مجلة أفاق الهجرة ـ العدد 13

Page 1

‫�آفـاق الهجـرة‬

‫‪MIGRATION HORIZONS‬‬

‫جملة بحثية ف�صلية ت�صدر عن‬ ‫مركز ال�سودان لدرا�سات الهجرة والتنمية وال�سكان‬

‫العدد الثالث ع�شر‬ ‫�سبتمرب ‪2014‬م‬

‫امل�شرف العام‪:‬‬

‫الهيئة العلمية‬

‫ال�سفري‪ /‬حاج ماجد حممد ال�سوار‬

‫�أ‪.‬د عبدالرحمن �أحمد عثم�أن‬

‫م�ساعد امل�شرف‬ ‫العام لل�شئون العلمية‪:‬‬ ‫د‪ .‬خالد علي عبد املجيد لورد‬

‫�أ‪.‬د‪ .‬ال�شيخ ال�صديق بدر‬ ‫�أ‪.‬د‪ .‬مو�سى ال�شلإىل‬ ‫د‪ .‬عبدالبا�سط مريغني‬ ‫د‪ .‬عبداهلل �صالح �أبوبكر‬

‫رئي�س التحرير‪:‬‬

‫د‪ .‬عثمان ح�سن عثمان‬

‫�أ‪� .‬صديق حممد �أحمد م�ضوي‬

‫�أ‪ .‬حممد املعتز جعفر الطيب‬

‫تدقيق لغوي‬ ‫�أ‪ .‬فقريي ح�سن عثمان‬

‫الت�صميم والإخراج‬ ‫�أ‪ .‬عمر �سليمان حممود‬


‫امل‪‬وي‪‬‬ ‫ال�سفحة‬

‫املحتويات‬

‫الفتتاحية‬

‫‪4‬‬

‫ا‪ ‬ا‪ ‬ا‪‬ات‬ ‫‪ -‬هجرة ال�سباب ‪ :‬الدوافع والفر�س والتحديات‬

‫د‪.‬خالد علي عبداملجيد لورد ‪ -‬مدير املركز‬

‫ الفقـــر يف اإفريقيا‪...‬خ�سو�سيته واإ�سرتاتيجية‬‫اختزاله‬

‫‪7‬‬ ‫‪56‬‬

‫د‪ .‬هالة جمال ثابت‬

‫ا‪ ‬ا‪‬ا‪  ‬ا‪‬ر‬ ‫ جهاز تنظيم �سئون ال�سودانيني العاملني باخلارج‬‫د‪ .‬عبد احلكم طه عبد احلكم‬

‫‪ -‬دور املراأة الريفية ال�سودانيةفـي التنميــة‬

‫اإعــداد‪ /‬اأ‪ .‬مــي ب�ســارة �سليمــان‬

‫ النزوح واللجوء والهجرة غري ال�سرعية‬‫ا‪ ‬ا‪‬ا‪  ‬ملفات املهاجر‬ ‫ ملف الدولة ‪:‬‬‫اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫اأفاق الهجرة‬

‫‪2‬‬

‫‪84‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪125‬‬

‫العدد الثالث ع�سر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫امل‪‬وي‪‬‬ ‫ال�سفحة‬

‫ ملف الدولة‬‫اململكة املتحدة " بريطانيا "‬

‫‪140‬‬

‫ا‪ ‬ا‪‬را‪  ‬ر‪ ‬ا‪‬‬ ‫ كتاب «املتعة واخلطر‪..‬‬‫الرحلة اإىل ال�سودان ال�سرقي‪.‬‬

‫‪154‬‬

‫عر�س ‪ :‬اأ‪ .‬حممد خليفة �سديق‬

‫ا‪ ‬ا‪‬را‪  ‬ا‪ ‬‬ ‫ التفاقية التي حتكم اجلوانب املختلفة مل�ساكل‬‫الالجئني يف اأفريقيا‪.‬‬ ‫ وثيقة اأدي�س اأبابا ب�ساأن الالجئني والت�سريد‬‫الق�سري لل�سكان يف اأفريقيا‪.‬‬

‫اأفاق الهجرة‬

‫‪3‬‬

‫‪163‬‬ ‫‪170‬‬

‫العدد الثالث ع�سر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫االفتتاحية‬ ‫�إت�سمت هذه الإ�صدارة « �آفاق الهجرة « منذ خروجها �إىل النور فى مطلع العام ‪2010‬‬ ‫م بثبات ال�سيا�سة التحريرية من حيث التوجهات واملحتوى والتبويب والت�صميم‬ ‫والإخراج ‪ ...‬ومل يطر�أ عليها تغيري يذكر �سوى تعديل طفيف فى ت�صميم ال�صفحات‬ ‫الداخلية للعدد الأخري – العدد الثانى ع�شر – وبحمد اهلل تعاىل وجد التعديل‬ ‫�إ�ستح�سان ًا و�إ�شادة كبرية ‪ .‬كان الدافع لهذا الثبات هو ر�ضاء قرائها الكرام مبختلف‬ ‫فئاتهم – �صنّاع �سيا�سات وباحثني و�إعالميني ومهتمني – عن كل ما ين�شر فيها من‬ ‫مواد و�أ�سلوب عر�ضها ‪ ...‬ولهذا ‪ ،‬وبعد تداول عميق وتبادل للر�أى وتقييم للتجربة‬ ‫‪ ،‬ر�أت �إدارة املجلة �ضرورة الإ�ستمرارية بنف�س النهج مع ا�ست�صحاب �إ�ضافات نوعية‬ ‫بغر�ض �إحداث تطوير يجعلها �أكرث قبو ًال و�أو�سع �إنت�شار ًا ويخدم توجهاتها و�أهدافها‬ ‫بفعالية �أكرب ‪.‬‬ ‫ظلت املجلة حتتوى على �أربعة �أق�سام رئي�سة ثابتة فى كل �أعدادها هى ‪ :‬درا�سات ‪،‬‬ ‫تقارير ‪ ،‬عر�ض كتب ‪ ،‬و وثائق ‪ ،‬وبع�ض الأعداد �إحتوت على ملفات لق�ضايا جوهرية‬ ‫�ضم‬ ‫كانت دائم ًا مثار �إهتمام جهاز تنظيم �ش�ؤون ال�سودانيني باخلارج وبع�ض �آخر ّ‬ ‫درا�سات باللغة الإجنليزية ‪ ...‬ولإحداث التطوير املن�شود تقرر �إ�ضافة ق�سمني‬ ‫إبتداء من‬ ‫جديدين هما ‪« :‬ملفات املهاجر « و « �أ�صداء املهاجر « ‪ ...‬يظهر الأول �‬ ‫ً‬ ‫هذا العدد والثاين �إعتبار ًا من العدد القادم‪ ،‬يتناول الأول فى كل عدد دولتني من‬ ‫دول املهجر التى يوجد فيها ال�سودانيون ب�إعداد كبرية ويقدم تعريف ًا �شام ًال للدولة‬ ‫وللوجود ال�سودانى فيها ‪ ،‬ويكون الثانى خم�ص�ص ًا لأن�شطة جالياتنا باخلارج ‪.‬‬ ‫ق�سم ملفات املهاجر لهذا العدد خ�ص�صناه للمملكة العربية ال�سعودية واململكة‬ ‫ً‬ ‫نتيجة لأن الدولتني كانتا فى‬ ‫املتحدة ‪ ،‬وهذا الإختيار مل ي�أت ع�شوائي ًا و�إمنا جاء‬ ‫ً‬ ‫إ�ضافة‬ ‫طليعة مقا�صد الهجرة ال�سودانية – بريطانيا للدرا�سة وال�سعودية للعمل – �‬ ‫�إىل ثقلهما الدوىل ‪� ،‬إقت�صادي ًا و�سيا�سي ًا ‪ ،‬وتوجه �سيا�ستنا اخلارجية الدائم لدعم‬ ‫وتوثيق عالقات ال�سودان بهما ‪.‬‬ ‫عزيزى القارئ‬ ‫َ‬ ‫إ�ضافة �إىل ملفات املهاجر ف�إن هذا العدد الذى بني يديك ي�ضم درا�ستان‪ ،‬الأوىل‬ ‫�‬ ‫بعنوان « هجرة ال�شباب ‪ :‬الدوافع والفر�ص والتحديات « وهى درا�سة لها �أهميتها‬ ‫وخطورتها بحكم �أن هجرة ال�شباب ظاهرة جمتمعية معقدة ومتعددة الأبعاد و�أنهم‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪4‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫فى �أحيان كثرية يقعون فى املحظور باللجوء �إىل �سما�سرة ال�سوق ومكاتب ال�سفريات‬ ‫غري القانونية‪ ،‬والثانية بعنوان» الفقر يف �أفريقيا ‪ ...‬خ�صو�صيته و�إ�سرتاتيجية‬ ‫�إختزاله « وهي درا�سة تتعلق ب�أهم دوافع الهجرات‪ .‬كما ي�ضم العدد ثالثة‬ ‫تقارير�أولها تقرير �شامل عن جهاز تنظيم �ش�ؤون ال�سودانيني باخلارج ‪ ،‬والثاين عن‬ ‫دور املر�أة الريفية ال�سودانية فى التنمية ‪ ،‬وهو دور �إذا ما ّ‬ ‫مت تفعيله �سيحد كثري ًا من‬ ‫موجات الهجرة من الريف �إىل املدينة‪ ،‬والثالث عن ظواهر اللجوء والنزوح والهجرة‬ ‫غري ال�شرعية ‪.‬‬ ‫ق�سم عر�ض الكتب فى هذا العدد تناولنا فيه كتاب « املتعة واخلطر ‪...‬الرحلة �إىل‬ ‫للرحالة الفرن�سى بيري ترميو ‪ ،‬ورغم �أن هذا الكاتب مل يختلف‬ ‫ال�سودان ال�شرقى « ّ‬ ‫الرحالني الغربيني الذين �شاعت فى كتاباتهم النربة العن�صرية‬ ‫عن غريه من‬ ‫ّ‬ ‫والإمربيالية املتعالية ‪� ،‬إال �أن كتابه له �أهمية كبرية فى ت�سليط ال�ضوء على الواقع‬ ‫الإجتماعى وال�سيا�سى لل�سودان فى منت�صف القرن التا�سع ع�شر م « عهد حممد على‬ ‫ً‬ ‫إ�ضافة �إىل �إ�شاراته املهمة لآثار ال�سودان التى كتبت عنها الديلى تلغراف‬ ‫با�شا « �‬ ‫اللندنية « ال�سودان بلد الفراعنة ال�سود وهو منجم ذهب لعلماء الآثار مل يكت�شف‬ ‫منه �سوى القليل «‬ ‫ن�أمل �أن تكون هذه املو�ضوعات ملبية للتطلعات والتوقعات و�أن تكون التعديالت التى‬ ‫طر�أت على املحتوى والت�صميم مر�ضية للجميع ‪ ،‬ونكرر وعدنا ال�سابق ببذل املزيد من‬ ‫اجلهد للمزيد من جتويد الأداء ‪.‬‬ ‫وعلى اهلل ق�صد ال�سبيل‬ ‫رئي�س التحرير‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪5‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الق�سم الأول ــ درا�سات‬ ‫ هجرة ال�شباب ‪ :‬الدوافع والفر�ص والتحديات‬‫ الفقـــر يف �إفريقيا‪ ...‬خ�صو�صيته و�إ�سرتاتيجية‬‫اختزاله ‪...‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪6‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫‪‬ر‪ ‬ا‪‬ا‪  ‬ا‪‬ا‪ ‬ا‪‬فر‪ ‬ا‪‬ات‬

‫د‪ .‬خالد علي عبداملجيد لورد ‪ -‬مدير املركز‬

‫املقدمة‬ ‫تعترب الهجــرة ظاهرة طبيعية ارتبطت‬ ‫بالوجــود الإن�ساين منــذ القدم‪ .‬ويق�سد‬ ‫بالهجــرة انتقــال الأفــراد مــن منطقــة‬ ‫اإىل اأخــرى‪ ،‬تعاطيا ملا بــات يعرف اليوم‬ ‫بعوامــل الدفــع واجلــذب‪� ،‬ســواء اأكان‬ ‫ذلــك احلــراك داخــل حــدود الدولــة‪،‬‬ ‫وهــو ما يطلــق عليه الهجــرة الداخلية‪،‬‬ ‫اأو الهجــرة خارج حــدود الدولة‪ ،‬وهو ما‬ ‫يطلــق عليه الهجرة اخلارجية‪ .‬وهناك‬ ‫اأمناط كثرية للهجرة فهي قد تتم ب�سكل‬ ‫قانــوين‪ ،‬اأو قــد تتــم مــن خــالل ت�سرب‬ ‫املهاجر اإىل الدولة املق�سودة بطرق غري‬ ‫�سرعيــة‪ ،‬مثــل ادعــاء الدخــول بغر�س‬ ‫الزيارة ثــم ال�ستمــرار يف البقاء داخل‬ ‫الدولة بهدف العمل‪.‬‬ ‫اأ�سبحــت الهجــرة ظاهــرة جمتمعية يف‬ ‫كثري من بلــدان العامل التــي تنق�سم اإىل‬ ‫اأفاق الهجرة‬

‫‪7‬‬

‫دول موفــدة‪ ،‬اأو م�سقبلــة‪ ،‬اأو دول عبــور‬ ‫اأو جتمــع بــني ذلــك‪ .‬الأعــداد الكبــرية‬ ‫للمهاجرين واحلــراك ال�سكاين املتزايد‬ ‫على امل�ستــوى الداخلي يف حدود الدولة‬ ‫الواحدة‪ ،‬اأو بني دول اجلنوب وال�سمال‪،‬‬ ‫اأو ال�سمــال واجلنــوب‪ ،‬اأو اجلنــوب‬ ‫واجلنــوب‪ ،‬اأو ال�سمــال وال�سمال‪ ،‬فر�ست‬ ‫الهتمام بهذه الظاهره وحتليل اأبعادها‬ ‫الآنيــة ور�ســد اآفاق تطورهــا امل�ستقبلي‪،‬‬ ‫بق�ســد تبــني الفر�ــس واليجابيــات‬ ‫وحتديد التحديات وال�سلبيات املرتبطة‬ ‫بالهجــرة علــى الإن�ســان املهاجــر وبلــد‬ ‫املن�ســاأ واملق�ســد‪ ،‬وعلــى عمليــة التنمية‬ ‫ب�سكل عام‪.‬‬ ‫�سهدت كثري من جمتمعات العامل حتولت‬ ‫كبــرية وعميقة خا�ســة يف جمال اأ�سواق‬ ‫العمــل واحتياجاتها‪ ،‬ويف القوى العاملة‬ ‫واأدوات الإنتــاج‪ .‬رافــق ذلك قــوة الدفع‬ ‫العدد الثالث ع�سر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫غ�ير امل�سبوقة املرتبط��ة بالعوملة والتي‬ ‫�أ�سف��رت ع��ن تو�سي��ع اله��وة ب�ين الدول‬ ‫الغنية والفق�يرة‪ ،‬املتقدمة والنامية‪ ،‬ما‬ ‫كان له الأثر املبا�ش��ر يف تيارات الهجرة‬ ‫احلديث��ة بني ن�صفي الك��رة الأر�ضية يف‬ ‫�شمالها وجنوبه��ا من جهة‪ ،‬وبني جنوبها‬ ‫وجنوبه��ا‪ ،‬و�شماله��ا و�شماله��ا م��ن جه��ة‬ ‫ثاني��ة‪ .‬ومب��ا �أن ال�شب��اب ميثل��ون الفئة‬ ‫املجتمعي��ة الأك�ثر ا�ستع��دادا للهج��رة‪،‬‬ ‫فق��د كانوا ه��م بالت��ايل �أك�ثر املت�أثرين‬ ‫ب�إيجابي��ات و�سلبي��ات ه��ذا احل��راك‬ ‫ال�سكاين الذي بالكاد مل ي�ستثن �أي دولة‬ ‫�أو جمتمعا‪.‬‬ ‫الأهداف ‪:‬‬ ‫ي�أخ��ذ مو�ضوع هجرة ال�شب��اب �أهمية يف‬ ‫االجتاه��ات الأكادميي��ة اجلدي��دة التي‬ ‫�أ�صبحت تنطلق من الدرا�سات واملقاربات‬ ‫املحلية باعتباره��ا الأكرث والأجنع على‬ ‫تق��دمي العديد من احلل��ول واملقرتحات‬ ‫للكث�ير م��ن الظواه��ر والإ�شكالي��ات‬ ‫الراهن��ة‪ .‬فمو�ض��وع الهج��رة ب�شكل عام‬ ‫وهج��رة ال�شب��اب ب�ش��كل خا���ص لي���س‬ ‫مو�ضوع��ا جدي��دا بطبيع��ة احل��ال كم��ا‬ ‫�أنه مو�ض��وع مفتوح للنقا���ش بني العديد‬ ‫من التخ�ص�ص��ات العلمية‪ .‬يهدف البحث‬ ‫�إىل معرف��ة الأ�سباب الدافعة واجلاذبة‬ ‫والآث��ار املرتتب��ة عل��ى هج��رة ال�شب��اب‬ ‫والبح��ث يف كيفية جع��ل الهجرة را�شدة‬ ‫بحي��ث ي�ستفي��د منه��ا �أط��راف الهج��رة‬ ‫الثالث��ة املهاجر‪ ،‬والبل��د املر�سل‪ ،‬والبلد‬ ‫امل�ضيف‪ .‬وهناك مو�ضوع هجرة الكفاءات‬ ‫و�سب��ل م�ساهم��ة املهاجري��ن يف العملي��ة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪8‬‬

‫�شهد العامل َ‬ ‫حتوالت كبرية وعميقة‬ ‫يف �أ�سواق العمل و�إحتياجاتها‬ ‫والقوى العاملة و�أدوات الإنتاج‪.‬‬

‫التنموي��ة ببلده��م ع�بر التحوي�لات‬ ‫وا�ستثمار املدخرات ونقل املعرفة‪.‬‬ ‫يتجل��ى اله��دف الأ�سا�س��ي له��ذه الورقة‬ ‫يف‪:‬‬ ‫• معرفة مدى �أهمية العامل االقت�صادي‬ ‫يف هجرة ال�شباب ‪.‬‬ ‫• حتدي��د الأ�سب��اب الأخ��رى الدافع��ة‬ ‫واجلاذبة للهجرة‬ ‫• البحث عن �أ�سباب عطالة ال�شباب عن‬ ‫العمل و�أثر ذلك على الهجرة‬ ‫• البحث عن العالقة بني مناهج التعليم‬ ‫ومتطلب��ات �س��وق العمل و�أث��ر ذلك على‬ ‫هجرة ال�شباب‬ ‫• معرفة مدى ت�أثري هجرة الكفاءات‬ ‫• البح��ث يف �سبل تنظيم هجرة ال�شباب‬ ‫و�إمكانية م�ساهمتهم يف تعزيز االقت�صاد‬ ‫الوطني‬ ‫• اق�تراح خط��ة عم��ل قومي��ة لت�شغيل‬ ‫ال�شباب‬ ‫م�شكلة الورقة ‪:‬‬ ‫متث��ل الهجرة ظاه��رة �صحي��ة وم�صدر ًا‬ ‫للإث��راء االقت�ص��ادي واالجتماع��ي‬ ‫والثق��ايف ملختل��ف الأط��راف‪ .‬وهنا تربز‬ ‫�أهمية البع��د الثقايف للهج��رة و�إ�سهامها‬ ‫يف تعزي��ز التفاه��م واالح�ترام املتبادل‬ ‫ب�ين ال�شع��وب‪ ،‬الأم��ر ال��ذي يتطل��ب‬ ‫تكثيف احلوار ب�ين كل ال�شركاء‪ .‬وميثل‬ ‫ال�شباب ال�شريحة الأكرب والأهم من بني‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫يف عام ‪2012‬م بلغ عدد املهاجرين‬ ‫ال�سودانيني ‪ً � 94‬‬ ‫ألفا‪ ،‬بينهم‬ ‫‪ 1620‬طبيب و�أكرث من �ألف �أ�ستاذ‬ ‫جامعي و‪ 2400‬فني‪.‬‬

‫املهاجري��ن‪ .‬كما متثل الهج��رة �أحد �أهم‬ ‫التحدي��ات الت��ي تواجه ال��دول املر�سلة‬ ‫وامل�ستقبل��ة ودول العب��ور مع��ا‪ .‬ولأن‬ ‫ال�شباب هم �أكرث فئات املجتمع ا�ستعدادا‬ ‫للهجرة‪ ،‬وللت�أثري الكبري لل�شباب يف البلد‬ ‫املر�س��ل وامل�ضي��ف يجب البح��ث يف �سبل‬ ‫اال�ستف��ادة منه��م وت�سخ�ير طاقاته��م‬ ‫بال�ش��كل الأمث��ل ومتكينه��م م��ن �سب��ل‬ ‫الهجرة ال�شرعية‪.‬‬ ‫متثل التحوي�لات عامال هاما للتنمية يف‬ ‫البالد النامية وهي ت�سهم �إيجاب ًا يف رفع‬ ‫امل�ستوى املعي�شي وحماربة الفقر وتطوير‬ ‫اخلدمات ال�صحية والتعليمية‪ .‬الظروف‬ ‫االقت�صادي��ة ال�ضاغط��ة والتي �ضاعفت‬ ‫الأزم��ة االقت�صادية العاملي��ة من �آثارها‬ ‫عل��ى ال��دول النامي��ة‪ ،‬بجان��ب الأعداد‬ ‫الكب�يرة م��ن ن�س��ب العطال��ة خا�صة بني‬ ‫ال�شباب مع الرغب��ة يف البحث عن حياة‬ ‫�أف�ض��ل وم�ستقب��ل �آم��ن �أدت �إىل تزاي��د‬ ‫معدالت الهجرة والهجرة غري ال�شرعية‬ ‫يف ال�سنوات الأخرية‪.‬‬ ‫من بني ال�شباب الذين يهاجرون كفاءات‬ ‫علمية وخربات وطنية‪ ،‬خا�صة �أ�ساتذة‬ ‫اجلامع��ات والكوادر الطبية والفنيني يف‬ ‫املج��االت املختلف��ة‪� .‬آخ��ر الإح�صاءات‬ ‫ال�صادرة ع��ن امل�ؤ�س�سات املعنية بالهجرة‬ ‫�أظه��رت �أن ع��دد الذي��ن هاج��روا م��ن‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪9‬‬

‫ال�سودان بل��غ ح��وايل ‪� 64.000‬شخ�ص‪،‬‬ ‫يف ح�ين بلغ ع��دد املهاجرين خالل العام‬ ‫‪2013‬م ‪2012‬م �أك�ثر م��ن ‪94.000‬‬ ‫�س��وداين بغر���ض العمل‪ ،‬بينه��م �أكرث من‬ ‫‪ 1.620‬طبي��ب‪ ،‬و�أكرث م��ن ‪� 1000‬أ�ستاذ‬ ‫جامع��ي‪ ،‬و�أكرث م��ن ‪ 2.400‬فني‪ ،‬يف حني‬ ‫بلغ ع��دد املهاجرين العاملني يف جماالت‬ ‫الزراع��ة والرعي وتربية احليوان �أكرث‬ ‫من ‪� 60.000‬ألف مهاجر �سوداين‪.‬‬ ‫علي��ه تط��رح الورق��ة �س���ؤاال عام��ا ع��ن‬ ‫الدواف��ع والآث��ار املرتتب��ة عل��ى هجرة‬ ‫ال�شباب؟‬ ‫ويتف��رع من ه��ذا ال�س���ؤال الرئي�س عدة‬ ‫�أ�سئلة فرعية‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ما ه��و �أث��ر العام��ل االقت�ص��ادي يف دفع‬ ‫ال�شباب للهجرة ؟‬ ‫ه��ل هن��اك عوام��ل دف��ع �أخ��رى لهجرة‬ ‫ال�شباب‪ ،‬وما هي طبيعتها؟‬ ‫ما هي �آث��ار هجرة الكف��اءات واخلربات‬ ‫وكيف ميكن تنظيمها؟‬ ‫ما هو �أثر حتويالت املهاجرين على البلد‬ ‫املر�سل؟‬ ‫م��ا ه��ي الآلي��ات الكفيل��ة بجع��ل هجرة‬ ‫ال�شباب هجرة را�شدة؟‬ ‫الفر�ضي��ات الت��ي انطلق��ت منه��ا الورقة‬ ‫للرد على الأ�سئلة املطروحة‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫الفر�ضي��ة الأوىل‪� :‬أن الأ�سب��اب‬ ‫االقت�صادي��ة هي الداف��ع الأكرب لهجرة‬ ‫ال�شباب‪.‬‬ ‫الفر�ضي��ة الثاني��ة‪� :‬أن هن��اك �أ�سباب�� ًا‬ ‫�أخ��رى ال تقل �أهمية تق��ف وراء هجرة‬ ‫ال�شباب‪.‬‬ ‫الفر�ضية الثالث��ة‪� :‬أن هجرة الكفاءات‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ال�شاب��ة ميكن �أن تكون لها �آثار �سالبة �إن‬ ‫مل يتم تنظيمها‪.‬‬ ‫الفر�ضي��ة الرابع��ة‪� :‬أن حتوي�لات‬ ‫املهاجري��ن ت�ؤث��ر يف اقت�ص��ادات ال��دول‬ ‫النامية‪.‬‬ ‫املنهج ‪:‬‬ ‫ت�سعى الورق��ة للإجابة على الت�سا�ؤالت‬ ‫ال��واردة عرب ا�ستخ��دام املنه��ج الو�صفي‬ ‫التحليل��ي ال��ذي يت�ضمن و�ص��ف وحتليل‬ ‫الظروف املختلفة التي حتيط بالظاهرة‬ ‫مو�ضوع الورقة‪ .‬وي�شتمل هذا املنهج على‬ ‫بع���ض املقارب��ات الت��ي ت�سع��ى الكت�شاف‬ ‫العالق��ة ب�ين املوا�ضيع ع��ن طريق جمع‬ ‫معلومات ح�سب الواقع وو�صفها وتو�ضيح‬ ‫خ�صائ�صه��ا و�أ�سبابه��ا بغي��ة الو�ص��ول‬ ‫ال�ستنتاجات حمددة ب�ش�أنها‪.‬‬ ‫�أهمية الورقة ‪:‬‬ ‫تكم��ن �أهمي��ة الورق��ة يف ت�سلي��ط‬ ‫ال�ض��وء عل��ى واح��د م��ن �أه��م الق�ضاي��ا‬ ‫املعا�ص��رة واملتمثل��ة يف هج��رة ال�شب��اب‪،‬‬ ‫وذل��ك م��ن خ�لال الرتكي��ز عل��ى ق�ضية‬ ‫الهج��رة والأ�سب��اب الدافع��ة واجلاذبة‬ ‫للح��راك ال�شبابي كمدخ��ل لتحليل هذه‬ ‫الظاهرة املت�سارع��ة النمو وباخل�صو�ص‬ ‫يف ال�س��ودان وحتدي��دا خ�لال ال�سنوات‬ ‫اخلم���س الأخ�يرة‪ .‬وكذل��ك لتعق��د هذه‬ ‫الظاهرة وانت�شاره��ا الوا�سع وما يرتبط‬ ‫به��ا م��ن ق�ضاي��ا‪ .‬علي��ه فه��ي ت�ستل��زم‬ ‫التحليل العلمي واملو�ضوعي‪.‬‬ ‫ه��ذا بجان��ب قل��ة الدرا�س��ات والأوراق‬ ‫العلمي��ة الت��ي تناول��ت ه��ذا املو�ض��وع‬ ‫بطريقة مو�ضوعية وذلك على الرغم من‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪10‬‬

‫الهجرة ظاهرة تاريخية‬ ‫�ساهمت يف �إعمار الأر�ض‬ ‫ولعبت دور ًا مهما يف بناء‬ ‫ح�ضارة �إن�سانية م�شرتكة‪.‬‬ ‫الزيادة الكبرية يف الإح�صائيات اخلا�صة‬ ‫بالهجرة ب�شكل عام وهجرة ال�شباب على‬ ‫وجه اخل�صو�ص‪.‬‬ ‫اجلزء الأول من الورقة خ�ص�ص للت�أ�صيل‬ ‫النظ��ري والقان��وين للهج��رة والتعريف‬ ‫مبفه��وم الهج��رة عموم��ا وبامل�صطلح��ات‬ ‫ذات ال�صلة و�أمناط الهجرة و�أنواعها‪.‬‬ ‫اجل��زء الث��اين م��ن الورق��ة خ�ص���ص‬ ‫للتعري��ف مبفه��وم ال�شب��اب وبتن��اول‬ ‫الأ�سب��اب الدافعة واجلاذب��ة والأ�سباب‬ ‫التي تقف وراء هجرة ال�شباب‬ ‫اجل��زء الثال��ث تناولن��ا في��ه هج��رة‬ ‫الكفاءات بالرتكيز عل��ى هجرة �أ�ساتذة‬ ‫اجلامع��ات والأطب��اء و�أث��ر التحوي�لات‬ ‫على اقت�صاد الدول املر�سلة‪.‬‬ ‫تقدمي‬ ‫تعت�بر الهجرة ظاهرة تاريخية �ساهمت‬ ‫يف �إعم��ار الأر���ض‪ ،‬وهي تلع��ب دورا مهما‬ ‫يف تالق��ي جمموع��ات ب�شري��ة متنوع��ة‬ ‫الثقاف��ات‪ ،‬ويف بن��اء ح�ض��ارة �إن�ساني��ة‬ ‫م�شرتك��ة و�إعم��ار الأر���ض‪ .‬وال يقلل من‬ ‫ه��ذا الطم��وح ك��ون الهج��رة يف املرحلة‬ ‫التاريخي��ة املعا�ص��رة ذات اجتاه واحد‪،‬‬ ‫ب�سبب الأو�ضاع ال�سيئة يف مناطق كثرية‬ ‫من الدول النامي��ة‪ ،‬والنعدام التوازن يف‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫تختل��ف دواف��ع التح��ركات ال�سكاني��ة‬ ‫م��ن منطقة �إىل �أخ��ري‪ ،‬غ�ير �أن الدافع‬ ‫االقت�ص��ادي يظل من �أه��م الدوافع جلل‬ ‫التح��ركات الطوعية‪ .‬حي��ث �إن القا�سم‬ ‫امل�شرتك يف الهجرة ب�شكل عام هو تدين‬ ‫امل�ست��وي املعي�ش��ي الذي يدف��ع كثريا من‬ ‫املهاجري��ن �إىل االجت��اه نح��و مناط��ق‬ ‫اجلذب ال�سكاين التي تتوفر بها العوامل‬ ‫االقت�صادي��ة اجلاذب��ة �أم�لا يف حت�س�ين‬ ‫م�ست��وى العي���ش كه��دف �أ�سا�س��ي‪ .‬وق��د‬ ‫حدد العلم��اء الكثري من العوامل امل�ؤثرة‬ ‫يف الهج��رة منه��ا ماهو مرتب��ط باختيار‬ ‫امل��كان و�أخ��رى اقت�صادي��ة واجتماعية‬ ‫و�سيا�سي��ة‪ .‬وم��ن ب�ين ه��ذه العوام��ل‬ ‫فر�ص العمل املتاح��ة واملهارات الفردية‬ ‫والأج��ور املنخف�ضة يف الوط��ن الأ�صلي‪.‬‬ ‫ه��ذا بجانب وج��ود �أق��ارب �أو معارف يف‬ ‫بل��د الهج��رة‪ .‬وهناك كذلك م��ن عوامل‬ ‫الدفع ال�ضغ��ط ال�سكاين ومعدالت النمو‬ ‫املتدنية وانع��دام اال�ستق��رار يف الدولة‬ ‫امل�ص��درة‪ .‬وب�ش��كل ع��ام هن��اك عوام��ل‬ ‫�أخ��رى ت�ؤث��ر يف الهج��رة وحتف��ز عليها‬ ‫وت�ؤث��ر يف تياراته��ا منه��ا ما ه��و مرتبط‬ ‫باملنطقة الأ�صلية للمهاجر‪ ،‬ومنها عوامل‬ ‫مرتبط��ة مبنطقة اال�ستقب��ال للمهاجر‪،‬‬ ‫وهناك عوام��ل متداخلة بني املنطقتني‪،‬‬ ‫هذا �إ�ضافة للعوام��ل ال�شخ�صية‪ .‬ومتثل‬ ‫ه��ذه العوام��ل يف جممله��ا عوام��ل جذب‬ ‫وعوامل دفع ما ب�ين البلد املر�سل والبلد‬ ‫امل�ضيف‪.‬‬ ‫تعريف م�صطلح الهجرة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪11‬‬

‫الهجرة الدولية تعترب ً‬ ‫جزءا‬ ‫ً‬ ‫مهما و� ً‬ ‫أ�صيال من العوملة و�سمة‬ ‫من �سماتها كحرية انتقال ر�ؤو�س‬ ‫الأموال وال�سلع والأفكار‪.‬‬ ‫الهج��رة م�صطلح ع��رف قدميا وهو يعني‬ ‫الإنتق��ال م��ن مكان لآخ��ر ويعن��ي عبور‬ ‫احل��دود الإداري��ة �أو الدولي��ة لأ�سب��اب‬ ‫خمتلف��ة وتعت�بر الهج��رة عام ً‬ ‫�لا مهم�� ًا‬ ‫لإزال��ة احلواجز التقليدي��ة بني اللغات‬ ‫والع��ادات واملجتمعات لذل��ك تنتج عنها‬ ‫عوامل �إيجابي��ة و�أخرى �سلبية‪ ،‬وهي ال‬ ‫تعن��ي ب�أي ح��ال من الأح��وال ال�سياحة‬ ‫لف�ترة حم��دودة ب��ل تعن��ي الإ�ستق��رار‬ ‫يف موط��ن جدي��د غ�ير املوط��ن الأ�صل��ي‬ ‫لل�شخ���ص �أو اجلماع��ة لف�ترة م�ؤقته �أو‬ ‫دائمة‪.‬‬ ‫الهجرة م��ن الناحي��ة اللغوي��ة‪ ،‬وب�شكل‬ ‫عام تعني‪ :‬اخلروج من �أر�ض �إىل �أخرى‪.‬‬ ‫وهاجر‪� :‬أي ترك وطنه‪ ،‬وجاء يف القر�آن‬ ‫الكرمي (والذي��ن تبوءوا الدار والإميان‬ ‫من قبلهم يحبون من هاجر �إليهم)‪.‬‬ ‫كم��ا تع��رف الهج��رة ب�أنه��ا التح��ركات‬ ‫ال�سكاني��ة �أو االنتقال املرحل��ي للإن�سان‬ ‫م��ن بيئ��ة �إىل بيئ��ة خمتلف��ة نتيج��ة‬ ‫لعوام��ل الدفع واجل��ذب املتداخلة‪ ،‬وقد‬ ‫يك��ون هذا االنتقال مو�سمي��ا فتنتج عنه‬ ‫هج��رة مو�سمي��ة �أو دائما‪ ،‬كم��ا ميكن �أن‬ ‫يكون بني البيئة الريفية واحل�ضرية‪.‬‬ ‫وي�سمى ال�شخ���ص مهاجر َا عندما يهاجر‬ ‫ليعي���ش يف �أر�ض �أخ��رى لأ�سباب تختلف‬ ‫م��ن �شخ���ص �إىل �آخ��ر وم��ن جمموع��ة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫املهاجر غري ال�شرعي هو‬ ‫ال�شخ�ص الذي يفتقد‬ ‫الو�ضعية القانونية داخل‬ ‫بلد املق�صد‪.‬‬ ‫لأخ��رى وه��ي تعن��ي يف �أب�س��ط معانيه��ا‬ ‫احلرك��ة واالنتق��ال ب�ص��ورة فردي��ة �أو‬ ‫جماعي��ة م��ن موق��ع �إىل �آخ��ر بحثا عن‬ ‫و�ضع �أف�ض��ل �إجتماعيا كان �أو �إقت�صاديا‬ ‫�أو �سيا�سي��ا �أو غ�يره‪ .‬والهج��رة تعني يف‬ ‫هذا ال�سي��اق حت�سني الو�ضع على م�ستوى‬ ‫الأف��راد واجلماع��ات وق��د ح��ث القر�آن‬ ‫الك��رمي عل��ى ذل��ك يف قول��ه �سبحان��ه‬ ‫وتعايل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫هّ‬ ‫�ض‬ ‫الل َي ِج ْد فيِ ْ أ‬ ‫اج ْر فيِ َ�س ِب ِ‬ ‫يل ِ‬ ‫الَ ْر ِ‬ ‫( َم ْن ُي َه ِ‬ ‫�يرا َو َ�س َع ً‬ ‫ُم َر َ‬ ‫��ر ْج ِم ْن‬ ‫اغ ًم��ا َك ِث ً‬ ‫��ة ۚ َو َم ْن َيخْ ُ‬ ‫َ‬ ‫هّ‬ ‫اج ًرا �إِلىَ‬ ‫الل َو َر ُ�سو ِل ِه ُث َّم ُي ْد ِر ْكهُ‬ ‫ِ‬ ‫َب ْي ِت ِه ُم َه ِ‬ ‫َ‬ ‫هّ‬ ‫الل ۗ َو َكانَ‬ ‫المْ َ�� ْو ُت َف َق ْد َو َق�� َع �أَ ْج ُر ُه َع َل��ى ِ‬ ‫هَّ ُ‬ ‫الل َغ ُفو ًرا َر ِحي ًما)‪.‬‬ ‫القان��ون ال��دويل ع��رف الهج��رة ب�أنه��ا‬ ‫«عملية انتقال الأفراد من دولة لأخرى‬ ‫بق�ص��د الإقام��ة الدائم��ة �أو امل�ؤقت��ة»‪،‬‬ ‫وهي بالتايل تت�ضمن الهجرة من الدولة‬ ‫الأ�ص��ل واتخ��اذ املوط��ن اجلدي��د مقرا‪.‬‬ ‫وتعت�بر الهجرة بهذا املعني حق ًا قانوني ًا‬ ‫�أقره فقهاء القان��ون املعا�صرون للإن�سان‬ ‫ب�صفته �إن�سانا حرا كرميا يتمتع بحقوق‬ ‫وعليه واجبات‪.‬‬ ‫ولكن �إزاء احلدود ال�سيا�سية والإقليمية‬ ‫ال بد من وجود �ضوابط و�سيا�سات تنظم‬ ‫حرك��ة الهجرة واملهاجري��ن‪ .‬فهي عامل‬ ‫من عوام��ل املواءمة بني الإن�سان وموارد‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪12‬‬

‫الرثوة الت��ي حتيط به‪ .‬ف�إذا �شحت هذه‬ ‫امل��وارد �أيا كان نوعها هاجر الإن�سان �إىل‬ ‫منطقة �أخرى �أف�ض��ل‪ ،‬وعلى �أ�سا�س هذه‬ ‫احلقيقي��ة الب�سيط��ة انت�ش��ر الإن�س��ان‬ ‫يف جمي��ع جه��ات الأر�ض وانت�ش��رت معه‬ ‫املعرفة واحل�ضارات واملدنيات‪ .‬والهجرة‬ ‫تعت�بر يف هذا ال�سياق دلي ً‬ ‫�لا قاطع ًا على‬ ‫عدم ت��وازن املوارد وال�ثروات على وجه‬ ‫الأر���ض‪ .‬وتعت�بر الهجرة �أح��د العوامل‬ ‫الثالث��ة بجان��ب املوالي��د والوفي��ات‪،‬‬ ‫امل�ؤث��رة يف التغريات ال�سكاني��ة‪ ،‬ويعرف‬ ‫علم ال�س��كان (الدميوغرافي��ا‪( ,‬الهجرة‬ ‫ب�أنها «االنتقال ‪ -‬فرديا كان �أم جماعيا‪-‬‬ ‫من موق��ع �إىل �آخر بحثا عن و�ضع �أف�ضل‬ ‫اجتماعي��ا �أو اقت�صادي��ا �أو ديني��ا �أو‬ ‫�سيا�سي��ا»‪� .‬أما يف علم االجتماع فالهجرة‬ ‫تدل عل��ى «تب��دل احلال��ة االجتماعية‬ ‫كتغي�ير احلرفة �أو الطبقة االجتماعية‬ ‫وغريه»‪.‬‬ ‫تاريخ الهجرة‪:‬‬ ‫الهج��رة قدمية قدم الإن�س��ان على هذه‬ ‫الأر�ض فمنذ الهج��رات ال�سامية الأوىل‬ ‫�إىل هجرة الر�سول �صلي اهلل عليه و�سلم‬ ‫من مكة املكرم��ة �إىل املدينة املنورة �إىل‬ ‫الهجرات العربية من اجلزيرة العربية‬ ‫�إىل اله�لال اخل�صي��ب عل��ى �إخت�لاف‬ ‫دوافعه��ا و�أهدافه��ا‪ ،‬وال يقت�ص��ر الأم��ر‬ ‫على العرب‪ ،‬فهناك الهجرة الأيرلندية‬ ‫البال��غ ع��دد النازح�ين فيه��ا قراب��ة‬ ‫الع�شري��ن مليون هرب ًا م��ن القهر و�شظف‬ ‫العي���ش و�سعي ًا حلياة �أف�ض��ل يف الأرا�ضي‬ ‫الأمريكي��ة‪ ،‬وه��ي ب�لا �ش��ك م��ن �أك�بر‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الهجرات يف الت�أريخ املنظور‪.‬‬ ‫�أنواع الهجرات‪:‬‬ ‫تنق�سم الهجرات من منظور جغرايف �إىل‬ ‫نوعني رئي�سيني‪:‬‬ ‫هج��رة داخلي��ة‪ :‬وه��ي انتق��ال املواطن‬ ‫داخ��ل موطن��ه الأ�صلي م��ن منطقة �إىل‬ ‫�أخرى �أو من قرية �إىل مدينة �أو بالعك�س‬ ‫داخ��ل ح��دود الوط��ن الواح��د‪ ،‬ويعترب‬ ‫هذا النوع م��ن الهجرة هو الأكرث �شيوعا‬ ‫خا�صة فيما ي�سمى بالدول النامية‪.‬‬ ‫الهجرة اخلارجية‪ :‬وهي انتقال الإن�سان‬ ‫من دولته �إىل دولة �أخرى بق�صد الإقامة‬ ‫امل�ؤقته �أو الدائمة‪.‬‬ ‫�أمناط الهجرة‪:‬‬ ‫حدد املخت�صون عدد ًا من �أمناط الهجرة‬ ‫حي��ث ميك��ن �أن تك��ون �سري��ة �أو علنية‪،‬‬ ‫فردي��ة �أو جماعية‪ ،‬طوعية �أو ق�سرية‪،‬‬ ‫م�شروعة �أو غ�ير م�شروعة‪ .‬وهي بكافة‬ ‫�أ�شكاله��ا ظاه��رة عاملي��ة موج��ودة يف‬ ‫ال��دول املتقدم��ة كالوالي��ات املتح��دة‬ ‫والإحت��اد الأوروبي �أو يف الدول النامية‬ ‫ب�آ�سي��ا ك��دول اخللي��ج ودول امل�ش��رق‬ ‫العرب��ي‪ ،‬وهن��اك هج��رة لل�سوداني�ين‬ ‫داخ��ل ال��دول العربي��ة �أي االنتقال من‬ ‫دول��ة عربية لأخرى‪ .‬كما ميكن للهجرة‬ ‫�أن تكون اجتماعية �أو اقت�صادية بحيث‬ ‫متث��ل التح��ركات اجلغرافي��ة للأف��راد‬ ‫واجلماع��ات بحث��ا ع��ن �سب��ل العي���ش‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪13‬‬

‫الهجرة غري ال�شرعية �إىل‬ ‫�أوروبا �أ�صبحت �إحدى الق�ضايا‬ ‫املزعجة التي حتظى باهتمام‬ ‫كبري من احلكومات‪.‬‬

‫الأف�ضل‪ .‬وميكن للهجرة �أن تكون بدوافع‬ ‫�أخري �سيا�سي��ة �أو دينية �أو علمية‪ ،‬كما‬ ‫ميك��ن �أن تك��ون م�ؤقت��ه �أو ت�ستم��ر مدي‬ ‫احلياة‪.‬‬ ‫ويجب هنا التمييز بني الهجرة كما جاء‬ ‫تعريفه��ا �سابق��ا وبني الن��زوح واللجوء‪.‬‬ ‫فالن��زوح ال��ذي ه��و حت��رك ف��ردي �أو‬ ‫جماعي وغالبا ما يك��ون ب�سبب الكوارث‬ ‫الطبيعي��ة �أو غ�ير الطبيعي��ة الت��ي ه��ي‬ ‫من �صن��ع الإن�سان داخل ح��دود الوطن‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف��ت الأمم املتح��دة �أن الن��زوح هو‬ ‫ت��رك النا���س موطنه��م قه��را دون �سابق‬ ‫�إنذار �إىل مناطق �أخري يف ذات الدولة‪.‬‬ ‫�أم��ا اللج��وء في�شم��ل كل �شخ���ص ي�ترك‬ ‫القطر ال��ذي ينتمي �إلي��ه بجن�سه خوفا‬ ‫من اال�ضطهاد �أو اخلط��ر ب�سبب العن�صر‬ ‫الدين��ي �أو الإثن��ي �أو االجتماع��ي �أو‬ ‫الل��ون ال�سيا�س��ي �أو هرب��ا م��ن احل��روب‬ ‫والنزاع��ات وتداعياته��ا �أو التعذي��ب �أو‬ ‫اال�ضطراب��ات الداخلية‪ ،‬كم��ا ي�شمل من‬ ‫ال ي�ستطي��ع العودة �إىل ب�لاده خوفا من‬ ‫�أي من هذه الأ�سباب‪.‬‬ ‫م�صطل��ح الهج��رة يف اللغ��ة العربي��ة‬ ‫يقاب��ل ث�لاث م�صطلح��ات جمتمع��ة يف‬ ‫اللغة الإجنليزي��ة وهي ‪Migration,‬‬ ‫‪.Emigration, Immigration‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫يقع ال�شباب يف دائرة‬ ‫املحظور باللجوء �إىل‬ ‫�سما�سرة ال�سوق ومكاتب‬ ‫ال�سفريات غري القانونية‪.‬‬

‫ه��ذا‬ ‫‪migration‬‬ ‫امل�صطل��ح ي�ش�ير �إىل عملي��ة االنتقال �أو‬ ‫احلرك��ة امل�ستهدفة للهج��رة‪ ،‬يف حني �أن‬ ‫م�صطل��ح ‪ Emigration‬يعني الهجرة‬ ‫من البل��د الأ�صل‪ ،‬واالنتقال �إىل اخلارج‪،‬‬ ‫وم�صطل��ح ‪ Immigration‬يعن��ي‬ ‫الهجرة �إىل بلد ما‪ -‬البلد امل�ضيف‪.‬‬ ‫وميك��ن ترتي��ب ه��ذه امل�صطلح��ات عل��ى‬ ‫النحو التايل‬ ‫‪Immigration‬‬

‫‪Migration‬‬

‫‪Emigration‬‬

‫اخل�صائ�ص العامة للمهاجرين ‪:‬‬ ‫�أما ع��ن خ�صائ���ص املهاجري��ن فيالحظ‬ ‫�أنه��م بالدرج��ة الأوىل �صغ��ار يف ال�س��ن‪،‬‬ ‫ومتي��ل مع��دالت الهج��رة ب�ين الفئ��ات‬ ‫العمري��ة املختلف��ة اىل التناق���ص م��ع‬ ‫زي��ادة ال�سن‪ .‬كذلك يالح��ظ �أن اغلبية‬ ‫املهاجري��ن بتمتع��ون مب�ست��وى تعليم��ي‬ ‫مرتف��ع‪ ،‬كم��ا �أن من بينه��م ذوي امل�ستوى‬ ‫الوظيف��ي املرتف��ع و�أ�صح��اب الكف��اءات‬ ‫واخل�برات‪ .‬ويف معظ��م االح��وال هناك‬ ‫فروق��ا جوهرية ب�ين املهاجري��ن ح�سب‬ ‫الن��وع‪ ،‬وكذلك جند �أن ع��دد املهاجرين‬ ‫غري املتزوجني �أكرث من املتزوجني‪.‬‬ ‫الهجرة والعوملة‬ ‫تعت�بر الهج��رة الدولي��ة ج��زء ًا مهم�� ًا‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪14‬‬

‫و�أ�صي ً‬ ‫�لا م��ن العومل��ة و�سمة خا�ص��ة بها‪،‬‬ ‫ف���إذا م��ا رحب��ت احلكوم��ات وا�ستجابت‬ ‫حلري��ة تنق��ل ر�ؤ���س الأم��وال وال�سل��ع‬ ‫والأفكار‪� ،‬إذا‪ ،‬وعلى نف�س ال�سياق‪ ،‬كان ال‬ ‫بد من �أن تنفتح �أي�ضا �أمام حرية حركة‬ ‫الأف��راد‪ .‬وم��ن امل�صطلح��ات املرتبط��ة‬ ‫بالهجرة الدولية الهجرة عرب الوطنية‬ ‫‪Transnational migration‬‬ ‫‪ ،‬واملواطني��ة العاب��رة للقومي��ات‬ ‫‪Transnational citizenship‬‬ ‫الهجرة غري ال�شرعية (ال�سرية)‬ ‫ال يوج��د تعري��ف واحد حم��دد مل�صطلح‬ ‫الهج��رة غ�ير ال�شرعي��ة‪ .‬ولك��ن من بني‬ ‫�أك�ثر التعاري��ف ت��داوال ه��و التعري��ف‬ ‫ال��ذي ي�ص��ف املهاجر غ�ير ال�شرعي ب�أنه‬ ‫«ه��و ال�شخ���ص ال��ذي يفتق��د الو�ضعي��ة‬ ‫القانونية داخل بلد املق�صد �أو بلد املعرب‬ ‫�أي مبعن��ى �آخ��ر «كل ف��رد يدخ��ل �إىل‬ ‫�إقلي��م دولة معينة ب��دون ت�صريح»‪ ،‬كما‬ ‫ينطب��ق م�صطل��ح املهاج��ر غ�ير ال�شرعي‬ ‫عل��ى الأفراد الذي يدخل��ون بلد املق�صد‬ ‫قانونيا ثم ي�ستنفذون حق الإقامة فيها‬ ‫بع��د انق�ض��اء م��دة �إقامته��م ال�شرعية‪.‬‬ ‫وهناك تعري��ف �آخر ي�صف الهجرة غري‬ ‫ال�شرعية ب�أنها تعني «التحرك من دولة‬ ‫�إىل �أخ��رى �أو الإقام��ة بدول��ة �أخ��رى‬ ‫دون ا�ستيف��اء القوان�ين املنظمة للهجرة‬ ‫بالدولة امل�ضيفة»‪.‬‬ ‫الفرق ب�ين الدخول ال�شرع��ي والإقامة‬ ‫غري ال�شرعية‬ ‫الف��رق ب�ين ال�شرع��ي وغ�ير ال�شرع��ي‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫غ�ير وا�ض��ح دائم��ا‪ .‬ل��ذا يج��ب �أن نفرق‬ ‫ب�ين الدخ��ول ال�شرع��ي والإقام��ة غ�ير‬ ‫ال�شرعية‪.‬‬ ‫• كثري من املهاجرين يدخلون �إىل الدول‬ ‫امل�ضيفة ب�ش��كل �شرعي غري �أن بع�ضهم ال‬ ‫يخرج��وا بعد انتهاء الفرتة امل�سموح لهم‬ ‫بها‪.‬‬ ‫• �أو �أنه��م امتهن��وا �أ�شغاال غري م�شروعة‬ ‫وبالت��ايل فق��دوا احل��ق يف الإقام��ة‬ ‫ال�شرعي��ة رغ��م ع��دم انته��اء ت�أ�ش�يرة‬ ‫الدخول التي ح�ضروا بها‪،‬‬ ‫• كم��ا �أن��ه ميك��ن للمهاجري��ن الدخ��ول‬ ‫�إىل بل��د ما ب�شكل غ�ير �شرعي ثم تقنني‬ ‫و�ضعهم ع�بر احل�صول عل��ى �إذن عمل �أو‬ ‫الزواج �أو �أي و�سيلة �شرعية �أخرى‪.‬‬ ‫العوامل املف�سرة للهجرة ال�سرية‬ ‫�ساهم��ت جمموع��ة م��ن العوام��ل‬ ‫االقت�صادي��ة واالجتماعي��ة يف تفاق��م‬ ‫ظاهرة الهج��رة ال�سرية‪ ،‬نذكر من بينها‬ ‫ما يلي‪:‬‬ ‫ التف��اوت يف امل�ست��وى االقت�ص��ادي‪،‬‬‫و يتجل��ى ب�ص��ورة وا�ضح��ة ب�ين ال��دول‬ ‫املر�سل��ة وامل�ستقبل��ة وه��و نتيج��ة لتعرث‬ ‫وترية التنمية يف البالد املر�سلة‪.‬‬ ‫ املعان��اة االجتماعي��ة الت��ي تتجل��ى يف‬‫الظ��روف القا�سية الت��ي تتمثل يف الفقر‬ ‫وامل�ست��وى املعي�ش��ي املت��دين والعطال��ة‬ ‫مم��ا يرتت��ب عن��ه م�ش��اكل و ا�ضطرابات‬ ‫خمتلفة‪.‬‬ ‫ �س��وق العم��ل‪ ،‬ع��دم توف��ر فر���ص‬‫�أفاق الهجرة‬

‫‪15‬‬

‫املهاجرون يف العامل تعدادهم ‪250‬‬ ‫مليون �شخ�ص‪ ،‬ن�سبة غري ال�شرعيني‬ ‫بينهم ‪ ،%15 -10‬و�أوربا ي�صلها‬ ‫ً‬ ‫�سنويا‪.‬‬ ‫‪ 1.5‬مليون مهاجر‬

‫العم��ل مم��ا �أدى �إىل ارتف��اع ن�سب��ة‬ ‫العاطل�ين عن العمل‪ ،‬خا�صة بني ال�شباب‬ ‫احلا�صل�ين عل��ى �شه��ادات جامعية وفوق‬ ‫اجلامعية‬ ‫ �صورة النجاح االجتماعي الذي يظهره‬‫املهاجر عند عودت��ه �إىل الوطن الأ�صلي‬ ‫حيث تتجلى يف‬ ‫�إبراز مظاهر الرفاهية مما يهيج رغبة‬ ‫الآخرين يف الهجرة‪.‬‬ ‫ الق��رب اجلغ��رايف ال��ذي يي�س��ر هجرة‬‫ال�شب��اب الع��رب والأفارق��ة �إىل �أوروب��ا‬ ‫خا�صة �أ�سبانيا و�إيطاليا‪.‬‬ ‫ الع��زف عل��ى وت�يرة العي���ش الرغي��د‬‫وحلم ال�ثراء واخلال�ص من ع�سر احلياة‬ ‫هو م��ا ت�ستعمله عموما ع�صابات الهجرة‬ ‫غري ال�شرعية الجتذاب ال�شباب‪.‬‬ ‫الهج��رة غ�ير ال�شرعي��ة‪ :‬الأ�سب��اب‬ ‫والدوافع‬ ‫تعت�بر الهج��رة غ�ير ال�شرعي��ة (�أو‬ ‫ال�سري��ة) ظاه��رة عاملي��ة موج��ودة يف‬ ‫كث�ير م��ن دول الع��امل خا�ص��ة املتق��دم‪،‬‬ ‫لك��ن الهجرة �إىل �أوروب��ا �أ�صبحت �إحدى‬ ‫الق�ضايا املزعج��ة‪ ،‬التي حتظى باهتمام‬ ‫كبري يف ال�سن��وات الأخرية‪ ،‬فبالرغم من‬ ‫تعدد الأ�سباب امل�ؤدية �إىل هذه الظاهرة‪،‬‬ ‫�إال �أن الدواف��ع االقت�صادي��ة ت�أت��ي يف‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫مقدمة ه��ذه الأ�سب��اب‪ .‬ويت�ضح ذلك من‬ ‫التباي��ن الكب�ير يف امل�ست��وى االقت�صادي‬ ‫ب�ين البل��دان امل�ص��درة للمهاجري��ن‪،‬‬ ‫والت��ي ت�شه��د ‪ -‬غالب��ا ‪ -‬افتق��ارا �إىل‬ ‫عملي��ات التنمي��ة‪ ،‬وقل��ة فر���ص العمل‪،‬‬ ‫وانخفا���ض الأجور وم�ستوي��ات املعي�شة‪،‬‬ ‫وم��ا يقابله م��ن ارتفاع م�ست��وى املعي�شة‪،‬‬ ‫واحلاج��ة �إىل الأيدي العاملة يف الدول‬ ‫امل�ستقبل��ة للمهاجري��ن‪� .‬إذا ف�إن الفوارق‬ ‫االقت�صادي��ة ب�ين البل��دان املتقدم��ة‬ ‫والبل��دان النامي��ة‪ ،‬وتده��ور الأو�ض��اع‬ ‫الأمني��ة واالقت�صادي��ة يف العدي��د م��ن‬ ‫مناط��ق اجلنوب بعد �أن تع�ثرت م�شاريع‬ ‫التنمي��ة‪ ،‬و�إزداد الب�ؤ���س‪ ،‬م��ع وج��ود‬ ‫ق�ضاي��ا �أقلي��ات ونزاع��ات �إقليمية‪� ،‬إىل‬ ‫جان��ب انت�شار الفق��ر والبطالة وحدوث‬ ‫الكثري م��ن الك��وارث الطبيعي��ة املتمثلة‬ ‫يف الزالزل والفي�ضانات واجلفاف ومتدد‬ ‫الت�صحر‪ ،‬متثل الأ�سباب الدافعة للهجرة‬ ‫والهجرة غري ال�شرعية‪.‬‬ ‫ويقع ال�شباب يف دائرة املحظور من خالل‬ ‫اللج��وء �إىل �سما�س��رة ال�س��وق ومكات��ب‬ ‫ال�سفري��ات غ�ير القانوني��ة وو�سط��اء‬ ‫الهج��رة والف�س��اد الإداري واجلماع��ات‬ ‫الإجرامية املنظمة الذين يتقا�ضون من‬ ‫كل �ش��اب �أم��واال طائل��ة‪ ،‬بدع��وى توفري‬ ‫فر�ص عمل لهم فى �أوروبا‪ .‬وتنتهى رحلة‬ ‫ال�شباب �إما باملوت �أو ال�سجن والرتحيل‪.‬‬ ‫ونتيج��ة لع��دم توفر الوعي ل��دى ه�ؤالء‬ ‫ال�شباب مبخاط��ر الهجرة غري ال�شرعية‬ ‫ف�إنه��م يلق��ون حتفه��م وه��م يف طريقهم‬ ‫�إىل �أحد املوانىء الأوروبية على �ساحل‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪16‬‬

‫ال�شباب الذين اليقومون ب�أدوار‬ ‫نافعة يف املجتمع يف�شلون يف‬ ‫اكت�ساب الإح�سا�س بامل�سئولية‬ ‫وتتبدد طاقاتهم وحيويتهم‪.‬‬

‫املتو�سط حيث يتم ت�سفريهم‬ ‫عل��ى م�تن مراك��ب قدمي��ة ومتهالك��ة‬ ‫والنتيج��ة غرقه��م و�س��ط البحر وحتى‬ ‫م��ن ينج��و منهم وي�ص��ل �إىل ال�بر يعترب‬ ‫خمالف��ا للقوانني‪ ،‬ويت��م �إعادته مرحال‬ ‫مهان��ا �إىل بل��ده م��رة �أخ��رى‪ .‬فالهج��رة‬ ‫غري ال�شرعية �أ�صبح��ت ال�سوق ال�سوداء‬ ‫لالجتار بالأفراد‪.‬‬ ‫وتت�ضارب التقديرات ب�ش�أن الهجرة غري‬ ‫ال�شرعية‪ ،‬فمنظمة العمل الدولية تقدر‬ ‫حجم الهجرة غري ال�شرعية (ال�سرية)‬ ‫ما ب�ين ‪ %15 -10‬من ع��دد املهاجرين يف‬ ‫الع��امل والذي��ن يبل��غ تعداده��م ح�س��ب‬ ‫التقدي��رات الأخ�يرة ل�ل�أمم املتح��دة‬ ‫ح��وايل ‪ 250‬ملي��ون �شخ���ص‪ .‬وح�س��ب‬ ‫منظم��ة الهج��رة الدولي��ة ف���إن حج��م‬ ‫الهج��رة غري ال�شرعي��ة يف دول االحتاد‬ ‫الأوروب��ي وحدها ي�صل نح��و ‪ 1.5‬مليون‬ ‫مهاجر �سنويا‪.‬‬ ‫مفهوم ال�شباب‪:‬‬ ‫ال�ش��ك �أن ق�ضي��ة ال�شب��اب �أ�صبح��ت‬ ‫ت�شغ��ل ال�سيا�سي�ين والباحث�ين وعلم��اء‬ ‫النف���س والرتبي��ة‪ ،‬بع��د �أن �أدرك��وا‬ ‫�أهميته��ا وحيويته��ا بالن�سب��ة مل�ستقب��ل‬ ‫الأمم وتطوره��ا‪ ،‬خا�ص��ة يف ال�سن��وات‬ ‫الأخ�يرة‪ ،‬وذل��ك باعتب��ار �أن ال�شب��اب‬ ‫ميثل��ون �أك�ثر فئ��ات املجتمع ق��درة على‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫العم��ل والإنت��اج‪ ،‬و�أكرثه��م ق��د يف�ض��ي‬ ‫�إىل تهدي��د اال�ستق��رار االجتماع��ي‬ ‫والرتاب��ط الثق��ايف‪ ،‬وم��ا يدف��ع الكث�ير‬ ‫منه��م للتفكري يف الهج��رة بحث ًا عن و�ضع‬

‫ال‬

‫�أف�ض��ل‪ .‬ه��ذا الو�ضع دف��ع الأمم املتحدة‬ ‫يف منت�ص��ف ت�سعيني��ات الق��رن املا�ض��ي‬ ‫�إىل تبني برنام��ج العمل العاملي من �أجل‬ ‫ال�شب��اب لع��ام ‪ 2000‬وما بعد‪World .‬‬ ‫‪Programme of Action for‬‬ ‫‪and 2000 Yourth to the year‬‬ ‫‪ ..beyond‬ويه��دف الربنام��ج �إىل‬ ‫االهتم��ام بال�شباب ومتكينه��م من خالل‬ ‫ال�سيا�س��ات التعليمي��ة واالجتماعي��ة‬ ‫والثقافي��ة واالقت�صادي��ة لل��دول‪ .‬وقد‬ ‫ت�ضم��ن برنام��ج العمل من �أج��ل ال�شباب‬ ‫ع�ش��ر �أولوي��ات تتن��اول ق�ضاي��ا �شبابية‬ ‫وجمتمعي��ة خمتلف��ة تتعل��ق باجل��وع‬ ‫والفق��ر وال�صح��ة والتوظي��ف والبيئ��ة‬ ‫وامل�شارك��ة يف عملي��ة اتخ��اذ الق��رار‪،‬‬ ‫وغريه��ا م��ن الق�ضاي��ا ذات الأولوي��ة‬ ‫بالن�سبة لفئة ال�شباب‪ .‬و�ضع ال�شباب يف‬ ‫املجتمعات النامية ي�شري �إىل �أن م�ستقبل‬ ‫ه��ذه املجتمع��ات مرهون به��م‪ .‬لذا يجب‬ ‫على كل دول��ة نامية النهو���ض بال�شباب‬ ‫ليكونوا جزءا م��ن �إ�سرتاتيجية تنموية‬ ‫اجتماعية اقت�صادية �شاملة تهدف �إىل‬ ‫متك�ين ال�شباب و�إتاح��ة الفر�صة لهم يف‬ ‫العملية التنموية‪.‬‬

‫يوج��د تعريف واح��د لل�شب��اب‪ ،‬وهناك‬ ‫�صعوب��ة يف �إيج��اد حتدي��د وا�ض��ح لهذا‬ ‫املفه��وم‪ .‬وع��دم االتف��اق عل��ى تعري��ف‬ ‫موح��د �شامل‪ ،‬يعود لأ�سباب كثرية �أهمها‬ ‫اخت�لاف الأه��داف املن�ش��ودة م��ن و�ض��ع‬ ‫التعري��ف وتباي��ن املفاهي��م والأف��كار‬ ‫العام��ة الت��ي يق��وم عليه��ا التحلي��ل‬ ‫ال�سيكولوج��ي واالجتماعي الذي يخدم‬ ‫تلك الأهداف‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬ف�إن مفه��وم ال�شباب يت�سع للعديد‬ ‫من التعريفات (االجتاهات) التالية‪:‬‬

‫تعريف م�صطلح ال�شباب‪:‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪17‬‬

‫�أ�صبح ال�شباب يتجه‬ ‫نحو اال�ستقالل والتحرر‬ ‫والعقالنية وهم �أكرث �إجتاهاً‬ ‫نحو قيم احلداثة‪.‬‬

‫التعريف البيولوجي ‪:‬‬ ‫ال�شب��اب ظاه��رة اجتماعي��ة ت�ش�ير‬ ‫�إىل مرحل��ة م��ن العم��ر تعق��ب مرحل��ة‬ ‫املراهقة‪ ،‬وتب��دو خاللها عالمات الن�ضج‬ ‫االجتماع��ي والنف�س��ي والبيولوج��ي‬ ‫وا�ضح��ة‪ .‬تتج��ه جمموع��ة م��ن �أه��ل‬ ‫االخت�صا���ص �إىل اعتب��ار ال�شب��اب فرتة‬ ‫زمني��ة تبد�أ م��ن اخلام�سة ع�ش��رة حتى‬ ‫الرابع��ة والع�شري��ن م��ن العم��ر‪ ،‬وه��ي‬ ‫الف�ترة التي يكتمل فيه��ا النمو اجل�سمي‬ ‫والعقلي على نحو يجعل املرء قادر ًا على‬ ‫�أداء وظائف��ه املختلف��ة وه��ذا التعريف‬ ‫هو الذي تعتمده الأمم املتحدة �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫التعريف ال�سيكلوجي ‪:‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫غ�ير �أن هذا تعري��ف لل�شب��اب وفق ًا ملدى‬ ‫عم��ري مع�ين‪ ،‬يعت�بر غ�ير دقي��ق‪� ،‬إذ �إن‬ ‫ال�شب��اب كمفهوم يختلف م��ن ثقافة �إىل‬ ‫�أخ��رى ومن جمتم��ع �إىل �آخ��ر‪ .‬يف بع�ض‬ ‫املجتمعات قد متتد عملية انتقال ال�صبية‬ ‫�إىل الر�ش��د‪ ،‬من حيث حتقيق اال�ستقالل‬ ‫االقت�ص��ادي واالجتماعي ال��ذي يقرتن‬ ‫بعملي��ة التوظيف واحل�ص��ول على مورد‬ ‫ثابت لل��رزق �إىل �أواخ��ر الع�شرينات من‬ ‫عم��ر ال�شب��اب‪ ،‬وبالت��ايل ق��د ال ينتق��ل‬ ‫ال�ش��اب �إىل مرحل��ة التوظي��ف والعم��ل‬ ‫قب��ل بل��وغ �س��ن الثالث�ين عام�� ًا‪ .‬علي��ه‬ ‫ف���إن املفه��وم ال��ذي يعتم��د عل��ى الإطار‬ ‫البيولوجي يف تعريف ال�شباب يقوم على‬ ‫فكرة الن�ضج اجل�سدي والعقلي‪ ،‬يتجاهل‬ ‫حقيق��ة هام��ة م�ؤداه��ا �أن ال�شباب ميثل‬ ‫حقيق��ة اجتماعي��ة �أك�ثر م��ن �أنه��ا‬ ‫بيولوجي��ة‪ .‬ي�أخ��ذ هذا االجت��اه مبعيار‬ ‫الن�ضج والتكامل االجتماعي لل�شخ�صية‪،‬‬ ‫ويقوم بتحديد جمموعة من اخل�صائ�ص‬ ‫الت��ي تطبق كمقيا�س على �أفراد املجتمع‬ ‫بحيث ميكن التمييز بني ال�شباب وغريهم‬ ‫بغ�ض النظر عن املرحلة العمرية‪.‬‬ ‫التعريف ال�سو�سيولوجي (االجتماعي)‬ ‫ميك��ن تكوي��ن تعرب��ف ثال��ث يدم��ج‬ ‫التعريف�ين ال�سابق�ين يف معي��ار واح��د‪.‬‬ ‫عليه ميكن القول ب�أن ال�شباب يف املجتمع‬ ‫من بني �أهم �آليات متكني‬ ‫ال�شباب‪ :‬بناء الوعي‪ ،‬بناء‬ ‫القدرات والقاعدة املعرفية‬ ‫وبناء االجتاهات الإيجابية‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪18‬‬

‫فئ��ة عمري��ة تت�س��م بع��دد م��ن ال�صفات‬ ‫والق��درات االجتماعي��ة والنف�سي��ة‬ ‫املتمي��زة‪ ،‬وتختل��ف بداي��ة ونهاية هذه‬ ‫الفئ��ة العمري��ة ونهايته��ا باخت�لاف‬ ‫الأو�ض��اع االجتماعي��ة واالقت�صادي��ة‬ ‫والثقافية ال�سائدة يف كل جمتمع‪.‬‬ ‫وهك��ذا ال متثل مرحل��ة ال�شباب مرحلة‬ ‫من��و مفاجئ و�إمن��ا هي ا�ستم��رار طبيعي‬ ‫لعملية التن�شئة االجتماعية التي تبد�أ‬ ‫من��ذ مرحل��ة الطفولة املبك��رة وت�ستمر‬ ‫خالل كل مراحل احلياة‪ .‬ويقوم م�صطلح‬ ‫ال�شب��اب �أ�سا�س�� ًا عل��ى فك��رة اال�ستقالل‬ ‫ال�شخ�ص��ي وامل�سئولي��ة‪� ،‬إذ ال ي�صب��ح‬ ‫ال�ش��اب نا�ضج ًا �أو مكتم ً‬ ‫�لا �إال �إذا تخل�ص‬ ‫من االعتماد على الآخرين و�أعتمد على‬ ‫نف�سه‪ ،‬و�أ�صبح م�ستق ًال وقادر ًا على حتمل‬ ‫م�سئولياته ال�شخ�صية واالجتماعية‪.‬‬ ‫علي��ه ف���إن ال�شب��اب الذي��ن ال يقوم��ون‬ ‫ب���أدوار نافع��ة يف املجتم��ع يف�شل��ون يف‬ ‫اكت�ساب الإح�سا���س بامل�سئولية‪ ،‬وتتبدد‬ ‫طاقاته��م وحيويتهم‪ ،‬وق��د يتجهون �إىل‬ ‫م�سال��ك م�ض��ادة للمجتم��ع وي�صبح��ون‬ ‫معلم��ون هدم بد ًال م��ن �أن يكون��وا عامل‬ ‫بناء‪ .‬هذا الو�ضع ي�ؤدي �إىل �إحباط روح‬ ‫اال�ستقالل عند ال�شباب و�إ�ضعاف قدرته‬ ‫على اتخاذ قراراته امل�ستقلة‪.‬‬ ‫ل��ذا يج��ب مراع��اة �أن عملي��ة الن�ض��ج‬ ‫االجتماع��ي تعت�بر عملي��ة متع��ددة‬ ‫الأبعاد‪ ،‬ينطلق فيها ال�شباب بالتدرج �إىل‬ ‫احلي��اة يف املجتمع وامل�شاركة الإيجابية‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫يف العملي��ة التنموي��ة‪ .‬وم��ن ب�ين �سمات‬ ‫ه��ذه العملي��ة اختي��ار مهن��ة‪ ،‬والبدء يف‬ ‫ممار�س��ة العم��ل والن�ش��اط االجتماعي‪،‬‬ ‫وممار�سة احلقوق ال�سيا�سية وامل�سئولية‬ ‫الكامل��ة �أم��ام القان��ون ث��م ال��زواج‬ ‫وحتم��ل م�سئولي��ة الأ�س��رة‪ .‬ي�ؤكد �سياق‬ ‫ه��ذا التعري��ف �أن ال�شب��اب ي�سع��ى �إىل‬ ‫اال�ستق�لال و�إىل املزي��د م��ن احل��راك‬ ‫االجتماع��ي‪ ،‬ال�شئ الذي يتطلب اعتماد‬ ‫�سيا�سات �شبابي��ة تعني على توجيه هذا‬ ‫اال�ستق�لال يف االجت��اه ال�صحي��ح ال��ذي‬ ‫يحق��ق طموح��ات ال�شب��اب ويجعل منهم‬ ‫طاق��ة نافع��ة يف بن��اء املجتم��ع‪ ،‬وتوفري‬ ‫املن��اخ املالئ��م لتدريبه��م عل��ى و�ض��ع‬ ‫االختي��ارات املنا�سبة وتنمية الإمكانات‬ ‫املبدع��ة لديه��م‪ ،‬ودجمه��م يف احلي��اة‬ ‫املدنية العامة‪.‬‬ ‫عدم ق��درة ال�شب��اب يف مراح��ل التعليم‬ ‫حتدي��دا اال�ستق�لال عن الأ�س��رة دفعت‬ ‫الكثريي��ن �إىل تبن��ي م�صال��ح انتقائي��ة‬ ‫جمع��ت ب�ين القيم��ة الفردي��ة والقي��م‬ ‫اجلماعي��ة للأ�س��رة‪ .‬فال�ش��اب يرغ��ب‬ ‫يف اال�ستق�لال ع��ن �أ�سرت��ه غ�ير �أن��ه ال‬ ‫ي�ستطي��ع ذل��ك‪ ،‬كما �أن��ه مل يتع��ود على‬ ‫حتم��ل تبعات��ه �إن مل تك��ن م��ن الناحية‬ ‫املادي��ة فم��ن الناحي��ة النف�سي��ة �أي�ضا‪.‬‬ ‫كم��ا ميكنن��ا �أن نلح��ظ قيما �أخ��رى لدى‬ ‫ال�شب��اب ب��د�أت ت�أخ��ذ مع��اين مغاي��رة‪،‬‬ ‫فف��ي الوقت ال��ذي كانت في��ه «القناعة‪،‬‬ ‫والربكة‪ ،‬والتوفيق» من قيم الآباء بد�أت‬ ‫تنح�س��ر لت�أخذ مكانه��ا قيمة الطموح يف‬ ‫التعليم والعمل واملال والتفكري العقالين‬ ‫ال��ذي يق�ترب بقي��م ال�شب��اب م��ن قي��م‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪19‬‬

‫هجرة ال�شباب الدولية ظاهرة‬ ‫جمتمعية معقدة ومتعددة الأبعاد‬ ‫وهي نتاج طبيعي للعوملة وثورة‬ ‫الإت�صاالت‪.‬‬

‫احلداث��ة وما بع��د احلداث��ة‪ .‬فال�شباب‬ ‫�أ�صب��ح يتجه نح��و اال�ستق�لال والتحرر‬ ‫والعقالني��ة وه��م يدركون �أهمي��ة املادة‬ ‫لإ�شباع احلاجات واحلب لدعم العالقات‬ ‫الأ�سرية ومن ثم فه��م �أكرث اجتاها نحو‬ ‫قيم احلداثة‪.‬‬ ‫عدم جتان�س ال�شباب‬ ‫ال ميث��ل ال�شباب فئة متجان�سة‪ ،‬بل عدة‬ ‫فئات تتف��اوت فيما بينه��ا تفاوت ًا كبري ًا‪،‬‬ ‫من حي��ث موقعها يف البن��اء االجتماعي‬ ‫ويف نوعي��ة فر���ص احلي��اة املتاح��ة لكل‬ ‫منهما‪ .‬فهناك ال�شباب الأثرياء‪ ،‬وهناك‬ ‫الطبقة الو�سطى منه��ا والطبقات الأقل‬ ‫حظ�� ًا‪ ،‬بجان��ب الف��وارق املكاني��ة‪� ،‬شباب‬ ‫احل�ضر والريف والبادية‪.‬‬ ‫التح��والت االقت�صادي��ة واالجتماعي��ة‬ ‫الت��ي ظه��رت خ�لال ت�سعين��ات الق��رن‬ ‫املا�ضي‪ ،‬بجانب ت�أثريات العوملة �أدت �إىل‬ ‫تعميق االنق�سام عل��ى ال�صعيدين املحلي‬ ‫وال��دويل بني من ميلكون ومن ال ميلكون‪.‬‬ ‫وانعك���س ذلك عل��ى م��دى اال�ستفادة من‬ ‫خدمات التعليم والتكنولوجيا احلديثة‬ ‫وتباي��ن الر�صي��د املع��ريف ب�ين الفق��راء‬ ‫والأثري��اء‪ .‬انعك�س��ت ه��ذه التح��والت‬ ‫االجتماعي��ة واالقت�صادي��ة اجلدي��دة‬ ‫على ال�شباب بدرجات متفاوتة و�أدت �إىل‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ظاهرة الهجرة ال�سودانية‬ ‫«اخلارجة والوافدة والعابرة‬ ‫« يكتنفها التعقيد و�صعوبة‬ ‫الدرا�سة والر�صد والت�شخي�ص‪.‬‬

‫زي��ادة التباين��ات يف �أو�ساطهم ففي حني‬ ‫�أدت التحوي�لات اجلدي��دة �إىل تعظي��م‬ ‫مكا�سب ال�شباب الذي ينتمي �إىل الفئات‬ ‫االجتماعية العليا‪ ،‬ف�إنها قد �ضاعفت من‬ ‫معاناة ال�شباب يف الفئة الفقرية‪ ،‬وزادت‬ ‫من ن�سبة حرمانهم لإ�شباع احتياجاتهم‬ ‫الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫تتزاي��د ح��دة الف��وارق االجتماعي��ة‬ ‫والثقافي��ة على امل�ست��وى العاملي‪ ،‬خا�صة‬ ‫م��ن اجلوان��ب املتعلق��ة ببن��اء الق��درات‬ ‫والت�أث�ير يف ال�سيا�س��ات ب�ين ال�شب��اب يف‬ ‫الع��امل املتق��دم ور�صفائه��م يف الع��امل‬ ‫النام��ي‪ .‬فالف��وارق ب�ين ال�شب��اب يف‬ ‫العامل�ين �شا�سع��ة وكب�يرة‪ ،‬خ�صو�ص�� ًا‬ ‫يف فر���ص التعلي��م وال�صح��ة وم�ست��وى‬ ‫املعي�ش��ة وفر���ص امل�شارك��ة يف احلي��اة‬ ‫املدني��ة وال�سيا�سي��ة املتاح��ة �أمامه��م‪.‬‬ ‫هذه الأو�ض��اع تدفع بال�شب��اب يف الدول‬ ‫النامي��ة �إىل الهج��رة بحث�� ًا ع��ن و�ض��ع‬ ‫معي�شي وتعليم��ي واجتماعي واقت�صادي‬ ‫�أف�ضل‪.‬‬ ‫يزيد م��ن الآثار ال�سالب��ة التي �صاحبت‬ ‫العومل��ة وتعقيداته��ا قي��ام ق��وى عاملية‬ ‫جدي��دة م��ن ال�شب��اب عاب��ر للقومي��ات‪،‬‬ ‫وت�شكل��ت من النخ��ب ال�شبابية املتعلمة‪،‬‬ ‫الت��ي متكن��ت م��ن الدرا�س��ة والعم��ل يف‬ ‫املجتمعات الغربية‪� ،‬أو يف �إطار ال�شركات‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪20‬‬

‫العاملية �أو القطاع التجاري املحلي املت�صل‬ ‫باخل��ارج‪� ،‬أو العامل��ة يف جم��ال منظمات‬ ‫املجتمع املدين‪� ،‬أو يف امل�ستويات الإدارية‬ ‫والوظيفي��ة العليا يف الهيئات واملنظمات‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫ه��ذا الو�ض��ع �أف�ض��ى �إىل تفاوت��ات‬ ‫اجتماعي��ة وا�سعة ب�ين ال�شب��اب‪� ،‬سواء‬ ‫على امل�ستويات املحلية بني �شباب الريف‬ ‫واحل�ض��ر‪� ،‬أو عل��ى �أ�سا���س انتماءاته��م‬ ‫االجتماعية واالقت�صادية املختلفة‪� ،‬أو‬ ‫من حيث اندم��اج الأن�شطة االقت�صادية‬ ‫وال�سيا�سي��ة الدولي��ة الت��ي �صاحب��ت‬ ‫التح��والت اجلدي��دة‪� ،‬أو عل��ى امل�ست��وى‬ ‫العامل��ي ب�ين �شب��اب ي�شارك��ون بق��وة يف‬ ‫ثورة تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت‪،‬‬ ‫ويحظ��ون بفر���ص احلي��اة االجتماعية‬ ‫الرغدة‪ ،‬وتفتح �أمامهم �أبواب امل�شاركة يف‬ ‫التعليم واخلدمات االجتماعية الأخرى‬ ‫ويف الأن�شط��ة ال�سيا�سي��ة واالقت�صادية‬ ‫الأخرى‪ ،‬و�شباب الدول النامية املنق�سم‬ ‫هو الآخر بني جمموعات حتظى بفر�ص‬ ‫احلي��اة املتاح��ة ل�شباب الع��امل املتقدم‪،‬‬ ‫وجمموع��ات وا�سع��ة لي���س مبقدوره��ا‬ ‫اال�ستف��ادة م��ن �إجن��ازات التق��دم‪ ،‬ب��ل‬ ‫ه��ي حمروم��ة م��ن فر���ص �إ�شب��اع �أب�سط‬ ‫احتياجاتها الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫ال�شب��اب �إذ ًا ال ي�ش��كل قطاع�� ًا واحد ًا بل‬ ‫ه��و قطاعات عديدة تتن��وع بالنظر �إىل‬ ‫متغريات كثرية غري امل�ستوى االجتماعي‬ ‫واالقت�ص��ادي كالتعلي��م والن��وع والعرق‬ ‫وال�سي��اق االجتماعي‪� .‬إن متكني ال�شباب‬ ‫م��ن �أداء حقوقه��م بفاعلي��ة يف املجتمع‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫يعكف مركز درا�سات الهجرة على �إعداد‬ ‫«ملف الهجرة يف ال�سودان» لر�صد كل ما يتعلق‬ ‫بالهجرة واملهاجرين من و�إىل ال�سودان‪.‬‬ ‫يعن��ي زي��ادة درج��ة الفعالي��ة والت�أث�ير‬ ‫لديه��م مب��ا ميكنه��م ب��دوره م��ن حتقي��ق‬ ‫�إرادته��م وتطلعاته��م عل��ى ال�صعي��د‬ ‫االجتماع��ي ‪ .‬ومن بني �أه��م �آليات متكني‬ ‫ال�شب��اب ب�صفة عامة‪ ،‬بن��اء الوعي‪ ،‬بناء‬ ‫الق��درات‪ ،‬بن��اء القاعدة املعرفي��ة‪ ،‬بناء‬ ‫االجتاهات االيجابية‪ .‬كما يعني م�صطلح‬ ‫متك�ين ال�شب��اب �إتاح��ة الفر�ص��ة �أمام��ه‬ ‫للوعي بق�ضاياه وم�شكالته والعوائق التي‬ ‫حت��ول دون �إ�شب��اع احتياجاته��م‪ ،‬و�سب��ل‬ ‫حتقيق امل�شاركة يف احلياة االجتماعية‪.‬‬ ‫هجرة ال�شباب الدولية ‪:‬‬ ‫تعت�بر هج��رة ال�شب��اب الدولي��ة ظاهرة‬ ‫جمتمعي��ة معق��دة ومتع��ددة الأبع��اد‪،‬‬ ‫وه��ي نتاج طبيع��ي لأبعاد العومل��ة وثورة‬ ‫االت�ص��االت‪ ،‬وال ميكن �أن تع��زى لأ�سباب‬ ‫حملية و�إقليمية فق��ط‪ .‬والهجرة ب�شكل‬ ‫ع��ام وهج��رة ال�شب��اب ب�ش��كل خا���ص‬ ‫باعتب��ار �أنهم ميثلون عم��اد التنمية وهم‬ ‫م��ن ي�ساهمون يف تق��دم جمتمعاته��م‪� ،‬إن‬ ‫مل تك��ن را�ش��دة ومنظم��ة تعت�بر ه��درا‬ ‫للطاق��ات والكف��اءات واخل�برات‪ ،‬وه��و‬ ‫ال�ش��ئ ال��ذي تك��ون له �آث��ار �سالب��ة على‬ ‫بناء املجتمع و�صحته وعلى مناء املجتمع‬ ‫و�أمن��ه‪ .‬يق�ص��د مب�صطلح هج��رة ال�شباب‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪21‬‬

‫الدولي��ة عملي��ة تنقل ال�شاب م��ن دولته‬ ‫«املن�ش���أ» �إىل دول��ة �أخ��رى «املق�ص��د»‬ ‫للعم��ل �أو العل��م �أو ال�سياح��ة �أو غريه��ا‬ ‫م��ن الأ�سباب‪ .‬البنك ال��دويل يف تعريفه‬ ‫للهج��رة الدولي��ة يرك��ز عل��ى الهج��رة‬ ‫بق�صد العمل‪ ،‬وحتي يف حالة العمل يجب‬ ‫�أن يق�ض��ي العامل املهاجر على الأقل مدة‬ ‫ع��ام يف الدولة امل�ضيف��ة‪ .‬برغم اخلالف‬ ‫ال�سائ��د ح��ول حتديد املرحل��ة العمرية‬ ‫لفئة ال�شباب �إال �أن الورقة مل تهتم بهذا‬ ‫التحديد بقدر اهتمامها بتحديد الدوافع‬ ‫واملح��ددات امل�ؤدية للهج��رة‪� ،‬إنطالقا من‬ ‫�أن ال�شباب‪ ،‬باختالف مرحلتهم العمرية‪،‬‬ ‫ه��م م��ن يقبل��ون عل��ى الهج��رة ب�شقيه��ا‬ ‫ال�شرعية وال�سرية‪.‬‬ ‫هجرة ال�سودانيني للخارج‬ ‫تتمي��ز الهج��رة ال�سوداني��ة مقارن��ة‬ ‫بالهج��رة يف دول و�أقالي��م �أخ��رى‪ ،‬بتنوع‬ ‫�شدي��د يف �أ�شكالها و�أمناطها‪ ،‬حيث ت�شمل‬ ‫الهج��رة اخلارج��ة �إىل ال��دول العربي��ة‬ ‫والغربي��ة‪ ،‬والهج��رة الواف��دة من الدول‬ ‫العربي��ة والأفريقي��ة والآ�سيوي��ة‬ ‫ب�ش��كل ع��ام‪ ،‬والهج��رة العاب��رة القادمة‬ ‫ب�ش��كل �أ�سا�س��ي م��ن دول �أفريقي��ا جنوب‬ ‫ال�صح��راء والت��ي عادة ما تق�ص��د الدول‬ ‫الأوروبي��ة ب�ش��كل ع��ام‪ ،‬ودول االحت��اد‬ ‫الأوروب��ي ب�ش��كل خا�ص‪ .‬وهن��اك كذلك‬ ‫الهجرة الق�سرية التي تنتج عن احلروب‬ ‫والنزاع��ات وع��دم اال�ستق��رار ال�سيا�سي‬ ‫يف دول اجل��وار ال�سوداين‪ ،‬وحديثا بع�ض‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫مثلت حتويالت املهاجرين‬ ‫ال�سودانيني �أحد �أهم م�صادر‬ ‫النقد الأجنبي و�ساهمت يف‬ ‫حت�سني ميزان املدفوعات‪.‬‬ ‫ال��دول العربية مثل �سوريا‪ .‬هذا الو�ضع‬ ‫يجع��ل م��ن ظاه��رة الهج��رة ال�سودانية‬ ‫(اخلارجة‪ ،‬والوافدة‪ ،‬والعابرة) من �أكرث‬ ‫الظواهر االجتماعي��ة تعقيدا و�صعوبة‬ ‫يف الدرا�سة والر�صد والت�شخي�ص‪.‬‬ ‫جهاز تنظيم �ش�ؤون ال�سودانيني العاملني‬ ‫باخلارج‬ ‫اهتم��ام الدول��ة باملهاجري��ن واملغرتبني‬ ‫ج��اء مت�أخ��را ن�سبي��ا بع��د �أن تكاث��رت‬ ‫�أعداه��م و�أ�صبحت الهجرة ظاهرة ي�شار‬ ‫�إليه��ا من��ذ منت�ص��ف �سبعيني��ات الق��رن‬ ‫املا�ض��ي‪ ،‬حي��ث �أ�صبح للمغ�ترب م�ساهمة‬ ‫وا�ضحة يف حركة االقت�صاد ال�سوداين‪.‬‬ ‫حينها �شرعت الدولة يف �إ�صدار القوانني‬ ‫واللوائ��ح اخلا�ص��ة به��ذه ال�شريح��ة من‬ ‫املجتم��ع ال�س��وداين‪ .‬فت��م ع��ام ‪1979‬م‬ ‫ت�أ�سي���س اجلهاز املرك��زي لرعاية �ش�ؤون‬ ‫املغرتب�ين الذي �صار ميار���س عمله اليوم‬ ‫حت��ت م�سم��ي (جه��از تنظي��م �ش���ؤون‬ ‫ال�سوداني�ين باخل��ارج) ال��ذي يع��رف‬ ‫�إ�صطالحا بـ (جهاز املغرتبني)‪.‬‬ ‫وق��د بادر (جهاز املغرتب�ين) نهاية العام‬ ‫‪2009‬م �إىل �إن�ش��اء (مرك��ز ال�س��ودان‬ ‫لدرا�س��ات الهج��رة والتنمي��ة وال�سكان)‬ ‫ليك��ون �أول مرك��ز متخ�ص���ص يف درا�سات‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪22‬‬

‫الهج��رة والتنمية وال�س��كان بال�سودان‪.‬‬ ‫وميك��ن لهذا املركز الولي��د �أن يلعب دورا‬ ‫ب��ارزا ومهم��ا يف كل م��ا يتعل��ق بق�ضاي��ا‬ ‫الهج��رة واالغ�تراب م��ن و�إىل ال�سودان‬ ‫يف حال��ة توف�ير الدع��م ال�لازم وتهئية‬ ‫معينات العمل‪ .‬ويعك��ف املركز بالتعاون‬ ‫م��ع ع��دد م��ن اجله��ات املعني��ة بالدولة‬ ‫«على �إع��داد ملف الهج��رة يف ال�سودان»‬ ‫ال��ذي و�ص��ل مراحل��ه الأخ�يرة ويتوقع‬ ‫�أن يك��ون جاه��زا للن�ش��ر قريب��ا �إن �شاء‬ ‫اهلل‪ .‬وي�شم��ل املل��ف معلوم��ات غاي��ة يف‬ ‫الأهمي��ة ع��ن الهج��رة واملهاجري��ن م��ن‬ ‫و�إىل ال�س��ودان �أعداده��م وت�صنيفاته��م‬ ‫ح�سب ال��دول واملهن والأعم��ار واجلن�س‬ ‫وغريه��ا م��ن معلوم��ات تتوف��ر لأول مرة‬ ‫بهذا ال�شكل وهذه الدقة‪.‬‬ ‫�أعداد املهاجرين ال�سودانيني‪:‬‬ ‫م��ا ميي��ز هج��رة ال�سوداني�ين‪ ،‬خا�ص��ة‬ ‫خ�لال احلق��ب الأخ�يرة‪ ،‬ه��و ارتف��اع‬ ‫ن�س��ب املتعلم�ين ب�ين املهاجري��ن اجل��دد‬ ‫وتنام��ي ظاه��رة هج��رة الكف��اءات‬ ‫و�أ�صح��اب اخل�برات وامله��ارات‪ .‬ظاه��رة‬ ‫هج��رة الكف��اءات املتخ�ص�ص��ة م��ن ذوي‬ ‫التح�صي��ل العلم��ي املرتف��ع‪� ،‬س��واء �إىل‬ ‫ال��دول العربي��ة �أو الغربي��ة �أو حت��ي‬ ‫للعمل يف املنظمات الإقليمية والدولية‪.‬‬ ‫هج��رة ال�سودانيني للخارج تتميز عموما‬ ‫مبردوده��ا الإيجاب��ي املتع��دد الأبع��اد‬ ‫�س��واء عل��ى املهاجرين �أنف�سه��م و�أ�سرهم‬ ‫�أو حتي على املجتمعات املحلية وحت�سني‬ ‫م�ست��وى دخل الأ�س��رة وبالت��ايل ارتفاع‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ما بني ‪ %80 – 75‬من ال�سودانيني‬ ‫املهاجرين يعملون يف وظائف دنيا‪،‬‬ ‫و‪ %15 – 12‬وظائف متو�سطة و‪– 5‬‬ ‫‪ %10‬وظائف عليا‪.‬‬

‫م�ستواه��م املعي�ش��ي وتن�شي��ط القطاعات‬ ‫االقت�صادي��ة املختلف��ة‪ ،‬وكذل��ك عل��ى‬ ‫امل�ست��وى االقت�ص��ادي الكل��ي‪� .‬ساهم��ت‬ ‫الهج��رة يف حت�س�ين �أو�ض��اع املهاج��ر‬ ‫و�أف��راد �أ�سرت��ه‪ ،‬حي��ث ح��دت كث�يرا من‬ ‫حج��م م�ش��كالت البطال��ة والإ�س��كان‬ ‫والزواج ومتويل تعليم الأبناء ورعايتهم‬ ‫�صحي��ا وغذائي��ا‪ .‬هذا بجان��ب مدخرات‬ ‫املهاجرين التي متثل م�صدرا مهما لتحقيق‬ ‫التنمية واال�ستثمار �إذا ما توفرت البيئة‬ ‫اجلاذبة لها حملي��ا‪ .‬وقد مثلت حتويالت‬ ‫املهاجري��ن ال�سودانيني �أح��د �أهم م�صادر‬ ‫النق��د الأجبن��ي‪ ،‬و�ساهم��ت كث�يرا يف‬ ‫حت�س�ين مي��زان املدفوع��ات‪ ،‬فق��د بلغ��ت‬ ‫التحويالت خالل الفرتة ‪2010/2009‬م‬ ‫�أكرث من ثالثة مليار دوالر‪.‬‬ ‫يقدر حجم ال�سودانيني املقيمني باخلارج‬ ‫ما بني ‪� 1.500.000‬إىل ‪ 2‬مليون مهاجر‪،‬‬ ‫تعم��ل ن�سب��ة كب�يرة منه��م يف اململك��ة‬ ‫العربي��ة ال�سعودي��ة‪ ،‬والباق��ي يف دول‬ ‫اخلليج النفطية الأخري مع وجود �أعدد‬ ‫�أخ��رى موزع�ين يف بقية ال��دول العربية‬ ‫والغربي��ة‪ .‬م��ا ب�ين ‪ %80 - %75‬م��ن‬ ‫ال�سوداني�ين بالدول العربي��ة يعملون يف‬ ‫وظائ��ف دنيا‪ ،‬يف ح�ين يعمل ‪%15 - %12‬‬ ‫يف وظائف متو�سطة‪ ،‬و‪ %10 - %5‬يعملون‬ ‫يف وظائ��ف علي��ا ك�أ�سات��ذة اجلامع��ات‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪23‬‬

‫والأطب��اء واملهند�س�ين وامل�ست�شاري��ن‬ ‫واملعلمني‪.‬‬ ‫�أعداد ال�سودانيني املقدرة يف بع�ض‬ ‫الدول العربية والغربية وال�صني‬ ‫عدد ال�سودانيني‬ ‫الدولة‬ ‫(املقدر)‬ ‫‪680.000‬‬ ‫ال�سعودية‬ ‫‪90.000‬‬ ‫الإمارات‬ ‫‪35.000‬‬ ‫قطر‬ ‫‪30.000‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪7.500‬‬ ‫�سلطنة عمان‬ ‫‪50.000‬‬ ‫بريطانيا‬ ‫‪5.000‬‬ ‫ال�صني‬ ‫ت�شري تقديرات منظمة اليون�سكو �إىل �أن‬ ‫عدد ال�سوداني�ين الذين يهاجرون �سنويا‬ ‫بق�صد الدرا�سة �إىل الدول الغربية ودول‬ ‫�أخ��رى مث��ل ماليزي��ا والهن��د وباك�ست��ان‬ ‫يبلغ ح��وايل ‪ 2.800‬طالب‪ .‬ورغم غياب‬ ‫املعلوم��ات الدقيق��ة عن ظاه��رة الهجرة‬ ‫ف���إن �إح�صائي��ات وتقاري��ر وزارة العم��ل‬ ‫والإ�ص�لاح الإداري ت�ش�ير �إىل �أن حركة‬ ‫الهجرة بالطرق الر�سمية ظلت تت�صاعد‬ ‫وترتاج��ع خ�لال ف�ترة الت�سعين��ات تبعا‬ ‫لعوام��ل عدي��دة وق��د تدن��ت مع��دالت‬ ‫الهج��رة عقب ح��رب اخللي��ج يف ‪1990‬م‬ ‫ولك��ن �سرعان ما ع��ادت للإرتفاع‪ .‬كذلك‬ ‫�شمل��ت الهج��رة الداخلية م��ن اجلامعات‬ ‫احلكومي��ة للجامع��ات الأهلي��ة والهجرة‬ ‫�إىل خ��ارج �أر�ض الوطن قطاع العاملني يف‬ ‫م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ً‬ ‫�سنويا ‪ 2800‬طالب‬ ‫حجم هجرة ال�سودانيني خالل الربع الأول من يهاجر‬ ‫العام ‪2014‬م‬ ‫�سوداين للدرا�سة يف �أوربا‬ ‫املو�ضوع‬ ‫�إجمايل عدد وماليزيا والهند وباك�ستان‪.‬‬ ‫ع��دد املهاجري��ن بالتقري��ب‬ ‫املهاجرين‬

‫حوايل ‪20.000‬‬ ‫عدد من هم يف �سن اخلدمة الوطنية‬ ‫حوايل ‪15.000‬‬ ‫�أ�صحاب املهن (�أ�ساتذة‪� ،‬أطباء الخ)‬ ‫حوايل ‪780‬‬ ‫ي�صع��ب حتديد حجم املهاجرين ال�سودانيني يف الدول الغربية نظرا للتباين الوا�ضح‬ ‫ب�ين احلدود اجلغرافية وال�سيا�سات والإمتدادات القبلية ﻻختالف احلدود القومية‬ ‫وانت�ش��ار اجلن�سي��ة املزدوج��ة وجتن���س ال�سوداني�ين خا�ص��ة يف دول مث��ل الوﻻي��ات‬ ‫املتح��دة واململكة املتحدة‪ .‬وح�سب تقديرات اليون�سكو‪ ،‬هناك حوايل ‪� 2900‬سوداين‬ ‫يغ��ادرون �سنوي��ا اىل الغرب ودول اخرى مثل ماليزيا وم�صر والهند وباك�ستان لغر�ض‬ ‫الدرا�س��ة‪ .‬وهناك دﻻﻻت ت�ؤك��د �أن �أحد الطرق املف�ضلة لهجرة ال�سودانيني امل�ؤهلني‬ ‫ت�أهيال عاليا هو متابعة الدرا�سة اجلامعية وفوق اجلامعية باخلارج‪.‬‬ ‫�شهدت هجرة ال�سودانيني خا�صة ال�شباب زيادة كبرية خالل ال�سنوات اخلم�س املا�ضية‬ ‫وت�سارعت وترية الهجرة خالل العامني املا�ضيني‪ .‬كما يظهر ذلك اجلدول التايل‪:‬‬ ‫جدول يو�ضح حركة املهاجرين لأغرا�ض العمل ( ‪23:) 2012-2008‬‬ ‫العام ا ململكة االمارات‬ ‫السعودية املتحدة‬

‫قطر الكويت‬

‫عمان‬

‫‪1088‬‬ ‫‪1811‬‬ ‫‪1637‬‬ ‫‪573‬‬ ‫‪1405‬‬ ‫‪6514‬‬

‫‪182‬‬ ‫‪322‬‬ ‫‪327‬‬ ‫‪722‬‬ ‫‪1580‬‬ ‫‪3133‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪341‬‬ ‫‪818‬‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫اجلملة‬

‫‪8093‬‬ ‫‪19444‬‬ ‫‪28535‬‬ ‫‪28762‬‬ ‫‪86553‬‬ ‫‪171387‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪24‬‬

‫‪575‬‬ ‫‪951‬‬ ‫‪1135‬‬ ‫‪722‬‬ ‫‪1412‬‬ ‫‪4795‬‬

‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫الزيادة‬ ‫اخرى اجلملة‬ ‫بالنسبة‬ ‫لسنة االساس‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪0% 10032 34‬‬ ‫‪126.4%‬‬ ‫‪22722 73‬‬ ‫‪218%‬‬ ‫‪31879 106‬‬ ‫‪209%‬‬ ‫‪30993 57‬‬ ‫‪839%‬‬ ‫‪94230 198‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪468‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫هجرة الكفاءات ال�شابة ال�سودانية‬ ‫�سرنك��ز يف ه��ذا اجلزء م��ن الورقة على‬ ‫هجرة الكف��اءات ال�سوداني��ة بالرتكيز‬ ‫عل��ى �شريح��ة �أ�سات��ذة اجلامع��ات‪ ،‬مل��ا‬ ‫لهم من ت�أثري مبا�ش��ر وقوي على عملية‬ ‫التنمي��ة وتط��ور البالد‪ ،‬م��ع ا�ستعرا�ض‬ ‫هج��رة الأطب��اء والأط��ر الطبي��ة �إىل‬ ‫خ��ارج البالد‪ .‬وتعتم��د تكاليف الهجرة‬ ‫اخلارجي��ة عل��ى نوعي��ة املهاجرين �إىل‬ ‫اخل��ارج‪ ،‬فالب��د و�أن نف��رق �أ�سا�س��ا ب�ين‬ ‫هجرة العمال املهرة وهجرة العمال غري‬ ‫امله��رة‪� .‬إذ �إن هج��رة املهرة تعني فقدان‬ ‫دولة املن�ش���أ لأحد مواردها النادرة وهو‬ ‫ر�أ�س املال الب�شري املاهر �إن مل تكن هذه‬ ‫الهجرة هج��رة را�ش��دة ومنظمة بحيث‬ ‫ي�ستفي��د منها �ش��ركاء الهجرة الثالثة‪:‬‬ ‫املهاج��ر وبل��د املن�ش���أ والبل��د امل�ضي��ف‪.‬‬ ‫ولذل��ك يطلق على هج��رة العمال املهرة‬ ‫واملتعلم�ين هج��رة الكف��اءات «‪Brain‬‬ ‫‪� .»Drain‬أم��ا اخل�س��ارة الرئي�س��ة‬ ‫لهج��رة ر�أ���س امل��ال الب�ش��ري املاهر غري‬ ‫الرا�ش��دة واملنظمة فه��ي �أوال �أن عملية‬ ‫تعليم وتدريب ه�ؤالء املهاجرين �أخذت‬ ‫وقت��ا طويال وق��درا هائ�لا م��ن الإنفاق‬ ‫التعليم��ي املدعم بوا�سط��ة دولة املن�ش�أ‪،‬‬ ‫وم��ن ث��م ت�صب��ح هجرته��م �إىل اخل��ارج‬ ‫عملي��ة مكلفة لدول��ة املن�ش���أ‪ .‬وبهجرة‬ ‫ه���ؤالء اىل اخلارج تخ�س��ر الدولة الأم‬ ‫اخلدم��ات الت��ي ي�ؤدونه��ا‪� ،‬أو النق���ص يف‬ ‫الإنت��اج الناجم عن هجرتهم‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫ذلك ف�إن عملية �إحالل ه�ؤالء املهاجرين‬ ‫ب�أفراد جدد �ستكون �أي�ضا مكلفة للدولة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪25‬‬

‫هجرة العمال املهرة تعني فقدان دولة املن�ش�أ‬ ‫لأهم مواردها وهو ر�أ�س املال الب�شري‪،‬‬ ‫وهجرة غري املهرة تعترب ً‬ ‫مك�سبا لها‪.‬‬ ‫الأم‪ .‬وبه��ذا ال�ش��كل ت�ؤدي‬ ‫الهج��رة �إىل �س��وء يف توزيع الدخل بني‬ ‫دول املهج��ر ودول امل�ص��در ل�صال��ح دول‬ ‫املهج��ر‪ .‬لذلك اقرتح علماء االقت�صاد‬ ‫فر���ض �ضريب��ة عل��ى هج��رة الكفاءات‬ ‫تفر���ض عل��ى دول املهج��ر وحت�ص��ل‬ ‫بوا�سط��ة حكوم��ات دول املهجر ثم يعاد‬ ‫توجي��ه ه��ذه ال�ضريب��ة �إىل دول املن�ش�أ‬ ‫كن��وع م��ن التعوي���ض خل�س��ارة امله��ارات‬ ‫الناجمة عن هجرة ر�أ�س املال الب�شري‪.‬‬ ‫هجرة العمال غري املهرة‬ ‫على العك�س م��ن ذلك ف�إن هجرة العمال‬ ‫غري املهرة ميك��ن �إعتبارها �أحد املكا�سب‬ ‫ل��دول املن�ش���أ (امل�صدر)‪ ،‬فه��والء العمال‬ ‫يكون��ون دائما يف حال��ة فائ�ض يف دولة‬ ‫املن�ش���أ‪ ،‬وم��ن ث��م ال ت�شع��ر دول��ة املن�ش�أ‬ ‫بخ�سارة مبا�ش��رة ناجمة عن هجرتهم‪.‬‬ ‫على العك�س من ذل��ك ف�إن ه�ؤالء العمال‬ ‫ع��ادة م��ا يقوم��ون بتحوي��ل ج��زء م��ن‬ ‫�أجوره��م �إىل �أ�سرهم التي تركوها عند‬ ‫هجرته��م يف دول��ة املن�ش���أ في�ساهم��ون‬ ‫بذل��ك يف حمارب��ة الفقر ورف��ع امل�ستوى‬ ‫املعي�ش��ي‪ .‬كذل��ك ف���إن هن��اك �إحتم��ال‬ ‫�أن يع��ود ه���ؤالء العمال بع��د فرتة وقد‬ ‫ارتفع��ت م�ستوي��ات مهاراته��م ب�سب��ب‬ ‫التدري��ب والت�أهي��ل ال��ذي تلق��وه يف‬ ‫اخلارج‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�أفاق الهجرة‬

‫‪26‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬

‫املهنة‪/‬‬ ‫الدولة‬

‫السعودية‬ ‫ا إل ما ر ا ت‬ ‫املتحدة‬ ‫قطر‬ ‫الكويت‬ ‫عمان‬ ‫ليبيا‬ ‫أخرى‬ ‫اإلجمالى‬

‫‪100‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪265‬‬

‫اعمال اعمال الزراعة‬ ‫أعمال‬ ‫البيع والرعى وتربية‬ ‫كتابية‬ ‫احليوان‬ ‫وحسابية واخلدمات‬ ‫‪55450‬‬ ‫‪855‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪1800‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪451‬‬

‫‪42‬‬

‫تشغيل‬ ‫مهن‬ ‫احلرفيني‬ ‫وجتميع‬ ‫أولية‬ ‫املاكينات‬ ‫‪15458 59072 16001‬‬ ‫‪693‬‬ ‫‪378‬‬ ‫‪433‬‬

‫إجمالى‬ ‫‪171387‬‬ ‫‪6514‬‬

‫جدول يظهر هجرة السودانيني حسب املهن الرئيسية خالل األعوام (‪2012 -2008‬م)‬

‫إختصاصيون‬ ‫وعلميون‬ ‫‪12782‬‬ ‫‪990‬‬ ‫‪395‬‬ ‫‪273‬‬ ‫‪568‬‬ ‫‪508‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪15606‬‬

‫مدراء‬ ‫وإداريني‬ ‫فنيون‬ ‫‪11620‬‬ ‫‪430‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪12487‬‬

‫‪123‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪654‬‬

‫‪96‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪1325‬‬

‫‪1925‬‬ ‫‪1529‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪60838‬‬

‫‪457‬‬ ‫‪202‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17148‬‬

‫‪782‬‬ ‫‪213‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪456‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪18415‬‬

‫‪846‬‬ ‫‪861‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪1502‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪62818‬‬

