آلـــــو حتي 25 اغسطس

Page 1

‫‪1‬‬

‫!!‪ ..‬آلـــــو‬ ‫خلقنا‪ ..‬واستخلفنا ا في الضرض؟‬ ‫لماذا ُ‬ ‫بقلم ‪ :‬حاتم فوده‬

‫‪٢٠٠٩ /٦ /٢٦‬‬ ‫مشكلة صديقى الدكتور أحمد ادرويش‪ ،‬وزير الدولة للتنمية الادارية ‪ ،‬أنه من هؤل ء الذين يعملون فى‬ ‫صمت!‪ ..‬أذكر أننى فى أحد لقا ءاتنا منذ سنوات قلت له ‪-‬غير مرا‪ ٍ-‬ء ‪ -‬إننى أراه كعازف ماهر فى وسط‬ ‫فرقة موسيقية بدون مايسترو ومعظم أعضائها ل يجيدون العزف ‪ ..‬وذات مرة طلبت منه أن يتم‬ ‫التوعية والعلن المستمر عن إنجازات وزارته التى أعلم الكثير عنها بحكم عضويتى فى الجمعية‬ ‫العمومية للادارة برئاسة الدكتور على السلمى‪ ..‬هى إنجازات عديدة تعواد بالفائدة على المواطنين‪،‬‬ ‫وتوفر الوقت والجهد ومليين الجنيهات ‪ ...‬طالعت ادعوته اليخيرة بضرورة العتراف بمشكلت‬ ‫الفسااد‪ ،‬وأن سمة المجتمع المصرى هى التدين‪ ،‬ولكن من يتقاض رشوة يقم بعدها لادا ء الصلة‬ ‫بمجراد سماعه الذان!!‪ ..‬إن ما طرحه الدكتور ادرويش قضية يخطيرة مثل عداد كبير ممن يدعون‬ ‫التدين‪ ..‬إن ايختلط المفاهيم والتأويلت المختلفة‪ ،‬وافتقااد النموذج والقدوة والداعية الحكيم أاديا إلى‬ ‫مصائب ل حصر لها ‪ ...‬أذكر أننى كنت بصحبة أحد اليخوة العرب فى رحلة عمل بإيطاليا‪ ،‬وافتقدته‬ ‫ذات ليلة‪ ..‬وفى اليوم التالى حضر وأبلغنى أنه كان طوال الليل بين أحضان امرأة رائعة الجمال!!‬ ‫وُبهت‪ ..‬وسألته‪ :‬ألست متزوجًا‪ ،‬ومصليًا‪ ،‬وحججت إلى بيت ا سبع مرات‪ ..‬كيف تقدم على هذا؟!‪..‬‬ ‫فابتسم وأيخذ يعلل‪ ..‬ترى ماذا قال؟‬

‫‪٢٠٠٩ /٦ /٢٧‬‬ ‫ابتسم الرجل وأيخذ يبرر لى كيف أن قضا ءه الليل فى أحضان امرأة ل يتعارض مع كونه مسلًما حج‬ ‫بيت ا سبع مرات! قال‪» :‬إننى على يخلف مع زوجتى ول أقترب منها منذ فترة! أعلم أن ا جميل‬ ‫يحب الجمال!‪ ..‬وأنا ممن يستهويهم جمال المرأة ‪ ...‬نعم أعلم أن ما فعلته يخطأ‪ ..‬ولكن ا غفور‬ ‫رحيم‪ ،‬ألم يقل )إن ا يغفر الذنوب جميًعا إنه هو الغفور الرحيم(‪ ..‬ثم أنه )ل تزر وازرة وزر‬ ‫أيخرى(‪ ..‬فأنا أيخرج الزكاة وأتصدق على الفقرا ء والمساكين‪ ..‬وا يقول )ومن يعمل مثقال ذرة يخيًرا‬ ‫‪!..‬يره‪ ،‬ومن يعمل مثقال ذرة شًرا يره( وقدم الخير على الشر‪ ،‬وأنا أعمل من الخيرات الكثير‬ ‫ولكننى ضعيف أمام النسا ء‪ ..‬وا يخلق النسان ضعيًفا!!«‪ ..‬جاادلته موضًحا أن ا حرم الزنى فى‬ ‫!!الديانات السماوية الثل‪.‬ث‪ ..‬وأنه سبحانه أمرنا بأن نجتنب كبائر الثم والفواحش إل اللمم‪ ..‬ول فائدة‬ ‫تظل مشكلتنا نحن المسلمين عدم فهم الدين فهًما صحيًحا‪ ..‬وأننا نأيخذ بالمظهر ادون الجوهر‪ ..‬ترى‬ ‫الرجل ملتحًيا‪ ،‬والمرأة محجبة فإذا عاملتهما واقتربت منهما وجدت تصرفاتهما بعيدة عن صحيح‬ ‫الدين!!‪ ..‬تلك النماذج أسا ءت للصورة الحقيقية للسلم‪ ..‬ولذا عم الفسااد فكيف نواجهه؟‬

‫‪٢٠٠٩ /٦ /٢٩‬‬ ‫الفسااد هو محصلة البتعااد عن منهج ا وتعاليمه‪ ،‬وتظل مشكلة المسلمين عدم إادراك حقيقة ادينهم‪،‬‬ ‫وبسبب معتقدات وتصرفات يخاطئة تقدم اليخرون وتأيخر المسلمون‪ ،‬يدعى الكثيرون التدين قولً ل‬ ‫فع ً‬ ‫ل‪ ،‬مظهراً ل جوهرًا‪ ..‬ونعلم جميعاً أن اليمان ما وقر فى القلب وصدقه العمل‪ ،‬وما أطرحه هنا‬ ‫هو قضية مهمة نحن فى حاجة لعمال العقل ومناقشتها مناقشة مجتمعية واسعة واعية ‪..‬فنحن فى‬


‫‪2‬‬

‫عصر ايختلط فيه الحابل بالنابل‪ ..‬ويخرج علينا الكثيرون بفتاوى ما أنزل ا بها من سلطان‪ ..‬أادت إلى‬ ‫تعمق بعض المفاهيم الخاطئة فى حياتنا‪ ..‬واسمحوا لى أن أحاول هنا ومن يخلل تلك النافذة الصغيرة‬ ‫أن أطرح ما يجول بخاطرى من قضايا وتساؤلت‪ ،‬موقناً أن الخلف فى الرأى واراد‪ ،‬وأن الجتهااد‬ ‫مطلوب‪ ،‬وأن أيا ً مّنا إذا اعتقد أن ما يطرحه فقط هو الصواب فذلك هو قمة الخطأ!‪ ..‬هى محاولة منى‬ ‫لثارة العقول والتفكير معا ً فى كيفية الخروج مما نحن فيه‪ ..‬موقنا ً أن ا ل يغير ما بقوم حتى يغيروا‬ ‫ما بأنفسهم‪ ..‬وأن التغيير ل يتم سريعًا‪ ،‬فقد تغير كثير من القيم والمباادئ‪ ،‬وضاعت معالم كثيرة‬ ‫للطريق‪ ،‬ولول أن ادايخل مجتمعنا بعض الصالحين غير ظاهرين‪ ،‬ومؤمنين معتكفين‪ ،‬وبعض الرجال‬ ‫!والنسا ء الخيرين لصب ا علينا العذاب صبًا‪ ..‬ولزاادت معاناتنا عما نحن فيه‪ ..‬فلنبدأ‬

‫‪٢٠٠٩ /٦ /٣٠‬‬ ‫ً‬ ‫اتصل بى بعض المعارف والصدقا ء يحذروننى من طرح قضايا ادينية هنا‪ ،‬يخوفا من عدم استيعاب‬ ‫بعض القرا ء لما يطرح‪ ،‬واحتمال التعرض لنقد وهجوم البعض!! ولكننى أرى أننا بحاجة لن ننشط‬ ‫عقولنا‪ ،‬ونعمق تفكيرنا‪ ،‬وأن نحيط شبابنا ‪ -‬وهم هدفى الول فى معظم ما أكتب ‪ -‬علًما بحقائق قد ل‬ ‫يدركونها نظًرا ليقاع الحياة السريع الذى نعيشه ‪ ...‬أنا ل أادعى أننى عالم ادين أو فقيه‪ ..‬لكنى قارئ‬ ‫جيد جًدا‪ ..‬وفقنى ا فى شبابى للتعرف بمجموعة من علما ء الدين السلمى تعلمت على أيديهم‬ ‫الكثير‪ ..‬وفى سفرياتى أتيح لى أن أعرف عن كثب فرق عديدة كالشيعة والصابئة واليزيدين والدروز‬ ‫والقديانيين وغيرهم‪ ..‬قرأت عنهم وناقشت بعضهم‪ ..‬ويخلل رحلة العمر ايختلطت بالصوفية وناقشت‬ ‫إيخوة فى التبليغ والدعوة وآيخرين ينتمون للجهااد ‪ ...‬وفى السنوات اليخيرة تعرفت ببعض القرآنيين‬ ‫من يخلل لقا ء أسبوعى يجمع أادبا ء وعلما ء ادين وادنيا ومسيحيين وغيرهم‪ ..‬نسمع ونتناقش ونتجاادل‬ ‫ونفكر ونستفيد‪ ..‬أما أصدقائى المسيحيين فجمعتنا المحبة طول رحلة العمر‪ ..‬قرأت أناجيلهم وتاريخ‬ ‫الكنيسة وناقشتهم‪ ..‬وحبى للسيد المسيح وأمه ل يضارعه حب سوى حب سيدنا النبى‪ ..‬الخلصة لم‬ ‫‪.‬أتخذ موقًفا عدائًيا من أحد‪ ..‬من يخالفنى ادعوت له بالهداية‪ ..‬وأسأل ا أن يهدينا لنوره وبنوره‬

‫‪1/ ٢٠٠٩ /٧‬‬ ‫عندما نخرج للحياة نجد أنفسنا فى محيط ل يد لنا فيه‪ ..‬لم نصنعه أو نختره‪ ..‬كل منا على شاكلة‬ ‫تختلف عن اليخرين‪ ..‬يخرجنا إلى الدنيا لنفاجأ بما فيها! وتتداعى السئلة‪ ..‬ذكر أنت أم أنثى هل‬ ‫ايخترت؟‪ ..‬ولدت بمصر أو بالصين هل حدادت؟‪ ..‬وجدت أبويك يدينان باليهوادية أو البوذية أو السلم‬ ‫هل لك فضل؟‪ ..‬نشأت فى أسرة كريمة وأبوين فاضلين‪ ،‬ولكن ماذا لو وجدت أمك سارقة وأباك تاجر‬ ‫‪..‬مخدرات فتسا ءلت ماذا جنيت؟‪ ..‬نظرت فى المرآة فوجدت شكلً جميلً أو ادميما ً هل ايخترت؟‬ ‫ولدت أصم أبكم أو أعمى‪ ،‬أو مشلولً مليئاً بالمراض‪ ..‬ونظرت حولك فإذا قرناؤك يمرحون ول‬ ‫يعانون‪ ..‬أى ذنب اقترفت؟‪ ..‬وجدت نفسك قصيراً أو طوي ً‬ ‫ل‪ ..‬نحيفا ً أو سمينًا‪ ..‬ذا شعر ناعم أو يخشن‪..‬‬ ‫غبيا ً أو ذكيًا‪ ..‬عاقلً أو أبله‪ ..‬حكيما ً أو سفيهًا‪ ..‬هل لك فى ذلك يد؟ أسرتك معدومة أو شديدة الثرا ء‬ ‫هل ايخترتهم؟‪ ..‬ترعرعت فوجدت نفسك لقيطاً ل أم أو أب لك‪ ..‬أى جريمة اقترفت؟‪ ..‬فى طفولتك‬ ‫افتقدت من يرعاك فنبت تحمل كل الخصال السيئة‪ ..‬ماذا فعلت؟‪ ..‬هى تساؤلت نفكر فيها وننشط‬ ‫!عقولنا‪ ..‬ثم يأتى السؤال‪ :‬لماذا ُيخلقت؟‬


