سوريتنا | العدد الثالث والثمانون | 21 نيسان 2013

Page 1

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫‪1‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪2‬‬

‫�إجراءات جديدة ال�ستيعاب �أعداد‬ ‫الالجئني ال�سوريني "املرعبة"‬ ‫م�س�ؤول �ش�ؤون الالجئني يبدي تعجبه من‬ ‫قدرة ال�سوريني على حتمل املعاناة‬

‫حذر المفوض السامي لألمم المتحدة لشؤون‬ ‫الالجئي��ن أنطونيو جوتيري��س‪ ،‬مجلس األمن من‬ ‫«المدى المرعب» الذي وصل إليه الوضع اإلنساني‬ ‫في س��وريا‪ .‬وقال إنه من دون وضع حد للقتال في‬ ‫القريب العاجل فإن نصف السوريين البالغ عددهم‬ ‫‪ 24‬مليوناً‪ ،‬س��يحتاجون لمس��اعدات إنس��انية في‬ ‫نهاية العام الحالي‪.‬‬ ‫وفي حديث عبر خدمة «الفيديو كونفرانس»‬ ‫م��ن جنيف‪ ،‬ق��ال جوتيريس‪ ،‬إن ‪ 400‬ألف س��وري‬ ‫ف��روا خالل األس��ابيع الس��بع الماضية‪ ،‬مم��ا يرفع‬ ‫عدد الالجئين المسجلين أو الموجودين على لوائح‬ ‫االنتظار للتس��جيل إل��ى ملي��ون و‪ 367‬ألفاً و‪413‬‬ ‫س��وريًا‪ .‬وأض��اف أنه إذا اس��تمرت األم��ور على ما‬ ‫هي عليه‪ ،‬فس��يصل ع��دد الالجئين في نهاية هذا‬ ‫الع��ام إل��ى ‪ 5 .3‬ملي��ون‪ ،‬إضافة إل��ى ‪ 5 .6‬مليون‬ ‫نازح داخل س��وريا بحاجة إلى المس��اعدات‪ .‬وأبدى‬ ‫المفوض الس��امي تعجبه من أن تس��تطيع أي أمة‬ ‫تحم��ل هذا الق��در الكبير من المعان��اة‪ ،‬مضيفًا أن‬ ‫األرقام «المرعبة» قد تؤدي في نهاية المطاف إلى‬ ‫غياب الط��رق الفعالة في التعامل م��ع االحتياجات‬ ‫اإلنسانية الكبيرة‪.‬‬ ‫ولفت جوتيريس إلى أن مالحظاته بخصوص‬ ‫س��وريا ق��د تتج��اوز صالحيات��ه كمف��وض س��ام‬ ‫ٍ‬ ‫لش��ؤون الالجئين‪ ،‬لكنه علل ه��ذا التجاوز بالقول‪:‬‬ ‫«كمواط��ن ينتم��ي له��ذا العال��م‪ ،‬ال أس��تطيع منع‬ ‫نفسي عن طرح هذا السؤال الملح‪ :‬أما من وسيلة‬ ‫إليقاف هذا القتال‪ ،‬أما من وس��يلة لفتح باب للحل‬ ‫السياسي؟‬ ‫ونوه جوتيريس بأن حاجات التمويل اإلنساني‬ ‫أصبحت من اإللحاح ما يحتم على الحكومات البحث‬ ‫ع��ن آليات تمويل غير عادي��ة لتجنب عجز القدرات‬ ‫الدولية على االس��تجابة ألزمة الالجئين والنازحين‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫وبخصوص دول الجوار‪ ،‬أش��ار جوتيريس إلى‬ ‫أن لبن��ان واألردن هم��ا أكثر بل��دان المنطقة تأثراً‬ ‫باألزمة الس��ورية‪ ،‬وتاليًا فعلى المجتمع الدولي أن‬ ‫يضخ دعمًا إضافيًا إلى هذين البلدين‪ .‬وأش��ار إلى‬ ‫تركيا التي أنفقت م��ا يزيد على ‪ 750‬مليون دوالر‬ ‫كمس��اعدات مباش��رة ألكث��ر من ‪ 300‬ألف س��وري‬ ‫لجأوا إلى أراضيها‪.‬‬ ‫وفي نهاي��ة كلمته‪ ،‬ح��ذر المفوض الس��امي‬ ‫من أن اس��تقرار المنطق��ة بات عل��ى المحك‪ ،‬وأن‬ ‫تداعي��ات أزمة الجئي س��وريا ونازحيها لن تقتصر‬ ‫عل��ى هذا البلد أو جيرانه اإلقليميين‪ ،‬بل س��يكون‬ ‫له تداعيات عالمية خطيرة‪.‬‬

‫مفو�ضية الالجئني تدعو اليونان �إىل‬ ‫اال�ستعداد ال�ستقبال الجئني �سوريني‬

‫وف��ي س��ياق متص��ل اعتب��ر مس��ؤولون في‬ ‫المفوضي��ة العليا لالجئين ف��ي األمم المتحدة يوم‬ ‫األربع��اء أن التدف��ق الكثي��ف المس��تمر لالجئي��ن‬ ‫الس��وريين يثي��ر مخاوف م��ن أزمة انس��انية غير‬ ‫مس��بوقة‪ ،‬وعل��ى اليون��ان أن تس��تعد الس��تقبال‬ ‫هؤالء رغم أزمتها االقتصادية‪.‬‬

‫وق��ال يورغوس تس��ابروبولوس مدير مكتب‬ ‫مفوضي��ة الالجئين ف��ي أثينا أن "الوض��ع يتدهور‬ ‫لكنن��ا ال نعتب��ر هنا في اليون��ان أنن��ا نواجه أزمة‬ ‫بس��بب تدف��ق س��وريين‪ .‬ولك��ن علينا أن نس��تعد‬ ‫ألوض��اع قد تتافقم لتش��كل لنا أزم��ة" وذلك وفقًا‬ ‫لفرانس برس‪.‬‬ ‫ووفق المفوضية فإن عدد الالجئين السوريين‬ ‫الذي��ن يصلون إل��ى اليون��ان عبر الج��زر في بحر‬ ‫إيجي��ه انطالقا من تركيا هو "في ازدياد"‪ ،‬من دون‬ ‫توافر أرقام حتى اآلن‪.‬‬ ‫وتق��در األم��م المتحدة ع��دد النازحي��ن داخل‬ ‫س��وريا بخمس��ة ماليين فيما يناهز عدد الالجئين‬ ‫خارج البالد ‪ 1،35‬مليون شخص موزعين خصوصًا‬ ‫في لبنان واألردن وتركيا والعراق ومصر‪.‬‬ ‫وأفاد المنس��ق االقليمي لمفوضي��ة الالجئين‬ ‫بان��وس مومزي��س وال��ذي يعم��ل في مق��ره في‬ ‫العاصم��ة األردني��ة عم��ان إن عملي��ات مس��اعدة‬ ‫الالجئين الس��وريين تكاد تتوقف وقد تشهد مزيداً‬ ‫من التراجع في األشهر المقبلة‪.‬‬ ‫وقال مومزيس "في ‪ 28‬مايو في جنيف‪ ،‬علينا‬ ‫أن نراجع خطة االس��تقبال لهؤالء الالجئين‪ .‬نتوقع‬ ‫أن تزي��د األعداد الحالية بمع��دل ثالثة أضعاف في‬ ‫حال لم يتم البدء بحل سياسي"‪.‬‬ ‫وأضاف "ال نشجع على بناء المخيمات‪ ،‬نفضل‬ ‫اس��تقبال (الالجئين) ف��ي المدن حي��ن يكون ذلك‬ ‫ممكناً"‪.‬‬ ‫وتابع مومزيس "عرضنا في شهر كانون األول‬ ‫‪ /‬ديس��مبر خطة تقوم على إمكانية اس��تقبال ‪1.1‬‬ ‫مليون ش��خص‪ ،‬واتهمن��ا يومها بأننا متش��ائمون‬ ‫ج��داً‪ ،‬ولكن مع نهاية ش��هر آذار ‪ /‬م��ارس بلغ عدد‬ ‫الالجئين ‪ 1.35‬مليون الجىء سوري"‪.‬‬

‫وس��يلتقي مومزي��س ف��ي اليون��ان نهاي��ة‬ ‫األسبوع مسؤولين حكوميين لبحث مدى جهوز هذا‬ ‫البلد الذي أعلن في ش��هر تش��رين األول ‪ /‬اكتوبر‬ ‫عن استعداده الستقبال حوالي عشرين ألف الجىء‬ ‫سوري في جزيرتي رودس وكريت‪.‬‬

‫انطالق قوافل �إماراتية لإغاثة النازحني‬ ‫ال�سوريني بلبنان‬

‫وعل��ى صعي��د آخ��ر تق��دم اإلم��ارات العربية‬ ‫المتحدة بالتع��اون مع منظمات لبنانية مس��اعدات‬ ‫إنس��انية لالجئي��ن الس��وريين ف��ي لبن��ان‪ .‬حي��ث‬ ‫س��تبدأ اإلمارات قريبًا بتوزيع مس��اعدات إنس��انية‬ ‫عبر اله�لال األحمر اإلماراتي بالتعاون والتنس��يق‬ ‫مع اله�لال األحمر اللبناني العرب��ي (قطاع اإلغاثة‬ ‫والطوارىء في حركة الناصريين األحرار) وبمبادرة‬ ‫ودعم من مؤسس��ة خل��ف أحمد الحبت��ور لألعمال‬ ‫الخيرية‪.‬‬ ‫وف��ي تصريح للدكت��ور زياد العج��وز بصفته‬ ‫الرئي��س األعلى لله�لال األحمر اللبنان��ي العربي‪،‬‬ ‫قال‪" :‬لي��س غريبًا على اإلم��ارات أصالتها العربية‬ ‫ودوره��ا الري��ادي اإلنس��اني المق��دام‪ ..‬وها نحن‬ ‫الي��وم ومج��دداً نتواص��ل معهم‪ ،‬ولنا كل الش��رف‬ ‫أن ننس��ق مع دول��ة اإلم��ارات عبر اله�لال األحمر‬ ‫اإلماراتي ومؤسس��ة خلف أحم��د الحبتور لألعمال‬ ‫الخيري��ة الت��ي س��تطلق حملته��ا الجدي��دة ضمن‬ ‫قوافل الخير إلغاثة النازحين الس��وريين في لبنان‬ ‫بتقديم ما يقارب س��بعين طناً من المواد اإلغاثية‬ ‫كمرحلة جديدة أولى ستتبع بمراحل أخرى "‪.‬‬ ‫وتاب��ع‪" :‬منذ بداية األحداث في س��وريا‪ ،‬كانت‬ ‫دول��ة اإلمارات العربي��ة المتحدة الس��باقة لتقديم‬ ‫العون إلغاثة النازحين الس��وريين وتخفيف العبء‬ ‫عن كاهلهم‪ .‬وفي هذه المرحلة سندخل إلى عمق‬


‫�أوجـاع وطـن‬

‫يوسف أبو خضور‬

‫أخبارنا ‪. .‬‬

‫جنازات‪..‬‬ ‫‪-1-‬‬

‫مسا ٌء هادئ ممطر في قريتي البعيدة‪..‬‬ ‫خطوات المشيعين وئيدة‪..‬‬ ‫وجوههم بيضاء بال مالمح‪ ،‬بال حياة‪..‬‬ ‫‪ ..‬يحملون نعشي وذاكرتهم تستحضر صوري‪ ،‬وآخر رؤية لي‪..‬‬ ‫همس أحدهم‪ :‬كان رساماً‪..‬‬ ‫أن تُمنح لي الحياة ساعة‬ ‫سمعته‪ ..‬تذكرت ريشتي وآخر لوحاتي تمنيت ْ‬ ‫أو اثنتين ألرسم جنازتي‪..‬‬ ‫صفان من األش��جار وبينهم��ا هذا الطريق الموحل المودي إلى الس��واد‬ ‫والتاب��وت فارغ يزحف بال مش��يعين‪ ،‬ملفوف بعلم الب�لاد الممزق‪ ،‬وجثتي‬ ‫مدف��ون في مقبرةٍ‬ ‫بعي��دة‪ ..‬بعي��دة في القري��ة التي َقتلتُ وقُتل��ت فيها‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫جماعي��ة ب�لا ترتي��ب‪ ،‬بال هوي��ة أو رس��الة تعري��ف صغيرة‪ .‬منس��يٌ مع‬ ‫أصدقائ��ي الذين س��ارت في مدنه��م ونواحيهم جن��ازات بتوابي��ت فارغة‬ ‫ملفوفة بعلم البالد الممزقة‪..‬‬

‫‪-2-‬‬

‫صخبٌ يحيط بنعشي وهذي األهازيج تقلقني‪ ،‬والرقص ما زال يلتهب‬ ‫في قدميّ‪ ،‬قلبي ما زال يرتعش بالحياة‪.‬‬ ‫البارح��ة كان رأس��ي بين هذي ال��رؤوس‪ ،‬واليوم صباح��اً وقع في عين‬ ‫قنّاص فأرداه‪..‬‬ ‫لم أكن ميتًا‪ ..‬كنت عاجزاً عن إخبارهم بأنني حيّ‪ ..‬فقط‪.‬‬ ‫عندما هدأ الدوران وسكنت األصوات‪..‬‬ ‫رأيت إبني يقترب من جثتي‪ ..‬هذا الذي كان يهرع إلي عندما أعود مسا ًء‬ ‫بضحكة صافية‪ ،‬ألسمع فيها خطى المالئكة في السماء ورنين ضحكاتهم‬ ‫التي من نور‪.‬‬ ‫رأيته اليوم وقد لفه الس��كون يتنفس قرب وجهي ناراً وعيونه فارغة‪..‬‬ ‫رأيتُ في فراغ عينيه ظ ّلي وأنا عائدٌ مس��ا ًء وسمعت فيها ضحكته تالمس‬ ‫السماء‪..‬‬ ‫بحثتُ في جنازتي عن أبي‪ ..‬أبي الذي كنت أهرع إليه قديمًا عندما يعود‬ ‫مسا ًء وأضحك حتى تختنق ضحكتي في رائحة صدره القوي‪..‬‬

‫‪-3-‬‬

‫‪-4-‬‬

‫جميعهم ال يريدون وصول المقبرة‪..‬‬ ‫خطواتهم تتردد‪ ،‬تريد العودة‪..‬‬ ‫أن موتي شرف‪..‬‬ ‫كل العيون ترقب صديقي‪ ..‬كان يقسم أمامهم ّ‬ ‫وأن وجودي بين الجنود ساعة الهجوم كان حيلة‪..‬‬ ‫و أنني ما خنت العهد‪ّ ،‬‬ ‫لكن الخطوات ابتعدت وتالشت الجموع‪..‬‬ ‫كن��تُ مطمئناً مع صديقي الذي دفنني وحي��داً‪ ..‬وعندما غادر كتب أهل‬ ‫البلدة القساة على شاهدة قبري باألسود‬ ‫(خائن)‪..‬‬

‫‪-5-‬‬

‫أمّا أنا فكنت أراقب جنازتي من زنزانتي‪ ،‬بعد أن رفض س��جّاني إخبار‬ ‫أهلي بأنني حي‪..‬‬ ‫كانوا يهيلون التراب على أشالء رجل آخر‪..‬‬ ‫كانت أمه بجانب أمي تبكي حزنًا عليها‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫لم يكن األمر يستحق جنازة‪..‬‬ ‫كانت أمي تحرك رأس��ها يميناً وش��ما ًال تك ّلم نفسها وتك ّلمني‪ ،‬تقترض‬ ‫من الماضي دقائق لتعيدني حياً‪..‬‬ ‫لو أنني ما تعجلتُ في فطوره‪..‬‬ ‫لو أنني أطلتُ إخفاء عطره العزيز‪..‬‬ ‫ لم يخرج أحد في جنازتي‪..‬‬‫إال أبي المنهك خرج يبحث عني في ساحة االنفجار‪..‬‬ ‫لم يجد شيئًا إال اليقين بأنّني كنت األقرب للقنبلة‪..‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫المعاناة وإلى أماكن غير آمنة وسنتعاون مع جمعيات أهلية محلية وبلدية ضمن‬ ‫مواكبة إعالمية مستمرة"‪.‬‬ ‫مجل��س األم��ن يطالب األط��راف في س��وريا بالتع��اون مع األم��م المتحدة‬ ‫إليصال المساعدات‬ ‫من جهته طالب مجلس األمن جانبي الصراع في سوريا بتأمين وصول آمن‬ ‫وبال عوائق للمنظمات االنسانية كي تساعد األشخاص الذين يحتاجون إليها في‬ ‫كل أنحاء سوريا‪ ،‬معتبراً أن العنف المتصاعد في البالد "غير مقبول"‪.‬‬ ‫وأصدر مجلس األمن بيانًا غير ملزم بعد جلسة حول األوضاع اإلنسانية في‬ ‫س��وريا‪ ،‬ليل الخميس‪ ،‬قال فيه إن "العنف المتصاعد غير مقبول تمامًا ويجب أن‬ ‫يتوقف على الفور"‪.‬‬ ‫وتاب��ع البيان أن أعضاء مجلس األمن يدينون "االنتهاكات الواس��عة لحقوق‬ ‫اإلنسان من قبل السلطات السورية باإلضافة إلى أية انتهاكات لحقوق اإلنسان‬ ‫من قبل الجماعات المسلحة"‪.‬‬ ‫كم��ا طال��ب المجلس ف��ي البيان "كل األط��راف بالتعاون م��ع وكاالت األمم‬ ‫المتح��دة والمنظم��ات اإلنس��انية لضم��ان وص��ول آم��ن وب�لا عوائ��ق اليصال‬ ‫المساعدات لألشخاص الذين يحتاجون إليها في كل أنحاء سوريا"‪.‬‬ ‫ويأت��ي ذلك عقب إعالن وكيلة األمين العام للش��ؤون اإلنس��انية ومنس��قة‬ ‫اإلغاثة الطارئة فاليري آموس‪ ،‬أن هناك "أكثر من ‪ 6‬ماليين شخص في سوريا‬ ‫يحتاجون مس��اعدات"‪ ،‬الفتة إلى أن "هناك قلق كبير من انتش��ار األمراض في‬ ‫المدن السورية"‪.‬‬ ‫كما أعرب المجلس عن "أس��فه للعراقيل التي تعترض توزيع المس��اعدات‬ ‫اإلنس��انية في سوريا"‪ ،‬مش��يراً إلى "إمكانية القيام بعمليات عبر الحدود لتوزيع‬ ‫المساعدات"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كم��ا أوضحت أموس في الجلس��ة أن الس��لطات الس��ورية منع��ت عددا من‬ ‫المنظمات غير الحكومية الدولية من العمل‪ ،‬الفتة إلى أن الس��لطات في س��وريا‬ ‫وضعت المزيد من العراقيل أمام زياراتنا‪.‬‬ ‫يش��ار إل��ى أن المنظم��ات الدولية دع��ت أكثر من م��رة‪ ،‬أط��راف النزاع في‬ ‫سوريا إلى تس��هيل وصول المساعدات اإلنس��انية إلى المتضررين من األعمال‬ ‫العس��كرية الدائرة في البالد‪ ،‬حيث بينت أن تدهور األوضاع األمنية منعتهم من‬ ‫القي��ام بعملها‪ ،‬إضافة إلى أنها س��حبت ج��زءاً من موظفيه��ا وتعتمد حاليا على‬ ‫موظفيها سوريي الجنسية‪.‬‬ ‫وكانت أموس أعلنت في جنيف في شهر شباط الماضي‪ ،‬أن سورية رفضت‬ ‫طلبًا من األمم المتحدة للسماح بتسليم مساعدات إنسانية عبر الحدود التركية‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪4‬‬

‫كفى‪ :‬نداء من كبار م�س�ؤويل الأمم املتحدة‬ ‫لإنهاء النزاع يف �سوريا‬ ‫ناشد قادة وكاالت األمم المتحدة المكلفة بالتعامل‬ ‫م��ع التبعات اإلنس��انية لما يح��دث في س��وريا‪ ،‬الزعماء‬ ‫السياس��يين المعنيين‪ ،‬بتحمل مس��ئوليتهم تجاه شعب‬ ‫سوريا ومستقبل المنطقة ككل‪.‬‬ ‫وطالب القادة‪ ،‬في مناش��دتهم التي أرسلتها األمم‬ ‫المتح��دة ي��وم األربع��اء‪ ،‬ه��ؤالء الزعماء والسياس��يين‬ ‫باستخدام نفوذهم الجماعي في اإلصرار على التوصل‬ ‫إل��ى حل سياس��ي لهذه األزم��ة الرهيبة‪ ،‬قب��ل أن يفقد‬ ‫آالف آخرين بيوتهم وحياتهم ومس��تقبلهم‪ ،‬في منطقة‬ ‫أوشكت بالفعل على الوصول إلى نقطة الال عودة‪.‬‬ ‫وأك��د ق��ادة منظم��ات اإلغاث��ة لح��االت الط��وارئ‬ ‫وبرنامج األغذية العالمي وش��ؤون الالجئين واليونسيف‬ ‫والصح��ة العالمي��ة أن وكالته��م قامت بب��ذل كل ما في‬ ‫وس��عها لمس��اعدة الش��عب الس��وري وتقديم الدعم له‬ ‫بتوفي��ر الغ��ذاء والمي��اه والص��رف الصح��ي والخدمات‬ ‫الصحي��ة واللقاحات‪ ،‬وبينما تتزاي��د االحتياجات تتضاءل‬ ‫قدرتهم على القي��ام بالمزيد‪ ،‬بس��بب القيود والعوائق‬ ‫المالية‪.‬‬ ‫وأوض��ح القادة أن الهدف م��ن النداء الذي يوجهونه‬ ‫ليس طلب المزيد من الموارد المالية‪ ،‬رغم شدة الحاجة‬ ‫إليه��ا‪ ،‬ولكن لتقدي��م ما هو أه��م من األم��وال‪ ،‬إلنقاذ‬ ‫الشعب السوري وإنقاذ المنطقة بأسرها من الكارثة‪.‬‬ ‫وهذا هو نص النداء المذكور‪:‬‬ ‫كفى‪ ..‬كفى بعد مرور أكثر من عامين على نشوب‬ ‫النزاع الدامي في س��وريا ومقتل أكثر من س��بعين ألف‬ ‫شخص بمن فيهم آالف األطفال‪..‬‬ ‫وبعد أن اضطر أكثر من خمسة ماليين شخص إلى‬ ‫ترك ديارهم‪ ،‬من بينهم أكثر من مليون الجئ فروا إلى‬ ‫بلدان مجاورة تعاني أصال من ضغوط هائلة‪..‬‬ ‫وبعد تش��تيت الكثير من األسر وتفتيت المجتمعات‬ ‫الس��كانية وه��دم الم��دارس والمستش��فيات وتدمي��ر‬ ‫شبكات المياه‪..‬‬ ‫وبع��د كل هذا‪ ،‬يبدو أن الحكوم��ات واألطراف التي‬ ‫يمكنها وضع حد لس��فك الدماء والقس��وة في س��وريا ال‬ ‫تشعر بأن الوضع ملح بالدرجة الكافية‪.‬‬ ‫نناش��د‪ ،‬نحن قادة وكاالت األم��م المتحدة المكلفة‬ ‫بالتعام��ل مع التبعات اإلنس��انية لهذه المأس��اة‪ ،‬نناش��د‬ ‫الزعماء السياس��يين المعنيين تحمل مسئولياتهم تجاه‬ ‫ش��عب س��وريا ومس��تقبل المنطق��ة ككل‪ .‬ونطالبه��م‬ ‫باستخدام نفوذهم الجماعي في اإلصرار على التوصل‬ ‫إلى حل سياسي لهذه األزمة الرهيبة قبل أن يفقد مئات‬ ‫آالف آخرون بيوتهم وحياتهم ومس��تقبلهم‪ ،‬في منطقة‬

‫أوشكت بالفعل على الوصول إلى نقطة الال عودة‪.‬‬ ‫لقد قمنا في وكاالتنا اإلنس��انية مع شركائنا ببذل‬ ‫كل ما في وسعنا‪ .‬باس��تخدام الدعم المقدم من العديد‬ ‫م��ن الحكوم��ات واألف��راد س��اعدنا ف��ي إي��واء أكثر من‬ ‫مليون الجئ‪ ،‬وس��اعدنا في تقدي��م الغذاء والضروريات‬ ‫األساس��ية األخرى لماليي��ن النازحين من ج��راء النزاع‪،‬‬ ‫وقمنا بتوفير المياه والصرف الصحي ألكثر من خمس��ة‬ ‫ماليي��ن وخمس��مائة ألف ش��خص متضرر في س��وريا‬ ‫والبل��دان المجاورة‪ .‬ووفرنا الخدمات الصحية األساس��ية‬ ‫لماليين الس��وريين‪ ،‬بم��ا في ذلك تقدي��م لقاحات ضد‬ ‫الحصبة وش��لل األطف��ال ألكثر من مليون وخمس��مائة‬ ‫ألف طفل‪ .‬ولكن كل ذلك لم يكن كافيا على اإلطالق‪.‬‬ ‫فبينم��ا تتزاي��د االحتياج��ات تتض��اءل قدرتنا على‬ ‫القي��ام بالمزيد وذلك بس��بب القيود األمني��ة والعوائق‬ ‫العملية األخرى داخل سوريا وبسبب محدودية التمويل‪.‬‬ ‫نخش��ى أنن��ا قد نضط��ر إلى تعليق بع��ض الدعم‬ ‫اإلنساني خالل األسابيع القادمة‪.‬‬

‫لي��س اله��دف من الن��داء الذي نوجه��ه اليوم طلب‬ ‫مزيد من الموارد المالية رغم ش��دة الحاجة إليها‪ .‬ولكننا‬ ‫نناشد تقديم ما هو أهم من األموال‪.‬‬ ‫نتوجه إلى جميع األطراف المشاركة في هذا النزاع‬ ‫الوحش��ي وجميع الحكومات التي بإمكانه��ا التأثير على‬ ‫ه��ذه األطراف‪ :‬باس��م جميع أولئك الذي��ن عانوا الكثير‪،‬‬ ‫وغيرهم الكثيرين الذين يظل مستقبلهم معلقا‪ :‬نقول‬ ‫كفى!‬ ‫قوموا بحش��د كل ما لديكم من نفوذ واستخدموه‪،‬‬ ‫اآلن‪ ،‬إلنقاذ الش��عب الس��وري وإنقاذ المنطقة بأس��رها‬ ‫من الكارثة‪.‬‬ ‫إمض��اء‪ :‬فاليري آموس منس��قة اإلغاث��ة الطارئة‪،‬‬ ‫إرثري��ن كازي��ن المدي��رة التنفيذي��ة لبرنام��ج األغذية‬ ‫العالمي‪ ،‬أنطونيو غوتيريش المفوض الس��امي لشئون‬ ‫الالجئي��ن‪ ،‬أنتوني ليك المدي��ر التنفيذي لليونيس��يف‪،‬‬ ‫مارغري��ت تش��ان المدي��رة العام��ة لمنظم��ة الصح��ة‬ ‫العالمية‪.‬‬

‫االحتاد الأوروبي يتجه لتخفيف العقوبات على �سوريا‬

‫أك��د مص��در أوروب��ي مطل��ع‪ ،‬أن ق��رار االتح��اد‬ ‫األوروب��ي بتعديل نظ��ام العقوب��ات المفروضة على‬ ‫س��وريا‪ ،‬أصبح جاهزًا إلقراره رسميًا‪ ،‬من قبل وزراء‬ ‫الخارجي��ة الذين س��يعقدون اجتماعهم ي��وم االثنين‬ ‫القادم في لوكسمبورغ‪.‬‬ ‫وأش��ار المصدر إلى أن األمر يتعلق برفع الحظر‬ ‫المف��روض عل��ى تصدير النف��ط الس��وري‪ ،‬وكذلك‬ ‫الس��ماح بتوري��د معدات الس��تخدام الطاق��ة وإطالق‬ ‫االستثمارات في مجال المشتقات النفطية‪.‬‬ ‫وب��رر المص��در‪ ،‬ال��ذي طل��ب عدم الكش��ف عن‬ ‫هويته ه��ذه التعدي�لات برغبة دول التكت��ل الموحد‬ ‫فى تخفيف معاناة الش��عب السوري‪ ،‬خاصة أن هناك‬ ‫انتقادات وجهت ألوروبا مفاده��ا أن العقوبات تضرب‬ ‫عشوائيًا‪ ،‬باإلضافة إلى النظام السوري‪ ،‬كافة أطياف‬ ‫الشعب‪.‬‬

‫وأض��اف‪ ،‬مؤكدًا أن التعديل الذي س��يدخل على‬ ‫نظ��ام العقوبات لن يطال النظام في دمش��ق‪ ،‬ولكنه‬ ‫سيساهم في تحسين ش��روط حياة المدنيين‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫"سنحافظ على العقوبات المفروضة على دمشق ولن‬ ‫يتغير شيء"‪.‬‬ ‫وش��دد‪ ،‬على أن اإلتحاد األوروبي س��يتعامل في‬ ‫ه��ذا المجال مع االئت�لاف الوطني الس��وري من أجل‬ ‫تنظي��م عملي��ات االس��تيراد والتصدير‪ ،‬حي��ث "هناك‬ ‫تنس��يق مع االئتالف لرؤية كيف ستس��ير األمور‪ ،‬فإذا‬ ‫نجحت الخطوة س��يتم إلحاقها بخطوات قادمة"‪ ،‬على‬ ‫حد وصفه‪ .‬وأس��هب المصدر فى شرح ماهية تخفيف‬ ‫العقوب��ات ف��ي مج��ال الطاقة ع��ن س��وريا‪ ،‬موضحًا‬ ‫أن االتح��اد س��يعطي الض��وء األخضر لدول��ة الراغبة‬ ‫بالع��ودة إل��ى ش��راء النفط الس��وري مقاب��ل تأمين‬ ‫احتياجات المدنيين من الماء والكهرباء والدواء‪.‬‬

‫ول��م يح��دد المص��در‪ ،‬المناط��ق الجغرافية في‬ ‫س��وريا التى يش��ملها التعديل‪ ،‬واكتفى باإلشارة إلى‬ ‫أن االتحاد ي��درك تمامًا أن الوضع على األرض ما زال‬ ‫غير آمن وغير مس��تقر أما بخصوص رفع الحظر عن‬ ‫توريد الس�لاح‪ ،‬فتوقع المصدر أن يت��م التطرق لهذا‬ ‫الموضوع ي��وم االثنين القادم‪ ،‬وإن اس��تبعد التوصل‬ ‫إلى قراربهذا الشأن خاصة وأن الحظر ساري المفعول‬ ‫حتى نهاية مايو القادم‪.‬‬ ‫ولقد ش��كك المراقب��ون فى إمكاني��ة نجاح هذه‬ ‫الخطوة في تخفيف معاناة الش��عب الس��وري‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن المرون��ة التي ينوي التكت��ل الموحد إدخالها على‬ ‫العقوب��ات تحتمل الكثي��ر من التأوي��ل وتحتوي على‬ ‫العديد من النقاط الغامضة التى ال تقل غموضًا عما‬ ‫يحدث على أرض الواقع فى سوريا‪.‬‬


‫الأمـم املتحدة‪ :‬ربع �سكان �سوريا بحاجة للم�ساعدة‬ ‫أخبارنا ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫لضرورة العمل بس��رعة وبشكل عاجل من أجل دعم‬ ‫الشعب السوري‪.‬‬ ‫وطال��ب أب��اكان بض��رورة التفكي��ر بش��كل‬ ‫إس��تراتيجي في األزمة الس��ورية‪ ،‬معتب��را أن أفضل‬ ‫طريقة لحل هذه األزمة س��تكون سياسية‪ ،‬وأن األمم‬ ‫المتحدة لها دور حاسم في ذلك‪.‬‬ ‫وف��ي الوقت الذي أكد فيه أن بالده تبذل قصارى‬ ‫جهده��ا لتوفير مس��تلزمات الحي��اة والصحة لالجئين‬ ‫السوريين ببالده‪ ،‬أقر المندوب التركي بضرورة عدم‬

‫االعتماد فقط على الدول المجاورة‪.‬‬ ‫وبيّ��ن أن الدعم المالي ال يكف��ي بل يجب إيجاد‬ ‫بدائل أخرى‪ ،‬مبينا أن دواعي هذا القلق مبررة ويجب‬ ‫أن تُؤخذ بعين االعتبار وإال "س��نجد أنفسنا في وضع‬ ‫كارثي"‪.‬‬ ‫وج��دد المن��دوب الترك��ي دع��م ب�لاده للش��عب‬ ‫الس��وري وتطلعاته المش��روعة في العيش بكرامة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مذك��را المجتم��ع الدولي بواجبه تجاه س��وريا قبل أن‬ ‫يكون الوضع متأخرا جدا‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫قالت مفوضة الشؤون اإلنسانية باألمم المتحدة‬ ‫فالي��ري آم��وس خالل جلس��ة خاص��ة عقده��ا اليوم‬ ‫مجلس األمن الدولي إن هناك أكثر من س��تة ماليين‬ ‫سوري بحاجة للمساعدة‪ .‬وهو ما يعادل ربع مواطني‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫وأوضح��ت أن نح��و أربع��ة ماليي��ن ومائتي ألف‬ ‫ش��ردوا من دياره��م بينما لجأ ملي��ون وثالثمائة ألف‬ ‫إلى الدول المجاورة‪ ،‬مؤكدة أن الوضع في سوريا يُعد‬ ‫كارثة إنسانية وأن المدنيين يدفعون ثمن الفشل في‬ ‫إنهاء األزمة‪.‬‬ ‫وبيّنت آم��وس خالل كلمتها أن الوضع بس��وريا‬ ‫يقترب من نقطة "الالعودة" مش��ددة على ضرورة أن‬ ‫يعم��ل المجتمع الدولي وبخاصة أعضاء مجلس األمن‬ ‫معا ‪ -‬بشكل عاجل ‪ -‬من أجل دعم الشعب السوري‪.‬‬ ‫وأكدت ضرورة أن يجد المجلس الس��بل الكفيلة‬ ‫بخفض مستويات العنف ووقف سفك الدماء‪ ،‬وتذكير‬ ‫األطراف بالتزاماتها تجاه حماي��ة المدنيين‪ ،‬ومطالبة‬ ‫األط��راف بضم��ان الوص��ول اإلنس��اني دون إعاق��ات‬ ‫للمحتاجين بجميع المناطق في سوريا‪.‬‬ ‫وأش��ارت آموس إل��ى أن تدمي��ر البني��ة التحتية‬ ‫األساس��ية بم��ا فيه��ا الم��دارس والمستش��فيات‪،‬‬ ‫وتراج��ع قيمة العمل��ة وارتفاع أس��عار الغذاء ونقص‬ ‫الوق��ود والكهرباء وعدم توفر المي��اه أثر على غالبية‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫ولفتت إلى أن االحتياجات تتزايد بش��كل س��ريع‬ ‫وتش��تد حدتها في مناطق الصراع وتلك التي تسيطر‬ ‫عليها المعارضة‪ ،‬موضحة أن أطراف الصراع تتجاهل‬ ‫بش��كل كامل آثار الحرب على حي��اة الناس‪ ،‬في حين‬ ‫لم يتمك��ن مجلس األم��ن من الوصول إل��ى اإلجماع‬ ‫الضروري لدعم التوصل إلى حل سياسي لألزمة‪.‬‬ ‫وعبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع جلس��ة مجلس‬ ‫االم��ن حذر مفوض األمم المتحدة لش��ؤون الالجئين‬ ‫م��ن أن األع��داد المتزاي��دة للنازحي��ن والالجئي��ن‬ ‫السوريين تتزايد‪ ،‬وس��يصعب الوفاء باحتياجاتها مما‬ ‫يشكل تهديدا الستقرار المنطقة‪.‬‬ ‫وحذر أنتوني��و غوتيريس من أن ع��دد الالجئين‬ ‫الس��وريين ق��د يصل لثالث��ة ماليين ونص��ف مليون‬ ‫بنهاية العام مما يعني استفحال األزمة اإلنسانية‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬قالت المفوضية العليا لشؤون الالجئين‬ ‫إن نحوَ رُبع سكان سوريا باتوا نازحين أو الجئين من‬ ‫ّ‬ ‫هول المعارك الدائرة بمناطقهم‪ .‬وقدّرت المفوضية‬ ‫األممية عدد الفارين من س��وريا إلى البلدان المجاورة‬ ‫بأكثر من ثمانية آالف شخص يوميا‪.‬‬ ‫كم��ا ح��ذرت منظم��ة يونس��يف من انعكاس��ات‬ ‫األزمة على األطفال السوريين وحظوظهم في الحياة‬ ‫واالنتظام بالدراسة‪.‬‬ ‫يأتي ذلك بينما طالب ممثال لبنان وتركيا باألمم‬ ‫المتح��دة خ�لال الجلس��ة ذاتها بضرورة اإلس��راع في‬ ‫إيج��اد حل ألزم��ة الالجئي��ن الس��ورين‪ ،‬معتبرين أن‬ ‫تقديم الحلول مادية فقط ليس أمرا كافيا‪.‬‬ ‫م��ن جهته قال مندوب لبنان األممي نواف س�لام‬ ‫إنه يجب عدم االكتفاء بالدعوة إلى تقديم دعم مالي‬ ‫ألزمة الالجئين بس��وريا بل التفكي��ر في إيجاد حلول‬ ‫للمس��ألة لتالفي وقوع األس��وأ‪ ،‬داعيا المجتمعين إلى‬ ‫اس��تخدام نفوذهم إلنقاذ الشعب السوري والمنطقة‬ ‫من الكارثة‪.‬‬ ‫وأض��اف نواف أن لبنان يس��تقبل ما معدله ثالثة‬ ‫آالف الج��ئ يوميا مم��ا يرفع الع��دد المتوقع أن يصله‬ ‫ع��دد الالجئين هذا الع��ام إلى ملي��ون وثالثمائة ألف‬ ‫الجئ‪.‬‬ ‫وذكر أن لبنان الذي يستقبل اآلن ‪ 416‬ألف الجئ‬ ‫ال يس��تطيع تحمل أعباء لجوء السوريين لوحده‪ ،‬الفتا‬ ‫إلى أنه يحتاج "دعما هائال"‪.‬‬ ‫في الس��ياق ذاته تحدث مندوب تركيا لدى األمم‬ ‫المتحدة أيرتوغرول أب��اكان عن تفاقم عدد الالجئين‬ ‫الس��وريين بب�لاده وعلى الح��دود المش��تركة‪ ،‬داعيا‬

‫‪5‬‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫الثورة امل�صرية‬ ‫م�صر اجلماعة‪� ..‬إىل �أين‬ ‫ياسر مرزوق‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪6‬‬

‫ف��ي األس��ابيع المقبل��ة س��يتوجه‬ ‫ثالث��ة م��ن ق��ادة الش��رق األوس��ط إلى‬ ‫البي��ت األبي��ض وه��م رئي��س ال��وزراء‬ ‫التركي وأمير قطر والملك األردني ولعل‬ ‫الموض��وع األب��رز ف��ي ه��ذه االجتماعات‬ ‫ه��و س��وريا ومس��تقبلها‪ ،‬ويغي��ب ع��ن‬ ‫ه��ذه االجتماعات دولت��ان مهمتان األولى‬ ‫المملكة العربية السعودية وهي من أكثر‬ ‫األط��راف تأثي��راً في الموضوع الس��وري‬ ‫لكنها تفضل العمل في الظل‪ ،‬أما الغائب‬ ‫قس��راً فهي مصر الدولة األكبر واألخطر‬ ‫في العالم العربي‪ ،‬فهي بوزنها السكاني‬ ‫ثل��ث العال��م العرب��ي‪ ،‬ثم ه��ي بموقعها‬ ‫الجغرافي قلبه‪ ،‬وه��ي بدورها الحضاري‬ ‫محرك��ه التقلي��دي‪ ،‬وال يخف��ى على أحد‬ ‫أنه أري��د لمصر أن تنكفئ على نفس��ها‪،‬‬ ‫وقصارى ما يسمح لها به ضمن أي ترتيب‬ ‫للمنطق��ة أن تتحول في مكانها وال تخرج‬ ‫منه إلى ورش��ة للعمال��ة الرخيصة تصنع‬ ‫س��لعًا يتولى غيرها تصديرها‪ ،‬ثم تفتح‬ ‫س��وقها وهي كبيرة ف��ي الحجم محدودة‬ ‫في قوتها الشرائية لسلع قد تُع ِرض عنها‬ ‫أس��واق أخرى‪ ،‬وقد يكون غي��اب القاهرة‬ ‫وابتعادها عن دمش��ق بقدر ابتعادها عن‬ ‫دور القاهرة تاريخياً مفهومًا زمن مبارك‬ ‫وس��لفه‪ ،‬أما ونحن اليوم مع مصر الثورة‬ ‫ومصر ميدان التحرير فالغياب يبدو بحده‬ ‫األدنى مستهجنًا‬ ‫كان لمص��ر دور أساس��ي في تحرير‬ ‫العدي��د من األقطار العربي��ة‪ ،‬والذود عن‬ ‫اس��تقالل كل األرض العربية وتحريرها‬ ‫م��ن القواع��د العس��كرية األجنبي��ة‪ ،‬كما‬ ‫كان لمص��ر دور أساس��ي ف��ي تحري��ر‬ ‫الق��ارة األفريقي��ة ودعم ح��ركات التحرر‬ ‫الوطن��ي ف��ي العالم‪ .‬كانت مص��ر الثورة‬ ‫أح��د األركان األساس��ية لمعس��كر دول‬ ‫ع��دم االنحياز‪ .‬بذلك احتل��ت مصر موقعًا‬ ‫مرموقاً على الصع��د العربية واإلقليمية‬ ‫والدولي��ة‪ ،‬ع��ززت اس��تقاللها ونهضته��ا‬ ‫الش��املة‪ّ ،‬‬ ‫ومكنت أمنها القومي والمائي‬ ‫والغذائ��ي‪ ،‬ول��م تقع في ف��خ المديونية‪،‬‬ ‫ول��م ترض��خ البت��زاز أي��ة ق��وة إقليمية‬ ‫أو دولي��ة‪ .‬ولك��ن سياس��ات الس��ادات ـ‬ ‫مب��ارك قلب��ت أوضاع مصر عل��ى الصعد‬ ‫األمني��ة والسياس��ية‪ :‬تخ ّلت مص��ر عمليًا‬ ‫ع��ن س��يادتها على ش��به جزيرة س��يناء‪،‬‬ ‫فحس��ب اتفاقات كامب ديفيد في بنودها‬ ‫العلنية والس��رية‪ ،‬سمحت بعودة القواعد‬ ‫العس��كرية األجنبي��ة إليه��ا‪ .‬وش��اركت‬ ‫إس��رائيل في ثرواتها من الغاز‪ ،‬إذ أبرمت‬ ‫اتفاق��ات طويلة األجل مع��ه لتأمين الغاز‬ ‫ل��ه‪ ،‬ولو عل��ى حس��اب حاجاته��ا الداخلية‬ ‫لهذه السلعة الحيوية‪ ،‬بأثمان متدنية جداً‬ ‫ال عالق��ة لها باألس��عار العالمية‪ ،‬وتكاد ال‬ ‫تص��ل إلى كلفة اس��تخراج الغ��از وضخه‬

