ملتق��ى خمرجي �أخلليج ال�سينمائي بالقطيف 2013 ي��وم ال�شع��ر العامل��ي 21مار���س وحكاي �ا الأر�ض. الدوخل��ة الثامن واخليمة الثقافي��ة واملر�سم احلر. -القري��ة الرتاثي��ة و�سح��ور الأ�صدق �اء الثق �ايف.
بري�شة الفنان ح�سني امل�صوف -ال�سعودية
�ألغالف الأمامي
�أللوحة من �أعمال الفنان ح�سني امل�صوف
�ألغالف اخللفي
�أللوحة من �أعمال الفنانه �شوق احلبيب
ملف �إبداعي ثقايف �سنوي ي�صدر عن (�أتيليه فن) رم�ضان 1434هـجرية رئي�س التحرير
حميدة ال�سنان
الهيئة اال�ست�شارية
علي الدرورة حممد املرزوق الإخراج الفني
�أتيليه فن
فنان العدد
ح�سني امل�صوف حممد اجل�شي م�صور العدد
ح�سني الها�شم
املراجعه االمالئية والت�صحيح
الكاتبه زينب املزيدي
بري�شة جميله البحراين -ال�سعودية
املواد املن�شورة ال متثل بال�ضرورة �آراء جلنة (القطيف الثقافية)
للمرا�سلة:
Mobile: 0551538662ص.ب13001 : جزيرة تاروت 31911
اململكة العربية ال�سعودية
P.O.Box: 13001 Tarot: 31911 Kingdom of Saudi Arabia ali.darorah@aramco.com hameda-999@hotmail.com
بري�شة ن�سمة العلق
مقاالت
بري�شة �آمنه ال�شيوخ
املحتويات
ابن �شهيد الالئذ بعامل الـجنّ الأدب نب�ض الوجدان وروحه املحلقة حول ال�سرقات الأدبيةاجل�صية يف القطيف الزخارف ّ -املنتديات الأدبية يف القطيف ...ثراء ..وعطاء
6 10 12 16 20
حممد الب�شري �أ�سماء الها�شم حممد اجللواح علي الدرورة قي�س �آل مهنا
مَر ِثي ٌَة ُم�ؤَ َّجلة� َإليك ،،بطبا�ش ِري الأمل �شيء من احلب .. �شيء من االرتباك ٌ .. ٌال�ص َدى الأخر�س َّ حني يث�أر احلب -ت�شظي ذات
24 26 28 30 32 34
ح�سن الربيح �إميان احلمد حممد الفوز يا�سر �آل غريب مهدي ال�سنونة عبد اهلل الهميلي
التحوالت والعيون يف فيلم حممد البا�شا «�آي�س كرمي» «غيرِّ عتبة بابك ..ث ِّبت عتبة بابك» كيف نقر�أ اللوحة الت�شكيلية -ب�صريات �أعمى اليمن الواقع ..يف �أربع بُنى لغوية
36 40 44 48
د .مبارك اخلالدي د� .سمري ال�ضامر حممد امل�صلي حبيب حممود
�صــعــــود جـمـــرة ! الأجدع والغبي /هيهات /ال�صـــورة و�سو�سة اللحظة املفقودة �سحابة رع�شة املغيب -ق .ق .ج.
52 54 56 58 60 62 64 66
عادل جاد زينب املزيدي جا�سم علي اجلا�سم ح�سن �آل حمادة جناح كاظم عبد اهلل ن�صر �أحمد العليو زهراء املدن
�أم�سيات و�أن�شطة النادي يوم الكتاب العاملي -يوم ال�شعر العاملي
68 70 71
املر�سم احلر للدوخلة -حما�ضرة وور�شة ومعر�ض الطبيعة ال�صامته للفنان امل�صلي
72 78
-ور�شة الر�سم
80
�شعر
درا�سات
بري�شة �آالء امل�سريي
�رسد
نادي الكتاب
بري�شة حوراء املرهون
املر�سم احلر
ق�سم العناية بالطفولة تغطية
مدينة ورد -ال�سحور الثقايف الثاين
84 86
الثقافية تكرم فريق �سحورها بحفل �إبداعي ثقافات فوق ..مظلة -ا�صدارات
88 92 96
اخبار
بري�شة فاطمة بزرون
زهراء الفرج
القطيف يف ٌء ثقايف لكل �أل��وان الثقافة املتجددة واملتعددة ذات الأ�صالة والثبات يف جذورا لتاريخ والآخذة يف عم��ق الوط��ن احلبيب ول��كل م�شتغل على الفكر والأدب والفن ب�صورالإبداع املختلفة موعد مع القطيف الثقافية يف فيئه وظالله الأخ��اذ حيث �أ�سرة الب��وح تنقلنا عرب متيز وتنوع عط��اء املو�ضوعات وعرب تبويب فني منظ��م ح�س��ن التوزي��ع وال�ش��كل وليتمت��ع الق��ارئ بغ�لاف فن��ي ج��ذاب وليتنق��ل م��ن رو�ضة لأخرى بكل تتابع فني �سل�س يتيح له التمتع بعي��دا عن ال�س�أم واملل��ل بكل �أ�شكاله وليحف��زه عل��ي املتابعة واالط�لاع والبحث بده�ش��ة يف �أقا�ص��ي التن��وع الثق��ايف ع��ن مكنونات ت�سا�ؤالت تثري داخله ف�ضول مميز وحمفز على تبادل املعارف الإبداعية. وق��د ح�ضي الع��دد الأول يف الع��ام 1433هـ بح�سن ا�ستقب��ال كثري من القراء يف خمتلف دول جمل���س التع��اون ملا متيز ب��ه من جدية وتن��وع را�ص��د ل�شت��ى �أ�ش��كال االب��داع يف املنطق��ة وق��د �أخ��ذت اللجنة عل��ى عاتقها تروي��ج ون�ش��ر �أك�بر كمي��ة ممكن��ة للقراء واملتابعني للحدث الثقايف كما مت ان�شاء ملف الك�تروين للت�صف��ح ال�سريع وجلع��ل القارئ عل��ي توا�ص��ل دائ��م واط�لاع ولع��ل حر���ص اللجن��ة يف ه��ذا الع��ام عل��ي ايج��اد ار�ضية متابع��ة خا�ص��ة يف ت�سجي��ل �أب��رز و�أه��م �أن�شطة اللجنة الثقافية يف امللف لهو حمفز �آخ��ر اكرث م��ن توثيقي يتيح للق��ارئ معرفة توجهات اللجنة وم�ساراتها. قارئنا العزيز نرجو ان ن�شبع نهمك للثقافة دائم��ا ونحن بانتظ��ار مقرتاحات��ك و�آرائك البن��اءة لت�سه��م معن��ا يف م�س�يرة القطي��ف الثقافي��ة وتطلعه��ا الدائ��م �إل��ى التجدي��د والتطوير �سنبق��ى علي عهدن��ا ماحيين��ا متوا�صلني مع الق��راء دعما للثقافة بكل ا�شكالها وتنوعها وتوا�ص�لا م��ع املنج��ز الثق��ايف امل�ستن�ير م��ع ثقافات العامل �أجمع.
بري�شة علي اجل�شي -ال�سعودية
بعد�سة ح�سني �آل ر�ضوان -ال�سعودية
مقاالت
ابن �شهيد الالئذ بعامل الـجن حممد الب�شري
كاتب وباحث �سعودي
6
لطامل ��ا �ضيق ��ت احلقيقة عل ��ى بنيها اخلن ��اق ،فوجد قل ��ة منهم يف اخليال ف ��كاك ًا من نري احلقيق ��ة� ،أو و�سيلة للعنه ��ا دون التن�صي� ��ص خوف� � ًا وهرب ًا م ��ن �أر�ساف �أكرب و�أك�ث�ر ،فوج ��دوا �ضالتهم يف اله ��روب �إلى ع ��وامل الغاب واملاورائي ��ات ،فلهم يف ذل ��ك مالذ ومه ��رب ،ومن ه�ؤالء �أبوعامر بن �شهيد الأندل�سي ( 426 – 382هـ) �سليل ذي الوزارت�ي�ن يف عهد اخلليفة الأم ��وي النا�صر عبدالرحمن الثال ��ث ،فاب ��ن �شهي ��د مل يحق ��ق من�صب ًا كج ��د �أبيه ،ومل ُيع�ت�رف بقدرته وبراعت ��ه ال�شعرية والنرثي ��ة ،وعا�ش وهو ي ��رى �أنه جدي ��ر بالكث�ي�ر دون �أن ين�صف ��ه جمتمعه ،ففر �إلى عامل اجلن يف ر�سالت ��ه التوابع والزوابع ،وقد �سول له �صديق ��ه �أبو بكر بن حزم ذلك ،فف ��ي مقدمته يتقول على ل�سان �صديق ��ه( :كيف �أوتي احلكم �صب ��ي (يعني نف�سه) فا�ساقط عليه رطب� � ًا جني ًا؛ �أما وه ��ز بجذع نخلة ال ��كالم ّ ً أق�س ��مُ � َّأن له �إن ب ��ه �شيطان� � ًا يهديه ،و�شي�صبان� �ا ي�أتيه ! و� ِ تابعة تنجدُه ،وزابعة ت�ؤي ��ده) ا�ستهوته تلك الفكرة� ،سري ًا يف درب �سابقي ��ه من ال�شعراء الذين اتخذ كل واحد منهم �شيطان ًا ،ف�أبو النجم العجلي على �سبيل املثال يقول: ِ�إ يّن َو ُك � � ُّل � �ش� ِ�اع� ٍ�ر ِم ��نَ ال� َب���َ�ش� ْر َ�شيطا ُن� � ُه �أُن َث ��ى َو َ�شيط ��اين َذ َك� � ْر الذ ابن �شهيد بعامل اجلن ك�أ�سالفه؛ لعله يجد بغيته، وق ��د وجدها ،ففي ر�سالته حتقي ��ق ذاته ف�ض ًال على حفظ �شع ��ره ومقطوعاته النرثية ،فال ي ��كاد يذكر ابن �شهيد �إال وذكرت التوابع والزوابع ،فما ظنك مب�صري �شعره لوالها؟ فهل حتول ��ت رواية ال�شعر من حفظه ونقله راوية عن �آخر واحتمال حتريف ذلك ال�شعر وتبديله ،فلج�أ من و�صل �إلى ع�ص ��ر التدوين وما بعده �إلى و�سيلة �أخرى مبتكرة حلفظ ال�شعر غري تلك التي ورثوها عن �أ�سالفهم ؟ الن�ث�ر وع ��اء ال�شع ��ر احل�صني ،فم ��ا تدون ��ه الأقالم �أثب ��ت و�أوثق مم ��ا تعيه القل ��وب ،فيموت مبوته ��ا� ،أو ت�أتي عليه ع ��وادي الن�سي ��ان يف زمن مل يتخذ احلف ��ظ و�سيلته للرواي ��ة ،و�إمنا �سلك طرق ًا �أخرى تنا�سب الزمان واملكان، وب�إيع ��از كبري منهما ،فالقالق ��ل ال�سيا�سية �إ ّبان حياة ابن �شهي ��د كفيل ��ة بتح ��رزه ال�شديد م ��ن �سل ��ك درب التلميح دون الت�صري ��ح ،فمن ��ذ زوال الدول ��ة العامري ��ة مب ��وت
بري�شة �سو�سن �أمري -ال�سعودية
عبدالرحم ��ن النا�صر عام 399هـ وحت ��ى موت ابن �شهيد ع ��ام 426هـ ،وتوايل دول وحكام م ��ن �ش�أنه عدم ا�ستقرار حال مبدع كابن �شهي ��د ،وتقدمي والئه لأحدهم دون نقمة من بعده ،ال �سيم ��ا و�أن الد�سائ�س لعبت لعبتها؛ ف�ألقت به يف غياه ��ب ال�سجون يف ع�صر اب ��ن ح َّمود ،وقد �صرح ابن �شهي ��د ب�أمن ��وذج من تل ��ك الد�سائ�س يف ر�سالت ��ه معر�ض ًا بحادث ��ة لدى اخلليفة الأموي امل�ستعني �سليمان بن احلكم ود�سي�س ��ة �أبي حمم ��د بن حزم الأندل�س ��ي عندما قابل يف رحلته اخليالية �أبا عيينة عتبة بن �أرقم �صاحب اجلاحظ، ف�أخ�ب�ره بالطاعن�ي�ن عليه تلميح ��ا ،و�أت ��ى الت�صريح على ل�سان �أب ��ي عيينة و�أبي هبرية �صاحب عبداحلميد الكاتب بقولهما�( :إلى �أبي حممد ت�شري ،و�أبي القا�سم و�أبي بكر)، وتخ�صي�ص ابن �شهيد لأبي حممد بن حزم بقوله (�أما �أبو علي ل�سانه عند امل�ستعني ،و�ساعدته زرافة حممد فانت�ضى َّ ا�ستهواها من احلا�سدين). حظ ��ي ابن �شهي ��د بعداوات �أهل زمان ��ه ،فكان هروبه ف�ض ًال ع ��ن ما �أماله عليه الزمان وامل ��كان بغية التعري�ض به� ��ؤالء �إم ��ا ت�صريح ًا كفعلت ��ه يف �أبي حمم ��د بن حزم و�أبي القا�سم الإفليلي ال ��ذي �سلح ابن �شهي ��د يف هجائه نرث ًا ابت ��داء بتعري�ضه بعظ ��م �أنفه وت�سمية
7
�صاحب ��ه ب�أن ��ف الناق ��ة بن معم ��ر وو�صفه (جن ��ي �أ�شمط ربع ��ة وارم الأنف يتظالع يف م�شيت ��ه ،كا�س ًر لطرفه وزاوي ًا لأنف ��ه) ،وتلميح ًا كفعله يف بغلة �أبي عي�سى والإوزة الأديبة �أم خفيف تابعة �شيخ يف اللغة ،فتلك البغلة تعرفه ويعرفها، ول ��ذا ت�س�أله عن الأحب ��ة بعدها ،فيجيب�(:ش ��ب الغلمان، و�ش ��اخ الفتيان ،وتنك ��رت اخلالل ،وم ��ن �إخوانك من بلغ الإم ��ارة ،وانتهى �إلى الوزارة) ،وح�سبك بتلك الإجابة من ت�صريح بتنكر �أهل زمانه له ،وتقليله من �ش�أنهم بن�سبتهم �إخوان ًا لتلك البغلة مع ما و�صلوا �إليه من �إمارة ووزارة !. هذا ما فر�ضه الزمان و�أهله ،فما دور املكان يف هروبه �إلى ذلك العامل ؟ متي ��ز ابن �شهي ��د بتعلقه بقرطبة م�سق ��ط ر�أ�سه ،فلم ي�ؤث ��ر فراقها رغم ما فعلته به ،وم ��ع يقينه ب�أن فراقه لها �سب ��ب �سع ��ده مل يلحق بامل�ؤمت ��ن مث ًال حني غ ��ادر قرطبة �إل ��ى بلن�سية ،فكاتبه ابن �شهيد يريد منه العودة ال�ستعادة ملكه .دون �أن يرخ�ص هو بقرطبة ليلحق به فيلقى حظوته لدي ��ه ،فابن �شهيد هام بقرطب ��ة العجوز على حد تعبريه، وهو يعرف �أنها مع�ضلته الكربى ،فمن قوله فيها: ع� �ج ��و ٌز ،ل �ع �م��ر ال �� �ص �ب��ا ف��ان�ي��ه ل�ه��ا يف احل���ش��ا � �ص��ور ُة الغانيه زن� ��ت ب ��ال ��رج � ِ�ال ع �ل��ى ��س� ِّن�ه��ا ف� �ي ��ا ح� �ب ��ذا ه� ��ي ِم� � ��نْ زان� �ي ��ه فه ��ذه العجوز التي قتلته ً �شابا يف الأربعة والأربعني من عمره مل ي�ستطع �أن يتفلت من �أيديها حقيقة ،ففر مبخياله �إل ��ى �أر�ض اجلن لعله ي�سلى حني خ ��ارت قواه عن فراقها، فقاربه ��ا مبخي ��ال مل يبتعد ع ��ن واقعه �إال ا�سم � ً�ا ال ً ر�سما، فمتتب ��ع املكان يف ر�سالة اب ��ن �شهيد يجده جت�سيد ًا لأماكن �شخ�صيات ��ه بعيد ًا ع ��ن �شطح ��ات الفنتازي ��ة واملاورائية، ف�ص ��ور �أمكنة الر�سالة توافق مع خمزونه الثقايف عن تلك الأماكن التي عرفها ع ��ن �شخ�صياته يف �أ�شعارهم ك�سقط الل ��وى وحوم ��ل ودارة ُج ُلج ��ل الم ��رئ القي� ��س ،وجبل دير حنة لأبي نوا�س ،فر�سم �أماك ��ن �شخ�صياته كما ر�سم تلك ر�سما ً ال�شخ�صيات ً موافقا ملا يعرفه ،والئم بني كل �شخ�صية وم ��ا يقال عل ��ى ل�سانها ،فهو مطبق بفطرت ��ه الإبداعية ما يقول ��ه عبدالفتاح كليطو يف كتاب ��ه «الكتابة والتنا�سخ» من
8
اختيار الأ�سلوب وتوقف ��ه على �صورة ال�شخ�صية التي يريد �أن ي�سن ��د �إليه ��ا الكالم ،وحتقي ��ق م�س�أل ��ة املالئمة ،فابن �شهيد مبدع ناقد يف �آن كما �سنعرف. ً ويف هروب ��ه �إلى ع ��امل اجلن و -هو الناق ��د ف�ضال عن قدرت ��ه الإبداعي ��ة النرثي ��ة وال�شعرية � -سبي ��ل �إلى قراءة ذاتية ل�شعره ون�ث�ره بعني الناقد ،ومتريرها ك�أف�ضل منجز مق ��ارن ب�أعمدة ال�شعر من �أمثال( :امرئ القي�س – طرفة ب ��ن العبد – قي�س ب ��ن اخلطيم – �أبي مت ��ام – البحرتي – �أبي نوا�س – �أبي الطيب) ،ومن �أرباب النرث و�سادته كاجلاح ��ظ وعبد احلميد الكات ��ب وبديع الزمان ،ف�إن ظن عليه نق ��اد زمانه بنقد يليق مبقام ��ه ،فح�سبه �إجازة عتبة ب ��ن نوفل �صاحب امرئ القي�س ،و�إجازة عنرت بن العجالن �صاح ��ب طرفة م�سبوق ��ة بقوله( :هلل �أن ��ت!) ،و�إجازة �أبي اخلط ��ار �صاحب قي�س ب ��ن اخلطيم ،وتو�صي ��ف عتاب بن حبن ��اء �صاحب �أبي متام حلاله بقوله( :ما �أنت �إال حم�سن عل ��ى �إ�ساءة زمان ��ك)� ،أو ما �أخذه من �إج ��ازة ق�سر ًا كتلك التي �أخذها من �أبي الطبع �صاحب البحرتي حني �صاح به زه�ي�ر بن منري �صاحب ابن �شهي ��د�( :أ�أجزته ؟) فقال �أبو الطب ��ع�( :أجزته ،ال بورك فيك م ��ن زائر ،وال يف �صاحبك �أب ��ي عامر!)� ،أو �شه ��ادة تفوقه على ل�س ��ان ح�سني الدنان �صاح ��ب �أبي نوا�س قبل �إجازته بقوله( :هذا واهلل �شيء مل نلهم ��ه نحن)� ،أو تنب�ؤ حارثة ب ��ن املغل�س �صاحب �أبي متام بقول ��ه (�إن امتد به العمر ،فال بد �أن ينفث بدرر ،وما �أراه �إال �سيحت�ض ��ر بني قريح ��ة كاجلمر ،وهم ��ة ت�ضع �أخم�صه عل ��ى مفرق الب ��در) وتلطف ابن �شهيد ب�إج ��ازة املتنبي له لدعابته وهو يعلم قدر املتنبي. ومل يكت ��ف بتل ��ك التنق�ل�ات ب�ي�ن ال�شع ��راء ،فوا�ص ��ل م�سريت ��ه �إلى جمل�س من جمال�س نق ��اد اجلن ،و�أظهر ابن �شهي ��د �آراءه النقدية يف �شعر غ�ي�ره مبناق�شة نقدية اختلق فيه ��ا �شم ��ردل ال�سحابي لإظه ��ار بع� ��ض الآراء من خالل ال ��رد علي ��ه ،و�شاعر �آخر �أ�سم ��اه فاتك ب ��ن ال�صقعب يبز احلا�ضري ��ن ،ويظه ��ر للباحث بعده ��ا �أن م ��ا ي�ست�شهد به فات ��ك وين�سبه لنف�سه ما ه ��و �إال �شعر ابن �شهيد ،ويف ذلك مزي ��ة �سبق فيه ��ا ابن �شهيد من قبله ،ف� ��إن كان كل �شاعر تابعا له من اجلن ،فابن �شهيد يجعل له ً يدعي ً تابعا ي�سميه
زهري ب ��ن منري كما علمنا ،و�آخر ال يجعل ��ه ً تابعا له ،و�إمنا يتمثل ��ه �شاع ��ر ًا ناقد ًا من اجلن ال يقل ع ��ن زهري � ً إطالقا، ومن خالله ال يكتفي ب� ��أن يتفوق على �شعراء الإن�س ،و�إمنا يتج ��اوز ذلك �إل ��ى الأخذ ب�إج ��ازة �شعراء اجل ��ن ،وتثبيت مكانت ��ه الأدبي ��ة الت ��ي له ��ا جذوره ��ا ال�ضارب ��ة يف الزمن با�ست�شه ��اد جني ا�سمه فرعون بن اجلون ب�أبيات لوالد ابن �شهيد و�أخيه وعمه وج ��ده وجد �أبيه ،واعرتاف فرعون بن اجل ��ون بتفوق ��ه حني ق ��ال( :والذي نف�س فرع ��ون بيده ،ال عر�ضت لك �أبد ًا� ،إين �أراك ً عريقا يف الكالم). و�إن كان �أجي ��ز يف ال�شعر ف�إجازته يف النرث تع ُّد ً �سبقا، فهو م ��ن طرق خل ��ق توابع للكت ��اب ً قيا�سا عل ��ى ال�شعراء، فاختل ��ق توابع لأ�شهر الكتاب ومنه ��م �أخذ �إجازته معتمدة با�ستح�س ��ان �أب ��ي عيينة تاب ��ع اجلاحظ و�أبي هب�ي�رة تابع عبداحلميد ،واندحار زب ��دة احلقب �صاحب بديع الزمان �أم ��ام نرث اب ��ن �شهيد وج ��ودة و�صفه ،فما كان من ��ه �إال �أن ف� � َّر م ��ن �أمام ��ه دون �أن يعل ��ق حني (�ضرب زب ��دة احلقب
بري�شة زهراء املدلوح -ال�سعودية
الأر� ��ض برجله ،فانفرجت له مثل برهوت ،وتدهدى �إليها، واجتمع ��ت عليه ،وغابت عينه ،وانقط ��ع �أثره) ،ويريد ابن �شهي ��د تر�سيخ مفهوم اندحار معار�ضيه وحا�سديه ،ف�إن مل ي�ص ��رح ب�إجازته بديع الزمان ،فح�سب ��ه باندحاره �إجازة، ومث ��ل ذلك ما ا�ستله م ��ن ِّيف �أبي الطبع ق�سر ًا ،وما عرفناه م ��ن اعرتاف فرعون بن اجلون قب�ل ً�ا ،وي�ضيف ابن �شهيد يف حادثة فرعون مدل ًال على قلة �ش�أن من ينتقده �أو يباريه ومياري ��ه فيق ��ول بعد مقول ��ة فرعون بن اجل ��ون واعرتافه بعراقة كالم ابن �شهيد ،في�صف ابن �شهيد اندحار فرعون قائ ًال( :ثم ق َّل وا�ضمحل ،حتى �إن اخلنف�ساء لتدو�سه ،فال ي�شغ ��ل رجليها) وهو من هو من مكانة حتى �إن زهري يقول عنه (تابعة رجل كبري منكم) وهنا نعود ثانية للتلميح دون الت�صريح الذي يخ�شاه ابن �شهيد ومن �أجله فر �إلى هذه العوامل ليقول قولته، وليفهمها من بعده من يفهمها.
9
الأدب نب�ض الوجدان وروحه املح ّلقة �أ�سماء الها�شم
كاتبة و�إعالمية -اخلرب ال�سعودية عل ��ى �ضف ��اف �أنهار اللغة ُتزه ��ر ريا�ض الوجدان، فت�سعد الروح ب�ش ��ذى رياحينه ،ويتحرر اخليال من قيد امل ��وروث الأ�ص � ّ�م فينطلق ك�ب�راق الأنبي ��اء يتجلى نقعه جحاف ��ل من وم�ضات �شفيفة تلب� ��س ال�صور حل ًال فتبدو للرائي كائنات �أ�سطورية ت�سكنها الده�شة. هك ��ذا ه ��و الأدب ،توليف ��ة م ��ن �شذا عط ��ر ،وجموح خي ��ال ،و�ص ��ور من ع ��امل اجلن ّي ��ات تنف ��خ يف الوجدان �إن�سانيت ��ة فيغدو واحات تنبت احل � ّ�ب والغزل واالحرتام واملروءة والكرم ّ وال�شجاعة وغري ذلك من القيم النبيلة فكيف هو ال�سبيل �إلى تربية �أدب ّية لأبنائنا؟ �إنّ الرتبي ��ة يف مفهومه ��ا العام تعني تن�شئ ��ة الإن�سان ورعايت ��ه منذ ال�صغر و�إك�سابه املهارات الالزمة ملواجهة ظروف احلياة املختلفة ،قال تعالىَ : {قال �أ ْمل ُن َر ِّب َك فينا وليد ًا و َل ِب ْثتَ فينا ِمن عُ ُم ِر َك ِ�س ِنني{ (ال�شعراء .)18 وق ��د �شاعت يف العقود الأخ�ي�رة م�صطلحات جديدة مت�صلة بالرتبية ،تعتمد يف م�ضمونها على ر�ؤىً ومنهجية حم ��ددة ُتل � ِ�زم املُر ّبي بالأخ ��ذ بها واعتم ��اد �أدبياتها يف تن�شئ ��ة م ��ن كان حت ��ت يديه م ��ن نا�شئ ��ة ،في�صطبغون يتم�سكون بها، ب�صبغتها ،وت�صب ��ح لهم فيما بعد هوي� � ًة ّ وحينئذ تكون �ضمانة لهم من الذوبان ويدافعون عنه ��ا، ٍ يف الثقاف ��ات الأخ ��رى املغاي ��رة لثقافته ��م .وم ��ن هذه امل�صطلح ��ات م�صطل ��ح الرتبي ��ة الإ�سالمي ��ة ،والرتبية الوطني ��ة ،والرتبية اجلن�سي ��ة ،ونحو ذل ��ك ..وقد �صيغ بع�ضها منهاج ًا اع ُت ِمد يف امل�ؤ�س�سات التعليمية الر�سمية يف بع� ��ض بالدن ��ا العربي ��ة ،مث ��ل الرتبي ��ة الإ�سالمي ��ة والرتبي ��ة الوطني ��ة ،ولأنه ��ا �أ�صبحت مق ��ررات درا�س ّية فق ��د عُ ِني ب�صياغة حمتواه ��ا �أ�ساتذة تربويون من ذوي اخل�ب�رة واالخت�صا�ص ،ومن لهم ب ��اع يف جمال الرتبية والتعليم� ،إ ّال �أن خمرجاتها� -أعني الطالب -مل يحققوا
10
م ��ا كان م�أم ��و ًال منهم� ،إذ ن�شهد الي ��وم افتقا َر كث ٍري من ال�شباب �إلى القي ��م الأخالقية النبيلة التي ّ يح�ض عليها وحب الإ�س�ل�ام كالإح�سان �إلى الوالدين ،و�صلة القربىّ ، آدمي دون متييز ،وغري ذلك اخلري لل ّنا�س ،واحرتام ك ّل � ّ م ��ن الطبائ ��ع الإن�ساني ��ة ال�سامية التي ُتدر� ��س يف مادة الرتبية الإ�سالمية. �أ ّم ��ا م ��ا حتتويه م ��ادة الرتبية الوطنية ف�ل�ا يعدو �أن يكون ن�صو�ص ًا �إن�شائية وعر�ض ًا حمنط ًا لبع�ض �صور من تاريخن ��ا ال نب�ض فيها وال حياة ،ودليلي على ما �أقول هو �سافر على املراف ��ق العامة يف �شتى م ��ا ن�شهده من َتع� � ٍّد ٍ �أنحاء الوطن ،والعبث مبحتوياتها من �شباب عابثني دون رادع �أخالق ��ي �أو وازع ديني ،وليت الأمر تو ّقف عند فئة ال�صغار من ال�شباب بل �إن الأمر قد ا�ستفحل ف�أ�صبحنا ن ��رى ثروات الوط ��ن ُتهدَر ،واملن�ش�آت العام ��ة تفتقر �إلى �أدن ��ى معايري العمارة احلديثة ،ب ��ل �إن كثري ًا منها يخلو ال�سالمة� ،أ�ضف �إلى ذلك جتاهُ ل فئة من �أب�سط �شروط ّ ذوي القدرات اخلا�صة عند تنفيذ �أيِّ نوع من امل�شاريع، معماري ��ة كانت �أم تقنية ،فهل ح ّققنا الرتبية الإ�سالمية والوطني ��ة يف �أبنائنا؟ عل ��ى الرغم م ��ن �أن اجلواب قد يج ��يء بالنفي �إلاّ �أنني �أقرتح ّ خط ًة للرتبية الأدبية ،ف�أيّ نوع من الرتبية ق�صدت؟ �إنّ م ��ا َع َني ُت ��ه لي� ��س م ��ا تع ��ارف علي ��ه ال ّنا� ��س م ��ن التحل ��ي باملحام ��د م ��ن ال�صف ��ات والأخ�ل�اق ،و�إن كان ذل ��ك مطلب ًا �ضروري ًا لبناء جمتم ��ع فا�ضل ،لكني عنيت جناح ��ي اللغة ورافديه العظيمني ّ ال�شعر والنرث، بالأدب َ ف ��الأدب يتم ّيز عن غريه من العل ��وم الأخرى ب�أ ّنه ُيدرك بالوج ��دان والعقل مع ًا ،ولي� ��س بالعقل وحده ،والوجدان ه ��و ال ّنف� ��س وقواها الباطن ّي ��ة ،وهو ال�ضم�ي�ر احلا�ضن للعاطف ��ة واملت�صرف فيها ،لذلك ف� ��إنّ ما ُيع َرف بغ�سيل
الدم ��اغ �إنمّ ا يعمل بتقنية تخلي�ص ال�شخ�ص من �ضمريه ليكون �أدا ًة ط ّيع ًة ُين ّفذ ما ُيط َلب منه دون �أن ي�شعر بوخز ال�ضمري. �إذ ًا� ،ألي� ��س م ��ن املفي ��د �أن ن�ستثم ��ر خ�صائ�ص لغتنا و�آدابها من �شعر ونرث ،وما تو ّلد عنهما من ق�صة ورواية وم�سرحي ��ة وغريها من فن ��ون �أدبية �أخ ��رى يف �صياغة وجدان النا�شئة وت�شكيل هويتها؟ �إنّ �أدبن ��ا العرب � ّ�ي ي�شب ��ه املحي ��ط ال ��ذي ال تنق�ض ��ي �أ�س ��راره ،وال تحُ �صى كنوزه من �سطحه �إلى قعره ،وكلما تع ّمقتَ يف لجُ ّ ته ازددت لياق ًة ،وابتهجت نف�سك بزهاوته، واكت�سب ��ت روحك من �ضروب �إبداع ��ه ،فاال�ستثمار فيه باحلب نف�س ًا، م�ضمون النتائج ،فكم من ق�صيدة �أحيت ّ �أو رمب ��ا �سمع �أحدهم بيت ًا من ق�صيدة جعله يفني عمره يف ن�شر اخلري ،وقد نقل ابن �سالم عن عمر بن اخلطاب ر�ض ��ي اهلل عنه قوله« :ال�شعر علم قوم مل يكن لهم علم �أ�ص ��ح من ��ه» ،وانطالق ًا من هذا املب ��د�أ كاتب عمر والته يف الأم�ص ��ار وح�ضهم على �إ�شاع ��ة معرفة ال�شعر ،فقد �أُ ِث� � َر عنه �أنه كتب �إلى �أبي مو�سى الأ�شعري يقول له« :مر م ��ن قبلك بتعلم ال�شعر ف�إنه ي ��دل على معايل الأخالق، و�ص ��واب الر�أي ،ومعرفة الأن�س ��اب» .نعم ،لقد كان عمر ر�ض ��ي اهلل عن ��ه رجل دول ��ة ،وكان ُيعنى ببن ��اء النا�شئة وتربيتهم تربي ًة ثقافي ًة �أدبي ًة �إلى جانب الرتبية البدنية، وي ��رى �أنّ ممِ ّ ��ا ُيث ِّقف النا�شئة تع ّلم ال�شع ��ر ،لمِ َا يف تعلمه م ��ن ف�ضائل كث�ي�رة ،فقد روى عنه امل�ب�رد قوله« :علموا �أوالدك ��م العوم والرماية ،ومروه ��م �أن يثبوا على اخليل وثب ًا ،ورووهم اجليد من ال�شعر». �أ ّما ا ُ خل َطب فهي و�سيلة ال ّزعماء و�أئمة الوعظ وقادة ر�سخوا قناعات مع ّينة �أو الإ�صالح عندما يري ��دون �أن ُي ِّ ليجتث ��وا �أُخرى من نفو�س اجلماه�ي�ر ،ول�سنا ببعيد من خط ��ب م�صطفى كامل و�سعد زغلول يف م�صر ،وجيفارا وكا�س�ت�رو يف �أم�ي�ركا الالتينية ،ومارت ��ن لوثر كينج يف �أم�ي�ركا ،وم ��ا خطب ��ة بروتو� ��س يف م�سرحي ��ة «يوليو�س قي�ص ��ر» �إال ت�أكيد ًا على ما للغة م ��ن هيمنة على عاطفة
بعد�سة ح�سني الها�شم -ال�سعودية
وال�سالم« :و�إنّ من الإن�سان ووجدانه ،قال عليه ّ ال�صالة ّ البيان ل�سحر ًا». �إنّ الأدب ميتلك مفاتي ��ح كثرية ينفذ بها �إلى ال ّنف�س الإن�ساني ��ة ،وبع�ض هذه املفاتي ��ح ُق ّد من ذهب ،وبع�ضها ُق� � ّد من ُخبث ،واملُر ِّبي اللبي ��ب هو من يفح�ص مفاتيحه قبل �أن ي�شرع يف ا�ستعمالها ،و�أعني باملربي ك ّل من لديه طفل يق ��وم على رعايت ��ه مبا�شر ًة كالوالدي ��ن واملعلمني �أو عل ��ى نح ٍو غ�ي�ر مبا�شر من البالغ�ي�ن الذين يحيطون بالطف ��ل ،كم ��ا علين ��ا �أ ّال نغف ��ل تل ��ك الأدوات الفاتن ��ة ذات الر�سائ ��ل الت ��ي ت�سته ��دف بنية الإن�س ��ان الروحية وال ّنف�سية ،وعلى ر�أ�س هذه الأدوات الإعالم الذي �أ�صبح يناف�س الآباء ب�شرا�سة يف تربية �أبنائهم. �إ ّننا �إنْ �صدقنا العزم على �أنْ نبني �إن�سان ًا ح ّر ًا كرمي ًا كما �شاء الإله فلنب ��د�أ ب�إعادة ت�شكيل وجدانه ،ولنغرق نب�ضه ب�صنوف اللغة أهم و�سيلة الحرتام �إن�سان ّية و�آدابها ك� ّ الإن�سان �أينما وجد وكيفما كان.
