تفاحة قابيل زكريا شاهين
الهداء: إلى لباحثين عن العدالة..للمستهدفين بالظلم.. إلى لمدافعين عن النسان.. السمى بالكون..
المفتتح حين يكون العذر أسوء بكثير من الجريمة ،يرقى إلى ما هو أخطر منها، تفقد العدالة معناها ،وتفتقد الكلمات حدود الوصف ،حيث القتل يصبح اجتهادا ،والكارثة تصبح تقليدا ،دونما ردة فعل ،حيث الصدفة ل تنطبق على العمل الممنهج ،وحين الصوت ،يختنق في أوراق الدانة التي ل تزيد على الوضع إل الحبر واجتهادات النصوص ،حين السلوك يغمض الضمير ،ل شيء يمكن أن تفاخر به النسانية من إنجازات. لم يعد التاريخ بحضوره الوحشي ،وبحديثه عن النسان الذي يصفه بما قبل الحضارات ،يعني شيئا ،ربما علينا الن ،أن نفتش عن أعذار للمم القديمة ،التي كانت تمتهن الغزو ،ذلك أنها لم تدعي الحضارة والحفاظ
على حقوق النسان ،وهي لم تجتمع على مؤسسات مشتركة ،وقوانين مدروسة ،ووعي يستفيد من التجربة. ربما علينا أن نجد العذار للقتلة الفراد ،حين تتبنى الدول ،تلك التي تدعي التقدم ،قوانين القتل كمدخل للحوار مع الخر ،مدخل يكاد يشي بأن القادم لن يستثني أحدا ،ربما تصبح أشرطة الخيال العلمي ،التي تنبئ بدمار النسان بيد النسان واقعا ،إذ أنه حين يكون السلح باليد وثقافة القتل في الذاكرة ،تأخذ الصفة التدميرية مداها... السلوك النساني ،محصلة آلف السنين من الحضارة ،ونتاج الفكار التي رسمت اختلف الرؤى ولكن لتفاق سيأتي ،والوصايا التي رسمتها العقائد ،ل تقتل ،،ل،ل ،،وتراكمات التجارب في حكايات الشعوب ،واقتراب المسافات إلى درجة الندماج ،كل هذا ..ل شيء ،فالمشهد يرسم للحظة القادمة ،يؤسس لها في بدايات لم تعد تحرك الهواجس باقتراب ما يقال أنه العالم الجديد ،هذا العالم-الحلم ،-حيث تسود العدالة ،و ل يلد الناس في العراء أطفال مشوهين. ثقافة القتل – الجذور يجمع الباحثون والدارسون ،على ان العالم يشهد نموذجين يكرسان ثقافة القتل ،يستمدان المعطيات والساليب من تاريخ مشترك ،انهما :الوليات المتحدة المريكية وإسرائيل ،فأمريكيا التي أبادت أكثر من 60مليونا من الشعب الصلي للقارة " الهنود الحمر" ،تبنت إسرائيل تراثها نفسه ،لتسير على نفس الوتيرة والتجاه. يتساءل هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية :كيف يتم احتلل الرض بالنسبة للمجموعات المحلية ،أي ماذا نفعل في مواجهة شعب فلسطين صاحب الرض ،ويجيب وفي ذهنه الطريقة المريكية التي تمت من خللها ابادة السكان الصليين "الهنود الحمر" ،يجيب :في أمريكا كانت طريقة الحتلل للرض الجديدة المفتوحة ،طريقة بدائية ،حيث يتجمع المستوطنون على الحدود ،وفي وقت محدد ،يندفعون جميعا في وقت واحد وبعنف لحتلل الجزء الذي يقدرون عليه ،لكن هذه الوسيلة يعتبرها ساذجة ،ولم تعد تصلح في عهد السلح والستعمار ،ومن الغباء على حد تعبيره ،العودة إلى المراحل الحضارية السابقة كما يريد العديد من الصهاينة أن يفعلوا ،فإذا توجب علينا أن نخلي أرضا من الحيوانات المفترسة "ويقصد العرب هنا" فلن نقوم بالمهمة بنفس الطريقة التي اتبعها الوروبيون في القرن الخامس عشر ،فل يصلح أن نأخذ رمحا وحربة ،ونخرج أفرادا وراء الدببة، بل ينبغي أن ننظم مجموعة قوية من الصيادين فنسوق الحيوانات لنجمعهم معا في مكان واحد ،ثم نقذف وسطهم بقنبلة مدمرة ،وهكذا رسم هرتزل الطريقة التي مازال الصهاينة يتبعونها حتى اليوم في القتل وتنظيم المجازر التي ل يتسع لها المجال هنا. لم يخرج أحفاد الصهاينة عن الجماع ،فتعاليم هرتزل ،ل تختلف كثيرا عن تعاليم التوراة المكتوبة ،تفوح من سطورها رائحة القتل ،وآلهة تبشر بالقتل ،فريضة يغرسونها في أذهان أجيالهم رغم تباعد المسافات ،تمتد جذورها في الفكر الصهيوني منذ السبي الول وحتى النظام العالمي الجديد. الفعل المشترك
لم يكن الفعل المريكي تاريخيا ،أو اليحاء به ،بعيدا ً عن ما يحدث من خلل الفعل السرائيلي ،ففي خضم القتل اليومي في العراق وفلسطين، كان الرئيس المريكي جورج بوش البن ،يفتتح خطابا ً له في بيت من أكبر بيوت الصهاينة )منظمة إيباك( في قول يختصر كل ما يقال عن معنى العلقة ما بين الوليات المتحدة المريكية والكيان الصهيوني ،يقول بوش "إن أمتنا أكثر قوة وأمناً ،لن إسرائيل ،حليفة حقيقية ويمكن العتماد عليها" ،هذا الكلم ،ل يخرج عن رؤية شارون ،الذي يجاهر بأن "إسرائيل"، أكبر وأفضل استثمار خارجي". والقول الذي افتتح به الرئيس المريكي خطابه ،لم يمنعه من العتماد على استحضار ما حدث في 11أيلول /سبتمبر ،والذي أستثمر صهيونياً إلى أقصى درجة ،ليؤكد أن ما حدث في أمريكا ،وما يحدث في "إسرائيل الن" ،يفرض الشراكة التي تساوت في مخططاتها وأهدافها ،كما يفرض الفعل المشترك ،والتحالف الذي يزيل الفوارق ،مذكرا ً أنه وحده الذي تجاوز كل العراف المريكية السابقة ،حين يطمأن برسالة ضمانات تتلئم مع الحلم والمخططات السرائلية ،شريكه "شارون" ،وحين ظل يسخر ويخادع من ردات الفعل العربية التي لم تتجاوز العتاب في بعض حالتها. هذه الدراسة ،ليست أكاديمية ،وإنما هي دراسة اعتمدت الرصد والمتابعة ،واستشراف آراء مفكرين ومحللين وكتاب ،عربا وأجانب ،في فترة تقع ما بين عام 2000و ،2006وبالتالي ،فهي مفتوحة للعديد من الراء التي نشرت بالفعل ،أما الشارة إلى كتابها ومصادرها ،فستأتي عبر سياق النصوص خلفا للكتب أو الدراسات الكاديمية. ولعله من النصاف التنويه ،ان هنالك العديد من التحليلت والدراسات، لم تحمل توقيع كتابها ،وإنما حملت أسماء المواقع ،وهنا ل بد من القول، ان بعض المواقع ،تم التعامل معها أكثر من غيرها ،مثل مواقع شبكةالبصرة ،البيادر السياسي ،إضافة إلى ان الدراسة ،تتضمن العديد من المقالت السبوعية التي نشرت في صحيفة العرب العالمية للكاتب.
القفز فوق التسويات يشخص الكاتب /جوزيف سماحة " /السفير اللبنانية " الحالة القائمة الن بين الوليات المتحدة والكيان الصهيوني بقوله: "أن تفجيرات 11أيلول قدمت تغطية لحقة لوجهة أصلية يدفع في اتجاهها مكونان أساسيان من مكونات الدارة الحالية ،المحافظون الجدد والصوليون المسيحيون. في العقد الماضي كانت التسوية ،وأسمها الكودي" ،الشرق الوسط الجديد" تمر عبر تقديم حل للصراع العربي السرائيلي .أما هذه اليام، وتحت السم الكودي "الشرق الوسط الكبير" فإن استتباب المر لمريكا وإسرائيل ل يشترط أي تسوية وإنما يقفز فوقها من أجل إعادة صياغة المنطقة .أي أننا كنا أمام عملية جراحية بعد مخدر فبتنا أمام عمليات جراحية ل تنتهي ول تهتم بأي تخدير .وتتظاهر ،فوق ذلك ،بأنها غير مهتمة، أصلً ،بأن "يستتب" المر. تدرجت السياسة المريكية من "مدريد مقابل بغداد" ،إلى "بغداد أول ً ثم القدس" ،إلى "بغداد أول ً ثم نبني الشرق الوسط الكبير" .ولقد وصلت هذه اليام إلى "بغداد والشرق الوسط الكبير ضد فلسطين" .ويعبُر ذلك عن نفسه .في خطاب بوش ،بدعوته الفلسطينيين إلى أن "يستحقوا" دولة ،ودعوته العرب إلى أداء دور في تنفيذ المشروع الشاروني حيال الفلسطينيين. إن المتاعب التي تواجهها الوليات المتحدة المريكية في العراق هي مدعاة ،في نظر الدارة ،إلى تعزيز العلقة بإسرائيل وتجنب أي محاولة لتوتيرها .فمن الواضح أنها ،أي هذه العلقة ،الرصيد الثمن والبقى طالما أن العرب أقفلوا عقولهم وقلوبهم دون أن تكسبها واشنطن. ل بل يمكن السؤال :هل كانت الوليات المتحدة تجازف أصل ً باحتلل العراق لول اطمئنانها إلى أن في المنطقة قوة بحجم إسرائيل تشكل جيش احتياط يمنع أي طرف إقليمي من التحرك؟ يكفي أن يكون هذا السؤال وجيها ً حتى تنهار نظريات عربية تزين لنفسها ما يجري وتخترع ،يومياً ،أسلوب التحاقها التبعي بأمريكا ،ويكفي أن يكون السؤال وجيها ً حتى يكون في وسع إسرائيل أن تفرق التظاهرات بالطائرات!" في مؤتمر "إيباك" كانت الرسالة المريكية وعلى لسان أعلى سلطة فيها واضحة" ،أننا نتفهم بأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها" ،أما ما كان مثيرا ً للسخرية ،فهو الطلب من الخرين ضبط النفس ،وهل يوجد انضباط وطاعة للدارة المريكية ،أكثر مما يحدث عبر النظام العربي الرسمي؟
قراءة صهيونية في كتاب "أبو غريب" وحدة الحال وليس الشراكة أو التحالف ،من يجمع المريكيين والصهاينة ،فمنذ أن أبدع المريكيون في وسائل القتل في العراق ،حتى تلحم المشهد مع فلسطين ،تلحم المشهد أيضا ً ليس محض صدفة، فالفكر الجرامي واحد ،والسلح واحد ،والهداف واحدة ،قادة الجيش المريكي ،ل يخفون أنهم يرسلون جنودهم للتدريب في الكيان الصهيوني، وزارة الدفاع المريكية "البنتاغون" ،تعتمد على ذخيرتها في العراق من المصانع الصهيونية ،وهي تخطط لقامة مصانع عسكرية استراتيجية مشتركة هناك .الزيارات الميدانية ل تنقطع ،آخرها ،كان لبعض القادة العسكريين المريكيين إلى الكيان الصهيوني ،حيث تم البحث على وجه الخصوص ،في ما يطلق عليه "البنتاغون" – العمليات العسكرية على الرض المدنية" ،هذه الزيارات ،تحول مردودها إلى فعل في النجف وكربلء والفالوجة والقائم ،وكل زقاق في العراق ،تحول مردودها ليحول ليل العراق إلى فرص للمداهمات والقتل ،تحول مردودها إلى آلت تعذيب بشرية في السجون العراقية" ،أبو غريب" ليس وحده الذي تمارس فيه كل وسائل التعذيب البشعة واللإنسانية ،فمعهد النفط العربي في بغداد، والذي تم تحويله إلى سجن ،يشهد بشاعة في المعاملة ل تقل عن ما حدث في أبو غريب. الحضور الصهيوني مؤكد ،فقد أشارت إحدى الصحف الصهيونية، المعروفة باستقاء معلوماتها من الرسميين الصهاينة ،أشارت إلى ما يتردد من أحاديث متزايدة حول ضلوع الكيان الصهيوني في عمليات التعذيب في السجون العراقية. مشيرة إلى ما قاله يوجين بيرد الدبلوماسي المريكي السابق في برنامج حول تعذيب العراقيين في شبكة التلفزة الكندية :نحن نعرف أن الستخبارات الصهيونية قد نشطت في بغداد بعد انتهاء الحرب والسؤال الذي يتوجب طرحه هو إذا كان هناك محققون أجانب بين أولئك الذين أوصوا بإتباع هذه المعاملة السيئة جدا ً مع السرى. وأوضحت الصحيفة أن مصدر النباء التي تتحدث عن أن السرائيليين أيضا ً قد شاركوا فيها جاء من عدة معطيات وردت في تقرير الجنرال تاغوبا ،هذا التقرير يذكر بعض "مواطني دول العالم الثالث" أنهم هم أيضاً كانوا في السجون إلى جانب المريكيين ،هنالك واحد من المتهمين السبعة في القضية يسمى "جون يسرائيل" وهو ليس جنديا ً ولم يكن ضمن طاقم السجانين .جون هذا هو مقاول وقع على عقد مع شركة "تيتان" التي توفر الخدمات للجيش المريكي في العراق ،أحد أعضاء مجلس إدارة هذه الشركة هو رئيس السي.آي.إيه سابقا ً جيمس وولسي الذي يعتبر صديقاً قويا ً لسرائيل ،إل أن "تيتان" من ناحيتها ادعت في وسائل العلم إنها ل توظف "جون يسرائيل" مباشرة وإنما من خلل مقاول ثالث ،ومع ذلك رفضت ذكر اسم هذا المقاول الثالث.
ما تقدم ،ليس سوى صفحة واحدة من كتاب "أبو غريب" ،أما الراغبون بالمزيد ،ففضائح التعذيب تنشر تباعاً.
العراق ..سنة أولى احتلل!! العشرون من آذار مارس ،كان يوما أسقط القناع بالكامل عن المخططات المريكية للمنطقة لم تستطع الدارة المريكية وبعد مرور العام الول على غزو العراق، أن تقنع أحدا بالتبريرات التي تحاول تسويقها منذ ما قبل الغزو وحتى الن. لقد كتب الحديث عن هذا الموضوع ،حتى أصبح واضحا ،حيث أن الدارة المريكية التي بدأت بتبرير حربها بسبب أسلحة الدمار الشامل ،ثم غيرت ذلك بتبرير إسقاط النظم ،ثم إلى تمكين العراقيين من حريتهم وبناء الديمقراطية ،لم تستطع أن تخفي أهدافها الحقيقية لهذه الحرب، وهي أهداف استراتيجية تتعلق بالتحكم بالنفط كأولوية ،والتحكم بالقرار
السياسي لدول المنطقة ،بحيث تصبح هذه الدول ،تدور فعليا في فلك القرار المريكي ،الذي يريد التحكم في مصير العالم بشكل عام. العشرون من آذار/مارس ،كان يوما أسقط القناع بالكامل عن المخططات المريكية ،مع إبرازه لكافة التناقضات التي تتحكم بالمجتمع الدولي من خلل الرؤى المختلفة للسياسات ،إضافة إلى إيقاظه للضمير الشعبي العالمي ،الذي لم يكن يريد استعادة الذاكرة التي تحمل صور الكوارث لحروب مضت ،وهو ل يريد أيضا ،الوقوع تحت طائلة الخوف من مثله بوش أفضل تمثيل ،-خاصة في بداية اللفية الثالثة التي هتلر جديد – ّ وصلت بكل تقنياتها المذهلة ،وتقدمها العلمي الكبير ،المفترض أن يشكل أمل للعالم وليس العكس. المظاهرات الشعبية التي تجددت في هذه الذكرى ،كررت رفض المنطق المريكي في التعامل مع يتشدق المريكيون بأن هذا اليوم ،كان بداية لعملية –حرية العراق،- هذه الحرية التي أرادوها دمارا وخرابا وقتل ،وحيث أن أرض هذه الحرية كانت مسرحا لسلحة الدمار الشامل المريكية ،بحجة وجود أسلحة دمار شامل عراقية ،ثبت أنها لم تكن موجودة إل في أكاذيب الدارة المريكية. العراق ،ورغم المبالغة المريكية الهادفة أصل للذهاب إلى الغزو ،فان العراق ،كان هدفا سهل بكل المقاييس ،خاصة أمام التقدم الهائل للترسانة المريكية ،التي تمتلك أسلحة تراكمت منذ خمسة أجيال ،تصنيعا وتحديثا، استخدم الجيل الول منها في الحرب العالمية الولى ،ثم استخدم الثاني في الحرب العالمية الثانية ،أما الثالث فقد استخدم في حروب مختلفة، كانت تحدث بالوكالة إبان فترة الحرب الباردة ،فيما استخدم الجيل الرابع في يوغسلفيا ،ومن ثم الحرب على العراق التي سميت –عاصفة الصحراء ،-ثم استخدمت جميعا ،بما في ذلك الجيل الخامس في الحرب الخيرة التي بدأت في مثل هذا اليوم قبل عام. العراق الذي انتهى فريسة للحتلل المريكي ،كان بالساس منهكا من حربين سابقتين ،ومن آثار حصار مدمر ،أعاده عقودا إلى الوراء ،ثم جاءت هذه الحرب الخيرة ،والتي لم تكن تحمل أي بعد أخلقي حتى في خوض الحروب ،لتحيله إلى دمار ينعش شركات الحتكارات العالمية ،حيث ستهرع تحت غطاء المشاريع المتعددة لعمار العراق ،تستنزف وعلى مدى عشرات السنين القادمة ،ثرواته ومقدراته ،وتحيط مستقبل أبنائه بغموض كارثي ل حدود له. جاءت الحرب مسرعة ،وبالمقابل ،جاءت المقاومة بنفس السرعة، مبكرة في تصديها للحتلل ،متسلحة بحقها المشروع ،أمام غزو غير مبرر، جاء خارجا عن كل القوانين الدولية ،والعراف النسانية والحضارية ،حين رفضته الدول والشعوب معا ،لكن هذا الرفض ،لم يستطع أن يوقف ما حدث. وعلى الرغم من ذلك ،فان الحسابات المريكية ،لم تكن بالنضج الذي يفكر في مستقبل الحتلل ،خاصة ،وأن النفر العراقي الذي تمترس قبل الغزو في أروقة البنتاغون وأجهزة المخابرات التابعة له ،زين الحال لمريكا ،مقنعا إياها بأن جيشها سيستقبل بالورود والفرح ،وهو الجيش
الذي من الواضح أنه غرق في مستنقع ل قرار له ،حيث أن التوقعات التي تكن في الحسبان ،شكلت صدمة وإحباطا لهذا الجيش الذي صنف نفسه بأنه " القاهر" ،فيما إدارته تتخبط في سياستها ،وتستجدي الخرين لمشاركتها مهمة القتل من جهة ،وتحمل الخسائر ،والقتلى من جهة أخرى بسبب المقاومة. العراق ،ومستقبل الحتلل. مما لشك فيه ،ومن دون الدخول في تفاصيل العام بكامله ،فان النتائج السياسية ،لم تزل تلقي بفعلها على المشهد العراقي ،دون أن تجد مخرجا لطراف هذا المشهد ،خاصة أولئك المتورطون في ملئمة أوضاعهم مع ما يتناسب من وجود أمريكي مستقبلي ،يحقق لهم مطامع سلطوية واقتصادية ،وجغرافية ،حتى أصبح العراق أجزاء مفتتة ،وأصبحت ثروته مرهونة للخارج لعقود ستأتي. والخطط التي يتم رسمها لعراق المستقبل ،تصطدم بعقبات كبيرة، خاصة مع ازدياد العمليات العسكرية ضد الحتلل وعملئه ،وتطور هذه العمليات إلى حالة نوعية ،تؤكد قدرات مقاومة من الصعب التنبؤ بتحركاتها ،رغم كل ما تبذله الدارة المريكية وأجهزتها الستخبارية ،ورغم مشاركة مؤكدة لجهزة الستخبارات الصهيونية ،إضافة إلى الجهزة المحلية التي تعمل تحت إشراف أمريكي ،وليس أدل من ذلك ،وبمناسبة اقتراب الذكرى السنوية للغزو ،تصاعدت العمليات بشكل ملفت للنظر، في معظم مناطق العراق ،وليس المناطق التي اعتادت على مثل هذه العمليات فقط. التعتيم العلمي ،وقتل الصحفيين ،واستهداف مراكزهم ومكاتبهم ،لم يستطع أن يخفي حقيقة وضع الحتلل ،والحديث عن اتفاق لنقل السلطة، والذي سمي-اتفاق 15نوفمبر ،هو حديث لم يرق للغالبية العظمى من العراقيين ،بل سّرع في إثارة شكوك العراقيين بنوايا الحتلل ،فالتفاق الموقع بين مجلس الحكم النتقالي ،والحاكم العسكري المريكي "بريمر"، ل يمنح العراقيين الحرية في اختيار من يمثلهم عن طريق انتخابات مباشرة ،وإنما ينص على تسليم السلطة إلى جمعية وطنية مؤقتة ،يتم تشكيلها بحلول 31مايو ، 2004وتضم شخصيات تختارهم لجنة مكونة من 15عضوا 5 ،منهم يعنهم مجلس الحكم ،والبقية تختارهم جمعيات من المحافظات العراقية ،على أن تختار الجمعية المؤقتة "البرلمان" بدورها حكومة مؤقتة تستمر حتى إجراء انتخابات عامة في عام ،2005وهذا ما أثار الجدل والنتقاد واعتبر أنه اتفاق مظهره تسليم السلطة ،ولكنه في حقيقة المر ،يسلم السلطة لممثلين وعملء للحتلل يتم اختيارهم وتعيينهم على طريقته ،وهو ما يعني في النهاية بقاء الوضع على حاله، واستمرار الحتلل والتصرف بكل الثروات والمقدرات العراقية وعلى رأسها النفط ،وهذا ما ليس خافيا ً للمتابعين ما يدور في أروقة البيت البيض المريكي ،حيث يؤكد العديد من المسئولين هناك أن الحتلل باق إلى سنوات قادمة وغير محددة ،وأن العملية يمكن أن تتغير فقط بإعادة إنتشار الجيوش ووضعها في سبعة قواعد تم تحديدها على الجغرافيا العراقية ،أما الدعاء المريكي بضرورة تسليم السلطة للعراقيين ،فإنه يخفي هدفا ً واضحا ً يرتبط بانتخابات الرئاسة المريكية القادمة ،التي من
المقرر أن تجري في الثاني من نوفمبر القادم ،حيث أن إعلن بوش وبشكل رسمي على العلن ،إنهاء الحتلل ،يزيد من حظوظه في نيل أصوات الناخبين كام يرى منظموا الحملة النتخابية له والمشرفون عليها، مع رؤية أخرى تقول ،أن أحد أهم السباب القوية الداعية لتسليم السلطة للعراقيين في الموعد المحدد ،هو تصاعد المقاومة ضد الحتلل ،ولتجنب المزيد من الخسائر البشرية ،تلك الخسائر التي ساهمت في تدني شعبية بوش إضافة إلى انكشاف خديعة المبررات الخرى ومنها: أسلحة الدمار الشامل حين همس رئيس أحد أجهزة المخابرات المريكية ،للصحافي "نيكولس كريستوف" والذي نشر هذا الهمس في صحيفة نيويورك تايمز، من أن "وزير الدفاع المريكي دونالد رامسفيلد ،تحول إلى غوريل متوحشة تخيف المؤسسات المؤهلة لجمع المعلومات وتدقيقها سياسيا وعسكريا ،وان تفاقم نفوذ مكتب الوزير "رامسفيلد" زاد عن اللزم حتى أصبح خطرا على عملية صنع القرار المريكي" ،كان يعرف أن ما يدور بالخفاء ،يحتمل الشبهة ،خاصة ،وأن وزير الدفاع نفسه ،قام بتشكيل جهاز مخابرات خاص ملحق بمكتبه مباشرة ،يكون جزءا من سكرتاريته ،يقدم له مباشرة كل ما يريد ،وفي نفس الوقت ،أصدر وزير الدفاع المريكي أمرا إلى جهاز مخابرات المن القومي ،وهو جهاز تابع لوزارة الدفاع ،بأن يرسل تقاريره المتعلقة بالعراق إلى مكتبه ،ول يوزع منها شيئا ،إل وفق توجيهات يصدرها له. كانت الدلئل جميعها تشير إلى أن العراق ،ل يملك أسلحة دمار شامل ،لكن الواضح ،أن قرار شن الحرب ،كان قد اتخذ على أعلى المستويات ،والمطلوب آنذاك ،البحث عن عملية إخراج تبريرية تتلئم مع المخططات المريكية من جهة ،ومن جهة أخرى ،تكون قادرة على إقناع دول أخرى بالنضمام لهذه الحرب ،لكن المور ،ومع صدور القرار 1441 القاضي بعودة المفتشين الدوليين إلى العراق ،لم تجري كما الرياح المريكية ،ولذلك ،وبعد يومين من صدور هذا القرار ،صدر إعلن الرئيس المريكي جورج بوش ،وبالتحديد يوم 15نوفمبر/تشرين الثاني ،2002الذي جاء في نصه: "إن الوليات المتحدة ،لن تنتظر حتى يوافق مجلس المن على تفويضها بالعمل العسكري ضد العراق ،لن الخطر الذي تمثله أسلحة هو خطر داهم ،ومهمة التفتيش ل ينبغي لها أن تتسبب في تعطيل إجراء تراه الوليات المتحدة واقيا من هجوم مفاجئ ،لنها تعلمت الدرس من "بيرل هاربر" ،ول تزال تتذكره". توجه المفتشون الدوليون إلى العراق يوم 27نوفمبر /تشرين الثاني ،2002وسط تصعيد أمريكي واضح ،ويروي كبير المفتشين الدوليين"هانز بليكس" أنه طلب من المين العام للمم المتحدة،أن يبذل نفوذه لدى الدارة حتى توقف الغارات على مناطق الحظر الجوي في العراق أثناء عمل فرق التفتيش هناك ،وحجته "الحرص على سلمة المفتشين بالدرجة الولى ،إذ كان مطلوبا منهم أن يدخلوا فجأة دون إخطار ،إلى أي موقع على طول العراق وعرضه ،في أي وقت من الليل والنهار" ،ومع أن كوفي عنان وعده ،فإن بليكس رأى أن يتوجه بنفسه إلى واشنطن ،بعد أن تلقى
دعوة مقابلة مستشارة المن القومي للرئيس كوندوليزا رايس ،وفي البيت البيض وجد بليكس أن الجواء محمومة ونافذة الصبر ،وحاول التهدئة بكل جدية ولم ينجح ،بل إنهم أبلغوه بان كثافة الغارات سوف تزيد، وتلك خدمة لمهام التفتيش تساعد في الضغط على النظام في بغداد ،وأما فيما يتعلق بسلمة المفتشين ،فقد تلقى بليكس تأكيدا ً بأنه سوف يكون هناك تنسيق من مستوى خاص بين فريقه وبين القيادة المتقدمة في الكويت ،بحيث يمكن المحافظة على سلمة المفتشين في أي كان يتوجهون إليه ،وفي أي وقت!. وانتهز بليكس الفرصة )حسب روايته( فطلب من مستشارة المن القومي مساعدة الوليات المتحدة لفريقه بما تستطيع تزويدهم به من معلومات) ،وكرر الطلب مع كولن باول( وزير الخارجية ،وطبقا لبليكس فانه تلقى وعدا أكيدا بأن الوليات المتحدة المريكية سوف تضع تحت تصرفه معلومات كافية تقود الفريق الدولي إلى مخابئ أسلحة الدمار الشامل ،وقالت كونداليزا رايس لبليكس بكل صراحة" :لك أن تثق أن لديهم أسلحة دمار شامل ،وأنهم تمكنوا من تحويل ما لديهم من مواد كيماوية وبيولوجية إلى أسلحة جاهزة ،بل إننا نعرف ونملك الدليل على أن لديهم برنامجا ً لتطوير سلح نووي ،ثم قامت مستشاؤة المن القومي بتسليم كبير المفتشين تقريرا سريا وضعته إدارة مخابرات وزارة الدفاع عنوانه "المنشآت الهامة لمواقع السلحة العراقية" ،وفي نهاية لقاءها مع هانز بليكس طرحت كوندوليزا رايس أهمية أن يقوم فريقه )على نحو عاجل( بحصر العلماء العراقيين واستجوابهم خارج العراق ،مع استعداد الوليات المتحدة لقبولهم وعائلتهم في الوليات المتحدة ،ومنحهم الجنسية المريكية ،إذا هم اعترفوا بما لديهم من أسرار ،وكان بليكس مستعدا ً للتجاوب وان رأى القتراح مستفزا للنظام العراقي في اللحظة الراهنة ،وفضل أن يرجئ طرحه علنا إلى مرحلة لحقة حتى ل تعقد المور مبكرا جداً. يوم 12ديسمبر كانون الول 2002وانصياعا لطلب أمريكي أضيف إلى قرار مجلس المن 1441سارع العراق بتقديم تقرير تفصيلي عن كل ما كان لديه من أسلحة الدمار الشامل ،وكان التقرير من أحد عشر ألف صفحة بينها مئات من صور الوثائق والمستندات وفيها قوائم وحسابات وفواتير الشركات الدولية التي باعت للعراق ما حصل عليه من المواد والمعدات. الغارة المريكية على التقرير ما لم تتناقله وسائل العلم في حينها ،وإنما جاء من خلل معلومات نشرت لحقا ،أن الوفد العراقي الدائم لدى مجلس المن ،حمل ثلث نسخ من التقرير الضخم إلى مبنى المم المتحدة ،وجرى تسليمها إلى رئيس مجلس المن لذلك الشهر ،لكنه لم تكد تنقضي دقائق حتى جرى اقتحام مكتب رئيس مجلس المن بواسطة مجموعة من وكالة الستخبارات المركزية المريكية ،يصحبها ضابط اتصال من وزارة الخارجية المريكية، مطالبا بإصرار أن تسلم إليهم النسخ الثلث التي قدمها الوفد العراقي من تقرير السلحة الذي ورد الن من بغداد ،وحاول رئيس مجلس المن أن يناقش ،لكنه أبلغ بأن الموضوع ل يحتمل حل وسطا ،وأن عليه أن تسليم
النسخ الثلث ،وهذا ما حدث فقد خرجت مجموعة الغارة على مجلس المن من مبنى المم المتحدة ،ومعها النسخ الثلث من تقرير بغداد. وحين اتصل سفراء الدول بمكتب المندوب المريكي الدائم السفير "نجروبونتي" كان رده أن ما وقع كان إجراء مؤقتا ً وضروريا للمراجعة ،وما هي إل ساعات قليلة حتى تصل إليهم نسخ من التقرير كافية لكل أعضاء مجلس المن وهم خمس عشر ،لن العراقيين لم يقدموا غير ثلث ،على أن الوفود تلقت صباح اليوم التالي نسخا من التقرير ملعوبا فيها ،فقد خضعت لمراقبة حذفت أجزاء كبيرة منها ،ولكن الملحقين العسكريين لهذه الوفود في واشنطن ما لبثوا أن اخطروا سفراء بلدهم لدى مجلس المن بأن القصد الحقيقي من التلعب بالتقرير العراقي كان إخفاء دور الشركات المريكية )وأهمها خمس وعشرون شركة عملقة( باعت للعراق ما ساعده على بناء إمكانياته العسكرية ،وضمنها أسلحة الدمار الشامل، )أيام الحرب مع إيران( ،والغريب أن عددا ً من مجالس إدارات هذه الشركات ضم رجال من صناع السياسات الراهنة )أمثال تشيني ودونالد رامسفيلد ،وجيمس بيكر ،وريتشارد بيرل ،وعشرات من أعضاء مجلس سياسات الدفاع وغيرهم(.كانت الدارة المريكية تهيأ المسرح للغزو، تسوق السباب والمبررات ،ترفض سماع العتراضات ،وكان الطاقم الذي يمثل البيت البيض ،يندفع بكل تفاصيله نحو تحقيق الهدف الكبير ،حيث الوسيلة الكثر فاعلية ،أل وهي –الجيوش..- الحشد العسكري والغزو لم تكن الوليات المتحدة المريكية ،تحتاج إلى جهد كبير لعداد وحشد الجيوش ،فقد كانت الجيوش أصل تحيط بالعراق من كل جانب تقريبا، فالقواعد المريكية موجودة في المنطقة ،ومحطات التسهيلت مفتوحة دون قيد في المياه القليمية ،البحر البيض والبحر الحمر ،وكان العراق وباستثناء الحدود مع إيران وسوريا ،هدفا ً لدخول القوات من الطراف الخرى ،ومع ذلك ،فإن قيادة الركان المشتركة المريكية تلقت أمرا يوم 21ديسمبر/كانون الول ،بتوقيع الرئيس المريكي ،يطلب فيه تمركز خمسين ألف جندي أمريك في منطقة الخليج ،ثم لحقا جاء قرار وزير الدفاع المريكي رامسفيلد يوم 2يناير كانون الثاني ،الذي ينص ببدء تحريك مجموعات من القوات ) 35ألف جندي( إلى مناطق الحشد في الكويت ،وقد تزامن ذلك مع استدعاء الحكومة البريطانية رسميا استدعاء 1500جندي من الحتياط للخدمة ،وتحريك مجموعة عمل عسكرية تقودها حاملة الطائرات )ارك رويال( تصحبها المجموعة التابعة لها ،والمكونة من سبعة عشر قطعة بحرية ،وأن تتوجه القوة إلى منطقة الخليج وهي تجمع ثلثة آلف من جنود البحرية. ظلت الحشود في تتابع ،بحيث أنه لم يبق هناك أي مجال للتشكيك في أن الوليات المتحدة ذاهبة للحرب ،خاصة بعد خطاب حالة التحاد )29 يناير كانون الثاني( الذي ألقاه الرئيس بوش ،والذي كان واضحتا من خلله ،أنه بمثابة "ضوء برتقالي" إلى القوات المسلحة المريكية ،سوف يتغير إلى الحمر ،أي إلى حالة التنفيذ في أي لحظة ،متذرعا في حينها بأنه تلقى تقريرا ً بريطانيا يبين أن أسلحة الدمار الشامل العراقية على اختلف
أنواعها جاهزة للتشغيل في غضون 45دقيقة بأمر يصدر من الرئيس العراقي. وهكذا استقر أمر الحرب ،برغم أن تقرير هانز بليكس والبرادعي اللذان قدما لمجلس المن ،كانا في حينها يشككان في وجود مثل هذه السلحة. وإذا كان الحشد اقتصر في بادئ المر على القوات المريكية والبريطانية ،فإن قوات أخرى )استرالية واسبانية وإيطالية( التحقت لحقا وإن كان عددها قليل ،إل أنها كانت بمثابة الحجة لمريكا أن هنالك تحالفا دوليا يشاركها هواجسها ،ويخوض معها الحرب ضد العراق. يوم 20مارس آذار ،2003بدأ الغزو الفعلي للعراق ،بغارات ألقت بآلف الطنان من المتفجرات على المدن العراقية ،حيث نالت بغداد بالطبع الحصة الكبر منها ،إضافة إلى استخدام الصواريخ المتطورة التي كانت تطلق من حاملت الطائرات المتمركزة في المتوسط والحمر ،مع تقدم القوات من الكويت ،بعد الرفض التركي لدخولها ،وإن كان التراك قد ساهموا في تسهيل المهام اللوجستية لهذه القوات. وبغض النظر عن التحليلت التي أفردتها الفضائيات عبر جنرالت استعرضوا خرائط وخطط وما إلى ذلك ،وبغض النظر عن رأي هؤلء أثناء تقدم القوات الغازية ،فإن المر لم يطل ،وسقطت بغداد ،وسط ذهول العالم ،ولم يستغرق المر سوى 20يوما ً على الكثر ،سقطت بغداد في 9 ابريل نيسان ،2003ودخلت القوات المريكية ليبدأ فصل جديد في تاريخ المنطقة التي لعلها لم تصحو الن من صدمتها جراء ما حدث.. ماذا بعد؟! ل يصعب التكهن بمصير الحتلل ،فعلى مر التاريخ ،خاصة التاريخ العراقي ،رحل المحتلون وبقي العراق ،لكن التاريخ المنصف ،سيروي ذات يوم ،خبايا هذا الغزو ومبرراته ،وسيتحدث عن نتائجه وتداعياته ،وسيكشف أن القوة ليست مقياسا يمكن أن يقف في وجه الحق إلى البد ،وربما ما حدث لحقا من تداعيات لهذا الغزو ،يؤكد ذلك. تداعيات الغزو ،بدأت بالنيل من التحالف الذي شارك فيه ،والحالة السبانية الجديدة بغض النظر عن القشة التي قصمت ظهر البعير!! .مثال يشي بهذه التداعيات والمأزق الذي يواجهه ما يسمى " التحالف" ،يشي أيضا باستمرار هذه التداعيات وتأثيراتها ،والموقف البولندي الذي اكتشف انه خدع بالنجرار إلى الحرب كما قال الرئيس البولندي ،وكذلك الموقف الكوري الجنوبي الذي رفض المشاركة بمهام أمنية في مدينة كركوك العراقية بعد طلب أمريكي ،والرفض الشعبي المتعاظم للسياسة المريكية تجاه شعوب العالم ،والتي ولّدت كرها ً للوليات المتحدة، وأفرزت حالة من الغضب تجاه الدارة المريكية الحالية ،حتى داخل أمريكا ،هذا الرفض مرشح للتطور ،ولتخاذ أشكال أكثر تقدما وايجابية، خاصة في أوروبا ،وربما سيكون البداية لفرط التحالف الذي ذهب مع أمريكيا للحرب ،حيث أن كل ذلك ،سيلقي بتأثيراته على الواقع المريكي المرشح للتغيير ،وهذا ما كان واضحا في مجلس النواب المريكي ،الذي وجد بداخله من يعرب عن شكه في أن يكون التدخل العسكري مبررا،
حين قال أحد النواب "إن الحقيقة هي أن العراق لم يكن تهديدا وشيكا لمريكا". المشروع المبراطوري المريكي من الطهورية التبشيرية إلى إستراتيجية الصدمة والترويع الحديث عن الحلم المبراطوري المريكي ليس وليد اللحظة ،وإنما هو قائم منذ قيام الدولة المريكية ،وفي هذا الصدد ،يقول الباحث الستراتيجي "نبيل النايلي": إن سياسات الدارة المريكية الجديدة برئاسة بوش البن و من يحيط به من المحافظين الـجدد و المسيحيين الصهاينة ليست سياسات طارئة أو منفصلة عن الخط العام الذي يسبغ السياسات المريكية رغم السراف في مشروعها المبراطوري و تجاوزها للعراف و تسفيهها للمؤسسات الدولية ،إذ ل ينبغي أن يغيب عن الذهن جذور البعد الستراتيجي كخط ثابت ل يتغير منه سوى السلوب و الوسائل المتبعة لبلوغ الهداف المرتقبة ،فهذا التوجه المبراطوري ليس وليد تصور سياسي أو خيار إستراتيجي مرهون بحدث تاريخي مفصلي أو برئيس أو إدارة أمريكية دون أخرى -جمهورية كانت أو ديمقراطية -بل ان هذا النهج كان و ل يزال خطا إستراتيجيا ثابتا رغم ما عرفه من تعثر في بعض مراحله التاريخية لظروف موضوعية طارئة سرعان ما تأقلم معها ،ليواصل دعاة المبراطورية و بناتها مشروعهم من جديد. من الطلسي إلى الباسيفيكي نشأت الوليات المتحدة المريكية و نمت "بطبائع الجغرافيا و التاريخ و ما يحد ّ من تقدمه و الثقافة كيانا متحركا ل يطيق التوقف عند فاصل ّ ما أو تمهيدا انتشاره و توسعه لن التوقف ل يكون إل ّ استسلما لحصار ّ لتراجع" ،حتى أنها و منذ نشأتها الولى وعت ضرورة "ملء المساحة من خط الماء الطلسي إلى خط الماء الباسيفيكي و قبلت بضريبة الحرب الهلية من أجل بــناء دولة موحدة وقوية" ،وما إن انتهت من حربها الهلية حتى بدأت تتطلّع إلى كل من آسيا وأوروبا تغذي طموحها ادعاءات "المهمة المقدسة" و "التكليف المقدس" و "القدر المحتوم" و يحدوها أمل السيطرة على موارد الثروة وبسط نفوذها على كل ما اعتبرته "فراغا" بحق الكتشاف و الغزو ،فكان أن اتجهت نحو آسيا عبر المحيط الهادي بحكم انه الفق المتاح ساعتها ،أما أوروبا فلم تكن بعد قد أُعدت لها العدة خصوصا أنها لم تكن مصنفة داخل الفراغ الواجب ولوجه. إن المطّلع على خطاب السيناتور ألبرت بيفردج Albert Beveridgeبعنوان " :زحف العلم" The March of the Flagالذي ألقاه خلل مناقشات الكونغرس سنة ،1898سيعي أن الحلم المبراطوري ليس وليد مرحلة ما بعد الحرب الباردة كما يصوره لنا بعض البحاثة ،وإنما رافق ميلد الوليات المتحدة المريكية التي رأت في نفسها وريثا شرعيا لمبراطوريات بدأت تتآكل و تأفل نجومها ،يقول ألبرت بيفردج" :عليكم أن تتذكروا اليوم ما فعله آباؤنا ،علينا
أن ننصب خيمة الحرية أبعد في الغرب ،وأبعد في الجنوب ،إن المسألة ليست مسألة أميركا ،ولكنها مسألة زمن يدعونا إلى الزحف تحت العلم، حتى ننشر الحرية ونحمل البركة إلى الجميع ،علينا أن نقول لعداء التوسع الميركي ،إن الحرية تليق فقط بالشعوب التي تستطيع حكم نفسها ،وأما الشعوب التي ل تستطيع ،فإن واجبنا المقدس أمام الله يدعونا لقيادتها إلى النموذج الميركي في الحياة ،لنه نموذج الحق مع الشرف ،فنحن ل نستطيع أن نتهرب من مسؤولية وضعتها علينا العناية اللهية لنقاذ الحرية والحضارة ،ولذلك فإن العلم الميركي يجب أن يكون رمزا لكل الجنس البشري. الخيار الواجب إتباعه ساد هذا الخيار الستراتيجي داخل المداولت حتى أن المجلس اعتبر أن "المبراطورية" هي الخيار الواجب إتباعه و ذلك ما ساهم في التشريع لسحق كل من حاول الوقوف في وجه غطرسة الوليات المتحدة أو تجّرأ على مقاومة مشروعها التوسعي ،و مما يذكره ستانلي كارنوف Stanley Karnovفي كتابه "المبراطورية الميركية" نقل عن تقرير لحد أعضاء الكونغرس بعد زيارته الفلبين ما يلي: " إن القوات الميركية اكتسحت كل أرض ظهرت عليها حركة مقاومة، ولم تترك هناك فلبينيا واحدا إل قتلته ،وكذلك لم يعد في هذا البلد رافضون للوجود الميركي لنه لم يتبق منهم أحد" !!! و يضيف نقل عن صحفي رافق ذلك العضو ما نصه " :إن الجنود الميركيين قتلوا كل رجل وكل امرأة وكل طفل وكل سجين أو أسير وكل مشتبه فيه ابتداءً من سن العاشرة ،واعتقادهم أن الفلبيني ليس أفضل كثيرا من كلبه وخصوصا أن الوامر الصادرة إليهم من قائدهم الجنرال "فرانكلين" كانت ":ل أريد أسرى ول أريد سجلت مكتوبة!!!". ظل المشروع المبراطوري الناشئ يقضم شيئا فشيئا ما تبقى من المبراطوريات الهرمة -أسـبانيا والبرتغال -يطردها من مواقعها ليحل محلها بعد أن أضحى وجود المبراطوريتين "تطــفّل استعماريا و همجية" على حد تعبير تيودور روزفلت Theodore Rooseveltو هو الذي كان يعتبر اكتشافهما لمريكا "بعثة حضارية" ،كما ظل المشروع المبراطوري يتحين الفرصة السانحة ليرث المبراطوريات الوروبية )فرنسا وبريطانيا( المنهكتين بفعل الحربين الوربيتين الولى والثانية ،و حين توفرت الظروف الملئمة لم تتوان الوليات المتحدة عن استلم التركة و ملء ما سمي بالفراغ الستراتيجي Strategic Vacuum ،فبعد النتصار الكاسح على ألمانيا النازية و الدمار الذي حل بأوروبا ،شرعت الوليات المتحدة في "رشوة" حلفاءها تحت غطاء "المساعدات" لعادة إعمارها من خلل مشروع مارشال الشهير the Marshall Planو بذلك ضمنت تبعية أوروبا و ولءها ومصدر ابتزاز ل تزال تمارسه حتى يومنا هذا. إن من يراجع الوثائق الميركية يلحظ أن الوليات المتحدة المريكية وضعت المنطقة العربية في صلب المناطق الكثر حيوية و أهمية لمصالحها الستراتيجية و تعود هذه الهمية الخاصة للمعطيات التالية: •وجود أكبر احتياطي عالمي للنفط.
•وجود قاعدة متقدمة و حليف استراتيجي متمثل في الكيان الصهيوني المزروع في قلب الجغرافية العربية. •استئثار المنطقة بموقع استراتيجي مميز حيث ملتقى ثلث قارات آسيا و أفريقيا و أوروبا -وحيث تمر خطوط التجارة الدوليةالرئيسية كما تتحكم المنطقة في أهم المضايق و الخلجان :جبل طارق ،مضيق هرمز قناة السويس ،خليج العقبة و باب المندب. لهذه العتبارات و غيرها ،اعتبرت المنطقة مصلحة حيوية للوليات المتحدة المريكية وجب ضمان السيطرة عليها و إن اضطرت لستعمال القوة ،فهذا تيودور روزفلت يكتب توجيهه الرئاسي لمدير العمليات القتصادية في الشرق الوسط جيمس لنديس James Landisفيقول : ما "إن الشرق الوسط منطقة تمثل للوليات المتحدة مصالح حيوية" ،م ّ يوحي أن الوليات المتحدة عقدت العزم على ضمان موطئ قدم بالمنطقة أول و الستفراد بثرواتها ثانيا. التكيف مع المراحل خلل كل هذه المراحل التاريخية كان صناع القرار المريكي وواضعو استراتيجياتها يتكيفون مع المراحل و يستغلون الظروف الموضوعية من أجل خدمة المشروع المبراطوري ،الحلم الذي لم يتراجعوا عنه مطلقا و إن توقفوا في مرحلة ما كفترة "العزلة" فذلك لتحين الفرص السانحة للمضي بثبات أكثر ،و هكذا تطورت الستراتيجية المريكية من سياسة العزلة إلى خيار المشاركة في صياغة النظام الدولي بتأثير نظرية ملء الفراغ ،أما في مواجهة التحاد السوفييتي فقد عمدت الوليات المتحدة إلى إستراتيجية الحلف و ذلك رغبة منها في حصر نفوذ هذه المبراطورية لتنتقل بعدها إلى ما سمي بإستراتيجية الردع و الحتواء Deterrence and ، Containmentفقد ساد طوال فترة الحرب الباردة نظام ذو قطبين: معسكر شرقي في مواجهة معسكر غربي رغم محاولة الراحل عبد الناصر وتيتو و نهرو الخروج عن هذه الثنائية بإنشاء منظمة دول عدم النحياز. النظام العالمي الجديد أوالـ PAXA AMERICANA " نحن نشكل النقطة المركزية و يجب أن نحافظ على هذا الموقع ...على الوليات المتحدة أن تقود العالم حاملة مشعل الحق و القوة أخلقيا و سياسيا و عسكريا ،كي تكون النموذج لجميع الشعوب" !!! السيناتور جيسي هلمز Jesse Helms بعد انهيار وتفكّك التحاد السوفيتي وسقوط المعسكر الشتراكي و إثر حرب الخليج الولى انتهى النظام العالمي "القديم" متعدّد القطاب ليح ّ ل محلّه نظام أصطلح على تسميته بالنّظام العالمي الجديد New World ن Orderو ساد رأي بالدارة المريكية وخاصة لدى صنّاع القرار مفاده أ ّ الوليات المتّحدة "حققت قيادتها المطلقة للعالم لنّها استطاعت أن تمسك باللّحظة التاريخية الفريدة التي توفّرت لها" و عليها منذ الن ،أن تستعمل ك ّ ل إمكاناتها المادّية و المعنوية للحفاظ على هذا المكسب ،وأن سس له للستئثار بريادة العالم وزعامته وإعادة صياغته وتشكيله من تؤ ّ جديد وفق المصالح القومية المريكية ،كيف ل وهي التي تتمتع بتفوق لم تصل إليه أعظم المبراطوريات منذ فجر التاريخ " :فهي تمارس سيطرة
ل نظير لها على كل أنحاء العالم ،و تنتشر قواتها حوله من سهول أوروبا الشمالية إلى خطوط المواجهة في شرق آسيا" و على امتداد وطننا العربي "كما تسيطر على النظام المالي العالمي وتوفر أكبر مجمع لرأس المال الستثماري و أوسع سوق للصادرات الجنبية" ،بحيث إذا هبطت السهم في وول ستريت Wall Streetتداعى لها القتصاد العالمي بأسره، فكان أن سيطرت على صانعي الستراتيجية المريكية فكرة الفرصة التاريخية السانحة ،فصدرت في تلك الفترة كتب ودراسات تؤسس لهذه الغاية وتعمل من أجل هذا الهدف ،حتى أن الرئيس المريكي السبق ريتشارد نيكسون نفسه أصدر كتابين أحدهما بعنوان )انتهزوا الفرصة( ((Seize The Momentو الثاني ) 1999نصر بل حرب( )Victory Without (War 1999شدّد فيهما على نفس الفكار المشار إليها وحذر في الكتاب الثاني من السلم الذي سماه "المارد الخضر" في إشارة إلى "المارد الحمر" الشيوعي المتمثل بالتحاد السوفيتي المنهار. وإذا كانت إدارة بوش الب الجمهورية هي التي أدارت بنجاح معركة سقوط الشيوعية وانهيار التّحاد السوفييتي فإن إدارة كلينتون Clinton الديمقراطية اتهمت بالعجز عن استغلل فرصـة هذا السقوط والتهاون في ضرورات التفوّق المريكي وتكريسه .حيث وُضعت إستراتيجية التفوق إلى جانب وقتيا ،و ذلك لن إدارته أولت اهتمامها لمتابعة المصالح الوطنية عبر المؤسسات المتعددة الجنسيات )الخاضعة أساسا لسيطرة الوليات المتحدة( ولتنفيذ إستراتيجية ليبرالية على المستوى الدولي تمحورت حول "مبدأ الشمولية" الذي حقق نجاحات مهمة رغم المشاكل الخلقية التي عصفت بفترة وليته ،فقد كان كلينتون يرى أنه من المنطقي تقديم القتصادي على الستراتيجي مرحليا لعتبارات منها :أن المواجهة الثنائية القطب كانت تبرر سياسة الستنفار العسكري و سباق التسلح الذي أنهك المارد السوفييتي ،أما وقد أفل المارد الحمر فقد آن الوان لفتح الطريق أمام قلب الولويات ،وكان على الدولة أن تغير من أشكال تدخلها لتواكب انفتاح الصين وتستفيد منه ،ومن التطور اللمع في القتصاديات الناهضة في شرق آسيا ومن عمليات التحول الجارية في أوروبا الوسطى والشرقية .باختصار ،كان على دولة المن القومي أن تخلي الساحة "للدولة الشاملة" . العودة لستراتيجية التفوق تعرض كلينتون لحملت واسعة من الشجب و التعريض اشترك فيها البنتاغون و المركّب الصناعي العسكري و اليمين المتطرف حتى أن كونداليسا رايس Condoleezza Riceمستشارة المن الحالية قالت عنه أنه" :قد حول قوات الجيش الميركي إلى عمال اجتماعيين وانحدر بهم إلى حال عجز شبيهة بحال عام . "!1940 لهذا كانت أولى أولويات الدارة الجديدة هي العودة لستراتيجية التفوق التي تهتدي بتعاليم التقارير السرية كالتقرير المسمى " :ترشيد السياسة الدفاعية" Defense Policy Guidanceالذي أعده وولفيتز PAUL WOLFOWITZو بعض مساعديه و الذي يوصي بـ"منع أي قوة عدوة من السيطرة على مناطق ذات موارد قد تساعدها في احتلل موقع قوة كبرى" بل و يذهب حد المر بـ"إحباط أي محاولة من الدول الصناعية
المتطورة لتحدي زعامة الوليات المتحدة أو لقلب المعادلة السياسية و القتصادية القائمة" ،فكان أن أعيدت برامج التسليح و تم استئناف خطط الدّفاع الستراتيجي كما كانت قد تصوّرتها كل من إدارتي ريغان مى بـ» REAGANو بـوش الب BUSH وأولها مواصلة برنامج ما يس ّ ّ صواريخ ) حرب النجوم « Star Warو خطوة إنجاز المنظومة المضادّة لل ّ ، AMD)Anti Missile Defenseإذ أن زمن سياسة الّردع النّووي المتبادل قد أزف بانتهاء الحرب الباردة ،فالظّروف اختلفت لن القوى النّووية تعدّدت وذلك يفرض على الوليات المتّحدة البحث عن إستراتيجية جديدة ل تردع طرفا أو طرفين فحسب و إنما تواجه ك ّ ل الطراف بما فيها سع نادي مالكي القوة أطراف هي اليوم في عداد الصدقاء ،خاصة مع تو ّ النوويّة ليشمل دول "مارقة" حسب توصيف الدارة المريكية بل إن بعضها تعتبره عضوا في ما اصطلحت على تسميته ب"محور الشر" "Axis . "of Evil لقد انتهى النظام الدولي الذي قام منذ 1945مع نهاية الحرب العالمية الثانية برعاية المم المتحدة وخلفا للوضع الذي ساد العالم طوال عقد من الزمن قبل سقوط جدار برلين ) (1989وانهيار التحاد السوفيتي )(1991 باتت واشنطن تحتل موقع "القائد الشمولي" .وتتصرف وفق هذا المنطق. و إذا كانت إدارة كلينتون قد مارست هذا باحتشام فإن الصقورأصحاب النفوذ الكاسح داخل إدارة الرئيس بوش الحالية أضحوا يعلنون دون مواراة الصفة المبراطورية للوليات المتحدة بعدما كانت هذه الصفة تعتبر اتهاما يدخل في سياق "العداء البدائي للمريكيين"Primitive anti . Americanism السس والثوابت قبل أن نسهب في تحليلنا لمجمل هذه التحولت الكبرى داخل الستراتيجية المريكية نرى أنه من الضروري الوقوف على جملة من السس و الثوابت التي لم يحد عنها واضعو الستراتيجيات الكبرى للمبراطورية المريكية . أسس الستراتيجية المريكية: خصها في النّقاط بنيت هذه الستراتيجية على أسس ومنظومة ثوابت نل ّ التالية: -1المحورية المريكية American Centrism :بمعنى أن مصلحة أمريكا أوّل و أخيرا فوق كل اعتبار سواء في انسجام أو في تناقض مع مصالح حلفائها وإن اقتضى المر التضحية بالحليف أو الخروج عن الجماع الدولي كما حصل دائما مع المسألة الفلسطينية أو مع العدوان على العراق على سبيل المثال ل الحصر . سيطرة - 2الهيمنة المطلقة Absolute Hygemony :و ذلك بفرض ال ّ المريكية على كل نقطة استراتيجية في العالم و في أي وقت تريده و سر إصرار الوليات المتّحدة تحت أي ظرف تعتبره مناسبا .و هو ما يف ّ المريكية على إنشاء قواعد عسكرية ثابتة أو متنقّلة و نشر أساطيلها في م البحار والمحيطات و استغللها لك ّ ل الفرص المتاحة من أجل زرع أه ّ
خل الّسريع كما كان الحال في الخليج أو في فرق و كتائب عسكريّة للتد ّ كوسوفو أو أفغانستان أو في المغرب و الجزائر أخيرا. -3ضمان إستمرارية الهيمنة :و ذلك باستخدام ك ّ ل الوسائل العسكرية و القتصادية والدبلوماسية والقانونية و المنية و المخابرتية حتى البتزاز سياسي ،خصوصا أن ك ّ ل الظروف الموضوعيّة باتت متوفّرة الن في ال ّ ظ ّ ل غياب منافس ممثّل في دولة أو في حلف قادر على منازعة المبراطوريّة الجديدة سيطرتها على العالم .إذ أن ك ّ ل دولة عظمى تنظر إلى العالم كمجال حيوي لستراتيجياتها وبالتّالي صار لزاما عليها وضع اليد على كل منطقة مركزية و محورية من أوروبّا إلى أفريقيا فالخليج العربي إلى آسيا الوسطى كما هو الحال الن. ن سر الهاجس المستمّر بأ ّ -4الحق مع القوة Might is Right :وهو ما يف ّ مة المثال أو ما وخطر محدّق يستهدف ويتربّص بهذه ال ّ هناك عـــدوّ ّ المتميّزة .و إذا لم يتوفّر هذا العدوّ وجب اختلقه!!! يقول جون كريستوف ريفان Jean Christophe Rufinفي كتابه "المبراطورية والبرابرة الجدد" " L'Empire et les nouveaux barbaresإن الخطر أصبح متعددا وغير متوقع ومتغير ،فقط وجهته تسمح لنا بتحديده" ،فكان التّركيز على الخطر الحمر ال ّ شيوعي فالخطر الخضر السلمي إلى ما يصطلح عليه اليوم ببؤر التوتّر متمثّلة في دول تعتبرها الوليات المتحدة دول مارقةRogue- - Statesأو في تعبيرة أق ّ ل حدّة :دول تعيش توتّرا- States of concern - ّ إلى الرهاب هذا المصطلح الذي يصر منظروا المبراطورية على أن يظ ّ ل هلميا ضبابيا وبمعايير تتغيّر بتغيّر المصالح المريكية و في أحيان كثيرة صهيوني. بمعيار الكيل بمكيالين كما هو الحال مع الكيان ال ّ صراع الجغرافية الجديدة لل ّ في هذا الطار كتب المفكّر المريكي مايكل كلر Michael Klareفي مقال عنونه بـ» :الجغرافية الجديدة للصراع« New Geography of - Conflictsبــشؤون خارجية ، Foreign Affairsفي إشارة صغيرة للعسكرية المريكية أكّدت على ضرورة بسط النّفوذ على آسيا الوسطى و ما . هذا الخيار بذاته يمثل تحوّل إستراتيجيا ها ّ هذه المنطقة التي تمتد من جبال الورال حتى حدود الصين الغربية مو مية نظرا لموقعها الجيوستراتيجي المه ّ أصبحت الن على غاية من اله ّ لثروات متعدّدة :بترول بحر قزوين ،غاز تركمانستان ،قطن أوزباكستان و ذهب قيرغيزستان .و بما أن الـ Centcomيضع يـده عـلى منطقة الخليج ضروري بسط النّفوذ على منطقة يقدّر مخزونها بثلث وثرواتها بات من ال ّ مرات ما يخزنه الخليج العربي. إن من يطّّلع على أدبيات الفكر الستراتيجي المريكي بدءا بما خطهّ ي أو القدر المحتوم » Manifest المنظّرون الوائل حول المصير الجل ّ م على أساسها بناء الستراتيجيات ، ، « Destinyإلى آخر التّقارير التي يت ّ يلحظ بما ل يدع للش ّ ك ملمح حلم توراتي يشبّه أمريكا دائما بالمنقذة للنسانية صاحبة الّرسالة الحضارية للبشرية! و يشّرع لها ما يحّرم على غيرها من المم.
أولويات السياسة المريكية الخمس وفقا لتقارير الرئاسة المريكية الخيرة التي تعالج خيارات القرار المريكي و التي تقدّم لرئيس الوليات المتحدة للتزامها في برامجه و مخططاته حدّد لبوش البن ليعتبرها المسرح الجيو فإن المناطق التّالية هي ما ُ م: إستراتيجي اله ّ شرقي آسيا :الصين و اليابان .1 أوروبا ممثلة في الحلف الطلنطي و السوق الوروبية المشتركة .2 شبه القارة الهندية :الهند ،باكستان و ما حولهما .3 الخليج العربي :مواقع الّنفط ،العراق و إيران و شمال حتى القوقاز .4 الشرق الوسط و الحليف الستراتيجي ممثل في الكيان الصهيوني .5 "إسرائيل" إل أن هذا التقسيم الجغرافي تلزمه قراءة جيوسياسية تقسم العالم إلى أربعة مناطق حسب ما ورد في تقرير للمؤسسة القومية للدراسات الستراتيجية Institute of National Strategic Studiesيظهر جليّا التمييز بين : الحلفاء المركزيون Core partners * المم في حالة انتقالية Transition States * الدول المارقة Rogue States * الدول المتداعية للسقوط Failing States * وفق هذه القراءة الجيوسياسية انكب صنّاع القرار المريكي في مجلس المن القومي والبيت البيض ووزارتا الدفاع و الخارجية وهيئة أركان مة إلى جانب إدارة الحرب المشتركة ووكالت المخابرات العسكرية والعا ّ التخطيط الستراتيجي للدّولة القائدة للنّظام الدّولي على صياغة تقرير صحفي العربي محمد حسنين هيكل بإسهاب . كتب عنه الكاتب وال ّ ّ إن التقرير المذكور قدّر و خطط و رسم شكل التّحدي القادم على أمن و صل في تحديد ذلك الخطر إلى درجة مصلحة المبراطورية الجديدة و تو ّ اختيار اسم يطلقونه عليه وهو :الحرب غير المتوازية . Asymmetrical War هذه الدّراسة بدأت منذ 1995لتتمخض عن إستراتيجية عُرضت على كلينتون Clintonوانتهت بين يدي بوش البن .قدّمت هذه الستراتيجية بينما كانت قيد الدرس لوليام كوهين Cohenوزير الدفاع السبق كإستراتيجية أمن أطلق عليها اسم " :التوجيه الرئاسي" ، ن الوليات المتّحدة لم تعد تواجه أيّ تهديد لنّه ويخلص هذا التوجيه إلى أ ّ ن حربا تقليدية و ل ليست هناك قوة ،و ل في الفق قوة تستطيع أن تش ّ غير تقليدية على أمريكا ،ليخلص إلى تحديد المخاطر المحتملة على الوليات المتّحدة و أمنها و مصالحها لها مصادر محدّدة و معروفة: جها إلى -1دول مارقة :وعت دروس حرب الخليج وأصبح جهدها مو ّ العثور على نقاط ضعف أمريكية تستطيع أن تنفذ منها و تضرب. .2دول صديقة :وهنت قواها و أوشكت على الفلس مما يعّرضها
سقوط و في سقوط والمعضلة أ ّ ن الوليات المتّحدة ل تسمح بهذا ال ّ لل ّ الوقت نفسه ل ترى وسيلة للمساعدة على منعه .فانهيارها سيخلق فراغا جيوإستراتيجيا قد يخلط الوراق و يضّر بالستراتيجية و المصالح المريكية . .إرهاب معولم :وصل إلى مرحلة العولمة في نفس وقت وصول مجتمعات الدول على مرحلة اللعودة في منظومة العولمة القتصادية و العسكريـة و المنية تحت مظلّة المبراطورية المريكية. الحرب غير المتوازية ن الذي وردت بالتّقرير الّرئاسي الذي المشار إليه في من المفارقات ،أ ّ الحلقة السابقة ،يشبه إلى درجة الريبة ذلك الذي حدث يوم 11أيلول سبتمبر ،يقول الجنرال هنري شيلتون Chilton Henryو هو يعّرف ما أصطلح عليه باسم الحرب غير المتوازية :Asymmetrical Warإن»الحرب ف من غير المتوازية هي محاولة طرف يعادي الوليات المتّحدة أن يلت ّ حول قوّتها و يستغ ّ ل نقط ضعفها معتمدا في ذلك على وسائل تختلف بطريقة كاملة عن نوع العمليات التي يمكن توقّعها ! و عدم التّوازي يعني العدو طاقة الحرب النّفسية وما يصاحبها من شحنات أن يستعمل ّ صدمة و العجز لكي ينتزع من يده زمام المبادرة و حّرية الحركة و ال ّ الرادة بأسلوب يستخدم وسائل مستحدثة و تكتيكات غير تقليدية وأسلحة صل إليها بالتّفكير في غير المتوقّع و غير و تكنولوجيات جرى التّو ّ المعقول !!! « هذا ما كانت تقدّره الدارة المريكية وهذا ما انتهت إليه توقّعات صنّاع القرار المريكي ومهندسو إستراتيجياتها. 11سبتمبر والمنعطف الستراتيجي الهم: تعاملت الوليات المتّحدة مع ذلك الحدث و ل تزال على أنّه كان وسيظ ّ ل تاريخا فاصل بين ما سبقه و ما سوف سيعقبه في شؤون التّعاطي سياسي والستراتيجي والقتصادي والقانوني ،صار على جميع أمم ال ّ المعمورة أن يعوه و يتعاملوا وفقه .و ل يزال صدى خطاب الرئيس بوش يرن في آذان الجميع حين صرح عقب تفجيرات برجي التجارة قائل» : ل الشكال الدّبلوماسية و ك ّ ل الوسائل المتاحة لنا ،ك ّ سنستخدم ك ّ ل ّ ضغوط القتصادية و ك ّ الساليب المخابراتية وك ّ ل ل الطرق القانونية و ال ّ أسلحة الحرب الممكنة ...سيشمل ذلك ضربات عسكرية مروّعة تشاهدونها على التّلفاز و أخرى سّرية حتّى في نجاحاتها ! على ك ّ مة لأ ّ في ك ّ مـــا معنا أو مع الرهاب !!!« ل مكان من العالم أن تتّخذ قرارها :إ ّ وفي سرعة ضوئية لستكمال الدّائرة أو الدّوائر الستراتيجية التي رسمتها و ل تزال الوليات المتّحدة المريكية من النّظام العالمي الجديد إلى العولمة القتصادية فالعولمة المنية و من إستراتيجية الحتواء فالحتواء المزدوج فالتدخل العسكري الوقائي War Preventiveل استباقي Pre emptiveكما يسميه بعض المحللين. و هذا الستشعار للتحوّلت الجذرية أمريكيا و عالميا لم يكن وقفا على شعوب دون أخرى -و إن كان المسلمون و العرب هم أوّل من دفعوا فواتيره بأفغانستان و العراق -و ل تزال ملمحه وإشاراته الواضحة تلوح
في معظم التّحليلت و الدّراسات ل بل و القرارات الدّولية و الوروبية بشكل بارز. و في الوثيقة التي نشرها البيت البيض بعنوان "إستراتيجية المن القومي للوليات المتحدة" The National security Strategyتأسيس لجملة من المبادئ والمرتكزات الرئيسية التي نلخصها كالتالي: * القناعة اليقينية بقوة الوليات المتحدة التي ل تنازع ،هذه القوة التي تنهض على ثلثة مقومات رئيسية :القوة العسكرية الطاغية ،القوة القتصادية الليبرالية الجامحة ،المشروع السياسي والثقافي الذي يتخذ عنوانا ً رئيسيا ً له :الديمقراطية والحرية. * ضرورة العمل على منع قيام أي دولة منافسة. * ضرورة توجيه ضربة وقائية لي قوة مهددة مهما كانت طبيعتها. * العمل على نشر قيمها و نموذج عيشها ""The American Way of Life تحت مسميات "الديمقراطية والحرية". البن الشرعي للعولمة ن الحادي عشر كان ابنا شرعيا للعولمة من رحمها ولد تجدر الشارة أ ّ سس لميلد مجموعة من الظواهر نذكر منها: وعبرها أ ّ ميها » الفرد-الدّولة«،IndividualState ظاهرة جديدة يمكن أن نس ّ ن شخصا كال ّ شيخ أسامة بن لدن ينطلق من فراغ داخل هياكل بمعنى أ ّ سقوط أو خارجة عن النّمط العادي للدّول - ما متداعية لل ّ ومؤسسات دولة ّ كأفغانستان مثل -للنطلق منها كقاعدة . ّ مى · الظاهرة الثّانية التي يجب الوقوف أو التّوقف عندها هي ما يس ّ بالعولمة المنية ،فالحرب الخفيّة التي تدور رحاها في صمت شهدت و ل سسها تزال مشاركة أكثر من 50دولة وضعت مخابراتها و مؤسسات تج ّ مة وكالة المخابرات المريكية CIAو مكتب التّحقيقات الفدرالي على ذ ّ ما مكّن المريكان من FBIفي سابقة ل مثيل لها في التّاريخ الحديث م ّ القبض على أكثر من 360شخص في أنحاء المعمورة. ما الظاهرة الثّالثة و التي يجدر النتباه إليها فهي تواري ك ّ ل ما أ ّ كانت تتغنّى به الدّيمقراطيات من حّريات ليبرالية للتّضحية بها قربانا على مرت أفغانستان و مذابح "المن" و باسم محاربة الرهاب .فكان أن د ّ استعملت ك ّ ل أنواع السلحة ذات التدمير ال ّ ضرب عرض الحائط شامل و ُ بك ّ ل المواثيق الدّولية و المعاهدات التي تضمن الحد ّ الدنى من حقوق النسان ،و سيق من بقي على قيد الحياة من عناصر طالبان وأعضاء تنظيم القاعدة مخدّرا و مقيّدا و معصوب العينين إلى جزيرة غوانتنامو الكوبية Guantanamoليودعوا في أقفاص .تبعته الوليات المتحدة بعدوان غاشم على العراق لتحتله و تقوض أركان دولة عربية بمسوغات واهية و أباطيل واستخفاف بكل المواثيق و العهود. احتلل العراق: "لم يكن أمامنا أي خيار في العراق ،فالبلد يسبح على بحر من البترول" هكذا قال نائب وزير الدفاع المريكي ولفوفتيز.
لن نطنب كثيرا في الحديث عن الحرب و دوافعها فقد تناولها الكثيرون بالدرس و من أراد الخوض في تفاصيلها و معرفة كيفية العداد لها فليعد لكتابي بوب وودوورد Bob Woodwordالخيرين" :بوش محاربا" Bush At Warو "خطة هجوم" Plan of Attackو لكن وجب التأكيد على أن هذه خطط لها منذ سنوات سبقت بكثير أحداث أيلول سبتمبر و الحرب قد ّ ساهم في هذا التخطيط غلة المشروع المبراطوري من أمثال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الحالي ،وريتشارد بيرل مدير التخطيط الستراتيجي في وزارة الدفاع -الذي اضطر لتقديم استقالته ق بسبب فضائح مالية ثبت فيها استغلله لمنصبه -وبول وولفويتز نائب وزير الدفاع الحالي وكلهم من أقطاب إدارة بوش الب وأركانها ونجومها ،وهؤلء هم من دعوا و ل يزالون إلى إحكام السيطرة السياسية والعسكرية على منطقة الشرق الوسط لعتقادهم أن الكيان الصهيوني هو الدعامة الرئيسية لخططهم و مشاريعهم و ما من سبيل لضمان وجوده إل بتدمير العراق و احتلله. الفيتو النفطي الكوني بغزوها للعراق و احتلله تعتزم الوليات المتحدة المريكية تحقيق الهداف التالية: -1وضع اليد المريكية على ثروة العراق النفطية المقدرة بـ 112مليار برميل أي ما يعادل ربع احتياطي النفط العالمي مضافا إلى نفط باقي دول الخليج العربي و نفط قزوين و ذلك تحسبا لنقص في موارد الطاقة قد يعرقل المشروع المبراطوري ،خصوصا أن أحد التقارير قدّر الرتهان الميركي للسوق النفطية الخارجية لمجمل الحاجة الستهلكية سيرتفع من 52في المئة عام 2001إلى 66في المئة عام 2020كما أن الستهلك الجمالي سيزداد هو بدوره ،مما سيحتم على الوليات المتحدة أن تستورد 60في المئة من النفط في العام 2020زيادة عما تستورده اليوم ليرتفع بذلك من 10.4مليين برميل يوميا ً إلى حوالى 16.7مليون برميل. والوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك تقوم على إقناع الموردين الجانب بزيادة إنتاجهم وأن يبيعوا أكثر من الوليات المتحدة. -2حماية خطوط نقل البترول والغاز إلى السواق الغربية بأسعار معقولة وما يعزز هذه الفرضية هو إيفاد مدربين عسكريين أميركيين إلى جورجيا وهي المحطة الساسية في خط أنابيب النفط الذي يصل بحر قزوين بالبحر السود وبالمتوسط ،إضافة إلى القرار الميركي إعادة تشغيل قاعدة عسكرية في كازاخستان على ساحل بحر قزوين. الرغبة في الستئثار بورقة ضغط اقتصادية و سياسية مصيرية -3 يطلق عليها جوستن بودر تسمية "الفيتو النفطي الكوني!" هذا الحلم القديم الذي يوشك أن يتحقق وهو الذي ظل هدف صناع القرار الميركي منذ السبعينات. -4ضمان أمن الكيان الصهيوني و التمهيد لخطة ما تسميه اليوم ب"مشروع الشرق الوسط الكبير" الرامي لدمج "اسرائيل" و جعلها "سنغافورة الشرق الوسط" أو الفلك الذي تدور حوله كل دول الشرق الوسط و القاعدة المتقدمة للمبراطورية الزاحفة. -5تأسيس أول قاعدة عسكرية آمنة في دولة تابعة غير مستقلة في
قلب منطقة حيوية وفي ذلك تطويق كامل لمنطقة الشرق الوسط من الشمال .أما الجنوب فيتوله الكيان الصهيوني بما قام به من جهود موازية في هذا الطار وذلك من خلل تعاونه مع اريتريا وأثيوبيا وبلدان افريقية أخرى في تطبيق لعقيدة المن "الصهيونية" وينتظر أن يلتحم هذا الحلف مع أحلف أمنية أخرى جرى العداد لها خاصة في مناطق آسيا الوسطى وبحر قزوين وشبه القارة الهندية حيث شاركت أطراف إقليمية أخرى مثل الهند والحكومة الفغانية المؤقتة وعدد من حكومات دول وسط آسيا . -6إجهاض المشروع النهضوي العربي و العمل على مزيد من التقسيم والتبعية والوصاية والتهديد بالتدخل العسكري لتغيير نظم الحكم والسياسات المتبعة ومناهج التعليم أيضا إذا لم يتم تطبيق تعليمات الوليات المتحدة رغم ما تدعيه الدارة المريكية من نوايا حسنة ووعود كاذبة كتلك التي أطلقتها كونداليزا رايس بقولها" :مع )تحرير( العراق، توجد فرصة خاصة لتطبيق رزنامة ايجابية في الشرق الوسط تدعم المن في المنطقة وعبر العالم!". من الحليف إلى التابع "يجب أن نتوقف عن الدعاء بأن للمريكيين و الوروبيين رؤية موحدة للعالم ،حتى ل نقول يعيشون على نفس الكوكب ! بخصوص مسألة الهيمنة ،هذه المسألة المصيرية فإن وجهات النظر على طرفي نقيض" .. إنني ارفض المعاهدات المتعددة الطراف التي تتبناها أوروبا الضعيفة لتقيد بها واشنطن مفتولة العضلت ،التي تنوي بقوتها فرض نظام عالمي سوف يستفيد منه الوروبيون أنفسهم ".روبرت كاغان". إلى زمن غير بعيد كانت الشراكة الطلسية تمثل بالنسبة للوليات المتحدة دعامة أساسية للنظام الدولي ،و كانت دول شمال الطلسي و ل تزال تحاول تطوير شبكة هذه العلقات بندّية ورغبة في تعاون جدي للتأكيد على مصير سياسي مشترك وتحقيقه ،رغم ما حدث في السنوات الخيرة من خلفات اقتصادية بين أميركا وحلفائها الوروبيين حول استيراد اللحم والموز والفولذ ،والضريبة الميركية على السلع المصدرة إليها ،وسياسة الطاقة ،ومنظمة التجارة العالمية ،إل أن العلقة الستراتيجية بدأت تنحرف عن مسارها الذي التزمته منذ عقود طويلة ،وكان من أسباب ذلك تغيرات أساسية ،أولها تفكك التحاد السوفيتي وبالتالي فقدان أوروبا لدورها كعازل في إطار نظرية المن المريكية .ثانيا توحد اللمانيتين والتجاه المتنامي للتعامل مع السياسة الخارجية كأداة للسياسة المحلية، وأخيرا تبلور التحاد الوروبي بشكل جديد أخذ ينمو و يتسع في إطاره رغم افتقاره لمخالب الكيان السياسي الفاعل و المؤثر. و بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عادت العلقات الوروبية المريكية لتنتعش من جديد إل أن حملت التضامن الشعبي والرسمي مع الحليف الستراتيجي لم تدم طويل ،إذ أن التباينات والخلفات في المواقف متبعة في السلم والحرب خصوصا في أفـغانستان والرؤى والسياسات ال ُ والعراق وما تصطلح الدارة المريكية على تسميته بالرهاب و حربها على دول تصفها بالمارقة وإتباعها أسلوب اللزام القسري و لوي الذراع مؤثرة مصلحتها القومية فحسب على جميع العتبارات ،و للمجتمع الدولي ُ
مضيها في التعنت والستخفاف بالمواثيق كانسحابها من محكمة الجزاء ُ الدولية ،ودعمها الكامل وغير المشروط للكيان الصهيوني واعتبارها حركات المقاومة حركات إرهابية ،كل هذا جعل أوروبا تتوجس خيفة و تحاول ما استطاعت عرقلة هذا المارد المبراطوري المفزع .وبعد العدوان غير القانوني على العراق واحتلله و افتضاح كل المسوغات الكاذبة أيقن الوروبيون أنه ليس للمبراطورية حلفاء بل أتباع فقط! كما أدركوا خطورة ما ترمي إليه المبراطورية من غايات ،إذ لم "تعد أفغنة المشرق العربي بدءا من عراقه إلى جزيرته جنوبا و إلى عمقه اليراني شرقا مجرد محظور استراتيجي ارتكبته المركة عن طيش مجنون وغطرسة عمياء عن رؤية النتائج المهولة التي ستطيح بأبسط مقومات الستقرار العالمي و ستحس به أوروبا قبل سواها ،إذ سوف يتم حجزها و حصارها في شمالها البارد بعد أن تحرق نيران النفط عتبات آسيا و أفريقيا حتى أعماقها فالشرق الوسط هو مركزي للمستقبل الكوني و من يسيطر عليه يحلم بسيادة الكون دائما. أسلوب يؤدي إلى التصدع ورغم محاولت أوروبا الوقوف في وجه هذا المشروع ،إل أن الوليات المتحدة الميركية ظلت مصممة على مشروعها ،غير عابئة مصرة على تغيير نظم الحكم بالقوة ،كما فعلت مع أفغانستان والعراق ،و ظلت ي إدارة العالم بأسلوب يعتقد تعطي نفسها حقا ً مطلقا و طبيعيا ف ً الوروبيون أنه قد يؤدي إلى تصدع و من ثمة انهيار النظام الدولي والدخول في ما يسميه آلن جوكس "Alain Joxeإمبراطورية الفوضى" حيث "ل قانون يحمي الضعفاء" بل يلغي سيادات المم ويحمي "سيادة الشركات العملقة متعددة الجنسيات بدل المواطنين" . الشرخ بين أوروبا و الوليات المتحدة في اتساع و غلة الفكر المبراطوري المريكي يعيشون لحظة زهو خصوصا بعد غزو أفغانستان و احتلل العراق و تراجع دور المنظمات الدولية و ما الخلف الخير حول القرار 1546المتعلق بمستقبل العراق المحتل إل عنوان مزيد من التناقضات التي ستطبع العلقات المستقبلية بينهما.خصوصا أن فحوى آخر تقرير للستراتيجية القومية يؤكد على حقيقة " أن الوليات المتحدة سوف تحكم العالم بالقوة ،التي هي البُعد ـ والبُعد الوحيد ـ الذي تتفوق فيه تفوقا هائل .و سوف تفعل ذلك في المستقبل لجل غير مسمى ،لنه إذا ظهر أي احتمال لتحدي هيمنتها ،فإن الوليات المتحدة سوف تدمره ".و هكذا يظهر جليا أن الخلف عميق و جوهري وهو ما ل يخفيه صاحب نظرية نهاية التاريخ نفسه فرانسيس فوكوياما Francis Fukuyamaفهو يؤكد في أحد مقالته الخيرة أن " الخلف المريكي الوروبي ليس ذا طابع مؤقت نابع من "طريقة" بوش في إدارة دفة الحكم أو متأثر بتبعات أحداث 11 سبتمبر ،بل يعكس خلفا في النظرة إلى شرعية الديمقراطية داخل وعاء الحضارة الغربية نفسها". و يذهب إلى أبعد من ذلك استشرافا فيرى أن أحادية التوجه المريكي التي أفرزتها أحداث 11سبتمبر ستفضي إلى تقسيم العالم ليس على أساس الغرب في مواجهة بقية العالم ،بل على أساس الوليات المتحدة في مواجهة بقية العالم!
