اعالن ترويجي عن كتاب جودة السلوك االنساني ناصر محمد العديلي
جودة إدارة السلوك التنظيمي 2015 / 1436 دار آفاق االبداع للنشر والتوزيع الرياض – المملكة العربية السعودية جوال 0532929289بريد اليكتروني chmq2012@gmail.com
غلاف الكتاب
تقديم اإلدارة سلوك: نعم اإلدارة سلوك ،ألنها عبارة عن تصرفات ونشاطات سلوكية يؤديها القادة والمديرون ..والمشرفون في سبيل تحقيق األهداف. تتمثل هذه النشاطات بالتخطيط والتنظيم وصناعة الق اررات بجانب القيادة والتحفيز وتدبير الموارد البشرية وهي من أهم هذه النشاطات ،بل أسهلها وأصعبها على حد سواء. إننا في هذا الكتاب سوف نلقي الضوء على إدارة السلوك التنظيمي من خالل دراسة :السلوك اإلنساني والشخصية ،تحليل التعامل اإلنساني ،دفع وتحفيز العاملين ..فاعلية جماعات العمل وبناء الفريق ،إلى جانب ضغوط العمل ،والقيادة اإلدارية ،والنزاع التنظيمي. وقد سعينا جاهدين إلى أن تكون لغة الكتاب علمية مبسطة ،لتكون االستفادة منها لجميع فئات القراء من القادة اإلداري ين ،والمديرين ،والمشرفين ،والتنفيذيين على كافة المستويات اإلدارية .هذا إلى جانب الموظفين والفنيين في كافة الحقول والتخصصات ..باإلضافة إلى طلبة معهد اإلدارة ،والكليات اإلدارية ..والثانويات التجارية ..وغيرهم من الراغبين في االستفادة من موضوعات هذا الكتاب. وقد حرصنا أن يكون هذا الكتاب مازجاً بين األفكار النظرية ،والتطبيقات العملية ،والتمارين واالختبارات والمقاييس العلمية المقننة ..وكذلك اشتمل على بعض الحاالت من البيئة المحلية.. نأمل أن يحقق الفائدة المرجوة من إعداده.. وهللا ولي التوفيق. المؤلف ناصر محمد العديلي
الرياض 1436/7/4هـ
الفصل االول السلوك الإنساني
العمل وطبيعة الإنسان: لماذا يعمل اإلنسان؟ ما هي الدوافع والمحركات وراء سلوكه .هل اإلنسان يعمل إلشباع حاجاته المادية أم االجتماعية المختلفة في العمل؟ هل شخصيته ومركزه الوظيفي ودخله المادي ،وعائلته ومستواه العلمي والمؤثرات البيئية من حوله لها تأثير على دافعيته إلى العمل ورضاه الوظيفي؟ يوضح العرض رقم ( )1وجهة نظر أحد الكتاب في فلسفة العمل. ما هو السلوك الوظيفي؟ وما خصائصه؟ وما هو الرضا الوظيفي؟ ما هي األسباب والعوامل التي تقود إلى الرضا الوظيفي؟ هل الموظف الراضي عن عمله موظف منتج؟ ما هي الحوافز التي يتطلع اإلنسان العامل في وظيفته؟ هذه األسئلة وغيرها من األسئلة ذات العالقة بسلوك اإلنسان ودوافعه ورضاه الوظيفي وحوافزه كانت مثار جدل من قبل علماء النفس واالجتماع واالقتصاد واإلدارة والسلوك التنظيمي خالل السنوات الماضية ،وما زال الجدل قائماً في كافة أنحاء العالم ،وفي رأيي أنها ستظل مثار جدل ودراسة طالما اإلنسان يسعى إلى إشباع حاجاته وتوقعاته في عالم متغير ودينامي في ظروفه االقتصادية واالجتماعية والسياسية والحضارية. أنني في سلسلة هذه الموضوعات سوف أحاول اإلجابة على بعض تلك األسئلة المتعلقة باإلنسان وسلوكه في مجاالت العمل مستعرضاً من خاللها أهم آراء العلماء التي قيلت في هذا المجال وأهم نتائج البحوث والدراسات سواء في الدول المتقدمة كالواليات المتحدة األمريكية ،وبعض دول أوروبا واليابـان أو فـي دول العالـم الثالث وخصوصاً في المملكة العربية السعودية ،حيث أن موضوع تنمية السلوك اإلنساني في مجاالت العمل من الموضوعات التي أصبحت من األهمية بمكان في العديد من الجامعات ومدارس ومعاهد اإلدارة ومراكز البحوث والتطوير اإلداري في كافة أنحاء العالم.
