Souriatna 177

Page 1

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪1‬‬


‫مع �أكرث من ‪� 70‬شهيد ًا فيها‪ ،‬دعوات من موالني لـ "م�سح" دوما‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬

‫سوريتنا ‪ -‬الغوطة الشرقية ‪ -‬دوما‬ ‫س��قط أكثر من سبعين ش��خصاً خالل يومي‬ ‫الخمي��س والجمعة الماضيين في مدينة دوما‬ ‫بالغوط��ة الش��رقية في ريف دمش��ق نتيجة‬ ‫غارات "انتقامية" ع��دة نفذها طيران النظام‬ ‫على المدينة مباش��رة مع قيام جيش االسالم‬ ‫بقص��ف مناط��ق م��ن دمش��ق‪ ،‬حيث ش��نت‬ ‫الطائ��رات الحربية يوم الخميس أكثر من ‪٧٠‬‬ ‫غارة جوية قتلت ‪ ٦٠‬ش��خصاً بحس��ب ما ذكر‬ ‫موقع مراس��ل س��وري‪ ،‬وذلك رداً على قصف‬ ‫العاصم��ة كما أعلنت وبش��كل مباش��ر مواقع‬ ‫إعالمية تتبع للنظام‪ ،‬منها إذاعة ش��ام إف إم‬ ‫الت��ي كانت تبث خبراً عاج� ً‬ ‫لا عن القذائف في‬ ‫العاصمة‪ ،‬وآخر ع��ن "دك الراجمات والطيران‬ ‫لمواق��ع المس��لحين ف��ي الغوط��ة" فيما كان‬ ‫النظ��ام يقص��ف مواق��ع مدني��ة بالكامل في‬ ‫دوم��ا وعربي��ن‪ ،‬مس��تهدفًا ف��رق اإلس��عاف‬ ‫التابعة للهالل األحمر ومنازل لمدنيين‪.‬‬ ‫ناش��طون من داخل دوما نقلوا صوراً لمواقع‬ ‫تم قصفه��ا‪ ،‬تظهر وقوع ضحايا من األطفال‬ ‫والنس��اء والمدنيين نتيجة الغارات المتتالية‪،‬‬ ‫فيما كان ناش��طون من دمشق ينقلون صوراً‬ ‫ألماكن اس��تهدفتها صواريخ جيش االس�لام‬ ‫في العاصمة‪ ،‬في ي��وم وصف باألكثر دموية‬ ‫في عموم دمشق مع ريفها‪.‬‬ ‫ومع توقف القصف على دمشق استمر قصف‬ ‫ريفها من قبل النظام يوم الجمعة‪ ،‬حيث قام‬ ‫الطي��ران الحربي بتنفيذ عش��ر غ��ارات على‬ ‫األق��ل على دوما فض ً‬ ‫ال ع��ن قصف صاروخي‬ ‫جنوني تس��ببت بارتقاء ‪ 16‬ش��هيداً‪ ،‬مما شل‬ ‫الحي��اة تمام ًا في مناط��ق المدينة المحاصرة‬ ‫أص ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫جرحى في قصف طيران النظام على مدينة دوما‬

‫كان جيش اإلس�لام قد أعلن ف��ي ذات اليوم‬ ‫ع��ن تمكنه م��ن تدمير ث�لاث دباب��ات لقوات‬ ‫األس��د من طراز “تي ‪ 72‬وعربتي “بي إم بي”‬ ‫فضال عن قتل ‪ 29‬عنصراً لقوات النظام‪ ،‬بعد‬ ‫اشتباكات عنيفة على جبهة تل الصوان‪ ،‬فيما‬ ‫دارت اش��تباكات عنيفة على الجبهة الشرقية‬ ‫من مدينة داريا بالتزامن مع قصف بصواريخ‬ ‫أرض ‪ -‬أرض وش��ن الطي��ران الحرب��ي ل��ـ ‪9‬‬ ‫غ��ارات جوي��ة عل��ى المدينة أدت الستش��هاد‬ ‫ش��خصين وس��قوط جرح��ى‪ ،‬فيم��ا تعرضت‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍلمحيط��ة بمدين��ة كناك��ر لقص��ف‬

‫ﻣﺪﻓﻌﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ‪ ،121‬كم��ا تعرض��ت بل��دة‬ ‫الطيبة لقصف مدفع��ي عنيف من قبل قوات‬ ‫األسد المتمركزة في جبل المضيع‪.‬‬ ‫في هذه األثناء تصاعدت الدعوات من مؤيدي‬ ‫النظام القتحام دوما‪ ،‬فيما اس��تخدم مؤيدون‬ ‫متطرفون تعبير "مس��ح" دوما م��ن الخارطة‬ ‫لحماي��ة دمش��ق‪ ،‬الت��ي عرفت ي��وم توقفت‬ ‫في��ه الحركة تمام�� ًا لس��اعتين متتاليتين من‬ ‫صباح الخميس‪ ،‬قصف أدى الستش��هاد ثالثة‬ ‫أشخاص بينهم طفل‪.‬‬

‫""م�شايخ الكرامة" يرفعون �صوتهم يف ال�سويداء‬ ‫و"م�شيخة العقل" ترد ب�إق�صاء ال�شيخ "البلعو�س"‬ ‫سوريتنا ‪ -‬السويداء‬ ‫أص��درت "مش��يخة عق��ل الطائف��ة الدرزية"‬ ‫في مدينة الس��ويداء ق��راراً حرم��ت بموجبه‬ ‫ش��يخ ًا الش��يخ وحي��د البلع��وس ومؤديه من‬ ‫ممارس��ة الطقوس الدينية‪ ،‬ومن المش��اركة‬ ‫ف��ي المجال��س الدينية وس��واها‪ ،‬وذلك على‬ ‫خلفية مواقف الش��يخ ومجموعة من مؤيديه‬ ‫المناهضة لنظام األسد‪.‬‬ ‫وجاء في بيان مش��يخة العق��ل‪" :‬نظراً لتكرار‬ ‫الح��وادث المخلة بالدين وآداب الدين‪ ،‬البعيدة‬ ‫كل البع��د عن األعراف الدينية‪ ،‬فإن مش��يخة‬ ‫العق��ل تقرر م��ا يل��ي‪ :‬توجيه البع��د الديني‬ ‫إل��ى وحيد البلع��وس وأتباع��ه‪ .‬نطالب التقيد‬ ‫بمضم��ون هذا البعد من كافة أئمة المجالس‬ ‫ورجال الدين"‪.‬‬ ‫واعتبرت مصادر محلية في مدينة الس��ويداء‬ ‫أن ق��رار "المش��يخة" بحق الش��يخ البلعوس‬ ‫ورفاق��ه جاء ف��ي ضوء مواقفه��م المناهضة‬ ‫لممارس��ات فروع أمن نظام األس��د‪ ،‬وحواجز‬ ‫قواته المنتش��رة ف��ي المدين��ة واتهامهم لها‬ ‫بأنها تسيء لكرامة أهل المدينة‪.‬‬ ‫ومن جهة أخ��رى‪ ،‬أصدرت "جماع��ة عمار بن‬ ‫ياسر" وهي مجموعة من رجال الدين الدروز‬

‫في محافظة الس��ويداء‪ ،‬بيان��ًا عبرت فيه عن‬ ‫رفضه��ا قرار مش��يخة العقل بف��رض "البعد‬ ‫الديني" على الشيخ البلعوس ومؤيديه‪.‬‬ ‫كذل��ك‪ ،‬أعلن��ت الجماع��ة وقوفها مع الش��يخ‬ ‫"البلعوس" في إنذار النظ��ام وتهديده بالرد‪،‬‬ ‫إذا اس��تمر عناصر قوات��ه بالتعرض لألهالي‬ ‫أن القرار " الجائر" الصادر‬ ‫وإهانتهم‪ ،‬معتبرة ّ‬ ‫عن "مشيخة العقل" جاء بتوجيهات من فروع‬ ‫أمن نظام األسد‪.‬‬ ‫وأنذرت "جماعة عمار بن ياس��ر" بشار األسد‪،‬‬ ‫وقالت إن "عليه يعيد حساباته في التعامل مع‬ ‫المحافظة‪ ،‬وأن يسحب زعرانه منها" وإال فإن‬ ‫قصره في متناول أيديهم حسب البيان‪.‬‬ ‫وم��ن جهت��ه‪ ،‬كتب رئي��س الح��زب "التقدمي‬ ‫االش��تراكي" النائ��ب اللبناني ولي��د جنبالط‪،‬‬ ‫عبر حس��ابه على "تويتر"‪ ،‬معلق��اً على بيان‬ ‫مش��ايخ الطائفة الدرزية ض��د البلعوس‪" :‬يا‬ ‫حي��ف عل��ى الرج��ال يا حي��ف‪ .‬ثالثة مش��ايخ‬ ‫عق��ل‪ :‬الجربوع‪ ،‬الحن��اوي والهج��ري بتوجيه‬ ‫من االس��تخبارات الجوية يصدرون بيان إبعاد‬ ‫للشيخ وحيد البلعوس"‪.‬‬ ‫وأضاف جنب�لاط‪ ،‬المعروف بتأيي��ده لمواقف‬ ‫البلعوس‪" :‬أنتم يا حضرات المش��ايخ أبعدتم‬

‫الشيخ وحيد البلعوس‬

‫أنفسكم عن النخوة والكرامة وتراث العمامة‬ ‫البيض��اء‪ ،‬ودوره��ا أي��ام الث��ورة العربي��ة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬لكن رج��ال الجبل ل��ن يقفوا عند‬ ‫فتوى ال قيمة لها"‪.‬‬ ‫وتشهد محافظة الس��ويداء‪ ،‬وخاصة المدينة‬ ‫م��ن وق��ت إل��ى آخ��ر تحرك��ات ومظاه��رات‬ ‫مناهضة لق��وات األمن التي تس��يطر عليها‪،‬‬ ‫كانت أه��م ارتداداتها إقالة رئيس فرع األمن‬ ‫العسكري في المدينة قبل نحو عشرة أشهر‪.‬‬


‫بعيد ًا عن الإعالم‪ ،‬خم�س جمازر يف درعا وعدد ال�ضحايا جمهول‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫مدينة الحراك ‪ -‬درعا | عدسة ابن البلد ‪ -‬شباط ‪2015‬‬

‫الش��هداء والجرحى بصعوب��ة بالغة من تحت‬ ‫األنقاض‪.‬‬ ‫لكن الحصيل��ة الكبرى من الضحايا كانت من‬ ‫نصيب مدينة جاس��م والتي اس��تهدفت بتسع‬ ‫غ��ارات جوية ف��ي الثاني من الش��هر الجاري‬ ‫أدت إلى س��قوط ‪ 16‬ضحية وإصابة أكثر من‬ ‫‪ 30‬ش��خصاً بجروح غالبيتها بالغ��ة الخطورة‬ ‫مما أدى إلى ارتقاء ش��خصين في وقت الحق‬ ‫ليرتفع العدد إلى ‪ 18‬ضحية‪ ،‬فقد تم استهداف‬ ‫المدين��ة بأربع غارات جوي��ة بعد خروج قافلة‬ ‫االغاث��ة التابع��ة لألمم المتحدة م��ن المدينة‬ ‫حي��ث تجمع األهالي إلس��عاف جرح��ى الغارة‬ ‫األولى‪ ،‬لتعود الطائرة وتقصفهم مرة ثانية‪.‬‬ ‫ول��م تغ��ب درع��ا البل��د ع��ن المج��ازر‪ ،‬حيث‬ ‫اس��تهدفت أحياؤها بالبرامي��ل المتفجرة في‬ ‫الرابع من الشهر الجاري والتي أدت إلى وقوع‬ ‫مج��زرة مروع��ة راح ضحيتها خمس��ة مدنين‬ ‫وعش��رات الجرحى من بينهم طفالن أحدهم‬

‫قتل والده في المج��زرة ذاتها‪ ،‬كما تهدم عدد‬ ‫كبي��ر من المن��ازل ف��ي حين ش��هدت مدينة‬ ‫بصرى الش��ام في ريف درعا الش��رقي أيضا‬ ‫مج��زرة بالبراميل المتفج��رة راح ضحيتها أم‬ ‫وطفلتيه��ا ذات العامين ونص��ف وأختها التي‬ ‫تبلغ ش��هر واحد فقط‪ ،‬تم إخراجهن من تحت‬ ‫األنقاض في الحي الغربي‬ ‫إلى ذلك خسر النظام سيطرته على مساحات‬ ‫واس��عة ومناطق اس��تراتيجية لصال��ح قوات‬ ‫المعارض��ة الت��ي تمكن��ت من تحري��ر مدينة‬ ‫الش��يخ مس��كين االس��تراتيجية بع��د معارك‬ ‫عنيفة استشهد فيها أكثر من ‪ 150‬مقات ً‬ ‫ال من‬ ‫ق��وات المعارضة ونتيجة لذل��ك يقوم النظام‬ ‫بص��ب جام غضب��ه على الم��دن والبلدات في‬ ‫درع��ا وريفها مس��تهدف ًا المناط��ق المكتظة‬ ‫بالنازحين وخاصة أماكن االزدحام كاألسواق‬ ‫والم��دارس إليق��اع أكب��ر ع��دد من الش��هداء‬ ‫والجرحى في صفوف المدنيين العزل‪.‬‬

‫�سوريون يف الأردن يعت�صمون ت�ضامن ًا مع ذوي "الك�سا�سبة"‬

‫العزل في س��وريا"‪ ،‬معتبراً أن "داعش ونظام‬ ‫األسد وجهان لعملة واحدة"‪ ،‬على حد وصفه‪.‬‬ ‫وكان��ت وس��ائل التواصل االجتماعي ش��هدت‬ ‫ردود أفعال متباينة من الس��وريين بين مؤيد‬

‫ومعارض إلعدام الكساس��بة‪ ،‬ف��ي حين أدان‬ ‫االئت�لاف الوطني لق��وى الث��ورة والمعارضة‬ ‫الس��ورية والحكومة السورية المؤقتة عملية‬ ‫اإلعدام في بيانين رسميين‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫نظمت تنس��يقية الثورة الس��ورية في األردن‬ ‫مع عدد م��ن الالجئين الس��وريين هناك يوم‬ ‫الجمع��ة‪ ،‬وقف��ة تضامني��ة م��ع ذوي الطي��ار‬ ‫األردن��ي "معاذ الكساس��بة"‪ ،‬اس��تنكروا فيها‬ ‫إعدام تنظيم "الدولة اإلسالمية" للكساسبة‪.‬‬ ‫ورفع المش��اركون في الوقف��ة الفتات حملت‬ ‫عب��ارات من��ددة بممارس��ات تنظي��م "الدولة‬ ‫اإلس�لامية"‪ ،‬معتبرين أن التنظي��م "صنيعة‬ ‫النظام"‪ ،‬وفقاً لتعبيرهم‪.‬‬ ‫ونقلت وكالة "األناضول" لألنباء عن المنس��ق‬ ‫اإلعالمي لتنسيقية الثورة السورية في األردن‬ ‫"يمان بركات" قوله‪ :‬إن "وقفة الس��وريين في‬ ‫األردن التضامني��ة م��ع ذوي الطي��ار األردن��ي‬ ‫تأتي لتس��تنكر ممارس��ات تنظيم الدولة في‬ ‫س��وريا والع��راق"‪ ،‬مضيف��اً أن "م��ا يقوم به‬ ‫تنظي��م الدولة من أعمال وحش��ية‪ ،‬ال يختلف‬ ‫كثي��راً عما يق��وم ب��ه النظام الس��وري بحق‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬

‫درعا ‪ -‬سارة الحوراني‬ ‫ً‬ ‫قض��ى أكثر من ‪ 35‬ش��خصا عل��ى األقل في‬ ‫محافظة درعا خالل األس��بوع الماضي نتيجة‬ ‫خمس مجازر ارتكبتها قوات النظام بواسطة‬ ‫س�لاح الطيران الحربي والمروحي والسيارات‬ ‫المفخخ��ة‪ ،‬فيم��ا ال يزال الع��دد النهائي لعدد‬ ‫من قضوا في عمليات النظام األخيرة مجهو ً‬ ‫ال‬ ‫وغي��ر قاب��ل لإلحص��اء‪ ،‬حي��ث ش��هدت بل��دة‬ ‫مزيري��ب في ريف درع��ا الغربي يوم األربعاء‬ ‫"‪ 28‬كان��ون الثان��ي" س��قوط ‪ 9‬ضحاي��ا إث��ر‬ ‫انفجار س��يارة مفخخة تم ركنه��ا عند الدوار‬ ‫ف��ي س��وق البل��دة الرئيس��ي س��اعة الذروة‬ ‫واكتظاظ الس��وق باألهالي وتزامن االنفجار‬ ‫مع عودة الطالب والموظفين إلى منازلهم‪.‬‬ ‫عش��رات الجرحى م��ن ذوي اإلصابات الخطرة‬ ‫ت��م نقلهم إلى المش��فى الميداني في البلدة‬ ‫ال��ذي يعاني من نقص حاد في المس��تلزمات‬ ‫والتجهيزات الطبية‪ ،‬ليت��م نقل العديد منهم‬ ‫فيم��ا بع��د إل��ى المش��افي الميداني��ة داخ��ل‬ ‫المحافظ��ة وآخري��ن ت��م نقلهم إل��ى األردن‬ ‫لشدة اإلصابة‪ ،‬فيما تعذر التعرف على العديد‬ ‫م��ن الش��هداء ج��راء احت��راق جثامينهم‪ ،‬من‬ ‫بينه��م نازحين من ريف دمش��ق نظراً لكون‬ ‫بل��دة المزيري��ب تحتض��ن آالف النازحين من‬ ‫درعا وريفها ودمشق وريفها‪ ،‬وأشارت أصابع‬ ‫االته��ام إلى قوات النظام حي��ث رصد مقاتلو‬ ‫المعارض��ة اتصا ً‬ ‫ال عبر أجهزة الالس��لكي بين‬ ‫قوات األمن والحاجز الرئيسي يأمرهم بمرور‬ ‫عدد م��ن الس��يارات م��ن درعا المحط��ة إلى‬ ‫المناط��ق الخاضعة لس��يطرة المعارضة دون‬ ‫تفتي��ش أو اعتراض من قب��ل عناصر الحاجز‬ ‫وت��م اعتق��ال ش��خصين وه��روب ثال��ث من‬ ‫المتهمين في الضلوع بعملية التفجير‪.‬‬ ‫في بلدة صيدا الواقعة في ريف درعا الشرقي‬ ‫اس��تهدف الطي��ران الحربي منطقة الس��وق‬ ‫الرئيس��ية ف��ي البل��دة‪ ،‬وتزام��ن القصف مع‬ ‫مغ��ادرة الطلب��ة مدارس��هم حيث أس��فر عن‬ ‫س��قوط ‪ 3‬ش��هداء وعش��رات الجرح��ى‪ ،‬م��ن‬ ‫بين الضحاي��ا امرأتان‪ ،‬وتم انتش��ال جثامين‬

‫‪3‬‬


‫تردي الو�ضع الطبي يف حلب يهدد حياة مئات املر�ضى‬ ‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬

‫عثمان إدلبي ‪ -‬حلب‬ ‫ي��زداد ت��ردي الوض��ع الطب��ي ف��ي األحي��اء‬ ‫الخاضع��ة لس��يطرة النظام ف��ي مدينة حلب‬ ‫وال��ذي ي��رده بع��ض األطب��اء إل��ى إهم��ال‬ ‫المسؤولين للمستشفيات العامة‪ ،‬وإلى فقدان‬ ‫حل��ب للكثير من منش��آتها الطبية التي أصبح‬ ‫العديد منها ركاماً أو ثكنات عس��كرية للجيش‬ ‫النظام��ي‪ ،‬فيم��ا يس��تمر اس��تنزاف كوادرها‬ ‫الطبية‪ ،‬فأغل��ب األطباء غادروا البالد بس��بب‬ ‫ما وصف��وه بالتعديات الت��ي تطالهم من قبل‬ ‫الشبيحة وعناصر األمن‪ ،‬عدم وجود أي قانون‬ ‫يصون كرامة الطبيب ويحميه‪.‬‬ ‫أمام المدنيين في حلب مشفي الرازي ومشفى‬ ‫حلب الجامع��ي فقط‪ ،‬وتح��ول كالهما إلى ما‬ ‫يش��به مشاف عس��كرية‪ ،‬حيث األولوية فيهما‬ ‫للعس��كريين في اإلقامة والعمليات وحتى في‬ ‫اإلسعاف‪ ،‬هذا األمر بات يزعج أطباءهما الذين‬ ‫يش��تكون من تس��لط ضباط األمن والجيش‬ ‫عل��ى المستش��فيات العام��ة وتحكمه��م به��ا‬ ‫بحس��ب ما يقول الدكتور نزار وهو طبيب في‬ ‫مش��فى حلب الجامعي "أتعرض يومياً للكثير‬ ‫من ح��االت التهدي��د بالقتل وف��ي إحدى هذه‬ ‫الم��رات اتهمني أحد الضباط بأنني تقاعس��ت‬ ‫ع��ن عالج أحد العس��كريين والذي��ن مات بعد‬ ‫نصف س��اعة من وصوله للمش��فى مستنتجًا‬ ‫ذلك من كوني انتم��ي لعائلة عرفت بتأييدها‬ ‫للثورة‪ ،‬وفيها معارضون للنظام‪ ،‬ولوال تدخل‬ ‫زمالئي لفقدت حياتي‪.‬‬ ‫كما وص��ف الدكتور نزار سياس��ية المش��فى‬ ‫الذي يعمل به بغير اإلنس��انية وق��ال "واجبنا‬ ‫كأطباء مس��اعدة جميع المرضى عس��كريين‬ ‫ومدنيي��ن معارضين ومؤيدين ولكن تعليمات‬ ‫رئيس المش��فى تقضي بإعطاء العسكريين‬ ‫أولوي��ة ف��ي كل ش��يء وأن نس��جل المرضى‬ ‫المدنيي��ن على قائمة االنتظ��ار وهذا األمر ال‬ ‫يمت لإلنسانية بصلة"‪.‬‬

‫مئ��ات المرض��ى في حل��ب حياته��م مرتبطة‬ ‫بانقط��اع الكهرباء والمحروق��ات‪ ،‬حيث تعاني‬ ‫حلب من أزمة انقط��اع الكهرباء والتي يطول‬ ‫انقطاعه��ا ف��ي بع��ض األحي��ان ألكث��ر م��ن‬ ‫أسبوع فتلجأ المستش��فيات لتشغيل أجهزتها‬ ‫ومعداتها عل��ى مولدات الكهرب��اء التي تعمل‬ ‫عل��ى الم��ازوت وال��ذي أصبح مادة ن��ادرة في‬ ‫الوق��ت الحال��ي‪ ،‬ويق��ول الدكتور س��امر وهو‬ ‫أحد أطباء مشفى الرازي "في السنة الماضية‬ ‫عندم��ا كانت حل��ب تعاني من الحص��ار وكان‬ ‫التي��ار الكهربائ��ي منقطعًا ع��ن المدينة عمّ‬ ‫الذع��ر أرج��اء المش��فى وقمن��ا بحمل��ة لجمع‬ ‫المازوت من البيوت لتش��غيل مولدة المشفى‬ ‫لتغذي��ة قس��م العناي��ة المش��ددة عل��ى أقل‬ ‫تقدير واس��تطعنا تأمين الم��ازوت في الوقت‬ ‫المناس��ب"‪ .‬ووصف الدكتور سامر المسؤولين‬ ‫في حلب بالمس��تهترين تج��اه أرواح المرضى‬ ‫وق��ال "إن المس��ؤولين في حل��ب ال يكترثون‬ ‫باحتياج��ات المش��افي ومتطلباته��ا الكثي��رة‬ ‫فف��ي الكثير من األحيان أق��ف مكتوف األيدي‬ ‫أمام المرض��ى لعدم توفر األدوي��ة والمعدات‬ ‫الطبية الحديثة أو بسبب تعطل بعض أجهزة‬ ‫المشفى"‪.‬‬ ‫مرضى الس��رطان والقصور الكلوي هم أكثر‬ ‫المتضرري��ن نتيج��ة ت��ردي الوض��ع الصحي‬ ‫والعناي��ة الطبية في حلب كون هذه األمراض‬ ‫مميتة وبحاجة لعالج مس��تمر‪ ،‬يقول الدكتور‬ ‫فوزي وه��و مختص بع�لاج أم��راض األورام‬ ‫"حُرمَ مرضى الس��رطان من العالج فلم تعد‬ ‫ِ‬ ‫األدوية متوفرة ف��ي المدينة وأصبح الحصول‬ ‫عل��ى الجرع��ات الكيمائية يتطلب دف��ع مبالغ‬ ‫كبي��رة ك��ون األدوية مس��توردة م��ن الخارج‬ ‫وال يوج��د ف��ي حل��ب أي مركز صح��ي يرعى‬ ‫مرضى السرطان‪ ،‬أما مرضى القصور الكلوي‬ ‫فيعان��ون م��ن صعوب��ة أج��راء عملية غس��ل‬ ‫الكل��ى‪ ،‬والمركز الوحيد المتوف��ر اآلن لآلالف‬ ‫منه��م هو قس��م صغي��ر افتت��ح مؤخ��راً في‬