‫‪3‬‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /٢‬‬ ‫الغريب أننا نتفايخر فيما بيننا ببعض ما ل يد لنا فيه!! تقف النثى متعاجبة بقوامها الممشوق‪ ،‬ولون‬ ‫عينيها‪ ،‬وطول ونعومة شعرها‪ ،‬وارتفاع صدرها‪ ..‬وغير ذلك‪ ،‬ويقف الذكر مزهًوا بأعضا ء جسده‪،‬‬ ‫وبطوله الفارع‪...‬إلخ‪ .‬مع أن كل هذا ل يد لنا فيه ونتناسى أنه هبة من الخالق ل فضل لنا فى‬ ‫تحديدها‪ ..‬حتى الملكات والمواهب لدى كل منا كالذن الموسيقية‪ ،‬وموهبة الرسم‪ ،‬وجمال الصوت‪،‬‬ ‫والقدرة على الحفظ‪ ..‬وملكات أيخرى عديدة نخرج للحياة وتظهر تلك الملكات لدينا منذ الصغر وتنمو‬ ‫معنا‪ ..‬عطا ء ل يد لنا فيه!! البعض يتمتع بها وآيخرون محرومون منها‪ ..‬فهل نتساوى عند المحاسبة‬ ‫عليها؟ ‪ ..‬أما العمار فبيد ا‪ ..‬طالت أم قصرت ل نملك إزا ءها شيًئا‪ ..‬تعدادت السباب والموت‬ ‫واحد‪ ..‬شاب فى ريعان شبابه يموت فجأة‪ ..‬وعجوز مريض يمتد به الجل سنوات طويلة‪ ..‬يموت‬ ‫المر ء فى حااد‪.‬ث‪ ..‬أو يقتل‪ ..‬أو يموت يخطأ‪ ..‬فهل من عاش ثلثين عاًما كمن عاش يخمسين أو سبعين‬ ‫عاًما أو يزيد؟‪ ..‬هل يتساوى جزا ء العمل المتماثل يخلل تلك الفترات المعيشية المتباينة؟!‪ ..‬ثم ادعونا‬ ‫!! ننظر للمحطات الرئيسية فى حياة كل منا‪ ،‬لعلنا نتنبه للحقائق المنسية أو الغائبة فى حياتنا‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /٣‬‬ ‫إضافة إلى ما طرحته هنا يخلل اليومين الماضيين أرجو أن يستعرض كل منا شريط رحلة عمره‪..‬‬ ‫سيجد معظمنا أن العديد من المحطات المصيرية الرئيسية لم يخطط لها‪ ،‬ولم تكن بيده!!‪ ..‬وادعونى‬ ‫أضرب بعض المثلة عن شخصيات أعرفها‪ ..‬طالب متفوق يأمل أن يكون طبيبًا‪ ..‬قبيل امتحان‬ ‫الثانوية العامة يمرض ويتعثر ليديخل كلية أيخرى نظرية وتتغير حياته ‪ ...‬قد يتعرف المر ء مصاادفة‬ ‫على شخصية تستدعيه للعمل معها هنا بل ترتيب سابق‪ ،‬وآيخر تكون النتيجة عمله يخارج مصر‬ ‫فتتبدل أحواله!‪ ..‬حتى فى الزواج‪ ..‬كثير من الزيجات تحد‪.‬ث مصاادفة‪ ..‬تقابل فتاة فيخفق لها قلبك‪ ..‬أو‬ ‫يرشحون لك ابنة صديق للعائلة‪ ..‬أو تجدها زميلة جديدة التحقت بعملك‪ ..‬أو‪ ..‬أو‪ ..‬ترتيبات غير‬ ‫مسبقة ‪ ...‬تتزوج من فتاة تظن أن السعاادة فى القرب منها‪ ..‬وتمر اليام وإذا بها رمز التعاسة‬ ‫!!العكس صحيح!!‪ ..‬وتمر سنوات الزواج ول تنجب برغم إقرار الطبا ء بعدم وجواد موانع لديك‬ ‫وآيخران لديهما موانع وينجح الطب فى علجهما وينجبان!‪ ..‬حتى البنا ء ذكور أو إنا‪.‬ث‪ ،‬عدادهم‪،‬‬ ‫حالتهم الصحية والذهنية يخارج أيدينا‪ ..‬أما الرزق الماادى فأمره غريب‪ ..‬قد تهبط عليك ثروة من‬ ‫السما ء‪ ..‬وقد ُتفلس فى يوم وليلة‪ ..‬ترتيبات عجيبة‪ ..‬وماذا أيضًا؟‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /٤‬‬ ‫منا من يجد نفسه وبيده الُملك فجأة‪ ،‬ادون أن يراواده ذلك من قبل‪ ..‬لذا ادعونا ننتقل للحديث عن مالك‬ ‫الُملك! فى بداية الثمانينيات أرسل لى صديق من أمريكا شريطى فيديو‪ ،‬أحدهما عن المجموعة‬ ‫‪،‬الشمسية‪ ،‬واليخر عن الفضا ء السحيق‪ ..‬كنت أعرضهما على أبنائى شارًحا لهم محتوياتهما‬ ‫وكنت أصحبهم وقتها إلى القبة السماوية فى ادار الوبرا المصرية بالجزيرة‪ ..‬أو لتلك الموجوادة‬ ‫‪!..‬بمكتبة السكندرية فى السنوات اليخيرة‪ ..‬فكلما شاهدت عظمة الكون ازادادت يخوًفا من يخالق الكون‬ ‫وكلما تذكرت ذلك فى صلواتى ازادادت يخشوًعا!!‪ ..‬ادعونى أتطرق بايختصار لذلك موجًها كلماتى‬ ‫لهؤل ء الذين ل يدركون مدى ضآلتنا فى هذا الكون!‪ ..‬الكرة الرضية كوكب ضمن أحد عشر كوكًبا‬ ‫تدور حول الشمس وتسمى المجموعة الشمسية ‪ ,‬وهى تقع ضمن مجرة تسمى »ادرب التبانة« يوجد‬ ‫بها مائتا مليار نجم!! يحتوى الكون على مليين المجرات‪ ،‬بعضها يتجمع فى عناقيد مجرية كل‬


‫‪4‬‬

‫يحتوى على عدة آلف من المجرات‪ ،‬ووصل ُقطر بعضها إلى عشرة مليين سنة ضوئية‪ ..‬وهناك‬ ‫!ما يزيد على مليار مجرة يمكن رؤيتها بالمناظير الحا لية‪ ..‬ما أعظم الخالق‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /٥‬‬ ‫أوضحت فى كلماتى أمس‪ ،‬مدى ضآلتنا فى هذا الكون‪ ..‬فالرض كذّرة رمل فى صحرا ء واسعة‪..‬‬ ‫!!وادعونا نستأنس بحديث مختصر عن ذلك الكون العظيم‪ ،‬هناك »تشكيلة« تمثل إعجازاً فى القرآن‬ ‫س والقمَر والنجوُم‬ ‫يقول ا سبحانه وتعالى فى سورة النحل‪» :‬وسخر لكم الليَل والنهاَر والشم َ‬ ‫مسخرا ٌ‬ ‫ت بأمره إن فى ذلك ليات لقوم يعقلون« فالربعة الولى مفعول به منصوب بالفتحة‪ ،‬أما‬ ‫ضمت لنها ليست ُمسخرة لنا‪ ،‬فهناك مليارات منها فى هذا الكون!! وفى سورة الذاريات‪:‬‬ ‫النجوم ف ُ‬ ‫ً‬ ‫»والسما ء بنيناها بأيد وإنا لموسعون« لنكتشف حديثا أن هذا الكون الواسع يتمداد ‪ ..‬ومن السخف أن‬ ‫نعتقد أنه ل مثيل لنا ولرضنا فى الكون‪ ،‬فقد جا ء فى سورة الطلق قوله تعالى‪» :‬ا الذى يخلق سبع‬ ‫سموات ومن الرض مثلهن يتنزل المر بينهن لتعلموا أن ا على كل شى ء قدير وأن ا قد أحاط‬ ‫بكل شى ء علمًا«‪ ،‬إن يخلق هذا الكون يفوق يخلق الناس فيقول ا تعالى فى سورة غافر‪» :‬لخلق‬ ‫السموات والرض أكبر من يخلق الناس ولكن أكثر الناس ل يعلمون وما يستوى العمى والبصير‬ ‫والذين آمنوا وعملوا الصالحات ول المسى ء قليلً ما تتذكرون‪ .‬إن الساعة لتية ل ريب فيها ولكن‬ ‫أكثر الناس ل يؤمنون«‪ ..‬فلنتأمل ونتفكر ونتدبر‪ ..‬ونستكمل غداً بمشيئة ا‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /٦‬‬ ‫لن أستطراد فى طرح العجاز فى القرآن الكريم‪ ..‬فهدفى أن نعمل عقولنا ونتفكر فى قضايا منسية‬ ‫عند البعض‪ ..‬ثم نتطرق للسؤال‪ :‬لماذا ُيخلقنا ولماذا تخلف المسلمون؟ ‪ ...‬لقد أوضحنا أن الكون‬ ‫يحتوى على المليارات من النجوم‪ ،‬ويقول سبحانه فى سورة الواقعة )فل ُأقسم بمواقع النجوم وإنه‬ ‫لقسم لو تعلمون عظيم(‪ ..‬وفى السما ء مجموعات من النجوم نهتدى بها فى السير لي ً‬ ‫ل‪ ،‬يقول ا فى‬ ‫سورة النعام )وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البر والبحر(‪ ..‬ويخلل القرنين‬ ‫اليخيرين استطعنا أن نتطلع بعمق للكون المحيط بنا‪ ،‬ومع التطور العلمى بدأنا نكتشف مزيداً من‬ ‫العجاز العلمى فى آيات القرآن ‪ ..‬أذكر أن أحد علمائنا أرسل لى منذ سنوات إيميلً يحتوى على ما‬ ‫سجلته وكالة »ناسا« من صوت يصدر من نجم ثاقب‪ ،‬كان الصوت طرقا ً مستمراً تصديقا ً لقوله‬ ‫)والسما ء والطارق وما أادراك ما الطارق النجم الثاقب(!! وقد يتطور العلم فندرك المقصواد‬ ‫بالسموات السبع ولفظ »السموات« ُذكر فى القرآن ‪ ١٩٠‬مرة )‪ (١٠×١٩‬وعندما استرجعته وجدته‬ ‫مرتب ً‬ ‫طا بلفظ الرض عدا تسع آيات! أما اليات التى ذكر فيها لفظ »سبع سموات« فعدادها سبعة‬ ‫فقط!! يقول سبحانه )الذين يذكرون ا قياما ً وقعواداً وعلى جنوبهم ويتفكرون فى يخلق السموات‬ ‫‪).‬والرض ربنا ما يخلقت هذا باطلً سبحانك فقنا عذاب النار‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /٨‬‬ ‫يخلق ا هذا الكون العظيم بإحكام‪ ،‬وأمرنا أن نتأمله ونفكر ونتدبر‪ ..‬فبرغم أننا لم نشهد الخلق كما‬ ‫ذكر ا فى سورة الكهف »ما أشهدتهم يخلق السماوات والرض ول يخلق أنفسهم« ولكنه فى سورة‬ ‫العنكبوت يقول‪» :‬قل سيروا فى الرض فانظروا كيف بدأ الخلق نلحظ أنه قال فى الرض وليس‬


‫‪5‬‬

‫على الرض! وهو أمر إلهى بأن نتحرك ونبحث ونتفكر ونتدبر‪ ..‬إنها الفريضة الغائبة فى حياة معظم‬ ‫المسلمين!! علينا التنقيب والبحث‪ ..‬فما توصل إليه العلم من حفريات ونظريات نشو ء‪ ،‬ل يتعارض‬ ‫مع صحيح الدين‪ ..‬من المنطقى أن ا يخلق قبلنا فى الرض ما يطير فى السما ء وما يسير على‬ ‫الرض ويخرج منها ومايعيش فى أعماق الما ء ‪ ..‬وقد يكون هناك يخلق قبلنا على شاكلتنا ولكنهم‬ ‫ليسوا )إنس(‪ ..‬فال يخلق )النسان( من عناصر الطين‪ ..‬يقول سبحانه فى سورة الروم »ومن آياته أن‬ ‫يخلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون " وفى سورة السجدة »وبدأ يخلق النسان من طين« وفى‬ ‫سورة المؤمنون »ولقد يخلقنا النسان من سللة من طين« وفى سورة الحجر »ولقد يخلقنا النسان من‬ ‫صلصال من حمأ مسنون " ‪..‬وفى سورة الرحمن »يخلق النسان من صلصال كالفخار« وفى سورة‬ ‫ص »إذ قال ربك للملئكة إنى يخالق بشًرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له‬ ‫!ساجدين«‪ ،‬لماذا فضلنا ا‪ ..‬ادعونا نفكر‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /١٠‬‬ ‫يقول ا سبحانه فى سورة الحجر‪» :‬وإذ قال ربك للملئكة إنى يخالق بشًرا من صلصال من حمإ‬ ‫مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين" ‪ ..‬وقبل أن نستطراد علينا أن نوضح أن‬ ‫ا يخلق آادم وجعل فيه نفًسا وروًحا‪ ..‬فالروح شى ء والنفس شى ء آيخر! ولقد وراد لفظ الروح فى‬ ‫القرآن الكريم ‪ ٢٤‬مرة بمعان مختلفة‪ ..‬تنسب الروح ادائًما إلى ا فقط‪ ..‬فهى من أمره ل نعلم عن‬ ‫كنهها شيًئا‪ ..‬ول تجرى عليها الصفات والهوا ء البشرية ‪ ..‬يقول سبحانه فى سورة السرا ء‬ ‫»ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إل قلي ً‬ ‫ل«‪ ..‬ولكن ما يهمنا أن‬ ‫نصيبنا من الروح هو تلك النفخة التى ذكرها القرآن فى يخلق آادم‪ ..‬ويتكرر ذلك فى رحلة يخلق ذرية‬ ‫آادم ‪ ..‬يقول ا فى سورة السجدة »ثم جعل نسله من سللة من ما ء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه‬ ‫وجعل لكم السمع والبصار والفئدة«‪ ..‬فالسمع والبصر والفؤااد نتاج تلك النفخة الروحية فينتقل‬ ‫النسان إلى نشأة أيخرى تصديًقا لقوله »ثم أنشأناه يخلًقا آيخر فتبارك ا أحسن الخالقين«‪ ..‬لقد ذكر لفظ‬ ‫»نفس« بتصريفاته المختلفة ‪ ٢٩٥‬مرة‪ ..‬والنفس نتاج الروح فى الجسد‪ ..‬وهى التى تحاسب وتوفى ما‬ ‫ضا؟‬ ‫عملت‪ ..‬وماذا أي ً‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /١١‬‬ ‫الروح هى سر الحياة ول تموت أبًدا‪ ..‬أما النفس كما ذكرنا هى نتاج الروح فى الجسد‪ ..‬وهى ادائًما‬ ‫مرتبطة بصاحبها يقول ا فى سورة السرا ء »من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه«‪ ..‬وفى النسا ء »وما‬ ‫أصابك من سيئة فمن نفسك«‪ ،‬وفى سورة طه »وكذلك سولت لى نفسى«‪ ..‬وفى سورة الحشر »ومن‬ ‫يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" ‪ ..‬قرن ا الموت بالنفس فقال »كل نفس ذائقة الموت«‪ ،‬وقال‬ ‫»ا يتوفى النفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها« وقال »ول تقتلوا النفس التى حرم ا إل‬ ‫بالحق«‪ ..‬والنفس هى التى تحاسب‪ ..‬يقول ا فى النمل »يوم تأتى كل نفس تجاادل عن نفسها وتوفى‬ ‫كل نفس ما عملت وهم ل يظلمون« وفى سورة إبراهيم »ليجزى ا كل نفس ما كسبت إن ا سريع‬ ‫الحساب«‪ ،‬ويقول »كل نفس بما كسبت رهينة«‪ ..‬والنفس تتقلب بحسب الهوى والتقوى وهى أنواع‬ ‫منها المارة بالسو ء وهى السوأ‪ ،‬يقول ا فى سورة يوسف »وما أبرئ نفسى إن النفس لمارة‬ ‫بالسو ء إل ما رحم ربى«‪ ..‬وهناك النفس اللوامة يقول ا فى القيامة »ول أقسم بالنفس اللوامة " ‪..‬‬ ‫أما أرقى النواع فهى النفس المطمئنة نتيجة أعمالها الصالحة واتباعها صحيح الدين يقول ا فى‬