11
حول ال�رسقات الأدبية حممد اجللواح
�شاعر وكاتب -الأح�ساء ال�سعودية يراودين ب�إحلاح ال�س�ؤال الثقايف التايل: ـ م ��ا الذي يجع ��ل كاتبا �أو �أديب ��ا م�شهورا(ي�سطو) على �إبداع كاتب مغمور� ،أو غري مغمور ؟. ـ �أدري �أن ه ��ذه حكاية قدمي ��ة ،واملو�ضوع لي�س جديدا، ب ��ل قد �أُل َّـفـَت فيه كتب كثرية ،لكنه يطل بوجهه اخلـَفـّـا�شي بني ح�ي�ن و�آخر ..ويك ��ون �أطرافه ـ كالع ��ادة ـ جنوم المعة، وجنوم داكنة يف الوقت نف�سه. هناك الكثري من الأ�سباب التي جتعل الإقدام على هذه الفعلة م�ستمرا ،من بينها الن ��وازع ال�شريرة غري املعلنة يف النف�س الب�شرية ب�شكل عام. وق ��د ال �أ�ضي ��ف جدي ��دا ح�ي�ن �أذك ��ر �أن من ب�ي�ن تلك الأ�سباب والدواف ��ع لتلك ال�سرقات (غري الأدبية �أخالقا)، �أو ال�سطو على نتاج �أدب �آخر هو (اال�ستغفال) الذي يربز ـ �أول م ��ا يربز ـ �أمام عيون (ال�ساطي) على (امل�سطو) عليه، و�س�أبني �شيئا من ذلك، فال�ساط ��ي ـ مهما كانت �شهرته �أو ملعان ��ه �أو ح�ضوره �أو �إبداعه الثقايف والأدبي ـ حني يقوم بذلك فهو ــ يف ر�أيي ـ قد ي�ستكرث على ذلك (الكويتب) امللطو�ش منه ذلك املو�ضوع، �أو تلك الفك ��رة ،وي�ستكرثها منه كذلك �أنها ت�أتي من كاتب مغمور� ،أو ق�صري التجربة ،فيقوم امل�شهور ب�سرقتها(باردة امـْب َـ ّردَة)كما نقول ،وين�سبها لنف�سه..
12
�أو �أن ��ه يظن �أن الفكرة �أو املو�ضوع ،مل يتم �إعطا�ؤه حقه م ��ن قبل ذلك الكاتب �أو ال�شاع ��ر او الر�سام �أو غريهم من املغمورين. وقد يظن �أنه جاء بفكرة جديدة �أو مو�ضوع جديد ف�إنه ـ �أي الكات ��ب املغمور ـ بح�سب ر�أي الالط�ش ـ مل يف املو�ضوع حق ��ه ،ومل يُـغ َـطـِّ ��ه مب ��ا يكف ��ي ،لقـِـ�صـَـر جتربت ��ه ..في�أتي الآخ ��ر وي�أخذ املو�ضوع ،وي�ضع عليه م ��ن خربته ،ودرايته، ويعي ��د �صياغته ب�أ�سلوبه ،ويق ��دم ،وي�ؤخر يف بع�ض عباراته ومقاطع ��ه� ،أو بالن�ص نف�سه ،ظنا من ��ه �أن بتغيري �شيء من �صورت ��ه �سيكون جدي ��دا ،وملكا له ولقلم ��ه ،وحينئذ يتحول املو�ضوع للآخذ بدال من امل�أخوذ منه. �أو �أن الآخ ��ذ يظ ��ن ـ حني يقوم ب�سرقة مو�ض ��وع ما ـ �أن ه ��ذا املو�ضوع قدمي العهد ،و�أن ال �أح ��دا ميكن �أن يتذكر �أو يعل ��م عنه ..هل ه ��و من�شور �أو غري من�ش ��ور� ..أي �أن هناك (ا�ستغف ��ال) م ��ن طرف الآخ ��ذ للم�أخ ��وذ من ��ه ،وبالتايل (ا�ستغف ��ال) للق ��راء ،وللمتابعني ،وللمطبوع ��ة نف�سها كما قلت �سابقا� ،إلى غري ذلك من الأ�ساليب املختلفة التي يلج�أ �إليها (الالط�شون /اخلائبون /الغافلون /امل�ستغفـِـلون)!. وبالطب ��ع ف�إن ��ك ق ��د جتد اجل ��واب جاهزا ح�ي�ن يكون العك� ��س� ،أي �أن يقوم كاتب مغمور بال�سطو على نتاج كاتب م�شهور ،فهو يريد �أن ي�شتهر ويُـع ْـ َرف عن طريق ا�ستخدامه
ا�سما المعا للمرور عليه� ،أو القفز على �أكتافه كما يقال ... يج ��وز �أن تتمن ��ى �أن يك ��ون ذل ��ك الن� ��ص ل ��ك� ،أو تلك الق�صيدة� ،أو املو�ضوع من عندك� ،أو من فكرتك �أنت ،ولكن حتما ال يجوز ب�أي حال �أن يتجاوز ذلك التمني �إلى ال�سرقة، بحيث تق ��وم ب�إلغاء �صاح ��ب الفكرة الأ�صلي ��ة فتتحول �إلى وح�ش كا�سر وتلتهم مو�ضوعه كفري�سة �سهلة! .. ـ ونعل ��م �إن الأمنيات والأح�ل�ام غري حم�ضورة بالطبع، لكن حتقيقها ..لي� ��س بال�ضرورة يكون ممكنا ،وال يجوز �أن يكون حتقيقها بالقوة وال�سطو ..البتة. و�س�أ�ضرب مثاال على ذلك ،فهناك الكثري من ال�شعراء قد كانوا يتمنون �أن تكون لهم ق�صيدة احل�صري القريواين (الدالهائية) ** املعروفة: ي� � ��ا ل � �ي� ��ل ال � �� � �ص� ��ب م � �ت� ��ى غ� ��ده �أق�� � � � �ي� � � � ��ام ال � � �� � � �س� � ��اع� � ��ة م� � � ��وع� � � ��ده؟
بري�شة ق�صي العوامي -ال�سعودية
وكث�ي�ر �آخ ��ر متن ��ى �أن تك ��ون له ��م نوني ��ة اب ��ن زيدون ال�شهرية: �أ�ضحى التنائي بديال من تدانينا وناب عن طيب لقيانا جتافينا وكث�ي�ر ثالث ـ وانا منه ��م ـ متنوا �أن تك ��ون لهم الأبيات املعروف ��ة املن�سوبة لل�شاعر ح�سان بن ثابت (ر) ،التي قالها يف مدح الر�سول (�ص): و�أجم ��ل من ��ك مل ت ��ر ق ��ط عين ��ي و�أح� ��� �س ��ن م �ن��ك مل ت �ل��د ال �ن �� �س��ا ُء خ ُـ ِلـق ْـ ��ت َ م ُـب َـ� � ّر�أ ً م ��ن كل عي ��ب ك ��أن��ك ق��د خ ُـ ِلـقـْـت ك�م��ا ت���ش��ا ُء .. لكنه ��م مل يلط�ش ��وا ه ��ذه الروائ ��ع وغريه ��ا ـ ولي� ��س مبقدوه ��م بالطب ��ع لط�شه ��ا ـ ،فنجده ��م مل يتج ��اوزوا
13
�إعجابهم به ��ا �أن (عار�ضوها)� ،أي كتبوا على منوالها ،مع بق ��اء الن�صو� ��ص الأ�صلية لأ�صحابها احلقيقي�ي�ن� ،أي �أنهم بقيامه ��م بذلك الفن م ��ن ال�شعر امل�سم ��ى بـ(املعار�ضات) مل (يلط�ش ��وا) نتاج غريهم ،بل رمب ��ا زادوا عليه َوح�سـّنوه، وتفوقوا عليه �أي�ضا ..كما هو احلال يف (دالهائية) ال�شاعر الكبري �أحمد �شوقي الت ��ي يعار�ض فيها دالهائية احل�صري القريواين ،والتي ي ��رى عدد من نقاد ال�شعر املخت�صني �أنه
بقام ��ة املتنب ��ي ال ��ذي اتهمه (حا�س ��دوه) ب�سرق ��ة ق�صائد و�أف ��كار معلميه البدو الذين ق�ضى معهم فرتة من حياته يف ال�صحراء يتعلم منهم ال�شعر وعلوم العربية وفنونها.. كم ��ا �أن ال�سرق ��ة الأدبي ��ة تك�ش ��ف بج�ل�اء ع ��ن عج ��ز الالط� ��ش مهما كانت �شهرته وانت�شاره عن �أن ي�أتي مبثل ما ورد يف �أ�صل املادة امل�سروقة ،التي هي مبثابة الرزق والنعمة واملوهبة الربانية م ��ن اهلل ل�صاحبها الأ�سا�س ،واهلل تعالى
تف ��وق يف ال�صور التي طرحه ��ا يف معار�ضته ،على ق�صيدة احل�ص ��ري القريواين نف�س ��ه ،ودونك الكت ��ب الكثرية التي �ص ��درت يف معار�ض ��ات ق�صي ��دة احل�ص ��ري ،ونوني ��ة ابن زيدون وغريها. عل ��ى �أن ال�سرقة الأدبية مل ي�سلم منها �أحد حتى �شاعر
يق ��ول( :نحن ق�سمن ��ا بينهم معي�شتهم يف احلي ��اة الدنيا) �ص ��دق اهلل العظي ��م ،كما تك�شف عن (�أناني ��ة) ال�سارق يف اال�ستح ��واذ على كل م ��ا يعجبه من �أفكار لغ�ي�ره ،وين�سبها لنف�سه .. وال �أ�ستطيع �أن �أت�صور ـ جمرد ت�صور ـ �أن �أ�سحب حرفا
14 بري�شة فريي ابريانتو
واحدا كتبه �سواي على الورق ،و�أ�سطو عليه (فري�سة �سهلة) على �أنه يل .. وم ��ن امل�صادف ��ات الطريف ��ة �أن ت�أتي الكتاب ��ة عن هذا املو�ضوع يف هذه املجلة متزامنا مع (�سرقة) يف و�ضح النهار م ��ن �صديق م�صري �أعرفه عن طريق املرا�سلة الأدبية منذ �سنني ،كان ق ��د قام بـ (لط�ش) (مقاط ��ع) من مو�ضوع يل كنت ق ��د ن�شرته يف جملة (القافلة) الت ��ي ت�صدرها �شركة �أرامكو ال�سعودية ،قبل نحو خم�س �سنوات� ،إذ قام ـ �ساحمه اهلل ـ بنق ��ل �أج ��زاء ومقاطع م ��ن املقال و�أدخله ��ا يف �صلب وثنايا مو�ضوعه كج ��زء �أ�سا�س ،ون�شرها يف عدد �سابق من ه ��ذه املجلة الغ ��راء العريقة ،على �أن املو�ض ��وع له ،دون �أن ي�شري �إلى امل�صدر . نع ��م يجوز �أن تقتب�س ن�صو�ص ��ا �أ�صلية كاملة باحلرف الواح ��د� ،أق ��ول (تقتب� ��س) ،ال (تلط� ��ش) عل ��ى �أن تذك ��ر امل�صدر ،وجـِهَـة االقتبا�س ،وبيانات ا َملـرجـِع ،وغري ذلك.. وعلي ��ه ف�إنن ��ي �أطالب كل م ��ن وقع عليه ظل ��م ال�سرقة الأدبي ��ة �أن يطال ��ب (بتعوي� ��ض م ��ادي) �أوال ،ث ��م بتعوي�ض معن ��وي ،وه ��و ـ اي �صاحب املو�ض ��وع الأ�صل ـ م َـ ��ن ْ ي ُـق َـدّر قيم ��ة ،وكيفي ��ة ذل ��ك التعوي�ض ،وعل ��ى (الالط� ��ش) �أن ال يكابر ،وال يجادل ،وال مياحك (ويلف ويدور)� ،أو يدافع عن (فعلته ال�سوء) بعد اكت�ش ��اف �سرقته ،فال�سرقة كاجلرمية �سيت ��م التو�صل �إليها ،ولو بعد حني ،وهي من النادر جدا �أن تدخل يف نطاق (الت�سجيل �ضد جمهول).. و�أخت ��م ه ��ذا املو�ضوع ب�أمني ��ة �أهم�سها حروف ��ا للقراء الكرام ،وهي �أن ال يتم (ال�سطو ) على هذا املو�ضوع �أي�ضا! �أقول قويل هذا وا�ستغفر اهلل يل ولكم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * �شاع ��ر وكات ��ب �سع ��ودي ،ع�ض ��و جمل� ��س �إدارة �أدبي
الأح�ساء . ** (الدالهائي ��ة)� ،أي :ح ��رف ال ��دال ،وح ��رف الهاء جمتمع ��ان ،وه ��و م�صطل ��ح جدي ��د م ��ن عن ��دي ،ال �أقط ��ع ب�صحت ��ه ،و�صوابه ..بل �أقرتح ��ه كا�سم م�ستح�سن ،و�أمتنى ُـ�صـيـب ��ا ،وق ��د �أطلقت ��ه عل ��ى ا�س ��م قافية �أن �أك ��ون في ��ه م ِ الق�صيدة التي ي�شرتك يف رويها حرفان متجاوران ي�سريان ب�شكل �شبه ملت�صق يف بنائها ،كهذه الق�صيدة : ي� � ��ا ل � �ي� ��ل ال � �� � �ص� ��ب م � �ت� ��ى غ� ��ده �أق� � � �ي � � ��ام ال � �� � �س� ��اع� ��ة م� � ��وع � � � ُد ُه ومعار�ضة ال�شاعر �أحمد �شوقي لها: م� � ��� � �ض� � �ن � ��اك ج�� � �ف� � ��اه م � ��رق � ��ده وب � � �ك� � ��اه و َرح � � �ـّ � � �ـ� � ��م ع � � �ـُ� � �ـ � � � ّود ُه فنجد �أن حريف (الدال والهاء) يـُ َكـ َّونان وحدة ع�ضوية ت�س�ي�ر عليها كل قافية الق�صي ��دة دون حتريك ،وقل ال�شيء نف�سه يف (العينكا ِفـيـّة) البن زيدون: َو ّد َع ال� ��� �ص�ب�ر حم� ��ب َو ّدع� �ـَ� �ـ���ك ذائ � ��ع م ��ن �� �س ��ره م ��ا ا� �س �ت��ودع �ـَ��ك ومعار�ضة ال�شاعر �أحمد �شوقي لها: ُردّت ال ��روح على املـُ�ضـْـنـى َم َعـك أرجـ َع ْـك �أح�سـَ ُن الأيام يو ٌم � َ وغريه ��ا كثري مم ��ا مياثلها يف ال�شع ��ر العربي ـ بح�سب زعم ��ي ـ( ،وبالطبع لي� ��س كل حرفني متجاوري ��ن يف قافية ق�صي ��دة ما ..ي�صلح ��ان لهذا اال�سم املق�ت�رح ،فمثال نونية ابن زيدون ال�شهرية: �أ�ضحى التنائي بديال من تدانينا وناب عن طيب لقيانا جتافينا ال ت�صح �إال �أن نقول عليها (نونية)، هذا واهلل �أعلم .
15
اجل�صية يف القطيف الزخارف ّ علي الدرورة
م�ؤرخ و�أديب -القطيف ال�سعودية
متتاز مناطق القطيف ال�ساحلية ب��وج��ود مناطق ب �ي �ئ �ي��ة خ �� �ص �ب��ة ب��ال �ط�ين الطبيعي الذي ي�ستخرج من البحر ويقوم البنا�ؤن بنقعه يف برك ملئت باملء العذب لتخفيف الأم�لاح منه ومن ثم جتفيفه ،وبعد ذلك حرقه بطرق بدائية وفعاله ومن ثم طحنه وحتويله �إل��ى ب��ودرة وبطريقة تقليدية وحينها تكون البودرة جاهزة لإ�ستعماله يف البناء وبالطريقة التي يراها املهند�س املعماري والذي كان يطلق عليه( :الأ�ستاد) ،وقد �أب��دع القطيفيون يف الع�صور القدمية يف فنون الزخرفة اجل�صبة والتي كانت حتى وقت قريب متار�س بالطرق التقليدية والتي �إ�ستلهمها املعماري بالتوارث من �أ�سالفه القطيفيون القدماء. لقد �إه �ت � ّم ال�ف� ّن��ان امل�ع�م��اري يف مناطق القطيف اجل�صية وت�شكيالتها بالإ�شراف على �صناعة ال ّزخارف ّ وعلى تنفيدها يف العمارة املحلية مبا يتوافق مع التقانة أ�س�س واقعي ٍة للعمارة نابع ٍة من املُجتمع والبيئة والتقاليد و� ٍ والتي ت�أخذ حيزا يف هذا امل�ضمار ،فهي خا�ضعة للو�ضه الإجتماعي مبا يتوافق مع حرمة البيوت املجاورة و�أي�ضا مبا يتوافق مه �إجتاء هبوب الهواء ودخول �ضوء ال�شم�س �إلى فناء املنزل �أو احلجرات ،ونظرية التهوية والإ�ضاءة يعرفها املعماري �أك�ثر من البنا�ؤن الذين يعملون حتت �إمرته. وقد �إهت ّم املعماريون القطيفيون باختيار نوع الطني وجتهيزه لإع ��داد ال�ق��وال��ب ،وب��درا��س��ة ه��ذه ال� ّزخ��ارف
16
بري�شة الفنان حممد اجل�شي -ال�سعودية
خا�صة الألوان الزاهية ،و�إن وعالقتها بالألوان والتهويةّ ، كان الغالبية يف�ضلون اللون الأبي�ض وهو مايعرف حمليا بـ (النورة) لتعطي �إنطباعا بالنور �أو الإ�ضاءة من الداخل وخا�صة للحجرات يف ال��دور الأر�ضي وهذا ينطبق على الغرف �أي�ضا ال�سيما يف بيئه �شديدة احل��رارة يف ف�صل ال�صيف. و�أ�صبحت العمارة الإ�سالمية من �أكرث العمائر حيا ًة و�أ��ش� ّده��ا بهج ًة و�أعظمها خ�ل��ودًا ،فجذبت ال��زخ��ارف، َك َف ٍن من الفنون الإ�سالم ّية ،الإهتمام بها حيث ازدهرت فنون تواكب الظروف الإجتماعية ال ّنابعة وتبلورت يف ٍ ّ من الدّين ،فتعدّدت الأ�ساليب الفنية ،حيث قام الفنان ب�صياغة ٍفن له �أ�سلوبه اخلا�ص وطرازه حيث ظهر ذلك يف املُعاجلات ال ّزخرفية املُختلفة للأ�سطح اجلدارية �رق مُتعدّد ٍة من �أعمد ٍة و�أق��وا�� ٍ�س ونوافذ ،با�ستخدام ُط� ٍ لل ّت�شكيل ،منها ( :البارز) و(املفرغ). ومبراعاة ك ّل من اجلوانب الف ّنية واجلمالية ،حيث ا�ستغ ّل معها الفنان حركة ّ ال�شم�س وما يتبعها من �ضو ٍء وظل ،حتى يتكامل الإح�سا�س باحليز والفراغ وا�ستخدام ٍ
بح�شوات اجل�صية يف ت�شكيل الفراغات وملأها ال ّزخارف ّ ٍ ال�سطح بزخارف مُ�ستخدمًا ال� ّ�ط��رق املُتعدّدة لتغطية ّ رائع ٍة حتى تكاد تخفي الأر�ضية متامًا ،وقد كان �شائعا يف العمارة املحلية يف القطيف وتاروت والعوامية. وقد ا�ستفاد الف ّنان املعماري القطيفي بامللكة واخلربة اخلا�ص ��ة يف حتقيق ٍفن الت ��ي توارثه ��ا من ه ��ذه الفل�سفة ّ اجل�صية لتملأ الفراغات واملُ�سطحات ت�شكيلي بال ّزخارف ّ ٍ كزخارف جمالية ووظيف ّي ٍة روحية ت ّت�صف بال ّتطور وال ّنمو والإ�ضاف ��ة واحل ��ذف وال ّرق ��ي ،ح ّت ��ى و�صلت �إل ��ى �شكلها احلايل م ��ن خالل ت�شكيل املادة بزخارف متعدد ٍة .فظهر ال ّتن ��وع الوا�ضح م ��ع الإح�سا�س بعن�ص ��ر الوحدة يف العمل الف ّني من حيث املو�ضع ّ وال�شكل.. اجل�صية فهي نوعان :طريقة �أمّا ت�شكيل الزخارف ّ احلفر �أو النق�ش على اجل�ص ،والطريقة الأخ��رى هي ال�ص وما يتوائم معها طريقة تفريغ القالب �أم��ا طريقة اخلا�صة تكوينه ،فرتتبط هذه الطريقة مبلء الفتحات ّ بالنوافذ وف��وق الأب��واب على واجهات امل�ساكن لإدخ��ال �أ�شعة ّ ال�شم�س �أحيا ًنا وال� ّن��ور والتهوية الطبيعية التي تفتقدها م�ساكننا احلالية حيث اختلفت العمارة فلم تكن تقليدية كما كانت يف املا�ضي.. �أما ت�شكيل ال ّزخارف اجل�ص ّية في�صبّ الف ّنان لوحً ا ب�سيط من اخل�شب ،ي َ ُو�ضع على من اجل�ص يف �إط��ا ٍر ٍ الأر�ض
ويُثبت املهند�س املعماري ال ّلوح على احلائط بعد �أن ّ يجف متامًا ،ثم يقوم بنقل ال ّت�صميم على اللوح لتحديد بنحت تفري ٍغ الفراغات والأ�شكال حيث يُ�ش ّكل الت�صميم ٍ عميق ليُحدث ال ّتكامل بني الفراغ ّ وال�شكل يتكامل الفراغ ٍ اجل�ص املفتوحة �أو ما يُ�س ّمى بالفراغ مع �أنواع ت�شكيالت ّ املفتوح الذي ين�ش�أ من جتميع الأ�شكال مع بع�ضها ليتخللهّ الهواء وال�ضوء ويكون ناف ًذا �إلى داخل امل�سكن التقليدي، لي�صبح عم ًال فنيًا جمي ًال. وجند يف هذا عالق ًة وا�ضح ًة ومتبادل ًة تحُ ّقق ال ّتميز والتفرد يف الأ�سلوب الفني حيث تكر�س اخلربة املعمارية، لت�صبح عالقات جمالية ممتدّة وكثرية �إلى ما ال نهاية. ّعات ب�صري ًة خمتلف ًة ل�شكل وبهذا يعطي املُ�شاهد تنو ٍ الفراغ ال ّنافذ الذي يجمع بني الأ�شكال تار ًة وبني الأجزاء ط��ورًا ،على �أن ان كثري من البيوت يف مناطق القطيف �أعطت الدور الفني ملداخل املنازل والتي تعك�س وبو�ضوح ال�صورة الداخلية للمنزل. �أنواع الزخارف التي كانت �شائعة يف القطيف: ا�شتهر فن الزخرفة ً كثريا عرب التاريخ الإ�سالمي، ً وحتديدا الزخرفة الهند�سية والنباتية ،التي تعترب من الزخارف املهمة التي مت ّيز بها الفن الإ�سالمي ،حيث ابتكر امل�ع�م��اري امل�سلم ع�بر ف�ترات التاريخ � ً أ�شكاال نباتية خمتلفة خرجت عن الأ�شكال الطبيعية ،وق��د جاءت نتيجة للت�أمالت العميقة يف الطبيعة،
17
والتي ا�ستطاعت �أن تبعد الفنانني عن حماكاة الطبيعة م��ن خ�ل�ال ا��س�ت�خ��دام�ه��م للتجريد والتحوير للعنا�صر النباتية املختلفة يف املحيط البيئي. ً و�إلى جانبها ا�شتهرت �أي�ضا هند�سة الزخرفة والتي تعترب ً نوعا �آخر للزخرفة الإ�سالمية ،حيث برع املعماريون امل�سلمون يف ا�ستعمال اخلطوط الهند�سية ،و�صياغتها يف �أ�شكال فنية رائعة ،فظهرت امل�ضلعات املختلفة ،والأ�شكال النجمية ،والدوائر املتداخلة ،وقد زينت هذه الزخرفة املباين ،كما و�شحت التحف اخل�شبية والنحا�سية ،ودخلت يف �صناعة الأبواب وزخرفة ال�سقوف ،مما يعد دلي ًال على علـم متقدم بالهند�سة العملية.. وهناك نوعان من الزخرفة وهما� :إما احلفر الكامل والذي ي�سمح بالر�ؤية من كال الطرفني �أو ن�صف احلفر، والر�سومات الزخرفية �إما �أن تكون زخرفة نباتية التي تظهر فيها �أ�شكال النباتات و�أوراق ال�شجر� ،أو زخرفة هند�سية معقدة.. ك��ان ال�ب�ن��ا�ؤون ي�ستخدمون ال��رم��اد ال��ذي يحرق به اجل�ص فيكون لديهم عجينة ج�صية رمادية وهذه العجينة ع��ادة ت�ستخدم للم�سح �أو ماي�سمى قدميا( :التليي�س) وهو امل�لاط ال��ذي تغطى به اجل��دران ،وي�ستخدم �أي�ضا يف لوحات الزخرفة ،لإ�ضفاء لون �آخر �إلى جانب اللون الأبي�ض املعتاد ،وحتى يحاكي الواقع الرتاثي ،كي تكون اللوحة املطلوبة �صورة طبق الأ�صل عن القدمية ،و�أحيانا يقوم املهند�س املعماري ب�إ�ضافة بع�ض الألوان �إيل اللوحة املطلوبة �إذا كانت اللوحة الأ�صلية حتتوي عليها وهناك طرق خلط اجلب�س والذي كان ي�سمى قدميا( :النورة)، والذي يجب �أن يتوافق مع معايري معينة بحيث ال يكون جامدا ،وبالتايل يجب خلطه ً ً جيدا بطريقة �سائ ًال �أو ت�ساعد على �صبه يف القالب وتغلغله يف الفتحات املوجودة يف القالب. الطريقة التي يعمل فيها الزخارف الهند�سية: يقوم املعماري القطيفي من خالل خربته يف �صنع
18
القوالب �أو يوكل امل�س�أله �إلى النجار الذي ي�أخذ الطلب ح�سب املقا�سات املطلوبة وهذد القوالب يتكرر ا�ستعمالها كما راينا يف بيوت عديدة وهذا ي�شري �إلى �أن البنا�ؤون يعملون ح�سب الطلب م��ن خ�لال خربتهم يف مناطق خمتلفة يف املناطق احل�ضرية القدمية. ً حمفورا ب�شكل القوالب اجلاهزة ،والتي يبدو بع�ضها كامل والبع�ض الأخر يكون ن�صف حفر ،ويقول :عندما جتف القطعة يكون لونها الأ�سا�سي الأبي�ض ،ولكن ميكن لأي �شخ�ص �أن يقوم ب�إ�ضافة الأل��وان عليها �سواء كانت زيتيه �أو مائية و�إن كان العادة �أنها تطلى باللون الأبي�ض حتى تعطي �إرتياحا �أكرب يف املنظور الفني ،.وهي �سمة معمارية متعارف عليها يف مناطق القطيف منذ القدم. ومتثل الزخارف انعكا�سا يف البيوت املتميزة التي تتوفر فيها رفاهية العي�ش ومقومات التهوية وتر�سيخ الفن يف نفو�س القاطنني والزوار ،وحتافظ الأجيال يف النظرة امل�ستقبلية يف حتقيق هذه الر�ؤيةالفنية تاريخيا يف مفهوم العمارة والفنون الإ�سالمية يف القطيف وماحولها ،خا�صة بالن�سبة للأجيال وذلك برت�سيخ هذه النظرة التاريخية، وبرت�سيخ هذا الوعي الرتاثي يف العمارة املحلية. ويجد امل��رء ال��زخ��رف��ة اجل�صية يف معظم البيوت القطيفية القدمية ،وكان اجل�ص امل�صنع حمليا والذي ي�ستخدم لك�ساء ج ��دران ال�ب�ي��وت وال �ق�لاع والق�صور والأب��راج وامل�ساجد من الداخل واخلارج بدال من الطني لقدرته على حتمل عوامل املناخ والطبيعة وت�سمى هذه العملية بـ (التليي�ص) �أو (التليي�س) كما ذكرناها. وكان القطفيونن ي�صنعون من اجل�ص � ً أي�ضا املباخر التي ما زالت ت�صنع وعلى نطاق �ضيق فقد كان النا�س يف املا�ضي يقبلون على اقتنائها لتزيني منازلهم وا�ستخدامها يف حرق البخور وخا�صة يوم اجلمعة و�إل��ى عهد قريب حتى حدود ال�سبعينيات امليالدية كانت ت�صنع وت�ستهلك حمليا.