ماهية السلوك الإنساني: يقصد بالسلوك اإلنساني « تلك النشاطات المتعددة التي يقوم بها اإلنسان أثناء حياته ليشبع حاجاته ويحقق أهدافه»
()1
التي يتطلع إليها وفق متطلبات البيئة والحياة التي يعيش فيها وال شك أن هذه النشاطات
(الجسمية ،والعقلية ،والنفسية) هي محصلة التفاعل بين العوامل الشخصية والعوامل البيئية وذلك وفقاً لقدرات الفرد وطريقة إدراكه. ويمتاز السلوك اإلنساني بأنه مسبب وهادف ومدفوع بمعنى أنه ال يظهر من العدم ،ولكن يكون هناك دائماً سبب أو أسباب تؤدي إلى نشأته كما أنه موجه لهدف أو أهداف معينة ،كما أن وراءه دافعاً أو دوافع تتمثل في الرغبات والحاجات والتوقعات والنوايا كما أن هذه السلوك متنوع ومرن بمعنى أنه يظهر في صور متعددة ومتنوعة لكل يتواءم مع المواقف ويتعدل ويتبدل طبقاً للظروف ومواقف الحياة .شكل (.)1/1 وحيث أن هذا السلوك هو عبارة عن نشاطات اإلنسان في حياته اليومية فإن عمله الوظيفي هو جزء من هذه النشاطات أو جزء من سلوكه العام ونابع من طبيعته كإنسان كما أن فهم ودراسة سلوك الكائن الوظيفي عامل مهم في فهم أسلوبه في تأدية الواجبات والمسؤوليات وهذا ال شك يساعد على توجيه سلوكه وتعديله إلى الوجهة الصحيحة والسليمة لتحقيق أهداف اإلدارة أو المنظمة (مكان العمل) الذي يعمل به وينتمي إليه. واذا لقينا نظرة على السلوك اإلنساني من حيث النتيجة والهدف الذي يحققه اإلنسان من سلوكه نجد أن هذا السلوك ينقسم إلى ثالثة أقسام وهي السلوك المجزي (الهادف) والسلوك المحبط ،والسلوك الدفاعي
()2
.
-1فالسلوك المجزي (الهادف) هو :السلوك الذي يحقق من خالله اإلنسان هدفه أي أن يصل إلى هدفه
دون عوائق فمثالً عندما يسعى الموظف إلى الحصول على دورة أو ترقية ويحققهـا فإن هذا شكل رقم ()1/2
النموذج الأساسي للسلوك الإنساني
ــــــــــــــــــ
اإلنسان
مثيرات
حاجات
(األسباب)
رغبات ،دوافع، (حالة توتر أو عدم راحة) سلوك
تغذية عكسية Feedback
المصدر :من إعداد المؤلف /ناصر العديلي
الهدف
يعتبر سلوكاً مجزياً. -2السلوك المحبط (غير الهادف) وهو أن يحول عائق بين اإلنسان وهدفه ،وهذا يعني أن الفرد لم يصل
إلى هدفه ولم يحقق حاجته التي يسعى إليها ،فمثالً إذا حال حائل بين الموظف والدورة الدراسية أو بينه
وبين الترقية فإن هذا يعتبر سلوكاً محبطاً ،وعادة ما يسعى اإلنسان إلى تكرار عمل السلوك الهادف
(المجزي) ويتجنب تكرار السلوك المحبط.
-3السلوك الدفاعي (الحيل الالشعورية) وهو السلوك الذي يمارسه اإلنسان لكي يتالفى ويمنع السلوك المحبط وهو عبارة عن حيل الشعورية متعددة يمارسها اإلنسان بغرض حماية نفسه من التهديدات
واإلحباطات أو الصراعات النفسية التي يمر بها في حياته العامة وحياته الوظيفية بشكل خاص. (العديلي1402 ،هـ). أنواع السلوك الدفاعي (الحيل اللاشعورية): يمر اإلنسان في حياته بسلسلة من المثبطات ولكي يتواءم مع بيئته ويتكيف تكيفاً نفسياً فإنه يمارس ما
يسمى بالسلوك الدفاعي أو الحيل الالشعورية لكي يتالفى هذه اإلحباطات ولكي يظهر أمام نفسه وأمام
اآلخرين بصورة يرضى عنها .وهذه الحيل الالشعورية يمارسها جميع األفراد -دون استثناء وعلى مختلف أعمارهم ومستوياتهم التعليمية والثقافية ولكن بدرجات متفاوتة .وقبل أن أتحدث عن أنواع هذه الحيل أو أن
أتحدث عن قيمتها عند اإلنسان وهي: -1أنها تساعد الفرد على االحتفاظ بثقته في نفسه. -2أنها تساعد على تخفيض التوتر والقلق. -3أنها تخفف مـن الضغوط الواقعة عليه وتتيح له فرصة أو شكالً من