سذاجة أيديولوجية و ينظر إليه في هذه النظرة المتعالية و الفوقية روبرت كاغان Robert Kaganالذي يقول بخصوص إصرار أوروبا على التمسك بالقانون و المؤسسات الدولية :إن "التجربة التاريخية تفيد بأن القوي الجبار يمكن أن ينتهي إلى الضعف والستكانة لذا فعليه أن يتمسك بوجود قوانين دولية تحمي حقوق الضعيف .إن "سيكولوجية الضعف" ،مضافة إلى تجربة أوروبا الفريدة في التعاون في فترة ما بعد الحرب ،قد أكسبت أوروبا سذاجة أيديولوجية وحملتها إلى حالة من الرضى المطلق عن الذات .فالوروبيون الذين يعيشون في جنة "ما بعد التاريخ" تحت الحماية الميركية ،لم يعودوا على استعداد للعتراف بأن القوة الغاشمة ما تزال نافذة في العالم الذي يمتد خارج حدودهم .وقد استراحوا للعيش الهانئ ،منصرفين إلى تجميع الثروات ،ومهملين قدراتهم العسكرية ،ومقتنعين بأن بوسع بقية العالم أن يحصل ،عن طريق الجماع وحكم القانون ،على ما تسنى لهم الحصول عليه من خلل تلك الطريق." . مثل هذه الطروحات المبالغة في الغلو والمهددة للمشروع نفسه جعلت أبناء المدرسة الواقعية والحريصين على بلوغ نفس الهداف بإتباع أساليب أكثر حنكة ودهاء من أمثال هنري كيسنجر Henry Kissingerو زبغنيو بريجنسكي Zbigniew Brzezinskiيقرعون نواقيس الخطر ويدعون لسلوب مغاير بعض الشيء لما تتبعه إدارة بوش. فكيسنجر مثل ل يخفي بأن أميركا ل تملك "سياسة خارجية عاقلة مبنية على معرفة بطبيعة وبنية دول العالم وشعوبه ،وخصائصها ،بل هي تتصرف بل دراسة وبارتجال ،وتستعدي الجميع ،ول تأخذ بعين العتبار مصالح الخرين والمشكلت المعقّدة التي تعيشها المجتمعات مشيرا إلى اتسام السياسات المتعجلة بالضطراب والرتباك ،والمراوحة بين اللتزام اليديولوجي ،و البراغماتية ،فمرة وبل مقدمات تتقدم المصالح القومية النية على مصلحة بناء دور أميركي قائد للعالم مستقر وثابت بدون أن تأخذ بخلفية القيم اليديولوجية ،وأخرى تتصرف باستحضار تلك القيم بعيدا عن البراغماتية". السياسة الخارجية والعجرفة كما يرى أن العجرفة في سياساتها الخارجية ستقودها حتما إلى عزلة ،وان التورط العسكري المستعجل سيجرها إلى مستنقعات استنزاف لن تخرج منها بسلمة .لذلك يوصي بضرورة إتباع سياسة خارجية تهدف إلى تعزيز الديمقراطية وإلى التكيف مع الوقائع القليمية و المحلية وإل فإن الوليات المتحدة ستفشل. The أما زبيغنيو بريجنسكي وخاصة في كتابه الخير الخيار الحقيقي Choice : Domination or Leadershipل يبدو أقل حرصا من هنري كيسنجر على المشروع المبراطوري الذي تكاد تعصف به عنجهية إدارة بوش فيحذر هو الخر قائل " :المن العالمي ل يعتمد فقط على القوة العسكرية ولكن أيضا على مناخ موات للرأي العالمي ،وتعريفا سياسيا للمشاعر الجتماعية ،ولمصادر الحقد المتطرف ،وذلك مع عصر تلزمه صحوة عالمية وقابلية -عالمية أيضا -في تلقي الذى ".ويذهب أبعد من ذلك بقوله
" :فمن الهمية بمكان أن تشرع واشنطن ،وعلى الفور في استرداد موقعها ،وإذا لم يحدث ،فالوتيرة الحالية للتدهور المصاحب لمكانتها سيقلل من تلك المكانة من جهة ،وسيقحم كل العالم في فوضى كارثية!" و يحمل المسؤولية لمختطفي السياسة الخارجية دون أن يحددهم ،فهؤلء حسب رأيه قد حولوا وجهة الدبلوماسية الميركية إلى مجاهل ل يمكن الخروج منها بسلم فيقول" :إن على أميركا أن تستيقظ على حقيقة أن أمرا محوريا قد حدث مع صدمة 11سبتمبر ،وقد صدمنا جميعا بما حدث، ولكن في غضون ذلك ،تمكنت مجموعة منا متطرفة من استغلل الصدمة واختطاف السياسة الخارجية الميركية ،بل أن تلك المجموعة ،وبغرور ضخم وازدراء للخرين ،أرسوا سفنهم على سياسة عزلتنا عن العالم بصورة لم تحدث من قبل". لقد تم احتلل العراق رغم انكشاف كل المزاعم والكاذيب والمسوغات المفبركة التي كانت الوليات المتحدة تحاول تسويقها لتضفي شيئا من الشرعية على عدوانها وخبت تلك الجعجعة التي تكفلت بها ترسانة العلم المضلل )الذي تحول في ذروة العداد للحرب إلى جهاز بروباجندا عسكري( والدعاية الكاذبة حول أسلحة الدمار الشامل و العلقة مع الرهاب و تهديد المن القومي المريكي و العالمي من طرف بلد خاض حربا و حوصر ما يزيد عن 12سنة ليظهر المشروع المبراطوري على دمامته :الستيلء على منابع النفط بالعراق و الخليج عموما بعد نفط بحر قزوين لتشكيل معادلت قوى جديدة بآسيا الوسطى ثم إعادة تشكيل المنطقة في مشهد جيوسياسي مرتهن بالكامل للوليات المتحدة المريكية. الفكر المبراطوري المريكي المعاصر ل يختلف كثيرا عن بداياته فقط أساليبه وأدواته تطورت في مواكبة طبيعية للتطور التقني و ثورة المعلومات التي فتحت آفاقا جديدة للحلم المبراطوري الذي بدأ يدق أبواب المريخ!! .وهو ل يزال يثبت دعائمه و يشكل منظومته اليديولوجية و العلمية تحت شعارات يبدو أنها مع فضائح الجيش المبراطوري الخيرة قد بدأت تفقد بريقها :الديمقراطية و حقوق النسان و الحرية. إن هذا الفكر الذي ولد ول يزال ينمو في أحضان مناخ تبشيري "طهوري" يسعى لتشكيل العالم في لوحة سريالية وفقا للصورة أو النمط الذي يعتبره المريكيون أساس الحضارة والحق .و هكذا يتم إقصاء الخر وسحقه ما لم يخضع لما يمكننا أن نسميه بـبرنامج "الستنساخ الحضاري" Cloningوهو المبدأ الذي طُبّق منذ البدايات وكان الهنود الحمر أول من اكتوى بناره فل يزال صدى خطاب السيناتور ألبرت بيفردج "زحف العلم" المفعم بما يسميه "الواجب المقدس أمام الله" يتناغم مع يقوله بوش لرئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس في عودة مهزلية إلى ما قبل الثورة الفرنسية ومرحلة الحكم بحق إلهي على طريقة لويس الرابع عشر" :لقد أمرني الرب أن أضرب القاعدة و قد ضربتهم ثم أمرني أن أضرب العراق فضربته و الن أنا مصمم على حل المشكلة في الشرق الوسط"!!!
ور العلقة بين قراءة في تاريخيّة تط ّ المبريالية والشعوب * أوروبا نهبت الثروات وأمريكا تصدّرت لئحة الشرف الحربيّة * قوانين تمجيد الستعمار والهجرة ومحاكمة المفكّرين، نموذجا قليل عن الصمت وأن نلمس بعض السئلة التي ظلّت لزمن في حالة كمون .بعض الشياء فقط ،قد تكشف للذهان الحقيقة أو جزءا منها، فالحقيقة هي في نهاية التحليل ممكنة ونحن نبنيها فنجعلها موجودة منفصلة عنّا ل قدرة للخرين على قتلها حتّى وإن سعوا إلى تشويهها. هكذا يقول الستاذ الكاتب منجي ألخضراوي مضيفا :ل نستطيع أن ننسى إدانة محكمة الستئناف في فرساي المفكّر والفيلسوف الفرنسي ادغار موران وباحثين آخرين هما سامي نايير ودانيال ساليناف بسبب نشرهما مقال بجريدة " لوموند " Le Mondeتحت عنوان » إسرائيل-فلسطين: م اتّهامهم باللساميّة..ولم تنس المحكمة ذاتها إدانة جان السرطان « ،وت ّ مت المحاكمة في شهر سبتمبر من مار كولومباني مدير الصحيفة ،وت ّ السنة الماضية... ّ نفس المحكمة أدانت في ماي الفائت المفكرة والباحثة حنّة أرندت ،التي اتّهمت سابقا بعلقتها "بالنازي" مارتن هايدقر .وكان حكم محكمة الستئناف بفرساي ضد ّ أرندت على خلفيّة إصدارها لكتاب »ايخمان في القدس« ) الصادر عن دار غاليمار سنة (1991وأدينت من أجل التشهير العنصري و اللساميّة... ن فرنسا هي الدولة الوحيدة التي انتصبت فيها محكمة لمحاكمة نورمان إ ّ فيلكنشطاين وكتابه »صناعة الهولوكوست « إضافة إلى ناشره وصحيفة " ليبيراسيون " Libérationالتي نشرت مقتطفات منه!! نفس المحاكم الفرنسيّة أدانت بعض الباحثين ،لتحليلهم بعض مقالت سسة لسرائيل ...ول داعي هنا المفكّر روجي غارودي حول الساطير المؤ ّ ن موران وأرندت وفيلكنشطاين للتذكير بمحاكمة غارودي ..على اعتبار أ ّ ...كلّهم يهود ...وقد وصفهم احد أبرز ممثّلي "محامون بل حدود" الستاذ جيل وليام غولندايل بأنّهم » ناقصون في حبّهم للشعب اليهودي «، صة في رفع دعاوى ضد ّ ك ّ ل من ينتقد والغريب أ ّ ن مثل هذه المنظّمة مخت ّ مى بإسرائيل أو يشكّك في بعض أفكار زعمائها ،وهي منظّمة ما يس ّ مرتبطة ماليّا ودعائيّا بجمعيّة " فرنسا-إسرائيل " الكثر تطّرفا في مطاردة من يشتبه "بل ساميته" هل أصبحت فرنسا ،بلد جان جاك روسو وفولتير وديدرو وموباسان... عنوانا من عناوين الدفاع عن العنصرية؟ وهل ضاقت صدور قادتها بالختلف؟ وما الذي يجعلهم يقطعون بث قناة المنار ) بما لها وما عليها ( ويدعّمون قناة " تي-أف-جي" TFJاليهوديّة المتصهينة؟ والتي ل تتردّد في العتداء على الشعور الوطني والقومي للعرب واللمان؟ لم يبق لفرنسا اليوم غير تمجيد الستعمار ومطاردة المهاجرين وانتقائهم..وليس ذلك بغريب ،فحكامها رفضوا الستماع إلى نداءات
مى بقانون 23فبراير –فيفري ما يس ّ الشعوب والمثقفين وغيرهم للتراجع ع ّ 2005الذي مّرت عليه أكثر من سنة خلل هذه اليام ،وقانون ساركوزي، رغم كلم شيراك بمراجعة الفصل الرابع من القانون الوّل. مة الفرنسيّة بفرنسيي العودة القانون 2005 158-المتعلّق باعتراف ال ّ من 13فصل ،أثارت جلّها والمساهمة الوطنيّة في مساعدتهم والذي تض ّ النقاش الذي بلغ حد ّ الستياء والتظاهر – الجزائر خاصة – والدعوات إلى صة الفص الرابع من هذا القانون الذي ينصص على أن » المقاطعة ...وخا ّ تولي برامج البحوث الجامعيّة لتاريخ الحضور الفرنسي ما وراء البحار وخاصة شمال إفريقيا )تونس-الجزائر-المغرب ( المكانة التي يستحقّها « صة بالدور ويضيف نفس الفصل » تعترف البرامج المدرسيّة بصفة خا ّ اليجابي للحضور الفرنسي ما وراء البحار وخاصة في شمال إفريقيا، وتولي لهذا التاريخ وللتضحيات التي قدّمها المحاربون بالجيش الفرنسي أصيلي هذه المناطق المكانة المتميّزة التي يستحقونها«... الفصل الرابع من هذا القانون إذن يدعو بصريح العبارة إلى العتراف بالدور اليجابي للحضور الفرنسي ما وراء البحار ،وطبعا هنا كلمة حضور ) ( Présenceجاءت من زاوية المشّرع وهو النظام الفرنسي ،لتعوّض الكلمة ن الحضور أكثر حضاريّة من الكثر دقّة وهي الستعمار ) ،( Colonialismeل ّ الستعمار .فلماذا إذن ل تريد فرنسا العتراف بماضيها الستعماري؟ هل خوفا من استتباعات هذا العتراف بما يعني من بشاعة فاعتذار؟ ن النظام الفرنسي ل أمران مطروحان لمحاولة الجابة في رأينا ،فإما أ ّ يرى فيما صدر عنه في الماضي -ومازال حاضرا بشكل غير مباشر أو ن الرجل الوروبي البيض صة في أمريكا الوسطى -استعمارا وأ ّ مباشر خا ّ اتجه جنوبا لتطعيم تلك الشعوب بالثقافة والحضارة والتقدّم ...وهي قضيّة المركزيّة الوروبيّة ) ، (Eurocentrismeوإما المر الثاني وهو إدراك النظام مل مسؤوليّة العتراف بماضيه الستعماري الفرنسي ثقل وصعوبة تح ّ صة المعنويّة وبالتالي حاضره ،وما يترتّب عن ذلك من تعويضات ماديّة وخا ّ التاريخيّة .ل يمكننا أن نلمس المقاربتين بأكثر دقّة دون ملمسة طبيعة هذا النظام الفرنسي. مي لقد عبّرت بعض النخب العربيّة عن دهشتها وصدمتها بسبب ما س ّ بقانون 23فبراير -كذلك بسبب قانون الهجرة المعروف بقانون ن منشأ المبادئ السامية كالديمقراطيّة والحريّة ساركوزي ،لنّها تعتبر أ ّ وحقوق النسان ...تتحوّل إلى بؤرة لتمجيد نقيض هذه المبادئ وك ّ ل المبادئ النسانية ،أل وهو الستعمار .وهي في الحقيقة نظرة ستاتيكيّة ثابتة للتاريخ ،فالبرجوازيّة لم تعد اليوم هي الحامل للواء الديمقراطيّة وحقوق النسان. ّ نعم لقد كانت البرجوازيّة في القرنين 17و 18طبقة تقدّميّة خلصت النسانية من سلطة القطاع وجاءت بمبادئ كونيّة جديدة مازالت الشعوب تسعى إليها ،إل أنّها تحوّلت عبر التاريخ ،بعد احتكارها ،للدولة ،إلى طبقة أحاديّة الرؤية ،وقمعت ك ّ ل الطبقات والفئات الخرى ،واستطاعت ترسيخ وتطوير النظام الرأسمالي ،فضاءها التاريخي ،فالبرجوازيّة هي طبقة مالكي وسائل النتاج في ظ ّ ل نمط النتاج الرأسمالي وقد بلغت الرأسماليّة مرحلة من مراحل تطوّرها فأصبحنا تاريخيّا بإزاء المبرياليّة.
صة في القرنين لقد خرجت الدول التي نادت إليها البرجوازيّة وحكمتها خا ّ سع في ك ّ ل التّجاهات واحتلّت دول أخرى واستعمرت 19و 20للتو ّ ضر والحريّة...وشّرعت لنهب واستعبدت شعوبا تحت عناوين الحماية والتح ّ م إنتاج خيرات هذه الشعوب وقتل أبنائها والسعي إلى طمس تاريخها ،وت ّ ثنائيّة العقل والحضارة في مواجهة اللّعقل والبربريّة... صت أوروبا الحديثة ثروات البلدان الواقعة تحت الستعمار وركّزت وقد امت ّ مرة ) بكسر الميم ( وهو التخلّف في مقابل تواصل تقدّم الدول المستع ِ ن التقدّم والتخلّف وجهان ماجعل مثل الكاتب المريكي بول باران يعتبر أ ّ لعملة واحدة )راجع كتاب مفهوم المبرياليّة ،من عصر الستعمار مد علي الحامي العسكري إلى العولمة للدكتور الهادي التيمومي – دار مح ّ تونس ( 2005وطبعا هذا ل يعني أحاديّة التّجاه إذ للتخلّف عوامل عديدة بما فيها الثقافيّة والحضاريّة والعوامل الذاتيّة. ن النظام السياسي الوروبي هو نظام رأسمالي يستند أساسا على إ ّ صة مقولة تطور رأس المال ،مع مراعاة خصوصيات بعض الدول خا ّ ّ السكندينافية التي ل تخرج في نهاية التحليل عن هذا النظام ،ومن طبيعة م هذا في التاريخ على رأس المال التو ّ سع وتحقيق الربح القصى ،وطبعا ت ّ صة في إفريقيا التي عانت من جرائم حساب نهضة العديد من الشعوب خا ّ ن الدخل الوطني الستعمار الفرنسي ومازالت استتباعاته متواصلة حتّى أ ّ الخام لفرنسا يساوي أكثر من ثلث مّرات الدخل الوطني الخام لك ّ ل قاّرة ن 800مليون نسمة لهم دخل وطني إفريقيا ،باستثناء جنوب إفريقيا ،أي أ ّ خام أق ّ ل بثلث مّرات لـ 60مليون نسمة ل غير).راجع نفس المصدر السابق( لزالت إفريقيا تعاني الميّة والجوع والمراض والوبئة وبطش العسكريين المدعومين من فرنسا وبعض الدول الوروبيّة ...في الوقت الذي تشحن فيه مياهها وكنوزها وبترولها ومعادنها وثرواتها وخاماتها إلى أوروبا وأمريكا ...والدول الستعماريّة.لقد اختار الستعمار منتصف القرن العشرين أسلوبا آخر في إدارة عمليّة النهب باعتماد وكلء وعملء من عسكر ومثقّفين لفصل تلك الشعوب عن تاريخها ومواصلة سرقة ثرواتها » وتقطيع صلت الشعوب بتراثها وتشويه الجوانب النيّرة من هذا التراث وتشجيع الفكار والسلوكيات المعادية للعلم والتقدّم « مثلما يقول الدكتور الهادي التيمومي ) نفس المرجع( واعتمدت الدول الغربيّة استعمارا غير مي بدولة مباشر تو ّ سطت في إدارته البرجوازيّة الكمبرادوريّة في ماس ّ الستقلل التي رهنت ثروات شعوبها لدى الرأس مال الستعماري. ن الدولة البرجوازيّة ،فالنظام الرأسمالي ل يمكنهما احترام النسان إ ّ وتاريخ الشعوب ول حقوقهما ومعاداتهما للشعوب نابع من طبيعة هذا ي يزداد غنى النظام القتصادي المبني أساسا على إلغاء الخر ،فالغن ّ مل منذ القرن السادس والفقير يزداد فقرا ،وإ ّ ن الدول الستعماريّة » تتح ّ م الدول المبرياليّة في فترة لحقة( المسؤوليّة الرئيسيّة للمآسي عشر )ث ّ التي يعيشها أغلب الفارقة اليوم الذين يمكن اعتبارهم بحقّ يتامى ن الغربيين مارسوا تجارة الرأسماليّة العالميّة وأبرز ضحاياها .ل ننسى أ ّ م استعمروا القاّرة السمراء مدّة طويلة واستنزفوا طاقاتها، العبيد قرونا ،ث ّ فل غرابة أن تكون إفريقيا السوداء اليوم فريسة الفساد السياسي
والحروب الهليّة ومرض السيدا والمجاعات « ...والكلم أيضا للدكتور الهادي التيمومي في نفس المرجع. صة ،واعتماد الديكتاتوريات حالة التفقير التي خلّفتها أوروبا في إفريقيا خا ّ لدارة عمليّة النهب ،أدّى إلى إلغاء عمليّة التنمية في بلدان إفريقيا وتحوّل أموالها إلى وقود لماكينة الفساد ،فانتشرت الميّة والمراض والبطالة، وتفاقمت الزمة حتّى طالت الكوادر وأصحاب الشهادات العليا ،وهو ماجعل أبناء هذه الدول يختارون قوارب الموت والنقراض بين أسنان سط ...على البقاء في حالة ل حياة ول موت وفي وضعيّة من أسماك المتو ّ الذ ّ ل والهوان والقهر... ن أوروبا الستعماريّة نهبت ثروات شعوب الجنوب ،وهاهي اليوم ،فئات إ ّ من هذه الشعوب تسعى للحياة لدى من استغ ّ ل ثرواتهم ،لعلّهم يقتاتون منها ،فل يقدرون حتّى على ذلك ،وأصبحت إفريقيا تعني "الحرقة" أو السفر خلسة ،ويقبع من نجا منهم من الموت في معتقلت لمبادوزا اليطاليّة أو ما يعرف بغوانتانامو أوروبا حيث الهانة والتعذيب والتعّرض لبشع وأشنع الممارسات اللانسانيّة أمام صمت مثير وغريب ...وحتّى من تمكّن من هؤلء المهاجرين من وصول أرض "الميعاد" فانّه إما سيجد نفسه مجبرا على النخراط في عصابات المخدّرات والمافيات أو منقادا وراء مجموعة اسلمويّة تنهي رحلته في أفغانستان أو في سجون أوروبا العنصريّة المكافحة للرهاب باطل ،وطبعا ل ننفي وجود حالت استثنائيّة لمن تمكّن من إيجاد عمل في أوروبا من هؤلء الحارقين ،والستثناء يحفظ ول يقاس عليه. ن انسداد الفق أمام أبناء دول إفريقيا خلّف ظواهر جديدة مثل الجريمة إ ّ صة السرقة والسلب والحتيال والعنف أو العزوف عن التعليم بمقولة وخا ّ عدم الفائدة من ذلك ،فمن حصل على شهائد مات غرقا في مياه سط أثناء محاولته الفاشلة بلوغ أرض أوروبا أو ازدهار الشعوذة المتو ّ والعرافة وانتشار ظاهرة الهجرة السريّة أو ما يعرف في تونس " الحرقة" لقد أغلقت أوروبا الستعماريّة أمام هذه الشعوب بلدانها وأوطانها وهاهي اليوم ،مشاريع سجنهم في بلدانهم ،جارية ولع ّ ل آخرها مشروع ساركوزي وزير الداخليّة الفرنسي ،من خلل قانونه المعروف باسم "قانون الهجرة المنتخبة" المبني على القوّة والقدرة ،أي قوّة عمل ما ل يقدر عليه الفرنسيون وقدرة الكفاءات على الضافة ،وقد تعدّى هذا القانون نهب مى الثروات الماديّة للشعوب ) التي فّرطت فيها النظمة في ما يس ّ بالدولة الحديثة( إلى نهب كوادرها وعلمائها وتفريغ بلدان الجنوب من خيرة أبنائها الذين فّر جزءا منهم هربا من القمع والبطش وغياب فضاءات الحريّة والبداع والخلق والبتكار... ن ممارسات الدول الستعماريّة ليست ممارسات معزولة ول مرتبطة إ ّ بحكومة دون غيرها ...بل هي نتاج لطبيعة النظام القتصادي والسياسي الذي يحكمها ،فالدولة الرأسماليّة ل يمكن أن تكون غير استعمارية نهّابَة معادية للنسان والحريّة ومعادية للستقرار والسلم ،فالحديث عن السلم في ظ ّ ل النصياع لموازين القوى الراهنة والتي تتميّز مؤقّتا بالغلبة النسبيّة لقوى الضطهاد والظلم ،فالدولة الرأسماليّة ل يمكن أن تناضل من أجل ن المنادين بدور المم المتّحدة وإعطائها دور الحريّة والصلح والسلم ،وا ّ
راعي السلم والدعوة لمكانية التفاهم مع الدول المبرياليّة ،يحاولون حسب ما يقوله الدكتور التيمومي إحياء نظريّة"ما بعد المبرياليّة" التي طرحها كارل كاوتسكي في بداية القرن العشرين .فما بالك بالوليات المتّحدة المريكيّة التي تتصدّر لئحة الشرف الحربيّة الحديثة فقد قصفت خلل 60سنة 22بلدا اليابان سنة 1945والصين، 1953-1950 1946-1945 : كوريا ، 1953-1950 :غواتيمال ، 1969 ،1967 ،1960 ،1954 :اندونيسيا ،1958 كوريا ، 1961-1959 :الكونغو ،1964 :البيرو ،1965 :لووس،1973-1964: فياتنام ،1970-1961 :كمبوديا 1970-1969 :لبنان ، 1984-1983:جزيرة غرينادا ،-1983 :ليبيا ، 1986 :سلفادور ،1989-1980 :نيكاراغوا،1989-1983 : بانما ،1989 :البوسنة ،1985 :السودان ،1998 :يوغسلفيا،1999 : أفغانستان ...2001 ،1998:العراق... 2003-1991 : ساف في ويبقى....بلدا على لئحة النتظار ،أو هكذا أنشد روجيه ع ّ مسرحيته " مآآآرش" )مع ل هذا وك ّ تصّرفنا( بعد ك ّ ل ذلك ...ما العمل؟ ن طرح السؤال الحقيقي مباشرة ،ودون وساطات وعدم الهروب من إ ّ مل مسؤوليّته يجعلنا أمام حقبة لمحاولة الفهم بأنّنا فعل أبناء دول تح ّ صة أبناء الجغرافيا العربيّة واقعون في مرمى الجنوب والشرق وخا ّ الستهداف الستعماري في أبشع أشكاله وهو الشكل الذي يميّز الحتلل المريكي والصهيوني للعراق وفلسطين وتسابق الدول المبرياليّة على ن اقتسام مقدّراتنا ومواصلة نهب ثروات بلداننا بتآمر ووكالة رسميين ،وا ّ السؤال الحقيقي لهذه المرحلة ،هو كيف يمكننا العمل على جعل الجابة تظهر عبر نوافذ مختلفة أبرزها المقاومة في العراق وفلسطين وفي أمريكا اللتينيّة وآسيا ،فعصر غلبة المبرياليين اليوم هو في وجهه البرز عصر للمقاومة التي تنجز ضمن المشروع الوطني الديمقراطي المتجاوز للنظمة العميلة والرجعيّة والكابح للعمالة المنظّمة.
المشهد العراقي بعد عامين من الحتلل المريكيون..يشاهدون الحقيقة بأسرع مما شاهدوها في فيتنام ما حدث في العراق ،يجب أن يكون درسا للمنطقة الممتدة من طهران وحتى بيروت ،بهذه الكلمات ،أفصح الرئيس المريكي عن الرؤية المريكية للتعامل مع المنطقة ،بعد مضي عامان على احتلل العراق. في التاسع من أبريل/نيسان ، 2005اكتملت دورة العامين على احتلل العراق ،في الحرب التي كانت محسومة النتائج سلفا ،والتي لم تستمر أكثر من ثلثة أسابيع ،بدأت بالقصف الميركي صباح يوم 20مارس/آذار ،2003وانتهت باحتلل بغداد، وفي الول من مايو/أيار من العام نفسه أعلن الرئيس الميركي جورج دبليو بوش انتهاء العمليات الحربية الساسية في العراق ،لكن الحرب ،لم تنتهي فعليا ،حين انطلقت المقاومة المبكرة للغزو الجنبي ،والتي تزداد تصاعدا دون أي أفق منظور لنهائها ،حيث أنها ووفقا لمعطيات الحالة العراقية التي أصبح من المبكر التنبؤ بتطوراتها ،باقية ما بقي الحتلل، وربما إلى ما بعد ذلك. في تصريح خاص للرئيس الميركي في 8مايو/أيار تمهيدا لصدور القرار ،1483اعترفت قوات الحتلل بمسؤولياتها كقوة احتلل ،وفي 22من الشهر نفسه عام 2003صدر القرار 1483الذي "شرع" الحتلل عندما اعترف بكون القوات التي قيل إنها جاءت "لتحرير" العراق أصبحت بموجب هذا القرار قوات احتلل تنطبق عليها اتفاقيات جنيف لعام 1949 وملحقاتها لعام .1977 عامان على وجود القوات المريكية والبريطانية ومن ساندهما في العراق، هذا الوجود الذي جاء عبر الكذبة القائلة بامتلك العراق لسلحة دمار شامل ،ثم تحول بعد انفضاح المر إلى كذبة اكبر ،تقول بان كل ما حدث، إنما حدث لتكريس الديمقراطية ،خاصة بعد تأكيد البحوث والتقارير المريكية والغربية عموما ً على أن ادعاءات امتلك العراق لسلحة دمار شامل ،ل تمت لحقيقة الواقع بصلة ،وهذا ما أكد عليه قبل أيام التقرير المقدم من اللجنة الرئاسية المريكية لجورج بوش بصفحاته الربعمائة،
والذي أدان بشدة المعلومات الستخباراتية الكاذبة "كانت مفعمة بشكل عميق بالخطاء القاتلة" ،وهو ما صرح به قبل أسابيع "سكوت ريتر" الرئيس السابق لفرق التفتيش الدولية ،في مقاله المنشور بصحيفة )الغارديان( تحت عنوان )جميعنا مجرمون( "إن عملية البحث عن أسلحة العراق كانت أكبر عملية خداع دولي بالزمن الحديث" لكن بوش وبلير، وفي المقدمة منهما شارون ،عملوا على أن يكون احتلل العراق ،بتدمير دولته ،خطوة ضرورية وحتمية كمقدمة لتفكيك بنية المجتمعات بالمنطقة، من أجل إعادة تركيب كياناتها السياسية بما يخدم مصالح الدول الستعمارية "نهب ثرواتها وخاصة النفط بهدف تحديد كمياته المنتجة كعامل هام للتحكم بأسعاره" وفي ضمان وسلمة أمن الكيان الصهيوني. الوجه الخر للمسالة!! ما قاله الرئيس المريكي أمام حشد من قواته بإحدى القواعد البعيدة عن ميدان المعارك ،لم يكن سوى وجه واحد للجدل القائم حول جدوى استمرار بقاء القوات المريكية قي العراق ،الذي بدا وانه ل يستقيم"أي الجدل" إل وظلل الوجه الخر تلحقه ،الوجه المتمثل بالمقاومة التي تكبد الحتلل خسائر يومية لم تكن في حسابات المخططين للغزو ،إضافة إلى أنها تقود الوليات المتحدة إلى السقوط تحت اكبر عجز للميزانية في تاريخها. " النفط" ل يستحق أن يقتل أولدنا من اجله ،شعار تتبناه اسر القتلى المريكيين العائدين في النعوش ،يدفع بذاكرة المريكيين إلى فيتنام ،يزيد احتدام الجدل احتداما ،ويؤسس لفهم اكبر لدى الرأي العام المريكي المخدوع ،الذي تسيره وسائل العلم المرتهنة لخداع التبريرات ،بعد أن أصبح من غير الممكن إخفاء حقيقة ما يجري على الرض. يقول "ستيوارت نوسباومر" ،من المنظمة المريكية لمناهضي الحرب على العراق وأحد المحاربين القدماء ،بأن "المقاومة الوطنية العراقية تقوم بعمل متين وفعال ،حيث أن المن في العراق يسير من سئ إلى أسوأ ،وأن مناهضة الحتلل تزداد يوما ً بعد آخر ،وأن ذلك يشجع ويزيد الفعل المقاوم ،ويعطي المقاومة الدعم المستمر الذي تحتاجه لتطورها وزيادة فعالياتها القتالية ،وهذا يشبه ما حدث في فيتنام كما أراه على الرض العراقية" ،ويضيف " ،إن العراق يبدو مختلفا ً لما حدث في فيتنام من ناحيتين رئيسيتين أل وهما :أن الوضع في العراق يسوء بسرعة بالنسبة لقوات الحتلل وأن المريكان يشاهدون الحقيقة أسرع مما شاهدوها في فيتنام عام ."1960 أما راي ماك غوفرن ،المحلل العسكري السبق في المخابرات المركزية المريكية فيقول " ،أن القائمين على الستراتيجية العسكرية والمحافظين الجدد في الدارة المريكية بشكل عام ،لم يتعلموا من تاريخنا في فيتنام، خصوصا ً بتشجيعهم للرئيس بوش بعدم الرحيل عن العراق وعن انتصارهم المزعوم في الحرب على العراق ،إل أن الكثير من الذين لديهم قليل ً من الخبرة بحرب العصابات ومنطقة الشرق الوسط مقتنعون بأن هذه الحرب ل يمكن الفوز بها ،وأنها مسألة وقت ل أكثر ،إلى أن تعلن القوات المحتلة انسحابها من العراق" ،ويضيف قائلً" :إن وجود القوات المريكية في العراق هو المشكلة وليس الحل ،إذ أن أعداء هذه القوات في العراق
هي المقاومة العراقية بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام ،والذين سيستمرون بجعل قوات الحتلل تعاني وتعاني بشدة ،فطالما يستمر الحتلل سيستمر قتل أفراد القوات المريكية والقوات المتحالفة معها"، أما إصرار الدارة المريكية على الستمرار بالمنهج الذي تتّبعهه وعدم "الهروب" من العراق ،فلم يماثله إل ما انتهت إليه الدارة المريكية عام 1975بعد مقتل 58.000جندي أمريكي ،وهو جر أذيال الخيبة والهروب من فيتنام. تشابه الهداف والنتائج في الجدل القائم حول الحرب على العراق ،يسخر المحللون من الطريقة التي يتباهى الرئيس المريكي بها حين يعرف انه يكذب ويكذب ،ول لوم على رئيس مشكوك بأمر خدمته لبلده ،خاصة فيما يتعلق بالخدمة العسكرية ،ول لوم على رئيس ينفذ ما تمليه عليه ثلة تخندقت خلف أحلم السيطرة ،مع وجود المكانات التي كان من الجدر إنفاقها على المشاكل الجتماعية التي تعصف بتكوين وبقاء الوليات المتحدة ،بالرغم من كل هذا التقدم العلمي .هكذا يدور الجدل الذي تحول من جدل هامس إلى مسموع ،بعد الوصول إلى المأزق ،وتطل التجربة الفيتنامية من خلله ،من حيث تشابه الهداف وقراءة النتائج ،إذ يخلص الجدل القائم بين أوساط الفكر المريكي ،خاصة من عايش التجربة الفيتنامية منهم ،يخلص الجدل إلى أن العمق في معنى حروب أمريكا على فيتنام والعراق ،يتمثل بالجانب الستراتيجي لهما ،فكل الحربين تم الذهاب اليهما كمقدمة وطليعة للستراتيجية المريكية الكبرى ،ففي فيتنام كانت الحرب من أجل احتواء والحد من توسع التحاد السوفيتي ،ومحاولة احتواء المد الحمر ،أما في العراق ،فإن الستراتيجية المريكية الكبرى هي من أجل "خلق " أنظمة شرق أوسطية تحت السيطرة المريكية من ناحية ،ومن ناحية أخرى ،تكون أداة طيعة بيد الكيان الصهيوني ،الذي انفلت في خططه القديمة الجديدة ،لحكام السيطرة على المنطقة بالهيمنة الخاصة وبالوكالة معا. الوليات المتحدة تتطلع إلى السيطرة الحادية على العالم ،ول مانع لديها" إن سمحت المكانات بذلك" استخدام القوة العسكرية لتحقيق هذه السيطرة ،والعراق ،كان الخطوة الثانية بعد أفغانستان في المنظور التوسعي المريكي ،الذي يرى في "قوس الثروات" الممتد على المساحات النفطية ،وأخرى الممرات الستراتيجية ،هدفا من الضرورة إبقاءه تحت السيطرة،هدفا يخطط أيضا ً للسيطرة على جميع المناطق الغنية بالبترول في الشرق الوسط ،بحسب التسمية الجغرافية المريكية التي تصل بالتسمية إلى العمق السيوي ،ومن ثم التغلب على المنافسين الستراتيجيين للوليات المتحدة .ولتفعيل ذلك ،فإن البنتاغون قد خطط قبل وبعد الحرب لبناء 14قاعدة عسكرية دائمة في العراق. التشابه ،له ما يعكس من نتائج أيضا ،وهي نتائج تقترب من بعضها بنسبة كبيرة ،إذ عندما بدأت حرب المقاومة الفيتنامية في آذار من عام 1965 تأخذ طابعا ً تأكد منه قادة البنتاغون أن الندحار لقواتهم أصبح قريبا ،قرروا أن عليهم الخروج ،وبسرعة.
المستشارون العسكريون للرئيس المريكي جونسون ،قدموا "بعد فوات الوان" ،صورة حقيقية عما يجري على الرض وعما ستؤول إليه الوضاع بالنسبة لقواتهم حين أخبروه بصريح العبارة ،أن هدفهم في فيتنام كان %70منه هو تجنب اندحار مذل لقواتهم ،و %20هو لبعاد فيتنام الجنوبية عن أيدي الصينيين ،وأن %10كان من أجل تقديم حياة حرة للفيتناميين!! وهذه كذبة قديمة متجددة ،،وتلك جميعا ً كانت السباب المذلة لخروجهم من فيتنام. وبسبب الستراتيجية المريكية ،فإن الوليات المتحدة لم تستطع البتعاد عن فيتنام ،ولكن بسبب طبيعة المقاومة الفيتنامية وخرافة الديمقراطية المريكية وأكاذيب الدارات المريكية ،فإن المغامرة المريكية في فيتنام لم تستطع النجاح ،وهنا يتركز الجدل على التشابه في الحالتين ،فما عانته أمريكا في فيتنام بدأ يتحقق في العراق ،بل بدأت معاناتها مباشرة بعد احتلل العراق ،فالقوات المريكية والقوات المتحالفة معها تشعر الن وأكثر من أي وقت مضى أنها تواجه اندحارا مذل ً شبيها ً لما حدث في فيتنام ،ولذلك ،فان ما يسمع من بعض الدول المشاركة في الحتلل ،عن رغبتها في سحب قواتها من العراق ،وان كان التلعب على الوقت يندرج تحت خانة عدم إغضاب الوليات المتحدة ،يؤكد عمق الزمة التي انعكست من التواجد بالعراق ،لتصبح أزمة داخلية تهدد الحكومات ،خاصة بعد النكشاف الفضح للتبريرات التي أقنعت بها جمهورها للمشاركة في الغزو والحتلل. ومع ذلك ،يلقن الستراتيجيون العسكريون الرئيس المريكي ما يجب عليه قوله ،إذ أنهم يفكرون في حسابات أخرى هي غاية في الهمية لستمرار وضع أمريكا كقوة عسكرية مهيمنة عالمياً ،وتلك "أنه إذا انسحبت قواتها من العراق الن بفعل المقاومة العراقية ،فإن أمريكا ستفقد هيبتها عالمياً ،وأن قوتها العالمية ستتضرر بشكل ل يمكن معه إصلحه ،بل وأكثر بكثير من خسارتها في فيتنام .ولهذا السبب فإن العراق أصبح بالنسبة لمريكا أسوأ من فيتنام. في مواجهة الحقائق!! إذا كانت البوابة العراقية هي الدخل للمنطقة ،لتنفيذ ما تسميه المصادر المريكية بـ" الفوضى الخلقة" ،فان العراق أيضا ،هو مدخل لهزيمة المشروع المريكي برمته ،هذا ما تؤكده معظم البحوث والدراسات المريكية المتحررة من ولئها لخداع السلطة ،والتي ترى أن الدعاءات بان ذهاب العسكر المريكي إلى العراق ،كان لتحقيق الديمقراطية ،ومن ثم تعميمها على دول المنطقة ،هو مجرد خداع ،فالهدف الحقيقي ،يتمثل في نقطتين ،حماية الكيان الصهيوني ،والسيطرة على النفط. القوات المريكية التي وبحسب التقديرات الرسمية ،يبلغ تعدادها بين 135و 145ألف جندي ،قوات أصبحت منهكة ،والرقام التي تتحدث عن قتلها ،ل تنقل الحقيقة ،إضافة إلى عدم ذكر الجرحى الذين يخرجون من الخدمة دون عودة ،إضافة إلى المرضى بأمراض اقلها الكتئاب الذي دفع بالعشرات منهم إلى النتحار ،وأيضا ،انعكاس ذلك على المجتمع المريكي الذي بدا شبانه برفض اللتحاق بالجيش ،فيما تتنامى ظاهرة الهروب وطلب اللجوء السياسي من دول الجوار ،وعلى الخص ،كندا ،مما اضطر
الحكومة المريكية إلى التوسل للحكومة الكندية برفض اللجئين السياسيين المريكيين الفارين من اللتحاق بالجيش. تأثيرات الحرب العراقية ،فجرت جدل آخر ،يقول بضرورة عودة الجنود إلى الديار ،ليس من العراق وحسب ،وإنما من كل الماكن التي يتواجد فيها الجيش المريكي بصورة أو بأخرى ،ويستند هذا الجدل ،إلى التأكيد بان الكراهية التي أصبحت موجهة ضد الوليات المتحدة ،انتشرت في العالم كله ،وليس في الدول المستهدفة بهذا التواجد. بعد عامين ،يتزايد الحديث العلني عن تأثير البقاء في العراق على الجيش الميركي بصفة عامة سواء العامل داخل الراضي العراقية أو المنتشر في أماكن أخرى من العالم. هذا التأثير يمكن اختصاره كما جاءت على لسان الجنرال ستيفن بلوم قائد الحرس الوطني الميركي أمام جلسة استماع للجنة الشؤون العسكرية بالكونغرس في فبراير /شباط الماضي في النقاط التالية: ضعف الكفاءة التدريبية لقوات جهزت لمواجهة جيوش دول عظمىفإذا هي وعلى مدى عامين تواجه مجموعات مسلحة من "المتمردين والرهابيين!!". -لم يعد بإمكان الجيش الميركي ضمان حسم سريع قليل التكلفةإذا ما دخل في مواجهات مسلحة شاملة على جبهات حساسة أخرى كإيران وكوريا الشمالية ،حيث ل يمكنه سحب قواته من العراق ليضمن نجاحه في مثل هذه المواجهات ،ول يمكنه في الوقت نفسه زيادة أعداد جنود الحتياط حيث أنها قد جاوزت المسموح به ولم يعد هناك المزيد لتحقيق ذلك. يعيش حوالي %70من الجنود الميركيين في العراق حالة منالتراخي والكسل المصحوب بنوبات من الكتئاب لطول فترة بقائهم في العراق في ظل بيئة عمل قاسية من ناحية الظروف المناخية والحياتية مما أدى إلى هروب حوالي ستة آلف جندي من الخدمة. تأثر بهذه الحالة قرابة %70أيضا من الشباب الميركي الذين همفي سن التجنيد فأصبحوا زاهدين في اللتحاق بالمؤسسة العسكرية وباتوا ينظرون إليها على أنها ليست المكان المثل لتحقيق أحلمهم، وهي حالة مشابهة لما ساد قبل عقود أثناء الحرب على فيتنام. تزايد حجم الخسائر الميركية البشرية والمادية خلل العامينالماضيين ،حيث بلغ عدد القتلى بين صفوف الجنود الميركيين منذ إعلن الرئيس بوش انتهاء العمليات العسكرية في مايو /أيار 2003 حتى الن -حسب المصادر الميركية 1520 -جنديا إلى جانب أكثر من عشرة آلف جريح. أما التكاليف المادية فبلغت حصيلتها أرقاما ضخمة تجاوزت منذ بدءالحرب في مارس /آذار 2003حتى الن 270مليار دولرمنها )150 مليار دولر( تكلفة مباشرة للحرب ،والباقي تكلفة غير مباشرة تأخذ في عين العتبار حساب تأثير الحرب وتداعياتها على النمو القتصادي ) %3.7سنويا بدل من %4.7لو لم تقم الحرب(. ورغم ذلك فإن واشنطن لم تأت حتى الن على الحديث عن عزمها الخروج من العراق ،وإنما ما جاء على لسان الرئيس المريكي في كلمته
قبل أيام ،كان بمثابة الصدمة للعديد من المريكيين الذين انتظروا أن يسمعوا كلما مختلفا ،فإذا بالرئيس المريكي يبلغهم "بان ليس هناك استراتيجية أمريكية للخروج من العراق" ،بينما كان وزير دفاعه دونالد رامسفيلد ،الذي كان يقوم بزيارة للشمال العراقي يقول ،إن قواتنا لن تبقى إلى البد ،وستخرج بعد تشكيل الجيش العراقي ،والسؤال هنا ،متى سيتم ذلك وكيف؟ يقول القادة العسكريين الميركيين :أن أعداد القوات الميركية في العراق يمكن تخفيضها بدءا من العام المقبل وبشكل تدريجي يتناسب وتطور عملية إعداد قوات المن العراقية. الجيوش المساندة للحتلل المريكي تمثل القوات غير الميركية العاملة ضمن القوة المتعددة الجنسيات في العراق منذ بداية الحرب في 20مارس /آذار 2003حتى مارس /آذار الماضي حوالي %20من مجموع القوات الجنبية الموجودة هناك )بحساب الحد العلى لعدد القوات الميركية وهو 145ألف جندي( .هذه النسبة تتجاوز بقليل 28ألف جندي يمثلون نحو 25دولة بعد انسحاب قوات إحدى عشرة دولة خلل العام الثاني من الغزو ،ومن بين الخمس والعشرين دولة هذه تأتي خمس دول على رأس قائمة القوات غير الميركية العاملة في العراق التي يزيد عدد قواتها العاملة هناك عن اللف ،هذه الدول هي: بريطانيا ،كوريا الجنوبية ،إيطاليا ،بولندا ،أوكرانيا ،يضاف إلى ذلك ،قوات يزيد تعدادها عن 30ألف جندي وعنصر امني ،تتواجد من خلل شركات تتعاقد مع الوليات المتحدة ،تجلب خليطا من جنسيات مختلفة من العالم يسمون"المرتزقة" ،وهذا ليس سرا ،ففي الرابع من مايو /أيار الماضي ذكر وزير الدفاع الميركي دونالد رامسفيلد أمام لجنة استماع في مجلس الشيوخ "أن بالعراق قوات عسكرية تابعة لشركات خاصة يبلغ تعداد أفرادها ثلثين ألفا" ،وان هذه القوات ،تقدم للجيش الميركي في العراق خدمات كثيرة بدءا من العمليات القتالية المباشرة والدعم المني والستخباري مرورا بتجهيز البنية التحتية للقواعد العسكرية وانتهاء بتوفير الخدمات الدارية والتموينية. باستثناء شركات قليلة تعاقدت معها مباشرة وزارة الدفاع الميركية "البنتاغون" فإن البقية ل تخضع للمساءلة القانونية ،سواء وفقا للقانون العراقي أو للقانون العسكري الميركي ،وقد ساعدها على ذلك البيان الذي أصدره الحاكم الميركي السبق في العراق بول بريمر في يونيو/ حزيران 2003والذي مدد العمل به في 27يونيو /حزيران 2004والمعروف بـ "المر رقم "17حيث نص على أن "يعفى أفراد هذه الشركات من المساءلة القانونية عن أي مخالفات يرتكبونها أثناء عملهم في العراق، ويسري العمل بهذا المر إلى حين تشكيل حكومة عراقية جديدة بعد انتخابات يناير /كانون الثاني ."2005 وفي هذا المر ،استغل قادة الجيش المريكي في العراق هذه المسالة، ليحملوا تلك الجيوش الخاصة ،المسؤولية عن العديد من جرائم الحرب التي أثارتها منظمات حقوقية بما في ذلك جزءا من فضائح التعذيب في السجون العراقية بوجه عام ،وفضائح سجن أبو غريب بوجه خاص. المستقبل العسكري في العراق
يصف المحلل العسكري العراقي"لقاء مكي" المشهد ألحتللي من الناحية العسكرية بالقول "،مع بداية العام الثالث لحتلل العراق ،ارتفعت وتيرة الجدل بشأن الوجود العسكري الميركي هناك ،وانقسمت آراء السياسيين والعسكريين والمفكرين الستراتيجيين حيال هذه القضية ،فبعضهم طالب صراحة بوضع حد لهذا الوجود واتخاذ قرار حاسم بالنسحاب وتسليم مقاليد المور للعراقيين ،وهذا ما يتبناه معظم المفكرين والسياسيين الميركيين المعارضين لشن الحرب على العراق منذ البداية من أمثال المفكر وعالم اللغويات الشهير نعوم تشومسكي وعضو الكونغرس المعارض السبق ديفد ديوك ووزير العدل السبق رمزي كلرك ،حيث يقود هؤلء الدعوة إلى سحب القوات الميركية من العراق فورا أو على القل وضع جدول زمني معلن لذلك ،وتسليم مقاليد المور إلى العراقيين. يبرر هؤلء دعوتهم هذه ،بأن الحرب منذ البداية لم تكن شرعية ،وبأنها قد زادت من كراهية الشعوب للوليات المتحدة ،ويقولون إن استنزاف القوات المسلحة الميركية في العراق على يد المقاومة يستلزم اتخاذ قرار حاسم وسريع بسحب هذه القوات ،وبأن الميزانيات المرصودة للتعليم والصحة والخدمات الجتماعية أحق بالبليين التي أنفقت ول تزال تنفق على وجود هذه القوات هناك. بالمقابل ،هناك اتجاه يعتقد بصحة وأهمية الوجود العسكري الميركي في العراق ،بل ويطالب بزيادة أعداد هذه القوات ،وبالهتمام بتسليحها وتدريبها ،لكنه في الوقت نفسه يعارض أسلوب عمل هذه القوات كما ظهر خلل العامين الماضيين ،ويبنى اعتراضه على فكرة جوهرية مفادها أن الوجود الكبير لهذه القوات في مناطق الكثافة السكانية يعرضها للهجمات ويكبدها المزيد من الخسائر. ويقترح أصحاب هذا التجاه بديل يعتمد على النسحاب إلى قواعد عسكرية مجهزة تقع بعيدا عن هذه التجمعات ،يفضل أن تكون في مناطق صحراوية ،مع البقاء على قوة ردع سريعة الحركة قادرة على الوصول إلى أهدافها بحيوية ،والتعامل عسكريا معها بخفة وكفاءة. ويتزعم هذا التجاه العديد من العسكريين الميركيين ومعظم الخبراء والمتخصصين في شؤون المن والدفاع بالمراكز البحثية الميركية الكبيرة، من أمثال الجنرال بيتر شوماخر رئيس أركان القوات البرية وكيث ماينز الضابط السابق في القوات الخاصة الذي كان ممثل لسلطة الحتلل في محافظة النبار بغرب العراق والذي يعمل حاليا دبلوماسيا في وزارة الخارجية ،والميجور ألبري كريستوفر فارهول الذي كان حتى بداية هذا العام يعمل ضمن وحدات الحتياط في العراق قبل أن ينتقل إلى الحقل الكاديمي محلل للشؤون العسكرية". هل نحن أسوا أعداء أنفسنا؟ في منتصف يوليو/تموز من العام الماضي وأمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب قال شوماخر في معرض إقناعه أعضاء اللجنة بأهمية تغيير أسلوب عمل القوات الميركية في العراق "أحيانا تكون الطريقة المثلى والسلوب الذكي للتعامل مع حرب العصابات -التي تدور رحاها في العراق حاليا -هي في حضور عسكري أقل وتركيز أكثر لنقاط
تجمع القوات ومحاولت إخفائها عن العيون ،وهو ما بدأنا نعمل عليه حاليا من خلل آمري الوحدات الموجودين في الميدان". وقد عضد كيث ماينز هذا الرأي وكتب في مقالة نشرها معهد بحوث السياسة الخارجية داعيا إلى أن تتوارى القوات الميركية في العراق عن أعين المقاومة وقال "إن وجود القوات الجنبية يحرض على أعمال العنف وعدم الستقرار". أما ألبري فارهول فقد أبدى موافقته على هذا الرأي ودعا من خلل دراسة تحمل عنوان "الوجود العسكري الميركي في العراق :هل نحن أسوأ أعداء لنفسنا؟" إلى تخفيف الوجود العسكري الميركي المكثف هناك، وإبعاده عن التجمعات السكانية حيث أن ذلك على حد قوله "يستفزها ويؤدي إلى نفور بعض شرائح المجتمع العراقي". وبتحفظ وافق الجنرال مارك هرتلينغ آمر الفرقة المدرعة الولى التي شاركت في احتلل بغداد على الخطوط العريضة " ،،،البقاء مع تغيير أسلوب العمل" لكنه بادر إلى القول "إن هذا السيناريو يميل أكثر إلى اعتبار ما شاهده ماينز في محافظة النبار هو مقياس ينطبق بالضرورة على بقية المحافظات العراقية" ،لكن هرتلينغ أكد عموما على أن عمل القوات الميركية في العراق يتجه بالفعل إلى الخذ بهذا التجاه مستدل على ذلك بقوله "إنه تم تقليص عدد النقاط المامية لتجمع القوات الميركية الواقعة في العاصمة العراقية من 60نقطة عام 2003إلى 8 نقاط نهاية ."2004 وغير بعيد عن ذلك ما قاله الجنرال تشارلز سوناك الذي قاد الفرقة الثانية والثمانين المحمولة جوا في غرب العراق معظم أشهر السنة الماضية إذ قال إنه يؤيد "وضع قوات المن العراقية في المقدمة بينما تتحرك الوحدات الميركية من الخلف" وقال إن هذا السلوب سوف يقلل خسائر القوات الميركية ويعزز من وجودها العسكري في العراق دون مزيد من التضحيات ،ولذلك فقد شدد على ضرورة السراع في برنامج المساعدات الميركية للجيش ولقوات المن وأجهزة الستخبارات العراقية الوليدة، وقد وصف هذا البرنامج بأنه "يسير ببطء شديد مما يحول دون تحويل كل هذه الراء النظرية إلى واقع ملموس على الرض". الغالب إذن على سيناريوهات الوجود العسكري الميركي في العراق هو البقاء مع تغيير أساليب العمل ،وهو ما استخلصه القادة الميدانيون بعد خبرة عامين من وجودهم هناك. أما كل ما يتعلق بزيادة أعداد هذه القوات لترتفع من 138ألفا في الوقت الحالي إلى 150ألفا أو تقليلها لتصبح 70ألفا ،وما يتعلق كذلك بالتوسع في عمليات إعادة النتشار أو حتى حركات الحلل والتبديل مع وحدات يتم استدعاؤها من أماكن أخرى من العالم لتخفيف الضغط النفسي على الجنود الموجودين في العراق فهي كلها أساليب تكتيكية تخدم إستراتيجية البقاء العسكري التي لم يعلن عن تغيرات جوهرية فيها حتى الن. اتساع موجة الرفض بالرغم من العملية السياسية التي يحاول الحتلل إعطائها صفة الحراك الديمقراطي ،وبالرغم من أن قوى عراقية تشارك بها لهدف أو لخر ،إل أن الرفض الشعبي لوجود الحتلل في تنام متزايد ،فمع دخول احتلل
العراق عامه الثالث ،شهد الشارع العراقي موجة عارمة من التظاهرات التي غالبا ما جمعت غالبية ألوان الطيف العراقي ،المطالبة برحيل الحتلل ،كما شهد السجال بين الحتلل وبين المقاومة المسلحة ،تصاعدا واضحا أيضا ،تمثل ليس فقط بزيادة حجم العمليات المقاومة ،وإنما بنوعية هذه العمليات ،ورغم التعتيم العلمي ،والحصار المفروض على وكالت النباء والصحفيين ،فان أنباء ذا مصداقية ،تحدثت عن استخدام المقاومة لساليب جديدة وكبيرة ،كما حدث في الهجوم الكبير على منطقة أبو غريب ،وكما حدث على مناطق أخرى ،مع استخدام وسائل قتالية ذا مفعول كبير مثل القصف الصاروخي وبأجهزة ل يمكن إخفائها مثل راجمات الصواريخ ،حيث يدلل هذا الستخدام ،بان هناك إمكانية لحرية الحركة والتنقل ،بعد انكفاء جيش الحتلل إلى الثكنات ،كما هو الحال مع غالبية الجيوش التي تشارك من دول أخرى ،ونسبة كبيرة من الجيش المريكي ،خاصة في المناطق التي تمثل لهم"مثلث الموت" ،أو ما يدعونها "طائفيا" بمناطق السنة. ل تدعي معظم القوى السياسية في العراق تأييدها للحتلل ،وكثير منها يتحدث عن ضرورة خروج القوات الجنبية من البلد الن أو في المستقبل، لكن هذه الرادة العلنية ل تخفي حقيقة أن العامين الماضيين منذ الغزو شهدا تعاطي قوى سياسية عديدة مع الحتلل ولسيما من خلل المشاركة في عملية سياسية قام برسمها بمساهمة عراقيين ،وفي التجاه الخر يمكن أن نلحظ قوى أخرى اتسعت بانتظام تعاملت مع الغزو ونتائجه برفض واضح شمل مقاطعة العملية السياسية بما في ذلك المشاركة في السلطة أو في النتخابات العامة التي أجريت في الثلثين من يناير الماضي بسبب ما تصفه بعدم شرعية الحتلل أو الخطوات السياسية التي تجري في وجوده التي لن تخدم في النهاية غير مصالحه. وفي كل الحوال ،فان الحتلل راحل في نهاية المر ،وأيضا ،فهو لن يستطيع البقاء متعايشا مع خسائره اليومية ،ومع تنامي رفض الشارع المريكي للبقاء في العراق ،وهذه ليست أحجية ،فقراءة مشهد بحجم المشهد العراقي ،تخضع دائما لمتغيرات تمليها معطيات محلية وإقليمية وعالمية ،فالمر ل يتعلق باحتلل دولة هامشية ،وإنما باحتلل دولة مفصلية في المشاريع المريكية للمنطقة ،وهي مفصلية في انعكاس المعطيات سلبا أو إيجابا ،وربما تساهم في الحلم المبراطوري المريكي الجديد ،أو تقوم بدفنه إلى البد.
المخططات المريكية للعراق :نماذج غير قابلة للتطبيق عملية" مصارعة الثيران التي انتهت على أبواب القائم ،إلى عملية " البرق" ،وكلتاهما من فعل الحتلل المريكي للعراق ،يقابلها ازدياد العمليات العسكرية التي استهدفت أفراد الشرطة والجيش العراقي ،حيث الخسائر العالية ،إضافة إلى استهداف الدوريات المريكية وسقوط العداد الكبيرة من الجنود المريكيين ،مع ملحظة هامة ونوعية ،تتعلق باستهداف خطوط التموين والمداد المريكية ،حيث سجلت الخسائر ،مقتل العشرات من سائقي الشاحنات العاملة لصالح القوات المريكية إضافة إلى تدمير تلك الشاحنات. الخطط المريكية التي استهدفت تقليل الخسائر المريكية بزج هذا العدد الكبير من قوات الجيش العراقي إلى الواجهة ،لم تفلح في إسكات الصوات المتصاعدة حتى داخل مؤسسات الدارة المريكية الرسمية، للمطالبة بالنسحاب من العراق ،أو جدولة هذا النسحاب على القل في الوقت الراهن ،ل بل ان النباء تحدثت عن محاولت أمريكية لعادة إحياء طلب قديم يتعلق بمشاركة عربية في ما يقال أنها لحفظ السلم وتحقيق الستقرار ،في وقت ل تجد فيه تجاوبا في هذه المسالة حتى مع بعض الذين ما زالت تعتبرهم حلفائها في المنطقة. العمليات العسكرية توسعت بحيث لم تعد هناك منطقة عراقية بمنأى عنها ،فيما عادت جبهات قديمة للواجهة مثل الفالوجة والرمادي وغيرها، إضافة إلى التوسع بالمواجهات في الشمال العراقي. في مواجهة الرئيس منذ ذهاب الدارة المريكية باتجاه غزو العراق ،لم يواجه الرئيس المريكي معارضة كما يحدث في العام الثاني من وليته الثانية ،سواء على الصعيد الرسمي ،أو على الصعيد الشعبي ،وبعيدا عن استطلعات الرأي العام المريكي الذي تراجع تأييده بنسبة كبيرة بما يخص بقاء القوات المريكية في العراق ،طالبت مجموعة من أعضاء مجلس النواب الميركي تضم ديمقراطيين وجمهوريين ،الرئيس الميركي جورج بوش بالشروع في سحب القوات الميركية من العراق بدءا من أكتوبر/تشرين الول .2006 وتعتبر هذه المرة الولى التي يقدم فيها ديمقراطيون وجمهوريون مشروع قانون مشتركا بشأن التواجد الميركي في العراق ,رغم أن أغلبية ديمقراطية وستة من الجمهوريين رفضوا عام 2002إرسال قوات إلى العراق ,لكنهم لم ينسقوا أبدا من أجل مشروع قرار يدعو إلى عودتها. المفارقة التي قيل بأنها صدمت الرئيس بوش ،كانت حين علم ان من بين مقدمي المشروع ،الجمهوري وولتر جونس من نورث كارولينا ،الذي كان أحد أكبر المؤيدين للحرب على العراق ،هذا السيناتور وبعد أن كان من أكبر مناصري الحرب ،تراجع جونس ليقول إن أسلحة الدمار الشامل التي
برر بها البيت البيض الجتياح ل وجود لها ,معتبرا أن واشنطن قامت بما تستطيع القيام به في العراق ,وأنه أزف وقت الرحيل. غير أن الدارة الميركية تصر على أن سحب القوات الميركية في الوقت الراهن سيقوي شوكة المقاومة العراقية ,معتبرة أن قوات المن العراقية ما زالت في حاجة للمزيد من الدعم لتنفيذ عملياتها ،هذا الكلم ،تتبناه وزارة الدفاع "البنتاغون" ،ويردده الوزير رامسفيلد ،بالرغم من ان عسكريين في وزارته ،يرون ان الستمرار ضمن هذه الحالة ،سيقود الجيش المريكي إلى حالة كارثية. مشروع القرار المشترك بين النواب الجمهوريين والديمقراطيين ،يأتي في وقت ارتفعت فيه حصيلة القتلى الميركيين في العراق ,وتواصل هذا النزف بحيث لم يعد يمر يوما إل ويسقط معه المزيد من القتلى المريكيين ،حيث تشير الحصيلة الرسمية ،والتي تشكك بها حتى وسائل العلم المريكية ،إلى ان عدد القتلى في صفوف القوات الميركية الشهر الماضي بـ 80قتيل ,وان العدد الجمالي من القتلى الميركيين منذ بدء الحرب وصل إلى .1700 بالمقابل ،أظهر استطلع للرأي أجراه معهد غالوب ونشرته صحيفة يو إس أي توداي قبل بضعة أيام أن %60من الميركيين يؤيدون إما سحبا كامل وإما جزئيا للقوات الميركية في العراق. إنهم ل يريدون الذهاب إلى الحرب!! وزارة الدفاع الميركية ،تواجه صعوبات في اجتذاب المجندين للخدمة في القوات الميركية ،ويعزو الخبراء هذا الوضع إلى تزايد القتلى الميركيين في العراق وتحسن الوضاع القتصادية. يوضح الجنرال مايكل روشيل رئيس قسم التجنيد في وزارة الدفاع أن من بين أسباب تدني القبال على الخدمة نصائح الهل والعائلت والمربين لبنائهم بعدم النخراط في الجيش. يعترف بأن مسؤولي التجنيد في الوليات يواجهون مناخا متوترا لم يشهد مثيل له خلل 33عاما من عمله العسكري. يعرب روشيل عن أسفه لبعض الممارسات التي يتسبب فيها مسؤولو شعب التجنيد في الوليات ،مشيرا إلى أن هناك تحقيقا يجري الن في سبع وقائع تعكس سوء سلوك هؤلء المسؤولين ،لكنه لم يذكر أي مثال من تلك الوقائع ،بالرغم من ان الصحف الميركية كانت قد أشارت إلى انتهاكات قام بها مسؤولو التجنيد ،وتنظر إدارة التجنيد بالبنتاغون في 7500حالة ،منها حادثة وقعت في مدينة هيوستن )تكساس جنوب البلد( حيث ترك أحد المسؤولين رسالة هاتفية لشاب متطوع يهدده فيها إن تخلف عن الموعد الذي حدده له. يشار إلى أن الجيش الميركي ألغى طلبات التجنيد الجباري عام 1973 أواخر الحرب الفيتنامية الميركية ،ومنذ ذلك الوقت وهو يعتمد على المتطوعين ،فيما انه في الحالة العراقية ،اتجه إلى الستعانة بالمرتزقة، الذين ازدهرت التجارة فيهم وبهم ،حيث تعد الشركات التي تجتذبهم إلى العراق بالعشرات. هذه الحالة ،تجد مناخا خصبا لها في وسائل العلم ،حتى خارج الوليات المتحدة ،فجديد ما كشفت عنه الصحافة ،ما جاء عن وثيقة سرية للجيش
الميركي تفيد بتحديد ديسمبر/كانون الول المقبل موعدا لنسحاب القوات الميركية من العراق ،فقد كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" عن وثيقة سرية تم توزيعها على مسؤولين عسكريين أميركيين رفيعي المستوى تفيد بأن الجيش الميركي حدد ديسمبر/كانون الول المقبل موعدا لتسليم المسؤولية المنية للجيش العراقي والوحدات المنية. وقالت الصحيفة إنها المرة الولى التي يتم فيها تحديد موعد زمني لنهاء تولي القوات الميركية السيطرة على ما وصفته بالتمرد في العراق. ويظهر هذا القتراح -كما تقول الصحيفة -أن الجيش الميركي سيبدأ في النسحاب من الحراسة ومن ثم النسحاب التدريجي من البلد ككل. وأشارت ديلي تلغراف إلى أن بريطانيا والوليات المتحدة رفضتا الفصاح عن أي خطة لستراتيجية الخروج خشية تشجيع من أسمتهم المتمردين!! على أن يروا في ذلك فرارا. ونقلت عن ضابط أميركي تأكيده لتوزيع خطة النسحاب ،واصفا إياها بأنها "تخطيط حكيم". هذا من الناحية الرسمية ،لكن صحيفة "ديلي تليجراف" نشرت تقريرا على صفحة كاملة حول مخاوف الباء المريكيين الن من إرسال أبنائهم إلى العراق. بعد عودة النعوش يقول التقرير الذي أعده الصحفي البريطاني "أليك راسل" ،ان موقف الباء المريكيين تغير كثيرا الن عن بداية الحرب خاصة بعد عودة أعداد كبيرة من الجنود المريكيين من العراق في نعوش. في التقرير ،يعرب رينيه وهو أب لحد الجنود المريكيين ،انه الن يخشى من رؤية ابنه ذاهبا إلى العراق ،انه الن يرى الحرب في العراق بصورة مختلفة ،موضحا انه بعد ان كان يراها عادلة ويتمنى ان يذهب ابنه للخدمة العسكرية هناك يراها الن غير مبررة. ويقول كاتب التقرير ،ان رأي رينيه يشاركه فيه آلف الباء من جميع أنحاء الوليات المتحدة. مضيفا :ان موقف الباء هذا هو أهم عائق أمام البنتاجون لسد الفراغ في المواقع العسكرية المختلفة في صفوف القوات المريكية بالعراق. موضحا :ان وزارة الدفاع المريكية أنتجت إعلنات تليفزيونية بلغت قيمتها مليين الدولرات ،شاهد المريكيون أربعة منها خلل السبوع الماضي تحث الباء على تشجيع أبنائهم على النضمام إلى الجيش المريكي. كما ترسل الوزارة أيضا إعلنات عن طريق البريد تحمل نفس المعنى إلى آباء طلب المدارس الثانوية. يقدم البنتاجون الوعود للباء والبناء بدفع 14ألف دولر من المصروفات الجامعية وكذلك الرعاية الصحية المجانية لمن ينضمون إلى الجيش المريكي. المدارس نفسها طلبت من وزارة الدفاع عدم الصرار على عمل دعاية من هذا النوع في المدارس.
تنقل صحيفة نيويورك تايمز المريكية عن إحصاء حديث أجراه البنتاجون، ان 25بالمئة فقط من الباء الن ل يعارضون انضمام أبنائهم إلى الخدمة العسكرية مقارنة بحوالي 42بالمئة في عام .2003 وتقول المهات المريكيات ،انه من الجنون النضمام إلى الجيش والذهاب إلى الموت بالعراق في حرب ل مغزى لها. يختتم التقرير بكلمة تقول :انه يعتقد ان من الخطأ لعب دور شرطي العالم. التقارير هذه ،ترى انعكاساتها على شريك بوش الرئيسي "توني بلير" ،اذ تحذر "ذي إندبندنت" بلير بأن تاريخه سيبقى أسير العراق إثر الدلة الدامغة التي كشف عنها أخيرا عن نيته النضمام إلى الحرب مع الوليات المتحدة قبل شنها بثمانية أشهر. تقول بأن الوثائق التي كشفت عنها الحكومة ،تثبت المغالطات التي كان يصرح بها للعلن وهي أنه يمكن تجنب الحرب إذا ما التزم صدام بقرارات المم المتحدة. تضيف :أن تلك الوثائق تدعم اتهامات معارضي الحرب التي تنطوي على موافقة بلير على إسناد التدخل العسكري الميركي أثناء لقائه مع الرئيس الميركي جورج بوش في أبريل/نيسان ،2002وهي ما سبق أن نفتها الحكومة. يقترب قاض بريطاني من السياق نفسه ،حين يتهم كل من واشنطن ولندن باستغلل الذعر العام من الرهاب لتعديل القانون الدولي ليخدم مصالح الدولتين طبقا للجندة الخاصة بهما. يقول اللورد ستين الذي يعد القدم بين القضاة في بريطانيا وعضو مجلس اللوردات ،ان الوليات المتحدة وبريطانيا تستغلن الهجوم الرهابي الذي وقع بالوليات المتحدة في 11سبتمبر 2001لعادة تشكيل القانون الدولي بحيث يخدم مصالحهما. تساؤلت لم تكن تطرح سابقا تعنون صحيفة "ديلي تلغراف" مقال لها بسؤال مفاده "لماذا لم يودع القائد العسكري وراء القضبان" تقول فيه إن الرجل الذي قاد الجيوش العسكرية البريطانية في العراق توقع أن ينضم إليه بلير والنائب العام غولد سميث في السجن إذا ما خضع لمحاكمة بجرائم الحرب. تنقل الصحيفة عن القائد العسكري لورد بويس قوله "إذا ما ذهبت وجنودي إلى السجن فإن آخرين سينضمون إلينا" ،في إشارة إلى بلير وغيره من الساسة. تقول إن التحليلت بشأن الموقف القانوني تظهر عدم ضرورة الخشية من المحاكمة ،وفق نصيحة النائب العام التي تسربت حديثا ،وتفيد أن المحكمة الجنائية الدولية ل تملك حق محاكمة جرائم العدوان ،لذلك فإنها ل تنظر في قضية حول قانونية العمل العسكري. يفضح الصحفي سيمور هيرش الحائز على جائزة بوليتزر -بعد فضحه لمذبحة قرية ماي لي التي قامت بها القوات المريكية في فيتنام والتي راح ضحيتها أكثر من 530من نساء وأطفال وشيوخ أبرياء ،ومن بعدها في العام الماضي فضح جرائم الحرب التي قامت بها القوات المريكية
وعملئها في سجن أبو غريب ،يفضح الدارة المريكية بقوله ،أن العراق متوجه نحو حرب أهلية مفتوحة تخطط لها إدارة بوش المجرمة. في مؤتمر في جامعة إيلينوي ) (10/5/2005يتحدث عن الفضائح المريكية في العراق خصوصا في سجن أبو غريب وعن عصابة بوش وأكاذيبها الملفقة التي طرحتها قبل وبعد الحرب لتبرير جرائمها اللأخلقية والغير شرعية في عملية غزو العراق واحتلله. يشرح كيف ان الوليات المتحدة تدعم مجموعة عسكرية تم الحديث عنها في قسم المجلة في النيويورك تايمز قبل أسبوع تحت عنوان"سيلفدرزة العراق" )نسبة إلى حرب السلفادور الهلية التي أشعلها نيجروبونتي في ذلك البلد المريكي . أحد القادة المريكان الذي كان يورط ويدعم ويساعد فرق الصياد-القاتل السيلفادورية قبل عقدين ،مسؤولية ،هو مستشار لهذه المجموعة --هذه مجموعة التي ،في قصة النيويورك تايمز ،ارتكبت انتهاكات هامة لتفاقية جنيف ،وهي تقريبا مدحت بواسطتها. جون نيجروبونتي كان السفير المريكي – بالطبع ،هو الن رئيس الستخبارات الوطنية – سابقا ،في أوائل الثمانينات ،كان سفيرا إلى هندوراس ،أرضية المسرح لحرب عصابات الكونترا ،هناك ربط بين الناس التي جلبت الن من الذين عملوا في السيلفادور ،قبل عقدين ،وعملهم مع المجاميع الشبه عسكرية الن في العراق؟ فريق"الصياد القاتل" هذا هو عمله الن كرئيس الستخبارات ،وأعتقد أن الذي عمله من ناحية العمليات السرية ،أجهزة وفرق إغتيالت سرية ،فريق صياد-قاتل ،ذلك الذي عندنا الن ،نحن نهبط – الفكرة هي ،أعتقد أنها شريرة بطريقة ما، حقا ،الشيئ الذي عمله ،إن الفكرة الن في العراق ،الهدف الذي يمتلكونه الن هو أنهم يريدون دخول المدن الرئيسية المختلفة في الوسط السني ،المحافظات الربعة في العراق ،والتي يسكن فيها %40من نفوس العراق ،حول بغداد .الفكرة هو احتلل المدن الرئيسية .إحتلوا الفلوجة ،والن يحاولون إحتلل مدن اخرى ،إسقاطها ،جعل الناس القاطنة في قلب الراضي السنية خائفين من المخابرات المريكية/العراقية أكثر من خوفهم من المقاومة ،هذه هي الفكرة ،وأبي زيد ،وهكذا أخبرت، جعلها واضحة بأنه يعتقد أن بإمكانه ،خلل سنة واحدة ،بإمكانه إسقاط أربعة أو خمسة من المعاقل الرئيسية ،وأعتقد أن الخطة هي الذهاب من الرمادي الى مدينة رئيسية أخرى يسكنها 400000-300000نسمة والبدأ بنفس النوع من العمليات ،سوف لن يكون هناك صحفيين )ملزميين( مع القوات المحاربة ،فقط في مناسبات نادرة ،نحن لسنا هناك مثل ما كنا عليه في الفلوجة ،في الحقيقة نحن ل نعلم عن ما يجري في أماكن اخرى يبدو أنها مثل جحيم مقدسة هناك ،لكننا ل نعرف ،وأعتقد أنها خطة اللعبة، هي نوع من خطة لعبة يائسة ،من الواضح ،سوف لن يكتب لها النجاح، محتلون ،إرهاب ،وهذه التقنيات ل تعمل. الهروب إلى مشاريع أخرى ل ترحب الدارة المريكية بما يطلب منها ،وهي تغرق بكل غطرستها في المستنقع العراقي ،لكنها في نفس الوقت ،تفتش عن حلول أخرى ،حلول
غبية ربما ،لكنها تأمل ان تؤدي إلى انفراج في أزمتها ،وان تساهم في إيجاد حلول لها. تلجا إلى أهل الدراسة والفكر ،الذين عادة ما تكون أفكارهم خارج إطار الصراع الميداني بتفاصيله المعقدة ،يقترح تقرير جديد وضعه أكاديمي أمريكي تقسيم العراق إلى خمس أو ست وليات اتحادية تخضع لحكومة وطنية واحدة ،يزعم ان اقتراحه يهدف لمنح العراقيين حرية أكبر في إدارة شؤونهم. يقول التقرير الذي وضعه باحث في المجلس المريكي للعلقات الخارجية وهو مركز بحث مستقل ،ان التقسيم يجب أن يقوم على أساس جغرافي ل عرقي وان بغداد لبد أن تكون من بين تلك الوليات. التقرير يحمل عنوان " ،تقاسم السلطة في العراق" وهو تحليل من 50 صفحة كتبه ديفيد فيليبس الخبير في شؤون الشرق الوسط والعراق " يقول فيه :كانت النتخابات العراقية في 30يناير 2005حدا فاصل في تاريخ البلد ،ولكن الديمقراطية تتعلق بما هو أكثر من مجرد النتخابات". إنها تتعلق بتوزيع السلطة السياسية عبر المؤسسات ..والقوانين التي تضمن الحكم القابل للمحاسبة"" ..في العراق الجديد لبد أن تسيطر الوليات العراقية التحادية على كل الشؤون غير المنوطة صراحة بالحكومة التحادية". ويقترح فيليبس وهو مستشار سابق للحكومة المريكية تشكيل وليتين أو ثلثا من تسع محافظات بجنوب ووسط البلد ،حيث يتركز السكان الشيعة وتشكيل ولية أخرى من أربع محافظات بوسط وغرب العراق التي يغلب عليها السنة ،كما تشكل ولية أخرى من المحافظات الثلث في شمال غرب العراق التي تسكنها أغلبية من الكراد إلى جانب ولية مستقلة لبغداد. يضيف" :تمشيا مع مبدأ اللمركزية ،لبد أن تكون للولية العراقية التحادية والسلطات المحلية القدرة على إقرار القوانين التي تتوافق مع العادات المحلية" ،من المقرر ترجمة تقريره إلى اللغة العربية وتوزيعه على الحكومة العراقية والجمعية الوطنية قريبا". التقرير الجديد ،لم يكن جديدا بكل معنى الكلمة ،فقد سبق وان طرح اقتراح بتقسيم العراق إلى وليات ،ولكن هذا القتراح أثار تساؤلت بشأن الفصل العرقي والطائفي وترك قضية كيفية توزيع ثروة النفط في البلد معلقة. توزيع السلطة ،وماذا بشان الثروة؟ يوجد في العراق أكبر ثالث احتياطي للنفط في العالم ،ولكن النتاج يتركز في أقصى الجنوب وحول مدينة كركوك بشمال البلد ،والتي يطالب بالسيطرة عليها كل من العرب والكراد والتركمان ،ول توجد في وسط البلد موارد طبيعية أو نفطية. رد فعل زعماء العراق ،كان فاترا إزاء اقتراحات سابقة بإقامة كيان اتحادي ،كما أن الزعماء العرب ل يرغبون في منح الكراد الذين تمتعوا بقدر كبير من الحكم الذاتي في المنطقة الشمالية لمدة أكثر من عشر سنوات قدرا من الستقلل أكبر مما يتمتعون به بالفعل.
يقترح فيليبس أن تحتفظ الحكومة الوطنية بجزء من عائدات النفط لعملياتها ،ولكن لبد من تحقيق التوازن بين الوليات التحادية على أساس السكان كما يقول "ان الحكومة الوطنية لبد أن تتولى مسؤولية الشؤون الخارجية والتجارة الخارجية والرقابة على الحدود والجمارك والضرائب والسياسة النقدية وإصدار العملة وتنمية البنية الساسية والقوات المسلحة. يتابع" :حتى يحدث هذا لبد من اتخاذ قرارات صعبة ..يتعين على العرب من الشيعة أن يتخلوا عن مطالب بجعل الشريعة مصدر التشريع الوحيد!! ولبد أن يقبل العرب من السنة أن التحكم في المؤسسات العراقية لم يعد في أيديهم". ولبد أن يتخلى الكراد العراقيون عن حلم الستقلل وسيطرتهم دون غيرهم على كركوك ،ولبد أن يدرك التركمان والكلدانيون والشوريون العراقيون أنهم يعيشون في وليات عراقية اتحادية يمثل فيها العرب والكراد الغلبية". المقترح هذا أيضا ل ينظر إليه بشكل جدي ،فيما يستمر التخبط المريكي دون أي أفق لحل منظور. تطرح المسالة الفيدرالية ،لكن الموقف المريكي تجاه المسألة الفيدرالية ،الذي بدا متجاوبا مع التطلعات الكردية قبل وأثناء الحرب على العراق ،تغيرت لغته وغدا أكثر ضبابية بعد سقوط بغداد ،فقد تحاشى الحاكم الميركي المؤقت السابق للعراق جي غارنر الجابة بصيغة واضحة على أسئلة كثيرة طرحت عليه في مؤتمرات صحفية حول الفيدرالية، وكانت إجاباته تدور حول فكرة واحدة " النظام العراقي الجديد سيكون له رئيس واحد وجيش واحد وحكومة واحدة تمثل كل الشعب العراقي". وقد فسرت التصريحات في حينها ،أنها تراجعا عن الوعد بإقامة نظام فيدرالي إكراما للكراد فالجانب الميركي ل يريد أن يفتح على نفسه أبواب استقلل الشعوب ذات القوميات الخاصة ،إذ سيواجه أزمة المصداقية تجاه قضايا عديدة مماثلة في روسيا والصين والهند وتركيا. كما أن العلقة الستراتيجية الميركية مع تركيا تبقى هي الراجحة على العلقة مع الكراد في حسابات المصالح النية والمستقبلية ،وهو ما عبر عنه أكثر من مسئول كردي في أحاديث غير مسجلة ،من أن الوليات المتحدة لن تضحي بعلقتها بأنقرة من أجل عيون الكراد ،ويستحضر القادة الكراد سجل الخذلن الميركي للكراد على مدى أكثر من نصف قرن ،ول يستبعدون تكراره في المرحلة الراهنة ،ومع ذلك ،ل زالوا يتمسكون بحلم الدولة ،وربما كانت احتفالت تنصيب البرزاني رئيسا لقليم كردستان ،الطريق إلى هذا الحلم ،وهو حدث طغت عليه أصوات القذائف ،فهل حقا يشكل هذا الحدث بداية التقسيم أو تمرير مشاريع تقترب منه؟ العراق في المشروع الكردي كان البرلمان الكردي الذي يضم أعضاء الحزبين ) التحاد والحزب( قد أقر في 2002-11-8مشروعي قانوني الفيدرالية لـ "القليم الكردي" ودستور العراق الفيدرالي اللذان قدماهما الحزبان ،ويقسم مشروع القانون العراق
إلى منطقتين كردية وأخرى عربية ،وتلمح مواده إلى أن الطرح الفيدرالي يقوم على أساس الستقلل شبه التام للمنطقة الكردية شمال العراق ،مع تعيين مدينة كركوك عاصمة للقليم ".وهذا يفسر لماذا يتعرض العرب والقليات الخرى في كركوك للضطهاد وللتطهير العرقي"، وتوحي مواد القانونين بأن المطروح هو أقرب إلى الكونفيدرالية منها إلى الفيدرالية ،إذ تنص المواد على أن لقليم كردستان علما خاصا به ،وهو علم جمهورية مهاباد -وهي الدولة الكردية المستقلة الوحيدة في تاريخ الكراد ولم تدم طويل -وشعارا ونشيدا خاصين ،بل يستطرد المشروع إن لهذا القليم قوات مسلحة دفاعية خاصة به ،وهو ما ل ينطبق على الدول التحادية الفيدرالية ،وبالمناسبة ،العلم العراقي لم يرفع أثناء عملية التنصيب ،بالرغم من وجود مسؤولين من الحكومة العراقية". لكن التطلع الكردي لتأسيس الكيان الخاص من خلل الطرح الفيدرالي يصطدم بعقبات كثيرة ،إقليمية في الساس ،وعراقية داخلية بالدرجة الثانية ،فعلى المستوى القليمي ،يعني تمتع الكراد بفيدرالية وكيان شبه مستقل تجاوزا لخطوط حمراء كثيرة رسمتها دول الجوار ذات العلقة بالمسألة الكردية وهي تركيا بالدرجة الولى ثم إيران وسوريا. مع هذه الخطوط الحمراء ،لتكون واضحة لكل ذي وكانت ول تزال تركيا تل ّ بصيرة ،بأن الكيان الكردي الخاص في العراق يعني تدخل عسكريا من طرفها ،فالمعادلة في نظرها بسيطة ول تحتاج إلى كثير جدل ،لن الفيدرالية الكردية في العراق ستثير شهية أكراد تركيا بتحقيق كيان مماثل ،وهي حالة تثير التعقيد والحساسية بالنسبة للحكومة التركية، والتخوف ذاته يتردد صداه في طهران ودمشق تجاه القليات الكردية وان بنسب مختلفة. العراق ل ينقسم إلى قوميتين كردية وعربية حتى تحل المسألة بخط سياسي يرسم بين مناطق الكراد شماله والعرب في الجنوب منه ،فهناك أقليات عرقية متعددة مثل التركمان والثوريين والكلدان والسريان والرمن وغيرهم. الكراد والقليات الخرى وإذا كانت القومية الكردية أكبر من غيرها من القليات الثانوية ،فإنه بمنطق العدد ل تقارن القومية الكردية بالعربية ،فالكراد ل يشكلون أكثر من %15من سكان العراق. تشغل مدينة كركوك جزءا كبيرا من تطلعات وآمال الكراد المستقبلية، ويضفون عليها قدرا كبيرا من القداسة ،ويعتبرونها رمزا للكيان الكردي ،إذ يشدد البرزاني على أن الكراد لن يساوموا على الهوية "الكردستانية" لكركوك ،وأنهم سيستردون المدينة في أي لحظة يستطيعون استردادها، هذا الصرار على اعتبار كركوك عاصمة الكيان الكردي المستقبلي ،فيه قدر كبير من الستفزاز للتراك أول ،ولعرب العراق ثانيا ،فتركيا تتذرع بالدفاع عن حقوق القلية التركمانية ،التي تدعي أنها تشكل أغلبية سكان المدينة ،للعب دور ما في السيطرة على مقدرات هذه المدينة الغنية بالنفط ،فحقل كركوك النفطي هو أول حقل عراقي اكتشف في العشرينيات من قبل شركة نفط العراق.