‫‪6‬‬

‫سورة الفجر »يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فااديخلى فى عباادى وااديخلى‬ ‫‪.‬جنتى« صدق ا العظيم‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /١٣‬‬ ‫علينا أن ندرك مما سبق أنه ل شى ء يسمى تحضير الرواح! فالروح نفحة من ا‪ ،‬وانفصالها عن‬ ‫الجسد ينقله إلى حالة الموت‪ ،‬فيتحول إلى جثة‪ ،‬ثم يتحلل إلى عناصر يخلقته الولى فيتحول إلى‬ ‫تراب‪ ..‬والنفس تذوق الموت ويتوفاها ا‪ ،‬وتنتقل إلى حياة البرزخ التى ل يعلمها إل ا‪ ،‬وحتى يأتى‬ ‫يوم الحساب‪ ،‬وتقع التكاليف الشرعية والمحاسبة على النفس التى قد تكون تقية أو فاجرة‪ ،‬فالنفس‬ ‫أيضاً تسول لنا وتزين لنا اليخطا ء!! يقول ا تعالى فى سورة يوسف‪» :‬قال بل سولت لكم أنفسكم‬ ‫" أمراً فصبر جميل وا المستعان على ما تصفون«‪ ،‬وفى سورة طه‪» :‬وكذلك سولت لى نفسى‬ ‫وفى سورة المائدة‪» :‬فطوعت له نفسه قتل أيخيه فقتله فأصبح من الخاسرين«‪ ،‬أما الشيطان فيوسوس‬ ‫لنا ويزين لنا اليخطا ء ويعمل على أن ننسى ذكر ا‪ ،‬ولكن كيد الشيطان ضعيف‪ ،‬يقول ا فى سورة‬ ‫النسا ء‪» :‬يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إل غرورا«‪ ،‬ويقول فى سورة النمل‪» :‬زين لهم الشيطان‬ ‫أعمالهم فصدهم عن السبيل "‪ ...‬وفى سورة البقرة‪» :‬الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشا ء«‪،‬‬ ‫وهناك شياطين من النس‪ ،‬يقول ا تعالى فى سورة النعام‪» :‬وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين‬ ‫النس والجن«‪ ،‬كلهما يزين اليخطا ء لترسخ فى أذهاننا وتنتقل إلى نفوسنا‪ ..‬وعلج النفس ل ينفع‬ ‫معه الستعاذة بقدر ما يجب معه إعمال العقل والعزم على مخالفة وسوستها‪ ،‬ويخالف النفس‬ ‫!والشيطان واعصهما‪ ..‬وإن هما محضاك النصح فاتهم‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /١٤‬‬ ‫يقول ا سبحانه فى سورة البقرة »وإذ قال ربك للملئكة إنى جاعل فى الرض يخليفة قالوا أتجعل‬ ‫فيها من يفسد فيها ويسفك الدما ء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما ل تعلمون«‪ ..‬يقال‬ ‫إن ما قالته الملئكة كان نتيجة رؤيتها لمخلوقات بهيمية سبقتنا فى النشأة على الرض ولكنها ليست‬ ‫»إنس« ولم يكن هذا لستقرائها الغيب ‪ !..‬كما يخلق ا الجان قبل يخلق النسان‪ ،‬يقول فى سورة‬ ‫الحجر »والجان يخلقناه من قبل من نار السموم«‪ ..‬لقد حداد ا صفة من سيخلقه بأنه يخليفته فى‬ ‫الرض‪ ..‬وهو استخلف تشريف وتعظيم تترتب عليه مسؤوليات جسيمة سنتحد‪.‬ث عنها لحًقا‬ ‫يخلق ا النسان واستوادعه ما ل مثيل له عند مخلوقات ا اليخرى الموجوادة فى الحياة الدنيا وهو‬ ‫»العقل البشرى« يقول فى سورة التين »لقد يخلقنا النسان فى أحسن تقويم«‪ ..‬من أجل ذلك أمر ا‬ ‫الملئكة ومعهم أحد الجان المقربين واسمه »إبليس« أن يسجدوا لذلك النسان الذى سماه »آادم«‪..‬‬ ‫ولن الملئكة ل يعصون ا ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون فقد سجدوا‪ ..‬أما إبليس فقد رفض‬ ‫استعل ء واستكباًرا واعتقاًادا أنه ما ادام قد يخلق من عناصر النار ‪ -‬التى لم يتوصل إليها العلم بعد ‪ -‬فهو‬ ‫الفضل!! يقول ا فى سورتى ص والعراف »يخلقتنى من نار ويخلقته من طين«‪ ..‬ادعونا قبل أن‬ ‫‪.‬نستطراد نتوقف عند يخلق العقل البشرى لنرى عظمة ا سبحانه‬ ‫‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /١٥‬‬ ‫يخلل رحلة العمر قرأت كثيًرا عن المخ البشرى‪ ..‬ويخلل العقدين اليخيرين حدثت طفرة علمية فى‬ ‫اكتشاف مزيد من أسرار المخ‪ ..‬وفى السنتين اليخيرتين حضرت محاضرات للستاذ الدكتور محمد‬ ‫وسيم أحمد بطب القاهرة عن آلية عمل العقل‪ ..‬لقد أذهلنى ما عرفت !!‪ ..‬والحديث عن المخ البشرى‬ ‫شيق وطويل‪ ،‬ولن أتمكن تحت وطأة المساحة المحدوادة هنا سوى من ذكر قشور وومضات سريعة‬ ‫تارًكا للقارئ إمكانية البحث والتقصى ثم التدبر والتفكر فى عظمة الخالق‪ ..‬إن المخ البشرى من أعقد‬ ‫يخلق ا سبحانه وتعالى فى هذا الكون !!لقد قال والدربنفيلد أحد أكبر علما ء العصاب العالميين‪» :‬إن‬ ‫الدماغ البشرى هو كون صغير ل يقل فى تعقيده عن الكون الكبير‪ ..‬فكما أن ا قد تجلى لخلقه فى‬ ‫ضا فى هذا الكون الصغير«‪ ..‬إن العقل البشرى هو السبب الرئيسى‬ ‫الكون الكبير فإنه قد تجلى أي ً‬ ‫لتكريم النسان‪ ..‬فالعقل سر الحضارة‪ ،‬وسبب التقدم والرقى والادراك والتدبر والتفكر ‪ ..‬فالقوة‬ ‫العقلية تفوق القوة العضلية‪ ..‬والعقل هو الذى يختار بين البدائل‪ ..‬وهو وسيلة التقييم والقياس وتحديد‬ ‫المفيد والضار‪ ..‬الغريب أن المخ البشرى يبلغ وزنه عند الولادة ‪ ٣٥٠‬جراًما ثم ينمو إلى نهايته بعد‬ ‫البلوغ ‪ -‬مرحلة التكليف ‪ -‬فيزن عاادة ‪ ١٤٠٠‬جرام‪ ،‬وهذا يعاادل من ‪ ٢‬إلى ‪ ٪٢.٥‬من وزن الجسم‪..‬‬ ‫وهى أكبر نسبة بين مخلوقات ا فى الحياة الدنيا!! ولكن تشريح المخ وآلية عمله يثيران العجب‪..‬‬ ‫ضا حكاية‬ ‫!!كما أن مخ المرأة أي ً‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /١٦‬‬ ‫مخ النسان‪ ..‬تلك المعجزة اللهية الكبرى لعضو قابع ادايخل جمجمة كل منا‪ ..‬عضو ساكن ل يتحرك‬ ‫مثل القلب والرئتين وغيرهما‪ ..‬ومع ذلك فهو يستهلك ربع الكسجين والجلكوز الذى يسرى فى‬ ‫ادمائنا‪ ،‬وما يقرب من ربع السعرات الحرارية التى نتناولها يومًيا !!‪ ..‬يحتوى على يخليا عصبية‬ ‫تضاهى فى عدادها عداد النجوم الموجوادة فى ادرب التبانة التى تحدثنا عنها سابًقا »مائة مليار يخلية‬ ‫عصبية!« فالجرام الواحد يحتوى على سبعين مليون يخلية عصبية‪ ..‬وتحاط المائة مليار بما يقرب من‬ ‫عشرة تريليونات تشابك عصبى!!‪ ..‬إن عمل المخ قائم على التفاعلت الكيماوية والنبضات‬ ‫الكهربائية‪ ،‬ويتم مليون تفاعل كيماوى كل ادقيقة واحدة‪ ..‬وفى الدورة الدموية يمر ما يعاادل لتر من‬ ‫الدم ادايخل المخ كل ادقيقة‪ ..‬الغريب أنه مع تلك العدااد المهولة فالمخ ل يتصل بالعالم الخارجى إل من‬ ‫يخلل عداد قليل جًدا من اللياف العصبية ل يزيد على بضعة مليين ‪ ..‬هناك عدة مليين أيخرى تحمل‬ ‫الوامر الخارجة من المخ‪ ..‬لذلك فخلية مخية واحدة من بين عدة آلف من الخليا هى التى لها‬ ‫اتصال بالعالم الخارجى بينما يتصل الباقى بعضها ببعض‪ ..‬ويتباادل المخ وباقى أعضا ء الجسم ما‬ ‫يقرب من يخمسين مليون رسالة عصبية فى الثانية الواحدة‪ ..‬ويستمر ذلك حتى أثنا ء النوم‪ ..‬يا ا‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٧ /١٧‬‬ ‫أرااد ا أن نخرج للحياة فى هذه اليام التى تشهد ثورة علمية غير مسبوقة فى التاريخ البشرى‬ ‫المعروف‪ ..‬فعرفنا عن الفضا ء ما لم يعرفه السابقون ‪ ..‬واستطعنا أن نغور قليلً فى أجسامنا لنكتشف‬ ‫كل يوم الجديد والمثير الذى يزيدنا إيمانا ً بقدرة الخالق تصديقاً لقوله تعالى فى سورة )فصلت(‬ ‫»سنريهم آياتنا فى الفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق«‪ ..‬وبدراسة المخ قال علما ء الغرب إن‬ ‫الدماغ البشرى الواحد يعاادل فى كفا ءته ما يزيد على مليون حاسب آلى متطور تعمل فى نفس الوقت‬ ‫‪ ..‬وفى سنة ‪ ٢٠٠٠‬ميلادية حصل العالم المريكى أريك كاندل على جائزة نوبل فى الطب مع اثنين‬


‫‪8‬‬

‫آيخرين‪ ،‬لكتشافه كيفية تخزين المعلومات فى المخ وكيفية استعاادة الذكريات القديمة!! ويعكف العلما ء‬ ‫ليلً ونهاراً على ادراسة آلية عمل العقل‪ ،‬وكيفية التديخل لعلج أمراض ألزهايمر والسينسيجيا‬ ‫والكتئاب وغيرها ‪ ..‬ومع عملية تقدم العمر تبدأ عملية الهدم فيصل معدل ضمور ووفاة الخليا‬ ‫المخية إلى نصف مليون يخلية يوميًا‪ ،‬وعند بلوغ معظم البشر سن السبعين يكون وزن المخ قد قل‬ ‫بنسبة ‪ ،٪١٠‬ويقل تدفق الدم بنسبة ‪ ٪٢٠‬وتتصلب بعض الشرايين‪ ،‬مما يؤادى إلى ضعف الذاكرة‬ ‫وبط ء رادواد الفعال‪ ..‬إنها ُسنة ا فى يخلقه‪ ..‬يقول ا تعالى فى سورة فاطر »فلن تجد لسنة ا تبديل‬ ‫‪ " .‬ولن تجد لسنة ا تحويل‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٧ /١٨‬‬ ‫أتابع يومياً تعليقات اليخوة القرا ء على الموقع اللكترونى للجريدة‪ ،‬فى الونة اليخيرة زاادت سعاادتى‬ ‫بمستوى النقاش وعمقه ومنطقيته‪ ،‬وكانت قمتها فى ‪ ١٤‬يوليو الماضى‪ ..‬وقد أادلى العديد من اليخوات‬ ‫القارئات بدلوهن بصورة رائعة‪ ،‬فحمدت ا أن مصر بخير!!‪ ..‬فى عجالة ادعونى أشرح ‪-‬لمن ل‬ ‫يعلم ‪ -‬تشريح المخ‪ ..‬يحاط المخ بثلثة أغشية‪ ،‬الول يسمى الم الحنونة وهو رقيق جداً وعن طريقه‬ ‫تنتشر الوعية الدموية فى المخ‪ ،‬ثم غشا ء ثان رقيق يسمى العنكبوتية وبينه وبين الغشا ء الول فراغ‬ ‫ممتلئ بسائل المخ الشوكى‪ ،‬وهو سائل يمل تجاويف المخ ويحميه من الحركات العنيفة والصدمات‬ ‫المختلفة‪ ،‬ويحد‪.‬ث ضغطا ً مستمراً ثابتاً ادايخل المخ‪ ..‬ثم يليهما غشا ء سميك يسمى الم الجافية وهو‬ ‫يبطن السطح الدايخلى لعظام الجمجمة ‪ ..‬أما المخ فيتألف من نصفين أيمن وأيسر يتوسطهما شق‬ ‫طولى عميق‪ ،‬وينقسم كل منهما إلى أربعة فصوص بواسطة شقوق غير عميقة وهى المامى‬ ‫والجدارى والصدغى والخلفى‪ ..‬ثم يأتى المخيخ فى الجهة الخلفية للمخ‪ ،‬ويحتوى على ماادة بيضا ء فى‬ ‫الدايخل مكونة من ألياف عصبية‪ ،‬وماادة رماادية فى الخارج مكونة من أجسام الخليا العصبية‪..‬‬ ‫واكتشف العلما ء أن هناك مناطق محدادة فى المخ كلً منها مسؤول عن وظيفة معينة من وظائف‬ ‫!!الجسم‪ ،‬حتى العواطف والمشاعر والغرائز واليختيار بين البدائل‪ ..‬بل لقد توصلوا إلى ما ُيرعب‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /٢٠‬‬ ‫النسا ء أجمل المخلوقات‪ ..‬وليس للحياة طعم بدونهن!!‪ ..‬تعالوا ننظر إلى مخهن‪ ..‬إنه يقل عن مخ‬ ‫الرجال بحوالى ‪ ..٪١٥‬عامة له نفس التفاصيل التى ذكرناها بالمس‪ ..‬إل أن التصال بين نصفى‬ ‫المخ اليمن واليسر أفضل عند النسا ء ‪ ..‬واليمن مسؤول عن النفعالت واليسر عن المنطق‪،‬‬ ‫بالتالى فالمرأة تخضع مشاعرها للمنطق بدرجة أكبر من الرجل!! وتتعافى أسرع منه عند فقد عزيز‬ ‫لديها‪ ،‬فلديها قدرة أكبر على امتصاص الصدمات‪ ..‬تقرأ وتترجم ما تراه وما تسمعه أسرع وأعمق من‬ ‫الرجل بنظرتها إلى عيون وتعبيرات وجه ونبرات صوت محدثها‪ ..‬فهن يدركن ما ل يدركه‬ ‫الرجال!!‪ ..‬والقدرة الحدسية لكثير من النسا ء تفوق ما لدى الرجال بسبب نشاط زائد فى منطقتين‬ ‫ادايخل مخ النثى ‪ ..‬ويلحظ تفوق النا‪.‬ث لغوياً على الذكور‪ ،‬بسبب وجواد مراكز اللغة فى القشرة‬ ‫المخية للنصفين الكرويين للمخ‪ ،‬بينما يستخدم الذكور النصف اليسر فقط !‪ ..‬كما أن الدوائر العصبية‬ ‫المسؤولة عن التواصل والحوار تكون أكثر ثباتا ً وتأصلً فى مخ النثى مما يجعلها أكثر قدرة على‬ ‫التعاطف وإقامة علقات اجتماعية‪ ..‬الخلصة أن تفكير المرأة تكتيكيا ً وعاطفيا ً يفوق الرجل‪ ..‬يختاماً‬ ‫!!فلنعمل عقولنا ونتسا ءل هل حقاً النسا ء ناقصات عقل وادين؟‬ ‫======================================================‬


