت برف��ع قيمة ج��واز‪ ،‬أو وثيقة‬ ‫الس��فر إل��ى ‪ 4‬آالف ليرة‪ ،‬وف��ق نظام الدور‬ ‫و‪ 15‬ألف ليرة بصفة مستعجلة‪.‬‬ ‫األم��ر الذي يراه محلل��ون محاولة من نظام‬ ‫األس��د لتدعم اقتص��اده المنه��ار منذ ثالثة‬ ‫س��نوات‪ ،‬ولتش��ديد القيود على المواطنين‬ ‫الباقيين تحت سيطرته ومنعهم من التحرك‬ ‫بحرية ومغادرة البالد‪.‬‬ ‫يذكر أن مؤسسة "هنلي" أصدرت مؤشرها‬ ‫الس��نوي المتعل��ق بالقيود على التأش��يرات‬ ‫بي��ن ال��دول‪ ،‬وق��ال تقريره��ا إن الج��واز‬ ‫السوري يحتل المركز السادس عشر عربيًا‬ ‫و‪ 178‬عالمي ًا‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫بع��د تزايد أع��داد الالجئين الس��وريين في‬ ‫لبنان‪ ،‬واألح��داث العنصرية التي يتعرضون‬ ‫له��ا‪ ،‬إضافة إلى أحداث عرس��ال وطرابلس‪،‬‬ ‫وإغالق الح��دود بوجه الهاربي��ن من الموت‬ ‫الس��وري إلى لبنان‪ ،‬أطلق عدد من الش��بان‬ ‫الس��وريين واللبنانيي��ن‪ ،‬مب��ادرة أس��موها‬ ‫"ديكوس��تامين" لتخفيف االحتقان الحاصل‬ ‫بين الش��عبين‪ .‬وتعود التس��مية إلى الدواء‬ ‫معالجة االحتقان المعروف " ديكوستامين"‪.‬‬ ‫وبحس��ب تصريحات القائمين على المبادرة‬ ‫لوس��ائل اإلعالم‪ ،‬سيعمد المش��اركون إلى‬

‫زي��ارة المس��ؤولين اللبنانيي��ن‪ ،‬خاصة في‬ ‫وزارات الداخلي��ة والدفاع والصح��ة‪ ،‬للتأثير‬ ‫على الممارسات السلبية التي تمارس بحق‬ ‫الالجئين الس��وريين‪ ،‬والتي من ش��أنها رفع‬ ‫مستوى االحتقان بين الطرفين‪.‬‬ ‫وس��تترافق المب��ادرة م��ع أنش��طة ثقافية‬ ‫وفني��ة‪ ،‬يش��ارك فيه��ا فنانون تش��كيليون‬ ‫م��ن البلدين‪ ،‬وس��ينضم إلى المب��ادة وجوه‬ ‫معروفة وقادة رأي من العقالء في البلدين‪،‬‬ ‫إلح��داث التأثي��ر اإليجاب��ي المطل��وب على‬ ‫الشارع اللبناني‪.‬‬

‫أثار تقرير نش��ره موق��ع "أورينت نت" بعنوان‬ ‫"م��ن هوالصحفي الكردي الثائر الذي عاد إلى‬ ‫حضن الوطن ومن س��اعده؟" استياء الناشطة‬ ‫الحقوقي��ة ريما فليحان‪ ،‬معتب��ر ًة أن التقرير‪،‬‬ ‫ُكت��ب بأس��لوب يفتقر إل��ى الدق��ة والمهنية‪،‬‬ ‫ويكيل التهم للناس دون أي موضوعية‪.‬‬ ‫ونف��ت فليح��ان ف��ي ردٍ نش��ره "أورينت نت"‬ ‫عم�ل ً‬ ‫ا بقوانين الصحافة المس��تقلة‪ ،‬ما ذكره‬ ‫الموق��ع ح��ول أن الصحف��ي المقص��ود ف��ي‬ ‫التقري��ر دلبرين موس��ى كان يتقاض��ى راتبًا‬ ‫ش��هرياً "بمعيّتها" من مكتب االئتالف اإلغاثي‬ ‫ً‬ ‫واصفة ما أورده الموقع‬ ‫لالئتالف ف��ي األردن‪،‬‬ ‫به��ذا الش��أن بالك��ذب واالفت��راء‪ ،‬وأوضح��ت‬ ‫فليح��ان أن دلبري��ن وصل إل��ى االردن بوضع‬ ‫س��يء ج��داً‪ ،‬وحص��ل عل��ى مس��اعده مالي��ة‬ ‫بسيطه بمبلغ أقل بكثير من الرقم الموضوع‬ ‫ف��ي االورينت ولم��رة واحدة‪ ،‬وهي مس��اعدة‬ ‫ُقدم��ت ل��ه ولكثير م��ن العائ�لات التي وصل‬ ‫عددها إلى ‪ 1500‬عائلة شهرياً‪".‬‬ ‫وكان��ت "أورين��ت ن��ت" طرحت تس��اؤالت في‬ ‫التقري��ر حول من س��اعد الصحف��ي "دلبرين‬ ‫موس��ى" أثن��اء تواج��ده ف��ي األردن‪ ،‬وأم��دّه‬ ‫بمس��اعدات مالي��ة‪ ،‬وذكر التقري��ر أن دلبرين‬ ‫عمل ف��ي مؤسس��ات ثوري��ة اعالمي��ة‪ ،‬منها‬ ‫قناة "سوريا الش��عب" التي تولت ريما فليحان‬ ‫إدارتها لثالثة أش��هر‪ ،‬وقناة س��وريا الش��عب‪،‬‬ ‫وإذاع��ة هوا س��مارت‪ ،‬م��ن ثم عاد بوس��اطة‬ ‫أصدقائ��ه ل��دى النظ��ام إل��ى حضن األس��د‪،‬‬ ‫حسبما نقل "أورينت نت‪".‬‬ ‫والالفت في رد ريما فليحان إش��ارتها إلى أنها‬ ‫ال تعل��م بالفعل مدى صحة خبر عودة دلبرين‬ ‫إل��ى س��وريا من عدم��ه‪ ،‬وقد فوجئ��ت بالخبر‬ ‫عندما قرأت��ه في "األورينت ن��ت"‪ ،‬معتبر ًة أن‬ ‫هذا األمر يخص دلبرين وحده‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫الأمهات ال�سوريات وحرمان يطال زيارة القبور‬ ‫درعا ‪ -‬سارة الحوراني‬

‫اندساسية ‪. .‬‬ ‫دندنات وتقارير ‪. .‬‬ ‫أخبار‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫ال يقتص��ر األلم عل��ى رحيل االب��ن لدى األم‬ ‫الس��ورية وفقدان��ه وضي��اع حلمه��ا برؤيت��ه‬ ‫يكبر يوم��اً بعد يوم أم��ام ناظريها‪ ،‬بل يمتد‬ ‫ويتعاظ��م مع صعوب��ة زي��ارة قب��ره وأحيان ًا‬ ‫معرفة مصيره المجهول في غياهب س��جون‬ ‫النظام السوري‪.‬‬ ‫ما ت��زال «عليا» تش��تري المالب��س الجديدة‬ ‫البنه��ا عل��ى الرغ��م من م��رور ع��ام ونصف‬ ‫الع��ام عل��ى رحيل��ه لي��س بالعي��د فقط بل‬ ‫وحتى في بداية المدارس‪ ،‬وكسوته الصيفية‬ ‫والش��توية‪ ،‬وتح��رص أن تنتق��ي األجمل من‬ ‫المالب��س لتليق بولدها الذي دفن بعيداً عنها‬ ‫ف��ي األردن‪ .‬ابنه��ا «أحمد» البالغ م��ن العمر‪،‬‬ ‫ثمان��ي س��نوات كان ق��د أصيب بش��ظية في‬ ‫رأس��ه نتيجة قصف حارته بقذيفة هاون في‬ ‫ح��ي طريق الس��د في مدينة درع��ا‪ ،‬من قبل‬ ‫قوات النظام الس��وري‪ ،‬نق��ل على أثرها عبر‬ ‫رحلة ش��اقة إلى الحدود األردنية ومن ثم إلى‬ ‫المشفى المخصص للمصابين القادمين من‬ ‫األراضي السورية‪ ،‬لكنه لفظ أنفاسه األخيرة‬ ‫لحظة دخول��ه غرفة العمليات‪ ،‬ليتم دفنه في‬ ‫األردن‪.‬‬ ‫لم يك��ن «أحمد» الطفل الوحي��د الذي أصيب‬ ‫ف��ي القصف‪ ،‬فقد أصيب أيضًا ابن خاله وأحد‬ ‫أصدقائه‪ ،‬وفيما بترت ساق الثاني خرج األول‬ ‫بإصابة طفيفة في يده‪.‬‬ ‫حاول��ت «أم أحم��د» زيارة قب��ره أكثر من مرة‬ ‫لكنه��ا واجه��ت الكثي��ر م��ن الصعوب��ات‪ ،‬فال‬ ‫يمكنه��ا الذه��اب عبر معبر نصي��ب الحدودي‬ ‫مع األردن ألنها ال تمتلك جواز س��فر يس��مح‬ ‫لها بالمرور بش��كل نظامي‪ ،‬وإن ملكته فهي‬ ‫مهددة باالعتقال كونها أم شهيد وزوجها على‬ ‫قائم��ة المطلوبين لألمن الس��وري‪ ،‬الطريق‬ ‫اآلخ��ر هو الدخول بطريقة غير ش��رعية عبر‬ ‫منطق��ة رويش��د لكنها تش��كل رحل��ة خطرة‬ ‫والبد من المجازفة أثناء مرورها من محافظة‬ ‫السويداء حيث تقع ضمنها منطقة رويشد‪.‬‬

‫تكل��ف الرحلة إلى األردن ما يزيد عن ‪ 25‬ألف‬ ‫ليرة سورية للش��خص البالغ وقد تمتد ألكثر‬ ‫من ش��هر (ف��ي حال ت��م العبور) فيم��ا تكلف‬ ‫الرحل��ة المضم��ون دخلوه��ا أكث��ر م��ن ‪125‬‬ ‫ألف ليرة س��ورية للش��خص الواح��د‪ ،‬وكثيراً‬ ‫م��ا تعرض��ت قواف��ل الهاربين إل��ى االعتقال‬ ‫من قب��ل حواجز األمن واللجان الش��عبية في‬ ‫تل��ك المنطقة واعتقل عدد من المس��افرين‬ ‫ومنه��م من بق��ي مفقوداً حت��ى اليوم‪ ،‬لذلك‬ ‫قريب‬ ‫فضل��ت عدم المخاط��رة بانتظار ي��وم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تتمك��ن في��ه م��ن زي��ارة قب��ر أحمد وق��راءة‬ ‫القرآن وغرس شجرة زيتون فوق قبره‪ ،‬وفي‬ ‫كل فرصة س��انحة حتى ه��ذا اليوم‪ ،‬تمارس‬ ‫هذه الطقوس على قبر أي ش��هيد تس��تطيع‬ ‫الوصول إليه‪.‬‬ ‫«أم خالد» سيدة في الثمانين من عمرها قتل‬ ‫ابنه��ا قبل عامي��ن برصاص��ة أطلقها قناصة‬ ‫النظ��ام الس��وري المنتش��رون عل��ى األبنية‬ ‫المرتفعة والتي تش��رف عل��ى حيها في درعا‬ ‫البلد‪ ،‬يش��كل العيد الفرص��ة الوحيدة لزيارة‬ ‫قبره الواقع في درعا المحطة‪.‬‬ ‫فالم��كان المخصص لدف��ن الموتى في تلك‬ ‫المنطق��ة المس��يطر عليه��ا م��ن قب��ل قوات‬ ‫النظام السوري تحول إلى منطقة عسكرية‪،‬‬ ‫ومنها تقصف المدافع والدبابات التابع للنظام‬ ‫األحي��اء المحررة ف��ي مدينة درع��ا (المخيم‪،‬‬ ‫طريق الس��د‪ ،‬درعا البلد) وش��يدت المتاريس‬ ‫العس��كرية على مداخله‪ ،‬لذلك يمنع الدخول‬ ‫إلي��ه باس��تثناء يوم العي��د ولوق��ت قصير ال‬ ‫يتجاوز العشر دقائق فقط‪.‬‬ ‫غالب��اً ما تقف «أم خالد» بالقرب من الس��ياج‬ ‫ال��ذي يفص��ل الش��ارع الع��ام ع��ن المقب��رة‬ ‫لتسترق بعض النظرات إلى قبر ولدها‪ ،‬لكن‬ ‫أص��وات الجنود س��رعان ما تأمره��ا باالبتعاد‬ ‫وتنهرها بعدم المرور مرة أخرى من المكان‪.‬‬ ‫كثير ٌة ه��ي الم��رات التي اجت��ازت «أم خالد»‬ ‫الم��كان وغالب ًا ما تخاط��ب ولدها معتذرة عن‬

‫ع��دم زيارت��ه ودموعه��ا ال تفارقه��ا‪ ،‬وحت��ى‬ ‫بع��د وصولها إلى منزلها يأخذه��ا البكاء دون‬ ‫توقف لس��اعات‪ ،‬لكن عزاءها الوحيد احتضان‬ ‫أحفاده��ا وتأمي��ن حياة كريم��ة لهم في ظل‬ ‫غياب والدهم‪.‬‬ ‫يبق��ى العي��د الفرص��ة الوحيدة لزي��ارة قبره‬ ‫حيث تق��وم بالتحضير قبل عدة أيام لش��راء‬ ‫بع��ض الحلوى الت��ي يحبها وصناع��ة القهوة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬وتأمي��ن بعض النق��ود ذات الفئات‬ ‫الصغيرة توزعها على األطفال خالل طريقها‬ ‫إل��ى المقبرة‪ ،‬ف��ي اس��تعادة حزين��ة لتقاليد‬ ‫زيارة القبور زمن السلم‪.‬‬ ‫بطاقة ش��خصية وبع��ض المقتنيات الخاصة‬ ‫وورق��ة كتب عليها ب��أن علي توفي ألس��باب‬ ‫صحي��ة ف��ي المعتقل‪ ،‬هذا كل م��ا وصل إلى‬ ‫أهل��ه‪ ،‬فقد اعتقل منذ ثالث س��نوات من قبل‬ ‫قوات األمن السوري في مدينة درعا لنشاطه‬ ‫اإلغاثي والطبي‪.‬‬ ‫ل��م تدخر العائل��ة أي جهد أو مال في س��بيل‬ ‫معرف��ة م��كان ولده��ا أو حتى معرف��ة حالته‬ ‫الصحي��ة فذه��ب الم��ال إل��ى ضب��اط األمن‬ ‫الس��وري دون أي فائدة‪ ،‬لتصلهم الحقاً أخبار‬ ‫تفيد بأن علي قد توفي في السجن منذ سبعة‬ ‫أش��هر تحت التعذيب‪ ،‬في حين تم تس��لميهم‬ ‫بع��ض المقتنيات الخاص��ة وورقة كتب عليها‬ ‫توفي ألسباب صحية‪.‬‬ ‫ترف��ض «أم عل��ي» االعت��راف بوف��اة ولدها‬ ‫قائلة‪« :‬بغياب الجثة ال شيء مؤكد‪ ،‬إحساسي‬ ‫يخبرني بأنه ما يزال حياً في مكان ما»‪ .‬ولعل‬ ‫زيارة المعتقلين المفرج عنهم تشكل هاجسًا‬ ‫بالنس��بة فم��ن خالل تل��ك الزيارات تس��عى‬ ‫الستقصاء أي خبر عن ولدها‪ ،‬لكن‪ ،‬لآلن‪ ،‬لم‬ ‫تصلها أي إشارة تدل على وفاته أو بقائه حيًا‬ ‫«ل��و مات ووج��د له قبر لهان عل��ي األمر لكن‬ ‫أن يبقى مجهول المصير‪ ،‬ويتلقى أش��د أنواع‬ ‫التعذيب في كل لحظ��ة أمر ال يمكن احتماله‬ ‫والتعايش معه»‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫مقبرة الشهداء في القابون بدمشق‬


‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬

‫أطلق ملتقى "س��وريّات يصنعن الس�لام"‪ ،‬مب��ادرة بعنوان "جدران‬ ‫الس�لام"‪ ،‬قام خاللها متطوعون من عدة مدنٍ س��ورية‪ ،‬برسم تسع‬ ‫لوحاتٍ فنيّة على جدار مقبرة مدينة "النبك" التي تقع على الطريق‬ ‫الدولي ش��مالي دمش��ق‪ ،‬لتك��ون هذه المب��ادرة انطالقة لمش��اريع‬ ‫مماثل��ة‪ ،‬تحمل الطاب��ع ذاته بمدنٍ أخرى في س��وريا‪ ،‬و"بناء جدران‬ ‫س�لام سورية بمكوناتها‪ ،‬ومدلوالتها‪ ،‬وصانعيها‪ ،" .‬وذلك بحسب ما‬ ‫أكدّت مديرة المشروع أميرة مالك لـشبكة ‪CNN‬االميركية‪.‬‬ ‫وعن سبب اختيار جدران المقابر قالت مديرة المشروع‪" :‬من الموت‪..‬‬ ‫إلى الحياة‪ ،‬تلك هي الفكرة التي أردنا إيصالها عبر هذا الخيار‪ ،‬جدار‬ ‫يك��ون خلفه الم��وت‪ ،‬وأمامه الحياة‪ ،‬ليسَ اس��تخفاف ًا بالموت‪ ،‬وإنما‬

‫لنؤكد أننا نريد االستمرار‪ ،‬والتعلم من جرحنا‪ ،‬دون أن نتوقف‪" .‬‬ ‫ّ‬ ‫وأكد القائمون على هذا المشروع بأنهم يسعون في الربيع المقبل‪،‬‬ ‫لتلوين جدار مقبرةٍ آخرى‪ ،‬بمدينةٍ أخرى‪ ،‬بين عدة مدنٍ س��وريّة‪،‬‬ ‫باتت مسارح للموت‪ ،‬والخراب‪" ..‬أم ً‬ ‫ال في صنع السالم‪ ..‬ووالدة الحياة‬ ‫من قلب الموت‪" .‬‬ ‫ويق��وم ف��ن الغرافيتي عل��ى الرس��م والكتاب��ة على الج��دران في‬ ‫الشوارع بطرق ملفتة للنظر‪ ،‬بألوان مفعمة و وخطوط مبتكرة‪ ،‬وقد‬ ‫تكون الكتابات والرس��وم عبارة عن شعارات ورموز تخدم قضية ما‪،‬‬ ‫ويسعى أصحاب العمل إلى الترويج لها من خالل هذا الفن‪.‬‬

‫اخلدمة يف جي�ش النظام‪ :‬غمو�ض م�صري امل�ؤجلني درا�سي ًا وتو�ضيحات ب�ش�أن �سحب االحتياط‬

‫المش��مول بالفئ��ة العمرية لعناص��ر االحتياط دفع مبل��غ ‪ 50‬ألف ليرة‬ ‫س��ورية للحصول على إذن السفر تعود إليه لدى عودته من السفر وال‬ ‫يحق له المطالبة بها في حال لم يسافر‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمغتربين‪ ،‬يعفى الشخص من خدمة االحتياط لمدة عام‬ ‫في حال أرس��ل س��ند إقامة قانوني‪ ،‬في حين يتم استدعاؤه أصو ً‬ ‫ال إذا‬ ‫لم يثبت إقامته‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغم من تل��ك التوضيحات‪ ،‬تبقى المخاوف محيطة بالش��بان‬ ‫المؤجلين دراس��ياً‪ ،‬ويؤكد بعضهم أن الحواجز األمنية تعمل بمزاجية‪،‬‬ ‫وبعضها ال يعتدّ بوثائق التأجيل الدراسي‪ ،‬مؤكدين أن طالباً جامعيين‬ ‫مؤجلي��ن دراس��ياً اعتقلتهم حواج��ز تابعة للنظام بحج��ة التخلف عن‬ ‫الخدمة اإللزامية‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ل��م يكن حلم اإلفالت من الخدمة اإللزامية في جيش النظام‬ ‫صعب المنال‪ ،‬قبل أن يش��دد النظ��ام قوانينه في هذا الصدد‬ ‫ويطل��ب ش��بانًا من المس��جلين ف��ي االحتي��اط لاللتحاق في‬ ‫الخدمة‪.‬‬ ‫ويقول ناش��ط في مناطق س��يطرة النظام بحلب فضل عدم‬ ‫ذكر اس��مه‪« :‬إن حمالت النظام في سحب االحتياط والسوق‬ ‫للخدم��ة طال��ت طالباً ف��ي الدراس��ات العلي��ا‪ ،‬وش��بان ًا أنهوا‬ ‫خدمتهم قبل أكثر من خمس سنوات‪».‬‬ ‫وف��ي ظل ع��دم صدور إع�لان م��ن أي جهة رس��مية يوضح‬ ‫الش��روط التي أخذ بها النظام لس��حب عناص��ر االحتياط‪ ،‬أو‬ ‫للسوق إلى الخدمة اإللزامية أول مرة‪ ،‬نشرت شبكة «دمشق‬ ‫اآلن» اإلخباري��ة الموالي��ة للنظ��ام تفاصي��ل قال��ت إنها نق ً‬ ‫ال‬ ‫ع��ن مصدر أمني‪ ،‬توضح بعض النقاط الغامضة في س��حب‬ ‫االحتياط‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الموظف المطلوب لالحتي��اط يفصل من وظيفته‬ ‫وذكرت الش��بكة أن‬ ‫ويعاقب بالسجن خمس سنوات كما يغرّم بمبلغ مالي في حال تخلفه‪،‬‬ ‫ف��ي حين يع��ود الموظف إلى عمل��ه بعد إنهاء م��دة االحتياط في حال‬ ‫التحق بها حين الطلب‪.‬‬ ‫وأوضحت أن طلب االحتياط يتم حس��ب حاجة التش��كيالت العس��كرية‬ ‫واالختصاصات‪ ،‬وتتراوح مواليد العناصر الذين يمكن طلبهم لالحتياط‬ ‫بين عامي ‪ 1973‬و ‪ ، 1991‬وأش��ارت الشبكة إلى أن المسرّحين صحي ًا‬ ‫يعفون من خدمة االحتياط في حال استمر عذرهم الصحي‪ ،‬باستنثناء‬ ‫اختصاصات التمريض‪.‬‬ ‫وفيم��ا يتعلق بإذن الس��فر‪ ،‬ذكرت «دمش��ق اآلن» أنه على الش��خص‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫غرافيتي على �أ�سوار مقابر النبك‪� ..‬أم ًال بـ "ال�سالم"‬

‫‪7‬‬


‫التحالف الدويل يت�سبب بغالء املعي�شة يف الرقة‬ ‫دمشق ‪ -‬أنليل فارس‬

‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫ش��هدت مدينة الرقة خالل األس��ابيع األخيرة‬ ‫ارتفاعات متواترة في أس��عار الوقود والمواد‬ ‫الغذائي��ة‪ ،‬تراوح��ت بي��ن ‪ 100‬و‪ ،400%‬األمر‬ ‫ال��ذي رده ناش��طون إل��ى ضرب��ات التحال��ف‬ ‫الدول��ي ض��د تنظي��م «الدولة اإلس�لامية»‪،‬‬ ‫بينم��ا قال أح��د القائمين على حمل��ة «الرقة‬ ‫تذبح بصمت» الناشط اإلعالمي أبو إبراهيم‬ ‫الرقاوي‪ ،‬لـ»سوريتنا»‪ ،‬إن «الرقة تشهد غال ًء‬ ‫فاحش��اً‪ ،‬مقارن��ة بم��ا كان عليه الح��ال قبل‬ ‫بدء ضرب��ات التحالف‪ ،‬وخصوصا في أس��عار‬ ‫المحروقات بعد اس��تهداف قوات التحالف آلبار‬ ‫ومصافي النفط في ري��ف المدينة‪ ،‬حيث لجأ‬ ‫أغل��ب األهال��ي إل��ى التقنين إال ف��ي الحاالت‬ ‫الضروري��ة‪ ،‬واالس��تعاضة ع��ن المحروق��ات‬ ‫بم��واد أولية كانت تس��تخدم قديم��اً من قبل‬ ‫أجدادن��ا‪ ،‬فهناك إقبال ش��ديد على اس��تخدام‬ ‫مدافئ الحطب‪ ،‬واس��تخدام ال��كاز في الطبخ‬ ‫ً‬ ‫مقارنة‬ ‫بس��عر منخفض‬ ‫واإلنارة حيث يتمتع‬ ‫ٍ‬ ‫م��ع البنزي��ن والم��ازوت‪ ،‬أما بالنس��بة لوقود‬ ‫آلي��ات النقل فيس��تخدم األهال��ي في األغلب‬ ‫البنزين المك��رر‪ ،‬وهو رخي��ص الثمن إال أنه‬ ‫يسبب ضرراً كبيراً على اآلليات»‪.‬‬ ‫أما م��ن ناحية الخب��ز وهو المادة األساس��ية‬ ‫ف��ي الوجب��ة الغذائية ألهل الرق��ة‪ ،‬فقد بين‬ ‫«الرق��اوي» أن الحصول عليه يتطلب الوقوف‬ ‫لس��اعات أمام األف��ران‪ ،‬ووصل س��عر ربطة‬ ‫الخب��ز التي تحوي ما بي��ن ‪ 19‬ـ‪ 21‬رغيف إلى‬ ‫‪ 250‬لي��رة‪ ،‬ما دف��ع أهالي ري��ف المدينة إلى‬ ‫الخبز في منازلهم‪.‬‬ ‫وبخصوص المواد الغذائية يوضح «الرقاوي»‪:‬‬ ‫«أن أهال��ي الرق��ة يقوم��ون بش��راء الم��واد‬ ‫األساس��ية للحياة بالحد األدنى‪ ،‬عبر ما يتوفر‬ ‫معهم م��ن المبال��غ المالية‪ ،‬ف��ي ظل ظروف‬ ‫معيش��ية صعبة من توق��ف أعمالهم‪ ،‬وقطع‬ ‫النظام لرواتب بعض الموظفين واش��تراطه‬ ‫عليه��م التوجه ألقرب نقطة يتواجد فيها كي‬ ‫يتابع��ون عملهم في مناطقه‪ ،‬وبالتالي يقوم‬

‫بص��رف رواتبهم‪ ،‬إال أن هن��اك مخاوف كبيرة‬ ‫لدى الموظفين من االعتقال من قبل النظام‪،‬‬ ‫عقب تعرض العديد من الموظفين لالعتقال‬ ‫لدى توجههم الستالم رواتبهم»‪.‬‬ ‫وذك��ر «الرق��اوي» أن «س��عر لت��ر البنزي��ن‬ ‫النظامي كان ‪ 225‬ليرة ووصل بعد الضربات‬ ‫لـ‪ 300‬ليرة‪ ،‬أما لتر البنزين المكرر فكان بـ‪75‬‬ ‫ليرة وصل إلى ‪ 150‬ليرة‪ ،‬كذلك المازوت كان‬ ‫يباع بـ‪ 75‬ليرة وصل إلى ‪ 150‬ليرة»‪.‬‬ ‫م��ن جانبه‪ ،‬قال «محمد الفرات��ي» إن «الرقة‬ ‫مازالت تشهد عدد من النشاطات االقتصادية‬ ‫البس��يطة مثل بيع الخض��ار واالتجار ببعض‬ ‫المواد األساسية‪ ،‬إضافة إلى العمل في قطاع‬ ‫النفط من نقل وتكرير وبيع»‪.‬‬ ‫وع��ن واق��ع الخدم��ات‪ ،‬لف��ت إل��ى أن «واق��ع‬ ‫الكهرب��اء س��يء ج��داً‪ ،‬حي��ث تصل س��اعات‬ ‫التقني��ن إلى ‪ 20‬س��اعة‪ ،‬ما يدف��ع الناس إلى‬ ‫االعتم��اد على مول��دات الكهرب��اء المنزلية»‪،‬‬ ‫مضيف��اً أن «مياه الش��رب مرتبطة بالكهرباء‬ ‫ألنه��ا تس��تجر من النه��ر ومن بع��ض اآلبار‪،‬‬ ‫عب��ر مضخات المياه‪ ،‬ولكن مع فصل الش��تاء‬

‫(مو وقتا) جلبهة الن�صرة وجبهة ثوار �سوريا‬

‫أطلق عدد من النش��طاء‪ ،‬حملة عبر ش��بكات التواص��ل االجتماعية‪ ،‬بعنوان "مو‬ ‫وقت��ا"‪ ،‬وذلك على خلفية االقتتال الدائر‪ ،‬بين جبهة النصرة وجبهة ثوار س��وريا‬ ‫في ريف ادلب‪ ،‬االقتتال الذي ذهب ضحيته عدد من المدنيين بين جريح وشهيد‪.‬‬ ‫اعتم��دت الحملة على الفت��ات أو ملصقات حملت عبارات تعبر عن رفض الخالف‬ ‫بين الطرفين وتدعو للصلح‪ ،‬ويظهر في الصفحة الرس��مية للحملة صور لتلك‬ ‫الالفتات يحملها سوريون في مناطق مختلفة من العالم‪.‬‬ ‫مطلق��و الحملة أصدروا بيانهم األول‪ ،‬مطالبين فيه بإيقاف ما وصفوها "الحرب‬ ‫البش��عة التي س��تأكل االخض��ر واليابس‪ ،‬والمس��تفيد الوحيد منه��ا هم أعداء‬ ‫الشعب السوري من النظام وأعوانه" وذلك على حد وصف بيان الحملة‪.‬‬

‫والمط��ر والس��يول تصب��ح المياه غي��ر قابلة‬ ‫للشرب»‪.‬‬ ‫وأضاف «الفرات��ي» أن «هناك من يتلقى في‬ ‫الرق��ة تحوي�لات مالية م��ن تركي��ا واألردن‪،‬‬ ‫ولكنه��ا قليل��ة ت��كاد ال تذك��ر‪ ،‬وه��ي ال تتم‬ ‫عبر ش��ركات تحويل منظمة‪ ،‬بل عبر األمانة‬ ‫ومكاتب غير منظمة»‪.‬‬ ‫كم��ا أن الواق��ع االقتص��ادي الس��يئ ‪ -‬وف��ق‬ ‫تعبي��ر الفرات��ي ‪ -‬أرخى بظالله عل��ى الواقع‬ ‫االجتماع��ي‪ ،‬فص��ار من النادر أن يس��مع عن‬ ‫مناس��بة زواج‪ ،‬ألن العائ�لات ال تمتل��ك ثم��ن‬ ‫طعامها فكيف لها أن تزوج أبناءها‪ ،‬ولفت إلى‬ ‫أنه قد تكون هناك حاالت طالق لكن المجتمع‬ ‫المحافظ يتكت��م على موضوع الطالق لما له‬ ‫من مدلوالت اجتماعية سيئة‪.‬‬ ‫يشار إلى أن الرقة هي أول محافظة سيطرت‬ ‫عليه��ا فصائل المعارضة المس��لحة‪« ،‬نصرة‬ ‫وأحرار الش��ام»‪ ،‬ليأتي بعدها تنظيم داعش‪،‬‬ ‫ويفرض س��لطته عل��ى المحافظة‪ ،‬ويفرض‬ ‫رس��ومًا على المح��ال والناس باس��م تطبيق‬ ‫الدولة اإلسالمية‪.‬‬

