اللّجنة االقتصـادية واالجتمـاعية
جهـــات تــو ّ
الربنامج االقتصادي واالجتامعي “ عهد ال ّتنمية
2020 - 2016
”
اإلصالحـــات الكبـــرى الخمسة عرش وامليض قدمــا لبعث الثّقـــة ّ من أجل منــــوال جديــد للتنميــــة • أقـوى إدماجا جهويـا و اجتامعيا • و أكثــر طمـوحــا دوليـــا
مــاي 2015
الفهرس الجزء األول :التّوجهات العا ّمة
5
.1تونس يف مفرتق الطّرق
7
.2املبدأ التّوجيهي :إزالة العقبات أمام مهام كل من الدولة والقطاع الخاص والقطاع االجتامعي التضامني
9
ضو ّرة « دّفعة قويّة » .3االنتعاش االقتصادي والتنمية املوصولة ّ :
10
الجزء الثاين :اإلصالحات الكربى الخمسة عرش يف 4محاور رئيسية
13
املحور األ ّول :مبادرة ال ّنمو والتشّ غيل .
16
رصف يف امليزان ّية .1اصالح اإلطار املؤسسايت للتنمية ، والجباية ، والت ّ .2اصالح النظام املايل
الصناعية والتّكنولوج ّية السياسات ّ .3اصالح ّ السياحي .4اصالح القطاع ّ
16 19 21 23
التبية والتّكوين والتّعليم العايل والبحث العلمي .5اصالح منظومة ّ
26
.6إصالح آليات ادماج الشّ باب
28
املحور الثّاين :مخطّط « طُ ُموح الجهات» من أجل تنمية دامجة وشاملة
30
.7اصالح سياسات التّنمية الجهويّة
املحور الثّالث :املخطط األخرض :الطّاقة والفالحة والبيئة املستدامة
السياسات الطّاقية و املنجمية .8اصالح ّ السياسات الفالحيّة .9اصالح ّ
السياسات البيئيّة .10اصالح ّ
املحور ال ّرابع :العقد االجتامعي الجديد الصحية .11اصالح املنظومة ّ
30 36 36 40 42 47 48
.12اصالح منظومة الحامية االجتامعية
51
.13اصالح من أجل االدماج الكامل للمرأة اقتصاديا واجتامعيا
54
.14اصالح إجراءات امللكية العقارية واقتناء املساكن
57
.15اصالح منظومة االدماج االجتامعي « :أرضيّة الكرامة االجتامعية »
62
الجزء الثالث :منط جديد للنم ّو والتّنمية
65
الجزء األول
جهـــات العــــا ّمة ال ّتو ّ
ةّماــــعلا تاـــهّجوّتلا
1.1تونس يف مفرتق الطرق تونس اليوم يف مفرتق الطرق ، بني مكاسب الثورة واملخاطر التي ته ّددها .فاألشهر القليلة املقبلة ستكون حاسمة وأمامنا مسارين محتملني ، وهام عىل طريف نقيض : فاملسار األول هو طريق االزدهار ،ويرتكز عىل منوال جديد للتنمية يتيح لتونس جني مثار الثورة رشيطة تحقيق تحالف برامجي واسع بني القوى الح ّية للبالد حول القضايا السياسية والتنموية الكربى ، لطأمنة األطراف املتداخلة وجميع رشكائنا. وإذا مل يحصل هذا ، فهناك مسار ثان يرتبّص البالد ، وهو طريق الركود االقتصادي ،مع كل ما يرتت ّب عن ذلك من نتائج وخيمة عىل املالية العمومية ، والتامسك الوطني ، والوضع االجتامعي والتشغيل. التاريخ يبني أن عديد الثورات فشلت بسبب غرق االقتصاد يف أزمات حادة وعدم االيفاء باالنتظارات االجتمـــاعية. نحن نختار طريق االزدهار والعدالة ، والتجميع الواسع للقوى الدميقراطية والتقدمية ، للخروج ببالدنا من األزمة ،واملشاركة معا يف إعادة إعامرها وتنميتها ،ونحن ندرك أن تونس تعيش لحظة تأسيسية ذات أهمية استثنائية يف تاريخها. فتح االستقالل الطريق إلعادة بناء الدولة ،ووضع أسس االقتصاد الوطني وتحديث املجتمع .وتفتح الثورة اليوم الطريق لبناء الدميقراطية وتجذيرالح ّريات وتجاوز تراكامت التخلف. إننا نضع اليوم املبادئ األساسية لتصوراتنا للتنمية فيام يخص الربنامج االقتصادي واالجتامعي للسنوات الخمس القادمة ،)2016-2020( ونسطّر التوجهات الكربى والسياسات الشاملة يف جميع مجاالت الحياة االقتصادية واالجتامعية .إن برنامجنا هذا قد حدّ د أهدافا طموحة وأخذ باالعتبار أ ّن الثورة كست« السقف الزجاجي» للسلطوية واملحسوبية والفساد الذي ف ّوت عىل تونس فرصا كبرية للنمو. ّ إن برنامجنا الخاميس هذا قد بُ ِن َي عىل أساس رؤية مستقبلية للعامل وملكانة تونس يف أفق 2035؛ فالنجاح يقتيض الرؤية البعيدة :بعيدة يف الزمان واملكان .فال ب ّد من النظر البعيد يف تاريخنا لتقييم نقاط القوة والضعف لدينا واستخالص الدروس من نجاحاتنا وإخفاقاتنا ، كام يتعني استرشاف املستقبل البعيد لفهم وإدراك املتغريات الكربى لعامل املستقبل وتحديد التموقع الذي نريده لتونس الغد.
عهــد التّـنمية
7
ةّماــــعلا تاـــهّجوّتلا
وقد وضعنا منط النمو التايل للخامسية املقبلة : 2016-2020 نسبة منو الناتج الداخيل الخام :مبعدل ٪ 5.5خالل كامل الفرتة و مجهود عمالق يف مستوى االستثامر العمومي والخاص 125 :مليار دينار عىل 5سنوات (باألسعار القارة لسنة ، )2015 منها 50مليار استثامرات عمومية و 75مليار استثامرات خاصة. لتمويل هذا الربنامج ،ستعتمد تونس أ ّوال وباألساس عىل طاقاتها الذاتية ، كام أنها تحتاج يف الوقت نفسه إىل متويالت أجنبية هامة .وتق ّدر احتياجات التمويل اإلجاملية بحوايل 150مليار دينار عىل 5سنوات (باألسعار القارة لسنة ، )2015وسيتم تغطيتها يف حدود 100مليار دينار بواسطة االدخار الوطني والـ 50مليار دينار املتبقية بواسطة التمويل الخارجي. وسوف تتوزع الـ 150مليار دينار إىل 125مليار دينار لالستثامرات و 25مليار دينار لسداد ال ّديون، الصعبة. وتغطية عجز امليزانية ، وتجديد االحتياطي من العملة ّ ويتعي يف هذا الصدد التذكري بأن اجتامع مجموعة الدول الثامنية الكربى يف العامل ،G8املنعقد يف ّ 27ماي 2011يف دوفيل ، والذي حرضته تونس ، قد أق ّر آنذاك مبدأ دعم برنامج التنمية االقتصادي واالجتامعي يف تونس للخامسية «( 2016 - 2012مخطط الياسمني»). قوي من التعاطف والتقدير ، يف حني بقي الدعم املق ّدم ومن املفارقات أن تونس ال زالت تحظى بتيار ّ لها من املجتمع الدويل شحيحا ؛ والحال أن هذا ال ّدعم مستعجال وال غنى عنه ، ألن املجتمع الدويل إذا فيتعي عليه أن يحقّق ذلك اآلن ويح ّول النوايا كان يعتزم بحق توطيد دميقراطيتنا وانفتاحنا عىل العاملّ ، إىل أفعال. واقتناعا منا بأنه مل يعد ممكنا اليوم إمالء السياسة التنموية من الفوق ، أي من قبل املركز ، فإننا نعرض املوسعة لدى كل القوى السياسية واالقتصادية واالجتامعية بالبالد ، ثم نق ّدم برنامجنا هذا للمشورة ّ برنامجنا هذا إىل املؤمتر الدويل املزمع تنظيمه خالل الثالثية الرابعة لــسنة . 2015 لقد حان الوقت لتحمل املسؤولية وعدم التامدي يف سياسة االنتظار ، بل اغتنام الفرص املتاحة بتونس الجديدة ، مبا معناه « :استثمر يف تونس ، استثمر يف الدميقراطية ».
8عهــد التّـنمية
ةّماــــعلا تاـــهّجوّتلا
2.2املبدأ ال ّتوجيهي :إزالة العقبات أمام مهام كل من الدولة والقطاع الخاص والقطاع االجتامعي ال ّتضامني تتأرجح منذ االستقالل إشكالية « الدولة /السوق » « -القطاع العام /القطاع الخاص » بني توجهني اثنني كالهام يكاد يقيص اآلخر؛ فيقع الرتكيز أحيانا عىل الدولة والقطاع العام باعتبارهام قاطرة التنمية، وغالبا يف تعارض مع السوق والقطاع الخاص املوصوف بالطفييل ؛ ويقع الرتكيز أحيانا أخرى عىل السوق والقطاع الخاص ، وغالبا يف تعارض مع الدولة باعتبارها مصدر عدم الكفاءة واالقتصاد الريعي. أما بالنسبة لقطاع االقتصاد االجتامعي التضامني -القطاع الثالث -فقد وقع تحريفه والتقليل من شأنه إىل الحد األدىن .وال ب ّد من التّذكري بأ ّن هذا القطاع هو قائم عىل الحوكمة الدميقراطية والتضامنية وعىل السعي وراء ال ّربح. االستقاللية وحريّة االنتامء دون ّ إن منوال التنمية الذي نريد اعتامده مينح لكل من القطاعات الثالثة مها ّم محدّ دة ، مع ضامن تحقيق أقىص قدر من التنسيق والتكامل بينها. فالدولة التي نعتزم إرسائها هي دولة ذات تو ّجه تنموي ، لها رؤية طويلة املدى وإسرتاتيجية متامسكة لتحقيق أهدافها ؛ فهي ترتكز عىل إدارة ف ّعالة وهيئات للرصد واملتابعة ، مبشاركة جميع األطراف املعن ّية والخربات الالزمة ؛ وهي كذلك دولة قادرة عىل تنفيذ السياسات الصناعية املناسبة. إ ّن الدولة التنموية هي دولة دميقراطية واجتامعية للقرن الحادي والعرشين ، يف انسجام و تفاعل مع متطلبات املجتمعات الحديثة وطموحات الثورة .إنها دميقراطية تع ّبـر عن اإلرادة الجامعية يف نطاق الشفافية واملشاركة واملساءلة ؛ وهي اجتامعية للتزامها األسايس بإدماج جميع مواطنيها. كام تتعهد الدولة بتشجيع القطاع الخاص ، وضامن حامية امللكية الخاصة ، وإزالة العقبات أمام الدخول إىل األسواق .وتقوم كذلك باإلصالحات الالزمة لخلق بيئة مواتية لالستثامر الخاص وتشجيع االستثامرات املنتجة وإنشاء مؤسسات قادرة عىل البقاء واملنافسة. وكذلك سيتم بعث أقطاب اقتصادية جديدة وحديثة يف جميع أنحاء البالد لتقديم فرص التكامل والرشاكة للقطاعني العام والخاص ورفع العوائق عىل مستوى املوارد البرشية و البنى التحتية لتعزيز القدرة التنافسية واالستدامة للمؤسسات .و تؤدي هذه األقطاب إىل بعث « مراكز للحياة » التي من شأنها تيسري اقامة واستقرار اإلطارات العليا رفيعة املستوى وأرسهم بها .كام تحتوي هذه األقطاب عىل مؤسسات للتعليم والتكوين والبحث ودعم املشاريع ؛ وبذلك ، يصبح القطاع الخاص املصدر الرئييس ملواطن الشغل والرثوات. عهــد التّـنمية
9
ةّماــــعلا تاـــهّجوّتلا
إن السوق التي نعتزم انشائها ليست مجرد ساحة التقاء بني العرض والطلب .، بل هي سوق منظمة ومقننة ومع ّدلة ، تستند إىل مجموعة من الرتاتيب والقواعد. وتستند السوق ، قبل كل يشء ، عىل مبدأ حامية امللكية الخاصة وضامن احرتام العقود ؛ ويتم تأطريها من قبل مؤسسات تسهر عىل احرتام املنافسة ، والنفاذ املتكافئ للمعلومات ، ومبدأ تكافؤ الفرص. إن االقتصاد االجتامعي التضامني ، الذي نريد تفعيله وتقويته هو ذلك السائد يف البالد املتقدمة والدميقراطية حيث تفوق مساهمته ٪ 10من القيمة املضافة والتشغيل يف اقتصادياتها. لقد جعلت الثورة التونسية اليوم تنمية هذا القطاع ممكنة ومرغوب فيها ؛ اذ ميكن للفالحني عىل وجه الخصوص تنظيم أنفسهم عىل أساس ح ّر ، دون وصاية ؛ كام ميكن لهم بعث املنظامت املهنية التي يحتاجون إليها .وميكن أيضا بعث تعاونيات يف جميع امليادين وجميع القطاعات ، مبا يف ذلك السكن، والبنوك والتأمني ، والتعليم ، والثقافة ، الخ .وتحقيقا لهذه الغاية ، فإنه سيتم اصدار الترشيعات الالزمة. 3.3االنتعاش االقتصادي والتنمية املوصولة ّ :ضو ّرة « ّدفعة قويّة » شهدت تونس فرتة انتقالية مضطربة ،خاصة يف املجال السيايس . كام تدهور الوضع االقتصادي واالجتامعي بشكل حاد ، وانخرمت التوازنات املالية الخارجية ، وتعددت اإلنزالقات مام يه ّدد سيادتنا ومقدرتنا عىل الخروج من األزمة. ويف هذا السياق ، تم تسجيل نسبة منو جدا متدنية مبعدل ٪ 1.7سنويا بني سنة 2010وسنة 2014 (مقابل معدل يناهز ٪ 5سنويا خالل العقود السابقة) ؛ كام ارتفع عدد العاطلني عن العمل من 492ألف سنة 2010إىل 572ألف سنة 2014؛ وارتفعت نسبة البطالة خالل نفس الفرتة من ٪ 13.0إىل ٪ 14.8؛ وتع ّمقت الفوارق بني الجهات ، بحيث ارتفع الفارق بني الجهات الساحلية والجهات الداخلية من 4نقاط سنة ( 2010مع نسبة بطالة بـ ٪ 11.6 باملناطق الساحلية و ٪ 15.6بالجهات الداخلية) إىل 7.3نقطة سنة ( 2014مع مرور نسبة البطالة من ٪ 12.4إىل ٪ 19.7تباعا) ؛ هذا ، وارتفع عدد العاطلني عن العمل من بني حاميل شهادات العليا من 157ألف سنة 2010إىل 182 ألف سنة ، 2014علام أنه تم يف نفس الفرتة الرتفيع يف عدد أعوان اإلدارة بـ 240ألف ،وذلك خاصة يف إطار العفو الترشيعي العام ؛ ونتج عن ذلك ارتفاع غري مسبوق ملجمل األجور والرواتب باإلدارة ، إذ مرت بني سنتي 2010و 2015من مبلغ 6.8مليار دينار إىل مبلغ 11.2مليار دينار ، أي بزيادة تقدر بـ ٪ 65؛ 10عهــد التّـنمية
ةّماــــعلا تاـــهّجوّتلا
أما االنتدابات خارج القطاع العمومي ،فقد اقترصت عىل حوايل 10آالف موطن شغل خالل نفس الفرتة (الفارق بني إحداث وفقدان مواطن الشغل)؛ وبخصوص حجم الدين العام ، فقد ارتفع بني 2010و 2015من 25.6مليار دينار إىل 47.3مليار دينار، أي بزيادة تناهز ، ٪ 85و ارتفعت نسبته من ٪ 40.7من الناتج الداخيل الخام إىل ٪ 52.9تباعا ؛ وبالرغم من هذا االرتفاع ، يبقى مستوى الدين العام مقبوال بالنظر إىل الرشوط امليرسة لالقرتاض (طول مدة التسديد وتدين نسبة الفائدة) ، عىل أن تتوفر الرشوط الرضورية الستعادة النمو ولرتشيد الترصف العمومي ؛ وتقتيض استعادة النمو رشطني أساسني :بعث الثقة وانطالق االستثامر ، وبالدنا قادرة عىل تحقيق ذلك ؛ ويف هذا اإلطار ، بادرت بالدنا بإشعال فتيل ما يسمى «بالربيع العريب» ووعوده ، ونجحت إثر الثورة يف اجتياز فرتة انتقال سيايس مل يخل من االضطرابات ولكنها م ّرت بهدوء نسبي ويف كنف احرتام القانون ، وهي فرتة فتحت باب التطلعات الكبرية للحرية والكرامة والعدالة االجتامعية واملساواة بني الرجل واملرأة وتكافئ الفرص بني الفئات اإلجتامعية والجهات ؛ وتفتح تونس اليوم صفحة جديدة من تاريخها ، فرتة ترسيخ الدميقراطية ؛ ومنذ تركيزها يف فيفري ، 2015تعمل الحكومة الحالية جاهدة عىل استعادة الثقة من خالل إشارات قوية وذات مصداقية ، واضعة يف جوهر اهتامماتها وأولياتها توفري أمن األفراد واملمتلكات وإرساء دولة القانون ومعالجة املشاكل والصعوبات التي يعاين منها املواطنون، وخاصة منهم املقيمني بالجهات واملناطق املهمشة ؛ كام تويل الحكومة الحالية أهمية خاصة لإلرساع بترسيح املشاريع التنموية املتوقفة واملعطلة منذ سنوات ولرفع العوائق التي تعرقل انجازها إىل جانب الرشوع يف اإلصالحات الالزمة يف الغرض (تيسري عمليات االنتزاع من أجل املصلحة العامة ، تبسيط إجراءات التعاقد مع رشكات البناء واألشغال العامة )... ، ؛ كام حددت الحكومة الحالية أهدافا ذات أولوية لنشاطها بغاية تغيري ظروف عيش املواطنني والرفع يف نسق عمل اإلدارة واملؤسسات العمومية بصفة ملموسة خالل الـ 100يوم األوىل. الشباب و املناطق امله ّمشة يف حاجة اىل أخذ مشاكلهم بعني االعتبار وإىل تحسني حالتهم بصفة عاجلة. يتعي أن يتحقّق خاللها التغيري املؤسسايت واالقتصادي إن السنتني األولتني للحكومة هام الفرتة التي ّ يتعي تحقيقه يف هذه الفرتة هو إنعاش االقتصاد وخلق مواطن واالجتامعي .الهدف ال ّرئييس الذي ّ الشغل وتنمية املناطق املهمشة ، وذلك يف انتظار ارتفاع نسق االستثامر الخاص. عهــد التّـنمية
11
ةّماــــعلا تاـــهّجوّتلا
كام يتعني يف هذه الفرتة ضامن الربط بني السنتني األولتني والثالث سنوات املوالية ، وذلك باالعتامد أساسا عىل االستثامر العام والرشاكة بني القطاعني العام والخاص ( )PPPحول مشاريع ذات وزن، لتحقيق األثر االقتصادي والتنافيس ، والتغريات االيجابية يف حياة الفئات الضعيفة واستعادة سلطة الدولة وخلق مناخ سانح لالستثامر. ومن املنتظر أن ترتاجع البطالة والفقر بشكل ملحوظ مع نهاية السنة الخامسة ، وأن تكون تونس قد حقّقت اإلصالحات االقتصادية واملالية الالزمة التي ستمكنها من نّ و ّسيع يسمح لها بالتواجد ضمن مجموعة البلدان الصاعدة. يف هذا السياق ، تقوم مقرتحاتنا عىل قناعتنا بإمكانية وضع منط جديد للتنمية: •منط تشاريك ، أقوى إدماجا جهويا واجتامعيا ، وأكرث توازنا يف عالقة الدولة مع القطاع الخاص ومع القطاع االجتامعي التضامني، مم يعني أن جميع الجهات مرتبطة مبختلف •منط أكرث طموحا دوليا ، يحقّق ارتباط أمنت بالعاملّ ، أنحاء العامل ومنخرطة يف املبادالت االقتصادية الدولية، التي تندرج ضمن اسرتاتيجية الصعود التكنولوجي واالندماج يف العوملة « من األعىل ».
