فاتورة متعة المصريين فى زمن الحرب

‫السنـة الخامسة عشرة‪ -‬العـدد ‪ -904‬الخميس‪2022/12/8 -‬‬

‫‪04‬‬

‫‪EL FAGR - NO. 904- Thursday 8/12/2022‬‬

‫فاتورة متعة المصريين فى زمن الحرب‬ ‫‪ %66‬من األسر تقلل اإلنفاق على «الفسح والخروجات»‬ ‫‪ %50‬خفضوا ميزانية شراء المالبس واستخدام المواصالت‬ ‫تسببت احلـ ــرب الــروســيــة‪ -‬األوك ــران ــي ــة فى‬ ‫تغييرات كبيرة فى منط حياة املصريني‪ ،‬خاصة‬ ‫على مستوى اإلنفاق واستهالك السلع املختلفة‪،‬‬ ‫وذلك بعد معاناة الكثيرين من انخفاض الدخل‪.‬‬ ‫وتــوصــلــت دراسـ ــة أصــدرهــا اجلــهــاز املــركــزى‬ ‫للتعبئة واإلحـــصـــاء م ــؤخ ــرا‪ ،‬ع ــن أثـــر األزمـــة‬ ‫األوكرانية الروسية على األسر املصرية‪ ،‬إلى أن‬ ‫‪ %19.8‬من األســر انخفض دخلها بعد احلــرب‪،‬‬ ‫نتيجة لتعطل عائلها وانــخــفــاض الــطــلــب على‬ ‫نشاطه‪ ،‬وتخفيض األجر‪.‬‬ ‫يضاف إلــى ذلــك معاناة ثلث األســر املصرية‬ ‫من عدم كفاية الدخل للوفاء باالحتياجات‪ ،‬وهو‬ ‫ما دفع الغالبية إلى اللجوء لالقتراض‪ ،‬وأشارت‬ ‫الــدراســة إلــى أن ‪ %65.8‬مــن األس ــر تــأثــر منط‬ ‫إنفاقهم على السلع الغذائية وغير الغذائية‪.‬‬ ‫وانخفض استهالك ‪ %74‬من األســر من السلع‬ ‫الغذائية‪ ،‬بينما قــل إنــفــاق ‪ %50‬مــن األســر على‬ ‫خدمات النقل واملواصالت واملالبس‪ ،‬مقارنة مبا‬ ‫قبل األزمة‪ ،‬وأرجعت الدراسة أسباب االنخفاض‬ ‫إلى ارتفاع أسعار السلع وجشع التجار‪.‬‬ ‫ولم تقف تأثيرات احلرب عند السلع األساسية‬ ‫فــقــط‪ ،‬لكنها تــعــدت ذل ــك إل ــى وســائــل الترفيه‬ ‫والترويح األخرى‪ ،‬والتى ال ميكن النظر إليها على‬ ‫أنها من الكماليات‪ ،‬بل هى أنشطة حتقق املتعة‬ ‫والسعادة للمواطن‪ ،‬ومتكنه من مواصلة اإلنتاج‬ ‫والعمل بشكل صحى‪ ،‬وهو األمر الذى استوعبته‬ ‫الشركات من ناحية موظفيها وعمالئها‪ ،‬فإذا كان‬ ‫املوظف غير سعيد لن ينتج‪ ،‬ولذا قامت بتوظيف‬ ‫ما يعرف بـ»مديرى السعادة»‪ ،‬وأنفقت الكثير من‬ ‫املليارات للحفاظ على صحة املستهلكني النفسية‪،‬‬ ‫فهم الذين يحركون األسعار واألسواق‪.‬‬ ‫ووف ــق ــا لــتــحــلــيــل أج ــرت ــه «ال ــف ــج ــر» اعــتــمــادا‬ ‫على النشرة الشهرية للرقم القياسى ألسعار‬ ‫املستهلكني التى يصدرها جهاز التعبئة واإلحصاء‪،‬‬ ‫فإن الـ‪ 5‬مجموعات اخلاصة بالرفاهية فى حياة‬ ‫املصريني شهدت متوسط زيــادة فى الـــ ‪ 8‬أشهر‬ ‫املاضية للحرب بنسبة ‪.%2.2‬‬ ‫وكانت أكثر مجموعة شهدت أسعارها زيــادة‬ ‫هى الثقافة والترفيه مبتوسط ‪ ،%3.5‬وفى املرتبة‬ ‫الثانية املطاعم والفنادق بنسبة ‪ ،%2.8‬ثم النقل‬ ‫واملواصالت بنسبة ‪ ،%1.7‬والدخان واملشروبات‬ ‫الكحولية بنسبة ‪ ،%1.6‬وأخيراً السلع واخلدمات‬ ‫املتنوعة بنسبة ‪.%1.5‬‬ ‫والرقم القياسى ألسعار املستهلكني هو مقياس‬ ‫ملتوسط التغير الــذى يطرأ مبــرور الــوقــت على‬ ‫أسعار البنود االستهالكية‪ ،‬أى السلع واخلدمات‬ ‫التى تشترى ألغراض احلياة اليومية‪ ،‬وهو ما يعبر‬ ‫عن معدالت التضخم شهريا وسنويا‪.‬‬