‫‪9‬‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /٢١‬‬ ‫ادعونا نسأل‪ :‬ما الفرق بيننا وبين اللمان واليابانيين؟‪ ..‬ل جدال أنه ل يوجد فرق فى الخلق‪ ..‬نخرج‬ ‫للحياة بنفس الجسد ونفس المخ‪ ..‬بل حبانا ا بإمكانيات طبيعية فى بلدنا تفوق ما لديهم!! ولكن لماذا‬ ‫هم فى القمة ونحن فى القاع؟‪ ..‬إنها نتائج التفكير والتخطيط فالعملية الفكرية يتم على أساسها وضع‬ ‫الخطط‪ ..‬والتفكير الناجح ل يأتى من فراغ أو مصاادر سطحية بل يتوقف على مدى تغذية العقل‬ ‫بالمعلومات والتجارب والخبرات ‪ ..‬إن الخطوة المبدئية لبنا ء عملية التفكير تتم فى السنوات الولى‬ ‫من حياة الطفل سوا ء فى المنزل أو فى المدرسة البتدائية‪ ،‬وعناصر اليخيرة مهمة وتشمل المعلم‬ ‫والماادة والمنهج والنظام التعليمى التربوى والبيئة المحيطة عملية غاية فى الهمية والتعقيد لبنا ء‬ ‫القدرة الفكرية فى عقول النش ء ‪ ..‬فزياادة وسائل تغذية العقل النسانى فى سنوات الطفل الولى ُتنمى‬ ‫هذا الفكر وتطوره‪ ..‬أما إذا انحصرت فى حدواد مقيدة تعتمد على الحفظ والتكرار فى العملية التعليمية‬ ‫اضمحلت قوة التفكير‪ ..‬وإذا عجز الفكر عن استيعاب العلوم للنمو فى سنوات الطفل الولى فمن‬ ‫الصعوبة أن ينمو ويتحسن بوضوح فى سنوات الكبر ‪ ..‬بالتالى التفكير السطحى يؤادى لتخطيط‬ ‫سطحى متناقض عشوائى! أرأيتم مدى الجريمة التى نرتكبها فى حق أبنائنا ووطننا؟‪ ..‬نجرب فيهم‬ ‫وسائل تعليمية تعتمد على الحفظ والتلقين‪ ..‬نخطط فنجد من قدراتهم الذهنية!‪ ..‬إن بنا ء مواطن صالح‬ ‫!! فعال يبدأ منذ الطفولة ل فى الثانوية العامة أو الجامعة‪ ..‬أفيقوا يا قوم‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٧ /٢٢‬‬ ‫معذرة سأضطر اعتباراً من اليوم للتوقف قليلً عن إكمال ما بدأته حول لماذا ُيخلقنا؟ ولماذا تقدم‬ ‫اليخرون وتأيخر المسلمون؟ وطرح مفاهيم وتطبيقات يخاطئة وإلصاقها بالسلم‪ ..‬تدرج حديثنا حول‬ ‫يخروجنا للحياة فى محيط ل يد لنا فيه‪ ،‬ثم يخلق الكون‪ ،‬ثم يخلق النسان‪ ،‬وحاليا ً نطرح المعجزة اللهية‬ ‫الكبرى فى يخلق مخ النسان ‪ ..‬وللسف ما توقعته هنا فى ‪ ٣٠‬يونيو الماضى حد‪.‬ث أمس الول عندما‬ ‫تحدثت عن مخ المرأة ومميزاته وأنهيت كلماتى متسائ ً‬ ‫ل‪ :‬هل حقاً النسا ء ناقصات عقل وادين؟‬ ‫وانهالت التعليقات على موقع الجريدة ما بين مؤيد ومعارض ما أريد أن أوضحه أننى لست قرآنيًا‪،‬‬ ‫وأادرك مدى قصور العقل البشرى ومحدوادية قدراته‪ ..‬لذا فالتفكير فى بعض المور لن يؤادى لنتائج‪..‬‬ ‫وأن اليمان يبدأ باليقين بالعديد من الغيبيات ‪ ..‬ولكن إذا ما يخالف ما يذكر فى بعض الحااديث‬ ‫والروايات ما جا ء فى كتاب ا فعلينا أن نتوقف عندها‪ ..‬وعلى علمائنا مواجهتها بشجاعة‪ ..‬فكتب‬ ‫الترا‪.‬ث ليست منزلة وبعض الحااديث الصحيحة فيه كثير من الغرابة والنكارة‪ ،‬ول معنى لقفل باب‬ ‫الجتهااد منذ قرون‪ ..‬وسأضطر لمناقشة ذلك التساؤل ثم نعاواد‪ ..‬فل معنى للتحجر وعدم قبول اليخر‬ ‫!! والعتقااد أن مجراد مناقشة حديث صحيح رجس من عمل الشيطان‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٧ /٢٤‬‬ ‫نعتمد فى تطبيقنا للسلم على القرآن ثم الُسنة‪ ..‬ولكن إذا وجدنا نص حديث ُيخالف كتاب ا فعلينا‬ ‫التوقف والتمعن أيا ً كانت ادرجة صحة هذا الحديث!! ادعونى أذكركم ‪ ..‬ألم ُينسب للرسول )صلى ا‬ ‫عليه وسلم( حديث »من بّدل ادينه فاقتلوه«‪ ..‬وطبق هذا على مر العصور فى بلدان مختلفة ليس من‬ ‫بينها مصر!‪ ..‬وبرغم المخالفة الصريحة لهذا الحديث مع القرآن الكريم‪ ،‬لم يجد علما ء المسلمين‬ ‫الشجاعة لمواجهة المر وإحقاق الحق‪ ،‬فهم يؤكدون أن حديث الرادة منقول عن عبدا بن عباس‪،‬‬


‫‪10‬‬

‫بحر العلوم القرآنية وترجمان القرآن‪ ،‬وهو ثقة‪ ،‬فل مجال لتكذيب الحديث !! وانبرى قليل من العلما ء‬ ‫يطالبون بتصحيح ذلك المفهوم فالحديث النبوى نصاً ظنى الثبوت‪ ،‬أما النص القرآنى فيقينى الثبوت‪،‬‬ ‫وقالوا إن السلم ‪ -‬المفترى عليه ‪ -‬ناادى بحرية العتقااد واليمان‪ ..‬يقول سبحانه )وجاادلهم بالتى هى‬ ‫أحسن( ل بالتهديد والوعيد‪ ..‬ويقول فى سورة المزمل )إن هذه تذكرة فمن شا ء اتخذ إلى ربه سبي ً‬ ‫ل(‬ ‫فترك الحرية والمشيئة للفراد ‪ ..‬و قول فى سورة الكهف )وقل الحق من ربكم فمن شا ء فليؤمن ومن‬ ‫شا ء فليكفر‪ (..‬ويقول فى سورة البقرة )ل إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى‪ (..‬ويقول فى نفس‬ ‫السورة‪ ..) :‬ومن يرتداد منكم عن ادينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا واليخرة‬ ‫وأولئك أصحاب النار هم فيها يخالدون(‪ ..‬وأيخيراً جا ء الفرج بعد ‪ ١٤٠٠‬سنة بفتوى علمائنا والزهر‬ ‫!! بأنه ل حد على مرتد‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٧ /٢٥‬‬ ‫ذكرت بالمس مثالً واحداً فقط عن حديث صحيح يخالف ما وراد فى كتاب ا‪ ..‬ظل العلما ء أربعة‬ ‫عشر قرناً حتى أقروا بعدم جواز الحكم الذى وراد فيه !! بالتالى فعندما يطرح بعض المجتهدين‬ ‫اعتراضات على أحااديث صحيحة ورادت فى البخارى ومسلم فعلينا أل ننفعل‪ ،‬وأن نستمع ونناقش بل‬ ‫يخوف حتى نصل للصواب ‪ ..‬إن تنقية الترا‪.‬ث هدف يجب السراع بتنفيذه‪ ،‬ويخلل العقواد اليخيرة‬ ‫أصبحت التقنيات العلمية هائلة تساعد على سرعة الفحص والتخصيص وجمع البيانات من شتى‬ ‫أرجا ء المعمورة بسهولة ويسر ‪ ..‬إن هناك ما يزيد على ستمائة ألف حديث رويت عن رسول ا‪،‬‬ ‫صلى ا عليه وسلم‪ ،‬وجمع المام البخارى الصحيح منها‪ ،‬فبلغت فى صحيحه سبعة آلف ومئتين‬ ‫ويخمسة وسبعين حديثاً بالحااديث المكررة‪ ،‬وبدون المكرر بلغت أربعة آلف حديث‪ ..‬وعندما ننظر‬ ‫لصحيح مسلم نجد أنه لم يأيخذ بكثير من أحااديث البخارى!! وبلغ ما وراد فى صحيحه أربعة آلف‬ ‫وثمانى مائة وسبعة وستين حديثًا‪ ..‬وعندما رجعت إلى كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان‬ ‫للستاذ محمد فؤااد عبدالباقى وجدت أنهما اتفقا فقط فى ألف وتسعمائة وستة أحااديث !! وعندما ألف‬ ‫اللبانى سلسلة الحااديث الضعيفة والموضوعة أيخرج من البخارى بعض الحااديث!! الخلصة‪..‬‬ ‫! تنقية الترا‪.‬ث لها الولوية‪ ..‬هلموا يا ساادة‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٧ /٢٦‬‬ ‫نحتفل هذه اليام بذكرى ثورة يوليو ‪ ،١٩٥٢‬وبرغم أن بعضنا عايش بداية تلك الثورة‪ ،‬وهناك من‬ ‫رموزها من هو على قيد الحياة ومع ذلك فإننا لم نستطع أن نؤرخ لها »بصدق« لغياب وثائقها وتباين‬ ‫شهاادات من عاصروها‪ ،‬لقد تم إهدار ادور بعض من ساهموا فى نجاحها وتعظيم ادور آيخرين! وبرغم‬ ‫أن عقواداً قليلة مرت على بدايتها فالحقائق ما زالت ضائعة ! فما بالنا لو أن أموراً قد مضى عليها‬ ‫قرون وقرون‪ ..‬ادعونى أذكركم بألف ليلة وليلة‪ ..‬بمجراد ذكرها تقفز إلى الذهان صور الجوارى‬ ‫الحسان ومجالس النس والفرفشة وعلى رأسها هارون الرشيد‪ ،‬وحملت كتب الترا‪.‬ث ما يسى ء إلى‬ ‫الرجل على مر العصور‪ ..‬ولكن الحقيقة أن الرجل كان صواما ً قواما ً حياته بعيدة تماما ً عما ذكر فى‬ ‫تلك الكتب‪ ،‬وشهدت الدولة السلمية فى عهده نهضة ورقيا ً لم تشهده عبر عصور عديدة ولكنها‬ ‫مصيبة لّى الحقائق وتغيير التاريخ‪ ..‬وفى حديث الرادة الذى تطرقت إليه أمس الول تجنب الساادة‬ ‫العلما ء مناقشته أربعة عشر قرنًا‪ ،‬لنه منقول عن عبدا بن عباس حبر المة كما لقبوه! وهو الذى‬


