Souriatna issue 139

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫‪1‬‬


‫�إخفاق جمل�س الأمن يف التعامل مع النظام بخ�صو�ص اتفاقية‬ ‫ال�سالح الكيميائي يدفعه للمزيد من االنتهاكات‬ ‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪2‬‬

‫ملف اإلخبار من إعداد‪ :‬زليخة سالم‬ ‫قال نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم‬ ‫الش��رق األوس��ط وش��مال أفريقي��ا ف��ي هيوم��ن‬ ‫رايت��س ووتش‪ :‬إن اس��تمرار إخفاق مجلس األمن‬ ‫ف��ي معاقب��ة س��ورية عل��ى انتهاكاته��ا الصارخة‬ ‫التفاقي��ة األس��لحة الكيميائي��ة‪ ،‬فس��وف تس��تمر‬ ‫هذه الهجمات الش��نيعة‪ ،‬العشوائية عديمة التمييز‬ ‫بطبيعتها‪ ،‬مؤك��داً الحاجة العاجل��ة لقيام المجتمع‬ ‫الدول��ي بتحرك جماعي ح��ازم‪ ،‬إذا كان له أن يمنع‬ ‫ويقمع المزيد من االنتهاكات‪.‬‬ ‫وأضاف ح��وري «تعقيباً عل��ى تقرير لمنظمة‬ ‫هيومن رايتس ووتش نش��ر الثالثاء حول هجمات‬ ‫النظام بغاز الكلور في ‪ 3‬بلدات ش��مال سورية‪ :‬إن‬ ‫استخدام سورية على ما يبدو لغاز الكلور كسالح‪،‬‬ ‫ناهيك ع��ن اس��تهداف المدنيي��ن‪ ،‬تع��د انتهاكات‬ ‫واضح��ة للقان��ون الدولي‪ ،‬وهو س��بب آخ��ر يدعو‬ ‫مجلس األمن األممي إلحالة الوضع في سوريا إلى‬ ‫المحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬ ‫وكشفت هيومن رايتس ووتش في تقريرها‬ ‫إن األدل��ة توح��ي بق��وة بقيام مروحي��ات حكومية‬ ‫س��ورية بإلقاء قنابل برميلية مزودة باس��طوانات‬ ‫من غاز الكلور على ‪ 3‬بلدات في الش��مال السوري‬ ‫في منتصف نيس��ان الماضي‪ ،‬مستخدمة في هذه‬ ‫الهجمات غازاً صناعيًا كس�لاح‪ ،‬وهو عمل محظور‬ ‫بموج��ب االتفاقي��ة الدولي��ة التي تحظر األس��لحة‬ ‫الكيمياوي��ة‪ ،‬والت��ي انضم��ت إليه��ا س��ورية ف��ي‬ ‫تش��رين األول م��ن العام الماضي‪ ،‬مش��يرة إلى أن‬ ‫الحكومة الس��ورية هي الط��رف الوحيد في النزاع‬ ‫الذي يمتلك مروحيات وأنواعًا أخرى من الطائرات‪.‬‬ ‫وأوضح��ت‪ :‬أن ش��هادات عش��رة أش��خاص‬ ‫مم��ن قابلته��م وبينهم خمس��ة م��ن العاملين في‬ ‫الحق��ل الطب��ي‪ ،‬ومقاط��ع فيديو للهجم��ات وصور‬ ‫فوتوغرافي��ة لمخلف��ات األس��لحة‪ ،‬توح��ي بق��وة‬ ‫بقي��ام الق��وات الحكومية بإلق��اء قناب��ل برميلية‬ ‫مزودة باس��طوانات من غاز الكلور في هجمات من‬ ‫‪ 11‬إل��ى ‪ 21‬نيس��ان على ثالث بلدات في الش��مال‬ ‫الغربي لسورية‪ ،‬حيث شاهدوا المروحيات قبل أحد‬ ‫االنفجارات مباشرة‪ ،‬وأعقبها مباشرة رائحة غريبة‪،‬‬ ‫وقدم��وا نف��س الوص��ف والعالم��ات واألع��راض‬ ‫اإلكلينيكي��ة للتعرض لمادة خانق��ة (وتعرف أيضًا‬ ‫بالعامل الرئوي أو التنفسي) من جانب الضحايا‪.‬‬ ‫ونقل��ت المنظم��ة عن طبي��ب عال��ج الضحايا‬ ‫قول��ه‪ :‬أن تل��ك الهجم��ات تس��ببت ف��ي قت��ل ما ال‬ ‫يق��ل عن ‪ 11‬ش��خصًا وأدت إلى أع��راض تتفق مع‬ ‫التعرض للكلور في نحو ‪ 500‬شخص آخرين‪.‬‬ ‫ووثق��ت هيوم��ن رايتس وت��ش هجمات على‬ ‫كفرزيت��ا ف��ي الش��مال الغرب��ي من مدين��ة حماة‬ ‫يومي ‪ 11‬و‪ 18‬نيسان‪ ،‬وتسببت في قتل شخصين‬ ‫وإصاب��ة حوال��ي ‪ 200‬ش��خص‪ ،‬منه��م ‪ 5‬كان��ت‬ ‫إصابته��م خطي��رة‪ ،‬بحس��ب طبيب محل��ي‪ ،‬وعلى‬ ‫التمانع��ة وهي في محافظ��ة إدلب‪ ،‬يومي ‪ 13‬و‪18‬‬ ‫نيس��ان وتسببت في قتل ما ال يقل عن ‪ 6‬أشخاص‬ ‫وإصاب��ة ‪ 150‬آخري��ن تقريبًا‪ ،‬بحس��ب أح��د أفراد‬ ‫فريق طبي بالمستش��فى الميداني‪ ،‬وش��اهد ثان‪،‬‬ ‫وعل��ى تل منس بمحافظة إدلب‪ ،‬يوم ‪ 21‬نيس��ان‪،‬‬ ‫وتس��ببت في قتل ‪ 3‬أشخاص وإصابة حوالي ‪133‬‬ ‫آخرين‪ ،‬بحس��ب متطوع في المستشفى الميداني‬ ‫المحلي‪.‬‬ ‫وج��اء ف��ي التقري��ر ال��ذي نش��ر عل��ى موقع‬ ‫المنظمة أن األدلة المس��تمدة م��ن مقاطع الفيديو‬ ‫والمعلومات التي نش��رها نش��طاء محليون توحي‬ ‫ب��أن القناب��ل البرميلي��ة الم��زودة بالكل��ور ق��د‬

‫نماذج مما يستخدمه النظام السوري ضد المدنيين‬

‫اس��تخدمت في كفر زيتا يوم ‪ 12‬نيس��ان كذلك إال‬ ‫أن المنظم��ة ل��م تتمكن م��ن تأييد ه��ذه التقارير‬ ‫بأقوال لشهود‪.‬‬ ‫وأكد س��بعة من الش��هود الذي��ن أجرت معهم‬ ‫هيوم��ن رايت��س ووت��ش مقابالت أنهم تش��مموا‬ ‫رائح��ة ممي��زة ومألوف��ة ف��ي المنطق��ة الت��ي‬ ‫اس��تهدفتها القناب��ل البرميلي��ة‪ ،‬وتماث��ل رائح��ة‬ ‫المنظفات المنزلية الش��ائعة‪ ،‬ووف��ق التقرير فإن‬ ‫األرجح أن الش��هود كانوا يش��يرون إلى المنظفات‬ ‫الت��ي يدخ��ل الكل��ور ف��ي تركيبه��ا‪ ،‬والت��ي تضم‬ ‫العديد م��ن الم��واد المحتوية على الكل��ور‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها حمض الهيبوكلوروز‪ ،‬عند ذوبان غاز الكلور‬ ‫ف��ي الماء‪ ،‬بما في ذلك بخار الم��اء في الجو والماء‬ ‫الموجود في األغشية المخاطية في األنف‪ ،‬يتكون‬ ‫حمض الهيبوكلوروز بكميات كبيرة‪.‬‬ ‫ونقل��ت المنظمة عن بعض الش��هود قولهم‪:‬‬ ‫بأن الرائحة ظلت عالقة لعدة ساعات‪ ،‬وبأن انفجار‬ ‫القنابل البرميلية قد أنتج «دخاناً أصفر» أو «داكن‬ ‫الصف��رة» باإلضافة إلى الدخان المعتاد من انفجار‬ ‫القنابل‪ ،‬مش��يرة إلى أنه على الرغم أن غاز الكلور‬ ‫نفس��ه ال يتس��م بالدوام إال أن تلك التقارير تتفق‬ ‫م��ع دوام مركب��ات الهيبوكلوري��ت المتكونة بفعل‬ ‫غ��از الكلور ف��ي البيئة‪ ،‬عند اختالط��ه بالبخار في‬ ‫الجو وأغشية األنف المخاطية‪.‬‬ ‫وأوضح��ت أن مقطع الفيديو الذي تم تصويره‬ ‫عل��ى الط��رف الغرب��ي لكفر زيت��ا وتحميل��ه على‬ ‫يوتيوب يوم ‪ 11‬نيسان‪ ،‬يظهر سقوط شبه عمودي‬ ‫وانفجار لذخيرة غير محددة‪ ،‬مما يتفق إلى حد بعيد‬ ‫م��ع قنبلة برميلية ملقاة من مروحية‪ ،‬بعد االنفجار‬ ‫بع��دة ثوان تتكون بقعة صف��راء مميزة عند قاعدة‬ ‫س��حابة كبي��رة من الغب��ار والركام تنجرف ش��رقًا‪،‬‬ ‫حيث يتمتع الكلور النقي بلون أخضر ش��احب يميل‬ ‫للصفرة‪ ،‬وتتفق التقارير التي تفيد بظهور «دخان‬ ‫أصف��ر» في موق��ع الهجوم مع انطالق غ��از الكلور‬ ‫جراء انفجار اسطوانات الغاز المضغوط الصناعية‪.‬‬ ‫وأجم��ع العاملون بالحقل الطبي من الش��هود‬ ‫عل��ى رؤي��ة العالم��ات واألع��راض االكلينيكي��ة‬ ‫للتع��رض للكل��ور بعد انفج��ار القنبل��ة البرميلية‬ ‫مباش��رة‪ ،‬حي��ث ي��ؤدي التع��رض البس��يط إل��ى‬

‫احم��رار وحرقة في العيني��ن وصعوبة في الرؤية‪،‬‬ ‫أما التعرض األش��د حدة في��ؤدي إلى صعوبات في‬ ‫التنفس والش��كوى من ضيق الصدر‪ ،‬وإذا ارتفعت‬ ‫مس��تويات التع��رض أكثر وأكث��ر فقد ت��ؤدي إلى‬ ‫القيء والكرب التنفسي الحاد‪ ،‬والسعال دون توقف‬ ‫وربما االختناق‪ ،‬وتؤدي اإلصابات الكيميائية‪ ،‬جراء‬ ‫حمضي الهيبوكل��وروز والهيبوكلوري��ك الناتجين‬ ‫م��ن ذوب��ان الكلور ف��ي المج��اري التنفس��ية‪ ،‬إلى‬ ‫تراكم خطير للسوائل في الرئتين‪.‬‬ ‫وقال كيث ب‪ .‬وورد خبير في اكتش��اف عوامل‬ ‫الح��رب الكيميائية وآثارها‪ ،‬بع��د مراجعة العالمات‬ ‫واألع��راض اإلكلينيكي��ة الت��ي وصفه��ا الش��هود‬ ‫لـلمنظم��ة‪ ،‬ومش��اهدة مقاطع الفيديو المنس��وبة‬ ‫إلى الهجمات‪ ،‬إن المقابالت ومقاطع الفيديو توحي‬ ‫بقوة باالستنتاج الذي يقرر أن الهجمات الموصوفة‬ ‫انطوت على اس��تخدام غ��از الكل��ور‪ ،‬الصادر على‬ ‫األرجح من انفجار اس��طوانات غاز الكلور التجارية‬ ‫المضغوطة‪.‬‬ ‫وبين التقرير ظهور لمخلفات القنابل المعثور‬ ‫عليه��ا بعد الهجمات على كف��ر زيتا يومي ‪ 11‬و‪18‬‬ ‫نيسان‪ ،‬وعلى تل منس يوم ‪ 21‬نيسان‪ ،‬هي عبارة‬ ‫عن اس��طوانات أو عب��وات صفراء بج��وار مخلفات‬ ‫القناب��ل البرميلية ف��ي مقاطع الفيدي��و‪ ،‬وتحتوي‬ ‫العبوات على عالمات به��ا رمز «‪ »CL2‬الكيميائي‪،‬‬ ‫وه��و رمز غ��از الكلور‪ ،‬وكذل��ك «نورينك��و»‪ ،‬مما‬ ‫يش��ير إلى تصنيع العبوات في الصين لدى ش��ركة‬ ‫«نورينك��و» المملوكة للدول��ة‪ ،‬واللون األصفر هو‬ ‫الرمز اللوني الصناعي المتفق عليه للكلور‪.‬‬ ‫وأوضح��ت هيوم��ن رايت��س ووت��ش أنه��ا ال‬ ‫تستطيع التحقق بشكل مستقل من أن اسطوانات‬ ‫غ��از الكل��ور المص��ورة ف��ي كاف��ة الح��االت كانت‬ ‫موضوع��ة بداخل القناب��ل البرميلي��ة الملقاة من‬ ‫المروحي��ات‪ ،‬إال أن أحادي��ث الش��هود واألطباء عن‬ ‫أع��راض تتفق م��ع التعرض للكلور‪ ،‬مباش��رة بعد‬ ‫قي��ام المروحي��ات بإلق��اء القناب��ل البرميلي��ة في‬ ‫خمس��ة تواريخ عل��ى ثالثة بل��دات‪ ،‬من ش��أنه أن‬ ‫يس��تبعد احتمال تلفي��ق المقاطع المص��ورة لتلك‬ ‫الهجم��ات أو احتم��ال إضافة اس��طوانات الغاز بعد‬ ‫الواقعة إلى القنابل البرميلية‪.‬‬


‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬

‫النا�شط الإعالمي‬ ‫عالء ر�شيد‬ ‫(عالء الدم�شقي)‬ ‫يلتحق بقافلة‬ ‫ال�شهداء الإعالميني‬ ‫نعى اتحاد تنسيقيات الثورة السورية الناشط اإلعالمي عالء رشيد المعروف بعالء الدمشقي‪ ،‬عضو االتحاد الذي‬ ‫استشهد يوم األحد الماضي في القنيطرة جراء القصف العنيف لبلدة القحطانية خالل االشتباكات مع قوات النظام‪.‬‬ ‫والش��هيد عالء رش��يد من بلدة كناكر موالي��د ‪ ،1995‬التحق بالثورة منذ بدايتها مع أه��ل بلدته‪ ،‬وانضم إلى‬ ‫مكتب كناكر اإلعالمي ليساهم في نقل أحداث الثورة‪ ،‬على أرض الواقع‪ ،‬والتحق بعدها بالثوار على الجبهات‪.‬‬

‫أزمة نزوح األكثر تفاقمًا واألس��رع وتيرة في العالم‪،‬‬ ‫‪ 9500‬شخص سوري ينزحون من ديارهم كل يوم بواقع‬ ‫عائلة واحدة تقريباً كل ستين ثانية‬ ‫هذا ما كش��ف عنه مركز رصد النزوح الداخلي التابع‬ ‫للمجلس النرويجي لش��ؤون الالجئين ف��ي تقرير أصدره‬ ‫بعن��وان "نظ��رة عالمي��ة عام��ة ‪ " 2014‬وق��ال أن أع��داد‬ ‫النازحي��ن الج��دد بلغ��ت ‪ 8.2‬ماليين ش��خص بنهاية عام‬ ‫‪ ،2013‬بزي��ادة ‪ 1،6‬ملي��ون ع��ن عام ‪ ،2012‬وأن س��وريا‬ ‫وحدها استأثرت بنس��بة "مفزعة" بلغت ‪ 43%‬من إجمالي‬ ‫النازحين الجدد عام ‪.2013‬‬ ‫وأوض��ح المرك��ز ف��ي بي��ان صحف��ي مش��ترك م��ع‬ ‫المفوضية الس��امية لألمم المتحدة لش��ؤون الالجئين أن‬ ‫‪ 33.3‬ملي��ون ش��خص نزحوا م��ن ديارهم داخ��ل دولهم‬ ‫في كل أنحاء العالم عام ‪ 2013‬بس��بب النزاعات والعنف‪،‬‬ ‫وأن ه��ذا الرق��م يزيد بنح��و ‪ 4.5‬ماليين ع��ن إحصائيات‬ ‫عام ‪ ،2012‬وهو رقم قياس��ي يتحق��ق للعام الثاني على‬ ‫التوال��ي‪ ،‬اس��تحوذت عل��ى النصي��ب األكب��ر منه بنس��بة‬

‫كلي��ة وصل��ت إلى ‪ % 63‬خم��س دول فقط هي س��ورية‪،‬‬ ‫وكولومبيا‪ ،‬ونيجيريا‪ ،‬والكونغو الديمقراطية‪ ،‬والسودان‪.‬‬ ‫وقال يان إيغالن��د األمين الع��ام للمجلس النرويجي‬ ‫لش��ؤون الالجئين إن "هذا الرقم القياس��ي للذين أرغموا‬ ‫على الفرار داخل دولهم‪ ،‬يؤك��د اتجاهًا متصاعداً ومقلقًا‬ ‫لن��زوح داخل��ي منذ أن ب��دأ مركز رص��د الن��زوح الداخلي‬ ‫مراقب��ة وتحلي��ل حركة الن��زوح أواخر تس��عينيات القرن‬ ‫الماض��ي‪ ،‬وأن كل تلك األرقام توحي بأن "خطأ ما فظيعًا‬ ‫يحدث في ما يتعلق بالطريقة التي نستجيب ونتعامل بها‬ ‫مع هذه القضية‪.‬‬ ‫وأضاف إيغالند‪ :‬إن تقرير مركز رصد النزوح الداخلي‬ ‫"يميط اللثام عن واقع مخيف داخل س��ورية‪ ،‬التي تش��هد‬ ‫الي��وم أكب��ر أزمة ن��زوح داخلي ف��ي العال��م‪ ،‬موضحاً أن‬ ‫"الجماع��ات المس��لحة ال تس��يطر عل��ى المناط��ق الت��ي‬ ‫توج��د بها معس��كرات نزوح داخلي فحس��ب‪ ،‬ب��ل إن تلك‬ ‫المعس��كرات تدار بش��كل رديء وال توفر م��أوى كافيًا وال‬ ‫مرافق صحية كافية وتقدم مساعدات محدودة‪.‬‬

‫‪ 850‬معتق ًال ا�ست�شهدوا حتت التعذيب خالل �أقل‬ ‫من خم�سة �أ�شهر بينهم ‪ 15‬طف ًال و�ست ن�ساء‬

‫وثق المرصد السوري لحقوق اإلنسان استشهاد نحو‬ ‫‪ 850‬معتق� ً‬ ‫لا تح��ت التعذيب في س��جون النظ��ام وفروع‬ ‫أمني��ة مختلف��ة بينهم ‪ 15‬طف ً‬ ‫ال‪ ،‬وس��ت نس��اء منذ بداية‬ ‫العام الجاري ولغاية ‪ 13‬أيار الجاري‪.‬‬ ‫وقال المرصد أنه وثق األش��خاص الذين قضوا تحت‬ ‫التعذيب‪ ،‬وتم إبالغ عائالتهم‪ ،‬وذويهم بمفارقتهم الحياة‪،‬‬ ‫وأنه يخش��ى أن يكون حوال��ي ‪ 18‬ألف معتقل مفقود من‬ ‫بي��ن عش��رات اآلالف من الس��وريين الذي��ن يقبعون في‬ ‫الس��جون والمعتق�لات‪ ،‬قد الق��وا مصيراً مش��ابهاً لبقية‬ ‫المعتقلين‪.‬‬ ‫وأوضح أن الش��هداء قضوا نتيجة تعرضهم ألساليب‬ ‫التعذيب الممنهجة والوحش��ية‪ ،‬واإلعدام الميداني‪ ،‬وسوء‬ ‫األوض��اع اإلنس��انية والصحي��ة‪ ،‬وحرمانهم م��ن الطعام‬ ‫واألدوي��ة والعالج ال��ذي يحتاجون��ه‪ ،‬وخاص��ة المصابين‬

‫بأمراض مزمنة‪ ،‬مرجحاً أن يكون العدد الفعلي للش��هداء‬ ‫أكبر بكثير من األعداد المعلنة‪.‬‬ ‫ونقلت وكال��ة فرانس برس عن مدير المرصد رامي‬ ‫عبد الرحم��ن أن عدد ضحايا التعذي��ب “يتزايد في الفترة‬ ‫األخيرة”‪ ،‬لعدم وجود رادع للنظام‪ ،‬الذي بات يسلم الجثث‬ ‫إلى ذويها وكأن ش��يئا لم يحص��ل‪ ،‬وعندما ال يجد المجرم‬ ‫من يحاسبه‪ ،‬يستمر في ارتكاب الجرائم‪.‬‬ ‫وكان��ت المفوضة العليا لحقوق اإلنس��ان‪ ،‬ومنظمات‬ ‫حقوقي��ة‪ ،‬ومدني��ة‪ ،‬دان��ت التعذيب الممنهج ال��ذي يتبعه‬ ‫النظ��ام ف��ي معتقالته وس��جونه‪ ،‬واالعتقال التعس��في‪،‬‬ ‫والتعذي��ب واالعتق��ال الذي تمارس��ه بع��ض المجموعات‬ ‫المسلحة المتطرفة‪ ،‬وطالبت مرات عدة بإحالة الملف إلى‬ ‫محكمة الجنايات الدولية‪ ،‬لمحاسبة المجرمين المسؤولين‬ ‫عن هذه االنتهاكات‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬

‫نزوح ‪� 9500‬شخ�ص �سوري يومي ًا بواقع عائلة واحدة‬ ‫تقريب ُا كل �ساعة‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ومع أن الكلور غاز صناعي شائع‬ ‫إال أن اس��تخدامه كس�لاح محظ��ور‬ ‫بموجب اتفاقية األس��لحة الكيميائية‬ ‫لس��نة ‪ ،1993‬التي تحظر اس��تخدام‬ ‫الخصائص السامة للمواد الكيميائية‬ ‫به��دف القت��ل أو اإلصاب��ة‪ ،‬كم��ا أن‬ ‫تعريف االتفاقية للس�لاح الكيميائي‬ ‫يش��مل «المادة الكيميائية الس��امة»‬ ‫المعرف��ة بأنه��ا‪ :‬أي م��ادة كيميائي��ة‬ ‫يمكن من خ�لال مفعولها الكيميائي‬ ‫ف��ي العملي��ات الحيـوي��ة أن تح��دث‬ ‫وفاة أو عجزا مؤقت��ا أو أضرارا دائمة‬ ‫لإلنس��ان أو الحيوان‪ ،‬ويش��مل ذلـك‬ ‫جمي��ع الم��واد الكيميائي��ة التي هي‬ ‫من ه��ذا القبي��ل بغ��ض النظـر عن‬ ‫منش��ئها أو طريق��ة إنتاجها‪ ،‬وبغض‬ ‫النظر عم��ا إذا كانت تنتج في مرافق‬ ‫أو ذخائر أو أي مكان آخر»‪.‬‬ ‫ورداً عل��ى اته��ام الحكوم��ة‬ ‫الس��ورية اإلرهابيي��ن بامت�لاك غاز‬ ‫الكلور واتهامهم بالهجمات على كفر‬ ‫زيتا‪ ،‬وإفادة مجلة التايم في نيس��ان‬ ‫‪ 2013‬ب��أن مقاتلين من جبهة النصر‬ ‫قاموا في آب ‪ 2012‬باالس��تيالء على‬ ‫المنش��أة السورية الوحيدة التي تنتج‬ ‫غاز الكل��ور‪ ،‬على بع��د ‪ 30‬كيلومتراً‬ ‫م��ن حلب‪ ،‬والتي تحتوي ما يقرب من‬ ‫‪ 400‬حاوي��ة‪ ،‬تحت��وي كل منه��ا على‬ ‫طن واحد من الكل��ور بداخلها‪ ،‬كانت‬ ‫مخزن��ة في المنش��أة‪،‬قالت المنظمة‬ ‫ف��ي تقريره��ا‪ :‬بينما توح��ي تقارير‬ ‫إعالمي��ة ب��أن جماعة جبه��ة النصرة‬ ‫المسلحة تس��تطيع الوصول إلى غاز‬ ‫الكل��ور فإن كاف��ة األدلة تش��ير إلى‬ ‫إجراء الهجمات بالطائرات المروحية‪،‬‬ ‫التي ال تمتلكها سوى الحكومة‪.‬‬ ‫ودع��ت هيومن رايت��س ووتش‬ ‫مجلس األمن لفرض حظر للتس��لح‬ ‫عل��ى الحكوم��ة الس��ورية‪ ،‬وعل��ى‬ ‫أي��ة جماع��ة متورطة ف��ي انتهاكات‬ ‫واس��عة النطاق أو ممنهج��ة لحقوق‬ ‫اإلنس��ان‪ ،‬وضمان عدم تلقي سورية‬ ‫لمروحي��ات جدي��دة أو إج��راء صيانة‬ ‫لمروحياته��ا الحالي��ة ف��ي الخ��ارج‪،‬‬ ‫نظ��راً إلخف��اق الحكومة ف��ي التقيد‬ ‫بالتزاماتها بموجب اتفاقية األس��لحة‬ ‫الكيميائية‪ ،‬واستمرارها في مخالفة‬ ‫المعايير الدولية‪ ،‬مؤكدة أن من شأن‬ ‫حظر كهذا أن يحد من قدرة الحكومة‬ ‫الس��ورية عل��ى ش��ن غ��ارات جوي��ة‬ ‫تنتهك القانون الدولي‪.‬‬ ‫كم��ا دع��ت مجلس األم��ن أيضاً‬ ‫لف��رض المن��ع م��ن الس��فر وتجميد‬ ‫األص��ول المالي��ة عل��ى األف��راد‬ ‫المتورطي��ن بمزاع��م ذات مصداقية‬ ‫ف��ي االنته��اكات الجس��يمة‪ ،‬وإحال��ة‬ ‫الوض��ع ف��ي س��ورية إل��ى المحكمة‬ ‫الجنائية الدولية‪.‬‬ ‫وكان المدي��ر الع��ام لمنظم��ة‬ ‫حظر األس��لحة الكيميائي��ة قد أعلن‬ ‫نهاي��ة الش��هر الماضي عن تش��كيل‬ ‫بعث��ة جديدة لتقص��ي الحقائق حول‬ ‫مزاعم اس��تخدام الكلور في سورية‪،‬‬ ‫وقالت المنظمة إن الحكومة السورية‬ ‫ق��د وافقت عل��ى قبول ه��ذه البعثة‬ ‫وتوفير األمن في المناطق الخاضعة‬ ‫لسيطرتها‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫‪ 60%‬من ال�سوريني رمبا يواجهون جماعة خالل ال�سنوات القادمة‬ ‫نتيجة تراجع الإنتاج الزراعي ونق�ص الإمدادات الزراعية الأ�سا�سية‬ ‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪4‬‬