‫كم��ا عرّضت أمنها المائ��ي للخطر نتيجة‬ ‫تنامي مطالب دول عبور نهر النيل إلعادة‬ ‫اقتسام مياهه‪.‬‬ ‫مص��ر اليوم حي��رى أمام مش��اكلها‬ ‫وضمنه��ا مش��اكل الهوي��ة‪ ،‬والتنمي��ة‬ ‫االقتصادي��ة‪ ،‬ومش��اكل توج��ه سياس��ي‬ ‫واجتماعي ومش��اكل عنف تتعدد أس��باب‬ ‫التحري��ض عليه‪ ،‬ملفنا الي��وم عن مصر‬ ‫م��ا بع��د الث��ورة‪ ،‬وع��ن ظاه��رةٍ ب��دت‬ ‫حتمية من صعود اإلس�لاميين للس��لطة‬ ‫وس��قوطهم‪ ،‬وال يب��دو ملف الي��وم بعيداً‬ ‫ع��ن الواق��ع الس��وري‪ ،‬إذ تعتب��ر جماعة‬ ‫اإلخوان المس��لمين في س��وريا‪ ،‬الحركة‬ ‫األق��وى واألكث��ر تنظيم��اً من بي��ن قوى‬ ‫المعارضة هناك‪ ،‬رغم أن قادتها عاش��وا‬ ‫لس��نوات طويل��ة في المنف��ي‪ .‬والجماعة‬ ‫عل��ى اس��تعداد للقيام بدور رئيس��ي في‬ ‫البالد حال س��قوط نظام بش��ار األس��د‪،‬‬ ‫فجماعة اإلخوان المس��لمين في س��وريا‬ ‫عام ‪ 1942‬نش��أت كامت��داد للجماعة في‬ ‫مصر‪ ،‬وشاركت في العمل السياسي منذ‬ ‫عام ‪ ،1946‬حتى حظرها عام‪.1964‬‬ ‫وق��د اعتب��ر معه��د «كارنيج��ي»‬ ‫للشرق األوس��ط‪ ،‬أن الجماعة استطاعت‬ ‫أن تس��تحوذ عل��ى ربع مقاع��د المجلس‬ ‫الوطني تقريبًا‪ ،‬بفضل تعدد الهيئات التي‬ ‫أقامته��ا في المنفى وخبرته��ا في العمل‬ ‫السياس��ي‪ ،‬ويق��ول مدير مركز دراس��ات‬ ‫الش��رق األوس��ط في جامع��ة أوكالهوما‬ ‫األمريكية‪ ،‬جوش��وا النديس‪ ،‬إن اإلخوان‬ ‫يعتب��رون أنه��م «الق��ادة الطبيعي��ون‬ ‫لس��وريا‪ ،‬لكن ه��ذه الثق��ة بالنفس تثير‬ ‫غض��ب المجموعات األخ��رى»‪ ،‬مرجحًا أن‬ ‫ينتصر اإلخوان في «معركة السلطة»‪.‬‬ ‫كم��ا عبّر عن «ش��كوك قوية بأنهم‬ ‫يس��تخدمون الديمقراطي��ة للوصول إلى‬ ‫الس��لطة‪ ،‬وعندما ينجحون سيستخدمون‬ ‫القوانين إلسكات منتقديهم»‪.‬‬ ‫كم��ا تصاع��دت ح��دة االنتق��ادات‬ ‫للجماع��ة منذ انتخ��اب «االئتالف الوطني‬ ‫الس��وري» المعارض غسان هيتو‪ ،‬رئيسًا‬ ‫للحكوم��ة ف��ي ‪ 19‬آذار الماض��ي واعتبر‬ ‫العدي��د م��ن المعارضي��ن أن «اإلخوان»‪،‬‬ ‫الذي��ن يش��كلون المك��ون الرئيس��ي في‬ ‫«المجل��س الوطن��ي الس��وري»‪ ،‬ودول��ة‬ ‫ً‬ ‫خاصة‬ ‫قطر‪ ،‬هما اللذان فرض��ا «هيتو»‪،‬‬ ‫أن األمي��ن الع��ام لالئت�لاف مصطف��ى‬ ‫الصباغ تربطه عالقات قوية بقطر‪.‬‬ ‫وبالع��ودة إل��ى مص��ر فف��ي حديثٍ‬ ‫للرئيس مرس��ي لمجلة تاي��م األمريكية‬ ‫ال��ذي يق��ول في��ه أن ‪ 90%‬م��ن الش��عب‬ ‫يؤيدونني ونس��بة الـ‪ 90%‬التي ال تختلف‬ ‫كثيرا عن نسبة الـ‪ 99%‬التي كانت عنوانًا‬ ‫لنظام مبارك مع أن مرسي فاز االنتخابات‬

‫الرئاس��ية بعد منافس��ة مع الفريق أحمد‬ ‫ش��فيق بنس��بة ‪ 7 .51‬ف��ي المائ��ة م��ن‬ ‫األص��وات‪ ،‬ف��ي مقابل ‪ 3 .48‬ف��ي المائة‬ ‫من األصوات لش��فيق‪ ،‬حيث وجد ماليين‬ ‫المصريين أنفس��هم مضطرين النتخاب‬ ‫الرئي��س مرس��ى‪ ،‬لي��س اقتناع��اً بأفكار‬ ‫اإلخ��وان وإنم��ا ليمنع��وا اس��تعادة نظام‬ ‫مب��ارك على يد أحمد ش��فيق‪ ،‬لكن وبعد‬ ‫تجربة مرس��ي في الحكم توجهت األلوف‬ ‫إل��ى مي��دان التحري��ر ثاني��ًا ض��د أخونة‬ ‫الس��لطة والدولة واالنقالب عل��ى الثورة‬ ‫م��ن الذين قادوا الثورة وتس��لق مرس��ي‬ ‫وجماعته على أكتافها‬

‫الواقع االقت�صادي‪:‬‬ ‫حك��م اإلخ��وان يس��جل فش� ً‬ ‫لا بعد‬ ‫فش��ل ومرس��ي ال��ذي وع��د بإصالح��ات‬ ‫اقتصادي��ة في بلد يعي��ش ‪ 25.2‬بالمائة‬ ‫م��ن س��كانه تحت خط الفق��ر‪ ،‬خالل مئة‬ ‫ي��وم م��ن تس��لمه لمنصبه‪ ،‬حت��ى يومنا‬ ‫ه��ذا مازالت السياس��ة االقتصادية لحزب‬ ‫الحرية والعدالة اليوم عبارة عن سلس��لة‬ ‫من األف��كار المرتبكة دون خطة واضحة‪،‬‬ ‫وتعكس صراعًا بي��ن تيارين اقتصاديين‬ ‫متناقضين األول يتزعمه الحافظ الصاوي‬ ‫الذي ي��رأس المجلس االقتصادي بالحزب‬ ‫"اقتصاد مص��ر الريعي وغير المنتج"‪ ،‬مع‬ ‫تأكي��ده على ضرورة تش��جيع اإلنتاج من‬ ‫خ�لال انتقاء قطاعات "أولي��ة"‪ ،‬أما الثاني‬ ‫فيتزعم��ه خيرت الش��اطر رج��ل األعمال‬ ‫المليوني��ر والقي��ادي البارز ف��ي صفوف‬ ‫اإلخ��وان‪ ،‬ويؤيد اقتصاد الس��وق الحر مع‬ ‫إتاحة مناخ مؤيد لمزاولة األعمال‪.‬‬ ‫وبعيداً عن اإليديولوجيا‪ ،‬فحتى اآلن‬

‫لم تقدم حكوم��ة اإلخوان منهجًا إلصالح‬ ‫الوض��ع االقتص��ادي المت��ردي في مصر‬ ‫جراء عقود من اإلفقار والفس��اد والتبعية‬ ‫وال��ذي يعتبر التحدي األكب��ر الذي يواجه‬ ‫حكومة الجماعة‪ ،‬فعلى مدار ‪ 85‬سنة من‬ ‫وجودها بقيت جماعة اإلخوان المسلمين‬ ‫جماعة معارضة محظورة‪ ،.‬وكانت بعيدة‬ ‫عن أي مس��ؤولية ع��ن االقتصاد الوطني‬ ‫وف��ي ع��ام ‪ 2012‬ف��از الذراع السياس��ي‬ ‫للجماع��ة أال وهو حزب الحري��ة والعدالة‬ ‫بنسبة ‪ ٤٧‬بالمائة من المقاعد بالبرلمان‬ ‫المص��ري وعان��ى االقتص��اد المص��ري‬ ‫المنه��ك أص��و ًال م��ن تده��ور درام��ي‪.‬‬ ‫عالجه النظام بأف��كار غير معقولة‪ ،‬منها‬ ‫اقت��راح أداء الزكاة بش��كل إجباري وليس‬ ‫طوع��ي "وهي األموال الت��ي يتعين على‬ ‫المس��لمين دفعها سنويًا لمساعدة األقل‬ ‫ً‬ ‫حظا ومقداره��ا ‪ 2.5‬بالمائة من الثروة"‪.‬‬ ‫أو اإلع�لان ع��ن "االنتق��ال إل��ى اقتصاد‬ ‫إس�لامي" حيث يس��تعاض ع��ن األعمال‬ ‫المصرفية التجارية التقليدية باس��تخدام‬ ‫تموي��ل إس�لامي ب��دون فوائ��د‪ ،‬مما أدى‬ ‫إلفزاع المودعين والمقترضين‪.‬‬ ‫ولعل أكث��ر القطاع��ات االقتصادية‬ ‫ً‬ ‫نتيج��ة لفوض��ى‬ ‫تض��رراً كان الس��ياحة‬ ‫الفت��اوى المطالب��ة حظ��ر اس��تهالك‬ ‫الكحوليات وارتداء مالبس البحر‪ ،‬وإصدار‬ ‫بيان��ات تق��ارن بين التماثي��ل الفرعونية‬ ‫باألصن��ام المعبودة في عص��ر الجاهلية‪.‬‬ ‫في الوق��ت الذي يع��د فيه ح��زب الحرية‬ ‫والعدالة بحماية المقاصد السياحية وفتح‬ ‫أس��واق جديدة وتحس��ين البني��ة التحتية‬ ‫للسياحة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نهوض ش��امل‬ ‫عملي��ة‬ ‫م��ن‬ ‫ال‬ ‫وب��د‬ ‫ٍ‬ ‫باالقتصاد المصري لجأ الرئيس مرس��ي‬


‫الملف ‪. .‬‬

‫الوحدة الوطنية‪:‬‬

‫احلريات العامة‪:‬‬ ‫ال يم��ر ي��وم إال وتح��رك دعوى ضد‬ ‫كات��ب أو يتم اس��تدعاء أو اعتق��ال وجهٍ‬ ‫إعالم��ي‪ ،‬تح��ت عناوين بغيض��ة كإهانة‬ ‫رئي��س الجمهوري��ة‪ ،‬لك��ن الالف��ت ه��و‬ ‫م��ا قام��ت ب��ه محكم��ة القض��اء اإلداري‬ ‫ف��ي ‪ 9‬ش��باط لع��ام ‪ 2013‬حي��ث حكمًا‬ ‫قضائيً��ا بإل��زام كل م��ن رئيس مجلس‬ ‫ال��وزراء ورئي��س ال��وزراء وتكنولوجي��ا‬ ‫المعلوم��ات ورئي��س الجه��از القوم��ي‬ ‫لتنظيم االتصاالت باتخ��اذ ما يلزم لغلق‬ ‫موقع اليوتيوب لمدة شهر‪ ،‬وحجب وحظر‬ ‫جميع المواقع والروابط االلكترونية على‬ ‫االنترن��ت الت��ي تع��رض مقاط��ع الفيلم‬ ‫المسيء للرسول الكريم صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم تحت مسميات مختلفة‪.‬‬ ‫وقالت المحكمة ف��ي حيثيات حكمها‬ ‫إن��ه ثبت للمحكمة اس��تمرار قيام الموقع‬ ‫بالس��ماح بعرض ومش��اهدة هذا الفيلم‬ ‫المسيء للرس��ول‪ ،‬بما يهدم كل العقائد‬ ‫الديني��ة الراس��خة والقي��م األخالقي��ة‬ ‫واآلداب العام��ة‪ ،‬وال ري��ب أن اإلبقاء على‬

‫العالقة مع �إ�سرائيل‪:‬‬ ‫أما عل صعي��د العالقات م��ع الكيان‬ ‫الصهيون��ي ال��ذي دأب��ت الجماع��ة على‬ ‫معارض��ة الس�لام مع��ه بل أفت��ت بجواز‬ ‫قت��ل الس��ادات صان��ع " كام��ب ديفي��د "‬ ‫ويطالبون بطرد الس��فير اإلسرائيلي من‬ ‫القاه��رة‪ ،‬وما إن وصلوا للحكم حتى وجه‬ ‫الرئيس مرس��ي رس��ائل محب��ة تطمين‬ ‫للرئي��س اإلس��رائيلي ش��معون بيري��ز‪،‬‬ ‫كما تعهد مرس��ي وضمن اتفاقية الهدنة‬ ‫الت��ي رعاه��ا بي��ن إس��رائيل وحم��اس‪،‬‬ ‫بتركي��ب مجس��ات الكتروني��ة ل��م يقبل‬ ‫مب��ارك بتركيبها في عه��ده على الحدود‬ ‫المصرية الفلس��طينية‪ ،‬كما قدم مرسي‬ ‫تعهداً ش��خصيًا‪ ،‬بمنع إدخال السالح لغزة‬ ‫ً‬ ‫إضاف��ة لمص��ادرة األس��لحة‬ ‫والمقاوم��ة‬ ‫الثقيلة للمقاومة الفلس��طينية‪ ،‬ووضعها‬ ‫تح��ت إش��راف لجن��ة ثالثي��ة مصري��ة ‪-‬‬ ‫قطرية – أمريكية‪.‬‬ ‫في الختام طريق مصر نحو المدنية‬ ‫والديمقراطي��ة مزروعٌ باأللغ��ام ومصر‬ ‫ُ‬ ‫غارقة ف��ي همومها‪،‬‬ ‫بعي��د ٌة عن دمش��ق‬ ‫دور‬ ‫رغم محاوالت مرس��ي الفاشلة للعب ٍ‬ ‫لصالح السوريين من خالل لجنةٍ رباعية‬ ‫لم تجتمع حتى اليوم‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫في حدي��ثٍ لمحمد حس��نين هيكل‬ ‫لقناة "س��ي بي سي" المصرية صرح بأن‬ ‫مص��ر لم تعد تمل��ك إال "الني��ل والوحدة‬ ‫الوطنية " فاألمن القومي يبدأ بالتماسك‬ ‫االجتماعي والتواف��ق المجتمعي‪ ،‬وأخطر‬ ‫ما يصيب العم��ود الفقري لهذا األمن هو‬ ‫زرع الفتنة على أس��اس ديني‪ ،‬وهنا برز‬ ‫فش��ل اإلخوان ف��ي الحفاظ عل��ى الواقع‬ ‫اله��ش أص ًال فق��د عبرت صحيف��ة النهار‬ ‫اللبنانية عن مخاوفها من تصاعد مظاهر‬ ‫الفتنة الطائفية في مصر‪ ..‬ولفتت إلى أن‬ ‫مص��ر تدخل في مرحلة الخطر‪ ،‬واعتبرت‬ ‫دعوة إس��رائيل إلى األقباط للهجرة إليها‬ ‫ب "الهدي��ة الملغوم��ة" الت��ي من ش��أنها‬ ‫اإلطب��اق تمام��ًا عل��ى مس��يحيي مصر‪،‬‬ ‫ووضعهم بين فكي كماش��ة‪ :‬فك توجيه‬ ‫االتهام إليهم بالعمال��ة للصهيونية التي‬ ‫كان األقباط ورموزهم الدينية وال يزالون‬ ‫م��ن أب��رز المقاومي��ن له��ا والممانعي��ن‬ ‫لـ"التطبي��ع" م��ع الدول��ة العبري��ة‪ ،‬وف��ك‬ ‫المتطرفين اإلسالميين الذين لم يوفروا‬ ‫وس��يلة للتضيي��ق عل��ى ش��ركائهم في‬ ‫االنتماء إلى وطن واحد‪.‬‬ ‫وأش��ارت ف��ي مق��ال للكات��ب أمين‬ ‫قمورية إلى أنه باألمس‪ ،‬احترق السودان‬ ‫ج��ار وادي النيل‪ ،‬بفعل الح��رب الطائفية‬ ‫واإلقص��اء ونبذ اآلخر‪ ،‬وتش��ظى دولتين‪،‬‬ ‫فيم��ا الع��راق يس��تعد للتش��ظي ث�لاث‬ ‫دوي�لات عل��ى أس��اس عرق��ي وطائف��ي‬ ‫وينهار بش��راً وقيمًا واقتصاداً تحت وطأة‬ ‫الصراع��ات األهلي��ة القاتل��ة والمدم��رة‪،‬‬ ‫وأضاف��ت نار الع��دوى الطائفي��ة أحرقت‬ ‫س��وريا وجعلت مس��تقبلها ش��بيهاً بواقع‬ ‫العراق حاليا في أفض��ل األحوال‪ ،‬أو مثل‬ ‫الصومال في األس��وأ‪ ..‬وهكذا هو الحال‪،‬‬ ‫م��ع وق��ف التنفيذ‪ ،‬ف��ي البحري��ن ولبنان‬ ‫واليم��ن‪ .‬وتابع��ت لكن للفتن��ة في مصر‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫للتق��دم بطل��ب بق��رض ضخ��م بمبل��غ‬ ‫‪ 4.8‬ملي��ار دوالر م��ن صن��دوق النق��د‬ ‫الدول��ي‪ ،‬م��ن غي��ر أن يطلع ال��رأي العام‬ ‫على الش��روط التي وافق عليها من أجل‬ ‫الحص��ول عل��ى القرض‪ .‬اإلخ��وان الذين‬ ‫كان��وا يعتب��رون االقت��راض بفوائ��د من‬ ‫صندوق النقد الدولي حرام شرعا‪ ،‬لكنهم‬ ‫اآلن يهلل��ون س��رعان م��ا اكتش��فوا أن‬ ‫القرض إذا طلبه مرسي فهو حالل شرعا‬ ‫ألنه ً‬ ‫عم�لا بالقاعدة الفكرية " الضرورات‬ ‫تبيح المحظورات"‪.‬‬

‫طعم��ًا أش��د م��رارة‪ ،‬ذل��ك أن انتصاره��ا‬ ‫هن��اك يس��قط كل محظ��ورات التفتي��ت‬ ‫والتجزئة في المنطقة‪.‬‬ ‫كم��ا أش��ار الش��يخ "أحم��د ترك��ى"‬ ‫عالم األزهر الش��ريف‪ ،‬إلى أن االستغالل‬ ‫السياسي السيئ ألحداث الفتنة الطائفية‬ ‫من قب��ل النظام‪ ،‬بالتس��بب في إش��عال‬ ‫نيران الطائفية في مصر‪ ،‬خاصة أن مصر‬ ‫تعانى م��ن تعصب ديني عل��ى الجانبين‬ ‫المس��لم والمس��يحي‪ ،‬وأضاف أن النظام‬ ‫الحال��ي يعم��ل عل��ى ه��دم المؤسس��ات‬ ‫الديني��ة المس��يحية واإلس�لامية‪ ،‬أو‬ ‫ترويضه��ا‪ ،‬واتهمه��م بمراع��اة الظه��ور‬ ‫اإلعالمي على حساب الوطن‪.‬‬ ‫كما تشير مصادر قبطية إلى تورط‬ ‫اإلخ��وان في االعت��داء عل��ى الكاتدرائية‬ ‫ألسباب أولها أنهم‬ ‫المرقسية في القاهرة‬ ‫ٍ‬ ‫غضبوا جداً من الكنيسة المصرية بسبب‬ ‫تضامنه��ا م��ع األزهر في قضية تس��مم‬ ‫ط�لاب جامع��ة األزه��ر‪ ،‬وم��ن أن ش��باب‬ ‫ماسبيرو من األقباط شاركوا في مسيرة‬ ‫دفاعا عن شيخ األزهر‪ .‬كما تُردد أوساط‬ ‫مس��يحية بأن األمن تخلى عن حراستها‪،‬‬ ‫وأن المعتدي��ن ف��ي مدين��ة الخص��وص‬ ‫وحادث الكاتدرائية كان يمكن مواجهتهم‬ ‫واإلمس��اك بهم لو أرادت السلطات‪ ،‬بينما‬ ‫تردد أن المعتدين مجهولون‪.‬‬

‫ه��ذه المواقع وع��دم حجبها يه��در القيم‬ ‫المش��ار إليها‪ ،‬وال يمكن أن يدور ذلك في‬ ‫فل��ك حري��ة التعبير ألن م��ا يعرض على‬ ‫ه��ذه المواقع يعد من أب��رز صور اإلخالل‬ ‫بالمصال��ح العليا للدول��ة واألمن القومي‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫وال ش��ك أن حج��ب موق��ع اليوتيوب‬ ‫ه��و حرم��ان للمصريين م��ن حقهم في‬ ‫الوص��ول للمعلوم��ات مم��ا يمث��ل عقاب‬ ‫جماع��ي للمصريي��ن وع��زل ع��ن العالم‬ ‫الخارج��ي وأن اله��دف م��ن ه��ذا الحج��ب‬ ‫ع��دم مش��اهدة الجرائم السياس��ية التي‬ ‫ترتك��ب بحق الوط��ن‪ ،‬وفي الوق��ت ذاته‬ ‫أك��دت المنظم��ة أن مث��ل تل��ك القرارات‬ ‫وان ارتق��ت إلى مرتبة األحكام القضائية‬ ‫تعتبر انته��اكا للمعايير الدولي��ة المعنية‬ ‫بحري��ة ت��داول المعلومات وعلى رأس��ها‬ ‫الم��ادة (‪ )19‬م��ن العه��د الدول��ي الخاص‬ ‫بالحقوق المدنية والسياسية والذي كفل‬ ‫حق كل إنسان في حرية التعبير ويشمل‬ ‫ذل��ك حريته في التم��اس مختلف ضروب‬ ‫المعلوم��ات واألفكار وتلقيه��ا ونفلها إلى‬ ‫اآلخري��ن دونم��ا أي اعتبار للحدود س��واء‬ ‫عل��ى ش��كل مكت��وب أو مطب��وع أو ف��ي‬ ‫قالب فني أو بأية وس��يلة أخرى يختارها‪.‬‬ ‫ومواق��ع اإلنترنت ال تحج��ب إال في أعتي‬ ‫الدول شمولية وديكتاتورية‪ ،‬مثل الصين‬ ‫وإيران وكوريا الشمالية‬ ‫كم��ا تش��كك العدي��د م��ن دوائ��ر‬ ‫ومؤسس��ات الثقافة والسياسة في مصر‪،‬‬ ‫في إمكاني��ة تحقيق آمال الحرية المدنية‬ ‫الت��ي يتطل��ع لها الش��عب المص��ري في‬ ‫ظل س��يطرة حزب اإلخوان‪ ،‬فالس��لفيون‬ ‫واإلخ��وان يمعن��ون ف��ي التضيي��ق على‬ ‫المبدعي��ن والكتاب بالقوة واأليديولوجية‬ ‫الدينية الحاكمة في مصر تمارس ما كان‬ ‫يمارسه النظام السابق من كبت الحريات‬ ‫وتهميش المثقفين بعيداً عن الجماهير‪.‬‬ ‫كم��ا أن "مش��روع قان��ون التظاه��ر‬ ‫واالعتص��ام" ال��ذي أعدت��ه اللجن��ة‬ ‫التشريعية بمجلس الشورى ا باالشتراك‬ ‫م��ع لجن��ة حق��وق اإلنس��ان بالمجل��س‬ ‫ونش��رت مالمح��ه صحيف��ة "الحري��ة‬ ‫والعدال��ة" الناطقة باس��م ح��زب الحرية‬ ‫والعدال��ة ه��و قان��ون اس��تبدادي تنتهك‬ ‫م��واده الـ ‪ 26‬الحري��ات العام��ة والخاصة‬ ‫والحق��وق األساس��ية لإلنس��ان‪ ،‬ويذك��ر‬ ‫بالقوانين التي صدرت في ظل الفاش��ية‬ ‫والنازي��ة‪ ،‬وه��و أكثر س��و ًءا م��ن قوانين‬ ‫التجمهر واالجتماعات العامة والمظاهرات‬ ‫ف��ي الط��رق العمومية التي ص��درت في‬

‫عام��ىي‪ 1914‬و‪ 1923‬ف��ي ظل االحتالل‬ ‫والحماية البريطانية على مصر‪.‬‬ ‫تضمن المش��روع س��لطات مطلقة‬ ‫للشرطة‪ ،‬فسمح لها بحضور االجتماعات‬ ‫العام��ة والخاص��ة "واختيار الم��كان الذي‬ ‫تس��تقر في��ه"‪ ،‬وأعطاها الحق ف��ي إلغاء‬ ‫االجتماع وفض��ه وف��ض المظاهرات بل‬ ‫والجنازات "إذا ألقي��ت في االجتماع خطب‬ ‫أو حدث صياح أو أنش��دت أناشيد تتضمن‬ ‫الدع��وة للفتنة"‪ ،‬وللش��رطة أيضًا تحديد‬ ‫م��كان االجتم��اع وخط س��ير المظاهرات‬ ‫وتفتيش المتظاهرين"‪.‬‬ ‫كم��ا يمن��ع مش��روع التظاه��ر قبل‬ ‫الس��ابعة صباحًا أو بعد الس��ابعة مس��ا ًء‪،‬‬ ‫ويجرم ح��ق اإلض��راب إذا أدى إلى توقف‬ ‫العمل واإلنتاج رغ��م أن تعريف اإلضراب‬ ‫أنه "االمتناع عن العمل" ويفرض القانون‬ ‫عقوب��ات س��البة للحري��ة ومغلظة تصل‬ ‫للحب��س مدة ال تقل عن س��نة وغرامة ال‬ ‫تقل عن ثالثين أل��ف جنيه‪ ،‬وال تزيد عن‬ ‫‪ 100‬أل��ف جنيه "ل��كل من ق��ام بفعل أو‬ ‫حرض أو ساعد على مخالفة هذا القانون‬ ‫وترتب عليه تعطيل العمل"‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫مرة �أخرى يف نقد الثورة ال�سورية‬ ‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪8‬‬

‫الياس س الياس‬

‫أم��ام الثورة الس��ورية الكثير م��ن التحديات‪ ،‬ولعل‬ ‫أصعبه��ا تحدي الثورة على ال��ذات‪ ..‬خلقت الثورة مناخات‬ ‫رائع��ة بالرغ��م م��ن كل اآلالم والدم��اء والدم��ار وه��ي‬ ‫تلك التي يكتش��ف فيها الس��وريون أنفسهم ويظهرون‬ ‫صورة أخرى غير تلك التي أس��س لها االس��تبداد‪ ..‬كانت‬ ‫صورة س��وريا محصورة في ص��ورة الديكتاتور وطبقته‬ ‫الفاسدة‪ ..‬ومثلما سعى القذافي في ليبيا لتغييب الشعب‬ ‫الليبي وحصر ليبيا في تفاهة القذافي فإن سوريا عاشت‬ ‫مرحلة المس��تبد الذي هو " المعلم" و" األول" و" الباسل"‬ ‫و" األوحد" و" الخالد" بثقافة يطغى عليها التملق والكذب‬ ‫من عمق زرع التخلف والشعبوية‪..‬‬ ‫ثقافة االستبداد جعلت صورة السوريين (كما صورة‬ ‫س��وريا البلد) كش��عب ال يُحكم إال بعصابة األسد‪ ..‬كان‬ ‫بع��ض اللبناني��ون يتهكمون على الس��وري من منطلق‬ ‫م��ا عاين��وه عل��ى حواج��ز " جن��ود األس��د" الذي��ن تبين‬ ‫للسوري أنهم مجموعات تش��بيح لم تنهب فقط ثالجات‬ ‫وسيراميك وسيارات اللبنانيين بل هي ممارسة متأصلة‬ ‫حتى مع الش��عب الس��وري‪ ..‬وعليه كانت صورة السوري‬ ‫غائب��ة في حض��ور صور فاس��دين تحكمهم أش��د أنواع‬ ‫األجهزة تخلفا‪..‬‬ ‫قد يتفاجئ البعض من مش��هد س��وريا إذا لم يكن‬ ‫يدرك عمق مأزقها في ظل حكم آل األسد الذين اختزلوا‬ ‫س��وريا شعبا وحضارة وتاريخا حديثا بهم‪ ..‬تاريخ سوريا‬ ‫يبدأ وينتهي عند آل األس��د‪ ..‬ل��ذا ليس غريبا في أن نرى‬ ‫تشوش��ا في العمل السياسي المعارض وخصوصا لجهة‬ ‫الوث��وق ببعضها في العمل الجماع��ي‪ ..‬وليس غريبا أن‬ ‫ن��رى تكتال م��ن عدة أش��خاص يعتبر نفس��ه المعارضة‬ ‫األص��ح واألولى بتس��يد المرحل��ة‪ ..‬وإذا ل��م يكن فليكن‬ ‫التش��ويش تحت مس��مى " وحدة المعارض��ة" (رغم أنها‬ ‫مطلوب��ة بالتأكيد) وإذا لم يكن ه��ذا التكتل أو ذاك جزءا‬ ‫فليقال إذن‪ :‬المعارضة مشتتة!‪..‬‬

‫خلل تاريخي‪..‬‬

‫أذك��ر أنه أثناء يوميات الثورة الليبية تم اس��تضافة‬ ‫الدكت��ور عزمي بش��ارة ف��ي برنامج حدي��ث الثورة على‬ ‫قن��اة " الجزيرة" وفي تلك الحلقة‪ ،‬الت��ي ال أذكر تاريخها‬ ‫بالضب��ط‪ ،‬عل��ق في ذهن��ي ما أش��ار له د‪ .‬بش��ارة حين‬ ‫تح��دث عن " العقل" محذرا من أنه مع األيام ومع احتدام‬ ‫ما يحدث سيصعب على الناس االستماع للعقل‪ ..‬ال أنقل‬ ‫بالحرف ما قيل ولكن المعنى والقصد‪ ..‬وقد كانت الثورة‬ ‫الس��ورية أيامها مقتصرة كما نع��رف جميعا على حراك‬ ‫سلمي يدفع ثمنا باهظا يوميا‪..‬‬ ‫كم��ا كل الث��ورات العربي��ة ل��م يك��ن لألح��زاب‬ ‫والجماع��ات السياس��ية العربية دورا ال ف��ي اندالعها وال‬ ‫في تس��يير دفتها‪ ..‬واألمر في س��وريا ليس استثناءا ولو‬ ‫رك��ز المس��تبد الس��وري وتحالفاته المحلي��ة واإلقليمية‬ ‫على تقديم الثورة بصورة مغايرة تستند لموروث تفكير‬ ‫مترسخ عن نظرية " المؤامرة"‪ ..‬وبالرغم من كل الزمن‬ ‫ال��ذي مرّ ما يزال الخطاب المرب��وط بالمؤامرة "الكونية‬ ‫واإلستراتيجية" هو المسيطر‪..‬‬ ‫تلك األحزاب والمكونات السياسية السورية مضاف‬ ‫إليها المثقف والكاتب والمفكر فوجئت كما فوجئ غيرها‬ ‫في بل��دان الربي��ع العربي بالث��ورة وأش��اعت مقولة‪ :‬لو‬ ‫استجاب النظام‪ ..‬لما حصلت ثورة‪..‬‬ ‫بني��ة النظام الس��وري الت��ي لو اس��تجابت لمطالب‬ ‫بس��يطة تعني نهايته وبالتالي تكرار " لو اس��تجاب" عند‬ ‫ه��ؤالء عب��رت في الواقع ع��ن خلل تاريخي في مس��ائل‬ ‫ت��روض الحركة الوطنية الس��ورية مع واق��ع كان ينظر‬ ‫إليه عل��ى أنه قدر محت��وم وأبدي ويج��ب التعايش معه‬ ‫والتأقل��م مع ش��روطه‪ ..‬هذا أمر س��يتعلق بنتائج الثورة‬ ‫على االس��تبداد وإفرازاته��ا التي س��تكون بالتأكيد جلية‬ ‫فيما يتعلق بمكانة وبرامج ومستقبل عمل تلك القوى‪..‬‬ ‫الش��روط لقي��ام ث��ورة في س��وريا لم تك��ن فقط‬ ‫مكتملة ب��ل وملحة بنتيجة تأزم حقيق��ي لواقع ال ينظر‬

‫في��ه فقط لقصة المواطن كما ذكرت في العدد الس��ابق‬ ‫كقطي��ع بل أيض��ا لمس��ألة أساس��ية تتعل��ق بالظروف‬ ‫الذاتية لعصابة تحكم البالد السورية من منطلق توارث‬ ‫األدوات نفسها حتى لو تغير القائمون عليها بفعل الموت‬ ‫أو الخ��رف‪ ..‬لم تُس��تبدل تلك األدوات عل��ى اإلطالق بل‬ ‫جرى تفنن ف��ي تطويرها بما يالئم المزيد من اإلخضاع‬ ‫والتعويد‪..‬‬ ‫بشار األس��د الذي جيء به ليكون صورة " عصرية"‬ ‫فق��ط ألن��ه بعمر ‪ ٣٤‬س��نة ومتزوج فيما بعد من ش��ابة‬ ‫تع��رف عليها ف��ي لندن و" صدف��ة" لقاء الش��عب به في‬ ‫المطعم والشارع مع مالحظة أن التأزم في مجتمع يشكل‬ ‫الش��باب أكثرية في��ه كان التنفيس يركز على ش��كليات‬ ‫تس��تبعد عم��ق األزمة وعم��ق التفكي��ر واخت��زال األمر‬ ‫بأساطير عن هذا الشاب الذي " ال يريد صوره أن تنتشر"‬ ‫والذي ال يريد س��وى االنفتاح وتقديم التطور والعصرنة‬ ‫في المجتمع السوري‪ ..‬ظن البعض بأن جملة عبد القادر‬ ‫ق��دورة في مس��رحية هزلية بمجلس الش��عب الس��وري‬ ‫التي خصصت لتعديل دس��توري يتوائم والتوريث والتي‬ ‫وص��ف فيها ذلك االعتراض المس��رحي للنائب موصللي‬ ‫(على ما أذكر االسم)‪ :‬النفس امارة بالسوء‪ ..‬هي الجملة‬ ‫التي أرس��ت للشعب الس��وري ما يجب في منع نفسه من‬ ‫التس��اؤل حتى والتشكيك بمن يطرح س��ؤال‪ :‬ألم تنجب‬ ‫س��وريا سوى بش��ار األس��د ابن ‪ ٣٤‬س��نة ليرث الحكم‪..‬‬ ‫الس��ؤال الذي أودى بما سمي ربيع دمشق نحو المراهنة‬ ‫على " الش��اب العصري" نحو السجون والتحلل من طرح‬ ‫ما يطرحه ش��خوص ذلك الربيع من أس��ئلة اليوم بفعل‬ ‫الثورة التي قدمت لهم ولغيرهم الكثير من الفرص‪..‬‬ ‫والح��ال ه��ي تلك م��ع الكثير م��ن التراكم��ات التي‬ ‫كش��فت عم��ق التفكي��ر المافي��وي ف��ي بني��ة وطريقة‬ ‫النظام السوري واالس��تناد إلى ثقافة اإلخضاع والتالعب‬ ‫بالمقدس والخلود واختي��ار الجمل والتعبيرات في تربية‬ ‫وطنية مش��وهة مع كل أس��اطير أجهزة أم��ن العصابات‬ ‫الحاكم��ة ومعرفته��ا حتى بالتوقي��ت الذي يتعاش��ر فيه‬ ‫الزوج��ان وما ش��ربه وأكله أم��س ليال مض��اف إلى ذلك‬ ‫الكثي��ر الكثير م��ن التخوين واتهام بالعمالة والتش��كيك‬ ‫بال��ذات "األمارة بالس��وء" صدمت وأسس��ت لحالة رعب‪،‬‬ ‫ليس عند هؤالء الذين اشتغلوا بالسياسة والحياة العامة‪،‬‬ ‫ب��ل عند اإلنس��ان العادي ال��ذي أخضع نفس��ه بتراكمات‬ ‫تمزج بين التخلف المقبول والتمويه المش��وه إلنسانيته‬ ‫كما فضحه المفكر الراحل هش��ام ش��رابي حين كش��ف‬ ‫عن ذلك التشوه الذي عاشه السوري‪ ..‬والعربي عموماً‪..‬‬ ‫تلك ليس��ت مقدم��ة للولوج إلى الش��ائك من " نقد‬ ‫ممارس��ات الثورة" بل ألعرف شخصيا كيف تم التأسيس‬ ‫لثقافة عم��ت مجتمعاتنا التي ترتعب م��ن التغيير وحتى‬ ‫م��ن النقد‪ ..‬فمن جه��ة أنتجت الثورة الس��ورية الفرصة‬ ‫التاريخي��ة النادرة لتظهير التراكم��ات بتحول يقوم على‬ ‫انفج��ار األصيل في اإلنس��ان والمش��وه ال��ذي تعلق به‬ ‫كالطحال��ب‪ ..‬وعلى نقيضي��ن كان من انخرط في الثورة‬ ‫يرى ذاته في من��اخ تحرري ولو كان مكلفا بينما نقيضه‬ ‫يعيش حالة الرعب بس��ؤاله االستنكاري والتهكمي على‬ ‫الحري��ة‪ ..‬وم��ن يعرف عم��ق الحالة الس��ورية يدرك بأن‬ ‫التربية " البعثية" (األسدية تحديدا) لم تكن غريبة عليها‬ ‫مف��ردة " حري��ة " فهي في الش��عار الصباحي من الصف‬ ‫األول في الزمة البعث‪ :‬وحدة حرية اش��تراكية‪ ..‬ومفردة‬ ‫الث��ورة أيضا لم تكن غريب��ة حتى في الصحيفة اليومية‬ ‫" الثورة" (والتي هي نس��خة طبق األصل لثالثة صحف ال‬ ‫غير في دولة البعث الديمقراطية‪ ،‬وتبعتها " الوطن")‪..‬‬ ‫السباحة عند الشطآن في النقد سمة الرقابة الذاتية‬ ‫والصارمة التي أس��س لها االستبداد الذي شرح مقدماته‬ ‫الحالية نعوم تشومس��كي وقبل��ه الكواكبي‪ ..‬فالصرامة‬ ‫تل��ك أنتج��ت حت��ى ش��روخا عائلية ف��ي االنقس��ام بين‬ ‫التملق والتحرر ورس��وخ الس��ؤال االس��تنكاري التهكمي‬ ‫عن " الحرية والثورة"‪ ..‬لقد كان مذهال حقا أن ترى أحمد‬ ‫الحاج علي بعد عامين على الثورة الس��ورية يقوم بذلك‬ ‫النق��د لحزب البع��ث ودولت��ه القمعية‪ ..‬هو ع��اد كمنظر‬

‫بعث��ي إلى المربع األول الذي تأسس��ت عليه الثورة لقلب‬ ‫تغ��ول مافي��ا الحكم لكن��ه ال يقول نقده بعد االنكش��اف‬ ‫واالس��تفحال المتغ��ول في الدم والتدمي��ر لما ظل ينظر‬ ‫به طيلة العامين لنفي مقومات الثورة الس��ورية بوصف‬ ‫كل "إصالح" تافه صدر عن عصابة بشار بأنها " تحوالت‬ ‫عميقة" بل لترسيخ رؤية النظام لذاته ومآالته القادمة‪..‬‬

‫الثورة وت�شوه العقل‪" ..‬دبر را�سك"!‬

‫بقدر ما كانت مقدمات الثورة الس��ورية عميقة في‬ ‫أبعاده��ا بقدر م��ا واجهت تعقي��دات التغلب عل��ى الذات‬ ‫والعق��ل المنت��ج بكثير م��ن التش��وه‪ ،‬وقد بدت مس��ألة‬ ‫الث��ورة على الذات من أصعب ما تواجهه فرديا وجماعيا‪..‬‬ ‫في الفنون والثقافة واالجتماع والسياس��ة عممت عقلية‬ ‫االس��تبداد كل فنون المستعمر في التفرقة بين مكونات‬ ‫المجتم��ع وداخل كل مك��ون‪ ..‬لم تط��ور الدولة الوطنية‬ ‫بظل االس��تبداد المس��تمر منذ االنق�لاب البعثي بزعامة‬ ‫حاف��ظ األس��د أي تطبي��ق عمل��ي للمنطلق��ات النظرية‬ ‫للبع��ث‪ ،‬بل اس��تمرت في خلق تش��وهات ترتكز أساس��ا‬ ‫عل��ى "دبر راس��ك" و"كل مين اي��ده اله"‪ ..‬وال��روح التي‬ ‫تتمرد على المتناقضات بين التنظير الكاذب لفكرة الروح‬ ‫الجماعية والفردية الغير مسموح لها أيضا مبادرة عملية‬ ‫أو بالتفكي��ر كان يُفزعها أن يؤس��س أبن��اء حي أو قرية‬ ‫ما يشي بروح ابداعية خارج هيمنة االستبداد والتسلط‪..‬‬ ‫أجهزة األمن التي تعرف الخطوط العامة المرسومة‬ ‫للمجتم��ع س��محت بمسلس�لات وبرامج وكتاب��ات تحت "‬ ‫س��قف الوط��ن" وجلنا يع��رف اختزال الوطن ف��ي بالدنا‬ ‫بالطبقة الحاكمة والحاكم المستبد‪ ..‬وفي السياق نفسه‬ ‫يمك��ن ق��راءة هس��تيريا فيص��ل المقداد ف��ي تصريحه‬ ‫للغاردي��ان بأن تنحي بش��ار يعني بأنه ل��ن تكون هناك‬ ‫س��وريا‪ ..‬وهو مس��توحى من ثقافة حافظ الذي رد على‬ ‫سؤال صحفي غربي بأنه لو قامت ثورة ضده مثل الثورة‬ ‫اإليرانية حينها لن تكون هناك سوريا‪..‬‬ ‫المبادرة الت��ي قام بها غياث مط��ر وجيله في داريا‬ ‫قب��ل الث��ورة كان��ت ال ت��روق لمنظوم��ة الحك��م‪ ،‬وهي‬ ‫مب��ادرات أراد م��ن خاللها الش��باب الس��وري ف��ي عموم‬ ‫س��وريا المش��اركة بقضايا بس��يطة لها عالقة بتنظيف‬ ‫ش��وارعهم وترتي��ب حياته��م الجماعية وكس��ر الصورة‬ ‫النمطية عن أن وطن اإلنس��ان العرب��ي هو بيته وليس‬ ‫حتى الش��ارع الم��ؤدي إليه لذا كنت ت��رى القمامة وغياب‬ ‫النظاف��ة وحضور الفوض��ى باعتبار الش��ارع ليس ملكا‬ ‫لهؤالء المواطنين‪..‬‬ ‫المث��ل أعاله واحد فقط من عملي��ة منظمة لإلبقاء‬ ‫عل��ى تس��لط االس��تبداد عل��ى حي��اة الناس وقت��ل روح‬ ‫المبادرة لديهم ليعتاش الحاكم على نظرية " دبر راسك"‬ ‫لمزيد من الفس��اد واإلفس��اد‪ ..‬وخلق المزي��د من زبانية‬ ‫يتحلقون تملقا لذلك االستبداد في نفعية متبادلة‪..‬‬ ‫الثورة الس��ورية ج��اءت لتهدم تل��ك القواعد‪ ..‬التي‬ ‫ظ��ل يحافظ عليها من خلقها بوعي تام وبآليات متخلفة‬ ‫جدا تجعل أولويات اإلنس��ان تتجه للش��عور باالمتنان إذا‬ ‫كانت الكهرباء قد وصلت إلى قريته والمواصالت س��الكة‬ ‫والمشافي موجودة‪ ..‬إنها منجزات عظيمة في نظر زبانية‬ ‫االس��تبداد‪ ..‬منجزات استند عليها منتقدي الثورة باعتبار‬ ‫أن الحاكم وزوجته المتبضعة من لندن ال هم لهم سوى‬ ‫تخفي��ف تقنين الكهرباء دون أن يعرف هذا المواطن كم‬ ‫تدر على ب�لاده عملية تصدير النف��ط والكهرباء لبلدان‬ ‫أخرى وال لماذا يمنع اإلنس��ان السوري جنوب خط دمشق‬ ‫من حفر آبار ارتوازية‪ ..‬إال عبر قنوات فساد‪..‬‬ ‫كل كومبيوت��ر دخل مدرس��ة س��ورية يرج��ع إلى "‬ ‫منجزات الحركة التصحيحية" وكل تقانة ترد إلى " الشاب‬ ‫العصري األول" بش��ار وكل عيادة تفتتح في قرية نائية‬ ‫تعتبر منحة عظيمة من " القائد"‪ ..‬ولم يُنظر لها كواجب‬ ‫أساسي من واجبات الدولة تجاه مواطنيها ألنهم باألصل‬ ‫ليس��وا س��وى تكملة في مزرع��ة مافيا الحك��م وبالتالي‬ ‫ع��دم إظه��ار االمتن��ان يعن��ي إجحاف��ًا بح��ق " تضحيات‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬

‫وربط��ا بم��ا تحدث��ت عنه ف��ي المقدمة ع��ن قبول‬ ‫المنط��ق واس��تماع العق��ل في حم��أة الح��دث‪ ،‬وقبل أن‬ ‫تس��تفحل األم��ور فمن واجب الث��ورة االنتب��اه لكثير من‬ ‫األمور ومنها‪:‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫الثورة يف مواجهة ذاتها‪..‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫القي��ادة" وأي��ة روح مب��ادرة تُعتبر مؤامرة عل��ى القيادة‬ ‫وش��غلها عن " معركتها الرئيس��ة في الصراع مع العدو"‬ ‫ال��ذي ال يضيره أن يرى التخلف يس��تمر مئ��ة عام طالما‬ ‫أن الصراع ال يتعدى اإلبق��اء عليه بقصائد تمجد القيادة‬ ‫ومنجزاتها وممانعتها‪..‬‬ ‫تل��ك ثقافة منتش��رة في الث��ورة الس��ورية‪ ،‬وهي‬ ‫الت��ي يمك��ن وصفها من أصعب ما يمك��ن أن يثور عليها‬ ‫اإلنس��ان‪ ..‬الث��ورة عل��ى ال��ذات‪ ..‬وعل��ى ثقاف��ة التفتت‬ ‫والتش��تت و" دب��ر راس��ك"‪ ..‬كلنا يع��رف بأن الث��ورات ال‬ ‫يمك��ن أن يش��ارك فيه��ا كل الش��عب‪ ..‬وس��يظل هناك‬ ‫مش��ككين بجدوى وأس��باب الثورة وأهدافه��ا‪ ،‬لكن حين‬ ‫تؤس��س الثورة ف��ي أي مجتمع لدول��ة المواطنة القائمة‬ ‫على عدالة تشمل الجميع فذلك أمر سيجعل حتى أولئك‬ ‫الذين ش��ككوا بها يش��عرون بأنها تقدم لهم حياة أخرى‬ ‫يمارس��ون فيه��ا حرية وكرام��ة افتقدوه��ا (وربما أجيال‬ ‫لم تعش��ها ول��م تعرفها) بم��ا يصعب أصال أي��ة إمكانية‬ ‫لالرت��داد أو االنقالب عليها من الفئات التي ستش��عر بأن‬ ‫مصالحها في بقاء ما كن قائم قبل الثورة‪..‬‬ ‫إن غي��اب أي نوع من الحريات والمبادرات التنظيمية‬ ‫في المجتمع السوري منذ انقالب البعث سبب رئيس في‬ ‫ثقاف��ة الخوف م��ن الثورة‪ ،‬فالتعويد ي��ؤدي بصاحبه إلى‬ ‫افتقاد روح المبادرة‪ ..‬وبش��ار األسد في مقابلته األخيرة‬ ‫مس��اء األربعاء ‪ ١٧‬ابريل ‪ /‬نيسان عبر بجملة واضحة ال‬ ‫لبس فيه��ا عن تلك العقلية والثقافة االس��تبدادية حين‬ ‫تحدث عن جماعات الدعوة الدينية والس��ماح لها أو غض‬ ‫الدرف عنها تحت جناح النظام " فهي لم تكن سياس��ية!"‬ ‫وهو ما يعني بالضبط هلع من أية مبادرة يمكن أن تثير‬ ‫ش��كوكا حول احتكار البعث وسياسة األجهزة األمنية في‬ ‫السيطرة على مفاصل الحياة‪..‬‬ ‫الثورة الس��ورية جاءت لتخلق مناخات أخرى بإزالة تلك‬ ‫الثقاف��ة اإلخضاعي��ة واالحتكاري��ة والقاتلة ل��روح المبادرة‬ ‫واالنتم��اء للوطن‪ ..‬وعليه فانتقاد ممارس��ات تس��لطية من‬ ‫قبل من يظن أنه يسدي خدمة للثورة في كثير من المناطق‬ ‫والمدن هو ليس ألجل تظهير مس��اوئ بقدر ما هو الحرص‬ ‫على أن يكون االس��تبداد يس��تبدل بثقافة وممارس��ة تجعل‬ ‫من الش��عب مصدرا وليس جماعة معين��ة تحتكر كما البعث‬ ‫ول��و بقوة الس�لاح واالعتقاد الخاطئ بأن الش��رعية الثورية‬ ‫تمن��ح فرض تلك الممارس��ات المش��ينة والتي ستؤس��س‪،‬‬ ‫س��واء رغب أم لم يرغب ممارس��يها‪ ،‬بإع��ادة إنتاج منظومة‬ ‫ثقافة كانت قائمة باألساس‪..‬‬

‫* ال يمك��ن القف��ز عن قضاي��ا التش��بيح الممارس‬ ‫باسم الثورة في عدد من المناطق‪ ،‬وبدون تضخيم األمر‬ ‫وال حتى تجاهله‪ ،‬يتحمل الثوار جميعا مس��ؤولية محاربة‬ ‫ه��ذه الظاه��رة المقلقة حتى ال يؤس��س ل��ذات الثقافة‬ ‫التشبيحية التي سادت ش��وارع المدن والقرى السورية‪..‬‬ ‫وال يج��ب أن يق��وم من ينتق��د تلك الممارس��ات في كل‬ ‫م��رة ينتقد فيها تقديم مقدمة طويلة للداللة على أنه ‪/‬‬ ‫أنها مع الث��ورة وتعداد مواقفه ‪ /‬مواقفها من الوقوف مع‬ ‫الثورة‪ ..‬ألن األمر يش��به إلى ح��د بعيد إعادة إنتاج ثقافة‬ ‫التملق التي خلقتها سياس��ات الوالء البعثي واالستبدادي‬ ‫في معسكر زبانية السلطة األسدية‪..‬‬ ‫نح��ن نتحدث عن أمور ال تحت��اج لكثير من المعارك‬ ‫الجانبي��ة‪ ،‬فالش��عب ال��ذي ثار ف��ي حل��ب وغيرها ليس‬ ‫بغري��ب عن ظروفه ويمكنه التمييز بين الصالح والطالح‬ ‫وبين التش��بيح والثورية في الممارس��ة‪ ..‬فقضية تقليد‬ ‫المس��تبد أمر خطير يراهن أصال عليه ذلك المستبد في‬ ‫نظرية " أنتم تعرفونني فلماذا تجهدون الستبدالي بمن‬ ‫هو مثلي"‪ ..‬والنظرية المس��تندة إلى أن البديل س��يكون‬ ‫كارثياً‪ ..‬لألس��ف يس��اهم فيها البعض صمت��ا على تلك‬ ‫الممارس��ات باس��م الثورة وبتعزيز ثقافة قائمة باألصل‬ ‫قبل وأثناء الثورة‪ ..‬هذا الش��عب الذي يتحدى بمظاهراته‬ ‫ويافطاته كل أش��كال االس��تالب باس��مه هو شعب قادر‬ ‫على احتضان الفكر ومساندته حين يراه يسير في اتجاه‬ ‫انه��اء ظواهر اس��تغالل البع��ض لفوضى الث��ورة بنهب‬ ‫وسرقة وفرض خوة على أبناء أحياء في بعض المنطق‪..‬‬ ‫ان احتالل بيوت الناس وتفريغها بحجة أن أصحابها كانوا‬ ‫مع النظام والش��بيحة ألمر خطير يجب التصدي له ولمن‬ ‫يمارس��ه بحزم قبل أن تس��تفحل األمور‪ ..‬آليات التصدي‬ ‫هي ف��ي يد الثورة وتع��رف تماما ما يجب أن يس��ود في‬ ‫مواجهة هؤالء الذين يمارس��ون الموبقات باس��م الثورة‬ ‫وهو ما يصب في مصلحة العصابات الحاكمة التي تسعى‬ ‫لمحاصرة الثوار وإبعادهم عن الحاضنة الشعبية‪..‬‬ ‫* محاكم شرعية يتم خلقها بدون األخذ بما هو واقع‬ ‫وبم��ا تريد الثورة تأسيس��ه‪ ،‬وما اتفق عليه الس��وريون‪،‬‬ ‫من بناء دولة الديمقراطية والعدالة والمواطنة وهو مما‬ ‫يثير الريبة عن��د الناس للفرق بين الش��عار والتطبيق‪..‬‬ ‫القض��اء المس��تقل يمك��ن تحقيق��ه باالس��تفادة م��ن‬ ‫الكفاءات الس��ورية لبن��اء ما هو مختلف وم��ا يوحي بأن‬ ‫الثورة حقا تعمل على بنية أخرى ومختلفة عما هو قائم‬ ‫أو يفرض على الناس‪.‬‬ ‫* ش��راء ال��والءات بالم��ال السياس��ي هو اس��تالب‬ ‫لحقوق الناس‪ ..‬تصوير الناس وهي تتلقى المس��اعدات‬ ‫بدل إقامة بنى تحتية بتلك األموال ومش��اريع مستدامة‬ ‫كاألفران والعي��ادات وترميم المتضرر ودعم المش��اريع‬ ‫الريعية للناس بدل اإليغال في ثقافة انتظار المس��اعدة‬ ‫وبث صور االمتنان لهذه الجهة وتلك‪..‬‬

‫أخالقي��ا وديني��ا ال يجب المتاجرة بتلك المس��اعدات‬ ‫ف��ي الوقت ال��ذي تعمل فيه الث��ورة على انج��از مهمتها‬ ‫الرئيس��ية في إس��قاط منظوم��ة االس��تبداد‪ ،‬وقد يكون‬ ‫مفهوما لو أن العمل اإلغاثي وتقديم المساعدات بأموال‬ ‫وطنية خالصة في مرحلة ما بعد سقوط الطاغية موثقة‬ ‫إعالمي��ًا‪ ..‬لكن حي��ن يُطلب من متلقي المس��اعدات في‬ ‫مرحلة لم يُنجز فيها الهدف شكر الدولة كذا واألمير كذا‬ ‫فاألمر بال ش��ك يُش��تم منه منافسة على جلد الدب قبل‬ ‫س��لخه وبطريقة مهينة أحيانا‪ ..‬والح��ل ليس معقدا بل‬ ‫يكمن في ميثاق شرف فيه الكثير من الشرف واألخالق!‬ ‫* وعل��ى م��ا ينقل لي بع��ض األصدقاء م��ن داخل‬ ‫س��وريا فإن أس��ئلة كثيرة ترافق قصة تأسيس مجالس‬ ‫محلية بدون انتخابات‪ ..‬وظاهرة فرض أناس لم تشتغل‬ ‫بش��ي وفجأة ظهرت لتحييد الناش��طين الذين كانوا بين‬ ‫الن��اس وفق��دوا الكثيرين من رفاقه��م وإخوتهم اغتياال‬ ‫واعتق��اال‪ ..‬هل الحل معقد إلى الحد الذي ينس��ي هؤالء‬ ‫بأن الثورة قامت أساس��ا ليكون للش��عب الس��وري حرية‬ ‫االختيار وليس االنقياد وراء ما يسقط له؟!‬ ‫األم��ر الذي ال ي��رى فيه الكثيرون مش��كلة اآلن هو‬ ‫عينه ال��ذي يفتح صراعات هامش��ية تعيق وتؤخر هدف‬ ‫الثورة وتفتح المجال أمام ترس��يخ مفهوم أن تيارا معينا‬ ‫ه��و الق��ادر وغيره عاج��ز‪ ..‬وهو م��ا يقوم على أس��اس‬ ‫القدرة عل��ى الضخ وتوظيف الدين أحيان��ا لعملية أخرى‬ ‫من اإلرضاخ‪..‬‬ ‫وبق��در م��ا فتحت الث��ورة الس��ورية أفق مش��اركة‬ ‫الشعب السوري في تقرير مصيره وبالتجربة الملموسة‬ ‫ف��ي المناطق المح��ررة فيمكن تلمس ظاه��رة االحتكار‬ ‫ومح��اوالت ف��رض نم��ط معي��ن ف��ي كثير م��ن مناطق‬ ‫دمش��ق وريفها‪ ..‬وإذا كان التأسيس لديمقراطية حقيقة‬ ‫في س��وريا ه��و ما يجتم��ع عليه الث��وار من��ذ أن تعززت‬ ‫ثورتهم في األش��هر األولى‪ ،‬فإن الديمقراطية وممارسة‬ ‫الناس لحقوقها بكل حرية وبناءا على خصوصيات معينة‬ ‫ستكون مدخال لحل الكثير من المعضالت المستقبلية‪..‬‬ ‫هناك فرق كبير بين القول بأن شكل الحكم يحدده‬ ‫الش��عب وبين محاوالت فرض شكل معين بالتأسيس له‬ ‫عبر خطوات تقطع الطريق على الشعب‪..‬‬ ‫* االس��تدعاءات "األمني��ة" الت��ي تق��وم به��ا بعض‬ ‫الهيئات المحس��وبة عل��ى الثورة بحق ناش��طين ومنهم‬ ‫إعالميي��ن أمر قد ينفلت فتنقلب األمور إلى تقليد أجهزة‬ ‫الديكتاتوري��ة األس��دية‪ ..‬أع��ود للتأكيد عل��ى أن الثورة‬ ‫الس��ورية خلق��ت أجواء وش��روط قي��ام حري��ة إعالمية‬ ‫نلمس��ها مع الوقت وهي الش��روط التي يج��ب تعزيزها‬ ‫ف��ي مقاب��ل م��ا كان قائم ف��ي الس��ابق‪ ،‬ولك��ن لتعزيز‬ ‫هذه الحرية وش��روطها يفت��رض أن يعي أصحاب القرار‬ ‫ف��ي االس��تدعاءات والمضايق��ات بح��ق الناش��طين بأن‬ ‫الديمقراطية والحرية ال تتعزز بتقوقعهم على ما تعودوا‬

‫‪9‬‬


‫ملف خاص ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪10‬‬

‫عليه في ظل االستبداد واستسهال تكميم األفواه‪..‬‬ ‫العصاب��ة الحاكم��ة تتصيد وتجي��ر إمكانيات الدولة‬ ‫الس��ورية في إعالم قائم عل��ى األكاذيب وتجميل الواقع‬ ‫وهو ما يج��ب مواجهته من البديل الثوري ليس لكس��ب‬ ‫الناس فحسب بل من أجل قيام دولة يشعر فيها اإلنسان‬ ‫ب��أن عقل��ه وكرامته محترم��ان‪ ..‬ال يمك��ن مواجهة اآللة‬ ‫الدعائية األسدية بعقل أمني بحق الثوار وفرض شروط‬ ‫قائمة على الطبطبة والتملق لكتائب مس��لحة ومجالس‬ ‫عسكرية وال الترويج للعسكر كبديل عن االستبداد‪..‬‬ ‫* لي��س خفيا بأن ش��عار " تحت س��قف الوطن" هو‬ ‫شعار يُقصد به " تحت سقف األسد" فقد اختزلت سوريا‬ ‫به��ذه العائل��ة وتحالفاتها‪ ،‬لكن كما ه��و األمر منذ بداية‬ ‫الثورة كان المدافعون عن األسد ينتفضون كالمذبوحين‬ ‫حين يوجه نقد لألس��د ويدافعون عنه أكثر مما يدافعون‬ ‫عن أنفس��هم‪ ..‬فسقف الوطن مرسوم بما يسمى " سيد‬ ‫الوط��ن" والتس��مية بالتأكيد جرى لت وعج��ن كثي فيها‬ ‫وفلس��فة غي��ر مجدي��ة كقول أحده��م‪ :‬ف��ي العائلة رب‬ ‫وربة‪ ..‬وفي الوطن رب الوطن بشار!‬ ‫الن��اس ف��ي س��وريا س��ئمت ه��ذا االس��تخفاف بها‬ ‫وهي ال تث��ور لتس��تبدل هرطقات بهرطق��ة أخرى ترى‬ ‫في نفس��ها ومن تنتمي إليه مقدس��ا‪ ..‬ل��ذا تكون عملية‬ ‫الوالء لسوريا أكبر من الوالء للجماعة التي ينظر لها هذا‬ ‫وذاك‪ ..‬ومحاول��ة فرض نمط معين من االنتماء لس��وريا‬ ‫بمقاييس الجماعات واألفراد كاحتكار للوطنية يؤدي في‬ ‫أحيان كثيرة إلى تش��تت الجهود وتركيزها على اصطناع‬ ‫وطن متخيل‪..‬‬ ‫إن إع��ادة االعتبار لمس��ألة الوطن الس��وري الجامع‬ ‫للكل على مختلف مشاربهم ال يقتضي كل هذا الترهيب‬ ‫المتب��ادل س��وا ًء عل��ى األرض أو عبر المناب��ر اإلعالمية‬ ‫واإللكتروني��ة بكي��ل االتهام��ات الت��ي تص��ل أحيانا حد‬ ‫التخوين‪ ..‬وإن دل األمر على ش��يء إنما يدل على قصور‬ ‫التخل��ص من ثقاف��ة فرضها نظام حك��م العصابات في‬ ‫دمش��ق على الس��وريين بدءا من " طالئع البعث" حتى "‬ ‫اتحاد الطلبة" ومؤسس��ات التوظيف التي تتطلب مهارات‬ ‫كبيرة في التملق وتمجيد عظمة السلطة‪..‬‬ ‫فتلك الشخوص المعارضة حين يصل بها األمر في‬ ‫االختالف إلى ح��د تكريس تلك الثقافة إنما في الحقيقة‬ ‫تكرس��ها كمث��ل أعل��ى لمجتمع يس��عى ف��ي ثورته إلى‬ ‫التخل��ص منها‪ ..‬ومن هنا تبدو مهم��ة تلك القوى كبيرة‬ ‫ج��دا لقبول االختالف طالما أن الهدف متفق عليه وواضح‬ ‫وأحيان تبدو وسائله واضحة ومحددات تحقيقه بينة وإن‬ ‫حاول البعض لمصالح فئوية جعلها مبهمة‪..‬‬

‫ي��وم الجمعة بدا واضحا كيف أن الش��عب الثائر في‬ ‫س��وريا يدرك أهمية االلتفات إلى الممارس��ات المس��يئة‬ ‫للث��ورة ويافطاته المرفوعة س��واء في حل��ب أو كفرنبل‬ ‫وحتى في الغوطة الشرقية بدمشق والهتافات المطالبة‬ ‫بوح��دة الجيش الح��ر والث��وار‪ ..‬ويدرك ب��أن وحدة قوى‬ ‫الثورة ليست فقط شعارا بل فهما عميقا للهدف من هذه‬ ‫الث��ورة الن��ي لم تخ��رج للصراع على كرس��ي الحكم بل‬ ‫ثورة بكل ما تعنيه من معاني س��امية للمجتمع السوري‬ ‫بكل مكوناته‪..‬‬ ‫الش��عارات الطائفية التي نع��رف أن نظام العصابة‬ ‫يرغب بأن تسود ال يجب أن تكون لغة مخاطبة في الثورة‬ ‫الس��ورية‪ ..‬وكلم��ا كان هن��اك وعي بخط��ورة الفخ كلما‬ ‫استطاعت الثورة التغلب على أفخاخ آنية ومستقبلية‪..‬‬ ‫م��ا جرى في مط��ار الضبع��ة بريف حم��ص يؤكد بأن‬ ‫وح��دة الق��وى الثائ��رة يمكنه��ا أن تنجز الكثي��ر وتخفف من‬ ‫التضحي��ات ب��دل االس��تعراضات اإلعالمي��ة والبيان��ات التي‬ ‫لألس��ف في بعض نواحيها صارت بمستوى بيانات العصابة‬ ‫الحاكم��ة عن " االنتصارات"‪ ..‬وفي هذا الس��ياق العس��كري‪،‬‬ ‫وطالما أن العمل المدني والميداني يؤثر به التقدم والتراجع‬ ‫العس��كري فال ب��د االنتب��اه للكثير م��ن مخاطر غي��اب حالة‬ ‫الوح��دة والمرجعي��ة من حي��ث الس��يطرة والتخطيط ليس‬ ‫إلرض��اء أي ط��رف في ه��ذا العالم بقدر ما ه��و العمل على‬ ‫تحقيق تقدم للثورة وفرض التراجع على العصابات الحاكمة‬ ‫وميليش��ياتها‪ ..‬إن أي��ة مراجعة جادة للتكتيكات العس��كرية‬ ‫التي شهدتها بعض مناطق الشمال (معرة النعمان) وبعض‬ ‫المطارات المحاصرة س��وف تؤشر إلى ضرورة االنخراط في‬ ‫خطط مش��تركة ع��وض أن يك��ون هناك مس��ميات لكتائب‬ ‫عس��كرية لت يرى منها الش��عب الثائر وبكل أسى وصراحة‬ ‫س��وى ممارس��ات تش��بيحية تس��تدعي حقا وضع ح��د لتلك‬ ‫التصرفات المسيئة‪..‬‬ ‫وم��ا ينطبق على الش��مال قد ينطب��ق على بعض‬ ‫المناطق الجنوبية في دمش��ق‪ ..‬ولنأخ��ذ مخيم اليرموك‬ ‫مثال عل��ى ذلك وألش��هر طويلة تتحول بلدي��ة اليرموك‬ ‫وكأنه��ا معرك��ة ت��دور على أط��راف قلعة عصي��ة بينما‬ ‫س��قطت مطارات على مدى األش��هر وما زال األمر وبكل‬ ‫أس��ف يحمل حاالت استنكاف وتقس��يم والءات ال تنتمي‬ ‫لمعاناة الناس على األرض‪..‬‬ ‫م��ا يمي��ز الث��ورة الس��ورية وثوارها أنه��م قادرون‬ ‫على النقد وعل��ى مراجعات بعيدا ع��ن القوالب الجاهزة‬ ‫ومحاص��رة العقل ف��ي اتجاه واحد يعي��ش على تقديس‬ ‫الطرق والش��خوص‪ ..‬وحيوية الثورة الس��ورية وسموها‬ ‫األخالقي في مقابل ما يسود معسكر جمهورية الشبيحة‬

‫ه��و الذي يضعها عل��ى الطريق الصحيح آني��ا ومن أجل‬ ‫مستقبل ونتائج هذه الثورة في المجتمع السوري‪..‬‬

‫الفرق بني الثورة والعبودية‪..‬‬

‫رأيت قبل أش��هر ش��ريطا من حلب يظهر فيه جنود‬ ‫وق��د أعدمهم من يفترض أنهم م��ن الجيش الحر‪ ..‬قام‬ ‫الث��وار بانتق��اد الحدث‪ ..‬جرم��وا تلك األفعال الش��نيعة‪..‬‬ ‫خرج��ت قي��ادات عس��كرية م��ن الثوار تقس��م بش��رفها‬ ‫العس��كري الحر أنها ضد ه��ذه الممارس��ات‪ ..‬المعارضة‬ ‫بمعظم أطيافها نددت‪ ..‬مؤيدو الثورة على الفيسبوك ال‬ ‫يتوقفون يوما عن البحث عن كل أخطاء الثورة ونقدها‪..‬‬ ‫هو أمر صحي يقوم الثورة ويقويها‪..‬‬ ‫ف��ي المقابل رأيت أش��رطة من ممارس��ات ش��ائنة‬ ‫يحمل فيها ش��بيحة األسد س��واطير وسكاكين يقطعون‬ ‫أعضا ًء من الجثث ويطعنون المعتقلين بهمجية اإلنسان‬ ‫البدائي‪ ..‬ركل للجثث وج��رف بالجرافات‪ ..‬في نهر قويق‬ ‫تطوف الجث��ث‪ ..‬في جديدة الفضل بريف دمش��ق الذبح‬ ‫باسم حماة الديار مستمر‪ ..‬النهب في العربات العسكرية‬ ‫وتخري��ب روض األطف��ال قص��ف المس��اجد والكنائ��س‬ ‫وحرقها وحرق بيوت المدنيين اختطاف النس��اء والفتيات‬ ‫واألطف��ال‪ ..‬اغتص��اب ممنهج‪ ..‬ورغم ذلك كله‪ :‬ش��بيحة‬ ‫لألب��د لعيونك يا أس��د‪ ..‬يه��ذي مؤيدو بش��ار حتى على‬ ‫صفحات التواصل االجتماعي‪..‬‬ ‫على األرض الس��ورية يخرج كبير الكذبة رئيسهم‬ ‫ليتهم الث��وار بكل موبقات وش��ناعات جنوده وش��بيحته‬ ‫هؤالء‪ ..‬أبواق��ه من نيويورك حتى أصغ��ر مدينة عربية‬ ‫يرددون بالضد من الحقائ��ق أكاذيب ال مثيل لها دون أن‬ ‫يرجف لهم جفن واحد‪..‬‬ ‫كل العال��م وكل الن��اس وكل التقاري��ر الحقوقي��ة‬ ‫كاذبة بالنس��بة له��ؤالء والعالم كله متآمر على ش��بيحة‬ ‫األس��د الذين يقومون "بمهمة إنس��انية" كم��ا فعلوا في‬ ‫روضة أطفال داريا‪..‬‬ ‫لو لم تكن هناك أس��باب لثورة على ثقافة الفاشية‬ ‫في سوريا ففقط تلك التي شاهدتها وتابعتها تستدعي‬ ‫ألف ثورة‪ ..‬والثورة الس��ورية منتصرة ال محالة رغم كل‬ ‫عثراتها وأخطاء ترتكب وتنتقد‪ ..‬البون شاس��ع بين قتلة‬ ‫ترب��وا في فكر فاش��ي وبين من ثاروا عل��ى الفكر الذي‬ ‫ترعرعوا ف��ي كنفه من االبتدائي إل��ى مقاعد الجامعات‬ ‫وسوق العمل‪..‬‬ ‫ببس��اطة ه��ذا هو الف��رق بي��ن الث��ورة والعبودية‬ ‫المزمنة‪ ..‬مهما كانت هذه العبودية‪..‬‬


‫لي�س للفل�سطينيني الالجئني من ميثلهم‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫من��ذ بداية ث��ورة الس��وريين‪ ،‬باتت‬ ‫مخيّم��ات الالجئي��ن الفلس��طينيين ف��ي‬ ‫س��ورية في دائ��رة االس��تهداف بدرجات‬ ‫متفاوت��ة‪ ،‬مث��ل مختل��ف الم��دن والقرى‬ ‫في هذا البلد‪ ،‬بق��دْر قربها أو بعدها من‬ ‫َ‬ ‫نتيجة انتهاج النظام‬ ‫المناطق الس��اخنة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الحل األمني في مواجهة شعبه‪.‬‬ ‫هكذا كان��ت مخيم��ات الالجئين في‬ ‫درع��ا والالذقي��ة (وحم��ص بدرج��ة ّ‬ ‫أقل)‬ ‫ف��ي مق��دم المخيم��ات الت��ي تعرّض��ت‬ ‫لألخط��ار الناجم��ة ع��ن أعم��ال القصف‬ ‫والقن��ص والتنكي��ل‪ ،‬األم��ر الذي ش��مل‬ ‫بقي��ة المخيّم��ات‪ ،‬بع��د تصاع��د وتي��رة‬ ‫الصراع المس��لح‪ ،‬م��ع اس��تخدام النظام‬ ‫س�لاح المدفعي��ة والدباب��ات والطائرات‪،‬‬ ‫في محاولته زيادة كلفة الثورة وتقويض‬ ‫حواضنه��ا المجتمعي��ة وكس��ر بنيته��ا‬ ‫العس��كرية‪ ،‬بع��د أن باتت تف��رض ذاتها‬ ‫وس��يطرتها على عدد يتزاي��د ّ‬ ‫باطراد من‬ ‫المناطق‪ ،‬من حلب إلى دمش��ق‪ ،‬الس��يما‬ ‫منذ صيف العام الماضي‪.‬‬ ‫واض��ح أن النظ��ام‪ ،‬ال��ذي ل��م يوفّر‬ ‫المخيمات ولم يحترم خصوصياتها‪ ،‬وهو‬ ‫أم��ر بدهي ممن يمعن في ش��عبه وبلده‬ ‫نفس��يهما قت ًال وتدميراً‪ ،‬ل��ن يهمه مقتل‬ ‫فلسطينيين وتدمير مخيماتهم‪.‬‬ ‫الواق��ع اآلن أن معظ��م المخيّم��ات‬ ‫بات��ت تح��ت الحصار وتح��ت الن��ار‪ ،‬وهذا‬ ‫ينطبق على مخيم��ات حندرات (في حلب)‬ ‫ودرعا وخان الش��يح وسبينة والست زينب‬ ‫والحسينية واليرموك في دمشق وريفها‪،‬‬ ‫الذي بات منذ تموز (يوليو) العام الماضي‬ ‫يتعرّض للقصف الصاروخي باس��تمرار‪،‬‬ ‫ما أدّى إلى سقوط العشرات من قاطنيه‪،‬‬ ‫كم��ا تعرّض لقص��ف من طائ��رات الميغ‬ ‫م��راراً‪ ،‬م��ا اضط��رّ معظ��م س��كانه إلى‬ ‫المغ��ادرة ف��ي منتص��ف كان��ون األول‬ ‫(ديسمبر) خوفًا من بطش النظام‪ ،‬السيما‬ ‫بعد سيطرة جماعات الجيش الحرّ عليه‪.‬‬ ‫والحال أن ه��ذا المخيم‪ ،‬الذي يعتبر‬ ‫عاصم��ة المخيم��ات ف��ي بل��دان اللجوء‪،‬‬ ‫يعان��ي الحص��ار المش��دّد من��ذ أربع��ة‬ ‫أش��هر‪ ،‬وبات الدخ��ول إلي��ه ينطوي على‬ ‫أخط��ار جمّ��ة‪ ،‬م��ع وج��ود حاج��ز أمن��ي‬ ‫ّ‬ ‫يتحك��م بالداخلي��ن والخارجي��ن‪ ،‬ويقنّن‬ ‫دخول الم��واد التمويني��ة والطبية‪ ،‬فض ًال‬ ‫عن اس��تمرار تع��رض الباقي��ن فيه (‪25‬‬ ‫ف��ي المئة من س��كانه) أله��وال القصف‬ ‫الصاروخ��ي ورص��اص القناص��ة الذي��ن‬ ‫يعتل��ون البناي��ات العالية المطل��ة عليه‪،‬‬ ‫والذين ذهب ضحية إجرامهم العشرات‪.‬‬ ‫ه��ذه ه��ي أح��وال مخيم��ات‬ ‫الفلس��طينيين ف��ي س��ورية الي��وم‪ ،‬لكن‬ ‫م��ا يجب تأكي��ده أن ه��ذه هي أيض��ًا حال‬ ‫الس��وريين في معظ��م مناطقهم‪ ،‬بمعنى‬ ‫أن ما يجري في مخيمات اليرموك وحندرات‬ ‫وخان الش��يح وغيرها كان يجري مثله منذ‬ ‫أكث��ر م��ن عام ف��ي داريا وب��رزة والقابون‬ ‫ودوم��ا‪ ،‬وف��ي حلب وحمص ودرع��ا‪ ،‬بحيث‬ ‫غدت حال الفلس��طينيين كحال السوريين‪،‬‬ ‫ومصيرهم مرتبطًا بمصيرهم‪.‬‬ ‫في هذا الوضع‪ ،‬ما عاد ممكنًا بالطبع‬ ‫التمسّ��ك بالموقف الفلسطيني المتع ّلق‬ ‫بتجني��ب المخيمات التداعيات الناجمة عن‬ ‫الثورة الس��ورية‪ ،‬والس��يما منها تداعيات‬

‫الصراع المس��لح‪ ،‬لصالح تكريس دورها‬ ‫كمناط��ق آمن��ة تق��دم الم��أوى والرعاية‬ ‫للسوريين من أهالي المناطق المنكوبة‪،‬‬ ‫فه��ذا الموق��ف ‪ -‬الصائ��ب م��ن الناحي��ة‬ ‫النظرية فق��ط ‪ -‬لم يعد ل��ه معنى‪ ،‬ولم‬ ‫يع��د مجديًا م��ن الناحية العملي��ة‪ ،‬وذلك‬ ‫بس��بب احتدام الصراع المس��لح وإصرار‬ ‫النظام على انتهاج الحل األمني‪ ،‬وبسبب‬ ‫التحوّل إلى الصراع على الس��يطرة على‬ ‫كل شبر في سورية‪.‬‬ ‫المش��كلة أن القصّة ال تنتهي هنا‪،‬‬ ‫إذ إن فلس��طينيي س��ورية الذين باتوا ال‬ ‫يتمايزون عن الس��وريين ف��ي معاناتهم‬ ‫وآالمه��م وتضحياته��م وآماله��م‪ ،‬بات��وا‬ ‫يتعرّض��ون لتميي��ز ف��ي المعامل��ة ف��ي‬ ‫اإلط��ارات العربي��ة واإلقليمي��ة والدولية‪،‬‬ ‫رغم أن س��بب الن��زوح وظروفه وأخطاره‬ ‫واحدة للجميع‪.‬‬ ‫مث ًال‪ ،‬في األردن وُضع النازحون من‬ ‫فلسطينيي سورية في مخيمات أسوأ من‬ ‫تلك التي وضع فيها النازحون السوريون‪،‬‬ ‫وفي كل م��ن مصر وتركيا ج��رى التمييز‬ ‫ف��ي تحديد المكانة القانونية لهم‪ .‬فبينما‬ ‫بإم��كان الس��وري الدخ��ول إل��ى هذي��ن‬ ‫البلدين من دون تأشيرة ومن دون عوائق‪،‬‬ ‫م��ع التمتّع بحرية الخ��روج والدخول‪ ،‬فإن‬ ‫النازح الفلس��طيني ال يملك أيًّا من ذلك‪،‬‬ ‫والفلس��طيني يحت��اج إلى تأش��يرة دخول‬ ‫إلى تركيا ومصر‪ ،‬ومن اس��تطاع الدخول‪،‬‬ ‫ف��ي ظرف م��ا أو بطريق��ة ما‪ ،‬ف��إن عليه‬ ‫تس��وية وضع��ه القانوني بش��أن اإلقامة‬ ‫والدراس��ة والعم��ل‪ ،‬وهي عملي��ة صعبة‬ ‫ومعق��دة ومضنية‪ ،‬فض ًال ع��ن أن مصر ‪-‬‬ ‫مث� ً‬ ‫لا ‪ -‬ال تمنح��ه حقّ الخ��روج والدخول‪،‬‬ ‫فإذا خرج ال يُسمح له بالعودة‪.‬‬ ‫وف��ي لبنان أيضًا ثمة مش��كالت من‬ ‫ه��ذا النوع‪ ،‬الس��يما بس��بب ظ��روف هذا‬ ‫البلد السياس��ية واالجتماعي��ة‪ ،‬وما ّ‬ ‫خفف‬ ‫حدّة أزم��ة النازحين الفلس��طينيين إليه‬ ‫هو اس��تيعاب أش��قائهم الالجئين إياهم‬ ‫في مخيماتهم‪.‬‬ ‫ثمة تمييز‪ ،‬أيضاً من جانب المنظمات‬ ‫الدولية بش��أن التعامل م��ع النازحين من‬ ‫فلس��طينيي س��ورية‪ ،‬إذ إن «المنظم��ة‬ ‫الدولي��ة الس��امية لش��ؤون الالجئي��ن»‬ ‫الت��ي ترعى ش��ؤون الالجئي��ن‪ ،‬في زمن‬ ‫الح��رب وفي غيره��ا‪ ،‬ال تعتب��ر الالجئين‬ ‫الفلس��طينيين ضمن واليته��ا حتى وهم‬ ‫نازحون‪ ،‬مثلهم مثل السوريين‪.‬‬

‫وعن��د هذه المفوضي��ة الوالية على‬ ‫الالجئين الفلس��طينيين تق��ع على عاتق‬ ‫«وكال��ة الغ��وث»‪ ،‬رغ��م علمها ب��أن هذه‬ ‫الوكال��ة ال تتعامل م��ع القضايا المتعلقة‬ ‫بحق��وق الالجئي��ن السياس��ية والمدنية‪،‬‬ ‫ولي��س لها س��لطات في تركي��ا أو مصر‪.‬‬ ‫وبالنتيج��ة‪ ،‬فق��د فش��لت كل مح��اوالت‬ ‫النازحي��ن من فلس��طينيي س��ورية‪ ،‬في‬ ‫مص��ر أو غيره��ا‪ ،‬ف��ي مخاطب��ة ه��ذه‬ ‫المفوضي��ة ْ‬ ‫ولفت انتباهها إلى أوضاعهم‬ ‫ومعاناتهم‪ ،‬األمر الذي يفترض من جميع‬ ‫األطراف بذل الضغوط لس��دّ هذه الثغرة‬ ‫ف��ي والية هذه المنظمة‪ ،‬بش��أن التعامل‬ ‫مع قضايا الالجئين الفلس��طينيين‪ ،‬وهي‬ ‫ثغرة نش��أت م��ع إقام��ة «وكال��ة الغوث»‬ ‫م��ن دون أي صل��ة بالحق��وق المدني��ة‬ ‫واإلنس��انية الت��ي نصّت عليه��ا المعايير‬ ‫والمواثيق الدولية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والتنكر‬ ‫م��ا يفاقم األم��ر أن الظل��م‬ ‫والالمب��االة لفلس��طينيي س��ورية تأت��ي‬ ‫أيضًا م��ن جانب ما يفت��رض أنه كيانهم‬ ‫السياس��ي الجامع‪ ،‬منظمة التحرير‪ ،‬التي‬ ‫طالم��ا اعتب��رت بمثابة الممثل الش��رعي‬ ‫والوحي��د للش��عب الفلس��طيني‪ ،‬في كل‬ ‫أماكن وجوده‪.‬‬ ‫والمش��كلة أن ه��ذا يحصل لالجئين‬ ‫الفلس��طينيين‪ ،‬ومن ضمنهم فلسطينيو‬ ‫س��ورية‪ ،‬الذي��ن دفع��وا ثمن��ًا باهظاً في‬ ‫س��بيل قضيتهم وش��عبهم‪ ،‬وفي س��بيل‬ ‫صع��ود حركته��م الوطني��ة من��ذ أوائ��ل‬ ‫الس��تينات إلى أوائل الثمانين��ات‪ ،‬فهؤالء‬ ‫ه��م الذي��ن أعط��وا منظم��ة التحري��ر‬ ‫مكانته��ا‪ ،‬ودفعوا النف��س والنفيس في‬ ‫سبيل ترسيخ وضعها ممث ًال شرعيًا وحيداً‬ ‫للش��عب الفلس��طيني‪ ،‬ال س��يما في وجه‬ ‫محاوالت النظ��ام الس��وري الهيمنة على‬ ‫القرار الفلسطيني‪.‬‬ ‫والحال أنه لم يكن مطلوباً من هذه‬ ‫المنظم��ة وال من فصائله��ا االنخراط في‬ ‫حرب ضد النظام السوري‪ ،‬فهذا لم يطلبه‬ ‫أحد‪ ،‬ال من الفلس��طينيين وال من أطراف‬ ‫الثورة السورية‪ ،‬فض ًال عن أن أوضاعها ال‬ ‫تسمح بذلك‪ .‬كذلك من المفهوم أن هذه‬ ‫المنظمة‪ ،‬مع كل فصائلها‪ ،‬ليس بإمكانها‬ ‫وق��ف اعت��داءات النظام عل��ى المخيمات‪،‬‬ ‫وال رف��ع الحص��ار المف��روض عليها‪ ،‬وال‬ ‫إعادة النازحي��ن إليها‪ .‬كان المطلوب منها‬ ‫فق��ط أن تكون بمس��توى قضيتها‪ ،‬وهي‬ ‫قضية تحرّر‪ ،‬بمعنى أن المطلوب مجرّد‬

