الحوار في السيرة النبوية

Page 1


)1(


‫البحث الفائز باجلائزة الثالثة املناصفة يف‬ ‫مسابقة معايل السيد حسن عباس رشبتيل العاملية للتعريف بنبي الرمحة ‪‬‬ ‫يف دورهتا الثانية‬

‫الحوار في السيرة النبوية‬

‫الدكـتور السيد علي خضر‬ ‫أستاذ العلوم اللغوية المشارك‬ ‫كلية التربية – جامعة المنصورة‬

‫(‪)2‬‬


‫مقدمة‬ ‫احلمد هلل والصالة والسالم عىل خاتم رسل اهلل المحةلا ادالداة والة ملا ادسلداة‬ ‫حممد بن عبد اهلل صىل اهلل عليه وعىل آله وصحبه ومن اهتدى هبداه وب د‪:‬‬ ‫فاا هي مسابقا م ايل السيد حسن عباس رشبتيل ال اديا لةرصة نبلي المحةلا‬ ‫‪ ‬نتواص يف دورهتلا الاانيلا بتةمليم ملن {ادمحكل ال لادي للت محفلب بالمحسلو ‪‬‬ ‫ونرصته} ادةباق من رابطا ال امل اإلسالمي‪.‬‬ ‫ومللن توفيللق اهلل تم فللتم اختيللار {احلللوار يف السلللة الةبوفللا} موضللوعا‬ ‫للمسابقا يف دورهتا الاانيا ذلك تم احلوار تسلوب نبوي تصي حافظ عليله الةبلي يف‬ ‫مجيع ممحاح سلته الرشففا مع القمحفب والب يد وادوافق وادخالب وفكفلي يف تككيلد‬ ‫ذلك تدبمح قوله ت اىل‪{ :‬تدع إىل سبي ربك باحلكما وادوعما احلسةا وجادهلم بلالتي‬ ‫هي تحسن} { الةح ‪ }521‬وقوله ت اىل { ق فا ته الكتاب ت الوا إىل كلما سلوا‬ ‫بيةةا وبيةكم تم ال ن بد إال اهلل وال نرشك به شيئا وال فتخذ ب ضةا ب ضا تربابا من دوم‬ ‫اهلل فكم تولوا فقولوا تشادوا بكنا مسلموم} { آ عممحام ‪}46‬‬ ‫وحني تتحو نرصة ادصطفى ‪ ‬وحمبتله إىل عمل واقتلدا ن ونرصلة واعيلا‬ ‫خلاتم األنبيا ن فإهنا تاممح تطيب الاامر وتفة اا وهو ما حتقق من خلال هلذه ادسلابقا‬ ‫التي زاد عدد الباحاني ادتقدمني هلا عن {‪ }09‬باحاا‪.‬‬ ‫ولقد تسامت البحوث ادقدما للمسابقان والتي جا ت مت امةا ملع دعلوة خلادم‬ ‫احلمحمني الرشففني إىل احلوار بني تتباع األدفام والاقافات يف إبمحاز تصالا مةاج احللوار‬ ‫يف السلة الةبوفان وبيام تهدافه ووسائله وهي بذلك ت دُّ رافدا من روافد هذه ادبادرة‬

‫(‪)3‬‬


‫الكمحفما التي دعا إلياا خادم احلمحمني الرشلففني ادللك عبلد اهلل بلن عبلد ال فل آ‬ ‫س ودن وتاب ت تةفيذ ممحاحلاا رابطا ال امل اإلسالمي‪.‬‬ ‫ولست تدري يف هذه ادقدما ه تهةئ تم تشكمح ملن سلاهم فيالا بمحعافلا تو‬ ‫دعمن تو فكمحة تو حتكيمن تو كتابا تو تكليبن فام مجي ا مسلتحقوم للكلكمح والتقلدفمح‬ ‫لكةام قب ذلك ُفغبطوم وهيةئوم عىل ما وفقام اهلل إليه من رشف ادسلاةا يف نرصلة‬ ‫الةبي ‪‬ن والت محفب به يف ال ادنين وتخص مةام م ايل اللدكتور عبلد اهلل بلن عبلد‬ ‫ادحسن الرتكي الذي قب رئاسا ادمحك ال ادي للت محفب بالمحسو ‪ ‬ونرصته وهيك له‬ ‫الفمحصا لل م حتت مملا رابطا ال امل اإلسالمين ورتس جلام حتكليم هلذه ادسلابقا‬ ‫ال اديا‪.‬‬ ‫كام تشكمح وتهةئ تبةا م ايل السيد حسن عباس رشبتيل رةه اهلل الكيخ عبد‬ ‫المحةن والكيخ إبمحاهيم وإخواهنم الكمحام اللذفن تعلةلوا علن تكفل م سسلا م لايل‬ ‫السيد حسن عباس رشبتيل اخللفا بتكاليب هذه ادسابقا‪.‬‬ ‫والككمح موصو جلميع ال املني يف تةميم هذه ادسلابقا ال اديلا وحتكيمالا‬ ‫وخصوصا رئيس اللجةا ال لميا للمسابقا فضيلا األستاذ الدكتور عبلد ال فل بلن‬ ‫إبمحاهيم ال ُ ممحين كام تتقدم بالتاةئا والدعا جلميع ملن شلارك يف هلذه ادسلابقا بلال‬ ‫استاةا وتدعوهم إىل استممحار التواصل ملع ادمحكل ال لادي للت محفلب بالمحسلو ‪‬‬ ‫ونرصته الذي ف ت بكوم هذه ادسابقا ال اديا تحلد تهلم نكلاطاته إضلافا إىل تةمليم‬ ‫اد متمحات والةدواتن واد ارض واللدوراتن وتقلدفم اللجامج اإلعالميلان وإنكلا‬ ‫ادواقع ال اديا عىل شبكا اإلنرتنتن وطباعا الكتب بمختلب اللغات للت محفب بةبلي‬ ‫المحةا ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬


‫وبني فدفك –تهيا القارئ الكمحفم ثممحة فان ا ملن ثلامر هلذه ادسلابقا ال اديلا‬ ‫متالت يف بحث ق ّيم تقدم به الدكتور السيد عيل خرض ونا التقدفمح الالئق به يف كافلا‬ ‫جلام حتكيم ادسابقا دا اتصب به من الكمو واالستي اب وحسن ال محض وادةاقكا‬ ‫واجلد واالبتكار مع األصالا والتوثيق ال لمي مما ج له حيوز اجلائ ة الاالاا بادةاصلفا‬ ‫للمسابقا‪.‬‬ ‫تسك اهلل تم فبارك يف هذا اجلاد وتم فوفقه إىل تمحمجته ونرشه بلغات مت ددة‪.‬‬ ‫كام تسكله سبحانه تم جي لةا مجي ا من تنصار نبيةا حممد ‪ ‬وةللا رسلالته لل لادني‬ ‫وتم ف فدنا بذلك رشفا ورف ا يف الدنيا واآلخمحة‪.‬‬ ‫وصىل اهلل وسلم وبارك عىل نبيةا حممد وعىل آله وصحبه تمج ني‪.‬‬ ‫وصىل اهلل وسلم وبارك عىل نبيةا حممد وعىل آله وصحبه تمج ني‪.‬‬

‫أ‪.‬د‪.‬عادل بن علي الشدي‬ ‫األمني العام‬ ‫للهيئة العاملية للتعريف بالرسول ‪ ‬ونصرته‬

‫(‪)5‬‬


‫مقدمـة‬ ‫إم احلمد هللن نحمده ونست يةه ونستغفمحهن ون وذ باهلل من رشور تنفسلةا وسليئات‬ ‫تعاملةان من هيده اهلل فال مض للهن ومن فضل فال هادى للهن وتشاد تم ال إله إال اهلل‬ ‫وحده ال رشفكن وتشاد تم حملمدا ‪ ‬عبده ورسوله‪.‬‬ ‫وب د‪:‬‬ ‫فإم احلوار وسيلا ماىل للدعوة إىل اهلل ت اىلن رشعاا اهلل يف كتابه الكمحفمن وذكمح فيه‬ ‫صورا كالة من احلوارن إ ْذ حاور هو سبحانه ب ضا من خلقه حوارا مبلارشا كحلواره‬ ‫ادالئك َا الكمحا َم بككم خلق آدمن وحواره إلبليس بككم السلجود آلدم عليله السلالمن‬ ‫وحواره مع إبمحاهيم عليه السالم بككم إحيا ادوتىن ومع موسى عليه السلالم بكلكم‬ ‫قص ذلك يف القمحآم الكمحفم ليكخذ مةه اد مةلوم ال لجة والةفلع يف‬ ‫رؤفته سبحانهن ثم ّ‬ ‫دفةام ودنياهم‪.‬‬ ‫إم احلوار سةا إهليا وفطمحة فطمح اهلل ت اىل علياا خلقهن فال هيمله إال خمالب للفطمحة‬ ‫التي فطمحه اهلل علياان ون ةي باإلةا هةلا علدم اسلتةفاد الوسلع يف حل ادكلكالت‬ ‫باحلوار واللجو قب ذلك إىل القوةن كام حدث وال ف ا حيدث يف هلذا ال لامل ادليل‬ ‫بالرصاعن اخلاوي من ثقافا احلوار والتسامح يف كال من رصاعاته وخالفاته ادت افلدة‬ ‫فوما ب د فومن خاصا مع ت قلد ادصلالح وتكلابكاا وزفلادة القلوة الفتاكلا يف تفلدي‬ ‫الةاسن وهي تخطار هتدد البرشفا هتدفدا خطلا‪.‬‬ ‫ملمح التلارفخ حملاور َة تقلوامام‬ ‫وقد رشع اهلل ت لاىل ألنبيائله علليام السلالم علىل ّ‬ ‫وقص ب ضا من ذلك يف كتابه الكمحفمن وتضلمةت تللك احللوارات تسلس‬ ‫باحلسةىن ّ‬ ‫ال قيدة الوحيدة التي رشعاا اهلل ل باده توهلم وآخمحهمن إنسام وجةام وهي عقيلدة‬ ‫اإلسالم الذي ال فقب اهلل من الةاس فوم احلساب غله‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬


‫ملمح التلارفخن كلاحلوار بلني‬ ‫وذكمح اهلل ت اىل تطمحافا من حوارات اخلل والرشل علىل ّ‬ ‫اد مةني والكافمحفنن واحلوار بني اد مةني وادةافقني وغل ذلك‪ ..‬وهكذا نجد تسلوب‬ ‫بني اد امل يف القمحآم الكمحفم‪.‬‬ ‫احلوار وسيل َا دعوة إىل اهللن وقد جا واضحا ّ َ‬ ‫واحلوار تنواع وفةومن ولكن تصله تم فكوم ثما طمحفام فتداوالم احللدفث حلو‬ ‫مسكلا ما تو قضيان فيجمحي بيةاام كالم حو تلك ادسكلا تو القضيان هذا الكالم هلو‬ ‫احلوارن ت ّفا كام موضوعه تو تطمحافهن إنه عمليا لغوفا تواصلليا‪.‬‬ ‫ولقد ج‬

‫الةبي ‪ ‬من احلوار تساسا لةرش دعوتهن إ ْذ خلمح إىل الةلاس فكلمالم‬

‫غلله ملن االسلتممحار يف‬ ‫وحياورهمن ولقي من األذى ما كلام حمحفلا تم فمةلع كاللا َ‬ ‫الدعوةن لكةه كام مكلفا بذلك مكملورا بالصج واحتام األذىن وهكذا حاور قمحفكلا‬ ‫رجاال ونسا ن تفمحادا ومجاعاتن ثم حاور من لقي من ال محب خارجا إليام يف ادواسم‬ ‫نفسه عليام ليحموه حتى فب ّلغ عن اهلل ت اىلن وب لد هجمحتله ‪ ‬اتسلع نطلا‬ ‫عارضا َ‬ ‫حماوراتهن كام سةبني يف الفص اخلاص بذلك‪.‬‬ ‫تصللاا اإلسلالمن والتل م هبلا الةبلي ‪ ‬يف كل حماوراتله‬ ‫وللحوار آداب وقواعد ّ‬ ‫لةت لم نحن مةه األسوة احلسةان ولكي فةجح حوارنا الداخيل واخلارجي البدَّ لةا ملن‬ ‫التكيس بالةبي ‪ ‬يف حواراته الةاجحا اهلادفا‪.‬‬ ‫وقد اهتمت الاقافات واحلضارات باحلوارن وحفظ لةا التارفخ صورا فمحفدة مةالان‬ ‫ويف ال رص احلارض صار فن احلوار بصوره ادتةوعا كالتفاوض واد متمحات وحلقلات‬ ‫التةاقش‪ ..‬صار علام ذا قواعلد وتصلو مقلمحرة تقلوم علىل تدرفسله م اهلد علميلا‬ ‫متخصصا حو ال املن هذا مع تفمحفطةا نحن ادسلمني يف هذا ادجا كالا‪.‬‬

‫(‪)7‬‬


‫ثما م اهد علميا تدرس احلوار بوصفه فةا من فةوم التواص اإلنساين وتتةاولله‬ ‫بالدرس من مةمور الاقافا الكفاهيان ذلك تم ت املةا نحن البرشل باللغلا فلتم تكالمحه‬ ‫مكافاا يف األص ن فإذا ُسج كتابيا فإنام هو لغمحض حفمه للتارفخ تو احلاجا إليه‪.‬‬ ‫وال شك تنةا نحن ادسلمني تحو ما نكوم اليوم إىل احلوارن احلوار اللداخيل بلني‬ ‫مكونات ادكاد الداخيل لك دولا مسللمان واحللوار اللداخيل بلني اللدو ادسللما‬ ‫نفساان واحلوار اخلارجي مع ال امل ادحيط بةان لقد رصنلا إىل وضلع ال نحسلد عليله‬ ‫بف‬