‫عيد الرعب ال�سوري اليومي بوجود الأ�سد‬ ‫"عي��د الرعب الس��وري اليوم��ي بوجود األس��د"‪ ،‬هو عنوان‬ ‫لدعوة أطلقها نشطاء عبر موقع التواصل االجتماعي "فيس‬ ‫بوك" بمناسبة حلول عيد الهالويين أو عيد القديسين‪ ،‬الذي‬ ‫يحتف��ل به العالم مرة واحدة في العام بتاريخ ‪ 31‬تش��رين‬ ‫األول‪ ،‬ولكن مع التجربة السورية األمر مختلف‪.‬‬ ‫يقول مطلقو الدعوة عبر صفحته��م "عيد الهالويين‪ ..‬عيد‬ ‫الرع��ب‪ ..‬عيد الخ��وف‪ ..‬عند بعض الش��عوب الذين ربما لم‬ ‫يخطر ببالهم أن هناك ش��عباً يعيش الرعب يوميًا‪ ..‬يعيش‬ ‫الخوف بكل لحظة من لحظات حياته"‪.‬‬ ‫وتضي��ف الدع��وة‪" :‬ه��ل من رعب أكب��ر م��ن أن تخرج من‬ ‫منزلك ال تعلم هل ستعود أم ال! هل من خوف أكبر من أن‬ ‫تسمع صوت القصف وال تعرف إن كانت القذيفة المنطلقة‬ ‫س��تأخذ حياتك أو حي��اة أحد أحبتك! هل من موقف أقس��ى‬ ‫من أن ترى الخوف بعيون األطفال وال تس��تطيع عمل شيء‬ ‫لتخفي��ف روعه��م!‪ ..‬هذا ما نعيش��ه يوميًا في س��وريا‪ ،‬إنه‬ ‫هالويين األسد الذي يفرضه على السوريين بشكل يومي"‪.‬‬ ‫يذك��ر أن ف��ي عيد الهالويي��ن التقليدي‪ ،‬يتنك��ر الناس كي‬ ‫ال تعرفه��م األرواح الش��ريرة عم�ل ً‬ ‫ا بقول األس��طورة التي‬ ‫س��تعود في ه��ذه الليلة م��ن عال��م الموتى "الب��رزخ" إلى‬ ‫األرض وتس��ود حتى الصباح التال��ي‪ .‬ويتنقل األطفال من‬ ‫بي��ت آلخر وبحوزتهم أكياس وس�لال ليمأله��ا الناس لهم‬ ‫بالحلوى في طقس يعرف باسم خدعة أم حلوى‪.‬‬


‫�أهايل ال�سويداء يرف�ضون ت�سليم �أبنائهم للخدمة الع�سكرية‬ ‫و�شبابها يردون «ال للخدمة الع�سكرية يف جي�ش يقتل �شعبه»‬ ‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬

‫هاجس الخدمة العس��كرية يخيم‬ ‫على شباب السويداء كسائر شباب‬ ‫س��ورية في ظل الحملة الشرسة‬ ‫التي تشنها القوات األمنية التابعة‬ ‫للنظام ف��ي المحافظ��ة لمالحقة‬ ‫المطلوبي��ن للخدم��ة واالحتياط‪،‬‬ ‫بع��د أن رفض غالبية من هم في‬ ‫سن التجنيد االلتحاق بالخدمة‪.‬‬

‫السويداء ‪ -‬زليخة سالم‬

‫س��ؤال حول األسباب التي منعته‬ ‫ورداً على‬ ‫ٍ‬ ‫من البقاء في الداخل والتخلف عن الخدمة‪،‬‬ ‫أو إرسال س��ندات إقامة والعودة إلى البالد؟‬ ‫يقول «ك‪ .‬خ»‪« :‬لقد قمت بذلك لكن شعبة‬ ‫التجنيد العامة لم تقبل بهذه السندات‪ ،‬هم‬ ‫يري��دون التضيي��ق علينا به��دف أن نخدم‬ ‫في صفوفهم‪ ،‬بعد س��تة أش��هر س��تنتهي‬ ‫صالحي��ة جواز الس��فر خاصتي وس��أتحول‬ ‫إلى مقيم غير شرعي في لبنان»‪.‬‬ ‫بالمقاب��ل ال يفض��ل كثي��ر م��ن ش��باب‬ ‫الس��ويداء المطلوبين للخدمة العس��كرية‬ ‫االنخ��راط ف��ي فصائ��ل وكتائ��ب تابع��ة‬ ‫للمعارضة السورية‪.‬‬ ‫كما في حالة «فؤاد» شاب سوري من مدينة‬ ‫الس��ويداء كان يعمل في األردن وحرمَ من‬ ‫الع��ودة إلى س��ورية ألنّ��ه أصب��ح مطلوب ًا‬ ‫لالحتي��اط «بع��د االتص��ال بمعارف��ي في‬ ‫سورية علمت أني مطلوب لخدمة االحتياط‬ ‫وفضل��ت ع��دم الع��ودة‪ ،‬ألنني ش��خصي ًا ال‬ ‫أريد أن يكون لي أي دور في الحرب الدائرة‬ ‫ً‬ ‫طاغية‬ ‫في البل��د‪ ،‬ال أريد أن أقات��ل لصالح‬ ‫كاألسد‪ ،‬أو لصالح قوات أخرى»‪.‬‬ ‫ويوضح فؤاد «قوات المعارضة أخذت صبغة‬ ‫إس�لامية متطرف��ة ال تناس��ب تطلعات��ي‬ ‫الش��خصية‪ ،‬والق��وى التي ل��م تحمل هذه‬ ‫الصبغ��ة لم تنجو م��ن في��روس الطائفية‬ ‫الذي ضرب كل أطياف المجتمع لألسف»‪.‬‬ ‫حال��ة م��ن االس��تنفار والغلي��ان تعيش��ها‬ ‫المحافظ��ة ه��ذه األيام‪ ،‬وال أح��د يعلم إلى‬ ‫أين س��تنتهي األم��ور بعد تصعي��د النظام‬ ‫لحمالت��ه ومداهمت��ه اليومي��ة لمن��ازل‬ ‫المطلوبي��ن للخدم��ة‪ ،‬م��ع رفض ت��ام من‬ ‫األهالي تسليم أبنائهم للموت‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫وتش��هد محافظة الس��ويداء انقس��ام ًا حاداً‬ ‫في المواق��ف بين مؤيد ومع��ارض‪ ،‬وحتى‬ ‫انقس��امات بي��ن المعارضة نفس��ها‪ ،‬لكنها‬ ‫أجمعت وبش��كل كامل عل��ى رفض التحاق‬ ‫أبنائه��ا بالتجني��د‪ ،‬وخاص��ة بع��د أن تخلى‬ ‫النظام عن حمايتها في أحداث داما األخيرة‪،‬‬ ‫والت��ي ذه��ب ضحيتها أكثر من ‪ 13‬ش��هيداً‬ ‫من المشايخ واألهالي‪.‬‬ ‫«أيم��ن» موظف حكومي لديه ثالثة أطفال‬ ‫قال لس��وريتنا «نحن هنا في هذا القس��م‬ ‫جميعن��ا مطلوبي��ن لالحتي��اط‪ ،‬ونعي��ش‬ ‫حال��ة م��ن القل��ق والترقب‪ ،‬م��ن مداهمتنا‬ ‫وسوقنا في أي وقت‪ ،‬والخيارات أمامنا كلها‬ ‫صعبة‪ ،‬االلتحاق بالخدمة يعني بالنسبة لنا‬ ‫المش��اركة بقتل اخواننا‪ ،‬ورفض االلتحاق‬ ‫يعني إما االعتق��ال أو الفصل من الخدمة‪،‬‬ ‫وتعريض أس��رنا وأطفالنا للجوع والتشرد‪،‬‬ ‫وليس لنا قدرة على الس��فر والتشرد خارج‬ ‫س��ورية‪ ،‬إضاف��ة إل��ى أن النظ��ام يصطاد‬ ‫الفاري��ن عل��ى الح��دود ويس��لمهم لمراكز‬ ‫التعبئة لاللتحاق بجيش النظام»‪.‬‬ ‫ويعان��ي النظ��ام م��ن نق��ص ف��ي ع��دد‬ ‫الملتحقين بالخدمة العس��كرية بعد قراره‬ ‫ب��زج الجي��ش ف��ي قمع الث��ورة الس��ورية‪.‬‬ ‫وتش��ير العديد من المصادر في الس��ويداء‬ ‫أن ع��دد من قضوا وهم يقاتلون إلى جانب‬ ‫النظام م��ن أبناء ه��ذه المحافظة أكثر من‬ ‫‪ 1000‬شخص‪ ،‬منذ اندالع الثورة السورية‪،‬‬ ‫إضافة إلى فرار المئات من شباب المحافظة‬ ‫إلى خارج س��وريا خوف ًا من سوقهم إجباري ًا‬ ‫للخدمة العسكرية‪.‬‬ ‫يقول «ك‪ .‬خ» الذي اس��تنفذ سنوات تأجيله‬ ‫بع��د تخرجه م��ن الجامعة «الب�لاد بأهلها‪،‬‬ ‫مث��ل متعارف علي��ه في الداخل الس��وري‪،‬‬ ‫ولك��ن م��اذا تك��ون الب�لاد ل��و ُ‬ ‫أفرغت من‬ ‫أهله��ا‪ ،‬كان هن��اك أس��باب كثي��ر للهج��رة‬ ‫بدءاً بالقصف وصو ً‬ ‫ال إل��ى عمليات الخطف‬ ‫واالنف�لات األمني وأخي��راً موضوع الخدمة‬ ‫اإللزامية»‪.‬‬

‫ويضي��ف «أنهي��ت دراس��تي الجامعي��ة في‬ ‫س��ورية وخرجت إلى لبنان هرب ًا من خدمة‬ ‫الجيش‪ ،‬ال أريد الخدمة في صفوف الطاغية‬ ‫ِّ‬ ‫بكل بساطة‪ ،‬وال أريد أن أموت في سبيله»‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫«حسان» ‪ 26‬عاماً‪ ،‬أحد الشباب الناجين من‬ ‫المداهمة األخيرة التي شنتها قوات النظام‬ ‫على مدينة شهبا‪.‬‬ ‫يقول «حس��ان» «عرف��ت من أح��د أقاربي‬ ‫بنية عناصر األمن والدفاع الوطني مداهمة‬ ‫الحي الذي اس��كنه في ش��هبا‪ ،‬فخرجت من‬ ‫المدينة باتجاه أحدى القرى القريبة»‪.‬‬ ‫ويضيف «علم��ت بعدها أنهم فتش��وا بيت‬ ‫أهلي ونصب��وا حواجز على مداخل المدينة‬ ‫والش��وارع الرئيسية لشهبا وداهموا العديد‬ ‫م��ن عي��ادات األطب��اء ومكات��ب المحامي��ن‬ ‫للبحث عن متخلفين عن الخدمة اإللزامية»‪.‬‬ ‫ورداً عل��ى إع�لان النظ��ام التعبئ��ة العامة‬ ‫ف��ي صف��وف االحتي��اط‪ ،‬أطلق ش��باب في‬ ‫الس��ويداء حملة «ال للخدمة العسكرية في‬ ‫جيش يقتل ش��عبه»‪ ،‬بعد أن ش��ن النظام‬ ‫وفروعه األمنية حملة لمالحقة الشباب في‬ ‫س��ن التجنيد‪ ،‬في البي��وت‪ ،‬وعلى الحواجز‪،‬‬ ‫وف��ي أماكن عمله��م‪ ،‬إثر خس��ارته ألعداد‬ ‫كبي��رة من عناصره في حربه ضد الش��عب‬ ‫الس��وري‪ ،‬حيث وصل��ت أع��داد المتخلفين‬ ‫عن الخدمة واالحتياط حس��ب مصادر شبه‬ ‫رس��مية إلى أكثر من ‪ 47‬ألف في دمش��ق‪،‬‬ ‫و‪ 15‬أل��ف ف��ي الس��ويداء‪ ،‬و‪ 16‬أل��ف ف��ي‬ ‫الالذقية‪ ،‬و‪ 14‬ألف في طرطوس‪ ،‬و‪ 19‬ألف‬ ‫في حماه‪.‬‬ ‫وكثف��ت ق��وات النظ��ام في الس��ويداء منذ‬ ‫أكث��ر من ش��هرين حمالته��ا األمنية للبحث‬ ‫ع��ن مطلوبي��ن للخدم��ة اإللزامي��ة كم��ا‬ ‫ح��دث عندما داهمت قري��ة «القريا» وقرية‬ ‫«عريق��ة» وإلق��اء القب��ض على ع��دد من‬ ‫الشباب وسوقهم إجباري ًا للخدمة‪.‬‬ ‫وأدت تل��ك المداهم��ات األمني��ة إل��ى حالة‬ ‫م��ن االحتقان الش��عبي في الس��ويداء كما‬ ‫ح��دث منتص��ف الش��هر الماض��ي‪ ،‬عندم��ا‬ ‫خرجت مظاهرة بالس��ويداء شارك بها عدد‬ ‫من ش��يوخ الدين تندد بالمالحقات األمنية‬ ‫لسوق الشباب إلى الخدمة اإللزامية‪.‬‬

‫جيش النظام يكثف حمالت مالحقة المطلوبين للخدمة‬

‫‪9‬‬


‫"ال�سعودية ‪ -‬الدولة" بذور التغيري حتت ال�شم�س (‪)1‬‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫يش��هد عالمن��ا العربي منذ بضعة أع��وام ثوراتٍ‬ ‫تطم��ح إل��ى تغيي��ر جذري ف��ي بنى ومؤسس��ات‬ ‫الدول��ة والمجتم��ع‪ ،‬وه��ي ث��ورات ذات منح��ى‬ ‫ديمقراط��ي بمق��دار ما تفصح ع��ن أهدافها في‬ ‫تفكيك األنظمة االستبدادية القائمة‪ ،‬واستبدالها‬ ‫بأنظمة قائمة على الس��يادة الشعبية‪ ،‬وهي إلى‬ ‫ذلك ثورات ش��عبية أخرجت إلى الفعل العام قوى‬ ‫جماهيرية ش��عبية واسعة من الطبقات الوسطى‬ ‫ومن فقراء ومهمشي المدن واألرياف واألطراف‪.‬‬ ‫وعن��د قراءة مش��هد الربي��ع العربي يبرز س��ؤال‬ ‫مش��روع‪ ،‬لم��اذا اقتص��رت الث��ورات العربية على‬ ‫األنظمة االستبدادية المتحدرة من حركات التحرر‬ ‫الوطن��ي‪ ،‬بم��ا فيها تل��ك الت��ي أتاح��ت أنظمتها‬ ‫هامشًا بس��يطًا من الحرية كحالة مصر وتونس‪،‬‬ ‫ولماذا بقيت أنظمة االس��تبداد الساللية النفطية‬ ‫بعيد ًة عن ري��اح التغيير‪ ،‬وقد يقول قائل إن هذه‬ ‫األقط��ار النفطية‪- ،‬وهي أغن��ى بلدان العالم من‬ ‫حي��ث دخ��ل الف��رد‪ -‬ذات انفاق حكومي الواس��ع‬ ‫ق��ادرة عل��ى إرضاء أوس��ع الفئ��ات المتذمرة بين‬ ‫ش��عوبها‪ ،‬إال أن الحاجة إلى التغيير ليس��ت وليدة‬ ‫الحرم��ان فق��ط‪ ،‬فنم��و االقتصادي��ات النفطي��ة‬ ‫خلق مش��كالت جدي��دة بقدر مارف��ع من تطلعات‬ ‫الناس إلى تحسين أوضاعهم المعيشية وزاد من‬ ‫المطالبة بالحقوق ال العكس‪.‬‬ ‫في البحرين التي ش��ذت ع��ن القاعدة‪ ،‬نزل آالفٌ‬ ‫م��ن ش��بابها إلى ش��وارع المنام��ة واحتل��وا دوار‬ ‫اللؤلؤة‪ ،‬اس��تكما ًال النتفاضة آذار عام ‪ 1965‬ضد‬ ‫الوج��ود البريطاني والتي أطلقت مس��يرة التحرر‬ ‫الوطن��ي وأفضت إلى االس��تقالل‪ ،‬م��روراً بكفاح‬ ‫النخب��ة البحريني��ة لتقيي��د حك��م آل خليف��ة في‬ ‫دستور عام ‪ ،1973‬والحتجاجات عام ‪ ،1999‬إال أن‬ ‫قمع وحشية ما لبثت‬ ‫الحراك السلمي ووجه بحملة ٍ‬ ‫أن أفضت إلى التدخل الس��عودي اإلماراتي‪ ،‬الذي‬ ‫وأد االنتفاضة في مهدها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حصينة‬ ‫وباس��تثناء البحرين بقيت ممالك النفط‬ ‫ض��د ري��اح التغيي��ر‪ ،‬وف��ي ملفن��ا الي��وم نقصر‬ ‫بحثن��ا عل��ى أكبر الممال��ك‪ ،‬العربية الس��عودية‪،‬‬ ‫الت��ي تمتل��ك العوامل ذاتها الت��ي دفعت جماهير‬ ‫البلدان العربية األخرى إلى الحراك والثورة‪ ،‬حيث‬ ‫تتضافر نسب البطالة وما تحمله من انسداد آفاق‬ ‫المس��تقبل في وجه الش��باب‪ ،‬مع عوام��ل العزل‬ ‫والقمع والضبط االجتماعي‪ ،‬لتصعيد الغضب ضد‬ ‫ٌ‬ ‫س��جل‬ ‫نظام الحكم في المملكة‪ ،‬يضاف إلى ذلك‬ ‫حافل بانتهاكات حقوق اإلنس��ان‪ ،‬ومعدالت فساد‬ ‫أخرج��ت للتداول س��ؤا ًال ع��ن أموال النف��ط‪ ،‬أين‬ ‫تذهب‪ ،‬وكيف يتم صرفها‪ ،‬هذا هو الس��ؤال الذي‬ ‫يطرحه الس��عوديون اليوم‪ ،‬لتبق��ى بذور التغيير‬ ‫تحت الشمس بانتظار يد تدفنها فتتهيأ للنمو‪.‬‬ ‫‪.‬يأت��ي ملفن��ا اليوم عل��ى ثالث أج��زاء‪ ،‬األول عن‬ ‫نظام الحكم والمعارضة الس��عودية‪ ،‬والثاني عن‬ ‫ً‬ ‫إضافة للمس��ألة‬ ‫المعارض��ة مابعد ح��رب الخليج‬ ‫الش��يعية‪ ،‬أم��ا الج��زء الثال��ث فنفص��ل فيه عن‬ ‫الدواف��ع االقتصادي��ة واالجتماعي��ة للتغيير‪ ،‬ورد‬ ‫النظام ال��ذي يتجه نحو تغلي��ب األدوار الخارجية‬ ‫ً‬ ‫وس��يلة لدرء ت��رددات االنتفاضات الش��عبية على‬ ‫أوضاعه الداخلية‪.‬‬