‫بطرس دانيال‬

‫و‬

‫مالنا مالهم‬ ‫‪%27.7‬‬

‫ارتفاعا‬ ‫فى قيمة‬ ‫واردات مصر‬ ‫من الفول‬ ‫والعدس‬ ‫خالل األشهر‬ ‫الثمانية‬ ‫االولى من‬ ‫العام الحالى‪،‬‬ ‫مسجلة‬ ‫‪311.525‬‬ ‫مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬مقابل‬ ‫‪244.852‬‬ ‫مليون دوالر‬ ‫فى الفترة‬ ‫نفسها من‬ ‫العام الماضى‪.‬‬

‫‪%29‬‬

‫انخفاضا‬ ‫فى مبيعات‬ ‫سيارات‬ ‫الركوب خالل‬ ‫العشرة أشهر‬ ‫االولى من‬ ‫العام الحالى‪،‬‬ ‫مسجلة‬ ‫‪ 123.124‬ألف‬ ‫سيارة‪،‬مقابل‬ ‫‪ 173.176‬ألف‬ ‫سيارة خالل‬ ‫نفس الفترة‬ ‫من العام‬ ‫الماضى‪.‬‬

‫اقتصاد وأسواق‬

‫‪1‬‬ ‫الثقافة والترفيه‬

‫بلغ متوسط مــعــدل الــزيــادة فــى أســعــار سلع‬ ‫الثقافة والترفيه ‪ %3.5‬خالل شهور احلرب بأكبر‬ ‫ارتفاع فى أسعار مجموعات سلع الرفاهية‪ ،‬حيث‬ ‫شــهــدت زيـــادة فــى م ــارس بنسبة ‪ ،%13.3‬وفى‬ ‫أبريل ‪ ،%1.4‬وفى مايو ‪ ،%0.3‬وفى يونيو ‪،%0.8‬‬