‫مشفى الجامعة واستيعابه قليل جداَ"‪.‬‬ ‫ل��م تقتصر خس��ائر حلب في المج��ال الطبي‬ ‫عل��ى المادي��ات ب��ل طال��ت الك��وادر الطبي��ة‬ ‫فمدينة حلب خسرت الكثير من أطبائها الذين‬ ‫فضلوا السفر على البقاء تحت خطر االعتقال‬ ‫والتصفي��ة‪ ،‬حيث ش��هدت مدينة حل��ب الكثير‬ ‫من ح��االت الخطف واالعتق��ال والقتل ألطباء‬ ‫مش��هورين في المدينة لمج��رد تعاطفهم مع‬ ‫الث��ورة او لمعالجتهم لمتظاهرين أو مقاتلين‬ ‫من الجيش الحر‪.‬‬ ‫وق��ال الدكت��ور رمزي وه��و عض��و إدارة في‬ ‫نقاب��ة أطب��اء حلب "ل��م يبق في حلب س��وى‬ ‫أربعي��ن بالمئة من األطب��اء‪ ،‬ومعظم األطباء‬ ‫الموجودي��ن حالي��ًا هم من األطب��اء الحديثي‬ ‫التخ��رج‪ ،‬كما تفتق��د حلب ألطب��اء في بعض‬ ‫االختصاص��ات كاألطب��اء المختصي��ن ف��ي‬ ‫أم��راض القل��ب وأطب��اء الجراح��ة العام��ة‬ ‫والجراح��ة العصبي��ة"‪ً ،‬‬ ‫فأصب��ح البح��ث ع��ن‬ ‫الطبي��ب المخت��ص من أكث��ر الصعوبات التي‬ ‫يعاني منها المريض يقول لؤي "يعاني والدي‬ ‫من خث��ره دموي��ة في الدم��اغ وبقيت ش��هراً‬ ‫ال أبحث عن طبيب مختص ليجري له عم ً‬ ‫كام ً‬ ‫ال‬ ‫جراحيًا ولم أجد فأجبرت على أخذه إلى بيروت‬ ‫لكي نجري له العمل الجراحي"‪.‬‬

‫عودة االغتياالت �إىل ريف الالذقية املحرر‬ ‫الالذقية ‪ -‬ميس الحاج‬ ‫أع��ادت حادثة اغتيال خال��د حاج بكري ‪ -‬قائد‬ ‫كتيب��ة أحفاد صالح الدين والقيادي في اللواء‬ ‫األول ‪ -‬إل��ى الواجهة ملف ح��وادث االغتياالت‬ ‫لقيادات في الجيش الحر في ريف الالذقية‪.‬‬ ‫وأدت تل��ك الحوادث المتكررة إلى اتخاذ قادات‬ ‫كتائ��ب الجيش الس��وري الحر ف��ي المناطق‬ ‫المحررة في ريف الالذقية تدابير أمنية كبيرة‬ ‫لحماية أنفسهم من االغتياالت‪.‬‬ ‫يقول محمد عبد اهلل قائد كتيبة عزير شيخو‬ ‫في ل��واء العاديات "إن خطر عمليات التصفية‬ ‫واالغتي��ال يكمن في التداعي��ات التي يخلفها‬ ‫خاصة عند عدم معرفة الجهة المنفذة"‪.‬‬ ‫ويش��ير قائ��د الكتيبة "إل��ى أن النظ��ام أكبر‬ ‫المس��تفيدين م��ن هك��ذا عمليات فم��ا يعجز‬ ‫عنه ف��ي المعارك والقصف يلج��أ إليه بالغدر‬ ‫واالغتيال"‪.‬‬ ‫وعن تك��رار تلك الحوادث في ري��ف الالذقية‬ ‫ي��رى محمد س��ببها ف��ي "غي��اب القانون في‬ ‫هذه المناطق وانتش��ار الس�لاح بشكل كبير‬ ‫فالكل يحمل الس�لاح دون ضوابط باإلضافة‬ ‫إلى أشخاص يعملون لصالح النظام السوري‬ ‫ف��ي المناطق المح��ررة‪ ،‬ووجود خالي��ا نائمة‬ ‫لتنظيم الدولة فهي لم تنسحب بشكل كامل‬

‫قائد كتيبة أحفاد صالح الدين‬

‫من مناطق ريف الالذقية وتركت أنصاراً لها"‪.‬‬ ‫أم��ا عن اإلج��راءات الت��ي يتخذونه��ا لحماية‬ ‫أنفس��هم فق��د أض��اف "نتخ��ذ الكثي��ر م��ن‬ ‫اإلج��راءات لتجن��ب مثل ه��ذه الح��وادث منها‬ ‫تش��ديد الحواجز بالقرب م��ن المقرات ووضع‬ ‫الحراس��ة عليه��ا وتبدي��ل الس��يارة بش��كل‬ ‫مستمر واالس��تعانة بمرافقة في حال الرغبة‬ ‫بقطع مسافة طويلة"‪.‬‬ ‫وقبل شهرين من اغتيال خالد حاج بكري‪ ،‬تم‬

‫اغتيال قائد كتيبة فتى االس�لام علي حناوي‬ ‫أيضا بالقرب من مقره باإلضافة إلى محاولة‬ ‫فاش��لة الغتي��ال قائد ل��واء العادي��ات النقيب‬ ‫محم��د ح��اج عل��ي أدت إل��ى مقتل ع��دد من‬ ‫عناصر الحرس في الل��واء قبلها كانت حادثة‬ ‫اغتي��ال قيادي ف��ي حركة أحرار الش��ام على‬ ‫خط الجبهة في قرية دوريين‪.‬‬ ‫وترى الناش��طة بنان الحس��ن "أن الس��بب في‬ ‫ذلك إل��ى أن الجي��ش الحر يس��يطر على هذه‬ ‫المنطقة بشكل كبير على خالف باقي المناطق‬ ‫في سوريا فالمنطقة الش��رقية يسيطر عليها‬ ‫تنظي��م الدول��ة‪ ،‬وإدل��ب تح��ت س��يطرة جبهة‬ ‫النصرة ودمش��ق تحت س��يطرة النظ��ام لذلك‬ ‫فهن��اك الكثي��ر من األط��راف م��ن الممكن أن‬ ‫تكون مستفيدة من عمليات االغتيال"‪.‬‬ ‫يذك��ر أن أول ح��االت االغتي��ال ف��ي ري��ف‬ ‫الالذقي��ة بدأت منذ عاميي��ن تقريب ًا بقتل أبو‬ ‫بصي��ر قائد كتائب العز بن عبد الس�لام من‬ ‫قب��ل أمير تنظي��م الدول��ة في الس��احل أبو‬ ‫أيمن العراقي‪ ،‬تاله��ا مقتل أبو فراس العيد‬ ‫قائ��د لواء العاصف��ة على ي��د مجهولين‪ ،‬ثم‬ ‫مقتل الش��يخ جالل بايرلي عل��ى يد عناصر‬ ‫من تنظي��م الدولة‪ ،‬ليبلغ ع��دد القادة الذين‬ ‫تم قتله��م في ريف الالذقية س��تة قادة منذ‬ ‫تحريره حتى اآلن‪.‬‬


‫م�ؤ�س�سة جفرا تزود طالب "البكلوريا" يف خميم‬ ‫الريموك بالكتب املقررة‬

‫وثانوي��ة اليرم��وك‪ ،‬وتزويدهم��ا بالحط��ب‬ ‫الضروري للتدفئة دوريا‪.‬‬ ‫يذكر أن مؤسس��ة جفرا تأسست في منتصف‬ ‫‪ 2012‬وه��ي مؤسس��ة لإلغاث��ة والتنمي��ة‬ ‫الش��بابية تعم��ل عل��ى تخفي��ف المعان��اة‬ ‫االنس��انية ف��ي ح��االت الط��وارئ والك��وارث‬ ‫وتس��اهم ف��ي رف��ع مس��توى المعيش��ة في‬ ‫مخيم��ات اللج��وء الفلس��طينية ف��ي س��وريا‬ ‫وتفعيل ش��رائح المجتمع المختلفة من خالل‬ ‫مشاريع وأنشطة هادفة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫أدخلت مؤسس��ة جفرا لإلغاثة والتنمية خالل‬ ‫األسبوع الفائت أكثر من مئة نسخة من منهاج‬ ‫الثالث الثانوي للفرعي��ن العلمي واألدبي إلى‬ ‫مخيم اليرموك المحاصر‪.‬‬ ‫وذكرت «جفرا» عبر صفحتها على «فسبوك»‬ ‫أن الكتب تم إدخالها مع الطالب العائدين إلى‬ ‫المخي��م الذين خرجوا مؤخ��راً لتقديم فحص‬ ‫الس��بر الخ��اص بامتحانات الش��هادة الثانوية‬ ‫الصيف المقبل‪ ،‬باإلضافة لحوالي الخمس��ين‬ ‫نسخة تم ادخلها ليصار لتوزيعها في الثانوية‬ ‫على بقية الطالب داخل المخيم‪.‬‬ ‫وذكرت المؤسس��ة أيض�� ًا أنها قدم��ت مادتي‬ ‫التمر والمربي للط�لاب العائدين إلى المخيم‬ ‫ف��ي محاولة للتخفيف م��ن أثر مرض اليرقان‬ ‫المنتش��ر بش��كل كبير في المخي��م‪ ،‬وخاصة‬ ‫في الم��دارس نتيجة انعدام الم��واد الغذائية‬ ‫وتوق��ف دخول المس��اعدات منذ بداية ش��هر‬ ‫كانون األول ‪ 2014‬الماضي‪.‬‬ ‫وتوف��ر جفرا مس��تلزمات العملي��ة التعليمية‬ ‫م��ن قرطاس��ية أوراق امتحاني��ة للمعلمي��ن‬ ‫المتطوعي��ن ف��ي المخيم‪ ،‬ويعم��ل متطوعو‬ ‫«جف��را» داخ��ل المخيم عل��ى تنظيف محيط‬ ‫الم��دارس‪ ،‬وتعبئ��ة المي��اه لمدرس��تي األمل‬

‫سوريتنا ‪ -‬حلب‬ ‫قتل��ت العبة ن��ادي الجالء بكرة الس��لة نور‬ ‫أصل��و (‪23‬عام�� ًا) ي��وم الجمع��ة‪ ،‬برصاص‬ ‫قن��اص ق��رب س��احة س��عد اهلل الجاب��ري‬ ‫الخاضع��ة لس��يطرة نظ��ام األس��د وس��ط‬ ‫مدينة حلب‪.‬‬ ‫وق��ال مدير المكت��ب اإلعالمي ف��ي الهيئة‬ ‫العامة للرياضة والش��باب ع��روة أبو الورد‪:‬‬ ‫"إن مدرب��ة فريق��ي الش��بالت والناش��ئات‬ ‫والعبة نادي الجالء للس��يدات بكرة الس��لة‬ ‫أصيب��ت برص��اص قن��اص ل��دى خروجه��ا‬ ‫من صالة األس��د بعد متابعته��ا مباراة بين‬ ‫فريق��ي رج��ال الجالء ورج��ال الحرية بكرة‬ ‫السلة‪ ،‬ما أدى إلى استشهادها على الفور"‪.‬‬ ‫وأض��اف أب��و ال��ورد أن "المنطق��ة التي تم‬ ‫اس��تهداف نور فيها خاضعة لسيطرة قوات‬ ‫النظ��ام بالكام��ل‪ ،‬وينتش��ر قناص��و قوات‬ ‫النظ��ام عل��ى المبان��ي العالي��ة المحيط��ة‬ ‫بالس��احة بما فيها مبن��ى األزبكية والقصر‬ ‫البلدي والبريد وفندق قصر حلب"‪.‬‬ ‫وذك��رت مراس��لة قن��اة "الدني��ا" ف��ي حلب‬ ‫كنانة علوش عبر صفحتها على "فيسبوك"‬ ‫أن مص��در الرصاص��ة الت��ي قتل��ت "أصلو"‬ ‫ه��و المدينة القديمة بحل��ب‪ ،‬في حين أكد‬ ‫ناش��طون أن أي ًا من مناط��ق حلب القديمة‬ ‫ال تط��ل على س��احة س��عد اهلل الجابري أو‬ ‫محيط صالة "األس��د" الرياضية‪ ،‬وأن أقرب‬ ‫منطقة تقع تحت س��يطرة قوات المعارضة‬ ‫هي حي بس��تان القصر‪ ،‬وح��ي باب النصر‬ ‫ف��ي المدين��ة القديم��ة‪ ،‬وه��ي منطق��ة‬ ‫منخفض��ة بالنس��بة إلى س��احة س��عد اهلل‬ ‫الجابري‪.‬‬ ‫وتدرجت "أصلو" خالل مس��يرتها الرياضية‬ ‫في فريق ن��ادي الجالء لكرة الس��لة بكافة‬ ‫فئاته العمرية‪ ،‬وس��بق لها الفوز مع النادي‬ ‫بلق��ب دور الناش��ئات قب��ل أن تب��دأ اللعب‬ ‫لفري��ق الس��يدات عام منذ س��ت س��نوات‪،‬‬ ‫وانتقل��ت إل��ى تدري��ب ف��رق الصغي��رات‬ ‫والشبالت والناش��ئات مؤخراً لتصبح أصغر‬ ‫مدربة في سورية لفرق القواعد‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬

‫سوريتنا ‪ -‬إدلب‬ ‫نظمت عشرات النساء في مدينة معرة النعمان بريف إدلب يوم األحد‪ ،‬وقفة احتجاجية للمطالبة‬ ‫بإطالق سراح المعتقلين من أبناء المدينة في سجون جبهة النصرة‪.‬‬ ‫وحملت النساء المتظاهرات الفتات‪ُ ،‬كتبت عليها شعارات تطالب بالكشف عن مصير المعتقلين‬ ‫وإط�لاق س��راحهم‪ ،‬ودعت النس��اء من خالل الالفتات "ش��رفاء مع��رة النعمان" إل��ى نصرتهّن‬ ‫والوقوف إلى جانبهنّ في مطالبهنّ‪.‬‬ ‫وفي مدينة كفر نبل‪ ،‬انتش��رت في الش��وارع مناش��ير ورقية‪ ،‬تضمنت تحذيرات من مجهولين‬ ‫موجهة لعناصر جبهة النصرة‪ ،‬ومهلة مدتها عش��رة أيام بدءاً من يوم الخميس الفائت لمغادرة‬ ‫المدينة وعدم معاودة الدخول إليها ألي سبب كان‪.‬‬ ‫وحذرت المناش��ير عناصر الجبهة من "إقامة أي نش��اط ضمن المدينة‪ ،‬وعدم الظهور بالس�لاح‬ ‫داخل المدينة‪ ،‬وعدم التدخل ال من قريب وال من بعيد بالمساجد وخطبائها"‪.‬‬ ‫وكان عناصر من جبهة النصرة اقتحموا قبل أسابيع مقر راديو فرش ومركز مزايا النسائي في‬ ‫مدينة كفر نبل‪ ،‬واعتدوا على العاملين فيهما بالضرب دون أبداء سبب واضح‪.‬‬

‫أخبار وتقارير‬

‫ن�ساء معرة النعمان يطالنب "الن�صرة" ب�إطالق ر�صا�صة قنا�ص تخطف‬ ‫�سراح املعتقلني وجمهولون ينذرونها يف كفرنبل‬ ‫حياة العبة �سلة‬ ‫اجلالء نور �أ�صلو‬

‫‪5‬‬


‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫الغوطة‪ ..‬يوميات املوت‬ ‫تقع الغوطة الش��رقية ش��رق العاصمة الس��ورية دمشق وتضم‬ ‫أكثر من ‪ 60‬مدينة وبلدة أهمها دوما وسقيا وحرستا‪ .‬يتراوح عدد‬ ‫س��كانها بين ‪ 700‬ألف ‪ -‬والمليون بحس��ب أرقام المكتب اإلغاثي‬ ‫الموحد‪.‬‬ ‫تحتل الغوطة الشرقية النس��بة األعلى لعدد الشهداء في سوريا‬ ‫منذ بداية الثورة‪:‬‬ ‫• عدد شهداء الغوطة منذ بدء الثورة ‪ 11689‬شهيد‪.‬‬ ‫• عدد الضحايا من األطفال ‪ 1367‬طفل‪.‬‬ ‫• عدد الضحايا من النساء ‪ 784 -‬سيدة‪.‬‬ ‫• ضحايا مجهولي الهوية ‪ 597‬ضحية بفعل القصف‪.‬‬

‫�شهداء احل�صار يف الغوطة‬ ‫قضى ‪ 1167‬شهيد خالل فترة الحصار منذ تاريخ ‪2012 / 11 / 1‬‬ ‫• عدد الضحايا من األطفال خالل فترة الحصار ‪1178‬طفل‪.‬‬ ‫• عدد الضحايا من النساء خالل فترة الحصار ‪ 673‬سيدة‪.‬‬

‫• عدد الضحايا من اإلعالميين خالل فترة الحصار ‪ 51‬إعالمي‪.‬‬ ‫• ع��دد الضحايا من الالجئين الفلس��طينين من س��كان الغوطة‬ ‫خالل فترة الحصار ‪ 45‬فلسطيني الجنسية‪.‬‬ ‫• ع��دد الضحايا من المس��عفيين والطبيين خ�لال فترة الحصار‬ ‫‪26‬مس��عف و‪ 3‬أطب��اء فيما عدد الش��هداء مجهول��ي الهوية ‪291‬‬ ‫شهيد‪.‬‬

‫البنية التحتية‬ ‫لح��ق الدمار معظ��م البن��ى التحي��ة والمرافق العام��ة والخاصة‬ ‫م��ا ضاعف معان��اة األهالي لمعدالت قياس��ية مع فقد المش��افي‬ ‫والصيدلي��ات والم��دارس وغيره��ا وتق��در جهات داخلي��ة الدمار‬ ‫ببع��ض المناطق ما يصل حتى ‪ % 80‬من العمران الخاص والعام‬ ‫وبخاصة في مناطق االشتباكات والمعارك واالستهداف المستمر‬ ‫بالقصف وأهمها‪ :‬دوما ‪ -‬حرستا ‪ -‬المليحة – عربين‪.‬‬ ‫بلغ��ت عدد الم��دارس المدم��رة كليا ف��ي الغوطة الش��رقية ‪84‬‬ ‫مدرسة مدمرة من أصل ‪ 421‬مدرسة‪.‬‬ ‫أما المساجد ودور العبادة فعدد المدمر منها ‪ 88‬مسجد مدمر من‬ ‫اصل ‪ 567‬مسجد‪.‬‬ ‫المش��افي العام��ة ف��ي الغوطة الش��رقية منها ‪ 6‬مش��افي عامة‬ ‫مدمرة ومغلقة من أصل ‪ 15‬مشفى مغلقة وممنوعة من العمل‪.‬‬


‫هل يعود رجال الأعمال لال�ستثمار يف �سوريا؟‬ ‫عبير آغا‬

‫أخبار وتقارير‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬

‫أربع س��نوات من األزمة السورية كانت كفيلة‬ ‫بإقص��اء معظ��م المس��تثمرين والصناعيين‬ ‫ورجال األعمال السوريين من االستثمار داخل‬ ‫سوريا‪ ،‬وقد شهدت سوريا ومنذ مرحلة مبكرة‬ ‫م��ن بدأ األزمة فيها حالة نزوح جماعي لرجال‬ ‫األعم��ال إلى الدول العربي��ة واألجنبية‪ .‬يؤكد‬ ‫أن "المبرر‬ ‫الخبير االقتصادي قاس��م البك��ور ّ‬ ‫األساس��ي لنزوح أصح��اب رؤوس األموال من‬ ‫س��وريا‪ ،‬ه��و رغبتهم في البح��ث عن فرصة‬ ‫أفضل لالستثمار‪ ،‬طمعاً بحالة من االستقرار‬ ‫لهم وألعمالهم"‪.‬‬ ‫أن انخف��اض االس��تثمارات‬ ‫ويش��ير إل��ى ّ‬ ‫ساهم بشكل مباش��ر في تراجع قيمة الليرة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬واضعاف االقتص��اد‪ ،‬وتفاقم أزمة‬ ‫البطالة‪ ،‬وارتفاع االس��عار‪ ،‬ونقص المنتجات‪،‬‬ ‫والكثي��ر من العواق��ب التي يتحملها الش��عب‬ ‫السوري بشكل يومي"‪.‬‬ ‫االستثمار خارجًا‬ ‫توج��ه معظ��م رج��ال األعم��ال الس��وريين‬ ‫لالس��تثمار ف��ي دول اللجوء‪ ،‬وش��كلت تركيا‬ ‫الوجه��ة األساس��ية ل‪ 60%‬من المس��تثمرين‬ ‫الس��وريين الذي��ن غ��ادروا الب�لاد‪ ،‬وتؤك��د‬ ‫اإلحص��اءات أن الس��وريين احتل��وا المرتب��ة‬ ‫االولى لالستثمارات االقتصادية االجنبية في‬ ‫تركيا‪ ،‬وبحس��ب بيانات اتحاد غرف البورصات‬ ‫والس��لع ف��ي تركيا ف��إن ‪ 10%‬من الش��ركات‬ ‫األجنبية في تركيا تتبع لسوريين فقط أو مع‬ ‫شركائهم األتراك‪.‬‬ ‫ويش��ير البكور إلى أن "تركيا قدمت تسهيالت‬ ‫كبيرة للمس��تثمرين األجانب بع��د بدأ األزمة‬ ‫الس��ورية تحدي��داً‪ ،‬وذلك من خالل سلس��لة‬ ‫قواني��ن خاص��ة بالمس��تثمرين األجانب منها‬ ‫القان��ون الص��ادر أواخر الع��ام ‪ ،2012‬والذي‬ ‫أتاح لألجانب تملك األراض��ي والعقارات دون‬ ‫شرط اإلقامة في البالد"‪.‬‬ ‫وقد شكل مصر الوجهة الثانية للمستثمرين‬