‫قلا مةا رضبت ال لامل وادسلمني بام فسمى " اإلرهاب " فصلار االهتلام فوجله‬

‫إليةا مجي ا وإىل ثقافتةا وحضارتةا ب عقيدتةا يف حني تم الذفن مارسلوه قللا تنكمحهتلا‬ ‫ادجتم ات ادسلما قب تم فةكمحها اآلخمحومن وليس لةا اليلوم تو يف ادةملور القمحفلب‬ ‫طاقا عسكمحفا تو سياسيا تو اقتصادفا مست دة دواجاا الغمحبن فلليس تمامةلا إذا إال‬ ‫احللوار اهلادئ ادت ق وسةجد ال رفب يف الطمحف اآلخمح من ففام ذلك‪.‬‬

‫(‪)8‬‬


‫حماور الدراسة‪:‬‬ ‫هذه الدراسا م سسا عىل ثالثا حماور رئيسيا تكك بةيتاا ال اما هي‪:‬‬ ‫‪ -5‬استككاف طبي ا احلوار ومواض ه يف السةا والسلة الةبوفا ادباركا وعلمحض‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫متوافقا مع تسلس تحداث السلة الةبوفا تارخييلان ملع اسلتخالص‬ ‫وافيا مةه‬ ‫نامذ َ‬ ‫ب ض ال ج والقواعد واآلداب مةاا‪.‬‬ ‫‪ -2‬عمحض آداب احلوار موج ة بكدلتاا من القمحآم والسلة ال مليا لمحسو اهلل ‪.‬‬ ‫‪ -3‬دراسا تثمح ذلك عىل واقع احلا اد ارص للمسلمني من حيث متسكام بملةاج‬ ‫احلوارن وم وقات احلوار واآلثار السلبيا لغيابه عن الساحا اإلسالميان وطمح عال‬ ‫ذلك عمليا من القمحآم والسةا الةبوفا‪.‬‬ ‫لقد تسارعت وتلة الكتابا عن احلوار يف ال قود األخلةن وثملا كتلب وتبحلاث‬ ‫كالة مةكورة فيهن و ُعقدت عدة م متمحات كذلك عن احلوار وهذا كلله إنلام فمالمح‬ ‫(‪)5‬‬

‫جتدد اهتامم األما ادسلما هبذا اجلانب الذي نحسباا تةلته إىل حدّ مان وهذا تممح جيلد‬ ‫عام قمحفب‪.‬‬ ‫نمحجو تم ف يت ثامره الطيبا ّ‬ ‫وقد اطل ت ‪ -‬بفض اهلل ‪ -‬علىل كالل مملا كتلب علن احللوار يف تدبيلات الاقافلا‬ ‫اد ارصةن وهي جاود مككورة ال تنكمح استفاديت مةاا يف هذه الدراسان وقد الحمت‬ ‫تم تكامح ما كتب كام هيتم بمسلكلا حمورفلا يف موضلوع احللوار وهلي مسلكلا " آداب‬ ‫احلوار " مع مسائ تخمحى عدفدة‪.‬‬

‫‪ - 5‬كام من آخمحها ندوة " احلوار مع اآلخمح يف الفكمح اإلسالمي " التي عقدت بكليا الرشف ا والدراسات اإلسالميا‬ ‫بجام ا الكارقا (‪ 39 – 22‬ربيع األو ‪ 5622‬هل ‪ -‬ادلوافق ‪ )2992 6 52 -54‬وقدّ م فياا صاحب هلذه‬ ‫الدراسا بحاا مقبوال ب ةوام " اإلسالم وحوار احلضارات واألدفام " ولكن مل تسمح ظلمحوف ال مل بحضلوره‬ ‫اد متمح‪.‬‬

‫(‪)9‬‬


‫فام اجلديد يف هذه الدراسة إذ ًا؟‬ ‫تحسب تم هذه الدراسا تة ّبالت للاالث مسلائ تساسليا يف موضلوع احللوار يف‬ ‫السلة الةبوفا هي‪:‬‬ ‫‪ -5‬التكصي ادصطلحي الذي فبني حقيقا احلوار ومصطلحاته لغلا واصلطالحان‬ ‫وهذا فتوا م مع االهتامم ادت افد بمسكلا ادصطلح يف الاقافا اد ارصة‪.‬‬ ‫‪ -2‬االهتامم باختيار الةصوص احلوارفا من السلة والسلةا الةبوفلا متوا ملا ملع‬ ‫دعوي اتب ه الةبلي‬ ‫التسلس التارخيي ألحداث السلةن بحيث فمامح تم احلوار مةاج‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬يف ك ممحاح دعوته ادباركان مع استخالص احلقائق والةتلائج واآلداب ادت لقلا‬ ‫باحلوار مةاا‪.‬‬ ‫‪ -3‬االهتامم بالتطبيقات ال مليا للحوار يف احلياة اإلسالميا اد ارصة التي هلي يف‬ ‫تشد احلاجا دامرسا احلوار عمليا حل ادكلكالت اخلطللة التلي تواجله ادجتم لات‬ ‫ادسلما سوا عىل الص يد الداخيل يف بةيا هذه ادجتم اتن تم عىل الص يد اخللارجي‬ ‫يف عالقاهتا مع ال امل اد ارص‪.‬‬ ‫وقد جا ت فصو الدراسا ومباحااا حمققا هلذه األهداف عىل الةحلو اآليت‪:‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬احلوار ومصطلحاته‪ ،‬مداخل لغوية واصطالحية‪:‬‬ ‫وقد مج ت فيه ادصطلحات الدالا عىل احلوار ودرستاا لغوفا واصطالحيا وبيةت‬ ‫الفمحو بيةاا بإجيلازن وهلذه ادصلطلحات هلي‪ :‬احللوار واجللدا وادةلاظمحة وآداب‬ ‫البحث واحلجا وادمحا والتفلاوض وادةاقكلا والسل ا واجللواب والكلورىن ثلم‬ ‫تتب ت ذلك بمدخ لغوي ل مليا احلوار‪.‬‬

‫(‪)11‬‬


‫الفصل الثاين‪ :‬رضورة احلوار وأمهيته‪:‬‬ ‫وبيةت فيه تم احلوار رضورة تفمحضاا حاجا اإلنسام للتفاهم والت افش مع تخيله‬ ‫اإلنسامن وعدّ دت يف نقاط ب ضا من الفوائد ال مليا للحوار‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬القرآن الكريم يوجه احلوار النبوي ويؤازره‪:‬‬ ‫جا ت السةا الةبوفا مفرسة للقمحآم ومبيةا ألحكامه بيانا عمليا تك ّف بله الةبلي ‪‬‬ ‫يف ادجتمع ادسلم الذي عافكهن وكام القمحآم والتفسل الةبوي له الذي اصلطلح علىل‬ ‫تسميته إمجاال بالسةا الةبوفا ادوجاني حلياة ادسلمني يف ك جوانباان وهلذا فلإم فالم‬ ‫طبي ا احلوار يف القمحآم الكمحفم مدخ ال بد مةه لفام احللوار يف السلةا الةبوفلان وقلد‬ ‫بحات يف هذا الفص بإجياز ادسائ اآلتيا‪:‬‬ ‫‪ -5‬مرشوعيا احلوار يف القمحآم‪.‬‬ ‫‪ -2‬من تهداف احلوار يف القمحآم‪.‬‬ ‫القمحآين‪.‬‬ ‫‪ -3‬طبي ا احلوار يف بةيا الةص‬ ‫ّ‬ ‫‪ -6‬الفمح بني حوارات القمحآم وحوارات السةا الةبوفا‪.‬‬ ‫‪ -1‬القمحآم وحوار الدعوة يف مكا‪.‬‬ ‫‪ -4‬القمحآم واحلوار يف اددفةا الةبوفا‪.‬‬ ‫النبوي يف مكة‪:‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬احلوار‬ ‫ّ‬ ‫احلوار هو األسلوب األمال لللدعوة إىل اهلل ت لاىل والت لليم والتةمليم يف السلةا‬ ‫الةبوفان حيث حاور الةبي ‪ ‬ك من لقيه ودعاه إىل اإلسلالم‪ ..‬وقلد تتب لت يف هلذا‬ ‫الفص ب ض حوارات الدعوة إىل اهلل ت اىل يف مكان مبيةا ملةاج الةبلي ‪ ‬يف حلواره‬ ‫ودعوتهن مستخلصا ب ض الةتائج وب ض آداب احلوار من نصوص تلك ادحاوراتن‬ ‫(‪)11‬‬


‫ومةاا حوار دعوة تيب طالبن ودعوة قمحفش عالنيلا وحلوار الةبلي ‪ ‬ملع عتبلا بلن‬ ‫ربي ان وحواره ‪ ‬مع ادأل ملن قلمحفشن وحلوار دعلوة مجاعلات ملن تهل اددفةلان‬ ‫وحوارات إسالم ب ض الصلحابان وحلوار بي لا ال قبلان وحلوار تابيلت ادسللمني‬ ‫ادستض فني‪.‬‬ ‫النبوي مع املسلمني يف املدينة‪:‬‬ ‫الفصل اخلامس‪ :‬احلوار‬ ‫ّ‬ ‫ب د اهلجمحة الةبوفا بدت الةبي ‪ ‬يف التمايد إلقاما الدوللا ادسللما التلي سلتحم‬ ‫المحسالا إىل ال امل من حوهلان وقد اختذ من احلوار اهللادئ مةااجلا للت لليم وادوعملا‬ ‫وبةا تلك الدولا إىل جانب القوة احلاميا للحوارن وقد درست يف هذا الفص ادسائ‬ ‫اآلتيا عىل سبي التماي ال احلرص‪:‬‬ ‫‪ -5‬حوارات الت ليم وتةميم ادجتمع ادسلم‪.‬‬ ‫‪ -2‬حوارات ادوعما‪.‬‬ ‫‪ -3‬القصص احلواري‪.‬‬ ‫‪ -6‬حوارات الكورى‪.‬‬ ‫‪ – 1‬حوارات ال فو عن ادخطئني من ادسلمني‪.‬‬ ‫‪ -4‬احلوار مع ادةافقني يف اددفةا‪.‬‬ ‫‪ -2‬حوارات احلياة اآلخمحة‪.‬‬ ‫الفصـــل الســادس‪ :‬احلـــوار النبــوي مــع ااخــر يف املدينــة‪( :‬ادرشللكني والياللود‬ ‫والةصارى)‪:‬‬ ‫حني هاجمح الةبي ‪ ‬إىل اددفةلا تضليفت إىل مامتله تعبلا تخلمحى كاللةن حيلث‬ ‫استممحت ادواجاا مع قمحفش وتضيب إلياا علب ادواجالا ملع اليالود واألعلمحاب‬ ‫(‪)12‬‬


‫وادةافقنين ب عاما ال محب الذفن ت ّلبتام قمحفش عىل الةبي ‪ ‬وادسلمنين وقد توردت‬ ‫شواهد حلوارات الةبي ‪ ‬الفمحدفا واجلامعيا مع ادرشكني ب لد اهلجلمحة لةلمحى تنله ‪‬‬ ‫كام ففض احلوار وفقدمه عىل ما سواه من صور الت ام مع خمالفيه حتى يف تصل ب‬ ‫ادواقبن ومةاا حواره ‪ ‬مع عمل بن وهب اجلمحي الذي جلا إىل اددفةلا بسليب‬ ‫مسموم لقت الةبي ‪ ‬وحوارات صلح احلدفبيان وحواره ‪ ‬مع تعمحايب حاو قتللهن‬ ‫وحواره مع تسل مرشك‪...‬‬ ‫تما حواره ‪ ‬مع الياود فقد ذكمحت مةه حلوار الةبلي ‪ ‬ملع عبلد اهلل بلن سلالم‬ ‫وحواره مع الياود للتككد من نبوته وس اهلم عن المحوح ودعلوة اليالود إىل اإلسلالم‬ ‫هيلودي وحلواره ملع‬ ‫وحواره مع الياود حو حد ال اين يف التوراة وحواره مع حج‬ ‫ّ‬ ‫هيود خيج‪.‬‬ ‫وذكمحت طمحفا من احلوار ادبارش وغل ادبارش مع الةصارىن ومالت لذلك باحلوار‬ ‫عدي بن حاتم‪.‬‬ ‫عةد الةجايشن واحلوار مع وفد نصارى نجمحام وحوار إسالم‬ ‫ّ‬ ‫الفصل السابع‪ :‬منهجية احلوار‪ :‬آدابه ورشوطه ومقوماته وعوائقه‪:‬‬ ‫فن احلوار له رشوط وآداب فةبغي اإلدام هبان وثما عوائلق ت لو نجلاح احللوار‬ ‫األهداف ادمحادة مةهن وال شك تم هذه اآلداب والرشوط وادقومات وال وائق‬ ‫وتكدفته‬ ‫َ‬ ‫متص ب ضاا بب ضن ومتداخ ب ض مةاا بآخمحن وقلد مج تالا حتلت هلذا ال ةلوام‬ ‫حماوال تمحتيب آداب احلوار نممحفا يف صورة نقاط جتمع ادوضلوعن وعمليلا يف صلورة‬ ‫مواقب حوارفا متةوعا من القمحآم الكمحفم والسةا والسلة الةبوفان متب ا ذلك بتحلي‬ ‫تو تفسل تستةبط مةه ب ض الفوائد واألحكام واآلدابن ويف تثةلا ذللك ذكلمحت ملا‬ ‫فمكن تم ف و احلوار تو ففقده الاممحة ادمحجلوة مةلهن وقلد مج لت ملن ذللك اثةلني‬ ‫وعرشفن تدبا متا تهم ما فةبغي عىل ادحاور التكدب به ليةجح حواره‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬


‫الفصل الثامن‪ :‬حوار احلضارات واألديان يف ضوء معطيات السرية النبوية‪:‬‬ ‫الاقافات واحلضارات وتدبيات احلياة هي يف احلقيقا جت ّليات لل قيلدة الدفةيلان تو‬ ‫هي مماهمح متةوعا جلوهمح واحد هو الدفن الذي تدفن به احلضارة فيتجىل يف مفمحدات‬ ‫حياهتان وهلذا فإم حوار احلضارات فكم احلوار الدفةي رضورةن حيث فتح اإلسالم‬ ‫الباب واس ا دحاورة ته الدفانات األخمحى‪.‬‬ ‫وحلوار احلضارات بممححلتني تساسيتني‪ :‬األوىل‪ :‬الت ارف وفام اآلخمحن والاانيا‪:‬‬ ‫حماولا الدعوة تو اإلقةاع والتكثل يف اآلخمح لكسبه إىل عقيدتةان وقلد درسلت ذللك يف‬ ‫ضو ادباحث اآلتيا‪:‬‬ ‫‪ -5‬اإلسالم فدعو إىل حوار احلضارات‪.‬‬ ‫‪ -2‬تهداف حوار احلضارات‪.‬‬ ‫‪ -3‬األسس التي ُفبةى علياا احلوار بني احلضارات‪.‬‬ ‫‪ -6‬ازدفاد تةيا حوار احلضارات ب د تحداث احلادي عرش من سبتمج ‪2995‬م‪.‬‬ ‫‪ -1‬وسائ إقاما احلوار بني احلضارات‪.‬‬ ‫‪ -4‬عوائق حوار احلضارات‪.‬‬ ‫الفصل التاسع‪ :‬ثمرات احلوار يف جمال الرتبية والثقافة‪:‬‬ ‫الرتبيا فن صةاعا ال قو واألجيا ن إهنلا السلبي األو لبةلا تملا قوفلا يف كل‬ ‫نواحي احلياةن ولقد كانت حياة الةبي ‪ ‬رحللا تمحبوفلا عميملا بلادفاوم الكلام تو‬ ‫ال ام للتلمحبيان وقد بيةت يف هذا ادبحث حاجا ادمحيب واد لم إىل احلوار‪.‬‬ ‫والاقافا هي جمموع م ارف ش ب ملا يف فلرتة ملن ممحاحل حياتلهن وتقلوم علىل‬ ‫خدمتاا ‪ -‬تي رصدها وتفسلها وتةميتاا ‪ -‬م سسلات فةكلئاا ادجتملع كادلدارس‬ ‫(‪)14‬‬


‫واجلام ات ووسائ اإلعالم وادكتبات‪ ..‬إضافا إىل دور ال بادة واد سسات الدفةيلا‬ ‫وتثمحها يف حفظ هوفا الك ب‪ ..‬ك هلذه م سسلات ثقافيلا حتملي ثقافلا الكل وب‬ ‫وتفرسها وتوثقاا‪.‬‬ ‫وللحوار آثار كبلة يف الةام الاقايف واحلضاري للك وبن وقد تةاولت ب ضلا ملن‬ ‫ذلك يف هذا ادبحث رابطا بني ادايض واحلارض متطل لا إىل ادسلتقب اللذي ترى فيله‬ ‫تمتةا وقد ف ّ لت مبادئ احلوار عمليا يف واقع احلياة لرتتقي بذلك وتتبوت ادكانلا التلي‬ ‫تستحقاا بوصفاا خل تما تخمحجت للةاسن وتملا األمانلا واللبالىل إىل فلوم اللدفنن‬ ‫وذكمحت ب ضا من عوائق حوارنا الداخيل‪.‬‬ ‫وليس من شكم هذه الدراسا االستقصا يف مجع حوارات السلة الةبوفلان فلذلك‬ ‫موسوعي تضيق عةه صفحاهتان ولكةا سةورد شواهد كافيا ونستخلص الةتائج‬ ‫عم‬ ‫ّ‬ ‫دوم استقصا مما فوافق طبي ا هذه الدراسا‪.‬‬ ‫اخلـامتة‪:‬‬ ‫وقد تمجلت فياا ب ض الةتائج واالقرتاحلات التلي جت ل ملن احللوار تداة ف اللا‬ ‫ووسيلا مةاسبا للتطور والمحقي يف بالد اإلسالم‪.‬‬ ‫***‬ ‫وبعد‪ ،‬فإين أتقدم بوافر الشـكر والتحيـة إر رابطـة العـاس ايسـالمي املـو ّ رة وإر‬ ‫مؤسسة السيد حسن عباس رشبتيل اخلريية لرعايتهام للجائزة والفائزين هبا وحرصهام‬ ‫عىل نرش العلم النافع‪ ،‬فجزى اهلل تعار القائمني عىل هذا األمر خري اجلزاء‪ ،‬وجعلـه يف‬ ‫ميزان حسناهتم يوم الدين‪ .‬هذا‪ ،‬واهلل تعار املوفق واهلادي إر سواء السبيل‪.‬‬

‫د ‪ /‬السيد خرض‬

‫(‪)15‬‬


‫الفصـل األول‬ ‫احلوار ومصطلحاته‬ ‫(مداخل لغوية واصطالحية)‬ ‫تكتسب ادداخ اللغوفا واالصطالحيا تةيتاا ملن كوهنلا تسسلا ومبلادئ تُبةلى‬ ‫علياا ال لومن وقد صلارت دراسلا ادصلطلح عللام ُفلدرس يف اجلام لات واد اهلد‬ ‫ادتخصصان وك دراسا جادة البد هلا تم تبدت ملن ادلداخ اللغوفلا واالصلطالحيا‬ ‫لتحدفد ادفاهيم وادحاور التي ستقوم حوهللا الدراسلان إم " قضليا ادصلطلح تكلاد‬ ‫تكوم من تد القضافا يف عرصنان فادصطلح كام هو م محوف مفتاح ال للم والاقافلان‬ ‫وبدوم القدرة عىل استي اب ادصطلحات وتوليدها وفاماا ال فمكن استقمحار علللم‬ ‫وال فلام‪. "..‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫وادصطلح يف ت محففات ادسلمني لله " إخمحا اللفلظ ملن م ةلى لغلوي إىل آخلمح‬ ‫دةاسبا بيةاامن وقي ‪ :‬االصطالح اتفا طائفا عىل وضع اللفظ بإزا اد ةى " ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫من هذا ادةطلق ن سس دراستةا لفن احلوار عىل الدرس االصطالحي توالن وهذه‬ ‫حماولا جلمع ادصطلحات الدالا عىل الصور احلوارفا ادتةوعلا يف ال محبيلا ودراسلتاا‬ ‫لغوفا واصطالحيا‪.‬‬ ‫وهذه ادصطلحات هي‪ :‬احلوار واجلدا وادةاظمحة وآداب البحث واحلجا وادمحا‬ ‫والتفاوض وادةاقكا والس ا واجلواب والكورى‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪ -2‬من تقدفم األ ستاذ عممح عبيد حسةا لكتاب األستاذ س يد شبار‪ :‬ادصلطلح خيلار لغلوي وسلما حضلارفا‪20:‬ن‬ ‫سلسا كتاب األما (‪ )22‬قطمحن رجب ‪5625‬هل‪.‬‬ ‫‪ -3‬الرشفب اجلمحجاين‪ :‬الت محففات‪22 :‬ن دار الكتب ال لميان بلوت ‪5693‬هل ‪5023 -‬م‪.‬‬

‫(‪)16‬‬


‫أولً‪ :‬احلـوار‪( :‬أ) مدخل لغوي‪:‬‬ ‫حل ْو ُر‪ :‬المحجوع علن الءل وإىل الءل ن حلار إىل الءل‬ ‫قا يف لسام ال محب‪ ":‬ا َ‬ ‫وحم َارة وح ورا‪ :‬رجلع عةه وإليه " وقا تةد بن فارس‪ ":‬احلا‬ ‫وحمَارا َ‬ ‫وعةه َح ْورا َ‬ ‫(‪)6‬‬

‫والواو والمحا ثالثا تصو تحدها لومن واآلخمح المحجلوعن والااللث تم فلدور الءل‬ ‫رت‬ ‫حلو ُ‬ ‫دورا‪ ..‬فكما األو فاحلَ َور‪ :‬شدة بيلاض ال لني يف شلدة سلوادها‪ ..‬و ُفقلا ‪ّ :‬‬ ‫الاياب تي بيضتاا‪ ...‬وفقا ألصحاب عيسى عليله السلالم حوارفلوم ألهنلم كلانوا‬ ‫لواري‪ ..‬وتملا‬ ‫حيوروم الاياب تي فبيضوهنان هذا هو األص ثلم قيل لكل نلارص َح َ‬ ‫ّ‬ ‫ور ‪( ‬االنكلقا ‪)56:‬‬ ‫المحجوع فيقا ‪ :‬حار إذا رجعن قا اهلل ت اىل ‪ ‬إِ َّن ُه َظ َّن َأ ْن َل ْن َ ُ‬ ‫َي َ‬ ‫لور‪..‬‬ ‫وال محب تقو ‪ :‬الباط يف حلورن تي رجلع ونقلصن وكل نقلص ورجلوع ُح ُ‬ ‫ا‬ ‫وح ا‬ ‫لوفمحا‪ ..‬واألصل الااللث‪:‬‬ ‫لوارا َ‬ ‫لورة َ‬ ‫وحم ْ َ‬ ‫وح َ‬ ‫وتقو ‪ :‬كلمته فلام رجلع إ ّيل حلوارا َ‬ ‫ادحور‪ :‬اخلكبا التي تدور فياا ادحالا " وفوضح اللسلام اد ةلى اللذي فلدخ يف‬ ‫موضوعةا من مادة "حور" فيقو ‪" :‬وكلمته فام رجلع إيل حوارا ا‬ ‫وحملاورة‬ ‫وح َوارا ُ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫وحم ْ َورة‪ ..‬تي جوابان وتحار عليه جوابه‪ :‬ر ّدهن وادحاورة‪ :‬ادجاوبا " ‪.‬‬ ‫وح اوفمحا َ‬ ‫َ‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)4‬‬

‫ولفظ ادحاورة كام مست مال عةد عمحب اجلاهليا بم ةاه اد محوف اليومن وقلد ورد‬ ‫يف م لقا عةرتة قوله عن فمحسه‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫وحتمح ام‬ ‫لجة‬ ‫ُ‬ ‫فازور من وقلع ال َقلةا ب َل َبلانه وشلكا إ َّيل ب َ‬ ‫ّ‬ ‫لو كام فدري ما ادحاور ُة اشتكى ولكام لو علم الكال َم مك ّلمي‬

‫(‪)2‬‬

‫‪ -6‬مجا الدفن بن مةمور‪ :‬لسام ال محب‪ :‬حورن ط دار اد ارفن القاهمحة د‪ .‬ت‪.‬‬ ‫‪ -1‬تةد بن فارس‪ :‬ادقافيس يف اللغا‪ :‬حور‪222-222 :‬ن ط دار الفكمح ‪ -‬بلوت ‪5651‬هل‪5006 -‬م‪.‬‬ ‫‪ -4‬مجا الدفن بن مةمور‪ :‬لسام ال محب‪ :‬حور‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تبو عبد اهلل احلسني ال وزين‪ :‬رشح اد لقات السبعن م لقا عةرتة بن شداد‪520 :‬ن ط مكتبلا اد لارف ‪ -‬بللوت‬ ‫‪5692‬هل ‪ 5022 -‬م‪.‬‬

‫(‪)17‬‬


‫احليس للامدة إذا فقوم عىل م ةى المحجلوع ملن يش إىل يش تو‬ ‫إم األص الداليل‬ ‫ّ‬ ‫حا إىل حا ن ولكن للامدة شبكا م قدة ملن اللدالالت ادتواللدة علج لغلا ال لمحب‬ ‫الواس ا الامحفا‪.‬‬ ‫(ب) احلوار‪ :‬مدخل اصطالحي‪:‬‬ ‫إم األص اللغوي وقسام من است امالت ادادة اللغوفا فدالم عىل تم م ةى احلوار‬ ‫تم هةاك تقواال تدور بني طمحفنين والبدّ هلا تم تبدت من طمحف فتةتق إىل طلمحف آخلمحن‬ ‫ثم حتور ‪ -‬تمحجع ‪ -‬إىل األو ن وهكذا تقع ادحاورة والتحاور‪.‬‬ ‫واد ةى الذي فدخ ضمن ادفاوم االصطالحي من اد اين ادتقدملا هلو‪ :‬احللوار‬ ‫وادحاورة والتحاور بم ةى ادمحا ّدة يف الكالمن وهو فد ‪ -‬يف األصل ‪ -‬علىل وجلود‬ ‫طمحفني ‪ -‬فمحدفن تو تكامح ‪ -‬يف مواجاان فمحفد ك مةاام إثبات رؤفته تو وجاا نممحه حقا‬ ‫كانت تم باطالن هذا األص يف احلوارن ولكن ادصطلح فتسع ليكم تشيا كالة غل‬ ‫هذان فليس بالرضورة يف احلوار تم فكوم بني طمحفني مت ارضنين إنلام قلد فكلوم بلني‬ ‫تطمحاف متحدة تو متقاربا يف ادةاج والمحؤفان وذلك حل قضيا تو مسلكلا تو ت ّللم تو‬ ‫استخبار‪ ..‬إلخن وهذا كله ف ود إىل ادحاورة وادمحا ّدة يف الكالم‪.‬‬ ‫احليس الذي ذكمحنلاه إىل االسلت ام ادجلازي‬ ‫وقد انتقلت كلما ادحور من الت بل ّ‬ ‫توسع داليل‬ ‫بم ةى ادمحتك الذي تدور حوله جمموعا تفكار متةاسقا تو متكاملا وهو ّ‬ ‫بدفع قائم عىل مالحما األص اللغوي احليسن ومن ادصطلحات الكائ ا اآلم‪ :‬حمور‬ ‫الاقافان وحمور التةميا وحمور التكةولوجيان واحلوار الاقايف ‪ -‬اد لومايت‪ ...‬إلخ ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫وقد اتسع مفاوم احلوار دائام عج التارفخ مع تطور نمم احليلاة والاقافلا والفكلمحن‬ ‫ورصنا نجد يف تدبيات الاقافا اد ارصة مصطلحات مت ددة تتخذ من احلوار مةطلقلا‬ ‫‪ -2‬انممح‪ :‬د نبي عيل‪ :‬الاقافا ال محبيا وعرص اد لومات‪62-64:‬ن عامل اد محفا (‪ )241‬الكوفت فةافمح ‪ 2995‬م‪.‬‬