‫الحذر من هذا‬ ‫الفيروس‬

‫ميرفانا ماهر‬ ‫وفــى يوليو ‪ ،%0.6‬وفــى أغسطس ‪ ،%1.7‬ثم‬ ‫انخفضت بنسبة ‪ %3.7‬فى سبتمبر‪ ،‬وارتفعت‬ ‫بنسبة ‪ %13.9‬فى أكتوبر‪.‬‬ ‫وتــشــيــر تــلــك الــســلــع إل ــى مــعــدات التصوير‬ ‫والـ ــصـ ــوت واملــــعــــدات الــتــرفــيــهــيــة األخـــــرى‪،‬‬ ‫واخلــدمــات الثقافية والــتــرفــيــهــيــة‪ ،‬والصحف‬ ‫والكتب واألدوات الكتابية‪ ،‬والرحالت السياحية‬ ‫املنظمة‪.‬‬ ‫وت ــش ــك ــل مــجــمــوعــة اخلــــدمــــات الــثــقــافــيــة‬ ‫والترفيهية أكبر زيــادة بنسبة ‪ %27.6‬فى شهر‬ ‫أبريل املــاضــى‪ ،‬والتى تشمل السينما واملسرح‬ ‫واحلفالت املوسيقية وعروض األوبرا والسيرك‬ ‫واحلدائق ووسائل التسلية األخرى‪.‬‬ ‫وأجــرت وزارة املالية تعديالت تضمنت زيادة‬ ‫احلــد األدنــى لضريبة دخــول املــســارح واملالهى‬ ‫ودور السينما وقــاعــات احلــفــات ليصبح ‪20‬‬ ‫جنيها ً بدال من جنيه واحد‪ ،‬خالل العام املاضى‪.‬‬ ‫وف ــى املــرتــبــة الــثــانــيــة تــأتــى زيـ ــادة الصحف‬ ‫والكتب واألدوات الكتابية التى ارتفع متوسط‬ ‫أسعارها بنسبة ‪ ،%7.6‬ثم الرحالت السياحية‬ ‫املنظمة بنسبة ‪ ،%5.8‬وأخيرا معدات التصوير‬ ‫والصوت بنسبة ‪.%2.7‬‬

‫‪2‬‬ ‫المطاعم والفنادق‬

‫شــهــدت أســعــار املــطــاعــم والــفــنــادق متوسط‬ ‫زيــادة بنسبة ‪ %2.8‬خــال شهور احلــرب‪ ،‬حيث‬ ‫بــلــغ ارتــفــاعــهــا فــى م ــارس ‪ ،%6.1‬وف ــى أبــريــل‬ ‫‪ ،%2.3‬وفى مايو ‪ ،%3.2‬وفى يونيو ‪ ،%1.7‬وفى‬

‫يوليو ‪ ،%1‬وفى أغسطس ‪ ،%1.2‬وفى سبتمبر‬ ‫‪ ،%4.4‬وفى أكتوبر بنسبة ‪.%2.4‬‬ ‫وتــشــمــل تــلــك املــجــمــوعــة أس ــع ــار الــوجــبــات‬ ‫اجلاهزة وخدمات الفنادق‪ ،‬ويعود معدل الزيادة‬ ‫بشكل أكبر إلى ارتفاع مجموعة أسعار خدمات‬ ‫الــفــنــادق بــنــســبــة ‪ ،%11.4‬ثــم ارت ــف ــاع أســعــار‬ ‫الوجبات اجلاهزة مبتوسط ‪.%2.8‬‬ ‫وفرض تعديل قانون رسم تنمية موارد الدولة‬ ‫فى ‪ 2020‬رســم ‪ %12‬من املبالغ املدفوعة على‬ ‫احلــفــات واخل ــدم ــات الترفيهية املــقــامــة فى‬ ‫الفنادق واملحال العامة السياحية‪ ،‬ويبلغ سعر‬ ‫ضريبة القيمة املضافة على السلع ‪.%14‬‬