بري�شة خلود امل�سريي -ال�سعودية
املنتديات الأدبية يف القطيف... وعطاء ثراء.. قي�س �آل مهنا �شاعر وكاتب -القطيف ال�سعودية
�أه ��و �سحر الكلم ��ة �أم روعة املعن ��ى �أم لعله اجلمال وات�س ��اع اخلي ��ال هو م ��ن حدا ب�أبن ��اء ه ��ذه املنطقة �أن يواكب ��وا بقية املناطق والبل ��دان حملية �أو عربية يف بناء تنظي ��م فك ��ري ثق ��ايف و�أدبي يك ��ون له ال ��دور البارز يف اظهار تاريخ املنطقة فكري ��ا وح�ضاريا واحتواء �أبناءها ال�شباب يف ن�سيج حيوي ميتد بهم ما امتد الفكر الأ�صيل و�سم ��ت الروح �إلى مدارج الكمال بغية �أن تبقى ب�صمتها ثابت ��ة ومميزة يف خ�ضم ما يكتب وين�شر ويقر�أ على جل الأ�صعدة ويف جميع امل�ستويات.. ولهذا رمبا انبثقت فكرة املنتديات الأدبية وتو�سعت حت ��ى �أ�صبحت �شع ��ارا ممي ��زا ووا�ضحا له ��ذه املنطقة لكرثته ��ا ولكرثة ما �أنتجته وقدمت ��ه من فعاليات ثقافية و�أدبية على م�ستويات خمتلفة ويف �أطر متعددة مبا و�سع املجال وبلغ اجلهد.. وال نبال ��غ �إن قلنا �أن تاريخ املنطقة احل�ضاري ممتد لآالف ال�سن�ي�ن فه ��ي ومنذ عهد الفينق�ي�ن كانت مركزا مهم ��ا للن�ش ��اط التج ��اري والثق ��ايف وح�سب ��ك بت ��اروت منوذجا لذلك.. وعل ��ى امت ��داد الع�ص ��ور والأزمن ��ة فه ��ي مل تخل ��و يوم ��ا من ن�شاط فك ��را ف�ضال عن �أدب ��ي و�شعري حفلت ب ��ه حمافلها من ��ذ اجلاهلية م ��رورا باال�س�ل�ام وو�صوال بالع�صر احلديث ع�صر االت�صاالت وثورتها املتعددة.. وعل ��ى اختالف �ساكنيها �أي�ضا وقاطينيها من فينيق ويون ��ان ورومان وع ��رب باختالف قبائله ��م ك�إياد وعبد القي� ��س وو�ص ��وال للعوائل املختلف ��ة يف ع�صرنا احلا�ضر
20
ف�إن لل�شعر والأدب مريديه وحمبيه الذين مل ي�ألوا جهدا ومل يذخ ��روا وقتا يف �سبي ��ل ابرازه وظه ��وره �سواء على م�ستوى جمال� ��س امل�سامرة اليومية �أو من خالل ما قدم من مطبوعات وكتابات �أثرت زمانها وا�ضاءت لنا حقبا كادت �أن ت�ضيع لوال ب�ساطة هذا التدوين. ول ��و توقفن ��ا يف ع�صرن ��ا احلدي ��ث حلظ ��ة ب�سيطة لوجدن ��ا �أن ما و�صلت �إليه من ثقافة كان بطرق متعددة وروافد خمتلفة فقد �أ�شار �إليها ال�سيف بقوله(:املكتبات اخلا�صة الكثرية التي حفلت بها بيوت العلماء واخلطباء وبع� ��ض ال�شخ�صي ��ات كان له ��ا �أبل ��غ الأث ��ر يف النه�ضة الثقافية الرائدة التي �شهدتها القطيف). ولعله لي�س ه ��ذا الرافد الوحيد ال ��ذي عرفته فكان للمج�ل�ات والكتب التي تفد عليها م ��ن خمتلف الأمكنة والأ�صق ��اع ما له كبري الأث ��ر يف تغذية �أبنائها بكل ما هو جديد ومفيد. كم ��ا ي�ضي ��ف ال�سي ��ف قائ�ل�ا �أي�ضا(:ولق ��د عرفت القطيف ف�ت�رة خ�صيبة من حياته ��ا الثقافية متثلت يف املهرجانات الأدبية التي كانت تقام يف بع�ض املنا�سبات الديني ��ة واالجتماعية،ف ��كان لتلك ��م املهرجان ��ات الأثر الكبري يف تنمية املواهب الأدبية والنهو�ض بها). ولعل هذا امل�ست ��وى الفكري والن�ضج الن�ضج الثقايف والرق ��ي الأدبي ه ��و ما حدا ببن ��ت ال�شاط ��ئ �أن ت�سجل انبهاره ��ا وده�شت ��ا ع ��ن ه ��ذه املدينة احلا�ض ��رة ذات الروائع الباهرة وتقول يف معر�ض زيارتها: (ه ��ي يف معزلها النائي املهجور على �ساحل اخلليج
العرب ��ي ت�ست ��ورد الب�ضاع ��ة الأدبية من �ضف ��اف النيل، وتع ��رف ع ��ن �سري الف ��ن واحلياة به ��ا ،و�أع�ل�ام الأدب والفك ��ر فيها ما يجهله امل�صريون �أنف�سهم ،غري قلة من الدار�سني) . تلك هي �صورة معربة مما كان عليه الو�ضع الفكري والثق ��ايف يف ذلك الع�صر والذي بل ��غ �أوجه وعظمته يف و�ض ��ع لبن ��ة ودرب ت�سري عليه الأجي ��ال فيما بعد وتخط نهج ��ه وتو�س ��ع يف فكرته وتعمقه ��ا لت�صل بها �إل ��ى �أبلغ مدى.. و�إذ مل يك ��ن حينها غري التدوي ��ن التقليدي وال�سماع ال�شف ��وي فبلغ ��ت م ��ا بلغت ��ه واجت ��ازت م ��ا اجتازته من نه�ض ��ة وح�ضارة فكيف بها وهي تواكب ثورة االت�صاالت واملعلوم ��ات ،من منتدي ��ات الكرتونية وم ��رورا بالفي�س والتوي�ت�ر وو�صوال للوات�ساب وغريها من �أدوات التوا�صل االجتماع ��ي ف�أول ��ى به ��ا �أن تخ ��ط له ��ا ر�سم ��ا ال يبل ��ى وم�شهدا ال ين�سى وينبثق منها م�شهدا فكريا يتماهى مع لغة الع�صر.
�أحدى �أم�سيات القطيف الثقافية ب�صالة �آتيليه فن -الفنان �أمني عبد الوهاب
ولهذا ت�شكلت عدة منتديات �أدبية يف قرى وحوا�ضر املنطقة ب�سواعد و�أفكار �شبابية كان للجن�سني فيها دورا ب ��ارزا وحراكا بينا ،امتدت م ��ن �شرقها �إلى غربها ومن �شماله ��ا �إلى جنوبها متع ��ددة الر�ؤى والأف ��كار خمتلفة التطلع ��ات والتوجهات متفق ��ة جميعها يف ابراز املنطقة كحا�ضرة �أدبية والنهو�ض بها �إلى �أ�سمى قمة. ومن �أبرز هذه املنتديات: ** منتدى و�صالون� -أتيلي ��ه فن -الذي ت�أ�س�س عام 1995م وم�ض ��ى يف حركته عرب م�سميات خمتلفة ورواد خمتلفني كالإعالمية با�سمة الغريايف والت�شكيلية حميدة ال�سنان والقا�صة �أمرية املح�سن والأديبة �سارة اخلثالن حيث انبثق عنه �صالون الأربعاء،بالأ�ضافة الى املعار�ض وامل�سابقات وبالتعاون مع الق�سم الثقايف بنادي ال�سالم، ويف العام 2009برزت منه جلنة القطيف الثقافية التي حر�ص ��ت على الرق ��ي باحلركة الثقافي ��ة والنهو�ض بها عرب ا�ستقطاب املبدعني وكتاباتهم يف �شتى فنون الأدب واملو�سيقى وذلك خ�ل�ال الفعاليات ال�شهرية �أو ال�سنوية كي ��وم ال�شعر العامل ��ي حيث �أقيم ��ت �أم�سية عل ��ى ليلتني بهذه املنا�سبة ومت ا�صدار كت ��اب ب�إ�شراف اال�ستاذ علي ال ��درورة متزامنا وهذه الفعالي ��ة ،ومنا�سبة يوم الكتاب حي ��ث �أقيم ��ت فعالي ��ة به ��ذه املنا�سبة ه ��ي الوحيدة يف املنطق ��ة ،كما يتم �إ�صدار جمل ��ة القطيف الثقافية التي تعنى بهذا ال�ش�أن. ** ملتقى ال��وع��د ال�ث�ق��ايف وينتمي ل��ه ك�ث�ير من الأدب� � ��اء وال �� �ش �ع��راء وامل �� �س��رح �ي�ين وك �ت��اب الق�صة واملو�سيقيني،ت�أ�س�س يف ال�ع��ام 2005م على ي��د كل من الكاتب ح�سني اجلفال والقا�ص فا�ضل العمران وال�شاعر حممد الفوز ،وان�ضم لهم فيما بعد كل من ال�شاعر ح�سني دهيم وال�شاعر زكي ال�صدير . ورمبا امتاز على �سائر امللتقيات بال�شمولية فهو يجمع ب�ي�ن فن ��ون الأدب كال�شع ��ر والق�صة وامل�س ��رح �إ�ضافة �إل ��ى املو�سيقى وقد �ساعده يف ذلك موقعيته بني �سيهات والدم ��ام وارتباط ��ه الوثي ��ق بجمعية
21
الثقاف ��ة والفن ��ون واتخ ��اذ م�سرحها مرك ��زا لكثري من �أن�شطت ��ه ،كم ��ا احتواءه على خليط م ��ن مثقفي املنطقة ورمبا خارجها اي�ضا مما قوى دعائمه و�صالته. وب ��رز ب�أن�شط ��ة ممي ��زة وحافل ��ة الق ��ت ا�ستح�سان اجلمي ��ع �س ��واء عل ��ى �صعي ��د ال�شع ��ر ك�أم�سي ��ة قا�س ��م ح ��داد و�سي ��ف الرحب ��ي �أو ام�سيات الق�ص ��ة الق�صرية وامل�سرحيات املختلفة والفعالي ��ات املو�سيقية التي يبثها امللتقى بني فرتة و�أخرى ليتنف�سها اجلمهور املتعط�ش. كم ��ا مل يقت�صر ن�شاطه على املنطق ��ة بل وامتد �إلى مناط ��ق �أخ ��رى و�إل ��ى دول اخلليج،حيث �أق ��ام فعاليات و�أم�سي ��ات يف كل من البحرين وعمان على �شكل �أ�سابيع ثقافية �شملت ال�شعر وامل�سرح والفن الت�شكيلي وال�سرد. ** الوكر الثقايف ومق ��ره بالعوامية ت�أ�س�س يف العام 2011م تقريب ��ا وي�ضم نخبة م ��ن ال�شباب املتمرد �أدبيا كال�شاع ��ر من�ي�ر النمر وحم�س ��ن الزاهر وعل ��ي الغاوي وغريه ��م ،وميت ��از بن�ش ��اط م�ستم ��ر و�إقام ��ة �أن�شط ��ة وفعالي ��ات �أدبية م�ستم ��رة يف �أمكنة متعددة لعدم وجود مق ��را خا�صا ب�أم�سيات ��ه و�أن�شطته الالفت ��ة ،ومنها على �سبيل املثال �أم�سية ال�شاعرة البحرينية ليلى ال�سيد التي �أقيمت على قاعة اجلزيرة بالقطيف. �أق ��ام العديد م ��ن الأن�شطة والفعالي ��ات والأم�سيات اخلا�ص ��ة وامل�شرتك ��ة مع بع� ��ض امللتقي ��ات الأخرى.وله �أم�سي ��ة �سنوي ��ة تق ��ام يف حم ��رم با�سم احل�س�ي�ن وحي الأبجدية. ** ملتقى ح ��رف الأدبي ومق ��ره �سناب�س ومل يت�سن يل معرف ��ة تاريخ ت�أ�سي�سه �إال �أن يعد املنتدى الأول الذي ن�ش ��ط من جديد بعد غياب منت ��دى الغدير عن ال�ساحة الأدبي ��ة ،ويحوي نخب ��ة من ال�شباب م ��ن �أمثال ال�شاعر يو�سف �آل ابريه وعادل دهنيم وزهدي دهنيم وال�شاعرة �سحر العبن ��دي وغريهم من ال�شع ��راء ،وميتاز بن�شاط متج ��دد �أقام ع ��دة �أم�سي ��ات وفعاليات ك�أم�سي ��ة توقيع ديوان ال�شاعرة �سحر العبندي على �صالة جمعية الثقافة والفنون بالدمام ،و�أم�سي ��ة توقيع ديوان ال�شاعر يو�سف �آل �إبري ��ه ،و�أم�سي ��ة ال�شاعري ��ن مالك فتي ��ل وح�سني �آل
22
بري�شة حليمة �آل طالق -ال�سعودية
عمار على م�س ��رح جمعية القطيف ،كما قام با�ست�ضافة �شعراء من خ ��ارج اململكة كال�شاعرة البحرينية و�ضحى امل�سجن على م�سرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام. **رابط ��ة متائم �س وت�أ�س�س ��ت يف العام 2011م يف من ��زل الأدي ��ب ال�شاعر�سع ��ود الفرج وت�ض ��م نخبة من ال�شع ��راء كال�شاعر والأديب �سعود الفرج وال�شاعر فريد النم ��ر وال�شاعر رائد اجل�ش ��ي وغريهم،ي و�أقامت عدة �أم�سي ��ات لعل �أبرزها �أم�سية �شعر الوم�ضة والتي �أقيمت يف منتدى حوار احل�ض ��ارات مب�شاركة نخبة من �شعراء امللتقي ��ات الأخرى،بالإ�ضافة �إل ��ى �أم�سيات م�شرتكة مع ن ��ادي ال�سالم بالعوامية ،وبعد �إعادة تنظيمه من جديد ب ��د�أ مو�سمه ب�أم�سي ��ة �أدبية بعن ��وان� -أ�صاب ��ع الرماد- م�شرتكة بني ال�شاعر فريد النمر عن ديوانه رع�شة حتت الرم ��اد وال�شاع ��ر علي عا�شور عن كتاب ��ه عني يف ا�صبع و�أقيمت الأم�سية يف منتدى حوار احل�ضارات, ** منت ��دى عر�ش البيان ب�سيه ��ات وي�ضم نخبة من �شعرائه ��ا و�أدبائه ��ا من �أمث ��ال ال�شاعر عقي ��ل امل�سكني وجعف ��ر �آل �إبراهيم ،وبالرغم من قدم ��ه �إال �أن�شطته ال تكاد تذكر �أو تظهر على ال�سطح ب�شكل وا�ضح. لع ��ل هذه �أبرز املنتديات الأدبية يف املنطقة الن�شطة ومنه ��ا ما خب ��ا جنمه وخف ��ت �ض ��وءه وقل ن�شاط ��ه �إما الن�شغال �أع�ضائ ��ه �أو تفرقهم �أو عدم موا�صلة اللقاءات والفعالي ��ات و�ضخ الأف ��كار والر�ؤى اجلدي ��دة مبا يتفق وعجلة الزمن.
بري�شة �أحالم امل�شهدي -ال�سعودية
�شعر
َمر ِث َي ٌة ُم�ؤَجلةَّ
ح�سن الربيح
�شاعر -الأح�ساء ال�سعودية
24
ال َتكِلني �إِلى َز َم ٍن َي نَّ ُ لبي تفن يف َن ِ ه�ش َق َ لي ،املُت�ش ِّردَ، يا طِ ْف َ
�أُف ِّت ُ�ش فِي ِه ْم ع َِن ال َّلهوِ، َوال َقه َقهاتِ ، َف�أَرجِ ُع با ُ حل ْزنِ ،
يف ال ُّرو ِح قا ِو ْم َمعِي َ�ص ْخر َة ال ُع ْمرِ، حِ َ ني ُت َق ِّو ُ�س َظه َر املَطامِ ِح، َواط ُر ْد ُو ُح َ و�ش الك�آ َبةِ، ني حُت ُ ِيط َ حِ َ بي الكِتا َب ْة بظ ِ ُكنتَ ُ -من ُذ َوعَينا َعلَى ال َّر ْملِ َ -تبنِي، َو َته ُد ُم ُح ْل ًما َط ِر ًّيا، بال َهد ٍَف ني َتخِ ُّف، يف كال احلا َل َت ِ كال�سحا َب ْة مِ َن ال َف َر ِح املُ�شتهَىَّ ، يح ُكنتُ �أُطل ُِق ر ِْج َ لي لل ِّر ِ مِ ثلَ َك ،حني ُيطا ِردُنا �صاحِ ُب ال َّن ْخلِ يف َط َر ِف ال َّثوبِ َنحمِ ُل َغ َّل َة جَتوالِنا يف ُّ ال�ض َحى َفرِحِ َ ني بال َن َد ٍم، �أَو َمتا َب ْة َو�أَنا َمنْ َن�سِ ي ُت َك،
ِ�س يف ال َق ْلبِ نا َب ْه َيغر ُ َت َتج َّر ُع ُغرب َت َك املُ�ستطِ يل َة ثلي، مِ َ َح ُ يث ُيواجِ هُنا ال َّز ُ عب من ال�صَّ ُ َيحم ُل َغ َّل َة �أَعمارِنا يف َيدَي ِه ك�أَ َّن ال َّزما َن ُتغ ِّذي ِه �أَعما ُرنا، ف َي ُ طول بها عِ َّز ًةَ ،و َمها َب ْة َ�س َ وف �أَحتا ُج َله َو َك، يف ُك ِّل وقتٍ ، َو�أَحتا ُج َف َ و�ضاك َ�أك َ رث؛ كي َي َت�ص َّد َع َطو ُد ال َّرتا َب ْة ال َي ُغ ُّر َك هذا ال َوقا ُر املُز َّي ُف ب�ضي، وا�س َر ْح ب َن ِ ْ َكما ال َّنغم ِة املُ�س َتطا َب ْة َو َتد َّف ْق ب َنع�شي، َكما ال�ضَّ حِ ِك امل ُ َتتا َب ِع؛ كي يتذ َّك َر �أَترا ُب َك الأَقدمو َن، ال�صغ َرياتِ ( َمقا ِل َب َك) ُّ
ني ال ُّزقاقِ هُ َ ب َ ناك، و�أَوغلتُ يف البعدِ َ عنك، ثالث َ ني ُم ْغ رَت ًبا ف�إِذا ما َم َر ْر ُت ب�أَترا ِب َك الأَقدَمِ َ ني،
بري�شة مريزا ال�صالح -ال�سعودية
َو َين َفجِ روا بدُعا ٍء َ�ض ُحوكٍ ، َودَعو ُته ْم ُم�س َتجا َب ْة
� َ إليك ،،بطبا�ش ِري الأمل �إميان احلمد
�شاعرة -الدمام ال�سعودية ال�سكين ْه كالطري ه ّز �أني ُنه ُ املبحوح �أغ�صانَ َّ ال�صباح جرى و ْمل ي�سم ْع �أني َنهْ! لكنَّ �شلاَّ َل ِ واترك ِف ً جناحا من ندى ْ الغيوم را�شا باردًا مثل ُق ْم يا ً ْ حب على ِّ كف احل�صري ْه ط ْر بي �إلى دف ِء ال�ضحى يف َل ْث ِم فنجان ِني من ٍ ا�شتعلت على َ�ش َف ِة َّ َ الظهري ْه ابت�سامتك التي و�إلى ْ َ ِط ْر بي � َ وجنتيك إليك �إلى روابي عات على ف� َ ؤادك �إلى البيوت املُ ْ�ش َر ِ ِ َ مبقلتيك للبحا ِر ِّ احلكايات املطري ْه لكل �أر�صف ِة ِ َ آالم يغ�شى َ مهجتك املدين ْه ! �سقف فهناك ال ِ�س ْر ٌب من ال ِ وحدي �أب ِّل ُل خرق ًة بالدم ِع ُث ّم بها �أك ِّم ُد َ املحموم قلبك َ يا قلقَ الكروم ْ يا خ ْم َر روحي هموم يا �أم ًريا من ْ بخطوط جبه ِت َك احلزينهْ! � ْأ�س َك ْر َت ِني ِ كم �ضاقت الأوجا ُع بي وتقاذفت روحي املنايف ْ �صاحت :كفى! ب�أ�صابعي ْ ال ت�سريف غزْ َل القوايف تدب لكنّ �أغني ًة ُّ من الف�ؤا ِد �إلى اخلوايف وتط ُري بي يف كل ناحي ٍة وتوغ ُل يف اختطايف
26
من �أنب�أ الأوجا َع �أنّ قاف! بجعبتي مليون ِ �أن احلروف �إ ّ يل ت�سعى ا�صطفاف واملعاين يف ِ �أين �أُ ِع ُّد لها احلدائقَ واحلرائقَ واملرايف و�أبثّ يف �أ�شكالها بالطواف حز ًنا لتبد�أ ِ احلب من حول انت�صاب ِّ لل�ضفاف قا ِع الق�صيد ِة ِ حتى �إذا �سقط امل�سا وتك�س َر القم ُر اخلرايف ّ َ مالحمك التي بانت ْ انعك�ست على كل الفيايف ْ من �أنب�أ الكلماتَ �أن ر�ؤاك قد ملأت �شغايف! البعيد ب�أنّ حمربتي �سفينهْ! من �أنب�أ البح َر َ قت ب�أمني ٍة دفين ْه �أين �أح ِّم ُلها �شر ْ ِ اجلراحات التي ِ
بري�شة ليلى ن�صر اهلل -ال�سعودية
�أين � ُ وبالنحيب أخرب�ش بالدمو ِع ْ ِّ الكئيب وبكل طب�شو ٍر على َل ْوحي ْ أكتب دمعت ْ َيك اليوم � ُ وغدً ا ر�سائ ُل يل و�أن�س ُبها � ْ إليك! أكتب فيه عن قلبي وقد ع�ص َر ْت ُه ويليه يو ٌم �سوف � ُ ِك ْلتا راحت ْ َيك ر�س ُل ويليه يو ٌم �سوف �أن�سى ذلك الأ َمل الع�صي و�أُ ِ َّ ْ وجنتيك فيت كتبتُها يف ال ُق َب َل التي ملّا ُ�ش َ وتليه �أيا ٌم �س�أبحثُ عن �شجا ٍر بيننا كي �أكت َُب الـْ... �ذب ِّ ال�شع َر ال��ذي �أ�ضرمتُ �أح� ُر َف� ُه ب َك ْي ٍد ال �أو �أك� َ ت�صدِّ ُق ُه �سوى ْ مبقلتيك.. تلك النجوم الغافياتُ ُ ْ الغروب ال�شم�س حني يجيئها َك ِذ ُب ا�ضحك كتلك ِ ْ ْ القلوب. ا�ضحك فهذا الكونُ ال ي�س ُع الذي بني ْ
27
حممد الفوز
�شاعر -اخلرب ال�سعودية
�شي ٌء من االرتباك .. �شي ٌء من احلب .. ك� ��ل ال� � � � ��دروب ال � �ت� ��ي ط� ��ال� � ْ�ت ب �غ��رب �ت �ن��ا خ� �ط ��اك� �ـ ل��ي�����س� ْ�ت �� �س ��وى حل � � ٍ�ن ي �غ��اف �ل �ن��ي وال � � ��وق � � � ُ�ت �آخ � � � � � ُر م��ن�����س� ِّ�ي/ي��ب��ه��دل��ن��ي م � ��اذا ت��ري��دي��ن؟ ط �ف�لا ي �ن �ث �ن��ي ...ف��رح � ًا ال تطلبي ال���ش�ي��خ/ل��ن ت �ن �ف �ع� ِ�ك ...حكمتَه ق� �ي ��ام� �ت ��ي ع� �ب� �ث���ي/وال� �ع� �م���ر ي �خ �ط �ف �ن��ي ن� �ف� �خ � ُ�ت �� ُ��ص� ��و َرال � �ه� ��وى يف ك� � � ِّ�ل ���س��ي��د ٍة و�إخ � � ��وت � � ��ي/ال � � � ُ �ورق امل � � �ن� � ��ذو ُر يف ط��ل� ِ�ل ت� ��رك� � ُ�ت �أ�� �س� �ئ� �ل� �ت ��ي ل � �ل� ��ري� ��ح ،ت �ع �� �ص �ف �ه��ا � � �ص � �ه � �ي � � ُل ذاك � � ��رت � � ��ي ال خ � �ي� ��ل ي �ت �ب �ع��ه م��ازل� ُ�ت يف ال �ن �ظ��رة الأول� � ��ى ...ت��ؤرج�ح�ن��ي يف ���ص��ح��ة ال� �ل� �ي���ل/ي���اع� �ن���وان ط��اول��ت��ي يف � �ص �ح��ة ال � �ع� ��ري/ي� ��ا ث� ��وب � � ًا ُي �ه �ن��دم �ن��ي يف ���ص��ح��ة ال � �ط � �ه� ��ر/ي� ��ام� ��ا ًء ُي �ق��د� �س �ن��ي ن� ��أت ��ي ...م��ن ال �ل �ي��ل/م��ن �أق �� �ص��ى م��واج�ع��ه ه �ي��ا ،ارف �ع��ي ال��ب� َ �ال م��ن � �س �ق� ٍ�ف ...ي��ك��دِّ ُر ُه ت� �ق� � َّل� �ب ��ي يف ف�� ��را��� ِ��ش ال � � �ف � � �ق� � � ِ�د�/إنَّ ب��ه درب ال� �ه ��وى ح �ي� ً لا م �ن��ذ اب� �ت� �ك ��رتُ ع �ل��ى ِ �اب ع � � ��دوي ك � � ��انَ ي���ش�ت�م�ن��ي ك�� ��ان ال � �غ � �ي� � ُ و�� � �ص � ��ا َر ي � �ه� ��ذي ب�� �ن� ��ا/يف ك� ��ل ه��اج �� �س � ٍة ل� �ق ��د ت � �ه � � ّدم رك� � ��نُ ال� �ه� �م� �� � ِ�س يف ��ش�ف�ت��ي ح �ت��ى ال��ر���ص��ي� َ�ف ال�� ��ذي مي �� �ش��ي مب� �ف ��رد ِه ف� ��ال � �ك� ��ل ي� � �خ � ��رج م � � � �ن� � � ��ي/دون ح�ي�رت ��ه
28
بري�شة يرثب ال�صدير -ال�سعودية
ق� ��� �ص�ي�رة ال�� �ظ� � ِّ�ل يف م � �� � �ش� ��وا ِر ع��ودت��ن��ا ع� �ل ��ى امل � �م� ��ر ال� � � ��ذي ي� �ه� �ف ��و ل��رق �� �ص �ت �ن��ا �زع� ُ�ج �ن��ا يف ك ��ل ح�ي ٍ�نُ /ي� ��� �ض ��يء ال� �ل� �ي � َ�لُ ،ي� ِ ح � �ت� ��ى �أه� � �ي�� ��ئ ن� �ف� ��� �س ��ي يف �� �ش� �ق ��اوت� �ن ��ا ف� ��ال� ��وه� � ُ�م �أك� �ب� � ُ�ر «ع� ��رب � �ي� � ٍ�د» ب �ح �ك �م �ت �ن��ا م � ��ن ال�� ��وج�� ��وه ال � �ت� ��ي ع� � � � � ّر ْت م�لاحم �ن��ا �اءت ب �ل��ا ح� � � ��ذ ٍر يف ع� � � ِّ�ز � �س �ه��رت �ن��ا ج�� � � � ْ � � �ش� ��دوا وث � � ��اق م� ��� �س ��اءات ��ي ب � � ��دون ��َ�س�� َن��ا ب��ل��ا ن � ��واف � ��ذ/ت� � �ل � ��وي خ � � � � َ �وف رغ��ب��ت��ن��ا وق� ��د ت �� �س��اب �ق �ن��ي يف ال� � �ب � ��وح ...ده���ش�ت�ن��ا ح �ق �ي �ق��ة ال � �ك � ��أ�� ��س يف م� �ع� �ي ��ا ِر خ �م��رت �ن��ا �ات ��س�ك��رت�ن��ا ...ه �ي �ـ �ـ �ـ��ا ن�ث�رث ��ر يف ح� ��ان� � ِ ب � ��الأم� � �ن� � �ي � ��ات ال� � �ت � ��ي ت� �ك� ��� �س ��و حم �ب �ت �ن��ا ب�ل�ا و� � �ض� ��وء ،ن �� �ص �ل��ي ط� � ��و َع (ق �ـُ �ب �ل � ِت �ن��ا) ل��ن�����س��ك� َ�ب «الآه» يف ف� �ج� �ن ��ان ح�يرت �ن��ا ح� � �ي�� ��ا�ؤك امل� ��� �ش� �ت� �ه ��ى يف غ �ي��ر غ��رف �ت �ن��ا روح�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ��ا ...ت �ب��ادل��ك الأ�� �ص���دا َء وال��وه�ن��ا و ِب� � � � � � ُّ�ت� ،أدرك �أال � � �ش� ��يء ُي� �ب� �ع � ِ�دن ��ا ...ح� �ت ��ى ت� ��رب� ��ع يف م � �ي ��راث رف �ق �ت �ن��ا ي� �ح ��دو ال �� �س �ن�ي�ن ع��ل��ى �إي � �ق� ��اع � �ص��دف �ت �ن��ا وال �� �ص �ب� ُ�ح ...خ�� َّل��قَ ع �� �ص �ف��ور ًا ُي��زغ��ردن��ا كان � ْ�ت ...ل ��ه ق�ص ��ة ٌ م ��ن بع� ��ض ق�صتن ��ا روح ب��غ�ي�ر(�أن��ا) ...ت �� �ش��اب �ه��وا الآن يف ٍ
بعد�سة ح�سني الها�شم -ال�سعودية
ال�ص َدى الأخر�س َّ يا�سر �آل غريب
�شاعر -القطيف ال�سعودية
ها �أنا الآنَ وحدي لي�س يف الكون ِ�إال �أنا !! كما َ امل�صابيح عميا ُء ُ والوقت مي�شي بعكازتي ِه ُ علي مرو َر ال َو َنى مي ُّر َّ كنت �أعرف َها واجلهاتُ التي ُ ُط ِح َن ْت داخلي !! لت عن موقعي : فت�سا َء ُ َ هل � ُ هنالك �أم هاهنا؟! أعي�ش واملكانُ ُ يهيئ يل وح�شة
30
بري�شة �أمني عبد الوهاب -ال�سعودية
