بعد الحلب الجائر.. بقرة حاحا عرضة للذبح نظرة علي أزمة الشركة المصرية للاتصالات

Page 1

‫‪10/25/21, 3:00 PM‬‬

‫‪Facebook‬‬

‫‪ ‬‬

‫ ‪ FBP ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪Save‬‬

‫بعد الحلب الجائر‪ ..‬بقرة حاحا عرضة للذبح نظرة عل …‬ ‫‪Mohamed Abukrish · Last edited May 5 · 1 minute read‬‬

‫بعد الحلب الجائر‪ ..‬بقرة حاحا عرضة للذبح‬ ‫نظرة علي أزمة الشركة المصرية للاتصالات‬ ‫بعد الحلب الجائر‏‪..‬‏ بقرة حاحا عرضة للذبح نظرة علي أزمة الشركة المصرية للاتصالات‬ ‫كتب ‪ -‬جمال محمد غيطاس‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬رابط لاغنية الشيخ امام بقرة حاحا‪http://youtu.be/ghGSW-K2_m8‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪451‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ 2‬كتبت في هذا المكان معلقا علي قرار الشركة المصرية للاتصالات ووزارة الاتصالات برفع‬ ‫في يوليو‏‪ 008‬‏‬ ‫تعريفة الاتصالات المحلية بنسبة‏‪,% 50‬‏ وقلت أن القرار ذكرني بالقصيدة الشهيرة التي كتبها الشاعر الكبير أحمد‬ ‫‪ 1‬بعد النكسة بعنوان بقرة حاحا‏‬ ‫فؤاد نجم عام‏‪ 967‬‏‬ ‫‪ ‬‬ ‫والتي حاول فيها وصف أحوال مصر في ذلك الوقت‪ ,‬وأن مبررات القرار تجعل القصيدة كما لو كانت قد كتبت‬ ‫للشركة في يوليو‪ 2008‬وليس لمصر عام‪ ,1967‬فنحن أمام شركة تمثل شريحة من جهد وعرق الوطن عبر أكثر‬ ‫من مائة عام‪ ,‬وتتعرض للحلب من جهات مختلفة‪ ,‬حتي أصبحت تتشابه في كثير من الأحوال مع البقرة حاحا‪,‬‬ ‫وحينما وقعت أحداث الأسبوع الماضي وتصاعدت وبلغت ذروتها بواقعة احتجاز الرئيس التنفيذي للشركة‬ ‫‪1/5‬‬