كما أنه أكبر حقل حتى الن ،باحتياطي يبلغ 11مليار برميل ،أي أكثر من مجموع الحتياطيات النفطية في مصر وسوريا وقطر ،وتثير هذه الهمية القتصادية الستراتيجية لكركوك مخاوف العرب من السيطرة الكردية على المدينة وهو ما سيزيد من نفور عرب العراق من مشروع الفيدرالية بصيغته الكردية المطروحة. الصراع الكردي -الكردي التحدي الحقيقي الذي يواجهه تأسيس كيان سياسي كردي له خصوصيته، ل ينبغ من الشمال الكردي أو الجنوب العربي العراقي ،بقدر ما تفرضه العلقة الكردية -الكردية ،التي اتسمت بالصراع الدموي بين الفصيلين الكبيرين التحاد الوطني والحزب الديمقراطي ،وقدرة الزعيمين وقيادات الحزبين على تجاوز ارث الصراع الطويل بينهما لتشكيل ادارة موحدة منسجمة لقليم كردستان بمجموعه ،ام سيتم البقاء على التقسيم الطولي للقليم بين ادارتين ) او حكومتين( منفصلتين لمدينتي السليمانية منذ عام ،1991واربيل وما اذا سيُحتفظ ببرلمان واحد للمنطقتين ،ام ستكتمل الفرقة والنفصال الداخلي بتأسيس برلمان لكل منطقة. فقد اقتتل الحزبان الكبيران في سنة ،1994ثم تجدد في 1995ثم 1996 وفي ،1991فأصبحت كردستان بعد ذلك ساحة ملئمة لصراع مشاريع الدول القليمية في المنطقة ،سواء مشاريع ظاهرة باسم السلم بين الطرفين ،أو مشاريع في الخفاء لديمومة الصراع الكردي الكردي. ويعد أهم هذه المشاريع كان المشروع المريكي ،ثم التركي ،فاليراني، فكانت اتفاقيات عدة بين الطرفين منها اتفاق دروكيدا ،واتفاق طهران، واتفاق أنقرة ،وأخيرا كانت اتفاقات واشنطن في أيلول ،1998الذي بموجبه تم وقف الحرب بينهما ،واستأنف البرلمان الموحد ،الذي كان تأسس عام 1992وتعطل عام ،1996عمله في اكتوبر ،2001وهو البقعة السياسية المشتركة الوحيدة التي تجمع الطرفين الكرديين ،والتحدي الذي يواجه زعيمي الحزبين ،هو في توسيع هذه البقعة إلى حدودها القصوى ،أو تلشيها بفعل الرغبة في النتصار لرث الصراع التاريخي ،ول يمكن حسم المعركة مع الطراف الخارجية ما دامت العلقة الداخلية مبهمة ومفتوحة على احتمالت غير مطمئنة. في أعقاب حرب الخليج زالت سيطرة بغداد عن المنطقة الشمالية التي تقع فوق ما يسمى بخط العرض ،36وهو في الحقيقة خط متعرج تم تحديده من قبل الوليات المتحدة وبريطانيا بشكل يضم مناطق كردية تحت هذا الخط بكثير مثل السليمانية وكفري ،أي كان الغرض آنذاك هو رسم المنطقة التي تقطنها كثافة سكانية كردية. ومنذ ذلك الحين انفردت الحزاب الكردية وخاصة حزبا الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني ،والتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلل الطالباني بإدارة المنطقة الشمالية ،وثارت بينهما منافسة حادة على تقاسم السلطة ووقعت حروب دموية بينهما أدت إلى مصرع الكثيرين من الطرفين وانقسام الشمال إلى منطقتي نفوذ بينهما ،ولم تضع هذه الحرب أوزارها إل بتدخل جدي من الدارة الميركية التي قامت باستدعاء الزعيمين إلى واشنطن وأجبرتهما على التفاهم تمهيدا لمخططات مستقبلية ،وتوصل الحزبان الكرديان إلى اتفاق لتوحيد
النشاطات وإعداد دستور فدرالي للمنطقة ،وفي النهاية انعقد البرلمان الكردي في الرابع من أكتوبر الماضي في مدينة أربيل ،ثم تم التفاق على زعامة البرزاني للمنطقة بعد تولي الطالباني رئاسة الجمهورية العراقية. النموذج غير القابل للتطبيق ما حدث في الشمال العراقي غير قابل للتطبيق ،والمشاريع التي تطرح هنا وهناك ،تندرج في معظمها في خانة البحث عن حلول للمأزق المريكي ،والمر لم يطول ،فالتحرك الكردي الخير ،والذي يؤسس لتصعيد الحملة ضد كل ما هو غير كردي في كركوك ،سيفتح جبهة جديدة ل يعرف إلى أي اتجاه ستؤدي ،لكنها بالقطع ليست لصالح المخططات المريكية ل في العراق ،ول في المنطقة التي تتفرج على السقوط المريكي القادم..
خفايا وأسرار الغزو المريكي للعراق يؤسفنا القول ان خبرا مهما منذ غزو بوش البن وتابعه بلير للعراق يتم تقديمه في الصحافة من قبل بعض الصحافيين السذج بنفس الصياغة التي وضعها له البيت البيض دون وضعه في إطاره الصحيح والمناسب ،هكذا يفتتح الكاتب وليم اولتمان مقالته هذه ،التي ترجمها واعدها الستاذ نديم علوي ،ونشرت على موقع البصرة نت:
مثل :فأن جريدة الفينانشيال تايمز نشرت الخبر بأحرف عريضة على صفحتها الولى بعنوان كبير ” , .”Baker to seek Iraq debt dealبينما لم تجد جريدة ) NRCجريدة هولندية كبيرة( مكانا أفضل لخبر مهم كخبر إرسال بوش لجيمس بيكر المفاجئ إلى العراق غير الصفحة الخامسة ولتدسه بصورة عرضية في طيات خبر حول تشكيل محكمة لمحاكمة القادة العراقيين ,وهي محكمة كناغر على النمط المريكي هدفها التخلص من العداء بمسرحية سمجة ومعروفة بطلتها ماما عدالة ! أن دخول بيكر إلى الحلبة وبهذه الطريقة جاء ليميط اللثام عن الكثير مما هو مخفي ,وليوضح أخيرا حقيقة أسباب الغزو المريكي للعراق. يا ترى ما السبب الذي يجعل من خبر إرسال بيكر إلى العراق مثيرا وعلى هذه القدر من الهمية؟ ليس بخاف من ان جيمس هو العراب القذر لعائلة بوش ,صحيح انه لم ينجح في تحقيق فوز لبوش الب بولية رئاسية ثانية ولكن عندما وصلت مقادير البن " الحبوب" إلى حافة الحضيض في فلوريدا تم الستعانة بيبكر ,وباشر حال وصوله بالتقطيع في جسد أل غور إلى أن أعترف الخير في 13ديسمبر عام 2000بهزيمته رغم كونه الفائز الحقيقي في النتخابات وبفارق 300,000صوت ! وزير الخارجية السبق وارن كريستوفر ) حليف آل جور( لم يكن محصنا بما فيه الكفاية ضد العنف المعنوي الذي مارسه المحامي الماكر القادم من هيوستن )ويقصد حيمس بيكرـ المترجم ( في الحملة من أجل فوز بوش البن. أن يقرر بوش إرسال بيكر إلى بغداد في اللحظة الخيرة يعني بمنتهى البساطة ان العائلة في وضع حرج ومتأزم للغاية . الرسالة الرسمية الموجهة للجميع تتلخص في ان بيكر سيريكم كيف ان أمريكا تعمل كل ما بوسعها من أجل مساعدة العراق في ترتيب ديونه التي بلغت ما يربو على 123مليار دولر. أما الرسالة الموجهة للعراقيين فهي بهذا الشكل :انظروا أيها العراقيون كيف ان صديقكم بوش يعمل كل ما بوسعه من أجلكم و ها هو يستعين برجل مهماته الخاصة من أجل مساعدتكم في ساعة الضيق التي تمرون بها. أما ما هي الدوافع و السباب الحقيقية ) وهي مثيرة حقا( التي تكمن وراء الستعانة ببيكر في هذه اللحظة بالذات فهو بالضبط ما لم توضحه ل الفينانشيال تايمز و ل ال NRCوذلك بإغفالهم ذكر السم Carlyleعندما دار الحديث عن تكليف بيكر بمهمة قذرة لمساعده العائلة بوش بغرض تسوية المور بسرعة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. في عام 1987وفي فندق Carlyleفي مانهاتن في نيويورك تم تأسيس أهم وأخطر شركة خاصة في العالم تحت أسم مجموعة , Carlyleوقد بلغ عدد مكاتب الشركة في عام 2003اكثر من 20مكتب بأرصدة تقدر بمليارات الدولرات في أكثر من 55دولة . تتخصص مجموعة Carlyleفي الساس بالنفط والحرب ) عقود وزارة الدفاع( . ولنتفحص الن أسماء المساهمين في هذه المجموعة:
1ـ بوش الب. 2ـ بوش البن. 3ـ رئيس الوزراء البريطاني السبق جون ميجر. 4ـ دونالد رامسفيلد. 5ـ كولين باول. 6ـ بول ولفوفيتز. 7ـ مجموعة من المراء السعوديين ) بظمنهم أعضاء من عائلة بن لدن(. 8ـ وزراء دفاع سابقين :كاسبر واينبرغر وفرانك كارلوشي çـ جورج سورس باختصار فأن حكومة بوش البن تتكون في قسمها الكبر من أفندية . Carlyle وما على المتشوق لمعرفة المزيد عن هذه المجموعة العمياء التي تتحرك فوق أكوام من الجثث إل أن يطلع على كتاب “”The Iron Triangle لمؤلفيه ). .(Dan Briody, John Wiley, New Jersey, 2003 قلة هم الكتاب أو الصحفيون الذين يجرِئون على تسمية هؤلء اللصوص الوغاد بأسمائهم الحقيقية .وسأعود لحقا للحديث عن هذا الموضوع بالتفصيل. التطور المهم هو ما كشفته نيويورك تايمز في 2001في حديث لـ تشارلز لويس مدير مركز النزاهة العامة ولنستمع لما قاله: )تتعامل مجموعة Carlyleمع حكومة بوش الحالية كما تتعامل مع البنت المدللة ,للحد الذي يسمح لبوش الب في التحايل وتوظيف السهم الخاصة في مشاريع مختلفة مستغل وجود أبنه في السلطة ,بكلمات أخرى فأن بوش البن سيجني ثروة هائلة في المستقبل من خلل القرارات التي ستتخذها حكومته في دعمها للستثمارات الواسعة النتشار التي يديرها ويشرف عليها والده ,الرئيس السبق .من العسير على المواطن المريكي البسيط أن يفهم ما يجري بالضبط ,أما بالنسبة لي )تشارلز لويس( فأن ما يحدث مخزي بكل معنى الكلمة( اما لماذا أطلقت لفظ سذج على بعض الصحافيين الهولنديين المعروفين فيعود إلى ما يمارسه هؤلء كإمطار قرائهم في أغلب الحيان بإخبار مختلفة ومهمة مثل ) بيكر إلى بغداد( دون أن يجهدوا أنفسهم بوضع هذه الخبار ضمن سياقها الصحيح والمناسب ,وهذا مرده ليس للجهل بهذه المور فحسب بل وجهل أيضا في كيفية وضعها في الطار اللئق بها. أصبحت عملية غزو العراق والطاحة بصدام منذ 11سبتمبر هدفا محوريا وقضية منتهية بالنسبة لبوش .هذه الفكرة ُزرعت في رأس بوش من قبل أريل شارون الذي لم يخف عزمه على الثأر من العراق بسبب من صواريخ سكود التي دكت إسرائيل في عام 1991حين أرسل بوش الب إثنائها بيكر الى إسرائيل لحثها على عدم الرد على الهجوم العراقي . الحادي عشر من سبتمبر كان لحظة الثأر المناسبة من العراق بالنسبة لسرائيل ,والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل كان لسرائيل دور في عملية الطيارين السعوديين النتحاريين المنسوبة لبن لدن؟ كل المعطيات تشير إلى ان إسرائيل الشارونية هي أول المستفيدين من حرب ضد ما يسمى بالرهاب بقيادة رئيس مغامر غبي وجاهل يتربع على
سدة البيت البيض وخاصة إذا كانت هذه الحرب موجهة ضد المسلمين في العراق مثلما تفعل إسرائيل بحربها ضد المسلمين في فلسطين , ومعروف ان بوش بدأ حملة شرسة وبعد أحداث سبتمبر مباشرة لتحميل صدام مسؤولية ما حدث ولحد اللحظة فان سبعة من كل عشرة أمريكيين يعتقدون بان صدام هو المسبب لحداث سبتمبر ولك على ضوء ذلك ان تتخيل مدى حجم سفالة بارونات العلم المهيمنين على وسائل العلم والصحافة المريكية ! أمريكا لم تكن آنذاك جاهزة لشن حرب على بغداد ,لذا تقرر البدء أول بسحق أفغانستان والتخلص من أسامة بن لدن ,وكلنا يتذكر كيف نجح بوش في تأسيس حلف مساند له في ذلك الوقت .وكنا نحن الهولنديين كالعادة في مقدمة من تقافزوا لنجدة وإسعاف واشنطن في كابول! وبينما كانت الحرب مستعرة ضد أفغانستان كان العمل يجري على قدم وساق للتحضير لعدوان على العراق .وتقارير المخابرات تنهمر كالمطر , تلك التقارير المزعومة التي لم يسمح لحد بالطلع عليها تحت ذرائع السرية والخطر على المن القومي ! وقد رأينا كيف ظهر كولين باول في مجلس المن ليقٍرأ علينا "بوجه حديدي" مقاطع من بحث مدرسي كتبه أحد الطلب وكأنه يعلن لول مرة أكبر وأخطر سر عرفته البشرية! وفي لندن كان على مفتش السلحة دافيد كيلي ان يَقدم على عملية انتحار مأساوية لن الولوية الولى هي تجنيب بوش وبلير الفضيحة و التستر على كذبهم وتضليلهم بخصوص أسلحة صدام السرية. باختصار فأن قرار غزو العراق كان قد أتخذ في عام 2001ونُفذ في عام 2003بدون دعم المم المتحدة أو موافقة المجتمع الدولي .لن بوش وبلير فشلوا في بيع أكاذيبهم المفبركة على الصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا لشن حرب ضد العراق بعد حربهم التجريبية ضد أفغانستان. ولكن صدام بقي يمثل أهمية قصوى لمجموعة Carlyleالتي أنشأت في عام 1987وشكلت مثلثا حديديا “ ”Iron Triangleأطرافه الحكومة المريكية وعالم رجال العمال والمجمع الصناعي العسكري . وكم حذر الرئيس أيزنهاور من الخطر الجهنمي الذي سيتهدد أمريكا والعالم في حالة نشوء مثل هذا المثلث الوحشي الذي أصبح اليوم حقيقة قائمة بفضل جهود قبيلة بوش. بوش الب جلس لمدة 8سنوات إلى جانب رونالد ريغان كنائب للرئيس وبعد ذلك قضى أربعة أعوام في البيت البيض ,والن يجلس ابنه هناك, وحتما سيأتي اليوم الذي ستدخل فيه انتخابات " 2000لفضل المنقذ في ساعات الشدة جيمس بيكر!" كتب التاريخ كانقلب للسيطرة على السلطة مشابه للنقلب الذي بدأ بعملية اغتيال كندي عام " 1963والتي لم تفك طلسمها لحد الن" هذا النقلب الذي فتح الباب على مصراعيه للبنتاغون ليصبح صاحب اليد الطولي في الحرب ضد فيتنام. بابا بوش يجوب العالم عرضا وطول دون توقف بصحبة أشخاص كديفيد روبنشتاين )كبير مدراء (Carlyleيقص عليهم ذكرياته عندما كان في الرئاسة ,وحالما يتوقف بوش عن الكلم ينتقل روبنشتاين للعمل تحت
آمرة بابا بوش لتنفيذ العقود العملقة لصالح Carlyleوفتح البواب أمام المليارات التي ستدخل في حسابات شركتهم . الملياردير اليهودي جورج سورس رأي فرصة في 16سبتمبر عام 1992 للتسبب بأربعاء اسود في لندن فضخ عشرة مليارات دولر في عملية مضاربة مقابل الجنيه السترليني بغرض عرقلة مساعي رئيس الوزراء آنذاك جون ميجر في المحافظة على استقرار العملة البريطانية مما أدى إلى اهتزاز الجنيه وتدهوره ,وهكذا بطريقة " المضاربة " تمكن سورس من التحكم بسوق المال البريطاني لوحده. المضاربة تعني تأجير أسهم أو أموال للمستثمرين ومن ثم بيع الصفقة كاملة من أجل شرائها لحقا عندما تكون قيمتها قد وصلت إلى أدنى المستويات ,ويطلق على هذه الستراتيجية في الوساط المالية أسم التجار القذر “ ”dirty businessبسبب ما يصاحبها من أخطار ومجازفات كبيرة. ولكن سورس خرج من المجازفة منتصرا وربح مبلغ 950مليون دولر في يوم واحد!. وبعد كل الذي حدث يضع سورس يده في يد جون ميجر ويلتحقان معا بمجموعة Carlyleوكأن ما حدث مجرد مزحة! ,وهكذا تسقط العراف دائما عندما يتعلق المر بالمال ,فكل ما عدا ذلك يمكن تجاوزه والصفح عنه وتناسيه ! وقبل فترة قصيرة وبانحراف 180درجة خصص سورس 15مليون دولر بهدف هزيمة بوش ) شريكه في (Carlyleفي النتخابات المقبلة! ل يوجد شيء غريب أبدا في أعراف عصابات .Carlyle تحكم حاشية بوش سيطرتها على شركات Carlyleو Halliburtonو Bechtelوتضمن لها خطوطا مفتوحة مع البنتاغون والمجمع الصناعي العسكري ,هذه الشركات تتقاتل الن في سباق مع الزمن لمص دماء العراق حتى أخر قطرة ,وهناك آخرون يقومون بالشيء نفسه ,فبوش في عجلة من أمره ,لن الحتلل يعاني من مأزق متصاعد والنتخابات الرئاسية على البواب والقتلى من المريكيين تتصاعد أعدادهم بانتظام, وفي كل يوم يمر تتعرض سيطرته على موارد هذا البلد الغني للتآكل وربما تحتم عليه في الفترة القادمة تقاسم الكعكة التي تنعم بها الن Carlyleلوحدها مع الفرنسيين واللمان والروس ,انه يريد وضع نهاية لقوائم القتلى المريكيين في العراق لكي يضمن الفوز بولية رئاسية ثانية. وهذا ما يفسر إرساله لجيمس بيكر الى العراق ,فبيكر " المحامي " ذهب إلى هناك في مهمة عاجلة لبرام العقود الكبيرة سواء في مجال النفط أو الصناعات الحربية لسيما وانه سيعهد للعملء العراقيين بإنشاء جيش جديد وتجهيزه بمعدات أمريكية متطورة و باهظة الثمن ستُدفع أثمانها من صفقات النفط العراقي .ليس ثمة صحيفة واحدة كتبت عن السباب الحقيقية التي تكمن وراء مهمة بيكر في العراق ,شيء مخزي أن يتطوع بعض الصحافيين للعمل كأجهزة استنساخ للعلم المريكي ووكالت النباء التي يديرها في أغلب الحالت أناس جبناء وجهلة وأفاقون و عديمي الضمائر..
أرى من المفيد جدا أن أعرج على أفعال وزير الدفاع السبق فرانك كارلوشي ) (Frank Carlucciالدنيئة ,كم من السياسيين الهولنديين وقفوا ببذلتهم النيقة على عتبة مكتبه في البنتاغون طوال هذه السنيين دون أن يكتشفوا أي لص محترف بحق السماء هو هذا الرجل ! ل يخالجني شك في أن يوريس فرهوفه " وزير الدفاع الهولندي السابق " يعرف فرانك كارلوشي جيدا ,فكارلوشي بدأ مسيرته السياسية كدبلوماسي شاب في الكونغو ــ المستعمرة البلجيكية سابقا ــ حتى وصل إلى قمة البنتاغون و مجموعة Carlyleالتابعة لعصابة ال . Bushitesوفي ذلك الثناء تم انتخاب باتريس لومومبا رئيسا للوزراء وكان أول رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا لهذه المستعمرة البلجيكية السابقة .ولكن واشنطن وبروكسل كانتا منزعجتين من هذا الرجل القومي. لجنة مجلس الشيوخ برئاسة Senator Frank Churchتوصلت بشكل قاطع في عقد السبعينات إلى ان الرئيس " المهذب " أيزنهاور هو الذي أصدر المر باغتيال رئيس الوزراء المنتخب باتريس لومومبا . يمكن الطلع على تفاصيل الدور الذي لعبته الوليات المتحدة في أحداث الكونغو المأساوية ) التي لزالت انعكاساتها ظاهرة إلى اليوم ( في كتاب ) أغتيال لومومبو ( لكاتبه ليدو دي وايت والصادر من مطبعة هاليوايك في لوفن عام .1999 ويحلو لي هنا ان أتسائل فيما إذا كان رئيس وزرائنا بالكيينندة وشخيفر ) وزير الخارجية السابق وسكرتير حلف الناتو حاليا ( وزالم وكامب ) وزراء في الحكومة الحالية( قد قرءوا هذا الكتاب وأطلعوا على الحقائق والوقائع الواردة فيه بصفتهم المرين والناهيين في لهاي؟ Clare Timberlakeكان موجودا في الكونغو عندما السفير المريكي اغتيل لومومبا ,وقد كتب ) Carlucciاليد اليمنى ل Clare Timberlakeعن تلك الحداث يقول " ان بلدي ل تحشر أنفها في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة " ) . (The Iron triangle, p.p. 25أل يثبت ذلك بأن هذا الرجل يانكي متمرس وبامتياز؟ في عام 1964يظهر Carlucciفي البرازيل في نفس الوقت الذي تم فيه عزل الرئيس , Joao Goulartوحسب التايمز اللندنية كان Carlucciفي تشيلي عام 1973عندما قتل الرئيس سلفادور الليندي بمباركة من هنري كسينجر وزير الخارجية آنذاك. في عام 1969يصبح Carlucciمن الصدقاء المقربين لرامسفيلد " عفريت البنتاغون الحالي". وفي عام 1978يصبح Carlucciنائبا لمدير المخابرات المريكية CIAفي حكومة جيمي كارتر " صاحب مزارع الفستق من جورجيا الذي بُعث على هيئة السيد المسيح! " وفي عام 1981يشغل منصب الرجل الثاني بعد كاسبر واينبرغر في البنتاغون. في عام 1986يستقيل الدميرال John Poindexterمن منصبه كرئيس لمجلس المن القومي إثر تورط الرئيس رونالد ريغان بفضيحة أيران غيت Carlucci ,يحل محله ويختار كولين باول " الجنرال الشاب " كساعد أيمن له. وفي عام 1987يحل محل واينبرغر كوزير للدفاع.
والن لنرى إلى أين ذهب Carlucciبعد تغير الحكومة ؟؟؟ هل هناك من داع للجابة على هذا السؤال؟ إلى مجموعة Carlyleبالطبع. المثلث الجهنمي الذي يتألف من الحكومة و الطغمة المالية ووزارة الدفاع ) الذي حذر منه المنافق أيزنهاور( تكتمل أضلعه بدخول Carlucci إلى مجموعة . Carlyleفهذا الرجل يعرف كيف يتم تغيير الحكومات وكيف يتم اغتيال القادة في ما وراء البحار فهو الخبير في ما يدور داخل وخارج البنتاغون وأثناء عمله في البيت البيض تَعلم “how to win friends in , .”Congressبأختصار فأن فرانك ل يقل أهمية عن جيمس بيكر بالنسبة لعائلة بوش في لعب دور مخلب القط في إدارة العمال القذرة .ففي Carlyleيشرف Carlucciعلى جميع شؤون العائلة بتخويل من بابا بوش " مدير هيئة مخابرات القتلة CIAالسابق " بينما كنت في حفل غداء في ديسمبر عام 2000بادرني فان أرتسن " وزير الخارجية السابق " وانا في نقاش محتدم على الغذاء حول حلفائنا ! المريكيين الوغاد في حكومة بوش الثاني بالقول : ) سيد أولتمان ,آل تتفق معي بان جورج بوش رجل يستحق الحترام؟ (. في نفس السبوع ذهب هذا الوزير إلى واشنطن للقاء تعارف مع كولين باول " وهذا الرجل من اكتشاف وصناعة !( Carlucci ولكن ما بأيدينا ؟ فهذا هو حال عالمنا اليوم !!!
في قفص التهام
إذا كان العالم ،الذي يدعي الحضارة والتقدم قد أصيب بالصمم ،يقف موقف المتفرج على الجرائم التي ارتكبت بحق النسانية من قبل الوليات المتحدة المريكية على وجه التحديد ،ومن خلفائها وعلى رأسهم بريطانيا طوني بلير ،فان الرأي العام ،لم يكن أبدا ليقف نفس هذا الموقف ،من هنا ،كان ل بد من محاكمة كل من ارتكب جرائم الحرب التي سبق وان تم ذكرها ،وكذلك تلك التي سيرد ذكرها من خلل المحاكم نفسها ،في السياق ،يرصد الدكتور سليمان الدقي ،رئيس جمعية النداء العربي – باريس ،العديد من التحركات التي تصب في محاكمة مجرمي الحرب، وفي سلسلة من المقالت ،نشرت في صحيفة البيادر السياسي اللكترونية ،لها علقة بما نحن بصدده ،اخترنا ثلثا منها.
التظاهرة الدولية لمنتدى مؤسسات المجتمع المدني في برشلونة التحركات الدولية التي شهدتها العديد من مدن العالم وتضمنت محاكمة بوش وبلير على الجرائم التي ارتكباها في العراق تميّزت بطابع خاص ومختلف في مدينة برشلونة باسبانيا .فهي لم تشمل مجّرد اجراء محاكمة كما حدث في نيويورك واستانبول ،بل تمثلت في تحّرك شعبي جاء على شكل تظاهرة دولية للتضامن الجتماعي المدني أُطلق عليها اسم "منتدى البحر البيض المتوسط". في هذا المنتدى لم تتمثل الحزاب ول التنظيمات العسكرية كحركات المقاومة والتحرير ،كما لم تتمثل الحكومات ،وانما الجمعيات الهلية التي عكست بحضورها تمثيل المجتمع المدني في بلدانها ،وقد تدارست كل ما حة ،كقضية الحرب ضد العراق يهّم شعوب العالم من قضايا هامة ومل ّ واستمرار احتلله ،والوضع في فلسطين ،والعلقة بين دول الشمال والجنوب ،والشرق والغرب ،وظاهرة العولمة وسيطرة الليبراليين الجدد، وصول ً الى قضايا البيئة والمياه ..الخ. وترجع فكرة هذا التحرك الشعبي الدولي الى ما قبل ثلث سنوات من الن ،حيث انعقد في مدينة بورتاليغرو بالبرازيل أول مؤتمر للتضامن صص لتبادل الفكار ودراسة مشاكل العالم المستجدة الجتماعي الدولي ُ خ ّ في ظل الحروب والحتللت ،ثم التأم نفس المؤتمر في مدينة بومباي بالهند قبل عامين ،وعاد في العام الماضي للنعقاد ثانية في بورتاليغرو، وكان من توصيات المؤتمرين فيه ضرورة أن يتوسع هذا المنتدى ليشمل
مختلف قارات الرض. وبناء عليه ،وفي ضوء استفحال الهجمة المبريالية على شعوب العالم كشعوب ،انعقد منتدى برشلونة الخير بحضور عدد كبير من الختصاصيين واساتذة القانون والجامعات والعلماء والمحامين ،وقد تمثل العرب بوفود كبيرة شاركت في مختلف اللجان التي انبثقت عنه .وكان للوفود المغاربية بشكل خاص حضور أكثر ثقل ً من سواه ،فضل ً عن مشاركة وفد فلسطيني مميّز ،حظي بتأييد السبان المضيفين ،وسائر الحاضرين من عرب وأجانب .كما شاركت في أعماله العديد من القوى اليسارية المناهضة للعولمة والغطرسة الميركية ،وساهمت بفعالية كبيرة في لجان المنتدى ونقاشاته ،وقدّمت العديد من أوراق العمل اليه .وإلى جانب ذلك كان منتدى برشلونة فرصة لطلع المشاركين فيه على ملخص نتيجة المحاكمة الشعبية التي جرت في وقت سابق باسبانيا لمحاكمة بوش وبلير. ولما كان موضوع البحر البيض المتوسط مركز اهتمام هذا المنتدى بدءاً من عنوانه وانتهاء بكل ما يتعلق بقضايا شعوبه ،فقد كان من الطبيعي تركيز سائر المشاركين فيه على "منطقة المتوسط" كمركز للحضارات، والديانات الثلث ،وكونها مركز اتصالت مع القارات ،وانها كانت دائماً منطقة مشهود لها بتبادل المعرفة وعكس الوفاق الحضاري الشعبي نفسه باستمرار بين ضفتي المتوسط الشمالية والجنوبية. وقد جاء هذا التركيز منسجما ً مع التوجه السباني الجديد الذي تبلور بعد غياب الجنرال فرانكو ،وبعد سنوات طويلة من التعتيم الرسمي على العلقة التاريخية بين السبان والعرب طوال سنوات حكمه إلى درجة محاولة إلغاء الحقبة الندلسية من تاريخ هذا البلد .غير أن الوضع تغيّر بمجيء الملك خوان كارلوس الذي اهتم بدراسة التراث السلمي ،وعمل على اعادة لحمة الماضي بالحاضر ،كما عمل على انشاء مركز اسلمي. ومما يتردّد في هذا المجال أن المفكّر السلمي الفرنسي رجاء غارودي قد لعب دورا ً في تقريب الصورة العربية الندلسية الى العاهل السباني الجديد وشجعّه على استحضارها بدل التعتيم السابق عليها. ومن حسن الحظ أن أُتيحت لي فرصة الحديث عن هذا الجانب من التاريخ السباني في نقاشات المنتدى ،فأشرت في مداخلة لي إلى الصفحات الندلسية من هذا التاريخ وبكل ما حملته من ثقافة وتراث وانفتاح على الخرين ،موضحا ً كيف انه عندما كانت هناك العديد من المساجد في سائر بلد الندلس ،كان التواصل مستمرا ً بين الديانات السماوية الثلث ،ولمعت أسماء كبيرة من العلماء والمفكرين في ذلك العصر ،وكيف أنه حتى داخل المسجد الواحد ،وفي المراكز الدينية السلمية أيام حكم العرب للندلس كان الناس يمارسون شعاراتهم الدينية المختلفة بحرية كاملة جنبا ً الى جنب .هكذا كان الوضع في أيام عرب الندلس ،فأين تلك اليام مما نعيشه الن؟ لقد كانت المعرفة في تلك اليام للجميع ،وعمل العرب المسلمون على تعميم الثقافة على جميع مكوّنات المجتمع باختلف انتماءاتهم الدينية، ونظموا الحياة القتصادية والجتماعية بما يحقق الطمأنينة والتعايش بين الجميع ،وكان من الطبيعي في ظل هذا الجوّ أن تنتشر مراكز الشعاع
الثقافي والعلمي كال ِفطْر في بلد الندلس ،خاصة في قرطبة واشبيلية وغرناطة. تفاعل الحضارات في المتوسط وبالعودة الى النقطة المركزية في المنتدى وهي البحر البيض المتوسط ف في باعتباره "الساحة القليمية لهجمات الليبرالية الجديدة" ،كما وص َ أوراق المؤتمر ونقاشاته ،ركّز المشاركون في كلماتهم على حقيقة ان المتوسط ليس فضا ًء جغرافيا ً محدوداً ،بل فضا ًء للتبادل الثقافي والختلط الحضاري بين الشعوب ،أي أن حدوده ل تقتصر على الدول الواقعة جنوب البحر )أي الفريقية الشمالية( ،بالضافة الى أوروبا ،بل تشمل المتداد العربي في العمق أيضاً ،وهو بهذا ل يمكن أن يعني دمج "اسرائيل" مثلً، واستثناء بعض البلدان العربية الخرى حسبما تقتضي السياسة الليبرالية الجديدة. وفي استعراضها لسباب استهداف المتوسط أو ما يسمى بالشرق الوسط ،أشارت أوراق لمنتدى الى أن السيطرة على احتياطات النفط والطاقة تشكّل سببا ً مركزيا ً فيما تشهده هذه المنطقة من صراعات وحروب ،كما تشكل سببا ً رئيسيا ً للمشاريع الميركية للهيمنة فيما يُعرف بمشروع الشرق الوسط الكبير ،وتأتي السياسة العدوانية التوسعية لدولة اسرائيل حلقة من حلقات المشروع الميركي. انطلقا ً من هذه الحقيقة أكّد ممثلو القوى المشاركة في المنتدى أن مسيرة برشلونة الرسمية التي انطلقت في العام 1995ل تعني الحاضرين لنها وإن كانت تتحدث عن فضاء من الستقرار والحوار والرفاه المشترك إل ّ أن هذه التفاقية الرسمية مختلّة من حيث الساس والجوهر ،فهي من جهة تضم التحاد الوروبي بمجموعة ،ومن جهة ثانية نرى أمام كل بلد من بلدان الضفة الخرى يجري التعامل معه بشكل منعزل عن الخر ،بينما الوروبيون وحدهم هم الذين يحتكرون وضع البرامج والخطط بشكل يسمح بالقول أن أوروبا تفرض شروطها .أما المساعدات الوروبية فهي موضوعة أصل ً رهن إشارة تحرير القتصاد ،أي أن العلقات الحضارية والشعبية وحوار الثقافات وتبادل الخبرات بين المجتمعات المدنية ،كلها أمور ل وجود لها ،كما أن التقارب في ظل هذه الوضاع والشروط ضرب من الوهم ،خاصة وان امكانية حصول الشباب والمثقفين والمبدعين على تأشيرة دخول لهذا البلد الوروبي أو ذاك أصبحت تزداد صعوبة مع اليام. لذلك ،ارتأى ممثلو القوى المشاركة في المنتدى أن البديل الحقيقي لمسيرة برشلونة الرسمية يتمثل في فضاء الحركات الجتماعية الهلية التي تناضل ضد الحرب والليبراليين الجدد ،فضاء النضالت المشتركة من أجل الحقوق السياسية والقتصادية .فضاء يخدم النسان وبيئته بشكل حقيقي وعادل ودون أي وهم ،ويدللون على حالة الوهم الحاصل بأن كل اتفاقات الشراكة "الورو متوسطية" تتضمن بندا ً ينص على احترام حقوق النسان والديمقراطية ،إل ّ أن عددا ً من الدول ليلتزم ول يُسأل ،فعلى سبيل المثال ،عندما ارتأى البرلمان الوروبي وضع حد ّ للتفاقات مع اسرائيل في أعقاب اجتياح مدينة جنين وتدمير مخيمها في ربيع العام ،2002وهو ما شكّل قمة الستهتار بحقوق النسان وحريته ،فإن المفوضية
الوروبية لم تُعر هذا الموضوع أي اهتمام ،وهذا دليل على أن الهدف من الشراكة هو الجانب القتصادي والمني ليس إلّ. أما على الصعيد الفلسطيني العام فقد ارتأى المشاركون في المنتدى تجاه استمرار تدهور الوضاع وعدم مبالة العالم ،ان اتفاقات أوسلو التي أبرمت في العام 1993أصبحت تحتضر في هذه اليام رغم المراوغة الكلمية حولها ،نظرا ً لن الحكومات السرائيلية المتعاقبة منذ التوقيع على هذه التفاقات لم تتوان عن نقضها ،فقد استمرت في الحتلل والمصادرة مر واقتلع الشجار ..الخ ،وأصبح تدمير فلسطين ومعها اقتصادها )كما د ّ العراق( ل يهدف فقط الى وضعها تحت رحمة القتصاديات الجنبية ،بل يتعدّى ذلك الى تحقيق أهداف نفعية عن طريق اعتبارها مصدر ربح من خلل ما يسمى بمشاريع إعادة العمار لحقاً! أميركا "تختار" أعداءها! ومع أن الحكم على احتضار أوسلو قد جاء قبل النسحاب السرائيلي من قطاع غزة ،إل ّ أن شيئا ً لم يتغيّر في جوهر الموقف السرائيلي الستراتيجي ،ول في الهداف الستراتيجية الميركية داخل فضاء المتوسط التي يعكس جانبا ً منها مشروع الشرق الوسط الكبير ،ذلك لن المتوسط يشكّل موقعا ً حساسا ً للتنافس بين أوروبا والوليات المتحدة، فهو الطريق البحرية بامتياز نحو النفط ،وهو أسرع ممر نحو الشرق الوسط ،لذلك أصبح من الضروري بالنسبة لميركا وأمام المستجدات السياسية إعادة ترتيب منطقة الشرق الوسط ،وهو هدف ليس مستحدثاً ول طارئا ً بالنسبة لها ،فقد كان من بين الهداف التي حدّدتها الدارة الميركية نفسها قبل أحداث 11سبتمبر ،وقبل احتلل العراق بالطبع .فمنذ نهاية الحرب الباردة ارتأت واشنطن أن تعيد النظر تدريجيا ً في تحديد عدو دورها بالعالم .وهكذا رأينا كيف ظهر فور انهيار التحاد السوفياتي ّ جديد يحمل اسم "الرهاب الدولي" .وهو اصطلح يتّسع لكل شيء، ويؤشر الى عدو متعدّد الوجه والمواقع ،كما يؤذن بامكانية انطلق حرب كونية في أي وقت ،وهو ما نرى تداعياته بوضوح بعد احتلل العراق وتحويل أنظار العالم من قضية أسلحة الدمار وتحقيق الديمقراطية الى مواجهة "الرهاب"! أمام هذا الواقع الكارثي أعلن المنتدى أنه من الواجب ،سواء في شمال أم جنوب المتوسط ،أن ترتفع وتيرة التعبئة داخل المجتمع المدني، وتستنفر سائر القوى الديمقراطية على ساحة النضال المشترك ،حتى يتحقق فضا ًء متوسطي أكثر عدل ً وتضامنا ً في المجالت العديدة والمتشعبة كالبيئة والمياه وتصفية القطاع العام والخصخصة ،والوضاع اله ّ شة للعمال. ً والمهم أن يتم ذلك كله من زاوية نظرة المجتمع المدني ،وبعيدا عن ألعيب القوى السياسية المتحكمة بمصائر الشعوب ،أي من زاوية الموقف الرافض لهيمنة العولمة التي يريد ساسة الدول الكبرى من خللها سحق النسان الكثر فقراً ،مهما ارتفعت نسبة البطالة بين الكادحين، ومهما ترتّب على ذلك من تدمير للبيئة وتفريغ للريف الزراعي ،وكل ذلك لمصلحة سيطرتهم الكاملة ولمصلحة المؤسسات المالية العالمية، ومنظمة التجارة الدولية ..وما شابه!
ولن قضايا الشعوب واحدة وهي المستهدفة من الهجمات التي يشهدها العالم ي هذه اليام فقد اعتبر المنتدى في نهاية أعماله أن النضال ضد الحرب ،وضد الحتلل الميركي للعراق ،وضد التوسع الستعماري لدولة اسرائيل معركة مركزية وأساسية بالنسبة للحركة المناهضة للعولمة، سواء في حوض المتوسط أو فيما عداه ،وإن كانت معالم هذه المعركة وآثارها تبدو أكثر مركزية في منطقة المتوسط ،وأكثر الحاحا ً وخطورة من غيرها ،ذلك لن عسكرة العولمة تبدو أكثر وضوحا ً في بلدان حوض المتوسط والشرق الوسط من سواها ،بدليل أنه عندما بدأت الوليات المتحدة تغوص عميقا ً في مستنقع المدن والقرى العراقية بدأت الدول ب لنجدتها ،ورضيت بتوقيع اتفاقات في المم الوروبية في المقابل ته ّ المتحدة ل مصلحة للعراق بها! ً هذا هو الموقف الرسمي الغربي عموما ،والمطلوب إذن بلورة موقف شعبي قوي ومؤثر في المقابل ،وهكذا كان منتدى برشلونة خطوة في هذا التجاه.
"محكمة العراق الدولية في استانبول":
الميركيون من أبرز المدينين لجرائم رئيسهم..
ل ريب أن المحكمة الدولية التي عُقدت في استانبول بتركيا من 24إلى 26يونيو/حزيران الماضي لمحاكمة الرئيس الميركي جورج بوش وحليفه بلير على الجرائم التي ارتكباها في العراق ،تُعتبر الهم بين سلسلة المحاكمات التي شهدتها عواصم ومدن أخرى في العالم ،والمر ّ شح أن تستمر لتشمل دول ً جديدة على الطريق ،ويعود ذلك لسباب عديدة ،أولها التحضير الجيد ومنذ زمن ليس بالقصير لنجاح هذه التظاهرة القانونية الدولية التي حضرها حوالي 500مشترك من سائر قارات الرض، يتقدّمهم وفد شعبي كبير من العراق أتى حامل ً معه كمية كبيرة من الوثائق ،وقدّم العديد من الشهادات على الجرائم اليومية التي تُرتكب في م العديد من الحقوقيين والناشطين في بلده ،تم حضور وفد أميركي ض ّ مجال حقوق النسان ،وكذلك المثقفين والعلميين ،بالضافة الى مشاركة تركية متميّزة ،رافقتها تغطية إعلمية واسعة. وكان السؤال الول المتداول بين الحضور قبل وأثناء وبعد انتهاء جلسات النقاش والمحاكمة اللتين اتصفتا بمنتهى الجدّية واللتزام القانوني :لماذا تركيا؟ ولي سبب تجري المحاكمة في البلد الذي يُعتبر صديقا ً للوليات المتحدة وحليفا ً لها ،وما الذي سيجنيه هذا البلد المسلم من استضافته لمثل هذا التحرك الدولي ضد الدولة الكبر وحليفتها الساسية بريطانيا؟ منذ الجلسة الولى للمشاركين أجاب بعض أعضاء الوفد التركي ،ولجنة الحكام التي ُ مت حقوقيين بارزين ،على هذا شكّلت من عدة بلدان ،وض ّ السؤال ،كما أوضح ذلك أيضا ً السيد ريتشارد فالك ،المتحدث باسم هيئة الدعاء في مؤتمر صحفي عقده بعد انتهاء جلسات المحاكمة ،وتتلخص بالتالي: رفض البرلمان التركي المشاركة في الحرب ضد العراق ،رغم اصرارالميركان رسميا ً على ذلك ،ورفض ارسال أي قوات عسكرية تركية الى هناك تلبية لطلب الوليات المتحدة. كون تركيا دولة مسلمة وجارة للعراق في الن عينه. توّرط الحكومة التركية – كما أعلن ريتشارد فالك – على مستوى الدعماللوجستي لقوات التحالف ،من خلل استعمال قاعدة "إنجيرلك" أثناء وبعد الحرب. ثم ،وهو الهم ،وجود قوى تركية شعبية معارضة لتوجهات الحرب منالساس ،وقد أصبحت مع اليام أكثر فاعلية وتأثيرا ً عن ذي قبل ،وأصبح لها تأثير كبير داخل الشارع التركي ،وهي التي طلبت وأصّرت على عقد هذه المحاكمة في تركيا. أما السباب الخرى التي ستعود بالفائدة على تركيا من هذا الموقف ،وفي سكه بالنهج هذه الظروف بالذات ،فتتعلق بتأكيد سلطات هذا البلد تم ّ الديمقراطي ،وهو ما يفتح أمامه أبواب التفاهم الكثر مع شركائه الوروبيين ،ويُسهّل عليه طريق النضمام الى التحاد الوروبي ،كما يُساعد سلطاته السياسية على تقليص هيمنة العسكر أكثر وأكثر. دعوة المتهمين أمام المحكمة اعتمادا ً على هذه الخلفية وعلى مواقف الحقوقيين القائمين على اجراءات م منذ البداية وقبل فترة من انعقادها ،دعوة المدّعى عليهما المحاكمة ،ت ّ الرئيس الميركي جورج بوش ،ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير
للمثول امام المحكمة حسب الصول القانونية ،لكنهما لم يُجيبا على ذلك، ولم "يتنازل" بإرسال من يمثلهما ،ولو حتى للطلع "الرسمي" على مجريات المحاكمة التي استمعت خللها لجنة الحكام الى عشرات التقارير ضمنته، ووجهت لصحابها اسئلة حول ما ت ّ الحقيقية الموثّقة بجديةُ ، ه واستفسرت عن نقاط واحداث معينة للتثّبت منها ،ذلك لن ما حمل ُ المشاركون معهم قد أكد كل ما يتردّد حول جرائم الميركان والنجليز، سواء أثناء العمليات القتالية التي استهدفت كل ما يتحرك على أرض العراق ،دون تمييز بين المواقع العسكرية والماكن الهلة بالسكان المنين ،أو بعد وقوع الحتلل وحتى اليوم من ممارسات تضرب في الصميم أبسط حقوق النسان ،وتتناقض مع التزامات قوات الحتلل – حسب القانون الدولي – تجاه البلد الذي تحتله ،حيث يُمارس القتل اليومي بحق العراقيين ويجري اذللهم وابتزازهم حتى من خلل الساءة الى عائلتهم! أما أبرز الشهود الحاضرين فقد تمثّل في عدد كبير من العراقيين – نساءً ورجال ً – وكان حضورهم قويا ً ومؤثراً ،ل سيما وان كل ً منهم تحدّث عن معاناته الشخصية بالصور والوثائق ،واكّدوا في ما قالوه وجود حوالي مئة الف عراقي داخل السجون والمعتقلت ،وفقدان حوالي 15ألف عراقي، ل يُعرف مصير أي منهم أو مكانه وجوده حتى الن! ،كما كان عدد من الحقوقيين الميركيين والناشطين في مجال حقوق النسان من أبرز المتحدثين أمام المحكمة ،وأكّد أحدهم انه "ما دام الوضع داخل العراق بهذا السوء غير المسبوق ،وما دام التضامن الشعبي واجبا ً على الجميع، وحيث ان للمقاومة الفلسطينية أنصارا في كل مكان ،كما كان لفيتنام والجزائر أنصارهما ومؤيديهما أيضاً ،فإنه ل بد ّ من النتصار لشعب العراق ولمقاومته المشروعة ضد الحتلل ،إذ ل يجوز – كما قال المتحدث الميركي – أن تقوم المقاومة العراقية بهذا القدر السطوري من الصمود، دون أن يوازيه في المقابل قدر مناسب من الدعم الشعبي العالمي ،ما دامت حقوق الشعوب واحدة والممارسات الجرامية بحقها واحدة. إنها عمل قضائي بحت لقد كانت "محكمة العراق الدولية في استانبول" التي عُقدت لمقاضاة بوش وبلير على الجرائم التي ارتكباها ،نقطة تحوّل بارزة في التعبير عن الرادة الشعبية ،والتمسك بالقوانين والشرعية الدولية الحقيقية .وقد أجمعت لجنة الحكام على تجريم الطرفين على كل ما فعله ويفعلنه الن، في الوقت الذي كشف فيه هانس فان سبونش من خلل الوثائق الرسمية ما وقع ضد العراق، العائدة للمم المتحدة مسؤولية المنظمة الدولية ع ّ قبل الحتلل وبعده ،وتحدّث عن عدم تحملها لدورها الممي والنساني من مرة .كما شرح ريتشارد فالك باسم أجل الحؤول دون وقوع الحرب المد ّ هيئة الدعاء عن الدور المنوط بها في هذه المحاكمة ،مؤكدا ً ان كل التحقيقات التي ستُجريها ستكون مستندة الى الضمير الحّر والمصداقية، وخاضعة للمساءلة أمام "هيئة الضمير" التي شكلت في اطار المحاكمة ويرأسها أروند هاتي روي ،وستتولى التأكيد من دقّة الشهادات ،ذلك لن ما تقوم به هذه المحكمة – كما قال ممثل هيئة الدعاء – تعبير عن الديمقراطية بعينها ،وهو عمل قضائي بحت ومستقل ،ينطلق من حقيقة
أن القانون والعراف في جميع الحالت ،وفي أوقات السلم والحرب هي فوق الجميع ،وهي التي تُمثّل العدل والديمقراطية الحقيقية ،فإذا لم يكن لدى المم المتحدة الجرأة على مساءلة المخالفين لهذه القوانين والعراف ،ومحاكمة المجرمين الذين قاموا باعمال اجرامية غير شرعية، فإن ذلك يقع على عاتق المنظمات الهلية العالمية ،وعليها القيام بهذه المهمة دفاعا ً عن حقوق النسان وكرامته. وفي مرافعة أخرى بالغة الهمية والدقة ،أكّد دينيس هاليداي - ،وهو موظف رفيع سابق في هيئة المم المتحدة ،استقال قبل فترة وجيزة – عجز المنظمة الدولية الكامل عن مساءلة المخالفين ،أو وضع حدّ لعتداءاتهم المستمرة على القوانين والشرعية الدولية ،وأجاب على عدد م تمريره من اسئلة هيئة التحكيم والحضور بصفته "شاهداً" على ما ت ّ م تجاوزها فيه ولم تتحرك داخل أروقة المم المتحدة ومجلس أمنها ،وما ت ّ لثبات الفعلي الفعلي وفرض احترامها من قبل سائر الدول دون تمييز. ل قوة فوق القانون خلصة القول ،أن ثلثة أيام كاملة من الجتماعات ومداولت المحكمة وسماع الشهود ..الخ ،كانت مكتظة بالعناوين المختلفة التي شملت كل جوانب الحرب وآثارها على الصعد النسانية والقتصادية وهدم البنية ونهب الثار والتراث ،وفرض شرعية غير شرعية على البلد ،وقبل ذلك كله استخدام القوة غير القانونية للقيام بهجوم استباقي تحت ذرائع ومبررات ل اساس لها من الصحة ،كما أثبتت اليام ذلك باعتراف المجرمين انفسهم .ولم تنس لجنة الحكام الشارة الى مسؤولية العالم ودوله ومنظماته عن هذا الخرق الفاضح لنسانية النسان واستمرار ذلك حتى اليوم. صلت اليه لجنة التحكيم من قرارات أعلنها على كل هذه المداولت وما تو ّ المل في مؤتمر صحفي ،ممثل هيئة الدعاء ريتشارد فالك ،البروفيسور في القانون الدولي بجامعة سانتا بربرا ،والحائز على جائزة اليونسكو للسلم ،وله – بالمناسبة – اكثر من ثلثين كتابا ً في القانون الدولي وحقوق النسان ،وكان آخر ما صدر له يحمل عنوان "النظام العالمي الى أين؟" قال فالك معلنا ً نتائج ما توصلت اليه هيئة المحكمة ما يلي" :ان محكمة العراق الدولية المنعقدة في استانبول تود ّ ان تُثبت للعالم أجمع أنه فيما يتعلق بموضوعي الحرب والسلم ل تُوجد أي قوة او دولة أو أي مسؤول فوق القانون ،ول يمكن لي احد أن يتحكم بالقانون أو يمثّله. لقد توفّرت لدى محكمتنا الدلة القوية والكافية التي تُثبت أن الحرب على العراق لم تكن مشروعة منذ البداية وحتى الن ،وان احداث القتل اليومي في هذا البلد قد أجبرتنا على السراع في عقد هذه المحاكمة التي تتكوّن من أكاديميين ورجال القانون ،وهي ليست مجرد اجتماع او مؤتمر ،بل محكمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. ولهذا ،فهي تمثّل شعوب العالم ومجتمعه المدني وهدفها الساسي توصيف الجرائم التي ارتُكبت ضد العراق ،واطلع العالم على ما يهدد هذا البلد ،واحاطته بالخطار التي تمثلها الهيمنة الميركية على العالم ،وهي تعبّر هنا عن رفضها لهذه الهيمنة التي نعتبر الحرب على العراق بداية فصولها التنفيذية.
لقد اُقيمت بعد الحرب العالمية الثانية محاكم في نورنبرغ وطوكيو لمحاكمة مجرمي الحرب من اللمان واليابانيين ،وكان من أهم المبادىء التي تبنّتها محكمة نورنبرغ اعتبار الحرب الهجومية من أكبر الجرائم بحق سعت المم المتحدة إطار هذه المبادىء فاعتبرت أي حرب السلم ،ثم و ّ ن بدون قرار من مجلس المن هي حرب غير مشروعة. استباقية تُش ّ وبنا ًء عليه ،وعلى كل ما لدينا من مستمسكات ووثائق وشهادات فقد قامت "محكمة العراق الدولية" بفتح ملف هذه الدعوى ضد اميركا وبريطانيا لمحاكمتهما على الجرائم التي ارتكباها اثناء وبعد الحتلل. إننا نعلم بأنه ليست لدينا السلطة الجبرية لتنفيذ القرارات التي ستصدر عن هذه المحكمة ،ولكننا نعتبر أن الديمقراطية الحقيقية هي القوة الحقيقية المشروعة ،خصوصا ً في مسائل الحرب والسلم ،وان القانون فوق جميع القوى الدولية ،وبما ان المم المتحدة قد عجزت عن محاسبة المعتدي فإن قوى المنظمات الهلية يمكنها ان تفعل ذلك ،لننا نؤمن في النتيجة بشعار المم المتحدة القائل "نحن شعوب هذه الرض" ..ولهذا فنحن مصّرون على ضرورة تعريف الجيال القادمة بويلت الحروب ،وعلى الوقوف بالمرصاد لمسببيها ...ولظاهرة "العولمة" الجديدة أيضاً. وقائع محاكمة بوش وبلير في نيويورك ادارة بوش والجيش الميركي ارتكبا جريمة العدوان...
اعتماد الميركان على فكرة الحرب الستباقية أدى الى فقدان الستقرار في كل أنحاء العالم جرم بيّن ،ثابت بالدلة. ل يختلف اثنان من رجال القانون على تجريم أي ُ قد تختلف درجة الحكم في القضايا الفردية تبعا ً لوجود أو انتفاء السباب المخففة أو المشدّدة ،لكن الجرائم الجماعية الكبرى تبقى في كل الحالت بالنسبة لرجال القضاء والقانون المشهود لهم بالنزاهة والستقللية غير خاضعة لمزاج أو هوى سياسي. ُ عمل ً بهذه البديهية ،جاءت نتائج سلسلة المحاكمات التي أجريت لمقاضاة بوش وأركان ادارته – وكذلك حليفه بلير ،في العديد من عواصم العالم منسجمة مع ما أقّره المؤتمر الذي عقده أبرز رجال القانون والقضاء في فرنسا بتاريخ 16حزيران الماضي ،وتدارسوا فيه كل جوانب جرائم الحتلل وممارساته ،وأعطوا رأيهم القانوني الدقيق في كيفية تجريمه، وهو ما عالجناه في العدد الماضي من "البيادر" ضمن الحلقة الولى من هذه التغطية. وحسب ما ارتأى هذا المؤتمر ،جاءت قرارات وتوصيات المحكمة التي عُقدت لهذا الغرض في كل من برشلونة واستنبول وبومباي ،ونيويورك نفسها ،كما سيتبين في هذه الحلقة التي سنستعرض فيها ما جرى في نيويورك ،على أن نغطي محاكمة استانبول وبرشلونة وغيرها من التحركات التي حضرناها في اعداد قادمة. ادانة صريحة بنص القانون
وقائع جلسة المحكمة الدولية التي عُقدت في مدينة نيويورك في 8 خصها بيان أصدره كل المحكمين الذي وافقوا على أيار/مايو 2005ل ّ قراراتها بالجماع ،وهم :دنيس بروتس ،سنان انتون ،بيرافي ديسايا ،رباب عبد الهادي ،ايفي انسلر ،جين قرين ،حامد دبشي ،مترلفوا ،ليسا حجار، كيوكو مكري ،إليسا كوري ،ابراهيم رامي ،روبرت فان ليروب. تقول المقدمة: نظرا ً لما شكلته الحرب ضد العراق من ازمة عالمية متفجرة في الذاكرة النسانية ،عقدت المحكمة الدولية حول العراق جلساتها في مدينة نيويورك ،واستمعت الى الشهادات والثباتات المقدمة ،وتمت دراستها وتمحيصها بدقة والخروج بنتائج وقرارات تتلخص بالتأكيد على جملة من المبادىء الساسية. بعد استعراض المحكمة للسباب والذرائع التي اتخذتها دول التحالف مبرراً للحرب ،ارتأت انها ل يمكن أن تُبّرر كل ما جرى من عمليات قتل وتدمير، وما أدت اليه من احتلل ما زال الشعب العراقي يعاني من ويلته منذ 20 آذار/مارس 2003وحتى الن. وارتأت المحكمة ان مهمة الدفاع عن مستقبل الرض والوطن تقع على عاتق الشعب العراقي ،وليس أي قوة اجنبية او قوات خارجية ،وطالما ان القانون الدولي قد اعترف على الدوام بحق المقاومة الوطنية في مقارعة الحتلل الجنبي ،فإن ذلك ينطبق – حكما ً وبداهة – على الشعب العراقي الذي ل يمكن استثناءه من هذه القاعدة في القانون الدولي. وارتأت المحكمة كذلك ان الحرب في منطلقاتها الساسية تشكل اخفاقاً وضربا ً للحلول النسانية ،ذلك لن أي حرب وفقا ً لميثاق المم المتحدة يجب ان تكون الخيار النهائي عندما تُقفل كل السبل الخرى ،ويجب ان تأتي وفق شروط وظروف محددة ،وبموافقة المنظمة الدولية. مت على لكن هذه الحرب التي شنت ضد العراق وأدت الى احتلله ت ّ النقيض من ذلك وجاءت ضد المبادىء الساسية للقانون الدولي ،وضد الحقائق ،ومنطق العقل الذي يحكم التصرف النساني ،وكانت نتيجتها واضحة في حجم التدمير المروع للنسان ،والقتصاد ،فضل ً عن فلتان المن بشكل كامل ،وهو ما يفرض على العالم التحّرك لوقف هذه النتهاكات الصارخة. في مواجهة هذا الوضع وأمثاله تُعتبر محكمة جرائم الحرب هي المرجع الساسي والوسيلة الشرعية لتطبيق النظام والقانون الدولي .ولكن الدارة الميركية لم تختر – لسوء الحظ – مجرد النعزال عن الجماع الدولي فيما يتعلق بتطبيق واحترام القانون الدولي ،بل اختارت – والكلم للمحكمة – الوقوف ضد هذا الجماع وضد محكمة جرائم الحرب ،وعملت على التشكيك في شرعيتها ،رغم أن غالبية جمعيات القانونيين في الوليات المتحدة قد عبّرت عن دعمها لمحكمة جرائم الحرب!. الحالة الولى :من يُحاكم الجريمة ويواصل بيان المحكمة قوله :لقد كان السؤال الساسي الذي طُرح على المحكّمين يتعلق بكيفية الحكم على أن هذه الحرب غير عادلة .وفي الجابة على ذلك قال المحكمون ان القانون الذي يُعتمد عليه في هذه
الحالة هو ميثاق المم المتحدة ،وفيه حالتان محدّدتان يمكن لي دولة الستناد اليهما عند قيامها بأي حرب عادلة وهما: .1حالة الدفاع عن النفس. .2في حالة صدور قرار من مجلس المن يُشّرع التضامن ضد خطر يهدد السلم والمن العالميين باعتباره مسؤولية مشتركة. م ضد العراق ،فقد تبين من خلل القرائن التي قدّمت ومن خلل ما ت ّ للمحكمة وكذلك الشهود والوثائق ان حكومة الوليات المتحدة قد ارتكبت بوضوح جريمة العدوان للسباب التالية: أولً :عدم وجود حالة دفاع شرعي عن النفس بدليل: كان هناك اعداد وتخطيط مع نيّة مسبقة للحرب منذ فترة طويلة. أن فبركة وتلفيق الكاذيب قد استندت الى أجندة ايدلوجية للدارةالميركية )أي ليست حقائق ووقائع(. اعتماد اساليب ارهاب الجمهور الميركي وتخويفه من الخطار بهدفالحصول على دعمه لهذه الحرب ،وكان من ضمن ذلك تسويق اكذوبة ربط العراق بالقاعدة ،واستغلل هجوم 11سبتمبر. ثانيا :لم يكن هناك أي تهديد مباشر فوري يستدعي قرارا ً دوليا ً بشن الحرب بدليل: كان هناك الحاح مستمر على ضرورة استمرار المفتشين الدوليينبعملهم وعدم توقيفهم قبل النتهاء منه. كانت هناك تصريحات متعددة من هؤلء المفتشين والخبراء تؤكد عدموجود اسلحة الدمار الشامل في العراق. م اعتمادها لضرب العراق، ان فكرة الحرب الوقائية )الستباقية( – التي ت ّهي التي أدت الى حالة عدم الستقرار السائدة ليس في العراق وحده او المنطقة بل العالم بأسره. ثالثا :اعتمادا ً على ما سبق ،لم يقّرر مجلس المن العمل العسكري ،وكان هناك رفض أممي غير مسبوق لهذه الحرب. الحالة الثانية ... :ومن المسؤول؟ وكان السؤال الخر الذي واجهته المحكمة يتلخص في كيفية الحكم على عدم شرعية الحرب ،وهل تم ارتكاب جرائم حرب ،ثم ،من هو المسؤول قانونا ً عن ارتكاب كل ذلك؟ وردّت المحكمة على ذلك بالقول ،ما وجدناه يتلخص بالتالي:
هناك اختراق للقانون النساني الدولي من قبل الوليات المتحدة وقوى التحالف المؤيدة لها ،كما ان القادة المدنيين مسؤولون عن مخالفة معاهدة جنيف )البروتوكول رقم (1في ضوء ما يلي: .1بما ان الوليات المتحدة من الموقعين على معاهدة جنيف فإنها تنطبق عليها بداهة. .2البروتوكول رقم 1في معاهدة جنيف ينص على محاكمة المخالفين له على اساس القانون الدولي ،كما ينص على وجوب اللتزام الدولي بهذا القانون وما يترتب عليه. .3المخالفات الخطيرة التي ارتكبتها الوليات المتحدة مع حلفائها تفرض وجوب محاكمتهم عليها. أما الثباتات التي اعتمدت عليها المحكمة فتتلخص بالتالي: .1استهداف القادة العراقيين واعتقالهم يتجاوز حدود الضرورات والقيم العسكرية. .2استعمال القنابل النشطارية يشكل جريمة حرب ،خصوصا ً لن هذه النوعية من السلحة استعملت بدون تمييز وضد المدنيين ،وادت الى جرائم بحق المدنيين ،وهو ما يشكل تجاوزا ً صارخا ً للحصانة المدنية للسكان. .3عمليات القتل التي مورست ضد العراقيين بعد انتهاء الحرب ،ودون أي وجه حق ،سواء على حواجز التفتيش ،أو خلل عمليات التدمير تخرق كل قواعد حرية المدنيين. وبناء عليه ،فإن الدارة الميركية والجيش الميركي هما المسؤولن عن كل هذه الجرائم ،والمطلوب محاكمتها دوليا وفقا لمبادىء معاهدة جنيف، ذلك ان الوليات المتحدة قد اخترقت القانون النساني الدولي )بشكل واضح وثابت(. الحالة الثالثة :استمرار الخرق أما بالنسبة لوضع العراق الحالي تحت الحتلل فقد ركّز المحكّمون على عدد من النقاط تتعلق بعدم شرعية الحتلل ،وعدم شرعية استمراره م اقراره ما يلي بالنص: وكان خلصة ما ت ّ "تحت القانون الدولي ،تتمتع الدول بحق تقرير المصير ،وعلى الوليات المتحدة كقوة احتلل .باحترام هذا الحق ،واحترام معاهدة جنيف ،نظراً لنها – وكذلك العراق – من الموقعين عليها ،وعلى العديد من المعاهدات الخرى المماثلة". لقد اخترقت الوليات المتحدة كل هذه المتطلبات ،وأثبتت المستندات م عرضها أمام المحكمة استمرار الوليات المتحدة في والشهادات التي ت ّ خرقها اليومي لجهة تف ّ شي حالة انعدام المن ،وتصاعد حالت العتقال
والتعذيب ،والهجمات العسكرية غير القانونية ،وتدمير البنى التحتية والخدمات الساسية ،ونهب القتصاد العراقي. وخلصة لكل ما سبق يرى المحكّمون انه "باسم الحرب الوقائية على العراق قامت الوليات المتحدة بفبركة مجموعة من الكاذيب .لقد قالوا لنا ان الحرب على هذا البلد تعود اسبابها الى وجود اسلحة الدمار الشامل، وان هناك رابطا ً وعلقة بين صدام حسين وتنظيم القاعدة ،ثم قالوا لنا ان الدارة الميركية مهتمة جدا بمعاناة الشعب العراقي ،وانها تعمل لتحقيق حريته وجلب الديمقراطية له ..الخ! اذا كان كل ذلك صحيحاً ،لماذا تحوّلت نتيجة الحرب من العثور على تنظيم "القاعدة" في العراق الى جلب "القاعدة" لهذا البلد؟ ،ولماذا تحوّل الهتمام بمعاناة الشعب العراقي الى تقتيل وتعذيب هذا الشعب وتجويعه وسرق ثرواته؟ مرت قوات الحتلل البنى التحتية لهذا البلد بما فيها المياه لقد د ّ والمستلزمات الصحية الساسية ،وفعلت ذلك تحت شعار الديمقراطية، حيث قامت بانشاء جمعيات وهمية عملت على سرقة العراق من الشعب العراقي .لقد ارتكبوا جرائم حرب ضد هذا الشعب ،وداخل السجون والمعتقلت ،وجعلوا من حرية الحركة والكلم امرا ً شبه مستحيل .كل هذا فعلته الدارة الميركية ،لذا ،فإن الشعب الميركي مسؤول وعليه محاكمة حكومته. وفي نهاية قراراتهم قال المحكمون في بيانهم: نحن القضاة ،وبالجماع ،نؤكد على النتائج والمقترحات التالية: .1يجب ان تتوقف الوليات المتحدة واعضاء التحالف عن خرق الحقوق المدنية والسياسية والنسانية للشعب العراقي. .2يجب انهاء الحتلل العسكري للعراق فورا. .3يجب تقديم كل الطراف التي ارتكبت جرائم حرب ضد الشعب العراقي الى القضاء وتطبيق القانون الدولي عليها. .4يجب تعويض كل العراقيين من قبل كل الطراف المسؤولة عن اعمال القتل والتدمير ،سواء من جراء العمليات الحربية او الحتلل. .5يجب العمل على تقوية وتنظيم الحركات العالمية المناهضة للحرب. .6ان احتلل فلسطين وافغانستان ،وكل البقاع المستعمرة بشكل غير شرعي فوق هذه الرض يجب انهاؤه حالً.
م في محكمة نيويورك التي عقدت لمقاضاة بوش وبلير هذا ملخص ما ت ّ وحلفائهما وهي ليست نهاية المطاف بالطبع ،إذ لم تمض على هذه المحاكمة سوى خمسة أسابيع فقط حتى نظمت في برشلونة باسبانيا )في 16حزيران الماضي( تظاهرة دولية أخرى "اطلق عليها اسم مؤتمر التضامن الجتماعي الدولي )الورو متوسطي( وقد سبقه اجراء محاكمة مماثلة لبوش وبلير في اسبانيا.
محاكمة بوش في كندا في 17أكتوبر )تشرين الول( ،2005حقق محامون كنديون ما اعتبروا انه انتصار كبير في معركة يخوضونها منذ نحو عام من أجل محاكمة الرئيس المريكي جورج بوش على جرائم التعذيب التي ارتكبتها إدارته ،ولهذه المعركة قصة تستحق أن تروى. في أواخر العام ،2004رفع محامون ينتمون إلى جماعة )محامون ضد الحرب( تقودهم المحامية الكندية )جيل دافيدسون( قضية يطالبون فيها بمحاكمة جورج بوش على جرائم التعذيب .وجماعة )محامون ضد الحرب( مقرها في كندا ،وتضم في عضويتها محامون من 14بلدا في العالم. المحامون في اتهامهم لجورج بوش بالمسؤولية عن جرائم التعذيب، استندوا إلى جرائم التعذيب التي تم ارتكابها في المعتقلت المريكية في غوانتانامو وأبو غريب ،والتي كان من بين ضحاياها مواطن يحمل الجنسية الكندية معتقل في غوانتانامو. المحامون ذكروا في حيثيات اتهامهم أن جرائم التعذيب في هذه المعتقلت موثقة بأدلة هائلة من الوثائق والصور .وقدموا ملفا بهذه الوثائق ،ورصدا بصور وأشكال التعذيب الرهيبة التي تعرض لها المعتقلون. وقالت المحامية جيل دافيدسون إن أبشع ما في مشاهد وصور التعذيب التي شاهدها العالم في أبو غريب ،هذه المشاهد المرعبة للجنود المريكيين وهم يبتسمون في فخر بجوار المعتقلين المكومين وهم عرايا ويجبرون على تمثيل أوضاع جنسية كي يحصل الجنود على صورة "أفضل". المحامون الذين رفعوا القضية مطالبين بمحاكمة بوش ،برروا ذلك باعتبارات قانونية وإنسانية عامة .أما العتبارات القانونية فأهمها أن دول العالم الـ ) (139التي وقعت على معاهدة المم المتحدة لمناهضة التعذيب،
ومن بينها كندا ،تتحمل مسئولية قانونية مباشرة في ملحقة ومحاكمة المجرمين الذين يرتكبون جرائم التعذيب .وأما العتبارات النسانية العامة، فتتلخص في أن الشعب الكندي ،مثله مثل شعوب العالم ،من حقه ،بل من مسؤوليته ،أن يعمل على وقف جرائم التعذيب ومحاسبة مرتكبيها. الذي حدث عندما رفع المحامون الكنديون القضية في أواخر العام ،2004 أن المحكمة في جلسة سرية عقدتها حكمت برفض القضية .السبب الرئيسي أن الرئيس بوش كان في زيارة لكندا ،واعتبرت المحكمة أن بوش لديه حصانة دبلوماسية تحميه من هذه الملحقة القضائية ،فلو أن المحكمة قبلت القضية آنئذ ،لكان عليها أن تصدر أمرا بالقبض على بوش، وفي نفس الوقت ،تم فرض حظر على نشر أي شيء يتعلق بالقضية. لكن الذي حدث أن القضية تم رفعها إلى المحكمة الدستورية في كندا، وفي جلسة عقدتها ،حكمت برفع الحظر المفروض على النشر في القضية ،وتحدد يوم 25نوفمبر )تشرين الثاني( 2005موعدا للجلسة التالية في نظر القضية ،وهو ما اعتبره المحامون نصرا ً كبيرا ً في معركتهم، ويصرون ،ومعهم أساتذة القانون الدولي في كندا على متابعة القضية إلى النهاية. أحد أساتذة القانون الدولي في كندا قال" :بوش مجرم مدان ،ونحن علينا التزام بحسب مواثيق المم المتحدة ،بأن نجلب من يمارسون التعذيب إلى ساحة العدالة".. هذه هي تطورات القضية باختصار ،ليس مهما أي حكم سوف يصدر في القضية ،المهم هو رفع القضية بحد ذاته ،وما يحمله ذلك من مغزى. المحامون الكنديون الذين رفعوا القضية ل يعبرون في حقيقة المر عن أنفسهم وحسب ،ول عن الشعب الكندي فحسب ،وإنما يعبرون عن ضمير البشرية بأسره ،وعن المسؤولية التي ينبغي أن يضطلع بها كل الشرفاء في العالم في مواجهة الجرائم المروعة التي ترتكبها أمريكا وقادتها. مغزى القضية أنه في مواجهة هذه الجرائم ،ليس من المفروض أن يقف العالم صامتا ً ومكتوف اليدي ،فهي جرائم بحق البشرية كلها وتهددها بأسرها. وهذا التحرك القضائي الذي يقوده محامون كنديون ،وتحركات قضائية شبيهة في دول أخرى في العالم ،هو حفظ لحق الضحايا ،وحق البشرية كلها ،في محاكمة المجرمين الذين يرتكبون هذه الجرائم وضرورة إنزال العقاب بهم إن عاجل ً أو آجلً. بعبارة أخرى ،بمثل هذه القضايا تحفظ البشرية حقها في اعتبار هؤلء مجرمين بحكم القانون الدولي وأي اعتبارات إنسانية ،وباعتبارهم ل يمثلون النسانية. وبالضافة إلى هذا ،فمثل هذه القضايا والمتابعات العلمية لها ،تلعب بل شك دورا ً مهما في الحملة العالمية الساعية لحشد الرأي العام العالمي للضغط من أجل وقف هذه الجرائم أصلً ،فهؤلء المجرمون كما نرى هم طلقاء يرتكبون جرائمهم كل يوم في العراق وغيرها ،بقي أمر غريب يدعو إلى السى ويستعصي على الفهم.
جرائم ل تحتاج إلى إثباتات أو شهود!! ليس غريبا على وسائل العلم ان ل تعطي الهمية الكافية لتغطية حدث مثل محاكمة كل من الرئيس المريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ،والتي جرت في اسطنبول بتركيا ،بتهم اقلها ارتكاب جرائم حرب. قلة قليلة من وسائل العلم تعاملت مع هذا الحدث ،وفي أضيق نطاق، لكنه في المقاييس الشعبية ،وفي مقاييس الرأي العام ،هو حدث يجب ان يتابع ليس فقط في وسائل العلم وحسب ،وإنما على صعيد المنظمات الحقوقية والمؤسسات التي تقول إنها تدافع عن حقوق النسان ،وحتى البرلمانات التي تدعي الديمقراطية فيما لو ان الحكومات ترفض التعاطي مع هكذا مسالة. محاكمة كل من بوش وبلير في تركيا ،لم تكن هي المرة الولى ،فعلى مدى سنوات الغزو لكل من أفغانستان والعراق ،كان هناك وبشكل دائم، أصواتا تتحدث عن ضرورة محاكمتهما كمجرمي حرب ،واذا كانت المعطيات الرسمية للدول والحكومات تقف حائل أمام هكذا مسالة ،فان ما جرى من مطالبات في السياق نفسه ،يؤسس لمكانية المتابعة. المحكمة الدولية الخاصة التي تم تشكيلها من شخصيات دولية وعقدت جلساتها بشكل غير رسمي من قبل في عدة عواصم أوروبية وعالمية ، قررت استدعاء كل من الرئيس بوش ورئيس الوزراء بلير للستماع لقوالهما )خلل جلسة المحكمة في اسطنبول بين يومي 23و 27يونيو( فيما هو منسوب اليهما في هذه التهامات.. المحكمة بعثت برسالة لكل من بوش وبلير عن طريق القنصليتين المريكية والبريطانية في اسطنبول للمثول أمام هيئتها التي تعتبر بمثابة هيئة محاكمة شعبية ل تعتبر أحكامها ملزمة قانونيا ،لكنها تحمل أهمية كبيرة للرأي العام العالمي. ممثل الجانب التركي في هذه المحكمة قال أن السبب في تشكيلها بعد الغزو المريكي للعراق ،هو عدم تمكن أي محكمة دولية حقيقية من محاكمة بوش أو بلير على جرائم الحرب التي ارتكبتها قواتهما بالعراق، مشيرا إلى أن الوليات المتحدة وبريطانيا ل تعترفان بالعقوبات الدولية مضيفا ،أن العالم بأسره يطلب بمحاكمة بوش وبلير ويتطلع للحكم الذي ستصدره المحكمة على الجرائم والتعذيب المستمر للعراقيين من جانب جنود الدولتين ،مشيرا إلى أن رئاسة المحكمة )مشكلة من شخصيات دولية( سوف تطلع على تقارير جلسات المحاكمة السابقة التي عقدت بعواصم أوروبية وتستمع للشهود ومن بينهم صحفيون وسائقوا شاحنات تركية ورجال أعمال أتراك يعملون بالعراق حول ما شاهدوه هناك من جرائم وانتهاكات منافية لبسط حقوق النسان على يد القوات المريكية البريطانية وذلك قبل إصدار حكمها النهائي ضد بوش وبلير.
محاولت ومحاكمات التهم المنسوبة إلى كل من الرئيس المريكي ورئيس الوزراء البريطاني لم تكن بحاجة إلى إثبات ،وهي لن تحتاج إلى استدعاء الشهود ،ذلك ان العالم كله ،وقف ويقف ضد جرائم الحرب المريكية البريطانية ،وضد الغزو الذي يمثل إرهابا دوليا تقوده اكبر دولة في التاريخ المعاصر ،تتخفى وراء شعارات الحرية والديمقراطية ،ل بل ان دول كانت كبرى قبل وقت قصير ،وقفت ضد ما حدث ،فيما تراجعت دول أخرى بفعل تقاطع المصالح ،تماما كبعض الدول التي شاركت بالجريمة بفعل تلقي المصالح. لم تتوقف التظاهرات العالمية عن إدانة الغزو ،ولم تتوانى المؤسسات العلمية التي تحترم نفسها من فضح الجرائم البريطانية المريكية ،فمن غوانتانامو إلى أبو غريب إلى الرهاب المستمر في كل مكان تواجدت فيها القوات المريكية والبريطانية ،كانت ملمح الجرائم تتراكم دون ان يعمل العالم بما فيه الكفاية ،العالم الذي اكتفى بعضه بالدانات ،والخر بالحياد، والبعض الثالث بالمشاركة. لكن هذا ل يعني انه لم ترتفع أصواتا مهمة لتطالب بمحاكمة كهذه، وهناك الكثير ،ابرز هذه المطالبات ،وعلى سبيل المثال ،ما طرح تحت شعار "دستور عالمي من أجل عالم صحي وسلمي" حين دعا الطبيب اللماني الصل "ماتيس راث" شعوب العالم إلى تبني "أجندة الشعب"، وإلى حضور مؤتمر عالمي لمحاكمة جورج بوش وتوني بلير وإدارتيهما "محاكمة شعبية" سوف يحضرها رامزي كلرك في لهاي . لقد دعا في حينها إلى تشكيل ما يطلق عليه "أجندة الشعب" كدستور لعالم جديد يسوده السلم والصحة والعدالة الجتماعية ضد إدارة بوش وبلير ،وضد شركات الدوية التي مولت الحرب على العراق. يصف راث أجندة الشعب بقوله" :نحن شعوب العالم أمامنا خيار من اثنين؛ إما مواصلة قبول نير هذه الصناعات الستثمارية التي تفرض علينا الحروب والمراض ،أو تحرير أنفسنا من هذه العباء ،والبدء ببناء عالم تحدده مبادئ السلم والصحة والعدالة الجتماعية". نحن نعلن الحقوق التالية حقوقا ً أساسية لنا: الحق في السلم ،الحق في الحياة ،الحق في الصحة ،الحق في العدالة الجتماعية وحقوقا أخرى أيضا ،مختتما برنامجه الذي حفل بالتفاصيل بالقول ،نحن ندرك أن مقاضاة مجموعات المصالح التي تروج للحرب والمرض أمام المحاكم الدولية لتضحيتها بحياة المليين من البشر ،وارتكابها جرائم أخرى ضد النسانية شرط لقامة هذه الحقوق النسانية .وهذا ما يزيل آخر عقبة أمام شعوب العالم للقضاء على عصور المرض والحرب؛ ليبدأ بناء عالم السلم والصحة والعدالة الجتماعية الجديد ،مؤكدا على انه سوف يقوم بدعوة العالم لتبني هذه الجندة أمام مؤتمر عالمي سيعقد برئاسته في لهاي بهولندا ،وقد اختار راث هذه المدينة؛ لنها المكان الذي أقيمت فيه محكمة الجزاء الدولية التابعة للمم المتحدة ،في إشارة إلى مسعاه لتكوين تحالف عالمي لمحاكمة مجرمي الحرب العراقية.