‫‪11‬‬

‫روى ألفا ً وستمائة وستة وستين حديثا ً نبويًا‪ ،‬ويحتل المرتبة الثالثة بعد كل من أبوهريرة وعائشة بنت‬ ‫أبى بكر الصديق فى النقل عن النبى »صلى ا عليه وسلم« مع أن عمر الرجل وقت وفاة الرسول لم‬ ‫! يتعد الثلثة عشر ربيعًا‪ ..‬ولم يعاصر النبى »صلى ا عليه وسلم« إل قليل‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٧ /٢٧‬‬ ‫منذ عام أهدانى الداعية والباحث السلمى المستشار أحمد عبده ماهر كتابه )السلم والترا‪.‬ث( تقديم‬ ‫الستاذ الدكتور أحمد عبدالرحيم السايح‪ ،‬أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعات الزهر وقطر وأم القرى‪..‬‬ ‫وعلى قدر ما شمله الكتاب من موضوعات رائعة إل أنه تطرق للفظ كنت أستخدمه شخصيا ً حتى‬ ‫قرا ءتى لكتابه!! فنحن نطلق تسميات توارثناها ل ندرى كيف جا ءت واعتمدناها فى أقوالنا نكررها‬ ‫بل تفكر أو تدبر‪ !..‬من تلك المصطلحات كلمة )غزوة( ومعناها كما وراد فى لسان العرب‪ :‬السير إلى‬ ‫قتال العدو وانتهابه‪ ..‬و»الغزو« فى مصطلحاتنا هو الهجوم‪ ..‬لقد شرع السلم القتال ادفاعا ً عن النفس‬ ‫وليس هجوما ً أبدًا‪ ..‬والقتال ُكره للمؤمنين‪ ،‬وكلمة »غزو« المفترى بها على رسول ا لم تكن بحال‬ ‫هجومًا‪ ،‬ولكنها فى الحقيقة كلها ادفاع أو ادر ء للخطر عن السلم والمسلمين‪ ،‬ومنها ما لم يتم فيه قتال‬ ‫بالمرة كـ»غزوة ذى أمر«‪ ،‬و»غزوتى بحران وتبوك« وغيرها ‪ ..‬وفى »غزوة ُأحد« جا ء العدو عبر‬ ‫مئات الكيلومترات للمدينة المنورة‪ ..‬فمن »غزا« من؟ وفى غزوة الحزاب حفر المسلمون يخندقاً‬ ‫حول المدينة للدفاع عنها‪ ..‬فمن غزا من؟‪ ..‬إن شيوع هذا المصطلح يؤكد ما يدعيه البعض عن قيام‬ ‫السلم بالسيف!! هل أمر ا رسوله بأن يقاتل الذين لم يخرجوا المؤمنين من اديارهم ولم ُيعاادوهم‬ ‫حتى يقولوا ل إله إل ا؟!‪ .‬أم قال )فمن شا ء فليؤمن ومن شا ء فليكُفر(‪ ..‬ادعونا نفكر ونتدبر حتى ل‬ ‫!! نسى ء للسلم ونحن غافلون‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٧ /٢٨‬‬ ‫اتصل بى أحد اليخوة من علما ء الزهر موضًحا أنه يتابع ما أكتب مطالًبا بالستمرار فقضية تنقية‬ ‫الترا‪.‬ث من الهمية بمكان‪ ،‬حيث ناادى بها علما ء كثيرون على مر عقواد ولكن !!‪ ..‬وقد علقت بأننى‬ ‫صا ول قرآنًيا‪ ..‬ولكننى قارئ متبحر‪ ..‬هدفى ككاتب أن يعمل القرا ء عقولهم‬ ‫لست اداعية ول متخص ً‬ ‫ليوقنوا بعظمة الخالق‪ ..‬ولماذا يخلقوا‪ ..‬وما علينا حتى يتقدم المسلمون ويلحقوا باليخرين!‪ ..‬وإننى‬ ‫أعمل العقل فيما أجده مخالًفا لكتاب ا‪ ،‬مدرًكا مدى قصور عقولنا!! فعلق فضيلته أن هناك من يدعى‬ ‫أن صحيح البخارى هو أصح كتاب فى السلم بعد كتاب ا تعالى !! وأضاف أن المجلس العلى‬ ‫للشؤون السلمية بمصر أصدر كتيًبا عام ‪ ١٩٧٥‬تحت عنوان »الحديث النبوى‪ ..‬رواية وادراية«‬ ‫وقد وراد فيه أن علما ء الحديث قاموا بتعقب أحااديث البخارى وضعفوا منهم قرابة ثمانى رج ً‬ ‫ل‪،‬‬ ‫وضعفوا من الحااديث نحو مائة حديث منها أحااديث موقوفة وأيخرى مقطوعة أو شاذة !! أما فى حالة‬ ‫رجال المام مسلم فضعفوا مائة وستين رج ً‬ ‫ل!! وأضاف أن أقدم مخطوطة »كاملة« لصحيح‬ ‫البخارى عثر عليها تعواد إلى عام ‪٤٩٥‬هـ أى بعد وفاة المام البخارى »‪ ٢٥٦‬هـ« بحوالى مائتين‬ ‫وأربعين عاًما!! ومن يراد المزيد فليرجع لكتاب »أقدم المخطوطات العربية حتى القرن الخامس‬ ‫!! الهجرى« للدكتور سركيس عوااد‬ ‫======================================================‬


‫‪12‬‬

‫‪٢٠٠٩ /٧ /٢٩‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فى منتصف أبريل الماضى قال الشيخ يوسف القرضاوى ‪-‬وهو رجل أِكن له احتراما شديدا ‪ -‬إنه كتم‬ ‫بعض فتاواه سنوات طويلة يخوفا ً من هياج العوام!! وقال أيضا ً إنه يعرف عداداً من كبار العلما ء فعلوا‬ ‫الشى ء نفسه‪ ،‬وذكر منهم فضيلة الشيخ أبو زهرة رحمه ا!! هذا التصريح ادفعنى للتساؤل لماذا؟‬ ‫وإلى متى سنظل نخاف من رادواد أفعال الجماهير؟ إن كلمة الحق مطلوبة سوا ء كانت فى مواجهة‬ ‫سلطان جائر‪ ،‬أو قوم يظنون يخطأ أنهم يحسنون صنعا !! على هؤل ء الفاضل بمجمع البحو‪.‬ث‬ ‫السلمية أن يسارعوا فى إنجاز يخطوات تنقية الترا‪.‬ث‪ ،‬فقد حوى ذلك الترا‪.‬ث ما حوى من أفكار‬ ‫القدمين‪ ،‬ولكن ذلك ل يعطى فكرهم الحق فى تكبيل أفكارنا وعقولنا‪ ،‬لقد عرض بعضهم لحقائق‬ ‫ومفاهيم فقهية يخاطئة يجب تصحيحها‪ ،‬ولبد أن نتفق أن التفكر والتدبر ليس حكراً فى الدين على‬ ‫أحد‪ ،‬كما أن الصحابة والولين لم يكن لديهم تلك الشروط التى اشترطها المتأيخرون للتصدى لعلوم‬ ‫الدين !‪ ..‬إن التدبر والتفكر يؤاديان ليمان صحيح عميق هاادئ‪ ..‬والمفاهيم المغلوطة تسى ء للسلم‪..‬‬ ‫أنا ل أرغب فى طرح أمثلة عديدة أادت نتائجها لتأيخر المسلمين واستغلها آيخرون فى مهاجمة السلم‬ ‫العظيم وحتى ل أحد‪.‬ث بلبلة لدى العامة‪ ..‬وادعونا الن نعد لمسار حديثنا الصلى عن مخ المرأة‪ ،‬وهل‬ ‫!هى ناقصة عقل وادين؟‪ ..‬على أن نستمر مطالبين مشايخنا بعدم التراداد والسكوت‪ ..‬فالسكوت ممنوع‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٧ /٣٠‬‬ ‫النسا ء ناقصات عقل وادين( مقولة اشتهرت بين المسلمين!! ادعونا نتسا ءل‪ ..‬هل سيدتنا مريم وامرأة (‬ ‫فرعون وزوجة عمران وملكة سبأ وأمهات المؤمنين وغيرهن ناقصات عقل وادين؟!‪ ..‬يقول الحديث‬ ‫الذى وراد فى صحيح البخارى‪» :‬يخرج رسول ا فى أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النسا ء‬ ‫فقال يا معشر النسا ء تصدقن فإنى رأيتكن أكثر أهل النار! فقلن وبم يا رسول ا؟ قال تكثرن اللعن‬ ‫وتكفرن العشير وما رأيت من ناقصات عقل وادين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن‪ ..‬قلن‪ :‬وما‬ ‫نقصان عقلنا واديننا يا رسول ا؟ قال أليس شهاادة المرأة مثل نصف شهاادة الرجل؟ قلن‪ :‬بلى‪ ..‬قال‪:‬‬ ‫فذلك من نقصان عقلها‪ ..‬أليس إذا حاضت لم ُتصل؟ قلن‪ :‬بلى‪ ..‬قال فذلك من نقصان ادينها«‪ ..‬ونتوقف‬ ‫متسائلين أليس لدى راوى الحديث شك فهو غير متأكد إذا كانت المناسبة عيد فطر أم عيد أضحى‪..‬‬ ‫فهو ل يعرف متى حدثت بالضبط؟ ‪ ..‬النسا ء يجلسن فى مؤيخرة المسجد فلماذا لم يبلغهن الرسول‬ ‫بنصيحته على المنبر ليعلمها الجميع؟ وهل ترك المرأة الصلة فى المحيض يخطأ تحاسب عليه أو‬ ‫يعتبر نقصاً فى ادينها؟ وهل لو صلت وهى حائض تعتبر كاملة الدين؟ وهل إذا انقطع عنها الحيض‬ ‫نتيجة كبر السن‪ ،‬أو البتل ء بمرض أادى إلى استئصال رحمها أو المبيضين عليها أن تمتلئ سعاادة‬ ‫!فقد أصبحت كاملة الدين؟‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٧ /٣١‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قال لى قائل‪ :‬إن إنكار حديث »النسا ء ناقصات عقل وادين« يعنى تركا للُسنة!‪ ..‬فسألته وأى ُسنة فى‬ ‫ذلك اللهم إل النقاص من قدر النسا ء؟‪ ..‬فصمت ولم يعقب !!‪ ..‬أما الحكم على عقل المرأة بالنقصان‬ ‫لن ا جعل الشهواد رجلين أو رجلً وامرأتين فى قوله فى سورة البقرة »واستشهدوا شهيدين من‬ ‫رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهدا ء‪ ،‬أن تضل إحداهما فتذكر‬


‫‪13‬‬

‫إحداهما اليخرى«‪ ،‬فقد وراد ذلك فى حالة »التداين بدين«‪ ..‬والشهواد أًيا كانوا رجلن أو رجل‬ ‫وامرأتان لبد أن يكونوا جميًعا عدولً وبالمنطق مكتملى العقل ‪ ..‬ولعل العلة فى إحلل امرأتين مكان‬ ‫رجل هو لفتراض إمكانية عدم اهتدا ء إحداهما للشهاادة الصحيحة لمحدوادية حركتها وتركيزها فى‬ ‫بيتها وأسرتها أكثر من اهتمامها بالمور العامة‪ ..‬والتذكرة بمعنى تصحيح معلومات وإضافتها‬ ‫للشاهدة وليس لكمال عقلها! والشهاادة فى حالة »الوصية« تكون للرجال ادون النسا ء ‪ ..‬وفى حالة‬ ‫عدم وجواد شهواد عدول أجاز ا أن يكون الشاهد المقبول من الملل اليخرى‪ ..‬وقد يصل الشهواد‬ ‫لربعة إذا شككنا فى الثنين الولين فى أنهما ضل أى كذبا فيقوم اليخران بتذكيرهما بالحقيقة كما‬ ‫وراد فى سورة المائدة آيتى ‪ ..١٠٧ ،١٠٦‬كما أجاز السابقون بأن تكون الشهاادة للنسا ء ادون الرجال‬ ‫فى المور التى ل يطلع عليها سوى النسا ء مثل البكارة والرضاعة!‪..‬صدقونى إسلمنا العظيم يقر‬ ‫!! بأن النسا ء كاملت عقل وادين‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٨ /١‬‬ ‫عوادة إلى حديث المخ البشرى‪ ..‬يقول العلما ء إن ادرجة تعقيده تفوق كل تخيل وتصور‪ ..‬ويخلل العقواد‬ ‫اليخيرة ونتيجة التوصل إلى أجهزة الشعة المقطعية والرنين المغناطيسى وغيرها تمكن العلما ء من‬ ‫معرفة المزيد عن أسرار ذلك الجز ء المذهل القابع ادايخل جماجمنا‪ ،‬فحدادوا أين تقع مراكز السمع‬ ‫والبصار والشم والكلم وغيرها ‪ ..‬واكتشف العلما ء المناطق المسؤولة عن الحساس باللم‪ ،‬وأن‬ ‫العلج الجراحى باستخدام البر الصينية وويخزها بعمق فى بعض المناطق بالجسم يغلق مسارات‬ ‫تصل للمخ وتسبب الحساس باللم!‪ ..‬كما اكتشفوا آليات الذاكرة وكيفية إحساس المر ء بالمكان‬ ‫والتجاهات وكيميا ء المشاعر المختلفة كالحب والحزن والخوف !‪ ..‬ولقد ذكرت هنا فى ‪ ١٨‬يوليو‬ ‫الماضى أن العلما ء قد توصلوا لما هو مرعب! فهم يحاولون حالًيا التحكم فى كيميا ء المشاعر‪ ..‬وقد‬ ‫قرأت أنهم جا ءوا بقط عاادى اعتااد افتراس وأكل الفئران‪ ،‬وعندما عّرضوه لغاز يخبيث »يعتبر سًرا‬ ‫عسكرًيا« يؤثر على يخليا المخ‪ ،‬فإذا بالقط يتحول إلى قط جبان يرتعد يخوًفا بمجراد رؤيته لفأر‬ ‫صغير!! إن توصل العلم لغاز يقتل الشجاعة أمر مخيف ‪ ..‬وأتسا ءل هل توصلت حكومتنا الذكية لغاز‬ ‫مماثل أطلقته فى ربوع بلدنا؟! وإل ما معنى تلك الستكانة والبلادة واللمبالة لدى كثير من‬ ‫المواطنين تجاه التصرفات الخاطئة لبعض المسؤولين‪ ..‬اللهم إذا كان هناك شى ء غريب أصاب‬ ‫!! عقولنا‪ ..‬أفتونى‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٨ /٢‬‬ ‫على قدر ما اكتشفه العلما ء فى العقواد اليخيرة من أسرار المخ‪ ،‬إل أنهم يجزمون أنهم لم يكتشفوا بعد‬ ‫شيئاً يذكر! وهناك بعض المفاهيم المتداولة عبر عقواد أظهر العلم الحديث أيخيراً يخطأها!! منها أننا‬ ‫نستخدم عشرة فى المائة فقط من أمخايخنا‪ ..‬فقد أظهرت الوسائل الحديثة لتصوير المخ أن جميع‬ ‫أجزا ء المخ تتوقد بالنشاط طوال الوقت حتى ونحن نيام‪ ..‬وكان العتقااد أن الفص اليسر للمخ هو‬ ‫المتخصص فى التفكير المنطقى والنفعالت الراادية والذاكرة المؤقتة‪ ،‬بينما الفص اليمن له القدرة‬ ‫على التحليل والبداع‪ ،‬وهو المختص بالذاكرة طويلة الجل‪ ،‬وهو يدير الفعال الل إراادية‪ ..‬واكتشف‬ ‫العلما ء أن هناك قدراً ضئيلً من الحقيقة فى ذلك القول‪ ،‬ولكنهم أفاادوا بتشارك نصفى المخ معا ً فى‬ ‫العب ء عند التفكير الفعلى ‪ ..‬وكان هناك اعتقااد بأن جميع أمخايخنا متماثلة ولها نفس الجغرافيا‬