‫‪3‬‬ ‫النقل والمواصالت‬

‫شهدت أسعار النقل واملواصالت‬ ‫مــتــوســط زي ـ ــادة بــنــســبــة ‪%1.7‬‬ ‫خ ــال أشــهــر احلــــرب‪ ،‬حيث‬ ‫بــلــغ ارتــفــاعــهــا ف ــى م ــارس‬ ‫‪ ،%0.8‬وفــى أبريل ‪،%1.9‬‬ ‫وانخفضت بنسبة ‪%0.1‬‬ ‫فــى مــايــو‪ ،‬ثــم ارتفعت مرة‬ ‫أخــــرى ف ــى يــونــيــو بنسبة‬ ‫‪ ،%2.2‬وفــى يوليو ‪،%6.6‬‬ ‫وفــــــى أغـــســـطـــس ‪،%1.6‬‬ ‫واس ــت ــق ــرت فـــى ســبــتــمــبــر‪ ،‬ثم‬ ‫ارتفعت فى أكتوبر بنسبة ‪.%0.4‬‬ ‫وتشير تلك املجموعة إلى أسعار شراء‬ ‫املركبات‪ ،‬واملبالغ التى يتم إنفاقها على النقل‬ ‫اخلاص‪ ،‬وخدمات النقل املختلفة‪ ،‬وتعود الزيادة‬ ‫بشكل أساسى إلى ارتفاع األمــوال املنفقة على‬ ‫الــنــقــل اخلـ ــاص‪ ،‬مــثــل أوب ــر وك ــرمي والــتــاكــســى‪،‬‬ ‫وغيرها مــن وســائــل االنــتــقــال‪ ،‬وذلــك مبتوسط‬ ‫‪ ،%2.7‬وفى املرتبة الثانية أسعار خدمات النقل‬ ‫املختلفة بنسبة ‪ ،%2.2‬وأخيرا شــراء املركبات‬ ‫مبختلف أنواعها بنسبة ‪.%2‬‬ ‫وقــامــت وســائــل الــنــقــل وامل ــواص ــات بــزيــادة‬ ‫أسعارها خالل الشهور املاضية مع رفع أسعار‬ ‫البنزين أكثر من مرة‪ ،‬إلى جانب أزمة استيراد‬ ‫السيارات وارتفاع سعر الدوالر‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫المشروبات الكحولية والدخان‬ ‫بلغ متوسط معدل زي ــادة أســعــار املشروبات‬ ‫الكحولية والدخان ‪ %1.6‬خالل شهور احلرب‪،‬‬ ‫حيث بلغت فى مــارس ‪ ،%2‬وفــى أبريل ‪،%0.5‬‬ ‫وفى مايو ‪ ،%0.9‬وفى يونيو ‪ ،%0.3‬وفى يوليو‬ ‫‪ ،%3.3‬وفــى أغــســطــس ‪ ،%1.6‬وفــى سبتمبر‬ ‫‪ ،%3.5‬وفى أكتوبر ‪.%0.6‬‬ ‫ويــعــود ذل ــك إل ــى ارت ــف ــاع أســعــار مجموعة‬ ‫الــدخــان‪ ،‬وقــامــت عــدد مــن شــركــات السجائر‬ ‫بــرفــع أســعــارهــا خــال الفترة املــاضــيــة‪ ،‬نتيجة‬ ‫لزيادة أسعار املواد اخلام بنسبة تصل إلى ‪،%70‬‬ ‫بجانب ارتفاع أسعار النقل‪.‬‬ ‫ووفــقــا ملــؤســســة فــيــتــش‪ ،‬تعتبر الــبــيــرة هى‬ ‫املشروب الكحولى األكثر انتشارا فى‬ ‫مصر بنسبة ‪ %88‬مــن املبيعات‪،‬‬ ‫يــلــيــهــا امل ــش ــروب ــات الــروحــيــة‬ ‫بنسبة ‪ ،%8‬وأخــيــرا النبيذ‬ ‫بنسبة ‪.%4‬‬

‫‪5‬‬ ‫السلع والخدمات المتنوعة‬

‫بــلــغ مــتــوســط مــعــدل زي ــادة‬ ‫السلع واخلدمات املتنوعة ‪%1.5‬‬ ‫خالل أشهر احلــرب‪ ،‬حيث بلغت فى‬ ‫مارس ‪ ،%1.3‬وفى أبريل ‪ ،%1.9‬وفى مايو‬ ‫‪ ،%1.3‬وفــى يونيو ‪ ،%1.8‬وفــى يوليو ‪،%0.7‬‬ ‫وفــى أغسطس ‪ ،%1‬وفــى سبتمبر ‪ ،%2.7‬وفى‬ ‫أكتوبر ‪.%1.4‬‬ ‫وتشير تلك السلع إلى سلع العناية الشخصية‪،‬‬ ‫وأمتعة املواطن الشخصية‪ ،‬والتأمني وخدمات‬ ‫أخـــــرى‪ ،‬وشــكــلــت مــجــمــوعــة أمــتــعــة امل ــواط ــن‬ ‫الشخصية مثل الــهــدايــا واألدوات الشخصية‬ ‫أعــلــى ارت ــف ــاع ــا بــحــيــث قـ ــدر مــتــوســط زيـ ــادة‬ ‫أسعارها بنسبة ‪ ،%3.6‬وفى املرتبة الثانية سلع‬ ‫العناية الشخصية كــأدوات النظافة والتجميل‬ ‫بنسبة ‪ ،%2‬وأخــيــرا اخلــدمــات األخ ــرى بنسبة‬ ‫‪.%1.4‬‬