‫‪https://www.facebook.com/notes/1273128919713424/‬‬


‫‪Facebook‬‬

‫‪10/25/21, 3:00 PM‬‬

‫وحينما وقعت حد ث ل سبوع لماضي وتصاعدت وبلغت ذروتها بو قعة حتجاز لرئيس لتنفيذي للشركة‬ ‫‪ ‬‬ ‫واعتقال مجموعة من العاملين‪ ,‬تأكد لدي الانطباع بأننا نقف مرة أخري أمام البقرة حاحا‪ ,‬وهذه المرة لا تتعرض‬ ‫ ‪ FBP ‬‬ ‫البقرة للحلب الجائر وحسب بل قد تتجه الأمور إلي ذبحها‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫حينما نتأمل قصيدة نجم نجد أن أزمة الشركة المصرية للاتصالات لم تختلف في شيء عن عام‪ 2008‬سوي في‬ ‫حدتها وقسوتها‪ ,‬فقصيدة نجم تنقسم قسمين‪ ,‬الأول يصلح لوصف ما جري للمصرية للاتصالات خلال الأعوام‬ ‫السابقة‪ ,‬وتقول كلماته‪ :‬ناح النواح والنواحة‪ ,‬علي بقرة حاحا النطاحة‪ ,‬والبقرة حلوب‪ ,‬تحلب قنطار‪ ,‬لكن مسلوب‪,‬‬ ‫من أهل الدار‪ ,‬والدار بصحاب‪ ,‬واحداشر باب‪ ,‬غير السراديب‪ ,‬وجحور الديب‪ ,‬وبيبان الدار‪ ,‬واقفين زنهار‪ ,‬ويوم‬ ‫معلوم‪ ,‬عملوها الروم‪ ,‬زقوا الترباس‪ ,‬هربوا الحراس‪ ,‬دخلوا الخواجات‪ ,‬شفطوا اللبنات‪ ,‬والبقرة تنادي‪ ,‬وتقول يا‬ ‫ولادي‪ ,‬وولاد الشوم‪ ,‬رايحين ف النوم‪.‬‬ ‫وحينما نسقط هذه المعاني علي القضية نجد أن أزمة المصرية للاتصالات ليست في رئيس تصرف بخشونة‬ ‫مع موظفيه‪ ,‬ولا في موظفين وعمال ردوا بتهور وتجاوزوا الحدود‪ ,‬ولكنها أزمة طويلة الأمد تعود إلي فترة‬ ‫التغيير النوعي التي حدثت في قيادتها وأسلوب إدارتها مع مجيء عقيل بشير وفريقه وتابعيه إلي الشركة‬ ‫مطلع العقد الماضي‪ ,‬ذلك الرجل الذي طبق حزمة أفكار توافق عليها مع الدكتور أحمد نظيف ثم الدكتور طارق‬ ‫كامل من بعده‪ ,‬وظل متمسكا بها مقتنعا بأنها الأفضل للشركة حتي هذه اللحطة‪.‬‬ ‫وظاهريا حاولت هذه الأفكار إحداث تغيير نوعي في نموذج عمل الشركة ليركز علي كل ما يحقق تحسنا في‬ ‫معادلات الربح والخسارة ويستجيب للتطورات المتوالية في صناعة الاتصالات وحالة التمازج بين الاتصالات‬ ‫الأرضية والمحمولة والإنترنت والإعلام‪ ,‬بما يتطلبه ذلك من تعديل في السياسات والمشروعات وطبيعة البنية‬ ‫التحتية وما لدي الشركة من تكنولوجيات وأدوات‪ ,‬وتغيير البيئة التنافسية التي تعمل بها وما يكتنفها من علاقات‬ ‫مع اللاعبين الآخرين في السوق سواء شركات الاتصالات الاخري أو شركات الإنترنت أو غيرهما‪ ,‬وأيضا تعديل‬ ‫مهارات العاملين والخدمات المقدمة للجمهورـ وقد شكلت هذه الحزمة من الأفكار القلب النابض لما أطلق عليه‬ ‫تحرير قطاع الاتصالات‪ ,‬لكن في الواقع العملي لم تكن الصورة وردية علي هذا النحو النظري‪ ..‬كيف؟‬ ‫كانت الشركة هيئة قومية تابعة للدولة ثم تحولت لشركة تملك الحكومة اغلب أسهمها‪ ,‬ثم جاءت هذه الحزمة‬ ‫من الأفكار ومعها عقيل بشير للتنفيذ‪ ,‬وساعتها كان تعاني من عدة عثرات‪ ,‬كتقادم التكنولوجيا وتدني الخدمات‬ ‫في كثير من المناطق والأحيان‪ ,‬والتمتع بهيمنة كاملة علي السوق تمنحها مناعة زائفة في بعض الجوانب‪ ,‬لكن‬ ‫الأهم أنه كان لديها من العافية والقوة والرسوخ ما يجعلها تحقق وفرا ماليا يصل إلي مستوي تمويل المرحلة‬ ‫الأولي لمشروع عملاق كمترو الأنفاق‪ ,‬وكان هذا تحديدا هو لبن البقرة حاحا الذي لفت لها أنظار الروم كيف؟‪..‬‬ ‫إليك بعض مما حدث‪:‬‬ ‫في بدء تطبيق أفكار نظيف وعقيل كان لدي الشركة القدرة الفنية والحق الكامل في تقديم خدمات الإنترنت‬ ‫وخدمات البيانات والمعلومات للجماهير العريضة بالاستفادة من بنيتها الأساسية‪ ,‬وفي عام‪ 2000-99‬حينما‬ ‫بدأت تجربة الإنترنت بقيمة المكالمة التليفونية أو ما اصطلح عليه بالإنترنت المجاني‪ ,‬تم تقييد حق الشركة في‬ ‫تقديم هذه الخدمات بإمكاناتها الواسعة للناس مباشرة‪ ,‬بحجة إفساح المجال أمام القطاع الخاص لكي يتقدم‬ ‫وينمو‪ ,‬وبدا الأمر نظريا وكأن هذه السياسات تهيء المجال لإرساء أسس صناعة جديدة في مجال خدمات‬ ‫الاتصالات‪ ,‬وفي لحظة تنبه بعض العقلاء للظلم الذي تتعرض له الشركة جراء تقييد حقها في ممارسة هذا‬ ‫النشاط‪ ,‬فتم إنشاء كيان مواز تابع لها; لتمارس من خلاله بعض حقها المشروع في هذه الكعكة‪ ,‬وبعد سنوات‬ ‫كانت النتيجة أن غالبية الشركات التي تغني البعض بأنه أفسح المجال لإنشائها سقطت في الطريق وتوارت‬ ‫عن الأنظار مخلفة ورائها تركة ثقيلة من المشكلات في مقدمتها الديون المستحقة للمصرية للاتصالات‪ ,‬والتي‬ ‫قدرها تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات أخيرا بمئات الملايين من الجنيهات‪ ,‬وهو ما دعا الكثيرون للقول بأن‬ ‫الشركة قد تعرضت لعملية تجريف انتقل خلالها المال العام الموجود لديها إلي بعض أطراف القطاع الخاص‬ ‫الذين قامروا وخسروا وصدروا مشكلاتهم للشركة‪.‬‬ ‫‪2/5‬‬