‫‪4795‬‬ ‫‪3133‬‬ ‫‪818‬‬ ‫‪2741‬‬ ‫‪468‬‬ ‫‪189856‬‬


‫هجرة الكفاءات واخلربات‬ ‫من �أهم و�أخطر امل�شاكل‬ ‫التي تواجه برامج التنمية‬ ‫يف ال�سودان‪.‬‬ ‫هجرة �أ�ساتذة اجلامعات‬ ‫يعت�بر الأ�ست��اذ اجلامعي حم��ور العملية‬ ‫العلمي��ة والتعليمي��ة وتتمي��ز وظيفت��ه‬ ‫ب�أنه��ا ذات مه��ام خا�ص��ة ومتع��ددة‪ ،‬ومبا‬ ‫�أن �ش��روط تعي�ين الأ�ست��اذ اجلامع��ي‬ ‫تتطل��ب ت�أهي�لا يف م�ست��وي رفي��ع م��ن‬ ‫التمي��ز والتف��وق الأكادمي��ي كم��ا يت��م‬ ‫الرتق��ي للوظائف الأعلى بع��د ا�ستيفاء‬ ‫�شروط �صارمة للأداء الأكادميي املتميز‬ ‫والتدري���س والبح��ث العلم��ي والتدري��ب‬ ‫والدرا�سات العلي��ا وخدمة املجتمع‪ ،‬فقد‬ ‫قام��ت وزارة التعلي��م الع��ايل والبح��ث‬ ‫العلم��ي يف الع��ام ‪2008‬م ب�إعداد درا�سة‬ ‫مقارنة بني خم�ص�صات وامتيازات الهيئة‬ ‫الق�ضائية وديوان النائب العام من جهه‪،‬‬ ‫وب�ين �أع�ض��اء هيئ��ة التدري���س يف بع�ض‬ ‫اجلامع��ات الوطني��ة م��ن جه��ة �أخ��رى‬ ‫بق�صد حت�سني �شروط خدمة العاملني يف‬ ‫م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪.‬‬ ‫�أه��م �أ�سب��اب ظاه��رة هج��رة �أ�سات��ذة‬ ‫اجلامعات‪:‬‬ ‫• �إختالل �سوق العمل فى جمال التعليم‬ ‫الع��اىل فى ال�سودان وع��دم �إن�سجامه مع‬ ‫مطال��ب الأ�سات��ذة املادي��ة‪ ،‬وال توج��د‬ ‫�أ�س��واق عم��ل �سوداني��ة جاذب��ة له��ذه‬ ‫الكفاءات ل��ذا ف�إن ن�سبة الهجرة للخارج‬ ‫يف تزايد لتوفر ال�شروط املجزية للعمل‬ ‫والبيئة التعليمية املميزة هناك‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪27‬‬

‫• العرو���ض املغرية الت��ي تقدمها الدول‬ ‫املتقدمة ل��كل متميز مبدع‪ ،‬والتي تتمثل‬ ‫بامل��ال واملن�ص��ب والو�ض��ع االجتماع��ي‬ ‫وكثري من املميزات الأخرى التي ال يحلم‬ ‫بها الأ�ستاذ اجلامعي يف وطنه‪.‬‬ ‫• فت��ح بع�ض ال��دول اخلليجي��ة �أبوابها‬ ‫للكف��اءات ال�سوداني��ة خا�ص��ة �أ�سات��ذة‬ ‫اجلامعات وذلك لتميز الأ�ستاذ اجلامعى‬ ‫وت�أهيله العاىل‪.‬‬ ‫• �إنع��دام التخطي��ط الواقع��ي يف جمال‬ ‫التعليم العاىل والف�شل يف �إيجاد �شروط‬ ‫وظيفي��ة جمزي��ة متك��ن ه��ذه العق��ول‬ ‫م��ن اال�ستق��رار والإب��داع بالإ�ضافة �إىل‬ ‫امل�شاكل ال�سيا�سية املختلفة وعدم وجود‬ ‫املن��اخ املالئم للبحث العلم��ي‪ ،‬وانخفا�ض‬ ‫امل�ستوى املعي�شي‪.‬‬ ‫• وج��ود بع���ض القوان�ين والت�شريع��ات‬ ‫والتعهدات والكفاالت املالية التي تربك‬ ‫�أ�صح��اب اخلربات م��ن الأ�سات��ذة الذين‬ ‫نال��وا �شه��ادات علي��ا م��ن اخل��ارج‪ ،‬ف�ضال‬ ‫ع��ن البريوقراطي��ة والإدارة التقليدية‬ ‫والت�ضيي��ق عل��ى الكف��اءات العلمي��ة‬ ‫املبدعة‪.‬‬ ‫• الطم��وح العلم��ي ال�شخ�ص��ي لبع���ض‬ ‫الأ�ساتذة لإ�شب��اع روح البحث والتطوير‬ ‫لفقدانهم لذلك يف وطنهم‪.‬‬ ‫• الإحب��اط ال��ذي ي�صي��ب املتميزي��ن‬ ‫والأكف��اء لإ�سن��اد م�س�ؤلي��ة ت�سي�ير دفة‬ ‫العم��ل يف اجلامع��ات �أحيان�� ًا �إىل من هم‬ ‫�أقل كفاءة ومتيزا‪.‬‬ ‫• الت�ضج��ر ال��ذي يع�تري البع���ض م��ن‬ ‫الأزم��ات ال�سيا�سي��ة �أو االقت�صادي��ة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫املتتالية املرتبط��ة �أحيانا بعدم التوافق‬ ‫الأيدلوجي مع احلكومة‪.‬‬ ‫• حالة الركود يف تطوير القوى العاملة‬ ‫بالدول��ة‪ .‬كم��ا يع��اين بع���ض العلماء من‬ ‫انعدام وجود اخت�صا�ص ح�سب م�ؤهالتهم‬ ‫كعلم��اء ال��ذرة و�صناع��ات ال�صواري��خ‬ ‫والف�ض��اء و�صعوب��ة �أو �إنع��دام الق��درة‬ ‫على �إ�ستيع��اب �أ�صحاب الكف��اءات الذين‬ ‫يج��دون �أنف�سه��م �إما عاطلني ع��ن العمل‬ ‫�أو ال يجدون عمال ينا�سب اخت�صا�صاتهم‬ ‫العلمية وعدم توفري الت�سهيالت املنا�سبة‬ ‫وغي��اب املن��اخ املالئ��م لإمكاني��ة البحث‬

‫العلمي‪.‬‬ ‫ت�شكل هذه النقاط غالبية الأ�سباب التي‬ ‫ت���ؤدي �إىل هج��رة العق��ول ال�سوداني��ة‪،‬‬ ‫وال ن�ستبع��د وج��ود دوافع �أخ��رى‪ ،‬كحب‬ ‫املغام��رة والداوفع ال�شخ�صي��ة‪� ،‬أو غريها‬ ‫م��ن الأ�سب��اب‪� ،‬إال �أنه��ا ال ت�أخ��ذ �صف��ة‬ ‫ال�شمولي��ة وه��ي يف كل احل��االت دواف��ع‬ ‫فردية‪ ،‬وال حتتل الأهمية بحيث ت�ضاف‬ ‫كدواف��ع �إىل جمم��ل الدواف��ع ال�سابق��ة‬ ‫للهجرة‪.‬‬ ‫�سلبي��ات و�إيجابي��ات هج��رة �أ�سات��ذة‬ ‫اجلامعات‪:‬‬

‫جدول يو�ضح هجرة �أ�ساتذة اجلامعات ‪2012-2008‬م‬

‫السنة‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫اجلملة‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫اململكة‬ ‫السعودية‬ ‫‪17‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪207‬‬ ‫‪528‬‬ ‫‪988‬‬ ‫‪1827‬‬

‫‪28‬‬

‫اإلمارات‬ ‫املتحدة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬

‫قطر الكويت‬ ‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫عمان‬

‫ليبيا‬

‫اخرى‬

‫اجلملة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‬‫‪3‬‬ ‫‬‫‪5‬‬

‫‬‫‬‫‪2‬‬ ‫‬‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪535‬‬ ‫‪1002‬‬ ‫‪1859‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�إرتفعت معدالت هجرة الأطباء وت�أخرت‬ ‫هجرة الأطر الطبية الأخرى لأن‬ ‫التمري�ض كان دون امل�ستوى اجلامعي‪.‬‬ ‫هجرة الكفاءات واخلربات‬ ‫املفك��رة تعد م��ن �أه��م و�أخط��ر امل�شاكل‬ ‫الت��ي تواج��ه برام��ج التنمي��ة يف‬ ‫ال�س��ودان‪ ،‬وه��ي تعن��ي انتق��ال �أه��م‬ ‫ر�أ�سم��ال اقت�صادي للبل��د‪� ،‬أال وهو ر�أ�س‬ ‫املال الب�شري املثق��ف‪ .‬ويف الوقت الذي‬ ‫ا�ستف��ادت فيه كثري من ال��دول الغربية‬ ‫والعربي��ة من امكان��ات ه��ذه الكفاءات‬ ‫لدف��ع عجلته��ا العلمي��ة وال�صناعي��ة‬ ‫واالقت�صادية واالجتماعية �إىل الأمام‪،‬‬ ‫جن��د يف املقاب��ل �أن الدول��ة ال�سودانية‬ ‫ا�ستنزف��ت م��ن كف��اءات وخ�برات مث��ل‬ ‫ه��ذه العق��ول‪ ،‬ويف احلني ال��ذي �شجعت‬ ‫في��ه ال��دول الغربي��ة عل��ى ا�ستقط��اب‬ ‫العق��ول مل تق��م دول الع��امل الثال��ث‬ ‫خ�صو�ص�� ًا الدول الإ�سالمي��ة والعربية‪،‬‬ ‫ومن بينه��ا ال�س��ودان‪� ،‬إال بالنذر الي�سري‬ ‫لإغراء هذه العق��ول بالبقاء يف الوطن‬ ‫وامل�ساهمة يف تنميته وتطوره من خالل‬ ‫حت�س�ين ال�ش��روط اخلدمي��ة اخلا�ص��ة‬ ‫بهم‪ ،‬وكذلك العمل على جذب الكفاءات‬ ‫التي هاجرت �إىل اخلارج للعودة للوطن‬ ‫والإ�سهام يف م�سريته التنموية‪.‬‬ ‫ميك��ن تلخي���ص االنعك�س��ات ال�سلبي��ة‬ ‫لهجرة الأ�ساتذة فى الآتي‪:‬‬ ‫• �ضي��اع اجلهود والطاق��ات الإنتاجية‬ ‫والعلمي��ة له��ذه العق��ول الت��ي ت�ص��ب‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪29‬‬

‫يف �شراي�ين دول املهج��ر بينم��ا حتت��اج‬ ‫التنمية فى ال�سودان ملثل هذه الكفاءات‬ ‫يف جماالت االقت�صاد والتعليم وال�صحة‬ ‫والتخطي��ط والبح��ث العلم��ي والتقانة‬ ‫وغريها من املجاالت الهامة‪.‬‬ ‫• تبديد املوارد االن�سانية واملالية التي‬ ‫�أنفقت يف تعليم وتدريب هذه الكفاءات‬ ‫والتي حت�ص��ل عليه��ا دول املهجر بدون‬ ‫مقابل يذكر‪.‬‬ ‫• �ضع��ف وتده��ور االنت��اج العلم��ي‬ ‫والبحث��ي ف��ى م�ؤ�س�ساتن��ا التعليمي��ة‬ ‫باملقارن��ة م��ع االنت��اج العلم��ي للعق��ول‬ ‫ال�سودانية باخلارج‪.‬‬ ‫• فق��دان ق��وى عاملة مدرب��ة وخربات‬ ‫مرتاكمة‪.‬‬ ‫• ح��دوث بع���ض امل�ش��اكل االجتماعية‬ ‫والأ�سرية جراء الهجرة‪.‬‬ ‫• معظ��م املهاجري��ن م��ن املتعلم�ين‬ ‫وال�صفوة مما يفقدنا هذه اخلربات‪.‬‬ ‫• املناه��ج التي يتلقاه��ا �أبناء املغرتبني‬ ‫يف دول املهج��ر ال متكنه��م م��ن الوف��اء‬ ‫باالنتماء القومي لوطنهم الأم ال�سودان‪،‬‬ ‫لأنه��ا مو�ضوع��ة لتواف��ق متطلبات تلك‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫• حت��دي االندم��اج جم��ددا يف املجتمع‬ ‫ال�سوداين عند العودة الطوعية‪ ،‬خا�صة‬ ‫�إذا طالت فرتة الهجرة خارج الوطن‪.‬‬ ‫• ومم��ا يلف��ت النظ��ر �أن��ه م��ع �إزدي��اد‬ ‫مع��دالت هج��رة الكف��اءات ال�سوداني��ة‬ ‫ي��زداد االعتم��اد عل��ى الكف��اءات‬ ‫الأجنبي��ة يف جم��ال التعلي��م الع��اىل‬ ‫وبتكلف��ة اقت�صادية مرتفعة وال�سودان‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�أكرث الدول تلقيا لتحويالت‬ ‫املهاجرين هي الهند‬ ‫وال�صني والفلبني واملك�سيك‬ ‫ونيجرييا وم�صر‪.‬‬ ‫يتحمل ب�سبب هذه الهجرة‬ ‫خ�س��ارة مزدوج��ة ل�ضي��اع م��ا �أنفق��ه‬ ‫م��ن �أم��وال وجه��ود يف تعلي��م و�إع��داد‬ ‫الكف��اءات املهاج��رة‪ ،‬ومواجه��ة نق���ص‬ ‫الكفاءات و�سوء ا�ستغاللها والإفادة منها‬ ‫عن طريق ا�ست�يراد الكفاءات الأجنبية‬ ‫بتكلفة كبرية‪.‬‬ ‫هج��رة الأطب��اء والأط��ر ال�صحي��ة‬ ‫ال�سودانية‬ ‫تزامن��ت هج��رة الأطب��اء ال�سوداني�ين‬ ‫م��ع ظه��ور هج��رة الكف��اءات ال�سودانية‬ ‫ل��دول اخللي��ج خا�ص��ة اململك��ة العربية‬ ‫ال�سعودية بع��د العملي��ة التنموية التي‬ ‫انتظمتها ب�سبب ارتف��اع عائدات النفظ‬ ‫ال��ذي يع��ود الرتف��اع �أ�سع��اره يف ال�سوق‬ ‫العامل��ي‪ .‬وق��د ت�أخ��رت هج��رة الأط��ر‬ ‫الطبي��ة الأخ��رى لأن التمري���ض يف‬ ‫ال�س��ودان كان يف معظم��ه دون امل�ست��وى‬ ‫اجلامعي‪ .‬ث��م تلى ذلك ب�سن��وات هجرة‬ ‫الأطباء والأطر ال�صحية �إىل بريطانيا‬ ‫و�إيرلندا قب��ل �أن ت�ستحوذ �إيرلندا على‬ ‫الع��دد الأك�بر م��ن الأطب��اء ال�سودانني‬ ‫املهاجري��ن بع��د اعتم��اد بريطاني��ا‬ ‫ل�سيا�س��ات متييز �إيجابي جت��اه الأطباء‬ ‫ال�سوداني�ين القادم�ين م��ن دول االحتاد‬ ‫الأوروب��ي ال��ذي ان�ضمت �إلي��ه بريطانيا‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪30‬‬

‫ع��ام ‪1973‬م‪ .‬وق��د ارتفع��ت خ�لال‬ ‫ال�سنوات الأخرية معدالت هجرة الأطر‬ ‫ال�صحي��ة �أي�ض��ا م��ن ممر�ض�ين وفني�ين‬ ‫وذل��ك ن�سب��ة الرتف��اع م�ست��وى التعلي��م‬ ‫واحل�صول على ال�شهادات اجلامعية وفوق‬ ‫اجلامعية له��ذه الفئة يف املجال ال�صحي‬ ‫بجان��ب احلاج��ة املتزاي��دة للعامل�ين يف‬ ‫املجال ال�صحي ب�شكل عام خا�صة الأطر‬ ‫ال�صحية يف الدول العربية والغربية‪.‬‬ ‫التحويالت‬ ‫تعترب حتويالت املهاجرين من �أهم م�صادر‬ ‫الإي��رادات بالعمالت الأجنبي��ة‪ ،‬وذلك‬ ‫ن�سبة مل�ساهمتها يف حت�سني موقف ميزان‬ ‫املدفوعات‪ ،‬وتخفي�ض العجز يف احل�ساب‬ ‫اجلاري ‪ ،‬وزيادة معدل منو الناجت املحلى‬ ‫الإجمايل‪- ،‬وبالتايل امل�ساهمة يف حتقيق‬ ‫التنمي��ة االقت�صادي��ة واالجتماعي��ة‪،‬‬ ‫خا�ص��ة يف الدول النامي��ة التي تواجهه‬ ‫نق�ص يف م��وارد النقد الأجنب��ي‪ .‬و�أي�ض ًا‬ ‫ت�ساهم حتوي�لات املغرتب�ين باخلارج يف‬ ‫تخفيف م�ستوى الفقر والبطالة بتوفري‬ ‫فر���ص العم��ل و�إيج��اد م�ص��ادر للدخ��ل‬ ‫اال�ستهالك��ي والإنتاجي بزيادة التكوين‬ ‫الر�أ�سم��ايل‪ ،‬وا�ستخ��دام التكنولوجي��ا‬ ‫احلديثة‪ ،‬والإملام باملهارات املختلفة عن‬ ‫طريق التجربة والتدريب‪.‬‬ ‫فيما يتعلق ب�أداء بع�ض م�ؤ�شرات العاملني‬ ‫باخلارج على امل�ستوى العاملي‪ ،‬ت�شري تقارير‬ ‫البنك الدويل للعام ‪� 2011‬إىل �أن حوايل‬ ‫‪215‬مليون ن�سمة من �سكان العامل (‪)%3‬‬ ‫يعي�ش��ون خارج دولهم ‪ .‬وقد بلغ �إجمايل‬ ‫التحويل حوايل ‪ 372‬مليار دوالر للدول‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫عوامل اجلذب عادة �أكرث‬ ‫�أهمية من عوامل الطرد‬ ‫يف �إتخاذ قرار الهجرة‪.‬‬ ‫النامية بزيادة قدرها ‪%12‬‬ ‫ع��ن الع��ام ‪2010‬م‪ ،‬يف حني بلغ��ت نهاية‬ ‫الع��ام ‪2013‬م م��ا جمموع��ة ‪ 540‬ملي��ار‬ ‫دوالر‪ ،‬ويتوق��ع �أن ت�ص��ل �إىل ‪ 600‬مليار‬ ‫دوالر خ�لال الع��ام ‪2014‬م‪ ،‬و�سرتتف��ع‬ ‫وفق��ا لتقديرات البنك الدويل �إىل ‪700‬‬ ‫مليار دوالر بنهاية عام ‪2016‬م‪ .‬وتعترب‬ ‫م�صر ولبنان وباك�ستان والفلبني وفيتنام‬ ‫ونيجرييا من الدول النامية التي تتدفق‬ ‫�إليه��ا التحويالت بحجم كبري مقارنة مع‬ ‫الدول الأخرى‪.‬‬ ‫حمددات التحويالت‬ ‫تعتم��د حتوي�لات العم��ال املهاجري��ن‬ ‫ب�ش��كل �أ�سا�سي على ث�لاث جمموعات من‬ ‫العوامل‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫• العوام��ل الت��ي تتعل��ق بالعم��ال‬ ‫املهاجرين‬ ‫• العوام��ل الت��ي تتعل��ق بال��دول‬ ‫امل�ستوردة‬ ‫• ق�ضايا تتعلق بالبلد امل�صدر‬ ‫هجرة ال�سودانيني‪ :‬الدوافع والآثار‬ ‫حتمل �أ�شكال و�أمناط هجرة ال�سودانيني‬ ‫الآني��ة للخ��ارج العدي��د م��ن التحدي��ات‬ ‫الت��ي تع��ود �إىل ع��دد م��ن العوام��ل‪ .‬من‬ ‫ب�ين ه��ذه العوام��ل النواق���ص يف جمال‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪31‬‬

‫ال�سيا�س��ات التنموي��ة العام��ة يف البالد‪،‬‬ ‫خا�ص��ة �سيا�س��ات �إع��داد ر�أ���س امل��ال‬ ‫الب�ش��ري وتوظيفه يف ا�ستدامة التنمية‬ ‫م��ن جانب‪ ،‬ومتكينه من املناف�سة يف �سوق‬ ‫العم��ل الداخل��ي واخلارج��ي م��ن جانب‬ ‫�آخر‪ .‬عامل �آخر مه��م يتعلق بالتحوالت‬ ‫املعرفي��ة والتقنية عل��ى ال�صعيد العاملي‬ ‫وتداعي��ات العومل��ة عل��ى �أ�س��واق العمل‬ ‫العربية والعاملية والقدرة على املناف�سة‬ ‫فيه��ا والت��ي ال تكتم��ل فق��ط باخل�برة‬ ‫وامله��ارة‪ ،‬و�إمن��ا �أي�ض��ا بطريق��ة التفكري‬ ‫والق��درة عل��ى التعل��م الذات��ي املتوا�صل‬ ‫وا�ستيع��اب امل�ستجدات يف العمل والوعي‬ ‫مبتطلبات زيادة الإنتاجية والقدرة على‬ ‫االبتكار‪.‬‬ ‫نظرية الأ�سباب الدافعة واجلاذبة‬ ‫تعت�بر نظري��ة عوام��ل الدف��ع واجلذب‬ ‫م��ن �أك�ثر النظري��ات �شيوع��ا يف حتلي��ل‬ ‫الأ�سب��اب التي حترك الأف��راد للهجرة‪.‬‬ ‫وتق��وم النظري��ة بب�ساط��ة عل��ى �أن‬ ‫النا���س تهاجر لأن هن��اك عوامل دافعة‬ ‫(ط��اردة) له��م م��ن موطنهم اال�صل��ي‪� ،‬أو‬ ‫�أن هن��اك عوام��ل جاذب��ة له��م يف البلد‬ ‫امل�ضي��ف‪ .‬و�ض��ع �أ�سا���س ه��ذه النظري��ة‬ ‫العامل رافن�شتاين عام ‪1889‬م‪ ،‬حني قام‬ ‫بتحليل بيانات الهجرة يف اجنلرتا وويلز‪،‬‬ ‫حي��ث ا�ستنتج �أن عوامل اجلذب عادة ما‬ ‫تكون �أك�ثر �أهمية من عوام��ل الطرد يف‬ ‫حتديد ق��رار الهج��رة‪� ،‬إذ �إن الرغبة يف‬ ‫حت�سني امل�ستوى املادي للفرد تكون �أقوى‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�أفاق الهجرة‬

‫‪32‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬

‫اجلملة‬ ‫‪338‬‬ ‫‪471‬‬ ‫‪1297‬‬ ‫‪1302‬‬ ‫‪1620‬‬

‫أخرى‬ ‫‬‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‬‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬

‫ليبيا‬ ‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪426‬‬ ‫‪426‬‬

‫قطر الكويت عمان‬ ‫‪2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪80‬‬

‫‬‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‬‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‬‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬

‫جدول يو�ضح هجرة الأطباء خالل ال�سنوات ‪2012 -2008‬م‬

‫السنة اململكة اإلمارات‬ ‫السعودية املتحدة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪331‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪444‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪1261 2010‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1276 2011‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪1118 2012‬‬

‫اجلملة‬

‫‪4430‬‬

‫‪79‬‬

‫‪5028‬‬

‫النسبة املئوية‬ ‫للزيادة‬ ‫‬‫‪39.3%‬‬ ‫‪175.4%‬‬ ‫‪0.3%‬‬ ‫‪16.2%‬‬


‫للتنمية ال�شبابية املجتمعية �أهمية كربى‬ ‫على م�ستوى العامل‪ ،‬وذلك لإرتفاع‬ ‫ن�سبة ال�شباب ودورهم يف عملية التغيري‬ ‫املجتمعي‪.‬‬

‫مرتد يف‬ ‫م��ن الرغبة يف الهروب من و�ضع ٍ‬ ‫املوطن الأ�صلي للمهاجر‪.‬‬ ‫م��ن امل�ؤكد �أن جم��رد توفر عوامل الدفع‬ ‫يف املوط��ن الأ�صل لي�ست كافية لتحريك‬ ‫الفرد التخاذ قرار الهجرة‪ ،‬فمما ال�شك‬ ‫في��ه �أن جمرد وج��ود العوام��ل الطاردة‬ ‫يف املوط��ن الأ�ص��ل لن يدف��ع بالفرد اىل‬ ‫الهجرة �إال �إذا كان لديه علم ب�أن هناك‬ ‫فر�ص�� ًا �أف�ض��ل ل��ه يف م��كان �آخ��ر (البلد‬ ‫امل�ضي��ف)‪� .‬أي �إن قرارالهج��رة يعتم��د‬ ‫عل��ى عملي��ة ح�س��اب للتكلف��ة والعائ��د‬ ‫من عملي��ة الهجرة‪ ،‬حيث يق��وم املهاجر‬ ‫بدرا�س��ة عوام��ل الدف��ع واجل��ذب‪ ،‬قبل‬ ‫�أن يتخ��ذ ق��راره بالهجرة وم��ا �إذا كانت‬ ‫املناف��ع املتوقع��ه م��ن عملي��ة الهج��رة‬ ‫تتعدى التكلفة املت�صلة بها‪.‬‬ ‫ت�سل��م النظري��ات الكال�سيكي��ة‬ ‫والنيوكال�سيكي��ة للهج��رة ب���أن ال�سكان‬ ‫ينتقل��ون �أ�سا�سا من املناطق التى يتزايد‬ ‫فيه��ا العر�ض من العم��ال وينخف�ض فيها‬ ‫م�ست��وى الأجر اىل املناطق التى يتزايد‬ ‫فيه��ا الطل��ب على العم��ال ويرتف��ع فيها‬ ‫م�ست��وى الأج��ر‪ .‬عل��ى �أن ا�ستم��رار تيار‬ ‫الهج��رة �س��وف ي���ؤدي �إىل انخفا���ض‬ ‫�ضغ��وط البطالة فى الدول املر�سلة ومن‬ ‫ثم ميل م�ستويات الأجور �إىل االرتفاع‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪33‬‬

‫كذلك ف�إن ازدي��اد العر�ض من العمل فى‬ ‫ال��دول امل�ستقبل��ة �سوف ي���ؤدى �إىل ميل‬ ‫م�ستويات الأجور �إىل االنخفا�ض‪.‬‬ ‫الأ�سب��اب الدافع��ة لهج��رة ال�ش��اب‬ ‫ال�سوداين‬ ‫حتت��ل التنمي��ة ال�شبابي��ة املجتمعي��ة‬ ‫مركزا متقدم��ا من حي��ث �أهميتها‪ ،‬لي�س‬ ‫على ال�صعيد ال�سوداين فح�سب‪ ،‬بل �أي�ضا‬ ‫على م�ستوى العامل‪ ،‬وذلك الرتفاع ن�سبة‬ ‫ال�شب��اب مقارن��ة بعدد ال�س��كان‪ ،‬وكذلك‬ ‫مل��ا لل�شب��اب م��ن �أهمية كب�يرة يف عملية‬ ‫التغي�ير املجتمع��ي‪� ،‬إىل جان��ب دوره��م‬ ‫الكب�ير يف ت�شكي��ل و�صياغ��ة امل�ستقب��ل‪،‬‬ ‫ومن ثم يجب �أن يحظى ال�شباب باهتمام‬ ‫خا�ص على م�ستوى احلكومة وامل�ؤ�س�سات‬ ‫عل��ى ال�س��واء م��ن خ�لال ال�سيا�س��ات‬ ‫والربامج والأن�شطة‪.‬‬ ‫كم��ا يج��ب ت�شجي��ع ال�شب��اب و�إتاح��ة‬ ‫الفر�صة لهم للم�شاركة يف عملية التغيري‬ ‫املن�ش��ودة يف جمتمعاته��م من خالل بناء‬ ‫وتعزيز مهاراتهم و�سلوكياتهم ومعارفهم‬ ‫وجتاربه��م حت��ي يكون��وا جاهزي��ن‬ ‫وم�ستعدين للم�ستقبل‪ .‬من هنا ال تتحقق‬ ‫التنمية املجتمعي��ة �إال من خالل برامج‬ ‫متكامل��ة للتنمي��ة مبفهومه��ا ال�شام��ل‪،‬‬ ‫بت�ضاف��ر جه��ود امل�ؤ�س�س��ات احلكومي��ة‬ ‫وم�ؤ�س�س��ات القط��اع اخلا���ص ومنظم��ات‬ ‫املجتمم��ع امل��دين‪ ،‬على �أن يك��ون الهدف‬ ‫ه��و اال�ستخ��دام الأمثل لق��درة املجتمع‬ ‫وزي��ادة فاعليت��ه‪ .‬الأو�ض��اع املاثل��ة يف‬ ‫جمتمعن��ا م��ن تزاي��د ن�سب��ة العاطل�ين‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫جدول يوضح أكبر الدول املتلقية للتحويالت ‪2013 /2010‬م‬

‫‪13‬‬

‫الرقم‬

‫الدولة‬

‫قيمة التحويالت (مليار دوالر) ‪2010‬م‬

‫‪.1‬‬

‫الهند‬

‫‪55‬‬

‫قيمة التحويالت (مليار دوالر)‬ ‫‪2013‬م‬ ‫‪ 71‬مليار دوالر‬

‫‪.2‬‬

‫الصني‬

‫‪51‬‬

‫‪ 60‬مليار دوالر‬

‫‪.3‬‬

‫الفلبني‬

‫‪21.3‬‬

‫‪ 26‬مليار دوالر‬

‫‪.4‬‬

‫املكسيك‬

‫‪22.6‬‬

‫‪ 22‬مليار دوالر‬

‫‪.5‬‬

‫نيجريا‬

‫‪10‬‬

‫‪ 21‬مليار دوالر‬

‫‪.6‬‬

‫مصر‬

‫‪7.7‬‬

‫‪ 20‬مليار دوالر‬

‫‪11.1‬‬

‫‪ 15‬مليار دوالر‬

‫‪.8‬‬

‫باكستان‬

‫‪9.4‬‬

‫‪ 15‬مليار دوالر‬

‫‪.9‬‬

‫فيتنام‬

‫‪7.2‬‬

‫‪ 11‬مليار دوالر‬

‫‪.10‬‬

‫أوكرانيا‬

‫‪5.3‬‬

‫‪ 9‬مليار دوالر‬

‫‪.11‬‬

‫السودان‬

‫‪3.178‬‬

‫‪ 1.023‬مليار دوالر‬

‫‪.7‬‬

‫تدفق التحويالت للسودان ‪2013 – 2003‬م‬

‫‪23‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪34‬‬

‫مليار دوالر‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫القيمَ لي�ست تف�ضيالت مطلقة فهي‬ ‫م�شروطة بالظروف النوعية لل�شباب‬ ‫كالنوع والتعليم والثقافة وبظروف‬ ‫جمتمعية مو�ضوعية‪.‬‬

‫عن العم��ل ب�شكل عام‪،‬‬ ‫وو�س��ط ال�شب��اب وال�شب��اب املتعلم ب�شكل‬ ‫خا�ص‪ ،‬مثلت �أحد �أهم الأ�سباب الدافعة‬ ‫لهج��رة ال�شب��اب بحثا ع��ن و�ض��ع �أف�ضل‬ ‫وم�ستقبل �أكرث رفاهية‪.‬‬ ‫متث��ل الأ�سب��اب الدافع��ة تل��ك الأ�سباب‬ ‫الت��ي حت��دث يف نف���س الإن�س��ان �شع��ورا‬ ‫داخلي��ا يدفع��ه للتفك�ير يف الهج��رة من‬ ‫بل��ده الأ�ص��ل �إىل بل��د �آخ��ر «م�ستقب��ل»‬ ‫تتوف��ر في��ه �أ�سب��اب جاذب��ة‪ .‬وم��ن ب�ين‬ ‫الأ�سباب الت��ي تدفع بال�سودانيني ب�شكل‬ ‫ع��ام و بال�شب��اب ال�س��وداين عل��ى وج��ه‬ ‫اخل�صو�ص ارتفاع معدالت الفقر‪ ،‬وزيادة‬ ‫ن�س��ب العطال��ة خا�ص��ة ب�ين املتعلم�ين‬ ‫منه��م (دبلوم فما ف��وق)‪ ،‬وتدين م�ستوى‬ ‫الدخل‪ ،‬تدين البح��ث العلمي وامليزانية‬ ‫املخ�ص�صة له من قب��ل الدولة‪ ،‬والتقليد‬ ‫واملح��اكاة لنم��اذج ال�شب��اب الناج��ح يف‬ ‫الهج��رة‪ ،‬كم��ا �أن غي��اب مفه��وم متك�ين‬ ‫ال�شب��اب وع��دم وج��ود �سيا�س��ة قومي��ة‬ ‫لت�شغيله��م يعت�بر م��ن بني �أه��م الأ�سباب‬ ‫الدافعة لهم للهجرة‪.‬‬ ‫مفهوم القيم لدى ال�شباب‬ ‫القي��م ه��ي �أح��د �أه��م املوجه��ات لتفكري‬ ‫الإن�س��ان وتقييم��ه ملف��ردات واقع��ه‬ ‫الف��ردي واجلماعي واملجتمع��ي‪ ،‬ومتثله‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪35‬‬

‫ملفردات هذا الواق��ع‪ ،‬وبالتايل هي متثل‬ ‫�أ�سا�س��ا انتق��اء تف�ضيالت��ه للت�صرف��ات‬ ‫و�أمن��اط ال�سل��وك يف مواق��ف احلي��اة‬ ‫اليومية‪ ،‬وقد يلتقي يف هذا مع الآخرين‬ ‫�أف��رادا وجماعات �أو يبتع��د عنهم قليال‬ ‫�أو كثريا‪.‬‬ ‫هناك العديد من النظريات االجتماعية‬ ‫التي تناولت مو�ضوع القيم‪ .‬فالنظريات‬ ‫املثالية ال�ساعي��ة �إىل التكامل والتوازن‬ ‫االجتماع��ي ر�أته��ا كم��ا لو كان��ت معطى‬ ‫�أ�سا�سيا م��ن معطيات احلي��اة الإن�سانية‪،‬‬ ‫وبالتايل كلما ات�سع��ت دوائر اال�شرتاك‬ ‫فيه��ا وانت�ش��رت ب�ين غالبي��ة الأف��راد‬ ‫واجلماع��ات كان ذل��ك �أ�سا�س��ا م��ن �أ�س�س‬ ‫اال�ستق��رار االجتماع��ي واملحافظ��ة‬ ‫عل��ى الأو�ض��اع والعالق��ات االجتماعية‬ ‫القائمة‪ .‬فالقيم يف هذا االجتاه من �أهم‬ ‫حمددات الوج��ود االجتماع��ي للأفراد‬ ‫واجلماع��ات واملكان��ات االجتماعي��ة‪.‬‬ ‫والعك���س �صحي��ح متاما‪ ،‬فعندم��ا تتباين‬ ‫القي��م على م�ستوى الأف��راد واجلماعات‬ ‫وتتناق���ض �أهدافه��ا م��ع بع�ضه��ا البع�ض‬ ‫وت�صبح الو�سائل املحددة من قبل النظم‬ ‫وامل�ؤ�س�س��ات غ�ير ق��ادرة عل��ى حتقي��ق‬ ‫الأه��داف الت��ي حدده��ا الن�س��ق القيمي‬ ‫الع��ام للمجتم��ع ي�ص��اب املجتم��ع بحالة‬ ‫م��ن خل��ل القي��م وفقدانه��ا لأدواره��ا‬ ‫التوجيهية‪.‬‬ ‫�أم��ا االجت��اه الواقعي النق��دي يف العلوم‬ ‫االجتماعي��ة فهو و�إن كان ي�سلم ب�أهمية‬ ‫القيم يف توجيه تف�ضيالت النا�س وانتقاء‬ ‫�أفعاله��م وت�صرفاته��م �إال �أنه��ا تتح��دد‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫يف ه��ذا االجت��اه بوجوده��م االجتماعي‬ ‫م��ن حي��ث مواقعهم م��ن عالق��ات التملك‬ ‫والعمل‪ ،‬وم��ن حيث الفر�ص االجتماعية‬ ‫الت��ي تتيحه��ا له��م �أو حتجبه��ا عنه��م‬ ‫توزيعات الرثوة وال�سلطة يف املجتمع‪.‬‬ ‫ي�ساع��د فه��م قي��م ال�شب��اب عل��ى فه��م‬ ‫تف�ضيالته��م وطموحاته��م و�أولوياته��م‬ ‫الراهن��ة وامل�ستقبلي��ة وتفه��م �أمن��اط‬ ‫�سلوكهم و بالتايل حتي التي قد ي�صاحبها‬ ‫خماط��ر عليه��م وباتايل يعد ه��ذا الفهم‬ ‫�أح��د �أه��م ركائ��ز تطوي��ر ال�سيا�س��ات‬ ‫املعني��ة بال�شب��اب �أو �إيج��اد بدائ��ل له��ا‬ ‫تكون مواتية ملا يفكر فيه ال�شباب‪ .‬القيم‬ ‫لي�ست تف�ضيالت جم��ردة �أو مطلقة‪ ،‬فهي‬ ‫م�شروط��ة بالظ��روف النوعي��ة لل�شب��اب‬ ‫كال�س��ن‪ ،‬والن��وع‪ ،‬والتعلي��م‪ ،‬والعم��ل‪،‬‬ ‫والتملك‪ ،‬والثقافة‪ ،‬وبظروف مو�ضوعية‬ ‫جمتمعي��ة حت��دد الظ��روف النوعي��ة‬ ‫لل�شباب وم�ساحة البدائل املتاحة �أمامهم‬ ‫للتف�ضيل واالختيار‪.‬‬

‫البطالة ظاهرة �إجتماعية و�إقت�صادية‬ ‫ونف�سية و�سيا�سية و�أمنية‪ ،‬ون�سبتها ً‬ ‫عامليا‬ ‫‪ %12.2‬ويف العامل العربي ‪ %25‬ويف‬ ‫ال�سودان ‪.%20‬‬

‫املعرفة من خالل الإجازات‬ ‫الت��ي يق�ضونه��ا يف بلدانه��م �أو م��ن خالل‬ ‫العودة النهائية‪ .‬وهم بالتايل ي�ساهمون‬ ‫يف تطوي��ر ر�أ�س املال الب�شري واالقت�صاد‬ ‫املحلي‪.‬‬ ‫الإن�س��ان عندم��ا يل��غ �سن�� ًا معين��ة ويبلغ‬ ‫مرحل��ة ال�شب��اب ي�سعى بداه��ة لت�أ�سي�س‬ ‫نف�س��ه و�ضمان م�ستقبله من خالل العمل‪.‬‬ ‫ل��ذا ف�إن هج��رة ال�شب��اب مرتبطة ب�شكل‬ ‫�أ�سا�س��ي بعجز �سوق العم��ل الداخلي على‬ ‫ا�ستيع��اب الأيدي العامل��ة ال�شابة‪ ،‬ال�شئ‬ ‫الذي دفعهم للبحث عن حلول �أخرى فلم‬ ‫يج��دوا �سوى الهج��رة متنف�س��ا الحتقان‬ ‫�س��وق العم��ل املحل��ي‪ .‬فن�سب��ة العطال��ة‬ ‫و�سط ال�شب��اب يف ال�س��ودان تقارب ‪،%20‬‬ ‫وهي ق��د جت��اوزت ن�سب��ة ‪ %25‬يف العامل‬ ‫العرب��ي‪� ،‬أي �ضعف معدل عطالة ال�شباب‬ ‫ال�شباب والتنمية‬ ‫ال��دور املتعاظ��م ال��ذي يلعب��ه العم��ال يف العامل‪.‬‬ ‫املهاج��رون �س��واء يف بلدانه��م �أو البلدان‬ ‫امل�ضيف��ة �أ�صب��ح ظاه��را للجمي��ع‪ .‬حي��ث ال�شباب والفقر‬ ‫�إنه��م ي�سهمون مبهاراتهم وعملهم وعلمهم ت�ش�ير جمي��ع البيان��ات والإح�ص��اءات‬ ‫ومعارفه��م ومبادراته��م و�إبتكاراته��م يف ال�ص��ادرة ع��ن امل�ؤ�س�س��ات املعني��ة �إىل‬ ‫تقدم البلدان امل�ضيفة من جهة‪ ،‬ومن جهة ارتف��اع مع��دالت الفق��ر والبطال��ة يف‬ ‫�أخ��رى ه��م ي�ساهم��ون �أي�ض��ا يف العملي��ة املجتم��ع ال�س��وداين ب�ش��كل ع��ام‪ ،‬ول��دى‬ ‫التنموية التي جت��رى يف بلدانهم الأ�صل ال�شباب ب�شكل خا�ص‪� .‬إذ �إن �أكرث من ثلث‬ ‫«املن�ش���أ» من خالل حتويالته��م وا�ستثمار ال�شباب يعانون من البطالة‪ ،‬كما �أن ن�سبة‬ ‫مداخراته��م‪ ،‬وكذل��ك ي�ساهم��ون يف نقل البطال��ة ترتف��ع و�س��ط ال�شب��اب الأعلى‬ ‫تعليم��ا – دبل��وم فم��ا ف��وق‪ .‬و�أن ح��وايل‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪36‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫‪ %50‬من �أفراد املجتمع ال�سوداين يعانون‬ ‫من الفقر وفق��ا لتقديرات البنك الدويل‬ ‫ال�ص��ادرة يف مار���س ‪2014‬م‪ .‬وهن��ا يجب‬ ‫النظ��ر �إىل م��ا وراء الأرق��ام والبيان��ات‬ ‫الكمي��ة والإمع��ان يف دالالته��ا و�أبعادها‬ ‫املختلفة‪ .‬فالفقر يحمل يف طياته معاين‬ ‫ا�ستالب احلرية يف االختيار وحمدودية‬ ‫الفر���ص‪ ،‬وه��و م��ا يعن��ي ب��دوره كب��ح‬ ‫ق��درات وطاق��ات ال�شباب �سعي��ا لتحقيق‬ ‫ذواته��م وامل�ساهم��ة الإيجابي��ة الفاعلة‬ ‫يف جمتمعاته��م‪ .‬وه��ذا يق��ود �إىل تف�شي‬ ‫حالة الإحباط والي�أ�س والعجز وفقدان‬ ‫احرتام الذات‪ .‬وقد تول��د م�شكلة الفقر‬ ‫م�ش��اكل �أخ��رى �سيا�سي��ة واجتماعي��ة‬ ‫و�صحي��ة و�أمني��ة‪ .‬ه��ذا الو�ض��ع يدف��ع‬ ‫ال�شب��اب بالتفك�ير يف الهج��رة بحث��ا عن‬ ‫لقم��ة العي���ش وعن و�ض��ع معي�ش��ي �أف�ضل‬ ‫وعن حتقيق الذات‪.‬‬ ‫ال�شباب والبطالة‬ ‫البطالة هي حال��ة عدم توفر وظيفة �أو‬ ‫عم��ل مريح للعامل الراغ��ب والقادر على‬ ‫العم��ل‪ .‬ويتم قيا���س ن�سب��ة البطالة فى‬ ‫االقت�ص��اد من خالل ق�سم��ة عدد العمال‬ ‫العاطل�ين فى �سن العمل على العدد الكلى‬ ‫للمواطن�ين (ق��وة العم��ل)‪ .‬البطال��ة‬ ‫ظاهرة اجتماعي��ة واقت�صادية ونف�سية‬ ‫و�سيا�سي��ة و�أمني��ة بل��غ معدله��ا ‪%12.2‬‬ ‫عاملي��ا‪ ,‬بينم��ا بلغ��ت ف��ى الع��امل العربى‬ ‫‪ %25‬وتتزاي��د مبعدل ‪ %3‬ويق��در تقرير‬ ‫منظم��ة العم��ل الدولي��ة ع��دد العاطلني‬ ‫عن العم��ل فى البل��دان العربية بحوايل‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪37‬‬

‫�إرتفعت ن�سبة البطالة بني ال�سودانيني‬ ‫ً‬ ‫عامة من ‪ %16.4‬عام ‪1990‬م �إىل‬ ‫‪ %18.8‬عام ‪2013‬م وهي بني الذكور‬ ‫‪ %13.7‬واالناث ‪.%32.5‬‬

‫‪ 25‬مليون عاطل‪.‬‬ ‫ويع��زى «التقري��ر االقت�ص��ادي العرب��ي‬ ‫املوح��د» تفاق��م م�شكل��ة البطال��ة ف��ى‬ ‫ال��دول العربي��ة �إىل جملة م��ن الأ�سباب‬ ‫منه��ا ف��ى جان��ب العر���ض‪ :‬املع��دالت‬ ‫العالي��ة لنمو ال�سكان وبالت��ايل الأعداد‬ ‫املتزاي��دة للداخل�ين �إىل �س��وق العم��ل‬ ‫والهج��رة املتزايدة م��ن الريف �إىل املدن‬ ‫‪ ،‬ودخ��ول املر�أة �إىل �سوق العمل ‪ ،‬و�ضعف‬ ‫التعلي��م اجلامع��ي وع��دم مواءمت��ه م��ع‬ ‫احتياجات ال�سوق ‪ .‬وفى جانب الطلب ‪:‬‬ ‫ف�إن من �أهم �أ�سب��اب تفاقم هذه امل�شكلة‪.‬‬ ‫وج��ود العمال��ة الواف��دة ي���ؤدي لإعاقة‬ ‫و�ضع خطط جادة لتوطني الوظائف مما‬ ‫ي���ؤدي لتف�ش��ي البطال��ة ب�ين ال�شباب يف‬ ‫ظل ت�شبع القطاع�ين احلكومي واخلا�ص‬ ‫والتباي��ن يف الأج��ور بني العام��ل الوافد‬ ‫والعام��ل الوطني‪ .‬من بني الآثار ال�سلبية‬ ‫للعمال��ة الواف��دة �أي�ض��ا �إعاق��ة برام��ج‬ ‫تنمي��ة امل��وارد الب�شري��ة يف ظ��ل تزاي��د‬ ‫�أع��داد العمال��ة الواف��دة و�إغ��راق �سوق‬ ‫العم��ل به��ذه العمال��ة التي تقب��ل العمل‬ ‫ب�أج��ور متدني��ة‪ ،‬وه��و الأمر ال��ذي يحد‬ ‫من ت�شغيل املواطنني ويحرمهم من فر�ص‬ ‫تطوي��ر قدراته��م ومهاراته��م العملي��ة‬ ‫وع��دم االهتم��ام بالتدري��ب والتعلي��م‬ ‫و�إع��ادة الت�أهي��ل وه��و م��ا يعي��ق عملي��ة‬ ‫التوط�ين‪ .‬كم��ا �إن ازدي��اد العاطل�ين عن‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫بلغت ن�سبة البطالة بني ال�شباب‬ ‫الذكور ‪ %38‬والأناث ‪%35‬‬ ‫والوافدون �إىل �سوق العمل‬ ‫‪� 350‬ألف �سنوي ًا؟!!‬

‫العم��ل ي���ؤدي �إىل زي��ادة ع��دد الفقراء‪،‬‬ ‫و�إىل �إنخفا�ض م�ستوى املعي�شة وال يخفى‬ ‫ت�أث�يره ال�سلب��ي عل��ى خمتل��ف نواح��ي‬ ‫حي��اة الب�ش��ر من �صح��ة وغ��ذاء وزيادة‬ ‫العن��ف و�إنت�شار الإج��رام والإ�ضطرابات‬ ‫الإجتماعي��ة وال�سيا�س ّي��ة م��ا ينعك���س‬ ‫�سل ًب��ا عل��ى �إ�ستق��رار معي�ش��ة الإن�س��ان‪.‬‬ ‫فه��ي ت�ؤدي �إىل تراج��ع العالقات والقيم‬ ‫االجتماعي��ة وتراج��ع دور الأ�سرة ‪ ،‬كما‬ ‫ت���ؤدي �إىل �إ�ضعاف الرواب��ط بامل�ؤ�س�سات‬ ‫الر�سمية ووقوعهم �ضحية االكتئاب لأن‬ ‫�إميانه��م باالمتث��ال للقواع��د والقوان�ين‬ ‫املنظم��ة مبجتمع��م‪ ،‬م��ا يخل��ق ا�ستعدادا‬ ‫كبريا لدى العاطلني �إىل اجلنوح‪.‬‬ ‫تعت�بر البطال��ة م�شكل��ة اقت�صادية‪ ،‬كما‬ ‫�أنها م�شكلة نف�سية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬و�أمنية‪،‬‬ ‫و�سيا�سي��ة‪ .‬حي��ث ميث��ل جي��ل ال�شب��اب‬ ‫جي��ل العم��ل واالنت��اج‪ .‬و�إن تعطيل تلك‬ ‫الطاقة اجل�سدية ب�سبب الفراغ‪ ،‬ال�سيما‬ ‫ب�ين ال�شب��اب‪ ،‬ي���ؤدي اىل �أن ترت��د عليه‬ ‫تل��ك الطاق��ة لتهدم��ه نف�سي�� ًا م�سببة له‬ ‫م�ش��اكل كثرية‪ .‬وتتحول البطالة يف كثري‬ ‫م��ن بل��دان الع��امل اىل م�ش��اكل �أ�سا�سي��ة‬ ‫معقّ��دة‪ ،‬فح��االت التظاه��ر والعن��ف‬ ‫واالنتق��ام توج��ه �ض��د النظ��ام احلاك��م‬ ‫و�أ�صحاب ر�ؤو�س الأم��وال باعتبارهم‪ ،‬يف‬ ‫نظ��ر العاطلني عن العمل‪ ،‬ه��م امل�س�ؤولون‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪38‬‬

‫ع��ن م�شكل��ة البطال��ة‪ .‬وتظه��ر كث�ير من‬ ‫الدرا�سات واالح�صاءات �أنّ هناك ع�شرات‬ ‫املالي�ين م��ن العاطل�ين ع��ن العم��ل يف كل‬ ‫�أنحاء العامل م��ن جيل ال�شباب‪ ،‬وبالتايل‬ ‫يعان��ون م��ن الفق��ر والع��وز واحلرم��ان‪،‬‬ ‫وتخل��ف �أو�ضاعه��م ال�صحي��ة‪ ،‬وعجزهم‬ ‫ع��ن حتم��ل م�س�ؤولية اُ�سره��م‪ .‬كما تفيد‬ ‫نف���س االح�ص��اءات العلمي��ة �أن للبطالة‬ ‫�آثاره��ا ال�س ّيئ��ة عل��ى ال�صح��ة النف�سية‬ ‫واجل�سدي��ة‪ .‬ال يوج��د �ش��يء �أثق��ل على‬ ‫النف���س من جترع م��رارة احلاجة والعوز‬ ‫املادي فهي تنال م��ن كرامة الإن�سان ومن‬ ‫نظرت��ه لنف�س��ه وعلى اخل�صو���ص عندما‬ ‫يكون الفرد م�سئوال عن �أ�سرة تعول عليه‬ ‫يف ت�أمني احتياجاتها املعي�شية‪.‬‬ ‫تعترب م�شاركة ال�شباب االقت�صادية �أحد‬ ‫�أهم ركائز املواطن��ة الفاعلة وامل�س�ؤولة‪،‬‬ ‫وت�ضعه��م كق��وة فاعلة لإح��دات التغيري‬ ‫التنم��وي املرغ��وب في��ه‪ .‬متث��ل البطالة‬ ‫�أحد �أهم التحديات التي تواجه ال�شباب‬ ‫عل��ى ال�صعيد االقت�ص��ادي‪� .‬إذ �إن تراجع‬ ‫فر���ص العمل �أم��ام ال�شباب ي�ؤث��ر عليهم‬ ‫ب�ش��كل متزاي��د‪ .‬حي��ث �إن ذل��ك يجع��ل‬ ‫الفق�ير �أك�ثر فق��را‪ ،‬وي���ؤدي �إىل هج��رة‬ ‫ال�شباب الأف�ضل تعليما والأعلى مهارة‪.‬‬ ‫هناك عدد م��ن العوامل امل�سببة للبطالة‬ ‫يف �صف��وف ال�شب��اب ال�س��وداين ميك��ن �أن‬ ‫نوجزها يف �أربعة عوامل‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫• �ضع��ف الأداء االقت�ص��ادي (البني��ة‬ ‫االقت�صادية‪� ،‬ضعف اال�ستثمار)‬ ‫• اال�ستثن��اء م��ن فر���ص املب��ادرات‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الإنتاجي��ة (�ضع��ف الق��درة عل��ى توفري‬ ‫التمويل‪ ،‬ثقافة العمل)‬ ‫• التعليم والتدريب (الفجوة بني التعليم‬ ‫و�سوق العمل‪ ،‬توقعات ال�شباب)‬ ‫• غي��اب �سيا�سة وطنية �شمولية لل�شباب‬ ‫(ت�شغي��ل ال�شب��اب‪� ،‬ضع��ف متثيله��م يف‬ ‫املجتمع)‬ ‫�سوق العمل الداخلي‬ ‫يبلغ �إجمايل عدد �س��كان ال�سودان ‪36.2‬‬ ‫ملي��ون ن�سمة ويقدر عدد الق��وى العاملة‬ ‫بح��وايل ‪ 11.6‬ملي��ون ن�سم��ة‪ .‬وزارة‬ ‫العمل �أكدت �أن نتائج م�سح �سوق العمل قد‬ ‫�أظهرت �أن حجم العمالة يف ال�سودان قد‬ ‫ارتفع ع��ام ‪2013‬م لي�صل �إىل ‪ 9,3‬مليون‬ ‫مقارن��ة م��ع ‪ 3‬ملي��ون ح�س��ب اخ��ر م�س��ح‬ ‫�أج��ري ع��ام ‪1990‬م ‪ .‬و�أ�ش��ارت الوزي��رة‬ ‫�إىل �أن الذي��ن يعمل��ون ب�أج��ر ‪ %40‬منهم‬ ‫‪ %44‬من الذكور و‪ %28‬من الإناث والذين‬ ‫يعملون للح�ساب اخلا�ص ‪.%53‬‬ ‫و�أك��دت الوزي��رة ارتف��اع ن�سب��ة البطالة‬ ‫يف ال�س��ودان من ‪ %16,4‬ع��ام ‪1990‬م اىل‬ ‫‪ %18,8‬ع��ام ‪2013‬م‪ ،‬بن�سب��ة ‪%13,7‬‬ ‫للذكور و‪ %32,5‬لالناث‪ .‬و�أعلنت الوزيرة‬ ‫ان الن�سب��ة الأعل��ى للعاطلني ع��ن العمل‬ ‫جندها و�سط فئه ال�شباب بن�سب ترتاوح‬ ‫بني ‪ %38‬بالن�سبة للذكور و ‪ %35‬للإناث‪.‬‬ ‫تعاين كل دول العامل من م�شكلة البطالة‬ ‫بن�س��ب متفاوتة‪ .‬واحلدي��ث عن البطالة‬ ‫مرتب��ط ب�ش��كل مبا�ش��ر بق�ضاي��ا التعليم‬ ‫والتدري��ب ب�ش��كل ع��ام‪ ،‬والتعلي��م الفني‬ ‫والتدري��ب املهن��ي والتقن��ي وعالقت��ه‬ ‫باالقت�ص��اد ب�ش��كل خا���ص‪ .‬زاد االهتمام‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪39‬‬

‫يف ال�س��ودان بق�ضاي��ا نوعي��ة خمرج��ات‬ ‫التعليم الفني والتدريب التقني من حيث‬ ‫املع��ارف واملهارات التي يج��ب �أن يكت�سبها‬ ‫اخلريج وعن ق�ص��ور امل�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫والتدريبي��ة يف تكوي��ن املخرج��ات‬ ‫املطلوبة لدى اخلريج‪ ،‬مما �أثر على قدرة‬ ‫اخلريجيني يف املالءم��ة ملتطلبات �أ�سواق‬ ‫العم��ل‪ .‬وق��د تع��ود �أ�سباب ه��ذه امل�شكلة‬ ‫�أي�ضا �إىل االجتاهات والقيم االجتماعية‬ ‫ومدى ت�أثريها يف �إقبال ال�شباب على املهن‪.‬‬ ‫لذلك جند �أن الوزيرة قد عزت ذلك �إىل‬ ‫النق�ص الكب�ير يف التعليم التقني واملهني‬ ‫وعدم من��و القطاع��ات الإنتاجية‪ .‬وهذا‬ ‫ال�سب��ب ه��و �أي�ضا من ب�ين �أه��م الأ�سباب‬ ‫الت��ي �أدق �إىل ارتف��اع مع��دالت العاطلني‬ ‫ع��ن العمل و�سط اخلريج�ين خالل العام‬ ‫‪2014‬م لت�صل �إىل ‪ %45‬كما �أكدت �أمانة‬ ‫ال�شباب بامل�ؤمتر الوطني‪.‬‬ ‫وي�ش�ير �أداء �س��وق العم��ل الداخل��ي‬ ‫�إيل تراج��ع يف فر���ص العم��ل وبالت��ايل‬ ‫�إىل زي��ادة ن�س��ب البطال��ة والت��ي تق��در‬ ‫بح��وايل ‪ ،%20‬ويزيد وقعها علي ال�شباب‬ ‫الداخلني اجلدد ل�س��وق العمل واملتعلمني‬ ‫منهم ب�صفه خا�صة والن�ساء ‪ ،‬حيث تقدر‬ ‫بطال��ة ال�شباب ب��ـ ‪� %38‬أي �ضعف املعدل‬ ‫العام‪ .‬وت�شري كل امل�صادر �إيل �أن معدل منو‬ ‫القوي العاملة �أكربمن معدل منو ال�سكان‬ ‫(‪%2.6,%4‬عل��ي الت��وايل)‬ ‫هناك عالقة تبادلية مبا�شرة‬ ‫بني معدالت النمو االقت�صادي‬ ‫وانخفا�ض ن�سبة البطالة‬ ‫وارتفاع م�ستوى التعليم‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫وح�سب التقدي��رات ال�سابقة يقدر عدد‬ ‫العاطلني بحوايل ‪ 1.9‬مليون والوافدون‬ ‫اجل��دد �إىل �س��وق العم��ل بح��وايل ‪350‬‬ ‫�أل��ف وي�صب��ح الر�صي��د الكام��ل ‪2.02‬‬ ‫مليون‪.‬‬ ‫التعليم و�سوق العمل‬ ‫يعت�بر التعلي��م م��ن القطاع��ات ذات‬ ‫الأولوية يف اقت�صاديات الدول املتقدمة‬ ‫والنامي��ة عل��ى ح��د �س��واء وذل��ك لدور‬ ‫التعليم املهم يف عملية التنمية‪.‬‬ ‫مفهوم التعليم‬ ‫التعليم لغة يعني فرع من فروع الرتبية‬ ‫يتعلق بط��رق التدري�س‪� .‬أم��ا ا�صطالحا‬ ‫فه��و «العملي��ة الت��ي يت��م م��ن خالله��ا‬ ‫حت�صي��ل املعرف��ة �أو نقلها ل�صال��ح �أفراد‬ ‫املجتمع‪ .‬وح�س��ب تعريف اليون�سكو ف�إن‬ ‫التعلي��م يعن��ي تكوين الأف��راد وتطوير‬ ‫قدراتهم تكوين��ا �شامال ومتكامال فرديا‬ ‫واجتماعيا �شاهد له للم�شاركة الفاعلة‬ ‫وااليجابي��ة يف خط��ط التنمي��ة‪ .‬بهذا‬ ‫املفه��وم ف���إن التعلي��م يت�ضم��ن التعلي��م‬ ‫النظامي مب��ا يف ذلك التدريب والتعليم‬ ‫باملمار�سة‪.‬‬ ‫للوقوف على الفر�ص التعليمية املتاحة‬ ‫�أمام ال�شباب وم�شكالتها وحتدياتها التي‬ ‫حتد من ا�ستفادة ال�شباب من‬ ‫الأمن االجتماعي يرمي �إىل‬ ‫توفري الأمن بالقدر الذي‬ ‫يزيد من تنمية ال�شعور‬ ‫باالنتماء والوالء‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪40‬‬

‫ه��ذه الفر���ص‪ ،‬نحت��اج �أن تك��ون لدين��ا‬ ‫قاع��دة معلومات تف�صيلي��ة دقيقة عن‬ ‫حج��م املتعلمني من ال�شب��اب يف املراحل‬ ‫التعليمية املختلفة‪ ،‬وعن ن�سب الت�سرب‪،‬‬ ‫ومتو�س��ط ال�سن��وات الت��ي يق�ضونه��ا يف‬ ‫التعلي��م‪ ،‬والف��روق ب�ين ال�شب��اب عل��ى‬ ‫�أ�سا���س اجلن���س‪ ،‬واملوق��ع اجلغ��رايف‬ ‫(ح�ض��ر وري��ف) وال�شرائ��ح والطبق��ات‬ ‫االجتماعي��ة واالقت�صادي��ة املختلفة‪.‬‬ ‫هذه البيانات تعترب مهمة لأنها ت�ؤثر على‬ ‫عملي��ة التخطي��ط والتنفي��ذ واملتابعة‬ ‫وتقيي��م م�شروع��ات تعلي��م وا�ستق��رار‬ ‫ال�شب��اب‪ .‬تعترب فر���ص التعليم مبرحلة‬ ‫الأ�سا���س عل��ى ق��در كب�ير م��ن الأهمية‬ ‫فيما يت�ص��ل بال�شباب‪ ،‬ذلك �أن االلتحاق‬ ‫به��ذه املرحل��ة و�إمتامها يعت�بر الطريق‬ ‫الأ�سا�س��ي ملعرفة القراءة والكتابة‪ ،‬كما‬ ‫�أن��ه املدخل الوحي��د لاللتحاق بالتعليم‬ ‫الثان��وي‪ .‬ويف هذا ال�سي��اق متثل الأمية‬ ‫�أح��د �أك�بر التحدي��ات الت��ي تواج��ه‬ ‫ال�شب��اب فه��ي منت�ش��رة ب�ين الفق��راء‬ ‫واملحتاجني ب�ش��كل �أكرب‪ .‬وهن��اك �أي�ض ًا‬ ‫�أع��داد كبرية ممن ي�ستطيع��ون القراءة‬ ‫والكتاب��ة لكنه��م مل يكمل��وا مرحل��ة‬ ‫الأ�سا���س‪ .‬بجان��ب الأمي��ة الأبجدي��ة‬ ‫هن��اك �أي�ض�� ًا الأمية الثقافي��ة والأمية‬ ‫التكنولوجي��ة‪ ،‬والأمي��ة االقت�صادي��ة‪،‬‬ ‫والأمي��ة الفني��ة والأمي��ة ال�سيا�سي��ة‬ ‫وغريها‪ .‬هذه الأميات‪� ،‬أحدثت تغيري ًَا يف‬ ‫املفه��وم اجلديد للإن�سان املتعلم‪ ،‬ومتكني‬ ‫الإن�س��ان م��ن امله��ارات الالزم��ة للحياة‪،‬‬ ‫وم��ن جمي��ع النواح��ي االقت�صادي��ة‪،‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫والفني��ة والثقافي��ة‪ ،‬والتكنولوجي��ة‪،‬‬ ‫وال�سيا�سية‪.‬‬ ‫ا�ستق��رار ال�شب��اب يتطل��ب �إذ ًا االلتفات‬ ‫�إىل ال�شرائ��ح الت��ي تع��اين الأمي��ة‪،‬‬ ‫وم�ضاعف��ة اجلهود املجتمعي��ة وت�صميم‬ ‫الربام��ج الالزمة لتعليم مه��ارات احلياة‬ ‫والتي تتمث��ل يف جمموعة من الكفاءات‬ ‫املعرفي��ة واالجتماعي��ة وال�شخ�صي��ة‬ ‫واملعرفة العلمية‪ ،‬لإعدادها على �أ�سا�س‬ ‫من والقدرة واملهارة الالزمة لإدارة �شئون‬ ‫احلي��اة‪ ،‬وامل�شارك��ة الفاعل��ة يف �صياغة‬ ‫جمتمعه��م حا�ضر ًا وم�ستقب ً‬ ‫�لا ‪ ،‬وحترير‬ ‫طاقاته��ا وقدراته��ا املتنوع��ة‪ ،‬ومتكينها‬ ‫م��ن فه��م طبيع��ة احلي��اة االجتماعي��ة‬ ‫واالقت�صادي��ة وال�سيا�سي��ة والتفكري يف‬ ‫بدائل التعامل مع حقائق احلياة‪.‬‬ ‫ال�شباب والتعليم اجلامعي‬ ‫�أظه��رت العديد من الدرا�س��ات �أن برامج‬ ‫اجلامع��ات يف الوط��ن العرب��ي ت��ويل‬ ‫الدرا�س��ات النظري��ة مرك��ز ال�ص��دارة‪،‬‬ ‫مع �ضع��ف العناي��ة بالدرا�س��ات العملية‬ ‫والتطبيقية‪ .‬وتتمي��ز جامعاتنا ب�ضعف‬ ‫البع��د التطبيق��ي يف العملي��ة الرتبوية‬ ‫حت��ي يف التخ�ص�صات العلمية مما يخرج‬ ‫طلب��ة غ�ير م�ؤهل�ين لالن�سجام م��ع �سوق‬ ‫العم��ل ال��ذي ي�ستجي��ب ب�سرع��ة كبرية‬ ‫للتطورات العلمية والتكنولوجية‪.‬‬ ‫وق��د يكون �سب��ب �ضعف اهتم��ام التعليم‬ ‫الع��ايل بتنمي��ة اجلان��ب امله��اري ل��دي‬ ‫الطلب��ة �أن تنمي��ة ه��ذا اجلان��ب حتتاج‬ ‫�إىل نفق��ات كب�يرة وعالي��ة م��ن امل��ال‪،‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪41‬‬

‫الأمن الثقايف هو الطريق‬ ‫للمحافظة على العقل القومي‬ ‫من الإحتواء اخلارجي والغزو‬ ‫الداخلي‪.‬‬ ‫بجان��ب عدم توفر القناعة‬ ‫الرا�سخ��ة ل��دى التعليم الع��ايل ب�أهمية‬ ‫ه��ذا املج��ال‪ ،‬كذل��ك ق��د يك��ون م��ن بني‬ ‫الأ�سب��اب ع��دم اهتم��ام �أع�ض��اء هيئ��ة‬ ‫التدري�س بتزويد الطالب بهذه املهارات‪،‬‬ ‫وقد يكون ال�سبب عائد �إىل �ضعف املقرر‬ ‫الدرا�سي نف�سه‪.‬‬ ‫�شه��د التعلي��م اجلامع��ي والع��ايل من��و ًا‬ ‫م�ضط��رد ًا خ�لال العق��د املا�ض��ي‪ .‬حي��ث‬ ‫تزاي��دت �أع��داد الط�لاب املقبول�ين‬ ‫باجلامعات بن�سبة كبرية‪ .‬ولكن وبالرغم‬ ‫من ذل��ك تعترب ن�سب��ة القي��د الإجمايل‬ ‫للملتحق�ين دون املطل��وب �إذا م��ا مت��ت‬ ‫مقارنته��ا بن�سب��ة ال�شب��اب يف املجتم��ع‪.‬‬ ‫كم��ا �أن �سوء توزي��ع الطالب بني الكليات‬ ‫العلمية والنظرية‪ ،‬حيث جند �أن �أعداد‬ ‫امللتحق�ين بالكلي��ات العلمي��ة �أقل بكثري‬ ‫م��ن �أعداد امللتحقني بالكليات النظرية‪.‬‬ ‫ه��ذا بجان��ب �أن بالدنا تع��اين من �ضعف‬ ‫انت�شار تكنولوجيا احلا�سبات الآلية مما‬ ‫ي�صعب احل�ص��ول على املعلوم��ات خا�صة‬ ‫بالأ�سالي��ب والو�سائل احلديثة‪ .‬ويعترب‬ ‫متك�ين ال�شب��اب م��ن الإم�س��اك بناحي��ة‬ ‫التكنولوجي��ا �أحد �أهم عنا�صر ا�ستقالل‬ ‫ال�شب��اب واعتماده��م عل��ى ذاته��م مم��ا‬ ‫يزي��د ثقتهم ب�أنف�سه��م واكت�ساب مهارات‬ ‫منا�سب��ة للع�ص��ر الرقم��ي ال��ذي نعي���ش‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ميثل ت�شغيل ال�شباب ق�ضية‬ ‫ذات �أولوية ق�صوى للحكومة‬ ‫ال�سودانية خا�صة مع تزايد‬ ‫عدد اخلريجني‪.‬‬

‫ومبا‬ ‫�أ ن‬

‫التدري��ب والتعلي��م ميثالن‬ ‫راف��دا �أ�سا�سي��ا يف جه��ود ال��دول لزيادة‬ ‫مع��دالت التنمي��ة وتخفي���ض م�ست��وى‬ ‫البطال��ة وتوف�ير احلي��اة الكرمي��ة‬ ‫للمواطنني‪ ،‬كانت هناك عالقة تبادلية‬ ‫مبا�شرة بني مع��دالت النمو االقت�صادي‬ ‫وانخفا���ض مع��دالت البطال��ة وارتف��اع‬ ‫امل�ست��وى التعليم��ي‪ .‬ل��ذا ف���إن اله��دف‬ ‫ال�سام��ي للتعلي��م يج��ب �أن يرتب��ط‬ ‫مب�ستقب��ل الإن�سان واملجتم��ع و�أن ي�سعى‬ ‫التعلي��م خلال���ص املجتم��ع م��ن التخلف‬ ‫ويع�ين الإن�س��ان عل��ى حتقي��ق نه�ض��ة‬ ‫ح�ضارية حقيقي��ة‪ .‬هذا الهدف يقت�ضي‬ ‫حتري��ر الق��درات املبدعة ل��دى املجتمع‬ ‫ب�صفة عام��ة‪ ،‬وال�شباب ب�صف��ة خا�صة‪،‬‬ ‫ليكون مبتد�أ ومنته��ى العملية التنموية‬ ‫وه��ذا يتطلب تزوي��د ال�شب��اب باملعارف‬ ‫وامله��ارات وال�سل��وك والق��درة عل��ى حل‬ ‫امل�شاكل التي يواجهها املرء ليكون �إن�سان‬ ‫منتج‪.‬‬ ‫التعليم و�سوق العمل‬ ‫�إن �أك�ثر امل�شكالت الت��ي تعاين منها نظم‬ ‫التعلي��م يف الع��امل تتعلق بع��دم قدرتها‬ ‫علي �إعداد الإن�سان ملواجهة احتياجات‬ ‫�س��وق العم��ل‪ ،‬وم�ساي��رة التب��دالت‬ ‫الدائم��ة يف ه��ذه االحتياج��ات ‪ .‬دول‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪42‬‬

‫كث�يرة م��ا زالت تع��اين م�شكل��ة البطالة‬ ‫ب�ين املتعلم�ين نتيج��ة الزي��ادة العالية‬ ‫يف �أع��داد الط�لاب وم��ا يرتت��ب عل��ي‬ ‫ذل��ك م��ن تو�س��ع يف التعلي��م وت�ضخم يف‬ ‫خمرجاته‪.‬‬ ‫املجتمعات التي تواجه م�شكالت البطالة‬ ‫بني املتعلمني ت��درك خ�سارتها الفادحة‬ ‫يف فقدان القوي العاملة املعدة واملدربة‬ ‫علي مه��ن رفيعة قد تت�سابق دول �أخري‬ ‫عليه��ا لال�ستف��ادة منه��ا ‪ .‬فامل�شكل��ة يف‬ ‫هذه احلالة لي�س��ت يف ارتفاع امل�ستويات‬ ‫العلمي��ة واملهني��ة للق��وي العامل��ة‪� ،‬إمنا‬ ‫الأم��ر يتعل��ق يف �أنه��ا متث��ل فائ�ض�� ًا �أو‬ ‫ت�ضخم�� ًا تعليمي�� ًا لأنه��ا ف��وق ق��درة‬ ‫االقت�صاد علي ا�ستيع��اب كل اخلريجني‬ ‫فعندم��ا يق��وم مهند���س بعمل كتاب��ي �أو‬ ‫�أداري ف�إن��ه ال ي�ساه��م يف زي��ادة الإنتاج‬ ‫ب�ش��كل مطلق‪ ،‬بل علي العك�س‪ ،‬ف�إن هذه‬ ‫الظاه��رة له��ا نتائ��ج اجتماعي��ة �ض��ارة‬ ‫ق��د تتمثل يف ع��دم الر�ض��ي والإحباط‬ ‫والالمب��االة وال�ص��راع االجتماع��ي ‪.‬‬ ‫لذلك البد من التمييز بني رغبات النا�س‬ ‫يف اختياره��م للتخ�ص�ص��ات الت��ي ق��د ال‬ ‫يتوافر لها جماالت للعمل م�ستقب ًال وبني‬ ‫م��ا هو ممكن مهني�� ًا واقت�صادي�� ًا ‪ .‬مبعني‬ ‫�أن الرغبة االجتماعية للوظائف يجب‬ ‫�أن تتم�ش��ي م��ع الإمكان��ات االقت�صادية‬ ‫املتاح��ة لل��دول‪ ،‬ولطبيع��ة �أو�ضاع �سوق‬ ‫العم��ل ‪ .‬فالرغب��ة االجتماعي��ة يف‬ ‫درا�س��ة الهند�س��ة �أو الط��ب �أو الط�يران‬ ‫مث ً‬ ‫�لا �أو غ�ير ذل��ك يج��ب �أن تتوافق مع‬ ‫الإمكانية االقت�صادية ‪ .‬فما الفائدة من‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫خمرجات تعليمية تتمثل يف القانونيني‬ ‫واملهند�س�ين واملحا�سب�ين والرتبوي�ين‬ ‫لكنها تعمل بعد تخرجها كتبة وحرا�س‬ ‫و�سائقي تاك�سي‪.‬‬ ‫فالبطال��ة �ش��كل م��ن �أ�ش��كال اله��در يف‬ ‫املوارد الب�شرية تت�صدر م�س�ؤوليته نظم‬ ‫التعلي��م‪ ،‬لك��ن التعلي��م بطبيع��ة احل��ال‬ ‫يت�أثر بجمل��ة من العوامل اخلارجة عن‬ ‫نطاق��ه و�سيطرته كالتغي�ير املفاجئ يف‬ ‫ال�سيا�س��ات ال�سكاني��ة واالقت�صادي��ة‪،‬‬ ‫والتبدالت الدولي��ة يف ميادين التجارة‬ ‫وال�سيا�سة والعالقات الدولية وغريها‪.‬‬ ‫ويف جمتمع��ات كث�يرة تت�أث��ر �أنظم��ة‬ ‫التعلي��م ب�ضع��ف الرب��ط بينه��ا وب�ين‬ ‫�أجه��زة التخطي��ط الع��ام‪ ،‬بخا�ص��ة يف‬ ‫مي��دان تخطيط الق��وى الب�شرية حيث‬ ‫ال يتوف��ر للتعليم املعلوم��ات الالزمة عن‬ ‫النا���س والدول��ة ‪ .‬وم��ا مل توج��د ه��ذه‬ ‫الرابط��ة ف��ان م��ن املتع��ذر عل��ى جه��از‬ ‫التخطي��ط التعليم��ي �أن ي�ض��ع اخلطط‬ ‫للق��وى العاملة التي بها ميك��ن �أن ي�شغل‬ ‫الف��رد دورا وظيفي�� ًا منتجا بعد �أن ينال‬ ‫م�ستوى معني من التعليم‪.‬‬ ‫ق�ضي��ة توجي��ه التعليم لغر���ض الإنتاج‬ ‫وحت�س�ين الأداء واالقت�ص��اد لي�س��ت‬ ‫كم��ا يت�صوره��ا البع���ض جم��رد عالق��ة‬ ‫ريا�ضي��ة ب�ين املنتج و�سوق العم��ل �أو من‬

‫الوظائ��ف الت��ي ت�ستدع��ي بن��اء برامج‬ ‫تعلي��م جدي��دة‪� ،‬أو حجم ون��وع املن�ش�آت‬ ‫التعليمية املطلوبة‪� ،‬أو التو�سع يف التعليم‬ ‫املهن��ي والفن��ي‪� ،‬إمن��ا امل�س�أل��ة تنح�ص��ر‬ ‫�أ�سا�س��ا يف �صياغ��ة فل�سف��ة و�أه��داف‬ ‫تربوي��ة تلب��ي احلاج��ات امل�ستقبلي��ة‪.‬‬ ‫فاملحتوي��ات التعليمية والأ�ساليب يجب‬ ‫�أن يلبيا فل�سفة البع��د الكيفي للتعليم ‪.‬‬ ‫فالتعلي��م لن ينج��ح �إذا مل يكن وظيفي ًا‪،‬‬ ‫والطالب يج��ب �أن تنمي لديهم طريقة‬ ‫التفك�ير العلم��ي‪ ،‬واكت�س��اب امله��ارات‪،‬‬ ‫و�إدراك قيمة العم��ل ‪ .‬والتعليم املوجه‬ ‫نح��و العم��ل املنت��ج يحت��اج �إيل امكانات‬ ‫مادي��ة وب�شري��ة تعين��ه عل��ي ال�س�ير يف‬ ‫تنفي��ذ خطط �إع��داد الق��وي العاملة ‪.‬‬ ‫وه��ذا ي�ستدعي التن�سيق م��ع القطاعني‬ ‫االجتماع��ي واالقت�ص��ادي م��ن منظ��ور‬ ‫التواف��ق م��ع الفل�سف��ة والأه��داف‬ ‫الرتبوية‪.‬‬ ‫كم��ا �أن تب��ادل املعلوم��ات ب�ين الرتبي��ة‬ ‫و�سائ��ر القطاع��ات املجتمعية من خالل‬ ‫بناء نظام فاعل للمعلومات االجتماعية‬ ‫واالقت�صادي��ة وال�سيا�سي��ة ال�ش��ك‬ ‫يعط��ي �ص��ورة وا�ضح��ة ع��ن الأو�ض��اع‬ ‫االقت�صادي��ة‪ ،‬وبنية العمالة‪ ،‬وم�شاكل‬ ‫�س��وق العمل‪ ،‬و�أو�ضاع التعليم‪ ،‬وكل ما له‬ ‫عالقة ب�أهداف التنمية ‪.‬‬

‫الهجرة ظاهرة معقدة وهي ناجمة‬ ‫عن تفاعل عوامل متعددة ومتداخلة‬ ‫بني االقت�صاد وال�سيا�سة واالجتماع‬ ‫والثقافة‪.‬‬

‫ال�شباب والأمن االجتماعي‬ ‫الأمن االجتماعي يعني عند بع�ض علماء‬ ‫االجتماع «�سالم��ة الأفراد واجلماعات‬ ‫من الأخطار الداخلية واخلارجية التي‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪43‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫االعتماد على احللول الأمنية والت�شدد‬ ‫يف مراقبة احلدود لن يوقف الهجرة �إىل‬ ‫�أوروبا لأن املهربني واملتاجرين بالأفراد‬ ‫يغريون طرقهم‪.‬‬

‫ق��د‬

‫كاحل��روب‬ ‫تهدده��م‬ ‫والنزاع��ات وم��ا يتعر���ض ل��ه الأف��راد‬ ‫واجلماع��ات م��ن القت��ل واالختط��اف‬ ‫واالعت��داء عل��ى املمتل��كات بالتخري��ب‬ ‫�أو ال�سرق��ة»‪ .‬يف ح�ين ي��رى فري��ق �آخر‬ ‫�أن غي��اب �أو تراج��ع مع��دالت اجلرمية‬ ‫يعك���س حال��ة الأم��ن االجتماع��ي‪ ،‬يف‬ ‫حني �أن تف�ش��ى اجلرائم وارتفاع ن�سبتها‬ ‫ي�ش�ير �إىل غياب الأم��ن االجتماعي‪� .‬إن‬ ‫الأم��ن االجتماع��ي‪ ،‬م��ن ه��ذا املنظ��ور‪،‬‬ ‫يعن��ي �أن امل�سئولي��ة تق��ع عل��ى عات��ق‬ ‫امل�ؤ�س�س��ات احلكومي��ة والأهلي��ة للح��د‬ ‫م��ن اجلرمي��ة ومواجهته��ا‪ ،‬و�أن حماي��ة‬ ‫االف��راد واجلماع��ات م��ن �صمي��م‬ ‫م�س�ؤوليات الدولة التي تقوم بذلك عرب‬ ‫فر���ض النظ��ام والأم��ن‪ ،‬وب�س��ط �سيادة‬ ‫القان��ون بوا�سط��ة الأجه��زة الق�ضائية‬ ‫والتنفيذي��ة ‪ ،‬وا�ستخ��دام الق��وة عن��د‬ ‫ال�ضرورة‪ .‬كم��ا يعترب الأمن االجتماعي‬ ‫م�س�ؤلي��ة اجتماعي��ة بو�صف��ه ينب��ع من‬ ‫م�س�ؤولي��ة الفرد جت��اه نف�س��ه و�أ�سرته‪،‬‬ ‫فن�ش���أت �أع��راف القبيل��ة وتقاليده��ا‬ ‫لت�صبح جزء ًا من القانون ال�سائد‪.‬‬ ‫يرم��ي الأم��ن االجتماع��ي �إىل توف�ير‬ ‫الأم��ن للمواطن�ين بالق��در ال��ذي يزي��د‬ ‫م��ن تنمي��ة ال�شع��ور باالنتم��اء والوالء‪،‬‬ ‫وذلك من خالل العم��ل على زيادة قدرة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪44‬‬

‫الرتبي��ة الوطنية للم�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫يف املراحل املختلفة لبث الروح املعنوية‪،‬‬ ‫وزي��ادة االح�سا���س الوطن��ي والفخ��ر‬ ‫باجنازات الوط��ن واحرتام تراثه الذي‬ ‫ميثل هويته وانتماءه احل�ضاري‪.‬‬ ‫ال�شباب والأمن الثقافى‬ ‫الأم��ن الثقاف��ى يعن��ي «احلف��اظ عل��ى‬ ‫الهوية الثقافية ف��ى مواجهة حماوالت‬ ‫الهيمن��ة عل��ى الثقاف��ة وال�شخ�صي��ة‬ ‫القومي��ة‪ ،‬ف�ض ًال ع��ن حماي��ة امل�ؤ�س�سات‬ ‫الثقافية فى داخ��ل املجتمع من التبعية‬ ‫واالخ�تراق‪ ،‬الأم��ر ال��ذى يجع��ل الأمن‬ ‫الثقافى طريق�� ًا للمحافظ��ة على العقل‬ ‫القوم��ي م��ن االحت��واء اخلارج��ى وم��ن‬ ‫الغ��زو الداخلى‪ .‬ما زال ال�سودان يواجه‬ ‫حتدي��ات متنوع��ة ومتداخل��ة‪ ،‬ال تعيق‬ ‫تقدم��ه فح�سب‪ ،‬و�إمن��ا ُت�ؤثر عل��ى �أمنه‬ ‫وا�ستق��راره‪ ،‬وته��دد كيان��ه ووج��وده‪،‬‬ ‫وق��د جتعله عر�ض��ة للتبعي��ة والهيمنة‬ ‫الثقافية فى ظل العوملة اجلديدة‪ ،‬لذا ال‬ ‫بد من تدار�س هذه التحديات ومواجهتها‬ ‫من خ�لال ر�سم ا�سرتاتيجي��ة م�ستقبلية‬ ‫مب��ا يت�لاءم م��ع قي��م وتطلع��ات الب�لاد‬ ‫التنموية‪ .‬وقد فر�ضت املتغريات العاملية‬ ‫االقت�صادي��ة وال�سيا�سية واالجتماعية‬ ‫والتنموي��ة ف��ى ع�ص��ر العومل��ة حتديات‬ ‫كثرية على خمتل��ف امل�ستويات‪ ،‬ولكن من‬ ‫بني �أهم هذه التحديات التحدي الثقايف‬ ‫الذي يه��دد الثقافة والهوية ال�سودانية‬ ‫يف معق��ل داره��ا‪ ،‬ال�شئ ال��ذي يتطلب مع‬ ‫الت�أكي��د على الذاتية الثقافية والهوية‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ال�سودانية‪ ،‬ت�أكيد قيم الوالء واالنتماء‬ ‫للوط��ن‪ .‬قطعا لي�س مبقدور �أي فرد منع‬ ‫التوا�ص��ل ب�ين الثقاف��ات املختلفة فهذه‬ ‫�سن��ة اهلل يف الأر���ض‪ ،‬كم��ا ال ن�ستطي��ع‬ ‫و�ضع فا�صل بني ثقافتنا القومية وبقية‬ ‫الثقاف��ات املج��اورة والواف��دة �إلين��ا‪،‬‬ ‫ونح��ن �إذ نط��رح مو�ض��وع الأم��ن الثقايف‬ ‫النق�ص��د �إغ�لاق النوافذ عل��ى التوا�صل‬ ‫م��ع الثقاف��ات املختلف��ة عل��ى امل�ستويني‬ ‫الإقليم��ي وال��دويل‪ ،‬ولكننا نه��دف �إىل‬ ‫املحافظة على قيمنا ال�سمحة والتعاطي‬ ‫م��ع القي��م الإن�ساني��ة النبيل��ة التي قد‬ ‫تزخر بها الثقافات الأخرى‪ ،‬مع الت�أكيد‬ ‫على منع املفا�سد �أينما كانت‪.‬‬ ‫ال �ش��ك �أن الثقافة ت�ش��كل عن�صرا مه ًما‬ ‫م��ن عنا�ص��ر الوع��ي بهوي��ة االنتم��اء‪.‬‬ ‫والهوي��ة ه��ي ا�ستمرار الوع��ي بالتمايز‬ ‫ع��ن الآخرين وال��ذي يحتفظ بالوجود‬ ‫الذات��ي‪ .‬فالثقاف��ة به��ذا املعن��ى �ش��كل‬ ‫يعني الوجود الذاتي للإن�سان وللمجتمع‬ ‫وللأمة‪� .‬إن التح��دي الذي نتحدث عنه‬ ‫هن��ا مق�صود به التهديد للوجود الذاتي‬ ‫للأمة ال�سودانية والذي مير عرب زعزعة‬ ‫الوع��ي بالهوي��ة الثقافي��ة‪ .‬لأن الهوية‬ ‫متثل الأ�سا���س الذي يق��وم عليه الوعي‬ ‫باالنتماء الذي يقوم بدوره على الوعي‬ ‫بالتماي��ز الثق��ايف‪� .‬إن الت�أث�ير اجلزئ��ي‬ ‫عل��ى الوع��ي الثق��ايف ق��د ال ي�ؤث��ر �سلبا‬ ‫عل��ى الهوية طاملا بقي يف ن�سب حمدودة‬ ‫ومل مي���س الوعي بالهوي��ة‪ ،‬ولكن عندما‬ ‫تتعر���ض الهوي��ة ذاته��ا �إىل الت�أثر عرب‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪45‬‬

‫قن��وات االت�ص��ال الثقافية �س��واء �أكان‬ ‫الأم��ر مق�ص��و ًدا �أو عفو ًي��ا عندها يكون‬ ‫اخلطر الذي يهدد الثقافة قائما‪ ،‬ال�شئ‬ ‫الذي يتتطلب �أخذ احليطة واحلذر قبل‬ ‫فوات الأوان‪.‬‬ ‫نحو خطة عمل قومية لت�شغيل وتدريب‬ ‫ال�شباب‬ ‫�إن ازدي��اد العاطل�ين ع��ن العم��ل ي���ؤدي‬ ‫�إىل زيادة عدد الفقراء‪ ،‬و�إىل انخفا�ض‬ ‫م�ست��وى املعي�ش��ة وال يخف��ى ت�أث�يره‬ ‫ال�سلبي على خمتلف نواحي حياة الب�شر‬ ‫من �صحة وغذاء وزيادة العنف وانت�شار‬ ‫الإج��رام والإ�ضطراب��ات االجتماعي��ة‬ ‫وال�سيا�س ّية ما ينعك�س �سل ًبا على ا�ستقرار‬ ‫معي�شة الإن�سان‪ .‬فهي ت�ؤدي �إىل تراجع‬ ‫العالقات والقي��م االجتماعية وتراجع‬ ‫دور الأ�س��رة ‪ ،‬كم��ا ت���ؤدي �إىل �إ�ضع��اف‬ ‫الروابط بامل�ؤ�س�سات الر�سمية ووقوعهم‬ ‫�ضحية الأكتئاب لأن �إميانهم باالمتثال‬ ‫للقواع��د والقوانني املنظم��ة مبجتمعم‪،‬‬ ‫ما يخلق ا�ستعدادا كب�يرا لدى العاطلني‬ ‫�إىل اجلنوح‪.‬‬ ‫تعت�بر البطال��ة م�شكل��ة اقت�صادي��ة‪،‬‬ ‫كم��ا �أنه��ا م�شكل��ة نف�سي��ة‪ ،‬واجتماعية‪،‬‬ ‫و�أمني��ة‪ ،‬و�سيا�سي��ة‪ .‬حي��ث ميث��ل جي��ل‬ ‫ال�شب��اب جي��ل العم��ل واالنت��اج‪ .‬و�إن‬ ‫تعطي��ل تل��ك الطاقة اجل�سدي��ة ب�سبب‬ ‫الف��راغ‪ ،‬ال�سيما ب�ين ال�شباب‪ ،‬ي�ؤدي اىل‬ ‫�أن ترت��د علي��ه تل��ك الطاق��ة لتهدم��ه‬ ‫نف�سي ًا م�سببة له م�شاكل كثرية‪ .‬وتتحول‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫البطال��ة يف كث�ير م��ن بل��دان الع��امل‬ ‫اىل م�ش��اكل �أ�سا�سي��ة معقّ��دة‪ ،‬فح��االت‬ ‫التظاه��ر والعنف واالنتق��ام توجه �ضد‬ ‫النظام احلاكم و�أ�صحاب ر�ؤو�س الأموال‬ ‫باعتبارهم‪ ،‬يف نظر العاطلني عن العمل‪،‬‬ ‫ه��م امل�س�ؤول��ون ع��ن م�شكل��ة البطال��ة‪.‬‬ ‫وتظهر كثري من الدرا�سات واالح�صاءات‬ ‫�أنّ هن��اك ع�شرات املاليني م��ن العاطلني‬ ‫ع��ن العمل يف كل �أنح��اء العامل من جيل‬ ‫ال�شب��اب‪ ،‬وبالت��ايل يعان��ون م��ن الفق��ر‬ ‫والع��وز واحلرم��ان‪ ،‬وتخل��ف �أو�ضاعه��م‬ ‫ال�صحية‪ ،‬وعجزهم عن حتمل م�س�ؤولية‬ ‫اُ�سره��م‪ .‬كم��ا تفي��د نف���س االح�صاءات‬ ‫العلمي��ة �أن للبطال��ة �آثاره��ا ال�سيئ��ة‬ ‫عل��ى ال�صح��ة النف�سي��ة واجل�سدية‪ .‬ال‬ ‫يوجد �ش��يء �أثقل على النف�س من جترع‬ ‫م��رارة احلاجة والعوز امل��ادي فهي تنال‬ ‫من كرام��ة الإن�سان وم��ن نظرته لنف�سه‬ ‫وعل��ى اخل�صو���ص عندم��ا يك��ون الف��رد‬ ‫م�سئ��وال ع��ن �أ�سرة تعول علي��ه يف ت�أمني‬ ‫احتياجاتها املعي�شية‪.‬‬ ‫ت�صدرت ق�ضية ت�شغيل ال�شباب منذ فجر‬ ‫الألفي��ة الثالثة قائم��ة �أولويات برامج‬ ‫التنمي��ة على امل�ست��وى الدويل‪ ،‬حيث مت‬ ‫الإع�لان يف ع��دد م��ن املحاف��ل الدولية‬ ‫املختلف��ة ع��ن االلتزام بتحقي��ق الهدف‬ ‫املتف��ق عليه عاملي��ا واخلا���ص بالت�شغيل‬ ‫الكام��ل واملنت��ج والالئق لل�شب��اب‪ .‬ميثل‬ ‫ت�شغي��ل ال�شب��اب ق�ضي��ة ذات �أولوي��ة‬ ‫ق�ص��وى للحكومة ال�سوداني��ة خا�صة مع‬ ‫تزاي��د ع��دد اجلامعات وبالت��ايل تزايد‬ ‫ع��دد اخلريج�ين مم��ا ت�سب��ب يف ارتفاع‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪46‬‬

‫مع��دالت البطالة ب�ين ال�شب��اب املتعلم‪.‬‬ ‫عل��ى الرغ��م م��ن �أن اجلي��ل احل��ايل من‬ ‫ال�شب��اب يعد الأف�ض��ل تعليما �إال �أن ذلك‬ ‫مل يرتج��م �إىل فر�ص عم��ل �أف�ضل‪ .‬ففي‬ ‫الوق��ت ال��ذي ي�شكو فيه ال�شب��اب املتعلم‬ ‫لظى البطالة‪ ،‬جند �أن �أ�صحاب الأعمال‬ ‫يج���أرون بال�شك��وى لعدم توف��ر العمالة‬ ‫املهارة واملدربة‪ .‬لذا ف�إن مو�ضوع ت�شغيل‬ ‫ال�شباب يف ال�سودان يتجاوز توفري مزيد‬ ‫م��ن الفر���ص‪� ،‬إىل نوعي��ة تعلي��م املتلقى‬ ‫وم��دى مواكبت��ه ملتطلبات �س��وق العمل‪.‬‬ ‫�إن الوع��ي املتزايد ب���أن الت�شغي��ل املنتج‬ ‫والعم��ل الالئ��ق لل�شب��اب ال ميك��ن �أن‬ ‫يتحق��ق من خالل الإج��راءات املنف�صلة‬ ‫واملج��ز�أة‪ ،‬مهم��ا ك�ثرت‪ ،‬بل �إن��ه يتطلب‬ ‫منهج��ا مرتابط��ا لر�س��م ال�سيا�س��ات‬ ‫الداعمة يف �إط��ار ا�سرتاتيجية متكاملة‬ ‫للنم��و والت�شغي��ل م��ن خ�لال �إج��راءات‬ ‫ت�ساع��د ال�شب��اب عل��ى التغل��ب عل��ى‬ ‫التحديات التي تواجهه��م عند دخولهم‬ ‫�سوق العمل اجلديد واال�ستمرار فيه!‬ ‫وه��ذا متاما ما ن��ادت وتقوم ب��ه منظمة‬ ‫العم��ل الدولي��ة يف قراره��ا اخلا���ص‬ ‫بت�شغي��ل ال�شب��اب وال��ذي تبن��اه م�ؤمت��ر‬ ‫العم��ل ال��دويل ع��ام ‪2005‬م‪ ،‬وال��ذي‬ ‫�أك��د عل��ى �أهمي��ة �إدراك الدول��ة ب���أن‬ ‫حت��دي ت�شغيل ال�شب��اب يتطلب م�شاركة‬ ‫الأطراف الفاعلة املختلفة‪.‬‬ ‫ويف ه��ذا ال�سي��اق مت ت�أ�سي���س (ال�شبك��ة‬ ‫العاملي��ة لت�شغي��ل ال�شب��اب – ‪Youth‬‬ ‫‪Employment‬‬ ‫‪Network‬‬‫‪ ،)YEN‬وه��ي عب��ارة ع��ن �شراكة بني‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الأمم املتح��دة والبنك الدويل ومنظمة‬ ‫العم��ل الدولي��ة تتب��ع لل�سكرت�ير الع��ام‬ ‫ل�ل�أمم املتح��دة‪ .‬وتهدف ه��ذه ال�شراكة‬ ‫�إىل م�ساع��دة ال��دول املختلف��ة عل��ى‬ ‫مواجه��ة حت��دي ت�شغي��ل ال�شب��اب ع�بر‬ ‫امل�ساعدة باعتماد خطة قومية لت�شغيل‬ ‫ال�شب��اب‪ .‬رغ��م �أن هن��اك العدي��د م��ن‬ ‫املب��ادرات اخلا�ص��ة بت�شغي��ل ال�شب��اب‬ ‫واخلريجني بدء ًا من وزارة العمل وبرامج‬ ‫ا�ستقرار ال�شب��اب‪� ،‬إال �أنه ال بد من و�ضع‬ ‫�سيا�س��ة ت�شغيلية خا�صة بال�شباب وذلك‬ ‫مب�شاركة كل اجلهات املعنية بالق�ضية يف‬ ‫الدولة مبا يف ذلك احتاد �أ�صحاب العمل‬ ‫والنقاب��ات وال�ش��ركاء االجتماعي�ين‬ ‫ومب�شارك��ة منظم��ات املجتم��ع امل��دين‪.‬‬ ‫وهن��ا جت��ب الإ�ش��ارة �إىل �أن و�ضع خطة‬ ‫قومي��ة لت�شغيل ال�شباب ال متثل هدفا يف‬ ‫ح��د ذاتها‪ ،‬بل هي فق��ط و�سيلة لتحقيق‬ ‫الأه��داف املتف��ق عليها‪ ،‬وه��ي �أداة تتيح‬ ‫تق�سي��م امله��ام وحتدي��د االلتزام��ات‬ ‫و�آلي��ات املتابع��ة ملنه��ج متكام��ل و�شام��ل‬ ‫ملواجه��ة التحديات على طري��ق ت�شيغل‬ ‫ال�شباب ال�سوداين‪.‬‬ ‫ملاذا احلاجة خلطة عمل قومية لت�شغيل‬ ‫وتدريب ال�شباب‬ ‫فر�ضت الأزمة االقت�صادية العاملية التي‬ ‫مازالت م�ستم��رة حتي الي��وم ولو بن�سب‬ ‫خمتلفة واقع��ا اقت�صاديا مرتديا ما �أدى‬ ‫�إىل تراج��ع كب�ير يف فر���ص العم��ل‪ ،‬نتج‬ ‫عنه خل��ل وا�ضح يف �سيا�سات �سوق العمل‬ ‫ويف مو�ض��وع العر�ض والطلب ما فاقم من‬ ‫الأزم��ة التي يعاين منها ال�شباب �أ�صال يف‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪47‬‬

‫�سوق العمل‪.‬‬ ‫التحديات‬ ‫من ب�ين التحديات التي يعاين منها �سوق‬ ‫العمل الداخلي‪:‬‬ ‫حمدودية فر�ص العم��ل املطروحة على‬ ‫ال�شباب‬ ‫تزاي��د �أع��داد القادم�ين اجل��دد ل�س��وق‬ ‫العمل من ال�شب��اب ب�شكل �سنوي �أكرب من‬ ‫الطلب املوجود‬ ‫ال�سيا�سات القائم��ة املعمول بها حاليا ال‬ ‫ت�صلح ملواجهة التحديات القائمة‪.‬‬ ‫�ألأولويات‬ ‫• ارتفاع معدالت البطالة خا�صة و�سط‬ ‫ال�شب��اب وب�ش��كل �أك�بر و�س��ط ال�شب��اب‬ ‫املتعلم‪ ،‬يدفع باجتاه و�ضع �أولويات لتغري‬ ‫هذا الواقع‪ ،‬ومن بني هذه الأولويات‪:‬‬ ‫• �أن تلب��ي الربام��ج التعليمية متطلبات‬ ‫�سوق العمل‪ ،‬ما يعني مزيد ًا من االهتمام‬ ‫مبو�ضوع التدريب الفني واملهني‪،‬‬ ‫• اال�ستف��ادة م��ن التموي��ل الأ�صغ��ر‬ ‫وتوجيهه لتطوير امل�شروعات وامل�ؤ�س�سات‬ ‫ال�صغرية مبا يت�سق مع �إمكانيات وظروف‬ ‫ال�شباب يف هذه املرحلة‬ ‫• الو�ض��ع االقت�ص��ادي الراه��ن والو�ضع‬ ‫يف �س��وق العم��ل يتطل��ب وب�ش��كل عاجل‬ ‫اعتم��اد �سيا�س��ات وبرام��ج م�ستحدث��ة‬ ‫تلب��ي متطلب��ات املرحلة يف �س��وق العمل‬ ‫بالتعاون مع ال�شركاء واملخت�صني‪.‬‬ ‫�أهداف اخلطة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫اله��دف الع��ام خلط��ة العم��ل القومي��ة‬ ‫لت�شغي��ل ال�شب��اب ال�س��وداين ه��و زي��ادة‬ ‫الفر���ص املتاح��ة لت�شغي��ل ال�شب��اب‬ ‫وتوف�ير �أعم��ال الئق��ة ومنتج��ة مب��ا يف‬ ‫ذل��ك القادم�ين اجل��دد ل�س��وق العم��ل‬ ‫ب�ش��كل �سن��وي‪ .‬ويجب �أن يك��ون ذلك يف‬ ‫ات�س��اق تام م��ع اخلط��ط اال�سرتاتيجية‬ ‫للدولة مب��ا يف ذل��ك اال�سرتاتيجية ربع‬ ‫القرنية‪.‬‬ ‫الأهداف الفرعية للخطة‬ ‫زي��ادة �إمكاني��ة ح�ص��ول ال�شب��اب عل��ى‬ ‫فر�ص عمل‬ ‫توف�ير ع��دد �أك�بر م��ن فر���ص العم��ل يف‬ ‫القطاعات املختلفة‬ ‫حت�س�ين �سيا�سات وبرامج �سوق العمل مبا‬ ‫يواكب عملية العر�ض والطلب‪.‬‬ ‫التو�صيات‬ ‫ و�ض��ع خط��ة ا�سرتتيجي��ة للتنمي��ة‬‫ال�شامل��ة ي�شارك فيه��ا ال�شباب تخطيطا‬ ‫وتنفيذا وتقومي ًا‪.‬‬ ‫ رف��ع الوع��ي ل��دى العمال��ة الوطني��ة‬‫بقيمة العمل وغر�س ثقافة العمل وحمو‬ ‫الأمية العلمية واملهنية يف املناهج‬ ‫الرتبوية الوطنية عرب تنظيم حمالت‬ ‫�إعالمية وميدانية‪.‬‬ ‫ �ض��رورة رب��ط التخطي��ط التعليم��ي‬‫بالتخطي��ط االقت�ص��ادي يف �إطار خطة‬ ‫التنمية لتخريج قوى عاملة‬ ‫وفقا الحتياجات �سوق العمل‪.‬‬ ‫ ت�شجي��ع القطاع اخلا���ص على �أن يقوم‬‫بامله��ام املنوط��ة ب��ه كقاط��رة للتنمي��ة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪48‬‬

‫والتعاون مع امل�ؤ�س�سات احلكومية‬ ‫يف امل�شارك��ة لو�ض��ع �سيا�س��ات وبرام��ج‬ ‫التعلي��م والتدري��ب املهن��ي و التقن��ي‬ ‫للتعرف على التطورات املتوقعة‬ ‫ل�سوق العمل‪.‬‬ ‫ الأخ��ذ مبب��د�أ التخطي��ط املتكام��ل‬‫للتنمي��ة االقت�صادي��ة م��ن خ�لال و�ضع‬ ‫التعليم والتدريب على قائمة �أولويات‬ ‫التنمية بهدف زي��ادة �إنتاجية العمالة‬ ‫و�إعداد جيل من العمالة امل�ؤهلة القادرة‬ ‫على املناف�سة يف �سوق العمل‪،‬‬ ‫ومن ثم خف�ض معدالت البطالة‪.‬‬ ‫ مراع��اة التوجه نح��و اقت�صاد املعرفة‬‫والتو�س��ع يف �إدم��اج امل��ر�أة ال�سودانية يف‬ ‫�إطار تطوير منظومة التعليم‬ ‫والتدري��ب املهن��ي والتقن��ي وذل��ك يف‬ ‫بناء برام��ج وم�ضامني منظوم��ة التعليم‬ ‫والتدريب املهني والتقني‬ ‫وتطويره��ا والتدري��ب عل��ى امله��ن‬ ‫اجلديدة ملواكبة التطورات االقت�صادية‬ ‫والتكنولوجية والهيكلية اجلديدة ‪.‬‬ ‫ اال�ستفادة من التطورات التكنولوجية‬‫فى جم��ال احل�صول عل��ى معلومات �سوق‬ ‫العمل وو�ضعها على �شبكة‬ ‫املعلومات وتعزيزها بامل�سوح والدرا�سات‬ ‫امليداني��ة والدميوغرافي��ة وخا�ص��ة فى‬ ‫جمال التعداد ال�شامل‬ ‫بح�صر جميع التخ�ص�صات و�شاغيلها ‪.‬‬ ‫ اللج��وء للتدري��ب التحويل��ي لتخفيف‬‫م�شكلة البطالة احلالية ‪.‬‬ ‫ �إن�ش��اء قاع��دة بيان��ات ح��ول ع��دد‬‫اخلريج�ين وتخ�ص�صاته��م واحتياجات‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�سوق العمل لال�ستفادة منها يف و�ضع‬ ‫خطة عمل قومية لت�شغيل ال�شباب‬ ‫تهئية اجلو املنا�سب لأ�ساتذة اجلامعات‬‫والباحث�ين وزي��ادة مرتباته��م وحت�سني‬ ‫�شروط خدمتهم و�إيجاد احللول‬ ‫املنا�سب��ة للم�شاكل التى تعرت�ض �أ�سواق‬ ‫العم��ل فى جمال التعليم العاىل كخطوة‬ ‫على طريق تنظيم هجرة‬ ‫الكفاءات‬ ‫ العم��ل عل��ى �إن�ش��اء مر�ص��د �إقليم��ى‬‫للهج��رة يعم��ل على بناء قواع��د بيانات‬ ‫و�إح�ص��اءات ح��ول نط��اق واجتاه��ات‬ ‫و�سم��ات ظاه��رة الهج��رة ال�سوداني��ة‪،‬‬ ‫والعربية‪ ،‬والأفريقية‪.‬‬ ‫ تعي�ين ملحق�ين هجري�ين يف ال��دول‬‫امل�ضيفة ذات الوجود ال�سوداين الكبري‬ ‫ العم��ل عل��ى �إع��داد برام��ج توعوي��ة‬‫وتدريبي��ة للأط��راف املعني��ة للح��د من‬ ‫عملية االجتار بالب�شر والتوعية‬ ‫مبخاط��ر الهج��رة غري ال�شرعي��ة التي‬ ‫تعترب املدخل الأهم لالجتار بالب�شر‪.‬‬ ‫ �إعداد وتهيئ��ة عمالة �سودانية قادرة‬‫على املناف�سة يف �أ�س��واق العمل الوطنية‬ ‫والعربية‬ ‫ للعمل بالت�صنيف العربي املعياري للمهن‬‫ال�صادر عن منظم��ة العمل العربية لعام‬ ‫‪ 2008‬وال��ذي اعتمد يف الدورة (‪)36‬‬ ‫مل�ؤمتر العمل العربي كون��ه �أداه رئي�سية‬ ‫لت�صني��ف املهن وتو�صيفها ومن ثم �إيجاد‬ ‫لغ��ة م�شرتك��ة واح��دة لتو�صيف املهن‬ ‫تعم��ل عل��ى ت�سهي��ل التوظي��ف وحتقيق‬ ‫التكامل العربي يف جمال ت�شغيل القوى‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪49‬‬