‫الس��وريين‪ ،‬ويش��ير األس��تاذ عدن��ان عب��د‬ ‫الرحم��ن وه��و رج��ل أعم��ال إل��ى أن "رجال‬ ‫األعمال الس��ورين لم يجدوا فرص اس��تثمار‬ ‫ذهبي��ة ف��ي مص��ر‪ ،‬الت��ي ل��م تصن��ف يومًا‬ ‫كمضي��ف جيد لالس��تثمارات األجنبية‪ ،‬فهناك‬ ‫مصاعب كبيرة واجهت جميع السوريين الذين‬ ‫حاول��وا االس��تثمار فيها"‪ ،‬ويضي��ف "وُضعت‬ ‫قواني��ن االس��تثمار ف��ي مص��ر لتك��ون أكثر‬ ‫ليون��ة م��ع أصح��اب رؤوس األم��وال الكبيرة‬ ‫ومحبطة لصغار المستثمرين الذين يرغبون‬ ‫بب��دء مش��اريع متوس��طة أو صغي��رة‪ ،‬وهم‬ ‫الفئ��ة األكبر من الس��وريين الذي��ن توجهوا‬ ‫إلى مص��ر"‪ ،‬ويتاب��ع "واجهنا معوق��ات كبيرة‬ ‫للحصول على التراخيص الالزمة لبدأ العمل‪،‬‬ ‫فيما لم استطع حتى اآلن تأمين إقامة ألفراد‬ ‫عائلتي‪ ،‬كم وجد الصناعيون صعوبات كبيرة‬ ‫في اس��تخراج التصاريح إلقامة منشآتهم في‬ ‫المدن الصناعية"‪.‬‬ ‫الدعم التنموي ومتطلبات عودة االستثمار‬ ‫أن ترميم الش��روخ الكبيرة‬ ‫ومما ال ش��ك فيه ّ‬ ‫الت��ي يعانيه��ا االقتص��اد الس��وري يتطل��ب‬ ‫العمل على تحقي��ق بعض اإلنجازات الملحّة‬ ‫للمرحلة الراهنة‪ ،‬ويرى أحد مدراء المش��اريع‬ ‫أن "الخطوات األكثر‬ ‫األس��تاذ رضوان األحم��د ّ‬ ‫إلحاح�� ًا في الوقت الراهن تتلخص في العمل‬ ‫عل��ى تموي��ل مش��اريع تنموية ف��ي الداخل‬ ‫الس��وري‪ ،‬والت��ي من ش��أنها الحد م��ن أزمة‬ ‫البطال��ة ودع��م االقتص��اد‪ ،‬وذل��ك بالتزامن‬ ‫م��ع تأهيل األي��دي العاملة وتطوي��ر خبراتها‬ ‫م��ن خ�لال دورات تدريبية تركز عل��ى الفئة‬ ‫الش��ابة"‪ ،‬ويتابع " يتوج��ب أيضًا وضع خطط‬ ‫متكاملة إلعادة اإلعمار الذي س��يبدأ مباش��رة‬ ‫بع��د توقف العمليات العس��كرية‪ ،‬علينا حينها‬ ‫أن نكون كس��وريين جاهزين لهذه المرحلة‪،‬‬ ‫حت��ى ال نتع��رض لالس��تغالل من الش��ركات‬ ‫الخاص��ة في العال��م "‪ ،‬وينوّه إل��ى أن "رجال‬ ‫األعمال الس��وريين لن يبادروا جميعاً بالعودة‬

‫إلى س��ورية‪ ،‬لذا فمن الضروري جداً أن تقوم‬ ‫الجمعي��ات والمنظم��ات االقتصادي��ة بجم��ع‬ ‫بيان��ات عنهم‪ ،‬وتح��اول جمعهم ف��ي ملتقى‬ ‫حقيق��ي‪ ،‬وتحفيزه��م على اعادة االس��تثمار‬ ‫في سوريا"‪.‬‬ ‫م��ن جهة أخ��رى‪ ،‬يش��ترط الكثير م��ن رجال‬ ‫األعمال المتحمس��ين للعودة ولالستثمار في‬ ‫س��وريا تحق��ق خط��وات عملية عل��ى طريق‬ ‫حل األزمة‪ ،‬من ناحيته يرى بشير قادري أحد‬ ‫المستثمرين السوريين "وجوب توقف القتال‬ ‫بي��ن األط��راف المتنازع��ة وتحقيق مس��توى‬ ‫متوسط على األقل من األمان‪ ،‬بهدف تقديم‬ ‫تحفي��ز ألي جهة مس��تثمرة عل��ى العودة إلى‬ ‫س��وريا"‪ ،‬ويضيف "في مرحلة الحقة‪ ،‬يتوجب‬ ‫العم��ل عل��ى إيجاد صيغ��ة تفاه��م متكاملة‬ ‫لجمي��ع أطي��اف الش��عب الس��وري‪ ،‬ليتم على‬ ‫أساسها إطالق س��راح المعتقلين وإعادة بناء‬ ‫العملي��ة التعليمية وتنمية اإلع�لام والقضاء‬ ‫وتشجيع المهجرين للعودة إلى الوطن"‪.‬‬ ‫محمد أنيس األخرس‪ ،‬وهو رجل أعمال‪ ،‬يرى‬ ‫أن "إس��قاط النظام ش��رط أساس��ي لعودته‬ ‫ّ‬ ‫والعديد من رجال األعمال والمستثمرين إلى‬ ‫س��وريا‪ ،‬خاصة بعدما أثبت هذا النظام الكثير‬ ‫من الالمباالة في حماية مصالح المستثمرين‪،‬‬ ‫إضافة إل��ى تعمده إلحاق الض��رر واألذى في‬ ‫الكثي��ر من المنش��آت الصناعية ف��ي البالد"‪،‬‬ ‫ويضيف "مما البد منه أيضاً‪ ،‬هو حش��د جميع‬ ‫أط��راف النزاع ضم��ن أحزاب سياس��ية تعمل‬ ‫بش��كل ديمقراطي وتضمن وضعاً اقتصاديًا‬ ‫مس��تقراً"‪ ،‬وع��ن م��دى تفاؤله ف��ي انتعاش‬ ‫قطاع االس��تثمار في سوريا مس��تقب ً‬ ‫ال يقول‬ ‫إن "المص��در الوحي��د للتف��اؤل في‬ ‫األخ��رس ّ‬ ‫مس��تقبل االستثمار في س��ورية هو العنصر‬ ‫البش��ري‪ ،‬الذي أثب��ت خالل أربع س��نوات من‬ ‫الحرب قدرته على التأقلم مع أصعب الظروف‬ ‫والعم��ل الفعال مس��تغ ً‬ ‫ال الم��وارد المحدودة‬ ‫المتاحة له "‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪7‬‬


‫�سكان ريف الالذقية يبتكرون طرق جديدة لتوليد الكهرباء‬ ‫اندساسية‬ ‫وتقارير‬ ‫دندنات‬ ‫أخبار‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫الالذقية ‪ -‬أحمد الحاج‬ ‫يس��عى أهال��ي ري��ف الالذقية للتغل��ب على‬ ‫أزم��ة انقطاع الكهرباء ع��ن قراهم منذ أكثر‬ ‫من عامين وذل��ك بابتكار حلول وطرق بديلة‬ ‫ع��ن المول��دات الكهربائية الت��ي تعمل على‬ ‫المحروقات‪.‬‬ ‫غ�لاء المحروقات وأعطال المول��دات المتكرر‬ ‫دفع الش��اب عالء لتصني��ع مروحة تعمل على‬ ‫توليد الطاقة الكهربائية عن طريق الرياح‪.‬‬ ‫يق��ول عالء "إن��ه وبعد ع��دد م��ن المحاوالت‬ ‫التي استمرت ألش��هر نجحت في تصنيع تلك‬ ‫المروحة وتوليد الكهرباء منها"‪.‬‬ ‫وعن مبدأ عمل المروحة ف��ي توليد الكهرباء‬ ‫يق��ول عالء "المروحة تعمل من خالل تحريك‬ ‫ش��فراتها بق��وة الري��اح لتح��ول الطاق��ة إلى‬ ‫ميكانيكي��ة ويت��م بذلك ش��حن الدينمو الذي‬ ‫ب��دوره يحولها إل��ى طاقة كهربائي��ة وينقلها‬ ‫إل��ى البطارية التي يت��م اس��تخراج الكهرباء‬ ‫منها عن طريق رافع الجهد"‪.‬‬ ‫وع��ن الصعوب��ات الت��ي واجهه��ا ف��ي إتم��ام‬ ‫تصنيع��ه للمروح��ة يقول عالء "بس��بب عدم‬ ‫توف��ر الم��واد األولي��ة لتصني��ع المروحة في‬ ‫ري��ف الالذقي��ة اضطر إل��ى الذه��اب لمدينة‬ ‫حل��ب أكثر من مرة لش��راء الم��واد المطلوبة‬ ‫واعتمد بشكل أساس��ي على بقايا الصواريخ‬ ‫والبراميل المتفجرة لصنع شفرات المروحة"‪.‬‬ ‫ويعم��ل عالء حالي�� ًا وهو عنصر ف��ي الجيش‬ ‫السوري الحر‪ ،‬على مش��روع أكبر وهو عبارة‬

‫توليد الطاقة بالرياح في ريف الالذقية عدسة سوريتنا‬

‫عن تصمي��م مروحة بنف��س الطريقة ولكن‬ ‫بحجم أكبر لتس��تخرج مياه الش��رب من اآلبار‬ ‫وهي المش��كلة التي يعاني منها أغلب سكان‬ ‫ريف الالذقية‪.‬‬ ‫أم��ا المخت��رع مصطف��ى فايز يونس��و والذي‬ ‫يحم��ل ع��دت ش��هادات ف��ي مج��ال االختراع‬ ‫فعمد إلى تحوي��ل الطاقة الحرارية إلى طاقة‬ ‫كهربائية عن طريق المدفئة حيث قام بوصل‬ ‫جهاز اخترعه بنفسه على المدفئة ليصله من‬ ‫الطرف اآلخر ببطارية ويتم ش��حنها ومن ثم‬ ‫استخراج الكهرباء منها‪.‬‬

‫تركيا متنح اجلن�سية للعامل ال�سوري‬ ‫جمال �أبو الورد‬ ‫سوريتنا ‪ -‬تركيا‬ ‫حص��ل عال��م الرياضي��ات الس��وري‬ ‫جم��ال أبو ال��ورد (‪ 44‬عام��اً) وعائلته‬ ‫عل��ى الجنس��ية التركي��ة بق��رار من‬ ‫الرئيس التركي رجب طيب أردوغان‬ ‫بعد لقاء جمع االثنين‪.‬‬ ‫ونش��ر أب��و ال��ورد عب��ر صفحت��ه‬ ‫الش��خصية عل��ى فيس��بوك "بع��د‬ ‫حض��ور اجتماع م��ع الس��يد الرئيس‬ ‫رج��ب طي��ب اردوغان‪ ،‬وتقدي��راً منه‬ ‫للعلم والعلماء‪ ،‬قرر منحي الجنس��ية‬ ‫التركية أنا وعائلتي"‪.‬‬ ‫وك��ان اس��م أبو ال��ورد دخ��ل مؤخراً‬ ‫مناه��ج التدري��س النظامي��ة ف��ي‬ ‫المرحلة االبتدائي��ة‪ ،‬كما تم الترويج‬ ‫العتم��اد قوانين��ه ونظريات��ه ف��ي‬ ‫الم��دارس والجامع��ات الس��ورية‪،‬‬ ‫وتعتب��ر قواني��ن وقواع��د أب��و الورد‬ ‫المكتش��فة امت��داداً لمكتش��فات‬ ‫مش��اهير العلم��اء العرب الس��ابقين‬ ‫أمث��ال الخوارزم��ي‪ ،‬وتحت��وي ف��ي‬ ‫طياته��ا المتع��ة وتعم��ل عل��ى رفع‬ ‫المستوى الفكري للطالب كما يمكن‬ ‫اعتمادها في مرحلة التعليم الثانوي‪.‬‬ ‫ويعتب��ر عال��م الرياضيات الس��وري‬

‫المتح��دّر من بلدة كفر جالس بريف‬ ‫إدل��ب‪ ،‬ثان��ي الس��وريين الحاصلين‬ ‫على الجنس��ية التركي��ة بعد موهبة‬ ‫البيانو السورية تامبي أسعد‪.‬‬ ‫ويح��ق للس��لطات التركي��ة من��ح‬ ‫الجنس��ية بش��كل خ��اص لرج��ال‬ ‫األعم��ال والمس��تثمرين والفناني��ن‬ ‫واالقتصاديي��ن والمفكري��ن‪ ،‬وم��ن‬ ‫يساهم في تطوير الزراعة والتجارة‬ ‫والصناعة والفن والرياضة وألصحاب‬ ‫القدرات العلمية الخاصة واالبتكارات‬ ‫الهامة‪.‬‬

‫يقول مصطف��ى "إنه ينتج ع��ن االحتراق عدد‬ ‫م��ن الغازات مثل غ��از ثاني أوكس��يد الكربون‬ ‫وغاز الهدرو كربون��ات ويقوم الجهاز بتحويلها‬ ‫إل��ى طاق��ة كهربائي��ة لينقله��ا ب��دوره إل��ى‬ ‫البطارية"‪.‬‬ ‫ويضيف "إن هذا االختراع ال يمكن استخدامه‬ ‫عل��ى نطاق واس��ع بس��بب صعوب��ة تجهيزه‬ ‫وع��دم توفر المواد المس��تخدمة ف��ي تحليل‬ ‫الغ��از وتحويل��ه إلى طاق��ة كهربائي��ة ولكنه‬ ‫يكفي إلنارة منزل كامل وكلما ارتفعت حرارة‬ ‫المدفأة كان الناتج الكهربائي أكبر"‪.‬‬

‫�أف�ضل م�صارع يف ال�سعودية‬ ‫لالعب ال�سوري نور الدين �أبو زر‬ ‫أحرز العب المصارعة الرومانية السوري نور الدين أبو زر يوم‬ ‫الس��بت المرك��ز األول في بطولة المملكة العربية الس��عودية‬ ‫للمصارعة الرومانية‪.‬‬ ‫وقال��ت مصادر إعالمي��ة‪« :‬إن البطل نور الدي��ن أبو زر حصل‬ ‫أيض��ًا على لقب أفضل العب مصارعة رومانية على مس��توى‬ ‫المملكة العربية السعودية»‪.‬‬ ‫وكان أبو زر أحرز ذات المركز في البطولتين السابقتين‪ ،‬وهو‬ ‫حائز على لقب‬ ‫بطل الجمهورية‬ ‫خمس مرات في‬ ‫المصارعة الرومانية‬ ‫خالل تواجده في‬ ‫سورياويحق للسلطات‬ ‫التركية منح الجنسية‬ ‫بشكل خاص لرجال‬ ‫األعمال والمستثمرين‬ ‫والفنانين‬ ‫واالقتصاديين‬ ‫والمفكرين‪ ،‬ومن‬ ‫يساهم في تطوير‬ ‫الزراعة والتجارة‬ ‫والصناعة والفن‬ ‫والرياضة وألصحاب‬ ‫القدرات العلمية‬ ‫الخاصة واالبتكارات‬ ‫الهامة‪.‬‬


‫ملاذا عادت �أم ف�ؤاد �إىل خميم الريموك؟‬

‫أم فؤاد عند دخولها إلى مخيم اليرموك | عدسة اليرموك أوف الين‬

‫الطعام الذي تصفه بالس��يئ وغير المتنوع‪،‬‬ ‫فال لحوم وال فواكه وال مالبس‪.‬‬ ‫ف��ي الفترة الت��ي قضتها في دمش��ق‪ ،‬كانت‬ ‫أم فؤاد تصطح��ب معها أطفالها الثالث حيث‬ ‫مكان عملها ألنها تخشى على ابنتها ذات ‪17‬‬ ‫عام ًا من مكروه قد يلحق بها إذا بقيت وحيدة‬ ‫في التضامن‪" ،‬أعبر الحواجز معهم‪ ،‬العسكر‬ ‫يدقق��ون عل��يّ ك��ون بطاقتي الش��خصية‬ ‫تقول إني فلس��طينية من مخي��م اليرموك‪،‬‬ ‫التضام��ن حي��ث س��كني الجدي��د تغ��ص‬ ‫بالش��بيحة وش��بيحه القيادة العامة وش��ارع‬ ‫نسرين‪ ،‬هؤالء يتعرضون ألي شخص مدني‬ ‫وال يمي��زون بين طفل وفتاة وامرأة وش��اب‪،‬‬ ‫ولم يك��ن بمقدوري االس��تئجار في منطقة‬ ‫أخ��رى ألن التضامن أرخ��ص لي من مناطق‬ ‫أخرى في دمش��ق"‪ .‬السكن في التضامن لم‬ ‫يكن س��ه ً‬ ‫ال رغم أنه رخي��ص مقارنة ببقية‬

‫مناط��ق دمش��ق‪ ،‬فالرقاب��ة األمني��ة عالي��ة‬ ‫المستوى تقول أم فؤاد "ال يجوز أن أقيم في‬ ‫تلك المنطق��ة (التضامن) اعطوني ش��هادة‬ ‫تعري��ف وس��اعدني عل��ى ذلك‪ ،‬ع��دم وجود‬ ‫ذكور بالغين معي‪ّ ،‬‬ ‫فخفت الشكوك تجاهي‪،‬‬ ‫كنت أبرز الورقة كلما غادرت أو عدت للحي"‪.‬‬ ‫ف��ي المخيم تريد أم ف��ؤاد أن تعيش‪ ،‬هنا ال‬ ‫إهان��ات كبيرة وال ألم وال خوف يومي‪ ،‬تقول‬ ‫واثقة بأن منطقة تشهد قصف ًا وجوعاً وموت ًا‬ ‫س��تكون أرحم لها م��ن دمش��ق‪ ،‬وتعود إلى‬ ‫منزله��ا الذي حم��اه ابنها البكر من الس��رقة‬ ‫والنهب الذي استش��رى في فترة سابقة في‬ ‫اليرموك‪ ،‬وهي تعل��م أن أطفالها لن يتلقوا‬ ‫التعليم الالزم‪ ،‬لكنهم لم يتلقوه في دمشق‬ ‫أيض��اً‪ ،‬ث��م إن التعلي��م بالنس��بة له��ا ليس‬ ‫بأولوية اآلن‪.‬‬

‫أوقف حكم مباراة في سراقب بريف إدلب يوم‬ ‫السبت بين فريقي جبهة ثوار سراقب وحيش‬ ‫لكرة الق��دم‪ ،‬بع��د أن أطلق أحد المش��جعين‬ ‫النار من مسدسه ابتهاجًا بإحراز فريقه هدف ًا‬ ‫في مرمى الخصم‪.‬‬ ‫وذكر ناش��طون أن حكم المب��اراة التي أقيمت‬ ‫في س��راقب بين فري��ق جبهة ثوار س��راقب‪،‬‬ ‫وفريق حيش لكرة الكرم أوقف المباراة معلن ًا‬ ‫خس��ارة فري��ق جبهة ث��وار س��راقب‪ ،‬بعد أن‬ ‫أطلق أحد مشجعي األخير النار ابتهاجًا بإحراز‬ ‫فريقه هدفًا في مرمى فريق حيش‪.‬‬ ‫وأوضح الناشطون أن إيقاف اللعبة جاء تماشياً‬ ‫مع القوانين المرعية في الملعب‪ ،‬والتي تمنع‬ ‫حمل السالح‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ر�صا�صتان احتفاليتان توقفان مباراة كرة قدم يف �سراقب‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬

‫مخيم اليرموك ‪ -‬فارس بالل‬ ‫كم��ا غيرها م��ن أالف العالقي��ن خارج مخيم‬ ‫اليرم��وك المحاص��ر‪ ،‬علق��ت أم ف��ؤاد ف��ي‬ ‫دمش��ق‪ ،‬بع��د أن غ��ادرت المخي��م باتج��اه‬ ‫العاصم��ة للحص��ول عل��ى بع��ض الطع��ام‬ ‫والعودة عبر حاجز البطيخة‪ ،‬لتصبح عائلتها‬ ‫موزع��ة عل��ى ثالث��ة أقس��ام‪ ،‬زوج معتقل‪،‬‬ ‫واب��ن محاصر ف��ي اليرموك وه��ي مع ثالثة‬ ‫أطف��ال خرج��ت برفقتهم ف��ي صبيحة ذلك‬ ‫اليوم لتش��تري خبزاً وبعض البيض‪ ،‬أمضت‬ ‫بعد ذلك س��اعات طويلة وبشكل يومي على‬ ‫الحاجز لعله يفتح أبوابه وتتمكن من العودة‬ ‫إلى منزلها‪.‬‬ ‫تقول أم فؤاد حين تس��ألها عن سبب عودتها‬ ‫إل��ى منطق��ة محاصرة إن هذا ليس بس��بب‬ ‫ك��اف كي ال تع��ود إلى منزلها وتش��رح كيف‬ ‫كان��ت حياتها في دمش��ق الت��ي يتوفر فيها‬ ‫الطع��ام على عك��س المخي��م "أرغمنا ذلك‬ ‫عل��ى اس��تئجار منزل في منطق��ة التضامن‬ ‫القريب��ة م��ن المخي��م‪ ،‬ليس لن��ا أقرباء في‬ ‫العاصمة‪ ،‬تش��ردنا أليام ونمن��ا في الحدائق‬ ‫والش��وارع"‪ .‬ما زاد من تعقي��د وضع أم فؤاد‬ ‫هو اعتقال زوجها" فهو معتقل منذ أكثر من‬ ‫عامين ولم نسمع عنه خبراً‪ ،‬ال نعلم إن كان‬ ‫حي�� ًا أو ميت�� ًا‪ ،‬دفعتني الظ��روف الجديدة إلى‬ ‫العمل في مهن كثيرة‪ ،‬تنقلت بين مش��اغل‬ ‫الخياط��ة ومعام��ل الحلوي��ات ك��ي أطع��م‬ ‫أطفال��ي‪ ،‬وأتمكن م��ن دفع اإليج��ار" بالمال‬ ‫القلي��ل ال��ذي جنت��ه أم فؤاد م��ن العمل في‬ ‫دمش��ق‪ ،‬لم تكن قادرة إال على تأمين بعض‬

‫أخبار وتقارير‬

‫بابتس��امة كبي��رة اس��تقبلت أم ف��ؤاد‬ ‫العدس��ات في مخي��م اليرم��وك فور أن‬ ‫ع��ادت إليه ف��ي الثامن والعش��رين من‬ ‫الش��هر الماضي‪ ،‬لم تك��ن متفاجئة من‬ ‫حجم الدمار في شارع اليرموك وال شارع‬ ‫فلس��طين‪ ،‬تس��حب ثالثة م��ن أبنائها‬ ‫الذي��ن بقيت معهم خ��ارج المخيم منذ‬ ‫تموز من عام ‪ ،2013‬حين أُطبق الحصار‬ ‫عل��ى اليرموك ال��ذي بقي ابنه��ا األكبر‬ ‫عالقاً فيه‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫يف ذكرى جمزرة حماه‪،‬‬ ‫�أهلها �أي�ض ًا حُ رقوا‬ ‫الملف‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫أثار إعدام تنظيم الدولة االس�لامية الطيار‬ ‫األردن��ي مع��اذ الكساس��بة حرقاً‪ ،‬ونش��ره‬ ‫فيدي��و لعملية اإلعدام الدموية‪ ،‬ردود فعل‬ ‫واسعة حيث نفذت السلطات األردنية فوراً‪،‬‬ ‫حكم اإلعدام في س��اجدة الريشاوى‪ ،‬وزياد‬ ‫الكربولي داخل س��جن س��واقة بالعاصمة‬ ‫األردني��ة عم��ان‪ ،‬كم��ا أدان زعم��اء ودول‬ ‫العالم حرق الكساسبة‪ ،‬ووصفوه بـ»العمل‬ ‫البربري واإلرهاب الخسيس»‪.‬‬ ‫لك��ن وعل��ى الرغ��م م��ن حتمي��ة اإلدانة‬ ‫للجرائ��م الت��ي يرتكبه��ا تنظي��م الدول��ة‬ ‫بحق االنس��انية‪ ،‬إال أن االكتفاء بها ضربٌ‬ ‫من العب��ث فالتنظيم ال يس��عى إلى تبرئة‬ ‫نفس��ه‪ ،‬إذ يص��ور جرائم��ه الت��ي تحظ��ى‬ ‫بنس��ب عالية من المش��اهدة عل��ى مواقع‬ ‫التواصل االجتماع��ي‪ ،‬ويعرضها كجزء من‬ ‫اس��تراتيجيته الحربية‪ ،‬مع أن شرط اإلدانة‬ ‫بالمعنى القانوني‪ ،‬أن يحاول المجرم إخفاء‬ ‫ذات��ه‪ ،‬أو التكتم على فعلته‪ ،‬وهو ماال يصح‬ ‫ف��ي حال��ة داعش‪ ،‬حي��ث تتعط��ل اإلدانة‪،‬‬ ‫وتفقد جدواها‪.‬‬ ‫إال أن��ه وبنفس التاريخ قب��ل ‪ 33‬عاماً الزال‬ ‫هاربون م��ن اإلدان��ة والعقاب‬ ‫مجرمٌ��ون ٍ‬ ‫حت��ى يومنا ه��ذا‪ ،‬وفي عينة م��ن الجرائم‬ ‫المرتكبة لحفظ عرش األس��د األب‪ ،‬وتحت‬ ‫مرأى مس��مع م��ن العالم األجم��ع‪ ،‬دخلت‬ ‫ق��وات األس��د من��زل آل الس��واس منطقة‬ ‫الباشورة في مدينة حماه‪ ،‬فقتلوا الزوج‪ ،‬ثم‬ ‫أرادوا االعتداء على شرف زوجته‪ ،‬فقاومتهم‬ ‫مقاومة شديدة حتى يئس��وا منها‪ ،‬فصبوا‬ ‫مادة الم��ازوت عليه��ا وفي أرج��اء غرفتها‬ ‫المغلقة وأش��علوا النار فيها فقضت نحبها‬ ‫حرقاً‪.‬‬