‫موقف سياسي وإنس��اني ال ّ‬ ‫يتنكر لطلب‬ ‫الس��وريين الحرية والكرامة والعدالة‪ ،‬وال‬ ‫يتجاه��ل الضحايا‪ ،‬ال من الس��وريين وال‬ ‫من الفلسطينيين‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬ف��إن المنظمة وفصائلها لم‬ ‫تفش��ل في هذا االختبار فحس��ب‪ ،‬بحكم‬ ‫تماثلها مع النظام العربي القديم وانهيار‬ ‫مش��روعها للتحرّر الوطني وتحوّلها إلى‬ ‫س��لطة تحت االحتالل‪ ،‬وإنما فشلت حتى‬ ‫ف��ي الدفاع ع��ن مكانته��ا ممث ًال ش��رعيًا‬ ‫وحيداً للفلسطينيين‪.‬‬ ‫ف��إذا لم يكن بإم��كان المنظمة بذل‬ ‫الجه��ود لوقف االعتداءات الوحش��ية على‬ ‫المخيمات وال رفع الحصار عنها‪ ،‬فإنه كان‬ ‫بإمكانه��ا اإلظهار لفلس��طينيي س��ورية‬ ‫أنه��ا معنية بهم‪ ،‬وأنها تتأل��م لمعاناتهم‬ ‫وآالمه��م‪ ،‬كم��ا كان بإمكانه��ا ب��ذل‬ ‫الجه��ود والتواصل مع ال��دول والمنظمات‬ ‫الدولي��ة المعني��ة للتخفي��ف من مأس��اة‬ ‫الفلسطينيين النازحين من مناطقهم‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذا اإلط��ار‪ ،‬كان بإمكانها ‪-‬‬ ‫وال ي��زال ‪ -‬مخاطب��ة القيادتي��ن التركية‬ ‫والمصري��ة لتس��وية وض��ع النازحي��ن‬ ‫الفلس��طينيين‪ ،‬وإن بص��ورة موقت��ة‪،‬‬ ‫كم��ا التواصل م��ع األردن لوضع حد لهذه‬ ‫للمعامل��ة التمييزي��ة المهين��ة للنازحين‬ ‫من فلسطينيي س��ورية‪ .‬حتى السفارات‬ ‫الفلس��طينية‪ ،‬ف��ي تركيا ومص��ر وعمان‬ ‫ولبنان لم تقم بدورها‪ ،‬في هذا المجال‪.‬‬ ‫ف��ي المحصل��ة‪ ،‬ب��ات الفلس��طيني‬ ‫في س��ورية يعاني مشكلتين‪ :‬األولى أنه‬ ‫يكابد مثل ش��قيقه السوري من تداعيات‬ ‫الص��راع الدام��ي‪ ،‬ومن العن��ف اإلجرامي‬ ‫الذي ينتهجه النظام‪.‬‬ ‫والثاني��ة‪ ،‬أنه بات مكش��وفاً‪ ،‬فليس‬ ‫ثمة جهة محددة مسؤولة عنه‪ ،‬أو معنيّة‬ ‫به‪ ،‬فال قوى الثورة الس��ورية قادرة على‬ ‫ذلك‪ ،‬وال يب��دو أنها واعية أو متنبّهة لهذا‬ ‫األم��ر‪ ،‬وال الممثل الش��رعي‪ ،‬أي منظمة‬ ‫التحرير وفصائلها تقوم بما يوجبه عليها‬ ‫الوضع‪ ،‬وفق إمكاناتها‪ ،‬وضمن ذلك إبداء‬ ‫الح��د األدنى من التعاط��ف‪ ،‬مع ما يعانيه‬ ‫هذا الجزء من شعب فلسطين‪.‬‬ ‫وهك��ذا‪ ،‬لي��س للفلس��طينيين‬ ‫الالجئين من يمثلهم‪ ،‬ويُخش��ى في إطار‬ ‫ذل��ك أنه لم يبق ثم��ة للمنظمة ما تعنيه‬ ‫باعتباره��ا ممث� ً‬ ‫لا للفلس��طينيين‪ ،‬طالما‬ ‫أنها ال تفعل شيئاً في سبيل ذلك‪.‬‬ ‫الحياة ‪2013 / 4 / 16‬‬

‫أعمدة الصحافة ‪. .‬‬

‫ماجد كيالي‬

‫‪11‬‬


‫الثــورة فـي عـني اخلطـــر (‪)7‬‬ ‫كلمة في الثورة ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪12‬‬

‫ّ‬ ‫جتـــار الآالم‬

‫إنه��م أثرياء الح��رب الذين تخج��ل الوحوش من‬ ‫أفعاله��م‪ ،‬ألن الوح��وش تتوح��ش م��ن أج��ل البقاء‪،‬‬ ‫وهؤالء يتوحش��ون من أجل الثراء والمزيد من الثراء‪،‬‬ ‫فيتاجرون بآالم الناس ويتاجرون بالدموع والدماء‪.‬‬ ‫إنهم خط��ر كبير عل��ى الثورة ألنه��م يَحْرمون‬ ‫َ‬ ‫عصفت‬ ‫جمهور الثورة م��ن القدرة على الصمود‪ .‬لقد‬ ‫ُ‬ ‫المحنة بالناس واشتدت ضراوتها وطال أمدها‪ ،‬فحيثما‬ ‫ذه��ب المرء ف��ي طول الب�لاد وعرضها وج��د الجئين‬ ‫ووج��د جائعين ووج��د مرضى ومش��ردين‪ ،‬وهؤالء ال‬ ‫ب��د لهم م��ن مأوى وال بد لهم من طع��ام وعالج‪ ،‬فإذا‬ ‫أُغلقت في وجوههم األب��واب وضَنّ عليهم بالمأوى‬ ‫أصحابُ الدور وبالم��ال ُ‬ ‫أهل المال كادوا يعجزون عن‬ ‫الصمود واالحتمال‪.‬‬ ‫ومَ��ن هؤالء الن��اس؟ إنهم القاع��دة التي تحمل‬ ‫الث��ورة والحاضن��ة الت��ي تحضنها‪ ،‬وإن فيه��م أهالي‬ ‫َ‬ ‫ومعتقليه��ا الذي��ن غيّبته��م اللحودُ‬ ‫ش��هداء الث��ورة‬ ‫َ‬ ‫والمعتق�لات‪ ،‬وإنه��م ألمانة ف��ي أعناق األح��رار‪ ،‬بل‬ ‫إن فيه��م عائالت المجاهدين الذين التحقوا بس��احات‬ ‫الجه��اد وترك��وا أوالده��م وزوجاته��م هلل وألصحاب‬ ‫المروءات‪.‬‬ ‫كيف يمكن أن يعيش الناس الذين فقدوا األموال‬ ‫واألم�لاك وشُ��رّدوا في الب�لاد إذا ص��ارت معاناتهم‬ ‫وعذاباته��م ه��ي البضاع��ة الت��ي يتاجر بها أبالس�� ٌة‬ ‫يتزيّ��ون بأزياء التجار؟ كيف يعيش��ون إذا عجزوا عن‬ ‫دفع إيجار الدار‪ ،‬وإذا حُرم رضيعهم من الحليب وقُطع‬ ‫عن مريضهم الدواء؟‬

‫***‬

‫كل م��ن يزيد معان��اة الناس ويس��تغل حاجتهم‬ ‫فإنه عدو للثورة‪ ،‬وس��وف يحاسِ��ب الش��عبُ السوري‬ ‫ال أو آج ً‬ ‫أع��داء ثورته جميع��ًا عاج ً‬ ‫ال‪ ،‬في��ا من تتاجرون‬ ‫بدماء السوريين وآالمهم‪ :‬استعدوا ليوم حساب قريب‬ ‫أو توبوا قبل فوات األوان‪.‬‬ ‫من أع��داء الثورة مالكو العق��ارات الذين ضاعفوا‬ ‫اإليجارات أضعافًا مضاعفات‪ ،‬وقد كان الناس يش��كون‬ ‫ارتف��اع اإليجارات ويكادون يعج��زون عن احتمالها قبل‬ ‫أن يرفعها أولئك الجش��عون القساة‪ ،‬فكيف يحتملونها‬ ‫الي��وم مضع َ​َّف ً‬ ‫��ة وق��د انقطع الدخ��ل وغ��اب المُعيل‬ ‫وتآكلت المدّخرات؟ ومنهم بائعو الطعام الذين يُخفون‬ ‫بضائعه��م ويحتكرونه��ا ليرفع��وا أثمانه��ا ويس��تغ ّلوا‬ ‫قل��ة المتوف��ر منها في األس��واق‪ ،‬فتبي��ت األغذية في‬ ‫مس��تودعاتهم ب�لا آكلي��ن ويبي��ت آالف الجائعي��ن بال‬ ‫طع��ام‪ .‬ماذا نصنع مع أولئك الوح��وش من الفريقين؟‬ ‫أنا لست قاضيًا وال مفتيًا‪ ،‬ومن حسن حظهم أني لست‬ ‫كذل��ك‪ ،‬فلو أنني مُنحت حق الحك��م عليهم ألمرت أن‬ ‫يقيّ��د الواح��د منهم إلى ش��جرة أو عم��ود كهرباء‪ ،‬ثم‬ ‫يبقى في العراء س��بعة أي��ام بال غطاء وال غذاء ليعرف‬ ‫معنى الجوع والبرد والتشرد في العراء‪.‬‬ ‫ومنه��م من أ ّلف الجمعي��ات الوهمية فجمع المال‬ ‫باس��م المنكوبين من الس��وريين ثم اس��تأثر به فلم‬ ‫يوص��ل منه ش��يئاً‪ ،‬أو أوص��ل بعضه واس��تولى على‬ ‫بع��ض‪ .‬ومنه��م م��ن دُفعت إلي��ه المعون��ات العينية‬ ‫َ‬ ‫أمان��ة التوصيل فس��طا عليه��ا وراح يبيعها‬ ‫وحُمّ��ل‬ ‫للمحتاجي��ن بأغل��ى األثم��ان‪ .‬ه��ؤالء وه��ؤالء جَنَوا‬ ‫عل��ى الثورة جنايتين‪ ،‬األولى حي��ن حرموا المحتاجين‬ ‫م��ن اإلعان��ات وزادوا عليهم ثق��ل المأس��اة‪ ،‬والثانية‬ ‫حي��ن أفقدوا المانحين والمتبرعين َ‬ ‫الثقة بمؤسس��ات‬ ‫الثورة اإلغاثية فحرموها من خير كثير‪ .‬من أجل ذلك‬ ‫ينبغي أن يالحقهم الش��رفاء وأن يفضحوا خياناتهم‬ ‫للناس‪ ،‬وكم��ا أجرموا جريمتين فأرجو أن يحاس��بهم‬

‫اهلل حس��ابين‪ ،‬ومن نجا منهم من حس��اب الدنيا فلن‬ ‫ينجو من حساب اآلخرة بإذن اهلل‪.‬‬ ‫ومنه��م من ال يبال��ي أن ي��أكل بالباط��ل أموال‬ ‫اليتام��ى واأليام��ى م��ن أوالد وزوج��ات الش��هداء‪ .‬لو‬ ‫علم��تُ أن واح��داً صنع ذل��ك أو اثنين له��ان الخطب‪،‬‬ ‫وإن��ه لخطب عظي��م‪ ،‬ولكني ما أزال تصلني رس��ائل‬ ‫وش��كاوى تواترت فيها أخبار ه��ذه الجرائم الفظيعة‪.‬‬ ‫لو أن أولئ��ك المعتدين قرؤوا الق��رآن لعلموا أن الذي‬ ‫ي��أكل مال اليتي��م إنما يأكل في بطن��ه النار‪ ،‬ذلك لو‬ ‫أن المي��ت ال��ذي ترك أولئ��ك األيتام م��ات حتف أنفه‪،‬‬ ‫فكيف وقد مات شهيداً في ميدان المعركة األغر؟ ماذا‬ ‫ي��أكل في بطونهم من يأكل��ون حقوق زوجات وأوالد‬ ‫الشهداء؟ هل أعتدي لو دعوت عليهم؟ اللهمّ من أكل‬ ‫أموال الضَعَفة المس��اكين من بنات وأبناء الش��هداء‬ ‫وزوجاته��م فاحرقه بناري��ن‪ ،‬نار الدنيا ون��ار اآلخرة‪،‬‬ ‫واجعله عبرة للمعتبرين‪.‬‬

‫***‬

‫كيف تس��مح لبعض الناس قلوبُهم وضمائرهم‬ ‫ب��أن يتاج��روا بعذاب��ات أولئ��ك المعذبي��ن وآالمه��م‬ ‫ودموعهم من أجل المال والمزيد من المال؟ وددت أن‬ ‫ّ‬ ‫أذكرهم باهلل وبيوم الحساب الذي سيقفون فيه بين‬ ‫يديه‪ ،‬ولكني لم أعتقد أن أحداً يؤمن بآخرة وحس��اب‬ ‫يمك��ن أن يفعل تلك القبائ��ح التي يعملون‪ .‬وددت أن‬ ‫أخاط��ب قلوبه��م وضمائرهم‪ ،‬ولكن��ي نظرت فرأيت‬ ‫أنهم بال ضمائر وبال قلوب‪ .‬وإال فكيف تطرق بابَك يا‬ ‫من فقدت المروءة والش��رف ويا من فقدت اإلحساس‬ ‫والضمير‪ ،‬كيف تطرق بابَ��ك المرأ ُة الضعيفة تحمل‬ ‫بي��دٍ رضيع��ًا وتج��ر باألخ��رى صغي��راً ووراءها ثالث‬ ‫بُنَيّ��ات‪ ،‬فتنهره��ا وتردّه��ا أو تُغلي عليه��ا اإليجار‬ ‫أضعافًا مضاعفات‪ ،‬وهي ال تملك نصف أصل اإليجار‬ ‫وال ربع��ه وال رب��ع الربع؟ ل��و أن يهودي��ًا طر َقت هذه‬ ‫المرأة بابه لرقّ قلبه‪ ،‬ولكنكم ‪ -‬يا تجّار اآلالم ‪ -‬أسوأ‬ ‫من اليهود‪ ،‬أقس��م باهلل إنكم أس��وأ من اليهود الذين‬ ‫نضرب بهم بالجشع والسوء األمثال!‬ ‫ي��ا أألم اللئ��ام ويا ذئاباً ف��ي أثواب البش��ر‪ ،‬كيف‬ ‫تطيب نفوس��كم أن تس��تغلوا ضعف الضعفاء وحاجة‬

‫مجاهد مأمون ديرانية‬

‫المحتاجي��ن م��ن الالجئي��ن الفارّين من الم��دن التي‬ ‫دمره��ا القصف وأكلتها النار؟ إنكم عار على س��وريا‪،‬‬ ‫ال بل إنكم عار على بني اإلنس��ان‪ ،‬فليس إنس��انًا من‬ ‫يس��تغل حاجة أخيه اإلنس��ان ف��ي مثل ه��ذا المقام‪،‬‬ ‫ليس إنس��انًا من يضاعف بالء الن��اس من أجل المال‪.‬‬ ‫ال بارك اهلل في درهم يربحه تاجر جَشِ��عٌ من أولئك‬ ‫َ‬ ‫الضّعَفة المساكين وال دينار‪ ،‬بل أسأل اهلل أن يخسف‬ ‫ب��ه األرض كم��ا خس��فها بق��ارون‪ ،‬حتى ّ‬ ‫يطل��ع عليه‬ ‫َ‬ ‫فيقول قائ ُلهم‪ :‬وَيْ كأنّه ال يفلح الظالمون!‬ ‫الناس‬

‫***‬

‫إذا كان أح��د م��ن ه��ؤالء اللئ��ام ف��ي المناط��ق‬ ‫المح��ررة فإن عل��ى م��ن يعرفهم أن يش��كوهم إلى‬ ‫القض��اء أو م��ن يم ّثل��ه من هيئ��ات ش��رعية وإدارات‬ ‫محلي��ة‪ ،‬وعلى القضاء أن يعقد له محاكمة علنية وأن‬ ‫يُصدر في حقه الحكم الش��رعي‪ .‬وأحس��ب أن الشرع‬ ‫يوج��ب ‪ -‬ف��ي حاالت االضط��رار التي تتعل��ق بالموت‬ ‫والحي��اة ‪ -‬أن تص��ادَر العي��نُ التي يحب��س صاحبُها‬ ‫ُ‬ ‫والبضاع��ة الت��ي يحتكرها من‬ ‫نفعَه��ا ع��ن الن��اس‬ ‫دونهم وهم بأش��د الحاجة إليه��ا وال بديل لهم عنها‪.‬‬ ‫أق��ول ه��ذا اجتهاداً ولي��س حكماً‪ ،‬فإن هذه المس��ألة‬ ‫الدقيقة ال يفتي فيها إال أهل العلم الثقات‪ ،‬فابحثوها‬ ‫وأخبرونا بحكم الشرع فيها يا أيها العلماء‪.‬‬ ‫أم��ا إذا كان المعتدي في المناط��ق المحتلة التي‬ ‫ما ت��زال تح��ت س��يطرة النظام ف��إن عل��ى الجماعة‬ ‫الت��ي تعيش معه أن تضغط علي��ه لتصحيح موقفه‪،‬‬ ‫والجماع��ة المقص��ودة تش��مل وجه��اء الح��ي وكبار‬ ‫العائلة‪ ،‬بل وتش��مل إخوت��ه وأوالده وزوجته إن كانوا‬ ‫مخالفي��ن لمنهج��ه وعمله‪ .‬ف��إذا أصرّ بع��د ذلك كله‬ ‫فليس لنا إال أن نَشُ��نّ عليه حربًا نفس��ية ومعنوية‬ ‫بالنبذ والمقاطعة‪.‬‬ ‫إن التاج��ر اآلثم الذي يتاجر بآالم الناس من حقه‬ ‫َ‬ ‫فيُقاطع ويُنبَذ اليوم‬ ‫أن يُعرَف ويُشهَر في الناس‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ويقاط��ع ويُنبَذ غ��داً بعد نجاح‬ ‫قبل س��قوط النظام‬ ‫الث��ورة؛ ال محل لمثله بين الش��رفاء‪ ،‬فال تعاملوه ‪ -‬يا‬ ‫أيها الشرفاء ‪ -‬اليوم وال تسامحوه في مقبالت األيام‪.‬‬


‫مر�سوم العف��و العام رقم ‪ 23‬لعام ‪2013‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫يتضمن المرس��وم ‪ 23‬عف��واً عامًا‬ ‫ع��ن الجرائ��م المرتكبة قب��ل صدوره‪.‬‬ ‫ويعتب��ر م��ن أش��مل مراس��يم العف��و‬ ‫الص��ادرة ف��ي العامي��ن الس��ابقين إذ‬ ‫يتضم��ن العفو ع��ن الغالبي��ة العظمى‬ ‫م��ن الجرائ��م بأنواعه��ا المختلف��ة‬ ‫وبدرجات متفاوتة بدءاً بأش��د الجنايات‬ ‫المعاقب عليها باإلعدام والجنح وانتهاء‬ ‫بالمخالفات البسيطة‬ ‫وقد شمل المرس��وم حمل وحيازة‬ ‫األس��لحة بشكل غير مش��روع وجرائم‬ ‫الف��رار الداخل��ي والخارج��ي مبين��اً أن‬ ‫المرس��وم ت��درج ف��ي مفع��ول العف��و‬ ‫ليش��مل كام��ل العقوب��ة ف��ي بع��ض‬ ‫الجرائ��م بينم��ا ش��مل البع��ض اآلخ��ر‬ ‫بنصف العقوبة أو ربعه��ا تبعًا للوصف‬ ‫الجرم��ي ول��م يس��تثن م��ن أحكامه إال‬ ‫ع��دداً مح��دوداً للغاي��ة م��ن الجرائ��م‬ ‫والس��يما جرائ��م الخيان��ة والتجس��س‬ ‫والجرائ��م اإلرهابية وتلك التي تنطوي‬ ‫على أفعال شائنة ومخلة بالشرف‪.‬‬ ‫يمن��ح عف��و ع��ام ع��ن الجرائ��م‬ ‫المرتكب��ة قب��ل تاري��خ ‪2013 - 4 - 16‬‬ ‫وفقا لآلتي‪..‬‬ ‫المادة (‪)1‬‬ ‫أ ‪ -‬تستبدل عقوبة اإلعدام بعقوبة‬ ‫األش��غال الش��اقة المؤب��دة أو االعتقال‬ ‫المؤبد تبعا للوصف الجرمي‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬تس��تبدل عقوب��ة األش��غال‬ ‫الش��اقة المؤب��دة بعقوب��ة األش��غال‬ ‫الشاقة المؤقتة لمدة ‪ 20‬عاما‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬تس��تبدل عقوب��ة االعتق��ال‬ ‫المؤبد بعقوبة االعتق��ال المؤقت لمدة‬ ‫‪ 20‬عاما‪.‬‬ ‫المادة (‪)2‬‬ ‫ع��ن كام��ل العقوب��ة المؤقت��ة أو‬ ‫المؤب��دة للمص��اب بتاريخ ص��دور هذا‬ ‫المرس��وم التش��ريعي بم��رض عضال‬ ‫غير قابل للشفاء‪.‬‬ ‫المادة (‪)3‬‬ ‫أ ‪ -‬عن كامل العقوبة المؤقتة لمن‬ ‫بلغ الس��بعين من العم��ر بتاريخ صدور‬ ‫هذا المرسوم التشريعي‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬ع��ن كام��ل العقوب��ة المؤبدة‬ ‫لم��ن بلغ الس��بعين م��ن العم��ر بتاريخ‬ ‫صدور هذا المرسوم التشريعي إذا كان‬ ‫قد اقت��رف الجرم قبل إتمامه الس��تين‬ ‫من العمر‪.‬‬ ‫المادة (‪)4‬‬ ‫أ ‪ -‬عن كامل العقوبة في الجرائم‬ ‫المنصوص عليها في المادتين ‪/ 285 /‬‬ ‫و‪ / 286 /‬والفقرة ‪ / 1 /‬من المادة ‪293 /‬‬ ‫‪ /‬والمادة ‪ / 295 /‬م��ن قانون العقوبات‬ ‫الص��ادر بالمرس��وم التش��ريعي رقم ‪/‬‬ ‫‪ / 148‬لعام ‪ / 1949 /‬وتعديالته‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬عن رب��ع العقوبة في الجرائم‬ ‫المنص��وص عليها في الفقرة ‪ / 1 /‬من‬ ‫المادة ‪ / 305 /‬والفقرة ‪ / 1 /‬من المادة ‪/‬‬ ‫‪ / 306‬إذا كان الجرم مقترفا من سوري‬ ‫من قانون العقوبات الصادر بالمرسوم‬ ‫التش��ريعي رقم ‪ / 148 /‬لعام ‪/ 1949 /‬‬ ‫وتعديالته‪.‬‬ ‫المادة (‪)5‬‬ ‫أ ‪ -‬عن كامل العقوبة في الجرائم‬

‫المنص��وص عليها في المادة ‪ / 10 /‬من‬ ‫القان��ون رقم ‪ / 19 /‬الصادر بتاريخ ‪- 2‬‬ ‫‪.2012 - 7‬‬ ‫ب ‪ -‬ع��ن رب��ع العقوب��ة بالنس��بة‬ ‫للجرائ��م المنصوص عليه��ا في المادة‬ ‫‪ / 2 /‬إذا كان الجرم مقترفا من س��وري‬ ‫م��ن القانون رقم ‪ / 19 /‬الصادر بتاريخ‬ ‫‪.2012 - 7 - 2‬‬ ‫ج ‪ -‬ع��ن ربع العقوب��ة لمن انضم‬ ‫م��ن الس��وريين إل��ى منظم��ة إرهابية‬ ‫وفق��ا للفقرة ‪ / 2 /‬م��ن المادة ‪ / 3 /‬من‬ ‫القان��ون رقم ‪ / 19 /‬الصادر بتاريخ ‪- 2‬‬ ‫‪.2012 - 7‬‬ ‫د ‪ -‬تس��تثنى م��ن ش��مول أح��كام‬ ‫هذا المرسوم التشريعي سائر الجرائم‬ ‫األخرى المنصوص عليه��ا في القانون‬ ‫رقم ‪ 19‬الصادر بتاريخ ‪.2012 - 7 - 2‬‬ ‫المادة (‪)6‬‬ ‫أ ‪ -‬عن كامل العقوبة في الجرائم‬ ‫المنص��وص عليه��ا ف��ي المرس��وم‬ ‫التش��ريعي رق��م ‪ / 13 /‬لعام ‪/ 1974 /‬‬ ‫لمن يسدد الغرامة ويجري التسوية مع‬ ‫اإلدارة العامة للجم��ارك ومكتب القطع‬ ‫والمؤسسة العامة للتبغ والتنباك‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬يس��تثنى من حكم هذه المادة‬ ‫جرائم تهريب األسلحة والمخدرات‪.‬‬ ‫المادة (‪)7‬‬ ‫ع��ن كام��ل العقوبة ف��ي الجرائم‬ ‫المنص��وص عليه��ا ف��ي الم��ادة ‪/ 43 /‬‬ ‫م��ن القانون رقم ‪ / 2 /‬لع��ام ‪/ 1993 /‬‬ ‫وعن ربع العقوبة الجنائية المؤقتة في‬ ‫الجرائم األخ��رى المنصوص عليها في‬ ‫هذا القانون‪.‬‬ ‫المادة (‪)8‬‬ ‫أ ‪ -‬عن كامل العقوبة في الجرائم‬ ‫المنص��وص عليها في الفقرة ‪ /‬ج ‪ /‬من‬ ‫الم��ادة ‪ / 9 /‬م��ن القان��ون رق��م ‪/ 10 /‬‬ ‫الصادر بتاريخ ‪.1961 - 3 - 8‬‬ ‫ب ‪ -‬تس��تثنى م��ن ش��مول أحكام‬ ‫هذا المرسوم التشريعي سائر الجرائم‬ ‫األخرى المنصوص عليه��ا في القانون‬ ‫رق��م ‪ / 10 /‬الص��ادر بتاري��خ ‪- 3 - 8‬‬ ‫‪.1961‬‬ ‫المادة (‪)9‬‬ ‫أ ‪ -‬ع��ن نص��ف العقوب��ة الجنائية‬ ‫المؤقتة‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬ع��ن ربع العقوبة في الجنايات‬ ‫المنصوص عليه��ا في قانون العقوبات‬ ‫االقتص��ادي الص��ادر بالمرس��وم‬ ‫التش��ريعي رق��م ‪ / 37 /‬لعام ‪/ 1966 /‬‬ ‫وتعديالته‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬عن نص��ف العقوب��ة الجنحية‬ ‫المنص��وص عليها في المواد اآلتية من‬ ‫قان��ون العقوب��ات الص��ادر بالمرس��وم‬ ‫التش��ريعي رقم ‪ / 148 /‬لعام ‪/ 1949 /‬‬ ‫وتعديالته‪ / 345 / 341 / ..‬إلى ‪/ 355 /‬‬ ‫‪. / 387 / 386‬‬ ‫المادة (‪)10‬‬ ‫ع��ن كام��ل العقوب��ة ف��ي الجن��ح‬ ‫والمخالفات‪.‬‬ ‫المادة (‪)11‬‬ ‫عن جميع تدابير اإلصالح والرعاية‬ ‫لألحداث في الجنح‪.‬‬

‫المادة (‪)12‬‬ ‫عن كامل العقوبة المانعة للحرية‬ ‫ف��ي الجرائ��م المنص��وص عليه��ا في‬ ‫المرس��وم التش��ريعي رقم ‪ / 59 /‬لعام‬ ‫‪ / 2008 /‬والمرس��وم التشريعي رقم ‪/‬‬ ‫‪ / 40‬لعام ‪. / 2012 /‬‬ ‫المادة(‪)13‬‬ ‫أ ‪ -‬ع��ن كامل العقوب��ة في الجنح‬ ‫المنص��وص عليه��ا ف��ي المرس��وم‬ ‫التش��ريعي رق��م ‪ / 51 /‬لعام ‪/ 2001 /‬‬ ‫وتعديالته المتعلق باألسلحة والذخائر‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬يس��تفيد م��ن أح��كام الفق��رة‬ ‫السابقة من يبادر إلى تسليم السالح إلى‬ ‫الس��لطات المختصة خ�لال ‪ 30‬يوما من‬ ‫تاريخ صدور هذا المرسوم التشريعي‪.‬‬ ‫المادة(‪)14‬‬ ‫أ ‪ -‬ع��ن كام��ل العقوب��ة لمرتكبي‬ ‫جرائ��م الف��رار الداخل��ي المنص��وص‬ ‫عليه��ا ف��ي الم��ادة ‪ / 100 /‬م��ن قانون‬ ‫العقوبات العسكرية الصادر بالمرسوم‬ ‫التش��ريعي رق��م ‪ / 61 /‬لعام ‪/ 1950 /‬‬ ‫وتعديالته‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬ع��ن كام��ل العقوبة لمرتكبي‬ ‫جرائ��م الف��رار الخارج��ي المنص��وص‬ ‫عليه��ا ف��ي الم��ادة ‪ / 101 /‬م��ن قانون‬ ‫العقوبات العسكرية الصادر بالمرسوم‬ ‫التش��ريعي رق��م ‪ / 61 /‬لعام ‪/ 1950 /‬‬ ‫وتعديالته‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬ال تش��مل أح��كام ه��ذه المادة‬ ‫المتواري��ن ع��ن األنظ��ار والفارين عن‬ ‫وجه العدالة إال إذا سلموا أنفسهم خالل‬ ‫‪ 30‬يوما بالنس��بة للف��رار الداخلي و‪90‬‬ ‫يوما بالنسبة للفرار الخارجي‪.‬‬ ‫المادة(‪)15‬‬ ‫يس��تثنى من ش��مول أح��كام هذا‬ ‫المرسوم التشريعي‪..‬‬ ‫أ ‪ -‬الجن��ح المنص��وص عليه��ا في‬ ‫الم��واد اآلتي��ة م��ن قان��ون العقوب��ات‬ ‫العس��كرية الص��ادر بالمرس��وم‬ ‫التش��ريعي رق��م ‪ / 61 /‬لعام ‪/ 1950 /‬‬ ‫وتعديالت��ه‪135 / 133 / 120 / 113 / ..‬‬ ‫‪. / 149 / 140 /‬‬ ‫ب ‪ -‬الجناي��ات المنص��وص عليه��ا‬ ‫في الم��واد اآلتية من قان��ون العقوبات‬ ‫العس��كرية الص��ادر بالمرس��وم‬ ‫التش��ريعي رق��م ‪ / 61 /‬لعام ‪/ 1950 /‬‬ ‫وتعديالت��ه‪ 136 / ..‬إل��ى ‪/ 141 / 139‬‬ ‫‪. / 160 / 159 / 158 / 156 / 155‬‬ ‫ج ‪ -‬الجرائم المنصوص عليها في‬ ‫المرس��وم التش��ريعي رقم ‪ / 68 /‬لعام‬ ‫‪. / 1953 /‬‬ ‫د ‪ -‬الجرائ��م المنصوص عليها في‬ ‫القانون رقم ‪ / 286 /‬لعام ‪. / 1956 /‬‬ ‫ه ‪ -‬الجرائ��م المنص��وص عليه��ا‬ ‫ف��ي القانون رق��م ‪ / 26 /‬لعام ‪2011 /‬‬ ‫‪ /‬والم��ادة رق��م ‪ / 40 /‬م��ن المرس��وم‬ ‫التشريعي رقم ‪ / 51 /‬لعام ‪. / 2001 /‬‬ ‫و ‪ -‬الجرائ��م المنص��وص عليه��ا‬ ‫في الم��واد اآلتية من قان��ون العقوبات‬ ‫الص��ادر بالمرس��وم التش��ريعي رق��م‬ ‫‪ / 148 /‬لع��ام ‪ / 1949 /‬وتعديالت��ه‪..‬‬ ‫‪ 263 /‬إل��ى ‪ 271 / / 268‬إل��ى ‪/ 277‬‬ ‫الفق��رة ‪ / 2 /‬من الم��ادة ‪/ 294 / 293 /‬‬ ‫‪ / 296‬إل��ى ‪ / 303 /‬الفقرتي��ن ‪ / 2 /‬و‪/‬‬

‫‪ / 3‬م��ن المادة ‪ / 305 /‬الفقرة ‪ / 2 /‬من‬ ‫المادة ‪402 / 398 / 397 / 326 / 306 /‬‬ ‫‪ / 430 / 428 / 427 / 405 / 403 /‬إل��ى‬ ‫‪ / 437 / 435 /‬إلى ‪ / 445 / 441 /‬إلى ‪/‬‬ ‫‪473 / 455 / 453 / 451 / 450 / 448‬‬ ‫‪ / 476 / 474 /‬إلى ‪ / 489 / 480 /‬إلى ‪/‬‬ ‫‪ / 499 / 496‬إل��ى ‪/ 505 / 504 / 502 /‬‬ ‫‪573 / 529 / 528 / 520 / 511 / 507‬‬ ‫‪ /‬إلى ‪ / 582 / 578 / 577 / 575 /‬إلى ‪/‬‬ ‫‪. / 730 / 584‬‬ ‫المادة(‪)16‬‬ ‫أ ‪ -‬مع مراعاة أح��كام المادتين ‪2 /‬‬ ‫‪ /‬و‪ / 3 /‬من هذا المرس��وم التش��ريعي‬ ‫يش��ترط لالس��تفادة من أح��كام العفو‬ ‫ف��ي الجرائ��م الجنائي��ة الوص��ف عدم‬ ‫وجود ادعاء ش��خصي أو شكوى مقترنة‬ ‫بدفع سلفة االدعاء الشخصي خالل ‪15‬‬ ‫يوم��ا من تاري��خ صدور هذا المرس��وم‬ ‫التش��ريعي أو ت��م إس��قاط الح��ق‬ ‫الش��خصي ف��ي أي مرحلة م��ن مراحل‬ ‫الدع��وى أو بع��د اكتس��اب الحك��م قوة‬ ‫القضية المقضية‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬ف��ي الجرائم األخرى يش��ترط‬ ‫لالس��تفادة م��ن العف��و تحق��ق أحكام‬ ‫الفق��رة ‪ /‬أ ‪ /‬من هذه المادة أو تس��ديد‬ ‫المحك��وم علي��ه بحكم قطع��ي المبالغ‬ ‫والتعويضات المحكوم بها لصالح الجهة‬ ‫المدعية‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬في كلتا الحالتين يشترط دفع‬ ‫الغرامات والنفقات والرس��وم المحكوم‬ ‫بها في صندوق المحكمة‪.‬‬ ‫المادة(‪)17‬‬ ‫ال تش��مل أح��كام ه��ذا المرس��وم‬ ‫التش��ريعي غرام��ات مخالف��ات قوانين‬ ‫وأنظم��ة الجم��ارك والقط��ع والتب��غ‬ ‫والتنب��اك وضابط��ة البن��اء والكهرب��اء‬ ‫والمياه والطوابع والقوانين األخرى التي‬ ‫تحمل غراماتها طابع التعويض المدني‬ ‫للدول��ة وكذل��ك الرس��وم والغرام��ات‬ ‫المحك��وم بها ف��ي الجرائم المش��مولة‬ ‫بأحكام هذا المرسوم التشريعي‪.‬‬ ‫المادة(‪)18‬‬ ‫ال يس��تفيد م��ن ه��ذا العف��و‬ ‫المت��وارون ع��ن األنظار والف��ارون عن‬ ‫وجه العدالة في الجنايات الذين يش��مل‬ ‫هذا المرسوم التش��ريعي جريمتهم إال‬ ‫إذا س��لموا أنفس��هم خالل ‪ 60‬يوما من‬ ‫تاريخ صدوره إلى السلطات المختصة‪.‬‬ ‫المادة(‪)19‬‬ ‫أ ‪ -‬ال يؤث��ر ه��ذا العفو على دعوى‬ ‫الحق الش��خصي وتبقى ه��ذه الدعوى‬ ‫م��ن اختص��اص المحكم��ة الواضع��ة‬ ‫يدها على دع��وى الحق العام وللمدعي‬ ‫الش��خصي أن يقي��م دعواه أم��ام هذه‬ ‫المحكم��ة خ�لال مدة س��نة واح��دة من‬ ‫تاريخ صدور هذا المرس��وم التشريعي‬ ‫ويس��قط حق��ه ف��ي إقامتها بع��د هذه‬ ‫المدة أمام المحكمة الجزائية ويبقى له‬ ‫الحق في إقامتها أمام المحكمة المدنية‬ ‫المختصة‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬يس��تفيد من حكم الفقرة ‪ /‬أ ‪/‬‬ ‫من هذه المادة الش��اكي الذي لم يسدد‬ ‫س��لفة االدعاء الشخصي خالل ‪ 15‬يوما‬ ‫وفق��ا لما ورد في الفقرة ‪ /‬أ ‪ /‬من المادة‬ ‫‪ / 15 /‬من هذا المرسوم التشريعي‪.‬‬

‫الصفحة القانونية ‪. .‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫‪13‬‬


‫�أبو خليل القباين ‪1903 - 1833‬‬ ‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪14‬‬

‫ياسر مرزوق‬

‫ول��د أحمد أب��و خليل ب��ن محمد‬ ‫آغا بن حس��ين آغا آقبيق في دمشق‬ ‫عام ‪ 1833‬ألس��رة دمش��قية عريقة‬ ‫يتصل نسبها بأكرم آقبيق الذي كان‬ ‫"ياور" مستش��ار الس��لطان س��ليمان‬ ‫القانوني‪ .‬وأحد أجداده هو شادي بك‬ ‫آقبيق الذي بنى مدرس��ة الش��ابكلية‬ ‫للعل��وم الديني��ة بدمش��ق م��ع جامع‬ ‫كبير‪ ،‬وأوق��ف لهما أوق��افَ َ‬ ‫القنَوات‬ ‫" ح��ي تج��ارى س��كنى عري��ق ف��ي‬ ‫دمشق "بأجمعها؛ ثم ُل ّ‬ ‫قِب في عهده‬ ‫بالقبَّاني ألن��ه كان يـملك قبّان باب‬ ‫الجابي��ة نس��بة إل��ى القبابـي��ن التي‬ ‫كان��ت بذل��ك الزم��ان مل��كاً لفري��ق‬ ‫م��ن العائالت في كل ح��ي من أحياء‬ ‫عمٌ‬ ‫دمش��ق‪ .‬وأبو خليل القباني هو ّ‬ ‫ألبي الشاعر الكبير نزار قباني وعمّ‬ ‫ألمه أيضًا‪.‬‬ ‫ع��اش القبان��ي يتيم��ا إذ مات��ت‬ ‫أمه بعد والدت��ه فكفله خاله‪..‬‏ درس‬ ‫في الكت��اب وفي جامع الطاووس��ية‪،‬‬ ‫والمس��اجد األخرى حيث تلقى ش��تى‬ ‫العلوم من نحو وصرف وبيان وبديع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة إل��ى العلوم الدينية‪ ،‬والفقه‪..‬‬ ‫كم��ا درس التركية والفارس��ية‪ ،‬كان‬ ‫والده يري��ده أن يكون متعلمًا مثقفاً‪،‬‬ ‫فأخذه إل��ى الجام��ع األم��وي الكبير‪،‬‬ ‫ليتعل��م اللغ��ة العربي��ة‪ ،‬والق��رآن‬ ‫الكريم‪ ،‬ولم يمض وقت طويل حتى‬ ‫ذاع صيته‪ ،‬نظ��راً لحدة ذكائه وجمال‬ ‫صوت��ه‪ ،‬وبع��د االنته��اء م��ن دروس‬ ‫األموي كان القبان��ي يرتاد المقاهي‬ ‫س��راً للتف��رّج عل��ى فص��ول "خيال‬ ‫الظل " واالستماع إلى أهل الفن‪ ،‬كما‬ ‫بدأ القبان��ي بإقامة حف�لاتٍ غنائية‬ ‫ألصدقائ��ه ف��ي دارة أبي��ه ف��ي باب‬ ‫س��ريجة‪ ،‬وما إن سمع األب بما يجري‬ ‫في منزله ط��رد أحم��د ورفاقه الذي‬ ‫لجأ إل��ى خال��ه‪ ،‬وراح يغني ويرقص‬ ‫كلم��ا دُعي إل��ى حف��ل‪ ،‬وذاع صيته‬ ‫وصيت ألحانه في دمشق كلها‪.‬‬ ‫ولم��ا ج��اء مدح��ت باش��ا إل��ى‬ ‫دمش��ق‪ ،‬اس��تدعى وجه��اء المدينة‪،‬‬ ‫وس��أل عمّا إذا كان يوجد في دمشق‬ ‫أناس يقدّمون مس��رحيات‪ ،‬فأشاروا‬ ‫علي��ه بالقباني‪ ،‬فاس��تدعي لمقابلة‬ ‫الوال��ي‪ ،‬ال��ذي ّ‬ ‫كلف��ه بتمثي��ل رواية‬ ‫ليش��اهدها بنفس��ه‪ ،‬فامتث��ل لألمر‬ ‫وش��رح ل��ه ب��أن التمثيل يحت��اج إلى‬ ‫مس��رح وأدوات تمثيلي��ة ال ب��د منها‪،‬‬ ‫فأم��ر الوالي ب��أن يعطى م��ن بلدته‬ ‫دمش��ق تس��عمئة ليرة ذهبي��ة لهذه‬ ‫الغاية‪ ،‬واستأجر القباني قطعة أرض‬ ‫في باب توم��ا وراح يمرّن رفاقه من‬ ‫ه��واة التمثيل لتقدي��م "رواية عايدة‬ ‫" وحض��ر االفتتاح مدحت باش��ا الذي‬ ‫أبدى إعجابه وس��روره بوالدة مسرح‬ ‫القباني بدمش��ق‪ ،‬وكانت أول خطوة‬ ‫له نحو االحتراف‪ ،‬بعدها قدم القباني‬ ‫أول ع��رض مس��رحي متكام��ل في‬ ‫دمش��ق عام ‪ '1871‬وهي مسرحية "‬ ‫الشيخ وضاح ومصباح وقوت األرواح‬ ‫" التي عرضت ف��ي " كازينو الطليان‬

‫" في باب س��ريجة‪ ،‬والذي القى إقبا ًال‬ ‫جماهيري��ًا كبيراً‪ ،‬وتابع الناس أعمال‬ ‫القباني وعروضه المس��رحية وحقق‬ ‫نجاح��ا كبي��را‪ ،‬وفي ع��ام ‪ 1879‬ألف‬ ‫أبو خليل القباني فرقته المس��رحية‬ ‫وقدم في س��نواته األولى حوالي ‪40‬‬ ‫عرض��ًا مس��رحياً وغنائي��اً وتمثيليات‬ ‫وق��د اضط��ر أبو خلي��ل لالس��تعانة‬ ‫بصبي��ة ألداء دور اإلناث ف��ي البداية‬ ‫مما استنكره المش��ايخ فشكوه والي‬ ‫دمش��ق‪ ،‬القى صعوبات ف��ي البداية‬ ‫وتوقف عن عروضه المس��رحية إلى‬ ‫حين ع��ودة مدحت باش��ا إل��ى والية‬ ‫دمشق حيث س��هل له متابعة العمل‬ ‫المس��رحي‪ .‬واش��تهر القباني وحقق‬ ‫نجاحاً كبيراً واضعاً األس��س للمسرح‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫ع��ام ‪ 1880‬اس��تطاع أن ينش��ئ‬ ‫مس��رحه ف��ي "خ��ان الجم��رك" ف��ي‬ ‫س��وق الحميدي��ة‪ ،‬وأنف��ق عل��ى‬ ‫تجهي��زه مبل��غ ألف��ي لي��رة ذهبي��ة‬ ‫أرض كان قد ورثه��ا عن أبيه‪،‬‬ ‫ثم��ن ٍ‬ ‫وق��دم عل��ى خش��بته بالتع��اون م��ع‬ ‫اس��كندر فرح وجورج ميرزا مسرحية‬ ‫ذات مس��توى ع��ال حضره��ا الوالي‬ ‫ووجه��اء المدين��ة بعن��وان "األمي��ر‬ ‫محمود نجل ش��اه العج��م " في خان‬ ‫العصروني��ة‪ ..‬وش��ارك ف��ي التمثيل‬ ‫فتاتان ت��م إحضارهما من لبنان هما‬ ‫لبيبة ومري��م‪ ..‬بالتزامن م��ع النجاح‬