وسيكون هذا المؤتمر بمثابة "محاكمة شعبية" لحكومة بوش وبلير بسبب حربهما على العراق ولشركات الدوية التي دعمت الحكومتين ماليا في هذه الحرب. ولم ينسى ماتياس راث )الطبيب اللماني الصل المريكي الجنسية( توجيه الدعوة على موقعه إلى اتحاد شعوب العالم للوقوف أمام جبروت حكومتي أمريكا وبريطانيا في هذا المؤتمر قائل" :ما دامت القوى العظمى لن تتوقف عن خوض حروب عسكرية؛ فعلينا نحن -شعوب العالم -أن نوقف هؤلء عند هذا الحد اقتصاديا وسياسيا؛ اقتصاديّا عن طريق مقاطعة ومحاصرة نشاطات شركات الدوية التي تمول حروب تلك الحكومات المتاجرة بالمراض ،أما سياسيّا فعن طريق قيام كل مواطني العالم بالضغط على حكومات بلدهم لثبات تورط كل من بوش وبلير وإدارتيهما في ارتكاب جرائم حرب". ويرى راث أن العالم ينقسم إلى ساحتين: ساحة قتال رقم :1وهي التي يدور فيها صراع عالمي في مجال الستثمارات الدوائية التي تبلغ قيمتها تريليونات الدولرات على المدى الزمني الطويل ،وهذه الستثمارات تحتاج لقائمة طويلة من التشريعات لكي يتم تمريرها ،ويرى راث أن هذه التشريعات يصعب تمريرها وقت السلم؛ ولذا تظهر ساحة قتال رقم 2التي تتمثل في الحروب والتهديدات والتخويف من المراض كنوع من صرف النتباه عن ساحة القتال رقم ،1وهذا الخوف الكوني يتبعه سلسلة من الجراءات تسمى بقوانين "الحماية" التي تتسبب في فقدان الحقوق المدنية على مستوى العالم ،ووقتها يتم تمرير قوانين استثمارات شركات الدواء. كما يرى راث أن العالم يمر الن بمرحلة ما قبل الحرب –وليس ما بعدها– فالحرب التي يتوقعها سيستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل على أوسع مدى إذا لم يقف العالم في مواجهة هؤلء المنتفعين من الدمار. ويتنبأ ماتيس راث أن كارتلت الدواء سوف تواصل اتصالتها مع مجموعة السياسيين المنتفعين منها ،وهذا سوف يسفر عن: تصعيد التهديدات بضربات نووية استباقية ضد إيران وكورياالشمالية ودول أخرى. تصعيد الحروب النفسية على خط متوازٍ كالحرب على الرهابوحملة التخويف العالمية من سارس. تصاعد اهتمام الكونجرس بإصدار قوانين لحماية شركات الدواء.المحكمة تدين واشنطن ولندن "المحكمة العالمية حول العراق" ،وهي هيئة تجمع منظمات غير حكومية مناوئة للحرب على العراق ولحتلله ،أصدرت "الثنين الماضي" في اسطنبول "حكمها" الرمزي حيث أدانت بشدة الوليات المتحدة وبريطانيا وسائر الدول المنضوية تحت لواء تحالفهما. وبعد ثلثة ايام من "جلسات الستماع" ،أوصت المحكمة بإجراء تحقيق لتحديد مسؤولية "مرتكبي الجرائم والعتداءات بحق النسانية في العراق، بدءا من الرئيس الميركي جورج بوش ورئيس الحكومة البريطاني توني بلير وسائر المسؤولين الحكوميين المنضويين تحت لواء التحالف" العسكري.
وتلت "الحكم" الروائية الهندية ارونداتي روي رئيسة "هيئة التحكيم الضميرية" التي تضم 15عضوا ،وطالبت أيضا "بانسحاب فوري وغير مشروط لقوات التحالف المنتشرة في العراق".. المحكمة العالمية حول العراق كانت قد عقدت نحو عشرين جلسة عبر العالم ،وقد تأسست في 2003على غرار محكمة راسل التي دانت في نهاية الستينات الحرب التي شنتها الوليات المتحدة ضد فيتنام. وتضم المحكمة نحو 200منظمة غير حكومية ،بينها منظمة غرينبيس والجمعية الميركية لقدامى المحاربين في فيتنام ،والمنظمة الوروبية المناوئة للعولمة ومثقفين مثل الخبير اللغوي الميركي نعوم شومسكي والخبير الجتماعي المصري سمير أمين. معتقل غوانتانامو كان حاضرا أيضا ،إذ طالبت الروائية الهندية في خضم الهتافات ،باقفال معتقل قاعدة غوانتانامو الميركية في كوبا وإعادة النظر في جميع المعاهدات والعقود التي وقع عليها العراق تحت الحتلل واعتبارها "لغية". كما وجهت لجنة التحكيم أصابع التهام نحو عدة شركات أميركية )مثل هاليبرتون وكارليل وبوينغ وتكساكو( وبريطانية اتهمتها "بالستفادة مباشرة من الحرب" ودعت الناشطين إلى مقاطعة هذه الشركات بهدف حثها على إقفال مكاتبها في العراق. حوالي خمسين خبيرا وشاهدا ،بينهم محامون دوليون وجنود سابقون اميركيون ،تعاقبوا على الكلم أمام المحكمة في حضور المئات من الناشطين السلميين والتعاونيين ،في محاولة لبرهنة عدم شرعية الحرب على العراق وإظهار "الجرائم" التي ارتكبت خلل احتلله. شهادات حية توالت شهادات عراقيين مع عرض تقارير مختلفة كتقرير طبيب أميركي حول ازدياد نسبة الصابة بسرطان الدم لدى أطفال البصرة )جنوب العراق( بسبب استعمال أسلحة تحتوي على شكل من أشكال اليورانيوم المعالج إبان "عاصفة الصحراء" عام .1991 الناشطة النسائية هناء ابراهيم ،عرضت للمصاعب التي تواجهها النساء العراقيات منذ بدء الحتلل بما في ذلك انتشار شبكات الدعارة وتهميش دور المراة في العمل العام. كما خصصت مساحة كبيرة خلل الجلسات للتنديد بعمليات التعذيب التي ارتكبها عناصر من قوات الحتلل و"بالعقوبات الجماعية" التي فرضت على بعض المدن كالفلوجة احد معاقل المقاومة العراقية ،وأرفقت الشهادات بصور ووثائق. كما لزم الحاضرون في الجلسات دقيقتي صمت تكريما لذكرى ضحايا الحتلل ،وسوف تبلغ توصيات المحكمة العالمية حول العراق إلى المتهمين بما في ذلك المم المتحدة التي فشلت في إدارة الزمة العراقية ،إضافة إلى عدة منظمات دولية ،حسب ما أفاد منظمو المحاكمة. حول جرائم أمريكا المحكمة انعقدت في دورتها الثالثة ،حيث كانت الثانية في تونس ،أما الجلسة الولى فقد عقدت بالهند ،ففي تونس ،ساهم عدد هام من الخبراء
والجامعيين والحقوقيين والمختصين والصحافيين والشعراء والموسيقيين والسياسيين والنقابيين وحتى المتطوعين من كافة أنحاء العالم ،وقد تناولت المحاكمة في دورتها الجرائم المريكية في العراق وفي العالم وعبر التاريخ وعلى امتداد الجغرافيا ومن كافة الزوايا القانونية والعلمية والقتصادية والسياسية والجتماعية والثقافية والعلمية ...وكشفت المحاكمة حقيقة ما يرتكبه المريكيون ضد الشعوب وضد النسانية والطبيعة ...وتواصلت على امتداد ثماني . لم تخل المحاكمة لجرائم ومجرمي الحرب المريكيين من السئلة ،التي وصفت أحيانا بالحارقة ،حول واقع العرب وآفاق نهضتهم ووجودهم، وكذلك كان الحديث عن حق مقاومة الحتلل» ،فكل الشعوب إذا أصيبت بمظلمة من حقها أن تصمد ،بل من واجبها الصمود« معتبرة أن ما يجري اليوم في العراق وما تقوم به المقاومة إنما يدخل في دائرة الصمود ومن مي ذلك عنفا فهو خاطئ. يس ّ بعض المداخلت ،تحولت إلى ابعد من المحاكمة ،لتطال الثقافة والفكر، حيث اعتبر البعض، أن الثقافة العربية لم تتأقلم بعد مع الحداثة ،والفكر العربي الحر تعرض إلى قمع شديد فالمفكرون يقتلون ويغتالون والفكر يعيش القهر المتواصل فالفكر العربي غريب في وطنه ،والهدف من تغييبه إنما هو القضاء على الختلف والتنوّع حتى تسيطر الحادية. ان قهر الفكر ،يعني استقرار التخلف ،ول يقف المر عند هذا الحد ،بل الخطر أن يطال هذا التخلف فكرة الصمود والمقاومة . أما أسباب وعلل هذا التخلف ،فتعود إلى ثلث قوائم كونت جهازا قُـد ّ من أكثر من طرف ضد العالم العربي ،وهي أول المصالح المبريالية" ،اعتبر أن المبريالية هي التعبير الدق والصح والعمق الذي من خلله يمكننا فهم ما يجري حاليا" ،وثانيا الوجود الصهيوني وثالثا الستعداد الذاتي لقبول عدوان العدو ،ذلك إن العدو ما كان يمكن له أن يقوم بما قام به لو لم نكن نحن على استعداد لقبول ذلك ،بمعنى أننا مؤهلون لقبول ذلك« الشرق الوسط الكبير والجريمة في المحاكمة أيضا ،كان هنالك إطللة على مشروع الشرق الوسط الكبير ،حيث لوحظ ان هناك من يرى بأن العدوان ،هو نتاج المخططات ومشاريع تحاك خارج المنطقة العربية ،هذه الرؤية بنظرية المؤامرة ،وهناك رؤية تقول بأن منطقتنا العربية ترزح تحت وطأة الحتلل نظرا لننا متخلفون ،ولن المنطقة ترزح تحت وطأة الموروث المتخلف من الناحية السياسية والنسانية. المداخلة التي تمحورت حول »مشروع الشرق الوسط الكبير« تقول ان الرؤيتين متناسبتان وكلهما صحيح ،وان كل مخططات ضرب وحصار واحتلل العراق كانت قديمة» ،إن الرؤية الولى التي ترجع كل شيء إلى الخارج وتعتقد في المؤامرة هي صحيحة وان الرؤية الثانية التي ترفض إرجاع كل شيء للمؤامرة وينتقد أنصارها الرؤية الولى ،ترى أن السبب هو تخلفنا ،وهذا أيضا صحيح«.
الشرق الوسط الكبير مليء بالمشاريع والتدخلت التي استهدفت العراق، وأول هذه المشاريع مشروع لبنرمان رئيس الوزراء البريطاني سنة 1907 والذي عقبته اتفاقية سايكس بيكو ،وتوصل المشروع إلى أن المنطقة العربية هي التي تهدد وجود المبراطوريات الستعمارية ،وذلك موثق في تقارير وتوصيات ،لقد جاء في مشروع بنرمان ضرورة الفصل بين الجزء الفريقي من المة العربية ،والجزء السيوي ودعا إلى الفصل باستعمال حاجز بشري ،كان لحقا إسرائيل. لقد قال بن غوريون ،أول رئيس للكيان الصهيوني ،لبد من إيجاد ثلثي دولي لتطويق المنطقة العربية ورأى أن هذا الثلثي لن يكون غير إيران وتركيا وإثيوبيا. عام 2002ظهر مشروع الشرق الوسط الكبير الذي يضم الدول العربية إضافة إلى إسرائيل وتركيا وإيران وباكستان وأفغانستان ،جاء فيه بوضوح في وثيقة أمريكية ،ان الهدف من هذا المشروع هو الحفاظ على المصالح الحيوية للوليات المتحدة المريكية وحلفائها. وقال التقرير حول مشروع الشرق الوسط الكبير إن الوضع العربي ل يطاق وأن التخلف كبير جدا ،واستشهد معدّوه بتقارير عربية مثل تقرير التنمية وحذفوا عمدا سبب التخلف كالحتلل وزرع إسرائيل ،ويقول التقرير بأن أولويات الصلح هي تشجيع الديمقراطية والحرية القتصادية. من البرغماتية إلى اليديولوجية هناك ثلثة عناصر هامة لبد ان تحضر عندما نعالج مشروع الشرق الوسط الكبير ،وهي ان المشروع يأتي في ظرفية تتحول فيها أمريكا من البراغماتية إلى أمريكا اليديولوجية ،أي من الواقعية السياسية إلى العقائدية بقيادة اليمين المسيحي المتصهين ،وثانيا ان الوليات المتحدة المريكية ترى بأن ضمان أمنها يفرض التقليل من التزاماتها بالمعاهدات والعراف الدولية ،وتسعى أمريكا اليوم إلى إقامة اتفاقيات ثنائية بين دول أخرى مثل اتفاقية حماية جنودها وحصانتهم من المحاكمات حتى في صورة ارتكابهم جرائم ضد النسانية ،وثالثا فان معايير المن القومي المريكي لن تتحدد من الن على أساس مقاييس الحدود ،فالوليات المتحدة تقول ان لعبة الحدود أصبحت أمرا قديما ،واليوم أصبحنا إزاء عالم الحركة والتصالت ويقول المريكيون» :إن الحركة المتبادلة بين المجتمعات تنقل مظاهر التهديد بين الحدود«. ويرى المريكيون في مشروع الشرق الوسط الكبير بأن حقوق العالم تتجاوز مقولة حق الشعوب في تقرير مصيرها ،والعالم حسب ما جاء في بعض المداخلت ،هو رهن بإرادة الدول المهيمنة وعلى رأسها الوليات المتحدة المريكية. إن المستهدف الول من مشروع الشرق الوسط الكبير ،هو العربي الذي لن يكون عنصرا أو عامل مهيمنا ضمن هذا الشرق ،بل سيكون عرقا أو أقلية ضمن جغرافية تضم إيران وأفغانستان وباكستان وإسرائيل وتركيا، حيث سيتم دمج العرب ضمن بخمسة مجتمعات أخرى تساوي في عددها سكان العالم العربي ،والن ،بدأ التحريض على الصراعات العرقية والثنية في العالم العربي.
وأنه عن طريق الشرق الوسط الكبير ،ستكون إسرائيل شرعية وتضم يهودا مثلهم مثل باقي أبناء هذا الشرق الكبير من عرب ومسلمين ومسيحيين وسود وباقي العرقيات والثنيات... وستكون القضايا العربية المركزية وخصوصا القضية الفلسطينية مجرد قضية عادية ،إذ عندما يطرح العرب قضية فلسطين ستطرح أمامهم من قبل الباكستان قضية كشمير ومن قبل التراك قضية الكراد... ان النظام العربي الرسمي عاجز عن التحالف مع شعوبه وعاجز عن الديمقراطية ،ولم يكن متوقعا أن يتصدى النظام العربي لهذا المشروع الخطير ،ان الصلح المريكي هو حق أريد به باطل. القرن المريكي الجديد مشروع الشرق الوسط الكبير الذي يمتد من الجغرافيا إلى السياسة مرورا بالثقافة والقتصاد والتعليم والمرأة والعلم ...يتواصل مع مشروع القرن المريكي إذ انه للمرة الولى في التاريخ يسيطر لوبي بالكامل على القرار المريكي ،فالمحافظون الجدد الذين نظّروا لمشروع القرن المريكي الجديد يرون ان »أمريكا قائدة العالم هو أمر جيد لمريكا وللعالم« وهذه الزعامة تفترض قوة ودبلوماسية وكان من أول نداءات هؤلء المحافظين هو ضرورة احتلل العراق. أهم أسماء هذا اللوبي ديك تشيني مؤسس المجموعة ورامسفيلد وهو من المؤسسين كذلك اضافة الى بول وولفيتر وهو مفكر المجموعة والذي أصبح حاليا رئيس البنك الدولي ،وكذلك جون بولتون القائل بأنه لو ألغينا عدة طوابق من المم المتحدة لكانت أفضل ،وكذلك ويليام كريستول وزلماي خليل زاده وريتشارد ارميتاج وكوندوليزا رايس ...وهدفهم هو تحويل أمريكا إلى إمبراطورية كونية بقوة السلح. ويمكن ملحظة ذلك من تصريحات وولفيتز سنة 1992عندما قال »كان على الحرب ان تتواصل ضد العراق من أجل البلوغ إلى منابع النفط في المنطقة العربية« ودعا إلى اعتماد أسلوب الضربات الستباقية والعتماد على التحالفات ،وان لم يكن ذلك ممكنا فعلى الوليات المتحدة ان تهاجم بمفردها ،وأعد ّ وولفيتز ومجموعته تقريرا دعوا فيه إسرائيل إلى إعادة تشكيل محيطها الستراتيجي وإيقاف ما يسمى بعملية السلم والمشاركة في احتلل العراق ...وقد قدم هذا التقرير إلى »الليكود« الصهيوني حيث تم تشكيل ما عرف »بلجنة تحرير العراق«. جرائم في كل المجالت جرائم الوليات المتحدة المريكية ضد النسانية طالت كل المجالت بما فيها القتصادي ،فالعقوبات القتصادية والحصار الذي قادته أمريكا منذ سنة 1990إلى سنة 2003كان جريمة حقيقية ضد النسانية ،خاصة وان القانون الساسي لمحكمة الجرائم الدولية يعّرف الجريمة الدولية بأنها الهجوم والقتل والترهيب الجماعي والتغيير في الوضع الصحي والجتماعي والقتصادي وارتكاب البادة... وهناك بعض المحطات التاريخية في حصار العراق الذي انطلق بالقرار 661عام 1990فالعداد للعتداء على العراق كان قبل دخول القوات العراقية إلى الكويت ،وتجلّى ذلك من خلل مطالبة بعض دول الخليج
بديونهم بعد توقف الحرب مع إيران ،إضافة إلى التخفيض في أسعار البترول إلى أن وصل البرميل الواحد 10دولرات. ان ضربات 1991ضد العراق توجهت إلى موزعات ومولدات الطاقة والتصالت والمواد التموينية ومحطات ضخ المياه قبل الهداف العسكرية، وكان الهدف واضحا وهو إيذاء العراق وتدميره وليس تحرير الكويت ،ألم يقل جيمس بيكر وزير الخارجية المريكي أثناء حرب الخليج الولى لوزير الخارجية العراقي آنذاك السيد طارق عزيز »إننا سنعيدكم إلى العصر الحجري«. ان كل المنظمات الدولية ،شهدت بأن الحصار كان مدمرا لدولة كان لها أكبر نسبة نمو اقتصادي في تلك المنطقة ،حيث جعلها الحصار ،من أفقر الدول في العالم ،فالعراق كان يستوعب اللف من العمالة العربية ،وكان يساعد العديد من الدول العربية رغم حربه مع إيران وكان الدخل الفردي للمواطن العراقي سنة 1988أكثر من 3510دولر ولكنه سنة 2003وصل الى أدنى المستويات العالمية فتعطلت عمليات استيراد اللت مما عطل الصناعة وتوقف استيراد المبيدات الحشرية وآلت تصفية وتنقية المياه مما أدّى إلى ظهور أمراض خطيرة تخلص منها العراق منذ القديم ،وأمام منع استيراد التجهيزات الطبية وعديد النواع من الدوية فقد هلك اللف من العراقيين. ان اقتصاد العراق لم تدمره الحرب وإنما دمره الحصار وأصبح العراقي جائعا ومحروما وفقيرا ومريضا ...وليس له دواء ...وان العقوبات التي فرضها مجلس المن بدفع أمريكي وبريطاني كانت السوأ في التاريخ ، وذلك بشهادة خبراء من المم المتحدة نفسها . النفط والعسكرة!! المحكمة في حد ذاتها لم تكن مجرد استعراض إعلمي أو حقوقي ،وإنما كانت عبر دوراتها الثلث ،منبرا للفكر الذي يواجه العدوان والهيمنة بالفكر ،وبالتالي ،فقد تداخل الكثير مما قيل ،حتى تحولت الجلسات إلى ما يشبه الندوات ،ففي مداخلة حملت عنوان النفط والعسكرة ،تحدث د. عّزام محجوب الجامعي التونسي قائل: أصبحت الوليات المتحدة مؤمنة باستعمال القوة للوصول إلى منابع النفط خاصة في المنطقة العربية التي تحتوي على 60أو 70بالمائة من المخزون العالمي ،إذن سيكون بمقتضى ذلك ،تحت المجهر على القل لمدة جيلين ،مضيفا» ،لم يبق أمامنا إل 20سنة فقط للدخول في التاريخ أو الخروج منه« فالعرب هم موضوع الصراعات الدولية لن لهم موقعا استراتيجيا ولن لهم ثروة النفط ،لذلك كان النفاق العسكري سنة 2004 أكثر من 1035مليار دولر تستأثر الوليات المتحدة بمفردها بـ 850مليار دولر مع العلم ان دخل دولة نامية ل يتجاوز 25مليار دولر. ولول مرة في التاريخ تتمكن دولة من السيطرة التامة والكلية على العالم عسكريا ،وان هذه الهيمنة ل بد لها من تكلفة ،لذلك تساءل الدكتور عزام كيف يمكن ان تدوم الهيمنة؟ وقال »يجب ان تكون هناك أرضية اقتصادية لها من الطاقة ما يمكن من النفاق والمواصلة« وهذا ما قامت به الوليات المتحدة التي حصلت على تكلفة الحرب من حلفائها وخاصة بعض الدول
العربية مع فوزها بالربح بمفردها ،أي أنها استأثرت بالربح لكنها وزعت تكلفة الحرب على حلفائها وخاصة من العرب. ان للنفط محورية مطلقة في القتصاد العالمي وسيتواصل تقريبا إلى منتصف هذا القرن فالعرض والطلب العالميين في خصوص النقط متقاربان ،لذلك فان أي اضطراب في أي دولة نفطية يؤدي إلى اضطراب في السوق النفطية ،إذ ليس هناك هامش متسع بين العرض والطلب فينجر عن ذلك بروز العجز في حالت الضطراب. والغريب أن الدول العربية المنتجة للنفط هي التي تعوّض هذا العجز وذلك بالزيادة في إنتاجها ،ان نمط العيش المريكي مبني على النفط وسيتواصل كذلك وستنتقل نسبة الحاجة المريكية للنفط العربي من 45 إلى 55لذلك ستتواصل حاجتها للنفط إلى 20سنة مقبلة لذلك »أتوقع حروبا أخرى« كما قال الدكتور عزام الذي واصل ان أمريكا لن تسمح لحد غيرها بالسيطرة على النفط وهي تسعى الن للتقليص من دور السعودية وذلك بنفط العراق ،إذن لبد لها من إضعاف »الوبك« وان الوليات المتحدة لن تستطيع ان تنعم بنفط العراق إل إذا تحقق الستقرار وهذا غير موجود بحكم المقاومة ،إذ كان المريكان يعتقدون بأن نفط العراق سيدفع ثمن الحرب والحتلل ،إل ان ذلك لم يتحقق ،فالمقاومة مازالت متواصلة ،فمن يدفع إذن ثمن الحرب إضافة إلى بترول العرب ،انه المواطن المريكي دافع الضرائب ،وتوقع الدكتور عزام محجوب ،وهو الذي ساهم في إنجاز التقرير الول للتنمية العربية بأننا »سنشهد في الشهور المقبلة تحركات شعبية في الوليات المتحدة المريكية خاصة وقد افتضحت مبررات الحرب وبدت كاذبة« إذن عطلت المقاومة العراقية مشاريع المبريالية المريكية. جرائم التعذيب بالطبع ،لم تخلو المحاكمة من ذكر جرائم التعذيب المريكية ،جرى الحديث عن غوانتانامو ،وأبو غريب ،وعن البادة الممنهجة ليس فقط للنسان ،وإنما للفكر والتراث أيضا ،فقد قدم شاب عراقي أمثلة عن تشويه المقاومة في العراق وعن تهديم النظمة الدراسية ،وقال ان الحتلل حذف كل ما له علقة بالقضايا العربية والقضية الفلسطينية والتعلق بالوطن والدين وقدّم الكاتب جلول عزونة وهو جامعي تونسي أدلّة على اغتيال العلماء والمفكرين وسرقة الثار والمكتبات في العراق وعرض صورة تضمنت جنودا أمريكيين ينهبون متحف بغداد حين علق رامسفيلد وزير الدفاع المريكي على ذلك بقوله» :ان نهب متحف بغداد يشبه عمليات شغب بعد مباراة كرة قدم«. الحتلل قتل سنة 2003فقط 49جامعيا و 200شخصية علمية و 53عالما مختصا في المجال النووي والفيزيائي فضل عن الختطاف والعتقال مثلما وقع للعالمتين هدى مهدي عماش ورحاب طه ،وقد تضاعف الرقم في مر أكثر من 84من المنشآت العلمية العوام التي تلت،الغزو المريكي د ّ العراقية . قدمت أيضا شهادات مسجلة عبر الفيديو لتحطيم المستشفيات وشهادة لدانيس هاليدي ممثل المم المتحدة سابقا والذي أكد أن المريكان والمم المتحدة قتلوا أكثر من مليون طفل عراقي خلل الحصار وحوّلوا العراق
إلى مخبر واعتبر أن ما وقع إنما يشكل أركان الجريمة ضد النسانية، وقُدّمت أيضا شهادات أخرى عبر الفيديو حول استعمال السلحة المحظورة ،وعرضت المحكمة الدولية لجرائم الحرب المريكية رسالة وجهها أهالي الفلوجة إلى كوفي عنان يصفون فيها الدمار الشديد الذي لحق مدينتهم جراء العدوان المريكي ورسالة محارب قديم إلى ابنه الجندي المريكي في العراق يدعوه فيها إلى تحريض زملئه على العصيان ،كما تم عرض أهم الجرائم المريكية ضد النسانية عبر التاريخ وخاصة في العراق. على كل حال ...ليست العبرة أخيرا فيما قدم أمام المحكمة ،إنما العبرة تقتضي متابعة ما تم إنجازه عبر الدورات الثلث التي أدانت كل من الرئيس المريكي جورج بوش البن ،ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، بل ان المحاكمة كانت للسياسة المريكية نفسها وان كان هنالك خصوصية طالت جرائم الحرب المنسوبة لكل من بوش وبلير. المحكمة خطوة على الطريق الصحيح ،بالرغم من أحكامها الرمزية ،إل ان هذه الخطوة ،ل يجب ان تتوقف عند هذا الحد ،وهنا ل بد من التأكيد على ان مشاركة وسائل العلم في هذه المسالة ضرورية ،وال فانها ستكون جزءا من العدوان فيما لو تجاهلت الحقيقة.
المحكمة الشعبية الدولية في عدة حلقات متتابعة ،نشرت "شبكة البصرة" ،دراسة مطولة عن السباب التي يجب من خللها تقديم كل من الرئيس المريكي جورج بوش ،ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ،ورئيس الوزراء السرائيلي ارئيل شارون الى محاكم جرائم الحرب ،نقتطف منها ما يلي. لئحة التهام ضد جورج بوش البن ،توني بلير ،أرئيل شارون المتهمون بارتكابهم :
جرائم ضد السلم أو جريمة العدوان : التخطيط والعداد وتنفيذ حرب عدوانية جرائم حرب وجرائم ضد النسانية : جريمة التمييز العنصري . جريمة البادة الجماعية . جريمة التآمر على البادة الجماعية . جريمة التحريض المباشر والعلني على ارتكاب البادة الجماعية. جريمة الشتراك في البادة الجماعية . انتهاك حقوق سكان البلد الصليين القتصادية والسياسية . جريمة الطرد بالعتداء المسلح والحتلل . جريمة العتداء على الحياة والسلمة البدنية وبالقتل والتشويه والمعاملة القاسية والتعذيب . جريمة العتداء على الكرامة الشخصية . جريمة إصدار الحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء أية محاكمة . جريمة العتداء على الجرحى والمرضى بالحيلولة دون علجهم والعناية بهم وصول إلى اغتيالهم . جريمة تعريض أسرى الحرب للتعذيب والمعاملة اللإنسانية والحاطة بالكرامة وتعريض أسرى وأسيرات الحرب لبشع أنواع التنكيل . جريمة الضطهاد القائم على أساس سياسي وعنصري وديني. جريمة الحصار بإرغام الجماعة عمدا على العيش في ظل ظروف يقصد بها أن تؤدي ،كليا أو جزئيا إلى القضاء عليها قضاء ماديا . جريمة العتداء على المقدسات الدينية من مساجد ومصاحف وغيرها وخلق الكراهية . جريمة الغتصاب والكراه على البغاء . جريمة الختفاء القسري للشخاص جريمة الهجوم الموجه ضد مجموعة من السكان المدنيين . جريمة البعاد القسري والنقل القسري للسكان . جريمة التمثيل بجثت القتلى ودفنهم في مقابر جماعية . جريمة إبادة الثرات الحضاري والنساني واستهداف المواقع التاريخية والعمال الفنية والمواقع الثقافية والمراكز الروحية
جريمة المشاركة . نتشرف بأن نقدم لهيئة المحكمة الشعبية الدولية مايلي : أول :لماذا هذه المحاكمة اقتل ....اقتل ....اقتل ,عنوان كتاب لضابط أمريكي شارك في العدوان على العراق . وهو عنوان يلخص إلى حد بعيد فلسفة إدارة جورج بوش البن ,التي تقوم على العتقاد بالسمو على باقي البشر وبحق أمريكا في استعباد النسانية وفي نهب ثرواتها وبفرصة أمريكا في أن تتربع العالم ,ديكتاتور ا مطلقا من حقه إبادة كل من يعشق الحرية والكرامة ويرفض أن يكون عبدا , ويعتقد في ما استقرت عليه النسانية من مبادئ ومن عهود واتفاقيات ، أساسها العدل وحقوق النسان والشعوب ونبذ الكراهية والعدوان . محاولة بناء نظام دولي ديكتاتوري تتربع على عرشه أمريكا ومحيطها النكلوصهيوني ,أدى إلى استباحة الدماء و الثروات والحضارة النسانية في بقع عديدة من العالم ,وبدأ يصل في السنوات الخيرة إلى مرحلة من الهستيريا أصبحت تهدد الستقرار والسلم العالميين ،وتنبئ بمخاطر جسيمة على مستقبل النسانية . ولذلك ،تحرك العديد من أحرار العالم ليدقوا نواقيس الخطر،وليساهموا في إيقاف النهيار ،ولينبهوا إلى وجود قانون دولي وعهود واتفاقيات وأعراف تشكل حصيلة تطور قرون من الزمن .وعصارة مخاض إنساني طويل مر بهزات كادت تدمر العالم . وأفرز من بين ما أفرزه خلصة بسيطة تتمثل في ضرورة تنظيم العلقة بين المم والشعوب ،والتصدي لمحاولت العدوان ومعاقبة من يرتكب أو يحاول ارتكاب جرائم ضد النسانية أو جرائم حرب أو جرائم ضد السلم .كما ليذكروا ان موازين القوى تتغير ،وان العديد من قادة الجرام الدولي لم يفلتوا من العقاب ،رغم أنهم كانوا يعتقدون في فترات جبروتهم انهم فوق القانون وفوق العقاب. ولم يقتصر تحرك أحرار العالم على التعبير بمختلف الشكال عن رفض العدوان وعن دعم القضايا العادلة ،بل إنهم اعتبروا أن من واجبهم العمل الحثيث وصول إلى محاكمة المجرمين وإعادة العتبار لمبادئ وقواعد القانون الدولي النساني .فكانت العديد من المحاكمات الشعبية التي نظمت في دول وقارات مختلفة ،والتي كان من نتائجها القدام على وضع دعاوى أمام القضاء الجنائي ،الوطني والدولي ،ضد بعض المجرمين ضد النسانية . وفي هذا الطار تأتى هذه المحاكمة ،التي بقدر ما نريدها حصيلة ، نريدها منطلقا لتقديم شكاوى جنائية في كل أنحاء العالم ،أمام القضاء المحلي والدولي ،ضد مجرمي الحرب والمجرمين ضد النسانية ، إنفاذا لمبادئ ومرتكزات العدالة الدولية . فقد آن للستقرار والسلم والمحبة أن يتربعا عرش النظام العالمي الذي ليمكن أن يكتسب جديته إل من هذه السس.
ثانيا :لماذا بوش وبلير وشارون : 1لنهم يشكلون رمز نظام الرهاب الدولي ،بل وأصبحوا يجسدون هذا الرهاب ،والمخاطر التي تحدق بالبشرية جمعاء. 2لنهم عنوان لكل الذين خططوا ونفذوا وشاركوا في الجرائم البشعة ضد فلسطين والعراق وفي غوانتانامو .وبالتالي فان محاكمتهم شعبيا ، بالضافة إلى أنها تتعلق بهم كأشخاص ،هي محاكمة لكل الخرين ،وهي كرة الثلج يلقى بها من أعلى الجبل . 3ولننا مقتنعون بما تضمنته العديد من التفاقيات الدولية والذي لخصته ديباجة " اتفاقية عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد النسانية " بما يلي : " وإذ ترى أن جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد النسانية هي من اخطر الجرائم في القانون الدولي. واقتناعا منها بأن المعاقبة الفعالة لجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد النسانية عنصر هام في تفادي وقوع تلك الجرائم وحماية حقوق النسان والحريات وتشجيع الثقة وتوطيد التعاون بين الشعوب وتعزيز السلم والمن الدوليين ". 4لن كل الجرائم التى سنوردها أدناه تصب كلها فى الجريمة الكبرى التى هى جريمة العدوان على الشرعية الدولية ومحاولة القضاء عليها ،وإبدال حكم سيادة القانون فى العلقات الدولية بقانون الغاب وصول ً لقامة النظام الدكتاتوري العالمي. مما يفرض على كل الحرار ومحبي السلم والساعين للستقرار ولترسيخ مبادئ المساواة والكرامة وحقوق النسان ،في العالم ، فضح النموذج ،ملحقة النموذج ،العمل على إنهاء هذا النموذج الذي إذا استمر يمكن أن يؤدي إلى إبادة النسان والنسانية لن النظام الدكتاتوري الرهابي الجرامي الدولي الذي يسعون إلى بنائه ليمكن أن يستقر ول أن يصمد أمام إرادة الشعوب ،وبالتالي فان النتيجة الحتمية ستكون فوضى عارمة عالمية واستعمال لمختلف أسلحة الدمار ....وو... الوقائع : ل بد من التأكيد في البداية على انه ليمكن استعراض كل الجرائم المرتكبة من طرف المتهمين الثلثة في العراق وفلسطين وفي غوانتانامو. ذلك أنها اكبر من أن تحصى ،وأكثر من أن يسعها صك اتهام واحد ،أو محاكمة شعبية أو جنائية واحدة . فهذه الجرائم ارتكبت وترتكب يوميا ،ولمدى عدة سنوات . وهي جرائم متنوعة ،ولم يسلم منها النسان ول الحيوان ول الرض ول البناء ول البنيات التحية ول المواد الغذائية ول تجهيزات المياه والكهرباء ول المستشفيات ول المدارس ،ولم تسلم المساجد ول الكنائس ول المتاحف ول الخزانات ول المآثر .وكان ضحيتها الطفل والشيخ
والمرأة ،المسلح والمدني ،الطبيب والصحفي ،الطليق والسير والمعتقل ،السيارة والدراجة وسيارة السعاف ...الخ . ولذلك فإننا مضطرون في هذه المحاكمة إلى الكتفاء بتقديم نماذج من هذه الجرائم ،مع تقديم جزء من الحجج والوثائق والمستندات التي تثبت ارتكابها ومسؤولية المتهمين الثلثة عنها ،علما بأن هذه المستندات بقدر ما تثبت بشكل قاطع التهم المنسوبة للمتهمين الثلثة ،فإنها ليست إل القليل ،القليل من ما يوجد من أدلة ،رغم أن الرهاب الدولي اعتمد في السنوات الخيرة على محاولت التمويه ومحاصرة الخبر ،لدرجة أن العدوان على العراق لم يبث عنه في وسائل العلم إل ما قررت سلطات الحتلل بثه ،في مراحل متعددة من العدوان ، لكن الجرائم كانت أكبر بكثير من أن تخفى . وسوف نقدم نماذج من الفعال المرتكبة من طرف المتهمين الثلثة من خلل وثائق وتقارير وشهادات صادرة عن جهات وفي فترات مختلفة: وقائع العراق 12سنة ظل العراق تحت الحصار 12 .سنة من التجويع والحرمان من أبسط وسائل العيش والتطبيب والدراسة 12 .سنة حصدت مئات اللف من الرواح أغلبهم أطفال وشيوخ ونساء .كما خلفت أضعافهم في حالة إعاقة دائمة .كما خلفت دمارا طال العديد من المجالت وخرابا اقتصاديا واجتماعيا. وإذ ندلي بوثيقة تتضمن إحصاءات مدققة للثار المدمرة لحصار العراق ولو عن فترة قصيرة ،فإننا ندلي أيضا بكتب صادرة عن مسؤولين أمميين لم يسمح لهم ضميرهم بالسكوت على ما جرى ،مثل الدكتور سبونك و الدكتور جيف سيمونس والدكتور هانس بليكس ،بالضافة إلى كتب ووثائق أخرى .ونقتطف من بعض هذه الكتب فقرات موجزة جدا كنموذج لما جاء فيها وفكرة أولية عن فظاعة الجرم: من كتاب تشريح العراق :عقوبات التدمير الشامل التي سبقت الغزو للدكتور هانز كريستوفر فون سبونيك نقتطف هذه الفقرات الموجزة : وكان مما زاد في انزعاج موظفي المم المتحدة ضربات جوية أمريكية/ بريطانية منتظمة في منطقتي حضر الطيران على خط العرض 36درجة شمال و خط العرض 33درجة جنوبا. مهما يكن المر ،كانت إعادة تأهيل القتصاد تلقى معارضة شديدة من الحكومتين المريكية و البريطانية في مجلس المن بحجة أن منتجات عدة ،كما في صناعة الدوية ،كانت ثنائية الستخدام و كان يمكن تحويل مجراها إلى المؤسسة العسكرية لنتاج أسلحة دمار شامل.
لم آت إلى بغداد كمدير للعقوبات و ل كحليف لنظام قمعي .كنت أريد بدل من ذلك إتباع نهج من شعبتين :تعزيز كفاءة البرنامج النساني و تذليل العقبات التي يواجهها برنامج النفط مقابل الغذاء .لم يلق ذلك ترحيبا من الحكومات التي أصرت على إتباع سياسة احتواء للعراق ذات هدف واحد. فلم تكن واشنطن و لندن ترغبان في بحث وقائع نقص الموال المسموح بها ونقص المؤن الضرورية ،أو يريدان تسلم معلومات من المم المتحدة في بغداد تتعلق بالوضع النساني الناشئ عن سياسات مجلس المن في العراق .فقد كان من الواضح أن للسياسة أولوية على الشعب. ضميري كان يعذبني .فكيف يمكنني أن أنفذ بطيبة خاطر سياسة انتقدتها غالبية أعضاء مجلس المن سنة اثر سنة باعتبارها فاشلة؟ و كيف يمكنني أن انظر في عيون العراقيين فيما أنا طرف في محنتهم. في 10شباط /فبراير 2000كتبت إلى المين العام كوفي انان اطلب منه إعفائي من منصبي و اشكره على ثقته و اعبر عن قلقي العميق من استمرار نظام العقوبات في العراق بالرغم من الدلة الكاسحة على أن نسيج المجتمع العراقي يتدهور بسرعة و الوعي الدولي بان النهج المتبع يعاقب بوضوح الطرف غير المقصود. ومن خلل كتاب جيف سيمونس المعنون "بالعقوبات و القانون و العدالة" والذي استعرض فيه مختلف جرائم الحرب التي اقترفتها الوليات المتحدة المريكية من منظور القانون الدولي بالعراق نقدم هذه المقتطفات : ويحضر البرتوكول الول لميثاق جنيف استهداف المواقع التاريخية و العمال الفنية والمواقع الثقافية و المراكز الروحية ...الخ ،و قد هاجمتها قاصفات " قوات التحالف" جميعا .و شملت النتهاكات الخرى المدانة في ميثاق أو أكثر من المواثيق المختلفة )لهاي و واشنطن و جنيف و المم المتحدة( ما يأتي : قصف الهداف ذات الستعمال المزدوج ) المدني – العسكري( دون سابق إنذار. قصف المواد الضرورية لبقاء المدنيين على قيد الحياة. قصف السدود و الجسور قصف المدارس و الكليات و المستشفيات و المختبرات. قصف وسائل التصال المدنية. قصف قوات العدو المتراجعة. قصف الجنود غير القادرين على المقاومة. الهمال المتعمد لمبدأ " البقاء على الحياة". حجب المعلومات المتعلقة بأسرى الحرب عن الصليب الحمر الدولي. عدم السماح لممثلي الصليب الحمر الدولي بزيارة أسرى الحرب للتحقق من ظروف المعيشة و الوضع الصحي ....الخ.
حرمان حق أسرى الحرب في المراسلة و التصال بالممثلين القانونيين و غيرهم و التصال بالقارب ....الخ. تأسيس مراكز احتجاز غير معلنة لسرى الحرب. المعاملة الوحشية لسرى الحرب. كان تدمير القوات المريكية عمدا البني الساسية المدنية جريمة حرب كما يعرفها ميثاق نورنمبرغ و قرار نورنبرغ و مبادئ نورنبرغ. ورأينا في هذا الصدد أن القوات بقيادة الوليات المتحدة استهدفت على نحو مباشر وغير مباشر المواد الغذائية و تجهيزات المياه ) قصف مخازن الغذية ووسائل توزيع الغذية و المخازن المبردة ووسائل التجهيزات الكهربائية و نظم ضخ المياه ومحطات تصفية المياه و نظم توزيع المياه....الخ( و عن طريق آلية نظام العقوبات تمنع واشنطن استيراد الغذاء إلى العراق ،و تمنع وصول اللقاحات و الدوية الضرورية في الزراعة المنتجة و تمنع المعدات و الجزاء الحتياطية اللزمة لنظم تنقية المياه وتوزيعها ...الخ .إن تجويع المدنيين المحظور في البرتوكول الول كوسيلة في الحرب يمارس عمدا بوصفه واحدا من إجراءات إبادة عدة في سلم كئيب. أفلحت الوليات المتحدة في تحويل العراق إلى بلد الموتى و المحتضرين. ها هي مدينة من العصور الوسطى خاضعة للحصار ،و بيت أهوال و قبر واسع متضخم .و تجري إبادة جيل أطفال برمته :بينما اكتب في تموز/يوليو 1998بعد سبعة أعوام من أقسى حضر اقتصادي ،فان عشرات اللف من الطفال الرضع العميان -بسبب شحة النسولين -ذوي العيون السود الغائرة و الطراف التي تشبه العصي و الدمغة التالفة في غيبوبة أو الم الحمى ،و كلهم هزيل ينتظر موته المبكر ) اعرف مراقبين غربيين أصيبوا بالكآبة و النهيار العصبي بسبب ما شاهدوه من التعذيب المريكي للطفال العراقيين( .يموت أطفال عراقيون بعيدا عن المستشفيات المدن إذ كيف ينقل الباء الجياع أطفالهم المحتضرين إلى المراكز الطبية البعيدة؟ و ما هي الجدوى إذا كانت المستشفيات محرومة من الدوية و المعقمات و الضمادات و أغطية السرة ،حيث يرقد الطفال المحتضرون على أسرة فراشها بلستيكي أو ملطخ بالدم و جروحهم ملفوفة بالورق المقوى القذر؟ و ينبغي أل يعتقد أن السياسة المريكية انحراف منعزل و غامض و ابتعاد متعذر التفسير عن معايير اللياقة و العدل .إن النهج المريكي الذي يسبب البادة الجماعية تجاه المسالة العراقية نموذج واضح لستراتيجية أمريكية أوسع .و ل علقة له بإخراج النظام العراقي من الكويت ،إذ تحقق ذلك قبل زمن بعيد .و ل علقة له بانتهاك النظام العراقي لحقوق النسان ،بل هو حساب أناني للمنافع الستراتيجية .و ل علقة له بتحديد مواقع " أسلحة التدمير الشامل" :حتى رولف ايكوس اعترف انه لم يبق شيء يكشف في ذلك الميدان .إن الهداف المريكية بسيطة وواضحة ،و هي إحكام قبضة عسكرية و تجارية على منطقة غنية بالنفط ،و تطوير
استراتيجيا متعددة الوجوه تستمر في ردع أي تحد فعال للهيمنة المريكية، ليس في منطقة الخليج فحسب بل في كل مكان أيضا. إن سياسة الوليات المتحدة المريكية بهذا الصدد إبادة جماعية واضحة بموجب إحكام الميثاق .وتستهدف البادة عمدا الجماعات القومية و قتل أفرادها و إحداث الذى البدني والعقلي الخطير وتعمد إلحاق ...ظروف حياتية خطط إلحاق التدمير الكلي والجزئي وفرض إجراءات يقصد بها منع الولدات ضمن المجموعة .إن البادة الجماعية ،كما تعرف ،ممكنة العقاب و كذلك المؤامرة و التحريض و المحاولة والتواطؤ .لذا فإن واشنطن مدانة ليس فقط بسبب البادة الجماعية المنجزة في العراق فحسب ،بل أيضا بسبب البادة الجماعية التي حاولت تنفيذها في كوبا. وكذلك كتاب اقتل اقتل اقتل جرائم الحرب في العراق لضابط الصف جيمي ميسي كنا نلبس بذلت للحماية من المواد الكيماوية و البكتريولوجية ،التي ترفع من درجات الحرارة الجسمانية بستة أو سبع درجات .سكسلف و هي مدرعات خفيفة ،كانت جاثمة قبالتنا .يسميها العراقيون بملئكة الموت لنها تقصف بشكل عشوائي وتستعمل الورانيوم المخفف. أخذت أطلق النار على متظاهر يمشي على أربعة ،يحاول الهرب بسرعة. وجهت له رصاصة في الرأس .وتنفست بعمق ثم أطلقت النار من جديد. رأس :بووم طلقة .رأس أخرى :بووم طلقة .مركز الجمهور تكثف بشري اللف :بووم طلقات أخرى .و استمررت إلى إن لم يعد هناك حراك للمتظاهرين .لم يكن هناك أي إطلق نار من الجهة الخرى. سألني القبطان شميت " :هل أنت بخير أيها الضابط؟ " ل ،أيها القبطان ،لست على ما يرام. لماذا؟ أجبت دون تردد ،كان يوما سيئا .قتلنا عددا كبيرا من المدنيين البرياء. ل انه يوم سعيد .أجاب القبطان بشكل سلطوي و ابتعد. فهمت على القل أن هذا الطفل كان يلفظ أنفاسه الخيرة بسببنا .نحن الوليات المتحدة المريكية ،بسبب القصف بالقنابل و العقوبات. كان بإمكاني مساعدته .لكن الكلمات التي قلتها في ذلك اليوم و نظرات ذلك الطفل بأعينه الدامعة ستضلن وصمة عار علي مدى الحياة. وكذلك كتاب القتلى العراقيون في الحرب للدكتور غيدون بوليا كبير الكيماويين السابق في جامعة لتروب /استراليا
يبلغ العدد الجمالي للوفيات الزائدة في العراق – محسوبة باستخدام معلومات المم المتحدة 1.5 -مليون للفترة من عام 1991إلى عام .2004 و تتفق تقديراتي للوفيات الزائدة من العراقيين مع وفيات الطفال من العمار دون الخامسة في العراق – التي قدرتها معلومات هيئة إغاثة الطفولة التابعة للمم المتحدة ) اليونيسيف( بنحو 1.2مليون في الفترة من عام 1991إلى .2004 إن الحكام مسؤولين أمام المحكومين .و تبعا لهذا فان الئتلف الذي يحتل العراق ،بما فيه استراليا ،مسئول بوضوح عن الوفيات الزائدة و وفيات الطفال في العراق و يقدر كلهما في الوقت الحاضر في حدود 100ألف كل عام أو نحو 300كل يوم. وحسب جريدة إندبندنت البريطنية فإن القوات المريكية استخدمت السلحة الكيمياوية في ضرب الفلوجة حيث ذكرت الصحيفة أن دليلً جديدًا قويًا كشف أن الوليات المتحدة أسقطت كميات ضخمة من الفوسفور البيض على مدينة الفلوجة العراقية خلل العدوان على المدينة في نوفمبر ،2004المر الذي أسفر عن مصرع أهل الفلوجة مع إصابتهم بحروق هائلة. وفي فيلم وثائقي تبثه الذاعة اليطالية الحكومية ' 'RAIاليوم الثلثاء يقول جندي أمريكي سابق قاتَل في الفلوجة :سمعت أمًرا بالنتباه جيدًا لنهم ]القوات المريكية[ سيستخدمون الفوسفور البيض في ضرب الفلوجة'، مشيًرا إلى أنه يُعرف في لغة الجيش ب'.'Willy Pete وقال الجندي – بحسب الصحيفة – 'الفوسفور يحرق الجساد ،وفي الحقيقة فإنه يصهر لحم النسان إلى العظام ..لقد رأيت أجساد نساء حا أن الفوسفور ينفجر ويشكل سحابة وأن أي وأطفال محترقة' ،موض ً شخص في محيط 150متًرا منها يحترق بها. وأشارت الصحيفة إلى أن الصور على موقع الذاعة على النترنت ' 'www.rainews24.itالتي حصلت عليها من مركز دراسات حقوق النسان ما ما يعنيه الجندي المريكي .وقالت :إن العشرات في الفلوجة تظهر تما ً منها تظهر جثث أهالي الفلوجة ،بعضهم على فراشه ،الذين ل تزال ملبسهم سليمة إلى درجة كبيرة ولكن جلودهم قد ذابت. وقال محمد طارق العالم البيولوجي في الفلوجة ،في مقابلة مع الفيلم: إن سيل ً من النيران سقط على المدينة ..وبدأ الناس الذين ضربوا بهذه المواد متعددة اللوان ،يحترقون ..وجدنا أناس ميتين بجروح غريبة .. الجساد احترقت ولكن الملبس سليمة'. كما قدم الفيلم الوثائقي الذي حمل عنوان 'الفلوجة ..المذبحة المخفية' ما بأن القنابل المحرقة المعروفة ب ، Mark 77وهي الشكل دليل ً حاس ً المعدل والجديد من النبالم ،استخدمت في الهجوم على الفلوجة 'في انتهاك لمعاهدة المم المتحدة لعام 1980بشأن استخدام أسلحة تقليدية معينة ' التي تسمح باستخدامها فقط ضد أهداف عسكرية .وكان 'مفكرة السلم' أحد المصادر العلمية التي سبقت في الكشف عن استخدام هذه السلحة الكيماوية في العدوان على الفلوجة .وأكد مراسلو مفكرة السلم
لدى تغطيتهم الهجوم المريكي على الفلوجة مراًرا أن قوات الحتلل تستخدم السلحة المحرمة والكيماوية وقنابل النبالم المحرقة ضد المواطنين العراقيين ،في حين زعمت الحكومة المريكية أن قواتها لم ضا إلى ما ذكره موقع 'إسلم تستخدم هذه السلحة .وأشارت الندبندنت أي ً أون لين' من أن القوات المريكية استخدمت أسلحة كيماوية وغازات سامة في عدوانها على الفلوجة. شهادات ضباط تفيد باستخدام قنابل كيمياوي وثائقي إيطالي يفضح المذابح المريكية الخفية في الفلوجة وفي تقرير لبعض الوكالت بتاريخ : 8/10/2005 بثت القناة الخبارية الحكومية اليطالية"راى نيوز "24برنامجا وثائقيا تضمن شهادات ووقائع تدين القوات المريكية على استخدامها أسلحة كيمياوية في هجومها الوحشي على مدينة الفلوجة العراقية في نوفمبر- تشرين الثاني من العام الماضي. وتؤكد الوثائق المعروضة "استخدام القوات المريكية لقنابل الفسفور البيض فى هجومها على المدينة". وتضمن البرنامج ،الذي جاء تحت عنوان "الفلوجة :المذبحة الخفية"، شهادات ضباط أمريكان سابقين وعرضا ً لشريط مصور "يوثق" استخدام قنابل الفسفور البيض من قبل القوات المريكية ووقعه على سكان المدينة من النساء والطفال. وذكرت القناة التلفزيونية اليطالية أن الشريط التسجيلي المعنى "يناقض" بيانا لوزارة الخارجية المريكية ،أصدرته 9ديسمبر-كانون الول، أكد أن "استخدام الفسفور البيض اقتصر على إنارة مواقع "العدو" بالمدينة ،حيث يعرض استخداما ،وصفته ب"الهمجي" لقنابل الفسفور البيض والنابالم من جانب القوات المريكية "طال المدنيين العّزل من سكان الفلوجة". ويتميز الفسفور البيض ،الذي يستخدم في صناعة القنابل الحارقة، بخاصية التبخر السريع ويلتهب بمجرد ملمسته للهواء مسببا ً حريقاً وسحائب لهب شديدة الحرارة .ول يقتصر استخدام الفسفور على النارة لكشف مواقع العدو أثناء الليل ،إذ يعبأ ،أحياناً ،في القنابل اليدوية وذخائر المدفعية وقذائف الصواريخ. وسارعت وزارة الخارجية المريكية إلى نفى هذه النباء زاعمة كعادتها أنها مزاعم غير صحيحة. يشار إلى أن القوات المريكية ترافقها قوات حكومة اياد علوى قامت بارتكاب أبشع الجرائم في الفلوجة من ضمنها الجهاز على الجرحى وشن قصف عشوائي استهدف المدينة. وتقول إحصائيات عراقية أن عشرات اللف من أهالي الفلوجة قتلوا أو شردوا ،بسبب مزاعم بوجود إرهاب في المدينة وهى التسمية التي تطلقها القوات المريكية على المقاومين العراقيين مداهمة المستشفيات
يوميا تداهم القوات المريكية المستشفيات الرئيسية ،و تعتقل كل مصاب فيها .و تقوم بعملية العتقال بغض النظر عن الحالة الصحية للشخص المصاب .و عما إذا كانت الصابة بنيران القوات المريكية أم بنيران قوات الحرس الوطني ،أو بطلقات طائشة .وأحيانا يعتقل الشخص المقيم مع المريض .و ينقل المعتقلون المرضى إلى مكان ل يسمح لحد بزيارتهم .وأحيانا يرحل بعضهم إلى مستشفى أبو غريب ليمكث فيه فترة طويلة. وسائل التحقيق والستجواب خولت مذكرة حصل عليها التحاد المريكي للحريات المدنية أعلى رتبة في جيش الحتلل المريكي للعراق باستخدام وسائل الستجواب التالية: أساليب من بينها البقاء على السجناء في أوضاع متعبة ،و استخدام موسيقى صاخبة و التحكم في الضاءة وتغيير أنماط النوم .واستخدام كلب الجيش المكممة بهدف استغلل خوف العرب من الكلب مع الحفاظ على المن خلل الستجواب. وسائل التعذيب قال الكاديمي ستيفن مايلز ،من جامعة مينسوتا ،في دورية لنست الطبية الشهيرة ،أن التقارير المؤكدة بشان النتهاكات في العراق و أفغانستان تشتمل الضرب و الحرق و الصدمات و التعليق من الطراف و الحرمان من الوكسجين و التهديدات ضد المعتقلين و ذويهم و الذلل الجنسي و السجن النفرادي و تغطية الرأس و استخدام الصفاد لفترات طويلة و التعرض للحرارة و البرودة و الضوضاء المرتفعة .و قال انه في أحد المثلة قام جندي بربط معتقل بعد تعرضه للضرب ،في أعلى باب الزنزانة و قام بسد فمه. إن ضابط مخابرات عسكرية أو رجل أمن مدنيين ممن كانوا يقومون بعمليات الستجواب كانوا يسلمون المعتقلين لوحدات الشرطة العسكرية. و صرحت إحدى المجندات أنها كانت مكلفة بجعل المعتقلين ينهارون استعدادا للستجواب .و كانت مهمة الشرطة العسكرية جعلهم متيقظين وتحويل المر الى جحيم حتى يتكلموا حسب الفقرات التي نشرتها صحيفة لوس انجلس تايمز المريكية من تقرير الجنرال تكوبا ،والتى تتضمن وسائل التعذيب الذي تقوم به الشرطة العسكرية ما يلي: اللكم ،الصفعة و الركلة و الدوس على القدام العارية تصوير السجناء و السجينات عراة ) بالكاميرا و بالفيديو أيضا( صف المعتقلين في أوضاع جنسية مختلفة و تصويرهم إجبار المعتقلين على خلع ملبسهم وتركهم عراة ليام إجبار المعتقلين الذكور على ارتداء ملبس النساء الداخلية و تركهم داخل زنازينهم و هم عرايا كما ذكرت صحيفة التايمز إجبار الذكور للعب بأعضائهم التناسلية و تصويرهم في تلك الحالة
ترتيب المعتقلين على شكل كومة و هم عراة و من تم القفز عليهم و ضع المعتقل و هو عار على صندوق يوزع فيه الجيش وجبات طعام جاهزة للكل و من تم ربط عضوه التناسلي و أصابعه بأسلك كهربائية جاهزة للصعق كتابة عبارة أنا سفاح أو أنا مغتصب على قدم المعتقل ربط سلسلة عنق للكلب في عنق المعتقل و تصويره مع مجندة أحد أعضاء الشرطة العسكرية قام بقتل معتقل استخدام كلب الحراسة التابعة للشرطة العسكرية لترويع و إخافة المعتقلين تصوير جثث عراقيين ماتوا في المعتقل وأشار التقرير إلى وسائل أخرى ،مثل سكب مادة فسفورية على معتقلين و أحيانا الماء البارد على أجسادهم العارية ،تهديدهم بالمسدسات ،تهديدهم بالغتصاب ممارسة اللواط مع معتقل باستخدام عصا مكنسة أو ضوء كيماوي .و يختم تاغوبا تقريره قائل :قام عدد من جنود الجيش بارتكاب أفعال شنيعة تعتبر انتهاكا صريحا للقانون الدولي. سادية جنود الحتلل المريكي والتنكيل بالقتلى والجرحى: قال الجنرال جيمس ماتيس )) :في الحقيقة ،القتال شيء مليء بالمتعة. عندما تذهب لفغانستان تجد رجال كانوا يصفعون النساء بل مبالة لنهم ل يرتدون الحجاب .إن رجال مثل هؤلء ليس لديهم أية رجولة متبقية .لذا قتلهم هو شئ مليء بالمتعة((. و قد شاهد جندي آخر أثناء أداء مهامه في العراق عراقيين جرحى يرمى بهم على جانب الطريق دون إسعاف .و يوضح قائل :إن العراقيين شاهدونا و نحن نهين امواتهم طوال الوقت .كما نتحلق حول جثثهم المتفحمة نمثل بها و نركلها خارج السيارات و نضع سجائر في افواههم . كما رايت مركبات تدوسهم .و كان عملنا تفتيش جيوب العراقيين القتلى لنجمع معلومات .و لكني كنت اشاهد المارينز و هم يسرقون السلسل الذهبية والساعات والمحافظ المليئة بالنقود. ويقول مايكل راتنر ،احد خبراء مركز حقوق التسان في نيو يو رك .ان كل الجنود المريكيين عصبيون ،و يسيرون على قاعدة )) اول ....اطلق الرصاص ،وبعد ذلك اسأل(( .و ظهرت صورة جندي امريكي يركل بقدمه راس احد القتلى ،فيعلق عليه مايكل راتنر من مركز حقوق النسان في نيو يورك بالقول :عندما ياتي جندي و يلعب الكرة براس خصم ميت ،هذا أمر سيئ بما فيه الكفاية ،و المشكلة الكبرى ان هؤلء الناس يصورون كل دلك بالفيديو ،ما يظهر انهم يعتبرونه امرا عاديا ،و انهم ليس لديهم خوف من أن يرى هذه الأدلة المادية أي قائد لهم ..من أصغر ضابط و حتى دونالد رامسفيلد. وقد صور جنود أمريكيون مشاهد القتل و الجثث المتفحمة في العراق و حولوها الى فيلم بعد إضافة موسيقى تصويرية .و تقول صحيفة لوس انجلس تايمز ان الجنود المريكيين ينتجون أشرطة فيديو على شاكلة أفلم محطة ا م تي في الموسيقية .و النتيجة ان الجنود لديهم مخزون
هائل من الصور عن مشاهد القتل و الجثث المتفحمة التي يتبادلونها .و تنقل الصحيفة عن مسؤول في منظمة هيومان رايتس ووتش قوله ان قيام الجنود بتصوير القتلى العراقيين أمر مثير للقلق .فالعنف في الفيلم كما يقول الجندي ليس أكثر عنفا من أفلم هوليود التي تمجد العنف. أما الكاتب البريطاني نيكولس وود فينقل العديد من شهادات جنود المارينز الذين دخلوا مدينة الفلوجة بنية النتقام لهزيمتهم في أبريل 2004 حيث قال أحدهم ))العدو له وجه ،اسمه الشيطان و يعيش في الفلوجة ،و سنقوم بتحطيمه(( .و يقول آخر فتحنا باب جهنم وأخرجنا منها الكلب و اطلقناها عليهم ،ل يعرفون ما ينتظرهم ،جهنم قادمة و ادا تواجد مدنيون هناك فهم في المكان الخطأ .و حسب عبارات تومي فرانكس قائد القيادة المركزية الدي منحه بوش وسام الحرية )) :نحن ل نعد الجثث يعني جثث القتلى العراقيين مدنيين و مقاتلين(( .وقد سجلت الكاميرات الكثير من الحالت التي لم يحترموا فيها حرمة الموتى العراقيين حيث كانوا يدوسون على رؤوس الجثث و يلتقطون الصور امامها .كما استخدم البريطانييون و المريكيون علمات حبر لتعليم المغتقلين على صدورهم او رؤوسهم أي مثل تعليم الحيوانات .هدا ناهيك عن حالت القتل العشوائي . و افاد مراسل شبكة انبيسي بشهادة قال فيها ،انه راى احد الجنود في اثناء اقتحام القوات المريكية لمدينة الفلوجة و هو يطلق النار على احد الجرحى العراقيين في راسه بينما كان الجريح ملقى على الرض .و بعد دلك غادر الجندي المكان و هو يقول :لقد انتهى امره. جرائم الشرف والغتصاب الجنسي اطلع الرئيس المريكي جورج بوش على صورة بشان عملية اغتصاب جنسي جماعي قام بها ثلثة جنود امريكيين ضد معتقلة عراقية ،بعد ان دفعوا بها الى مكان منعزل .ونقلت شبكة سي ان ان الخبارية المريكية عن مصادر مطلعة بالدارة المريكية القول :أن بوش اطلع بنفسه على عشرات الصور الملونة التي تصور سلوكا جنسيا فاضحا للجنود المريكيين ضد المعتقلين العراقيين . يروي الكاتب لورن ساندر العديد من قصص النساء العراقيات اللواتي تعرضن للغتصاب .وأفردت جريدة روبنز بنور المريكية قصة إغتصاب خمسة جنود أمريكيين لفتاة عراقية .وروى الكاتب المريكي ديفيد كول عملية إغتصاب بشعة قام بها أربعة جنود امريكيين ضد اسرة عراقية. وروى المريكي ويليام بود في صحيفة ويسط بومفريت المريكية تفاصيل جرائم بشعة ارتكبها جنود الحتلل تحت شعار "الغتصاب الديمقراطي" جاء فيها :إن بوش تنرك لجنوده أن يفعلوا مايحلولهم مع ضحايا سجنه الكبير في العراق .ترك المجندين كول وجيفيد يغتصبان نساءا عراقيات بلغ عددهن 26فتاة وضحية ...يتميزان بالعدوانية الشديدة ضد العرب ويتميزان بالهمجية وعدم الرحمة .قبل أن يقدما على جريمتيهما يختطفان
ضحيتهما ويجردانها من مل بسها ,ثم يقومان بتصويرها وإرسال صورها إلى أصدقائهم في أمريكا للستمتاع بها . ومن بين الرسائل التى وقع نشرها ،رسالة تتضمن صورة لجندي أمريكي وهو يشير بعلمة النصر ويقف بجوار طفلين عراقيين يحمل أحدهما وهو مبتسم ,لوحة مكتوبة بخط اليد تقول باللغة النجليزية ) لقد قتل الجندي الواقف بجواري والدي و اغتصب اختي( .السوء من ذلك ان احد المواقع المجهولة الهوية على النترنيت نشرت لعدة ايام عدة صور لثلث جنود يتناوبون اغتصاب امراة عراقية بدوية في منطقة صحراوية نائية ،قبل ان يتعرض هدا الموقع للتدمير من جهات مجهولة .كما سجلت )) 57حالة اغتصاب لنساء عراقيات على يد القوات المريكية والبريطانية و 27حالة اغتصاب لطفال منها 11حالة على يد القوات البريطانية و 3حالت علي يد القوات الدانماركية((. اكد الفريق الميداني الخاص بمركز بغداد لحقوق النسان ان قوات الحتلل انتهكت عرض 149امراة عراقية داخل مساجد الفلوجة. نماذج من الجرائم المنظمة التي ترتكبها قوات الحتلل في تدمير العراق والعراقيين :استخدام السلحة المحرمة دوليا ذات أضرار استراتيجية طويلة المد: أشار الخبراء الدين يعملون في منظمة حقوقية تدعى )بيسرايتس( إلى أن الطائرات البريطانية أسقطت 75قنبلة عنقودية ،و أطلقت قوات المدفعية البريطانية 2000قذيفة منها .و أعلنت منظمة هيومان رايتس ووتش أن اكثر من 1000مدني قتلوا أو أصيبوا بجروح من جراء انفجار نحو 13000قنبلة عنقودية أمريكية و بريطانية في حرب العراق .و شددت على وجوب إجراء تحقيق كامل و معمق ،و إعطاء النتباه الخاص إلى اولئك الذين يتحملون المسؤولية الخيرة. كما عقد قسم حقوق النسان التابع لهيئة العلماء المسلمين مؤتمرا في بغداد يوم 03/2005/ 19عرضت خلله شهادات موثقة بالصوت و الصورة لنتهاكات ارتكبتها قوات الحتلل ضد مدنيين عزل في الفلوجة و في مناطق أخرى في العراق ،كما عرض المؤتمر صورا أظهرت آثار حروق و تفحم على بعض الجثث ،مما يشير إلى استخدام قوات الحتلل أسلحة محرمة أثناء هجومها .و استعرض شهادات لعراقيين أكدوا تعرضهم لغازات سامة .و شهادات أخرى لجرائم ارتكبتها قوات الحتلل في مناطق أخرى من العراق. وأعلن الدكتور خالد الشيخلي ،ممثل وزارة الصحة العراقية ،ان المسوحات و البحاث التي رفعها الفريق الطبي الى الوزارة تؤكد استخدام مواد محرمة دوليا مثل غاز الخردل و العصاب و المواد الحارقة الخرى ،حيث إنها ستسبب للمواطنين أمراضاً خطيرة على المدى البعيد. و لم يستبعد استخدام المواد النووية و الكيماوية ،بدليل ان جميع اشكال الطبيعة انتهت فيها ،كما ان الكلب السائبة والقطط والطيور قد نفذت من تلك الغازات .ونقلت صحيفة الغد الردنية عن مدير قسم الحروق في
مستشفى الفلوجة القول ان جثثا ً محترقة بفعل السلحة المحرمة دوليا عثرت عليها الفرق الصحية في المدينة. وأعلن الدكتور محمد العامري مدير قسم امراض السرطان في مستشفى اليرموك في بغداد ان الحرب على العراق نتج عنها امراض فتاكة .وقال إن الوليات المتحدة استخدمت في حربها 61صاروخا جربته لول مرة في العراق كما استخدمت اليورانيوم و النووي المحدود بكمية كبيرة جدا خاصة في الفلوجة و الرمادي و سامراء والموصل وتلعفر وبعقوبة والنجف .ونقل عن احصائية رسمية للوزارة ان 40حالة سرطان شهريا تفتك بالعراقيين في ما سجلت 7500حالة سرطان للجلد في نهاية العام الماضي اما عن مجمل الصابات التي سجلت في صفوف العراقيين من بداية الحتلل وحتى الن فهي 140الف حالة سرطان في الجلد و الدم و قسم كبير منها لطفال تتراوح اعمارهم ما بين 9اشهر الى 9اعوام مبينا ان قوات الحتلل تحاول التكتم على الموضوع لنه سيبب لها فضيحة تالريخية. وأكد الفريق الميداني الخاص بمركز بغداد لحقوق النسان ان قوات الحتلل هدمت حوالي 17الف منزل سكني تمت تسويتها بالرض ، بالضافة الى هدم 45مسجدا بشكل تام و 56مدرسة و 459محل تجاريا و كذلك استشهاد ما يزيد على 300مدني عراقي اغلبهم من النساء و الطفال. السلحة المريكية التي استخدمها جيش الحتلل المريكي تحتوي على الكثير من اليورانيوم فهم استعملوا ما مقداره 4مليين رطل من اليورانيوم في العراق .و حيث ليمكن ازالت اليورانيوم من الجسم فانه ليس له أي علج .و سيبقى عمليا في الجسم الى البد .فكم قنبلة نووية بحجم القنبلة النووية التي القيت على نكازاكي يمكن ان تنشر 4مليين رطل من اليورانيوم؟ الجواب هو 250.000قنبلة نووية. على العموم ان الحرب النجلوامريكية التي شنت على العراق اسقطت خللها الف الطنان من القنابل و المتفجرات لتدمير البنى التية للعراق و كل المرافق العسكرية و الشبه عسكرية و المنشات المدنية للدولة و المجتمع و لم تبق منشأة او مرفق ،مهما كان نوعه او حجمه لم تطله تلك المتفجرات والقنابل التي كانت تقذف بهدف أن تلحق بها أكبر قدر ممكن من التدمير ،من أجل تعطيلها بالكامل وإخراجها نهائيا من الخدمة. بعض الجرائم القتصادية: أول :جريمة نهب البنية التحتية العراقية و تدميرها: تقدر خسائر العراق مباشرة جراء الحرب العدوانية والحتلل لكثر من 450مليار دولر. و قال جون هامر رئيس مركز الدراسات الستراتيجية و الدولية الواقع في واشنطن)) :هناك عملية نهب هائلة تهدف الى تجريد أي شيء يعتقد ان له
قيمة داخل العراق لنقله الى الخارج .انه سلب نظامي للبلد(( .وظلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تراقب بإحكام صوراً للقمار الصناعية الملتقطة لمئات من المواقع العسكرية والصناعية في العراق .وكانت نتائج تحليلها مريعة حسب ما قال جاك باوت ،مدير مكتب التحقيق النووي في العراق التابع للوكالة الدولية ))ان اكثر من 10مباني و مجمعات قد اختفت بالكامل من الصور الملتقطة(( .و قال نحن نرى مواقع قد تمت إزالتها تماما. ثانياً :سرقت أموال العراق المنقولة وجه واضح من وجوه الجريمة الأمريكية الكبرى: في رسالة بعثها السيد ديل ستوفل ،وهو أحد المسؤولين في مكتب التعاقدات الأمريكي الخاص بإعمار العراق ،الى الجنرال ديفيد بتراوس بتاريخ 30/09/2004قال بالنص)) :لو أننا استمرينا في الطريق ذاته الذي نسير عليه الآن فإني مقتنع تماما بأننا سوف ندخل دوامة اتهامات فضائية تقودنا جميعا الى السجن((. فى حين كشفت هيئة الستشارات و الرقابة الدولية التي تم تشكيلها طبقا لقرار مجلس الأمن 1483الصادر في 22/05/2003عن وقائع مهمة عن هدر أموال ))صندوق التنمية العراقي(( المودع فيه إبان عهد بول بريمر .أموالً كانت تقدر ب 20مليار و 200مليون دولر منها 11مليار من عائدات النفط العراقي و 7من الموال التي نقلت من حساب برنامج النفط مقابل الغذاء. ومما جاء فى تقرير لوكالة رويترز بالقاهرة: قال خبير في المخطوطات العراقية أن مسؤولين أمريكيين نقلوا إلى بلدهم مجموعة من المخطوطات العراقية منها لفائف جلدية لسفار التوراة بعد سقوط بغداد في أبريل نيسان 2003غير مبالين بتحذيرات العراقيين من سعي إسرائيل لحيازتها. وقال أسامة ناصر النقشبندي أن القوات المريكية عثرت بعد احتلل بغداد على كمية من المخطوطات والكتب منها لفائف جلدية لسفار التوراة موضوعة داخل اسطوانات خشبية في أحد مخازن جهاز المخابرات السابق " فاستولت عليها ووضعتها في شاحنة كبيرة مكيفة ". وأضاف النقشبندي الذي تولى منصب مدير عام المخطوطات العراقية منذ تأسيسها عام 1988حتى عام 2002أن خبراء من دار المخطوطات والمتحف العراقي قدموا تقريرا إلى هيئة الثار شدد على أنها " مواد تراثية يشملها قانون الثار ويجب أن تسلم إلى هيئة الثار والتراث " ولم يبال بهم أحد. وقال في دراسة عنوانها ) استهداف المخطوطات في العراق خلل الحرب ( 2003 1991إن ممثل وزارة الدفاع المريكية ) البنتاجون ( الدكتور إسماعيل حجارة وهو أمريكي الجنسية أرسل من أمريكا للشراف على هيئة الثار والتراث ،كان وراء نقلها إلى أمريكا ،فحاولت إقناعه بعدم الموافقة لن إسرائيل تسعى للستحواذ على السفار اليهودية
منذ السبعينيات وهي بأقلم مشاهير الخطاطين اليهود في بغداد ،فلم يكترت . ونقلت هذه المجموعة خلسة إلى نيويورك". وسنشير بإيجاز شديد إلى بعض المجازر والجرائم المرتكبة فى العراق: الحصار دام أكثر من 13عاما منذ عام 1991مات فيه 2مليون من العراقيين نصفهم من الطفال. العدوان عام 1991القي فيها ) (120ألف طن من القنابل بضمنها 800طن من اليورانيوم المنضب التي بالضافة إلى ضحاياها من الشهداء فقد خلفت لدى العراقيين تشوهات خلقية لدى الكبار والصغار على السواء وخصوصا الولدات الحديثة. الساتذة والعلماء قتل لحد الن ) (100عالم و) (300أستاذ جامعي رفضوا التعاون مع المحتل واخضع بعضهم لبرنامج فقدان الذاكرة حتى بات بعضهم ل يعرف حتى اسمه . المعتقلت تجاوز عددها ال ) (20معتقل .أمريكيا وبريطانيا ووصل عدد المعتقلين فيها ال ) (50ألف معتقل. الفلوجة دمروا فيها ) (3080منزل تدميرا كامل و) (9000منزل بنسبة 50%أما القتلى من النساء والشيوخ والطفال الذين بتوا في منازلهم تجاوزا ال ) ( 3000شخص .وعندما عاد أهلها وجدوا في شوارعها ) (300جثة مشوهة لم يتعرفوا إل على ) (80منها فقط والبقية كاملة التشويه. تلعفر بتاريخ 20/9/2005وثق مراسل مفكرة السلم على النترنت وكذلك )محمد قاسم( مدير فرع الهلل الحمر العراقي في تلعفر وقوع )(170 حالة تسمم بالقنابل الكيماوية والغازات السامة ،وتعرض ) (213مدنيا
إلى قنابل النابالم المحرقة دوليا وقذائف اليورانيوم المنضب ،وهناك ) (211شهيدا ل يزالون تحت النقاض بينهم أطفال ونساء كما تعرضت ) (9مساجد للهدم و) (5مدارس ومحطات الماء والكهرباء كما تم تهديم أكثر من ) (140منزل سكنيا .وبلغ عدد الطفال الذين قتلوا ) (72طفل وعدد النساء ).(53 ومن بين العمليات العسكرية المريكية قامت قوات الحتلل بعشرات العمليات العسكرية المريكية الكبرى ضد المدن والقرى العراقية حيث ارتكبت كل أنواع الجرائم ضد النسانية وجرائم البادة. جاءت العمليات العسكرية على الرض بعد احتلل العراق في 9/4/03 حيث بلغت تلك العمليات عام (23) 2003عملية ضد الشخاص المدنيين وقصف المدن ابتداء بعملية )الكوكي اكس( وانتهاء بعملية )عصار رأس الحربة( ثم جاءت عمليات عام 2004حيث بلغت تلك العمليات )(4 عمليات بدءا بعملية )زوبعة حصان الحرب( وانتهاء بعملية )اللعب الثلثي( ثم عام 2005حيث بلغت عملياتهم الكبرى ) (22عملية ابتداء من عملية )المعالج( إلى عملية )الكبش الضاري( .حيث قتل فيها أعداد كبيرة من المدنيين ودمرت المنازل وشردت العوائل في الصحراء وقصفت المساجد والمستشفيات وسجن الشباب فوق 18عاما ودونه .كأوراق ضغط على ذويهم . وعودة إلى الحصار على العراق عام 1991 بعد عام 1989بدأ فرض الحظر على نقل التكنولوجيا للعراق ،ثم بقرار أمريكي عام 1995منع تصدير بعض المواد الغذائية ،ثم في آب 1995صدر قرار الحظر الشامل الذي منع بموجبه استيراد أي سلعة أو بضاعة سواء كانت غذائية أو دوائية أو أن يقوم العراق بتصدير أي شيء من ثرواته الطبيعية أو يستخدم أمواله المودعة في الخارج .ثم جاء الفعل العسكري الواسع بتاريخ ) 17كانون الثاني (1991حيث أرسلت على العراق جميع أنواع السلحة المحرمة دوليا ابتداءا من القنابل العنقودية والنابالم الحارقة وانتهاءا بالسلحة النووية ذات الشاعات المحددة واليورانيوم المنضب ،حيث قدر الخبراء العسكريون ما أرسل على العراق عام 1991ما زنته ) (88الف طن من القنابل أي ما يعادل القوة التفجيرية لسبع قنابل ذرية من قنابل هيروشيما وناكازاكي .التي اسقطت على اليابان إبان الحرب العالمية الثانية .وقد وصف ) المير صدر الدين آغاضان ( المندوب التنفيذي بريمر بقوله )أن هذا الفعل العسكري لتدمير العراق وشعبه تدميرا كامل ( وقد قتل في ملجأ العامرية في بغداد من المدنيين من الطفال والنساء والشيوخ )(470 شخصا ،ول يزال هذا التقرير الذي أعده ) المير صدر الدين آنما خان (
عن حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للعراق حيث أشار بتقديره أن العراق يحتاج إلى ) (12مليار دولر لسترجاع قدرته على إنتاج الطاقة الكهربائية و) (6مليار دولر في قطاع النفط و) (450مليون دولر لصيانة شبكات المياه و) (2.46مليار دولر لتغطية الواردات الزراعية و)(500 مليون دولر للواردات الصحية وذلك لمدة عام واحد فقط .ثم جاء نظام حصار دولي تقوده أمريكا وبريطانيا حيث من يرغب بإرسال أي شيء للعراق لبد أن يمر من هذه اللجنة التي ترفض أي شيء ،فقد رفضت على سبيل المثال شحن أقلم الرصاص لطلبة المدارس البتدائية بحجة أنه يمكن أن يدخل بالصناعات العسكرية ومنع شحن غذاء للطفال من بلغاريا بحجة أن الكبار قد يتناولونه .ومنع دخول أ كفان للموتى لن المندوب المريكي في اللجنة يحظر تصدير القمشة للعراق ،وفي ) /12ماي (1996/أثناء مقابلة تلفزيونية في برنامج ) (60دقيقة سئلت )مادلين اولبرايث( وزيرة الخارجية المريكية السبق من قبل مقدم البرنامج سائل )سمعنا أن نصف مليون طفل عراقي ماتوا نتيجة الحصار القتصادي على العراق أي اكثر من الطفال الذين ماتوا في هيروشيما .هل الثمن يستحق ذلك ؟ ..أجابت اولبرايت ..إننا نعتقد أن الثمن يستحق ذلك ( حيث قدمت اعتذارها مؤخرا )بعد أن وقع الفأس في الرأس( ومن المفارقات أن الجمعية العامة للمم المتحدة ومجلس المن اصدر بحق العراق منذ آب عام (58) 1995قرارا إضافة للقرارين )688، (661تم تطبيقها جميعا دون تردد علما بان المم المتحدة أصدرت اكثر من ) (400قرار حول القضية الفلسطينية والشرق الوسط .وقدم أمام مجلس المن ) (170قرار فيتو ليقاف قرارات لصالح القضية الفلسطينية وضد إسرائيل .وفي الحالة العراقية هجمت المم المتحدة ،وفي أقل من ثلث أشهر من فرض العقوبات على العراق حيث طبقت جميعها بحصار بحري وجوي وبري ثم دفعت الحالة إلى الفعل العسكري المباشر لحلل حالة الحرب محل حالة السلم المطلوبة .وقد شنت القوات المريكية والبريطانية ) (30ألف غارة جوية خلل فترة تطبيق الحصار والحظر الجوي على العراق في شماله وجنوبه. المنظمات الدولية فضحت اللجنة الدولية السويدية لدراسة وتوثيق الضرار البيئية للحرب بتاريخ . 25/4/2004 22بعد أن عقدت اجتماعاتها في السويد، الممارسات التي قام بها البنتاغون باستخدامه السلحة المحرقة دوليا من خلل ظهور حالت السرطان على الطفال وسرطان الجلد والتشوهات الخلقية الولدية التي بدأت تظهر بكثافة وما تعرض له المدنيون من استنشاق لغبار من جزئيات أو كسيد اليورانيوم التي تؤدي إلى تلف الخليا الدماغية والعظام والكليتين والترسب بالدم .وقد دفع المؤتمرون بيانا ً بكافة هذه الحالت إلى المين العام للمم المتحدة، مطالبين أن تقوم أمريكا بالشروع بتنظيف وإعمار المناطق الملوثة في العراق وتحملهم تكاليف معالجة ورعاية الضحايا .