‫(‪)18‬‬


‫هلان ومةاا عىل سبي اداا حوار احلضارات والاقافات وحوار األدفلام واحللوار ملع‬ ‫الذات واحلوار االجتامعي واحلوار السيايس‪...‬‬ ‫وحني انترشت وسائ اإلعالم احلدفاا كاإلذاعا والتلفاز والصلحب وادجلالت‬ ‫اختذت من احلوار وسيلا تساسيا لةق مادهتا اإلعالميا عج حماورات تتم ملع تعلالم‬ ‫الاقافا واألدب والسياسا‪ ..‬فصار باب " احلوار" بابا تساسليا يف كالل ملن وسلائ‬ ‫اإلعالم عىل اختالف توجااهتا ورؤاهان ذلك تم احلوار اهللادف فةلتج فكلمحا إبلداعيا‬ ‫وفة ّقب عن مكامن الةفس وال ق بالس ا وادمحاج ا وفستخمح من الةفس تشليا مل‬ ‫تكن لتخمح تلقائيا دوم حتمحفك بالس ا تو ادحاورة‪.‬‬ ‫احلوار الكتايب‪ :‬ثما لوم آخمح من احلوار فمكن تسميته احللوار الكتلايب كالمحسلائ‬ ‫والمحدود علياا والكتب اد لفا يف احلوار بني األدفام واحلضلارات وملا تسلتتب ه ملن‬ ‫ردودن واداا عىل ذلك رسائ الةبي ‪ ‬إىل ملوك عرصه وتممحائه التلي فتحلت بلاب‬ ‫احلوار مع احلضارات ادجاورة للدعوهتا إىل اهلل ت لاىلن وسلةمحى ب ضلا ملن ذللك يف‬ ‫موض ه‪.‬‬ ‫مادة احلوار ومصطلحه يف القرآن‪:‬‬ ‫وإذا عدنا إىل اسلت ام القلمحآم الكلمحفم لللامدة اللغوفلا (حلور) فسلوف نجلدها‬ ‫مست ملا يف ثالثا عرش موض ا تحدها بم ةلى المحجلوعن تي ال لودة إىل احليلاة ب لد‬ ‫َيور ‪( ‬االنكقا ‪ )56:‬وبم ةى "بياض ال لني‬ ‫ظن ْ‬ ‫أن ْ‬ ‫ادامت يف قوله ت اىل ‪‬إنه َّ‬ ‫لن َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ني‬ ‫يف سوادها "وذلك بلفظ " ُحور" يف صفا نسا اجلةا يف ترب ا مواضعن مةاا ‪ُ ‬متَّكئ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ور ِع ٍ‬ ‫َاه ْم بِ ُح ٍ‬ ‫ني ‪( ‬الطور‪ )29 :‬واست ملت بم ةى تنصلار‬ ‫ُس ٍر َم ْص ُفو َفة َوز ََّو ْجن ُ‬ ‫َع َىل ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ـار اهللَِّ ك َ​َـام‬ ‫عيسى عليه السالم يف مخسا مواضعن مةاا ‪َ ‬يا َأ ه َُّيا ا َّلذ َ‬ ‫ين َآمنُوا كُونُوا َأن َْص َ‬

‫(‪)19‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني َم ْن َأن َْص ِ‬ ‫اري إِ َر اهللَِّ َ َال َْ‬ ‫ون ن َْح ُن َأن َْص ُار اهللَِّ ‪‬‬ ‫ـو ِار هي َ‬ ‫يسى ا ْب ُن َم ْر َي َم ل ْل َح َو ِار ِّي َ‬ ‫احل َ‬ ‫َ َال ع َ‬ ‫(الصب‪.)56:‬‬ ‫واست ملت بم ةى احلوار وادحاورة يف ثالثا مواضع‪:‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َي ِ‬ ‫او ُر ُه َأنَا َأ ْك َث ُر ِمن َ‬ ‫ْك َمالً َو َأ َع هز َن َفر ًا ‪( ‬الكاب‪.)36:‬‬ ‫ت‪َ -‬ف َق َال ل َصاحبِه َو ُه َو ُ َ‬ ‫ٍ‬ ‫اب ُث ِ‬ ‫اوره َأ َك َفر َت بِا َّل ِذي َخ َل َق َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـم‬ ‫ب‪َ َ  -‬ال َل ُه َصاح ُب ُه َو ُه َو ُ َ‬ ‫ـم مـن هن ْط َفـة ُث َّ‬ ‫ك من ُت َر ٍ َّ‬ ‫َي ِ ُ ُ ْ‬ ‫َس َّو َ‬ ‫اك َر ُج ً‬ ‫ال ‪( ‬الكاب‪.)32:‬‬ ‫ِ‬ ‫ ‪ َ ‬دْ س ِمع اهللَُّ َ و َل ا َّلتِي ُ َُت ِ‬‫اد ُل َ‬ ‫ـاو َرك َُام‬ ‫ـم ُع َ َح ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ك ِيف ز َْو ِج َها َوت َْشتَكي إِ َر اهللَِّ َواهللَُّ َي ْس َ‬ ‫ِ‬ ‫يع َب ِصري‪( ‬ادجادلا‪.)5:‬‬ ‫إِ َّن اهللََّ َسم ٌ‬ ‫ومن هذا االست محاض للامدة نجلد تم لفلظ احللوار مسلت م يف القلمحآم يف ثالثلا‬ ‫مواضع باد ةى ادت ارف عليه تارخييا ويف عرصنا كذلكن بم ةى تنه فوجد طمحفلام تو‬ ‫تكامح فرتا ّدوم الكالم وفمحاجع ب ضام ب ضا يف موقب ملا حلو مسلكلا هتمالم‪ ..‬بلام‬ ‫حيمله كالم ك فمحفق من مواقب ورؤى وآرا وعقائد جتد طمحفقاا جليلا يف الكللامت‬ ‫وقسامت الوجوه وحمحكات األفدين تلك التي متا " سيا " ادوقب احلوارين هلذا‬ ‫كله صار اصطالحا فسمى احلوار‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬اجلـدل‪( :‬أ) مدخل لغوي‪:‬‬ ‫األص اللغوي دادة "جد " يف ك ترصفاهتا فد علىل إحكلام وقلوةن قلا ابلن‬ ‫فارس‪ ":‬اجليم واللدا واللالم تصل واحلدن وهلو ملن بلاب اسلتحكام الءل يف‬ ‫اسرتسا فكوم فيلهن وامتلداد اخلصلوما وممحاج لا الكلالم " وقللا المحاغلب‪":‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫‪ -0‬تةد بن فارس‪ :‬ادقافيس‪.296:‬‬

‫(‪)21‬‬


‫اجلدا ‪ :‬ادفاوضا عىل سبي ادةازعا وادغالبان وتصله من جدلت احلب تي تحكملت‬ ‫فتله " ‪.‬‬ ‫(‪)59‬‬

‫وادادة تترصف يف است امالت ال محب إىل م اين القلوة والكلدة كلام ذكلمحتن وهللا‬ ‫م ام كالة نجت ئ مةاا باآليت‪:‬‬ ‫جلدْ ‪ :‬شدة الفت ن وفبدو تم هذا هو األص اللغوي احليس للامدة‪.‬‬ ‫‪ -5‬ا َ‬ ‫‪ -2‬جدلت البةا ‪ :‬تحكمتهن واد ا ْجدَ ‪ :‬القرص ادحكم البةا ‪.‬‬ ‫‪ -3‬األجد ‪ :‬الصقمح ادحكم البةيا‪.‬‬ ‫‪ -6‬ومةه اجلدا ن فككم ادتجادلني فدافع ك واحد مةاام عن رتفه كملن جيلد حلبال‬ ‫بقوة‪.‬‬ ‫‪ -1‬اللدد يف اخلصوما والقدرة علياان جادله جمادلا وجداال‪ ..‬ورج ج ا‬ ‫ا‬ ‫لد‬ ‫وجم ْلدَ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫وجم ْدَ ا ‪ :‬شدفد اجلَدَ ‪.‬‬ ‫‪ -4‬اجلد ‪ :‬مقابلا احلجا باحلجا‪.‬‬ ‫‪ -2‬ادجادلا‪ :‬ادةاظمحة وادخاصما (‪.)11‬‬ ‫(ب) اجلد ‪ :‬مدخ اصطالحي‪:‬‬ ‫تولد عن هذا األص اللغوي مصلطلح اجللد تو اجللدا غلل مبت لد علن هلذا‬ ‫األص احليس داللان فةلحظ يف االصطالح كذلك م لاين الكلدة يف اخلصلوما وقلد‬ ‫وضع الرشفب اجلمحجاين ثالثا ت محففات للجد عىل الةحو اآليت‪:‬‬

‫‪ -59‬المحاغب األصفااين‪ :‬ادفمحدات يف غمحفب القمحآم‪20:‬ن دار اد محفا ‪ -‬بلوت د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ -55‬انممح‪ :‬مجا الدفن بن مةمور‪ :‬لسام ال محب‪ :‬جد ‪.‬‬

‫(‪)21‬‬


‫‪ -5‬اجلد ‪ :‬هو القياس اد لب من ادكاورات وادسللامتن والغلمحض مةله إلل ام‬ ‫اخلصمن وإفحام من هو قارص عن إدراك مقدمات الجهام‪.‬‬ ‫‪ -2‬اجلد ‪ :‬دفع ادمح خصمه عن إفساد قوله بحجا تو شباان تو فقصد به تصحيح‬ ‫كالمهن وهو اخلصوما يف احلقيقا‪.‬‬ ‫‪ -3‬اجلدا ‪ :‬عبارة عن ممحا فت لق بإظاار ادذاهب وتقمحفمحها " ‪.‬‬ ‫(‪)52‬‬

‫وقا تبو حامد الغ ايل‪ ":‬وتما ادجادلا ف بارة علن قصلد إفحلام الغلل وت جيل ه‬ ‫وتة ّقصه بالقدح يف كالمه ونسبته إىل القصور واجلا فيه " ‪.‬‬ ‫(‪)53‬‬

‫لتكوم علام ذا تصو وقواعد فصار‬ ‫وقد تطورت صور اجلد والتحاور وادةاظمحة ّ‬ ‫فسمى علم اجلد تو ادةاظمحةن ويف ت محففه قللا ابلن خللدوم‪ ":‬وتملا اجللد ن وهلو‬ ‫م محفا آداب ادةاظمحة التي جتمحي بني ته ادذاهب الفقايا وغلهم فإنه دا كلام بلاب‬ ‫ادةاظمحة يف المحد والقبو متس ان وك واحد ملن ادةلاظمحفن يف االسلتدال واجللواب‬ ‫فمحس عةانه يف االحتجا ن ومةه ما فكوم صوابا ومةه ما فكوم خطكن فاحتا األئملا‬ ‫إىل تم فض وا آدابا وتحكاما فقب ادتةاظمحام عةد حدودها يف اللمح ّد والقبلو ن وكيلب‬ ‫فكوم حا ادستد وادجيبن وحيث فسلوىل للله تم فكلوم مسلتدال وكيلب فكلوم‬ ‫خمصوما مةقط ا‪ ...‬ولذلك قي فيله‪ :‬إنله م محفلا بالقواعلد ملن احللدود واآلداب يف‬ ‫االستدال التي فتوص هبا إىل حفظ رتي تو هدمهن كام ذلك المحتي يف الفقه تو غله‬ ‫" ‪.‬‬ ‫(‪)56‬‬

‫‪ -52‬الرشفب اجلمحجاين‪ :‬الت محففات‪.21 -26 :‬‬ ‫‪ -53‬تبو حامد الغ ايل‪ :‬إحيا علوم الدفن‪542 3 :‬ن مكتبا اإلفامم بادةلصورة ‪5652‬هل ‪5004 -‬م‪.‬‬ ‫‪ -56‬عبد المحةن بن خلدوم‪ :‬ادقدما‪622 :‬ن ط دار الك بن القاهمحة د‪.‬ت‪.‬‬

‫(‪)22‬‬


‫وقا حاجي خليفا يف ت محففه‪ ":‬هو علم باحث عن الطمح التلي ُفقتلدر هبلا علىل‬ ‫إبمحام ونقضن وهو من فمحوع علم الةممحن ومبةي ل لم اخلالف مكخوذ من اجلد الذي‬ ‫خص بال للوم الدفةيا " ‪.‬‬ ‫هو تحلد تجل ا مباحث ادةطقن لكةه ّ‬ ‫(‪)51‬‬