‫العاملة ‪.‬‬ ‫ العم��ل عل��ى �إن�ش��اء وزارة متخ�ص�ص��ة‬‫معني��ة بالهجرة‪ ،‬كم��ا يجب بناء قدرات‬ ‫امل�س�ؤول�ين والعامل�ين بقط��اع الهج��رة‬ ‫والإهتم��ام بالبيان��ات و�إن�ش��اء مرا�ص��د‬ ‫متخ�ص�ص��ة ودع��م وتفعي��ل دور مرك��ز‬ ‫ال�سودان لدرا�سات الهجرة‬ ‫والتنمية ال�سكان‪.‬‬ ‫اخلامتة‬ ‫تعت�بر ظاه��رة الهجرة ظاه��رة �شديدة‬ ‫التعقي��د ناجم��ة ع��ن تفاع��ل عوام��ل‬ ‫متع��ددة ومتداخل��ة ب�ين االقت�ص��اد‬ ‫وال�سيا�سة واالجتماع والثقافة‪ .‬الهجرة‬ ‫لي�س��ت ظاهرة ولي��دة ملرحل��ة تاريخية‬ ‫معين��ة بل هي عبارة ع��ن ظاهرة رافقت‬ ‫تط��ور املجتمعات الإن�سانية منذ الع�صور‬ ‫القدمية‪ ،‬لكن كل مرحلة تاريخية متيزت‬ ‫مبجموعة م��ن اخل�صائ�ص وه��ذا بت�أثري‬ ‫الظروف املرتبطة باملرحلة‪ .‬الهجرة يف‬ ‫املجتمعات املعا�صرة �أ�صبحت من الق�ضايا‬ ‫الت��ي ت�أخ��ذ جم��االت وا�سع��ة وه��ذا مل��ا‬ ‫حتدث��ه م��ن تفاعالت داخ��ل املجتمعات‬ ‫امل�ص��درة وامل�ستقبل��ة للمهاجري��ن‪.‬‬ ‫�أ�صبحت الهجرة م��ن الق�ضايا الأ�سا�سية‬ ‫التي تثار يف انتخابات البلدان امل�ستقبلة‬ ‫وهذا ا�ستجاب��ة �إىل الأدوار والت�أثريات‬ ‫الت��ي �أ�صبح��ت حتدثه��ا داخ��ل هي��اكل‬ ‫وم�ؤ�س�س��ات ه��ذه املجتمع��ات فالإندم��اج‬ ‫يف البل��دان امل�ستقبل��ة للمهاجرين �أ�صبح‬ ‫ينظ��ر له كعامل �أ�سا�سي ومهم يف �صناعة‬ ‫اال�ستق��رار واالن�سج��ام داخ��ل ه��ذه‬ ‫املجتمعات‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫كم��ا تعت�بر الهج��رة خا�صي��ة �إن�ساني��ة‬ ‫�سكاني��ة تتمث��ل يف االنتق��ال م��ن م��كان‬ ‫�إىل �آخ��ر �إم��ا بحثا ع��ن حي��اة �أف�ضل �أو‬ ‫هروب��ا من و�ض��ع �سي��ئ‪ .‬ه��ذه اخلا�صية‬ ‫الدميوغرافي��ة املتمثل��ة يف ح��ق التنقل‬ ‫مت االع�تراف به��ا عاملي��ا من��ذ �أك�ثر من‬ ‫رب��ع قرن �ضم��ن الإع�لان العاملي حلقوق‬ ‫الإن�س��ان ‪ .‬م��ن ناحي��ة اقت�صادي��ة ميكن‬ ‫�أن يكون للهجرة املنظمة مردود �إيجابي‬ ‫كب�ير‪� ،‬سواء على املجتمعات املهاجر منها‬ ‫�أو املهاجر �إليها مب��ا يف ذلك نقل املهارات‬ ‫و�إثراء الثقافات‪.‬‬ ‫يتوج��ه معظ��م املهاجري��ن �إىل ال��دول‬ ‫الغنية �سواء من دول اجلنوب �أو ال�شمال‬ ‫ويف مقدمته��ا دول اخللي��ج العربي ودول‬ ‫�شم��ال �أمري��كا وا�سرتالي��ا واالحت��اد‬ ‫الأوروب��ي‪ .‬ويع��ود اختياره��م له��ذه‬ ‫البل��دان ب�سب��ب �سعيه��م لإيج��اد فر���ص‬ ‫عم��ل ت�ساعدهم على حت�س�ين م�ستواهم‬ ‫املعي�شي‪ .‬غ�ير �أن غالبيتهم تعاين هناك‬ ‫من �صعوبات كث�يرة على �صعيد االندماج‬ ‫يف جمتمعاتهم اجلديدة ويف �سوق العمل‬ ‫فيه��ا‪ .‬وي�برز م��ن ب�ين ه��ذه ال�صعوب��ات‬ ‫�ضعف م�ست��وى الت�أهيل مقارنة بامل�ستوى‬ ‫ال�سائ��د يف ال��دول امل�ضيف��ة‪ ،‬خا�ص��ة يف‬ ‫الدول ال�صناعية الغنية‪.‬‬ ‫�إن هج��رة ال�شباب من ال�س��ودان والدول‬ ‫الأفريقية والعربي��ة �إىل �أوروبا يتوقع‬ ‫�أن تتوا�ص��ل وذل��ك ن�سب��ة للظ��روف‬ ‫االقت�صادي��ة واالجتماعي��ة الراهن��ة‬ ‫التي هي نتاج طبيعي للنظام االقت�صادي‬ ‫العامل��ي اجلائ��ر‪ .‬االعتماد عل��ى احللول‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪50‬‬

‫الأمني��ة والت�ش��دد يف حماي��ة احل��دود‬ ‫ومراقبته��ا خا�صة من قبل دول االحتاد‬ ‫الأوروب��ي مل ول��ن يوق��ف تدفق��ات‬ ‫املهاجري��ن ب��ل ه��و يف �أح�س��ن الفرو���ض‬ ‫ي���ؤدي �إىل �أن يغري املهرب�ين واملتاجرين‬ ‫بالأف��راد الط��رق الت��ي ي�سلكوه��ا �إىل‬ ‫�أوروب��ا مم��ا زاد م��ن معان��اة املهاجري��ن‬ ‫وجعله��م �أك�ثر عر�ض��ة للمخاطر من ذي‬ ‫قبل‪ .‬طاملا �أن الف��وارق بني دول ال�شمال‬ ‫واجلن��وب مازلت �شا�سع��ة‪ ،‬وطاملا مل يتم‬ ‫م�ضاعف��ة القن��وات الر�سمي��ة وت�سهي��ل‬ ‫الإجراءات اخلا�صة بالهجرة ال�شرعية‬ ‫ملواجهة الطلب املتزايد يف �أ�سواق العمل‬ ‫يف ال��دول امل�ضيفة‪ ،‬وطامل��ا �أن االقت�صاد‬ ‫غ�ير الر�سمي م��ازال ن�شطا‪ ،‬ف���إن الهجرة‬ ‫غري ال�شرعية �ستتوا�صل‪.‬‬ ‫من جان��ب �آخ��ر اتفق ج��ل املخت�صني يف‬ ‫جمال الهجرة على العالقة التي و�صلت‬ ‫مرحلة الت�شبيك بني الهجرة والتنمية‪.‬‬ ‫و�صارت التحويالت املالية التي يقوم بها‬ ‫املهاج��رون من ال��دول امل�ست��وردة للدول‬ ‫امل�ص��درة لي�س��ت فق��ط حم��ط اهتم��ام‬ ‫ه��ذه الدول ب��ل �أي�ضا �أ�صبح��ت تهنم بها‬ ‫امل�ؤ�س�س��ات املالي��ة والتنموي��ة العاملي��ة‬ ‫مل��ا له��ا م��ن ت�أث�ير مبا�ش��ر عل��ى مي��زان‬ ‫املدفوع��ات والدف��ع بعجل��ة التنمي��ة يف‬ ‫الدول امل�صدرة‪.‬‬ ‫تعت�بر عملي��ة متك�ين ال�شب��اب‪ ،‬عل��ى‬ ‫اختالف جم��االت التمك�ين وم�ستوياته‪،‬‬ ‫�شرط�� ًا �أ�سا�سي��ا لتح�س�ين نوعي��ة حي��اة‬ ‫ال�شب��اب وتوف�ير مزيد م��ن الفر�ص لهم‪،‬‬ ‫وه��ذا م��ا يقت�ضي ب��دء توف�ير ال�شروط‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫امل�ؤ�س�سي��ة والقانوني��ة واالقت�صادي��ة‬ ‫واالجتماعي��ة وال�سيا�سي��ة املحف��زة‬ ‫لل�شب��اب على امل�شارك��ة يف �شتى جماالت‬ ‫احلي��اة‪ .‬ويعترب املج��ال االقت�صادي من‬ ‫ب�ين �أه��م جم��االت امل�شارك��ة بالن�سب��ة‬ ‫لل�شب��اب ال�شئ ال��ذي يتطل��ب بال�ضرورة‬ ‫توف�ير فر���ص عم��ل له��م‪� .‬إذ �إن التمكني‬ ‫االقت�ص��ادي لل�شب��اب يق��وم عل��ى توفري‬ ‫فر���ص عم��ل له��م واحل��د م��ن البطال��ة‬ ‫م��ن خ�لال انته��اج �سيا�س��ات تنموي��ة‬ ‫ترب��ط احتياج��ات املجتم��ع و�س��وق‬ ‫العم��ل مبخرج��ات العملي��ة التعليمي��ة‬ ‫والتدريبية‪ .‬وهذا يدفع بت�أهيل ال�شباب‬ ‫مبع��دالت عالي��ة للح�ص��ول عل��ى فر�ص‬ ‫عمل مالئمة ت�ضمن لهم حياة كرمية‪.‬‬ ‫ال �ش��ك يف �أن ف�ترة ال�شب��اب تعترب �أغلى‬ ‫فرتة يف حياة الإن�سان‪ ،‬وهي كذلك �أغلى‬ ‫ث��روة وقيم��ة يف حي��اة املجتم��ع‪ ،‬لذلك‬ ‫يحت��ل ال�شب��اب املكان��ة الأه��م يف حياة‬ ‫الأمم‪ .‬فال�شب��اب ه��و الق��وة واحليوي��ة‬ ‫احلما���س‪ .‬ي�سع��ى ال�شاب لتحقي��ق ذاته‬ ‫واحل�ص��ول عل��ى املكان��ة االجتماعي��ة‪،‬‬ ‫و�أن يحي��ا حي��اة كرمية و�آمن��ة‪ ،‬وتوفري‬ ‫�سب��ل العي���ش م��ن خ�لال احل�ص��ول على‬ ‫عم��ل ك��رمي‪ ،‬و�أن ي�ؤ�س���س حي��اة �أ�سرية‬ ‫م��ن خ�لال توف�ير اجل��و الآم��ن‪ .‬ول��دى‬ ‫ال�شباب الكثري م��ن احلاجات التي ي�سعى‬ ‫لتلبيته��ا والتي ح��دد املخت�ص��ون �أهمها‬ ‫يف احلاج��ة لل�شع��ور بالأم��ان‪ ،‬واحلاجة‬ ‫للتعب�ير االبتكاري‪ ،‬واحلاج��ة لالنتماء‪،‬‬ ‫واحلاج��ة للمناف�س��ة‪ ،‬واحلاجة خلدمة‬ ‫الآخرين‪ ،‬واحلاج��ة للحرية والن�شاط‪،‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪51‬‬

‫واحلاج��ة لل�شعور بالأهمي��ة‪ ،‬واحلاجة‬ ‫ملمار�سة خربات جديدة‪.‬‬ ‫وال ب��د م��ن اتاح��ة الفر�ص��ة لل�شب��اب‬ ‫وتعزي��ز دوره��م يف التنمي��ة وذلك عرب‬ ‫م�شاركتته��م يف حتدي��د احتياج��ات‬ ‫املجتم��ع و�إعداد اخلط��ط‪ ،‬وامل�شاركة يف‬ ‫تط��ور املجتمع عرب امل�ؤ�س�س��ات املختلفة‪،‬‬ ‫وامل�ساهم��ة يف اخلدم��ات االجتماعي��ة‬ ‫والتطوعي��ة‪ ،‬واملحافظة عل��ى احل�ضارة‬ ‫والثقاف��ة وال�تراث ال�شعب��ي‪ ،‬ونق��ل‬ ‫الثقاف��ة الوطني��ة واخل�برات والعل��وم‬ ‫واملع��ارف ع�بر التوا�ص��ل م��ع الثقاف��ات‬ ‫الأخ��رى‪ ،‬وامل�شارك��ة يف حماي��ة �أم��ن‬ ‫و�سيادة الوطن‪.‬‬ ‫وذل��ك ع�بر �آلي��ات حم��ددة مث��ل وجود‬ ‫م�ؤ�س�س��ات وقوان�ين ي�ستطي��ع ال�شباب �أن‬ ‫ميار�سوا م��ن خاللها واجبه��م وحقوقهم‬ ‫وحرياته��م‪ ،‬واتاح��ة الفر�ص��ة له��م‬ ‫للم�شارك��ة وممار�س��ة ح��ق االختي��ار‬ ‫واالنتخ��اب والتغي�ير و�إدارة �ش���ؤون‬ ‫الب�لاد‪ ،‬وتوف�ير �آليات للح��وار والنقا�ش‬ ‫و�إطالع ال�شباب على املعلومات ومتكينهم‬ ‫من احل�ص��ول عليها‪ ،‬و�إ�ش��راك امل�ؤ�س�سات‬ ‫ال�شبابي��ة يف عملي��ة التنمي��ة‪ ،‬و�أن‬ ‫تعك���س عملي��ة التنمي��ة احتياج��ات‬ ‫ال�شب��اب و�أولوياته��م‪ ،‬والعمل على �إزالة‬ ‫كل املعيق��ات الت��ي حت��ول دون م�شارك��ة‬ ‫ال�شب��اب‪ ،‬وتنظيم برامج ته��دف لزيادة‬ ‫الوعي ب�أهمية امل�شارك��ة و�سط ال�شباب‪،‬‬ ‫�إ�ش��راك ال�شب��اب يف عملي��ة حتدي��د‬ ‫الأولويات واالحتياج��ات اخلا�صة بهم‪،‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫وكذل��ك ت�شجيعهم على تقدمي املبادرات‬ ‫التنموية‪.‬‬ ‫�أن الوع��ي بقيم��ة الإن�س��ان تزاي��د يف‬ ‫ال�سن��وات الأخ�يرة باعتب��اره هدف��ا‬ ‫وو�سيل��ة وب�أن��ه املح��ور الرئي���س يف‬ ‫العملي��ة التنموية‪ ،‬كم��ا و�ضعت املفاهيم‬ ‫الكلي��ة للتنمي��ة الب�شري��ة مب��ا يف ذل��ك‬ ‫�إ�شب��اع احلاج��ات الأ�سا�سي��ة‪ ،‬والتنمية‬ ‫االجتماعي��ة‪ ،‬وتكوي��ن ر�أ���س امل��ال‬ ‫الب�ش��ري‪ ،‬ورفع م�ستوى املعي�شة وحت�سني‬ ‫نوعي��ة احلي��اة للنا���س كاف��ة وال�شب��اب‬ ‫عل��ى وجه اخل�صو�ص‪ ،‬لأنهم �شباب اليوم‬ ‫وقادة الغد‪.‬‬ ‫اهلل م��ن وراء الق�ص��د وه��و يه��دي‬ ‫ال�سبيل‪،،،‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪52‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫املراجع‬ ‫املراجع العربية‬ ‫‪ -‬الق��ر�آن الك��رمي (الآي��ة ‪� 9‬س��ورة احل�ش��ر‪/‬‬

‫الأية ‪� 4‬سورة الن�ساء)‬ ‫�أ‪� .‬أحم��د عب��د اهلل‪ ،‬ق�ضي��ة ال�شب��اب م�صري��ا‬ ‫وعربي��ا و�إ�سالمي��ا ودولي��ا‪ .‬القاه��رة‪ ،‬مرك��ز‬ ‫اجلي��ل للدرا�س��ات ال�شبابي��ة واالجتماعي��ة‪،‬‬ ‫‪1994‬م‪.‬‬ ‫ د‪ .‬ال�شيخ �صديق بدر ‪ -‬ورقة بعنوان «هجرة‬‫الأطب��اء والأط��ر ال�صحية» مقدم��ة يف ور�شة‬ ‫عم��ل «هج��رة الكف��اءات العلمي��ة واخل�برات‬ ‫الوطنية» مبركز درا�سات الهجرة‪ .‬اخلرطوم‪.‬‬ ‫يناير ‪2013‬م‪.‬‬ ‫ املنظمة الدولية للهجرة‪ ،‬جامعة �أك�سفورد‪:‬‬‫نح��و منهج جدي��د لبح��وث الهج��رة الدولية‪،‬‬ ‫‪2006‬م‪.‬‬ ‫ املجل���س االقت�صادي واالجتماع��ي‪ :‬الدورة‬‫اخلام�سة والأربعون‪ ،‬مار�س ‪2014‬م ‪.‬‬ ‫ �أ‪ .‬ب�ش��رى �شيب��وط‪ :‬تهدي��دات الهجرة غري‬‫ال�شرعي��ة عل��ى الأم��ن الأوروب��ي ‪http://‬‬ ‫‪www.bchaib.net‬‬ ‫ برنام��ج الأمم املتح��دة الإمنائ��ي‪ :‬تقري��ر‬‫التنمية الب�شرية‪2003 ،‬م‪.‬‬ ‫ تقرير البنك الدويل حول التحويالت للعام‬‫‪2013‬م‪.‬‬ ‫ تقرير التنمية الب�شرية العربية ‪2002‬م‪.‬‬‫ جامع��ة ال��دول العربي��ة‪� ،‬إدارة ال�سيا�س��ات‬‫ال�سكانية والهجرة‪ :‬تطوير منظومة الرتبية‬ ‫العربي��ة من �أج��ل متكني ال�شب��اب‪ :‬التحديات‬ ‫و�آفاق امل�ستقبل‪2005 ،‬م‪.‬‬ ‫ جامع��ة ال��دول العربي��ة‪� ،‬إدارة ال�سيا�س��ات‬‫ال�سكاني��ة والهجرة‪ :‬ق�ضاي��ا ال�شباب العربي‪:‬‬ ‫القي��م ال�سائ��دة ل��دى ال�شب��اب‪ :‬اخل�صائ���ص‬ ‫واملحددات‪ ،‬الإ�صدار الثاين ‪.2006‬‬ ‫ د‪ .‬خالد علي لورد‪ :‬هجرة العرب والأفارقة‬‫غ�ير ال�شرعي��ة �إىل �أوروب��ا‪ ،‬ورق��ة قدم��ة يف‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪53‬‬

‫م�ؤمت��ر دويل ملجال�س ال�شيوخ ال�شوري العربية‬ ‫والأفريقية‪ ،‬اخلرطوم‪2014 ،‬م‪.‬‬ ‫ د‪ .‬خال��د علي لورد و�آخرون‪ :‬هجرة �أ�ساتذة‬‫اجلماعات للدول ال�شقيق��ة وال�صديقة‪ ،‬هيئة‬ ‫امل�ست�شارين ‪2010‬م‪.‬‬ ‫ د‪ .‬خال��د عل��ي ل��ورد‪� :‬أثر هج��رة الكفاءات‬‫ال�سوداني��ة ‪� -‬أ�سات��ذة اجلامع��ات �أمنوذج��ا‪،‬‬ ‫مركز درا�سات الهجرة‪2013 ،‬م‪.‬‬ ‫ د‪ .‬خالد علي ل��ورد‪ ،‬التحويالت و�أثرها على‬‫ال��دول النامي��ة‪ ،‬جمل��ة اقت�ص��ادات الهج��رة‪،‬‬ ‫العدد الثامن ‪2013‬م‪.‬‬ ‫ د‪ .‬خال��د علي ل��ورد‪ ،‬الهج��رة والتحويالت‪:‬‬‫الدواف��ع – املحددات – املحفزات‪ ،‬جملة �آفاق‬ ‫الهجرة‪ ،‬العدد الثامن‪2012 ،‬م‪.‬‬ ‫ �أ‪ .‬جني��ب �سويع��دي‪ :‬بح��ث ماج�ست�ير �إدارة‬‫�سيا�س��ة الهجرة وعالقاته��ا ب�صناعة القرار‪:‬‬ ‫درا�س��ة مقارن��ة ب�ين الواليات املتح��دة وكندا‬ ‫وفرن�سا ‪2012/2011‬م ‪� ،‬ص ‪34‬‬ ‫�أ‪ .‬عل��ى حمم��د �أحمد دقا���ش ‪ -‬ورقة بعنوان‪:‬‬ ‫«هجرة الكفاءات ال�سودانية» مقدمة يف ور�شة‬ ‫عم��ل «هج��رة الكف��اءات العلمي��ة واخل�برات‬ ‫الوطنية» مبركز درا�سات الهجرة‪ .‬اخلرطوم‪.‬‬ ‫يناير ‪2013‬م‪.‬‬ ‫ �أ‪ .‬حمم��د بيوم��ي‪ ،‬عل��م اجتم��اع القي��م‪ ،‬دار‬‫املعرفة اجلامعية‪ ،‬الأ�سكندرية‪1991 ،‬م‪.‬‬ ‫ مرك��ز ال�سودان لدرا�س��ات الهجرة والتنمية‬‫وال�س��كان‪ :‬الإح�صائي��ات التقديري��ة للوجود‬ ‫ال�سوداين يف بع�ض‬ ‫الدول‪2014 ،‬م‪.‬‬ ‫وزارة تنمية امل��وارد الب�شرية والعمل‪ ،‬مركز‬‫املعلومات‬ ‫مواقع �إلكرتونية‬ ‫ البن��ك الدويل‪ :‬حتوي�لات املهاجرين للدول‬‫النامية‪http://www.albankaldawli.org ،‬‬ ‫ ال�صن��دوق العرب��ي للإمن��اء االقت�ص��ادي‬‫واالجتماع��ي‪ :‬التقري��ر االقت�ص��ادي العربي‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫املوح��د للع��ام ‪2012‬م‪ttp://www. .‬‬

‫‪/arabfund.org‬‬

‫ال�صحف‬

‫�صحيفة�سودانتريبون‪،‬الن�سخةالإلكرتونية‪:‬‬

‫‪http://www.sudantribune.net‬‬

‫�صحيفة اجلريدة ‪2014/5/4‬م على ‪http://‬‬ ‫‪94940/www.sudaress.com/alnilin‬‬

‫�صحيفة االنتباهة عدد ‪/2‬يناير‪2014/‬م‬

‫‪http://alintibaha.net/porta‬‬

‫مراجع غري عربية‬

‫ ‪Margarita L. und Sandra H: Braindrain‬‬‫‪und seine Auswirkung, Working paper‬‬ ‫‪..2008 ,OFSI, Wien ,20‬‬ ‫‏‪Department of Economic and Social-‬‬ ‫‪Affairs: World Population Prospects,‬‬ ‫‪http://www. .2004 Revision 2004 The‬‬ ‫‪un.org‬‬ ‫ ‪IMF, World Bank staff estimates‬‬‫‪http://www.albankaldawli.org‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪54‬‬

‫الهوام�ش‪:‬‬

‫(‪)Endnotes‬‬

‫‪ 1‬الآية ‪� 9‬سورة احل�شر‪.‬‬ ‫‪Margarita L. und Sandra H:. 2‬‬ ‫‪Braindrain und seine Auswirkung,‬‬ ‫‪.2008 ,OFSI, Wien ,20 Working paper‬‬ ‫‪.5 .S‬‬ ‫‪ 3‬الأية ‪� 4‬سورة الن�ساء‬ ‫‪� 4‬أ‪ .‬ب�شرى �شيبوط‪ :‬تهديدات الهجرة غري ال�شرعية‬ ‫على الأم��ن الأوروب��ي ‪http://www.bchaib.‬‬ ‫‪net‬‬ ‫‪ 5‬امل�صدر ال�سابق‬ ‫‪ . 6‬د‪ .‬خال��د عل��ي ل��ورد و�آخ��رون‪ :‬هج��رة �أ�سات��ذة‬ ‫اجلماعات لل��دول ال�شقيقة وال�صديق��ة‪2010 ،‬م‪� ،‬ص‬ ‫‪.8-5‬‬ ‫‪ 7‬جني��ب �سويع��دي‪ :‬بح��ث ماج�ست�ير �إدارة �سيا�س��ة‬ ‫الهج��رة وعالقاته��ا ب�صناعة الق��رار‪ :‬درا�سة مقارنة‬ ‫بني الوالي��ات املتحدة وكندا وفرن�سا ‪2012/2011‬م‪،‬‬ ‫�ص ‪.14 -13‬‬ ‫‪ 8‬املجل�س االقت�صادي واالجتماعي‪ :‬الدورة اخلام�سة‬ ‫والأربعون‪ ،‬مار�س ‪2014‬م ‪.‬‬ ‫‪ 9‬جني��ب �سويع��دي‪ :‬بح��ث ماج�ست�ير �إدارة �سيا�س��ة‬ ‫الهج��رة وعالقاته��ا ب�صناعة الق��رار‪ :‬درا�سة مقارنة‬ ‫ب�ين الواليات املتحدة وكن��دا وفرن�سا ‪2012/2011‬م‬ ‫‪� ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪ . 10‬د‪ .‬خالد علي لورد م�صدر �سابق‪.‬‬ ‫‪ . 11‬تقري��ر التنمي��ة الب�شري��ة العربي��ة ‪� ،2002‬ص‬ ‫‪.34‬‬ ‫‪ . 12‬جامعة الدول العربية‪� ،‬إدارة ال�سيا�سات ال�سكانية‬ ‫والهج��رة‪ :‬تطوير منظومة الرتبية العربية من �أجل‬ ‫متكني ال�شب��اب‪ :‬التحديات و�آف��اق امل�ستقبل‪2005 ،‬م‪،‬‬ ‫�ص ‪.14- 5‬‬ ‫‪.7-6 ,2004 UN Report . 13‬‬ ‫‪ 14‬جامعه الدول العربية‪� ،‬إدارة ال�سيا�سات ال�سكانية‬ ‫والهج��رة‪ :‬تطوير منظومة الرتبية العربية من �أجل‬ ‫متكني ال�شب��اب‪ :‬التحديات و�آف��اق امل�ستقبل‪2005 ،‬م‪،‬‬ ‫�ص ‪..36 -22‬‬ ‫‪.8 ,2004 UN Report . 15‬‬ ‫‪� . 16‬أحم��د عبد اهلل‪ ،‬ق�ضي��ة ال�شباب م�صريا وعربيا‬ ‫و�إ�سالمي��ا ودولي��ا‪ .‬القاه��رة‪ ،‬مركز اجلي��ل للدرا�سات‬ ‫ال�شبابية واالجتماعية‪1994 ،‬م‪� ،‬ص ‪.28 -.22‬‬ ‫‪ . 17‬برنام��ج الأمم املتحدة الإمنائي‪ :‬تقرير التنمية‬ ‫الب�شرية‪2003 ،‬م‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫‪ . 18‬حمم��د بيوم��ي‪ ،‬عل��م اجتماع القي��م‪ ،‬دار املعرفة‬ ‫اجلامعية‪ ،‬الأ�سكندرية‪1991 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ . 19‬د‪ .‬خال��د عل��ي ل��ورد و�أخ��رون‪ :‬هج��رة �أ�سات��ذة‬ ‫اجلامعات للدول ال�شقيقة وال�صديقة‪2010 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ 20‬مرك��ز درا�سات الهجرة‪ :‬الإح�صائيات التقديرية‬ ‫للوجود ال�سوداين يف بع�ض الدول‪2014 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ . 21‬د‪ .‬خال��د عل��ي ل��ورد و�أخ��رون‪ :‬هج��رة �أ�ساتذة‬ ‫اجلامعات للدول ال�شقيقة وال�صديقة‪2010 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ 22‬مرك��ز درا�سات الهجرة‪ :‬الإح�صائيات التقديرية‬ ‫للوجود ال�سوداين يف بع�ض الدول‪2014 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ 23‬مرك��ز املعلوم��ات وزارة تنمي��ة امل��وارد الب�شري��ة‬ ‫والعمل‬ ‫‪ 24‬امل�صدر ال�سابق‬ ‫‪ . 25‬د‪ .‬خال��د عل��ي ل��ورد‪� :‬أث��ر هج��رة الكف��اءات‬ ‫ال�سوداني��ة ‪� -‬أ�سات��ذة اجلامع��ات �أمنوذج��ا‪ ،‬مرك��ز‬ ‫درا�سات الهجرة‪2013 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ 26‬مرك��ز املعلوم��ات وزارة تنمي��ة امل��وارد الب�شري��ة‬ ‫والعمل‪2013 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ . 27‬د‪ .‬خالد لورد‪ :‬م�صدر �سابق ‪2013‬م‪.‬‬ ‫‪ . 28‬د‪ .‬ال�شي��خ �صدي��ق ب��در ‪ -‬ورقة بعنوان “هجرة‬ ‫الأطب��اء والأط��ر ال�صحي��ة” مقدم��ة يف ور�ش��ة عمل‬ ‫“هجرة الكفاءات العلمية واخلربات‬ ‫الوطني��ة” مبرك��ز درا�س��ات الهج��رة‪ .‬اخلرط��وم‪.‬‬ ‫يناير ‪2013‬م‪.‬‬ ‫‪ 29‬مرك��ز املعلوم��ات وزارة تنمي��ة امل��وارد الب�شري��ة‬ ‫والعمل ‪2013‬م‪.‬‬ ‫‪ 30‬البن��ك ال��دويل‪ :‬حتوي�لات املهاجري��ن لل��دول‬ ‫النامي��ة‪http://www.albankaldawli. ،‬‬ ‫‪org‬‬ ‫‪IMF, World Bank staff estimates - 31‬‬ ‫‪http://www.albankaldawli.org‬‬ ‫‪ . 32‬د‪ .‬خال��د عل��ي ل��ورد‪ ،‬الهج��رة والتحوي�لات‪:‬‬ ‫الدوافع – املحددات – املحفزات‪ ،‬جملة �آفاق الهجرة‪،‬‬ ‫العدد الثامن‪2012 ،‬م‪� ،‬ص ‪.112 – 97‬‬ ‫‪ 33‬العم��ودي‪ ،‬ن��ور حمم��د �أبوبك��ر باق��ادر‪ :‬الهج��رة‬ ‫احل�ضري��ة ‪ :‬درا�س��ة يف تكي��ف املهاجري��ن ايل مدينة‬ ‫جدة‪ .‬ب�يروت‪ :‬دار املنتخب العربي للدرا�سات والن�شر‬ ‫و التوزيع‪1994 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ . 34‬جامع��ة ال��دول العربي��ة‪� ،‬إدارة ال�سيا�س��ات‬ ‫ال�سكاني��ة والهجرة‪ :‬ق�ضاي��ا ال�شب��اب العربي‪ :‬القيم‬ ‫ال�سائ��دة ل��دى ال�شب��اب‪ :‬اخل�صائ���ص واملح��ددات‪،‬‬ ‫الإ�صدار الثاين ‪� ،2006‬ص ‪.10 – 7‬‬ ‫‪ . 35‬امل�صدر ال�سابق �ص ‪.14 – 12‬‬ ‫‪ 36‬ال�صن��دوق العرب��ي للإمن��اء االقت�ص��ادي‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪55‬‬

‫واالجتماع��ي‪ :‬التقري��ر االقت�ص��ادي العرب��ي املوحد‬ ‫للعام ‪2012‬م‪/ttp://www.arabfund.org .‬‬ ‫‪ - 37‬منظم��ة العم��ل العربي��ة مكتب العم��ل العربي‪:‬‬ ‫الندوة القومية ح��ول تـوطـيـن الـوظـائــف و�سيا�سات‬ ‫الإحالل للعمالة العربية‪ -‬القاهرة ‪� /27-25‬أكتوبر‬ ‫‪2010‬م‪ .‬التقرير اخلتامي ‪2010/11/4‬م‪.‬‬ ‫‪� 38‬سل�سلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،303‬مطابع ال�سيا�سة‪،‬‬ ‫الكويت‪ ،‬مايو ‪� ،2004‬ص ‪.53‬‬ ‫‪� 39‬صحيفة �س��ودان تريبون‪ ،‬الن�سخة الإلكرتونية‪:‬‬ ‫‪http://www.sudantribune.net‬‬ ‫‪� 40‬صحيف��ة اجلريدة ‪2014/5/4‬م على ‪http://‬‬ ‫‪94940/www.sudaress.com/alnilin‬‬ ‫‪� 41‬صحيف��ة االنتباه��ة ع��دد ‪/2‬يناي��ر‪2014/‬م‬ ‫‪http://alintibaha.net/porta‬‬ ‫‪ . 42‬جامعه الدول العربية‪� ،‬إدارة ال�سيا�سات ال�سكانية‬ ‫والهج��رة‪ :‬تطوير منظومة الرتبية العربية من �أجل‬ ‫متكني ال�شباب‪ :‬التحديات و�آفاق امل�ستقبل‪2005 ،‬م‪،‬‬ ‫�ص ‪.41 – 39‬‬ ‫‪ . 43‬امل�صدر ال�سابق‪� ،‬ص ‪.45 – 43‬‬ ‫‪� 44‬أم��اين قندي��ل‪ :‬دور منظم��ات املجتم��ع امل��دين‬ ‫العربي��ة يف تنفي��ذ الأه��داف التنموي��ة للألفي��ة‪،‬‬ ‫‪2005‬م‪.‬‬ ‫‪ 45‬د‪.‬الطيب عبدالوهاب حممد م�صطفى‪ :‬التخطيط‬ ‫التعليمي والبطالة‪� ،2006 ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪ 46‬امل�صدر ال�سابق‪� :‬ص ‪.6-4‬‬ ‫‪ 47‬معه��د الدرا�سات االجتماعية بدمنهور‪ :‬بحث عن‬ ‫الأمن الغذائي والأمن االجتماعي‪،‬‬ ‫‪-com/t6368.http://socialwork.yoo7‬‬ ‫‪topic‬‬ ‫‪ 48‬د‪� .‬أحم��د برق��اوي‪ :‬الأ�سا���س القوم��ي للأم��ن‬ ‫الثق��ايف العرب��ي‪http://www.reefnet. ،‬‬ ‫‪alasas_/8/gov.sy/booksproject/fikr‬‬ ‫‪alkaume.pdf‬‬ ‫‪� 49‬سل�سلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،303‬مطابع ال�سيا�سة‪،‬‬ ‫الكويت‪ ،‬مايو ‪� ،2004‬ص ‪.53‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الفقـــر يف �إفريقيا‪..‬‬ ‫خ�صو�صيته و�إ�سرتاتيجية اختزاله‬ ‫د‪ .‬هالة جمال ثابت (*)‬

‫نق ًال عن ‪/http://www.qiraatafrican.com/view‬‬

‫ما زالت �إفريقي��ا جنوب ال�صحراء تعاين‬ ‫ظروف ًا معي�شية متدنية‪ ،‬حيث يعاين ثلث‬ ‫تع��داد �سكانها اجلوع‪ ،‬ومي��وت نحو �سد�س‬ ‫�س��ن اخلام�سة‪ ،‬برغم‬ ‫عدد �أطفاله��ا قبل ّ‬ ‫ا�ستم��رار الزي��ادة ال�سكاني��ة يف الكث�ير‬ ‫م��ن دولها‪ ،‬وم��ا زال الرك��ود االقت�صادي‪،‬‬ ‫وانخفا���ض م�ستويات املعي�ش��ة‪� ،‬سائد ًا يف‬ ‫�أغل��ب مناطقها‪ ،‬وهو الو�ض��ع نف�سه الذي‬ ‫كان �سائد ًا منذ عقد �سابق من الزمان‪ ،‬مما‬ ‫يعني �إخف��اق ّ‬ ‫كل املح��اوالت التي بذلتها‬ ‫دول القارة‪ ،‬وامل�ؤ�س�س��ات املالية الدولية‪،‬‬ ‫لرفع معدالت النمو االقت�صادي‪ ،‬و�إجناح‬ ‫جت��ارب التنمي��ة‪ ،‬وحت�س�ين م�ستوي��ات‬ ‫معي�شة �أبناء القارة‪.‬‬ ‫وعلى مدى عقدين كامل�ين ُبذلت العديد‬ ‫من املحاوالت الختزال الفقر يف �إفريقيا‪،‬‬ ‫�إال �أنها �أخفقت جميع ًا يف حتقيق �أهدافها‪،‬‬ ‫وا�ستم��رت ه�� ّوة الفق��ر الت��ي تف�صل بني‬ ‫الق��ارة الإفريقية وباق��ي دول العامل يف‬ ‫االت�س��اع‪ ،‬حيث تنق�سم الدول الإفريقية‬ ‫م��ا ب�ين دول منخف�ض��ة الدخ��ل (وه��ي‬ ‫الأغلبي��ة‪ ،‬حي��ث يبل��غ عدده��ا ‪ 40‬دولة‬ ‫ح�صة الفرد فيها ‪745‬‬ ‫�إفريقي��ة)‪ ،‬وتبلغ ّ‬ ‫دوالر ًا �أو � ّ‬ ‫أق��ل �سنوي ًا من �إجمايل الدخل‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪56‬‬

‫القوم��ي‪ ،‬وفق�� ًا لإح�ص��اء ع��ام ‪2001‬م‪،‬‬ ‫ودول متو�سط��ة الدخ��ل (ويبل��غ عددها‬ ‫ح�ص��ة‬ ‫‪14‬دول��ة)(‪ ، )1‬وت�تراوح فيه��ا ّ‬ ‫الفرد من �إجم��ايل الدخل القومي ما بني‬ ‫‪� 746‬إىل ‪ 9205‬دوالرات يف ع��ام ‪2001‬م‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫وتب��دو خط��ورة ه��ذا الو�ض��ع �إذا عرفنا‬ ‫�أنّ التقدي��رات املعتدل��ة تتطل��ب �أن‬ ‫حتق��ق االقت�صاديات الإفريقية معدالت‬ ‫من��و ال ّ‬ ‫للح��د م��ن الفق��ر‬ ‫تق��ل ع��ن ‪%7‬‬ ‫ّ‬ ‫ب�ص��ورة كبيـرة‪ ،‬ويف ّ‬ ‫ظل ظ��روف �إفريقيا‬ ‫��د ه��ذا حتدي ًا‬ ‫االقت�صادي��ة احلالي��ة ُي َع ّ‬ ‫كب�ير ًا يف �ضوء �أهداف الألفية اجلديدة‪،‬‬ ‫وتتلخ���ص يف‪ :‬اخت��زال الفق��ر واجل��وع‪،‬‬ ‫وحتقي��ق تعليم ابتدائي ع��ايل‪ ،‬وتطوير‬ ‫امل�س��اواة ب�ين اجلن�س�ين‪ ،‬ومتك�ين امل��ر�أة‪،‬‬ ‫وتخفي���ض ن�سبة الوفيات ب�ين الأطفال‪،‬‬ ‫وحت�سني ال�صح��ة الإجنابي��ة‪ ،‬وحماربة‬ ‫الإي��دز‪ ،‬واملالريا‪ ،‬وغريها م��ن الأمرا�ض‪،‬‬ ‫ودعم البيئة امل�ستدامة‪ ،‬وتطوير �شراكة‬ ‫عاملية للتنمية(‪. )3‬‬ ‫يف �إط��ار ّ‬ ‫كل ه��ذه الظ��روف ظه��رت‬ ‫�إ�سرتاتيجي��ة اخت��زال الفقر‪Poverty‬‬ ‫‪، Reduction Strategic Papers‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫والت��ي ُت َع ّد الإطار الأ�سا���س الذي متنح‬ ‫امل�ؤ�س�س��ات املالية الدولي��ة على �أ�سا�سها‬ ‫القرو���ض لل��دول الفق�يرة‪ ،‬ويف الوق��ت‬ ‫نف�سه مت ّثل ه��ذه الإ�سرتاتيجية فر�صة‬ ‫لزي��ادة امل�شارك��ة ال�شعبي��ة يف �صن��ع‬ ‫القرار‪ ،‬ومتنح الدول املقرت�ضة الفر�صة‬ ‫ل�صياغ��ة �إ�سرتاتيجية ذاتية الختزال‬ ‫الفق��ر‪ ،‬تتنا�سب مع ظروفه��ا و�أو�ضاعها‬ ‫الداخلية‪.‬‬ ‫وبن��اء عل��ى م��ا �سب��ق؛ حت��اول الورق��ة‬ ‫ً‬ ‫حتلي��ل �إ�سرتاتيجي��ة اخت��زال الفق��ر‪،‬‬ ‫وم��ا �إذا كان م��ن املمك��ن اعتباره��ا ح ًال‬ ‫منا�سب�� ًا الخت��زال ظاه��رة الفق��ر يف‬ ‫ال��دول النامية مبا يتنا�سب مع الأو�ضاع‬ ‫الداخلي��ة له��ذه ال��دول‪� ،‬أو �أنّ ه��ذا‬ ‫ّ‬ ‫احل��ل ُي َع ّد تك��رار ًا حلل��ول �سابقة‪ ،‬مثل‬ ‫برام��ج التكيف الهيكل��ي‪ ،‬والتي حاولت‬ ‫امل�ؤ�س�س��ات املالي��ة الدولي��ة فر�ضها مبا‬ ‫ال يتنا�س��ب م��ع الأو�ض��اع الداخلي��ة يف‬ ‫الدول املطبقة لها‪.‬‬ ‫وتنق�س��م الورق��ة �إىل ثالث��ة �أج��زاء‪،‬‬ ‫حي��ث يتن��اول اجل��زء الأول‪ :‬تعريف�� ًا‬ ‫ملفهوم الفقر ولظاه��رة الفقر يف القارة‬ ‫الإفريقي��ة‪ ،‬ويتن��اول اجل��زء الث��اين‪:‬‬ ‫املعوق��ات التي تعرت���ض طريق التنمية‬ ‫يف الق��ارة الإفريقي��ة‪ ،‬بينم��ا يتن��اول‬ ‫اجل��زء الثال��ث‪� :‬إ�سرتاتيجي��ة اختزال‬ ‫الفقر‪.‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬ظاه��رة الفق��ر يف ال�سي��اق‬ ‫الإفريقي‪:‬‬ ‫عل��ى الرغم من النج��اح النّ�سب��ي الذي‬ ‫حقّقته القارة الإفريقية يف رفع م�ستوى‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪57‬‬

‫ح�صة �إفريقيا‬ ‫معي�ش��ة الأف��راد‪� ،‬إال �أنّ ّ‬ ‫ممن يعي�شون حتت خ��ط الفقر (�أي َمن‬ ‫يح�صل��ون عل��ى � ّ‬ ‫أق��ل م��ن دوالر �أمريكي‬ ‫يقدر‬ ‫يومي�� ًا) ما زالت ه��ي الأكرب‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ع��دد ه���ؤالء بح��وايل ‪ 522‬مليون�� ًا يف‬ ‫جن��وب �آ�سي��ا يف ع��ام ‪1998‬م‪ ،‬باملقارنة‬ ‫مب��ا يق��رب م��ن ‪ 291‬مليون�� ًا يف �إفريقيا‬ ‫جنوب ال�صحراء‪ ،‬و ‪ 278‬مليون ًا يف �شرق‬ ‫�آ�سيا ومنطقة املحيط الهادي‪.‬‬ ‫وعلى الرغ��م من اجله��ود امل�ضنية التي‬ ‫بذلتها دول القارة خلف�ض ن�سبة ه�ؤالء‪،‬‬ ‫�إال �أنّ النج��اح كان ن�سبي�� ًا‪ ،‬حيث متكنت‬ ‫الق��ارة م��ن خف���ض ن�سب��ة َم��ن يعي�شون‬ ‫حتت خ��ط الفقر بواق��ع ‪ %1,4‬فقط يف‬ ‫الفرتة من ‪1990‬م وحتى ‪1998‬م‪ ،‬وهي‬ ‫ن�سب��ة �ضئيل��ة �إذا م��ا قورن��ت بالنج��اح‬ ‫ال��ذي حقّقت��ه الق��ارة الآ�سيوية‪ ،‬حيث‬ ‫انخف�ضت الن�سب��ة بواقع ‪ %4‬يف منطقة‬ ‫جن��وب �آ�سي��ا‪ ،‬و ‪ %12,3‬يف منطقة �شرق‬ ‫�آ�سيا‪ ،‬وهو ما يعني �أنّ ن�سبة َمن يح�صلون‬ ‫عل��ى � ّ‬ ‫أق��ل م��ن دوالر �أمريك��ي يومي ًا قد‬ ‫زادت م��ن ‪ %19‬يف عام ‪1990‬م �إىل ‪%24‬‬ ‫يف ع��ام ‪1998‬م (‪( )4‬انظ��ر اجل��دول‬ ‫الآتي)‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫بذلت العديد من املحاوالت‬ ‫لإختزال الفقر يف �أفريقيا‪�،‬إال �أنها‬ ‫�أخفقت وال تزال بالقارة ‪ 40‬دولة‬ ‫منخف�ضة الدخل‪.‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫جدول (‪)1‬‬ ‫ن�سبة ال�سكان الذين يعي�شون حتت خط الفقر(‪)5‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫منو الدخل القومي احلقيقي‬

‫‪ ‬ن�سبة َمن يعي�شون حتت خط الفقر‬ ‫التغيري‬

‫معدل الدخل القومي للفرد‬ ‫‪1999 – 1990‬‬

‫‪1998 1990-‬‬

‫( معدل �سنوي)‬

‫‪5,9‬‬

‫‪1990 ‬‬

‫‪1998‬‬

‫�رشق �آ�سيا واملحيط الهادي‬

‫‪27,6‬‬

‫‪15,3‬‬

‫‪12,3 -‬‬

‫�أوربا ال�رشقية وو�سط �آ�سيا‬

‫‪1,6‬‬

‫‪5,1‬‬

‫‪3,6‬‬

‫‪2,3 -‬‬

‫ال�رشق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‬

‫‪2,4‬‬

‫‪2,0‬‬

‫‪0,4 -‬‬

‫‪0,1 -‬‬

‫جنوب �آ�سيا‬

‫‪44,0‬‬

‫‪40,0‬‬

‫‪4,0 -‬‬

‫‪3,2‬‬

‫�إفريقيا جنوب ال�صحراء‬

‫‪47,7‬‬

‫‪46,3‬‬

‫‪1,4 -‬‬

‫‪0,2 -‬‬

‫‪ ‬‬ ‫وعل��ى الرغ��م من ارتفاع �إنت��اج الغذاء يف الفرتة من ع��ام ‪1980‬م �إىل عام ‪1995‬م يف‬ ‫مناطق الدول النامية بن�سبة ‪ %27‬يف �آ�سيا‪ ،‬و ‪ %12‬يف �أمريكا الالتينية؛ فقد انخف�ض‬ ‫يف �إفريقي��ا جن��وب ال�صح��راء بن�سب��ة ‪ ،%8‬وبرغ��م انخفا���ض انت�شار اجل��وع يف �آ�سيا‬ ‫ف���إن ثلث �س��كان �إفريقيا ما زالوا يعي�ش��ون يف ّ‬ ‫ظل اجلوع ال�شدي��د‪ ،‬والن�سبة يف ازدياد‬ ‫م�ستمر‪.‬‬ ‫وم��ا زالت القارة الإفريقية تع��اين ارتفاع ن�سبة ال�سكان الذين يعانون �سوء التغذية‪،‬‬ ‫حي��ث انخف�ض��ت الن�سب��ة انخفا�ض�� ًا طفيف ًا م��ن ‪� %35‬إىل ‪ ،%32‬يف ح�ين ت�أمل �أهداف‬ ‫التنمي��ة �إىل خف���ض الن�سبة �إىل ‪ %17‬يف عام ‪2015‬م‪ ،‬وهو هدف بعيد املنال ا�ستناد ًا‬ ‫�إىل م�سار الإجنازات احلالية (انظر ال�شكل رقم (‪ )1‬ن�سبة ال�سكان الذين يعانون من‬ ‫�سوء التغذية) (‪. )6‬‬ ‫خالل الفرتة ‪1990‬م – ‪1998‬م �إنخف�ضت‬ ‫ن�سبة من يعي�شون حتت خط الفقر يف‬ ‫القارة بواقع ‪ %1.4‬مقارنة بـ ‪ %4‬يف جنوب‬ ‫�آ�سيا و ‪ %12.3‬يف �شرق �آ�سيا‪.‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪58‬‬

‫خالل الفرتة ‪1980‬م – ‪1995‬م‬ ‫�إرتفع �إنتاج الغذاء بن�سبة ‪ %27‬يف‬ ‫�آ�سيا و‪ %12‬يف �أمريكا الالتينية‪ ،‬بينما‬ ‫�إنخف�ض يف �أفريقيا بن�سبة ‪.%8‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬ونالح��ظ ارتف��اع ن�سبة االلتح��اق باملدار���س االبتدائية خ�لال الت�سعينيات يف‬ ‫�أمري��كا الالتينية لت�ص��ل �إىل ‪ %90‬من الأطفال‪ ،‬وتبلغ الن�سب��ة ‪ %79‬يف جنوب �آ�سيا‪،‬‬ ‫بينما زادت الن�سبة ‪ %3‬فقط يف �إفريقيا جنوب ال�صحراء‪ ،‬حيث ت�صل ن�سبة الأطفال‬ ‫امللتحق�ين باملدار�س االبتدائية �إىل ‪ %60‬من الأطف��ال (انظر ال�شكل رقم (‪ )2‬ن�سبة‬ ‫االلتحاق بالتعليم االبتدائي) (‪. )7‬‬ ‫‪ ‬‬

‫قدرت ن�سب��ة الأمية يف القارة‬ ‫ونتيج��ة له��ذا ترتف��ع ن�سبة الأمية يف �إفريقي��ا‪ ،‬حيث ّ‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪59‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الإفريقي��ة ل��دى البالغني من العمر (‪ 15‬عام ًا وما ف��وق) ‪ %62,4‬يف عام ‪2001‬م‪ ،‬بعد‬ ‫تقدر مبا يربو على ‪ %50‬يف عام ‪1990‬م‪ ،‬بينما ارتفعت هذه الن�سبة يف الفئة‬ ‫�أن كانت ّ‬ ‫العمري��ة (‪� 15‬إىل ‪ 24‬عام�� ًا) من ‪ %76,4‬يف ع��ام ‪1990‬م �إىل ‪ %77,9‬يف عام ‪2001‬م‪،‬‬ ‫كما و�صل جمموع ن�سب االلتحاق الإجمالية بالتعليم االبتدائي والثانوي والعايل يف‬ ‫الفرتة من ‪2001‬م �إىل ‪2002‬م ما يقرب من ‪ ،%45‬وذلك برغم اختالف ن�سبة الأمية‬ ‫فيم��ا ب�ين الدول الإفريقية‪ ،‬حيث ت�ص��ل �إىل �أدنى معدل له��ا يف دول مثل‪ :‬زميبابوي‬ ‫(‪ )%12‬وموري�شيو���س (‪ ،)%16‬بينم��ا تبل��غ �أعل��ى معدالته��ا يف دول مث��ل‪ :‬النيج��ر‬ ‫(‪ ،)%85‬وبوركينا فا�سو (‪ ،)%77‬وجامبيا (‪.)8( )%56‬‬ ‫ويت�ض��ح ع��دم امتالك الأف��راد يف الق��ارة للقدرة العلمي��ة التي متكّنهم م��ن االرتقاء‬ ‫ّ‬ ‫فتظ��ل �أو�ضاعه��م االقت�صادية بال‬ ‫بو�ضعه��م االقت�ص��ادي‪� ،‬أو مكانته��م االجتماعية‪،‬‬ ‫تغيرّ ُيذكر مهما كانت املحاوالت املبذولة يف �سبيل ذلك‪.‬‬ ‫كم��ا ترتفع ن�سبة الوفيات يف �أثن��اء احلمل والوالدة ب�شكل خميف يف �إفريقيا جنوب‬ ‫ال�صحراء‪ ،‬حيث ت�صل الن�سبة �إىل ن�صف وفيات الأمهات يف العامل النامي‪ ،‬حيث ُتتوفى‬ ‫�أُ ّم م��ن ب�ين ّ‬ ‫كل مائ��ة يف �أثناء الوالدة‪ ،‬ويف ه��ذا الإطار تبدو الأه��داف التي و�ضعتها‬ ‫تن�ص على تخفي�ض وفيات الأطفال بن�سبة‬ ‫الأمم املتحدة �أهداف ًا بعيدة املنال‪ ،‬حيث ّ‬ ‫الثلث�ين مع حلول عام ‪2015‬م‪ ،‬بينما تبلغ ن�سب��ة الوفيات من الأطفال دون اخلام�سة‬ ‫يف �إفريقيا ‪ ،%17‬ومن هنا لن تتمكن القارة من حتقيق هدف خف�ض الوفيات �سوى بعد‬ ‫نحو ‪ 150‬عام ًا (انظر ال�شكل رقم (‪ )3‬معدل وفيات الأطفال دون اخلام�سة)(‪. )9‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪60‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ويف ح�ين يعت�بر احل�ص��ول على مي��اه ال�شرب النقي��ة �أم��ر ًا �ضروري ًا للبق��اء على قيد‬ ‫احلي��اة‪ ،‬ولتحقي��ق �أهداف التنمية‪ ،‬تبل��غ ن�سبة ال�سكان الذي��ن ال يح�صلون على مياه‬ ‫م�أمون��ة ‪ %65‬يف �آ�سي��ا‪ ،‬بينما ت�صل �إىل ‪ %28‬يف �إفريقي��ا (انظر ال�شكل رقم (‪ )4‬ن�سب‬ ‫ال�سكان الذين لديهم فر�صة احل�صول على مياه �شرب نقية)(‪. )10‬‬

‫فيقدر عدد املحرومني من �سكان �آ�سيا ‪ ،%80‬بينما ت�صل‬ ‫�أما بالن�سبة لل�صرف ال�صحي؛ ّ‬ ‫ن�سب��ة املحرومني من خدمات ال�صرف ال�صحي �إىل ‪ %13‬يف �إفريقيا (انظر ال�شكل رقم‬ ‫(‪ )5‬ن�سب ال�سكان الذين يح�صلون على خدمات �صرف �صحي مالئمة)(‪. )11‬‬ ‫‪ ‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪61‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫خالل الت�سعينات �إرتفعت ن�سبة الإلتحاق‬ ‫باملدار�س الإبتدائية يف �أفريقيا بواقع‬ ‫‪ %3‬فقط مقارنة بـ ‪ %90‬يف �أمريكا‬ ‫الالتينية و‪ %79‬يف جنوب �آ�سيا‬

‫�إال �أنّ (الفقـ��ر) وفقـ�� ًا لتعـريـ��ف البنـك‬ ‫الدولـي ال يقت�صر على املعنى املادي فقط‪،‬‬ ‫مبعن��ى احلرمان من امل��ال والرثوة (وهو‬ ‫ما يقا�س مبفهوم الدخ��ل واال�ستهالك)‪،‬‬ ‫ولكن��ه يت�س��ع لي�شم��ل انخفا���ض ن�صي��ب‬ ‫الفرد من عوائد التنمية االقت�صادية‪..‬‬ ‫م��ن اخلدم��ات الأ�سا�سي��ة‪ ،‬والتعلي��م‬ ‫والرعاية ال�صحية‪� ...‬إلخ (‪.)12‬‬ ‫فالفق�ير لي���س م��ن تنق�ص��ه الأم��وال‬ ‫وال�ثروة املادي��ة فق��ط‪ ،‬ولك��ن ه��و م��ن‬ ‫ثم‬ ‫يع��اين �ضع��ف م�ست��وى الدخل‪ ،‬وم��ن ّ‬ ‫اال�ستهالك‪ ،‬و�ضعف ن�صيبه من اخلدمات‬ ‫التعليمي��ة وال�صحي��ة والأم��ن؛ نتيج��ة‬ ‫تعر�ض��ه للتقلب��ات االقت�صادية‪ ،‬وكذلك‬ ‫يع��اين �ضع��ف فر�صت��ه يف امل�شارك��ة‬ ‫ثم فر�صت��ه يف الو�صول‬ ‫ال�سيا�سي��ة‪ ،‬ومن ّ‬ ‫�إىل ال�سلطة(‪. )13‬‬ ‫وبه��ذا املعن��ى ال ي�صب��ح الفق�ير فق�ير ًا‬ ‫بالوراث��ة‪ ،‬ولكن��ه ي�صب��ح كذل��ك عن��د‬ ‫افتق��اده للو�سائ��ل والأدوات التي متكنه‬ ‫من اخلروج من دائ��رة الفقر والتهمي�ش‪،‬‬ ‫وتعينه على حت�سني م�ستواه االقت�صادي‬ ‫واالجتماعي‪.‬‬ ‫وم��ن هنا يكون اخت��زال الفقر من خالل‬ ‫متك�ين الفق��راء ‪،Empowerment‬‬ ‫مبعن��ى منحه��م الأدوات والق��درات‬ ‫الت��ي متكنه��م م��ن حت�س�ين �أو�ضاعه��م‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪62‬‬

‫يف عام ‪2001‬م و�صلت ن�سبة الأمية �إىل‬ ‫‪ %62.4‬و�أدنى معدالتها يف زميبابوي‬ ‫«‪ »%12‬وموري�شو�س «‪ »%16‬واعالها يف‬ ‫النيجر «‪ »%85‬وبوركينا فا�سو «‪.»%77‬‬

‫االقت�صادي��ة واالجتماعي��ة وظروفه��م‬ ‫املعي�شية(‪. )14‬‬ ‫وم��ن هذا املنطلق ُر ّكزت احللول العديدة‬ ‫الت��ي طرحته��ا الأمم املتح��دة الختزال‬ ‫ظاه��رة الفق��ر يف الع��امل النام��ي يف‬ ‫بعدي��ن �أ�سا�سي�ين‪ :‬فم��ن ناحي��ة ر ّك��زت‬ ‫عل��ى تنمية القطاع��ات التي يرتكز فيها‬ ‫الفق��راء‪ ،‬ومن ناحية �أخ��رى عملت على‬ ‫متكني ه�ؤالء الفق��راء وتنمية قدراتهم‬ ‫ليتمكن��وا من اخل��روج من دائ��رة الفقر‪،‬‬ ‫وعل��ى ه��ذا الأ�سا�س كان��ت �إ�سرتاتيجية‬ ‫اختزال الفقر كما �سريد حتليله يف جزء‬ ‫الحق يف الورقة‪.‬‬ ‫وقب��ل االنط�لاق لتحلي��ل �إ�سرتاتيجي��ة‬ ‫اخت��زال الفقر؛ يجدر االنتقال �إىل �أهم‬ ‫املعوقات التي تعرت�ض طريق التنمية يف‬ ‫الق��ارة الإفريقي��ة‪ ،‬والتي يج��ب التغلب‬ ‫عليه��ا قب��ل احلدي��ث ع��ن �أي حم��اوالت‬ ‫للق�ض��اء على ظاهرة الفق��ر‪ ،‬ورفع معدل‬ ‫النمو‪ ،‬وحتقيق التنمية االقت�صادية‪ ،‬يف‬ ‫القارة‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬مع ّوق��ات التنمية االقت�صادية يف‬ ‫القارة الإفريقية‪:‬‬ ‫متتل��ك الق��ارة الإفريقي��ة العدي��د م��ن‬ ‫املقوم��ات الت��ي ت�سم��ح لها باخل��روج من‬ ‫دائ��رة الفق��ر‪ ،‬فهي �أك�ثر ق��ارات العامل‬ ‫ث��راء‪ ،‬وق��د حباه��ا اهلل بالطبيع��ة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫وفيات الأمهات �أثناء الوالدة يف‬ ‫�أفريقيا جنوب ال�صحراء ت�شكل ن�صف‬ ‫الوفيات يف الدول النامية‪ ،‬حيث‬ ‫تتوفى �أم من بني كل مائة‪.‬‬

‫الرائعة‪ ،‬وباملوارد املعدنية‪،‬‬ ‫والرثوات الطبيعي��ة‪ ،‬والأر�ض اخل�صبة‪،‬‬ ‫والتي متكّنها من �أن تلحق بركب التنمية‪،‬‬ ‫وتتوىل مكان ًا رائد ًا على امل�ستوى الدويل‪،‬‬ ‫�إال �أنه��ا يف الوقت نف�سه ت�شهد العديد من‬ ‫املع ّوقات التي تعرت���ض طريقها للتنمية‪،‬‬ ‫وحت��ول دون �إجن��اح حماوالته��ا لرف��ع‬ ‫م�ستوى معي�شة مواطنيها‪.‬‬ ‫وتتع��دد ه��ذه املعوق��ات ما ب�ين معوقات‬ ‫اقت�صادي��ة؛ م��ن تخل��ف يف الأو�ض��اع‬ ‫االقت�صادي��ة‪ ،‬واعتم��اد �أغل��ب‬ ‫االقت�صادي��ات الإفريقي��ة عل��ى ت�صدير‬ ‫ال�سلع الأ�سا�سية‪ ،‬وه��و ما يجعلها عر�ضة‬ ‫للتقلبات االقت�صادية العاملية‪ ،‬ومعوقات‬ ‫اجتماعي��ة؛ من ارتفاع مع��دالت الأ ّمية‪،‬‬ ‫وانت�شار الف�ساد ال��ذي يلتهم جزء ًا كبري ًا‬ ‫م��ن عوائ��د التنمي��ة‪ ،‬و�ضع��ف املعار�ض��ة‬ ‫واملجتم��ع املدين‪ ،‬ومعوق��ات �سيا�سية؛ من‬ ‫وج��ود نظ��م �سيا�سي��ة دكتاتوري��ة تقمع‬ ‫امل�شارك��ة ال�شعبي��ة‪ ،‬وحتظ��ر التعددي��ة‬ ‫احلزبي��ة‪ ،‬ف�لا ت�سم��ح ب��ر�أي غ�ير ر�أي‬ ‫احلكوم��ة‪ ،‬وم��ن هن��ا ي�شع��ر املواط��ن‬ ‫الإفريق��ي �إىل جان��ب فق��ره بالإح�سا�س‬ ‫بالظل��م واالغ�تراب‪ ،‬في�ضع��ف انتم��ا�ؤه‬ ‫للدول��ة‪ ،‬ويختفي �أمل��ه يف �إمكانية تغيري‬ ‫�أو�ضاعه‪ ،‬وحت�سني م�ستواه (‪. )15‬‬ ‫كم��ا �أ�صبح الفق��راء يف القارة الإفريقية‬ ‫�ضحايا لظ��روف وقوى جدي��دة‪ ،‬التهمت‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪63‬‬

‫ثم��ار النج��اح املتوا�ض��ع ال��ذي حقّقت��ه‬ ‫أه��م ه��ذه‬ ‫يف طري��ق التنمي��ة‪ ،‬وكان م��ن � ّ‬ ‫القوى‪ :‬ال�صراعات والنزاعات الداخلية‪،‬‬ ‫والإ�صابة مبر�ض نق�ص املناعة الب�شرية‬ ‫(�إي��دز ‪ ،)AIDS‬وظاه��رة التهمي���ش‬ ‫الت��ي تعانيه��ا الق��ارة يف ّ‬ ‫ظ��ل النظ��ام‬ ‫العاملي اجلديد‪ ،‬و�أخ�ير ًا‪ :‬ظاهرة العوملة‬ ‫ونف�صل‬ ‫وعالقتها بالنمو واختزال الفقر‪ّ ،‬‬ ‫�أهم هذه القوى اجلديدة كما ي�أتي‪:‬‬ ‫ال�صراعات والنزاعات الداخلية‪:‬‬ ‫�أثقل��ت ظاه��رة ال�صراع��ات الداخلي��ة‪،‬‬ ‫وال�صراع��ات فيما بني الدول الإفريقية‪،‬‬ ‫تاري��خ الق��ارة من��ذ اال�ستق�لال‪ ،‬وتب��دو‬ ‫خط��ورة الأو�ض��اع املرتدية الت��ي تعانيها‬ ‫�إفريقيا يف ه��ذا الإطار من متابعة حجم‬ ‫ال�صراعات الدموية التي عانتها القارة يف‬ ‫الفرتة الأخرية‪ ،‬حي��ث �شهدت القارة ‪16‬‬ ‫�صراع�� ًا داخلي�� ًا من �ضم��ن ‪� 35‬صراع ًا من‬ ‫هذا النوع على م�ستوى العامل يف منت�صف‬ ‫الت�سعيني��ات‪ ،‬وظ ّل��ت �إفريقي��ا ت�ست�أث��ر‬ ‫ب�أك�بر ع��دد م��ن ال�صراع��ات الداخلي��ة‬ ‫عام��ي ‪1998‬م و ‪1999‬م عل��ى م�ست��وى‬ ‫الع��امل‪ ،‬وعددها ‪� 25‬صراع�� ًا داخلي ًا‪ ،‬ويف‬ ‫عق��د الت�سعينيات ت��ويف ما بني اثنني �إىل‬ ‫�أربعة مالي�ين قتيل يف تل��ك ال�صراعات‪،‬‬ ‫ويف ع��ام ‪1993‬م وح��ده ن��زح نح��و ‪5,2‬‬ ‫م�شرد يف القارة‬ ‫ماليني الجئ و ‪ 13‬مليون ّ‬ ‫الإفريقية (‪.)16‬‬ ‫الفقر ال يقت�صر على املعنى املادي‬ ‫فقط «دخل الفرد» و�إمنا يت�سع‬ ‫لي�شمل ن�صيبه من اخلدمات الأ�سا�سية‬ ‫والتعليم والرعاية ال�صحية‪.‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫وهك��ذا �أدت ال�صراع��ات الداخلي��ة �إىل‬ ‫تكثي��ف احل��روب الأهلي��ة الدموي��ة‪،‬‬ ‫وت�شري��د �أع��داد كب�يرة م��ن الأف��راد‪،‬‬ ‫وم��ن امل�أ�س��وي �أنّ ‪ %90‬م��ن �ضحاي��ا ه��ذه‬ ‫ال�صراع��ات م��ن املدني�ين ال الع�سكريني‪،‬‬ ‫ون�ص��ف ه���ؤالء م��ن الأطفال؛ مم��ا ميثل‬ ‫تهدي��د ًا م�ستم��ر ًا ال�ستق��رار ال��دول‬ ‫الإفريقي��ة‪ ،‬م��ع م��ا ميثل��ه م��ن خط��ورة‬ ‫عب��ور ال�ص��راع للحدود الدولي��ة للدولة‬ ‫للت�أثري يف �أمن الدول الإقليمية املجاورة‬ ‫وا�ستقرارها‪.‬‬ ‫وتظه��ر خط��ورة ظاه��رة ال�صراع��ات‬ ‫والنزاع��ات الداخلي��ة م��ن �آثاره��ا‬ ‫ال�سلبي��ة يف خمتلف اجلوان��ب ال�سيا�سية‬ ‫واالجتماعية واالقت�صادية يف املجتمع‪،‬‬ ‫فال��دول التي تع��اين حال��ة م�ستمرة من‬ ‫ه��ذا الن��وع م��ن ال�ص��راع غالب ًا م��ا تعجز‬ ‫ع��ن تنفي��ذ ال�سيا�س��ات االقت�صادي��ة‬ ‫واالجتماعي��ة طويل��ة الأج��ل‪ ،‬فت�صب��ح‬ ‫الدول��ة فري�س��ة حلال��ة تده��ور وعج��ز‬ ‫اقت�صادي م�ستمرة‪ ،‬تهدد �أي �أمل لتح�سني‬ ‫حال��ة املعي�ش��ة ملواطنيه��ا‪ ،‬فق��د �أخفقت‬ ‫�أغل��ب خط��ط التنمي��ة االقت�صادي��ة‬ ‫بالرغم من تدفق املنح والقرو�ض‪ ،‬وغريها‬ ‫من امل�ساعدات املالية �أو املعونات الفنية‪،‬‬ ‫والت��ي و�صل��ت �إىل مالي�ين ال��دوالرات‪،‬‬ ‫وفق��دت العديد من الأنظمة احلاكمة يف‬ ‫فقراء القارة �ضحايا‬ ‫لل�صراعات والنزاعات‬ ‫الداخلية ومر�ض الأيدز‬ ‫وظاهرة العوملة ‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪64‬‬

‫القارة متتلك املقومات التي تخرجها‬ ‫من دائرة الفقر‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫معوقات �إقت�صادية و�إجتماعية‬ ‫و�سيا�سية تعرت�ض طريقها‪.‬‬

‫م�شروعيته��ا؛‬ ‫�إفريقي��ا‬ ‫نتيج��ة لعجزها عن حماي��ة جمتمعاتها‬ ‫من كوارث املجاعة والقحط وال�صراعات‬ ‫والت�صح��ر‪ ،‬وم��ا �إىل ذل��ك م��ن‬ ‫الأهلي��ة‬ ‫ّ‬ ‫الكوارث القومية‪.‬‬ ‫كم��ا تخل��ف الأو�ض��اع الأمني��ة املرتدية‬ ‫م�ش��كالت �أمني��ة خط�يرة‪� ،‬أهمه��ا‪:‬‬ ‫م�شكلة �إع��ادة توطني الالجئ�ين‪ ،‬وي�صل‬ ‫عدده��م �إىل ‪ 10‬مالي�ين الج��ئ‪ ،‬بواق��ع‬ ‫ن�ص��ف الالجئ�ين يف الع��امل‪ ،‬وامل�شردي��ن‬ ‫ويقدر عدده��م بحوايل ‪15‬‬ ‫والنازح�ين‪ّ ،‬‬ ‫ملي��ون �إفريق��ي م��ن ب�ين ‪ 25‬مليون�� ًا على‬ ‫م�ستوى العامل‪.‬‬ ‫وكان لظاه��رة ال�ص��راع داخ��ل الق��ارة‬ ‫العديد م��ن الأ�سب��اب‪� ،‬أهمه��ا‪ :‬التناف�س‬ ‫عل��ى امل��وارد الن��ادرة‪ ،‬والفق��ر‪ ،‬وحرمان‬ ‫املواطنني الأفارقة من ممار�سة حقوقهم‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬واالقت�صادية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬ ‫وف��وق ّ‬ ‫كل ذلك كانت احل��رب الباردة من‬ ‫�أهم �أ�سباب ا�ستعار ال�صراع داخل القارة‪،‬‬ ‫وكان��ت النتيج��ة �أن �أ�صب��ح ‪ %4‬من �سكان‬ ‫الق��ارة (ما يق��رب من ‪ 23‬ملي��ون ن�سمة)‬ ‫من الالجئني والنازحني‪.‬‬ ‫وق��د ت�سبب��ت ه��ذه ال�صراع��ات يف ت�آكل‬ ‫جهود �سن��وات من التنمي��ة االقت�صادية‬ ‫والب�شري��ة يف العدي��د م��ن ال��دول‬ ‫الإفريقي��ة‪ ،‬مث��ل‪ :‬روان��دا‪ ،‬وال�صوم��ال‪،‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫وليربيا‪ ،‬و�أجنوال(‪. )17‬‬ ‫و�أ ّدت ظاه��رة ال�ص��راع يف الق��ارة الإفريقي��ة‬ ‫�إىل زي��ادة الفق��ر‪� ،‬س��واء عل��ى م�ست��وى الدخل‬ ‫�أو عل��ى م�ست��وى القدرات الب�شري��ة‪ ،‬يف �أكرث من‬ ‫‪ 12‬دول��ة �إفريقي��ة جن��وب ال�صح��راء‪ ،‬وكان��ت‬ ‫الن�س��اء والأطفال من �أكرث الفئ��ات ت�أثر ًا بهذه‬ ‫ق��درت منظمة اليوني�سي��ف ن�سبة القتلى مبا يف��وق ‪ %60‬من �ضحايا‬ ‫الظاه��رة‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ه��ذه ال�صراع��ات‪ ،‬وهو ما يهدد جهود التنمية يف القارة على امل�ستوى القريب والبعيد‬ ‫حد ال�سواء‪.‬‬ ‫على ّ‬ ‫مر�ض نق�ص املناعة الب�شرية‪:‬‬ ‫وم��ع تزايد الإ�صاب��ة بفريو�س �ضعف املناع��ة الب�شرية (الإيدز) ال��ذي يعانيه �أكرث‬ ‫م��ن ‪ 36‬مليون �شخ�ص يف العامل‪ ،‬ثلثهم من �إفريقي��ا‪ ،‬ومن بني �أ�شد ال�سكان فقر ًا‪ ،‬ميكن‬ ‫�إدراك �أنّ وب��اء فريو���س الإي��دز مل يع��د م�س�ألة �صحي��ة فقط‪ ،‬بل �أ�صب��ح يهدد جهود‬ ‫التنمية‪.‬‬ ‫فخط��ورة انت�ش��ار مر���ض الإيدز ه��و يف تر ّك��زه يف �أكرث الفئ��ات ن�شاط ًا عل��ى امل�ستوى‬ ‫االقت�ص��ادي واالجتماعي‪ ،‬وهي الفئة العمرية التي ترتاوح ما بني (‪ 15‬و ‪ 45‬عام ًا)‪،‬‬ ‫وهي الفئة التي تع ّول عليها الدول يف تويل مهمة �إدارة عملية التنمية‪ ،‬واخلروج بها‬ ‫من دائرة الفقر‪.‬‬ ‫ويعر���ض ال�ش��كل الآتي ن�سب��ة الإ�صابة باملر�ض بني الأطفال حت��ت ‪ 15‬عام ًا يف بع�ض‬ ‫ال��دول الإفريقية‪ ،‬حيث يت�ضح تنامي الإ�صاب��ة بالفريو�س فج�أة وب�سرعة‪ ،‬باملقارنة‬ ‫مبا كان عليه احلال منذ �أوائل الت�سعينيات‪ ،‬وقد و�صل عدد امل�صابني �إىل عدة �أ�ضعاف‬ ‫يف ع��ام ‪2005‬م باملقارن��ة بعدده��م يف ع��ام ‪1990‬م وعام ‪1995‬م ب�ش��كل خطري يهدد‬ ‫�أي م�س��ا ٍع تبذله��ا الدولة من �أجل التنمية‪ ،‬حيث يرتاوح تقدير عدد امل�صابني يف عام‬ ‫‪2005‬م يف دول مث��ل‪( :‬تنزاني��ا‪ ،‬و�أوغن��دا‪ ،‬وروان��دا‪ ،‬وزامبيا) م��ن ‪� 10‬إىل ‪ 20‬مليون‬ ‫يتع��دى خم�سة ماليني يف معظم هذه الدول‪ .‬وهو ما‬ ‫م�ص��اب‪ ،‬بينما مل يكن هذا العدد‬ ‫ّ‬ ‫ي��دل على خطورة تف�شي املر�ض‪ ،‬و�ض��رورة التكاتف من �أجل مواجهته قبل �أن يق�ضي‬ ‫على ّ‬ ‫كل �آمال القارة يف حتقيق التنمية (انظر ال�شكل رقم ‪.)6‬‬ ‫يف الت�سعينات �شهدت القارة ‪16‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫داخليا من �ضمن ‪ 35‬على‬ ‫�صراعا‬ ‫م�ستوى العامل ونزح ‪5.2‬مليون‬ ‫الجئ و‪ 13‬مليون مت�شرد‪.‬‬

‫ب�سبب ال�صراعات �أخفقت‬ ‫�أغلب خطط التنمية‬ ‫الإقت�صاية رغم تدفق املنح‬ ‫وامل�ساعدات والقرو�ض‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪65‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫‪ ‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪66‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫وعند مقارنة ن�سبة الإ�صابة باملر�ض يف القارة الإفريقية باملقارنة بغريها من مناطق‬ ‫العامل النامي الأخرى؛ يت�ضح �أنّ ن�سبة الإ�صابة ترتفع فج�أة وب�سرعة باملقارنة بهذه‬ ‫املناطق‪ ،‬كما يقع الغالبية العظمى من امل�صابني باملر�ض يف القارة‪ ،‬حيث و�صل عددهم‬ ‫يف ع��ام ‪2002‬م �إىل م��ا يربو على ‪ 25‬مليون فرد من بني ‪ 42‬مليون م�صاب على م�ستوى‬ ‫العامل‪ ،‬ومي ّثلون بذلك �أكرث من ‪ %70‬من عدد امل�صابني يف العامل‪( .‬انظر ال�شكل ‪.)7‬‬ ‫‪ ‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪67‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫زيادة معدالت الفقر(‪. )18‬‬ ‫‪ %70‬من مر�ضى الإيدز يف‬ ‫وال ت�ستطي��ع ال��دول الإفريقية مواجهة‬ ‫العامل من �أفريقيا وهم من‬ ‫ه��ذا اخلط��ر يف ّ‬ ‫ظ��ل عج��ز ال�شع��وب‬ ‫�أكرث الفئات ن�شاط ًا على امل�ستوى‬ ‫الإفريقي��ة ع��ن دف��ع تكالي��ف الع�لاج‪،‬‬ ‫الإقت�صادي والإجتماعي‪.‬‬ ‫وانع��دام الوع��ي ال�صح��ي‪ ،‬وق ّل��ة ع��دد‬ ‫وهك��ذا يت�ض��ح �أنّ املر���ض‬ ‫ظل ّ‬ ‫امل�ست�شفيات‪ ،‬ويف ّ‬ ‫كل هذا ي�صبح ال�سعي‬ ‫�أ�صب��ح مي ّثل ال�سب��ب الأول يف الوفيات يف يف تنفيذ خطط التنمية واختزال الفقر‬ ‫الق��ارة؛ حيث ي�صل �إىل ‪ %91‬من الوفيات �أم��ر ًا حتمي ًا ال بد م��ن حتقيقه والو�صول‬ ‫يف ‪ 29‬دول��ة �إفريقي��ة‪ ،‬ويه��دد ‪ 43‬مليون �إليه‪.‬‬ ‫طف��ل �إفريق��ي بوفاة العائ��ل بحلول عام‬ ‫‪2010‬م‪ ،‬كما يتوقع ارتفاع عدد امل�صابني �أزمة الديون‪:‬‬ ‫به من الأطفال حتت ّ‬ ‫�سن اخلام�سة لي�صل تفاقم��ت �أزم��ة الدي��ون الإفريقي��ة يف‬ ‫�إىل ‪ 1,5‬مليون خالل ‪ 20‬عام ًا‪.‬‬ ‫العقدي��ن ال�سابق�ين ب�شكل �أث��ار املخاوف‬ ‫والق�ضي��ة ه��ي يف العالق��ة ب�ين الإي��دز من �إمكانية �سداد ال��دول الإفريقية لها‪،‬‬ ‫والفقر املادي يف �صورة انخفا�ض الدخل‪ ،‬حي��ث زادت الدي��ون اخلارجي��ة لل��دول‬ ‫وهي عالقة مزدوج��ة؛ فمن ناحية جند الإفريقي��ة م��ن ح��وايل ‪ 110‬ملي��ارات‬ ‫الفق��ر من �أهم �أ�سب��اب الإ�صابة باملر�ض‪ ،‬دوالر �أمريك��ي يف ع��ام ‪1980‬م �إىل ‪350‬‬ ‫فالفق�ير نتيج��ة لفق��ره عاج��ز ع��ن دفع ملي��ار دوالر �أمريكي يف ع��ام ‪1998‬م‪ ،‬مبا‬ ‫تكاليف العالج‪ ،‬وجاهل ب�أعرا�ض املر�ض‪ ،‬مي ّث��ل ‪ %65‬م��ن الن��اجت املحل��ي الإجمايل‬ ‫و ُ�أ�سباب��ه‪ ،‬وط��رق الوقاي��ة من��ه؛ نتيجة للق��ارة‪ ،‬وعج��زت ال��دول املدين��ة ع��ن‬ ‫لأ ّميت��ه والت��ي كان��ت بدوره��ا نتيج��ة ت�سدي��د فوائ��د الدي��ن عل��ى الرغ��م م��ن‬ ‫لفقره وعجزه عن دف��ع تكاليف التعليم‪ ،‬خمتلف اجلهود املبذولة ملعاجلة الأزمة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تق��در خدمة الدين بح��وايل ‪%31‬‬ ‫�أو لتف�ضي��ل العمل �صغ�يرا (بهدف توفري حي��ث ّ‬ ‫دخل �إ�ضايف لإعال��ة �أ�سرته) عن التفرغ م��ن �صادراتها لل�سلع واخلدم��ات‪ ،‬وتزداد‬ ‫لإمت��ام مراح��ل التعلي��م‪ ،‬وم��ن ناحي��ة خط��ورة الق�ضية م��ع انهيار �أ�سع��ار ال�سلع‬ ‫ثاني��ة فالإ�صابة باملر���ض ت�س ّبب الفقر؛ الأ�سا�سي��ة‪ ،‬والت��ي تعتم��د عليه��ا �أغل��ب‬ ‫وذل��ك لأنّ املر�ض ي�ض��رب بالأ�سا�س �أكرث ال��دول الإفريقي��ة ب�ش��كل �أ�سا�سي‪ ،‬حيث‬ ‫الفئات م�ساهمة يف الن�شاط االقت�صادي‪ ،‬مت ّث��ل �سلع��ة واح��دة �أو �سلعت��ان يف بع�ض‬ ‫ومن ّ‬ ‫ثم ي���ؤدي �إىل عجز هذه الفئات عن الأحيان �أكرث من ‪ %50‬من عائد الت�صدير‬ ‫العمل والإنتاج‪ ،‬وينخف�ض الدخل نتيجة لأربعني دولة �إفريقية (‪. )19‬‬ ‫النخفا���ض الإنتاج‪ ،‬كما �أنّ ما يتم �إنفاقه ومن هن��ا كانت املناداة ب�ض��رورة معاجلة‬ ‫على تكاليف العالج ي�أكل البقية الباقية م�شكل��ة الدي��ون اخلارجي��ة لل��دول‬ ‫من ه��ذا الدخل املحدود؛ مم��ا ي�ؤدي �إىل‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪68‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ن�صيب القارة من ال�صادرات‬ ‫العاملية ‪ %2‬مقارنة ب�آ�سيا ‪%17‬‬ ‫ومن الإ�ستثمارات الأجنبية‬ ‫‪ %1.5‬بينما �آ�سيا ‪%24‬‬

‫الإفريقي��ة (ب�إ�سق��اط �أو‬ ‫تخفي��ف ع��بء املديوني��ة) الت��ي ت���أكل‬ ‫معظم عوائد الدخل القومي وخم�ص�صات‬ ‫التنمي��ة‪ ،‬والت��ي يجب توجيهه��ا خلدمة‬ ‫التعلي��م والرعاي��ة ال�صحي��ة والبني��ة‬ ‫التحتية‪ ،‬بد ًال من �أن تتجه خلدمة �سداد‬ ‫ثم‬ ‫الدي��ن فتزيد من ظاه��رة الفقر‪ ،‬ومن ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعطل خطط التنمية‪ ،‬وتزيد من تو�سيع‬ ‫الهوة بني الدول املتقدمة والدول النامية‬ ‫(‪ ،)20‬ف�إجم��ايل (خدم��ة الدي��ن) التي‬ ‫تدفعها الق��ارة الإفريقية تع��ادل �ضعف‬ ‫الإنفاق عل��ى التعليم والرعاية ال�صحية‬ ‫فيها‪ ،‬بينم��ا �إلغاء الديون م��ن على كاهل‬ ‫ال��دول الإفريقي��ة �سيكل��ف املواط��ن يف‬ ‫ال��دول املتقدم��ة م��ا يق��ارب م��ن «�سن��ت»‬ ‫واحد يومي�� ًا‪ ،‬ومن هنا يقع العبء الأكرب‬ ‫من مهمة (اختزال الفق��ر‪ ،‬و�إلغاء الدين‬ ‫الإفريق��ي) عل��ى كاه��ل ال��دول املانح��ة‬ ‫وامل�ؤ�س�س��ات املالي��ة والتنموي��ة الدولية‬ ‫(‪. )21‬‬ ‫تهمي�ش القارة الإفريقية‪:‬‬ ‫ال ميك��ن �إغف��ال ظاه��رة التهمي���ش التي‬ ‫تعانيه��ا الق��ارة الإفريقي��ة؛ باعتباره��ا‬ ‫�أح��د الأ�سب��اب املعوقة لعملي��ة اختزال‬ ‫الفقر يف القارة‪.‬‬ ‫فف��ي �إط��ار التهمي���ش ال��ذي تتعر���ض له‬ ‫البلدان الإفريقي��ة يف االقت�صاد العاملي؛‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪69‬‬

‫ح�صة الق��ارة الإفريقية‬ ‫ا�ستمر هب��وط ّ‬ ‫من التجارة العاملية‪ ،‬حيث انخف�ض ن�صيب‬ ‫القارة �إىل ‪ %2‬من ال�صادرات العاملية وفق ًا‬ ‫لتقارير منظمة التجارة العاملية‪ ،‬مقارنة‬ ‫يقدر مبا‬ ‫بن�صيب الق��ارة الآ�سيوية الذي ّ‬ ‫يرب��و عل��ى ‪ ،%17‬ون�صي��ب دول �أمري��كا‬ ‫الالتيني��ة البال��غ ‪ ،%5‬كم��ا انخف�ض��ت‬ ‫ن�سبـ��ة تدف��ق اال�ستثمار اخلارج��ي �إليها‬ ‫�إىل ‪ 6,4‬ملي��ارات دوالر فقط من �إجمايل‬ ‫تدفق اال�ستثمار العاملي البالغ ‪ 400‬مليار‬ ‫يتع��دى ن�صيب القارة من‬ ‫دوالر‪ ،‬وبه��ذا ال‬ ‫ّ‬ ‫تدفق اال�ستثم��ار الأجنب��ي ‪ ،%1,5‬بينما‬ ‫بلغ��ت ن�سب��ة ر�ؤو�س الأم��وال التي هربت‬ ‫من �إفريقيا ‪ %20‬من حجم ر�ؤو�س الأموال‬ ‫العاملة فيه��ا خالل ال�سن��وات الثالث من‬ ‫‪1998‬م ‪2000 -‬م‪ ،‬بينم��ا ورد �إىل ق��ارة‬ ‫�آ�سي��ا ‪ %24‬م��ن ر�ؤو���س الأم��وال العامل��ة‬ ‫فيه��ا‪ ،‬وهرب منه��ا ‪ %2‬فقط خالل الفرتة‬ ‫نف�سها (‪.)22‬‬ ‫�إفريقيا والعوملة‪:‬‬ ‫حاول��ت العدي��د م��ن الدرا�س��ات بح��ث‬ ‫العالقة ب�ين ظاهرة العوملة م��ن ناحية‪،‬‬ ‫والنم��و االقت�ص��ادي والفق��ر م��ن ناحية‬ ‫�أخ��رى‪ ،‬حي��ث ر ّك��ز بع�ضه��ا يف وج��ود‬ ‫عالق��ة �إيجابي��ة ب�ين العومل��ة واختزال‬ ‫الفق��ر؛ ف��الأوىل ت���ؤدي �إىل رف��ع القيود‬ ‫ع��ن االقت�ص��اد القوم��ي‪ ،‬وحتري��ر‬ ‫التج��ارة الدولي��ة؛ مما ي���ؤدي �إىل النمو‬ ‫االقت�ص��ادي‪ ،‬والنمو االقت�ص��ادي بدوره‬ ‫ي�ؤدي �إىل الق�ضاء على ظاهرة الفقر‪� ،‬إال‬ ‫�أنّ ه��ذه النتيجة لي�س��ت �صحيحة يف ّ‬ ‫كل‬ ‫الأح��وال‪ ،‬فف��ي �أحيان عدي��دة ت�ستفيد‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫بع���ض القطاع��ات من النم��و االقت�صادي‬ ‫على ح�س��اب قطاعات �أخرى من املجتمع‪،‬‬ ‫ث��م ي���ؤدي النم��و االقت�ص��ادي �إىل‬ ‫وم��ن ّ‬ ‫زي��ادة ثراء بع�ضهم‪ ،‬وازدياد فقر بع�ضهم‬ ‫الآخر‪.‬‬ ‫ومن هنا مل يعد املقيا�س هو اعتبار العوملة‬ ‫مبثابة الو�صفة ال�سحرية لتحقيق النمو‪،‬‬ ‫ث��م اخت��زال الفق��ر‪ ،‬ولك��ن �أ�صب��ح‬ ‫وم��ن ّ‬ ‫املقيا�س هو نوع �سيا�سات النمو االقت�صادي‬ ‫الواج��ب اتباعها؛ فهن��اك �سيا�سات تعزز‬ ‫النم��و االقت�ص��ادي‪ ،‬وتدع��م الفق��راء‬ ‫يف الوق��ت نف�س��ه‪ ،‬وتق�ض��ي عل��ى فقرهم‪،‬‬ ‫بينم��ا هناك �سيا�سات �أخ��رى تعزز النمو‬ ‫يف ح�ين تزيد من فق��ر الفقراء‪ ،‬فتحرير‬ ‫�س��وق ر�أ���س امل��ال (مبعن��ى فت��ح الأ�سواق‬ ‫�أم��ام التدف��ق الر�أ�سم��ايل اخلارجي) قد‬ ‫ي���ؤدي �إىل ع��دم اال�ستق��رار الداخل��ي؛‬ ‫لأنه يزيد من فقر الطبقات املعدمة‪ ،‬وهو‬ ‫ال�ش��يء نف�س��ه بالن�سبة ل�سيا�س��ات �إزالة‬ ‫التعريفة اجلمركية‪ ،‬والتي جند العديد‬ ‫م��ن دول العامل النام��ي‪ ،‬وبخا�صة الدول‬ ‫الإفريقي��ة‪ ،‬غ�ير مهي���أة للتعام��ل معه��ا‪،‬‬ ‫وبالفعل �أثبتت درا�سات البنك الدويل يف‬ ‫جولة �أوروجواي �أنّ الأو�ضاع الإفريقية‬ ‫يف ّ‬ ‫ظل العوملة قد �أ�صبحت �أ�سو�أ مما كانت‬ ‫عليه قبلها (‪.)23‬‬ ‫م��ن ّ‬ ‫كل م��ا �سب��ق يت�ض��ح �أهمي��ة ظاه��رة‬ ‫الفق��ر‪ ،‬وخط��ورة ت�أثريها عل��ى التنمية‬ ‫يف الق��ارة الإفريقي��ة‪ ،‬وظه��رت العدي��د‬ ‫م��ن املب��ادرات الخت��زال مع��دالت الفقر‬ ‫يف �إفريقي��ا‪ ،‬وكان لل��دول املانح��ة ال��دور‬ ‫الأك�بر يف ط��رح ه��ذه املب��ادرات‪ ،‬فق��د‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪70‬‬

‫يف عام ‪1998‬م و�صلت ديون �أفريقيا‬ ‫�إىل ‪ 350‬مليار دوالر‪ ،‬و�إجمايل خدمة‬ ‫الدين التي تدفعها القارة تعادل �ضعف‬ ‫الإنفاق على التعليم وال�صحة‪.‬‬

‫�أعلنت الدول املانحة يف عام‬ ‫‪1996‬م (مب��ادرة تعزيز البلدان الفقرية‬ ‫املثقل��ة بالدي��ون)‪ ،‬والت��ي مبوجبه��ا‬ ‫ّ‬ ‫مت اعتم��اد ملي��ار م��ن عمل��ة الي��ورو م��ن‬ ‫(�صن��دوق التنمية الأوروب��ي) لتخفيف‬ ‫الدي��ون‪ ،‬وكان��ت الق��ارة الإفريقي��ة هي‬ ‫امل�ستفي��د الرئي���س منه��ا‪ ،‬واتخ��ذت دول‬ ‫االحت��اد الأوروب��ي العديد م��ن التدابري‬ ‫للم�ساع��دة يف تخفيف ع��بء الديون عن‬ ‫البلدان الفقرية التي تبنّت برامج �إ�صالح‬ ‫اقت�ص��ادي‪ ،‬كم��ا ق��ررت ق ّم��ة (ال��دول‬ ‫ال�سب��ع ال�صناعي��ة) يف كولوني��ا تخفيف‬ ‫ع��بء الدي��ون بطريق��ة �أ�س��رع و�أعم��ق‬ ‫و�أو�سع ملجموع��ة البلدان الفقرية املثقلة‬ ‫بالديون‪.‬‬ ‫ومبا �أنّ الفقر لي�س مادي ًا فقط‪ ،‬وال ميكن‬ ‫قيا�س��ه مب�ست��وى الدخل الف��ردي فقط‪،‬‬ ‫كان��ت حم��اوالت زي��ادة الدخ��ل الفردي‬ ‫غ�ير كافي��ة الخت��زال الفق��ر‪ ،‬فا�ستبعاد‬ ‫الفق��راء وتهمي�شه��م عل��ى امل�ست��وى‬ ‫االقت�ص��ادي وحرمانه��م م��ن امل�شارك��ة‬ ‫ال�سيا�سية يف �صن��ع القرار تعد يف الواقع‬ ‫ا�ستمرار ًا لفقرهم (‪. )24‬‬ ‫وم��ن هن��ا كان عل��ى حم��اوالت اخت��زال‬ ‫(الفق��ر) التعامل معه باعتب��اره ظاهرة‬ ‫معق��دة متع��ددة الأبع��اد االقت�صادي��ة‬ ‫وال�سيا�سي��ة واالجتماعي��ة‪ ،‬كم��ا كان‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�أثبتت درا�سات البنك الدويل‬ ‫يف جولة �أورجواي ان الأو�ضاع‬ ‫الأفريقية يف ظل العوملة �أ�صبحت‬ ‫�أ�سو�أ مما كانت عليه قبلها‪.‬‬

‫ال�سب��ب الرئي���س يف �إخفاق‬ ‫العديد م��ن حماوالت اخت��زال الفقر هو‬ ‫فر���ض �سيا�س��ات ملحارب��ة الفق��ر تبتع��د‬ ‫عن الفقراء‪ ،‬وم��ن هنا كانت �أهمية و�ضع‬ ‫�إ�سرتاتيجي��ة الخت��زال الفق��ر ت�ستن��د‬ ‫بالأ�سا���س عل��ى امل�شارك��ة ال�شعبي��ة يف‬ ‫تو�صيف ظاهرة الفقر‪ ،‬و�أ�سبابها‪ ،‬وكيفية‬ ‫حماربتها‪ ،‬والق�ضاء عليها‪.‬‬ ‫كم��ا دفع��ت خط��ورة الظاه��رة البن��ك‬ ‫ال��دويل و�صن��دوق النق��د ال��دويل �إىل‬ ‫زيادة االهتمام باختزال الفقر يف العامل‬ ‫ب�صفة عا ّمة‪ ،‬ويف �إفريقيا ب�صفة خا�صة‪،‬‬ ‫واتخ��ذا يف �سبتم�بر ‪1999‬م ق��رار ًا‬ ‫بالرتكيز يف اخت��زال الفقر ك�إطار رئي�س‬ ‫ترتك��ز علي��ه امل�ؤ�س�سات املالي��ة الدولية‬ ‫وال��دول املانحة عند تق��دمي م�ساعداتها‬ ‫املالية للدول الفق�يرة‪ ،‬ومنحها امتيازات‬ ‫القرو���ض وخدم��ة الدين‪ ،‬وم��ن هنا كان‬ ‫ظه��ور (ا�سرتاتيجي��ات اخت��زال الفقر)‬ ‫‪Poverty Reduction Strategy Papers‬‬ ‫‪. PRSP’s‬‬

‫ويتناول اجلزء التايل من الورقة حتلي ًال‬ ‫لأهم مراحل �سيا�سة اختزال الفقر‪ ،‬ودور‬ ‫الربملان يف �صياغتها‪ ،‬ومراقبة تنفيذها‪.‬‬ ‫ثالث�� ًا‪� :‬إ�سرتاتيجي��ة اخت��زال الفق��ر‬ ‫‪Poverty Reduction Strategy‬‬ ‫‪:Paper‬‬ ‫ط��رح البن��ك ال��دويل و�صن��دوق النق��د‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪71‬‬

‫ال��دويل ه��ذه الإ�سرتاتيجي��ة يف ‪70‬‬ ‫دول��ة متو�سط��ة الدخل يف ع��ام ‪2002‬م‪،‬‬ ‫ومبوجبه��ا تت��وىل ال��دول املقرت�ض��ة‬ ‫م�س�ؤولي��ة تطوي��ر ا�سرتاتيجيات حملية‬ ‫خا�صة به��ا الختزال الفق��ر يف �أقاليمها‪،‬‬ ‫ومن هنا تتوفر ‪ -‬من وجهة نظر امل�ؤ�س�سات‬ ‫املالي��ة الدولي��ة ‪ -‬امل�شارك��ة الوطني��ة‬ ‫الكامل��ة يف �صياغ��ة الإ�سرتاتيجي��ة‪،‬‬ ‫وتنفيذه��ا‪ ،‬والرقاب��ة الفعال��ة عليه��ا؛‬ ‫تعدها الدولة بنف�سها‪ ،‬بعد الت�شاور‬ ‫حيث ّ‬ ‫مع املجتمع املدين والقطاع اخلا�ص‪� ،‬سواء‬ ‫ب�ش��كل مبا�شر من خالل اللجان ال�شعبية‪،‬‬ ‫�أو ب�ش��كل غ�ير مبا�ش��ر م��ن خ�لال ن��واب‬ ‫ال�شعب يف الربملان (‪.)25‬‬ ‫ويف ه��ذا الإط��ار تب��دو �أهمي��ة م�شارك��ة‬ ‫الفقراء �أنف�سهم‪ ،‬فهم الأقدر على تعريف‬ ‫�أبع��اد الفق��ر و�أه��م �أ�سباب��ه م��ن وجه��ة‬ ‫نظره��م‪ ،‬لك��ن نظ��ر ًا ل�ضع��ف وع��ي ه��ذه‬ ‫الفئة تتوىل اللجان ال�شعبية هذا الدور‪،‬‬ ‫حي��ث تتوىل م��ع �أع�ض��اء الربمل��ان مهمة‬ ‫الرقاب��ة عل��ى �أداء احلكوم��ة‪ ،‬و�ضم��ان‬ ‫اختي��ار الإ�سرتاتيجي��ة املثل��ى الختزال‬ ‫الفقر‪ ،‬والت��ي تتنا�سب مع ظروف الدولة‬ ‫وو�ضعه��ا االقت�ص��ادي واالجتماع��ي‬ ‫وال�سيا�سي الداخلي‪.‬‬ ‫وتت��وىل الربملان��ات الوطني��ة ال��دور‬ ‫الرئي���س يف �صياغ��ة الإ�سرتاتيجي��ة‪،‬‬ ‫والرقابة على تنفي��ذ احلكومة‪ ،‬وترجع‬ ‫�أهمي��ة ت�ضم�ين الربمل��ان الوطن��ي لع��دة‬ ‫�أ�سب��اب؛ فم��ن ناحي��ة تف�ض��ل امل�ؤ�س�س��ات‬ ‫املالية الدولية التعامل مع جلان الربملان‬ ‫ع��ن التعام��ل م��ع ال��وزارات املخت�ص��ة؛‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫حي��ث ت�ضم��ن بذل��ك ت�ضم�ين احلكومات‬ ‫امل�ستقبلي��ة �إذا ما تولت املعار�ضة احلكم‪،‬‬ ‫ث��م يتوف��ر للإ�سرتاتيجي��ة قدر من‬ ‫ومن ّ‬ ‫اال�ستقرار واال�ستمرارية‪.‬‬ ‫ومن ناحية �أخرى؛ مي ّثل الربملان قطاعات‬ ‫كبرية من ال�شعب من الفقراء؛ مما ي�ضمن‬ ‫م�شاركتهم يف و�ضع برامج اختزال الفقر‪،‬‬ ‫ومتابع��ة تنفي��ذ ّ‬ ‫ث��م‬ ‫كل مراحله��ا‪ ،‬وم��ن ّ‬ ‫ي�شارك��ون يف �صنع ال�سيا�س��ات التي ت�ؤثر‬ ‫يف حياتهم اليومية‪.‬‬ ‫وفيم��ا يتعل��ق بال��دول املقرت�ض��ة نف�سها‪،‬‬ ‫فتويل �أع�ضاء الربملان م�س�ؤولية اختزال‬ ‫الفقر �أف�ضل من تركها للم�ؤ�س�سات املالية‬ ‫الدولية وال��دول املانحة‪ ،‬والتي قد متلي‬ ‫عليها و�صفات جاهزة ال تتفق مع ظروفها‬ ‫االقت�صادي��ة واالجتماعي��ة وال�سيا�سية‬ ‫(‪.)26‬‬ ‫�إال �أن��ه نظ��ر ًا الخت�لاف الأدوار الت��ي‬ ‫تلعبه��ا املجال���س الت�شريعي��ة يف خمتلف‬ ‫ال��دول‪ ،‬والخت�لاف وع��ي ه��ذه املجال�س‬ ‫ّ‬ ‫املتوقع منه��ا‪ ،‬فيما يتعلق‬ ‫بطبيعة ال��دور‬ ‫ق��دم البن��ك ال��دويل‬ ‫بالإ�سرتاتيجي��ة‪ّ ،‬‬ ‫والربنام��ج الإمنائ��ي ل�ل�أمم املتح��دة يف‬ ‫ع��ام ‪2001‬م برناجم�� ًا م�ش�ترك ًا لتف�س�ير‬ ‫الإ�سرتاتيجي��ة لأع�ض��اء الربمل��ان‪ ،‬يف‬ ‫العدي��د م��ن ال��دول‪ ،‬ومل�ساعدته��م يف‬ ‫حتدي��د ال��دور املن��وط به��م يف �صياغ��ة‬ ‫الإ�سرتاتيجي��ة والرقابة على تنفيذها‪،‬‬ ‫وبالفع��ل بد�أ تطبي��ق برنامج (الربملانات‬ ‫واحلك��م و�إ�سرتاتيجية اخت��زال الفقر)‬ ‫بالتع��اون م��ع الربمل��ان الفنلن��دي يف �ست‬ ‫دول �إفريقي��ة‪ ،‬وه��ي‪� :‬إثيوبي��ا‪ ،‬وغان��ا‪،‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪72‬‬

‫تف�ضل امل�ؤ�س�سات املالية الدولية‬ ‫التعامل مع جلان الربملان عن التعامل‬ ‫مع الوزارات املخت�صة لت�ضمن موافقة‬ ‫احلكومة �إذا تولت املعار�ضة احلكم‪.‬‬

‫وكيني��ا‪ ،‬وم�لاوي‪ ،‬وم��ايل‪،‬‬ ‫ونيجرييا (‪.)27‬‬ ‫وبالفع��ل طبق��ت الإ�سرتاتيجي��ة ‪29‬‬ ‫دول��ة �إفريقي��ة‪ ،‬ما بني مرحل��ة الإعداد‬ ‫والتطبي��ق‪ ،‬كان��ت �أوله��ا تنزاني��ا‪ ،‬والتي‬ ‫بد�أت مرحلة الإعداد يف �أبريل ‪2000‬م‪،‬‬ ‫وكانت �آخرها موزمبيق وبوركينافا�سو يف‬ ‫مار�س ‪2004‬م (‪.)28‬‬ ‫وتنق�س��م مراح��ل �إ�سرتاتيجي��ة اختزال‬ ‫الفقر �إىل ثالثة مراح��ل �أ�سا�سية‪ ،‬تبد�أ‬ ‫بعملية �صياغ��ة الإ�سرتاتيجية‪ ،‬وت�شمل‬ ‫ه��ذه املرحل��ة حتلي ً‬ ‫�لا لظاه��رة الفق��ر‬ ‫لفه��م خ�صائ�صه��ا‪ ،‬والعوام��ل الت��ي ت�ؤثر‬ ‫يف زي��ادة معدالت الفق��ر‪� ،‬أو يف اختزاله‪،‬‬ ‫يعقبه��ا �صياغ��ة الإ�سرتاتيجية‪ ،‬وت�شمل‬ ‫اختي��ار �سيا�س��ات اخت��زال الفق��ر عل��ى‬ ‫املدى الق�صري والبعيد‪ ،‬ثم مرحلة تنفيذ‬ ‫الإ�سرتاتيجي��ة‪ ،‬و�أخ�ير ًا مرحل��ة تقييم‬ ‫الإ�سرتاتيجية‪ ،‬وت�شمل حتديد م�ؤ�شرات‬ ‫التق��دم يف عملي��ة التنفي��ذ‪،‬‬ ‫قيا���س‬ ‫ّ‬ ‫واملراقبة الدوري��ة للنتائج‪ ،‬ثم التغذية‬ ‫اال�سرتجاعي��ة ملتابع��ة تنفي��ذ �سيا�سات‬ ‫الإ�سرتاتيجية‪� ،‬أو �إجراء تعديالت عليها‬ ‫(‪ .)29‬وفيم��ا يل��ي حتلي��ل ه��ذه املراحل‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫املرحل��ة الأوىل‪� :‬صياغ��ة �إ�سرتاتيجي��ة‬ ‫اختزال الفقر‪:‬‬ ‫حمدد‬ ‫تبد�أ هذه املرحل��ة بو�ضع تعريف ّ‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫تختلف �أبعاد الفقر و�أ�سبابه‬ ‫من دولة �إىل �أخرى وفق ًا‬ ‫لطبيعتها وظروفها الإقت�صادية‬ ‫والإجتماعية وال�سيا�سية ‪.‬‬

‫للفق��ر‪ ،‬وفق�� ًا لأو�ض��اع‬ ‫الدول��ة االقت�صادي��ة واالجتماعي��ة‪،‬‬ ‫ويت�ضم��ن ه��ذا حتديد �أبع��اد الفقر‪ ،‬و َمن‬ ‫أهم‬ ‫يدخ��ل يف دائرت��ه م��ن املواطن�ين‪ ،‬و� ّ‬ ‫�أ�سب��اب فقرهم‪ ،‬وبن��اء عليه يتم حتديد‬ ‫الإ�سرتاتيجي��ة املنا�سبة ملواجهة ظاهرة‬ ‫الفق��ر واختزاله��ا‪ ،‬حي��ث تختل��ف �أبعاد‬ ‫الفقر و�أ�سبابه من دولة �إىل �أخرى‪ ،‬وفق ًا‬ ‫لطبيعة الدول��ة وظروفه��ا االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية وال�سيا�سية‪.‬‬ ‫فهناك دولة تعتمد بالأ�سا�س على القطاع‬ ‫الزراع��ي‪ ،‬و ِمن َث ّم يكون اخت��زال الفقر‪،‬‬ ‫ورفع م�ست��وى معي�شة مواطنيها‪ ،‬و�أغلبهم‬ ‫م��ن الفالح�ين‪ ،‬بتطوير ه��ذا القطاع من‬ ‫خاللحت�سنيالظروفالزراعية‪،‬وتطوير‬ ‫�شبكات الري‪ ،‬وتطوير البذور والأ�سمدة‪،‬‬ ‫وتوفري االئتمانيات الريفية‪.‬‬ ‫وم��ع انخفا���ض ن�سب��ة التعلي��م؛ تعتم��د‬ ‫الإ�سرتاتيجي��ة عل��ى تطوي��ر التعلي��م‬ ‫وتوف�يره‪ ،‬بالدعم املنا�س��ب لكل قطاعات‬ ‫املواطنني‪.‬‬ ‫وعلى ال�صعيد االقت�صادي؛ تعمل الوثيقة‬ ‫على رف��ع م�ست��وى الأداء االقت�صادي من‬ ‫خ�لال ال�سيطرة على مع��دالت الت�ضخم‪،‬‬ ‫وجتنّب عج��ز املوازنة‪ ،‬وتف��ادي خماطر‬ ‫التقلب��ات االقت�صادية اخلارجية‪ ،‬ودعم‬ ‫اال�ستقرار االقت�صادي الداخلي‪.‬‬ ‫وم��ع تده��ور �شب��كات البني��ة التحتي��ة؛‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪73‬‬