َ الرياح بها منت�صف الليل ِتعوي بعد مثل مقرب ٍة َ ِ ُ العذاب الذي َي ْ�س ِتح ُّم بنار ال�ضنى يا لهذا ِ �صحت :حريتي .. ُ أخر�س !! و�إذا بال�صدى � ٌ ال�صدى قد تواط�أ �ضدِّ ي �آ ِه يا ِّ رب حتى َّ ملحو ال�سنا يزعجنـى َ بع�ض ح ٍني - ل�صا غ َري ظلي -و�إنْ كانَ مل � ْ ُ أجد مخُ ً احل�ضارات) حتى اجلنون �أحاو ُر ُه كـ (حوا ِر ِ ونبقى م ًعا بارتطام ِاحلديث ويفح ُمني ُك ّل َما َب ْر َهنا .. كلما قال يل � :إي ِه يا �صاحبي ال َ املكان عليك ف� َ عك�س الزَّمانِ / أنت الذي �سرتَ َ َّ نحنى وف�ض ْل َت �أن تع َرب املُ َ بامل�ستحيل الفتك كم ُ ذكت يف َد ِمي رغبـة ِ متنيت حتى ْ ِ ْ ُ خريف الكالم أعلم �أنَّ التم ِّني و� ُ طقات املُنى أكذب من َه ْر ِ وال �شي َء � ُ لنْ �أف ّك َر فيما يف ّك ُر في ِه العد ُّو � /إل ُه الظالم .. �س�أزر ُع ذاتي بذاتي و� ُ ال�س ْو َ�سنا أقطف يف عزلتي َّ اخل�سوف الأخ ِري ُغ ْربتي ُغ ْربة البد ِر ح َني ِ الغيوب �أ�س ُري ورا َء ِ و� ُ أترك للآخرينَ الــ ُّدنا
بري�شة �إنت�صار النمر -ال�سعودية
بري�شة ح�صة البا�شا -ال�سعودية
32
حني يث�أر احلب
مهدي ال�سنونة
�شاعر -القطيف ال�سعودية
�ساحميني يا �شغاف الأمنيات وا�سحقيني قرب جثمان احلياة واب�ع�ث��ي ن�ح��ري ي�صليك ه��وى خافقا يف موطني كالب�سمات وازرع� ��ي روح ��ي رم���ادا هائما يحتوي الأرجاء يف ف�صل الفوات وا� �س �ك �ب �ي �ه��ا ك�ب�ري ��اء مفعما يعرتي ال��وج��د امل�ع��رى يف رف��اة وان��زع��ي بوحي �شراعا �صاديا يقرع الأح�ل�ام يف ملح ال�سمات واقبلي الن�سمات نفحا طاهرا �ضاق ذرعا فا�ستباح الت�ضحيات وا��ص�ن�ع��ي وردا يغني موطني خ��ال��ط ال��ود امل�سجى يف نبات يف حل��اظ اللطف اهرقت �سنا حاكر�شفال�شم�سمهتوكاللهاة ف��اح�ت��وي�ن��ي ال ت��ري �ق��ي رون �ق��ي �إن حلن ال�صبح يحتاج ال�شتات ت��اه نب�ضي فا�شتهاك حكاية متتطي �سحب املنايا التائهات ه ��ارب ن�ح��و ا�شتياقي �أنت�شي ر�شف ذك ��راك يثري ال�شهوات
�أن� ��ت ح��ب خ��ال �ط �ت��ه دم��ائ�ن��ا فانتحى روى الظالل الفارهات ي�ستفيق احل��ب عن وم�ضاتنا وال�سما ترفل يف م��وج الرفاة يف ثنايا الع�شق �أن��ت رق�صة تزجر الأ�شواك عن مد الفتات �أي�ق�ظ�ي�ن��ي �إن ب ��دت ��س��ؤات�ن��ا ت�ستثري ال��ود يف جفن العتاة �إن رم�ش امل��وط��ن الأغ�ل��ى فم يخد�ش الذل امل�ضاهى وال�سبات ع��اه��دي �ن��ي ي ��ا ث� �م ��اال ق��ان�ي��ا عاهديني يف �سكون الدمعات �أع �ت �ق��ي ح��ري �ت��ي ي ��ا �سنبال داع��ب الوحي املعرى بالوفاة �أ��س�ك�ن�ي�ه��ا ق��ري�ت��ي ح�ت��ى تعي راهبات النوح فعل الت�ضحيات عانقي ق�ضبان ب��وح��ي علني ارتوي عذب الليايل البائ�سات يف وداع ��ي �أن�ت�ق��ي �أح�ضاننا للبقاع ال�ساحرات الباكيات يف �سالم احل��ب �أدع��وك لقى حتت ظل البدر �أ�سميها حياة
33
ت�شظي ذات عبداهلل الهميلي
�شاعر -القطيف ال�سعودية �أحنُّ �إلى ذاتي وذاتي حتنُّ يل وما بيننا وه ٌم جت َّلى على �شكلي الدرب طف ُل مواجعي و�أب�صرين يف ِ و�أب�صرتُ ما �أب�صرتُ يف َ الطفل ذلك ِ أملح �آخري و�أم�ضي �إلى �ش�أين ،ف� ُ مهل �أ�س ُري على ٍ ي�س ُري
مهل على ِ وك َّنا جميع ًا �:آخري ال �أنا �أنا!..... ُ نهرول ذات يف ِ املتاه ِة قبل من ِ �أو ِّزعني ب َني الوجو ِد حقيقة ً و�أجمعني جزء ًا فجزء ًا منَ ِّ الكل � ُ أالحق �أ�سمائي وماخلتُ �أنني؟:
34بعد�سة ح�سني الها�شم -ال�سعودية
أ�صل �أالقي �س�ؤا ًال يف الطريق بال � ِ ِ � ُ أالحق غريي تهمة ً �إث َر تهم ٍة ال�سماوات التي ترتدي �أع ِّري ِ �سهلي! لي�س ث َّم َة فار ٌق جحيم ًا /نعيم ًا َ جما ٌز �أر ِّبي ِه على ال�ش� ِؤم والف�أل الرحب �أحاكي الوجو َد َ �شكل ِ ب�ؤ�سنا يف ِ
وميت ُّد كالأ�شيا ِء يف طولها ظ ِّلي ُ أ�ستنطق الأ�شيا َء من م ِنت ِ �صمتها و� ٍّ جمايل كن�ص ٍّ ي�شاغب ُه عقلي �إذا غادة ٌ م َّرت بقربي قر�أتها كتاب ًا �سماوي ًا املثل به � َ أعذب ِ ففي �صدرها لغ ُز احليا ِة مع َّل ٌق حول خ�صريها ومن ِ احل�ضاراتُ ت�ستجلي أحالم ب�سات ُني � ٍ تر ُّن طيوفها أويل ونه ٌر من الت� ِ يك ُرب من حويل دروبي َ �ألغا ٌم ُ وجدران عتمتي ٌ رمو�ش توارت َ خلف �أحداقها مثلي و�أحملني لكن ُ ت�ضيق بثقلها وثقلي هذي ال ُ أر�ض َ �أهوي
و�أ�ستعلي و� ُ كاملجنون أرك�ض ِ نحوي بلهف ٍة ورجلي الليل ِ ُ تبحث عن بحجم ِ ِ رجلي ٌ دروي�ش نهاريَ ُ يطوف بذات ِه وليلي عربي ٌد ته َّت َك يف َ الليل ٌ أيام خراف منَ ال ِ �أبقى �أعدُّها احللم ُ ي�شرق لع َّل �سد َمي ِ من �أجلي ذباب رتابتي و�أبع ُد عن وجهي َ و�أغ�س ُل مر�آتي برائح ِة ِّ الفل وكينونة ٌ ت�أتي و�أخرى تزيحها وج�س ٌر تهاوى بني بعدي وماقبلي بال عود ٍة �أ�شرعتُ �أبواب ده�شتي وحررتُ َ ذاك القف َل من عقد ِة القفل ِ �أتيتُ �إلى الدنيا �شاعر على ِ �شكل ٍ �أغ ِّني و�أ�صغي للطبيع ِة مامتلي
أملح روحي ترتدي و� ُ كل �صور ٍة �أط ُري كع�صفو ٍر كالنخل و�أرف ُل ِ البوح �أنا �آخري يف ِ بل �آخري �أنا الكائنات على �شملي تالقت جمي ُع ِ �أنا وح�ش ُة ال ِ إن�سان منذ ُ وجود ِه أجوب � ُ جراحاتي بتاريخ ِه الكهل ِ تراب ٌ ونا ٌر َّ ق�صة ٌ ونقي�ضها؟! هوا ٌء وما ٌء وال�س� ُؤال بال ِّ حل � ُ أحاول تف�سريي ولكنَّ فكر ًة تراودين عنها ُّ ، تغ�ض عن القول...
35
درا�سات
التحوالت والعيون
يف فيلم حممد البا�شا «�آي�س كرمي»
د .مبارك اخلالدي ناقد -الدمام ال�سعودية
36
ينتهي الفيلم الروائي الق�صري(�آي�س كرمي) ملحمد البا�شا وبائع الآي�سكرمي «الفنان ح�سني اليو�سف» يف حالة نف�سية وذهنية تختلف اختالفا تاما عن احلالة التي يظهر بها من حلظة و�صول ال�صبي «علي اخلمي�س» ،ت�سبقه الكامريا� ،إلى دكان الآي�سكرمي حتى حلظة خروجه .البائع يف النهاية لي�س هو البائع نف�سه يف البداية ،بيد �أن ال�صمت ال�صلد الذي يتنزل عليه يحول دون �إدراك نوع وعمق التغري الذي �أمل به ،ودون تبني امل�شاعر التي متور يف �أعماقه والأفكار التي تدور يف ذهنه� .إن ت�صرف ال�صبي املباغت واملفاجئ للبائع كما يبدو� ،أدخل الأخري يف حالة من اخلر�س ليتحول جراءها �إلى �شخ�ص �آخر ،لي�س ذلك ال�شخ�ص امليال الى الرثثرة وامل�شاك�سة والذي ال يكبت م�شاعره جتاه الآخرين ،وال يرتدد عن التعبري عنها رغم ما قد حتمله من �إيذاء و�إ�ساءة �إليهم ،كما ي�ست�شف من موقفه جتاه ال�صبي وطريقة تعامله معه .فعندما يتفاج�أ ،على �سبيل املثال ،بوجود ال�صبي وهو يرفع ال�ستارة �إعالنا بفتح دكانه ،يتلفظ البائع بكلمة« :عودنا» ،ثم يدير ظهره �إلى ال�صبي ،يلتقط مكن�سة ،ويغيب للحظه يف اجلزء اخللفي من الدكان.
تعري «عودن ��ا» �ضيق البائع وتربمه م ��ن ال�صبي ،وتك�شف عل ��ى م�ستوى داليل �آخ ��ر� ،أن ال�صبي كثري الرتدد على املحل، و�أن ت ��ردده غ�ي�ر مرغوب فيه ل�سب ��ب يت�ضح يف �سي ��اق الفيلم الحق ��ا ،كم ��ا ت�ؤك ��د ال�سرعة التي يدي ��ر بها البائ ��ع ظهره �إلى ال�صبي ما تعرب عنه «عودنا» .كلمة واحدة وحركة واحدة فقط تعريان م�شاعر البائ ��ع ،ليفهم ال�صبي وامل�شاهد معا ان الأول �شخ�ص غري مرحب فيه. ميكن القول �إن التناق�ض اجللي بني �صراحة البائع ونزوعه �إلى الرثثرة وب�ي�ن خر�سه يف النهاية قد ي�ؤدي �إلى تولد مقدار م ��ن التوتر يف امل�شاه ��د من�ش�ؤه الف�ض ��ول �أو الرغبة يف النفاذ �إل ��ى داخل ��ه ملعرفة ما ي�شعر به بال�ضبط ،وم ��ا يجول يف ر�أ�سه من �أفكار ،فنظراته الغام�ضة التي ي�شيع بها ال�صبي ال تف�صح مبا يف �أعماقه ،ف�ضال عن قابليتها للت�أويل على غري م�ستوى. البائ ��ع يتغ�ي�ر� ،أو بكالم �أدق ،ينته ��ى الفيل ��م وه ��و عل ��ى عتب ��ة مرحل ��ة جديدة يف حيات ��ه �أو عل ��ى الأق ��ل، مرحلة جدي ��دة من عالقته بال�صب ��ي ،وقد ع�ب�ر الفيلم عن هذا التغري ،بتحوله من ال ��كالم �إلى حال ��ة اخلر�س. تغري البائع ،وكذلك انتقاله م ��ن ح ��ال ال ��ى �أخ ��رى ه ��و الثيم ��ة الرئي�س ��ة يف الفيلم، لكنه لي�س التح ��ول الوحيد، فالفيلم (�آي�س ك ��رمي) كب�سولة ممتلئة بالتحوالت امل�ضغوطة؛ التح ��والت ب�صفته ��ا �س�ي�رورات وعملي ��ات انتق ��ال وتبدل من حاالت معينة الى ح ��االت �أخرى خمتلفة عنها �أو مناق�ضة لها متام ��ا� .إن فيل ��م (�آي�س كرمي) هو عن ال �ش ��يء ،وتدور ق�صته ح ��ول ال �شيء� ،إن مل يكن عن التغري �أو التحول؛ فكل العنا�صر فيه يطالها نوع ما �أو �آخر من التغري :ال�شخ�صيتان الرئي�ستان (ال�صبي والبائ ��ع) ،الكامريا يف ت�صرفها وموقفها وحركتها، وحتى املخرج .وبالت�أكيد لن ي�سلم امل�شاهد من التغري. يب ��د�أ (�آي� ��س كرمي) بلقط ��ة ا�ستهاللية طويل ��ة جدا يظهر فيه ��ا ال�صبي وهو يرك� ��ض يف اجتاه م ��كان �أو �شخ�ص ما .قد يتوق ��ع امل�شاهد لثاني ��ة �أن اللقطة ذاتية (لقط ��ة زاوية ر�ؤية/
ال�صبي �أمام بو�سرت الوجبة ال�سريعة
( )POVل�شخ� ��ص م ��ا ينتظ ��ر ال�صبي يف م ��كان معني� ،أو ينظر �إليه ف�ضوال لأنه جذب انتباهه برك�ضه .لكن �سرعان ما يتال�شى هذا الظن عندما ت�ستدير الكامريا �إلى الوراء ،لتتابع تقدم ال�صبي يف اجت ��اه غايته �أو طيته ،ثم تتوقف معه ليظهر يف لقط ��ة متو�سطة �أمام بو�سرت مل�صق من الداخل على زجاج حمل «دونت». ث ��م ي�ست�أنف رك�ضه �إلى بو�س�ت�ر �آخر لوجبة �سريعة يف �أحد املطاعم. يتوق ��ف ال�صب ��ي �أم ��ام ال�ص ��ورة وقف ��ة ق�ص�ي�رة كوقفته ال�سابق ��ة ثم مي�ضي راك�ضا ،والكامريا ال تزال تتابعه ،وت�سجل تقدمه ب�سل�سلة من اللقطات الطويلة من الأمام واخللف �أثناء ت�سلق ��ه الدرج ،لت�سبقه وتكون يف انتظاره للمرة الثانية عندما ي�صل ،متباطئا يف خطواته� ،إلى دكان الآي�سكرمي. يك�ش ��ف تباط� ��ؤ خطوات ال�صب ��ي عن ��د اقرتاب ��ه من ال ��دكان ،بع ��د اجتي ��ازه كل امل�ساف ��ة �إلي ��ه رك�ض ��ا ،ع ��ن وعي ��ه ب�أنه غ�ي�ر مرحب به، �أو ع ��ن تخوف ��ه م ��ن �سم ��اع كلم ��ة «عودن ��ا» م ��رة �أخرى خارجة من فم البائع ،فثمة احتمال كبري �أنه �سمعها من قبل م ��رات عدة .يف�سر هذا ت ��ردده يف الدخ ��ول �إل ��ى �أن ي�سبقه رجل ب�صحبة طفليه، فيدخ ��ل بعده ��م ،ليتفادى مواجه ��ة البائع مبا�ش ��رة ومبفرده وتدخل الكامريا وراءه. يب ��دو م ��ن ت�ص ��رف وتنق�ل�ات الكامريا م ��ن البداي ��ة الى و�صولها ال ��دكان وانتظارها ال�صب ��ي ارتباطها بعالقة معرفة و�ألف ��ة ومتاه مع ال�صبي ،فهي تع ��رف �أوقات جميئه فتنتظره، ت�سبق ��ه �إلى حم ��ل الآي�سكرمي وتنتظ ��ره �أمام ��ه ،وال تدخل ّاال برفقت ��ه ،فك�أنه ��ا ت�شارك ��ه الرهب ��ة م ��ن البائ ��ع ،حت ��ى دخولها الوم�ض ��ة ،الن�شاز وغ�ي�ر املت�س ��ق فني ��ا وداللي ��ا م ��ع من ��ط حركته ��ا من البداية حتى حلظة حدوثه، هو به ��دف التق ��اط �ص ��ورة لل�صبي وهو
37
يحدق �إل ��ى البائع ولي�س لت�صوير ظه ��ر وم�ؤخرة الأخري �أثناء رفع ��ه لل�ستارة .تدخ ��ل الكامريا امل ��كان وتخرج من ��ه ب�سرعة خاطف ��ة فك�أنها يف حال ��ة هروب �أو نفور م ��ن البائع .يتناق�ض ت�صرفه ��ا عل ��ى هذا النح ��و تناق�ضا تاما مع مكثه ��ا مع البائع يف امل�شه ��د الأخري من الفيلم ،وال ��ذي �س�أ�سقط الحقا مقدارا م ��ن ال�ضوء على وظيفته و�أهميته الداللية كونه �أحد التحوالت الهامة يف الفيلم يف احل ��وار الذي يدور ب�ي�ن ال�صبي والبائع بع ��د �أن يغادر الرج ��ل وطفاله ،يح ��ول البائع انف ��راده بال�صب ��ي �إلى فر�صة للت�سلي ��ة باللعب على �أع�صابه بت�شويق ��ه ومنحه �أمال زائفا يف �شراء الآي�سكرمي املعلن عنه بالبو�سرت .ويروح يجاري ال�صبي بالتلبي ��ة الكالمية الوهمية لطلبات ��ه �إزالة املواد الإ�ضافية من الآي�سك ��رمي مادة تلو الأخرى� ،إلى حني اللحظة احلا�سمة التي يفاج ��ئ فيها ال�صب ��ي بقول ��ه �إن ال�سعر ال يتغ�ي�ر ( 20رياال) حتى بعد �إزال ��ة الفراولة واملك�سرات .عنده ��ا ير�ضخ ال�صبي للأمر الواقع ويكتفي ب�شراء كرتني من الآي�سكرمي خاليتني من امل�شهي ��ات الإ�ضافية ،وعاريتني من غط ��اء �صل�صلة الفراولة. يدي ��ر ال�صبي ظهره �إلى البائع ويخرج م ��ن جيبه ورقة نقدية فئ ��ة ع�شرة رياالت ،ويكون �إخراجها �إ�ش ��ارة لالنتقال بفال�ش ب ��اك م ��ن احلا�ض ��ر الى املا� ��ض القري ��ب ،وم ��ن الداخل الى اخلارج. يق ��ول برو� ��س �إف .كاوين «ل ��كل �أو لأي م�شهد وظيفة يقوم به ��ا» ،وميكن �أن �أ�ضيف رمبا يك ��ون للم�شهد �أكرث من وظيفة، وم ��ن الوظائ ��ف التي يق ��وم بها م�شه ��د الفال�ش ب ��اك ،ت�أكيد اقرتاح ��ي �أن التغ�ي�ر �أو التح ��ول ،ه ��و الفكرة املحوري ��ة التي يعاجله ��ا البا�شا درامي ��ا يف فيلمه (�آي�س ك ��رمي) .و�أعود �إلى برو�س لأ�ضيف بع� ��ض ما يقول عن وظيفة امل�شهد ال�سينمائي، حي ��ث ي�ش�ي�ر �إل ��ى �أن امل�شهد« :ينق ��ل ال�شخ�صي ��ات من حالة لأخ ��رى ،من النقطة الدرامية (�أ) �إلى (ب) .قد تكون م�س�ألة فه ��م ،ل ��ذا فعند نهاي ��ة امل�شه ��د تك ��ون ال�شخ�صي ��ات عرفت بع�ضها �أكرث� ،أو رمب ��ا مواجهة ،كما يف مكا�شفة» (� .)244أود الق ��ول �إنه يف م�شهد ال�ش ��ارع ،لي�س ال�صب ��ي وحده من يتغري �أو يع ��رف �أك�ث�ر ،فامل�شاه ��د يتغري �أي�ض ��ا ،ب�أن ي�صب ��ح �أعمق معرفة بال�صبي وبظروف حياته املعي�شية و�أكرث فهما ل�سلوكه. �إن م�شه ��د ال�ش ��ارع يف حقيقت ��ه ووظيفت ��ه تق ��دمي �أوعر� ��ض م�ؤج ��ل( ،)delayed expositionيقدم فيه املخرج
38
ال�صب ��ي ويك�شف معتمدا عل ��ى ال�صورة خلفيت ��ه الطبقية� ،أو بكلم ��ات �أخ ��رى ،يقدمه معتم ��دا على امليزن�س�ي�ن «mise- ( »en-sceneترتي ��ب العنا�ص ��ر الب�صري ��ة يف امل�شهد)، وعلى عر�ض احلدث/ال�سب ��ب املحرك لذهاب ال�صبي ل�شراء الآي�سك ��رمي ،ومن ث ��م ت�صرفه الذي يفاجئ ب ��ه البائع ويرتك ت�أثريا عميقا عليه. وتتع ��زز �أهمية هذا امل�شه ��د بت�ضمنه �أح ��د التحوالت التي متث ��ل الثيمة الرئي�س ��ة يف الفيلم كما ذك ��رت �سابقا ،والتحول املق�ص ��ود هنا هو حتول حممد البا�شا من خمرج الى م�شارك يف فيلم ��ه ،ي� ��ؤدي دور امل�شرتي الذي يعط ��ي ال�صبي 6رياالت «بق�شي�شا» بع ��د �أن ي�شرتي �صحن (بليلة).دور ق�صري وب�سيط ولك ��ن له ت�أثري قوي وه ��ام على ال�صبي ،وبالت ��ايل على م�سار احل ��دث يف الفيلم ،فبعد �أن يقود امل�ش�ت�رى (البا�شا) �سيارته مبتع ��دا يظه ��ر ال�صبي �ساهما �ش ��اردا يف نظرات ��ه وابت�سامة خفيفة تنب�سط على وجهه. رمب ��ا تك�ش ��ف م�شارك ��ة البا�ش ��ا يف امل�شهد رغب ��ة مكبوتة لديه يف ممار�سة التمثي ��ل �أو للتلميح مبعرفته بتاريخ ال�سينما العاملي ��ة ،وبالتايل ت�أثره واقتدائه مبن خا�ضوا جتربة الظهور يف �أفالمه ��م من �آبائه املخرجني ال�سينمائيني العامليني� .أ�شري هن ��ا ،على �سبيل املثال� ،إل ��ى املخرج �ألفري ��د هيت�شكوك �أبرز وا�شه ��ر من عرف بظهورات ��ه الق�صرية ( )cameosحيث ظهر فيما يزيد على �أربعني من �أفالمه� ،أو الى املخرج مارتن �سكور�سيزي الذي ال �أ�ستبعد ت�أثره بهيت�شكوك. يف احلقيق ��ة �إن من �أ�ش ��د الأ�شياء لفتا لالنتب ��اه يف م�شهد الفال�ش باك ،هو قيام امل�شهد ذاته على فكرة االختالف الكامل عن امل�شهد يف دكان الآي�سكرمي فكل ما يف م�شهد ال�شارع «غري» وخمتلف عم ��ا يف نظريه :املكان :الع ��راء ،ال�شارع؛ وامليزن�سني ال يلتق ��ي مع نظريه يف م�شه ��د الدكان حتى عن ��د نقطة ت�شابه واح ��دة .وال�صبي لي�س هو نف�سه متاما الذي يلتقي به امل�شاهد م ��ن اللقط ��ة اال�ستهاللية ويدخل معه ويبق ��ى يف الدكان ،لي�س لأن ��ه حتول من كونه بائ ��ع ،يف العراء ،يبيع احلار بفعل النار �أو الفلفل(البليل ��ة) �إلى م�شرت للبارد(الآي�سكرمي) يف مكان مغلق وب ��ارد ،ولكن لأنه تعلم من جتربته الب�سيطة ما �سيكون له ،من املحتمل ،ت�أثري كبري على عالقة البائع به وتعامله معه. عندم ��ا تع ��ود الكام�ي�را من اخل ��ارج ال ��ى الداخ ��ل ،يكون امل�شاه ��د قد دخل يف عالقة متكئ ��ة على معرفة �أعمق بال�صبي
و�أك�ث�ر فهما لت�صرف ��ه ،وبالتايل �أكرث حتري�ض ��ا على االنحياز عاطفي ��ا �إليه والتماهي معه .بالإ�ضاف ��ة ،يتولد عن امل�شهد يف ال�شارع مفارقة درامي ��ة ( )dramatic ironyمن�ش�ؤها تف ��وق امل�شاهد معرفيا عل ��ى بائع الآي�سك ��رمي ،فامل�شاهد يعود ال ��ى متابعة م ��ا يجري يف الدكان وهو يع ��رف عن ال�صبي ماال ق ��د يعرفه البائع :ب�ؤ�س و�ضعه املادي ،و�أنه يحول الر�صيف الى مكان لطلب الرزق واملذاكرة ،و�أن لديه رغبات ب�سيطة لي�س يف مقدوره �إ�شباعها مثل �شراء «دونت» �أو وجبة �سريعة ،لذا يكتفي جمربا ب�إ�شباع رغباته بالنظر �إلى �صورها يف البو�سرتات ،وقد يه ��م ،حتت �ضغ ��ط الرغبة الوخ ��ازة �أن ي�ضع ي ��ده بلهفة على الزجاج ليم�سك بكعكة «دونت»� ،أو رمبا يتمنى �أن ت�صبح حقيقة وتخ�ت�رق الزج ��اج لتلت ��ف �أ�صابعه حوله ��ا .لكن لي�س ل�صب ��ي مع ��وز مثل ��ه �سوى النظ ��ر الى م ��ا ي�شتهيه من �أطعم ��ة م ��ن وراء الزجاج. �أو ه ��ذا م ��ا ي�ست�ش ��ف م ��ن بو�س�ت�ر العي ��ون يف حم ��ل النظارات املجاور للمطعم. ال يظه ��ر يف البو�سرت �سوى عينني والكلم ��ة الإجنليزية ( ،)LOOKفك�أن ��ه يوح ��ي ب�أن ��ه ال ي�شتغ ��ل من حوا� ��س ال�صب ��ي غ�ي�ر حا�س ��ة الب�صر� ،أم ��ا احلوا� ��س الباقية فمعطل ��ة �أو متوقف ��ة عن العمل لأن ��ه بب�ساطة لي� ��س هنالك ما ت�شتغل عليه مل�سا �أو �شما او تذوقا على الأقل حلظة وقوفه �أمام بو�سرت الوجبة ال�سريعة �أو الدونت. لكن رغم ب�ؤ�س و�ضعه املادي ،يغادر ال�صبي الدكان وبائع الآي�سكرمي يلوح له بالريال ليعود وي�أخذه ،فريد عليه( :هذا �إلك عمو!!) .وي�سقط «عمو» يف ال�صمت ،ينعقد ل�سانه وي�صبح عاجزا حتى عن توديع ال�صبي بكلمة «�شكرا» ليمحو بها كلمة «عودنا» التي ا�ستقبله بها .يكتفي البائع بالتعبري عما يف داخله بعينيه �إذ تروحان تتابعان ال�صبي وه��و مي�شى مبتعدا عن املكان� .أخر�سه �صنيع ال�صبي متاما؛ حما فمه وبقيت عيناه تنظران خالل الزجاج الى اخلارج مثل العينني يف بو�سرت حمل النظارات ،ليت�ساوى بذلك مع ال�صبي حني وقوفه �أمام �صور
بائع الآي�سكرمي بعد مغادرة ال�صبي
الدونت والوجبة ال�سريعة. الالف ��ت يف امل�شهد الأخري ،هو هيمنة العيون �إن للتعبري من قب ��ل البائع� ،أو التلق ��ي والإدراك من قب ��ل امل�شاهد ،ثمة �صمت يري ��ن على امل ��كان ال يقطعه �سوى ثرث ��رة التلفزيون يف اخللف، ثرثرة غري مرتبطة باحلدث .يتابع امل�شاهد البائع وهو يتحرك يف امل ��كان ينظر الى ال�ش ��ارع تارة ،وينظر الى ق ��ارورة �صل�صة الفراول ��ة ت ��ارة �أخرى ،يف لقط ��ة ذاتية ،تتحول فيه ��ا الكامريا �إل ��ى عينني للبائع وهو ينظر �إلى الق ��ارورة نظرة رمبا تعرب عن �شع ��وره بالن ��دم �أو باخلجل م ��ن تعامله ال�سيء م ��ع ال�صبي� ،أو االحتقار لنف�سه على �شحه وبخله مقابل طيبة وكرم ال�صبي. �إن بق ��اء الكامريا مع البائع يف الدكان ،وحتولها �إلى عينني له ينظر بهم ��ا �إلى القارورة الت ��ي �ض ��ن مبحتواه ��ا على ال�صب ��ي ،يف�صح ��ان ع ��ن حتول دراماتيكي يف موقفها من ��ه .فبع ��د �أن كانت رفيقة ومرافقة لل�صب ��ي ،ومتهيبة وناف ��رة م ��ن دخ ��ول املكان مثل ��ه ،يراها امل�شاهد متكث لوحدها مع البائع ،بطريقة تنبئ بر�ضاه ��ا عنه وببداية متاهيه ��ا معه ��ا ،او للإيحاء ب�أن ��ه مير يف حلظ ��ات تغري تريثت لر�صدها وت�سجيلها. قل ��ت يف البداي ��ة �إن فيل ��م (�آي�س كرمي) كب�سول ��ة ،كب�سولة �سردي ��ة من التحوالت امل�ضغوطة ،وهو بالفعل كذلك ،للكامريا التحول الأخري يف عالقتها بالبائع ،بعد �أن ت�سجل حتول ال�صبي من بائع يف العراء الى م�شرت يف الداخل ،من ممنوح الى مانح، وحتويله الر�صيف الى م ��كان للمذاكرة والبيع يف نف�س الوقت، وحت ��ول البا�شا من خمرج الى ممثل� ،أح ��دث �صنيعه ال�صغري ت�أث�ي�را كبريا يف ال�صب ��ي� ،سي�ؤدي الى ح ��دوث تغري/حتول يف العالق ��ة بين ��ه والبائ ��ع ،وحت ��ول الأخ�ي�ر (البائع) من الت�أفف والتربم من ال�صبي والتالع ��ب ب�أع�صابه الى م ��ا يبدو �شعورا بالندم واخلجل.