12عهــد التّـنمية
الجزء الثاين
اإلصالحات الكربى الخمسة عرش فـي 4محاور رئيسية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
رشك أكرب سيتم تدوين برنامجنا الخاميس ،2020 - 2016يف ميثاق من أجل التنمية « :عهد التنمية» ي ّ عدد من األطراف املتداخلة. ويتضمن هذا الربنامج الخاميس إصالحات كربى ٫عددها 15وتندرج يف 4محاور رئيسية : املحور األ ّول
مبـــادرة النمـــ ّو والتشغيـــل املحور الثاين
مخطط « طموح الجهات » من أجل تنمية دامجة وشاملة املحور الثالث
املخطط األخرض :الطاقة والفالحة والبيئة املستدامة املحور الرابع
العقد االجتامعي الجديد :الضامن االجتامعي والتنمية البرشية تنقسم اإلصالحات املقرتحة إىل إصالحات دافعة وإصالحات داعمة ؛ فاإلصالحات الدافعة هي تلك التي تؤثر بشكل مبارش عىل التغريات يف أمناط الحياة والعمل ، فضال عن التغريات يف التسيري ويف التنمية الرتابية .أما بالنسبة لإلصالحات الداعمة ، فهي تضمن الظروف املالمئة النجاز االصالحات الدافعة. ويستند التناسق بني اإلصالحات عىل مقاربة موضوعية تنقسم إىل محاور رئيسية يحتوي كل واحد منها عىل إصالحات دافعة وإصالحات داعمة.
عهــد التّـنمية
15
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
املحور األول :مبادرة النم ّو والتشغيل
رصف يف امليزانية 1.1اصالح اإلطار ّ املؤسسايت للتنمية ، والجباية والت ّ شـرح األسبـاب
نظرا للتدين امللحوظ يف ال ّنمو واالستثامر وخلق فرص التشغيل ، واعتبارا للتّطلعات العديدة التي أفرزتها فرتة االنتخابات األخرية ، فقد بات من الرضوري واملستعجل أن تقدم الدولة عىل إنجاز اإلصالحات الجريئة لبعث الثقة ودفع املبادرة الخاصة وانجاز املشاريع العمومية املهيكلة ومشاريع الرشاكة بني القطاعني العام والخاص ( )PPPوذلك من خالل : •اصالح اإلطار املؤسسايت للتنمية، •اصالح القطاع املايل لتسهيل متويل املشاريع الصغرية واملتوسطة ، والتنمية الجهوية والتكنولوجية رصف يف امليزانية. •اصالح الت ّ اإلصالح
1. 1اصالح النصوص األساسية من أجل إطار مؤسسايت ج ّذاب وبالخصوص : •إصالح مجلة االستثامر ، مع الحذر من القيام مبراجعة مجانبة لألهداف املرجوة منها ؛ إذ يتعني أن تتجه هذه املراجعة إىل التبسيط الرضوري ، وإعطاء ما يكفي من الحوافز (أقل من 50مليون دينار سنويا عىل مدىعقود)لفائدةاملؤسساتالصغرىواملتوسطةومناطقالتنميةالجهويةودفعالتنميةالتكنولوجية . لذا وجب أن يكون إصالح املجلة يف االتجاهات التالية : .أتعزيز سياسة تشجيع التنمية الجهوية. .بمنح امتيازات خاصة للمشاريع ذات املحتوى التكنولوجي الرفيع. .ج مواصلة تشجيع الرشكات املصدرة ، ألن خضوعها للرضيبة بــ ٪ 10يكون له تأثري مايل ضعيف عىل مداخيل امليزانية ولكنه يفرز نتائج سلبية عىل جاذبية البالد.
16عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
•سن قانون مالئم للرشاكة بني القطاعني العام والخاص :لتونس خربة طويلة ومتنوعة يف مجال الرشاكة بني القطاعني العام والخاص ، PPPإذ صدرت عديد النصوص ذات الصلة ، و انجزت العديد من املشاريع يف هذا اإلطار (االمتيازات ،IPP ، األقطاب تكنولوجية ، املراكز الفنية .)... فاملوضوع يتعلق إذا بتص ّور قانون جديد للرشاكة بني القطاعني العام والخاص عىل أساس تقييم نقدي لهذه النصوص ولهذه التجارب ، مع األخذ بعني االعتبار الخربات الدولية يف املجال .إن مرشوع قانون الرشاكة بني القطاعني العام والخاص PPPيف نسخته لسنة ، 2012واملعروض حاليا عىل الدرس ، ال يستجيب لهذا التميش ، بل هو نص غري مناسب لبلدنا وغاية يف التبسيط إذ يقترص عمليا عىل البنية التحتية الكربى ؛ وبالتايل فإنه من املناسب إعادة النظر فيه برسعة بالتنسيق مع الجهات املعنية ، ملالمئة مختلف مشاريع الرشاكة التي تحتاجها تونس ، وخاصة يف املناطق الداخلية .
2. 2اصالح جبايئ جريء
السيطرة يتمحور اإلصالح الجبايئ املقرتح حول تبسيط اإلجراءات وتحديث اإلدارة الجبائية ، إىل جانب ّ عىل االقتصاد املوازي والتجارة املوازية ومقاومة التهرب والتهريب .وينتظر من هذا اإلصالح تحسني استخالص الرضائب واألداءات مبا يخول زيادة املوارد الذاتية للدولة مبا ال يقل عن ٪ 1إىل ٪ 1.5من الناتج الداخيل الخام. إن أه ّم ُسبل اإلصالح الجبايئ تتمثل يف : •مراجعة وتبسيط وتقليص األداءات الجمركية كأفضل وسيلة ملكافحة التهريب. •مراجعة النظام الرضيبي التقديري ( : )régime forfaitaireواستبداله بنظام جديد وهو « النظام الرضيبي للمؤسسات الصغرية جدا ».وينبغي أن يعتمد هذا النظام عىل طريقة موثوق بها وسهلة املراقبة لضبط قاعدة الرضائب. •تحيني مبلغ الدخل املطابق لعنارص منط الحياة :واملقرتح تحيني كافة املبالغ (تحديد للدخل التقديري حسب عنارص منط الحياة) من خالل اخضاعها ملؤرشات التضخم املس ّجلة خالل السنوات األخرية. •ترسيع عمليات تحديث وتبسيط االجراءات الجبائية :اإلعالم والسالمة والتبسيط هي املفاتيح األساسية إلرساء إدارة شفافة وفعالة مصغية لدافعي الرضائب واالداءات. •تعزيز آليات املراقبة هو أفضل طريقة ملحاربة التهرب الرضيبي والتو ّجه نحو العدالة املنشودة. عهــد التّـنمية
17
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
3. 3اصالح الترصف يف امليزانية إن برنامجنا االقتصادي واالجتامعي طموح ويتطلب إدارة صارمة يف اإلنفاق العام ، وتعبئة كبرية للموارد املالية يف سياق وضع اقتصادي عام متدهور ، كام يحتّم رضورة استعادة مصداقية تونس لدى املجموعة املالية الدولية. أننا عازمون عىل وضع حد لهذا التدهور بإتباع سياسة مالية سليمة ، مع التعهد بانجاز برنامج اقتصادي واجتامعي طموح يف مستوى تطلعات التونسيني . إن إصالح الترصف يف املالية العمومية يرمي إىل تحقيق األهداف التالية :تنقية الترصف يف امليزانية وإعادة هيكلتها مبا يخ ّول توفري موارد مالية إضافية توجه لالستثامر العمومي ؛ وإصالح النظام الجبايئ يف العمق ؛ وإعادة املصداقية املالية لتونس السرتجاع مرتبتها بني األمم. كمـا سيتم ترشيـد دعم املواد اإلستهالكيّة و االنتدابات صلب اإلدارة بتوجيههــا خـاصة نحو املهارات العليـا ومتكني الهيـاكل الالمركزية (الجهــات والبلديـات) من املوارد البرشية املالئــمة لحاجياتهــا يف إطار تفعيل املهـام الجديـدة التـي ستوكل إليهـا. النتائج املرتقبة
اعادة دفع منو الناتج الداخيل الخام من ٪ 3.5 يف 2016إىل ٪ 7.5 يف عام ، 2020وذلك عرب انتعاش االستثامر العام والخاص ليبلغ معدل سنوي قدره 25مليار دينار سنويا ( ٪ 40استثامر عمومي و ٪ 60 خاص) وخلق 85.000موطن شغل سنويا. استثامر ّ إن التحكّم يف اإلنفاق العام وزيادة املوارد ، ال سيام بفضل اإلصالح الجبايئ ، سيمكن من تخفيض عجز امليزانية إىل حدود ٪ 3من الناتج الداخيل الخام يف سنة .2020 وسيتأىت ذلك من التخفيض يف نسبة مجمل األجور والرواتب إىل ٪ 11من الناتج الداخيل الخام بحلول املخصص للمحروقات سنة ( 2020مقابل ٪ 13سنة 2013و ٪ 11سنة ، )2010ومن تقليص الدعم ّ إىل ٪ 1من الناتج الداخيل الخام (مقابل ٪ 7سنة .)2013
18عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
2.2اصالح النظام املايل رشح األسباب
تضمن املجموعة الوطنية ، من خالل البنك املركزي و السياسة املالية ، اإلطار العام لنمؤ وازدهار النظام املايل للبالد و عليه ،مقابل ذلك ،املساهمة يف تحقيق األهداف التنموية الوطنية مع احرتام قواعد التوقي ومبادئ الحوكمة الرشيدة واستقاللية املؤسسات املالية .ويف هذا اإلطار ، فأن تلبية احتياجات البنوك إلعادة متويلها يجب أن تقوم عىل درجة مشاركتها يف متويل التنمية. اإلصالح
يشمل اإلصالح إعادة هيكلة البنوك العمومية ويتعلق أيضا باإلصالح الجذري للنظام املايل برمته عرب معالجة أوجه القصور الرئيسية الثالثة :متويل املؤسسات الصغرى واملتوسطة ، والجهات ، واالبتكار. •بعث بنك للمناطق واملؤسسات الصغرية واملتوسطة بصفة عاجلة ، من خالل تحويل وتعزيز بنك متويل املؤسسات الصغرى واملتوسطة ( ، )BFPMEوذلك باالعتامد عىل التجارب الدولية الناجحة يف هذا املجال ( KFWيف أملانيا ، و BPIيف فرنسا). •يف هذا السياق ، سيتم تخصيص أعتامد مبعدل 1مليار دينار سنويا السناد قروض بفائض ، ٪ 0 وللمشاركة ،وللضامن ،وللتدخل لفائدة الجهات واملؤسسات الصغرى واملتوسطة. •وسوف يتجاوز بنك الجهات واملؤسسات الصغرى واملتوسطة BRPME دوره كمؤسسة مالية ليكون حافزا ومحركا لشبكة تدعم املؤسسات الصغرى واملتوسطة( وكالة النهوض باالستثامر واالبتكار -الشبابيك املو ّحدة ، محاضن املشاريع ، وكالة النهوض باالستثامرات الفالحية،SICAR ، دواوين جهوية ومراكز تجارية )...وسيمكن من توفري املوارد املالية والخربات الالزمة لتلبية احتياجات الباعثني يف جميع مراحل مشاريعهم (التصميم والتدريب ،ورأس املال والقرض .)... •تفعيل رعاية كل من الــ 14والية داخلية من قبل أحد البنوك الذي سيتوىل وضع املوارد البرشية واملالية الالزمة عىل ذ ّمة باعثي املشاريع داخل الوالية املعنية.
عهــد التّـنمية
19
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
•إعادة هيكلة البنوك العمومية :لقد ق ّررت الحكومة فتح رأس مال البنوك العمومية الثالثة وهي الرشكة التونسية للبنك ،STB وبنك اإلسكان BHوالبنك الوطني الفالحي BNAجزئيا بنسبة ، ٪ 15وذلك «لرشكاء تقنيني» يف إطار ميثاق رشاكة يضبط املساهمة التقنية واألهداف التي يتعني بلوغها إىل جانب الرشوط املالية النسحاب هؤالء الرشكاء. •دفع وتفعيل عمل صندوق اإليداع والضامنات ( )CDCحتى يكون له دورا محركا بامتياز يف نشاط بنك الجهات واملؤسسات الصغرى واملتوسطة ، ويف متويل املشاريع الكربى واملهيكلة وكذلك يف النهوض بقطاع رأس املال املخاطر... ، •ارساء نظام فاعل للقرض الفالحي ، وهو نظام يحىض يف عديد البلدان بآليات ومؤسسات متويل مالمئة ،غري متوفرة حاليا ببالدنا. •اصالح يف العمق منظومة رأس املال املخاطرة لتيسري متويل املؤسسات الصغرى واملتوسطة واملشاريع املبتكرة. •تنمية منظومة القروض الصغرى )Microcrédit( ومتويل املشاريع املحدثة من طرف الشباب واملبادرات العائلية. املتخصصة يف اسناد القروض لفائدة مؤسسات القطاع االجتامعي التضامني •تنمية املالية التعاونية ّ (جمعيات ، وتعاضديات ، وتعاونيات .)... النتائج املرتقبة
تحسني نفاذ املؤسسات الصغرى واملتوسطة للتمويل بشكل عام ، وخاصة بالنسبة لتلك املتواجدة بالجهات الداخلية ، وذلك مبعدل زيادة سنوية بـ ٪ 15من مجمل التمويالت البنكية لفائدة هذه الفئات املستهدفة ؛ وستتأىت هذه الزيادة من تفاعل مجمل النظام املايل مع محيطه ، واستحداث مؤسسات وآليات متويل جديدة ، وكذلك بتطهري وإعادة هيكلة البنوك العمومية وتطوير أدائها.
20عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
3.3إصالح السياسات الصناعية والتكنولوجية الربنامج الوطني لتطوير التكنولوجيا من أجل «الرتسخ من األعىل» يف االقتصاد العاملي.