‫قال الدكتور عبد الس�لام ول��د أحمد المدير‬ ‫العام المساعد والممثل اإلقليمي للشرق األدنى‬ ‫وش��مال أفريقي��ا لمنظم��ة األغذي��ة والزراع��ة‬ ‫الف��او‪ :‬أن ‪ 60%‬م��ن الس��وريين ربم��ا يواجهون‬ ‫مجاع��ة خ�لال الفت��رات المقبل��ة‪ ،‬بع��د تراج��ع‬ ‫النات��ج الزراعي وارتفاع تكلف��ة اإلنتاج ونقص‬ ‫اإلم��دادات الزراعية األساس��ية‪ ،‬وهو ما س��اهم‬ ‫في خفض إنتاج القمح بنسبة ‪ 40%‬على األقل‪.‬‬ ‫وأض��اف الدكت��ور ول��د أحم��د ف��ي تصريح‬ ‫"للعربي��ة ن��ت" إن المنظمة أعدت إس��تراتيجية‬ ‫عم��ل بتكلف��ة ‪ 280‬ملي��ون دوالر إلنش��اء ‪7‬‬ ‫مش��روعات في البلدان المجاورة لسورية تتعلق‬ ‫بالزراعة والصحة‪ ،‬لدعم هذه الدول على تجاوز‬ ‫المخاطر الناجمة عن تداعيات األحداث السورية‪،‬‬ ‫وس��وف تت��م ه��ذه المش��روعات بالتع��اون مع‬ ‫حكومات هذه ال��دول موضحًا أن اإلس��تراتيجية‬ ‫ترتك��ز عل��ى مواجه��ة ‪ 3‬مخاط��ر‪ ،‬األول يتعلق‬ ‫بالمخاطر الت��ي تواجه س��ورية‪ ،‬والثاني يتعلق‬ ‫بق��درة المزارعي��ن عل��ى تج��اوز ه��ذه األزمات‬ ‫الناجم��ة عن المعارك والح��روب‪ ،‬والثالث يتعلق‬ ‫بمواجهة أزمة المياه الخانقة التي تواجه األردن‬ ‫بسبب زيادة عدد الالجئين السوريين‪.‬‬ ‫ووضع��ت منظمة الف��او خطة إس��تراتيجية‬ ‫إقليمي��ة أعلنت عنه��ا األثنين الماضي‪ ،‬تش��مل‬ ‫س��بع برامج وأكثر من ‪ 50‬مش��روع ًا للتكيف مع‬ ‫التأثير اإلقليمي لألحداث في سورية على األمن‬ ‫الغذائ��ي والزراعة وس��بل العيش‪ ،‬بعد تش��ريد‬ ‫نح��و نص��ف س��كان س��ورية دون أن تظهر أية‬ ‫بوادر لالنفراج‪.‬‬ ‫وترك��ز الخط��ة عل��ى س��بعة مج��االت ذات‬ ‫أولوية هي الس��يطرة على األم��راض الحيوانية‬ ‫العاب��رة للح��دود‪ ،‬ومكافح��ة اآلف��ات واألمراض‬ ‫النباتية‪ ،‬وتنمية األمن الغذائي ونظم معلومات‬ ‫الم��وارد الطبيعية‪ ،‬وزيادة الدخل وفرص العمل‬ ‫ف��ي المناط��ق الريفية وش��به الحضرية‪ ،‬ودعم‬

‫موسم الحصاد في ريف إدلب‬

‫اإلنت��اج الزراع��ي‪ ،‬وإدارة الم��وارد الطبيعي��ة‬ ‫وسالمة األغذية والتغذية‪.‬‬ ‫وقال��ت الف��او ف��ي خطته��ا‪ :‬إن العن��ف في‬ ‫سورية تس��بب في تش��ريد ما يقرب من نصف‬ ‫ع��دد الس��كان البال��غ حوالي ‪ 23‬مليون نس��مة‪،‬‬ ‫منهم نحو ‪ 6.5‬مليون من النازحين داخليًّا‪ ،‬وأن‬ ‫وضع األمن الغذائ��ي فيها حرج بكل المقاييس‪،‬‬ ‫حيث انخفض محصول القمح عام ‪ 2013‬بنسبة‬ ‫‪ % 40‬بعدما كان من المتوقع أن يبلغ ‪ 2.3‬مليون‬ ‫ط��ن‪ ،‬وفقدت الب�لاد ما يصل إلى ربع الماش��ية‬ ‫وأكثر من ثلث األغنام‪ ،‬وانخفض إنتاج الدواجن‬ ‫بأكثر من ‪ ،% 50‬وارتفعت البطالة ست مرات من‬ ‫متوس��ط ‪ 8%‬ع��ام ‪ 2012-2005‬إل��ى ‪ % 49‬في‬ ‫منتصف ‪ ،2013‬مؤكدة أن األحداث في س��ورية‬ ‫تسببت بأشد أزمة إنسانية في العالم اليوم‪.‬‬

‫وف��ي تصريح للصحفيين ف��ي القاهرة قال‬ ‫الدكتور عبد الس�لام ولد أحمد‪ :‬األحداث وضعت‬ ‫أكث��ر من نص��ف الس��وريين ف��ي خان��ة الفقر‬ ‫وجعل��ت ما يق��رب من ثلث الس��كان يعانون من‬ ‫انع��دام األمن الغذائي‪ ،‬إضاف��ة إلى تأثيرها في‬ ‫التنمية االقتصادية واالجتماعية والبش��رية في‬ ‫البل��دان المج��اورة بش��كل كبير‪ ،‬والب��د لنا من‬ ‫التكيف مع هذا الوضع الذي يستمر سنين‪.‬‬ ‫وأوض��ح أن التحدي األساس��ي لخط��ة الفاو‬ ‫يتمث��ل في توفير التموي��ل خاصة أنها ال تغطي‬ ‫جوان��ب إنس��انية فق��ط وإنم��ا تش��مل جوان��ب‬ ‫تنموي��ة‪ ،‬وأن النداءات اإلنس��انية لتدبير تمويل‬ ‫لالحتياجات في س��ورية ه��ي األكبر في التاريخ‬ ‫إذ بلغ��ت ‪ 4.4‬مليار دوالر ف��ي ‪ 2013‬و‪ 6.5‬مليار‬ ‫دوالر في ‪.2014‬‬

‫�أكرث من ‪ 100‬منظمة مدنية تطالب جمل�س الأمن ب�إحالة امللف ال�سوري‬ ‫�إىل مكتب االدعاء باملحكمة اجلنائية الدولية كخطوة �أوىل حا�سمة‬ ‫طالب��ت أكثر من ‪ 100‬منظم��ة من المجتمع‬ ‫المدن��ي من مختلف أنح��اء العالم مجلس األمن‬ ‫الدول��ي بالموافق��ة على مش��روع ق��رار يؤيده‬ ‫ائتالف واس��ع من البلدان‪ ،‬من شأنه إحالة الملف‬ ‫الس��وري إلى مكتب االدع��اء بالمحكمة الجنائية‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫وقالت المنظمات في بيان مشترك أصدرته‬ ‫مؤخ��راً‪ :‬بع��د مرور أكث��ر من ثالثة أع��وام على‬ ‫بداي��ة أح��داث حص��دت ما يزي��د على مئ��ة ألف‬ ‫ش��خص‪ ،‬بحس��ب األمم المتح��دة‪ ،‬م��ا زال يتم‬ ‫ارتكاب جرائم فظيعة في إفالت تام من العقاب‬ ‫م��ن جانب طرفي القت��ال‪ ،‬بال نهاي��ة في األفق‬ ‫المنظور‪.‬‬ ‫وأضافت‪ :‬اإلخفاق في محاس��بة المسؤولين‬ ‫عن هذه االنتهاكات ش��جع جمي��ع األطراف على‬ ‫ارتكاب المزيد من الفظائ��ع‪ ،‬ونحن على خلفية‬ ‫الوض��ع المذك��ور‪ ،‬ن��رى أن المحكم��ة الجنائي��ة‬ ‫الدولي��ة ه��ي المنت��دى األق��در عل��ى التحقيق‬ ‫والمالحقة الفعالين لألش��خاص الذين يحملون‬ ‫المس��ؤولية األكبر عن الجرائم الخطيرة‪ ،‬وعلى‬

‫تقدي��م قدر م��ن العدالة للضحايا في س��ورية‪،‬‬ ‫حي��ث ل��م تتخ��ذ الس��لطات الس��ورية وال ق��ادة‬ ‫الجماعات المس��لحة غير الحكومية‪ ،‬أية خطوات‬ ‫جدية لضمان المحاسبة على الجرائم الحقوقية‬ ‫السابقة والمستمرة‪.‬‬ ‫وجاء ف��ي البيان‪ :‬وجد آخ��ر تقرير من بعثة‬ ‫األم��م المتحدة لتقص��ي الحقائق في س��ورية‪،‬‬ ‫ال��ذي صدر ف��ي ‪ 5‬آذار ‪ ،2014‬أن جميع األطراف‬ ‫في سورية‪ ،‬مستمرة في ارتكاب جرائم خطيرة‬ ‫بموجب القانون الدولي‪ ،‬واعتبر أن مجلس األمن‬ ‫قد أخفق ف��ي اتخاذ إجراءات إلنهاء حالة اإلفالت‬ ‫من العقاب‪ ،‬وأوصت البعثة التي نش��رت س��بعة‬ ‫تقاري��ر معمق��ة منذ تش��كيلها ف��ي آب ‪،2011‬‬ ‫بقي��ام مجلس األمن بمن��ح المحكم��ة الجنائية‬ ‫الدولية االختصاص للتحقيق في االنتهاكات في‬ ‫سورية‪.‬‬ ‫كما أن الحاجة إلى المحاس��بة في س��ورية‪،‬‬ ‫من خ�لال المحكمة الجنائي��ة الدولية قد وجدت‬ ‫تأيي��داً مماث� ً‬ ‫لا من أكثر من ‪ 60‬بل��داً من أعضاء‬ ‫األمم المتحدة‪ ،‬تمثل كافة مناطق العالم‪ ،‬وبينها‬

‫‪ 10‬من األعضاء الحاليين في مجلس األمن‪.‬‬ ‫ونح��ن ندعو كافة أعضاء مجلس األمن إلى‬ ‫تلبي��ة هذا النداء من أجل العدالة‪ ،‬وعلى البلدان‬ ‫األخرى تأييد مشروع القرار علنًا‪ ،‬وتحذير روسيا‬ ‫والصي��ن من اس��تخدام حق االعت��راض لعرقلة‬ ‫المحاس��بة عل��ى االنته��اكات م��ن جان��ب جميع‬ ‫األطراف‪.‬‬ ‫ولقد أنش��ئت المحكم��ة الجنائي��ة الدولية‪،‬‬ ‫كمحكمة دولي��ة دائمة مختصة بمالحقة جرائم‬ ‫الح��رب والجرائ��م ض��د اإلنس��انية حي��ن تعجز‬ ‫الس��لطات الوطني��ة أو تمتنع ع��ن القيام بذلك‪،‬‬ ‫خصيص�� ًا للتص��دي ألوضاع م��ن الن��وع القائم‬ ‫في س��وريا اليوم‪ ،‬ورغم أن عم��ل المحكمة لن‬ ‫يكون س��وى جزءاً واحداً من الجهد األوسع نطاق ًا‬ ‫المطل��وب للمحاس��بة في س��وريا‪ ،‬إال أنه خطوة‬ ‫أولى حاسمة‪.‬‬ ‫وعليه فإننا نتشدد في دعوة أعضاء مجلس‬ ‫األم��ن إلى العمل بش��كل عاجل إلى س��د فجوة‬ ‫المحاس��بة ف��ي س��ورية‪ ،‬فالش��عب الس��وري ال‬ ‫يستطيع تحمل المزيد من اإلحباط أو التأخير‪.‬‬


‫فالريي �آمو�س حتث جمل�س الأمن للعمل على �إحداث تغيري على‬ ‫الأر�ض يف تو�صيل امل�ساعدات الإن�سانية �إىل املدنيني يف �سورية‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫طالب مركز توثيق االنتهاكات في س��ورية‪،‬‬ ‫ومركز التآخي للديمقراطي��ة والمجتمع المدني‬ ‫الحكوم��ة العراقي��ة باإلف��راج الف��وري ع��ن ‪27‬‬ ‫مواطن��ًا س��وريًا محتجزي��ن لديه��ا وتطمي��ن‬ ‫عائالتهم عن مكان وظروف احتجازههم‪.‬‬ ‫وناش��د المركزان في بي��ان وقعته منظمات‬ ‫حقوقية ومدنية‪ ،‬جميع منظمات حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫واللجن��ة الدولي��ة للصليب األحم��ر‪ ،‬والمفوضية‬ ‫الس��امية لش��ؤون الالجئين في األمم المتحدة‪،‬‬ ‫بضم��ان حماي��ة المعتقلين الس��بع والعش��رين‬ ‫حس��ب القانون‪ ،‬والعم��ل الفوري عل��ى اإلفراج‬ ‫عنه��م وتقدي��م المس��اعدة القانوني��ة الالزمة‬ ‫لذل��ك‪ ،‬حيث أنّه��م يعتبرون م��ن الالجئين بعد‬ ‫دخولهم لألرضي العراقية‪.‬‬ ‫أن قوات‬ ‫وقال مركز التوثيق ومركز التآخي ّ‬ ‫الجي��ش العراقي قام��ت يوم اإلثني��ن ‪-05-05‬‬ ‫‪ 2014‬باحتجاز ‪ 27‬مواطناً سورياً من المواطنين‬ ‫الك��رد م��ن النازحين م��ن عدة مدن كالحس��كة‬ ‫وقامش��لو وديري��ك (المالكي��ة)‪ ،‬كان��وا ف��ي‬ ‫طريقهم لدخ��ول أراضي اقليم كردس��تان عبر‬ ‫الحدود القريبة لمحافظ��ة الموصل العراقية إال‬ ‫أن الحراسة المش��ددة لقوات البشمركة التابعة‬ ‫لحكوم��ة إقليم كردس��تان الع��راق منعتهم من‬ ‫الدخ��ول مما اضطره��م لدخول الع��راق ضمن‬ ‫األراضي الخاضعة لس��يطرة الحكومة المركزية‬ ‫العراقية‪.‬‬ ‫ونق��ل المرك��زان ف��ي بيانهما ع��ن العديد‬ ‫م��ن المصادر منه��ا بع��ض ذوي المحتجزين أن‬ ‫المحتجزي��ن ال ‪ 27‬ه��م جميع�� ًا م��ن المدنيين‪،‬‬ ‫وأن هناك مباحثات جارية بين الطرفين الكردي‬ ‫والمرك��زي إلطالق س��راحهم‪ ،‬في خض��م أنباء‬

‫ع��ن توجيه تهم تتعلق باإلره��اب لهم من قبل‬ ‫الحكومة العراقية‪.‬‬ ‫وج��اء ف��ي البيان‪ :‬في ّ‬ ‫ظ��ل إغ�لاق المعابر‬ ‫الحدودي��ة الرس��مية م��ن بع��ض دول الج��وار‬ ‫فإن آالف المدنيين الهاربين من الموت‬ ‫السوري‪ّ ،‬‬ ‫المحدق بهم في سورية يلجأون إلى دول الجوار‪،‬‬ ‫عب��ر ط��رق غير رس��مية أحيان�� ًا كثي��رة‪ ،‬أو عن‬ ‫طريق بعض تجّار البشر (المهرّبين) مما يزيد‬ ‫ف��ي معاناتهم وتعرضهم ألخط��ار جديدة‪ ،‬فقد‬

‫تمّ تس��جيل العديد من الحاالت مؤخراً لنازحين‬ ‫تعرّضوا لضرب شديد‪ ،‬وصل في بعض األحيان‬ ‫إل��ى درجة الموت‪ ،‬من قبل بعض عناصر حرس‬ ‫الحدود لبعض دول الجوار السوري‪.‬‬ ‫وتذك��ر المنظم��ات الموقع��ة‪ ،‬دول الج��وار‬ ‫السوري‪ ،‬بالمادة ‪ 14‬من اإلعالن العالمي لحقوق‬ ‫اإلنس��ان والتي تق��ول‪" :‬لكل فرد ح��ق التماس‬ ‫ملج��أ في بل��دان أخ��رى والتمتع ب��ه خالصاً من‬ ‫االضطهاد‪.‬‬

‫أخبار وتقارير ‪. .‬‬

‫منظمات حقوقية وم�ؤ�س�سات مدنية تطالب احلكومة العراقية‬ ‫بالإفراج عن ‪ 27‬الجئ ًا �سوري ًا حمتجز ًا لديها‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬

‫قالت فاليري آم��وس وكيلة‬ ‫األمي��ن الع��ام لألم��م المتح��دة‬ ‫للش��ؤون اإلنس��انية أنها أبلغت‬ ‫مجلس األم��ن بض��رورة العمل‬ ‫م��ن أج��ل إح��داث تغيي��ر عل��ى‬ ‫األرض ف��ي خط��وات توصي��ل‬ ‫المس��اعدات اإلنس��انية إل��ى‬ ‫المدنيين في سورية‪ ،‬وباستمرار‬ ‫انته��اك جمي��ع األط��راف لق��رار‬ ‫المجل��س رق��م ‪ 2139‬الخ��اص‬ ‫بإيصال المس��اعدات اإلنس��انية‬ ‫إلى المدنيين‪.‬‬ ‫وأضافت آموس في تصريح‬ ‫للصحفيي��ن عقب انتهاء جلس��ة‬ ‫المشاورات المغلقة التي عقدها‬ ‫مجل��س األم��ن ح��ول الوض��ع‬ ‫اإلنس��اني في س��ورية يوم األربعاء‪ :‬يجب عدم‬ ‫تضيي��ع الوقت ف��ي المس��ائل القانونية بإدخال‬ ‫المس��اعدات عب��ر الح��دود إل��ى المدنيي��ن ف��ي‬ ‫س��وريا‪ ،‬وعلين��ا أن نرك��ز ف��ي كيفي��ة توصيل‬ ‫المس��اعدات بش��كل أفضل مما ه��و عليه اآلن‪،‬‬ ‫الس��يما في ظل ع��دم وجود أفق سياس��ي لحل‬ ‫األزم��ة‪ ،‬ولذلك علينا التركيز في كيفية توصيل‬

‫فق��ط قت��ل وأصي��ب العش��رات‬ ‫م��ن النس��اء والرج��ال واألطفال‬ ‫بالقناب��ل وقذائ��ف اله��اون في‬ ‫حلب‪.‬‬ ‫وج��ددت آم��وس اتهاماته��ا‬ ‫للق��وات الحكومي��ة وجماع��ات‬ ‫المعارضة بانتهاك قانون حقوق‬ ‫اإلنس��ان والقان��ون اإلنس��اني‬ ‫الدولي‪ ،‬متهمة القوات الحكومية‬ ‫وجماع��ات المعارضة المس��لحة‬ ‫باحتج��از ع��دد م��ن الموظفي��ن‬ ‫العاملين في المجاالت اإلنسانية‪،‬‬ ‫وقالت إن األمم المتحدة تس��عى‬ ‫توزيع المساعدات في مخيم اليرموك حاليا إلى إطالق سراحهم‪.‬‬ ‫وأك��دت مواصل��ة وكاالت‬ ‫األم��م المتح��دة وش��ركائها في‬ ‫المساعدات اإلنسانية‪ ،‬وفي كيفية إحداث تغيير‬ ‫توفير المس��اعدات للماليين من السوريين حيث‬ ‫على األرض‪.‬‬ ‫تم تطعيم أكثر من ثالثة ماليين طفل س��وري‬ ‫وأكدت اس��تمرار تدهور األوضاع اإلنسانية كج��زء م��ن حمل��ة مكافحة ش��لل األطف��ال في‬ ‫داخل س��ورية‪ ،‬وأن الوضع يزداد سوءاً بعد مرور ش��هر نيس��ان الماضي‪ ،‬وتم إيصال المساعدات‬ ‫ش��هرين على صدور ق��رار مجل��س األمن رقم الغذائي��ة ألكث��ر م��ن أربع��ة ماليين ش��خص‪،‬‬ ‫‪ ،2139‬حيث اش��تدت ح��دة العنف خالل الش��هر وتأمي��ن خدم��ات المي��اه والص��رف الصحي اآلن‬ ‫الماضي‪ ،‬مش��يرة إلى أنه في األس��بوع الماضي لنحو ‪ 17‬مليون شخص‪.‬‬

‫الجئون على الحدود العراقية‬

‫‪5‬‬


‫اخلــذالن الكبيــر‪..‬‬ ‫اندساسية ‪. .‬‬ ‫تحقيقات ‪. .‬‬ ‫دندنات‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪6‬‬

‫�سل�سلة تن�شرها �سوريتنا عن كوالي�س وحدة‬ ‫تن�سيق الدعم (‪)2‬‬ ‫اذ تن�شر �سوريتنا هذه ال�سل�سلة من الوثائق واملعلومات حول وحدة تن�سيق الدعم التابعة لالئتالف الوطني ال�سوري لقوى الثورة واملعار�ضة‪ ،‬ف�إنها‬ ‫ت�ضع بني يدي ال�سوريني جزء ي�سري ًا للغاية من ملفات ف�ساد و�إهمال وتق�صري جرت بحق ال�شعب ال�سوري طوال �أ�شهر‪ ،‬يف �أكرث مراحل تاريخه‬ ‫احتياج ًا وق�سوة ومرارة‪ ،‬وت�ؤكد �سوريتنا على �أنها ال توجه االتهامات وال ت�سيء لأي �شخ�صيات طبيعية �أو اعتبارية‪ ،‬و�إمنا تن�شر ما وردها من‬ ‫معلومات‪ ،‬من دون حتليل �أو �أحكام م�سبقة �أو ر�أي من قبلها‪ ،‬وت�شري �إىل �أنها تقف على م�سافة واحدة من جميع الأطراف التي �ستذكر خالل‬ ‫ال�سل�سلة‪ ،‬وت�ؤكد �أي�ض ًا �أن توقيت الن�شر جاء وفق موعد و�صول املعلومات �إىل اجلريدة وهو منعز ًال متام ًا عن �أي �أحداث �سيا�سية �أو ع�سكرية �أو‬ ‫حتالفات تتم او متت بذات توقيت الن�شر‪ ،‬ويف ذات الوقت تقدم �سوريتنا �إىل وحدة تن�سيق الدعم �أو �أي جهة �أخرى تابعة للإئتالف الوطني �أو‬ ‫غريه حق الرد كام ًال �ضمن معايري ال�صحافة والإعالم بعد انتهائنا من ن�شر هذه ال�سل�سلة‪.‬‬ ‫جمع المعلومات وتحليل الوثائق فريق سوريتنا‬

‫و�سام طريف‪ ،‬الق�ضية الغام�ضة‬ ‫م��ن أكث��ر الملف��ات غموضُا ف��ي تاريخ‬ ‫وح��دة تنس��يق الدعم حت��ى الي��وم قضية‬ ‫وس��ام طريف‪ ،‬أحد مؤسس��ي الوحدة وأحد‬ ‫أكبر المتهمين بقضايا فس��اد وضياع للمال‬ ‫الع��ام فيه��ا‪ ،‬طري��ف كان مدي��راً تنفيذي��ًا‬ ‫للوحدة كما تس��ميه وثائ��ق الوحدة آن ذاك‪،‬‬ ‫رغ��م أن هذا المنصب ل��م يكن موجوداً في‬ ‫هيكلي��ة العم��ل‪ ،‬ول��م يكن يعل��م بوجوده‬ ‫الموظفين القائمي��ن على عملهم‪ ،‬إذ كانوا‬ ‫يعرفونه كمستشار للرئيسة‪ ،‬وترأس أيضًا‬ ‫المكتب القانوني ف��ي الوحدة‪ ،‬وأحد أعضاء‬ ‫مجل��س اإلدارة الثالث مع أن��ور بنود وأمين‬ ‫ب��ارودي‪ ،‬يق��ول تقري��ر إداري س��ري داخل‬ ‫دائ��رة ضيقة في الوحدة عن طريف حصلت‬ ‫س��وريتنا على نس��خة منه إنه ل��م ينفذ أي‬ ‫عمل وفق الش��روط القانونية خالل الفترة‬ ‫الت��ي عمل فيها ضمن الفريق‪ ،‬ويش��ير إلى‬ ‫أن جميع مذكرات التفاهم وتنظيم العالقات‬ ‫بين الموظفين فيما بينهم وبين الموظفين‬ ‫واإلدارة باإلضاف��ة للعالقات م��ع المانحيين‬ ‫والش��ركاء المحليين والمنظمات جميعها لم‬ ‫تكن محكومة قانونيًا على اإلطالق‪.‬‬ ‫إال أن الوثائ��ق تكش��ف عم م��ا هو أكثر‬ ‫م��ن ذل��ك‪ ،‬إذ عم��د طري��ف وه��و لبنان��ي‬ ‫الجنسية ‪ -‬كان معتمداً من قبل منظمة آفاز‬ ‫لصاح الوحدة ‪ -‬على إتباع سياس��ية توظيف‬ ‫تقوم على اس��تقطاب غير السوريين‪ ،‬ومن‬ ‫ثم يمنحهم صالحيات واس��عة وكاملة‪ ،‬ومع‬ ‫الوق��ت يتهم��ون بدروه��م بقضاي��ا تالعب‬ ‫وفس��اد واس��تغالل للم��ال الع��ام بتغطي��ة‬ ‫مباشرة منه‪.‬‬ ‫حول وس��ام طريف مبلغ مليون ونصف‬ ‫ملي��ون دوالر وصلت لوحدة تنس��يق الدعم‬ ‫من المانحيين النرويجين لصالح مؤسس��ة‬ ‫إنس��ان التي يديرها هو شخصياً في لبنان‪،‬‬

‫ولزوجها باإلضافة للتأمين الصحي‪.‬‬ ‫مجم��ل المعلوم��ات الت��ي ذك��رت حتى‬ ‫اآلن تعتم��د على وثائ��ق داخلية‪ ،‬ال تذكر أن‬ ‫اإلهمال الذي تمارس��ه رئيس��ة الوحدة هو‬ ‫الس��بب الرئيس في كل ممارس��ات طريف‬ ‫وتصرفاته وفساده‪.‬‬

‫طريف يواجه بارودي ويخطئ‬

‫م��ن دون أن يعطي الوحدة أي معلومات عن‬ ‫المشروع أو تفاصيله ومن دون الرجوع إلى‬ ‫أي ش��خص في الوحدة حتى رئيس��تها التي‬ ‫كانت قد منحته تقويضًا كام ً‬ ‫ال على الشؤون‬ ‫المالية واإلداري��ة ثم انقلبت عليه فيما بعد‬ ‫واتهمت بالتصرف الفردي‪.‬‬ ‫ل��ذات األس��باب الس��ابقة وبالتفوي��ض‬ ‫الكام��ل م��ن قب��ل األتاس��ي‪ ،‬كان طري��ف‬ ‫يجتم��ع بالمانحيي��ن والداعمي��ن منف��رداً‪،‬‬ ‫ومن دون عل��م إدارة الوحدة ال قبل وال بعد‬ ‫ه��ذه االجتماعات‪ ،‬وحتى اآلن كثير من هذه‬ ‫االجتماعات ‪.‬‬ ‫ق��ام طري��ف بتعيين (ش��اندا دهورتي)‬ ‫كمديرة للقسم المالي وهي كندية الجنسية‬ ‫وال تجي��د العربي��ة ولي��س لديه��ا أي خبرة‬ ‫في العم��ل المالي براتب وصل إلى عش��رة‬ ‫آالف دوالر أمريك��ي مع بطاقات الس��فر لها‬