‫يك��ون الرتكيز يف تطوي��ر �شبكة الطرق‪،‬‬ ‫وربط الأقاليم ببع�ضه��ا‪ ،‬ل�ضمان تو�صيل‬ ‫ال�سلع �إىل الأ�سواق‪.‬‬ ‫فالنمو االقت�صادي يولد وظائف للعاطلني‬ ‫ع��ن العمل‪ ،‬ويرفع م��ن م�ستويات الدخل‪،‬‬ ‫وهو ما يحقّق بدوره املزيد من التنمية يف‬ ‫قط��اع ال�صحة والتعليم‪ ،‬وزيادة �إنتاجية‬ ‫القطاع الزراعي ت�ؤدي �إىل زيادة الدخل‬ ‫��م الق�ض��اء عل��ى �أ�سباب‬ ‫القوم��ي‪ ،‬و ِم��ن َث ّ‬ ‫الفق��ر‪ ،‬وهي كلها �شروط م�سبقة للتنمية‬ ‫امل�ستدامة (‪.)30‬‬ ‫�أم��ا عل��ى امل�ست��وى ال�سيا�س��ي؛ فت�ضم��ن‬ ‫الوثيق��ة تطبي��ق مب��ادئ احلك��م اجليد‪،‬‬ ‫وفق ًا ملا و�ضعه البنك الدويل من �شروط‪،‬‬ ‫وه��ي‪ :‬تطبي��ق القواع��د القانوني��ة‪،‬‬ ‫والإدارة اجليدة ملوارد الدولة‪ ،‬وامل�ساواة‬ ‫يف التوزيع‪ ،‬واملحا�سبية‪ ،‬وال�شفافية‪.‬‬ ‫وق��د �أو�ص��ى البن��ك ال��دويل ووكاالت‬ ‫التع��اون ال��دويل‪ ،‬ويف مقدمته��ا برام��ج‬ ‫الأمم املتح��دة للتنمية‪ ،‬ب�ض��رورة تقييد‬ ‫دور الدول��ة‪ ،‬وتدعي��م املجتم��ع امل��دين‪،‬‬ ‫وحماية القط��اع اخلا���ص وا�ستثماراته‪،‬‬ ‫ولتحقي��ق ه��ذا اله��دف تول��ت امل�ؤ�س�سات‬ ‫الدولي��ة م�شروعات دعم املجتمع املدين؛‬ ‫م��ن �أج��ل تر�سي��خ فك��رة الدميقراطي��ة‪،‬‬ ‫ومتوي��ل م�شروع��ات مكافح��ة الفق��ر‪،‬‬ ‫وبذلك اكت�س��ب املفهوم ُبع��د ًا جديد ًا من‬ ‫حي��ث تدعيم امل�شارك��ة‪ ،‬وتفعيل املجتمع‬ ‫امل��دين م��ن خ�لال امل�ساءل��ة والرقاب��ة‬ ‫وال�شفافية(‪. )31‬‬ ‫وتب��دو �أهمي��ة دور الربمل��ان يف ه��ذه‬ ‫املرحل��ة م��ن ع��دة جوانب‪ :‬فم��ن ناحية‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫يتمك��ن النائ��ب الربمل��اين م��ن خ�لال‬ ‫عالقت��ه املبا�ش��رة الت��ي تربط��ه ب�أفراد‬ ‫دائرت��ه االنتخابي��ة م��ن جم��ع البيانات‬ ‫الكمي��ة عن �أع��داد الفق��راء‪ ،‬ومفهومهم‬ ‫عن الفق��ر‪ ،‬و�أبع��اده و�أ�سباب��ه املختلفة‪،‬‬ ‫و�أه��م ا�سرتاتيجيات اختزال��ه‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫�أنّ جن��اح الع�ض��و الربمل��اين يف �أداء دوره‬ ‫مره��ون بنجاح��ه يف م�ساع��دة �أبن��اء‬ ‫دائرت��ه وقدرت��ه عل��ى تلبي��ة مطالبه��م‬ ‫واحتياجاتهم‪ ،‬و�أه ّمها حماربة الفقر‪.‬‬ ‫وم��ن ناحية ثاني��ة؛ ي�ؤدي الربمل��ان دور ًا‬ ‫مهم�� ًا يف تقييم مدى ر�ض��اء املواطنني عن‬ ‫الإ�سرتاتيجي��ة‪� ،‬سواء بتف ّه��م �سيا�ساتها‪،‬‬ ‫وحت ّم��ل �آثاره��ا ال�سلبي��ة‪� ،‬أو بانتقاده��ا‬ ‫واالعرتا�ض عليها‪ ،‬ورف�ض امل�شاركة فيها‪،‬‬ ‫ثم يتمكن من تقييم جناح �أو �إخفاق‬ ‫ومن ّ‬ ‫تطبيق الإ�سرتاتيجية‪.‬‬ ‫وم��ن ناحي��ة ثالث��ة؛ تب��دو �أهمي��ة دور‬ ‫الربمل��ان يف �صياغ��ة الإ�سرتاتيجي��ة م��ن‬ ‫�أن��ه اجله��از الت�شريعي املن��وط به مترير‬ ‫القوان�ين والت�شريع��ات‪ ،‬وه��و م��ا ي�ضم��ن‬ ‫�إ�ص��دار ما يلزم من قوانني ل�ضمان تطبيق‬ ‫الإ�سرتاتيجي��ة‪ ،‬والتن�سي��ق ب�ين م��ا ه��و‬ ‫�صادر بالفعل منها‪.‬‬ ‫ومن ناحية رابعة؛ ف�إنّ �إ�شراك الربملان يف‬ ‫عملية ال�صياغة‪ ،‬والرقابة على التنفيذ‪،‬‬ ‫وتقيي��م الإ�سرتاتيجي��ة‪ ،‬ي�ضمن م�شاركة‬ ‫ح��د ال�سواء‪،‬‬ ‫الأغلبي��ة واملعار�ض��ة عل��ى ّ‬ ‫وه��و ما يكف��ل اال�ستق��رار واال�ستمرار يف‬ ‫تنفي��ذ الإ�سرتاتيجي��ة‪ ،‬حت��ى بع��د تغري‬ ‫احلكومة وتويل املعار�ضة لها‪.‬‬ ‫ونظر ًا ملا يتطلبه تطبيق الإ�سرتاتيجية يف‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪74‬‬

‫مبوجب �إ�سرتاتيجية �إختزال‬ ‫الفقر تتوىل الدول املقرت�ضة‬ ‫م�سئولية تطوير �إ�سرتاتيجيات‬ ‫حملية خا�صة بها‪.‬‬

‫بع���ض الأحي��ان م��ن اتب��اع‬ ‫بع���ض ال�سيا�س��ات الت��ي ق��د ت�ؤث��ر يف‬ ‫قط��اع م��ن قطاع��ات املجتم��ع؛ نتيج��ة‬ ‫مل��ا ق��د يرتتب عل��ى ه��ذه ال�سيا�س��ات من‬ ‫رف��ع للأ�سع��ار‪ ،‬وزيادة مع��دالت البطالة‪،‬‬ ‫وغريها من الآثار االجتماعية ل�سيا�سات‬ ‫الإ�ص�لاح االقت�ص��ادي‪ ،‬تب��دو احلاج��ة‬ ‫لرف��ع وعي املواطن‪ ،‬من خالل دور و�سائل‬ ‫الإعالم‪ ،‬وعق��د الن��دوات واالجتماعات‬ ‫م��ع القي��ادات ال�شعبي��ة‪ ،‬لتعري��ف‬ ‫الإ�سرتاتيجي��ة و�آثاره��ا الإيجابي��ة‬ ‫للمواطن�ين‪ ،‬ول�ضم��ان م�شاركته��م يف‬ ‫تطبيقه��ا‪ ،‬وتف ّه��م �آثاره��ا ال�سلبي��ة‪،‬‬ ‫وتف ّه��م املواط��ن لبن��ود الإ�سرتاتيجي��ة‬ ‫ي�شجع��ه عل��ى توف�ير البيان��ات الدقيقة‬ ‫التي ت�ساعد اللج��ان الربملانية املخت�صة‬ ‫ب�صياغ��ة الإ�سرتاتيجي��ة عل��ى ح�س��ن‬ ‫اختيار الإ�سرتاتيجي��ة املنا�سبة الالزمة‬ ‫يحدده‬ ‫الخت��زال الفقر؛ وذل��ك وفق ًا مل��ا ّ‬ ‫املواطنون من �أبعاد و�أ�سباب‪.‬‬ ‫وجت��در الإ�ش��ارة يف ه��ذه املرحل��ة �إىل‬ ‫االختالف بني �أقاليم الدولة فيما يتعلق‬ ‫مب�ست��وى التنمي��ة االقت�صادي��ة‪ ،‬وم��دى‬ ‫م��ا متتع به م��ن بنية حتتية‪ ،‬وم��ا توفره‬ ‫ل�سكانها من خدمات�أ�سا�سية‪ ،‬وعلى الربملان‬ ‫�أن ي�ض��ع هذا االختالف يف احل�سبان عند‬ ‫مناق�ش��ة بن��ود الإ�سرتاتيجي��ة‪ ،‬حي��ث‬ ‫يكون الهدف الرئي�س يف هذه احلالة‪ :‬هو‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫تقلي��ل الفجوة ب�ين �أقالي��م الدولة على‬ ‫امل�ستوى االقت�صادي‪.‬‬ ‫وت�ش�ترك يف �صياغ��ة الوثيق��ة ٌّ‬ ‫كل م��ن‬ ‫اللج��ان ال�شعبي��ة‪ ،‬والت��ي ت�ساه��م م��ن‬ ‫خ�لال م�شورته��ا يف حتديد �أبع��اد الفقر‬ ‫و�أ�سبابه‪ ،‬واللجان الربملانية املتخ�ص�صة‪،‬‬ ‫حي��ث ت�ش�ترك ّ‬ ‫كل جلن��ة يف �صياغ��ة‬ ‫وتق��دم ه��ذه‬ ‫م��ا يت�ص��ل مبج��ال عمله��ا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اللج��ان تقريره��ا �إىل الربمل��ان ليتخ��ذ‬ ‫م��ن الت�شريعات م��ا يكفل �إجن��اح تطبيق‬ ‫الإ�سرتاتيجية‪ ،‬ثم يق��وم الربملان بدوره‬ ‫بتق��دمي الإ�سرتاتيجي��ة الت��ي متّ��ت‬ ‫�صياغته��ا �إىل امل�ؤ�س�س��ات املالية الدولية‬ ‫لتقييمها من حيث م�شاركة املواطنني فيها‬ ‫(امل�شاركة)‪ ،‬وت�أييدهم له��ا (�شرعيتها)‪،‬‬ ‫ودرايته��م ّ‬ ‫ب��كل جوانبه��ا ال�سلبي��ة قب��ل‬ ‫الإيجابية (�شفافيتها)‪ ،‬باخت�صار تقييم‬ ‫م��دى ما تتحلى به من قيم الدميقراطية‬ ‫(‪. )32‬‬ ‫املرحل��ة الثاني��ة‪ :‬تنفي��ذ �إ�سرتاتيجي��ة‬ ‫اختزال الفقر‪:‬‬ ‫ت�شم��ل ه��ذه املرحل��ة و�ض��ع ميزاني��ة‬ ‫تنفي��ذ الإ�سرتاتيجي��ة‪ ،‬وتخ�صي���ص‬ ‫املوارد الالزم��ة لتطبيقها مبا يتنا�سب مع‬ ‫الأه��داف الواج��ب حتقيقه��ا‪ ،‬مبعن��ى �أن‬ ‫يت��م �إنفاق امل��وارد على البني��ة التحتية‬ ‫واخلدم��ات الت��ي يحت��اج �إليه��ا الفقراء‪،‬‬ ‫ولي���س عل��ى اخلدم��ات الت��ي تعتق��د‬ ‫احلكومة احتي��اج الفقراء لها؛ مما يعني‬ ‫�أهمي��ة جم��ع الربمل��ان لبيان��ات تو�ض��ح‬ ‫احتياجات الفقراء‪ ،‬ومطالبهم الختزال‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪75‬‬

‫فقره��م‪ ،‬ولتحدي��د �أف�ض��ل تخ�صي���ص‬ ‫للم��وارد العا ّمة ليلبي ه��ذه االحتياجات‬ ‫(‪. )33‬‬ ‫كم��ا يت��وىل الربمل��ان مراجع��ة امليزانية‬ ‫ب�صف��ة دورية‪ ،‬م��ن خالل جل��ان خا�صة‪،‬‬ ‫ت�ساعده��ا يف عمله��ا جل��ان خمت�ص��ة م��ن‬ ‫وزارة املالي��ة‪ ،‬وم��ن املجال���س املحلي��ة‪،‬‬ ‫وي�شمل ذلك مراجعة بنودها ومدى اتفاق‬ ‫تخ�صي�ص امل��وارد‪ ،‬وفق ًا له��ذه البنود‪ ،‬مع‬ ‫حتقيق �أه��داف الإ�سرتاتيجي��ة‪ ،‬و�إعادة‬ ‫تخ�صي�صها �إذا لزم الأمر‪.‬‬ ‫وم��ن املفي��د هنا و�ض��ع خط��ط ثالثية �أو‬ ‫خم�سية‪ ،‬حي��ث ي�سمح ذل��ك ب�إعادة ر�سم‬ ‫الإ�سرتاتيجية‪ ،‬وت�صحيح ال�سيا�سات وفق ًا‬ ‫للمتغ�يرات االقت�صادي��ة واالجتماعي��ة‬ ‫وال�سيا�سي��ة اجلديدة‪ ،‬مبا ي�ضمن النجاح‬ ‫يف حتقيق �أهداف الإ�سرتاتيجية (‪.)34‬‬ ‫وم��ن املفي��د كذل��ك �أن ي�ستفي��د �أع�ض��اء‬ ‫الربمل��ان من خ�برات الدول الت��ي طبقت‬ ‫الإ�سرتاتيجي��ة وجتاربها الختيار �أف�ضل‬ ‫ال�سيا�س��ات منها‪ ،‬وجتنّ��ب الأخطاء التي‬ ‫وق��ع فيها الآخرون‪ ،‬وذلك من خالل عقد‬ ‫امل�ؤمترات الربملانية الإقليمية بني الدول‬ ‫املطبقة للإ�سرتاتيجية (‪.)35‬‬ ‫ومن هن��ا تنجح الإ�سرتاتيجية يف تقوية‬ ‫هياكل احلكم الدميقراطي يف الدول التي‬ ‫يت��م تطبيق الوثيقة فيها‪ ،‬وذلك بتقوية‬ ‫دور الربملان الوطني الذي يتوىل �صياغة‬ ‫الإ�سرتاتيجي��ة‪ ،‬ومتري��ر الت�شريع��ات‬ ‫وامليزانيات الالزمة لتنفيذها‪ ،‬والرقابة‬ ‫عل��ى تنفي��ذ احلكوم��ة له��ا‪ ،‬وبزي��ادة‬ ‫امل�شارك��ة ال�شعبي��ة يف �صن��ع الق��رار‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫تتعلق ق�ضية الفقر يف‬ ‫�أفريقيا بامل�ؤ�س�سات ال�سيا�سية‬ ‫وال�سلطة‪ ،‬فالأزمة يف القارة‬ ‫هي �أزمة م�ؤ�س�سية بالأ�سا�س‪.‬‬ ‫ال�سيا�س��ي واالقت�ص��ادي‬ ‫الذي ي�ؤثر يف احلياة اليومية للأفراد‪.‬‬ ‫املرحل��ة الثالث��ة‪ :‬مراقب��ة تنفي��ذ‬ ‫الإ�سرتاتيجية‪:‬‬ ‫وي�شم��ل دور الربمل��ان يف ه��ذه املرحل��ة‬ ‫تقيي��م تنفيذ ال�سلط��ة التنفيذية لبنود‬ ‫الإ�سرتاتيجي��ة‪ ،‬وبن��اء عل��ى التغذي��ة‬ ‫اال�سرتجاعية التي يح�صل عليها النائب‬ ‫الربمل��اين م��ن �أبن��اء دائرت��ه‪ ،‬وم��دى‬ ‫ا�ستجاباته��م ل�سيا�س��ات الإ�سرتاتيجية‪،‬‬ ‫يح��دد الربمل��ان م��دى التعدي��ل الواجب‬ ‫�إدخال��ه عل��ى ه��ذه ال�سيا�س��ات‪� ،‬س��واء‬ ‫بتعدي��ل ال�سيا�سات الت��ي مت تطبيقها‪� ،‬أو‬ ‫ب�إدخال �سيا�سات جديدة‪.‬‬ ‫وتتح��دد فعالية دور الربملان يف الرقابة‬ ‫على تنفي��ذ �إ�سرتاتيجية اختزال الفقر‬ ‫م��ن خ�لال العدي��د م��ن العوام��ل‪ ،‬يتعلق‬ ‫بع�ضه��ا ب�أو�ضاع��ه الداخلي��ة‪ ،‬ويتعل��ق‬ ‫بع�ضه��ا الآخ��ر بالظ��روف االقت�صادي��ة‬ ‫وال�سيا�سية واالجتماعية املحيطة به‪.‬‬ ‫فم��ن ناحي��ة �أوىل؛ يتوق��ف دوره عل��ى‬ ‫قدرات��ه وم��وارده الذاتي��ة‪ ،‬وعل��ى‬ ‫تكوين��ه (م��ن الأغلبي��ة‪� ،‬أو حكوم��ة‬ ‫حتال��ف)‪ ،‬ومتا�سك��ه الداخل��ي (العالقة‬ ‫ب�ين الأغلبي��ة والأقلية)‪ ،‬وم��دى الثقة‬ ‫املتوافرة بني املواطن والنائب الربملاين‪.‬‬ ‫وم��ن ناحي��ة ثاني��ة؛ يرتبط ه��ذا الدور‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪76‬‬

‫بالو�ضع االقت�ص��ادي الداخلي‪ ،‬من حيث‬ ‫من��ط التنمية املتّب��ع‪ ،‬والنجاح يف عملية‬ ‫التنمي��ة‪ ،‬وم��دى م��ا يتوف��ر للربمل��ان من‬ ‫م��وارد ت�سمح له بالقي��ام بهذا الدور‪ ،‬ويف‬ ‫ه��ذا الإط��ار تب��دو �أهمي��ة العالقة بني‬ ‫احلكومة املركزي��ة واحلكومات املحلية‪،‬‬ ‫خ�صو�ص�� ًا فيما يتعل��ق بتخ�صي�ص املوارد‪،‬‬ ‫والت�س��اوي يف توزيع خمرج��ات التنمية‬ ‫عل��ى قطاع��ات املجتم��ع املختلف��ة دون‬ ‫ا�ستبع��اد �أي منه��ا‪ ،‬وكذل��ك م��دى توافر‬ ‫البني��ة التحتي��ة الت��ي ت�سم��ح بتنفي��ذ‬ ‫الإ�سرتاتيجية‪.‬‬ ‫وم��ن ناحي��ة ثالث��ة؛ يتوق��ف عل��ى ن��وع‬ ‫النظ��ام ال�سيا�س��ي‪ ،‬مبعن��ى طبيع��ة دور‬ ‫الربمل��ان واحلكوم��ات املحلي��ة باملقارن��ة‬ ‫ب��دور ال�سلطة التنفيذي��ة‪ ،‬وما يتمتع به‬ ‫الربملان م��ن �سلطة الرقاب��ة على �أعمال‬ ‫ال�سلطة التنفيذية‪ ،‬وي�شمل ذلك طبيعة‬ ‫النظ��ام احلزب��ي‪ ،‬وم��دى متثي��ل خمتلف‬ ‫�أح��زاب املعار�ضة داخل الربملان‪ ،‬ومتثيل‬ ‫خمتل��ف التي��ارات ال�سيا�سي��ة في��ه‪ ،‬كما‬ ‫يختلف دور الربملان وفق ًا ملدى اال�ستقرار‬ ‫ال�سيا�سي الذي تتمتع به الدولة‪.‬‬ ‫و�أخ�ير ًا؛ م�شاركة املجتمع املدين يف �صنع‬ ‫الق��رار ال�سيا�س��ي والتنم��وي‪ ،‬وارتف��اع‬ ‫مع��دالت الأمية؛ مما يعوق املواطنني عن‬ ‫�إدراك �أبع��اد الإ�سرتاتيجية‪ ،‬وامل�ساهمة‬ ‫يف �صياغته��ا‪ ،‬ويف تقيي��م جناحه��ا �أو‬ ‫�إخفاقها‪ ،‬كذلك ف�إن التدرج يف الإ�صالح‪،‬‬ ‫ويف تطبي��ق الإ�سرتاتيجي��ة‪ ،‬ورف��ع وعي‬ ‫ال�شعب ب�آثارها ي�ضمن جناحها (‪. )36‬‬ ‫وال نغفل يف هذه املرحلة �أهمية احلفاظ‬ ‫عل��ى وج��ود قن��اة ات�ص��ال‪ ،‬ترب��ط ب�ين‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�أع�ضاء الربملان القومي وامل�ؤ�س�سات املالية‬ ‫الدولية‪ ،‬دون �أن يتبع ذلك االعتماد على‬ ‫امل�شورة الأجنبية‪ ،‬وهو ما ي�ستوجب دعم‬ ‫اللجان الربملانية باملتخ�ص�صني وبالدعم‬ ‫املايل‪ ،‬خ�صو�ص ًا يف هذه املرحلة (‪. )37‬‬ ‫اخلامتة‪:‬‬ ‫برغ��م الأه��داف املتفائلة الت��ي و�ضعتها‬ ‫الألفي��ة اجلدي��دة لتح�س�ين �أو�ض��اع‬ ‫املتقدم‬ ‫الفقراء‪ ،‬ولتقليل اله ّوة بني العامل‬ ‫ّ‬ ‫والع��امل النامي‪ ،‬ما زال��ت �إفريقيا بعيدة‬ ‫ّ‬ ‫كل البع��د ع��ن حتقي��ق ه��ذه الأه��داف‪،‬‬ ‫وبخا�ص��ة ه��دف تخفي�ض ن�سب��ة ال�سكان‬ ‫الذين يعي�شون يف الفقر ال�شديد ب� ّ‬ ‫أقل من‬ ‫الن�صف‪ ،‬وهدف توفري التعليم االبتدائي‬ ‫لأكرث م��ن ‪ 120‬مليون طفل �إفريقي‪ ،‬وهو‬ ‫ال�شيء نف�سه بالن�سبة لهدف خف�ض ن�سبة‬ ‫الوفي��ات ب�ين الأطف��ال مبع��دل الثلثني‪،‬‬ ‫فمن املنتظ��ر باملعدل احل��ايل �أن تتحقق‬ ‫ه��ذا الأه��داف بحلول ع��ام ‪2150‬م على‬ ‫ال ّ‬ ‫أقل‪ ،‬ولي�س ‪2015‬م (‪. )38‬‬ ‫وق��د �أثبت��ت العـديـد مـ��ن الدرا�سـ��ات �أنّ‬ ‫الق�ضي��ة ال تتعل��ق ب�إنت��اج الغ��ذاء؛ لأن‬ ‫كاف لإ�شب��اع �شع��ب‬ ‫الإنت��اج الإفريق��ي ٍ‬ ‫الك��رة الأر�ضي��ة كلها‪ ،‬ف�إفريقي��ا تنتج ما‬ ‫يكف��ي اال�سته�لاك الغذائي فيه��ا‪ ،‬بعك�س‬ ‫غريه��ا من مناط��ق ال��دول النامي��ة‪ ،‬كما‬ ‫يعم��ل �أكرث م��ن ثلثي �شعبه��ا يف الزراعة‪،‬‬ ‫ث��م تع��د الأخ�يرة م�ص��در ًا مهم ًا من‬ ‫ومن ّ‬ ‫م�صادر التوظي��ف والعمالة‪ ،‬وهي ت�ساهم‬ ‫يف منو القطاع��ات االقت�صادية الأخرى‪،‬‬ ‫�إال �أنّ الق�ضي��ة هي يف توف��ر الغذاء‪ ،‬ويف‬ ‫توزيع��ه‪ ،‬والو�صول �إلي��ه‪ ،‬وقدرة الأفراد‬ ‫ال�شرائية‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪77‬‬

‫كم��ا تتعل��ق ق�ضي��ة الفق��ر يف �إفريقي��ا‬ ‫بامل�ؤ�س�سات ال�سيا�سية وال�سلطة‪ ،‬فالأزمة‬ ‫يف �إفريقيا ه��ي �أزمة م�ؤ�س�سية بالأ�سا�س‪،‬‬ ‫حيث ج��اء حترير ال�س��وق واخل�صخ�صة‬ ‫نتيجة ل�ضعف الدولة‪ ،‬وعجزها عن تويل‬ ‫ق�ضي��ة التنمية‪ ،‬والتح��ول �إىل االعتقاد‬ ‫(بكف��اءة ال�س��وق يف تخ�صي���ص املوارد)‪،‬‬ ‫�إال �أنّ التجرب��ة �أثبت��ت �أنّ اخل�صخ�ص��ة‬ ‫جاءت بدافع خا���ص من القطاع اخلا�ص‪،‬‬ ‫�سعي ًا وراء الربح ال�شخ�صي‪ ،‬ولي�س بهدف‬ ‫م�ساعدة الفق��راء وانت�شالهم من فقرهم‪،‬‬ ‫ومعن��ى ذل��ك �أنّ النظ��ام �أ�صب��ح مفتوح ًا‬ ‫عل��ى ال�س��وق العاملي��ة‪ ،‬نتيج��ة ل�ضع��ف‬ ‫الدول��ة‪� ،‬إال �أن��ه مل ي���ؤد �إىل �أي حت�س��ن‬ ‫يف �أو�ض��اع الفق��راء‪ ،‬بل العك���س �أدى �إىل‬ ‫زي��ادة اله�� ّوة الت��ي تف�صل ب�ين الأغنياء‬ ‫والفقراء داخل الدولة (‪. )39‬‬ ‫ومن هن��ا كان التفك�ير يف فر�ض الإ�صالح‬ ‫االقت�ص��ادي وال�سيا�س��ي من خ�لال تبنّي‬ ‫برام��ج التكي��ف الهيكل��ي الت��ي قام��ت‬ ‫امل�ؤ�س�س��ات املالي��ة الدولي��ة ب�صياغته��ا‪،‬‬ ‫وفر�ضه��ا عل��ى ال��دول املقرت�ض��ة ّ‬ ‫بغ���ض‬ ‫النظ��ر ع��ن مالءمته��ا لظ��روف ه��ذه‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫وبرغم تطبيق العديد من الدول النامية‬ ‫له��ذه الربامج ف�إن معدالت الفقر ما زالت‬ ‫يف تزايد م�ستمر‪ ،‬ويف الوقت نف�سه ا�ستمر‬ ‫اعرتا�ض ال�شعوب عل��ى تبنّيها وتطبيقها‬ ‫نظ��ر ًا لأنه��ا مفرو�ض��ة م��ن اخل��ارج‪ ،‬وهو‬ ‫م��ا ي�ش��كك يف ا�ستقاللية ال��دول املتبنية‬ ‫له��ا‪ ،‬مم��ا دفع البن��ك ال��دويل للتفكري يف‬ ‫برام��ج جديدة‪ ،‬تتوىل ال��دول املقرت�ضة‬ ‫�صياغته��ا بنف�سها‪ ،‬بحيث ت�ضم��ن تو�سيع‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ثم ت�أييد‬ ‫قاعدة امل�شاركة ال�شعبية‪ ،‬ومن ّ‬ ‫ال�شعب لها (‪.)40‬‬ ‫ويف حماولة من امل�ؤ�س�سات املالية الدولية‬ ‫والدول املانحة مل�ساعدة البلدان الفقرية‬ ‫املثقل��ة بالديون‪ ،‬وتخفي��ف عبء الدين‬ ‫عن كاهلها‪� ،‬أطل��ق �صندوق النقد الدويل‬ ‫والبنك ال��دويل يف عام ‪1996‬م (مبادرة‬ ‫البل��دان الفق�يرة املثقل��ة بالدي��ون)‪،‬‬ ‫و�صدقت عليها ‪ 180‬دولة‪ ،‬وكان للمبادرة‬ ‫ّ‬ ‫هدفان رئي�سان ‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬ه��و تخلي���ص ه��ذه البل��دان م��ن‬ ‫عبء الدين‪.‬‬ ‫والث��اين‪ :‬ه��و ّ‬ ‫ح�ضه��ا عل��ى الإ�ص�لاح‬ ‫االقت�ص��ادي‪ ،‬والتنميـ��ة الب�شـريـ��ة‪،‬‬ ‫وتخفيـ�ض الفقـر‪.‬‬ ‫ويحدث تخفي��ف الديون على مرحلتني‪،‬‬ ‫فعند اتخاذ القرار بتطبيق �إ�سرتاتيجية‬ ‫اختزال الفقر يح�صل البلد على تخفيف‬ ‫م��ن عبء خدم��ة الدين‪ ،‬وعن��د االنتهاء‬ ‫م��ن �صياغته��ا‪ ،‬وموافق��ة البن��ك الدويل‬ ‫و�صن��دوق النق��د ال��دويل عليه��ا يح�صل‬ ‫البل��د على تخفي�ض للدي��ن بن�سبة ت�صل‬ ‫�إىل ‪ ،%90‬وق��د ان�ضم��ت ‪ 32‬دول��ة يف‬ ‫�إفريقيا جن��وب ال�صح��راء �إىل املبادرة‪،‬‬ ‫منه��ا ‪ 26‬دول��ة م��ا زال��ت عن��د مرحل��ة‬ ‫اتخ��اذ القرار‪ ،‬بينما و�صل��ت ثماين دول‬ ‫�إىل مرحلة االنتهاء من ال�صياغة‪ ،‬وبدء‬ ‫التنفي��ذ‪ ،‬منه��ا‪ :‬بن�ين‪ ،‬وبوركينافا�س��و‪،‬‬ ‫ومايل‪ ،‬وموريتانيا‪ ،‬وموزمبيق‪ ،‬وتنزانيا‪.‬‬ ‫وق��د تكون ه��ذه الإ�سرتاتيجي��ة فر�صة‬ ‫جي��دة لإ�ش��راك الربمل��ان القوم��ي يف‬ ‫عملي��ة التنمي��ة‪ ،‬ولإ�ش��راك ال�شع��ب يف‬ ‫عملي��ة �صنع القرار التنموي‪ ،‬ويف الوقت‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪78‬‬

‫نف�س��ه ه��ي فر�ص��ة جي��دة لتقوي��ة دور‬ ‫الربملان يف دع��م احلكم اجليد‪ ،‬والتحول‬ ‫الدميقراطي يف الدولة‪.‬‬ ‫�إال �أنه نظر ًا ل�ضعف وعي �أع�ضاء الربملان‬ ‫يف الكثري من الدول النامية ب�إ�سرتاتيجية‬ ‫اخت��زال الفق��ر؛ فق��د ت�أخّ ��ر دخوله��م‬ ‫يف مرحل��ة ت�صمي��م الإ�سرتاتيجي��ة؛‬ ‫فج��اءت م�شاركتهم مت�أخّ ��رة بعد �أن متّت‬ ‫�صياغة الإ�سرتاتيجية بالفعل‪ ،‬ومن هنا‬ ‫اقت�صر دوره��م على جمرد الرقابة على‬ ‫تنفي��ذ الإ�سرتاتيجية‪ ،‬لذا برزت �أهمية‬ ‫زيادة وعي الربملاني�ين بالإ�سرتاتيجية‪،‬‬ ‫وب�أهمي��ة دوره��م فيه��ا‪ ،‬كم��ا ت�برز‬ ‫خطورة ت�أخّ ��ر �إ�شراك الربمل��ان يف و�ضع‬ ‫الإ�سرتاتيجي��ة من ا�ضطراره لتخ�صي�ص‬ ‫املزيد من اجله��د والوقت واملوارد‪ ،‬والتي‬ ‫غالب�� ًا ما يفتقر �إليها يف ال��دول النامية‪،‬‬ ‫لدرا�سة بن��ود الإ�سرتاتيجية‪ ،‬ومناق�شة‬ ‫بنوده��ا؛ مم��ا ي�ض��ع عل��ى كاهل��ه عبئ�� ًا‬ ‫م�ضاعف�� ًا‪ ،‬بينم��ا ا�شرتاك��ه يف �صياغته��ا‬ ‫منذ البداية كان يو ّفر عليه هذه امل�شقة‬ ‫(‪. )41‬‬ ‫وق��د واجه��ت ا�سرتاتيجي��ات اخت��زال‬ ‫الفقر العديد من االنتقادات‪ ،‬فمن ناحية‬ ‫�أوىل‪ ،‬وبرغ��م ت�أكي��د �أنّ الإ�سرتاتيجية‬ ‫��د ذاتي��ة ال�صياغ��ة‪ ،‬ت�ضعه��ا ّ‬ ‫كل‬ ‫ُت َع ّ‬ ‫دول��ة وفق�� ًا لأو�ضاعه��ا االقت�صادي��ة‬ ‫واالجتماعي��ة الداخلية‪ ،‬ووفق�� ًا لر�ؤية‬ ‫فقرائها لأ�سباب فقره��م‪ ،‬والطرق املثلى‬ ‫ملواجهت��ه‪ ،‬والق�ضاء علي��ه‪ ،‬ف�إن ا�شرتاط‬ ‫موافق��ة امل�ؤ�س�س��ات املالي��ة الدولي��ة‬ ‫(البنك الدويل و�صندوق النقد الدويل)‬ ‫عل��ى الإ�سرتاتيجية قب��ل تنفيذها يثري‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ال�شكوك حول دور هذه امل�ؤ�س�سات‪ ،‬ومدى‬ ‫تدخلها يف عملية �صياغة الإ�سرتاتيجية‪،‬‬ ‫وتنفيذها‪.‬‬ ‫وم��ن ناحي��ة ثاني��ة؛ �أثبت��ت العدي��د من‬ ‫الدرا�سات �إغفال �أغل��ب اال�سرتاتيجيات‬ ‫تقدم��ت به��ا ال��دول للعدي��د م��ن‬ ‫الت��ي ّ‬ ‫الق�ضايا التي ُت َع ّد مهمة لتحقيق التنمية‬ ‫امل�ستدامة؛ فقد �أغفلت دور املر�أة‪ ،‬و�إدارة‬ ‫البيئ��ة‪ ،‬وحتلي��ل الآث��ار االجتماعي��ة‬ ‫للإ�صالح االقت�صادي‪.‬‬ ‫وتب��دو �أهمي��ة الرتكي��ز يف دور البيئ��ة‬ ‫وح�سن �إدارة البيئة ‪Environ ment‬‬ ‫‪ Management‬لعالقاته��ا القوي��ة‬ ‫باخت��زال الفق��ر‪ ،‬حي��ث ر�أى العدي��د �أنّ‬ ‫حال��ة الفق��ر الت��ي ت�شهده��ا �إفريقي��ا‬ ‫تتطل��ب االن�شغ��ال مبحاربة الفق��ر �أو ًال‪،‬‬ ‫ث��م االن�شغال يف مرحل��ة الحقة بق�ضية‬ ‫مث��ل ق�ضي��ة (البيئ��ة)‪� ،‬إال �أنّ ه��ذا‬ ‫ال��ر�أي مردود عليه‪ ،‬فالنم��و االقت�صادي‬ ‫يعتم��د عل��ى اال�ستخدام الأمث��ل للموارد‬ ‫الطبيعي��ة‪ ،‬كما ت�ؤثر العوامل البيئية يف‬ ‫�صحة الأفراد‪ ،‬وتهدد الكوارث الطبيعية‬ ‫طريق التنمية الذي تنتهجه الدول‪ ،‬ومن‬ ‫هنا ال ت�صب��ح ق�ضية �إدارة البيئة ق�ضية‬ ‫(رفاه��ة) ت�شغل ب��ال الأغني��اء فقط يف‬ ‫الدول ال�صناعية‪ ،‬ب��ل الفقراء يف الدول‬ ‫النامي��ة‪� ،‬إال �أنّ ه��ذا ال يعن��ي االهتم��ام‬ ‫به��دف حماية البيئة عل��ى ح�ساب هدف‬ ‫اخت��زال الفقر‪ ،‬فتحوي��ل منطقة ما �إىل‬ ‫منطق��ة حممية طبيعية يج��ب �أال يكون‬ ‫على ح�ساب �أهمية هذه املنطقة للفقراء‪،‬‬ ‫ولدورها املحتم��ل يف اختزال فقرهم‪ ،‬بل‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪79‬‬

‫يخ�ضع الأمر �إىل حتليل للربح واخل�سارة‪،‬‬ ‫وللمنافع والأ�ضرار (‪. )42‬‬ ‫على �أية حال؛ ُي َع ّد جناح الإ�سرتاتيجية يف‬ ‫حتقي��ق �أهدافها مرهون ًا بالقيام بالعديد‬ ‫م��ن الإ�صالح��ات ال�سيا�سي��ة املتزامن��ة‬ ‫معه��ا‪ ،‬فقد تك��ون الإ�سرتاتيجي��ة جيدة‬ ‫ال�صياغ��ة‪ ،‬تتن��اول بنوده��ا كاملة �أوجه‬ ‫و�أبع��اد الفق��ر ال��ذي يعاني��ه املواطنون‪,‬‬ ‫ولك��ن ق��د ال يت��م تنفي��ذ ه��ذه البن��ود‪,‬‬ ‫فاملراجع��ة الدوري��ة لتنفي��ذ ال�سلط��ة‬ ‫التنفيذي��ة لبنود الإ�سرتاتيجية تتطلب‬ ‫وجود قدر م��ن ال�شفافية واملحا�سبية قد‬ ‫ال تتوافر يف ال��دول النامية‪ ,‬كما تتطلب‬ ‫تفعي��ل دور املجتمع امل��دين‪ ,‬وتقوية دور‬ ‫ال�سلطة الت�شريعية على ح�ساب ال�سلطة‬ ‫التنفيذية‪ ,‬وهو ما قد ال يتوافر �أي�ض ًا يف‬ ‫كثري من الدول الإفريقية‪.‬‬ ‫واجلدي��ة ‪ -‬والنج��اح ‪ -‬يف �إدخ��ال ه��ذه‬ ‫الإ�صالحات هي وحدها الكفيلة بتحديد‬ ‫ما �إذا كان تطبيق الإ�سرتاتيجية �سي�أتي‬ ‫باجلديد ال��ذي يكفل لل��دول الإفريقية‬ ‫اخل��روج م��ن م�أزقه��ا‪ ,‬وحتقي��ق الأهداف‬ ‫املرج��و حتقيقها م��ن الألفي��ة اجلديدة‪,‬‬ ‫�أو �أنه��ا �ست�صبح تكرار ًا للتجارب ال�سابقة‬ ‫نف�سها‪ ,‬ولكن هذه املرة حتت م�س ّمى جديد‬ ‫ال يثري رف�ض ال�شعوب ومعار�ضتها‪.‬‬ ‫الهوام�ش والإحاالت ‪:‬‬ ‫(*) باحث��ة �سيا�سية بربنامج الدرا�سات‬ ‫امل�صري��ة الإفريقي��ة‪ ,‬كلي��ة االقت�ص��اد‬ ‫والعلوم ال�سيا�سية ‪ /‬جامعة القاهرة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وهي‪ :‬بت�سوان��ا‪ ,‬وتون�س‪ ,‬واجلزائر‪,‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ �ص‬,‫م‬2003 ‫) تقري��ر التنمية الب�شرية للعام‬11( .54 Gary moser and )12( toshihiroichida. “economic growth and poverty reduchion in sub- Saharan Africa”. Washington D.C. international monetary fund. IMF working paper. August 5.p.2001 The world bank. Sourcebook )13( for poverty reduction Washington Overview section .2000 D.C.. june ‫) ملزي��د م��ن التفا�صي��ل ع��ن مفه��وم التمك�ين‬14( ‫ �أم��اين م�سعود‬:‫وعالقت��ه باخت��زال الفق��ر انظ��ر‬ ‫ ر�ؤي��ة‬:‫ التمك�ين واحلك��م ال�شراك��ي‬:‫احلدين��ي‬ ‫ مرك��ز درا�سات‬,‫ حماربة الفق��ر يف م�صر‬..‫نقدي��ة‬ ‫ كلية االقت�ص��اد والعلوم‬,‫وبح��وث الدول النامي��ة‬ .‫م‬2000 ,‫ جامعة القاهرة‬,‫ال�سيا�سية‬ ‫) ملزيد من التفا�صيل عن العالقة بني جتاهل‬15( ‫ وحالة االغ�تراب التي ي�شعرون‬,‫مطال��ب الفقراء‬ ‫ والت��ي تدفعه��م اىل اللج��وء �إىل العن��ف يف‬,‫به��ا‬ George werner :‫مواجه��ة الدول��ة انظ��ر‬ “conversations about poverty in Africa”. The perspective. Atlanta in: www. 25.2002 Georgia. july theperspective.org Braathen . einar. )16( And mortenboes. And gjermundsaether (eds.). ethnicity kills? The politics of war. Peace and ethnicity in sub- Saharan Africa.New york. Macmillam 2000 .press ltd Thelma awori. “progress :‫) انظ��ر‬17( ‫ م‬2014 ‫�سبتمرب‬- ‫العدد الثالث ع�شر‬

,‫ وجيبوت��ي‬,‫ وجن��وب �إفريقي��ا‬,‫وليبي��ا‬ ,‫ وموري�شيو�س‬,‫ وناميبيا‬,‫والر�أ�س الأخ�ضر‬ ,‫ واجلاب��ون‬,‫ وغان��ا‬,‫ وم�ص��ر‬,‫واملغ��رب‬ .‫و�سي�شل‬ ‫) تقري��ر التنمي��ة الب�شري��ة لع��ام‬2( :‫ �أه��داف التنمي��ة للألفي��ة‬,‫م‬2003 ‫تعاه��د ب�ين الأمم لإنه��اء الفاق��ة‬ ‫ برنام��ج الأمم‬,‫ نيوي��ورك‬,‫الب�شري��ة‬ .378 ‫ �ص‬,‫م‬2003 ,‫املتحدة الإمنائي‬

:‫) ملزيد من التف�صيل عن هذه انظر‬3( the UNDP the eight millennium development goals in:www. org/poverty_hiv_.africa2015 aids.html Shaohuschen. martin ravallion )4( “how did the worlds poorest fare world bank policy re- ”1990 in the . 2409 .search working paper. No 2000.Washington D.C world banl World development )5( report. New york. United .nationsdevelopment program 2000 ‫ �ص‬,‫م‬2003 ‫) تقري��ر التنمي��ة الب�شرية للع��ام‬6( .54 ‫ �ص‬,‫م‬2003 ‫) تقري��ر التنمي��ة الب�شرية للع��ام‬7( .54 ‫ �ص‬,‫م‬2003 ‫) تقري��ر التنمي��ة الب�شرية للع��ام‬8( .289 ‫ �ص‬,‫م‬2003 ‫) تقري��ر التنمي��ة الب�شرية للع��ام‬9( .54 ‫ �ص‬,‫م‬2003 ‫) تقري��ر التنمية الب�شرية للعام‬10( .54

80

‫�أفاق الهجرة‬


Jan Bog.kenneth green and )28( others. “ environment inpoverty reduction startegies and poverty reduction support credits”. Washington D.G.. The world bank. The world bank environment. .2004 No. vember .102 .Paper no 36 .P A work guide onpoverty )29( deduction andparliament for Ghana committees. Workshop retreats of the finance public accounts committees. The Ghana-canadaparliamentary support project. Ghana. Accra. 12.p.2000.Fobruary ,‫م‬2003 ‫) تقري��ر التنمي��ة الب�شري��ة للع��ام‬30( .4 ‫ �ص‬,‫مرجع �سبق ذكره‬ .‫ مرجع �سابق‬,‫) �أماين م�سعود‬31( 11.Hubli. Op.cit :‫) انظر‬32( 52-51.Awori. Op.cit :‫) انظر‬33( A work guide… :‫) انظ��ر‬34( 10.17-8.Op.cit.p 19.Hubli. Op.cit.p :‫) انظر‬35( .6.Ibid.p :‫) انظر‬36( Stapenhurst.Rick.mainreport.)37( p l e n a r y s a s s i o n I I :I s s u e based approaches as capacitybuildingstartegies. Breakout sassion A: strengtheningparliaments capacity through thepoverty reduction strategy process. Conferencereport:Apoliticydidlogue on legislative development. ‫ م‬2014 ‫�سبتمرب‬- ‫العدد الثالث ع�شر‬

against poverty in Africa”.United nations development program. 27.p.1998.New york .27 .Awori. Op.cit :‫) انظر‬18( ‫) عم��رو مو�س��ى؛ ت�صري��ح حول �أزم��ة الديون‬19( ‫ وزارة‬,‫م‬1999/7/9 ,‫ اجلزائ��ر‬,‫الإفريقي��ة‬ www.mfa.gov.eg :‫اخلارجية امل�صرية‬ ‫) �أحم��د ماهر؛ بيان م�ص��ر �أمام جل�سة احلوار‬20( ‫رفيع امل�ستوى للجمعية العامة للأمم املتحدة ب�ش�أن‬ ‫ يف موقع وزارة‬,‫م‬2003/9/16 ‫ نيوي��ورك‬,‫النيباد‬ www.mfa.gov.eg :‫اخلارجية امل�صرية‬ Mubarak at NEPAN )21( conference: developed countries should help ease debt burdens of African nations .egyptragional. in: 2002 september 2 .Politica www.arabicnews.com Boutrosghali. “the )22( marginalization of Africa”. The Mediterranean quarterly. http:// users.erols.com/mqmq/ghali. htm ,‫م‬2003 ‫) تقري��ر التنمي��ة الب�شري��ة للع��ام‬23( .96 ‫ �ص‬,‫مرجع �سبق ذكره‬ 26.Awori. Op.cit :‫) انظر‬24( Leautier. FrannieA. )25( parliaments and poverty :building the capacity to tackli the problems. Washington D.G. .the parliamentarian. Issue TWO .179 P .2002 Hubli. K.S A.P Mandaville. )26( Parliamentarian and the PRSP .4-3.process.pp 182Leautier.Op.cit :‫) انظر‬27( 81

‫�أفاق الهجرة‬


assessing the impact of agricultural research on poverty alleviation. september 16-14 .Costa rica .5-4.p.1999 .Stapenhurst.po.cit :‫) انظر‬40( Executive summary. )41( Conferebce repot:A politicydidlogue on legislative development. Palais d Egmont. 2002..nov 22-20.Brussels 2-1.Boj. op.cit.p :‫) انظر‬42(

‫ م‬2014 ‫�سبتمرب‬- ‫العدد الثالث ع�شر‬

22-20.Palais d Egmont. Brussels .2002.nov Gordon brown “ we need )38( Irreversiple progress in tackling world poverty”. The Independebt. in: www.globalpolicy. 1.2004 June com Dominique Hounkonnou.” )39( New partnership forpoverty alleviation in africa: learning fromdynamics”. The internationalWorkshop on

82

‫�أفاق الهجرة‬


‫الق�سم الثاين ــ التقارير‬ ‫ جهاز تنظيم �شئون ال�سودانيني العاملني باخلارج‬‫‪ -‬دور املر�أة الريفية ال�سودانيةفـي التنميــة‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪83‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫جهاز تنظيم �شئون ال�سودانيني‬ ‫العاملني باخلارج‬

‫د‪ .‬عبد احلكم طه عبد احلكم‬

‫جامعة املغرتبني‬ ‫ويف �إطار اهتمام الدولة بهذا الكم الهائل‬ ‫مربرات قيام اجلهاز‬ ‫ع��رف ال�سودانيون الهج��رة �إىل اخلارج م��ن ال�سوداني�ين العاملني باخل��ارج‪ .‬فقد‬ ‫منذ مطلع القرن الع�شرين حيث اتخذت �سعت الدولة لو�ضع قوانني ولوائح تنظم‬ ‫يف بداياتها �أ�شكاال متعددة اختلفت فيها وترع��ى تل��ك ال�شريح��ة املهم��ة‪ ،‬والت��ي‬ ‫الدواف��ع والأ�سب��اب فكان��ت يف مراحله��ا توجت بقانون تنظيم �شئون ال�سودانيني‬ ‫الأوىل حرك��ة غري منتظم��ة طلب ًا للعلم العاملني باخلارج ل�سنة ‪1998‬م‪.‬‬ ‫ث��م تط��ورت فيم��ا بع��د لي�صب��ح هدفه��ا �أغرا�ض اجلهاز‪:‬‬ ‫ك�س��ب العي���ش حي��ث �شهدت ف�ترة نهاية ‪ -‬تنفي��ذ �سيا�سة الدولة العامة اخلا�صة‬ ‫اخلم�سينات وبداية ال�ستينات من القرن ب�شئ��ون ال�سوداني�ين العامل�ين باخل��ارج‬ ‫الع�شرين حركة الهجرة ال�سودانية �صوب بالتن�سيق مع الأجهزة املخت�صة‪.‬‬ ‫ال��دول النفطي��ة وعلى وج��ه اخل�صو�ص ‪ -‬رعاي��ة العامل�ين باخل��ارج واالهتم��ام‬ ‫اململكة العرب ّية ال�سعود ّية ودول اخلليج ب�شئونه��م داخ��ل وخ��ارج ال�س��ودان‬ ‫وقد �أعطى ال�سودانيون ال�صورة امل�شرفة بالتن�سيق م��ع وزارة العالقات اخلارجية‬ ‫وال�سمع��ة الطيبة لبلدهم يف دول املهجر واجلهات املخت�صة‪.‬‬ ‫أداء و�سلوك ًا ف�شهد لهم اجلميع بذلك‪ - .‬تق��دمي املقرتحات اخلا�ص��ة ب�سيا�سات‬ ‫� ً‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪84‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�سعت الدولة لو�ضع قوانني ولوائح‬ ‫تنظم وترعي �شريحة املغرتبني توجت‬ ‫بقانون تنظيم �شئون ال�سودانيني‬ ‫باخلارج ل�سنة ‪1998‬م‪.‬‬

‫الهجرة والعامل�ين باخلارج حيث ين�صب‬ ‫اهتم��ام اجله��از �سعي�� ًا م�ستم��ر ًا للتع��رف‬ ‫على حاجاتهم وتوقعاته��م وتلبيتها مبا‬ ‫يحق��ق �إر�ضاءه��م ومب��ا ي�ؤك��د امل�صلحة‬ ‫العليا للبالد‪.‬‬ ‫ االلت��زام با�سرتاتيج ّي��ة التنمي��ة‬‫القوم ّي��ة ال�شامل��ة بالرتكي��ز عل��ى‬ ‫اال�ستف��ادة م��ن ال�سوداني�ين العامل�ين‬ ‫باخلارج م��ن حيث اخل�برات والكفاءات‬ ‫م�ساهم��ة �إيجابي��ة ق�ص�ير ًة �أو طويل��ة‬ ‫الأم��د لدع��م التنمي��ة الت��ي تنتظ��م‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫ تنمي��ة احل���س الوطن��ي لأبن��اء‬‫العاملني باخلارج والعم��ل على �إدماجهم‬ ‫واحتوائهم اجتماعي��ا وت�أهيل قدراتهم‬ ‫الثقاف ّية والإبداع ّية‪.‬‬ ‫ تقدمي اخلدمات التعليم ّية لل�سودانيني‬‫العامل�ين باخل��ارج ولأبنائه��م بالط��رق‬ ‫املتاح��ة ودع��م امل�ؤ�س�س��ات التعليم ّي��ة‬ ‫ال�سودان ّية باخلارج‪.‬‬ ‫ احل�ص��ر ال�شام��ل والدقي��ق ل��كل‬‫ال�سوداني�ين العامل�ين باخل��ارج‬ ‫وت�صنيفهم‪.‬‬ ‫ �إع��داد درا�سات اجل��دوى االقت�صاد ّية‬‫واالجتماع ّي��ة والرتوي��ج للم�شروع��ات‬ ‫اال�ستثمار ّي��ة بالتن�سي��ق م��ع اجله��ات‬ ‫املخت�صة‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪85‬‬

‫من �أهداف اجلهاز تنفيذ �سيا�سة الدولة‬ ‫اخلا�صة باملغرتبني ورعايتهم‪ .‬واالهتمام‬ ‫ب�شئونهم داخل وخارج ال�سودان‬ ‫بالتن�سيق مع اخلارجية واجلهات املخت�صة‬

‫‪-‬‬

‫نق��ل الثقاف��ة ال�سودان ّي��ة ع�بر الآف��اق‬ ‫العامل ّي��ة برعاي��ة املنا�ش��ط املختلف��ة‬ ‫للجاليات ال�سودان ّي��ة باخلارج للتعريف‬ ‫ً‬ ‫ثقافة وح�ضار ًة‪.‬‬ ‫بال�سودان‬ ‫ اعتم��اد وتنفي��ذ ال�سيا�س��ات اخلا�ص��ة‬‫برب��ط ال�سوداني�ين العامل�ين باخل��ارج‬ ‫و�أ�سره��م بالوط��ن والتوا�ص��ل معه��م من‬ ‫خالل الو�سائط الإعالم ّية املختلفة‪.‬‬ ‫ورجوع�� ًا ملا �سبق يت�ض��ح �أن اجلهاز يقوم‬ ‫قومي ي�شمل‬ ‫ب�أعم��ال تن�سيق ّية ذات بعد‬ ‫ّ‬ ‫معظ��م �أجه��زة الدول��ة و�إب��راز دوره��ا‬ ‫والعاملي‪.‬‬ ‫إقليمي‬ ‫املحل��ي وال‬ ‫على النطاق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وللوفاء بذل��ك كان البد �أن ي�ضم اجلهاز‬ ‫يف مق��ره اجله��ات ذات ال�صل��ة مثل �إدارة‬ ‫اجل��وازات و�إدارة ال�سج��ل املدين و�إدارة‬ ‫الأرا�ض��ي و�إدارة الت�أم�ين االجتماع��ي‬ ‫و�إدارة الزكاة و�إدارة امل�ساهمة الوطنية‬ ‫و�إدارة اخلدم��ة الوطني��ة والبن��وك‪.‬‬ ‫وت�أت��ي خ�صو�صي��ة اجله��از باعتب��اره‬ ‫اجلهة املعني��ة باالهتمام ب�ش�أن العاملني‬ ‫باخلارج ورعايتهم من خالل الآتي‪-:‬‬ ‫ �إقامة م�ؤمتراته��م العامة والقطاع ّية‬‫داخل ال�سودان وخارجه‪.‬‬ ‫ تكوي��ن الكيان��ات ال�شعب ّي��ة امل�ستقل��ة‬‫ب��دول املهج��ر الت��ي تق��ود منا�شطه��م‬ ‫الثقاف ّي��ة واالجتماع ّي��ة والعلم ّي��ة‬ ‫والريا�ض ّية والإبداع ّية‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ �إن�ش��اء ال�صناديق اخلري ّية لل�سودانيني‬‫العاملني باخلارج مع مراعاة قوانني دول‬ ‫املهجر‪.‬‬ ‫ معاجل��ة ق�ضاي��ا ال�سوداني�ين العاملني‬‫ً‬ ‫خا�ص��ة �أثن��اء الأزم��ات‬ ‫باخل��ارج‬ ‫والكوارث‪.‬‬ ‫ �إر�سال الوفود املتخ�ص�صة للوقوف على‬‫�أو�ض��اع ال�سوداني�ين العامل�ين باخل��ارج‬ ‫ومعاجلة كافة ق�ضاياهم على الطبيعة‪.‬‬ ‫ �إدخ��ال ال�سوداني�ين العاملني باخلارج‬‫االجتماعي ل�ضمان‬ ‫حتت مظلة الت�أم�ين‬ ‫ّ‬ ‫حي��اة �أ�سع��د عن��د ح�ضوره��م نهائي�� ًا‬ ‫لل�سودان‪.‬‬ ‫ �إع��داد اخلط��ط الكفيل��ة ب�ضم��ان‬‫ح��ق ال�سوداني�ين العامل�ين باخل��ارج فى‬ ‫احل�صول على ال�سكن املنا�سب‪.‬‬ ‫ الإع��داد والرتتي��ب ملو�س��م ع��ودة‬‫ال�سوداني�ين العامل�ين باخل��ارج لتحقيق‬ ‫التوا�صل معهم‪.‬‬ ‫مالمح من �إ�سرتاتيج ّية اجلهاز‬ ‫ت�أت��ي �إ�سرتاتيج ّي��ة اجله��از مت�سقة مع‬ ‫الإ�سرتاتيج ّي��ة رب��ع القرن ّي��ة للدول��ة‬ ‫م�شتمل��ة على مفه��وم النه�ض��ة الفكر ّية‬ ‫ال�شامل��ة الت��ي ت�ستن��د عل��ى التخطيط‬ ‫قري��ب ومتو�س��ط وبعي��د امل��دى وعل��ى‬ ‫التوظي��ف الأمث��ل للم��وارد والطاق��ات‬ ‫اجلهاز يرعى املنا�شط‬ ‫املختلفة للجاليات باخلارج‬ ‫لنقل الثقافة ال�سودانية‬ ‫والتعريف بال�سودان‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪86‬‬

‫�إ�سرتالتيجية التنمية القومية‬ ‫ال�شاملة اهتمت باال�ستفادة‬ ‫من العاملني باخلارج من حيث‬ ‫اخلربات والكفاءات‬

‫وتطوي��ر ًا ل�ل�أداء و�سعي�� ًا للتكام��ل ب�ين‬ ‫الوح��دات وتن�سيق ًا لتنفي��ذ الت�شريعات‬ ‫واخلدم��ات لتلبي��ة رغب��ات وتوقع��ات‬ ‫الإخ��وة ال�سوداني�ين العامل�ين باخل��ارج‬ ‫ومن �أهم مالحمها‪-:‬‬ ‫* ت�أ�صي��ل ر�ؤية الدولة للهج��رة ت�أكيد ًا‬ ‫عل��ى حري��ة املواط��ن ال�س��وداين الت��ي‬ ‫يقرها الدين ويكفلها الد�ستور‪.‬‬ ‫* ت�سهي��ل حرك��ة املواطن�ين و�إزال��ة‬ ‫العوائق عن طريقها‪.‬‬ ‫* �س��ن الت�شريعات والقوانني التي تر�شد‬ ‫وتوجه الهجرات‪.‬‬ ‫* اعتم��اد �سيا�س��ات م�ستدام��ة للهج��رة‬ ‫واالغرتاب تتكامل فيها الأدوار ‪.‬‬ ‫* الوقوف على جت��ارب الدول ال�شقيقة‬ ‫وال�صديق��ة يف جم��االت الهج��رة‬ ‫واال�ستفادة منها‪.‬‬ ‫الهي��كل التنظيم��ي جلهاز تنظي��م �ش�ؤون‬ ‫ال�سودانيني العاملني باخلارج‬ ‫ الإدارة العام��ة لل�شئ��ون املال ّي��ة‬‫واالدار ّية‪.‬‬ ‫ الإدارة العام��ة للهج��رة واملنظم��ات‬‫واجلاليات ‪.‬‬ ‫ الإدارة العام��ة للإع�لام والعالق��ات‬‫العامة‪.‬‬ ‫ الإدارة العامة للتخطيط واملتابعة ‪.‬‬‫ االدارة العام��ة للبح��وث ودرا�س��ات‬‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الهجرة‪.‬‬ ‫خدمات اجلهاز‬ ‫ خدم��ات �إعالم ّي��ة وثقاف ّي��ة‬‫واجتماع ّية‪.‬‬ ‫ خدمات يف جمال اال�ستثمار‪.‬‬‫ خدمات يف جمال التعليم‪.‬‬‫ خدمات يف جمال الأرا�ضي‪.‬‬‫االجتماع��ي‬ ‫ خدم��ات الت�أم�ين‬‫ّ‬ ‫وال�صحي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ خدم��ات اجلوازات والهج��رة وال�سجل‬‫امل��دين واجلم��ارك‪ ،‬ع�بر �إدارات ملحقة‬ ‫باجله��از (ج��وازات وم�ساهم��ة وزكاة‬ ‫وخدمة وطنية‪ ....‬الخ)‪.‬‬ ‫�سيا�سة اجلودة باجلهاز‬ ‫انطالق�� ًا من واجب رعاي��ة ال�سودانيني‬ ‫العامل�ين باخل��ارج واالهتم��ام ب�ش�ؤونهم‬ ‫داخ��ل الب�لاد وخارجه��ا‪ ،‬وم��ن �ض��رورة‬ ‫تنظي��م العالقة معه��م وربطهم بوطنهم‬ ‫بكاف��ة الو�سائل املتاحة‪ ،‬جت�سيد ًا ل�شعار‬ ‫«اجل��ودة �أو ًال»‪ ،‬التزم��ت الإدارة العلي��ا‬ ‫جلهاز تنظيم �ش�ؤون ال�سودانيني العاملني‬ ‫باخل��ارج باجل��ودة طريق�� ًا م��ن �أج��ل‬ ‫التح�سني امل�ست��دام للخدمات التي تقدم‬ ‫لل�سودانيني العاملني باخلارج يف خمتلف‬ ‫حماوره��ا وبراجمه��ا‪ ،‬و�سعي�� ًا ولتحقي��ق‬ ‫ذلك مت اعتماد املوجهات الآتية‪:‬‬ ‫‪ .1‬ال�سع��ي امل�ستم��ر للتعرف عل��ى‬ ‫‪.‬اجلهاز يعمل علي ت�أ�صيل‬ ‫ر�ؤية الدولة للهجرة ت�أكيد ًا‬ ‫على حرية املواطن التي يقرها‬ ‫الدين ويكفلها الد�ستور‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪87‬‬

‫اجلهاز يقوم ب�أعمال تن�سيقية ذات‬ ‫بعد قومي ي�شمل معظم �أجهزة‬ ‫الدولة و�إبراز دورها علي النطاق‬ ‫املحلي والإقليمي والعاملي‬

‫حاج��ات وتوقع��ات ال�سودانيني العاملني‬ ‫باخل��ارج وتلبيته��ا مب��ا يحق��ق �سعادتهم‬ ‫ور�ضاهم التام‪.‬‬ ‫‪ .2‬تق��دمي �أح�سن اخلدم��ات وتطويرها‬ ‫وفق�� ًا خلط��ط اجله��از ومب��ادئ وبرام��ج‬ ‫اجلودة ال�شاملة‪.‬‬ ‫‪ .3‬بن��اء عالق��ة تن�سي��ق وم�شارك��ة‬ ‫م��ع كاف��ة اجله��ات الر�سمي��ة واخلا�صة‬ ‫داخل ال�س��ودان وخارجه لتقدمي �أف�ضل‬ ‫اخلدمات للعاملني باخلارج‪.‬‬ ‫‪ .4‬حتقي��ق ر�ض��ا العامل�ين ع��ن اجله��از‬ ‫مبعاملته��م تبع�� ًا للأ�ص��ول واملث��ل‬ ‫الأخالق ّي��ة يف �إط��ار الأنظمة والقوانني‬ ‫ال�سائدة والعمل على حتفيزهم و�إعطاء‬ ‫اجلماعي‪.‬‬ ‫الأولوية يف التحفيز للعمل‬ ‫ّ‬ ‫‪� .5‬إتب��اع نهج الأ�سل��وب الوقائي لتفادي‬ ‫وتكر ِره��ا يف اخلدم��ات الت��ي‬ ‫العي��وب‬ ‫ُّ‬ ‫يقدمها‪ ،‬عو�ض ًا عن الأ�ساليب العالج ّية‪،‬‬ ‫مب��ا ي�ساع��د عل��ي مكافح��ة �إه��دار‬ ‫الإمكاني��ات وميكن من زي��ادة الإنتاجية‬ ‫يف خمرجات العمل‪.‬‬ ‫‪ .6‬ال�سع��ي نحوالتح�سني امل�ستمر خطوة‬ ‫بعد خطوة و�صو ًال �إىل جتويد اخلدمات‬ ‫وجودة الأداء‪.‬‬ ‫‪ .7‬ترقي��ة امل��وارد الب�شر ّي��ة املتاح��ة‬ ‫وتعظي��م اال�ستف��ادة منه��ا م��ن خ�لال‬ ‫التدري��ب املنهج��ي وامل�ستم��ر لكاف��ة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ا�سرتاتيجية اجلهاز مت�سقة مع‬ ‫اال�سرتاتيجية ربع القرنية‬ ‫وم�شتملة علي مفهوم النه�ضة‬ ‫الفكرية التي ت�ستند على التخطيط‬

‫العاملني‪.‬‬ ‫‪ .8‬املحافظ��ة عل��ى نظ��ام �إدارة اجلودة‬ ‫ح�س��ب متطلب��ات املوا�صف��ات القيا�س ّي��ة‬ ‫الدول ّي��ة ‪ ،ISO9001:2000‬وال�سع��ي‬ ‫لتطوي��ره وتكامل��ه باجت��اه الإدارة‬ ‫ال�شاملة للجودة ‪.TQM‬‬ ‫�إن الإدارة العلي��ا جله��از تنظي��م �ش�ؤون‬ ‫ال�سوداني�ين العامل�ين باخل��ارج �إذ تلتزم‬ ‫به��ذه ال�سيا�س��ة‪ ،‬تتعه��د بتو�ضيحه��ا‬ ‫وتعميمه��ا‪ ،‬م�ؤك��د ًة عل��ى �أن تنفيذه��ا‬ ‫وتطبيقه��ا م��ن �صميم واجب��ات العاملني‬ ‫باجلهاز‪.‬‬ ‫�أهداف جودة العمل‬ ‫‪ .1‬رب��ط ال�سوداني�ين العامل�ين باخلارج‬ ‫و�أ�سره��م بالوط��ن وتقوي��ة عالقاته��م‬ ‫باجله��از ومتابع��ة وحماي��ة ق�ضاياه��م‬ ‫ومعاجلتها داخل ّيا وخارج ّي ًا‪.‬‬ ‫‪ .2‬تب�سي��ط �إجراءات العم��ل يف اجلهاز‬ ‫وفروعه‪.‬‬ ‫‪ .3‬اال�ستف��ادة من الإمكاني��ات الفكر ّية‬ ‫واملاد ّي��ة لل�سوداني�ين العامل�ين باخلارج‬ ‫وتوظيفه��ا مل�صلح��ة املجتم��ع والوط��ن‬ ‫وحتفيزهم للعودة‪.‬‬ ‫‪ .4‬دع��م ورعاي��ة التنظيم��ات ال�شعب ّية‬ ‫لل�سوداني�ين العامل�ين باخل��ارج واي�لاء‬ ‫اهتم��ام خا���ص لقط��اع امل��ر�أة وال�شب��اب‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪88‬‬

‫تلتزم الإدارة العليا للجهاز‬ ‫باجلودة من �أجل التح�سني‬ ‫امل�ستدام للخدمات التي تقدم‬ ‫للمغرتبني‬

‫والأطفال بدول املهجر‪.‬‬ ‫‪ .5‬تن�سي��ق العالق��ة مع اجله��ات املعنية‬ ‫داخ��ل ال�س��ودان بق�ضاي��ا العامل�ين‬ ‫وتوثيقه��ا مع الأجه��زة النظرية بالدول‬ ‫ال�شقيق��ة وال�صديق��ة واملنظم��ات‬ ‫الإقليم ّية والدول ّية وتبادل التجارب‪.‬‬ ‫‪ .6‬ح�صر ال�سوداني�ين العاملني باخلارج‬ ‫لال�ستف��ادة م��ن املعلوم��ات يف املج��االت‬ ‫املختلفة‪.‬‬ ‫‪ .7‬بناء القدرات واال�ستفادة من املوارد‬ ‫الب�شرية وذلك ب�ضمان حتقيق التدريب‬ ‫املنهجي وامل�ستمر لكافة العاملني باجلهاز‬ ‫ّ‬ ‫وتوف�ير بيئ��ة العم��ل املنا�سب��ة لأداء‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫‪ .8‬تر�شي��د و�ضب��ط الإنف��اق وتطبي��ق‬ ‫القوانني واللوائح والتوجيهات املالية‪.‬‬ ‫‪ .9‬دع��م اجله��ود الت��ي تقوده��ا الدولة‬ ‫لتنفيذ اتفاقية ال�سالم‪.‬‬ ‫‪ .10‬تر�شيد وتقن�ين الهجرة ال�سودان ّية‬ ‫للخارج بالتن�سيق مع اجلهات ذات ال�صلة‬ ‫وو�ضع ال�سيا�سات الالزمة لذلك‪.‬‬ ‫‪ .11‬تقن�ين العمالة الواف��دة بالتن�سيق‬ ‫مع اجلهات ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫‪ .12‬توفري اخلدمات االجتماعية لتوفري‬ ‫اال�ستقرار النف�سي واملادي للعاملني‪.‬‬ ‫املباين‬ ‫‪ .1‬مبنى الرئا�سة وي�ضم باال�ضافة �إىل‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫املكات��ب و�ص��االت الإج��راءات ومكات��ب‬ ‫الإدارات الداعمة من م�ساهمة وجوازات‬ ‫و‪........‬ال��خ ي�ض��م �صراف��ات وبن��وك ًا‬ ‫و�صيدلي��ة ومرك��ز ًا �صحي�� ًا وتعاوني�� ًا‬ ‫للعاملني وح�ضانة �أطفال وجممع جتاري‬ ‫و�أ�ستوديو و�أدوات مكتبية‪.‬‬ ‫‪ .2‬مباين الفروع اخلم�سة ( بورت�سودان‬ ‫‪ ،‬دنقال ‪ ،‬مدين ‪ ،‬االبي�ض‪ ،‬بحري )‬ ‫التقنية امل�ستخدمة‬ ‫* ا�ستخ��دام الربجمي��ات وال�شب��كات يف‬ ‫تقدمي اخلدم��ات للعامل�ين باخلارج ويف‬ ‫النظم الإدار ّية واملحا�سب ّية‪.‬‬ ‫*ا�ستخ��دام الأجه��زة الإعالم ّي��ة‬ ‫احلديث��ة يف توثي��ق ونق��ل املعلوم��ات‬ ‫املق��روءة وامل�شاه��دة وامل�سموع��ة‪،‬‬ ‫ومعلومات الإر�شاد والتوجيه‪.‬‬ ‫* ا�ستخ��دام التقني��ة يف التربي��د‬ ‫والتكييف وفلرتة املياه و�أجهزة الإتّ�صال‬ ‫والكهرب��اء االحتياطي��ة و�أجهزة الأمن‬ ‫وال�سالمة و�أجهزة عد النقود‪.‬‬ ‫التحديات التنظيم ّية‬ ‫* �إلغ��اء بع���ض القوان�ين والت�شريع��ات‬ ‫املقيدة حلركة الهجرة‪.‬‬ ‫* �سن القوانني والت�شريعات املنا�سبة‬ ‫* حماية احلقوق املدنية للمهاجرين‬ ‫* اال�ستف��ادة م��ن االتفاقي��ات الدول ّية‬ ‫اجلهاز مثل غريه من امل�ؤ�س�سات‬ ‫مر بتغريات هامة عرب‬ ‫الإدارية ً‬ ‫ال�سنني ب�سبب تغري واختالف‬ ‫الظروف االقت�صادية‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪89‬‬

‫واجه اجلهاز حتديات منها قوانني‬ ‫وت�شريعات حركة الهجرة وحماية‬ ‫احلقوق املدنية للمهاجرين وتطوير‬ ‫قاعدة بيانات الهجرة‬

‫واالقليم ّية فى جمال الهجرة‬ ‫التحديات اال�سرتاتيجية‬ ‫* رفع الأعباء املالية والقيود الإجرائ ّية‬ ‫عن املهاجرين ال�سودانني‪.‬‬ ‫* تطوي��ر قاع��دة البيان��ات ب�إج��راء‬ ‫امل�سوح��ات اخلا�ص��ة بالهج��رة و�أ�س��واق‬ ‫العمل ووجهة املهاجرين ال�سودانيني‪.‬‬ ‫*ا�ستخ��دام معاي�ير متي��ز الأداء‬ ‫ف��ى النواح��ى الطب ّي��ة والإدار ّي��ة‬ ‫واالجتماع ّية‪.‬‬ ‫* تب��ادل املعرفة والتقني��ات واخلربات‬ ‫املكت�سب��ة ع�بر برامج الدول��ة واجلهات‬ ‫املهني��ة وبي��وت اخل�برة ومرك��ز العل��وم‬ ‫واملعرفة والتقانة‪.‬‬ ‫عاملي عادل‬ ‫* امل�ساهمة ف��ى �إر�ساء نظام ّ‬ ‫ومعاف��ى ع�بر امل�ؤ�س�سات غ�ير احلكوم ّية‬ ‫وامل�ؤمت��رات واملنتدي��ات وال�سمن��ارات‬ ‫العامل ّية فى املجاالت العلم ّية والفكر ّية‪.‬‬ ‫تطور عمليات اجلهاز‬ ‫ّم��ر اجله��از مث��ل غ�يره م��ن امل�ؤ�س�س��ات‬ ‫الإدار ّي��ة بتغ�يرات مهم��ة ع�بر ال�سن�ين‬ ‫وفق�� ًا للتغيريواالخت�لاف يف �ش��كل‬ ‫الظروف االقت�صاد ّي��ة والظروف املالية‬ ‫منه��ا ب�شكل خا���ص‪ ،‬وت�أ�سي�س�� ًا على ذلك‬ ‫فقد تغريت وجه��ات نظر املتخ�ص�صني يف‬ ‫حق��ل الإدارة ويف حتديد م�ضمون �إدارة‬ ‫أكادمي��ي واحلق��ل‬ ‫اجله��از ف��ى املنه��ج ال‬ ‫ّ‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫موازنات اجلهاز ت�أخذ يف االعتبار موجهات‬ ‫وزارتي جمل�س الوزراء واملالية وتقارير‬ ‫الأداء وتو�صيات العاملني باخلارج من‬ ‫خالل امل�ؤمترات ونتائج الدرا�سات‬

‫العلمي كتخ�ص���ص وكوظيفة‬ ‫ّ‬ ‫يف التطبيق‪.‬‬ ‫�إنّ ال�صعوبة والتعقيد تظهر عند حماولة‬ ‫حتديد م�ضمون ونطاق الإدارة كتخ�ص�ص‬ ‫إداري عموما‪،‬‬ ‫وظيف��ي يف حقل الفك��ر ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومرجع هذه ال�صعوب��ة والتعقيد نا�شئة‬ ‫لي���س عن �ضع��ف املتخ�ص�ص�ين يف احلقل‬ ‫�أو قل��ة �إدراكه��م له��ذه الوظيف��ة‪ ،‬و�إمنا‬ ‫نا�شئة عن �شكل الوظيفة الإدار ّيه ذاتها‬ ‫التي متار�سها �إدارة �شركة الأعمال‪ ،‬ونوع‬ ‫القرارات التي جت�سد منهجها و�شكل ونوع‬ ‫مدخالتها وخمرجاتها وما هو الهدف �أو‬ ‫الأهداف التي ت�سعى �إىل حتقيقها‪.‬‬ ‫ينق�س��م تطور اجلهاز �إىل معاير خمتلفة‬ ‫ميك��ن ترجمته��ا يف الأعمال الت��ي يقوم‬ ‫به��ا اجله��از يف كاف��ة املح��اور ب��دء ًا م��ن‬ ‫قي��ادة اجله��از وتنظيم��ه الإداري‬ ‫وكي��ف يتفاع��ل م��ع التط��ور يف هياكله��ا‬ ‫التنظيمية والإدارية مرور ًا بال�سيا�سات‬ ‫واال�سرتاتيجي��ات املتبع��ة يف اجله��از‬ ‫و�أي�ض��ا �إىل العاملني والذي يعترب اللبنة‬ ‫الأ�سا�سي��ة لتط��ور اجله��از ث��م امل��وارد‬ ‫وال�ش��ركات و�أخريا معي��ار العمليات التي‬ ‫يقوم بها اجلهاز ‪.‬‬ ‫النفقات العامة للجهاز‬ ‫وفق�� ًا للخط��ة اخلا�ص��ة باجله��از ف�إن��ه‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪90‬‬

‫ّ‬ ‫تقديرية دقيقة لكل عام‬ ‫ت�صاغ موازنات‬ ‫ترتكز على ا�سرتاتيج ّية اجلهاز التي مت‬ ‫احلديث عنها يف املعيار الثاين وت�أخذ يف‬ ‫االعتبار‪:‬‬ ‫* موجهات وزارة جمل�س الوزراء‪.‬‬ ‫* موجهات وزارة املال ّية‪.‬‬ ‫* املالمح العامة ال�سرتاتيج ّية اجلهاز‪.‬‬ ‫* تو�صي��ات العاملني باخل��ارج من خالل‬ ‫امل�ؤمترات‪.‬‬ ‫* تقاري��ر الأداء وتقاري��ر مو�س��م عودة‬ ‫العاملني باخلارج‪.‬‬ ‫* التح�سينات من خالل‪:‬‬ ‫ مالحظ��ات ومقرتح��ات ال�سف��ارات‬‫ال�سودان ّية باخلارج‪.‬‬ ‫ مالحظ��ات وتقاريرالوف��ود املبتعث��ة‬‫والوفود القوم ّية‪.‬‬ ‫ مالحظ��ات و�آراء العامل�ين باجله��از‬‫ب��الإدارات املختلفة من خ�لال املمار�سة‬ ‫الفعلية للعمل‪.‬‬ ‫ نتائ��ج الدرا�س��ات والبح��وث ودورات‬‫العم��ل الت��ي يقيمه��ا �أو ي�ش��ارك فيه��ا‬ ‫اجلهاز‪.‬‬ ‫* التن�سي��ق م��ع ال�ش��ركاء واالتفاقي��ات‬ ‫والعقود املربمة ‪.‬‬ ‫*�أنظمة �إدارة اجلودة ‪ISO9001:2000‬‬ ‫حت�ص��ل عليه��ا اجله��از يف الع��ام‬ ‫والت��ي ً‬ ‫‪2003‬م‪.‬‬ ‫خط��ة اجلهاز املال ّي��ة تو�ضح‬ ‫*‬ ‫تتم ً‬ ‫�شهريا مقابلة الإنفاق الفعلي لكل‬ ‫حمور من حماور املوازنة مع ما هو مقدر‬ ‫له وهناك مراجعة تتم علي �صرف‬ ‫الأموال والتحقق من �إجناز الأهداف‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫تخ�صي���ص الأم��وال عل��ى املح��اور الت��ي‬ ‫م��ن �ش�أنها �أن حتقق االه��داف املو�ضوعة‬ ‫واملجدول��ة زمني�� ًا حي��ث �إن ذل��ك ميك��ن‬ ‫من‪:‬‬ ‫‪� )1‬إكم��ال البني��ة التحت ّي��ة م��ن مباين‬ ‫وجتهي��زات ومعين��ات عم��ل وبرجميات‬ ‫وخدم��ات معاون��ة م��ن نق��ل واتّ�ص��ال‬ ‫وا�ستح��داث ط��رق عم��ل وتقني��ات‬ ‫متطورة‪.‬‬ ‫‪ )2‬ترقي��ة الأداء باجله��از وفروع��ه‬ ‫بتوف�ير بيئة العم��ل والك��وادر الب�شر ّية‬ ‫امل�ؤهلة لزيادة فاعلية العمل با�ستمرار‪.‬‬ ‫�إقام��ة امل�ؤمت��رات واللق��اءات العام��ة‬ ‫واملنتدي��ات والن��دوات واملحا�ض��رات‬ ‫وال�سمن��ارات وور���ش العم��ل بالداخ��ل‬ ‫واخلارج‪ .‬ا�ستخدام الو�سائط االعالم ّية‬ ‫املختلف��ة (�صح��ف وجم�لات و�إذاع��ة‬ ‫وتلفزي��ون وانرتن��ت ومعار���ض ثقاف ّي��ة‬ ‫وفن ّي��ة ومهرجانات وملتقي��ات ومنا�شط‬ ‫�شباب ّية ون�سائ ّية وعامة)‪.‬‬ ‫‪ )3‬لقاءات مع امل�س�ؤلني بالدولة‪.‬‬ ‫‪ )4‬التن�سيق مع اجلاليات �سواء بالداخل‬ ‫�أو اخلارج واعتماد ذلك من �ضمن و�سائل‬ ‫التميـ��ز فـ��ي الأداء وربـ��ط اجلهـ��از‬ ‫بال�شبك��ة الدول ّية للمعلوم��ات بالبعثات‬ ‫الدبلوما�س ّي��ة واجله��ات الأخ��ري ذات‬ ‫ال�صلة وزيارات وفود اجلهاز للم�شاركة يف‬ ‫�ساهم اجلهاز يف �إجالء الرعايا‬ ‫ال�سودانيني من العراق والكويت‬ ‫واليمن وليبيا ولبنان ويف دعم‬ ‫دارفور ودرء ال�سيول والأمطار‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪91‬‬

‫خطة اجلهاز تهدف اىل دعم املجتمع يف‬ ‫جماالت التنمية والكوارث والطوارئ‬ ‫واحلاالت الفردية واجلماعية وال�صحة‬ ‫والتعليم وال�شباب وجمال اجلودة‬

‫املنا�سب��ات‪ ،‬واالحتفاالت القومية والتي‬ ‫تقوم به��ا اجلاليات باخل��ارج والزيارات‬ ‫التفقدية و�أ�سابيع ال�سودان باخلارج‪.‬‬ ‫�شهريا تت��م مقابلة الإنف��اق الفعلى لكل‬ ‫حمور من حم��اور املوازنة مع ما هو مقدر‬ ‫ل��ه وذل��ك با�ستخ��دام نظ��ام حما�سب��ي‬ ‫مربم��ج بالكمبيوت��ر ع��ن نظري��ة القيد‬ ‫امل��زدوج‪ .‬باال�ضاف��ة �إىل �أن هن��اك‬ ‫مراجع��ة تت��م عل��ى �ص��رف الأم��وال‬ ‫والتحق��ق من �إجن��از الأه��داف تقوم بها‬ ‫�إدارة خمت�ص��ة بداخ��ل الهي��كل وي�شمل‬ ‫املراجع��ة او ًال قب��ل ال�ص��رف وبعده مما‬ ‫يح��دد �أو ًال ب���أول مناط��ق التح�سين��ات‬ ‫الالزم��ة واملطلوب��ة وبالت��اىل �إجنازه��ا‬ ‫قب��ل املراجع��ة التالية ويف نهاي��ة العام‬ ‫تخ�ضع الأم��وال �إىل مراجع��ة حكومية‬ ‫ت�شمل الإيرادات بن�سبة ‪.%100‬‬ ‫�إن ميكانيكي��ة التقني��ات امل�ستخدم��ة‬ ‫ت�ؤك��د عملي��ة الر�صد واملتابع��ة باجلهاز‬ ‫للأداء املا ّ‬ ‫يل‪ .‬وتتيح لنا عمليات القيا�س‬ ‫والتحليل عرب‪:‬‬ ‫* رب��ط ب�ين الإدارة املالي��ة و�أنظم��ة‬ ‫اجلودة ‪ 9001:2000 ISO‬حيث هناك‬ ‫�إجراء ومر�شد للأداء املاىل وفق �أنظمة‬ ‫اجلودة‪.‬‬ ‫* القي��ود املحا�سب ّي��ة تت��م معاجلته��ا‬ ‫ع�بر احلا�سبات وف��ق �أنظم��ة حما�سب ّية‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫وامللتقي��ات ال�شباب ّي��ة‬ ‫مربجمة تتي��ح التو�صل‬ ‫يعد اجلهاز �سنويا برامج‬ ‫والريا�ض ّية والطالب ّية‬ ‫للبن��ود الفرعي��ة ل��كل‬ ‫لل�شباب واملر�أة والطفل‬ ‫امل��ر�أة‬ ‫حتوي مع�سكرات وملتقيات وملتقي��ات‬ ‫بند رئي�سي‪.‬‬ ‫املهاجرة باخل��ارج‪ ،‬كل‬ ‫* وج��ود مقارن��ات ب�ين‬ ‫ودورات‬ ‫ه��ذه متث��ل النفق��ات‬ ‫املوازن��ة املج��ازة وب�ين‬ ‫الت��ي يتكبده��ا اجلهاز‬ ‫الفعل��ي ع�بر‬ ‫الإنف��اق‬ ‫ّ‬ ‫املحا�سب��ي املحو�س��ب ل�ل�إدارات للو�ص��ول �إىل �أهداف��ه و�إ�سرتاتيجي��ة‬ ‫النظ��ام‬ ‫ّ‬ ‫املالي��ة متاح��ة يف �شبك��ه املعلوم��ات الدولة‪.‬‬ ‫فى جمال التنمية‪-:‬‬ ‫بالإدارة‪.‬‬ ‫* هن��اك تقاري��ر وملخ�ص��ات تو�ض��ح �ساه��م اجلهاز يف �إن�ش��اء �صالتي القدوم‬ ‫واملغ��ادرة مبط��ار اخلرطوم ال��دو ّ‬ ‫يل كما‬ ‫التحليالت املالية واجتاهات الإنفاق‪.‬‬ ‫* هناك تقارير �شهرية ت�صدرها الإدارة �ساه��م يف �إن�شاء مكتب��ة القبة اخل�ضراء‬ ‫وت�شج�ير وجتميل �شارعي املطار وحممد‬ ‫املال ّية‪.‬‬ ‫* هن��اك تقاري��ر رب��ع �سنوي��ة ت�صدرها جنيب‪.‬‬ ‫�أ ّم��ا ف��ى جم��ال الك��وارث والط��وارئ‬ ‫الإدارة املال ّية‪.‬‬ ‫* هن��اك تقاري��ر ن�صف �سنوي��ة و�أخري فق��د �ساه��م اجله��از يف �إج�لاء الرعاي��ا‬ ‫ال�سوداني�ين م��ن الع��راق والكوي��ت وفى‬ ‫�سنوية‬ ‫�إن خط��ة اجله��از كان��ت ته��دف لدع��م �إج�لاء الرعاي��ا ال�سوداني�ين م��ن اليمن‬ ‫املجتم��ع يف جم��ال التنمي��ة وجم��ال وليبي��ا ولبن��ان وف��ى دعم دارف��ور ودرء‬ ‫الك��وارث والط��وارئ وجم��ال احل��االت ال�سيول والأمطار‪.‬‬ ‫الفردي��ة واالجتماعية وجمال ال�صحة يف جمال ال�صحة �ساهم اجلهاز يف مراكز‬ ‫وجمال التعليم وجم��ال الإعالم وجمال الكل��ى ومركز القلب‪ .‬وي�ساه��م �أي�ض ًا فى‬ ‫مرك��ز �صحي جهاز املغرتبني وقد تبنى و‬ ‫ال�شباب ثم جمال اجلودة‪.‬‬ ‫ل��دي اجله��از عدي��د م��ن املقايي���س �شارك فى ت�سيري �أكرث من ع�شرين قافلة‬ ‫امل�ستهدف��ة بغر���ض فه��م ومراقب��ة �صحية للواليات‪.‬‬ ‫وحت�س�ين الأداء امل��اىل منه��ا اخلا�ص��ة �أ ّم��ا فى جم��ال التعليم فق��د �أن�ش�أ اجلهاز‬ ‫بالإج��راءات وااللتزام��ات املالي��ة رو�ضة وح�ضانة متاحة للمجتمع و�أ�س�س‬ ‫والإعف��اءات ال�شرع ّي��ة واخلدم��ات مد ا ر ���س الهج��رة و�ش��ارك ف��ى‬ ‫للعامل�ين اجلهاز �أول م�ؤ�س�س�سة حكومية رعاي��ة احت��اد ط�لاب‬ ‫املقدم��ة‬ ‫بب�لاد املهج��ر كخدمات حت�صل علي �شهادة االيزو ‪،‬وقد ال�شهادة العرب ّية و�أقام‬ ‫ف�صول حمو�أمية ويقوم‬ ‫�إعالم ّية واحلفاظ على قام ب�إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫بدع��م التعلي��م العايل‬ ‫امل��وارد و�سالم��ة البيئة‬ ‫للجودة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪92‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫يقوم اجلهاز بتنفيذ منا�شط‬ ‫عديدة ومتنوعة خالل مو�سم‬ ‫عودة املغرتبني «يوليو –‬ ‫�سبتمرب»‬

‫واجلامع��ي ويدع��م كذل��ك‬ ‫مكتب القبول ويقوم بتدريب اخلريجني‬ ‫وجمندي اخلدمة الوطنية وي�شرف على‬ ‫املدار���س ال�سودان ّية باخل��ارج‪ ،‬كما يقيم‬ ‫اجلهاز�سنوي ًا معر�ضا للكتاب‪.‬‬ ‫�أ ّما فى جمال الإعالم‪-:‬‬ ‫ي�ص��در اجله��از جمل��ة بحثي��ة ف�صلي��ة‬ ‫«�آف��اق الهج��رة « وا�ص��دارات متخ�ص�صة‬ ‫«�إقت�ص��ادات الهج��رة وتعلي��م �أبن��اء‬ ‫املغرتب�ين» ولدي��ه �صفح��ات متخ�ص�صة‬ ‫بال�صح��ف ال�سودانية ‪،‬كم��ا لديه برامج‬ ‫ثابت��ه يف ع��دد م��ن و�سائ��ل الإع�لام‬ ‫امل�سموعة واملرئية ‪.‬‬ ‫�أ ّما يف جمال ال�شباب واملر�أة والطفل‪،‬يعد‬ ‫اجله��از �سنوي�� ًا برنام��ج لل�شب��اب يح��وي‬ ‫الآتى‪:‬‬ ‫مع�سكر اخلدمة الوطنية للطالب‪.‬‬ ‫ال�شبابي‪.‬‬ ‫امللتقى‬ ‫ّ‬ ‫ملتقى املر�أة‪.‬‬ ‫دورة النا�شئني‪.‬‬ ‫الدورة الرم�ضان ّية‪.‬‬ ‫يوم الطفل‪.‬‬ ‫اليوم املفتوح‪.‬‬ ‫كما قام اجلهاز با�ست�ضافة كل من دورات‬ ‫جمن��دات اخلدم��ة الوطن ّي��ة ودورات‬ ‫رابطة املر�أة العاملة‪.‬‬ ‫يقدم اجلهاز خدمة الإ�ضاءة واحلرا�سة‬ ‫والأم��ن ويق��دم خدم��ة ال�ص��راف الآ ّ‬ ‫يل‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪93‬‬

‫وخدمة البنوك (بنك العمال) وخدمة‬ ‫�شرط��ة امل��رور �أم��ام املدخ��ل الرئي�س��ي‬ ‫التج��اري‬ ‫وخدم��ة معر���ض املهاج��ر‬ ‫ّ‬ ‫وخدم��ة مواق��ف ال�سي��ارات وخدم��ة‬ ‫النظافة وا�صحاح البيئة‪.‬‬ ‫وفيم��ا يتعل��ق بامل�س��اواة يف التعام��ل‬ ‫م��ع املجتم��ع جن��د �أن اجلهاز ينظ��ر �إىل‬ ‫املجتم��ع داخ��ل الوط��ن على �أن��ه وحدة‬ ‫موح��دة ويعم��ل عل��ى تق��دمي خدمات��ه‬ ‫ويعد البيانات واملعلومات والإح�صائ ّيات‬ ‫وامل�شاهدات والدرا�سة التي تتوفر لديه‬ ‫وفق ا�سرتاتيج ّيته وخططه‪.‬‬ ‫�أم��ا يف جم��ال اجل��ودة فه��و�أول م�ؤ�س�سة‬ ‫حكوم ّي��ة حت�ص��ل عل��ى �شه��ادة الآي��زو‬ ‫(‪ ،)ISO 9001:2000‬ق��ام اجله��از‬ ‫بان�شاء املنظمة الوطن ّية للجودة‪ ،‬وتقوم‬ ‫ب�إلق��اء املحا�ض��رات والتدريب يف جمال‬ ‫اجل��ودة‪،‬كل ه��ذه الفعالي��ات والربام��ج‬ ‫ه��ي التي تتمثل يف نفق��ات اجلهاز وعبئ‬ ‫امليزان ّية‬ ‫علم ًا ب�أن هذه امل�ؤ�س�سة م�ؤ�س�سة حكوم ّية‬ ‫تابع��ة ل��وزارة رئا�س��ة جمل���س ال��وزراء‬ ‫تق��وم بخدمة املغرتب�ين �إذ ا ًنها ال تهدف‬ ‫�إىل ربح ولذا تعتمد �إدارة ال�ش�ؤون املال ّية‬ ‫واحل�سابات فيها على تنظيم ح�ساباتهم‬ ‫ح�س��ب « نظ��ام املحا�سب��ة احلكوم ّية» �إذ‬ ‫�إنً امل�ؤ�س�س��ة احلكوم ّي��ة ال تقوم ب�إعداد‬ ‫قوائ��م مال ّي��ة (قائم��ة‬ ‫يعمل مركز درا�سات الهجرة علي‬ ‫ا�ستكمال «ملف الهجرة ال�سودانية»‬ ‫وهو م�شروع �شامل حل�صر و�إح�صاء‬ ‫ال�سودانيني باخلارج‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫م�شروع مراجعة �سيا�سات الدولة جتاه‬ ‫املغرتبني م�شروع م�ستدام يهدف‬ ‫ايل تخفيف الأعباء ومعاجلة ق�ضايا‬ ‫الهجرة وتعظيم فوائدها‬

‫الدخ��ل �أو �أرباح وخ�سائر وقائمة املركز‬ ‫املا ّ‬ ‫يل)‪.‬‬ ‫املنا�شط التى يتم تنفيذها خالل مو�سم‬ ‫عودة املغرتبني (يوليو‪� -‬سبتمرب) فهي‪:‬‬ ‫* امل�ؤمت��ر الع��ام لل�سوداني�ين العامل�ين‬ ‫باخلارج‪.‬‬ ‫* امل�ؤمترات القطاع ّيه‬ ‫ال�شباب��ى لأبن��اء ال�سوداني�ين‬ ‫* املخي��م‬ ‫ّ‬ ‫العاملني باخلارج‬ ‫* ملتقى الرفعة لطالبات ال�شهادات غري‬ ‫ال�سودان ّيه‬ ‫* مع�سك��رات اخلدم��ه الوطن ّي��ه البناء‬ ‫العاملني باخلارج‬ ‫* دورات النا�شئني‬ ‫* ملتقى املر�أه ال�سودانيه باخلارج‬ ‫* معر�ض الكتاب‬ ‫* يوم املغ�ترب ال�سودان��ى ‪ 8/20‬من كل‬ ‫عام‬ ‫* ي��وم املغ�ترب العرب��ى ‪ 11/22‬من كل‬ ‫عام‬ ‫م�شروعات ا�سرتاتيجية‬ ‫‪ .1‬م�شروع احل�صر والإح�صاء ال�شامل‪:‬‬ ‫وموا�صل��ه ل��دور جه��از املغرتب�ين ف��ى‬ ‫رعاي��ة الإن�س��ان ال�سودان��ى باخل��ارج‬ ‫ف���إن ال��ر�ؤى امل�ستقبلي��ه خلط��ط العم��ل‬ ‫تت�ضم��ن و�سائ��ل وبرامج فاعل��ه ت�شتمل‬ ‫عل��ى موا�صل��ة تنفي��ذ امل�شاري��ع الالزمه‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪94‬‬

‫لتحقي��ق التوا�ص��ل معه��م والإ�ستف��اده‬ ‫م��ن اخل�براء والكف��اءات والت�أكيد على‬ ‫حق��وق ال�سوداني�ين العامل�ين باخل��ارج‬ ‫ب��كل قطاعاته��م واالهتم��ام بق�ضاياهم‬ ‫و�شئونه��م ورعاية �إبداعاته��م بالرتكيز‬ ‫عل��ى ا�ستثماراته��م و�إ�سكانه��م وم��ا �إىل‬ ‫ذلك من الق�ضاي��ا وامل�ستجدات التى تهم‬ ‫�أبناء ال�سودان باخلارج‪.‬‬ ‫ي�ستمر اجلهاز من خ�لال ذراعه البحثي‬ ‫«مركز درا�سات الهجرة»يف ا�ستكمال «ملف‬ ‫الهج��رة ال�سودانية»وه��و م�ش��روع �شامل‬ ‫حل�ص��ر و�إح�ص��اء ال�سوداني�ين العامل�ين‬ ‫املركزي‬ ‫باخل��ارج بالتن�سي��ق مع اجله��از‬ ‫ّ‬ ‫للإح�صاء وكل الأجهزة وامل�ؤ�س�سات ذات‬ ‫ال�صل��ة واجلاليات والرواب��ط والأنديه‬ ‫واجلمعي��ات ال�سوداني��ه و�ص��وال لإجناز‬ ‫قاع��دة بيان��ات متكامل��ه تع�ين عل��ى‬ ‫توظيف مقدراتهم وخرباتهم ومعارفهم‬ ‫املختلف��ه واال�ستفاده م��ن امكانيات هذه‬ ‫املنظم��ات ف��ى معرك��ة البن��اء والتنمية‬ ‫االجتماع ّية واالقت�صاد ّية ال�شاملة‪.‬‬ ‫‪ .2‬م�شروع الهجرة العائده‪:‬‬ ‫خطه‬ ‫و ُيعنى هذا امل�شروع ب�إعداد وتنفيذ ٍ‬ ‫ت�شج��ع وت�ساع��د العامل�ين باخل��ارج من‬ ‫َ‬ ‫الراغب�ين فى العودة لال�ستقرار بالوطن‬ ‫ب�ش��كل مرت��ب ومنظ��م و�إن�ش��اء �صندوق‬ ‫يتبن��اه اجله��از لرتتيب ومتوي��ل م�شروع‬ ‫جممًع جهاز املغرتبني مركز‬ ‫متكامل ي�ضم خمتلف امل�ؤ�س�سات‬ ‫التي يتعامل معها املغرتب ويقدم‬ ‫خدمات نوعية متكاملة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫تنفيذ ًا ملقررات م�ؤمتر املغرتبني‬ ‫�أن�شئت جامعة املغرتبني‬ ‫بالتن�سيق مع اجلهات ذات‬ ‫العالقة واالخت�صا�ص‬

‫العودة النهائي��ه بالتن�سيق‬ ‫مع اجلهات املعني��ه بالداخل وال�سفارات‬ ‫واجلالي��ات ال�سوداني��ة ف��ى اخل��ارج‬ ‫واملنظمات الدول ّيه ذات العالقة‪.‬‬ ‫‪ .3‬م�ش��روع نق��ل املعرف��ه والتقان��ه‬ ‫(‪:)SpaKten‬‬ ‫ويت��م تنفي��ذه بوا�سط��ة ال�سوداني�ين‬ ‫العامل�ين باخلارج بالتن�سي��ق مع اجلهات‬ ‫املخت�صه بالداخ��ل واخلارج‪.‬وفى �إطاره‬ ‫ً‬ ‫نظم املجل���س الطبي ال�سوداين باجنلرتا‬ ‫وايرلندا اكرث من ع�شرين قافلة �صحية‬ ‫‪،‬وهن��اك جه��ات �أخ��رى عدي��دة نف��ذت‬ ‫م�شاريع اخرى ‪.‬‬ ‫‪ .4‬م�ش��روع مراجع��ة �سيا�س��ات الدول��ه‬ ‫جتاه املغرتبني‬ ‫وهوم�ش��روع م�ست��دام يهت��م في��ه جه��از‬ ‫املغرتبني مبراجعة �سيا�سات الدوله جتاه‬ ‫املغرتب�ين ‪ ،‬خا�صة فيم��ا يتعلق بتخفيف‬ ‫الأعب��اء وتقدمي املقرتح��ات واملبادرات‬ ‫والر�ؤى لتطوير تن��اول ومعاجلة ق�ضايا‬ ‫الهجرة واالغرتاب مب��ا مي ًكن من تعزيز‬ ‫وتطوي��ر االيجابي��ات وتعظي��م فوائ��د‬ ‫الهج��رة ومعاجل��ة املعوق��ات والآث��ار‬ ‫ال�سالبة‪.‬‬ ‫‪ .5‬م�شروع دعم ال�سالم ال�شامل‬ ‫العمل مع اجلهات ذات العالقه بالداخل‬ ‫واخل��ارج م��ن �أج��ل حتقي��ق ال�س�لام فى‬ ‫كل �أنح��اء الوط��ن وخا�ص��ة ف��ى دارفور‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪95‬‬

‫و�إ�شراك �أبناء ال�سودان العاملني باخلارج‬ ‫عامة و�أبناء والية دارفور خا�صة‪ ،‬لدفع‬ ‫كل اخلط��وات الت��ى تق��ود �إىل �إيق��اف‬ ‫احلرب و�إح�لال ال�س�لام ال�شامل فى كل‬ ‫�أرجاء الوطن‪.‬‬ ‫‪ .6‬م�شروع ت�سهيل وتب�سيط الإجراءات‬ ‫ميث��ل جمم��ع جه��از املغرتب�ين مرك��ز ًا‬ ‫متكام ًال لتقدمي خدمات نوعية متكاملة‬ ‫لأبن��اء ال�س��ودان العامل�ين باخل��ارج‬ ‫و�إجن��از كاف��ة معامالته��م و�إجراءاتهم‬ ‫الر�سمي��ة بي�س��ر و�سهول��ة وف��ى زم��ن‬ ‫قيا�س��ى وبيئ��ة منوذجي��ة وجوي�س��وده‬ ‫ال��ود واالحرتام‪،‬املجم��ع ي�ض��م خمتل��ف‬ ‫امل�ؤ�س�س��ات الت��ى يتعام��ل معه��ا املغ�ترب‬ ‫وت�شم��ل الإدارات التن�سيق ّي��ه (ال��زكاة‬ ‫واجل��وازات وال�سج��ل امل��دين وامل�ساهمة‬ ‫الوطنية واجلم��ارك واخلدمة الوطنية‬ ‫والأرا�ض��ي) وتتوف��ر باملجم��ع البن��وك‬ ‫وال�صراف��ات ومكات��ب الط�يران ومكتبة‬ ‫عام��ة ومرك��ز �صحى وكافتريي��ا حديثه‬ ‫ومعار���ض لبي��ع الأجه��زة الكهربائي��ة‬ ‫وم�ستلزم��ات الأ�سرة‪� ،‬إ�ضافه �إىل مكاتب‬ ‫االجتماعي‬ ‫القوم��ي للت�أم�ين‬ ‫ال�صن��دوق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�صح��ي‬ ‫القوم��ي للت�أم�ين‬ ‫وال�صن��دوق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للعاملني باخلارج‪.‬‬ ‫وقد �شمل التط��ور الذى �شهدته البنيات‬ ‫التحتي��ه ف��ى اجله��از تعمي��م ا�ستخ��دام‬ ‫تقنية احلا�سب الآيل فى كافة املعامالت‬ ‫واخلدم��ات الت��ى تق��دم داخ��ل اجله��از‬ ‫ف�ضال ع��ن اجلهود احلثيث��ه التى تبذلها‬ ‫الإداره به��دف رب��ط اجله��از مبعاب��ر‬ ‫اخلروج و�سفارات ال�سودان باخلارج عرب‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�شبكة االنرتنت‪.‬‬ ‫ويعت�بر قي��ام ف��روع للجه��از ب��كل م��ن‬ ‫بورت�س��ودان ودنق�لا ومدن��ى والأبي���ض‬ ‫وبح��ري التطبي��ق العمل��ى ال�سرتاتيجة‬ ‫جه��از املغرتبني الرامي��ة لرعاية وراحة‬ ‫العامل�ين باخل��ارج و�ضمان توف�ير �أف�ضل‬ ‫اخلدمات له��م �أينما كان��وا وحيثما ح ّلوا‬ ‫ف��ى ربوع ه��ذا الوطن‪ ،‬ت�سهي�لا وتب�سيط ًا‬ ‫للإجراءات‪.‬‬ ‫‪ .7‬م�شروع ا�ستثمارات املغرتبني‪:‬‬ ‫وه��و م�ش��روع يعن��ى باال�ستقط��اب‬ ‫والتوظي��ف الأمث��ل ملدخ��رات العامل�ين‬ ‫باخل��ارج لت��دور م��ع عجل��ة االقت�ص��اد‬ ‫املتنام��ى بالداخل و�إتاح��ة �أف�ضل فر�ص‬ ‫اال�ستثم��ار وتق��دمي النم��اذج الناجح��ة‬ ‫م��ن خ�لال توف�ير املعلوم��ات وتب�سي��ط‬ ‫الإج��راءات والقي��ام ب��دور حلق��ة‬ ‫تن�سي��ق بني املغ�ترب و�أجه��زة اال�ستثمار‬ ‫االحتادية والوالئية كما يهدف امل�شروع‬ ‫�إىل ح��ث وت�شجيع ال�سوداني�ين العاملني‬ ‫باخلارج لتوظي��ف عالقاتهم ال�ستقطاب‬ ‫ر�ؤو���س الأم��وال العربي��ة والأجنبي��ة‬ ‫لال�ستثمار فى ال�س��ودان‪ ،‬وقد مت فى هذا‬ ‫االطار �إن�شاء �شركة املهاجر العاملية وهى‬ ‫�شرك��ة م�ساهمه عام��ه تعمل فى خمتلف‬ ‫�ضروب اال�ستثمار وميلك املغرتبون عدد ًا‬ ‫كبري ًا من �أ�سهمها‪.‬‬

‫اهتمت �إدارة اجلهاز يف‬ ‫ا�سرتاتيجيتها وخططها بالعمل‬ ‫الإعالمي واعتمدت له يف‬ ‫هيكلها �إدارة خا�صة‬

‫املدار���س ال�سودان ّي��ة وفت��ح‬ ‫والثانوي‬ ‫مراكز امتحان �شهادتي الأ�سا�س‬ ‫ّ‬ ‫بدول املهجر ومتابعة �إجراءات ا�ستيعاب‬ ‫�أبن��اء العائدي��ن بالداخ��ل‪ .‬وتنفي��ذا‬ ‫ملق��ررات م�ؤمت��ر املغرتبني ج��اءت جامعة‬ ‫املغرتب�ين بالتن�سي��ق الع��اىل م��ع اجلهات‬ ‫ذات العالق��ة واالخت�صا���ص حتت مظلة‬ ‫�شرك��ة م�ساهم��ة عام��ة ك�إ�ضاف��ة نوعية‬ ‫مل�سرية التعليم العاىل بالداخل ومنوذج ًا‬ ‫ي�ستوع��ب �أح��دث �أ�سالي��ب التعلي��م يف‬ ‫اخل��ارج به��دف توف�ير فر���ص الع��وده‬ ‫والعمل‪.‬‬ ‫�إن اله��دف الرئي�س��ى من ه��ذه املنا�شط –‬ ‫تلم�س ق�ضايا وهموم ال�سودانيني العاملني‬ ‫باخلارج وربطهم بالوطن‪.‬‬ ‫ومن �أهم املدار�س ال�سودانيه باخلارج‪:‬‬ ‫• املدر�سة ال�سودانية فى الدوحة‪.‬‬ ‫• املدر�سة ال�سودانية فى طرابل�س‪.‬‬ ‫• املدر�سه ال�سودانيه فى اليمن‪.‬‬ ‫• املدر�سه ال�سودانيه فى بنغازى‪.‬‬ ‫• املدر�سة ال�سودانية فى اجنمينا‪.‬‬ ‫• املدر�سة ال�سودانية فى يوغندا‪.‬‬ ‫• املدر�سة ال�سودانية فى القاهرة‪.‬‬ ‫• املدر�سة ال�سودانية فى ايران‪.‬‬ ‫‪ .8‬برنامج تعليم �أبناء املغرتبني‬ ‫ويه��دف امل�ش��روع �إىل معاجل��ة امل�ش��كالت • املدر�سة ال�سودانية فى �إ�سالم �أباد‪.‬‬ ‫الت��ى تواج��ه �أبن��اء املغرتب�ين فى جمال • مركز تعليم الريا�ض‪.‬‬ ‫التعلي��م العام والعاىل وذل��ك عرب �إن�شاء • مركز تعليم جدة‪.‬‬ ‫ه��ذه املدار���س جميعه��ا تد َر���س املنه��ج‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪96‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الأ�سابيع الثقافية باخلارج تهدف �إىل‬ ‫التعريف بال�سودان من خالل املعار�ض‬ ‫الرتاثية واالبداعية ‪،‬وقد �أ�صبحت �آلية‬ ‫لتوطيد العالقات مع ال�شعوب‪.‬‬

‫ال�سودان��ى ويرعاها اجلهاز‬ ‫بالتن�سي��ق م��ع وزارة الرتبي��ه والتعلي��م‬ ‫فى �إط��ار رب��ط الأبناء بوطنه��م ثقافي ًا‬ ‫ووجداني ًا‪.‬‬ ‫‪ .9‬م�شروع الأ�سابيع الثقافية‬ ‫تق��وم الإدارة بتغطي��ة حزم��ة م��ن‬ ‫الأ�سابي��ع الثقافي��ة باخل��ارج بغر���ض‬ ‫التعري��ف بال�س��ودان �أر�ض��ا و�شعب��ا م��ن‬ ‫خ�لال املعار���ض الرتاث ّي��ة والإبداع ّي��ة‬ ‫الت��ى ت�شم��ل كل �ض��روب الف��ن والإبداع‬ ‫ال�سودان��ى والت��ى نخاط��ب به��ا الوجود‬ ‫ال�سودانى فى اخلارج ف�ضال عن جمتمعات‬ ‫البلدان امل�ضيفه لل�سودان فى اخلارج‪ ،‬هذه‬ ‫الأ�سابيع �أ�صبحت �آلية لتوطيد العالقات‬ ‫احل�ضاري‬ ‫مع ال�شعوب والتعريف بالإرث‬ ‫ّ‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪97‬‬

‫وتب��ادل اخل�برات‪ ،‬ثم ا�ستقب��ال الوفود‬ ‫اخلارج ّي��ة وح��ل ق�ضاياه��م بالتن�سي��ق‬ ‫م��ع اجله��ات ذات ال�صلة‪،‬ويتحق��ق دور‬ ‫العاملني باخلارج عرب كياناتهم ال�شعبيه‬ ‫من جالي��ات و�أنديه ورواب��ط وجمعيات‬ ‫خريي��ة وع�بر البعث��ات الدبلوما�س ّي��ه‬ ‫الر�سميه (قن�صليات و�سفارات)‪.‬‬ ‫إعالمي‬ ‫‪ .10‬امل�شروع ال‬ ‫ّ‬ ‫ت�أت��ى مهمة رعاي��ة ال�سودانيني العاملني‬ ‫باخل��ارج وحتقي��ق توا�صلهم م��ع ما يدور‬ ‫ف��ى الوط��ن ف��ى �أول قائم��ة الأه��داف‬ ‫الت��ى �أن ِْ�ش��ئ اجلهاز لتقدميه��ا واالهتمام‬ ‫به��ا‪ ،‬ومن هنا كان اهتم��ام وتركيز �إدارة‬ ‫اجله��از ع�بر ا�سرتاتيجيته��ا وخططه��ا‬ ‫عل��ى العم��ل الإعالمي‪ .‬وق��د جتلى هذا‬ ‫إداري‬ ‫االهتم��ام ف��ى اعتم��اد الهي��كل ال ّ‬ ‫للجه��از قي��ام �إدارة عامة تعن��ى ب�شئون‬ ‫اجلالي��ات والإع�لام تتب��ع له��ا �إدارة‬ ‫الإع�لام ومهمته��ا توظي��ف مكونات لغة‬ ‫املوجه لل�سودانيني ‪.‬‬ ‫اخلطاب ال‬ ‫إعالمي ً‬ ‫ّ‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫دور املر�أة الريفية ال�سودانيةفـي التنميــة‬ ‫�إعــداد‪� /‬أ‪ .‬مــي ب�شــارة �سليمــان‬ ‫�أ�ستاذ حما�ضر بجامعة النيلني‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫تهت��م كل دول العامل بتنمية جمتمعاتها‬ ‫عل��ي كاف��ة الأ�صع��دة �س��واء ًا كان��ت‬ ‫االقت�صادية �أو االجتماعية �أو ال�سيا�سية‬ ‫�أو الثقافية بهدف الو�صول �إيل جمتمعات‬ ‫متكامل��ة‪ ،‬ف��كان م��ن الطبيع��ي �أن يوجه‬ ‫ج��زء ًا م��ن ه��ذا االهتم��ام �إيل العن�ص��ر‬ ‫الب�ش��ري باعتبار �أن الإن�س��ان هو الهدف‬ ‫الأ�سا�س��ي للتنمي��ة كما و�أنه ج��زء ًا مهم ًا‬ ‫من عملية التنمية نف�سها‪.‬‬ ‫والتنمي��ة الريفي��ة هي ج��زء من عملية‬ ‫التنمي��ة ال�شامل��ة وه��ي الإ�سرتاتيجي��ة‬ ‫املر�سوم��ة لتح�سني احلي��اة االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية حلياة املجتمعات ‪.‬‬ ‫يتطل��ب �إح��داث التنمي��ة الريفي��ة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪98‬‬