رشح األسباب
إن االنتقال من مرحلة النمو عرب القدرة التنافسية إىل مرحلة النمو عرب االبتكار يقتيض ابرام «برنامج أهداف» يعكس التزامات الدولة والقطاع الخاص ويح ّدد األهداف الطموحة للصناعة التونسية يف آفق سنة .2020وتحقيقا لهذه الغاية ، فإن الدولة تلتزم بتنفيذ سياسة وإسرتاتيجية تنمية صناعية وتكنولوجية قوية .ويلتزم ، يف املقابل ، القطاع الخاص بانجازات مرقمة تخص االستثامر والتصدير والتشغيل يف سياق تص ّور واسع للتنمية التكنولوجية. وميثل هذا الخيار االسرتاتيجي الحل الجذري الوحيد ملشكلة البطالة من خالل توجيه هيكلة االقتصاد الوطني نحو اقتصاد متطور يرتكز عىل األنشطة ذات القيمة املضافة العالية. ولذلك ، طموح تونس يتمثل يف تح ّول بالدنا إىل قاعدة تكنولوجية عاملية ، بهدف تلبية أوىل تطلعات الشباب املتمثلة يف الشغل. يتعي تداركها يف نسيجنا يف هذا السياق ، فقد أبرزت الدراسات القطاعية النقائص التكنولوجية التي ّ الصناعي .ولهذا الغرض ، فقد أفرزت هذه الدراسات قامئة يف عرشين من التكنولوجيات الرئيسية التي يتعني علينا إتقانها ومنها تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت ،وهندسة امليكاترونيك ،واملكونات اإللكرتونية ، واملنسوجات التقنية ، املواد املركبة ،البيوتكنولوجيا ... تجدر املالحظة أن جميع هذه التكنولوجيات الرئيسية هي من امليادين غري املستهلكة بصفة مفرطة للطاقة. اإلصالح
نظرا لتدين موقعنا يف عدة قطاعات واعدة عىل الصعيد الدويل (الصناعات امليكانيكية والكهربائية، النسيج ، الصناعات الغذائية ، تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت ، )...واعتبارا لألهداف الطموحة املرسومة ، فإنه من الرضوري وضع برنامج وطني لتنمية التكنولوجيا من أجل «الرتسخ من األعىل يف االقتصاد العاملي» . ويشمل هذا الربنامج حوايل مائة من التدابري التي ترتجم إىل أدوات قطاعية وأخرى عهــد التّـنمية
21
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
افقية .وتتمحور هذه األدوات حول ستة محاور متكاملة : •تنمية البنية التحتية الصناعية والتكنولوجية( أقطاب تكنولوجية ، مناطق صناعية ، مخابر ، مراكز فنية…) مع الرتكيز بوجه خاص عىل مناطق التنمية الجهوية. •تحديث البنية التحتية اللوجستية (موانئ ، مناطق لوجستية ، تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت .)... •وضع آليات لتمويل املؤسسات الصغرى واملتوسطة واالبتكار. •تكييف عروض التكوين مع احتياجات القطاعات ذات األولوية. •الرتويج عىل املستوى الدويل لتونس الصناعية والتكنولوجية. • إطالق الربامج الخصوصية للقطاعات وفروعها (تونس الرقمية 2018لربامج تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت ، ومجموعة من الربامج الخاصة بـ ( :الصناعات امليكانيكية والكهربائية ، النسيج، الصناعـات الغذائيـة ، النسيـج ، الصناعات االنشائية ، البيوتكنولوجيـا ، صنـاعات األدوية، الصنـاعات املختلفـة.)... النتائج املرتقبة
األهداف الكمية • مضاعفة الصادرات الصناعية الوطنية لتصل إىل 40مليار دينار يف عام 2020مقابل 20مليار دينار يف عام .2010 • خلق 150.000موطن شغل ، منها ٪ 50لصالح حاميل الشهائد العليا ليبلغ إجاميل عدد مواطن الشغل الصناعية 650.000 ستة ، 2020مقابل 500.000سنة .2010 • االستثامرات الصناعية 3 :مليار دينار سنة 2020مقابل 1.4مليار دينار سنة 2010و 0.58مليار دينار سنة .1995ويف املجموع ، تقدر االستثامرات يف الفرتة مابني 2020 - 2016بــ 15مليار دينار .يلتزم القطاع الخاص باستثامر 12.5مليار دينار ، يف حني تلتزم الدولة بتعبئة 2.5مليار دينار يف شكل عمليات دعم.
22عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
األهداف النوعية • مضاعفة نسبة األنشطة التكنولوجية يف الصادرات الصناعية من ٪ 25سنة 2010إىل ٪ 50 سنة .2020 • رفع عدد عدد املؤسسات املعتمدة ( )certifiéesوفق املواصفات الدولية لجودة املنتجات إىل 2200 سنة 2020مقابل 1300مؤسسة سنة .2010 • االستثامر الخارجي املبارش IDEيف مجال الصناعة 1.5 :مليار دينار سنة ، 2020مقابل 650 مليون دينار سنة ، 2015لتعزيز مكانة تونس كوجهة أوىل للمؤسسات الصغرى واملتوسطة األوروبية ضمن بلدان جنوب البحر األبيض املتوسط (أكرث من 2 000مؤسسة صغرى ومتوسطة أوروبية متواجدة).
4.4إصالح القطاع السياحي رشح األسباب
إن مت ّيز تونس السياحي هو عامل اشعاع حضاري وثقايف .لذا ،فإننا نؤكد إرادتنا السياسية لجعل القطاع السياحي عامال من عوامل التنمية االقتصادية واالجتامعية ، ولنحقق له كل ظروف االنتعاش وإالنطالق. إن أولويتنا هي الخروج من األزمة وانجاز اإلصالحات الهيكلية التي ستؤدي إىل تحسني جودة املنتوج وإثرائه . وال يتوقف األمر عىل حل مشكلة مديونية الوحدات السياحية فحسب ، بل يتع ّداه للعمل عىل مستوى السياحي وتوفري الظروف األساسية من حيث جاذبيتها ، وتطوير البنية التحتية، جميع مكونات املنتوج ّ واألمن ، وتنويع املنتوج وإثرائه . إن إرادتنا هي تحسيس جميع هياكل الدولة والجمعيات املحلية مبسؤولياتها وترشيكها يف النشاط السياحة يف السياحة الشاطئية ، بل أن تكون السياحي يف مختلف املناطق والعمل عىل أن ال تختزل ّ سياحي ، متتاز بكرم شعبها ، وجامل مناظرها الطبيعية ، وثراء تراثها التاريخي واألثري، تونس ككل بلد ّ ومرافقها الرتفيهية... ، عهــد التّـنمية
23
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
وتستند اسرتاتيجيتنا يف تنشيط السياحة عىل : •انتعاش االستثامر ؛ •استعادة التوازنات املالية ملؤسسات القطاع ؛ •مراجعة سياسة املنتوج والخدمات ذات الصلة ؛ •إرساء حوكمة جديدة لقطاع السياحة بإرشاك جميع املتداخلني ومختلف الجهات ، واعتامد سياسة الجودة الشاملة. اإلصالح
1. 1النهوض باالستثامر السياحي الذي سيتم عرب تطوير محكم لطاقة اإليواء بإحداث 20.000رسير إضايف عىل مدى ال 5سنوات املقبلة، منها 5.000رسير عىل األقل يف املناطق الداخلية ، تثمينا لخصوصياتها الطبيعية والثقافية (الصحراء، واملياه اإلستشفائية ، واملواقع الطبيعية ، وواملعامل األثرية ، والجوالت االستكشافية . )...
2. 2إنقاذ املؤسسات السياحية سيتم التعامل مع مديونية القطاع عىل أساس التشخيص الدقيق ملختلف الحاالت ، وبعث هيكل عمومي مستقل يرشف عىل إعادة الهيكلة املالية للمؤسسات املعن ّية ، وفقا لخطة عمل واقعية ومنصفة ، مع األخذ بعني االعتبار للمعطيات الخصوصية لكل حالة.
3. 3تطوير النقل الج ّوي سعيا لتنشيط الطلب السياحي ، فإننا نلتزم باستكامل املفاوضات مع االتحاد األورويب واملصادقة عىل تحرير فضاء النقل الجوي ، مع دعم الخطوط الجوية التونسية لتعزيز قدرتها التنافسية ؛ وتحقيقا لهذه الغاية ، سنعيد هيكلة الخطوط الجوية التونسية مع تجديد أسطولها. كام سنقوم بتعصري اإلطار التنظيمي واملؤسسايت للنقل الجوي ، ورفع مستوى مرافق االستقبال يف املطارات، وخاص ّة مطار تونس قرطاج لالرتقاء به إىل مرتبة مركز طريان عاملي ()hub aérien international مجهز بخدمات حديثة وفضاءات تجارية معفاة جمركيا. 24عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
4. 4تنمية الرحالت البحرية واملالحة الرتفيهية متثّل السواحل التونسية نقاط قوة تش ّجع عىل تطوير األنشطة البحرية الرتفيهية وتعزيز البعد املتوسطي للسياحة التونسية .ويعتمد خيارنا عىل 3عنارص : •االرتقاء باملواين الرتفيهية إىل مستوى املعايري الدولية ؛ •انشاء مواين ترفيهية جديدة ؛ •الزيادة يف طاقة ايواء ميناء حلق الوادي الستيعاب بواخر الرحالت البحرية ، والرتويج لرحالت استكشاف جديدة لدى منظمي الرحالت البحرية.
5. 5تعزيز األسواق التقليدية واستكشاف أسواق جديدة صاعدة •دعم الجهود إلعادة جلب األسواق األوروبية وتعزيزها ؛ •تكثيف العمل قصد استكشاف األسواق الجديدة الناشئة يف آسيا وأمريكا ؛ •الوصول اىل املسالك الجديدة الخارجية للتسويق وشبكات البيع ، مبا يف ذلك اإلنرتنت.
6. 6تنمية السياحة الداخلية • تكريس فتح األسواق الداخلية ملختلف الفئات االجتامعية (العائالت ، الطلبة ، املوظفني ، املس ّنني، مجموعات الشباب والتالميذ )...عىل أساس تلبية حاجة املوطنني للعطلة والرتفيه ؛ • االستجابة يف نفس املناسبة الحتياجات الس ّياح املغاربيني ، عىل مستوى املنتوج والخدمات، وكذلك فيام يتعلق باألسعار ، وقنوات التسويق وأساليب اإلقامة.
7. 7تعصري املعابر الحدودية ضامن ربطها بشبكة الطرقات ، مع تحسني االستقبال والخدمات.
عهــد التّـنمية
25
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
8. 8حوكمة أفضل يعود تاريخ معظم الهياكل السياحية العمومية والخاصة يف السياحة ألكرث من 40سنة ، وبالتايل فهي مل تعد مه ّيأة الحتياجات السياحة يف عرصنا. يتطلب إصالح القطاع : • إعادة تحديد مها ّم مختلف املتداخلني وتنمية الرشاكة بني القطاعني العام والخاص ،ال سيام يف مجاالت التكوين والتسويق ؛ • مزيد التحسيس باملسؤولية وزيادة ترشيك املهنيني والجمعيات واملنظامت املهنية يف ضبط السياسة السياحية وإدارة القطاع. النتائج املرتقبة
•معالجة الوضعية املالية للوحدات السياحية. •احرتام معايري الجودة بالوحدات السياحية • 20.000رسير فندقي إضايف ، منها 5.000أرسة عىل األقل بالجهات الداخلية ؛ •تعصري األسطول الج ّوي الوطني وتحسني قدراته التنافسية ؛ •جعل مطار تونس -قرطاج مركزا عامليا للطريان ؛ •ارتقاء املواين الرتفيهية إىل املعايري الدولية ؛ وزيادة طاقة استيعابها ؛ •استخدام أفضل الشبكة االنرتنت يف السياسة التسويقية
5.5اصالح الرتبية والتكوين والتعليم العايل والبحث العلمي رشح األسباب
حتى نستجيب ملتطلبات التنمية التكنولوجية وللحاجيات املتزايدة لحاميل الشهائد بخلق أكرب عدد يتعي ايجاد أفضل تكييف ملعادلة تكوين والتشغيل .ويف هذا اإلطار ، سوف يتم من مواطن الشغلّ ، انجاز اصالحات جوهرية ملنظومة التعليم عىل ثالث مستويات :التعليم ، والتكوين املهني ، والتعليم العايل والبحث العلمي .الغاية من ذلك هي جعل التعليم أولوية مطلقة ، ووجوب اعادة االعتبار ملفهوم 26عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
العمل والجدارة ، والنجاح يف الدراسة .فمن الرضوري إعطاء األمل من جديد للشباب من خالل إعادة االعتبار للدراسة كمحرك رئييس للرقي االجتامعي . اإلصالح
يتعي : لتحقيق هذه الغاية ّ • النهوض بالتطبيق الفعيل للتعليم العرصي ، الدميقراطي ، موحد يف برامجه ، إجباري من سن 5إىل 16 سنة (ذلك السنة التحضريية) ، ومجاين باملدارس العمومية للتصد لظاهرة اإلنقطاع املدريس املبكر و تداعياتها. • توفري دروس دعم مجانية لجميع تالميذ االبتدايئ والثانوي ، مع إعادة حصص اإلقامة املدرسية كامل اليوم ( )permanence scolaire؛ • الرشوع يف إعادة هيكلة مراكز التدريب املهني وآليات التكوين املستمر ملالمئة اختصاصات التكوين مع تطور املهن وخصوصيات الجهات. • تنفيذ برنامج واسع ألعادة التأهيل املهني لصالح أصحاب الشهادات من ذوي االختصاصات ضعيفة التشغيلية ؛ • انشاء شبكة من مراكز التكوين بأقطاب التنمية الجهوية ملواكبة انتصاب املشاريع الصناعية الكربى. • إعادة تأهيل ما يقارب من ربع املؤسسات التعليمية (حوايل )50لتدارك حالة ارتفاع نسبة العاطلني عن العمل من بني حاميل شهاداتها. • ارساء اعتامد املواصفات عىل الدراسات الجامعية ، وفقا ألفضل املعايري الدولية ، و تنفيذ برنامج اصالح املؤسسات العمومية والخاصة لتمكينها من تحقيق مستويات األداء الرضورية من أجل هذا االعتامد. • اسناد منح جامعية ميكن أن تصل إىل مستوى األجر األدىن ( )SMIGباحتساب إعانات السكن للذين يف حاجة إليها ، و للطلبة الذي يستحقّون املساعدة. • دعم الحريات األكادمية ، والثقافية ، وحرية التعبري والبحث واالبداع والنرش ، كقيم عاملية مصانة. • وضع آليات مشاركة الشباب يف الحياة العامة ، وخاصة من خالل مجالس املؤسسات التعليمية من املدرسة االبتدائية إىل الجامعة. • بعث اقطاب جامعية وبحثية مستقلة ومندمجة صاب أقطاب التنمية الجهوية ؛ • اعادة االعتبار للبحث العلمي األسايس والتطبيقي ، وربطه مع بيئته. عهــد التّـنمية
27
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
النتائج املرتقبة
• تقليص هام (بـ ٪ 50يف موىف الخامسية القادمة) من ظاهرة الفشل املدريس ، الذي بلغ يف سنة 2014حوايل 100.000طفل وشاب غادروا املنظومة الرتبوي دون أفق مستقبلية بديلة ؛ • تحسني ملموس يف ترتيب PISAلنظامنا التعليمي ؛ •الوصول إىل اعتامد املعايري الدولية لجميع شعب واختصاصات التعليم العايل ؛ • زيادة يف عدد الطلبة بشعبة علوم /تقنية اىل حدود 200.000سنة ، 2020مقابل 150.000حاليا، • الوصول يف نهاية ال 5سنوات القادمة اىل مستوى االنفاق يف البحوث األساسية والتطبيقية يناهز ٪ 1.75من الناتج الداخيل الخام.