‫يف ذكرى املجزرة‬

‫ل��م تكن مج��زرة حم��اه األول��ى ف��ي الحملة‬ ‫العس��كرية الت��ي ش��نها النظام ض��د تنظيم‬ ‫اإلخوان المس��لمين‪ ،‬إذ س��بقتها مجزرة جسر‬ ‫الش��غور‪ ،‬وقري��ة كصنف��رة‪ ،‬وس��جن تدمر‪،‬‬ ‫وس��وق األحد والمشارقة وبستان القصر في‬ ‫حل��ب‪ ،‬ومجزرة س��رمدا‪ ،‬إال أنه��ا كانت األكبر‬ ‫واألش��د وطأة‪ ،‬والنظ��ام حينها لم يس��تهدف‬ ‫تنظي��م اإلخ��وان فحس��ب‪ ،‬بل كان��ت مجزرة‬ ‫ً‬ ‫سياس��ة ممنهج��ة إلرك��اع‬ ‫حم��اه وتوابعه��ا‪،‬‬ ‫الشعب السوري لعقود‪ ،‬وتهجير نخبه‪ ،‬والعبث‬ ‫بواقع��ه الديمغراف��ي‪ ،‬وقت ً‬ ‫ال نهائي��اً للمجتمع‬ ‫الس��وري إذ تزامن��ت المج��زرة م��ع تعطي��ل‬ ‫العم��ل النقابي والمحلي وإقالة الش��خصيات‬ ‫المنتخبة‪ ،‬وممارسة أقصى أشكال القمع على‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كان��ت حماه تاريخي��ا وبحكم امت�لاك إقطاعها‬ ‫ألراضي س��هل الغاب امتداداً للساحل السوري‪،‬‬ ‫وبحك��م التكوين النفس��ي والدين��ي والوطني‬ ‫والتاريخي لسكانها‪ ،‬الهاجس الذي أقلق رأسي‬ ‫النظ��ام األس��دي‪ :‬حاف��ظ ورفع��ت‪ .‬حت��ى بلغ‬ ‫األم��ر برفعت األس��د أن يصرح أكث��ر من مرة‪،‬‬ ‫أن��ه س��يجعل المؤرخين يكتب��ون‪ :‬أنه كان في‬ ‫سورية مدينة اسمها حماة‪ ..‬وأنه سيبيد أهلها‪،‬‬ ‫لتكون عبرة لغيرها من المدن السورية‪.‬‬

‫صور لشهداء من أحياء مدينة حماه ‪1982 - 1981‬‬

‫تعرضت حماه لحمالت عسكرية عامي ‪1980‬‬ ‫و‪ 1981‬إال أنه وفي الحادي عش��ر من تشرين‬ ‫األول م��ن العام نفس��ه بدأت األح��داث تتجه‬ ‫نح��و التصعيد الدم��وي داخ��ل المدينة‪ ،‬ومن‬ ‫يق��رأ ممارس��ات النظ��ام حينها يج��د تطابقًا‬ ‫م��ع م��ا يمارس��ه نظ��ام االب��ن الي��وم بح��ق‬ ‫السوريين كافة‪ ،‬إذ أعلن عن تبديل البطاقات‬ ‫ً‬ ‫ثابت��ة وطيارة‬ ‫الش��خصية‪ ،‬ونص��ب حواج��ز‬ ‫تفاج��ئ المواطني��ن للكش��ف ع��ن هوياتهم‬ ‫وتأمرهم بأن يسيروا رافعي األيدي بالهويات‬ ‫أو أن يعلقوه��ا عل��ى الص��دور‪ ،‬واتخذت ذلك‬ ‫ً‬ ‫ذريع��ة إلهانة المس��نين والنس��اء وما تبقى‬ ‫من الس��كان‪ ،‬ومن األمثلة الش��ائعة تفتيش‬ ‫المواطن والمسدس��ات مس��لطة على رأس��ه‬ ‫أو ضرب��ه وش��تمه إذا تش��ابهت كنيت��ه بأحد‬ ‫المطلوبي��ن‪ ،‬أو تطويق حي بأس��ره‪ ،‬وإخراج‬ ‫الن��اس إلذالله��م وامته��ان كرامته��م‪ ،‬وذلك‬ ‫ب��إدارة وجوههم إل��ى الجدار رافع��ي األيدي‬ ‫س��اعات ثم اختيار أفرادٍ بعينهم لحلق نصف‬ ‫ش��عر ال��رأس ألحده��م‪ ،‬أو حلق أح��د طرفي‬ ‫ش��ارب اآلخ��ر‪ ،‬أو نت��ف لحية ش��يخ مس��ن أو‬ ‫حرقها بقداحات الغاز‪.‬‬ ‫الحملة التي اس��تمرت ش��هراً تقريب��ًا صاغها‬ ‫ً‬ ‫جريم��ة كامل��ة‪ ،‬إذ منح قوات��ه كامل‬ ‫األس��د‬ ‫الصالحيات لضرب المعارضة وتأديب الشعب‬

‫الس��وري بكامل��ه‪ ،‬وف��رض تعتيماً س��تالينيًا‬ ‫عل��ى األخب��ار لتف��ادي االحتجاجات الش��عبية‬ ‫واإلدان��ة الخارجية كما لم يميز بين المدنيين‬ ‫ً‬ ‫مدين��ة مجرمة‬ ‫والمقاتلي��ن ب��ل اعتب��ر حماه‬ ‫تستحق القتل‪ ،‬فقطع طرق المواصالت التي‬ ‫كان��ت ت��ؤدي إلى المدين��ة ولم يس��مح ألحد‬ ‫بالخ��روج منها‪ ،‬وعهد بالحمل��ة للعقيد رفعت‬ ‫األس��د الحاكم العرف��ي للمنطقة الوس��طى‬ ‫والشمالية‪.‬‬ ‫كان��ت مج��زرة حم��اه عملي��ة إب��ادة جماعية‬ ‫وفقاً ل��كل القوانين‪ ،‬حت��ى أن القتل تم دون‬ ‫النظر ف��ي الهوية‪ ،‬منها مث� ً‬ ‫لا قتل المهندس‬ ‫الش��يوعي «اس��ماعيل نوفل» بحجة انتمائه‬ ‫لإلخوان المس��لمين‪ ،‬حتى أن أحد مس��يحيي‬ ‫المدينة قدم إل��ى العقيد علي ديـب أحد قواد‬ ‫الوحدات الخاصة‪ ،‬وأحد كبار المس��ؤولين عن‬ ‫مجازر حماة‪ ،‬وقال له‪ :‬يا سيدي إنكم تبحثون‬ ‫عن اإلخوان المسلمين‪ ،‬وأنا مسيحي‪ ،‬فأجابه‬ ‫العقي��د‪ :‬إن مس��يحيي حم��اة كله��م إخ��وان‬ ‫مسلمون‪..‬‬ ‫كانت حادث��ة المدفعية المفتعل��ة والتي تبرأ‬ ‫ً‬ ‫قتل‬ ‫منه��ا تنظي��م اإلخ��وان‪،‬‬ ‫ذريع��ة لحمل��ة ٍ‬ ‫وتروي��ع أودت بحي��اة أربعين أل��ف قتيل وفق‬ ‫تقديرات اللجنة الس��ورية لحقوق اإلنس��ان‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مدين��ة بكامله��ا عل��ى رؤوس‬ ‫كم��ا هدم��ت‬


‫الملف‬ ‫أحد جدران حماة ‪ 1982‬بعد انسحاب سرايا الدفاع منها‬

‫عن القتلة‬

‫بعض القتلة والمجرمين الذين ش��اركوا في‬ ‫مذابح حم��اه باتو خاضعي��ن لمحكمة التاريخ‬ ‫وعدالة السماء‪ ،‬إذ كان الموت سبي ً‬ ‫ال الستمرار‬ ‫هروبه��م م��ن العق��اب أو حتى المس��ؤولية‪،‬‬ ‫بينم��ا بق��ي القس��م األكبر منهم حي��ًا منهم‬ ‫من ينعم بثروات الش��عب السوري المنهوبة‪،‬‬ ‫واآلخر يشارك حتى اليوم في المقتلة‪.‬‬ ‫ولعله من المفيد اس��تحضار ذك��رى المجزرة‬ ‫إعالمي�� ًا ومدني ًا بكافة الوس��ائل‪ ،‬إال أن األهم‬ ‫ه��و محاس��بة القتلة‪ ،‬وف��ي انتظار س��قوط‬ ‫نظام األس��د ومحاس��بة أرك��ان نظامه‪ ،‬وفي‬ ‫ظل كون س��وريا من بين الدول القليلة التي‬ ‫رفض��ت توقيع معاهدة روم��ا وأعلنت أنها لن‬ ‫تك��ون طرفًا ف��ي المحكمة الجنائي��ة الدولية‬ ‫الت��ي تملك صالحية توجي��ه اتهامات وإصدار‬ ‫إدان��ات ف��ي قضايا جرائ��م الح��رب‪ ،‬والتي ال‬ ‫يخوله��ا نص اتفاقية روم��ا النظر في قضية‬ ‫قادة عسكريين أو سياسيين لم يوقع بلدهم‬ ‫ويص��ادق عل��ى القان��ون األساس��ي‪ .‬واآللية‬ ‫الوحي��دة الت��ي تتي��ح للمحكمة تول��ي قضية‬ ‫تتعلق بدولة غير موقعة هي أن يتخذ مجلس‬ ‫األم��ن ق��راراً بإحالة ش��خص إل��ى المحكمة‬ ‫الجنائي��ة الدولي��ة وه��ذا ما حصل ف��ي حالة‬

‫وقعت المجزرة في ‪ 2‬شباط ‪ 1982‬واستمرت‬ ‫‪ 27‬يوماً‪ .‬وتعتبر أوسع حملة عسكرية شنها‬ ‫النظام الس��وري ض��د اإلخوان المس��لمين‬ ‫في حينه‪ ،‬وأودت بحياة عش��رات اآلالف من‬ ‫أهالي مدينة حماة‪.‬‬ ‫ حس��ب اللجنة الس��ورية لحقوق اإلنسان‬‫ف��إن عدد ضحايا المج��زرة ‪40‬ألف و‪ 15‬ألف‬ ‫مفقود‪.‬‬ ‫ ‪ 100‬ألف نسمة هجروا المدينة بعد أن تم‬‫تدمير ثلث أحيائها تدميراً كام ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ تم��ت إزال��ة ‪ 88‬مس��جداً وث�لاث كنائس‬‫ومناط��ق أثري��ة وتاريخي��ة نتيج��ة القصف‬ ‫المدفعي‪.‬‬ ‫ تعرضت عدة أحي��اء وخاصة قلب المدينة‬‫األثري إلى تدمير واسع‪.‬‬ ‫ المتهم األول عن المجزرة هو رفعت األسد‬‫قائد العملية العسكرية على المدينة والذي‬ ‫كان المسؤول عن الحكم العرفي في وسط‬ ‫سوريا‪ ،‬باإلضافة لكونه قائد سرايا الدفاع‪.‬‬ ‫ ش��ارك في المجزرة ‪ 12‬ألف عس��كري من‬‫س��رايا الدفاع‪ ،‬واللواء ‪ / 47‬دبابات‪ ،‬واللواء‬ ‫‪ / 21‬ميكاني��ك‪ ،‬والف��وج ‪ / 21‬إن��زال جوّي‬ ‫(قوات خاصّة)‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬

‫ماحل بها من قتل وتخريب وتدمير‪.‬‬ ‫ويق��ول في ش��هادته‪« :‬ك��ان أهال��ي الموتى‬ ‫يدفنونه��م بس��رعة‪ ،‬إذا أمك��ن‪ ،‬فيم��ا أصبح‬ ‫يطل��ق علي��ه الي��وم مقب��رة الش��هداء ف��ي‬ ‫الزاوي��ة الكيالني��ة‪ ،‬والت��ي ت��م نس��فها كليًا‬ ‫فيم��ا بعد‪ ،‬بضع طلق��ات نارية صوب الجنوب‬ ‫تتبعه��ا رش��قات قوي��ة‪ ،‬وخالل عش��ر دقائق‬ ‫كانت القذائف تتس��اقط كالمط��ر أينما كان‪،‬‬ ‫وحيثما تس��قط كنت تس��مع صرخات الرعب‬ ‫ونداءات التوس��ل إلى اهلل عل��ى بضعة أمتار‬ ‫منا‪ ،‬شاهدنا رج ً‬ ‫ال يتمزق تمامًا ويسقط فوق‬ ‫ج��دار‪ ،‬كما لو أنه هي��كل عظمي‪ ،‬ولم أصدق‬ ‫عين��ي‪ ،‬ولك��ن عندما ظه��رت الطائ��رات من‬ ‫جدي��د فوقن��ا‪ ،‬دفعني مرافق��ي لتحت منزل‪،‬‬ ‫صارخًا‪ ،،‬ها هم يعودون‪.« ..‬‬ ‫أترك حماة بمزيج م��ن الرعب والفزع‪ ،.‬الفزع‬ ‫حي��ن أتذكر أن��ه وال م��رة واحدة خ�لال هذه‬ ‫األي��ام والليال��ي التي قضيتها هناك س��معت‬ ‫صوت الم��ؤذن يدعو المؤمنين إل��ى الصالة‪،‬‬ ‫كم��ا لو أن المآذن نفس��ها قد انكمش��ت على‬ ‫نفسها تلقائي ًا‪.‬‬

‫معم��ر القذافي‪ ،‬وف��ي الحالة الس��ورية يقف‬ ‫الحلي��ف الروس��ي ش��ريكًا للقات��ل يمنع عنه‬ ‫العقاب والمحاسبة بموجب قرار من المجلس‬ ‫المذكور‪.‬‬ ‫هن��ا يب��رز دور الناش��طين والحقوقيي��ن‬ ‫الس��وريين المنتش��رين حول العالم لتقديم‬ ‫ادع��اء ش��خصي باس��م ذوي الضحاي��ا الذين‬ ‫هاج��ر قس��م كبي��ر منه��م بس��بب مج��ازر‬ ‫األس��د االبن إل��ى القضاء األوروبي‪ ،‬اس��تناداً‬ ‫لالختص��اص العالمي الذي تقره التش��ريعات‬ ‫األوروبي��ة في ألمانيا وبلجيكا وفرنس��ا مث ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫وال��ذي يعطي للجه��ات القضائي��ة األوروبية‬ ‫الحق في المحاكمة وحجز األموال والتعويض‪.‬‬ ‫ورغم عدم جدوى مثل هذه الدعاوى ظاهريًا‬ ‫إال أنه��ا تزيد الضغط عل��ى رموز النظام ومع‬ ‫توافر األدلة تلتزم المحاكم األوروبية بإصدار‬ ‫مذكرة توقيف تطال تحركات المتهم في دول‬ ‫االتحاد األوروبي التي يس��هل فيها توقيفهم‪،‬‬ ‫وتمنعهم من التنقل أو الهرب‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫أصحابها كما هدم ‪ 88‬مسجداً وثالث كنائس‪،‬‬ ‫فيما هاجر عش��رات اآلالف من ّ‬ ‫سكان المدينة‬ ‫هرب��ًا م��ن القتل والذّب��ح والتنكي��ل‪ ،‬ومع أن‬ ‫سوريا ش��هدت عبر تاريخها الحديث تدخالتٍ‬ ‫وتجاوزات للعس��كر في الحكم‪ ،‬إال أن األس��د‬ ‫األب ك��ان أول من اس��تعان بالجيش والقوات‬ ‫المس��لحة إلخماد العنف السياس��ي وكان أول‬ ‫م��ن زج بالمدنيي��ن ف��ي معترك الص��راع مع‬ ‫المعارضة‪ ،‬وكانوا وقوداً‬ ‫لحرب مستمرة حتى‬ ‫ٍ‬ ‫الساعة‪.‬‬ ‫جدي��رٌ بالذكر أن��ه وم��ع ث��ورة الكرامة عام‬ ‫‪ 2011‬تعال��ت األص��وات حت��ى ضم��ن دوائ��ر‬ ‫المؤيدي��ن‪ ،‬لمحاكمة عاط��ف نجيب ابن خالة‬ ‫رأس النظ��ام والمس��ؤول المباش��ر عن قتل‬ ‫وتعذي��ب أطف��ال درع��ا‪ ،‬إال أن��ه ت��م تجاهل‬ ‫اس��تمرار لسياس��ة آل األسد‬ ‫كل النداءات في‬ ‫ٍ‬ ‫التي تكافئ القتلة‪ ،‬فم��ع انتهاء أعمال القتل‬ ‫والتروي��ع في س��وريا‪ ،‬عمدت الس��لطات إلى‬ ‫تعيين رفعت األس��د نائباً لرئيس الجمهورية‬ ‫لش��ؤون األم��ن القوم��ي‪ ،‬وضباط كب��ار في‬ ‫الجيش والمخابرات ج��رى منحهم رتب ًا أعلى‪،‬‬ ‫كم��ا تم تعيي��ن محاف��ظ حماة آن��ذاك محمد‬ ‫حرب��ة ف��ي منصب وزي��ر الداخلي��ة والقائمة‬ ‫تطول‪.‬‬ ‫لم يكتفي األسد بترفيع المجرمين بل أجبرت‬ ‫أجهزت��ه الطائفي��ة أهالي المدين��ة‪ ،‬صبيحة‬ ‫انتهاء األعمال الحربية على حمل صور حافظ‬ ‫األس��د‪ ،‬والخ��روج للهت��اف لمن قت��ل أهلهم‪،‬‬ ‫وه��دم مدينته��م‪ ،‬وانته��ك أعراضه��م على‬ ‫م��رأى اآلباء واإلخ��وة في ظاهرةٍ لم يش��هد‬ ‫التاريخ لها مثي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫وتعود شهادة أحد المشاركين من جنود األسد‬ ‫ف��ي المجزرة للت��داول على مواق��ع التواصل‬ ‫االجتماعي م��ع إحياء ذكرى المجزرة س��نوياً‪،‬‬ ‫حي��ث يصف أحد فصولها قائ� ً‬ ‫لا‪« :‬في مجزرة‬ ‫جام��ع الجدي��د دخلن��ا عل��ي الجام��ع فأخرجنا‬ ‫المصلين وقتلناه��م ومنهم من قتلناه داخل‬ ‫المس��جد‪ ،‬وحرقن��ا ذقونه��م وش��وا ربه��م‪،‬‬ ‫ومنهم من ضربنا بقسوة جدا على رؤوسهم‬ ‫بالبواري��د ووجوهه��م وأرجله��م ونصفعهم‬ ‫باللكم��ات والكف��وف‪ ،‬لق��د ض��رب ه��ؤالء‬ ‫المس��اكين بقس��وة ش��ديدة فمنهم تهش��م‬ ‫وجه��ه ومنهم من كس��رت يدي��ه ورجليه ألن‬ ‫بع��ض الضباط معه عص��ا غليظة وبعضهم‬ ‫تكسرت جماجمهم وأضالعهم قبل إعدامهم‬ ‫وك��ان عدده��م حوالي ‪ 70‬ش��خصاً منهم ‪15‬‬ ‫سنة و‪ 17‬و‪ 25‬و‪ 60‬و‪ 40‬من دون تفريق بين‬ ‫صغير أو كبير»‪.‬‬ ‫ويضيف في مكانٍ آخر‪« :‬استخدمت المدارس‬ ‫والمراف��ق العام��ة كمعتقالت‪ ،‬وش��هدت تلك‬ ‫الس��جون مج��ازر جماعية‪ ،‬منها م��ا حدث في‬ ‫أح��د الس��جون‪ ،‬إذ دخ��ل الل��واء عل��ي حي��در‬ ‫قائ��د الوح��دات الخاص��ة إلى الس��جن‪ ،‬وخاف‬ ‫المعتقل��ون ف��ي أح��د المهاجع مما ق��د يحل‬ ‫به��م بعد زيارت��ه فهتفوا بحيات��ه‪ ،‬فأمر لهم‬ ‫بطع��ام وبطانيات‪ .‬غير أن الس��جن كان تابع ًا‬ ‫لس��رايا الدفاع التي يقودها ش��قيق الرئيس‬ ‫رفعت األسد‪ ،‬فجاء جنود من السرايا يحملون‬ ‫رشاشاتهم وصرخوا في وجوه المعتقلين بأن‬ ‫«ال قائد إال الزعيم رفع��ت»‪ ،‬ثم فتحوا نيران‬ ‫الرشاش��ات عل��ى كل م��ن كانوا ف��ي المهجع‬ ‫وهم نحو ‪ 90‬شخصًا‪ ،‬فقتلوهم جميع ًا‪.‬‬ ‫وق��د وص��ل التعتيم عل��ى مجازر األس��د في‬ ‫حم��اه ح��د الفضيحة‪ ،‬إال أن مراس��ل صحيفة‬ ‫«ليبيراسيون» الفرنسية «سورج شاالندون»‬ ‫التسلل إلى مدينة حماة باسم مستعار‪ ،‬وكان‬ ‫أوّل صحافي أجنبي يدخل المدينة‪ ،‬ويسجّل‬

‫‪11‬‬


‫دندنات اندساسية‬

‫�شكر ًا‬ ‫زهران علو�ش‬ ‫دمشق ‪ -‬مازن دياب‬ ‫كراجات العباسيين بدمشق | شباط ‪2015‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫سارعت هبة لفتح هاتفها النقال مستعرضة‬ ‫ما يُنشر اآلن عن هذا األصوات المختلطة بين‬ ‫الصاعد والهابط والقذائف‪ ،‬الس��اعة السابعة‬ ‫والنص��ف ول��م تنم ي��وم أمس حت��ى مطلع‬ ‫الفج��ر‪ ،‬قب��ل أن تصل إل��ى التطبيق الخاص‬ ‫باألخب��ار ارتج منزلها من جدي��د كتلك الرجة‬ ‫الت��ي أيقظتها م��ن نومها‪ ،‬التي��ار الكهربائى‬ ‫مقطوع كالعادة في حي باب ش��رقي في مثل‬ ‫ه��ذا الوقت م��ن كل ي��وم‪ ،‬ق ّلب��ت الصفحات‬ ‫لتفه��م أن زه��ران علوش غ��رّد ببدء قصف‬ ‫العاصم��ة انتقام��اً لقصف النظ��ام للغوطة‪،‬‬ ‫أغلقت الجهاز حين س��معت صوت أمها تنادي‬ ‫عليه��ا وغادرت غرفتها باتج��اه الصالون حيث‬ ‫اجتم��ع من ف��ي البيت عل��ى غير الع��ادة في‬ ‫ه��ذا الوقت م��ن النه��ار‪ ،‬نه��رت األم الجميع‬ ‫ب��أن ال أحد س��يغادر الي��وم المن��زل‪ ،‬بانتظار‬ ‫معرف��ة ما يجري‪ ،‬فس��خر األب من كالم األم‬ ‫"معرفة ما يجري؟ منذ أربع س��نوات تحاولين‬ ‫ذلك ولم تفهم��ي ما يجري؟ هبة توجهت إلى‬ ‫غرفتها من جديد الرتداء مالبس��ها استعداداً‬ ‫للخروج مستغلة الخالف الذي سيتصاعد بين‬ ‫والديه��ا ومتذرع��ة بامتحان الجامع��ة‪ ،‬عادت‬ ‫إلى الصالون حي��ث كان والداها قد وصال في‬ ‫الحديث ال��ذي تحول إلى ش��جار‪ ،‬إلى النقطة‬ ‫الت��ي يكرر أنها منذ أربع س��نوات "مؤامرة أم‬ ‫ث��ورة" يجب عليها الطالق‪ ،‬فكرت وهي تغلق‬ ‫الباب خلفها‪.‬‬ ‫منذ أس��ابيع ب��ات من الصعب أن تجد وس��يلة‬ ‫نقل من باب شرقي إلى البرامكة‪ ،‬السائقون‬ ‫ينف��ذون إضراب��اً غي��ر معل��ن وب�لا مطال��ب‬ ‫واضح��ة‪ ،‬يبقون في منازلهم بعد رفع س��عر‬ ‫الم��ازوت والخب��ز‪ ،‬قل��ة منهم يعمل��ون على‬ ‫الخطوط بتس��عيرة يحددونه��ا وفي بورصة‬ ‫األس��عار الخاص��ة بالس��وق الس��وداء‪ ،‬اليوم‬ ‫الوضع مختلف‪ ،‬الش��وارع فارغة‪ ،‬والس��يارات‬ ‫قليل��ة‪ ،‬انتظ��رت خم��س دقائ��ق ك��ي يصل‬ ‫ميك��رو إليها‪ ،‬صحيح أنه طلب منها خمس��ين‬ ‫ليرة كأج��رة نق��ل‪ ،‬لكنها ممتن��ة للراحة في‬ ‫الس��يارة التي تركبها مع شاب أخر فقط فيما‬ ‫بقي��ة المقاع��د فارغة‪ ،‬المذي��اع يبث األغاني‬ ‫الوطنية‪ ،‬وأصوات القصف المضاد تتعالى‪.‬‬ ‫بي��ن كل قذيفة وقذيفة بضع ثوان‪ ،‬األصوات‬ ‫المرافق��ة مناس��بة لح��ال المدين��ة‪ ،‬الدخ��ان‬ ‫يتصاعد م��ن بعيد لكنه لم يع��دّ يعني أحد‪،‬‬