39
رمزية العتبة واملر�أة يف ق�صة:
ثبت عتبة بابك» رِّ «غي عتبة بابكِّ ..
د� .سمري ال�ضامر
باحث يف الدرا�سات الثقافية-الأح�ساء ال�سعودية رمبا ال ن�ستطيع فهم ق�صة النبي �إبراهيم عليه ال�سالم مع زوجتي ولده �إ�سماعيل فهماً ثقافياً �إال �إذا اعتربناه رمزاً جمازياً ولي�س رمزاً حقيقياً .مبعنى �أن :الرمز احلقيقي هو ما ي�شري �إلى ال�شيء ذاته ..والرمز املجازي هو الذي ي�ستخدم حقيقية الرمز وي�ضفي عليها البعد ال�سلوكي والإن�ساين ويربر من خاللها الأمناط الثقافية للحالة الب�شرية. وباعتبار ق�صة النبي �إبراهيم ق�صة ذات رموز حقيقية ف� ��إن ذل ��ك ي�ستدع ��ي جمموع ��ة م ��ن الأ�سئل ��ة يف الذهنية الثقافي ��ة منها :هل يليق ب�شخ�صية النب ��ي �أن تهبط باملر�أة ومكانته ��ا لدرج ��ة دنيا وهي العتب ��ة ؟ هل يف ه ��ذه الكناية متييز عن�صري جلن�س الرجل عن جن�س املر�أة ؟ وبافرتا�ض �إجاب ��ة نع ��م �أو رمبا ! ف� ��إن ذلك مما يخل بر�سال ��ة الأديان والأنبي ��اء الت ��ي ج ��اءت لتقي ��م �أن�ساق� � ًا و�أنظم ��ة يف العدل وامل�س ��اواة والتوحيد ,ولي�س ��ت ر�سالة التفري ��ق والعن�صرية الت ��ي حتملها ه ��ذه الق�صة/الأ�سط ��ورة ,وباعتب ��ار الرموز حقيقية تدل على ذات ال�شيء ف�إن ذلك مما ينق�صه الدليل ال�صحيح وخا�صة يف الن�صو�ص املقد�سة. ولذل ��ك فاعتب ��ار الق�ص ��ة من قبي ��ل الرم ��وز املجازية ي�ساه ��م يف رفع احلرج عن تدني�س �شخ�صية النبي بالعديد الت�ص ��ورات البعي ��دة عنه لأنها قامت عل ��ى �صناعة متخيلة
40
ا�ستح�ض ��رت �شخ�صي ��ة (النبي �إبراهي ��م) بو�صفه ال يقوم �إال مبقد� ��س و�أ�سبغ ��ت كل تل ��ك الأبعاد الظاه ��رة والباطنة الت ��ي �أ�س�ست يف الثقافة واملخيال ت�صور ًا �سيئ ًا جلن�س املر�أة عموم ًا ولي�س المر�أة واحدة هي التي جاءت يف �سياق الق�صة املذك ��ور ,وه ��ذا الذي تبنت ��ه الثقافة والت�ص ��ورات ال�شعبية وكون ��ت من خالله �أنظمتها االجتماعي ��ة والدينية بناء على ق�صدي ��ة االنزي ��اح باللفظة والفك ��رة من ق�ص ��ة �إلى ق�صة ويكون املقد�س �أو النبي هو حمور الق�صة وحار�س �سلطتها. رمزية العتبة: ً والعتب ��ة بو�صفه ��ا �شيئا من الأ�شي ��اء ال�صلبة اجلامدة ف�إنه ��ا متثل مركز ًا وحجر زاوية يف ق�ص ��ة النبي �إبراهيم, وذل ��ك لأنه ��ا ترم ��ز للم ��ر�أة �أو الزوجة ,وهي به ��ذا الرمز الظاهري تدل على مرم ��وزات خمتلفة منها رمز اجلن�س, ورم ��ز التثبيت و�إقامة البن ��اء مادي ًا واجتماعي� � ًا ,وهذا ما
كان م ��ن حال النب ��ي �إبراهيم ال ��ذي كان يف حالة ت�أ�سي�س لبناء مقد� ��س وهو البيت فقد �أراد �أن يثب ��ت العتبة/املر�أة ولي� ��س العتبة/احلجر بو�صفها �أح ��د الدعائم االجتماعية املعينة يف �إنتاج الذرية ال�صاحلة التي �ستكون خادمة لهذا البيت فيما بعد ,وامر�أة �إ�سماعيل الأولى مل تكن لديها تلك املقومات حيث �إنها مل تنجب له ذرية ومل تكن ذات �أخالق ح�سنة مع ما متيزت به من التذمر وعدم حمد النعمة ,وبه ف�إنه ��ا �ستكون رمز ًا للم ��ر�أة ال�شريرة العاقر التي مل تنجب وال يوجد يف بيتها طعام وهذا على عك�س ما كان من املر�أة الثاني ��ة التي كانت رم ��ز ًا للمر�أة الطيبة املنج ��ب (فاملر�أة ال�شري ��رة الت ��ي طلقها �إ�سماعيل هي (ابن ��ة ال�صدي) وقد ظه ��رت يف الأ�سطورة كام ��ر�أة عاقر مل تنج ��ب لإ�سماعيل ن�س ًال ,وهذه �صورة منوذجية للقحط. �إن وجود (املر�أة العاقر) ال�شريرة التي ال متلك طعام ًا يف منزلها هو عن�صر �ض ��روري والزم للخطاب الأ�سطوري لإن�ش ��اء �ص ��ورة منطي ��ة ع ��ن اجل ��دب والقح ��ط يف حي ��اة كعمل بناء اجلماع ��ة .ولذا ميك ��ن ت�أويل الطالق الرم ��زي ٍ لالف�ت�راق عن �شرط �إن�ساين �شدي ��د الق�سوة .على الطرف الآخ ��ر م ��ن ه ��ذه ال�ص ��ورة الكاحل ��ة ين�شئ �س ��ارد الن�ص الأ�سطوري �ص ��ورة �شيقة المر�أة طيبة تلد اثني ع�شر رج ًال (زعيم ًا) وميتل ��ئ منزلها ب�شرائح اللح ��م واللنب ,ب�شو�ش ًة وراجح ��ة العقل) ,ولعله من الطبيعي ج ��د ًا من خالل هذا ال�سي ��اق الرمزي وه ��و رمزية البناء و�إقام ��ة دعائم البيت �أن يرم ��ز النبي للمر�أة بالعتبة ب�سب ��ب ح�ضور فكرة البناء مب ��ا حتمله من رف ��ع القواعد وت�أ�سي� ��س العتبات– و�أنهاه ��ي احلالة الت ��ي ت�شغله فلم يجد رمزي ��ة ت�شري وتدل على املر�أة �إال العتبة ,ولي�س هذا فقط بل �إن الرتميز بالعتبة فيه �شفرة مغلقة حتمل ر�سالة رمزية حتملها املت�ضررة/املر�أة, وال تعلمه ��ا ل�ضمان تو�صيل الر�سال ��ة �إلى االبن/الزوج بعد عودته ,وقد اتفق الأمران مع �سياق الن�ص الأ�سطوري هذا. وب�إع ��ادة ال�س� ��ؤال من جدي ��د ملعرفة ال�سب ��ب يف تكنية امل ��ر�أة بالعتب ��ة دون غريه ��ا م ��ن الأ�شياء ف�س ��وف جند– �أي�ض� � ًا� -أن الت�صورات القدمي ��ة �أ�شارت �إلى �أهمية احلجر يف التفك�ي�ر البدائ ��ي ,و�أولت ��ه عناي ��ة خا�ص ��ة ,والعتبة من احلجر ,واحلجر له رمزية عند البدائيني والقدماء ,وكان بع�ضه ��م (مييل العتبار كل حجر كع ��امل .احلجارة هرمة, �سابقة للحياة ,وللإن�س ��ان ...وغالب ًا ما تكون احلجارة يف نظر البدائي�ي�ن مثقلة باملقد�س) ,وعلي ��ه فالعتبة واحلجر رمز للجدب والقح ��ط كما هو �ش�أن عتبة �إ�سماعيل الأولى, ورمز للخ�صب والطاقة الكامنة كما هو �ش�أن عتبته/زوجته
بري�شة زهراء الها�شم -ال�سعودية
الثانية. وه ��ذه الرمزية تف�سر وجه ًا للعالق ��ة بني العتبة/املادة ال�صلبة وبني املر�أة ذات اللحم والدم! فهناك اعتقاد قدمي بوج ��ود نوع من (احلجارة املخ�صب ��ة يف �أ�صل الأعراف... من قب ��ل الن�ساء اللوات ��ي يرغنب يف الإجن ��اب) وذلك من خالل طرق خمتلف ��ة كاقتناء نوع خا�ص م ��ن احلجارة� ,أو تعلي ��ق بع�ض مالب�س املر�أة الداخلية عل ��ى حجر مقد�س �أو �صنم طلب ًا للخ�صب وح�صول الربكة ,ولعل هذه الت�صورات ال ت ��زال قائمة له ��ذا اليوم وهي مت�أ�س�س ��ة منذ تاريخ قدمي جد ًا مفعم بالأ�سطوري الغريب. كما �أنه يج ��در بنا يف هذا ال�سي ��اق �أن نت�ساءل فنقول: ه ��ل تقت�صر تكنية املر�أة بالعتب ��ة على داللتها اللغوية فقط �أم �أن لها دالالت �أخرى غري بريئة؟ عند الرجوع �إلى كتب املعاجم اللغوية والبالغية وكتب تفا�س�ي�ر الق ��ر�آن ف�سوف جند �أن الكني ��ة يف الأ�صل عندما تطل ��ق ف�إنه ال يراد بها �سوى الداللة اللغوية ,والعالقة فيها ب�ي�ن الدال واملدلول منغلقة ومعلل ��ة يف الوقت ذاته ,ولذلك فق ��د علل اب ��ن ال َّنحا�س التكني ��ة للمر�أة بالنعج ��ة يف قوله تعالى�( :إن هذا �أخ ��ي له ت�سع وت�سعون نعجة ويل نعجة واح ��دة فقال �أكفلنيها وع ��زين يف اخلطاب) بقوله( :والعرب تكنى عن املر�أة بالنعجة وال�شاة ملا هي عليه م ��ن ال�سك ��ون واملعج ��زة و�ضعف
41
اجلانب وقد يكنى عنها بالبقرة واحلجرة والناقة لأن الكل مرك ��وب) ,وهو من باب التنبي ��ه والتفهيم عند احل�سن بن ف�ضل .يقول( :ه ��ذا تعري�ض التنبيه والتفهيم لأنه مل يكن هناك نعاج وال بغي و�إمنا هو كقول النا�س �ضرب زي ٌد عمر ًا وظلم عمرو زيد ًا وا�ش�ت�رى بكر دار ًا وما كان هناك �ضرب وال ظلم وال �شراء). وهك ��ذا يف اخلط ��اب اللغ ��وي ,لك ��ن لي� ��س الأم ��ر على �إطالق ��ه خا�صة �إذا تدخ ��ل ال�سياق يف حتوير وحتويل داللة اللفظ ��ة �إلى غريه ��ا ك�أن يراد التحق�ي�ر ل�ش�أن امل ��ر�أة ب�أي ال ُكن ��ى التي تكنى بها ,و�أكرث ه ��ذا النوع من االنزياح يكون يف الت�ص ��ورات الثقافي ��ة لل�شعوب التي تلتق ��ط بذكاء بعد ًا خفي ًا من الن�ص وتزيحه عن �سياقه اللغوي الربيء ,ومثاله جعل املر�أة كالنعل! وهذا االلتقاط جاء من معرفة العالقة ب�ي�ن العتبة واملر�أة فالعتبة توطئ واملر�أة كذلك ,ويف الوطء امتهان من ِقبل الواطئ الذي يكون يف الأعلى على املوطوء ال ��ذي يف الأ�سفل �س ��وا ًء العتبة �أو املر�أة ,وم ��ا دامت العتبة توط ��ئ بالنعل الت ��ي يف ال َقدَم فقد �أل�صقوه ��ا باملر�أة �صف ًة وكني ًة ,ووطئ املر�أة هو الدخول يف فعل اجلماع ,و�أ�صبحت مالزم ��ة �صفة النعل للم ��ر�أة كدخول الق ��دم فيها بد ًال من دخ ��ول �آلة الذكورة! وبهذا ابتعد البع ��د اللغوي الأول الذي كان عل ��ى �سبيل الإي�ضاح والإفهام؛ املر�أة كالعتبة يف تثبيت دعائم البيت اجتماعي ًا ورعاية للزوج والأوالد� ,إلى التحقري له ��ا بهذه ال�صفة الت ��ي اعتادها العرب كث�ي�ر ًا عندما ك َّنوا (امل ��ر�أة بالعتبة والنعل والق ��ارورة والبي ��ت والدمية والغل والقي ��د) ,والثقاف ��ة التي �أخ ��ذت �أقرب الم� � ٍ�س للعتبة وهو النع ��ل و�ألزمته للمر�أة (املر�أة كالنعل ��ة) هي ثقافة مت�أزمة تعي�ش حتت وط�أة ال�صراع واال�ستبداد من �سلطات املجتمع املختلفة ,وا�ستغلت تفكريها اللغوي واملجازي ووظفتهما يف النيل من جن�س امل ��ر�أة على �سبيل التنفي�س وتفريغ الكبت, مع عدم �إغف ��ال تلك الثقافة حلاجته ��ا املا�سة وال�ضرورية للم ��ر�أة يف بناء البيت واحلي ��اة والأ�سرة ,مثل ��ه مثل النعل ال ��ذي يطئه الرج ��ل لكنه ال ي�ستغني عنه لك ��ي يقيه حرارة الأر� ��ض و�أ�شواك الطريق ,وه ��ذا الإدراك من قبل الثقافة الت ��ي تقيم النظائر والعالقات بني �شبيه�ي�ن ر�أت �أن النعل يحم ��ل ال َّر ُج� � َل ,وامل ��ر�أة حتمل ال َّر ُج� � َل ,وك ��ون الرجل هو املحمول يف كلتا احلالت�ي�ن فالنعلة واملر�أة �سواء ,وله – �أي الرج ��ل -مطل ��ق احلرية يف الوقت ال ��ذي ي�شاء من خالله التعام ��ل م ��ع امل ��ر�أة �أو النعلة يف لب�سه ��ا �أو خلعه ��ا ,ولي�س هناك (�أذل من النعل) كما تقول الأمثال العربية. وم ��ن خالل البح ��ث يف امل�صادر العربي ��ة املبكرة جند
42
�أن مالزم ��ة املر�أة للعتبة فكرة متجذرة ومت�أ�س�سة لي�ست يف ق�ص ��ة النبي �إبراهيم الأ�سطوري ��ة ,بل �شملت كتب املعاجم اللغوي ��ة كل�س ��ان العرب الب ��ن منظور ال ��ذي كان ميزج بني الت�صورين اللغ ��وي والثقايف من خالل �سياق تعريفة جلذر (ع َتب :العتبة �أ�سكفة الباب التي توط�أ وقيل عتب ,فيقولَ : العتبة العليا واخل�شبة التي فوق الأعلى احلاجب والأ�سكفة ال�سفل ��ى والعار�ضت ��ان الع�ضادت ��ان واجلمع عت ��ب وعتبات والعتب ال ��درج وعتب عتبة اتخذها وعت ��ب الدرج مراقيها �إذا كانت من خ�شب وكل مرقاة منها عتبة .ويف حديث ابن النح ��ام ق ��ال لكعب بن مرة وهو يح ��دث بدرجات املجاهد م ��ا الدرجة فقال �أما �إنها لي�ست كعتبة �أمك �أي �إنها لي�ست بالدرجة التي تعرفها يف بيت �أمك) ,فابن منظور خرج من التعري ��ف اللغوي �إلى الت�صور الثقايف من خالل مقولة ابن النح ��ام الذي �أل�ص ��ق العتبة بالأم (كعتب ��ة �أمك) ,وهناك ماه ��و �أ�شد و�ضوح ًا م ��ن ذلك وخا�صة يف ت�أوي ��ل العتبة يف املنام ��ات ,فـ(العتبة :هي يف املنام ام ��ر�أة الرجل ...وقيل �إن العتب ��ة هي الدولة �أو قيم الدار ...وم ��ن بنى عتبة ف�إنه يتزوج ,ومهما حدث يف العتبة فان�سبه �إلى املر�أة). كما �أن الت�صور ال�صويف له دوره يف التقاط هذه الثيمة الثقافي ��ة الت ��ي جعل منها و�سيل ��ة ت�أويل لن�صو� ��ص القر�آن الكرمي بناء على ت�صورات ال�صوفية امل�شهورة ,ولذلك فقد �أ َّول ��ت ال�صوفية الآي ��ة الكرمية (فاخلع نعلي ��ك) �أي �أهلك (وقيل يف معنى قول ��ه تعالى( :فاخلع نعليك) �أي اخلع عن قلبك �أهلك وولدك وكل ما �سوى اهلل). �إن رمزي ��ة العتبة واقرتانه ��ا بجن�س املر�أة مل يقف عند الع�صور املبكرة يف الثقافة ,ب ��ل امتد ذلك لي�شمل �أزمنتنا املعا�ص ��رة ,وهذا دليل على �أن هذا النوع من الرتميز �صار عالم ��ة ثقافي ��ة ون�سق� � ًا م� َؤ�س َ�س� � ًا ,ومن ذلك م ��ا كتبه �أحد �شعراء القرن الرابع ع�شر الهجري وعامل ًا من علماء الدين املنت�سبني لأحد املذاهب الفقهية املعروفة ,وهو ال�شيخ عبد اهلل ب ��ن علي العبدالقادر ,حي ��ث (اكت�شف ال�شيخ عبداهلل بن عل ��ي بعد بنائه بزوج ��ه �أنها �أخته م ��ن الر�ضاع ,وفرق بينهما ,وقد �أر�س ��ل �إليه كثري من ال�شعراء يوا�سونه) فكان رده ق�صيدة منها هذا البيت: وما �آ�سى على �شيء تولى وهل �آ�سى على خلعي نعايل والح ��ظ �أن ال�شاعر هنا �سيط ��رت عليه ن�سقية املجتمع وثقافت ��ه فرمز للمر�أة بالنع ��ال يف بيته ال�ساب ��ق ,وحتى لو افرت�ضنا �أن ال�شيخ/ال�شاع ��ر �أراد العالمة اللغوية الربيئة من احلط من �ش�أن املر�أة� ,إال �أن وعيه قاده لأن يكون �صوت ًا للثقافة التي تغلبت على �شاعريته وتدينه.
بري�شة كرمية امل�سريي -ال�سعودية
43
كيف نقر�أ اللوحة الت�شكيلية
حممد امل�صلي
كاتب وفنان ت�شكيلي-القطيف ال�سعودية التوا�صل :مفهوم عميق له �أبعاد ظاهرية ومعنوية ،وظل هذا املعنى متالزم مع الب�شر منذ ن�ش�أت الإن�سان وظهوره ،وق�صة �سوء الفهم التي ح�صلت مع ابني �آدم ،و�إلى يومنا هذا حيث ابتكر الإن�سان عدة طرق و�أ�ساليب للتوا�صل فيما بني ال�شعوب التي بد�أت بالإ�شارة والهمهمة ثم اللغة والكتابة والر�سالة وباقي و�سائل االت�صال الثقافية كاملعار�ض واملتاحف وامل�سرح والق�صة وال�شعر واملو�سيقى .و�صار لكل �شعب لغة ولكل لغة رموزها الكتابية والتي كانت �سابقا تقوم بالأ�سا�س على الر�سم ،ثم اختزلت الر�سوم التي ت�أخذ م�ساحة ووقتا �إلى رموز خمت�صرة ب�سبب التقدم وال�سرعة واحلاجة لهذا ال�سباق مع الوقت واملكان.
بري�شة فاطمة مطر -ال�سعودية
ف�إذا عرفنا �أن الأعمال الإبداعية بكل فنونها :كاللوحات واملج�سمات ...عامل مهم يف عملية التوا�صل بني ال�شعوب منذ �آالف ال�سنني فنحن نقر�أ �أعمال الفراعنة والفينيقيني وباقي الأمم التي تركت ب�صماتها على هذا الكوكب. ومعظ ��م جمتمعن ��ا يتذك ��ر اللوح ��ات الت ��ي ي�ستطي ��ع الكل بب�ساطة �أن يفهمها ويتفاعل معها ويتو�صل �أحيانا �إلى الإعجاب واال�ستمت ��اع بها ،وهذه الأنواع تعرف فنيا باملذهب الكال�سيكي، �أو املدر�س ��ة التقليدية وهي الطريق ��ة القدمية التي يعرفها �أكرث العامة من النا�س يف الر�سوم العادية مثل �آلة الت�صوير التي تنقل الواق ��ع �أو ت�سجله ،يهت ��م �صانعوها باحلرفنة املهني ��ة -ولي�سوا كله ��م -ك�ص ��ور الأ�شخا� ��ص والأ�ش ��كال واحليوان ��ات والطبيعة ال�صامتة واملناظ ��ر الطبيعية احلية وغريها ،من ت�سجيل حريف للأح ��داث والوقائع التاريخية مع مراع ��اة الن�سب والأبعاد التي تبه ��ر اجلمهور بالتفا�صيل الدقيقة ،ولي� ��س ذلك يقلل من �ش�أن تل ��ك املدر�سة فلها روادها ومبدعيها ،فل�ست ب�صدد تف�ضيل بني املدار�س بل �إي�ضاح بع�ض الغمو�ض واملالب�سات. �إذا بقي علينا اجلانب الآخر الذي ال ن�ستطيع التفاهم معه وهو �صلب مو�ضوعنا: وال�س�ؤال الذي يفر�ض نف�سه دائما عندما يقف �أحد عند لوحة ال ي�ستطيع �أن يتفاعل معها ،وبلغة �أخ��رى ال يفهم منها �شيء� ،أو ال يعرف ما تعنيه تلك الألوان واخلطوط والرموز. �س :ملاذا لوحات الر�سوم التي نعرفها تبدلت وتغريت؟ �س :هل حتولت اللوحات �إلى كتابة هريوغليفية �أو م�سمارية؟ � ��س :ه��ل ال �ف��ن مل ��رت ��ادي امل �ع��ار���ض واخلوا�ص؟ �سوف �أح��اول
بري�شة ابتهال ال�سادة -ال�سعودية
الإجابة على تلك الأ�سئلة بطريقة مب�سطة ولكن بالتدرج كي نتو�صل �إلى معاين منطقية. ملحة عامة: مل يع ��د الف ��ن مدر�س ��ة واحدة ومل تع ��د فك ��رة التعبري عن امل�شاعر والأحا�سي�س تنبع من جمال فريد ،فمع التقدم واالزدهار الفكري والعلم والتكنولوجيا ،تعددت املدار�س واملذاهب والر�ؤى والأ�سالي ��ب والفل�سف ��ات الفكري ��ة والفنية� ،أما التع ��رف عليها يب�ي�ن للمتتبع مفه ��وم الفن وطرقه اجلدي ��دة ،كاملدار�س الفنية الغربية :الكال�سيكي ��ة -والرومان�سية -والواقعية -والتكعيبية والتجريدية -وال�سريالية -واالنطباعية -والت�أثريية ....وكم ��ا ذكرنا ع ��ن ات�ساع م ��دارك الإن�س ��ان وتو�سي ��ع �آفاقه من ��ذ بداي ��ة خل ��ق الب�شري ��ة للتوا�ص ��ل والتط ��ور �إذ جعلها اهلل �شعوب وقبائ ��ل للتعارف والتناف�س عل ��ى العمل ال�صالح خلدمة الأخوة الإن�سانية ،وحاجت ��ه للتقدم والتطور واكت�شاف كل ماهو مفي ��د وجدي ��د وغريب ،تو�ص ��ل �إل ��ى اخت ��زال كل االخرتاعات والتكنولوجيا �إلى م�ساحات موجزة ت�ؤدي كل الأغرا�ض الفكرية والفل�سفية وغريه ��ا ب�صيغة مب�سط ��ة وذات �إمكانيات �أكرث ،وال �أدل عل ��ى ذلك كالقر�ص ال�صلب الذي يحتوي مائة كتاب ت�ضعه يف جيب ��ك ،ه ��ذا االختزال هو �أح ��د �أفكار املدر�س ��ة التجريدية والت ��ي تنحو �إل ��ى التب�سيط واالبتع ��اد عن التعقي ��د والتفا�صيل، من هنا �صار د�أب بع� ��ض الفنانني الت�شكيليني يتجه للإيجاز يف �أعمال ��ه و�إهمال التفا�صيل ،و�صار ل ��كل فئة �أو جماعة طريقة �أو منه ��ج كالتجريدية الهند�سية التي ا�ستعمل ��ت الأ�شكال الهندية ووظفته ��ا يف �أعمال كثرية وهكذا ،والتكعيبية التي ا�ستوحت من �شكل املكعب معظم �أعمالها� ،أو كالتنقيطية يف لوحات فان جوخ م ��ن املدر�سة الت�أثريية كما انتهجت ا�ستخدام ت�أثري الألوان على العني بعد اكت�شافات علمية عن �أ�صل الألوان من ال�ضوء. بع�ض احللول: �أما عدم املعرفة لقراءة اللوحة يرجع للق�صور لهذه الثقافة واحتياجنا �إلى معرفة تلك التكنولوجيا التي مل نتطلع �إلى مفاتيحها ،والتي مل نتو�صل �إلى مفاهيمها. فالأم ��ي ال ��ذي مل يتعلم القراءة ق ��د مي�سك الكتاب �أو الر�سالة مقلوبا م ��ع �أنه يثمن
45
قيم ��ة الورقة و�أهميتها ،فكثري من املن�صفني اللذين ال يعرف ما يف تل ��ك الورقة يقر بقيمتها ويعتربها ثمينة حتى يثبت له عك�س ذل ��ك ،وي�أتي بر�سالته �إل ��ى قارئ يخربه مب ��ا ر�آه فيها ويطمئنه على �أهلة. وال ��ذي يعرف العربية يرى الكتاب ��ة ال�صينية غري مفهومة لديه ولكن من الإجحاف �أن ي�سميها �شخبطة �أو ال قيمة ت�سوى، فالبع� ��ض يقف �أمام اللوحة الت�شكيلية مهما كانت رموزها ،و�إن مل يعرف ما حتوي ��ه ولكنه يجد الراحة منها �أي تعجبه ويتمنى اقتنائه ��ا ،مما ي ��دل على �أن هناك �أم ��ور بالت�أكيد ت�ساعد على التوا�صل مع اللوحة وفهمها. التفاعل مع اللوحة: * ح�ضور املعار�ض ملتابعة كل جديد وما و�صل �إليه الفن من تطورات. * الإطالع على بع�ض الكتب وامل�صادر ،والت�سلح باملعرفة والثقافة العامة. * زيارة املتاحف والعرو�ض اخلارجية والداخلية. * م�ع��رف��ة ف�ن��اين املنطقة �أو غ�يره��م وت�ت�ب��ع �أعمالهم وجتاربهم. * معرفة املدار�س الفنية والأ�ساليب اجلديدة ،والإطالع على ثقافات ال�شعوب. ح�ض ��ور الن ��دوات واملحا�ض ��رات والأم�سي ��ات الت�شكيلي ��ة والرتبوي ��ة وامل�ساهمة فيه ��ا بفعالية و�إيجابي ��ة ،والتي تدار بني الت�شكيليني �أو معلمي الرتبية الفنية وغريهم من الأدباء واملثقف�ي�ن والرتبويني ،وذلك لإث ��راء احلركة الت�شكيلية يف املنطق ��ة وجتديدها و�إحداث تطور جم ��ايل على جميع ال�صعد بري�شة �سلمى ال�شيخ -ال�سعودية
44
الرتبوية واالقت�صادية واالجتماعية... وكذلك تقدم جماالت الفنون اجلمالية وتو�سيع نطاقها، لت�صل �إلى رقي ومتيز على �أقرانها من الفنون التي �شملت كل املجاالت تقريبا. فهم اللوحة بالإح�سا�س: لي� ��س يف الف ��ن ح ��روف للعربي ��ة و�أخ ��رى للإجنليزي ��ة �أو الهندي ��ة ب ��ل للت�شكيل لغ ��ة عاملي ��ة تفهمها الب�شري ��ة كل ح�سب �إح�سا�سه وم�شاعره املدربة كما يقال( :ال�صورة �أكرث بالغة من الكلمة) وهناك عدة طرق ال�ستيع ��اب تلك املفاهيم والتوا�صل معها. هل ر�أيت بع�ض العرب ي�ستمع �إلى �أغاين �أجنبية؟ بالت�أكيد ي�ستمت ��ع البع�ض بال�سم ��اع للمو�سيق ��ى الأجنبي ��ة كالإجنليزية والهندية ...وقد ال يعرف من تلك اللغة كلمة واحدة فهل يفهم املعنى ؟ �أو يتذوق �شيء كمن يقول ال �أدري ما �أكلت ولكنه لذيذ. لقد �سمعنا الأجانب ممن در�س الإ�سالم لإعجابه ب�صوت ال�شيخ عبد البا�سط عبد ال�صمد ق��ارئ ال �ق��ر�آن الكرمي، لأن الأذن عندما ت�سمع الأ� �ص��وات يرتجم العقل ما و�صله �إل��ى امل�شاعر وكذلك من النظر امل��درب ،فاحلوا�س اخلم�س وغريها قنوات لإي�صال املعلومات للعقل ,فهو ي�سمع بب�صريته و�أحا�سي�سه وم�شاعره ،وكذلك اللوحة عند التفاعل معها ت�ستطيع ترجمة عنا�صرها �إل��ى قيم جمالية تلهب امل�شاعر فت�سر �أو تبكي �أو تفرح وهكذا. ر�سم بيكا�سو �صورة ل�شخ�ص وبعد انتهائه منها مل تكن ال�صورة ت�شبه �صاحبها فلما ا�ستنكر عليه �أجابه الفنان �أنا �أراك هكذا ،ال ن�ستغرب من هذا الت�صرف �إذا عرفنا �أن الإن�سان ال
يُرى على �شكل واحد فقط ،فالولد يرى �أبوه بر�ؤية خمتلفة عنا ،وهنا ما نعنيه لي�س ال�صورة اخلارجية بل كل ال�صورة �أو ال�صورة التي ال ن��راه��ا �أو ال���ص��ورة الداخلية لل�شيء ،ه��ذا م��ا ت��ري��د املدر�سة االنطباعية �أن تقوله� ،أو كما يعرب عنه يف املثل (القرد يف عني �أمه غزال) فالآخر ال يراه كذلك. فالبد من التفاعل مع اللوحة �إيجابيا وذلك مب�شاهدتها بالب�صرية عن طريق الب�صر وعر�ضها على قدراتنا الوجدانية والفكرية ،ف�إن تقبلها املزاج وربطها مبا يحويه العقل الباطن وخرج با�ستنتاجات ومقارنات و�صل �إلى درجة اال�ستمتاع اجلاد بالعمل والتجاذب معه ،ولي�س مطلوب من الكل �أن يكون ناقدا �أو حملال ،بل متذوقا مرهف احل�س بل يكفي �أن تكون جم�ساته نا�ضجة �أي �صحيحة التوا�صل. �آليات اللوحة: من �آليات اللوحة القيم الفنية اجلمالية التي حتتويها ومنها :اللون ،اخلط ،امللم�س ،امل�ساحة ،والكتلة ..ومما ي�شمل كل ذلك التكوين الذي يعتمد عليه بناء العمل الفني بالكامل �سواء كان جم�سم �أو م�سطح �أو ب��ارز ...بل ال بد من الإمل��ام بالأ�س�س الفنية ومراعاتها عند �إن�شاء ذلك ال�صرح يف اللوحة وهي :الوحدة ،واالتزان ،والرتابط ،والإيقاع ،والعالقات بني الأل��وان وب�ين اخلطوط وه�ك��ذا ....وحتى امل�صادر ال�شعبية تتعرف على معاين الأل��وان وبع�ض مدلوالتها فالأ�سود يرمز للحزن والأحمر للخطر والأبي�ض لل�سالم والأخ�ضر للنماء.. ومن خالل مدلوالت اخلطوط :فامل�ستقيم �إذا كان عموديا يدل على القوة والثبات والأفقي على ال�سكون واملنحني يرمز لليونة واملنك�سر للخ�شونة ...كل تلك العنا�صر �سمحت للفنان �أن يعرب مبا يجول يف خاطره وال بد �أن يبتكر وي�ضيف ويجدد وهنا ال�صعوبة يف ذلك ،لأنه �إذا ظل واقفا ومل يعط اجلديد ال��ذي ينتظره اجلمهور �صار ر�ساما ذا حرفة جامدا بدون حراك وفاته ركب التقدم والرقي. �إذا البد للمتلقي �أن يرتوى وال يتعجل يف احلكم امل�سبق بل يت�أمل يف العمل الفني ،وبعد املحاوالت اجل��ادة ،ي�ستطيع �أن ح�سني امل�صوف -ال�سعودية
يفك ولو بع�ض الرموز التي كانت م�ستع�صية عليه �أو ر�ؤى تو�صل �إليها ويجد متعة يف الغو�ص يف �أركان اللوحة وم�سارات ذلك العمل ثم يرى نف�سه �أخذ ي�سبح يف ف�ضاءات مل ي�سرب �أغوارها �سابقا وتنفتح له �آفاق جديدة. فمثال :الفن الإ�سالمي له خ�صائ�ص وميزات ولكل فنان ختم مييزه ويعرف به ،ف�إذا ر�أيت القباب الب�صلية تتعرف على الفن الإ�سالمي لل�سند و�شرق فار�س ،والأقوا�س ذات حدوة الفر�س للفن الإ�سالمي املغربي ،مما يعطيك مفاتيح لفنون ت�ستطيع الولوج ملحاورتها ،وقد �أدخل يف بع�ض واجهات منازل منطقتنا على الأبواب والنوافذ املثلث املت�ساوي الأ�ضالع الذي يرتكز على عمودين امل�أخوذ من الفن الروماين ،وقيل يخ�ص الكنائ�س. بالإ�ضافة �إلى ذلك نتعرف على الفنان وانفعاالته ونف�سيته من خ�لال �أل��وان��ه وب�صمته اخلا�صة ونف�سه يف �أعماله ،كما يقال �أي�ضا يف ال�شعر وغريه من الفنون الإبداعية ،وال نريد �أن ن�صعب على القارئ فنبني كل جماالت و�أبعاد اللوحة ،بل ال بد من الإملام ال�سريع ببع�ضها كثقافة عامة من خاللها يبني امل�شاهد �أفكاره و ُر�آه. �إن هذه الن�شرة الب�سيطة كتبت لت�سهيل معرفة ما حتتويه بع�ض الأعمال الفنية وهي للم�شاهدين العاديني وقليلي رواد املعار�ض ،ولي�ست للمحرتفني واملتتبعني من ق��راء اللوحات والأعمال والذين ال يحتاجون �إلى مثل ذلك التب�سيط ،ولي�ست لتحويل امل�شاهدين �إلى نقاد �أو حمللني فنيني بل لتذوق الأعمال اجلمالية ورفع احل�س املرهف واملقارنة، والت�شبع بالثقافة والذوق الرفيع وحت�صيل املعلومات الفنية العامة.