6.6إصالح آليات ادماج الشباب رشح األسباب
الشباب هو مركز أولوياتنا و من الرضوري أن نعيد له األمل .ونظرا لتفاقم البطالة فإننا نقرتح مجموعة واسعة من الربامج للحد برسعة من ح ّدة هذه البطالة .ويف انتظار انتعاشة اقتصادية قوية ، من شأنها استيعاب العاطلني عن العمل يف أرسع وقت ممكن ، فإن الهدف الرئييس اآلن هو تعزيز آليات ادماج الشباب يف عامل الشغل. اإلصالح
سيتم فورا انشاء منظومتني هيكليتني : • نظام وطني لالدماج والتكوين والتشغيل ، متكامل ومتامسك ، يقوم عىل استبدال مختلف الربامج املعمول بها حاليا “بعقد تكوين وادماج” موحد يستجيب ملتطلبات التبسيط والفعالية ؛ • « فريق الشباب » ، الذي سيتكون من حاميل شهادات ش ّبان ، سيقومون مبهام تأطري وإعالم وتوجيه الشباب املتمدرس وغري املتمدرس ، وذلك تربويا وثقافيا واجتامعيا ومهنيا ؛ كام سنتخذ تدابري محددة لتعزيز تشغيل الشباب بشكل ملحوظ ، وخاصة خالل العامني األولني من الخامسية القادمة ، وذلك عرب : 28عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
• خلق العقد املوحد للتكوين والتدريب واإلدماج ( )FIIلالستجابة إىل احتياجات املشاريع الكربى للتنمية بصدد االنجاز ؛ ويشتمل العقد عىل : .أفرتة تدريب ملدة سنة أو سنتني ؛ .بتح ّمل الدولة لثلثي األجر وكامل التغطية االجتامعية للمتدرب طوال فرتة التدريب ، وذلك قصد التشجيع عىل تشغيله بصفة دامئة ؛ .جإمكانية التكوين االضايف حسب طلبات املؤسسة املشغلة. •خلق « عقد الشغل من أجل املستقبل( » حالة خاصة من ، )FIIوهو مخصص لفائدة خريجي التعليم العايل ، ويكون انخراط املؤسسات االقتصادية يف هذا إراديا بواسطة التعاقد مع الدولة ، بحيث : .أيتحصل الشبان املستفيدون عىل تدريب إضايف ملدة سنتني ؛ .بتتح ّمل الدولة أجر املتدربني والتغطية االجتامعية لهم وكلفة تكوينهم اإلضايف ؛ .ج تلتزم املؤسسات االقتصــادية املنخرطــة يف هذا الربنامج بانتداب املستفيدين عند نهاية فتـرة التدريـب. •تح ّمل الدولة لقسط التمويل الذايت املطلوب عند بعث مؤسسات اقتصادية أو تعاضديات من طرف الشباب وكذلك يف حاالت إعادة تأهيل مؤسسات موجودة وغري منظمة. •توجيه الشباب املنقطع عن التعليم بسبب الفشل املدريس إىل « مدرسة الفرصة الثانية، » وهي مبادرة تسمح باكتساب مهنة من خالل التعلم والتدرب بالتداول صلب الوسط االجتامعي واالقتصادي املحيل ، مع متتيع هؤالء السباب مبنح تدريب ؛ •انشاء رشكات تعاونية جهوية لألشغال ، يف كل والية ، كبديل ناجع «للحضائر الجهوية» الحالية. النتائج املرتقبة
وبالنظر إىل مختلف مك ّونات مبادرة النمو والتشغيل ، وإىل اإلصالحات املقرتحة آلليات إدماج الشباب، مم سيساعد عىل فإن الهدف هو إحداث 425.000موطن شغل يف غصون السنوات الخمس املقبلةّ ، تخفيض كبري يف عدد العاطلني عن العمل ويف معدل البطالة .وبذلك ، فإن عدد العاطلني عن العمل سيتقلّص بحوايل 90.000وسوف تنخفض نسبة البطالة بـ 3.2نقطة ، أي من ٪ 14.8سنة 2014 الـي ٪ 11.6سنـة .2020أمـا بالنسبة لخريجـي التعليم العالـي العاطلني عن العمل ، فـإن عددهـم سيـنخفض بـ .50.000 عهــد التّـنمية
29
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
ااملحور الثّاين :مخطط « طمـوح الجهات » من اجل تنمية دامجة وشاملة
7.7اصالح سياسات التنمية الجهوية : رشح االسباب
بالرغم من طابعها الرضوري ،فإن حوافز االستثامر يف الجهات الداخلية ،ال ميكن لها تحقق ديناميكية ايجابية إال إذا تم بالتوازي توفري مناخ مالئم النتصاب املؤسسات االقتصادية واستقرار العاملني بها .ومن واجبات الدولة ان توفر لجميع جهات البالد رشوط تثمني ثرواتها ،وملتساكنيها وبالتشاور معهم ،رشوط تطوير قدراتهم ،مبا يضمن املساهمة الفعالة لهذه الجهات يف منو االقتصاد الوطني ويف انصهارها يف االقتصاد العاملي. و يرتتب عىل هذا القيام بإصالحات تهدف إىل : •ربط مختلف الجهات يف ما بينها ومع بقية أنحاء العامل •ضامن إسهام منظومة التمويل وتطويعها بصفة ف ّعالة لخدمة التنمية الجهوية ؛ •الرفع من جاذبية الجهات الستقطاب املزيد من املؤسسات و العاملني بها ؛ •تحسني الظروف املعيشية ملتساكني الجهات ؛ •إرساء أسس الحوكمة الدميوقرطية املحلية. اإلصالح
تتطلب هذه الرؤية إرادة قوية تتمثل يف « مخطط طموح الجهات » من اجل تنمية دامجة و شاملة ؛ و يقتيض هذا املخطط استثامرات تقدر بـ 50مليار دينار عىل امتداد خمس سنوات ،ويتعهد القطاع العام بتمويل 30مليار دينار فيام يتوىل القطاع الخاص التعهد بـ 20مليار دينار ؛ و ميثل هذا جهدا غري مسبوق يف تاريخ تنمية البالد. 30عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
ويشتمل " مخطط طموح الجهات " عىل العنارص األساسية التالية :
1. 1فك عزلة الجهات • توسيع وتعصري البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية ،وفق مثال تهيئة متناسق ميكن املدن الكربى املوجودة بوسط وغرب البالد (وهي سليانة والقريوان وسيدي بوزيد وقفصة والقرصين والكاف وجندوبة) من االرتباط مبارشة وبالرسعة املطلوبة مع الجهات الساحلية ،لالستفادة من خدماتها و بنيتها التحتية وبخاصة املواين املوجودة بها ؛ • توسيع شبكة الطرقات السيارة والطرقات الرسيعة لتمر من 420كم إىل 1240كم (بإضافة بعض الطرقات منها :صفاقس -قابس ،قابس– مدنني -رأس جدير ،وادي الزرقة – بوسامل ،بوسامل – الجزائر ،القريوان – القرصين -سيدي بوزيد -قفصة ) ... • تعصري وتوسيع شبكة السكك الحديدية بنسبة ٪ 50ومن هذه املشاريع :تأهيل الخط تونس – القرصين ،انجاز خطوط قابس -مدنني والنفيضة -القريوان ،وتـأهيل خط القريوان -سبيطلة – القرصين ... ،
2. 2تطوير وتوسيع شبكة املواين •ترسيع االنطالق يف إجراءات مرشوع إحداث امليناء يف املياه العميقة ؛ •تطوير طاقة استيعاب ميناء رادس بانجاز الرصيفني 8و 9؛ • تعصري ميناء السخرية عرب الرشاكة بني القطاعني العام و الخاص ،لتعزيز دوره كقاعدة برتولية وفسفاطية السناد ومعاضدة مرشوع مصفاة "تيفرت" ؛ هذا باإلضافة إىل تطوير ميناء جرجيس لتمكينه من معاضدة تنمية املناطق الصناعية واللوجستية بكل من جرجيس وبن قردان.
3. 3البنية التحتية لالتصاالت و الغاز الطبيعي •توسيع شبكة األلياف البرصية لتمر من 9.000كم إىل 30.000كم يف غضون سنة ، 2020وربط 54منطقة صنـاعية ومنـاطق خدمات بشبكة االتصـاالت الحديـثة من األليـاف البرصيـة وتطويـر سعتهــا. • إحداث مناطق جديدة مخصصة لـ" الخدمات خارج بلد املنشأ )offshoring( " عىل مساحة مليون م 2يف أفاق سنة .2020 عهــد التّـنمية
31
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
•تطوير شبكات الغاز الطبيعي لبلوغ رقم مليون مشرتك يف سنة ، 2020أي ما يعادل تغطية نسبة ٪ 40من األرس ،وذلك عرب توسيع شبكة نقل وتوزيع الغاز وجعلها تبلغ طول 20.000كم سنة ، 2020مقابل 13.450كم سنة .2010
4. 4إحداث أقطاب تنموية جاذبة باإلضافة إىل الجهود الرامية إىل تطوير االستثامر العمومي بالجهات الداخلية ،سيقع إحداث وتهيئة عرشة « أقطاب تنموية جاذبة » متثل نقاط إشعاع تتميز بدينامكية اقتصادية عالية تجعلها قادرة عىل استقطاب املؤسسات والسكان. وتتكون هذه األقطاب من عنارص متكاملة منها : •قطب تكنولوجي /منطقة صناعية ميسح 50هك ،مع احتياطي صناعي ال يقل عن مائة هك لضامن إمكانية التوسعة عىل موقع وحيد أو عدة مواقع. •توفري مباين جاهزة الحتضان األنشطة الصناعية والخدمات خارج بلد املنشأ عند الطلب ؛ •بعث شباك موحد ملعاضدة ومرافقة الباعثني. •توفري السكن مبختلف أنواعه. •توفري مختلف الخدمات الرضورية :فنادق ،مطاعم ،خدمات صحية ،فضاءات رياضية وثقافية ترفيهية ومناطق خرضاء.)... •منظومة التكوين و التدريب و البحث ( مراكز تكوين ،مؤسسات جامعية ،مراكز بحث) •ربط هذه األقطاب مبختلف شبكات الخدمات ومن املنتظر أن يوفر كل من هذه األقطاب معدل 10.000موطن شغل يف غضون 10سنوات .؛ ويف املجموع ستمكن هذه األقطاب العرشة من أحداث 100.000فرصة عمل ،و هو ما يفوق نصف فرص العمل املؤمل إحداثها يف هذه الواليات العرشة ؛ وتقدر الكلفة الجملية لهذه االحداثات بحوايل 1.000مليون دينار. وسيوكل انجاز هذه األقطاب ثم الترصف فيها إىل مؤسسات يف إطار الرشاكة بني القطاعني العمومي والخاص ،ويقع اختيارها عن طريق املنافسة ،ويكرس هذا التوجه مفهوم جديد النجاز املشاريع الكربى. و من املنتظر أن تعرف هذه األقطاب انجاز حوايل عرشون من املشاريع الكربى املهيكلة ،يوفر كل مرشوع منها حوايل 1000موطن شغل ،هذا باإلضافة إىل إحداث ما يناهز ألف مؤسسة صغرى ومتوسطة ميكن أن توفر كل منها حوايل 100فرصة عمل .كام ينتظر أن ينتج عىل هذا التوجه بعث اآلالف من املؤسسات الصغرى يف مناطق التنمية الجهوية 32عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
5. 5االفراق الصناعي يف مختلف معتمديات الواليات الداخلية باإلضافة إىل "األقطاب التنموية الجاذبة " واملشاريع الصناعية الكربى املهيكلة ،فانه يتعني العناية بباقي معتمديات الواليات الداخلية لتمكينها من تجاوز النشاط الحرصي الفالحي وما يرتتب عليه من ركود وتقلص لنشاطها االقتصادي ،والغاية من ذلك تنويع األنشطة والتشجيع عىل بعث مؤسسات صناعية وخدماتية صغرى .و يف غياب تحقيق المركزية صناعية جادة ،سيتواصل تردي وضعية هذه املدن الصغرية لعدم قدرتها عىل املحافظة عىل طاقاتها البرشية .
6. 6آليات متويل الجهات واملؤسسات الصغرى واملتوسطة يتطلب انجاز هذا املخطط إعادة النظر يف منظومة متويل التنمية بالجهات واتخاذ العديد من التدابري: •إن إعادة هيكلة منظومة التمويل وإحداث « بنك الجهات » لتمويل تنمية الجهات واملؤسسات الصغرى واملتوسطة ،ميثل رشطا أساسيا للنهوض بالجهات الداخلية وإخراجها من عزلتها. •إحداث خط متويل بدون فائض يرصد له إعتامد مببلغ مليار دينار ووضعه تحت ترصف بنك الجهات. •متكني بنك الجهات من املوارد البرشية الرضورية ( 200إطار من ذوي الكفاءة العالية ،باإلضافة إىل شبكة خرباء مختصني يف مرافقة الباعثني). •يلتزم كل بنك تجاري بتبني والية من الواليات األربع عرش األقل منو وبدفع متويل املشاريع التنموية بها .كام يتعهد بتكوين خلية بالوالية تقوم بدور املخاطب املبارش ونقطة االتصال مع األطراف املتدخلة بالوالية. •يكون لبنك الجهات فرع يف كل والية يتوىل تعبئة االدخار ودراسة و متويل املشاريع. •تعزيز تدخل صندوق الالمركزية الصناعية FOPRODIبتعبئة إعتامدات بقيمة 500مليون دينار تخصص لتمويل بعث وتنمية املؤسسات الصغرى واملتوسطة يف قطاعي الصناعة والخدمات ذات الصلة ،خاصة يف الجهات الداخلية (بحساب 200مليون دينار يف شكل مساهامت ومنح تسند وفق مقتضيات مجلة االستثامرات ،و 300مليون دينار يف شكل منح لفائدة التنمية واملشاريع الكربى بالجهات).
عهــد التّـنمية
33
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
7. 7الظروف املعيشية لسكان الجهات األقل منو إحداث تغيري جذري يف ظروف العيش بهذه املناطق يتمثل يف : •تأهيل شامل لكافة التجهيزات األساسية بكل الجهات وجعلها ترتقي اىل مستوى املعدل العام بالبالد. •تطوير الشبكات االتصالية وتجهيزات البنية التحتية والتجهيزات األساسية . •تأهيل التجهيزات الصحية للخط األمامي و تعصري املستشفيات الجهوية لتلبية حاجيات متساكني مختلف الجهات . •تجديد وتهذيب األحياء الشعبية الكربى ،وذلك عرب التعهد بنصف هذه األحياء خالل الخمس سنوات املقبلة. •إصالح الطرقات واألرصفة والتنوير العمومي ،وكذلك تأهيل األحياء الحرضية واملساكن الجامعية الشعبية املتدهورة. •إقامة مساكن اجتامعية معدة للبيع عرب الكراء ،تيسريا إليواء األرس الشبابية عند تنقلها داخل البالد ألسباب اقتصادية و اجتامعية. •بعث برنامج وطني مندمج ملقاومة الفقر لصالح الفئات الضعيفة واألشخاص الذين يعانون الهشاشة. •تهيئة "مراكز حياة" عرصية بعواصم الواليات ،تتوفر فيها ظروف عيش مالمئة لتشجيع الشباب عىل االستقرار داخلها ،كام ميكن أن تستقطب الكوادر العليا للعمل بهذه الواليات.
8. 8الالمركزية و الحوكمة الدميقراطية املحلية العمل عىل تحقيق الالمركزية و الحوكمة الدميقراطية املحلية ،و ذلك عرب : •إقرار إصالحات عاجلة لتوزيع السلط و الصالحيات واملوارد املالية والبرشية بني الحكومة املركزية والجامعات املحلية. •الرشوع يف انجاز برنامج وطني لدعم البلديات ومساعدتها عىل القيام مبهامها الجديدة.
34عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
النتائج املرتقبة
•عرشون من فئة املشاريع الصناعية الكربى املهيكلة ( أكرث من 1000موطن شغل لكل مرشوع ) ، وحوايل 1000مؤسسة صغرية و متوسطة (أكرث من 100موطن شغل) ،وعدة أالف من املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف مناطق التنمية الجهوية ؛ • 1مليار دينار بفائض صفر مخصص عرب بنك الجهات لفائدة الجهات واملؤسسات الصغرى واملتوسطة ؛ •تدخل معزز لـ 500 FOPRODIمليون دينار مخصصة للمؤسسات الصغرى واملتوسطة يف قطاعي الصناعة و الخدمات ذات الصلة ،خاصة يف املناطق الداخلية. •متديد شبكة الطرقات السيارة من 420كم إىل 1240كم. •توسيع شبكة السكك الحديدية بنسبة . ٪ 50 •بعث ميناء يف املياه العميقة •تعزيز قدرات مواين رادس و السخرية. •شبكة األلياف البرصية بـ 30.000كلم يف آفاق 2020. •ربط 54منطقة صناعية و خدمات بشبكة األلياف البرصية. •فضاءات لألنشطة خارج بلد املنشأ ( )off shoringعىل مساحة مليون م 2يف آفاق .2020 • ٪ 40من األرس مرتبطة بشبكة الغاز الطبيعي يف .2020 •تأهيل كل املعتمديات للوصول إىل املعدل الوطني الحايل يف املرافق العمومية. •تأهيل املنشئات الصحية للخط األمامي وتعصري املستشفيات الجهوية. •تهذيب ٪ 50من األحياء الشعبية. •التنقل الجغرايف لألزواج الشابة من خالل توفري السكن االجتامعي املعد للبيع عرب الكراء. • برنامج وطني مندمج ملقاومة الفقر لصالح الفيئات الضعيفة . • تهيئة مراكز الحياة العرصية يف املدن عواصم الواليات. •برنامج وطني لدعم و مساعدة البلديات لتمكينها من االضطالع مبهامها الجديدة. عهــد التّـنمية
35
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
ااملحور الثّالث « :املخطط األخرض » الطاقة والفالحة والبيئة املستدامة تقع البالد التونسية بني البحر املتوسط والصحراء ، مناخها شبه جاف إىل جاف عىل معظم أراضيها. وتتعرض بالدنا إىل تغريات مناخية تضاف إىل هذا الجفاف لتجعل من املاء والرتبة والغابات واملراعي والتنوع البيولوجي ، واملوارد الطبيعية بشكل عام ، ثروتها الطبيعية و»رأس مالها» املحدود وغري املتكافئ من حيث توزيعه بني مختلف املناطق بالرتاب الوطني . وتجدر اإلشارة كذلك إىل أن الفجوة بني البيئة والتنمية توسعت أكرث إثر اندالع الثورة ،ويربز ذلك من خالل: •انتشار البناء الفوضوي وعمليات االستيالء عىل امللك العمومي العام والخاص ؛ •االشغال غري املرخص فيه للملك العمومي البحري (عىل الرشيط الساحيل) ؛ •اكتساح املحميات الوطنية واملنتزهات الحرضية العمومية واإلرضار بها؛ •االستغالل املفرط للموارد الطبيعية ، وخاصة منها املياه والغابات واملوارد السمكية واملناطق الحساسة املعروفة بتنوعها البيولوجي ؛ •انتشار النفايات املنزلية والصناعية والخاصة بكامل أنحاء البالد وعدم كفاية إدارة مسالك ووحدات جمعها ونقلها وتثمينها ومعالجتها وإزالتها ؛ •تدين فعالية معالجة مياه الرصف الصحي يف املناطق الحرضية وداخل الوحدات الصناعية ؛ •تدهور الجاملية الحرضية والوضع البيئي عامة عىل نطاق واسع تقريبا.