‫وثما تكابه كبل بني مباحث علمي اجلد وادةاظمحةن مما دعا ب ضام إىل اعتبارةلا‬ ‫شيئا واحدان كام قا حاجي خليفا‪ ":‬وال فب د تم فقلا ‪ :‬إم عللم اجللد هلو علللم‬ ‫ادةاظمحة ألم ادآ مةاام واحلدن إال تم اجللد تخص مةه" ‪.‬‬ ‫(‪)54‬‬

‫وهلذا السبب ‪ -‬تي ما فبدو فيه من اخلصوما ‪ -‬ورد عن ب ض ال لام الةاي عةلهن‬ ‫كام ذكمح حاجي خليفا‪ ":‬وعن ب ض ال لام ‪ :‬إفاك تم تكتغ هبذا اجللد اللذي ظالمح‬ ‫ب د انقمحاض األكابمح من ال لام ؛ فإنه فب د عن الفقه وفضيع ال ممح وفلورث الوحكلا‬ ‫وال داوةن وهو ملن ترشاط السلاعان وكلذا ورد يف احللدفث‪ ..‬قلةلا‪ :‬واإلنصلاف تم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـن ‪‬‬ ‫ـي َأ ْح َس ُ‬ ‫اجلد إلظاار الصواب علىل مقت ل قولله ت لاىل‪َ ‬و َجـاد ُْهل ْم بِـا َّلتي ه َ‬ ‫(الةح ‪ )521:‬ال بكس به وربام فةتفع به يف تكلحيذ األذهلامن وادمةلوع هلو اجللد‬ ‫الذي فضيع األوقاتن وال حيص مةه طائ " ‪.‬‬ ‫(‪)52‬‬

‫مادة اجلدل ومصطلحه يف القرآن‪:‬‬ ‫است ملت مادة "جد " تف اال وتسام يف القلمحآم يف (‪ )20‬موضل ان مةالا ترب لا‬ ‫بلفظ االسمن والبقيا تف ا تتوزع بني ادايض وادضلارع واألملمحن وادسلت م مةله يف‬ ‫األسام مصدرام‪ :‬مصدر الاالثي " َجدَ " ومصدر المحباعي " اجلدَ ا " وقلد سلميت‬ ‫إحدى سور القمحآم باسم ادجادلان وهو ادصدر اآلخمح للف‬

‫المحباعي " جاد " علىل‬

‫وزم " فاع " الدا بصيغته عىل ادكاركا‪.‬‬ ‫‪ -51‬حاجي خليفا‪ :‬ككب المةوم عن تسامي الكتب والفةوم‪120 5 :‬ن ادكتبا الفيصلليان مكا ادكمحما د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ -54‬نفسه‪.129 5 :‬‬ ‫‪ -52‬نفسه‪.129 5 :‬‬

‫(‪)23‬‬


‫أنواع اجلدال يف القرآن‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬اجلدال املذموم‪ :‬الغالب عىل است ام اجلد واجلدا يف القمحآم تم فكوم يف تممح‬ ‫مكمحوه ؛ ألم فيه مغالبا احلق بالباط ن وهلذا ُفسةد الف‬

‫يف هذه األحوا إىل الكفارن‬

‫ومةه‪:‬‬ ‫‪ -5‬و ُ ِ ِ‬ ‫ين َك َف ُروا بِا ْل َباطِ ِل لِ ُيدْ ِح ُضوا بِ ِه َْ‬ ‫احل َّق ‪(‬الكاب‪.)14:‬‬ ‫ُياد ُل ا َّلذ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪  -2‬ما ُ ِ‬ ‫ين َك َف ُروا ‪( ‬غافمح‪.)69:‬‬ ‫ُياد ُل ِيف آ َيات اهللَِّ إِلّ ا َّلذ َ‬ ‫َ َ‬ ‫قا ال خمرشي‪ ":‬ادمحاد‪ :‬اجلدا بالباط من الط ن فياا والقصد إىل إدحاض احلق‬ ‫وإطفا نور اهلل‪ ...‬تما اجلدا فياا إلفضاح ملتبسلاا وحل مكلكلاا ومقادحلا تهل‬ ‫ال لم يف استةباط م انياا ور ّد ته ال فغ هبا وعةاا فكعمم جااد يف سبي اهلل " ‪.‬‬ ‫(‪)52‬‬

‫وقد حذر الةبي ‪ ‬من هذا اللوم من اجلد كام يف احلدفث عن َت ايب ُت َما َم َا َقا َ ‪َ :‬قا َ‬ ‫ا‬ ‫اجلدَ َ ن ُث َّم تَال َر ُسلو ُ اهللَّا‬ ‫َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ":‬ما َض َّ َق ْو ٌم َب ْ دَ ُهدى كَانُوا َع َل ْيه إاال ُتوتُوا ْ َ‬ ‫ا ا‬ ‫رض ُبو ُه َل َ‬ ‫ون ‪( ‬ال خمحف‪. )12 :‬‬ ‫ك إِل َجدَ لً َب ْل ُه ْم َ ْو ٌم َخ ِص ُم َ‬ ‫‪َ ‬هذه اآل َف َا ‪َ ‬ما َ َ‬ ‫(‪)50‬‬

‫ب ‪ -‬اجلدال باحلسنى‪ :‬وثما لوم آخمح من اجلدا يف القمحآمن وهو اجللدا الواقلع‬ ‫من اد مةني ألغمحاض متةوعان وهو جدا ال فمحاد مةه إبطا احلق تو مداف ته كام هلو‬ ‫احلا مع الكفار ادجادلنين ولكةه جدا فتخذ صورا تخمحى متةوعان ونكتفي بمالا‬ ‫واحد من قصص إبمحاهيم عليه السالم حني جا تله ادالئكلا فبرشلونه بغلالم علليمن‬ ‫وخيجونه بكهنم ممحسلوم إلهالك قوم لوط‪ ..‬فتكخذه المحةا والمحتفا اللتني ُعلمحف هبلام‬

‫‪ - 52‬حممود بن عممح ال خمرشي‪ :‬الككاف‪519 6 :‬ن ط‪ 3‬دار المحفام للرتاثن القاهمحة ‪5692‬هل‪5022 -‬م‪.‬‬ ‫‪ -50‬رواه الرتمذي وقا ‪ :‬هذا حدفث حسن صحيحن سةن الرتمذي (‪)3213‬ن طب ا دار السالم الدوليا بالمحفلاض "‬ ‫جملد الكتب الستة " ط‪3‬ن ‪5625‬هل ‪2999 -‬من وابن ماجه يف مقدما سةةه (‪( )62‬ضمن ادجلد نفسه) وتحللمد يف‬ ‫ادسةد (‪ )22252‬ط م سسا قمحطبا ‪ -‬القاهمحة د‪ .‬ت‪ .‬وحسةه األلباين يف صحيح سةن الرتمذي (‪.)2103‬‬

‫(‪)24‬‬


‫‪ ‬يف تارخيه الطوف ن إم إبمحاهيم احلليم األواه ادةيب فمحفد من ربه تم ُفةما َمح قلوم للوط‬ ‫نممحة ل لام ف مةومن ولكن اهلل ت اىل تعلىل وتعللمن وهللذا مةلع صلفيه وخليلله ملن‬ ‫ِ‬ ‫رشـى‬ ‫اخلوض يف ادسكلان فاألممح قد قيض ‪َ ‬ف َل َّام َذ َه َ‬ ‫يم َّ‬ ‫ب َع ْن إِ ْب َراه َ‬ ‫الـر ْو ُع َو َج َ‬ ‫اءتْـ ُه ا ْل ُب ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫اد ُلنَا ِيف َ و ِم ُل ٍ‬ ‫ُ​ُي ِ‬ ‫اء‬ ‫إبراهيم‬ ‫إن‬ ‫وط َّ‬ ‫حلليم ّأوا ٌه ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫منيب‪َ .‬يا إِ ْب َراه ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫يم َأ ْع ِر ْض َع ْن َه َذا إِ َّن ُه َ دْ َج َ‬

‫يهم ع َذاب غَري مرد ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َأ ْم ُر َر ِّب َ‬ ‫ود ‪( ‬هود‪.)24-26:‬‬ ‫ك َوإِ ََّّن ُ ْم آت ِ ْ َ ٌ ْ ُ َ ْ ُ‬

‫ج ‪ -‬اجلدال عن النفس يوم القيامة‪ :‬وثما لوم ثالث من اجلدا بيةه القلمحآمن وهلو‬ ‫جدا الةفس فوم القياما تمام اهلل ت لاىل سلاعا احلسلابن جلداهلا علن نفسلاا طلبلا‬ ‫س ُ َُت ِ‬ ‫للاواب تو همحبا من ال قلاب ‪َ ‬ي ْو َم ت َْأ ِ​ِت ك هُل َن ْف ٍ‬ ‫اد ُل َع ْن َن ْف ِس َها ‪(‬الةح ‪.)555:‬‬ ‫وبممحاج ا مادة "جلد " يف اد جلم ادفالمحس أللفلاحل احللدفث الةبلوي سلةجد‬ ‫األنواع نفساا التي ذكمحناها يف القلمحآمن إذ نجد اجلد ادحمود كملا يف " إم " اللم‪.‬‬ ‫تةل ف ‪ "..‬جتاد ُ عن صاحباا‪ ..‬و " ككهنام فمحقام من طل صواف جيادالم‪ ..‬و " لقلد‬ ‫ا‬ ‫ادجادال ُا إىل الةبي ‪ "...‬فاألو يف دفاع سلورة السلجدة علن حافمالا فلوم‬ ‫جا ت‬ ‫القيامان والااين يف دفاع ال همحاوفن البقلمحة وآ عملمحام علن صلاحباام فلوم القياملان‬ ‫والاالث يف جمي خولا بةت ث لبا إىل الةبي ‪ ‬جمادللا يف شلكم ظالار زوجالا مةالان‬ ‫وهذا يف اجلدا ادحمودن تما اجلدا ادذموم فمةه " فإنك مةافق جتاد عن ادةافقني‪..‬‬ ‫ال جتادل ّن عادا وال جاهال‪ ..‬جيادلونكم بكباات القمحآم‪ ..‬وجدا ادةلافق بالكتلاب‪..‬‬ ‫باب الةاي عن اجلدا ‪ ..‬إفلاك واخلصوما واجلدا يف الدفن‪ ..‬بللاب اجتةلاب البلدع‬ ‫واجللد ‪. " ..‬‬ ‫(‪)29‬‬

‫بني احلوار واجلدل‪:‬‬

‫‪ -29‬انممح‪ :‬مادة "جد " يف اد جم ادفامحس أللفاحل احلدفث الةبوي‪222-222 5:‬ن دجموعا من ادسترشقنين نرش‬ ‫" ونسةك " مكتبا بمحف – ليدم ‪5034‬م‪.‬‬

‫(‪)25‬‬


‫ثما قواسم مكرتكا وفمحو ظلاهمحة بلني التحلاور واجللدا ن فالتحلاور ممحاج لا‬ ‫الكالم بني طمحفني تو تطمحاف للوصو إىل احلقيقا تو اللت لم تو التلذكل‪ ..‬إللخن دوم‬ ‫إش ار بخصومان تما اجلدا فاو مكل مح باخلصلوما غالبلا الرتباطله بم لاين الكلدة‬ ‫والقوةن وهي إذا دخلت احلوار حولته إىل جدا تو حجا تو ممحا ن وبذلك فلاحلوار‬ ‫تعم من اجلد ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫وقد است م القمحآم ادصطلحني يف اآلفا األوىل من سورة ادجادلان فكام حلدفث‬ ‫ادمحتة مع الةبي ‪ ‬بككم زوجاا "جداال " ألهنا تش محت بخصوما بيةاا وبني زوجالان‬ ‫ولكن مل تكن هلا خصوما مع الةبي ‪ ‬فكام ما بيةاام حتاورا ال جمادلا‪.‬‬ ‫ولقد كام ضمن مفاهيم اجلد يف عرص الةبي ‪ ‬الدفع باحلجا ضد حق واضح ال‬ ‫لبس فيهن ومةه قو ك ب بن مالك ريض اهلل عةه حني ختلب عن غ وة تبوك ثم جلا‬ ‫ف تذرن فقا للةبي ‪ ":‬إا يين َواهللَّا َل ْو َج َل ْس ُت اعةْدَ َغ ْ ا‬ ‫لت َت ْم‬ ‫لل َك امل ْن َت ْهلل ا اللدُّ ْن َيا َل َمح َت ْف ُ‬ ‫َس َك ْخ ُمح ُ ام ْن َس َخطا اه با ُ ْ‬ ‫يت َجلدَ ال‪. " ..‬‬ ‫لذ ٍرن َو َل َقدْ ُت ْعطا ُ‬ ‫(‪)25‬‬

‫وقد ارتبط اجلد يف الرتاث القدفم بالفلسفا اليونانيا التي كانلت تلمحاه نوعلا ملن‬ ‫الجاعا ال قليا واللفميا بغض الةممح عن الوصو إىل احلقيقا ال لميان وبخاصا عةلد‬ ‫الفالسفا السوفسطائيني‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬املناظرة أو آداب البحث‪( :‬أ) مدخل لغوي‪:‬‬ ‫األص اللغوي دادة " نممح " هو من ف‬