‫نظام احلكم يف اململكة العربية ال�سعودية‬

‫ما يمي��ز نظام الحكم في الس��عودية عن غيرها‬ ‫من الدول العربية هو أنها تأسس��ت على شرعية‬ ‫لم تكن موج��ودة من قبل ولم تقم على أنقاض‬ ‫دول��ة قائمة‪ ،‬تمتلك هي��اكل إداري��ة جاهزة‪ ،‬بل‬

‫كان��ت المملكة عب��ارة عن مجموعة م��ن القبائل‬ ‫ال تجمعه��ا مرجعية واح��دة‪ ،‬وظهر كي��ان الدولة‬ ‫للوج��ود من��ذ الي��وم األول لالتف��اق التاريخ��ي‬ ‫بي��ن الش��يخ محمد بن عب��د الوه��اب ومحمد بن‬ ‫س��عود‪ ،‬ولم يكن للدس��تور حض��ور أو مكان في‬ ‫كيان الدولة‪ ،‬وكان الحاكم يس��تمد س��لطاته من‬ ‫الش��ريعة في أحكامها األساس��ية وف��ي أحكامها‬ ‫التفصيلية‪.‬‬ ‫وق��د م��ر انتق��ال الس��لطة أو وراث��ة العرش في‬ ‫المملك��ة بثالث مراحل‪ ،‬بدأت بالدولة الس��عودية‬ ‫األول��ى"‪ ،"1820­ - 1746‬وكان التعاق��ب عل��ى‬ ‫العرش فيها واضح المس��ار في خ��ط األب­ االبن‬ ‫وه��ذه المرحل��ة كان��ت سلس��ة وس��لمية إلى حد‬ ‫كبي��ر؛ على عك��س المرحلة الثاني��ة التي عرفت‬ ‫بالدول��ة الس��عودية الثاني��ة "‪ ،"1902­1820‬حيث‬ ‫اتس��مت وراث��ة الع��رش بكثير م��ن العنف وعدم‬ ‫وضوح المسار على الرغم من أن الغالب فيها هو‬ ‫أنها كانت وراثة مفتوح��ة تعطي الحق في والية‬ ‫العرش ألكبر أفراد األسرة السعودية سنًا‪.‬‬ ‫أما المرحلة الثالثة‪ ،‬وهي األهم نظراً الكتش��اف‬ ‫ً‬ ‫صيغة للحكم‬ ‫النف��ط في المملك��ة‪ ،‬والذي أف��رز‬ ‫تق��وم عل��ى أس��اس التعاق��د بي��ن المؤسس��ة‬ ‫السياس��ية والمؤسس��ة الديني��ة‪ ،‬وف��رض عل��ى‬ ‫النظ��ام اعتم��اد مزي��ج من سياس��ات الق��وة بما‬ ‫تتضمن��ه م��ن إضع��اف لالمتي��ازات القبلي��ة‪،‬‬ ‫وتوطي��د للقراب��ات وال��والءات‪ ،‬ودع��م لألس��س‬ ‫اإلداري��ة وللبيروقراطي��ة الضروري��ة والولي��دة‪،‬‬ ‫وإتم��ام الزواج الناجح بينها وبين ش��ركات النفط‬ ‫العمالقة‪ ،‬والمضيّ قدماً في التحالفات اإلقليمية‬ ‫والدولي��ة‪ ،‬وتطبيق اس��تراتيجية أمني��ة انعزالية‬ ‫جامدة ووقائية‪.‬‬ ‫وبحس��ب الباحث الخليجي "علي خليفة الكواري"‬ ‫ف��إن ه��ذه الصي��غ م��ن نظ��ام الحكم تع��ود إلى‬ ‫المعاه��دات الت��ي أبرمته��ا بريطاني��ا م��ع حكام‬ ‫المنطق��ة‪ .‬وإلى الموارد الت��ي توافرت للحكومات‬ ‫م��ن دخ��ل الجم��ارك أو ًال‪ ،‬والنف��ط فيم��ا بع��د‪.‬‬ ‫وق��د أدت ه��ذه التحوالت إل��ى تراجع المش��اركة‬ ‫السياس��ية‪ ،‬بش��كل ع��ام‪ ،‬عندما ضعف��ت مراكز‬ ‫القبائل والعائالت وقويت مراكز ّ‬ ‫الحكام والعائالت‬ ‫الحاكم��ة‪ ،‬كم��ا أن من��ع انفتاح أبن��اء الخليج على‬ ‫المتغيرات في بقية أنحاء الوطن العربي‪ ،‬سياسة‬ ‫بريطانية متجذّرة ته��دف إلى إبقاء هيمنة الدول‬ ‫االس��تعمارية على ه��ذه المنطق��ة‪ ،‬وهي تهدف‬ ‫أيضا‪ ،‬إل��ى الحفاظ على أنظمة األس��ر الحاكمة‪،‬‬ ‫وعدم تشجيع شعوب المنطقة على مشاركة هذه‬ ‫األسر في القرار السياسي‪.‬‬ ‫وف��ي المرحل��ة الثالث��ة ت��م انتقال الس��لطة عن‬ ‫طري��ق حصره��ا بأبن��اء المؤس��س المل��ك عبد‬ ‫العزي��ز‪ ،‬باالنتقال من األخ ألخيه وفي عام ‪1992‬‬ ‫أصدر الملك فهد النظام األساسي للمملكة‪ ،‬الذي‬ ‫ن��ص في الم��ادة الخامس��ة منه عل��ى‪ ،‬أن نظام‬ ‫الحكم ف��ي المملك��ة العربية الس��عودية ملكي‪،‬‬ ‫يك��ون الحك��م في أبن��اء المل��ك المؤس��س عبد‬ ‫العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل س��عود وأبناء‬ ‫األبن��اء‪ .‬ويُبايع األصلح منه��م للحكم على كتاب‬ ‫اهلل تعالى وسنة رسوله صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫وبه��ذه الخطوة عم��د الملك فهد إلى س��د الفراغ‬ ‫ال��ذي من الممكن أن يحدث في س��دة الحكم في‬ ‫حال وفاة أبناء الملك المؤس��س وفي عام ‪،2006‬‬ ‫وفي خط��وة اعتبرت اصالحية أص��در الملك عبد‬ ‫اهلل بن عبد العزيز مرسومًا ملكياً بتشكيل نظام‬ ‫هيئة البيعة‪ ،‬من أبناء الملك عبد العزيز وأحفاده‪،‬‬

‫ومهمته تأمين انتقال سلمي وسلس للسلطة في‬ ‫حال فراغ عرش المملكة‪.‬‬ ‫أخيراً اس��تقر النظ��ام في الس��عودية على نمط‬ ‫النتقال الس��لطة بأن يمر العرش ف��ي أوالد عبد‬ ‫العزيز؛ ثم مع التحس��ب الحتم��ال انتقال العرش‬ ‫إل��ى الجي��ل الثاني أصبح��ت القاعدة ه��ي إتاحة‬ ‫الع��رش ل��كل أحفاد عب��د العزيز؛ لك��ن مع وجود‬ ‫ضواب��ط تتمث��ل بالس��ن والفت��رة الت��ي قضاها‬ ‫الخل��ف في العمل الحكومي ونس��ب األم والتدين‬ ‫الشخصي والتأييد من جانب العلماء وكبار التجار‬ ‫والش��عبية الت��ي يتمتع به��ا‪ ،‬وبهذا يس��تثنى من‬ ‫خ��ط الوراثة األبن��اء الذين ولدوا لنس��اء لم يكن‬ ‫زوج��ات للملك بالمعنى التقلي��دي المعروف‪ ،‬كما‬ ‫تتم المفاضلة بين األبناء وفقا لألمهات من حيث‬ ‫أصولهن القبلية‪.‬‬ ‫وم��ن الصع��ب اعتب��ار مجل��س البيع��ة خط��و ًة‬ ‫إصالحي��ة فالملك هو من يعين أعضاءه من أبناء‬ ‫العائل��ة المالكة حصراً‪ ،‬وبالتال��ي فإن الملك عبد‬ ‫اهلل أخ��رج التحالف��ات والتوازن��ات العائلي��ة التي‬ ‫كانت تح��اك داخل القصور الختي��ار الملك للعلن‬ ‫فقط دون االكتراث باإلرادة الشعبية ولو شكليًا‪.‬‬

‫املعار�ضة يف ال�سعودية‬

‫تبقى سطوة المال على اإلعالم العربي والغربي‬ ‫أحياناً قادرة على اإليحاء بأن الحكم مس��تقر في‬ ‫المملك��ة العربية الس��عودية دون وجود معارضة‬ ‫لنظ��ام الحكم‪ ،‬وهي إن وج��دت فمن باب الصراع‬ ‫السني الش��يعي‪ ،‬ومطامع إيران في المنطقة‪ ،‬إال‬ ‫أن الواقع يثبت العكس‪ ،‬فاالدعاء بإجماع المجتمع‬ ‫الس��عودي ال��ذي يذخ��ر باألكاديميي��ن والكت��اب‬ ‫والمثقفين‪ ،‬على تأييد األسرة الحاكمة ومواالتها‬ ‫ضربٌ من الخيال‪.‬‬ ‫والمعارضة لنظام الحكم في المملكة قديمة قدم‬ ‫التأس��يس أيام الملك عبد العزيز‪ ،‬وس��نعرض لها‬ ‫بحس��ب التسلس��ل التاريخي ومن المفيد هنا ذكر‬ ‫روايتي "سمو األميرة‪ ،‬وبنات سمو األميرة" للكاتبة‬ ‫األمريكي��ة "جي��ن ساس��ون" والت��ي تس��رد فيه��ا‬ ‫بإس��هاب وقائع من لب العائلة الس��عودية المالكة‪،‬‬ ‫حصل��ت عليه��ا الكاتبة م��ن األميرة "س��لطانة آل‬ ‫ً‬ ‫عاصف��ة في المجتمع الس��عودي‪،‬‬ ‫س��عود" وأثارت‬ ‫وف��ي الروايتي��ن يتك��رر مش��هد احتف��اظ األمراء‬ ‫سفر أوروبية وأرصدةٍ في الخارج تحسبًا‬ ‫بجوازات ٍ‬ ‫النقالب وشيك على نظام الحكم بحسب الكاتبة‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫�إخوان من �أطاع اهلل‬

‫تع��د حرك��ة إخوان م��ن أطاع اهلل أول ش��كل من‬ ‫أش��كال المعارضة المسلحة في السعودية‪ ،‬وهم‬ ‫مجامي��ع الب��دو والقبائ��ل الذي��ن هج��روا البادية‬ ‫واس��تقروا ف��ي الهجر من��ذ عام ‪ ،1911‬وش��كلوا‬ ‫عم��اد جي��ش المل��ك عب��د العزي��ز ف��ي توحي��د‬ ‫المملك��ة‪ ،‬وكانت األرطاوية هي أول مس��توطنة‬ ‫لهم "هج��رة" وس��ميت الهجر بذلك ألن س��كانها‬ ‫هج��روا حياة الغ��زو والترح��ال إلى حي��اة التمدن‬ ‫واالس��تقرار‪ ،‬وكان اإلخ��وان ينظ��رون إلى الملك‬ ‫عبد العزيز بمنظور اإلمام والقائد‪.‬‬ ‫ومع إح��كام عبد العزيز س��يطرته عل��ى المملكة‬ ‫بغطاء بريطاني رسم حدودها‪ ،‬أراد اإلخوان إكمال‬ ‫الفتوحات في العراق إلرس��اء الخالفة االس�لامية‬ ‫التي وعدوا به��ا‪ ،‬وبالفعل هاجموا مخافر حدودية‬ ‫م��ع العراق عام ‪ ،1927‬وكبدوا الجيش البريطاني‬ ‫خس��ائر بالغ��ة‪ ،‬وفي ع��ام ‪ 1929‬حش��دت قيادات‬ ‫اإلخ��وان قواته��ا لش��ن هجوم ب��ري واس��ع على‬


‫جبهة الإ�صالح الوطني‬

‫ف��ي مطل��ع الخمس��ينات وبالتزامن م��ع الحراك‬ ‫العمال��ي أس��س ش��باب س��عوديون متعلم��ون‬ ‫م��ن منتس��بي الق��وات المس��لحة والموظفي��ن‬ ‫ومس��تخدمي أرامكو المش��اركين ف��ي اإلضراب‬ ‫العمالي‪ ،‬تنظيم ديمقراطي ثوري سري معارض‬