8.8اصالح سياسات الطاقية واملنجمية 1. 1قطــاع الطــاقة رشح األسباب
عاشت تونس مناءا رسيعا و هاما للطلب عىل الطاقة بعد الثورة و جاء هذا النمو مع إنخفاض الكميات املتوفرة من الطاقة .و بلغ عجز ميزان الطاقة 3.8مليون طن من النفط سنة ، 2014مقارنة بـ0.5 مليون طن من النفط سنة ، 2010أي ما يقارب 8مرات مام كان عليه العجز سنة .2010وبلغ عجز 36عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
ميزان الطاقة يف تونس حوايل ٪ 50من اإلستهالك الجميل للطاقة ، ومن املر ّجح أن يزداد رسعة بعد انسحاب العديد من املستثمرين الهامني يف هذا القطاع. وكان النمو يف استهالك الطاقة مرطبتا أساسا بنمو اإلستهالك يف قطاع الكهرباء مبعدل ٪ 5سنوياخالل الـ 4سنوات املاضية ،وبأكرث من ٪ 11يف أوقات ذروة الطلب عىل الكهرباء .وشهدت تونس يف السنوات األخرية تأخريا يف تطوير طاقات إنتاج الكهرباء الذي يدعم إشكاالت قطع التيار الكهربايئ وتقليص املردودية الطاقية إلنتاج الكهرباء ( 240كغ من النفط إلنتاج كلواط ساعة ) كام كان تنويع مزيج الطاقة ومصادر إمدداتها من األولويات يف تونس بدون نتائج تذكر حتى اآلن. و مكنت سياسة التحكم يف اإلستهالك من تقليص تزايد الطلب عىل الطاقة حيث انخفضت الكثافة الطاقية لالقتصاد التونيس بأكرث من ٪ 25منذ عام .1990 اإلصالح
إقامة عالقة ثقة مع املستثمرين يف قطاع استكشاف وإنتاج النفط والغاز وذلك عرب: •توفري تأمني العمليات وحامية املواقع الحساسة من اإلنتاج؛ •تنمية موارد الطاقة و تطوير البنية التحتية الوطنية لتسهيل نقل الطاقة من مواقع اإلنتاج؛ •اعادة مناخ الثقة يف قطاع النفط والغاز من خالل توضيح الفصل 13من الدستور بهدف توضيح الرؤية و شفافية اإلطار القانوين ودعم استقرار النظام الجبايئ للقطاع. •استكشاف اإلمكانات الوطنية يف الغاز الصخري. تعزيز برنامج التحكّم يف الطاقة يف اطار رشاكة بني القطاعني العام والخاص : •الترسيع يف انجاز وحدات إنتاج الكهرباء ال سيام وحدات الدورة املزدوجة لتحسني مردودية اإلنتاج الكهربايئ. •تعزيز الربامج الرامية للتحكم يف إستهالك الطاقة . •تنويع املزيج الطاقي بتطويرالطاقات املتجددة؛ •الترسيع يف تزويد املعتمديات بالغاز الطبيعي وال سيام الداخلية. عهــد التّـنمية
37
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
دعم اشعاع تونس باعتبارها مركزا للطاقة يف املنطقة املتوسطية من خالل: •تعزيز الرتابط الكهربايئ والغازي مع دول املغرب وأوروبا. •تعزيز التعاون معد بلدان املغرب العريب ،وال سيام لضامن تز ّود البالد من الطاقة؛ النتائج املرتقبة
تتمثل األهداف الرئيسية الثالثة ملدة الـ 5سنوات املقبلة يف : •تحسني فعالية التحكم يف إستهالك الطاقة لتبلغ الكثافة الطاقية مستوى 0,268طن م.ن1000 / . دينار من الناتج الداخيل الخام مقابل 0,309طن م.ن 1000 / .دينار من الناتج الداخيل الخام يف سنة .2009 •مضاغفة حصة الطاقات املتجددة بـ 4مرات يف اإلنتاج الجميل اللكهرباء لينتقل من ٪ 4يف عام )MW 144( 2010إىل ٪ 16يف عام ( 2019أي .)MW 1000 •التحكّم يف عجز ميزان الطاقة للبالد. تتحسن يف عام 2030بحيث ستصل إىل مستوى 0,200طن م.ن 1000 / .دينار إن الكثافة الطاقية للبالد سوف ّ دينار من الناتج الداخيل الخام من ناحية؛ و من جهة أخرى فإن حصة الطاقات املتجددة يف توليد الكهرباء سرتتفع إىل ( ٪ 35أي .)MW 4112 أما بالنسبة لالقتصاد يف الطاقة فقد بلغ 1.1مليون طن من النفط يف سنة ،2009أي ٪ 12من الطلب عىل الطاقة ،و ستبلغ : • ٪ 24من الطلب عىل الطاقة يف عام ،2020أي 3ماليني طن م.ن. • ٪ 50من الطلب عىل الطاقة يف عام 2035أي 13,75مليون طن م.ن.
2. 2قطاع املناجم رشح األسباب
يعيش قطاع املناجم مأساة وطنية و ذلك بعد أن تقلص إنتاج الفسفاط بصفة كارثية اىل حد ثلث إنتاج سنة 2010و إنقطع متاما إبتداءا من ماي .2015 38عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
أنتجت بالدنا حتى سنة ،2010حوايل 8مليون طن من الفسفاط التجاري منها ٪ 90يتم تحويلها اىل أسمدة كيمياوية محليا من قبل املجمع الكيميايئ التونيس .و بلغ رقم معامالت التصدير لرشكة فسفاط قفصة و املجمع الكيميايئ التونيس بني 3و 3.5مليار دينار يف السنة يف فرتات النشاط العادي ،مع أرباح جملية بحوايل 1مليار دينار سنويا. اإلصالح
•يجب قبل كل شئ تعبئة كل الطاقات و ترشيك كل األطراف ذات العالقة لتأمني رجوع إنتاج رشكة فسفاط قفصة و متوين وحدات املجمع الكيميايئ التونيس .و هذا اإلجراء له عالقة مبارشة مع دميومة هذه الرشكات و دميومة عرشات اآلالف من مواطن شغل و ازدهار اإلقتصاد الوطني •كام يتعني تطوير إنتاج حوض فسفاط قفصة :استنادا إىل احتياطات الفسفاط الخام التونيس املثبتة واملحتملة ، والقيود البيئية و املوارد املائية املسموح بها ، فإن رشكة فسفاط قفصة وضعت خطة تنمية 2010-2031للرتفيع يف قدرة اإلنتاج من 8ماليني طن من الفسفاط التجاري يف سنة 2010إىل 11.2مليون طن بداية من ، 2017من الحوض املنجمي بقفصة بعد ايجاد الحلول للمشاكل البيئية ونقل الفسفاط. • كام سيقع تطوير أحواض فسفاطية جديدة : إن خطة التنمية لرشكة فسفاط قفصة ستمكن يف 5 سنوات من تحقيق 11.2مليون طن من الفسفاط التجاري سنويا .إن استغالل أحواض رساورتان يف الكاف و املكنايس سيمكنان من بلوغ إنتاج سنوي حوايل 13مليون طن من الفسفاط التجاري يف سنة 2020و حوايل 16مليون طن يف سنة ،2030أي ضعف إنتاج سنة .2010وهذه الخطة ال تأخذ بعني االعتبارامكانات الفسفاط اإلضافيةلشط الجريد والبالغة 3ماليني طن من الفسفاط التجاري يف السنة (إال أن استغالل هذا الحوض يبقى مرطبة بحل اإلشكاالت البيئية ) . النتائج املرتقبة
باإلضافة إىل طموح تونس لتكون بلد رائدة يف انتاج الفسفاط وجعل رشكة فسفاط قفصة و املجمع الكيميايئ التونيس عنرصا فعاال عامليا يف القطاع فإن تنشيط قطاع املناجم رضوري ألن األسعار العاملية الحالية مرتفعة مبا يكفي إلعادة إستغالل املناجم املهجورة ،أو التي مل تستغل بعد ،وخاصة مناجم الزنك والرصاص والحديد ...التي يقع معظمها يف جبال الشامل الغريب لتونس.
عهــد التّـنمية
39
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
9.9اصالح السياسات الفالحية رشح األسباب
متثل الفالحة قطاعا اسرتاتيجيا متعدد الوظائف :اقتصادية واجتامعية وبيئية وأمنية ؛ وقد عرف هذا القطاع تطورا موصوال منذ االستقالل ، ساعد عىل توفري مورد الرزق لنصف مليون ناشط ، واستقرار حوايل 3.5مليون نسمة يف املناطق الريفية ، والحفاظ عىل توازن امليزان التجاري يف املجال الغذايئ بالرغم من منو االستهالك ؛ إن األرايض الصالحة للزراعة واملستغلة بانتظام نادرة وهي متثل حوايل 4.5مليون هكتار ، أي أقل من نصف هكتار للفرد الواحد ؛ ويعاين املزارعون من تشتت األرايض الفالحية ومن التدهور املستمر للرتبة بسبب التملح والالنجراف والتصحر ؛ كام يعانون من ركود وحتى تراجع دخلهم ؛ فهم يشكلون الفئة التي لها أعىل نسبة فقر ؛ وكذلك الشأن بالنسبة للصيادين الذين ميثلون فئة ذات نسبة فقر عالية تتعرض ملخاطر جسيمة دون التّمتّع بالتغطية االجتامعية الرضورية. اإلصالح
تطوير وترشيد قطاع الحبوب مبا يدعم األمن الغذايئ ، من خالل زيادة اإلنتاج ، وتنمية طاقة التخزين، والتقليص من تقلبات مستوى اإلنتاج ، وزيادة مساحات الزراعات الكربى ، وتحسني االنتاجية ، والحد من تغريات محاصيل الحصاد بالنسبة املزارعني ؛ إصالح األرايض الزراعية وتشجيع النفاذ إىل ملكية األرايض الفالحية ، خاصة بالنسبة للشباب : •تيسري ملكية األرايض الفالحية ودعم دور املستغلني وحقوقهم ؛ •مراجعة وتخفيف منظومة التسجيل العقاري والنرش العقاري بتبسيط اإلجراءات والتقليص يف كلفتها ؛ •اإلرساع بتصفية وضعية األرايض االشرتاكية بتسليم وثائق ملكية فردية لصغار ومتوسطي الفالحني، مع تحديد مساحات املراعي وإقحامها يف النظام العقاري ؛ •ترشيد استغالل األرايض الدولية وتشجيع توظيفها لخدمة التنمية الجهوية و» تشبيب « الفالحة ميسة ، قروض بتمليك الشباب ومتكينهم من تعاطي النشاط الفالحي (منح األرايض برشوط ّ بنسب محدودة أو بنسبة صفر ، الخ) ؛ 40عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
تحسني الظروف عيش الفالحني : •تطوير املسالك الفالحية وتسهيل النفاذ إىل السوق ؛ وسيتم انجاز برنامج لتطوير املسالك املختصة من الوسائل الالزمة لذلك ؛ الفالحية مع سن ترشيع لتيسري هذا العمل ومتكني املصالح ّ •بعث وتعزيز آليات التأمني ، ووضع سياسة جديدة للقروض الفالحية ملجابهة تقلبات االنتاج ؛ •مراجعة سياسة القرض الفالحي ملالمئتها لالحتياجات الخصوصية لدورة االنتاج الفالحي ؛ •معالجة مسألة مديونية صغار الفالحني ،باعتبارها متثل أولوية مطلقة؛ •معاضدة ودعم الفالحة العائلية الصغرية ، وال سيام باملناطق الريفية األقل حظا ، وباملناطق الجبلية والحدودية ؛ انجاز مشاريع تشاركية للتنمية الفالحية والريفية ذات اإلمكانات فالحية غري املستغلة عىل أحسن وجه ، وتستهدف هذه املشاريع بصفة أولوية فئات الشباب واملرأة الريفية. ترشيد استخدام مواردنا السمكية : •تحسني ظروف مامرسة الصيد الساحيل ؛ •ضامن احرتام فرتات الراحة البيولوجية الستعادة الرثوة السمكية وضامن دميومة قطاع الصيد البحري ؛ •تقليص مامرسات الصيد العشوايئ من خالل انشاء محميات بحرية وأرصفة اصطناعية ، وتعزيز وسائل وسبل املراقبة ؛ للصيادين : تحسني الظروف عيش ّ •تعميم منح مداخيل للصيادين خالل فرتات الراحة البيولوجية ؛ •تعميم التغطية االجتامعية للصيادين من جميع الفئات بايجاد نظام تعاوين يضمن لهم حقوقهم يف الرعاية الصحية مقابل االنخراط يف صندوق الضامن االجتامعي ؛ •تجهيز املوانئ الرئيسية بوسائل اإلنقاذ يف البحر ، وترشيك املنظامت املهنية يف مراقبة احرتام قواعد املالحة والسالمة يف قوارب الصيد ؛ •تشجيع بعث وتطوير املنظامت املهنية للصيادين ؛ عهــد التّـنمية
41
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
•اعتامد مواصفات عالية لقطاع الصيد البحري ترتقي إىل مستوى تلك املعتمدة لدى الدول املتقدمة ، ال سيام فيام يتعلق بالنظافة وسالمة التغذية عىل مستوى» اإلنتاج « والتخزين والتعليب والتوزيع باألسواق املحلية والتصدير ملنتجات الصيد البحري ؛ تأهيل وتعزيز القدرات املؤسساتية للمتداخلني املعنيني بتطوير القطاع الفالحي: •تشجيع بعث منظامت املنتجني الفالحيني والص ّيادين ، عىل غرار الرشكات التعاونية ، وتعاضديات اإلنتاج والخدمات الفالحية ...؛ •تشجيع انشاء غرف للفالحة والصيد البحري بالجهات الفالحية الكربى ، وتعزيزها باملوارد املالية والبرشية الرضورية للمساهمة يف التصميم وتنفيذ السياسات والربامج املتعلقة بالتنمية الفالحية والريفية ، والبحوث والتكوين واإلرشاد الفالحي واالستشارات ؛ •إنشاء نظام رشاكات مؤسساتية بني األطراف الفاعلة يف امليدان الفالحي والريفي وغريها من األطراف املتدخلة يف مجاالت مهنية أخرى (الصناعات الفالحية ، ومسالك التخزين والتوزيع وأسواق املنتجات الغذائية ، واملستهلكني ، وأصحاب املنشآت السياحية ، الخ). النتائج املرتقبة
•االستثامر بكثافة من أجل تحقيق نسبة نّ و للقطاع مبعدل ٪ 5سنويا ،خالل الخامسية 2016- ، 2020مقابل معدل منو ب ٪ 2.6سنويا خالل املخططني السابقني ؛ •زيادة حصة الفالحة يف صادرات السلع لتبلغ 11إىل ٪ 12خالل الفرتة ، 2020 - 2016وذلك بفضل تطوير الصناعات الغذائية املميزة (زيت الزيتون ، والتمور ، ومنتجات البحر ،وغريها).
1010اصالح السياسات البيئية يتجسم خاصة يف االستغالل املفرط للموارد الطبيعية، يربز الربط بني البيئة والتنمية اختالال هاما ّ وتلوث العديد من األوساط واملواقع الربية والبحرية ، واإلستعامل املكثف للمناطق الساحلية للبالد، والتدهور امللحوظ يف نوعية الحياة داخل مناطق العمران ...؛ 42عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
وتشهد مواردنا املائية ضغوطات عديدة ومتنامية ، ونتجت عن ذلك ظواهر خطرية تتمثل يف االستغالل املفرط للموائد الجوفية ؛ يتجاوز معدل النسبة الوطنية الستغالل املائدة املائية ، ٪ 106مام أ ّدى إىل متلّح املياه وتدهور األرايض الزراعية خاصة يف املناطق السقوية املروية مبياه ذات نسبة ملوحة مرتفعة ؛ وهي ظاهرة تهدد كذلك مياه املائدة الجوفية العميقة للجنوب التونيس ، املتأتية بنسبة ٪ 38 من املياه الجوفية األحفورية الغري قابلة للتجديد (مائدتها مشرتكة بني تونس والجزائروليبيا). تربز سياساتنا البيئية العديد من النقائص ، منها خاصة : •ضعف تأثريات األنشطة البيئية املنجزة عىل املحيط وعىل نوعية الحياة ، مقارنة مع األهداف املرسومة لها ؛ •سيطرة املقاربة القطاعية العمودية للتنمية ، دون اعتامد مقاربة التخطيط املندمج أو حتى اجراء مشورة حقيقية مع األطراف املعنية أو ترشيكها يف صنع القرار ، ودون القيام بالتقييم البيئي االسرتاتيجي ؛ •ضعف مستوى ادماج األبعاد واالهتاممات البيئية يف السياسات واالسرتاتيجيات القطاعية للتنمية ؛ •قلة فاعلية املنظومة املعلوماتية البيئية (رصد وتحليل وتقييم) ، وضعف هياكل وآليات املتابعة واملراقبة يف مختلف مجاالت التنمية املستدامة.