‫تق��ول الوثائ��ق الخاص��ة بس��وريتنا إن‬ ‫عملي��ة االنقالب على وس��ام طري��ف بدأت‬ ‫حي��ن كان هو يح��اول االنق�لاب على أمين‬ ‫بارودي الذي كان يشغل منصب مدير إدارة‬ ‫المعلوم��ات عب��ر نصب��ه خط��ة محكمة مع‬ ‫تفاصي��ل ش��ائكة وكثي��رة‪ ،‬كان طريف قد‬ ‫عُين مدير مكتب الوحدة في بيروت‪ ،‬وترك‬ ‫غ��ازي عنتاب‪ ،‬نقل��هُ إلى لبن��ان حرمه مما‬ ‫يعتبره كنزاً مالياً كبيرة ال بد من استغالله‪،‬‬ ‫فبدأ يخطط للع��ودة عبر اإليقاع أو ً‬ ‫ال بأمين‬ ‫بارودي‪.‬‬ ‫كان بارودي الهدف األول لطريف‪ ،‬يعمل‬ ‫في ش��ركة أمريكية في ذات وقت عمله في‬ ‫وحدة تنسيق الدعم‪ ،‬وبدء العمل في الوحدة‬ ‫خالل فت��رة اجازته في الش��ركة األمريكية‬ ‫والت��ي كان��ت مدته��ا ثالث��ة أش��هر مأجورة‬ ‫ألحقه��ا بثالث غير مأج��ورة‪ ،‬قبل عمله في‬ ‫الوحدة بفترة شهرين تقريبًا وصل بارودي‬ ‫إل��ى تركيا م��ن أمريكا مصطحباً معه س��ت‬ ‫عش��ر حقيبة تحتوي بعضه��ا على رصاص‬ ‫ومس��كنات وخناج��ر ومناظي��ر ليل��ة وعتاد‬ ‫عس��كري خفي��ف‪ ،‬إذ كان يخط��ط إلنش��اء‬ ‫أول حقل رمي في الداخل الس��وري لتدريب‬ ‫عناصر المعارضة المس��لحة على القنص‪،‬‬ ‫ث��م عين ف��ي الوح��دة بناء عل��ى طلب من‬ ‫غسان هيتو رئيس االئتالف الوطني السابق‬


‫تحقيقات ‪. .‬‬ ‫تنوه س��وريتنا إلى انها مس��تعدة لتلقي‬ ‫أي وجهة نظر أو معلومة أو وثيقة من كافة‬ ‫المعنيين بهذا الملف‪ ،‬وهي مستعدة إلطالع‬ ‫الجهات ذات العالقة المباشرة بما نشر على‬ ‫مص��ادر معلوماتها في حال طالب منها ذلك‬ ‫وبشكل يحمي مصادرها أوال وأخيراً‪ ،‬وتؤكد‬ ‫تمس��كها بحق الرد الذي يتمتع به كل اسم‬ ‫أو جه��ة أو مؤسس��ة ورد ذكرها ضمن هذه‬ ‫السلسلة‪.‬‬ ‫مالحظ��ة‪ :‬حق��وق النش��ر في وس��ائل‬ ‫اإلع�لام الس��ورية غير محفوظ��ة‪ ،‬تحكمها‬ ‫فقط أخالق المهنة‪ ،‬إن وجدت‪.‬‬

‫من مستودعات الوحدة في األردن‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬

‫فيها لمدة أس��بوعين‪ ،‬ليعود معلناً أن هناك‬ ‫س��تة موظفين ف��ي مكتب بي��روت ال تعلم‬ ‫الوح��دة بوجوده��م أص� ً‬ ‫لا‪ ،‬وتح��دث عن أن‬ ‫مكت��ب الوحدة هو ذاته مكت��ب منظمة آفاز‬ ‫الس��ابق ويق��ع في واحدة م��ن أكثر مناطق‬ ‫بي��روت كلفة مالية‪ ،‬وطوي الملف بعد ذلك‪،‬‬ ‫الوثائق تش��ير إل��ى أن ك ً‬ ‫ال من فضل وحمو‬ ‫هما من المقربين من بارودي‪.‬‬ ‫طالبت األتاس��ي طريف بمبلغ ‪300000‬‬ ‫آل��ف دوالر وحرك��ت دع��وى قضائي��ة ضده‬ ‫السترجاعها‪ ،‬واتهمته بنهب األموال الخاصة‬ ‫بالشعب السوري والتي كانت تصل لنجدته‪،‬‬ ‫األتاس��ي قالت في تقرير عن أس��باب إقالة‬ ‫طريف أن��ه هدد فري��ق التحقي��ق الذي لم‬ ‫ي��زر بي��روت أص� ً‬ ‫لا باألم��ن الع��ام اللبناني‬ ‫والمخابرات اللبنانية‪.‬‬ ‫لم تع��د األم��وال المذكورة س��ابقاً إلى‬ ‫الوح��دة حتى اليوم‪ ،‬وم��ا ذكر من أرقام هو‬ ‫فقط ما أقرت به الوحدة في تقارير داخلية‪،‬‬ ‫فيم��ا تتح��دث معلوم��ات أخ��رى ع��ن وجود‬ ‫أضع��اف هذه األرق��ام وقد نهبت أو أس��يء‬ ‫استخدامها من قبل وسام طريف‪.‬‬ ‫الوثائ��ق الت��ي حصلنا عليه��ا من خارج‬ ‫الوح��دة تق��ول إن طريف عمل ف��ي الوحدة‬ ‫بع��د عالقة عم��ل أخرى جمعته باألتاس��ي‪،‬‬ ‫إذا كان يهتم بتأمي��ن ما تحتاج من مالبس‬ ‫وأزي��اء وتعريفه��ا عل��ى خبراء في الش��عر‬ ‫والمكي��اج‪ ،‬فقربته منها وعينته مستش��اراً‪،‬‬ ‫قب��ل أن ينق��ل إل��ى لبن��ان كمدي��ر لمكتب‬ ‫الوحدة هناك في بداية الشهر السادس من‬ ‫عام ‪ 2013‬ويصدر ق��رار بإقالته في الثاني‬ ‫عشر من آب عام ‪.2013‬‬

‫يذكر أنه في سياق الحرب بين األتاسي‬ ‫وطريف‪ ،‬تلقت الوحدة منحة قطرية (تقول‬ ‫الس��جالت أنه��ا كويتي��ة) أرس��لت لالجئين‬ ‫الس��وريين في لبنان على ش��كل كوبونات‪،‬‬ ‫وبغض النظ��ر عن تفاصي��ل الفوضى في‬ ‫توزيعه��ا‪ ،‬يقول وس��ام طريف ف��ي مقابلة‬ ‫مع صحيفة «النيويورك رفيو» أنه وزع هذه‬ ‫المنحة تحت إدارة عناصر حزب اهلل اللبناني‬ ‫للوصول ألكبر تغطية ممكنة ألماكن تواجد‬ ‫الالجئي��ن‪ ،‬وحظ��ي بمس��اعدة كبي��رة م��ن‬ ‫الحزب‪.‬‬ ‫رابط المقابلة‪:‬‬ ‫‪http://www.nybooks.com/blogs/‬‬ ‫‪nyrblog/2013/aug/12/hezbollahs‬‬‫‪humanitarian-game/‬‬ ‫فيما التزال القضية التي رفعها بارودي‬ ‫على طريف منظورة أمام القضاء حتى اآلن‪.‬‬ ‫يتبع‪...‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫كمدير إلدارة المعلوم��ات‪ ،‬وخالل عمله في‬ ‫الوحدة س��افر بارودي إلى األردن كي يتابع‬ ‫تنظيم عمله العس��كري في جن��وب البالد‪،‬‬ ‫ف��ي األردن نظ��م ب��ارودي عدة لق��اءات مع‬ ‫شخصيات وجهات وهيئات مرتبطة بالداخل‬ ‫السوري وبالعسكر تحديداً‪ ،‬من كان مطلعًا‬ ‫على ه��ذه اللقاءات بش��كل كامل هو مدير‬ ‫مكت��ب الوح��دة في عم��ان أحم��د المصري‬ ‫المقرب من وس��ام طريف وم��ن المخابرات‬ ‫األردنية في ذات الوقت‪ ،‬انهى بارودي عمله‬ ‫في األردن وعاد إلى عنتاب التركية‪.‬‬ ‫في عنت��اب كانت أخبار لق��اءات بارودي‬ ‫ق��د س��بقته وب��دأت تثي��ر الضج��ة حولها‪،‬‬ ‫ق��رر بارودي الس��فر من جديد إل��ى أمريكا‬ ‫ليُفاج��ئ ب��أن األم��ن الترك��ي أخب��ره بأنه‬ ‫ممن��وع من الس��فر إل��ى الوالي��ات المتحدة‬ ‫األمريكي��ة بس��بب م��ا نقله من س�لاح في‬ ‫رحالت س��ابقة بموجب قرار من المخابرات‬ ‫المركزية األمريكية‪.‬‬ ‫كان وس��ام طريف يقف خل��ف األمرين‬ ‫يعاون��ه في ذل��ك مدير مكتب عم��ان أحمد‬ ‫المص��ري‪ ،‬ولم يك��ن طريف ق��د أرتكب أي‬ ‫خطئ حت��ى اآلن‪ ،‬الوثائ��ق المتوفرة تظهر‬ ‫مراس�لات بي��ن أمي��ن الب��ارودي وس��هير‬ ‫األتاس��ي وأديب الشيش��كلي وهان��ي خباز‬ ‫ووس��ام طريف حول اللق��اءات التي عقدها‬ ‫بارودي في األردن‪ ،‬ويُذكر فيها أن الحكومة‬ ‫األردني��ة غاضب��ة م��ن لقاءات ب��ارودي في‬ ‫األراضي األردنية‪.‬‬ ‫كان الخط��ة تس��ير كما خط��ط طريف‬ ‫وب��ات اإليقاع ببارودي قاب قوس��ين إلى أن‬ ‫ق��ام بخط��وة أوقعته‪ ،‬حي��ث وبع��د أن قرر‬ ‫ب��ارودي ال��ذي ال يمل��ك دلي ً‬ ‫ال عل��ى طريف‬ ‫رف��ع قضي��ة ض��ده‪ ،‬ق��ام طري��ف بالتعاون‬ ‫مع هاني خب��از مدير الموارد البش��رية في‬ ‫مكتب بيروت بالولوج إلى البريد االلكتروني‬ ‫الخ��اص بالوح��دة بهدف س��حب مراس�لات‬ ‫ومس��تندات خاص��ة ببارودي وق��ام أحدهما‬ ‫خباز أو طريف بتغيير كلمة الس��ر‪ ،‬ما أوقف‬ ‫كل البري��د الخ��اص بوحدة تنس��يق الدعم‬ ‫ولجمي��ع الموظفين الذين ل��م يتمكنوا من‬ ‫الدخ��ول إل��ى بريده��م صباح��ًا‪ ،‬كان ه��ذا‬ ‫الهجوم اإللكتروني األول ش��ام ً‬ ‫ال أما الثاني‬ ‫ف��كان فق��ط عل��ى بريد ب��ارودي ال��ذي لم‬ ‫يس��تطع الدخول إلى حس��ابه لخمس��ة أيام‬ ‫متتالي��ة‪ ،‬الدليل كان أن طري��ف وخباز هما‬ ‫فق��ط من يح��ق لهم��ا تغيي��ر كلمة الس��ر‬ ‫اإللكتروني��ة وفق بروتك��ول البريد الخاص‬ ‫بالوحدة‪ ،‬وقع وس��ام طريف وامتلك الجميع‬ ‫دلي ً‬ ‫ال على تورطه المباشر‬ ‫ف��ي قضي��ة ب��ارودي م��ع‬ ‫المخابرات األميركية‪.‬‬ ‫ق��ررت األتاس��ي تحت‬ ‫إلح��اح ب��ارودي التحقي��ق‬ ‫ف��ي أعمال مكت��ب بيروت‪،‬‬ ‫أقنعه��ا ب��ارودي بإرس��ال‬ ‫المدق��ق العام في الوحدة‪،‬‬ ‫وافق��ت األتاس��ي وقب��ل‬ ‫أن ترس��ل المدق��ق الع��ام‬ ‫أرسلت مدير شؤون مكتب‬ ‫الوح��دة اس��ماعيل فض��ل‬ ‫بهدف «االس��تطالع»‪ ،‬عاد‬ ‫فض��ل م��ن بي��روت ول��م‬ ‫تعل��ن المعلوم��ات الت��ي‬ ‫حص��ل عليه��ا‪ ،‬ث��م غ��ادر‬ ‫عب��د العزيز حم��و المدقق‬ ‫الداخل��ي إلى بيروت وبقي‬

‫‪7‬‬


‫اندساسية ‪. .‬‬ ‫تحقيقات ‪. .‬‬ ‫دندنات‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪8‬‬

‫قطع املياه �آخر الأخطاء التي قدمها اجلي�ش‬ ‫احلر للنظام على طبق من ذهب‬

‫عثمان إدلبي ‪ -‬حلب‬

‫ف��ي الفت��رة الت��ي يش��ن فيه��ا‬ ‫النظام أش��رس حمالته العس��كرية‬ ‫عل��ى المناط��ق المح��ررة ف��ي حلب‬ ‫وتزامن��ا مع المعارك المصيرية التي‬ ‫تخوضها بعض الكتائب على جبهات‬ ‫كثي��رة في حلب هن��اك كتائب أخرى‬ ‫ترك��ت الح��رب م��ع النظ��ام ووجهة‬ ‫س�لاحها ومدافعه��ا إل��ى األحي��اء‬ ‫المدنية في حلب وس��خرت جهودها‬ ‫وطاقاته��ا لكي تقت��ل المدنيين في‬ ‫مناط��ق النظ��ام ولك��ي تحاربه��م‬ ‫بلقم��ة عيش��هم وق��وت يومه��م‬ ‫وبقطرة الماء التي يش��ربونها‪،‬غاية‬ ‫منه��ا أن تضغط عل��ى النظام لكي‬ ‫يوق��ف قصف��ه للمناط��ق المح��ررة‬ ‫ليرد عليهم النظ��ام بزيادة القصف‬ ‫والقت��ل واإلج��رام‪ ،‬فه��ذه الطريقة‬ ‫الت��ي كث��ر إتباعه��ا من قب��ل قوات‬ ‫المعرضة لم تفد بش��يء سوا زيادة‬ ‫اإلجرام ولتبين أن النظام ال يأبه ألي‬ ‫أرواح المدنيين‪.‬‬ ‫فبع��د أن أدرك اغل��ب أهالي حل��ب إن هذا‬ ‫النظ��ام غير مكترث بأرواحهم أصبحوا يلومون‬ ‫مقاتل��ي المعارضة الذي خرج��وا من منهم من‬ ‫إحيائهم وقراهم بأن يتوقفوا عن هذه األفعال‬ ‫التي تستفز النظام‪ ،‬ولكن هناك كتائب وألوية‬ ‫ضخم��ة الع��دة والعت��اد توقف��ت ع��ن محاربة‬ ‫النظ��ام وأصبحت مهمتها الي��وم ان تقاتل لكي‬ ‫تس��يطر على محطات توليد الكهرباء ومحطات‬ ‫ضخ الم��اء لكي تقطعها عن األطفال والنس��اء‬ ‫والشيوخ الس��اكنين في مناطق النظام‪ ،‬ولكي‬ ‫تق��وم بعده��ا بوضع ش��روط لكي تعي��د الماء‬ ‫والكهرباء‪.‬‬

‫النظام ي�ستغل �أخطاء املعار�ضة يف حملة‬ ‫الأ�سد االنتخابية‬

‫من��ذ الفترة التي س��يطر فيها مقاتلون من‬ ‫المعارضة على أجزاء واسعة من حلب والنظام‬ ‫يح��اول أن يص��ور هؤالء المقاتلي��ن على أنهم‬ ‫أع��داء ألهالي حلب ويحاول وبش��كل مس��تمر‬ ‫وعن طري��ق خطة ممنهجة أن يبن للناس بأنه‬ ‫ه��و من يحميهم م��ن المجرمي��ن واإلرهابيين‬ ‫الذي��ن يريدون قت��ل أهالي حل��ب وتدمير هذه‬ ‫المدين��ة ولكن كتائب المعارض��ة كانت تحظى‬ ‫بتأيد ش��عبي كبير في حلب مدينة وريفا وحتى‬ ‫في المناطق التي يسيطر عليها النظام وكانوا‬ ‫يمتلكون قاعدة شعبية كبيرة تخيف النظام‪.‬‬ ‫ولك��ن األخط��اء الكثي��رة الت��ي تق��وم بها‬ ‫بعض كتائب المعارضة كانت أشبه بهدية كان‬ ‫النظام ينتظرها لكي يس��تغلها في خطته في‬ ‫تدمي��ر القاعدة الش��عبية الت��ي تمتلكها قوات‬ ‫المعارض��ة‪ ،‬فهناك بع��ض الكتائب التي تقاتل‬ ‫في حلب والتي تحظى بس��معة س��يئة شوهت‬ ‫صورة الكتائب األخرى كلواء ش��هداء بدر ولواء‬ ‫أحرار س��وريا التي يترأسهما (الحياني وعفش)‬ ‫المعروفون من قبل جمي��ع أهالي حلب والذين‬ ‫يعتب��رون المس��ئولين الوحيدين ع��ن الضحايا‬ ‫الذي��ن يس��قطون في مناط��ق النظ��ام نتيجة‬ ‫قص��ف ه��ذه المناط��ق بقذائ��ف اله��اون‪ ،‬كما‬

‫أزمة المياه في مدينة حلب | مركز حلب اإلعالمي‬

‫تغي��رت ص��ورة الوردية التي كان��ت تحظى بها‬ ‫الهيئة الش��رعية والتي تعتبر ممثال عن معظم‬ ‫الكتائ��ب المتواج��دة ف��ي المناط��ق المح��ررة‬ ‫وخاصة بعد أن س��يطر على هذه الهيئة قيادات‬ ‫إسالمية متشددة‪.‬‬ ‫كم��ا أطلق البع��ض من أهال��ي حلب على‬ ‫هذه الهيئة تس��مية (الهيئة الالشرعية) تعبيرا‬ ‫ع��ن رفضهم لقرارات وممارس��ات هذه الهيئة‪،‬‬ ‫ويق��ول مهن��د وهو م��ن أبن��اء حل��ب « الهيئة‬ ‫الش��رعية ال تختل��ف ع��ن المخاب��رات الجوي��ة‬ ‫واألمن العس��كري إال باالسم فهي أيضا تعتقل‬ ‫وتقتل‪ ،‬وعندما اسمع باسم العفش أو الحياني‬ ‫كأنني اسمع اسم جامع جامع أو سهيل الحسين‬ ‫فجميعه��م مجرمي��ن وجميعهم يقتل��ون أبناء‬ ‫حل��ب‪ ،‬فألس��ف ل��م يعد إج��رام بع��ض كتائب‬ ‫المعارض��ة يختل��ف عن إج��رام النظام فبعض‬ ‫هذه الكتائب شوه صورة الثورة»‪.‬‬ ‫كث��رت ف��ي الفت��رة األخي��رة أخط��اء قوات‬ ‫المعارض��ة وأصبح��ت تم��س حي��اة المواط��ن‬ ‫الحلب��ي وق��وت يومه وته��دد حياته فعش��رات‬ ‫قذائ��ف الهاون ترمى كل ي��وم على أحياء حلب‬ ‫الخاضع��ة لس��يطرة النظ��ام كما قام��ت قوات‬ ‫المعارض��ة بقطع المياه عن أحي��اء حلب لفترة‬ ‫دامت عشرة أيام إضافة للقطع المستمر للتيار‬ ‫الكهربائ��ي كم��ا قامت ق��وات المعارضة بقطع‬ ‫الشريان الحياة الوحيد لمدينة حلب وهو طريق‬ ‫خناصر فمنعت عن حلب الماء والغذاء والدواء‪.‬‬ ‫ويق��ول منير وهو من أبن��اء حلب «أنا كنت‬ ‫من اش��د المؤيدين للث��ورة والث��وار وكان لهم‬ ‫ف��ي مخيلتي ص��ورة رائع��ة كأنه��م مالئكة ال‬ ‫يخطئ��ون وان اخطئ��وا أبرر لهم أم��ام الناس‪،‬‬ ‫ولك��ن األخطاء الت��ي ارتكبتها بع��ض الكتائب‬ ‫كان��ت ت��ودي بحيات��ي كم��ا إن ه��ذه األخط��اء‬ ‫واألفعال أثرت على معيش��تي وجعلتني أعيش‬ ‫أقس��ا األيام وأبش��عها مم��ا جعلن��ي انتقدهم‬ ‫بالكثير من التصرف��ات واألفعال وهذا هو حال‬ ‫معظم أهالي حلب الذين ال يستطيعون التمييز‬ ‫بين المقاتل الشريف والمقاتل المجرم»‪.‬‬ ‫ق��وات المعارض��ة تح��ارب س��كان مناطق‬ ‫النظام بقطرة الماء‬

‫ي��رى البع��ض م��ن أهال��ي حل��ب إن قوات‬ ‫المعارض��ة بريئة من الجرائم اإلنس��انية التي‬ ‫ترتكب بحق أهالي حلب ويتهمون النظام بقطع‬ ‫الماء والكهرباء ومنع دخول المواد الغذائية إلى‬ ‫حل��ب لكي يصور في أعالمه أن من يقوم بهذه‬ ‫األفعال هم قوات المعارضة لكي يس��تغل هذه‬ ‫األفع��ال ف��ي حملت��ه االنتخابية ولك��ي يصور‬ ‫نفس��ه بأنه ه��و م��ن يحم��ي المواطنين وهو‬ ‫من يق��ف بوجه أع��داء أبن��اء حل��ب وقاتليهم‪،‬‬ ‫حت��ى أتت كارثة قط��ع المياه ع��ن مدينة حلب‬ ‫والتي اس��تغلها النظام في خطته التي تقضي‬ ‫بتشويه صورة قوات المعارضة‪.‬‬ ‫فف��ي الوق��ت ال��ذي قام��ت في��ه ق��وات‬ ‫المعارض��ة بقط��ع الم��اء قام��ت ق��وات النظام‬ ‫بتامين مي��اه للناس عب��ر الس��وتيرات وفتحت‬ ‫اآلب��ار وأمنت المي��اه المعدنية للناس بأس��عار‬ ‫مقبولة واستمر هذا الحال حتى نفذت الخزانات‬ ‫في البيوت وضاق الحال بالناس ومع ذلك كانت‬ ‫لدى الكثير من الحلبيين قناعة بان النظام وراء‬ ‫ه��ذا االنقط��اع حتى أت��ى الخبر اليقي��ن حينما‬ ‫أصدرت الهيئة الش��رعية بيانا تعترف فيه بأنها‬ ‫هي المسؤولة عن انقطاع الماء هذا البيان كان‬ ‫بمثابة صفعة قوية ألهالي حلب‪ ،‬فكان النظام‬ ‫المس��تفيد األكبر من عملية انقطاع المياه عن‬ ‫المدينة حيث اس��تطاع أن يس��تغل هذه األزمة‬ ‫لكي يكس��ب الكثير م��ن الحلبيي��ن إلى صفه‪،‬‬ ‫ففي فترة االنقطاع قدم مجلس المحافظة في‬ ‫المدين��ة خدمات كثيرة على غير المعتاد‪ ،‬فيرى‬ ‫البع��ض م��ن أهالي حل��ب انه م��ن الواضح إن‬ ‫النظام يحاول تحسين صورته قبل االنتخابات‪.‬‬ ‫ويق��ول أب��و عل��ي «أن الخدم��ات الت��ي‬ ‫تقدمه��ا المحافظ��ة في ه��ذه الفت��رة لم نعتد‬ ‫عليه��ا من قبل‪ ،‬فمن قب��ل من يريد أن يحصل‬ ‫على(س��وتيير) ماء علي��ه أن يدفع مبل��غ كبيرا‬ ‫ولكن في ه��ذه الفترة قامت المحافظة بتجهيز‬ ‫جمي��ع الصهاريج وس��يارات اإلطف��اء لكي تعبأ‬ ‫للناس بش��كل مجاني‪ ،‬فكان م��ن الواضح لدى‬ ‫جمي��ع الحلبيين أن هذه المعاملة الحس��نة هي‬ ‫نتيجة القتراب فترة االنتخابات»‪.‬‬


‫�إن كان با�ستطاعتنا �أن ن�ؤمل فالدميري بوتني بورقة �أوكرانيا‬ ‫فلماذا نتوجه بلكماتنا على �سوريا؟‬ ‫نشر في صحيفة التلغراف البريطانية | ‪ 2‬أيار ‪2014‬‬ ‫بقلم‪ :‬كون كوفلين ترجمة‪ :‬مريم أسعد‬

‫الث��وار المقاتلي��ن بأي��ة طريق��ة ممكن��ة – بم��ا‬ ‫يتضم��ن اس��تخدام برامي��ل متفجرة ومحش��وة‬ ‫بخليط سام من الكلورين واألمونيا‪.‬‬ ‫واح��د من األس��باب التي تجع��ل الغرب يبدو‬ ‫ضعيف��اً أم��ام الظه��ور الجديد لألس��د هو حذره‬ ‫م��ن موس��كو‪ ،‬من روس��يا الت��ي تقدم الس�لاح‬ ‫للنظام الس��وري ‪ -‬بما في��ه أنظمة الدفاع الجوي‬ ‫المتط��ورة – والنصائ��ح العس��كرية‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫التغطي��ة الدبلوماس��ية‪ ،‬بالتالي ف��إن الحكومات‬ ‫الغربية قد عدلت بس��هولة ع��ن القيام بأي فعل‬ ‫قد يؤدي بها إلى مواجهة مباشرة مع موسكو‪.‬‬ ‫م��ع ذلك‪ ،‬فقد تغي��ر الكثير من��ذ تلك األيام‬ ‫العنيف��ة ف��ي نهاي��ة ش��هر آب الماض��ي‪ ،‬عندما‬ ‫وقفنا على حاف��ة الحرب ‪ -‬بالتحديد بعد االنتزاع‬ ‫غير المشروع للس��يد بوتين لشبه جزيرة القرم‬ ‫وتهديده لمساحات واسعة في شرق أوكرانيا‪.‬‬ ‫ومما الش��ك فيه أن الرئيس الروس��ي‪ ،‬بعد‬ ‫أن نحى جانباً وبس��هولة المخ��اوف الغربية تجاه‬ ‫سوريا‪ ،‬بات يش��عر أنه ما من شيء يخشاه وهو‬ ‫يشن حملته ليعيد أوكرانيا تحت المجال التقليدي‬ ‫لنفوذ ب�لاده‪ ،‬إال أن ما جرى هو العكس‪ ،‬إذ يبدو‬ ‫أن الغرب – البعيد عن كونه ذو تأثير حقيقي في‬ ‫الدفاع عن س��وريا – قد اكتش��ف م��ن جديد ح ً‬ ‫ال‬ ‫ف��ي مقاومة الطغ��اة المس��تبدين‪ ،‬وخاصة حين‬ ‫يتعلق األمر بحماية س��يادة نزيهة لشعب أوربي‬ ‫مستقل‪.‬‬ ‫وكم��ا يذكرن��ا مس��ئولونا دائم��ًا‪ ،‬فإن��ه م��ا‬ ‫م��ن أحد يري��د أن يبدأ حرب��اً عالمي��ة ثالثة على‬ ‫أوكراني��ا‪ ،‬غي��ر أن الس��يد بوتين يكش��ف وعلى‬ ‫حس��ابه الخ��اص أن��ه هن��اك ع��دة ط��رق غي��ر‬ ‫المواجهة المس��لحة لحبس الدب الروسي الهائج‬ ‫في قفص‪.‬‬ ‫كان لمجموعة تدابير "الق��وة الناعمة" التي‬