‫تذك��ر أن��ه قبل ثالث س��نوات م��ن اآلن كانت‬ ‫الناس تح��دق في الدخان البعي��د‪ ،‬وتتهامس‬ ‫حول��ه‪ ،‬اليوم حت��ى هي تش��يح بنظرها عنه‬ ‫غي��ر مكترث��ة‪ ،‬حت��ى ل��و ك��ان يتصاع��د من‬ ‫منطقة في قلب دمشق‪.‬‬ ‫س��ريع ًا وصل��ت للجامع��ة‪ ،‬زمن قياس��ي لم‬ ‫يس��جل منذ ما قبل الح��رب‪ 20 ،‬دقيقة‪ .‬لماذا‬ ‫قال��ت الحرب؟ هذا بال ش��ك تأثير والدتها بها‪،‬‬ ‫فل��و كانت متأثرة بوالده��ا لكانت قالت ثورة‪،‬‬ ‫هي تح��ب والدها أكثر لكنها أكث��ر خوفاً منه‬ ‫وهذا طبع اكتس��بته من والدتها‪ ،‬التي ال تزال‬ ‫تجاه��ر بكرهه��ا للمعارضة من ب��اب الخوف‬ ‫فق��ط‪ ،‬فيما يجاه��ر الوال��د بكره��ه للنظام‬ ‫ليس من باب الش��جاعة‪ ،‬بل م��ن باب الظلم‬ ‫الذي عاش��ه طوال س��نين حياته‪ ،‬لم تكن قد‬ ‫تمكن��ت من تحلي��ل حي��اة أبويها أكث��ر حين‬ ‫س��معت صفيراً لم يعطها وقتًا كافيًا للتفكير‬ ‫بس��ببه حتى تحول إلى انفجار كبير‪ ،‬جعل ال‬ ‫وعيه��ا يس��يطر عليها فتلقي بجس��دها على‬ ‫األرض كم��ا القل��ة م��ن الطلبة م��ن حولها‪،‬‬ ‫قذيف��ة‪ ..‬قذيفة صاحت األلس��ن م��ن حولها‪،‬‬ ‫وقفت من جديد م��ن دون أي فضول لمعرفة‬ ‫مك��ان س��قوط القذيفة‪ .‬وتابعت الس��ير نحو‬ ‫المدرج الذي من المفترض أن تقدم االمتحان‬ ‫فيه‪ ،‬لن أنجح في المادة خاطبت نفسها‪ ،‬فلم‬ ‫أدرس ولم أحضرها‪ ،‬م��ن يفكر بالتخرج من‬ ‫قسم علم االجتماع في بلد كهذا؟‪.‬‬ ‫فهم��ت ف��ي الم��درج أن االمتح��ان ق��د ألغي‬ ‫بس��بب "األوضاع األمنية" هكذا ق��ال المعّيد‬ ‫في قس��مها‪ ،‬بغي��ر اهتم��ام غ��ادرت المدرج‬ ‫واتجه��ت إلى مقهى الجامعة لتش��رب القهوة‬ ‫وتراقب الطلبة لعل وس��يم ًا بينهم‪ ،‬كم أحبت‬ ‫وس��يم وكانت جاهزة للهروب معه‪ ،‬لكنه بات‬ ‫ش��بيحًا اليوم‪ ،‬ش��بيح؟ هذه الكلمة من تأثير‬ ‫أب��ي‪ ،‬قالت تحدث نفس��ها‪ ،‬هو من توقف عن‬ ‫حبي ولست أنا‪ ،‬قال لها إن الظروف الحالية ال‬ ‫تسمح باستمرار حبهما‪ ،‬ذلك السافل الجميل‬ ‫كما بقيت تسميه منذ غادرها هاجراً من دون‬ ‫وصال س��ابق‪ ،‬بات يرتدي مالبس عس��كرية‬ ‫في حرم الجامعة‪ ،‬ويكتب التقارير بالطالب‪.‬‬ ‫من الطبيع��ي أن يكون المس��يحيون مواالة‪،‬‬ ‫الجملة التي ترددها أمها بش��كل ش��به دائم‪،‬‬ ‫فقد هدموا كنائسنا وقتلوا واختطفوا النساء‬

‫واألطف��ال في حم��ص‪ ،‬تضي��ف األم لها كل‬ ‫ي��وم تقريب��اً‪ ،‬فيما يق��ول لها والدها أس��ماء‬ ‫وج��وه المعارضة من المس��يحيين‪ ،‬ميش��يل‬ ‫كيلو وج��ورج صبرا ومي س��كاف‪ ،‬ويروي لها‬ ‫قصص عن معتقلين مس��يحيين في سجون‬ ‫األسد‪ ،‬ترعبها الجملة األخيرة‪ ،‬سجون األسد!‬ ‫ل��م تنطق به��ذه الجملة يوماً م��ع أنها فكرت‬ ‫به��ا كثيراً‪ ،‬هل من المهم النطق بها؟ ثم إلى‬ ‫أي المعس��كرين تنتم��ي ه��ي؟ المعارضة أم‬ ‫المواالة؟ اقتربت الساعة من التاسعة المقهى‬ ‫مغلق بسبب "األوضاع األمنية" ال تريد العودة‬ ‫إلى المنزل اآلن‪.‬‬ ‫بما أن الطرقات فارغة والمواصالت ميس��رة‪،‬‬ ‫من الجيد أن تتجول في دمش��ق التي تقصف‬ ‫من��ذ أكث��ر من س��اعة‪ ،‬تح��ب أن تفع��ل ذلك‬ ‫وكأنه��ا ت��ودع دمش��ق‪ ،‬اس��تقلت أول ميكرو‬ ‫مرّ من أمامها "مزة جبل كراجات" س��يخترق‬ ‫ش��ارع الثورة وشارع بغداد أو أتستراد العدوي‬ ‫وينتهي به المطاف في كراجات العباس��يين‪،‬‬ ‫المذياع ال يزال يبث األغاني الوطنية‪ ،‬الجيش‬ ‫والقائد والدماء التي سنس��فكها لكليهما في‬ ‫أغ��ان رديئ��ة ال تناس��ب ذوقها لكنها تناس��ب‬ ‫الس��ائق على هذا الخط‪ ،‬الذي طلب منها ‪75‬‬ ‫ليرة فدفعت وراقبت المش��هد في الش��وارع‪،‬‬ ‫لم تصدق أن بعض طالب المدارس استغلوا‬ ‫"األوضاع األمني��ة" ليلتق��وا بمحبوباتهم في‬ ‫الزوايا‪.‬‬ ‫في الكراج��ات كان المش��هد أكثر ه��دوءاً‪ ،‬ال‬ ‫قذائ��ف طالت ه��ذا الش��ارع‪ ،‬وحده��ا بعض‬ ‫الس��يارات موج��ودة هن��ا‪ ،‬المس��افرون قل��ة‬ ‫لكنه��م موج��ودون‪ ،‬ترجل��ت م��ن الميك��رو‪،‬‬ ‫وراقب��ت المك��ان‪ ،‬الحديق��ة الت��ي تتوس��ط‬ ‫الش��ارع كان ينام فيها عدد من المتش��ردين‬ ‫أو المس��افرين إلى محافظات الش��مال ريثما‬ ‫يحي��ن موعد رحالته��م‪ ،‬هنا ك��ان أول موعد‬ ‫غرامي لها‪ ،‬أي نجاح ستالقيه قصة حب بدأت‬ ‫من قاع المدينة؟ لم تكن تحفظ اسم الميكرو‬ ‫الذي م��ن الممكن أن ينقلها إلى باب ش��رقي‬ ‫من هن��ا‪ ،‬صوت صفي��ر جدي��د‪ ،‬يتبعه صوت‬ ‫انفج��ار‪ ،‬ث��م انفجار مض��اد‪ ،‬ته��رول الناس‬ ‫قلي� ً‬ ‫لا‪ ،‬ثم تع��ود حركتهم إل��ى طبيعتها غير‬ ‫الطبيعية أص ً‬ ‫ال‪ ،‬لو أن دمشق بال سكان هكذا‬ ‫كل ي��وم‪ ،‬قالت لنفس��ها‪ ،‬لو اس��تطعت لقلت‬ ‫"شكراً زهران علوش"‪.‬‬


‫وء ُد يف مهدها‪ ،‬و"العربي" تكرر املكرر‬ ‫"العرب" ُت َ‬ ‫عامر محمد‬

‫ميديا‬

‫شهرين في بث كامل وداخلي‪.‬‬ ‫ف��ي المقاب��ل اس��تمرت العرب��ي ف��ي البث‪،‬‬ ‫القن��اة الت��ي تع��ود لمجموع��ة م��ن رج��ال‬ ‫األعم��ال العرب‪ ،‬تحمل نفس��ًا مصري�� ًا مبالغًا‬ ‫به‪ ،‬لدرجة تجعل المش��اهد يسأل عن جدوى‬ ‫االس��م "العربي" في وقت كان من المناس��ب‬ ‫فيه تس��ميها بـ "المصري" مما سيناسب عدد‬ ‫الم��رات التي يتكرر فيها ب��ث جملة "ثورة ‪٢٥‬‬ ‫يناي��ر" إذ تتخلل كل البرام��ج والفقرات‪ ،‬فيما‬ ‫خصص��ت القناة برنامج��ا يومي��اً كام ً‬ ‫ال حمل‬ ‫اسم "بتوقيت القاهرة" يناقش طبعاً القضية‬ ‫المصرية‪.‬‬ ‫ومع أن القناة تحمل كل هذا االهتمام بمصر‪،‬‬ ‫فم��ن العبث��ي أن تناقش كل الخب��ر المتعلق‬ ‫بأرض الكنان��ة بذات اللغة الت��ي تطرح فيها‬ ‫عب��ر اإلع�لام المص��ري الرس��مي والخ��اص‬ ‫وأغل��ب اإلعالم العربي‪ ،‬الذي ي��رى أن الثورة‬ ‫اس��تمرت في مصر وليس هن��اك من انقالب‬ ‫اب��داً‪ ،‬فيم��ا تعتبر أن كل من��دد باالنقالب هو‬ ‫خائ��ن ال يس��تحق الوق��ت والجه��د‪ ،‬فم��ا هو‬ ‫الجدي��د ال��ذي س��تضيفه قن��اة إخبارية جمد‬ ‫له��ا كل هذا المال‪ ،‬ولماذا س��يهتم المش��اهد‬ ‫العربي بمعلومات م��ن الممكن له أن يتابعها‬ ‫إن لم يكن متخماً بها‪ ،‬عبر قناة بلوغو مختلف‬ ‫فقط‪ ،‬لوغو يرقص حول��ه عرب من المحيط‬ ‫إلى الخليج "كما يظهر في إعالن على القناة"‪.‬‬

‫بالعودة لقناة العرب التي لم يتمكن المشاهد‬ ‫حتى م��ن معرفة موقف القائمي��ن عليها من‬ ‫القضي��ة الس��ورية‪ ،‬فق��د ق��ال مدي��ر القناة‬ ‫جمال خاش��قجي قبل انط�لاق بثها الذي وئد‬ ‫بعد ساعات‪ ،‬إن القناة س��تكون منفتحة على‬ ‫جميع التيارات السياس��ية في العالم العربي‪،‬‬ ‫وبأنه "غير محظور استضافة أي أحد"‪ ،‬مشيراً‬ ‫إلى س��ؤال أحد الزمالء لألمير ح��ول إمكانية‬ ‫اس��تضافة ش��خصية من اإلخوان المسلمين‬ ‫في "العرب"‪ ،‬وكانت إجابة األمير "بالطبع"‪.‬‬ ‫علمي��اً تبدو الجزيرة م��ع العربية قد نجتا من‬ ‫جديد من وصول أي منافس جديد لهما‪ ،‬علمًا‬ ‫أن قناة‪ BBC‬عربية تتخطى القناتين في بلد‬ ‫مث��ل مصر‪ ،‬إال أنهما تس��يطران على س��وق‬ ‫األخبار ف��ي بلدان المش��رق العربي بش��كل‬ ‫تام‪ ،‬هذا بالطبع إلى جانب قنوات محلية يهتم‬ ‫به��ا المواطن العربي لمعرف��ة بعض األخبار‬ ‫الت��ي ال تنقل عل��ى القناتين معًا‪ ،‬وسياس��يًا‬ ‫تب��دو البحرين التي تش��هد ما يصفه البعض‬ ‫بالث��ورة‪ ،‬فش��لت في إثبات اس��تقالل اإلعالم‬ ‫فيه��ا‪ ،‬ولع��ب دور نظام الحك��م الديمقراطي‬ ‫الذي يتمك��ن الناس فيه من قول ما يريدون‪،‬‬ ‫فال مؤش��ر اليوم عل��ى عودة القن��اة رغم أن‬ ‫موقعها اإللكتروني الذي أطلق قبل يوم واحد‬ ‫من البث ال يزال يعمل كما هو مخطط له‪.‬‬

‫ف��ي برنامج «خريب��ة لعيبة» على رادي��و راية‪ ،‬دعانا‬ ‫المق��دم ف��ي حلق��ة ‪ 7‬ش��باط ألن نجهز أنفس��نا‬ ‫لمب��اراة لن ننس��اها‪ ،‬من الكاس��يكو اإلس��باني‪،‬‬ ‫مطعمًا كالمه بجمل من مثل «إلهي وأنت جاهي‬ ‫ينطقو اإلس��بانية لتولع من جديد‪ ..‬و»بش��رفي‬ ‫بش��رفي نهف��ة هالولد» ث��م رد المخ��رج عليه‬ ‫بمقط��ع صوتي من «ضيعة ضايعة»‪ ..‬واس��تمر‬ ‫البرنامج وشعرنا أن‪ :‬سوريا بخير‪.‬‬ ‫•••‬ ‫قالت مذيعة البرنامج الصباحي في إذاعة ش��ام إف أم القريبة من‬ ‫النظام وتبث من دمش��ق‪ ،‬أن شعار حلقتها يوم الخميس الماضي‬ ‫ه��و «إيدك وما تعصي أبو ال��زوز» في ما قالت إن��ه تحدٍّ لزهران‬ ‫عل��وش ال��ذي كان ق��د أعلن قص��ف مواق��ع في دمش��ق في ذات‬ ‫اليوم‪ ،‬واس��تمرت المذيعة في تكرار الجملة قبل أن يسقط عشرة‬ ‫صواريخ في منطقة المزة التي تبث منها اإلذاعة‪.‬‬

‫برنام��ج أي��ام اللولو مع هني الس��يد‪ ،‬يعال��ج ظواهر وقضايا‬ ‫سورية وتطورها عبر الزمن في سوريا‪ ،‬ويستقبل ضيوف‬ ‫من اختصاص��ات مختلفة ال يظهرون كثي��را في اإلعالم‬ ‫اليوم‪ ،‬كل سبت الثامنة والنصف على راديو سوريالي‬ ‫•••‬ ‫«ام��رأة س��ورية» برنام��ج جديد عل��ى راديو ال��كل يناقش‬ ‫قضايا المرأة السورية في الداخل ودول اللجوء‪ ،‬مع معنين‬ ‫مباشرين‪ ،‬كل خميس السابعة مساء على راديو الكل‪.‬‬ ‫•••‬ ‫«س��لفي» برنامج ناقد وجريء بقالب كوميدي‪ ،‬يكتبه مالك أبو الخير‪،‬‬ ‫وتق��ول عنه اإلذاع��ة إن اآلراء الواردة فيه ال تعبر عن رأيها‪ ،‬يومي ًا عند‬ ‫الرابعة ظهراً على راديو أورينت‪.‬‬ ‫•••‬ ‫برنام��ج خلون��ي س��اكت‪ ،‬برنامج س��اخر يعال��ج تفاصيل م��ن الحياة‬ ‫السورية بقالب كوميدي ساخر يقدمه عمرو مولوي كل أربعاء التاسعة‬ ‫مساء على راديو روج‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫هيك �سمعنا‬

‫هيك رح ن�سمع‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬

‫م��ا ظه��ر حت��ى اآلن من األي��ام األول��ى للبث‬ ‫المباشر لقناتي العرب "انطلقت في ‪ 1‬شباط"‬ ‫و"العربي" انطلقت ف��ي الثالث منه" ال يوحي‬ ‫أبداً بأن الهدف المعلن لكليهما وهو المنافسة‬ ‫في الفضاء اإلخب��اري العربي وتحديداً قناتي‬ ‫الجزيرة والعربية اللتان تسيطران على الخبر‬ ‫في العالم العربي بشكل شبه كامل‪ ،‬ما ظهر‬ ‫ال يوح��ي أبداً ب��أن المنافس��ة ممكنة أو حتى‬ ‫قابل��ة للمسّ‪ ،‬بالذات م��ع ما تعرضت له قناة‬ ‫العرب من إغالق غير مبرر بعد أربع وعشرين‬ ‫ساعة من انطالقها‪ ،‬حيث قالت إن السبب هو‬ ‫خلل فني وإداري حس��ب ما ظهر على شريط‬ ‫شاشاتها‪.‬‬ ‫الع��رب‪ ،‬التي يمولها الملياري��ر العربي الوليد‬ ‫بن طالل‪ ،‬ب��دأت بثها من العاصمة البحرينية‬ ‫المنام��ة‪ ،‬بعد أش��هر م��ن التحضي��ر‪ ،‬ليكون‬ ‫أول خب��ر ف��ي نش��رتها األولى ع��ن األوضاع‬ ‫السياس��ية ف��ي البحري��ن‪ ،‬غذت��ه بلق��اء مع‬ ‫مع��ارض بحرين��ي تح��دث ع��ن "مظلومي��ة‬ ‫ش��يعية"‪ ،‬قبل أن تنتقل ألخب��ار أخرى عربية‬ ‫في مجملها‪ ،‬س��اعات قبل قط��ع البث‪ ،‬وعودة‬ ‫اإلعالنات الترويجية لبرامج من المفترض أن‬ ‫يقدمها إعالميون عرب منهم مذيعة الجزيرة‬ ‫ليلى الش��يخلي ومذيع ‪ BBC‬ط��ارق الناصر‪،‬‬ ‫مع وعود بالقصة التي تهم المشاهد‪.‬‬ ‫ما يتداول��ه إعالميون اليوم‪ ،‬يقول إن مجلس‬ ‫التع��اون الخليجي ه��و من أمر بإيق��اف البث‬ ‫المباش��ر للقن��اة‪ ،‬ف��ي خط��وة مربك��ة ليس‬ ‫للقائمي��ن عليها فقط‪ ،‬بل للمش��اهد العربي‬ ‫ال��ذي لم يفهم مج��رى السياس��يات في دول‬ ‫الخلي��ج العربي‪ ،‬فالعالقة بي��ن البحرين مث ً‬ ‫ال‬ ‫والولي��د بن طالل من الواج��ب أن تكون على‬ ‫أحس��ن ح��ال‪ ،‬فمن المع��روف ع��ن واحد من‬ ‫أغن��ى أغني��اء العال��م أن��ه ال يق��دم على أي‬ ‫اس��تثمار جديد‪ ،‬إال بعد حصوله على ضمانات‬ ‫بأن المش��روع سيس��تمر‪ ،‬فيما يذهب أخرون‬ ‫للربط بين وصول األمير سليمان إلى كرسي‬ ‫الحكم في السعودية‪ ،‬وما يقال عن سياسيات‬ ‫جديدة ينوي المضي بها‪ ،‬وبين إغالق القناة‪،‬‬ ‫فيم��ا تقول نظري��ة ثالث��ة‪ ،‬إن س��بب إغالق‬ ‫القناة ليس سياس��ياً أب��داً‪ ،‬بل هو فع ً‬ ‫ال تقني‬ ‫بامتي��از‪ ،‬وإن كان من الصع��ب تصديق ذلك‬ ‫من مؤسسة بثت نشرات أخبار وبرامج طوال‬

‫‪13‬‬


‫هذه السلسلة بالتعاون مع‪:‬‬

‫املواطنة وانعدام اجلن�سية‬ ‫حقوق وحريات‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫إعداد المحامي فارس حسّان‬ ‫ترس��م المواطن��ة طبيع��ة العالق��ة بي��ن‬ ‫الف��رد المواطن والدولة الت��ي يعيش فيها‬ ‫فتحملها مس��ؤولية حمايته م��ن كل ضرر‬ ‫وأذى يه��دده من داخ��ل الب�لاد أو خارجها‪،‬‬ ‫مقابل تحديد واجباته ومسؤولياته تجاهها‬ ‫وتج��اه المجتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬وتتقاطع‬ ‫مع الجنس��ية ف��ي أكثر م��ن موضع خاصة‬ ‫من حيث الحقوق السياسية والجمعية التي‬ ‫يتمت��ع به��ا الفرد عندما يكتس��ب جنس��ية‬ ‫بل��د معي��ن مثل حقه ف��ي االنتخ��اب وفي‬ ‫ترش��يح نفس��ه للمناصب السياس��ية وفي‬ ‫تش��كيل الجمعيات الناطقة باسمه وباسم‬ ‫المجموع��ات التي ينتمي إليه��ا‪ .‬إال أن هذا‬ ‫الف��رد قد يك��ون منتمي��اً أساس�� ًا إلى هذا‬ ‫البل��د بحي��ث يتطابق االنتم��اء الوطني مع‬ ‫الجنسية أو قد يكون الفرد مهاجراً إلى بلد‬ ‫جديد فيكتسب جنس��يته بعد أن تتوافر له‬ ‫الشروط الضرورية للحصول عليها‪.‬‬ ‫وبالحدي��ث ع��ن الجنس��ية أح��د الركائ��ز‬ ‫القانونية الكتساب حقوق المواطنة برزت‬ ‫مؤخ��راً وم��ع تبع��ات األح��داث ف��ي العالم‬ ‫ً‬ ‫خاص��ة‪ ،‬ظاه��رة انعدام‬ ‫العرب��ي وس��وريا‬ ‫الجنس��ية وه��ي مصطل��ح قانوني يش��ير‬ ‫إل��ى الحال��ة الت��ي يعتب��ر فيها الش��خص‬ ‫غي��ر معترف ب��ه كمواط��ن ل��دى أي دولة‬ ‫بمقتضى تش��ريعها الوطن��ي حيث يعامل‬ ‫هذا الش��خص معاملة األجانب‪ .‬وقد جاءت‬ ‫أول معاه��دة دولي��ة لتعريف حال��ة انعدام‬ ‫الجنسية عام ‪ 1954‬في نيويورك ثم جاءت‬ ‫اتفاقية ع��ام ‪ 1961‬والتي دعت إلى العمل‬ ‫على خفض حاالت انعدام الجنسية‪.‬‬ ‫كم��ا نصت الم��ادة ‪ 7‬م��ن اتفاقي��ة ‪1989‬‬ ‫بش��أن حق��وق الطف��ل‪ ،‬والت��ي صادق��ت‬ ‫أن‪« :‬الطفل يجب‬ ‫عليه��ا أغلب الدول عل��ى َّ‬ ‫أن يس��جل ف��ور والدت��ه‪ ،‬ول��ه الح��ق منذ‬ ‫والدته ف��ي أن يكون له اس��م‪ ،‬ول��ه الحق‬ ‫في اكتس��اب جنس��ية» كم��ا تن��ص أيض ًا‬ ‫«أن ال��دول األطراف عليه��ا أن تكفل‬ ‫على َّ‬ ‫تنفيذ هذه الحقوق وفقاً لقانونها الوطني‬ ‫والتزاماتها بموجب الصك��وك الدولية ذات‬ ‫الصل��ة في هذا المجال‪ ،‬خاصة في الحاالت‬ ‫التي قد يصير فيها الطفل لوال ذلك عديم‬ ‫الجنسية»‪.‬‬ ‫وتع��رف المفوض��ة العليا لالجئي��ن انعدام‬ ‫الجنس��ية بم��ا يل��ي‪« :‬أن يكون الش��خص‬ ‫عديم الجنس��ية هو أن يعيش دون جنسية‬ ‫أو صف��ة المواطن��ة‪ .‬كما ينع��دم في هذه‬ ‫الحالة الرابط القانوني بين الدولة والفرد‪.‬‬ ‫ويواج��ه األش��خاص عديم��و الجنس��ية‬ ‫صعوب��ات عدي��دة ف��ي حياته��م اليومية‪:‬‬ ‫فمن الممكن أن يحرموا من الحصول على‬ ‫الرعاية الصحية والتعليم وحقوق الملكية‬ ‫والق��درة على التح��رك بحري��ة‪ .‬باإلضافة‬ ‫إلى احتمال تعرضهم للمعاملة التعس��فية‬ ‫والجرائم مثل االتجار بالبشر‪ .‬وقد يتسبب‬