1. 1اإلدارة الجديدة للموارد املائية رشح األسباب
تتعرض مواردنا الطبيعية (املاء ، والرتبة ، والغطاء النبايت والغايب )... ، لشتى االعتداءات (انجراف من مم زاد يف هشاشتها ؛لذا ،فإن البالد بحاجة أكيدة التخاذ ج ّراء املياه والرياح واألنشطة البرشية)ّ ، اإلحتياطات الالزمة لتفادي نقص املياه وعدم التوازن بني املناطق الساحلية والداخلية. اإلصالح
ترمي االسرتاتيجية الجديدة إلستغالل املوارد املائية إىل تلبية احتياجات املناطق التي تفتقد لهذا املورد، مع تعزيز جهود االقتصاد يف املاء والحد من التبذير .وتشمل هذه االسرتاتيجية : عهــد التّـنمية
43
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
•تلبية حاجيات املناطق التي تفتقد للامء الصالح للرشاب (املناطق العمرانية واملتاخمة لها، املناطق الريفية ، واملناطق الجبلية ، واملناطق الصحراوية) وذلك من خالل مزيد تعبئة املوارد التقليدية وغري التقليدية ؛ •حشد املوارد املائية السطحية الجاهزة واملربحة بانجاز السدود ، والسدود التل ّية ، والبحريات الجبلية ... ، بحوض مجردة واملرتفعات وسفوح جبال الوسط والجنوب ...؛ •تعبئة املوارد السطحية والعميقة املتاحة وحفر اآلبار ، مع الحرص عىل حامية املياه الجوفية من التلوث واالستغالل املفرط ؛. •تعصري وتوسيع املساحات السقوية ؛ •تغطية عجز املياه يف املناطق السقوية التي هي يف طور اإلنتاج ، بهدف وقايتها و تحسني منتجاتها ودخل املزارعني، وحامية املناطق املهددة بالفيضانات ؛ •مكافحة التصحر والحفاظ عىل املياه والرتبة ، من خالل تنفيذ مخططات عمل جهوية ومحلية مندمجة ملقاومة التصحر وانجاز مشاريع تشاركية ؛ •الحامية ضد تلوث املياه ، من خالل إنشاء نظام معلومايت وطني ، محني باستمرار وموثوق به، لجرد ومتابعة مختلف مصادر تلوث املياه ؛ وجمع ومعالجة املياه املستعملة يف املناطق الحرضية والريفية ؛ وتشجيع الصناعيني عىل انجاز تشغيل وصيانة محطات معالجة أولية لنفاياتها السائلة ؛ وترسيع وتنفيذ وتوسيع برامج ومشاريع ازالة التلوث الصناعي عىل غرار برنامج حامية املوارد البحرية والساحلية لخليج قابس ، وبرنامج القضاء عىل امللوثات العضوية الثابتة ...؛ •النهوض بإسرتاتيجية فعالة للترصف يف طلب املياه مع تعميم التقنيات لالقتصاد يف املاء تدريجيا عىل جميع قطاعات النشاط. النتائج املرتقبة
•إن امكانيات املوارد املائية السطحية التي تم تعبئتها يف عام 2013هي 2.4مليار م 3موزعة بني 2.080مليون م 3عىل مستوى السدود 190 ، مليون م 3يف السدود التلية ، و 130مليون م 3يف البحريات الجبلية .ومن املتوقع بلوغ حجم تعبئة يف عام 2020مبقدار 2.5مليار م من مجمل إمكانات تعبئة تقدر بــ 2.7مليار م. 3 •اإلدماج التدريجي لإلقتصاد يف املاء كعنرص هام يف اإلسرتاتيجيات القطاعية 44عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
2. 2اسرتاتيجية ملكافحة التلوث وحامية الوسط الطبيعي رشح األسباب
عالوة عىل محدودية الرثوة الطبيعية واالستغالل املفرط لها ببالدنا ، وبالرغم من الجهود الكبرية التي بذلت للمحافظة عىل هذه الرثوة وضامن دميومتها ، فهي ال تزال اليوم تحت ضغط أشكال متعددة من التلوث التي تساهم يف تدهورها وبالتايل يف إلحاق الرضر بصحة اإلنسان. اإلصالح
•النفايات الصلبة : .أالتحسني الرسيع (بداية من )2015لحالة النظافة العامة مبدننا وقرانا ، وذلك خاصة من خالل التنسيق العميل (عىل املستويات الجهوية واملحلية) وتجميع املوارد البرشية واملادية املتاحة (وتعزيزها برسعة) لدى الجامعات املحلية واملصالح الخارجية للدولة واملؤسسات العمومية وحتى الخواص ومنظامت املجتمع املدين ، واملتابعة الدقيقة لعمليات النظافة ، والتطبيق الحازم للعقوبات ضد امللوثني واملخالفني للقوانني املتعلقة بالنظافة والصحة العامة ؛ .بالتأهيل والترسيع بتحسني ظروف امتام وتوسيع وتشغيل وصيانة املصبات املراقبة وكذلك ملحطات نقل وعبور ومعالجة النفايات الصلبة يف املناطق الحرضية ؛ .جمراجعة وتنسيق نظم وآليات متويل عمليات الترصف يف الصلبة. •النفايات السائلة : سيقع مراجعة االسرتتيجية الوطنية للتطهري ، يف اتجاه البحث عن تغطية ترابية أفضل تشمل املناطق الريفية ، مع السيطرة أكرث عىل تكلفة وجودة الخدمات ، ومع مزيد االدماج للتأثريات البيئية (حامية الوسط الطبيعي الربي والبحري ، إعادة استعامل املياه املستعملة بقصد تحسني الغطاء النبايت والغايب ، استعامل طني محطات التطهري النتاج السامد العضوي والطاقة )... ، منذ مراحل التخطيط والربمجة ملختلف مشاريع التطهري ، وتطوير الرشاكة بني القطاعني العمومي والخاص. عهــد التّـنمية
45
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
•الترصيفات الغازية : مراجعة وتطوير وترسيع انجاز برامج ومشاريع ازالة تلوث الهواء املتأيت خاصة من أنشطة األقطاب الصناعية الكربى املتواجدة بجهات صفاقس ، قفصة ،قابس ، بنزرت ومنزل بورقيبة ، والحوض املنجمي لقفصة ...والنقل الحرضي (تونس الكربى وصفاقس). النتائج املرتقبة
سيمثل «االقتصاد األخرض» قطاعا حيويا ، يساهم بحوايل ٪ 0.5من الناتج الداخيل الخام ، ومبا يناهز 5.000موطن شغل سنويا ؛ و ستدمج األبعاد البيئية يف السياسات واالسرتاتيجيات االقتصادية واالجتامعية. تسجيل نقلة نوعية يف مستوى جودة الحياة ونظافة املحيط وجاملية املدن من خالل تنفيذ برامج توسيع الغطاء النبايت الرعوي والغايب والحرضي ، وإنشاء املساحات الخرضاء وانجاز مراكز الرتفيهية والفضاءات الرياضية يف املدن واألرياف.
46عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
املحور ال ّرابع :العقد االجتامعي الجديد لقد أنجزت تونس نقلتها الدميغرافية ، ومن املتوقع أن ظاهرة تقدم معدل السن املسجل يف البلدان املتقدمة سوف يجعلها تواجه نفس التحديات غري أنه علينا رفعها يف فرتة وجيزة .وستشهد تونس عىل هذه الوترية ارتفاع حصة املسنني ما فوق الستني سنة من مجمل السكان من نسبة ٪ 9التي سجلت يف مطلع سنة 2000إىل ٪ 17متوقعة سنة .2030 لقد أمضت فرنسا قرنا كامال لبلوغ هذه النسبة من املسنني يف نسيجها السكاين ومتتعت مبجال زمني مريح ملواجهة هذه الظاهرة .وتعزى رسعة التح ّول الدميغرايف يف تونس إىل التطور الطبي الكبري ، بالتوازي مع تدعيم البنية األساسية الصحية يف البالد. غري أن متديد معدل مؤمل الحياة يكلّف مثنا ، باعتبار ما تقتضيه شيخوخة القاعدة السكانية من طلبات متزايدة للعالج وما يقابلها من حاجيات لألدوية .وهي تقدر بالنسبة للرشيحة املسنة بضعف حجم الطلبات العادية. كام أن لتقدم سن السكان أيضا وقعه عىل الخدمات االجتامعية طويلة املدى ، وبالخصوص صلب نظم جرايات التقاعد التوزيعي التي متول من خالل حصص متناوبة زمنيا ، وتطلب استدامتها مؤرشا دميغرافيا مستقر عرب الزمن .وليس الحال كذلك بالنسبة لنظامنا إجامليا ، وخاصة يف جانبه املخصص لتأمني التغطية االجتامعية للوظيفة العمومية والقطاع العام. باإلضافة إىل ذلك فقد أصبحت النقلة الدميغرافية والتطور االقتصادي واالجتامعي تفرض تحديات جديدة عىل نظم الضامن االجتامعي تبعا ملا يرافقها من تغريات للسلوكيات الفردية عىل شاكلة نفاذ املرأة للعمل ،أو تصدع األرسة الذي يفرز أشكاال جديدة من عدم االستقرار مثل العزلة وظاهرة االقصاء االجتامعي ،اضافة إىل أوضاع التبعية املسجلة بالخصوص لدى األشخاص املسنني أو املعوزين .ومن مثة فإن هذه املخاطر الحديثة تقتيض آليات خصوصية للكفالة. ان التحدي الذي يواجهه الضامن االجتامعي سيتمثل إذن يف ايجاد آليات التمويل التي متكنه من أداء رسالته يف ارساء العدالة االجتامعية عرب خدمات مقبولة يف مجال الصحة والحيطة االجتامعية ، مع السهر عىل أن تكون تكلفة هذه املنظومة موزعة بطريقة عادلة بني األجيال.
عهــد التّـنمية
47
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
إن العقد االجتامعي الجديد الذي نقرتحه للخامسية ، 2020 2016وما يليها لكامل العرشية (2016 2020و ، )2025 2020يرتكز عىل ترابط خمسة إصالحات أساسية: •إصالح املنظومة الصحية. •إصالح منظومة الحامية االجتامعية •إصالح من أجل اإلدماج الكامل للمرأة اقتصاديا واجتامعيا •إصالح إجراءات امللكية العقارية واقتناء املساكن •إصالح منظومة االدماج االجتامعي عرب "أرضية الكرامة االجتامعية" يجسم تقدما ملموسا يف تطوير وتأمني ظروف عيش التونسيني عىل إن نجاح هذه اإلصالحات الخمس ّ امتداد حياتهم .وهي تساهم أيضا يف تحسني القدرة الرشائية للفئات املتوسطة والشعبية ، وذلك من خالل ما ستقتصده هذه الفئات عىل مستوى نفقات الصحة والسكن ومختلف عوائل ال ّدهر.
1111اصالح املنظومة الصحية إعادة تأهيل املنظومة الصحية والتغطية الصحية الشاملة للجميع.
رشح األسباب
تبقى الصحة ، باعتبارها عنرصا أساسيا للموارد البرشية ، احدى املشاغل الكربى للمواطن التونيس نظرا ملحدودية العرض العمومي للخدمات االستشفائية وجودتهاغري الوافية بالغرض. نحن نويص إذن بـ : •إرساء ظروف النجاعة وإحكام تسيري املنشآت اإلستشفائية العمومية ،وباتخاذ إجراءات عاجلة لفائدة الفئات املعوزة. •تأهيل القطاعات العمومية والخاصة للصحة من أجل تحسني نوعية الخدمات والتحكم يف التكلفة، إىل جانب مراجعة الخارطة الصحية قصد ارساء توازن جهوي أفضل. •ارساء نظام تغطية صحية شاملة للتأمني عن املرض ،وذلك ألن نسبة هامة من النفقات االجاملية للصحة (أكرث من )٪ 50تتحملها األرس ، مام جعل الفئات االجتامعية املتوسطة والشعبية أكرث هشاشة. 48عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
االصالح
1. 1رضورة الرشوع بإجراءات العاجلة التالية : •تلبية حاجيات املنشئات الصحية يف الجهات بالحرص عىل تدعيمها بأطباء االختصاص. •تأهيل أقسام االستعجايل يف املستشفيات الجامعية واملستشفيات الجهوية يف املناطق ذات األولوية. •بعث وحدة يف كل منشأة استشفائية مكلفة بتهذيب الخدمات العالجية وفرض احرتام املرىض. •وضع برنامج للمراقبة املشددة عىل ظروف النظافة واإلقامة باملؤسسات الصحية العمومية. •تأمني فرص الحصول عىل العالج للمواطنني الفقراء من خالل اجراءات عاجلة تيرس التكفل بنفقات املرىض غري املتمتعني بأي صنف من أصناف التغطية الصحية. •تهذيب وتجديد املنشآت الصحية للصف األول ، وذلك بصيانة البنايات ،واقتناء التجهيزات املناسبة ،وترفيع عدد االطار الطبي ،والحرص عىل عدم انقطاع الخدمات العالجية طيلة اليوم أو انعدام األدوية بالنسبة لألمراض املزمنة. •وضع لبنات الحوكمة الرشيدة انطالقا من تقييم أداء املسؤولني عىل كل املستويات (ادارات جهوية ،مستشفيات ، أقسام استشفائية) وتركيز آليات للمحاسبة وااللتزام بتعيني املسؤولني حسب مقاييس الكفاءة
2. 2يجب حاليا الرشوع يف تأهيل املنشآت الصحية العمومية عىل عديد املستويات : •تأهيل كل مواقع العالج ،من الصف األول حتى الصف الثالث ،بهدف تدعيمها بالوسائل البرشية واملادية الكفيلة بتسيري أدائها. •تدعيم املستشفى العمومي بالوسائل املادية والبرشية الرضورية ،إىل جانب احاطته بترصف عرصي وشفاف يسمح بضامن خدمات مطابقة ملعايري الجودة والنجاعة املعتمدة عىل املستوى الوطني. •مراجعة تنمية املوارد البرشية للقطاع الصحي قصد مالءمتها بشكل افضل مع الحاجيات الحالية واملستقبلية. • بعث أقطاب ما بني الجهات لالختصاصات الطبية وذلك بإرساء نظم مركبة حول املنشآت العمومية والجهوية املميزة ، وتدعيمها بالوسائل املادية والبرشية الرضورية لتقديم خدمات ذات عهــد التّـنمية
49
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
نوعية جيدة ، ويتم عىل هذا األساس تركيز ستة أقطاب ، عىل أن يقع تحديد املدن املحتضنة لها بالتشاور مع السلط الجهوية واعتامدا عىل املعطيات الوبائية والحاجيات الخصوصية للجهات. •العمل عىل تدعيم التكامل بني القطاعني العمومي والخاص قصد توسيع وقع االستثامرات املنجزة لكل منهام ،موازاة مع تثمني تجهيزات املخابر.
3. 3التغطية الصحية الشاملة هي الضامن الوحيد لتمكني الجميع من النفاذ اىل املرافق االستشفائية وتوفري الوقاية وخدمات العالج بكلفة معقولة .وعىل الدولة التعهد بتقديم خدمات ذات جودة لكل املواطنني وأينام تواجدوا ،وتشمل هذه الخدمات مختلف أمناط األمراض والوقاية والنهوض بالصحة. وتضم هذه التغطية بعدين متكاملني :توفري فرص العالج والحامية من املخاطر املالية. فبالنسبة لتوفري فرص العالج ستتم مراجعة الخارطة الصحية من أجل متكني كل التونسيني من االنتفاع بنفس الوسائل التكنولوجية املتاحة ،سواء بالنسبة لتشخيص االمراض أو العالج وذلك بشكل مطابق للمعطيات العلمية الحالية. أما بالنسبة لتقليص حجم املساهمة املبارشة لألرس يف متويل النفقات الجملية للصحة ،فإن توفري تغطية صحية شاملة ( )CMUلسائر التونسيني (الذين سيحتفطون بحرية االختيار بني منظومات العالج املعمول بها حاليا يف الصندوق الوطني للتأمني عىل املرض) سيكون بتمويل عمومي. النتائج املرتقبة
•تنفيذ اإلجراءات العاجلة خالل السنتني األولتني من الخامسية وتأهيل املنشآت العمومية للصحة عىل امتداد السنوات الخمسة. •متويل التغطية الصحية الشاملة عىل املرض ضمن ميزانية الدولة يف حدود ٪ 4من الناتج الداخيل الخام (زيادة عن ميزانية وزارة الصحة) .وسوف يكون هذا التمويل تدريجيا ، حيث ينحرص يف نسبة ٪ 0.8خالل السنة االوىل لريتفع تدريجيا حتى يصل إىل ٪ 4أثناء السنة الخامسة ، وسوف يحل هذا التمويل مرحليا محل مساهامت املشغلني واألجراء بعنوان الصندوق الوطني للتأمني عىل املرض ،والتي سيقع تحويلهالتمويل صناديق التقاعد. 50عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
• حرص املساهمة املبارشة لألرس يف نفقات الصحة (خارج االكتتابات االجتامعية) يف حدود .٪ 30 • القضاء عىل الفقر األرسي الناتج عن النفقات الصحية الثقيلة .
1212اصالح منظومة الحامية االجتامعية توسيع مجال الحامية االجتامعية وتحقيق التوازن املايل للضامن االجتامعي.
رشح االسباب
تقتيض التحوالت االجتامعية واالقتصادية التي نشهدها آليات مالمئة للرعاية االجتامعية ، فالتأمني كنمط انتاج للتضامن يبقى مجسام ألسس للضامن االجتامعي ، اذ بفضل قيم التآزر يستطيع الضامن االجتامعي تأمني التامسك االجتامعي وتخفيض وقع الهزات االقتصادية والنهوض بالكرامة االنسانية ،وهكذا يكون منطق التأمني ومنطق التضامن قابلني لالنسجام. كام ينبغي انجاز اصالح نظم الضامن االجتامعي بالتشاور مع االطراف االجتامعية ، من نقابات االعراف واألجراء ، ألنهم أول املعنيني باملساهامت يف التمويل وبخدمات الحامية االجتامعية. إن توجهاتنا وقناعاتنا التآزر واالندماج وحسن التسيري متيل خياراتنا لإلصالح التي تتصنف كاآليت: •اعتبار النهوض بالشغل الالئق عامال أساسيا الستدامة منظومة الحامية االجتامعية. •املقاربة بني نظم التقاعد للقطاع العام والقطاع الخاص ، مع اعتبار مبدأ املساواة بني األجراء يف مجال اإلسهام يف التمويل والتمتّع بالخدمات ، قاعدة أساسية. •بعث صندوق مستقل مس ّخر للتأمني ضد فقدان الشغل ألسباب اقتصادية أو فنية. •التزام الدولة بضامن الحق يف العالج للفئات الضعيفة ومتكينها من ح ّد أدىن للدخل ، مع الحرص عىل توجيه مختلف التدخالت لفائدة الفئات املعوزة حسب مقاييس موضوعية.