‫الجماهي��ري الكبير تع��رض القباني‬ ‫لخس��ائر مادي��ة‪ ،‬لتمن��ع الوجه��اء‬ ‫وأصح��اب النف��وذ ع��ن دف��ع ثم��ن‬ ‫التذاكر‪ ،‬واس��تمر مسرح القباني في‬ ‫دمشق س��نة وأحد عشر ش��هراً على‬ ‫هذه الحال‪.‬‬ ‫كان الطاب��ع الغال��ب عل��ى هذه‬ ‫المس��رحيات ه��و اإلنش��اد الف��ردي‬ ‫والجماع��ي‪ ،‬باإلضاف��ة إل��ى الرقص‬ ‫العربي السماعي‪ ،‬حيث كان القباني‬ ‫من أكبر أس��اتذة الموسيقى العربية‬ ‫علمًا وتلحينًا وبراعة أداء‪ ،‬وفض ً‬ ‫ال عن‬ ‫ذلك‪ ،‬كان أديباً وشاعراً‪.‬‬ ‫و القبان��ي ذي األص��ول التركية‬ ‫كان قد تأثر بالمس��رح التركي‪ ،‬وبما‬ ‫كان يمث��ل عل��ى مس��رح " ميخائيل‬ ‫نعوم" م��ن أوبريت��ات وموس��يقيات‬ ‫وكوميديات أكثر مما تأثر بالمس��رح‬ ‫اللبنان��ي أو بالمس��رح األوروب��ي‪.‬‬ ‫خاص��ة وأن نعوم هذا كان يدير أكبر‬ ‫مسرح في عاصمة الخالفة العثمانية‬ ‫منذ سنة ‪ 1844‬حتى سنة ‪ ،1870‬وأن‬ ‫القباني لم يكن يتقن أيًا من اللغات‬ ‫األوروبي��ة وإنم��ا كانت لغت��ه الثانية‬ ‫ه��ي اللغ��ة التركي��ة الت��ي ترجم��ت‬ ‫إليها قبل ظهوره‪ ،‬مسرحيات كورني‬ ‫وراس��ين وموليي��ر وجولدوني فض ً‬ ‫ال‬ ‫ع��ن األوبريت��ات الت��ي كان��ت تقدم‬ ‫على مسارح اسطنبول ومنها مسرح‬ ‫بوسكو‪ ،‬ومس��رح فروي‪ ،‬واألوديون‪،‬‬

‫والشرق والحمراء‪ ،‬والكازار‪ ،‬وقاضي‬ ‫كوى‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغ��م من تش��جيع من‬ ‫ال��والة األتراك وخاصة صبحي باش��ا‬ ‫ومدحت باش��ا‪ ،‬للقباني إال أن حمالت‬ ‫المتش��ددين من رجال الدين اشتدت‬ ‫علي��ه حتى نال��ت منه‪ ،‬عندما وش��وا‬ ‫به لدى الوالي الجديد "حمدي فاضل‬ ‫باش��ا " مؤكدي��ن ع��دم رضاهم عن‬ ‫مس��رح القباني معتبري��ن ما يقدمه‬ ‫نوع��اً من الب��دع والضالل��ة‪ ،‬فأصدر‬ ‫الوال��ي أم��راً بمنع��ه م��ن التمثي��ل‪،‬‬ ‫واس��تغل المش��اغبون ه��ذا األم��ر‬ ‫فقام��وا بإح��راق مس��رحه وأدوات��ه‬ ‫فض��اع كل م��ا كان يملك م��ن ثروة‪،‬‬ ‫واضط��ر لالختف��اء عن األعي��ن مدة‬ ‫ش��هر حتى ته��دأ الثورة الت��ي قامت‬ ‫ضده‪..‬‬ ‫وق��د وصل��ت أخب��ار م��ا تعرض‬ ‫ل��ه القباني إل��ى صديق��ه الحمصي‬ ‫المقيم في مصر "سعد الدين حالبو"‬ ‫فدع��اه إلى مصر‪ ،‬وس��هل له س��بيل‬ ‫الوصول مع جوقته إلى اإلس��كندرية‬ ‫في تموز عام ‪ ..1884‬وكان لوصوله‬ ‫صدى كبيراً‪ ..‬حيث نشر هذا الخبر مع‬ ‫صورة له في جريدة األهرام‪..‬‏‬ ‫ف��ي االس��كندرية ب��دأ القبان��ي‬ ‫بع��رض مس��رحياته عل��ى خش��بة‬ ‫مس��رح "زيزيني��ا"‪ ،‬والت��ي الق��ت‬ ‫نجاح��ًا منقط��ع النظير‪ ،‬حي��ث كانت‬ ‫فرقت��ه الوحي��دة ف��ي المدين��ة‪ ،‬كما‬ ‫ق��ام مدي��ر الفرق��ة "اس��كندر ف��رح‬ ‫"بعم��ل اكتت��اب للجمه��ور م��ن أجل‬ ‫مش��اهدة خمس��ة عروض مسرحية‬ ‫بثم��ن إجمالي واحد‪ ،‬وه��و المعروف‬ ‫بنظ��ام االش��تراك "أي أن المش��ترك‬ ‫يدف��ع مبلغًا مخفضًا ف��ي حالة دفعه‬ ‫مقدم��ًا الثم��ن اإلجمال��ي للع��روض‬ ‫الخمس��ة "‪ ،‬كما قام المطرب الشهير‬ ‫عب��ده الحمولي بالغن��اء بين فصول‬ ‫المس��رحيات‪ ،‬وهكذا نجحت عروض‬ ‫القبان��ي الخمس��ة‪ :‬أن��س الجليس‪،‬‬ ‫عفة المحبين‪ ،‬مصباح وقوت األرواح‪،‬‬ ‫األمير محمود وزهر الرياض‪ ،‬وعنترة‬ ‫العبسي‪..‬‬ ‫م��ع نهاي��ة صي��ف ع��ام ‪1884‬‬ ‫انتقل القباني وفرقت��ه إلى القاهرة‬ ‫واستأجر مس��رح "البوليتياما " وبدأت‬ ‫عروضه المسرحية تتوالى‪ ،‬مع إقبال‬ ‫جماهي��ري ال فت‪ ،‬وع��رض في تلك‬ ‫الفت��رة‪ ،‬مس��رحيتين جديدتين هما‪:‬‬ ‫" لب��اب الغ��رام" و"حم��زة المحت��ال"‬ ‫ه��ذا النجاح دف��ع القبان��ي بالتعاون‬ ‫مع عبده الحمول��ي لتقديم طلب إلى‬ ‫وزير األشغال العمومية في ‪12 / 15‬‬ ‫‪ ،1884 /‬من أجل الترخيص بالتمثيل‬ ‫في دار األوبرا‪ ،‬التي كانت حكراً على‬ ‫الع��روض األجنبي��ة‪ ،‬وق��د رُف��ض‬ ‫الطل��ب‪ ،‬ربم��ا لعدم رض��ى االنكليز‬ ‫ً‬ ‫نتيجة‬ ‫ناطق بالعربية أو‬ ‫مس��رح‬ ‫عن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫لوشايات منافسي القباني في مصر‪،‬‬ ‫عاد بعدها إلى سوريا بسبب اإلحباط‬ ‫ال��ذي أصابه من ع��دم تمثيل فرقته‬


‫وجوه من وطني ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫في دار األوبرا المصرية‪.‬‬ ‫عام ‪ 1885‬عاد إلى اإلس��كندرية‬ ‫بصورة فنية جديدة وبدأ في مس��رح‬ ‫" الدانوب " وكان��ت العروض ناجحة‪،‬‬ ‫حي��ث اس��تطاع القباني في أس��بوع‬ ‫واح��د ع��رض خم��س مس��رحيات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تلبية‬ ‫لينتق��ل بعدها إل��ى القاه��رة‬ ‫لدع��وة الخدي��وي إس��ماعيل ال��ذي‬ ‫أم��ر بإعطائ��ه دار األوب��را ليمث��ل‬ ‫فيها روايات��ه مدة س��نة دون مقابل‬ ‫تش��جيعا لفن��ه‪ ..‬كم��ا وهب��ه أرض��ا‬ ‫أقام عليها القباني مس��رحاً للتمثيل‬ ‫م��ن م��ورده الخ��اص‪ ..‬وق��د حض��ر‬ ‫الخدي��وي إس��ماعيل أول ع��رض‬ ‫مس��رحي قدمه في دار األوبرا وكان‬ ‫بعنوان "الحاكم بأمر اهلل "‪ ،‬في هذه‬ ‫المرحلة تصاع��دت نجاحات القباني‪.‬‬ ‫‏ وتتلم��ذ عل��ى يدي��ه عدد م��ن كبار‬ ‫الفناني��ن المصريي��ن أمثال س�لامة‬ ‫حجازي‪ ..‬كما اس��تطاع أن يس��تقطب‬ ‫إلى مس��رحه عدداً من حفظة القرآن‬ ‫أصح��اب األص��وات الحس��نة إللق��اء‬ ‫الموش��حات الت��ي اعتم��د عليه��ا في‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى رقص السماح‬ ‫مس��رحه‪،‬‬ ‫ال��ذي أعجب ب��ه الجمه��ور المصري‬ ‫بحي��ث أضحى يش��كل عنص��راً هامًا‬ ‫من عناصر ذلك المسرح‪..‬‏‬ ‫عام ‪ 1886‬س��افر إلى ش��يكاغو‬ ‫م��ع أف��راد فرقت��ه البال��غ عدده��م‬ ‫عشرين ممث ً‬ ‫ال والتي قدم فيها أجمل‬ ‫الع��روض خ�لال إقامته الت��ي دامت‬ ‫ستة أشهر‪ ،‬عاد بعدها البتداء موسم‬ ‫ٍ‬ ‫مس��رحي جديد في القاهرة مما أثار‬ ‫ً‬ ‫خاصة اس��كندر‬ ‫حفيظ��ة منافس��يه‪،‬‬ ‫ف��رح مدي��ر فرقته س��ابقاً وس�لامة‬ ‫حج��ازي الذي تتلمذ على يده وأنش��أ‬ ‫فرقته المسرحية الخاصة‪ ،‬فدبروا له‬ ‫المكائد واستغلوا المأجورين وأحرقوا‬ ‫مس��رحه للم��رة الثاني��ة بع��د خ��ان‬ ‫الجم��رك‪ ..‬وكان ألح��د أعي��ان مصر‬

‫دي��ن عليه فاضط��ر القباني إعطاءه‬ ‫أرض��ا كان يملكها لقاء الدين مما زاد‬ ‫في نكبته المادي��ة‪ ،‬فغادر مصر بعد‬ ‫س��بعة عش��ر عامًا من إقامت��ه فيها‬ ‫متوجه��اً إل��ى اس��تانبول حي��ث قدم‬ ‫للس��لطان عب��د الحميد الموش��حات‬ ‫العربي��ة والتركي��ة والفارس��ية م��ن‬ ‫ألحان��ه وقد نالت إعجاب الس��لطان‪..‬‬ ‫ورغ��م العروض المغرية التي قدمت‬ ‫للقبان��ي م��ن قب��ل الس��لطان عب��د‬ ‫الحمي��د األول فق��د كان مص��راً على‬ ‫الع��ودة إل��ى بل��ده س��ورية‪ ..‬وأعلم‬ ‫أن الوالي في دمشق كان‬ ‫الس��لطان ّ‬ ‫قد أصدر أمراً بمنعه من التمثيل في‬ ‫دمش��ق‪ ..‬وبعد التحري الدقيق عرف‬ ‫الس��لطان أن قرار المنع كان من أجل‬ ‫التق��رب من المش��ايخ فألغ��ى المنع‪،‬‬ ‫وبذلك اس��تطاع العودة إلى دمش��ق‬ ‫ليكمل مع فرقته ما كان قد بدأه حيث‬ ‫ضمّت فرقت��ه ‪ / 50 /‬فنان��ا ومطربا‬ ‫كانوا من أفضل العناصر التي قدمت‬ ‫الموش��حات ورق��ص الس��ماح البديع‬ ‫ه��ذا إضافة إل��ى التمثي��ل المتميز‪.‬‏‬ ‫وظل مسرح القباني مستمراً إلى أن‬ ‫وافته المنية عام ‪ 1903‬في دمش��ق‪.‬‬ ‫‏ وم��ازال المس��رح المعروف باس��مة‬ ‫مسرح القباني قائما في إحدى أحياء‬ ‫دمشق حتى اليوم‪ .‬كما أن دارته في‬ ‫منطق��ة الم��زة "كيوان" في دمش��ق‬ ‫بقيت معلمًا عمرانيًا هاماً آلت ملكيته‬ ‫لوزارة السياحة‪.‬‬ ‫من أهم مسرحياته‪:‬‬ ‫‪ .1‬ه��ارون الرش��يد م��ع األمي��ر‬ ‫غانم بن أيّوب وقوت القلوب‪.‬‬ ‫‪ .2‬ه��ارون الرش��يد م��ع أن��س‬ ‫الجليس‪.‬‬ ‫‪ .3‬األمي��ر محم��ود نج��ل ش��اه‬ ‫العجم‪.‬‬ ‫‪ .4‬عفيفة‪.‬‬

‫‪ .5‬عنتر بن شدّاد‪.‬‬ ‫‪ .6‬لباب الغرام‬ ‫‪ ..7‬ناكر الجميل‪.‬‬ ‫‪ .8‬حي��ل النس��اء "الش��هيرة‬ ‫بلوسيا"‪.‬‬ ‫أما أغنيه فلعل أشهرها " يا مال‬ ‫الشام "‪:‬‬ ‫يا مال الشام يا اهلل يا مالي طال‬ ‫المطال يا حلوة تعالي‬ ‫طال المطال وجيت��ي عا لبال ما‬ ‫يبلى الخال عا لخد العالي‬ ‫طال المطال طال وطول الحلوة‬ ‫بتمشي تمشي وتتحول‬ ‫يا ربي يرجع الزمن األول يوم يا‬ ‫لطيف ما كان على بالي‬ ‫ط��ال المط��ال وعيون��ي بتبكي‬ ‫وقلبي مالن ما بقدر يحكي‬ ‫يا رب��ي يكون حبيبي ملكي يوم‬ ‫يا لطيف ما كان على بالي‬ ‫طال المطال وما ش��فناهم يوم‬ ‫األسود يوم الودعناهم‬ ‫يا رب��ي تجمعني معا هم يوم يا‬ ‫لطيف ما كان على بالي‬ ‫ق��ال عن��ه الناق��د المس��رحي‬ ‫موس��ى أس��ود إن من مظاهر تقدم‬ ‫القبان��ي ف��ي أس��لوبه المس��رحي‬ ‫الداعم لمنهج رس��الته تلطيف جفاف‬ ‫الصنعة اللفظية باحتفاظه بالس��جع‬ ‫ش��ك ً‬ ‫ال ومعاص��رة معاني��ه مضمونًا‬ ‫مث��ال ذل��ك ف��ي مس��رحيته ‪ /‬األمير‬ ‫محمود نجل شاه العجم ‪ /‬على نحو‪..‬‬ ‫‪ /‬مذاهب العش��ق يا وال��دي تختلف‪..‬‬ ‫مشوق كلف‪ ..‬فقد يكون‬ ‫يدركها كل‬ ‫ٍ‬ ‫في اللمس ويك��ون بالنظر‪ ..‬ويكون‬ ‫باستحسان بعض الصور‪ ..‬ويكون يا‬ ‫والدي بالس��ماع‪ ..‬فيوقع المحبُ في‬ ‫الن��زاع‪ ..‬وقد يك��ون بمجرد الوصف‪..‬‬

‫فيورد العاشق موارد الحتف ‪. /‬‬ ‫وأوض��ح أس��ود أن لغ��ة القباني‬ ‫تبدو فيه��ا النزع��ة الصوفية كداللة‬ ‫على مقدرة وتمكن هذا الفنان الرائد‬ ‫من اللغ��ة وبحثه ع��ن مرادفات عدة‬ ‫لمعنى العشق في مس��رحياته حيث‬ ‫كان يوضح تل��ك النغمة الدائخة من‬ ‫الوج��د والح��ب فكان أب��و خليل يورد‬ ‫الكثير من هذه المفردات للتعبير عن‬ ‫حب المعش��وق على نح��و‪ " ..‬الجوى‬ ‫والول��ه‪ ..‬الكل��ف‪ ..‬التي��م‪ ..‬التبت��ل‪..‬‬ ‫الش��غف‪ ..‬الصبابة‪ ..‬الوجد‪ ..‬الهيام‪..‬‬ ‫الشجن "‪.‬‬ ‫بدورها قالت الكاتبة المسرحية‬ ‫نعمت عطا اهلل ان اللغة التي اعتمدها‬ ‫القبان��ي ف��ي تصوي��ر ش��خصياته‬ ‫ورس��مها على الخش��بة كان��ت تمور‬ ‫عباراته��ا بغنائي��ة لفظية وش��عرية‬ ‫اس��تطاع من خالله��ا أن يقبض على‬ ‫ذوق جمهوره متتبعًا مزاجه الشرقي‬ ‫الذي ينح��و إلى الخطاب��ة والتطريب‬ ‫لكن��ه كان مقاب��ل ذل��ك ينح��و إل��ى‬ ‫العب��رة المس��تخلصة موضح��ًا م��ن‬ ‫خالل معالجته لش��خصيات مس��رحه‬ ‫أف��كاره الجدي��دة ف��ي تهذي��ب روح‬ ‫المجتمعات العربية‪.‬‬ ‫وأوضح��ت عط��ا اهلل أن تجرب��ة‬ ‫القباني المس��رحية في ذلك العصر‬ ‫تقترب كثيراً من تجارب فن األوبريت‬ ‫اإليطال��ي لك��ن بممي��زات عربي��ة‬ ‫ش��رقية س��اهمت في تكوي��ن وعي‬ ‫جدي��د للفرجة وديمقراطي��ة التلقي‬ ‫الت��ي كان مس��رح القبان��ي يحتف��ل‬ ‫به��ا من خالل مش��اركة الجمهور في‬ ‫تكوي��ن الص��راع وتأجيج��ه ونق��ده‬ ‫معتم��داً عل��ى الكوميدي��ا الرش��يقة‬ ‫واألغان��ي التي م��ا زالت ت��ردد حتى‬ ‫يومن��ا هذا مثال ‪ /‬يا طي��رة طيري يا‬ ‫حمام��ة ‪ /‬يا مال الش��ام ‪ /‬آه يا حلو يا‬ ‫مسليني ‪. /‬‬

‫مسرحية سهرة مع أبي خليل القباني‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪15‬‬


‫رامي عليق‪ :‬حتت املياه اخل�ضراء‬ ‫قراءة في كتاب ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪16‬‬

‫ياسر مرزوق‬ ‫كحال عمل��ه األول "طريق النحل" أث��ار كتاب رامي‬ ‫ً‬ ‫زوبعة في األوساط الثقافية‬ ‫عليق "تحت المياه الخضراء"‬ ‫والسياس��ية اللبنانية والعربية‪ ،‬عليق المنشق عن حزب‬ ‫اهلل يقدم للقارئ عم ًال فريداً يجمع بين السيرة والرواية‪،‬‬ ‫سياس��ية إصالحية‪ ،‬والثانية ً‬ ‫ً‬ ‫أدبية‬ ‫محدثاً ثورتين‪ :‬األولى‬ ‫حملت الكثير من التجديد إلى الكتابة التقليدية‪.‬‬ ‫يق��دم عليق تحلي ًال للمش��روع اإليران��ي الكبير في‬ ‫المنطق��ة‪" ،‬هكذا إذا؟ نصر اهلل ي��رث الحزب بأكمله‪ ،‬وال‬ ‫يبقى أحد ليُناقش في الق��رارات الصادرة عن طهران؟"‬ ‫كما يفضح ممارس��ات حزب اهلل ف��ي الضاحية الجنوبية‪،‬‬ ‫التي تتطابق مع ممارس��ات ميليش��يات الث��ورة اإليرانية‬ ‫م��ع المدنيي��ن‪" :‬لم ترَ عين��اي غير آثار ما ش��هدته عينا‬ ‫عمّي أحمد‪ .‬عينان كانتا الشاهد على أول لطخات األسيد‬ ‫الت��ي رُميت على وجوه ش��ابات رفضن ارت��داء الحجاب‪.‬‬ ‫عين��ان ش��هدتا تحوّل بي��وت اهلل إلى بيوت ح��رب ـ أولى‬ ‫شحنات السالح تصل من طهران ّ‬ ‫لتحط في أيدي أطفال‬ ‫صغار ن��اؤوا بحملها (‪ )..‬هاتان العينان رأتا أولى بش��ائر‬ ‫االختطاف الديني للمقاومة عينها‪ ،‬ما وصل إلى حدّ قتل‬ ‫الرفاق المقاومين‪ ،‬أو اغتيالهم أو تحويلهم أش�لاء بينما‬ ‫كانوا يديرون محركات سياراتهم"‪.‬‬ ‫أه��دى رام��ي ع ّلي��ق كتاب��ه الثان��ي "تح��ت المي��اه‬ ‫الخض��راء"‪ ،‬إلى "كل مكافح من أج��ل الحرية" هو إهدا ٌء‬ ‫يرسله مكافحٌ حقيقي من أجل الحرية‪ ،‬دفع ثمن كفاحه‬ ‫غاليًا‪ ،‬خالل مواجهة غير متكافئة بينه وبين "حزب اهلل"‪،‬‬ ‫الحزب الذي كان ينتس��ب إليه‪ ،‬ثم أعلن جهاراً نهاراً تركه‬ ‫بعدم��ا حاول أن يبعث فيه روحاً إصالحية وفش��ل‪ ،‬فكتب‬ ‫تجربت��ه في كتابه األول «طريق النحل»‪ ،‬الذي صدر في‬ ‫بداي��ة العام ‪ ،.2008‬ف��ي كتابه "تحت المي��اه الخضراء"‬ ‫ي��روي رام��ي ع ّلي��ق قص��ص الخ��وف واألل��م والع��زل‬ ‫والتطويق والتضييق واإلفقار والترهيب والترغيب‪ ،‬التي‬ ‫عاش��ها منذ صدور كتاب��ه «طريق النح��ل» حتى صدور‬ ‫الكتاب الجديد‪.‬‬ ‫حيث ينش��ر محضر اجتم��اع مجلس ش��ورى "حزب‬ ‫اهلل"‪ ،‬ال��ذي عُقِ��د مباش��رة بعد ص��دور كتاب��ه "طريق‬ ‫النحل"‪ ،‬وقد س��رّبه إليه أحد أعضاء الش��ورى وهو شيخ‬ ‫معمَّ��م‪ .‬وفي لقاء صحافي أُج��ري معه مؤخراً قال عليق‬ ‫إن‪" :‬قرار نش��ر محضر جلس��ة مجلس شورى حزب اهلل‪،‬‬ ‫والتلمي��ح إلى صفات من س��رّبها إليّ‪ ،‬أخ��ذ مني الكثير‬ ‫م��ن الوق��ت‪ ،‬ألن األم��ر قد يض��رّ الش��يخ‪ ،‬وس��يحرجه‬ ‫بالتأكيد‪ .‬لك��ن في النهاية وج��دت أن الصالح العام أهم‬ ‫من العالقات الش��خصية‪ ،‬وهذا ما دفعني إلى كتابة هذه‬ ‫التفاصيل دون أن اسأل الشخص المشار إليه"‪.‬‬ ‫وأنقل مقتطفاتٍ من المحضر‪:‬‬ ‫ً‬ ‫"ش��يء أبلغ‪ .‬ش��يء يأخذ به ش��عب لبن��ان علما وال‬ ‫ينس��اه‪ .‬متفجرات‪ ،‬إخواني‪ .‬دراما!» رفع قبضة يده التي‬ ‫كان يمسك بها رأس عصا غليظة يتوكأ عليها حين يسير‬ ‫ إث��ر إصابته بقذيفة هاون مزّقت ّ‬‫بطة قدمه أثناء غزو‬ ‫الجيش اإلس��رائيلي لبيروت ‪ -‬وضرب بها الطاولة البنية‪،‬‬ ‫فاهت��ز س��طحها اهتزازاً سَ��رَى دبيبه ف��ي أوصال يدي‬ ‫الشيخ المشبوكتين عليها‪ .‬شعر الشيخ بشيء من الخوف‬ ‫والهل��ع الصامتي��ن‪« .‬علينا أن نجعل األم��ر أنموذجاً لمن‬ ‫يعتب��ر‪ .‬علينا أن نريَ الن��اس أن هذا النوع من التصرف‪،‬‬ ‫هذا النوع من التفكير‪ ،‬غير مس��موح به في لبنان‪ .‬علينا‬ ‫أن نُس��كت هكذا تفكير قبل أن ينمو ويتكاثر‪ ،‬ويقوّض‬ ‫كل ش��يء حاربنا من أجل إنجازه‪ .‬هذا ما أعتقد‪ ،‬إخواني‪.‬‬ ‫إن ه��ذه المس��ألة ال تعتب��ر تهدي��داً لنا فحس��ب‪ ،‬ال‪ ،‬بل‬ ‫فرص��ة‪ .‬خطوة واحدة صغيرة م��ن جانبنا‪ ،‬عبوة مزروعة‬ ‫بإح��كام‪ ،‬كفيل��ة بإنهاء ه��ذه الحالة وس��واها من حاالت‬ ‫محتمل��ة» أخذ المطبوعة بيده م��رة أخرى وأكمل‪« ،‬أؤكد‬ ‫لك��م‪ ،‬أيها اإلخوة‪ ،‬أن��ه إذا خرج هذا األمر عن س��يطرتنا‬ ‫فسوف تنشأ حاالت مماثلة في المستقبل»‪.‬‬ ‫تاب��ع الرجل‪« ،‬ما أعنيه‪ ،‬األخ الش��يخ‪ ،‬هو أننا لس��نا‬ ‫نتعام��ل م��ع الجمه��ور الش��يعي نفس��ه ال��ذي كان في‬

‫الثمانينات وقت تأسيس الحزب‪ .‬إن جمهور‬ ‫هذا الكتاب‪ ،‬الجمهور الذي يدعونا للشعور‬ ‫بالقل��ق‪ ،‬هو بالتحديد الجمهور الش��يعي‪.‬‬ ‫كما الحظت��م أيها اإلخوة‪ ،‬إن ه��ذه الجرأة‬ ‫البالغ��ة ف��ي التهج��م عل��ى الح��زب‪ ،‬هذا‬ ‫الن��وع من اإلهانة لم يس��بق أن ش��هدناه‬ ‫عل��ى اإلطالق‪ ،‬وال يمكن ألح��د منّا التنبؤ‬ ‫ب��ردة فعل الناس‪ ،‬مباش��رة أو بعد حين»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫رك��ز الرج��ل نظره عل��ى الش��يخ وأكمل‪،‬‬ ‫«لقد كنتم أيها الش��يخ موضع تقدير دائم‬ ‫بالنس��بة إليّ‪ ،‬وأنا ش��خصيًا شهدتُ على‬ ‫ما وفّرَت لنا حكمتكم من تصويب للعديد‬ ‫من قراراتنا‪ ،‬وإنني أؤكد لكم بأنني أتفهم‬ ‫قلقكم بش��أن الدعم الذي تؤمنه قاعدتنا‬ ‫العريض��ة‪ .‬لكنن��ي أؤك��د أيض��اً أن آخر ما‬ ‫نحت��اج إليه هو افتعال ضج��ة في قاعدتنا‬ ‫األكثر واقعية‪ ،‬عنيت الش��يعة‪ .‬ببس��اطة‪،‬‬ ‫أش��عر بالعجز عن التفكير في أي وس��يلة‬ ‫نري من خاللها جماعتن��ا بأننا ال يمكن أن‬ ‫نتس��امح مع هذا النوع من التفكير‪ .‬ليس‬ ‫لدينا خيار إ ّال الوق��وف بوجه هكذا جريمة‬ ‫وإس��كات مرتكبيه��ا‪ .‬اعذرن��ي إذ ال أرى‬ ‫نفس��ي إ ّال على توافق م��ع ما اقترحه األخ‬ ‫ذو الفق��ار‪ .‬إنها فرصتنا لجعل األمر برمته‬ ‫مثا ًال يحتذى به وعبرة لمن يعتبر!»‪.‬‬ ‫ترعرع رام��ي ع ّليق‪ ،‬تحت جناح حزب‬ ‫اهلل‪ ،‬وقب��ل أن يغ��ادر الحزب لم يس��تبعد‬ ‫إم��كان إص�لاح م��ا صدم��ه ف��ي الدوائ��ر‬ ‫المغلق��ة للح��زب من داخل‪ ،‬ه��ذا ما دفعه‬ ‫إل��ى إع��داد ورق��ة إص�لاح‪ ،‬عرضه��ا على‬ ‫المعنيي��ن‪ .‬حينها‪ ،‬وكانت خطة العم��ل اإلصالحية‪ ،‬على‬ ‫الش��كل التالي‪ :‬أو ًال‪ ،‬أن يتخلص الحزبيون في الجماعات‬ ‫المعتدل��ة م��ن ح��ال التف��رق والش��رذمة ويس��تبدلوها‬ ‫بالتع��اون في م��ا بينهم‪ ،‬بغي��ة التمكن م��ن خلق جبهة‬ ‫متراصة في وجه الحزبيين المتطرفين القتس��ام النفوذ‬ ‫معهم‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ ،‬أن يتمّ العمل على طرح برامج حزبية تقرّب‬ ‫الحزب أكثر من محيطه ومن واقعه اللبناني‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ ،‬أن يتمّ الدفع باتجاه إرس��اء واقع مؤسس��اتي‬ ‫في الحزب على صعيد الهيكلية التنظيمية‪.‬‬ ‫لك��ن أح��داً لم يتج��اوب وحينه��ا فقط‪ ،‬ق��رر عليّق‬ ‫االبتع��اد‪ ،‬وق��رر أيض��اً "إبق��اء كل ما يعرفه ع��ن الحزب‬ ‫وكل م��ا عمل علي��ه داخله ط��ي الكتمان"‪ .‬لك��ن اغتيال‬ ‫الرئيس رفي��ق الحريري‪ ،‬والمرحلة الت��ي وجدها مفتتة‬ ‫للكيان اللبناني دفعاه إلى الكتابة بغرض إصالح الحزب‪،‬‬ ‫وإح��داث تغيير في المجتمع الش��يعي‪ ،‬وتالي��اً بناء لبنان‪،‬‬ ‫قرار الكتابة جاء ليكمل ما بدأه في ورقته اإلصالحية كما‬ ‫يقول‪" ،‬أنا لس��ت ضدّ الحزب‪ ،‬أنا ضدّ بعض الممارسات‬ ‫الت��ي ال تتناس��ب مع صف��اء المقاومين‪ ،‬أنا ض��د الجانب‬ ‫الدموي لدى بعض القي��ادات"‪ .‬ويوضح أن هناك جانبين‬ ‫من ش��خصية بعض القيادات "خاصة السيد حسن نصر‬ ‫اهلل وعم��اد مغني��ة ومصطفى ب��در الدين‪ .‬فأن��ا احترم‬ ‫الجانب المقاوم‪ ،‬وأرفض الجانب الدموي اإلجرامي‪ ،‬وهنا‬ ‫بيت القصيد"‪.‬‬ ‫يضي��ف علي��ق‪" :‬كان همّ��ي الدائم دف��ع الحزبيين‬ ‫المعتدلي��ن إلى التالق��ي والتفاهم من أج��ل خلق جبهة‬ ‫موحدة في ما بينهم‪ .‬حاولت كثيراً‪ ،‬وبإصرار حتى الملل‪،‬‬ ‫باألخص مع محمد ح‪ .‬ومحمود ق‪ .‬وحس��ين أ‪ .‬وعامر ش‪.‬‬ ‫وحسين ك‪ .‬ومحمد ر‪ .‬ومحمد ف‪ .‬وغيرهم‪ .‬وجدت لديهم‬ ‫آذانًا صاغية‪ ،‬لكنني وجدت أيضًا ضعفاً وخوفًا من صقور‬ ‫األجهزة المتحكمة‪ّ ،‬‬ ‫ش��ك ًال عام ًال معوّقًا بالنس��بة إليهم‪.‬‬ ‫دأبت على المحاولة طوال العام ‪ 1995‬وخالل قس��م من‬ ‫الع��ام ‪ ،1996‬لكن‪ ،‬لألس��ف‪ ،‬كانت الغلب��ة دائمًا لصقور‬ ‫األم��ن والعس��كر‪ ،‬وكان نصيب��ي مزي��داً م��ن اإلحباط‪.‬‬

‫ف��ي النهاي��ة‪ ،‬وج��دت نفس��ي أم��ام واق��ع صع��ب تم ّثل‬ ‫بأمري��ن‪ :‬األول اصطدامي بجبهة مض��ادة من الحزبيين‬ ‫المتطرفين‪ ،‬يملكون األدوات والوس��ائل الفعالة الالزمة‬ ‫والكافي��ة لترهي��ب م��ن اتفقت معه��م في ال��رأي على‬ ‫ض��رورة تطبيق الخطة التي طرح��ت‪ ،‬والذين وافقوني‪،‬‬ ‫نظريّ��ًا عل��ى األقل‪ .‬غ��ذى وصول��ي إلى ه��ذه النتيجة‬ ‫تجربت��ي في الجامعة األميركية‪ .‬أما األمر الثاني‪ ،‬فتم ّثل‬ ‫بمحاولة اس��تمالتي من قبل بعض األش��خاص التابعين‬ ‫ألجهزة إيرانية نافذة"‪.‬‬ ‫يتضم��ن الكتاب تعقي��دات وخبايا الواقع السياس��ي‬ ‫اللبناني المنقس��م التي تقمع جيل الشباب وتغتال حس‬ ‫المواطني��ة لدي��ه وتخنق روح��ه الطامح��ة للتغيير نحو‬ ‫األفضل‪ ،‬مع التركيز على األساليب المخابراتية المتبعة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة‬ ‫وقعها عل��ى الناس‪ ،‬وقدرتها في ش��ل طاقاتهم‪،‬‬ ‫لتوصي��ف دقي��ق لدوائ��ر الق��رار العليا داخ��ل حزب اهلل‬ ‫"طبيعته��ا‪ ،‬امتداداته��ا‪ ،‬أبطالها"‪ ،‬وتوصي��ف آللية اتخاذ‬ ‫الق��رارات المهم��ة "بما فيها الق��رارات الخطِرة" في ظل‬ ‫تض��ارب المصالح وموازين القوى داخل الحزب وما لذلك‬ ‫من امتدادات إقليمية عبر سوريا وإيران‬ ‫رام��ي عليق هو عضو وقيادي س��ابق منش��ق عن‬ ‫ح��زب اهلل وه��و يعم��ل الي��وم كمحامي‪ ،‬كاتب‪ ،‬وأس��تاذ‬ ‫لم��ادة تربية النح��ل في الجامعة األمريكي��ة في بيروت‪،‬‬ ‫يضيء على نواح مهمة من الواقع االجتماعي والسياسي‬ ‫والتربوي واالقتصادي والجنسي لمجتمع حزب اهلل‪.‬‬ ‫أن "تح��ت المياه الخض��راء" كتاب‬ ‫مم��ا ال ش��كّ فيه ّ‬ ‫مثي��ر ج��دّاً للجدل‪ ،‬يحمل ف��ي طيّات��ه معلومات خطرة‬ ‫ومو ّثق��ة ع��ن تجربة رام��ي ع ّليق في ح��زب اهلل‪ .‬ترقى‬ ‫بالعم��ل إلى وثيقة قانوني��ة وتاريخية‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫مئات الكتب والتحليالت التي صدرت عن حزب اهلل‪ ،‬إال أن‬ ‫ميزة عليق أن يكتب مش��اهداته وتجربته الشخصية من‬ ‫الداخل وهو مازال يصف أعضاء الحزب برفاق المقاومة‪،‬‬ ‫وعلى رغم التحذيرات الكثيرة المباش��رة وغير المباشرة‬ ‫التي تعرّض لها لثنيه ع��ن إصدار مؤلفاته‪ ،‬أبصر كتاب‬ ‫"تحت المياه الخضراء" النور أخيراً‪.‬‬


‫هالة نجاري‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫نتيج��ة لفش��ل ق��وى المعارضة‬ ‫الس��ورية في الخارج حت��ى اآلن‪ ،‬في‬ ‫مواكب��ة الث��ورة الس��ورية وقيادتها‪،‬‬ ‫وتصديره��ا للعال��م على أنه��ا ثورة‪،‬‬ ‫وذل��ك نتيج��ة لخالف��ات قائم��ة على‬ ‫أس��س أيديولوجي��ة‪ ،‬أو فكري��ة‪ ،‬أو‬ ‫سياسية‪.‬‬ ‫ونتيج��ة لتش��تت معظ��م البنى‬ ‫الثوري��ة التي أفرزتها الث��ورة‪ ،‬وعدم‬ ‫امتالكه��ا هيكلي��ة واضح��ة‪ ،‬ورؤي��ة‬ ‫سياس��ية إس��تراتجية تجتم��ع عليها‪،‬‬ ‫وع��دم وج��ود كي��ان سياس��ي واضح‬ ‫ومنظ��م من الداخل‪ ،‬يدير ويمثل كل‬ ‫أش��كال الحراك الث��وري أو حتى جزءاً‬ ‫منها‪ ،‬وبسبب ظهور بعض الشعارات‬ ‫الت��ي ل��م تنطلق الث��ورة م��ن أجلها‬ ‫والت��ي تحمل طابعاً دينياً أو سياس��يًا‬ ‫ال يحاكي أهداف الثورة التي أطلقتها‬ ‫منذ بداياتها‬ ‫كان الب��د من العم��ل على خلق‬ ‫تي��ار سياس��ي فكري مدني ش��بابي‪،‬‬ ‫يحمل فكراً سياس��يًا معتد ًال ومتوازنًا‬ ‫واضح��ًا‪ ،‬ورؤي��ة إس��تراتيجية محددة‬ ‫ألهداف الث��ورة‪ ،‬وطموحاتها‪ ،‬ويكون‬ ‫ممت��داً ف��ي كل المحافظ��ات‪ ،‬وم��ن‬ ‫مختل��ف أطي��اف وأل��وان الش��عب‬ ‫الس��وري‪ ،‬ومتضمن��ا نش��طاء م��ن‬ ‫كل الق��وى السياس��ية والمدني��ة‬ ‫والعس��كرية الموج��ودة والفاعل��ة‬ ‫عل��ى األرض‪ ،‬وبالتال��ي يك��ون وازنًا‬ ‫كطرف قوي وأساس��ي ف��ي المعادلة‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫انطالق��ًا م��ن ه��ذه المعطي��ات‪،‬‬ ‫ومن��ذ أكثر م��ن عام اس��تمرت خالله‬ ‫مناقش��ات ومحاض��رات واجتماع��ات‬ ‫طويل��ة‪ ،‬ج��رت بي��ن ع��دد كبي��ر من‬ ‫النش��طاء ف��ي مختل��ف المحافظات‪،‬‬ ‫وم��ن مختلف الق��وى الثوري��ة‪ ،‬ومن‬ ‫مختلف مكونات الشعب السوري‪.‬‬ ‫انطل��ق مش��روع ائتالف ش��باب‬ ‫الثورة في س��وريا‪ ،‬وال��ذي يحمل في‬ ‫جوهره مش��روع بن��اء الدول��ة‪ ،‬التي‬ ‫تحترم كل الحريات الدينية والثقافية‬ ‫والفكرية لكل المتمتعين بالجنس��ية‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫ه��ذا التي��ار الغي��ر قائ��م عل��ى‬ ‫مب��دأ أيديولوجي س��ابق‪ ،‬أو مرجعية‬ ‫سياس��ية أو دينية‪ ،‬والذي يبتعد أصال‬ ‫ف��ي مضمون��ه ع��ن مناقش��ة الفكر‬ ‫الدين��ي أو السياس��ي‪ ،‬وال��ذي يضم‬ ‫كل ه��ذه المكون��ات م��ن المجتم��ع‪،‬‬ ‫القى رواجًا كبيرا بين مختلف أوساط‬ ‫النش��طاء والمثقفي��ن عل��ى امت��داد‬ ‫المحافظات السورية‪.‬‬ ‫فكل م��ن يحمل ه��ذا الفكر في‬ ‫بن��اء دول��ة الحري��ات‪ ،‬القائم��ة على‬ ‫العدال��ة والحري��ة والقان��ون‪ ،‬والت��ي‬ ‫تعتم��د على مب��دأ المواطن��ة وفصل‬ ‫الس��لطات وتداولي��ة الس��لطة‪ ،‬مهما‬ ‫كان انتم��اؤه العرق��ي أو المذهب��ي‬ ‫أو الطائف��ي‪ ،‬ومهما كان��ت مرجعيته‬ ‫السياس��ية أو الفكري��ة أو الديني��ة‪،‬‬ ‫ومهم��ا كان موقعه من الثورة‪ ،‬طالما‬ ‫أن��ه مؤم��ن به��ذا الجوه��ر العمي��ق‬

‫للثورة‪ ،‬فهو مرح��ب به ليكون عضوا‬ ‫وجزءاً من هذا االئتالف‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬لم ينعقد‬ ‫المؤتمر التأسيسي لهذا التيار‪ ،‬إال بعد‬ ‫عامين تقريباً على بدء الثورة‪ ،‬بتاريخ‬ ‫‪ 2013\3\10‬ف��ي مدين��ة الريحاني��ة‬ ‫بتركيا‪ ،‬وذلك بسبب الصعوبة البالغة‬ ‫الت��ي كان يعاني منها النش��طاء‪ ،‬في‬ ‫التواصل والحركة والتنقل والتنسيق‬ ‫بي��ن بعضه��م البع��ض ضم��ن‬ ‫المحافظ��ة الواح��دة‪ ،‬وبي��ن بعضهم‬ ‫في المحافظات المختلفة‪.‬‬ ‫يعم��ل االئت�لاف عل��ى ترس��يخ‬ ‫وتكري��س ه��ذا الفك��ر والترويج له‪،‬‬ ‫م��ن خالل نش��اطات مدني��ة وفكرية‬ ‫واجتماعية بحتة‪ ،‬حي��ث قام االئتالف‬ ‫بالعديد م��ن هذه النش��اطات‪ ،‬والتي‬ ‫القت تفاع ً‬ ‫ال كبيراً في المجتمع‪ ،‬مثل‬ ‫إحداث مقاهي ثقافية تحوي في جزء‬ ‫منه��ا مكتب��ات تض��م مجموع��ة من‬ ‫الكت��ب المنوعة‪ ،‬وتنش��ر فيها العديد‬ ‫م��ن الصح��ف الت��ي يمك��ن توفرها‬ ‫بش��كل دائم ومس��تمر‪ .‬وم��ن خالل‬ ‫أح��داث مقاه��ي انترنت ف��ي مناطق‬ ‫غي��ر م��زودة بالكهرب��اء أو تعان��ي‬ ‫من انقط��اع خدمة االتص��االت األمر‬ ‫ال��ذي أت��اح قدراً كبي��راً م��ن إمكانية‬ ‫التواص��ل بين النش��طاء وأم��ن أيضًا‬ ‫التقاء هؤالء النش��طاء بش��كل دائم‬ ‫ف��ي ه��ذه المقاه��ي مما يوف��ر لهم‬ ‫جو عمل جماع��ي مميز كما جرى في‬ ‫مدينة سراقب بريف إدلب ويجري في‬ ‫مناطق أخرى‪.‬‬ ‫وم��ن النش��اطات المهم��ة الت��ي‬ ‫يق��وم به��ا االئت�لاف‪ ،‬ه��ي إقام��ة‬ ‫ندوات ذات طابع أدبي ثقافي ش��عري‬ ‫يتضمنها إلقاء كلمات ألهم النشطاء‬ ‫والق��ادة العس��كريين ف��ي المناطق‬ ‫المحررة‪ ،‬من مختل��ف القوى المدنية‬ ‫والعس��كرية الفاعل��ة عل��ى األرض‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إل��ى أعي��ان وجه��اء تل��ك‬ ‫المناط��ق يتبادل��ون فيه��ا وجه��ات‬