‫تبنته��ا الواليات المتح��دة وأوروبا تأثي��راً واقعيًا‬ ‫على الكرملين‪ ،‬حتى أنها أثنت الرئيس الروس��ي‬ ‫ع��ن تهديده بش��ن هجوم واس��ع النط��اق على‬ ‫شرق أوكرانيا‪.‬‬ ‫شهد "الروبل" الروسي الذي كان أص ً‬ ‫ال تحت‬ ‫الضغط قبل المبادرة األوكرانية للس��يد بوتين‪،‬‬ ‫ش��هد انخفاضًا واضحًا اس��تدعى البنك المركزي‬ ‫لرفع أس��عار الفائ��دة‪ .‬مما اضطر المس��تثمرين‬ ‫األجان��ب لس��حب مايق��ارب ‪ 37.9‬ملي��ار جني��ه‬ ‫بريطان��ي‪ ،‬خوفاً من فرض عقوب��ات اقتصادية‬ ‫إضافية‪ ،‬مما يهدد أي توقعات النتعاش اقتصادي‬ ‫عل��ى الم��دى القري��ب‪ .‬باختصار‪ ،‬وكم��ا توقعت‬ ‫عن��د بداية الصراع فإن االقتصاد الروس��ي يدفع‬ ‫ثم��ن الولع الجدي��د للس��يد بوتي��ن بالمغامرات‬ ‫العسكرية‪.‬‬ ‫كل م��ا س��بق يثي��ر التس��اؤل‪ :‬إذا كان‬ ‫باس��تطاعتنا أن نجب��ر الكرملي��ن عل��ى تغيي��ر‬ ‫س��لوكه تجاه أوكرانيا‪ ،‬فل��م ال نفعل المثل تجاه‬ ‫س��وريا؟ ربم��ا تكون محادثات جنيف قد فش��لت‪،‬‬ ‫إال أن��ه هن��اك مش��اركة دبلوماس��ية كبيرة تتم‬ ‫في المدينة السويس��رية في الحديث عن قضايا‬ ‫مشتركة كإيران وأوكرانيا‪.‬‬ ‫اآلن وق��د اكتش��ف الغ��رب أن��ه ل��م يعد من‬ ‫حاجة للخوف من إهانة حساسية روسيا‪ ،‬ربما قد‬ ‫حان الوقت لكالم واضح وصريح بش��أن س��وريا‪:‬‬ ‫اإلبقاء على نظام يقصف ش��عبه بالغاز الس��ام‬ ‫ه��و أمر لي��س لصالح أحد وليس لصالح روس��يا‬ ‫على األخص‪.‬‬ ‫المصدر األصلي للمقال‪:‬‬ ‫‪http://www.telegraph.co.uk/news/‬‬ ‫‪worldnews/middleeast/syria/10802098/‬‬ ‫‪If-we-can-hurt-Vladimir-Putin-on-Ukraine‬‬‫‪why-pull-our-punches-over-Syria.html‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬

‫ال ب��د أن التدريب الذي تلقاه فالديمير بوتين كموظف س��ابق في لجنة أمن الدولة أو ما يس��مى‬ ‫(‪ ،)KGB‬الب��د أن��ه جع��ل منه خبيراً ف��ي الكذب‪ ،‬غي��ر أنه ليس الوحيد كمس��ؤول روس��ي عالي‬ ‫المستوى يناضل مع الحقيقة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫لم يت��ردد وزي��ر الخارجية الروس��ي للحظة‬ ‫قب��ل أن يش��جب ما كش��فته صحيف��ة التلغراف‬ ‫هذا األس��بوع م��ن حقائق تثبت أن نظام األس��د‬ ‫يس��تخدم قناب��ل الكلوري��ن بش��كل روتين��ي‬ ‫لمهاجم��ة المناطق التي تخضع لس��يطرة الثوار‬ ‫في سوريا‪.‬‬ ‫وم��ع العلم أن��ه تم أخ��ذ عينات م��ن التربة‬ ‫في المناط��ق التي تعرضت لهجوم قوات النظام‬ ‫مؤخراً بطائ��رات الهليكوبتر‪ ،‬ليت��م فحصها من‬ ‫قبل خب��راء مختصين فإن موس��كو أصرت على‬ ‫عنادها بأن األس��لحة قد تم استخدامها من قبل‬ ‫الث��وار (وهم اليملكون هليكوبتر) الس��تفزاز رد‬ ‫فعل عالمي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقد اعتدن��ا طبعا جهود روس��يا الخرقاء في‬ ‫الكذب الواض��ح حين تواجَه بأدل��ة تدينها‪ .‬ومن‬ ‫ينس��ى المؤتمر الصحفي العجيب الذي تم عقده‬ ‫بش��أن أزمة ش��به جزي��رة القرم ف��ي آذار‪ ،‬حين‬ ‫أصرّ فالديمير بوتين أن روس��يا ليست لديها أية‬ ‫قوات في ش��به جزي��رة القرم‪ ،‬ف��ي الوقت الذي‬ ‫كان فيه اإلقليم يعج بالقوات الروس��ية الخاصة‬ ‫والمعروفة بـ (سبيتسناز)‪.‬‬ ‫ال ب��د أن التدري��ب ال��ذي تلق��اه فالديمي��ر‬ ‫بوتي��ن كموظف س��ابق في لجنة أم��ن الدولة أو‬ ‫ما يس��مى (‪ ،)KGB‬البد أنه جع��ل منه خبيراً في‬ ‫الكذب‪ ،‬غير أنه ليس الوحيد كمس��ؤول روس��ي‬ ‫عالي المس��توى يناضل مع الحقيقة‪ ،‬إذ أن وزير‬ ‫خارجي��ة الكرملي��ن – والمس��تعد للقت��ال دومًا‪-‬‬ ‫س��يرغي الف��روف متمك��ن ف��ي الك��ذب‪ ،‬لدرجة‬ ‫أن وزي��ر الخارجي��ة األمريكية "ج��ون كيري" قد‬ ‫تحرّض ليقول عن نظيره الروسي قبل أيام‪" :‬ال‬ ‫أح��د أبرع منه في أن يقول لك بأن األحمر أزرق‪،‬‬ ‫وبأن األسود أبيض"‪.‬‬ ‫صار الكذب س��مة أساسية وال مفر منها في‬ ‫المشهد السياسي الروسي‪ ،‬إال أن النقطة األكثر‬ ‫جدي��ة ليش��ار إليه��ا ف��ي رد فعل موس��كو على‬ ‫تقريرن��ا هي أن الكرملين يبقى ملتزمًا بالتأكيد‬ ‫على نجاة حليفه الدائم في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫أوضحت روس��يا موقفها من��ذ بداية الصراع‬ ‫الدائر منذ أكثر من ثالث سنوات‪ ،‬بأنها التنوي أن‬ ‫تتخلى عن الرئيس بشار األسد بغض النظر عن‬ ‫عدد الناس التي تقتل كنتيجة العتداءاته القاتلة‬ ‫على معاقل الثوار‪.‬‬ ‫حتى هجوم الس��ارين الذي وقع في الصيف‬ ‫الماضي في ضواحي دمش��ق‪ ،‬وال��ذي اتهم فيه‬ ‫األس��د واس��تفز اس��تنكاراً عالميًا لم يستطع أن‬ ‫يقنع روس��يا بترك حليفها س��ابقًا‪ ،‬بد ً‬ ‫ال من ذلك‬ ‫فق��د لعب��ت روس��يا دوراً بالغًا ف��ي األهمية في‬ ‫مفاوض��ات الصفقة التي وافق فيها األس��د على‬ ‫تسليم المخزونات (القديمة منها بشكل رئيسي)‬ ‫من األسلحة الكيماوية شريطة تراجع الغرب عن‬ ‫تهديداته بشن ضربات جوية‪.‬‬ ‫وبالنظ��ر إلى ما مض��ى‪ ،‬فإن صفقة ش��هر‬ ‫أيل��ول تل��ك كان��ت نقطة تح��ول إلنع��اش حظ‬ ‫النظ��ام‪ ،‬ذل��ك أن��ه تخ ّلص م��ن تهدي��د التدخل‬ ‫العس��كري ليعيد تنش��يط جهوده باتج��اه تدمير‬

‫ترجمات ‪. .‬‬

‫امتناع الغرب عن مواجهة مو�سكو بت�أييدها لنظام الأ�سد �أمر يثري احلرية‬

‫‪9‬‬


‫بني الأ�سد للأبد وم�سرحية لعبة الأمم‬ ‫الملف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪10‬‬

‫املعار�ضة ال�سورية وكياناتها‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫ج��اء ف��ي جريدة تش��رين ع��دد ‪ 1‬تموز‬ ‫ع��ام ‪ 1980‬تصري��ح الف��ت لرفع��ت األس��د‬ ‫ف��ي مواجهة حراك اإلخوان حي��ث قال‪« :‬أنه‬ ‫س��يخوض مائ��ة معرك��ة‪ ،‬ويدم��ر ملي��ون‬ ‫معقل‪ ،‬ويضحي بمليون شهيد»‪.‬‬ ‫كم��ا ورد ف��ي نش��رة النذير رق��م « ‪12‬‬ ‫بتاريخ ‪ 26‬ش��باط ‪ 1980‬وعلى لسان رفعت‬ ‫أيض��اً‪ :‬إن الحكوم��ة ب��دأت تفقد الس��يطرة‬ ‫على زمام األم��ور‪ ،‬والمواطنون لم يظهروا‬ ‫ش��عوراً بالمس��ؤولية‪ ،‬وأن المطل��وب ه��و‬ ‫ال��والء المطلق‪،‬وأن أولئك الذين ليس��وا مع‬ ‫النظام يجب اعتباره��م معادين له من اآلن‬ ‫فصاع��داً‪ ،‬وإنه يجب الدف��اع عن دولة البعث‬ ‫بالدم إذا دعت الضرورة لذلك‪ ،‬وأن س��تالين‬ ‫ضح��ى بعش��رة ماليي��ن للمحافظ��ة عل��ى‬ ‫الثورة البلش��فية‪ ،‬وأن سوريا يجب أن تكون‬ ‫مستعدة لتفعل شيئ ًا مماث ً‬ ‫ال «‪.‬‬ ‫ه��ي وصي��ة األس��د األوس��ط طبقه��ا‬ ‫األصغ��ر بحذافيرها على الش��عب الس��وري‬ ‫الثائ��ر‪ ،‬وف��ي دمش��ق اليوم ب��دأت الحمالت‬ ‫االنتخابية الرئاسية والتي يمكن اختصارها‬ ‫بكلم��اتٍ قليلة «س��ورية األس��د»‪« ،‬األس��د‬ ‫إل��ى األب��د» «األس��د أو نحرق البل��د»‪ ،‬وفي‬ ‫دمشق اليوم تشتعل األنوار وتقام السرادق‬ ‫ويتراق��ص الموالون على أنغام مس��روقةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫من القاش��وش أيقونة الثورة الس��ورية وإن‬ ‫بعب��اراتٍ مبتذلة‪ ،‬وعلى أناش��يد قيلت يوم ًا‬ ‫ف��ي تقدي��س األس��د األب‪ ،‬وإن تعب��وا م��ن‬ ‫االجترار رقصوا على أنغام لطمياتٍ لألس��د‬ ‫وحس��ن نص��ر اهلل‪ ،‬حس��ين األم��ة بحس��ب‬ ‫تصريح له لقناة الجزيرة‪،‬‬ ‫شريف شحادة في‬ ‫ٍ‬ ‫إال أن األخير نسي أن يكمل عبارته الطائفية‬ ‫بأن��ه الحس��ين ال��ذي أت��ى لقتل بن��ي أمية‬ ‫وأحفادهم وكل من عاش بين ظهرانيهم‪.‬‬ ‫النظ��ام يتنافس مع «نفس��ه» في هذه‬ ‫المعرك��ة‪ ..‬ال وجود للمعارض��ات‪ ،‬داخلية أو‬ ‫خارجي��ة‪ ،‬على حلب��ة المنافس��ة‪ ..‬انتخابات‬ ‫ستجرى في ثلث سوريا‪ ،‬وعلى أشالء أبنائها‪،‬‬ ‫بينما الجميع يتفرج‪ ،‬والغرب يقتر بالس�لاح‬ ‫والمال لضمان اس��تمرار تغذية الحرب ألمد‬ ‫طوي��ل‪ ،‬ه��و النه��ج عينه ال��ذي اتب��ع أبّان‬ ‫الح��رب العراقي��ة – اإليرانية حي��ث كان يتم‬ ‫دعم الطرف الذي يخس��ر في هذه المعركة‬ ‫أو تل��ك بالوس��ائل التي تجعله يس��تمر في‬ ‫الحرب من أجل ضمان ديمومتها واس��تنزاف‬ ‫وتدمي��ر ق��درات ّ‬ ‫كل من الع��راق وإيران في‬ ‫وقت واحد‪..‬‬ ‫وبينم��ا يتف��رج الجميع ينش��غل النظام‬ ‫بالقت��ل‪ ،‬وتنش��غل المعارض��ات باالقتت��ال‬ ‫والخالف فيما يدفع السوريون دماً‪ ،‬في ملفنا‬ ‫اليوم س��نعرض لحال المعارضات السورية‬ ‫ً‬ ‫ثقافة‬ ‫وكياناتها‪ ،‬لي��س بوصف المعارض��ة‬ ‫ونفس��اً جماهيري�� ًا‪ ،‬إنم��ا بوصفه��ا كياناتٍ‬ ‫دور في‬ ‫سياسية لنرى مدى قدرتها على أخذ ٍ‬ ‫مسرحية لعبة األمم‪.‬‬

‫يف املعار�ضات‪..‬‬ ‫هيئة التن�سيق الوطنية لقوى التغيري‬ ‫الدميقراطي‪:‬‬

‫تتأل��ف هيئة التنس��يق من ع��دة أحزاب بما‬ ‫فيه��ا األح��زاب الكردية الرئيس��ية الثالثة‪ ،‬حزب‬ ‫االتح��اد الس��رياني‪ ،‬ح��زب االتحاد االش��تراكي‬ ‫العرب��ي الديمقراط��ي‪ ،‬حزب العمل الش��يوعي‬ ‫الس��وري‪ ،‬ح��زب البع��ث الديمقراط��ي العرب��ي‬ ‫االش��تراكي‪ ،‬تجم��ع اليس��ار الماركس��ي‪ ،‬حركة‬ ‫مع�� ًا من أجل س��ورية حرة ديمقراطي��ة‪ ،‬الحزب‬ ‫اليس��اري الك��ردي ف��ي س��وريا‪ ،‬ح��زب االتح��اد‬ ‫الديمقراط��ي‪ ،‬الح��زب الديمقراطي الكردي في‬ ‫س��وريا‪ ،‬الحزب الديمقراطي الكردي الس��وري‪،‬‬ ‫حركة االشتراكيين العرب‬ ‫رأس هذه الهيئة المحامي حس��ن اسماعيل‬ ‫عبد العظي��م ونائبه عارف دليل��ة وهي جزءان‪:‬‬ ‫هيئة داخلية‪ ،‬وهيئة خارجية يرأسها هيثم مناع‬ ‫ً‬ ‫إضافة لألح��زاب المذكورة‬ ‫من فرنس��ا‪ ،‬وتتألف‬ ‫من شخصيات مستقلة‪ ،‬تأسست في بلدة حلبون‬ ‫في ريف دمشق في ‪ 6‬تشرين األول عام ‪،2011‬‬ ‫وتختل��ف ع��ن المجلس الوطني ف��ي معارضتها‬ ‫الش��ديدة ألي شكل من أشكال التدخل الخارجي‬ ‫والتأكي��د على س��لمية الث��ورة ونبذ العس��كرة‪،‬‬ ‫وتهدف الهيئة إلى إس��قاط النظ��ام بكل رموزه‬ ‫وبناء نظام ديمقراطي وتعزيز الوحدة الوطنية‪،‬‬ ‫وتؤيد الهيئة مش��اركة بعض أعضاء الحكم في‬ ‫عملية انتقال الحكم وتش��دد عل��ى أن اإلطاحة‬ ‫بالحكوم��ة الس��ورية تقود إل��ى الفوضى‪ ،‬وقال‬ ‫حس��ن عبد العظيم‪ « :‬نرف��ض التدخل األجنبي‬ ‫ونعتق��د أن��ه ال يق��ل خط��ورة ع��ن االس��تبداد‬ ‫ونرفض االثنين مع�� ًا‪ ،‬أما عن المجلس الوطني‬ ‫الذي ش��كل قب��ل الهيئة بأربع أي��ام فقال هيثم‬ ‫من��اع‪ « :‬إن المجلس الوطني ه��و مجموعة من‬ ‫المحترفين ال ينتمون إلى قوى سياسية معروفة‪،‬‬ ‫وما ح��دث في اس��طنبول «المؤتم��ر الثاني « ال‬ ‫يمكن أن يكون مثا ً‬ ‫ال لتجربة ديمقراطية تعطي‬ ‫ص��ورة إيجابي��ة للمجتم��ع الس��وري والمجتم��ع‬ ‫الدولي « ووصف المجلس بنادي واشنطن‪.‬‬ ‫وزن تس��تمده م��ن التاريخ‬ ‫لهيئة التنس��يق ٌ‬ ‫استقطاب‬ ‫في‬ ‫فشلت‬ ‫أنها‬ ‫المشرف ألعضائها‪ ،‬إال‬ ‫ٍ‬ ‫للش��باب عماد الث��ورة الس��ورية‪ ،‬وبقيت تعيش‬ ‫هاجس االته��ام بالعمال��ة أو االرته��ان للخارج‪،‬‬ ‫وبقي��ت تمث��ل نموذج�� ًا لمعارض��ةٍ وطنية غير‬ ‫فاعلة‪.‬‬

‫املجل�س الوطني‪:‬‬

‫أعل��ن ع��ن تأس��يس المجل��س الوطن��ي‬ ‫الس��وري في اس��طنبول ف��ي ‪ 2‬تش��رين األول‬ ‫ع��ام ‪ 2011‬لتنظيم قوى المعارض��ة‪ ،‬وجاء في‬ ‫إعالن المبادئ‪ :‬العمل على إس��قاط النظام بكل‬ ‫الوسائل المشروعة‪ ،‬تأكيد الوحدة الوطنية بين‬ ‫كافة مكونات المجتمع الس��وري « بعربه وكرده‬ ‫وإثنيات��ه‪ ،‬وباق��ي الطيف المذهب��ي والديني «‪،‬‬ ‫ونب��ذ دع��وات الفرقة واالنقس��ام‪ ،‬الحفاظ على‬

‫س��لمية الثورة وأخالقياتها‪ ،‬وحماية االس��تقالل‬ ‫الوطن��ي‪ ،‬والمحافظة عل��ى الس��يادة الوطنية‪،‬‬ ‫وف��ي البداي��ة تك��ون المجلس م��ن ‪ 310‬عضواً‬ ‫بخلفي��ات سياس��ية مختلف��ة أهمه��ا‪ :‬الح��راك‬ ‫الثوري‪ ،‬كتل��ة المس��تقلين الليبراليي��ن‪ ،‬إعالن‬ ‫دمشق‪ ،‬المنظمة اآلشورية‪ ،‬اإلخوان المسلمون‬ ‫وحلفاؤه��م‪ ،‬ربي��ع دمش��ق‪ ،‬الكتل��ة الوطني��ة‬ ‫الكردي��ة‪ ،‬الكتل��ة الوطنية‪ ،‬وش��خصيات وطنية‬ ‫مس��تقلة والهيئة العامة للثورة السورية وتمثل‬ ‫‪ 40‬لجنة شعبية محلية‪.‬‬ ‫إال أن الخالف��ات كانت الصفة األبرز في أداء‬ ‫المجل��س الذي ضم في ما بعد قادة من الجيش‬ ‫الحر‪ ،‬وتنظيمات ومنظمات من المجتمع المدني‪،‬‬ ‫وعمّ��ق الخالفات ب��روز جوانب مذهبي��ة وإثنية‬ ‫ً‬ ‫وخاصة ل��دى األكراد واألرم��ن‪ ،‬وغياب أي خطة‬ ‫عملية للتعامل مع الطائفة العلوية في س��وريا‪،‬‬ ‫وف��ي آذار ع��ام ‪ 2012‬ص��درت ع��ن المجلس «‬ ‫وثيق��ة العه��د الوطن��ي لس��ورية المس��تقبل «‬ ‫ً‬ ‫خاص��ة فيما يتعلق‬ ‫والت��ي أتت عباراته��ا غائمة‬ ‫بسلمية الحراك الثوري وغياب موقفٍ واضح من‬ ‫لواء اسكندرون المحتل‪.‬‬ ‫رأس ه��ذا المجلس الدكت��ور برهان غليون‬ ‫الذي استقال بعد أشهر في ‪ 23‬أيار ‪ ،2012‬وبعد‬ ‫اس��تقالة غلي��ون الذي أمن وجهاً مدني ًا فرنس��ي ًا‬ ‫للمجلس‪ ،‬انتخبت األمان��ة العامة للمجلس عبد‬ ‫الباس��ط الس��يدا االس��تاذ الجامعي في السويد‬ ‫رئيس��اً في ‪ 9‬حزيران ‪ ،2012‬وهو ناشط كردي‬ ‫من الحس��كة‪ ،‬ووف��ر بالتالي وجهًا مدني�� ًا كردي ًا‬ ‫أوروبياً‪ ،‬مع أن أكراد سوريا في تلك الفترة كانوا‬ ‫ف��ي حال خصام ش��ديد م��ع المجل��س وغضبوا‬ ‫على سيدا نفسه ألنه لم ينسحب من المجلس‪،‬‬ ‫وم��ع تصاع��د قلق أمري��كا من هيمن��ة اإلخوان‬ ‫المس��لمين عل��ى المجل��س وعل��ى الجماع��ات‬ ‫المس��لحة الس��ورية غ��ادر س��يدا بع��د خمس��ة‬ ‫أش��هر‪ ،‬وانتخب المجلس جورج صبرا رئيساً‪ ،‬ما‬ ‫يؤمن وجه ًا مس��يحياً يس��اريًا يرض��ي الغرب إال‬ ‫أن اإلخ��وان عينوا محمد فاروق طيفور وهو من‬ ‫قياديهم نائب ًا لصبرا‪.‬‬ ‫ومما الشك فيه وعند تقييم تجربة المجلس‬ ‫فالسمة األولى ألدائه هو غياب اإلرادة الموحدة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خاصة قطر‬ ‫وارته��ان القرار بالتموي��ل الخارجي‬ ‫التي مول��ت النواحي اللوجس��تية في حين مول‬ ‫مؤتمر أنطاليا رجال أعمال س��وريين معارضين‬ ‫م��ن آل س��نقر بحس��ب صحيف��ة الغارديان في‬ ‫عدد‪ 29‬آب ‪ 2011‬إضافًة للنفوذ الواضح لإلخوان‬ ‫المس��لمين في ق��رارات المجل��س‪ ،‬وغياب رؤى‬ ‫اقتصادي��ة واجتماعي��ة لس��وريا المس��تقبل‪،‬‬ ‫وضعف التواصل مع الداخل السوري الثائر‪.‬‬

‫االئتالف الوطني ال�سوري‪:‬‬

‫ف��ي ظ��ل حال��ة المراوح��ة الت��ي ش��هدتها‬ ‫المعارضة السياس��ية‪ ،‬وفي ظ��ل عجز المجلس‬ ‫الوطن��ي عن تقدي��م إنجازات ملموس��ة وبقاءه‬ ‫منقس��ماً عل��ى نفس��ه ضغطت ال��دول الداعمة‬ ‫ل��رص الصف��وف مج��دداً‪ ،‬وم��ع ف��وز أوباما في‬ ‫واليته الثانية عقد مؤتمر للمعارضات الس��ورية‬ ‫في قطر في األس��بوع الثاني من تش��رين األول‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫املعار�ضة امل�سلحة‪:‬‬

‫ً‬ ‫إضافة إلى التش��كيالت السياسية المتعددة‬ ‫ظه��رت تنظيم��ات عس��كرية تتّس��م بالتن��وّع‬ ‫والتشتّت والالمركزية‪ ،‬تحت مظ ّلتين رئيستين‪-‬‬ ‫األلوي��ة الت��ي تتب��ع المظ ّل��ة الواس��عة للجيش‬ ‫الس��وري الحر الذي أعلن ضباط منش��قون عن‬ ‫الجيش تش��كيله ألول مرة ف��ي ‪ 29‬تموز ‪2011‬‬ ‫والذي يضم إلى جانب العس��كريين المنش��قين‬ ‫أبن��اء المحافظات الثائرة الذي��ن اضطروا لحمل‬ ‫الس�لاح مع أن بعضهم كان م��ن قادة ومنظمي‬ ‫الح��راك الثوري الس��لمي‪ ،‬واأللوية غي��ر التابعة‬