حقوق النسان جربت أمريكا في العراق أحدث السلحة فتكاً ،وعلى لسان قادتها، )كالقنبلة العملقة( التي يزيد وزنها عن ) (10طن وقذائف المدفعية والدبابات المحشوة باليورانيوم المنضب وبعض القذائف الصاهرة للحديد وقنابل )الوقود الحمراء( .حيث يمثل استخدام هذه النواع من السلحة خرقا لحكام اتفاقية جنيف الولى ولحكام البروتوكول الثالث بشأن حظر أو تقييد استعمال السلحة المحرقة دوليا .إضافة إلى عدم احترام حقوق السرى مخالفة بذلك المادة ) (70من التفاقية والمادة ) (123من حيث إخفاء العداد والسماء .ثم مارست ابشع أنواع التعذيب والممارسات اللإنسانية مع السرى في سجن أبو غريب وسجن صفوان وأم قصر .وفضيحة أبو غريب لتزال ماثلة للعيان، وكانت من البشاعة وهدرها لشرف وكرامة النسان منافية لبسط حقوق النسان التي اقرها العلن العالمي في 10/12/1948كما جاء بالمادة ) (3من العلن وكذلك المادة ) (5التي تمنع التعذيب أو المعاملة القاسية والوحشية والمادة ) (9التي تنص على عدم جواز اعتقال أي إنسان تعسفا وكذلك المادة ) (12التي تنص على حق كل شخص بحماية القانون وعدم التدخل في حياته الشخصية .كل هذه القواعد يقع هدرها فى زمن الحتلل المريكي البريطاني للعراق بعد أن أعطى وزير الدفاع المريكي )دونالد رامسفيلد( الموافقة لقواته أن يفعلوا بالعراقيين مايشاؤون تحت اسم برنامج أطلق عليه )برنامج الرد الخاص( والذي كشفه الجنرال المريكي الفلبيني الصل )تاغوبا( أمام مجلس الشيوخ واصفا عمق وبشاعة النتهاكات لحقوق النسان في سجن أبو غريب وبقية المعتقلت المريكية البريطانية .وهذا الموقف غير النساني الذي جعل المدنيين هدفا عسكريا أمريكيا عرضهم للتدمير والقتل والحصار والتعذيب أنسحل أيضا على الموقف القانوني الرسمي .فالوليات المتحدة المريكية من أولى الدول التي عارضت العلن العالمي لحقوق النسان عام ) (1947واتفاقيات جنيف عام ) (1949الخاصة بحماية السرى والجرحى والغرقى المدنيين في المنازعات المسلحة وبرتوكول جنيف الختياري لعام ) (1977الخاص بحماية المدنيين ومعاهدة روما عام ) (1998الخاصة بمحاكمة مجرمي الحرب .فكانت أمريكا وإسرائيل من بين سبعة دول رفضت النضمام لمعاهدة روما في الوقت الذي وافقت عليه ) (167دولة .وقد طالبت منظمة العفو الدولية بإجراء تحقيقات في النتهاكات التي ترتكب بحق السرى في المعتقلت المريكية والبريطانية باعتبار أنها عمليات تعذيب منهجية وليست مجرد تصرفات فردية .حيث أكدت )نيكول شويري( المتحدثة باسم المنظمة أن تلك التحقيقات يجب أن تسفر عن تحديد درجة المسؤولية في سلم الدارة المريكية ))وذكرت بان لدى المنظمة أدلة عديدة أكثر من الصور التي نشرت عن التعذيب في سجن أبو غريب(( وأكدت أن السلطات المريكية لم تسمح لمنظمة العفو الدولية منذ )أبريل (2004/بزيارة أي من السجون المريكية في
العراق .وقد وصف )غاديث ديفيس( الذي كرمته ملكة بريطانيا بوسام المبراطورية البريطانية والذي عمل في العراق لمدة ستة اشهر واطلع على ما يجري في السجون المريكية بالعراق حيث نقل احتجاجاته للدارة المريكية واصفا حالت التعذيب في )سجن الحداث( حيث يتم وضعهم في أماكن تؤدي إلى الختناق واستخدامهم الكلب في تعذيب الحداث وغيرها من الوسائل غير النسانية .وفي اعترافات )جافال ديفيز( والمجندة )سابرينا هادمان( الذين اتهموا بالتعذيب في سجن آبو غريب أشاروا بأنهم لم يفعلوا ذلك إل بناء على أوامر عليا من السلطات المريكية وانهم اصبحوا كبش فداء .. وبتاريخ 19/5/2004ظهر على شاشات التلفزة )جون أبو زيد( و)ريتشارد مايرز( وهما يدليان باعترافاتهما أمام لجنة الكنكرس لتحديد مسؤولية ما حدث في سجن أبو غريب الذي أسقط أمريكا أخلقيا حتى قال في الخير )جون أبو زيد( انه المسؤول عما جرى لينقذ الدارة المريكية وعلى رأسها جورج بوش. الفلوجة المعارك الولى كانت في أبريل عام 2004حيث لم يستطع الجيش المريكي دخولها حيث حشد بعدها بتاريخ 21/9/2004 8ما تجاوز عن 20 ألف جندي أمريكي حيث شهدت قصف دوي ومدفعي بمشاركة قوات بريطانية المعروفة باسم ) بلك ووتش( بعد محاصرتها عدة أيام وكان الهجوم قبل النتخابات . أبريل 2003 معركة الفلوجة الولى لم يستطع الجيش المريكي من دخولها 2003 6 معركة الفلوجة الثانية حيث حشد الجيش المريكي ) (20ألف جندي حيث بدأ القصف الجوي للفلوجة بتاريخ 21/9/2004بأعنف قصف جوي شارك فيها قوات بريطانية المعروفة باسم ) بلك ووتش(. 28أبريل نيسان 2003 تجمع حشد من أهالي الفلوجة طالبين من القوات المريكية التي احتلت أحد المدارس بمغادرتها ففتح النار عليهم وقتل ) (15مدنيا عراقيا من أهالي الفلوجة. 1/10/2004
بدأت معركة النجف حيث دمرت المنازل والمساجد والمقابر وتجاوز عدد من قتل بينها اكثر من 200مدني. 8/5/2005 معركة القائم التي قتل فيها اكثر من ) (150مدني وبعضهم كان في حفل زفاف وأعلن الجيش المريكي انتهاء عملياته فيها بتاريخ 14/5/2005بعد تدميره لعدد كبير من الدور السكنية والمدارس حيث هدم ) (20منزل في منطقة العبيدي فقط حيث سميت هذه المعركة ) الماقدور( .لكن سرعان ما عادت قوات الحتلل إلى الهجوم على النبار والقائم والمدن والقرى المجاورة لمرات متعددة ،وفى عمليات عدوانية تعددت أسماؤها، إلى أن أصبحت مدينة القائم شبه ممسوحة من الخريطة.
وقائع فلسطين فى كتاب " زعماء إسرائيل " للدكتور أسامة الشقر نجد فقرة تعطي نبذة مختصرة جدا ً عن أرئيل شارون تعطي فكرة عن أن هذا الشخص ليس مجرما ً ول إرهابيا ً بالصدفة .ومما جاء فيها: الرئيس الحادي عشر للحكومة الصهيونية ،وقد ارتبط اسمه بكثير من المجازر الدموية ،ولعل أبرزها مذبحة " صبرا وشاتيل " التي نفذها جيش الحتلل السرائيلي وأعوانه في بيروت ،والتي قتل فيها آلف الفلسطينيين واللبنانيين .تلك المجزرة التي هي الكثر وحشية في العصر الحديث. ولد ارئيل شارون في " كفار ملل " في 27شباط /فبراير 1928وهو من يهود بولندا وعاش والده في القوقاز قبل خروجه للستيطان في فلسطين ،واسمه الصلي أرييل صمويل مورخاي شرايبر . انخرط شارون في صفوف عصابة "الهاجاناه" عام 1942وكان عمره آنذاك 14عاما ،وشارك في حرب 1948وأصيب في بطنه بينما كان يقوم بإحراق بعض الحقول الفلسطينية ،وانتقل للعمل في الجيش السرائيلي عقب تأسيس دولة الكيان .وبعد فترة انقطاع عن الجيش قضاها على مقاعد الجامعة العبرية ،عاود الجيش السرائيلي سؤاله للنضمام للجيش وترأس الوحدة 101ذات المهام الخاصة والمؤلفة من مجموعات من اللصوص والقتلة ومجرمين سابقين ،والتي تنسب إليها مذبحة " قبية " شمالي القدس في خريف 1953والتي راح ضحيتها 70من الفلسطينيين بينهم الكثير من الطفال والنساء وهدم أكثر من 40بيتا . وفي عام 1956عين شارون قائدا للواء المظليين وشارك في العدوان الثلثي على مصر وعين قائد لواء مدرع في شمال سيناء واحتل ممر "متل" ثم خرج في أواخر عام 1957للشتراك في دورة قيادة في كلية عسكرية في بريطانيا .
وفي السنوات ما بين 1962 1958قاد لواء مشاة )شعبة التوجيه( ومدرسة سلح المشاة لحرصه على الترقي في السلم العسكري مع كرهه لهذا الموقع المجبر عليه ،مما أدى إلى حصوله على رتبة عقيد قبل الثلثين من عمره رغم كراهية قيادته العسكرية له لفراطه في الكذب وعدم تقديم تقارير ذات مصداقية إل أنه كان يحظى بدعم بن غوريون ورعايته حيث كان يعتبر الرجل الكثر أهمية في الجيش السرائيلي بعد رابين ،ولم يستأنف شارون تقدمه في الجيش السرائيلي إل بعد تعيين يتسحاق رابين رئيسا للركان العامة وبعد ذلك بعامين عينه رئيسا لدائرة الرشاد في الجيش السرائيلي ،في هذه الوظيفة حصل على رتبة جنرال ،وفي عدوان حزيران /يونيو 1967 شارك شارون في العدوان كقائد فرقة دبابات مدرعات. بعد انتهاء حرب يونيو 1967كان أول ما قام به شارون في أعقاب عودته إلى منزله ،هو اصطحاب زوجته الثانية ليلي وابنه غور البالغ من العمر عشر سنوات ونصف في جولة داخل مدينة القدس ومناطق الضفة الغربية .ولن تلك الحرب أكسبته صيتا واسعا فقد طلب منه وزير المالية بنحاس سبير القيام بحملة تبرعات في الخارج ،إذ إن شارون أصبح مصدر إعجاب لدى كل يهود العالم ،وبالفعل توجه إلى استراليا ومن هناك إلى طهران حيث التقى الملحق العسكري السرائيلي هناك ))يعقوب نمرودي((. ويبقى أكثر ما ميز سيرة حياة شارون بعد حرب 1967هي جولته التفقدية المستمرة في المناطق التي سقطت في الحرب ))هضبة الجولن ،قطاع غزة ،سيناء ،الضفة الغربية(( بحيث يمكن القول أن زيارته اليومية تقريبا ،جعلته يبلور خطة استراتيجية من مرحلتين هدفها تعزيز التمسك السرائيلي بتلك المناطق .تضمنت المرحلة الولى نقل أكبر قدر ممكن من القواعد العسكرية السرائيلية إلى داخل مناطق الضفة الغربية في حين تعلقت المرحلة الثانية ببناء المستوطنات ،وبما أن موقعه كقائد لواء في الجيش ل يخوله إنشاء مستوطنات يهودية في المناطق بهدف التمسك بالرض وفرض المر الواقع ،فقد سخر طاقته بأكملها لتحقيق هذا المشروع ،حيث فكر بنقل قواعد التوجيه الخاضعة لمسئوليته إلى مناطق الضفة الغربية ، واستمر في مشروعه واستكمل بلورة خطة ثانية خاصة بنقل عائلت الضباط والعاملين في الخدمة الدائمة في الجيش إلى مناطق الضفة الغربية غير أن خطته الجديدة لم تنجح بسبب معرضة وزير الدفاع موشي دايان ،لكن شارون لم يشعر بلباس ،واستغل هذا الرفض لقناع وزراء وشخصيات سياسية بدعم إنشاء مستوطنات مدنية إسرائيلية في الضفة الغربية إذا لم يريدوا إنشاء مستوطنات عسكرية ، إل أن محاولته باءت بالفشل خلل تلك المرحلة ،لكنه ظل يتحدث عن وجوب العمل لنشاء أمر واقع يمكن إسرائيل من التحرك خلل مراحل الضعف ،مدعما وجهة نظره بالقول ":حينما تتعرض إسرائيل لضغوط دولية لعادة مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولن ،لن نقول لنفسنا ل يوجد لنا أي شيء هناك ،وبالمكان مغادرة المكان ، فهناك المستوطنات".
وفي عام 1969عين شارون قائدا للواء الجنوب وفي هذه الوظيفة عمل جادا من اجل تحصين خط بار ليف ،وعمل خللها على إجلء مئات البدو من رفح ،ولعب دورا بارزا في حرب الستنزاف ،موجها النتقادات الشديدة إلى طريقة عمل رئيس الركان حئيم بار ليف . وبعد أن دخل وقف إطلق النار على امتداد قناة السويس حيز التنفيذ في آب /أغسطس عام 1970وطوال عام 1971أعمل شارون في قتل الفلسطينيين كما عمل على إخلء شمالي سيناء من البدو المصريين . عرف شارون أن فرصة تعيينه رئيسا للركان العامة ضعيفة ،ولذلك اعتزل الخدمة العسكرية في حزيران /يونيو عام 1973وذلك من أجل التنافس في النتخابات للكنيست كعضو ممثل عن حزب الحرار ،وفي الفترة القصيرة التي سيقت اندلع هذه الحرب أعيد شارون إلى الخدمة الفعلية كقائد فرقة الدبابات . وفي كانون الول /ديسمبر عام 1973انتخب شارون للكنيست الثامنة ، في كانون الول /ديسمبر عام 1974قرر الستقالة من الحكومة حيث حصل على تعيين رفيع المستوى في الجيش السرائيلي ،ومن حزيران / يونيو عام 1975وحتى آذار /مارس عام 1976عمل شارون مستشارا خاصا لرئيس الحكومة رابين لشؤون الرهاب ،حيث بدأ بتخطيط عودته إلى السياسة وقرر بعدها إقامة حزب خاص به باسم "شلومتسيون" ، الذي حصل على مقعدين في الكنيست التاسعة ) ، (1977لكن سرعان ما انخرط هذا الحزب في حزب "حيروت". وفي الحكومة التي شكلها مناحيم بيغن في حزيران /يونيو عام 1977تم تعيينه وزيرا للزراعة ورئيسا للجنة الوزارية لشؤون الستيطان ،وبحكم منصبه هذا دعا شارون إلى إقامة شبكة كثيفة من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ،كضمان ضد إقامة دولة فلسطينية . وبعد النتخابات للكنيست العاشرة 1980فقط ،تم تعيين شارون وزيرا للدفاع ،وفي كانون الثاني /يناير عام 1982انتهت رئاسة الركان العامة ، بناء على طلب شارون ،من بلورة خطة اجتياح لبنان "عملية أورنيم" ، والتي ارتكبت خللها المذابح المروعة بحق الفلسطينيين واللبنانيين . وفي أعقاب مجزرة صبرا وشاتيل التي قامت بها قوات الحتلل وأعوانها من اللبنانيين ،وبعد تقرير لجنة كهان أضطر شارون إلى الستقالة من منصبه كوزير الدفاع ،لكنه بقي في الحكومة كوزير بدون وزارة ،ثم تم تعيين شارون وزيرا للصناعة والتجارة في حكومة الوحدة الوطنية بعد النتخابات للكنيست الحادية عشر ). (1984 وفي أعقاب قرار الحكومة من الخامس عشر في أيار /مايو عام 1989 بإجراء انتخابات في المناطق ترأس شارون " الطواق " في الليكود الذين عملوا على إفشال هذه المبادرة ،وفي جلسة صاخبة عقدها مركز الليكود في الثاني عشر من شباط /فبراير عام 1990أعلن شارون عن استقالته من الحكومة . وبعد أن سقطت الحكومة في الخامس عشر من آذار /مارس ،تم تعيين شارون ،في الحكومة التي شكلها يتسحاق شامير في حزيران /يونيو ،
وزيرا للسكان ،وفي هذا الطار كثف شارون من إقامة المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة . وفي إطار الحكومة ،انضم شارون إلى وزراء "هاتحييا"" ،تسوميت" و"موليدت" في معارضته لمؤتمر مدريد ،وقد حصل شارون في التنافس على رئاسة الليكود في إطار مركز الحزب في العشرين من شباط / فبراير عام ، 1992غير أنه لم ينافس بنيامين نتنياهو على رئاسة الليكود في شباط /فبراير عام ، 1993لكنه خلل فترة معينة فكر في التنافس على رئاسة الحكومة ،وعندما عرض نتنياهو حكومته على الكنيست بعد النتخابات للكنيست الرابعة عشرة 1996لم يكن شارون أحد وزرائه ، لكنه في أعقاب ضغوط مارسها ليفي وغيره ،أقيمت من أجل شارون وزارة جديدة ،ذات أهمية كبيرة وزارة البنى التحتية ،حيث قام شارون بإعداد خطة لتكثيف المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة ،وبعد استقالة ليفي من وزارة الخارجية ،تم تعيين شارون وزيرا للخارجية في تشرين /أكتوبر عام . 1998 وبعد فشل نتنياهو في النتخابات لرئاسة الحكومة في أيار /مايو عام 1999واستقالته من رئاسة الليكود ،تم تعيين شارون رئيسا للحزب ، ولم يخف رغبته في المشاركة في حكومة وحدة وطنية برئاسة إيهود باراك ،لكن باراك فضل حزب " شاش " ) رأي المتدينين من اليهود الشرقيين ( ،وفي الثاني من أيلول /سبتمبر من العام نفسه ،انتخب شارون رئيسا لليكود بأغلبية 53بالمائة من المصوتين من أصوات أعضاء الليكود. وفي أعقاب فشل المحادثات في كامب ديفيد في شباط /يوليو واعتزال حزبي " شاش " و"مفدال " و"يسرائيل بعلييا " من الحكومة ،أجريت اتصالت بين باراك وشارون بهدف إقامة حكومة وحدة وطنية ،إل أن هذه التصالت لم تؤد إلى اتفاق . وخلل اقتحامه للمسجد القصى المبارك في الثامن والعشرين من أيلول /سبتمبر عام ، 2000أعلن شارون أن " لكل يهودي الحق في أن يقوم بزيارة الحرم الشريف " ،وهي الخطوة التي شكلت السبب المباشر لندلع " انتفاضة القصى" والتي مازالت في حالة تصاعد مستمر ،على الرغم من مرور اكثر من خمس سنوات على انطلقها . وبعد أن قررت الكنيست عدم إجراء انتخابات جديدة للكنيست بل لرئاسة الحكومة فقط /وبعد قرار نتنياهو بعدم خوض النتخابات ،بقي شارون مرشحا عن الليكود لرئاسة الحكومة ،وتولى هذا المنصب في العام ، 2001تحت شعار" :دعوا الجيش ينتصر" ،وأعلن الحرب المفتوحة على الفلسطينيين والتي أسفرت خلل خمس سنوات من العدوان المتواصل عن استشهاد أكثر من خمسة آلف فلسطيني بينهم أطفال ونساء ،وإصابة اكثر من 50ألف آخرين ..والعدوان السرائيلي مازال متواصل.. ومن بين المجازر التى ارتكبها وأشرف على ارتكابها أرئيل شارون شخصياً ،وعبر تاريخه الرهابي ،نورد على سبيل المثال:
مجزرة "مخيم البريج" 28/8/1953م مخيم البريج أحد مخيمات اللجئين الفلسطينيين في قطاع " غزة ". المجزرة :في الثامن والعشرين من آب عام 1953م ،هاجم الرهابيون الصهاينة " مخيم " البريج " في قطاع غزة وألقوا قنابل يدوية من نوافذ الكواخ ثم أطلقوا الرصاص على اللجئين في المخيم وهم يحاولون الهرب من القنابل ،فقتلوا " " 20شخصا وجرحوا " " 62آخرين . وقد نفذت هذه المجزرة الوحدة " " 101التي كان يقودها "أرئيل شارون " وقد شارك شارون شخصيا في هذه المجزرة إلى جانب " هار تسيون " وهذا الخير هوأحد أبرز الرهابيين الصهاينة ،والرهابي " شلوموبئوم " ..وقد قام القتلة بنسف عدد كبير من منازل المخيم ،واعترفت المصادر الصهيونية بقتل عشرين فلسطينيا من سكان المخيم وجرح عشرين آخرين . مجزرة "قبية" 10/1953/ 15 14م قبية قرية عربية فلسطينية على مسافة 11كيلومترا إلى الشمال الشرقي من مدينة " اللد " ..كان عدد سكانها " " 1635نسمة ،وكانت بعد النكبة تتبع قضاء " رام الله ". المجزرة :في اليوم الرابع عشر من شهر تشرين الول عام 1953م، الساعة السابعة والنصف مساء قامت قوات صهيونية بتطويق قرية " قبية " ،وعزلتها عن سائر القرى المجاورة ،ثم بدأت بقصف القرية بشكل مركز بمدافع الهاون ،واستخدمت اللغام والقنابل ،كما توجهت بعض القوات المعادية وطوقت قرى " شقبا " و"بدرس " و" نعلين " لمنع تحركات النجدات لقرية قبية ،وقامت هذه القوات بزرع اللغام على جميع الطرق المؤدية إلى قبية . استمر الهجوم الصهيوني حتى الساعة الرابعة من صباح يوم 15/10/1953م وأجبر السكان على البقاء داخل بيوتهم ،ثم نسفت هذه البيوت فوق رؤوسهم ،وقدر عدد البيوت التي نسفت ب " "56منزل، بالضافة إلى مسجد ومدرستين وخزان مياه . بلغ عدد الشهداء في هذه المجزرة " " 67مواطنا من أهل قبية ،من الرجال والنساء والطفال ،وجرح مئات آخرون . وكان من أشد المناظر إيلما ،منظر امرأة من أهل القرية ،جالسة فوق كومة من النقاض ،وقد أرسلت نظرة تائهة إلى السماء ،إذ بوزت من تحت النقاض أيد وأرجل صغيرة ،هي أشلء أولدها الستة ،بينما كانت جثة زوجها الممزقة بالرصاص ملقاة في الطريق المواجهة لها . ومن السر التي أبيدت تماما في هذه المجزرة :أسرة أبوزيد " أربعة أفراد " وأسرة محمود المسلول " أربعة أطفال " ،وزوجة محمود إبراهيم
وأطفالها الثلثة ،وحسين عبد الهادي وعمره " "24عاما ولطيفة حسين عبد الهادي 12عاما. وكان الذي أعطى الوامر لتنفيذ المجزرة ضد قرية قبية هوالرهابي "دافيد بن غوريون" رئيس الوزراء السبق ..وقاد عملية تنفيذ المجزرة الرهابي "أرئيل شارون" رئيس الحكومة الحالي " 2001م" وكان آنذاك يقود الوحدة " "101وكان أحد رجال هذه الوحدة " هار تسيون " الذي اعتبر فيما بعد " بطل قوميا " وكانت القوة التي نفذت المجزرة تتكون من " " 600إرهابي من القتلة. مجزرة "نحالين" 28/3/1954م نحالين قرية عربية فلسطينية في قضاء " القدس " كان عدد سكانها عام 1945م " " 620نسمة . المجزرة :في الثامن والعشرين من آذار عام 1954م ،هاجمت قوة من المظليين الصهاينة قرية " نحالين " وقتلت تسعة من أهلها ،وجرحت تسعة عشر شخصا آخرين .وكان يقود القتلة في هذه المجزرة الرهابية " أرئيل شارون". مجموعة توزعت المهام ،بين نسف محطة المياه ،ومهاجمة المواقع المصرية بالرشاشات ومدافع الهاون والقنابل اليدوية ،وبث اللغام على الطرقات لمنع وصول النجدات ..وكان للجيش المصري النصيب الكبر من الشهداء والجرحى نتيجة المباغتة والهجوم على مواقعه ،كذلك فقد سقط العديد من الشهداء والجرحى من المدنيين الفلسطينيين لتكون حصيلة المجزرة " "39شهيدا و" "33جريحا "94". مجزرة "عرب العزازمة" آذار 1955/م العزازمة إحدى القبائل العربية الفلسطينية التي كانت تقطن في جنوبي قضاء "بئر السبع" ،وكانت مضاربهم مترامية الطراف تمتد بين "بئر السبع" و"وادي عربة" و"حدود سيناء" ..وقد كان عدد أفراد العزازمة عام 1946م" " 1637نسمة . المجزرة :في آذار عام 1955م تعرضت قبيلة " العزازمة " بما فيها النساء والطفال لمجزرة نفذتها قوات الحتلل الصهيوني ،وقد نفذت هذه المجزرة الوحدة " " 101في جيش العدو ،التي شكلها " موشي دايان : وقادها فيما بعد "أرئيل شارون" ..ولم تتسرب حتى الن تفاصيل حول هذه المجزرة . مجزرة "غزة" 5/4/1956م في الخامس من نيسان عام 1956م ،قصف الغزاة الصهاينة ،وسط مدينة " غزة " الهلة بالسكان وفيهم عدد كبير من اللجئين ،بمدافع الهاون
عيار 120ملم ،كما قصفت مدفعية العدوقرى " دير البلح " و"عبسان " و"خزاعة " فكانت الخسائر " " 60شهيدا مدنيا ،منهم " " 27إمرة . مجزرة "صبرا وشاتيل" 18/9/1982 16م " صبرا و"شاتيل " مخيمان من اثني عشر مخيما فلسطينيا في لبنان . المجزرة :بتاريخ 16/9/1982م اقترف الغزاة الصهاينة في صبرا وشاتيل، مجزرة تعد من أشبع وأفظع المجازر الجماعية التي نفذها العدوالصهيوني ضد الشعب العربي الفلسطيني ،وقد استمرت هذه المجزرة ثلثة أيام " حتى 18/9/1982م .ورغم أن منفذيها المباشرين كانوا من قوات الكتائب، إل أن مخططيها ومصمميها والمشرفين عليها ،والمشاركين في بعض مراحلها ،كانوا قادة جيش الحتلل الصهيوني آنذاك ،وعلى رأسهم "أرئيل شارون" الذي شغل منصب "وزير الدفاع" ،و"رفائيل إيتان" الذي كان يشغل منصب رئيس الركان ..ففي أوج الحرب السرائيلية الكتائبية ضد الفلسطينيين والحركة الوطنية اللبنانية ،قامت قوات من الكتائب قدر عددها ب " " 12ألف مسلح ،باقتحام المخيمين ،حيث قاموا بذبح عدد كبير من سكانها ،من نساء وأطفال وشيوخ ،أما بالنسبة للشهداء الذين ذبحوا ذبحا وقتل بالرصاص فقد تفاوتت أعدادهم مع تفاوت واختلف المصادر ،فبينما تحدثت بعض المصادر عن استشهاد " " 3500 3000بين طفل وامرأة وشيخ وشاب ،تحدثت مصادر فلسطينية عن استشهاد أكثر من اثني عشر ألف فلسطيني "117".علما أن بعثة الصليب الحمر التي كانت تنتشل جثث الضحايا ،أفادت بأنهم يسجلون المزودين في جيوبهم بأوراق ثبوتية ،ول يتم تسجيل من كانوا مجهولي الهوية ."118". لقد فاجأ القتلة سكان المخيمين المنين ،واندفعت أبواب البيوت بقوة، ودخلوا يحملون بأيديهم السواطير والفؤوس والسلحة الرشاشة، واندفعوا تجاه أفراد العائلة تلو الخرى ،وانقضوا عليهم قبل أن يستيقظوا من دهشتهم ،ورافقت ذلك كله الجرافات التي تهدم البيوت على رؤوس أصحابها ،ثم بدأ دور الرصاص لنجاز المجزرة بيسر وسرعة .وكان الطوق السرائيلي مساء الخميس 16/9قد أحكم بشدة على المخيمين ،وأطلقت قنابل النارة ليلة الخميس الجمعة " / 17 16 9/1982م ". وكانت وحدة المدفعية السرائيلية في بيروت تطلق قنبلة إنارة واحدة كل دقيقتين لنارة المخيمين لفراد ميليشيات الكتائب ." 119". وشاركت في هذه المجزرة أكثر من " "150دبابة صهيونية ،و"" 100 مدرعة ،ساهمت في محاصرة المخيمين ."120". وقد هنأ شارون آنذاك ،جميع القتلة بقوله ":إني أهنئكم ،فقد قمتم بعمل جيد ورائع " "121". ولقد أثبتت الوقائع أن هذه المجزرة لم تكن وليدة يوم وليلة ،لكنها جاءت منسجمة مع المخطط الصهيوني من أوله "122". وذكر أن هناك عددا كبيرا من المفقودين خلل هذه المجزرة ،قدرت عددهم وكالة الصحافة الفرنسية بأكثر من " " 2000مفقود،
والمفقودون هم كل الذين اقتيدوا في الشاحنات إلى جهة مجهولة ،وكتبت جريدة " نيويورك تايمز " تقول أن الوساط الدبلوماسية المريكية تخشى أن يكونوا قد نقلوا إلى الجنوب ليذبحوا هناك "123". ويسود العتقاد أن حوالي ربع الضحايا كانوا لبنانيين أما الباقون فهم من الفلسطينيين. وللشارة فقد كانت الوحدة 101عبارة عن عصابة إرهابية محترفة ،وكانت بمثابة جيش خاص لشارون ،ولم يكن أفراد هذه العصابة يصنفون وفق رتبهم العسكرية وإنما "وفق كفاءاتهم وتجربتهم القتالية".. وقد جرى توحيد الوحدة 101مع كتيبة المظليين في الجيش الصهيوني في مطلع كانون الثاني عام 1954م وذلك بمبادرة من "موشيه دايان" وأصبح "أرئيل شارون" قائدا للمظليين. ومن تلميذ شارون في الوحدة " 101رفائيل إيتان " الذي كان رئيسا لركان جيش العدوأثناء غزولبنان عام 1982م. هذه النماذج من المجازر التى ارتكبها وأشرف عليها شارون شخصيا ً ل تمثل إل الجزء الضئيل مما راتكبه ومما هومسؤول عن ارتكابه ضد الشعب الفلسطيني وخاصة المجازر التى ارتكبت وهووزير للدفاع ووهوعلى رأس الحكومة السرائيلية ،كما ل تخفي مسئوليته عن زرع المستوطنات ومصادرة الراضي وهدم البيوت وحرق الزرع واقتلع الشجار واغتيال القيادات وقصف المدارس والمستشفيات والمساجد والقتل المنهجي والمداهمات والعتقالت العشوائية والتنكيل بالسرى والمعتقلين والبعاد والقصف العشوائي والصرار على بناء الجدار العنصري وعلى التمهيد لهدم المسجد القصى ..الخ .ولعل ما جرى ويجري فى جنين ورفح ورام الله والخليل وغزة ،وكل شبر من الرض الفلسطينية أدلة مرئية ومسموعة على مدى بشاعة الجرائم المرتكبة فى فلسطين. ومما جاء في تقرير للدكتور نبيل محمود السهلي الباحث بمكتب الحصاء الفلسطيني /دمشق في موضوع أضواء على الرهاب السرائيلي المنظم من 1937إلى 2004 وإذا كنا نلمح الصابع الصهيونية على مناهج الرهاب في العالم ،فإن بصماتها في فلسطين لن تمحى ،ولن تسقط الجرائم الصهيونية بفعل تقادم الزمن ،إن مآسي الجرام والرهاب التي تحفل بها السجلت الصهيونية ضد الشعب العربي الفلسطيني والشعوب العربية ،هي من الكثرة بحيث ل يمكن حصرها في كتاب وحتى في سلسلة كتب ،لن تاريخ الصهيونية وإسرائيل حافل بالمجازر المعروفة وغير المعروفة ،ويكاد يكون ضربا ً من المستحيل رصد كل المجازر التي ارتكبها الغزاة الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني ،فالمجازر الخرى غير المعروفة ،ل تزال صفحاتها مطوية وسجلتها مغلقة .وإلى جانب المجازر الجماعية ضد الشعب العربي الفلسطيني ،فقد اقترفت العصابات الرهابية الصهيونية سلسلة أخرى من جرائم الحرب البشعة ،حيث قامت تلك العصابات ،ومن ثم اسرائيل بتنفيذ سياسة وإجراءات التهديم الشامل للمدن والقرى الفلسطينية وسياسة الترحيل الجماعي الشامل للسكان الفلسطينيين أهل الرض والحق في الوجود ،فلقد دمر الصهاينة ومسحوا ) (478قرية فلسطينية ة وتجمعاً ،في حرب ) (1948م وما بعدها مباشرة،ولم من أصل ) (585قري ً
يبق سوى ) (107قرى ،وشردوا ) (850ألف فلسطيني،يمثلون نصف سكان فلسطين في عام 1948وحولوهم إلى لجئين أصبح مجموعهم الن في عام 2004نحو)(4500000لجىء فلسطيني حسب وكالة الونروا وهناك نحونصف مليون فلسطيني فيها بما فيهم نحوأربعين ألف لجىء فلسطيني في العراق ،وألحقوا بهم ) (450ألف لجئ جديد بعد عدوان حزيران ) (1967م اصبح يطلق عليهم لقب نازح فلسطيني أصبح مجموعهم في عام 2004نحو)(1.5مليون نازح من الضفة والقطاع،وبذلك تأثر بسياسة الترانسفير والتطهير العرقي الصهيونية 70في المائة من مجموع الشعب الفلسطيني البالغ 8.5مليون فلسطيني ،ولم تتوقف المحاولت الصهيونية لجهة تحقيق أهداف الحركة الصهيونية في اقتلع الشعب الفلسطيني من أرضه ،فتجريف الراضي الفلسطينية هي مجازر من نوع آخر يجب الوقوف عندها ورصدها بالحقائق والمعطيات. ن الدوات تختلف من مجزرة لخرى ،فهي قد تكون من المعروف أ ّ أسلحة نارية ))بنادق رشاشات مسدسات مدافع ألغام متفجرات عبوات ناسفة قنابل يدوية عادية قنابل موقوتة ..الخ(( ،وربما كانت أدوات التنفيذ :دبابات ،وطائرات ،وزوارق حربية ،وسكاكين وخناجر، وبلطات وسواطير ،وحتى هراوات ..لكن المحصلة النهائية هي المجزرة. وتوجت المجازر الصهيونية والسرائيلية فيما بعد ،بقتل الوسيط الدولي »الكونت برنادوت« غيلة في القدس في ،18/9/1948على يد العصابات الصهيونية وبقيادة رئيس الوزراء السرائيلي السبق الرهابي إسحاق شامير ،وذلك لن الوسيط الدولي حمل في تقريره الذي رفعه إلى الجمعية العامة للمم المتحدة بتاريخ ،16/9/1948حمل إسرائيل مسؤولية بروز قضية اللجئين ،وأكد بأن أي تسوية ل يمكن أن تنجح دون عودتهم إلى ديارهم .وبنا ًء على تقريره ،صوتت الجمعية العامة على القرار )(194 بتاريخ .11/12/1948 وبشكل عام فإن المجازر الصهيونية والسرائيلية فيما بعد أدت إلى التهجير القسري لنحونصف مجموع سكان فلسطين العرب خلل العوام ) ،(1949-1948فقد كان سبب تهجير ) (90في المائة من سكان نحو)(532 قرية وخربة عربية يعود إلى الطرد المباشر والمجازر بواسطة القوات جَر تحت وطأة الحرب النفسية واليحاء للهالي بهجوم اليهودية ،في حين هُ ّ قادم نحو) (10في المائة وموجز القول أن الهجمات العسكرية والمجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين في العديد من القرى والخرب الفلسطينية )دير ياسين ،قبية ،أم الفحم ،الطنطورة،بلد الشيخ( إنما هي عملية عسكرية منظمة استهدفت الطرد الجماعي للفلسطينيين ،وليست المجازر عمليات فردية بل أنها مقدمات تخدم التوجهات الصهيونية لفراغ الرض من سكانها العرب وهوالهدف الساسي ،لكافة المخططات الصهيونية في فلسطين. وعلى الرغم من فرض الهوية السرائيلية على العرب الذين صمدوفي ديارهم عام ،1948إل أنهم لم يعاملوا معاملة اليهودي ،فقد استمرت مصادرة أراضي العرب ،وأدت المواجهات من الجيش السرائيلي في )(30 آذار ) 1976يوم الرض( إلى استشهاد ستة أشخاص فلسطينيين من سخنين وعرابة وغيرها من القرى الفلسطينية دفاعا ً عن أرضهم ،وأصبح
يوم الرض يوما ً وطنيا ً لكل الفلسطينين في كافة أماكن تواجدهم .ولم تتوقف المجازر الصهيونية وتدمير المنازل فهجر ) (460ألف فلسطيني في عام 1967أصبحوا نازحين خارج ديارهم ،وفي فترة النتفاضة الفلسطينية الولى التي اتت ردا ً على وجود الحتلل وسياساته وإجراءاته ،قتلت السلطات السرائيلية نحو) (2000فلسطيني كما جرحت عشرات اللوف، وقطعت آلف الشجار ،كما قتلت على مدار ثلثة اعوام من انتفاضة القصى نحو 2200فلسطيني وجرحت خمسة واربعين الف فلسطيني اخرين ،والى جانب ذلك صادرت سلطات الحتلل نحو) (60في المائة من مساحة الضفة و) (40في المائة من مساحة قطاع غزة ،وأقامت ) (190مستوطنة في الضفة وعشرة أحياء استيطانية في القدس الشرقية و) (19مستوطنة في قطاع غزة .وفي سياق مجازرها المنظمة ،ارتكبت السلطات السرائيلية مجزرة كبيرة في ساحة المسجد القصى في عام ،1990ذهب ضحيتها ثلثة عشر فلسطينياً ،كما ارتكب مستوطن صهيوني مدفوع من الحزاب السرائيلية ،مجزرة في الحرم البراهيمي ،ذهب ضحيتها في عام 1993نحوستين فلسطينيا ً من المدنيين العزل. احصاءات حول المجازر الصهيونية وفق فترات مختلفة نحاول ابراز معطيات احصائية حول المجازر الصهيونية قبل عام 1948 وحتى عام 2004الذي مازلنا نشهد في فصول انتفاضة القصى المباركة بعد مرور اكثر من ثلثة اعوام على النطلقة ،وفي هذا السياق يمكن التأكيد بأن عدد المجازر التي ارتكبها الغزاة الصهاينة بحق شعبنا بلغ 18مجزرة قبل عام 1948م سقط فيها أكثر من 300شهيد .و 44مجزرة في العام 1948وحده ..سقط فيها حوالي ) (2500شهيد. و)(31مجزرة بعد العام 1948م حتى 1994م… وسقط فيها أكثر من 5100 شهيد .ول يدخل في هذا الرقم شهداء النتفاضة الولى والثانية . حيث بلغ عدد شهداء النتفاضة الولى التي بدأت في 1987\12\8م ) (2000شهيداً. في حين وصل عدد شهداء انتفاضة القصى ليصل حتى نهاية العام الثالث من النطلقة الى ) (2200شهيدا ً إضافة إلى 45000جريحاً. وسنعرض فيما يلي باختصار تلك المجازر التي ارتكبها القتلة الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني ،بدءً من العام ) (1937م وحتى آذار من عام ،2004 1مجزرة القدس أواخر كانون الول عام ) (1937م واستشهد فيها عشرات من المواطنين العرب الفلسطينيين )الرغون( 2مجزرة حيفا (1938 /3 /6م واستشهد فيها 18مواطنا ً فلسطينياً. ))الرغون وشتيرن(( 3مجزرة حيفا 1938 /7 /6م واستشهد فيها 21مواطنا ً فلسطينياً. )الرغون(
4مجزرة القدس 1938 /7 /13م واستشهد فيها عشرة مواطنين فلسطينيين. 5مجزرة القدس 1938 /15/7م استشهد فيها عشرة مواطنين ) .الرغون( 6مجزرة حيفا 1938 /7 /25م )الرغون( 7مجزرة حيفا 1938 /7 /26م استشهد فيها 47مواطنا ً )الرغون( 8مجزرة القدس 1938 /26/8م استشهد فيها 34مواطنا ً )الرغون( 9مجزرة حيفا 1939 /3 /27م استشهد فيها 27مواطنا ً )الرغون( 10مجزرة بلد الشيخ 1939 /6 /12م استشهد فيها ) 5الهاجانا ه( 11مجزرة حيفا 1939 /6 /19م استشهد فيها تسعة مواطنين 12مجزرة حيفا 1947 /6/ 20م الرغون وشيرن استشهد فيها 78مواطناً. 13مجزرة العباسيين 1947 /12 /13م استشهد فيها تسعة مواطنين )الرغون( 14مجزرة عرب الخصاص 1947 /12 / 18م )شمال سهل الحولة( استشهد فيها 12مواطناً )البالماح( 15مجزرة القدس 1947 / 29/12م )الرغون( استشهد فيها 14مواطناً 16مجزرة القدس 1947 /12 / 30م )الرغون( استشهد فيها 11مواطناً. 17مجزرة بلد الشيخ 1947 /31/12م 1/1/1948م )البالماخ( استشهد فيها ستون مواطناً 18مجزرة الشيخ بديك 1947م )قضاء حيفا( استشهد فيها أربعون مواطناً. 19مجزرة يافا 1948 /4/1م شيرن استشهد فيها 15مواطنا ُ . 20مجزرة السرايا القديم في يافا 1948 /1 /4م )الرغون( استشهد فيها ثلثون مواطناً. 21مجزرة سمير أميس 1948 /5/1م )فندق في حي القطمون في القدس ً 22مجزرة القدس ) 1948 / 7/1الرغون( استشهد فيها 18مواطنا . 23مجزرة السرايا العربية في يافا 1948 /1 /8م استشهد فيها سبعون مواطنا ً . 24مجزرة الرملة 1948 /1 /15م )البالماح( وعدد ضحاياها غير معروف . 25مجزرة حيفا 16/1/1948م استشهد فيها 31مواطنا ً فلسطينياً 26مجزرة يا زور 1948 / 22/1م )في قضاء يافا( )الهاجانا( استشهد فيها أكثر من 15مواطناً 27مجزرة حيفا 1948 /1 / 28م استشهد فيها عشرون مواطناً 28مجزرة طيرة طولكرم 1948 /2 /10م استشهد فيها سبعة مواطنين 29مجزرة سعسع 1948 /2 / 14م )قضاء صفد )البالماح( استشهد فيها حوالي 60مواطناً 30مجزرة القدس 1948 /2 / 20م )شتيرن( استشهد فيها 14مواطناً 31مجزرة حيفا 1948 /2/ 20م استشهد فيها 6مواطنين 32مجزرة الحسينية )قضاء صفد( )1948 /3 /13الهاجانا ه( استشهد فيها ثلثون مواطناً 33مجزرة أبوكبير )1948 /31/3م )وهي في مدينة يافا( )الهاجانا ه(. وعدد ضحاياها غير معروف
34مجزرة قطار حيفا يافا 31/3/1948م )الهاجانا ه( .استشهد فيها أربعون مواطناً 35مجزرة قطار القاهرة حيفا 31/3/1948م )شتيرن( استشهد فيها أربعون مواطنا ً . 36مجزرة الرملة آذار 1948 /م استشهد فيها 25مواطنا ً . 37مجزرة دير ياسين 1948 /4 /10 9م )الرغون وشتيرن( . وتضاربت المواجع والمصادر حول عدد ضحاياها ،فمنها من قدرهم ما بين 86و 256ومنهم من جعل الرقم 300ومنم من قدره بأكثر من 100شهيد . مع أن الصليب الحمر اكتشف يوم 10/4/1948م جثث 254رجل ً وامرأة وطفل ً .وعلى أي حال فقد تعرفنا على 115اسما ً من أسماء هؤلء الشهداء . -38مجزرة قالونيا 1948\4\12م )قرب مدينة القدس()_.البالماح(. -39مجزرة اللّجون 1948\4\31م )في قضاء جنين()_.الهاجاناه( استشهد فيها على القل 14مواطناً. -40مجزرة ناصر الدين )قرب طبرية(1948\4\14-13م)_.الرغون والشتيرن(،استشهد فيها 13مواطناً. -41مجزرة طبرية 1948\4\19م،استشهد فيها خمسون مواطنا ً من أصل 90هم كل أهل القرية. -42مجزرة حيفا 1948\4\22م استشهد فيها 14مواطناً. -43مجزرة عين الزيتون )قضاء صفد)أوائل أيار 1948م.اتشهد فيها 150 مواطناً. -44مجزرة صفد 1948\5\13م_الهاجاناه.استشهد فيها حوالي السبعين مواطنا ً وهم مقيدون. -45مجزرة أبوشوشة )قرب الرملة( 1948\5\14م_الهاجاناه.اتشهد فيها سبعون مواطناً. -46مجزرة بيت داراس 1948\5\21م )قضاء غزة(-جيش الحتلل.استشهد فيها 60فلسطينياً. -47مجزرة الطنطورة 1948\5\22م)قضاء حيفا(_)جيش الحتلل(.استشهد فيها عدد كبير من أهل القرية في مجزرة ل تقل بشاعة عن مجزرة دير ياسين،سواء من حيث عدد الضحايا ووسائل التنفيذ. -48مجزرة الرملة_حزيران 1948م.استشهد 250-200مواطناً. -49مجزرة جمزو)قرب الرملة(7/1948\9-م.عدد الضحايا غير معروف. -50مجزرة اللد 1948\7\12-11م استشهد في الولى (250)7\11مواطناً وفي الثانية (350)7\12مواطناً. -51مجزرة المجدل 1948\10\17م عدد الضحايا غير معورف وهم كبير. -52مجزرة الدوايمة )_1948\10\29غرب الخليل(.وعدد ضحاياها) (580مواطناً. -53مجزرة عيلبون 1948\10\30م )قضاء طبرية(اتشهد فيها 14مواطناً. -54مجزرة الحولة 1948\10\30ماستشهد فيها 70مواطناً.
-55مجزرة الدير والبعنة 1948\10\31م 0شمال الطريق عطا صفد(استشهد فيها أربعة مواطنين. -56مجزرة عرب المواسي 1948\11\2م استشهد فيها 16مواطناً. -57مجزرة مجد الكروم 1948\11\5م )قضاء عكا( اتشهد فيها 9مواطنين. -58مجزرة أبوزريق(1948م )قضاء حيفا(عدد الضحايا غير معروف. -59مجزرة أم الشوق )قضاء حيفا(1948-م استشهد فيها 7مواطنين. -60مجزرة الصفصاف قضاء صفد 1948م استشهد 14مواطناً. -61مجزرة )جيز( 1948م استشهد فيها 13مواطناً. -62مجزرة وادي شوباش 1948م بين جنين وغور الردن.عدد الضحايا غير معروف. -63مجزرة عرب العزازمة بين بير السبع ووادي عربة وحدود سيناء\9\3). 1950م(استشهد فيها 13مواطن. -64مجزرة شرفات )في الجنوب الغربي من القدس( 1951\2\7م استشهد فيها 10موطنين. -65مجزرة بيت لحم 1952\1\6م استشهد فيها 9مواطنين. -66مجزرة بيت جال 1952\1\11م،استشهد 7مواطنين. -67مجزرة القدس 1953\4\22م،استشهد فيها 10مواطنين. -68مجزرة مخيم البريج )قطاع غزة 1953\8\28م،استشهد فيها 20مواطناًز -69مجزرة قبية )قرب اللد( 1953\10\15-14م استشهد فيها 67مواطناً. -70مجزرة مخالين في قضاء القدس 1953\3\28م استشهد فيها 9مواطنين. -71مجزرة دير أيوب جنوب الرملة 1954\11\2م،استشهد فيها 3أطفال. -72مجزرة غزة 1955\2\28م استشهد فيها 39مواطناً. -73مجزرة عرب العزازمة آذار 1955م عدد الضحايا غير معروف. -74مجزرة غزة 1956\4\5م استشهد فيها 9مواطنين. -75مجزرة غزة 1956\4\15م استشهد فيها 62مواطناً. -76مجزرة قلقيلية 1956\10\29م استشهد فيها 250مواطناً. -77مجزرة كفر قاسم 1956\10\29م فيها 52شهيداً. -78مجزرة خان يونس 1956\11\5-3م استشهد فيها 550مواطناً. -79مجزرة مخيم خان يونس 1956\11\3م استشهد فيها 250مواطناً. -80مجزرة مخيم خان يونس 1956\11\12م استشهد فيها حوالي 275مواطناً. -81مجزرة السموع )قرب الخليل( 1966\11\13م،استشهد فيها 18مواطناً. 82مجزرة القدس 7/1967 5م استشهد فيها حوالي 300مواطن 83مجزرة مخيم رفح حزيران 1967م استشهد فيها 23مواطناً. 84مجزرة الكرامة 1967 /20/7م استشهد فيها 14مواطناً. 85مجزرة الكرامة 9/2/1968م استشهد فيها أكثر من 14مواطناً. 86مجزرة مخيمات لبنان 1416/5/1974م استشهد فيها 50مواطناً. 87مجزرة صبرا وشاتيل 1618/9/1982م استشهد فيها 30003500مواطن. 88مجزرة مخيم عين الحلوة 16/15/1983م عدد ضحاياها غير معروف.
89مجزرة حرم الجامعة السلمية في الخليل 267/1983م استشهد فيها ثلثة مواطنين. 90مجزرة نحالين 1341989م استشهد فيها 3مواطنين. 91مجزرة عيون قارة )قرب تل أبيب( 1990 205م استشهد فيها 7مواطنين. 92مجزرة المسجد القصى 1990/ 8/10م استشهد فيها 21مواطناً. 93مجزرة الحرم البراهيمي في الخليل 25/2/1994م استشهد فيها 34مواطناً. -94المجازر التي ارتكبها الجيش السرائيلي خلل النتفاضة الولى )-1988 (1994 وذهب ضحيتها نحو 2000شهيد فلسطيني. -95المجازر التي ارتكبها الجيش السرائيلي خلل انتفاضة القصى)-2000 (2004وذهب ضحيتها إلى حدود سنة 2004أكثر من 2200شهيد .
جدول )(1 سجل بعض الغتيالت التي قامت بها الجهزة السرائيلية )-1948 (2004
السم الجنسية طريقة الغتيال مكان الغتيال وتاريخه ملحظات الكونت فولك برنادوت سويدي كمين واطلق رصاص القدس بواسطة منظمة شتيرن 17/9/1948 وشارك في الغتيال إسحاق شامير تم اغتياله بسبب انجازه تقريرا بتكليف من المين العام للمم المتحدة يخالف ما تريده “اسرائيل” الدكتورة سميرة موسى مصرية حادث صدم مفتعل سان فرنسيسكوفي الوليات المتحدة 1951 صاحبة اطروحة دكتوراه لدراسة
كمال عدوان محمد يوسف النجار كمال ناصر
حسين علي احمد ابوالخير محمود ابودية
بيروت ليلة 10/4/1973
فلسطينيون تسللت الى العاصمة اللبنانية بيروت قوة كومندوس من الجيش السرائيلي واغتالتهم في بيوتهم قبرص فلسطيني اغتيال 20/1/1973 بالرصاص جزائري
اغتيال
باريس 28/6/1973
احمد ابوشيكي مغربي
اغتيال
اوسلو
الدكتور نبيل القليني
مصري
محمد ولد صالح سعيد حمامي
فلسطيني
اختفى بعد تخرجه من الجامعة اغتيال
براغ 27/1/1975
فلسطيني
اغتيال
عزالدين القلق فلسطيني
اغتيل في مكتبه
علي ناصر ياسين
فلسطيني
اغتيال
ابراهيم عبدالعزيز سمير طوقان
فلسطيني
اغتيال
فلسطيني
اغتيال
وهم من قادة الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير البارزين
ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في قبرص متعاطف مع منظمة التحرير ومدير مسرح في باريس اغتيل خطأ اعتقادا بانه علي حسن سلمة تخصص في دراسة الذرة
احد قادة باريس الفلسطينيين 2/2/1977 ممثل منظمة لندن التحرير الفلسطينية في بريطانيا ممثل منظمة باريس التحرير 3/8/1978 الفلسطينية في باريس الكويت 1979ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت احد قادة حركة قبرص 15/12/1979فتح عضوالمجلس قبرص 25/12/1979الثوري وقائد قوات ال 17 ورئيس جهاز امن
علي حسن سلمة
فلسطيني
يوسف مبارك
فلسطيني
الدكتور يحيى المشد
مصري
نعيم خضر
فلسطيني
ماجد ابوشرار فلسطيني
الدكتور عبدالوهاب الكيالي
فلسطيني
محمد طه
فلسطيني
فضل سعد عناني
فلسطيني
سعد صايل
فلسطيني
عصام
فلسطيني
الرئاسة حادث تفجير بيروت 1979عضوالمجلس الثوري وقائد قوت سيارة ال 17ورئيس جهاز امن الرئاسة صاحب المكتبة باريس اغتيال 18/2/1980 العربية في باريس اسهم في تأسيس قتل في غرفته باريس 14/6/1980 المفعل الذري بالفندق بعد العراقي ،وكان مباحثات اجراها متخصصا في بناء مع لجنة المفاعلت النووية الطاقة الذرية الفرنسية مدير مكتب بروكسل اغتيال 1/6/1981 منظمة التحرير في بروكسيل ومندوب المنظمة الى البرلمان الوروبي كاتب ومناضل روما قنبلة تحت 9/10/1981 فلسطيني وكان سريره في يشارك في مؤتمر الفندق عالمي لدعم الشعب الفلسطيني في ايطاليا عضواللجنة بيروت اغتيال 7/12/1981 التنفيذية للمنظمة، وعضوالمجلس الوطني الفلسطيني المانيا 1982احد مناضلي حركة اغتيال فتح نائب مدير مكتب باريس اغتيال 23/7/1982 منظمة التحرير الفلسطينية في باريس البقاع لبنان عضواللجنة اغتيال 27/9/1982 المركزية لحركة فتح ممثل منظمة لشبونة اغتيال
السرطاوي مأمون مريش فلسطيني الصغير فلسطيني جميل عبدالقادر عبدالرب فلسطيني نبيل احمد فليفل
10/4/1983 اغتيال خطف وقتل
اثينا 20/8/1983 اثينا 22/12/1983
التحرير في الشتراكية الدولية من مناضلي حركة فتح مدير شركة ملحة بحرية في اليونان
مخيم المهري باحث في ميدان اغتيال الفيزياء النووية الرض المحتلة 28/4/1984 المين العام لتحاد قبرص فلسطيني اغتيال حنا مقبل الكتاب 13/5/1984 والصحافيين العرب مناضل فلسطيني روما منذر ابوغزالة فلسطيني قتله عملء 21/10/1986وعضوقيادي في الموساد منظمة التحرير بتفخيخ سيارته الفلسطينية في اليوم التالي لوصوله الى ايطاليا استاذ في جامعة فلسطينيان اقتحم الموساد الوليات الدكتور انديانا ومؤلف بيته وقتلوه مع المتحدة اسماعيل حوالي 25كتابا الميركية زوجته الفاروقي 27/5/1986 وزوجته اكثرها في الدكتورة ليس الديانات الثلث، لمياء الفاروقي وكان مرشحا ليكون احد اعضاء وفد المفاوضات الفلسطيني لمؤتمر جنيف للسلم فلسطيني اغتاله الموساد في تونس في يعتبر ابوجهاد خليل الوزير الرجل الثاني في 1988-4-15 ابوجهاد حركة فتح ومن المخططين لمحاولة تفجير مفاعل ديمومة السرائيلي واهم المخططين للنتفاضة الولى في عام 1988
صلح خلف وهايل عبد الحميد فتحي الشقاقي ابوعلي مصطفى مصطفى الزبري الشيخ احمد ياسين
فلسطينيان اغتيل من قبل في تونس في عضوا لجنة 1991-1-15مركزية في حركة الموساد فتح أمين عام حركة في جزيرة فلسطيني الموساد مالطا في -26الجهاد السلمي السابق 1995-10 فلسطيني اغتيل بواسطة في رام الله المين العام السابق للجبهة في الثنين الطيران 2001 -8-27الشعبية لتحرير السرائيلي فلسطين فلسطيني اغتيل بواسطة في غزة يوم مؤسس حركة 2004-3-22حماس ثاني اكبر الطيران فصيل فلسطيني السرائيلي بعد بعد حركة فتح أدائه صلة الفجر
جدول رقم )(2 إحصاءات ومعطيات حول المجازر الصهيونية والسرائيلية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني إلى حدود :1994 المجمو قبل عام 1948عام 1948من عام 1994-48 البنود ع 93 31 44 عدد المجازر 18مجزرة 7900 5100 2500 300شهيد الشهداء ل يدخل في الرقام المذكورة مجموع شهداء النتفاضة التي انطلقت في ،8/12/1988وكذلك ل تتضمن الرقام عدد شهداء انتفاضة القصى - 2000 ،2002ففي حين بلغ عدد شهداء النتفاضة الولى حتى عام 1994نحو 2000 شهيد فلسطيني ،بلغ عدد الشهداء خلل ثلثة أعوام من انتفاضة القصى 2200شهيدا ً إضافة إلى 45000جريح ,ربعهم من الطفال دون الخامسة عشر من العمر.
ويبين الجدول السفل الصادر عن المركز الوطني للمعلومات – الهيئة العامة للستعلمات التابع للسلطة الوطنية إحصائية حول عدد النتهاكات السرائيلية ضد الشعب الفلسطيني خلل الفترة من 29/9/2000حتى 31/5/2004 3207شهيدا ً يضاف إليهم 388 إجمالي الشهداء ً شهيدا لم يتم تسجيلهم بسبب الجراءات السرائيلية 590شهيداً الشهداء من الطفال أقل من سن 18 عاماً 732شهيداً الشهداء جراء القصف السرائيلي 230شهيدة الشهيدات من الناث 344شهيداً الشهداء في صفوف المن الوطني الشهداء خارج إطار القانون "الغتيالت 255شهيدا ً مستهدف وهناك 90 والتصفية الجسدية" مواطنا ً غير مستهدفين الشهداء من المرضى جراء العاقة على 107شهيدا ً ما بين طفل وسيدة الحواجز السرائيلية وشيخ مسن من مرضى القلب والكلى والسرطان 45شهيداً الشهداء جراء اعتداءات المستوطنين اليهود على المواطنين الفلسطينيين الشهداء من أفراد الطقم الطبية والدفاع 30شهيداً المدني 9شهداء الشهداء من العلميين والصحفيين 220شهيدا ً رياضياً شهداء الحركة الرياضية خلل انتفاضة القصى ً ً 40ألف جريحا تقريبا وهناك إجمالي عدد الجرحى 8435جريحا ً تلقوا علجا ً ميدانياً 7500أسيرا ً منهم 6151أسيراً السرى والمعتقلون الذين ما زالوا في سجون الحتلل موثقين لدى وزارة السرى، وموزعين على 15سجنا 1252طالبا ً وطالبة من طلبة المعتقلون من طلبة المدارس والجامعات المدارس والكليات والجامعات منهم 336من الطفال ،رهن العتقال المعتقلون من المعلمين والموظفين في 196معلما ً وموظفا ً التربية والتعليم العالي 821أسيرا ً عدد المعتقلين الذين يعانون أمراض مزمنة 82أسيرة ،منهن 25أسيرة عدد المعتقلت محكومة و 52أسيرة موقوفة و
5أسيرات موقوفات توقيف إداري 570مقرا ً ومنشأة عامة
عدد المقرات الحكومية والمنشآت العامة إجمالي عدد المنازل التي تضررت بشكل 62888منزلً كلى وجزئي 5824منزلً ،منها 3151منزل ً في عدد المنازل التي تضررت بشكل كلى قطاع غزة ً عدد المنازل التي تضررت بشكل جزئي 57064منزل منها 17100منزل في قطاع غزة عدد المدارس والجامعات التي تم إغلقها 12مدرسة وجامعة بأوامر عسكرية عدد المدارس التي تم تعطيل الدراسة 1125مدرسة ومؤسسة تعليم فيها جراء العدوان السرائيلي عالي 312مدرسة ومديرية ومكاتب عدد مؤسسات التربية والتعليم التي تعرضت للقصف تربية وتعليم وجامعة 43مدرسة عدد المدارس التي حولت إلى ثكنات عسكرية عدد الطلب والمعلمين الذين استشهدوا 679طالبا ً من طلبة المدارس برصاص الجيش السرائيلي والجامعات ً عدد الطلبة والطالبات والموظفين الذين 4664طالبا من طلبة المدارس أصيبوا برصاص الحتلل السرائيلي والكليات والجامعات والموظفين إجمالي مساحة الراضي التي تم تجريفها 62828دونماً 1001578شجرة عدد الشجار التي تم اقتلعها 466مخزناً عدد المخازن الزراعية المهدمة من الحتلل 479مزرعة عدد مزارع الدواجن ومعداتها وحظائر الحيوانات التي هدمت 13044رأس غنم وماعز موت أغنام وماعز 11708بقرة قتل أبقار وحيوانات مزرعة 9863خلية نحل إتلف خليا نحل 264بئراً هدم آبار كاملة بملحقاتها 207منزلً هدم منازل مزارعين بالثاث 850775دجاجة قتل دجاج لحم 328549دجاجة قتل دجاج بياض 22060دونماً تجريف شبكات ري 1025بركة وخزان هدم برك وخزانات مياه 302484متراً تجريف سياج مزارع وجدران استنادية بالمتر الطولي
تجريف خطوط مياه رئيسية بالمتر الطولي عدد المزارعين المتضررين عدد المشاتل المجرفة إتلف جرارات ومعدات زراعية مختلفة عدد المنشآت الصناعية التي تم تدميرها بالكامل منذ 1/10/2001 عدد العاطلين عن العمل نسبة العاطلين عن العمل نسبة الفقر في الراضي الفلسطينية جراء الغلق والحصار السرائيلي النتهاكات ضد الصحفيين قصف الحياء السكنية منذ 1/10/2001 الحواجز العسكرية السرائيلية منذ 1/10/2001 إجمالي مساحة الراضي التي تم مصادرتها لخدمة الجدار الفاصل منذ 29/3/2003 إجمالي الشهداء الشهداء من الطفال أقل من سن 18 عاماً الشهداء جراء القصف السرائيلي الشهيدات من الناث الشهداء في صفوف المن الوطني الشهداء خارج إطار القانون "الغتيالت والتصفية الجسدية" الشهداء من المرضى جراء العاقة على الحواجز السرائيلية
738521متراً 10516مزارعاً 5مشاتل 12جراراً ) 8375الورش ،المحلت، والبسطات( 287ألف عامل % 32.3 31.3% 673حالة اعتداء 25664مرة 2334نقطة عسكرية جديدة 206715دونما ً 3207شهيدا ً يضاف إليهم 388 شهيدا ً لم يتم تسجيلهم بسبب الجراءات السرائيلية 590شهيداً 732شهيداً 230شهيدة 344شهيداً 255شهيدا ً مستهدف وهناك 90 مواطنا ً غير مستهدفين 107شهيدا ً ما بين طفل وسيدة وشيخ مسن من مرضى القلب والكلى والسرطان 45شهيداً
الشهداء جراء اعتداءات المستوطنين اليهود على المواطنين الفلسطينيين الشهداء من أفراد الطقم الطبية والدفاع 30شهيداً المدني 9شهداء الشهداء من العلميين والصحفيين 220شهيدا ً رياضياً شهداء الحركة الرياضية خلل انتفاضة القصى 40ألف جريحا ً تقريبا ً وهناك إجمالي عدد الجرحى 8435جريحا ً تلقوا علجا ً ميدانياً
7500أسيرا ً منهم 6151أسيراً السرى والمعتقلون الذين ما زالوا في سجون الحتلل موثقين لدى وزارة السرى، وموزعين على 15سجنا 1252طالبا ً وطالبة من طلبة المعتقلون من طلبة المدارس والجامعات المدارس والكليات والجامعات منهم 336من الطفال ،رهن العتقال المعتقلون من المعلمين والموظفين في 196معلما ً وموظفا ً التربية والتعليم العالي 821أسيرا ً عدد المعتقلين الذين يعانون أمراض مزمنة 82أسيرة ،منهن 25أسيرة عدد المعتقلت محكومة و 52أسيرة موقوفة و 5أسيرات موقوفات توقيف إداري 570مقرا ً ومنشأة عامة عدد المقرات الحكومية والمنشآت العامة إجمالي عدد المنازل التي تضررت بشكل 62888منزلً كلى وجزئي 5824منزلً ،منها 3151منزل ً في عدد المنازل التي تضررت بشكل كلى قطاع غزة ً عدد المنازل التي تضررت بشكل جزئي 57064منزل منها 17100منزل في قطاع غزة عدد المدارس والجامعات التي تم إغلقها 12مدرسة وجامعة بأوامر عسكرية عدد المدارس التي تم تعطيل الدراسة 1125مدرسة ومؤسسة تعليم فيها جراء العدوان السرائيلي عالي 312مدرسة ومديرية ومكاتب عدد مؤسسات التربية والتعليم التي تعرضت للقصف تربية وتعليم وجامعة 43مدرسة عدد المدارس التي حولت إلى ثكنات عسكرية عدد الطلب والمعلمين الذين استشهدوا 679طالبا ً من طلبة المدارس برصاص الجيش السرائيلي والجامعات عدد الطلبة والطالبات والموظفين الذين 4664طالبا ً من طلبة المدارس أصيبوا برصاص الحتلل السرائيلي والكليات والجامعات والموظفين إجمالي مساحة الراضي التي تم تجريفها 62828دونماً 1001578شجرة عدد الشجار التي تم اقتلعها 466مخزناً عدد المخازن الزراعية المهدمة من الحتلل
عدد مزارع الدواجن ومعداتها وحظائر الحيوانات التي هدمت موت أغنام وماعز قتل أبقار وحيوانات مزرعة إتلف خليا نحل هدم آبار كاملة بملحقاتها هدم منازل مزارعين بالثاث قتل دجاج لحم قتل دجاج بياض تجريف شبكات ري هدم برك وخزانات مياه تجريف سياج مزارع وجدران استنادية بالمتر الطولي تجريف خطوط مياه رئيسية بالمتر الطولي عدد المزارعين المتضررين عدد المشاتل المجرفة إتلف جرارات ومعدات زراعية مختلفة عدد المنشآت الصناعية التي تم تدميرها بالكامل منذ 1/10/2001 عدد العاطلين عن العمل نسبة العاطلين عن العمل نسبة الفقر في الراضي الفلسطينية جراء الغلق والحصار السرائيلي النتهاكات ضد الصحفيين قصف الحياء السكنية منذ 1/10/2001 الحواجز العسكرية السرائيلية منذ 1/10/2001 إجمالي مساحة الراضي التي تم مصادرتها لخدمة الجدار الفاصل منذ 29/3/2003
479مزرعة 13044رأس غنم وماعز 11708بقرة 9863خلية نحل 264بئراً 207منزلً 850775دجاجة 328549دجاجة 22060دونماً 1025بركة وخزان 302484متراً 738521متراً 10516مزارعاً 5مشاتل 12جراراً ) 8375الورش ،المحلت، والبسطات( 287ألف عامل % 32.3 31.3% 673حالة اعتداء 25664مرة 2334نقطة عسكرية جديدة 206715دونما ً
وعن الجرائم المرتكبة ضد رفح: كثيرة هي المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية التى تعرضت لعمليات تطهير عرقي وإبادة جماعية .وإذا كانت جينين قد دمرت تدميرا ً شبه كامل على مرأى ومسمع من العالم .واستخدمت ضد أهلها العزل مختلف السلحة المدمرة ،وتوجت المجازر التى ارتكبت فيها بتحدي الصهاينة للعالم ،مدعومين بالدارة المريكية عندما منعوا لجنة التقصي الممية من القيام بواجبها دون أن "تستحق" على ذلك من المجتمع الدولي أي رد فعل أو عقوبات أو غيرها .وإذا كانت مدن وقرى ومخيمات أخرى كانت
ضحية مجازر متعددة ومتوالية ،فإن مدينة رفح ومخيمها ومحيطها كانت من بين المناطق الكثر تعرضا ً للعتداءات الجرامية ،ولجرائم البادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب. كثيرة هي التقارير التى صدرت حول الجرائم المتوالية ضد رفح ،سندلي ببعضها ،لكننا نود أن نشير إلى أن تقريرا ً واحدا ً صادرا ً عن الجزيرة نت والبصرة نت ضمن دراسة متكاملة ،ووكالت أنباء متعددة بتاريخ 14/5/2004كان عنوانه هو "إسرائيل تجرف ..........نصف مخيم رفح". ومن جملة ما يتضمنه هذا التقرير" :وأفادت الذاعة السرائيلية أن جيش الحتلل حصل على موافقة لتدمير مئات المنازل فى رفح بذريعة توسيع الطريق وتوفير الحماية لحاملت جنوده التى تجوب المنطقة. وقالت الذاعة إن الجيش تلقى إذنا ً من رئيس الوزراء أرئيل شارون "بتوسيع" الممر المعروف باسم فيلديلفيا الممتد على طول الحدود مع مصر وتدمير "مئات المنازل" الواقعة على طول هذا الممر مستقبلً. بينما تضمن تقرير آخر صادر عن رويترز بتاريخ 19/5/2004بعنوان "شهداء لم تستوعبهم المستشفيات واحتضنتهم ثلجة الزهور" ،اضطر الفلسطينيون الذين نكبتهم الغارات السرائيلية المتواصلة على مخيم رفح جنوب قطاع غزة إلى حمل جثث شهدائهم إلى ثلجة للزهور بعد أن امتلت ثلجة مشرحة فى غزة عن آخرها بالجثث"" ...وتسببت غارة إسرائيلية جديدة اليوم على مخيم رفح باستشهاد أكثر من عشرة فلسطينيين أغلبهم أطفال ونساء كانوا يتظاهرون احتجاجا ً على الحصار السرائيلي المتواصل للمخيم وهدم المنازل". ولم يسلم القضاة والمحامون الفلسطينيون من العتداء والتنكيل: ففي تقرير أولى حول النتهاكات السرائيلية بحق الشعب الفلسطيني نجد ما يلي: تأثير النتهاكات السرائيلية على وضع القانون والمحامين : 1القضاة والمحاكم : نتيجة النتهاكات السرائيلية والحصار والغلق والعزل العنصري المستمر على الشعب الفلسطيني من قبل قوات الحتلل ،فقد شلت حركة المحاكم الفلسطينية وتعرضت مقرات المحاكم للقتحام وتدمير محتوياتها وسرقة أثاثها وملفاتها من قبل قوات الحتلل في مدينة جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية ورام الله ،ولم يستطع القضاة ووكلء النيابة والمحامون من الوصول إلى المحاكم ومباشرة أعمالهم نتيجة الحواجز والغلقات والحصار المستمر والمتواصل على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية .كما وأن القرارات الصادرة عن المحاكم ليمكن تنفيذها في ظل الحصار المفروض على الراضي الفلسطينية وفي ظل ما تمارسه قوات الحتلل من جرائم يومية. ويتعرض القضاة ووكلء النيابة والمحامون للوقوف وبشكل يومي ساعات طويلة على الحواجز والخضوع للتفتيش والتعرض للهانات والضرب
والعتقال فقد تم اعتقال القاضي محمد الحروب وتم الفراج عنه بعد تعرضه للضرب والهانة. التعرض للتفتيش والضرب والهانة للعديد من المحامين والتنكيل بهم ومنهم : المحامي محمد موسى سلمة المحامي موسى الكردى المحامي رائد العبوة تم اقتحام وتدمير اكثر من %30من مكاتب المحامين وتكسير أبوابها والعبث بمحتوياتها والمدن الكثر تعرضا لهذا التدمير هي رام الله. جنين بيت لحم نابلس طولكرم الخليل في محافظات الشمال ورفح وخان بونس في محافظات الجنوب ،ومن أمثلة ذلك : تدمير مكتب المحامي علي شقيرات تفجير وحرق مكتب المحامي عدنان عمرو سرقة محتويات مكتب المحامي اسعد غزاونة تفجير وتدمير مكتب المحامي محمد أبو هلل تفجير باب مكتب المحامي حسن العوري والعبث بمحتوياته تفجير القواطع السمنتية لمكتب المحامي احمد الصياد وسرقة محتوياته تم اقتحام وتدمير منزل المحامي عبد الغني أبو دقة وإطلق النار عليه بشكل مباشر أدى إلي استشهاده تم إطلق القذائف على عشرات المكاتب وإحراقها كامل وتدميرها بما في ذلك القواطع السمنتية خاصة في جنين ومخيمها ونابلس. تم سرقة الجهزة والموال والشياء الثمينة من العديد من المكاتب وتحطيم أثاثها. إخضاع كافة المحامين لمنع التجول ومنعهم من الوصول إلى مكاتبهم أو زيارة المعتقلين أو ممارسة عملهم اليومي أمام المحاكم. 5يمنع المحامون وبشكل عام من زيارة المعتقلين في السجون السرائيلية والطلع على أوضاعهم وظروف اعتقالهم. ونتيجة للحصار والغلق والحواجز لم يستطع المحامون الذين انهوا فترة تدريبهم القانونية من الوصول إلى مقرات النقابة لداء اليمين القانونية والحصول على إجازة ممارسة المهنة خاصة في مدينة الخليل وجنين ورفح وخان يونس وقلقلية ،مما أدى إلي فقدانهم دخلهم المستقبلي. ونقتطف من يوميات الصليب الحمر الدولي فقرات تبين مدى إصرار شارون وسلطات الحتلل على الفتك بالفلسطينيين وخرق للقانون الدولي النساني :مجزرة مخيم جنين
وفي الفترة الواقعة بين 9/4و 15/4/2002تقدمت اللجنة الدولية للصليب الحمر بطلبات متتالية للسلطات السرائيلية بغية السماح لها بدخول مخيم جنين لكنها ووجهت بالرفض لمدة ستة أيام ،وقد تم السماح لها أخيرا بالدخول في ،15/4/2002علما بان موظفي اللجنة الدولية للصليب الحمر بقوا على اهبة الستعداد على مدار الساعة في المستشفى القريب من المخيم فيما يلي سرد يومي للنشاطات التي أقدمت عليها اللجنة الدولية للصليب الحمر في جنين : : 3/4/2002 وصول ثلثة مندوبين من اللجنة الدولية للصليب الحمر إلي جنين. :4/4/2002 تحاول الطواقم لتابعة للجنة الدولية للصليب الحمر إيصال اسطوانات أوكسجين إلى مستشفى جنين ولكن العمليات العسكرية تحول دون ذلك. : 7/4/2002 يرفع حظر التجول عن مدينة جنين لمدة أربع ساعات ،بينما يستمر القتال الشرس في المخيم ،تتعطل شبكتا الماء والكهرباء ،والمستشفى بحاجة قصوى للوكسجين. يحاول طاقم تابع للجنة الدولية للصليب الحمر الوصول إلى مستشفى جنين على مركبتين تحملن أدوية وأغذية وتقلن أربعة مرضى محتاجين لغسيل الكلي .وعلى مقربة من المستشفى ،تعترض دبابة سبيل المركبتين وتحول دون تقدمها ،وفي النهاية يتم نقل المرضى والمدادات إلى إحدى سيارات السعاف التابعة للمستشفى. : 9/4/2002 تطلب الدارة المدنية السرائيلية من اللجنة الدولية للصليب الحمر بتوفير المساعدات الطبية للمواطنين داخل المخيم ،وبالخص بمرافقة سيارات السعاف لخلء الجرحى والقتلى .في الساعة الخامسة صباحا يغادر أحد عشر مندوب القدس ،مرافقين عشر سيارات إسعاف تم تنظيمها لدخول المخيم ،خمس منها تبعة لجمعية الهلل الحمر الفلسطيني ،ولكن عند وصولها إلى مشارف المخيم ،تمنع من الدخول وتبقى اليوم بكامله في حالة استنفار. : 10/4/2002 لليوم الثاني على التوالي ،يمنع ممثلوا اللجنة الدولية للصليب من دخول مخيم جنين حيث تسمع أصوات قصف وإطلق نار طوال النهار. تحاصر الدبابات مقر جمعية الهلل الحمر الفلسطيني وتمنع أفراده من أية حركة كما تعتقل سته منهم وعلى الفور ،تبعث اللجنة الدولية للصليب الحمر رسالة إلى السلطات السرائيلية تستفسر فيها عن مصير أولئك المعتقلين وتذكرها بالحاجة الملحة لتقديم المساعدة الطبية في جنين.
تبعث اللجنة الدولية للصليب الحمر رسالة إلى كبار مسئولى الجيش السرائيلي تنبههم فيها إلى ضرورة التقيد بالتزاماتهم فيما يختص باحترام المدنيين وممتلكاتهم. :11/4/2002 لليوم الثالث على التوالي ،يقف مندوبوا اللجنة للصليب الحمر وسيارات السعاف لجمعية الهلل الحمر الفلسطيني على أهمية الستعداد لخلء الجرحى والقتلى فور السماح لهم بدخول المخيم يرفع حظر التجول لعدة ساعات عن أجزاء من المدينة في حين يبقى ساري المفعول على محيط المخيم والمستشفى الحكومي. : 15/4/2002 للمرة الولى يسمح لمندوبي اللجنة الدولية للصليب الحمر بدخول المخيم ،حيث تتوجه في الصباح ثلثة فرق تابعة للجنة ترافقها ثلث سيارات إسعاف تابعة لجمعية الهلل الحمر الفلسطيني إلى داخل المخيم ،غير أن هذه الفرق تنسحب ظهرا لعادة تقييم مهمتها نظرا لعدم توفر المعدات والخبرات اللزمة لزالة الركام .وقد بدا جزء من المخيم وكان زلزال ضربة مخافا وراءه بيوتا مدمرة وأخرى آيلة للسقوط وشوارع مليئة بالركام .ورغم ذلك ،يعود فريق تابع للجنة الدولية للصليب الحمر إلى المخيم بعد الظهر لخلء مصاب بجروح بليغة. :18/4/2002 الوضع مضطرب جدا في المخيم .فبعد رفع حظر التجول ،يتراكض الناس في جميع التجاهات ،منهم من يبحث عن جثة قريب ومنهم ومن يحاول إنقاذ ما تبقى من ممتلكاته الخاصة .ويحذر موظفو اللجنة الدولية للصليب الحمر من مغبة المخاطر التي تحدق بهؤلء الشخاص جراء احتمال سقوط بعض المباني المتضررة وانفجار عبوات تحت الركام. فقرات حول بيت لحم: بقيت مدينة بيت لحم والقرى المجاورة لها مغلقة تماما ،أمام نظام حظر التجول ،فيرفع لمدة ساعة مرة كل أربع أيام. تتلقى اللجنة الدولية للصليب الحمر عشرات المكالمات لخلء الموتى والجرحى .بعد أربعين ساعة من المفاوضات يتم السماح لسيارات السعاف التابعة لجمعية الهلل الحمر الفلسطيني إخلء البعض منهم. تتضرر شبكتا المياه والكهرباء بصورة بالغة في العديد من المناطق ول يمكن القيام بأعمال الصلح من غير تنسيق وضمانات أمنية من السلطات السرائيلية. سيارات السعاف التابعة لجمعية الهلل الحمر الفلسطيني تتحرك بصعوبة بالغة داخل البلدة القديمة ،أما الماكن الخرى فتستطيع التحرك نسبيا. لم يعط الضوء الخضر لزيارة المقاطعة رغم مفاوضات طويلة مع الدارة المدنية السرائيلية .عقب التقرير الذي أعده طبيب اللجنة الدولية للصليب
الحمر في ،5/4كان من المفترض إيصال أدوية إلى المقاطعة اليوم وتقييم الوضع الصحي لثنين من الجرحى استحالت رؤيتهما خلل الزيارة السابقة. بعد مداولت طويلة مع السلطات السرائيلية ،يتم السماح لسيارة من اللجنة الدولية للصليب الحمر بمرافقة شاحنة بلدية لجميع النفايات التي تراكمت في الشوارع والتي باتت تشكل خطرا صحيا للمواطنين. 14/4/2002 13 ل يزال حظر التجول مفروضا مما يرغم ثلثي العاملين في مستشفى رام الله على التزام بيوتهم .هذا ويتعذر على بعض المرضى الوصول إلى المستشفى على صعيد آخر ،وبعد عطل استغرق أسبوعين ،يتم إعادة التيار الكهربائي إلى بيتونيا. 181أسيرا فلسطينيا ماتوا بسبب التعذيب الصهيوني أو القتل بعد العتقال: يشار من معطيات فلسطينية رسمية ،موثقة من قبل وزارة شؤون السرى ،الى أن 181فلسطينيا أسيرا توفوا في سجون الحتلل الصهيوني جراء التعذيب أو القتل العمد بعد العتقال ،أو نتيجة الهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات السجون الصهيونية ،وهو ما يهدد حياة أكثر من ألف وثلثمائة أسير فلسطيني. وكان من التحق بقافلة شهداء الحركة السيرة ،والذي حمل الرقم 181هو السير جواد عادل أبو مغيصيب من دير البلح وسط قطاع غزة ،والذي استشهد في الثامن والعشرين من تموز /يوليو الماضي ،في معتقل " أنصار " 3تعسري الصهيوني في صحراء النقب نتيجة للهمال الطبي. وعزت دراسة فلسطينية استشهاد 181أسيرا منذ العام 1967وحتى الن، حسب سبب استشهادهم إلى ثلثة أسباب رئيسية :التعذيب ،والهمال الطبي ،والقتل العمد بعد العتقال ،كما أن هناك بعض الحالت ،قتلت برصاص حراس المعتقل المدججين بالسلح. كما أن هناك مئات السرى ،استشهدوا بعد التحرر ،نتيجة الممارسات وآثار السجن ومنهم فايز بدوي ،وليد الغول ،عبد الوهاب المصري ،طلل الطحان ،صالح دردونة ،أحمد خضرة ،شيبوب ،محمود أبو مذكور ،وكان آخرها الشهيد العربي السوري السير المحرر هايل حسين أبو زيد ،الذي استشهد في مشفى " رمبام" بحيفا المحتلة عام 48بتاريخ السابع من تموز /يوليو الماضي. وهناك المئات من السرى في السجون والمعتقلت الصهيونية يعانون من أمراض مزمنة وإصابات مختلفة ،بانتظار الموت المحقق نتيجة لسياسة الهمال الطبي المتبعة من قبل إدارات مصلحة السجون وإدارات المعتقلت العسكرية الصهيونية ،كما أن هناك أيضا آلف المحررين يعانون من أمراض عديدة يعود سببها للسجن والتعذيب وآثارهما.