47
ب�صريات �أعمى اليمن الواقع ..يف �أربع ُبنى لغوية
حبيب حممود
�شاعر وكاتب -القطيف ال�سعودية
تت�شكل ال�صورة ال�شعرية لدى عبداهلل الربدوين من بنية لغوية تت�شابك فيها العديد من االعتبارات امل�ضمونية وال�شكلية التي ت�ستمد مفردتها -وجملتها -من ال�سحنة اليمنية مبا تنطوي عليه من �إ�شارات بيئية ميكن التقاطها ،كخ�صائ�ص ،يف ال�شعر اليمني احلديث على نحو عام.
48
ما يك�شف عنه من مواقف وما ُيعبرّ من ر�ؤى حيال ثمة م ��ا ي�شي بيمنية املف ��ردة ،وبيئية اجلملة، م ��ا يجري وما ه ��و متوقع ،ف�إن ال�ب�ردوين تخطى و�صرام ��ة الإ�شارية الواقعية املت�صلة جذورها مبا القالب اخلطابي الذي ي�ضع« ..الآخر» يف حميط هو عابر يف اليومي الوطن ��ي �سيا�سي ًا واجتماعي ًا، الر�ؤي ��ة ال�شعرية ،مرتد ًا عل ��ى «الذات» ،ومتوحد ًا وما ه ��و متج ��ذر يف الهاج� ��س ال�صع ��د احلياتية مع ذل ��ك «الآخر» ال ��ذي حت� � ّول ،يف �أ�ضاميم لغة ذاته ��ا ..وال�ب�ردوين ،القادم م ��ن تفا�صيل ثالث عل ��ى درج ��ة عالي ��ة م ��ن ال�شفافي ��ة� ،إل ��ى «ذات» مراح ��ل �سيا�سي ��ة تعاقب ��ت عل ��ى تاري ��خ اليم ��ن تتعر� ��ض لوابل م ��ن ال�سياط احلدي ��ث� ،شاع ��ر تكاثف ��ت وتفجر يف لغت ��ه ال�شعري ��ة ال�سم ��ات التي تخرتق الداخلّ ، ر�ؤيتها الفا�ضحة لكل �شيء. اليمني ��ة ذاتها ،التي ا�صطبغ ويف ه ��ذه امل�ستوي ��ات من بها الواقع مبفرداته امللهمة.. الره ��ان التعب�ي�ري يتوح ��د ولذلك ُبنيت �صوره ال�شعرية ال�ب�ردوين م ��ع «ل� ��ص حتت على امل�ضامني الواقعية التي الأمط ��ار» ..ويبح ��ث مع ��ه تتخ ��ذ لت�شكيله ��ا تعب�ي�رات ع ��ن ُنه ��زة ممكن ��ة لل�سط ��و بيئي ��ة �صميمة ،وت�سجل �صيغ واال�ستي�ل�اء عل ��ى م ��ا ي�س� � ّد االت�صال الهرموين باخللفية الرم ��ق ،وي�ستطل� � ُع ،بر�ؤي ��ة االجتماعي ��ة والثقافي ��ة و - الل� ��ص وحرم ��ان اجلائ ��ع بال�ضرورة -ال�سيا�سية: و�ضع ��ف املحت ��ال� ،ش ��وارع �إن ه َم � ْ�ت �أح ��ريف دم� � ًا ال�شاعر عبد اهلل الربدوين املدين ��ة ،وبيوته ��ا وح ��االت فلأين فرحه ��ا ،و�إحباطاتها اجلاثمة ميني املداد ..قلبي دواتي ُّ على «الل�ص» وواقع املدينة مع ًا!.. �أم�ضغ القاتَ كي �أظل حزين ًا من �أين �أم ّر..؟ هنا وك ٌر والقوايف تهمي �أ�سى غري قاتي و�إذا كان ذلك مفهوم ًا يف �إطار فهم الت�أثريات ملعو ٌن رادته �ألعنْ وخ�صو�صياتٌ واقف ٌة البيئي ��ة يف �أي نتاج �إبداعي ،وطبيعي ًا تبع ًا لطبيعة عالقة �شخ�صية �أي مبدع مبحيطه وبيئته ،ف�إن لدى تهذي كاملذياع الألكنْ وتقل برامي ًال ت�سطو الربدوين حالة �إبداعية خا�صة ترا�صت مفرداتها و�سط الأ�ضواء وال ُت�سجن ح ��د التطاول واجرتاح ما هو منه � ُّ�ي عنه -ولي�س �أي�سار ًا يا «�صنعا» �أم�ضى م�سكوت ًا عنه فح�سب -يف املوا�ضعات االجتماعية الدرب الأمين وال�صي ��غ املت�آلفة ..و�إذا كان متوقع� � ًا من ال�شاعر أنتهج َ �أم � ُ هل هذا الأح�سنُ ؟ �أم هذا ال�سيا�سي �أن يتو�سل ال�صي ��غ ال�ساخطة ،يف بع�ض
49
يبدو ال �شي َء هنا �أح�سن!.. �شهادات جمنونة اهت ��م ال�ب�ردوين بح ��االت التقم�ص كث�ي�ر ًا.. ويف ال�شع ��ر العرب ��ي احلدي ��ث وج ��د التقم� ��ص لنف�س ��ه موقع ًا عند عدد م ��ن ال�شعراء ..فال�س ّياب كان يتقم� ��ص �شخ�صي ��ات حبيبات ��ه وي�ستنطقهن ا�ستنطاق� � ًا ..ونزار قب ��اين مل يتحرج من تقم�ص ح ��االت ن�سائي ��ة ح�سا�س ��ة ،يف «يومي ��ات امر�أة ال و«حبل ��ى» ..وغريه ��ا� ..إال �أن مبالي ��ة» و«لوليت ��ا» ُ لدى الربدوين �شطح ًا بعيد ًا يف م�شاريع التقم�ص احلرجة �إذا �صح الو�صف.. ال�س ّي ��اب تقم� ��ص حبيبات ��ه يف �سعي ��ه �إل ��ى تعبريات مل تخرج غالب� � ًا عن امل�ضامني الذاتية.. ونزار فقد كان على م�ست ��وى من ال�شغب واجه به ثقافة املجتمع وقوانينه� ..أما الربدوين فقد كانت واقعيته �شه ��ادات جمنونة �ضد �صن ��وف �سيا�سية واجتماعية ..ويف تقنيات التقم�ص قدم �شخو�ص ًا منكوب ��ة ومك�س ��ورة وجائع ��ة ،لينفذ عربه ��ا �إلى حقائق خا�ص ��ة على امل�ستوى الواقع ��ي والإبداعي يف �آن واحد. وكما كان «ل�ص حتت الأمطار» م�شرد ًا وحائر ًا، ومنتهي� � ًا �إلى ي�أ�س م�شوب بطموحات ال طائل لها، كان ��ت «ام ��ر�أة الفقيد» ،و«ابن فالن ��ة» و«�شاعر.. ووطن ��ه يف الغربة» و«ثرث ��رات حمموم» ..وغريها �شهادات من داخل ال�شخ�صية املنك�سرة يف ذاتية املهزوم �أمام جنزير الواقع� ..إال �أن ات�ساع الر�ؤية الواقعي ��ة يذهب قا�صي� � ًا يف اختي ��ار ال�شخ�صية، وا�ستكن ��اه �صريورته ��ا وم�صريه ��ا ،وا�ستنط ��اق الإ�ش ��ارات ال�سيا�سية بالتبا�ساته ��ا املت�شابكة ..فـ «ابن فالنة» ،ذلك ال�شاب الذي �أجنبته �أم «�سيئة»
50
يج ��د ذاته يف ت�صارع يومي م ��ع واقعه الذي ال يد له فيه: كيف �أحكي ..فالن ًا ابن فالن ورفاقي يدعونني ابن فالنه �إن ر�أوين �أبدو ر�صين ًا �أ�شاروا ع ّلمت ُه تلك البتول الر�صانه!.. ال تلح يل يا ا�سمي ف�إن جبا ٌن حني تبدو بف�ضل تلك اجلبانه وم ��ن حال ��ة الت�ص ��ارع ه ��ذه تل ��وح �إيح ��اءات الإ�سق ��اط املتجا�سرة على تق ��دمي ر�ؤية ت�شريحية للواق ��ع الأكرث ات�ساع ًا وتخ ��اذ ًال ،و�أ�ش ّد تعالق ًا بني ما هو ذاتي وما هو مو�ضوعي ،يف م�ساحة تعبريية ميك ��ن و�ضعه ��ا ون�صو�ص� � ًا �أخ ��رى يف الإ�ش ��ارات الت�شريحي ��ة ذاته ��ا التي مل ترتك جم ��ا ًال �إال لهذا النح ��و م ��ن اال�ستنط ��اق� ..أمل يق� � ّدم ال�ب�ردوين جمموعته «ال�سفر �إلى الأيام اخل�ضر» لها.. اذ ّكرها مر�آتها عرق م�أرب اجليوب جباها و�أنّ لها فوق َ وان ا�سمها بنت امللوك و�أنها تبيع ب�أ�سواق الرقيق �أباها وهي ،نف�سها ،امللتب�سة بـ «غرام الذئاب»: وهي لي�ست �شاة ولكن ملاذا تتوالى هذي الهدايا �إليها..؟ مقلتاها �أظم ْا من الرمل ،ماذا ير�شف املرتوون من مقلتيها؟ وعل ��ى امل�ست ��وى الف ��ردي كان ��ت الق�صي ��دة املتقم�صة ت�شريح ًا للحالة ال�سائدة: كيف �أق�ضي ديني ولي�س ببيتي غري بيتي ومعزف غري �شادي؟ والذي كان والدي �صار طفلي
من �أداري ..عناده؟ �أم عنادي؟ ولأين جم ّوف مثل غريي بعت وجهي لوجه مائي وزادي الي�ساري رزق اليميني وقالوا �أجو ُد اخلبز من طحني التعادي!.. تقنيات التقم�ص وامل� ��ؤ ّدى ،ه ��و �أن ال�ب�ردوين اعتن ��ى بتقنيات التقم�ص يف م�شروعه ال�شعري ،توا�ص ًال مع ق�ضيته الت ��ي لها ّ �سخر امكانيات ��ه اجلمالية م�ستفيد ًا من ال�ش ��كل التناظ ��ري يف الق�صي ��دة العربي ��ة ..وهو �ش� � ّكل عب�أه �شاعر اليمن ب�أمناط �أ�سلوبية متغايرة ج�س ��دت املواقف تبنتها ج�سدتها ر�ؤيته للواقع مبا فيه من ت�شابك وتناحر ..وتعاقب �أي�ض ًا!.. امل�ؤدى الأهم ،على م�ستوى التجربة الإبداعية،
ه ��و تلك اخلا�صية الأ�سلوبية الت ��ي كانت ال�صورة مهاده ��ا ومفادها ..فال�صورة الربدونية تفيد من م�ستويات التعب�ي�ر التقليدية واحلديثة يف �صياغة البني ��ة اللغوي ��ة ..و�إل ��ى جان ��ب م�ست ��وى الت�شبيه البالغي هن ��اك ال�ص ��ورة الرومان�سي ��ة ،والر�ؤية الرمزية ،و�أي�ض ًا امل�شهد ال�سرييايل!.. وم ��ا يربط ب�ي�ن ه ��ذه امل�ستوي ��ات الأربعة ،يف ال�ص ��ورة الربدوني ��ة ،ه ��و ذلك احل� ��س الب�صري ال ��ذي �أفا�ض على امل�ضم ��ون �شك ًال لغوي� � ًا خالق ًا ومفاجئ� � ًا من �إن�سان فقد ب�صره وهو يف ال�ساد�سة م ��ن عمره ،ومل يت�س ��ن له ت�سجيل خ�ب�رة ب�صرية كافية لإنتاج ت�صويراته ال�شعرية على هذا النحو اخلارق!..
51 بري�شة اميان املطرود -ال�سعودية
�رسد
�صــعــــود عادل جاد
قا�ص -م�صر مل يعرف القلب �سواها ... وجودها يلغي �أي وجود �آخر ،ح�ضورها كثيف ...طاغ ...م�سيطر. عيناها عوامل من الغمو�ض والبنف�سج ،غابة من البهجة ،كل �شيء يتخلى عن ذاته ويكت�سب ذات ًا �أخرى رحبة ،حفيف ثوبها يزيد ا�ضطراب القلب ،ال �شيء ُيوقف جي�شان العواطف. �أبذل جهود ًا م�ضنية لل�سيطرة على نف�سي ...وال جدوى. هي تعرف بالت�أكيد حقيقة م�شاعري ،لكنها متار�س اللعبة بتلذذ. « -تف�ضل قهوتك !» قالتها با�سمة و�أ�شعلت �سيجارتها .ر�شفت ر�شفتني من فنجانها
52
وت�أملت �سحابات الدخان املت�صاعدة! ما الذي يجعل القلب ري�شة بي�ضاء ؟ �أرمي حجر ًا يف البحر � ...أرقب الزبد القادم مع املوج. تغو�ص قدماي يف الرمل الناعم� ،أح�س بروحي معلقة برباط طويل ... وهناك من يلهو به ! هل كان الأمر مقرر ًا �سلف ًا ؟ وما هي �إال خطوات م�شيناها ؟! �أوقات كثرية ...رمبا دقائق � ...ساعات � ...أيام ...ال �أدري بالدقة، �أ�سرتجع كل التفا�صيل الدقيقة� ،إلتفاتاتها � ...إطراقتها � ...صمتها املهيب ...نظراتها ... الغمازتني ،تلك الب�سمة الفريدة والوجه الذي ي�شع بها ًء ! يف امل�ساء ... �أنزوي وحيد ًا يف الغرفة و�سط ظالم دام�س، �أت�أمل بقعة ال�ضوء الهابطة من القمر املنري. رائحة الريحان القوية تعبق باملكان، ريح خفيفة تهز ال�ستارة القدمية البالية، �أح�س بها حتيط بي وحتملني برفق ... تتحرر الروح وتن�ساب خفيفة �صاعدة من ال�شباك، المبالية بالربودة املتزايدة. ....... تت�شابك �أيدينا ...نتعانق با لأ ع ل ى !!! يونيو 2011
بري�شة الفنانه زهراء العطل -ال�سعودية
53
جـمـــرة ! زينب املزيدي
قا�صة -الدمام ال�سعودية
منذ نعومة �أظفارها وهي تقر�أ لل�شاعر(جمرة) هذا اال�سم الذي يلهب م�شاعرها كلما نطقته، و�صورت ��ه الت ��ي ت�ستف ��ز نواظره ��ا كلما(ت�أملته ��ا )،فق ��د كانت تلك ال�ص ��ور هي عزاها الوحيد ومنفذ �صربها ،ت�شرتي منقو�شاته ودواوينه؛ لتلتهمها ب�شراهة ودون �شبع. تعلمت �أهازيج احلب من كلماتهْ ، ْ ولعبت �أدوار املع�شوقة تارة واخلائنة تارة �أخرى من جراء �أغنياته ال�شعرية.. ً تاقت روحها للقائه بل متنته ً ْ وحمبوبا ..تتابع �أخباره زوجا رقما ،وال ً ولكن ال جتد له ً �سكنا .. وكلما �أ�ضناها الوله اتك� ْأت على كتبه وجملداته علها ت�شتم �أنفا�سه وت�ست�شعر �أح�ضانه.. وتكرارا ،،فقد كان هناك ً ً رف�ضت ال��زواج م� ً ْ فار�سا �رارا تنتظره واليهمها �إن كان هو يعلم عنها ً �شيئا، جنحت يف تلوين نف�سها بالأدب وال�شعر ،وخا�ضت الغمار لعلها تلتقيه بهذا الزي املختلف.. وتغنجت برموز احلب و� ْ ْ ْ أ�صدرت غا�صت درر الكلمات جمموعات لي�ست بالقليلة،، والأهداء اليتغري (�إليك يا عاملي .. �إليك يا (جمرة) ).. حا�صرها املعجبون من كل مكان ،وحاولوا التقرب منها والتملق لها ،لكنها تزدريهم بنظراتها الالهثة وراء (جمرة)، يتقربون منها خطوة فتبتعد عنهم خطوات؛ لأنها تبحث عن �شخ�صية مثالية مل جتدها �إال يف بحور �شعره ودواوينه،
54
ْ ا�ست�سلمت لرغبة ورغم �أنها مل تي�أ�س من لقياه �إال �أنها ْ وتزوجت من �إن�سان مرموق له مكانته الإجتماعية والديها ولكنه لي�س (كجمرة) ال يكتب ً �شعرا ،وجهه خمتلف عيناه لي�ستا كعيني جمرة، �شفتاه ال تتغزل �شعرا ،يداه متخ�شبتان ال مت�سكان قلما ،وجهه
بري�شة الفنان ح�سني امل�صوف -ال�سعودية
اليتورد حمرة كحمرة وجه (جمرة) حني يقتحم الق�صيدة ويرفع راية الإنت�صار بها. حاولت �أن تتقبل هذا الزوج الطيب� ،إال �أن قلبها يعت�صر �أملا وحرقة كلما �سمعت ا�سم مع�شوقها. وج� ّ�ل مايحريها ً دائما :مل��اذا (جمرة) لي�س له عنوان، ملاذا يختبئ وال يح�ضر املحافل ،ويقت�صر ح�ضوره فقط على الإذاعة وال�صحافة وبرامج التلفزيون ال�شعرية! ، �شغفها به جعل منها �شاعرة ذات مركز ووجاهة� ،أ�صدرت العديد من الدواوين ،ولكنها مل ت�ست�شعر ال�سعادة �إال حني � ْ أنهت جمموعتها ال�شعرية الأخ�يرة (وم��ا احل��ب� ...إال (ج�م��رة) ،ك��ان ه��ذا ال��دي��وان الأخ�ي�ر مبثابة قنبلة ْ فجرت فيه قلوب التواقني لل�شعر وللحب ،والذين ع��ادوا من جديد يتقربون منها ويطمعون يف نيل �شيء من �شفافيتها ،لكنهم ً دائما ي�صدمون بالرف�ض والالمباالة منها، حني �أ�صدرت ديوانها الأخري.. ْ ْ و�صرحت ب�أن (ديوانها هذا تنف�ست بعمق وبعمق وبعمق �سيكون الأخ�ير �إل��ى �أن تلتقي (بحبيبها) ،،املختبئ خلف حروف الديوان وبني �سطوره، كان زوجها يرقب هذا احلب الغريب ،جمهول الهوية، ويتعجب من ا�سم (جمرة) الذي يتكرر ً دائما يف �إ�صدارات زوجته ،وكانت ت�سا�ؤالته التلقى �إجابات ،تغزوه الغرية من ذاك املغيب �أك�ثر من احلا�ضرين ال�ب��ارزي��ن ،وم��ن حكمته ورجاحة عقله ،جتاهل الأم��ر ليحافظ على حياته الزوجية وتنا�سى هذا امل�سمى بجمرة وحكايات زوجته معه.. وحاول �أن اليبقي لها �أثر يف نف�سه حتى اليخ�سر زوجته. فهو يعلم ب�أن عامل ال�شعراء كعامل البحار، ق��رر �أن ي�سافر معها �إل��ى �سوي�سرا (دول ��ة اجل�م��ال) لي�ستمتعا ولعل قلبها يلتئم هناك وتلملم بقايا (جمرة) هذا ال�شاعر املجهول ..
واف�ق� ْ�ت بكل �أري�ح�ي��ة ،فقد ْ تعبت م��ن البحث العقيم، و� ْ أ�سلمت ب�أن (جمرة) عامل مغيب ال طريق له، ومتت الرحلة ،،كانت �سعادتها ال تو�صف ،فقد ْ ك�شفت الغطاء عن عينيها ،ور� ْأت يف زوجها ال�صفاء واحلب والثقة، و�أدرك� � ْ�ت لوقت ق�صري �أن�ه��ا �أ��ض��اع� ْ�ت ع�م� ً�را يف الالتفكري والالوعي، ملحت ً اكتملت رحلتهما ال�سعيدة وعند النهر ْ ْ وجها لطاملا ر�أته عرب مق�صو�صات ورقية ،،نعم �إنه هو ْ .. �صرخت هو ..هو رك�ضت بال�شعور وبال خجل ْ ( ..جمرة) ْ ووقفت عند ر�أ�سه: �أ�ستاذ (جمرة) نعم �سيدتي ،هل لك حاجة ؟ �أنا ()... ال �أعرفك !! لكنني �أعرفك ومعجبة ًجدا بك ،ويل دواويني كثرية قد � ْ أهديت حروفها لك ..كنت �أبحث عنك و�صورك حمفورة يف قلبي قبل عيني.. �شكرًا ًجزيال ،اعذريني يا�صغريتي ،ف�أنا على عجالة من �أمري .. هل ميكنك �إعطائي رقمك للتوا�صل ؟رمقها بنظرة ا�ست�صغار ،وكانت هي النظرة الأولى منذ بداية احلديث .. مل يكن بعد ه��ذه النظرة (ل�سان) ينطق وال (دم��وع) تذرف .. ْ رجعت ل�ل��وراء فا�صطدمت ب�أح�ضان زوجها وبخيبات موجعة ..قبّلها بكل حنان و�أدرك وقتها �أن (جمرة) كان حرف. كتاب �أو ٍ �إن�سانا حقيقيا ولي�س جمرد ٍ و�أدرك � ْ�ت هي �أن (ج�م��رة) املختبئ كان �أنقى و�أجمل من (احلقيقي)!!!..