‫تهميش عديمي الجنس��ية بخل��ق توترات‬ ‫ف��ي المجتم��ع ويمك��ن أن ي��ؤدي إلى عدم‬ ‫االس��تقرار على المس��توى الدول��ي‪ ،‬وفي‬ ‫حاالت قصوى‪ ،‬إلى نشوء نزاعات ونزوح»‪.‬‬ ‫وهناك نوعان من حاالت انعدام الجنس��ية‪:‬‬ ‫بحك��م القان��ون وبحك��م الواق��ع‪ .‬ال يعتبر‬ ‫األشخاص عديمو الجنسية بحكم القانون‬ ‫مواطنين وفق��ا لقوانين أي بلد‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ف��إن هن��اك ح��االت يمتلك فيها الش��خص‬ ‫جنسية بصفة رسمية‪ ،‬لكن هذه الجنسية‬ ‫تك��ون غير فعال��ة‪ ،‬وهذا ما يس��مى بحالة‬ ‫انعدام الجنس��ية بحكم الواقع‪ .‬وخير مثال‬ ‫على ذلك هو عندما يحرم الش��خص فعلي ًا‬ ‫من ممارس��ة الحقوق التي يتمتع بها جميع‬ ‫المواطني��ن‪ ،‬كالحق في الع��ودة إلى البالد‬ ‫واإلقامة فيها‪ .‬وقد يكون من الصعب تحديد‬ ‫الخط الفاصل بين انعدام الجنس��ية بحكم‬ ‫القانون وبحكم الواقع‪ .‬ويجد الماليين من‬ ‫الن��اس أنفس��هم في جمي��ع أنح��اء العالم‬ ‫عالقين في هذا الفراغ القانوني‪.‬‬ ‫كما نص اإلعالن العالمي لحقوق اإلنس��ان‬ ‫على حق كل فرد في التمتع بجنسية وعلى‬ ‫أن��ه «ال يجوز حرمان أي ش��خص تعس��ف ًا‬ ‫من جنس��يته‪ ،‬أو إنكار حقه ف��ي تغييرها‪،‬‬ ‫وبأن من حق كل إنس��ان التمتع بشخصية‬ ‫قانونية»‪.‬‬ ‫وق��د تفاقم��ت ظاه��رة عديمي الجنس��ية‬ ‫بحكم الواقع بشدة في سوريا حيث ولد منذ‬ ‫طفل سوري‬ ‫العام ‪ ،2011‬أكثر من ‪ 50‬ألف‬ ‫ٍ‬ ‫في المنفى في البلدان المجاورة‪ .‬وبموجب‬ ‫القانون الس��وري‪ ،‬ال تنتقل الجنس��ية إلى‬ ‫الطفل إال من خالل األب‪ .‬وفي خضم حرب‬ ‫حرم��ت مئات آالف األطفال الس��وريين من‬ ‫آبائهم‪ ،‬ازداد خطر انعدام الجنسية بصورة‬ ‫كبيرة‪.‬‬ ‫ويعود ذلك لعدم قدرة الالجئين السوريين‬

‫عل��ى تقدي��م وإب��راز الوثائ��ق المطلوب��ة‬ ‫لتس��جيل الوالدات‪ ،‬واش��تراط دول اللجوء‬ ‫إقام��ة قانونية م��ن أجل إتمام التس��جيل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إضاف��ة لإلجراءات التعس��فية الت��ي اتبعها‬ ‫النظام السوري وحرمان المواطنين الذين‬ ‫يقيمون خارج المناطق التي يسيطر عليها‬ ‫من تس��جيل أبنائهم في س��جالت األحوال‬ ‫المدنية‪.‬‬ ‫ويأتي انعدام الجنسية كنتيجة وأثر قانوني‬ ‫مباشر النعدام واقعة التسجيل في سجالت‬ ‫األحوال المدنية المعتمدة في الدولة‪ ،‬وفي‬ ‫حال عدم القيام بمثل هذا اإلجراء سيترتب‬ ‫عل��ى ذل��ك اس��تحالة إثبات نس��ب الطفل‪،‬‬ ‫فش��هادة ال��والدة المس��جلة رس��مي ًا تعتبر‬ ‫بمثاب��ة ضمان��ة جوهري��ة تكف��ل للطفل‬ ‫التمت��ع بكاف��ة الحقوق المنص��وص عليها‬ ‫في القوانين الوطنية ومن أهمها اكتس��اب‬ ‫الجنسية‪.‬‬ ‫ففي لبن��ان مث ً‬ ‫ال قام��ت المفوضي��ة العليا‬ ‫لش��ؤون الالجئي��ن بين ش��هري آذار ‪2013‬‬ ‫وآب ‪2014‬بعملي��ة مس��ح تناول��ت مس��ألة‬ ‫انعدام الجنسية‪ ،‬نتج عنها أن ‪ 30‬في المئة‬ ‫فقط م��ن األطفال الس��وريين المولودين‬ ‫في لبنان يحمل��ون وثائق والدة‪ ،‬واألطفال‬ ‫غي��ر المس��جلين معرضون بش��كل خاص‬ ‫النع��دام الجنس��ية‪ ،‬فم��ن غي��ر ش��هادات‬ ‫المي�لاد‪ ،‬فإنه��م يفتق��رون إل��ى األدوات‬ ‫األساس��ية الت��ي تثب��ت جنس��يتهم‪ .‬وق��د‬ ‫يُحرم هؤالء أيض ًا من إمكانية االس��تفادة‬ ‫من الرعاية الصحي��ة والتعليم‪ ،‬ويواجهون‬ ‫خطراً متزايداً من االستغالل‪ ،‬كاستغاللهم‬ ‫في تجارة الجن��س أو التبني غير القانوني‬ ‫أو عمالة األطفال‪.‬‬ ‫تعليق له على كارثة انعدام الجنسية‬ ‫وفي‬ ‫ٍ‬ ‫لألطف��ال الس��وريين ق��ال مدي��ر إدارة‬ ‫إن‬ ‫الحماية الدولية لدى مفوضية الالجئين ّ‬ ‫الكثيرين من األطفال الالجئين السوريين‬ ‫ّ‬ ‫يتمكنوا من الحصول على الوثائق التي‬ ‫لم‬ ‫تُثبت كونهم مواطنين س��وريين‪ .‬وأش��ار‬ ‫قائ� ً‬ ‫لا‪« :‬قد يبق��ى هؤالء األطف��ال عديمو‬ ‫الجنس��ية‪ ،‬إال في حال تمّ العثور على ّ‬ ‫حل‬ ‫لهذه المشكلة في وقتٍ الحق»‪.‬‬ ‫ف��ي ظل تعم��د النظ��ام إهمال مل��ف بالغ‬ ‫األهمية‪ ،‬كملف منح الجنسيات للمواطنين‬ ‫الس��وريين‪ ،‬وهو المل��ف المتنام��ي يومي ًا‬ ‫وال��ذي يت��رك بال��غ األث��ر على مس��تقبل‬ ‫الضحاي��ا أو ً‬ ‫ال‪ ،‬والمجتمع��ات المضيف��ة‬ ‫ثاني ًا‪ ،‬الب��د للهيئات المعارض��ة في الخارج‬ ‫م��ن أن تتحم��ل مس��ؤوليتها للتخفيف من‬ ‫وط��أة ه��ذا المل��ف بدءاً م��ن التش��اور مع‬ ‫المنظم��ات الدولي��ة المعني��ة وم��ع بل��دان‬ ‫اللجوء ومروراً باهتم��ام الحكومة المؤقتة‬ ‫به��ذا المل��ف ولي��س انته��ا ًء بالتوعي��ة‬ ‫اإلعالمية واالجتماعية والسياسية لالجئين‬ ‫السوريين‪.‬‬


‫خالد قنوت‬

‫ضباط الثورة السورية الكبرى ‪1925‬‬

‫التحول الكبري‬

‫النقطة االساسية هنا‪ ،‬أن يحدث التحول الكبير‬ ‫في مس��يرة الثورة السورية وفي تاريخ سورية‬ ‫بأن تتوحد القوى الوطنية والقوى الثورية على‬ ‫كامل مس��احة المنطقة الجنوبية‪ ،‬حوران‪ ،‬جبل‬ ‫الع��رب كنواة عمل سياس��ي وعس��كري وطني‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬

‫الح��ر والتنظيمات العس��كرية غي��ر المتطرفة‬ ‫ويحمل��ون همًا وطنيًا وليس همًا حصريًا‪ ،‬دينيًا‬ ‫أو طائفي��ًا أو عش��ائريًا إضافة ألنه��م يؤمنون‬ ‫ويعملون‪ ،‬إلى حد ما‪ ،‬بانضباط عسكري وليس‬ ‫بعفوية قد تكون قاتلة ومدمرة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬عم��ل النظ��ام دائم��ًا عل��ى إزك��اء الصراع‬ ‫الطائف��ي بين أهل ح��وران كس��نة وبين أهل‬ ‫جبل العرب كدروز والسيطرة على هذا الصراع‬ ‫من أجل منظومة اللعب على التوازنات الداخلية‬ ‫لتثبيت حكمه وزاد على الصراع الطائفي صراع‬ ‫مدني بين األشقاء بشكل حضر وبدو وقد تجلى‬ ‫ذل��ك في أحداث س��نة ‪ ،2000‬إضافة لمحاوالته‬ ‫الدؤوب��ة لتأجيج هذا الصراع مرات عديدة خالل‬ ‫الث��ورة الحالي��ة ولكن حكمة وعقالنية ش��رفاء‬ ‫المنطقتين اس��تطاعت أن تضيع الفرصة على‬ ‫النظام وأزالمه‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ق��درة الجبه��ة الجنوبية عل��ى التواصل مع‬ ‫الخ��ارج عن طري��ق الحدود الدولي��ة مع االردن‬ ‫وتواجد خزان بش��ري ثوري في مخيمات العزلة‬ ‫والذل هناك‪.‬‬ ‫‪ - 5‬قدرة أهل حوران على االعتماد الذاتي على‬ ‫أنفسهم في تأمين الحاجات الغذائية والحياتية‬ ‫له��م والحتضان الث��ورة والثوار لفت��رات زمنية‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬محدودية السيطرة والتحكم لقوى إقليمية‬ ‫أو دولي��ة عل��ى القوى السياس��ية والعس��كرية‬ ‫ف��ي الجبه��ة الجنوبي��ة وحت��ى قوى سياس��ية‬ ‫س��ورية ايديولوجي��ة دينية كتنظي��م االخوان‬ ‫المس��لمين وبعض الق��وى الديني��ة المتطرفة‬ ‫كجبهة النص��رة القاعدية‪ ،‬ذلك بحكم الطبيعة‬ ‫االنس��انية واالخالقية ألهل حوران وأهل جبل‬ ‫العرب‪ ،‬أيضًا‪.‬‬ ‫‪ - 7‬قدرة القوى السياسية والعسكرية لمنطقة‬ ‫ح��وران على التعامل وتحمل ع��بء وجود قوى‬ ‫متطرف��ة دينية وتحاش��ي المواجهة معها رغم‬ ‫كل التحرشات والتجاوزات التي تقوم بها جبهة‬ ‫النصرة وخاصة تحرشها بالقرى الدرزية‪.‬‬

‫يتبعه��ا مناط��ق الج��والن والقلم��ون وغوط��ة‬ ‫دمشق‪ ،‬كخطوة الحقة‪ .‬السؤال الحاسم اليوم‪،‬‬ ‫كيف؟‬ ‫‪ - 1‬قناع��ة جمي��ع م��ن يعم��ل عل��ى األرض‬ ‫ب��أن توحي��د الخط��اب الوطن��ي ه��و األس��اس‬ ‫في ه��ذه الخط��وة والبن��اء على تاري��خ وطني‬ ‫بي��ن المنطقتي��ن وإصرارهم��ا على الش��راكة‬ ‫ف��ي المصي��ر لصالح الوط��ن الس��وري وليس‬ ‫للمنطقتين وحسب‪.‬‬ ‫‪( - 2‬س��وريا أمنا) من أرق��ى وأجمل ما صدحت‬ ‫ب��ه حناجر أه��ل جبل الع��رب متمثلة بالش��يخ‬ ‫وحيد البلعوس‪ ،‬مسقطة بذلك مقولة علمانية‬ ‫نظام األسد وحمايته لألقليات والبناء على هذه‬ ‫الش��عار كمقول��ة (الدين هلل والوط��ن للجميع)‬ ‫وشعار (الشعب الس��وري واحد) الذي هتفت به‬ ‫حناجر أهل حوران وباقي المناطق السورية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ض��رورة لقاء القوى الوطني��ة والثورية في‬ ‫المنطقتين واتفاقهما على استراتيجية وطنية‬ ‫مطورة لبيان قائد الثورة السورية الكبرى ‪1925‬‬ ‫تخرج بقيادة موحدة وبيان موحد واس��تراتيجية‬ ‫وطنية واحدة موجهة لكل السوريين‪.‬‬ ‫‪ - 4‬حتمية التمويل الذاتي للثورة من منطقتين‬ ‫غنيتين بالموارد االقتصادية والبشرية والكوادر‬ ‫العلمية واالدارية والعسكرية مع خطاب إعالمي‬ ‫وطن��ي عقالني يخاط��ب الس��وريين ويخاطب‬ ‫العرب والعالم‪.‬‬ ‫‪ - 5‬وضع هيكليات قضائية وسياسية وعسكرية‬ ‫وأمنية قوية ومنضبطة في التعامل في االزمات‬ ‫الداخلية والخالفات الفردية والجماعية لها قدرة‬ ‫التدخل وف��ض النزاعات وفضح االختراقات من‬ ‫قبل النظام أو التنظيمات المتطرفة أو من قبل‬ ‫األجهزة االستخباراتية الدولية‪.‬‬ ‫‪ - 6‬التواص��ل مع القوى الوطني��ة والثورية في‬ ‫المناطق السورية كافة واستقطاب الشخصيات‬ ‫السياس��ية والعس��كرية واإلداري��ة الوطني��ة‬ ‫النخراطه��ا مع معركة تحرير س��ورية وتحقيق‬ ‫أهداف الثورة الوطنية‪.‬‬ ‫إن تحقي��ق هذا التح��ول‪ ،‬لن يك��ون فقط ذاك‬ ‫المنعط��ف الوطن��ي ال��ذي س��يوقف المأس��اة‬ ‫الدموية الس��ورية وحس��ب وإنما سيعيد الكيان‬ ‫الس��وري إل��ى جوه��ره الوطني ويس��حق عبث‬ ‫التنظيمات المتطرفة ويسحب البساط من تحت‬ ‫أقدام التدخالت االجنبية في سورية‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ف��ي ‪ 23‬تم��وز ‪ 1925‬ق��اد الزعي��م الش��عبي‬ ‫س��لطان األط��رش معركة الكف��ر‪ ،‬بالقرب من‬ ‫جبل العرب جنوب س��ورية‪ ،‬ضد قوات االحتالل‬ ‫الفرنس��ي‪ ،‬أبي��دت فيه��ا الحمل��ة الفرنس��ية‬ ‫الت��ي ح��ددت مهمتها بالقضاء عل��ى الثورة من‬ ‫مهده��ا‪ .‬المعرك��ة وإع�لان بي��ان الث��ورة الذي‬ ‫أصدره س��لطان األط��رش ونادى‪(:‬إلى الس�لاح‬ ‫إلى السالح أيها العرب)‪ ،‬حظي القبول واالجماع‬ ‫الوطني الس��وري وكان لش��عار الث��ورة (الدين‬ ‫هلل والوط��ن للجميع) الحاف��ز الكبير في توحيد‬ ‫صف��وف الس��وريين وف��ي توليه قي��ادة الثورة‬ ‫الس��ورية الكبرى في خطوة وطني��ة تنم على‬ ‫مدى الوع��ي والحنكة السياس��ية لقادة الحراك‬ ‫السياس��ي والعس��كري ضد المحتل الفرنس��ي‬ ‫متج��اوزاً مح��اوالت االحتالل اللعب عل��ى الوتر‬ ‫الطائفي والديني للمكونات السورية‪.‬‬ ‫كان��ت دع��وة قائ��د الث��ورة الس��ورية س��لطان‬ ‫األطرش واضحة وصريحة بقيام دولة س��ورية‬ ‫موحدة لكل الس��وريين وتعيين حكومة شعبية‬ ‫تجري انتخابات مجلس تأسيس��ي لوضع قانون‬ ‫أساسي يقوم على مبدأ س��يادة األمة المطلقة‬ ‫والقان��ون والعدل وحقوق االنس��ان التي نصت‬ ‫عليه��ا الثورة الفرنس��ية وقي��ام جيش وطني‪،‬‬ ‫وه��ذا م��ا ش��كل اس��تراتيجية الث��ورة وهدفها‬ ‫النهائي‪.‬‬ ‫قد ال نحتاج لفراسة المحللين السياسيين حتى‬ ‫نعتبر جميعنا‪ ،‬أن نظام األس��د ومنذ اس��تيالئه‬ ‫على السلطة في سورية‪ ،‬وهو يمارس سياسة‬ ‫دموية لنظلم االحت�لال‪ ،‬إذا قارنا بين ما قامت‬ ‫به م��ن مجازر وبي��ن ما قام به نظامي األس��د‬ ‫م��ن مج��ازر على كام��ل الت��راب الوطن��ي منذ‬ ‫س��نة ‪ 1970‬وحت��ى الي��وم‪ ،‬لنخلص الس��تنتاج‬ ‫منطق��ي للغاية بأن النظام األس��دي هو نظام‬ ‫احت�لال ال بل ه��و أوضع أن��واع االحتالالت التي‬ ‫شهدها العالم المعاصر ومن أجل ذلك يفترض‬ ‫أن تق��وم اس��س اس��تراتيجيتنا الحالي��ة عل��ى‬ ‫النض��ال والجه��اد ضد ه��ذا االحتالل األس��دي‬ ‫ونضع أهدافنا انطالقاً من مس��لمة أننا ش��عب‬ ‫ث��ار ضد محت��ل وهدفنا النهائي ه��و بناء دولة‬ ‫حرة مس��تقلة تحمل إلى حد كبير شعارات بيان‬ ‫الثورة السورية الكبرى عام ‪.1925‬‬ ‫عل��ى الخارطة الحالي��ة للثورة الس��ورية وبعد‬ ‫قيامه��ا من��ذ أرب��ع س��نوات‪ ،‬وم��ع كل المعارك‬ ‫المفكك��ة والمش��رزمة والمحدودي��ة اله��دف‬ ‫والنتائج‪ ،‬تبرز الجبه��ة الجنوبية كإحدى أفضل‬ ‫الس��احات الوطني��ة القابل��ة ألن تك��ون المكان‬ ‫المناس��ب إلعالن قيام الثورة الس��ورية الكبرى‬ ‫بنسختها الوطنية ‪ 2015‬وذلك لألسباب التالية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الث��ورة الس��ورية ‪ 2011‬انطلق��ت من درعا‬ ‫مرك��ز منطقة حوران التي كان��ت تعتبر لعقود‬ ‫خزان قومي عربي استفاد منه حزب البعث في‬ ‫بناء قواعده الشعبية واس��تفاد النظام األسدي‬ ‫ف��ي بناء منظوم��ات أمنية قمعي��ة لباقي افراد‬ ‫الش��عب الس��وري ولذل��ك كان من حس��ن حظ‬ ‫السوريين أن تنطلق الثورة من حوران ومطالبة‬ ‫أهلها بالحرية والكرامة لكل السوريين‪.‬‬ ‫‪ - 2‬بحك��م انضم��ام أه��ل ح��وران للمنظومة‬ ‫العس��كرية واألمني��ة للنظ��ام الس��وري‬ ‫وانش��قاقهم ع��ن ه��ذه المنظوم��ة بع��د قيام‬ ‫الثورة انتصاراً ألهله��م وألخالقهم ووطنيتهم‬ ‫فإن الكثير منهم يعملون ضمن صفوف الجيش‬

‫وجهة نظر‬

‫حوران وجبل العرب‬ ‫من الثورة ال�سورية الكربى ‪� 1925‬إىل الثورة ال�سورية ‪2011‬‬