وكانت العديد من الدراسات العلمية ،أثبتت أن العراض والمراض المزمنة والمستعصية ،والتي ظهرت وبدأت تظهر على السرى المحررين، لها علقة بصورة دالة إحصائيا بتجربة السجن والتعذيب ،فمنهم من ظهرت عليهم المراض بعد سنوات من التحرر ،وما يعزز ذلك ما كشفته النائبة الصهيونية ورئيسة لجنة العلوم البرلمانية الصهيونية ،داليا ايتسيك ،قبل بضع سنوات عن وجود 1000تجربة ،لدوية خطيرة تحت الختبار الطبي، تجرى سنويا على السرى الفلسطينيين والعرب في الكيان الصهيوني. وقد اعتادت وزارة الصحة الصهيونية إصدار ألف تصريح لشركات الدوية الصهيونية الكبرى ،لجراء تجاربها على السرى الفلسطينيين في الكيان الغاصب ،كما كشفت امي لفتات رئيس شعبة الدوية في وزارة الصحة الصهيونية أمام البرلمان في إحدى الجلسات البرلمانية ،حيث أكدت بان هناك زيادة سنوية قدرها 15في المائة في حجم التصريحات ،التي تمنحها وزارتها لجراء المزيد من تجارب الدوية الخطيرة على الفلسطينيين والعرب في السجون الصهيونية كل عام. وبالنسبة للجدار العنصري لم يقتصر المر على بنائه ،بل تعداه إلى التنكر لقرار محكمة العدل الدولية بلهاي التى كان حكمها واضحا ً وحاسما ً فى شأنه ،بل والتنكر لقرار هيئة المم المتحدة الذي تبنى حكم المحكمة .علماً بأن إدارة بوش صوتت ضد القرار فى إطار المشاركة فى هذا العمل الجرامي. ونستعرض فيما يلي بعض بنود حكم محكمة العدل الدولية بلهاي حول الجدار العنصري: 120وفيما يتعلق بهذه المستوطنات ،تلحظ المحكمة أن الفقرة 6من المادة 49من اتفاقية جنيف الرابعة تنص على أنه " :ل يجوز لدولة الحتلل أن ترحل أو تنقل جزءا من سكانها المدنيين إلى الراضي التي تحتلها ".ول يقتصر هذا الحكم على حظر ترحيل السكان أو نقلهم بالقوة مثلما حدث أثناء الحرب العالمية الثانية ،وإنما يحظر أيضا أية تدابير تتخذها القوة القائمة بالحتلل من أجل تنظيم أو تشجيع نقل أجزاء من سكانها إلى الراضي المحتلة. وفي هذا الصدد تبين المعلومات التي تلقتها المحكمة انه منذ عام ،1977 تتبع إسرائيل سياسة وممارسات تتضمن إقامة مستوطنات في الراضي الفلسطينية المحتلة ،بما يخالف أحكام الفقرة 6من المادة 49المشار إليها للتو. وقد تبنى مجلس المن الرأي القائل بان هذه السياسة والممارسات " ل تستند إلى أي أساس قانوني " كما دعا " إسرائيل ،باعتبارها القوة القائمة بالحتلل " ،إلى التقيد بدقة باتفاقية جنيف الرابعة و: " إلغاء تدابيرها السابقة والمتناع عن اتخاذ أية إجراءات تؤدي إلى تغيير الوضع القانوني والطبيعة الجغرافية وتؤثر بصورة مادية على التكوين الديمغرافي للراضي العربية المحتلة منذ عام ،1967بما فيها القدس ،وأل تقوم على وجه الخصوص بنقل أجزاء من سكانها المدنيين إلى الراضي العربية المحتلة" ) القرار ( 1979) 446المؤرخ 22آذار /مارس .(1979
وتخلص المحكمة إلى أن إقامة المستوطنات السرائيلية في الراضي الفلسطينية المحتلة ) بما فيها القدس الشرقية ( تمثل خرقا للقانون الدولي. 122وتذكر المحكمة علوة على ذلك بأنه ،وفقا لتقرير المين العام، سيدمج المسار المخطط للجدار داخل المنطقة المحصورة بين الخط الخضر والجدار أكثر من 16في المائة من أراضى الضفة الغربية، وسيسكن في هذه المنطقة حوالي 80في المائة من المستوطنين الذين يعيشون في الراضي الفلسطينية المحتلة ،أي 320000شخص ،بالضافة إلى 237000فلسطيني .وعلوة على ذلك ،ونتيجة لتشييد الجدار فان حوالي 160000من الفلسطينيين الخرين سيعيشون في مجتمعات محلية مطوقة بالكامل ) انظر الفقرات 84و 85و 119أعله (. وبعبارة أخرى ،فإن المسار المختار للجدار يعطي تعبيرا محليا in loco للتدابير غير المشروعة التي تتخذها إسرائيل فيما يتعلق بالقدس والمستوطنات ،على النحو الذي ندد به مجلس المن ) انظر الفقرتين 75 و 120أعله ( .كما أن ثمة خطرا من إحداث المزيد من التغييرات في التكوين السكاني للراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة لتشييد الجدار ،من حيث أنه يسهم في رحيل السكان الفلسطينيين من مناطق بعينها ،وهو ما سيرد شرحه في الفقرة 133أدناه ،وبالتالي فان تشييد هذا الجدار ،فضل عن التدابير التي اتخذت من قبل ،سيعوق بشدة ممارسة الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره ،ومن ثم فانه يعد خرقا للتزام إسرائيل باحترام هذا الحق. ليا ،ل ينطبق سوى الجزء الثالث على الضفة الغربية ،وبالتالي فان وما ً المادة )23ز( من القواعد التنظيمية لعلقة لها بالموضوع. والجزء الثالث من قواعد لهاي التنظيمية يشمل المواد 43و 46و ،52التي تنطبق على الراضي الفلسطينية المحتلة .فالمادة 43تفرض على المحتل واجب "اتخاذ كل التدابير التي بمقدوره لستعادة النظام العام والحياة العامة واحترام القوانين السارية في البلد ،وكفالة ذلك قدر المكان". وتضيف المادة 46أنه لبد من "احترام" الملكية الخاصة ،وأنه ليمكن "مصادرتها" .وأخيرا تسمح المادة ،52في حدود معينة ،بالمصادرات العينية وبتقديم الخدمات لتلبية احتياجات جيش الحتلل. 125كما أن اتفاقية جنيف الرابعة تميز بين الحكام المطبقة أثناء العمليات الحربية التي تؤدي إلى الحتلل والحكام التي تظل سارية طوال مجمل فترة الحتلل .ولذلك ،فإنها تنص في المادة 6على : " تطبق هذه التفاقية بمجرد بدء أي نزاع أو احتلل وردت الشارة إليه في المادة .2 " يوقف تطبيق هذه التفاقية في أراضى أي طرف في النزاع عند انتهاء العمليات الحربية بوجه عام. " يوقف تطبيق هذه التفاقية في الراضي المحتلة بعد عام واحد من انتهاء العمليات الحربية بوجه عام ،ومع ذلك ،تلتزم دولة الحتلل بأحكام المواد التالية من هذه التفاقية :من 1إلى 12و 27ومن 29إلى 34و 47و 49و
51و 52و 53و 59ومن 61إلى 77و ،143وذلك طوال مدة الحتلل مادامت هذه الدولة تمارس وظائف الحكومة في الراضي المحتلة. " الشخاص المحميون الذين يفرج عنهم أو يعادون إلى الوطن أو يعاد توطينهم بعد هذه التواريخ يستمرون في النتفاع بالتفاقية في هذه الثناء ". وحيث أن العمليات الحربية التي أدت إلى احتلل الضفة الغربية عام 1967 قد انتهت منذ وقت طويل ،فان مواد اتفاقية جنيف الرابعة المشار إليها في الفقرة 3من المادة 6تظل وحدها السارية في ذلك القليم المحتل. "ل يحرم الشخاص المحميون الذين يوجدون في إقليم محتل بأي حال ول بأية كيفية من النتفاع بهذه التفاقية ،سواء بسبب أي تغيير يطرأ نتيجة لحتلل الراضي على مؤسسات القليم المذكور أو حكومته ،أو بسبب أي اتفاق يعقد بين سلطات القليم المحتل ودولة الحتلل ،أو كذلك بسبب قيام هذه الدولة بضم كل أو جزء من الراضي المحتلة". وتنص المادة 49على مايلي : " يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للشخاص المحميين أو نفيهم من الراضي المحتلة إلى أراضى دولة الحتلل أو إلى أراضى أي دولة أخرى ،محتلة أو غير محتلة ،أيا كانت دواعيه. و"مع ذلك ،يجوز لدولة الحتلل أن تقوم بإخلء كلي أو جزئي لمنطقة محتلة معينة ،إذا اقتضى ذلك أمن السكان أو لسباب عسكرية قهرية .ول يجوز أن يترتب على عمليات الخلء نزوح الشخاص المحميين إل في إطار حدود الراضي المحتلة ،ما لم يتعذر ذلك من الناحية المادية .ويجب إعادة السكان المنقولين على هذا النحو إلى مواطنهم بمجرد توقف العمال العدائية في هذا القطاع. " وعلى دولة الحتلل التي تقوم بعمليات النقل أو الخلء هذه أن تتحقق إلى أقصى حد ممكن من توفير أماكن القامة المناسبة لستقبال الشخاص المحميين ،ومن أن النتقالت تجري في ظروف مرضية من وجهة السلمة والشروط الصحية والمن والتغذية ،ومن عدم تفريق أفراد العائلة الواحدة. " ويجب إخطار الدولة الحامية بعمليات النقل والخلص بمجرد حدوثها. ل يجوز لدولة الحتلل أن تحجز الشخاص المحميين في منطقة معرضة بشكل خاص لخطار الحرب ،إل إذا اقتضى ذلك أمن السكان أو لسباب عسكرية قهرية. "ل يجوز لدولة الحتلل أن ترحل أو تنتقل جزءا من سكانها المدنيين إلى الراضي التي تحتلها" ووفقا للمادة ،52فانه : " ل يجوز أن يمس أي عقد أو اتفاق أو لئحة تنظيمية حق أي عامل ،سواء كان متطوعا أم ل ،أينما يوجد ،في أن يلجأ إلى ممثلي الدولة الحامية لطلب تدخل تلك الدولة.
"تحظر جميع التدابير التي من شانها أن تؤدي إلى بطالة العاملين في البلد المحتل أو تقييد إمكانيات عملهم بقصد حملهم على العمل في خدمة دولة الحتلل". وتنص المادة 53على أنه : " يحظر على دولة الحتلل أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات ،أو بالدولة أو السلطات العامة ،أو المنظمات الجتماعية أو التعاونية ،إل إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتما هذا التدمير ". وأخيرا ،ووفقا للمادة ،59فانه: "إذا كان كل سكان الراضي المحتلة إن قسم منهم تنقصهم المؤن الكافية ،ويجب على دولة الحتلل أن تسمح بعمليات الغاثة لمصلحة هؤلء السكان وتوفر لها التسهيلت بقدر ما تسمح به وسائلها. "وتتكون هذه العمليات التي يمكن أن تقوم بها دول أو هيئة إنسانية غير متحيزة كاللجنة الدولية للصليب الحمر ،على الخص من رسالت الغذية والمدادات الطبية والملبس. "وعلى جميع الدول المتعاقدة أن ترخص بمرور هذه الرسالت بحرية وأن تكفل لها الحماية. "على أنه يجوز للدولة التي تسمح بحرية مرور رسالت فيها إلى أراضي يحتلها طرف خصم في التراع أن تفتش الرسالت وتنظم مرورها طبقا لمواعيد وخطوط سير محدود ،وأن تحصل من الدولة الحامية على ضمان كاف بأن هذه الرسالت مخصصة لغاثة السكان المحتاجين وأنها لن تستخدم لفائدة دولة الحتلل". 127كما أن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية يتضمن العديد من الحكام المتصلة بذلك ،وقبل المضي قدما في دراسة هذه الحكام ،تلحظ المحكمة أن المادة 4من العهد تسمح ،في حالت مختلفة، بتقييد بعض أحكام ذلك العهد .وقد استغلت إسرائيل حقها في تقييد الحكام بموجب هذه المادة عندما وجهت الرسالة التالية إلى المين العام للمم المتحدة في 3تشرين الول /أكتوبر : 1991 "إن دواة إسرائيل ،منذ إنشائها ،كانت ضحية لتهديدات وهجمات مستمرة على مجرد وجودها ،فضل عن حياة وممتلكات مواطنيها. "واتخذ ذلك شكل التهديدات بالحرب ،والهجمات المسلحة الفعلية، وحملت الرهاب التي تسفر عن مقتل وإصابة البشر. "وفي ضوء ما تقدم ،ظلت حالة الطوارئ التي أعلنت في أيار /مايو 1948 سارية منذ ذلك الحين .فهذا الوضع يمثل حالة طوارئ عامة في حدود المعني المنصوص بالمادة (1) 4من العهد. "ولذلك ،فقد وجدت حكومة إسرائيل أن من الضروري ،وفقا للمادة المذكورة ،4أن تتخذ تدابير تستلزمها مقتضيات الحالة تماما ،للدفاع عن الدولة وحماية حياة البشر وممتلكاتهم ،بما في ذلك ممارسة سلطات العتقال والحتجاز.
"وبقدر ما يتعارض أي من هذه التدابير مع المادة 9من العهد ،فإن إسرائيل تقيد التزاماتها بموجب ذلك الحكم ". وتلحظ المحكمة أن تقييد الحكام المشار إليه في الرسالة ل يتعلق إل بالمادة 9من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،التي تتناول حق الفرد في الحرية والمان على شخصه ،والتي تحدد القواعد السارية في حالت التوقيف أو العتقال .لذلك ،فإن المواد الخرى في العهد تظل سارية ،ل على القليم السرائيلي فحسب ،وإنما أيضا على الراضي الفلسطينية المحتلة. 128ومن بين هذه المواد تجدر الشارة إلى الفقرة 1من المادة 17التي تنص على مايلي ":ل يجوز تعريض أي شخص ،على نحو تعسفي أو غير قانوني ،للتدخل في خصوصياته آو شؤون أسرته أو بيته أو مراسلته ،ول لي حملت غير قانونية تمس شرفه أو سمعته". وتجدر الشارة أيضا إلى الفقرة 1من المادة ،12التي تنص على مايلي : "لكل فرد يوجد على نحو قانوني داخل إقليم دولة ما حق حرية التنقل فيه وحرية اختيار مكان إقامته". 129وفضل عن الضمانات العامة لكفالة حرية التنقل المنصوص عليها في المادة 12من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،يلزم أيضا إيلء العتبار إلى ضمانات محددة تكفل الوصول إلى الماكن المقدسة المسيحية واليهودية والسلمية فوضع الماكن المسيحية المقدسة في ظل المبراطورية العثمانية وضع يرجع إلى زمن بعيد ،وقد أدرجت آخر أحكام تتصل به في المادة 62من معاهدة برلين المؤرخة 13تموز /يوليه 1878ويتضمن صك وضع فلسطين تحت النتداب الذي سلم إلى الحكومة البريطانية في 24تموز /يوليه 1922مادة في هذا الصدد هي المادة 13 التي تنص على مايلي : 133فتشييد الجدار وإنشاء منطقة مغلقة بين الخط الخر والجدار ذاته وتكوين جيوب ،كلها أمور فرضت ،فضل عن ذلك ،قيودا شديدة على حرية حركة سكان الرض الفلسطينية المحتلة) ،باستثناء المواطنين السرائيليين ممن تم استيعائهم هناك( .وتتجلى تلك القيود اكثر ما تتجلى في المناطق الحضرية مثل جيب قلقيلية أو مدينة القدس وضواحيها .ومما يزيد من وطأتها قلة عدد بوابات العبور في بعض القطاعات ،ومواعيد فتحها التي تخضع فيما يبدو لقيود ول يمكن التنبؤ بها .فعلى سبيل المثال يقول المقرر الخاص للجنة حقوق النسان في تقريره عن حالة حقوق النسان في الراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام "،1967أن قلقيلية، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 40000نسمة ،محاطة كليا بالجدار ول يستطيع سكانها دخولها أو مغادرتها إل عبر نقطة تفتيش وحيدة تفتح من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة السابعة مساء " ) .تقرير المقرر الخاص للجنة حقوق النسان ،جون دوغارت ،عن حالة حقوق النسان في الراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967المقدم بموجب قرار اللجنة 1993/2ألف والمعنون " مسالة انتهاك حقوق النسان في
الراضي العربية المحتلة ،بما فيها فلسطين " ،4F/CN/ 6/2004المؤرخ 8 أيلول /سبتمبر ،2003الفقرة .(9 147وحيث أن المحكمة قد خلصت إلى أن تشييد الجدار في الرض الفلسطينية المحتلة ،بما في ذلك القدس الشرقية وما حولها ،والنظام المرتبك به يمثلن أمرا يتنافى مع التزامات دولية شتى منوطة بإسرائيل، يترتب على ذلك ثبوت مسؤولية تلك الدولة بمقتضى القانون الدولي. 148وستبحث المحكمة الن الثار القانونية الناشئة عن انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي وذلك بالتمييز ،من جهة ،بين الثار المترتبة بالنسبة لسرائيل ،وبين الثار المترتبة من جهة أخرى بالنسبة للدول الخرى، حسب القتضاء ،بالنسبة للمم المتحدة ،وستبدأ المحكمة يبحث الثار القانونية المترتبة على تلك النتهاكات بالنسبة لسرائيل. 149تنوه المحكمة إلى أن إسرائيل ملزمة ،أول ،بالمتثال لللتزامات الدولية التي أخلت بها بتشييد الجدار في الرض الفلسطينية المحتلة ) انظر الفقرات 114أ 137أعله ( .وبالتالي ،فان على إسرائيل المتثال لللتزام الذي يوجب عليها احترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير واللتزامات المنوطة بها بمقتضى القانون النساني الدولي وقانون حقوق النسان الدولي ،وفضل عن ذلك ،يتوجب عليها كفالة حرية الوصول إلى الماكن المقدسة التي وقعت تحت سيطرتها في أعقاب حرب ) 1967 أنظر الفقرة 129أعله (. 150وتلحظ المحكمة أن إسرائيل ملزمة أيضا بوضع حد للخلل للتزاماتها الدولية الناشئة عن تشييد الجدار في الرض الفلسطينية المحتلة ،فالتزام الدولة المسؤولة عن عمل غير مشروع دوليا بوضع حد لذلك العمل هو التزام ثابت في القانون الدولي العام .وقد أكدت المحكمة ،في عدد من المناسبات ،وجود ذلك اللتزام ) القضية المتعلقة بالنشطة العسكرية وشبه العسكرية في نيكاراغو وضدها ) نيكاراغو ضد الوليات المتحدة المريكية ( ،الموضوع ،الحكم ،تقارير محكمة العدل الدولية لعام ،1986 الصفحة ،149الموظفون الدبلوماسيون والقنصليون للوليات المتحدة في طهران ،الحكم ،تقارير محكمة. 151وتبعا لذلك يقع على إسرائيل اللتزام بان توقف فورا أعمال تشييد الجدار الجاري بناؤه في الرض الفلسطينية المحتلة ،بما فيها القدس الشرقية وماحولها ،وفضل عن ذلك ،ففي ضوء ما خلصت إليه المحكمة ) انظر الفقرة 146أعله ( من أن إخلل إسرائيل بالتزاماتها الدولية مرده إلى تشييد الجدار إلى النظام المرتبط به ،يستتبع الكف عن الخلل بتلك اللتزامات والقيام فورا بإزالة أجزاء ذلك البناء الواقعة داخل الرض الفلسطينية المحتلة ،بما فيها القدس الشرقية وما حولها ،ويجب القيام فورا بإلغاء وإبطال القوانين واللوائح المعتمدة توطئة لتشييده وإرسال النظام المرتبط به ،وذلك باستثناء ما ينص منها على تعويض السكان
الفلسطينيين أو على أي شكل آخر من أشكال جبر الضرر ،حيث يظل لها في هذه الحالة وجاهتها بالنسبة لمتثال إسرائيل للتزاماتها المشار إليها في الفقرة 153أدناه. 152وفضل عن ذلك فبالنظر إلى أن تشييد الجدار في الرض الفلسطينية المحتلة استتبع ،ضمن جملة أمور ،الستيلء على منازل ومشاريع تجارية وحيازات زراعية وتدميرها ،ترى المحكمة أن على إسرائيل التزاما بجبر الضرر الذي لحق بجميع الشخاص الطبيعيين والعتباريين المعنيين ،وتذكر المحكمة ،في هذا الصدد ،بأن محكمة العدل الدولي الدائمة أرست في القانون العرفي أشكال جبر الضرر الساسية بالنص التالي : وهو مبدأ أرسته فيما يبدو الممارسة الدولية ،وبخاصة قرارات محاكم التحكيم في وجوب أن يشمل التعويض ،بأقصى قدر ممكن ،جميع الثار الناشئة عن العمل غير المشروع وأن يعيد الوضع إلى سابق عهده أي إلى الحال التي يرجج أنه كان ليشهدها لو لم يرتكب ذلك العمل ،ورد الممتلكات العينية أو ،إن لم يتسن ذلك ،دفع مبلغ يعادل قيمة الممتلكات العينية التي كانت سترد ،وإصدار حكم ،إن لزم المر ،بالتعويض عن الخسائر المتكبدة غير المشمولة برد الممتلكات العينية أو بالمبلغ المدفوع عوضا عنها تلك هي المبادئ التي ينبغي الستناد إليها في تحويل مبلغ التعويض الواجب عن أي عمل مناف للقانون ". 153وتبعا لذلك على إسرائيل التزام بإعادة الرض والبساتين وحدائق الزيتون والممتلكات الثابتة الخرى التي انتزعت من أي أشخاص طبيعيين أو اعتباريين بفرض تشييد الجدار في الرض الفلسطينية المحتلة ،وفي حالة ثبوت تعذر رد تلك الممتلكات ذاتها ،تكون إسرائيل ملزمة بتعويض الشخاص محل الذكر عما لحق بهم من ضرر .وترى المحكمة أن على إسرائيل أيضا ،التزاما بأن تعوض ،وفقا لقواعد القانون الدولي السارية، أي شخص طبيعي أو اعتباري لحق به أي شكل من أشكال الضرر المادي من جراء تشييد الجدار. 154وستنظر المحكمة الن في الثار القانونية المترتبة بالنسبة للدول الخرى على العمال غير المشروعة دوليا الناشئة عن تشييد إسرائيل للجدار. 155تلحظ المحكمة أن اللتزامات التي أخلت بها إسرائيل تشمل بعض اللتزامات التي تهم الجميع .فكما أفادت المحكمة في قضية ، BARCELONA TRACLIONتعد تلك اللتزامات بحكم طبيعتها شانا " يهم الدولة كافة " وبالنظر إلى أهمية الحقوق المتصلة بها ،يمكن اعتبار أن الدول كافة لها مصلحة قانونية في حمايتها " تقارير محكمة العدل الدولية لعام ،1970الصفحة ،32الفقرة ( 33واللتزامات قبل الكافة التي أخلت بها إسرائيل هي اللتزام باحترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وبعض اللتزامات الواجبة عليها بمقتضى القانون النساني الدولي.
156وفيما يتعلق بأول هذه اللتزامات ،لحظت المحكمة آنفا ) انظر الفقرة 88أعله ( أنها ذكرت في قضية تيمور الشرقية ،بأنه " لغبار " على الجزم بأن " حق الشعوب في تقرير المصير بصيغته المنبثقة عن ميثاق المم المتحدة ومن ممارستها هو حق لجميع الناس " ) تقارير محكمة العدل الدولية لعام ،1995الصفحة ،102الفقرة .(29وتذكر المحكمة أيضا بأنه وفقا لحكام قرار الجمعية العامة ) 2625د ،( 25 المشار إليه أعله ) انظر الفقرة .(88 " على كل دولة واجب العمل ،مشتركة مع غيرها أو منفردة على تحقيق مبدأ تساوي الشعوب في حقوقها وحقها في تقرير مصيرها بنفسها ،وفقا لحكام الميثاق ،وتقديم المساعدة إلى المم المتحدة في الطلع بالمسؤوليات التي ألقاها الميثاق على عاتقها فيما يتعلق بتطبيق هذا المبدأ"... 157وفيما يتعلق بالقانون النساني الدولي ،تشير المحكمة إلى أنها ،في فتواها بشأن مشروعية التهديد بالسلحة النووية أو استخدامها ،قالت مايلي ":هناك عدد كبير جدا من قواعد القانون النساني المنطبقة في النزاع المسلح يشكل قواعد أساسية بالنسبة لحترام شخص النسان ) العتبارات الولية للنسانية "(...ويجب أن "تتقيدها جميع الدول سواء صدقت أو لم تصدق على التفاقيات التي تتضمنها ،لنها تشكل مبادئ من مبادئ القانون الدولي العرفي التي ل يجوز انتهاكها" )تقارير محكمة العدل الدولية ) 1996المجلد الول ( الصفحة ،257الفقرة (79وترى المحكمة أن هذه القواعد تنطوي على التزامات تتسم بطابع الحق إزاء الكافة. 158وتود المحكمة أن تؤكد أيضا أن المادة 1من اتفاقية جنيف الرابعة، وهي حكم مشترك بالنسبة لتفاقيات جنيف الربع ينص على مالي "تتعهد الطراف السامية المتعاقدة باحترام وكفالة احترام هذه التفاقية في ظل جميع الظروف" .ويترتب على ذلك الحكم أن على كل دولة طرف في تلك التفاقية ،سواء كانت طرفا أم ل في نزاع معين ،التزام بكفالة المتثال لمتطلبات الصكوك المشار إليها. 159ونظرا لطابع وأهمية الحقوق واللتزامات المعنية ،فإن المحكمة ترى أن جميع الدول ملزمة بعدم العتراف بالوضع غير القانوني الناتج عن تشييد جدار في الرض الفلسطينية المحتلة ،بما فيها القدس الشرقية وما حولها .وجميعها ملزمة أيضا بعدم تقديم العون أو المساعدة في البقاء على الوضع الناتج عن هذا .ويتعين أيضا على جميع الدول ،مع احترامها لميثاق المم المتحدة والقانون الدولي ،أن تعمل على إزالة أي عائق ،ناتج عن إنشاء الجدار ،يحول دون ممارسة الشعب الفلسطيني لحقه في تقرير المصير .وعلوة على ذلك ،تلتزم جميع الدول الطراف في اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية الشخاص المدنيين وقت الحرب ،المؤرخة 12آب / أغسطس ،1949مع احترامها لميثاق المم المتحدة والقانون الدولي، بكفالة امتثال إسرائيل للقانون النساني الدولي على النحو الوارد في تلك التفاقية.
160وختاما ،ترى المحكمة أنه ينبغي على المم المتحدة ،ول سيما الجمعية العامة ومجلس المن ،النظر في اتخاذ أي إجراء آخر مطلوب لنهاء الوضع غير القانوني الناتج عن إنشاء الجدار والنظام المرتبط به ،مع وضع هذه الفتوى في العتبار على النحو الواجب. إن تشييد الجدار الذي تقوم إسرائيل ،الدولة القائمة بالحتلل ،ببنائه في الرض الفلسطينية المحتلة ،بما في ذلك القدس الشرقية وحولها ،والنظام المرتبط به ،يتعارض مع القانون الدولي. باء بأغلبية أربعة عشر صوتا حد لنتهاكاتها للقانون الدولي ،وهي ملزمة بأن توقف على الفور أعمال تشييد الجدار الذي تقوم ببنائه في الرض الفلسطينية المحتلة ،بما فيها القدس الشرقية وما حولها ،وأن تفكك على الفور الهيكل النشائي القائم هناك ،وأن تلغي على الفور أو تبطل مفعول جميع القوانين التشريعية واللوائح التنظيمية المتصلة به ،وفقا للفقرة 151 من هذه الفتوى. جيم بأغلبية أربعة عشر صوتا ضد صوت واحد، إسرائيل ملزمة بجبر جميع الضرار الناتجة عن تشييد الجدار في الرض الفلسطينية المحتلة ،بما فيها القدس الشرقية وما حولها. دال بأغلبية ثلثة عشر صوتا مقابل صوتين : جميع الدول ملزمة بعدم العتراف بالوضع غير القانوني المترتب على تشييد الجدار وعدم تقديم العون أو المساعدة في البقاء على الوضع الناشئ عن هذا التشييد ،وتتحمل جميع الدول الطراف في اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب المؤرخة 12آب /أغسطس ،1949مع احترامها لميثاق المم المتحدة والقانون الدولي ،التزاما إضافيا، بكفالة امتثال إسرائيل للقانون النساني الدولي على النحو الوارد في تلك التفاقية. ينبغي للمم المتحدة ،ول سيما الجمعية العامة ومجلس المن ،النظر في ما يلزم من إجراءات أخرى لنهاء الوضع غير القانوني الناتج عن تشييد الجدار والنظام المرتبط به ،مع المراعاة الواجبة لهذه الفتوى. غوانتانامو معتقل غوانتانامو السيئ الذكر ،نموذج فاضح عن الطبيعة الجرامية للمتهمين بوش وبلير ،إذ أنه معتقل يضم مئات السرى ،ذكرت منظمة العفو الدولية ،حسب تقرير لوكالة النباء الفرنسية بتاريخ 11يناير 2006 بأنهم حوالي 500أسير من 35جنسية ،قضوا السنين رهن الحتجاز دون أن تتم محاكمتهم ،ويتعرضون لفظع وسائل التعذيب. هذا المعتقل ،كتب عنه الكثير ،ورأينا عنه الكثير ،وسمعنا شهادات كل من أفلتوا منه عن ما يمارس داخله ضد الوافدين عليه من فنون التعذيب والتنكيل والتحقير والهانة ،بصفة ممنهجة ،وجاءت تقارير المنظمات الدولية لحقوق النسان مجمعة على إدانة ما يجري فى هذا المعتقل، باعتبار من يحتجزون فيه يعتبرون جميعهم فى عداد المخطوفين ،وباعتبار المعتقل وما يمارس فيه انتهاك لكل قواعد القانون الدولي حول العتقال والتعذيب وقواعد المحاكمة العادلة ،وحقوق أسرى الحرب ...الخ.
التكييف القانوني : باستقراء النماذج التي أوردناها عن بعض الجرائم التي ارتكبت في العراق وفلسطين وفي غوانتانامو والتي استعرضنا أغلبها من خلل تقارير وشهادات رسمية،ومن خلل الوثائق والصور والشرطة التي ندلي بها للمحكمة الشعبية الدولية ،يتأكد أن المتهمين الثلثة ومحيطهم وإدارتهم قد ارتكبوا الجرائم المنسوبة إليهم ،المنصوص عليها في القانون الدولي كما هو وارد أدناه. وسوف نكتفي أيضا في المجال القانوني بالشارة إلى بعض النصوص الدولية التي نعتبرها كافية وتستوعب الفعال المشار إليها .ولذلك فإننا لن نتطرق إلى بنود العلن العالمي لحقوق النسان ول إلي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق القتصادية والجتماعية والثقافية ول إلى العديد من العهود والمواثيق الدولية التي تشكل أساس الشرعة الدولية لحقوق النسان ،بالرغم من أنها تتضمن العديد من المبادئ والحقوق التي قام المتهمون الثلثة بالعتداء عليها ومصادرتها: 1ونبدأ بما نصت عليه الفقرة " ج " من المادة السادسة من ميثاق المحكمة العسكرية الدولية " نورمبرج " المنشأة بمقتضى اتفاقية لندن المؤرخة في 6/8/1945والتي جاء فيها : " الجرائم ضد النسانية هي القتل ،البادة ،السترقاق ،البعاد وغيرها من الفعال غير النسانية المرتكبة ضد أي تجمع مدني قبل أو أثناء الحرب ،أو الضطهاد القائم على أساس سياسي أو عنصري أو ديني تنفيذا لي جريمة أو متعلق بأي جريمة تدخل في اختصاص المحكمة ،سواء كان الفعل مجرما أو غير مجرم في القانون الوطني للدولة المرتكب على أرضها هذا الفعل. القادة ،المنظمون ،المحرضون ،المساهمون والمشاركون في إعداد أو تنفيذ خطة عامة أو في اتفاق جنائي لرتكاب جرائم سابقة يكونون مسؤولين على جميع الفعال التي ارتكبت بواسطة أي من الشخاص في سبيل تنفيذ تلك الخطة". 2ومن المبادئ التي قررها نظام محاكمة نورمبرج وحكمها بتاريخ :1950 المبدأ السادس : يعاقب على الجرائم المذكورة فيما يلي كجرائم بموجب القانون الدولي جرائم الحرب انتهاك قوانين أو أعراف الحرب والتي تشمل دون حصر ،القتل أو سوء المعاملة أو الترحيل من اجل العمل بالسخرة ،أو من أجل أي عرض آخر لتوطين السكان في إقليم محتل ،أو قتل أو سوء معاملة أسرى الحرب أو الشخاص في عرض البحار ،أو قتل الرهائن ،أو نهب الممتلكات العامة أو الخاصة ،أو التدمير الوحشي للمدن أو القرى أو التدمير الذي ل تبرره ضرورة عسكرية. جرائم ضد النسانية
القتل ،والبادة ،والرق ،والطرد والعمال الخرى غير النسانية التي ترتكب ضد أي سكان مدنيين ،أو الضطهاد على أساس سياسي أو عرقي أو ديني عندما ترتكب مثل هذه العمال أو الضطهادات تنفيذا أو ارتباطا بأي جريمة ضد السلم ،أو أي جريمة حرب أخرى. المبدأ السابع: تعتبر المشاركة في ارتكاب جريمة ضد السلم أو جريمة حرب أو جريمة ضد النسانية المذكورة في المبدأ السادس جريمة بموجب القانون الدولي. هذه الحكام القانونية أكدها المجتمع الدولي في عدة مناسبات نذكر منها: ما جاء في النظام الساسي للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلفيا السابقة .1993 وخاصة ما جاء في المادتين 4و .5 المادة : 4 إبادة الجناس 1للمحكمة الدولية سلطة محاكمة الشخاص الذين يرتكبون جريمة إبادة الجناس حسب تعريفها الوارد في الفقرة 2من هذه المادة ،أو الذين يقترفون أيا من الفعال الخرى المبينة في الفقرة 3من هذه المادة. 2تعنى إبادة الجناس أي فعل من الفعال التالية يرتكب بقصد القضاء كليا أو جزئيا ،على جماعة وطنية أو إثنية أو عرقية أو دينية ،باعتبارها جماعة لها هذه الصفة. أ قتل أفراد هذه الجماعة ب إلحاق ضرر بدني أو عقلي بالغ بأفراد الجماعة ج إرغام الجماعة عمدا على العيش في ظل ظروف يقصد بها أن تؤدي، كليا أو جزئيا ،إلى القضاء عليها قضاء ماديا. د فرض تدابير يقصد بها منع التوالد في الجماعة. ه نقل أطفال الجماعة قسرا إلى جماعة أخرى 3تخضع الفعال التالية للعقوبة: أ إبادة الجناس ب التواطؤ على إبادة الجناس ج التحريض المباشر والعلني على ارتكاب جريمة إبادة الجناس د الشروع في ارتكاب جريمة إبادة الجناس ه الشتراك في ارتكاب جريمة إبادة الجناس. المادة : 5 الجرائم المرتكبة في حق النسانية للمحكمة الدولية سلطة محاكمة الشخاص المسؤولين عن الجرائم التالية إذا ارتكبت في أثناء نزاع مسلح سواء كان ذا طابع دولي أو داخلي وكانت موجهة ضد أي تجمع مدني. أ القتل ب البادة
ج السترقاق د البعاد ه السجن و التعذيب ز الغتصاب ح الضطهاد لسباب سياسية أو عرقية أو دينية: ط سائر الفعال غير النسانية. وما جاء في النظام الساسي للمحكمة الجنائية الدولية لرواندا 1994 وخاصة المادتين 2و 3 المادة 2 إبادة الجناس 1للمحكمة الدولية لرواندا سلطة محاكمة الشخاص الذين يرتكبون جريمة إبادة الجناس حسب تعريفها الوارد في الفقرة 2من هذه المادة، أو الذين يقترفون أيا من الفعال الخرى المبينة في الفقرة 3من هذه المادة. 2تعنى إبادة الجناس أي فعل من الفعال التالية يرتكب بقصد القضاء كليا أو جزئيا ،على جماعة وطنية أو إثنية أو عرقية أو دينية ،باعتبارها جماعة لها هذه الصفة : أ قتل أفراد هذه الجماعة ب إلحاق ضرر بدني أو عقلي بالغ بأفراد الجماعة ج إرغام الجماعة عمدا على العيش في ظل ظروف يقصد بها أن تؤدي، كليا أو جزئيا إلى القضاء عليها ماديا. د فرض تدابير يقصد بها منع التوالد في الجماعة ه نقل أطفال الجماعة قسرا إلى جماعة أخرى 3تخضع الفعال التالية للعقوبة : أ إبادة الجناس ب التواطؤ على إبادة الجناس ج التحريض المباشر والعلني على الرتكاب جريمة إبادة الجناس د الشروع في ارتكاب جريمة إبادة الجناس ه الشتراك في ارتكاب جريمة إبادة الجناس المادة 3 الجرائم المرتكبة في حق النسانية للمحكمة الدولية لرواندا سلطة الشخاص المسؤولين عن الجرائم التالية إذا ارتكبت كجزء من هجوم واسع ومنهجي على أي مدنيين لسباب قومية أو سياسية أو إثنية أو عرقية أو دينية : أ القتل ب البادة ج السترقاق
د البعاد ه السجن و التعذيب ز الغتصاب ح الضطهاد لسباب سياسية أو عرقية أو دينية ط سائر الفعال غير النسانية. وما جاء في نظام روما الساسي للمحكمة الجنائية الدولية 1993 وخاصة المادة 6و 7 المادة : 6 البادة الجماعية لغرض هذا النظام الساسي ،تعنى " البادة الجماعية " أي فعل من الفعال التالية يرتكب إهلك جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية، بصفاتها هذه ،إهلكا كليا أو جزئيا : أ قتل أفراد الجماعة ب إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم بأفراد الجماعة ج إخضاع الجماعة عمدا لحوال معيشية يقصد بها الهلك الفعلي كليا أو جزئيا د فرض تدابير تستهدف منع النجاب داخل الجماعة ه نقل أطفال الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى. مادة 7 الجرائم ضد النسانية 1لغرض هذا النظام الساسي ،يشكل أي فعل من الفعال التالية " جريمة ضد النسانية " متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين وعن علم بالهجوم : أ القتل العمد ب البادة ج السترقاق د إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان ه السجن أو الحرمان الشديد على أي نحو آخر من الحرية البدنية بما يخالف القواعد الساسية للقانون الدولي. والتعذيب ز الغتصاب ،أو الستبعاد الجنسي ،أو الكراه على البغاء ،أو الحمل القسرى ،أو التعقيم القسرى ،أو أي شكل آخر من أشكال العنف الجنسي على مثل هذه الدرجة من الخطورة. ح اضطهاد أية جماعة محددة أو مجموع محدد من السكان لسباب سياسية أو عرقية أو إثنية أو ثقافية أو دينية ،أو متعلقة بنوع الجنس على النحو المعرف في الفقرة ،3لسباب أخرى من المسلم عالميا بان القانون الدولي ل يجيزها ،وذلك فيما يتصل بأي فعل مشار إليه في هذه الفقرة أو بأية جريمة تدخل في اختصاص المحكمة.
ط الختفاء القسرى للشخاص ى جريمة الفصل العنصري ك الفعال اللإنسانية الخرى ذات الطابع المماثل التي تتسبب عمدا في معاناة شديدة أو في أذى خطير يلحق بالجسم أو بالصحة العقلية أو البدنية. 2لغرض الفقرة : 1 أ تعنى عبارة " هجوم موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين " نهجا سلوكيا يتضمن الرتكاب المتكرر للفعال المشار إليها في الفقرة 1ضد أية مجموعة من السكان المدنيين ،عمل بسياسة دولة أو منظمة تقضى بارتكاب هذا الهجوم ،أو تعزيزا لهذه السياسة. ب تشمل " البادة " تعمد فرض أحوال معيشة ،من بينها الحرمان من الحصول على الطعام والدواء ،بقصد إهلك جزء من السكان ج يعنى " السترقاق " ممارسة أي من السلطات المترتبة على حق الملكية ،أو هذه السلطات جميعها ،على شخص ما ،بما في ذلك ممارسة هذه السلطات في سبيل التجار بالشخاص ،ولسيما النساء والطفال. د يعنى " إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان " ،نقل الشخاص المعنيين قسرا من المنطقة التي يوجدون فيها بصفة مشروعة ،بالطرد أو بأي فعل قسري آخر ،دون مبررات يسمح بها القانون الدولي. ه يعنى " التعذيب " تعمد إلحاق ألم شديد أو معاناة شديدة ،سواء بدنيا أو عقليا ،بشخص موجود تحت إشراف المتهم أو سيطرته ،ولكن ل يشمل التعذيب أي ألم أو معاناة ينجمان فحسب عن عقوبات قانونية أو يكونان جزءا منها أو نتيجة لها. و يعنى " الحمل القسرى " إكراه المرأة على الحمل قسرا وعلى الولدة غير المشروعة بقصد التأثير على التكوين العرقى لية مجموعة من السكان أو ارتكاب انتهاكات خطيرة أخرى للقانون الدولي ،ول يجوز بأي حال تفسير هذا التعريف على نحو يمس القوانين الوطنية المتعلقة بالحمل. ز يعنى " الضطهاد "حرمان جماعة من السكان أو مجموعة السكان حرمانا متعمدا وشديدا من الحقوق الساسية بما يخالف القانون الدولي، وذلك بسبب هوية الجماعة أو المجموع. ح تعنى " جريمة الفصل العنصري " أية أفعال ل إنسانية تماثل في طابعها الفعال المشار إليها في الفقرة ،1وترتكب في سياق نظام مؤسسي قوامه الضطهاد المنهجى والسيرة المنهجية من جانب جماعة عرقية واحدة إزاء جماعة أو جماعات عرقية أخرى ،وترتكب بنية البقاء على ذلك النظام. ط يعنى " الختفاء القسري للشخاص " إلقاء القبض على أي أشخاص أو احتجازهم أو اختطافهم من قبل دولة أو منظمة سياسية ،أو بإذن أو دعم منها لهذا الفعل أو بسكوتها عليه .ثم رفضها القرار بحرمان هؤلء الشخاص من حريتهم أو إعطاء معلومات عن مصير أو أماكن وجودهم، بهدف حرمانهم من حماية القانون لفترة زمنية طويلة.
لغرض هذا النظام الساسي ،من المفهوم أن تعبير " نوع الجنس " يشير إلى الجنسين ،الذكر والنثى في إطار المجتمع .ول يشير تعبير " نوع الجنس " إلى أي معنى آخر يخالف ذلك. ومما جاء في قرار الجمعية العامة 14دجنبر 1962 السيادة الدائمة على الموارد الطبيعية تعلن مايلي : 1يتوجب أن تتم ممارسة حق الشعوب والمم في السيادة الدائمة على ثرواتها ومواردها الطبيعية وفقا لمصلحة تنميتها القومية ورفاه شعب الدولة المعنية. 7يعتبر انتهاك حقوق الشعوب والمم في السيادة على ثرواتها ومواردها الطبيعية منافيا لروح ميثاق المم المتحدة ومبادئه ومعرقل لنماء التعاون وصيانة السلم. ونص إعلن المم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري 20ديسمبر ) 11963القرار ) 1904د ( 18 المادة :1 يمثل التمييز بين البشر بسبب العرق أو اللون أو الصل الثني إهانة للكرامة النسانية ،ويجب أن يدان باعتباره إنكارا لمبادئ ميثاق المم المتحدة ،وانتهاكا لحقوق النسان وللحريات الساسية المعلنة في العلن العالمي لحقوق النسان ،وعقبة دون قيام علقات ودية سليمة بين المم ،وواقعا من شأنه تعكير السلم والمن بين الشعوب. المادة : 2 1يحظر على أية دولة أو مؤسسة أو جماعة أو أي فرد إجراء أي تمييز كان ،في ميدان حقوق النسان والحريات الساسية ،في معاملة الشخاص أو جماعات الشخاص أو المؤسسات بسبب العرق أو اللون أو الصل الثني. 2يحظر على أية دولة أن تقوم ،عن طريق التدابير الضبطية أو غيرها، بتشجيع أو تحبيذ أو تأييد أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الصل الثني يصدر عن أية جماعة أو أية مؤسسة إن أي فرد . 3يصار ،في الظروف الملئمة ،إلى اتخاذ تدابير ملموسة خاصة لتامين النماء الكافي أو الحماية الكافية للفراد المنتمين إلى بعض الجماعات العرقية استهدافا لضمان تمتعهم التام بحقوق النسان الحريات الساسية ،ول يجوز أن تسفر هذه التدابير في أي ظرف عن قيام أية حقوق متفاوتة أو مستقلة للجماعات العرقية المختلفة. المادة : 3
1تبذل جهود خاصة لمنع التمييز بسبب العرق أو اللون أو الصل الثني لسيما في ميادين الحقوق المدنية ،ونيل المواطنة ،والتعليم ،والدين، والعمالة ،والمهنة والسكان . 2يتاح لكل إنسان ،على قدم المساواة ،دخول أي مكان أو مرفق مفتوح لعامة الجمهور ،دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو الصل الثني. المادة : 4 تتخذ جميع الدول تدابير فعالة لعادة النظر في السياسات الحكومية والسياسات العامة الخرى وللغاء القوانين والنظمة المؤدية إلى إقامة وإدامة التمييز العنصري حيثما يكون باقيا .وعليها سن التشريعات اللزمة لحظر مثل هذا التمييز واتخاذ جميع التدابير المناسبة لمحاربة النعرات المؤدية إلى التمييز العنصري . المادة : 5 يصار ،دون تأخير ،إلى وضع نهاية للسياسات الحكومية والسياسات العامة الخرى القائمة على العزل العنصري وكذلك أشكال التمييز والتفرقة العنصريين الناجمة عن مثل تلك السياسات . المادة : 6 ل يقبل أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الصل الثني في تمتع أي شخص بالحقوق السياسية وحقوق المواطنة في بلده ،ول سيما حق الشتراك في النتخابات بالقتراع العام المتساوي والسهام في الحكم .ولكل شخص حق تولي الوظائف العامة في بلده على قدم المساواة . المادة : 7 1لكل إنسان حق في المساواة أمام القانون وفي العدالة المتساوية في ظل القانون ،ولكل إنسان ،دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو الصل الثني ،حق في المن على شخصه وفي حماية الدولة له من أي عنف أو أذى بدني يلحقه سواء من الموظفين الحكوميين أو من أي فرد أو أية جماعة أو مؤسسة . 2لكل إنسان يتعرض في حقوقه وحرياته الساسية لي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الصل الثني ،حق التظلم من ذلك إلى المحاكم الوطنية المستقلة المختصة التماسا للنصاف والحماية الفعليين . المادة :8 يصار فورا إلى اتخاذ جميع التدابير الفعلية اللزمة في مبادين التعليم والتربية والعلم للقضاء على التمييز والتعرض العنصريين وتعزيز التفاهم والتسامح والصداقة بين المم والجماعات العرقية ،وكذلك لنشر مقاصد ومبادئ ميثاق المم المتحدة والعلن العالمي لحقوق النسان وإعلن منح الستقلل للبلدان والشعوب المستعمرة .
المادة : 9 1تشجب بشدة جميع الدعايات والتنظيمات القائمة على الفكار أو النظريات القاتلة بتفوق أي عرق أو أي جماعة من لون أو اصل إثني واحد لتبرير أو تعزيز أي شكل من أشكال التمييز العنصري . 2يعتبر جريمة ضد المجتمع ،ويعاقب عليه بمقتضى القانون ،كل تحريض على العنف وكل عمل من أعمال العنف يأتيه أي من الفراد المنظمات ضد أي عرق أو أي جماعة من لون أو أصل إثني آخر.. 3تقوم جميع الدول ،إعمال لمقاصد هذا العلن ولمبادئه ،باتخاذ التدابير الفورية واليجابية اللزمة بما فيها التدابير التشريعية وغيرها ،لملحقة المنظمات القائمة بتعزيز التمييز العنصري والتحريض عليه أو بالتحريض على استعمال العنف أو استعماله لغراض التمييز بسبب العرق أو اللون أو الصل الثني ،العلن عدم شرعية تلك المنظمات ،بملحقة أو بغير ملحقة. كما نصت التفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال الميز العنصري )القرار 2106ألف )د ( 20بتاريخ 21ديسمبر 1965 تاريخ بدء نفاذها 4 :يناير 1969 المادة : 2 1تشجب الدول الطراف التمييز العنصري وتتعهد بأن تنتهج ،بكل الوسائل المناسبة ودون أي تأخير ،سياسة للقضاء على التمييز العنصري بكافة أشكاله وتعزيز التفاهم بين جميع الجناس ،وتحقيقا لذلك : )أ ( تتعهد كل دولة بعدم إتيان أي عمل أو ممارسة من أعمال أو ممارسات التمييز العنصري ضد الشخاص أو جماعات الشخاص أو المؤسسات ،وبضمان تصرف جميع السلطات العامة والمؤسسات العامة ،القومية والمحلية ،طبقا لهذا اللتزام. ) ب ( تتعهد كل دولة طرف بعدم تشجيع أو حماية آو تأييد أي تمييز عنصري يصدر عن أي شخص أو أية منظمة . المادة : 3 تشجب الدول الطراف بصفة خاصة العزل العنصري والفصل العنصري ،وتتعهد بمنع وحظر واستئصال كل الممارسات المماثلة في القاليم الخاضعة لوليتها . المادة : 4 تشجب الدول الطراف جميع الدعايات والتنظيمات القائمة على الفكار أو النظريات القائلة بتفوق أي عرق أو أية جماعة من لون أو اصل إثني واحد ،او التي تحاول تبرير أو تعزيز أي شكل من أشكال الكراهية العنصرية والتمييز العنصري ،وتتعهد باتخاذ التدابير الفورية اليجابية الرامية إلى القضاء على كل تحريض على هذا التمييز وكل
عمل من أعماله ،وتتعهد خاصة ،تحقيقا لهذه الغاية ومع المراعاة الحقة للمبادئ الواردة في العلن العالمي لحقوق النسان وللحقوق المقررة صراحة في المادة 5من هذه التفاقية ،بمايلي : المادة : 5 إيقاف لللتزامات الساسية المقررة في المادة 2من هذه التفاقية، تتعهد الدول الطراف بحظر التمييز العنصري والقضاء عليه بكافة أشكاله ،وبضمان حق كل إنسان ،دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو الصل القومي أو الثني ،في المساواة أمام القانون ،لسيما بصدد التمتع بالحقوق التالية : و جاء في التفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليه قرار الجمعية العمومية )3067د (128المؤرخ في 30نوفمبر 1973 تاريخ بدء النفاذ 18يوليو 1976 المادة الولى: أ تعلن الدول الطراف في هذه التفاقية أن الفصل العنصري جريمة ضد النسانية ،وأن الفعال اللإنسانية الناجمة عن سياسات وممارسات الفصل العنصري وما يماثلها من سياسات وممارسات العزل والتمييز العنصريين ،والمعرفة في المادة الثانية من التفاقية ،هي جرائم تنتهك مبادئ القانون الدولي ،ولسيما مبادئ ميثاق آلم المتحدة ،وتشكل تهديدا خطيرا للسلم والمن الدوليين . 2تعلن الدول الطراف في هذه التفاقية تجريم المنظمات والمؤسسات والشخاص الذين يرتكبون جريمة الفصل العنصري . المادة الثانية: في مصطلح هذه التفاقية ،تنطبق عبارة "جريمة الفصل العنصري" التي تشمل سياسات وممارسات العزل والتمييز العنصريين المشابهة لتلك التي تمارس في الجنوب الفريقي ،على الفعال اللإنسانية التية، المرتكبة لغرض إقامة وإدامة هيمنة فئة عنصرية ما من البشر على أية فئة عنصرية أخرى من البشر واضطهادها إياها بصورة منهجية : أ حرمان عضو أو أعضاء في فئة أو فئات عنصرية من الحق في الحياة والحرية الشخصية . " "1بقتل أعضاء في فئة أو فئات عنصرية : " "2بإلحاق أذى خطير ،بدني أو عقلي ،بأعضاء في فئة أو فئات عنصرية ،أو بالتعدي على حريتهم أو كرامتهم ،أو بإخضاعهم للتعذيب أو للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللإنسانية أو الحاطة بالكرمة . " "3بتوقيف أعضاء فئة أو فئات عنصرية تعسفا وسجنهم بصورة لقانونية . ب إخضاع فئة أو فئات عنصرية ،عمدا لظروف معيشة يقصد منها أن تفضي بها إلى الهلك الجسدي ،كليا أو جزئيا .
ج اتخاذ أية تدابير ،تشريعية وغير تشريعية ،يقصد بها منع فئة أو فئات عنصرية من المشاركة في الحياة السياسية والجتماعية والقتصادية والثقافية للبلد ،وتعمد خلق ظروف تحول دون النماء التام لهذه الفئة أو الفئات ،وخاصة بحرمان أعضاء فئة أو فئات عنصرية من حريات النسان وحقوقه الساسية ،بما في ذلك الحق في العمل ،والحق في تشكيل نقابات معترف بها ،والحق في التعليم ،والحق في مغادرة الوطن والعودة إليه ،والحق في حمل الجنسية ،والحق في حرية التنقل والقامة ،والحق في حرية الرأي والتعبير ،والحق في حرية الجتماع وتشكيل الجمعيات سلميا . د اتخاذ أية تدابير ،بما فيها التدابير التشريعية ،تهدف إلى تقسيم السكان وفق معايير عنصرية بخلق محتجزات ومعازل مفصولة لعضاء فئة أو فئات عنصرية ،ويحظر التزواج فيما بين الشخاص المنتسبين إلى فئات عنصرية مختلفة ،ونزع ملكية العقارات المملوكة لفئة أو فئات عنصرية أو لفراد منها . المادة الثالثة: تقع المسؤولية الجنائية الدولية ،أيا كان الدافع ،على الفراد وأعضاء المنظمات والمؤسسات وممثلي الدولة ،سواء كانوا مقيمين في إقليم الدولة التي ترتكب فيها العمال أو في إقليم دولة أخرى. المادة الخامسة : يجوز أن يحاكم المتهمون بارتكاب الفعال المعددة في المادة الثانية من هده التفاقية من قبل محكمة مختصة من محاكم أية دولة طرف في التفاقية يمكن أن تكون لها ولية على هؤلء المتهمين أو من قبل محكمة جزائية دولية تكون ذات ولية قضائية فيما يتعلق بتلك الدول العضاء التي قبلت وليتها . ومما تضمنه قرار الجمعية العامة 260ألف ) د ( 3بتاريخ 9 ديسمبر 1948 تاريخ بدء النفاذ 12يناير 1951 حول جرائم الحرب والجرائم ضد النسانية ،بما في ذلك البادة الجماعية /اتفاقية منع جريمة البادة الجماعية والمعاقبة عليها إن الطراف المتعاقدة : إذ ترى أن الجمعية العامة للمم المتحدة ،بقرارها ) 96د (1المؤرخ في 11كانون الول /ديسمبر ،1946قد أعلنت أن البادة الجماعية جريمة بمقتضى القانون الدولي ،تتعارض مع روح المم المتحدة وأهدافها ويدينها العالم المتمدن . وإذ تعترف بأن البادة الجماعية قد ألحقت ،في جميع عصور التاريخ، خسائر جسيمة بالنسانية ،وإيمانا منها بأن تحرير البشرية من مثل هذه الفة البغيضة يتطلب التعاون الدولي . تتفق على مايلي :
المادة الولى: تصادق الطراف المتعاقدة على أن البادة الجماعية ،سواء ارتكبت في أيام السلم أو أثناء الحرب ،هي جريمة بمقتضى القانون الدولي ،وتتعهد بمنعها والمعاقبة عليها. المادة الثانية: في هذه التفاقية ،تعني البادة الجماعية أيا من الفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثتية أو عنصرية أو دينية ،بصفتها هذه: المادة الثالثة: يعاقب على الفعال التالية : أ البادة الجماعية ب التآمر على ارتكاب البادة الجماعية ج التحريض المباشر والعلني على ارتكاب البادة الجماعية د محاولة ارتكاب البادة الجماعية ه الشتراك في البادة الجماعية . المادة الرابعة : يعاقب مرتكبو البادة الجماعية أو أي من الفعال الخرى المذكورة في المادة الثالثة ،سواء كانوا حكاما دستوريين أو موظفين عامين أو أفرادا . أما اتفاقية عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد النسانية قرار الجمعية العامة ) 2391د (23المؤرخ في 26نوفمبر 1968 فقد جاء فيها: إن الدول الطراف في هذه التفاقية، إذ تشير إلى قراري الجمعية العامة للمم المتحدة ) 3د (1المتخذ في 13شباط /فبراير 1946و ) 170د ( 2المتخذ في 31تشرين الول / أكتوبر 1947بشأن تسليم ومعاقبو مجرمي الحرب ،والى القرار ) 95د ( 1المتخذ في 11كانون الول /ديسمبر 1946والذي يؤكد مبادئ القانون الدولي المعترف بها في النظام الساسي لمحكمة نورمبرغ العسكرية الدولية ،وفي حكم المحكمة ،وإلى القرارين ) 2184د ( 21 المتخذ في 12كانون الول /ديسمبر 1966و ) 2202د ( 21المتخذ في 16كانون الول /ديسمبر ،1966اللذين نصا صراحة على إدانة انتهاك حقوق سكان البلد الصليين القتصادية والسياسية من ناحية ،وإدانة سياسة الفصل العنصري من ناحية أخرى ،باعتبارهما جريمتين ضد النسانية .
وإذ تشير إلى قراري المجلس القتصادي والجتماعي التابع للمم المتحدة 1074دال ) د ( 39المتخذ في 28تموز /يوليو 1965و ) 1158د (41المتخذ في 5آب /أغسطس 1966بشأن معاقبة مجرمي الحرب والشخاص الذين ارتكبوا جرائم ضد النسانية. وإذ تلحظ خلو جميع العلنات الرسمية والوثائق والتفاقيات ،المتصلة بملحقة ومعاقبة جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد النسانية ،من أي نص على مدة للتقادم . وإذ ترى أن جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد النسانية هي من اخطر الجرائم في القانون الدولي . واقتناعا منها بان المعاقبة الفعالة لجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد النسانية عنصر هام في تفادي وقوع تلك الجرائم وحماية حقوق النسان والحريات الساسية وتشجيع الثقة وتوطيد التعاون بين الشعوب وتعزيز السلم والمن الدوليين. وإذ تلحظ أن إخضاع جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد النسانية لقواعد القانون الداخلي المتصلة بتقادم الجرائم العادية ،يثير قلقا لدى الرأي العام العالمي لحيلولته دون ملحقة ومعاقبو المسؤولين عن تلك الجرائم . وإذ تدرك ضرورة ومناسبة القيام ،في نطاق القانون الدولي وبواسطة هذه التفاقية ،بتأكيد مبدأ عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد النسانية ،وبتأمين تطبيقه عالميا شامل . قد اتفقت على مايلي : المادة الولى : ليسري أي تقادم على الجرائم التالية بصرف النظر عن وقت ارتكابها : أ جرائم الحرب الوارد تعريفها في النظام الساسي لمحكمة نورمبرغ العسكرية الدولية الصادر في 8آب /أغسطس ،1945والوارد تأكيدها في قراري الجمعية العامة للمم المتحدة ) 3د ( 1المؤرخ في 13 شباط /فبراير 1946و ) 95د ( 1المؤرخ في 11كانون الول /ديسمبر ،1946ول سيما " الجرائم الخطيرة " المعددة في اتفاقية جنيف المعقودة في 12آب /أغسطس 1949لحماية ضحايا الحرب " ب الجرائم المرتكبة ضد النسانية ،سواء في زمن الحرب أو في زمن السلم ،والوارد تعريفها في النظام الساسي لمحكمة نومبرغ العسكرية الدولية الصادر في 8آب /أغسطس ،1945والوارد تأكيدها في قراري الجمعية العامة للمم المتحدة ) 3د ( 1المؤرخ في 13 شباط /فبراير 1946و ) 90د ( 1المؤرخ في 11كانون الول /ديسمبر ،1946والطرد بالعتداء المسلح أو الحتلل ،والفعال المنافية للنسانية والناجمة عن سياسية الفصل العنصري ،جريمة البادة الجماعية الوارد تعريفها في اتفاقية عام 1948بشان منع جريمة البادة الجماعية والمعاقبة عليها ،حتى لو كانت الفعال المذكورة ل تشكل إخلل بالقانون الداخلي للبلد ارتكبت فيه .
المادة الثانية : إذا ارتكبت أية جريمة من الجرائم المذكورة في المادة الولى ،تنطبق أحكام هذه التفاقية على ممثلي سلطة الدولة وعلى الفراد الذين يقومون ،بوصفهم فاعلين أصليين أو شركاء ،بالمساهمة في ارتكاب أية جريمة من تلك الجرائم أو بتحريض الغير تحريضا مباشرا على ارتكابها ،أو الذين يتآمرون لرتكابها ،بصرف النظر عن درجة التنفيذ، وعلى ممثلي سلطة الدولة الذين يتسامحون في ارتكابها . ومن بين بنود اتفاقية جنيف لتحسين حال الجرحى والمرضى بالقوات المسلحة في الميدان المؤرخة عام 1949 اعتمدها في عام ،1949المؤتمر الدبلوماسي لوضع اتفاقيات دولية لحماية ضحايا الحروب ،المعقود في جنيف في 21أبريل 1949 تاريخ بدء النفاذ 21أكتوبر 1950 المادة : 3 في حالة قيام نزاع مسلح ليس له طابع دولي في أراضى أحد الطراف السامية المتعاقدة ،يلتزم كل طرف في النزاع بأن يطبق كحد أدنى الحكام التالية : 1الشخاص الذين ل يشتركون مباشرة ،في العمال العدائية ،بمن فيهم أفراد القوات المسلحة الذين القوا عنهم أسلحتهم ،والشخاص العاجزون عن القتال بسبب المرض أو الجرح أو الحتجاز أو لي سبب آخر ،يعاملون في جميع الحوال معاملة إنسانية ،دون أي تمييز ضار يقوم على العنصر أو اللون ،أو الدين إن المعتقد ،أو الجنس ،أو المولد أو الثروة أو أي معيار مماثل آخر . ولهذا الغرض ،تحظر الفعال التالية فيما يتعلق بالشخاص المذكورين أعله ،وتبقى محظورة في جميع الوقات والماكن : أ العتداء على الحياة والسلمة البدنية ،وبخاصة القتل بجميع أشكاله، والتشويه ،والمعاملة القاسية ،والتعذيب. ب اخذ الرهائن ج العتداء على الكرامة الشخصية ،وعلى الخص المعاملة المهينة والمحاطة بالكرامة. د إصدار الحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مشكلة تشكيل قانونيا ،وتكفل جميع الضمانات القضائية اللزمة في نظر الشعوب المتمدنة. 2يجمع الجرحى والمرضى ويعتنى بهم . الفصل الثاني الجرحى والمرضى
المادة 12 يجب في جميع الحوال احترام وحماية الجرحى والمرضى من أفراد القوات المسلحة وغيرهم من الشخاص المشار إليهم في المادة التالية وعلى طرف النزاع الذي يكونون تحت سلطته أن يعاملهم معاملة إنسانية وأن يعنى بهم دون أي تمييز ضار على أساس الجنس أو العنصر آو الجنسية أو الدين أو الراء السياسية أو أي معايير مماثلة أخرى ،ويحظر بشدة أي اعتداء على حياتهم أو استعمال العنف معهم ،ويجب على الخص عدم قتلهم أو إبادتهم أو تعريضهم للتعذيب أو لتجارب خاصة بعلم الحياة ،أو تركهم عمدا دون علج أو رعاية طبية ،أو خلق ظروف تعرضهم لمخاطر العدوى بالمراض أو تلوث الجروح. وتقرر الولية في نظام العلج على أساس الدواعي الطبية العاجلة وحجها وتعامل النساء بكل العتبار الخاص الواجب إزاء جنسهن وعلى طرف النزاع الذي يضطر إلى ترك بعض الجرحى أو المرضى لخصمه أن يترك معهم ،بقدر ما تسمح به العتبارات الحربية ،بعض أفراد خدماته الطبية والمهمات الطبية للسهام في العناية بهم . المادة 46 تحظر تدابير القتصاص من الجرحى أو المرضى أو الموظفين الذين تحميهم هذه التفاقية ،أو المباني أو المهمات التي تحميها . الفصل التاسع قمع إساءة الستعمال والمخالفات المادة 49 تتعهد الطراف السامية المتعاقدة بان تتخذ أي إجراء تشريعي يلزم لفرض عقوبات جزائية فعالة على الشخاص الذين يقترفون أو يأمرون باقتراف إحدى المخالفات الجسيمة لهذه التفاقية ،المبنية في المادة التالية . يلتزم كل طرف متعاقد بملحقة المتهمين باقتراف مثل هذه المخالفات الجسيمة أو بالمر باقترافها ،وبتقديمهم إلى محاكمه ،أيا كانت جنسيتهم ... على كل طرف متعاقد اتخاذ التدابير اللزمة لوقف جميع الفعال التي تتعارض مع أحكام هذه التفاقية بخلف المخالفات الجسيمة المبنية في المادة التالية . المادة 50 المخالفات الجسيمة التي تشير إليها المادة السابقة هي التي تتضمن أحد الفعال التالية إذا اقترفت ضد أشخاص محميين أو ممتلكات محمية بالتفاقية :القتل العمد ،التعذيب أو المعاملة اللإنسانية ،بما في ذلك التجارب الخاصة بعلم الحياة ،تعمد إحداث آلم شديدة أو الضرار الخطير بالسلمة البدنية أو بالصحة ،تدمير الممتلكات أو الستيلء عليها
على نطاق واسع ل تبرره الضرورات الحربية ،وبطريقة غير مشروعة وتعسفية. المادة 51 ل يجوز لي طرف متعاقد أن يتحلل أو يحل طرفا متعاقدا آخر من المسؤوليات التي تقع عليه أو على طرف متعاقد آخر فيما يتعلق بالمخالفات المشار إليها في المادة السابقة. و جاء في اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب المؤرخة عام 1949 المادة 2 علوة على الحكام التي تسري في وقت السلم ،تنطبق هذه التفاقية في حالة الحرب المعلنة أو أي اشتباك مسلح آخر ينشب بين طرفين أو اكثر من الطراف السامية المتعاقدة ،حتى لو لم يعترف أحدها بحالة الحرب . تنطبق هذه التفاقية أيضا في جميع حالت الحتلل الجزئي أو الكلي لقليم أحد الطراف السامية المتعاقدة ،حتى لو لم يواجه هذا الحتلل مقاومة مسلحة . وإذا لم تكن إحدى دول النزاع طرفا في هذه التفاقية ،فإن دول النزاع الطراف فيها تبقى مع ذلك ملتزمة بها في علقاتها المتبادلة .كما أنها تلتزم بالتفاقية إزاء الدولة المذكورة إذا قبلت هذه الخيرة أحكام التفاقية وطبقتها . المادة 3 في حالة قيام نزاع مسلح ليس له طابع دولي في أراضى أحد الطراف السامية المتعاقدة ،يلتزم كل طرف في النزاع بأن يطبق كحد أدنى الحكام التالية: 1الشخاص الذين ل يشتركون مباشرة في العمال العدائية ،بمن فيهم أفراد القوات المسلحة الذين القوا عنهم أسلحتم ،والشخاص العاجزون عن القتال بسبب المرض أو الجرح أو الحتجاز أو لي سبب آخر ،يعاملون في جميع الحوال معاملة إنسانية ،دون أي تمييز ضار يقوم على العنصر أو اللون ،أو الدين أو المعتقد ،أو الجنس ،أو المولد أو الثروة أو أي معيار مماثل آخر. ولهذا الغرض ،تحظر الفعال التالية فيما يتعلق بالشخاص المذكورين أعله ،وتبقى محظورة في جميع الوقات والماكن : أ العتداء على الحياة والسلمة البدنية ،وبخاصة القتل بجميع أشكاله ،والتشويه ،والمعاملة القاسية ،والتعذيب . ب اخذ الرهائن. ج العتداء على الكرامة الشخصية ،وعلى الخص المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة .
د إصدار الحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مشكلة تشكيل قانونيا ،وتكفل جميع الضمانات القضائية اللزمة في نظر الشعوب المتمدنة . 2يجمع الجرحى والمرضى ويعتنى بهم ويجوز لهيئة إنسانية غير متحيزة ،كاللجنة الدولية للصليب الحمر ،أن تعرض خدماتها على أطراف النزاع . وعلى أطراف النزاع أن تعمل فوق ذلك ،عن طريق اتفاقيات خاصة ،على تنفيذ كل الحكام الخرى من هذه التفاقية أو بعضها . وليس في تطبيق الحكام المتقدمة ما يؤثر على الوضع القانوني لطراف النزاع. المادة 4 )ألف( أسرى الحرب بالمعنى المقصود في هذه التفاقية هم الشخاص الذين ينتمون إلى إحدى الفئات التالية ،ويقعون في قبضة العدو. 1أفراد القوات المسلحة لحد أطراف النزاع ،والمليشيات أو الوحدات المتطوعة التي تشكل جزءا من هذه القوات المسلحة . 2أفراد المليشيات الخرى والوحدات المتطوعة الخرى ،بمن فيهم أعضاء حركات المقاومة المنظمة ،الذين ينتمون إلى أحد أطراف النزاع ويعملون داخل أو خارج إقليمهم ،حتى لو كان هذا القليم محتل ،على أن تتوفر الشروط التالية في هذه المليشيات أو الوحدات المتطوعة ،بما فيها حركات المقاومة المنظمة المذكورة : أ أن يقودها شخص مسؤول عن مرؤوسيه ب أن تكون لها شارة مميزة محددة يمكن تمييزها من بهد. ج أن تحمل السلحة جهرا د أن تلتزم في عملياتها بقوانين الحرب وعاداتها . 3أفراد القوات المسلحة النظامية الذين يعلنون ولءهم لحكومة أو سلطة ل تعترف بها الدولة الحاجزة . 4الشخاص الذين يرافقون القوات المسلحة دون أن يكونوا في الواقع جزءا منها ،كالشخاص المدنيين الموجودين ضمن أطقم الطائرات الحربية ،والمراسلين الحربيين ،ومتعهدي التموين ،وأفراد وحدات العمال أو الخدمات المختصة بالترفيه عن العسكريين ،شريطة أن يكون لديهم تصريح من القوات المسلحة التي يوافقونها . 5أفراد الطقم الملحية ،بمن فيهم القادة والملحون ومساعدوهم في السفن التجارية وأطقم الطائرات المدنية التابعة لطراف النزاع، الذين ل ينتفعون بمعاملة افضل بمقتضى أي أحكام أخرى من القانون الدولي . 6سكان الراضي غير المحتلة الذين يحملون السلح من تلقاء أنفسهم عند اقتراب العدو لمقاومة القوات الغازية دون أن يتوفر لهم الوقت لتشكيل وحدات مسلحة نظامية ،شريطة أن يحملوا السلح جهرا وأن يراعوا قوانين الحرب وعاداتها .
)باء ( يعامل الشخاص المذكورون فيما يلي بالمثل كأسرى حرب بمقتضى هذه التفاقية . 1الشخاص الذين يتبعون أو كانوا تابعين للقوات المسلحة للبلد المحتل إذا رأت دولة الحتلل ضرورة اعتقالهم بسبب هذا النتماء ،حتى لو كانت قد تركتهم أحرارا في بادئ المر أثناء سير العمال الحربية خارج الراضي التي تحتلها ،وعلى الخص في حالة قيام هؤلء الشخاص بمحاولة فاشلة للنضمام إلى القوات المسلحة التي يتبعونها والمشتركة في القتال ،أو في حالة عدم امتثالهم لنذار يوجه إليهم بقصد العتقال . المادة 5 تنطبق هذه التفاقية على الشخاص المشار إليهم في المادة 4ابتداء من وقوعهم في يد العدو إلى أن يتم الفراج عنهم وإعادتهم إلى الوطن بصورة نهائية . وفي حالة وجود أي شك بشأن انتماء أشخاص قاموا بعمل حربي وسقطوا في يد العدو إلى إحدى الفئات المبينة في المادة ،4فإن هؤلء الشخاص يتمتعون بالحماية التي تكفلها هذه التفاقية لحين البث في وضعهم بواسطة محكمة مختصة. المادة 7 ل يجوز لسرى الحرب التنازل في أي حال من الحوال ،جزئيا أو كلية عن الحقوق الممنوحة لهم بمقتضى هذه التفاقية ،أو بمقتضى التفاقيات الخاصة المشار إليها في المادة السابقة ،إن وجدت . المادة 14 لسرى الحرب حق في احترام أشخاصهم وشرفهم في جميع الحوال ويجب أن تعامل النساء السيرات بكل العتبار الواجب لجنسن .ويجب على أي حال أن يلقين معاملة لتقل ملءمة عن المعاملة التي يلقاها الرجال . يحتفظ أسرى الحرب بكامل أهليتهم المدنية التي كانت لهم عند وقوعهم في السر. ول يجوز للدولة الحاجزة تقييد ممارسة الحقوق التي تكفلها هذه الهلية ،سواء في إقليمها أو خارجه إل بالقدر الذي يقتضيه السر. المادة 15 تتكفل الدولة التي تحتجز أسرى حرب بإعاشتهم دون مقابل وبتقديم الرعاية الطبية التي تتطلبها حالتهم الصحية مجانا. المادة 17 ليلتزم أي أسير عند استجوابه إل بالدلء باسمه بالكامل ،ورتبته العسكرية .
ل يجوز ممارسة أي تعذيب بدني أو معنوي أو أي إكراه على أسرى الحرب لستخلص معلومات منهم من أي نوع ،ول يجوز تهديد أسرى الحرب الذين يرفضون الجابة او سبهم أو تعريضهم لي إزعاج أو إجحاف. المادة 21 يجوز للدولة الحاجزة إخضاع أسرى الحرب للعتقال ،ولها أن تفرض عليهم التزاما بعدم تجاوز حدود معينة من المعسكر الذي يعتقلون فيه ،أو بعدم تجاوز نطاقه إذا كان مسورا .ومع مراعاة أحكام هذه التفاقية فيما يتعلق بالعقوبات الجنائية أو التأديبية ،ل يجوز حجز أو حبس السرى إل كإجراء ضروري تقتضيه حماية صحتهم ،ول يجوز أن يدوم هذا الوضع على أي حال لكثر مما تتطلبه الظروف التي اقتضته . المادة 22 ل يجوز اعتقال أسرى الحرب إل في مبان مقامة فوق الرض تتوفر فيها كل ضمانات الصحة والسلمة ،ول يجوز اعتقالهم في سجون إصلحية إل في حالت خاصة تبررها مصلحة السرى أنفسهم . المادة 128 تتعهد الطراف السامية المتعاقدة بان تتخذ أي إجراء تشريعي يلزم لفرض عقوبات جزائية فعالة على الشخاص الذين يقترفون أو يأمرون باقتراف إحدى المخالفات الجسيمة لهذه التفاقية ،المبينة في المادة التالية يلتزم كل طرف متعاقد بملحقة المتهمين باقتراف مثل هذه المخالفات الجسيمة أو بالمر باقترافها ،وبتقديمهم إلى محاكمة ،أيا كانت جنسيتهم .وله أيضا ،إذا فضل ذلك ،وطبقا لحكام تشريعه ،أن يسلمهم إلى طرف متعاقد معني آخر لمحاكمتهم مادامت تتوفر لدى الطرف المذكور أدلة اتهام كافية ضد هؤلء الشخاص. المادة 129 المخالفات الجسيمة التي تشير إليها المادة السابقة هي التي تتضمن أحد الفعال التالية إذا اقترفت ضد أشخاص محميين أو ممتلكات محمية بالتفاقية :مثل القتل العمد والتعذيب أو المعاملة اللإنسانية ،بما في ذلك التجارب الخاصة بعلم الحياة ،وتعمد إحداث آلم شديدة أو الضرار الخطير بالسلمة البدنية أو بالصحة ،وإرغام أسير الحرب على الخدمة في القوات المسلحة بالدولة المعادية أو حرمانه من حقه في أن يحاكم بصورة قانونية وبدون تحيز وفقا للتعليمات الواردة في هذه التفاقية. كما جاء في اتفاقية جنيف بشأن حماية الشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12/8/1949
تاريخ بدء النفاذ 21أكتوبر 1950 المادة 3 في حالة قيام نزاع مسلح ليس له طابع دولي في أراضى أتحد الطراف السامية المتعاقدة ،يلتزم كل طرف في النزاع بأن يطبق كحد أدنى الحكام التالية : 1الشخاص الذين ل يشتركون مباشرة في العمال العدائية ،بمن فيهم أفراد القوات المسلحة الذين القوا عنهم أسلحتهم ،والشخاص العاجزون عن القنال بسبب المرض أو الجرح أو الحتجاز أو لي سبب آخر ،يعاملون في جميع الحوال معاملة إنسانية ،دون أي تمييز ضار يقوم على العنصر أو اللون ،أو الدين أو المعتقد ،أو الجنس ،أو المولد أو الثروة أو أي معيار مماثل آخر . ولهذا الغرض ،تحظر الفعال التالية فيما يتعلق بالشخاص المذكورين أعله ،وتبقى محظورة في جميع الوقات والماكن . أ العتداء على الحياة والسلمة البدنية ،وبخاصة القتل بجميع أشكاله والتشويه ،والمعاملة القاسية ،والتعذيب . ب اخذ الرهائن ج العتداء على الكرامة الشخصية ،وعلى الخص المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة . د إصدار الحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مشكلة تشكيل قانونيا ،وتكفل جميع الضمانات القضائية اللزمة في نظر الشعوب المتمدنة . المادة 4 الشخاص الذين تحميهم التفاقية هم اولئك الذين يجدون أنفسهم في لحظة ما وبأي شكل كان ،في حالة قيام نزاع أو احتلل ،تحت سلطة طرف في النزاع ليسوا من رعاياه أو دولة احتلل ليسوا من رعاياها. المادة 5 إذا اقتنع أحد أطراف النزاع بوجود شبهات قاطعة بشأن قيام شخص تحميه التفاقية في أراضى هذا الطرف بنشاط يضر بأمن الدولة ،أو إذا ثبت انه يقوم بهذا النشاط ،فان مثل هذا الشخص يحرم من النتفاع بالحقوق والمزايا التي تمنحها هذه التفاقية ،والتي قد تضر بأمن الدولة لو منحت له. إذا اعتقل شخص تحميه التفاقية في ارض محتلة بتهمة الجاسوسية أو التخريب أو لوجود شبهات قاطعة بشان قيامه بنشاط يضر بأمن دولة الحتلل ،أمكن حرمان هذا الشخص في الحالت التي يقتضيها المن الحربي حتما من حقوق التصال المنصوص عنها في هذه التفاقية وفي كل من هاتين الحالتين ،يعامل الشخاص المشار إليهم في الفقرتين السابقتين ،مع ذلك ،بإنسانية ،وفي حالة ملحقتهم قضائيا ،ل يحرمون من حقهم في محاكمة عادلة قانونية على النحو الذي نصت عليه هذه التفاقية ويجب أيضا أن يستعيدوا النتفاع بجميع الحقوق والمزايا التي يتمتع بها
الشخص المحمي بمفهوم هذه التفاقية في اقرب وقت ممكن مع مراعاة أمن الدولة الطرف في النزاع أو دولة الحتلل ،حسب الحالة. المادة 8 ل يجوز للشخاص المحميين التنازل في أي حال من الحوال ،جزئيا أو كلية عن الحقوق الممنوحة لهم بمقتضى هذه التفاقية ،أو بمقتضى التفاقات الخاصة المشار إليها في المادة السابقة ،إن وجدت . الباب الثاني الحماية العامة للسكان من بعض عواقب الحرب المادة 13 تشمل أحكام الباب الثاني مجموع سكان البلدان المشتركة في النزاع، دون أي تمييز مجحف يرجع بشكل خاص إلى العنصر ،أو الجنسية أو الدين ،أو الراء السياسية والمقصود بها تخفيف المعاناة الناجمة عن الحرب . المادة 16 يكون الجرحى والمرضى وكذلك العجزة والحوامل موضع حماية واحترام خاصين ويقدر ما تسمح به المقتضيات العسكرية ،يسهل كل طرف من أطراف النزاع الجراءات التي تتخذ للبحث عن القتلى أو الجرحى ،ولمعاونة الغرقى وغيرهم من الشخاص المعرضين لخطر كبير ولحمايتهم من السلب وسوء المعاملة المادة 17 يعمل أطراف النزاع على إقرار ترتيبات محلية لنقل الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والطفال والنساء النفاس من المناطق المحاصرة أو المطوقة ،ولمرور رجال جميع الديان ،وأفراد الخدمات الطبية والمهمات الطبية إلى هذه المناطق . المادة 18 ل يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس ،وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الوقات. المادة 20 يجب احترام وحماية الموظفين المخصصين كلية بصورة منتظمة لتشغيل وإدارة المستشفيات المدنية ،بمن فيهم الشخاص المكلفون بالبحث عن الجرحى والمرضى المدنيين والعجزة والنساء النفاس وجمعهم ونقلهم ومعالجتهم .
المادة 23 على كل طرف من الطراف السامية المتعاقد أن يكفل حرية مرور جميع رسالت الدوية والمهمات الطبية ومستلزمات العيادة المرسلة حصرا إلى سكان طرف متعاقد آخر المدنيين ،حتى لو كان خصما .وعليه كذلك الترخيص بحرية مرور أي رسالت من الغذية الضرورية ،والملبس والمقويات المخصصة للطفال دون الخامسة عشرة من العمر ،والنساء الحوامل أو النفاس. المادة 24 على أطراف النزاع أن تتخذ التدابير الضرورية لضمان عدم إهمال الطفال دون الخامسة عشرة من العمر الذين تيتموا أو افترقوا عن عائلتهم بسبب الحرب ،وتيسير أعالهم وممارسة دينهم وتعليمهم في جميع الحوال ،ويعهد بأمر تعليمهم إذا أمكن إلى أشخاص ينتمون إلى التقاليد الثقافية ذاتها وعلى أطراف النزاع أن تسهل إيواء هؤلء الطفال في بلد محايد طوال مدة النزاع ،بموافقة الدولة الحامية ،إذا وجدت ،وبشرط الستيثاق من مراعاة المبادئ المبينة في الفقرة الولى. وعليها فوق ذلك أن تعمل على اتخاذ التدابير اللزمة لمكان التحقق من هوية جميع الطفال دون الثانية عشرة من العمر ،عن طريق حمل لوحة لتحقيق الهوية أو بأي وسيلة أخرى. المادة 26 على كل طرف من أطراف النزاع أن يسهل أعمال البحث التي يقوم بها أفراد العائلت المشتتة بسبب الحرب من اجل تجديد التصال بينهم وإذا أمكن جمع شملهم .وعليه أن يسهل بصورة خاصة عمل الهيئات المكرسة لهذه المهمة ،شريطة أن يكون قد اعتمدها وأن تراعي التدابير المنية التي اتخذها. المادة 27 للشخاص المحميين في جميع الحوال الحترام لشخاصهم وشرفهم وحقوقهم العائلية وعقائدهم الدينية وعاداتهم وتقاليدهم .ويجب معاملتهم في جميع الوقات معاملة إنسانية ،وحمايتهم بشكل خاص ضد جميع أعمال العنف أو التهديد ،وضد السياب وفضول الجماهير. ويجب حماية النساء بصفة خاصة ضد أي اعتداء على شرفهن ،ول سيما ضد الغتصاب ،والكراه على الدعارة ،وأي هتك لحرمتهن. ومع مراعاة الحكام المتعلقة بالحالة الصحية والسن والجنس ،يعامل جميع الشخاص المحميين بواسطة طرف النزاع الذي يخضعون لسلطته ،بنفس العتبار دون أي تمييز ضار على أساس العنصر أو الدين أو الراء السياسية. المادة 29
طرف النزاع الذي يكون تحت سلطته أشخاص محميون مسؤول عن المعاملة التي يلقونها من وكلئه ،دون المساس بالمسؤوليات الفردية التي يمكن التعرض لها . المادة 31 تحظر ممارسة أي إكراه بدني أو معنوي إزاء الشخاص المحميين، خصوصا بهدف الحصول على معلومات منهم إن من غيرهم . المادة 32 تحظر الطراف السامية المتعاقدة صراحة جميع التدابير التي من شانها أن تسبب معاناة بدنية أو إبادة للشخاص المحميين الموجودين تحت سلطتها ،ول يقتصر هذا الحظر على القتل والتعذيب والعقوبات البدنية والتشويه والتجارب الطبية والعلمية التي ل تقتضيها المعالجة الطبية للشخص المحمي وحسب ،ولكنه يشمل أيضا أي أعمال وحشية أخرى ،سواء قام بها وكلء مدنيون أو وكلء عسكريون . المادة 33 ل يجوز معاقبة أي شخص محمي عن مخالفة لم يقترفها هو شخصا، تحظر العقوبات الجماعية وبالمثل جميع تدابير التهديد أو الرهاب السلب محظور . تحظر تدابير القتصاص من الشخاص المحميين وممتلكاتهم . المادة 34 اخذ الرهائن محظور. المادة 47 ل يحرم الشخاص المحميون الذين يوجدون في أي إقليم محتل بأي حال ول بأية كيفية من النتفاع بهذه التفاقية ،سواء بسبب أي تغيير يطرأ نتيجة لحتلل الراضي على مؤسسات القليم المذكور أو حكومته ،أو بسبب أي اتفاق يعقد بين سلطات القليم المختل ودولة الحتلل ،أو كذلك بسبب قيام هذه الدولة بضم كل أو جزء من الراضي المحتلة. المادة 49 يحظر النقل الجبري الجماعي آو الفردي للشخاص المحميين أو نفييهم من الراضي المحتلة إلى أراضى دولة الحتلل أو إلى أراضى أي دولة أخرى ،محتلة أو غير محتلة ،أيا كانت دواعيه . المادة 50 تكفل دولة الحتلل ،بالستعانة بالسلطات الوطنية والمحلية ،حسن تشغيل المنشآت المخصصة لرعاية الطفال وتعليمهم .