‫النظ��ر واالراء ح��ول قضاي��ا غاي��ة‬ ‫باألهمي��ة في الثورة الس��ورية‪ ،‬مثل‬ ‫قضي��ة الس��لم األهلي ف��ي المجتمع‬ ‫وتعريف المجتم��ع بالعدالة االنتقالية‬ ‫وأهمية دور الجي��ش الحر في الثورة‬ ‫وأهمي��ة توحي��د وتنظي��م صفوفه‪،‬‬ ‫حتى الوصول إلى مؤسسة عسكرية‬ ‫ذات قيادة عس��كرية متسلسلة برتب‬ ‫عس��كرية‪ ،‬تك��ون ضام��ن حقيق��ي‬ ‫لهذا الس��لم األهلي‪ ،‬وضامن لحماية‬ ‫حقوق جميع المواطنين عمومًا‪ ،‬وعن‬ ‫أهمية ال��دور الذي لعبت��ه المرأة في‬ ‫المجتم��ع وس��بل تفعي��ل ه��ذا الدور‬ ‫باإلضافة إلى س��بل تفعي��ل وتعزيز‬ ‫دور المجتم��ع المدن��ي وغيره��ا م��ن‬ ‫القضاي��ا المحوري��ة والهام��ة ف��ي‬ ‫الثورة السورية كما جرى في المركز‬ ‫الثقاف��ي لمدينة كفرنبل أيضًا بريف‬ ‫إدل��ب وكم��ا يت��م التحضي��ر ل��ه في‬ ‫مدين��ة حلب والرقة ف��ي آن معًا حيث‬ ‫تكم��ن أهمية مثل ه��ذه الندوات في‬ ‫تحفيز النش��طاء على تأصيل أسلوب‬ ‫المناقش��ة والح��وار وإعط��اء العم��ل‬ ‫الثقاف��ي دوراً ب��ارزاً وحيويًا في حياة‬ ‫الثورة بما أفرزته م��ن إبداعات أدبية‬ ‫وفنية مختلف ومتعددة‪.‬‬ ‫أضف إلى جملة هذه النش��اطات‬ ‫المدني��ة التي يقوم به��ا االئتالف في‬ ‫ه��ذا المج��ال‪ ،‬يعمل ش��باب االئتالف‬ ‫عل��ى تقديم المس��اعدة لش��عبنا من‬ ‫خالل إقامة مش��اريع انمائية وخدمية‬ ‫صغيرة ومتوس��طة يمك��ن من خالل‬ ‫هذه المشاريع احداث دورة اقتصادية‬ ‫بس��يطة بالمجتم��ع إضافة إل��ى أنها‬ ‫تؤم��ن فرص عمل لع��دد محدود من‬ ‫األس��ر والعائالت باإلضاف��ة إلى أنها‬ ‫أيضاً تمول نفس��ها بنفس��ها أي انها‬ ‫تعتب��ر مص��در تموي��ل ذاتي ليس��ت‬ ‫بحاج��ة للدع��م اال مرة واح��دة فقط‬ ‫عن��د اقامته��ا مثل افتتاح اف��ران خبز‬ ‫صغي��رة وورش��ات خياطة وورش��ات‬ ‫كونس��روة وتعلي��ب وم��زارع أبق��ار‬

‫ومداجن وغيرها من هذه المش��اريع‬ ‫التي ق��ام االئتالف بتنفي��ذ فرن خبز‬ ‫منه��ا ف��ي مدينة حل��ب وافتت��اح بئر‬ ‫ارت��وازي في ري��ف ادلب يؤم��ن مياه‬ ‫الشرب ألالف العائالت هناك ويسعى‬ ‫االئتالف للبدء بزراعة أرض مساحتها‬ ‫تزي��د ع��ن أربعمئة دون��م أضف إلى‬ ‫المش��اريع الت��ي تس��تهدف التعلي��م‬ ‫م��ن افتت��اح م��دارس كما ح��دث في‬ ‫مدينة خ��ان ش��يخون المحاصرة من‬ ‫قب��ل جيش النظ��ام والتي ق��ام فيها‬ ‫ش��باب االئت�لاف بإفتتاح مدرس��تين‬ ‫تضم��ان حوال��ي أكثر من خمس��مئة‬ ‫طال��ب وطالبة بكادر من المدرس��ين‬ ‫المتطوعين‪.‬‬ ‫كما يتم إنش��اء جمعية لألطفال‬ ‫المصابي��ن بإعاق��ات نفس��ية نتيجة‬ ‫وجودهم في ظروف معيشية رهيبة‬ ‫يتعرض��ون فيه��ا يومي��اً للقص��ف‬ ‫ويش��اهدون القت��ل اليوم��ي وأيض��ًا‬ ‫المصابي��ن بإعاق��ات نفس��ية حي��ث‬ ‫تط��وع العدي��د م��ن ش��باب االئتالف‬ ‫المختصين في التربية وعلم النفس‬ ‫واالجتم��اع واألطب��اء لتفعي��ل ه��ذا‬ ‫المركز الذي يت��م العمل على إحداثه‬ ‫في مدينة حلب‪.‬‬ ‫إن مث��ل ه��ذه النش��اطات يهدف‬ ‫االئت�لاف من خاللها إل��ى تفعيل دور‬ ‫المجتم��ع المدني وخلق حالة تفاعلية‬ ‫تثقيفي��ة وتوعوي��ة بالمجتمع يطمح‬ ‫االئت�لاف من خاللها لخل��ق مزاج عام‬ ‫بالمجتم��ع يحمل ه��ذا الفكر ويحميه‬ ‫وتتشكل من خالله قوة ضغط مدنية‬ ‫نس��تطيع م��ن خالله��ا التأثي��ر على‬ ‫المعارض��ة بالخ��ارج وعلى العس��كر‬ ‫وكل القوى التي لها تأثير مباشر على‬ ‫مس��ار الثورة بما فيه��ا القرار الدولي‬ ‫بالتالي نستعيد من خالل هذا المزاج‬ ‫الع��ام الموح��د في المجتم��ع المدني‬ ‫بإمكانن��ا اس��تعادة زم��ام المب��ادرة‬ ‫واالنتق��ال م��ن دائ��رة رد الفعل إلى‬ ‫دائرة الفعل والقرار‪.‬‬

‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫ائتالف �شباب الثورة فـي �سوريا‬

‫‪17‬‬


‫حكايا الثورة ‪. .‬‬

‫ملف من الأفعال الإن�سانية لكتائب‬ ‫املعار�ضة امل�سلحة (‪)2‬‬ ‫إعداد‪ :‬أيهم داغستاني | تحرير‪ :‬عالء رشيدي‬

‫فكــرة امللــف‪:‬‬ ‫• ظهر هذا الملف كفكرة المتدربين المش��اركين في دورة (س��مارت ‪ ،)2‬لش��هر آذار ‪ /‬نيس��ان‪ .2013 ،‬ينش��ر هذا الملف بالتزامن‪،‬‬ ‫والتعاون بين جريدة «سوريتنا»‪ ،‬ومجلة «حنطة»‪ ،‬وصحيفة «الجسر»‪.‬‬ ‫• اتفق فريق اإلنتاج الصحفي على فكرة تحاول ما أمكنها اإلضاءة على الجانب اإلنساني من الصراع األهلي الذي تمر به البالد في‬ ‫الوقت الحالي‪ .‬وهذه الملف من ثالث مواد صحفية‪ ،‬هي‪ :‬الشهادة الذاتية‪ ،‬اللقاء‪ ،‬وشهادة واقعية‪.‬‬ ‫• إن ع��دد الجرح��ى والقتل��ى يصورنا مجرمين‪ ،‬لآلخر‪ ،‬وحتى ألنفس��نا‪ .‬وحاولت فك��رة الملف اإلضاءة على أفعال إنس��انية ال يمكن‬ ‫للمجتمع أن يستمر بالعيش‪ ،‬دونها‪.‬‬ ‫• قد تنس��ى هذه اللحظات اإلنس��انية في إطار اعالم الخبر والنزاعات‪ ،‬فينس��ى هذا المجتمع‪ ،‬تكافله‪ ،‬ويحتفظ بذاكرة الكراهية‪ .‬ها‬ ‫هما ملفان يحاوالن أن يتحدثا إلى الناس‪ ،‬بأن البعض يساعد صديقه السوري اآلخر‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪18‬‬

‫الن�ص الأول‪�:‬شهادة ذاتية‬ ‫املو�ضوع‪ :‬جتربة ع�شتها يف الإغاثة‬ ‫ن�ص بعنوان‪( :‬امل�صابُ يف باباعمر ينقذ‪ ،‬اجلريح)‬

‫زحف��ت على يدي على التراب حتى اس��تطعت أن أنقذ حياة‬ ‫خال��د)‪ ،‬كان يتحدث إلي بنظرات غريب��ة‪ ،‬قال‪(:‬أنا من أنقد‬ ‫خالد‪ .‬اآلن‪ ،‬أنا نفس��ي‪ ،‬ال أصدق أنني على قيد الحياة)‪ ،‬وما‬ ‫أن انهى الحديث‪ ،‬حتى رن هاتف حس��ام المنقذ‪ ،‬المشارف‬ ‫على الموت‪ ،‬بأغنية من أغاني الثورة السورية‪.‬‬ ‫عندما أروي هذه القصة‪ ،‬أش��عر بأنني أعيشها لحظة‬ ‫الرواية‪ ،‬ولكن أبطا ًال من هذه الحكاية‪ ،‬هم اليوم ش��هداء‪.‬‬ ‫أشعر بأنني عاجز أن أرويها لكم مرة أخرى‪.‬‬

‫ق��د تقتل بعض الحكايات أبطالها ألنها من نس��ج الخيال‪ .‬لك��ن في هذه الحكاية‪،‬‬ ‫ق��د يموت (رامي) حقًا‪ ،‬ألننا نروي حكايات من الواقع الذي عش��ناه‪ ،‬وقد يكون صديقي‬ ‫(رامي) فع ًال قد فارق الحياة‪ ،‬قبل أن اكتبها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫في ‪ ،2011|6|22‬استيقظنا الساعة الخامسة فجرا‪ ،‬على أصوات قذائف مدفعية‪،‬‬ ‫وأص��وات إطالق نار‪ .‬رأينا عناصراً من ثوار مس��لحون يتراكضون في الحي‪ ،‬ليتخذ كل‬ ‫مقات��ل مكانه‪ ،‬دفعني الفضول ألس��توقف أحدهم‪ ،‬ذلك الذي م��ن بينهم‪ ،‬يحمل بيده‬ ‫كالش��نكوف‪ ،‬فأخبرني بأن الجيش النظام األس��دي‪ ،‬يطوق حي باباعمرو‪ .‬وما أن عدت‬ ‫إل��ى منزلي‪ ،‬حتى ناداني صوت بعيد‪( :‬يوس��ف‪ ..‬جهز حال��ك)‪ ،‬رأيت صديقي رامي‪ ،‬ود‪.‬‬ ‫علي‪ .‬فقررنا االجتماع في منزل الدكتور لنبدأ العمل‪.‬‬ ‫كالع��ادة‪ ،‬كن��ت أن��ا ورامي م��ن يهتم بالتصوي��ر‪ ،‬أماد‪ .‬عل��ي فال يف��ارق حقيبته‬ ‫اإلسعافية‪ ،‬أم ًال بأن يسعف ينقذ حياة مصاب‪.‬‬ ‫ب��ان أن مخطط جيش النظام يعد القتحام الحي‪ ،‬فإقتصر هجومهم على القصف‬ ‫وإط�لاق رص��اص القناص��ات‪ ،‬ثم خفت الحرك��ة تدريجيًا ف��ي الحي‪ .‬كنا نح��ن الثالثة‬ ‫ننتظ��ر في منزل الدكتور (علي)‪ .‬كن أترقب نظرات رامي المترقبة‪ ،‬وأتمنى أن تس��نح‬ ‫له الفرصة بتصوير أي ش��يء‪ ،‬لتوثيقه‪ .‬ثم بعد نصف س��اعة‪ ،‬جاء المس��لح (هش��ام)‪،‬‬ ‫وأخبرنا بأن هناك مصاباً في منطقة خطرة ومكشوفة عند حاجز الجسر‪.‬‬ ‫وحينها فقط‪ ،‬بدأ جزء الحكاية المملوء بالخطر‪ .‬حملت البندقية‪ ،‬أنا وهشام وسامر‬ ‫وكمال‪ .‬ركبنا الس��يارة وموتور صغير مكننا من الوصول إلى الش��ارع‪ ،‬الذي يبعدنا عن‬ ‫نقطة النزاع الخطر‪.‬‬ ‫وصلنا إلى المنزل المقصوف‪ ،‬والذي يبعد عن حاجز الجس��ر مسافة ‪ 1‬كم‪ ،‬يقابله‬ ‫مباش��ر ًة جامع‪ ،‬ث��م تليه بعض من المن��ازل المتناثرة‪ ،‬وأرض بور غالب��ًا ما يلعب فيها‬ ‫األطفال‪ .‬ش��عرت حينها‪ ،‬وكأنه��ا حركاتنا األخيرة على قيد الحي��اة‪ .‬اختبئ كل منا خلف‬ ‫نافذة جدار‪ ،‬يتلصص منها طفل على العراك المس��لح‪ ،‬وهو يكرر‪ ،‬ويصيح بال انقطاع‪:‬‬ ‫(اهلل محي الجيش الحر)‪.‬‬ ‫داخ��ل المنزل اس��تقبلنا(أبو خالد)‪ ،‬وأخبرن��ا بأن ابنه(خالد) أصي��ب بطلقة قناص‬ ‫ف��ي كتفه‪ .‬ثم رأينا االب��ن المصاب‪( ،‬خالد)‪ ،‬ممداً على األرض‪ ،‬تتدفق الدماء من كتفه‪.‬‬ ‫فش��جعه أبيه‪(:‬خالد ولدي‪ ..‬ال تخف‪ ،‬الطبيب هنا)‪ ،‬ونظرت حينها إلى جسد (خالد) للمرة‬ ‫األول��ى وهو عاري الص��در‪ ،‬فوقع بصري على العبارة القاس��ية‪ ،‬التي لن أنس��ها يوماً‪،‬‬ ‫والتي وشمها الجريح المصاب على رقبته‪( :‬اذبح تربح‪ ،‬ارحم تموت)‬ ‫أخ��رج(د‪ .‬علي) حقيبته مباش��رةً‪ ،‬أما أنا فص��ورت الجريح المصاب‪ ،‬وم��ا إن أنهينا‬ ‫التصوير بالكاميرا‪ ،‬حتى عثرنا حولنا على ش��اب في العش��رين من عمره‪ .‬كان يجلس‬ ‫بالقرب منا‪ ،‬تحت الظالم‪ ،‬يملئ لونالدماء يديه الجريحتان‪.‬‬ ‫أن م��ن س��أل العش��ريني الجري��ح باس��تغراب‪( :‬م��اذا حص��ل ل��ك؟ م��ا اس��مك؟)‪،‬‬ ‫فأجاب‪(:‬اسمي حسام‪ ،‬أنا من أنقذ خالد بعدما أصيب بطلق ناري أمام منزله ب ‪ 20‬متر‪،‬‬ ‫الصورة‪ :‬لوحة للفنان (أحمد خليج)‪ ،‬المصدر‪ :‬صفحة فيسبوك‪.Syrilution Creative Arts :‬‬


‫الن�ص الثاين‪ :‬مقابلة‬ ‫املو�ضوع‪ :‬لقاء مع م�سلح يعمل يف املجال الإغاثي‬

‫صورة لفادي العبد اهلل قائد كتيبة فاروق القلمون‪ ،‬وهو يلعب كرة القدم‪.‬‬ ‫خاص للملف‪ ،‬بعدسة‪ :‬يوسف الجندي‪.‬‬

‫الن�ص الثالث‪� :‬شهادة واقعية‬ ‫املو�ضوع‪� :‬شهادة د‪ .‬عدنان‪ ،‬من امل�شفى امليداين لباباعمرو‬ ‫بعنوان‪� :‬أوراق امللوخية يف امل�شفى امليداين‬

‫• ب��دأت الحكاي��ة‪ ،‬كم��ا روى ل��ي (د‪ .‬عدن��ان)‪ ،‬ف��ي‬ ‫مش��فى (باباعم��رو) الميداني‪ ،‬ف��ي يوم اثني��ن‪ ،‬بتاريخ‬ ‫‪.2013|3|13‬‬ ‫• ه��ذه حكاي��ة ليس��ت بالبعي��دة‪ ،‬رغم أنها تش��به‬ ‫كل الحكاي��ات‪ .‬وعندم��ا نقول أنها حكاية جراح س��وري‪،‬‬ ‫(عدنان)‪ ،‬فهذا يعني أنها ستحكي عن ضحايا‪ ،‬عن ضحايا‬ ‫في الواقع الذي نعيشه‪ ،‬وما نزال‪.‬‬

‫ن�ص ال�شهادة‪:‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫دخلن��ا برفقة ملس��حين الحي الحمص��ي الذي كان‬ ‫الدخ��ول إليه مس��تحي ًال‪ ،‬حس��بما ذك��ر د‪ .‬عدن��ان‪ ،‬وكان‬ ‫برفقت��ه أيض��اً دكت��ور آخ��ر‪ ،‬وفري��ق م��ن الممرضي��ن‬ ‫والممرضات‪ ،‬ورافق المصور (احمد) الكادر الطبي‪.‬‬ ‫بع��د دخولن��ا إل��ى ح��ي (باباعم��رو)‪ ،‬توجهن��ا إل��ى‬ ‫المبن��ى المعد كمش��فى ميدان��ي‪ .‬كان مؤلفًا‬ ‫م��ن ‪ 3‬طوابق وقبو‪ .‬القب��و لألدوية والطعام‪.‬‬ ‫وقمن��ا بتخصيص الطاب��ق األرضي للعمليات‬ ‫الجراحي��ة‪ .‬أم��ا الطاب��ق الثان��ي‪ ،‬فللجرح��ى‪،‬‬ ‫ولغ��رف انتظ��ار‪ ،‬وتركن��ا الثال��ث‪ ،‬خوف��ا من‬ ‫القذائف‪ ،‬خاليًا‪.‬‬ ‫لم تمض س��اعة على وصولنا المشفى‪،‬‬ ‫حت��ى وصل��ت المع��دات الطبية‪ .‬فق��ال لي د‪.‬‬ ‫عدنان‪( :‬أن خيارنا بالدخول إلى باباعمرو كان‬ ‫صعباً‪ .‬لكن ال نس��تطيع ت��رك الجرحى الذين‬ ‫يسقطون في المعارك مع قوات النظام)‪.‬‬ ‫مض��ى الي��وم األول بترتي��ب األدوات‬ ‫الجراحية والمعدات‪.‬‬ ‫ف��ي صب��اح الي��وم األول‪ ،‬اس��تيقظنا عل��ى‬ ‫أصوات طائرة الميغ‪ ،‬كان القصف قد ابتدأ القصف‬

‫م��ر الي��وم الثاني أيض��ًا بش��عور الخ��وف‪ ،‬وقصف‬ ‫الطائرة يقترب من مكان عملنا في المش��فى الميداني‪،‬‬ ‫وطبعًا‪ ،‬كان في حمص ضحايا ومصابون يتكاثرون‪.‬‬ ‫خف��ت حالة ترقب الطائ��رة في الي��وم الثالث‪ ،‬ألنها‬ ‫كان��ت تأت��ي يوميًا‪ ،‬واس��تمر الوض��ع على ط��ول ‪ 7‬أيام‬ ‫منذ يوم دخولنا للمش��فى الميداني‪ .‬لم نكن نشعر بأننا‬ ‫س��نعود إل��ى الحياة‪ ،‬أن��ا والفريق الطب��ي‪ ،‬إال بعد انتهاء‬ ‫الطائرة من القصف‪.‬‬ ‫اليوم الس��ابع كان األعنف‪ً ،‬‬ ‫بداية‪ ،‬انتظرنا الطائرة‪،‬‬ ‫بعي��داً من��ذ الس��اعة الثامنة‪ ،‬لك��ن األمر ال يخل��و من جرحى فل��م تأت في الصب��اح‪ .‬مضى الوقت‪ ،‬وش��عرت مع باقي‬ ‫الفريق الطبي بعدم االرتياح‪ .‬حتى س��مع صوت الطائرة‬ ‫ومصابي��ن كن��ا بانتظ��ار وصولهم إلين��ا‪ .‬وما أن غ��اب صوت تقترب عند الس��اعة الواحدة والنصف ظهراً‪ .‬كان أعضاء‬ ‫الطائرة بعد سقوط ‪ 3‬قذائف‪ ،‬حتى نقر على الباب بقوة‪.‬‬ ‫الفري��ق الطبي كل منهم ف��ي مكان‪ ،‬وغرف��ة العمليات‬ ‫فتحنا‪ ،‬ورأينا ثوار مسلحين يحملون مصابين من جراء فارغة‪ ،‬أم��ا أنا فكنت في الحمام‪ ،‬لحظة س��معت صفيراً‬ ‫القص��ف‪ .‬فأدخلنا إلى غرفة العمليات فوراً‪ ،‬أكثرهم تضرراً قوياً في أذني‪.‬‬ ‫وحاج ًة للعالج‪ .‬وما أن أعطاني الممرض (س��امي) المقص‪،‬‬ ‫س��قطت القذيف��ة‪ ،‬فاهت��ز مبن��ى مش��فانا الميدان��ي‪،‬‬ ‫حتى بدأت محاوالت عمل الجراحة‪ .‬لم تكن قلة معداتنا هي وته��اوت بعضٌ م��ن جدران��ه‪ .‬لم أص��ب إال بالغب��ار وبعض‬ ‫ما يقلقني‪ ،‬لكن عودة الطائرة التي يقترب صوتها‪ ،‬أجبرني الج��روح البس��يطة‪ .‬وتذكرت عل��ى الفور ابن أخت��ي المصور‬ ‫على خوف لم أعهده س��ابقًا‪ .‬لم أخ��رج من غرفة العمليات‪ ،‬المرافق للطاقم الطبي(أحمد)‪ ،‬فركضت باتجاه مكان تواجده‪.‬‬ ‫حتى انتهت العملية‪ ،‬ومعها أول أيام المشفى الميداني‪.‬‬ ‫لم أطمئن حتى س��معت صوته يطمئنني‪ ،‬من تحت‬ ‫بانتظار اليوم الجديد‪ ،‬كنا نتس��اءل دون توقف‪ ،‬هل الس��رير ال��ذي احتمى به‪( :‬ال تقلق‪ .‬أن��ا تحت التخت)‪ ،‬ثم‬ ‫س��تعود الطائرة م��رة أخرى؟أنبقى أحي��اء؟ وكما في كل أسرعت ألطمئن على باقي أعضاء الفريق‪.‬‬ ‫صب��اح‪ ،‬فالطائرة هي من أجاب على تس��اؤالتنا‪ ،‬وعادت‬ ‫أصيب مرافقي د‪ .‬محمد بقدمه‪ ،‬والممرض (بشار) في‬ ‫لتقصف من جديد‪.‬‬ ‫يده‪ ،‬والباقيين ال يخلو أمرهم من بعض الجروح الطفيفة‪.‬‬ ‫لكن أحدنا لم ير بعد الممرضة المرافقة (سمر)‪.‬‬ ‫الصورة لقصف على حي باباعمر – حمص‪ ،‬بتاريخ ‪2011 / 09 / 22‬‬ ‫تبادلن��ا النظ��رات‪ ،‬كن��ت متأك��داً أن‬ ‫خاص للملف – بعدسة‪ :‬يوسف الجندي‪.‬‬ ‫الممرضة (س��مر) في المطبخ‪ ،‬فقبل سقوط‬ ‫القذيف��ة بلحظ��ات أخبرتن��ي أنه��ا ترغ��ب‬ ‫بتحضي��ر ملوخية لفريق العمل‪ .‬ركضت على‬ ‫عجل‪ ،‬لم أر سوى خراب‪ ،‬طنجرة الماء المغلي‬ ‫مقذوف��ة عل��ى األرض‪ .‬وش��عرت أن أحداً لن‬ ‫ينجو م��ن هذا الم��كان‪ ،‬فصرخت له��ا بأعلى‬ ‫صوتي‪( :‬سمر‪ ..‬سمر‪)..‬‬ ‫أجابني صوت بش��ري من القبو‪( :‬أنا هنا‪.‬‬ ‫هل يسمعني أحد؟أنا هنا)‪ ،‬وعرفت منه صوت‬ ‫(س��مر)‪ ،‬على قيد الحياة‪ ،‬ألنه��ا كانت تريد أن‬ ‫تطب��خ الملوخي��ة‪ ،‬وأوراق الملوخية موجودة‬ ‫في القبو‪ ،‬فأنقذت (س��مر) م��ن الموت‪ ،‬وبقي‬ ‫هذا األمر يخطر ببالي كل لحظة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫فادي العبد اهلل في سطور‪ :‬من مواليد ريف حمص‬ ‫الجنوب��ي‪ ،‬الع��ام ‪ .1961‬تاب��ع تحصيل��ه العلم��ي حت��ى‬ ‫المرحلة الثانوية‪ ،‬ومن ثم اشتغل في تجارة مواد البناء‪.‬‬ ‫‪ )1‬سؤال‪ :‬لماذا حملت السالح؟‬ ‫فادي العبد اهلل‪ :‬الس�لاح أصبح ج��زء من حياتنا في‬ ‫هذه المرحلة وأصبحنا مجبرين عليه لندافع عن أنفس��نا‬ ‫ولحماية عملنا‬ ‫‪ )2‬س��ؤال‪ :‬ماذا كنت تعم��ل قبل الح��راك االجتماعي‬ ‫والسياسي في البالد؟‬ ‫فادي العبد اهلل‪ :‬عملت في التجارة‪ ،‬في بيع وش��راء‬ ‫مواد البناء‪.‬‬ ‫‪ )3‬س��ؤال‪:‬أخبرنا عن األعمال اإلغاثي��ة التي تقوم بها‬ ‫كتيبة الفاروق في منطقة القلمون؟‬ ‫ف��ادي العبد اهلل‪ :‬غالب��ا إخالء الجرح��ى من مناطق‬ ‫النزاع‪ .‬فإخالء الجرحى عم��ل طويل‪ ،‬ويتم على مراحل‪.‬‬ ‫يت��م النقل بس��يارة عادية من موديل بي��ك أب‪ .‬وبوجود‬ ‫ممرض واحد معنا‪ ،‬مجهز بحقيبة إسعافية‪.‬‬ ‫‪ )4‬سؤال‪:‬اشرح لنا كيف تتم عملية إخالء الجرحى؟‬ ‫ف��ادي العب��د اهلل‪ :‬لي ًال‪ ،‬نس��لك طرقًا وع��رة‪ ،‬ودون‬ ‫أضواء‪ .‬عندما يحالفا الحظ نس��ير على ضوء القمر‪ .‬وفي‬ ‫بعض األحيان‪ ،‬يحتاج الطريق مدة أطول‪ ،‬وذلك بس��بب‬ ‫وجود حواجز مؤقتة لقوات النظام السوري‪ .‬أحيانًا ورغم‬ ‫وج��ود جريح بحالة خطرة معنا‪ ،‬علينا أن ننتظر س��اعات‬

‫لترحل كتائب الجيش النظامي‪.‬‬ ‫‪ )5‬السؤال‪ :‬كل هذه التضحية يتطلب العمل اإلغاثي‪ ،‬فماذا‬ ‫تستفيد الكتيبة الفاروق بمساعدة المدنيين وإخالء الجرحى؟‬ ‫ف��ادي العب��د اهلل‪:‬الهدف األول إنقاذ حي��اة الجرحى‪.‬‬ ‫وهذا عمل إنس��اني يمد عناصرنا بالقوة كما أننا نتواجد‬ ‫ف��ي منطق��ة تق��ل فيه��ا المواجهات م��ع ق��وات النظام‬ ‫السوري‪ ،‬لذلك تعتبر منطقة مناسبة الستقرار الجرحى‬

‫حكايا الثورة ‪. .‬‬

‫مقابلة مع فادي العبد اهلل‪ ،‬قائد كتيبة الفاروق يف القلمون‬

‫فيها‪ .‬وكم��ا تعلم فإن العمل اإلغاثي يحقق مردود مادي‬ ‫بس��يط فنحن كتيب��ة مؤلفة من ‪ 25‬مقاتل لديهم أس��ر‬ ‫وأطفال ولديهم مهام ضخمة‪.‬‬ ‫‪ )6‬السؤال‪ :‬هل هناك دوافع أخرى ترغب بذكرها؟‬ ‫فادي العبد اهلل‪ :‬نعم‪ :‬ثم إن األس��ر التي فقدت آباءها‬ ‫ليست أفضل منا نحن المسلحين‪ .‬أشعر أن حياتي ال تساوي‬ ‫فرحة طفل برغيف خبز قد حرم منه أكثر من أسبوع‪.‬‬ ‫‪ )7‬السؤال‪:‬ما الذي يبقى في ذاكرتك من مشاعر حين‬ ‫تقدم مساعدة إنسانية؟‬ ‫فادي العبد اهلل‪ :‬أصعب شعور أن يستشهد معنا أحد‬ ‫على الطريق بس��بب وجود حاج��ز أو يكون الجريح وصل‬ ‫ف��ي النه��ار وننتظر إل��ى الليل ويكون الجري��ح في حالة‬ ‫خط��رة فيفقد الحياة بس��بب االنتظار ونح��ن ننظر إليه‪.‬‬ ‫وأجمل ش��عور هو ملء قلب طفل بالفرح بس��بب رغيف‬ ‫خبز بعد عناء طويل من الطريق الصعب ويكون أول من‬ ‫يستقبلنا األطفال‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫زليخة سالم‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫أن��ا م��ن حل��ب اش��تري من��ي ورق��ة‬ ‫يانصي��ب واهلل إن��ي أعيل أخوت��ي وهربنا‬ ‫من القصف بالثياب اللي علينا‪..‬‬ ‫صبي في العاش��رة م��ن عمره يجول‬ ‫في ش��ارع الحم��راء في بيروت يس��تجدي‬ ‫المارة لكس��ب الفتات من اجل عائلته‪ ..‬لم‬ ‫استطع النظر إلى عينيه اللتين يشع منهما‬ ‫ب��ؤس العالم كله ولم أتمالك نفس��ي من‬ ‫الب��كاء أمام��ه كاألطفال ألنن��ي رأيت في‬ ‫عينيه مأساة وطني‪.‬‬ ‫صدمني المنظر بداي��ة ألصحو على‬ ‫مئات م��ن األطف��ال والنس��اء يفترش��ون‬ ‫األرصف��ة وينتظ��رون عل��ى اإلش��ارات‬ ‫الضوئية يبيعون المحارم ويمسحوا زجاج‬ ‫الس��يارات واألحذية أو يشحذون من المارة‬ ‫ومع أنني تعودت أن أرى أطفالنا ونس��ائنا‬ ‫يجولون في ش��وارع دمش��ق يتسولون أو‬ ‫يجوب��ون الش��وارع والبي��وت لبي��ع بعض‬ ‫الم��واد البس��يطة لكس��ب بض��ع ق��روش‬ ‫تس��اعد عائالته��م‪ ،‬ولك��ن أن تراهم في‬ ‫وطنه��م أخ��ف وطأة بكثير م��ن أن تراهم‬ ‫في شوارع الدول التي يطلق عليها شقيقة‬ ‫وترى نظرات بعض الم��ارة المتباينة بين‬ ‫متعاطفة ولئيمة وحاقدة‪.‬‬ ‫لم ألحظ أن العدد ارتفع عما كنت أراه‬ ‫س��ابقا خالل زياراتي المتك��ررة إلى لبنان‬ ‫إال أن األش��قاء اللبنانيين نس��وا أو تناسوا‬ ‫أن ش��وارعهم كان��ت تكت��ظ بالش��حاذين‬ ‫والباع��ة الجوالي��ن قبل نزوح الس��وريين‬ ‫وأصبحوا يتندرون وكأن نزوح الس��وريين‬ ‫شوه المنظر الجمالي لمدينتهم كما نسوا‬ ‫تمام��ا أن الس��وريين ل��م يضطروهم ألن‬ ‫يتس��ولوا أو أن يبيعوا في الش��وارع ألنهم‬ ‫فتحوا لهم بيوتهم‪ ..‬هذه ليست منة ولكن‬ ‫الجرح كبير وأنا هنا ال أعمم الن الكثير من‬ ‫األشقاء الفعليين والشرفاء من اللبنانيين‬ ‫يس��اعدون ويتألم��ون كم��ا نتأل��م نح��ن‬ ‫وخاصة الجمعيات األهلي��ة والخيرية التي‬ ‫تقدم ما في وسعها من إمكانيات‪.‬‬ ‫والمفارق��ة أن القس��م الكبي��ر ممن‬ ‫اس��تضافهم الش��عب الس��وري ولي��س‬ ‫الحكوم��ة يرس��لون أبنائهم ليقتل��وا أبناء‬ ‫المناط��ق الت��ي اس��تضافتهم ويدم��روا‬ ‫بيوته��ا‪ ..‬والمح��زن أكث��ر م��ن المعامل��ة‬ ‫الس��يئة لالجئي��ن الس��وريين م��ن قب��ل‬ ‫أش��قائهم في الدول المج��اورة هو تعامل‬ ‫بعض أبناء البلد ممن يس��رقون المعونات‬ ‫والمن��ح الت��ي تق��دم لالجئين م��ن جهات‬ ‫محلي��ة أو عربي��ة أو دولية تحت مس��ميات‬ ‫اإلغاث��ة وغيره��ا ويعيش��ون بت��رف وبذخ‬ ‫على حس��ابهم‪ ..‬وه��ؤالء ال يقل��وا إجرامًا‬ ‫ع��ن النظ��ام ويج��ب كش��فهم باألس��ماء‬ ‫ومحاس��بتهم ليكونوا عب��رة لغيرهم‪ .‬الن‬ ‫الس��كوت والتغاضي عن الخطأ أعظم من‬ ‫ارتكابه وألننا بذلك نكرر أنفسنا ونساهم‬ ‫ف��ي تراكم الفس��اد وتعاظم��ه كما حصل‬ ‫سابقا مع هذه العصابة الحاكمة‪.‬‬ ‫ليس القتل وح��ده جريمة فالجريمة‬ ‫التي ال تقل وحش��ية هي اغتصاب طفولة‬ ‫األطفال وس��لبهم براءتهم وأين المجتمع‬ ‫الدولي والدول العظمى التي تدعي حماية‬ ‫األطفال وتسن القوانين الصارمة لحماية‬

‫أطفالها حت��ى من أهاليه��م‪ ،‬أين هم من‬ ‫أطفال سورية الذين قتلوا وشردوا وتركوا‬ ‫مدارس��هم وألعابه��م ليتحول��وا ف��ي دول‬ ‫الجوار إلى ش��حاذين وماسحي أحذية تحت‬ ‫مرأى ومسمع العالم‪.‬‬ ‫المجتم��ع الدولي واألم��م المتحدة لم‬ ‫يتخ��اذال في نصرة الش��عب الس��وري ضد‬ ‫نظام الطاغية فحسب بل كانا أكثر تخاذال‬ ‫أمام نجدة الالجئين الس��وريين واألطفال‬ ‫الذي��ن فروا م��ن القصف والقت��ل والدمار‬ ‫على الرغم من أن هذا واجبهم ووظيفتهم‬ ‫وليست منة منهم على الشعب السوري‪.‬‬ ‫والكثي��ر من الالجئي��ن فضلوا الموت‬ ‫ف��ي وطنهم عل��ى الذل ال��ذي لحقهم من‬ ‫أش��قائهم وانع��دام الدعم لتأمين أبس��ط‬ ‫سبل العيش وحس��ب المفوضية السامية‬ ‫لألمم المتحدة لشؤون الالجئين فقد ازداد‬ ‫عدد السوريين الذين يختارون العودة من‬ ‫األردن إلى قراهم القريبة من الحدود في‬ ‫محافظ��ة درع��ا إلى حوالي ‪ 300‬ش��خص‬ ‫يومي��اً وه��ذه النس��بة تمث��ل ‪ 1%‬من عدد‬ ‫الالجئين الذين يعبرون إلى األردن يوميًا‪.‬‬ ‫وش��هدت المفوضي��ة ع��ودة ‪3900‬‬ ‫ش��خصًا م��ن الع��راق عل��ى م��دار الع��ام‬ ‫الماض��ي م��ن مخيم القائم ف��ي محافظة‬ ‫األنبار إلى البوكمال النعدام حرية الحركة‬ ‫في القائم وفرص كسب العيش المحدودة‬ ‫والتقارير المش��جعة ح��ول األمن التي ترد‬ ‫من مناطقهم‪ ..‬هذه األس��باب التي ذكرها‬ ‫الالجئون‪.‬‬ ‫وأش��ارت المفوضي��ة إلى أنه��ا تقدم‬ ‫دعم��اً تقني��ًا منتظم��اً لح��االت الع��ودة‬ ‫الطوعية من تركيا التي عاد منها أكثر من‬ ‫‪ 97‬ألفاً منذ شهر آذار ‪ 2011‬وفقًا لمديرية‬ ‫إدارة الط��وارئ والكوارث التابعة لرئاس��ة‬ ‫ال��وزراء التركية‪ ..‬وحوال��ي النصف منهم‬

‫قال��وا أن عودتهم مؤقتة لتفق��د منازلهم‬ ‫أو لحضور جنائز أو بسبب التقارير الواردة‬ ‫حول تحسن الوضع األمني في مناطقهم‪.‬‬ ‫وأبدت المفوضية قلقها البالغ بش��أن‬ ‫الالجئي��ن الذي��ن يع��ودون إل��ى مناط��ق‬ ‫تعاني م��ن نقص الغذاء وانع��دام الوقود‬ ‫والكهرب��اء والخدم��ات المح��دودة وذكرت‬ ‫أن��ه ليس له��ا أي ارتباط بعملي��ات العودة‬ ‫أو تس��هيلها وأنه��ا تراق��ب الوض��ع ع��ن‬ ‫كث��ب وتوف��ر مش��ورات فردي��ة للعائدين‬ ‫المحتملي��ن لضمان اتخاذه��م لقرار قائم‬ ‫على معرفة وفهمه��م للتداعيات الممكنة‬ ‫الناتجة عن عودتهم‪.‬‬ ‫وب��د ًال م��ن أن تق��وم المفوضي��ة‬ ‫الس��امية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‬ ‫بدورها في تأمين الحدود الدنيا لمعيش��ة‬ ‫الالجئي��ن وحمايته��م والعث��ور على مالذ‬ ‫آمن في ال��دول التي ينزح��ون لها تكتفي‬ ‫باإلع��راب ع��ن القل��ق وحص��ر األع��داد‬ ‫وتقدي��م الدعم التقني والمش��ورة وحتى‬ ‫المس��اعدات اإلغاثي��ة التي تقدم للش��عب‬ ‫الس��وري تذهب إلى النظام وإل��ى مواليه‬ ‫ممن ليسوا في حاجة للمعونة‪.‬‬ ‫ولم��ن ال يعل��م ع��ن دور ومه��ام‬ ‫المفوضية التي أنشئت في ‪ 14‬كانون األول‬ ‫م��ن ع��ام ‪ 1950‬من قب��ل الجمعي��ة العامة‬ ‫لألمم المتحدة فهي تقضي بقيادة وتنسيق‬ ‫العم��ل الدولي الرامي إل��ى حماية الالجئين‬ ‫ّ‬ ‫وحل مشاكلهم في كافة أنحاء العالم‪.‬‬ ‫وتكم��ن غاية المفوضية األساس��ية‬ ‫ف��ي حماي��ة حقوق ورف��اه الالجئي��ن‪ .‬كما‬ ‫تس��عى لضم��ان ق��درة كل ش��خص على‬ ‫ممارس��ة حقه في التماس اللجوء والعثور‬ ‫على مالذ آمن في دولة أخرى‪ ،‬مع إمكانية‬ ‫اختي��ار الع��ودة الطوعي��ة إل��ى الوطن أو‬ ‫االندم��اج محلياً أو إع��ادة التوطين في بلد‬