‫حاسلا البرصلن ثلم فترصلف إىل م لام‬

‫شتىن مةاا ادةاظمحةن قا المحاغب‪ ":‬وادةاظمحة‪ :‬ادباحاا وادباراة يف الةملمح واستحضلار‬ ‫ك ما فمحاه ببصلتهن والةممح‪ :‬البحثن وهو تعم ملن القيلاسن ألم كل قيلاس نملمحن‬ ‫‪ -25‬طمحف من حدفث رواه البخاري يف صحيحه (‪ )6652‬طب ا دار السلالم الدوليلا بالمحفلاض " جمللد الكتلب‬ ‫الستا " ط‪3‬ن ‪5625‬هل ‪2999 -‬من ومسلم يف صحيحه (‪ )2954‬طب لا دار السلالم الدوليلا بالمحفلاض " جمللد‬ ‫الكتب الستا " ط‪3‬ن ‪5625‬هل ‪2999 -‬م‪.‬‬

‫(‪)26‬‬


‫وليس ك نممح قياسا "‬

‫(‪)22‬‬

‫ويف اللسام‪ ":‬التةاظمح‪ :‬الرتاوض يف األممحن ونملك‪ :‬اللذي‬

‫فمحاودك وتةاظمحه " ‪.‬‬ ‫(‪)23‬‬

‫(ب) مدخل اصطالحي‪:‬‬ ‫قا اجلمحجاين‪ ":‬ادةاظمحة لغا من الةملن تو من الةممح بالبصللةن واصلطالحا هلي‬ ‫الةممح بالبصلة من اجلانبني يف الةسبا بني الكيئني إظاارا للصواب "‬

‫(‪)26‬‬

‫وقا حلاجي‬

‫خليفا علن ادةلاظمحة‪ُ ":‬عللم فبحلث فيله علن كيفيلا إفلمحاد الكلالم بلني ادةلاظمحفنن‬ ‫وموضوعه األدلا من حيث إهنا فابت هبا اددعي عىل الغلن ومبادفه تمور بيةا بةفساان‬ ‫والغلمحض مةله حتصللي ملكلا طلمح ادةللاظمحة للئال فقلع اخلللبط يف البحلث فيتضللح‬ ‫الصواب‪ ..‬وقا ابن صدر الدفن يف الفوائد اخلللاقانيا‪ :‬وهلذا ال للم كلادةطق خيلدم‬ ‫ال لوم كلاان ألم البحث وادةاظمحة عبارة عن الةممح من اجلانبني يف الةسبا بني الكيئني‬ ‫إظاارا للصواب وإل اما للخصم " ‪.‬‬ ‫(‪)21‬‬

‫فادةاظمحة صورة حوارفا قائما عىل تقليب األقوا واآلرا واستخمحا الةتائج ملن‬ ‫ادقدمات بوسائ تةاسب ك علمن ويف فائدهتا قا الكاطبي‪ ":‬ومقصود ادةلاظمحة ر ّد‬ ‫اخلصم إىل الصواب بطمحفق ف محفه ؛ ألم رده بغل ملا ف محفله ملن بلاب تكليلب ملا ال‬ ‫فطا ن فال بد من رجوعاام إىل دلي ف محفه اخلصم السائ م محفلا اخلصلم ادسلتد "‬ ‫(‪)24‬‬

‫‪.‬‬ ‫فادةاظمحة إذا حاجا رضورفا الستةتا نتائج صحيحا من مقدمات متفق علياا بني‬

‫الطمحفنين وهي يف هذا قمحفبا ملن ادةطلق األرسلطي لكةالا ختتللب عةله يف صلورهتا‬ ‫‪ -22‬المحاغب األصفااين‪ :‬ادفمحدات‪.602 :‬‬ ‫‪ -23‬مجا الدفن بن مةمور‪ :‬اللسام‪ :‬نممح‪.‬‬ ‫‪ -26‬الرشفب اجلمحجاين‪ :‬الت محففات‪.235:‬‬ ‫‪ -21‬حاجي خليفا‪ :‬ككب المةوم‪.30 -32 5 :‬‬ ‫‪ -24‬تبو إسحا الكاطبي‪ :‬ادوافقات يف تصو الرشف ا‪331 6 :‬ن دار اد محفان لبةام د‪ .‬ت‪.‬‬

‫(‪)27‬‬


‫احلوارفان ويف رضورهتا فقو حاجي خليفا‪ ":‬فلتفاوت ممحاتب الطبائع واألذهلام ال‬ ‫خيلو علم من ال لوم عن تصادم اآلرا وتبافن األفكلار وإدارة الكلالم ملن اجللانبني‬ ‫للجمحح والت دف والمح ّد والقبو ن وإال لكام مكابمحة غل مسموعان فال بدّ ملن قلانوم‬ ‫ف ّمحف ممحاتب البحث عىل وجه فتمي به ادقبو عام هو ادمحدودن وتلك القلوانني هلي‬ ‫عللم آداب البحث " ‪.‬‬ ‫(‪)22‬‬

‫وقد است م الةبي إبمحاهيم عليه السالم ادةاظمحة مع قومه ليتوصل إىل احللق ملن‬ ‫مقدمات فتفق علياا م امن وهي تم من صفات اإلله الذي جيب تم ُف بد بحلق تم ال‬ ‫وتلدر م الم يف بيلام ذللك‬ ‫كمح الليل والةالارن‬ ‫ّ‬ ‫ختتلب عليه األحوا وال ف ثمح فيه ّ‬ ‫ونقض اعتقادهم يف الكواكب والقممح والكمس كام قص القمحآم عةهن قا الكاطبي‪":‬‬ ‫فدخ حتت باب ادةاظمحة ما إذا تجمحى اخلصم ادحتج نفسله جملمحى السلائ ادسلتفيد‬ ‫حتى فةقطع اخلصم بكقمحب الطمح كام يف شكم حماجا إبمحاهيم قو َمه بالكوكب والقملمح‬ ‫والكمس " ‪.‬‬ ‫(‪)22‬‬

‫وادةاظمح ‪ -‬كادحاور ‪ -‬قد فسك ابتدا عن حكم الء فيكوم ملن بلاب اللت لمن‬ ‫وقد فسك عةد استككا األممح عليه ب د الةممح يف األدللان واألو فطللق عليله اسلم‬ ‫ادةاظمح اصطالحا ال حقيقا ‪.‬‬ ‫(‪)20‬‬

‫وقد صار مصطلح ادةاظمحة تكامح ارتباطا بادسلائ ال لميلا يف اللرتاث اإلسلالمي‬ ‫فاي تخص من احلوارن وهي عادة ما تكوم بني شخصني تو تكامح بيةام خالف علمي‬ ‫واضحن فاام فتةاظمحام ألج الغلبا تو إظاار احلق‪.‬‬ ‫رابع ًا‪ِ :‬‬ ‫احل َجــاج‪( :‬أ) مدخل لغوي‪:‬‬ ‫‪ -22‬حاجي خليفا‪ :‬ككب المةوم‪.30 5 :‬‬ ‫‪ -22‬تبو إسحا الكاطبي‪ :‬ادوافقات‪.335 6 :‬‬ ‫‪ -20‬نفسه‪.335 6 :‬‬

‫(‪)28‬‬


‫يف تصو ادادة اللغوفا سةجد فمحوعا متةوعا متت إىل األص اللغلوي اللدا علىل‬ ‫القصد إىل يش مان ثم ختصص مةه احلج يف الرشع ليد عىل الكل لة اد محوفلان كلام‬ ‫وس ْج اجلمحاح‪..‬‬ ‫قلا تةد بن فارس‪ ":‬وكذلك احلجن مل فكن عةدهم فيه غل القصدن َ‬ ‫ثم زادت الرشف ا ما زادته من رشائط احلج وش ائمحه‪. "..‬‬ ‫(‪)39‬‬

‫ومن هذا األص ‪ :‬القصدن تفمحع م ةى ادحاجان قا المحاغلب‪ ":‬واحلجلا‪ :‬الداللا‬ ‫ادبيةا للحجا تي ادقصد ادستقيم الذي فقتيض صحا تحد الةقيضني‪ ..‬وادحاجلا‪ :‬تم‬ ‫ا‬ ‫واحلجلا عالملا للخصلوما‬ ‫فطلب ك واحد تم فمح َّد اآلخمح عن حجته وحمجته"‬ ‫(‪)35‬‬

‫غالبان ولذلك ربطه ابن فارس هبا يف الت محفب اللغوي‪ ":‬حاججت فالنلا فحججتلهن‬ ‫تي غلبته باحلجان وذلك المفمح فكوم عةد اخلصوما " ‪.‬‬ ‫(‪)32‬‬

‫وقد ال تكوم ثما خصوما حقيقيا بلني ادتحلاجنين إنلام هلو اخلتالف يف اللمحتي‬ ‫حلج " بم ةلى غللب يف ادحلاورة‬ ‫ظاهمحه اخلصومان وقد است م الةبلي ‪ ‬الف ل " ّ‬ ‫ا‬ ‫لج آ َد ُم‬ ‫السالم عةْلدَ َر يهبا َلام َف َح َّ‬ ‫لوجود احلجا م هن قا ‪ْ ":‬‬ ‫وسى َع َل ْي اا َام َّ‬ ‫احت ََّج آ َد ُم َو ُم َ‬ ‫يك امن ر ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫وح اه َو َت ْس َجدَ َل َك‬ ‫وسى‪َ :‬تن َ‬ ‫ْت آ َد ُم ا َّلذي َخ َل َق َك اهللَُّ با َيده َو َن َف َخ ف َ ْ ُ‬ ‫وسىن َقا َ ُم َ‬ ‫ُم َ‬ ‫اا‬ ‫ا‬ ‫َّاس با َخطاي َئتا َك إا َىل األَ ْر ا‬ ‫ْلت‬ ‫ض؟ َف َقلا َ آ َد ُم‪َ :‬تن َ‬ ‫َمالئ َك َت ُه َو َت ْس َكة َ​َك ايف َجةَّته ُث َّم َت ْه َب ْط َت الة َ‬

‫لام كُل ي َيش ٍ‬ ‫لاك األ ْللو ا‬ ‫اك اهللَُّ با امحسا َلتا اه وباك ا‬ ‫ا‬ ‫َالم اه َو َت ْع َط َ‬ ‫اص َط َف َ‬ ‫يالا تا ْب َي ُ‬ ‫اح ف َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫وسى ا َّلذي ْ‬ ‫َ‬ ‫ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫َو َقمح َب َك ن ا‬ ‫ني‬ ‫َب الت َّْو َرا َة َق ْبل َ َت ْم ُت ْخ َل َ‬ ‫وسلى‪ :‬با َلك ْر َب ا َ‬ ‫َج ّيان َفباك َْم َو َجدْ َت اهللََّ َكت َ‬ ‫لق؟ َقلا َ ُم َ‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫لمن‬ ‫َعامان َقا َ آ َد ُم‪َ :‬ف َا ْ َو َجدْ َت ف َ‬ ‫ياا ‪َ ‬و َع َ​َص آ َد ُم َر َّب ُه َفغ َ​َوى ‪( ‬طله‪َ )525:‬قلا َ ‪َ :‬ن َ ْ‬

‫‪ -39‬تةد بن فارس‪ :‬الصاحبي‪24:‬ن حتقيق‪ :‬تةد السيد صقمحن ط احللبين القاهمحة د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ -35‬المحاغب األصفااين‪ :‬ادفمحدات‪.592-592:‬‬ ‫‪ -32‬تةد بن فارس‪ :‬ادقافيس‪.219:‬‬

‫(‪)29‬‬


‫ني‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ت َف َت ُلو ُمةاي َع َىل َت ْم َع ام ْل ُت َع َمال َك َت َب ُه اهللَُّ َع َ َّيل َت ْم َت ْع َم َلل ُه َق ْبل َ َت ْم َ ْ‬ ‫خي ُل َقةالي با َلك ْر َب ا َ‬ ‫وسى "‬ ‫َسةَا؟ َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ‬ف َح َّج آ َد ُم ُم َ‬

‫(‪)33‬‬

‫تي غلبه باحلجا الساط ا‪.‬‬

‫(ب) مدخل اصطالحي‪:‬‬ ‫احلجا ال فكوم غالبا إال بني حق وباط كام سةمحىن وهو مداف ا اخلصم باحلجا‬ ‫تو ما فتصور تنه حجان وهو يف ب ض تحواله فلتقي مع احلوار لتوافمح تركام ادحلاورة‬ ‫فيهن من وجود طمحفني متحاورفنن ولكةه لوم تخلص ملن احللوارن إذ إم احللوار كلام‬ ‫ذكمحنا من قب وكلذلك اجللدا فكونلام بلني علدوفن متضلادفنن تو بلني صلاحبني‬ ‫متحدفن يف ادةاج والطمحفقن ولكلن فكلوم احللوار تو اجللدا وسليلا استيضلاح تو‬ ‫توص إىل احلقيقا‪.‬‬ ‫وادحاجا مصطلح دا علىل دفلع حجلا صلحيحا يف نفسلاا تو حجلا‬ ‫واحلجا‬ ‫ّ‬ ‫فتصور صاحباا صحتاا لف ّ شوكا اخلصم وغلبتهن فالي يف ذاهتلا قلد تكلوم حجلا‬ ‫صحيحا تو واهيا داحضان ولكن تصور صاحباا صحتَاا فمحف اا يف تصوره إىل مقلام‬ ‫احلجا‪.‬‬ ‫ويف الدرس اد ارص نجد اهلدف األسايس ل مليا احلجا " كسب تكفيد ادتلقي يف‬ ‫شكم قضيا تو ف‬

‫ممحغوب فيه من جاان ثم إقةاع ذللك ادتلقلي علن طمحفلق إشلباع‬

‫مكاعمحه وفكمحه م ا حتى فتقب وفوافق علىل القضليا تو الف ل موضلوع اخلطابلا ‪-‬‬ ‫اخلطاب…" ‪.‬‬ ‫(‪)36‬‬