وعليها أن تتخذ جميع التدابير اللزمة لتيسير التحقق من هوية الطفال وتسجيل نسبهم .ول يجوز لها بأي حال أن تغير حالتهم الشخصية أو أن تلحقهم بتشكيلت أو منظمات تابعة لها . إذا كانت المؤسسات المحلية عاجزة ،وجب على دولة الحتلل أن تتخذ إجراءات لتامين إعالة وتعليم الطفال الذين تيتموا أو افترقوا عن والديهم بسبب الحرب في حالة عدم وجود قريب أو صديق يستطيع رعايتهم ،على أن يكون ذلك كلما أمكن بواسطة أشخاص من جنسيتهم ولغتهم ودينهم . المادة 53 يحظر على دولة الحتلل أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات ،أو بالدولة أو السلطات العامة ،أو المنظمات الجتماعية أو التعاونية ،إل إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتما هذا التدمير . المادة 65 لتصبح القوانين الجزائية التي تفرضها دولة الحتلل نافذة إل بعد نشرها وإبلغها للسكان لغتهم ،ول يكون لهذه الحكام اثر رجعي . المادة 79 ل تعتقل أطراف النزاع أشخاصا محميين إل طبقا للمواد 41و 42و 43و 68 و . 78 المادة 81 تلتزم أطراف النزاع التي تعتقل أشخاصا محميين بإعالتهم مجانا وكذلك بتوفير الرعاية الطبية التي تتطلبها حالتهم الصحية ول يخصم أي شيء لسداد هذه المصاريف من مخصصات المعتقلين او رواتبهم أو مستحقاتهم . وعلى الدولة الحاجزة أن تعول الشخاص الذين يعولهم المعتقلون إذا لم تكن لديهم وسائل معيشة كافية أو كانوا غير قادرين على التكسب. المادة 85 من واجب الدولة الحاجزة أن تتخذ جميع التدابير اللزمة والممكنة لضمان إيواء الشخاص المحميين منذ بدء اعتقالهم في مبان أو أماكن تتوفر فيها كل الشروط الصحية وضمانات السلمة وتكفل الحماية الفعالة من قسوة المناخ وآثار الحرب ،ول يجوز بأي حال وضع أماكن العتقال الدائم في مناطق غير صحية أو أن يكون مناخها ضارا بالمعتقلين ،وفي جميع الحالت التي يعتقل فيها أشخاص محميون بصورة مؤقتة في منطقة غير صحية أو يكون مناخها ضارا بالصحة ،يتعين نقلهم بأسرع ما تسمح به الظروف إلى معتقل ل يخشى فيه من هذه المخاطر . ويجب أن تكون المباني محمية تماما من الرطوبة ،وكافية التدفئة والضاءة ،ولخاصة بين الغسق وإطفاء النوار .ويجب أن تكون أماكن
النوم كافية التساع والتهوية ،وأن يزود المعتقلون بالفراش المناسب والغطية الكافية ،مع مراعاة المناخ وأعمال المعتقلين وجنسهم وحالتهم الصحية . وتوفر للمعتقلين لستعمالهم الخاص نهارا وليل مرافق صحية مطابقة للشروط الصحية وفي حالة نظافة دائمة .ويزودون بكميات من الماء والصابون كافية لستعمالهم اليومي ونظافتهم وغسل ملبسهم الخاصة، وتوفر لهم المرافق والتسهيلت اللزمة لهذا الغرض .كما توفر لهم المرشات ) الدشاش( أو الحمامات .ويتاح لهم الوقت اللزم للغتسال وأعمال النظافة. وعندما تقتضي الضرورة في الحالت الستثنائية والمؤقتة إيواء نساء معتقلت ل ينتمين إلى وحدة أسرية في المعتقل نفسه الذي يعتقل فيه الرجال ،يتعين بشكل ملزم تخصيص أماكن نون منفصلة ومرافق صحية خاصة لهن . المادة 86 تضع الدولة الحاجزة تحت تصرف المعتقلين ،أيا كانت عقيدتهم ،الماكن المناسبة لقامة شعائرهم الدينية. المادة 146 تتعهد الطراف السامية المتعاقدة بأن تتخذ أي إجراء تشريعي يلزم لفرض عقوبات جزائية فعالة على الشخاص الذي يقترفون أو يأمرون باقتراف إحدى المخالفات الجسيمة لهذه التفاقية ،المبينة في المادة التالية . يلتزم كل طرف متعاقد بملحقة المتهمين باقتراف مثل هذه المخالفات الجسيمة أو بالمر باقترافها ،وبتقديمهم إلى محاكمة ،أيا كانت جنسيتهم . وله أيضا ،ذا فضل ذلك ،وطبقا لحكام تشريعه ،أن يسلمهم إلى طرف متعاقد معني آخر لمحاكمتهم مادامت تتوفر لدى الطرف المذكور أدلة اتهام كافية ضد هؤلء الشخاص. على كل طرف متعاقد اتخاذ التدابير اللزمة لوقف جميع الفعال التي تتعارض مع أحكام هذه التفاقية بخلف المخالفات الجسيمة المبينة في المادة التالية. وينتفع المتهمون في جميع الحوال بضمانات للمحاكمة والدفاع الحر لتقل ملءمة عن الضمانات المنصوص عنها بالمواد 105وما بعدها من اتفاقية حنيف بشأن معاملة آسري الحرب ،المؤرخة في 12غشت .1949 المادة 147 المخالفات الجسيمة التي تشير إليها المادة السابقة هي التي تتضمن أحد الفعال التالية إذا اقترفت ضد أشخاص محميين أو ممتلكات محمية بالتفاقية :القتل العمد ،والتعذيب أو المعاملة اللإنسانية ،بما في ذلك التجارب الخاصة بعلم الحياة ،وتعمد إحداث آلم شديدة أو الضرار الخطير بالسلمة البدنية أو الصحة ،والنفي في القوات المسلحة بالدولة المعادية ،أو حرمانه من حقه في أن يحاكم بصورة قانونية
وغير متحيزة وفقا للتعليمات الواردة في هذه التفاقية ،وأخذ الرهائن، وتدمير واغتصاب الممتلكات على نحو ل تبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير بطريقة غير مشروعة وتعسفية . المادة 148 ل يجوز لي طرف متعاقد أن يتحلل إن يحل طرفا متعاقدا آخر من المسؤوليات التي تقع عليه أو على طرف متعاقد آخر فيما يتعلق بالمخالفات المشار إليها في المادة السابقة . وبالعودة إلى الوقائع التي بسطنا نماذج منها أعله ،نجد أن بوش وبلير، وبمباركة معلنة من طرف شارون ،خططا وأعدا ونفذا حربا عدوانية على العراق. هذه الحرب جريمة عدوان وجريمة ضد السلم أيا كانت المبررات والذرائع .خاصة وأن العراق لم يعتد على دوليتهما ولم يكن فى حالة حرب معها. فإذا أضفنا إلى ذلك أن الذرائع التي اختلقاها )أسلحة الدمار الشامل( ثبت زيفها باعترافهما واعتراف وزير خارجية بوش آنذاك ،كولن باول، وبإقرار المين العام لهيئة المم المتحدة ،كوفي عنان ،فإن الجريمة تكون مركبة ،وعن سبق إصرار. ومن فضائح هذه الجريمة ،أن يصرح بوش وبلير وبكل بساطة ،بأنهما كانا ضحية تقارير استخباراتية غير دقيقة ،وأن يقف المر عند هذا الحد ،وكأن ابادة شعب بأكمله ،وتدمير دولة ل يستحق غير هذا القول . كما أن جرائم البادة الجماعية تكون ثابتة في حقهما طبقا لما جاء في القانون الدولي ،خاصة وأن العتداء على العراق كان واسع النطاق واستهدف ،ولزال يستهدف طائفة مدنية من السكان ،سواء تعلق المر بالعدوان على العراق وغزوه أو بكل الجرائم التي ترتكب يوميا ضد المدن والقرى العراقية ،والتي ليست الفلوجة والقائم وبلد وهيت والنجف وكربلء ومدينة الصدر وبغداد والرمادي إل نماذج منها . كما أن جرائم البادة الجماعية ثابتة ضد شارون ومحيطه ،وما نماذج دير ياسين وقبية وصبرا وشاتيل وقانا وجنينين ورفح ورام الله والخليل وبيت لحم إل نماذج منها أيضا . ويشترك المتهمون الثلثة في جريمة إصدار الحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء أية محاكمة ،والتي تصل إلى الغتيال ،حيث حالت الغتيال والستهداف كثيرة ومتنوعة في فلسطين وفي العراق ،بدعوى أن من يتم اغتيالهم ارتكبوا أفعال جرمية ضد إسرائيل أو قوات الحتلل في العراق ،أو أنهم ينتمون إلى ما يسميه المتهمون بالمنظمات الرهابية . وتدخل في هذا الباب الغتيالت الكثيرة لقيادات وكوادر المنظمات الفلسطينية ولمئات المدنيين من الفلسطينيين والعراقيين .والتي تشكل تنفيذا لحكام لم تصدر عن محاكم ،ودون أية محاكمة ،وفي إطار مزاعم ل يوجد عليها أي إثبات .
بل إن الغتيال طال زعماء تاريخيين مثل أبو جهاد وفتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى والشيخ ياسين والرنتيسي والرئيس ياسر عرفات ،والذي أكد تقرير لجنة التقصي حول أسباب وفاته بأنه توفي مسموما. وكل الغتيالت التي تتم في فلسطين والعراق تتم بدم بارد ،وبقرار مسبق متخذ من طرف المتهمين الثلثة ومرؤوسيهم ،بل وارتكبت العديد من تلك الجرائم تحت إشرافهم الشخصي ،كما هو مبين في الوقائع أعله ،وباعتراف المتهمين أنفسهم وافتخارهم بارتكابها وإصرار على ارتكاب المزيد منها. كما يشترك المتهمون الثلثة في جريمة الحصار ،حيث سبقت الشارة إلى الحصار الذي مورس على الشعب العراقي لمدة 12سنة والذي استهدف إرغامه على العيش في ظل ظروف يقصد بها أن تؤدي كليا أو جزئيا إلى القضاء عليه قضاء ماديا ،والذي أدى فعل إلى القضاء على مئات اللف من العراقيين وخاصة منهم الطفال والنساء والعجزة . في حين يمارس حصار شبه كلي على الشعب الفلسطيني منذ سنين طويلة ،ويتوج هذا الحصار بتطويق مدن وقرى بأكملها بجدار الفصل العنصري .كما هو وارد أعله ،والذي يقع التمادي في بنائه من طرف شارون والقادة السرائيليين وبدعم مادي ومعنوي من بوش ،رغم صدور حكم محكمة العدل الدولية بلهاي والذي أوردنا فقرات منه أعله أما جرائم تعريض أسرى وأسيرات الحرب للتعذيب ولبشع أنواع التنكيل والمعاملة اللإنسانية والحاطة بالكرامة كما جريمة الغتصاب والكراه على البغاء ،فليس سجن أبو غريب ول معتقل غوانتانامو وحدهما شاهدان عليها ،بل إن هذه الجريمة صارت هي الممارسة العادية في كل سجون الحتلل بالعراق وفلسطين ،وعبر السجون المريكية السرية عبر العالم والتي افتضح أمرها مؤخرا ،كما أن الوامر بالتعذيب هي أوامر عليا صادرة عن المتهمين شخصيا كما هو ثابت أعله، ومن تصريحات وشهادات مختلفة ،ومن حماية بوش لوزيره في الدفاع على إثر فضيحة أبو غريب ،ورفضه استقالته وتنويهه به واعتزازه بعمله إلى جانبه . كما أن جريمة الضطهاد القائم على أساس سياسي وعنصري وديني ثابتة في حق المتهمين الثلثة ،فاستهداف السلم والمسلمين ثابت في حقهم ،والدعوة إلى اجتثاب البعث والتي تقوم على أساس سياسي، معترف بها من طرف بوش وبلير اللذين يتماديان في الدعوة إليها والعمل على إنجازها بل واللذان فرضا تضمينها فى "الدستور" ،واضطهاد الجماعات الفلسطينية المنتمية إلى المنظمات الفلسطينية المختلفة ثابت أيضا . وجرائم التمثيل بجثت القتلى ودفنهم في مقابر جماعية أصبحت جرائم معلنة ،ومنها ما هو مصور ،سواء من طرف القوات المحتلة في العراق ،أو من طرف القوات السرائيلية في فلسطين . كما أن جرائم الهجوم الموجه ضد مجموعة من السكان المدنيين بدأت تصبح من الشياء المعتادة من كثرة تكرارها ،سواء في العراق أو في فلسطين ،ففي كل يوم نسمع باسم جديد لهجوم جديد على مدينة أو قرية جديدة أو سبق أن كانت محل اعتداءات سابقة ،وقوائم المدنيين
الذين استشهدوا طويلة جدا وتتعلق بمئات اللف من الشخاص ،وما قدمناه من وثائق وصور وأشرطة يثبت البعض من هذه الجرائم. وجرائم البعاد القسري أصبحت بدورها شبه معتادة ،ولعل المبعدين على اثر حصار كنيسة القيامة اكبر شاهد على ذلك ،بالضافة إلى مليين الفلسطينيين الذين أبعدوا من أرضهم وديارهم والذين يصر شارون على رفض تنفيذ القرارات الممية ) القرار 194الصادر عن هيئة المم المتحدة ( القاضية بعودتهم إلى ديارهم وأرضهم ،ويدعمه في ذلك بوش وبلير. كما أن اللف من العراقيين طردوا من بلدهم بسبب الحرب والعدوان، ولزالوا ممنوعين من العودة إليها ،ومهددين في حريتهم وحياتهم من طرف قوات الحتلل إن هم عادوا ..بالضافة إلى المبعدين من بيوتهم ومدنهم بسبب العتداءات المتكررة وعمليات التطهير العرقي المتواصلة فيها .وذلك إذا لم يكونوا قد استشهدوا تحت أنقاض بيوتهم. وقد قدمنا ما يثبت بشكل قاطع جرائم العتداء على الحياة والسلمة البدنية والتشويه والمعاملة القاسية والتعذيب ،سواء في العراق أو في فلسطين. كما قدمنا ما يثبت جرائم العتداء على المقدسات الدينية من مساجد وقرآن كريم. كما أثبتنا بوسائل إثبات مختلفة ،الجرائم المتوالية بالعتداء على الجرحى والمرضى والحيلولة دون علجهم والتمثيل بهم ،بل واغتيالهم عمدا وبدم بارد ،بالضافة إلى العتداء على سيارات السعاف وعلى المستشفيات سواء في العراق أو في فلسطين . وجريمة العتداء على الحياة والسلمة البدنية ،لم يقتصر المتهمون الثلثة في شأنها على العتداء على المدنيين بمختلف أعمارهم ومناصبهم وانتماءاتهم ،بل تجاوزوا ذلك الى اغتيال العديد من الصحفيين في العراق وفلسطين وقصف مكاتب لقنوات تلفزيونية ،كما الشان بالنسبة للهجوم الذي استهدف فندق فلسطين ببغداد وذهب ضحيته الشهيد طارق أيوب وقصف مكتب الجزيرة ببغداد بعد كابل وقصف مكاتب ومقرات الفضائيات العراقية ومكاتب ومحطات التلفزة الفلسطينية ،واغتيال العديد من الصحفيين والعلميين في العراق وفلسطين . كما أن من الثابت في الملف أن غزو العراق صاحبته عملية مخططة لبادة الثرات الحضاري والنساني الذي يغطي سبعة قرون من تاريخ البشرية ،حيث أحرقت مكتبة كانت تعتبر أهم ،أو على القل من أهم المكتبات في العالم لما كانت تزخر به من مخطوطات تعود إلى قرون سابقة ومن كتب ووثائق نفيسة ،كما دمر المتحف الوطني الذي كان يضم ذخائر أثرية تؤرخ لقرون مضت ولحضارات تعاقبت على المنطقة ونظمت عملية نهب محتوياته ،بالضافة إلى استهداف العديد من المواقع التاريخية والثقافية والمراكز الروحية في العراق. كما أن ما يتم في فلسطين من عمل دؤوب لتدمير المسجد القصى، بالضافة إلى ما يحمله من دللت عنصرية دينية ،فانه يشكل محاولة
لبادة ثرات حضاري وإنساني يجسده أحد أكبر الماكن التاريخية والمقدسة ،في تاريخ النسانية. أما جرائم انتهاك الحقوق القتصادية والسياسية وتدمير البيئة ونهب الثروات الوطنية ،وحرمان أصحاب الحق في هذه الثروات من التمتع بها، فيمكن اعتبارها إحدى أهم أسباب العدوان على العراق والجرائم المرتكبة من طرف المتهمين الثلثة ،إذ بالضافة إلى العتقاد بالسمو العرقي من طرف المتهمين ،وبالحق في حكم العالم واستعباد النسانية، ورفض أية مقاومة لذلك ،فان المتهمين يعتقدون بأن كل خيرات العالم يجب أن تكون في خدمتهم وخدمة مصالحهم ،وأن من حقهم، تبعا لذلك ،أن يقوموا بكل ما يقتضيه الطمئنان إلى التحكم في الثروات التي يمتلكها الخرون ،والتي تعتبر ضرورية لدولهم ،وخاصة منها الثروة النفطية ،ولذلك فثروات العراق النفطية كانت أحد أسباب غزوه ،ولذلك أيضا فالمتهمون يعتبرون أن نهب هذه الثروات حقا لهم ،وأن إيجاد المبررات لن يكون صعبا ،ماداموا قد دمروا العراق" من أجل العراقيين" ،ومادام العمار ونفقات الحرب والتدمير يجب أن يؤديها العراقيون ،ومادام هؤلء يتوفرون على ثروات نفطية هائلة ...الخ وقد أثبتنا أيضا ً مشاركة جورج بوش لرييل شارون في جميع الجرائم التي ارتكبها ضد فلسطين والفلسطينيين ،نظرا لنه كان دائما داعمه الول ماديا ،وسنده سياسيا وديبلوماسيا ،ولنه كان يشجعه على ارتكاب تلك الجرائم ويحول دون صدور أي قرار دولي يمكن أن يوقفها أو يوقف مرتكبها عند حده ،كما أثبتنا أن شارون كان مشاركا لبوش وبلير في أغلب جرائمهما في العراق . الملتمسات: انطلقا من ما ثبت بشكل قطعي ضد المتهمين الثلثة بارتكابهم ما نسب إليهم من جرائم وأفعال . فإننا نلتمس من هيئة المحكمة الشعبية الدولية الموقرة : التصريح وإعلن أن الجرائم المنسوبة لجورج بوش البن وطوني بلير وأرييل شارون ثابتة في حقهم. إعلن إدانتهم بها . إعلن احتلل العراق ،جريمة ضد السلم وجريمة عدوان ،واعتبار كل ما نتج عنه باطلً ،مما يقتضي إنهاء الحتلل فورا وبدون شروط وجلء كل القوات الجنبية من العراق ،والتعجيل باستقلل العراق وتمكين الشعب العراقي من التحكم في مصيره ومستقبله وفي كافة ثرواته الوطنية بعيدا عن الطائفية والعرقية وفي إطار العراق المستقل والموحد. وإلغاء كل ما ترتب عن الحتلل ونتج عنه سياسيا ً وقانونيا ً واقتصادياً واجتماعيا ً وإدارياً. إعلن ضرورة تعويض الشعب العراقي عن كافة الضرار المادية والمعنوية التي لحقت العراق من خراب ودمار ونهب ومالحق العراقيين من قتل وتنكيل وأسر واعتقال واختطاف وتعذيب وترويع
ومن عاهات وغيرها ،بسبب الغزو وما سبقه من حصار وماتله من جرائم لزالت مستمرة إلى الن . إعلن احتلل الراضي الفلسطينية جريمة عدوان مما يتطلب جلء قوات الحتلل عن كامل التراب الفلسطيني وإنهاء الستيطان وعودة كل أبناء فلسطين إلى أراضيهم وممتلكاتهم طبقا للقرارات الممية وخاصة القرار رقم . 194واليقاف الفوري لكل العتداءات ضد الشعب الفلسطيني ،وتمكينه من حقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة بعاصمتها القدس على كامل التراب الفلسطيني .مع تعويض الشعب الفلسطيني على كل ما لحق به من أضرار على مستوى الوطن والمواطنين . تأكيد ضرورة تفعيل وإنفاذ قرار محكمة العدل الدولية بلهاي حول الجدار العنصري بفلسطين. إعلن ضرورة إيقاف كل عمل يستهدف المسجد القصى ،وكذا كل العمال الماسة بالدين السلمي وبأماكن العبادة السلمية والمسيحية وبالقرآن الكريم في فلسطين والعراق . إعلن مقاومة المحتل حقا مشروعا في فلسطين والعراق إلى أن ينتهي الحتلل ويتم الجلء الكامل للقوات المحتلة. إعلن غوانتانامو وكل مراكز العتقال السرية المريكية عبر العالم مراكز غير قانونية يتعين إغلقها فورا والفراج عن كل من فيها من السرى باعتبار أسرهم ليست له أية شرعية .وتعويضهم عما لحقهم من أضرار جراء هذا العتقال التعسفي. إعلن المعتقلت المريكية في العراق ،السرية والعلنية ،معتقلت غير شرعية ،يتعين إغلقها والفراج الفوري عن كل من فيها من أسرى ومعتقلين باعتبار أسرهم واعتقالهم مفتقدا لية شرعية ،مع تعويضهم عما لحق بهم من أضرار. إعلن مراكز العتقال السرائيلية التي يحتجز فيها السرى والمعتقلون الفلسطينيون مراكز غير قانونية وغير شرعية ،يتعين إغلقها فورا والفراج عن كل من فيها من السرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب، باعتبارهم يوجدون كلهم في حالت أسر واعتقال غير قانوني وغير مشروع ،مع تعويضهم عما لحق بهم من أضرار. إعلن مسؤولية هيئة المم المتحدة وخاصة مجلس المن عن إنهاء حالة احتلل العراق وفلسطين فورا ً بجميع الوسائل التى يخولها القانون الدولي والنساني ،ووفقا ً للمواد 42 41 39و 43من ميثاق المم المتحدة. تأكيد من شعوب العالم فى مناهضة العدوان والتهديد به والحتلل، والعمل بكل الوسائل المتاحة لنهائه. كما نلتمس من هيئة المحكمة الشعبية الدولية :
اعتبار ما قدم لها من وثائق ومستندات وأشرطة وصور ،أرضية أولية لموقع إلكتروني يشكل مرصدا لوسائل إثبات كل الجرائم المرتكبة ضد العراق وفلسطين وفي غوانتانامو ،مع تكليف اتحاد المحامين العرب بهذه المهمة وبمهمة إغنائها واستكمال توثيق إثبات مختلف الجرائم المذكورة . . دعوة كل المتضررين والمعنيين إلى تقديم دعاوى أمام المحاكم الجنائية المحلية والدولية ضد بوش وبلير وشارون وضد كل مجرمي الحرب والمجرمين ضد النسانية قصد محاكمتهم ومعاقبتهم عما ارتكبوه من جرائم وعن كل ما سيرتكبونه لحقاً .مع اعتماد هذا الموقع اللكتروني في الحصول على الدلة المختلفة التي تثبت الجرائم التي يودون تقديم شكاوى في شانها . القاهرة فى 3/2/2006 خالد السفياني عن اتحاد المحامين العرب ونقابة المحامين بمصر وجمعية هيئات المحامين بالمغرب ونقابة المحامين بالدار البيضاء ومجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين )المغرب(.
تفتيت العراق مصلحة "إسرائيلية سقوط آلف الضحايا واتساع رقعة الدمار والخراب في العراق جراء الحتلل المريكي ،ورغم كل ذلك الرهاب إل أن بعض الخبراء الستراتيجيين يؤكدون أن نتائج حسبة المحافظين الجديد بتدمير بغداد وشقيقاتها وإسقاط نظام الرئيس السير صدام حسين جاء مخالفا تماما لتوقعاتها. هذا ما بدأت به صحيفة "الحقيقة الدولية" تقريرها المفصل بمناسبة مرور ثلث سنوات على غزو واحتلل أمريكا للعراق والذي اعده الستاذ مصطفى عمران. تقول إن الخبير الستراتيجي المصري اللواء دكتور محمود خلف يقول في هذا المجال " انه قبل ثلث سنوات وصفنا الحرب بالخطأ ،خطأ المكان أو الميدان وخطأ الهدف وبطبيعة الحال فكل ما يبنى على خطأ ل بد أن ينتهي بنتيجة خاطئة ،وهذا ما حدث بالنسبة للغزو المريكي للعراق بداية من السباب المزعومة للحرب وكلنا نعرفها ونسميها مزعومة لنها ليست السباب الحقيقية للحرب. ويوضح للحقيقة الدولية أن أسباب الحرب يمكن تلخيصها في "أول تأمين الدولة اليهودية )وليس السرائيلية( وثانيا السيطرة على مصادر البترول للسيطرة به على العالم على اعتبار أن البترول قوة وليس مجرد وقود أما الهدف الثالث فكان يتمثل في انه بمجرد سقوط العراق ووضع حكومة عميلة للمريكان تتفرغ الدارة المريكية للسيطرة وبث الصدمة والرعب في أنحاء المنطقة العربية". وسألناه " بعد ثلث سنوات على الغزو ترى هل تحقق أي من هذه الهداف؟" يجيب الدكتور خلف " لم يتحقق أي من تلك الهداف بل على العكس فقد تحول العراق من دولة قوية ذات سيادة إلى مشروع دولة تحت النشاء وفى إطار نشر بذور الطائفية المذهبية يتم دفع الدولة ذات السيادة إلى التفكك وتلوح في الفق بوادر حرب أهلية". ويضيف " مع السف أصبحت ارض العراق ساحة للعبين بكل أنواعهم من داخل العراق وخارجه ،بل ولكل من يريد أن يمارس الرهاب في عمل منظم أو يصفي حساباته مع أمريكا وينفذ أجندته" وهنا اختلط الحابل بالنابل كما يقولون حتى لم نعد نستطيع أن نميز ما بين عمليات المقاومة المشروعة والعمليات الجرامية الرهابية ذات الفكار الشيطانية مثل تدمير المساجد والماكن المقدسة والكنائس وخطف الصحفيين وقتل المدنيين إلى آخره من هذه العمال التي تعطى مؤشرات دعائية خاطئة ضد السلم والمسلمين في العالم عامة وفى الغرب خاصة وتظهر
المسلمين كما لو كانوا كلهم إرهابيين هذا المر الذي يخدم الدارة المريكية وتوجهاتها ويحفظ ماء الوجه للرئيس بوش". ويمضي الدكتور خلف قائل "ل يخفى على احد أن من يقف خلف هذه العمال أجهزة مخابرات عالمية وأخرى إقليمية إضافة إلى عناصر الموساد السرائيلي التي تتواجد بكثافة كبيرة في المنطقة الغنية بإقليم كردستان وعلى اثر هذا الوجود نستطيع تفسير الصوات التي تعالت بفصل إقليم الكراد عن العراق كدولة قائمة بذاتها ,وعلى جانب آخر هناك الجنوب العراقي أو منطقة الشيعة التي أصبحت مهددة بالنفصال لقامة دولة شيعية. ويواصل الدكتور خلف توضيح الصورة قائل " على الرغم من كل ما سبق انتظرنا جميعا أن نرى استقرار العملية السياسية تحت شعارات الديمقراطية الزائفة التي تروج لها الدارة المريكية المتطرفة لكن لم نجد إل عكس ما توقعناه أو وجدنا عملية سياسة زائفة بالكامل نتيجة تكريس الطائفية وتوزيع المناصب الحكومية على الطوائف وهذا بعيد كل البعد عن مفهوم ونظام الدولة القومية ولكنه مجرد محاولت لتقاسم المناصب واغتنام الفرص من الفراد والطوائف المر الذي عرقل وأخر تشكيل الحكومة العراقية حتى هذه اللحظة". ولكن ماذا عن الوضع المريكي؟ في إجابته على هذا السؤال قال الدكتور خلف " النتيجة أن حصيلة القتلى في الجانب المريكي إضافة إلى قتلى قوات التحالف عند سقوط بغداد كانت 124قتيل ,أما اليوم وطبقا للعلن الرسمي لوزارة الدفاع المريكية البنتاغون فقد بلغ عدد القتلى في صفوف المريكيين 2300مع التذكر بان هناك على الجانب العراقي أكثر من 100ألف قتيل وأصبح أمام القوات المريكية أربعة خيارات كلها أسوأ من بعضها فهي ل تستطيع البقاء في العراق كما أنها ل تستطع الرحيل ول تتطلع إلى زيادة قواتها بل إلى تقليل هذه القوات . ويرى أن القوات المريكية ل يمكنها استراتيجيا البقاء في العراق لنها خلل السنوات الثلث السابقة فقدت كفاءتها القتالية وتم إنهاكها ولم تحقق شيئا وهكذا يصبح بقاؤها صعبا ,أما عن خيار الرحيل فل تستطيع أمريكا أن تختاره لنه بمثابة إعلن للهزيمة وترك العراق ليواجه مصيرا مجهول والخيار الثالث ل تستطيع فيه أمريكا أيضا زيادة قواتها حيث ل يوجد لديها إمكانيات إضافية للدفع بقوات أمريكية على الجبهة العراقية وقد ظهر هذا أثناء إعصار كاترينا حيث لم تجد الدارة المريكية قوات من الجيش تتصدي لمكافحة ما نتج عن العصار ،وقد أعلن البنتاجون قبل شهر تقريبا انه ل يوجد بديل أو خيار للقوات في العراق وحتى الخيار الرابع وهو إنقاص القوات ل تستطيع أمريكا أن تختاره لنها لم تحقق أهدافها بالعداد الموجودة الن فكيف تنقص القوات ,فعندها سيكون الستنزاف اكبر . وهكذا حينما تنعدم الختيارات الصحيحة يقول الدكتور خلف يصبح الوضع مأزقا على المستوى العسكري والستراتيجي والسياسي وبكل المقاييس
والمثير الن أن الدارة المريكية تتحدث كثيرا عن الشرعية الدولية والسلم والستقرار الدولي بينما تعمل على إشعال حريق آخر في إيران كما لو أنها ل يكفيها الحرائق الخرى التي أشعلتها في المنطقة. من جهتها ترى الدكتورة عائشة راتب السفيرة والوزيرة السابقة وأستاذة القانون الدولي أن ما حدث ويحدث ضد العراق منذ ثلث سنوات والى الن ليس حربا ولكنه غزو بدون مبرر وتم الستناد فيه إلى مبررات غير صحيحة. وقالت للحقيقة الدولية إن القرار المريكي بغزو العراق تم تنفيذه بالمخالفة لميثاق المم المتحدة وبالتحديد للمادة ) (2من الفقرة الرابعة للميثاق الذي يمنع الدول العضاء في المنظمة من العتداء على السلمة القليمية أو الستقلل السياسي لدولة أخرى . وأضافت أن " العراق كان دولة حتى وان كان رئيسه )صدام حسين( الذي كانت له تصرفات غير طبيعية لكن ليس هو الرئيس الوحيد في العالم الذي كان يتصرف مع شعبه بمثل هذا الشكل". وبسؤالها عن دور المم المتحدة ومسؤوليتها تجاه ما حدث قالت الدكتورة عائشة " الواقع أن المم المتحدة لم تقصر في القيام بدورها فعندما حاولت أمريكا استصدار قرار يتيح لها إسباغ المشروعية تصدت لها من الدول العضاء في مجلس المن كل من روسيا والصين وفرنسا وبالتحديد وزير خارجية فرنسا الذي دان الغزو إدانة صريحة وبالتالي فلم يكن هناك من مبرر لهذا الغزو إل أن أمريكا تريد أن تضع يدها على الكنوز الموجودة تحت الرض العراقية وتسيطر على الموقع الجغرافي للعراق لنه يتيح لها الحركة لتنفيذ المخطط الذي تسعى إلى تنفيذه بتطويق إيران والصين وخلق طوق للحصار العسكري والجتماعي للمارد الصيني الصاعد حاليا على مستوى العلقات الدولية . وتؤكد الدكتورة عائشة أن ما يجري في ارض العراق هو عملية إبادة منظمة للشعب العراقي الذي يضيع ما بين قتلى ومصابين حتى أن العراق بدأ يتحول إلى بلد للموات وذوي العاهات . وإذا كانت النهايات تختلف عن البدايات بالنسبة للتحالفات التي سبقت الغزو فالوضع الن كما تقول الدكتورة عائشة مختلف إذ أن قوات التحالف بدأت تنسحب ومنها من حدد نهاية العالم الحالي للنسحاب وهكذا تفرق حلفاء أمريكا الذين اجتمعوا على غزو العراق . أما بخصوص النظام الموجود حاليا في العراق فقالت لقد اعترف به الجميع لكن هذا ل يمنع أن هناك مقاومة مسلحة للغزو وهناك أعمال إرهابية ل ندري من يقوم بها ونذكر انهم منذ ما يقرب من شهرين امسكوا ببعض الجنود البريطانيين يرتدون الملبس المدنية للعرب ويقومون بعمليات إرهابية ضد العرب وهذا يدل على أن قتل المدنيين يحدث بأيد أجنبية وهي اليدي ذاتها التي تحدث الوقيعة والخراب ما بين السنة والشيعة وكلنا كمسيحيين ومسلمين في المنطقة العربية لم نسمع من قبل بهذه الطائفية .وتذكّر الدكتورة عائشة قائلة " يجب أن ل ننسى أن إسرائيل تحكمها عقدة العراق التاريخية وعلى أساسها أيضا يمكن أن نفسر ما يحدث في العراق اليوم " .
عصابات الموت والقتل على الهوية في العراق تقول مصادر صحفية فرنسية " ترجمة ونشر شبكة البصرة" :بأن فضيحة جديدة أشد سوء من فظائع وفضائح أبو غريب تتربص بالمجرم الجرب بوش وبطانته. مجلة /ماريان /السبوعية الفرنسية تقول :ان تلك الفضيحة الجديدة تتعلق بميليشيات غير نظامية مدعومة ماليا وعسكريا من قبل البنتاغون ، مهمتها زرع الموت والدمار والقتل في العراق. تضيف في مقال كتبه الصحفي رافائيل ميريكي :أن المريكان في العراق يعاودون التجارب المرة للحروب الستعمارية ..وبالنسبة لواشنطن فان الجيش الذي ليكسب الحرب فانه خاسرها ونظرا لحالة اليأس التي يعيشها منظروا البنتاغون ازاء اخفاقاتهم المتكررة وخيبة أملهم بما يتعلق وقابليات الجيش العراقي الجديد والذي بلغت تكاليف تدريبه الخمسة مليار دولر ..فان هؤلء بدأوا يقامرون بمغامرات خطيرة جديدة وهي اقامة ودعم وتشجيع عصابات غير نظامية اضافة الى ميليشيات بارزاني ـ طالباني ،أو تلك الموالية ليران والتي يستخدمها المحتل في ضرب
المقاومة .وقد قال رامسفيلد عن هذه العصابات بانها الوحيدة القادرة على انهاء الرهاب. وتابعت الصحيفة الفرنسية تقول انه في خريف 2004وقد يكون ذلك بسبب انتخابات كانون الثاني 2005بدات هذه العصابات بالنتشار والتساع بشكل رهيب والتي قال عنها المحتل المريكي انها تتكاثر كالفطريات فيما استطاع مراسل /وول ستريت جورنال /كريك جاف ،تعداد ما ل يقل عن 12عصابة مسلحة بتسليح جيد وذي بنية لبأس بها. وأضافت الصحيفة الفرنسية تقول ان الجنرال المريكي داونينغ وهو قواد سابق للعمليات الخاصة قارن هذه العصابات التي يمولها المحتل المريكي الفاشست في العراق بفرق الموت في جمهورية السلفادورفي السنوات الثمانين من القرن الفائت مشيرا الى ان امريكا قررت القيام بالشي ذاته في العراق والعتماد على /الخيارالسلفادوري/ وأوضحت ماريان الفرنسية انه من يقوم بتطبيق الخيار السلفادوري بالعراق هو الجنرال القواد بيطروس المعني بتدريب الجيش العراقي وهو الذي يسلح ويمول ويدرب هذه العصابات التي ما هي ال ميليشيات خاصة تعهد اليها العمليات القذرة التي ليريد الجيش المحتل القيام بها والتي تكبده تكاليف باهظة في المعدات والجنود. ومضت المجلة الفرنسية السبوعية تقول ان لهذه السياسة نتائج خطيرة جدا اذ ان تكاثر واتساع هذه العصابات بدعم من البنتاغون تضيف الى الحرب حربا وتشعل اوار النعرات والحقاد الطائفية وفالت ان الفوضى وصلت الى الحد الذي لم يعد فيه ممكنا التعرف على الجهة او الطائفة التي تنتمي اليها الجثث المجهولة الهوية والتي غالبا ما تلقى في نهر دجلة. واضافت ماريان ايضا بان المجرم بوش يعرف جيدا بان عصابات القتل والموت هذه ،قوادوها من اصدقاء واقارب الوزراء المعينين من قبل المحتل الذي يقدم لها الغطاء والدعم المعنويين اضافة الى الفلت من اية مساّلة او حساب. وتابعت ان مهمة هذه العصابات تدخل في الطارالكلسيكي لستعمار على وشك ان يلفظ انفاسه الخيرة وان هذه العصابات عندما ل تقوم بعمليات الخطف والغتيالت او بممارسات التعذيب والغتصاب ضد /الرهابيين/ فان هذه الحثالت تدعم الجيش المريكي في الهجمات العدوانية التي يشنها على القرى والرياف العراقية خيث تقوم هذه العصابات /بتنظيفها/ واوضحت ماريان تقول أن من ضمن قواد هذه العصابات المدعو عدنان ثابت 63عاما تلقى خبراته العسكرية في التحاد السوفياتي ويوغسلفيا كان يعمل سابقا في المخابرات وشارك اياد علوي في محاولة الغتيال الفاشلة التي استهدفت الرئيس صدام حسين وقد حكم عليه بالسجن المؤبد ال انه تم اصدار قرار العفو عنه عشية العدوان المريكي .وقالت ان عدنان ثابت أنشأ في تشرين اول 2004وببركة ابن اخيه وزير الداخلية في الحكومة العراقية المؤقتة والمعينة من قبل الحتلل ،ميليشيا قوامها 11000عنصرا أطلق عليها اسم مغاوير العمليات الخاصة والتي يتشدق عنها عدنان ثابت بقوله انها ثاني قوة عسكرية في العراق تفوق عددا قوات المحتل البريطاني.
وقالت الصحيفة الفرنسية بان طالباني لم تعجبه هذه العصابات وتوسل الى رامسفيلد طرد عدنان ثابت ال ان السيد المريكي تجاهل الطلب مشيرة الى أن القواد بيطراوس معجب اشد العجب بعتاد وعدة هذه العصابات ونقلت عن هذا القواد قوله :عندما رأيت كل ذلك عرفت ان ثابت هو حصاني المفضل. وأشارت الصحيفة الى ان هذه الميليشيات شاركت في جميع الهجمات العدوانية التي شنها المحتل المريكي علي مدن وقرى العراق وخاصة فى الرمادي والموصل وبغداد موضحة انه بهدف ارهاب المقاومة والكلم مقتبس نصا عن الصحيفة الفرنسية ،فان عدنان ثابت هذا ،كلف بعض الرعاع باجراء دوريات في شارع حيفا وسط بغداد فيما تحتل فئات اخرى من هذه العصابات مدينة الفلوجة ..وكشفت الصحيفة ايضاعن ان هذه الميليشيات تكبدت مال يقل عن خمسين قتيل واكثر من 300مصابا .كما ان لعصابات عدنان ثابت سجون خاصة سرية في كل من الموصل وبغداد حيث يقبع المئات وتمارس فيها شتى انواع التعذيب والممارسات الل أخلقية ويتم عرض هؤلء السجناء في برنامج /الرهاب :يد العدالة / تبثه قناة العراقية وأكدت المجلة الفرنسية ان هذه القناة التلفزيونية تديرها شركة استرالية هي هاريسون كوربوريشن وهي بمثابة هدية قدمها البنتاغون لهذه الشركة والتي حظيت بعقود /اعادة اعمار /عملقة في العراق مكافاة لها وكرد اعتبار لمبلغ 260000دولر تبرعت به الشركة السترالية المذكورة لحملة بوش النتخابية عام . 2004 وقالت الصحيفة الفرنسية بان هذه الميليشيات تتساكن مع عصابات اخرى اقل اهمية وعددا وان اياد علوي يشرف شخصيا على ثلث منها الولى تم انشاؤها في تشرين ثان 2004وهي فرقة المثنى ومقرها في احد مطارات بغداد السابقة والثانية حماة بغداد تم انشاؤها في كانون ثان 2005قوادها حسين الصدر والثالثة حماة الكاظمية مهمتها حماية الروضة الكاظمية. وأكدت الصحيفة ان هذه العصابات المدعومة من امريكا تحمل في ثناياها بذور فتنة طائفية وعرقية مما سيؤدي الى تصفية حسابات دموية. واشارت مجلة ماريان الفرنسية السبوعية الى ان عصابة حماة بغداد والتي يصل تعداد المنخرطين فيها 2000وقوادها المدعو فؤاد فارس وهو جنرال ذي كرش نهم ودسم ومن خريجي كلية ساندهورست البريطانية تسلموا مؤخرا مسؤولية حماية المنطقة الخضراء التي تضم السفارتين المريكية والبريطانية والوزراء العراقيين. ومضت ماريان بالقول انه اضافة الى هذه العصابات المسلحة فان القوات المريكية هي الخرى عمدت مؤخرا على اقامة ميليشيات مسلحة لستخدامها الخاص فانشاوا سرية من المرتزقة قوامها 61عميل يصل راتب احدهم ال 400دولر شاركوا الفوج ال 23المريكي اثناء العدوان على محافظة النبار. واكدت ماريان ايضا ان القواد المسؤول عن منطقة الدورة في بغداد سعيد مالك يقوم بتصفيات واغتيالت على الطريقةالسريعة لحساب المريكان وهؤلء يردون اليه العتبار بمنحه عقود بناء ضخمة ..أما المحتل المريكي فانه غالبا ما يطلب اطلق سرا ح القتلة والمجرمين شريطة قيامهم بعمليات غدر وتجسس ضد /المتمردين الصداميين/
وختمت ماريان الفرنسية تقول وهكذا يستمر الحتلل بتشجيع نخر المجتمع المدني العراقي حيث الميليشيات المسلحة والتي قوامها 50000 عنصرا تجول وتصول وهي تمارس القتل والدمار والتطهير العرقي دون حساب او عقاب وتحت انظار المحتل المريكي.
فرق الموت ..التجربة والتاريخ!! التجربة المريكية مع تشكيل فرق الموت ،ليست تجربة حديثة على اية حال ،ومن المفارقات ،ان رموزها ل يزالون طلقاء دون تقديمهم الى اية محاكمات ،كما هو الحال مع مندوب الوليات المتحدة المريكية الق، ورئيس اجهزة استخباراتها الحالي نيغروبونتي ،الذي ارتبطت فرق الموت في امريكيا اللتينية باسمه. حول هذا الجانب ،تم كشف النقاب مؤخرا حول تفاصيل هذا الموضوع، ت فرق الموت التابعة ومشاركة الوليات المتحدة المريكية مع عمليا ِ ش الغواتيمالي .مما شكل فضيحة هي أعمق بكثير من الفضائح التي للجي ِ ً ً ً ت لها واشنطن –رسميا -مؤخرا .تلك الخبار كُ ِ شفَت مؤخرا و التي إهتّز ْ التي أستُقبلت بصدمة وغضب والتي ذكرت أن وكالة المخابرات المريكية قد عينت ضابطا ً غواتيماليا ً برتبة عقيد كان قد أمَر بإرتكاب جريمتا قتل .و ب أعمقَ بكثير من ذلك ،كما أكد. لكن حقيقة المر تَذ ْه ُ فوكالة المخابرات المركزية شاركت بوحدة فعالة مع الجيش الغواتيمالي كما شاركت في عمليات التعذيب ضمن شبكة مختصة بذلك ولديها مقرات ضمن وحدات الجيش الغواتيمالي ،حيث أسهمت تلك الوحدة بتعذيب وقتل آلف المدنيين الغواتيماليين .وشبكة التعذيب هذهِ والتي يرمز لها بـ)( G2 تتخذ ُ من الطابق الرابع للقصر الوطني الغواتيمالي مقرا ً لها .وتمتد علقة وكالة المخابرات المركزية بهذهِ الشبكة منذ ُ الستينات من القرن الماضي، حيث قام العملء السريون لوكالة المخابرات المركزية بتسليح وتدريب والشراف على هذه الشبكة .وتقوم السفارة المريكية في غواتيمال بتمويل هؤلء العملء الذين يعيشون في منازل )آمنة( و فنادق مخصصة مختارة من لسكنِهِم .ويعمل هؤلء الوكلء السريون من خلل مجموعة ُ الضباط الغواتيماليين الذين يستلمون سرا ً مرتبات خاصة من وكالة المخابرات المريكية وهم متورطون شخصيا ً بالجرائم السياسية وبعمليات الغتيال للسياسيين طيلة العقود الماضية. علقة التعاون السري هذهِ بين كل الـ CIAو الـ G2قد أكدها العديد من ة الى ثلثة رؤساء حكومات غواتيماليين المسؤلين المريكيين إضاف ً سابقين .وهذه المعلومات تتطابق مع تلك التي تسربت في 82آذار 1995 شفت حسابات صرف مبالغ من وكالة المخابرات المركزية الى حينما ك ُ ِ العقيد الغواتيمالي )جوليو روبيرتو الباريز( وهو أحد أعضاء شبكة الـ G2 والمتورط بإغتيالت لرجال المقاومة الغواتيمالية والمسؤل عن إغتيال أحد
قادة المقاومة الغواتيمالية )إيفرين باماكا فيلسكو( والمواطن المريكي )مايكل ديفين(. أحد هؤلء العملء المريكيين من الذين يعملون في الـ ، G2وهو أشقر ونحيف وفي الربعين من العمر ويدعى )راندي كابستر (Randy Capister كان قد شارك بعمليات إغتيال مماثلة في السلفادور المجاورة لغواتيمال. وشخص آخر يدعى )جو جاكرينو( -وهو خبير ممعروف في مجال السلحة- م َ ل في كافة دول منطقة الكاريبي وكان يرافق عمليات الـ G2في عَ ِ المناطق الريفية. تواجد )جاكرينو( في السفارة المريكية في غواتيمال قد أكده ُ )ديفد رايت( وهو موظف استخبارات عمل في السفارة سابقاً ،حيث وصف )جاكرينو( ه "ذو إتصال عسكري" .وحينما ُُ سئ ِ َ ل رئيس وكالة الستخبارات بأن ً العسكرية المريكية السابق في غواتيمال )الكولونيل جورج هوكر( أنكَر سئ ِ َ ل إن كان ه بوكالة الستخبارات العسكرية المريكية ،وحينما ُ إرتباط ُ مرتبطا ً بالـ CIAقال "ليس لي الحق في أن أجيب على ذلك". يقول )سيليرينو كاستيلو (Celerino Castilloوهو عميل سابق في إدارة ه تعام َ ه عمل مع كل من ل مع الـ G2و CIAوبأن ُ منع المخدرات ،بأن ُ ه مع )راندي كابستر( و )جاكرينو( .كما قام بإبراز صورا فوتوغرافية تجمع ُ )كابستر( في بعض المناسبات في السفارة المريكية وخارجها .كما أكدت ل منتظم، مصادر غواتيمالية بأن )كابستر( كان يلتقي بقادة الجيش وبشك ٍ وقد شوهد حاضرا ً في عدد من اللقاءات معهم في مدينة غواتيمال كان آخرها في ربيع العام .1994 الكولونيل )الباريز (Alpirezفي قاعدةِ ) أورورا( في غواتيمال ،أنكَر أي علقة بمقتل كل من )بماكا (Bamacaو )ديفين ( DeVineوقا َ ل بأنّه لم ش بالتفصيل كيف أن يستلم أبدا ً رواتبه من قبل سي .آي .أي .لَكنّه ناق َ ح ألـ سي .آي .أي مد َ الوكالة تَنْص ُ ح وتُساعد ُ على بعمليات الـ جي .2-كما َ ن .قا َ ن مع الضبّا ِ ل بأ ّ .لـ"المهارةِ" و"العلقة الوشائجية" َ ط الغواتيماليي ِ ت ن في أغلب الحيان إلى غواتيمال بواجبا ٍ عملء الوكال ِ ة ) ( CIAيَجيئو َ مؤقتة ،حيث يقومون بتدريب رجال الـ جي 2-ويُزوّدونَهم بالـ "النصائح" و "المعاونة التقنية" .ووصف إحدى الدورات التدريبية التي حضرها وكانت حول الـ"تكتيكات التصدي للفتن" و "كيفية استخدام عوامل القوة" و "أساليب تحصين الديمقراطية" .كما ذكَر أن خبراء الـ CIAكانوا جاهزين دائما ً لمساعدة ومعاونة ضباط الـ جي . 2-وغالبا ً ما كانت الـ جي2- تستشير الـ CIAفي "المشاكل السياسية" التي تواجهها .لكن )الباريز( ه غير مخول لعطاء أي تفاصيل عن نوع المساعدات "التقنية" ض َ و ّ ح أن ُ التي تتلقاها الـ جي ، 2-أو إعطاءه اسماء المريكان الذين يعملون معها ، ه أكد َ أنهم "أصدقاء جيدون جداً". لكن ُ لكن ضباط آخرون كانو يعملون في الـ جي 2-في منتصف الثمانينات أكدوا أن ضباط الـ جي 2-كانوا يستلمون مرتباتهم من )جاك مكافت (McCavitt وكان مسؤل عن محطة المخابرات المركزية في غواتيمال حينذاك .كما وصفوا "المساعدات التقنية" على أنها تشمل )أجهزة التصالت، والحواسيب ،والسلحة الخفيفة الخاصة( إضافة الى استخدام طائرات
الهليكوبتر المريكية من المقتربات المخصصة لها في مطار )اورورا( المدني ،أو من المطارات العسكرية المريكية في القواعد الخرى. وقد ذكرت )منظمة العفو الدولية( بأن هناك )برنامج حكومي للجريمة السياسية( نفذه ُ الجيش الغواتيمالي منذ عام 1978والذي أدى الى مقتل أكثر من 110،000مواطن مدني .وكانت مسؤلية ذلك تقع على جهاز الـ G2ووحدة خاصة أخرى أصغر منها تدعى ألـ )ارشيفو (Archivoوهما ل واسع للغواتيماليين بانهما تمثلن "عقل ارهاب الدولة". معروفتان بشك ٍ ولهذين الجهازين حوالي الـ 2000عميل منتشرين في القواعد العسكرية الغواتيمالية .وتدير الـ جي 2-من خللهم عمليات العتقال والخطف والتعذيب والغتيالت السياسية وإختفاء المعارضين. يقول رئيس هيئة الركان السابق الجنرال )بنيديكتو لوكاس غارسيا ه "إذا قررت الـجي 2-قتلك ،فإنك ستُقتل ل (Benedicto Lucas Garciaبأن ُ محالة" ،ويضيف "سيرسلون لك إحدى عجلتهم مع فرقة الموت ..وينتهي ُ المر" .كما ذكَر عدد من عملء الـ جي 2-السابقين والحاليين أن هناك شبكة ومراكز للتعذيب ومواقع سرية للتخلص من جثث من يتم قتلهم تحت التعذيب .وفي عام ،1986حينما كان )هيكتور كرامايو موراليس ( Hector Gramajo Moralesرئيسا لهيئة الركان ،وهو ذو نشأة امريكية، ه موقف يتعارض قال أن الـ جي 2-كان لديها ملفات وتراقب كل شخص ل ُ مع الحكومة الغواتيمالية وبأي شكل" .كما ذكَر أحد عملء الـ جي2- السابقين أن القاعدة التي كان يعمل فيها والتي تسمى )Huehuetenango ( انظمة للصدمات الكهربائية ومحرقة خاصة للجثث ومفارم للجثث كي يتم التخلص ممن يقتلون في العتقال والتعذيب. وإستنادا ً الى معلومات من مصادر في الـ CIAوالـ G2فإن إخر ثلثة مسؤلين عن الـ G2كانوا يستلمون مرتباتهم من وكالة المخابرات المركزية المريكية الـ . CIAوأحد هؤلء الثلثة هو الجنرال )أدجار غودوي غيتان (Edgar Godoy Gaitanوالذي شغ َ ل منصب رئيس هيئة الركان حيث تم توجيه التهام اليهِ من قبل عائلة عالم الجتماع المشهور )ميرنا ماكجانغ (Myrna Mack Changفي احدى المحاكم الغواتيمالية لمسؤليتهِ في مقتل العالم المذكور إضافة الى مسؤليتهِ عن جرائم القتل التي ارتكبت عام .1990 والثاني هو العقيد )أوتو بيريز مولينا (Otto Perez Molinaوالذي تولى في العام 1995الدارة العامة لرئاسة الدولة والشراف على جهاز )الرشيفو(، حيث اصدرت دائرة حقوق النسان لضحايا الجهاز )أرشيفو( ان الكولونيل المذكور قد اشترك في عملية اغتيال القاضي )ادجار روميرو الياس اوغالديز .(Ramiro Ogaldez أما الثالث فهو الجنرال )فرانشيسكو اورتيغا مينالدو (Ortega Menaldo والذي يعمل حاليا ً في واشنطن كمدير لدارة )هيئة الدفاع لميركا الوسطى( والمدعومة من قبل البنتاغون والذي كان قد شغ َ ل منصب رئيس جهاز الـ جي 2-في نهاية الثمانينات والتي جرى خللها سلسلة من الغتيالت شملت القيادات الطلبية والمعارضة السياسية ونشطاء في حقوق النسان .وفي إتصال بـ )جاك مكافيت( في بيتهِ في ولية فلوريدا
ه ليريد التحدث لي صحفي ،وعندما سألناه إن كان )أورتيغا مينالدو( أكد أن ُ على قائمة رواتب الـ ،CIAصر َ خ )كفى( ورمى جهاز الهاتف على الرض. ط شامل واسع؛ على نفس الشاكلة هذه الجرائم ِ مجّرد أمثل َ ة على نم ٍ ل هم مجرد أدوات في آلـة الحكومة المريكية .العقيد فهؤلء الرجا ِ )هوكير( الرئيس السابق للستخبارات العسكرية المريكية لدى غواتيمال ه ه أن ُ ه إحراج كبير لي شخص في الجيش الغواتيمالي أن يقال عن ُ قال" :إن ُ كان على قائمة رواتب الـ ، " CIAوأضاف" :إن ألسماء على قائمة الرواتب كبيرة جدا ً حيث يمكننا القول أنها تشمل معظم صانعي القرار من ه )الجنرال الضباط الكبار في الجيش الغواتيمالي" .يقول ايضا :أن صديق ُ ماريو انريكويز موراليس -وزير الدفاع الغواتيمالي الحالي( -1995-قد ح بخصوص فضيحة )الباريز( قائلً" :أنها )خيانة( و )عار( أن يستلم صر َ ً ً ضابطا في الجيش الغواتيمالي مرتبا من الـ . " CIAبـدأ )هوكر( بالضحك وقال " جيد..إجابة موفقة يا ماريو ..كم أكره التفكير في تلك القوائم من السماء ..ولكن النكار أمرا طبيعيا" القادة الكبار الخرون الذين يستلمون رواتبهم من الـ CIAهم الجنرا َ ل )روبيرتو ماتا غالفيز ( Roberto Matta Galvezرئيس الركان السابق والذي شغل أيضا منصب رئيس الدارة الرئاسية العامة وكان المر لرتكاب مجزرة )الكويشة .(El Quicheوكذلك الجنرال )غرامايو (Gramajoوزير الدفاع السابق حيث تورطت القوات المسلحة في عهدهِ بعملية خطف وإغتصاب وتعذيب الراهبة المريكية )ديانا أورتيز .( Dianna Ortizوقد كان )غرامايو( مسؤل ً عن مجازر )هايلند( في مطلع الثمانينات .وقد قال لي ه في جولة في الوليات المتحدة لزيارة ه سبق أن أصطحب ُ )هوكر( أن ُ القواعد العسكرية المريكية وللتشاور مع رئيس الركان العامة في الجيش المريكي. ثلثة من رؤساء الحكومة الغواتيمالية السابقين أكدوا أن المخابرات ل )قريب جداً( مع الـ جي . 2-وفي العام المركزية المريكية تعمل بشك ٍ الماضي حينما سأل الجنرال والدكتاتور )أوسكار همبيرتو ميليا فيكتوريس (Mario Enriquez Moralesوالذي حكم بين 1986-1983سأل عن الكيفية التي تشكلت بها "فرق الموت" ،قال "إن الـ CIAشكلتها في الستينات" .أما الجنرال ) أفرام ريوس مونت ( والذي حكم البلد في العام 1983-1982ورئيس الكونغرس الغواتيمالي الحالي -1995-والذي كان مسؤل ً عن مجازر )الهايلند( والتي قام الجيش خللها بتدمير 662قرية )حسب إحصاءات الجيش ذاته( ،فقد قال ان الـ CIAلديها عملء داخل الـ ه جي .2-وحينما سأل –وهو المؤمن بعقوبة العدام -إن كان يعتقد أن ُ يستحق عقوبة العدام على ما قام بهِ من مجازر ،قفَز واقفا ً وصاح "نعم يمكنكم محاكمتي وإعدامي "..وأضاف " ولكن يجب أن يحاكم معي المسؤلون المريكان ..وبالذات الرئيس السابق رونالد ريغان" .وكان ه )ريغان (Reaganقد عانق )ريوس مونت( خلل مجازر الهايلند وقال ل ُ ضاحكا ً لقد حصلت على )فشخة في الرأس( بسبب خرقك لحقوق النسان.
أما )فينيسيو سيريزو اريغالو ( وهو الرئيس المدني للفترة )(1991-1986 والذي ازدادت عمليات القتل في عهدهِ قال "إن الـ CIAغالبا ما تتعاقد ه من المحتمل مع جيشنا ومع العاملين في الـ جي "2-ولذلك فهو يعلم ان ُ ان يكون لديهم عملء و)ناس( "يعملون داخل الـ جي 2-من أجل المساعدات التقنية والعمال الستشارية". إن عمليات الـ هذه هي جزأ ل يتجزأ من السياسة المريكية الوسع .ففي عهد الرئيس )بوش الب( وعهد )كلنتون( حينما طُبِقت سياسة القتصاد في النفقات العسكرية فقد تم تفويض وزارة الخارجية المريكية ببيع ما تجمع في مخازنها من اسلحة ومعدات .وتفيد السجلت السرية للخارجية المريكية أنها أجرت 114عملية بيع مستقلة للبنادق الوتوماتيكية والمسدسات الخاصة. قتل المواطنين العزل كان سياسة الحكومات المتعاقبة في غواتيمال ولمدة 30سنة .والسؤال هو ليس إن كانت الحكومة المريكية تدرك ذلك ،فهي تعلم بالتأكيــد .ولكن ،لماذا قامت الحكومة المريكية بالمساهمة والتغطية على جرائم الجيش هناك!؟
UN Assistance Mission for Iraq UNAMI
تقرير حقوق النسان
1كانون الثاني )يناير( – 28شباط )فبراير( ،موجز التقرير: .1ل يزال وضع حقوق النسان في العراق يُشكّل مصدر قلق كبير، ففي أعقاب الحداث التي جرت في 22شباط )فبراير( 2006 ،والتي شملت تدمير مرقد المام العسكري في سامراء وما نتج عنه من تبعات، برزت العديد من التداعيات على الساحة المنية وأدّت إلى وقوع العديد من أعمال القتل والتعذيب والتوقيف غير القانوني والنزوح. .2وقد تلقّى مكتب حقوق النسان التابع لبعثة المم المتحدة لمساعدة العراق العديد من المزاعم الخطيرة بشأن الفعال التي يقوم بارتكابها بعض عناصر الجهزة المنية ،وتحديدا ً قوات الشرطة والقوات الخاصة واحتمالية تورطها مع الميليشيات في ارتكاب العديد من انتهاكات حقوق النسان .ومن الجدير بالذكر أن الدعاءات الخاصة بوجود "فرق الموت" الناشطة في البلد في ازدياد مستمر .يأتي ذلك نتيجة لكتشاف القوات متعددة الجنسيات في العراق وقوات المن العراقية لمجموعة داخل وزارة الداخلية يشتبه في ممارستها لهذه الفعال .ويؤكد هذا المر من جديد على الحاجة الماسة لقيام الحكومة ببسط سيطرتها على القوات المنية وعلى كافة الجماعات المسلحة التابعة لها .وخلل الفترة التي يغطيها هذا التقرير ،تواصلت نشاطات المتمردين ،بما في ذلك
النشطة الرهابية التي تنال بشكل خاص من المدنيين البرياء ،والتي ازدادت بشدة في أعقاب أحداث 22شباط )فبراير(. .3وكذلك ل تزال شرعية وظروف أعمال العتقال في العراق ،التي تقودها القوات متعددة الجنسيات والسلطات العراقية تسترعي الهتمام. وقد أعربت بعثة المم المتحدة لتقديم المساعدة للعراق مرارا ً عن قلقها للعديد من أعضاء الحكومة إزاء الدعاءات التي تفيد بوجود انتهاكات منهجية لحقوق النسان في المعتقلت الخاضعة بشكل مباشر أو غير مباشر لوزارتي الداخلية والدفاع. .4ول تزال القليات ،ومن بينهم الفلسطينيون ،ضحية للتمييز والتوقيف والتعذيب بسبب علقاتهم المزعومة مع العرب )غير العراقيين( الداعمين للمتمردين .وخلل الفترة التي يغطيها هذا التقرير ،تم استهداف جماعات دينية معينة. وضع حقوق النسان في العراق في أعقاب 22شباط )فبراير( ، :2006 .5في يوم الربعاء 22شباط )فبراير( وبعد تدمير مرقد المام العسكري في سامراء ،وهو الحادث الذي أدانه بشدة السفير أشرف جرت العديد من قاضي ممثل المين العام للمم المتحدة في العراق ،تف ّ أعمال العنف التي اتسمت بالخطورة في بغداد والمناطق المحيطة بها وفي البصرة وفي مناطق أخرى من البلد ،وجاء ذلك عقب تدمير المرقد الشيعي في سامراء من قِبل جناة مجهولين .وجرت العديد من أعمال القتل في البلد ،وكان من بينها العدامات العلنية التي قامت بها ميليشيات في مناطق البلديات ومدينة الصدر وحي الشعب في بغداد. ووقعت العديد من الشتباكات والعتداءات في الشوارع على مدار أيام عدة ،وتعرض العديد من الفراد للتوقيف على نقاط تفتيش ارتجالية ،أو جرى اعتقالهم خطفا ً من داخل المنازل والمساجد ،وتم العثور على العديد من هؤلء المعتقلين بشكل غير قانوني ،جثثا ً هامدة تبدو عليها في أغلب الحيان آثار التعذيب .وقد تلقّى مكتب حقوق النسان معلومات مفادها أنه قد تم اطلق سراح البعض ممن تم إعتقالهم بعد تعرضهم للتعذيب الشديد. .6وردا ً على تفجير سامراء ،تعرضت عشرات المساجد لعتداءات وتدمير وتخريب ،وكان العديد من أئمة المساجد من بين الذين تعرضوا للغتيال] .[1ومن الواضح أن هذه العتداءات لم تكن عشوائية ،بل العكس، فقد كشفت عن وجود درجة عالية من التنظيم ،وعن حقيقة أن لدى مرتكبي هذه العمال القدرة والمكانية للحصول على الموارد والمعدات المستخدمة بسهولة. .7وفي الوقت الذي استهدف فيه العنف في مراحله الولى العرب السنة ،بسبب علقتهم المزعومة -والتي لم تثبت صحتها -بتدمير مرقد
المام العسكري ،فقد تأثرت سلبا ً العديد من العناصر من مختلف مكونات المجتمع بموجة العنف وهجمات الثأر بالمثل .ولم تعد هناك أية وسائل متاحة لتقييم أعداد الجرحى أو معرفة مصير المفقودين أو أعداد الشخاص الموقوفين بشكل دقيق. .8وكذلك تم البلغ عن العديد من النتهاكات الخطيرة في البصرة من بينها حوادث قتل واعتداءات على المساجد .وفي واحدة من أخطر الحوادث التي وقعت في 22شباط )فبراير( ،تعرض عدد من المحتجزين بتهمة الرهاب للقتل بعد أن قامت مجموعة تتكون من قرابة 70رجلً مسلحا ً يرتدون الدروع الواقية للرصاص بإعدامهم خارج اطار القانون، حيث قامت هذه المجموعة بعد دخولها لمركز العتقال الواقع في ميناء البصرة بتصنيف الموقوفين إلى شيعة وسنة .ثم قامت المجموعة باقتياد خمسة عراقيين وتونسيين ومصريين وليبي وسعودي وتركي إلى خارج السجن ،وعُثر على عشرة من هؤلء الـ 12معتقل ً مقتولين ،بينما نجا إثنان منهم من هذا الهجوم .وفي نفس اليوم ،تعرضت قيادة الحزب السلمي العراقي في البصرة للعتداء من قِبل ميليشيات مسلحة ،وأسفر هذا الحادث عن جرح اثنين من أعضاء الحزب اللذين جرى نقلهما إلى المستشفى لتلقّي العلج ،ولكن بعد عدة ساعات اقتادهما عدد من المسلحين يرتدون ملبس سوداء إلى خارج المستشفى حيث قاموا بإعدامهما. قوات المن /عمليات الشرطة: مقام في سامراء ،واجهت قوات المن .9عقب تفجير المرقد ال ُ تحديات حقيقية وتصرفت بمهنية بشكل عام للدفاع عن السكان العراقيين من الهجمات الرهابية والطائفية والعتداءات الثأرية .فعلى سبيل المثال، وفّرت قوات المن الحراسة للمساجد ولمسارات جنائز الذين قتلوا في حوادث العنف .وبالرغم من ذلك ،ل تزال بعثة المم المتحدة لتقديم المساعدة للعراق قلقة ازاء تقارير وردتها تشير إلى أن ميليشيات وعناصر من وزارة الداخلية تورطت في العنف ضد المدنيين أو لم تقم بواجبها للحد من إراقة المزيد من الدماء. .10وخلل العام الماضي ،تواترت ادعاءات مفادها أن عناصر من الميليشيات انضمت إلى قوات المن وشكلت هياكل سرية موازية .ويبدو أن العديد من ضباط الشرطة والفراد العاملين لدى قوات المن ممن كانوا أعضاء سابقين في هذه الميليشيات يتجهون نحو المحافظة على ولءاتهم وانتماءاتهم الصلية التابعة لهذه الميليشيات .ومن الواضح أن المليشيات تفرض سيطرتها على جميع أرجاء البلد :ففي شمال العراق، جرى تعيين اللف من عناصر الميليشيا الكردية المعروفة باسم البشمركة في قطاعات الشرطة والجيش العراقي ،وكان انخراط الميليشيات المحلية في مناطق أخرى من البلد أمرا ً ملحوظاً .وعلوةً على ذلك ،فإن الميليشيات الموجودة حاليا ً تُتَهم بمسؤوليتها عن أعمال عنف منهجية ضد جماعات من العرب السنة وقيامها بمهام بوليسية غير قانونية ،غالبا ً ما تتم
بالتواطؤ مع قوات المن المحلية .كما تواترت الدعاءات بأن جماعات العرب السنة قاموا مؤخرا ً بتشكيل ميليشيا خاصة بهم لمواجهة القوات الشيعية والكردية ،وبأن ميليشيات يجري تشكيلها حاليا ً في الحياء تقوم بتسيير "دوريات مراقبة" للحماية من تبعات الفلتان المني المتزايد .إن هذه التطورات باتت تقوض فعالية قوات المن لدى التعامل مع الوضاع المنية وقد يُضعف من قدرتها على الحفاظ على سيادة القانون .ومن الضروري أن تحافظ كافة القوات المسلحة على ثقة العراقيين عبر التأكيد بأن عناصرها تُمثّل كافة مكونات المجتمع العراقي ،وأن عملها يهدف إلى تعزيز سلطة الحكومة بما يتناسب مع التزاماتها الدولية .إضافة إلى ذلك، تزداد التقارير الي تشير إلى استشراء الفساد في صفوف قوات المن العراقية. القتل خارج نطاق القانون: .11ويلحظ في الفترة التي يغطيها هذا للتقرير ،تلقّي العديد من البلغات حول إعدامات فورية )خارج القانون( وأعمال تعذيب في بغداد والمناطق المحيطة بها ،بينها الكثير من حوادث القتل خارج نطاق القانون والخطف والتعذيب التي يقوم بارتكابها أعضاء من ميليشيات مسلحة تابعة لتيارات سياسية أو عصابات إجرامية .وتشير التقارير الحالية إلى تصعيد متزايد لهذه النماط عبر استخدام الوسائل نفسها )العتقالت العشوائية للشخاص دون إذن قضائي ،والعدام خارج نطاق القانون لشخاص تم العثور على جثثهم تبدو عليها آثار التعذيب وبأنه تم قتلهم بإطلق الرصاص على رؤوسهم( ،وهذه العدامات التي تقع خارج نطاق القانون تشعل جذوة النزاعات الطائفية. .12وخلل شهري كانون الثاني )يناير( وشباط )فبراير( ،تواصل اكتشاف العشرات من الجثث في بغداد ومحيطها وفي أماكن أخرى نتيجة للعدامات خارج نطاق القانون ،وفي كانون الثاني )يناير( 2006كشفت القوات متعددة الجنسيات والقوات العراقية دون إعلن رسمي عن وجود محتمل لـ "فرقة موت" واحدة على القل تنشط ضمن إطار وزارة الداخلية .حيث تم اعتقال 22رجل ً يرتدون الزي المموه الخاص بمغاوير الشرطة ،وذلك خلل اقتيادهم أحد الشخاص الذي يبدو أنه كان سيتم إعدامه .وقد رحبت بعثة المم المتحدة لتقديم المساعدة للعراق بإعلن وزارة الداخلية قيامها بالتحقيق في احتمال وجود هذه الفرق غير الشرعية داخل المؤسسة. العمليات العسكرية الجارية: .13إن العمليات العسكرية التي بدأتها القوات متعددة الجنسيات والقوات العراقية خصوصا ً في محافظة النبار تُثير القلق ازاء أوضاع حقوق النسان ،حيث وردت لبعثة المم المتحدة ادعاءات بشأن القيود المفروضة على حرية الحركة والستعمال المفرط للقوة وإساءة المعاملة وعمليات السرقة والنهب التي تتم خلل الغارة على المنازل السكنية بالضافة إلى عمليات إخلء وتدمير هذه المنازل .وقد تلقّت بعثة المم
المتحدة العديد من هذه الدعاءات خلل زيارة قامت بها إلى كل من الرمادي والفالوجة في 20و 21شباط )فبراير( .2006 ،وتُتابع البعثة التحقق من هذه االمزاعم مع كل من القوات متعددة الجنسيات والسلطات العراقية المعنية. تحركات السكان: .14تعتبر بعثة المم المتحدة التقارير الواردة إليها عقب تفجيرات سامراء والتي تفيد بأن حالة التضامن التي سادت المجتمع العراقي ببمواطنيه ومكوناته المختلفة قد تعززت في مواجهة الفعال التي تسعى بشكل واضح إلى تمزيق العلقات بين مكونات المجتمع العراقي ،بالمر المشجع .وكذلك جاءت دعوات الئمة إلى الوحدة الوطنية خلل خطب صلة الجمعة السبوعية ،لتعكس الرغبة الغامرة في السلم والمن للمجتمع العراقي ،الذي هاله وروعه العنف المتزايد في بلده. .15وبالرغم من ذلك ،فقد تلقّى قسم حقوق النسان في البعثة تقارير مفادها أن عددا ً من العائلت السنية والشيعية في الحياء المختلطة أُجبروا على ترك منازلهم أو غادروها طوعا ً بسبب التهديد القائم المتمثل في عنف الميليشيات والمتمردين والجماعات المسلحة المختلفة .وتكررت الهجمات العشوائية بقذائف الهاون التي استهدفت الحياء المدنية ،مشكّلة مصدر قلق بالغ على سلمتهم ودفعت بالمقيمين للمغادرة بسرعة إلى مناطق يمكن أن يشكلوا فيها أغلبية .وتهدد مثل هذه الفعال وما يتبعها من تحركات وتنقلت سكانية بتقسيم وفصل مكونات المجتمع عن بعضها البعض بشكل أكبر وتزيد من المشاكل القتصادية والجتماعية التي يعاني منها السكان النازحون وتجعل من الصعوبة بمكان توطيد العلقات بين الطوائف المختلفة .ويجب اعتبار عودة هؤلء النازحين قسرياً ،بسبب العنف القائم إلى منازلهم ،مسألة ذات أولوية سعيا ً للحد من التوتر الطائفي .إن دعوة قادة المجتمع والقادة السياسيين للسلم واحترام حقوق النسان يجب أن ترافقها جهود متكررة لضمان إلتزام أتباعهم بهذه الدعوات ،وبأن الولوية الملحة هي إرساء نظام وطني قوي لحماية حقوق النسان ،يشمل تأسيس مفوضية وطنية مستقلة لحقوق النسان وفقا ً لما ينص عليه الدستور. العتداءات على المدنيين: ً ً .16ويشكّل المستوى الحالي للنزاع مصدرا رئيسيا لنتهاكات حقوق النسان لسكان العراق ،حيث ينتشر الشعور العام بانعدام المن في الشوارع نتيجة لعمال القتال الدائرة فيها ،المر الذي يعيق سعي المدنيين للحصول على الخدمات العامة كالوصول الى المدارس والمراكز الطبية. .17وأعلنت وزارة الداخلية في 25شباط )فبراير( أن حوالى 249 شخصا ً لقوا مصرعهم في الفترة بين 25 – 22شباط )فبراير(] ،[2وتعكس هذه الرقام التزايد المضطرد في الخسائر البشرية الذي يدل على غياب الحماية الضرورية للحق في الحياة والذي يسود العراق في الونة الحالية.
وتُعد النساء والطفال هم الكثر تضررا ً نتيجة الوضع المني الراهن في العراق. أوضاع القليات: .18تواصلت التقارير الواردة لبعثة المم المتحدة والمثيرة للقلق بشأن أوضاع القليات بما في ذلك الفلسطينيين المقيمين في العراق والذين يُعدّون ضحية لنتهاكات حقوق النسان بسبب علقتهم المزعومة مع الجماعات المسلحة .ويعاني اللجئون الفلسطينيون ،وهم جالية يقدر عددها بحوالي 34ألف شخص ،توافدت إلى العراق على مدار العقود الثلثة الماضية ،من نفس التمييز وسوء المعاملة والوصم بصورة ذهنية سلبية كما السكان العرب الخرين المقيمين في العراق )السوريين والسودانيين وغيرهم( .وفي أعقاب تفجير مرقد سامراء في 22شباط )فبراير( اعتدت الميليشيات على أحياء البلديات في بغداد بقذائف الهاون بصورة عشوائية في عدة مناسبات ،ولقد ساعد تدخل القوات متعددة الجنسيات على وقف هذه العتداءات .ومنذ ذلك الحين ،وقعت اعتداءات أخرى ،حيث أشارت التقارير الى مقتل عشرة فلسطينيين وتوقيف آخرين بشكل غير قانوني وتعرضهم للتعذيب وما زال بعضهم في عداد المختفين. .19كذلك كان المسيحيون العراقيون من بين الجماعات الدينية التي جرى استهدافها ول يزال يكتنفهم الشعور بالخوف ،ففي 29كانون الثاني )يناير( استهدفت سيارات مفخخة كنيسة مريم العذراء الكاثوليكية والكنيسة الرثودكسية في كركوك وكنيسة القديس يوسف والكنيسة النجيلية في بغداد ،وأدت هذه العتداءات إلى مقتل 3أشخاص على القل وإصابة 9آخرين .كذلك انفجرت سيارة أخرى خارج محل إقامة الممثل الديني لبابا الفاتيكان دون السفار عن أي ضحايا ،وقد أدان مختلف الزعماء السياسيين والروحيين هذه العتداءات ،كما أدانها السفير أشرف قاضي الممثل الخاص للمين العام للمم المتحدة في العراق ،وناشد السلطات العراقية والقادة السياسيين الالتزام بالحفاظ على حرمة مختلف أماكن العبادة الدينية وحمايتها .وخلل الحداث التي أعقبت الثاني والعشرين من شباط )فبراير( ،أطلقت بعض الميليشيات العيارات النارية على كنيسةٍ قرب مدينة الصدر المر الذي أسفر عن إصابة أحد القساوسة إصابة طفيفة .كما تم إبلغ مكتب حقوق النسان عن مغادرة قرابة 150 عائلة مسيحية لمساكنها في الموصل خلل شباط )فبراير( واستقرارها في مناطق أخرى في محافظة نينوى حيث تقطن الغالبية المسيحية وذلك لخشية هذه العائلت على أمنها سلمتها. حرية التعبير: .20تتواصل معاناة الصحفيين والمهنيين العلميين بشكل متفاقم جّراء نقص المن وزيادة العنف والعتداءات التي تمارسها في بعض الحيان السلطات العراقية والقوات متعددة الجنسيات .وفي 8كانون الثاني )يناير( ،2006قامت القوات متعددة الجنسيات والقوات العراقية بمداهمة وتفتيش منزل صحفي عراقي دون إذن قانوني ،وأفادت التقارير
بأنه كان قد تم تقييد الصحفي وإحالته إلى التحقيق قبل الفراج عنه بعد ساعات .ول تزال الصحفية المريكية "جيل كارول" التي أُختطفت في 7 كانون الثاني )يناير( 2006قيد الحتجاز بعد قتل مترجمها العراقي خلل الختطاف .وفي 22شباط )فبراير( ، 2006قُتلت العلمية العراقية المعروفة "أطوار بهجت" مع إثنين من زملئها العاملين معها خلل قيامها بتغطية أحداث سامراء . .21وتواصل بعثة المم المتحدة متابعة قضية "كمال سيد قادر" عن كثب ،وهو مواطن نمساوي من أصل كردي ل يزال محتجزا ً في سجن حكم عليه بالسجن اربيل منذ 26تشرين الول ) أكتوبر( .2005وكان قد ُ لمدة 30سنة في 19كانون الول )ديسمبر( 2005بتهمة تعريض المن القومي للخطر .وفي 26شباط )فبراير( ،2006رفضت المحكمة الكردية العليا الحكم وأمرت بإعادة المحاكمة بتهم دون التهم التي تم توجيهها سابقاً. .22كذلك تلقّى مكتب حقوق النسان تقارير عن تعرض طلب وأكاديميين للغتيال والتخويف في أرجاء مختلفة من البلد .ويواصل مكتب معربا ً عن قلقه ازاء حقوق النسان التحقق من مصداقية هذه التقارير ُ إنتهاكات حقوق النسان ضمن سياق حرية الرأي والتعبير. سيادة القانون : العتقال: مثيرة .23تُعد مشروعية وظروف العتقال في العراق من المور ال ُ للقلق ،كما يُعد إزدحام السجون وغياب الشراف القضائي من المشاكل التي ل تزال قائمة هناك .ووفقا ً لمعلومات وردت من وزارة حقوق النسان فإنه منذ 28شباط )فبراير( 2006بلغ عدد المعتقلين 29565 موقوفا ً في العراق ،يوجد من بينهم 14229قيد الحتجاز لدى القوات متعددة الجنسيات ،و 8391قيد الحتجاز لدى وزارة العدل ،و 488حدثا ً قيد الحتجاز لدى وزارة العمل والشؤون الجتماعية ،و 5997لدى وزارة الداخلية ،و 460لدى وزارة الدفاع .وتُشير هذه الرقام إلى تزايد في أعداد المعتقلين بالمقارنة مع الشهور الماضية ،حيث تستمر أعداد هؤلء المحتجزين في الزدياد نتيجة لسياسة العتقالت العشوائية. .24ويجب تعديل وتكييف ظروف العتقال الذي تقوم بها القوات متعددة الجنسيات لدواٍع أمنية ،لتتواءم مع القانون الدولي .وقد تم إطلق المئات من المحتجزين من خلل قرارات إفراج إداري أصدرها مجلس المراجعة المؤلف من ممثلي الحكومة العراقية والقوات متعددة الجنسيات .وبما أن القوات متعددة الجنسيات تعتزم نقل المحتجزين لديها إلى السلطات المحلية ،فل بد من ضمان أن أي تشريع سيصدر لمعالجة أوضاع المحتجزين يجب أن يكون متوافقاً مع القانون الدولي وأفضل الممارسات المراعاة في هذا الشأن ،خاصة وأن للمحتجزين الحق في إطلق سراحهم بعد فترة احتجاز معينة.