‫جمموع��ة متكامل��ة م��ن ال�سيا�س��ات‬ ‫واخلط��ط وامل�شروع��ات والربامج‪ ،‬فالبد‬ ‫م��ن تكام��ل املجهودات الرامي��ة لإحداث‬ ‫التنمي��ة املجتمعي��ة ابت��داء م��ن توف�ير‬ ‫اخلدم��ات الأ�سا�سي��ة وم�شروع��ات من��و‬ ‫الدخ��ل للمزارع�ين وغريها �إنتق��ا ًال �إيل‬ ‫اخلط��ط الهادفة �إيل احل��د من الظلم يف‬ ‫توزيع الفر�ص االقت�صادية وامل�شروعات‬ ‫التنموي��ة واخلدم��ات العامة بني الريف‬ ‫إنته��اء برف��ع ق��درات القطاع‬ ‫واحل�ض��ر ‪� ،‬‬ ‫ً‬ ‫الريف��ي لتمكين��ه م��ن حتقي��ق التنمي��ة‬ ‫الذاتية امل�ستدمية‪.‬‬ ‫�إ�ضاف��ة مل��ا �سب��ق ف���إن عملي��ة التنمي��ة‬ ‫الريفي��ة حت��ى ت�صبح متكامل��ة البد من‬ ‫االهتم��ام بالعن�ص��ر الب�ش��ري باعتب��اره‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫يتطلب �إحداث التنمية‬ ‫الريفية جمموعة متكاملة‬ ‫من ال�سيا�سات واخلطط‬ ‫وامل�شروعات والربامج‪.‬‬

‫ج��زء هام�� ًا كم��ا ذكرن��ا َانف�� ًا وذل��ك‬ ‫العتب��ارات اجلزئية يف عملي��ة التنمية‬ ‫وكذل��ك اعتب��ار اال�ستف��ادة الكامل��ة من‬ ‫عملي��ة التنمي��ة ‪ ،‬فامل��ر�أة هي �أح��د �أهم‬ ‫العنا�ص��ر املكون��ة للعن�ص��ر الب�ش��ري يف‬ ‫املجتمع��ات عام��ه واملجتم��ع الريفي علي‬ ‫وجه اخل�صو�ص لأن املر�أة الريفية ت�شكل‬ ‫الع�ص��ب الرئي�سي للعملي��ة الإنتاجية يف‬ ‫املجتمع��ات الريفي��ة وهي متث��ل �أكرث من‬ ‫ن�ص��ف املجتمع الريفي حي��ث تقوم بعده‬ ‫�أدوار يف املجتم��ع الريف��ي فه��ي امل�سئولة‬ ‫ع��ن الأ�سرة وه��ي التي تق��وم بالوظيفة‬ ‫الإجنابي��ة وتربي��ة الأبن��اء واالهتمام‬ ‫بكل �أف��راد الأ�سرة داخل املن��زل �إ�ضافة‬ ‫لدوره��ا اله��ام ال��ذي تلعب��ه يف العملي��ة‬ ‫الإنتاجية خارج املنزل‪.‬‬ ‫وعل��ي الرغ��م من ذل��ك جند �أن امل��ر�أة يف‬ ‫الريف العربي عام��ة والريف ال�سوداين‬ ‫ب�صف��ة خا�ص��ة كان��ت وال ت��زال تع��اين‬ ‫م��ن فج��وة وا�سعة ب�ين ما تق��وم به وبني‬ ‫م��ا حت�ص��ل علي��ه لذل��ك جن��د �أن برامج‬ ‫التنمي��ة الريفي��ة عامة وبرام��ج تنمية‬ ‫امل��ر�أة الريفي��ة ب�شكل خا���ص ت�سعى �إىل‬ ‫جت�س�ير ه��ذه الفج��وة ب�ين عم��ل امل��ر�أة‬ ‫الإنتاج��ي وو�ضعه��ا االجتماع��ي‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إيل حماول��ة �إبراز ال��دور الذي ت�سهم به‬ ‫املر�أة الريفية يف التنمية وذلك من خالل‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪99‬‬

‫املر�أة هي �أحد �أهم العنا�صر‬ ‫الب�شرية يف املجتمعات عامة‬ ‫واملجتمع الريفي على وجه‬ ‫اخل�صو�ص‪.‬‬ ‫دعمه��ا ومتكينه��ا اقت�صادي�� ًا واجتماعي ًا‬ ‫لذل��ك فاالهتم��ام بامل��ر�أة الريفية يجب‬ ‫�أن يك��ون عل��ي قم��ة �أولوي��ات ال�سيا�س��ة‬ ‫التنموي��ة بحيث �أن ذل��ك يزيد من ن�سبة‬ ‫عوائد التنمية‪.‬‬ ‫حت��اول ه��ذه الورق��ة مناق�ش��ة الأدوار‬ ‫الت��ي تقوم به��ا املر�أة الريفي��ة يف تنمية‬ ‫املجتمع��ات الريفي��ة وذل��ك م��ن خ�لال‬ ‫معرفة الواق��ع االجتماعي واالقت�صادي‬ ‫والإنتاج��ي للم��ر�أة الريفي��ة و�إىل �أي‬ ‫م��دي ميك��ن له��ذا الواق��ع �أن ي�سه��م يف‬ ‫تنمية املجتمع��ات الريفية ‪ ،‬وهل هنالك‬ ‫م�سبب��ات حت��ول دون �أن يك��ون للم��ر�أة‬ ‫دور ًا ب��ارز ًا يف التنمي��ة كم��ا ونح��اول من‬ ‫خ�لال ه��ذه الورق��ة مناق�ش��ة �إمكاني��ة‬ ‫�إيج��اد حل��ول ومعاجلات لأب��رز املعوقات‬ ‫التي حت��ول دون �إ�سهام املر�أة الريفية يف‬ ‫تنمية جمتمعها الريفي‪.‬‬ ‫االهتم��ام الر�سمي العامل��ي بق�ضايا املر�أة‬ ‫ودورها يف التنمية‪:‬‬ ‫من بني الق�ضايا التي حظيت باهتمام‬ ‫وا�ض��ح يف جم��ال الدرا�س��ات التنموي��ة‬ ‫خا�ص��ة يف الآون��ة الأخرية كان��ت ق�ضية‬ ‫املر�أة و�سبل متكينه��ا لإدماجها يف عملية‬ ‫التنمية‪.‬‬ ‫ب��د�أ االهتمام الر�سمي بامل��ر�أة والنهو�ض‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫بها اقت�صادي�� ًا واجتماعي ًا حينما طالبت‬ ‫اجلمعي��ة العامة ل�ل�أمم املتحدة يف العام‬ ‫(‪ )1962‬بو�ض��ع برنام��ج موحد لتح�سني‬ ‫�أو�ضاع املر�أة يف ال��دول املختلفة لت�ساهم‬ ‫يف التنمي��ة االقت�صادي��ة واالجتماعية‬ ‫وكان ذلك ع�بر �أن�شط��ة منظمات حقوق‬ ‫الإن�س��ان ‪ ،‬تمّ ذل��ك دون �أن ت�شارك املر�أة‬ ‫نف�سها يف التخطيط لربامج تلك الأن�شطة‬ ‫حيث �إنه��ا مل تكن حا�ض��رة فيما يخت�ص‬ ‫بتطبيقات ونظريات التنمية خالل عقد‬ ‫التنمي��ة الأول للأمم املتح��دة (‪-1960‬‬ ‫‪.)1970‬‬ ‫وقد �شهدت ال�ساحة الدولية خالل عقد‬ ‫الأمم املتح��دة الث��اين للتنمية (‪-1970‬‬ ‫‪ )1979‬حرك��ة ن�شط��ة لق�ضاي��ا امل��ر�أة‬ ‫ف�أقيمت ع��دة م�ؤمترات ولق��اءات وور�ش‬ ‫عم��ل ومعاه��دات بغر�ض �إدم��اج املر�أة يف‬ ‫تيار التنمية وتطوير �أدائها علي خمتلف‬ ‫امل�ستوي��ات ‪ ،‬وكان ذل��ك ب��دء ًا بامل�ؤمت��ر‬ ‫العامل��ي الأول للمر�أة يف مدين��ة مك�سيكو‬ ‫�سيت��ي باملك�سيك يف الع��ام (‪ )1975‬حتت‬ ‫�شع��ار (التنمي��ة وال�س�لام) وق��د انبث��ق‬ ‫عن��ه و�ضع خطة عم��ل لالرتق��اء باملر�أة‬ ‫ليتم تنفيذها بوا�سطة الدول واملنظمات‬ ‫الر�سمي��ة وال�شعبي��ة امل�شارك��ة ‪،‬واعت�بر‬ ‫الع��ام (‪ )1975‬عام ًا دولي�� ًا للمر�أة �إميانا‬ ‫واعرتافا بقيمة و�أهميه دورها يف تنمية‬ ‫املجتمعات ‪.‬‬ ‫�أعتربت الفرتة ‪1976‬م – ‪1985‬م‬ ‫عقد الأمم املتحدة للمر�أة ويف‬ ‫‪1979‬م �أقرت معاهدة �سيداو لإلغاء‬ ‫التمييز �ضد املر�أة‪.‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪100‬‬

‫املر�أة يف الريف العربي عامة‬ ‫وال�سوداين ب�صفة خا�صة تعاين‬ ‫من فجوة وا�سعة بني ماتقوم به‬ ‫وما حت�صل عليه‪.‬‬

‫اعت�برت الف�ترة م��ن (‪)1985 -1976‬‬ ‫عقد الأمم املتح��دة للمر�أة تلته معاهدة‬ ‫(�سي��داو) والتي اخت�صت ب�إ�صدار قوانني‬ ‫وت�شريع��ات لإلغاء كافة �أ�ش��كال التمييز‬ ‫�ضد امل��ر�أة وذلك يف الع��ام (‪ )1979‬وقد‬ ‫دخل��ت حي��ز التنفي��ذ يف ع��ام (‪)1981‬‬ ‫بتوقيع ع�شرون دولة عليها‪.‬‬ ‫مت بد�أ عقد الأمم املتحدة الثالث للتنمية‬ ‫يف الف�ترة م��ن (‪ )1989 -1980‬وذل��ك‬ ‫بامل�ؤمت��ر العامل��ي الثاين يف ع��ام (‪)1980‬‬ ‫يف مدين��ة كوبنهاج��ن بالدمن��ارك وفيه‬ ‫مت تق��ومي جمي��ع الأعمال الت��ي �أجنزت‬ ‫يف اخلم���س �سن��وات الأويل لعق��د امل��ر�أة‬ ‫(‪ )1985 -1976‬ومت فيه اعتماد برنامج‬ ‫العم��ل للن�ص��ف الث��اين م��ن عق��د الأمم‬ ‫املتحدة للمر�أة ‪ ،‬تب��ع ذلك امل�ؤمتر العاملي‬ ‫الثال��ث للم��ر�أة يف مدينة نريوب��ي بكينيا‬ ‫يف ع��ام (‪ )1985‬حت��ت �شع��ار (امل�س��اواة‬ ‫– ال�سل��م – التنمي��ة ) وق��د اعتم��دت‬ ‫في��ه ال��دول امل�شاركة عل��ي ا�سرتاتيجية‬ ‫النهو�ض باملر�أة حتى العام (‪2000‬م) ‪.‬‬ ‫ويف الع��ام (‪ )1992‬عق��د م�ؤمتر التنمية‬ ‫والبيئ��ة يف مدين��ة ري��ودي جان�يرو‬ ‫بالربازي��ل وذلك من خ�لال العقد الرابع‬ ‫ل�ل�أمم املتحدة يف الفرتة م��ن (‪1990‬م ‪-‬‬ ‫‪1999‬م) وكان م��ن �أجندته �إبراز �أهمية‬ ‫العالق��ة ب�ين ق�ضاي��ا امل��ر�أة وا�ستدام��ة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫عملية التنمية‪.‬‬ ‫�أجم��ع امل�ؤمت��ر العامل��ي لل�س��كان والتنمية‬ ‫والذي �أقيم يف القاهرة يف العام(‪)1994‬‬ ‫عل��ى �أن متكني امل��ر�أة وترقي��ة �أو�ضاعها‬ ‫ي���ؤدي �إىل حتقيق التنمي��ة االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية وال�سيا�سية وذلك لت�أثريها‬ ‫الفع��ال يف حياة الأ�س��رة واحلياة العامة‬ ‫وترقية اجلن�س الب�شري‪.‬‬ ‫�أقي��م امل�ؤمت��ر العامل��ي الراب��ع للم��ر�أة يف‬ ‫مدين��ة بك�ين بال�صني يف الع��ام (‪)1995‬‬ ‫حت��ت �شعار من �أج��ل ( امل�ساواة والتنمية‬ ‫وال�س�لام ) ك�أه��داف رئي�سي��ة للم�ؤمت��ر‬ ‫اعتم��دت في��ه ال��دول امل�شارك��ة منهج�� ًا‬ ‫للعمل يرتكز عل��ي الق�ضاء علي التفرقة‬ ‫عل��ي �أ�سا���س الن��وع وع��دم التكاف���ؤ يف‬ ‫الفر���ص بني الذك��ور والإناث يف جماالت‬ ‫ال�صح��ة والتعلي��م وامل�شارك��ة يف العم��ل‬ ‫االقت�ص��ادي واالجتماع��ي والعم��ل علي‬ ‫�إتاح��ة الفر���ص املت�ساوي��ة للبق��اء يف‬ ‫احلي��اة وتفعي��ل ومتك�ين امل��ر�أة التخ��اذ‬ ‫القرارات يف الأن�شطة التنموية‪.‬‬ ‫ج��اء يف �إع�لان الأمم املتح��دة ب�ش���أن‬ ‫الألفية ال�صادر عام ‪2000‬م الت�أكيد علي‬ ‫متكني املر�أة و�إدماجها يف عملية التنمية‬ ‫ً‬ ‫طريق��ة ملكافح��ة اجل��وع‬ ‫باعتب��ار ذل��ك‬ ‫والفقر‪ ،‬ومن اجل �إ�شراك املر�أة يف عملية‬ ‫ً‬ ‫خا�صة �أنه ال ميكن حتقيق الأمن‬ ‫التنمية‬ ‫امل�ؤمتر العاملي الأول للمر�أة عقد يف‬ ‫مك�سيكو �سيتي عام ‪1975‬م والثاين يف‬ ‫كوبنهاجن عام ‪1980‬م والثالث نريوبي‬ ‫‪1985‬م والرابع بكني ‪1995‬م‪.‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪101‬‬

‫�إعالن الألفية ال�صادر يف‬ ‫‪2000‬م �أكد على متكني املر�أة‬ ‫و�إدماجها يف عملية التنمية من‬ ‫�أجل مكافحة اجلوع والفقر‪.‬‬ ‫الغذائي للأ�سرة الفقرية يف العامل النامي‬ ‫�إال �إذا �ساهم جمي��ع �أفراد الأ�سرة ذكور ًا‬ ‫ً‬ ‫م�ساهمة تامة ‪.‬‬ ‫و�إناثا‬ ‫كذل��ك فقد انعق��د م�ؤمتر القم��ة العاملي‬ ‫للأغذي��ة يف الع��ام (‪2002‬م) بروم��ا‬ ‫والذي نوق�ش فيه �ضرورة �إيجاد التدابري‬ ‫الالزم��ة بتزويد املر�أة بق��درات متكافئة‬ ‫للو�صول مل��وارد الإنت��اج ومتكينها ب�صورة‬ ‫كامل��ة ل�صياغة ال�سيا�س��ات وامل�شاركة يف‬ ‫مكافحة الفقر واحلد منه ‪.‬‬ ‫خرج��ت تل��ك امل�ؤمت��رات ال�سابق��ة‬ ‫بتو�صي��ات ملزم��ة لل��دول لتك��ون مو�ض��ع‬ ‫التنفيذ لتعزيز م�ساهمة املر�أة و�إدماجها‬ ‫يف خط��ط وبرامج التنمي��ة كعن�صر فعال‬ ‫وم�ستفيد ‪.‬‬ ‫االهتمام الر�سمي العربي بق�ضايا املر�أة‪:‬‬ ‫�أم��ا علي امل�ست��وي الإقليمي فق��د اهتمت‬ ‫املنظم��ة العربي��ة للتنمي��ة الزراعي��ة‬ ‫بتعزيز ال��دور التنموي للم��ر�أة العربية‬ ‫من خ�لال الندوات والدرا�سات والدورات‬ ‫التدريبي��ة لتفعيل م�شاركة امل��ر�أة ‪ ،‬فقد‬ ‫دع��ت الأمان��ة العام��ة جلامع��ة ال��دول‬ ‫العربي��ة لن��دوة تنمية امل��ر�أة يف الريف‬ ‫العرب��ي وذل��ك ال�ستق��راء واق��ع امل��ر�أة‬ ‫الريفي��ة وطبيع��ة م�شاركته��ا يف الأ�سرة‬ ‫واملجتم��ع وذل��ك يف الع��ام (‪ )1982‬يف‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الأردن‪.‬‬ ‫كم��ا نالت امل��ر�أة اهتم��ام كل م��ن منظمة‬ ‫الوحدة الإفريقية واللجنة االقت�صادية‬ ‫الأفريقي��ة و�أدرجته��ا يف خططه��ا‬ ‫وبراجمه��ا خا�ص��ة خط��ة عم��ل الغو�س‬ ‫يف الع��ام (‪ )1980‬والتي �أجيزت من قبل‬ ‫ر�ؤ�ساء الدول الإفريقية ‪.‬‬ ‫كذل��ك �أقي��م امل�ؤمت��ر الإقليم��ي للجن��ة‬ ‫االقت�صادي��ة واالجتماعي��ة لغرب��ي‬ ‫�آ�سي��ا وجامع��ة الدول العربي��ة يف بغداد‬ ‫يف الع��ام (‪ )1984‬وفي��ه مت �إق��رار‬ ‫�إ�سرتاتيجي��ة لرتقي��ة �أو�ض��اع امل��ر�أة‬ ‫العربي��ة حت��ى ع��ام (‪ )2000‬حي��ث‬ ‫اعتمدت ه��ذه الإ�سرتاتيجية علي الإرث‬ ‫الإ�سالم��ي العرب��ي الأ�صي��ل ال��ذي يعزز‬ ‫كرامة الإن�س��ان وي�ؤكد �أن املر�أة والرجل‬ ‫�شري��كان يف �إعم��ار الأر���ض وذل��ك تبع��ا‬ ‫وعم ً‬ ‫�لا باحلديث النب��وي ال�شريف الذي‬ ‫جاء فيه �أن الن�ساء �شقائق الرجال‪.‬‬ ‫االجت��اه الر�سم��ي املحل��ي يف االهتم��ام‬ ‫بتنمية املر�أة الريفية ال�سودانية‪:‬‬ ‫عل��ي امل�ستوي املحلي فق��د واكب ال�سودان‬ ‫احلركة العاملي��ة للنهو�ض بامل��ر�أة‪ ،‬حيث‬ ‫�أنعق��د يف ع��ام (‪ )1987‬م�ؤمت��ر املر�أة يف‬ ‫الزراع��ة والتنمي��ة الريفي��ة ب�شمب��ات‬ ‫حتت رعاية منظم��ة الزراعة والأغذية‬ ‫العاملي��ة ووزارة الزراع��ة‬ ‫واكب ال�سودان احلركة العاملية‬ ‫للنهو�ض باملر�أة‪ ،‬ويف ‪1987‬م عقد‬ ‫م�ؤمتر �شمبات برعاية املنظمة‬ ‫الدولية و وزارة الزراعة‪.‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪102‬‬

‫�إهتمت جامعة الدول‬ ‫العربية ومنظمة الوحدة‬ ‫الأفريقية بتعزيز الدور‬ ‫التنموي للمر�أة‪.‬‬ ‫ال�سودانية ‪ ،‬ثم تال ذلك قيام ور�شة عمل‬ ‫�سيا�سات وا�سرتاتيجي��ات م�ساهمة املر�أة‬ ‫يف الزراع��ة والتنمي��ة الريفي��ة يف العام‬ ‫(‪ )1989‬مب�شارك��ة وزارة الزراع��ة م��ع‬ ‫بع���ض ال��وزارات الأخ��رى وكان من نتائج‬ ‫ه��ذه الور�ش��ة قيام وح��دة تنمي��ة املر�أة‬ ‫بوزارة الزراعة‪.‬‬ ‫ب��رزت حم��اوالت الدول��ة للإ�ص�لاح‬ ‫االقت�صادي واالجتماعي يف الإعالن عن‬ ‫خطة الإ�سرتاتيجية القومية ال�شاملة يف‬ ‫العام (‪ )1992‬وذلك عن ع�شر �سنوات يف‬ ‫الف�ترة من العام ‪1993‬م ‪2002 -‬م والتي‬ ‫�أ�صبح��ت بع��د ذل��ك الوثيق��ة الر�سمي��ة‬ ‫للدول��ة لو�ض��ع اخلط��وط العري�ض��ة‬ ‫وتوجي��ه الربام��ج وال�سيا�س��ات للتنمي��ة‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية ّ‬ ‫و�ضمن قطاع‬ ‫امل��ر�أة يف اال�سرتاتيجي��ات القطاعي��ة‬ ‫للتنمية والرعاية االجتماعية ‪.‬‬ ‫�أفرزت هذه الوثيقة ا�سرتاتيجية حمددة‬ ‫لتعزيز مكانة املر�أة و�إتاحة الفر�صة لها‬ ‫للم�شاركة يف العمل والإنتاج ‪.‬‬ ‫وحددت ه��ذه اال�سرتاتيجي��ة الأهداف‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫�أ‪ /‬منح �أولوية متقدمة لرتقية دور املر�أة‬ ‫وا�ستيفاء حاجاتها‪.‬‬ ‫ب‪ /‬دع��م قطاع املر�أة وتعبئته للم�شاركة‬ ‫الفعالة يف التنمية ال�شاملة ‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ج‪ /‬االرتق��اء بوظيف��ة امل��ر�أة يف املجتمع‬ ‫وتبن��ي برام��ج و�سيا�س��ات تتف��ق و�أهمية‬ ‫هذه الوظيفة يف بناء املجتمع ‪.‬‬ ‫د‪ /‬فت��ح اف��اق جدي��دة للم��ر�أة لتفعي��ل‬ ‫دوره��ا يف عملي��ات التغي�ير االجتماع��ي‬ ‫واالقت�صادي‪.‬‬ ‫تبل��ور االهتم��ام الفعل��ي لالرتق��اء بدور‬ ‫امل��ر�أة عل��ى �أر���ض الواق��ع يف ال�س��ودان‬ ‫م��ن خ�لال قي��ام العدي��د م��ن امل�ؤ�س�س��ات‬ ‫وال��وزارات ب�إن�ش��اء وح��دات متخ�ص�ص��ة‬ ‫يف جمال تنمي��ة املر�أة وذل��ك باعتبارها‬ ‫مدخ ً‬ ‫�لا �ضروري�� ًا للتنمي��ة ال�شامل��ة‬ ‫و�ضمان�� ًا لتطوي��ر املجتم��ع وم��ن ه��ذه‬ ‫الوح��دات �أن�شئ��ت وحدة تنمي��ة و�إر�شاد‬ ‫امل��ر�أة الريفي��ة ب��الإدارة االحتادي��ة‬ ‫للإر�ش��اد الزراع��ي‪ ،‬و�إدارة امل��ر�أة بوزارة‬ ‫الرعاي��ة والتنمية االجتماعية يف العام‬ ‫(‪.)1987‬‬ ‫كم��ا مت �إن�ش��اء �إدارة امل��ر�أة والتنمي��ة‬ ‫الزراعي��ة ب��وزارة الزراع��ة يف الع��ام‬ ‫(‪ )1989‬كذلك �أن�شئت وحدات لدرا�سات‬ ‫وبح��وث وتنمي��ة املر�أة بعدد م��ن املراكز‬ ‫واجلامع��ات ال�سوداني��ة وته��دف كل هذه‬ ‫امل�ؤ�س�س��ات واملراك��ز لالرتق��اء والنهو�ض‬ ‫بدور املر�أة يف الأ�سرة واملجتمع و�إك�سابها‬ ‫امله��ارات واملع��ارف وتنمي��ة قدراته��ا‬ ‫وتدريبه��ا حتى ت�صبح ن��واة و�أداة لتغيري‬ ‫املر�أة والأ�سرة واملجتمع‪.‬‬

‫�ض َمن قطاع املر�أة يف‬ ‫الإ�سرتاتيجيات القطاعية‬ ‫للتنمية والرعاية الإجتماعية يف‬ ‫الإ�سرتاتيجية القومية ال�شاملة‪.‬‬

‫عل��ي عات��ق امل��ر�أة الريفي��ة فه��ي تق��وم‬ ‫بالأعم��ال ذات الطبيعة املزدوجة داخل‬ ‫وخ��ارج املن��زل �إ�ضاف��ة �إيل م�شاركته��ا يف‬ ‫�أداء �أدوار متع��ددة يف حي��اة املجتمع��ات‬ ‫�إال �أن هذا الكم م��ن الأدوار مل ي�صاحبها‬ ‫فعالي��ة يف الأداء الكيفي املتطور ‪ ،‬وذلك‬ ‫لأنها ال متتلك املعينات للعمل بل ت�ستخدم‬ ‫و�سائ��ل تقليدي��ة ملمار�س��ة �أعماله��ا مم��ا‬ ‫ي���ؤدي �إيل ت��دين �إنتاجه��ا وقدراته��ا‬ ‫وي�ضع��ف ذلك م��ن م�ساهمته��ا يف التنمية‬ ‫‪ ،‬فم��ا زال م�ست��وي �أداء امل��ر�أة الريفي��ة‬ ‫يحت��اج �إيل مزيد من التغي�ير والتحديث‬ ‫يف �إطار برامج �شامل��ة ت�ساعدها وتعينها‬ ‫عل��ي االرتق��اء مبجتمعه��ا املحل��ي وتربز‬ ‫دورها احلقيقي يف التنمية الريفية ‪.‬‬ ‫ظهر منظور املر�أة والتنمية كمنهاج للعمل‬ ‫منذ عق��د ال�سبعين��ات من الق��رن املا�ضي‬ ‫وقد رك��ز كما‪ -‬ذكرن��ا �آَنف ًا‪ -‬عل��ي تنمية‬ ‫ال��دور الإجنابي والأ�س��ري فقط فمعظم‬ ‫امل�شروع��ات كان��ت ترك��ز وتهت��م بربامج‬ ‫الأ�س��رة واالقت�ص��اد املن��زيل وا�ستهدفت‬ ‫املر�أة �آنذاك بامل�شاركة يف عملية التنمية‬ ‫ك�أم وربة من��زل فقط ‪،‬مما �أدي �إيل عزل‬ ‫املر�أة ع��ن امل�شاركة يف التنمية و�إدماجها‬ ‫الأدوار الت��ي تقوم بها امل��ر�أة الريفية يف يف خططه��ا وبراجمها ‪ ،‬فمث ً‬ ‫�لا يف العراق‬ ‫التنمية ‪:‬‬ ‫ت�ش�ير الإح�ص��اءات �إىل �أن ن�سب��ة ‪%59‬‬ ‫عل��ي الرغم م��ن �ضخامة الأعب��اء امللقاة م��ن الن�س��اء العراقي��ات يوج��دن يف‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪103‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الري��ف وبجانب �أعبائهن الأ�سرية ف�إنهن‬ ‫ي�ساهم��ن يف العم��ل الزراع��ي الإنتاج��ي‬ ‫بن�سبة عمالة ت�صل �إيل ‪ %41‬من الن�سبة‬ ‫العامة للعمال��ة يف الريف العراقي ‪ ،‬ومع‬ ‫ذل��ك ف�إن املر�أة الريفية العراقية تعاين‬ ‫م��ن ع��دم احت�س��اب جه��د عمله��ا حي��ث‬ ‫�أنه��ا غالب ًا م��ا تعمل بدون �أج��ر ومن �أهم‬ ‫املعوقات الت��ي تعاين منها املر�أة الريفية‬ ‫العراقي��ة �أنه��ا مازالت حماط��ة بالأمية‬ ‫واحلرمان من التعلي��م وحق العمل �إال يف‬ ‫القطاع الزراعي‪.‬‬ ‫كذلك احلال بالن�سبة للمر�أة الريفية يف‬ ‫�سورية حيث ت�شكل ن�سبة املر�أة الريفية‬ ‫ن�سبة ‪ %49.6‬م��ن عدد الن�ساء يف �سورية‬ ‫والالتي ي�شكلن تقريب ًا ن�صف عدد ال�سكان‬ ‫وهذا م�ؤ�شر وا�ضح عن حجم العمل الذي‬ ‫تق��وم ب��ه امل��ر�أة الريفي��ة يف التنمي��ة‬ ‫الزراعي��ة ‪،‬فف��ي درا�سة �أجري��ت عن دور‬ ‫امل��ر�أة الريفي��ة ال�سوري��ة يف التنمي��ة‬ ‫بين��ت ه��ذه الدرا�س��ة �أن ال��دور الأه��م‬ ‫الذي تقوم به املر�أة يف ريف �سورية يربز‬ ‫يف الزراع��ة والإنت��اج احلي��واين �إ�ضافة‬ ‫�إيل الكث�ير من الأعمال الت��ي حتتاج �إيل‬ ‫جمهودات �ضخمة ‪ ،‬بلغت ن�سبة الأعمال‬ ‫التي تق��وم بها امل��ر�أة الريفية يف �سورية‬ ‫ن�سبة ‪ %70‬من حج��م الأعمال الزراعية‬ ‫‪ ،‬وعل��ي الرغم من ذل��ك ف�إن م�ساهمتها يف‬

‫قامت العديد من امل�ؤ�س�سات‬ ‫والوزارات ب�إن�شاء وحدات متخ�ص�صة‬ ‫يف جمال تنمية املر�أة ب�إعتبارها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�ضروريا للتنمية ال�شاملة‪.‬‬ ‫مدخال‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪104‬‬

‫اجله��د الت�سويق��ي وهو ج��زء �أ�سا�سي من‬ ‫العملية الإنتاجي��ة ال يتجاوز ‪ %3‬مقابل‬ ‫كل م��ا ذكر من جهد ‪ ،‬مما يو�ضح اخللل يف‬ ‫�إعطاء املر�أة الريفية حق جهدها و�إبراز‬ ‫دورها يف تنمية جمتمعها‪.‬‬ ‫واق��ع املر�أة الريفي��ة ال�سودانية يت�شابه‬ ‫كث�ير ًا مع واقع امل��ر�أة يف الريف العربي ‪،‬‬ ‫فامل��ر�أة الريفية يف ال�س��ودان ت�ؤدي عدة‬ ‫ادوار اجتماعي��ة و�إجنابي��ة و�إنتاجي��ة‪،‬‬ ‫فهي امل�سئولة م�سئولية كاملة عن �إجناب‬ ‫الأبن��اء وتربيته��م وتوف�ير الغ��ذاء لهم‬ ‫�إ�ضافة مل�سئوليتها عن �إدارة �شئون منزلها‬ ‫وامل�سئوليات االجتماعية الأخرى‪.‬‬ ‫وبالرغم من �أنه��ا ت�ساهم م�ساهمة كبرية‬ ‫يف اجلانب الإنتاجي �إال �أن الرتكيز دائم ًا‬ ‫ما يكون علي دورها يف اجلوانب الإجنابية‬ ‫واالجتماعية فقط ‪ ،‬لذلك وجب الرتكيز‬ ‫عل��ي اجلان��ب الإنتاجي للم��ر�أة الريفية‬ ‫ال�سودانية حيث �إنها تقوم ب�إنتاج حوايل‬ ‫‪ %80‬م��ن املحا�صي��ل الزراعي��ة وت�ش��كل‬ ‫املر�أة عن�صر ًا فاع ًال يف الن�شاط الزراعي‬ ‫حي��ث بلغ��ت الق��وة العامل��ة الن�سوي��ة‬ ‫خا�صة يف القطاع املطري التقليدي ن�سبة‬ ‫‪ %75‬ويرتك��ز فيه الن�شاط علي �إنتاجية‬ ‫املر�أة الريفية والتي و�صلت م�ساهمتها يف‬ ‫الواليات الغربي��ة فقط حلوايل ‪90-80‬‬ ‫‪ %‬بح�سب درا�س��ة �أجرتها وزارة الزراعة‬ ‫والغاب��ات يف ق�سم �إدارة امل��ر�أة والتنمية‬ ‫الزراعية ‪.‬‬ ‫ت�ش��ارك امل��ر�أة الريفي��ة يف ال�س��ودان يف‬ ‫مزرعة الأ�سرة التي ميلكها الزوج �أو الأب‬ ‫�أو الأخ ب��دون �أج��ر وت�ص��ل م�ساهمتها يف‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫‪ %59‬من الن�ساء العراقيات يع�شن يف الريف‬ ‫وي�ساهمن بــ ‪ %41‬يف العمل الزراعي‪،‬‬ ‫و‪ %49.6‬من ال�سوريات ريفيات وي�ساهمن‬ ‫بـــ ‪ %70‬يف الإنتاج الزراعي واحليواين‪.‬‬

‫ذل��ك �إىل ح��وايل ‪ %50‬م��ن‬ ‫اجله��د ‪ ،‬وترتكز العمليات الزراعية التي‬ ‫ت�ستخ��دم فيها الآل��ة علي الرجال فقط ‪،‬‬ ‫بينم��ا تعمل الن�ساء بالأعم��ال الزراعية‬ ‫التي ت�ستغرق جهدا يدوي ًا وزمن ًا كبري ًا ‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف��ة �إىل م�ساهمته��ا الكب�يرة يف‬ ‫العملي��ات الزراعي��ة فان امل��ر�أة الريفية‬ ‫يف ال�سودان تهتم كذلك برعاية احليوان‬ ‫فهي امل�سئول الأول والأخري عن احليوانات‬ ‫ابتداء من تنظيفها وعلفها وحتى ت�صنيع‬ ‫ً‬ ‫منتجاته��ا م��ن دواج��ن وبي���ض و�ألب��ان‬ ‫و�أجب��ان ‪ ،‬حتى �إنها تهت��م بتوفري الغذاء‬ ‫من اللحوم والبي�ض ‪ ،‬ورغم كل هذا اجلهد‬ ‫�إال �أنها بعيدة كل البعد عن عملية ت�سويق‬ ‫املنتج��ات حي��ث �إن ه��ذه العملية يخت�ص‬ ‫به��ا الرج��ل فق��ط �إال يف بع���ض احلاالت‬ ‫النادرة �ش�أنها يف ذلك �ش�أن املر�أة الريفية‬ ‫يف بقية الدول العربية ‪.‬‬ ‫يف غ��رب ال�سودان تق��وم الن�س��اء بالعمل‬ ‫اجلماع��ي يف بع���ض املزارع الت��ي ميتلكنها‬ ‫وتديره��ا جمموع��ات ن�سوي��ه كم��ا يف‬ ‫م�شروعات غ��رب ال�سافنا ويقمن بزراعة‬ ‫الذرة والفول ال�سوداين �إ�ضافة �إيل بع�ض‬ ‫املحا�صيل الزراعية �سريعة الن�ضج وذلك‬ ‫ل�س��د االحتياج��ات الغذائي��ة للأ�سرة يف‬ ‫الفرتة التي ت�سبق مو�سم احل�صاد‪.‬‬ ‫كم��ا و�أن امل��ر�أة الريفي��ة ُتع��د امل�ص��در‬ ‫الأ�سا�سي لتوفري الأم��ن الغذائي الأ�سري‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪105‬‬

‫من خالل تخزينها للحبوب وقت احل�صاد‬ ‫وتنقيته��ا من ال�شوائب وم��ن ثم تخزينها‬ ‫يف الأماك��ن املنا�سب��ة ل�ضم��ان احلف��اظ‬ ‫عليه��ا م��ن التل��ف حت��ى التفق��د قيمتها‬ ‫الغذائية وهي‬ ‫الت��ي تق��وم باختي��ار احلب��وب والب��ذور‬ ‫املنا�سب��ة للطه��ي مب��ا يتنا�س��ب م��ع‬ ‫احتياج��ات الأ�س��رة وتق��وم ب�إعداده��ا‬ ‫الإع��داد اجلي��د بحي��ث يك��ون الغ��ذاء‬ ‫حمتفظ�� ًا بعنا�صره الغذائي��ة ‪ ،‬وهي التي‬ ‫تقوم بعملي��ة الت�صنيع حل��وايل ‪ %80‬من‬ ‫املنتج��ات النباتي��ة واحليوانية ومن �أهم‬ ‫هذه العمليات‪:‬‬ ‫‪ /1‬التخم�ير‪ ،‬مثل تخم�ير عجني الك�سرة‬ ‫ومنتجات الألبان‪.‬‬ ‫‪ /2‬التجفي��ف لبع���ض املنتج��ات مث��ل‬ ‫البامي��ة وال�شط��ة واللح��وم والأ�سم��اك‬ ‫با�ستخدام الهواء وال�شم�س‪.‬‬ ‫‪� /3‬صناع��ة الع�صائ��ر مث��ل الك��ر ك��دي‬ ‫والعردي��ب وعجين��ة الطماطم وطحينة‬ ‫الفول ال�سوداين والعجوة‪.‬‬ ‫كذلك جن��د �أن املر�أة الريفية ال�سودانية‬ ‫تق��وم ب�إن�ش��اء جمعي��ات تعاوني��ة بهدف‬ ‫توف�ير االحتياج��ات الغذائي��ة امل�صنع��ة‬ ‫كال�سك��ر والزيت وغريهم��ا‪ ،‬وتقوم كذلك‬ ‫ب�إقام��ة جتمع��ات للرتفي��ه وتوطي��د‬ ‫العالق��ات ( جتمع��ات ال�ش��اي والقه��وة )‬ ‫حيث يجتمعن يف يوم حمدد من كل �أ�سبوع‬ ‫ل��دي احده��ن وتلت��زم ع�ض��وات التجمع‬ ‫بتق��دمي م��واد عيني��ة ومادي��ة حم��ددة‬ ‫ل�صالح امل��ر�أة امل�ستقبلة وت�ستفيد الن�ساء‬ ‫الريفي��ات م��ن مثل ه��ذه التجمعات لعمل‬ ‫بع���ض املنا�شط كالن��دوات ال�صغرية برفع‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫قدراته��ن وتن�شي��ط دوره��ن يف املجتم��ع‬ ‫املحل��ي ‪ ،‬وق��د تك��ون ه��ذه التجمع��ات يف‬ ‫كث�ير م��ن الأحي��ان ن��واة لإن�ش��اء مراكز‬ ‫لتنظي��م �أن�شط��ة امل��ر�أة الريفي��ة عل��ي‬ ‫م�ستوي اكرب‪.‬‬ ‫�أف��ردت بع���ض امل�شروع��ات التنموي��ة يف‬ ‫ال�سودان مكان ًا خا�ص ًا للمر�أة الريفية مثل‬ ‫م�ش��روع جبل مرة وم�ش��روع تنمية جبال‬ ‫النوب��ة وم�شروع غ��رب ال�سافنا وذلك يف‬ ‫نهاي��ة ال�سبعين��ات وبداي��ة الثمانين��ات‬ ‫م��ن الق��رن الع�شري��ن وذل��ك باتب��اع نهج‬ ‫التنمي��ة الريفي��ة املتكامل��ة والتي تهتم‬ ‫بزي��ادة الإنتاج الزراع��ي املحلي وتنمية‬ ‫املجتم��ع الريفي‪ ،‬حققت هذه امل�شروعات‬ ‫ج��زء ًا م��ن �أهدافه��ا �إال �أنه��ا �أخفق��ت يف‬ ‫ا�ستيع��اب مفهوم الن��وع و�إهمالها لإدخال‬ ‫برام��ج امل��ر�أة الريفي��ة �ضم��ن الدرا�سات‬ ‫الأولي��ة للم�ش��روع وقد اكتف��ت ب�أن ت�ضع‬ ‫امل��ر�أة الريفية يف �شكل �إ�ضافات يف نهاية‬ ‫امل�شاري��ع بالرغ��م من �أن دور امل��ر�أة ميثل‬ ‫ح��وايل ‪ %63‬من جه��د الإنت��اج الزراعي‬ ‫وه��ذا م��ا يقودن��ا �إىل احلدي��ث ع��ن �أهم‬ ‫املعوق��ات التي حتول دون بروز دور املر�أة‬ ‫يف التنمية الريفية‪.‬‬ ‫معوقات املر�أة الريفية يف التنمية ‪:‬‬ ‫ترتبط م�شكالت املر�أة الريفية مب�شكالت‬ ‫املجتم��ع الريف��ي ودرج��ة تط��وره لذلك‬

‫املر�أة الريفية ال�سودانية‬ ‫تقوم ب�إنتاج ‪ %80‬من املحا�صيل‬ ‫الزراعية ويف الواليات الغربية‬ ‫قد ت�صل الن�سبة �إىل ‪.%90‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪106‬‬

‫جن��د �أن تنميته��ا تتح��دد بعملية تنمية‬ ‫املجتم��ع الريف��ي ككل ‪ ،‬فامل��ر�أة جزء من‬ ‫هذا املجتمع مم��ا يحتم �ضرورة االهتمام‬ ‫بها و�إدماجها يف عملية تنميته ‪ ،‬وال�شاهد‬ ‫�أن هنال��ك كثري من املعوق��ات التي حتول‬ ‫دون ذلك �أهمها‪:‬‬ ‫‪� /1‬سيادة بع���ض العادات والتقاليد التي‬ ‫تزيد من فقر املر�أة الريفية‪.‬‬ ‫‪� /2‬إنت�ش��ار الأمية ب�ين الن�ساء الريفيات‬ ‫ب�شكل وا�سع‪.‬‬ ‫‪ /3‬عدم متليك املر�أة للأرا�ضي الزراعية‬ ‫يف كثري من املجتمعات الريفية‪.‬‬ ‫‪� /4‬صعوب��ة ح�ص��ول امل��ر�أة عل��ي م�صادر‬ ‫التمويل امل�صرفية‪.‬‬ ‫‪ /5‬نق���ص اخل�برة الفني��ة وخا�ص��ة يف‬ ‫جمال امل�شاريع الزراعي��ة وطرق �إدارتها‬ ‫باعتبارها م�شاريع مدرة للدخل ‪.‬‬ ‫‪ /6‬عم��ل الن�س��اء ل�ساعات طويل��ة يومي ًا‬ ‫وب��دون �أجر يف الغال��ب الأعم مما يجعل‬ ‫االهتمام بتجويد العمل مفقود‪.‬‬ ‫‪ /7‬ع��دم ا�ستف��ادة امل��ر�أة الريفي��ة يف‬ ‫كثري م��ن املجتمعات الريفية م��ن امليكنة‬ ‫الزراعي��ة حي��ث تخ�ص���ص له��ا الأعمال‬ ‫اليدوي��ة الت��ي حتت��اج لكثري م��ن الوقت‬ ‫واجلهد‪.‬‬ ‫‪ /8‬ع��دم متك�ين امل��ر�أة الريفي��ة م��ن‬ ‫اال�ستفادة من الإمكانيات واملوارد املتاحة‬ ‫يف الريف بطرق علمية‪.‬‬ ‫‪ /9‬النق���ص الكبري يف الكوادر الإر�شادية‬ ‫ب�صف��ة عام��ة ويف الك��وادر الإر�شادي��ة‬ ‫الن�سائية ب�صفة خا�صة‪.‬‬ ‫‪� /10‬ضع��ف الإح�ص��اءات والقاع��دة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫املعلوماتي��ة اخلا�ص��ة بعم��ل الن�س��اء‬ ‫الريفيات والدور الذي يلعبنه يف الأعمال‬ ‫الزراعية وغريها‪.‬‬ ‫‪ /11‬ع��دم وج��ود برام��ج وخط��ط عم��ل‬ ‫حمددة للجهات وامل�ؤ�س�سات القائمة علي‬ ‫الأمر و�إن وجدت فهي غري م�ستمرة وذلك‬ ‫لتغ�ير الإدارات و�أنظم��ة احلك��م وع��دم‬ ‫وج��ود تن�سي��ق متكامل بني ه��ذه اجلهات‬ ‫وامل�ؤ�س�سات ‪.‬‬ ‫كيفية النهو�ض بواقع املر�أة الريفية‪:‬‬ ‫يتطلب النهو�ض االقت�صادي واالجتماعي‬ ‫بواق��ع امل��ر�أة الريفي��ة ال�سوداني��ة عدة‬ ‫�أم��ور الب��د م��ن �أخذه��ا بع�ين االعتب��ار‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫متك�ين امل��ر�أة الريفي��ة م��ن ا�ستخ��دام‬ ‫و�سائ��ل التقان��ة والتكنولوجي��ا وذل��ك‬ ‫لتطوير �أدائها وتنمي��ة قدرات جمتمعها‬ ‫فتعل��م املر�أة الريفي��ة ال�ستخدام و�سائل‬ ‫التقان��ة والتكنولوجيا احلديثة املالئمة‬ ‫لطبيعته��ا ميكنه��ا من القي��ام مب�سئوليتها‬ ‫و�أن�شطته��ا بكف��اءة خا�ص��ة و�أن امل��ر�أة‬ ‫الريفي��ة كم��ا ذكرن��ا �سابق�� ًا تتع��دد‬ ‫م�سئولياتها و�أدوارها يف جمتمعها الريفي‬ ‫فه��ي حتت��اج �إىل تعلم �أن��واع خمتلفة من‬ ‫التقان��ات والو�سائ��ط التكنولوجي��ة لكي‬ ‫تفع��ل دورها يف التنمي��ة وذلك مثل تعلم‬ ‫ا�ستخ��دام طلمب��ات املي��اه الت��ي توفر لها‬ ‫اجله��د املبذول يف جلب امل��اء من م�سافات‬ ‫بعيدة كما �أنها حتت��اج �إيل احل�صول علي‬ ‫الوق��ود مث��ل الغ��از الطبيع��ي واملواق��د‬ ‫املح�سن��ة والآالت الزراعي��ة والتق��اوى‬ ‫اجليدة وكذلك املبيدات ملكافحة الآفات‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪107‬‬

‫املر�أة الريفية ال�سودانية تقوم‬ ‫ب�إن�شاء جمعيات تعاونية بهدف‬ ‫توفري الإحتياجات الغذائية امل�صنعة‬ ‫كال�سكر والزيت وغريها‪.‬‬ ‫والأمرا�ض ‪ .‬كما �أنها حتتاج‬ ‫�إىل الإمل��ام بتكنولوجي��ة �إنت��اج الغ��ذاء‬ ‫وتخزينه بط��رق علمية حديثة وكذلك‬ ‫حتت��اج �إىل الإمل��ام بو�سائ��ل االت�ص��االت‬ ‫املبا�ش��رة وغ�ير املبا�شرة لنق��ل املعلومات‬ ‫والبيانات والبد من تعليمها وتدريبها علي‬ ‫كيفية التعامل مع هذه الو�سائل املختلفة‬ ‫وكيفية التحك��م واال�ستفادة منها كذلك‬ ‫ف���إن و�سائ��ل التقان��ة والتكنولوجي��ا‬ ‫امل�ستخدمة من قبل امل��ر�أة الريفية البد‬ ‫و�أن تك��ون ذات �أث��ر ايجاب��ي فع��ال عل��ي‬ ‫حياته��ا وو�ضعه��ا الأ�س��ري فالوقت الذي‬ ‫توف��ره با�ستخدامها له��ذه الو�سائل ميكن‬ ‫�أن ت�ستغل��ه يف حت�س�ين و�ض��ع الأ�س��رة‬ ‫واالرتق��اء به��ا من خ�لال زي��ادة الدخل‬ ‫وحت�سني امل�ستوي املعي�شي‪.‬‬ ‫والو�سائ��ل التكنولوجي��ة احلديث��ة‬ ‫امل�ستخدم��ة م��ن قب��ل امل��ر�أة الريفي��ة‬ ‫ي�شرتط فيها �أن تكون منخف�ضة التكلفة‬ ‫وميكنه��ا �أن تتح�ص��ل عليه��ا ب�سهول��ة‬ ‫�إ�ضاف��ة �إيل انه يجب �أن يك��ون التدريب‬ ‫عليها ووقت ا�ستخدامها �أقل من التدريب‬ ‫والوق��ت واجله��د املبذول�ين يف ا�ستخدام‬ ‫الو�سائ��ل التقليدي��ة م��ع ا�ش�تراط توفر‬ ‫الطاقة الالزمة لت�شغيلها‪.‬‬ ‫البد من �أن تعمل التكنولوجيا امل�ستخدمة‬ ‫من قب��ل امل��ر�أة الريفية عل��ي رفع جودة‬ ‫ونوعي��ة ال�سل��ع واخلدمات املنتج��ة و�أن‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫تكون مت�سقة ومالئمة للو�ضع االقت�صادي‬ ‫واالجتماع��ي للمجتم��ع ب�صف��ة عام��ة‬ ‫وللمر�أة الريفية ب�صفة خا�صة‪.‬‬ ‫كذل��ك ف�إن امل��ر�أة الريفي��ة حتتاج ب�شدة‬ ‫�إىل برام��ج الإر�ش��اد الريف��ي لكي تدعم‬ ‫دوره��ا يف التنمي��ة فع��ادة م��ا جن��د �أن‬ ‫الإر�ش��اد الريف��ي يوجه ب�ص��وره �أ�سا�سية‬ ‫للرجل الريفي لتبن��ي الو�سائل احلديثة‬ ‫لزي��ادة الإنت��اج نوع�� ًا وكم�� ًا‪ ،‬لذل��ك ف�إن‬ ‫ع��دم االهتم��ام ب��دور امل��ر�أة الريفي��ة‬ ‫املزارعة على م�ستوى الإنتاج �أو الت�سويق‬ ‫�أو اخلدم��ات قد �أث��ر �سلب ًا عل��ى التنمية‬ ‫الزراعي��ة و�أدى النخفا���ض العائ��د منها‬ ‫وتدن��ى ج��ودة املنت��ج ‪،‬بح�س��ب تقدي��ر‬ ‫منظم��ة الزراع��ة والأغذي��ة العاملي��ة‬ ‫فامل��ر�أة الريفي��ة حت�ص��ل عل��ى ‪ %21‬مما‬ ‫يح�ص��ل علي��ه الرج��ل م��ن اخلدم��ات‬ ‫الإر�شادي��ة ‪ ،‬ففي م�س��ح قامت به منظمة‬ ‫الأغذي��ة الزراعي��ة ل�ل�أمم املتح��دة يف‬ ‫الع��ام ‪1989‬م تب�ين �أن ح��وايل ‪ %5‬فقط‬ ‫م��ن م��وارد الإنت��اج الزراع��ي يف جمي��ع‬ ‫�أنح��اء العامل يوج��ه �إىل الن�س��اء وتبني‬ ‫كذل��ك �أن ‪ %15‬فقط من موظفي الإر�شاد‬ ‫يف العامل من الن�ساء ‪.‬‬ ‫با�ستق��راء هذه الن�سب جندها ال تتوافق‬ ‫م��ع حج��م العم��ل الزراع��ي ال��ذي تقوم‬ ‫به امل��ر�أة الريفية مما ي�ؤك��د �أن الإر�شاد‬ ‫الزراع��ي يوجه بن�س��ب كبرية للمزارعني‬ ‫الرجال ٍ‪.‬‬ ‫�أو�ض��ح تقري��ر لإدارة امل��ر�أة ب��وزارة‬ ‫الزراع��ة يف ال�س��ودان �أن هنالك نق�ص ًا يف‬ ‫الك��وادر الإر�شادي��ة ب�صف��ة عامة حيث‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪108‬‬

‫بل��غ الع��دد الكل��ي للمر�شدي��ن بح�س��ب‬ ‫تقري��ر وزارة الزراع��ة ح��وايل (‪)456‬‬ ‫مر�ش��د ًا زراعي ًا ومنه��م حوايل ‪ %20‬فقط‬ ‫م��ن الن�س��اء املر�ش��دات ‪ ،‬وق��د �أدي نق�ص‬ ‫املر�ش��دات الزراعي��ات �إيل ع��دم تهيئ��ة‬ ‫بيئ��ة حقلية كاملة مبني��ة علي احلاجة‬ ‫احلقيقية للم��ر�أة الريفية مما ت�سبب يف‬ ‫ح��دوث عدة م�شاكل يف القط��اع الزراعي‬ ‫مث��ل ظه��ور الآف��ات الزراعي��ة فامل��ر�أة‬ ‫الريفي��ة تفتق��ر �إيل التدري��ب اخلا���ص‬ ‫بتجهي��زات الأر���ض فالإر�ش��اد الزراع��ي‬ ‫هن��ا يلعب دور ًا كب�ير ًا يف تعليمه��ا كيفية‬ ‫و�ض��ع البذور بطريق��ة �صحيحة وانتقاء‬ ‫التق��اوى اجلي��دة والط��رق ال�صحيح��ة‬ ‫للري والت�سمي��د والتعرف على الأمرا�ض‬ ‫والآف��ات الزراعي��ة امل�ض��رة باملحا�صي��ل‬ ‫وكيفي��ة ا�ستخ��دام املبي��دات وم��ا �إىل‬ ‫ذلك م��ن جمموعة اخلدم��ات الإر�شادية‬ ‫الزراعي��ة ذات الأهمي��ة الق�صوى يف رفع‬ ‫معدالت الإنتاج حتى ي�صبح لإ�سهام املر�أة‬ ‫الريفية دور بارز يف التنمية ال�شاملة‪.‬‬ ‫هنالك عدد من العوامل ت�ؤدي �إىل �إغفال‬ ‫الن�ساء الريفيات من اال�ستفادة الق�صوى‬ ‫من اخلدمات الإر�شادية �أهمها ‪:‬‬ ‫* ال��دور امل��زدوج للم��ر�أة الريفي��ة يف‬ ‫الأ�سرة والزراعة‪.‬‬ ‫* ارتف��اع ن�سب��ة الأمي��ة ب�ين الن�س��اء‬

‫بع�ض امل�شروعات التنموية‬ ‫كم�شاريع جبل مرة وجبال النوبة‬ ‫مكانا ً‬ ‫وغرب ال�سافنا �أفردت ً‬ ‫خا�صا‬ ‫للمر�أة الريفية‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫عدم الإهتمام بدور املر�أة الريفية‬ ‫املزارعة �أثر ً‬ ‫�سلبا على التنمية‬ ‫الزراعية و�أدى �إىل �إنخفا�ض العائد‬ ‫وتدين جودة املنتج‪.‬‬ ‫الريفي��ات حيث ميثل ه��ذا العامل عائق ًا‬ ‫�أ�سا�سي��ا يح��ول دون ا�ستفادته��ا م��ن‬ ‫اخلدمات الإر�شادية ومن و�سائل التقانة‬ ‫والتكنولوجي��ا ويح��د من ات�س��اع مدارك‬ ‫املر�أة الريفية ويقلل من طموحها ‪.‬‬ ‫* كذلك فان العادات والتقاليد واملورثات‬ ‫ال�سائ��دة تلع��ب دور ًا يف �إعاق��ة ح�ص��ول‬ ‫امل��ر�أة علي اخلدم��ات الإر�شادية وحتول‬ ‫دون حتدث املر�شدين الزراعيني الرجال‬ ‫م��ع املزارع��ات الن�س��اء مم��ا يجع��ل عمل‬ ‫املر�شدي��ن الزراعي�ين مفي��د ًا وهن��ا تربز‬ ‫احلاج��ة �إيل توفري املزيد م��ن املر�شدات‬ ‫الزراعيات الن�ساء لتاليف هذه العقبة ‪.‬‬ ‫حتتاج امل��ر�أة الريفية حت��ى تربز دورها‬ ‫التنم��وي يف املجتم��ع الريف��ي حتتاج �إيل‬ ‫�أن تت�سل��ح بالعل��م ع��ن طري��ق التو�سع يف‬ ‫برامج حمو الأمية ب�شكل علمي ومدرو�س‬ ‫بحيث تراعي ه��ذه الربامج بجانب حمو‬ ‫الأمية �أن تكون هنالك جرعات �إر�شادية‬ ‫وبرام��ج وخط��ط �إر�شادية تالئ��م عملها‬ ‫يف جمتمعه��ا الريف��ي وذلك ح��ول كيفية‬ ‫اال�ستفادة من املوارد واخلدمات املتوفرة‬ ‫يف جمتمعه��ا املحل��ي وان تك��ون هنال��ك‬ ‫م�شروع��ات ذات ج��دوى اقت�صادية تربز‬ ‫دورها التنموي ‪.‬‬ ‫املر�أة خمل��وق يجيد التعل��م واال�ستيعاب‬ ‫ب�ص��ورة جيدة ففي درا�سة للبنك الدويل‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪109‬‬

‫�أو�ضح��ت �أن العائ��د م��ن اال�ستثم��ار يف‬ ‫تعليم امل��ر�أة ي�ؤدي �إيل زي��ادة �إنتاجيتها‬ ‫مبعدل ‪ ،%12‬ويف ذات ال�صدد �أ�شار تقرير‬ ‫ملنظم��ة العم��ل الدولي��ة ب���أن كل �سن��ة‬ ‫تعليمية للمر�أة ينتج عنها زيادة يف دخلها‬ ‫بحوايل ‪ %15‬للمر�أة مقابل ‪ %11‬للرجل‪،‬‬ ‫ه��ذا مما ي�ؤك��د �أهمية التعلي��م والإر�شاد‬ ‫والتدريب بالن�سبة للمر�أة عموم ًا واملر�أة‬ ‫الريفي��ة ب�صفة خا�ص��ة لأن ذلك ميكنها‬ ‫م��ن البح��ث واال�ستف��ادة م��ن الفر���ص‬ ‫وامل��وارد واخلدم��ات املتاح��ة وم��ن ث��م‬ ‫ميك��ن لها �أن تكون �أك�ثر خربة وا�ستيعاب ًا‬ ‫يف اال�ستف��ادة م��ن التكنولوجي��ا بجان��ب‬ ‫ذلك ف�إن امل��ر�أة ميكن �أن حتفز غريها من‬ ‫الن�ساء لال�سرت�شاد بها مما ي�ساهم يف ن�شر‬ ‫الأ�سالي��ب والأفكار والثقافات اجليدة يف‬ ‫جمتمعها الريفي املحلي‪.‬‬ ‫توف�ير خمتل��ف �أ�ش��كال الدع��م الفن��ي‬ ‫والإداري والقانوين والتمويلي معه توفري‬ ‫الأرا�ض��ي الالزم��ة لإن�ش��اء امل�شروع��ات‬ ‫ومتليكه��ا للن�س��اء �إذا �أمك��ن ي�ساع��د‬ ‫كث�ير ًا عل��ي ازدياد اهتم��ام امل��ر�أة ب�إبراز‬ ‫دوره��ا التنموي كم��ا �أن ت�أ�سي���س عوامل‬ ‫اال�ستمراري��ة للربام��ج وامل�شروع��ات من‬ ‫خالل �إ�ش��راك املر�أة نف�سها يف التخطيط‬ ‫له��ذه امل�شروع��ات والربام��ج والإ�ش��راف‬ ‫عليه��ا م��ع عم��ل �آلي��ة ملتابعته��ا حت��ى‬ ‫ل��و تغ�يرت �إدارة امل�ؤ�س�س��ات املخطط��ة‬ ‫وامل�شرفة عل��ي هذه الربامج وامل�شروعات‬ ‫وذلك ل�ضمان اال�ستمرارية والتطور ‪.‬‬ ‫يج��ب كذل��ك االهتم��ام بقط��اع امل��ر�أة‬ ‫الريفي��ة ورف��ع كفاءته��ا وفاعليته��ا‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ومقرتحات التطوي��ر وزارة الزراعة والغابات – �إدارة‬ ‫من معوقات تنمية املر�أة الريفية‬ ‫املر�أة والتنمية الزراعية اخلرطوم – ابريل ‪1999‬م‪.‬‬ ‫�سيادة بع�ض العادات والتقاليد‬ ‫‪ /3‬ال�سي��د حمم��د احل�س�ين و�آخ��رون – درا�س��ات يف‬ ‫التنمي��ة االجتماعي��ة �سل�سل��ة التنمي��ة الريفي��ة –‬ ‫واملوروثات و�إنت�شار الأمية وعدم‬ ‫الكتاب الأول – بدون تاريخ‪.‬‬ ‫متليكها الأرا�ضي الزراعية‪.‬‬ ‫‪ /4‬املنظم��ة العربي��ة للتنمي��ة الزراعي��ة – الدرا�سة‬ ‫القومي��ة ح��ول زي��ادة م�شارك��ة امل��ر�أة يف الأن�شط��ة‬ ‫واالع�تراف به��ا ك�شري��ك‬ ‫وامل�شاري��ع الإنتاجي��ة والتنموية يف الوط��ن العربي –‬ ‫�أ�صيل يف حتقي��ق التنمية ودعم �إمكانات اخلرطوم – ‪1997‬م‪.‬‬ ‫ت�سويقه��ا لإنتاجه��ا ب�شقي��ه الزراع��ي ‪ /5‬املنظم��ة العربي��ة للتنمي��ة الزراعي��ة – درا�س��ة‬ ‫ً م�ساهمة التنظيمات ال�سنوية يف تنمية املر�أة الريفية‬ ‫ً‬ ‫واحليواين �أ�س��وة ب�أخيها الرجل تطبيقا ووثيق��ة امل�ش��روع املتكام��ل لتطويره��ا – اخلرط��وم –‬ ‫عملي ًا ملا جاء يف معظم امل�ؤمترات العاملية ‪1997‬م‪.‬‬ ‫واملحلية وور�ش العمل التي نادت بذلك‪ /6 .‬بلقي�س يو�سف بدري وامنة ال�صادق بدري – مر�شد‬ ‫القائدة الريفية – اجلزء الأول – �أم درمان ‪1994‬م‪.‬‬ ‫ت�شجيع املر�أة الريفية على ا�ستثمار جزء‬ ‫‪ /7‬بلقي�س يو�سف بدري و�سمية الب�شري الطيب – دليل‬ ‫من مناف��ع العملية الزراعي��ة حتى يعود متكني امل��ر�أة – جمعية بابكر ب��دري العلمية الن�سوية‬ ‫عليها وعلي جمتمعها بالفائدة علي املدى – اجلزء الأول – �أم درمان – ‪2001‬م‪.‬‬ ‫الطويل وال يتم ذلك �إال عن طريق دح�ض ‪ /8‬جامع��ة ال��دول العربي��ة – ن��دوة لتنمي��ة امل��ر�أة‬ ‫العربي��ة يف الوطن العرب��ي – الإدارة العام��ة لل�شئون‬ ‫االعتقاد ال�سائد ب�أن عمل املر�أة الريفية االجتماعية والثقافية – الأردن ‪1975‬م‪.‬‬ ‫يف احلقول هو امتداد لدورها الأ�سري لذا ‪ /9‬رائ��دة �أي��وب – اجل��دوى االجتماعي��ة للم�شاري��ع‬ ‫فهي ال ت�ؤج��ر وال ي�ضمن يف الإح�صاءات املتناهي��ة العن�ص��ر وت�أثرياته��ا علي الن�س��اء يف الريف‬ ‫ال�س��وري – جامع��ة ال��دول العربي��ة منظم��ة امل��ر�أة‬ ‫االقت�صادي��ة الر�سمية للدولة مما ي�ؤدي العربية – �سورية‪2010‬م‪.‬‬ ‫�إيل جتاه��ل دوره��ا خا�ص��ة �إذا م��ا كانت ‪ /10‬عائ�ش��ة الكارب – الإط��ار العملي لتنمية املر�أة –‬ ‫هنالك خطة لتخ�صي���ص برامج تنموية مركز اجلندر للتنمية والتدريب – يوليو ‪2000‬م ‪.‬‬ ‫‪ /11‬فاطم��ة �إ�سماعي��ل عل��ي – دور امل��ر�أة يف التنمية‬ ‫فاعل��ة ‪ ،‬فالتوثي��ق لعمل امل��ر�أة الريفية الريفية – الندوة القومية حول دور املر�أة يف التنمية‬ ‫يف جم��ال الإنت��اج الزراع��ي خطوة هامة الزراعي��ة – املنظم��ة العربي��ة للتنمي��ة الزراعي��ة‪-‬‬ ‫حت��ى تك��ون هنال��ك قاع��دة معلوماتي��ة اخلرط��وم ‪1997‬م‪ /12 .‬خمت��ار حم��زة و�آخ��رون‬ ‫– درا�س��ات يف التنمي��ة الريفي��ة املتكامل��ة – �سل�سلة‬ ‫ع��ن دورها الفعلي يف التنمية الريفية يف‬ ‫التنمية الريفية – الكتاب الأول – بدون تاريخ‪.‬‬ ‫جمتمعها املحلي و�صو ً‬ ‫ال لأهداف التنمية ‪ /13‬من�صور �إبراهيم حممد تخطيط التنمية مب�شاركة‬ ‫املر�أة والتغري النوعي – اخلرطوم – بدون تاريخ‪.‬‬ ‫القومية ال�شاملة‪.‬‬ ‫‪ /14‬منظم��ة الأغذي��ة الزراعي��ة ل�ل�أمم املتح��دة –‬ ‫حال��ة الأغذية والزراعة – �سل�سل��ة درا�سات الزراعة‬ ‫امل�صادر واملراجع‬ ‫‪ /1‬اعت��دال بخيت حممد �أحم��د – دور املر�أة الريفية – ‪1997‬م ‪.‬‬ ‫يف الأمن الغذائي الإدارة العامة لنقل التقانة والإر�شاد ‪ /15‬نبي��ل ال�سمالوط��ي – عل��م اجتم��اع التنمي��ة –‬ ‫درا�س��ات يف اجتماعي��ات الع��امل الثال��ث – الهيئ��ة‬ ‫الزراعي – ق�سم تنمية املر�أة فرباير ‪2012‬م‪.‬‬ ‫‪ /2‬الدرا�س��ة القطرية ح��ول م�شاركة امل��ر�أة الريفية امل�صرية العامة للكتب الإ�سكندرية ‪1974‬م‪.‬‬ ‫يف الأن�شط��ة وامل�شاريع الإنتاجي��ة التنموية و�أ�ساليب‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪110‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫النزوح واللجوء والهجرة غري ال�شرعية‬ ‫نقال بالت�صرف من موقع‪http://vb.analoza.com :‬‬

‫‪:‬‬ ‫متهي��د‬ ‫�إن الن��زوح والهج��رة واللج��وء‪ ,‬ظواه��ر‬ ‫�إرتبط��ت جميعه��ا باحل��راك ال�سكاين ‪.‬‬ ‫فالإن�س��ان عرف الإنتق��ال والتحرك من‬ ‫م��كان لآخر من��ذ الق��دم‪ .‬فاللج��وء يتم‬ ‫لأ�سباب جربية دون �أن يكون للتخطيط‬ ‫دور فيه ‪ ,‬والهجرة تتم عن ق�صد و�سابق‬ ‫تخطي��ط ‪� ,‬أم��ا الن��زوح فق��د ع��رف منذ‬ ‫ق��دمي الزم��ان بحث ًا ع��ن املرع��ى والكلأ‬ ‫وامل��اء‪ .‬وكان الإن�سان يف الع�صر البدائي‬ ‫يعتمد على ما جتود به الطبيعة ومن ثم‬ ‫ح��دث له تطور وب��د�أ الإنت��اج باكت�شاف‬ ‫تولي��د الن��ار ث��م ع��رف بن��اء امل�ساك��ن‬ ‫والإ�ستقرار يف الأماكن التي تفي بتلبية‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪111‬‬

‫احتياجات��ه وتوف�ير مطال��ب حيات��ه‬ ‫اليومية ‪ ,‬ويف ظ��ل �سعيه الدو�ؤب لتوفري‬ ‫مقوم��ات �أف�ض��ل للحي��اة الكرمي��ة ؛ ظل‬ ‫الإن�س��ان ين��زح من م��كان لآخ��ر ‪ .‬وعند‬ ‫انت�ش��ار الث��ورة ال�صناعي��ة ب��د�أ ع�ص��ر‬ ‫جديد حيث النزوح نحو املدن املتطورة ‪,‬‬ ‫و�أخذ �شكل احلركة ي�أخذ م�سار ًا حمدد ًا‬ ‫من الريف �إىل املدن‪ ,‬ومن املدن ال�صغرية‬ ‫�إىل املدن الكبرية‪ -‬كما يف الوقت الراهن‪.‬‬ ‫تعت�بر الهجرة م��ن �أهم حم��اور التنمية‬ ‫الب�شري��ة( ال�س��كان ‪ -‬الق��وى العامل��ة ‪-‬‬ ‫والهجرة )‪ ,‬فالهج��رة �أنواع متعددة مثل‬ ‫الهجرة اخلارجية ‪ -‬الهجرة الداخلية ‪-‬‬ ‫الهجرة املو�سمية ‪ -‬والنزوح‪...........‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫اللجوء يتم لأ�سباب جربية‬ ‫والهجرة تتم عن ق�صد وتخطيط‬ ‫والنزوح يكون ً‬ ‫بحثا عن املرعى‬ ‫والكلأ واملاء‪.‬‬ ‫وقد حظي��ت الهجرة ب�شتى‬ ‫�أنواعه��ا ب�إهتمام العلم��اء والدار�سني ‪...‬‬ ‫عرف��ت احل��ركات ال�سكاني��ة‪( -:‬‬ ‫وق��د َ‬ ‫ب�أنها �إنتقال الفرد �أو املجموعة اختياري ًا‬ ‫�أو �إجباري�� ًا م��ن املوط��ن �إىل موط��ن �آخر‬ ‫لف�ترة زمني��ة ق��د متتد م��دى احلي��اة)‪.‬‬ ‫م�صطلح الهجرة ‪:‬‬ ‫الهجرة الداخلية‪ ( :‬هي الهجرة التي تتم‬ ‫داخل ح��دود الدولة ب�ص��رف النظر عن‬ ‫امل�ساف��ة التي يقطعها املهاجر ‪ ,‬فقد تكون‬ ‫انتق��ا ًال م��ن م�سكن �إىل �آخ��ر داخل احلي‬ ‫الواح��د �أو املدين��ة الواح��دة �أو مدين��ة‬ ‫�أخ��رى �أو من الري��ف �إىل احل�ضر ‪� ,‬أو من‬ ‫املناطق امل�أهولة �إىل املناطق غري امل�أهولة‬ ‫لتعمريها ‪ ,‬والهجرة الداخلية يف معظمها‬ ‫تت��م يف �إط��ار م�ساف��ات ق�ص�يرة ن�سبي ًا)‪.‬‬ ‫وكذل��ك ت َع��رف الهج��رة ( تعن��ي �إنتقال‬ ‫الأف��راد �أو املجموع��ات م��ن رقع��ة‬ ‫جغرافي��ة معينة �إىل رقع��ة �أخرى �سواء‬ ‫كان��ت هج��رة متدي��ن ‪ ,‬مبعن��ى �إنتقال من‬ ‫الري��ف �إىل املدين��ة �أم هج��رة م�ض��ادة‬ ‫م��ن احل�ض��ر �إىل الري��ف ‪ ,‬حتم��ل معها يف‬ ‫احلالت�ين �آثار ًا اجتماعي��ة ‪ ,‬اقت�صادية ‪,‬‬ ‫ثقافي��ة و�سيا�سي��ة �إىل املجتم��ع اجلديد‬ ‫وت�ترك �آثار ًا وا�ضحة على املجتمع الذي‬ ‫هاج��رت من��ه املجموع��ات والأف��راد)‪.‬‬ ‫�أم��ا الهجرة اخلارجية‪ ( :‬فهي تتم خارج‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪112‬‬

‫حدود الوطن وذلك ب�أن يعرب الفرد حدود‬ ‫دولة �أخرى غري دولة �إقامته املعتادة )‪.‬‬ ‫للهج��رة م�سبباته��ا و�إجتاهاته��ا و�آثارها‬ ‫‪ ,‬فم��ن �أ�سبابه��ا م��ا هو من �صن��ع الطبيعة‬ ‫مثل‪ :‬اجلف��اف والت�صحر وفقدان املرعى‬ ‫والغط��اء النبات��ي ‪ ,‬ومنها ماه��و من �صنع‬ ‫ي��د الإن�س��ان مث��ل‪ :‬ظ��روف احل��روب‬ ‫‪,‬اال�ضطراب��ات الأمنية ‪,‬القه��ر ال�سيا�سي‬ ‫‪ ,‬ت��ردي الأحوال الأقت�صادية واملعي�شية‬ ‫‪,‬و الإ�ضطه��اد العرق��ي والدين��ي مثلم��ا‬ ‫حدث للم�سلم�ين الأوائل وم��ازال يحدث‬ ‫الآن يف ب�لاد عديدة للم�سلمني ‪ ,‬فقد �أمر‬ ‫الر�سول( �صلى اهلل عليه و�سلم) امل�سلمني‬ ‫�أن يهاج��روا �إىل احلب�شة ف��رار ًا بدينهم‬ ‫من الفنت ‪ .‬ومن ثم جاءت هجرته ( �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم ) بعد �أن �إ�شتد عليه �أذى‬ ‫قري���ش وهاجر من مك��ة �إىل املدينة بعد‬ ‫�أن �أذن اهلل ل��ه وكان يف �صحبت��ه �أبو بكر‬ ‫ال�صديق ( ر�ضي اهلل عنه)‪.‬‬ ‫م�صطلح النزوح ‪:‬‬ ‫يع��رف الن��زوح‪ ( :‬ب�أنه حرك��ة الفرد �أو‬ ‫َ‬ ‫املجموعة من مكان �إىل �آخر داخل حدود‬ ‫الدول��ة ‪ ,‬ويت��م الن��زوح رغم ًا ع��ن �إرادة‬ ‫الن��ازح ب�سبب م�ؤثر خارجي مهدد للحياة‬ ‫كاملجاعة �أو احلرب �أو اجلفاف والت�صحر‬ ‫�أو �أي ك��وارث �أخ��رى تدف��ع الن��ازح �إىل‬ ‫مغ��ادرة موقعه والتوج��ه �إىل موقع �آخر‬ ‫طمع���أً يف اخلال���ص م��ن تلك الظ��روف)‪.‬‬ ‫يع��رف النازح��ون ‪ ( :‬ب�أنه��م‬ ‫وكذل��ك َ‬ ‫الأ�شخا���ص �أو جمموعات م��ن الأ�شخا�ص‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الذي��ن �أج�بروا عل��ى هج��ر دياره��م �أو‬ ‫�أماك��ن �إقامته��م املعت��ادة فج��اءة �أو‬ ‫عل��ى غ�ير انتظ��ار ب�سب��ب �ص��راع م�سل��ح‬ ‫�أو ن��زاع داخل��ي �أو انته��اكات منتظم��ة‬ ‫حلق��وق الإن�س��ان �أو ك��وارث طبيعي��ة‬ ‫�أو م��ن �صن��ع الإن�س��ان وه��م مل يع�بروا‬ ‫ح��دود �أي��ة دول��ة مع�ترف به��ا دولي�� ًا)‪.‬‬ ‫نالحظ �أن الن��زوح اليندرج حتت مفهوم‬ ‫الهج��رة االختياري��ة للمواط��ن داخ��ل‬ ‫وطن��ه �أو وف��وده م��ن منطق��ة �إىل �أخرى‬ ‫عل��ى الرغم م��ن ت�شابهما يف ع��دم العبور‬ ‫حل��دود دول��ة �أخ��رى ‪ ,‬فالن��زوح يختلف‬ ‫ع��ن الهج��رة لأن��ه يت��م ق�سر ًا ب�لا رغبة‬ ‫واختيار من الف��رد �أو اجلماعة ‪ .‬كما �أنه‬ ‫ق��د يحدث فج��اءة دون �سابق تخطيط ‪,‬‬ ‫والن��زوح قد يكون �شام ًال وذلك ب�أن تنزح‬ ‫قبائ��ل ب�أكمله��ا دون �أن يحم��ل ه���ؤالء‬ ‫النازح��ون م��ا يكفيه��م م��ن احتياجاتهم‬ ‫املادي��ة والعينية ‪� .‬أم��ا الهجرة ف�إنها تتم‬ ‫ع��ن �سابق متعن وتفكري وقد تكون هجرة‬ ‫فردي��ة �أو جماعية وللم��رء �أن يختار ما‬ ‫يحمل��ه معه من م�ستلزمات �أو ما اليحمله‬ ‫‪ ,‬فلي���س هنالك مهدد حليات��ه ‪ .‬والهجرة‬ ‫تتم ع�بر مراحل مم��ا ي�سه��ل �إمت�صا�صها‬ ‫وا�ستيعابها يف موطن اال�ستقبال و�إحاللها‬ ‫وتعوي�ضها يف املوطن الأ�صلي الذي جاءت‬ ‫منه العنا�صر املهاجرة على عك�س النزوح‬ ‫ال��ذي تعجز املجتمعات فيه عن ا�ستيعاب‬ ‫كل الأع��داد النازح��ة م��رة واح��دة مب��ا‬ ‫يف��وق مق��درة املجتم��ع في���ؤدي ذلك �إىل‬ ‫�إف��رازات �سالب��ة يف املناط��ق امل�ستقبل��ة‪.‬‬ ‫م�صطلح اللجوء ‪:‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪113‬‬

‫النزوح ال يندرج حتت مفهوم الهجرة‬ ‫الداخلية على الرغم من ت�شابهما يف‬ ‫عدم عبور احلدود ‪ ،‬وذلك لإنه يتم‬ ‫ً‬ ‫ق�سرا وبال رغبة �أو �إختيار‪.‬‬ ‫ج��اء تعريف الالج��ئ ح�سب م��ا جاء يف‬ ‫قان��ون تنظي��م اللج��وء رق��م ‪ 45‬ل�سن��ة‬ ‫‪1974‬م ( قوان�ين معتمدي��ة الالجئني) ‪,‬‬ ‫كلم��ة ( الجئ) ت�شم��ل كل �شخ�ص يرتك‬ ‫القطر الذي ينتمي �إليه بجن�سيته خوف ًا‬ ‫من اال�ضطهاد �أو اخلطر ب�سبب العن�صر �أو‬ ‫الدي��ن �أو ع�ضوية جماع��ة اجتماعية �أو‬ ‫�سيا�سي��ة �أو خوف ًا م��ن العمليات احلربية‬ ‫�أو الأعت��داء اخلارج��ي �أو الإحت�لال �أو‬ ‫ال�سيط��رة الأجنبي��ة �أو اال�ضطراب��ات‬ ‫الداخلي��ة ‪ ,‬وال ي�ستطي��ع �أو ال يرغ��ب‬ ‫�أحد ب�سب��ب ذلك اخلوف من الرجوع �إىل‬ ‫قط��ره‪� ,‬أو كان ال جن�سية له ولكنه ترك‬ ‫القط��ر الذي يقيم فيه ع��اد ًة ب�سبب تلك‬ ‫الأح��داث والي�ستطي��ع �أو يرغ��ب ب�سبب‬ ‫اخلوف يف العودة �إليه ‪.‬‬ ‫وي�شمل م�صطلح ( الجئ ) �أي�ض ًا الأطفال‬ ‫الذي��ن ال ي�صطحبه��م كب��ار �أو الذين هم‬ ‫�أيت��ام ح��رب �أو الذي��ن �إختف��ى �أولي��اء‬ ‫�أموره��م ويوج��دون خارج الأقط��ار التي‬ ‫ينتمون �إليها‪.‬‬ ‫نالح��ظ �أن اللج��وء يكون بعب��ور حدود‬ ‫دول��ة املوط��ن الأ�صلي �إىل دول��ة �أخرى ‪,‬‬ ‫�أم��ا النزوح فه��و داخل الدول��ة الواحدة‬ ‫ويتفق النزوح مع اللجوء يف �أن الهجرتني‬ ‫�إجباريتني ق�سريتني وغ�ير اختياريتني‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫يتفق النزوح مع اللجوء يف‬ ‫�أن الهجرتني ق�سريتني وغري‬ ‫�إختياريتني رغم �إختالفهما يف‬ ‫حالة عبور احلدود‪.‬‬ ‫�إن اللج��وء والهج��رة والن��زوح رع��م �أنها‬ ‫كله��ا عنا�صر تق��ع �ضمن عملي��ة احلراك‬ ‫ال�س��كاين �إ َ‬ ‫ال �أنه��ا تختل��ف فيم��ا بينها يف‬ ‫احلقوق والواجبات‪.‬‬ ‫�أجن��زت العل��وم االجتماعي��ة وف��روع‬ ‫املعرف��ة الأخ��رى املرتبط��ة به��ا خ�لال‬ ‫العق��ود الأخ�يرة درا�س��ات معمق��ة ع��ن‬ ‫املمي��زات املتع��ددة للهج��رة وت�أثرياته��ا‬ ‫يف �أح��داث التغي�يرات االجتماعي��ة‬ ‫واالقت�صادي��ة والثقافي��ة يف كل م��ن‬ ‫البلدان امل�ضيفة وبلدان الأ�صل ‪ .‬وك�شفت‬ ‫ه��ذه الدرا�س��ات تعق��د ظاه��رة الهج��رة‬ ‫و�ض��رورة درا�سته��ا ب�إتب��اع طريقة تعدد‬ ‫االخت�صا�صات للو�ص��ول لفهم �أف�ضل لها ‪.‬‬ ‫وحتي��ل منهجية كالفال لدرا�سة حركية‬ ‫ال�س��كان �إىل درا�س��ات تتعل��ق بامل�ساف��ة‬ ‫(البع��د) والقيم��ة االقت�صادية للأماكن‬ ‫وال�شب��كات االجتماعية وطريقة احلياة‬ ‫وت�أثريات كل ذلك على الهجرة‪ .‬يف تطور‬ ‫منهجية العل��وم االجتماعية كان مفهوم‬ ‫( الدف��ع –اجلذب) غالبا ما ي�ستخدم يف‬ ‫تعلي��ل �أ�سب��اب الهجرة وال��ذي يقوم على‬ ‫دلي��ل جتريبي يخ�ص الهج��رة الداخلية‬ ‫واخلارجي��ة ( الدولي��ة ) يف املجتمع��ات‬ ‫ال�صناعي��ة والريفية ‪ .‬وعلى قاعدة هذا‬ ‫املفه��وم يهاج��ر الأ�شخا���ص �إىل املناط��ق‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪114‬‬

‫الت��ي تتوف��ر فيه��ا فر�ص عم��ل �أف�ضل من‬ ‫�أماكن �إقامتهم ‪ .‬ويف برنامج بحث جلنة «‬ ‫التغيري العامل��ي وحركية ال�سكان « اعترب‬ ‫ه��ذا املفه��وم ق��دمي م��ن بع���ض النواحي‬ ‫وب�سي��ط ج��دا يف ه��ذه الأي��ام لتف�س�ير‬ ‫الهجرة التي لها عالقة بال�شروط املالية‬ ‫وبالن�شاطات الإنتاجية‪ .‬ون�ش�أت حركية‬ ‫ال�سكان يف ال�سنوات القليلة املا�ضية �أي�ضا‬ ‫من اال�ستهالك وي�ستطيع املرء �أن يالحظ‬ ‫تنوعا كبريا يف تدفق ال�سكان حيث �سببه‬ ‫الأويل الرتفي��ة وال�سياح��ة والبحث عن‬ ‫�أ�سل��وب حي��اة جدي��د وه��ذا يختلف عن‬ ‫العالقة ب�ين عمر املهاجر و�أماكن الأ�صل‬ ‫وت�أثريهم��ا يف الهج��رة‪ .‬وتع��د احلركية‬ ‫ال�سكاني��ة م��ر�آة للتغ�ير البني��وي ال��ذي‬ ‫يح��دث يف املجتم��ع بع��د ال�صناعي حيث‬ ‫االختالفات بني الن�شاطات املختلفة �أقل‬ ‫حتديدا‪.‬‬ ‫ق��د حدثت تغ�يرات يف طبيع��ة حركية‬ ‫ال�س��كان ب�ين نهاي��ة الق��رن الع�شري��ن‬ ‫وبداية القرن الواح��د والع�شرين ب�شكل‬ ‫رئي�س��ي مدعومة من قب��ل عملية العوملة‬ ‫اجلارية ونتائجها غري املبا�شرة ال�سيا�سية‬ ‫والتكنولوجي��ة واالقت�صادي��ة ‪ .‬فف��ي‬ ‫املجال ال�سيا�سي �ساهمت العوملة يف تدفق‬ ‫ال�سل��ع املادي��ة وغ�ير املادي��ة عل��ى نطاق‬ ‫عامل��ي ويف تقلي��ل احلواج��ز اجلمركي��ة‬ ‫و�إيج��اد م�ؤ�س�س��ات اقت�صادي��ة �إقليمي��ة‬ ‫كب�يرة وجدي��دة‪ .‬و�سهل �إلغ��اء وتقلي�ص‬ ‫احل��دود الداخلي��ة والدولي��ة وانتق��ال‬ ‫ر�ؤو���س الأم��وال وتو�سع التج��ارة وميكن‬ ‫�أن ي�ض��اف �إىل ذل��ك الهج��رة ال�سكاني��ة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫اللجوء والهجرة والنزوح كلها‬ ‫عنا�صر �ضمن عملية احلراك‬ ‫ال�سكاين �إال �أنها تختلف فيما بينها‬ ‫يف احلقوق والواجبات‪.‬‬ ‫الأخرية ميك��ن �أن ت�شجع وتكون»�شرعية‬ ‫« ومرغوب��ا فيه��ا يف التكوي��ن ويف وظيفة‬ ‫املناط��ق االقت�صادي��ة الأك�بر ويف نف���س‬ ‫الوق��ت ه��ذه الهج��رة ميك��ن �أن تك��ون‬ ‫دائمة �أو لفرتة طويلة �أو م�ؤقتة �أو لعدد‬ ‫حم��دود م��ن ال�ساع��ات �أو لأي��ام قليلة �أو‬ ‫عر�ضية �أو متكررة ‪ .‬على �أية حال هناك‬ ‫هجرة �أخرى ال يخطط لها وغري مرغوب‬ ‫فيه��ا ت�سمى ب�صورة عام��ة «غري �شرعية»‬ ‫وتن�ش���أ يف املناط��ق اخلارجي��ة الأق��ل‬ ‫تط��ورا‪ .‬حت��ى ه��ذا ال�صنف م��ن الهجرة‬ ‫ي�شج��ع �إىل حد م��ا ب�سبب حاج��ات �سوق‬ ‫العمل التي تن�ش�أ من �إعادة بناء العمليات‬ ‫االقت�صادي��ة حي��ث يظه��ر نق���ص مهم يف‬ ‫قطاع��ات �إنتاجي��ة وخدمي��ة معين��ة مع‬ ‫الطلب على ق��وى عاملة ذات كفاءة �أكرث‬ ‫�أو �أق��ل ‪ .‬الهجرة « غ�ير ال�شرعية» ميكن‬ ‫�أن تك��ون �أي�ض��ا م�ؤقت��ة �أو دائمة رغم �أن‬ ‫احلال��ة امل�ؤقتة املتكررة ال ميكن �أن تكون‬ ‫عملي��ة ب�سب��ب �صعوب��ات عب��ور احلدود‪.‬‬ ‫وه��ذا ميث��ل اخلط��ر الرئي�س��ي بالن�سبة‬ ‫للمهاجر غري ال�شرع��ي �أو غري املنتظم �أو‬ ‫ال�س��ري ويحدد بالت��ايل هجرته‪ .‬ه�ؤالء‬ ‫املهاج��رون يج��دون �أنف�سه��م يف و�ضعي��ة‬ ‫يف�ضل��ون فيه��ا مواجه��ة و�ضعي��ة غ�ير‬ ‫م�ستقرة يف البلد امل�ضيف بدال من العودة‬ ‫�إىل بلدانهم الأ�صلية ‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪115‬‬

‫من الناحية التكنولوجية متتلك العوملة‬ ‫ت�أث�يرا �إيجابي��ا عل��ى حركي��ة ال�س��كان‬ ‫يتمث��ل يف زي��ادة �سرعة وكف��اءة و�سائل‬ ‫النقل وانخفا���ض �أجورها‪� .‬إ�ضافة لذلك‬ ‫�أجن��زت تكنولوجي��ة املعلوم��ات تقدم��ا‬ ‫كب�يرا ومكن��ت م��ن بن��اء �شبك��ة وا�سع��ة‬ ‫م��ن االت�ص��االت يف البل��دان املتقدم��ة‬ ‫والنامي��ة‪ .‬وق��د �سهل��ت ه��ذه م��ن تو�س��ع‬ ‫االت�صاالت الثابتة وامل�ستمرة مع املناطق‬ ‫واملجتمع��ات الأ�صلي��ة للمهاجري��ن‪ .‬هذه‬ ‫الإمكانيات اجلديدة يف �إدامة االت�صاالت‬ ‫االجتماعي��ة واالقت�صادي��ة تك��ون على‬ ‫�سبي��ل املث��ال مت�ساوية لكل م��ن املتقاعد‬ ‫الأمل��اين الذي يق�ض��ي �ستة �أ�شه��ر من كل‬ ‫�سن��ة يف ال�ساحل اال�سب��اين والذي يريد‬ ‫�إدام��ة ات�صال��ه م��ع عائلت��ه ورمب��ا �أي�ضا‬ ‫م��ع طبيبه اخلا�ص ولعام��ل �أفريقي �شاب‬ ‫يعم��ل يف ري��ف ميزوجيورن��و* ويرغ��ب‬ ‫باالحتف��اظ بعالقت��ه م��ع ع�شريت��ه يف‬ ‫بل��ده الأ�صل��ي وم��ع �أ�صدقائ��ه يف الدول‬ ‫ال�صناعي��ة الأخ��رى وي�ستل��م معلوم��ات‬ ‫جديدة حول توفر فر�ص العمل الأف�ضل‪.‬‬ ‫ونتيجة تطور االخرتاعات التكنولوجية‬ ‫ميكن للحركية ال�سكاني��ة اليوم �أن تكون‬ ‫مبب��ادرة �شخ�صي��ة �أو عائلي��ة �أو تع��ود‬ ‫لع�ش�يرة واح��دة (جماع��ة) لك��ن يف كل‬ ‫الأح��وال ه��ي تع��ود لنظام �شبك��ة حيث‬ ‫�أماك��ن الأ�ص��ل والو�ص��ول تك��ون فروع��ا‬ ‫لنظام �أكرث تعقيدا حيث تتدفق املعلومات‬ ‫واالت�ص��االت بني املكان�ين‪ .‬نظام ال�شبكة‬ ‫ميكن �أ�شكال من احلركية ال�سكانية �أكرث‬ ‫ا�ستمرارية حيث ي�شكل (انتقا ًال �سكانيا)‬ ‫منظما يتوافق م��ع الف�صول االقت�صادية‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫حدثت تغريات يف طبيعة حركية‬ ‫احلياة �س��واء على امل�ست��وى الإقليمى �أو‬ ‫ال��دويل ‪� ،‬إ�ضاف��ة �إىل ا�ستم��رار حاج��ة‬ ‫ال�سكان بني نهاية القرن الــ ‪20‬م والــ‬ ‫ال��دول املتقدم��ة ال�ستقب��ال مهاجري��ن‬ ‫‪21‬م ب�سبب العوملة ونتائجها ال�سيا�سية‬ ‫ج��دد وذل��ك لأ�سب��اب خمتلف��ة ‪ ،‬وتبقى‬ ‫والتكنولوجية والإقت�صادية‪.‬‬ ‫عملي��ة البح��ث ع��ن الأف�ض��ل م��ن �أه��م‬ ‫واحلاجي��ات االجتماعية‪.‬‬ ‫العوام��ل امل�ؤث��رة عل��ى تي��ارات الهجرة‬ ‫الت�أث�ير التايل ملثل ه��ذا النظام اجلديد وحتديد اجتاهاتها ‪.‬‬ ‫للحركي��ة ال�سكاني��ة يتمث��ل �أي�ض��ا يف‬ ‫حقيق��ة �أن االندم��اج الكل��ي يف املجتمع انواع الهجرة ‪:‬‬ ‫دائم��ة‬ ‫امل�ضي��ف مل يعد م��ن املتطلبات الدائمة‪ .‬هج��رة‬ ‫م�ؤقت��ة‬ ‫ب��دون �ش��ك توج��د ات�ص��االت ب�ين هج��رة‬ ‫اختياري��ة‬ ‫املهاجري��ن واملجتم��ع امل�ضي��ف تت��م عرب هج��رة‬ ‫اجباري��ة‬ ‫ا�ستخ��دام اخلدم��ات والبن��ى التحتي��ة هج��رة‬ ‫داخلي��ة‬ ‫ولك��ن م�ص��ادر» �شبك��ة» املجتم��ع تك��ون هج��رة‬ ‫دولي��ة‬ ‫�أكرث ات�ساقا و�أطول عمرا يف �إدامة هذه هج��رة‬ ‫االت�ص��االت‪ .‬لذلك يج��ب �أن يكون املرء‬ ‫�أك�ثر دق��ة يف ا�ستخ��دام م�صطل��ح «�شبه الهجرة الداخلية ‪ :‬هي انتقال الإن�سان‬ ‫االندم��اج» يف املجتمع��ات امل�ضيف��ة‪ .‬يف ونقل مقر اقامته م��ن مكان جغرايف اىل‬ ‫نف�س الوقت ال تنقطع ات�صاالت املهاجر م��كان جغرايف اخر داخل حدود الدولة‬ ‫كلية م��ع جمتمعه الأ�صل��ي حيث انتقال الواحدة ‪.‬‬ ‫املعلوم��ات يك��ون �سريع��ا وم�ستم��را ويف‬ ‫ف�ترة ق�صرية لذلك ال يوجد انقطاع تام ا�سباب الهجرة الداخلية ‪:‬‬ ‫عن هذا املجتمع لذلك �سيكون �أكرث دقة ‪ -1‬العم��ل ‪ -2‬التعليم ‪ -3‬ا�سباب عائلية‬ ‫ا�ستخدام م�صطلح �أقل من �شبه االندماج ‪ .‬مع العلم ان اهم هذه اال�سباب هو العمل‬ ‫ان انتق��ال الب�ش��ر من بل��د �أ�صل��ي للعمل‬ ‫فى بلد �آخ��ر م�ست�ضيف ال ميكن اعتباره‬ ‫كظاهرة جديدة‪ ،‬بل هى ظاهرة �إن�سانية‬ ‫طبيعي��ة وقدمي��ة قدم التاري��خ عرفتها‬ ‫و�ستعرفه��ا كل ال�شع��وب ومنه��ا منطق��ة‬ ‫االحت��اد الأوروب��ي‪ ،‬و�ست�ستم��ر لفرتات‬ ‫طويل��ة من الزمن‪ ،‬مادام هناك تباين يف‬ ‫امل��وارد وفر�ص العمل وو�سائ��ل و�أ�ساليب‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪116‬‬

‫انواع الهجرة الداخلية‪:‬‬ ‫‪ -1‬الهج��رة م��ن الري��ف اىل امل��دن ‪-2‬‬ ‫الهجرة من املدن اىل املدن‪.‬‬ ‫العوام��ل امل�ؤث��رة يف ارتف��اع ن�سب��ة‬ ‫الهجرات الداخلية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬وح��دة اللغ��ة والدي��ن والع��ادات‬ ‫والتقاليد‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫‪ -2‬تباي��ن النواح��ي الطبيعي��ة وامل��وارد‬ ‫االقت�صادية‬ ‫‪ -3‬تباي��ن م�ستوى اخلدم��ات املقدمة من‬ ‫اقليم لآخر ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ق�صر امل�سافة و�سهولة االنتقال‪.‬‬ ‫الق�س��م الأول ‪ :‬الهج��رة غ�ير ال�شرعي��ة‬ ‫‪..‬التعريف وحجم الظاهرة‪.‬‬ ‫تع��رف الهج��رة يف عل��م ال�س��كان‬ ‫(الدميوغرافي��ا ‪)Demographie‬‬ ‫ب�أنها االنتق��ال ‪-‬فردي��ا كان �أم جماعيا‪-‬‬ ‫م��ن موقع �إىل �آخر بحث��ا عن و�ضع �أف�ضل‬ ‫اجتماعي��ا �أم اقت�صادي��ا �أم ديني��ا �أم‬ ‫�سيا�سي��ا‪� .‬أما يف علم االجتماع فتدل على‬ ‫تبدل احلالة االجتماعية كتغيري احلرفة‬ ‫�أو الطبقة االجتماعية وغريها‪.‬‬ ‫وتع��د الهجرة ال�سرية �أو غ�ير القانونية‬ ‫�أو غ�ير ال�شرعي��ة �أو غ�ير النظامي��ة‬ ‫ظاه��رة عاملي��ة موج��ودة يف ال��دول‬ ‫املتقدم��ة كالوالي��ات املتح��دة واالحتاد‬ ‫الأوروب��ي �أو يف ال��دول النامي��ة ب�آ�سي��ا‬ ‫ك��دول اخلليج ودول امل�ش��رق العربي‪ ،‬ويف‬ ‫�أم�يركا الالتيني��ة حي��ث �أ�صبح��ت بع�ض‬ ‫ال��دول كالأرجنتني وفنزوي�لا واملك�سيك‬ ‫ت�ش��كل قبل��ة ملهاجري��ن قادم�ين من دول‬ ‫جم��اورة‪ ،‬ويف �أفريقي��ا حي��ث احل��دود‬ ‫املوروث��ة عن اال�ستعم��ار ال ت�ش��كل بتاتا‬ ‫بالن�سبة للقبائل املجاورة حواجز عازلة‬ ‫وخا�صة يف بع�ض الدول مثل �ساحل العاج‬ ‫و�أفريقيا اجلنوبية ونيجرييا‪.‬‬

‫الهجرة غري ال�شرعية ميكن �أن‬ ‫تكون م�ؤقته �أو دائمة‪� ،‬إال �أن‬ ‫احلالة امل�ؤقته املتكررة لي�ست عملية‬ ‫ب�سبب �صعوبة عبور احلدود‪.‬‬

‫ال�شرعية نظ��ر ًا لطبيعة ه��ذه الظاهرة‪،‬‬ ‫ولك��ون و�ض��ع املهاج��ر ال�س��ري ي�شم��ل‬ ‫�أ�صناف��ا متباين��ة من املهاجري��ن فمنهم‪:‬‬ ‫• الأ�شخا���ص الذي��ن يدخل��ون بطريقة‬ ‫غ�ير قانوني��ة �إىل دول اال�ستقب��ال وال‬ ‫ي�سوون و�ضعهم القانوين‪.‬‬ ‫• الأ�شخا���ص الذي��ن يدخل��ون دول‬ ‫اال�ستقب��ال بطريق��ة قانوني��ة وميكثون‬ ‫هن��اك بع��د انق�ض��اء م��دة الإقام��ة‬ ‫القانونية‪.‬‬ ‫• الأ�شخا���ص الذي��ن ي�شتغل��ون بطريقة‬ ‫غري قانونية خالل �إقامة م�سموح بها‪.‬‬ ‫وتت�ضارب التقدي��رات ب�ش�أن الهجرة غري‬ ‫ال�شرعية‪ ،‬فمنظمة العمل الدولية تقدر‬ ‫حج��م الهجرة ال�سرية م��ا بني ‪%15 -10‬‬ ‫م��ن ع��دد املهاجري��ن يف الع��امل البال��غ‬ ‫ح�سب التقديرات الأخرية للأمم املتحدة‬ ‫ح��وايل ‪ 180‬ملي��ون �شخ�ص‪.‬وح�س��ب‬ ‫منظم��ة الهج��رة الدولي��ة ف���إن حج��م‬ ‫الهج��رة غ�ير القانوني��ة يف دول االحتاد‬ ‫الأوروب��ي ي�ص��ل نح��و ‪ 1.5‬ملي��ون ف��رد‪.‬‬ ‫وتق��در الأمم املتح��دة �أع��داد املهاجرين‬ ‫غ�ير ال�شرعي�ين �إىل دول الع��امل املتقدم‬ ‫خ�لال ال�سن��وات الع�ش��ر الأخ�يرة بنحو‬ ‫‪ 155‬مليون �شخ�ص‪ ،‬وتق��در الإح�صاءات‬ ‫حجم الظاهرة ‪:‬‬ ‫الدولي��ة ع��دد ال�شب��ان امل�صري�ين الذين‬ ‫وي�صع��ب حتدي��د حج��م الهج��رة غ�ير جنحوا يف دخول العديد من دول االحتاد‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪117‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الهجرة يف علم ال�سكان الإنتقال ً‬ ‫بحثا‬ ‫ً‬ ‫إجتماعيا‪ ،‬ويف علم‬ ‫عن و�ضع �أف�ضل �‬ ‫الإجتماع تبدل احلالة الإجتماعية‬ ‫كتغيري احلرفة �أو الطبقة‪.‬‬ ‫الأوروبي خ�لال ال�سنوات الع�شر املا�ضية‬ ‫بنح��و ‪� 460‬أل��ف �ش��اب‪ ،‬م��ن بينه��م نح��و‬ ‫‪� 90‬ألف��ا يقيم��ون يف �إيطالي��ا ب�ش��كل غري‬ ‫�شرعي‪.‬‬ ‫وقد �سجلت اح�صائيات الأمن الإيطالية‬ ‫وحده��ا يف الرب��ع الأول من العام احلايل‬ ‫ا�ستقب��ال �سواح��ل كاالبري��ا ‪ً 14‬‬ ‫زورق��ا‬ ‫حممل��ة ب�أك�ثر م��ن ‪ 1500‬مهاج��ر غ�ير‬ ‫�شرع��ي معظمه��م م��ن امل�صري�ين ‪ ،‬وبل��غ‬ ‫�إجمايل ع��دد املهاجرين غ�ير ال�شرعيني‬ ‫الذي��ن دخل��وا ايطالي��ا ع��ام ‪2007‬ع��ن‬ ‫طري��ق البح��ر نحو ‪ 1419‬مهاج��ر ًا ‪ ،‬لقي‬ ‫‪ 500‬مهاجر م�صرعهم يف البحر املتو�سط‬ ‫حتى الآن مقابل ‪ 302‬مهاجر فقط خالل‬ ‫عام ‪ 2006‬ب�أكمله‪.‬‬ ‫مراح��ل الهجرة‪� :‬شكل��ت العقود الثالثة‬ ‫الأخ�يرة م��ن الق��رن املا�ض��ي مرحل��ة‬ ‫حا�سم��ة يف ر�س��م معامل جدي��دة للهجرة‬ ‫�إىل اخل��ارج و خا�ص��ة �إىل حو���ض‬ ‫املتو�سط‪،‬الأوربية حيث متيزت بت�سجيل‬ ‫تدف��ق وا�سع لأنواع الهج��رة من اجلنوب‪،‬‬ ‫وهو م��ا ميكن تق�سيمه �إىل ثالث حمطات‬ ‫زمنية مرتابطة ومتداخلة وهي‪:‬‬

‫مزي��د م��ن العمالة القادمة م��ن اجلنوب‪,‬‬ ‫كم��ا �أن ال��دول الأوروبي��ة نف�سه��ا كان��ت‬ ‫متحكم��ة يف حركة تدف��ق املهاجرين من‬ ‫اجلن��وب ع�بر قن��وات التجم��ع العائلي‪.‬‬ ‫و�أه��م م��ا مي��ز ه��ذه املرحل��ة �أن املهاجر‬ ‫اجلنوب��ي متكن من فه��م قواعد اللعبة يف‬ ‫دول ال�شم��ال و�ص��ار يطال��ب بحق دخول‬ ‫�أبنائه املدار���س احلكومية وبداية بلورة‬ ‫اخلطاب��ات احلقوقي��ة للمهاجر‪.‬كل هذه‬ ‫العنا�ص��ر ب��دت بالن�سب��ة للمهاجري��ن‬ ‫«القادمني» م��ن دول اجلنوب حمفزة لهم‬ ‫لاللتح��اق بنظرائه��م‪ ,‬ويب��دو �أن الكث�ير‬ ‫منهم ا�ستف��اد من غفلة الأنظمة الأمنية‬ ‫الأوروبية يف ه��ذه املرحلة بالذات‪ .‬و يف‬ ‫ذات الوق��ت جن��د �أنه كان هن��اك هجرة‬ ‫كب�يرة �إىل دول اخللي��ج النفطي��ة الأمر‬ ‫ال��ذي مل ميث��ل عبء كب�ير ًا عل��ى الدول‬ ‫الأوروبي��ة بك��م كب�ير م��ن املهاجري��ن‬ ‫العرب‪.‬‬

‫املرحلة الثانية (‪:)1995-1985‬‬ ‫متي��زت ه��ذه املرحل��ة ببداي��ة ظه��ور‬ ‫التناق�ض��ات املرتبط��ة باملهاجري��ن‬ ‫ال�شرعي�ين ومزاحمته��م �أبن��اء البل��د‬ ‫الأ�صلي�ين‪ ،‬وق��د تزام��ن ه��ذا الفع��ل م��ع‬ ‫�إغ�لاق مناج��م الفح��م يف كل م��ن فرن�سا‬ ‫وبلجي��كا الت��ي كان��ت ت�ستوع��ب �آن��ذاك‬ ‫اكرب عدد م��ن املهاجرين ال�شرعيني‪ .‬ويف‬ ‫مقاب��ل ه��ذا الو�ضع االح�ترازي تزايدت‬ ‫رغب��ة �أبن��اء اجلن��وب يف الهج��رة جت��اه‬ ‫املرحلة الأوىل (قبل ‪:)1985‬‬ ‫وخ�لال ه��ده املرحل��ة كان��ت ال��دول دول ال�شم��ال و خا�ص��ة يف ظ��ل انته��اء‬ ‫الأوروبي��ة ال ت��زال بحاج��ة ما�س��ة �إىل مرحل��ة ال��رواج النفط��ي الهائ��ل و بروز‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪118‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫مرحل��ة االنكما���ش االقت�ص��ادي املتمثل‬ ‫يف انخفا���ض م�ستويات الدخل القومي يف‬ ‫الدول النفطية‪ ،‬و من ثم تناق�ص الطلب‬ ‫على العمال��ة الأجنبية يف دول اخلليج و‬ ‫لكن ظل��ت مع��دالت عر���ض العمالة على‬ ‫م��ا هو علي��ه ‪ ،‬ل��ذا كان م��ن الطبيع��ي �أن‬ ‫تتجه هذه الزي��ادة �إىل الهجرة بالدول‬ ‫الأوروبية ب�شرا�سة ‪.‬‬ ‫فف��ي ‪ 19‬يوني��و ‪ 1995‬وم��ع دخ��ول‬ ‫«اتفاقي��ة �شنجن»املوقع��ة ب�ين كل م��ن‬ ‫فرن�س��ا و�أملانيا ولك�سمبورج وهولندا حيز‬ ‫التنفي��ذ مت ال�سم��اح مبوجبه��ا بحري��ة‬ ‫تنق��ل الأ�شخا���ص املنتم�ين �إىل الف�ض��اء‬ ‫الأوروبي‪ .‬لكن م��ع دخول كل من �إ�سبانيا‬ ‫والربتغ��ال �إىل ه��ذا الف�ض��اء اتخ��ذت‬ ‫ق�ضي��ة الهج��رة �أبع��ادا غ�ير متوقع��ة‪,‬‬ ‫ال�سيم��ا بعد جل��وء �سلط��ات مدري��د �إىل‬ ‫فر���ض مزيد من الإجراءات االحرتازية‬ ‫�أم��ام �أي عملي��ة هج��رة جدي��دة‪ ،‬وذلك‬ ‫يف حماول��ة ملن��ح مواطنيه��ا مزي��دا م��ن‬ ‫االندماج يف االحتاد الأوروبي‪.‬‬ ‫يف ه��ذه املرحل��ة ت�برز مفارق��ة كب�يرة‬ ‫تتمث��ل يف االتفاقي��ات الدولية ال�صادرة‬ ‫يف الع��ام ‪ 1990‬املخ�ص�ص��ة ل��ـ «حماي��ة‬ ‫حقوق العمال املهاجرين و�أهاليهم» والتي‬ ‫�صادق��ت عليه��ا ت�سع دول م��ن اجلنوب يف‬ ‫الع��ام ‪ .1998‬ووج��ه املفارق��ة هن��ا ه��ي‬ ‫�أن ه��ذه االتفاقي��ة مل حت��ظ بقبول �أي‬ ‫دول��ة �أوروبي��ة وه��و الأمر ال��ذي يف�سر‬ ‫الرغب��ة الأوروبي��ة يف التعام��ل م��ع هذا‬ ‫املعطى اجلدي��د من منظور جديد ولو مت‬ ‫الأمر على ح�س��اب احلقوق التي ت�ضمنها‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪119‬‬