عهــد التّـنمية
51
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
اإلصالح
أمام ارتفاع نفقات الخدمات االجتامعية ، واالختالالت املالية املتتالية ، بات من الرضوري تنويع موارد متويل صناديق الضامن االجتامعي .ففي أغلب البلدان ، ومهام كان النظام الذي تم اختياره يف البداية، يكون التوجه بعد ذلك نحو تجميع التمويل املتأيت من االسهامات والتمويل عرب الجباية. ويكمن املبدأ العام ملرشوعنا اإلصالحي يف : •جعل تغطية الصندوق الوطني للتأمني عىل املرض ( )CNAMشمولية ،وجعل الجباية مصدر متويلها (متويل متعلق بالتضامن الوطني مع خدمات غري مرتبطة باملداخيل) ،وستستغل مساهامت املش ّغلني واألجراء بعنوان الصندوق الوطني للتأمني عىل املرض ، لتمويل صناديق التقاعد تِبا ًعا لتمويل التغطية الصحية الشاملة ( )CMUمن ِق َبلِ ميزانية الدولة. •املحافظة صلب متويل صناديق التقاعد ، الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة االجتامعية ( )CNRPSوالصندوق الوطني للضامن االجتامعي ( ، )CNSSعىل النظام التوزيعي ذو املنافع املحددة (متويل متعلق بالتضامن االجتامعي املهني ،ألنه متمثل يف مداخيل بديلة). •االرساع باعتامد مبدا التقاعد االختياري ، واملتمثل يف حرية األجري يف اختيار موعد خروجه للتقاعد بني 60و 65سنة ،أو أكرث .مع تحسني طريقة احتساب جراية املعاش للعاملني ما بعد الستني سنة. •ويف مرحلة الحقة (بداية من سنة )2021يجدر التفكري يف مزج نظام التقاعد التوزيعي حتى يصبح مكونًا من : .أجانب قائم عىل التوزيع حسب منافع محددة (وهو النظام الحايل). .بوجانب قائم عىل التوزيع حسب مساهامت محددة :وهو نظام ترقيمي ( )notionnelأو باحتساب النقاط ( - par pointsشبيه بالنظام التكمييل الحايل للصندوق الوطني للضامن االجتامعي .)CNSS أما تفاصيل جانبي التقاعد واملرض ، فهي تتمثل كاآليت :
1. 1جانب صناديق التقاعد : بالنسبة لصندوقي الضامن االجتامعي ، ال شك أن التحول من نسب االسهامات الحالية (الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة االجتامعية ، ٪ 20,7 :والصندوق الوطني للضامن االجتامعي )٪ 12,5اىل 52عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
نسب التوازن املالية التي اقرتحتها الدراسات الحالية (الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة االجتامعية: ٪ 31,6والصندوق الوطني للضامن االجتامعي )٪ 16,03تبدو هامة نسب ًّيا ، غري أننا سنعتمد هذه ال ّنسب املقرتحة قصد رسم تصورنا لإلصالح. من أجل تخفيف وقع هذه القفزة يف النسب ، وخاصة بالنسبة للموظفني ، نقرتح بالتوازي مع التدرج يف التمويل الجبايئ للتغطية الصحية الشاملة ( ، )CMUتحويل نسب االسهام بعنوان املرض ()٪ 6,75 املمنوح حاليا اىل الصندوق الوطني للتأمني عىل املرض نحو الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة االجتامعية والصندوق الوطني للضامن االجتامعي .وميكن أن يتم ذلك تدريجيا مبقدار 1,35نقطة كل سنة حتى بلوغ ( )٪ 6,75عىل امتداد خمس سنوات (.)2020 ، 2019 ، 2018 ، 2017 ، 2016
2. 2جانب الصندوق الوطني للتأمني عىل املرض متثل حاليا خدمات الصندوق الوطني للتأمني عىل املرض (املساوية تقريبا للمساهامت) حوايل ٪ 2من الناتج الداخيل الخام .وتتفق الدراسات حاليا ، أنه بالنسبة لبلد ذو دخل متوسط عا ٍل مثل بلدنا ، ميثل متويل التغطية الصحية الشاملة (٪ CMU) 4من الناتج الداخيل الخام. وسوف يتطور هذا التمويل تدريجيا بالطريقة التالية :خالل السنوات ( ، )2020 – 2016سيتم تحويل موارد جبائية اىل الصندوق الوطني للتأمني عىل املرض ، وذلك لتعويض املساهامت بعنوان الصندوق الوطني للتأمني عىل املرض التي سيقع تحويلها لتمويل صناديق التقاعد .ومن 2016حتى ، 2020يكون هذا التمويل تصاعديًا ليمر من ٪ 0,8من الناتج الداخيل الخام خالل السنة األوىل اىل ٪ 4خالل السنة الخامسة ، وذلك مبقدار إضايف بنسبة ٪ 0,8يف السنة. وميكن تعبئة املوارد الرضورية لهذا التمويل عرب إحداث " رضيبة اجتامعية عىل القيمة املضافة " (TVA )socialeت ُوظف أساسا عىل املواد املو ّردة التي ال يُسهم انتاجها يف متويل ضامننا االجتامعي ، كام ميكن تصور موارد أخرى لإليفاء بالغرض. النتائج املرتقبة
1. 1جانب صناديق التقاعد السن القانونية للتقاعد سيكون اختياريا لألجري من سن 60اىل سن 65مام سيمكن من ضامن التوازن إن ّ املايل للصناديق حتى موىف .2020 عهــد التّـنمية
53
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
ونقرتح لضامن استدامة هذا التوازن املايل عىل املدى الطويل ، أن ينتظم التفاوض بداية سنة 2016حول اعتامد نظام التوزيعي ، مع االحتفاظ بقسم قاعدي للمنافع املحددة (النظام الحايل) يُك ّمله جزء آخر حسب املساهامت املحددة (حسب النظام الرتقيمي أو حسب النقاط) ،وذلك بداية من سنة .2021 وستسمح هذه الصيغة بضامن استمرارية نظام التقاعد حتى أفق 2050أو ما بعدها ، والتخلص نهائيا من تردد الحلقة املفرغة لالختالالت املالية وارتفاع نِسب وآماد املساهامت املالية ،هذا اذا اعتمدنا حرصيًا منط التوزيع حسب خدمات معينة. كام سيمكننا هذا التميش االصالحي لنظام التقاعد يف مجمله من الخروج الفوري واىل آماد بعيدة من د ّوامة االصالحات الالمتناهية (زيادات مستمرة يف نسب وفرتات املساهامت) خاصة أنها تح ُّد من تنافسية املؤسسات ومن مستوى الدخل الصايف لألجراء.
2. 2جانب الصندوق الوطني للتأمني عىل املرض اعتامدا عىل موارد من امليزانية العمومية (مبا فيها أداءات مخصصة للغرض) ، ميكننا التوصل اىل تأمني نسبة ٪ 4من الناتج الداخيل الخام لتغطية ٪ 100من السكان مبظلة التأمني عىل املرض (مقابل ٪ 91 حال ًيا ، إذا ما احتسبنا "الكنام" ( )CNAMوبرامج AMG1و ، )2AMGهذا مع تخفيض مساهامت األرس يف النفقات الصحية اىل حدود ٪ 30مقابل ٪ 50حاليا.
1313اصالح من أجل االدماج الكامل للمرأة اقتصاديا واجتامعيا رشح األسباب
إن ادماج املرأة يف الدورة االجتامعية ويف الحركة االقتصادية ليس فقط انصافا لها ، بل هو حتمية للنمو الوطني .فبقدر تطور مساهمتها ، بقدر ارتفاع عدد العاملني ، وبالتايل إمكانية اللحاق مبستوى دخل الفرد لألمم املتقدمة. إن تونس تشهد تحوالت دميغرافية عميقة ج ّدا ، فالكتلة السكانية االضافية من الرشيحة العمرية النشيطة والتي كانت تقدر بـ 120ألف أو 130ألف فرد يف السنة منذ ربع قرن ، أصبحت حال ًّيا يف انحدار كاريث لتنحرص اليوم تحت سقف 80ألف فرد .وسوف تنخفض خالل سنوات 2020اىل 45ألف، ثم اىل أقل من 30ألف فرد خالل السنوات املوالية لسنة .2030 54عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
تعترب نسبة تشغيل املرأة حاليا ضعيفة جدا ، إذ ما يقارب ربع عدد النساء اللوايت يف سن العمل (15 سنة فأكرث) تنتمني اىل النسيج املسمى بالنشيط ، أي يعملن أو هم يف حالة البحث عن عمل ، يف حني أن نسبة نشاط الرجال يناهز .٪ 69,5 فاملرأة ليست فقط مقصاة من النسيج النشيط ، بل هي مقصاة أيضا من سوق الشغل عندما تقبل عليه وهو ما جعل نسبة البطالة لدى النساء هي ضعف النسبة املسجلة لدى الرجال ، وهي مرشحة لالرتفاع كلام تدرجنا يف مستوى التعليم. وبالتايل ، فإن التقدم امللحوظ املنجز يف مجال األحوال الشخصية وفيام يتعلق بالتحكم يف الوالدات والتعليم ،مل يتم ارفاقه بنفاذ حقيقي للنساء يف الحياة االقتصادية. فاليوم أصبحت نسبة تدريس الفتيات أعىل مام هي لدى الذكور ، ويف الجامعة نالحظ بذهول أن :نسبة الطالبات من مجموع الطلبة قد بلغت .٪ 61 اإلصالح
إذا كانت النساء مقصاة اىل هذا الحد من العمل ، فذلك ألنهن معرضات اىل متييز سلبي يف شتى املجاالت .وعندما يوضع حد لهذه الظاهرة ، فإن النساء سيك َّن مدمجات بطريقة أفضل ، وعندها أيضا يتسنى لتونس االنتفاع بهذه الرثوة الكربى املهدرة. من أجل إزالة عدم االنصاف بني الرجال واملرأة يف مجتمعنا ، ولتجنيب تونس انهيار نسيجها النشيط، ال بد من انتهاج جملة من السياسات واإلجراءات منذ اآلن ،وذلك حسب التميش التايل : •تطوير املؤسسات العمومية لحضانة وتأطري الطفولة الصغرية (محاضن ،روضات أطفال ،االلتحاق باملدارس العمومية بداية من سن الخامسة.)... •تحديث وتدعيم برامج تحديد النسل ومكافحة األمية ، خاصة يف املناطق الريفية. •متتيع النساء الحوامل بعطلة والدة خالصة األجر مطابقة للمعايري الدولية (أربعة أشهر ، وذلك بداية من الشهر التاسع للحمل حتى الشهر الثالث بعد الوالدة ، مقابل شهرين فحسب حاليا). •وضع حوافز ملموسة (اعالم ، حصص ، منح وتسهيالت أخرى) قصد توجيه الفتيات نحو شُ عب التكوين املهني والجامعية ذات قابلية التشغيل والنمو. عهــد التّـنمية
55
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
ميس ، ومراكز إليواء املرأة العاملة يف مناطق الشغل. •بناء مساكن للتسويغ ذات كراء ّ •ارساء آليات تحفز املؤسسات املتجمعة يف مناطق صناعية أو مناطق سياحية عىل االسهام يف بناء مراكز إيواء وتجهيزات اجتامعية لفائدة أجرياتها. •احداث هيئة عليا ملكافحة التمييز ضد النساء. •تركيز نظام مندمج للتمييز االيجايب (مبا يف ذلك اقامة نظام الحصص) يدعم النساء لإلسهام يف كل امليادين (نقابات ، جمعيات ، مجالس ادارة ، مجالس بلدية ، أحزاب سياسية ، مجلس الن ّواب )... •تنفيذ برنامج وطني لإلعالم والتحسيس ، يهدف اىل تثمني املبادرات والتدخالت االيجابية لفائدة النساء ، وتحسني صورتهن يف شتى قطاعات وميادين النشاط. •اعتامد "مقاربة النوع" يف مناهج التخطيط ، وإعداد املوازنات ، ويف السياسات العمومية عىل املستوى الوطني ، والجهوي واملحيل. حسب توفر هذه الظروف ، متكنت البلدان املتطورة يف مجال تحرير املرأة من النجاح ، وبفضل هذه الرشوط ستتمكن تونس من النجاح بدورها. النتائج املرتقبة
إن العامل الفعال يف تشكيل املستقبل االقتصادي لتونس كامن يف الطاقة التي سرتصدها الدولة واملجتمع لتحرير املرأة من الضغوط التي تحبسها يف املجال املنزيل فقط. وهكذا يتمثل السيناريو الطموح املطلوب تجسيمه خالل العرشين سنة املقبلة ، والذي يتطلب م ًّدا تطوعيا حقيقيا ، يف االنتقال اجامليا ، بالنسبة النسائية النشيطة من ٪ 25اىل ، 50%ومن نسبة عامة (نساء ورجال) ترتفع من ٪ 50اىل .٪ 66وهو ما يسمح بتوسيع النسيج النشيط بأكرث من 1,5مليون فرد خالل نفس الفرتة .ويتطلب هذا السيناريو انتهاج سياسة جديدة. ويف ذات الصدد يتمثل هدفنا للسنوات الخمسة القادمة يف االنتقال من نسبة نسائية نشيطة بـ ٪ 28,5 سنة 2014اىل ٪ 35يف أفق . 2020 ويتفرع عن هذا الهدف العام هذف آخر ذو أهمية كربى يتمثل يف الحرص عىل تقليص نسبة البطالة لدى حامالت الشهائد الجامعية اىل أقل من ٪ 30مع موىف الخمس سنوات القادمة ، مقابل أكرث من ٪ 40حاليا ،ذلك مع تركيز مجهود خاص عىل مناطق الجنوب أين تتجاوز هذه النسبة .٪ 70 56عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
1414اصالح اجراءات امللكية العقارية واقتناء املساكن رشح األسباب
منذ ثورة جانفي ، 2011ظل عدد املساكن االجتامعية املش ّيدة من قبل الباعثني العموميني والخواص يف تراجع واضح .وحسب املعطيات التي جمعتها الهيئة االستشارية للبعث العقاري ، فإن انجاز املساكن االجتامعية كان يف حدود 963سنة 2011وانخفض اىل 283فقط سنة .2012 ومنذ حلول حكومة الرتويكا (ديسمرب ، )2011فإن منسوب عرض املساكن االجتامعية ما انفك يُستغل ألغراض انتخابية محضة ،حيث بُرمج يف قانون املالية التكمييل 2012احداث 150.000مسكن مبا فيها الربنامج الخصويص املتضمن لــ 30.000مسكن اجتامعي .وقد عمدت الحكومة يف ابرازها للجانب االجتامعي لغايات انتخابية اىل طرح طلب عروض دويل لبناء 12.000مسكن عرب مختلف الواليات ، غري أن هذا الطلب مل يتلقى أي مشاركة. وأمام هذا الفشل اضطرت الحكومة اىل تقليص عدد املساكن املربمجة لالنجاز اىل 2.500وحدة فقط، لكنها مل تر النور ،ما عدا ترميم منازل بدائية كانت بصدد االنجاز. ميكن لنا تحديد االختالالت املتزايدة خالل العرشيتني األخريتني كام ييل : •إن مسألة املساكن البدائية مل تتم احاطتها سوى بالحلول املقدمة حالة بحالة .وذلك دون ضبط خطة شمولية إلزالة األكواخ نهائيا ضمن برنامج مستديم .ويف الواقع كانت عمليات ازالة املساكن البدائية تتبع دوما بظهور مساكن أخرى من نفس النمط. •إن طرق ووسائل الحصول عىل السكن مل ترافق نسق تطور حاجيات املواطنني. •إن انعدام مساندة وتأطري القامئني عىل انجاز الوحدات السكنية قد نجم عنه نقص هام يف مستوى العرض للمساكن االجتامعية ، امام ارتفاع الطلب باستمرار (حيث يقدر حجم الطلبات حاليا بحوايل 100ألف وحدة سكنية). •إن اهامل األحياء القدمية باملدن ، وغياب تدخل الصيانة بالنسبة للبنايات العمومية وأمالك األجانب تسبب يف تدهور النوعية الهيكلية واملظهرية لهاته البنايات. •إن اعتامد املحابات وظاهرة التدخالت تحت غطاء سياسة اجتامعية رسمية ،أدى بداية من عهــد التّـنمية
57
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
منتصف السنوات 2.000اىل حدوث اختالل : .أبيئي (مدن عشوائية ،انتشار عمراين مشط ،القضاء عىل مخزون البناء املستقبيل). .باقتصادي (استنزاف األرايض الفالحية الخصبة ،تشتت اليد العاملة الفالحية). .جاجتامعي – دميغرايف (نزوح من األرياف ،اختالل النسيج الحرضي ،اكتضاض وفوىض باملدن، نقص كبري يف املساكن االجتامعية). اإلصالح
1. 1اعتامد تخطيط حرضي مستديم وتكوين مدخرعقاري احتياطي من األرايض الصالحة للبناء من قبل الدولة والجامعات املحلية. •العمل يف آجال معقولة ، عىل مراجعة األمثلة العمرانية املوجودة أو التي يتواصل اعدادها ،وذلك إلدخال اإلصالحات الالزمة حسب حاجيات كل مدينة ،واألخذ بعني االعتبار الضوابط االقتصادية (الحد من االنتشار العمراين) والبيئة (املحافظة عىل الفضاءات الخرضاء وتطويرها يف املدن واملناطق الريفية). •برمجة مقاسم جديدة وعمليات تهذيب يف كل مدينة قصد االستجابة للتوقعات املتعلقة بالسكن خالل السنوات القادمة. •التشجيع عىل مبدإ تجميع املساكن يف الوسط الريفي باحداث قرى حول محاور الخدمات األساسية والبنى التحتية العمومية (مدارس ،مكاتب بريد ومستوصفات وطرقات). •احصاء األرايض الدولية والبلدية املتواجدة داخل املناطق املهيأة وبرامج التهيئة العمرانية يف كل والية. •توزيع األرايض املحصاة حسب نوعية برمجتها عىل الباعثني العموميني والخواص يف اطار الربنامج املخصص لبناء املساكن. •احداث منطقة تدخل عقاري يف مناطق األحياء القدمية التي ال تكتيس صبغة تاريخية ، وذلك لفائدة البلديات باملدن الكربى. •تهذيب األحياء القدمية املتواجدة باملدن حسب برامج تعدها كل مدينة حسب حاجياتها الخصوصية ويف اطار رشاكة بني العمومي والخاص (بلدية ، وكالة التهذيب والتجديد العمراين، مالكني خواص) أو بني العمومي والخاص (بلدية ، وكالة التهذيب والتجديد العمراين ، مالكني خواص وباعثني عقاريني). 58عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
2. 2تنقية الوضع العقاري الحرضي وتسليم عقود ملكية ألصحاب الحق ، من خالل : •اصدار قانون خالل سنة 2016يتعلق بامللكيةالعقارية وتسجيل العقار يف اتجاه ادماج العقارات املجمدة بالدورة اإلقتصادية. • مراجعة الترشيع والنصوص القانونية الخاصة باألمالك العقارية التي كانت عىل ملك األجانب قصد تيسري نقل ملكيتها للتونسيني ، وحامية هذه املمتلكات من الخراب ، والسعي اىل تسوية وضعية ساكنيها. •تحيني عقود امللكية مبا يسمح للاملكني يف ميدان الرشاكة يف امللكية العقارية من االنتفاع بعقود ملكية فردية. •إن اصالح القوانني الخاصة بامللكية املشرتكة يفيض اىل ترصف عقالين وناجع يسمح باملحافظة عىل رصيدنا العقاري.