‫قب��ل الحدي��ث ع��ن منظمة ط�لاب الم��دارس‬ ‫وم��ن ب��اب اإلنص��اف نذك��ر أن التعليم ش��هد‬ ‫ً‬ ‫نهضة واس��عة على ي��د الملك س��عود بن عبد‬ ‫العزيز‪ ،‬حيث أس��س وزارة المعارف عام ‪1953‬‬ ‫والمدارس في ش��تى المدن والقرى واس��تقدم‬ ‫له��ا مدرس��ين من الخ��ارج وافتت��ح أول جامعة‬ ‫في الجزيرة العربية وهي جامعة الملك س��عود‬ ‫في الرياض‪ ،‬عام ‪ 1957‬وألحقها بافتتاح معهد‬ ‫اإلدارة العام��ة للتنظي��م اإلداري أثن��اء واليت��ه‬ ‫الثانية عام ‪ 1960‬كما منح الفتيات حق التعليم‬ ‫في العام نفسه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خاصة أن‬ ‫وكنتيج��ة حتمي��ة النتش��ار التعلي��م‬ ‫المدرس��ين كانوا من س��وريا ومصر‪ ،‬بدأ حراك‬ ‫الطلبة بالظهور وتأسس��ت ع��ام ‪ 1965‬منظمة‬ ‫تالمي��ذ الم��دارس ف��ي م��دن عني��زة وبري��دة‬ ‫وش��قراء والرس؛ وكان من مطالبها األساس��ية‬ ‫ح��ل جماع��ة األم��ر بالمع��روف والنه��ي ع��ن‬ ‫المنكر‪ ،‬والذي وصف الروائي السعودي "يوسف‬ ‫المحيميد" رجالها في روايته الش��هيرة "الحمام‬ ‫ال يطي��ر في بري��دة" بح��راس الفضيلة‪ ،‬وهم‬ ‫حراس يعتب��رون أن مهمتهم كس��ر أيّ تمرّد‪،‬‬ ‫الحري��ة الفردي��ة أكب��ر جريمة‪ ،‬انكس��ر أو مت‬ ‫اختناقاً‪ ،‬أو اهرب"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى إلغاء جماعة األمر بالمعروف والنهي‬ ‫عن المنكر‪ ،‬طالب الطلبة بنظام تعليم علماني‬ ‫على غ��رار النظ��ام المتبع في مصر وس��وريا‪،‬‬ ‫وتأس��يس معاه��د عليا ف��ي البل��د‪ .‬وجرت في‬ ‫بريدة اش��تباكات بي��ن التالمي��ذ وجماعة األمر‬ ‫بالمع��روف والش��رطة‪ ،‬اعتقل أثرها عش��رات‬ ‫األشخاص وجلدوا‪.‬‬ ‫وكان رد الحكوم��ة جرم��اً بح��ق الس��عودية‬ ‫بكاملها إذ صدر أمر ملكي بمنع دراسة الطالب‬ ‫في الخ��ارج خوفاً م��ن تلقيهم أف��كاراً هدامة‬ ‫بحسب الرواية الرسمية‪ ،‬وصدر مرسوم ملكي‬ ‫يقض��ي باس��تدعاء كل الطلب��ة الس��عوديين‬ ‫الدراس��ين ف��ي الخ��ارج‪ ،‬وحرم��ان المخال��ف‬ ‫الجنس��ية الس��عودية‪ .‬واس��تثني م��ن الق��رار‬ ‫طلبة المعاهد الموفدين لصالح الداخلية‪ ،‬وقد‬ ‫استمر هذا المرسوم نافذاً لسنوات‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫مظهر م��ن مظاهر‬ ‫كان��ت الحركة العمالي��ة أول‬ ‫ٍ‬ ‫المعارض��ة الس��لمية ف��ي المملكة‪ ،‬فف��ي أواخر‬ ‫االربعينات هبت عل��ى المملكة رياح التغيير التي‬ ‫عصف��ت ف��ي العال��م العربي في س��وريا ومصر‬ ‫والعراق وأدت فيما بعد إلى االس��تقالل وتأسيس‬ ‫الجمهوري��ات‪ ،‬وق��د بدأ النض��ال العمال��ي يظهر‬ ‫إل��ى العلن ف��ي المملكة ع��ام ‪ ،1952‬حين برزت‬ ‫لجنة عمال ش��ركة "أرامكو شركة الزيت العربية‬ ‫الس��عودية" الت��ي تعمل في مج��ال النفط والغاز‬ ‫الطبيع��ي والبتروكيماوي��ات واألعم��ال المتعلقة‬ ‫به��ا من تنقي��ب وإنت��اج وتكرير وتوزيع وش��حن‬ ‫وتس��ويق‪ ،‬وقد طالبت اللجنة عام ‪ 1953‬بضمان‬ ‫حق التنظي��م النقابي وزيادة األج��ور وقطع دابر‬ ‫التمييز العنصري‪ ،‬وتوفير مساكن جديدة للعمال‪،‬‬ ‫ودف��ع أجور النقل‪ ،‬وقد امتنع��ت إدارة أرامكو عن‬ ‫تنفي��ذ ه��ذه المطالب وأيدته��ا في ذل��ك العائلة‬ ‫المالك��ة‪ ،‬واعتقل ‪21‬عضواً م��ن اللجنة العمالية‪،‬‬ ‫كان أبرزه��م المعارض ناصر الس��عيد الذي لعب‬ ‫دوراً هامًا في تاريخ المملكة الحقًا‪.‬‬ ‫وف��ي ‪ 17‬تش��رين األول م��ن الع��ام نفس��ه ب��دأ‬ ‫إضراب ش��ارك فيه زهاء عشرون ألفاً من العمال‬ ‫ف��ي أرامك��و‪ ،‬وأعرب س��كان المنطقة الش��رقية‬ ‫عن تعاطفهم م��ع المضربين‪ ،‬وكان رد الحكومة‬

‫منظمة طالب املدار�س‬

‫الملف ‪. .‬‬

‫احلركة العمالية‬

‫الس��عودية حاس��ماً‪ ،‬فأعلنت األحكام العرفية في‬ ‫حق��ول النفط‪ ،‬ووجه��ت وحدات م��ن الجيش إلى‬ ‫المنطق��ة الش��رقية‪ ،‬إال أن��ه ولم��ا كان االحتجاج‬ ‫موجه��اً ضد ش��ركة أمريكية س��عودية فقد أبدى‬ ‫الجن��ود تعاطفًا م��ع المضربين ول��م يلجئوا إلى‬ ‫العنف معهم‪ ،‬مما دعى الش��ركة للتنازل والقبول‬ ‫بمطال��ب العم��ال وتوفير وس��ائل نق��ل وعالوات‬ ‫للجميع‪ ،‬وانتهى اإلضراب في تشرين الثاني دون‬ ‫منح العمال حق التنظيم النقابي‪.‬‬ ‫وقد ش��كل اإلضراب العمالي منعطف��ًا في تاريخ‬ ‫المملك��ة إال أن نظام الحكم تعام��ل معه بدهاء‪،‬‬ ‫ففي الس��نوات التالية ش��كلت لجنة ملكية للنظر‬ ‫في مطالب العمال في الظاهر‪ ،‬إال أنها كانت لجنة‬ ‫مخابراتية لمالحقة الناشطين ومراقبتهم‪.‬‬ ‫وفي التاس��ع من تم��وز ع��ام ‪ 1956‬قوبل الملك‬ ‫فيصل "ولي العه��د ونائب رئيس مجلس الوزراء‬ ‫في حينه" بمظاهرة شعبية لدى زيارته للظهران‬ ‫مقر شركة "أرامكو" وسلمت إليه مطالب العمال‪،‬‬ ‫والتي كان على رأس��ها السماح بالنشاط النقابي‪،‬‬ ‫ووقف التسريح التعسفي‪ ،‬والمساواة بين العمال‬ ‫الس��عوديين واألمري��كان ف��ي الحق��وق‪ ،‬وإلغ��اء‬ ‫التميي��ز العنص��ري وإصدار قان��ون يكفل حقوق‬ ‫العمال وكرامتهم‪.‬‬ ‫إزاء ه��ذه الظاه��رة الخطيرة أصدر الملك س��عود‬ ‫مرس��وماً ملكيًا يمنع كل اإلضرابات والمظاهرات‬ ‫ويوق��ع عل��ى المخال��ف عقوب��ة الحب��س لمدة ال‬ ‫تتجاوز الثالث س��نوات؛ أيد المرسوم بفتوى تعتبر‬ ‫التظاهر أو اإلضراب خروجًا على ولي األمر وبدأت‬ ‫حملة اعتقال وتعذيب العمال النشطاء وفق قوائم‬ ‫أعدتها األجهزة الخاصة ألرامكو واألجهزة األمنية‪.‬‬ ‫رداً عل��ى المرس��وم المذك��ور صع��دت الحرك��ة‬ ‫العمالي��ة م��ن مطالبه��ا ودع��ت إلض��راب ف��ي‬ ‫الس��ابع عش��ر من تموز من العام نفسه وطالبت‬ ‫بس��ن دس��تور للبالد‪ ،‬وإجازة األحزاب السياس��ية‬ ‫والتنظيم��ات الوطني��ة‪ ،‬وضم��ان ح��ق التنظي��م‬ ‫النقاب��ي‪ ،‬وإلغ��اء المرس��وم الملكي ح��ول حظر‬ ‫اإلضرابات‪ ،‬وإيقاف تدخل أرامكو في شؤون البلد‬ ‫الداخلية‪ ،‬وإجالء القاعدة األمريكية من الظهران‪،‬‬ ‫وأخي��راً إط�لاق س��راح المعتقلين كاف��ة‪ ،‬قوبلت‬ ‫المطال��ب بحملة قمع ونفي وحش��ية ضد العمال‬ ‫حيث اعتقل المئات وتم س��جنهم وتعذيبهم‪ ،‬كما‬ ‫تم طرد العمال العرب "فلس��طينيين وس��وريين‬ ‫ومصريين" خ��ارج البالد‪ ،‬وطويت صفحة النضال‬ ‫العمالي في المملكة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫العراق‪ ،‬ما لبث هذا الحش��د أن‬ ‫تراجع أم��ام الجيش البريطاني‬ ‫بقي��ادة "غل��وب باش��ا"‪ ،‬إال أن‬ ‫المعارك لم تقف عند هذا الحد‬ ‫حيث توج��ه اإلخ��وان لمهاجمة‬ ‫أه��ل القصي��م وقبيل��ة ش��مر‬ ‫حلفاء الملك عبد العزيز‪.‬‬ ‫وللحفاظ على دولته الناش��ئة‬ ‫باالتف��اق م��ع البريطانيي��ن‬ ‫حشد الملك عبد العزيز قواته‬ ‫وتجمع��ت ف��ي الزلف��ي م��ع‬ ‫كبرى القبائل المتحالفة معه‪،‬‬ ‫لمواجه��ة اإلخ��وان‪ ،‬مم��ا أدى‬ ‫النهزامهم‪ ،‬وإصاب��ة قائدهم‬ ‫فيصل ب��ن س��لطان الدويش‬ ‫ال��ذي ب��ات على وش��ك الموت‬ ‫فتركه وعفى عنه عبد العزيز‪.‬‬ ‫أما س��لطان ب��ن بج��اد القائد‬ ‫الثان��ي لإلخوان فقد اس��تجاب‬ ‫لطلب عبد العزيز آل س��عود مقابلته في شقراء‬ ‫حي��ث قب��ض عليه خ�لال المؤتمر ث��م نقل إلى‬ ‫الرياض وتوفي هناك‪.‬‬ ‫مع القضاء على اإلخوان وباالس��تعانة بالوهابية‬ ‫كإيديولوجيا أضفى الملك عبد العزيز مشروعية‬ ‫دينية على نظام الحكم إال أنه فشل في تأسيس‬ ‫شرعية شعبية وقانونية معاصرة‪ ،‬وبقيت العائلة‬ ‫الس��عودية كعائل��ة إقطاعية أو قبلي��ة اغتصبت‬ ‫الس��لطة بالقوة وهيمنت على القرار السياس��ي‬ ‫واالجتماع��ي واالقتصادي في الجزي��رة العربية‪.‬‬ ‫وقد اس��تمد هذا النظام أس��س بق��اءه من خالل‬ ‫التحالف مع الدول الكبرى وش��راء الوالء السياسي‬ ‫باس��تخدام العائ��دات النفطي��ة الهائل��ة‪ ،‬واعتماد‬ ‫سياسة التجهيل والتعتيم اإلعالمي والمعرفي‪.‬‬ ‫وف��ي النقطة األخي��رة تقول المص��ادر األوروبية‬ ‫إن الخط��أ االس��تراتيجي الكبي��ر ال��ذي ارتكب��ه‬ ‫مؤس��س الدول��ة عبد العزيز آل س��عود تمثل في‬ ‫إطالق اس��م العائلة عل��ى الدولة وه��ذا ما جعل‬ ‫الكثي��ر م��ن القبائ��ل وأبن��اء المناط��ق يحملون‬ ‫ع��دا ًء فطري��ًا للنظام والدول��ة بحد ذاته��ا نظامًا‬ ‫سياس��ياً وجغرافي��اً‪ ،‬فالكثي��ر م��ن أبن��اء القبائل‬ ‫يرفضون إطالق اس��م سعوديين عليهم ويردون‬ ‫بنس��بهم القبلي أو المناطقي فه��ذه المجتمعات‬ ‫ف��ي المملكة ما زالت تعيش حي��اة الوالء المطلق‬ ‫للعش��يرة والقبيلة وال��والء لزعماء القبائل يفوق‬ ‫بكثير الوالء للملك في أكثر من مجال‪.‬‬

‫للنظ��ام؛ تح��ت اس��م جبه��ة‬ ‫اإلصالح‪ ،‬والتي حددت أهدافها‬ ‫بالتح��رر الكامل م��ن الهيمنة‬ ‫األمريكي��ة‪ ،‬واعتم��اد دس��تور‬ ‫عص��ري للب�لاد‪ ،‬وإلغ��اء الرق‪،‬‬ ‫وتأمي��م الصناع��ة النفطي��ة‬ ‫ومكافح��ة األمي��ة وتأس��يس‬ ‫مدارس البنات وتوسيع التعليم‬ ‫العالي والمهني‪.‬‬ ‫وال يمك��ن فص��ل جبه��ة‬ ‫اإلص�لاح الوطني عن الحراك‬ ‫التحرري الوح��دوي الذي كان‬ ‫طاغياً ف��ي المنطقة العربية‪،‬‬ ‫وكان��ت صحيفت��ا "الفج��ر‬ ‫الجدي��د" و"أخب��ار الظه��ران"‬ ‫لس��ان ح��ال الجبه��ة‪ ،‬إال أن‬ ‫الحكوم��ة قام��ت بتصفي��ة‬ ‫الجبهة واعتقال أعضائها عام‬ ‫‪ 1956‬بتهم��ة التعاون مع عبد‬ ‫الناص��ر لقلب نظ��ام الحكم ف��ي المملكة‪ ،‬وقد‬ ‫تمك��ن بعض أعضائها من الهرب ليتابع الكفاح‬ ‫السياسي من المنفى في مصر وسوريا ولبنان‪.‬‬ ‫وكان م��ن زعم��اء الجبهة الم�لازم عبدالرحمن‬ ‫الشمراني الذي عمل بين مجموعة من الضباط‬ ‫الش��باب ف��ي الجي��ش النظامي وقد س��جن مع‬ ‫أربع��ة ضباط آخرين بتهم��ة التآمر ضد النظام‬ ‫القائم‪ ،‬ثم أعدم‪ ،‬كما تم اعتقال يوسف الشيخ‬ ‫يعق��وب‪ ،‬وعبدالكريم جهيمان رئيس��ي تحرير‬ ‫الجريدتين المذكورتين بعد أن تم إغالقهما‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫"امر�أة الورد اجلوري"‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫�إقبال قار�صلي ‪1969 - 1925‬‬ ‫ياسر مرزوق‬ ‫ولدت إقبال محمد ناجي قارصلي في دمش��ق‬ ‫ع��ام ‪ 1925‬ألس��رةٍ شركس��ية األص��ل تهتم‬ ‫بالثقاف��ة والعل��م‪ ،‬تنقلت ف��ي طفولتها بين‬ ‫دمر والزبداني ودمشق ومدارسها االبتدائية‪،‬‬ ‫كمدرس ف��ي المدارس‬ ‫بحك��م عمل والده��ا‬ ‫ٍ‬ ‫الحكومي��ة‪ .‬ظه��رت موهبته��ا مبك��راً فبدأت‬ ‫الرس��م باأللوان المائية‪ ،‬كم��ا اتقنت التطريز‬ ‫بالقص��ب والحرير على األقمش��ة‪ ،‬وعن هذه‬ ‫الفترة قالت‪« :‬كنت أرس��م منذ طفولتي‪ ..‬كما‬ ‫كنت أط��رز هذه الرس��وم بالقص��ب والحرير‬ ‫علي األغطية والشراشف‪ ،‬أو أرسمها باأللوان‬ ‫المائية»‪.‬‬ ‫درس��ت مع والدها حتي الصف الرابع ابتدائي‪،‬‬ ‫لكنه��ا أعادت هذا الصف للمرة الثانية والثالثة‬ ‫وألنّه لم يكن مُتاح ًا أمامها أن تتابع دراستها‬ ‫أكث��ر من ذل��ك‪ ،‬بحكم إقامتها ف��ي الريف‪ ،‬إال‬ ‫أنها في االعادة الثالثة أصبحت تُساعد والدها‬ ‫في تعليم األطفال‪.‬‬ ‫وف��ي ع��ام ‪ 1940‬ل��م تك��ن بعد ق��د تجاوزت‬ ‫الخامس��ة عش��ر من عمرها‪ ،‬تزوجت وانتقلت‬ ‫مع زوجه��ا الموظف إلى تدم��ر وهناك أُتيحت‬ ‫لها فرصة اللق��اء الحي بمنابع الفن التدمري‪،‬‬ ‫واالط�لاع على أص��ول الف��ن األوروب��ي منذ‬ ‫عصر النهضة‪ ،‬فقد ش��اءت الص��دف أن تقيم‬ ‫م��ع زوجه��ا في بيتٍ غ��ادره ضابط فرنس��ي‬ ‫مهتم بالفن التش��كيلي‪ ،‬ترك فيه بعد رحيله‬ ‫عام ‪ 1946‬رس��ومًا على الج��دران ولوحات له‬ ‫ولعدد من الفنانين األوروبيين‪.‬‬ ‫اس��تمرت إقامتها في تدم��ر حتى عام ‪،1950‬‬ ‫وكان له��ذه الفت��رة أث��ر كبي��ر ف��ي تكوي��ن‬ ‫ش��خصيتها الفنيّ��ة وثقافته��ا‪ ،‬فوصفته��ا‬ ‫القارصلي بالقول‪« :‬عش��نا عش��ر سنوات بعد‬ ‫أن تزوج��ت ف��ي تدم��ر‪ ،‬حي��ث الوح��دة وحياة‬ ‫الصحراء‪ ،‬واآلثار الفنية‪ ..‬وذكريات التاريخ بما‬ ‫توحيه من مش��اعر يعرفها كل من عاش في‬ ‫تدمر‪ ،‬فكنت أقطع وقتي بالرس��وم الحائطية‬ ‫وقراءة الكتب األدبية‪ ،‬ث��مّ تطورت فأصحبت‬ ‫أن وجود لوحات فنية‬ ‫أرسم على القماش‪ ،‬كما ّ‬ ‫كثيرة لمُختلف الفنانين األوروبيين ولمختلف‬ ‫الم��دارس‪ ،‬كان ل��ه أث��ره على نتاج��ي‪ ..‬جيث‬ ‫اطلع��تُ من خاللها على مناب��ع الفن األصيل‬ ‫من��ذ عصر النهضة في القرن الخامس عش��ر‬ ‫حتى عصرنا»‪.‬‬ ‫لم ترس��م إقبال فقط‪ ،‬بل كانت تع ّلم الرسم‬ ‫وتس��اهم في مح��و األمية في الق��رى‪ ،‬كانت‬ ‫فاعل��ة ف��ي توعية الم��رأة حتى ف��ي الجوانب‬ ‫والعالق��ات االجتماعي��ة والصح��ة اإلنجابي��ة‬ ‫ورفض العنف الممارس ضد المرأة والطفل‪.‬‏‬ ‫عمقت قارصلي موهبة الرسم لديها ذاتي ًا من‬ ‫خالل انكبابها على القراءات الفنيّة‪ ،‬واالطالع‬ ‫على المعارض وأعمال الفنانين التش��كيليين‬ ‫المحليي��ن والعالميين‪ .‬غير أن ذلك لم يش��بع‬ ‫رغبته��ا في امتالك ناصية الرس��م والتصوير‬ ‫نظري ًا وعملي ًا‪ ،‬مما دفعها إلى االنتساب لمعهد‬ ‫الجواه��ري ف��ي جمهوري��ة مص��ر العربي��ة‪،‬‬ ‫ودراس��ة الفن فيه بالمراس��لة‪ ،‬وكان ذلك ما‬ ‫بي��ن عام��ي ‪1956‬و‪ ،1958‬حيث أخ��ذت تتابع‬