‫يف �أمريكا اجلنوبية �أ�صبحت الأرجنتني‬ ‫وفنزويال واملك�سيك قبلة للمهاجرين‬ ‫من دول اجلوار‪ ،‬ويف �أفريقيا ال ت�شكل‬ ‫احلدود حواجز عازلة للقبائل املجاورة‪.‬‬ ‫املواثي��ق الدولية الداعي��ة �إىل احلق يف‬ ‫التنقل والبحث عن غد �أف�ضل‪.‬‬ ‫املرحلة الثالثة (‪-1995‬اىل الآن)‪:‬‬ ‫�أخذت ه��ذه املرحلة طابع��ا �أمنيا �صارما‬ ‫جل���أت من خالل��ه ال��دول الأوروبية �إىل‬ ‫نه��ج �سيا�س��ة �أمني��ة �صارمة ع�بر تنفيذ‬ ‫قرارات «القانون اجلديد للهجرة» والذي‬ ‫ي�ستن��د �إىل تبن��ي �إج��راءات �صارم��ة‬ ‫بخ�صو���ص م�س�أل��ة التجم��ع العائل��ي‪،‬‬ ‫و�إب��رام اتفاقيات م��ع دول اجلنوب حول‬ ‫ترحي��ل املهاجرين غري ال�شرعيني‪.‬وكرد‬ ‫فع��ل جت��اه ه��ذه ال�سيا�سة بد�أ م��ا يعرف‬ ‫الآن بالهج��رة غ�ير ال�شرعية‪/‬ال�سري��ة‬ ‫والت��ي حتي��ل عل��ى عملي��ة االلتح��اق‬ ‫بالدي��ار الأوروبية ب��دون وجه قانوين‪.‬‬ ‫الق�س��م الث��اين‪ :‬الهج��رة غ�ير‬ ‫ال�شرعي��ة ‪...‬الأ�سب��اب والدواف��ع‬ ‫العزف على وت�يرة العي�ش الرغيد وحلم‬ ‫ال�ثراء واخلال�ص م��ن ع�سر احلياة هو ما‬ ‫ت�ستعمل��ه عموم�� ًا ع�صاب��ات الهجرة غري‬ ‫ال�شرعية الجتذاب�شباب دول اجلنوب‪.‬‬ ‫ويقع ال�شباب يف دائرة املحظور من خالل‬ ‫اللج��وء �إىل �سما�س��رة ال�س��وق ومكات��ب‬ ‫ال�سفري��ات غ�ير القانوني��ة وو�سط��اء‬ ‫الهج��رة والف�س��اد الإداري واجلماع��ات‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫دخل �إيطاليا خالل ثالثة �شهور‬ ‫‪ 1500‬مهاجر غري �شرعي وخالل‬ ‫عام ‪2007‬م لقى ‪ 500‬مهاجر‬ ‫م�صرعهم يف البحر املتو�سط‪.‬‬ ‫الإجرامي��ة املنظم��ة الذي��ن يتقا�ض��ون‬ ‫�أموا ًال طائل��ة من ال�شباب لت�سفريهم �إىل‬ ‫�أوربا ‪.‬‬ ‫�أ�سباب الهجرة‪:‬‬ ‫تعت�بر الهج��رة غ�ير ال�شرعي��ة (�أو‬ ‫ال�سري��ة) ظاه��رة عاملي��ة موج��ودة يف‬ ‫كث�ير م��ن دول الع��امل خا�ص��ة املتق��دم‪،‬‬ ‫لكن الهج��رة �إىل �أوروب��ا �أ�صبحت �إحدى‬ ‫الق�ضاي��ا املزعجة‪ ،‬الت��ي حتظى باهتمام‬ ‫كب�ير يف ال�سنوات الأخ�يرة‪ ،‬فبالرغم من‬ ‫تعدد الأ�سباب امل�ؤدية �إىل هذه الظاهرة‪،‬‬ ‫�إال �أن الدواف��ع االقت�صادي��ة ت�أت��ي يف‬ ‫مقدم��ة ه��ذه الأ�سباب‪ .‬ويت�ض��ح ذلك من‬ ‫التباي��ن الكب�ير يف امل�ست��وى االقت�صادي‬ ‫ب�ين البلدان امل�ص��درة للمهاجرين‪ ،‬والتي‬ ‫ت�شه��د ‪ -‬غال ًب��ا ‪ -‬افتق��ا ًرا �إىل عملي��ات‬ ‫التنمي��ة‪ ،‬وقلة فر�ص العم��ل‪ ،‬وانخفا�ض‬ ‫الأج��ور وم�ستوي��ات املعي�شة‪ ،‬وم��ا يقابله‬ ‫م��ن ارتف��اع م�ست��وى املعي�ش��ة‪ ،‬واحلاج��ة‬ ‫�إىل الأي��دي العامل��ة يف الدول امل�ستقبلة‬ ‫للمهاجري��ن‪ ،‬فالف��وارق االقت�صادية بني‬ ‫البل��دان املتقدم��ة والبل��دان النامي��ة‪،‬‬ ‫وتدهور الأو�ض��اع الأمنية واالقت�صادية‬ ‫يف العدي��د م��ن مناط��ق اجلن��وب بع��د �أن‬ ‫تعرثت م�شاريع التنمية‪ ،‬ويزداد الب�ؤ�س‪،‬‬ ‫وتتواج��د �أنظم��ة ديكتاتوري��ة‪ ،‬وتوجد‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪120‬‬

‫ق�ضاي��ا �أقلي��ات ونزاع��ات �إقليمي��ة‪� ،‬إىل‬ ‫جان��ب انت�ش��ار الفقر والبطال��ة وحدوث‬ ‫الكثري من الك��وارث الطبيعية املتمثلة يف‬ ‫الزالزل والفي�ضانات واجلفاف‪.‬‬ ‫الهجرة الداخلية‪:‬‬ ‫�إن ظاهرة الهجرة الداخلية من القرى �إىل‬ ‫املدن ت�شكل مع�ضل��ة يف �أغلب دول العامل‬ ‫وملعرف��ة �أبعادها ف�إن ذلك يتطلب حتلي ًال‬ ‫لتيارات تلك الهجرات من مناطق الإر�سال‬ ‫�إىل مناط��ق اال�ستقبال ودرا�سة الأ�سباب‬ ‫الباعثة للهج��رة واجتاهاتها وم�ؤثراتها‬ ‫وبال��ذات يف الق��درة اال�ستيعابية للمدن‬ ‫ونتائجه��ا على مقدرات التنمية القروية‬ ‫والزراعي��ة وذلك للح��د منها بهدف خلق‬ ‫الت��وازن ب�ين �س��كان الق��رى وامل��دن ع��ن‬ ‫طري��ق اتب��اع الأ�سالي��ب والط��رق الت��ي‬ ‫ميكن �أن ت�ساعد يف احلد من تلك الهجرة‬ ‫ولعل ال�سبب وراء ارتفاع معدالت الهجرة‬ ‫للمدن ميك��ن �إرجاعه للعامل االقت�صادي‬ ‫املرتب��ط بوج��ود فر���ص العي���ش والعمل‬ ‫ومنو االقت�ص��اد الفردي للفئات املهاجرة‬ ‫الت��ي ت��رى يف انتقاله��ا للم��دن احل�ص��ول‬ ‫عل��ى م�ست��وى معي�ش��ي �أف�ض��ل يح�س��ن من‬ ‫م�ستواها االجتماع��ي وينقلها �إىل طفرة‬ ‫املدن وق��وة �إمكاناته��ا وتع��دد �أن�شطتها‪.‬‬ ‫ويعتق��د �أن توفر اخلدم��ات الأ�سا�سية يف‬ ‫امل��دن الك�برى �ساه��م ب�لا �ش��ك يف تنامي‬ ‫الأع��داد الكب�يرة من املهاجري��ن فالكثري‬ ‫من امل�شاريع الزالت تقام يف �أماكن تكد�س‬ ‫فيه املجتمع ب�ش��كل كبري حتى �صعب معه‬ ‫التخطي��ط‪ .‬فحب��ذا لو �شم��ل التخطيط‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ظاهرة الهجرة الداخلية من الريف‬ ‫�إىل املدن ت�شكل مع�ضلة يف �أغلب‬ ‫دول العامل‪ ،‬و�أهم �أ�سبابها توفر‬ ‫اخلدمات ووجود امل�شاريع يف املدن‪.‬‬ ‫العم��ل على تنمي��ة املناطق‬ ‫الريفية �أو �شبه الريفية‪ .‬وماذا لو �أقيمت‬ ‫بع�ض امل�شاريع �أو املجمعات الت�صنيعية �أو‬ ‫امل�ؤ�س�س��ات احلكومية يف مثل تلك املناطق‬ ‫خ�صو�ص�� ًا �أن �أ�سالي��ب االت�ص��ال �أ�صبحت‬ ‫فعال��ة ج��د ًا وال حت�صره��ا �أو تقيده��ا‬ ‫امل�ساف��ات ي�ض��اف �إىل ه��ذا م��ا توف��ر من‬ ‫بني��ة �أ�سا�سي��ة جيدة للب��دء يف مثل تلك‬ ‫الأف��كار‪� .‬إن بع�ض امل�شاري��ع التي ت�ساعد‬ ‫على التوطني ال حتتاج لأن تكون جماورة‬ ‫ل�س��ور املط��ار �أو حماذي��ة للمين��اء مث ً‬ ‫�لا‬ ‫خ�صو�ص�� ًا يف ظل تواف��ر و�سائل االت�صال‬ ‫العدي��دة فكم من الكلي��ات واجلامعات يف‬ ‫الدول املتقدم��ة �أقيمت يف مناطق ريفية‬ ‫وقروية و�صارت معلم�� ًا لتلك املناطق كما‬ ‫�أنن��ا بحاج��ة �إىل توعية �شامل��ة ل�سكان‬ ‫الق��رى وتب�صريه��م ب�سلبي��ات الهج��رة‬ ‫وبالط��رق الت��ي حت��د م��ن معدالته��ا‪.‬‬ ‫من �أ�سباب الهجرة ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ع��دم �إتاح��ة فر���ص العم��ل لأبناء‬ ‫الريف منذ زمن بعيد‪.‬‬ ‫‪ – 2‬عدم وجود الكليات يف املنطقة‪– 3 .‬‬ ‫البحث ع��ن فر�ص عمل يف املدن الكبرية‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ذهاب �أغل��ب �أبناء املنطقة للدرا�سة‬ ‫يف اجلامعات‪.‬‬ ‫‪ - 5‬والرغب��ة يف الإن�ضم��ام للأق��ارب �أو‬ ‫الزواج واالن�ضمام للأ�صدقاء‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الأ�سباب ال�صحية والعالجية‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪121‬‬

‫‪ - 7‬البح��ث ع��ن فر���ص �أف�ض��ل لتح�س�ين‬ ‫امل�ست��وى املعي�ش��ي‪ - 8 .‬الرغبة يف العي�ش‬ ‫يف امل��دن الك�برى‪ - 9 .‬بع�ض هذه املناطق‬ ‫التوج��د بها جامع��ات او كليات ع�سكرية‬ ‫او معاه��د او مراك��ز تدري��ب متنوع��ة‬ ‫وبالتايل لن يجد املواطن او املوظف بهذه‬ ‫القرى تطويرا ملحوظا على م�ستواه ولن‬ ‫يح�ص��ل على مقومات الوظيفة املطلوبة‪.‬‬ ‫من احلل��ول ‪ – 1 :‬فتح مزيدا من الكليات‬ ‫ال�ستيع��اب ع��دد املتخرج�ين م��ن �أبن��اء‬ ‫الري��ف بكاف��ة التخ�ص�ص��ات ‪� – 2‬إقام��ة‬ ‫معاه��د تدريبي��ة ع�سكري��ة يف الريف ‪3‬‬ ‫– �إن�ش��اء كلية ع�سكرية يف الريف ‪– 4‬‬ ‫توف�ير اخلدم��ات العام��ة لأبن��اء الريف‬ ‫‪� – 5‬إن�ش��اء جممع��ات ريا�ضي��ة وثقافي��ة‬ ‫يف كل قبيل��ة‪ - 6 .‬تعزي��ز اخلدم��ات‬ ‫والوظائ��ف يف القرى‪ - 7 .‬ت�شجيع �إقامة‬ ‫امل�شروع��ات الريفي��ة ذات اخلدم��ات‬ ‫املتكاملة‪ - 8 .‬توفري كافة املتطلبات التي‬ ‫يحتاجها �أبناء القرية‪.‬‬ ‫‪ - 9‬فت��ح جم��االت للتوظي��ف يف قراه��م‬ ‫م��ن خ�لال ت�شجي��ع �إقام��ة امل�شروع��ات‬ ‫احليوي��ة م��ن م�شروع��ات �صناعي��ة‬ ‫وزراعية وجتارية وغريها‪� .‬إح�صائيات‪:‬‬ ‫من املرجح �أن��ه �ست�ستمر ن�سبة املهاجرين‬ ‫يف الت�ضاعف‪ ،‬وهو نتيجة طبيعية لرتكز‬ ‫ن�سب��ة كب�يرة م��ن اال�ستثم��ارات بداخ��ل‬ ‫يف الألفية اجلديدة جل�أت دول‬ ‫�أوربا �إىل نهج �سيا�سة �أمنية‬ ‫�صارمة عرب تنفيذ قرارات «‬ ‫القانون اجلديد للهجرة «‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫معدالت الهجرة الداخلية‬ ‫تخف حدتها كلما زاد‬ ‫الإهتمام بواقع الأرياف‪.‬‬ ‫امل��دن ‪ ،‬ف�ضال عن تركز املعاهد التعليمية‬ ‫والت�سهيالت ال�صحية واملناطق الرتفيهية‬ ‫والأ�سواق واملطاعم واملجمعات التجارية‬ ‫ومراك��ز �صيان��ة الثالج��ات والغ�س��االت‬ ‫وال�سي��ارات واخلدم��ات الأخ��رى‪ ،‬وقب��ل‬ ‫كل هذا‪� ،‬إال �أن الكثري جدا من الن�شاطات‬ ‫�أ�صب��ح مركزي��ا‪ ،‬حي��ث �إن هنال��ك دوافع‬ ‫اقت�صادي��ة واجتماعي��ة ونف�سي��ة ولع��ل‬ ‫التف��اوت الكب�ير يف الك�س��ب ب�ين القرية‬ ‫واملدينة واحتماالت فر�ص العمل الكثرية‬ ‫ت���ؤدى باملهاج��ر لأج��ل العل��م لال�ستقرار‬ ‫بع��د التخ��رج يف املدينة لتحقي��ق م�صدر‬ ‫دخ��ل �أكرب‪ ،‬وبالتايل لتحقي��ق ذاته‪ ،‬كما‬ ‫و|�أن الفق�ير ال��ذي نزح من م��كان �إقامته‬ ‫قادم��ا للم��دن للبح��ث ع��ن فر�ص��ة عمل‬ ‫�أف�ض��ل‪ -‬و�إن كان عم�لا هام�شي��ا‪ -‬تك��ون‬ ‫بالن�سب��ة ل��ه فر�ص��ة ذهبي��ة تغني��ه عن‬ ‫العودة ملكان �إقامته حتى ال يعاين‪.‬‬ ‫احلديث عن ظاهرة الزحف باجتاه املدن‬ ‫الرئي�سي��ة وحتليلها و�صو ًال �إىل الأ�سباب‬ ‫الكامن��ة وراء ذلك مت��ت مناق�شتها مرار ًا‬ ‫اليجاد الآلية املنا�سب��ة للحد منها حيث‬ ‫ال�ضغ��ط ال�س��كاين الهائ��ل داخ��ل امل��دن‬ ‫واملحاول��ة اجلادة اليج��اد البدائل التي‬ ‫جتعل مع��دالت الهجرة ترتاجع �أو تخف‬ ‫حدتها‪.‬‬ ‫�إن االهتم��ام الدائ��م بواق��ع الأري��اف‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪122‬‬

‫واالرتقاء باخلدمات بكل �أنواعها وايجاد‬ ‫فر�ص عمل ب�شكل م�ستمر تتنا�سب وتنوع‬ ‫ال�شه��ادات واالخت�صا�ص��ات وامله��ارات‬ ‫و‪..‬ال��خ كله��ا مبثاب��ة خمم��دات حتد من‬ ‫حدة الزحف الب�شري باجتاه املدن‪ ,‬وهذا‬ ‫بال�ض��رورة ل��ه انعكا�س��ات ايجابي��ة على‬ ‫جممل الأداء يف جمال اخلدمات والتعليم‬ ‫وال�صحة والواقع االقت�صادي ب�شكل عام‪.‬‏‬ ‫�إن جمم��ل الدرا�س��ات واالح�صائي��ات‬ ‫يف ه��ذا امل�ضم��ار ت�ش�ير �إىل �أن مع��دالت‬ ‫الهج��رة الداخلي��ة تخ��ف حدته��ا كلم��ا‬ ‫زاد االهتم��ام بواق��ع الأري��اف‪ ,‬وهذا �أمر‬ ‫طبيع��ي فالتطور الهائل يف نظم املعلومات‬ ‫وط��رق معاجلته��ا جتعل و�ص��ول البيانات‬ ‫واملعلومات ب�سرعة ق�صوى بني امل�ؤ�س�سات‬ ‫والإدارات وال�ش��ركات مهم��ا تباع��دت‬ ‫امل�ساف��ات فيم��ا بينه��ا‪ ,‬وهذا الأم��ر يفتح‬ ‫الب��اب عل��ى م�صراعي��ه لت�شيي��د جمي��ع‬ ‫�أن��واع امل�شاري��ع الت��ي تتنا�س��ب وطبيع��ة‬ ‫كل منطق��ة ‪ ,‬وبالت��ايل نك��ون ق��د بد�أن��ا‬ ‫فعلي�� ًا بخل��ق فر�ص عمل جدي��دة متت�ص‬ ‫�سائ��ر االخت�صا�ص��ات والكف��اءات والتي‬ ‫غالب�� ًا ما يك��ون عملها حم�ص��ور ًا يف املدن‬ ‫الرئي�سية‪.‬‏‬ ‫�إن ت��وزع امل�شاري��ع مبختل��ف �أنواعه��ا‬ ‫و�أ�شكاله��ا لتغط��ي جمي��ع النق��اط‬ ‫اجلغرافي��ة مهما كانت بعي��دة ي�ساهم يف‬ ‫تخفي��ف ال�ضغ��ط احلا�ص��ل عل��ى امل��دن ‪,‬‬ ‫وه��ذا يعني بداية ت�شكي��ل ر�ؤية جديدة‬ ‫يف منط اخلدمات وتكييف ذلك مع الواقع‬ ‫اجلدي��د‪ ,‬وه��ذا ي�ستتبعه واق��ع بيئي له‬ ‫انعكا�س��ات ايجابي��ة م��ن خ�لال تخفيف‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫التطور الكبري يف و�سائل املوا�صالت‬ ‫والإت�صاالت ونظم املعلومات ي�ساعد على‬ ‫�إن�شاء امل�شاريع ال�ضخمة يف املناطق الريفية‪.‬‬ ‫ال�ضغط احلا�صل يف امل�ساكن‬ ‫املخالف��ة والتو�س��ع العم��راين الع�شوائي‬ ‫يف امل��دن الت��ي تفتق��ر لل�ش��روط البيئية‬ ‫وال�صحية ‪ ,‬وبالتايل تكون البداية خللق‬ ‫واقع اجتماعي �أكرث توازن ًا وا�ستقرار ًا‪.‬‬ ‫‏ �إن التط��ور الكبري الذي ح�صل يف و�سائل‬ ‫املوا�ص�لات واالت�صاالت ونظ��م املعلومات‬ ‫كله��ا عوام��ل م�ساع��دة الن�ش��اء امل�شاري��ع‬ ‫ال�ضخم��ة يف املناط��ق الريفي��ة والت��ي‬ ‫�ستلع��ب دور ًا مهم�� ًا يف امت�صا���ص البطالة‬ ‫وت�ساه��م يف اال�ستق��رار االقت�ص��ادي‬ ‫واالجتماع��ي لأ�س��ر كث�يرة تبهره��ا‬ ‫املدين��ة وت�شده��ا احلاج��ة �إىل العم��ل‪.‬‏‬ ‫مترك��ز اال�ستثم��ارات خ��ارج امل��دن يعود‬ ‫مبنافع جمة عل��ى �صعيد البيئة ويخفف‬ ‫من حدة الآثار البيئية التي تتنامى يوم ًا‬ ‫بعد يوم يف مراكز املدن‪.‬‬

‫ح�س�ين اخلي��اط‪ :‬الكت��اب املرج��ع يف‬ ‫جغرافي��ة الوط��ن العرب��ي‪ -‬االقت�ص��اد‬ ‫العرب��ي امل�شرتك‪ -‬للرتبي��ة والثقافة والعلوم‪-‬‬ ‫تون�س‪1991 -‬م‪.‬‬ ‫ريا���ض ابراهي��م ال�سع��دي‪ :‬الكت��اب‬ ‫املرج��ع يف جغرافيةالوط��ن العرب��ي‪-‬‬ ‫حرك��ة ال�سكان(الهج��رات)‪ -‬الرتكي��ب‬ ‫ال�سكاين‪ -‬املنظمة العربي��ة للرتبية والثقافة‬ ‫والعلوم‪ -‬تون�س‪1991 -‬م‪.‬‬ ‫الوثائق الر�سمية‪:‬‬ ‫�صن��دوق االمم املتح��دة لل�س��كان‪،‬‬‫حال��ة �س��كان الع��امل ‪ ،2000‬نيوي��ورك‪.‬‬ ‫املراجع‪:‬‬ ‫العرب��ي‬ ‫الوط��ن‬ ‫جغرافي��ة‬ ‫‪-1‬‬ ‫للكات��ب حمم��د عل��ى حمم��د ‪1998‬‬ ‫‪� -6‬س��كان الوط��ن العربي للكات��ب حممود على‬ ‫الهاجري ‪1996‬‬ ‫امل�صدر‪:‬‬

‫‪html.http://vb.analoza.com/t8973‬‬

‫‏‬ ‫املراجع‪:‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪123‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الق�سم الثالث ــ ملفات مهاجر‬ ‫ ملف الدولة ‪:‬‬‫اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫ ملف الدولة‬‫اململكة املتحدة " بريطانيا "‬ ‫‪ -‬النزوح واللجوء والهجرة غري ال�شرعية‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪124‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ملفــات املهاجـــر‬

‫اململكة العــربيـة ال�سعودية‬ ‫املوقع‪:‬‬ ‫تق��ع اململك��ة العربي��ة ال�سعودي��ة يف �أق�ص��ى‬ ‫اجلن��وب الغربي من ق��ارة �آ�سيا حي��ث يحدها‬ ‫غرب�� ًا البحر الأحم��ر و�شرق ًا اخللي��ج العربي‬ ‫والإم��ارات العربي��ة املتح��دة وقط��ر و�شم��ا ًال‬ ‫الكوي��ت والع��راق والأردن وجنوب�� ًا اليم��ن‬ ‫و�سلطن��ة عمان‪ ،‬وتت�ألف من �سهول �ضيقة على‬ ‫�ساح��ل البح��ر الأحمر (�سهول تهام��ة)‪ ،‬تليها‬ ‫‪ ،‬نح��و ال�شرق‪� ،‬سال�سل جبلي��ة متتد على طول‬ ‫البالد (جبال احلج��از وع�سري ويتعدى �أق�صى‬ ‫ارتفاعها ‪2000‬م) ‪ ،‬ثم �صحار وه�ضاب �صخرية‬ ‫يف الو�سط (‪ %90‬من امل�ساحة العامة)‪� ،‬أكربها‬ ‫�صح��راء النفوذ يف ال�شم��ال والربع اخلايل يف‬ ‫اجلن��وب‪� .‬أم��ا يف ال�ش��رق‪ ،‬وعل��ى ط��ول �ساحل‬ ‫اخلليج العربي‪ ،‬فتمتد �سهول �ساحلية وا�سعة‪.‬‬ ‫املناخ‪:‬‬ ‫قاري‪� ،‬شت��اء بارد و�صيف �شديد اجلفاف ( ‪48‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪125‬‬

‫درج��ة مئوي��ة يف الريا�ض ورطوب��ة ن�سبية ال‬ ‫تتعدى ‪ %9‬يف متوز)‪.‬‬ ‫امل�ساحة وال�سكان‪:‬‬ ‫اململك��ة العربية ال�سعودي��ة هي �أكرب دولة من‬ ‫دول �شب��ه اجلزي��رة العربي��ة وحتت��ل الق�سم‬ ‫الأك�بر منه��ا “ح��وايل ‪ ”%80‬مب�ساح��ة تقدر‬ ‫ب�أك�ثر من ‪ 2.250.000‬كيلو م�تر مربع وعدد‬ ‫�س��كان اململكة ‪ 27.173‬مليون ن�سمة والكثافة‬ ‫ال�سكانية ‪ 9.7‬ن�سمة يف الكيلو مرت املربع‪.‬‬ ‫اللغة والعلم واليوم الوطني‪:‬‬ ‫اللغ��ة العربي��ة ه��ي لغ��ة اململك��ة العربي��ة‬ ‫ال�سعودي��ة و معظ��م التج��ار ورج��ال الأعمال‬ ‫يجيدون لغات �أخرى‪� ،‬أما علم اململكة العربية‬ ‫فهو ن�سيج �أخ�ضر اللون كتب يف منت�صفة بخط‬ ‫الثل��ث كلم��ة التوحي��د “ال�إل��ه �إالاهلل حممد‬ ‫ر�س��ول اهلل” وحت��ت كلم��ة التوحي��د مبا�شرة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫اململكة هي �أكرب دول �شبه اجلزيرة‬ ‫العربية وحتتل ‪ %80‬منها مب�ساحة‬ ‫�أكرث من ‪ 2.250.000‬كلم‪²‬‬ ‫و�سكانها ‪ 27‬مليون ن�سمة‪.‬‬ ‫ميتد �سيف عربي �أبي�ض مقب�ضه‬ ‫باجتاه �سارية العلم‪ .‬وتكرمي ًا لكلمة التوحيد‬ ‫املكتوب��ة على العلم‪ ،‬ف��ان علم اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية ال ينك�س وال يالم�س الأر�ض �أو املاء‪.‬‬ ‫�أم��ا رمز اململك��ة فيتكون من �سيف�ين متعاقبني‬ ‫ت�سم��و من بينهم��ا نخلة‪ ،‬ويرم��ز ال�سيفان اىل‬ ‫املنع��ة والقوة والت�ضحية‪ ،‬بينما ترمز النخلة‬ ‫اىل احليوي��ة واالزده��ار واخل�ير‪ ،‬حتتف��ل‬ ‫اململكة العربي��ة ال�سعودية بيومها الوطني يف‬ ‫الأول من ب��رج امليزان (الثال��ث والع�شرين من‬ ‫�شه��ر �سبتم�بر) م��ن كل ع��ام‪ ،‬تخلي��د ًا لذكرى‬ ‫توحي��د اململك��ة وتكوينه��ا على ي��د املغفور له‬ ‫جالل��ة املل��ك عبدالعزي��ز ب��ن عبدالرحم��ن‬ ‫�آل �سع��ود‪ ،‬ال��ذي �أعل��ن ت�أ�سي���س اململك��ة‬ ‫العربي��ة ال�سعودي��ة عام ‪1351‬ه��ـ (‪.)1932‬‬ ‫االقت�صاد‪:‬‬ ‫بل��غ اجمايل الناجت الوطن��ي للمملكة العربية‬ ‫ال�سعودي��ة يف ع��ام ‪ 1999‬ح��وايل ‪ 521‬بليون‬ ‫ري��ال �سع��ودي (‪ )139‬بلي��ون دوالر �أمريك��ي‬ ‫مبع��دل من��و حقيق��ي ح��وايل ‪ 3‬باملئ��ة وميثل‬ ‫الب�ترول ح��وايل ‪ %36‬م��ن �إجم��ايل الن��اجت‬ ‫الوطني‪ .‬وبل��غ حجم �ص��ادرات اململكة يف عام‬ ‫‪1999‬م ‪ 227‬بليون ريال ووارداتها ‪ 108‬بليون‬ ‫ريال‪.‬‬ ‫الزراعة ‪:‬‬ ‫تطورت الزراع��ة ب�شكل ملح��وظ يف ال�سنوات‬ ‫االخ�يرة‪ ،‬حي��ث حق��ق القط��اع الزراع��ي يف‬ ‫اململك��ة العربي��ة ال�سعودي��ة نه�ض��ة تنموي��ة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪126‬‬

‫متزاي��دة �أدت �إىل ارتف��اع الن��اجت املحل��ي‬ ‫الزراعي من ‪ 990‬مليون ريال عام ‪1970‬م �إىل‬ ‫‪ 38.3‬ملي��ار ريال بالأ�سعار اجلارية لهذا العام‬ ‫ومبعدل منو �سنوي بلغ ‪ %11‬خالل تلك الفرتة‬ ‫لت�صب��ح م�ساهمته يف الناجت املحلي ‪ .%5.1‬هذا‬ ‫وتبل��غ امل�ساح��ة ال�صاحل��ة للزراع��ة باململكة‬ ‫‪ 48.9‬مليون هكت��ار ت�شكل ‪ %22.7‬من �إجمايل‬ ‫م�ساحة اململكة يف حني تبلغ م�ساحة الأرا�ضي‬ ‫القابل��ة للإ�ست�صالح ‪ 3.8‬ملي��ون هكتار‪ .‬ولقد‬ ‫بلغ �إنت��اج املحا�صي��ل الزراعية للع��ام ‪2008‬م‬ ‫مامقداره ‪ 97‬مليون طن ‪ ،‬واحلا�صالت الزراعية‬ ‫باململكة ت�شمل القمح وال�شعري والذرة البي�ضاء‬ ‫وال�سم�س��م واخل�ض��روات والفواك��ة والتم��ور‬ ‫والأعالف اخل�ضراء‪.‬‬ ‫ال�صناعة‪:‬‬ ‫‪ :‬ترتب��ط ال�صناع��ة يف اململك��ة العربي��ة‬ ‫ال�سعودي��ة بالنف��ط والغاز الطبيع��ي‪ :‬تكرير‬ ‫وبرتو كيمي��اء‪ .‬و�أهم املنتوج��ات ال�صناعية‪:‬‬ ‫اال�سمن��ت القط��ران‪ ،‬ق�ضب��ان الف��والذ‪،‬‬ ‫االثيلني‪ ،‬العل��ف‪ ،‬جليكول االثيلني‪ ،‬االيتانول‬ ‫ال�صناع��ي‪ ،‬ديكل��ورور االثيل�ين‪ ،‬ال�ستياري��ن‪،‬‬ ‫ال�ص��ودا الكاوية‪ ،‬االزوت‪ ,‬حم���ض ال�سيرتيك‪،‬‬ ‫االوك�سج�ين‪ ،‬امليالم�ين‪ ،‬وهن��اك اي�ض��ا حتلية‬ ‫مياه البحر و�صناع��ة املواد الغذائية‪ .‬يتناول‬ ‫ن��زع امللح م��ن مي��اه البحر ح��وايل ‪ 100‬مليون‬ ‫م�تر مربع م��ن امل��اء يف ال�سن��ة‪ .‬و لي�س��ت هذه‬ ‫الكمي��ة ب�ش��يء يذك��ر �أم��ام ال ‪ 9500‬ملي��ون‬

‫تكرمي ًا لكلمة التوحيد‬ ‫ف�إن علم اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية ال ينك�س وال مي�س‬ ‫الأر�ض �أو املاء‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫مرت مكعب الت��ي ت�ؤمنها �سنوي��ا املياه اجلوفية‬ ‫والت��ي ت�ستهلكه��ا الزراع��ة‪ .‬ويف م��وازاة ذل��ك‬ ‫ت�شه��د الي��وم اململك��ة من��وا كب�يرا يف جم��ال‬ ‫ال�صناع��ات الزراعي��ة‪ -‬الغذائي��ة و�صناع��ة‬ ‫امل��واد اال�ستهالكي��ة الت��ي تق��وم عل��ى ر�ؤو���س‬ ‫االم��وال اخلا�ص��ة‪ .‬وتعترب اململك��ة الأوىل يف‬ ‫الع��امل يف انتاج الب�ترول واحتياطه‪ ،‬اخلام�س‬ ‫يف احتي��اط الغ��از الطبيعي‪ ،‬العا�ش��ر يف انتاج‬ ‫الغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫احلياة احليوانية ‪:‬‬ ‫حتت��وى مناط��ق اململك��ة العربي��ة ال�سعودي��ة‬ ‫على جمموعات متنوعة من احلياة احليوانية‬ ‫الت��ي يع��ود وجودها �إىل الق��درة الكبرية على‬ ‫التكي��ف للعي���ش يف مثل هذه البيئ��ة القاحلة‬ ‫‪ ،‬و يعي���ش يف اململك��ة العدي��د مـ��ن احليوان��ات‬ ‫الثديي��ة الربيـ��ة و الطي��ور و الزواح��ف و‬ ‫احل�ش��رات و العنكبوتي��ات الت��ي تكيف��ت م��ع‬ ‫البيئ��ة ال�صحراوي��ة ‪ .‬و ق��د تناق���ص �أع��داد‬ ‫ه��ذه احليوان��ات خا�ص��ة الكب�يرة منه��ا مث��ل‬ ‫الغ��زالن من��ذ اخلم�سينات م��ن الق��رن الرابع‬ ‫ع�شر الهجري وذل��ك ب�سبب ال�صيد اجلائر �إال‬ ‫�أن �إن�ش��اء املحمي��ات يف عدة �أماك��ن من اململكة‬ ‫ق��د �أ�سه��م ب�إكث��ار بع���ض احليوان��ات امله��ددة‬ ‫باالنقرا���ض مثل امله��ا و الغزالن وغريها ‪ ،‬هذا‬ ‫بالإ�ضافة �إىل احليوانات الأليفة مثل ‪ :‬الإبل‬ ‫و البق��ر و الغن��م و املاع��ز ‪ ،‬و حيوان��ات النقل‬

‫بلغ �إجمايل الناجت الوطني للملكة‬ ‫يف عام ‪1999‬م حواىل ‪139‬‬ ‫مليار دوالر مبعدل منو ‪ %3‬وميثل‬ ‫البرتول ‪ %36‬من هذا الناجت‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪127‬‬

‫مثل ‪ :‬اخليل و احلمري و غري ذلك ‪.‬‬ ‫الرثوة املنجمية ‪:‬‬ ‫تقوم ثروة البالد على الغاز الطبيعي والنفط‪.‬‬ ‫حي��ث يعترب من �أهم موارده��ا ‪� :‬إنتاج البرتول‬ ‫‪ 409.2‬ملي��ون طن‪� ،‬إحتي��اط ‪ 36.2‬مليار طن‪،‬‬ ‫�إنت��اج غ��از طبيع��ي ‪ 75.9‬ملي��ار م�تر مكع��ب‪،‬‬ ‫احتياط ‪ 7919‬مليار مرت مكعب‪.‬‬ ‫املرتبة يف العامل ‪:‬‬ ‫االول يف انت��اج الب�ترول واحتياطه‪ ،‬اخلام�س‬ ‫يف احتي��اط الغ��از الطبيع��ي‪ ،‬التا�س��ع يف انتاج‬ ‫الغ��از الطبيع��ي‪ ،‬اخريا‪ ،‬ي���ؤ ّم اململك��ة العربية‬ ‫ال�سعودي��ة �سنوي��ا‪ ،‬ال��وف م��ن احلج��اج الداء‬ ‫فري�ضة احل��ج يف مكة املكرمة واملدينة املنورة‬ ‫مم��ا حم��ل الدولة عل��ى ت�أمني امل�سك��ن وامل�أكل‬ ‫والطباب��ة‪ ،‬مب��ا يكف��ي ال�ستيع��اب ه��ذا العدد‬ ‫ال�ضخم ‪.‬‬ ‫ن�ش�أة وتاريخ الدولة ال�سعودية‬ ‫الدولة ال�سعودية الأوىل‬ ‫�أ�س�سه��ا حمم��د بن �سع��ود الذي ت��وىل الإمارة‬ ‫بعد وف��اة �أبيه وقد تزامن��ت واليته مع ظهور‬ ‫حمم��د ب��ن عب��د الوه��اب وق��د �سان��د الأم�ير‬ ‫حمم��د بن �سع��ود اىل �أن تويف ع��ام (‪ 1179‬هـ‬ ‫‪1765 /‬م) فخلفه ابنه الإمام عبد العزيز بن‬ ‫حممد بن �سعود الذي يعترب من �أبرز �أمراء �آل‬ ‫�سع��ود‪ ،‬فقد حكم ت�سعة وثالث�ين عاما‪ ،‬وامتد‬

‫�إرتفعت م�ساهمة القطاع الزراعي يف‬ ‫الناجت املحلي من ‪ 990‬مليون ريــال‬ ‫عام ‪1970‬م �إىل ‪ 38.3‬مليار ريــال‬ ‫عام ‪2008‬م مبعدل منو �سنوي ‪.%11‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫خريطة اململكة‪:‬‬

‫نفوذه اىل �أنحاء جند‪ ،‬واالح�ساء‪ ،‬والقطيف‪ ،‬م�ص��ر ومنها اىل اال�ستان��ة حيث قتل عبداهلل‬ ‫وم�شارف بالد ال�ش��ام‪ ،‬والعراق‪ ،‬واليمن وعمان بن �سعود هناك يف �سنة ‪ 1234‬هـ ‪1818 /‬م‪.‬‬ ‫والأرا�ض��ي املقد�س��ة‪ .‬ت��ويف ع��ام ‪ 1218‬ه��ـ ‪ /‬‬ ‫‪ 1803‬م ‪ ،‬وخلف��ه �سع��ود ب��ن عبدالعزي��ز ب��ن الدولة ال�سعودية الثانية‬ ‫حممد‪ :‬ا�ستت��ب له الأمر يف معظم �أنحاء �شبه �أ�س�سه��ا في�ص��ل بن تركي ال��ذي ت�ألفت واليته‬ ‫اجلزيرة العربية‪ .‬ويف العام ‪1229‬هـ ‪ 1813 /‬م��ن فرتتني الأوىل متت م��ا بني العام ‪ 1246‬هـ‬ ‫‪1830 /‬م والعام ‪ 1255‬هـ ‪ 1839 /‬م والثانية‬ ‫م تويف يف الدرعية‪.‬‬ ‫ث��م توىل عب��داهلل ب��ن �سع��ود وال��ذي ا�ستمر م��ن العام ‪ 1258‬ه��ـ ‪1843 /‬م �إىل حني وفاته‬ ‫حكم��ه �أرب��ع �سن��وات‪ ،‬توالت خالله��ا حمالت عام ‪ 1282‬هـ ‪1865 /‬م‪.‬‬ ‫وايل م�صر حممد با�شا‪ ،‬حتى و�صلت اىل حدود وخ�لال الدول��ة الثانية دخل املي��دان يف هذه‬ ‫الدرعي��ة فحا�صرها ملدة �سنة كاملة ‪ ,‬ا�ستوىل الف�ترة الأمري حمم��د بن ر�شيد �أم�ير حائل �إذ‬ ‫قائ��د حمل��ة حمم��د عل��ي ‪ -‬ابن��ه ابراهي��م ‪ -‬ذاك ال��ذي ب�س��ط �سيطرت��ه عل��ى �شط��ر كبري‬ ‫من جن��د وكان��ت احلكومة‬ ‫عل��ى الدرعي��ة ع��ام ‪1233‬‬ ‫والغاز‬ ‫بالنفط‬ ‫ال�صناعة‬ ‫ترتبط‬ ‫العثماني��ة يف اال�ستان��ة‬ ‫ه��ـ ‪1817 /‬م و�أ�س��ر الإمام‬ ‫الطبيعي‪ ،‬و�أهم ال�صناعات الأ�سمنت‬ ‫تدعم��ه بق��وة للوقوف يف‬ ‫عب��داهلل وعائلت��ه‪ ،‬وك��ذا‬ ‫ً‬ ‫عائل��ة ال�شي��خ حمم��د ب��ن والقطران وق�ضبان الفوالذ و�أي�ضا حتلية وج��ه �آل �سع��ود‪ .‬وانته��ت‬ ‫الف�ترة الثاني��ة لوالي��ة‬ ‫عب��د الوهاب و�أخ��ذوا اىل‬ ‫مياه البحر و�صناعة املواد الغذائية‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪128‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الإمام عبدالرحمن الفي�صل مبغادرته الريا�ض‬ ‫مع عائلته فتوج��ه �إىل قطر ثم �إىل البحرين‬ ‫ث��م �إىل الكوي��ت وكان بني �أف��راد �أ�سرته �أحد‬ ‫�أوالده عبدالعزيز ال��ذي كان يف العقد الثاين‬ ‫من عم��ره‪ .‬وما ان و�ص��ل عبدالعزيز مع والده‬ ‫اىل الكوي��ت حت��ى ب��د�أ يفك��ر يف الع��ودة اىل‬ ‫الريا�ض‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الدولة ال�سعودية الثالثة احلالية‬ ‫هك��ذا ا�ستط��اع املل��ك عب��د العزي��ز ب��ن عب��د‬ ‫الرحم��ن رحم��ه اهلل �أن ي�ستعي��د الريا���ض‬ ‫يف ‪� 5‬شوال‪1319‬هج��ري‪ 1902 ‬مي�لادي يف‬ ‫معرك��ة ال يزال امل�ؤرخ��ون يقفون بذهول �أمام‬ ‫م��ا ات�صفت به م��ن جر�أة و ح�س��ن تنظيم ومن‬ ‫الريا���ض انطل��ق يف م�ش��وار طوي��ل م��ن الكفاح‬ ‫املتوا�ص��ل حت��ي مت توحي��د البالد وق��د �صدر‬ ‫املر�س��وم امللكي بتوحيد مقاطعات الدولة التي‬ ‫حتول��ت مبقت�ض��ى ه��ذا املر�س��وم �إىل اململك��ة‬ ‫العربي��ة ال�سعودي��ة يف ‪ 21‬جم��ادي الثاني��ة‬ ‫‪1351‬هج��ري ‪� 23‬سبتم�بر ‪1932‬ميالدي وهو‬ ‫التاري��خ ال��ذي �أ�صبح يف ما بع��د اليوم الوطني‬ ‫للمملكة‪.‬‬ ‫د�ستور اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫د�ست��ور اململكة العربي��ة ال�سعودية هو القر�آن‬ ‫وال�سن��ة النبوي��ة‪ ،‬وجمي��ع الأنظم��ة ونظ��ام‬ ‫احلك��م يف اململك��ة العربي��ة ال�سعودي��ة ه��و‬ ‫النظ��ام امللك��ي‪ ،‬وي�ش��كل جمل���س ال��وزراء م��ع‬ ‫امللك ال�سلطة التنفيذية والت�شريعية للدولة‪،‬‬ ‫م ًر تاريخ �إن�شاء الدولة ال�سعودية بثالث‬ ‫مراحل‪ ،‬بد�أت بت�أ�سي�س حممد بن �سعود‬ ‫للدولة الأوىل عام ‪ 1765‬م و�إنتهت بتوحيد‬ ‫امللك عبد العزيز للمملكة يف ‪1932‬م‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪129‬‬

‫اململكة الأوىل عاملي ًا يف �إنتاج‬ ‫البرتول و�إحتياطيه‪ ،‬واخلام�س‬ ‫يف �إحتياطي الغاز الطبيعي‬ ‫والتا�سع يف �إنتاجه‪.‬‬ ‫ويت��وىل جمل���س ال�ش��ورى �إب��داء ال��ر�أي يف‬ ‫ال�سيا�س��ات العامة للدول��ة التي حتال �إليه من‬ ‫رئي�س جمل�س الوزراء‪.‬‬ ‫�أهم مدن اململكة‪:‬‬ ‫مكة املكرمة‪:‬‬ ‫ه��ي مقر �إم��ارة منطق��ة مكة املكرم��ة وتوجد‬ ‫به��ا الكعبة امل�شرف��ة‪ ،‬وامل�سجد احل��رام‪ ،‬قبلة‬ ‫امل�سلم�ين‪ ،‬مقام �إبراهيم عليه ال�سالم‪ ،‬امل�شاعر‬ ‫املقد�سة (منى‪ ،‬عرف��ات‪ ،‬املزدلفة)‪ ,‬جامعة �أم‬ ‫القرى‪ ،‬ومقر منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫املدينة املنورة‪:‬‬ ‫ه��ي مقر �إم��ارة منطق��ة املدين��ة املن��ورة وبها‬ ‫امل�سج��د النب��وي ال�شريف‪ ،‬ق�بر الر�سول �صلى‬ ‫اهلل علي��ه و�سلم‪ ،‬اجلامعة الإ�سالمية‪ ،‬وجممع‬ ‫امللك فهد لطباعة امل�صحف ‪.‬‬ ‫الريا�ض‪:‬‬ ‫هي مقر �إمارة منطق��ة الريا�ض‪ ،‬وهي عا�صمة‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬بها جميع الوزارات‬ ‫وال�سف��ارات والقن�صلي��ات الأجنبي��ة‪ ،‬ق�ص��ر‬ ‫اليمام��ة‪ ،‬جمل���س ال�ش��ورى‪ ،‬ق�ص��ر امل�ؤمت��رات‪،‬‬ ‫مط��ار املل��ك خال��د ال��دويل‪ ،‬ا�ست��اد املل��ك فهد‬ ‫الدويل‪ ،‬جممع التلفزيون ‪ ،‬احلي الدبلوما�سي‪،‬‬ ‫جامعة املل��ك �سعود‪ ،‬جامع��ة الإمام حممد بن‬ ‫�سع��ود الإ�سالمية‪ ،‬منطقة ق�ص��ر احلكم‪ ،‬كلية‬ ‫املل��ك فه��د الأمني��ة‪ ،‬كلي��ة املل��ك عبدالعزي��ز‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ً‬ ‫حائ��ل م��ن مناط��ق اجل��ذب‬ ‫احلربي��ة‪ ،‬كلي��ة املل��ك‬ ‫�سنويا الوف احلجاج لأداء‬ ‫ي�ؤمها‬ ‫اجلوي��ة‪ ،‬فري�ضة احلج يف مكة املكرمة واملدينة احل�ضاري��ة وت�شته��ر بع��دد‬ ‫في�ص��ل‬ ‫من الآث��ار القدمي��ة كالقالع‬ ‫امل�ست�شف��ى التخ�ص�ص��ي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جميعا‬ ‫املنورة‪ ،‬واململكة توفر لهم‬ ‫والق�ص��ور القدمي��ة مث��ل‪:‬‬ ‫م�ست�شف��ى املل��ك خال��د‬ ‫امل�سكن وامل�أكل والطبابة‪.‬‬ ‫ياط��ب‪ ،‬جان�ين‪ ،‬في��د‪ ،‬جب��ل‬ ‫اجلامعي‪ ،‬م�ست�شفى امللك‬ ‫حب�شي‪ ،‬الثعيلبي‪ ،‬وبها ر�سوم‬ ‫خالد للعيون‪ ،‬وم�ست�شفى‬ ‫وكتابات ثمودية ومقابر يف �ضايف‪ ،‬وال�سفن‪.‬‬ ‫امللك فهد للحر�س الوطني‪.‬‬ ‫جدة‪:‬‬ ‫تقع مدينة جدة على ال�سهل ال�ساحلي ال�شرقي الباحة‪:‬‬ ‫للبح��ر الأحم��ر‪ ،‬الذي ميث��ل امت��داد ًا طبيعي ًا ه��ي مقر �إم��ارة منطقة الباح��ة‪ .‬وهي منطقة‬ ‫لل�سه��ل ال�ساحل��ي املعروف بتهام��ة وهي ميناء ج��ذب �سياح��ي ذات طبيع��ة هادئ��ة‪ ،‬وجب��ال‬ ‫بح��ري رئي���س‪ ،‬ل��ذا فق��د كان دوره��ا الأ�سا�س �شاهقة‪ ،‬وغاب��ات كثيفة‪ ،‬وجو معتدل‪ ،‬تتوافر‬ ‫والتاريخ��ي كونها ميناء ومدخ ًال �إىل الأرا�ضي به��ا جمموعة من املزروع��ات خل�صوبة �أر�ضها‪،‬‬ ‫املقد�س��ة‪ ،‬ونقط��ة م��رور للحرك��ة التجاري��ة‪ ،‬ويبل��غ ع��دد �أ�سواقه��ا خم�س�� ًا وع�شري��ن �سوق ًا‬ ‫الأم��ر ال��ذي جعله��ا يف الوق��ت احلا�ض��ر �أه��م خالل �ستة �أيام يف الأ�سبوع عدا يوم اجلمعة‪.‬‬ ‫مركز لال�ست�يراد والتوزيع يف اململكة وبالتايل بريدة‪:‬‬ ‫فهي ت�سيطر على معظ��م الن�شاط االقت�صادي ه��ي مق��ر �إم��ارة منطق��ة الق�صي��م وت�شته��ر‬ ‫بالزراعة‪ ،‬وبها م�ست�شفى امللك فهد التخ�ص�صي‪،‬‬ ‫فيها لوجود امليناء البحري واجلوي‪.‬‬ ‫برج مياه بري��دة‪ ،‬مركز امللك خالد احل�ضاري‪،‬‬ ‫مدين��ة املل��ك عب��داهلل ب��ن عبدالعزي��ز‬ ‫�أبها‪:‬‬ ‫ه��ي مق��ر �إم��ارة منطق��ة ع�س�ير‪ ،‬وت�ض��م �أه��م الريا�ضي��ة‪ ،‬وم�صان��ع خمتلفة تنت��ج الأ�سمنت‬ ‫م�صاي��ف اململك��ة‪ ،‬وتع��د م��ن مناط��ق اجل��ذب والطوب والإ�سفنج والأثاث والطوب الفخاري‬ ‫ال�سياحي‪� ،‬شه��دت تطور ًا كبري ًا يف هذا املجال‪ ،‬والبال�ستيك‪.‬‬ ‫وبه��ا مط��ار �أبه��ا املت�ص��ل م��ع باق��ي مط��ارات تبوك‪:‬‬ ‫اململكة‪ ،‬متنزه ع�سري الوطني‪ ،‬ال�سودة‪ ،‬دلغان‪ ،‬هي مقر �إم��ارة منطقة تب��وك‪ .‬تعد تبوك من‬ ‫امل��دن الزراعية‪ ،‬حي��ث يوجد به��ا العديد من‬ ‫القرعاء‪ ،‬اله�ضبة‪ ،‬ال�سحاب‪ ،‬ووادي املحالة‪.‬‬ ‫امل�شروعات الزراعية املهم��ة التي تنتج القمح‬ ‫حائل‪:‬‬ ‫ه��ي مق��ر �إم��ارة منطقة حائ��ل‪ .‬تع��د منطقة والفاكهة والدجاج والبي�ض‪ ،‬ا�شتهرت بزراعة‬ ‫الأزه��ار وت�صديره��ا‪ ،‬يوج��د به��ا العدي��د من‬ ‫تنق�سم اململكة �إىل ‪13‬‬ ‫الآث��ار الإ�سالمية‪ ،‬ومنه��ا م�سجد التوبة الذي‬ ‫�صل��ى في��ه الر�سول �صلى اهلل علي��ه و�سلم قبل‬ ‫منطقة �إدارية و�أهم مدنها‬ ‫غزوة تبوك‪.‬‬ ‫مكة املكرمة واملدينة املنورة‬ ‫جازان‪:‬‬ ‫والريا�ض وجدة‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪130‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�أهم املدن ال�سياحية يف اململكة‬ ‫هي �أبها والباحة‪ ،‬وتوجد‬ ‫�آثار �شهرية يف حائل و�سكاكا‬ ‫وجنران والعال‪.‬‬ ‫ه��ي مق��ر منطقة ج��ازان‪ ،‬وت�ض��م املنطقة �سد‬ ‫وادي ج��ازان م��ن �أكرب �س��دود اململك��ة �إذ تبلغ‬ ‫طاقت��ه التخزينية ‪ 7‬مالي�ين مرت مكعب‪ ،‬وهي‬ ‫غني��ة بالإنت��اج الزراع��ي‪ ،‬كم��ا ت�ض��م مع��امل‬ ‫تاريخي��ة قدمي��ة مثل مدينة ع�ثر وقلعة �أبو‬ ‫عري�ش‪ .‬و بها ميناء جازان‪ ،‬على �ساحل البحر‬ ‫الأحم��ر‪ ،‬ثالث موانئ اململكة من حيث ال�سعة‪،‬‬ ‫والبواب��ة الرئي�سة لواردات اجل��زء اجلنوبي‬ ‫الغربي من اململكة‪.‬‬ ‫الدمام‪:‬‬ ‫ه��ي مق��ر �إم��ارة املنطق��ة ال�شرقي��ة‪ .‬ت�شته��ر‬ ‫املنطق��ة بحق��ول الب�ترول‪ ،‬وبه��ا مق��ر �شركة‬ ‫�أرامك��و ال�سعودي��ة‪ ،‬وفيه��ا مدين��ة اجلبي��ل‬ ‫ال�صناعية‪ ،‬وميناء امللك عبدالعزيز البحري‪،‬‬ ‫امل�ؤ�س�س��ة العام��ة خلط��وط حدي��د اململك��ة‬ ‫العربي��ة ال�سعودي��ة‪ ،‬متن��زه امللك فه��د‪ ،‬مطار‬ ‫املل��ك فه��د ال��دويل‪ ،‬كورني�ش الدم��ام‪ ،‬جامعة‬ ‫املل��ك فه��د للب�ترول واملع��ادن جامع��ة املل��ك‬ ‫في�صل‪ ،‬ومعهد �سالح الطريان‪.‬‬ ‫�سكاكا‪:‬‬ ‫ه��ي مقر منطق��ة اجلوف وهي مدين��ة زراعية‬ ‫تع��د م��ن �أغن��ى مناط��ق اململك��ة بالآث��ار‬ ‫التاريخية‪ ،‬متثل عهود ًا تاريخية خمتلفة مثل‬ ‫ح�صن زعبل‪ ،‬ت��ل ال�ساعي‪� ،‬أعمدة الرجاجيل‪،‬‬ ‫قلع��ة الطوي��ر‪ ،‬قلعة م��ارد‪ ،‬وم�سج��د عمر بن‬ ‫اخلطاب “ر�ضي اهلل عنه‪”.‬‬ ‫عرعر‪:‬‬ ‫هي مقر �إمارة منطقة احلدود ال�شمالية‪ ،‬وهي‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪131‬‬

‫متتلك اململكة �أكرب �شبكة‬ ‫للطرق بال�شرق الأو�سط‬ ‫تتنوع ما بني الطرق الربية‬ ‫واجلوية والبحرية ‪.‬‬ ‫مدين��ة ذات �أهمي��ة جغرافي��ة كونه��ا ملتق��ى‬ ‫طرق مهم��ة ـ العراق ـ اجل��وف ـ املدينة املنورة‬ ‫ـ القريات ـ حف��ر الباطن ـ مير بها خط �أنابيب‬ ‫التابالين‪.‬‬ ‫جنران‪:‬‬ ‫ه��ي مق��ر �إم��ارة منطق��ة جن��ران‪ .‬ت�شته��ر‬ ‫بالزراع��ة‪ ،‬وبه��ا �سد وادي جن��ران‪ ،‬الذي يعد‬ ‫م��ن �أك�بر ال�س��دود املقام��ة يف اململك��ة بطاقة‬ ‫تخزيني��ة ‪ 85‬ملي��ون م�تر مكع��ب‪ ،‬يك�ثر فيها‬ ‫النخي��ل‪ ،‬و�أ�شه��ر �آثارها املنطق��ة الأخدودية‬ ‫التي ورد ذكرها يف القر�آن الكرمي‪.‬‬ ‫املناطق‪:‬‬ ‫تق�س��م اململك��ة العربي��ة ال�سعودي��ة �إىل ‪13‬‬ ‫منطقة‪:‬‬ ‫منطق��ة الباحة ‪ :‬و عا�صمتها الإدارية مدينة‬ ‫الباحة‬ ‫منطق��ة احل��دود ال�شمالي��ة ‪ :‬و عا�صمته��ا‬ ‫الإدارية مدينة عرعر‬ ‫منطقة اجل��وف ‪ :‬و عا�صمتها الإدارية مدينة‬ ‫�سكاكا‬ ‫منطق��ة املدينة املن��ورة ‪:‬و عا�صمتها الإدارية‬ ‫املدينة املنورة‬ ‫منطقة الق�صيم ‪ :‬و عا�صمتها الإدارية مدينة‬ ‫بريدة‪.‬‬ ‫منطقة الريا�ض ‪ :‬و عا�صمتها الإدارية مدينة‬ ‫الريا�ض‪.‬‬ ‫املنطق��ة ال�شرقي��ه ‪ :‬و عا�صمته��ا الإداري��ة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫جميع �سبل الإت�صاالت‬ ‫احلديثة متوفرة‪ ،‬و�شبكة‬ ‫التلك�س ترتبط ب�أكرث من‬ ‫‪ 150‬دولة‪.‬‬ ‫مدينة الدمام‪.‬‬ ‫منطق��ة ع�س�ير ‪ :‬و عا�صمته��ا الإدارية مدينة‬ ‫�أبها‬ ‫منطق��ة حائ��ل ‪ :‬و عا�صمته��ا الإدارية مدينة‬ ‫حائل‪.‬‬ ‫منطقة جي��زان ‪ :‬و عا�صمتها الإدارية مدينة‬ ‫جازان‬ ‫منطقة مك��ة املكرم��ة ‪ :‬و عا�صمته��ا الإدارية‬ ‫مدينة مكة املكرمة‬ ‫منطقة جن��ران ‪ :‬و عا�صمتها الإدارية مدينة‬ ‫جنران‬ ‫منطقة تب��وك ‪ :‬و عا�صمته��ا الإدارية مدينة‬ ‫تبوك‬ ‫العملة‪:‬‬ ‫الريال ه��و الوحدة الأ�سا�سي��ة لعملة اململكة‪،‬‬ ‫ويتك��ون الري��ال م��ن ‪ 100‬هلل��ة‪ ،‬وه��و مغط��ى‬ ‫بالذه��ب وقاب��ل للتحوي��ل �إىل العم�لات‬ ‫الأجنبي��ة وال توج��د قي��ود عل��ى عملي��ات‬ ‫التحوي��ل النق��دي م��ن و�إىل اململك��ة‪ .‬ويعادل‬ ‫الدوالر الأمريكي ‪ 3,75‬ريا ًال‪.‬‬ ‫‪ ‬التقومي‪:‬‬ ‫تعتم��د اململك��ة يف تاريخه��ا الر�سم��ي عل��ي‬ ‫التق��ومي الهجري امل�ستن��د �إىل هجرة الر�سول‬ ‫�صل��ى اهلل علي��ة و�سل��م م��ن مك��ة �إىل املدينة‬ ‫املن��ورة‪ .‬وال�سن��ة الهجري��ة القمري��ة (‪354‬‬ ‫يوما) مق�سمة �إىل �إثني ع�شر �شهرا قمري ًا‪.‬‬ ‫العطالت الر�سمية‪:‬‬ ‫العطل��ة الأ�سبوعي��ة الر�سمي��ة يف اململكة هي‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪132‬‬

‫يوما اخلمي���س واجلمعة‪� ،‬إ�ضاف��ة �إىل عطلتي‬ ‫عيد الفطر وعيد الأ�ضحى املبارك ال�سنويتني‬ ‫والي��وم الوطني ‪� 23‬سبتم�بر املوافق ‪ 1‬امليزان‬ ‫�سنويا ً؟!!‬ ‫النقل و املوا�صالت‪:‬‬ ‫متتلك اململكة العربي��ة ال�سعودية �أكرب �شبكة‬ ‫للط��رق بال�ش��رق الأو�س��ط �إذ تتن��وع م��ا ب�ين‬ ‫الط��رق الربي��ة و اجلوي��ة و البحري��ة فم��ن‬ ‫ناحي��ة الطرق الربية ف�إنه��ا تتنوع و تتختلف‬ ‫من منطقة �إىل منطقة كما يوجد �سكة حديد‬ ‫تربط ما بني مين��اء امللك عبدالعزيز مبدينة‬ ‫الدمام وما بني امليناء اجلاف مبدينة الريا�ض‬ ‫و مير بالأح�س��اء و �أبقيق و الظهران و حر�ض‬ ‫�أما الطرق امل�سفلته فتمتد م�سافة �شا�سعة و لعل‬ ‫م��ن �أهمهم��ا ‪ :‬طريق الدمام الريا���ض ال�سريع‬ ‫بط��ول ‪ 375‬ك��م‪ .‬طري��ق الريا���ض احلج��از‬ ‫و طري��ق اجلن��وب و ه��و طري��ق جبلي‪،‬عقب��ة‬ ‫الباحة و تعد من �أكرب امل�شاريع يف الطرق ‪.‬‬ ‫و�سائل الإت�صاالت‪:‬‬ ‫جمي��ع �سب��ل االت�ص��االت احلديث��ة متوف��رة‪،‬‬ ‫مبا ذل��ك الهاتف‪ ،‬والهاتف النق��ال‪ ،‬والتلك�س‪،‬‬ ‫والفاك�س‪،‬و�شبك��ة االنرتن��ت‪ ،‬واملرا�سل��ون‪� ،‬أما‬ ‫�شبكة التلك���س فرتتبط ب�أكرث من ‪ 150‬دولة‪.‬‬ ‫النقل البحري ‪:‬‬ ‫تنق�سم املوان��ئ يف اململكة �إىل عدد من الأنواع‬ ‫لعل �أهمها ‪ .1 :‬املوانئ التجارية ‪ :‬ميناء امللك‬ ‫عبدالعزي��ز بالدمام ‪ -‬مين��اء جده التجاري ‪-‬‬

‫ينق�سم التعليم �إىل ق�سمني‬ ‫عام وعايل‪ ،‬وباململكة‬ ‫ع�شرون جامعة حكومية‬ ‫و�أهلية‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫مين��اء املل��ك فهد باجلبي��ل ‪ -‬مين��اء امللك فهد‬ ‫بينب��ع ‪ -‬ميناء ج��ازان‪ .3 .‬امل�ؤان��ئ النفطيه ‪:‬‬ ‫مين��اء ر�أ�س تن��ورة ‪ -‬ميناء اجلعيم��ة ‪ -‬ميناء‬ ‫ر�أ���س اخلفج��ي ‪ -‬مين��اء راب��غ ‪ .4 .‬موانئ نقل‬ ‫الركاب ‪ :‬ميناء جده الإ�سالمي‬ ‫النق��ل اجل��وي ‪ :‬يوج��د باململك��ة العربي��ة‬ ‫ال�سعودية (‪)27‬مط��ار مابني دوليه و �إقليميه‬ ‫و حملية ‪ ..‬املط��ارات الدوليه ‪ .1 :‬مطار امللك‬ ‫عبدالعزي��ز مبحافظ��ة جده ‪ .2 .‬مط��ار امللك‬ ‫خال��د مبدين��ة الريا���ض ‪ .3 .‬مط��ار امللك فهد‬ ‫مبدين��ة الدم��ام ‪ .4 .‬مط��ار الأم�ير حممد بن‬ ‫عبدالعزيز مبدين��ة املدينة املنورة ‪ ،‬املطارات‬ ‫الإقليمي��ه ‪ .1 :‬مطار�أبه��ا مبدين��ة �أبه��ا‪.2 .‬‬ ‫مط��ار امللك عبداهلل مبدين��ة جازان‪ .3 .‬مطار‬ ‫الق�صيم مبدينة بريده ‪ .4‬مطار حائل مبدينة‬ ‫حائل ‪ .5‬مط��ار تبوك مبدينة تبوك ‪ .6‬مطار‬ ‫الطائف مبحافظة الطائف‬ ‫‪ ‬‬ ‫التعليم‪:‬‬ ‫ينق�سم التعليم يف اململكة �إىل ق�سمني‪- :‬الأول‬ ‫وهو التعليم العام وينق�سم �إىل ثالث مراحل‪:‬‬ ‫املرحل��ة الإبتدائي��ة وتتكون من �س��ت �سنوات‬ ‫درا�سية‪ .‬املرحل��ة املتو�سطة وتتكون من ثالث‬ ‫�سنوات درا�سية‪ .‬املرحلة الثانوية وتتكون من‬ ‫ثالث مراحل درا�سية‪.‬‬ ‫الث��اين وه��و التعلي��م الع��ايل ويتك��ون م��ن‪:‬‬ ‫الدرا�س��ة اجلامعي��ة ملرح��ة البكالوريو���س‪.‬‬ ‫الدرا�سة اجلامعة ل�شهادة املاج�ستري‪ .‬الدرا�سة‬ ‫اجلامعية ل�شهادة الدكتوراة‪.‬‬ ‫وت�ش��رف وزارة الرتبي��ة والتعليم على مراحل‬ ‫التعليم العام‪ .‬كما ت�شرف وزارة التعليم العايل‬ ‫على مراحل التعليم العام‪.‬‬ ‫اجلامعات ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪133‬‬

‫كانت م�ساحة امل�سجد النبوي يف‬ ‫عهد الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫‪ 100×100‬ذراع وله ثالثه �أبواب‬ ‫ومتت تو�سعته مرات عديدة‪ ،‬وم�ساحته‬ ‫احلاليه ‪ 400.500‬م‪ ²‬وي�ستوعب ‪650‬‬ ‫�ألف م�صلي وله ‪ 81‬باب ًا‪.‬‬ ‫يوجد يف اململكة العربية ال�سعودية العديد‬ ‫من اجلامعات احلكومية والأهلية وتقدر بـ‪20‬‬ ‫جامعة‪.‬‬ ‫�أهم املعامل الأثرية والدينية‪:‬‬ ‫امل�سجد النبوي‪:‬‬ ‫ث��اين احلرم�ين ال�شريف�ين ومدر�س��ة امل�سلمني‬ ‫الأوىل مت بن��ا�ؤه يف مو�ض��ع برك��ت في��ه ناق��ة‬ ‫الر�س��ول �صل��ى اهلل علي��ه و�سل��م ومت بن��اء‬ ‫امل�سج��د باحلج��ارة و�سق��ف بع�ضه��ا باجلري��د‬ ‫و�أقيم��ت �أعم��دة من ج��ذوع النخي��ل وكان له‬ ‫ثالث��ة �أب��واب‪ :‬ب��اب الرحم��ة ‪ ،‬ب��اب �أبو بكر‬ ‫ال�صديق من جه��ة الغرب ‪ ،‬وباب �آل عثمان من‬ ‫ال�شرق وكانت م�ساحة امل�سجد يف عهد الر�سول‬ ‫‪ 100×100‬ذراع‪ .‬ويف عه��د اخلليف��ة عمر بن‬ ‫اخلط��اب ر�ضي اهلل عنه �أ�ضيفت ثالثة �أبواب‬ ‫للم�سج��د ومت تو�سيع��ه ث��م حدث��ت زي��ادة يف‬ ‫عهد ذي النورين اخلليفة عثمان بن عفان كما‬ ‫ان�ش�أ حمرابه امل�شهور با�سمه ويف عهد اخلليفة‬ ‫الأموي الوليد بن عبد امللك مت تو�سيع امل�سجد‬ ‫وتعمريه ب�أحدث و�سائل العمارة من الف�سيف�ساء‬ ‫وال�سال�سل والقناديل و�أ�صبح للم�سجد ع�شرون‬ ‫بابا و�أربعة م�آذن ثم توالت التو�سعات للم�سجد‬ ‫حتى �أكرب تو�سع يف تاريخ امل�سجد يف عهد خادم‬ ‫احلرمني ال�شريفني بد�أت عام ‪ 1405‬هـ وبلغت‬ ‫م�ساحته ‪ 400,500‬مرت مربع‪ .‬ت�ستوعب ‪650‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�ألف من امل�صلني و�أ�صبح عدد الأبواب ‪ 81‬بابا‪.‬‬ ‫م�سجد قباء‪:‬‬ ‫�أول م�سج��د يف الإ�سالم بناه الر�سول �صلى اهلل‬ ‫علي��ه و�سلم عندما و�صل املدينة مهاجرا ونزل‬ ‫في��ه قوله تعاىل ‪(:‬مل�سج��د �أ�س�س على التقوى‬ ‫م��ن �أول يوم �أحق ان تقوم فيه ) وتقع منطقة‬ ‫قب��اء جنوب غ��رب املدينة و�أجري��ت له عدة‬ ‫تو�سعات على مر الع�صور‪ .‬م�سجد القبلتني‪ :‬يقع‬ ‫يف �شمال غرب املدينة و�سمي بذلك لأن القبلة‬ ‫حتول��ت �أثن��اء �ص�لاة الظه��ر ب��ه �إىل امل�سجد‬ ‫احلرام وقد �أجريت له حت�سينات وجتديدات‬ ‫ع�بر الع�ص��ور وحت��ى الع�ص��ر ال�سع��ودي‪.‬‬ ‫العال‪:‬‬ ‫مدين��ة الع�لا التاريخي��ة تق��ع ب�ين املدين��ة‬ ‫املن��ورة وتب��وك وكانت ت�سمى قدمي��ا ( ديدان‬ ‫) وتعترب من �أكرب املناطق احل�ضارية القدمية‬ ‫لوقوعه��ا عل��ى الطري��ق الرئي�س��ي للتج��ارة‬ ‫وكانت تقوم بدور الو�سيط بني ح�ضارات الهند‬ ‫وجن��وب �شبه اجلزي��رة العربي��ة جنوبا وبني‬ ‫ح�ضارات ال�شام وم�صر والعراق �شماال ويوجد‬ ‫به��ا العدي��د م��ن املقاب��ر املنحوت��ة يف اجلبال‬ ‫نحت��ا هند�سي��ا متمي��زا كم��ا توج��د النقو���ش‬ ‫الداداني��ة واملعيني��ة واللحياني��ة والثمودية‬ ‫والنبطية والكوفي��ة و بقايا القالع وال�سدود‪.‬‬ ‫يف عام ‪1923‬م منح امللك عبد العزيز‬ ‫�أول �إمتياز للتنقيب للنيوزيلندي‬ ‫فرانك هوملز‪ ،‬ويف عام ‪1933‬م وقع‬ ‫�إتفاقية مع �شركة �سوكال الأمريكية‬ ‫مدته ‪ 60‬عام ًا للتنقيب يف كامل‬ ‫املنطقه ال�شرقية‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪134‬‬

‫احلجر مدائن �صالح‬ ‫تق��ع منطق��ة احلج��ر عل��ى بع��د ‪ 22‬كل��م م��ن‬ ‫�شم��ال �ش��رق الع�لا و�سميت به��ذا اال�س��م منذ‬ ‫الع�ص��ور القدمية وترجع �شهرته��ا التاريخية‬ ‫�إىل طري��ق التج��ارة الق��دمي ال��ذي يرب��ط‬ ‫�شب��ه اجلزي��رة العربي��ة وال�ش��ام وم��ن �أ�شه��ر‬ ‫م��ن �سك��ن املنطق��ة ق��وم ثم��ود الذي��ن ج��اء‬ ‫ذكرهم يف الق��ر�آن الكرمي ومن �آثار قوم ثمود‬ ‫الواجه��ات ال�صخري��ة املنحوت��ة يف اجلب��ال‪.‬‬ ‫خريبة احلجر‬ ‫موقع �أثري ق��دمي ملدينة قدمية �ضمن مواقع‬ ‫مدائ��ن �صالح �سكنه��ا الثموديون ث��م الأنباط‬ ‫وق��د عرث ب��ه على �أعداد كب�يرة متثل عمـالت‬ ‫و�أوان خمتلف��ة و�أحوا���ض حجري��ة ل�سق��ي‬ ‫الدواب واملباخر وامل�سارج والتماثيل الطينية‪.‬‬ ‫موقع خيف الزهرة‬ ‫يق��ع �شمال اخلريب��ة بح��وايل كيلومرت واحد‬ ‫ويحي��ط ب��ه �س��ور مبني م��ن احلج��ارة وكانت‬ ‫عب��ارة ع��ن م�ستوطن��ة ريفي��ة زراعي��ة عن��د‬ ‫نهاي��ة ال��وادي املعتدل��ة يف الأل��ف االول قبل‬ ‫املي�لاد وه��ذا املوق��ع يعك���س م��دى التط��ور‬ ‫الزراع��ي وال��ري يف احل�ض��ارة الديدانية ويف‬ ‫الوق��ت نف�سه ه��و موقع للدفاع ع��ن اخلريبة‪.‬‬ ‫ال�سدود االثرية‬ ‫من �أ�شهر تلك ال�سدود �سد البنت و�سد احل�صيد‬ ‫و�سد معاوية بن �أبي �سفيان بوادي اخلنق و�سد‬ ‫رانوناء يف جنوب املدينة‪.‬‬ ‫ال�سودانيون باململكة العربية ال�سعودية‬ ‫‪ ‬الهج��رة ايل ال�سعودية من الهجرات القدمية‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫يف عام ‪1938‬م تبني �أن‬ ‫بال�سعودية �إحتياطات هائلة‪،‬‬ ‫فتم توقيع �إتفاقية ملحقه‬ ‫و�سعت م�ساحة �إمتياز ال�شركة‬ ‫الأمريكية و�أ�ضافت �ست �سنوات‬ ‫لعمر الإتفاقية‪.‬‬ ‫الت��ي عرفه��ا ال�سوداني��ون وقد بلغت‬ ‫�أوجه��ا م��ع الطف��رة البرتولية عن��د منت�صف‬ ‫�سبعينات القرن املا�ضي ‪.‬‬ ‫تتكون اجلالية ال�سودانية من ناحية العمل من‬ ‫جمي��ع التخ�ص�صات املهنية (عمال ‪,‬ع�سكريون‬ ‫‪،‬اطب��اء ‪،‬وخ�براء ‪.....‬ال��خ )وجميعه��ا نت��اج‬ ‫تعاقدات م�ؤ�س�سات و�أفراد ‪.‬‬ ‫العدد التقريبي للجالي��ة ال�سودانية وبح�سب‬ ‫التقرير العام للجاليات ل�سنة ‪2013‬م وحوايل‬ ‫مليون فرد ‪�،‬أما العدد ‪ -‬احلقيقي ح�سب ر�ؤ�ساء‬ ‫وممثل��ي اجلالي��ات يف م�ؤمتره��م الث��اين ‪4-2‬‬ ‫يوني��و ‪2013‬م فه��و �أعلى من ذل��ك بكثري‪ ،‬فقد‬ ‫ذكر ممثل منطقة الريا�ض �أن تعدادهم ن�صف‬ ‫مليون‪ ،‬وممثل املنطقة الغربية “�سبع جاليات‬ ‫“ �أن تعدادهم بني ‪900-800‬الف وممثل حفر‬ ‫الباطن ‪�180‬ألف فرد ي�ضاف �إىل ذلك املناطق‬ ‫التي مل يظهر تعداد �أفرادها يف امل�ؤمتر ‪.‬‬ ‫تنق�س��م اململك��ة ال�سعودي��ة �إداري��ا وبح�س��ب‬ ‫البعثة ال�سودانية الر�سمية �إىل ق�سمني‪:‬‬ ‫ منطقة ال�سفارة ال�سودانية وت�شمل املنطقة‬‫ال�شرقية والو�سطي‪.‬‬ ‫ منطق��ة القن�صلي��ة العام��ة وه��ي تع��رف‬‫باملنطقة الغربية‪.‬‬ ‫ويف بع���ض امل��دن ال�سعودي��ة توج��د جالي��ات‬ ‫فرعية‪.‬‬ ‫اخل�براء والكف��اء�آت ال�سوداني��ة باململك��ة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪135‬‬

‫العربي��ة ال�سعودية لهم ا�سهامات كبرية يف كل‬ ‫املجاالت بالوطن وعلي وجه اخل�صو�ص الذين‬ ‫يعملون يف جم��ال الطب و دوره��م وم�شاركتهم‬ ‫الفاعلة يف القوافل الطبية التي �أ�سهمت بقدر‬ ‫كب�ير يف توط�ين الع�لاج بالداخ��ل والتعلي��م‬ ‫والتنمية‪.‬‬ ‫�إيل جان��ب ذل��ك ف���إن اجلالي��ات باململك��ة له��ا‬ ‫دور مق��در يف دع��م الوطن عند املحن ويف جلب‬ ‫امل�ستثمري��ن ال�سعوديني �إىل ال�س��ودان ‪.‬ولدي‬ ‫اجلالي��ات رواب��ط وجمعي��ات تق��دم خدم��ات‬ ‫جليل��ة ملناطقها بال�س��ودان ‪،‬كم��ا لديها برامج‬ ‫تكافلية خلدمة �أع�ضائها وت�ساهم يف ت�صحيح‬ ‫�أو�ضاعهم باململكة ‪.‬‬ ‫‪ ‬تاريخ البرتول وتفا�صيل اكت�شافه‪ ‬‬ ‫يع��ود تاري��خ �صناع��ة الب�ترول يف ال�ش��رق‬ ‫الأو�س��ط �إىل ع��دة ق��رون خلت عندم��ا كانت‬ ‫عبارة عن ر�شوحات من الزيت والقار ت�ستخدم‬ ‫يف �أغرا���ض �شت��ى ويف ع��ام ‪1871‬م زارت بعثة‬ ‫من اخل�براء الأمل��ان العراق وقال��ت يف تقرير‬ ‫له��ا �إن هن��اك م��وارد طائل��ة من الب�ترول ويف‬ ‫ع��ام ‪1907‬م قالت بعثة �أخ��رى �إن العراق هو‬ ‫يف حقيق��ة �أم��ره بح�يرة م��ن النف��ط ويف عام‬ ‫‪1908‬م عرث عل��ى الزيت اخلام بكميات وفرية‬ ‫يف �إي��ران �أم��ا �أك�بر احلق��ول العراقي��ة فق��د‬ ‫اكت�ش��ف يف (( كركوك )) ع��ام ‪1927‬م و�شرع‬ ‫يف �إنت��اج الزي��ت من��ه يف ع��ام ‪1934‬م بكميات‬ ‫جتاري��ة تدفقت اىل الأ�س��واق اخلارجية ويف‬ ‫عام ‪1932‬م اكت�شف النفط يف دولة البحرين‬ ‫ويف ع��ام ‪1923‬م ح�ص��ل امليج��ر الرائ��د ((‬ ‫فران��ك هوملز)) وهو نيوزلن��دي اجلن�سية كان‬ ‫ينوب عن هيئة بريطانية تدعى ((ال�شرقية‬ ‫والعام��ة)) م��ن املل��ك عب��د العزي��ز �آل �سع��ود‬ ‫يرحمه اهلل عل��ى �أول امتياز للزيت يف اململكة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫العربي��ة ال�سعودي��ة منح مبوجب��ه حقا مطلقا‬ ‫ل��ه ينفرد ب��ه للتنقيب ع��ن الزي��ت وغريه من‬ ‫املع��ادن يف م�ساح��ة تزي��د عل��ى ((‪))30000‬‬ ‫مي��ل مرب��ع يف منطق��ة الإح�س��اء ولك��ن ه��ذا‬ ‫االمتي��از ال��ذي من��ح ل��ه مقابل �سع��ر زهيد هو‬ ‫((‪ ))2000‬جني��ه �إ�سرتلين��ي تدف��ع ذهب��ا يف‬ ‫ال�سن��ة الواح��دة مل ي�سف��ر ع��ن �ش��يء وتعذر‬ ‫عل��ى الهيئ��ة ((ال�شرقي��ة والعام��ة)) �إقن��اع‬ ‫�أية �شرك��ة با�ستثمار �أية مبالغ تكفي لعمليات‬ ‫التنقي��ب وبع��د �أن دفع��ت الهيئة �ألف��ي جنيه‬ ‫�إ�سرتلين��ي يف ال�سن��ة وملدة عام�ين توقفت عن‬ ‫الوف��اء بالتزاماته��ا يف االتفاقي��ة ف�أمهله��ا‬ ‫املل��ك عبد العزيز ث�لاث �سنوات ث��م انتهى به‬ ‫الأم��ر �إىل �إلغاء االمتي��از يف عام ‪1928‬م وقد‬ ‫ق��ال امليج��ر ((فران��ك هومل��ز)) ه��و وهيئت��ه‬ ‫((ال�شرقي��ة والعامة)) الت��ي تتخذ من لندن‬ ‫مق��را لها �إن ه��ذا الف�صل من ق�صة الزيت ميثل‬ ‫بالت�أكي��د �أعظ��م فر�صة من الفر���ص ال�ضائعة‬ ‫يف الع��امل ويف ع��ام ‪1930‬م واج��ه املل��ك عب��د‬ ‫العزيز عجزا يف الإي��رادات ن�ش�أ عن انخفا�ض‬ ‫ع��دد احلجاج ب�سب��ب �أزمة الك�س��اد التي عمت‬ ‫الع��امل فوج��ه دع��وة �إىل ((ت�شارل��ز كرين))‬ ‫رج��ل الأعم��ال الأمريك��ي لك��ي ي��زور اململكة‬ ‫وكان كري��ن قد �أبدى تلهف��ه على اللقاء بامللك‬ ‫عب��د العزي��ز ويف �أثن��اء زي��ارة ((كرين)) مت‬ ‫االتفاق عل��ى �أن يقوم بايف��اد مهند�س تعدين‬ ‫�إىل اململكة لإجراء عمليات م�سح فيها وتقييم‬ ‫موارده��ا م��ن امل��اء واملع��ادن والزي��ت ويف عام‬ ‫‪1931‬م و�ص��ل املهند���س ((كارل تويت�ش��ل))‬ ‫�إىل جدة وه��و مهند�س مدين ومهند�س تعدين‬ ‫له خربة بال�شرق الأو�سط حل�ساب ((كرين))‬ ‫يف اليمن وا�ضطلع ((تويت�شل)) بعمليات م�سح‬ ‫ا�ستم��رت �شه��ورا طويلة ق��دم بعده��ا تقريره‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪136‬‬

‫يف عام ‪1973‬م ح�صلت ال�سعودية‬ ‫على ح�صة يف �أرامكو ن�سبتها ‪%25‬‬ ‫ويف عام ‪1974‬م زيدت �إىل ‪%60‬‬ ‫ويف عام ‪1980‬م مت الإتفاق على‬ ‫�أن ت�صبح �أرامكو �سعودية بن�سبة‬ ‫‪.%100‬‬ ‫�إىل املل��ك عب��د العزي��ز وكان م��ن �أهم‬ ‫النتائ��ج التي انته��ى �إليها قول��ه �إن التكوينات‬ ‫اجليولوجي��ة يف املنطق��ة ال�شرقي��ة ح��ول‬ ‫الظه��ران ت��دل داللة قوي��ة على وج��ود زيت‬ ‫وبينم��ا كان تويت�ش��ل ما�ضي��ا يف عمليات امل�سح‬ ‫�أب��دت �شركة (�ستاندرد �أويل �أوف) كاليفورنيا‬ ‫((�س��وكال)) الت��ي كانت قد �أوف��دت اثنني من‬ ‫اجليولوجي�ين �إىل البحري��ن اهتماما متزايدا‬ ‫ب�إمكانات الزيت يف بر اململكة ويف عام ‪1933‬م‬ ‫و�ص��ل تويت�ش��ل �إىل جدة مع (لوي��د هاملتون)‬ ‫ممث��ل ((�س��وكال)) وبرغ��م وج��ود �ش��يء من‬ ‫املناف�س��ة الوا�ضحة من جان��ب �شركة البرتول‬ ‫العراقي��ة فق��د جنح هامل�تن يف املفاو�ضة على‬ ‫امتياز ينفرد مبقت�ضاه بحقوق يف زيت املنطقة‬ ‫ال�شرقي��ة وكان��ت م��دة االتفاقي��ة �ستني �سنة‬ ‫م��ددت بعد ذلك �ست �سن��وات �أخرى ويف يوليو‬ ‫‪1933‬م ظف��رت االتفاقي��ة باملوافق��ة امللكية‬ ‫وهك��ذا ا�ستطاع��ت اململك��ة �أن تك�س��ر احت��كار‬ ‫امتيازات الزيت يف هذه املنطقة من العامل الذي‬ ‫كان يف حقيقت��ه احتكار بريطانيا وقد حددت‬ ‫املادتان الأوىل والثانية من االتفاقية طبيعة‬ ‫االمتياز وحدوده اجلغرافية وهي كامل اجلهة‬ ‫ال�شرقي��ة من اململكة مب��ا فيها اجلزر البحرية‬ ‫واملي��اه ال�ساحلية �إىل منته��ى احلافة الغربية‬ ‫للدهن��اء وم��ن احل��دود ال�شمالي��ة اىل منتهى‬ ‫احل��دود اجلنوبية للمملكة على �شرط �أنه من‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ال�سودانيون بال�سعودية‬ ‫تعدادهم �أكرث من‬ ‫مليون ويعملون يف جميع‬ ‫التخ�ص�صات املهنية‪.‬‬ ‫النهاية املالية للحافة الغربية‬ ‫للدهن��اء ي�ستم��ر هذا احل��د الغرب��ي للمنطقة‬ ‫امل�ش��ار �إليها يف خط م�ستقيم متجه �إىل ال�شمال‬ ‫بانحراف ثالثني درجة �شرقا حتى ملتقى خط‬ ‫احلدود اجلنوبي��ة للمملكة ومن �أجل ال�سهولة‬ ‫�ست�سمى هذه املنطقة باملنطقة امل�شمولة‪..‬‬ ‫�أ�سف��رت عملي��ات التنقي��ب يف بداي��ة الأم��ر‬ ‫ع��ن نتائج خميب��ة للآمال ولك��ن يف عام ‪1935‬‬ ‫حف��رت بئ��ر يف الظهران عرث فيه��ا على الزيت‬ ‫بكمي��ات جتاري��ة ويف ال�سن��ة التالي��ة قام��ت‬ ‫�شرك��ة (�سوكال) الت��ي كانت تعم��ل �آنذاك من‬ ‫خ�لال �شركة تابعة لها ه��ي (كليفورنيا اربيان‬ ‫�ستان��درد �أوي��ل كمبن��ي) (كا�س��وك) ب�إعم��ال‬ ‫ن���ص املادة ‪ 32‬من اتفاقية عام ‪1933‬م وباعت‬ ‫ن�صف ح�صتها يف االمتياز �إىل �شركة (تك�سا�س)‬ ‫للزيت و�شرع يف �إنتاج الزيت عام ‪1938‬م وتبني‬ ‫بحلول هذا الوق��ت �أن هناك احتياطات هائلة‬ ‫من الزيت وبعدما ت�أك��د �أن الحتياطات الزيت‬ ‫�إمكان��ات جتارية قابلة للنمو عق��دت �إتفاقية‬ ‫ملحق��ة �أخرى يف ‪ 31‬ماي��و ‪1939‬م �أ�ضافت �إىل‬ ‫عمر االتفاقي��ة الأ�صلية �ست �سنوات مبقت�ضى‬ ‫هذا ال�صك الثاين الذي يعرف با�سم االتفاقية‬ ‫امللحق��ة و�سع��ت م�ساح��ة امتياز (�س��وكال) مبا‬ ‫يق��رب م��ن (‪ )80،000‬ميل مربع كم��ا ت�ضمنت‬ ‫هذه االتفاقية �أن للحكومة ال�سعودية حقوقا‬ ‫يف منطقت�ين حمايدتني م�شرتكت�ين مع العراق‬ ‫والكوي��ت وذل��ك بحق الن�ص��ف ومم��ا يذكر �أن‬ ‫املل��ك عب��د العزي��ز تلقى يف ع��ام ‪ 1937‬عر�ضا‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪137‬‬

‫كث�ير املزايا م��ن اليابان ولكنه رف�ض��ه اعتقادا‬ ‫من��ه بان الداف��ع �إلي��ه اعتب��ارات �سيا�سية كما‬ ‫كان لأملاني��ا خطط ب�ش�أن الزي��ت ال�سعودي ويف‬ ‫نف���س ال�سن��ة زار ج��دة (ت��ور فريت��ز غروب��ا)‬ ‫الوزي��ر املفو���ض الأمل��اين يف الع��راق واململك��ة‬ ‫وكان مق��ره يف بغ��داد ومع ذلك �آث��ر امللك عبد‬ ‫العزي��ز اال�ستمرار يف عالقات��ه مع الأمريكيني‬ ‫فف��ي ذل��ك مي��زة االطمئن��ان �إىل �أن التنمي��ة‬ ‫االقت�صادي��ة للب�لاد ال تنط��وي عل��ى حتم��ل‬ ‫م�سئوليات �سيا�سية‪.‬‬ ‫ويف ع��ام ‪1944‬م �أعي��دت ت�سمي��ة �شرك��ة‬ ‫(كليفورني��ا �آرابي��ان �ستان��درد اوي��ل كمبن��ي)‬ ‫با�س��م �شرك��ة الزي��ت العربي��ة الأمريكي��ة‬ ‫(�أرامك��و) ويف عام ‪1948‬م ا�ستندت �أرامكو �إىل‬ ‫مادة يف االتفاقية امللحقة لعام ‪1939‬م وباعت‬ ‫ح�ص��ة ن�سبتها ‪� %30‬إىل �شركة (�ستاندرد �أويل‬ ‫�أوف نيوج��رزي) و ‪� %10‬إىل (�سك��وين فاك��وم)‬ ‫و�أ�صبح��ت ملكي��ة �أرامك��و بع��د اع��ادة توزي��ع‬ ‫ح�ص���ص ملكيته��ا كاالتي (�ستان��درد اويل اوف‬ ‫كليفورني��ا) وتع��رف الآن با�س��م (كليفورني��ا‬ ‫�ستان��درد) ‪ %30‬و (�ستان��درد اوي��ل اوف‬ ‫نيوج�يرزي) وتعرف الآن با�سم (اك�سون) ‪%30‬‬ ‫(و�سك��وين) وتعرف الآن با�س��م (موبيل اويل)‬ ‫‪ %10‬الباقي��ة ويف ع��ام ‪1949‬م جنح��ت �شركة‬ ‫(جيت��ي �أويل) يف احل�صول عل��ى اتفاقية زيت‬ ‫تنف��رد به��ا يف املنطقة املحاي��دة امل�شرتكة بني‬ ‫احلكوم��ة ال�سعودية والكويت مل��دة �ستني عاما‬ ‫وت�ضم��ن ه��ذا االمتي��از حقوق��ا للتنقي��ب ع��ن‬ ‫الزي��ت و�إنتاجه يف املياه الإقليمية �إىل م�سافة‬ ‫�ست��ة �أمي��ال ويف وق��ت الح��ق �أبرم��ت اململك��ة‬ ‫اتفاق��ا منحت مبقت�ض��اه امتيازا مدته ‪ 44‬عاما‬ ‫لل�شركة التجارية اليابانية للبرتول املحدودة‬ ‫ي�شم��ل حق احلكوم��ة امل�شاع يف جمي��ع املنطقة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫يف �أبريل ‪1989‬م �سلم جون كيلرب‬ ‫�أخر رئي�س �أمريكي لأرامكو‬ ‫�إخت�صا�صاته لعلي النعيمي �أول‬ ‫رئي�س �سعودي لل�شركة‪.‬‬ ‫املغم��ورة الواقعة خ��ارج حدود‬ ‫املياه الإقليمية للمنطقة املحايدة الواقعة بني‬ ‫ال�سعودي��ة والكويت التي متلك احلكومة عليها‬ ‫الآن �أو ق��د متل��ك خالل م��دة ه��ذه االتفاقية‬ ‫حق��ا �أو ملكي��ة �أو م�صلحة وم��ن املفهوم �أن هذه‬ ‫املنطقة املغمورة متت��د �إىل منت�صف امل�سافة ما‬ ‫ب�ين متو�سط م�ستوى انح�سار امل��اء باجلزر على‬ ‫�ساح��ل �إي��ران عل��ى اخللي��ج العرب��ي و�أن هذه‬ ‫املنطقة املغمورة ت�شمل ال�شعب واملياه والأرا�ضي‬ ‫املغم��ورة كليا �أو جزئيا واملناطق الواقعة حتت‬ ‫�سطح البحر وقاع البحر وطبقات الأر�ض حتت‬ ‫قاع البحر‪.‬‬ ‫و�ش��رع يف احلف��ر ع��ام ‪1959‬م واكت�شف الزيت‬ ‫يف يناي��ر ‪1960‬م ويف �شه��ر يناي��ر ‪1965‬م‬ ‫عقدت حكوم��ة اململكة اتفاقي��ة امتياز �أخرى‬ ‫مع ال�شرك��ة الفرن�سي��ة (�سو�سيتيه اوجزيليري‬ ‫دي الريج��ي اوت��ون دي ب�ترول) وي�ش��ار �إليه��ا‬ ‫اخت�ص��ارا با�س��م (اوج�س�يراب) للتنقي��ب ع��ن‬ ‫الزيت يف البحر الأحمر واتفق على ان تتحمل‬ ‫ال�شرك��ة الفرن�سي��ة جمي��ع تكالي��ف التنقي��ب‬ ‫�إىل �أن يكت�ش��ف الزي��ت وعندئ��ذ ت�ؤلف �شركة‬ ‫ت�شغي��ل م�شرتك��ة تك��ون للم�ؤ�س�س��ة العام��ة‬ ‫للبرتول واملعادن (برتومني) فيها ح�صة قدرها‬ ‫‪ %40‬م��ن ر�أ�س امل��ال و�إن كانت تتمتع بـ ‪ %50‬من‬ ‫حق االق�تراع وف�ضال عن هذا حت�صل احلكومة‬ ‫بناء عل��ى هذه االتفاقية م��ع اوج�سرياب على‬ ‫ري��ع بن�سبة ‪ %15‬ت��زداد اىل ‪� %20‬إذا ما جتاوز‬ ‫االنت��اج ‪ 80،000‬برمي��ل يف الي��وم وهن��اك‬ ‫مدفوعات �أخ��رى على هيئة من��ح تبلغ جملتها‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪138‬‬

‫‪ 5،5‬مالي�ين دوالر وي�س��دد منه��ا �أربع��ة ماليني‬ ‫دوالر يف حال��ة و�ص��ول الإنت��اج �إىل م�ست��وى‬ ‫‪ 70،000‬برميل من الزيت اخلام يوميا وملدة ‪90‬‬ ‫يوما متتالية وتدفع ر�سوم �إيجار تتفاوت بني ‪5‬‬ ‫دوالرات للكيل��و مرت املربع يف ال�سنوات اخلم�س‬ ‫الأوىل و ‪ 5000‬دوالر يف ال�سن��وات اخلم���س‬ ‫الأخ�يرة من مدة االمتياز وه��ي ‪� 30‬سنة ف�ضال‬ ‫ع��ن ه��ذا تدف��ع ال�شرك��ة ‪ %40‬ك�ضريبة دخل‬ ‫(امل��ادة الثامن��ة)‪ .‬ا�شتملت كل م��ن االتفاقية‬ ‫الأوىل (االمتي��از العرب��ي ال�سع��ودي) لع��ام‬ ‫‪1933‬م واالتفاقي��ة امللحقة لعام ‪1939‬م على‬ ‫م��واد مف�صلة تتناول اجلوانب املالية للعالقات‬ ‫ب�ين اململك��ة و�أرامك��و وتن���ص امل��ادة الرابع��ة‬ ‫ع�ش��رة من االمتي��از العربي ال�سع��ودي على �أن‬ ‫تدفع ال�شركة للحكومة ريعا على جميع كميات‬ ‫الزيت اخل��ام امل�ستخ��رج واملدخر ال��ذي ي�سيل‬ ‫م��ن حو���ض اخل��زن احلقل��ي بع��د �أن ي�ستن��زل‬ ‫من��ه‪ :‬املي��اه وامل��واد الغريب��ة‪ .‬الزي��وت الت��ي‬ ‫تل��زم للأعم��ال العادي��ة يف م�ؤ�س�س��ات ال�شركة‬ ‫�إىل اململك��ة‪ .‬الزي��وت التي تل��زم ل�صنع كميات‬ ‫البنزي��ن والكريو�س�ين التي �ستعط��ي للحكومة‬ ‫جمان��ا يف كل �سنة وفقا للم��ادة التا�سعة ع�شرة‬ ‫م��ن ه��ذه االتفاقي��ة �أن قيم��ة الري��ع على كل‬ ‫ط��ن �صاف م��ن الزيت اخل��ام �ستكون �إم��ا �أربعة‬ ‫�شلنات ذهبي��ة او ما يعادله��ا �أو بح�سب اختيار‬ ‫ال�شركة وق��ت دفع كل ق�سط من �أق�ساط الريع‬ ‫دوالرا واح��دا م��ن عمل��ة الوالي��ات املتح��دة‬ ‫الأمريكي��ة عل��ى الط��ن ال�ص��ايف الواح��د م��ن‬ ‫الزي��ت اخلام ويزاد على الدوالر اي فرق ميكن‬ ‫�أن يك��ون موج��ودا يف �سع��ر القطع ب�ين الكمية‬ ‫الت��ي تع��ادل اربع��ة �شلن��ات الذهبي��ة بح�سب‬ ‫مع��دل �سعر القطع خالل الثالث��ة اال�شهر التي‬ ‫ت�سب��ق تاري��خ دف��ع الق�سط مبا�ش��رة وبني مبلغ‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫لل�سودانيني بال�سعودية دور‬ ‫مقدر يف دعم الوطن عند‬ ‫املحن وجلب امل�ستثمرين ولهم‬ ‫�إ�سهامات كبرية يف كل املجاالت‪.‬‬ ‫دوالر وع�ش��رة �سنتات من عملة‬ ‫الواليات املتحدة مثال ذلك اذا كان معدل �سعر‬ ‫القط��ع عب��ارة ع��ن دوالر واحد و�أربع��ة ع�شر‬ ‫�سنت��ا من عمل��ة الوالي��ات املتحدة ل��كل �أربعة‬ ‫�سنت��ات ذهبية �أي �أن قيمة اجلنيه االجنليزي‬ ‫الذه��ب �أ�صبح��ت م�ساوي��ة خم�س��ة دوالرات‬ ‫و�سبع�ين �سنت��ا �أمريكي��ا ف���إن قيم��ة الربع عن‬ ‫الط��ن ال�صايف الواحد من الزي��ت اخلام ت�صبح‬ ‫دوالرا و�أربع��ة �سنتات وذل��ك بعد دفع �ضريبة‬ ‫الواليات املتحدة وه��و يعني بالأحرى ح�صول‬ ‫احلكومة ال�سعودية على �إيراد اقل‪..‬‬ ‫ومل يكن مت�ص��ورا يف �إطار الأو�ض��اع ال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادي��ة يف الن�ص��ف الث��اين م��ن الق��رن‬ ‫الع�شري��ن ان تبق��ى ث��روة وطني��ة له��ا مث��ل‬ ‫هذه الأهمي��ة كرثوة الزيت الت��ي متثل معظم‬ ‫الدخ��ل القومي للبالد خا�ضع��ة مللكية �شركات‬ ‫�أجنبي��ة ويف ع��ام ‪1973‬م ح�صل��ت احلكوم��ة‬ ‫ال�سعودية عل��ى ح�صة يف �أرامك��و ن�سبتها ‪%25‬‬ ‫وزي��دت هذه احل�صة يف ع��ام ‪1974‬م �إىل ‪%60‬‬ ‫ثم اتف��ق وديا يف ع��ام ‪1980‬م عل��ى �أن ت�صبح‬ ‫�أرامك��و مملوك��ة لل�سعودي��ة بن�سب��ة ‪ %100‬مع‬ ‫االرت��داد بتاري��خ امللكية �إىل ع��ام ‪1976‬م ويف‬ ‫الوقت نف�سه ‪ .‬ومن خالل �إجراء ال يقل �أهمية‬ ‫نف��ذت احلكوم��ة ال�سعودي��ة �سيا�س��ة مدرو�سة‬ ‫لل�سع��ودة وه��و ا�ستب��دال اخل�براء والعم��ال‬ ‫الأجان��ب مبواطن�ين �سعودي�ين كلم��ا كان ذلك‬ ‫ممكن��ا ويف هذا ال�سي��اق ننقل رواي��ة �إخبارية‬ ‫عن خطوة رئي�سية اتخذت يف عملية ال�سعودة‬ ‫ن�شرته��ا جري��دة النيويورك تامي��ز يف عددها‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪139‬‬

‫ال�ص��ادر يف ‪ 6‬ابري��ل ‪1989‬م جاء فيها الآتي ‪:‬‬ ‫خالل ع�شاء ه��ادىء �أقيم منذ ب�ضعة �أيام قام‬ ‫�آخر �أمريكي ير�أ�س �أكرب �شركة نفط يف العامل‬ ‫بت�سلي��م اخت�صا�صات��ه �إىل �أول رئي�س �سعودي‬ ‫لل�شرك��ة اما املوظف ال�سع��ودي فقد بد�أ العمل‬ ‫هن��اك منذ �أك�ثر من ‪ 40‬عام��ا كموظف ب�سيط‬ ‫ث��م ح�صل على درج��ات يف الهند�س��ة والإدارة‬ ‫دعمته��ا اخل�برة العملي��ة الت��ي اكت�سبه��ا م��ن‬ ‫خ�لال تدرج��ه يف �سل��م وظائ��ف ال�شركة وقد‬ ‫مت حتوي��ل �شرك��ة الزيت العربي��ة الأمريكية‬ ‫م��ن الأمريكي جون كيل�برر �إىل ال�سعودي علي‬ ‫النعيم��ي يف دار هاملت��ون هاو���س الت��ي �أطل��ق‬ ‫عليه��ا ا�س��م �أول حمام �أمريك��ي �أجري قبل ‪56‬‬ ‫عام��ا مفاو�ضات لعق��د �أول اتفاقية مع اململكة‬ ‫�أم��ام �شركات الزيت الأمريكية و�أدت اىل قيام‬ ‫�أرامكو وهو اال�سم الذي تعرف به هذه ال�شركة‬ ‫يف الع��امل ولئ��ن جرى نق��ل االخت�صا�صات دون‬ ‫�ضج��ة جريا عل��ى تقالي��د �أرامكو فق��د متثلت‬ ‫يف ه��ذا احل��دث حلظ��ة عظيم��ة �س��واء م��ن‬ ‫الناحي��ة ال�سعودي��ة �أو من الناحي��ة الدولية‬ ‫وهك��ذا ف�إن زيت اململك��ة الذي بقي كامنا حتت‬ ‫رم��ال �صحاريه��ا زمنا طويال ثم ج��اءت م�صالح‬ ‫�أجنبي��ة تدي��ره قد �صار يف �آخ��ر املطاف ثروة‬ ‫قومية ي�سيطر عليها ويديرها ال�سعوديون‪.‬‬ ‫امل�صادر‪:‬‬ ‫‪http://www.humanitykingdom.com/‬‬ ‫‪kingdom_info.htm‬‬ ‫‪h t t p ://w w w .m o f a .g o v .s a /‬‬ ‫‪ABOUTKINGDOM‬‬ ‫‪html.66806/com.http://forum.stop55‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫اململكـة املتحـدة " بريطانيـــا "‬ ‫ملف دولة‪:‬‬ ‫مملك��ة بريطاني��ا العظم��ى و�شم��ال �آيرلن��دا‬ ‫املتحدة‪United Kingdom of Great« ،‬‬ ‫‪� ،»Britain and Northern Ireland‬أو‬ ‫اململك��ة املتح��دة اخت�ص��ار ًا‪ .‬ه��ي دول��ة جتم��ع‬ ‫�شعوب‪� ،‬إجنل�ترا‪� ،‬أ�سكتلندا‪ ،‬ويلز (بالد الغال)‬ ‫و�آيرلن��دا ال�شمالي��ة‪ .‬تقع �شمال غ��رب القارة‬ ‫الأوروبي��ة‪ ،‬يحي��ط بها بح��ر ال�شم��ال‪ ،‬القنال‬ ‫الإجنلي��زي واملحي��ط الأطل�س��ي‪ .‬كم��ا تدخ��ل‬ ‫العدي��د من اجلزر واملناطق �ضم��ن �سيادة التاج‬ ‫الربيط��اين‪ ،‬عل��ى غ��رار جزيرة م��ان ومناطق‬ ‫ماوراء البحار (امل�ستوطنات الربيطانية)‪.‬‬ ‫تعترب اململكة املتحدة قوة �صناعية وع�سكرية‬ ‫وجتارية وعلمية حقيقية َم َكّنتها من ال�سيطرة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪140‬‬

‫عل��ى الع��امل طوال ف�ترة الق��رن التا�س��ع ع�شر‬ ‫وجزء ًا ي�س�ير ًا من القرن الع�شري��ن‪ .‬فقد كانت‬ ‫الإمرباطوري��ة الربيطانية التي تو�صف بالتي‬ ‫ال تغي��ب عنه��ا ال�شم���س ت�شغل يف ذل��ك الوقت‬ ‫م��ع م�ستعمراته��ا م��ا يق��ارب رب��ع الياب�سة على‬ ‫الك��رة الأر�ضية‪ .‬تلك القوة الت��ي كانت تتمتع‬ ‫به��ا بريطانيا جعلتها تخو���ض حربني عامليتني‬ ‫كبريت�ين؛ خ�س��رت يف الثاني��ة منهم��ا قوته��ا‬ ‫الت��ي عرفت بها لأك�ثر من مائة �سن��ة‪� .‬إال �أنها‬ ‫متكن��ت وبوق��ت قيا�سي ق�ص�ير من �إع��ادة بناء‬ ‫نف�سها �ضم��ن ال�صيغ العلمي��ة احلديثة لتدخل‬ ‫م��ع نهاي��ة العق��د الثام��ن م��ن الق��رن الع�شرين‬ ‫االحتاد الأوربي‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫املوقع وامل�ساحة وال�سكان‪:‬‬ ‫تق��ع اململك��ة املتح��دة جغرافيا يف غ��رب �أوربا‬ ‫منف��ردة م��ا ب�ين املحي��ط الأطلنط��ي ال�شمايل‬ ‫وبحر ال�شمال لل�ساحل ال�شمايل الغربي لفرن�سا‬ ‫م��ا بني خ��ط عر���ض‪� 54‬شم��اال وخ��ط طول ‪2‬‬ ‫غرب��ا‪ .‬ه��ذه الدول��ة تبل��غ م�ساحته��ا الكلي��ة‬ ‫‪ 244,820‬كيلوم�ترا مربع��ا منه��ا ‪241,590‬‬ ‫كيلومرتا مربعا من الياب�سة و ‪ 3,230‬كيلومرتا‬ ‫مربع��ا م��ن املي��اه‪ .‬ولك��ون بريطاني��ا جزي��رة‬ ‫حتده��ا املياه من كل الأطراف واجلهات فتتمتع‬ ‫ب�ساحل كبري جدا ي�صل طوله حوايل ‪12,429‬‬ ‫كيلوم�ترا‪ .‬ي�شغ��ل تل��ك امل�ساح��ة ال�شا�سعة من‬ ‫الياب�س��ة ‪60.094.648‬ملي��ون ف��رد ح�س��ب‬ ‫�إح�صائي��ات ع��ام ‪2000‬م ي�ض��اف �إليهم حوايل‬ ‫‪ 12‬مليون مقيم من جن�سيات �أخرى‪ .‬كما يعترب‬ ‫مع��دل الوالدة يف بريطاني��ا بواقع ‪ 11.76‬لكل‬ ‫�أل��ف نف���س ومع��دل الوفي��ات ح��وايل ‪10.38‬‬ ‫ل��كل �أل��ف �أي�ض��ا‪ .‬وكم��ا مع��روف ف���إن املجتمع‬ ‫الربيط��اين وايرلن��دا خليط من ع��دة �أجنا�س‬ ‫�س��واء من الأجان��ب املتجن�سني �أو م��ن الأقاليم‬ ‫الت��ي هي حتت راية اململك��ة املتحدة ؛ فلذا ف�إن‬ ‫املجموع الكلي ل�سكان اململكة كالتاىل‪:‬‬ ‫االجنليز ‪ 49.561.800‬وميثلون ‪%83.7‬‬ ‫اال�سكتلنديون ‪ 5.054.800‬وميثلون ‪%8,5‬‬ ‫االيرلنديون ‪ 1.696.600‬وميثلون ‪%2,9‬‬ ‫الويلزيون ‪ 2.918.700‬وميثلون ‪%4.9‬‬