55
جا�سم علي اجلا�سم
اديب واعالمي -الدمام ال�سعودية
الأجدع والغبي
جل� ��س يت�أم ��ل الوج ��وه الت ��ي �أمام ��ه باحلفل الكبري ،املقام على �شرف �صاحب الأنف الأجدع، رك ��ز عليه جيد ًا وهو يردد :ه ��و ،ال ..لي�س هو ،ال ال؛ بل هو ،كما و�صفته ابنتي ،له �أنف كبري �أجدع، ووج ��ه مليء باجلدري ،يا �إله ��ي نف�س الأو�صاف، لكنها مل تقل لي�س له �أ�صابع باليد اليمني. ذه ��ب يبارك له على ح�صول ��ه اجلائزة ،فرد عليه: ــ �شكر ًا عل ��ى التهنئة ،وقل البنت ��ك تت�أكد من الأو�صاف يا غبي. الأح�ساء 2012/6/12م
هيهات
كان م�س ًا ًء ربيعي ًا ،قر�ص ال�شم�س يقرتب من الغروب ..اعتدل يف جل�سته على دكة البيت� ..أ�شعل �سيجارته ،جل�س يت�أمل ع�ش احلبيبة التي �سيطرت على كيانه، كان يل ��ف ذراعه حولها مت�أبط� � ًا بها ك�أنه يخاف �أن ترتك فا�ص�ل ً�ا بينه وبينها ،ث ّمة �أ�صوات ت�أتي بني الفين ��ة والأخ ��رى تذكرهما ب� ��أن امل�ساء ن�ث�ر �شعره الأ�س ��ود والطي ��ور هاج ��رت ترانيمه ��ا ال�صباحي ��ة؛
56
فج� ��أة ..يفيق من حلمه الوردي وه ��ي تقول :حبيبي مل تقل يل متى �ستعود؟ انح ��درت دمعة ممزوجة بابت�سامة رقيقة هادئة تعبرّ عن ر�ضى يف نف�سه .قائ ًال :تريدين �أن �أعود؟ هيهات �أعود بعد جرح قلبي ..يا ظلمة. 2012/2/15م
ال�صـــورة
كعادت ��ه ي�أت ��ي من عمل ��ه يومي ًا للبي ��ت متعب ًا، يدخ ��ل ال�صالة يراها �أر� ��ض قاحلة ال حياة فيها، يرفع ر�أ�سه باجتاه ال�ساعة التي حتتل �صدر �صالة اجللو� ��س ،عقاربها ت�شري �إلى العا�شرة لي ًال ،يلف ر�أ�س ��ه �إل ��ى �ص ��ورة ج ��ده الت�سعين ��ي املعلقة على اجل ��دار ،مائلة �صوب دورة املياه ،يرتدي مالب�س �شب ��ه مه�ت�ر�أة ،فانيل ��ة و�إي ��زار و�شم ��اغ ،احلزن والي�أ�س يثري من يناظرها. وق ��ف �أمام ال�صورة� ،أخ ��ذه التفكري �إلى زمن �شبابه ف�أطلق عدة تنهدات غ�سلت �شيبات خدوده بدم ��وع القهر ،نظراتها تقول ل ��ه ا�صرب ف�أنت يف �إمارة الن�ساء يا ابن �صابر!!. 1433/6/20هـ
ال�سعودية ال�سعودية ح�سني - احلبيب - ح�سن ابو بري�شة نداء
و�سو�سة
ال �شيء ..ال �شيء.كنت �شا ًبا يف الثالثة والع�شرين هذا كالم ال يعقل!م ��ن ع� �م ��ري ،ت �ق��دم��ت الم � ��ر�أة ح�س ًنا تود �أن تعرف ال�سبب!تقاربني يف العمر ،وبعد �إج��راء أرجوك.. العقد ع�شت معها �أي��ا ًم��ا جميلة نعم ،وب�سرعة � ِ لقد ر�أي�ت��ك يف احللم و�أن��تو�سعيدة؛ لطاملا ر�أتني يف �أحالمها جبل �شاهق.. وك��أين مالك يت َّنزل من ال�سماء، تهوي من فوق ٍ �إنه جمرد حلم يا حبيبتي!وبعد ثالثة �أ�شهر -ال �أكرث -تغري كال ..م ��ا ر�أيته لي� ��س حل ًما ياحالها جت��اه��ي ،و�أ�صبحت تنفر عمري؛ فقد اندفعت نحوي حماو ًال مني. ق ��ذيف؛ ل ��وال �أن تداركتن ��ي رحم ��ة غ ��ادرت منزله ��ا و�أن ��ا �أ�س� ��أل ح�سن �آل حمادة رب ��ي يف اللحظة الأخ�ي�رة ،وقد كان اهلل �أن يبع ��د عنه ��ا و�ساو� ��س �إبلي�س قا�ص وكاتب مت�ض �س ��وى �أيام قالئل القطيف ال�سعودية ال�سق ��وط حلي ًف ��ا لك �أنت �أيه ��ا الـ... اللع�ي�ن ،ومل ِ وقد تكرر ه ��ذا احللم لأكرث من مرة و�إذا ب ��ي �أُفاج�أ ب�ص ��وت الهاتف يرن وهذا نذي ��ر �ش�ؤم؛ لذا م ��ن الأف�ض ��ل �أن يبتعد كل عند منت�ص ��ف الليل ،اجتهت نحوه و�أن ��ا �أت�ساءل: م َّن ��ا ع ��ن الآخر ،ع� � َّل اهلل يكتب لن ��ا بذلك اخلري من يكون هذا املت�صل؟ وماذا يريد يف هذا الوقت وال�صالح. املت�أخ ��ر؟ رفعت ال�سماعة و�إذا ب ��ي �أ�ستمع ل�صوت عزيزتي ..يا �أملي وبغيتي ..لعل هذه الر�ؤيةنحي ��ب وب ��كاء! ارتعدت فرائ�ص ��ي ..ت�ساءلت :هل أنت منذ �أ�صيب �أحد �أقاربي ب�سوء؟ هل ودع �أحدهم احلياة التي ترينها نتيجة للتعب والإره��اق؛ ف� ِ اليوم الأول لالمتحانات اجلامعية مل تخلدي للنوم الدني ��ا ،وهذه ر�سال ��ة منهم لإخب ��اري؟ ازدحمت ظمت �أوق��ات نومك؛ فلرمبا تغري الأ�سئل ��ة وك�ث�رت عالمات اال�ستفه ��ام .رفعت من �إ َّال قليال؛ فلو َّن ِ كنت ..يا �أجمل امر�أ ٍة عرفت.. ن�ب�رة �صوتيَ :منْ ؟ َمنْ على الهاتف؟ َمنْ ؟ �أرجوك وعدت كما ِ احلال ِ وهل للإرهاق وقلة النوم �ش�أن يف ذلك؟تكلم.. نعم ،هذا �شيء م�ؤكد.بعد حلظات بد�أت �أتعرف ال�صوت القادم من �س�أجرب ن�صيحتك هذه...خالل حنجرتها املتح�شرجة� ،أرج��وك فلنن ِه ما بعد م�ضي �أ�سبوع� ..أرجوك ابتعد عني؛ فلقد لك؟ كان بيننا وللأبد! ماذا تقولني؟ ماذا جرى ِ ر�أت �صديقتي احللم نف�سه. نا�شدتك باهلل ا�صدقيني القول ..ماذا �أخربيني.. ِ يجري؟
58
بري�شة ح�سن �سامل -ال�سعودية
املفقودة اللحظة بقلم :جناح كاظم قا�صة وفنانة ت�شكيلية -القطيف ال�سعودية
كل م ��ا �أرادت ��ه حلظة ق�ص�ي�رة م ��ن اله ��دوء, لكن حتى ه ��ذه مل تتوفر, ال�ص ��وت يزعجه ��ا ب�شدة بالرغ ��م من �أنه ��ا حتاول جتاهل ��ه لتنع ��م به ��ذه اللحظ ��ة الثمين ��ة الت ��ي حت ��اول اقتنا�صه ��ا لكنها مل ت�ستطع وب ��دا �أن �أذنها تق ��ف له ��ا باملر�ص ��اد وراح ��ت تن�ص ��ت لذل ��ك ال�ص ��وت رغ ��م �ضعف ��ه وتثري عالمات اال�ستفهام حول ��ه ,وتت�س ��اءل ما هذا ال�ص ��وت؟ وب ��دا له ��ا �أن مات�سمعه حفيف �أوراق ال�شجر وي�ستدرك عقلها وي�س�أل من �أين ي�أتي حفيف ال�شجر؟ ,هذا املكان كتل ��ة خر�سانية معزولة متام ��ا وال وجود لل�شجر في ��ه وال حتى للح�شائ� ��ش والأع�شاب ,و�أرادت �أن تتجاه ��ل ال�صوت وتعود �إل ��ى حلظتها تلك ,لكن �أذنه ��ا ترغمه ��ا عل ��ى الإن�ص ��ات ملعرف ��ة ماهية ال�صوت ,متلملت قليال وحركت ج�سدها املنهك امللق ��ى عل ��ى �أريك ��ة غرف ��ة اجللو� ��س ومل تفتح عينيه ��ا ف�ل�ا تري ��د �أن تعرف �شيئ ��ا ,فقط تريد
60
بري�شة جناح كاظم -ال�سعودية
حلظة ه ��دوء وحاولت �أن ت�سرتخ ��ي ,لك ��ن ال�صوت عاد يطرق �سمعها وك�أمنا �أحده ��م ينظ ��ف الأر�ض مبق�ش ��ة م ��ن اخلو� ��ص! تب�سمت ب�سخرية وب�صمت وقال ��ت لنف�سه ��ا :مق�ش ��ة م ��ن اخلو� ��ص! ..ي ��ا له ��ا م ��ن �أذن �أ�صابها ال�صمم فلم تعد ت�سم ��ع جيدا �إلى حد �أنها مل تع ��د ت�ستطيع متيي ��ز الأ�ص ��وات ف�شطح به ��ا اخلي ��ال �إل ��ى �أم ��ور م�ضحك ��ة .....وت�أفف ��ت بقوة وقال ��ت :ال يهم �أريد حلظة هدوء .......وتنف�س ��ت بعمق وعادت �إلى نف�سه ��ا قائلة :ال �أريد �أن �أفكر يف �شيء ,وال �أريد �أن �أحت ��رك� ,أري ��د �أن �أ�سرتخ ��ي وي�صفو ذهني فق ��ط للحظة .....لكن ال�ص ��وت مازال م�ستمرا جمربا �أذنيها على الإ�صغاء وهذه املرة مل حتاول �أن تخمن ومل ت�سمح لأذنها باملزيد من الإن�صات وال لعقله ��ا بالت�أمل ,فتحت عينيه ��ا ور�أت ابنتها جتل� ��س �إلى جانبها رفع ��ت ر�أ�سها ومالت به نحو �أذن ابنته ��ا قائلة :كفي ع ��ن ال�ضو�ضاء ,توقفي
�أرج ��وك عن الإزع ��اج ,ومل تنتظ ��ر ابنتها لرتد, �أع ��ادت ر�أ�سه ��ا �إل ��ى مكان ��ه و�أغم�ض ��ت عينيها لعلها تنعم بتلك اللحظ ��ة الغالية وكادت لوال �أن �أذنه ��ا عادت لت�صغي من جديد م�صرة �أن متيز ال�صوت! ...رمبا كان ال�صوت قادما من التلفاز ومل ال! ...فالطفلة ت�شاهد الر�سوم املتحركة. ه ��ذه املرة مل تفتح عينيه ��ا ومل ترفع ر�أ�سها, فقط قالت لطفلتها ب�صوت حاد :اخف�ضي �صوت التلف ��از ،قال ��ت الطفلة :لكن (مام ��ا) �إن �صوت التلف ��از مغلق �أن ��ا فقط �أ�شاهد ال�ص ��ورة اها... اه ��ا ال عليك حبيبت ��ي ظننته مفتوح ��ا ....ردت الأم ,ثم عادت جمددا حتاول �أن تنعم بلحظتها املفق ��ودة لك ��ن ال�ص ��وت الزال م�ستم ��را و�أذنها ت�صغي وراحت تتحداها وتن�صت بتمعن لتتعرف بري�شة جناح كاظم -ال�سعودية
�إل ��ى ال�صوت وت�س�أل عقلها ما هذا ال�صوت؟ �إنه �صوت غريب ...ك�أنه نار ت�أكل �أوراقا ,هنا تراءت ال�صورة يف عينيها املغم�ضتني وخيالها املجنون!, ن ��ا ٌر ت� ��أكل �أوراق ��ا وطفلتها تعبث بالن ��ار وت�شعل الأوراق .قفزت من على الأريكة كاملجنونة وحتى قب ��ل �أن تفتح عينيها و�صرخ ��ت :ال تعبثي بالنار ياحبيبت ��ي ابتع ��دي عنها ال حترتق ��ي ف�صرخت الطفل ��ة امل�سكينة مذعورة :النار ..النار �أين هي (يا ماما)؟ وراحت ت�صرخ. عنده ��ا فقط ا�ستفاق عقله ��ا وفتحت عينيها وتنبه ��ت للمكان وراح ��ت تنظ ��ر يف كل الأرجاء فلم ت َر نارا ,كل م ��ا ر�أته �أوراقا مو�ضوعة على الطاولة يحركها هواء املكيف املقابل لها.
61
�سحابة مل ْ وال���ض�ي��قُ ح�ي��ثُ ت�صادمت يزل يف قلب ِه حنينا فارها.. ْ فيه امل�ت��ونُ والأك �ت� ُ �اف والوجوه فت �أوجل ُه يف غيبوب ٍة عظمىَ ..ك ْ َ وتركت �أث� ًرا ُوالعيونُ والأك��ف، يرتجل به من �سيارت ِه �شوق ُه لأنْ ْ يفهم من ُه يف هذ ِه ال�سن وهذا الفخم ِة متوا�ضع ًا ،فيعرج به ال�ع���ص� ِ�ر �أم� ��و ًرا خمتلف ًة عما �اق ط��اع� ٍ�ن يف ال�ق��دم.. �إل��ى زق � ٍ يفهمها ذووه� ��ا الأق ��دم ��ون.. ذكريا ُته َخ َط ْت به على �أعتابه، تلت �آياتها الربيئة َ ان�سجام وحن ُو والم��� َ�س ف� ��ؤاده فوق روح ِه، ْ ُ و�أل �ف � ُة الأه ��ايل املتداولة فيما فتج�سدت �أم��ام � ُه م�شاهدها ْ ن�صر اهلل عبد بينهم.. الم�ست �شغافه: و�صورها.. ْ وروائي قا�ص معظم تل � َ�ك امل�شاه ��د املا�ضية ال��رم� ُ�ل ال��رم��ادي ال ��ذي كان ال�سعودية أح�ساء ل ا �رت يف ذهن ِه تر�س � ُ�م البهج َة هو وال�صبايا وال�صبية ميار�سون ح�ض � ْ حي ًن ��ا وحين ��ا حتف ��ر �أخادي ��د يف عليه �ألعابهم ال�شعبية.. أعماق قلبه. اجلدرانُ الإ�سمنتي ُة �أو املطلية بالإ�سمنتِ � ، َ الطويل الزقاق أح�ضان توغل ب ِه �شوق ُه يف � قر�أ فوقها حرو َف ُه وحروفهم العفوية املتناثرة ِ ِ ِ بيت ،كان بيتهم الدافئ.. والع�شق الربيء.. بالبهج ِة املتعرج ..جتلى ل ُه ٌ ِ مبني بالإ�سمنت، كانت ر�آه على ٍ الأروق���ة امل�سقوف ُة ب��اجل��ذوع ال�ت��ي ْ حال خمتلفة ..ثلث ُه ٌ �ان بالطني املطر الغزير ومن �أ�شع ِة والثلثان الأخ�ي�ران م ��ازاال ق��ائ�م� ِ ِ نها ًرا حماية لهم من ِ اندلقت كانت الأل�سن املطلي بع�ض ُه باجل�ص الأب�ي����ض.. ْ الليل ْ ال�شم�س احل��ارق��ة ،ويف ِ ِ ت ُ لفانو�س غ��ازي ق��دمي.. فتيل َغزل لهم اخلوف على عتمتها بن�سج حكاياتُ دم��وع � ُه ك�ن��ا ِر ٍ ٍ ير املخيفة ت�سم َر يبتهل عنده ..ي�ست�شع ُر �شالل ُه املتدفقَ �اح واخل��راف� ِ �ات والأ� �س��اط� ِ الأ� �ش �ب� ِ ل�صوت ين�صت يف ف�ؤاده ..ف�إذا بوجد ِه ك�أمنا حولها.. ُ ٍ �شفافي�أتي ِه من الداخل ،يدغدغ ُه يف �أذني ِه املنعطفاتُ الأ�ش ُد انحنا ًء والزوايا الأق�صى ٍ �صوت انك�س ��ا ًرا الت ��ي كان � ْ�ت حم�ل ً�ا الختبائهم فيها بحن ٍو وا�شتياق( :مرح ًبا حبيبي) ي�شب ُه َ احرتاما كانت �أمه و�أبيه الفقيدين ،فينك�س راياته �أثناء ممار�س ��ة لعبتهم (الغميم ��ة)� ،أو ْ ً لهم ً و�إجاللاً ( ..مرحب ًا �أخونا) ك�أن ُه �صوتُ �أخوت ِه مالذا �آمنا من �سطو ِة � ِّأي �أحد..
62
الذين ت�شتتوا يف �أنحا ِء املدن اللتقاط �أرزاقهم، بعيدا برفق ِة �أزواجهن، و�أخوات ِه الالتي تفرقنَ ً لل�صوت ين�صت احل�سرات.. فرتفرف �أعالم ُ ِ ِ عمق �صال ِة الذكريات ،وك�أن ُه للت ِو الهاد ِر من ِ يطفو على �سطح ف ��ؤاده ،ف�أعا َد ما تبقى من ودموع كانت تدا ُر على وفرح وجو ٍه ٍ ٍ وب�صمات ٍ البيت العتيق الطاول ِة الف�سيح ِة من م�ساح ِة ِ أ�صيب ج�سد ُه بق�شعرير ٍة �أخ��رى، ذات��ه ..ف� َ و�صهلت يف ردهات ِه �شهق ٌة كتمها. ْ البيت كقدي�س ..يت� ُ أمل َّ َ كل طال وقوفه َ عند ِ تفا�صيل ِه ت�أمال لثكلى يف �صور ِة ابنها املفجوع ِة مي�سح براحت ِه على جدران ِه، فيه ..ومن ُب ٍعد، ُ �ات فيحكي ق�ل�ب� ُه ل �ك� ِّ�ل م�ف���ص� ٍ�ل م �ن � ُه ح�ك��اي� ِ املواقف احلميمة مبعظم الطفولة ..يذكر ُه ِ ِ املعلق ِة على �أهدابه متجاهال �أو رمبا ن�سي �أن ُه مل يكنْ الآن من �أهايل هذه القرية وجمي ُع من ُ ي�ستغرب وجوده �إال �أ�شي ًبا رمبا �سيمرق به قد ُ يتذك ُر مالحم ُه فيعرفهُ� ،أو لن يعرفهُ. بري�شة �سيليفيا بيلي�سروت
فبقي يف تلظى �شوقهُ ،فجعل ُه ْمل ي�أب ُه لأحدَ ، البيت يتعمقُ ن�سجت جمنون كمريد ٍ ٍ حمراب ِ ِ ْ واختلطت برائحت ِه وانعقد عليه ف�ؤاد ُه ب ِه روحه َ ْ بدفق حنيني � َ إليك؟.. �أنفا�سه ..حدثه�( :أت�شع ُر ِ �أحت��نُّ �إ َّ حينئذ ت�صور �أن من ورا ِء يل؟).... ٍ ال�صمت جمي ًبا له( :بلى) ..ف� َ أردف�( :إذن، ِ لمِ َ مل ت� ِأت �إ َّ البيت يل كما �آتي �إليك؟) ..وك�أمنا ُ للحقت احلراك كنت قاد ًرا على ُ �أجابه( :لو ُ ِ َ ُ ال�شوق حللت� ..أيها الويف) ،فجر ُه بك �أينما ْ وي�شم طوب ُه لأن يحت�ضنَ جدرانه ،بل لأن َ يلثم َّ يقرتب من ُه بقلب ُي ُ �شعل طوب ًة طوبة ..وما كا َد ُ �شج ر�أ�س ُهحج ٌر �صلد جاء ُه �شمو َع الفرح حتى َّ ُ ي�صرخ فيه�( :أيها طفل �صغري ..بينا من ِيد ٍ ُ أنت ٌ واقف �أمام بيتنا.... الرجل الغريب ،مل � َ تغازل ..ها؟!!). مللم جرح ُه الدامي فقط، َ للكالم ذو ٌق. يعد فلم ْ وغادرْ ، ِ 1424/1/28هـ
63
رع�شة املغيب بقلم �أحمد العليو
قا�ص وكاتب -الأح�ساء ال�سعودية رج��ع كالعب م�ه��زوم يت�ساقط الأ��س��ى من �أط ��راف �أ�صابعه املتدلية م��ن ��س��وق احل��راج اخل��اوي م��ن البائعني خمرتقا ع��ادت��ه يف يوم اجلمعة ،ال�ع��روق اخل���ض��راء ك��أ��ش��واك ناتئة، �أعناق النخيل تتمايل بانك�سار ،وقلبه كعا�شق فقد حمبوبته ،كيف يقابلها؟ فرغم تهديدات والديه وت�شديدهما و�أخذ العهد منه بعدم مالم�سة باب البيت ،لكنه جرح امليثاق خمتل�سا فر�صة ان�شغال والديه .اقرتب من الإ�شارة اخلالية من وقوف ال�سيارات حولها �إال بعدد عيون الإ�شارة ،ال�شارع ال�صاخب �أ�صبح كعمق ال�صحراء ،مل يكن ي�شغله �إال الرجوع بيد ممتلئة ،الهواء خانق ،وال�شم�س احلادة �أ�صبحت مرتع�شة ،ازداد دفق دمه ،جد يف ال�سري ،لكن كيف يعود مبالمح اخليبة �إلى حبيبته؟! فج�أة برز �أمامه حمل لبيع احليوانات الأليفة والطيور والأ��س�م��اك ،مت��ددت خطواته فرحا، ارتقى الدرجات و�صوت الهليوكبرت فوقه ب�أمتار، خرج ويده تتح�س�س ج�سم الكي�س بفرح ،لكنه �شعر ب�ضيق �شديد من �ضجيج الطائرة التي تروح وجتيء ،تلوى عنقه للخلف ،تكاد تالم�س �سطوح املنازل ،وتبتعد ،هكذا هي حالها منذ �صالة الظهر ،وجدران املنازل الإ�سمنتية ري�شة
64
ترتع�ش خوفا من اقرتاب منقارها املفرت�س. ب�ع��د قليل حتما �سي�ضع َ احل ��ب يف �أج�م��ل �صحن� ،سيجل�س بجوارها لتمده مب�شاعرها كي ير�سم لوحات ويقدمها ملعلم الرتبية الفنية، احلمامة البي�ضاء �صديقته فمنذ �أي��ام جل�ست ع�ل��ى ن��اف��ذت��ه ،وم�ن��ذ ر�آه���ا بري�شها الأب�ي����ض الناعم ،وبعينيها احلاملتني �أحبها ،وحني اقرتب منها يف �أول مرة بتكور خديه الالمعني� ،صفقت راحتا كفه بانت�شاء قابلته باهتزاز عنقها دالال، ف�شحنت م�شاعره بحبها. تهدل كل �صباح بهديلها كل �صباح في�ستيقظ معانقا ال�شم�س امل�ضيئة ،ي�صب لها املاء لتتناغم روح��ه م��ع هديلها ،ت��داع��ب بجناحيها ذقنه ال�صغري ،هو طفل وحيد ،وله �أختان كبريتان من�شغلتان بعامليهما اخلا�صني بهما� ،صارت له احلمامة �أني�سا� ،أحيانا يهذي لها ب�أمله ووحدته. ف�ح�م��ل ط��اول��ة امل ��ذاك ��رة �أ� �س �ف��ل ال �ن��اف��ذة يف «التهوية» ،تغني له وهو يحل واجباته ،ثم ير�سم ب�ألوانه اخل�شبية لوحات مرق�شة باجلمال جعلت معلمه فوق فوهة الذهول من ر�سوماته اخلارقة! ال���س��درة اه�ت��زت ب� ��أمل ،وال�ط��ائ��رة ال ت��زال جت��وب ف��وق �سطوح احل��ي ب�أجنحتها املروحية التي تقذف املنطقة مب�سامري اخلوف .عجالت
ال�سيارات املرتا�صة مل تط ِو م�ترا من الأر���ض منذ البارحة ،بينما القطط تلبدت حتت هياكل ال�سيارات ،وال�شم�س املرتع�شة تتجه �إلى املغيب، وال�شارع الأ�سود ما زالت ح�صى الهدفني التي و�ضعها ال�صبيان على وجهه ،ظ�لال ال�سدرة وبع�ض النخيل متوارية منذ قبل و�صول ال�شم�س �إلى قلب ال�سماء ،مل يقطع هذا ال�صمت الهادر �سوى عباءات �سود تلج امل�أمت احل�سيني. �أ��ص��اب�ع��ه تتدلى م��ن الكي�س البال�ستيكي كم�شنقة الإع��دام ،مر �أمام البقالة ال�صغرية، مل يرفع كفه كعادته مناديا بال�سالم ،فالعجزة الذين يت�سامرون بجوار بابها و�أمامهم «دلة» ال�شاي ف�ضلوا االختباء يف بيوتهم ،اقرتب من بري�شة �سعاد وخيك -ال�سعودية
الباب ،قرر اليوم �أن ير�سمها بعينيها الوا�سعتني وبالري�ش الأبي�ض احل��امل باالنعتاق ،وهو يبث لها �أح�لام��ه و�أم��ان �ي��ه .دف��ع ال�ب��اب احل��دي��دي امل�شرع قليال بباطن كفه اليمنى بخفة ،مد عنقه الق�صري لالطمئنان بخلو املكان ،ازداد عواء الطائرة ب�شماتة ،تقدمت �أ�صابع قدمه اليمنى البارزة املرتع�شة خطوة ،حمرة املغيب املختلطة ب��ال �� �س��واد ت���س��دل ��س�ت��ائ��ره��ا ع�ل��ى اجل� ��دران، وخ�شخ�شة الكي�س ازدادت ح��دة� ،شم رائحة غ��ري �ب��ة ،مل ي���ش��اه��د حبيبته و�سلب احلمامة فوق النافذةُ ، عقله حني وجد الري�ش الأبي�ض املتناثر خمتلطا بالدم!
65
ق .ق .ج. بقلم :زهراء املدن قا�صة -ال�سعودية
اعتذار
ُمراوغة
اعت ��ذرت ع ��ن كل الأوق ��ات اجلميل ��ة بينهما؛ لأنها �صارت ال تعني له �شيء بعد �أن قرر الهجرة.
يف كل حلظ� � ٍة ،تُط ِل ��قُ �شتائمه ��ا املقذع ��ة، عل ��ى كل رج ��ل متزوج م ��ن امر�أ ٍة ثاني ��ة ..ذات ي ��وم ،هاتفته ��ا �صديقة لها ،قائل� � ًة( :لقد تقدم خلطبت � ِ�ك �أخ ��ي املت ��زوج) ..فتهل ��ل وجهه ��ا بابت�سامة كبرية!!.
ِبطاقة الهاتف كان اخلي ��ط الأول لعالقتن ��ا ه ��و اح ِتفاظ ��ي ببطاق ��ة هواتف ��ه عندما زرت ��ه يف مكت ِب ��ه لطلب الطالق من زوجي.
عتاب كلما م�ل��أت يديه ب�أكيا�س م�شرتياتها� ،س�ألته: لمِ َ دائم ًا ال تمُ �سك بيدي �أ�سوة بالرجال الآخرين.
66
بعد�سة ح�سني الها�شم -ال�سعودية
وظيفة ُكل �صب ��اح توقظه ��ا �أب ��واق ال�سي ��ارات (نداء للموظف�ي�ن واملوظفات) ،فرتم ��ق �شهادتها العليا على احلائط ..تتنف�س بقوة ،ثم حتت�ضن الأمنية وتغطي وجهها وتنام.
بري�شة ندى العوامي -ال�سعودية
ملحق خا�ص بفعاليات جلنة القطيف الثقافية
نادي الكتاب
�أم�سيات و�أن�شطة النادي
68
يعنى نادي الكتاب باملحا�ضرات والأم�سيات الأدبية والفكرية املتنوعة وي�سلط ال�ضوء على �أهمية القراءة عرب توزيع الإ�صدارات اخلا�صة باللجنة يف املحافل الثقافية والأن�شطة ومعار�ض الكتاب. يف هذا العام 2013م بد�أ نادي الكتاب ن�شاطه بتاريخ 22يناير امل�ص ��ادف 10ربي ��ع الأول 1434هـ ،ب�أم�سية خا�ص ��ة �شارك فيها الأ�ست ��اذان الفا�ضالن ح�سني �آل �سله ��ام وح�سن �آل حمادة ،حيث حتدث و قر�أ �آل �سلهام عن كتابه( :املنذر بن �ساوى) ،كما حتدث وقر�أ �آل حمادة عن كتابه(:من و�صايا جدتي الها�شمية). كم ��ا ا�ستعر� ��ض امل�ؤرخ عل ��ي ال ��درورة جتربت ��ه الثقافية لعام 2013م ،حيث �أ�ص ��در 52كتابا يف �سابقة تاريخية ،وذلك يف يوم الثالث ��اء 12فرباي ��ر امل�صادف الث ��اين من ربي ��ع الثاين1434هــ وقدمت الأم�سية الدكتورة ر�سمية الربابي ،وقد ا�ستعر�ض الدرورة جميع ا�صداراته لعام 2012م.
67 بري�شة �إرم احلمود -ال�سعودية
يوم الكتاب العاملي ب ��د�أت الفعالية ي ��وم 2013/3/21م ويعترب 22 ابري ��ل اليوم الذي حددت ��ه اليون�سكو للإحتفال به بي ��وم الكتاب وق ��د �أحيته جلنة القطي ��ف الثقافية بقاع ��ة الفن ��ان عب ��د اهلل ال�شيخ بجمعي ��ة الثقافة والفن ��ون -الدم ��ام ،ومب�صاحبة جماع ��ة املر�سم احل ��ر املعر� ��ض الت�شكيل ��ي اجلماع ��ي والذي �ضم ثالث�ي�ن م�شارك ًا م ��ن الفنانني والفنان ��ات ،بقيادة الفنان حممد امل�صلي وقد افتتح الن�شاط واملعر�ض مدير اجلميعة الكاتب عيد النا�صر. الفنانة �سناء بكر يون�س وهي ت�أخذ جولتها واجلدي ��ر بالذك ��ر �أن ال�صال ��ة �ضم ��ت زواي ��ا يف املعر�ض بعد ان ت�صفحت جملة القطيف عرو� ��ض خا�صة بالكت ��اب وقد كان لتل ��ك الليلتني �أم�سي ��ات متنوع ��ه �أحياه ��ا كل م ��ن الكات ��ب علي الدرورة وجا�سم اجلا�سم وحممد اجللواح وحميدة ال�سنان والكثريون من املهتمني ب�ش�أن الكتاب.
70
يوم ال�شعر العاملي 21مار�س جلنة القطيف الثقافية تنظم ملتقى ال�شعر الثاين
عل ��ى قاع ��ة االحتف ��االت بق�ص ��ر ال�ضياف ��ة م ��ن ي ��وم الأربعاء �ص ��دح ثالثون �صوت� � ًا �شعري ًا يف �سم ��اء احل�س واجلم ��ال تاله ي ��وم اخلمي�س 2013 / 3 / 21م وال ��ذي يع ��د اليوم الإحتفايل العامل ��ي لل�شع ��ر وذلك على �صال ��ة م�سرح مركز اخلدمة االجتماعية بالقطي ��ف وبح�ضور جمع ًا كبري ًا من �شعراء حمليني وع ��رب �أثرو الأم�سية ب�أجمل الكلمات ومبختل ��ف الألوان والإجتاهات ال�شعري ��ة ،و�أدار الأم�سي ��ة ال�شاع ��ر ح�س�ي�ن �آل دهي ��م حي ��ث �إفتتحه ��ا بحديث ��ه ع ��ن �إحتفائية العامل بيوم ال�شعر. و�أج ��رت جلن ��ة القطي ��ف التك ��رمي وتوزي ��ع الدروع للم�شاركني.
71
املر�سم احلر
املر�سم احلر للدوخلة
املر�سم احلر ت�سع ��ى جلنة القطيف الثقافية لتحقي ��ق الطموح والتطلعات الإبداعية ،وقد �أخذت على عاتقها امل�ساهمة يف التنوير الثقايف الت�شكيلي مع كبار فنانيني املنطقة ،ومن �أهدافها تبني املواهب والعم ��ل عل ��ى �صقله ��ا ابداعي� � ًا من خ�ل�ال الق ��راءة والإطالع والرح�ل�ات والور� ��ش واملعار�ض ع�ب�ر املثقف ��ات اجلماعية وقد �شارك ��ت اللجنة يف مهرجان الدوخل ��ة الوطني ومن خالل اتليه فن منذ عام 1428هـ واخر م�شاركاتها كان عام 1433هـ حتت �شع ��ار القطيف الثقافية ،ومب�شاركة عدد من االطفال وال�شباب وبالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون.
72
73
وفد املر�سم احلر يف �ضيافة النمر
يف جو عامر بالفرح وال�سعادة التقى وفد (املر�سم احل ��ر) للقطيف الثقافية 1434/2/26هـ للر�سم يف الهواء الطلق وتب ��ادل املع ��ارف واكت�س ��اب اخل�ب�رات املتنوعة من خالل امل�شاركات والرحالت اجلماعية.
اال�سبوع اخلليجي ل�صحة الفم واال�سنان 1433-4-11ه� �ـ ،الأ�سبوع اخلليجي املوح ��د لتعزي ��ز �صح ��ة الف ��م والأ�سنان ق�س ��م املر�س ��م احلر ومب�شارك ��ة الفنانة نداء احلبيب.
برنامج رحيق االلوان بتاري ��خ 1433-12-20ه� �ـ برنام ��ج تعبريي بوا�سطة الأل ��وان ،فعلته الفنانه حميدة ال�سنان.
74
حلن االجناز وتكرمي امل�ساهمني بان�شطة القطيف الثقافية وحفل افتتاح معر�ض �أع�ضاء املر�سم احلر
بتاري ��خ 1434-7-11ه� �ـ بح�ض ��ور رج ��ل االعمال �شاكر �آل نوح مت تكرمي الفنان علي البوري والإعالميني وكل م ��ن كانت له م�ساهمة يف توثي ��ق �أن�شطة القطيف الثقافي ��ة ،والفناني�ي�ن �أع�ض ��اء املر�س ��م احلر :حممد امل�صل ��ي ،جن ��اح كاظ ��م ،ق�ص ��ي العوام ��ي ،امني عبد الوه ��اب ،فاطمة مطر ،امني املط ��رود� ،شوق احلبيب، خلود امل�س�ي�ري ،زهراء الف ��رج� ،إرم احلم ��ود ،زهراء ال�سيف ،جميلة الق�صاب ،ليلى الدهان ،ندى العوامي، حميدة ال�سنان ،عاطف املب�شر. املو�سيقي علي البوري
ور�شة مقهى جاوان 1434 /5/3هـ بتن�سيق من �إدارة املر�سم احلر (القطيف الثقافية) ق ��ام الفنان ح�سن اب ��و ح�سني والفنانه حمي ��ده ال�سنان �أع�ضاء املر�سم احل ��ر (بالقطيف الثقافية) بد�أ فنانني جماع ��ة املر�س ��م بتجمي ��ل (مقه ��ى ج ��وان) واال�سماء امل�شارك ��ة ه ��م ان ��وار ال�شي ��وخ و�شوق احلبي ��ب وعاطف م�شرف وعبد اهلل ال�شوباين.
الفنان ح�سن ابو ح�سني
75
دور اجلروب اجلماعي النظري (املر�سم احلر)
يعن ��ى بالتعلي ��م النظري والتع ��ارف الفن ��ي وق ��راءة اللوحات و�أخباري ��ة املعار�ض واالن�شط ��ة الت�شكيلي ��ة وم ��ن �ضم ��ن الور�ش النظرية والتي ا�ستفاد منه ��ا جماعة املر�سم احل ��ر ور�ش ��ة الفنان ��ه كرمية امل�س�ي�ري وور�ش ��ة الفن ��ان ح�س�ي�ن امل�ص ��وف يف فن ��ون الطباعة وتاريخها باال�ضافة الى درا�سات ق ��ام بها الفنان ام�ي�ن عبد الوه ��اب وعرو�ض خمتلف ��ة ال�سالي ��ب واف ��كار فنانيني عامليني.