‫‪15‬‬


‫وجوه من وطني‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫�سنحاريب القرن الع�شرين‬ ‫اجلرنال �آغا بطر�س ‪1932 - 1880‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫يمث��ل اآلش��وريون أح��د رواف��د ومقوم��ات‬ ‫الش��خصية الس��ورية الحديث��ة‪ ،‬إذ يش��كلون‬ ‫المجموعة العرقية األقدم في المنطقة‪ ،‬وهم‬ ‫أقدم الش��عوب التي اعتنقت المسيحية وذلك‬ ‫ابت��دا ًء من الق��رن األول الميالدي‪ ،‬فس��اهموا‬ ‫ف��ي تطور هذه الديانة الهوتي ًا ونش��رها في‬ ‫مناطق آس��يا الوس��طى والهند والصين‪ ،‬كما‬ ‫يتميزون بلغتهم األم «الس��ريانية» وهي لغة‬ ‫س��امية شمالية شرقية نش��أت كإحدى لهجات‬ ‫اآلرامية في مدينة الرها‪.‬‬ ‫واالعتق��اد الس��ائد ل��دى الباحثي��ن ه��و أن‬ ‫اآلش��وريين الحاليي��ن انح��دروا أص� ً‬ ‫لا م��ن‬ ‫اآلش��وريين الذي��ن كون��وا اإلمبراطوري��ة‬ ‫اآلش��ورية‪ ،‬وفي مقدمهم «هنري س��اغس»‬ ‫أح��د أه��م علم��اء اآلش��وريات وال��ذي يقول‪:‬‬ ‫«س��قوط اإلمبراطوري��ة اآلش��ورية ل��م يعن‬ ‫نهاي��ة ش��عبها‪ ..‬عم��ل ه��ؤالء ف��ي الزراع��ة‬ ‫وأصبحوا مسيحيين بعد سبع أو ثمان قرون»‪.‬‬ ‫ولد بط��رس إيليّا ملك ش��ليمون ّ‬ ‫يَقيرا‪ ،‬عام‬ ‫‪ ،1880‬ف��ي منطقة ب��از اآلش��ورية «التركية‬ ‫حالي ًا» لعائلة ميس��ورة الح��ال وتلقى علومه‬ ‫األولية في مدرس��ة المبش��رين ف��ي مدينته‪،‬‬ ‫لينتقل بعدها إلى أورميا ش��مال إيران ويتابع‬ ‫تعليم��ه في مدرس��ة المبش��رين أيض��اً‪ ،‬عاد‬ ‫بعدها إل��ى باز معلماً في إحدى القرى‪ ،‬إال أنه‬ ‫ل��م يتابع عمل��ه في التدري��س واتجه ألعمال‬ ‫التج��ارة بين إي��ران وأمريكا‪ ،‬وقد س��محت له‬ ‫تج��ارة الس��جاد بين الش��رق وأمريك��ا بزيارة‬ ‫ً‬ ‫وخاصة باريس‬ ‫العواصم األوروبية الناهضة‪،‬‬ ‫حيث تبلورت هناك مبادئ الثورة الفرنسية‪.‬‬ ‫وك��ان لفكر الث��ورة الفرنس��ية ال��دور األكبر‬ ‫لتح��رر آغ��ا بطرس من المؤسس��ة الكنس��ية‬ ‫العش��ائرية الراس��خة في منطقته نحو رؤية‬ ‫قومية أش��مل وأوس��ع تتوافق م��ع المفاهيم‬ ‫الحديث��ة للقومي��ة وضرورة تجس��يد هويتها‬ ‫في كيان سياس��ي مس��تقل وخاص بها بعيداً‬ ‫ع��ن كل االعتب��ارات الطائفي��ة والعش��ائرية‬ ‫والنفعية‪.‬‬ ‫ت��زوج م��ن الس��يدة رزيف��ة رمزي باش��ا ابنة‬ ‫التاجر الكبي��ر والقنصل التركي ف��ي أورميا‪،‬‬ ‫وخالل أس��فاره أتقن بطرس لغ��اتٍ عدة إلى‬ ‫جان��ب لغت��ه األم وهي اإلنكليزية والروس��ية‬ ‫والفرنس��ية والعربية وكالفارس��ية والتركية‬ ‫ُ‬ ‫والكردية واأليزيدية‪.‬‬ ‫اتقان��ه للغ��ات وصالت��ه الواس��عة داخ��ل‬ ‫المجتم��ع اآلش��وري أهلته للعم��ل عام ‪1906‬‬ ‫ف��ي القنصلية التركية ف��ي أورميا وبعد وفاة‬ ‫رم��زي باش��ا صار آغ��ا بطرس قنص��ل تركيا‬ ‫الفخري ف��ي أورميا‪ ،‬ومنح صالحيات واس��عة‬ ‫بمنح الجوازات وس��مات الدخول وقد بقي في‬ ‫منصبه حتى قبل نش��وب الحرب بين روس��يا‬ ‫والدولة العثمانية عام ‪1914‬م‪.‬‬ ‫مع بداية المذابح بحق اآلش��وريين انش��ق آغا‬ ‫بطرس عن خدمة السلطنة العثمانية‪ ،‬وتجمع‬ ‫حوله عدد كبير من اآلش��وريين الذين خاضوا‬ ‫بقيادت��ه العدي��د م��ن المع��ارك ض��د القوات‬

‫اإليرانية وقوات العش��ائر ُ‬ ‫الكردية التي كانت‬ ‫تقاتل اآلشوريين واألرمن بدعم من الحكومة‬ ‫التركية‪.‬‬ ‫وكان��ت خطة بط��رس آغا تتضم��ن التحَرُّك‬ ‫م��ن جبال كردس��تان إلع��ادة الس��يطرة على‬ ‫«باز» اآلش��ورية في تركيا وأورمْيا في إيران‪.‬‬ ‫بع��د أن طردت تركيا اآلش��وريين من هكاري‬ ‫وأورْميا في عملية عس��كرية رسمية مُع َلنة‪.‬‬ ‫إال أن اآلش��وريين حالهم ح��ال العرب تعاونوا‬ ‫م��ع بريطاني��ا لني��ل مطالبه��م المش��روعة‬ ‫م��ن الس��لطنة العثمانية‪ ،‬بينم��ا كانت األولى‬

‫تس��تخدمهم لتحقيق مصالحها االس��تعمارية‬ ‫في المنطقة غير عابئة بقضاياهم المحقة‪.‬‬ ‫م��ع فش��ل محاوالت��ه الس��ترجاع األرض من‬ ‫األتراك توجه إلى العراق حيث األعداد الكبيرة‬ ‫م��ن المهاجري��ن اآلش��ور‪ ،‬وقد اس��تقبل عام‬ ‫‪ 1920‬اس��تقبال المل��وك‪ ،‬ون��ال العدي��د من‬ ‫األوس��مة لبس��الته واقدامه في المعارك التي‬ ‫قادها ضد إيران وقوات العش��ائر ُ‬ ‫الكردية في‬ ‫تركيا‪.‬‬ ‫ف��ي الع��راق ب��دأ محاوالت��ه لط��رح القضية‬ ‫اآلش��ورية ف��ي المحاف��ل الدولي��ة‪ ،‬كما عمل‬ ‫على توحيد االش��وريين والكل��دان واليزيدية‬ ‫للمطالب��ة بدول��ة آش��ورية مس��تقلة‪ ،‬كم��ا‬ ‫اتصل مع األكراد خصومه التاريخيين لكس��ب‬ ‫دعمهم‪.‬‬ ‫خ�لال إقامته في العراق ب��دأت الخالفات بينه‬ ‫وبين المؤسس��ة الكنس��ية‪ ،‬على خلفية كونه‬ ‫أول زعيم آش��وري قومي من خارج المؤسسة‬ ‫الكنس��ية ‪ -‬العش��ائرية ج��اوز ف��ي نضال��ه‬ ‫أط��ر البنية الفكري��ة واالجتماعي��ة التقليدية‬ ‫للمجتمع اآلش��وري نح��و آفاق قومية أش��مل‬ ‫وأوسع تتوافق مع المفاهيم الحديثة للقومية‪.‬‬ ‫توجه بط��رس العلماني وخلفيته الكاثوليكية‬ ‫أخ��اف رج��ال الكنيس��ة‪ ،‬وب��دأ الت��داول حول‬ ‫إخراجه من العراق لمصلحة الكنيس��ة واألمة‪،‬‬ ‫الذي ت��م فع� ً‬ ‫لا بالتواطؤ م��ع اإلنكليز‪ ،‬فنفي‬ ‫بش��كل مفاجئ‬ ‫فيها‬ ‫توفي‬ ‫الت��ي‬ ‫إلى فرنس��ا‬ ‫ٍ‬ ‫عام ‪ ،1932‬تارك��اً أحالمه التي لم تصمد في‬ ‫وج��ه الفك��ر اإلقصائ��ي العروبي ال��ذي طبع‬ ‫سياس��ات الدول العربية الناشئة حديثاً‪ ،‬والتي‬ ‫كان العنصر العربي ضحيتها أيض ًا شأنه شأن‬ ‫باقي المكونات في المجتمع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ق��ال آغ��ا بطرس يوم�� ًا‪« :‬لس��تٌ باكي��ا على‬ ‫وط��ن فقدت��هُ أو معرك��ة خس��رتها وال على‬ ‫أمة أهجرها وابتعد عنه��ا‪ ..‬لكنني أبكي على‬ ‫مستقبل أجيالنا القادمة‪.»..‬‬

‫حملة للك�شف عن م�صري بطلة العرب بال�شطرجن‬ ‫املعتقلة لدى النظام‬ ‫أطلق��ت الهيئ��ة العام��ة للرياض��ة والش��باب‬ ‫حملة على مواقع التواصل االجتماعي تطالب‬ ‫بالكش��ف عن مصير بطلة سوريا والعرب في‬ ‫الش��طرنج الدكت��ور راني��ا العباس��ي وزوجها‬ ‫وأطفالها الستة‪.‬‬ ‫وكانت قوات النظام اعتقلت العباسي وزوجها‬ ‫وأطفالها الستة قبل أكثر من عام ونص وأكد‬ ‫مدي��ر المكت��ب اإلعالمي ف��ي الهيئ��ة العامة‬ ‫للرياضة والش��باب عدم وجود أي��ة معلومات‬ ‫حول مصي��ر الدكتورة العباس��ي‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫كان اس��مها مدرج�� ًا على قوائ��م التبادل بين‬ ‫لواء عاصفة الش��مال والنظام الس��وري قبل‬ ‫نحو عام من اآلن‪.‬‬ ‫وأض��اف أبو الورد‪« :‬نحاول التواصل مع أقارب‬ ‫الدكت��ورة العباس��ي‪ ،‬ومعظمه��م ال يمتل��ك‬ ‫معلوم��ات لديه��م ح��ول مكانه��ا أو حالته��ا‬ ‫الصحية»‪.‬‬ ‫وناش��د أبو الورد «وس��ائل اإلع�لام الثورية»‬ ‫والناش��طين الس��وريين العاملين مع منظمة‬ ‫العف��و الدولية والمنظم��ات الحقوقية الدولية‬ ‫أن يدعم��وا الهيئ��ة ف��ي حملتها للكش��ف عن‬

‫مصير بطلة س��ورية والعرب والمتوسط في‬ ‫لعبة الشطرنج‪.‬‬ ‫جدي��ر بالذك��ر أن حوال��ي ‪ 72‬رياضيًا س��ورياً‬ ‫يقبعون في معتقالت النظام‪ ،‬في حين قضى‬ ‫تح��ت التعذيب أو نتيجة القصف كتر من ‪235‬‬ ‫ش��هيداً من الرياضيين‪ ،‬بينهم ‪ 13‬العبًا تحت‬ ‫سن ‪ 19‬عام‪.‬‬


‫الدكتور رفعت الأن�صاري‪ :‬حكايتي يف تل �أبيب‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫رفعت الأن�صاري‬

‫م��ن مواليد القاه��رة ع��ام ‪ ،1949‬التحق بالس��لك‬ ‫الدبلوماس��ي ب��وزارة الخارجية المصري��ة في عام‬ ‫‪ ،1974‬وتدرَّج في المناصب الدبلوماسية من ملحق‬ ‫إلى س��فير ممتاز‪ ،‬لمصر في كل من إريتريا‪ ،‬كينيا‬ ‫وسيشيل‪ ،‬ألبانيا‪.‬‬ ‫كم��ا َّ‬ ‫تقل��د منص��ب مدي��ر اإلدارة العام��ة لإلع�لام‬ ‫والصحاف��ة إلى حين تقاعده في نوفمبر ‪ ،2009‬ثم‬ ‫عمل كمستشار سياسي للسيد عمرو موسى‪ ،‬خالل‬ ‫الحمل��ة االنتخابي��ة الرئاس��ية‪ ،‬وحت��ى اآلن‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى عضويته في المكتب السياس��ي ورئاسته للجنة‬ ‫العالقات الخارجية بحزب الش��عب الجمهوري‪ ،‬وحتى‬ ‫تاريخ��ه‪ ،‬فض ًال ع��ن حصوله على درج��ة الدكتوراه‬ ‫في االقتصاد السياسي عام ‪.1991‬‬

‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬

‫إشارة إلى االس��تفادة القصوى من المعاهدة‪ ،‬بينما‬ ‫لم تستفد مصر سوى المقاطعات العربية‪ ،‬ويضيف‬ ‫«ال تزال قدرتنا على الرؤية محدودة‪ ،‬ولم نس��تطع‬ ‫االس��تفادة جيداً إما بس��بب الحي��اء القومي‪ ،‬أو عدم‬ ‫فه��م العقلية اإلس��رائيلية‪ ،‬وعدم فه��م التطورات‬ ‫الدولية والقومية»‪.‬‬ ‫كم��ا يفض��ح أس��لوب المخاب��رات االس��رائيلية في‬ ‫االغتياالت وتنفيذ العمليات العدائية وهو األس��لوب‬ ‫الذى لم يتغير رغم مرور الس��نين‪ ،‬ويعري المجتمع‬ ‫اإلس��رائيلي من خالل عالقاته الوطيدة التي أقامها‬ ‫مع اإلسرائيليين واإلس��رائيليات والتي استطاع من‬ ‫خاللها كش��ف مخطط��ات إس��رائيل العدائي��ة تجاه‬ ‫العرب‪ ،‬ولم تس��امحه أجهزة األمن اإلسرائيلي على‬ ‫هذا األم��ر فب��دأت بمطاردت��ه لالنتقام من��ه‪ ،‬لكن‬ ‫الس��لطات المصرية نجح��ت في إعادت��ه إلى مصر‬ ‫س��راً‪ ،‬وهو ما تحدث عنه تفصي ًال تحت عنوان «آخر‬ ‫يوم في تل أبيب»‪ ،‬حين س��افر عبر خطوط «سيناء‬ ‫للطي��ران»‪ ،‬وكانت عل��ى متن الطائ��رة‪ ،‬في حركة‬ ‫أمني��ة لطمأنت��ه‪ ،‬مضيف��ة مصرية حمل��ت بطاقة‬ ‫مكتوب عليها «من مص��ر ومن مصر للطيران البن‬ ‫مصر البار تقديراً لما قام به من أعمال»‪ ،‬وس��لمتها‬ ‫ل��ه وهو ما هز وجدانه كثيراً‪ ،‬كذلك س��لمته بطاقة‬ ‫أخرى فيها رقمها وهاتفه��ا وطلبت منه لقاءها بعد‬ ‫أسبوع‪ ،‬وبعد س��اعات من وصول الطائرة إلى مصر‬ ‫اس��تقبلته س��يارة حكومية‪ ،‬وتحدث المس��ؤول في‬ ‫الس��يارة إلى السياسي المصري كمال حسن‪ ،‬قائ ًال‪:‬‬ ‫«األمانة وصلت سالمة من تل أبيب»‪.‬‬ ‫وف��ي مع��رض حديث��ه عن تجربت��ه في ت��ل أبيب‪،‬‬ ‫يوض��ح عالقت��ه بالدبلوماس��ية البريطاني��ة رون��ا‬ ‫ريتش التي اس��تمرت حتى آخر يوم لها قبل سحبها‬ ‫من ت��ل ابيب‪ ،‬ومحاوالت تجنيده��ا من جانب أجهزة‬ ‫األمن اإلسرائيلية‪.‬‬

‫عينان تحدقان بش��هوة السحابة الجامحة‬ ‫جب��ل ينجرف نح��و المدينة‬ ‫المطل��ة على‬ ‫ٍ‬ ‫مع الس��راب‪ ،‬الس��هل الممتد نحو الس��كة‬ ‫بمس��رح نرفع��ه‬ ‫الحديدي��ة‪ ،‬ك��ان أش��به‬ ‫ٍ‬ ‫بضحكاتن��ا حتى تص��ل الس��ماء‪ ،‬أحذيتنا‬ ‫البالستيكية لم تؤلم يوماً العشبَ النابت‬ ‫أن‬ ‫عل��ى جس��د‬ ‫وط��ن‪ ،‬كنّا نق��ول دائم��ًا ّ‬ ‫ٍ‬ ‫األس�لاك تقضم منها‪ ،‬حت��ى ذهب الظنّ‬ ‫بنا إل��ى أن تلك الحدود تقت��رب من مدننا‬ ‫وقرانا أكثر‪.‬‬ ‫هن��اك حي��ث كنّ��ا نختب��ئ ونم�لأ ظاللنا‬ ‫بأح�لام متورّم��ة‪ ،‬دُفن��ت فيه��ا قام��ات‬ ‫ٍ‬ ‫مش��اغباتنا حين كان لكل ش��يء فراش��ة‬ ‫منمّقة تومئ باتس��اع بلدنا‪ ،‬كنّا نركضُ‬ ‫كأران��ب‬ ‫أحيان�� ًا نح��و البس��اتين النائم��ة‬ ‫ٍ‬ ‫تخش��ى من المط��اردة‪ّ ،‬‬ ‫الكل ك��ان يهرب‬ ‫ليلملم صوراً ضاعت مع الطائرات الورقية‬ ‫التي قذفنا بها المدينة‪.‬‬ ‫الخديع��ة لم تفارقنا طوال حياتنا‪ ،‬ال أدري‬ ‫إن كانت العصافير أيضاً تخدعنا حين كنّا‬ ‫ننصب لها فخاخاً‪ ،‬وتش��رئب منها الديدان‬ ‫الناعسة‪ ،‬ونربط الوطن مع رباط أحذيتنا‬ ‫الضيق��ة‪ ،‬تطاردن��ا أينما نذه��ب‪ ،‬نركلها‬ ‫ونس��قط معه��ا‪ ،‬رعونتن��ا بات��ت زنازين‬ ‫ألش��ياء كثي��رة؛ م��ا أكثرها‪ ،‬الدي��دان في‬ ‫بلدي!‬ ‫ٌ‬ ‫رصاصة‪،‬‬ ‫ل��كل منّا نافذة هادئ��ة أفزعتها‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫صدف��ة أو عم��داً‪ ،‬لك��ن الت��زال العصافير‬ ‫صباح‪ ،‬ونح��ن نتأمل‬ ‫تلع��ق س��كينتنا كل‬ ‫ٍ‬ ‫م��ا تركناه ق��رب تل��ك التالل المس��تلقية‬ ‫كجريح‪ ،‬ثم��ة العديد من الوجوه والمالمح‬ ‫ُ‬ ‫أحاول‬ ‫الغريب��ة تص��رخ ف��ي عيني‪ ،‬حي��ن‬ ‫أن أع��رف وطني‪ ،‬حتى ب��تُّ أتوجّس من‬ ‫الكالب التي تعوي قبالة بيتنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ف��ي مدينتي النجوم تس��قط س��هوا كأي‬ ‫ورق��ة ش��جر‪ ،‬ف��ي الصب��اح الكناس��ون‬ ‫يقذفونه��ا لبعضهم البع��ض‪ ،‬ويضعونها‬ ‫أكي��اس س��وداء ليأخذوه��ا فيما بعد‪.‬‬ ‫في‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ل��كل نجمةٍ اس��م يتهامس��ون ب��ه كي ال‬ ‫يوقظوا من ع��دّوا النجوم قبل أن يناموا‪،‬‬ ‫أن الس��ماء‬ ‫الكنّاس��ون أيض��ًا يدرك��ون ّ‬ ‫صغير ٌة نهاراً‪ .‬ف��ي مدينتي‪ ،‬الجدران تكاد‬ ‫ولكل شارع‬ ‫لكل جداره‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫تكفي احتياجاتنا‪ٍ ،‬‬ ‫جدران صامتة تخشى‬ ‫أيضاً يطول أحيانًا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أن تخطو نحو ما يسعدها‪.‬‬ ‫كلن��ا أحببن��ا المراجيح الت��ي تقفو جهتين‬ ‫ال نش��عر بهما‪ّ ،‬‬ ‫لكل ش��يء خديعة‪ ،‬تجعل‬ ‫كل األمور على ما ي��رام‪ ،‬كذلك المراجيح‬ ‫تتهافت على س��عادتنا كقرنفلةٍ تس��قط‬ ‫فج��أة عل��ى ضجي��ج الس��رير‪ ،‬أجس��ادنا‬ ‫مراجيحنا المشردة‪ ،‬تنام كجدرانٍ تكاد أن‬ ‫تقع إرهاقًا‪.‬‬ ‫من الجهة التي سقط منها الجدار‪ ،‬الجميع‬ ‫ب��دأ يتظاه��ر بالرحيل‪ ،‬وفي يدنا قش��ور‬ ‫برتق��ال ليل��ة أمس‪ ،‬ل��م ينزع أح��دٌّ منّا‬ ‫الرطوبة من شَعره‪ ،‬ربما كان من السهل‬ ‫الخروج م��ن دون أية رائحة تطارد خطانا‪،‬‬ ‫بكل بساطة إننا لم نتصافح‪ ،‬كان البدّ لنا‬ ‫أن نمكث ونتظاهر بشيء آخر‪.‬‬

‫قراءة في كتاب‬

‫خوشمان قادو‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫تص��در كت��اب الس��فير المص��ري الس��ابق رفع��ت‬ ‫األنصاري مبيعات الكتب العربية في الفترة األخيرة‪،‬‬ ‫على الرغم من تراجع أولوية القضية الفلس��طينية‬ ‫مؤخ��راً‪ ،‬إلغ��راء الكت��اب التاريخ��ي أو المخابرات��ي‬ ‫للق��ارئ أو ألن القضي��ة الفلس��طينية والصراع مع‬ ‫ً‬ ‫عصية على النس��يان في‬ ‫الع��دو االس��رائيلي تبقى‬ ‫العقل العربي‪ ،‬ولعلها القضية الوحيدة التي تحظى‬ ‫بإجماع العرب جميعًا على اختالف مشاربهم‪.‬‬ ‫فكرة الكتاب الذي تأخ��ر صدوره ثالثين عاماً بحكم‬ ‫المحاذي��ر السياس��ية واألمني��ة‪ ،‬كان��ت بن��ا ًء عل��ى‬ ‫نصيح��ة وال��ده الدكت��ور عل��ي رفاع��ة األنصاري‪،‬‬ ‫وال��ذي أهدى األنصاري الكتاب إل��ى روحه؛ ألنه هو‬ ‫الذي أوح��ى له بالفكرة‪ ،‬حين نصحه بتس��جيل كل‬ ‫م��ا مرَّ ب��ه في تل أبيب‪ ،‬قائلاً ل��ه‪« :‬ربما تحتاج إلى‬ ‫هذه المعلومات لو ق��ررت كتابة ذكرياتك عن فترة‬ ‫عملك هناك»‪.‬‬ ‫يق��ول األنص��اري‪« :‬ف��ي الكت��اب أح��داث ومواق��ف‬ ‫حقيقي��ة مثي��رة وش��يقة تعرضت له��ا‪ ،‬وعليه فلن‬ ‫أستطيع اإلشارة صراحة إلى أسماء ومواقع مصادري‬ ‫الحقيقية في اسرائيل حفاظًا على سالمتهم ودرءاً‬ ‫لتتبع أجهزة األمن االسرائيلية لهم»‪.‬‬ ‫األنص��اري ال��ذي بدأ رحلت��ه كأغلب أبن��اء جيله من‬ ‫الش��باب المص��ري‪ ،‬بمحاول��ة الهج��رة إل��ى أمريكا‪،‬‬ ‫عدل ع��ن فكرته بنا ًء على إلح��اح والده‪ ،‬وعمل في‬ ‫إحدى ش��ركات البترول لينتقل بعدها إلى لندن بعد‬ ‫إنهاء دراس��ته في كلية االقتصاد واإلدارة‪ ،‬ومزاملة‬ ‫العقي��د معم��ر القذافي ال��ذي كان ي��درس التاريخ‬ ‫في كلية اآلداب‪ ،‬ثم عاد إلى مصر والتحق بالس��لك‬ ‫الدبلوماس��ي بع��د نجاحه ف��ي اختب��ارات الخارجية‬ ‫المصرية‪ ،‬ليتدرج بعدها في الدبلوماسية المصرية‬ ‫ويش��غل منصب مس��ؤول عن جم��ع المعلومات في‬ ‫الش��أن اإلس��رائيلي ف��ي لن��دن‪ ،‬حربي��اً واقتصاديًا‬ ‫وتعليمياً‪ ،‬وقد ساعده على ذلك إتقانه للغة العبرية‪.‬‬ ‫عن هذه الفترة «تروي أحداث الكتاب كيف تم نقلى‬ ‫م��ن لندن وإلحاقي ب��إدارة التطبي��ع والحكم الذاتي‬ ‫بمكتب المرحوم النائب كمال حسن في ضوء خبرتي‬ ‫المكتسبة في إعداد تقارير عن النشاط الصهيوني‬ ‫في بريطانيا ومعلوماتي عن الموضوعات والجاليات‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬وكيف تم نقلى الحقًا للعمل بسفارتنا‬ ‫في تل أبيب»‪.‬‬ ‫كت��اب األنص��اري يدح��ض الكثي��ر م��ن المبالغ��ات‬ ‫الت��ي يروجها اإلعالم والمنت��ج الدرامي العربي عن‬ ‫اس��رائيل حيث ينفي مث ًال وجود خريطة إلس��رائيل‬ ‫الكب��رى من النيل إلى الف��رات‪ ،‬وأنه لم ير ذلك في‬ ‫الكنيس��ت كم��ا يزع��م البعض وجوده��ا هناك‪ ،‬وال‬ ‫صحة لذل��ك قائ ًال‪ :‬ربم��ا تكون موج��ودة في مكان‬ ‫آخر‪ ،‬حتى أن ش��يمون بيريز أخبره أن تلك الخريطة‬ ‫الت��ي يتح��دث عنه��ا العرب عن مس��اعي إس��رائيل‬ ‫لتوس��يع دولتها من النيل إلى الفرات هو ش��يء من‬ ‫الخي��ال ال وجود له ف��ي الحقيقة‪ ،‬كم��ا يؤكد قائ ًال‪:‬‬ ‫اإلسرائيليون ليسوا مميزين‪ ،‬هم بشر مثلنا‪.‬‬ ‫الدبلوماس��ي الذي يؤكد دائماً انتماءه للدبلوماسية‬ ‫المصري��ة ال للمخاب��رات العام��ة المصري��ة‪ ،‬يعتبر‬ ‫الجاسوس��ية من األعمال المش��روعة ف��ي العالقات‬ ‫الدولي��ة‪ ،‬فف��ي الوقت الذي تهنئ في��ه الدولة التي‬ ‫يتم التجس��س لصالحها هذا البطل‪ ،‬يجرم القانون‬ ‫في الدولة المتجس��س عليها ه��ذا العمل‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فإننا نش��هد معايير مزدوجة ف��ي القوانين الدولية‪،‬‬ ‫مش��يراً إلي أن نهاية أي جاس��وس ه��ي واحدة من‬ ‫اثنان إما النجاح والتكريم أو الفشل‪.‬‬ ‫ف��ي مع��رض تقييم��ه لمعاهدة الس�لام بين مصر‬ ‫وإس��رائيل‪ ،‬يقول‪« :‬المعاهدة لم تكن ً‬ ‫خطأ»‪ ،‬إال أن‬ ‫مصر لم تس��تفد منها كما اس��تفادت اسرائيل التي‬ ‫عملت منه��ا «عيش س��رايا» على ح��د تعبيره‪ ،‬في‬