‫نش��رات المعه��د التعليمية‪ ،‬وتُرس��ل بالبريد‬ ‫رس��وماتها وتتلق��ي المالحظ��ات والتقري��ظ‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫أنجزت قارصلي كثيراً من اللوحات والرس��وم‬ ‫المتع��ددة الموضوع��ات‪ ،‬بأس��لوب واقع��ي‬ ‫يمي��ل إل��ى االخت��زال‪ ،‬وذل��ك ما بي��ن عامي‬ ‫‪1954‬و‪ ،1969‬وق��د قدمت ه��ذه األعمال عبر‬ ‫سلس��لة من المعارض الفرديّ��ة والجماعية‪،‬‬ ‫الداخلية والخارجيّة‪ ،‬و نالت عليها عدة جوائز‬ ‫وميداليات‪.‬‬ ‫أقام��ت أول مع��رض ف��ردي ألعماله��ا ف��ي‬ ‫صال��ة الفن الحديث بدمش��ق ع��ام ‪ ،1964‬ما‬ ‫جعله��ا تقف في طليعة الفنانات التش��كيليات‬ ‫الس��وريات‪ ،‬وواحدة من الرائ��دات في مجالها‪،‬‬ ‫وفي ع��ام ‪1966‬وفي صالة المرك��ز الثقافي‬ ‫العرب��ي بدمش��ق‪ ،‬أقام��ت معرضه��ا الفردي‬ ‫الثاني‪ ،‬وإثر عدوان عام ‪ 1967‬رسمت مجوعة‬ ‫م��ن اللوحات الت��ي تعبر عن أف��كار اجتماعية‬ ‫وسياس��ية ذات عالقة بالحرب واللجوء ومأساة‬ ‫االنس��ان‪ ،‬وف��ي ع��ام ‪ 1968‬أقام��ت معرضها‬ ‫الفردي الثالث في مدين��ةٍ على بحر البلطيق‬ ‫ف��ي ألماني��ا الديمقراطي��ة «س��ابق ًا»‪ ،‬نقلته‬ ‫بعده��ا إلى مدين��ة أخرى في الدولة نفس��ها‪.‬‬ ‫أما معرضها الفردي الرابع فأقامته في مدينة‬ ‫الث��ورة على الف��رات‪ ،‬وكان هذا المعرض آخر‬ ‫إنجازاته��ا الفنية‪ ،‬إذ توفيت بع��د مدة وجيزة‪،‬‬ ‫وهي في قمة عطائها الفني‪.‬‬ ‫تع��دّ الفنانة قارصل��ي من رائ��دات الواقعية‬ ‫االنطباعية‪ ،‬أغنت الذاكرة التشكيلية السورية‬ ‫بس��بعمئة وخمس��ين عم�ل ً‬ ‫ا‪ ،‬موزّع��ة ضمن‬ ‫المقتني��ات الش��خصية والمتح��ف الوطن��ي‬ ‫ومجمع الباسل‪ ،‬وتبقى لوحتا «الحمة‪ ،‬وجميلة‬ ‫بوحي��رد تح��ت التعذي��ب» واس��طة العقد في‬ ‫انتاجها الفني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عان��ت قارصلي مرضا مزمن��ا ناتجا عن تلقي‬ ‫دمه��ا كمي��ة م��ن الرص��اص الموج��ود ف��ي‬ ‫األل��وان الزيتية‪ ،‬وه��ي التقني��ة اللونية التي‬ ‫اعتمدتها في تنفيذ أعمالها‪ ،‬ومرض التس��مم‬ ‫بالرصاص‪ ،‬يع��د مرض المصورين الزيتيين‪،‬‬ ‫وفي ‪ 11‬أيار عام ‪ 1969‬توفاها اهلل بدمش��ق‬ ‫وه��ي في قم��ة عطائه��ا الفني‪ ،‬وف��ي بداية‬ ‫مرحل��ة جديدة ف��ي تطوره��ا وتبل��ور تقنية‬ ‫جدي��دة طورته��ا ب��دأب وحماس‪ ،‬وه��ي التي‬ ‫قالت‪« :‬إن م��ا يربط اإلنس��ان بالفن هو تلك‬ ‫الحاج��ة للتعبي��ر اإلبداع��ي والتي يتف��رد بها‬ ‫اإلنس��ان عن كل الكائنات الحي��ة‪ ..‬فالفن أداة‬ ‫للتعبير عن العواطف والمش��اعر اإلنس��انية‪..‬‬ ‫والفن��ان الحقيق��ي ي��رى فع�ل ً‬ ‫ا أن كل واق��ع‬ ‫مع��اش له ارتباط بالف��ن وكل ما في الفن له‬ ‫ارتباط وثيق بالحياة»‪.‬‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ 1971‬أقي��م معرضه��ا الف��ردي‬ ‫الخام��س ف��ي الذك��رى الثاني��ة لوفاته��ا في‬ ‫المركز الثقافي العربي بدمش��ق تحت إشراف‬ ‫وزارة الثقافة‪ ،‬وفي عام ‪ ،1985‬أقيم معرضها‬ ‫الفردي الس��ادس‪ ،‬الذي جاء بمناسبة الذكرى‬ ‫السادسة عشرة لوفاتها‪.‬‬

‫يق��ول الفنان غ��ازي الخالدي ف��ي كتاب صدر‬ ‫ع��ن الفنانة بع��د وفاته��ا‪« :‬إن اللوحة عندها‬ ‫هي محاوالت لتطريز الطبيعة وأهم ما كانت‬ ‫تمت��از به م��ن الناحية التش��كيلية ه��و وحدة‬ ‫األس��لوب في جميع أعمالها إذ حافظت بإصرار‬ ‫عل��ى المفه��وم الواقع��ي الطبيع��ي وحبه��ا‬ ‫للطبيعة مم��ا جعلها تهتم بجمي��ع التفاصيل‬ ‫التي تمنحه��ا هذه الطبيعة لألرض وللش��جر‬ ‫وللس��ماء وللماء واإلنس��ان‪ ..‬وهذه التفاصيل‬ ‫أعطت ألعمالها صفة التقريرية الفوتوغرافية‬ ‫وإن كان��ت تحاول في رس��مها لألش��خاص أن‬ ‫تتحرر من هذه التقريرية‪.‬‬ ‫وأطلق��ت عليه��ا الكاتبة اعتدال رافع تس��مية‬ ‫«امرأة الورد الجوري» ووصفتها بأنها مبدعة‪..‬‬ ‫أصيلة‪ ..‬ش��فافة وجميلة تش��به الزهور التي‬ ‫كان��ت مغرم��ة برس��مها وتجس��يدها‪ ..‬عندما‬ ‫تنظر إل��ى زهورها تجبرك ألوانها الذبيحة ان‬ ‫تش��م زخ��م روائحها‪ ،‬كأنها هي ام��رأة الربيع‬ ‫والعطر والمحبة‪.‬‬ ‫أما الفنان ممدوح قش�لان فق��د قال‪:‬‏»الفنانة‬ ‫إقب��ال ل��م تت��رك موضوع��اً لم تعالج��ه‪ ،‬من‬ ‫الطبيع��ة الصامت��ة إل��ى المناظ��ر والوج��وه‬ ‫الش��خصية وحتى الموضوعات القومية‪ ،‬كان‬ ‫له��ا جهد واضح فيها‪ ،‬ومن أجمل ما قدمت في‬ ‫هذا المجال «إلى متى‪..‬؟»‪.‬‏‬ ‫الناقد التش��كيلي «طارق الشريف» قال عنها‪:‬‬ ‫«لق��د كان��ت الفنانة «إقبال ناج��ي قارصلي»‬ ‫من الفنانات الموهوبات اللواتي رفدن الحركة‬ ‫الفني��ة بأعماله��ن الت��ي حفل��ت بالكثي��ر من‬ ‫العط��اء‪ ،‬وأعطت الدليل عل��ى موهبة أصيلة‪،‬‬ ‫أعط��ت الكثير في ظروف كانت صعبة للغاية‪،‬‬ ‫وذل��ك ألن الحرك��ة الفنية كانت ف��ي البداية‬ ‫في مرحلة رواد الفن التش��كيلي الذين شقوا‬ ‫الطريق وعبدوه أمام أجيال الشباب‪ ،‬وعلينا أن‬ ‫ندرك صعوبة االنتساب إلى معهد أو مدرسة‪،‬‬ ‫وكذل��ك صعوب��ة أن ي��درس الف��ن دراس��ة‬ ‫أكاديمية سليمة»‪.‬‬


‫هذه السلسلة بالتعاون مع‪:‬‬

‫املواطنة بني امللكية واجلمهورية‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ف��ي األص��ل يب��دو أن النظام الجمه��وري يكفل‬ ‫بش��كل أكبر‬ ‫لمواطني��ه التمت��ع بقيم المواطنة‬ ‫ٍ‬ ‫م��ن النظام الملك��ي‪ ،‬إال أن ه��ذه اليقينية تبرز‬ ‫س��ؤا ًال تداوله الفالس��فة منذ عهد اإلغريق عن‬ ‫أيهم��ا أفض��ل النظ��ام الملك��ي أم الجمه��وري‪،‬‬ ‫فعندما ناقش فالس��فة اإلغريق هذه المس��ألة‬ ‫ً‬ ‫خاصة» كان��وا يميلون إلى‬ ‫«أفالطون وأرس��طو‬ ‫تفضيل الملكية عل��ى الجمهورية‪ ،‬إذا كان ال بد‬ ‫من الخيار‪ ،‬ومعيا‬ ‫ر األفضلية بالنس��بة إلى هؤالء الفالس��فة كان‬ ‫الق��درة عل��ى الحف��اظ عل��ى اس��تقرار الكي��ان‬ ‫السياس��ي‪ ،‬الذي ه��و القيمة السياس��ية الكبرى‬ ‫الت��ي تنبث��ق منه��ا كل القيم‪ ،‬فبدون اس��تقرار‬ ‫سياس��ي واجتماعي‪ ،‬ال وجود للكيان السياس��ي‪،‬‬ ‫وب��دون وجود للكي��ان السياس��ي‪ ،‬ال تحقق ألي‬ ‫قيمة أخ��رى‪ ،‬ولم ت��أت نظرة هؤالء الفالس��فة‬ ‫من ف��راغ‪ ،‬بل إن األحوال غير المس��تقرة لدولة‬ ‫المدينة في أيامه��م دفعتهم إلى هذه الخالصة‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫كما س��ار فالس��فة العصر اإلس�لامي على نهج‬ ‫فالس��فة اليون��ان في تفضي��ل الملكي��ة‪ ،‬على‬ ‫مب��دأ وجوب طاعة الغال��ب‪ ،‬ألن في عدم طاعته‬ ‫م��ن المفاس��د أكث��ر م��ن المصالح‪ ،‬فم��ن حقق‬ ‫االس��تقرار‪ ،‬وأق��ام كيان��ًا تمارس فيه الش��عائر‬ ‫الديني��ة الرئيس��ية‪ ،‬وجب��ت طاعته ب��راً كان أم‬ ‫فاجراً‪ ،‬وبأي اسم تسمى «خليفة‪ ،‬ملك‪ ،‬سلطان‪،‬‬ ‫أو غير ذلك»‪.‬‬ ‫وقد بقيت ثقافة تفضيل االستقرار حتى العصور‬ ‫الحديث��ة‪« ،‬فتوم��اس هوب��ز» ي��رى أن صاح��ب‬ ‫الس��يادة إما أن يكون مستبداً باألمر‬ ‫أو ال يك��ون‪ ،‬فاالس��تبداد السياس��ي‬ ‫م��رادف لالس��تقرار‪ ،‬وغي��ر ذلك هو‬ ‫الفوضى وح��ال الطبيع��ة‪ ،‬فالمعيار‬ ‫هنا ه��و تماس��ك الكيان السياس��ي‬ ‫واس��تقراره‪ ،‬ويفص��ل «ميكافيللي»‬ ‫بش��كل مطلق‪،‬‬ ‫في األمر‪ ،‬وال يعمم‬ ‫ٍ‬ ‫فإذا كانت س�لامة الكيان السياسي‪،‬‬ ‫واالس��تقرار السياس��ي بالتالي هما‬ ‫غاية النظام‪ ،‬والقيمة الرئيسية التي‬ ‫يدور حولها‪ ،‬وتنبث��ق منها كل قيمة‬ ‫أخرى فإن في األم��ر قولين‪ :‬إذا كان‬ ‫المجتم��ع غير فاض��ل ف��إن الملكية‬ ‫أفض��ل‪ ،‬وإذا كان المجتم��ع فاض�ل ً‬ ‫ا‪،‬‬ ‫فإن الجمهورية أفضل‪.‬‬ ‫والملكية والجمهورية بالنس��بة إلى‬ ‫فالس��فة اإلغريق‪ ،‬ال تعني ما تعنيه‬ ‫الي��وم‪ ،‬أو م��ا يت��وارد إل��ى الذه��ن‬ ‫الع��ام حي��ن الحديث عن مث��ل هذه‬ ‫المفاهي��م‪ ،‬فالملكي��ة بالنس��بة إلى‬ ‫ً‬ ‫عام��ة‪ ،‬هي حكم‬ ‫فالس��فة اإلغريق‬ ‫الفرد الملتزم بالقانون‪ ،‬سواء أكانت‬ ‫ش��رعية هذا الفرد األساس��ية نابعة‬ ‫من وراثة أم غير ذلك‪ ،‬فالمهم توفر‬ ‫ركني��ن لوص��ف النظ��ام بالملكي��ة‪،‬‬ ‫حك��م ف��ردي والت��زام بالقان��ون‪،‬‬ ‫والنظ��ام الملكي وفق��اً للمواصفات‬ ‫الس��ابقة‪ ،‬هو أفضل نظام سياسي‬ ‫ممكن لفالس��فة اإلغري��ق‪ ،‬ويقابل‬ ‫ذلك االستبداد والطغيان‪ ،‬وهما حكم‬