‫بعد عامين من المناقشات‬

‫«عمران» ينتصر فى معركة حماية المنافسة‬ ‫«النواب» يوافق على استثناء األنشطة المالية غير المصرفية من رقابة الجهاز‬ ‫وصلت تعديالت قانون حماية املنافسة ومنع‬ ‫املــمــارســات االحتكارية رقــم ‪ 3‬لسنة ‪ 2005‬إلى‬ ‫محطتها األخ ــي ــرة‪ ،‬بــعــد عــامــن مــن املناقشات‬ ‫البرملانية‪ ،‬وذلك مبوافقة جلنة الشئون االقتصادية‬ ‫على مشروع القانون‪.‬‬ ‫وكــانــت التعديالت ضمن ‪ 8‬إجـ ــراءات تعهدت‬ ‫احلكومة بتنفيذها خالل عام‪ ،‬بعد موافقة صندوق‬ ‫النقد الدولى على منح مصر متويال بقيمة ‪5.2‬‬ ‫مــلــيــار دوالر‪ ،‬ضــمــن بــرنــامــج اتــفــاق االســتــعــداد‬ ‫االئتمانى ملواجهة اآلثــار السلبية لفيروس كورونا‬ ‫على االقتصاد‪.‬‬ ‫وأرسلت احلكومة مسودة تعديالت القانون إلى‬ ‫مجلس الــنــواب‪ ،‬وكــان هدفها فى األســاس تقوية‬ ‫سلطة جهاز املنافسة فى تنظيم عمليات االستحواذ‬ ‫واالن ــدم ــاج فــى الــصــفــقــات‪ ،‬وحــمــايــة الــشــركــات‬ ‫الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬من خــال منح اجلهاز حق‬ ‫السماح أو الرفض‪ ،‬والتأكد من أن العمليات ال تضر‬ ‫مساهمى األقلية أو املنافسة فى السوق‪.‬‬

‫ومينح القانون احلالى جهاز املنافسة صالحية‬ ‫االعــتــراض على الصفقات التى تضر باملنافسة‪،‬‬ ‫لكن بعد إمتام الصفقة فقط‪.‬‬ ‫وأح ــال البرملان فى جلسة ‪ 15‬ديسمبر ‪2020‬‬ ‫مشروع القانون إلى جلنة مشتركة من جلنة الشئون‬ ‫االقتصادية وجلنتى الشئون الدستورية والتشريعية‬ ‫واخلطة واملوازنة‪ ،‬لدراسته وإبداء الرأى فيه‪.‬‬ ‫وعــقــدت اللجنة ‪ 23‬اجتماعا لنظره بحضور‬ ‫ممثلني عن عدة جهات مثل وزارتــى العدل واملالية‬ ‫والبنك املركزى وهيئة االستثمار والبورصة‪ ،‬لكن‬ ‫املناقشات وصلت إلى طريق مسدود‪ ،‬بعد خالفات‬ ‫بني اجلهات احلكومية‪.‬‬ ‫وفــى يوليو املــاضــى‪ ،‬كــان اخلــاف بني الدكتور‬ ‫محمد عمران – الرئيس السابق لهيئة الرقابة‬ ‫املالية والدكتور محمود ممتاز – رئيس جهاز حماية‬ ‫املنافسة‪ ،‬حول من سيكون مسئوال من اجلهتني عن‬ ‫تنظيم املعامالت التى تقع حاليا ضمن اختصاص‬ ‫هيئة الرقابة املالية‪.‬‬