‫‪14‬‬

‫فاكتشفوا حديثاً أن كل مخ له طابع مختلف عن اليخر‪ ،‬مثل بصمات الصابع‪ ،‬فبعض المراكز بالمخ‬ ‫‪.‬قد يختلف حجمها عن مثيلتها فى شخص آيخر‬ ‫الخلصة‪ ،‬لكل منا بصمة للصبع والعين والصوت والمخ تختلف عن اليخرين‪ ..‬سبحان ا! كما‬ ‫وجد العلما ء أن ثلثين فى المائة ممن يصلون إلى سن الثمانين يصابون بمرض »الزهايمر«‪ ..‬الذى‬ ‫!!يسبب التشتت والنسيان والتوهان وغيرها‪ ..‬ربنا يستر‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٨ /٣‬‬ ‫تحدثنا عن معجزة يخلق مخ النسان وهو جز ء مرئى‪ ..‬أما العقل فهو غير مرئى أو ملموس‪ ..‬وتظل‬ ‫السرار محيطة بعقل النسان‪ ..‬ذلك العقل ذى القدرة على التفكير والبداع‪ ،‬وبالتالى التقدم والرقى‪،‬‬ ‫وهو سر الحضارة النسانية‪ ..‬إن العقل هو المحرك الرئيسى للنفس البشرية‪ ..‬وقد تحد‪.‬ث العلما ء عن‬ ‫العقل الباطن‪ ،‬وأنه هو الذى يصدر الوامر والفعال والقوال والسلوكيات‪ ..‬فكل سلوك عند النسان‬ ‫ورا ءه ادافع أو قناعة‪ ..‬تلك القناعات هى أهم ما يبرمج العقل‪ ..‬وظهرت حديثا ً علوم وادراسات يخاصة‬ ‫ببرمجة النفس على ما تريد ‪ ..‬فبالرغبة والراادة وتنشيط العقل الباطن يستطيع المر ء أن يغّير من‬ ‫عااداته‪ ..‬ومع كل هذا تظل هناك أمور غريبة مجهولة يعكف العلما ء على محاولة تفسيرها وادراستها‪،‬‬ ‫مثل ما يتعلق بالحاسة الساادسة‪ ،‬وما يتعلق بالرؤيا الصالحة‪ ،‬وبمواقف عديدة نمر بها‪ ،‬كأن تقابل‬ ‫شخصاً للمرة الولى وتشعر بأنك تعرفه منذ زمن!! أو تحضر لقا ء وتشعر بأن ما يدور فى المجلس‬ ‫قد مررت به سابقًا‪ ،‬وغير ذلك الكثير!‪ ..‬الخلصة‪ ..‬إن التفكر والتدبر هما سمتان يخاصتان بالنسان‬ ‫فقط‪ ،‬وهما وسيلة النسان لليمان بال وعباادته‪ ،‬فلعقولنا حرية اليختيار والقرار‪ ،‬فقد فضلنا ا بما‬ ‫وهبه لنا من عقل ومنطق‪ ..‬يقول سبحانه وتعالى عن بنى آادم فى سورة السرا ء‪ ..» :‬وفضلناهم على‬ ‫‪ .‬كثير ممن يخلقنا تفضي ً‬ ‫ل«‪ ..‬صدق ا العظيم‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٨ /٤‬‬ ‫يختلف كل منا عن اليخر فى قدرته الفكرية‪ ..‬إن تغذية العقل بالمعلومات والتجارب والخبرات تزيد‬ ‫من تلك القدرة الفكرية‪ ..‬ومع النمو منذ الصغر ترسخت فى أعماقنا مفاهيم وقيم تنعكس على أفكارنا‪،‬‬ ‫وبالتالى تخطيطاتنا وتصرفاتنا‪ ..‬إن تأثير ادور السرة والمجتمع فى بث تلك المفاهيم يخطير‪ ،‬فالخطأ‬ ‫!!والصواب من مجتمع ليخر نسبى‪ ..‬وما نعتقد هنا أنه حرام يجده آيخرون حللً ل شى ء فيه وهكذا‬ ‫لذا جا ء الدين السماوى ليكون المرجعية فى الصواب والخطأ‪ ..‬إن كثيرين منا يقبلون المفاهيم‬ ‫والوضاع على ما وجدوها‪ ..‬ل يحاولون أن يعملوا عقولهم ويناقشوها‪ ،‬وقد يتوصلون لنتائج تغير من‬ ‫حياتهم!! لقد ميزنا ا سبحانه عن كثير من يخلقه بذلك العقل‪ ،‬فترك لنا حرية اليختيار واتخاذ‬ ‫القرارات وطبقا ً لفعالنا يحاسبنا عليها بمنتهى الدقة‪ ،‬فنحن مخيرون تماما ً ولسنا مسيرين‪ ..‬وسوف‬ ‫أعواد لذلك تفصيلياً فيما بعد ‪ ..‬لذلك طلب منا ا سبحانه وتعالى أن نتفكر ونتدبر‪ ..‬وذكر كلمة عقل‬ ‫بتصريفاتها فى القرآن الكريم تسعة ويخمسين مرة‪ ..‬ويقول فى سورة »محمد«‪) :‬أفل يتدبرون القرآن‬ ‫أم على قلوب أقفالها(‪ ،‬ويقول فى سورة »ص«‪) :‬كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو‬ ‫‪.‬اللباب(‪ ،‬وحديثنا هنا محاولة متواضعة للتفكر والتدبر‪ ..‬فليوفقنا ا‬ ‫======================================================‬


‫‪15‬‬

‫‪٢٠٠٩ /٨ /٦‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫النسان ُمخير وليس ُمسيرا فيما يتخذه من قرارات وأفعال طبقا لما يتعرض له‪ ..‬وحتى ُيدرك الحق‬ ‫من الباطل والصواب من الخطأ كان الدين‪ ..‬والنسان بفطرته أيا ً كانت اديانته‪ ،‬يعتقد فى وجواد قوة‬ ‫!!عظيمة يلجأ إليها‪ ،‬ونفس المشاعر تجول بخواطر الملحدين‬ ‫أذكر فى بداية السبعينيات عملت بالجهاز التنفيذى لتنفيذ تجمع الحديد والصلب بالتبين‪ ..‬وكان الجانب‬ ‫السوفييتى مسؤولً عن التوريد والجوانب الفنية‪ ،‬وحتى نستطيع التفاهم معهم اصطحبوا معهم العديد‬ ‫من المترجمين والمترجمات للترجمة من الروسية إلى النجليزية‪ ..‬وادارت مع العديد منهم مناقشات‬ ‫حول حتمية وجواد يخالق للكون‪ ..‬كان معظمهم ملحداً يرفض كل أفكارنا!! ونشأت قصة حب بين‬ ‫زميل يجاورنى فى المكتب وبين إحدى المترجمات كان المر سراً ل يعلمه أحد فالتعليمات تمنع‬ ‫ذلك!‪ ..‬عرفت بالمر عندما لجأ لى زميلى نظراً لضعفه فى اللغة النجليزية ‪ -‬طالبا ً منى ترجمة‬ ‫بعض ما تكتبه فى رسائلها له التى كانت تخفيها وتسلمها له ضمن المستندات الهندسية !‪..‬كانت فتاة‬ ‫بكرًا‪ ..‬جميلة‪ ..‬هاادئة‪ ..‬تكتب بأسلوب أادبى راق‪ ..‬وكتبت له فى إحدى الرسائل أنها كثيراً ما ُتفكر‬ ‫بضرورة وجواد قوة عظيمة يخارقة فى هذا الكون‪ ..‬وأنها عندما تتعرض لزمات تجلس منفرادة تناجى‬ ‫تلك القوة وتسألها المساعدة !! وأنها تعتقد أنها ما نسميه نحن ا‪ ..‬تلك كانت مشاعر واعترافات امرأة‬ ‫ُملحدة ُتؤكد ميل النسان الفطرى للتدُين‪ ..‬لذا أنزل ا الدين‪ ..‬فما هو الدين؟‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٨ /٧‬‬ ‫علمتنى الحياة أل أيخشى فى ا لومة لئم‪ ..‬علمتنى الحياة أل أفّرق فى معاملتى مع اليخرين طبقاً‬ ‫لديانتهم‪ ..‬علمتنى الحياة أن أحترم المسيحية واليهوادية‪ ،‬مدركا ً أنهما والسلم هى الديانات السماوية‬ ‫المتبقية على الرض !‪ ..‬إن تعدااد سكان العالم فى بداية أغسطس الحالى بلغ ‪ ٦٧٧٥‬مليون نسمة‪..‬‬ ‫يبلغ عداد المسيحيين بجميع طوائفهم واتجاهاتهم ‪ ٢٠٣٩‬مليون نسمة بنسبة ‪ ٪٣٠‬من إجمالى تعدااد‬ ‫البشر على الكرة الرضية ‪ ..‬بينما يبلغ عداد المسلمين بجميع طوائفهم ‪ ١٢٢٦‬مليون نسمة بنسبة‬ ‫‪ ..٪١٨‬ويبلغ تعدااد اليهواد ‪ ١٥‬مليونا ً فى شتى بلدان العالم معظمهم فى الوليات المتحدة المريكية‬ ‫وإسرائيل وبنسبة ‪ ..٪٠.٢٢‬أى ‪ ٢.٢‬فى اللف‪ ..‬بالتالى فإجمالى أصحاب الديانات السماوية يعاادل‬ ‫‪ !..‬الن ‪ ٪٤٨.٥‬من سكان العالم‬ ‫إن الديانات الثل‪.‬ث تدعو للمحبة والتسامح ولكن الغريب أن نجد عدا ء وتناحراً بينها‪ ..‬المسلمون‬ ‫يظنون أن »المغضوب عليهم« هم اليهواد‪ ،‬وأن »الضالين« هم المسيحيون‪ ..‬كما أن المسيحيين‪،‬‬ ‫يخصوصاً فى الدول المتقدمة‪ ..‬يظنون أن السلم يعنى الرهاب وأنه ادين العنف والنغلق والتخلف‪،‬‬ ‫وأنه انتشر بالسيف !‪ ..‬أما بخصوص اليهواد فيجب أن نفرق بين الصهيونية واليهوادية‪ ..‬بين‬ ‫السرائيليين المحتلين والمعارضين منهم‪ ..‬ومن الغريب أن يكون الصراع وازادرا ء الاديان بين من‬ ‫!!يدينون بالاديان السماوية بينما ل يقترب أحد من الملحدين‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٨ /٨‬‬ ‫ً‬ ‫منذ ظهور البشرية كان الدين واحدا متحد الصول فى كل زمان ومكان‪ ،‬بعث ا به جميع النبيا ء‬ ‫والمرسلين وهو ما يسمى بالسلم‪ ..‬يقول ا فى سورة آل عمران »إن الدين عند ا السلم« وفى‬


‫‪16‬‬

‫إحدى مراحل البشرية انبثقت الرسل من نسل سيدنا إبراهيم يقول ا فى سورة الحج »وجاهدوا فى‬ ‫ا حق جهااده‪ ،‬هو إجتباكم وما جعل عليكم فى من الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم‬ ‫المسلمين من قبل« وعند موت سيدنا يعقوب يقول ا فى سورة البقرة »أم كنتم شهدا ء إذ حضر‬ ‫يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق‬ ‫إلها ً واحداً ونحن له مسلمون"‪ ..‬حتى عند غرق فرعون موسى قال ا فى سورة يونس »حتى إذا‬ ‫أادركه الغرق قال آمنت أنه ل إله إل الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين«‪ ..‬وفى قصة سيدنا‬ ‫‪..‬سليمان يقول سبحانه فى سورة النمل »قال يا أيها المل أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين‬ ‫وعن الحواريين يقول فى سورة المائدة »وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بى وبرسولى قالوا آمنا‬ ‫واشهد بأنا مسلمون« فمنذ الزل ادين ا واحد يقول سبحانه فى سورة الشورى »شرع لكم من الدين‬ ‫ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ول‬ ‫تتفرقوا فيه«‪ ..‬فما هو السلم؟‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٨ /٩‬‬ ‫السلم بمعناه العام هو الدين الذى جا ء من عند ا منذ الزل‪ ..‬ادين واحد جامع يحض على عباادة ا‬ ‫وحده ل شريك له‪ ..‬أى توحيد ا وترك عباادة ما سواه‪ ..‬التوحيد الذى هو فرض ا على العبيد‪ ،‬وهو‬ ‫قضية فى منتهى الخطورة والهمية سنتناولها لحقًا‪ ..‬وأرسل ا النبيا ء والرسل يدعون إلى اليمان‬ ‫بال وملئكته واليوم اليخر‪ ..‬ولكن الشرائع‪ ،‬أى التكاليف والوامر والنواهى‪ ،‬تختلف من رسالة‬ ‫ليخرى‪ ..‬يقول سبحانه‪) :‬لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا(‪..‬وهناك لفظ )الملة( بمعنى السنن التى بها‬ ‫تقوم وتستقيم الحياة البشرية‪ ..‬وهو لفظ يضاف إلى الرسل والقوام يقول ا فى سورة البقرة‪ ..) :‬قل‬ ‫بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين(‪ ..‬وتختلف المناسك فيقول ا فى سورة الحج‪) :‬لكل أمة‬ ‫جعلنا منسكاً هم ناسكوه(‪ ..‬فاليهواد مسلمون على شريعة موسى‪ ،‬والمسيحيون مسلمون على شريعة‬ ‫عيسى‪ ..‬فالسلم إسلم الوجه ل وعباادته وحده وطاعته ‪ ..‬ولن ا يخلقنا واستخلفنا فى الرض‬ ‫لنعبده‪ ،‬فهو أادرى بصنعته‪ ،‬فأنزل الدين ليعرف النسان ربه‪ ،‬ويتفكر ويتدبر‪ ،‬فل يشرك بربه أحدًا‪،‬‬ ‫ويحقق تعاليم ا فى إعمار الرض‪ ،‬وتحقيق السعاادة له ولمن حوله من البشر‪ ،‬وليخرج من عباادة‬ ‫العبااد إلى عباادة رب العبااد‪ ..‬وينضبط السلوك الفرادى والجتماعى‪ ..‬وتتحقق سعاادة النسان فى‬ ‫‪ .‬الدارين‬ ‫====================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٨ /١٠‬‬ ‫معذرة سأضطر للتوقف عن الستطرااد فى حديث المس‪ ،‬ولنا عوادة‪ ،‬ولكنى أواد أن أوضح أن معظم‬ ‫البشر يدينون بدينهم بطريقة تلقائية‪ ..‬نشأوا وتصرفوا كما وجدوا عليه آبا ءهم‪ ،‬فالطفل ينشأ على ملة‬ ‫والديه‪ ،‬فهما يهوادانه أو ينصرانه أو حتى يجعلنه من الملحدين !! ول يُْعمل الكثيرون عقولهم‪ ،‬سوا ء‬ ‫كانوا على حق أو على باطل عظيم‪ ،‬ولعدم التفكر والتدبر ومعرفة صحيح الدين‪ ،‬ورسوخ مفاهيم‬ ‫معينة فى العقل الباطن قد تؤادى إلى أن يتصرف البعض تصرفات يخاطئة ظنا ً منهم أنهم يثابون‬ ‫عليها‪ ،‬وأنها تقربهم من ا سبحانه وتعالى!! غير مدركين أن صحيح الدين بعيد عن تلك الفكار‬ ‫والتصرفات وأنهم اقترفوا إثما ً عظيماً !! فالمفسدون فى الرض يظنون أنهم يحسنون صنعًا‪ ،‬يقول‬ ‫ا فى سورة البقرة‪) :‬وإذا قيل لهم ل تفسدوا فى الرض قالوا إنما نحن مصلحون أل إنهم هم‬ ‫‪..‬المفسدون ولكن ل يشعرون(‪ ،‬أما من يتبعون ما شبوا عليه بل تفكر أو تدبر فكثيرون‬