اجلروب يف املر�سم التطبيقي وح�ضور الأع�ضاء ب�صالة الآتيلية للر�سم اجلماعي وتبادل اخلربات والفنان �أمني عبد الوهاب
�سكلوجيا الألوان ولقاء مع فنان موهوب
عرب لق ��اء مفت ��وح �أقامت ��ه القطيف الثقافي ��ة بتاريخ 1434/3/6ه� �ـ يف �صال ��ة (اتليه فن) فرع املر�سم احلر و�ضمن مو�سمها الثقايف اجلديد. بد�أ احلديث حول �أهمية الألوان وعالقتها بالعواطف االن�ساني ��ة و�أهمي ��ة موقعها يف الفنون وم ��دى ت�أثريها يف جناح الأعمال الفنية و�أي�ضا قام اجلميع ب�أخذ جولة على لوحات ال�ضيف الفن ��ان املوهوب ح�سن �سامل والذي قدم جمموعة فنية يعرب بع�ضها عن الرتاث والبع�ض بروتريه وغريه ��ا م ��ن توجهات ح ��اول الفن ��ان ر�سمه ��ا وت�سجيل واقعها كما ج ��ري تعريف خا�ص عن قروب املر�سم احلر والذي ي�سعى لتقدمي االف�ضل ملنت�سبيه.
ور�شة الفنان عاطف امل�شرف
بد�أت بتاريخ 1434/2/18هـ عن فن ��ون توزيع الأل ��وان و�أ�ساليب خا�ص ��ة بتح�ضري الفكرة و�إ�ستخدام اخلامات �أملتنوعة لإيجاد ت�أثريات فنية خمتلفة ذات �صياغات �إبتكارية يف الت�شكيل كالطباعة �أو ما�شاب ��ه بالإ�ضافة �إلى �إ�ستخ ��دام �أدوات جانبية للر�سم بالفر�شاة.
ور�شة الفنان ق�صي العوامي
بتاري ��خ 1434-7-3هـ �ش ��رح نظ ��ري وتف�صيلي عن �أف�ضل اخلامات اللونيه و�أنواعها و�أنواع الفر�ش والأدوات و�ألأقم�شة اخلا�صة للر�سم و�سبل التنظيف وطرق �ألأعتناء ب ��الأدوات والأ�سا�سي ��ات القاعدي ��ة للتحظ ��ر واجلل�س ��ة الثاني ��ه كان ��ت عن ت�أ�سي� ��س الفكرة وكيفية ر�سمها وتلوينها مبواد الأكريلك �أو الزيت.
77
تكرمي امل�شاركني يف ور�شة «الطبيعة ال�صامتة» يف «اتليه فن»
حما�ضرة وور�شة ومعر�ض الطبيعة ال�صامته للفنان امل�صلي نظمت القطيف الثقافي ��ة م�ساء يوم (الأحد) 1434/6/4هـ حفل تكرمي امل�شاركني وامل�شاركات يف ور�ش ��ة الطبيع ��ة ال�صامتة وعر� ��ض للوحاتهم بربي ��ق �أل ��وان الأوي ��ل با�ستي ��ل ،كان ذل ��ك �ضمن �أروقة مر�سم �أتليه فن بالقطيف. �ش ّرف احلفل الفنان الت�شكيلي حممد امل�صلي – ع�ض ��و جلنة الت�شكي ��ل واخلط العربي ولفيف من رموز الف ��ن الت�شكيلي والأدب ��ي �أمثال الكاتب جا�س ��م عل ��ي اجلا�س ��م – �أديب وكات ��ب �صحفي وال�شاع ��ر امل�ؤرخ علي ال ��درورة والكاتب والروائي ف ��وزي �صادق والدكتورة ر�سمي ��ة الربابي والفنان امل�سرح ��ي علي الرتك ��ي والقا�صة زين ��ب املزيدي وجمموع ��ة م ��ن املتذوق�ي�ن واملهتم�ي�ن بال�ش� ��أن الت�شكيلي. وقد ت�صدر احلفل الفنان حممد امل�صلي ب�إلقاء كلمة تقديرية وتكرمي امل�شاركني بالإ�شادة مل�ستوى جناح الإجن ��از وفق� � ًا مل�ساهمته الفاعل ��ة بتقدمي املحا�ضرة والور�شة التطبيقية للطبيعة ال�صامتة. ويف خت ��ام احلفل ق ��ام الفنان بتوزي ��ع ال�شهادات لكل من :الفنانة �ش ��وق احلبيب والفنان عبد اهلل اجل�صا� ��ص والفنانة �سم ��ات القرو� ��ص والفنانة جناح كاظم والفنانة ندى العوامي والفنانة زينب العب ��د اللطي ��ف والفنان ��ة ليلى الده ��ان والفنانة زهراء �آل �سيف والفنان حممد ق�صقو�ص.
78
يف حما�ضرة عن ت�أثري الألوان للدكتورة ر�سمية الربابي
بري�شة حميدة ال�سنان -ال�سعودية
املر�سم احلر
ق�سم العناية بالطفولة
ور�شة الر�سم �أط��ف��ال ي��ع�برون ع��ن ذوات��ه��م يف املهرجان التطوعي الثاين يف �سناب�س
80
نظ ��م مر�س ��م �أتيليه ف ��ن ور�شة بعن ��وان «الر�س ��م والتعبري عن ال ��ذات» الأربعاء 1433/11/8هـ� ،ضمن مهرجان العمل التطوعي الثاين ،على �أر�ض الدوخله ب�سناب�س للأطفال. واحت ��وت الور�شه عل ��ى �أوراق و�ألون وفر�ش متع ��ددة ال�ستخدام الأطفال ،ب�إ�شراف الت�شكيليه حميدة ال�سنان ،وعدد من املتدربات. وافتت ��ح الور�ش ��ه رئي� ��س الن ��ادي الأدب ��ي باملنطق ��ة ال�شرقية خليل الفزي ��ع ،بح�ضور رئي� ��س مهرجان العم ��ل التطوعي عل ��ي الزريع، والكات ��ب الق�ص�صي جا�سم اجلا�سم ،والدكت ��ورة ر�سمية الربابي، وعدد من املهتمني واملهتمات يف هذا املجال. و�شمل الإفتتاح جولة قام بها رئي�س النادي االدبي الفزيع وحتدث م ��ع الأطفال و�إلقاء كلم ��ة �شكر فيها الفنانة ال�سن ��ان وامل�شاركات، كم ��ا قام يتوزي ��ع هدايا جلميع الأطفال مقدمة م ��ن النادي الأدبي وهي عبارة عن ق�ص�ص وكتب تعليمية. ي�ش ��ار �إلى �أن هذه الور�شه تع ��د ال�سابعة ع�شر للأطفال ،كما �أن مر�س ��م «اتليه فن» يعنى باملواهب منذ مايقارب 18عام ،ويت�ضمن عدة برامج متخ�ص�صه بتنمية املهارات الطفوليه وخرج الكثري من الفنانني والفنانات للمجتمع.
ر�س���م جــــــداري���ة �آتيل���ه ف���ن للأطفال بتاريخ 1434-7-24هـ
افتتاح املعر�ض «ال�سابع ع�رش للطفل املوهوب» يف �سناب�س
هيفاء ال�سادة � -سناب�س
افتت ��ح النا�ش ��ط االجتماعي �سلم ��ان الرم�ض ��ان ،م�ساء الأحد 1433/11/16ه� �ـ ،بالنيابة عن رئي�سة منتدى ان�سان املعر� ��ض «ال�ساب ��ع ع�ش ��ر للطف ��ل املوهوب» �ضم ��ن مهرجان العمل التطوعي الثاين يف بلدة �سناب�س. وي�ش ��ارك يف املعر�ض التي ت�شرف علي ��ه الفنانة ال�سنان 30طف ��ل وطفلة موهوبني يف فنون الر�س ��م والتلويني ،وذلك اث ��ر دورات وور�ش متعددة تعنى بتنمية الذوق واحل�س الفني اجلمايل للأطفال.
ور�شة التلوين املنوعه واحلرة لالطفال
ا�ستقب ��ل مر�س ��م ( �آتلي ��ه ف ��ن ) م ��ن �صبحي ��ة ي ��وم 1433/11/2ه� �ـ �أطف ��ال رو�ض ��ة القطيف يف زي ��ارة خا�صة باملر�س ��م وقاع ��ة االتلي ��ة والتي احتف ��ت بجولة م ��ع الأطفال وعل ��ى �شكل دفع ��ات منظمة للتعرف عل ��ى معرو�ضات �صالة االتلي ��ه وق ��د مت تدريب االطف ��ال �أي�ض ��ا على فن ��ون الر�سم ب�أل ��وان االكريليك وكيفي ��ة ا�ستخدام الفر� ��ش ووزعت بع�ض الإ�صدارات امل�صورة لتعزيز الثقافة الب�صرية لدي �ألطفل
زيارة ريا�ض االطفال للمر�سم الطفويل التعبريي (اتليه فن) 1433-11-2هـ
مر�سم «فرحة يتيم» على �صالة �سايتك اخلرب 1433-4-22هـ
82
بعد�سة ح�سني الها�شم -ال�سعودية
تغطية
مدينة ورد لزهراء الفرج لأننا �أ�صدقاء نعانق �ضوء احالمنا معاً ن�شعل �أكفنا منارات حب تقودنا للخال�ص
84
ال�سحور الثقايف امل�صغر واخلا�ص ب�أع�ضاء ال�سرور والبهجة على �صالة (اتيليه فن)
يف ج ��و عامر بالود واحلبور وعل ��ى �سفرة �أ�سرة واح ��دة غمرها الفرح والإخ ��اء وت�سيدها م�صباح العطاء والإيثار وال�صفو اجلميل اخلال�ص ومن م�ساء النفحات الروحية. يف 1433/ 9 /18هـ من رم�ضان املبارك �إلتقى �أع�ضاء جلنة القطيف الثقافية وبدعوة من الأديب وامل�ؤرخ علي الدرورة ملتفني حول مائدة �سحور عامر بالفكر والفن والإبداع �إذ بد�أت فقرات احلفل بتقدمي خا�ص للفنانة ال�صاعدة زهراء الفرج والتي عر�ضت عدة لوحات من جمموعتها (مدينة ورد) ب�أل ��وان الأكريلك عل ��ي الكانفا�س ،وقد تناول الناق ��د يو�سف �شغري جمموعتها باحلديث عن م ��دى جر�أتها يف ا�ستخدام الألوان وقدرتها على ال�سيط ��رة يف توزي ��ع �أوليات املزج والت�ضاد وفن الإخ ��راج التعبريي والذي ات�سم ��ت به مع�ض ��م لوحاته ��ا التجريديه وق ��د قدمت له ��ا الفنانة حميدة ال�سنان �شهادة تخرجها متمنية لها مزيدا من التقدم والنجاح. وتعريجا على �أدبيات وم�ؤلفات امل�ؤرخ الدرورة وكعادة اللجنة يف الإحتفاء بعطاءه الغزير ،ونتاجه الرثي فقد احتفلت اللجن ��ة مباركة ل ��ه ا�صدارات ��ه الأربعة يف هذا ال�شهرالكرمي ،وهي( :حكايات �شعبية م ��ن القطي ��ف) ،و(العالق ��ات ال�سلجوقية العربي ��ة) ،وديوان ��ا �شع ��ر حت ��ت عنوان�(:أغاري ��د امل�س ��اء) ،و(جدائل الربق) وقد حتدث الدرورة �شخ�صيا عن كتابات ��ه و�أردف مو�ضحا بع� ��ض م ��ا ا�ستع�ص ��ى عل ��ى القارئ فهمه م ��ن م�ضامني كتبه كما حت ��دث عن املقبل من �إ�صداراته والذي �سوف يكون عنوانه: (امل ��راءة يف الع�صر ال�سلجوقي).
اغلفة كتب علي الدرورة ولوحات زهراء الفرج
ال�سحور الثقايف الثاين
�أقامت جلنة القطيف الثقافية وبح�ضور جماهريي ثقايف و�إعالمي الفت م�س ��اء اليوم الأثنني 1433/9/25هـ املوافق 2012/9/13م برنامج ال�سحور الثقايف (الثاين) مبحافظ ��ة القطيف (الذي تنظمه جلنة القطيف الثقافية خ�ل�ال �شهر رم�ضان املبارك م ��ن كل عام) .وح�ضر حفل االفتتاح كوكبة من ال�شعراء والأدباء الفنانني ،والإعالميني ،والت�شكيليني ،وامل�صورين واملمثلني وخمرجي االفالم ال�سنمائية واملو�سيقيني ووجهاء املنطقة ال�شرقية ،ووجهاء حمافظة القطيف ،ولفيف من �سيدات الثقافة واملجتمع باملنطقة ال�شرقية. وكعادته ��ا وبروحها اجلماعي ��ة الوثابة فعلت جلن ��ة القطيف �سحورها الثق ��ايف الث ��اين وبد�أ حف ��ل االفتتاح مبقدم ��ة رائعة لعريف احلف ��ل ال�شاعر ح�سني دهيم ،ومن ثم تال املقرئ ح�سن الرتكي �آيات من القر�آن الكرمي على م�سام ��ع احل�ضور ،عقب ذلك مت تقدمي عر�ض مرئي ع ��ن القطيف الثقافية وعر�ض �آخر حول الوطن �سرية اللجنة متناغمة مع حكاية الوطن وتراثه. اث ��ر ذل ��ك قدمت الدكت ��ورة عائ�شة حمم ��د املانع وه ��ي �شخ�صية تهتم بامل ��ر�أة ومعاناته ��ا وم�ستقبله ��ا كلم ��ة تناولت فيه ��ا «�أهمية الثقاف ��ة يف بناء املجتم ��ع» وقال ��ت� »:إن وجودها ب�ي�ن عدد من املبدع�ي�ن يف خمتلف املجاالت �ش ��رف كب�ي�ر لها ووج ��ود املبدع�ي�ن واملثقفني حاف ��ز لكي تك ��ون الثقافة هي ال�شع ��ار والعنوان وهي اجل�سر ال ��ذي ميكن من خالله العب ��ور نحو م�ستقبل م�ش ��رق لأجيالن ��ا القادم ��ة ».وعق ��ب ذلك قدم ��ت رئي�سة حتري ��ر «�صحيفة �سعودي ��ات نت» ،ورئي�سة اللجنة الإعالمي ��ة يف القطيف الثقافية جتربتها يف جمال الإعالم التقليدي والإعالم اجلديد. ث ��م قدمت الأ�ست ��اذة حميدة ال�سن ��ان رئي�سة جلنة القطي ��ف الثقافية مب�شارك ��ة نائب الرئي�س املهند�س علي الثومير كلم ��ة اللجنة الثقافية ،ثم مت
86
عر� ��ض فيلم الآي�س ك ��رمي ،ثم �ألقى د .مبارك اخلال ��دي «ورقة نقدية لفيلم الآي� ��س ك ��رمي» بعنوان التح ��والت والعي ��ون يف فيلم حممد البا�ش ��ا ،ثم قدم ال�شاع ��ر والكات ��ب ،الأ�ستاذ حممد اجلل ��واح ق�صيدة بعن ��وان« :قبول» نالت ا�ستح�س ��ان احلا�ضري ��ن ،ثم ق ��دم ال�شاعر ورئي� ��س نادي املنطق ��ة ال�شرقية الأدب ��ي الأ�ست ��اذ خليل �إبراهي ��م الفزيع ق�صي ��دة بعنوان« :لغ ��ة الوئام «من ديوان ��ه ال�شعري «للمليحة ينهمر احلنني» ،ثم قر�أت الأ�ستاذة فوزية العيوين ً ق�ص�صيا ً ق�صريا كتبته يف نهاية ،2009وهي قا�صة ونا�شطة اجتماعية ن�صّ ًا وحقوقية ،وحمل الن�ص عنوان« :تلويحة احل�سم امل�ؤجلة طويال . وختام ��ا حت ��دث الأ�ستاذ علي ال ��درورة عن املل ��ف الإبداعي املتزامن �ص ��دروه ع ��ن القطي ��ف الثقافي ��ة ،والإ�ص ��دارات اخلا�ص ��ة بن ��ادي الكتاب، واملل ��ف الإعالميً ، م�شريا �إل ��ى �أهمية هذا النتاج الإبداع ��ي للجنة القطيف الثقافي ��ة ومبا يعود علي �صالح املنطقة .و�صاح ��ب ال�سحور معر�ض ت�شكيلي ومعر� ��ض اخر بفن ��ون الت�صوير الفوتوغرايف وثم متت دع ��وة اجلميع لتناول وجب ��ة ال�سحور .ومت توزيع ن�سخ من معر�ض الكت ��اب امل�صاحب لل�سحور على احل�ضور، �ضوء.. احل�ض ��ور كان متمي � ً�زا وراقي � ً�ا والتناف� ��س يف �إنتاج العم ��ل كان رائعاً. وميك ��ن حتميل املل ��ف الإبداعي يف ع ��دده الأول عرب زي ��ارة مدونة القطيف الثقافية: رئي�سة اللجنة الإعالمية يف القطيف الثقافية �أ.نوال مو�سى اليو�سف
بري�شة علي الهويدي -ال�سعودية
85
اخبار
�إ�ضــاءات ال��ث��ق��اف��ي��ة ت��ك��رم ف��ري��ق �سحورها بحفل �إبداعي يف لقطة خالبة من م�شهدنا الثقايف الإبداعي ،ودعوة لتعزيز روح التعارف والتوا�ص ��ل الثق ��ايف الذي ي�ؤك ��د متانة احل�ضور اجلمايل ،وير�سخ فعله. وع��ل��ى ع� ��زف ال��ف��ن��ان م��رت���ض��ى اخل��ن��ي��زي ك��ان��ت ج��ول �ت �ن��ا و�إدارة الأم �� �س �ي��ة للفنانه ح�م�ي��دة ال�سنان وليتحدث الفنان يف الت�صوير ال�ضوئي وال�سيموجرافيا الأ�ستاذ عبدالر�سول الغريايف يف �أول حمطات �إ��ض��اءات،
بعدها راح ال�شاعر قي�س املهنا ي�شدو بقوافيه وي�صنع من �صوره ال�شعرية يف �إخوانياته وغزلياته الثالث حمطة مع الوجدان ودفق امل�شاعر الإن�سانية. ث ��م ج ��اءت الق�صة الق�ص�ي�رة يف �أرب ��ع �سرديات للقا� ��ص ع ��ادل ج ��اد ،كان ��ت جميعه ��ا تت�س ��اوق يف جمموع ��ة �أ�سماها «املقهى الق ��دمي والفرا�شات» عن كتاب له حتت الطباعه يف (مريت) للطباعة والن�شر، و�أعقبت ��ه الفنانة ال�ضوئية �سوزان عبداهلل بكلمة عن عالقتها بالكامريا والإن�سان يف اهتماماتها الفنية. ت�ل�ا ذل ��ك كلم ��ة ق�ص�ي�رة للفن ��ان عل ��ي الرتكي، ويعر�ض ريبورتاج ًا مرئي ًا عن ملتقى ال�سحور الثقايف الثاين �أمتع احل�ضور ،ومع فوا�صل املو�سيقى للخنيزي وتوزي ��ع �شه ��ادات التك ��رمي م ��ن قب ��ل نائ ��ب رئي� ��س القطيف الثقافية املهند�س علي الثومير وبني تنقالت ال�شع ��ر ور�أفت ال�سنو�س ��ي و�شيطان احلب للإعالمي والأدي ��ب جا�سم اجلا�سم وم ��ع جديد ال�سرد للقا�صه زينب املزيدي وختاميات الوتر ال�سابح يف جو الغبطة وال�ضوء االبداعي.
ور�شة تطبيقية لكتابة اخلرب ال�صحفي.. تقيمها تنمية �سناب�س يف العمل التطوعي 2 متعاون ًا مع جلنة القطيف الثقافية للمهند�س علي الثومير والفنان زكريا الزوري من م�ساء 4و 1433/12/ 5هـ
رحلة ثقافية �إلى �أرامكو الظهران مت يف �صبيحة يوم 2012/ 10 /4م املوافق 1433/11/18هـ يف �ضيافة املهند�س واملدرب الدويل �إيالف حمرو�س
جلنة القطيف الثقافيه تكرم �أع�ضائها واملتطوعني كرمت جلنة القطيف الثقافية م�ساء الثالثاء اع�ضائها واملتطوعني املتعاونني مع اللجنة خالل مهرجان الدوخلة الثامن يف مطعم ق�صر القطيف لل�ضيافة واال�ستاذ فتحي ال�سيهاتي.
جلنة القطيف الثقافية تكرم ال�شاعر عدنان العوامي يف م�ساء 2دي�سمرب 2012م كما قامت بتكرمي الإعالمي اجلري�س �سعد يف م�ساء يوم الأحد 28ابريل 2013م 90
بري�شة ح�سني امل�صوف -ال�سعودية
ثقافات فوق ..مظلة وحي االبداع ،قادنا حلقول معرفة ممتدة �شا�سعة فكنا على ّ طول ال�ساحل ن�سوي ذواتنا بريق زخات �أمل وت�أمل ومل تكن �إدارة مهرجان الدوخلة ببعيدة عن تطلعاتنا اذ �سرعان مات�شبثنا بلقطة م�صورة للخيمة الثقافية باملهرجان التطوعي وتالزمنا و�إياها �صحبة عطاء وحب خال�ص للأر�ض فكانت املمرات والأروقة جدلية �أدب وفكر �أحيتة جلنة القطيف الثقافية على مدار ع�شر ليال متتالية وممثلها املهند�س علي الثومير.
بري�شة مارك الينت
92
اخليمة الثقافية ملهرجان الدوخلة الوطني لعام 2012
ب� � ��د�أت ف �ع��ال �ي��ات اخل�ي�م��ة الثقافيةملهرجانالدوخلةالوطني الثامن لعام 1433-12-9هـ. والذي ا�ستمر طيلة ت�سع ليال وكان ��ت فعاليته يف الليل ��ة الأولى با�ست�ضافة الأ�ستاذ علي ال ثاين رئي� ��س اللجنة الإعالمية جلائزة الإجناز بالقطيف يف حوار مفتوح ح ��ول اجلائ ��زة ،وا�ست�ضاف ��ت اخليمة الثقافية يف الليلة الثانية الأ�ستاذ �سلمان الرم�ضان ور�ؤيته يف اال�سته�ل�ال ب�ي�ن الإيج ��اب وال�سل ��ب وه ��و الرئي� ��س ال�سابق جلمعية الفلك بالقطيف، ويف الليل ��ة الثالث ��ة ا�ست�ضاف ��ت اخليم ��ة الثقافية الدكت ��ور خال ��د الغام ��دي مدي ��ر املرك ��ز ال�سع ��ودي لدرا�س ��ات العمل التطوع ��ي والأ�ست ��اذ �سعيد اخلباز نا�شط وباحث ومدرب يف جم ��ال التنمية الإجتماعية والأ�ست ��اذ عب ��داهلل ال�سع ��د رئي� ��س جمموع ��ة �شباب امل�ستقب ��ل التطوعي ��ة وكان احلدي ��ث ح ��ول اخلدم ��ة الإجتماعي ��ة ب�ي�ن جيلني ،كذل ��ك ا�ست�ضاف ��ت اللجنة الأ�ست ��اذ م�صطف ��ى الأ�س ��ود وناق� ��ش املخ ��درات بني ال�ضرر والإح�صائيات، يف الليل ��ة الرابع ��ة كان �ضي ��ف اخليم ��ة الثقافية رئي� ��س النادي الأدبي بال�شرقية الأ�ستاذ خليل الفزيع بح ��وار مفت ��وح ومداخ�ل�ات وبعده ��ا �أم�سي ��ة �شعرية منوعة ملجموعة من �شعراء الدوخلة . يف الليلة اخلام�س ��ة ا�ست�ضافت اخليم ��ة الثقافية جماع ��ة الفن الت�شكيل ��ي باملهرج ��ان و�شاركتهم تلك الليل ��ة �أي�ض� � ًا الأ�ست ��اذة ر�سمية الرباب ��ي نقا�ش حول �أ�سرار وجماليات الأحجار الكرمية بري�شة �سمات القرو�ص -ال�سعودية
بالليل ��ة ال�ساد�س ��ة كان للطب البدي ��ل دوره مع الط ��ب ال�شعبي يف حديث متكامل مع اال�ست�شاري الدكت ��ور ابراهي ��م ال�صح ��اف وخب�ي�ر الأع�ش ��اب عبدال ��رزاق احلواج، ويف الليل ��ة ال�سابع ��ة كان للأطف ��ال ن�صيب حي ��ث تناولت الدكتورة بثينة اليو�سف بحثا عن قل ��ق الأطف ��ال وكيفي ��ة التخل�ص منه� ،أي�ض ًا خ�ص�صت اخليم ��ة الثقافية م�سا�ؤه ��ا لل�شع ��ر م ��ع كل م ��ن: ال�شاع ��ر زك ��ي ال�س ��امل وال�شاعر عبداهلل الهميلي وال�شاعر عقيل اللواتي. وكان يديرها الأ�ستاذ حممد ال�شقاق، ويف الليلة الثامنة كان للخيمة الثقافية ن�صيب مع جن ��وم امل�سرح الكويتي الفن ��ان الكبري �سمري القالف والفن ��ان عبداهلل الطليحي يف لقاء مبا�شر مع جمهور اخليمة �أدار تلك الأم�سية الأ�ستاذ ح�سن قري�ش، يف الليل ��ة التا�سع ��ة كان لل�ت�راث ال�شعب ��ي بهويته وقيم ��ه ن�صيب عند اخليمة الثقافية حيث ا�ست�ضافت الأ�ستاذ عبد الر�سول الغريايف باحث ومهتم بالرتاث ال�شعبي واملهند�س عبداهلل املحرو�س، ويف الليل ��ة الأخ�ي�رة ا�ست�ضافت اخليم ��ة الثقافية الأخ�صائي الأ�ستاذ م�صدق اخلمي�س وكان مو�ضوعه ح ��ول التحر�ش اجلن�سي بالأطف ��ال ،ثم عر�ض �أفالم ق�صرية ملجموعة من املهتمني، وا�ست�ضاف ��ة فنان مونولوج يقلد الأ�صوات .
93
الرتاثية القرية وال�سحور اخلتامي واخلا�ص ب�أع�ضاء جلنة القطيف الثقافية واملن�سق الفنان /عبد الر�سول الغريايف
ب ��د�أ مهرجان القري ��ة الرتاثية بتاري ��خ 1434-9-18ه� �ـ املواف ��ق 2013-7-27م وا�ستم ��ر ع�ش ��رة �أي ��ام متتالي ��ة واحت�ض ��ن العدي ��د م ��ن الأق�س ��ام اخلا�ص ��ة باملواهب ال�شبابية والطفولية بالإ�ضافة �إلى املعار�ض الفني ��ة �أمل�صغرة للوحات الت�شكي ��ل و�أي�ض ًا عم ��ل املج�سمات اجلمالي ��ة يف ق�س ��م الفنان ��ات املكفوف ��ات وق ��د �أُختت ��م املهرجان ليل ��ة الثام ��ن ع�ش ��ر م ��ن رم�ضان بتوزيع ال�شهادات عل ��ى امل�شاركني وتفعيل �سحور اللجنة اخلا�ص بهم وبفرحتهم.
94
ملتقى خمرجي �أخلليج ال�سينمائي 2013بالقطيف جماع ��ة الأفالم ه ��ي جماعة انطلق ��ت ب�شكل ر�سمي حت ��ت م�ضل ��ة ن ��ادي الفن ��ون بالقطی ��ف على ي ��د �شباب ي�ؤمنون باهمیة الأفالم كفن وثقافة وفكر يخدم املجتمع والوطن. وت�ض ��م فناننی مبج ��االت خمتلفة م ��ن جمیع مناطق اململك ��ة هدفه ��م تكوين ب ��ذرة وطنی ��ة تع ��زز قیم احلب والتوا�ص ��ل وتنمي الوعي الثق ��ايف والفن ��ي ب�أهمية الفلم ع�ب�ر تهذيب امله ��ارات الفنیة مع جمی ��ع اطیاف املجتمع ال�سعودي. مثل ��ت اجلماع ��ة الوط ��ن بع ��دد م ��ن �أعماله ��ا يف مهرجان ��ات عربي ��ة ودولي ��ة ونالت يف معظمه ��ا �إعجاب النقاد كما ح�صدت العديد من اجلوائز ومتار�س ن�شاطها حملي� � ًا من خ�ل�ال تنظيم الور�ش واملحا�ض ��رات الداعمة لهذا النوع من الفن.
وكان �آخ ��ر �إنتاجها الفلم الإجتماع ��ي «رفقا» والذي حقق �أكرث من 120الف م�شاهدة عرب قناة اجلماعة على اليوتي ��وب يف ثالثه �أيام للكاتب عل ��ي �آل حمادة واملخرج يا�سر علي . وي�أتي ه ��ذا النوع من االفالم �ضم ��ن خطة اجلماعة لإنتاج �أعم ��ال �إجتماعية متنوعة ُقدمت للمجتمع بقوالب مغايرة عن ما يتم عر�ضه. كما �أقامت هذه اجلماع ��ة ملتقى اخلليج ال�سينمائي وال ��ذي ت�شكل عرب خم�س �أ ُم�سيات را�ص ��دة بذلك �أ�سماء مهمة يف ال�سينما ال�سعودية واخلليجية. هدفه ��ا كان �ألتعريف ب�صانع الفل ��م وعر�ض جتارب مغايرة عن ما �إعتاد عليه اجلمهور من �إختزاالت ال�صور الهوليودية. ير�أ�س اجلماعة حالي ًا الفنان واملخرج حممد �سلمان.
95
ا�صدارات
لأ�ستاذ علي الــدرورة من اأبرز املوؤلِّفني ال�سعوديني ن�سرا واإ�ــســدارا والــذي ا�ستطاع اأن طهم واأكرثهم ً عامًا كام ً ال للعمل والإنتاج ،وقد ن�سر واأ�سدر عن ره اجلديدة :دار النور�س للن�سر عددًا من الكتب َّيـــة ،وخــ�ــس اأدبـــه بـثالث جمموعات ق�س�سية، افة لأربعة كتب يف الدِّ را�سات والنقد ،و()20 �سعريًّا ،وبع�سها �سدر عن دور اأخــرى ،والأ�ستاذ رة من اأبــرز اأدبــاء اململكة العرب َّية ال�سعوديَّة ، هتمامات وا�سعة يف الأدب والثَّقافة عامة ،وتنوف ته لهذا العام 2012م على اخلم�سني عنوانًا وهي من ر ،ومن الظَّ واهر يف حركتنا الأدب َّية والإبداعية. خالد اليو�سف �سحيفة اجلزيرة /امللحق الثقايف اخلمي�س 10يناير2013م جلنة القطيف الثقافية 2013
برعاية -اآل نوح للعقارات
� -سارع الريا�س -الهاتف - 8521818 :النا�سوخ 8528855 :
Cover Qsaed Darora.indd 2
96