‫‪https://www.facebook.com/notes/1273128919713424/‬‬


‫ين‬

‫رو و‬

‫رو و‬

‫رو‬

‫هم‬

‫ر‬

‫‪10/25/21, 3:00 PM‬‬

‫‪Facebook‬‬

‫‪ ‬‬

‫ ‪ FBP ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وفي بداية التحرير أيضا كان لدي الشركة شبكة ورخصة للمحمول‪ ,‬ثم فقدتهما كرها بثمن لا يوازي ما كانت‬ ‫ستحصل عليه فيما لو حصلت علي حقها الطبيعي والمشروع في إنشاء وتشغيل شبكة محمول تراعي فيها‬ ‫القواعد الاحترافية‪ ,‬وحينما أفاق مسئولو الشركة ومعهم من أقدموا علي سلبها هذا الحق ورأوا الأمور تتداعي‬ ‫لم يجدوا أمامهم سوي شراء حصة من أسهم إحدي الشبكات القائمة كنوع من التعويض النسبي وتبرير عدم‬ ‫امتلاك الشركة لحضور قوي وفاعل ومباشر في ساحة المحمول‪ ,‬وبالطبع حقق هذا التصرف بعض النتائج‬ ‫الحسنة‪ ,‬لكنه لم يعوض الشركة عن النتائج المترتبة علي إخراجها أو حرمانها من أن تكون لاعبا مؤثرا في ساحة‬ ‫المحمول ومالكة لشبكة خاصة بها‪ ,‬والنتيجة أن مسئوليها يشكون الآن من أن الناس ذهبت للمحمول وتركت‬ ‫الأرضي ففقدت ثلاثة ملايين خط حسب بعض التقديرات‪ ,‬وأنه لابد من البحث عن موارد جديدة لتعويض هروب‬ ‫الجمهور للمحمول‪ ,‬وتفتق ذهن البعض قبل الثورة عن منح الشركة رخصة تشغيل شبكة افتراضية‪ ,‬أي تعمل‬ ‫موزعا وبائعا للشركات القائمة‪.‬‬ ‫وحينما صدرت التعريفة الجديدة في‪ 2008‬رأي البعض أن رفع الأسعار كان له أحد احتمالين‪ :‬الأول أن يكون‬ ‫استعدادا مبكرا من الشركة لتأمين عوائد بأسرع ما تستطيع قبل دخول المشغل الثاني تحسبا لقيام الشركة‬ ‫الثانية بخفض الأسعار وساعتها ستقوم المصرية للاتصالات بالتخفيض‪ ,‬والثاني أن المستثمرين الراغبين في‬ ‫دخول الشركة الثانية طلبوا رفع أسعار الاتصالات المحلية والاشتراكات الشهرية الي المستويات التي تسمح‬ ‫لهم بتحقيق العوائد التي يرونها مناسبة ويستطيعون بها التنافس مع المصرية للاتصالات‪ ,‬لكن حكمة الخالق‬ ‫وحده هي التي قضت بعدم ظهور شركة قطاع خاص تنافس المصرية للاتصالات حتي الآن‪.‬‬ ‫في قلب هذه المعمعة العنيفة كان عقيل بشير وفريقه هم من يمسكون بالدفة ويطبقون أفكارهم‪ ,‬ويوغلون‬ ‫في توليد سلسلة من الوظائف والمسميات داخل الشركة‪ ,‬ترتب عليها جلب دائرة أوسع من المديرين‬ ‫والموظفين من خارج الشركة‪ ,‬وظل الجميع يحصلون علي مرتبات ومكافآت كانت ولا تزال من الأمور المثيرة‬ ‫لحفيظة آلاف العمال والموطفين‪ ,‬وقد تمركزت هذه المجموعة حول المجموعة الأساسية بالإدارة العليا‪,‬‬ ‫وشكلت مساحة فاصلة بينهم وبين جمهور الشركة من موظفيها وعمالها القدامي‪ ,‬وتحدثت بعض الإحصاءات‬ ‫عما يزيد علي‪ 40‬مديرا وموظفا من هذه النوعية‪.‬‬ ‫لم يكن هذا كل شيء‪ ,‬فبينما كانت الشركة تئن تحت قسوة تقطيع أطرافها وتقليم فرصها في ممارسة حقها‬ ‫الطبيعي‪ ,‬أنفق عقيل بشير وفريقه بصورة غير رشيدة علي حملات دعائية حصلت بسببها مجموعة من‬ ‫الصحفيين علي عشرات من مئات الآلاف من الجنيهات‪ ,‬مقابل إعلانات صريحة ومستترة لتلميعه وتسويق‬ ‫سياساته في نشرات تصدر تحت السلم أو في صفحات في صحف لا يقرأها أحد‪.‬‬ ‫خلاصة الأمر أن حزمة أفكار بشير ونظيف انطوت علي أهداف لا يختلف عليها أحد‪ ,‬لكن عند تطبيقها انحرفت‬ ‫حتي تغلبت كفة مغامري القطاع الخاص علي كفة مصالح الشركة ومالكها الأساسي وهو الشعب‪ ,‬فما حدث‬ ‫فعليا علي الأرض هو تكتيف الشركة وحرمانها من فرصها الطبيعية في التعامل مع السوق‪ ,‬وجعلها مهيأة‬ ‫باستمرار لأن تكون بقرة حلوب يتم تجريف المال العام من داخلها إلي القطاع الخاص خارجها تحت زعم دعمه‪,‬‬ ‫فضلا عن تحويلها لخزينة تدفع لحفنة من الموظفين والمديرين الجدد مرتبات ضخمة‪ ,‬دون معايير واضحة‬ ‫لتقييم أدائهم‪ ,‬وحساب ما يحصلون عليه في مقابل ما يحققونه من نتائج‪ ,‬فنحن لم نسمع مثلا أن أحدا من‬ ‫هؤلاء الجدد قد أقيل بسبب فقد الشركة لملايين المشتركين وذهابهم للمحمول‪.‬‬