‫لكل م ّنا نافذة هادئة‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ر�صا�صة‬ ‫�أفزعتها‬

‫‪17‬‬


‫اندساسية‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪18‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫من مذكرات أحمد سويدان‬

‫‪1992 / 2 / 25‬‬

‫أمضي��ت الليلة الماضي��ة‪ ،‬وعلى ما أعتقد بعد‬ ‫منتص��ف الليل‪ ،‬في أحالم متواصلة‪ ،‬وتنقالت‬ ‫متالحقة‪ ،‬ولكن جميعها تؤدي إلى البيت‪ ،‬وإلى‬ ‫اللقاء بأم قصي‪ ،‬والش��اب قص��ي‪ ،‬وبالبنتين‬ ‫الغاليتي��ن‪ ،‬خزام��ى وريما‪ .‬وفي ه��ذه الفترة‬ ‫القلقة ن��ادراً ما ينام أحدن��ا دون أحالم‪ ،‬وهو‬ ‫يعرّج عل��ى بيته‪ ،‬ويرى وج��وه أوالده‪ ،‬وأهله‬ ‫وربم��ا يس��مع أصواته��م‪ .‬طبع��ًا لم أس��تطع‬ ‫التقاط تفاصيل الحلم‪ .‬كأنن��ي وأنا أنام‪ .‬وأنا‬ ‫حال��م‪ .‬كأن مخ��زن الالوع��ي أكد ل��ي أنه في‬ ‫الصباح‪ ،‬وعندما أستيقظ سوف يملي‪ ،‬وسوف‬ ‫يس��اهم في فت��ح ذهني ك��ي ألتق��ط وأتابع‬ ‫التفاصي��ل جميعه��ا‪ .‬لك��ن الوعود ف��ي غمرة‬ ‫الحل��م‪ ،‬كالحل��م نفس��ه تضيع ف��ي معمعان‬ ‫اليقظة‪ ،‬وفي صخبها‪ .‬وأذكر أنني اس��تيقظت‬ ‫للتب��ول‪ ،‬وع��دت ألحيا الجو نفس��ه‪ ،‬واللقاءات‬ ‫نفسها وأرى نفس الوجوه‪ ،‬وجوه األهل‪.‬‬ ‫ع��اد الجو يقترب م��ن أيام العاصف��ة الثلجية‬ ‫الس��ابقة‪ ،‬فقد مضت ليلتان والثلج يتساقط‪،‬‬ ‫لق��د أذهلني منظر الغي��م األبيض‪ ،‬والضباب‬ ‫األبي��ض المتواص��ل إل��ى األرض‪ ،‬وأذهلن��ي‬ ‫بي��اض األرض‪ ،‬والس��ماء‪ ،‬واألنح��اء‪ ،‬وارتفاع‬ ‫الثل��ج إل��ى أعلى م��ن ش��بر‪ .‬وقد ك��ان البرد‬ ‫اليوم بع��د الظهر ف��ي الممر يلس��ع‪ ،‬وينفخ‪،‬‬ ‫كم��ا األفاع��ي‪ .‬ورغ��م ذل��ك ف��إن التدفئ��ة‬ ‫المركزية عاطلة‪ ،‬وليس��ت ش��غّالة‪ ،‬ويقولون‬ ‫بانعدام وجود الم��ازوت‪ .‬ونقول أنهم يبيعون‬ ‫مخصصات المازوت‪ ،‬أو يأخذونها إلى بيوتهم‪.‬‬ ‫كم��ا يأكل��ون مخصص��ات اللحم��ة‪ ،‬وال يصل‬ ‫منها س��وى العظام‪ ،‬ومخصص��ات اللبنة التي‬ ‫ال تكف��ي حص��ة المهج��ع الثنين‪ .‬لك��ن األمل‬ ‫باإلف��راج يجعلنا جميع ًا نتج��اوز هذه الحاالت‪،‬‬ ‫وال نفكر فيها ال مع مساعد االنضباط‪ ،‬وال مع‬ ‫مدير السجن‪.‬‬ ‫جاءتن��ا أس��ماء الذي��ن ت��م اعتقاله��م بدائرة‬ ‫لجنة حقوق اإلنس��ان السرية المتواجدة على‬ ‫الساحة السورية‪ .‬والتي أذاعت إذاعة إسرائيل‬ ‫وبعض اإلذاعات األخرى خب��ر اعتقالهم الذي‬ ‫ت��م في منتص��ف كان��ون األول الماضي‪ ،‬وقد‬ ‫نقل��وا إل��ى هنا‪ ،‬وه��م ف��ي الطاب��ق الثالث‪.‬‬ ‫وسمعت أن دائرة السجن أبلغتهم أنهم سوف‬ ‫يقدمون قريب ًا أمام محكم��ة الدولة‪ .‬بل قالت‬ ‫للبع��ض منه��م أن ّ‬ ‫يوكل��وا محامين ف��إذا ما‬ ‫رفض��وا فإن الدولة س��وف ت��وكل لهم‪ .‬وهذه‬ ‫أمور ش��كلية‪ ،‬وغير قانونيـة مادام األمـر أمام‬ ‫محكمة أمن الدولة‪ .‬وفيما يلي أسماؤهم‪:‬‬ ‫‪ - 1‬حس��ن الرفاعي (حم��اه)‪ - 2 .‬محمد حبيـب‬ ‫(الالذقيـ��ة)‪ - 3 .‬ثابـت مـراد (الس��ويـداء)‪- 4 .‬‬ ‫جديـع نوفل (الس��ويداء)‪ - 5 .‬بس��ـام الش��يـخ‬ ‫(الس��ويداء)‪ - 6 .‬ياس��ـر س��كيـف (الالذقيـة)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬ن��زار نيـ��وف (جبل��ة)‪ - 8 .‬أكثـم نعيس��ـة‬ ‫(الالذقيـ��ة)‪ - 9 .‬س��ـامر نعيس��ـة (الالذقيـة)‪.‬‬ ‫‪ - 10‬حس��ن العل��ي (حل��ب)‪ - 11 .‬عفي��ف‬ ‫مزهر(صحناي��ا)‪ - 12 .‬عب��د الكريم الصوفي‬ ‫(الالذقية)‪ - 13 .‬نبيل ناعوس (بانياس)‪- 14 .‬‬ ‫خالـد عثمان (الالذقية)‪ - 15 .‬يعقـوب موسـى‬

‫(الالذقي��ة)‪ - 16 .‬ناظ��م حس��ين (حلب)‪- 17 .‬‬ ‫حسام سالمة (حلب أشرفية)‪.‬‬ ‫يتصاعد الحديث عن موعد إخالء السبيل‪ .‬كما‬ ‫يترق��ب الجميع البدء بها قبيل ‪ 8‬آذار أو بعدها‬ ‫بقليل‪ ،‬ولكننا جميعاً نتجه نحو التمني النتهاء‬ ‫موجة الثلج والبرد كي نس��تطيع أن نس��تحم‬ ‫بش��كل عادي وكي تنش��ف ثيابنا المغس��ولة‬ ‫بسرعة‪ .‬فقد أثقلنا شباط بثلوجه‪.‬‬

‫‪1992 / 2 / 26‬‬

‫الليل��ة الماضية كانت باردة ج��داً‪ ،‬وهي الليلة‬ ‫الثالث��ة الت��ي يتس��اقط الثلج خالله��ا‪ ،‬تأخرت‬ ‫حتى غف��وت ونهض��ت للتبول قب��ل منتصف‬ ‫اللي��ل ث�لاث مرات‪ ،‬ف��ي الم��رة الثاني��ة كنت‬ ‫عطش��اً جداً فش��ربت برغبة ولهف��ة أكثر من‬ ‫نص��ف قنينة‪ ،‬ول��م أش��عر باالرت��واء‪ .‬ونظراً‬ ‫لبرودة الماء‪ .‬س��كبتها بالكأس ورحت أرش��ف‬ ‫شربة وراء ش��ربة لتفادي البرودة‪ .‬ومنع الماء‬ ‫البارد من مالمس��ة اللوزات مباشرة‪ .‬كم كنت‬ ‫أشعر بالشوق للشرب‪ .‬وكم تمنيت لو أن الماء‬ ‫يجري في الحنفية‪.‬‬ ‫بعد منتصف الليل غفوت‪ ،‬متنعم ًا بالدفء‪ .‬ولم‬ ‫أستيقظ سوى في الثامنة‪ .‬رأيت نور الشمس‬ ‫يرتط��م بالش��بابيك‪ ،‬ويدخ��ل المم��ر‪ .‬لكنني‬ ‫م��ن الش��بابيك رأي��ت الثلج‪ ،‬وقد ع��اد يغطي‬ ‫كل األنحاء وال تبدو س��وى البيوت والهنكارات‬ ‫وبعض تجمعات األش��جار المزروعة في زوايا‬ ‫المزارع الممتدة إلى سفوح التالل‪.‬‬ ‫علمت من األنب��اء المتنقلة أن جماعة «حقوق‬ ‫اإلنس��ان» يذهبون به��م على دفعات مس��اء‬ ‫كل ي��وم إلى محكمة أمن الدولة في دمش��ق‬ ‫لضب��ط إفاداته��م‪ ،‬طالبي��ن منه��م توكي��ل‬ ‫محامي��ن‪ .‬وق��د ق��ال لهم أكث��م نعيس��ة إنه‬ ‫محام‪ ،‬ويريد الدفاع عن نفسه‪ ،‬كما أن زوجته‬ ‫محامية‪ ،‬وربما تس��جل وكيلة للبعض منهم‪.‬‬ ‫وسمعت أن الوضع الصحي للمذكور كان سيئًا‬ ‫من ج��راء التعذيب أثناء التحقي��ق‪ .‬وقد خفت‬ ‫عنده حالة الش��لل‪ ،‬وصار ق��ادراً على الحركة‬ ‫وعلى التك ّلم‪..‬‬

‫‪1992 / 2 / 27‬‬ ‫ال زلن��ا تحت تأثي��ر برودة العاصف��ة الثلجية‬ ‫الثالث��ة‪ ،‬الت��ي خفت حدته��ا البارحة‪ .‬ونالزم‬ ‫أغطيتنا ون��ادراً ما نقدر عل��ى مغادرتها‪ .‬إذا‬ ‫مش��ينا قلي ً‬ ‫ال ف��ي المم��ر‪ ،‬فإننا نس��رع بعد‬ ‫المش��ي إلى الهبوط تح��ت األغطية‪ .‬فدرجة‬ ‫الح��رارة تح��ت الصف��ر‪ ،‬وربما تص��ل إلى ‪2‬‬ ‫في عز النهار‪ ،‬رغم ظهور الش��مس والغيوم‬ ‫المتفرق��ة البيض��اء‪ .‬ولكن األنح��اء المتخمة‬ ‫بالثل��وج والخالي��ة تماماً من رفي��ف األجنحة‬ ‫والت��ي ته��ب فوقه��ا ري��اح قارصة الس��عة‪،‬‬ ‫تنبء عن هيمنة الزمهرير‪ .‬وقد أفادت أخبار‬ ‫التنب��ؤ الج��وي ف��ي الي��وم الثال��ث النطالق‬ ‫العاصف��ة – أي تاري��خ ‪ – 2 / 25‬أن س��قوط‬ ‫الثل��وج كان غزيراً في أنح��اء القطر‪ ،‬وابتدا ًء‬ ‫م��ن ارتف��اع ‪ 400‬ف��وق س��طح البح��ر‪ ،‬وأما‬ ‫المناطق الس��هلية فتتعرض ألمطار غزيرة‪،‬‬ ‫وعادت الثلوج تعزل مناطق‪ ،‬وقرى لبنان عن‬ ‫بعضها بعض ًا‪.‬‬ ‫كم��ا ع��ادت وانغلق��ت الطري��ق الدولية بين‬ ‫بي��روت ودمش��ق‪ ،‬وبل��غ ارتف��اع الثل��ج بين‬ ‫ش��تورة‪ ،‬وصوف��ر‪ ،‬وخاصة في ظه��ر البيدر‬ ‫خمس��ة أمت��ار‪ .‬كم��ا تعرض��ت اإلس��كندرية‬ ‫والس��احل الش��مالي الغرب��ي لمص��ر لرياح‬ ‫ش��ديدة تج��اوزت س��رعتها مئ��ة كيلومت��راً‬ ‫في الس��اعة‪ .‬مع هبوط ش��ديد ف��ي درجات‬ ‫الحرارة‪ ،‬وس��قوط موجات من الثلج‪ ،‬والمطر‬ ‫على جمي��ع أنحاء المدين��ة‪ .‬وأن أمواج البحر‬ ‫غط��ت كورنيش المدينة‪ ،‬كما اقتلعت الرياح‬ ‫األش��جار‪ ،‬وإش��ارات المرور وأعم��دة اإلنارة‪.‬‬ ‫كم��ا أن العاصف��ة وصل��ت إلى تركي��ا‪ ،‬فقد‬ ‫أغلقت أكثرية طرق المواصالت في المناطق‬ ‫الش��رقية الجنوبية‪ .‬كم��ا أدى ذلك إلى غلق‬ ‫الم��دارس‪ .‬يقولون ف��ي األرض المحتلة أن‬ ‫مثل هذا الش��تاء لم تعرفه الب�لاد منذ أكثر‬ ‫من ستين عام ًا‪.‬‬ ‫ويق��ول األردني��ون أن��ه منذ قرن ب��ل وأكثر‬ ‫ل��م تمر ش��تاءات مثل ه��ذا الش��تاء‪ ،‬ويقول‬ ‫الس��وريون أن ش��تاء ‪ 49 - 48‬ك��ان ماط��راً‬ ‫ومثلج�� ًا‪ .‬ولكنه لم يكن مث��ل ذلك‪ .‬وأنه في‬ ‫ش��تاء ‪ .40 – 39‬أثلج��ت لمدة أربعي��ن يوم ًا‪.‬‬ ‫ويقول اللبنانيون‪ ،‬عرفوا الثلج دائم ًا‪ ،‬ولكنه‬ ‫مث��ل الش��تاء لم يع��رف إال من قب��ل نصف‬ ‫ق��رن‪ .‬واألتراك انضاف إليه��م هم الطبيعة‪،‬‬ ‫إلى ه��م األكراد س��كان الجب��ال‪ ،‬والمناطق‬ ‫الجنوبية الشرقية‪ .‬منذ عدة ليال‪.‬‬ ‫ونحن نتع��رض لدرجات ح��رارة بين خمس‬ ‫وس��ت تحت الصفر أثناء السهر والنوم ووراء‬ ‫األبواب المغلقة واألقف��ال الموصدة‪ .‬ونرقد‬ ‫تحت حمل من األثقال طلباً للدفء‪ ،‬والهجوع‬ ‫ورغ��م ذل��ك نس��تيقظ موحوحين‪ .‬نش��حذ‬ ‫باط��ن الكفين‪ ،‬كأننا نري��د لها أن تولع زنداً‪،‬‬ ‫وأن تلهب ن��اراً‪ .‬وفي مثل هذا الجو القارص‬ ‫ي��زداد حلمنا توهج ًا بال��دفء‪ ،‬وبلقاء األهل‪،‬‬ ‫والجلوس بينهم فهي بحد ذاتها تهب الدفء‪.‬‬ ‫وما دمنا هنا وراء القضبان‪ ،‬ومساحات الصاج‬ ‫كل م��ا حولن��ا ينض��ج بالب��رودة‪ .‬الطبيع��ة‪،‬‬ ‫النف��س‪ ،‬المهاج��ع‪ ،‬األبواب المش��بكة‪ ،‬حتى‬ ‫أن وج��وه الح��راس تنض��ح غِ ْل َظ��ة وبرودة‪.‬‬ ‫لذا يلتف أحدنا على نفس��ه‪ ،‬مثل قرد كليلة‬ ‫ودمنة المطرود م��ن دياره‪ ،‬الباحث عن إطار‬ ‫يس��توعبه ليقضي بقية حيات��ه في حيّز ال‬ ‫يتعرض فيه للخطر‪.‬‬


‫عدسة سوريتنا‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬

‫أليس الكون مخلوق لي وحدي؟ أم أنه فسيح ليسعنا سوية؟ بل إنه واسع ليحوي الناس جميعاً‬ ‫ريف حلب ‪ | 2014 -‬تصوير‪ :‬باسل حسو‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫كاريكاتير الفنان سامر الخليلي‬ ‫للمرا�سالت والتوا�صل مع هيئة التحرير ‪s our iat na @ g m a i l . c o m‬‬

‫‪19‬‬


‫رصيف سوريتنا‬ ‫سوريتنا | السنة الرابعة | العدد (‪ 8 | )177‬شباط ‪2015‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪20‬‬

‫�إ�شـارة مـرور‬ ‫يوسف عبد اهلل‬

‫مواهب �أخرى للقتلة‬ ‫"الرواية المفقودة" عنوان كتاب جديد لفاروق الشرع ليس بالطبع‬ ‫عن البراميل التي ال تتوقف عن السقوط على أهل درعا‪.‬‬ ‫و"يا ش��هيد يا منصور" كتاب لوزارة األوقاف أهدته للجيش الباسل‬ ‫وأتبعت��ه بكتي��ب بعن��وان "الن��ص الكام��ل لكلمة الس��يد الرئيس‬ ‫المضيئ��ة بأبعاده��ا اإليماني��ة والفكري��ة والوطنية ف��ي لقائه مع‬ ‫الداعي��ات" وأخي��راً مجموعة قصصي��ة لوزير التربي��ة في حكومة‬ ‫النظ��ام هزوان ال��وز بعنوان "صباح الياس��مين صب��اح الغاردينيا"‬ ‫بمقدمة طويلة للناقد الحلبي نضال الصالح‪.‬‬ ‫وزي��ر التربية الذي تفجرت موهبته اآلن وأصدر مجموعة قصصية‬ ‫ربما بس��بب الملل الكبير الذي يش��عر به بع��د أن قتل نظامه االف‬ ‫التالمي��ذ ودمر مئ��ات المدارس‪ ،‬فل��م يعد لديه عمل س��وى كتابة‬ ‫القصص المليئة بالمواعظ واألحاسيس المزيفة‪.‬‬ ‫ولعل القاص الوز ال يرى في جثث أطفال مدرسة عين جالوت بحي‬ ‫األنصاري في حلب أي ش��يء يس��تحق الكتابة ال كونهم طالب وال‬ ‫كون المكان المس��تهدف مدرس��ة وال كون القتلة يصافحونه يومي ًا‬ ‫بابتساماتهم المليئة برائحة الموت‪ ..‬كل ذلك ال يستحق الكتابة‪.‬‬ ‫ويق��ال أن الوزير الموهب بكتابة القصة الرومنس��ية قدم هذا الكتاب‬ ‫لبش��ار األس��د كهدية لكن األخي��ر لم يكترث به ألنه ك��ان يلعب البلي‬ ‫ستيشن فرحًا بالبراميل التي التزال تتساقط على رؤوس المدنيين‪.‬‬ ‫إلى أين تأخذون البالد أيها القتلة؟‬

‫مو�سيقى وكرافات وعي�شها غري‬ ‫بعد اس��تئناف حفالتها الموس��يقية والثقافية واختتام أسبوع أفالم‬ ‫المقاومة بالتعاون مع مؤسسة إيرانية‪ ،‬نشرت دار االوبرا السورية‬ ‫ش��روطاً تتعلق باللباس للس��ماح للزوار لحضور نش��اطاتها وهي‬

‫منع دخول أي ش��خص للدار إال باللباس الرس��مي‪ :‬سواريه للنساء‪،‬‬ ‫وطقم ًا رسمي ًا مع كرافة للرجال!!‪.‬‬ ‫ش��روط دار األوب��را تتزامن مع حمل��ة بعنوان "عيش��ها غير" وهي‬ ‫حمل��ة ترويجية يق��وم بها إع�لام النظام عبر محط��ات التلفزيون‬ ‫واللوحات الطرقية في دمش��ق إضافة لوسائل التواصل االجتماعي‬ ‫هدفها إقناع السوريين بأن الحياة طبيعية جداً‪.‬‬ ‫يق��ول قائ��ل أنهم منفصل��ون ع��ن الواق��ع بحملته��م وأخبارهم‬ ‫وبرامجهم‪ ..‬لكن األمر ليس كذلك فهم يعرفون ما يحصل إال أنهم‬ ‫يمارسون السخرية من معاناة السوريين عبر تلك الحمالت الدموية‬ ‫منها واإلعالمية والتي جعلت من الس��وريين أتعس الش��عوب على‬ ‫وجه هذا الكوكب‪.‬‬ ‫ل��ذا الب��د لك أيها الس��وري وأنت تذهب لدار األوبرا أن تبتس��م في‬ ‫طريقك للبراميل والقنص واالعتقال ولكل هذا الموت الذي ال ينته‬ ‫في البالد وال تنسى طقمك الرسمي بين الجثث‪.‬‬

‫دبابة احلياة‬ ‫من بين ركام البيوت المهدمة والش��وارع الخالية التي قتلتها أعين‬ ‫القناصين وبالرغم من الحصار والحاجة والموت مازال الس��وريون‬ ‫يبتكرون ما ينقذهم من هذه المقتلة المستمرة‪.‬‬ ‫دبابة الحياة دبابة الكترونية‪ ،‬اخترعها ش��باب سوريون في منطقة‬ ‫الحولة المحاصرة وهي عب��ارة عن دبابة الكترونية صغيرة الحجم‬ ‫تقوم بإنقاذ الجرحى والمصابين في المناطق المكشوفة للقنص‪.‬‬ ‫مهمة هذه الدبابة انقاذ الجرحى والعالقين في مناطق االشتباكات‬ ‫أو المصابين في مناطق يترصدها قناصو النظام من خالل القدرة‬ ‫على التحكم بها عن بعد وتس��تطيع هذه الدبابة أن تحمل إنس��ان‬ ‫حتى وزن ‪ 120‬كغ‪.‬‬ ‫وق��ال متح��دث ظه��ر بجان��ب الدباب��ة‪" :‬إن الدبابة قابل��ة للتطوير‬ ‫في المراحل القادمة‪ ،‬وباس��تطاعتنا تش��غيلها بالطاقة الشمس��ية‬ ‫والتحكم بجهاز السلكي‪ ،‬والحاجة أم االختراع"‪.‬‬ ‫واخت��رع مقاتلون م��ن الجيش الحر خالل الس��نوات األربع الماضية‬ ‫آليات ومعدات بس��يطة ومعقدة تس��اعدهم في التفوق على أرض‬ ‫المعركة ك��ان بينها "القناصة اإللكترونية"‪ ،‬إال أن دبابة الحياة هي‬ ‫اختراع جديد من نوعه كوسيلة لحفظ الحياة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.