‫‪ -33‬رواه مسلم ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬يف كتاب القدر من صحيحه (‪ )4266‬والبخاري يف مواضع عدفلدةن انملمح (‪)3690‬‬ ‫ويف احلدفث بيام التوافق بني ب ض آي التوراة غل ادحمحفا وآي القمحآم الكمحفمن ألم مصدرةا واحد‪.‬‬ ‫‪ -36‬حبيب تعلمحاب‪ :‬احلجلا واالسلتدال احلجلاجي‪559 -590 :‬ن جمللا علامل الفكلمحن ع ‪5‬ن ملج ‪39‬ن الكوفلت‬ ‫‪2995‬م‪.‬‬

‫(‪)31‬‬


‫مادة احلجاج ومصطلحه يف القرآن‪:‬‬ ‫واحلجا يف القمحآم عىل نمط واحد مطمحدن ذلك تنه يف مجيع ادواضع التي ورد فياا‬ ‫فقع ابتدا من الكفار وته الكتاب ضد فمحفق اد مةنين فاو إذا حماولا لوضلع حجلا‬ ‫باطلا مقاب حجا صحيحان هذا يف حجا الدنيان تملا يف حجلا اآلخلمحة فلال فلمحد‬ ‫احلجا بني ته اجلةان ب بني ته الةار ادستض فني مةام وادستكجفنن وهلو للوم‬ ‫من التحاور الدا عىل الغضب والةدمن تما ته اجلةا فال حجا بيةامن وال فسم وم‬ ‫هةالك إال قيال سالما سالما‪.‬‬ ‫املحاجة يف القرآن‪:‬‬ ‫من صور‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫‪ -5‬حماجا الةممحود إلبمحاهيم عليه السالم يف شكم اهلل الواحد األحد سلبحانه ‪ ‬أ َس ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـك إِ ْذ َ َ‬ ‫يم ِيف ِر ِّب ِه َأ ْن آتَـا ُه اهللُّ املُْ ْل َ‬ ‫َييِــي‬ ‫ت َ​َر إِ َر ا َّلذي َح َّ‬ ‫يم َر ِّ َيب ا َّلـذي ُ ْ‬ ‫ـال إِ ْب َـراه ُ‬ ‫آج إِ ْب َراه َ‬ ‫ـأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫رش ِق َف ْ‬ ‫س ِم َن ا َْمل ْ ِ‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫يم َفإِ َّن اهللَّ َي ْأ ِ​ِت بِ َّ‬ ‫ت ِ َهبـا‬ ‫يت َ َال َأنَا ُأ ْحيِـي َو ُأ ِم ُ‬ ‫َو ُي ِم ُ‬ ‫يت َ َال إِ ْب َراه ُ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َفب ِه َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني ‪( ‬البقمحة‪.)212:‬‬ ‫ت ا َّلذي َك َف َر َواهللُّ لَ َ ُّْيدي ا ْل َق ْو َم ال َّظامل َ‬ ‫م َن املَْغ ِْر ِ ُ‬

‫‪ -2‬واحلجا فقع كذلك من ته الكتاب مع ادسللمني يف تملور بدهييلا م لوملا‬ ‫الةبلي ‪ ‬يف‬ ‫للجميعن ولكةه الكج وال ةاد بالباط ن وهو كالن نلذكمح مةله حملاجتام‬ ‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫عيسى عليه السالمن فقص اهلل عليام قصته وتخجهم حقيقته ثم قا لةبيه ‪َ  ‬ف َم ْ‬ ‫ك فِ ِيه ِمن َب ْع ِد َما َج َ‬ ‫اءك ِم َن ا ْل ِع ْل ِم َف ُق ْ‬ ‫آج َ‬ ‫ـل َت َعـا َل ْو ْا َنـدْ ُع َأ ْبنَاءنَـا َو َأ ْبنَـاءك ُْم َونِ َسـاءنَا‬ ‫َح َّ‬ ‫ِ‬ ‫َونِ َســاءك ُْم َو َأن ُف َســنَا َ‬ ‫ــم َن ْبت َِه ْ‬ ‫ــل َفن َْج َعــل َّل ْعنَــ َة اهللِّ َع َ‬ ‫ني ‪(‬آ‬ ‫ــىل ا ْلكَــاذبِ َ‬ ‫وأن ُف َســك ُْم ُث َّ‬ ‫عممحام‪)45:‬‬ ‫وحجا القمحآم من الةوع الواضح الذي فبدت باألرضيا ادكرتكا بني الةاس مجي ان‬ ‫تي هو فبدت مع الةاس متدرجا حتى ففام اجلاه قب ال امل وفقيم احلجا علىل الةلاس‬ ‫مجي ان لقد " تخمح اهلل ت اىل خماطباته يف حماجا خلقه يف تجىل صورة ليفام ال املا ملا‬ ‫(‪)31‬‬


‫فقة ام وتل مام احلجان وتفام اخلواص من تنبائاا ما فمحيب عىل ما تدركه فام اخلطبا‬ ‫" ‪.‬‬ ‫(‪)31‬‬

‫خامس ًا‪ :‬املـراء‪( :‬أ) مدخل لغوي‪:‬‬ ‫ادمحا لوم حواري تشبه باجلد ادذموم ب فص ادمحا تحيانا إىل ممحتبا الكفلمح كلام‬ ‫مارفلت المحجل تمارفله إذا جادلتلهن وادللمحفا‪ :‬الكلك‬ ‫سةذكمح ب دن قا يف اللسام‪":‬‬ ‫ُ‬ ‫واجلد ‪ ...‬وادمحا ‪ :‬ادامراة واجلد ‪ ..‬وتصله يف اللغا اجللدا ن وتم فسلتخمح المحجل‬ ‫ٌ‬ ‫فلالم فالنلا‬ ‫من مةاظمحه كالما وم اين خلصوما وغلها‪ ...‬وقا ابن األنباري‪ :‬مارى‬ ‫ممحفلت الةاقلا إذا‬ ‫م ةاه استخمح ما عةده من الكلالم واحلجلان ملكخوذ ملن قلوهلم‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫لتدر " ‪.‬‬ ‫مسحت رضعاا َّ‬ ‫(‪)34‬‬

‫(ب) مدخل اصطالحي‪:‬‬ ‫ادمحا تممح مذمومن ألنله جمادللا بالباطل للدحض احللقن وقلد عمحفله المحاغلب يف‬ ‫ادفمحدات بقوله‪ ":‬ادمحفا الرتدد يف األممحن وهو تخص من الككن واالملرتا وادلامراة‪:‬‬ ‫ادحاجا فيام فيه ممحفا "‬ ‫ّ‬

‫(‪)32‬‬

‫وف فد الرشفب اجلمحجاين بيام حقيقا ادلمحا بقولله‪ ":‬ادلمحا‬

‫ط ن يف كالم الغل إلظاار خل فيه من غل تم فمحتبط به غمحض سوى حتلقل الغلل "‬ ‫(‪)32‬‬

‫وقا تبو حامد الغ ايل‪ ":‬وحدُّ ادمحا هو ك اعرتاض عىل كالم الغل بإظاار خلل‬

‫فيهن إما يف اللفظ وإما يف اد ةىن وإما يف قصلد ادتكلم " ‪.‬‬ ‫(‪)30‬‬

‫املراء يف القرآن واحلديث النبوي‪:‬‬ ‫‪ -31‬تبو بكمح عبد المحةن بن الكام السيوطي‪ :‬اإلتقام يف علوم القمحآم‪ 522 2 :‬ط‪ 6‬احللبين القاهمحة ‪5320‬هلل ‪-‬‬ ‫‪5022‬م‪.‬‬ ‫‪ -34‬مجا الدفن بن مةمور‪ :‬اللسام‪ :‬ممحا‪.‬‬ ‫‪ -32‬المحاغب األصفااين‪ :‬ادفمحدات‪.642:‬‬ ‫‪ -32‬الرشفب اجلمحجاين‪ :‬الت محففات‪.290:‬‬ ‫‪ -30‬تبو حامد الغ ايل‪ :‬إحيا علوم الدفن‪.542 3 :‬‬

‫(‪)32‬‬


‫ادمحا يف لغا القمحآم تممح مذموم يف كل ادواضلع التلي ورد فيالان حيلث ورد هنلي‬ ‫رصفح للةبي ‪ ‬باالبت اد عن ادمحا يف ك األحوا ن ومةه ‪َْ ‬‬ ‫احل هق ِم ْن َر ِّب َ‬ ‫ك َفال َتكُون ََّن‬ ‫ِ‬ ‫ين ‪( ‬البقمحة‪.)562 :‬‬ ‫م َن املُْ ْم َ ِرت َ‬ ‫وادمحفا وادمحا يف ب ض ادواضع فقمحب من م ةلى الكلك والتكلذفبن ويف ب لض‬ ‫ـاهر ًا ول تَسـ َت ْف ِ‬ ‫يهم إِلّ ِمـراء َظ ِ‬ ‫فقمحب من م ةى احلوار وادجادلا كام يف ‪َ ‬فال متُ ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ار ف ِ ْ‬ ‫َ ً‬ ‫فِ ِ‬ ‫يه ْم ِمن ُْه ْم َأ َحد ًا ‪( ‬الكاب‪ )22:‬قا ال خمرشي‪ ":‬فال متار فليام‪ :‬فلال جتلاد تهل‬ ‫الكتاب يف شكم تصحاب الكاب إال جداال ظاهمحا غل مت مق فيلهن وهلو تم تقلص‬ ‫عليام ما توحى اهلل إليك فحسب وال ت فدن من غل جتاي هلم وال ت ةيب هبم يف المح ّد‬ ‫عليام " ‪.‬‬ ‫(‪)69‬‬

‫وادمحا كذلك مذموم يف احلدفث الةبوين كام يف حلدفث َت ايب ُه َمح ْف َلمح َة َع ا‬ ‫لي ‪‬‬ ‫لن الةَّبا ي‬ ‫َقا َ ‪ ":‬ادْامحا ايف ا ْل ُقمح ا‬ ‫آم ُك ْف ٌمح " ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫(‪)65‬‬

‫وبممحاج ا مادة " ممحى " يف اد جم ادفالمحس أللفلاحل احللدفث الةبلوي نجلد تم‬ ‫مفاوم ادمحا يف السةا وتقوا الصحابا ف ةي حلوارا فتحلو إىل ملا فكلبه اخلصلوما‬ ‫واحللمح بلن قليس‪..‬‬ ‫بسبب اخلالف حو قضيا مان ومن ذلك بإجياز " إنه متلارى هلو‬ ‫ّ‬ ‫امرتى رج من بةي خدرة ورج من بةي عذرة‪ ..‬إين متارفت تنا وصاحبي‪ ..‬فتامرفلا‬ ‫حتى ارتف ت تصواهتام‪ ..‬متارفةا يف سورة من القمحآم‪. "..‬‬ ‫(‪)62‬‬

‫سادس ًا‪ :‬التفـاوض‪( :‬أ) مدخل لغوي‪:‬‬

‫‪ -69‬ال خمرشي‪ :‬الككاف‪.256 2 :‬‬ ‫‪ -65‬رواه تبو داود (‪ )6493‬وهو يف صحيح اجلامع الصغل(‪ )4422‬للسيوطين بتحقيق حممد نارص الدفن األلبلاينن‬ ‫ط‪ 3‬ادكتب اإلسالمين بلوت ‪5692‬هل ‪5022-‬من وذكمح من رواته احلاكم كذلك‪.‬‬ ‫‪ -62‬راجع‪ :‬اد جم ادفامحس أللفاحل احلدفث الةبوي‪291 4 :‬ن مادة (ممحى)‪.‬‬

‫(‪)33‬‬


‫قا المحاغب‪ ":‬فاض ادا إذا سا مةص ّبا‪ ..‬وتفاض إنلا ه إذا ملأله حتلى تسلاله‪..‬‬ ‫سخين ومةه اسلت ل‪ :‬تفاضلوا‬ ‫ومةه‪ :‬فاض صدره بالرس تي سا ن ورج فياض تي‬ ‫ّ‬ ‫يف احلللدفث إذا خاضللوا فيلله "‬

‫(‪)63‬‬

‫وقللا يف اللسللام‪ ":‬وفاوضلله يف تمللمحه‪ :‬جللاراهن‬

‫وتفاوضوا احلدفث‪ :‬تخذوا فيهن وتفاوض القلوم يف األملمح تي فلاوض فيله ب ضلام‬ ‫ب ضا " ‪.‬‬ ‫(‪)66‬‬

‫وادادة تست م يف اللغا بم ام مت ددة راجل ا إىل األص اللغوي " فيضام ادا "‬ ‫وصار مةه " فوض األممح إليه "‪.‬‬ ‫ومل فست م القمحآم من ادادة غلل هلذا اد ةلى األخلل يف موضلع واحلد‬

‫‪‬‬

‫ون َما َأ ُ ُ‬ ‫ول َلك ُْم َو ُأ َف ِّو ُض َأ ْم ِري إِ َر اهللَِّ‪( ‬غافمح‪.)66:‬‬ ‫َف َست َْذك ُ​ُر َ‬

‫(ب) مدخل اصطالحي‪:‬‬ ‫فبدو تم مصطلح ادفاوضا قد تو ّلد إ ّبام بدافا ال رص األموي كلام نفالم ملن هلذا‬ ‫الةص يف لسام ال محبن ففي حدفث د اوفا تنه قا لد ْىل َف بن حةمللا ‪ -‬وكلام عادلا‬ ‫ضبطت ما ترى؟ قا ‪ :‬بمفاوضا ال لام ن قا ‪ :‬وما مفاوضا ال للام ؟‬ ‫بم‬ ‫َ‬ ‫فصيحا ‪َ " :-‬‬ ‫قا ‪ :‬كةت إذا لقيت عادا تخذت ما عةده وتعطيته ما عةلدي" ثلم قلا ابلن مةملور‪:‬‬ ‫ادفاوضا‪ :‬ادساواة وادكاركان وهي مفاعلا من التفوفضن ككم ك واحد مةاام ر ّد ملا‬ ‫عةده إىل صاحبهن تراد حمادثا ال لام ومذاكمحهتم يف ال لم " ‪.‬‬ ‫(‪)61‬‬