‫وطــلــب «ع ــم ــران» خ ــال املــنــاقــشــات استبعاد‬ ‫الشركات اخلاضعة الختصاصه من التعديالت‪،‬‬ ‫وهو ما رفضه أحمد سمير – رئيس جلنة الشئون‬ ‫االقــتــصــاديــة بالبرملان حينئذ‪ ،‬ووزيـــر الصناعة‬ ‫احلالى‪.‬‬ ‫وأدخلت جلنة الشئون االقتصادية ‪ 15‬تعديال‬ ‫على مواد مشروع القانون‪ ،‬أهمها استحداث مادتني‬ ‫برقم ( ‪ 19‬مكررا ه و) وإضافة بند جديد للمادة‬ ‫( ‪ 22‬مكررا د)‪ ،‬تهدف جميعها الستثناء األنشطة‬ ‫املــالــيــة غــيــر املــصــرفــيــة مــن رقــابــة جــهــاز حماية‬ ‫املنافسة‪ ،‬وهو ما يشير إلى انتصار «عمران» رغم‬ ‫خروجه من املنصب‪.‬‬ ‫واستحدثت اللجنة املادة (‪ 19‬مكررا ه)‪ ،‬لتوضيح‬ ‫الوضع القانونى للتركزات االقتصادية التى تتم فى‬ ‫أى من األنشطة املالية غير املصرفية اخلاضعة‬ ‫إلشراف ورقابة الهيئة العامة للرقابة املالية‪ ،‬حيث‬ ‫يلتزم األشخاص املعنية بالتركز بإخطار الهيئة‪،‬‬ ‫وتلتزم الهيئة باستطالع رأى جهاز حماية املنافسة‬

‫‪w w w . e l f a g r . c o m‬‬

‫ومنع املمارسات االحتكارية قبل املوافقة على تنفيذ‬ ‫التركز االقتصادى‪.‬‬ ‫ويتولى جهاز حماية املنافسة فحص التركز‬ ‫االقتصادى الذى يرد له من هيئة الرقابة املالية‬ ‫خالل ‪ 30‬يوما‪ ،‬تبدأ من اليوم التالى لتاريخ ورود‬ ‫ملف اإلخطار كامالً من الرقابة املالية‪ ،‬ونصت‬ ‫املــادة (‪ 22‬مكررا د) على معاقبة كل من يحصل‬ ‫على موافقة الرقابة املالية على تنفيذ التركز‬ ‫االقتصادى بناء على تقدمي بيانات أو مستندات‬ ‫غير صحيحة للجهاز مع علمه بذلك‪.‬‬ ‫ويــصــدر مجلس إدارة جــهــاز املنافسة ق ــراراً‬ ‫بتشكيل جلان فحص من ‪ 3‬من أعضائه‪ ،‬لتتخذ‬ ‫أحــد الــقــرارات‪ ،‬وهــي‪ :‬عــدم االخــتــصــاص بنظر‬ ‫املــلــف أو حــفــظ الــطــلــب فــى حــالــة ع ــدم تقدمي‬ ‫املعلومات املطلوبة فــى مواعيدها املــحــددة‪ ،‬أو‬ ‫توصية باملوافقة أو الرفض‪ ،‬وفى حالة انقضاء‬ ‫املدة املحددة دون رد من اجلهاز يعتبر ذلك مبثابة‬ ‫املوافقة‪.‬‬