.25ووفقا ً لمذكرة سلطة الئتلف المؤقتة رقم ،[3]3فإن الفراد الموقوفين منذ 30حزيران )يونيو( 2004يجب أن يتم الفراج عنهم أو إحالتهم إلى القضاء العراقي المختص .وفي كافة الحوال ،فإنه يمكن تمديد فترة الحتجاز حال موافقة اللجنة المشتركة المختصة بالتوقيف والتي يوكل إليها مراجعة قضايا المحتجزين الذين دام توقيفهم لمدة 18 شهرا ً )بعد 30حزيران/يونيو (2004ويجب عندها تحديد الفترة الضافية التي سيستمر احتجازهم خللها .ويأمل مكتب حقوق النسان التابع لبعثة المم المتحدة في أن يعالج إنشاء اللجنة المشتركة المختصة بالتوقيف في أواخر شهر كانون الأول )ديسمبر( 2005المور الملحة للمحتجزين ويؤدي بالتالي إلى إطلق سراحهم أو إلى عرض قضاياهم على القضاء. .26إن احترام وتطبيق المبادئ التي ينص عليها القانون الدولي النساني والقانون الدولي لحقوق النسان معا ً يعتبر ملزماً وفقا ً لما نص عليه التعليق العام للجنة المعنية بحقوق النسان رقم ،31/2004ول تزال بعثة المم المتحدة يتملكها المل في إمكانية تحسين وضع العتقالت والمعتقلت بطريقة تتواءم مع المعايير الدولية لحقوق النسان. .27ويواصل مكتب حقوق النسان ببعثة المم المتحدة تلقي روايات عن التوقيف العشوائي من قبل القوات العراقية رغم التحسن الذي تشير اليه تقارير وزارة حقوق النسان والتطمينات الصادرة عن وزارة الداخلية بأن كافة اجراءات التوقيف سيتم التعامل معها وفقا ً للقانون .ويواصل مكتب حقوق النسان كذلك تلقي ادعاءات وأدلة تتعلق بالتعذيب في مراكز الحتجاز ل سيما تلك المراكز غير الخاضعة لشراف وزارة العدل . وتُنَفذ حاليا ً عملية المراقبة والتفتيش على مراكز العتقال الخاضعة لشراف وزارتي الداخلية والدفاع وكذلك القوات الخاصة في مختلف مناطق البلد .يقوم بهذه العملية ممثلون عن الوزارات العراقية المعنية تساندهم القوات متعددة الجنسيات .ووفقا ً لمعلومات موثقة إستلمها مكتب حقوق النسان ،تم إلى الن تفتيش خمسة مواقع خاضعة لوزارتي الداخلية والدفاع والقوات الخاصة ،فيما ل تزال تحقيقات أخرى جارية. وتشجع بعثة المم المتحدة لمساعدة العراق هذا المسار وتدعو الجهات المعنية إلى جعل كافة التقارير الناتجة عن هذه التحقيقات علنية ومتاحة للرأي العام. الجادرية : .28تتابع بعثة المم المتحدة عن كثب عمل لجنة التحقيق المشكلة عقب الكشف عن انتهاكات الجادرية في تشرين الثاني )نوفمبر( .2005و قد أرسل المبعوث الخاص للمين العام للمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق النسان خطابا ً مشتركاً إلى رئيس الوزراء في 10شباط )فبراير(، 2006عبرا فيه عن قلقهما للتأخر في نشر نتائج لجنة التحقيق وفي إحالة المسؤولين عن انتهاكات حقوق النسان إلى العدالة .وفي هذا السياق رحبت بعثة المم المتحدة لمساعدة العراق ببيان وزيرة حقوق النسان
بالنابة ،السيدة نرمين عثمان ،التي طالبت بتوجيه التهامات ضد المسؤولين عن انتهاكات حقوق النسان في قضية الجادرية .وتدعم بعثة المم المتحدة الدعوة لمشاركة دولية في هذا التحقيق من أجل مراجعة دقيقة لكافة ظروف العتقال في العراق .كما أن البعثة تظل على استعداد دائم لتقديم المساعدة والدعم للحكومة العراقية في هذا السياق. الحصانة: .29ترحب المم المتحدة بقرار حكومة المملكة المتحدة بإجراء تحقيق في الدعاءات بانتهاك حقوق المواطنين العراقيين في البصرة والتي وقعت خلل احتجاجات عامة في شوارع المدينة في وقت مبكر من العام .2004إن هناك ضرورة ملحة للتحقيق بشكل دقيق في مثل هذه الدعاءات ضد القوات العراقية أوالقوات الجنبية ،وإحالة المسؤولين عنها الى القضاء. محاكمة صدام حسين: .30ل تزال بعثة المم المتحدة تراقب عن كثب محاكمة صدام حسين وسبعة من المتهمين معه بقتل 148من سكان قرية الدجيل في العام .1982وعقب إستقالة رئيس المحكمة السابق القاضي ريزكار حمد أمين وتسمية القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن بدل منه ،ليزال فريق الدفاع يشكك في حيادية المحكمة العراقية العليا .وقد تصاعد القلق بعد معارضة بعض الموظفين الحكوميين لتسمية القاضي سعيد الهماشي نائب رئيس المحكمة الحالي لموقع الرئاسة بسبب الشتباه في عضويته السابقة في حزب البعث. .31حقوق المتهمين كانت أيضا موضع تساؤل خلل الجراءات الجارية في قاعة المحاكمة ،ففي 29كانون الثاني )يناير( جرى إبعاد "برزان التكريتي" )الخ غير الشقيق لصدام حسين( إلى خارج الجلسة بقرار من رئيس المحكمة بعد اتهامه باحتقار هيئة المحكمة ثم إنسحاب صدام حسين بالتالي من قاعة المحاكمة يتبعه فريق المحامين الخاص به ي من العراقيين والمستشارين الجانب .ومن الجدير بالذكر أن محام َ الدفاع عن صدام حسين والمتهمين الخرين لم يحضروا جلسات المحكمة في الول من شباط )فبراير( .ولتأكيد الحق غير المطلق للمتهمين في اختيار محاميهم ،فقد قامت المحكمة بتعيين مستشارين آخرين لستكمال جلسات المحاكمة وفقا للقانون العراقي .غير أن المتهمين الذين حضروا الجلسة في الول من شباط )فبراير( عبروا عن استيائهم لستبدال محاميهم .وفي الثاني من شباط فبراير ،رفض المتهمون الحضور للمحكمة ،ولكن في 13شباط )فبراير( وبأمر من رئيس المحكمة أجبر المتهمون على الحضور إلى قاعة المحكمة .أدى ذلك إلى احتجاج المتهمين ،وخصوصا َ كل من صدام حسين وبرزان التكريتي. أما في جلسة الول من آذار )مارس( فقد عاد محامو الدفاع المكلفون بالدفاع عن المتهمين إلى جلسات المحاكمة عدا عضو واحد .وقد جرى
الستماع إلى شهود الثبات الذين قدمتهم هيئة الدعاء العام ،مع تقديم عدد من أدلة التهام الموثقة إلى رئاسة المحكمة. أنشطة بناء القدرات المؤسسية-: .32واصل مكتب حقوق النسان بالبعثة العمل على تقوية مؤسسات حقوق النسان العراقية وبناء قدرات الوزارات العراقية ومنظمات المجتمع المدني بغرض تنمية جهاز وطني قوي لحماية حقوق النسان وتعزيز ثقافة حقوق النسان واحترام سيادة القانون. .33جرى تنظيم إجتماع لمجموعة العمل القطاعية بشأن سيادة القانون في يومي 15و 23شباط )فبراير( في بغداد والتي ترأسها رئيس مجلس القضاء العلى السيد "مدحت المحمود" .ويُعتزم من خلل مسار عمل المجموعة أن تكون أداة لضمان التنسيق بين مختلف الوزارات والجهات العراقية والدول والمنظمات المانحة عبر التسهيلت التي يقدمها مكتب حقوق النسان بالبعثة .وقد حضر الجتماع الذي ترأسه رئيس مجلس القضاء العلى ممثلون عن وزارات العدل والدفاع والداخلية وحقوق النسان وممثلون عن الهيئات المانحة .أما المجالت التي تغطيها المجموعة فتشمل :تقديم الدعم لجهات إدارة العدالة )الشرطة – إدارة السجون – النظام العدلي(؛ وضع الجزاء الخاصة بحقوق النسان في الدستور حيز التنفيذ؛ وتأسيس مفوضية وطنية مستقلة لحقوق النسان؛ وضمان التثقيف في مجال حقوق النسان ودعم منظمات المجتمع المدني .ومثَل الجتماع فرصة لتحديد الحتياجات العراقية والستفادة من دعم الدول المانحة في مجال تعزيز سيادة القانون ولصياغة خطة استراتيجية شاملة لتقوية إدارة العدالة وسيادة القانون في العراق بالتعاون الوثيق بين كافة وكالت وبرامج المم المتحدة والبنك الدولي. .34تم تنفيذ مبادرات مماثلة في البصرة حيث يشارك مكتب حقوق النسان بالبعثة في رئاسة مجموعة التنسيق غير الرسمية حول سيادة القانون وحقوق النسان بالتعاون مع ممثل مجلس محافظة البصرة .وقد عقد الجتماع الول في 20كانون الثاني ) يناير(. المنظمات غير الحكومية-: .34يمثل قانون المجتمع المدني الجديد الذي ينظم عمل المنظمات غير الحكومية والذي صاغته وزارة المجتمع المدني موضع قلق بالغ حيث يفرض قيودا ً صارمة على عمل منظمات المجتمع المدني الوطنية والدولية .وفي حال الموافقة على مثل هذا القانون فسوف يعيق عمل المنظمات غير الحكومية ويضعف دورها .وترى بعثة المم المتحدة لمساعدة العراق )يونامي( في اللتزام الذي تبديه المنظمات غير الحكومية ،وبصفة خاصة جماعات حقوق النسان ،بادرة مشجعة .هذه المؤسسات تعمل عن قرب مع مكتب حقوق النسان بالبعثة وتسعى لنيل مساندته في دعم جهودها الرامية إلى تعزيز سيادة القانون وتحسين وضع حقوق النسان في البلد.
وفي شباط )فبراير( ،قامت مجموعة من 8منظمات محلية معنية بحقوق النسان بإطلق مباردة تحت عنوان " سلموا السلحة إلى الحكومة" مبنية على أساس المادة رقم ) (9من الدستور العراقي الجديد والتي تنص على "منع تأسيس الميليشيات العسكرية خارج نطاق القوات المسلحة" .وكان المطلب الرئيسي للمنظمات غير الحكومية نزع سلح كافة الميليشيات والستعانة بخبرة المم المتحدة السابقة في نزع سلح الميليشيات في أفريقيا ويوغسلفيا وأمريكا اللتينية والستفادة منها في العراق. *** [ 1 ] وفقا ً للحزب السلمي العراقي :تعرض قرابة 96مسجدا ً سنياً للتخريب في بغداد ،و 8في الجنوب )الديوانية ،البصرة ،الناصرية( ،و 2في إربيل ،و 2في ديالى .وجرى اغتيال 20من أئمة المساجد والشيوخ في بغداد والبصرة ،وتوقيف 9آخرين وفقا ً للمصدر ذاته. ] (2) [2هذه الرقام الرسمية تتسق وأعداد الجثث التي أدخلت إلى مصلحة الطب العدلي في بغداد خلل الفترة بين 26 – 22شباط )فبراير(. وهي تخص الضحايا العديدين الذين أودعت جثثهم بالمصلحة .وبعض التعليقات تتحفظ على هذه التقديرات. ] [3مذكرة سلطة الئتلف المؤقتة رقم " "3التحقيقات الجنائية بتاريخ 27 حزيران/يونيو 20042006
جرائم التعذيب :استراتيجية أمريكية بامتياز...
بعد مرور سنة على فضيحة سجن أبو غريب ،تستمر الوليات المتحدة بفعل ما تفعله الديكتاتوريات وجمهوريات الموز عندما تفتضح جرائمها أمام العالم :من تغطية للفضيحة ونقل اللوم الى السفل ،في حين يستمر جدار من الحصانة باحاطة مهندسي السياسات التي ادّت الى كل هذه الجرائم. "ريد برودي" المستشار الخاص في منظمة هيومن رايتس ووتش
في 28نيسان من عام 2005يكون قد مّر عام كامل على كشف فظائع تعذيب المعتقلين العراقيين على أيدي القوّات المحتلّة المريكية في سجن "أبو غريب" السيء السمعة والذي ذاع صيته السيء في جميع أنحاء م صة بعد استلمه من قبل "المحّررين" المريكيين حيث ت ّ العالم خا ّ م يتعّرض له المعتقلون العراقيون من عمليات تعذيب وامتهان الكشف ع ّ للكرامة النسانية وانتهاك لبسط حقوق الخلق في الرض على أيدي قوّات الديمقراطيّة المريكية العريقة بقيادة بوش ،وما خفي كان أعظم. وفي هذا الطار نتحدّث في هذا التقرير عن عدّة نقاط أساسية تتمحور حول كشف جهود الوليات المتّحدة في تأسيس مدارس التعذيب والسجن ما اذا كانت فظائع أبو غريب وأخواتها حدثا عرضيا أم وحول التساؤل ع ّ سخا ،نعرض بعدها لنماذج من التعذيب المريكي والى منهجا استراتيجيا مر ّ صلت عمليات التحقيق التي بحثت في الفضيحة وماذا قالت ابرز ماذا تو ّ تقارير المنظمات الدولية في الموضوع ونكشف عن استلهام الدول في العالم الثالث لتجربة الوليات المتّحدة في التعذيب وعن الخطط مل المسؤولية المستقبلية للوليات المتحدّة لتفادي وقوع قادتها في تح ّ عن مثل هذه العمال. مدارس التعذيب المريكية يعتقد كثير من الموهومين المبهورين بما يسمى "العالم المتمدّن" - ن الفظائع التي ارتكبها ن كل ما يلمع ذهبا( أ ّ ) -Civilized Worldالمعتقدين ا ّ جنود رائدة الحضارة الغربية الوليات المتّحدة المريكية هي مجّرد استثناء وحادث عرضي واعمال فرديّة ،وهذا ما حوال المريكيون تسويقه ايضا، ن التعذيب ولسيما المريكي يأتي نتيجة احتراف ن التاريخ يكشف ا ّ لك ّ ومهنة وبعد جهود مضنية ومكثّفة يتم تدريب الضبّاط فيها من خلل كتب صائيين نفسانيين واجتماعيين على كيفية اذلل المعتقل ومدارس وأخ ّ وامتهان كرامته لنتزاع ما يريدون منه ،وان كانت وسائل العلم العالمية ن )وهي بغالبها صهيونية وامريكية التمويل( لم تذكر شيئا عن الموضوع ،فا ّ ذلك ل يعني انّه غير موجود سابقا في القاموس المريكي ،فاسلوب ّ التعذيب عند المريكيين قديم ونعطي في هذا عدّة شواهد من محطات متعدّدة: عام :1946تأسست المدرسة العسكريّة المريكية في باناما ،وكانالهدف من هذه المدرسة تدريب رجال الشرطة والضباط في بلدان أمريكا اللتينية ضد ّ النظمة الشيوعية وحركات التحرير وكانت هذه سقة توصي باستخدام التعذيب والعدامات المدرسة أوّل من أصدر كتبا من ّ
بدون محاكمة واستخدام كل أساليب العنف بغية الحصول على المعلومات من المعارضين وأعضاء الميلشيا السياسية أو العاملين في صفوف م انتقلت هذه المدرسة عام 1984الى نورث بينييج حيث حركات التحرير .ث ّ كانت هذه المدرسة بلغت ذروتها في تعليم التعذيب في الستينات حيث كانت أمريكا تدّرب الضباط ضد ّ الشيوعيين في أمريكا اللتينية .وقد قامت هذه المدرسة منذ تأسيسها عام 1946بتدريب 60ألف عضو من 12بلدا وقد أصبح عدد منهم فيما بعد رؤساء دول بعد أن اصبحوا جلّدين مشهورين. م طباعة أبرز كتب تعذيب تحت اسم ""KUBARK في عام ،1963ت ّلتعليم فنون التعذيب ،ويبدأ الكتاب بجملة "حتى تكون محقّقا جيدا!!" ويشرح الساليب والطرق التي يجب اتّباعها لنتزاع المعلومات من السير ومزوّد برسوم وتفاصل النتقال من مرحلة الى اخرى ومن اسلوب الى آخر والظروف المناسبة لداء ذلك والتأثير الذي يتركه هذا على السير أو ن أفضل وسيلة هي التي تجعل المعتقل .ويؤكّد واضعوا هذا المنهج أ ّ م المعتقل يعذ ّب نفسه وأن يعذ ّب المعتقلين بمعتقلين آخرين .وقد ت ّ تدريس هذا المنهج الى رجال الستخبارات والضبّاط في السجون وضبّاط مكافحة التمّرد والثورات. وفي عام 1983طوّرت الستخبارات المريكيّة منهاج التدريس فيالتعذيب نحو السوء وأصدرت كتابا آخر تحت اسم "التدريب لستغلل ن المنهج القدرات البشرية" وكان هذا اسوء نتاج في التعذيب ويعتقد ا ّ الذي طبّق في سجن "ابو غريب" هو نفسه المذكور في ذلك الكتاب .وقد م ترجمة العديد من هذه الكتب الى اللغات لسيما السبانية وسرعان ما ت ّ صة انّه ت ّ م انكشاف امرها وادّى الى استياء لدى شعوب أمريكا اللتينية خا ّ ما دفع الحكومة المريكيّة كان يتم تعذيبهم عبر المناهج الواردة فيها م ّ خلل عهد بوش الب الى سحب جميع النسخ الموجودة والتي تباع بعد أن صة في الحرب الباردة ،ول كان ريجان فعّلها لستخدامها في مآرب خا ّ ن بوش البن يستعين فيها الن في حربه المزعومة على نستبعد ا ّ الرهاب. نموذج "أبو غريب" استثناء أم استراتيجية محكمة؟: ن نموذج التعذيب في أبو غريب ليس ال ّ حالة استثنائية يعتقد الكثيرون ا ّ قام بها عدد محدود من الجنود بدافع ذاتي وهذا نفس المنطق المريكي جة .ال ّ اننا نرفض هذا رفضا قاطعا، الذي يحاول التخفّي خلف هذه الح ّ فنحن نعتقد بما نمتلكه من أدّلة )ومن طبيعة ما جرى من حيث التحضير له والتدّرب عليه وتطبيقه على السرى العراقيين وتكرار التجربة المريكية ن السلوب الذي طبّق في العراق المنحطّة في أكثر من سجن ومعتقل( أ ّ في سجن "ابو غريب" هو استراتيجية امريكية مدروسة بدقّة وعناية ومن ن التعذيب ل يعتقد بذلك فما عليه ال ّ قراءة التالي من الحجج التي تبرهن ا ّ م كان مستهدفا ومقصودا: بالشكل الذي ت ّ -أول :تكرار نفس الفعال وطرق التعذيب:
ن تعذيب السجناء بالمعتقلت المريكية لم يقتصر على أبو غريب بل اذ أ ّ أنه امتد للمعتقلت المريكية عبرالعراق وفي أفغانستان وفي جوانتانامو ن تقرير لجنة مستقلة كان البنتاغون قد شكّلها في أيّار عام 2004 بدليل أ ّ برئاسة وزير الدفاع المريكي السابق جيمس شليزينجر للتحقيق في أوضاع المعتقلت المريكية قد أشار أن كثير من المعتقلين الذين قدّر التقرير عددهم بحوالي 50ألف معتقل في أفغانستان والعراق وحدهما تعرضوا للتعذيب والهانة .وهذا أيضا ما أكّده تقرير صدر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" في 24نيسان عام 2005بعنوان" :هل يفلت مرتكبو التعذيب من العقاب.. المسؤولية والقيادية عن اساءة الوليات المتّحدة لمعاملة السجناء" ،حيث ذكر التقرير "انّه يوجد دليل دامغ على أن إساءة الوليات المتحدة للسجناء المسلمين وتعذيبها إياهم أمران لم يحدثا في أبو غريب فقط بل في أماكن أخرى في أفغانستان والعراق إضافة إلى غوانتانامو و"أماكن سرية" أخرى حول العالم )سنأتي على ذكرها لحقا( ،في خرق لمعاهدة جنيف وللقوانين المناهضة للتعذيب" وادّى ذلك الى وفاة العديد من المعتقلين او تشوّههم نفسيا وجسديا وما صدر خلل العام الماضي من وثائق رسمية ومعلومات صحفية عن فضائح التعذيب بالمعتقلت المريكية كشف أن الفضيحة هي أكبر بكثير مما كان متوقعا بسبب انتشار التعذيب في المعتقلت المريكية عبر العالم والتنوع الخطير للنتهاكات التي تعرض لها ن القضية وذيولها وتكرار اسلوبها لم يتوقف منذ تفجرها المعتقلون كما ا ّ في شهر نيسان من 2004حتى الن ،فكل أسبوع تقريبا تصدر تقارير رسمية أو صحفية تكشف عن أبعاد جديدة خطيرة لفضائح التعذيب بالمعتقلت المريكية لم يكن ليصدقها أحد قبل أبو غريب ،وهو ما يؤّكد ما ن التعذيب استراتيجية اذ ل يمكن ان يكون عمل استثنائيا ذهبنا اليه من ا ّ فيما يتم ممارسته في جميع المعتقلت المريكية تقريبا وبنفس الطريقة وعلى المعتقلين المسلمين بالذات سواء كانوا متّهمين ام غير متّهمين بشيء اذ أن كثير من المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب بالمعتقلت المريكية لم يكونوا على أي صلة بأية عمليات أو جماعات سياسية أو مسلحة وقد أكّدت ذلك العديد من تقارير الوكالت المدنية كالصليب الحمر وهيئات التحقيق المريكية الرسمية التي أشارت إلى أن %90-70 من المعتقلين بالسجون المريكية بالعراق على سبيل المثال هم من البرياء. ثانيا :وجود أوامر عليا متكررة باستعمال هذا النوع من التعذيب وازدراءالمريكيين للقانون الدولي: بداية نرفض ان يتم حصر جرائم التعذيب السادية والتعتيم عليها بسلوك بعض جنود الحتلل ،فهذه الممارسات هي في صميم وجوهر الحتلل المريكي وفي صميم نظام ارهاب الدولة العظمى الذي يمثله الرئيس المريكي بوش القائد العلى للقوات المريكية ووزير الدفاع رامسفيلد
وكل الدارة المريكية التي تتحمل المسؤولية القانونية والخلقية عن انتهاك الثوابت النسانية والمعايير الدولية لحقوق النسان وأحكام القانون الدولي النساني ،فمدى الجريمة المخيفة يزداد وضوحا مع مرور الوقت ن بشاعة الجريمة تكمن في كون القرار بارتكاب جرائم ويشير الى ا ّ الحرب هذه ليس قرار جنود افراد وانما قرار مؤسسة دولة بأعلى مستوياتها ،بما فيها تدريب وكالة المخابرات المريكية للجنود على عشرين نوع من استحداثات التعذيب ،ومنها الغتصاب والهانات الجنسية الفردية والجماعية للسرى والسيرات ،وربطهم وجرهم كالحيوانات ،والتعذيب حتى الموت ،مطلقين العنان للغرائز السادية التي ل تعرف حدود للبشاعة لمتهان كرامة الشعب العراقي والمسلم ،وسحق إنسانيته ،وقهر إرادته تحت الحتلل. وفي هذا الطار ل بد ّ ان نربط المذكرات الحكومية السرية التي وقعها كبار المسئولين المريكيين وعلى رأسهم الرئيس المريكي جورج دبليو بوش وكتبها مستشاريهم القانونيين للتشاور حول كيفية التعامل مع المعتقلين في أفغانستان والعراق بالزدراء المريكي للقانون الدولي ولحقوق الشعوب ،فالصل في أمريكا هو انتهاك القانون الدولي والحق في انتهاك حقوق الخر وهذا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ول ن امريكا يحتاج الى دليل وحسبنا التاريخ المريكي وشواهده ،ويكفينا ا ّ الداعم الوّل لسرائيل في البقاء فوق القانون الدولي .على العموم وفيما يخص المذكرات فقد جاء بعضها )مذكرة مساعد وزير العدل السابق الى مستشار القانوني للبيت البيض عام (2002يروج لفكرة أن الدستور المريكي يجعل من حق الرئيس إعلن عدم التزامه بتطبيق القوانين الدولية في تعامله مع أسرى حرب أفغانستان بحكم أن أفغانستان هي دولة منهارة ،وذلك بهدف حماية الجنود المريكيين من مغبة الوقوع تحت طائلة القانون الدولي .وقد وافق عليها بوش في نيسان عام 2002عبر مذكرة لفريق المن القومي المساعد له أكد فيها على أنه يمتلك سلطة إعلن عدم انطباق اتفاقية جنيف الخاصة بمعاملة أسرى الحرب على أسرى الصراع في أفغانستان ولكنه لن يستخدم هذه السلطة!! )طبعا يمكنكم الوثوق في الكلمتين الخيرتين( .هذا وقد أصدر وزير الدفاع المريكي دونالد رامسفيلد مذكرة في كانون اول عام 2002تسمح باستخدام 16أسلوبا من أساليب التعذيب .فهل من المعقول ان تكون هذه الجرائم في ابو غريب وغيرها افعال فرديّة! يجيب الصحفي المشهور "سيمور هرش" في مقال له في صحيفة نيويوركر ) (1/5/2004بعنوان "التعذيب في سجن أبو غريب" أن تلك الجرائم لم تكن تتم وفق اجتهادات فردية أو تصرفات محدودة ،وإنما انطلقا من فلسفة وقناعات تسيطر على القادة العسكريين والمنيين المريكان ،وبتوجيه كامل من ضباط الستخبارات المريكية ،فأحد الجنود المتهمين بالتعذيب اجابه قائل "هل تعتقد أن عددا من الجنود الفتيان من فيرجينيا كانوا يقومون بهذه التصرفات اجتهادا منهم ،دون توجيه من أحد؟" كما نقل قول أحد أبرز الجنود المتهمين في القضية في رسائله الشخصية لهله أن ما قام به من فظائع بحق السرى العراقيين كان يتم وفق أوامر من ضباط الستخبارات ،وأنه سأل مديره في السجن إذا كان
يقوم به من عمليات تعذيب سيعرضه للمساءلة من باب إساءة معاملة السجناء ،فأجابه" :ل تقلق بشأن ذلك". هذا وقد أكّد تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الصادر في 24نيسان 2005على وجود مذكرات واقلّه على معرفة المسؤولين بالجرائم التي تتم ن "رامسفيلد قد وافق على طرق الستجواب والكتمان عليها ،حيث ذكر ا ّ التي تخرق معاهدات جنيف واتفاقية مناهضة التعذيب من قبيل استخدام كلب الحراسة لخافة السجناء ومن قبيل وضعهم في وضعيات "صعبة" ومؤلمة ،ولم يتوفر أي دليل على أن رامسفيلد )وخلل ثلث سنوات من تزايد التقارير التي تحدثت عن سوء المعاملة (،قد مارس سلطته لنذار مرؤوسيه بأن إساءة معاملة السجناء يجب أن تتوقف ولو كان قد فعل ذلك لمكن بالتأكيد تجنب كثير من الجرائم التي ارتكبتها القوات الميركية" .في حين أكّد "ريد برودي" المستشار الخاص في هيومن ن "هذا النموذج من إساءة المعاملة رايتس ووتش في نفس التقرير ا ّ والمنتشر في عددٍ من البلدان لم ينتج عن أفعال الفراد من الجنود الذين يخرقون النظمة ،بل نتج عن قرارات متخذة من جانب مسؤولين أمريكيين على مستوى رفيع لتحريف النظمة أو تجاهلها أو حتى إلقاءها جانباً" .وأضاف التقرير "وافق الجنرال سانشيز على طرق الستجواب غير القانونية -أيضاً ،استخدام كلب الحراسة لترويع السجناء -التي مارسها الجنود في أبو غريب .ول يبدو أن الجنرال سانشيز قد تدخل لوقف ارتكاب جرائم الحرب والتعذيب من قبل الجنود الواقعين تحت أمرته المباشرة. وقد يتحمل الجنرال ميلر ،بصفته قائد معسكر العتقال الشديد الحراسة في غوانتانامو بكوبا ،المسؤولية عن جرائم الحرب وأعمال التعذيب التي تمت هناك ،وقد يتحمل أيضا ً مسؤولية تصدير أساليب استجواب مسيئة وغير قانونية إلى العراق" .وقد كان هيرش أشار الى ان عملية التعذيب في سجن أبو غريب ليست عمل منعزل عن التحول الجديد ،وإنما تأتي في سياق واحد من أفغانستان إلى غوانتنامو إلى العراق ،وقد تمت عملية الربط بين السجون العراقية وبين عمليات التحقيق ووظائف رجال المن بموافقة من سانشيز ،وبتوصيات من ميلر ،الضابط المريكي المسؤول في سجون غوانتنامو .إذ تقوم رؤية ميلر على ضرورة أن تخدم وظيفة الجنود والحراس في السجون مهام المحققين في انتزاع المعلومات من السجناء وبموافقة تينيت بطبيعة الحال. ن ذلك يرتبط بازدراء الوليات المتحدة وقادتها للقانون يبقى ان نشير الى ا ّ ن هذا الدولي ول يهمها اذا كانت تلك الفعال تشكل انتهاكا ً خطيرا ً )ا ّ التعبير معتدل جدا مع ما ترتكبه امريكا واقل ما يجب ان يقال عنها هي جرائم في حق النسانية وليس انتهاكت لن النتهاك يكون استثناءا عادة ولكن هذه الجرائم هي استراتيجية امريكية( لتفاقية جنيف وللمعايير الدولية لحقوق النسان كما هو منصوص عليها في مختلف التفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق النسان كاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الل إنسانية أو المهينة لعام 1984 والتي تضع على عاتق كل دولة طرف مسؤولية اتخاذ مختلف الجراءات التشريعية والدارية والقضائية الفعالة لمنع أعمال التعذيب في أي إقليم
يخضع لختصاصها القضائي ،ول تجيز ممارسة أعمال التعذيب تحت كافة الظروف بما في ذلك التذرع بالظروف الستثنائية ،أو حالة الحرب ،أو عدم الستقرار السياسي الداخلي ،أو في حالت الطوارئ .وليس ادّل ن الوليات المتحدة المريكية وقعت التفاقية في 18 على ذلك أ ّ نيسان/أبريل 1988دون أن تصادق عليها -وفقا للمعطيات المتوفرة للعام .2000كما وأنها وقّعت على اتفاقية روما لعام 1998بتشكيل محكمة الجزاء الدولية ورفضت التصديق عليها ،لمعرفتها المسبقة لطبيعة مشاريعها العدوانية .فهل هذه استثناءات أم استراتيجية محكمة؟! نماذج من التعذيب المستخدم من قبل "العالم المتمدن" في أبو غريب فيما تعجز الكلمات عن وصف هول جرائم التعذيب التي مارستها قوات الحتلل المريكي في سجن ابو غريب في العراق ،والتي لو ارتكبتها اي دولة من دول البلدان النامية والعالم الثالث ،لكان رد الفعل الدولي وبالذات المريكي والوروبي الدانة والتنديد والجراءات العقابية للنظام المعني بل وقد يصل المر الى تحرير ذلك البلد دفاعا عن النسانية!!، ولكانت الدارة المريكية تحدثت عن تفوقها الخلقي والحضاري كونها "رائدة العالم الحر" .وأتذكّر في هذا المجال كيف راحت المنظّمات الدولية وعلى رأسها المم المتّحدة ،والدول الخرى لسيما أمريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وغيرها من الدول تتحدّث عن تفوّقها وسموّها الحضاري ودفاعها عن حقوق النسان وحتى الحيوان وتتّهم المسلمين ن نظام طالبان بالتخلّف والنحطاط حيث قامت الدنيا ولم تقعد لمجّرد أ ّ ن الهدف من قيام طالبان وضع دبّابة امام "تمثال حجري" )مع العلم ا ّ بذلك لفت انتباه العالم الى تلك الدولة والحصار المفروض عليها ليقولوا ن الجميع قد سمع ورأى حينها ولكن من اننا هنا لماذا ل يسمع أحد؟ ويبدو ا ّ ما الجرائم في سجون أبو غريب الصورة التي يريدها المريكيون( أ ّ وغوانتنامو وأفغانستان )ل نتكلم عن كل الجرائم فهي أكبر من ان تذكر او ان تحتويها الكتب والمجلدات بل المكتبات( فهي مسألة ل تتعدى العتذار م تعود المور الى ما كانت عليه من قبل ل بل تستكمل كحد أقصى ث ّ عمليات التعذيب والعتقال والغتصاب والشذوذ والهتك التي تعبّر عن الحضارة الغربية ومجتمعاتها المنحلّة أخلقيا الى درجة النحطاط في الدرك السفل بين جميع امم وشعوب الرض لدرجة يندى لها جبين ن التعذيب النسانيّة والتاريخ .فضرب تمثال حجري أمر ل يغتفر .....ولك ّ المريكي )على النحو الذي سننقله( بحق الشعب المسلم مسألة فيها ضح ما جرى ولكن لنو ّ نظر ،ومهما قلنا فلن نعبّر عن جزء بسيط جدّا م ّ م الصورة أكثر ننقل لكم بعض طرق وأشكال وأساليب التعذيب التي ت ّ اتّباعها في "ابو غريب" وامثاله: فقد كشف تقرير أعده الجنرال المريكي أنطونيو ثاغوبا ونشرته مجلة نيويورك )العام الماضي(عن اعتداءات وممارسات سادية بشكل ممنهج ضد المعتقلين العراقيين ،بعد ان كانت شبكة سي.بي.إس التلفزيونية المريكية وصحيفة الواشنطن بوست أوّل من كشفتا النقاب وبالصور عن
عمليات التعذيب اللأخلقية والساديّة التي تمارسها قوات الحتلل المريكية ضد المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب ،ويقول التقرير: حدثت ممارسات سادية وجرائم في سجن أبو غريب بين شهر تشرين أول وشهر كانون أول من العام الماضي ،وقام بهذه الممارسات جنود من كتيبة الشرطة العسكرية رقم 372وعدد من عناصر أجهزة المخابرات المريكية وانتهاكات كبيرة منها: كسر الضواء الكيماوية وسكب السائل على المعتقلين. سكب المياه الباردة والساخنة على المعتقلين بعد تعريتهم. ممارسة اللواط بحق المعتقلين وإجبارهم على تمثيل مظاهر جنسية ضدبعضهم البعض . إجبارهم على ممارسة العادة السرية. تعرية المعتقلين وإجبارهم على النوم فوق بعض. إدخال أضواء كيماوية في دبر المعتقلين. إبقاء المعتقلين عراة لعدة أيام. ضرب المعتقلين بمقابض المكانس والكراسي. إجبارهم على التعري ولبس ملبس نسائية داخلية. ربط رقاب المعتقلين وهم عراة بحبل وجرهم وهم مقيدين. -حرمانهم من النوم.
استخدام الكلب العسكرية لترويع المعتقلين وعضهم. اغتصاب النساء المعتقلت.وقد أضاف سيمون هيرش في تقريره في ) (2004-5-1على هذه النواع من التعذيبات نوع آخر نقل عن ثاغوبا أيضا ومنها: سكب سوائل فسفورية على المحتجزين. ضرب المحتجزين بالكراسي والمطارق اليدوية. السماح للحرس بغرز الجراح الجديدة نتيجة التعذيب. ضرب السجناء بجدران السجن. انتهاك عرض المساجين بكافة الطرق لسيما ادخال عصي المقشات فيدبر المعتقلين. ربط الماكن الحساسة للمعتقلين بالسلك الكهربائية والتهديد بتشغيلها.ويروي اضافة الى ذلك شهادتين عن مجندين كانوا وقت التعذيب ،فيقول الول :رأيت زملئي وقد أجبروا محتجزين عراقيين على التعري وغطّوا ّ م قالوا لي ث فمه فتح على والخر الستمناء على احدهم وأجبروا رؤوسهم ّ "هل ترى ماذا تفعل هذه الحيوانات عندما نتركها لبضع دقائق؟!" .هذا فيما قال الثاني :لقد تعّرض أحد المعتقلين المصنف على انه خطير جدا الى ضرب مبرح على ايدي رجال الستخبارات وقد ادى ذلك الى موته وبدل م م وضعه في كيس مليء بالثلج ث ّ من التعريف به واعطائه رقم السجين ت ّ اخذوا يلتقطون الصور معه!! صة بالتعذيب هذا ولم يكتف جنود التحرير المريكي بقدراتهم الخا ّ فاستجاروا بأساتذة التعذيب الصهاينة واستأجروا المستشارين منهم والمعذ ّبين والمحققين ليشاركوهم ساديّتهم وحقدهم على المسلمين ،فقد أكّد عدد من المعتقلين العراقيين الذين اطلق سراحهم من "أبو غريب" انّهم خضعوا للتحقيق امام رجال الموساد وقد عرفوا ذلك من خلل نوعية
السئلة التي كانوا يطرحونها عليهم وعن مناطق واماكن عراقية كانت صة المضطّلع على اللغة تضم معالم يهودية مقدسة واستطاع بعضهم وخا ّ العبرية تمييزها في أثناء حديث المحققين فيما بينهم على الرغم من صة حرصهم التحدّث بالنجليزية في غالب الحيان ،ول نستبعد ذلك أبدا خا ّ ن هذا حصل حتى في غوانتانامو ،فقد ذكرت "اورلي ازولي كاتس" ا ّ السرائيلية في تقرير لها نشر في صحيفة يدعوت أحرنوت 25/2/2005إن المحققين الميركيين حاولوا كسر إرادة أسير سوداني في غوانتانامو من خلل إلباسه العلم السرائيلي عنوة فيما قاموا بربط أسرى آخرين بأيديهم وأرجلهم حتى غرقوا ببولهم وبرازهم طيلة 18إلى 24ساعة .وأكد التقرير أن السرى العرب والمسلمين هناك ل يعلمون هوية مكان اعتقالهم ما يمكن المحققين الميركيين بتهديد من يرفض الدلء بمعلومات حول القاعدة خلل استجوابه بتسليمه للسرائيليين من خلل نقله إلى ثكنة مجاورة يرفع فيها العلم السرائيلي مسبقا ،لفتة إلى أن الطريقة ما أمريكيا عمل في المعتقل يعد ّ كتابا "مجدية" .وأفاد التقرير أن مترج ً يكشف فيه المزيد من فظاعات غوانتانامو منها مهاجمة السرى بغاز الفلفل وقيام محققة بخلع ملبسها أثناء التحقيق مع أسير سعودي أغمض عينيه وشرع بالصلوات وعندها ألقت بنفسها عليه فبصق نحوها فعادت وبللته بمادة سائلة حمراء كالدم وأبلغته أن ذلك من حيضها )هناك شهادات تفيد انّه حيضها وليس مادّة حمراء ،نعم الى هذه الدرجة النحطاط الغربي فهنئيا للمبهورين( في محاولة لحرمانه من الصلة ثم غادرت الغرفة تاركة إياه باكيا كالطفل. ن الجنود قاموا بهذه الجرائم وبالعودة الى "أبو غريب" أظهرت الصور ا ّ الدنيئة بكل فرح وسرور وغبطة ما بعدها غبطة وهو ما يشير الى نفسيتهم المريضة واخلقهم البذيئة وتربيتهم الشنيعة وحضارتهم الدنيئة ومجتمعاتهم الفسيقة ،فقد قاموا بالتقاط الصور الفوتوغرافية والفلم المسجلة ورفعوا اصابع البهام تعبيرا عن الرضى والغتباط خلل ارتكابهم لجرائمهم ،وتظهر الصور بعض الجنود المريكيين واقفين مبتسمين أمام الكاميرا وهو يضحكون بعد أن كوّموا السجناء العراقيين عراة على شكل هرم وارغامهم على ممارسة الشذوذ والفعال المشينة وبدى المجرمين بتوثيقهم لنتهاكاتهم ل يخافون من أي استجواب او محاسبة او قانون فهم القانون وهم العالم ودولتهم القائدة!! .اضافة الى صور تظهر مجندة تقف والسيجارة تتدلى من شفتيها وترفع علمة النصر وتشير باليد الخرى الى ساس لمعتقل عراقي عار تماما ورأسه مغطى بكيس ،وصورة موقع ح ّ اخرى تظهر فيها المجندة الى جانب ثللث معتقلين يغطون عوراتهم ي’ تظهر فيه المجندة "انجلند" ويدها بيد "غرانر" بأيديهم وصورة اضاف ّ يرفعان بأيديهما باشارة النصر امام سبعة معتقلين عراقيين عراة مكوميين فوق بعضهم البعض بينما يضحك الجنود عليهم وصور اخرى كثيرة وما خفي أعظم. أكدت منظمة "هيومان رايتس واتش" في تقرير حديث لها "أن سلوك الوليات المتحدة يجردها من أي حق في أن تعتبر نفسها وصيا على حقوق النسان في دول أخرى" .وأضاف التقرير أن انتهاكات الوليات المتحدة لحقوق النسان" ،شجعت بعض الدول الخرى التي دأبت على انتهاك تلك
الحقوق على تبرير مسلكياتها" .وأورد التقرير أمثلة لدول "استشهدت" بسلوك الوليات المتحدة واستمرت في ممارساتها التي تتعارض مع حقوق النسان: ففي مصر دافعت الدولة عن تمديدها لقوانين الطوارئ بالشارة إلى التشريعات المضادة للرهاب للوليات المتحدة. وفي ماليزيا يبررون العتقالت بدون محاكمة بممارسات الوليات المتحدة في جوانتانامو. وتتخذ روسيا من أبو غريب مثال حين تلقي بالمسؤولية عن انتهاكات قواتها في الشيشان على الجنود ذوي الرتب الصغيرة .وكانت منظمة "هيومان رايتس وتش" لحقوق النسان قد أوضحت في تقرير سابق أن "مظاهر الرعب" التي صورت في سجن أبو غريب ببغداد كانت إفرازا لسياسة ترمي إلى الضرب باتفاقيات جنيف عرض الحائط. * أين التحقيق والمحاسبة؟:
ن ما يتم هو مجّرد مسرحيات لن نطيل عليكم في هذا الباب فنحن نعلم ا ّ ن هؤلء القوم ل يخشون خلقا ول دينا ول ولسكان الخواطر وللتمويه وا ّ قانونا ول حسابا من أحد ويكفي أن تعلموا انّه بدل من أن يلقى المتهم بأنّه احد المسؤولين عن هذه الجرائم )اضافة الى كثير غيره( وهو الجنرال سانشيز جزاءه في السجن او العدام )و هو قليل عليه( فقد نال وساما عند استدعائه من مهمته في العراق تقديرا على جهوده و خدماته!! ن تقرير "هيومن رايتس وتش" الصادر في 24نيسان وعلى الرغم من أ ّ 2004يطالب بمحاكمة كل من رامسفيلد وجورج تينت وسانشيز والجنرال ن التقرير يقول ميلر والتحقيق معهم بموجب مبدأ المسؤولية القيادية ،ال ا ّ "تعرض الجنود في المراتب الدنيا إلى اللوم في فضيحة أبو غريب وبسبب ممارسات التعذيب في مناطق أخرى من العالم في حين يبقى كبار القادة بعيدا ً عن متناول العقاب" مؤكدا على أن "هذا ليس عدلً ،بكل بساطة" ويضيف التقرير أن "الوليات المتحدة ،ورغم هذه الدلة ،قد تعمدت حماية من خططوا لسياسات العتقال غير القانونية عبر رفضها السماح بتحقيق مستقل في إساءة معاملة السجناء وعبر امتناعها عن إجراء تحقيق جنائي بحق القادة الذين سمحوا بتنامي واستمرار هذه الساءات الجرمية بحق المعتقلين .وفي الوقت الذي أجرت فيه وزارة الدفاع الميركية عددا ً كبيراً من التحقيقات ،إل أنها لم تشرع في تحقيق داخلي يستهدف يتتبع تراتبية المسؤولية القيادية ،في حين بدأت المحاكمات بحق الجنود من ذوي الرتب المنخفضة والمتعاقدين فقط". م محاكمة الجميع واعدامهم فهل هذا يكفي؟ ولكن لن وأصل حتى لو ت ّ يحصل أي شيء من هذا اصل وكل ما هناك انّهم يجرون مجّرد اجراءات شكلية للتخلص من الجنود الرديئين او وضع بعضهم كبش فداء.
* ابتكار أساليب ووسائل جديدة للتعذيب لضمان عدم الوقوع في المسؤولية
لش ّ ن الجميع أدرك بعد كل هذه التفاصيل انّه ل يمكن للتعذيب أن كا ّ ن التعذيب لديها يكون حالة استثنائية فيما يخص الوليات المتّحدة وا ّ استراتيجية محكمة لها وسائل وطرق تعليم وتدريب وتكتب للتدريس ن الذين يقومون بهذه الجرائم ل وأهداف للتحقيق ،وعلى الرغم من ا ّ يخشون شيئا ولم يوقعوا على كافّة التفايات التي من شأنها محاسبة ن الحذر جنودهم او مساءلتهم لعلمهم بجرائمهم ال ّ انذهم يعتبرون ا ّ مطلوب .ولهذا فقد شرعوا في ابتكار وسائل جديدة للتعذيب واماكن خل سرية ل يجري ملحقتهم فيها ول يزعجهم فيها فضول صحفي او تد ّ منظّمة مستقّلة او صور اذاعة تلفزيونية ومن هذه الساليب: استخدام الطائرات كمراكز تحقيق مع المعتقلين حيث ل يوجد أحد يطبّقعليهم أي قانون وهم في السماء ول احد يراقبهم ،وقد كشفت مجلة "نيوزويك" المريكية السبوعية عن أن وكالة المخابرات المركزية )(CIA استخدمت طائرات بوينج 737في استجواب من تسميهم واشنطن "الرهابيين المشتبه فيهم" كجزء من نظام سجن الشباح العالمي .وكانت تقارير إعلمية عديدة أشارت إلى أن وكالة مخابرات تستخدم طائرة نفاثة تجارية ،كمراكز تحقيق ،ودعمتها تقارير حديثة بأن طائرة نفاثة صغيرة، كانت جزءا سريا للغاية ،ضمن وسائل الستجواب التي استخدمت في الحرب على "الرهاب". تسليم المعتقلين الى مخابرات في دول العالم الثالث )توصيات جورجتينت( حيث يتم تعذيبهم دون أن يعلم احد بمكان وجودهم وقد أشار عدد ن هذه الدول غالبا ما تكون الدول التي تحتوي قواعد من التقارير ا ّ عسكرية أمريكية بالضافة لبعض الدول العربية والتي ل تخضع لي قانون أو تلك التي يتم استئجارها على سبيل المثال مثل "غوانتانامو" في كوبا. صة من خارج الجيش استئجار المرتزقة والتعاقد مع شركات امنية خا ّمقابل أموال طائلة مما يبعد المسؤولية عن أي قيادي في الجيش المريكي ويتيح الفرصى امام هؤلء المرتزقة استخدام كافة انواع التعذيب دون حسيب ورقيب ،فهم يكادون يكونون حسب ما قاله تقرير "هيومن رايتس ووتش" الخير بمأمن تام من أي مساءلة أو عقاب على أفعالهم لن شروط عملهم مع الجيش المريكي تمنحهم الحصانة من المقاضاة أمام المحاكم وهم ل يخضعون لتسلسل القيادة العسكرية وبالتالي ل تجوز محاكمتهم امام المحاكم العسكرية ول المريكية.
اختطاف المعتقلين واخفائهم عن النظار واستخدام إسلوب "الغراقبالماء" -المعروف في امريكا اللتينية بإسم " - "submarinoوحبس الطفال )غوانتانامو سجن فيها طفل عمره 9سنوات وخرج عمره 12 سنة ،هل هذا ارهابي ايضا؟( واعتقالهم واهاليهم وهدم بيوتهم وتقليع اشجارهم ومزروعاتهم )وهو اسلوب صهيوني بامتياز( لجبار المطلوب على تقديم نفسه والستسلم .وقد أشار تقرير صادر عن "منظمة هيومان رايتس ووتش" بعنوان "مختفيين الوليات المتحدة :أشباح المخابرات ن أمريكا تستخدم المريكية المحتجزين لفترات طويلة المد" الى ا ّ أساليب مألوفة بين الدكتاتوريات القمعية. لكن المحققين ليسوا من بلد دكتاتوري وإنما من وكالة المخابرات المركزية المريكية ،السي آي إيه. ويضيف التقرير "الختفاءات" كانت علمة النتهاك المميزة للدكتاتوريات العسكرية في أمريكا اللتينة في "الحرب القذرة" ضد التآمر المزعوم. والن أصبحت تكتيك الوليات المتحدة في صراعها مع القاعدة .ويضم سجناء السي آي إى "المختفين" أبو زبيده ،مساعد مقرب لسامه بن لدن ،ورمزي بن الشيب الذي ربما كان أحد المختطِفين في 9/11لول فشله في الحصول على تأشيرة دخول للوليات المتحدة ،وحمبلي وهو أحد حلفاء القاعدة الساسيين في جنوب شرق آسيا وعبد الرحمن الناشري الذي يزعم بأنه العقل المدبر وراء تفجير المدمرة كول. ووفقا ً لـ"الفريق المستقل لتقييم عمليات السجن لوزارة الدفاع" الذي صرح للسي آي أى يترأسه وزير الدفاع السابق جيمس شلسينجر ،فقد ُ "بالعمل وفقا ً لقواعد مختلفة" عن تلك السارية على الجيش المريكي. وانبثقت هذه النظمة جزئيا ً من مذكرة من وزارة العدل في آب/أغسطس 2002ردا ً على طلب من السي آي إى لتلقي إرشادات ،حيث نصت المذكرة على أن تعذيب معتقلي القاعدة "قابل للتبرير" وأن القوانين الدولية ضد التعذيب "قد تكون غير دستورية إذا تم تطبيقها في عمليات التحقيق" التي تتم في سياق الحرب ضد الرهاب.
ل تعليق لدينا نضيفه على ما ذكرناه من فضح للستراتيجيات المريكية في التعذيب و النحطاط التي تعيشه هذه الدولة ,ولكن يبقى لدينا سؤال جهه لجميع من قرأ التقرير بعد أن فاضت عيناي دموعا في كل سطر نو ّ ن صورة احد المعتقلين السابقين في سجن أبو غريب الذين منه سيما وا ّ عقدوا تصريحا عند خروجه من السجن و نقلته الجزيرة الفضائية وقتها مازال عالقا في ذهني ,رجل بكل ما للكلمة من معنى شامخ قوي معتز بدينه و شرفه لم تتمالكه نفسه فانفجر باكيا شاكيا قائل "لقد اغتصبوني".
ل أملك ما أفعله حيال هذه الجرائم المريكية سوى ما سطّره قلمي مضافا اليه هذا السؤال" :ماذا لو تعّرض أحدكم لمثل هذا؟ ماذا سيكون ردّ فعلكم وما هو تصّرفكم؟ بالتأكيد لن يتكلّم أحد عن مزايا الديمقراطيّة المريكية وعن رغبته بتنمية بلده وتطويره وبخوض ما يسمى النتخابات وهم فيها فرحين وما الى ذلك بعد أن فقد أعّز ما يملك وهو شرفه مه وأباه وبيته وارضه وشعبه... وعرضه واخته وا ّ
الخلصة حين تفقد العدالة معناها!! اعتبر العديد من الدارسين ،ان انتشار طراز الحياة المريكية " واوهامها " ،أحد السباب الحقيقية لتفكك الخلق وانحدار الفنون في يومنا هذا ، وانغراس جذور الجريمة ،هذه المسالة ،نوقشت من خلل وضعها الضروري ضمن منظور التاريخ المريكي ،لن انحطاط الثقافة الذي يلعب دورا منظما في حياة المجتمع المريكي ،إنما ينحدر من طبيعة تاريخ الوليات المتحدة . ولعل اهم ما قيل في هذا الجانب ،ما ورد في كتاب " الوليات المتحدة، طليعةالنحطاط" لروجي غارودي ،حيث يقول: لقد لعبت الثقافة واليديولوجيات في أوروبا دوما ،دورا هاما في الحياة السياسية ،كما جرى على سبيل المثال ،في أوروبا المسيحية ،وفي عصر التنوير ،وفي عصر الثورة الفرنسية ،وفي عقود القوميات ، والماركسية وثورة أكتوبر .
أما في أمريكا ،فخارجا عن الهنود ،السكان الصليين الذين نظمت حضارتهم علقاتهم الجتماعية " قبائل النكا مثل " ،والذين فقدوا % 80 من عددهم بسبب التصفية العرقية ،ثم همش من بقي منهم ،وزج في " محميات " ،فان كل السكان الذين يعيشون في الوليات المتحدة هم من المهاجرين . ومهما كانت أصول هؤلء المهاجرين ،وحضاراتهم الولى ،فقد جاؤوا إلى أمريكا بحثا عن العمل وكسب المال .وسواء كانوا ايرلنديين أو طليان ،أو عبيدا سودا غربوا عن مواطنهم الصلية قسرا ،سواء كانوا مكسيكيين أو من بورتوريكو ،فقد جاء كل منهم يحمل معه دينه وثقافته .ولنه لم يكن لدى هؤلء المهاجرين والمهجرين ديانة أو ثقافة مشتركة ،فقد كانت الرابطة الوحيدة التي تجمعهم ،تشبه ما يربط بين أفراد فريق يعمل في مشروع مشترك. أما الوليات المتحدة ،فهي تنظيم إنتاجي ،تضبط عمله ،نفس العقلية التكنولوجية والتجارية ،حيث يشترك فيها المنتج والمستهلك ،في غاية واحدة هي النمو الكمي للرفاه .أما الهوية الشخصية ،الثقافية ،والروحية أو الدينية ،فهي مسألة خاصة ،وفردية بشكل حازم ،ل شأن لها في آلية عمل هذا التنظيم ،ول تتدخل فيها . ول يستطيع اليمان بمعنى الحياة ،أن يعيش في مثل هذه البنى الجتماعية ،إل لدى الجماعات التي حافظت على هويتها وثقافتها القديمة ،أو لدى بعض الفراد ممن تغمرهم روح البطولة .أما الغالبية العظمى من هذا المجتمع ،فقد مات الله عندها ،لن النسان فيه ،قد بتر عن بعده الرباني ،وهو البحث عن معنى الحياة . وهكذا أصبح المكان خاليا ليحل فيه تشرذم الطوائف ،والخرافات ، وتسرب المخدرات ،وسموم الشاشة الصغيرة ،كل ذلك تحت غطاء طهرية رسمية ،ترضى بكل أنواع التمييز ،وتبرر كل المجازر . إن أول مراقب نافذ البصر لواقع الوليات المتحدة كان توكفيل الذي كشف عام 1840في كتابة " الديمقراطية في أمريكا " ،حتمية آلية بناء الدولة قائل " :إني ل أعرف شعبا يحتل فيه حب المال حيزا كبيرا من قلوب الناس أكثر من هذا الشعب ،شعب يشكل تجمعا من المغامرين والمضاربين " .وما زلنا اليوم ،قادرين أن نجد في تاريخهم أسس انحطاط ثقافتهم . فمن جهة العلقة بالطبيعة ،لم تأخذ كلمة " الحدود " وعلى مدى قرن كامل ،نفس المعنى الجغرافي الذي أخذته في أوروبا .كان الحيز المكاني بالنسبة لهم امتدادا مفتوحا ،وبقي كذلك حتى نهاية القرن التاسع عشر ،حيث بلغ التوسع مداه بالوصول إلى المحيط الهادئ .عندها فقط أعلن عن " ترسيم الحدود " .كان هذا الفضاء الجغرافي مفتوحا لكل أنواع السلب ،وأشكال البادة :إبادة الغابات ،وحيوان البيزون " البقر المريكي " ،وكذلك التنقيب المحموم في مناجم الذهب والفضة . أما العلقة مع البشر الخرين فكانت ذات طبيعة خاصة :في البداية كان اصطياد الهنود للستيلء على أراضيهم ،دون أن يترك لهم خيار ،غير خيار التصفية العرقية أو التصفية في " المحميات " .وبعد ذلك ،ساد بين
البيض أنفسهم قانون الغاب ،لقتسام ثروات الهنود المسروقة ، وأراضيهم ،أو الذهب المأمول استخراجه . أما ما يتعلق بمعنى الحياة ،فقد تقلص إلى البعد الكمي للثروة أو الرض أو كنوزها .كانت حياة " الوسترن " و " الغرب القصى " ـ ماعدا بعض الستثناءات ـ تضفي لبوس العظمة على هذه " الملحمة " العنصرية ، وسيادة قانون القوى في الحرب التي شنها الجميع ضد الجميع .أما البيوريتانية المسيحية ،فلم تلعب أي دور في العلقات الجتماعية القائمة آنذاك إل دور التبرير. ويشكل العنف الكثر دموية والذي يرعاه نفاق ديني ،سمي دائمة في تاريخ الوليات المتحدة منذ تأسيسها .وقد حمل البيوريتانيون النكليز الذين نزلوا أمريكا ،حملوا معهم العتقاد الشد فتكا في تاريخ النسانية ، وهو العتقاد بفكرة " الشعب المختار " ،الذي أعطى الشرعية لعمليات استئصال السكان الصليين واغتصاب أراضيهم ،وكأنهم أمر إلهي ،اقتداءا بالنموذج التوراتي ،نموذج يشوع حيث أو كل " رب الجنود " لشعبه مهمة ذبح السكان الصليين في بلد كنعان والستيلء على أراضيهم . وتماما مثلما فعل السبان الذين وصفوا تصفية هنود جنوب القارة ،أنها عملية " تنصير " ،فقد استلهم البيوريتانيون النكليز سفر يشوع في مطاردتهم للهنود ،وسرقة أراضيهم ،وعمليات " الستئصال المقدسة " ، على غرار ما ورد في التوراة . كتب أحدهم يقول " :من الجلي أن الله دعى المستعمرين إلى الحرب ، حيث يركن الهنود إلى عددهم وأسلحتهم ،يتربصون الفرص لرتكاب الشر ،مثلما فعلت قبائل الماليين ،والفلسطينيين الذين تحالفوا مع آخرين ضد إسرائيل " ..من كتاب ترومان نيلسون :بيوريتانيو ماساشوستس " من مصر إلى أرض الميعاد ـ اليهودية " .وغالبا ما يصور " إعلن استقلل الوليات المتحدة " ،في 4تموز ، 1776أنه تصور مسبق لعلن " حقوق النسان والمواطن " في فرنسا الذي صدر عام . 1789إل أن إعلن الستقلل هذا ،هو في حقيقة المر ،مثال مذهل للنفاق الذي توحيه كلمة " الحرية " حسب المفهوم المريكي . ينادي العلن في سطوره الولى " :يولد كل الناس متساوين .وقد وهبهم الخالق حقوقا غير قابلة للتنازل عنها :حق الحياة ،وحق الحرية ، وحق البحث عن السعادة ". إل أن " الحرية " المريكية تجلت بشكل آخر :الحتفاظ بالرقيق السود قرنا كامل بعد العلن .واحتاج المر حربا أهلية لتوضع عام ، 1865نهاية لما كانوا يسمونه حتى ذلك الحين " المؤسسة الخاصة " ،أي بمعنى آخر " الرق " .ومنذ تحرير العبيد لم يترك لهم مكان في المجتمع ،ولم يكن يسمح لهم بامتلك واحدا فقط من الستين آربانت " قياس فرنسي " المسموح به للبيض . بعد ذلك ،ولد إرهاب الجمعيات السرية ،مثل منظمة كوكلوكس كلن . أما قوانين السود فقد أبعدت العبيد القدامى عن الحياة السياسية ،كما أبعدهم التمييز العنصري عن المجتمع المدني .وهكذا ورغم تضحيات مارتن لوثر كينج ،تستمر التفرقة العنصرية إلى يوما هذا .وتفوح رائحة النفاق اكثر عندما يتعلق المر بالهنود .إنها المرة الولى التي يظهر فيها
بقوة ما سيصبح لحقا المبدأ المحرك لكل العتداءات المريكية المستقبلية للوليات المتحدة في العالم :وهو أن العدوان والتصفية العرقية ،صورا مسبقا على أنهما ردود فعل دفاعية .وقد وصف إعلن الستقلل الذي نادى بالحرية والمساواة ،وصف الهنود " بالمتوحشين الذي ل يعرفون الرحمة ،والمعروفين بحبهم لشعال الحروب ،وارتكاب المجازر " . من هذا المنطلق ،تحدث العلن عن مجتمعات السكان الصليين ،كي يبرر مقدما المجازر واغتصاب الرض بحجة " الدفاع المشروع " .وهبط عدد السكان الهنود بحكم عمليات التصفية من عشرة مليين إلى مئتي ألف فقط ،وكأن المر ،أن الهنود هم الذين غزوا أرض المستعمرين ،ل أن المهاجرين من أوروبا ،هم الذين وفدوا ليغتصبوا أراضيهم ويدمروا حياتهم . هكذا كانت السياسة المريكية الثابتة ،منذ ذلك الحين ،انطلقا من " الخطيئة الولى " بحق الهنود والرقاء السود . قال سيمون بوليفار ،أحد أبطال محاولت الستقلل في أمريكا اللتينية في أواسط القرن التاسع عشر " :يبدو أنه كتب على الوليات المتحدة أن تقوم بتعذيب وإذلل القارة باسم الحرية". ويشهد توكفيل على بربرية المستعمرين تجاه الهنود الذين استخدموا أسلحة ل يمكن مقارنتها باي مقياس بأسلحة الغزاة .ووصف بسخرية لذعة ،وإنسانية دامية انتصار " الحرية " ،تلك المسيرة المظفرة للحضارة عبر الصحراء قائل " :في قلب الصحراء ،وفي أواسط الشتاء ، حيث كان البرد قارسا جدا ،قام ثلثة آلف أو أربعة آلف بمطاردة العراق البدوية من الوطنيين الذين كانوا يفرون أمامهم ،حاملين مرضاهم وجرحاهم ،وأطفال ولدوا حديثا ،وشيوخا على حافة الموت " ، وتابع يقول :إن المشهد كان مثيرا ولم تمح من ذاكرته أبدا . هكذا بدأ تاريخ " الشمال " في " العالم الجديد " ،كما صوره نعوم شومسكي في كتابه " ايديولوجيا واقتصاد " .وفي عام ، 1754وصف بنيامين فرانكلين ،الناطق الرسمي البارز باسم التنوير ،وصف " أب المة " بأنه الرجل الذي يطرد السكان الصليين كي يفسح المكان لمته . وأعطى جورج واشنطن الدرس نفسه لقبائل اليروكواس ،عندما كلف جيشه بتدمير مجتمعها وحضارتها ،وهما مجتمع وحضارة متقدمان نسبيا بمقاييس عام . 1779لم تشهد القرون المتعاقبة ،إل نادرا أن ينظر إلى مثل هذا النفاق والجبن الخلقي الواضح ،بمنظار العجاب والحترام . وفي عام ، 1789وصف توماس جفرسون ،ما سماه " اتحادنا " ،بأنه المنطلق لعمار كل أمريكا ،الشمالية منها والجنوبية .وقال إنه لمر حسن أن تبقى القارة بيد العرش السباني ،إلى أن يصبح " مجتمعنا قويا ة قطعة " .. بما يكفي ليتمكن من التهام القارة قطع ً أما جون كيتري آدامز ،مهندس الفكرة التي قادت إلى وضع مبدأ مونرو فقد وصف " الدومينيون " على أنه قارة أمريكا الشمالية .وقد أوضح فكرته بقوله :هذا هو قانون الطبيعة .وقد جرى تطبيق هذا " القانون " تطبيقا واسعا جدا .فقد استخدمه آدامز من جديد في القضية المتعلقة بالجهود الخائبة التي بذلتها الصين لمنع توريد الفيون إلى بلدها ،انطلقا
من الهند .وقد أدى فشل هذه الجهود إلى اندلع حرب الفيون . واستخدمت بريطانيا العنف لتقضي على المقاومة التي أبدتها الصين ، باسم المبادئ السامية للتجارة الحرة .كانت المقاومة الصينية قد منعت المبراطورية البريطانية من الوصول إلى السواق الصينية عن طريق منع توريد منتجها الرئيسي الذي قدمته للصين ،وهو الفيون . ووصف آدامز محاولت الصين لمنع توريد الفيون ،بأنه عمل ضد القانون الطبيعي . وفي فترة أقرب إلينا ،حدد وودرو ويلسون " واجبنا الخاص " ،تجاه كل شعب مستعمر ،وهو " أن نعيد لهذا الشعب النظام والسيادة " .و" ندربه على القانون والتعود عليه وإطاعته " .هذا يعني من الناحية العلمية الخضوع لـ " حقنا " في سرقة هذا الشعب واستغلله .وشرح ويلسون باختصار الدور الذي تلعبه القوة المريكية في هذا المشروع قائل : " انطلقا من حقيقة أن التجارة ،ليس لها حدود قومية ،وانطلقا من أن الصناعي يريد امتلك العالم من أجل السواق ،فان على علم بلده أن يتبعه أينما ذهب ،وعلى البواب المغلقة للمم الخرى أن تخلع ،وعلى وزراء الوليات المتحدة أن يحموا امتيازات أصحاب رؤوس الموال ،حتى ولو أدى ذلك إلى انتهاك سيادة المم الخرى المتمردة .يجب خلق المستعمرات أو الحصول عليها ،بحيث ل نهمل أو نتغاضى عن أصغر زاوية في العالم " . هذه العبارات الصادقة بسبب صراحتها ،تحمل دللة حقيقية للمثل العلى " للولسنية " ،في الحرية وتقرير المصير .وهو مثل غالبا ما يورده المثقفون الغربيون عاريا دون تزويق . وقد طبق ويلسون ،عندما أصبح رئيسا للجمهورية بعد بضع سنوات ، عقيدته حول تقرير المصير ،بغزوه المكسيك ،وجزيرة أسيانيول " التي تشكل تاهيتي وجمهورية الدومينكان " .وقد قتل جنوده ،وسلبوا ، وأسسوا حالة شبيهة بالرق ،ودمروا النظام السياسي ،ووضعوا البلد بين أيدي المستثمرين المريكيين . وقد نشر روبرت لنسينغ ،وزير خارجية ويلسون ،مذكرة شرح فيها معنى " مبدأ مونرو " ووصف ويلسون نشرها بأنه سوء تصرف سياسي ،ولكن حيثياتها ل يمكن أن تهاجم . قال لنسينغ " :في دفاعها عن مبدأ مونرو ،إنما تدافع الوليات المتحدة عن مصالحها الخاصة .أما إنصاف المم المريكية الخرى فهو مسألة إضافية ،وليس غاية بحد ذاتها .وبقدر ما يبدو هذا المضمون مبنيا بشكل فريد على النانية ،فان واضع هذا المبدأ ،ليس لديه دافعا أسمى أو اكثر أريحية ليقدمه " . ما كان استرجاع أشكال المخاتلة الصلية في السطورة المريكية ليحمل فائدة تاريخية كبيرة ،لو لم يتطور هذا النظام السياسي ،بعد قرنين ، ليشمل العالم كله . فحتى الحرب العالمية الولى تركزت أعمال السلب في القارة المريكية فقط .وكانت المشكلة آنذاك تتلخص بإعاقة سيطرة أوروبا على الرض والمؤسسات المريكية ،بالوسائل المالية ،أو غيرها .
كان تاريخ الوليات المتحدة في القرن التاسع عشر ،هو أول تاريخ إبادة الهنود ،إذ جرى بين عامي 1800و ، 1835تهجير كل الهنود من حوض المسيسبي ،في ظروف تهجير وإسكان تذكرنا بعمليات التهجير الهتلرية . كما أبيد اللف من حيوان البيزون الذي يقتاتون به ،ومن صوفه يصنعون ملبسهم ،ودمرت مساكنهم .ولم تتوقف المقاومة الهندية المسلحة إل بعد ارتكاب مجزرة " وونددني " عام . 1890كان تاريخ الوليات المتحدة أيضا ً ،تاريخ استغلل العبيد السود ،وخاصة في ميدان زراعة القطن . هذه هي السمات الساسية لسياستهم الداخلية .أما سياستهم الخارجية فقد هدفت لنزع يد إسبانيا والبرتغال عن " ممتلكاتهما " في القارة ،ليحل محلها توغلهم القتصادي وسيطرتهم السياسية .ثم طردوا بريطانيا ليستغلوا بدل منها البترول . وقد حدد الرئيس مونرو في رسالته إلى الكونغرس " 2كانون الول 1823 " القاعدة الساس لهذه السياسة الهادفة لستبعاد الهنود ،والزنوج وأوروبا ،قال فيها :للوروبيين القارة القديمة ،وللمريكان القارة الجديدة . واتخذ من تفجير بارجة في ميناء هافانا ،ذريعة لشن حرب ضد اسبانيا أ، جرى بنتيجتها احتلل بورتوريكو ،والفليبين وكوبا . أسال التدمير الوروبي المتبادل في الحرب العالمية الولى ) 1914ـ (1918 أنهارا من الذهب ،صبت في الوليات المتحدة ،التي هبت للتجدة عندما وصلت الحرب إلى نهايتها ولحت أعلم النصر . وتحمل أسطورة المحررين المريكيين لوروبا تضليل مزدوجا : ـ التدخل المريكي الذي جاء بعد ثلث سنوات من اندلع الحر )عام (1917 لن مصالح الفعاليات القتصادية المريكية تعرضت للخطر بسبب نسف البواخر المريكية التي واصلت متاجرتها خلل الحرب مع بريطانيا ،وكذلك لن الوزير اللماني زيمرمان ،وعد المكسيك بتشكيل حلف ضد الوليات المتحدة ،سيعيد بنتيجة للمكسيك أقاليمها الضائعة " :تكساس ،أريزونا ، نيومكسيكو " … وقد أدى تدخل ألقيصر كيسزر " صاحب أكبر مصانع للسفن في الوليات المتحدة " إلى تبدل في الرأي المريكي ،لمصلحة إرسال حملة إلى أوروبا ) 4نيسان . (1917 كلفت الحرب العالمية الولى فرنسا مليون ونصف قتيل ،وألمانيا أكثر من مليون وسبعمائة ألف قتيل .ومن الضروري أن نقارن هذه الرقام بعدد الضحايا التي نتجت عن المشاركة الرمزية للوليات المتحدة . أما الرخاء القتصادي الذي شهدته الوليات المتحدة ما بين عامي ) 1920ـ ، (1933فقد تحول إلى تهتك ،مع نمو نشاط المافيات المتآمرة مع أجهزة الشرطة من خلل قانون منع الخمور الذي صدر عام ، 1919والذي ازدهرت من خلله الحانات غير القانونية ،والملهي وبيوت الدعارة السرية ونشاطات مهربي الخمور . وقد شهدت أعوام ) 1921ـ (1924إجراءات لكبح جماع الهجرة إلى الوليات المتحدة ،وازداد نشاط عصابات الكوكلكس كلن ،ناشرة الرعب من جديد في مناطق الجنوب .وحملت النوفينية المسيطرة ،إلى الكرسي الكهربائي العديد من البرياء مثل ساكو وفانزتي ،الناشطين اليطاليين وأصبح الهم السياسي تحطيم أي نظام اجتماعي يتعارض مع
التوغل القتصادي المريكي ،وبكل وسيلة ممكنة .كما أصبح التحاد السوفيتي و " العدوى " التي يمكن أن ينقلها ،العدو الرئيسي .وهيمن رعب مماثل على أوروبا الغربية .ولم يتردد القادة المريكان ،في العتماد على أعتى الطغاة ،باسم الدفاع عن الحرية ،التي هي في الحقيقة حرية الباب المفتوح للتوسع المريكي بل حدود . وفي الحرب العالمية الثانية ،جرى النزال النكلو ـ أمريكي في أوروبا ، عام . 1944وكان اليابانيون ،قد دمروا بشكل غادر السطول المريكي في بيرل هارير ،بينما كان المريكيون يسعون لنقاذ مصالحهم في المحيط الهادي أمام التوسع الياباني الخاطف. لم يتدخل المريكيون مباشرة ضد هتلر إل في 19حزيران ، 1944عندما كان يعاني من هزيمته الولى في كانون الثاني ، 1944حيث تحطم جيشه في ستالينغراد ،بعد أن خسر 400ألف جندي بينهم 140ألف أسير . كانت المقاومة في أوروبا ،وطوال سنوات الحرب قد قضمت الحتلل اللماني .وفي ذلك الحين ،كان هتلر قد حشد خيرة قواته ) 189فرقة من أصل 315فرقة( على الجبهة الروسية ،و 38فرقة على الجبهة اليطالية و 64فرقة على الجبهة الممتدة من النرويج إلى فرنسا .وأدى هدا كله إلى تشتت آلة الحرب الهتلرية . وجاء إنزال حزيران 1944بعد قصف مرعب على التجمعات السكانية المدينة راح ضحيته 570ألف قتيل و 800ألف جريح من المدنيين . والمثال الكثر دللة على قصف المدنيين ،هو قصف درسدن ) 135ألف قتيل مدني( ،على الرغم من أن الزحف الروسي كان قد تجاوز المدينة ، التي لم تعد لهذا السبب تشكل هدفا عسكريا .أما هيروشيما ،فقد مسحت يوم 2آب ، 1945من على الخارطة بفعل قنبلة ذرية ،أودت بحياة 75ألف ضحية ..ثم جاء دور ناغازاكي ،بعد ثلثة أيام من قصف هيروشيما فعاشت نفس المصير ،مع أن المبراطور كان قد اقترح استسلم اليابان . فهل يمكن نكران ان العدالة قد فقدت مفهومها وقيمتها ،ونحن وصلنا في بداية اللفية الثالثة؟.
الديمقراطية المريكية في العراق
Cane's Apple All researchers agree unanimously that the world is witnessing two models of killing culture drawing their data and means from a common history; they the USA and Israel. America which had exterminated 60 millions of the indigenous Red Indians, Israel has adopted its very heritage to opted to follow the same pattern for the same end. Hertzel, founder of the Zionist movement, wondered: How could the occupation of land be achieved, and what to do the local communities, that is what could the Zionists do with the Palestinian people owner of the land. And he would answer himself: The same way in which the indigenous Red Indians were exterminated … not only that but a tough team of hunters would be formed and "we" would gather the whole herd in one place, then "we" would throw a destructing bomb among them. This is the plan Hertzel has set up and which is still strictly followed by the Zionists in killing the Palestinians and organizing massacres. The Zionists' grandchildren did not break away from that consensus. Hertzel's teachings did not differ a lot from the written Torah teachings whose lines smell of homicide and Gods presaging killing and massacre; a directive that they inculcate in their generations' mind despite the distances between them, and whose roots extend in the Zionist ideology from the first exodus (capture) until the New World Order. The Common Action In a saying that sums up all what is said about the relationship between the USA and the Zionist entity, Bush says: "Our nation is more powerful and secure because Israel is a true ally on which we can rely". This message does not differ from Sharon's own words declaring publicly that "Israel is the greatest and the best external investment". Investing 9/11 incidents, Bush reaffirms that what happened in America and what is happening in Israel now imposes the need for partnership in means and goals, and requires common action through an alliance that brushes away differences.
The American Imperial Project From Puritanism to the Shock Strategy Talk of the American Dream is not a new, but goes back to the rise of the American state. … This imperial orientation is not only product of a political vision or strategic choice contingent upon an important historical event or a particular president or administration, but rather this trend was and still remains an established line despite various handicaps throughout some of its historical phases, but in no time imperial advocates would resume work for their project. From the Atlantic to the Pacific The USA emerged with inborn geography and history disposition; an evermoving entity never to able to stop at a border that would halt its expansion and march, because interruption or termination would only mean surrender to a siege or a prelude for retreat and recession. Ever since its first emergence the USA was aware of the need to fill up the space from the Atlantic coast line to the Pacific coast line. … Claims of Divine Mission and Manifest Destiny were feeding its ambitious plans in both Asia and Europe. Albert Beveredge's address "The March of the Flag" in 1989 depicts the American Dream as something that has accompanied the birth of the USA which has seen itself the legitimate heir of older decaying empires. The Imposed Option This strategic option prevailed inside the deliberation until Congress considered that "The Empire" is the option that America should stick to, and that helped legitimizing the right to crush he who dares to defy the American arrogance or to resist its expansion project….Thus, the emerging imperial plan set to biting into the remains of the crumbling empires: Spain and Portugal… and to get ready to seize the right occasion to inherit the European empires: France and Britain which were exhausted as a result of the two world wars. And in the right moment the USA stepped in to seize the heritage of what it called "Strategic Vacuum". And after the fall of Nazi Germany, it set out to bribe its allies through the Marshall Plan; a plan that guaranteed the subordination and allegiance of Europe and a source of embezzlement up to the present day.
He who reviews American documents notices that the USA has put the Arab region among the list of the most vital and important regions for its own strategic interests. This importance emanates from: The existence of the biggest oil reserves in the world. The existence of an outpost and a strategic ally represented by the Zionist entity transplanted in the heart of the Arab geography. The region's distinctive strategic location; the junction of three continents, and the location of the main trade routes, and its inclusion of straights and gulfs: Gibraltar, the Swiss canal, …. For these and other considerations, the region was of vital interest to the USA, so there was a need and the USA was intent to dominate it even by force. Adaptation with Various Phases: During all these historical phases, American decisionmakers and stratagems were adapting with various phases, seizing opportunities to serve their imperial project, and the American Dream they have never given up even if they have sometimes entered into a period of "seclusion" waiting for an opportunity to dash more confidently, and thus evolved the American strategy from the policy of seclusion to the option of participation into the reshaping of world order under the impact of the Vacuum Filling Strategy. But against the Soviet Union, the USA resorted to the strategy of alliances, with the intent to contain the power this empire, then it moved to the Deterrence and Containment strategy which was the rule during the cold war. The New World Order Just after the demise of the Socialist Block following the first Gulf war, the multipolar, old Order came to end, just to be replaced by The New World Order. And America believed –mainly its decision makers that it managed to seize the unique historical moment and therefore "should use all its material and moral potentials to safeguard this advantage, and to invest it in order to appropriate the leadership of the world, and to reshape it anew according to the American national interests.
Now that the red giant has vanished it is time to reverse priorities, and the state was required to change its forms of intervention to take along China's opening up and to benefit from it, as well as from the newly emerging economies in Eastern Asia, and the undergoing operations in central and Eastern Europe. Thus, the national security State has to leave the floor for the "totalitarian State". Back to Supremacy Strategy: The new administrations' priority was to go back to the supremacy strategy emanating from the Defense Policy Guidance report drafted by Wolfowitz and his aides and which recommends "to prevent any hostile power to dominate regions of resources that would help it occupy the place of a great power, and even to abort any attempt by industrialized powers to defy America's leadership or to reverse the existing political and economic equation. Basics of the American Strategy: This strategy was built upon a series of principles we sum up as follows: American Centrism Absolute hegemony Ensuring continual hegemony Might is right The New Geography of Conflicts: In his article entitled "The New Geography of Conflicts", Michael Klare reported America's need to extend its domination to Central Asia. This shows a new turn in its strategy. In fact this region is rich in crude, gold and cotton. The Five American Political priorities: The main Geostrategic zones presented to the President of the USA are the following: 1 eastern Asia: China and Japan. 2 Europe: the NATO and the EU. 3 Indian Continent: India, Pakistan and the rest.
4 The Arabian Gulf: Oil sites: Iraq and Iran up to the northern region of Caucasus. 5 The Middle East and mainly Israel; the strategic ally. But this geographical division is accompanied by a geopolitical vision that divides the world into four according to the Institute of National Strategic Studies: Core partners. Transition States Rogue States Failing States 9/11 and the Most Significant Strategic Turning Point: The USA considered that the 9/11 events will be turning point between the past and the future in matters relating to the political, strategic, economic and legal affairs and their handling. No body will ever forget Bush's words: "Every nation in the world should make its own decision: either to side with us or to side with terror". But we should remind that the 9/11 events are the lawful and natural outcome of globalization. Those events have resulted in the following phenomena: The IndividualState (such as Ben Ladin and his organization: Al Qaida). Security globalization (more than 50 states cooperated and are still cooperating with the CIA and the FBI). The vanishing of all the individual liberties often celebrated by democracies. Those freedoms were sacrificed on the altars of security. Iraq Occupation: Wolfowitz has made himself clear when he said: "We have no choice in Iraq. The country floats on a sea of oil". In fact by occupying Iraq the USA is resolve on achieving the following aims: To lay its hand on the Iraqi oil resources. To secure the oil and gas pipes supplying the western market with oil at reasonable prices. Wish to appropriate an economic and political means of pressure called Global Oil Veto.
To guarantee the security of Israel and laying the path for the Wider MiddleEast project aiming at integrating Israel and making of it a Singapore in the MiddleEast. To found the first secure military base in a subordinate, dependent state in the heart of a vital zone with the aim of besieging the whole region. To foil the Arab renaissance program and to work for more division and subordination of the Arab states, threatening with intervention to change political regimes and educational syllabi if the American directives were not implemented. Dangerous Ways: Despite Europe's attempts to resist the American project, the USA stuck to it, pursuing its policy of regime change by force as it had done in Afghanistan and Iraq. The USA was giving itself ample natural right to manage the world in a way Europeans often find dangerous. And chaotic. Europeans in fact think that this would lead to "The Chaos Empire" void of any law to protect the weak, but rather an arrogant style that abolishes state sovereignty and establishes the sovereignty of business cartels and multinational firms instead of the citizens. No doubt that the gap between the USA and Europe is widening as American Imperialism hardliners are still savoring their Afghan and Iraq victories and witnessing the retreat of the role played by international agencies. The Imperial American thought today is very similar to its beginnings, only its means and ways have differed. They have become more sophisticated in line with the development seen in technology and the information revolution which has opened up new horizons for the Imperial Dream in a time when the slogans of the imperial army; democracy, freedom and human rights have began losing much of their luster and gloss.
السيرة الذاتية للكاتب زكريا محمد شاهين
من مواليد القدس – 1945رئيس تحرير مجلة إلى المام – 1984- 1978بيروت مدير إذاعة القدس – 1990 – 1987 كاتب في عدة صحف ومجلت عربية مدير تحرير مجلة أمواج-طرابلس كاتب في مجلة الجيل الجديد -حيفا من أسرة تحرير صحيفة العرب اللندنية
من أعماله حين يختلف الرواة -مجموعة شعرية -بيروت – إصدارات إلى المام وثيقة إدانة -مجموعة شعرية – بيروت – إصدارات إلى المام جسر لحزان الماء -مجموعة شعرية -إصدارات سيف البحر شاهين - طرابلس الرجل الذي لم يكن هناك -رواية تحت الطبع كتب سياسية شتلت الزعتر وجنازير الدبابات المركز العالمي لدراسات الكتاب الخضر -طرابلس الفكر الصهيوني بين النظرية والممارسة – إصدارات سيف البحر شاهين -طرابلس ستة أيام في أفغانستان – إصدارات إلى المام -بيروت فلسطين في زمن التحولت – إصدارات سيف البحر شاهين -طرابلس السقوط في براثن الشمال المتوحش – أطروحة دكتوراه – جامعة -
الخرطوم – تحت الطبع