‫اجلي�ش ال�سوري احلر‪:‬‬

‫ب��دأت القص��ة ف��ي ‪ 2011/4/23‬ي��وم‬ ‫أعل��ن الجندي ف��ي الح��رس الجمه��وري « وليد‬ ‫القشعمي»‪ ،‬أول انش��قاق عن الجيش السوري‪.‬‬ ‫القش��عمي لم يتمكن من قتل أهل��ه في درعا‪،‬‬ ‫وم��ا كان من��ه إال أن رمى وخمس��ة م��ن زمالئه‬ ‫الس�لاح واتجهوا نحو المتظاهري��ن‪ ،‬الذين كان‬ ‫يفت��رض أن يطلق��وا عليه��م الن��ار‪ ،‬وبعد فترة‬ ‫تمكن القشعمي وزمالؤه من الفرار إلى األردن‪،‬‬ ‫وعلى األرجح فإن المئات مروا بتجربة القشعمي‬ ‫منه��م من تمكن م��ن الفرار ومنه��م قتل على‬ ‫مذبح الحرية‪.‬‬ ‫وكان أول الضب��اط المنش��قين المق��دم‬ ‫حسين هرموش الذي هرب إلى الحدود مع تركيا‬ ‫وشكل « لواء الضباط األحرار» الذي تحول فيما‬ ‫بعد إلى “الجيش السوري الحر”‪ ،‬وجه الهرموش‬ ‫ورفاقه ضرب��اتٍ موجعة للنظام مس��تفيداً من‬ ‫الطبيع��ة الجبلي��ة للحدود مع تركي��ا‪ ،‬ونجح في‬ ‫تفخيخ مناطق واس��عة من جس��ر الشغور‪ ،‬ومع‬ ‫تصاع��د الضربات الجوية للنظ��ام لجأ هرموش‬ ‫ونح��و ألف��ي مقاتل مع��ه لالبتعاد إل��ى الداخل‬ ‫التركي‪ ،‬ومن ثم إقام��ة غرفة عمليات قيادتهم‬ ‫في تركيا نفسها‪ ،‬بموافقة من السلطات فيها‪.‬‬ ‫ولم يمض ش��هران على ذل��ك حتى تمكنت‬ ‫المخابرات الس��ورية وبالتواطؤ مع ضباط أتراك‬ ‫م��ن الطائف��ة العلوية م��ن اس��تدراج هرموش‬ ‫إل��ى اجتم��اع وهم��ي‪ ،‬ومن ث��م تنويم��ه ونقله‬ ‫إلى س��وريا‪ ،‬حيث ظه��ر بعد ذلك عل��ى اإلعالم‬ ‫الرس��مي الس��وري‪ ،‬ولم تتأكد المعلومات حول‬ ‫إعدامه حتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫ف��ي ه��ذه األثن��اء تس��لم قي��ادة “الجي��ش‬ ‫الس��وري الحر” العقيد المنش��ق رياض األس��عد‬ ‫من القوات الجوي��ة‪ ،‬وقد صار عدد الجيش الذي‬ ‫يق��وده ب��اآلالف‪ ،‬وبات يحظ��ى بالثق��ة الكاملة‬ ‫للشعب السوري الثائر‪ ،‬لدرجة أن الثوار خصصوا‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ع��ام ‪ 2012‬وتوص��ل المؤتم��رون إلى تش��كيل‬ ‫جبه��ة معارضة أكبر « االئت�لاف الوطني للقوى‬ ‫الثوري��ة والمعارض��ة « وتك��ون م��ن ‪ 63‬مقعداً‬ ‫وضم ق��وى معارضة منه��ا‪ « :‬المجلس الوطني‬ ‫الس��وري‪ ،‬الهيئة العامة للثورة الس��ورية‪ ،‬لجان‬ ‫التنس��يق المحلي��ة‪ ،‬المجل��س الثوري لعش��ائر‬ ‫س��وريا‪ ،‬رابط��ة العلم��اء الس��وريين‪ ،‬اتح��ادات‬ ‫الكتاب‪ ،‬المنتدى السوري لألعمال‪ ،‬تيار مواطنة‪،‬‬ ‫هيئ��ة أمناء الثورة‪ ،‬تحالف مع�� ًا‪ ،‬الكتلة الوطنية‬ ‫الديمقراطي��ة الس��ورية‪ ،‬المك��ون التركمان��ي‪،‬‬ ‫المكون الس��رياني اآلش��وري‪ ،‬المجلس الوطني‬ ‫الكردي‪ ،‬المنبر الديمقراطي‪ ،‬والمجالس المحلية‬ ‫ً‬ ‫إضافة لبعض الش��خصيات‬ ‫لكاف��ة المحافظات‪،‬‬ ‫الوطنية وممثل للمنشقين السياسيين‪.‬‬ ‫وانتخب الش��يخ معاذ الخطيب إمام المسجد‬ ‫األم��وي س��ابقاً وذي الحظ��وة عن��د معارض��ي‬ ‫الداخل رئيس��ًا‪ ،‬ورياض س��يف وس��هير أتاس��ي‬ ‫من نجوم ربيع دمش��ق نائبي��ن للرئيس‪ ،‬ورجل‬ ‫األعم��ال مصطفى الصب��اغ أمين ًا عام��اً‪ ،‬وكانت‬ ‫هيكلي��ة االئتالف الجديد وتوزي��ع المناصب فيه‬ ‫تعكس رؤية أعضاءه لتركيبة البرلمان السوري‬ ‫والحكومة السورية بعد سقوط حكم البعث‪.‬‬ ‫وب��دأت الدول الداعمة باالعت��راف باالئتالف‬ ‫وكانت من أكثر الدول دعمًا فرنس��ا التي أعلنت‬ ‫عل��ى تعيي��ن من��ذر ماخ��وس منس��ق العالقات‬ ‫الخارجي��ة ف��ي أوروب��ا الغربي��ة ف��ي المجل��س‬ ‫الوطن��ي الس��وري س��فيراً لالئت�لاف لديه��ا‪،‬‬ ‫وأص��درت الوالي��ات المتح��دة بيان�� ًا هن��أت فيه‬ ‫تش��كيل االئت�لاف دون تقديم اعت��راف أو دعم‬ ‫مباش��ر‪ ،‬وفي ‪ 12‬تش��رين الثان��ي اعترفت دول‬ ‫مجل��س التع��اون الخليج��ي باالئت�لاف كممث��ل‬ ‫ش��رعي ووحيد للش��عب الس��وري تبعتها مصر‬ ‫وليبي��ا وتون��س ودول عربي��ة أخرى باس��تثناء‬ ‫الجزائر والعراق ولبنان‪.‬‬ ‫مث��ل االئت�لاف س��وريا ف��ي قم��ة ال��دول‬ ‫العربي��ة المنعق��دة ف��ي الدوحة وألق��ى خطيب‬ ‫الثورة خطبته الش��هيرة‪ ،‬لكن الخالفات ما لبثت‬ ‫أن أصاب��ت جس��د االئت�لاف فانس��حب الخطيب‬ ‫وت��م انتخاب أحمد الجربا الحائ��ز على إجازة في‬ ‫الحق��وق من الجامعة العربية في بيروت وعضو‬

‫المجل��س الثوري لعش��ائر س��وريا والمقرب من‬ ‫العائل��ة المالك��ة الس��عودية رئيس�� ًا للمجلس‪،‬‬ ‫وعلى أثر المش��اركة في مؤتمر جنيف انس��حب‬ ‫ع��دد كبير من األعضاء وع��ادوا بفعل الضغوط‬ ‫الخارجية أو الداخلية‪.‬‬ ‫أيض ًا بقي االئتالف ي��راوح مكانه وما زيارة‬ ‫الجرب��ا األخيرة ألمري��كا إال دليل على ذلك‪ ،‬هي‬ ‫خيبة األمل نفس��ها في غياب الدعم والتس��ليح‬ ‫الحقيق��ي‪ ،‬وما اعتراف أمري��كا األخير باالئتالف‬ ‫ومنح��ه تمثي� ً‬ ‫لا دبلوماس��ي ًا إال ج��زءاً م��ن لعبة‬ ‫ش��د الحبال مع روس��يا وليس تغييراً جذريًا في‬ ‫تعاط��ي الرئيس األمريكي الضعي��ف مع الثورة‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ضافة للكيانات التي س��بق ذكرها هناك‬ ‫إن‬ ‫قوى في الداخل السوري تحت عنوان المعارضة‬ ‫وله��ا توجهه��ا الخ��اص ف��ي معارض��ة النظ��ام‬ ‫وتجتم��ع تح��ت مس��مى «ائت�لاف ق��وى التغيير‬ ‫الس��لمي» والذي يضم جبهة التغيير والتحرير‪،‬‬ ‫وح��زب اإلرادة الش��عبية ال��ذي يتزعم��ه الوزير‬ ‫المس��تقيل في الحكومة الحالي��ة قدري جميل‪،‬‬ ‫والح��زب الس��وري القومي االجتماع��ي بزعامة‬ ‫وزير المصالحة الوطنية علي حيدر الذي « أعلن‬ ‫تأييده النتخاب األس��د في مهزلةٍ سياس��ية قل‬ ‫نظيرها بأن يؤيد حزب معارض مرشح الحكومة‬ ‫«‪ ،‬والتي��ار الثال��ث من أجل س��وريا‪ ،‬وكذلك تيار‬ ‫طري��ق التغيي��ر الس��لمي‪ ،‬والتجمع الماركس��ي‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬وتيار بناء الدولة إضافة إلى لجان‬ ‫شعبية سلمية‪.‬‬

‫للجيش الس��وري الحر والت��ي تعمل تحت مظلة‬ ‫الجهاديي��ن أو الجماع��ات التي تن��وي الجهاد في‬ ‫س��ورية‪ ،‬والتي تحم��ل أعالماً ورايات اس�لامية‬ ‫بدل علم االستقالل شعار الجيش السوري الحر‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬

‫المعارضة السياسية‬

‫‪11‬‬


‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫الكتائب تقدر بـ ‪ 1450‬كتيبة وفصيل‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪12‬‬

‫جمعة أس��موها‪“ :‬الجي��ش الح��ر يحميني”‪ ،‬في‬ ‫الع��ام الماضي تعرض األس��عد لمحاولة اغتيال‬ ‫أدت إلصاب��ة بليغ��ة منعت��ه من متابع��ة قيادته‬ ‫للجيش الحر‪.‬‬ ‫من الصعب جداً وحتى في ظل وجود هيئة‬ ‫لألركان في الجيش الس��وري الحر معرفة عدد‬ ‫المقاتلي��ن وأماكن توزعهم ناهيك عن أن هذه‬ ‫المعلومات سرية واستخباراتية بالدرجة األولى‪،‬‬ ‫والتس��ميات التي يت��م إطالقها « ل��واء‪ ،‬كتيبة‪،‬‬ ‫س��رية « ليس له��ا عالقة بالمدلول العس��كري‬ ‫للمصطل��ح م��ن حيث ع��دد المقاتلي��ن ونوعية‬ ‫العت��اد إنم��ا تأت��ي التس��ميات بدواف��ع معنوية‬ ‫ودعائي��ة ليس إال‪ ،‬ولعل الصف��ة الطاغية حتى‬ ‫على كتائب الجيش الحر كانت االسالم السياسي‬ ‫أو حتى النفس االس�لامي وهذا ليس مستغرب ًا‬ ‫ك��ون أغل��ب المقاتلين من المس��لمين الس��نة‪،‬‬ ‫والنكهة االس�لامية لهذه التشكيالت ليست من‬ ‫س��بيل اإلدانة‪ ،‬فمب��ادئ الجيش الس��وري الحر‬ ‫مب��ادئ وطنية بالرغ��م من بع��ض التجاوزات‪،‬‬ ‫من ناحية أخرى لم تظهر إي مجموعة مس��لحة‬ ‫تابع��ة لتيار ليبرالي أو علماني أو يس��اري على‬ ‫غ��رار ما حصل في الحرب األهلية االس��بانية أو‬ ‫اللبنانية‪ ،‬إذا ما اس��تثنينا الميليش��يات الكردية‬ ‫التي تتصرف على أساس قومي خاص بها‪.‬‬ ‫كما تجدر اإلش��ارة إلى غياب االس��تراتيجية‬ ‫والتنس��يق المخابرات��ي لفصائ��ل الجيش الحر‬ ‫مم��ا قل��ل قدرته عل��ى الحس��م‪ ،‬وم��ن األلوية‬ ‫المقاتل��ة تح��ت مظل��ة الجيش الس��وري الحر‪،‬‬ ‫ل��واء الف��اروق هو ل��واء مقاتل ف��ي المعارضة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬ويحارب تحت مظلة الجيش السوري‬ ‫الحر‪ .‬تم تش��كيله في آب‪ ،‬ويقدّر عدد مقاتليه‬ ‫بي��ن ‪ 10000 7000-‬مقات��ل مس��لح‪ ،‬ويتمركز‬ ‫في الغالب في مدينة حمص وريفها‪ ،‬وله تواجد‬ ‫في درعا وأيض ًا في أجزاء من إدلب قرب الحدود‬ ‫التركية‪ .‬خاض اللواء معاركه الرئيسة في حماة‬ ‫ً‬ ‫وخاصة أثن��اء حصار باب��ا عمرو في‬ ‫وحم��ص‪،‬‬ ‫شباط ‪.2012‬‬ ‫لواء التوحيد هو لواء مقاتل يعمل تحت راية‬ ‫َّ‬ ‫تش��كل الل��واء في تموز‬ ‫الجيش الس��وري الحر‪.‬‬ ‫‪ 2012‬ف��ي حلب وريفه��ا‪ ،‬ويُقدَّر ع��دد مقاتليه‬ ‫بي��ن ‪ ،10000 7000-‬ويتك��ون من ثالث��ة ألوية‬ ‫فرعية‪ -‬لواء فرس��ان الجبل ولواء دارة عزة ولواء‬ ‫أحرار الشمال‪ -‬ويضم ‪ 195‬كتيبة‪ ،‬وكان مشاركًا‬ ‫رئيسًا في معركة حلب‪ ،‬التي بدأت في آب ‪.2012‬‬

‫ل��واء ش��هداء إدلب هو ل��واء مقات��ل يعمل‬ ‫َّ‬ ‫تش��كل في‬ ‫تحت راي��ة الجيش الس��وري الحر‪.‬‬ ‫آذار ‪ ،2012‬ويعمل ه��ذا اللواء في إدلب وريفها‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫ل��واء االس�لام ف��ي دمش��ق وريفه��ا ومن‬ ‫كتائبه « األمويي��ن‪ ،‬الزبير بن العوام‪ ،‬الخطاب‪،‬‬ ‫أحم��د بن حنب��ل‪ ،‬ومازال لواء االس�لام يخوض‬ ‫أش��رس المعارك تمهيداً القتحام العاصمة الذي‬ ‫فش��ل مراراً نتيجة لضعف الدعم وغياب اإلرادة‬ ‫الدولية للحسم‪.‬‬ ‫كتائب الوحدة الوطنية هي كتائب متمرّدة‬ ‫صغيرة تعمل تحت راية الجيش الس��وري الحر‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ويتركز الجزء األكبر من‬ ‫تش��كلت في آب ‪2012‬‬ ‫نش��اطها في ري��ف دمش��ق وإدلب والس��ويداء‬ ‫ويق��دَر ع��دد أفراده��ا ببضع‬ ‫وحم��اه وريفه��ا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مئ��ات‪ ،‬هذه الكتائب ذات توجّه علماني ويتم ّثل‬ ‫الجان��ب األب��رز لديها في كونها تض��م األقليات‬ ‫مث��ل المس��يحيين وال��دروز واإلس��ماعيليين‪.‬‬ ‫وخالف ًا للكتائب اإلسالمية‪ ،‬تحمل معظم كتائب‬ ‫الوحدة الوطنية أس��ماء علماني��ة أو قومية‪ ،‬من‬ ‫سُمِيت تيمن ًا‬ ‫بينها كتيبة يوسف العظمة‪ ،‬التي ّ‬ ‫بالقائد الكردي الس��وري الشهير‪ ،‬أو كتيبة عبد‬ ‫الرحم��ن الش��هبندر‪ ،‬التي تحمل اس��م القومي‬ ‫الس��وري الذي ق��اوم االحت�لال الفرنس��ي‪ .‬لم‬ ‫تشارك هذه الكتيبة في أي معارك كبرى بعد‪.‬‬ ‫لواء صالح الدين األيوبي يتألف من كتائب‬ ‫متم��رّدة صغي��رة تعم��ل تح��ت راي��ة الجي��ش‬ ‫الس��وري الح��ر والمجل��س العس��كري الكردي‬ ‫َّ‬ ‫تش��كلت ه��ذه الكتائب ف��ي أيار ‪2012‬‬ ‫األعلى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويُقدَر عدد مقاتليه��ا ببضع مئات‪ .‬وهي تمثل‬ ‫ّ‬ ‫أكبر لواء كردي في الجيش السوري الحر‪.‬‬

‫اجلهاديون‪:‬‬

‫لع��ل أب��رز التش��كيالت الجهادي��ة‪ ،‬جبه��ة‬ ‫النص��رة وهي جماعة جهادية متم��رّدة مقاتلة‬ ‫تح��ارب ضم��ن صف��وف المعارضة الس��ورية‪،‬‬ ‫وب��رزت الجبه��ة بوصفه��ا الجماع��ة المس��لحة‬ ‫األكث��ر تنظيم��اً وانتش��اراً ف��ي س��وريا‪ ،‬حي��ث‬ ‫تواج��دت في مناط��ق امتدت عل مس��افة ‪200‬‬ ‫كيلو مت��ر من الحدود الش��مالية م��ع تركيا إلى‬ ‫الحدود اللبنانية‪ ،‬ويعتبر مقاتلوها األكثر تدريب ًا‬ ‫وتس��ليح ًا‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن إمكانيات مالية تجاوزت ما‬ ‫ل��دى الجماعات األخرى بكثي��ر وقد بدأت الجبهة‬ ‫عق��د اجتماعات في س��ورية في تش��رين األول‬

‫ع��ام ‪،2011‬وج��اء قائدها أبو محم��د الجوالني‬ ‫إلى س��ورية من العراق في العام ‪ .2011‬وصدر‬ ‫أول بي��ان لها مس��جّل بالص��وت والصورة في‬ ‫ويُقدَر عدد مقاتليها‬ ‫‪ 24‬كانون الثان��ي ‪،2012‬‬ ‫ّ‬ ‫بنحو ‪ 7000 5000-‬مقاتل‪.‬‬ ‫أحرار الش��ام ه��ي كتيبة جهادي��ة متمرّدة‬ ‫مقاتل��ة تح��ارب ضم��ن صف��وف المعارض��ة‬ ‫الس��ورية‪ .‬يتول��ى قيادتها أمير يتخ��ذ من إدلب‬ ‫مق��راً ل��ه ويُع��رف باس��م أب��و عب��داهلل‪ ،‬على‬ ‫الرغم م��ن أن أبو الحس��ن‪ ،‬قائدها العس��كري‬ ‫ف��ي محافظة إدلب‪ ،‬هو الذي يتولى تمثيلها في‬ ‫َّ‬ ‫تش��كلت ه��ذه الكتيبة في أواخر‬ ‫أغلب األحيان‪.‬‬ ‫‪ 2011‬وأوائ��ل ‪ ،2012‬وتتمرك��ز عموم�� ًا ف��ي‬ ‫محافظة إدلب‪ ،‬علماً أنها موجودة أيض ًا في حماة‬ ‫يُقدَر ع��دد مقاتليها باآلالف‪ ،‬على رغم‬ ‫وحلب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أن العدد الدقيق غير معروف‪.‬‬ ‫تض��م كتيب��ة أح��رار الش��ام أيض��اً أجنحة‬ ‫غير عس��كرية تتو ّل��ى تعليم األطف��ال وتوزيع‬ ‫المساعدات والمحاكم الشرعية‪ .‬وكانت من بين‬ ‫أولى الكتائب التي استخدمت القنابل المزروعة‬ ‫عل��ى جوان��ب الط��رق والهجم��ات بالعب��وات‬ ‫الناسفة‪.‬‬ ‫صقور الشام هو لواء جهادي متمرّد مقاتل‬ ‫يح��ارب ضم��ن صف��وف المعارض��ة الس��ورية‬ ‫َّ‬ ‫تش��كل في تش��رين‬ ‫بقيادة أحمد أبو عيس��ى‪.‬‬ ‫ويُقدَر عدد مقاتليه بين ‪4000-‬‬ ‫الثاني ‪،2011‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ 5000‬مسلح‪ .‬ويتمركز عناصر اللواء عموم ًا في‬ ‫محافظة إدلب‪.‬‬ ‫ال يخفى عن أحد اسم الدولة االسالمية في‬ ‫كفصيل يقاتل على‬ ‫العراق والش��ام « داعش «‬ ‫ٍ‬ ‫األرض الس��ورية‪ ،‬لك��ن ليس إلس��قاط النظام‬ ‫وإنما إلس��قاط س��وريا في ظ�لام ال ينتهي إما‬ ‫ٍ‬ ‫بتقاطع للمصالح بينهما‪.‬‬ ‫بتواطؤ مع النظام أو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ف��ي الخت��ام س��تدرّس الث��ورة الس��ورية‬ ‫ً‬ ‫ملومة ع��ن صمتها‬ ‫يوم�� ًا وس��تقف االنس��انية‬ ‫عل��ى كارث��ةٍ أصابت الس��وريين في أنفس��هم‬ ‫وقضاياه��م ومس��تقبلهم‪ ،‬وإرادة الجماهي��ر‬ ‫س��تنتصر وس��تنجب األرض الس��ورية زعم��اء‬ ‫لقي��ادة س��وريا المس��تقبل‪ ،‬كان الرئي��س‬ ‫األمريكي لنكولن س��ئل عن الفرق بين الزعيم‬ ‫والسياس��ي‪ ،‬فق��ال‪ :‬الزعي��م ه��و ال��ذي يعمل‬ ‫لألجيال القادمة‪ ،‬أما السياس��ي فهو الذي يعمل‬ ‫لالنتخابات القادمة‪.‬‬


‫خالد كنفاني‬

‫أحدالمقاتلينفيحيصالحالدينبحلب|كانونالتاني ‪2013‬‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬

‫حيث تفش��ى القت��ل والنهب والس��لب والخطف‪ ،‬بل‬ ‫وخطف الثورة كلها وقيام بعض المتسلقين بركوب‬ ‫موجتها وبدء مع��ارك وهمية عابرة للقارات وقيادات‬ ‫عس��كرية وسياس��ية تعطي التعليمات والتوجيهات‬ ‫م��ن فنادق اإلقامة الفاخرة فيما وراء الحدود بينما ال‬ ‫يفقه أصحابها من السياسة والعسكرة شيئًا‪.‬‬ ‫ت��م تحجي��م الثورة عندم��ا تمت تولية س��خفاء‬ ‫الناس عل��ى رأس قياداتها العس��كرية والسياس��ية‬ ‫وب��دأت فضائ��ح التموي��ل واالنتف��اع والتبرع��ات‬ ‫والبطوالت الخلبية واالتفاقات االستخباراتية ووعود‬ ‫الس��لطة‪ .‬وتش��رذم المعارضون بإرادة كاملة منهم‬ ‫بين أنظمة الحكم العربي��ة والغربية في مجموعات‬ ‫متضادة ال يجمع بينها أي رابط سياسي أو عسكري‪،‬‬ ‫وبدأت الساحة السورية تشهد العديد من الصراعات‬ ‫بين القوى العاملة على األرض ناس��ية أو متناس��ية‬ ‫النظام الذي يعتبر أساس المشكلة‪ .‬ولذلك يبدو من‬ ‫المفه��وم أن تقوم بع��ض الكتائب باالنس��حاب من‬ ‫مناطق معينة بعد االس��تيالء عليها والتوجه لجبهات‬ ‫يتضح فيما بعد أنها جبهات خاسرة‪.‬‬ ‫في كل يوم تطل علينا وجوه وأس��ماء ومناصب‬ ‫جدي��دة ألدعي��اء الثورة الذي��ن ارتاحوا ف��ي الفنادق‬ ‫والمنتجع��ات وأعجبهم النضال عبر الس��كايب وعلى‬ ‫شاش��ات الفضائيات‪ ،‬وبد ًال م��ن أن تكون للمعارضة‬ ‫قيادة موحدة خصوصًا في زم��ن المرحلة االنتقالية‬ ‫فإنه��ا وعل��ى العك��س أف��رزت عش��رات القي��ادات‬ ‫العسكرية والسياسية الساقطة والمهمشة وعديمة‬ ‫الخبرة والرؤية‪ ،‬وتتلخص طروحاتهم وتصريحاتهم‬ ‫في مجموعة من األفكار والش��عارات التي حفظوها‬ ‫ع��ن ظهر قل��ب وبات��وا يرددونه��ا كالببغ��اوات دون‬ ‫إدراك لوس��ائل الوصول إلى هذه األفكار والشعارات‬ ‫البراقة التي ال يع��ي واحدهم معناها ومبناها نظراً‬ ‫لكونه لم يعش ش��يئُا منها وال فهمها‪ ،‬وهو مس��تعد‬ ‫لممارسة اإلقصاء بحق أي طرف تحت طائلة «معاداة‬ ‫أه��داف الث��ورة» و»الوح��دة الوطني��ة» وغيرها من‬ ‫الته��م الجاه��زة والمعلبة والتي تحول��ت إلى أحكام‬ ‫باإلعدام الفكري والسياسي بحق المخالفين‪ .‬وهكذا‬ ‫يع��اد إنتاج الديكتاتورية الت��ي نطلق عليها «طغيان‬ ‫الحري��ة» وكأن الثورة بدأت ت��أكل أبناءها بل وتنتج‬ ‫أبن��اء آخرين مش��وهين ومختلين عقليًا وس��اقطين‬ ‫تاريخيًا وفكريًا‪.‬‬ ‫قد تب��دو العبارات الس��ابقة ممجوج��ة ومكررة‬ ‫ولك��ن واق��ع الح��ال يؤك��د أن التغيير ال ي��زال بعيد‬ ‫المن��ال وخصوصًا في ظ��ل الدعم الالمح��دود الذي‬