‫‪17‬‬

‫يقول ا فى سورة المائدة‪) :‬وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل ا وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا‬ ‫عليه آبا ءنا أو لو كانوا آباؤهم ل يعلمون شيئاً ول يهتدون(‪ ،‬ويقول فى سورة الشعرا ء‪) :‬قالوا بل‬ ‫وجدنا آبا ءنا كذلك يفعلون(‪ ،‬ويقول فى سورة لقمان‪) :‬وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل ا قالوا بل نتبع ما‬ ‫وجدنا عليه آبا ءنا(‪ ..‬التوقف الحالى تمهيد لمناقشة تصرفات أزعجتنى من مسلمين ومسيحيين‬ ‫! ينتسبون إلى مصرنا العظيمة‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٨ /١١‬‬ ‫يصلنى وبصفة شبه منتظمة إيميلت من بعض المواقع القبطية ومن المحامى‪ ،‬موريس صاادق‪،‬‬ ‫رئيس الجمعية الوطنية القبطية المريكية‪ ،‬وذلك على البريد اللكترونى الشخصى أو الخاص‬ ‫بالسكوت ممنوع ‪ ..‬ولقد أثارتنى بشدة ادعوة بعض المنظمات بالخارج أقباط مصر للقيام بإضراب‬ ‫يوم الجمعة ‪ ١١‬سبتمبر موعد رأس السنة القبطية‪ ..‬على أن يتم التشاح بالسوااد والتزام المنازل‬ ‫وعدم الخروج إل للضرورة القصوى‪ ،‬وذلك احتجاًجا على أوضاع المسيحيين فى مصر‪ ،‬الذين‬ ‫يتعرضون للضطهااد والسجن والقتل والذبح وحرق الممتلكات وادور العباادة وإتلف الكنائس‪ ،‬ومنع‬ ‫الصلة على الموات‪ ،‬ويخطف الفتيات‪ ..‬وادفع الجزية !‪ ..‬ثم جا ءنى إيميل صباح أمس الول من‬ ‫موريس صاادق يدعو فيه الشعب القبطى فى أمريكا وكندا لعمل مسيرة سلمية أمام البوابة الرئيسية‬ ‫للبيت البيض بالعاصمة واشنطن يوم ‪ ١٨‬أغسطس الحالى من التاسعة صباحا ً حتى الرابعة مسا ء‬ ‫بمناسبة زيارة الرئيس مبارك لواشنطن وقتها‪ ..‬وذلك للحتجاج على ما يتعرض له القباط ‪ -‬المذكور‬ ‫بعاليه ‪ -‬ولجذب نظر أوباما لحقائق الوضع !‪ ..‬ما سبق إضافة إلى ما قرأته من تعليقات على رسالة‬ ‫السيد سامح لطفى هابيل المنشورة أمس الول بعنوان »لماذا يعتبر المسلمون أن بنا ء الكنيسة إهانة‬ ‫للسلم؟«‪ ..‬ادفعنى لن أتوقف عن استكمال ما أكتبه هنا‪ ،‬لنبدأ مناقشة هذا المر بهدو ء‪ ..‬لعل وعسى‬ ‫=====================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٨ /١٣‬‬ ‫فى البداية أواد أن أوضح لليخوة المسيحيين أننى ولدت وترعرعت فى حى شبرا‪ ،‬حيث تتجاور‬ ‫السر المسلمة والمسيحية بكثافة‪ ..‬نشأت ل أفرق فى المعاملة بينهما‪ ..‬فى الدراسة تكونت شلة‬ ‫أصدقا ء العمر‪ ..‬بدأت فى مدرسة الشراف البتدائية المشتركة‪ ،‬واكتملت فى فصل المتفوقين بمدرسة‬ ‫شبرا العداادية ثم التوفيقية الثانوية‪ ..‬هى مجموعة أصدقا ء شديدة التميز‪ ..‬تجربة غير مكررة ‪..‬‬ ‫كتبت عنها بايختصار فى جريدة »الهرام« فى يوليو ‪ ،٢٠٠٤‬مجموعة مكونة من ‪ ٢٥‬عضًوا‬ ‫مسلمين ومسيحيين يلتقون بانتظام ويتجمعون منذ نصف قرن وحتى الن!! فيهم الوزير ورئيس‬ ‫الحزب ورئيس التحرير وعمدا ء كليات وأساتذة جامعة ويخبرا ء ومخرج سينمائى مميز ورجل ادين‬ ‫مسيحى !! للمجموعة ادليل مطبوع يشمل كل البيانات التفصيلية عنهم عدا تاريخ ميلاد الزوجات‪..‬‬ ‫المحبة الخالصة تجمعهم رغم ايختلف التجاهات السياسية !! أما عن جيرانى فيكفينى ما كتبته هنا‬ ‫بتاريخ ‪ ٧‬أكتوبر الماضى عن حبيب القلب الشهيد موسى اداواد‪ ..‬اقرأوه !!‪ ..‬ويخلل رحلة العمر‬ ‫عرفت عن قرب من انتقلوا من ادين ليخر سوا ء عن قناعة أو بسبب الحب وسنينه!! بدأت رحلة‬ ‫معرفة الاديان بالمسيحية فقرأت الناجيل والعهد القديم وكتب مع وضد ‪ ..‬ثم بدأت فى قرا ءة كتب‬ ‫السلم‪ ،‬وتعرفت على الشيخ إسماعيل صاادق العدوى عام ‪ ١٩٦٧‬ثم مجموعة أيخرى من العلما ء‪..‬‬


‫‪18‬‬

‫كتبت عن ذلك هنا فى ‪ ٣٠‬يونيو الماضى‪ ..‬اقرأوه!!‪ ..‬كانت يخلصة الرحلة رؤية مميزة‪ ،‬ومحبة‬ ‫!! وتقديًرا للجميع‪ ..‬فأكرمنى ا بأكثر مما تمنيت‬ ‫======================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٨ /١٤‬‬ ‫تعتبر قلة الثقافة‪ ،‬وعدم إعمال العقل‪ ،‬والحكم بالعاطفة إحدى المشاكل الكبرى فى مجتمعنا الحالى‪..‬‬ ‫وتعواد زياادة نسبتها إلى عوامل عديدة‪ ..‬لذا أطمع وأنا أناقش المور بهدو ء أن يتكاتف عقل ء هذه‬ ‫المة لتجنب ما نحن مقبلون عليه!!‪ ..‬وقبل أن أبدأ أثارنى فى صحف أمس الول الربعا ء يخبران‪،‬‬ ‫وراد كل منهما فى صفحة الحوااد‪.‬ث والقضايا بصحيفتين مستقلتين‪ ..‬الخبر الول‪ :‬القبض على )قبطى(‬ ‫ارتدى النقاب لسرقة عمل ء فرع البنك الهلى بالمنيا‪ ،‬واعترف أنه ارتدى النقاب حتى ل يعرفه أحد‬ ‫ول يحاول رجل القتراب منه !‪ ..‬والخبر الثانى‪ :‬إحالة بقال )مسيحى( وابنه لنيابة جنوب المنصورة‬ ‫بتهمة القتل العمد لشاب )مسلم( فى قرية تابعة لمركز ميت غمر‪ ..‬ويستمر الخبر ليذكر أن الشرطة‬ ‫تواصل البحث عن مزارع )مسلم( قام بقتل )مسيحى( فى مركز اديرمواس بالمنيا‪ ..‬وأتسا ءل‪ ..‬أليس‬ ‫نشر اليخبار بذلك السلوب‪ ،‬والتركيز على »اديانة المتهم والضحية« يساعد الجهل ء على مزيد من‬ ‫صا يملون البلد؟‪ ..‬هل هناك علقة بين الدين وتصرفات الشخص؟‪ ..‬إن تصرفات‬ ‫الحتقان؟‪ ..‬كم ل ً‬ ‫الشخاص ليست حجة على الدين ولكن العكس؟! كم جريمة قتل تحد‪.‬ث يومًيا فى ربوع البلاد‪،‬‬ ‫ومعظمها لسباب ماادية ل علقة لها بالدين؟!‪ ..‬لماذا نركز إذا ايختلفت اديانة الطرفين؟‪ ..‬ندا ء للقائمين‬ ‫!! على أمور الصحافة والعلم بإيقاف ذلك التيار ولو بقانون‪ ..‬فالعواقب صدقونى ويخيمة‬

‫‪٢٠٠٩ /٨ /١٥‬‬ ‫ل جدال أن لمصر يخصوصية غريبة‪ ..‬فعلى مر التاريخ كانت عيون اليخرين عليها‪ ..‬فايخترقوها‬ ‫واحتلوها وحكموها لقرون‪ ،‬حتى جا ءت ثورة ‪ ١٩٥٢‬فتولى أهلها حكمها‪ ..‬وتظل مصر شئنا أم أبينا ‪-‬‬ ‫قلبا للعالم العربى‪ ،‬نعم بسبب سياسات ومواقف للنظام تناقص ادورها وحجمها حاليا ً فى عيون‬ ‫البعض‪ ،‬ولكنى على ثقة بأنه موقف مؤقت !!‪ ..‬والمؤكد أن تنامى قوة مصر حتى تتحول إلى ادولة‬ ‫متقدمة يقلق السرائيليين ومن ورا ءهم‪ ..‬كما أن تكاتف العالم العربى واتحااده وتماسكه حلم يجب أل‬ ‫يتحقق فهو يخطر على الدولة السرائيلية!!‪ ..‬لذا كان المخطط منذ عقواد العمل على تفكيك العالم‬ ‫العربى إلى ادول عديدة‪ ،‬وأن تظل متفرقة يعمها التطاحن والتشاحن‪ ..‬ثم تبدأ يخطوة أيخرى بتمزيق‬ ‫‪ ..‬تلك الدول كما حد‪.‬ث للكتلة الشرقية‬ ‫ولن الدين عنصر أساسى فى حياة الشعوب العربية أيا ً كانوا مسلمين أم مسيحيين‪ ،‬وأيا كانت‬ ‫طوائفهم المتعدادة‪ ،‬فالهدف أن يتم تعظيم الخلفات بينهم حتى يتحقق متمزقهم‪ ..‬ولعل ما يحد‪.‬ث فى‬ ‫بعض الدول العربية يخير ادليل على استمرار ذلك المخطط!‪ ..‬وللسف نحن نساعد بغبا ء فى إنجاحه‪..‬‬ ‫وأما هنا فى مصر فاليختراق ومحاولة التمزيق تأتى من العلقة بين المسلمين والمسيحيين‪ ..‬كيف؟‬