‫ثال��ث‪ .‬كم��ا أن للمفوضية والي��ة من أجل‬ ‫مساعدة األشخاص عديمي الجنسية‪.‬‬ ‫يكمن اله��دف الرئيس��ي للمفوضية‬ ‫في صيان��ة حق��وق الالجئي��ن ورفاههم‪.‬‬ ‫وتحقيق��ًا لهذه الغاية‪ ،‬تس��عى جاهدة من‬ ‫أج��ل ضم��ان أن يتمك��ن أي ش��خص من‬ ‫ممارس��ة ح��ق التم��اس اللج��وء والعث��ور‬ ‫على ملجأ آم��ن في دولة أخرى‪ ،‬فض ًال عن‬ ‫العودة الطوعية إلى الوطن‪.‬‬ ‫كم��ا تس��عى المفوضي��ة إل��ى إيجاد‬ ‫حل��ول دائمة لمعالجة محن��ة الالجئين من‬ ‫خالل مساعدتهم على العودة إلى بلدانهم‬ ‫أو إع��ادة التوطي��ن بش��كل دائ��م في بلد‬ ‫آخ��ر‪ .‬كما تش��مل والية المفوضي��ة الحدّ‬ ‫م��ن وتخفي��ض ح��االت انعدام الجنس��ية‬ ‫وحماي��ة األش��خاص عديم��ي الجنس��ية‪.‬‬ ‫ودعم��ًا ألنش��طتها األساس��ية الرامية إلى‬ ‫خدم��ة مصال��ح الالجئي��ن‪ ،‬أج��ازت اللجنة‬ ‫التنفيذي��ة للمفوضي��ة والجمعي��ة العامة‬ ‫لألم��م المتحدة العمل مع مجموعات أخرى‬ ‫من الس��كان‪ ،‬كالالجئين الس��ابقين الذين‬ ‫عادوا إلى وطنهم؛ والنازحين داخليًا‪.‬‬ ‫وتس��عى المفوضي��ة إل��ى الح��دّ‬ ‫م��ن ح��االت النزوح القس��ري ع��ن طريق‬ ‫تش��جيع ال��دول والمؤسس��ات األخ��رى‬ ‫على خلق ظ��روف مؤاتي��ة لحماية حقوق‬ ‫ّ‬ ‫والحل الس��لمي للنزاعات‪ .‬وتولي‬ ‫اإلنسان‬ ‫المفوضي��ة‪ ،‬في كافة أنش��طتها‪ ،‬اهتمامًا‬ ‫خاص��ًا الحتياج��ات األطف��ال‪ ،‬إضاف��ة إلى‬ ‫س��عيها لتعزي��ز المس��اواة ف��ي الحق��وق‬ ‫للنساء والفتيات‪.‬‬ ‫والس��ؤال لماذا تتقاع��س المفوضية‬ ‫ع��ن أداء دوره��ا ف��ي حماي��ة أطفالن��ا‬ ‫ونس��ائنا؟ وتكتفي بالمؤتمرات الصحفية‬ ‫إلظهار القل��ق والتحذير من كوارث قادمة‬ ‫نتيجة اللجوء المتزايد‪.‬‬

‫الشمال السوري ‪ -‬الحدود السورية التركية | مخيم األلم (مخيم أطمة)‬

‫‪20‬‬

‫الالجئون ال�سوريون وتخاذل املجتمع الدويل‬ ‫ومنظمات الأمم املتحدة عن حمايتهم‬


‫اعت�صام ال�ساعة‪ ..‬وجمزرة ال تن�سى‬ ‫المركز اإلعالمي التخصصي ‪ -‬إتحاد أحياء مدينة حمص‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫ظنّ أه��ل حم��ص للوهل��ة األولى‬ ‫يومه��ا أنه��م ف��ي حل��م وال س��يما عن��د‬ ‫وصولهم إل��ى مركز المدين��ة وتجمعهم‬ ‫في س��احة الس��اعة الجديدة وذلك عقب‬ ‫ع��ودة الن��اس م��ن مقب��رة المدين��ة بعد‬ ‫تش��ييعهم لعدد من الشهداء سقطوا في‬ ‫اليوم الس��ابق على يد عناصر األمن في‬ ‫حي باب السباع بعد محاولة خروجهم في‬ ‫مظاهرة بمناسبة ذكرى عيد الجالء الذي‬ ‫يصادف في السابع عشر من نيسان‪.‬‬

‫احللم ي�صبح حقيقة وقوات الأمن‬ ‫تبيت � ً‬ ‫أمرا‪:‬‬

‫حماوالت يائ�سة‪:‬‬

‫أم��ا عل��ى الجان��ب األخر فق��د كانت‬ ‫قوات األمن تعد العدة القتحام االعتصام‬ ‫وترس��ل بتهديداته��ا إل��ى علم��اء الدين‬ ‫المتواجدي��ن مع المتظاهرين بأن يفضوا‬ ‫االعتص��ام وإال س��تكون العاقب��ة وخيمة‬ ‫بالنس��بة ألكث��ر م��ن مائة أل��ف متظاهر‬ ‫ف��ي الس��احة كما حاول��ت عصابات األمن‬ ‫أن تعكر صف��و االعتصام بطرق مختلفة‬ ‫فمنها إرسال شاب من أجل أن يصعد إلى‬ ‫مبنى البريد ويمزق صورة لرأس النظام‬ ‫" بش��ار األسد" المعلقة على واجهة مبنى‬ ‫البريد باإلضافة إلى محاولة إلصاق تهمة‬ ‫التطرف باالعتصام عبر إرس��ال ش��خص‬ ‫ملحي ويرتدي لباس��ًا إس�لاميًا إلى ساحة‬

‫وقوع املجزرة‪:‬‬

‫م��ع حل��ول الس��اعة الثانية عش��رة‬ ‫عن��د منتصف اللي��ل ب��دأت مجموعة من‬ ‫الن��اس تغادر س��احة االعتص��ام من أجل‬ ‫االستراحة وال س��يما أن ساحة االعتصام‬ ‫ل��م تك��ن مجه��زة للن��وم أو االس��تراحة‬ ‫فاألم��ر م��ا زال في يوم��ه األول وقد كان‬ ‫الناس يعدون أنفس��هم بالع��ودة صباحًا‬ ‫لمتابع��ة االعتصام في حين فضل اآلالف‬ ‫البقاء معتصمين في الساحة والنوم على‬ ‫األرض واألرصفة وهتف��وا مجدداً بأنهم‬ ‫ل��ن يغادروا الس��احة حتى رحي��ل النظام‬ ‫وبعد ذلك ب��دأت وتيرة التهدي��دات تزداد‬ ‫شيئًا فش��يئًا حتى وصل األمر بأن يتصل‬ ‫الش��بيح الثاني " ماهر األس��د " بالش��يخ‬ ‫محم��ود الداالتي ويعلم��ه بضرورة فض‬ ‫االعتص��ام ف��وراً وإال س��تكون العواق��ب‬ ‫كارثي��ة وعنده��ا ق��ام الش��يخ الداالت��ي‬ ‫بإخب��ار جم��وع المتظاهري��ن باألمر عبر‬ ‫مكبرات الص��وت لئال يتخذ ق��راراً يخالف‬ ‫رأي الجماهي��ر فتعالت األصوات المطالبة‬ ‫بالبق��اء ف��ي الس��احة ولك��ن م��ع إخراج‬ ‫النس��اء من الساحة وتم األمر كذلك حيث‬ ‫تم إخ��راج النس��اء من س��احة االعتصام‬ ‫وانقسم المعتصمون إلى حلقات للنقاش‬ ‫وأخ��رى للنوم وثالثة للهتاف أي أن الوضع‬ ‫اس��تمر بشكل طبيعي حتى تمام الساعة‬ ‫الثاني��ة إال عش��ر دقائ��ق حي��ث فوج��ئ‬ ‫الن��اس بنيران قوات األمن تفتح بش��كل‬ ‫عش��وائي باتج��اه المعتصمي��ن م��ن كل‬ ‫الجهات ليس��قط المئ��ات أرضًا مضرجين‬ ‫بدمائهم وقد اس��تمر إطالق النار حوالي‬ ‫الساعة في كافة األنحاء أما المتظاهرون‬ ‫فمنهم من س��قط جريحًا استطاع رفاقه‬ ‫أن يحمل��وه ويل��وذوا الف��رار ب��ه ومنهم‬ ‫من س��قط ش��هيداً لت��روي دمائه س��احة‬

‫اقتحام قوات الأمن لل�ساحة‪:‬‬

‫بع��د ذلك قام عناصر األمن باقتحام‬ ‫الس��احة ليعتقل��وا المصابي��ن ويرقصوا‬ ‫فوق جث��ث الش��هداء وليحتفل��وا بالنصر‬ ‫الذي حققوه ضد المدنيين العزل ويهتفوا‬ ‫باسم الشبيح األكبر ويعلنوها حرباً على‬ ‫الش��عب حيث كانت الهتافات التي يرددها‬ ‫عناص��ر األم��ن فوق جث��ث الش��هداء " يا‬ ‫بش��ار ال تهتم‪ ..‬نحنا رجالك نش��رب دم"‬ ‫وأيضًا " ش��بيحة لألبد‪ ..‬ألج��ل عيونك يا‬ ‫أسد" وغيرها من الشتائم الطائفية ومن‬ ‫ثم ب��دأت عناصر األمن والش��بيحة بنقل‬ ‫جثث الشهداء بواسطة " جرافة" و"سيارة‬ ‫شاحنة" كانت قد أعدت مسبقاً لهذا األمر‬ ‫بحس��ب ما أفاد شهود العيان من أكثر من‬ ‫مصدر وقد أك��دت جميع المصادر أن عدد‬ ‫الش��هداء يفوق ال ‪ 300‬ش��هيد إلى جانب‬ ‫مئ��ات الجرح��ى والمعتقلي��ن ولكن حتى‬ ‫اآلن ال يوج��د رق��م دقي��ق لع��دد ضحايا‬ ‫المجزرة‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫تنظيم ذاتي‪:‬‬

‫بع��د أن أدى المعتصم��ون ص�لاة‬ ‫المغرب في ساحة االعتصام بدأت األمور‬ ‫تتجه إل��ى التنظيم تلقائيًا حيث أش��رفت‬ ‫مجموعة من الش��بان عل��ى إقامة حواجز‬ ‫مصنوع��ة من األنقاض واألخش��اب حول‬ ‫الس��احة وتفتيش كل من يري��د الدخول‬ ‫إل��ى االعتصام لمنع دخول أية أس��لحة أو‬ ‫أش��ياء مضرة ومخلة باآلداب إلى س��احة‬

‫االعتص��ام ف��ي حي��ن أش��رفت مجموعة‬ ‫أخ��رى عل��ى تنظي��ف س��احة االعتص��ام‬ ‫بش��كل منتظ��م وكلفت مجموع��ة ثالثة‬ ‫نفس��ها في توزيع األطعمة ومياه الشرب‬ ‫عل��ى المعتصمي��ن وتكفل��ت مجموع��ة‬ ‫رابعة بتجهي��ز األنوار ومكب��رات الصوت‬ ‫واإلش��راف عليها في حين أخذت مجموعة‬ ‫أخرى على عاتقها حماية مؤسسة البريد‬ ‫وسور القصر العدلي من أجل عدم إلحاق‬ ‫أي أذى باألم�لاك العام��ة وذل��ك خوف��ًا‬ ‫عل��ى أن يعكر صفو س��لمية االحتجاجات‬ ‫أي��ة ش��وائب كاالته��ام بالتخري��ب أو‬ ‫التحري��ض وإل��ى ما ش��ابه م��ن إدعاءات‬ ‫النظ��ام األس��دي حينها وفي ه��ذا القوت‬ ‫كان��ت حناج��ر عش��رات اآلالف م��ن أهل‬ ‫حمص تصدح بأغاني الحرية المنش��ودة‬ ‫وتطالب برحيل النظام وتس��تمع للكلمات‬ ‫الت��ي يلقيها الناش��طون والمثقفون مثل‬ ‫المعارض المع��روف محمد نجاتي طيارة‬ ‫الذي ش��ارك في اعتصام الس��اعة حينها‬ ‫كم��ا أق��ام المعتصمون خيمة في وس��ط‬ ‫س��احة االعتص��ام أطلق��وا عليها اس��م "‬ ‫خيمة الوحدة الوطنية" واس��تمرت األمور‬ ‫في مش��هد حضاري يزداد تألقاً ورقياً مع‬ ‫م��رور دقائ��ق االعتص��ام دون أن يك��ون‬ ‫هناك تواج��د ألية وس��يلة إعالمية وإنما‬ ‫اقتصر األم��ر على اتص��االت هاتفية مع‬ ‫القنوات اإلعالمية ونقل وقائع االعتصام‬ ‫عبر الهاتف‪.‬‬

‫االعتص��ام ومحاولت��ه جمع الن��اس حوله‬ ‫وب��ث أفكار متطرفة بين الجموع فما كان‬ ‫من المعتصمين إال أن ألقوا القبض على‬ ‫هذا الش��خص ول��دى تفتيش��ه تبين أنه‬ ‫عنص��ر أمن فق��ام المتظاه��رون بطرده‬ ‫م��ن االعتص��ام ليقطع��وا الطري��ق على‬ ‫الميليش��يا األمني��ة م��رة أخ��رى بمحاولة‬ ‫تشويه صورة االعتصام‪.‬‬

‫االعتص��ام وترس��م لوح��ة الحري��ة على‬ ‫أرض ساحة حمص الكبرى‪.‬‬

‫يف ذكرى املجزرة‪:‬‬

‫ظ��نّ أه��ل حم��ص يومه��ا أنه��م‬ ‫بحضارته��م ورقيه��م وطي��ب أخالقه��م‬ ‫وإنس��انيتهم س��يحرجون النظ��ام وأن��ه‬ ‫ل��ن يتجرأ عل��ى إط�لاق النار عل��ى أالف‬ ‫المعتصمين العزل ولكن اإلجرام والحقد‬ ‫اللذان يجريان في عروق النظام وأركانه‬ ‫ال يس��محان ل��ه س��وى بارت��كاب مجزرة‬ ‫وتفجير س��يل من الدم��اء لكي ينام قرير‬ ‫العين‪.‬‬ ‫والي��وم وبع��د م��رور عامي��ن عل��ى‬ ‫ذك��رى المج��زرة يؤكد أه��ل حمص بأن‬ ‫النظ��ام ل��و ل��م يك��ن يرتع��د خوف��ًا من‬ ‫اعتص��ام الس��اعة حينه��ا لما أق��دم على‬ ‫ارتكاب مجزرة ويؤك��د أهل حمص أيضًا‬ ‫بأنهم مستمرون في ثورتهم وسيحررون‬ ‫س��احة الحري��ة الت��ي باتت محتل��ة اليوم‬ ‫م��ن قبل نظام األس��د المجرم ويعد أهل‬ ‫حم��ص جميع أحرار س��وريا ب��أن عقارب‬ ‫س��اعة حمص س��تعود لتنبض قريبًا مع‬ ‫نبضات قلوبهم وتعلن ساعة النصر‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫بعد وصول الناس إلى ساحة الساعة‬ ‫الجديدة ‪ -‬والتي باتت تعرف باس��م ساحة‬ ‫الحري��ة فيم��ا بع��د – حاولت ق��وات األمن‬ ‫أن تحي��ط بهم وتف��ض اعتصامهم بقوة‬ ‫السالح لكن المشايخ الذين كانوا يرافقون‬ ‫المتظاهرين وعلى رأسهم الشيخ محمود‬ ‫الداالتي حاول��وا أن يدخلوا بمفاوضات مع‬ ‫ق��وات األمن م��ن أجل منع س��فك المزيد‬ ‫م��ن الدماء على ي��د قوات األم��ن وهو ما‬ ‫كان عليه األمر حي��ث امتنعت قوات األمن‬ ‫م��ن االقتراب م��ن المتظاهرين ولم يخل‬ ‫األمر من محاوالت اس��تفزاز للمتظاهرين‬ ‫من قبل قوات األمن المدججين بالس�لاح‬ ‫والذين يحاص��رون المعتصمي��ن من كل‬ ‫الجه��ات باإلضافة إلى محاولة اعتقال كل‬ ‫م��ن يحاول الدخول إلى س��احة االعتصام‬ ‫وكان الوقت حينها حوالي الس��اعة الثالثة‬ ‫ظهراً حيث أدّى المعتصمون والذين يقدر‬ ‫عدده��م ببضع��ة أالف ص�لاة العصر في‬ ‫الس��احة ومن ثم عاودوا التظاهر والهتاف‬ ‫ض��د النظام وقد كانت هتافاتهم ثورية ال‬ ‫تن��م عن أي��ة حقد أو تفرق��ة أو عنصرية‬ ‫حي��ث كان��ت الهتاف��ات من مثي��ل " حرية‬ ‫لألب��د غصبًا عن��ك ي��ا أس��د" و" اعتصام‬ ‫اعتص��ام حتى يس��قط النظ��ام" و" واحد‬ ‫واحد الشعب السوري واحد" باإلضافة إلى‬ ‫الهتاف الش��هير " ارحل " وهكذا اس��تمرت‬ ‫األمور حتى قرابة الساعة الخامسة مسا ًء‬ ‫حي��ث بدأ خبر االعتصام ينتش��ر في كافة‬ ‫أحي��اء حمص وبدأت الجم��وع تزحف حول‬ ‫س��احة االعتصام م��ن كل ح��دب وصوب‬ ‫ومع وقت صالة المغرب كانت الساحة تعج‬ ‫بأكث��ر من مائة ألف متظاهر من الش��باب‬ ‫والش��يوخ واألطف��ال والنس��اء كم��ا بدأت‬ ‫قوات األمن بالتوافد إلى محيط االعتصام‬ ‫بأع��داد كبي��رة لتع��ود المفاوض��ات بي��ن‬ ‫رجال الدين والمس��ؤولين األمنيين الذين‬ ‫يه��ددون بفتح النار عل��ى المعتصمين إذا‬ ‫لم يقوموا بفض االعتصام وأخيراً نجحت‬ ‫المفاوضات مرة ثانية ولم يكن يعلم أهل‬ ‫حم��ص المعتصمي��ن في الس��احة بأنهم‬ ‫يؤجلون توقيت المجزرة فقط‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫ُ‬ ‫الوطن امل�سبي‬ ‫جفرا‪..‬‬ ‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪22‬‬

‫جفرا السورية‬ ‫كان جس��دها ممدداً فوق أرض غرفتها‪ .‬بنطالها‬ ‫الجينز المش��قق وكنزتها الخفيفة هي ّ‬ ‫جل ما ترتديه‪،‬‬ ‫رغم الب��رد القارس في الخارج‪ .‬كان تبدو للناظر إليها‬ ‫نائمة‪ ،‬أو حتى ميتة‪ ،‬لم تحرّك س��اكناً‪ .‬هي على هذا‬ ‫الحال منذ ما يزيد عن أربع س��اعات‪ .‬مدت يديها ببطء‬ ‫لتستش��عر وج��ود نهديه��ا‪ ،‬داعبتهما بثق��ل‪ ،‬ثم مدت‬ ‫يديها إلى األس��فل‪ ،‬تذكرت وجود ذل��ك العضو لديها‪.‬‬ ‫في تل��ك اللحظة انتفضت وتوجهت إل��ى حمام بيتها‪،‬‬ ‫وكأنما بها اس��تدركت فجأة وجوب التبول‪ .‬كان حمامها‬ ‫أنيق��اً صغي��راً خالي��اً من أي ش��يء يدل عل��ى األنوثة‬ ‫باستش��ناء الفوط النس��ائية المتوضعة فوق الغسالة‬ ‫المُشتراة حديثًا‪.‬‬ ‫تبدل��ت مالم��ح وجهه��ا وه��ي تنظر إلى نفس��ها‬ ‫في الم��رآة وتتذكر ما الذي حدث معه��ا خالل اليومين‬ ‫الماضيين‪ .‬لقد اُغتصبت روحها‪.‬‬ ‫كان��ت تقف وحي��دة يحي��ط بها رج��ال األمن من‬ ‫كل م��كان‪" .‬أن��ا ترك��ي وه��اد ألماني وهاد س��وري‪..‬‬ ‫أنتِ ش��و؟؟" هذا ما قاله له��ا كبير الضباط في المطار‬ ‫حي��ن رف��ض إدخالها البالد‪ .‬وقف��ت مذهولة‪ ،‬ال تعرف‬

‫ما يتوج��ب عليها فعله‪ .‬عجزت عن الص��راخ أو البكاء‪،‬‬ ‫عجزت حتى عن الكالم‪ .‬كانت تنتظر هذه اللحظة منذ‬ ‫أشهر طويلة بفارغ الصبر‪ .‬ليس عليها إال الهبوط هنا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متوجهة نحو الجنوب‪ ،‬ومن ثم تراب‬ ‫حافلة‬ ‫ثم تستقل‬ ‫الوطن األم سيلتحفها‪.‬‬ ‫ل��م تأبه ّ‬ ‫ب��كل الصعوب��ات التي س��تواجهها أثناء‬ ‫اجتيازها الحدود نحو الوطن‪ ،‬لم تأبه بخطر الصواريخ‬ ‫والطائ��رات‪ّ .‬‬ ‫كل م��ا أرادت��ه هو يومٌ واح��دٌ في ربوع‬ ‫وطنه��ا "المفترض"‪ ،‬فهي لم تنس��ى يوم��اً من األيام‬ ‫بأنّه��ا الجئة هن��ا‪ .‬رغم إنّها ولدت هن��ا‪ ،‬مثل والدها‪،‬‬ ‫لكن األمرّ جبرهم على ه��ذا المرّ‪ ،‬أرضهم مغتصبة‬ ‫هناك‪ ،‬وما زال البيع والش��راء مستمراً بقضيتهم منذ‬ ‫ما يزيد عن الستين سنة‪.‬‬ ‫أجهش��ت بالبكاء م��ن جديد‪ .‬كانت جف��را تعيش‬ ‫وحي��دة‪ ،‬لم يكن هناك من تس��تند إليه وتش��كي إليه‬ ‫وجعه��ا‪ ،‬في هذه المدينة البعيدة‪ ،‬لم يكن لها أصدقاء‬ ‫أو أقارب يشاركونها وجعها‪ .‬هو مرضٌ جديد أصابها‪،‬‬ ‫كم��ا معظ��م المغتربي��ن والغرب��اء‪ ،‬م��رضُ المكان‪،‬‬ ‫الش��وق إل��ى موضعه��ا القدي��م‪ ،‬مس��كنها‪ ،‬رفقاها‪،‬‬

‫أقاربها‪ ،‬عملها‪.‬‬ ‫جلست إلى طاولتها وتسمرت عيناها على شاشة‬ ‫الكمبيوتر الموض��وع أمامها‪ .‬حدّثت رفقاها من خالل‬ ‫الشاش��ة الزرق��اء الت��ي أمامه��ا‪ ،‬ثم بعد حي��ن‪ ،‬وكأن‬ ‫ٍ‬ ‫بوح��ي هبط عليها كتبت عل��ى صفحتها الخاصة على‬ ‫"فيس بووك"‪:‬‬ ‫"عندم��ا اتّجه الجمي��عُ إلى هناك ج��ررتُ أحالم‬ ‫اليقظ��ة خائبًا‪ ..‬عبرتُ جهاز كش��ف المع��ادن وروحي‬ ‫تعبر قنس��رين‪ ،‬طرتُ السما َء ورئتاي تتسوالن نسيم‬ ‫ُ‬ ‫تتوس��ل‬ ‫الفرات‪ ،‬خط��وتُ أرضًا غريبة وأصابع قدمي‬ ‫طه��ر هيرابولي��س‪ .‬حملتن��ي الري��اح بعي��داً وتركتْ‬ ‫أش�لائي هناك وليمة‪ - .‬أنتِ ال ش��يء ‪ -‬قالها لي ولم‬ ‫يخجل من خمس س��نين ألثغ اس��مها وعشرين آخرين‬ ‫أهي��مُ في الحب‪ .‬كتل�� ٌة من اإلثم أنا هذا ّ‬ ‫كل ش��يء‪..‬‬ ‫معل��قٌ‪ ،‬ال حياة وال م��وت‪ ،‬أنظرُ في عينيكِ ألس��رق‬ ‫الدقائق واألمل‪ ،‬يستهلكني الشهيقُ وأنتظر صدركِ‬ ‫ألزفرَ التعب‪.‬‬ ‫ال تولم��ي قلب��ي للت��راب! أنصت��ي! ال زال يرتّل‬ ‫اسمكِ…"‬


‫هلو�سات مغرتب‬ ‫هلو�سات مغرتب‪:‬‬

‫مازالت رائحة الوطن تتجسد في أعمق التفاصيل‬ ‫التي ترتسم حول غرفتي المهجورة ومازالت جدرانها‬ ‫تصرخُ بهتافات الوطن‪ُّ ..‬‬ ‫كل شيء حولي ُ‬ ‫يخط معنى‬ ‫من معاني األم��ل بالعودة وتلكَ الحفن��ةِ من التراب‬ ‫الت��ي اعتادت قدمايَّ أن تدوس��ها‪ ..‬حلمٌ وحقيقة وال‬ ‫يعلم عقلي أيهما يختار‪ ،‬هل هو حلمٌ بالعودة أم أنها‬ ‫ً‬ ‫حقيقة سوف تكون في أحدِ أيام أيلول‪.‬‬

‫نبض الروح ‪. .‬‬

‫هالة النجاري‬

‫ذكرى نازحني‪:‬‬

‫الليلة الأخرية‪:‬‬

‫ص��وت الطائ��رة التي تحل��ق فوق س��ماء منزلنا‬ ‫مازل��ت في أذناي‪ ،‬وإل��ى اآلن اذكر وجه أبي الذي كان‬ ‫ينظ��ر إليها ويحاول أن يمتص ذلك الخوف الذي تخلل‬ ‫ف��ي أجس��ادنا‪ ،‬وعيناي أم��ي اللتان ل��م تغمضان في‬ ‫وقتها‪ ..‬لم يس��كن الليل منزلنا تلك الليلة ولم تدخل‬ ‫أعينن��ا في ثبات النوم ال��ذي اعتدناه طوال عمرنا‪ ..‬ما‬ ‫إن ظه��ر ضوء الش��مس حت��ى اتصلت بأخ��ي ألخبره‬ ‫أنني س��وف أغ��ادر وأنني ال أريد الم��وت وأخافه جداً‪..‬‬ ‫وقد ارتس��م لي حينها بقذائ��ف الطائرة التي لم تكن‬ ‫تفرق بين رؤوسنا وأطفالنا وبين صوت السجان الذي‬ ‫يكاد يأخذني إلى زنزانة المعتقل‪.‬‬

‫ل��م يكن الطري��ق طوي ً‬ ‫ال‪ ،‬بل إنني لم اش��عر به‬ ‫وكانت رائحة الوطن ومنزلنا الصغير تبتعد ساعة تلو‬ ‫أخرى وتندمج في كل خطوة برائحة الغربة التي كنت‬ ‫اجهلها‪.‬‬ ‫بضع��ة أميال وكنا خ��ارج األرض وفي كل صوت‬ ‫كنت اش��عر به حول��ي كان يمثل قصة عش��تها داخل‬ ‫قذيف��ة اله��اون أو االش��تباك أو ص��وت المداف��ع أن‬ ‫الطيران‪ ..‬وإلى اآلن تمتلكني فوبيا سيارة اإلسعاف‪.‬‬

‫ت�أقلم مغرتب‪:‬‬

‫علها إحدى أكاذيب العق��ل التي تحاول جاهداً أن‬ ‫تقنع بها نفس��ك‪ ،‬وأنك قد اعت��دت الغياب وانخرطت‬ ‫في هذا المكان الجديد وازدواج في ش��خصية تسكن‬ ‫داخل��ك وتقول لك أن��ك اعتدت الغي��اب‪ ..‬ولكن الليل‬ ‫ق��د كان كفي ً‬ ‫ال ليتمثل من خ�لال الدموع الخفية التي‬ ‫تحل��م بالع��ودة وتقول لروح��ك أنها لن تع��اد الغياب‬ ‫وتريد الوطن‪.‬‬ ‫ه��ذا أن��ا اليوم‪ ..‬جس��دٌ تكب��ل بآه��ات االغتراب‬ ‫وذكريات الوطن وقذائف الظالم‪.‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫بداخل��ي إال ش��عورٌ واح��دٌ‪ ..‬وه��و أن أخ��رج من هذا‬ ‫المكان وأعود إلى منزلي‪.‬‬ ‫وف��ي أدراج الع��ودة كانت قد أفش��ت ذلك الس��ر‬ ‫الذي أحاطها حولي وهو أنني قطعة من الثلج تنش��ر‬ ‫الب��رد ال��ذي م��ن خالل نس��مات األل��م بجانب��ي‪ ،‬وأنا‬ ‫ابتس��م بوجهها وأعبر عن قوتي التي تش��ع بوقوفي‬ ‫صامدة أم��ام مأس��اتهم‪ ،‬ولكن ما إن غ��ادروا المكان‬ ‫حتى أكملت مس��يري لتنهمر دموعي ألسباب إلى اآلن‬ ‫مازلت أجهلها‪.‬‬

‫�سفر‪:‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫تشيّع‪..‬‬ ‫مرحبا‪ .‬اليوم يجبُ علينا الذهاب إلى أحد المنازل‬ ‫ف��ي منطقة (س) وعليكِ االنتها ُء من العمل والقدوم‬ ‫إلى منزلي‪..‬‬ ‫حسنًا‪ .‬سأكون على الموعد‬ ‫وصلت إلى منزلها ومنه اتجهنا أنا وهي وس��يد ٌة‬ ‫أخ��رى ف��ي األربعينيات م��ن العمر‪ ،‬أما أن��ا فقد كنت‬ ‫أصغره��م‪ ،‬أقود باتجاه الطري��ق الذي اجهله والمكان‬ ‫َ‬ ‫المنطق��ة القديمة التي‬ ‫الذي ل��م أعرفه ق��ط‪ ،‬تل��ك‬ ‫تعي��ش في أحي��اء مدينة حل��ب وقد كن��ا نتوقف في‬ ‫كل محط��ةٍ جديدة ونس��أل أحد المارة ع��ن الطريق‬ ‫الصحي��ح‪ ،‬ونحن نتبادل أحاديث ثورتن��ا التي ننخرط‬ ‫بها يوماً بعد يوم‪.‬‬ ‫تلك السيدة تتلقى اتصا ًال وتردد‪ :‬نعم‪ ،‬هل عدت‬ ‫إلى المنزل؟‪ ..‬الحمد هلل وكيف كان األمر الذي ذهبتم‬ ‫ألجل��ه؟؟‪ ..‬هل كان جمي ً‬ ‫ال وقمتم بواجبكم على أكمل‬ ‫وج��ه؟‪ ..‬مع األس��ف لدينا ٌ‬ ‫عمل آخر اآلن وس��وف أكون‬ ‫في المنزل خالل الساعتين القادمتين‪.‬‬ ‫تغل��ق هاتفها وتقول لنا‪ :‬هذا ابني الش��اب‪ ،‬كان‬ ‫الي��وم في الش��ييع وأخبرن��ي كما حدث بحذر ش��ديد‬ ‫وأغلقنا الهاتف‪ .‬وما كان عليَّ إال أن أقول‪ :‬أما أنا فلم‬ ‫أع��د أرى بها مظه��راً من مظاهر الثورة فإن الس�لاح‬ ‫قد س��يطر عل��ى األمر ولم يعد هناك م��ن ٍّ‬ ‫حل يمكن‬ ‫أن ننته��ي ب��ه من ذل��ك الظال��م‪ ،‬ولكنها س��رعان ما‬ ‫رددت ف��ي وجه��ي‪ :‬بالطبع ال‪ ،‬فلعين��ا أن ال نلغي هذا‬ ‫الوج��ه الس��لمي الذي خرجنا به وعلينا أن نس��تمر به‬ ‫إلى النهاي��ة‪ ،‬فهو النافذة التي ننقل بها ما يحدث إلى‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫أكملن��ا الطري��ق ووصلن��ا إلى الم��كان المطلوب‬ ‫ودخلن��ا إلى أحد منازل الس��كان هناك‪ ،‬لم يكن منزل‬ ‫ّ‬ ‫بل عليَّ أن أقول انه ما يش��ابه المن��زل‪ ..‬فهو عبار ٌة‬ ‫ع��ن فس��حة متوس��طة ف��ي منتصفها خيم��ة وعلى‬ ‫اليس��ار بابٌ صغيرٌ لغرفةٍ ذاتُ نافذة واحدة مربعة‪،‬‬ ‫تكاد بها أن تدخل الشمس بشكل ضئيل‪ ،‬وكان هناك‬ ‫عددٌ من األطفال والنس��اء والرج��ال‪ ..‬وأنا لم أتحرك‬ ‫ً‬ ‫س��اكنة وكن��ت فقط انظر لم��ا يدور حول��ي‪ ،‬أما هي‬ ‫فقط كانت تس��جل المعلوم��ات الكاملة ع��ن العائلة‬ ‫وتفاصيلهم‪ .‬كانت الس��يدة تنظ��ر إليَّ واقتربت مني‬ ‫وأمس��كت بيدي وب��دأت تحدثني عن الحاالت األس��وأ‬ ‫وتردد الكلمات الحزينة التي تشير إلى األلم الذي دفع‬ ‫هذه العائلة للس��كن في ه��ذا المكان‪ ،‬وأنا مازلت في‬ ‫الش��رود والس��كوت الذي تملكني ولم أحرك بجسدي‬ ‫أيَّ شيء إال عيناي اللتان تتجوالن في المكان بذهول‬ ‫وي��دي التي ش��ددت بها عل��ى يدها وقلب��ي الذي كان‬ ‫يرتجف‪.‬‬ ‫أكلمت لي حديثها ونحن ننتقل إلى المنزل اآلخر‬ ‫فقد كانت تحاول جاهد ًة إخراجي من تلك الحالة التي‬ ‫امتلكتن��ي‪ .‬ويدي تتم��رس األمان من يده��ا وكأنني‬ ‫طفلة صغيرة ال تس��تطيع السير بمفردها‪ ،‬ولم يكن‬

‫‪23‬‬


‫�أما �آن للكلمات �أن ت�صمت‬ ‫نبض الروح ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪24‬‬

‫جاد الرمالوي‬

‫حت��ى قاس��يون وبالص��وت العالي‬ ‫ج��دا تكل��م من فوه��ة المدف��ع الثقيل‬ ‫جدا تكلم صرخ فين��ا أمازلتم احياء ألم‬ ‫تفهم��وا بع��د أنكم لس��تم س��يدي‪ ،‬أنا‬ ‫سيدي من يمتطي ظهري اآلن بأظافره‬ ‫القذرة الشاحبة يأمرني وأنا أوزع الموت‬ ‫يومي��ا ف��ي أط��راف دمش��ق كله��ا كما‬ ‫يأمرن��ي س��يدي أنام حين ين��ام وأقوم‬ ‫حين يبول‪.‬‬ ‫آه قاس��يون‪ ..‬أعل��م أنن��ا خذلن��اك‬ ‫قب��ل أن تخذلن��ا ولك��ن عتابك قاس��ي‬ ‫ج��دا ويحف��ر فين��ا كم��ا كان يحف��ر‬ ‫الس��وري األول عل��ى اللوح المس��ماري‬ ‫األول بحروف س��تبقى فينا وفي جس��د‬ ‫اإلنس��انية المتره��ل إلى األب��د‪ ،‬فنحن‬ ‫م��ن أعطى االنس��اتية ذاكرته��ا األولى‬ ‫ومازلن��ا نكت��ب فيه��ا بكلم��ات م��ن دم‬ ‫ودم��ار وصم��ود وانتص��ار لي��س كم��ا‬ ‫مرس��وم في الفضائيات وال مبتور كما‬ ‫في "الفيس��بوكيات" هو درس يجب أن‬ ‫ال ننس��اه وهو أن أفضل وس��يلة للبقاء‬ ‫هي في البقاء‪.‬‬ ‫بصخب أق��ل من صخب قاس��يون‬ ‫اس��مع كالم ف��ي والء وايدولوجي��ا‬ ‫كل قطع��ة س�لاح وقف��ت ض��د النظام‬ ‫وتوقع��ات ل��كل منه��ا أين س��تقف بعد‬ ‫الس��قوط المنتظ��ر للنظ��ام المزعوم‪،‬‬ ‫وكالم يملئ��ه األلم واألم��ل رغم حجم‬ ‫المؤامرة على هذا البلد دون أن يطلعنا‬ ‫احد على ش��كل هذه المؤام��رة أو على‬ ‫مفرداته��ا‪ ،‬كأن الش��عب كت��ب عليه أن‬ ‫يك��ون آخ��ر م��ن يعل��م‪ ،‬من��ذ أكثر من‬ ‫س��نتين ونح��ن نس��مع لعلم��اء الكالم‬ ‫وهم يقولون أقوى الكالم ويرد عليهم‬ ‫العال��م بأتف��ه ال��كالم وبأق��وى وأحقر‬ ‫األس��لحة‪ ،‬س��معنا ولم نزل نس��مع عن‬ ‫معركة دمش��ق الكبرى (وج��ب التنويه‬ ‫أن اس��مها كان س��اعة الصف��ر) وحي��ث‬ ‫إني لس��ت م��ن المحللين العس��كريين‬ ‫اللذي��ن يتندر باس��مهم فأنا مضطر أن‬ ‫اصدق على الرغ��م من أن ما رئيت من‬ ‫اس��تعدادات وأعداد من مقاتلي الجيش‬ ‫الحر يكفي إن لم يكن لمعركة دمش��ق‬ ‫فأن��ه يكف��ي إلح��داث إرب��اك كبير في‬ ‫عناصر نظ��ام االحتالل ويعمق الش��ك‬ ‫للموالي��ن له في قدرت��ه على الصمود‪،‬‬ ‫مع ما سمعته من احد المنشقين حديثا‬ ‫ع��ن الفرق��ة الرابع��ة (أحد أه��م أذرع‬ ‫اإلجرام للنظام) أن الوضع سيئ جدا في‬ ‫الكتيب��ة والفرقة عموما‪ ،‬من أصل أكثر‬ ‫م��ن س��تمائة مجند ومتط��وع لم يبقى‬ ‫ف��ي الكتيبة إال اقل من مئة وخمس��ين‬ ‫جلهم من المجندين اللذين يبقون دون‬ ‫أن يفعلوا ش��يء س��وى االنتظ��ار حتى‬ ‫يس��مح لهم بالمغادرة حتى يخرجوا وال‬ ‫يع��ودا إلى الكتيبة ببس��اطة وأن مكتب‬ ‫"للخب��راء اإليرانين" موج��ود داخل كل‬ ‫كتيب��ة وقطع��ة عس��كرية للفرقة منذ‬ ‫أكث��ر من ع��ام على األق��ل وعلى مرأى‬ ‫م��ن الجميع‪ ،‬هذا المكتب قس��م الجميع‬ ‫إلى س��ني وعلوي بكل نواحي المعاملة‬ ‫حت��ى ب��ات بع��ض المجندي��ن الس��نة‬ ‫يتناوبون على حراسة بعضهم البعض‬

‫أثن��اء النوم‪ ،‬بعض هؤالء المجندين لم‬ ‫يتعلم هذه المفردات (س��ني أم علوي)‬ ‫حت��ى اضطر إلى االنتم��اء إلى أحدهم‪،‬‬ ‫مخ��ازن الذخيرة في ه��ذه الكتائب ملئ‬ ‫بأس��لحة الممانع��ة الفتاكة من ش��تى‬ ‫أن��واع الكيماويات وجاهزة لالس��تعمال‬ ‫مع األخذ باالعتبار أن لجنة التحقيق في‬ ‫استعمال الكيماوي مرابطة في قبرص‬ ‫حتى يسمح القاتل في التحقيق والعالم‬ ‫كله أيضا باالنتظار بثبات وعزيمة على‬ ‫حماية حقوق اإلنسان في سوريا‪.‬‬ ‫ل��م أبقى م��ع (م ح) المنش��ق عن‬ ‫فرق��ة ماهر األس��د الرابعة س��وى يوم‬ ‫واحد ف��ي دمش��ق قب��ل أن يذهب إلى‬ ‫مأمنه بعد أن امضى ثالث س��نوات في‬ ‫مكان��ه‪ ،‬ل��م يك��ن يس��تطيع أن يخفي‬ ‫استغرابه من كيفية بقاء األسد بعد كل‬ ‫ما رآه من ضعف وتشتت القوة الضاربة‬ ‫في الفرقة‪ ،‬قال لي كنا نس��مع الجيش‬ ‫الحر يحدثنا بمكبرات الصوت وهو يقف‬ ‫عل��ى البوابة الش��مالية للكتب��ة بعد أن‬ ‫دمره��ا بمن فيها من ح��راس‪ ،‬قاطعته‬ ‫بس��ؤال تش��وبه الطائفية ع��ن القتلى‬ ‫على البواب��ة هل كانوا م��ن المجندين‬ ‫أم م��ن المتطوعي��ن فق��ال ل��ي م��ن‬ ‫المتطوعين االحتياط طبعا ألنه لم يعد‬ ‫يسمح للمجندين بالقيام بالحراسة منذ‬ ‫وق��ت طويل لقلة الثقة بهم وبوالئهم‪،‬‬ ‫حدثن��ي أكثر عما جرى ف��ي هذه الليلة‬ ‫وم��اذا ق��ال لك��م أف��راد الجي��ش الحر‬ ‫فتابع سمعنا في منتصف الليل اصوات‬ ‫اشتباك على البوابة الشمالية ولم يكن‬ ‫يطلب منا المس��اعدة اب��دا وبعد حوالي‬ ‫الساعة من أصوات الدوشكا والرصاص‬ ‫خ��رج علين��ا ص��وت موجه خطاب��ه إلى‬ ‫عناص��ر الكتيبة أنه��م ال يريدون موتنا‬ ‫وأننا اخوة بالس�لاح لمن أراد االنضمام‬ ‫إليهم ولمن لم يري��د فله أن يصل إلى‬

‫أي م��كان يؤم��ن ل��ه ومن أخت��ار البقاء‬ ‫والقت��ال فليس لهم خيار س��وى قتاله‪،‬‬ ‫أنهم ال يخافون شيء قالها بحب وكانت‬ ‫ليل��ة صعبة ج��دا على الجمي��ع وخاصة‬ ‫أن محدثن��ا من الجي��ش الحر بقي أكثر‬ ‫م��ن عش��رة دقائ��ق دون أي اعت��راض‬ ‫من الق��وى المدافعة ع��ن الكتيبة حيث‬ ‫انه لديهم أوام��ر في البقاء والمحافظة‬ ‫عل��ى الموق��ع حت��ى وإن تعرضت باقي‬ ‫المواق��ع للهج��وم حت��ى يأتيه��م المدد‬ ‫ه��ذا إن جاء كم��ا حدث في تل��ك الليلة‬ ‫(وه��ذا تكتيك االحتالل في كل س��وريا‬ ‫وهو وق��ف تق��دم الجيش الح��ر أطول‬ ‫فترة ممكنة)‪ ،‬مبتسما قال انه بعد تلك‬ ‫الليل��ة اصب��ح ش��ائعا أن تس��مع الكثير‬ ‫م��ن التذمر والتندر حتى على ش��خص‬ ‫بشار األس��د نفسه‪ ،‬بعد قبض الرواتب‬ ‫يصب��ح الجميع مس��تعدين لالنش��قاق‬ ‫لحين وج��ود الفرص��ة المواتي��ة ولكن‬ ‫بعد منتصف الش��هر تكون االنشقاقات‬ ‫ف��ي حده��ا األدن��ى بانتظ��ار الرات��ب‬ ‫الق��ادم‪ ،‬آخر م��ا قال لي قب��ل أن يغادر‬ ‫بكلمات يخرج منها غبار التعب واللهفة‬ ‫للوصول‪ ..‬إيمتى بدو يروح‪.‬‬ ‫طبعا الجميع يعرف الجواب وهو أن‬ ‫ال احد يع��رف الجواب‪ ،‬وطبع��ا أيضًا مع‬ ‫االحترام لوج��ود الكثير م��ن المتنبئين‬ ‫الفاش��لين ممن لهم ص�لات وثيقة مع‬ ‫صناع الق��رار في العالم بموعد أو حتى‬ ‫توقع موعد الرحيل المنتظر‪ ،‬لكن لماذا‬ ‫ال أح��د يعرف الجواب م��ع كل ما تملكه‬ ‫المعارض��ة من مخضرمين سياس��يين‬ ‫ومحللي��ن اس��تراتيجيين يقيم��ون‬ ‫ف��ي أحض��ان صن��اع الق��رار ومص��در‬ ‫المعلومات األكيدة وضباط متمرس��ين‬ ‫ف��ي القت��ال والتخطيط له��م منذ أكثر‬ ‫من عام يعاونهم مجالس عسكرية في‬ ‫كل المحافظ��ات وال يفوتني ذكر جبهة‬