‫ت�أ�س�ست بريطانيا العظمى ب�إحتاد �إجنلرتا وويلز‬ ‫و�إ�سكتلندا ثم حلقت بها �آيرلندا‪ ،‬ويف عام‬ ‫‪1921‬م اعرتفت بريطانيا با�ستقالل جمهورية‬ ‫�آيرلندا و �أحتفظت ب�آيرلندا ال�شمالية‪.‬‬

‫جن�سيات خمتلفه وهم بتحديد‬ ‫�أكرثالهن��ود والباك�ستاني��ون وجالي��ات �أخ��رى‬ ‫وميثلون ‪ %2.8‬من �إجماىل عدد ال�سكان‪.‬‬ ‫الت�ضاري�س‪:‬‬ ‫أرا�ض وعرة‪ ،‬تكرث‬ ‫تتك��ون منطقة �إجنلرتا م��ن � ٍ‬ ‫الت�ضاري�س اجلبلية يف ال�شمال‪.‬‬ ‫م��ن �أه��م الأنه��ار‪ :‬التيم��ز (‪ )Thames‬و‬ ‫ال�سيفرن (‪.)Severn‬‬ ‫يرب��ط القن��ال الإجنلي��زي بالق��رب م��ن دوفر‬ ‫(‪ )Dover‬اجلزيرة بني بريطانيا و فرن�سا‪.‬‬ ‫تتم�ير بالد ويلز بت�ضاري���س جبلية‪� ،‬أعلى قمة‬ ‫�سن��ودون (‪ )Snowdon‬ترتف��ع ب��ـ‪1085‬‬ ‫مرتا ف��وق م�ستوى �سطح البحر‪ .‬ت�شمل املنطقة‬ ‫جزيرة �أنغليزاي () يف ال�شمال‪ .‬تقع �أكرب املدن‬ ‫و العا�صمة كارديف (‪ )Cardiff‬جنوب ويلز‪.‬‬

‫أرا���ض‬ ‫تتن��وع �ش��كل الت�ضاري���س يف ا�سكتلن��دا‪ٍ � ،‬‬ ‫أرا���ض‬ ‫منخف�ض��ة يف اجلن��وب و ال�ش��رق‪ ،‬ث��م � ٍ‬ ‫مرتفعة (‪ )highlands‬يف ال�شمال و الغرب‪،‬‬ ‫حتوي املنطقة قمة بن نيفي�س (‪)BenNevis‬‬ ‫الأعل��ى يف اجلزي��رة الربيطاني��ة (‪ 1343‬م)‪.‬‬ ‫تتواج��د العديد م��ن الأذرع البحرية و بع�ضها‬ ‫ويعي���ش يف بريطاني��ا كم��ا �أ�سلفن��ا خلي��ط م��ن عمي��ق ج��د ًا عل��ى غ��رار ف�يرث (‪ ،)firth‬ل��وخ‬ ‫(‪.)loch‬‬ ‫تنت�ش��ر العدي��د م��ن اجل��زر �شم��ال املنطق��ة‪،‬‬ ‫اململكة املتحدة ع�ضو يف منظمة‬ ‫�أهمه��ا‪ :‬هيربي��دز (‪ ،)Hebrides‬ج��زر‬ ‫الكومنولث والإحتاد الأوربي‬ ‫�أوركن��ي (‪ )Orkney Islands‬و �شتالن��د‬ ‫وحلف الناتو وع�ضو دائم يف‬ ‫(‪� .)Shetland Islands‬أه��م امل��دن �إدنربه‬ ‫جمل�س الأمن ومتلك حق الفيتو‪.‬‬ ‫(‪ ،)Edinburgh‬غال�سغ��و (‪ )Glasgow‬و‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪141‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�أبردين (‪.)Aberdeen‬‬ ‫ت�ش��كل �أيرلن��دا ال�شمالي��ة املنطق��ة ال�شمالية‬ ‫جلزي��رة �أيرلن��دا‪ .‬تنت�ش��ر اله�ض��اب يف كام��ل‬ ‫م�ساحة البالد‪� .‬أهم املدن بلفا�ست (‪)Belfast‬‬ ‫و ديري (‪.)Derry‬‬ ‫تت�ش��كل اململك��ة املتج��دة م��ن ح��وايل ‪1098‬‬ ‫جزي��رة �صغرية‪ ،‬بع�ضها طبيعي و بع�ضها الآخر‬ ‫�صناع��ي‪ ،‬مت ت�شكيله��ا ع��ن طري��ق ال�صخ��ور و‬ ‫الأخ�ش��اب‪ ،‬م��ع الزم��ن تو�سع��ت ه��ذه لت�ش��كل‬ ‫براري طبيعية‪.‬‬ ‫يرب��ط القن��ال الإجنلي��زي بالق��رب م��ن دوفر‬ ‫(‪ )Dover‬اجلزيرة بني بريطانيا و فرن�سا‪.‬‬ ‫تتم�ير بالد ويلز بت�ضاري���س جبلية‪� ،‬أعلى قمة‬ ‫�سن��ودون (‪ )Snowdon‬ترتف��ع ب��ـ‪1085‬‬ ‫مرتا ف��وق م�ستوى �سطح البحر‪ .‬ت�شمل املنطقة‬ ‫جزيرة �أنغليزاي () يف ال�شمال‪ .‬تقع �أكرب املدن‬ ‫و العا�صمة كارديف (‪ )Cardiff‬جنوب ويلز‪.‬‬

‫تنق�سم �إجنلرتا �إىل ت�سع مناطق‬ ‫�إدارية و�إ�سكتلندا ‪ 32‬منطقة‪،‬‬ ‫وويلز ‪ 22‬دائرة و�آيرلندا‬ ‫ال�شمالية ‪ 24‬دائرة‪.‬‬ ‫القريب��ة م��ن البحر برودة ورطوب��ة ‪ ،‬وب�سـبب‬ ‫�سمائه��ا الغائم��ة ‪ ،‬ف�لا يوج��د يف بريطاني��ا‬ ‫اخت�لاف �شا�سع يف درجات احل��رارة يف الليل �أو‬ ‫النهار ‪ .‬الطق�س يكون قار�صا يف ال�شتاء ومعتدال‬ ‫يف ال�صي��ف مع ورود بع���ض املوجات احلارة ملدد‬ ‫مرتاوحة �أق�صاها �أ�سب��وع‪ .‬ونظرا لعلو منطقة‬ ‫ا�سكتلن��دا ف���إن الثل��وج تك�سوه��ا طيل��ة ف�ص��ل‬ ‫ال�شت��اء �أما يف املناطق اجلنوبي��ة من بريطانيا‬ ‫فيندر ت�ساقط الثلج خالل ف�صل ال�شتاء‪.‬‬ ‫اللغة والدين‪:‬‬ ‫الإجنليزية هي اللغة الأوىل يف البالد‪ .‬هناك‬ ‫لغ��ات حملي��ة �أخ��رى‪ ،‬الويلزي��ة (‪،)Welsh‬‬ ‫الغايليكي��ة (‪ )Gaelic‬يف ا�سكتلن��دا‪،‬‬ ‫الأيرلندي��ة (‪ )Irish‬والعدي��د م��ن اللهج��ات‬ ‫اال�سكتلندي��ة؟؟ (‪ .)Scots‬حم��ل املهاج��رون‬ ‫اجل��دد م��ن دول الكومنول��ث معه��م العديد من‬ ‫اللغ��ات الأخ��رى‪ ،‬و م��ن �أهمه��ا الي��وم الأردية‬ ‫(لغة �أهل باك�ستان)‪.‬‬

‫تتن��وع �ش��كل الت�ضاري���س يف ا�سكتلن��دا‪� ،‬أرا�ضي‬ ‫منخف�ض��ة يف اجلن��وب و ال�ش��رق‪ ،‬ث��م �أرا�ض��ي‬ ‫مرتفعة (‪ )highlands‬يف ال�شمال و الغرب‪،‬‬ ‫حتوي املنطقة قمة بن نيفي�س (‪)BenNevis‬‬ ‫الأعل��ى يف اجلزي��رة الربيطاني��ة (‪ 1343‬م)‪.‬‬ ‫تتواج��د العديد م��ن الأذرع البحرية و بع�ضها‬ ‫عمي��ق ج��د ًا عل��ى غ��رار ف�يرث (‪ ،)firth‬ل��وخ‬ ‫الديانات التي يعتنقها الربيطانيون‪:‬‬ ‫(‪.)loch‬‬ ‫ فامل�سيحي��ون ي�شكل��ون ‪ 37,560‬مليون ن�سمة‬‫حواىل ‪%62‬‬ ‫املناخ ‪:‬‬ ‫‬‫ج��و اململك��ة املتح��دة �سري��ع التغ�ير وي�صع��ب‬ ‫الزراعة قطاع متطوًر جد ًا‬ ‫التكه��ن مب�ساره ‪ ،‬وذلك ب�سبب موقعها اجلغرايف‬ ‫يعمل به فقط ‪ %1‬من القوى‬ ‫‪ ،‬و�سما�ؤه��ا غائم��ة يف معظ��م الأوقات وي�سقط‬ ‫العاملة ولكنه يغطي ‪ %60‬من‬ ‫املطر يف معظم ف�صول ال�سنة ‪ ،‬والأيام امل�شم�سة‬ ‫الإحتياجات املحلية‪.‬‬ ‫قليلة جد ًا ‪ ،‬وي�ضيف هبوب الرياح على املناطق‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪142‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫متثل اخلدمات البنكية والتجارية‬ ‫والت�أمينات ن�سبة كبرية من الناجت‬ ‫املحلي‪ ،‬وهذه الن�سبة تتزايد على‬ ‫ح�ساب القطاع ال�صناعي‪.‬‬ ‫امل�سلم��ون مليوين ن�سمة ح��وايل ‪ %3‬و يوجد يف‬ ‫بريطانيا حواىل ‪� , 2.000‬ألفي م�سجد‬ ‫ال�سيك ‪� 400‬ألف ن�سمة‬‫الهندو�س ‪� 350‬ألف ن�سمة‬‫اليهود ‪� 300‬ألف ن�سمة‬‫ت�أ�سي�س الدولة‪:‬‬ ‫ت�أ�س�س��ت الدول��ة الإجنليزي��ة تاريخيا يف عام‬ ‫‪ 956‬م‪ .‬احت��دت �إجنل�ترا م��ع ويل��ز ب�ص��ورة‬ ‫قانوني��ة يف ع��ام ‪1284‬م تبعه��ا االحت��اد م��ع‬ ‫ا�سكتلن��دا يف ع��ام ‪1707‬م‪ .‬ونتيج��ة له��ذا‬ ‫االحت��اد ما ب�ين الأقاليم الثالث��ة كانت والدة‬ ‫م��ا ي�سم��ى بريطاني��ا العظم��ى‪ .‬مل مت���ض مدة‬ ‫ق��رن بالكام��ل حتى مت �إحلاق ايرلن��دا بكاملها‬ ‫عام ‪1801‬م بربيطاني��ا العظمى لي�صبح ا�سمها‬ ‫اجلديد املع��روف ليومنا هذا باململكة املتحدة‪.‬‬ ‫�إال �أن العائق الطبيعي املائي الذي يف�صل ما بني‬ ‫بريطانيا العظمى وايرلندا �سرعان ما �أثري على‬ ‫الأر�ض ال�سيا�سي��ة االيرلندية لتبيان الفوارق‬ ‫م��ا بني بريطانيا العظم��ى وايرلندا مما ت�سبب‬ ‫يف حروب م�ستمرة دامت لأكرث من قرن تو�صلت‬ ‫بعده��ا بريطاني��ا �إىل �صيغ��ة م��ع االيرلنديني‬ ‫ت�ضمن��ت �إعطاءه��م ع��ام ‪1921‬م ح��ق �إع�لان‬ ‫دولته��م املعروفة الي��وم بجمهورية ايرلندا مع‬ ‫احتف��اظ بريطانيا بايرلن��دا ال�شمالية لتبقى‬ ‫تع��رف باململك��ة املتح��دة لربيطاني��ا العظم��ى‬ ‫وايرلن��دا ال�شمالي��ة من��ذ ع��ام ‪1927‬م‪ .‬وم��ع‬ ‫نهاية احلرب العاملي��ة الثانية تقل�صت �سيطرة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪143‬‬

‫بريطاني��ا عل��ى الأرا�ض��ي ال�شا�سعة م��ن العامل‬ ‫نتيج��ة لتنازله��ا ع��ن الكث�ير منه��ا للوالي��ات‬ ‫املتح��دة الأمريكي��ة ل�ضم��ان دخوله��ا احل��رب‬ ‫�ض��د �أملاني��ا وحلفائه��ا‪ .‬فه��ي الي��وم ال حتتفظ‬ ‫�إال ببع���ض اجل��زر واملناط��ق اال�سرتاتيجي��ة‬ ‫التاريخية املهمة التي ي�صل عددها ‪ 17‬منطقة‬ ‫وجزيرة يف بقاع �شتى من العامل‪.‬‬ ‫لق��د كان��ت اململك��ة املتح��دة الق��وة ال�صناعية‬ ‫والبحرية الرائدة يف الع��امل يف القرن التا�سع‬ ‫ع�ش��ر وتطورت فيه��ا دميقراطي��ة برملانية هي‬ ‫الأوىل يف الع��امل‪ ،‬كم��ا عرفت العل��وم والآداب‬ ‫ع�ص��را ذهبيا �أثناء ه��ذه الفرتة‪ .‬يف �أوج قوتها‬ ‫�سيطرت الإمرباطورية الربيطانية على �أرا�ض‬ ‫�شكل��ت رب��ع م�ساحة العامل امل�أه��ول �آنذاك‪ .‬مع‬ ‫احلربني العامليتني الأوىل والثانية‪ ،‬بد�أت قوة‬ ‫الإمرباطوري��ة يف الرتاجع‪ .‬م��ع نهاية الن�صف‬ ‫الأول من القرن الع�شرين‪ ،‬بد�أت عملية التفكك‬ ‫با�ستق�لال العدي��د م��ن امل�ستعم��رات ال�سابقة‪.‬‬ ‫هذه الأحداث مل متنع اململكة من حتديث نف�سها‬ ‫واحت�لال موقع ريادي �ضم��ن �أوروبا اجلديدة‪.‬‬ ‫مع اعتبارها ع�ضوا يف االحتاد الأوروبي‪� ،‬إال �أن‬ ‫اململكة �أعطت الأولية لالعتبارات وال�سيا�سات‬ ‫الداخلي��ة‪ ،‬و�أخ��رت بذلك دخوله��ا يف منطقة‬ ‫الي��ورو‪ .‬م��ن ب�ين الق�ضايا املطروح��ة ب�شدة يف‬ ‫البالد‪� ،‬إ�صالح الهيئ��ات الد�ستورية‪ ،‬على غرار‬ ‫جمل���س اللوردات �أو جمل�س ال�شيوخ (‪House‬‬ ‫‪ )of Lords‬وجمل���س العموم (‪House of‬‬ ‫‪ .)Commons‬ت�ص��ب ه��ذه الإ�صالح��ات‬ ‫(منذ ‪ 1999‬م) يف �سبيل �إعطاء �صالحيات �أكرب‬ ‫للمجال���س املحلي��ة يف كل م��ن �أ�سكتلن��دا وويلز‬ ‫و�شم��ال �أيرلن��دا‪ .‬عل��ى الرغم م��ن الت�ضاربات‬ ‫والتغي�يرات الأخ�يرة تبق��ى امللكي��ة تتمت��ع‬ ‫ب�شعبي��ة كب�يرة‪ .‬تتمت��ع احلرك��ة اجلمهوري��ة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الربيطاني��ة (‪British republican‬‬ ‫‪ )movement‬يت�أييد مابني ‪� %15‬إىل ‪%25‬‬ ‫من ال�شعب‪.‬‬ ‫اململك��ة ع�ض��و يف منظم��ة الكومنول��ث‬ ‫(‪)Commonwealth of Nations‬‬ ‫والإحتاد الأوروبي وحلف الناتو (‪.)NATO‬‬ ‫كم��ا �أنه��ا ع�ضو دائ��م يف جمل���س الأم��ن التابع‬ ‫للأمم املتحدة‪ ،‬ومتلك حق الفيتو‪.‬‬ ‫التعليم‪:‬‬ ‫م��ن ال�ض��روري التفري��ق ب�ين �أقالي��م اململك��ة‬ ‫املتحدة لتف��اوت الأ�سلوب والأنظمة التعليمية‬ ‫ولو ب�ص��ورة غري جوهرية يف بع�ضها عن بع�ض‪.‬‬ ‫فعل��ى �سبي��ل املث��ال �س��وف ن��رى �أن الدرا�س��ة‬ ‫اجلامعي��ة يف �إجنل�ترا وويلز هي ث�لاث �سنوات‬ ‫للح�صول عل��ى البكالوريو�س مع مرتبة ال�شرف‬ ‫يف حني متت��د لأربع �سنوات يف كل من ا�سكتلندا‬ ‫و�آيرلن��دا‪ .‬ويوج��د يف بريطاني��ا ع��دد كب�ير‬ ‫م��ن الط�لاب الأجان��ب ي�ص��ل �إىل ‪,300.000‬‬ ‫ثالثمائ��ه �ألف طال��ب يدر�سون يف حوايل ‪150‬‬ ‫جامع��ة‪� ،‬أكرث من‪ %75‬منهم يدر�سون بانتظام ‪.‬‬ ‫ميكن تق�سيمهم على النحو التايل‪:‬‬ ‫اجنلرتا ‪%85 :‬‬ ‫ويلز ‪%4 :‬‬ ‫�سكوتلندا‪%8 :‬‬ ‫�شمال ايرلندا ‪%2 :‬‬

‫‪1‬‬

‫يف بريطانيا العديد من الفرق‬ ‫الأورك�سرتالية ولندن تعد حمطة‬ ‫رئي�سة لهواة املو�سيقى الكال�سيكية‬ ‫يف العامل‪.‬‬

‫مايو (يوم العمال(‬ ‫�أخر اثنني من مايو‬ ‫‪ 25‬و ‪ 26‬دي�سمرب الكر�سمي�س‬ ‫عطالت را�س ال�سنه واي�سرت ثالثة �أ�سابيع لكل‬ ‫منها‪.‬‬ ‫مع العلم �أن لكل �إقليم من تلك الأقاليم حدوده‬ ‫اجلغرافي��ة الأ�سا�سي��ة وانظمت��ه الو�ضعي��ة؛‬ ‫عالوة على �إن كال منها يتمتع بربملانه الأ�سا�سي‬ ‫ال��ذي �أني��ط ب��ه املهم��ات الداخلي��ة بالإقلي��م‬ ‫وال�سيا�س��ة اخلدمي��ة املتبع��ة والت��ي يف اوجها‬ ‫و�أهمها ال�سيا�سة التعليمية‪ .‬تلك الأقاليم التي‬ ‫ترتبط مركزيا بالربملان الرئي�سي الذي يتخذ‬ ‫م��ن العا�صمة لندن مركزا له منذ بدء ت�أ�سي�سه‬ ‫مع ثورة كروم ويل عام ‪1567‬م‪.‬‬ ‫نظام احلكم‪:‬‬ ‫نظام احلك��م يف اململكة املتحدة هو نظام ملكي‪،‬‬ ‫اعتل��ت امللكة احلالية اليزاب��ث الثانية عر�شه‬ ‫عام ‪1952‬م؛ كما لدى بريطانيا برملان منتخب‬ ‫م��ن قبل ال�شع��ب كل ‪�-4‬سن��وات؛ ويبلغ جمموع‬ ‫�أع�ضائ��ه ‪ 659‬ع�ض��وا ه��م ُي�س�ّي رّ ون �سيا�س��ة‬ ‫الدول��ة االقت�صادي��ة واخلارجي��ة والتعليمية‬ ‫وهن��ا تذكر العط�لات الر�سمية والدرا�سية يف واخلدمية‪.‬‬ ‫بريطانيا‬ ‫‪ 1‬يناير (ر�أ�س ال�سنة امليالدية(‪.‬‬ ‫ال�سيا�سة‬ ‫ث��اين جمعة من �أبريل (اجلمعة العظيمة) يف النظ��ام الر�سم��ي للملك��ة املتح��دة ه��و امللكي��ة‬ ‫بع�ض الأحيان �أول جمعة من �أبريل‬ ‫الد�ستوري��ة م��ع حكوم��ة تتمت��ع ب�سلط��ات‬ ‫ثاين اثنني من �أبريل (�أي�سرت) وبع�ض الأحيان تنفيذي��ة‪ ،‬حتك��م با�س��م املل��ك(ة)‪ ،‬و يت��م‬ ‫�أول اثنني من �أبريل‬ ‫م�ساءلتها من طرف الربملان عن طريق ال�شعب‪.‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪144‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�أكرب مدن بريطانيا هي لندن تليها‬ ‫برمنجهام ثم ليدز التي تعترب‬ ‫مدينة جتارية و�صناعية مزدهرة‬ ‫ومركز ثقايف وريا�ضي‪.‬‬ ‫مدين��ة لندن هي مقر هيئ��ات احلكومة‪ .‬تعترب‬ ‫�إليزابث الثانية احلاكم الأول و ر�أ�س الدولة يف‬ ‫اململكة املتحدة‪ ،‬ت�شكل اجلوانب الربوتوكولية‬ ‫�أكرث �أعم��ال امللكة الي��وم‪ ،‬ال�سلط��ة ال�سيا�سية‬ ‫احلقيقية بيد رئي�س الوزراء‪.‬‬ ‫يعت�بر الربمل��ان املرج��ع القان��وين الأعل��ى يف‬ ‫البالد و يت�ألف من جمل�سني‪:‬‬ ‫جمل���س اللوردات �أو جمل�س ال�شيوخ (‪House‬‬ ‫‪ :)of Lords‬ي�ضم ‪ 290‬ع�ضوا من الأ�ساقفة‬ ‫واللوردات و�سلطاته حمدودة جد ًا‪،‬‬ ‫جمل���س العم��وم �أو جمل���س الن��واب (‪House‬‬ ‫‪ :)of Commons‬هو ال�سلطة الت�شريعية‬ ‫احلقيقي��ة ويت�أل��ف م��ن ‪ 650‬نائب�� ًا ينتخبه��م‬ ‫ال�شعب ملدة �أق�صاها خم�س �سنوات‪،‬‬ ‫يفتتح امللك(ة)الدورة الربملانية ب�إلقاء خطاب‬ ‫‪ .‬ويت�ضم��ن اخلط��اب ال��ذي تع��ده احلكوم��ة‬ ‫اخلط��وط العام��ة لربام��ج احلكوم��ة خ�لال‬ ‫ال��دورة الربملاني��ة ‪ .‬وهن��اك �أح��زاب خمتلفة‬ ‫�أهمه��ا ‪ ،‬حزب املحافظ�ين (‪Conservative‬‬ ‫‪ )Party‬وحزب العمال (‪)Labour Party‬‬ ‫وح��زب الأح��رار الدميقراطي�ين (‪Liberal‬‬ ‫‪ .)Democrats‬و�أي ح��زب يح�ص��ل عل��ى‬ ‫الأغلبي��ة يف جمل���س الن��واب ‪ ،‬يت��وىل احلك��م‬ ‫وي�صبح زعيم احلزب رئي�س ًا للوزراء بتكليف من‬ ‫امللك �أو امللكة ‪ .‬ثم يختار رئي�س الوزراء وزراءا‬ ‫حلكومته من بني النواب واملنتمني �إىل حزبه ‪.‬‬ ‫احلكومة م�س�ؤولة يف �أعمالها �أمام الربملان ‪.‬‬ ‫تتمت��ع اململكة املتحدة بنظام مركزي قوي‪ ،‬مع‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪145‬‬

‫يعي�ش يف بريطانيا خليط‬ ‫من جن�سيات خمتلفة �أكرثهم‬ ‫الهنود والباك�ستانيون وميثلون‬ ‫‪ %2.8‬من �إجمايل ال�سكان‪.‬‬ ‫احتكار برملان و�ستمن�سرت (‪Westminster‬‬ ‫‪ )Parliament‬يف لن��دن لأغل��ب الق��رارات‬ ‫ال�سيا�سي��ة الهام��ة يف الب�لاد‪� .‬إال �أن��ه و من��ذ‬ ‫�سن��وات قليلة ب��د�أت بع���ض ه��ذه ال�صالحيات‬ ‫يف الإنتق��ال �إىل املجل���س املحلي��ة يف كل م��ن‬ ‫ا�سكتلندا وويلز‪.‬‬ ‫الفروع الإدارية‪ ،‬املناطق‪ ،‬الأقاليم‬ ‫تت�ش��كل اململك��ة املتح��دة م��ن �أربع ف��روع لأمم‬ ‫خمتلفة هي‪� :‬إجنلرتا (‪ ،)England‬ا�سكتلندا‬ ‫(‪ ،)Scotland‬ويل��ز (‪ )Wales‬و�أيرلن��دا‬ ‫ال�شمالي��ة (‪.)Northern Ireland‬‬ ‫�أم��ا �إداري��ا فتنق�س��م �إىل �أرب��ع ف��روع �إداري��ة‬ ‫(‪:)subdivisions‬‬ ‫الفرع الإداري لأجنلرتا‪( ،‬منطقة �إجنلرتا|)‬ ‫جمل�س منطقة ا�سكتلندا‬ ‫دائرة ويلز الوحدوية‬ ‫الفرع الإداري لأيرلندا ال�شمالية‬ ‫بالن�سبة للق�ضايا القانونية تخ�ضع كل من ويلز‬ ‫و �إجنلرتا لنف�س املنطقة الق�ضائية‪.‬‬ ‫تنق�سم �إجنلرتا �إىل ت�سع مناطق ‪:Regions‬‬ ‫�إجنل�ترا ال�شم��ال �شرقي��ة (‪North East‬‬ ‫‪)England‬‬ ‫�إجنل�ترا ال�شم��ال غربي��ة (‪North West‬‬ ‫‪)England‬‬ ‫يورك�شاير و الهمرب (‪Yorkshire and the‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الربملان هو املرجع القانوين الأعلى‬ ‫يف البالد ويتكون من جمل�سي‬ ‫اللوردات والعموم‪ ،‬واململكة تتمتع‬ ‫بنظام مركزي قوي‪.‬‬ ‫‪)Humber‬‬ ‫ميدالندز ال�شرقية (‪)East Midlands‬‬ ‫ميدالندز الغربية (‪)West Midlands‬‬ ‫�شرق �إجنلرتا (‪)East of England‬‬ ‫لندن الكربى (‪)Greater London‬‬ ‫�إجنل�ترا اجلن��وب �شرقي��ة (‪South East‬‬ ‫‪)England‬‬ ‫�إجنل�ترا اجلن��وب غربي��ة (‪South West‬‬ ‫‪)England‬‬ ‫تت�شكل كل منطق��ة من �أقاليم (‪)Counties‬‬ ‫�أو �أقالي��م ح�ضري��ة (‪Metropolitan‬‬ ‫‪� )Counties‬أو دوائر وحدوية (‪unitary‬‬ ‫‪ ،)authorities‬الإ�ستث��اء الوحي��د له��ذه‬ ‫القاع��دة منطقة لندن الكربى التي تت�شكل من‬ ‫بلديات (‪.)London boroughs‬‬ ‫تتك��ون ا�سكتلن��دا من ‪ 32‬منطق��ة‪ .‬ويلز حتوي‬ ‫‪ 22‬دائرة وحدوية‪� .‬إيرلندا ال�شمالية مق�سمة‬ ‫�إىل ‪ 24‬دائرة‪ 2 ،‬مدينيتني و ‪� 6‬أقاليم‪.‬‬ ‫ع��دا ع��ن املقاطع��ات املعروف��ة‪ ،‬ت�ض��م اململك��ة‬ ‫املتح��دة العدي��د م��ن الأرا�ض��ي الأخ��رى‪� ،‬أو‬ ‫مايع��رف با�س��م م�ستعم��رات الت��اج الربيطاين‬ ‫(‪ .)Crown colony‬قانوني��ا ال تنتم��ي‬ ‫كل م��ن جزيرة م��ان (‪ )Isle of Man‬و جزر‬ ‫القن��ال (‪� )Channel Islands‬إىل اململكة‪،‬‬ ‫�إال �أن احلكوم��ة الربيطاني��ة تق��وم بت�صري��ف‬ ‫ال�ش�ؤون اخلارجية لهذه اجلزر‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪146‬‬

‫الإقت�صاد‪:‬‬ ‫تعتم��د بريطانيا يف اقت�صادياتها على البرتول‬ ‫والفح��م والغ��از الطبيع��ي واحلدي��د والزن��ك‬ ‫وال�سليك��ون واملرم��ر والأ�سم��اك والزراع��ة؛‬ ‫بالإ�ضاف��ة �إىل الإنت��اج ال�صناعي الثقيل الذي‬ ‫ي�شكل ن�صف العمود االقت�صادي الربيطاين‪.‬‬ ‫واململكة املتحدة قوة رائدة يف التجارة العاملية‬ ‫ومرك��ز م��ايل �أي�ض��ا‪ ،‬متل��ك اقت�ص��اد ر�أ�سمايل‪،‬‬ ‫وواح��دة م��ن �أك�بر الإقت�صادي��ات يف الع��امل‬ ‫الغرب��ي‪ .‬خ�لال العقدي��ن املا�ضي�ين متكن��ت‬ ‫احلمون��ة م��ن تخفي���ض العج��ز يف املوازنة عن‬ ‫طري��ق برنام��ج خو�ص�ص��ة‪ .‬الزراع��ة قط��اع‬ ‫متط��ور ج��د ًا‪ ،‬و تعتمد اململك��ة يف الأغلب على‬ ‫الزراعة املكثفة والآلي��ة والتي تعطي مردودا‬ ‫يع��د الأك�بر يف الإحت��اد الأوروب��ي‪ .‬رغ��م �أن‬ ‫القوة العاملة يف هذا القطاع المتثل �إال ‪ %1‬من‬ ‫جمموع القوى العاملة يف البالد �إال �أن املنتجات‬ ‫الزراعي��ة تغط��ي ح‪ %60 .‬م��ن االحتياج��ات‬ ‫املحلي��ة‪ .‬متل��ك اململك��ة خمزون��ات معت�برة‬ ‫م��ن امل��واد الأولي��ة كالفح��م‪ ،‬الغ��از الطبيعي و‬ ‫النف��ط‪ .‬متث��ل عائ��دات ه��ذه امل��واد ‪ %10‬م��ن‬ ‫الناجت املحل��ى الأويل‪ ،‬و يعترب ه��ذا املعدل‪ ،‬من‬ ‫ب�ين �أعلى املعدالت يف ال��دول ال�صناعية‪ .‬متثل‬ ‫اخلدمات البنكية‪ ،‬التجارية و الت�أمينات ن�سبة‬ ‫كب�يرة من الناجت املحل��ى الأويل‪ ،‬و تتزايد هذه‬ ‫الن�سب��ة عل��ى ح�ساب القط��اع ال�صناع��ي الذي‬ ‫�أخد دوره يتناق�ص تدريجيا‪.‬‬ ‫و�ضع��ت حكوم��ة ت��وين بل�ير العمالي��ة خم���س‬ ‫�ش��روط‪ ،‬يج��ب عل��ى اململكة املتح��دة حتقيقها‬ ‫قب��ل �أن يتم �إجراء ا�ستفت��اء عام للدخول �إىل‬ ‫منطقة الأيورو‪.‬‬ ‫ه��ل تتواف��ق ال��دورات و الهي��اكل االقت�صادية‬ ‫يف بريطاني��ا مع ن�سب الفوائ��د الأوروبية على‬ ‫الأ�س�س الدائمة؟‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�إذا طفت م�شاكل على ال�سطح‪ ،‬هل نتمتع بالقدر‬ ‫الكافى من احلرية للتعامل معها؟‬ ‫بع��د الإن�ضم��ام �إىل منطق��ة الي��ورو‪ ،‬م��ا ه��ي‬ ‫عواقب ذلك عل��ى قطاع اخلدمات التجارية يف‬ ‫اململكة املتحدة؟‬ ‫هل �سي�ساعد االن�ضمام �إىل منطقة اليورو على‬ ‫خلق ظروف �أح�سن لل�شركات التى تخطط على‬ ‫املدى الطويل حتى ت�ستثمر يف بريطانيا؟‬ ‫هل �سي�ساعد االن�ضمام �إىل منطقة اليورو على‬ ‫الإ�ستقرار‪ ،‬النمو العايل‪� ،‬ضمان تزايد منا�صب‬ ‫العمل؟‬

‫(‪ )Royal Opera House‬عرو�ضه��ا‪ ،‬و‬ ‫تع��د هذه م��ن بني �أ�شه��ر الف��رق الأوبرالية يف‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫تعت�بر اململك��ة املتح��دة و الوالي��ات املتح��دة‬ ‫مع��ا‪ ،‬موطن مو�سيق��ى الروك �أن��د رول (‪rock‬‬ ‫‪ )and roll‬الأول يف الع��امل‪ .‬من �أهم الفرق‬ ‫املو�سيقي��ة يف بريطاني��ا‪ :‬البيتل��ز (‪The‬‬ ‫‪ ،)Beatles‬الرولن��غ �ستون��ز (‪Rolling‬‬ ‫‪ ،)Stones‬لي��د زبلنغ (‪،)Led Zeppelin‬‬ ‫بين��ك فلوي��د (‪ )Pink Floyd‬و�آخرون‪ .‬كما‬ ‫ت�ضم اململكة العديد م��ن الفرق يف �أنواع �أخرى‬ ‫م��ن املو�سيق��ى الع�صري��ة‪ .‬و عل��ى العم��وم ف���إن‬ ‫بريطاني��ا تعت�بر املنت��ج الأول لف��رق مو�سيقى‬ ‫البوب (‪ )Pop Music‬يف العامل‪.‬‬

‫الفنون‬ ‫يف جم��ال املو�سيقى الكال�سيكية برز العديد من‬ ‫امل�ؤلف�ين‪ :‬ويلي��م ب�يرد (‪،)William Byrd‬‬ ‫ج��ون تافرن��ر (‪ ،)John Taverner‬ه�نري من بني �أب��رز ال�شخ�صيات يف تاري��خ فن الر�سم‪،‬‬ ‫بور�س��ل (‪ ،)Henry Purcell‬ادوارد �إلغ��ار ج��ون كون�ستب��ل (‪،)John Constable‬‬ ‫توما���س غان�سب��وروو ([‪Thomas‬‬ ‫(‪ )Edward Elgar‬و�آخرون‪.‬‬ ‫‪ ،)Gainsborough‬ويلي��م ب�لاك‬ ‫يف بريطانيا العديد من الفرق الأورك�سرتالية‪ )William Blake( ،‬وجي‪�.‬أم‪.‬دبليو‪ .‬ترينر‬ ‫منه��ا �أورك�س�ترا ال��ـ‪ BBC‬ال�سمفوني��ة (‪ .)J.M.W. Turner‬يف الق��رن ال��ـ‪20‬‬ ‫(‪ ،)BBC Symphony Orchestra‬ب��رز فران�س���س بيك��ون (‪)Francis Bacon‬‬ ‫الأورك�س�ترا الفيلهارموني��ة امللكي��ة (‪ Royal‬وم�ؤخرا بيرت بليك (‪.)Peter Blake‬‬ ‫‪ .)Philharmonic Orchestra‬نظ��را‬ ‫ملوقعه��ا و للعوام��ل االقت�صادي��ة الت��ي متيزها املوا�صالت‪:‬‬ ‫تع��د مدين��ة لن��دن حمط��ة رئي�سي��ة له��واة ه��ذه الأر���ض ال�شا�سع��ة تربطه��ا �شبك��ة م��ن‬ ‫املو�سيق��ى الكال�سيكي��ة يف الع��امل‪ .‬توج��د به��ا املوا�ص�لات الربي��ة غ�ير العادي��ة فالط��رق‬ ‫العدي��د م��ن �ص��االت العر���ض املو�سيقي��ة‪ ،‬كما ال�سريع��ة تب��دو �إنه��ا ت�ص��ل �أية منطق��ة كانت‬ ‫يف ال�شم��ال �أو اجلن��وب �إذ تغط��ي ‪371,603‬‬ ‫تق��دم فيه��ا «دار الأوب��را امللكية»‬ ‫كيلوم�تر‪ .‬ام��ا و�سائ��ل النق��ل بالقط��ار فتعترب‬ ‫�أدنربه عا�صمة �أ�سكتلندا واحدة‬ ‫بريطانيا ذات خ�برة ال ي�ستهان بها ولها �شبكة‬ ‫من �أجمل املدن التاريخية يف العامل‬ ‫تغطي كل مناطق بريطانيا وعلى دوام ال�ساعة‬ ‫وهي مبنية على �سبعة تالل وقلعتها‬ ‫وال�سنة ب�أيامها و�أ�سابيعها؛ و تبلغ امل�ساحة التي‬ ‫تعود �إىل القرن الثاين ع�شر‪.‬‬ ‫تغطيها ال�س��كك احلديدية ‪ 16,878‬كيلومرتا؛‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪147‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫يف حني �إن الطرق املائية تغطي حوايل ‪3,200‬‬ ‫كيلوم�تر‪ .‬وم��ن خالل تل��ك ال�شبك��ة القطارية‬ ‫الكب�يرة ميكن ربط اململكة املتح��دة ب�أوربا عن‬ ‫طري��ق فرن�س��ا م��ن خالل نف��ق ق��د مت ت�شييده‬ ‫حديث��ا‪ .‬كم��ا تتمت��ع بريطاني��ا بوج��ود �شبكة‬ ‫م��ن املط��ارات املتع��ددة ب�ين ال�شم��ال واجلنوب‬ ‫ت�ستعم��ل للنق��ل وال�سف��ر وغريها م��ن املهمات‪.‬‬ ‫تق��در هذه املطارات بح��وايل ‪ 357‬مطارا فعاال‬ ‫يف كل �إنحاء بريطانيا‪.‬‬ ‫معلومات ثقافية عن مدن بريطانيا‪:‬‬ ‫مدينة جيلفورد ‪:‬‬ ‫تق��ع مدين��ة جيلف��ورد التاريخي��ة عل��ى نه��ر‬ ‫واي وبني��ت يف ري��ف متدحرج جمي��ل ‪ .‬متتلك‬ ‫جال�سك��و و�سائ��ل عي���ش جي��دة ومرك��ز ت�سوق‬ ‫ممت��از‪ .‬ال�ش��ارع الرئي�سي اجلمي��ل يف جيلفورد‬ ‫مغط��ى باحل�ص��اة وب��ة جمموع��ة م��ن املحالت‬ ‫التجارية اجليدة‪ .‬الآثار القدمية للقلعة التي‬ ‫بناها هرني الث��اين تقع يف حدائق بالقرب من‬ ‫ال�ش��ارع الرئي�سي‪ .‬تق��ع الكاتدرائية احلديثة‬ ‫بحجارته��ا الداخلي��ة اجلميل��ة ال�سومري��ة‬ ‫والأر�ضي��ات الإيطالي��ة الرخ��ام البي�ضاء على‬ ‫قمة التل املطل على املدينة وجامعة �سري‪.‬‬ ‫توج��د يف جلف��ورد �سينم��ا ذات ‪� 10‬شا�ش��ات‪2 ,‬‬ ‫م�س��ارح ومرك��ز للمب��اين احلكومي��ة للعرو�ض‪.‬‬ ‫بع���ض الأحي��ان يقوم م�س��رح يون ارن��ود بعمل‬ ‫بعر���ض م�سرحي��ات نقل��ت فيم��ا بع��د اىل ا�ست‬ ‫ان��د يف لندن‪ .‬هن��اك مزيج من الن��وادي الليلة‬ ‫والباراتز كما �إن لندن قريبة ملزيد من الت�سلية‪.‬‬ ‫يوجد يف مركز �أل��وان الطيف للت�سلية مز جلة‬ ‫جليدي��ة‪ ,‬زق��اق بول ين��ج‪ ,‬م�سب��ح و جيما نزم‪.‬‬ ‫وبالقرب من املدينة م�ضمار �سباق للخيول‪.‬‬ ‫تقع جيلفورد على حافة دون ال�شمالية ويحيط‬ ‫به��ا ري��ف جميل‪ .‬هن��اك العدي��د م��ن �أالماكن‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪148‬‬

‫تعتمد بريطانيا يف اقت�صادها على‬ ‫البرتول والفحم والغاز الطبيعي‬ ‫والزراعة‪ ،‬وي�شكل الإنتاج ال�صناعي‬ ‫الثقيل العمود الفقري لالقت�صاد‪.‬‬ ‫لل�س�ير على الأقدام ومب��اين اخلزانة الوطنية‬ ‫وحدائق للزيارة منها حديقة كالدون‪ ,‬حديقة‬ ‫هات�شالند‪ ,‬حديقة لو�سلي و ويزيل‬ ‫ليدز ‪:‬‬ ‫لي��دز اك�بر امل��دن يف �شمال ي��ورك �ش�ير و ثالث‬ ‫اك�بر مدين��ة يف اململك��ة املتح��دة بع��د لندن و‬ ‫برمنجه��ام‪ .‬تط��ورت لي��دز كمرك��ز ل�صناع��ة‬ ‫الن�سي��ج حت��ى الع��ام ‪.1940‬م��ازال باالم��كان‬ ‫م�شاه��دة �أكواخ الطواحني الكب�يرة و احلياكة‬ ‫يف �ضواحي املدينة‪ .‬مباين مركز املدينة عبارة‬ ‫عن مزيج من املباين الفيكتورية و احلديثة‪.‬‬ ‫�صارت ليدز مدينة جتارية و�صناعية مزدهرة‪.‬‬ ‫كم��ا �أنه��ا املرك��ز الثق��ايف والريا�ض��ي ملعظ��م‬ ‫املنطقة‪� .‬أن لي��دز مدينة ناب�ضة عاملية ناب�ضة‬ ‫باحلياة ذات حياة ليل جميلة‪.‬‬ ‫يوج��د يف املدين��ة �ش��وارع للم�ش��اة به��ا حمالت‬ ‫جتاري��ة متنوع��ة‪ .‬املرب��ع الفيكت��وري مل��ئ‬ ‫بالقناطر الفيكتوري��ة التقليدية‪� .‬سوق بوابة‬ ‫ك�يرك عب��ارة عن �س��وق كبري مفت��وح يف مباين‬ ‫خالب��ة م��ن الط��راز االدواردي‪ .‬تب��ادل الذرة‬ ‫يق��دم تراث من الف��رن الفيكت��وري ذو ت�صميم‬ ‫رائع‪.‬‬ ‫مناط��ق اجل��ذب ال�سياح��ي ت�شم��ل م�صان��ع‬ ‫الأ�سلح��ة امللكية‪ ,‬م�سرح ف��ن املدينة‪ ,‬جرانري‬ ‫وراف و زي��ارة تيتليز‪ .‬يوجد يف املدينة العديد‬ ‫م��ن دور ال�سينم��ا‪ ,‬امل�س��ارح‪ ,‬دار اوب��را‪� ,‬صال��ة‬ ‫مو�سيق��ى و �ص��االت ر�س��م ‪ .‬متتل��ك لي��دز حياة‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ترتبط كل مناطق بريطانيا‬ ‫على مدار ال�ساعة ب�شبكة‬ ‫موا�صالت برية و�سكك‬ ‫حديدية وبها ‪ 357‬مطار ًا‪.‬‬ ‫ليل جيدة بالعديد من النوادي‬ ‫الليلي��ة وم�سرح للمو�سيقى‪� .‬أن مدينة ليدز هي‬ ‫موطن يورك �شري بي�تر‪ .‬يوجد يف ليدز العديد‬ ‫م��ن املنتزه��ات و �أالماك��ن املفتوح��ة منه��ا وود‬ ‫هو���س م��ور‪ ,‬منت��زة روند ه��اي و ملع��ب نيو�سام‬ ‫بالقرب من مركز املدينة‪.‬‬ ‫توج��د يف ليدز م�شاءات ريا�ضي��ة جيدة ت�شمل‬ ‫م�سب��ح دويل‪ ,‬حلي��ة حول��ف رائع��ة‪ ,‬ميادي��ن‬ ‫تن�س‪ ,‬مالع��ب الرجبي‪ ,‬كرة الق��دم و الهوكي‪.‬‬ ‫�أماك��ن الت�سلي��ة الأخرى توجد يف ي��ورك �شري‬ ‫دالز القريبة من املدينة‪.‬ميكنك م�شاهدة نادي‬ ‫لي��دز يف �ش��ارع ايالن‪ .‬ميك��ن م�شاه��دة مباريات‬ ‫الكريكت الدولي��ة يف هيدلينجلي‪ ,‬موطن نادي‬ ‫يورك �شري للكريكت و نادي ليدز للرجبي‪.‬‬ ‫تقع لي��دز على احلاف��ة اجلنوبية لي��ورك �شري‬ ‫دال��ز اجلميل��ة‪ .‬املناط��ق الأخ��رى اجلميل��ة‬ ‫القريب��ة م��ن لي��دز ه��ي بيننين��ز‪ ,‬ي��ورك م��ور‬ ‫ال�شمالي��ة و وادي يورك �ش�يرز كما توجد عدة‬ ‫�أمكان تاريخية بالقرب من املدينة‪ ,‬مثل مباين‬ ‫قلع��ة هاوردو نو�ست��ل و مباين هاري��وود‪ .‬يبعد‬ ‫�ساحل يورك �شري ال�شرقي ‪ 105‬كم‪.‬‬ ‫رام�س جيت ‪:‬‬ ‫�أن رام�س قيت �ص��ورة رائعة ملدينة على البحر‬ ‫به��ا العديد من املب��اين من الع�ص��ر اجلو رجي‪.‬‬ ‫وتعت�بر كذلك ميناء ق��وارب مزدحم و حمطة‬ ‫للطوافات اىل فرن�سا‪� .‬أن امليناء امللكي و مارينا‬ ‫�أحد �أماكن اجلذب ال�سياحية امل�شهورة‪ .‬توجد‬ ‫العديد م��ن املقاهي حول امليناء امللكي‪ ,‬البارات‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪149‬‬

‫املطاع��م و املركز التجاري يبعد فقط دقيقتني‬ ‫�س�يرا عل��ى الأق��دام‪ .‬يوج��د يف رام���س قي��ت‬ ‫م�س��رح و�سينم��ا وكذل��ك العدي��د م��ن امل�شاءات‬ ‫الريا�ضي��ة يف املدينة‪ ,‬فاملنطق��ة املحيطة مثل‬ ‫امل�سبح‪ ,‬مرك��ز للر�شاقة و ميادين للجو لف‪� .‬أن‬ ‫رام���س قيت قاعدة جي��دة لل�صيد البحري ‪ .‬يف‬ ‫�أغ�سط�س من كل عام يعقد احتفال رام�س قيت‬ ‫للموروث امليناء امللكي‪.‬‬ ‫�أن الري��ف املحي��ط باملدين��ة ي�شته��ر بب�ساتني‬ ‫التف��اح و الت��وت والق��رى الرائع��ة‪ .‬تقع قرية‬ ‫اال�صطي��اد اجلميل��ة واملنتج��ع البح��ري ل��ـ‬ ‫مارجاي��ت‪ ,‬برود�ست�يرز بالق��رب م��ن املدين��ة‪.‬‬ ‫�أن امل�ساف��ة اىل قلع��ة ليدز املدين��ة التاريخية‬ ‫لكانرتب��ري واملدين��ة القدمي��ة ملدين��ة �سان��د‬ ‫وي�ش قريبة جدا‪.‬‬ ‫نيوكا�سل‪:‬‬ ‫ني��و كا�س��ل ه��ى املدين��ة الرئي�سي��ة يف �شم��ال‬ ‫�ش��رق اجنل�ترا‪ .‬وتق��ع عل��ى ال�ضف��ة ال�شمالية‬ ‫املنحدرة لنهر تني مع اجل�س��ور ال�ستة امل�شهورة‬ ‫ع�بر النه��ر‪ .‬مرك��ز املدين��ة عب��ارة ع��ن مزيج‬ ‫م��ن املب��اين القدمي��ة واحلديث��ة‪� .‬إنه��ا مدينة‬ ‫عاملية مفعمة باحلياة و �صديقة‪ .‬يوجد يف نيو‬ ‫كا�س��ل مركز جتاري ممت��از‪ .‬الرتفية فيها جيد‬ ‫بامل�سارح‪ ,‬ال�سينما‪� ,‬ص��االت احلفالت‪ ,‬املو�سيقى‬ ‫احلي��ة‪ ,‬املتاح��ف‪ ,‬قاع��ات العر���ض‪ ,‬الن��وادي‬ ‫واملاله��ي‪ .‬توج��د مراك��ز ريا�ضي��ة‪ ,‬مالع��ب‬ ‫بولين��ج و غرف تزلج على اجلليد‪ .‬يتمتع فريق‬ ‫ني��و كا�سل يونيتد لك��رة الق��دم ب�شعبية كبرية‬ ‫يف املدين��ة‪ .‬كم��ا يوجد نادي للرجب��ي و حلية‬ ‫�سباق للخيول‪.‬‬ ‫يحيط بـ نيو كا�سل ريف نورثومرباين اجلميل‪.‬‬ ‫�إىل ال�شم��ال م��ن نورثوم�بران يوج��د �ساح��ل‬ ‫جميل و قالع قدمية‪.‬يقع �سور هارديان‪ ,‬ال�سور‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫نظام اململكة املتحدة هو امللكية‬ ‫الد�ستورية مع حكومة تتمتع‬ ‫ب�سلطات تنفيذية وتتم م�ساءلتها‬ ‫من طرف الربملان‪.‬‬ ‫الروماين امل�شهور بني اجنلرتا و‬ ‫ا�سكتلن��دا �إىل الغ��رب‪ .‬كما �أن بح�يرة املنطقة‬ ‫قريبة �أي�ضا من املدينة‪.‬‬ ‫مارغيت‪:‬‬ ‫مارقي��ت عب��ارة ع��ن منتجع �صغري عل��ى �ساحل‬ ‫البح��ر ذو �ساح��ل رمل��ي و ت�سلي��ة عل��ى �ساحل‬ ‫البحر‪.‬كان��ت مارجايت مين��اء هام وتطورت يف‬ ‫الأ�ص��ل اىل منطق��ة لق�ضا الأج��ازات بالن�سبة‬ ‫ل�سكان لن��دن‪ .‬مدينة مارقيت القدمية‪ ,‬ال�سوق‬ ‫و املين��اء يعط��ي ن��وع م��ن املقارن��ة ب�ين واجهة‬ ‫البحر و الرب‪ .‬تعطي املدينة القدمية مارجايت‬ ‫واملين��اء ملح��ة ع��ن حي��اة املدين��ة يف القرنيني‬ ‫ال�سابع والثامن ع�شر‪.‬‬ ‫حتت��وي مارقي��ت عل��ى �سل�سل��ة م��ن الن��وادي‪,‬‬ ‫املقاه��ي واملطاع��م‪ .‬يوجد يف مارقي��ب كازينو‪,‬‬ ‫م�سرح‪� ,‬سينما‪ ,‬كمنت��زة للت�سلية‪,‬مركز ريا�ضي‪,‬‬ ‫ملعب بولينج جولف و م�سبح‪.‬‬ ‫الري��ف املحي��ط باملدين��ة م�شه��ور بب�سات�ين‬ ‫التف��اح و الت��وت‪ .‬بالق��رب م��ن املدين��ة �أي�ض��ا‬ ‫قري��ة برود�ست�يرز لال�صطي��اد و مدينة رام�س‬ ‫قي��ت ال�ساحلي��ة مبينائه��ا امللكي املل��ون‪ .‬قلعة‬ ‫لي��دز‪ ,‬مدين��ة كانرتب��ري التاريخي��ة و مدينة‬ ‫�سانويت�ش قريبة‬ ‫�أدنربة‪:‬‬ ‫تعد �أدنربة عا�صمة ا�سكتلندا ‪ .‬وهى واحدة من‬ ‫�أجمل املدن التاريخية يف العامل‪ .‬بنيت ادنربه‬ ‫عل��ى ‪ 7‬ت�لال وه��ى بقاي��ا �سل�سلة م��ن الرباكني‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪150‬‬

‫اخلام��دة كانت ت�ستخ��دم كتح�صني للحظ على‬ ‫م��دار ‪ 200‬عام‪ .‬قلعة �أدن�برة ‪ ,‬قلعة ال�صخرة‪,‬‬ ‫والت��ي تع��ود �إىل القرن الثاين ع�ش��ر تقع على‬ ‫�أعل��ى الت��ل الو�س��ط‪ ,‬ت�سيط��ر عل��ى املدين��ة‪.‬‬ ‫تعترب قلعة �أدنربة �أي�ضا معقل م�سد�س ال�ساعة‬ ‫الواحدة‪ .‬يتم �إطالق النار من هذا امل�سد�س كل‬ ‫يوم ال�ساعة الواحدة متام��ا ماعدا يوم الأحد‬ ‫وذلك ليتيح لكل واحد �ضبط �ساعتة بدقة‪.‬‬ ‫�ش��ارع امليل امللكي الأكرث �شهرة يف �أدنربة يرجع‬ ‫للق��رن ال�ساد�س ع�شر وطول��ة ‪ 107‬ياردات من‬ ‫مدخل قلعة �أدن�برة �إىل ق�صر منزل هولريود‪.‬‬ ‫تع��رف املنطقة املحيطة به��ذا ال�شارع باملدينة‬ ‫القدمي��ة املمي��زة ب�شوارعه��ا ال�ضيق��ة و�أزقتها‬ ‫امللتوي��ة‪ .‬بن��ي ق�ص��ر من��زل هول�يرود خ��ارج‬ ‫�أ�س��وار املدينة عام ‪ 1501‬وبن��اه جيمز الرابع‬ ‫ملك ا�سكتلندا يف ذل��ك احلني‪ .‬حتيط باملدينة‬ ‫اجلب��ال‪ ,‬الق�لاع‪ ,‬املن��ازل الفخم��ة‪ ,‬معام��ل‬ ‫التقط�ير‪ ,‬املطاح��ن اخل�شبي��ة وانه��ار ال�سم��ك‬ ‫املرقط وال�سلم��ون‪ .‬تبعد �أدن�برة �أربع �ساعات‬ ‫ع��ن لندن بالقطار كما �أن مطارها الدويل ي�سري‬ ‫رح�لات �إىل املدن الربيطاني��ة والأوروبية‪ .‬يف‬ ‫�شهر �أغ�سط�س من كل عام ت�صري �أدنربة املدينة‬ ‫العاملي��ة لالحتف��االت‪� .‬أنه��ا �سل�س��ة الفعاليات‬ ‫الأدبية واملعار�ض التي تعقد يف املدينة جتعلها‬ ‫ال تن�س��ى‪ .‬توجد العديد م��ن املتاحف وامل�سارح‬ ‫مثل امل�سرح الوطني اال�سكتلندي‪ ,‬م�سرح الر�سم‬ ‫الوطن��ي اال�سكتلن��دي‪ ,‬مرك��ز املدين��ة للر�سم‪,‬‬ ‫متحف الطفولة‪ ,‬املتحف الوطني اال�سكتلندي‬ ‫‪ .‬هن��اك عدد قليل م��ن دور ال�سينم��ا‪ ,‬البارات‪,‬‬ ‫الن��وادي الليلية واملطاعم يف �أدنربة‪ .‬توجد يف‬ ‫�أدنربة م�ضامري للجو لف وامل�سا بح ‪.‬‬ ‫يبعد مطار �أدنربة الدويل ‪ 30‬دقيقة من و�سط‬ ‫املدين��ة وي�سري رح�لات �إىل امل��دن الربيطانية‬ ‫والأوروبية‪ .‬تبع��د لندن ‪� 4‬ساعات بالقطار و‪9‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫اخلرباء والكفاءات ال�سودانية‬ ‫بربيطانيا لهم �إ�سهامات وا�سعة يف‬ ‫التنمية الوطنية من خالل برنامج‬ ‫‪. Spakten‬‬ ‫�ساعات بالبا�ص من �أدنربة‪.‬‬ ‫لندن ‪:‬‬ ‫كعا�صم��ة للممكلة املتحدة ت�شته��ر لندن عاملي ًا‬ ‫مب�ؤ�س�ساته��ا الثقافية‪ ,‬التاري��خ‪ ,‬الفن املعماري‪,‬‬ ‫احلي��اة العاملية واجلو احل��ي‪ .‬توجد منطقتان‬ ‫رئي�سيتان و�سط لندن هما ‪:‬‬ ‫‪ -1‬اي�س��ت ان��د‪ ,‬موط��ن املح��ال التجاري��ة‪,.‬‬ ‫املتاح��ف‪ ,‬الن��وادي‪ ,‬الربمل��ان‪ ,‬الق�ص��ور امللكية‬ ‫وامل�سارح‪.‬‬ ‫‪ -2‬املدين��ة ( وتع��رف ب��ـ مي��دان مي��ل ) موطن‬ ‫بن��ك اجنل�ترا‪ ,‬البور�صة و�أجهزة لن��دن املالية‬ ‫الأخرى‪.‬‬ ‫تق��ع املنطق��ة التجاري��ة( للدوكالن��د) يف‬ ‫�ش��رق لن��دن بينم��ا مناط��ق املو�ض��ة مث��ل‬ ‫(كن�سنتون‪�,‬شل�س��ي‪ ,‬نيت�س�برج‪ ,‬فوله��ام‪,‬‬ ‫�ش�سوي��ك‪ ,‬ريت�شموند‪ ,‬كام��دن وهام�ستيد) تقع‬ ‫غ��رب و�شم��ال لندن وتق��ع قرية جري��ن وي�ش‬ ‫التاريخي��ة مقاب��ل نه��ر (التامي��ز) يف جن��وب‬ ‫لن��دن وتعترب موط��ن املر�صد امللك��ي و التوقيت‬ ‫(جلرين وي�ش)‪.‬‬ ‫توج��د العدي��د من الأماك��ن للزي��ارة يف لندن‪.‬‬ ‫هناك العديد م��ن املتاحف واملباين التاريخية‬ ‫مث��ل (ق�ص��ر باكنجه��ام)‪ ,‬مب��اين الربمل��ان و‬ ‫كاتدرائي��ة (القدي���س بول)‪ .‬تع��د لندن مكان‬ ‫ممتاز للت�سوق‪ -‬ف�شارع (�أك�سفورد ) املزدحم هو‬ ‫ال�شارع الرئي�سي حيث ميكن العثور على حمالت‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪151‬‬

‫(�سلفردجرز)ال�شه�يره ‪.‬حم�لات (ه��ارودز)‬ ‫و(ه��اريف نكلو���س) هم��ا قريب�ين ج��دا م��ن من‬ ‫�شارع اك�سفورد يف منطق��ه (كن�سنتون)‪ .‬يوجد‬ ‫بوتيكات �صغريه يف حديقة كوفنت الأنيقة اما‬ ‫لوكنت م��ن متتبعي املو�ض��ه ال�شبابي��ة ف�شوارع‬ ‫منطقة (كامدن) هي اف�ضل مكان لك للت�سوق‪.‬‬ ‫يف لن��دن يوجد العدي��د من املراك��ز الريا�ضية‬ ‫وامل�س��ا ب��ح‪ .‬يف �شهر يوني��و ت�شهد لن��دن بطولة‬ ‫التن���س يف (ومبلدون)‪ .‬ميكن م�شاهدة مباريات‬ ‫الكريك��ت يف (�أوف��ال)‪ ,‬الألع��اب الريا�ض��ة يف‬ ‫منطقه (كري�ستال بال�س)‪ ,‬الرجبي يف (تويكن‬ ‫هام)‪ ,‬التجديف على نهر (التاميز(‬ ‫و الأندي��ة الريا�ضي��ة الكب�يرة مث��ل ار�سن��ال‪,‬‬ ‫�شل�س��ي‪ ,‬توتنه��ام هو�ستبور و و�ست ه��ام تنت�شر‬ ‫حول لندن‪.‬‬ ‫هن��اك العدي��د م��ن الق��رى اجلميل��ة‪ ,‬امل��دن‬ ‫والأماك��ن الطبيعي��ة اخلالب��ة ح��ول لن��دن يف‬ ‫(�سري‪� ,‬سا�سك�س‪ ,‬كن��ت‪ ,‬ميدل �سك�س‪ ,‬برك�شري‪,‬‬ ‫بكنجهام�ش�ير وهرتفورد�ش�ير)‪ .‬وتعت�بر ه��ذة‬ ‫الأقالي��م مناطق �سفر حي��ث ي�سافر العديد من‬ ‫النا�س يومي ًا �إىل لندن للعمل ‪.‬‬ ‫يقدم خدمة املوا�ص�لات يف لندن خط قطارات‬ ‫رئي�سي وبا�صات ت�صل ب�شكل فعلي اىل كل زاوية‬ ‫من اململك��ة املتحدة‪ .‬يبعد مط��ار هيرثو ومطار‬ ‫جات��وك �أقل من �ساعة عن مركز املدينة بينما‬ ‫يبع��د مين��اء الدوفر وقن��اة الق��وارب الأخرى‬ ‫اقل من �ساعتني بالقطار‬ ‫كما ان ( االن��در قراوند) يف لندن يوفر ل�سكان‬ ‫و زوار لندن خط موا�صالت �سريعة فا فع�شرات‬ ‫اخلطوط ومئ��ات املحطات وقط��ارت متالحقه‬ ‫جع��ل من �شبكه ( االندر قراون��د( يف لندن من‬ ‫اهم طرق املوا�صالت ‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫اجلمعية ال�سودانية بربيطانيا‬ ‫وايرلندا �سريت �أكرث من ع�شرين‬ ‫قافلة �صحية‪ ,‬وجمعية �إرواء‬ ‫اخلريية حفرت ‪ 25‬بئر ًا‬

‫كما‬ ‫ان‬

‫لندن ت�شتهر ب احلافالت احلمر‬ ‫ذات الدورين ( لندن با�ص)‬ ‫وجتدها يف كل �شارع يف لندن والبا�صات ممتازه‬ ‫للم�شاوي��ر الق�ص�يره خا�ص��ه يف و�س��ط لن��دن‬ ‫وممتعه اي�ضا ‪.‬‬ ‫املدن الكربى‬ ‫املدن الكريى كثرية منها‪ :‬لندن (‪،)London‬‬ ‫برمنغه��ام (‪ ،)Birmingham‬مان�ش�س�تر‬ ‫(‪� ،)Manchester‬شفيل��د (‪،)Sheffield‬‬ ‫ليفرب��ول (‪ ،)Liverpool‬لي��دز (‪،)Leeds‬‬ ‫بر�ست��ول (‪ )Bristol‬و نيوكا�س��ل‬ ‫(‪..)Newcastle upon Tyne‬‬ ‫ال�سودانيون باململكة املتحدة‬ ‫ع��رف ال�سوداني��ون الهج��رة لربيطاني��ا قب��ل‬ ‫الإ�ستق�لال وخا�ص��ة للدرا�س��ة يف اجلامع��ات‬ ‫الربيطاني��ة يف عام ‪ 1980‬كان��ت هناك بعثات‬ ‫منظم��ة يف �أغل��ب املج��االت ( القان��ون‪ ،‬الطب‪،‬‬ ‫الهند�س��ة‪ ....‬ال��خ)‪ .‬وحت��ى ع��ام ‪ 1983‬كان‬ ‫�أي مول��ود �سوداين يولد هن��اك مينح اجلن�سية‬ ‫الربيطاني��ة مم��ا �أوج��د بريطانيني م��ن �أ�صول‬ ‫�سودانية‪.‬‬ ‫ويق��در ع��دد ال�سوداني�ين بح��وايل ‪150.000‬‬ ‫ن�سم��ة ويتوزع��ون عل��ى �أنح��اء برطاني��ا ‪.‬‬ ‫وبالن�سبة مللف اخلرباء والكفاءات ال�سودانية‬ ‫بربيطانيا ف�إن لهم �إ�سهامات وا�سعة يف التنمية‬ ‫الوطنية من خالل برنامج نقل اخلربة واملعرفة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪152‬‬

‫عرب ال�سوداني�ين العاملني باخلارج ‪Spakten‬‬ ‫م��ن ذل��ك �أن اجلمعي��ة الطبي��ة ال�سوداني��ة‬ ‫بربيطاني��ا و�إيرلندا وجمعي��ة �سالمات املهنية‬ ‫الطبي��ة ق��د �سريت��ا �أك�ثر م��ن ع�شري��ن قافلة‬ ‫�صحية لوالي��ات ال�سودان املختلف��ة‪ .‬وجمعية‬ ‫�إرواء اخلريي��ة قام��ت بحفر خم�س��ة وع�شرون‬ ‫بئر بال�سودان‪.‬‬ ‫ال�سوداني��وت باململك��ة املتح��دة ع��دد مقدر من‬ ‫املنظمات املهنية‪:‬‬ ‫•جمعية �سالمات اخلريية‬ ‫•�إحتاد الكتاب الإعالميني‬ ‫•اجلمعي��ة الطبي��ة ال�سوداني��ة بربيطاني��ا‬ ‫و�إيرلندا‬ ‫•اجلمعي��ة الهند�سي��ة ال�سوداني��ة بربيطانيا‬ ‫و�إيرلندا‬ ‫ً‬ ‫وتوجد �أي�ضا منظمات خريية‪:‬‬ ‫•منظم��ة �أطف��ال ال�سوداني�ين للإحتياج��ات‬ ‫اخلا�صة‬ ‫•منظمة �أجنحة الأمل‬ ‫•منظمة الإحتاد الريا�ضي ال�سوداين‬ ‫•منظمة �إرواء‬ ‫امل�صادر‪:‬‬ ‫‪http://dr-saud-a.com/vb/‬‬ ‫‪showthread.php‬‬ ‫‪http://www.f-law.net/law/‬‬ ‫‪17301/threads‬‬ ‫‪https://travel.maktoob.com/‬‬ ‫‪vb/travel352281‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الق�سم الرابع ــ عر�ض كتاب‬ ‫ كتاب «املتعة واخلطر‪..‬‬‫الرحلة �إىل ال�سودان ال�شرقي‪.‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪153‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫«املتعة واخلطر‪..‬‬ ‫الرحلة �إىل ال�سودان ال�شرقي»‬

‫عر�ض‪� :‬أ‪ .‬حممد خليفة �صديق‬ ‫�صحفي و�أ�ستاذ جامعي‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫�ش��هد القرن التا�سع ع�ش��ر امليالدي �أكرب حركة‬ ‫رحلية و�إ�ستك�شافية جرت من �أوروبا احلديثة‪،‬‬ ‫�إىل دول امل�ش��رق العرب��ي وال�ش��مال واجلن��وب‬ ‫الإفريق��ي‪ ،‬وتف ّوق��ت الرحالت الفرن�س��ية عن‬ ‫غريه��ا‪ ،‬بكرثة العدد‪ ،‬وتن�� ّوع �أغرا�ض الرحلة‪،‬‬ ‫وفئات الرحالني وامل�ستك�شفني‪ ،‬الذين كان منهم‬ ‫َم��ن ي�سع��ى �إىل خدم��ة اال�ست�ش��راق‪ ،‬بتزويده‬ ‫باملعرف��ة العلمي��ة‪ ،‬ومنهم َمن كان �أق��ل التزام ًا‬ ‫يف خدمت��ه‪� ،‬إذ �أظهروا يف حاالت كثرية جوانب‬ ‫من ذاتياته��م‪ ،‬ونوازعهم ال�شخ�صية‪ ،‬ومنهم َمن‬ ‫مل تقرتن رحالتهم بالأه��داف اال�ست�شراقية‪،‬‬ ‫و�إمن��ا ب�أغرا�ضه��م ونوازعه��م ال�شخ�صي��ة‪،‬‬ ‫وبرغباته��م يف حتقي��ق كتاب��ة �أدبي��ة رفيع��ة‪،‬‬ ‫ذات مل�سات �شعرية جمالية‪.‬‬ ‫و�صاح��ب الكت��اب ه��و املهند���س الفرن�سي بيري‬ ‫ترمي��و ال��ذى عا���ش يف الف�ترة م��ن (‪-1818‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪154‬‬

‫‪، )1895‬وكان مهند�سا معماريا ورحاال وم�صورا‬ ‫وعاملا هاو‪ ،‬وكانت رحلته �إىل ال�سودان و�أثيوبيا‬ ‫يف الف�ترة من ‪ ، 1848-1847‬حيث قام برحلة‬ ‫عل��ى نه��ر الني��ل �إىل النوب��ة والني��ل و�إثيوبيا‬ ‫و�ش��رق ال�س��ودان‪ ،‬وقام��ت برتجم��ة الكت��اب‬ ‫اجلزائرية الدكتورة �سمرية �أن�ساعد‪.‬‬ ‫وق��د متي��ز و�ص��ف ترمي��و يف كتاب��ه بو�ص��ف‬ ‫اجليولوجي��ا الطبيعي��ة والب�شرية م��ن النبات‬ ‫واحلي��وان والآثار املعمارية وحياة �شعوب هذه‬ ‫الدول‪ ،‬وظهر ذلك جلي ًا يف العديد من الأعمال‬ ‫التي ن�شرت له يف فرن�سا يف اخلم�سينات و�أوائل‬ ‫ال�ستينات من القرن التا�سع ع�شر‪ .‬ويعترب بع�ض‬ ‫العلم��اء �أن و�ص��ف ترمي��و ور�سومات��ه ملناط��ق‬ ‫النوب��ة ال�سفلى ذات قيمة عالي��ة خا�صة‪ ،‬لأن‬ ‫الكث�ير من ه��ذه املنطق��ة تغطيه��ا الآن بحرية‬ ‫النوب��ة‪ ،‬وهي امتداد يف ال�سودان لبحرية نا�صر‬ ‫يف م�صر‪ ،‬والتي ن�ش�أت عند بناء ال�سد العايل يف‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫و�صف بيريترميو ور�سوماته‬ ‫ملناطق النوبة ال�سفلى ذات‬ ‫قيمة عالية‪ ،‬خا�صة لأن معظمها‬ ‫تغطيها الآن بحرية النوبة‪.‬‬ ‫ال�ستينات من الق��رن الع�شرين‪،‬‬ ‫حي��ث مت تهج�ير �أه��اىل مدين��ة حلف��ا ب�شمال‬ ‫ال�س��ودان وماجاوره��ا لتغ��رق املنطق��ة الغنية‬ ‫حتت مياه ال�سد العايل‪.‬‬ ‫وبالنظ��ر حلي��اة ترمي��و ‪ ،‬ميكن الق��ول �إنه كان‬ ‫�أق��ل جناح��ا كع��امل من��ه كرحال��ة وم�ص��ور‪،‬‬ ‫فف��ي ع��ام ‪ 1865‬ن�ش��ر كتاب�� ًا بعن��وان (�أ�ص��ل‬ ‫وحتول الإن�س��ان وغريه من الكائن��ات)‪ ،‬والذي‬ ‫ق��دم �أطروح��ة غريب��ة و�ساذج��ة تق��ول ب���أن‬ ‫طبيع��ة الرتب��ة حت��دد اخل�صائ���ص الوطنية‪،‬‬ ‫و�أن احل�ض��ارات الأعل��ى تن�ش�أ ع��ادة يف املناطق‬ ‫ذات الرتب��ة املعق��دة‪ ،‬وي��رى البع���ض �أن تل��ك‬ ‫الأطروح��ة فيه��ا �إ�ش��ارة �ضمني��ة اىل الفك��رة‬ ‫الإ�سالمية التى تبني خلق الإن�سان من طني‪.‬‬ ‫الرحلة �إىل ال�سودان ال�شرقي‪:‬‬ ‫ر ّك��ز الرحال��ة الفرن�س��ي ترمي��و يف (الرحل��ة‬ ‫�إىل ال�سودان ال�شرقي) على حمورين �أ�سا�سيني‪،‬‬ ‫هما‪ :‬امل��اء حيث يذكر موارده‪ ،‬و�أماكن وجوده‪،‬‬ ‫وح��االت فق��ده‪ ،‬وال�صح��راء وو�صفه��ا‪ ،‬وب��دا‬ ‫الرحال��ة خالل ذل��ك التحدي��د والو�ص��ف �إما‬ ‫مبهور ًا معجب ًا مب�شاهداته‪� ،‬أو متخ ّوف ًا‪ ،‬مرتاب ًا‪،‬‬ ‫وقلق ًا على م�صريه يف هذه املناطق ال�صعبة التي‬ ‫يجتازه��ا يف رحلت��ه‪ ،‬وبالإ�ضاف��ة �إىل هذي��ن‬ ‫املحوري��ن اعتنى امل�ؤلف كذل��ك بتعيني مراحل‬ ‫ال�سف��ر وحتديده��ا حتدي��د ًا دقيق�� ًا‪ ،‬وكذل��ك‬ ‫يح��دد الطريق املتبع‪ ،‬كما ق��دّ م معلومات مهمة‬ ‫ومعارف خمتلفة‪� ،‬شمل��ت جميع جوانب احلياة‬ ‫ودقائقها بال�سودان‪.‬‬ ‫بداي��ة رحل��ة ترميو كانت من م�ص��ر‪ ،‬حيث بد�أ‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪155‬‬

‫منطل��ق الرحال��ة ترميو نحو ال�س��ودان‪ ،‬وكانت‬ ‫بداي��ة الرحلة يف الي��وم الواحد والثالثني من‬ ‫�شهر يناير عام ‪1848‬م‪ ،‬فالرحالة ترميو وبعد‬ ‫زيارت��ه مل�ص��ر ق��رر اال�ستم��رار يف التوغ��ل اىل‬ ‫داخ��ل �إفريقي��ا‪ ،‬والو�ص��ول �إىل �إثيوبي��ا‪ ،‬وقد‬ ‫�أف�صح ترميو عن الغر�ض من ذلك‪ ،‬حيث قال‪»:‬‬ ‫م��ن املنتظ��ر �أن تريني بالد م�ص��ر و�إثيوبيا من‬ ‫خالل الأنقا���ض الكثرية وال�ضخمة بهما الآثار‬ ‫الأوىل للق��درة الإن�سانية‪ ،‬و�ستفتح �أمامي �آفاق‬ ‫ال�صح��راء‪ ،‬وه��ذا ال�س��ودان امللغ��ز‪ ،‬والبل��دان‬ ‫املجهول��ة يف ب�لاد الزن��وج‪ ،‬و�أين ظ��ل الإن�سان‬ ‫يف حالت��ه البدائي��ة‪ ،‬وك�أن��ه حدي��ث ال��والدة‪،‬‬ ‫لي�س له لبا�س غري تل��ك الطبقة ال�سوداء التي‬ ‫�سرتته بها قدرة اهلل»‪.‬‬ ‫أح�س ترميو‬ ‫ومثل جميع الرحالني الغربيني‪ّ � ،‬‬ ‫بالكثري من الده�شة‪ ،‬واخلوف‪ ،‬واالنقبا�ض عند‬ ‫اجتياز ال�صحراء النوبية‪ ،‬و�صحراء كورو�سكو‬ ‫حتديد ًا‪ ،‬وم�شاهدة مدخل تلك املتاهة الرملية‬ ‫املنب�سط��ة‪ ،‬واجلب��ال ال�صخري��ة‪ ،‬الت��ي يتي��ه‬ ‫فيه��ا الب�ص��ر بحث�� ًا ع��ن نقط��ة التق��اء‪ ،‬وهرب ًا‬ ‫من الف��راغ القات��ل‪ ،‬والال�شيء‪ ،‬لك��ن الرحالة‪،‬‬ ‫وقب��ل الو�صول �إىل هذه املرحل��ة متتع بالكثري‬ ‫م��ن املناظ��ر اخلالب��ة‪ ،‬و�شاهد مظاه��ر اجلالل‬ ‫والعظم��ة للإن�س��ان والطبيع��ة‪ ،‬و �أي�ض�� ًا بع��د‬ ‫اجتيازه حلدود الب�لاد امل�صرية‪ ،‬و�إبحاره عرب‬ ‫نهر النيل بوا�سطة مرك��ب بخاري‪ ،‬كان ي�س ّميه‬ ‫امل�صري��ون (مركب الن��ار)‪ ،‬وقد لقب ترميو نهر‬ ‫الني��ل مبل��ك الأنه��ار‪ ،‬وذل��ك ب�سب��ب اخل�ض��رة‬

‫ركز الرحالة الفرن�سي على حمورين‬ ‫�أ�سا�سيني هما املاء وال�صحراء وحدد‬ ‫مراحل ال�سفر حتديد ًا ً‬ ‫دقيقا وقدم‬ ‫معلومات مهمة ومعارف خمتلفة‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ترميو ال يختلف عن غريه من‬ ‫ً‬ ‫الرحالني الغربيني الذين ت�شيع يف‬ ‫خطاباتهم النربة االمربيالية املتعالية‬ ‫النابعة من الأفكار العرقية والإثنية‪.‬‬ ‫الدائم��ة عل��ى �أطراف��ه‪ ،‬وتلك‬ ‫الواحات‪ ،‬والآثار الب�سيط��ة والعظيمة‪ ،‬والتى‬ ‫تع�بر جميعها عن اجلهود اخلارق��ة التي بذلها‬ ‫�أجدادنا ‪ -‬ح�سب تعبري ترميو ‪ -‬من �أجل القول‬ ‫للع��امل‪ ،‬وللأجي��ال القادمة‪� « :‬أ�صب��ح الإن�سان‬ ‫مل��ك الأر���ض»‪ .‬ويف ه��ذا الق��ول ما يربه��ن لنا‬ ‫�أن ترمي��و ال يختلف ع��ن �سابقيه‪� ،‬أو معا�صريه‬ ‫م��ن الرحال�ين‪ ،‬الذي��ن ت�شي��ع يف خطاباته��م‬ ‫ه��ذه الن�برة الإمربيالي��ة املتعالي��ة‪ ،‬الت��ي‬ ‫ت�برر امت�لاك �أرا�ض��ي الغ�ير بدع��وى خدمتها‬ ‫وتعمريه��ا‪ ،‬والنربة املتعالي��ة �أي�ض ًا النابعة من‬ ‫الأف��كار العرقية والإثنية‪ ،‬التي تهم�س يف �أذن‬ ‫كل �أورب��ي ب�أنه �سيد الع��امل وذروة التف ّوق بني‬ ‫�أجنا�س الب�شر الأخرى‪.‬‬ ‫وبعد عبور منطقة جنوب م�صر بطبيعتها‬ ‫الفاتنة‪ ،‬دخل الرحالة �صحراء النوبة‪ ،‬ويعترب‬ ‫ترمي��و ه��ذه املرحل��ة ه��ي البداي��ة احلقيقية‬ ‫لرحلته‪ ،‬وفيها انتظمت لل�سري قافلة من �سبعني‬ ‫جمال‪ ،‬وثالثة حمري‪ ،‬و�أربع�ين قائد ًا‪ ،‬وثمانني‬ ‫قرب��ة ماء من احلج��م الكبري‪ ،‬وح��زم متنوعة‬ ‫من الب�ضائع مربوطة ب�أوثقة وحبال ي�سهل بها‬ ‫�إنزاله��ا‪� ،‬أو �إرجاعه��ا �إىل �س��روج اجلمال‪ .‬ومن‬ ‫الأماكن املجتازة‪ ،‬ذكر الرحالة منطقة ي�سميها‬ ‫اجلمال��ون «النهر بال ماء»‪ ،‬وهي �أر�ض منب�سطة‬ ‫رملي��ة خالية‪ ،‬ويبدو �أنها ل��وادى جفت مياهه‪،‬‬ ‫وبعد �ساعات من امل�شي يالحظ امل�سافر مرتفع ًا‬ ‫ي�سم��ى (املق��دودة) وه��و م�صطل��ح مت��داول يف‬ ‫ال�سودان مبعنى الثقب‪ ،‬ثم منب�سط ًا �آخر ي�سمى‬ ‫(بحر الرمال)‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪156‬‬

‫وت�ستم��ر القافل��ة يف �سريه��ا املتوا�ص��ل‬ ‫بال�صح��راء؛ حي��ث التوج��د �أي واح��ة‬ ‫لال�سرتاح��ة‪ ،‬وال �أي م�ص��در للم��اء‪� ،‬س��وى �آب��ار‬ ‫�صادفته��ا القافل��ة بع��د مرحل��ة بح��ر الرمال‪،‬‬ ‫وه��ي ذات م��اء مال��ح �أج��اج‪ ،‬وظه��ر ذل��ك م��ن‬ ‫جلمال عن��د تذوقها له للمرة الأوىل‪،‬‬ ‫ت�صرف ا ِ‬ ‫لكن العط�ش ا�ضطره��ا لل�شرب منه‪ ،‬وبعدها مت‬ ‫التوقف عند جبل �صخري له �شكل هرم‪ ،‬ي�سمى‬ ‫(غريبة)‪� ،‬أي جبل الغراب‪.‬‬ ‫الو�صول اىل �أبو حمد وبربر‪:‬‬ ‫ويتوا�ص��ل �س�ير القافل��ة يف ال�صح��راء‪،‬‬ ‫وت�ستم��ر ده�ش��ة الرحال��ة ملظاه��ر الطبيع��ة‬ ‫اجلدي��دة علي��ه‪ ،‬وغ�ير امل�ضياف��ة كم��ا �سماها‪،‬‬ ‫قراء كتابه بع��د هذا بو�صف ملظاهر‬ ‫لكن��ه متّع ّ‬ ‫الفرح��ة‪ ،‬والإبه��ار لر�ؤي��ة اخل�ض��رة املحاذية‬ ‫لنهر النيل‪ ،‬يف بلدة �أبوحمد‪ ،‬معبرّ ًا بقوله‪..« :‬‬ ‫َم��ن ي�ستطيع الق��ول �إن هناك عدد ًا من النخيل‬ ‫عن��د خم��رج ه��ذه ال�صح��راء القاحل��ة؟ و َم��ن‬ ‫ي�ستطيع و�صف جمال هذا الب�ساط الرقيق من‬ ‫اخل�ض��رة الواق��ع بعد تل��ك امل�ساح��ات الرملية‬ ‫وال�صخري��ة الوع��رة وال�شا�سع��ة؟ لقد وجدت‬ ‫�أن املفارق��ة �سر ه��ذا اجلمال‪ ،‬ال! �أب��د ًا مل ترث‬ ‫ّ‬ ‫يف تل��ك الغابات الكثيف��ة واملراعي اخل�صبة يف‬ ‫وطن��ي‪ ،‬م��ا �أثارت��ه ه��ذه النبات��ات املتوا�ضعة‪،‬‬ ‫وتركت��ه م��ن �إح�سا���س جمي��ل‪� .‬أين توج��د �إذ ًا‬ ‫املتع��ة وال�سع��ادة يف ه��ذا الع��امل؟ �إنه��ا هنا يف‬ ‫ه��ذا امل��كان‪ ،‬بع��د كل ذل��ك احلرم��ان والعوز»!‬ ‫ويذ ّكرنا ه��ذا املقطع باجل��و الرومان�سي‪ ،‬الذي‬

‫قافلة ترميو تكونت من ‪ً 70‬‬ ‫جمال‬ ‫وثالثة حمري و‪ 40‬قائد ًا و‪ 80‬قربة‬ ‫ماء وقطعت امل�سافة بني �أبي حمد‬ ‫وبربر يف ‪ً 14‬‬ ‫يوما‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الرحال�ين يف الق��رن‬ ‫�أ�شاعت��ه كتاب��ات بع���ض ّ‬ ‫الثامن ع�شر‪ ،‬كما يجعلنا نت�أكد من �أن الرحالة‬ ‫ترميو ينتمي �إىل فئة الكتّاب الذين عملوا على‬ ‫تقدمي الواقع��ي‪ ،‬واخلرب العلم��ي دومنا �إهمال‬ ‫للم�شاع��ر‪ ،‬وبتوظي��ف مكث��ف للغ��ة التعبريية‬ ‫الوجداني��ة‪ ،‬خا�ص��ة �أن ترمي��و �أجن��ز ه��ذه‬ ‫الرحل��ة اال�ستك�شافي��ة م��ن غ�ير تخطي��ط لها‬ ‫م�سبق ًا‪ ،‬ورغبة منه يف حت�صيل املتعة‪ ،‬واملغامرة‬ ‫با�ستك�شاف جماهل ال�س��ودان و�إثيوبيا‪ ،‬وهو ما‬ ‫�أخ�بر ب��ه يف مقدم��ة الرحل��ة‪ ،‬حي��ث ق��ال‪« :‬‬ ‫�إن الإن�س��ان يخط��ط‪ ،‬واهلل يق��رر‪ ،‬فع��ن طريق‬ ‫ال�صدف��ة‪ ،‬وب��دون ني��ة م�سبق��ة‪ ،‬كن��ت يف م�صر‬ ‫�سن��ة ‪ ،1848‬فلمح��ت يف �شم��ال �إفريقي��ا عامل�� ًا‬ ‫جديد ًا‪ ،‬ب�شعوب خمتلط��ة‪ ،‬وعامل ًا دار�س ًا بف�ضل‬ ‫بقاي��اه الأركيولوجي��ة والأثري��ة‪ ،‬لك��ن بع��د‬ ‫و�ص��ويل �إىل جدران ملكة امل�شرق م�صر؛ عزمت‬ ‫على القيام با�ستك�شافات �أعمق و�أطول»‪.‬‬ ‫وقد ا�ستغرقت القافلة يف م�شيها نحو حمطة‬ ‫برب��ر م��دة �أربع��ة ع�شر يوم�� ًا‪ ،‬كان��ت حمفوفة‬ ‫باملخاط��ر‪� ،‬شاهد ترميو خاللها جب��ا ًال وطرق ًا‬ ‫ملتوية �أثارت ده�شة كبرية وخوف ًا لديه‪ ،‬وزادت‬ ‫من ذلك ر�ؤيته لهياكل عظمية حليوانات عربت‬ ‫الطري��ق ولقيت حتفها فيه‪ ،‬وم�شاهدته لبع�ض‬ ‫ال�صخ��ور املغرو�سة يف الرمال ت��دل على مقابر‬ ‫قدمي��ة‪ ،‬ومالقاة بع���ض الرجال امل�ص�ير نف�سه‬ ‫لهذه احليوانات‪.‬‬ ‫وو�ص��ف لن��ا ترميو جبال ال�سودان الواقعة‬ ‫يف الطري��ق نح��و مدين��ة برب��ر و�صف�� ًا مت�أنق�� ًا‬

‫�أ�شار ترميو �إىل وجود �إ�ضطربات‬ ‫�أمنية يف ود مدين ب�سبب‬ ‫تظاهرات �ضد املحتلني الأتراك‬ ‫وامل�صريني‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪157‬‬

‫الرحً الة الفرن�سي ينتمي �إىل فئة‬ ‫الكتاب الذين عملوا على تقدمي‬ ‫الواقعي واخلرب العلمي‪ ،‬دومنا‬ ‫�إهمال للم�شاعر‪.‬‬ ‫ع�ّب�رّ به عن �أحا�سي�س مت�ضاربة‬ ‫بني اخلوف‪ ،‬واخليبة‪ ،‬عندما عجز عن التمييز‬ ‫بني اجلبال يف م�ستوياتها‪ ،‬و�أحا�سي�س الإعجاب‪،‬‬ ‫والده�ش��ة‪ ،‬له��ذه امل�شاهد الأ�صلي��ة‪ ،‬والفريدة‬ ‫م��ن نوعها‪ ،‬وكذلك تابع منظ��ر ًا جمي ًال للغروب‬ ‫به��ذه املنطق��ة‪ ،‬جعل��ه ين��دم ع��ن االنطباعات‬ ‫التي حملها معه عن هذا البلد‪ ،‬الذي تكافئ فيه‬ ‫الطبيع��ة امل�سافر فيها م�س��اء‪ ،‬بعد عناء النهار‪،‬‬ ‫وكما قال‪« :‬بجانب �أكرب مناظر الب�شاعة و�ضع‬ ‫اهلل بهذه املنطقة الأ�شياء الأكرث جما ًال»‪.‬‬ ‫وق��د توغ��ل الرحال��ة جنوب�� ًا متجه�� ًا نح��و‬ ‫�أوا�س��ط ال�س��ودان‪ ،‬فم��ر عل��ى ود م��دين‪ ،‬حيث‬ ‫تو�س��ع يف تع��داد �أن��واع النبات��ات واحليوان��ات‬ ‫والطي��ور املوج��ودة ب��ه‪ ،‬مثلما �أ�ش��ار �إىل وجود‬ ‫ا�ضطراب��ات �أمني��ة ب�سب��ب تظاه��رات بع���ض‬ ‫ال�سكان هناك �ضد املحتلني الأتراك وامل�صريني‪،‬‬ ‫ورف�ض بقائهم بالبالد‪ ،‬لي�صل �إىل قرية �سميت‬ ‫«�سب��ا دوالب»‪ ،‬لأن به��ا �أول دوالب ي�صادف��ه‬ ‫املتوجه جنوب ًا‪ .‬ويف هذه القرية جرت حادثة‬ ‫مرعب��ة للرحال��ة‪ ،‬حي��ث غام��ر وابتع��د ع��ن‬ ‫رفاقه للتمتع باملناظ��ر الغابية اجلميلة‪ ،‬لكنه‬ ‫تعر�ض خلوف �شديد ل�سماعه �أ�صوات حيوانات‬ ‫مفرت�س��ة كالأ�س��د‪ ،‬ال��ذي �سبق �أن �سم��ع �صوته‬ ‫وه��و باجلزائ��ر كما �أخ�بر‪ ،‬مثلما �سم��ع �أ�صوات‬ ‫�ضب��اع و�أبن��اء �آوى يف امل��كان‪ ،‬وبع��د جه��د كبري‬ ‫بذله الرح��ال‪ ،‬وبف�ضل م�ساع��دة �أحد ال�سكان‬ ‫املحلي�ين ا�ستطاع النجاة بنف�سه‪ ،‬والرجوع �إىل‬ ‫املخي��م‪ ،‬وقد عل��ق قائ ً‬ ‫�لا‪ « :‬كان كل موجود يف‬ ‫املخيم ميطرين بالتهاين‪ ،‬لقد كانت رعاية اهلل‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�شاهد الرحً الة بقايا مملكة �سنار‬ ‫وجبل فازوغلي‪ ،‬ويف منطقة‬ ‫فامكة �شاهد بقايا ق�صرين بناهما‬ ‫حممد علي با�شا‪.‬‬ ‫لك حمققة‪ ،‬اهلل كرمي! �إن �شاء‬ ‫اهلل! هت��ف امل�سلمون الواقف��ون يف �ضفة النهر‪،‬‬ ‫�آمني! وقد رددت معهم ب�صوت منخف�ض»‪.‬‬ ‫وا�ستط��اع الرحال��ة الو�ص��ول �إىل �أق�ص��ى‬ ‫اجلن��وب ‪ ،‬وم��ر ب�سن��ار و�شاه��د بقاي��ا مملك��ة‬ ‫�سن��ار وجب��ل فازوغل��ي‪ ،‬وهم��ا مدخ�لا ب�لاد‬ ‫الأحبا���ش (�إثيوبيا)‪ ،‬وفيهم��ا �شاهد حيوانات‬ ‫كث�يرة كالتما�سي��ح‪ ،‬وفر�س��ان النه��ر‪ ،‬والفيل��ة‪،‬‬ ‫واكت�ش��ف ع��دد ًا م��ن النبات��ات ال�ضخم��ة‪،‬‬ ‫والغريب��ة‪ ،‬وبع��د م�شي مطول يف ط��رق ملتوية‬ ‫ووع��رة ي�ص��ل الرحالة ومرافق��وه �إىل منطقة‬ ‫«فامك��ة» الواقع��ة عل��ى ال�ضف��ة اليمن��ى لنهر‬ ‫الني��ل الأزرق‪ ،‬يف اليوم الراب��ع ع�شر من مار�س‬ ‫‪1848‬م‪ ،‬وق��د �شاه��د ترمي��و يف ه��ذه املرحل��ة‬ ‫ق�صري��ن بناهم��ا حاكم م�صر حمم��د علي‪ ،‬بعد‬ ‫حملت��ه الع�سكرية على ال�س��ودان عام ‪1820‬م‪،‬‬ ‫وق��د كان �أح��د الق�صرين زمن الرحل��ة مهدم ًا‪،‬‬ ‫بينم��ا ظهر الث��اين بالرغم من موقع��ه الأخاذ‬ ‫عل��ى �سطح جبل فامكة ال�صغ�ير‪ ،‬وقرب النهر‪:‬‬ ‫«عندم��ا نق��ول هن��اك ق�ص��ر يف ه��ذه املناط��ق‪،‬‬ ‫فيج��ب �أال نت�ص�� ّوره اللوف��ر‪� ،‬إن �أجم��ل الق�صور‬ ‫هنا يتكون من �سور م�ستطيل ال يتعدى ارتفاعه‬ ‫طابق ًا �أر�ضي ًا‪ ،‬ي�ضم بداخله خم�س غرف �سيئة‬ ‫التغطي��ة‪ ،‬وذات بالط طيني‪ ،‬تعر�ض الواجهة‬ ‫�أربع نواف��ذ ومدخ ًال واحد ًا‪ ،‬ه��ذه هي الإقامة‬ ‫الرائعة‪ ،‬لق��د وهبت الطبيعة تكلفة زخرفتها‪،‬‬ ‫املتمثل��ة يف ح��زم ع�شبي��ة منبث��ة عل��ى �سط��ح‬ ‫ال�سور»‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪158‬‬

‫�أخبار ترميو و�صوره عن ال�سودان‪:‬‬ ‫قدّ م بيري ترميو الكثري من الأخبار العلمية‬ ‫ح��ول ال�س��ودان‪ ،‬ج��اءت متوزعة ع�بر مراحل‬ ‫�سرد �أحداث الرحل��ة‪ ،‬ح�سبما اقت�ضته ظروف‬ ‫الت�ألي��ف‪ ،‬و�سياق��ات الكتاب��ة ومو�ضوعاته��ا‪،‬‬ ‫لقرائه‬ ‫ولأج��ل ذلك وجدنا الكاتب وه��و يعدّ د ّ‬ ‫مراح��ل الطري��ق‪ ،‬يفيده��م ب�أن��واع الرتب��ة‬ ‫وال�صخ��ور‪ ،‬والرم��ال املوج��ودة يف ال�س��ودان‪،‬‬ ‫مدعم�� ًا كالمه ببع�ض ال�صور املر�سومة‪ ،‬كما �أنه‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستوق��ف الزم��ن ليق��دم معلوم��ات جيولوجية‬ ‫ع��ن طبيعة اجلب��ال ال�سوداني��ة‪ ،‬وعن خا�صية‬ ‫اجل��و والأر�ض‪ ،‬وهم��ا اللذان جع�لا احليوانات‬ ‫الت��ي تواجه م�صري امل��وت بال�صحراء ال تتحلل‬ ‫�أج�سامه��ا‪ ،‬ويبق��ى �شكله��ا ومظهره��ا اخلارجي‬ ‫كا�شف ًا لنوع احليوان‪.‬‬ ‫ويظه��ر �أن ترمي��و كان خب�ير ًا ب�أ�سم��اء‬ ‫القبائ��ل‪ ،‬والأجنا���س الب�شري��ة املوجودة فيما‬ ‫كان ي�سم��ى بال�س��ودان امل�ص��ري‪� ،‬أو ال�ش��رق‪،‬‬ ‫ومنه��م‪ :‬الفن��ج‪� ،‬أو الف��وجن‪ ،‬وه��م �أق��دم �سكان‬ ‫املنطق��ة‪ ،‬وكذل��ك الزنوج املوج��ودون مبحاذاة‬ ‫�إثيوبي��ا‪ ،‬وق��د ن ّبه عل��ى اخلط�أ ال��ذي وقع فيه‬ ‫الدار�س��ون والرحال��ون ال�سابق��ون‪ ،‬حي��ث مل‬ ‫يكونوا مي ّيزون بني الفوجن‪ ،‬والزنوج‪ ،‬وجعلوهم‬ ‫م��ن جن�س‪ ،‬ول��ون ب�ش��رة واحدي��ن‪ ،‬وال�سبب يف‬ ‫ه��ذا اخلط���أ كم��ا ر�أى ترمي��و �أنه��م قارن��وا بني‬ ‫�أه��ل ال�س��ودان جميعه��م بالبي�ض‪ ،‬وه��و ما �أدى‬ ‫به��م �إىل �إيجاد الفرق الوا�ض��ح بني الب�شرتني‪،‬‬ ‫وعدم التفريق بني درجات ال�سمرة‬

‫قدم ترميو الكثري من‬ ‫الأخبارالعلمية حول ال�سودان‪،‬‬ ‫جاءت متوزعة عرب مراحل �سرد‬ ‫�أحداث الرحلة‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�صحح �أخطاء �سابقيه الذين‬ ‫مل يكونوا مبيزون بني الفوجن‬ ‫والزنوج‪ ،‬وحتدث عن العرب‬ ‫والرببر يف ال�سودان‪.‬‬ ‫وال�س��واد عنده��م‪ ،‬كم��ا يفيدنا‬ ‫ترمي��و بفئ��ات �أخرى م��ن �سكان ال�س��ودان وهم‬ ‫العرب والرببر‪ ،‬و�أخرب ب���أن الرببر يتمركزون‬ ‫يف ناحي��ة �إثيوبي��ا‪ ،‬وعل��ى �ضف��اف الني��ل‪،‬‬ ‫وناحي��ة دنق�لا والتاك��ة‪� ،‬أما الع��رب فهم ثالث‬ ‫�أكرب العائ�لات ال�سامية‪ ،‬وفدوا عل��ى ال�سودان‬ ‫يف هج��رات متفرق��ة م��ن اجلزي��رة العربي��ة‪،‬‬ ‫يظهرون �أكرث يف �شرق و�شمال البالد‪.‬‬ ‫ومثلم��ا ق��دم ترمي��و معلوم��ات جغرافي��ة‪،‬‬ ‫و�أنرثوبولوجي��ة ع��ن ال�س��ودان ال�شرق��ي‪ ،‬مل‬ ‫يهم��ل اجلانب التاريخي‪ ،‬وهو الذي �أدى به �إىل‬ ‫تعي�ين احلدود ب�ين م�ص��ر والب�لاد ال�سودانية‬ ‫غ�ير اخلا�ضعة مل�صر‪� ،‬أثن��اء حكمي‪ :‬علي با�شا‪،‬‬ ‫و�سعي��د با�ش��ا‪ ،‬وعق��ب عل��ى ذلك‪ ،‬ب���أن احلدود‬ ‫امل�صري��ة ال�سوداني��ة‪ ،‬والتق�سيم��ات الإداري��ة‬ ‫ملحافظ��ات ال�س��ودان كان��ت خا�ضع��ة للتح�� ّول‬ ‫والتبدي��ل م��رار ًا ح�س��ب الظ��روف ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫و�أحداث ال�سلم واحل��رب‪ ،‬و�سرد بهذه املنا�سبة‬ ‫�أح��داث غ��زوة حمم��د عل��ي با�شا حاك��م م�صر‬ ‫الرتكي �آنذاك على املنطقة ال�شرقية لل�سودان‬ ‫وميناء �سواك��ن‪ ،‬وا�ستيالء م�صر عليها‪ ،‬بالرغم‬ ‫من وقوع مقاومات عنيفة ممن �س ّماهم الرحالة‬ ‫ترميو(الأنديجان)‪� ،‬أي ال�سكان الأ�صليني‪ ،‬غري‬ ‫�أن ال�سيط��رة امل�صري��ة ق��د �أحكم��ت قب�ضته��ا‬ ‫ل�سب��ب ق��وي‪ ،‬ه��و �إ�سالمي��ة �س��كان املنطق��ة‬ ‫ال�شرقي��ة م��ن ال�س��ودان‪ ،‬وتق��ارب الكث�ير م��ن‬ ‫التقاليد‪ ،‬والأعراف بينهم وبني امل�صريني‪.‬‬ ‫حياة اجلمالني‪:‬‬ ‫حت��دّ ث ترمي��و عن طبيعة حياة اجلمالني‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪159‬‬

‫املتق�شف��ة والب�سيط��ة‪ ،‬وغذائه��م غ�ير املن��وع‪،‬‬ ‫والذي غالب ًا ما يتكون فقط من ذرة غري متبلة‪،‬‬ ‫م�شوية على نار �ضعيفة‪ ،‬م�شتعلة ببعر اجلمال‪،‬‬ ‫ولي���س ما كان ي�ستهلك��ه الرحالة ومرافقوه من‬ ‫الأوربيني يف ال�صحاري �أف�ضل من ذرة اجلمالني‪،‬‬ ‫حي��ث كما قال ترمي��و‪� « :‬أراد با�شا م�صر تزيني‬ ‫القبي��ح «ويق�صد �أن الرحل��ة يف ال�صحراء نحو‬ ‫ال�س��ودان لي�س��ت باملريح��ة و�أراد حمم��د عل��ي‬ ‫تزيينها للأوربيني»‪ ،‬ف�أرفق معنا طاولة جميلة‪،‬‬ ‫جمه��زة وف��ق الطريق��ة الأوربي��ة‪ ،‬م��ع كئو�س‬ ‫كري�ست��ال بديع��ة‪ ،‬و�أوانٍ ف�ضي��ة‪ ،‬و�سكاك�ين‬ ‫مر�صعة‪ ،‬ومناديل مطرزة بخيوط ذهبية‪ ،‬ومع‬ ‫كل ه��ذا �أرفق رئي���س طباخني‪ ،‬وطباخ�� ًا ثاني ًا‪،‬‬ ‫وم�ساع��د ًا له‪ ،‬ال�ش��يء ينق���ص! �إال الأ�سا�سي‪..‬‬ ‫�إن��ه احلط��ب‪ ،‬ال��ذي يعوزنا يف ه��ذه ال�صحراء‪،‬‬ ‫وه��ذه الأواين الفاخ��رة �ستبق��ى حبي�س��ة يف‬ ‫�صناديقه��ا‪ ،‬و�سنعتم��د عل��ى بقايا فخ��ذ مكل�س‬ ‫يف كورو�سك��و غذاء لنا‪� ،‬أو لنق��ل عظم ًا نق�ضمه‬ ‫وفقط»‪.‬‬ ‫وكذلك ذكر ترميو عادات اجلمالني �أثناء‬ ‫ال�سف��ر‪ ،‬فق��ال �إنه��م كان��وا ال ي�شرع��ون بامل�شي‬ ‫قب��ل الو�ضوء‪ ،‬وال�ص�لاة‪ ،‬والطلب م��ن الر�سول‬ ‫الك��رمي �أن يدع��و اهلل ليوفقه��م يف �سفره��م‪،‬‬ ‫ويق��ف ال�صال��ح �أب��و حام��د �سي��د ال�صح��راء‪،‬‬ ‫حلمايتهم طوال الرحلة‪ ،‬كما كان ترميو دقيق‬ ‫املالحظ��ة‪� ،‬إذ ع�ين طبيع��ة ح��ركات اجلمالني‬ ‫عن��د رق�صه��م فرح�� ًا بالنج��اة م��ن ال�صحراء‪،‬‬ ‫ف��ر�أى �أن حركاته��م مل ي�ستوحه��ا ه���ؤالء م��ن‬

‫ال�سيطرة امل�صرية �أحكمت قب�ضتها‬ ‫على �شرق ال�سودان ب�سبب �إ�سالمية‬ ‫�سكان املنطقة وتقارب التقاليد‬ ‫والأعراف بينهم وبني امل�صريني‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫اجل ًمالون عند رق�صهم فرح ًا‬ ‫بالنجاة من ال�صحراء تكون‬ ‫حركاتهم �شبيهة مل�شية اجلمل‬ ‫وهيئتة وجميع حركاته‪.‬‬ ‫بعي��د‪ ،‬و�إمنا هي �إع��ادة �صياغة‬ ‫م��ع حت�س�ين‪ ،‬وترتيب مل�شي��ة اجلم��ل‪ ،‬وهيئته‪،‬‬ ‫وجمي��ع حركات��ه‪ ،‬وخا�ص��ة ح��ركات ر�أ�س��ه‪،‬‬ ‫دعم‬ ‫املتجه��ة عك�س اجتاه باقي اجل�س��م‪ .‬وقد ّ‬ ‫ترمي��و و�صفه هذا بر�س��م �أجنزه الفن��ان كارل‬ ‫جريارديه (‪.)Karl Gerardet‬‬ ‫ف�صل ترميو‬ ‫ويف كث�ير م��ن موا�ض��ع رحلته‪ّ ،‬‬ ‫الق��ول ع��ن متاع��ب ال�سف��ر بال�صح��راء‪ ،‬وع��ن‬ ‫�آثاره��ا اجل�سيم��ة عل��ى �أج�س��ام امل�سافري��ن‪،‬‬ ‫ونف�سياته��م‪ ،‬خا�ص��ة الأروبي�ين منه��م‪ ،‬وق��د‬ ‫ب��رع يف ه��ذه املهمة‪� ،‬إذ حتدّ ث ع��ن التعب الذي‬ ‫�أ�صابه‪ ،‬هو ومرافقوه من امل�سافرين واجلمالني‪،‬‬ ‫وجماله��م‪ ،‬يف مرحل��ة ال�س�ير نح��و �أب��ي حمد‪،‬‬ ‫وق��د �أح���س بت�شن��ج �شدي��د يف ع�ضالت��ه‪ ،‬نت��ج‬ ‫ع��ن اهتزازات��ه املتك��ررة‪� ،‬إث��ر ركوب��ه اجلمل‪،‬‬ ‫جعلت��ه يرغ��ب يف �إطال��ة ا�سرتاحت��ه‪ ،‬لك��ن‬ ‫الطريق التزال �صعبة‪ ،‬وطويلة‪ ،‬قفرة‪ ،‬ت�ضطر‬ ‫القافل��ة �إىل اال�ستم��رار يف امل�ش��ي دون توقف‪،‬‬ ‫وع��دم ت�ضيي��ع الوق��ت‪ ،‬فهم مه��ددون مبخاطر‬ ‫الري��اح احلارة من جه��ة‪ ،‬وعط���ش الرجال من‬ ‫جهة �أخرى‪� ،‬إ�ضاف��ة �إىل رياح اخلما�سني‪� ،‬أو ما‬ ‫ي�سمى (ال�سموم)‪ ،‬والت��ى كانت ذات �أثر كارثي‬ ‫على القوافل‪ ،‬وق��د ا�ستطاعت القافلة تفاديها‬ ‫بالإ�س��راع يف امل�شي‪ ،‬وكذلك احل��رارة ال�شديدة‬ ‫كان��ت م��ن العوام��ل امل�سبب��ة للتع��ب‪ ،‬وت�شق��ق‬ ‫الب�ش��رة‪ ،‬وعدم املقدرة على فتح العينني جيد ًا‪،‬‬ ‫والنظ��ر اىل الأمام‪� ،‬أو نح��و الأفق‪ ،‬الذي �س ّماه‬ ‫ترميو‪�« :‬أفق املوت»‪.‬‬ ‫يقول يف �أحد املقاطع املعبرّ ة عن هذه املتاعب‪:‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪160‬‬