‫الفرد عندم��ا ال يلتزم القانون‪ ،‬وهذا هو أس��وء‬ ‫نظام ممكن‪.‬‬ ‫وباالنتق��ال إل��ى واقعن��ا المعاصر‪ ،‬ف��إن بعض‬ ‫الملكي��ات العربي��ة أكث��ر نجاح��ًا ف��ي تحقي��ق‬ ‫مكتس��بات المواطن��ة أكث��ر م��ن الجمهوري��ات‪،‬‬ ‫فمملكة مثل الكويت مث ً‬ ‫ال أكثر نجاحاً نس��بياً في‬ ‫إدارة داخله��ا وخارجها من األنظم��ة الجمهورية‬ ‫وأكث��ر تحقيق��ًا لبع��ض معايي��ر المواطن��ة من‬ ‫غيرها‪.‬‬ ‫و الجمهورية‪ :‬هي النظام السياس��ي الذي تكون‬ ‫فيه السيادة للشعب‪ ،‬وهي ترجمة «'‪»Republic‬‬ ‫المنحوت��ة من اللغة الالتيني��ة من كلمتي '‪'Res‬‬ ‫(شيء‪ ،‬شأن) و'‪( 'publica‬عام)‪ .‬وهو ما يبيّـن أن‬ ‫بأن الش��أن السياسي هو‬ ‫كلمة 'جمهورية' تفيد ّ‬ ‫شأن عام وليس خاصًا بفئة أو مجموعة‪.‬‬ ‫وللنظ��ام الجمه��وري ثالث��ة أش��كال‪ ،‬النظ��ام‬ ‫الجمهوري الرئاسي‪ :‬هو نظام الحكم الجمهوري‬ ‫ال��ذي ينتخ��ب في��ه الش��عب رئيس��ا للجمهورية‬ ‫انتخابا مباش��راً‪ ،‬ويُـفوض الش��عب ل��ه‪ ،‬بالتالي‬ ‫م��ن خالل التصويت باألغلبي��ة‪ ،‬تعيين الحكومة‬ ‫التي يراها صالحة للبالد على أساس التشريعات‬ ‫التي يس��نّـها الش��عب عبـر المجل��س البرلماني‬ ‫ال��ذي يمث��ل س��لطة مقابل��ة على أس��اس مبدأ‬ ‫«المراقبة والت��وازن كما في الوالي��ات المتحدة‪.‬‬ ‫وه��و م��ا يمنحن��ه س��لطات مُعتَبَ��رة متفاوتة‬ ‫الحج��م والم��دى م��ن جمهورية إل��ى جمهورية‪،‬‬ ‫ومن دستور إلى دستور‪.‬‬ ‫النظ��ام الجمهوري البرلمان��ي‪ :‬هو نظام الحكم‬ ‫الجمه��وري ال��ذي ينتخ��ب فيه الش��عب رئيس��ًا‬

‫للجمهوري��ة يك��ون دوره رم��زي وتحكيم��ي‬ ‫وتعديلي في بعض الوضعيات كضامن لدستور‬ ‫ووح��دة الب�لاد دون أن يك��ون لديـ��ه الس��لطة‬ ‫التنفيذية‪ .‬أمّـا هذه األخيرة‪ ،‬فيتقلدها وزير أوّل‬ ‫أو رئيس وزراء من بين المُـنتخبين في المجلس‬ ‫البرلماني الحاصلين على األغلبية المطلقة‪ ،‬كما‬ ‫'تتقاسم' المناصبَ الحكومية الهامّـة شخصيات‬ ‫م��ن منتخبي المجل��س البرلماني على أس��اس‬ ‫النتائج التي تحصّـل عليها ّ‬ ‫كل حزب‪.‬‬ ‫النظ��ام الرئاس��ي الم��زدوج‪ :‬هو نظ��ام ينتخب‬ ‫فيه الش��عب رئي��س الجمهورية كمس��ؤول عن‬ ‫الس��لطة التنفيذية‪ ،‬لكن ذي مشموالت محدودة‬ ‫تخ��وّل للبرلمان دس��توريّـا توجيه «الئحة لوم»‬ ‫ل��ه ف��ي ص��ورة تج��اوزه لس��لطاته المخوّلة له‬ ‫قانون��ا أو في ص��ورة انتهاجه سياس��ة ال تخدم‬ ‫مصلحة الوطن‪ ،‬فضال عن أهليته لرفض قانون‬ ‫للس��ّـَـن‪.‬‬ ‫أو مش��روع يقترحه رئيس الجمهورية‬ ‫ِ‬ ‫ووُصِـفَ بـ'الم��زدوج' باعتبار وج��ود وزير أوّل‬ ‫ل��ه من المش��موالت ما يحدّ كذلك من س��لطات‬ ‫رئي��س الجمهوري��ة‪ ،‬خصوص��ا إذا فَـرضتـ��ه‬ ‫وضعي��ة انتخابي��ة معيّـن��ة يك��ون فيه��ا رئيس‬ ‫الجمهورية والوزير األول من حزبيـن مختلفيـن‪.‬‬ ‫ومثال في هذا النظام فرنسا‪.‬‬ ‫وقد يقول قائ��ل أن المقارنة بي��ن الجمهوريات‬ ‫والملكي��ات العربي��ة من خ�لال إتاحتها أش��كا ًال‬ ‫من المواطنة النس��بية‪ ،‬ال تجوز ك��ون الملكيات‬ ‫العربي��ة تملك م��ن الموارد «النف��ط وغيره» ما‬ ‫يجعلها ق��ادرة على إخف��اء الس��لبيات‪ ،‬وتحقيق‬ ‫بع��ض االيجابي��ات‪ ،‬وبدون عنصر الم��وارد هذا‬ ‫ف��إن المقارنة ل��ن تكون لصال��ح الملكيات على‬ ‫اإلط�لاق‪ ،‬وه��ذا ي��رد علي��ه بأنه إن‬ ‫كانت الموارد والثروات هي الس��بب‪،‬‬ ‫لم��اذا تك��ون ملكي��ة فقيرة نس��بيًا‬ ‫مث��ل األردن أفضل ح��ا ًال من العراق‬ ‫الجمه��وري أغن��ى ال��دول العربي��ة‬ ‫عل��ى اإلطالق‪ ،‬إال أن هذا ال يعني أن‬ ‫النظ��ام الجمهوري فاس��د بطبيعته‬ ‫وذات��ه‪ ،‬فجمهوري��ة كتون��س مث�ل ً‬ ‫ا‬ ‫تحق��ق انج��ازاتٍ ال يمك��ن تجاهلها‬ ‫ً‬ ‫مقارن��ة‬ ‫عل��ى صعي��د المواطن��ة‬ ‫بجمهوريات وملكيات عربية أخرى‪.‬‬ ‫ف��ي الخت��ام نخل��ص إل��ى أن معيار‬ ‫المواطن��ة وما يؤس��س ل��ه من قيم‬ ‫الحقوق والسيادة الشعبية «الحرية‪،‬‬ ‫الديمقراطي��ة‪ ،‬العدل‪ ،‬المس��اواة» ‪-‬‬ ‫وهي قيم تجعل من اإلنسان ال قِـنّـًا‬ ‫وال عبـ��دا وال ممل��وكاً‪ ،‬وال مقه��وراً‬ ‫وبالتالي ال كائنًا اجتماعيًا ‪ -‬سياس��يًا‬ ‫م��ن الدرج��ة الثانية‪ .‬أي هو إنس��ان‬ ‫س��يد يقر له بالس��يادة مبدأً وقانونًا‬ ‫ ه��و القيم��ة المفقودة ف��ي عالمنا‬‫العرب��ي‪ ،‬ومن خالل ق��درة أي نظام‬ ‫عل��ى أن يكف��ل المواطن��ة ألفراده‪،‬‬ ‫تتحدد قدرته على البقاء‪ ،‬س��واء كان‬ ‫ملكي��اً أم جمهوريًا‪ ،‬ومن خالل تبنيه‬ ‫الستراتيجية واضحة المعالم لتعزيز‬ ‫المواطنة‪ ،‬فالقضية األساس��ية هي‬ ‫قدرة النظام عل��ى الرؤية الصحيحة‬ ‫وليس في كونه ملكيًا أو جمهوريًا‪.‬‬

‫حقوق وحريات ‪. .‬‬

‫إعداد المحامي فارس حسّان‬

‫‪13‬‬


‫اندساسية‪....‬‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫‪1993 / 1 / 22‬‬

‫ج��اءت زي��ارة الدكت��ور من��ذر خدام‪ .‬حم��ل أهله‬ ‫تطمينات رئيس المخابرات العسكرية وهي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إن خروجهم –أي فصيلنا ‪ -‬مؤكد وسوف يتم‬ ‫اإلجراء‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ليس لنا عليهم مآخذ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬كنا أدرجنا اس��مه في اإلفراجات الس��ابقة لو‬ ‫راجعنا أحد منكم (الخطاب ألهل الدكتور)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬من الممكن أن تكون القوائم جاهزة في آخر‬ ‫هذا الشهر‪.‬‬ ‫‪ - 5‬في ‪ 8‬آذار ستكون كل القوائم حاضرة‪.‬‬ ‫زي��ارة زهير س��كرية حملت خبر وف��اة والد وديع‬ ‫الح�لاق وعامل الميناء‪ ،‬الذي لم ير ابنه منذ عام‬ ‫‪ 1976‬تخفى يومها ف��ي الالذقية‪ ،‬ثم انتقل إلى‬ ‫دمش��ق حت��ى اعتقل ف��ي ربي��ع ‪ ،1980‬ومضت‬ ‫الس��نون‪ ،‬واألب المس��كين ينتظر ابنه ورآه وراء‬ ‫القضب��ان ث�لاث م��رات‪ ،‬ث��م انقط��ع من��ذ ثالث‬ ‫س��نوات‪ ..‬الحزن والربو أحاقا به‪ ،‬وعندما خرجت‬ ‫دفعة ‪ 20‬الش��هر الماضي‪ ..‬ف��رح‪ ،‬وخال ابنه من‬ ‫جملته��ا‪ ،‬ومن فرح��ه داهمه الرب��و وقضى‪ .‬األم‬ ‫مقعدة ومريضة‪.‬‬ ‫أهلنا ماتوا ونحن في السجن‪ .‬ماتوا من الغم‪.‬‬ ‫أذكر أن أم أحد الش��باب جاءت لزيارته‪ ،‬وكانت ال‬ ‫تجرؤ خوف��ًا من حزنها‪ ،‬وللص��دف كنا معاقبين‪،‬‬ ‫ون��زور عل��ى ش��بكين في غرف��ة مظلم��ة ومن‬ ‫هول الصدمة‪ ..‬صارت تسير أمام الشبك وتدور‪،‬‬ ‫وتترج��ى العس��كر أن يخرجوه من وراء الش��بك‬ ‫وتلمسه‪ ..‬عندما وصلت بيتها في القرية ماتت‪.‬‬ ‫أم س��جين آخر زارته في الغرفة وانتهت الزيارة‪،‬‬ ‫وه��ي متمس��كة برجلي��ه وق��د جلس��ت أرض��اً‪،‬‬ ‫وتترجى العس��كر أن تبقى معه في السجن‪ ،‬وما‬ ‫وصلت الدار إال ونامت‪ ،‬وما استيقظت من نومها‪.‬‬ ‫ق��ال أهل أحد رفاقن��ا‪ :‬أن ام��رأة صادفتهم حول‬ ‫أس��وار الس��جن (كان ذلك في تدم��ر) رجتهم أن‬ ‫يدخلوها معهم‪ ،‬فالعس��كر يطردونها وذلك منذ‬ ‫أيام‪ ،‬وه��ي ال تطلب منهم أم��راً فقط تطلب أن‬ ‫ت��رى ابنها‪ .‬ق��ال لها أهل رفيقن��ا‪ :‬أنهم يحملون‬ ‫بطاق��ة زيارة تحمل أس��ماء مح��ددة رجتهم مرة‬ ‫أخرى أن يكتبوا اس��مها مع أس��مائهم‪ ..‬أفهموها‬ ‫أن البطاقة تصبح فاسدة‪ ،‬وعندما يئست أخرجت‬ ‫من جيبها مبلغًا من المال‪ ،‬وقالت لهم أن يوصلوا‬ ‫المبلغ لولدها‪ ،‬وأعطت اس��مه‪ .‬قالوا لها‪ :‬إن ابنك‬ ‫ف��ي م��كان‪ ،‬وابننا في م��كان آخ��ر‪ ،‬وال يلتقيان‪،‬‬ ‫ولكنها لم تيأس‪ .‬ع��ادت تؤكد أنها تتبرع بالمبلغ‬ ‫لصالح المساجين ولوجه اهلل‪.‬‬ ‫قبل إغالق األبواب مش��يت مع الزميل الصحافي‬ ‫أحمد حمود‪ ..‬ش��كا من تأخر الزي��ارة‪ .‬في تلفيتا‬ ‫صارت الزيارة كل شهر‪ ،‬أما في تدمر فكانت كل‬ ‫ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫ق��ال‪ :‬مض��ت ثالث��ة أش��هر‪ ..‬أم كف��اح مريضة‪،‬‬ ‫أخ��ي الضاب��ط كان يوصله��ا‪ ،‬نق��ل إل��ى لبنان‪.‬‬ ‫إنن��ي خائ��ف عليها‪ ..‬مس��ؤولة عن خم��س بنات‬ ‫وول��د ومقيمة بالدريكيش ب��دون عمل ومصابة‬ ‫بالقرحة‪ ،‬وبالحزن الدائم‪.‬‬ ‫اإلف��راج لم يأت لعلني أرمم أوضاعي‪ .‬أقدم لهذه‬ ‫الزوج��ة بعضًا من جميل يرد لها عافيتها‪ ،‬وثقتها‬ ‫باألي��ام والزم��ن‪ .‬أخ��اف أن أتأخ��ر في الس��جن‪،‬‬

‫فيزداد تراك��م الهم‪ ،‬إنني في غمْ‪ ،‬وأخش��ى أن‬ ‫يقع لها مكروه‪.‬‬

‫‪1993 / 1 / 23‬‬

‫تحل��ق المعزون حول وديع إبراهي��م ودارت القهوة‬ ‫الم��رة وذهبت األحادي��ث حول نهاية اإلنس��ان‪ ،‬ثم‬ ‫وصلت إلى االنتخابات في الجزائر‪ ..‬وكان الس��جال‬ ‫متكافئ��اً بي��ن الدكتور من��ذر خدام وبي��ن مدرس‬ ‫التاريخ حس��ن غريب‪ ،‬واحتد النقاش حول مس��ألة‬ ‫الديمقراطي��ة‪ ،‬وتدخُل الجي��ش‪ ،‬واإلعداد لمرحلة‬ ‫ليس��ت لمصلح��ة جبه��ة التحرير‪ ،‬وليس��ت لصالح‬ ‫اإلمبريالي��ة‪ ،‬وليس��ت لصال��ح جبه��ة اإلنق��اذ‪ ،‬ألن‬ ‫م��ا يدعى باالس��تفتاء والديمقراطي��ة هي مقدمة‬ ‫لمؤامرة تؤج��ج أدوارها الس��عودية وإيران ويمكن‬ ‫أن تستفيد منها فرنسا والمصالح األمريكية‪ .‬ويرد‬ ‫اآلخر بأن هذا منطق السلطة التي تصور المعارضة‬ ‫أنها قادمة عل��ى أكتاف التدخ��ل الخارجي‪ ،‬ونفس‬ ‫الس��لطة تتع��اون وتالط��ف المصال��ح األمريكي��ة‬ ‫واألوربية‪ .‬فهي حسب منطقها تتعاون مع الحضارة‬ ‫ضد التعصب‪ .‬فالتيار الديني – كما تقول – ظالمي‬ ‫وغير حضاري‪ ،‬وهن��ا يضيع المواطن بين الوطنية‬ ‫والتبعي��ة‪ ..‬فالديمقراطي��ة مقرون��ة بالوطن��ي‪،‬‬ ‫وم��ا يطب��ق في اإلتح��اد الس��وفييتي ال يم��ت إلى‬ ‫الديمقراطية بصلة‪ .‬فالديمقراطية المطروحة من‬ ‫قب��ل أمريكا هي لعبة فالع��راق الذي يطالب بذلك‬ ‫النظام الس��عودي وه��و حكم عائل��ي قبلي يحكم‬ ‫باس��م الدين وه��و ضد الدين والوطن‪ .‬اس��تبدادي‬ ‫م��ن ن��وع فريد‪ ،‬ولم��اذا ال يطالب النظام الس��وري‬ ‫خدين النظام العراقي‪.‬‬ ‫لقد كان رأي االثني��ن صحيحا‪ .‬قدما حججهما‪ .‬إن‬ ‫المس��ألة الديمقراطية ش��ائكة في هذا الوطن‪.‬‬ ‫الصراع دليل الحيوي��ة‪ ،‬وضع الصراع الذي يقتل‬ ‫األوطان‪.‬‬