3. 3النفاذ لتمويل سكن متالئم مع الحاجيات ، وذلك من خالل : •تعميم القرض بدون نسبة الفائدة ( ، )٪ 0رشيطة أن يحدد سقف التمويل ، وذلك لصالح املقتنني ملسكن ألُ َول م ّرة .وباإلمكان أيضا تخصيص قرض دون نسبة فائدة لتوفري التمويل الذايت يف حال عجز املقتنني عن توفريه. • اعادة صياغة وتوسيع مجال تدخل صندوق النهوض باملساكن االجتامعية ( ،)FOPROLOSألن هذا الصندوق الذي أحدث ألغراض اجتامعية بات يفرز عدم تكافئ الفرص ، وال بد من معالجة ذلك عرب : .أتوسيع مجال تدخل الصندوق لتشمل رشائح جديدة للمشرتكني واملنتفعني (مهن حرة ، صغار التجار ، الحرفيني وصغار املهنيني وصغار الفالحني والعملة الفالحيني )...الذين ال يتعدى دخلهم أربعة أضعاف األجر األدىن ( )SMIGوذلك بإحداث آلية خاصة لإلسهامات املالية. .بتحوير آلية القرض بتعديل القيم املالية ونسب الفائدة للقرض املتعلقة بصندوق النهوض باملساكن االجتامعية ( FOPROLOS) 1و 2و 3مام يخلق موارد جديدة للصندوق. .جاحداث – FOPROLOSصفر (بدون نسبة فائدة) خاض بأصحاب الدخل األقل من األجر الصناعي األدىن ( )SMIGواألجر الفالحي األدىن ( )SMAGويتمثل يف مساعدة عينية مبواد البناء إلقامة مسكن يف الوسط الريفي أو يف األحياء الحزامية املحيطة باملدن.
عهــد التّـنمية
59
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
4. 4برنامج وطني للنهوض باملساكن االجتامعية واالقتصادية حسب اإلحصاءات الرسمية فإن 60.000مسكن (اجتامعي ، اقتصادي أو فاخر) يتم بناؤها كل سنة من بينها 75%تنجز بتعهد ذايت ، أما الـ ٪ 25املتبقية (أي 15ألف مسكن) فهي تبنى عن طريق القطاع املنظم (باعثني عقاريني خواص وعموميني). يكون انتاج القطاع املنظم والبناء الذايت مرتبطا بالعرض والطلب بالنسبة لألول ، وبالحاجيات الذاتية بالنسبة للثاين ...أما السكن االجتامعي ، فهو عىل الدوام رهني العمل السيايس اإلرادي :إذ ال بد أن يكون مدرجا ضمن برنامج وطني. ونحن نويص يف هذا الصدد بتوجيه االهتامم اىل محيط الجامعات واألقطاب التكنولوجية واملناطق الصناعية قصد النهوض باملساكن االجتامعية واالقتصادية املعدة للتسويغ لفائدة الطلبة ، والعامل والعامالت واألرس. ويهم برنامجنا بناء املساكن االجتامعية واالقتصادية التي تنجز من ِقبل : •الباعثني العقاريني (العموميني والخواص) لغرض البيع • البناء الذايت من قبل الخواص • وكالة النهوض باملساكن االجتامعية لغرض التسويغ • صيانة وتهذيب املساكن البدائية.
5. 5تهذيب األحياء الشعبية املحيطة باملدن حي مربمجة للتهذيب ، وهي تأوي 600.000ساكن. ُّ ينص املخطط الذي تم اعداده سنة 2012عىل ٍّ 1.150 إال أنه مل يح ّدد سوى برنامج واحد لتهذيب 119حي موزعة عىل 62بلدية للفرتة ما بني .2016 –2012 وقدرت تكلفة هذا الربنامج بــ 435مليون دينار :متويل 135مليون دينار من ميزانية الدولة و 260 مليون دينار متويل خارجي. وقد كان التقدم يف اإلنجاز متعرثا نظرا للصعوبات التي جابهتها الحكومة يف تجميع التمويل الخارجي. لذلك نقرتح مراجعة هذا الربنامج يف مجمله والعمل عىل : 60عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
•وضع اسرتاتيجية وطنية فعالة لتجنب احداث مثل هذه األحياء مستقبال. •تهذيب األحياء املوجودة حاليا يف اطار برنامج وطني يأخذ يف االعتبار التخطيط الحرضي للمدن. ويتطلب األمر تهيئة وتطهرياألحياء وتهيئة مقاسم خاصة ببناء مساكن جديدة •اعتامد اسرتاتيجية جديدة للنهوض باملدينة ، تكون مركزة عىل تقريب الخدمات لفائدة أحياء مخصصة لخمسة آالف ساكن .مع الحرص عىل احداث روضات أطفال تؤمن دو ًرا أساسيا يف تطوير عمل املرأة ، اىل جانب ُدور للشباب وللثقافة .ويهم هذا املستوى من العمل التنظيمي والتنموي مصالح الرتبية والصحة ، اىل جانب أنه يهدف اىل تطوير جذري لنوعية التجهيزات والخدمات، والترصف يف النفايات املنزلية والتطهري ، والطرقات والتنوير العمومي ، وهي عنارص متثل الحزمة القاعدية االجتامعية – الحرضية .وال بد من شحن حركية دائبة للتشغيل الحرضي القريب من مناطق العمران من خالل تهيئة فضاءات مميزة وتعبئة آليات القروض الصغرى املالمئة. النتائج املرتقبة
•يتضمن برنامجنا بناء وتهذيب 100.000وحدة سكنية عىل امتداد خمس سنوات (– 2016 ، )2020مصنفة كاآليت : .أبناء 16.000مسكن عن طريق الرشكة الوطنية العقارية (.)SNIT .ببناء 32.000مسكن عن طريق الباعثني العقاريني الخواص حسب نسق تصاعدي من سنة اىل أخرى اعتبا ًرا لتطور واردات صندوق النهوض باملساكن االجتامعية .FOPROLOS .جبناء 12.000مسكن من قبل املالكني أنفسهم (عن طريق البناء الذايت). .دتهذيب 30.000مسكن يف إطار برنامج تهذيب املساكن البدائية ، وخاصة يف الوسط الريفي، ويتم متويلها مبنحة من قبل الصندوق ( )FOPROLOSوال يتم تسديدها. .ه 10.000مسكن مع ٍّد للكراء ستنجزها وتترصف فيها وكالة النهوض باملساكن االجتامعية (.)SPROLS ويبلغ حجم االستثامرات الخاصة بهذا الربنامج 7000مليون دينار موزعة كام ييل : .أمساكن مخصصة للملكية 4.800 :مليون دينار. .بمساكن يف إطار البناء الذايت 600 :مليون دينار. .جمساكن مخصصة للتسويغ 1.000:مليون دينار. .دتهذيب املساكن البدائية 600 :مليون دينار. عهــد التّـنمية
61
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
•ستتم مع موىف السنوات الخمس القادمة تصفية املشاكل العقارية للمساكن ذات امللكية املشرتكة. •تسوية نهائية لوضعيات األمالك العقارية التي كانت عىل ملك األجانب. •تهذيب األحياء األكرث تهميشا ،حسب مقاربة تشمل ٪ 50من األحياء املعنية ( 600من مجمل 1.200 حي التي تم تحديدها) بالنسبة للفرتة ، 2020 – 2016وبكلفة انجاز قدرت بثالثة مليارات دينار.
1515اصالح منظــومة اإلدمــاج االجتامعي « أرضية الكرامة االجتمـاعية» رشح األسباب
يجب اإلقرار يف البداية بوجود أرضية وطنية دنيا وتوافقية قاعدية ، تلك املتعلقة باملطالب األساسية للثورة ، وهي قاعدة مجسمة ألرضية صلبة مبا فيه الكفاية للرشوع يف إقامة "عهد التنمية". إن مسألة التامسك االجتامعي متثل محور التميش التوافقي إلقامة وتجسيم " عهد التنمية " وهو ما يدفعنا اىل أخذ الظرف الوطني بعني االعتبار ، ويستوجب عىل كل األطراف املعنية تأطري متشيها من خالل نظرة شمولية للمشاكل املطروحة .إضافة اىل أن مسألة نجاعة اإلدارة واملصالح العمومية تبقى قابلة للتقييم واملراقبة ، ومتثل عنرصا ال محيد عنه من مجمل حزمة االتفاقات الوطنية الشاملة. اإلصالح
يف إطار املطالبة بالعدالة االجتامعية التي عربت عنها الثورة ، فإن « أرضية الكرامة االجتامعية » يجب أن تتضمن العنارص األساسية التالية : •اإلرساع بالقضاء عىل الفقر املدقع الذي يهم ٪ 5من األرس ، أي أكرث من نصف مليون مواطن. •اإلرساع أيضا بالتخفيض بشكل ملموس يف البطالة ، وحسب األولوية يف مناطق الجنوب والغرب، وخاصة لدى أصحاب الشهائد العليا. •انجاز يف أقرب وقت ممكن "حزمة التجهيزات والخدمات العمومية الدنيا والرضورية للحياة 62عهــد التّـنمية
رشع ةسمخلا ىربكلا تاحالصإلااكلا تاحالصإلا
الكرمية " وخاصة بالنسبة ملتساكني األحياء الشعبية املحيطة باملدن وذات الواقع الهش أو امله ّمشة ، مثلها مثل املناطق الريفية الحدودية. •التطوير العاجل ملستوى القدرة الرشائية للطبقات الشعبية وللرشائح الدنيا يف الطبقة املتوسطة، وذلك بتقليص نسبة التضخم والرتفيع يف املداخيل الضعيفة. وما نحتاجه يف أقرب اآلماد هو سلسلة من اإلجراءات والرتاتيب القابلة للتنفيذ املبارش وتهم عىل املستوى الوطني : •تعبئة أفضل لإلدارة الجبائية وتحسني مردوديتها. •اتخاذ إجراءات ف ّعالة ملكافحة الفساد عىل مستوى الديوانة. •تأطري وإدماج االقتصاد الهاميش ومكافحة التهريب. •اإلرساع بإدماج مجمل األنشطة الخارجة حاليا عن كل أشكال الجباية حاال وبدون تأخرييف إطار النظام التقديري. •تعميم نظام الفوترة وبالتايل تيسري تجميع األداء عىل القيمة املضافة. إن عملية تخفيض نفقات ميزانية الدولة ميكن تيسريها عن طريق اإلجراءات الفعالة آنفة الذكر ،عىل أن تكون مدعومة بعاملني متوازيني :قرض وطني بقيمة مليار دينار ومساعدة عمومية دولية بنفس القيمة بظروف تكلفة وآجال تفاضلية ويخصص لدعم امليزانية. تحت هذه الظروف بالذات ، تكون " أرضية الكرامة االجتامعية " قابلة للتنفيذ برسعة وتهيئ بذلك الستتباب الثقة الشعبية التي تشكل سن ًدا رضوريًا لعمل الحكومة. النتائج املرتقبة
يف ظرف خمس سنوات يجب أن تسمح " أرضية الكرامة االجتامعية " بـ : •تأهيل التجهيزات العمومية اعتام ًدا عىل قامئة مرجعية للتجهيزات ميكن اعتامدها للنهوض بكل املعتمديات دون مستوى املعدل الوطني. •القضاء عىل الفقر املدقع الذي يرزح تحت وطأته حاليا أكرث من نصف مليون مواطن. •العمل عىل تخفيض نسبة الفقر اىل النصف وسحبها اىل .٪ 8 •تخفيض نسبة البطالة لدى حاميل الشهائد العليا (أكرث من ٪ 30حاليا) إىل مستوى النسبة العامة للبطالة يف أفق .2020 عهــد التّـنمية
63
الجزء الثالث
منط جديد للنمو والتنمية
يمنتلاو ومنلل ديدج طمن
ترتكز اسرتاتيجية التنمية عىل انخراط تونس يف منهاج جديد للتطور واإلمناء ، وهو ما يسمح بتحقيق أهداف طموحة عىل مختلف املستويات.
1. 1منو قوي وتطور تكنولوجي مسرتسل إن النمو املربمج للناتج الداخيل الخام ينطلق بنسبة ٪ 3,5خالل السنة األوىل ( )2016ويتدرج سنويا بنسق ، ٪ 1أي مبعدل ٪ 5,5سنويا عىل كامل الخامسية ، مام يهيأ لرتفيع الدخل الفردي باألسعار القارة ألكرث من ٪ 28يف موىف الخمس سنوات القادمة. وسوف تنمو صادرات املنتجات والخدمات بنسق ٪ 8سنويا حتى تبلغ ٪ 50سنة 2020مقارنة بالوضعية الحالية ، مع محتوى تكنولوجي عايل سيبلغ ٪ 50مقابل ٪ 25حاليا.
2. 2تكثيف مجهود االستثامر العمومي والخاص واعتامد مخطط طموح للجهات ولتجسيم هذه اإلنجازات ينبغي تعبئة جهود االستثامر لتبلغ 125مليار دينار باألسعار القارة لسنة ،2015أي مبعدل 25مليار دينار يف السنة. ويتصنف املبلغ الجميل ( 125مليار دينار) اىل استثامرات عمومية ترتفع قيمتها اىل 50مليار دينار، واستثامرات خاصة بحوايل 75مليار دينار (أي ٪ 40عمومي و ٪ 60خاص). وستنتفع املناطق الغربية والجنوبية بنسبة ٪ 60من االستثامرات العمومية ، أي 30مليار دينار عىل امتداد كامل الفرتة ومبعدل سنوي بــ 6مليارات دينار ، و ٪ 37,5من االستثامرات الخاصة ، أي 20 مليار دينار. وهكذا يكون املجهود املوجه اىل دعم البنية األساسية والتجهيز وأيضا آليات حفز االستثامر الخاص بهاته الجهات قادر عىل توفري حجم جميل لالستثامر بـ 50مليار دينار خالل السنوات الخمسة املقبلة ومبعدل سنوي لالستثامر الجميل بـ 10مليار دينار.
عهــد التّـنمية
67
يمنتلاو ومنلل ديدج طمن
3. 3إحداث عـدد هام من مواطن الشغل عىل أساس الحوافز السالف ذكرها ،يُتَوقع احداث معدل 85.000موطن شغل سنويا ، يتأىت من : 65.000موطن شغل سنة 75.000 ، 2016سنة 85.000 ، 2017سنة 95.000 ، 2018سنة ، 2019 و 105.000سنة .2020 وباحتساب الطلبات اإلضافية املقدرة بـ 330.000موطن شغل بني 2016و ، 2020فإن عدد العاطلني عن العمل سوف ينخفض ب 90.000عاطل يف أفق .2020مع العلم أن قسطا هاما من مواطن الشغل التي سيتم احداثها خالل هاته الفرتة سينتفع بها حاملو الشهائد العليا. وسيم ّر عدد العاطلني عمو ًما من 572ألف سنة ( 2014وحوايل 580ألف عاطل سنة 2015حسب كل االحتامالت ، أي )٪ 14,7اىل 490ألف عاطل سنة .2020لكن نسبة البطالة ينبغي أن تنخفض من ٪ 14,8سنة ( 2014و ٪ 14,7سنة )2015اىل ٪ 11,6سنة ، 2020أي أنها ستتقلص بـ 3,2نقطة.
4. 4الحاجة اىل متويالت هامة تقدر حاجيات متويل االقتصاد بـ 150مليار دينار (باألسعار القارة لسنة : )2015مبعدل 125مليار دينار لالستثامرات و 30مليار دينار لتسديد الدين ومتويل عجز امليزانية. و سيتخفض تأمني التمويل الداخيل عرب االدخار الوطني الذي ينبغي أن يبلغ 100مليار دينار (ما يساوي ٪ 80من االستثامر) .أما التمويل الخارجي فسيبلغ 50مليار دينار يف شكل استثامرات مبارشة خارجية وهبات وقروض.
5. 5قابلية احتامل مستوى الدّ ين العام والدّ ين الخارجي خالل سنة 2020ستنحرص فوائض الدين الخارجي يف حدود ٪ 12من مواردنا بالعملة ،كام سيتم حرص عجز امليزانية يف مستوى .٪ 3وسيتحقق ذلك بفضل النمو املربمج للناتج الداخيل الخام ، وصادرات املنتجات والخدمات ، وبفضل الترصف املسؤول يف امليزانية.
68عهــد التّـنمية