‫ما أجمل الكلمات التى نقرأها فى سفر‬ ‫خلْ وفى‬ ‫األمثال‪« :‬فى سبيل األشرار ال تَد ُ‬ ‫َعب ْر فيه‬ ‫ت‬ ‫وال‬ ‫طريق أهل السوء ال تَنهج‪ .‬حِ ْد عنه‬ ‫ُ‬ ‫واعب ْر» (‪ .)15-14 :4‬هل نستطيع‬ ‫َت َّو ْل عنه ُ‬ ‫أن نتعلّم من املَثَل السيئ أو النماذج الرديئة‬ ‫التى نلتقى بها فى حياتنا؟ مما ال شك فيه‬ ‫أننا َمدينني ألشخاص ال حصر لهم تركوا‬ ‫بصمةً فى حياتنا وأثّروا علينا وتعلّمنا منهم‬ ‫الكثير والكثير‪ ،‬ونعتبرهم القدوة احلسنة‬ ‫واملثال الصالح لنا‪ ،‬وعلى رأسهم والدينا‬ ‫اللذين قاما بتربيتنا وتهذيبنا على أكمل‬ ‫وجه‪ ،‬وال مقارنة لهما مع ٍ‬ ‫أحد‪ ،‬ثم يأتى بعد‬ ‫ذلك املعلّمون واملربّون واألصدقاء واألوفياء‬ ‫وغيرهم‪ .‬ولكننا نتوقّف اليوم عند األمثلة‬ ‫السيئة والقدوة الرديئة‪ ،‬هل نستطيع أن جنزم‬ ‫بأننا َمدينون لهم؟ إنهم لم يفعلوا معنا خيراً‪،‬‬ ‫ولكن تصرفاتهم أجبرتنا ودفعتنا لتجنَّبها‪ .‬كل‬ ‫شخص منّا لديه أمثلة ومناذج ُمش ّرفة وحسنة‬ ‫حلب‬ ‫ومضيئة فى حياته يتعلّم منها اخلير وا ُ‬ ‫واجلمال والصالح‪ ،‬والتى نُطلق عليها القدوة‬ ‫احلسنة أو املثال الصالح؛ ومع ذلك نصطدم‬ ‫ٍ‬ ‫بطريقة غير الئقة؛ ولكنهم‬ ‫بآخرين يتص ّرفون‬ ‫بدون قصد زرعوا فينا القدرة والطاقة الهائلة‬ ‫لتجنّب ما يقومون به‪ ،‬وأعطونا التطعيم الالزم‬ ‫ضد هذا الفيروس لندافع به عن أخالقنا‬ ‫وسلوكنا وتربيتنا التى ترعرعنا عليها‪ .‬نستطيع‬ ‫ضح ذلك ببعض األمثلة‪ :‬فمن الشخص‬ ‫أن نو ّ‬ ‫الغامض واملتل ّون فى كالمه وأحاديثه‪ ،‬نتعلّم‬ ‫معنى الصدق وجمال احلقيقة؛ ومن الشخص‬ ‫الذى يعتبر نفسه الكل فى الكل (سى السيد)‬ ‫ويفرض على اجلميع أن يخدمونه ويكونون‬ ‫حتت طوعه فى كل حلظة‪ ،‬متخ ّيالً أن العالم‬ ‫ُلق لتحقيق أمنياته ورغباته‪ ،‬حتى أنه‬ ‫كله خ َ‬ ‫يستغل غِ ناه فى فرض نفوذه على اآلخرين‬ ‫ويعتبرهم كأنهم سلعة‪ ،‬والويل ملن يخالف‬ ‫أوامره أو يعارض ما يقول‪ ،‬تعلّمنا منه فضيلة‬ ‫خدمة اجلميع وأهمية املكان األخير وروعة‬ ‫العمل التطوعى واملجانى‪ ،‬وكما يقول السيد‬ ‫املسيح‪َ « :‬من أراد أن يكو َن كبيراً فيكُم‪َ ،‬فل َْيكُ ْن‬ ‫لكم خادماً‪ .‬و َم ْن أرا َد أن يكو َن األ َّو َل فيكُم‪،‬‬ ‫َفل َْيكُ ْن لكم عبداً‪( »...‬متى ‪ .)27-26: 20‬وال‬ ‫ننسى ذلك الذى يخاف من األقوياء جاعالً‬ ‫لهم ألف حساب‪ ،‬ولكنه مع الضعفاء يفرض‬ ‫قوته وسطوته ونفوذه حتى أنه يظلمهم فى كل‬ ‫شيء‪ ،‬ألننا نتعلّم منه الدرس األساسى فى‬ ‫املقدس لكل شخص‪ .