‫«لق��د كان الظم�أ ال�شديد‪ ،‬من العوامل الرئي�سة‬ ‫ملعاناتن��ا‪ ،‬وبالرغ��م م��ن ذلك كنا ننتظ��ر دائما‬ ‫«رج��وع اجلم��ل ال�سري��ع م��ن �أبي حم��د حمم ًال‬ ‫باملاء» وق��د ا�سرتجعت ال�سم��اء ثقل هواء فاق‬ ‫ذل��ك الذي �شهدن��اه يف الأي��ام ال�سابق��ة‪ ،‬وك�أن‬ ‫ال�سم��وم قد ترك��ت الإح�سا�س اخلان��ق لهيئتها‬ ‫الناري��ة عل��ى كل م��ا كان يحي��ط بن��ا‪ ،‬وكان��ت‬ ‫ال�شم�س تغمرن��ا ب�ضوئها املتطاير �شرر ًا‪ ،‬وكانت‬ ‫�إ�شعاعاته��ا املنعك�س��ة على الأر�ض ترت��د �إلينا‬ ‫بوا�سطة �شذرات حجر امليكا‪ ،‬وال�صوان‪ ،‬فكنا ال‬ ‫ن��كاد نفتح �أعيننا �إال مبقدار ما ن�ستدل به على‬ ‫طريقنا»‪.‬‬ ‫لقد عر�ض لنا املهند�س الرحالة بيري ترميو‬ ‫يف رحلت��ه‪( :‬الرحلة �إىل ال�س��ودان ال�شرقي)‪،‬‬ ‫نظرت��ه املزدوج��ة يف الرحل��ة �إىل ال�س��ودان‪،‬‬ ‫�إنه��ا الرحل��ة التي حتق��ق ل�صاحبه��ا االنطالق‬ ‫والتح��رر م��ن حي��اة املدني��ة‪ ،‬وه��ي الت��ي مت�ل�أ‬ ‫ناظره بالأل��وان الزاهية للطبيعة‪ ،‬وتفتح �أفق‬ ‫نظ��ره على ب�سيطة �صحراوية ممتدة‪ ،‬لكنها يف‬ ‫الآن ذات��ه ت�شكّل خط��ر ًا على حي��اة �صاحبها‪،‬‬ ‫وت�صيب��ه يف �أق��ل الأح��وال باملتاع��ب واملر�ض‪،‬‬ ‫واال�ضط��راب النف�س��ي �أحيان ًا‪ ،‬بينم��ا نلم�س يف‬ ‫م��ا وراء خطابات ترميو االنطباعية ‪ -‬بالرغم‬ ‫م��ن �إظه��ار الإعج��اب بالطبيع��ة امل�شرقي��ة‬ ‫وال�صحراوي��ة ‪ -‬الكث�ير م��ن الأف��كار املعادي��ة‬ ‫لأه��ل امل�ش��رق و�إفريقي��ا‪ ،‬واملتع�صب��ة للجن���س‬ ‫الأبي���ض‪ ،‬وللدي��ن امل�سيحي‪ ،‬واملزه�� ّوة بالتفوق‬ ‫احل�ضاري للغرب على ال�شرق‪.‬‬

‫القافلة ت�ضطر �إىل‬ ‫الإ�ستمرار يف امل�شي دون‬ ‫توقف تفادي ًا خلطر الرياح‬ ‫احلارة واخلما�سني والعط�ش‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫برز تع�صب ترميو يف عدم احلديث‬ ‫عن دولة �سنار ب�إعتبارها �أول مملكة‬ ‫�إ�سالمية يف و�سط �أفريقيا وذات �أثر‬ ‫كبري يف ن�شر الثقافة الإ�سالمية‪.‬‬

‫كتبت الديلي تلغراف‪:‬‬ ‫ال�سودان بلد الفراعنة ال�سود‬ ‫وهو منجم ذهب لعلماء الآثار‬ ‫مل يكت�شف منه �سوى القليل‪.‬‬

‫عموم�� ًا ميك��ن و�ص��ف رحل��ة ترمي��و لل�س��ودان‬ ‫ال�شرق��ي ع��ام ‪ 1848‬ب�أنه��ا كان��ت زي��ارة‬ ‫(�سطحي��ة)‪ ،‬لأن �صح��راء النوب��ة التي قطعها‬ ‫تقب��ع حتته��ا الآث��ار الت��ي حتك��ي عظم��ة �أهل‬ ‫تل��ك املناط��ق‪ ،‬ودون��ك ق��رى (كورو�سك��و) يف‬ ‫�أر���ض النوب��ة‪ ،‬و�صح��راء النوب��ة تق��ع ب�ين‬ ‫البح��ر الأحمر ونهر النيل م��ن ال�شمال حتدها‬ ‫جمهورية م�ص��ر العربية وجنوبا يحدها وادي‬ ‫البطان��ة ويف ه��ذه املنطق��ة تعي���ش العديد من‬ ‫القبائ��ل العربي��ة وغ�ير العربية وعل��ى ر�أ�سها‬ ‫قبيل��ة البج��ا‪ ،‬و�صح��راء النوب��ة ه��ي كان��ت‬ ‫امل�ستقبلة للهجرات العربية �إىل ال�سودان‪.‬‬ ‫وب��رز تع�ص��ب ترمي��و يف ع��دم تقدمي��ه لأى‬ ‫معلوم��ات عن �آثار دول��ة �سن��ار‪ ،‬باعتبارها �أول‬ ‫مملك��ة �إ�سالمي��ه يف و�س��ط افريقي��ا احت��دت‬ ‫فيه��ا قبائ��ل العب��دالب املنحدري��ن م��ن �أ�صول‬ ‫عربية‪ ،‬والف��وجن املختلطني بالدماء الزجنيه‪،‬‬ ‫ليكون��وا �أول مملكة ا�سالميه يف و�سط ال�سودان‬ ‫و�إفريقي��ا ‪ ،‬والت��ى مدت حدوده��ا حتي جنوب‬ ‫الو�سط الإفريقي‪ ،‬وغربا حتي ت�شاد و�إفريقيا‬

‫الو�سطي‪ ،‬و�شرقا �إىل �إثيوبيا و�إرترييا‪ ،‬وعرفت‬ ‫ال�سلطن��ة الزرق��اء بع��دل ملوكه��ا و�شجاعتهم‬ ‫و�شه��دت يف ذل��ك العه��د انطالق��ة الثقاف��ة‬ ‫الإ�سالميه يف املنطقة‪.‬‬ ‫و�صح��راء النوبة التي تقع يف �شم��ال ال�سودان‬ ‫والت��ي مل ي��ر فيها ذل��ك الرحالة غ�ير ال�سموم‬ ‫والرم��ال ف���إن ما حتت الرمال �آث��ار مل تكت�شف‬ ‫بع��د‪ ،‬فق��د قال��ت �صحيف��ة الديل��ي تلغ��راف‬ ‫الربيطاني��ة عنه��ا يوم�� ًا‪ »:‬ال�س��ودان بل��د‬ ‫الفراعن��ة ال�س��ود‪ ،‬يظ��ل منج��م ذه��ب لعلماء‬ ‫الآث��ار مل ُيكت�شف منه �س��وى القليل‪ ،‬و�صحراء‬ ‫النوبة ب�شمال ال�سودان ُتخبئ يف رمالها �أ�سرارا‬ ‫ت�ضارع ما باحت به م�صر القدمية‪ .‬يقول رئي�س‬ ‫ق�س��م الآثار مبتحف اللوفر يف باري�س جوميات‬ ‫�أن��درو‪� »:‬إن الأهرام��ات يف م��روي ب�شم��ال‬ ‫ال�س��ودان ذات جم��ال �ساح��ر‪ ،‬يف م�شه��د يزيده‬ ‫ً‬ ‫روع��ة وجو ُده��ا منف��ردة ف��وق كثب��ان الرمال‬ ‫وحتت وهج ال�شم�س‪ .‬وي�ضيف‪� »:‬إن ذلك امل�شهد‬ ‫يف��رق بينها وب�ين الأهرام��ات امل�صرية‬ ‫هو م��ا ِّ‬ ‫التي يحجب َ‬ ‫بع�ض جمالها كرثة ال�سياح»‪.‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪161‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الق�سم اخلام�س ‪ -‬وثائق‬ ‫ االتفاقية التي حتكم اجلوانب املختلفة مل�شاكل‬‫الالجئني يف �أفريقيا‪.‬‬ ‫ وثيقة �أدي�س �أبابا ب�ش�أن الالجئني والت�شريد الق�سري‬‫لل�سكان يف �أفريقيا‪.‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪162‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ�أفريقيا‬ ‫الالجئني يف‬ ‫االتفاقية التي حتكم اجلوانب املختلفة مل�شاكل‬ ‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻓﻲ‬ ‫دخلت حيز التنفيذ يف ‪ 20‬يونيو ‪1974‬‬ ‫ﺩﺧﻠﺖ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻓﻲ ‪ 20‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪1974‬‬

‫ﺗﻤﻬﻴﺪ‪:‬‬ ‫ﻧﺤﻦ ﺭﺅﺳﺎء ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﻣﻦ ‪ 10 – 6‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪،1969‬‬ ‫‪ -1‬ﺇﺫ ﺗﺸﻴﺮ ﺑﻘﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪ ،‬ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺷﻘﺎﺋﻬﻢ‬ ‫ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻬﻢ‪،‬‬ ‫‪ -2‬ﻭﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎً ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪،‬‬ ‫‪ -3‬ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﺎً – ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ – ﺃﻥ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻫﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﺣﺘﻜﺎﻙ ﺑﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء‪ ،‬ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺇﺯﺍﻟﺔ‬ ‫ﻣﺼﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ‪،‬‬ ‫‪ -4‬ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻼﺟﺊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻭﺁﻣﻨﺔ ﻭﺷﺨﺺ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻩ ﻓﻘﻂ ﺑﻐﺮﺽ ﺍﺳﺘﺜﺎﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ‪،‬‬ ‫‪ -5‬ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﺍً ﺃﻥ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻺﻋﻼﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ﻓﻲ‬ ‫ﺃﻛﺮﺍ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ‪،1965‬‬ ‫‪ -6‬ﻭﺃﺧﺬﺍً ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻛﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ‪،‬‬ ‫‪ -7‬ﻭﺗﺬﻛﻴﺮﺍً ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ ‪ (22) 2312‬ﻓﻲ ‪ 14‬ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ 1976‬ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﺠﻮء ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ‪،‬‬ ‫‪ -8‬ﻭﺍﻗﺘﻨﺎﻋﺎً ﺑﺄﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻗﺎﺭﺗﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‪،‬‬ ‫‪ -9‬ﻭﺍﻋﺘﺮﻓﺎً ﺑﺄﻥ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ‪ 28‬ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪ – 1951‬ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﻟﺔ ﺑﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ‪ 31‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ 1967‬ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻭﺗﻌﻜﺲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺎﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻭﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻧﺸﺎء ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ‬ ‫ﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ‪،‬‬ ‫‪ -10‬ﻭﺗﺬﻛﻴﺮﺍً ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ) ‪ (104) ،(26‬ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻟﺮﺅﺳﺎء ﺩﻭﻝ ﻭﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺩﻱ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﺴﻨﺔ ‪ 1951‬ﻭﺇﻟﻰ ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ‪ 1967‬ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ‬ ‫ﻳﺘﻌﻠﻘﺎﻥ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻖ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪،‬‬ ‫‪ -11‬ﻭﺍﻗﺘﻨﺎﻋﺎً ﺑﺄﻥ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺣﺘﻤﺎً‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﻣﻜﺘﺐ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﻤﻔﻮﺿﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪،‬‬ ‫ﻗﺪ ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪1‬‬ ‫ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﻼﺟﺊ"‬ ‫‪ -1‬ﻷﻏﺮﺍﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ – ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﻻﺟﺊ" ﻳﻌﻨﻲ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﺧﺎﺭﺝ ﺑﻼﺩﻩ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺮﻕ‪ ،‬ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﺃﻭ – ﺑﺴﺒﺐ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ – ﻏﻴﺮ ﺭﺍﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ .‬ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ – ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺣﻤﻠﻪ ﻟﺠﻨﺴﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻛﻮﻧﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ – ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺍﺣﺘﻼﻝ‪،‬‬ ‫ع�شرﺧﺎﺭﺟﻲ‪،‬‬ ‫ﺍﻋﺘﺪﺍء‬ ‫العددﺑﺴﺒﺐ‬ ‫‪ -2‬ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﻻﺟﺊ" ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺠﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﻣﺤﻞ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ‬ ‫�سبتمربﺃﻭ‪ 2014‬م‬‫الثالث‬ ‫الهجرة‬ ‫‪163‬ﺃﻭ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺗﻌﻜﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻄﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻭ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻣﻨﺸﺄﻩ ﺃﻭ ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ‬ ‫ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ‪،‬‬ ‫�أفاق ﺃﻭ‬ ‫ﻣﻠﺠﺄ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﺑﻠﺪ ﻣﻨﺸﺄﻩ ﺃﻭ ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﺪﺓ ﺟﻨﺴﻴﺎﺕ – ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺍﻃﻨﺎً ﻟﻬﺎ" ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ‬


‫ﻳﺘﻌﻠﻘﺎﻥ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻖ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪،‬‬ ‫‪ -11‬ﻭﺍﻗﺘﻨﺎﻋﺎً ﺑﺄﻥ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺣﺘﻤﺎً‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﻣﻜﺘﺐ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﻤﻔﻮﺿﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪،‬‬ ‫ﻗﺪ ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪1‬‬ ‫ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﻼﺟﺊ"‬ ‫‪ -1‬ﻷﻏﺮﺍﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ – ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﻻﺟﺊ" ﻳﻌﻨﻲ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﺧﺎﺭﺝ ﺑﻼﺩﻩ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺮﻕ‪ ،‬ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﺃﻭ – ﺑﺴﺒﺐ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ – ﻏﻴﺮ ﺭﺍﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ .‬ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ – ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺣﻤﻠﻪ ﻟﺠﻨﺴﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻛﻮﻧﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ – ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﻻﺟﺊ" ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺠﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﻣﺤﻞ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻋﺘﺪﺍء ﺧﺎﺭﺟﻲ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﺣﺘﻼﻝ‪،‬‬ ‫ﺃﻭ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺗﻌﻜﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻄﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻭ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻣﻨﺸﺄﻩ ﺃﻭ ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ‬ ‫ﻣﻠﺠﺄ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﺑﻠﺪ ﻣﻨﺸﺄﻩ ﺃﻭ ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﺪﺓ ﺟﻨﺴﻴﺎﺕ – ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺍﻃﻨﺎً ﻟﻬﺎ" ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﻣﻮﺍﻃﻨﺎً ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻔﺘﻘﺮﺍً ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻟﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻔﺪ – ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺨﻮﻑ – ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻻﺟﺊ ﺇﺫﺍ‪:‬‬ ‫)ﺃ( ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍً ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺑﻠﺪ ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ‪ ،‬ﺃﻭ‪،‬‬ ‫)ﺏ( ﻓﻘﺪ ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ – ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻛﺘﺴﺎﺑﻬﺎ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺎً‪ ،‬ﺃﻭ‪،‬‬ ‫)ﺝ( ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺃﻭ‪،‬‬ ‫)ﺩ( ﺃﻗﺎﻡ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺎً ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﺩﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ‪ ،‬ﺃﻭ‪،‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪164‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫)ﻫـ( ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ – ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﻛﻼﺟﺊ – ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺑﻠﺪ‬ ‫ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ‪ ،‬ﺃﻭ‪،‬‬ ‫)ﻭ( ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﻼﺟﺊ‪ ،‬ﺃﻭ‪،‬‬ ‫)ﺯ( ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻄﻴﺮ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﻻ ﺗﻄﺒﻖ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎﺩ‪:‬‬ ‫)ﺃ( ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ‪ ،‬ﺃﻭ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺣﺮﺏ‪ ،‬ﺃﻭ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺿﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻹﻧﺸﺎء ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ‪،‬‬ ‫)ﺏ( ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻛﻼﺟﺊ‪،‬‬ ‫)ﺝ( ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﺍﻧﺎً ﺑﺄﻓﻌﺎﻝ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‪،‬‬ ‫)ﺩ( ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﺍﻧﺎً ﺑﺄﻓﻌﺎﻝ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ‪.‬‬ ‫‪ -6‬ﻷﻏﺮﺍﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ – ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻻﺟﺌﺎً ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪2‬‬ ‫ﺣﻖ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬ ‫‪ -1‬ﺗﺒﺬﻝ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻀﺎء ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺴﺎﻋﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‬ ‫ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻟﻬﺆﻻء ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ – ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺟﻴﻬﺔ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﺃﻭ ﺭﺍﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﺍﻷﺻﻠﻲ‬ ‫ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺇﻥ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻫﻮ ﻓﻌﻞ ﺳﻠﻤﻲ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺒﺮﻩ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻀﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﻣﻌﺎﺩ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻀﻮ ﺑﺈﺧﻀﺎﻉ ﺷﺨﺺ ﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﻣﺜﻞ ﺭﻓﻀﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺮﺩ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺒﺮﻩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻬﺪﺩ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﺳﻼﻣﺘﻪ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ )‪ – (1‬ﺍﻟﻔﻘﺮﺗﻴﻦ )‪،(1‬‬ ‫)‪.(2‬‬ ‫‪ -4‬ﻣﺘﻰ ﺗﺠﺪ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻀﻮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻓﻴﺠﻮﺯ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﻌﺐء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺢ ﺍﻟﻠﺠﻮء‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﻣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﺘﻠﻖ ﻻﺟﺊ ﺣﻖ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﻣﻨﺤﻪ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻬﺎ ﺃﻭﻻً‬ ‫ﻛﻼﺟﺊ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻮﻃﻴﻨﻪ ﻃﺒﻘﺎً ﻟﻠﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪.‬‬ ‫‪ -6‬ﻟﺪﻭﺍﻋﻲ ﺍﻷﻣﻦ – ﺗﻘﻮﻡ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻠﺠﻮء – ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ – ﺑﺘﻮﻃﻴﻦ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﺍﻷﺻﻠﻲ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪3‬‬ ‫ﺣﻈﺮ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ‬ ‫‪ -1‬ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻻﺟﺊ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﻘﻮﺍﻧﻴﻨﻪ ﻭﻟﻮﺍﺋﺤﻪ‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭﻳﻤﺘﻨﻊ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺗﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﺿﺪ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻀﻮ ﺑﻤﻨﻈﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺗﺘﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﺔ ﺑﻤﻨﻊ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻀﻮ ﺑﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﺄﻱ‬ ‫ﻧﺸﺎﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪4‬‬ ‫ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ‬ ‫ﺗﺘﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺮﻕ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ‬ ‫ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻵﺭﺍء ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬ ‫الهجرة‬ ‫‪165‬‬ ‫�أفاق ﻣﺎﺩﺓ ‪5‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﻞ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ‬ ‫‪ -1‬ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﻞ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﺑﺼﻔﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﺘﻢ ﺗﺮﺣﻴﻞ ﺃﻱ ﻻﺟﺊ ﺿﺪ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ‪.‬‬


‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭﻳﻤﺘﻨﻊ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺗﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﺿﺪ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻀﻮ ﺑﻤﻨﻈﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺗﺘﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﺔ ﺑﻤﻨﻊ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻀﻮ ﺑﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﺄﻱ‬ ‫ﻧﺸﺎﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪4‬‬ ‫ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ‬ ‫ﺗﺘﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺮﻕ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ‬ ‫ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻵﺭﺍء ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪5‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﻞ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ‬ ‫‪ -1‬ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﻞ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﺑﺼﻔﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﺘﻢ ﺗﺮﺣﻴﻞ ﺃﻱ ﻻﺟﺊ ﺿﺪ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺗﺘﺨﺬ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻠﺠﻮء – ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻷﺻﻠﻲ – ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺁﻣﻦ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺗﺴﻬﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ – ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ – ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻮﻃﻴﻨﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺗﻤﻨﺤﻬﻢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻲ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻳﺨﻀﻌﻮﻥ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﻻ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻼﺟﺌﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺎً ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﻢ‬ ‫ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺿﻌﻬﻢ ﻛﻼﺟﺌﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ – ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻨﺎﺷﺪﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻳﺪﻋﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﻮﻃﻦ‪ ،‬ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮﺩ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﺍﻷﺻﻠﻲ‬ ‫ﺗﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺧﻄﺮ‪ ،‬ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﺴﺘﺄﻧﻔﻮﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻭﺁﻣﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻧﺺ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺷﺪﺓ ﻳﺠﺐ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪ ،‬ﻭﺗﻔﺴﺮ ﻟﻬﻢ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺠﺌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﺗﻘﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺮﺭﻭﻥ ﺑﻤﺤﺾ ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﻃﻨﻬﻢ – ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪﺍﺕ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ –‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺠﺌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺑﻠﺪﻫﻢ ﺍﻷﺻﻠﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻋﻮﺩﺗﻬﻢ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪6‬‬ ‫ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺴﻔﺮ‬ ‫‪ -1‬ﺧﻀﻮﻋﺎً ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ) ‪ – (3‬ﺗﺼﺪﺭ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺳﻔﺮ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭﻓﻘﺎً ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺠﺪﺍﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻖ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻐﺮﺽ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ؛ ﻣﺎ ﻟﻢ‬ ‫ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﻬﺮﻳﺔ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻭﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻷﻱ‬ ‫ﻻﺟﺊ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺑﻠﺪ ﺃﻓﺮﻳﻘﻲ ﻛﺒﻠﺪ ﻟﺠﻮء ﺛﺎﻥ ﻻﺟﺌﺎً ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﻋﻔﺎء ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻳﺘﻢ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻃﺒﻘﺎً ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪7‬‬ ‫ﺗﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﻟﻠﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ‬ ‫ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ – ﺗﺘﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﺃﻥ ﺗﻤﺪ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ‬ ‫ﺑـ‪:‬‬ ‫)ﺃ( ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪،‬‬ ‫)ﺏ( ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ‪ ،‬ﻭ‬ ‫)ﺝ( ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ – ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ – ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪8‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬ ‫�أفاق الهجرة‬ ‫‪166‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‬ ‫‪ -1‬ﺗﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﻣﻊ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺘﻤﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻌﺎﻡ ‪ 1951‬ﺑﺸﺄﻥ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪.‬‬


‫ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﻟﻠﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ‬ ‫ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ – ﺗﺘﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﺃﻥ ﺗﻤﺪ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ‬ ‫ﺑـ‪:‬‬ ‫)ﺃ( ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪،‬‬ ‫)ﺏ( ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ‪ ،‬ﻭ‬ ‫)ﺝ( ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ – ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ – ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪8‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‬ ‫‪ -1‬ﺗﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﻣﻊ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺘﻤﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻌﺎﻡ ‪ 1951‬ﺑﺸﺄﻥ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪9‬‬ ‫ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ‬ ‫ﻳﺤﺎﻝ ﺃﻱ ﻧﺰﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺃﻭ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﻮﻳﺘﻪ ﺑﺄﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻟﺠﻨﺔ‬ ‫ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪10‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ‬ ‫‪ -1‬ﺗﻔﺘﺘﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﻭﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻀﺎء ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﺔ ﻃﺒﻘﺎً ﻟﻺﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻢ ﺇﻳﺪﺍﻉ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ‬ ‫ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻳﺘﻢ ﺇﻳﺪﺍﻉ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ – ﻭﺗﺤﺮﺭ ﺑﺎﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﻜﻨﺎً – ﻭﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ –‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ – ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻳﺠﻮﺯ ﻷﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻀﻮ ﺑﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺨﻄﺮ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‬ ‫– ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ – ﺑﺎﻧﻀﻤﺎﻣﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪11‬‬ ‫ﺳﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ‬ ‫ﺗﺴﺮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺇﻳﺪﺍﻉ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻀﺎء ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪12‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ‬ ‫ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻣﺖ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻀﻮ ﺧﻄﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻻ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻟﺮﺅﺳﺎء ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺇﺧﻄﺎﺭ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﻷﻋﻀﺎء ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﻪ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻣﺮﺕ ﻓﺘﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﺴﺮﻱ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻠﺜﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬ ‫ﺃﻋﻀﺎء ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪13‬‬ ‫ﺍﻹﻟﻐﺎء‬ ‫‪ -1‬ﻳﺠﻮﺯ ﻷﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻃﺮﻑ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻦ ﺇﻧﻬﺎء ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺧﻄﺎﺭ ﺧﻄﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺧﻄﺎﺭ – ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺳﺤﺒﻪ – ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻨﺖ‬ ‫ﺍﻹﻧﻬﺎء‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪14‬‬ ‫ﻋﻨﺪ ﺳﺮﻳﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ – ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ‬ ‫ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ )‪ (102‬ﻣﻦ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ‪،‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪15‬‬ ‫ﺍﻹﺧﻄﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬ ‫�أفاق الهجرة‬ ‫‪ 167‬ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﺈﺧﻄﺎﺭ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺑـ‪:‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬ ‫)ﺃ( ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻘﺎﺕ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ )‪،(10‬‬ ‫)ﺏ( ﺳﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ )‪،(11‬‬


‫ﺍﻹﻧﻬﺎء‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪14‬‬ ‫ﻋﻨﺪ ﺳﺮﻳﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ – ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ‬ ‫ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ )‪ (102‬ﻣﻦ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ‪،‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ‪15‬‬ ‫ﺍﻹﺧﻄﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‬ ‫ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﺈﺧﻄﺎﺭ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺑـ‪:‬‬ ‫)ﺃ( ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻘﺎﺕ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ )‪،(10‬‬ ‫)ﺏ( ﺳﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ )‪،(11‬‬ ‫)ﺝ( ﻃﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺑﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ )‪،(12‬‬ ‫)ﺩ( ﺍﻹﻟﻐﺎءﺍﺕ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ )‪،(13‬‬ ‫ﻭﺇﺷﻬﺎﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ – ﻧﺤﻦ ﺭﺅﺳﺎء ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ – ﻧﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺗﺤﺮﺭ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ ،1969‬ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍً ﻣﻦ ‪ 6‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪.1995‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ‪41 :‬‬ ‫ﺃﺣﺪﺙ ﺗﺼﺪﻳﻖ‪ :‬ﻛﻴﻨﻴﺎ‬ ‫‪ 23‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪1992‬‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ‬ ‫ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‬ ‫‪ 24‬ﻣﺎﻳﻮ ‪1974‬‬ ‫ﺃﻧﺠﻮﻻ‬ ‫‪ 30‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪1981‬‬ ‫ﺑﻨﻴﻦ‬ ‫‪ 26‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪1973‬‬ ‫ﺑﻮﺭﻛﻴﻨﺎ‬ ‫ﻓﺎﺳﻮ ‪ 19‬ﻣﺎﺭﺱ ‪1974‬‬ ‫ﺑﻮﺭﻧﺪﻱ‬ ‫‪ 31‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪1975‬‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﻣﻴﺮﻭﻥ‬ ‫‪ 7‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪1975‬‬ ‫ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﻷﺧﻀﺮ‬ ‫‪ 16‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪1989‬‬ ‫ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ‬ ‫‪ 23‬ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪1970‬‬ ‫ﺗﺸﺎﺩ‬ ‫‪ 12‬ﺃﻏﺴﻄﺲ ‪1981‬‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﻮ‬ ‫‪ 16‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪1971‬‬ ‫ﻣﺼﺮ‬ ‫‪ 12‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪1980‬‬ ‫ﻏﻴﻨﻴﺎ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪168‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫‪ 8‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪1980‬‬ ‫ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ‬ ‫‪ 15‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪1973‬‬ ‫ﺍﻟﺠﺎﺑﻮﻥ‬ ‫‪ 21‬ﻣﺎﺭﺱ ‪1986‬‬ ‫ﺟﺎﻣﺒﻴﺎ‬ ‫‪ 12‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪1980‬‬ ‫ﻏﺎﻧﺎ‬ ‫‪ 19‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪1975‬‬ ‫ﻏﻴﻨﻴﺎ‬ ‫‪ 18‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪1972‬‬ ‫ﻏﻴﻨﻴﺎ ﺑﻴﺴﺎﻭ‬ ‫‪ 27‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪1989‬‬ ‫ﻛﻴﻨﻴﺎ‬ ‫‪ 23‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪1992‬‬ ‫ﻟﻴﺴﻮﺗﻮ‬ ‫‪ 18‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪1983‬‬ ‫ﻟﻴﺒﺮﻳﺎ‬ ‫‪ 1‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪1971‬‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ‬ ‫‪ 25‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪1981‬‬ ‫ﻣﺎﻻﻭﻱ‬ ‫‪ 4‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪1987‬‬ ‫ﻣﺎﻟﻲ‬ ‫‪ 10‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪1981‬‬ ‫ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ‬ ‫‪ 22‬ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪1972‬‬ ‫ﻣﻮﺯﻣﺒﻴﻖ‬ ‫‪ 22‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪1989‬‬ ‫ﺍﻟﻨﻴﺠﺮ‬ ‫‪ 16‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪1971‬‬ ‫ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ‬ ‫‪ 23‬ﻣﺎﻳﻮ ‪1986‬‬ ‫ﺭﻭﺍﻧﺪﺍ‬ ‫‪ 19‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪1979‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ‬ ‫‪ 1‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪1971‬‬ ‫ﺳﻴﺸﻞ‬ ‫‪1980 169‬‬ ‫�أفاق الهجرة‪ 11‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ‬ ‫ﺳﻴﺮﺍﻟﻴﻮﻥ‬ ‫‪ 28‬ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪1987‬‬

‫ﺭﻭﺍﻧﺪﺍ‬ ‫‪ 19‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪1979‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ‬ ‫‪ 1‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪1971‬‬ ‫ﺳﻴﺸﻞ‬ ‫‪ 11‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪1980‬‬ ‫ﺳﻴﺮﺍﻟﻴﻮﻥ‬ ‫‪ 28‬ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪1987‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ‬ ‫‪ 24‬ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪1972‬‬ ‫ﺳﻮﺍﺯﻳﻼﻧﺪ‬ ‫‪ 16‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪1989‬‬ ‫ﺗﻨﺰﺍﻧﻴﺎ‬ ‫‪ 10‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪1975‬‬ ‫ﺗﻮﺟﻮ‬ ‫‪ 10‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪1970‬‬ ‫ﺗﻮﻧﺲ‬ ‫‪ 17‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪1989‬‬ ‫ﺃﻭﻏﻨﺪﺍ‬ ‫‪ 24‬ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪1987‬‬ ‫ﺯﺍﺋﻴﺮ‬ ‫‪ 14‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪1973‬‬ ‫ﺯﺍﻣﺒﻴﺎ‬ ‫‪ 30‬ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪1973‬‬ ‫ﺯﻳﻤﺒﺎﺑﻮﻱ‬ ‫‪ 28‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪1985‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫وثيقة �أدي�س �أبابا ب�ش�أن الالجئني والت�شريد الق�سري لل�سكان يف �أفريقيا‬ ‫تبنتها ندوة منظمة الوحدة الأفريقية – املفو�ضية العليا التابعة للأمم املتحدة ب�ش�أن الالجئني‬ ‫والت�شريد الق�سري لل�سكان يف �أفريقيا‬ ‫‪� 10 – 8‬سبتمرب ‪� 1994‬أدي�س �أبابا – �أثيوبيا‬ ‫عقدت احتفا ًال بالذكرى اخلام�سة والع�شرين لتبني منظمة الوحدة الإفريقية لالتفاقية‬ ‫التي حتكم اجلوانب املختلفة مل�شاكل الالجئني يف �إفريقيا والذكرى الع�شرين لبدء العمل بها‬ ‫املحتويات‬ ‫تقدمي من ع�ضو جلنة املفو�ضية العليا لالجئني التابعة للأمم املتحدة؛ ال�سيدة �ساداكو �أوجاتا‪،‬‬ ‫و�أمني عام منظمة الوحدة الأفريقية؛ د‪�.‬سامل �أ‪�.‬سامل‬ ‫اجلزء الأول – مقدمة‬ ‫اجلزء الثاين – التو�صيات‬ ‫(‪ )1‬الأ�سباب الرئي�سة لتدفق الالجئني وانتقال ال�سكان الق�سري‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اتفاقية ‪ 1969‬التي حتكم اجلوانب املختلفة مل�شاكل الالجئني يف �إفريقيا‪.‬‬ ‫(‪ )3‬حماية الالجئني يف �إفريقيا‪.‬‬ ‫(‪ )4‬امل�ساعدة املادية لالجئني‪.‬‬ ‫(‪ )5‬ترحيل الأ�شخا�ص داخلي ًا‪.‬‬ ‫(‪ )6‬حلول لالجئني‪.‬‬ ‫(�أ) �إعادة الالجئني‪.‬‬ ‫(ب) �إعادة التوطني فيما بني الدول الإفريقية‪.‬‬ ‫(‪ )7‬ال�سكان الآخرون الذين يحتاجون للحماية وامل�ساعدة الإن�سانية‪.‬‬ ‫(‪ )8‬اال�ستعداد واال�ستجابة للطوارئ‪.‬‬ ‫(‪ )9‬من الإعانة وامل�ساعدة الإن�سانية �إىل الرعاية االجتماعية واالقت�صادية‪.‬‬ ‫(‪ )10‬اجلوانب التنظيمية‪.‬‬ ‫اجلزء الثالث – املتابعة‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪170‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫اجلـــزء الأول‬

‫مقدمة‬ ‫‪� 1‬أقيم��ت ندوة منظمة الوحدة الأفريقية –‬‫املفو�ضية العليا لالجئني التابعة للأمم املتحدة‬ ‫ب�ش�أن الالجئني والت�شري��د الق�سري لل�سكان يف‬ ‫�إفريقيا يف �أدي�س �أبابا – �أثيوبيا من ‪� 8‬إىل ‪10‬‬ ‫�سبتم�بر ‪ ،1994‬وقد عق��دت الن��دوة احتفا ًال‬ ‫بالذك��رى اخلام�س��ة والع�شري��ن لتبني منظمة‬ ‫الوح��دة الإفريقي��ة التفاقي��ة ‪ 1969‬الت��ي‬ ‫حتك��م اجلوان��ب املختلفة مل�ش��اكل الالجئني يف‬ ‫�إفريقيا (اتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية‬ ‫‪ )1969‬والذك��رى الع�شري��ن لبدء العمل بها يف‬ ‫‪ 20‬يونيو ‪.1974‬‬ ‫‪ 2‬جمع��ت الن��دوة مع�� ًا ممثل��ي كاف��ة ال��دول‬‫�أع�ض��اء منظم��ة الوح��دة الإفريقي��ة تقريب ًا‪،‬‬ ‫وعدد م��ن ال��دول �أع�ض��اء اللجن��ة التنفيذية‬ ‫لربنام��ج املفو�ضي��ة العلي��ا لالجئ�ين التابع��ة‬ ‫ل�ل�أمم املتح��دة‪ ،‬وكذل��ك ممثل�ين م��ن منظمات‬ ‫الأمم املتح��دة ذات ال�صل��ة‪ ،‬وبع���ض املنظم��ات‬ ‫فيم��ا بني احلكومات‪ ،‬واملنظمات غري احلكومية‬ ‫والأكادميية من خمتلف �أجزاء العامل‪.‬‬ ‫‪�- 3‬أ�ش��ار امل�شارك��ون يف الن��دوة بارتي��اح �إىل‬ ‫امل�ساهمة املهمة التي قامت بها اتفاقية منظمة‬ ‫الوح��دة الإفريقي��ة ‪ 1969‬حلماي��ة الالجئني‬ ‫و�إيج��اد احلل��ول له��م يف �إفريقي��ا‪ ،‬و�شجع��ت‬ ‫كذلك �أقاليم �أخرى يف العامل‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫االعرتاف بالتحدي��ات التي تواجه االتفاقية‬ ‫فقد �أك��دت الندوة جم��دد ًا �إميانه��ا ب�صالحية‬ ‫االتفاقي��ة امل�ستم��رة ك�أ�سا���س �إقليم��ي لتوفري‬ ‫احلماي��ة و�إيجاد احلل��ول لالجئني يف �إفريقيا‪،‬‬ ‫وت�ؤم��ن الندوة كذل��ك �أن االتفاقية قد وفرت‬ ‫�أ�سا�س�� ًا جي��د ًا لتطوي��ر الأدوات والآليات حلل‬ ‫م�ش��اكل الالجئ�ين والت�شريد الق�س��ري لل�سكان‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪171‬‬

‫ككل‪.‬‬ ‫‪ - 4‬لق��د كان��ت هن��اك تط��ورات �إيجابي��ة يف‬ ‫�إيجاد حلول لالجئ�ين يف �إفريقيا مثل ترحيل‬ ‫الج��ئ جن��وب �إفريقيا ال��ذي �أجن��ز بنجاح يف‬ ‫ع��ام ‪ ،1993‬والع��ودة امل�ستم��رة مل��ا يزي��د على‬ ‫ملي��ون الج��ئ م��ن موزمبي��ق �إىل وطنه��م‪ ،‬لكن‬ ‫وقعت �أزمات جديدة لالجئني كذلك يف �أجزاء‬ ‫كثرية من القارة‪ ،‬ويف الواقع ف�إن عدد الالجئني‬ ‫يف �إفريقي��ا ق��د زاد �أكرث من ع�ش��ر مرات – من‬ ‫�سبعمائ��ة �ألف �إىل ما يزي��د على �سبعة ماليني‬ ‫يف اخلم�سة وع�شرين �سنة منذ ن�ش�أة االتفاقية‬ ‫يف ع��ام ‪ ،1969‬وبالإ�ضافة �إىل ال�سبعة ماليني‬ ‫الجئ ف�إن يف ثلث العامل �إجما ًال هناك ما يقرب‬ ‫م��ن ع�شرين ملي��ون الجئ داخلي ًا عل��ى م�ستوى‬ ‫الق��ارة الإفريقية‪ ،‬لكن على الرغ��م من تزايد‬ ‫�أزم��ة الت�شري��د ف���إن الدع��م ال�سيا�س��ي واملايل‬ ‫وامل��ادي نح��و حماي��ة وم�ساع��دة الالجئني مل‬ ‫يع��د مين��ح وذل��ك نتيج��ة للتط��ورات العاملي��ة‬ ‫املختلفة‪.‬‬ ‫‪ -5‬يتطلب تدفق الالجئ�ين �أمن ًا زائد ًا و�أعباء‬ ‫اجتماعية واقت�صادي��ة على الدول التي توفر‬ ‫وتوا�صل توفري امللج�أ‪ ،‬وهذا التدفق يدل ب�شكل‬ ‫خطري على م�أ�ساة النزاعات العرقية والتفكك‬ ‫االجتماع��ي والفو�ض��ى ال�سيا�سي��ة ال�سائدة يف‬ ‫بع�ض الدول يف �إفريقيا‪.‬‬ ‫‪ 6‬وهك��ذا ف���إن االحتف��ال باتفاقي��ة منظمة‬‫الوح��دة الإفريقية ل�سن��ة ‪ 1969‬توفر فر�صة‬ ‫لي�س��ت ملراجع��ة الإجن��ازات والتحدي��ات التي‬ ‫تواج��ه االتفاقي��ة فق��ط ولكن للف��ت االنتباه‬ ‫كذل��ك �إىل ا�ستم��رار حال��ة الط��وارئ لأزم��ة‬ ‫الالجئني والت�شريد يف �إفريقيا‪.‬‬ ‫‪- 7‬التو�صيات الواردة يف هذه الوثيقة ال تفقد‬ ‫املبادرات املهمة الكثرية والتو�صيات والقرارات‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫والإعالن��ات وخط��ط العم��ل الت��ي �سبقت هذه اجلزء الثاين‬

‫الندوة يف �إفريقيا �أو يف �أي مكان �آخر والتي لها‬ ‫ت�أث�ير مهم عل��ى ق�ضية الالجئ�ين‪ ،‬وهكذا عند‬ ‫�صياغ��ة تو�صياته��ا ف�إن الن��دوة ق��د ا�ستلهمت‬ ‫م��ن ب�ين تو�صي��ات �أخ��رى – تو�صي��ات امل�ؤمت��ر‬ ‫الإفريق��ي ب�ش���أن و�ض��ع الالجئ�ين يف �إفريقي��ا‬ ‫(�أرو�ش��ا – تنزاني��ا – ‪ 17 – 7‬ماي��و ‪1979‬‬ ‫«تو�صي��ات �أرو�ش��ا»)‪ ،‬وامليثاق الإفريق��ي ب�ش�أن‬ ‫حقوق الإن�سان وال�شعوب ل�سنة ‪ ،1981‬وامل�ؤمتر‬ ‫ال��دويل الث��اين ب�ش���أن م�ساع��دة الالجئ�ين يف‬ ‫�إفريقي��ا (‪ – 1984‬تو�صي��ات «‪ICARA‬‬ ‫الث��اين»)‪ ،‬و�إع�لان �أو�سلو وخطة العم��ل ب�ش�أن‬ ‫�أزمة الالجئني والعائدين وامل�شردين يف جنوب‬ ‫�إفريقي��ا (‪� SARRED‬أغ�سط���س ‪،)1988‬‬ ‫و�إع�لان اخلرط��وم ب�ش���أن �أزم��ة الالجئ�ين‬ ‫ال��ذي اتخذته جلن��ة اخلم�س ع�ش��رة يف دورة‬ ‫االنعقاد العادي��ة ملنظمة الوح��دة الإفريقية‬ ‫ب�ش���أن الالجئني (اخلرط��وم – ال�سودان – ‪20‬‬ ‫– ‪� 24‬سبتم�بر ‪ ،)1990‬و�إعالن �إطار التعاون‬ ‫وبرنام��ج العم��ل لقمة الق��رن الإفريق��ي ب�ش�أن‬ ‫الق�ضاي��ا الإن�سانية (�أدي���س �أبابا – �إثيوبيا –‬ ‫�أبريل ‪ ،)1992‬واملبادرة الإفريقية الإن�سانية‬ ‫م��ن �أج��ل التنمي��ة املعاون��ة (‪ ،)1993‬و�إعالن‬ ‫القاه��رة ب�ش���أن �إن�ش��اء �آلي��ة داخ��ل منظم��ة‬ ‫الوح��دة الإفريقية من �أجل من��ع و�إدارة وحل‬ ‫النزاع��ات (القاهرة يوني��و ‪ ،)1993‬وقرارات‬ ‫وتو�صي��ات �أدي���س �أباب��ا (‪PARINAC‬‬ ‫مار���س ‪ ،)1994‬و�إع�لان �أو�سل��و وخط��ة العمل‬ ‫(‪� PARINAC‬أو�سل��و – يوني��و ‪،)1994‬‬ ‫و�إعالن تون�س ب�ش���أن اتفاقية منظمة الوحدة‬ ‫الإفريقي��ة ل�سن��ة ‪ 1969‬الت��ي حتكم اجلوانب‬ ‫املختلف��ة مل�شاكل الالجئ�ين يف �إفريقيا (تون�س‬ ‫– يونيو ‪.)1994‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪172‬‬

‫التو�صيات‬ ‫‪ )1‬الأ�سب��اب الرئي�سي��ة لتدف��ق الالجئ�ين‬ ‫وانتقال ال�سكان الق�سري‬ ‫‪�- 8‬إن تدف��ق الالجئ�ين ه��و رمز للأزم��ات التي‬ ‫ت���ؤمل جمتمع��ات كث�يرة يف �إفريقي��ا‪ ،‬وعل��ى‬ ‫وج��ه حم��دد – معظ��م ح��االت التدف��ق ه��ي‬ ‫نتيجة للنزاعات امل�سلح��ة والنزاعات املدنية‪،‬‬ ‫والتع�ص��ب العرق��ي و�س��وء ا�ستغ�لال حق��وق‬ ‫الإن�س��ان عل��ى نط��اق �ضخ��م‪ ،‬واحت��كار الق��وة‬ ‫ال�سيا�سي��ة واالقت�صادي��ة‪ ،‬ورف���ض اح�ترام‬ ‫الدميقراطي��ة �أو نتائ��ج االنتخاب��ات احل��رة‬ ‫والعادل��ة‪ ،‬ومقاوم��ة امل�شارك��ة ال�شعبي��ة يف‬ ‫احلك��م‪ ،‬و�س��وء �إدارة ال�شئون العام��ة‪ ،‬كل ذلك‬ ‫يلع��ب دور ًا يف �إجب��ار النا���س عل��ى اله��روب من‬ ‫�أماكن �إقامتهم املعتادة‪.‬‬ ‫‪� -9‬أي�ض�� ًا لعب��ت العوام��ل اخلارجي��ة دور ًا على‬ ‫الأقل يف امل�ساهمة يف ت�شريد ال�سكان الق�سري‪،‬‬ ‫وتاريخي ًا ف�إن ال�سب��ب الرئي�سي لت�شيد ال�سكان‬ ‫الق�س��ري كان اال�ستعم��ار‪ ،‬والي��وم لي���س هناك‬ ‫خ�لاف �أن الق��وى االقت�صادي��ة الدولي��ة ق��د‬ ‫�ساهم��ت يف انت�ش��ار الفق��ر يف �إفريقي��ا‪ ،‬ويف‬ ‫الفج��وة الوا�سعة بني الفق��راء والأغنياء‪ ،‬ويف‬ ‫كثري م��ن البالد الإفريقية هن��اك تناف�س على‬ ‫امل��وارد القليل��ة‪ ،‬وق��د عانت البيئ��ة الإن�سانية‬ ‫والطبيعية م��ن التدهور‪ ،‬ومل تعد بع�ض الدول‬ ‫ق��ادرة عل��ى تنفي��ذ امله��ام احليوي��ة للحكومة‬ ‫مب��ا يف ذل��ك ال�سيطرة عل��ى الأر���ض القومية‪،‬‬ ‫والإ�ش��راف عل��ى م��وارد الدول��ة‪ ،‬وحت�صي��ل‬ ‫م�ص��ادر الدخ��ل‪ ،‬وال�صيان��ة املنا�سب��ة للبني��ة‬ ‫التحتي��ة القومية‪ ،‬و�أداء اخلدم��ات الأ�سا�سية‬ ‫مث��ل ال�صح��ة والتعلي��م والإ�س��كان واملحافظة‬ ‫عل��ى القان��ون والنظ��ام‪ ،‬وكل ه��ذه العوام��ل‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ت�ساهم يف واحد �أو �أكرث من الأ�سباب الرئي�سية‬ ‫للت�شريد‪.‬‬ ‫‪ -10‬وقد ركزت الن��دوة يف كثري من مناق�شاتها‬ ‫عل��ى الأ�سب��اب الرئي�سي��ة للت�شري��د واحلاجة‬ ‫املهمة لتنفيذ الإج��راءات الوقائية‪ ،‬واعرتاف ًا‬ ‫�أن النزاع��ات ه��ي ال�سب��ب الرئي�س��ي للت�شري��د‬ ‫يف �إفريقي��ا اليوم‪ ،‬ف���إن امل�شاركني رك��زوا كثري ًا‬ ‫على احلاجة لإج��راءات فعالة ملنع النزاعات‪،‬‬ ‫�أو حله��ا على وجه ال�سرعة بع��د بدايتها‪ ،‬وقد‬ ‫ن��ادوا ب�إج��راءات حملي��ة ودولي��ة حا�سم��ة‬ ‫خلل��ق جمتمع��ات م�ستق��رة حديث��ة قابل��ة‬ ‫للنم��و‪ ،‬وبطريقة �أخرى ف���إن ت�شريد الالجئني‬ ‫�سي�ستمر ب�شكل قوي‪ ،‬و�إمكانية عودة الالجئني‬ ‫�إىل بالدهم الأ�صلية �ستظل كذلك حمرية‪.‬‬ ‫التو�صية الأوىل‬ ‫�إن ال��دول �أع�ضاء منظمة الوح��دة الإفريقية‬ ‫و�أمان��ة منظمة الوح��دة الإفريقي��ة بالتعاون‬ ‫م��ع املنظم��ات فيما ب�ين احلكوم��ات واملنظمات‬ ‫غ�ير احلكومي��ة ذات ال�صل��ة يج��ب �أن تدر���س‬ ‫كاف��ة العوام��ل الت��ي ت�سب��ب �أو ت�ساه��م يف‬ ‫ال�صراع��ات الأهلية‪ ،‬وذلك به��دف و�ضع خطة‬ ‫�شامل��ة ملعاجل��ة الأ�سب��اب الرئي�سي��ة لتدف��ق‬ ‫الالجئ�ين والت�شري��د‪ ،‬وم��ن بني م�سائ��ل �أخرى‬ ‫– يجب �أن تدر�س امل�سائل التالية‪ :‬ال�صراعات‬ ‫والنزاع��ات العرقي��ة‪ ،‬ودور جت��ارة ال�س�لاح يف‬ ‫�إثارة النزاعات يف �إفريقيا‪ ،‬و�إن�شاء �أ�سا�س قوى‬ ‫للم�ؤ�س�س��ات الدميقراطي��ة والرقابة واحرتام‬ ‫حقوق الإن�سان‪ ،‬وت�شجيع التنمية االقت�صادية‬ ‫والتقدم االجتماع��ي‪ ،‬وعقبات توفري احلماية‬ ‫وامل�ساعدة الإن�سانية للم�شردين‪ ،‬والعالقة بني‬ ‫الأعم��ال الإن�ساني��ة وال�سيا�سي��ة والع�سكري��ة‬ ‫على امل�ستوى الدويل‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪173‬‬

‫التو�صية الثانية‬ ‫يج��ب عل��ى القي��ادة ال�سيا�سي��ة يف �إفريقيا �أن‬ ‫ترتف��ع �إىل م�ست��وى التحدي��ات الت��ي تواج��ه‬ ‫ممار�س��ة �سيا�سة امل�شارك��ة ال�شعبية يف ال�شئون‬ ‫القومية مبا يخلق �أ�سا�س ًا متين ًا للحكم امل�سئول‪،‬‬ ‫وت�شجي��ع التق��دم االجتماع��ي والتنمي��ة‬ ‫االقت�صادية واملجتمع العادل‪.‬‬ ‫التو�صية الثالثة‬ ‫ويف هذا ال�سياق تالحظ الندوة بارتياح �أن�شطة‬ ‫منظم��ة الوح��دة الإفريقي��ة ملن��ع النزاع��ات‬ ‫وحلها‪ ،‬وو�ضع ًا يف االعتب��ار الآثار املفيدة لهذه‬ ‫الأن�شط��ة يف من��ع �أو التقليل م��ن الت�شريد ف�إن‬ ‫الندوة‪:‬‬ ‫(‪ )1‬تو�ص��ي بتقوي��ة الرتاب��ط ب�ين �أن�شط��ة‬ ‫منظمة الوح��دة الإفريقية يف من��ع النزاعات‬ ‫و�إدارته��ا وحله��ا وب�ين الأن�شط��ة الت��ي تعم��ل‬ ‫ل�صالح الالجئني وامل�شردين داخلي ًا‪.‬‬ ‫(‪ )2‬حت��ث املنظمات املهتم��ة مب�سائل الالجئني‬ ‫وم�سائ��ل الت�شري��د الأخ��رى واملجتم��ع الدويل‬ ‫ككل لدعم �أن�شطة منظمة الوحدة الإفريقية‬ ‫ملنع النزاعات و�إداراتها وحلها‪.‬‬ ‫(‪ )3‬وب�ش��كل حم��دد – ت�شج��ع تل��ك املنظم��ات‬ ‫واملجتمع الدويل ككل على امل�ساهمة ب�شكل كبري‬ ‫يف �صندوق منظمة الوحدة الإفريقية من �أجل‬ ‫ال�س�لام‪ ،‬وتوف�ير امل��وارد الب�شري��ة‪ ،‬واخلدمات‬ ‫اال�ست�شاري��ة للدعم الفن��ي والتجهيزات لدعم‬ ‫الأن�شط��ة املذك��ورة �أعاله مبا يتف��ق مع املبادئ‬ ‫ذات العالقة ملنظمة الوحدة الإفريقية‪.‬‬ ‫(‪ )4‬وع�لاوة على ذلك – ت�شجع تلك املنظمات‬ ‫على دعم منظمة الوحدة الإفريقية يف تطوير‬ ‫وتو�سي��ع �أن�شطته��ا يف جم��االت مراقبة حقوق‬ ‫الإن�س��ان‪ ،‬وت�شجي��ع حقوق الإن�س��ان‪ ،‬والقانون‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫الإن�س��اين‪ ،‬ومراقب��ة االنتخاب��ات‪ ،‬و�إدارة‬ ‫االنتقال ال�سيا�سي‪ ،‬وتطوير نظم الإنذار املبكر‬ ‫على امل�ستويات املحلية والإقليمية والقارية‪.‬‬ ‫التو�صية الرابعة‬ ‫حت��ث الن��دوة كاف��ة الأط��راف املتورط�ين يف‬ ‫النزاعات امل�سلحة على احرتام مبادئ ومعايري‬ ‫القان��ون الإن�س��اين وعل��ى وج��ه اخل�صو���ص‬ ‫تل��ك التي ته��دف �إىل حماية املدني�ين من �آثار‬ ‫احل��روب ومن��ع تعر�ضه��م للهج��وم والأعم��ال‬ ‫االنتقامية �أو اجلوع �أو ت�شريدهم حتت ظروف‬ ‫تخال��ف �أح��كام الربوتوك��ول الإ�ض��ايف الثاين‬ ‫التاب��ع التفاقيات جني��ف ل�سن��ة ‪ 1949‬ب�ش�أن‬ ‫قوانني احلروب‪.‬‬ ‫‪ )2‬اتفاقي��ة منظمة الوحدة الإفريقية ل�سنة‬ ‫‪ 1969‬الت��ي حتك��م اجلوان��ب املختلف��ة مل�شاكل‬ ‫الالجئني يف �إفريقيا‬ ‫‪ 11‬كتتم��ة �إقليمية التفاقي��ة الأمم املتحدة‬‫ل�سن��ة ‪ 1951‬الت��ي تتعل��ق بو�ض��ع الالجئ�ين‪،‬‬ ‫وبروتوك��ول ع��ام ‪ 1967‬الالح��ق له��ا‪ ،‬كان��ت‬ ‫اتفاقي��ة منظم��ة الوح��دة الإفريقي��ة ل�سن��ة‬ ‫‪ 1969‬م��ن الدعائم القوي��ة حلماية الالجئني‬ ‫و�إيجاد احللول له��م يف �إفريقيا‪ ،‬فقد مكنت من‬ ‫توفري حق اللج��وء لالجئني‪ ،‬وتنفيذ الرتحيل‬ ‫التطوع��ي بالطريق��ة الت��ي ع��ززت الأخ��وة‬ ‫واملجامل��ة ب�ين ال��دول الإفريقي��ة‪ ،‬وحث��ت‬ ‫كذلك على تطوي��ر قوانني الالجئني املطلوبة‪،‬‬ ‫وال�سيا�سيات واملمار�سات يف �إفريقيا‪ ،‬ويف الواقع‬ ‫يف �أقاليم �أخرى من العامل؛ وب�شكل ملحوظ يف‬ ‫�إقليم �أمري��كا الالتينية‪ ،‬وتظل االتفاقية هي‬ ‫الوثيق��ة القانوني��ة الدولي��ة الوحي��دة الت��ي‬ ‫ت�ضم��ن املب��ادئ املف�صلة ب�ش�أن ع��ودة الالجئني‬ ‫التطوعية‪.‬‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪174‬‬

‫التو�صية اخلام�سة‬ ‫وت�ؤك��د الندوة جم��دد ًا على �إميانه��ا با�ستمرار‬ ‫�صالحي��ة اتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية‬ ‫ل�سنة ‪ 1969‬ك�أ�سا�س حلماية الالجئني و�إيجاد‬ ‫احلل��ول لهم يف �إفريقي��ا‪ ،‬ويف هذا اخل�صو�ص –‬ ‫ومن �أج��ل تنفي��ذ االتفاقية بفاعلي��ة �أكرث –‬ ‫فهي تو�صي الدول‪:‬‬ ‫(‪ )1‬الت��ي مل تقم بذلك بالفعل �أن ت�صدق على‬ ‫االتفاقية‪.‬‬ ‫(‪� )2‬أن ت�ؤي��د مبادئ االتفاقية ب�ش�أن الطبيعة‬ ‫الإن�ساني��ة للج��وء‪ ،‬وحظ��ر الأن�شط��ة الت��ي‬ ‫تتناق�ض مع و�ضع الالجئني‪ ،‬وحماية الالجئني‬ ‫�ض��د الإبع��اد �أو الط��رد‪ ،‬وت�شجي��ع الرتحي��ل‬ ‫التطوعي ب�شكل عملي‪ ،‬واحرتام مبد�أ االختيار‬ ‫يف الرتحيل‪ ،‬وممار�س��ة امل�شاركة يف امل�سئوليات‬ ‫والت�ضامن فيما بني الدول‪.‬‬ ‫(‪� )3‬أن ت�س��ن الت�شريع��ات واللوائح الالزمة من‬ ‫�أج��ل انفاذ االتفاقي��ة ومبادئها عل��ى امل�ستوى‬ ‫املحلي‪.‬‬ ‫(‪� )4‬أن توف��ر – بدع��م م��ن منظم��ة الوح��دة‬ ‫الإفريقية واملفو�ضي��ة العليا لالجئني التابعة‬ ‫للأمم املتحدة واملنظمات الأخرى ذات العالقة‬ ‫– التدريب للم�سئولني احلكوميني على �أحكام‬ ‫اتفاقي��ة منظم��ة الوح��دة الإفريقي��ة ل�سن��ة‬ ‫‪ ،1969‬ومبادئ حماية الالجئني ب�صفة عامة‪،‬‬ ‫وكذلك ت�شجيع تلك املعايري فيما بني الالجئني‬ ‫وال�سكان املحليني ككل‪.‬‬ ‫(‪� )5‬أن تق��اوم ب�شجاع��ة �إغ��راء التقلي��ل م��ن‬ ‫�ش�أن القوانني واملمار�سات وااللتزامات واملعايري‬ ‫ال��واردة يف االتفاقي��ة م��ن خ�لال ال�سيا�س��ات‬ ‫املحلية‪.‬‬ ‫التو�صية ال�ساد�سة‬ ‫يج��ب �أن تراعى تلك الأقالي��م من العامل التي‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ال تتواجد فيها نظم قانونية دولية �أو �إقليمية‬ ‫حلماية الالجئني �أو حيث تكون النظم واجبة‬ ‫التطبي��ق قي��د �إع��ادة النظ��ر �صل��ة اتفاقي��ة‬ ‫منظم��ة الوحدة الإفريقي��ة ل�سنة ‪ ،1969‬ويف‬ ‫ه��ذا ال�صدد – ت�برز الندوة التعري��ف الوا�سع‬ ‫لالج��ئ يف �أحكام تخ�ص ع��دم رف�ض الالجئني‬ ‫على احلدود‪ ،‬وحظر �إبعاد الالجئني‪ ،‬واحرتام‬ ‫اختيار الالجئني يف العودة‪.‬‬ ‫‪ )3‬حماية الالجئني يف �إفريقيا‬ ‫‪ - 12‬ان�ضمت معظم الدول الإفريقية �إىل ثالث‬ ‫وثائ��ق دولي��ة رئي�سية ب�ش���أن الالجئ�ين‪ ،‬فقد‬ ‫ان�ضمت ‪ 45‬دولة �إىل اتفاقية ‪ 46 ،1951‬دولة‬ ‫�إىل بروتوك��ول ‪ 42 ،1967‬دول��ة �إىل اتفاقية‬ ‫منظم��ة الوح��دة الإفريقي��ة ل�سن��ة ‪،1969‬‬ ‫وهن��اك فقط ‪ 4‬دول يف �إفريقي��ا مل تن�ضم بعد‬ ‫�إىل واح��دة عل��ى الأقل من ه��ذه الوثائق‪ ،‬ويف‬ ‫كاف��ة �أرج��اء القارة تكون ال��دول كرمية جتاه‬ ‫الالجئ�ين‪ ،‬والكثري منها يطبق �سيا�سات اللجوء‬ ‫ب�شكل متحرر‪.‬‬ ‫‪ -13‬وم��ع ذلك يقع نظام اللجوء ونظام حماية‬ ‫الالجئ�ين حتت �ضغ��ط هائ��ل يف �إفريقيا‪ ،‬وقد‬ ‫�أثار العدد الكبري م��ن الالجئني الذين يطلبون‬ ‫اللج��وء �إىل ال��دول الت��ي تع��اين بالفع��ل م��ن‬ ‫متاع��ب اجتماعي��ة واقت�صادية كب�يرة م�س�ألة‬ ‫الق��درة احلقيقي��ة لل��دول يف التغل��ب عل��ى‬ ‫م�ش��كالت الالجئني‪ ،‬ويف ع��دد من الدول ال يتم‬ ‫تدعي��م املب��ادئ الأ�سا�سي��ة حلماي��ة الالجئني‬ ‫حي��ث يتم اعتقال الالجئ�ين واحتجازهم دون‬ ‫تهم��ة‪ ،‬و�آخ��رون يع��ادون �إىل الأماك��ن الت��ي‬ ‫تتعر���ض فيه��ا حياته��م للخط��ر‪ ،‬وع�لاوة على‬ ‫ذلك يتم احتجاز �آخرين يف مع�سكرات لالجئني‬ ‫�أو يف �أماك��ن بعيدة ي�صع��ب الو�صول �إليها حيث‬ ‫يتعر�ض��ون يف بع�ض الأحيان �إىل قطع الطريق‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪175‬‬

‫واالغت�صاب و�أ�شكال الإجرام الأخرى‪ ،‬والكثري‬ ‫منه��م ال يك��ون ق��ادر ًا عل��ى التمت��ع باحلق��وق‬ ‫االجتماعية واالقت�صادية واملدنية‪.‬‬ ‫‪ - 14‬وه��ذا جزئي�� ًا ه��و نتيج��ة جمموع��ة من‬ ‫القي��ود ال�سيا�سي��ة والأمني��ة واالجتماعي��ة‬ ‫واالقت�صادية حيث ال ت�ستطيع الدول �أن تلتزم‬ ‫مب�سئولياتها القانوني��ة الدولية �إال حتت �أكرث‬ ‫الظ��روف �صعوبة و�ش��دة فق��ط‪ ،‬ول�سوء احلظ‬ ‫فق��د انخف���ض الدعم امل��ايل وامل��ادي للمجتمع‬ ‫الدويل لتخفي��ف العبء عن الدول الأفريقية‬ ‫امل�ضيفة ب�سبب الركود العاملي‪ ،‬والعدد املتزايد‬ ‫للأ�شخا���ص الذين يطلبون اللج��وء وامل�ساعدة‬ ‫الإن�سانية على م�ستوى العامل‪.‬‬ ‫التو�صية ال�سابعة‬ ‫يجب على ال��دول الإفريقية �أن تلتزم بر�سالة‬ ‫وروح اتفاقي��ة منظم��ة الوح��دة الإفريقي��ة‬ ‫ل�سن��ة ‪ ،1969‬و�أن ت�ستم��ر يف دعمه��ا لالجئ�ين‬ ‫باحلف��اوة التقليدي��ة و�سيا�ساتها احل��رة التي‬ ‫تنتهجه��ا فيم��ا يتعل��ق باللج��وء‪ ،‬وعل��ى وج��ه‬ ‫اخل�صو�ص‪:‬‬ ‫(‪ )1‬ال يج��ب رف���ض الالجئ�ين الذي��ن يطلبون‬ ‫دخ��ول �إقلي��م دول��ة �أخ��رى عل��ى احل��دود‪� ،‬أو‬ ‫�إعادته��م �إىل الأقاليم حي��ث تتعر�ض حياتهم‬ ‫للخطر‪ ،‬وبناء على ذلك ال يجب على احلكومات‬ ‫�أن تغلق حدودها راف�ضة دخول الالجئني‪.‬‬ ‫(‪ )2‬عل��ى احلكومات �أن تب��ذل ق�صارى جهدها‬ ‫ملعامل��ة الالجئ�ين وفق�� ًا للمعايري الت��ي ين�شئها‬ ‫قان��ون الالجئ�ين‪ ،‬وعل��ى وج��ه اخل�صو���ص –‬ ‫�ضمان ال�سالمة ال�شخ�صية لالجئني وتوطينهم‬ ‫يف �أماكن �آمنة ي�سهل الو�صول �إليها حيث تتوفر‬ ‫اخلدمات و�أ�سب��اب الراحة الأ�سا�سية ومتكنهم‬ ‫�أن ي�سرتدوا �أ�سلوب احلياة العادية‪.‬‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫التو�صية الثامنة‬ ‫يج��ب عل��ى املجتم��ع ال��دويل‪ ،‬والأمم املتحدة‪،‬‬ ‫واملفو�ضي��ة العلي��ا لالجئ�ين التابع��ة ل�ل�أمم‬ ‫املتح��دة‪ ،‬واملنظم��ات الأخ��رى ذات ال�صل��ة �أن‬ ‫ت�سان��د وت�ساعد احلكوم��ات امل�ضيفة يف الوفاء‬ ‫مب�سئولياته��ا جتاه الالجئ�ين بطريقة تتوافق‬ ‫مع مب��ادئ قانون الالجئني م��ن ناحية‪ ،‬والأمن‬ ‫القوم��ي ال�شرع��ي وامل�صال��ح االجتماعي��ة‬ ‫واالقت�صادي��ة م��ن ناحي��ة �أخ��رى‪ ،‬وعلى وجه‬ ‫اخل�صو���ص – توف�ير امل�ساعدة املالي��ة واملادية‬ ‫والفنية‪:‬‬ ‫(‪ )1‬ل�ضم��ان �أن البني��ة االجتماعي��ة‬ ‫واالقت�صادي��ة وخدم��ات املجتم��ع والبيئ��ة يف‬ ‫ال��دول �أو املجتمع��ات امل�ضيف��ة ال تت�أث��ر‬ ‫با�ست�ضافة �أعداد �ضخمة من الالجئني‪.‬‬ ‫(‪ )2‬لتوف�ير الغ��ذاء وامل��اء وامل���أوى واخلدمات‬ ‫ال�صحي��ة والطبي��ة على �أ�سا���س م�ؤقت حتى ال‬ ‫يك��ون الالجئ��ون وال�س��كان املحلي��ون على حد‬ ‫�سواء يف و�ضع يتهددهم باخلطر‪.‬‬ ‫(‪ )3‬لتقرير و�ضع الالجئ بالن�سبة للأ�شخا�ص‬ ‫الذين يطلبون اللجوء‪ ،‬و�ضمان �أن ه�ؤالء الذين‬ ‫ال يحتاجون �أو ي�ستحقون احلماية الدولية ال‬ ‫ي�ستغلون القانون الإن�ساين للجوء‪.‬‬ ‫(‪ )4‬لتمك�ين احلكوم��ات �أن ت�ستجي��ب ب�ش��كل‬ ‫فع��ال للأو�ضاع التي ميك��ن �أن ت�ساهم يف تدهور‬ ‫الأمن والقان��ون والنظام يف مناط��ق ا�ست�ضافة‬ ‫الالجئ�ين‪ ،‬ويف ه��ذا ال�ش���أن يج��ب �أن تعط��ي‬ ‫الأولوية لعزل ونزع �سالح الأفراد واجلماعات‬ ‫فيما بني الالجئني الذي��ن قد يكونون م�سلحني‬ ‫ويهددون حياة الالجئني الأبرياء‪ ،‬واملواطنني‬ ‫املحلي�ين‪ ،‬والعامل�ين يف املج��ال الإن�س��اين‪� ،‬أو‬ ‫امل�شاركة يف �أعمال �إجرامية �أخرى‪.‬‬ ‫(‪ )5‬وبالإ�ضاف��ة �إىل التو�صي��ة ال�سابق��ة –‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪176‬‬

‫تتب��ع الأ�سلحة اخلط�يرة التي يت��م تداولها �أو‬ ‫�إخفا�ؤها يف مناط��ق ا�ست�ضافة الالجئني ب�شكل‬ ‫غري قانوين وحفظها يف مكان �آمن �أو تدمريها‪.‬‬ ‫(‪� )6‬إن�شاء �أو تقوي��ة امل�ؤ�س�سات املحلية لإدارة‬ ‫والتعامل م��ع م�سائل الالجئني عل��ى امل�ستويات‬ ‫الإقليمي��ة واملركزية‪ ،‬وبناء امل��وارد الب�شرية‬ ‫املدرب��ة جيد ًا والكافية‪ ،‬واحل�صول على املوارد‬ ‫اللوج�ستي��ة والفني��ة مب��ا ميك��ن احلكوم��ات‬ ‫�أن ت�ستجي��ب وتتدب��ر كاف��ة جوان��ب م�ش��اكل‬ ‫الالجئني‪.‬‬ ‫‪ )4‬امل�ساعدة املالية لالجئني‬ ‫‪� - 15‬إن مب��ادئ الت�ضامن ال��دويل وامل�شاركة يف‬ ‫امل�سئوليات ق��د وفرت اال�ستجاب��ة من املجتمع‬ ‫ال��دويل مل�ش��اكل الالجئ�ين‪ ،‬ومن الوا�ض��ح الآن‬ ‫�أن ال��دول الإفريقية ال ميكن �أن تتحمل �أعباء‬ ‫ا�ست�ضافة الالجئني مبفردها‪ ،‬ومع ذلك وب�سبب‬ ‫«تبل��د م�شاع��ر ال�شفق��ة» �أو «�إعي��اء ال��دول‬ ‫املانح��ة» ف���إن امل��وارد املالي��ة واملادي��ة لربامج‬ ‫الالجئ�ين يف �إفريقي��ا م��ن ال��دول املتقدم��ة‬ ‫تتقل���ص‪ ،‬ويف ح��االت الط��وارئ الأخ�يرة ف���إن‬ ‫ا�ستجابة املجتمع الدويل كانت مرتددة ومتيزت‬ ‫باال�ستعداد ال�ضعيف واملوارد املحدودة‪.‬‬ ‫‪- 16‬وع�لاوة على ذل��ك – يف كل �أجزاء العامل‬ ‫– مل تتفق دائم ًا الإجراءات التي تتخذ للوفاء‬ ‫بامل�صالح الوطني��ة املختلفة مع �أهداف حماية‬ ‫الالجئ�ين يف كافة احل��االت‪ ،‬ولتجنب الهجرة‬ ‫غ�ير ال�شرعية وتقليل �سوء ا�ستغالل �إجراءات‬ ‫اللج��وء‪ ،‬فق��د و�ضع��ت �إج��راءات مث��ل احلظر‬ ‫يف �أع��ايل البح��ار‪ ،‬وقي��ود الت�أ�ش�يرة وعقوبات‬ ‫�ش��ركات النقل‪ ،‬وبطريق مماثلة ف�إن ت�صنيفات‬ ‫الالجئني اجلديدة قد ابتكرت مع تف�سري �أكرث‬ ‫تقيي��د ًا لتعري��ف الالج��ئ يف اتفاقي��ة ‪،1951‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إىل ذلك فهناك مفاهيم مثل «بالد‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�إىل ب���ؤرة م�شكل��ة الالجئ�ين‪ ،‬وب�ش��كل حم��دد‬ ‫– يج��ب �إع��ادة تن�شيط نظ��ام دويل حقيقي‬ ‫يحت�ض��ن املقايي���س واملب��ادئ العاملي��ة ب�ش���أن‬ ‫حماي��ة الالجئ�ين وامل�ساع��دات واحللول‪ ،‬كما‬ ‫يج��ب وق��ف االن��زالق امل�ستمر نح��و القوانني‬ ‫وال�سيا�سات واملمار�سات املقيدة والرادعة على‬ ‫امل�ستوى العاملي‪.‬‬

‫املن�ش���أ الآمن��ة»‪« ،‬احلماية امل�ؤقت��ة»‪« ،‬مناطق‬ ‫ال�سالم��ة»‪« ،‬املعاجل��ة يف الدول��ة»‪« ،‬الع��ودة‬ ‫الآمنة» قد مت تطويرها‪.‬‬ ‫‪ -17‬ه��ذه الإج��راءات – عل��ى الرغ��م م��ن‬ ‫اتخاذه��ا حلماي��ة امل�صالح الوطني��ة املختلفة‬ ‫– كان له��ا �أث��ر عل��ى فر���ض قي��ود ال�سيطرة‬ ‫عل��ى الهجرة‪ ،‬و�أثارت االهتم��ام ب�أن الالجئني‬ ‫احلقيقي�ين تت��م �إعاقته��م يف طل��ب اللج��وء‬ ‫التو�صية الثانية ع�شرة‬ ‫والتمت��ع ب��ه‪ ،‬وم��ن ناحي��ة �أخ��رى – يف بع�ض‬ ‫ومن �أجل الإج��راءات املقرتحة يف التو�صيات‬ ‫ال��دول – ف�إن مث��ل هذه الإج��راءات يكون لها‬ ‫املذك��ورة �أع�لاه يجب عل��ى �إقلي��م �إفريقيا �أن‬ ‫�أثر على رف�ض دخول الالجئني‪.‬‬ ‫يط��ور – بتفان و�إخال���ص – الو�سائل من �أجل‬ ‫رد فع��ل م�ؤث��ر جت��اه م�شكل��ة الالجئ�ين عل��ى‬ ‫التو�صية التا�سعة‬ ‫يج��ب �أن توفر الدول املانح��ة واملنظمات فيما �أ�سا���س �إقليمي‪ ،‬ويف احلاالت الت��ي تت�أثر فيها‬ ‫ب�ين احلكوم��ات واملنظم��ات احلكومي��ة ذات جمموع��ة �إقليمية من ال��دول �أو جمموعة من‬ ‫ال�صلة امل�ساعدة املالية واملادية والفنية لدول ال��دول يك��ون هذا االجت��اه منا�سب�� ًا على وجه‬ ‫اللجوء الإفريقية الت��ي ت�ست�ضيف الالجئني‪ ،‬التحدي��د‪ ،‬ويف احل��االت الأخ��رى حيث تكون‬ ‫ويف ح��االت التدفق على نط��اق وا�سع ف�إن مثل ح��االت الط��وارئ فيم��ا وراء العم��ل الإن�ساين‬ ‫هذه امل�ساعدة يجب �أن يتم توفريها يف الوقت وحده رمب��ا تتطلب �أي�ض ًا املب��ادرات ال�سيا�سية‬ ‫املنا�سب من �أجل احلفاظ على حياة الب�شر‪ .‬اجتاها �إقليمي ًا‪ ،‬ولذلك تعترب ترتيبات �ضمان‬ ‫التو�صي��ة العا�ش��رة ال ميك��ن معاجل��ة �أزم��ة حماية الالجئني من الت�شريد و�ضمان احلماية‬ ‫الالجئني ب�شكل فعال من خالل طرق �إقليمية‪ ،‬داخ��ل الإقلي��م وت�شجيع احلل��ول ب�شكل فعال‬ ‫وتو�صي الندوة �أن تعالج هذه امل�شكلة بطريقة عنا�صر �أ�سا�سية يف هذا االجتاه‪.‬‬ ‫عاملية و�شاملة‪ ،‬حي��ث �إنها ت�ؤثر ب�شكل �أ�سا�سي ‪ )5‬الأ�شخا�ص امل�شردين داخلي ًا‬ ‫يف كل �إقلي��م م��ن العامل‪ ،‬وعلى نح��و م�شابه – ‪- 18‬ميثل و�ض��ع الأ�شخا���ص امل�شردين داخلي ًا‬ ‫يج��ب على الدول �أن تنا�ضل م��ن �أجل التعاون ب�ش��كل وا�ض��ح �أزم��ة الت�شري��د يف �إفريقي��ا‬ ‫الفع��ال وامل�ساع��دة املتبادلة ب�ش���أن الالجئني الي��وم‪ ،‬ويق��در عدده��م بع�شري��ن مليون�� ًا على‬ ‫والت�شري��د وامل�سائ��ل الت��ي تتعل��ق بالهج��رة‪ ،‬وج��ه التقري��ب‪ ،‬وب�ص��رف النظ��ر ع��ن حج��م‬ ‫وبنف���س الطريق��ة تتع��اون ب�ش���أن امل�سائ��ل امل�شكل��ة فلي�س لدى �أي منظم��ة تكليف حمدد‬ ‫وفعال لال�ستجابة م��ن �أجل حماية وم�ساعدة‬ ‫االقت�صادية والبيئية والأمنية‪.‬‬ ‫الأ�شخا�ص امل�شردي��ن داخلي ًا ككل‪ ،‬ويف ظروف‬ ‫التو�صية احلادية ع�شرة‬ ‫تطال��ب الن��دوة بالت�ضام��ن ال��دويل احلقيقي معينة – تف��ي باحتياجاتهم منظمات معينة‪،‬‬ ‫وامل�شارك��ة يف امل�سئولي��ات لإع��ادة النظ��ام وم��ع ذل��ك يظ��ل املجتم��ع ال��دويل غ�ير م�ؤهل‬ ‫ال��دويل حلماية الالجئني و�إيج��اد حلول لهم عل��ى نحو كاف لال�ستجابة ب�ش��كل فعال لكافة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪177‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫جوان��ب م�شاكله��م‪ ،‬ويف الواق��ع متث��ل م�شكل��ة‬ ‫امل�شردين داخلي ًا واحدة من �أكرث �أزمات حقوق‬ ‫الإن�سان م�أ�ساوية يف �إفريقيا اليوم‪.‬‬ ‫التو�صية الثالثة ع�شرة‬ ‫تتعل��ق بالدول��ة امل�س�ؤولي��ة الرئي�سي��ة ل�ضمان‬ ‫حماي��ة كاف��ة املواطن�ين كواج��ب وم�س�ؤولي��ة‬ ‫تنب��ع م��ن �سيادته��ا‪ ،‬وينبغ��ي عل��ى ال��دول �أن‬ ‫تدع��م احلق��وق ال��واردة يف القان��ون ال��دويل‬ ‫واملحل��ي ل�صال��ح الأ�شخا�ص امل�شردي��ن داخلي ًا‪،‬‬ ‫وعل��ى وجه التحديد – يجب احرتام حقهم يف‬ ‫احلياة وعدم ترحيلهم ب�شكل تع�سفي وقدرتهم‬ ‫على العودة �إىل �أماكن �إقامتهم املعتادة يف كافة‬ ‫الأوق��ات‪ ،‬وبالإ�ضافة �إىل ذلك – تلتزم كل من‬ ‫ال��دول والكيان��ات غ�ير احلكومي��ة املتورط��ة‬ ‫يف نزاع��ات م�سلح��ة بحق��وق الإن�س��ان ومبادئ‬ ‫ومعايري القانون الإن�ساين ب�شكل ي�ضمن حماية‬ ‫الأ�شخا�ص امل�شردين داخلي ًا‪.‬‬ ‫التو�صية الرابعة ع�شرة‬ ‫يج��ب عل��ى كاف��ة �أط��راف الن��زاع �أو الذي��ن‬ ‫ي�سيط��رون على مناطق يتواج��د فيها �أ�شخا�ص‬ ‫م�شردي��ن داخلي ًا �أو يتعاون��وا مع املنظمات ذات‬ ‫ال�صلة يف جم��ال الأن�شط��ة الإن�سانية من �أجل‬ ‫متكينه��ا م��ن الو�ص��ول �إىل امل�شردي��ن لتوف�ير‬ ‫احتياجاته��م الغذائية‪ ،‬وال يج��ب اعتبار هذا‬ ‫التدخ��ل للأغرا�ض الإن�ساني��ة مبثابة اعتداء‬ ‫على �سيادة الدول‪ ،‬بل على العك�س ف�إن موافقة‬ ‫ال��دول عل��ى مثل ه��ذا الإجراء من �أج��ل �إنقاذ‬ ‫حياة الأ�شخا�ص امل�شردين داخلي ًا هي ممار�سة‬ ‫�أ�سا�سية لل�سيادة‪.‬‬ ‫التو�صية اخلام�سة ع�شرة‬ ‫ت�ساند الن��دوة بقوة جمه��ودات املمثل اخلا�ص‬ ‫للأم�ين العام ل�ل�أمم املتحدة ب�ش���أن الأ�شخا�ص‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪178‬‬

‫امل�شردي��ن داخلي�� ًا واملب��ادرات الت��ي تتخ��ذ يف‬ ‫املنتدي��ات املحلي��ة والإقليمي��ة والدولي��ة‬ ‫لت�شجيع الآليات القانونية والعرفية والعملية‬ ‫من �أجل حماية وم�ساعدة الأ�شخا�ص امل�شردين‬ ‫داخلي ًا ب�شكل �أف�ضل‪.‬‬ ‫‪ )6‬احللول من �أجل الالجئني‬ ‫�أ) �إعادة الالجئني‬ ‫ً‬ ‫‪ - 19‬تظ��ل ع��ودة الالجئ�ين اختياري��ا �إىل‬ ‫بالدهم الأ�صلية هي احل��ل الأمثل – طاملا كان‬ ‫ذل��ك ممكن ًا‪ ،‬ويف هذا ال�صدد ف���إن الندوة ت�شري‬ ‫بارتياح �إىل �أن عقد اتفاق �سالم يف موزمبيق يف‬ ‫�أكتوبر ‪ 1992‬قد فت��ح الطريق لعودة �أكرث من‬ ‫مليون من الج��ئ موزمبيق �إىل وطنهم‪ ،‬وعالوة‬ ‫عل��ى ذلك ف���إن �إمكانية �إيجاد حل��ول لالجئني‬ ‫من خ�لال الع��ودة – يف �أقاليم �أخ��رى – تبدو‬ ‫مب�شرة‪.‬‬ ‫‪-20‬ولكن يف بع�ض الأقاليم الأخرى من القارة‬ ‫ف���إن �أع��داد ًا كب�يرة م��ن الالجئني غ�ير قادرة‬ ‫عل��ى الع��ودة �إىل بالده��ا‪ ،‬والعقب��ة الرئي�سية‬ ‫�أم��ام الع��ودة اختياري�� ًا ه��ي ا�ستم��رار القلق �أو‬ ‫العن��ف �أو الن��زاع يف ب�لاد املن�ش�أ‪ ،‬وع�لاوة على‬ ‫ذل��ك فكثري م��ن املناط��ق املحتمل الع��ودة �إليها‬ ‫تع��اين �سن��وات من الدم��ار والرك��ود واخلراب‪،‬‬ ‫ويف مناط��ق �أخرى هناك انت�ش��ار وا�سع للألغام‬ ‫الأر�ضي��ة ومناط��ق �أخ��رى مهج��ورة �أو مليئ��ة‬ ‫بالأ�سلح��ة‪ ،‬ويف مناط��ق غريه��ا يع��وق ع��ودة‬ ‫الالجئني �إما �سيا�س��ات هدفها �إعاقة العودة �أو‬ ‫ب�سب��ب نق�ص املوارد – مثل الأرا�ضي – من �أجل‬ ‫ت�سوية �أو�ضاع العائدين و�إعادة اندماجهم‪.‬‬ ‫‪ - 21‬يع��ود معظ��م الالجئني من تلق��اء �أنف�سهم‬ ‫ب��دون م�ساعدات �أو بقليل م��ن امل�ساعدات التي‬ ‫متن��ح له��م �أو للمناط��ق الت��ي يع��ودون �إليه��ا‪،‬‬ ‫وبع�ض برامج الع��ودة اختياري ًا ال تتم درا�ستها‬ ‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ب�شكل جيد فيم��ا بني املنظمات املعنية‪ ،‬وهكذا املتفق عليه ب�ش�أن العودة اختياري ًا‪.‬‬ ‫يت��م �إهمال تخ�صي���ص االحتياج��ات املنا�سبة التو�صية الثامنة ع�شرة‬ ‫للعائدين �أو املناطق التي يعودون �إليها‪.‬‬ ‫يج��ب �أن تو�ض��ع برام��ج ع��ودة الالجئ�ين‬ ‫‪ -22‬ت�ستنكر الندوة املحاوالت التي قامت بها بالطريقة التي ت�ضمن عدم ا�ستبعاد الالجئني‬ ‫بع�ض احلكوم��ات يف �إفريقيا وخارجها لإعادة الذي��ن يعودون من تلق��اء �أنف�سهم م��ن �أن�شطة‬ ‫الالجئ�ين �إىل بالده��م الأ�صلية �ض��د رغبتهم املتابعة وبرامج امل�ساعدة‪.‬‬ ‫– مبا يف ذلك الأماكن التي متثل خطر ًا على‬ ‫التو�صية التا�سعة ع�شرة‬ ‫�سالمتهم‪.‬‬ ‫يج��ب �أن ي�سم��ح لالجئ�ين �أن ي�شارك��وا يف‬ ‫التو�صية ال�ساد�سة ع�شرة‬ ‫الق��رارات الت��ي تتعل��ق بعودته��م‪ ،‬ويف ه��ذا‬ ‫يج��ب اقتنا���ص كل فر�ص��ة م��ن �أج��ل ع��ودة ال�ص��دد يجب تزويدهم باملعلومات ذات ال�صلة‬ ‫ً‬ ‫الالجئني اختياريا‪ ،‬ومراعاة لإحكام اتفاقية اخلا�ص��ة بالأح��كام املبلغ��ة له��م‪ ،‬ويجب على‬ ‫منظم��ة الوح��دة الإفريقي��ة ل�سن��ة ‪ – 1969‬حكوم��ة دول��ة املن�ش���أ وحكومة دول��ة اللجوء‬ ‫يج��ب عل��ى حكوم��ات دول اللج��وء وحكومات واملفو�ضي��ة العلي��ا ل�ش���ؤون الالجئ�ين التابعة‬ ‫دول املن�ش���أ �أن توف��ر الظ��روف الت��ي ت���ؤدي للأمم املتح��دة التعاون عل��ى تزويد الالجئني‬ ‫�إىل ع��ودة الالجئ�ين �إىل �أوطانه��م ب�شكل �آمن باملعلومات الالزمة‪.‬‬ ‫وك��رمي‪ ،‬وعل��ى منظم��ة الوح��دة الإفريقي��ة‬ ‫واملفو�ضي��ة العلي��ا ل�ش���ؤون الالجئ�ين التابعة التو�صية الع�شرون‬ ‫ل�ل�أمم املتح��دة �أن تدع��م مثل ه��ذه املبادرات عن��د تخطيط وتنفيذ برام��ج العودة – يجب‬ ‫والإج��راءات‪ ،‬وتق��وم كذل��ك بالأن�شطة التي توف�ير م�ستلزمات احلماي��ة وامل�ساعدة للن�ساء‬ ‫تتف��ق م��ع امله��ام املنوطة به��ا وت�شج��ع وت�سهل والأطف��ال وكب��ار ال�س��ن الأك�ثر ت�أث��ر ًا وذلك‬ ‫�أثن��اء كاف��ة مراح��ل الع��ودة وعملي��ة �إعادة‬ ‫عودة الالجئني اختياري ًا‪.‬‬ ‫االندماج‪.‬‬ ‫التو�صية ال�سابعة ع�شرة‬ ‫ت�شجيع�� ًا على عودة الالجئني – يجب احرتام التو�صية احلادية والع�شرون‬ ‫مب��د�أ االختيارية ال��وارد تف�صيله يف اتفاقية ينبغ��ي على املجتمع الدويل �أن يوفر امل�ساعدة‬ ‫منظم��ة الوح��دة الإفريقية ل�سن��ة ‪ 1969‬يف م��ن �أج��ل �إ�ص�لاح �أو �إع��ادة بن��اء البني��ة‬ ‫كاف��ة الأوق��ات‪ ،‬وال يج��ب على احلكوم��ات �أن االجتماعي��ة واالقت�صادي��ة واخلدمات ونظم‬ ‫تلج���أ �إىل الرتحي��ل الإجب��اري لالجئني مهما التوزي��ع يف مناط��ق الع��ودة حتى تن�ش���أ بذلك‬ ‫كان��ت الأ�سب��اب‪ ،‬وبالإ�ضاف��ة �إىل ذل��ك – ال الظروف من �أجل عودة ناجحة‪.‬‬ ‫يج��ب �إع��ادة الالجئ�ين �إىل حي��ث يتعر�ضون التو�صية الثانية والع�شرون‬ ‫للخطر‪ ،‬ويع��د منع توزيع الطعام يف مع�سكرات عل��ى منظمة الوح��دة الإفريقي��ة واملفو�ضية‬ ‫الالجئ�ين لإجبارهم عل��ى العودة �إىل بالدهم العليا ل�ش�ؤون الالجئني التابعة للأمم املتحدة‬ ‫حي��ث يكونون ما زال��وا يف حاجة �إىل احلماية �أن يتعاونا على تو�ضيح‪:‬‬ ‫خمالف��ة �صارخ��ة لقان��ون الالجئ�ين واملب��د�أ (‪� )1‬أي املنظمات �أو اجلهات تكون م�سئولة عن‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪179‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫�إزال��ة الألغ��ام الأر�ضية والذخائ��ر الأخرى يف التو�صية الثالثة والع�شرون‬ ‫تنا�شد الندوة الدول الإفريقية �أن توفر �أماكن‬ ‫مناطق العودة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬مدى االلتزام الواقع على املجتمع الدويل �إ�ضافي��ة لإعادة التوط�ين يف �أرا�ضيها لالجئني‬ ‫بتوف�ير امل�ساع��دة الإن�ساني��ة لإع��ادة ت�أهي��ل من الدول الإفريقية الأخرى‪.‬‬ ‫مناطق العودة وعقبات هذا االلتزام‪.‬‬ ‫التو�صية الرابعة والع�شرون‬ ‫(‪ )3‬املب��ادئ القانوني��ة املطبق��ة والإجراءات حي��ث يتم قب��ول الالجئ�ين لإع��ادة توطينهم‬ ‫التي يجوز �أن يتخذها الالجئون ودول اللجوء مبوج��ب ه��ذه الرتتيب��ات فيم��ا ب�ين ال��دول‬ ‫واملجتم��ع ال��دويل ب�صف��ة عام��ة لإيج��اد حل الإفريقي��ة – يج��ب �أن توف��ر املفو�ضي��ة العليا‬ ‫ً‬ ‫عندم��ا يك��ون حمكوما عل��ى الالجئ�ين بالنفي ل�ش�ؤون الالجئني التابعة للأمم املتحدة املوارد‬ ‫الدائ��م ويفقدون جن�سيتهم نتيج��ة لل�سيا�سات الالزم��ة لت�سهي��ل اندماجه��م يف جمتمعاته��م‬ ‫�أو التطورات الأخرى يف دولة املن�ش�أ‪.‬‬ ‫اجلدي��دة‪ ،‬وبالتع��اون م��ع منظم��ة الوح��دة‬ ‫ب) �إع��ادة توط�ين الالجئ�ين فيما ب�ين الدول الإفريقي��ة يج��ب �أن ت�ساع��د املفو�ضية كذلك‬ ‫الإفريقية‬ ‫يف تطوي��ر معاي�ير �إع��ادة التوطني ل�ضم��ان �أن‬ ‫ً‬ ‫‪ -23‬بينم��ا تظ��ل الع��ودة اختياري��ا ه��ي احلل �إعادة التوطني فيما بني الدول الإفريقية يتم‬ ‫ً‬ ‫الأمث��ل مل�ش��اكل الالجئ�ين تكون �أحيان��ا �إعادة تنفيذه بطريقة تتوافق مع قدرات الدول التي‬ ‫توطينهم يف دولة �أخرى هي الطريقة الوحيدة قبلت التوطني‪.‬‬ ‫ل�ضمان حماية الالجئني‪ ،‬وق��د �أ�صبحت �إعادة‬ ‫التوط�ين التقليدي��ة حم��دودة ومقي��دة ب�شكل التو�صية اخلام�سة والع�شرون‬ ‫متزايد‪ ،‬وبينما توا�صل املفو�ضية العليا ل�ش�ؤون يج��ب �أن يت��م التع��اون ب�ش���أن الو�سائ��ل م��ن‬ ‫الالجئ�ين التابعة ل�ل�أمم املتح��دة جمهوداتها �أج��ل مزيد م��ن ت�شجيع وتنفيذ �إع��ادة توطني‬ ‫لإع��ادة توطني الالجئ�ين من �إفريقي��ا يف تلك الالجئ�ين فيم��ا ب�ين ال��دول الإفريقي��ة ب�ين‬ ‫البالد فهناك حاجة للدول الإفريقية �أن تعيد املفو�ضية العليا ل�شئون الالجئني التابعة للأمم‬ ‫املتح��دة ومنظمة الوح��دة الإفريقية والدول‬ ‫تن�شيط �إعادة التوطني فيما بينها‪.‬‬ ‫‪ 24‬ويف الواق��ع ف�إن كثري من الدول الإفريقية الإفريقية املعنية‪ ،‬ومن �أجل هذا الغر�ض ميكن‬‫قبلت يف املا�ضي الجئني من دول جلوء �أخرى من عقد اجتماع ت�شاوري‪.‬‬ ‫�أجل توطينهم ب�صف��ة دائمة‪ ،‬وم�ؤخر ًا عر�ضت ‪ )7‬ال�سكان الآخرون الذين يحتاجون للحماية‬ ‫بع�ض ال��دول الأخ��رى �أن تعيد توط�ين �أعداد وامل�ساعدة الإن�سانية‬ ‫�صغ�يرة م��ن الالجئ�ين وا�شرتطت ن�سب�� ًا معينة ‪-25‬بالإ�ضاف��ة �إىل الالجئ�ين والعائدي��ن‬ ‫له��ذا الغر���ض‪ ،‬وم��ن جانبه��ا وف��رت املفو�ضي��ة وامل�شردين داخلي ًا – هناك �سكان �آخرون – مبا‬ ‫العليا ل�ش�ؤون الالجئ�ين التابعة للأمم املتحدة يف ذل��ك �ضحاي��ا الفقر �أو اجلف��اف �أو املجاعات‬ ‫االعتمادات ل�ضم��ان االندماج الناجح لالجئني وكذلك الق�صر الذين ال ي�صاحبهم �أحد واجلنود‬ ‫الذي��ن مت قبول �إعادة توطينه��م مبوجب هذه امل�سرحني الذين عادة ما يكونون يف حاجة �إىل‬ ‫احلماي��ة وامل�ساعدات املادية الت��ي متاثل تلك‬ ‫الرتتيبات‪.‬‬ ‫الت��ي يحتاجه��ا الالجئ��ون �أو العائ��دون‪ ،‬وال‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪180‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫يت��م �إقرار احتياجاته��م بالطريقة املعتادة يف ميك��ن لإجراءات رد الفع��ل يف حاالت الطوارئ‬ ‫�أن تك��ون فعال��ة متام�� ًا �إذا مل ترتب��ط بتفاعل‬ ‫تكليفات املنظمات الدولية الإن�سانية‪.‬‬ ‫العوامل ال�سيا�سية املعقدة مع العوامل الأخرى‬ ‫التو�صية ال�ساد�سة والع�شرون‬ ‫يج��ب على املنظم��ات الت��ي تقت�ص��ر تكليفاتها التي ت�سبب حاالت الطوارئ يف املقام الأول‪.‬‬ ‫عل��ى جماعات معين��ة من الأ�شخا���ص �أن تقوم التو�صية ال�سابعة والع�شرون‬ ‫بتنفيذ �أن�شطتها الإن�سانية و�أن�شطة امل�ساعدات ت�سان��د الن��دوة املجه��ودات امل�ستم��رة الت��ى‬ ‫بطريق��ة مرن��ة ومبتك��رة‪ ،‬وينبغ��ي عليه��ا �أن ت�سته��دف تقوي��ة النظ��ام ال��دويل ل��رد الفعل‬ ‫تنا�ض��ل م��ن �أج��ل �ضم��ان الوف��اء باحتياجات جتاه حاالت الط��وارئ مبا يف ذلك – �إجراءات‬ ‫املجتمع الذي يقي��م فيه الالجئون والعائدون‪ ،‬تطوي��ر نظ��م فعال��ة للإن��ذار املبك��ر م��ن �أجل‬ ‫دون االقت�ص��ار عل��ى �أولئ��ك الأ�شخا�ص الذين حت�سني التن�سي��ق والتعاون واالت�صال فيما بني‬ ‫الوكاالت املعنية بالعمل الإن�ساين‪ ،‬واال�ستعداد‬ ‫يقعون �ضمن نطاق تكليفاتهم فقط‪.‬‬ ‫امل�سب��ق باملخزون وامل��وارد‪ ،‬وتطوير التخطيط‬ ‫‪ )8‬اال�ستعداد واال�ستجابة للطوارئ‬ ‫‪ 26‬و�ضع��ت الن��دوة يف االعتب��ار املب��ادرات حل��االت الطوارئ‪ ،‬و�إن�شاء �آلي��ات لرد الفعل يف‬‫الأخ�يرة الت��ي ته��دف �إىل حت�س�ين ا�ستع��داد حاالت الطوارئ من خالل املنظمات امل�ستقلة‪.‬‬ ‫املجتم��ع ال��دويل للط��وارئ و�آلي��ات جمابهتها‪ ،‬التو�صية الثامنة والع�شرون‬ ‫فبالإ�ضافة �إىل �إن�شاء �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية وتك��رر الندوة �أن ه��ذه الأعمال يجب �أن تكون‬ ‫التابع��ة للأمم املتحدة يف عام ‪ 1991‬مت �إن�شاء مرتبطة بالبناء امل�ؤ�س�سي على امل�ستوى املحلي‪،‬‬ ‫ع��دة �آليات للإن��ذار املبكر‪ ،‬وق��د �أن�ش�أت معظم وعل��ى وج��ه التحدي��د يج��ب �أن ت�ساه��م يف‬ ‫املنظم��ات املهتم��ة بالعم��ل الإن�س��اين �آلي��ات �إن�ش��اء وحت�سني رد الفع��ل القومي (احلكومي)‬ ‫ملجابهة الطوارئ‪.‬‬ ‫جت��اه الك��وارث‪ ،‬والقدرة عل��ى الإدارة‪ ،‬ومتكني‬ ‫‪ 27‬وم��ع ذل��ك فق��د كان رد الفع��ل يف كاف��ة املنظم��ات ال�شعبية واملجتمعية عل��ى امل�شاركة‬‫الط��وارئ الرئي�سي��ة اخلا�ص��ة بالالجئ�ين بفاعلي��ة يف كافة �صور رد الفع��ل جتاه حاالت‬ ‫ً‬ ‫الت��ي حدث��ت يف �إفريقي��ا مت�أخ��ر ًا و�ضعيف��ا الطوارئ‪.‬‬ ‫بوج��ه ع��ام‪ ،‬وم��ن ب�ين �أ�سب��اب كث�يرة �أخ��رى ‪ )9‬م��ن الإعان��ة وامل�ساع��دة الإن�ساني��ة �إىل‬ ‫ً‬ ‫– يعتم��د النظ��ام تقريب��ا ب�صف��ة كلي��ة على الرعاية االجتماعية واالقت�صادية‬ ‫املنظم��ات فيم��ا بني احلكوم��ات واملنظمات غري ‪-28‬الحظ��ت الن��دوة �أنه يف �أج��زاء كثرية من‬ ‫احلكومية اخلارجية والتمويل واملوارد املادية �إفريقي��ا يتمي��ز الو�ض��ع يف كل من دول��ة املن�ش�أ‬ ‫ً‬ ‫اخلارجي��ة‪ ،‬وثاني��ا – لي�س هناك نظ��ام �إعانة ودول��ة اللج��وء بالفق��ر ال�شدي��د واالخت�لال‬ ‫دويل قائ��م بذات��ه – هن��اك ع��دة ممثل�ين ال اخلط�ير للبني��ة االجتماعي��ة واالقت�صادية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يظه��رون دائم��ا االعتم��اد الهيكل��ي ويتوزعون وحيث �أن �إعانة امل�ساعدة تكون مطلوبة لإنقاذ‬ ‫ً‬ ‫�أحيانا بني خمتل��ف التكليفات والأهداف التي احلي��اة يف حالة الطوارئ ف�إن الأهداف طويلة‬ ‫ً‬ ‫تتعلق بامل�ؤ�س�سات‪ ،‬ثالث��ا يتميز النظام بالكثري امل��دى م��ن �أجل �إع��ادة الت�أهيل و�إع��ادة البناء‬ ‫م��ن املناف�س��ة والتداخ��ل وال�ضع��ف‪ ،‬و�أخري ًا ال والتنمي��ة ال ميك��ن �أن تتحق��ق به��ذه امل�ساعدة‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪181‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫وحده��ا‪ ،‬وعالوة على ذل��ك – طاملا مل تتحقق ويف �إع��ادة بن��اء وت�أهيل البني��ة االجتماعية‬ ‫تلك الأهداف ف�إن �إعانة امل�ساعدة يف حد ذاتها واالقت�صادية‪.‬‬ ‫قد تزيد من حالة االحتياج للم�ساعدة‪.‬‬ ‫‪ )10‬اجلوانب التنظيمية‬ ‫‪- 29‬ي�ستل��زم تنفي��ذ التو�صي��ات ال��واردة يف‬ ‫ه��ذه الوثيقة تفاع ً‬ ‫�لا بني امل�سائ��ل ال�سيا�سية‬ ‫واالجتماعية واالقت�صادية‪ ،‬ويجب �أن تتكامل‬ ‫كاف��ة ه��ذه امل�سائ��ل يف نظ��ام �شام��ل ومنطقي‬ ‫تكم��ل في��ه احلكوم��ات واملنظم��ات الدولي��ة‬ ‫وغري احلكومية بع�ضها البع�ض بطريقة فعالة‬ ‫وم�ؤثرة‪.‬‬

‫التو�صية التا�سعة والع�شرون‬ ‫يجب ت�صور وتوزيع �إعانة الطوارئ وامل�ساعدات‬ ‫الإن�ساني��ة – كلما كان ذل��ك ممكن ًا – يف نطاق‬ ‫�أه��داف التنمي��ة طويل��ة املدى لل��دول املعنية‬ ‫وبغر���ض من��ع ح��دوث الن��زاع و‪�/‬أو الت�شري��د‬ ‫م��رة �أخرى‪ ،‬وله��ذا يج��ب ترتي��ب امل�ساعدات‬ ‫الإن�ساني��ة بحيث متهد طبيعته��ا ق�صرية املدى‬ ‫الطري��ق �إىل احللول متو�سط��ة وطويلة املدى التو�صية احلادية والثالثون‬ ‫– �أي �إعادة الت�أهيل و�إعادة البناء والتنمية تنا�ش��د الن��دوة احلكوم��ات واملنظم��ات فيم��ا‬ ‫بو�صفها الهدف اجلوهري والأ�سا�سي‪.‬‬ ‫ب�ين احلكوم��ات واملنظم��ات غ�ير احلكومي��ة‬ ‫باتخ��اذ الإجراءات امل�شرتك��ة من �أجل تنفيذ‬ ‫التو�صية الثالثون‬ ‫يج��ب تنظيم م�شاركة املنظم��ات ذات العالقة املقرتحات ال��واردة يف ه��ذه الوثيقة‪ ،‬وحيثما‬ ‫– يف �إط��ار التن�سي��ق فيم��ا ب�ين ال��وكاالت – يكون �ضروري ًا يج��ب �أن تتم مراجعة تكليفات‬ ‫بالطريق��ة الت��ي تتي��ح ارتب��اط الإج��راءات �أو هي��اكل �أو ق��درات �أو �صالحي��ات امل�ؤ�س�س��ات‬ ‫املو�ضوع��ة للتغل��ب عل��ى ح��االت الط��وارئ اخلا�ص��ة بذل��ك من �أج��ل متكينها م��ن معاجلة‬ ‫ب�سيا�س��ات وبرام��ج التنمي��ة اجلي��دة‪ ،‬وه��ذا مدى �أو�سع من امل�سائل الإن�سانية واالجتماعية‬ ‫االجتاه يكون �صعب�� ًا بالن�سبة لتلك املجتمعات وال�سيا�سي��ة‪ ،‬وبالإ�ضاف��ة �إىل ذلك يجب دعم‬ ‫الت��ي تكون احل��رب والت�شريد ق��د خلفت فيها التع��اون والتن�سي��ق بني املنظم��ات وال�سلطات‪،‬‬ ‫�ضعف�� ًا اقت�صادي�� ًا وحطم��ت البني��ة التحتي��ة كما يجب اقتح��ام التحديات اجلديدة �أو غري‬ ‫ودمرت نظم �إنتاج املوارد الغذائية وت�سببت يف امل�سبوقة ب�شكل مبتكر‪.‬‬ ‫نق�ص حاد يف الغذاء وت�سببت يف �سوء التغذية‬ ‫وتف�ش��ي حاالت الوفاة على نطاق وا�سع‪ ،‬وفيما اجلزء الثالث – املتابعة‬ ‫يتعلق ب�إعادة الت�أهيل – وعلى وجه اخل�صو�ص‬ ‫بالن�سب��ة لالجئ�ين ذوى اخللفي��ة الزراعي��ة التو�صية الثانية والثالثون‬ ‫– يج��ب تزويده��م بالأرا�ض��ي ال�ستيطانه��ا تطالب الن��دوة منظميها �أن ير�سلوا التو�صيات‬ ‫وا�ستخدامها وكذلك البذور والأدوات والآالت املذك��ورة �إىل الهيئ��ات املنا�سب��ة وه��ي عل��ى‬ ‫الزراعي��ة الأخرى واملا�شية حت��ى يت�سنى لهم الرتتي��ب منظمة الوح��دة الإفريقية‪ ،‬والأمم‬ ‫�أن ي�ستعي��دوا �أ�سلوب احلياة الطبيعية‪ ،‬ويجب املتح��دة‪ ،‬واملفو�ضي��ة العليا ل�ش���ؤون الالجئني‬ ‫كذل��ك �أن تك��ون هن��اك ا�ستثم��ارات ك�برى يف التابعة للأمم املتحدة‪ ،‬والهيئات الأخرى فيما‬ ‫ال�صح��ة والتعلي��م والإ�س��كان وال�صحة العامة ب�ين احلكومات‪ ،‬والهيئات غ�ير احلكومية ذات‬ ‫�أفاق الهجرة‬

‫‪182‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫ال�صلة لدرا�ستها واملوافقة عليها‪.‬‬ ‫التو�صية الثالثة والثالثون‬ ‫كم��ا يجب �إر�سال التو�صي��ات كذلك �إىل الدول‬ ‫�أع�ض��اء منظمة الوح��دة الإفريقي��ة والدول‬ ‫�أع�ض��اء اللجن��ة التنفيذي��ة للمفو�ضية العليا‬ ‫ل�ش���ؤون الالجئ�ين التابع��ة ل�ل�أمم املتح��دة‬ ‫لدرا�ستها وتنفيذها كيفما ترى ذلك منا�سب ًا‪.‬‬ ‫التو�صية الرابعة والثالثون‬ ‫وتك��ون تل��ك ال��دول واملنظم��ات املذك��ورة‬ ‫بالتحدي��د يف ه��ذه الوثيق��ة مطالبة مبتابعة‬ ‫واتخ��اذ الإج��راءات العملية م��ن �أجل تنفيذ‬ ‫التو�صيات ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫امل�صدر‪:‬‬ ‫‪http://huquqalinsan.com‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪183‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


‫قواعد و�شروط الن�شر باملجلة ‪:‬‬ ‫ترحب املجلة بالدرا�سات والتقارير وعرو�ض الكتب والرتاجم‬ ‫املتعلقة بال�ش�أن الهجري ب�شكل عام‪.‬‬ ‫�أال تكون املواد املقدمة قد �سبق ن�شرها يف دورية �أخرى �أو �أية‬ ‫و�سيلة �إعالمية‪.‬‬ ‫يف�ضل �أال تزيد كلمات الدرا�سة عن �سبعة �آالف كلمة والتقرير‬ ‫عن خم�سة االف كلمة وعر�ض الكتاب �أو الرتجمة عن �أربعة‬ ‫�آالف كلمة‪.‬‬ ‫بالن�سبة للدرا�سات ترقم الإحاالت ب�شكل مت�سل�سل على �أن تكتب‬ ‫املراجع يف نهاية الدرا�سة‪.‬‬ ‫التقارير تكون حول امل�ؤمترات و الندوات وال�سمنارات التي‬ ‫تناق�ش ال�ش�أن الهجري �سواء كانت حملية �أو �إقليمية �أو دولية‪.‬‬ ‫عر�ض الكتب يجب �أن يت�ضمن ا�سم امل�ؤلف عنوان الكتاب‪ ،‬دار‬ ‫الن�شر‪ ،‬مكان الإ�صدار وتاريخه و�صورة الغالف الأمامي و�أال‬ ‫يتج�أوز العر�ض �أي من �أبواب الكتاب‪.‬‬ ‫يف�ضل �أن تكون املادة مطبوعة وم�صححة من قبل الكاتب و�أن‬ ‫تكون على هيئة �إلكرتونية ‪. Software‬‬ ‫تعر�ض امل�شاركات على حمكمني يختارهم املركز وال يتم �إخطار‬ ‫الكاتب با�سمائهم وقد يطلب من الكاتب �إجراء بع�ض التعديالت‬ ‫قبل اجازة املادة‪.‬‬ ‫لإدارة املجلة احلق يف حذف بع�ض العبارات �إذا ر�أت �أن هناك‬ ‫�ضرورة حتتم ذلك‪.‬‬ ‫تقوم �إدارة املجلة ب�إخطار �أ�صحاب امل�شاركات بالقبول �أو الرف�ض‬ ‫يف مدة اق�صاها �شهرين من ا�ستالم املادة‪.‬‬ ‫�إدارة املجلة غري ملتزمة باعادة املواد التي لن يتم ن�شرها‪.‬‬ ‫تقدم املجلة للم�شاركني مكاف�أة مالية حتددها �إدارة املركز‪.‬‬

‫�أفاق الهجرة‬

‫‪184‬‬

‫العدد الثالث ع�شر ‪�-‬سبتمرب ‪ 2014‬م‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.