‫يتلق��اه النظام وانع��دام اإلرادة الدولي��ة واإلقليمية‬ ‫ف��ي إيجاد ح��ل‪ .‬ولكن م��ن يأب��ه لحياة الن��اس؟ إن‬ ‫المش��اهد اآلتي��ة من حم��ص بعد اس��تيالء الجيش‬ ‫الس��وري عليها مرعبة حد الجنون وهي تشي بحجم‬ ‫الحق��د والكراهي��ة من جه��ة والعش��وائية والتخبط‬ ‫م��ن جه��ة أخ��رى‪ ،‬فالمقاتل��ون الذي��ن تحصنوا في‬ ‫المدينة لثمانية عشر شهراً كاملة قرروا في النهاية‬ ‫االستس�لام والخروج منها «حقنًا للدماء» رغم عدم‬ ‫وج��ود إحصائي��ة واضحة ألع��داد القتل��ى والجرحى‬ ‫ورغ��م بعض اإلش��اعات عن وجود أس��رى إيرانيين‬ ‫ل��م يعلن عنه��م أحد فيم��ا مضى ولم نفه��م لماذا‬ ‫لم يس��تثمر المقاتلون هذه المسألة (إن صحت) في‬ ‫ابتزاز النظام بد ًال من جلب الدمار للمدينة ثم تركها‬ ‫في نهاية المطاف بمكسب واحد فقط‪ :‬حياتهم‪.‬‬ ‫تحول��ت الث��ورة الي��وم إل��ى «ح��رب» و»أزمة»‬ ‫و»ص��راع» وغيرها من المصطلحات ولكنها بالتأكيد‬ ‫لم تع��د ث��ورة‪ ،‬فالمقاتل��ون التائهون بي��ن أجندات‬ ‫الممولي��ن وبرام��ج أجه��زة االس��تخبارات فق��دوا‬ ‫البوصل��ة تماماً ناهيك ع��ن أن بعضهم لم يمتلكها‬ ‫أص� ً‬ ‫لا‪ ،‬فاقتتل��وا فيم��ا بينهم للحصول عل��ى مراكز‬ ‫القوة ودخلوا الم��دن اآلمنة فال هم حرروها وال هم‬ ‫تركوه��ا‪ ،‬بل وجلب��وا عليها الدمار والحص��ار‪ ،‬ولهذا‬ ‫يص��ف كثي��ر م��ن العائدين من س��وريا إل��ى بلدان‬ ‫االغت��راب حال الس��وريين بأن��ه حال م��ن الالمباالة‬ ‫والذه��ول ألنه��م فق��دوا االتج��اه وفق��دوا اله��دف‬ ‫وبات الترق��ب وحفظ الروح عن��وان المرحلة ومبنى‬ ‫تفاصيلها‪.‬‬ ‫يبقى عزاء الس��وريين اليوم ف��ي أمل يحاولون‬ ‫إبق��اء جذوته مش��تعلة لتني��ر ظالم أيامهم وس��واد‬ ‫حياته��م‪ ،‬يبق��ى عزاؤهم في أمل ع��دم ضياع هذه‬ ‫التضحيات مثلما حدث في بلدان أخرى عاشت ثورات‬ ‫ش��عبية أطاحت بأنظمة ديكتاتورية بينما عاد ش��بح‬ ‫االس��تبداد يطل م��ن جديد بوجه مختل��ف وتبريرات‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪ :‬يقول قاسم حداد‬ ‫وطني هذا أم الدهشة في خارطة‬ ‫البحر استوت رم ًال‪ ،‬لماذا‪،‬‬ ‫وطن يلبس عنوان السالطين وسروال‬ ‫الملوك‬ ‫وطني هذا أم الثورة صارت نهراً للدم‬ ‫هذا وطن ال يخجل اآلن من األلوان‬ ‫والصورة باألسود واألبيض‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫هذه الثورة مسكينة يتيمة‪..‬‬ ‫ً‬ ‫كابوس��ا‬ ‫بدأت كحلم مثل كل األحالم‪ ،‬وانقلبت‬ ‫مرعبًا بال نهاية‪..‬‬ ‫انطلق��ت كتج��اوب م��ع حرك��ة الربي��ع العربي‬ ‫ونس��ائمه العليلة التي حملت آمال وطموحات العرب‬ ‫في الديمقراطية والحرية‪ ،‬وكان الحلم الذي عش��ناه‬ ‫ف��ي تونس ومص��ر وليبي��ا واليمن ينفج��ر عنفوانًا‬ ‫وحماسة منقطعة النظير‪..‬‬ ‫كان الش��باب والبن��ات ينزل��ون إل��ى الش��وارع‬ ‫متحصنين ببعض الالفتات وقليل من الكمامات ظنًا‬ ‫منهم أنهم س��يتعاملون مع ش��رطة مكافحة ش��غب‬ ‫أو م��ع بعض عناصر األم��ن الذين يطلق��ون غازات‬ ‫مس��يلة للدم��وع‪ ،‬ولكنه��م فوجئ��وا بوح��وش ذوات‬ ‫أقنعة بشرية ال ترحم وال تفكر‪ ،‬جوبهوا بمجموعات‬ ‫م��ن الهم��ج والرع��اع الذي��ن ال يفهم��ون ويعب��دون‬ ‫رئيسهم كالبهائم‪.‬‬ ‫كان��ت ش��علة الحرية الت��ي اتقدت ف��ي صدور‬ ‫هؤالء الشباب والبنات كافية إلشعال مدينة بكاملها‪،‬‬ ‫كانت األوقات الت��ي يجتمعون فيها خفية في البيوت‬ ‫القديم��ة لالتفاق على مواعيد انط�لاق المظاهرات‬ ‫وأن��واع الالفت��ات الت��ي س��يرفعونها واألل��وان التي‬ ‫سيلبس��ونها‪ ،‬كل ذلك كان بمثابة الميت الذي عادت‬ ‫إليه الروح‪ ،‬فبعد س��بات ش��توي طويل أفاق الشباب‬ ‫عل��ى حلم الحرية وعلى وجود ه��دف في حياتهم ال‬ ‫يوازيه هدف‪ ،‬حلم يجعل من المش��روع أن يصل أي‬ ‫ش��اب أو شابة إلى رئاس��ة الجمهورية أو إلى مجلس‬ ‫الشعب ال أن تبقى هذه المناصب حكراً على أحد‪.‬‬ ‫كان��ت أحالمه��م أكب��ر م��ن الجبال وأق��وى من‬ ‫األس��اطير‪ ،‬وانطلق��ت إبداعاته��م ف��ي مختل��ف‬ ‫المجاالت اإلعالمية والسياس��ية والفكرية والثقافية‬ ‫والمجتمعي��ة فش��اهدنا كم��ًا هائ� ً‬ ‫لا م��ن المج�لات‬ ‫والصحف االلكترونية والمقاالت والجمعيات والهيئات‬ ‫االفتراضية التي أفرغ فيها الشباب والشابات أقصى‬ ‫م��ا عنده��م م��ن طاق��ات‪ ،‬كان��وا يرس��مون خططًا‬ ‫للمس��تقبل ول��م يتوقف��وا عن��د األح�لام‪ ،‬وكان��ت‬ ‫االس��تراتيجيات والسياس��ات ترس��م وتناقش ويتم‬ ‫التفكير بها في نقاشات راقية أبهرت الكثيرين ممن‬ ‫راهنوا على خمول وفساد هؤالء الشباب‪.‬‬ ‫آم��ن الش��باب ب��أن الحل��م ق��د يصب��ح حقيقة‬ ‫وخاص��ة لما رأوا أقرانهم في بلدان أخرى يتخلصون‬ ‫م��ن الطغ��اة ويبنون أوطانه��م في حقب��ة من أبدع‬ ‫حق��ب التاري��خ وأروعه��ا‪ ،‬أراد الش��باب أن يرس��موا‬ ‫مس��تقبلهم بأيديه��م بعي��داً عن وصاي��ة األوصياء‬ ‫وم��ن ادعوا بأنهم حم��اة الوطن وقادت��ه الملهمون‪.‬‬ ‫ول��م يع��رف واحدهم أن م��ا ينتظره لم يكن س��وى‬ ‫كوابي��س رهيبة ت��م ترتيبها باالتف��اق بين النظام‬ ‫الذي يحاربونه وبين كل «أصدقاء الشعب السوري»‬ ‫لدف��ن الربيع العربي في مهده ألن كثيراً من البلدان‬ ‫األخ��رى كانت تعلم يقين��ًا أن موجة الحل��م العربي‬ ‫لم تكن لتتوقف في س��وريا بل كانت ستتعداها إلى‬ ‫غيرها من البلدان لتطي��ح بأنظمة عال عليها العفن‬ ‫وص��ارت كخيال المآتة الذي ال يتح��رك ولكنه يرعب‬ ‫من حوله‪.‬‬ ‫ص��ار لدين��ا اليقي��ن الي��وم أن هن��اك بالفع��ل‬ ‫مؤام��رة دولية ولكنها ليس��ت على النظ��ام بل على‬ ‫السوريين أنفسهم‪ ،‬فسياسة االحتواء التي مارستها‬ ‫الس��عودية في حالة اليمن‪ ،‬وسياس��ة التجريب التي‬ ‫طبقتاه الواليات المتحدة في مصر وتونس وسياسة‬ ‫العمل العس��كري التي قام بها حل��ف الناتو في ليبيا‬ ‫كانت سياس��ات خاص��ة بتل��ك البلدان فق��ط‪ ،‬بينما‬ ‫توقفت السياس��ات كله��ا وعجزت أمام حالة س��وريا‬

‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬

‫حتـــــوالت الثـــــورة‬

‫‪13‬‬


‫اندساسية‪....‬‬ ‫ذاكرة العتمة‬ ‫دندنات‬ ‫من‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪14‬‬

‫تاريــخ مــن ال تاريـخ لهـم‬ ‫يوميــات �ســجني‬ ‫اليوم الثالث والع�شرون ‪9/23‬‬

‫انتخابات أعضاء مجلس الشعب تجري على‬ ‫الساحة السورية على قدم وساق‪ ،‬وكأن كل أمر‬ ‫ال يتم إال عبر انتخابات حرة ونزيهة!!‬ ‫ولكي يبدو أن السيادة للقانون‪ ..‬هناك آالف‬ ‫من الس��جناء فتحت لهم زيارة بعد عشر سنوات‬ ‫م��ن اعتقالهم! كم��ا أن هن��اك اآلالف ماتوا دون‬ ‫محاكمة‪.‬‬ ‫اآلن هن��اك آالف المعوقي��ن والمصابي��ن‬ ‫بالس��ل والزهري والجذام في تدمر وفي مراكز‬ ‫التوقيف‪.‬‬ ‫وهن��اك المئ��ات مم��ن برأته��م المحاك��م‬ ‫الميداني��ة‪ ،‬فاحتفظوا بهم عل��ى ذمة التحقيق‪.‬‬ ‫وقد أمضوا حتى اآلن س��نوات مث��ل العميد نادر‬ ‫ع��دي والعقي��د مصطف��ى النح��اس والمق��دم‬ ‫محمود فياض والعقيد حسين زيدان الذي توفي‬ ‫في سجن المزة قبل شهر‪.‬‬ ‫ولذا فإن انتخاب أعضاء لمجلس الشعب يتم‬ ‫بجو من الديمقراطية والنزاهة!!‬

‫اليوم الرابع والع�شرون ‪9/24‬‬

‫ق��رأت مقا ً‬ ‫ال عن رواي��ة « طواحين بيروت «‬ ‫لقتي��ل الحرب األهلية اللبناني��ة الروائي توفيق‬ ‫يوس��ف عواد إلبراهيم الس��عافين م��ن جامعة‬ ‫اليرموك في مجلة المعرفة السورية عدد شباط‬ ‫‪.1988‬‬

‫اليوم اخلام�س والع�شرون ‪9/25‬‬

‫انعقد المجلس الوطني الفلس��طيني وفيه‬ ‫ظهرت انشقاقات وظهر هناك اتجاهان‪ - :‬اتجاه‬ ‫يعتب��ر الذه��اب إلى طاول��ة المفاوضات لحضور‬ ‫مؤتمر الس�لام فرصة نادرة‪ ،‬وهذا التيار بقيادة‬ ‫ياس��ر عرفات والقدومي‪ ،‬وجهاب��ذة فتح‪ ،‬واتجاه‬ ‫يرى أن المؤتمر يريد محو الش��عب الفلسطيني‬ ‫من الخارطة‪ ،‬وتقوية إس��رائيل وأمريكا‪ ،‬القول‬ ‫الفص��ل ه��و‪ :‬ال لمنظم��ة التحري��ر وال لحضور‬ ‫األم��م المتح��دة وال لل��دور األوروب��ي وال لبن��اء‬ ‫المس��توطنات‪ .‬وهذا التيار يق��وده جورج حبش‬ ‫ونايف حواتمه‪.‬‬ ‫أما الحدث الثاني هو تبادل التهديد والوعيد‬ ‫بين الوالي��ات المتحدة والع��راق‪ .‬وكأن الواليات‬ ‫المتح��دة تريد توجيه ضربة جديدة للعراق‪ .‬وقد‬ ‫أرسلت تعزيزات من بطاريات صواريخ باتريوت‬ ‫إل��ى مواقعها في الس��عودية فاس��تقال إثر ذلك‬ ‫خال��د بن س��لطان الذي يبدو أنه م��ع والده يقف‬ ‫ضد التدخل األمريكي‪.‬‬ ‫من جهة أخ��رى حجز األمن العراقي أربعين‬ ‫خبيراً دولياً في شؤون الطاقة النووية‪..‬‬ ‫ب��وش يهدد بضرب الع��راق‪ ،‬ويقول بنفس‬ ‫الخطاب ع��ن ضرورة نزع الصفة العنصرية عن‬ ‫دولة إسرائيل‪.‬‬

‫اليوم ال�ساد�س والع�شرون ‪9/26‬‬

‫نراق��ب انعقاد المؤتمر العش��رين للمجلس‬ ‫الوطني الفلس��طيني‪ .‬يبدو أن النظ��ام العربي‬

‫أحمد سويدان‬ ‫‪1994 - 1991‬‬

‫بم��ا في��ه ياس��ر عرف��ات يراه��ن عل��ى أمريكا‪،‬‬ ‫وه��ذه األخي��رة منح��ازة وتقف ب��كل قوتها إلى‬ ‫جان��ب الدول��ة العبرية‪ .‬هذا النظ��ام العربي هو‬ ‫ضد ش��عوبه‪ ،‬ضد الكاتب الحقيق��ي‪ ،‬وهي ضد‬ ‫الصحاف��ة التي ال تتماهى به��ا‪ ،‬وهي ضد الرأي‬ ‫اآلخ��ر‪ ،‬الواق��ع العرب��ي راكد وبائ��س وخال من‬ ‫الحياة‪ ،‬هناك خلط بين السالم واالستسالم‪.‬‬

‫اليوم ال�سابع والع�شرون ‪9/27‬‬

‫أق��ف بي��ن رأيي��ن عميقي��ن‪ :‬األول محم��د‬ ‫أرك��ون‪ ،‬فف��ي جناحنا هن��اك كتب ثالث��ة له‪- :‬‬ ‫الفك��ر العرب��ي‪ ،‬اإلس�لام بي��ن األم��س والغد‪،‬‬ ‫اإلس�لام األخالق الفكر المجتم��ع‪ ،‬وكتاب الثابت‬ ‫والمتحول ألدونيس‪.‬‬ ‫أحيان��اً أرى أن أركون ي��رى أن عقلنة الدين‬ ‫ممكن��ة بإزاح��ة المتراكم وأحيان��ًا أرى أنه يريد‬ ‫إخضاع حياة النب��ي والنبوة والنص إلى مراجعة‬ ‫تاريخية‪ ،‬وهو بذلك ال يري��د موقفًا متحدياً كما‬ ‫وقف أبو بكر الرازي‪.‬‬ ‫ما يلفت النظر أن كتاب أدونيس يضع أسس‬ ‫البناء وأس��س الهدم‪ ،‬إنه يجد أن البناء اإلبداعي‬ ‫يتطل��ب هدم البن��اء االتباعي وهو يس��تنتج أن‬ ‫طريقة التدين الش��مولي ومحارب��ة الرأي اآلخر‬ ‫ليس م��ن العقل في ش��يء‪ ،‬وكتابه كتاب مبدع‬ ‫مثل كتب المفكر السعودي عبد اهلل القصيمي‪.‬‬

‫اليوم الثامن والع�شرون ‪9/28‬‬

‫كن��ت في الممر أمش��ي الهوينى‪ ،‬التقى بي‬ ‫الصدي��ق واألخ أب��و وضاح قال‪ - :‬م��اذا تقرأ في‬ ‫هذه األيام؟‬ ‫قلت‪ :‬وقع في يدي كتاب «من تاريخ الحركات‬ ‫االجتماعية والفك��ر االجتماعي» وهو من تأليف‬ ‫صحاف��ي ألكاديمية العلوم الس��وفييتية (معهد‬ ‫التاري��خ الع��ام) وفي��ه عث��رت على دراس��ة عن‬ ‫ميكافيلي‪ ،‬وتوماس مور‪.‬‬

‫قال‪ - :‬ماذا تعرف عنهما؟‬ ‫قل��ت‪ :‬أع��رف أن األول من إيطالي��ا‪ ،‬والثاني‬ ‫م��ن إنكلترا‪ ،‬األول حلم بتوحي��د إيطاليا والثاني‬ ‫حل��م بالعدال��ة‪ ،‬ومما قال��ه – العدال��ة حلم وقد‬ ‫تخيلها أفالط��ون ومازال يتخيلها الذين يئس��وا‬ ‫من وجودها على هذه األرض‪.‬‬

‫اليوم التا�سع والع�شرون ‪9/29‬‬

‫في ساحة التنفس مشيت مع شاب من الجناح‬ ‫الخلفي اس��مه أندراوس ش��ابو من القامش��لي‪،‬‬ ‫وكم��ا فهمت منه أنه حراني وس��رياني‪ ،‬س��ألته‬ ‫ع��ن أهله ق��ال أنه من قرية عل��ى الطريق بين‬ ‫القامش��لي والحس��كة وله��م أرض وه��م م��ن‬ ‫المنطق��ة وقدماء فيه��ا‪ .‬ترك أج��داده المنطقة‬ ‫التركي��ة بعد الح��رب العالمية األول��ى‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫حالياً في س��ورية ال يوجد سوى والده فهو الذي‬ ‫يزوره‪ .‬فس��ألته عن أمه وأقربائ��ه وعن أخوته‪،‬‬ ‫قال‪ :‬الكل موزعون في ألمانيا الغربية وهوالندا‬ ‫وكن��دا‪ .‬قلت‪ - :‬كيف؟ قال‪ :‬كان لي أخ في ألمانيا‬ ‫الغربية‪ ،‬أرس��ل وراء أمي ثم أقامت أمي وكتبت‬ ‫إل��ى أخوتي‪ ،‬فهاجروا الواح��د بعد اآلخر‪ ،‬ومنهم‬ ‫م��ن وج��د الظروف أحس��ن في هوالن��دا‪ ،‬فأقام‬ ‫هناك‪ ،‬إنهم يعملون وتجنسوا‪ .‬قلت‪ - :‬من الذي‬ ‫في كندا؟ قال‪ :‬خالي‪ .‬قل��ت‪ :‬هل الهجرة كثيفة؟‬ ‫ق��ال‪ :‬األوض��اع األمنية تدفع الن��اس إلى الهرب‪،‬‬ ‫قلت‪ :‬ال بد من تس��هيالت ما من الس��فارات تجاه‬ ‫الس��ريان‪ ،‬قال‪ :‬ربما‪ ،‬لكن أحدنا عندما يس��تقر‬ ‫هن��اك ويعمل وي��درس يرس��ل وراء أهله‪ ،‬فهنا‬ ‫ال يوجد س��وى الس��جن‪ ،‬أو أن يعيش المرء دابة‬ ‫وفقيراً وأمي ًا‪ .‬أنا مث ً‬ ‫ال مس��جون منذ عام ‪،1987‬‬ ‫ألن أحد أفراد حزب العمل المالحقين والمتخفين‬ ‫في منطقتنا‪ ،‬وبعد القبض عليه والتحقيق معه‬ ‫جاء اس��مي على لسانه‪ ،‬فاعتقلوني‪ ،‬وكان زائراً‬ ‫عن��د أحد أصدقائ��ي‪ .‬وحت��ى اآلن جاءتني زيارة‬ ‫استثنائية‪ ،‬يبحث أبي عني دون طائل‪.‬‬


‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬

‫ورزق بابنه البكر طارق‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1955‬ع��اد إلى لبنان‪ ،‬حي��ث عمل في‬ ‫«الصياد» مدة ثالثة أشهر‪ ،‬عاد بعدها للتدريس‬ ‫في الجامعة األميركية إلى جانب القيام بوظيفة‬ ‫مس��اعد للدكتور ش��ارل مالك الذي استقال من‬ ‫عمله كسفير للبنان في واشنطن‪.‬‬ ‫عام ‪ 1956‬بدأ تحضير إصدار مجلة « شعر»‬ ‫ولم��ا ص��درت الع��ام ‪ 1957‬كان صدوره��ا حدث ًا‬ ‫هام ًا في حياته وفي مسيرة الشعر العربي حيث‬ ‫ضمت أس��ماء أهم ش��عراء الحداثة وكان إصدار‬ ‫ش��عر مفص ً‬ ‫ال في تاريخ األدب العربي في القرن‬ ‫العش��رين حيث ضمت أنس��ي الح��اج‪ ،‬وإبراهيم‬ ‫ش��قرا‪ ،‬وجب��را إبراهيم جب��را وأدوني��س وبدر‬ ‫شاكر السياب والماغوط غيرهم‪.‬‬ ‫وف��ي ع��ام ‪ 1958‬وقع��ت االضطرابات في‬ ‫لبنان‪ ،‬فقدم��ت الحكومة اللبنانية ش��كوى على‬ ‫الجمهوري��ة العربية المتحدة س��ابقا‪ ،‬بحجة انها‬ ‫كانت تس��اند بالمال والسالح جماعة المتمردين‬ ‫عليها‪ .‬وكان الدكتور شارل مالك وزيرا للخارجية‬ ‫اللبناني��ة منذ االعت��داء الثالثي عل��ى مصر في‬ ‫خري��ف ‪ ،1957‬فطلب من الخ��ال أن يرافقه إلى‬ ‫األم��م المتح��دة كملح��ق بالوف��د اللبناني الذي‬ ‫ترأسه لعرض الشكوى على مجلس األمن‪.‬‬ ‫بع��د عودت��ه م��ن نيوي��ورك بثالثة اش��هر‬ ‫أي ف��ي صيف ع��ام ‪ ،1958‬ت��رك التدريس في‬ ‫الجامع��ة األميركية وانصرف إل��ى تحرير مجلة‬ ‫« ش��عر» وانش��اء مطبعة ودار لنش��ر المؤلفات‬ ‫االدبي��ة الت��ي تلتزم بدع��وة المجلة إل��ى الثورة‬ ‫على الس��لفية واالتب��اع‪ ،‬والى اع��ادة النظر من‬ ‫الداخ��ل في معطي��ات التراث الثقاف��ي العربي‪،‬‬ ‫والى ربط مس��تقبل الثقافة العربي��ة بتفاعلها‬ ‫الحميم الخ�لاق المبدع مع الحضارة االنس��انية‬ ‫منذ طاليس إلى اليوم‪.‬‬ ‫وف��ي آخ��ر ‪ 1964‬توقف��ت مجلة « ش��عر»‪،‬‬ ‫ألول م��رة‪ ،‬ع��ن الص��دور بعد أن نش��رت‪ ،‬خالل‬ ‫ثماني س��نوات‪ 32 ،‬ج��زءاً وعدداً ال يس��تهان به‬ ‫م��ن المؤلف��ات األدبي��ة الطليعي��ة الت��ي كونت‬ ‫الن��واة لحرك��ة الش��عر العرب��ي الحدي��ث‪ ،‬وفي‬ ‫تل��ك الس��نوات الثمان��ي أص��در الخ��ال ديوان «‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫ول��د يوس��ف ابن عب��د اهلل الخ��ال عام‬ ‫‪ 1917‬ف��ي قرية عمار الحصن في س��وريا‬ ‫ووه��ي إحدى ق��رى وادي النصارى المحيط‬ ‫بالحص��ن ال��ذي بن��اه الصليبي��ون ثم صار‬ ‫يع��رف بحص��ن االك��راد‪ ،‬وهي كم��ا ذكرنا‬ ‫سابقًا قرية أنجبت عدداً كبيراً من المبدعين‬ ‫في سوريا‪.‬‬ ‫بع��د عدة س��نوات نزح��ت العائل��ة إلى‬ ‫مدين��ة طرابل��س اللبنانية واس��تقرت في‬ ‫منطقة المينا تحديداً‪ ،‬وفيها تلقى يوس��ف‬ ‫علومه االبتدائي��ة والثانوية في المدرس��ة‬ ‫األميركي��ة للذك��ور‪ ،‬انتقل بعدها لدراس��ة‬ ‫اآلداب في الجامعة األمريكية في حلب‪ ،‬وبدأ‬ ‫في هذه الفترة أولى محاوالته الشعرية‪.‬‬ ‫يق��ول الخ��ال عن دراس��ته ف��ي حلب‪:‬‬ ‫«نظمت الش��عر على السليقة‪ ،‬فلما تعلمت‬ ‫الع��روض تجنبت االخ�لال بموازين بحوره‬ ‫مما بعث فيّ الثقة بالنفس إلى حد االطاللة‬ ‫على القراء من عل��ى صفحات الصحف وأنا‬ ‫دون العش��رين من العمر‪ .‬فلحقني من أجل‬ ‫تلك الش��هرة المبك��رة غ��رور أدّى بي إلى‬ ‫االنقطاع عن الدراسة الجامعية واالنصراف‬ ‫إلى العمل الصحفي»‪.‬‬ ‫مع اندالع الحرب العالمية الثانية ترك الخال‬ ‫حل��ب عائدأً إلى لبنان ليعم��ل في تدريس األدب‬ ‫العربي ف��ي مدرس��ة الفنون ف��ي مدينة صيدا‬ ‫جنوب لبن��ان‪ .‬وفي ع��ام ‪ 1942‬التحق بالجامعة‬ ‫األميركية في بيروت وبعد س��نتين في الدراسة‬ ‫في كلية الفلس��فة الت��ي كان يرأس��ها الدكتور‬ ‫ش��ارل مالك‪ ،‬تخرّج بدرج��ة بكالوريوس علوم‬ ‫إنس��انية عام ‪ ،1944‬وفي العام نفس��ه صدرت‬ ‫ع��ن المطبع��ة الكاثوليكي��ة ف��ي بي��روت أولى‬ ‫مجموعاته الشعرية تحت عنوان «الحرية»‪.‬‬ ‫ومع أنه تخصّص بدراسة الفلسفة‪ ،‬إال أن‬ ‫س��معته كش��اعر وأديب كانت هي الغالبة‪ ،‬فلما‬ ‫دُع��ي للتدري��س ف��ي الجامع��ة األميركية كان‬ ‫األدب العربي المادة التي درّسها‪.‬‬ ‫انتس��ب إل��ى الح��زب القوم��ي الس��وري‬ ‫االجتماع��ي‪ ،‬وم��ارس م��ن خالل��ه أنش��طته‬ ‫السياس��ية ف��ي بداية حيات��ه العملي��ة‪ ،‬بيد أنه‬ ‫أعل��ن في س��نة ‪ 1947‬انس��حابه رس��ميًا منه‪،‬‬ ‫وت��رك التدريس وتس��لم رئاس��ة تحري��ر مجلة‬ ‫«صوت المرأة» التي انشأتها جامعة نساء لبنان‪،‬‬ ‫من صديقه رشدي المعلوف‪ .‬وفي ‪ 1948‬سلمها‬ ‫بدوره إل��ى صديقه فؤاد س��ليمان‪ ،‬وف��ي العام‬ ‫نفس��ه انتق��ل لإلقام��ة ف��ي الوالي��ات المتحدة‬ ‫األمريكي��ة للعم��ل ف��ي األمان��ة العام��ة لألمم‬ ‫المتحدة في نيوي��ورك‪ ،‬كعضو في هيئة تحرير‬ ‫الطبع��ة االنكليزية لمجلة األم��م المتحدة‪ ،‬وفي‬ ‫عام ‪ 1950‬انتقل إلى ليبيا ليشغل وظيفة ملحق‬ ‫صحف��ي للبعثة التي انش��أتها الجمعي��ة العامة‬ ‫لتهيئ��ة ليبي��ا لالس��تقالل في غضون س��نتين‪.‬‬ ‫قضاه��ا الخال متنق ً‬ ‫ال بي��ن طرابلس والعواصم‬ ‫األوروبية‪ ،‬وفي هذه الفترة تابع كتابة مسرحية‬ ‫« هيروديا « الشعرية والتي كان بدأ كتابتها في‬ ‫بيروت‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1952‬اس��تقال م��ن األم��م المتح��دة‬ ‫وتول��ى رئاس��ة تحري��ر مجل��ة « اله��دى « خلف ًا‬ ‫لصاحبها س��لوم مكرزل‪ .‬والتي ضمت في فريق‬ ‫التحرير نعوم مكرزل ونس��يب عريضة وأعضاء‬ ‫الرابط��ة القلمية في المهج��ر‪ ،‬وفي تلك الفترة‬ ‫أيضًا تزوج من الفنانة التش��كيلية هيلين الخال‬