‫‪1993 / 1 / 24‬‬

‫منذ ش��هر ش��عرت بحالة مفادها الشره في شرب‬ ‫الماء‪ ،‬ونش��فان الري��ق‪ ،‬وتزداد ه��ذه الحالة عند‬ ‫المس��اء‪ ،‬وتفاقمت م��ع البرد يصاح��ب ذلك تردد‬

‫عل��ى دورة المي��اه للتب��ول‪ ،‬والنهوض لي�ل ً‬ ‫ا عدة‬ ‫مرات خوفًا من التبول على الثياب‪ .‬أخبرت طبيبنا‬ ‫المحل��ي‪ ،‬وقلت‪ - :‬أن المصاب بالس��كري يش��رب‬ ‫الكثير من الماء ويتبول كثيراً‪ .‬قال‪ :‬الحالة عادية‪..‬‬ ‫وربما الجو البارد وغير الصحي هو السبب‪.‬‬ ‫مضى النهار هادئًا‪ .‬ودافئًا قلي ً‬ ‫ال بس��بب الشمس‬ ‫وحرارتها‪.‬‬ ‫البارحة لي ً‬ ‫ال س��هرنا مع رفاق الرقة‪ ..‬دار الحديث‬ ‫ع��ن «العربي��د» وه��و المدع��و ف��ي منطقتن��ا‬ ‫«الحنش» وهو ذكر األفعى‪ ،‬ويظهر في الحروبين‬ ‫ح��زوز الحصيد‪ ،‬وفي الدغل جوار األنهار‪ .‬تحدثوا‬ ‫عن نه��ر البلي��خ‪ ،‬وعن ه��ذا النوع م��ن األفاعي‬ ‫السام وغير السام‪ .‬وأنه عض أحدهم في كعبه‪،‬‬ ‫وظل ممس��كاً به‪ ،‬فهرب الش��خص مس��افة مئة‬ ‫مت��ر وه��و ال يتركه‪ ..‬حت��ى وصل النه��ر فرمى‬ ‫نفس��ه فيه‪ ،‬عندئذ ترك��ه‪ ،‬وعندما وصل الضفة‬ ‫األخرى اس��تأنف السير حتى وصل القرية‪ ،‬والدم‬ ‫ينزف‪ ،‬عالجوه‪ ،‬وأكدوا بعد ذلك أنه غير سام ولو‬ ‫كان ساماً لما وصل القرية حياً‪« .‬عربيد» آخر لف‬ ‫ذنبه عل��ى طفل ورف��ع قامته ض��د المهاجمين‪.‬‬ ‫أحده��م حذّر م��ن ضرب��ه بالحجارة ألن��ه يمكن‬ ‫أن يل��دغ الطف��ل ويميته‪ .‬نفس��ه الرج��ل خلع ما‬ ‫يش��به الجاكي��ت وغط��ى جس��ده بها ث��م قبض‬ ‫على رأس��ه وش��جه بحجر تحت المعط��ف وأنقذ‬ ‫الطف��ل‪ .‬وتحدث��وا عن رج��ل له خب��رة بالتعامل‬ ‫معه‪ ..‬يداوره حتى يمسك به‪ ،‬ويطعمه تمراً‪ ،‬ثم‬ ‫يهدئه‪ ،‬ويخلي سبيله‪ ،‬ولم يلدغ هذا الرجل أبداً‪،‬‬ ‫رغم إمساكه للعشرات وإفالتها حية‪.‬‬ ‫استمر الحديث عن نهر البليخ‪ ،‬وعن الرعاة‪ ،‬وعن‬ ‫العربي��د الذي يتعارك م��ع كالب الرعاة‪ .‬وقال أبو‬ ‫ص�لاح‪ :‬كنت فتى وأنام جوار قطيع الغنم الجاثم‬ ‫والكلب يقوم بالحراس��ة‪ .‬استيقظ على تحركات‬ ‫مش��بوهة وحدق من خالل ض��وء القمر‪ ،‬فرأى ‪/‬‬ ‫عربيداً ‪ /‬يهاجم الكل��ب‪ ،‬والكلب يدور حوله على‬ ‫مسافة عشرة أمتار‪ .‬الكلب يطرحه أرضًا‪ .‬العربيد‬ ‫ينهض ثانية‪ ..‬ثم يهاجمه الكلب مرة أخرى حتى‬ ‫قتله‪ .‬قاس طوله فإذا به يبلغ ثالثة عش��ر قدماً‪،‬‬ ‫ودائرته دائرة الساعد‪.‬‬


‫عدسة سوريتنا ‪. .‬‬ ‫للمرا�سالت والتوا�صل مع هيئة التحرير ‪so uria tna @ gm ail. c om‬‬

‫متت طباعة وتوزيع هذا العدد من قبل مطبعة �سمارت �ضمن م�شروع دعم الإعالم ال�سوري احلر‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫كاريكاتير الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫أحب الناس‪ ،‬وأكثر من أحب الطيبون منهم‪ .‬أما اللئيمون‪ ،‬فإني أتمنى لهم الطيبة علهم ينعمون بها يوماً‬ ‫ريف سوريا ‪ | 2014 -‬تصوير‪ :‬باسل حسو‬

‫‪15‬‬


‫رصيف سوريتنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 2 | )163‬تشرين األول ‪2014‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫التعليم فـي‬ ‫ظل احلرب الدائرة‬ ‫مهند النادر‬ ‫إح��دى النتائج الس��لبية للصراع الدائر في س��وريا تتجس��د في‬ ‫العملي��ة التعليمية‪ ،‬حيث يعان��ي آالفٌ من التالمي��ذ صعوباتٍ‬ ‫في استكمال تحصيلهم الدراسي بسبب ظروف الحرب الدائرة‪،‬‬ ‫والتي أفرزت التش��رّد‪ ،‬النزوح‪ ،‬اللجوء‪ ،‬باإلضافة إلى دمار آالف‬ ‫الم��دارس أو تحولها إلى مراكز عس��كرية تس��تخدمها األطراف‬ ‫المتصارع��ة‪ .‬مم��ا ينبئ بنش��وء جي��ل يكون عرض��ة لمختلف‬ ‫التأثيرات السلبية في بناء شخصيته ورؤيته للمستقبل‪.‬‬ ‫خ�لال نظرة س��ريعة عل��ى واقع التعلي��م الذي يخض��ع له من‬ ‫ّ‬ ‫تمكن من أطفال س��وريا من اس��تكمال دراسته‪ ،‬نجد أن العديد‬ ‫م��ن المناهج التعليمية التي يخضع لها التالميذ‪ ،‬خاضعة لرؤية‬ ‫األطراف المتصارعة في س��وريا بخصوص مس��تقبل س��وريا‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫مع بداية العام الدراسي بدأ تنظيم «الدولة اإلسالمية» بتعميم‬ ‫تعليمات عامة تهدف إلى تغيير النظام التعليمي‪ ،‬وش��ملت هذه‬ ‫التعليمات مجموعة واسعة من قواعد التعليم‪ ،‬مما يشكل تغييراً‬ ‫جوهرياً في العملية التعليمية من حيث حذف بعض المناهج أو‬ ‫تغييرها كليًا‪ ،‬على قاعدة الرؤية الدينية الس��لفية التي تتبناها‬ ‫«داع��ش»‪ .‬وت��م اإلعالن ع��ن ه��ذه التعليمات من خ�لال بيان‬ ‫رس��مي أصدرته «دائرة المناهج في ديوان التعليم» وهو اسم‬ ‫أطلقه التنظيم بدي ً‬ ‫ال عن وزارتي «التربية» و»التعليم العالي»‬ ‫بعنوان «بش��رى من أمير المؤمنين وس��عي من��ه لرفع الجهل‪،‬‬ ‫وتعميم العلوم الشرعية»‪.‬‬ ‫"األس��تاذ عبد السالم" مدير مدرس��ة في مدينة الرقة يقول حول هذه‬ ‫التغيي��رات‪" :‬تم تغيير اس��م الجمهورية العربية الس��ورية‪ ،‬إلى الدولة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وحُذف أي موضوع يرتبط بالقيم الوطنية‪ ،‬وكل ما يختلف‬ ‫مع الرؤية الدينية للتنظيم‪ ،‬مثل الش��عر‪ ،‬دروس الموس��يقا والرسم‪،‬‬ ‫إضافة إلى عزل الذكور عن اإلناث‪ ،‬ومنع حضور المعلمين في مدارس‬ ‫البنات والعكس"‪.‬‬ ‫ويعل��ق المدرس "محمد" حول ذل��ك بقوله‪" :‬لقد منع��وا الدروس في‬ ‫أوقات الصالة‪ ،‬وألزموا الجميع بالزي اإلسالمي حسب رؤيتهم‪ ،‬وتم منع‬ ‫تدريس مواد الفلس��فة والتاريخ والتربية الديني��ة الخاصة باألقليات‪،‬‬ ‫ألنه��م يعتبرونها محرمة ديني�� ًا"‪ ،‬وفيما يتعلق بم��ادة التربية الدينية‬ ‫"فرض التنظيم مناهج التربية الدينية المعتمدة في الس��عودية بدون‬ ‫أي تغيي��ر جوه��ري فيها‪ ،‬كما نش��ر كتيبات حول العدي��د من العناوين‬ ‫المرتبطة باإلسالم وأحكامه"‪ ،‬حسبما ذكر األستاذ عبد السالم‪.‬‬ ‫كما تع ّلم "داعش" األطفال من س��ن العاش��رة كيفية استخدام المدية‬ ‫للذب��ح‪ ،‬وتعمّ��م ثقاف��ة العمليات االنتحاري��ة وغيرها م��ن المفاهيم‬ ‫الخاصة بها‪.‬‬ ‫مع أن المرجع الفكري للفصائل اإلس�لامية واح��د‪ ،‬نجد أنها ال تجتمع‬ ‫على منهاج موحّد لتعليم التالميذ‪ ،‬بل هناك اختالفات نس��بية بينها‪،‬‬ ‫رغم أنها جميعاً تس��تند إلى الخلفي��ة العقائدية الجهادية‪ ،‬حيث تميل‬ ‫فصائل "لواء اإلسالم" و"أحرار الشام" إلى منح التعليم الديني الحيّز‬ ‫األكب��ر في تعلي��م األطفال "لخلق جيل مختلف ع��ن جيل البعث‪ ،‬يجد‬ ‫كبرياءه في اإلس�لام" كما صرح أحد الش��يوخ القائمين على العملية‬ ‫التعليمي��ة في "أحرار الش��ام"‪ .‬ويخضع الطلبة لتدريب عس��كري بعد‬ ‫سن الثانية عشرة‪ ،‬ويؤدون التحية الصباحية قبل الدخول إلى الصف‪،‬‬ ‫تماما مثلما فعل النظام‪ ،‬حس��ب الناش��ط "قاس��م ب" من ريف إدلب‪.‬‬ ‫كم��ا أن "جبهة النصرة" وف��ق عقيدتها كفرع من تنظي��م "القاعدة"‪،‬‬ ‫تنظر إلى الفتيان بين سن ‪ 15 – 10‬عام على أنهم "مشاريع جهادية"‪،‬‬ ‫وتعم��ل عل��ى تعميم عقائده��ا من خالل اس��تخدام الم��دارس ودور‬ ‫العبادة‪.‬‬

‫وف��ي مناط��ق "اإلدارة الذاتي��ة"‪ ،‬تس��عى الهيئات الكردي��ة إلى فرض‬ ‫واق��ع جديد م��ن خالل بناء نموذج خ��اص بها‪ ،‬حيث تش��ير المعلومات‬ ‫إل��ى أنه تم اعتماد مناهج كردي��ة خاصة في مرحلة التعليم االبتدائي‬ ‫تعتمد اللغة الكردية كلغة أساسية‪ ،‬واللغة العربية واإلنكليزية كلغات‬ ‫ثانوي��ة‪ ،‬كما ألغيت مواد التربية الوطنية وتم تغيير اس��م الجمهورية‬ ‫العربية الس��ورية إلى الجمهورية السورية‪ ،‬ويرفع العلم الكردي فوق‬ ‫رؤوس التالميذ‪.‬‬ ‫أما في المناطق التي يس��يطر عليها النظام‪ ،‬رغم بدء الدراس��ة حسب‬ ‫المناه��ج المعتم��دة قب��ل الح��رب‪ ،‬إال أن ح��ال الم��دارس وصالحيتها‬ ‫يح��ول دون التحاق جمي��ع التالميذ بمقاعد الدراس��ة‪ ،‬فحكومة النظام‬ ‫الت��ي أعلنت ع��ن التحاق ‪ 3 ،4‬مليون طالب في جميع مدارس س��وريا‪،‬‬ ‫البالغ عددها ‪ 17700‬مدرس��ة‪ ،‬تتجاهل بأرقامها حال��ة الحرب الدائرة‬ ‫ف��ي البالد وتقدم أرقام ًا على الورق‪ ،‬حيث تش��ير اإلحصائيات الحديثة‬ ‫إلى أن ‪ 1385‬مدرس��ة قد دمرت في أنحاء س��ورية‪ ،‬وأصبح ‪ 4606‬من‬ ‫المدارس خارج العمل‪ ،‬كما خصصت ‪ 680‬مدرس��ة إليواء النازحين من‬ ‫المناطق المختلفة‪.‬‬ ‫وفي دول الج��وار "لبنان‪ ،‬األردن وتركيا"‪ ،‬حيث يتجمع الس��وريون في‬ ‫مخيم��ات اللج��وء يتلقى التالميذ تعليمهم حس��ب مناه��ج بلد اللجوء‪،‬‬ ‫ففي األردن يدرسون المناهج التعليمية األردنية‪ ،‬وكذلك في لبنان‪.‬‬ ‫أما في تركيا يتلقى الطلبة السوريون منهاجًا أقرته هيئات التربية في‬ ‫الحكومة المؤقتة‪ ،‬وهو ذات المنهاج الس��وري القديم بعد أن تم حذف‬ ‫م��واد التربية القومية والمعلومات التي تش��ير إلى وج��ود النظام‪ ،‬مع‬ ‫التركيز على مادة التربية الدينية واإلرشاد الديني‪.‬‬ ‫إن ه��ذا الواقع الذي وصل إليه قطاع التعليم "يعتبر األس��وأ واألس��رع‬ ‫تده��وراً في تاريخ المنطقة" وفق تقرير اليونيس��يف‪ ،‬ويُخش��ى من‬ ‫أن ينش��أ جيل من األطفال دون "‪ 15‬س��نة" يك��ون ضحية لألمية‪ ،‬مما‬ ‫يعرض��ه لكاف��ة أش��كال التش��وه الس��لوكي والعقائدي نتيج��ة تأثير‬ ‫األطراف المتصارع��ة عليه‪ ،‬إضافة إلى تأثي��ر المناهج المختلفة التي‬ ‫يتلقاها الطلبة السوريون على الهوية السورية‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.