‫‪3/5‬‬

‫وتدلنا الملابسات السابقة علي أن ما يجري حاليا ليس مجرد مطالب فئوية‪ ,‬بل انفجار ناجم عن سياسات‬ ‫استراتيجية ومالية ومحاسبية وتشغيلية وبشرية طبقت علي مدار السنوات الماضية‪ ,‬وتمازج فيها الخطأ مع‬ ‫‪https://www.facebook.com/notes/1273128919713424/‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫‪10/25/21, 3:00 PM‬‬

‫‪Facebook‬‬

‫‪ ‬‬ ‫الشركة‪,‬‬ ‫الفساد‪ ,‬وتقف وراءها حزمة أفكار بدأ تطبيقها مع مطلع الألفية ولا يزال المسئول عنها جاثما علي صدر‬ ‫ ‪ FBP ‬‬ ‫الإدارة وعدم‬ ‫وهو ما يجعلني أعترض بشدة علي قرار الدكتور محمد سالم وزير الاتصالات بالتمديد لمجلس‬

‫‪ ‬‬

‫إقالة عقيل بشير في هذه الأزمة‪ ,‬لأن ذلك يعني أن الدولة ليست بصدد مراجعة حزمة الأفكار التي طبقها عقيل‬ ‫وفريقه‪ ,‬وأقول بصراحة أن قرار الوزير يسمح بأن تتطور الأمور إلي الحد الذي يجعل النصف الثاني من قصيدة‬ ‫نجم ينطبق علي الشركة خلال السنوات المقبلة‪ ,‬أي تساق البقرة للذبح‪ ,‬ولمن لا يعرف فإن كلمات النصف‬ ‫الثاني من قصيدة نجم تقول‪ :‬البقرة انقهرت‪ ,‬ف القهر انصهرت‪ ,‬وقعت ف البير‪ ,‬سألوا النواطير‪ ,‬طب وقعت‬ ‫ليه‪ ,‬وقعت م الخوف‪ ,‬والخوف ييجي ليه‪ ,‬من عدم الشوف‪ ,‬وقعت م الجوع‪ ,‬ومن الراحة‪ ,‬البقرة السمرة النطاحة‬ ‫‪ ‬‬

‫‪4/5‬‬

‫‪https://www.facebook.com/notes/1273128919713424/‬‬


10/25/21, 3:00 PM

Facebook

FBP

https://www.facebook.com/notes/1273128919713424/

5/5


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.