‫البئر المهج��ورة» عام ‪ 1958‬و» قصائد في‬ ‫االربعين» عام ‪ ،1961‬وفي عام ‪ 1962‬أنشأ‬ ‫يوسف الخال «غاليري وان « امتدادا لحركة‬ ‫مجلة « شعر» في ميدان الفن التشكيلي‪.‬‬ ‫تولى بعدها رئاس��ة تحرير «دار النهار‬ ‫« وع��ام ‪ 1967‬ع��ادت مجلة ش��عر للظهور‬ ‫وم��ا إن صدر الع��دد األول‪ ،‬أي العدد ‪ 33‬من‬ ‫المجلة‪ ،‬حتى وقعت حرب حزيران بين الدول‬ ‫العربية واسرائيل‪ ،‬وخفت صوت مجلة شعر‬ ‫النخبوي��ة في مقابل األدب الملتزم وأدب ما‬ ‫ً‬ ‫سمة للشعر العربي‬ ‫بعد النكس��ة الذي بات‬ ‫في حينه ومع ذلك تمكنت المجلة أن تستمر‬ ‫بالصدور ثالث سنوات أخرى‪.‬‬ ‫وف��ي ع��ام ‪ 1970‬انطوى ش��راع مجلة‬ ‫«ش��عر» وال يزال منطويا حت��ى اآلن‪ ،‬وفي‬ ‫عدده��ا األخي��ر أعل��ن يوس��ف الخ��ال ف��ي‬ ‫افتتاحيته توقف 'شعر' هذه االفتتاحية التي‬ ‫حملت ثور ًة على اللغ��ة العربية‪ .‬قال الخال‬ ‫إن مجلة 'ش��عر' تتوقف عن الصدور بسبب‬ ‫اصطدامها بج��دار اللغة‪ ،‬ودعا إلى إحالل ما‬ ‫س��ماه 'باللغة المحكية' محلها‪ ،‬كما دعا إلى‬ ‫اربع لغات جديدة تنبث��ق من اللغة القديمة‬ ‫ه��ي‪ :‬اللغة المتداولة ف��ي الهالل الخصيب‪،‬‬ ‫أي س��وريا ولبنان والعراق واالردن وفلس��طين‪،‬‬ ‫واللغة المتداولة في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬ولغة‬ ‫الش��مال االفريقي‪ ،‬ولغة مصر والس��ودان‪ .‬وقد‬ ‫اعتبر‪ ،‬وهو القومي الس��وري القديم‪ ،‬ان العالم‬ ‫العربي مكون من ارب��ع وحدات جغرافية قومية‬ ‫تتحدث كل واحدة منها لهجة مختلفة عن األخرى‬ ‫م��ن المتوجب تقنينها ووضع قواعد صرف ونحو‬ ‫جدي��دة لها‪ ،‬على غرار ما حص��ل في أوروبا في‬ ‫القرون الوس��طى عندما انه��ارت اللغة الالتينية‬ ‫ونهض��ت بناته��ا‪ ،‬أي الفرنس��ية وااليطالي��ة‬ ‫واالس��بانية والبرتغالية وس��واها‪ ،‬مكانها‪ .‬ماتت‬ ‫اللغة األم ونهضت المحكيات والعاميات وتحولت‬ ‫إلى لغات سيدة ومستقلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثانية عام ‪ 1970‬من الفنانة والشاعرة‬ ‫تزوج‬ ‫مها بيرقدار وله منها‪ :‬ورد ويوسف اللذان يعمالن‬ ‫في حقل التمثيل المسرحي والتلفزيوني‪.‬‬ ‫حصل على وسام االس��تحقاق اللبناني من‬ ‫رتبة فارس وتسلمه من رئيس الجمهورية أمين‬ ‫الجميل – سبتمبر ‪ ،1987‬ومنح درع الثقافة في‬ ‫لبن��ان بمناس��بة إقرار بي��روت عاصم��ة ثقافية‬ ‫‪ ،1999‬وخصص الكاتب والناشر رياض الريس‬ ‫جائزة باسمه بعنوان “جائزة يوسف الخال”‪.‬‬ ‫توفي يوسف الخال في العام ‪ 1987‬ودُفن‬ ‫ف��ي بل��دة غزير قض��اء كس��روان‪ .‬ت��اركاً وراءه‬ ‫تراث ًا ش��عرياً وع��دداً م��ن المقاالت والدراس��ات‬ ‫والترجمات‪.‬‬ ‫ق��ال عنه أنس��ي الحاج‪« :‬ش��عره ل��م يرغب‬ ‫البري��ق وال اإلغراء‪ ،‬آثر ع��ري حيطان الصومعة‬ ‫على الزخرف‪ ،‬وبرود شمس العقل على حرارات‬ ‫العواطف السهلة ورطوبات األدب»‪.‬‬ ‫قال الخال «خالصة القول في س��يرة حياتي‬ ‫هي أني س��عيد أن ألقى وج��ه خالقي وفي يدي‬ ‫اليمنى حركة شعرية غيرت إلى االفضل مسيرة‬ ‫الشعر العربي‪ ،‬وفي اليد اليسرى ترجمة عربية‬ ‫حديثة‪ ،‬للكت��اب المقدس أتاحت لأللوف المؤلفة‬ ‫من قرائ��ه أن يخترقوا قدر االمكان في المرحلة‬ ‫الراهنة‪ ،‬جسد اللغة العربية القديمة الميت إلى‬ ‫روح مضمونه الحي»‪.‬‬

‫وجوه من وطني ‪. .‬‬

‫يو�سف اخلال ‪1987 – 1917‬‬

‫‪15‬‬


‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪16‬‬

‫د‪ .‬حممد �شحرور‪ :‬اال�سالم واالميان‪،‬‬ ‫منظومة القيم‬

‫ياسر مرزوق‬

‫يقول محمد شحرور في مقدمة‬ ‫كتاب��ه‪ « :‬أرجو من الق��ارئ الكريم‬ ‫أن ال يتس��رع في الحك��م على هذا‬ ‫الكت��اب قب��ل قراءته آم� ً‬ ‫لا أن يأتي‬ ‫ً‬ ‫مس��اهمة متواضعة‬ ‫ه��ذا الكت��اب‬ ‫في فه��م التنزيل الحكي��م‪ ،‬ونحن‬ ‫ش��هداء العق��د األخي��ر م��ن القرن‬ ‫العش��رين‪ ،‬ش��اهدي المعلوم��ات‬ ‫الت��ي توصل��ت إليه��ا االنس��انية‪،‬‬ ‫وأرجو أن أكون قد وضحت بش��كل‬ ‫أفضل‪ ،‬مش��كلة المعرفة واألخالق‬ ‫والحرية والحداثة‪ ،‬كي يتس��نى لنا‬ ‫نح��ن العرب دخ��ول الق��رن الواحد‬ ‫والعش��رين‪ ،‬مالكين لوعي معرفي‬ ‫واجتماع��ي وسياس��ي أفض��ل وأن‬ ‫يك��ون الق��رن الق��ادم ق��رن حرية‬ ‫الع��رب ووحدته��م ك��ي يش��غلوا‬ ‫موقع��اً أفض��ل في صن��ع الحضارة‬ ‫االنس��انية‪ ،‬ويش��اركوا ف��ي صن��ع‬ ‫القرار السياسي العالمي «‪.‬‬ ‫كتابن��ا الي��وم ع��ن منظوم��ة‬ ‫القيم‪ ،‬اإلس�لام كفطرة‪ ..‬واإليمان‬ ‫كتكلي��ف‪ .‬اإلس�لام يتق��دم عل��ى‬ ‫اإليم��ان‪ ،‬إذ ال إيم��ان دون إس�لام‬ ‫يسبقه ويأتي قبله‪ .‬المسلمون هم‬ ‫معظم أه��ل األرض‪ ،‬أما المؤمنون‬ ‫فهم أتب��اع محمد صل��ى اهلل عليه‬ ‫وس��لم‪ .‬فإبراهي��م عليه الس�لام‪،‬‬ ‫أبو المس��لمين‪ ،‬ومحم��د صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم أبو المؤمنين‪ .‬من هذه‬ ‫األس��س ينطل��ق المؤل��ف في هذا‬ ‫الكت��اب‪ ،‬لفهم الفرق بي��ن تعاليم‬ ‫اإلس�لام وتكاليف اإليم��ان‪ ،‬بداللة‬ ‫الف��رق بي��ن الكت��اب والفريض��ة‬ ‫والموعظة‪.‬‬ ‫في القس��م األول يق��دم المؤل��ف تعريف ًا‬ ‫لإلسالم وااليمان كما وردا في التنزيل الحكيم‬ ‫موضح�� ًا عالقتهم��ا بالديمقراطي��ة واألخ�لاق‬ ‫وأفرد الفصل األول منه لش��رح أركان االسالم‬ ‫وأركان االيم��ان‪ ،‬وللتفري��ق بي��ن المس��لمين‬ ‫والمؤمني��ن‪ ،‬كما فرق��ت بينهما آي��ات التنزيل‬ ‫الحكي��م‪ ،‬ولتعريف اإلحس��ان والعمل الصالح‪،‬‬ ‫ليص��ل إل��ى منظوم��ة القي��م والمث��ل العلي��ا‬ ‫«القان��ون األخالقي» وعالقته��ا بالديمقراطية‬ ‫والثقاف��ة‪ ،‬موضح�� ًا خ�لال ذلك كل��ه أن ما تم‬ ‫تقديم��ه لنا على أن��ه من أركان االس�لام غير‬ ‫صحي��ح وال يتطابق البتة م��ع التنزيل الحكيم‪،‬‬ ‫وأن الرك��ن الصحي��ح م��ن بينها هو الش��هادة‬ ‫األولى « ش��هادة أن ال إله إال اهلل « أما الشهادة‬ ‫ب��أن محم��داً رس��ول اهلل‪ ،‬وأم��ا إقام��ة الصالة‬ ‫وإيتاء ال��زكاة وصوم رمضان وحج البيت‪ ،‬فهي‬ ‫من أركان اإليمان وليس من أركان االسالم‪ ،‬إن‬ ‫إعادة تسمية األشياء بأس��مائها‪ ،‬وتبيان أركان‬ ‫اإلس�لام وأركان األيم��ان كما أورده��ا التنزيل‬ ‫الحكيم‪ ،‬جعلنا نفهم بوضوح كيف أن االسالم‬ ‫ب��دأ بنوح وختم بمحمد «ص» مروراً بإبراهيم‬ ‫ويعق��وب وموس��ى وعيس��ى وأنه ه��و الدين‬ ‫الس��ماوي الوحي��د الذي عرفته البش��رية وجاء‬ ‫به الرسل على اختالف رساالتهم‪ ،‬فالمسلمون‬ ‫من عهد نوح‪ ،‬هم م��ن آمن باهلل واليوم اآلخر‬ ‫وعم��ل صالح ًا‪ ،‬فمن آم��ن منهم بعد ذلك بملة‬

‫ابراهي��م كان حنيف��اً‪ ،‬ومن آمن بموس��ى كان‬ ‫م��ن الذين هادوا وم��ن أمن بعيس��ى كان من‬ ‫النصارى‪ ،‬ومن آمن بمحمد كان من المؤمنين‪.‬‬ ‫م��ن هنا نفه��م كيف أن االس�لام بدأ على‬ ‫يد ن��وح وتنامى متطوراً متراكم ًا على يد النذر‬ ‫والنب��وّات والرس��االت‪ ،‬إل��ى أن خُت��م متكام ً‬ ‫ال‬ ‫بالرس��ول األعظم محمد (ص)‪ .‬واإلس�لام هو‬ ‫دي��ن الفطرة التي فطر اهلل الناس عليها‪ ،‬وهو‬ ‫منظوم��ة المثل العلي��ا‪ ،‬وهو الع��روة الوثقى‪،‬‬ ‫وهو الصراط المستقيم‪.‬‬ ‫يضيف ش��حرور لقد قادنا النظر في أركان‬ ‫االسالم لنرى بوضوح كيف تم استبعاد العمل‬ ‫الصال��ح منها‪ ،‬وقادنا النظ��ر في أركان االيمان‬ ‫إل��ى أن نرى بوضوح كيف تم إغفال االحس��ان‬ ‫فيه��ا‪ ،‬وتبين لنا أن هن��اك تكاليف لإليمان غير‬ ‫ً‬ ‫خط��أ‬ ‫واردة ف��ي أركان االيم��ان الت��ي س��ميت‬ ‫أركان االس�لام‪ ،‬وه��ي الش��ورى والقت��ال في‬ ‫س��بيل الحري��ة والوط��ن‪ ،‬ألنه��ا أيض�� ًا تكليف‬ ‫مخالف للفطرة‪.‬‬ ‫ينتق��ل بعده��ا المؤل��ف ليش��رح مفه��وم‬ ‫المجرمي��ن‪ ،‬ويبين لن��ا أن معظم أهل األرض‬ ‫مس��لمين‪ ،‬وأن الدي��ن االس�لامي ال عالق��ة له‬ ‫بالقومية‪ ،‬وإنما باإلنسانية ككل‪ ،‬بغض النظر‬ ‫عن التس��ميات التي نطلقه��ا على المجموعات‬ ‫االنس��انية ذات الملل المختلفة‪ ،‬فاإلسالم دين‬ ‫عالم��ي ينس��جم م��ع الع��رب والعج��م‪ ،‬بغض‬ ‫النظ��ر ع��ن القومي��ة والع��رق‪ ،‬أو أي تصنيف‬

‫آخر‪ ،‬والع��رب معظمهم مس��لمون‬ ‫مؤمن��ون‪ ،‬م��ن أتب��اع محمد «ص»‬ ‫ومنه��م نص��ارى من أتباع عيس��ى‬ ‫ومنه��م يه��ود م��ن أتباع موس��ى‪،‬‬ ‫وكله��م ع��رب وهن��اك مس��لمون‬ ‫مؤمنون من غير العرب‪ ،‬ال يضرهم‬ ‫في ذلك ش��يء ويعيشون في دول‬ ‫أخ��رى غير ال��دول العربية‪ ،‬ذلك أن‬ ‫االس�لام ميثاق االنس��انية « المثل‬ ‫العلي��ا «‪ ،‬وأب��رز أساس��اته حق��وق‬ ‫االنسان وعلى رأسها الحرية‪.‬‬ ‫انتق��ل بعده��ا ليبح��ث ف��ي‬ ‫مفهوم الكتاب والوصية والفريضة‬ ‫والموعظة‪ ،‬وتفصيل االرث مقترح ًا‬ ‫فقه�� ًا جديداً له يتماش��ى مع الحق‪،‬‬ ‫ثم انتق��ل بعده��ا لجدول��ة أركان‬ ‫االيمان واالسالم‪.‬‬ ‫في القسم الثاني يقدم محمد‬ ‫ش��حرور بحث�� ًا مس��تفيضاً ح��ول‬ ‫الحرية االنس��انية والحرية والرق‪،‬‬ ‫والثواب والعقاب‪ ،‬مؤكداً أن التنزيل‬ ‫الحكيم ال يعترف بالرق‪ ،‬بل س��خر‬ ‫من��ه ووضع من ش��أنه‪ ،‬وأن الحرية‬ ‫االنس��انية ف��ي التنزي��ل الحكي��م‬ ‫تكم��ن ف��ي عبودية االنس��ان هلل‪،‬‬ ‫أم��ا الرق فه��و العبودي��ة لغير اهلل‬ ‫في الحياة الدني��ا‪ ،‬فكلمة اهلل التي‬ ‫س��بقت كل الن��اس ه��ي الحري��ة‪،‬‬ ‫واالس�لام ه��و الميث��اق بي��ن اهلل‬ ‫والن��اس‪ ،‬ومث��ل عليا ل��كل مجتمع‬ ‫إنس��اني متحض��ر وعل��ى رأس��ها‬ ‫الحرية‪،‬‬ ‫و تح��ت عنوان أي��ن يعبد اهلل‪،‬‬ ‫يبين المؤلف أن العبادات ال تكون في المساجد‬ ‫والكنائس والبيع فهذه بيوت لذكر اهلل‪ ،‬وإقامة‬ ‫الصلوات‪ ،‬أما عبادة اهلل فال تكون إال خارجها‪.‬‬

‫حممد �شحرور‪:‬‬

‫محمد ش��حرور مواليد دمش��ق ‪ 1938‬أتم‬ ‫تعليمه الثانوي في دمشق وسافر بعد ذلك إلى‬ ‫االتحاد السوفييتي ليتابع دراسته في الهندسة‬ ‫المدنية‪ ،‬وتخرج بدرجة دبلوم فيها ليعين معيداً‬ ‫في كلية الهندس��ة المدنية في جامعة دمشق‬ ‫حت��ى عام ‪ .1968‬حصل على الماجس��تير عام‬ ‫‪ 1960‬والدكتوراه ع��ام ‪ 1972‬ليعين فيما بعد‬ ‫مدرساً في كلية الهندس��ة المدنية في جامعة‬ ‫دمش��ق‪ ،‬حيث ما زال محاضراً حتى اليوم‪ .‬بعد‬ ‫عام ‪ 1967‬بدأ في االهتمام بش��ؤون والقضايا‬ ‫الفكري��ة وب��دأ بحوث ًا في الق��رآن الكريم أو ما‬ ‫يطلق هو عليه « التنزيل الحكيم «‪.‬‬ ‫اتهمه البعض باعتناقه للفكر الماركس��ي‬ ‫« رغ��م نفي جميع مؤلفاته لذلك «‪ .‬في س��نة‬ ‫‪ 1990‬أصدر كتاب الكت��اب والقرآن الذي حاول‬ ‫في��ه تطبيق بعض األس��اليب اللغوية الجديدة‬ ‫ف��ي محاولة إليجاد تفس��ير جدي��د للقرآن مما‬ ‫أث��ار لغط�� ًا ش��ديداً اس��تمر لس��نوات وصدرت‬ ‫العديد م��ن الكتب لنقاش األف��كار الواردة في‬ ‫كتابه ومحاولة دحضها أو تأييدها‪.‬‬


‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬

‫الحاطة بالكرامة وعدم استرقاق أحد واالعتراف‬ ‫بحري��ة كل مواطن طالما ال تخالف القوانين وال‬ ‫تتعارض مع حرية آخرين‪ ،‬وحق كل مواطن في‬ ‫األمان على ش��خصه وعدم اعتقال��ه أو توقيفه‬ ‫تعسفي ًا‪ ،‬وحق كل مواطن في الملكية الخاصة‪،‬‬ ‫وحق��ه في حري��ة التنق��ل وحرية اختي��ار مكان‬ ‫إقامت��ه داخل ح��دود الدولة ومغادرته��ا والعودة‬ ‫إليه��ا وح��ق كل مواط��ن ف��ي المس��اواة أم��ام‬ ‫القان��ون‪ ،‬وحقه ف��ي أن يعترف له بالش��خصية‬ ‫القانونية وعدم التدخل في خصوصية المواطن‬ ‫أو ف��ي ش��ؤون أس��رته أو بيته أو مراس�لاته وال‬ ‫ألي حمالت غير قانونية تمس ش��رفه أو سمعته‬ ‫وح��ق كل مواطن في حماي��ة القانون له‪ ،‬وحقه‬ ‫ف��ي حرية الفك��ر‪ ،‬والوج��دان والدي��ن واعتناق‬ ‫اآلراء وحرية التعبير وفق النظام والقانون وحق‬ ‫كل طفل في اكتساب جنسيته‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الحق��وق السياس��ية‪ :‬وتتمث��ل ه��ذه‬ ‫الحقوق بحق االنتخابات في السلطة التشريعية‬ ‫والس��لطات المحلية والبلديات والترش��يح‪ ،‬وحق‬ ‫كل مواط��ن بالعضوي��ة ف��ي األح��زاب وتنظيم‬ ‫حركات وجمعي��ات ومحاولة التأثي��ر على القرار‬ ‫السياس��ي وش��كل اتخ��اذه من خ�لال الحصول‬ ‫على المعلوم��ات ضمن القانون والحق في تقلد‬ ‫الوظائف العام��ة في الدولة والح��ق في التجمع‬ ‫السلمي‪.‬‬ ‫يمتل��ك المواط��ن دوراً سياس��يًا مص��دره‬ ‫ارادت��هِ الحرة غير المك��ره بالتس��لط واالبتزاز‬ ‫والواعي��ة غي��ر المغشوش��ة والمس��ؤولة ع��ن‬ ‫افعالها وغاياتها‪ ،‬هدفه أي الدور ديمومة عالقة‬ ‫المواطن��ة وترس��يخها ف��ي النف��وس وتعمي��ق‬ ‫جذورها ف��ي المواطن وف��ي الدولة‬ ‫ه��ذه العالق��ة الرابط��ة والجامع��ة‬ ‫والت��ي هي مصدر الحق��وق المدنية‬ ‫والسياس��ية ال تزده��ر إال بالتفاهم‬ ‫والتكام��ل والرعاي��ة المتبادل��ة بين‬ ‫المواطن والدولة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬حق��وق المش��اركة في بناء‬ ‫الدولة أي المش��اركة ف��ي هيكليتها‬ ‫وتوجهاته��ا والتنمية فيه��ا‪ ،‬وتحديد‬ ‫مستقبلها والمشاركة في التوجهات‬ ‫األساس��ية في البالد وفي تطورها‪،‬‬ ‫م��ن خ�لال الحق��وق االقتصادي��ة‬ ‫واالجتماعي��ة والثقافي��ة‪ :‬وتتمث��ل‬ ‫الحقوق االقتصادية أساسا بحق كل‬ ‫مواطن في العمل والحق في العمل‬ ‫في ظروف منصفة والحرية النقابية‬ ‫م��ن حي��ث النقاب��ات واالنضم��ام‬ ‫إليه��ا والحق في اإلض��راب‪ ،‬وتتمثل‬ ‫الحقوق االجتماعية بحق كل مواطن‬ ‫بح��د أدن��ى م��ن الرف��اه االجتماعي‬ ‫واالقتص��ادي وتوفي��ر الحماي��ة‬ ‫االجتماعي��ة والح��ق ف��ي الرعاي��ة‬ ‫الصحية والح��ق في الغ��داء الكافي‬ ‫والحق في التامين االجتماعي والحق‬ ‫في المس��كن والحق في المس��اعدة‬ ‫والح��ق في التنمي��ة والحق في بيئة‬ ‫نظيف��ة والحق في الخدم��ات كافية‬ ‫ل��كل مواط��ن‪ ،‬وتتمث��ل الحق��وق‬ ‫الثقافية بح��ق كل مواطن بالتعليم‬ ‫والثقافة‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫المواطن��ة باعتباره��ا من��اط الحق��وق‬ ‫والواجبات فى المجتمع هي الضمانة الرئيس��ية‬ ‫لمجتم��ع ديموقراطي يتمتع في��ه الجميع بكافة‬ ‫الحق��وق ويؤدوا م��ا عليهم م��ن واجبات بصرف‬ ‫النظ��ر عن الدين أو الجن��س أو اللغة إال أنه في‬ ‫ذات الوقت يعد الحديث عن المواطنة باعتبارها‬ ‫حقوق��ًا فقط أح��د أه��م معوقات ترس��يخ مبدأ‬ ‫المواطن��ة ألن المطالب��ة بالح��ق تتس��اوى م��ع‬ ‫مسئولية أداء الواجب‪.‬‬ ‫ف��ي زاويتن��ا الي��وم س��نعرض لحق��وق‬ ‫المواطن��ة وأصله��ا القانون��ي والتعاق��دي‪ ،‬فقد‬ ‫مي��ز إبراهيم ناصر في كتابه « المواطنة « بين‬ ‫حقوق المواطنة وواجباتها‪ ،‬فأش��ار بأن الحقوق‬ ‫ه��ي المزاي��ا التي يش��عر الف��رد أو الجماعة أن‬ ‫من حقه��م أن يحصلوا عليها م��ن المجتمع‪ ،‬أما‬ ‫الواج��ب فيتمثل في «أي افع��ال تفرضها قواعد‬ ‫مقبولة تحكم أي ناحية هامة من نواحي الحياة‬ ‫االجتماعية او أي عمل تعاوني»‪ ،‬وهذه الواجبات‬ ‫تتمث��ل ف��ي الواجب��ات الخلقي��ة‪ ،‬والقانوني��ة‪،‬‬ ‫والوطنية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والعائلية‪ ،‬والعقائدية‪.‬‬ ‫والمواطنة بحسب فخري خضر في كتابه «‬ ‫طرائق تدريس الدراسات االجتماعية « الصفحة‬ ‫‪ « 44‬تعن��ى بالدرج��ة االولى وبصيغ��ة قانونية‬ ‫بتحدي��د عالقة األفراد بالدول��ة من حيث احترام‬ ‫الس��لطة المتمثلة بالدستور‪ ،‬والخضوع للقانون‬ ‫ومعرفة الحقوق والواجبات‪ ،‬وبهذا تشكل االطار‬ ‫القانوني والسياسي لممارسة المواطن لحقوقه‬ ‫وألدائه لواجباته بكل وعي ومسؤولية «‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذا الصدد يق��ول يعقوب أب��و حلو‪،‬‬ ‫ف��ي كت��اب «العل��وم االجتماعي��ة‬ ‫وطرائق تدريس��ها»‪ ،‬الصفحة ‪:168‬‬ ‫«المواطن��ة ه��ي عالق��ة أو الت��زام‬ ‫بي��ن طرفي��ن‪ ،‬األول وه��و الفرد أو‬ ‫المواطن نفس��ه الذي يجب أن يقوم‬ ‫بالواجب��ات‪ ،‬مث��ل‪ :‬ال��والء واالنتم��اء‬ ‫والحب والعاطف��ة الوطنية والخدمة‬ ‫الفعلي��ة‪ ،‬والثان��ي هو الدول��ة التي‬ ‫يجب أن تضم��ن للمواط��ن الحماية‬ ‫وتق��دم ل��ه الخدم��ات المختلف��ة «‬ ‫الحق��وق « أي أن المواطن��ة ه��ي‬ ‫عملي��ة الت��وازن بالنس��بة للفرد ألن‬ ‫يق��وم بما عليه من واجبات ويأخذ ما‬ ‫له حقوق»‪.‬‬ ‫ويذه��ب الباحث��ون ف��ى عل��م‬ ‫االجتم��اع إل��ى تعري��ف المواطن��ة‬ ‫اس��تناداً آللي��ة التعاق��د « العق��د‬ ‫االجتماع��ي « أي أنه��ا عالق��ة‬ ‫اجتماعي��ة تق��وم بي��ن األف��راد‬ ‫والمجتمع السياسي « الدولة «‪ ،‬حيث‬ ‫تق��دم الدول��ة الحماي��ة االقتصادية‬ ‫والسياس��ية واالجتماعي��ة لألف��راد‪،‬‬ ‫عن طريق القانون والدس��تور الذي‬ ‫يس��اوي بين األفراد ككيانات بشرية‬ ‫طبيعية‪ ،‬ويقدم األفراد الوالء للدولة‬ ‫ويلجؤون إلى قانونها للحصول على‬ ‫حقوقهم‪.‬‬ ‫م��ن هن��ا واس��تناداً لمفه��وم‬ ‫التعاقد فالدولة هي المسؤول األول‬ ‫ع��ن ترس��يخ الش��عور بالمواطن��ة‪،‬‬

‫وإيج��اد التش��ريعات المناس��بة ل��ه وإذا أخل��ت‬ ‫بش��روط العق��د‪ ،‬أي إذا ل��م تؤم��ن الحماي��ة‬ ‫االجتماعي��ة واالقتصادي��ة والسياس��ية لألفراد‬ ‫ول��م تس��او بينه��م عمليًا أم��ام القان��ون‪ ،‬كان‬ ‫من الطبيعي أن يخف إحس��اس األفراد بش��عور‬ ‫المواطن��ة وال��والء لقانون الدول��ة التي ينتمون‬ ‫إليه��ا‪ ،‬ويبحثوا ع��ن مرجعيات أخ��رى تحميهم‪،‬‬ ‫تتراوح هذه المرجعي��ات بين لدينية أوالطائفية‬ ‫والعائلية والقبلية والعرقية واإلقليمية‪.‬‬ ‫قب��ل تعداد حقوق المواطن��ة البد أن نعرف‬ ‫الحق��وق بوصفه��ا المصال��ح والحري��ات الت��ي‬ ‫يتوقعها الفرد أو الجماعة من المجتمع بما يتفق‬ ‫م��ع معايير هذا المجتمع‪ ،‬أي المزايا التي يش��عر‬ ‫الف��رد أو الجماع��ة أن م��ن حقه��م أن يحصل��وا‬ ‫عليها من المجتمع‪ ،‬والحقوق هي سلطة يخولها‬ ‫القانون لشخص ما‪ ،‬لتمكينه من القيام بأعمال‬ ‫معين��ة تحقيق�� ًا لمصلح��ة ل��ه يعترف به��ا ذلك‬ ‫القان��ون‪ ،‬وه��ي تتضم��ن الحق��وق االجتماعية‬ ‫والمدني��ة والسياس��ية واالنس��انية وحق��وق‬ ‫الزوجي��ة‪ ،‬وحقوق المرأة‪ ،‬وح��ق االنتخاب‪ ،‬وحق‬ ‫الوراث��ة‪ ،‬وحق التأليف والنش��ر أو ح��ق الملكية‬ ‫األدبية وحق تقرير المصير وغيرها‪.‬‬ ‫وتنضوي تحت حق��وق المواطنة مجموعات‬ ‫ثالث‪:‬‬ ‫‪ – 1‬الحق��وق المدني��ة وه��ي مجموعة من‬ ‫الحق��وق تتمث��ل في ح��ق المواطن ف��ي الحياة‬ ‫الكريمة وعدم تعريضه ألي ش��كل من أش��كال‬ ‫التميي��ز أو العن��ف وعدم إخضاع��ه للتعذيب وال‬ ‫للمعاملة أو العقوبة القاس��ية أو الالإنس��انية أو‬