‫النص��رة بعملياته��ا النوعي��ة وضع��ف‬ ‫واضح في بنية النظام وعداد الش��هداء‬ ‫في أفضل حاالت��ه‪ ،‬بعد هذا كله ال أحد‬ ‫على األرض يعرف الجواب؟؟‪..‬‬ ‫مؤتم��رات ال تنته��ي واجتماعات ال‬ ‫تحصى والكل متشكك باآلخر ويخرجون‬ ‫بأحلى وأقوى عبارات التحفيز والتشجيع‬ ‫وأنهم أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من‬ ‫اإلتحاد كأن اتحادهم س��يكون الضربة‬ ‫القاضي��ة للنظام األس��دي‪ ،‬وال يملكون‬ ‫حت��ى المعلوم��ة الوحي��دة المطلوب��ة‬ ‫منهم‪ ،‬يقولون الكثير ويفعلون القليل‬ ‫والمجرم��ون يقولون القلي��ل ويفعلون‬ ‫بنا الكثير ووحده الش��عب الصامد يدفع‬ ‫الف��رق لقلب هذه المعادلة من جس��ده‬ ‫المنه��ك‪ ،‬النظام األس��دي طلب أعوانه‬ ‫ف��ي الس��جون فيم��ا يس��مى "العف��و"‬ ‫الصادر أخيرا بخطوة يائس��ة ليس��تثمر‬ ‫في الفس��اد ال��ذي في نف��وس اعوانه‬ ‫اللذين انقضت مدة صالحيتهم‪ ،‬بعد أن‬ ‫اضطر إلى اللجوء إلى تسليم حزب اهلل‬ ‫عمليات كاملة قيادة وتنفيذ الس��ترجاع‬ ‫مواقع من الجيش الحر‪.‬‬ ‫يتراف��ق ص��دور "العف��و" ص��راخ‬ ‫المداف��ع األكث��ر ضجيج��ًا ودم��اراً على‬ ‫دمش��ق منذ ب��دء الثورة بخطاب أش��به‬ ‫بالع��دم ليق��ول بتثاقل أن��ا مازلت على‬ ‫قي��د الحياة أنا مازل��ت أتمتع بالبقاء ألن‬ ‫البق��اء لألق��وى‪ ،‬وكي��ف تك��ون األقوى‬ ‫وقد أوفقت المدافع من قاس��يون فقط‬ ‫وقت الخطاب وماذا تبقى لك في سوريا‬ ‫الحرة إال بقية من دماء ودمار‪.‬‬ ‫دم��اء مازالت تس��يل وهي تس��مع‬ ‫كالم��ات التش��جيع فاس��تحلفكم‬ ‫بمقدس��ات األرض هل لنا من استراحة‬ ‫من كلماتك��م‪ ،‬ويا أيها األس��د‪ :‬اضرب‪،‬‬ ‫فنح��ن األق��وى‪ ،‬ألنن��ا نح��ن دائم��ا من‬ ‫يبقى‪.‬‬


‫دندنات اندساسية ‪. .‬‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫الشعب السوري ما بيموت | كاريكاتير للفنان سمير الخليلي‬

‫‪25‬‬


‫�شو هي احلرية اللي بدكن ياها؟‬ ‫�أنوار العمر‬

‫حيطان فيس بوك ‪. .‬‬

‫ش��عب‬ ‫لق��د بات غضب الطبيع��ة أرحم من غضب طاغية على ٍ‬ ‫يطلب الحرية‪ ،‬والبرهان كم القتلى والدمار في كال الحالتين‪..‬‬

‫معاذ اخلطيب احل�سيني‬

‫إلى شعب سورية‪ :‬هناك من يحاول خنقنا جميعا‪ .‬ال تخافوا‬ ‫منه��م إذا بقيتم يدا واحدة‪ .‬ال تثقوا بالدول واعتمدوا على‬ ‫أنفس��كم‪ ،‬ال ادري إن كنت س��أبقى قادرا عل��ى الكالم أم‬ ‫ﻻ‪ .‬األمر اكب��ر من الثورة واكبر م��ن النظام‪ ..‬هناك وطن‬ ‫لنا س��يتركوننا نتصارع فيه حتى ينهار‪ .‬انفضوا عن تجار‬ ‫الح��روب األن��ذال‪ .‬ومن ﻻعمل لهم إال إش��عال النار‪ .‬الثوار‬ ‫المخلص��ون كثيرون منهم جائعون يأكلون بقول األرض‪.‬‬ ‫م��ن يقول اهجموا وتقاتلوا أكثر مج��رم بحق بلده‪ .‬هناك‬ ‫جهات ما تس��عى لتدمير أي مرجعية للناس فال تستجيبوا‬ ‫لها‪ ..‬ابقوا يدا واحدة‪ ..‬وسنكبر ببلدنا ويكبر بنا‪..‬‬

‫ليلى العودات‬

‫مبروك للمرتشي والمنتفع وصاحب محل الدعارة (فقط إذا‬ ‫ثب��ت وجود امراض معدية) ومتلف الوثائق العامة ودواوين‬ ‫المحاك��م والمهربي��ن وأصح��اب مخالف��ات البن��اء ومالكي‬ ‫الس�لاح غي��ر المرخص عل��ى العف��و الجدي��د‪ ،‬النظام لم‬ ‫يخيبكم يومًا وه��ذه مكرمة جديدة لتذكروه بالخير‪ .‬وعدم‬ ‫المؤاخذة ألكثر من مئة وخمسين ألف مختفي قسري بدون‬ ‫ملفات يتعرضون للتعذيب في أقبية مخابرات النظام‪.‬‬

‫خالد قنوت‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪26‬‬

‫انس��حب النظام م��ن المراك��ز االقتصادية كآب��ار النفط‬ ‫وصوام��ع الحب��وب ليتركه��ا لمجموعات مس��لحة تقاتله‬ ‫ألنه يعرف ما الذي س��تفعله بهم تل��ك األموال والغنائم‬ ‫من تش��تت وتراجع عن متابعة القتال واالرتهان لمصالح‬ ‫أم��راء الحرب والم��ال الجدد‪ ،‬كذلك فعل��ت بعض أطراف‬ ‫المعارض��ة وبع��ض أجه��زة االس��تخبارات الدولي��ة ف��ي‬ ‫التواص��ل م��ع بع��ض القادة م��ن كتائ��ب الجي��ش الحر‬ ‫غير الموح��دة إللهائهم ع��ن دورهم القتال��ي البطولي‪.‬‬ ‫المال يقصم ظه��ر الثورة إن تبعثر بي��ن المقاتلين‪ .‬كل‬ ‫هذه األعم��ال تضر بالثورة وتصيبها ف��ي مقتل‪ .‬القيادة‬ ‫الموح��دة للجي��ش الح��ر ص��ار أكث��ر م��ن ض��رورة لمنع‬ ‫انص��راف بع��ض المقاتلي��ن عن االش��تراك ف��ي معركة‬ ‫تحرير سورية ولمنع التبعية واالرتهان للخارج أو ألصحاب‬ ‫األجندات‪ .‬أنقذوا الثورة بتوحيد الجيش الحر من الداخل‪.‬‬

‫كارولني �أيوب‬

‫وعندما تختصر الحرية إلى «عفو» من مجرم‪..‬‬

‫دار العبد اهلل‬

‫(عب��ارات علِق��تْ في ذهن��ي كانت مكتوب�� ًة على حائط‬ ‫المنفردةِ رقم ‪ 1‬في فرع "الخطيب")‬ ‫ ‪ 30‬يوم بسبب "اليك" لقناة الجزيرة‪.‬‬‫ الي��وم عرف��وا أهل��ي إنّي على قي��د الحي��اة‪ ،‬أجهشَ‬‫والدي ف��ي البكاء بع��د االتصال به من موبايل ش��رطي‬ ‫ف��ي المحكمة‪ ،‬قال لي والدي أنَّهم قد نصبوا خيمة عزا ٍء‬ ‫رس��ميَّة لي ظنَّا منهم إنني قد استش��هدت‪ ،‬أنا حيُّ في‬ ‫السجن وميِّت خارج السجن‪.‬‬ ‫ السفاح أبو الموت ‪.2011 / 7 / 17‬‬‫ اسمع الصمت جيّداً‪ .‬أبو خالد الساعور‪.‬‬‫ دع��سُ األزه��ا ِر ل��ن يؤخِّ��ر مج��يء الربيع‪ .‬أب��و خالد‬‫الساعور‪.‬‬ ‫ مررتُ من هنا‪.‬‬‫ إذا كن��ت تري��د أن تكتب على الحائط‪ ،‬هنالكَ مس��مار‬‫تحت "الكرتونة" في الزاوية اليمني‪ ،‬أعدهُ إلى مكانه بعد‬ ‫االنتهاء من الكتابة‪.‬‬

‫أنك تنزل الضهر تقعد بقهوة رصيف وتش��وف اكتر من تالتين ش��ب وصبية قاعدين مع بعض وعم يغنوا‬ ‫بالش��ارع أغاني عن الثورة وعم يش��تموا النظام الحالي علنا‪ ،‬وانك تروح المسا تقعد بمطعم صغير تالقي ناشطة‬ ‫(محجبة) متل الرائعة نوارا نجم عم تشرب كوال وقاعدة مع شباب وصبايا عم يشربوا بيرا وعم يخططوا كيف الزم‬ ‫تس��تمر الثورة وانك بنص الليل تش��وف صبايا وش��باب من كل االتجاهات عم يغنوا أغاني بالشارع ضد اإلخوان‬ ‫الحاكمين وعم يتهكموا على خطابات الحاكم هاد جزء كبير من الحرية يلي ش��عوبنا عم تطلبها وهاد كمان جزء‬ ‫من مهم من المقاومة الشعبية ألي نوع من أنواع االستبداد تحت أي مسمى كان‪..‬‬ ‫رشا عمران | أديبة سورية‬

‫�أمين �أ�سود‬ ‫الش��باب بلشت تش��مت بقصة الزلزال‪ .‬الش��عب اإليراني‬ ‫معتر في جل��ه ومتأذي من نظامه كما نحن الس��وريين‪.‬‬ ‫رجال النظ��ام والمتنفذين في إي��ران قصورهم ال تتأثر‬ ‫بالزالزل‪ .‬الش��عب المظلوم من س��تهدم خشاشهم فوق‬ ‫رؤوس��هم‪ .‬لو كان الزلزال يصي��ب النظام اإليراني لكنت‬ ‫أول الشمتانين‪ .‬هذه ليست أخالقنا‪..‬‬

‫ندى �صبح‬

‫بمناس��بة ذاكرة الجالء‪ :‬لن أشتم استعماراً رمّم المسجد‬ ‫العم��ري‪ !..‬ول��ن أترح��م على عصاب��ة ممانع��ة مقاومة‬ ‫إرهابية طائفية‪ ..‬هدمته‪..!..‬‬

‫رمي ف�ضيل‬

‫في الحرب ينهار الكون ويخرّ ساجداً لنشوة الموت أسيراً‬ ‫لش��هوة التالشي‪ ..‬حينها تغدو كل المحرمات طوق النجاة‬ ‫للحياة من ذاك االشتهاء‪ ..‬من ذاك التالشي‬

‫توفيق احلالق‬

‫عل��ى رأس رابي��ة القام��وع ف��ي ديرعطي��ة ربم��ا كان‬ ‫للفرنس��يين ثكنة عس��كرية؟ على كل ح��ال هكذا أجاب‬ ‫أهلونا عندما س��ألناهم عن سرّ وجود سور من األسالك‬ ‫الش��ائكة هناك؟ وألن األمر كذلك فقد رحنا ن َقطٍعُ تلك‬ ‫األس�لاك بأحجار الصّ��وان ونع��ود بأيد مُدم��اةِ لنصنع‬ ‫منها باصات تش��به باصَ ال��ركاب ونعلقها بخيط لنغزوا‬ ‫الشارع الرئيس متباهين بتحويل الدفاعات االستعمارية‬ ‫الفرنس��ية إلى مجرد ألعاب أطفال!! للمقاربة فإن أطفال‬ ‫س��وريا اليوم يفعل��ون مثلن��ا وبحولون ش��ظايا القنابل‬ ‫والصواري��خ الت��ي قتل��ت أهلهم إل��ى ألع��اب أطفال في‬ ‫تحدٍ صارخ للغ��زاة البرابرة‪ .‬وللمقارب��ة أيضا فإن رابية‬ ‫القام��وع ذاتها يحتله��ا اآلن تمثال ضخم لحافظ األس��د!!‬ ‫ع��ادَ االس��تعمار إذن وعادت حرب التحرير وغدا س��نقول‬ ‫ألطفالنا عندما يس��ألوننا عن سر وجود كتل من األحجار‬ ‫الكبيرة عل��ى الرابية؟‪ :‬ه��ذه بقايا تمث��ال الطاغية الذي‬ ‫حرق وابنه سوريا قبل أن تتحرر إلى األبد من االستعمار‪.‬‬

‫النا جابر‬

‫عزي��زي بش��ار الجعفري‪ :‬انت��ا متأكد انو كن��ت عبتحضر‬ ‫قن��اة العربية وال كنت عبتتفرج على اإلخبارية الس��ورية‬ ‫تزك��ر منيح‪ .‬تزكر‪ ،‬ألن��و عيب تكزب‪ ..‬وباألم��م المتحدة‬ ‫ماحلوي حباب‪.‬‬

‫�أحمد اجلمل‬

‫كن��ا من زمان كان ب��س تطلب أمك منك ش��غلة‪ ..‬تقلها‬ ‫بعدين ولو‪ ..‬شو رح تخرب البلد‪!!..‬؟؟‪ ..‬وهي خربت البلد‪..‬‬ ‫عطونا حجة تانية لشوف‪..‬‬

‫م�صطفى علو�ش‬

‫الشروط التي وضعها بشار األسد للمعارض الوطني‪ ..‬ال‬ ‫تنطبق حتى اآلن على غير ماهر األسد!‬

‫عمر عناية‬ ‫الي��وم ولدت قبل��ة جديدة لدي��ن الحري��ة‪ ..‬حمص‪..‬‬ ‫مدينة يسكنها المالئكة‪..‬‬

‫احمد بديع‬

‫ل��م يت��م تهجي��ر اليه��ود الس��وريين اال في فت��رة حكم‬ ‫األس��د‪ .‬ولم يتم تهجير اآلش��وريين في مناطق الحسكة‬ ‫والقامش��لي إال ف��ي فت��رة حكم األس��د‪ .‬وحت��ى األرمن‬ ‫الهاربي��ن م��ن تركيا هرب��وا من حك��م األس��د‪ ،‬والدروز‬ ‫والمس��يحيين وحتى العلويين‪ .‬قبل األسد كانت األقليات‬ ‫أكثر أمناً واندماجًا في المجتمع‪.‬‬

‫وئام بدرك�سان‬

‫عم��و الج��وع‪ ..‬وال مرة بكيت من الجوع مت��ل والد الحصار؟‬ ‫وال م��رة حكيت متلن��ا هيك‪ ..‬هفالو‪ ..‬كن��ت كتير جوعانة‪..‬‬ ‫ص��ار عندي ‪7‬أرغف��ة خبز بعد زمان نس��يت أدي��ه‪ ..‬صرت‬ ‫آكل بإي��دي االتنين وإبكي‪ ..‬خبز مليان رمل وبحص‪ ..‬قمح‬ ‫مدوّد‪ ..‬طحين مس��وس‪ ..‬بس خب��ز بلدي‪ ..‬من إيدين والد‬ ‫البل��د‪ ..‬إي‪ ..‬نحن��ا عم نجوع وكتير كم��ان‪ ..‬وعم نبكي من‬ ‫الجوع‪ ..‬ويمكن اللي كان يق��ول ما حدا بيموت من الجوع‪..‬‬ ‫مات جوعان‪ ..‬أنا بخاف موت لوحدي‪ ..‬وبخاف موت جوعانة‪..‬‬ ‫جوعانة خب��زة‪ ..‬ووطن‪ ..‬إي‪ ..‬وطن م��ن خبز‪ ..‬صرت إحلم‬ ‫يك��ون عندي حقل قم��ح وطاحونة عكتف نه��ر وطحين ما‬ ‫فيه س��وس وال بحص ونعم��ل خبز ويطلع م��ن الخبز ألف‬ ‫ش��مس‪ ..‬تكفّ��ي الخب��ز ألل��ف كوك��ب ملي��ان جوعانين‪..‬‬ ‫جوعانين متلنا بالحصار‪ ..‬جوعانين بس‪ ..‬خبزة ووطن‪..‬‬ ‫خب��زة ووط��ن هفال��و‪ ..‬حنظل��ة الحومصي م��ن حمص‬ ‫الغارقة في الحصار والخذالن والجوع‪..‬‬

‫ر�ضوان عيد‬

‫معس��كر الطالئع ف��ي دير الزور الذي صار ل��ه يدك المدينة‬ ‫وأهاليه��ا بقذائ��ف الموت مذ بلغ��ت المع��ارك على األرض‬ ‫ذروتها‪ ،‬لم يكن يوما ل»طالئع»!! إنما ماخورا لبالغي البعث‬ ‫ومن تهون عليه نفس��ه ليلحق بركبهم!! وأنتظر أن أس��مع‬ ‫خبر محوه بمن فيه من أرض الدير على أحر من الجمر!‬

‫هو�شنغ �أو�سو‬

‫الع��ودة إل��ى (لو)‪ ..‬م��اذا لو ص��رّح أردوغان قائ� ًلا‪ :‬أكراد‬ ‫س��ورية ال يثق��ون باألس��د وإصالحات��ه وتصريحات��ه‬ ‫ووع��وده‪ ..‬وهذا ما أخبرتنا به الق��وى الكرديّة الصديقة‬ ‫العاملة عل��ى األراض��ي التركيّة والس��وريّة؟‪ ..‬بالتأكيد‬ ‫أن بع��ض أكرادنا الس��وريين األفاضل كانوا سيش��قّون‬ ‫ثيابهم فرحاً وقالوا‪ :‬انظروا؟! إنها الوثيقة!! انه الدليل!!‪..‬‬ ‫ان��ه البره��ان الس��اطع‪ .!!..‬ه��ا ه��و أردوغ��ان يعت��رف‪،‬‬ ‫بعظمة لس��انه ب��أن له (أصدق��اء) من الكرد‪ ،‬ف��ي تركيا‬ ‫وس��ورية؟‪ ..‬ه��ا هو أردوغ��ان يفضحهم!!! م��اذا تريدون‬ ‫أكثر م��ن ذلك؟!!!‪ .‬أليس ّ‬ ‫محل ه��ؤالء (أصدقاء أردوغان)‬ ‫م��ن اإلعراب الوطن��ي أنه��م (مفعول ب��ه‪ ،‬ومفعول فيه‬ ‫منص��وب) على ان��ه خائن‪ ،‬ويجب جرّه بالكس��ر على انه‬ ‫مض��اف مح��ذوف‪ ،‬تقديره مختط��ف ‪ /‬معتق��ل ‪ /‬محكوم‬ ‫عليه باألشغال الشّاقة المؤبّدة في الدنيا واآلخرة؟!‬

‫يوم عيد الجالء ‪ 17‬نيسان‪1999 ،‬‬ ‫كنت عسكري‪ ،‬ببدلة‬ ‫واقف‪ ،‬مع زمالئي العساكر الكحيانين‪،‬‬ ‫عم نتطلع ببعض‪ ،‬ونحكي ع النسوان‬ ‫ببرادات الصبح السليمانيات‬ ‫بالس��احة الرئيس��ية لمبنى هيئة أركان «جيش‬ ‫التحرير الفلسطيني»‬ ‫بما كانت بالسابق اس��مها المعضمية ‪ -‬قبل ما‬ ‫يستفقدها الرئيس السابق بهداياه‪.‬‬ ‫الج��و غبرة وعف��رة وقل��ة واجب ‪ -‬متل س��يران‬ ‫الكالب‪ ،‬يعني‬ ‫األعالم يلل��ي كانت مطوية‪ ،‬تحت ك��وام الغبرة‬ ‫بالمستودع‪ ،‬مغطية السما‬ ‫ضباط الرتب التافهة واقفين ساندين الحيطان‪،‬‬ ‫عم يدخنوا‬ ‫والميكروفونات عم تلعلع‬ ‫أغاني فيروز السئيلة المكرورة‪ ،‬تبع كل مرة‬ ‫و«أنا س��وري‪ ،‬وأرض��ي عربي��ه» ومقتطفات من‬ ‫خطب حافظ األسد «التاريخية»‪.‬‬ ‫فجأة‪ ،‬بتوقف األحاديث‪ :‬فاتت سيارة «اللواء» طارق‬ ‫الخضرا‪ ،‬المرسيدس «الخضرا‪« ،‬بعيدٍ عنكون‪،‬‬ ‫الحقتها س��يارة العميد ضاب��ط األمن واالرتباط‬ ‫بالمخاب��رات العس��كرية الس��ورية ‪ -‬يلل��ي هو‬ ‫األهم‪ ،‬بالحقيقة‪.‬‬ ‫العس��اكر واقفين‪ ..‬خريانين ع الفهم ‪ /‬وع حالهون ‪/‬‬ ‫وع النظام العام ‪ /‬وع ‪ 17‬نيس��ان ‪ /‬وع يوسف العظمة‬ ‫‪ /‬وع األعالم الوطنية ‪ /‬وع طارق الخضرا ‪ /‬وع س��يارتو‬ ‫المرسيدس ‪ /‬وع فلسطين ‪ /‬وع جيشها ‪ /‬وع قضيتها‬ ‫وبيقوم بيبلش االحتفال «المركزي»‬ ‫بموسيقا «النفخيات»‬ ‫ع هالعساكر «المنفوخ» قلبها‪.‬‬ ‫وشوي تانية‪،‬‬ ‫بيبلش خطاب ضابط األمن بصوت متل المنشار‬ ‫يقول لهالعس��اكر‪ ،‬كيف‪ ،‬جالء فرنسا عن سوريا‪،‬‬ ‫بالـ ‪1946‬‬ ‫كان من ثمرات الحركة التصحيحية!!‬ ‫أقسم باهلل‪ ،‬أقسم باهلل‪،‬‬ ‫إني سمعت بأداني‬ ‫صوت عضام يوسف العظمة‬ ‫عم تتكسر‪ ،‬من جديد‪ ،‬بقبرو‪.‬‬ ‫قال‪ ،‬عيد جالء‪ ،‬قال!!‬ ‫جمال منصور‬ ‫محمد منصور‪ ،‬يخذلني ميت ًا أيض ًا‪.‬‬ ‫حي��ن كان فقي��راً مثلي‪ ،‬كانت قلوبن��ا متقاربة‪.‬‬ ‫ورغم أنني ال أطيق العس��كر‪ ،‬لكن محمد منصور‬ ‫كان يمي��ل إل��ى عال��م الثقاف��ة‪ ،‬وكان لطي��ف‬ ‫المعشر‪ ،‬وفي ًا‪.‬‬ ‫الخمس عشرة سنة‪ ،‬التي قضاها متطوعًا في الجيش‪،‬‬ ‫ل��م تكن ق��د و ّفرت له م��ا يليق بحف��ل زواجه‪ .‬فكان‬ ‫بيتي مناس��بًا لس��هرة متواضعة‪ ،‬ازداد محمد بعدها‬ ‫قرب��ًا من��ي‪ .‬حتى أن��ه ش��اركنا الحياة البس��يطة في‬ ‫بيتن��ا‪ ،‬كصديق وصهر‪ ،‬لبضعة ش��هور‪ .‬بعد ذلك بدا‬ ‫ل��ي أن ثمة ثغرة ُفتح��ت بيننا‪ ،..‬وراحت ت��زداد طرداً‬ ‫مع تحس��ن حاله‪ ..‬لتكون حصيلتها الطبيعية اختالف‬ ‫موقفينا بع��د الثورة‪ .‬طبع��ًا لم أكن مغف� ً‬ ‫لا‪ ،‬فأحلم‬ ‫بانش��قاقه عن الجيش الفاس��د‪ ،‬متناز ًال عن مكاسبه‪.‬‬ ‫لكنني كنت أعوّل على الذكريات بيننا أن تحمي لديه‬ ‫س��معتي‪ ،‬التي لم يراعه��ا في غياب��ي‪ .‬فتحولتُ في‬ ‫نظره من شخص يتحمل ظروف الفاقة على االنصياع‬ ‫لمؤسس��ات الفس��اد‪ ،‬إلى بطل شاش��ات‪ ،‬وشريك في‬ ‫المؤامرة العالمية‪ ،‬على س��ورية‪ .‬لكن أبش��ع ما خلفه‬ ‫لديّ صديقي محمد‪ ،‬هو تضحيته بنفس��ه في صفوف‬ ‫جيش الطاغية‪ .‬كانت صدمة خبر موت محمد باألمس‪،‬‬ ‫أكب��ر بكثير من صدمة تح��ول صداقتنا إلى خصومة‪.‬‬ ‫تخيل��ت بش��ار األس��د يتق��دم من��ي‪ ،‬رافع��ًا اإلصبع‬ ‫الوسطى‪ ،‬إلحدى يديه‪ ،‬وخافضًا سبابة اليد األخرى في‬ ‫إش��ارة إلى جثة صهري‪ ،‬وصديقي الس��ابق!‪ ..‬سامحك‬ ‫اهلل يا محمد‪ ..‬م��ا كنت أتوقع منك هذه الحصيلة من‬ ‫الخذالن‪ ،‬الذي يتحجر اآلن في حنجرتي‪.‬‬ ‫علي ديوب‬


‫صبارتنا حيث ال أحد فوق النقد‪..‬‬ ‫باب ناقد ساخر يتناول مواضيع سوريتنا‪..‬‬ ‫مجتمعنا وثورتنا‪..‬‬ ‫ ‬

‫االسباب ليش بدنا نشوف اللقاء‪:‬‬ ‫‪ 2%‬النو ممكن يحكي شي مهم أو مفيد (يسقط نفسو مثال)‬ ‫‪ % 98‬بدنا نعمل ميمزات وصور عليه‪ ...‬حج نيو‬ ‫في المعارضة‬

‫المحشش السوري اإللكتروني‬ ‫‪-1‬‬‫صارو عاملين مدري كم ألف عفو عن المعتقلين السياس��يين‬ ‫والمعارضين يل��ي (لم تتلطخ ايديهم بالدم��اء) ومع ذلك وبعد اكثر‬ ‫م��ن ثالث س��نوات على اعتقالها مازالت ط��ل الملوحي خلف القضبان‬ ‫علما انها مدونة وحسب واعتقلت قبل بداية الثورة حتى‪.‬‬ ‫قد ال اتفق م��ع بعض افكار طل‪ ،‬ولكن من واجبي أن أدعم حريتها‬ ‫وحرية كل معتقلي الرأي في سوريا بغض النظر عن أي رأي شخصي‬ ‫اتهموه��ا بالتهم��ة المعتادة الجاهزة ل��كل المعارضين وهي العمالة‬ ‫السرائيل بدون محاكمة وبدون ادنى دليل ولهلق ما طلعت وال بأي عفو‬ ‫فإذا العفو بيطلع للواجهات االخبارية وبس ومشان يطرقو الشعب‬ ‫منية فشكراً بدونه أفضل‬

‫برعاية التيار الصهيوصليبي العلماني الليبرالي اليساري‬ ‫الماسوني الغربي السوري‬

‫ألنه العفو منكن على هالعفو‬ ‫‪-2‬‬‫تفجير ارهابي يستهدف ماراثون مدينة بوسطن في الواليات‬ ‫المتحدة االمريكية‬ ‫وحت��ى االن ال يوج��د اي تقاري��ر صحفية من أي محط��ة تلفزيونية‬ ‫امريكي��ة حيث ان جميع القن��وات تنتظر ظهور الش��بيح المتعدد المواهب‬ ‫صهيب شعيب في مكان الحادث النه المتخصص بالظهور بعد أي تفجير على‬ ‫كوكب االرض لفضح خيوط المؤامرة وتحليل التفجيرات االرهابية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬‫تب��ًا لمجتمع عيب تقول فيه كلمة «خ��را» بس معليش تقول كلمة‬ ‫«اقتلوهم»‬

‫‪-1‬‬‫اليوم كنت معصب ومسكر مخي من‬ ‫كلشي‪ ،‬وطالع عالشارع تفشيش‪..‬‬ ‫كنت ماش��ي بالبسكليتة قام إجا واحد من‬ ‫ورايي وخبطني وشلفني عاألرض‪..‬‬ ‫م��ن تعصيب��ي طلع��ت كل حيونت��ي‬ ‫وجناني‪ ،‬وركدت لعندو‪..‬‬ ‫ق��ام ق��ال «عف��واً عفواً ي��ا أخيه‬ ‫يعتيذي��ر‪ ،‬صرل��ك ش��يه؟» بلكن��ة‬ ‫حمصية‪..‬‬ ‫و صار ينفضلي تيابي ويمسح‬ ‫وشي ويعتذر‪..‬‬ ‫و أنا بموت بالحماصني‪..‬‬ ‫ه��ون بلعن��ي بل��ع وامتص كل‬ ‫جناني بكلمين‪ ،‬رجعت دروشت‬ ‫وانجدبت‪ ،‬عانقتو وبوستوا‬

‫وقلتلو‪ :‬اهلل محيي حومص لك عمي‪..‬‬ ‫فبك��ى الحش��د‪ ،‬وزلغط ش��رطي المرور‪،‬‬ ‫وأطل��ق رجال الحاجز عي��ارات نارية في الهواء‬ ‫احتفا ًال بهذا الحدث‪..‬‬ ‫‪-2‬‬‫م��ا بع��رف لي��ش العال��م اله��ا ك��م ي��وم‬ ‫مس��تلمة «العف��و»‪ ..‬وع��م تقول‬ ‫ان��و العفو ط ّل��ع النصرة وخلى‬ ‫بالحبس عبد العزيز الخير‪..‬‬ ‫خي��و مبين��ة‪ ..‬العف��و‬ ‫بيطل��ع ليلي عامل ش��ي‪..‬‬ ‫يعني واحد غلطان منعفي‬ ‫عن��ه‪ ..‬اما يلي م��و غلطان‬ ‫«المناضلين الس��لميين» مو‬ ‫عاملين ش��ي‪ ..‬لهيك العفو ما‬

‫بيشملهن‪..‬‬ ‫القص��ة انو نحنا الش��عب يلي الزم‬ ‫نطلع «عفو» عن يلي اعتقل طالب واساتذة‬ ‫ومفكرين‪ ..‬وت��رك الزعران س��ارحين‪ ..‬نحنا‬ ‫يل��ي منطالع عفو‪ ..‬النو يل��ي اعتقل هو يلي‬ ‫غل��ط وهو يلي ب��ده ياخد العف��و‪ ..‬وغير عبد‬ ‫العزيز الخير وامثاله ما حدا بيقدر يطالع ليلي‬ ‫اعتقل��و الناس عفو‪ ..‬مش��ان هي��ك خايفين‬ ‫ومخلينهن عندهن‪ ..‬عرفتو ش��و يعني قوة‬ ‫الحق وقوة الكلمة‪..‬‬ ‫اعف��و عن��ا وس��امحنا ي��ا رب‪..‬‬ ‫شلش��ناها للكلم��ات عكت��ر مالنا‬ ‫مشلوشين‬ ‫شلشناها عليكن‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬

‫ال تشــلشــنا مشـــلوشــين‬

‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬

‫أنا شخصية عامة مدري اعتبارية‬ ‫أنا ناش��ط بالث��ورة وعندي أكت��ر من أل��ف صديق عالفيس��بوك‪ ..‬أنا‬ ‫شخصية عامة‪.‬‬ ‫أنا بنت حلوة وعندي فوت التلت تاالف صديق عالفيس فأنا شخصية‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫أن��ا كات��ب مه��م ومفل��ل األصدق��اء عالفي��س وش��ي ألفي��ن واحد‬ ‫بيتابعوني عالتويتر‪ ..‬أنا شخصية عامة‪.‬‬ ‫أنا إياد شربجي‪ ..‬أنا شخصية عامة‪.‬‬ ‫أن��ا بنت اعتقلوني ش��هرين وانش��هرت ألنو الن��اس القائمين على‬ ‫صفحتي على الفيس بوك كفوين فصرت أنا شخصية عامة‪.‬‬ ‫أنا موسيقى بحول األغاني الثورية ألغاني أعراس‪ ..‬لك أنا شخصية‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫أنا طقيت صورتين بهالثورة وصرت شخصية عامة‪.‬‬ ‫أنا اشتغلت إغاثة‪ ..‬فصرت شخصية عامة‪.‬‬ ‫أن��ا ممثل وبس��اند الثورة‪ .‬أص� ً‬ ‫لا قبل الثورة أنا ش��خصية‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫أن��ا الس��مان أبو موف��ق اللي ب��أول الح��ارة والح��ارة كلها‬ ‫بتعرفني فأنا شخصية عامة‪.‬‬ ‫أنا عضو بهيئة وبمنبر وبمجلس وأنا ش��خصية عامة وهي‬

‫صبارة سوريتنا ‪. .‬‬

‫في خطاب الرئيس‬

‫ويال‪.‬‬ ‫حبيباتي الش��خصيات‬ ‫العام��ة مو مالحظين إنكون كترانين ش��وي بهاليومي��ن إنو فكو عن‬ ‫هالش��عب ش��وي واهلل حرام عليكون نحنا‪ .‬يعني نحنا (الشعب) ما دخلنا‬ ‫بمش��اكل الش��خصيات االعتبارية‪ .‬إنو يعني أنا ش��و خصني إذا شخصيتين‬ ‫عامتي��ن تخانق��وا ونزلتله��ا ش��خصية اعتباري��ة بالصلحة وبيصي��ر االهتمام‬ ‫العام بدل الثورة هو عالك الش��خصيات االعتبارية عفواً الش��خصيات العامة ألنو‬ ‫االعتباريين أقل شوي‪.‬‬ ‫ارحمونا شوي وبطلوا شخصيات عامة وخلو شوي مكان للخصوصية‪.‬‬ ‫خلو ش��وي جوانب ش��خصية‪ .‬يعني مو كل ما مرقت ش��خصية عامة من‬ ‫جنب مظاهرة تس��لخلنا شي زليار صفحة عالفيس بووك يلعن التيس‬ ‫أبوك على هالخلفة‪.‬‬ ‫ودمتم‪ .‬أدمن بال اسم‬

‫‪27‬‬


‫رصيف ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثانية | العدد (‪ / 21 | )83‬نيسان ‪2013 /‬‬ ‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري حر‬ ‫‪28‬‬

‫ما�شي احلال‪ ..‬ماتوا الأطفال‪..‬‬ ‫شام داود‬

‫في نيسان ينزل المطر‪ ..‬مطر الربيع ذاته الذي‬ ‫ن��زل ذا جمع��ة عظيمة عل��ى رفاة مائة وعش��رين‬ ‫سوريًا‬ ‫ف��ي نيس��ان ين��زل المطر‪ ..‬ه��ذا الربي��ع رحل‬ ‫الكثير م��ن الس��وريين أيضًا ومعه��م رحلت أحالم‬ ‫كثي��رة‪ .‬أحالم حلقت وطفت ولم يتس��نى لحالمينها‬ ‫حتى كتابتها‪.‬‬ ‫نيس��ان هذا متعب للغاي��ة يتكاثف الموت على‬ ‫س��ماء سوريا أكثر من األشهر الماضية ‪ ،‬أم انه كان‬ ‫دائمًا هكذا؟ خيل لي أن األرواح أكثر من العادة‪.‬‬ ‫تزدح��م الص��ور واألش�لاء‪ ،‬يب��دو أن المص��ور‬ ‫ال ي��دري ك��م م��ن االنته��اكات الت��ي يرتك��ب بحق‬ ‫إنسانيتنا‪.‬‬ ‫ماذا يعني أن توثق موت الحلم السوري؟‬ ‫تبًا أنهم ال يزالون يش��عرون‪ ،‬نكتب على عجل‬ ‫"ما أخبار القابون؟ طمنيني"‪..‬‬ ‫صمت‪ :‬واهلل ماشي الحال األطفال ماتوا‪..‬‬ ‫ابتسامة وينقطع الحديث بيننا‪..‬‬ ‫بي��ن صور لطفل يحمل س�لاحاً ويدخن يطوي‬ ‫بين عينيه الكثير من مشاعر ال تقرأ‪ .‬حدقت مطو ًال‬ ‫في هذه الصورة أحاول أن استشف ما يحلم به هذا‬ ‫الطفل‪ .‬ه��ل يريد أن ال يذهب للمدرس��ة غداً؟ هل‬ ‫يود لو يكون بط ًال من مسلس�لات س��بيس تون؟ أم‬ ‫يحلم أن يصبح مقات ًال؟‬ ‫أن أق��وم ب��دور صحاف��ة رديئة مذنب��ة " عمّو‬

‫شهداء‬ ‫سوريا‬

‫حكيلن��ا ش��و عم تعم��ل ه��ون؟ " تب��اً لك��م‪ .‬إنكم‬ ‫تدوس��ون األح�لام بأحذيتكم المرفهة وس��ترات ال‬ ‫"‪ "Press‬باهظة الثمن‪.‬‬ ‫ف��ي أمكن��ة أخ��رى تع��دم عائ�لات بأكمله��ا‬ ‫"ميدانياً"‪ ،‬هل ش��اهدت طف ًال يس��اق إل��ى المذبح؟‬ ‫س��ننزل إل��ى المي��دان نصي��ح حت��ى تب��ح أصواتنا‬ ‫"ارح��ل" ذاك كان في عصر آخر‪" .‬صور ليس��ت في‬ ‫سوريا" لكن أحالمهم بقيت هناك‪.‬‬ ‫في طفولتي كان مرب��ع ال"كيري" الذي بالكاد‬ ‫يكف��ي لفطور عل��ى عجل قبل المدرس��ة يش��كل‬ ‫نقطة فارقة في أحالمي‪ .‬كنت أريد أن أكون األميرة‬ ‫المتخفي��ة بزي أمير في الفت��ى ياقوت‪ .‬ويكون لدي‬ ‫من ال"كيري" علب كثيرة انزع عنها ورقتها الفضية‬ ‫واكلها الواحدة وراء األخرى‪ .‬كانت حصتي مربع في‬ ‫الي��وم وكنت دومًا أري��د المزيد وكان��ت تلك العلبة‬ ‫العصية سند أحالم يقظتي‪.‬‬ ‫ه��ل يعرفه��ا ه��ؤالء األطف��ال الذي��ن انته��ت‬ ‫أرواحهم فجأة عن الحلم؟ كلما شاهدت صورة طفل‬ ‫تسحب من تحت األشالء ينتابني نفس االنقباض‪.‬‬ ‫أل��م ال ينتهي‪ ،‬أح��اول أن أقبض على أحالمهم‬ ‫لكنها تنسل بنعومة من بين أصابعي‪.‬‬ ‫ألتهم على عج��ل ال"كيري" تل��ك الجبنة التي‬ ‫تس��عفني في لحظات التوتر‪ .‬وال أفل��ح في التقاط‬ ‫أحالمهم‪.‬‬ ‫أفق‪ ،‬أفق يا طفلي النائم فقد أقبل صباح آخر‪.‬‬ ‫هذا أيضًا حلم ال ينتهي‪.‬‬

‫جمموع ال�شهداء (‪)57407‬‬ ‫ادلب‪6783 :‬‬ ‫الحسكة‪368 :‬‬ ‫الرقة‪598 :‬‬ ‫السويداء‪44 :‬‬ ‫القنيطرة‪206 :‬‬ ‫الالذقية‪742 :‬‬

‫حلب‪9017 :‬‬ ‫حماه‪4136 :‬‬ ‫حمص‪9153 :‬‬ ‫درعا‪5014 :‬‬ ‫دمشق‪4402 :‬‬ ‫دير الزور‪3750 :‬‬ ‫ريف دمشق‪12820 :‬‬ ‫طرطوس‪82 :‬‬

‫ه��م انتهوا اليوم من أحالمه��م التي لن تعود‪.‬‬ ‫يا لس��وء الرواية "كل ليمونة س��تزهر طفال" وماذا‬ ‫عن من رحلوا؟‬ ‫الحق��د يومي يرمي بظالله على هذا الكم من‬ ‫األل��م‪ .‬يا إلهي لم��اذا تركتنا‪ .‬لماذا ترك��ت الطفولة‬ ‫السورية تعدم أحالمها الواحدة تلو األخرى‪.‬‬ ‫حتى أنك تقتلهم تح��ت التعذيب؟ لماذا يا اهلل؟‬ ‫لماذا يا أيها الروح التي ال تموت؟‬ ‫كي��ف يمك��ن ألحده��م أن يعذب طف� ً‬ ‫لا‪ ..‬كيف‬ ‫يمكن له أن ينظر إلى تلك الوجنة التي تشبه دراق‬ ‫سوريا‪ .‬ينظر إليها ويمعن في التعذيب‪.‬‬ ‫يكوي الحلم تلو الحلم‪ .‬أما أبكاه بكاء األطفال؟؟‬ ‫لدي صديقة يعتصرها األل��م كلما بكت ابنتها‬ ‫ذات األربع س��نوات‪ .‬تنظر لي وتق��ول لي ال احتمل‪.‬‬ ‫م��ع أن��ي أعلم ش��ديد اليقين أن��ه ربما ب��كاء "نق"‬ ‫لكنني ال أحتمل‪.‬‬ ‫األطفال س��عداء‪ .‬الطفولة تحلم تعيش أحالم‬ ‫اليقظة التي نس��يناها عمداً منذ زمن‪ ،‬لتمس��ح عنا‬ ‫تشوهاتنا أيضًا‪..‬‬ ‫يس��قط المطر‪ ..‬مطر نيس��ان‪ ..‬نم ي��ا حبيبي‬ ‫عليك ضفائر شعري عليك السالم‪.‬‬ ‫هناك تح��ت الت��راب‪ .‬ترق��د أح�لام الطفولة‪..‬‬ ‫كثي��رون ماتوا ه��ذا العام‪ .‬كثيرون‪" ..‬ماش��ي الحال‬ ‫ماتوا األطفال"‪..‬‬ ‫وبعد‪..‬‬ ‫‪ 4246‬عدد األطفال الذكور‬ ‫‪ 1873‬عدد األطفال اإلناث‬ ‫‪ 3889‬عدد اإلناث‬ ‫‪ 11993‬عدد العسكريين‬ ‫‪ 45414‬عدد المدنيين‬ ‫المصدر‪ :‬مركز توثيق االنتهاكات‬ ‫في سوريا ‪2013 / 4 / 20‬‬ ‫‪http://www.vdc-sy.info/‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.