‬كما أننا نعترف‬ ‫االحترام ّ‬ ‫باجلميل لتلك اجلماعة التى نتقابل معها‬ ‫ولكنها تعمل دائما ً فى غموضٍ وتتخفّى وراء كل‬ ‫تصرفاتها وتقوم مبكاملات غامضة‪ ،‬ألننا تعلّمنا‬ ‫منها الصراحة والوضوح‪ ،‬وكيفية العيش فى‬ ‫سالمٍ نتيجة أعمالنا فى النور وعلى املكشوف‬ ‫أمام اآلخرين دون أى خوف أو حساب‪ .‬أيضا ً‬ ‫ال ننسى أن نشكر الشخص االنتهازى الذى‬ ‫يحمل األقنعة فى كل مكانٍ يذهب إليه أو مع‬ ‫أى شخص يتواجد معه‪ ،‬ألننا بسببه عرفنا‬ ‫املعنى احلقيقى فى احترام كرامة وحرية‬ ‫الغير‪ .‬حتى الفضولى استفدنا منه الكثير‪،‬‬ ‫فكلما ازداد فى اقتحام حياة اآلخرين‪ ،‬شعرنا‬ ‫بطعم الرزانة والكتمان وعدم التدخّل فى‬ ‫نقدم الشكر من‬ ‫شئون الغير‪ .‬كما يجب أن ّ‬ ‫قلوبنا لهؤالء الذين لم يتعلّموا أبداً فضيلة‬ ‫الشكر والعرفان باجلميل جتاه الغير وخاصة‬ ‫الضعفاء والفقراء واملحتاجني واملرضى‪ ،‬ألنهم‬ ‫منحونا الفرصة الذهبية لنشكر فى كل حلظة‬ ‫دون استثناء أو محاباة‪ ،‬وال ننظر لآلخرين‬ ‫حسب الشكل اخلارجى أو ما ميلكون‪ ،‬فكم‬ ‫هى ثمينة كلمة «شكراً» عندما نتف ّوه بها‬ ‫وبنوع خاص للذين هم محرومون‬ ‫للجميع‬ ‫ٍ‬ ‫منها وال يسمعونها بسبب فقرهم وحرمانهم‬ ‫اجلد ّية‬ ‫ومكانتهم االجتماعية‪ .‬كما أننا نتعلّم‬ ‫ّ‬ ‫من السطحى واملستهتر‪ ،‬واالبتسامة من‬ ‫الكئيب‪ .‬قياسا ً على ذلك‪ ،‬نستطيع أن نسرد‬ ‫أمثلة ال حصر لها فى حياتنا اليومية تساعدنا‬ ‫على تغييرها إلى األفضل دون قصد منهم‪.‬‬ ‫إذاً‪ ...‬ليس لنا ُعذراً أو حجة موجهني االتهام‬ ‫لتص ّرف الكبار أو املسئولني اخلاطئ‪ ،‬معلنني‬ ‫بأنه سبب عثرة وشك لنا‪ ،‬فكل واحد منّا‬ ‫يجب أن يكون مستعداً فى انتهاز الفرص حتى‬ ‫السيئة منها ليخرج بشيء إيجابى وبنّاء حتى‬ ‫يصير أفضل مما قبل‪ .‬ألن اإلنسان الناضج‬ ‫يتقبل هذه النماذج واحلاالت ساعيا ً‬ ‫واملتّزن ّ‬ ‫إلى تغيير ذاته‪ .‬فكل شخصٍ يطمح فى أن‬ ‫يصير أفضل‪ ،‬سيجد جميع الوسائل التى‬ ‫تخدمه فى ذلك‪ ،‬مهما كانت املعوقات‪ .‬لذلك‬ ‫يجب علينا أال نتذمر من األمثلة أو النماذج‬ ‫السيئة التى تواجهنا‪ ،‬ولكن نعتبرها فرص ًة‬ ‫عظيمة ُت ّرك فينا الطاقة الكامنة اإليجابية‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وسلبيات‬ ‫عيوب‬ ‫لنصير أفضل ونتخلّص من‬ ‫عديدة فى حياتنا‪ .‬ونختم بكلمات البابا‬ ‫يوحنا بولس الثاني‪« :‬إن أول كتاب دينى يقرؤه‬ ‫األبناء‪ :‬الوالدان»‪.‬‬