‫إعداد المحامي فارس حسّان‬

‫حقوق ومواطنة ‪. .‬‬

‫حقـــوق املواطنــة‬

‫هذه السلسلة بالتعاون مع‪:‬‬

‫‪17‬‬


‫في أوروبا ال تعرف الشمس درب الشروق الغريب‪..‬‬

‫مرمي عبد اهلل‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫الجن��دي عالحاجز‪ :‬بطاقتك‪ ..‬س��عودية؟ جاية‬ ‫تفجري بلبنان؟‬ ‫حضرتي‪ :‬ال‪ ،‬هالمرة كورونا!‬

‫�سمري املطفي‬ ‫س��بحان اهلل‪ ،‬األحرار بينظروا (لف��وق) ترقبًا‬ ‫من أي برميل أو صواريخ‪ ..‬والشبيحة بينظروا‬ ‫(لتحت) ترقبًا ألي تفجير تحت األرض‪..‬‬ ‫الناس مقامات سيد راسي‬

‫حازم �صاغية‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬

‫هن��اك طريق��ة‪ ،‬ليس��ت ف��ي الواق��ع جديدة‪،‬‬ ‫في النقد الذي يمارس��ه بع��ض أتباع النظام‬ ‫الس��وريّ لنظامه��م ه��ذا‪ .‬م��ن تعابي��ر هذا‬ ‫النق��د أن يؤخ��ذ عل��ى ذاك النظ��ام اعتم��اده‬ ‫اقتص��اداً نيوليبراليًّا‪ ،‬ف��إذا صحّح هذا النهج‬ ‫اش��تراكيّاً ويس��اريّاً انتف��ت ض��رورة نقده‪.‬‬ ‫وق��د َ‬ ‫تُذكر في هذا المع��رض‪ ،‬ولو على نحو‬ ‫متضائل‪ّ ،‬‬ ‫تحفظات عل��ى طريقة النظام في‬ ‫مواجهة إس��رائيل إذ يس��تطيع أن يكون أكثر‬ ‫راديكاليّة وتجانس��اً مع وطنيّته المفترضة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وينحط النقد أكثر فيطال‪ ،‬في تعبير آخر من‬ ‫تعابيره‪ ،‬إعالميّي النظام ومذيعيه ومذيعاته‬ ‫الذين يش��وّهون قضيّة هذا النظام نفسه‪،‬‬ ‫أو سفراءه في الخارج الذين ال يجيدون عرض‬ ‫تلك القضيّة وتقديمها‪.‬‬ ‫ه��ؤالء ّ‬ ‫النق��اد‪ ،‬عل��ى اختالفه��م‪ ،‬أس��وأ من‬ ‫منقوديه��م الس��يّئين جدّاً‪ .‬وه��م‪ ،‬بالتأكيد‪،‬‬ ‫أصغر‬

‫حممود حممود‬ ‫أفض��ل م��روّج انتخاب��ي لبش��ار األس��د هي‬ ‫داع��ش ومش��تقاتها‪ .‬سنش��هد ف��ي األي��ام‬ ‫القادمة إجراماً لم نشهده بعد‪ .‬اهلل يستر!‬

‫عبد العزيز احلاجو‬ ‫رقاوية بلحظة رومانسية تسأل زوجها‪:‬‬ ‫شنو أكثر شي بتحبو بالدنيا؟‬ ‫قال‪ :‬الثريد‪.‬‬ ‫قالتلو‪ :‬أقصد من الكائنات الحية؟‬ ‫قال‪ :‬الطلي أبو شهرين‬ ‫قالتلو‪ :‬أقصد من النسوان؟‬ ‫قال‪ :‬خالتي فطيم اهلل يرحمها‪.‬‬ ‫قالتلو‪ :‬يول ريتك تلحقها بجاه كل من لو جاه‪.‬‬

‫علي ديوب‬ ‫م��ن يربط ماض��ي جيش التعفيش اﻻس��دي‬ ‫بحاضره؛ ال يصاب بصدمة اﻻكتشاف اليوم‪.‬‬

‫إنها تشرق في حمص اآلن في عينين تفترشان االنتظار وحنيني‪..‬‬ ‫بلدي على الجرح إنثر واعصر المسافات وانشرها‪..‬‬ ‫سيجف السفر وتحضن ركامنا البعيدة حنيني‪..‬‬ ‫ليس لمثلي تخلق البالد الرمادية‪..‬‬

‫مهند الفيا�ض‬

‫عبود �سعيد‬ ‫م��رة عندما كنت ف��ي الصف الخام��س‪ ،‬كان‬ ‫األس��تاذ يتمشى في الباحة بين التالميذ أثناء‬ ‫الفرص��ة‪ ،‬ذهب��ت باتجاهه وقلت ل��ه «مرحبا‬ ‫أس��تاذ جاس��م» ومددت يدي مصافحاً وعندما‬ ‫مد يده ليصافحني س��حبت ي��دي وتركته وأنا‬ ‫أضح��ك س��عيداً به��ذا االنتص��ار أما األس��تاذ‬ ‫جاسم الذي كان يعتبر نفسه تحت اهلل بشبر‬ ‫فقد نظ��ر إل��يّ نظ��ر ًة متوعّ��دة باالنتقام‪،‬‬ ‫رن الجرس جاء األس��تاذ جاس��م إلى‬ ‫وعندم��ا ّ‬ ‫صفي وطلب من أستاذي أن يأخذني معه إلى‬ ‫صفه لمهمّة ما‪ ،‬وكان الصف الس��ادس الذي‬ ‫كانت فيه أختي «مناهل»‬ ‫ذهبن��ا وفي المم��ر أثناء طريقن��ا إلى الصف‬ ‫ش��دّ األس��تاذ جاس��م أذني وهو يدمدم «إذا‬ ‫أهل��ك ما رب��وك أنا اللي ب��دي أربيك» وصلنا‬ ‫إل��ى الص��ف وكان الخرطوم موضوع��اً على‬ ‫الطاولة بجانب الكتاب‪،‬أمرني األستاذ أن أخلع‬ ‫حذائ��ي وأجلس على المصطبة وأرفع قدميّ‬ ‫لكي آكل الفلقة‪ ،‬خلعت حذائي مسنداً ظهري‬ ‫على األرض رافعًا قدمي نحو السماء‪ ،‬متأم ًال‬ ‫س��قف الص��ف وص��ور القائ��د حافظ األس��د‬ ‫وم��ن أول خرط��وم أس��دلت قدم��يّ وصرت‬ ‫أتوس��له وأقول «آخر مرة أس��تاذ واهلل ما عاد‬ ‫عيده��ا»‪ ،‬وهو ينهرني بغضب‪« :‬ارفع رجليك‬ ‫ولك» ثم اس��تعان بتلميذان مج��دّان لتثبيت‬ ‫قدم��يّ وراح يكمل ضربي‪ ،‬بينما كانت أختي‬ ‫مناه��ل تجه��ش بالب��كاء وعيناه��ا تنهمران‬ ‫بالدموع‪،‬لي��س تعاطف��اً معي إنم��ا خج ًال من‬ ‫زميالته��ا الطالب��ات‪ ،‬خج ًال من كع��اب قدميّ‬ ‫الظاهرتان من جواربي الممزقة‪.‬‬

‫ثائر ال�سهلي‬ ‫ف��ي ذك��رى النكبة‬ قتلوا حس��ان حس��ان في‬ ‫«ف��رع فلس��طين»‪ ،‬عذبوا قم��ر المخيم حتى‬ ‫االنطف��اء‪ ..‬ف��ي‏ذك��رى النكب��ة‬‪ ،‬فتح��وا في‬ ‫شرياننا ألف نكبة‬‪..‬‬

‫�أحمد درب�س‬ ‫ابصق��وا في وج��وه جالديك��م فالمس��تقبل‬ ‫لكم‪..‬‬ ‫من أقوال الشهيد مشعل تمو‬‪..‬‬

‫دي��ر ال��زور والرق��ة ش��قيقتان ف��ي الف��رات‬ ‫وموروثه المعتق بالحزن وشريكتان أيضاً في‬ ‫المصير األخير على هوامش الموت والخبر‪..‬‬

‫رباب البوطي‬ ‫ب��اب القيامة‪ ..‬باب األرواح‪ ..‬بوابة الس��وريين‬ ‫إلى الس��ماء‪ ..‬بوابة تختصر أسماء الموت وال‬ ‫سالمة‪..‬‬

‫دارا العبد اهلل‬ ‫الجي��ش العربي الس��وري المق��اوم‪ :‬موبيليا‪،‬‬ ‫مفروش��ات‪ ،‬أحذي��ة مس��تعملة‪ ،‬ثي��اب بالي‪،‬‬ ‫كهربائيات‪ ،‬شهادات مصدقة مسروقة‪..‬‬

‫رنا زيد‬ ‫الفقراء فقط هم الذين يموتون في سوريا‪،‬‬ ‫األثرياء يكدسون أموالهم فوق الجثث‪،‬‬ ‫يتنزهون في الحرب‪،‬‬ ‫يخرجون ويدخلون إلى بالد يختارونها‪،‬‬ ‫لم يخدش منهم واحد‪،‬‬ ‫يس��رقون مالبس الموتى وذكريات الحليب‪..‬‬ ‫ويهربون‪،‬‬ ‫هم يمتلكون نس��خة عن المخطط الهندسي‬ ‫لحمص وحلب ودمشق‪،‬‬ ‫ه��م األطباء الذي��ن يحلقون بالش��فرة وجوه‬ ‫المراهقين الفقراء‬ ‫لتختفي حبوب الشباب‬ ‫وهم يقي��دون مرض��ى الصرع م��ن أرجلهم‬ ‫وأيديهم بالشاش‪،‬‬ ‫ويسرقون كلية الفتاة الزرقاء‬ ‫وقصيدة الرجل األحمق‬ ‫يصورون وجوههم (س��لفي) في صوامع اهلل‬ ‫الفاخرة‬ ‫ويلمعون الحذاء العسكري للقاتل‪،‬‬ ‫يقتلون الجرحى ويمزقون أوراق الشهداء‬ ‫يضعون قضيب��ًا اصطناعياً ف��ي فم األقليات‬ ‫واألكثريات‪.‬‬

‫‪2014 / 5 / 15‬‬ ‫وئام بدرخان‬ ‫قب��ل ‪ 3‬س��نين وش��وي م��ن هأل انتش��ر‬ ‫دع��وة عالفي��س بوك باس��م االنتفاضة‬ ‫الفلس��طينية التالت��ة وب��دون فوت��ة‬ ‫بالتفاصي��ل صار في دعوة لتغيير صورة‬ ‫البروفاي��ل وتاريخ المي�لاد اللي هو بدل‬ ‫على ذكرى النكبة يعني ‪،1948 / 5 / 15‬‬ ‫وبتذك��ر وقت��ا كن��ا قاعدين أنا وحس��ان‬ ‫عندو بالغرفة عالس��طح وم��ا كذبنا خبر‬ ‫غيرنا ص��ورة البروفاي��ل وتاريخ الميالد‬ ‫ه��اد الحك��ي ب ‪ 2011‬االثورة الس��ورية‬ ‫كان��ت مبلش��ة‪ ..‬وص��ار الزح��ف باتج��اه‬ ‫فلس��طين من حدود الدول اللي محيطة‬ ‫بفلسطين قصدي لبنان اللي بهاد الوقت‬ ‫س��كر ح��دودو بوج��ه الفلس��طيني اللي‬ ‫هرب��ان «م��ن م��وت محتم» من س��وريا‬ ‫واألردن واهلل م��ا بع��رف أنت��و يتعرف��وا‬ ‫كي��ف م��ن زم��ان‪ ..‬وفلس��طينية مخيم‬ ‫اليرموك «اخترقوا الحدود‪ ،‬واستش��هد ‪3‬‬ ‫فلس��طينية وكمان من مخيم اليرموك‪..‬‬ ‫المخيم بتش��ييع الش��هدا كان متل موج‬ ‫البح��ر والتوابي��ت كانت عمتس��بح فوق‬ ‫ايدين شباب المخيم‪..‬‬ ‫مش��هد ما قدرت أتخيل شي بشبهو غير‬ ‫جن��ازة «أبو جهاد الوزي��ر» اللي ما وعيتا‬ ‫بذاكرتي آلني كنت صغير بس س��معت‬ ‫خي��ر اهلل عالم أديش كان تش��ييع كبير‪،‬‬ ‫كم��ان كل المخي��م كان في��ه وكانوا في‬ ‫قادة الثورة الفلس��طينية وإج��ا أبو عمار‬ ‫وقتا «خاوا» عالتشييع‪..‬‬ ‫خي��ا «حس��ان» وقتا م��ا كنا يتم��ا‪ ،‬بنكبة‬ ‫‪ ،2012‬حس��ان كت��ب م��ادة «بجري��دة‬ ‫األخب��ار» وحكى عن ه��اد اليوم اللي هو‬ ‫النكبة‪ ،‬كتب كيف كان نس��يان أنو مغير‬ ‫تاريخ الميالد‪ ،‬وبلشوا األصدقاء يبعتولو‬ ‫أن��و كل عام وأنت بخي��ر‪ ..‬مع أنو هو مو‬ ‫عيد ميالدو‪..‬‬ ‫ب��دي ما أحك��ي عن نكب��ة ‪ ،2013‬بنكبة‬ ‫‪ ..2014‬مخي��م اليرم��وك لس��ة تح��ت‬ ‫الحص��ار‪ ..‬وإحن��ا صرن��ا يتام��ا‪ ..‬هي��ك‬ ‫حكال��ي حس��ان‪ ..‬ش��كرًا لكل ح��دا بعت‬ ‫معاي��دة بذك��رى ‪ 66‬على نكبتن��ا‪ ..‬نكبة‬ ‫فلسطين‪..‬‬ ‫عبد ناجي‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫كن��ت أتمن��ى انته��اء القتال ف��ي حمص‬ ‫القديم��ة بطريق��ة بق��اء المس��لحين في‬ ‫أحيائه��م بع��د تخليهم عن الس�لاح وعن‬ ‫استخدامه‪ ،‬مع تعهد من السلطات األمنية‬ ‫والعسكرية بعدم الدخول إلى هذه األحياء‬ ‫بسالحهم‪.‬‬ ‫كنت أتمنى أن أرى على شاشات التلفزيون‬ ‫أبن��اء هذه األحي��اء يعودون إل��ى أحيائهم‬ ‫المهدمة كليا جراء قصف قوات النظام‪ ،‬وال‬ ‫أرى متفرجين من أحياء أخرى‪.‬‬ ‫ن��ادرون بالمطل��ق الحماصن��ة الس��نة‬ ‫الذين رأيناه��م على شاش��ات التلفزيون‪.‬‬ ‫ول��ن نراهم يع��ودون بالقري��ب العاجل أو‬ ‫المتوسط‪ ،‬بل سيبقوا مشردين في أصقاع‬ ‫األرض ومخيمات اللجوء‪.‬‬ ‫انته��اء األزمة الس��ورية هي ع��ودة أهالي‬ ‫ه��ذه األحي��اء س��ادة كرم��اء أح��رار إل��ى‬ ‫أحيائهم‪.‬‬ ‫آم��ل انتهاء العنف كليا ف��ي البالد‪ ،‬وأهمه‬ ‫عنف النظام‪.‬‬ ‫لؤي حسين‬

‫‪18‬‬ ‫دير الزور | كانون الثاني ‪ | 2014‬عدسة شاب ديري‬


‫عدسة سوريتنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬

‫إن المرء لينعم ويهنأ حين يدير ظهره لما أمامه من عراك وصراع‪ ،‬ويلتفت لما خلفه من حميم ووداد‬ ‫ريف سوريا ‪ | 2014 -‬تصوير‪ :‬باسل حسو‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫كاريكاتير الفنان عبد المهيمن بدوي‬

‫‪19‬‬


‫عمل للفنان أنس سالمة | نكبة فلسطين ‪ 66‬في سوريا‬

‫رصيف سوريتنا ‪. .‬‬

‫عذر ًا‬ ‫فل�سطني‬ ‫زليخة سالم‬

‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 18 | )139‬أيار ‪2014 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬ ‫‪20‬‬

‫عذراً فلس��طين فآالمك وأوجاعك ومأساتك التي‬ ‫عشناها أو تعايشنا معها ستة وستون عاماً‪ ،‬تتكرر اآلن‬ ‫في س��ورية بصورة أفظع‪ ،‬وأكثر إجرام��اً‪ ،‬ولن تكون‬ ‫األخيرة‪ ،‬مادام الشعب العربي الذي وقف متفرجاً على‬ ‫ضياع فلس��طين‪ ،‬وبيعها للعدو الصهيوني‪ ،‬وتهجير‬ ‫أهله��ا في أصقاع الدنيا‪ ،‬يق��ف اآلن وبنفس الطريقة‬ ‫متفرج��اً على تدمير س��ورية وتهجير أهله��ا وبيعها‬ ‫لالحتالل اإليراني‪.‬‬ ‫ما فعله االحتالل اإلسرائيلي منذ عام ‪ 1948‬من‬ ‫تهجي��ر للفلس��طينيين أصح��اب األرض من بيوتهم‬ ‫وأرضه��م‪ ،‬وه��دم بيوته��م‪ ،‬وارتكاب المج��ازر بحق‬ ‫المدنيي��ن‪ ،‬وتهويد الم��دن التي اغتصبه��ا‪ ،‬وتغيير‬ ‫بنيته��ا الديمغرافية‪ ،‬ومحاولة طم��س هويتها فعله‬ ‫نظام األس��د في ثالث سنوات‪ ،‬من تدمير مدن وقرى‬ ‫بالكام��ل‪ ،‬وقت��ل أكثر من ‪ 200‬ألف ش��هيد‪ ،‬واعتقال‬ ‫وتغييب أكث��ر من ‪ 500‬ألف ش��خص‪ ،‬وتهجير نصف‬ ‫الس��كان بين نازح والجئ‪ ،‬وارتكاب مجازر ذبح وحرق‬ ‫ين��دى له��ا جبين اإلنس��انية‪ ،‬وقتل تح��ت التعذيب‪،‬‬ ‫واعتقال واغتصاب‪ ،‬وأحراق مقرات السجل المدني في‬ ‫حمص بهدف تغيير تركيبتها الس��كانية‪ ،‬واالستيالء‬ ‫على أمالك األهالي لصالح مؤيديه وداعميه‪ ،‬تمهيداً‬ ‫لسايكس بيكو جديد‪ ،‬وبحدود مختلفة‪.‬‬ ‫تتشابه النكبة الس��ورية مع النكبة الفلسطينية‬ ‫في الظ��روف‪ ،‬والعوامل المحلي��ة‪ ،‬والمباركة الدولية‬ ‫التي أس��همت في اغتصاب فلسطين‪ ،‬وتحويلها إلى‬ ‫دولة يهودي��ة‪ ،‬واحتالل س��ورية لتحويلها إلى دولة‬ ‫فارس��ية تدريجياً‪ ،‬مع فارق بس��يط بين النكبتين أن‬ ‫األولى قام به��ا العدو الصهيون��ي الغتصاب أراضي‬ ‫الغي��ر‪ ،‬والثاني��ة قام بها ابن البل��د أو من المفترض‬ ‫أنه كذل��ك‪ ،‬الغتصاب وتدمي��ر أراضي ش��عبه‪ ،‬علماً‬ ‫أن المش��روع اإلس��رائيلي اإليراني واحد في األهداف‬ ‫والمرامي القريبة والبعيدة‪.‬‬ ‫نظ��ام األس��د األب واالبن الذي تاج��ر بالقضية‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫الفلس��طينية‪ ،‬للحفاظ على الس��لطة‪ ،‬تحت مس��مى‬ ‫مقاوم��ة‪ ،‬وممانعة‪ ،‬وصمود‪ ،‬وتص��دي‪ ،‬وجه ضربات‬ ‫قاصمة للفلسطينيين في لبنان‪ ،‬واألردن‪ ،‬وحال دون‬ ‫وحدته��م من خ�لال تألي��ب الفصائل عل��ى بعضها‬ ‫البع��ض‪ ،‬وحاف��ظ على ح��دود آمنة إلس��رائيل على‬ ‫جبهة الجوالن‪ ،‬واس��تنزف مقدرات الش��عب السوري‬ ‫لبناء جي��ش حماة الدي��ار‪ ،‬الذي خ��اض أولى حروبه‬ ‫الجدية ضد ش��عبه‪ ،‬نظام األسد يكمل سياسته اآلن‬ ‫في قص��ف المخيم��ات الفلس��طينية داخل س��ورية‪،‬‬ ‫ويمارس عليهم سياس��ة الحصار والتجويع والتهجير‪،‬‬ ‫وتعريضهم لنكبة ثانية‪.‬‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 100‬ألف فلس��طيني عاش��وا تغريبة‬ ‫ثاني��ة‪ ،‬ولك��ن هذه الم��رة من س��ورية إل��ى الدول‬ ‫المج��اورة التي ب��دأت تس��تغيث أمام وف��ود أعداداً‬ ‫أكب��ر من طاقتها ومواردها من الالجئين الس��وريين‬ ‫والفلس��طينيين الذين اضطروا إل��ى ركوب المخاطر‬ ‫والموت غرقاً هرباً من الجحيم‪ ،‬علماً أن بعض الدول‬ ‫العربي��ة المج��اورة منعت دخول الفلس��طينيين على‬ ‫أراضيها‪ ،‬ووضعت شروط صارمة لذلك‪.‬‬ ‫نكب��ة القرن العش��رين ف��ي فلس��طين بتواطؤ‬ ‫دولي وعرب��ي‪ ،‬تتكرر ف��ي القرن الواحد والعش��رين‬ ‫في س��ورية بتواطؤ دولي وعربي أيض��اً‪ ،‬حيث يعمل‬ ‫المجتمع والمنظمات الدولية‪ ،‬ومنظمات اإلغاثة على‬ ‫توس��يع المخيمات في دول الجوار‪ ،‬وتنظيمها لتثبيت‬ ‫اس��تقرار الالجئين فيها‪ ،‬وتكرار الدعوات للدول لفتح‬ ‫أبوابها لتوطينهم‪ ،‬بد ًال من العمل على إيجاد الحلول‬ ‫الت��ي تعيدهم إل��ى بيوتهم وأرضهم‪ ،‬علم��اً أن أكثر‬ ‫الدول الداعية للتوطين هي األقل اس��تقبا ًال لالجئين‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫لم تنج��ح محاوالت طمس هوية الفلس��طينيين‬ ‫الذي��ن توارث��وا مفاتيح بيوتهم‪ ،‬من جي��ل إلى جيل‬ ‫يعيش ذكري��ات أبائه وأجداده‪ ،‬يعي��ش حلم العودة‬ ‫إلى الوطن الس��ليب‪ ،‬ولن تس��تطيع كل قوى العالم‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)96275‬‬ ‫دمشق‪6660 :‬‬ ‫ريف دمشق‪22106 :‬‬ ‫حمص‪13014 :‬‬ ‫درعا‪8662 :‬‬ ‫إدلب‪10381 :‬‬ ‫حلب‪18824 :‬‬

‫دير الزور‪5667 :‬‬ ‫الرقة‪1126 :‬‬ ‫السويداء‪75 :‬‬ ‫حماة‪6390 :‬‬ ‫الالذقية‪971 :‬‬ ‫طرطوس‪353 :‬‬ ‫الحسكة‪682 :‬‬ ‫القنيطرة‪719 :‬‬

‫ومؤامرته من منعه العمل على العودة إلى أرضه التي‬ ‫تحمل تاريخه وحضارته وثقافته مهما طال الزمن‪.‬‬ ‫مصطل��ح النكب��ة ب��ات رديف��اً مالزم��اً لل��دول‬ ‫العربية‪ ،‬التي عاش��ت نكبات متتالية‪ ،‬بدءاً من ضياع‬ ‫القدس الش��ريف‪ ،‬واحتالل الج��والن‪ ،‬والعراق‪ ،‬واآلن‬ ‫س��ورية‪ ،‬والنكب��ة األكبر هي اس��تمرار ه��ذه الدول‬ ‫بالتبعية‪ ،‬واس��تالب قرارها منذ استقاللها صورياً عن‬ ‫االس��تعمارين الفرنسي والبريطاني‪َ ،‬‬ ‫الذين خرجا من‬ ‫الب��اب ليدخال م��ع غيرهما بطرق أخ��رى للتحكم في‬ ‫مصيرها‪.‬‬ ‫الش��عب العرب��ي يعي��ش نكبات��ه المس��تمرة‪،‬‬ ‫بالرض��وخ لثلة من الح��كام المعينين من قبل القوى‬ ‫االس��تعمارية‪ ،‬لإلبق��اء عل��ى تخل��ف المنطق��ة ومنع‬ ‫تطوره��ا‪ ،‬إال بالحدود الدنيا التي تس��مح باس��تمرار‬ ‫ه��ذه الحكوم��ات‪ ،‬وممارس��ة كل أن��واع التس��لط‬ ‫والدكتاتورية والقمع‪ ،‬والتجويع‪ ،‬والتفقير‪ ،‬والتجهيل‪،‬‬ ‫ونهب الثروات‪ ،‬وسلب الحريات‪ ،‬والتصحير السياسي‬ ‫والثقافي‪ ،‬به��دف التالعب بمصيره وبيعه والمتاجرة‬ ‫به في إطار التوازنات والمصالح الدولية‪.‬‬ ‫ذكرى النكبة هي ذكرى نزوح ش��عب من وطنه‪،‬‬ ‫انس��لخ عن روحه‪ ،‬حمل مأس��اته ووجع��ه‪ ،‬وحقائبه‪،‬‬ ‫ومفاتي��ح بيوته أم ً‬ ‫ال بالعودة يوماً إلى حضن الوطن‪،‬‬ ‫صور تتشابه‪ ،‬مع النكبة السورية التي بدأت مالمحها‬ ‫من��ذ ب��دء ن��زوح األهال��ي هرباً م��ن القت��ل والذبح‬ ‫واإلج��رام‪ ،‬إلى مخيمات وتش��تت وضي��اع ال يقل عن‬ ‫الموت بشاعة‪.‬‬ ‫النكبة لم تكن في التهجير والتغيير الديمغرافي‬ ‫واحت�لال األرض فقط بل النكبة في العمق كانت في‬ ‫الوع��ي المغيب وف��ي العقول والتفكي��ر واإلرادة‪ ،‬في‬ ‫ثقافة الفساد‪ ،‬واالرتهان للغير‪ ،‬والمصالح الشخصية‬ ‫التي لم تس��تطع ثالث س��نوات من الم��وت والدمار‬ ‫تغييرها داخلهم‪.‬‬ ‫‪ 7679‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 3508‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 7067‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 26450‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 69825‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2014 / 5 / 17‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬

‫مت���ت ط��ب��اع��ة وت���وزي���ع ه���ذا ال���ع���دد م���ن ق��ب��ل م��ط��ب��ع��ة ���س��م��ارت ���ض��م��ن م�����ش��روع دع���م الإع���ل��ام ال�����س��وري احل��ر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.