‫‪19‬‬

‫‪٢٠٠٩ /٨ /١٦‬‬ ‫ل جدال أن هناك أزمة ثقة تشوب العلقات الحالية بين المسلمين والمسيحيين‪ ..‬نتج بعضها بطريق‬ ‫الصدفة وبعضها عمداً وبسو ء قصد!! والمؤكد أن عدم فهم كثير من أبنا ء الطائفتين لصحيح الدين‬ ‫والتصرف بجهل‪ ،‬أادى لتوترات غير مطلوبة‪ ،‬وأؤكد أن الطرفين يتحملن وزر ما يحد‪.‬ث‪ ،‬وسأحاول‬ ‫أن أناقش ذلك تفصيلياً بصدق وبصراحة وبل يخوف‪ ،‬فالقضية قضية أمن قومى‪ ،‬وعلينا أن ندرك أن‬ ‫الدين ل ومصر للجميع‪ ،‬وأننا نعيش معاً متلصقين على أرضها منذ قرون طويلة‪ ،‬وهدفنا أن يعم‬ ‫السلم والمحبة والرحمة والموادة والبر كل شعبها‪ ،‬وأن يكون هناك استقرار ينعكس أثره فى حياة‬ ‫أفضل لنا ولبنائنا من بعدنا‪ ..‬ولكنه استقرار ل يجب أن يكون وليداً للخضوع أو القهر أو الظلم‪،‬‬ ‫وللسف لم يواجه المسؤولون المر بشجاعة وحسم لسنوات طويلة‪ ،‬فتفاقم! وعالجه البعض بالسكوت‬ ‫فى زمن فيه »السكوت ممنوع«‪ ...‬إن للقباط عبر التاريخ مواقف عديدة مشرفة‪ ،‬ولكنى أعجب‬ ‫لتراجعهم عن المشاركة فى مختلف الحركات والتجمعات المطالبة بالصلح‪ ،‬أعجب عندما أجد أن‬ ‫عداد القباط الممثلين فى البرلمان عام ‪ ١٩٢٤‬كان ‪ ١٦‬قبطيا ً ثم ارتفع تدريجيا ً ليصل عام ‪ ١٩٤٢‬إلى‬ ‫‪ ٢٧‬قبطيا ً بنسبة ‪ ٪١٠.٢‬من إجمالى عداد النواب البالغ ‪ ٢٦٤‬نائبًا‪ ،‬وكلهم »منتخبون«‪ ،‬ثم أجد عداد‬ ‫المنتخبين اعتباراً من عام ‪ ١٩٦٤‬يتناقص إلى صفر أو اثنين ويتم »تعيين« ‪ ٥‬أو ‪ ٦‬فى العقواد الثلثة‬ ‫اليخيرة!! واليخطر اتجاه البعض للستعانة بالخارج غير مدرك أنهم هناك يتربصون بنا كما ذكرت‬ ‫!! بالمس‬ ‫======================================================‬

‫‪٢٠٠٩ /٨ /١٩‬‬ ‫إن الستعانة بالخارج لن تحل أزمة الثقة بين بعض المسيحيين وبعض المسلمين!!‪ ..‬وهناك علمات‬ ‫استفهام أمام تمويل جهات تتعاون مع الخارج‪ ..‬جهات تضخم الحدا‪.‬ث وتحاول إشعال نيران الفتنة‪..‬‬ ‫لصالح من؟!‪ ..‬إن عدم معرفة صحيح الدين‪ ،‬وتقاعس بعض كبار رجال الدين من الطرفين إضافة‬ ‫إلى تصرفات حمقى وجهل ء من الطرفين تزيد المر سو ءًا‪ ..‬تصرفات الجهل عديدة والدين منها‬ ‫برا ء !!مثلً فتاة مسيحية تتجنبها زميلتها المسلمات لنها مسيحية!! ورب أسرة مسيحى يوصى‬ ‫أولاده بأل يشتروا إل من فلن‪ ،‬أصله مسيحى!! وعلى الجانب اليخر تعالوا لمجال كرة القدم‪..‬‬ ‫إمانويل جوزيه مدرب الناادى الهلى‪ ،‬ولعبه فلفيو‪ ،‬مسيحيان هل سمعتم من يعترض عليهما‬ ‫لديانتهما؟ هل يختلف مليين المسيحيين على حب اللعب محمد محمد محمد أبوتريكة؟!! وعندما‬ ‫يزور مصر الدكتور مجدى يعقوب يتهافت الجميع عليه حبا وتقديرًا‪ ،‬هل نسمع عبارة سيبك منه اده‬ ‫مسيحى؟! نفس الشى ء بالنسبة للدكتور أحمد زويل نرى السعاادة والتقدير يملن كل العيون!! هل‬ ‫ينكر أحد الدور العظيم للمرحوم الفريق فؤااد عزيز غالى قائد الفرقة ‪ ١٨‬فى حرب ‪ ،١٩٧٣‬بعدها‬ ‫تولى قياادة الجيش الثانى المصرى؟ ‪ ..‬هل يتحرك قلب مشاهد مسلم عند رؤية الفنانين أنور وجدى‬ ‫نجيب الريحانى منيب وغيرهم لكونهم مسيحيين؟‪ ..‬أليس نفس العجاب والتقدير كان تجاه فنانين‬ ‫آيخرين أمثال سلمة إلياس‪ ،‬نجمة إبراهيم‪ ،‬راقية إبراهيم‪ ،‬وغيرهم برغم كونهم يهواد!! ماذا أصابنا‬ ‫الن؟‪ ..‬وكيف نعالج المر؟؟‬


‫‪20‬‬

‫‪٢٠٠٩ /٨ /٢٠‬‬ ‫من الذى سمح لقلة من أقباط المهجر بالتحد‪.‬ث باسم أقباط مصر؟ ‪ ..‬لماذا السكوت على تلك الصورة‬ ‫المغلوطة التى ينقلونها للخارج‪ ،‬وتعطى انطباعات يخاطئة لدى المسؤولين فى الغرب؟ ‪ ..‬إنهم‬ ‫يتحدثون عن تعرض المسيحيين للضطهااد والقتل والذبح والسجن‪ ،‬وحرق الممتلكات‪ ،‬ويخطف‬ ‫النسا ء‪ ،‬ومنع الصلة على الموات‪ ،‬وادفع الجزية !! أحااديث تعطى انطباًعا وكأننا فى زمن الفتنة فى‬ ‫لبنان‪ ..‬أو أيام القتتال فى البوسنة‪ ،‬أو المذابح فى جنوب السوادان!‪ ..‬يا نهار أسواد‪ ..‬هل هذا يحد‪.‬ث؟ ‪..‬‬ ‫لماذا العمل على تدويل المر‪ ،‬وإاديخال عناصر يخارجية‪ ..‬علًما بأن ذلك سيؤادى لعواقب ويخيمة‪،‬‬ ‫فنحن نعيش فى عصر يذيخر بالجهل بصحيح الدين‪ ،‬وقصور للرؤية واضح!‪ ..‬إن ذلك سيساعد على‬ ‫تنفيذ مخطط المتربصين بالوطن لتمزيقه‪ ..‬فالوحدة الوطنية عصب المة‪ ..‬نعم هناك أيخطا ء‬ ‫وتجاوزات‪ ،‬وهناك بعض المسؤولين من الطرفين افتقدوا الحكمة‪ ..‬ومن يؤتى الحكمة فقد أوتى يخيًرا‬ ‫كثيًرا‪ ..‬إن الحوار العقلنى الهاادئ الدايخلى فى مؤتمر وطنى يضم المؤمنين بفكر الوحدة الوطنية من‬ ‫المسيحيين والمسلمين وممثلى الحكومة والحزاب يخطوة مهمة للوصول لحلول منطقية مرضية‬ ‫للطرفين ‪ ...‬إن جيلى لم يعرف التعصب الدينى ولقد ترعرعنا فى عصر عبدالناصر‪ ..‬وشتان الفرق‬ ‫بين عصره واليام الحالية فيما يتعلق بالحريات وتداول المعلومات والجرا ءات القمعية‪ ..‬كان الكل‬ ‫يعانى وقتها!‪ ..‬فماذا تغير بعد وفاته؟‬

‫‪٢٠٠٩ /٨ /٢٢‬‬ ‫المشكلت التى يطرحها اليخوة المسيحيون ليست من الضخامة بحيث تسبب إزعاجًا‪ ..‬فبالعقل والحب‬ ‫تحل المعضلت‪ ..‬لقد تسبب المسؤولون فى تفاقم المور‪ ..‬مسؤولون رسميون حكوميون‪ ..‬مسؤولون‬ ‫عن المؤسسات الدينية السلمية والمسيحية‪ ..‬الكل شارك فيما حد‪.‬ث!! فبوفاة عبدالناصر ‪ 1970‬تولى‬ ‫‪ !!..‬أنور الساادات الحكم‪ ،‬ولجأ إلى التيار السلمى لتصفية اليسار‪ ..‬وبدأ شيوع مناخ ادينى متزمت‬ ‫ومع قدوم الساادات جا ء البابا شنوادة الثالث ليجلس على الكرسى البابوى عام ‪ ،1971‬ليضيف جديداً‬ ‫إلى ادور الكنيسة وهو الدور السياسى!! وبرغم معارضة البعض بدعوى أن ادور الكنيسة ادور ادينى‬ ‫عقائدى بحت إل أن هذا التوجه أوجد يخلفا ً وتوتراً فى العلقة مع الكنيسة والبابا ‪..‬وأادى ارتدا ء‬ ‫الكنيسة ثوبا ً سياسياً إلى تراجع قيم المواطنة وحلت محلها فكرة النتما ءات الدينية وزااد الحتقان‬ ‫الطائفى‪ ..‬وكانت المأساة عزوف اليخوة المسيحيين عن المشاركة وانزوا ءهم‪ ،‬وتعاظم شعور‬ ‫التهميش لديهم ‪ ..‬ولبد أن نعترف أن ضيق ادائرة الديمقراطية وعدم التزام المؤسسات الجتماعية‬ ‫والدينية بواجباتها وأادوارها المنوطة بها فقط أاديا إلى ذلك الشعور السلبى الذى غمر مسيحيى مصر‪..‬‬ ‫إن ضيق الفق لدى البعض أادى لعدم قبول الرأى اليخر وعدم الجلوس معا ً لمحاولة الحل‪ ..‬واجبنا أن‬ ‫‪ .‬نغير المناخ الحالى من أجل غد أفضل‬

‫‪٢٠٠٩ /٨ /٢٤‬‬ ‫قبل أن أبدأ الحديث عن اليخطا ء التراكمية‪ ،‬التى أادت إلى الوضاع الحالية المتعلقة باليخوة‬ ‫المسيحيين‪ ،‬حديثا ً صريحاً ملؤه الحب والحترام‪ ،‬وقبول الرأى اليخر‪ ..‬علما ً بأنه ل قدسية لى‬ ‫‪!!..‬شخص أياً كان يعيش الن على الرض!! فكلنا بشر يخطاؤون‪ ..‬ويخير الخطائين التوابون‬


‫‪21‬‬

‫لقد اتصل بى أحد الصدقا ء المعتدلين يطالبنى بالتركيز على ادعوة القبط للمشاركة بفاعلية للحصول‬ ‫على مطالبهم‪ ..‬وأن القياادات واعية ول تأيخذ موقفا ً منهم‪ ..‬أليس المين حاليا ً على منزل الرئيس‬ ‫مبارك »ضابط طيار مسيحى« اسمه فوزى شامخ؟‪ ..‬أليس هناك وزرا ء مسيحيون مميزون فى‬ ‫الوزارة‪ ..‬ألم يكن الفريق فؤااد عزيز غالى قائداً للجيش الثانى؟ والمثلة عديدة‪ ..‬بعدها بيومين قيل لى‬ ‫إن هناك قراراً تم إعدااده )بتعيين( ‪ ٣٠‬قبطياً فى مجلس الشعب‪ ..‬و)تعيين( الدكتور صليب عبدالمسيح‬ ‫وزيراً للصحة‪ ..‬والمهندس سمعان عبدالملك وزيراً للسكان‪ ..‬والمهندس وليم عريان اداوواد وزيراً‬ ‫للزراعة‪ ..‬والدكتورة إيفون حبيب لوقا وزيرة للسرة والسكان‪ ..‬واللوا ء حنا جرجس مديراً لمن‬ ‫القاهرة‪ ..‬واللوا ء صفوت يوحنا مديراً لمرور القاهرة وغيرهم‪ ..‬فتسا ءلت‪ :‬منذ متى كان الدين معياراً‬ ‫للكفا ءة؟‪ ،‬وهل نوع الديانة يعنى مدى تدين الشخص والتزامه بالقيم واليخلقيات؟‪ ..‬وهل بتلك‬ ‫!)التعيينات( ستنصلح أحوالنا؟‪ ..‬ادعونا نتناقش‬ ‫=====================================================‬ ‫‪٢٠٠٩ /٨ /٢٥‬‬ ‫قبل أن نجيب عن السئلة التى طرحتها فى مقالتى اليخيرة‪ ،‬أواد أن يرجع اليخوة القرا ء إلى ما كتبته‬ ‫فى اليام الثلثة الولى من شهر يوليو الماضى‪ ،‬ويخلصتها أنه ل يد لنا فيما يخرجنا عليه للحياة‪ ،‬فيما‬ ‫يتعلق بالجنس والجنسية والديانة والشكل والحالة الصحية والجتماعية‪...‬إلخ! ل فضل لك كونك تدين‬ ‫!بدين سماوى‪ ،‬مسلما ً كنت أو مسيحيا ً أو يهواديًا‪ ،‬كل منا نبت وترعرع واديخل فى روعه أنه على حق‬ ‫حتى هؤل ء الذين يدينون بديانات غير سماوية‪ ،‬أو هؤل ء اليزيديون الذين قابلتهم فى العراق‬ ‫وجاادلتهم‪ ،‬فهم يقدسون الشيطان ويلقبونه »طاوس ملك«! وفى حواراتهم يحاولون إقناعك بأنهم على‬ ‫حق !! ول جدال أنه ل علقة بين الكفا ءة والدين الذى يعتنقه النسان‪ ،‬ول علقة بين الدين المدون‬ ‫فى الوراق الرسمية للشخص ومدى التزامه بالقيم واليخلقيات !! فأن نجد شخصا ً يجمع بين الكفا ءة‬ ‫العالية والتدين‪ ،‬جوهراً ل مظهرًا‪ ،‬وسعة الفق فهو عملة ناادرة فى زمننا هذا !! فكم من مسؤول‬ ‫عرفته ل يركعها‪ ،‬والبعض ل يستتر ويجاهر بالمعصية غير عابئ أن يراه اليخرون !! والبعض‬ ‫يخلط عملً صالحا ً وآيخر سيئا ً ويبرر المور لنفسه لُيغّيب ضميره‪ ،‬فإن للحرام عند أهله للذة!! ثم‬ ‫نسأل‪ :‬هل تعيين لوا ء مسيحى مديراً لمرور القاهرة سوف يحل أزمة المرور؟ فنجد انسيابية‪ ،‬وتختفى‬ ‫اليختناقات التى تقتلنا جميعًا‪ ،‬وبالتالى نشعر بتوفير فى أوقاتنا وأموالنا؟! بالتأكيد مستحيل!! ما الحل؟‬ ‫=====================================================‬


22


23


24


25


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.