‫و مصطلح التفاوض يف ال رص احلدفث تكامح قمحبا من جماالت السياسا والتجارة‪..‬‬ ‫وتةبع تةيته من حاجا البرش ادلحا إليلهن إنله ال للم اللذي " هنلدف ملن خاللله إىل‬ ‫‪ -63‬المحاغب األصفااين‪:‬ادفمحدات‪.322:‬‬ ‫‪ -66‬مجا الدفن بن مةمور‪ :‬اللسام‪ :‬فوض‪.‬‬ ‫‪ -61‬نفسه‪ :‬فوض‪.‬‬

‫(‪)34‬‬


‫الت محف عىل تفض وسائ تكوفن األرضليات ادكلرتكا والتفلاهم الف لا بلني بةلي‬ ‫البرش رغم اختالفاهتم وثقافاهتم وعقائدهمن إنه ال لم الذي نحاو من خالله جتةلب‬ ‫تفجل الرصاعات واجلد ال قيم " ‪.‬‬ ‫(‪)64‬‬

‫وفقرتب مصطلح التفاوض يف ب ض صوره من مصطلح احلوار مع وجود ب لض‬ ‫الفوار بيةاام سةذكمحها ب دن والتفاوض يف االصطالح اد ارص‬

‫" موقب ت بلي‬

‫حمحكي قائم بني طمحفني تو تكامح حو قضيا من القضافا فتم من خالله عمحض وجاات‬ ‫الةممح وتبادهلا وتقمحفباا وموا متاا وتكييفاان واستخدام كافا تساليب اإلقةاع للحفاحل‬ ‫عىل ادسائ القائما تو للحصو عىل مةف ا جدفدة " ‪.‬‬ ‫(‪)62‬‬

‫والتفاوض بصورته السابقا لوم م ّمق من تلوام احلوارن وهو حوار ُخيطط لله من‬ ‫قب ب ةافان ألم االتفاقيات الةاجتا عةه تكوم مل ما يف حالا التوص إلياان ولذا نجلد‬ ‫ال ةافا الدقيقا بك خطوات عمليا التفاوضن وقد صار مقدما تساسيا لكل صلور‬ ‫اد امالت يف ال رص احلارضن وصورته الف ليا تتما يف حدوثله بلني " شخصلني تو‬ ‫فمحفقنين وحياو ك فمحفق إقةاع اآلخمح بوجاا نممحهن وذلك من خال تقدفم احلجلج‬ ‫وعمحض األفكار واآلرا ن والقدرة عىل توالد األفكار وال محض وادةاورة " ‪.‬‬ ‫(‪)62‬‬

‫بني احلوار والتفاوض‪:‬‬ ‫ويف ادصطلح السيايس اد ارص فتقدم مصطلح التفاوض عىل احلوار والتحلاور يف‬ ‫الت ام السيايسن فةحن ن محف جلوالت ادفاوضلات وممحاحل التفلاوض وسياسلا‬

‫‪ -64‬د حسن حممد وجيه‪ :‬مقدما يف علم التفاوض السيايس واالجتامعي‪23 :‬ن عامل اد محفا ال دد (‪ )509‬الكوفلتن‬ ‫ربيع اآلخمح ‪5651‬هل‪ -‬تكتوبمح ‪5006‬م‪.‬‬ ‫‪ -62‬حمسن اخلضلي‪ :‬تةميا اداارات التفاوضيا‪1:‬ن الدار ادرصفا اللبةانيان القاهمحة ‪5003‬م‪.‬‬ ‫‪ -62‬د فارو السيد عاامم‪ :‬سيكولوجيا التفاوض وإدارة األزمات‪3-2:‬ن مةككة اد ارفن اإلسكةدرفا ‪5002‬م‪.‬‬

‫(‪)35‬‬


‫التفاوض وسليكولوجيا التفلاوض‪ ...‬فادصلطلح هلو السلائد يف الفكلمح والت امل‬ ‫السيايس‪.‬‬ ‫والتفاوض فلتقي مع احللوار يف الصلورة الةطمحفلا ال املان لكلن التحلاور فميل‬ ‫اصطالحا إىل ما فكبه الب د عن ادجاالت السياسيا المحسميا إىل جملاالت ترحلبن تو‬ ‫ق ‪ :‬إم احلوار تشم وتوسع من جممحد عمليا تفاوضيا حملددة بإطلار زملاين ومكلاين‬ ‫حمددفن سللفا ويف مسائ حمددة كذلك سللفان فلاحلوار تشلم وتوسلع وال خيضلع‬ ‫لآلليات احلمحفيا التي خيضع هلا التفاوض‪.‬‬ ‫ولكن الذي هيمةا هةا هو صورة احلدث التفاويض واحلوارين فاام عمليلا صلورة‬ ‫واحدة‪ :‬لقا تطمحاف خمتلفا تو متفقا دةاقكا مسلكلا تو مسلائ للوصلو إىل حل تو‬ ‫نتيجا تو اتفا ن واإلنسام فامرس التحاور والتفاوض يف كال من تمور حياته‪.‬‬ ‫وقد صار التفاوض علام فدرس يف اد اهد ال لميا والسياسيا ألنه فكلك تساسلا‬ ‫من تسس ال القات الدوليا والت ام الدويل يف مجيع ادجاالتن وقد تدرجةاه ضلمن‬ ‫مصطلحات احلوار ألنه لوم من تلوانه كام رتفةا‪.‬‬ ‫وقد صارت ل لم التفاوض تةيا كلجى يف عرصلنا ذي التةلوع واالخلتالف ملع‬ ‫ساولا االتصا وتقدم وسائلهن وتكيت تةيته " من كونه علام فت لق بقضلافا جوهمحفلا‬ ‫وماما لبةا ادجتم ات عىل الةحو األفض ن فاو إذا علم حيوي ل مليا التواص بني‬ ‫تفمحاد ادجتمع داخ ك دولان وبني تفمحاد ادجتمع الدويل عىل اتساعه " ‪.‬‬ ‫(‪)60‬‬

‫سابع ًا‪ :‬املنا شة‪( :‬أ) مدخل لغوي‪:‬‬ ‫ادةاقكا لوم حواري كذلكن وهي يف تصلاا اللغوي متت بصللا ضل يفا إىل هلذا‬ ‫اد ةىن ولكةاا صارت يف االصطالح اد ارص ‪ -‬ب د التطور الداليل للكلما ‪ -‬صورة‬ ‫‪ -60‬د حسن حممد وجيه‪ :‬مقدما يف علم التفاوض السيايس واالجتامعي‪.23 :‬‬

‫(‪)36‬‬


‫حوارفان قا يف اللسام‪ ":‬نقش الكوكا فةقكاا نقكا وانتقكاا‪ :‬تخمحجاا ملن رجللهن‬ ‫وبه ُسمي ادةقاش الذي ُفةقش بهن وناقكه احلساب مةاقكلا ونقاشلا‪ :‬استقصلاهن ويف‬ ‫احلساب ُع ّذب "‬ ‫احلدفث‪ ":‬من نوقش‬ ‫َ‬

‫(‪)19‬‬

‫تي ملن استُق‬

‫ل يف حماسلبته وحوقلق‪...‬‬

‫وتصل ادةاقكا من نقش الكوكا إذا استخمحجاا ملن جسمه " ‪.‬‬ ‫(‪)15‬‬

‫وادةاقكا عىل ذلك لوم حوارين ول‬

‫ته اجلاهليا عمحفوها قمحفبا من هذا اد ةى‬

‫كذلكن ومةه قو احلارث بن ح ّل ة‪:‬‬ ‫فالةقش ا‬ ‫ُ‬ ‫جيك ُمه الةا‬ ‫تو نقكتم‬

‫حاح واإلبمحا‬ ‫الص ُ‬ ‫ُس وفيه َّ‬

‫فقو ‪ :‬لو كام بيةةا وبيةكم حماسبا عمحفتم الصحا والجا ة " ‪.‬‬ ‫(‪)12‬‬

‫ويف ادةاقكا لوم من استقصا احلساب وإظاار األخطا ‪ ...‬وليس ذلك رضورفلا‬ ‫يف احلوار‪.‬‬ ‫(ب) املنا شة‪ :‬مدخل اصطالحي‪:‬‬ ‫صارت ادةاقكا يف االصطالح لونا حوارفا ذا طبي ا خاصان حيث جتتمع جمموعلا‬ ‫من الةاس إلدارة حوار حو مسكلا متفلق عليالا ملن قبل ن وهلي يف االصلطالح "‬ ‫موقب خمطط فكرتك فيه جمموعا من األفلمحاد حتلت إرشاف قيلادة م يةلا وتوجياالا‬ ‫لبحث مككلا تو موضوع حمدد بطمحفقا مةممان وف محف ك فلمحد فيالا دوره هبللدف‬ ‫الوصو إىل حل ّ تلك ادككلا " ‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬

‫ُلوق َش ْا‬ ‫‪ -19‬رواه البخاري يف كتاب المحقا (‪ )4134‬ونصه " َعن َعائا َك َا َع ان الةَّباي ‪َ ‬قا َ ‪" :‬ملن ن ا‬ ‫لاب ُع ي‬ ‫لذ َبن‬ ‫احل َس َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ـب ح َسـابا َيسـريا ‪ ‬قللا ‪ :‬ذللك ال َ ْلمح ُض " ورواه مسللم‬ ‫َقا َل ْت‪ُ :‬ق ْل ُت‪َ :‬ت َل ْي َس َف ُقو ُ اهللَُّ َت َ َاىل‪َ ‬ف َس ْو َ‬ ‫اس ُ‬ ‫ف َُ‬ ‫َي َ‬ ‫(‪ )2221‬واآلفا من سورة االنكقا (‪.)2‬‬ ‫‪ -15‬مجا الدفن بن مةمور‪ :‬لسام ال محب‪ :‬نقش‪.‬‬ ‫‪ -12‬نفسه‪ :‬نقش‪.‬‬ ‫‪ -13‬عباس حممد تمام‪ :‬تةميا ماارات ادةاقكا لدى تالميذ ادمححللا الاانوفلا بلالبحمحفن‪52 :‬ن رسلالا ماجسلتل غلل‬ ‫مةكورة بكليا الرتبيا – جام ا عني شمس ‪5022‬م‪.‬‬

‫(‪)37‬‬


‫وقد ساد هذا اللوم احلواري يف كال ملن صلور الت لليم اد لارص حتلى صلارت‬ ‫ادةاقكا تشامح من مصطلح احلوار يف عمليات الت ليم ادتةوعا‪.‬‬ ‫ثامن ًا‪ :‬السؤال واجلواب‪:‬‬ ‫الس ا واجلواب لوم حواري تممح اهلل ت اىل بله ادسلمني بوصفه من تهلم وسلائ‬ ‫ـل ِّ‬ ‫اس َألوا َأ ْه َ‬ ‫ـون ‪( ‬األنبيلا ‪ )2:‬وهلي‬ ‫الـذك ِْر إِ ْن ُكنْـت ُْم ل َت ْع َل ُم َ‬ ‫الت لمن قا ت اىل ‪َ ‬ف ْ‬ ‫طمحفقا ماىل لتلقي ال لمن ولذا كامح يف السلةا الةبوفلا صلدور األسلئلا ملن الصلحابا‬ ‫وإجابا الةبي ‪ ‬علياان تو س ا الةبي ‪ ‬ب َض تصلحابه بقصلد الت لليم والةصلحن‬ ‫وكام المحد عىل تلك األسئلا تحيانا فة‬

‫يف القمحآمن وقد ورد فيه الف‬

‫‪ ‬يسـألونك‪‬‬

‫مخس عرشة ممحة متبوعا باجلواب من عةد اهلل ت اىل ‪.‬‬ ‫(‪)16‬‬

‫وكام الس ا كذلك فدخ ضمن حماورات األنبيا بوصفه وسيلا ت لليمن كلام يف‬ ‫س االت موسى للخرض علياام السالم حتلى وصل األملمح بله إىل قولله ‪َ َ ‬‬ ‫ـال إِ ْن‬ ‫ُك عن َ​َش ٍء بعدَ ها َفال تُص ِ‬ ‫ْت ِم ْن َلدُ ِّين ُع ْذر ًا ‪( ‬الكاب‪.)24:‬‬ ‫اح ْبنِي َ دْ َب َلغ َ‬ ‫َ‬ ‫َس َأ ْلت َ َ ْ ْ َ ْ َ‬ ‫والتساؤ طمحفقا حوارفا ظاهمحة يف تسلوب القمحآم الكمحفم ما ‪:‬‬ ‫ ‪َ ‬و َأ ْ َب َل َب ْع ُض ُه ْم َع َىل َب ْع ٍ‬‫ون ‪(‬الصافات‪.)22:‬‬ ‫اء ُل َ‬ ‫ض َيت َ​َس َ‬ ‫ِ‬ ‫ ‪َ ‬وك َ​َذلِ َ‬‫اء ُلوا َب ْين َُه ْم ‪( ‬الكاب‪.)50:‬‬ ‫ك َب َع ْثن ُ‬ ‫َاه ْم ل َيت َ​َس َ‬ ‫ثم ذكمحت اآلفات ب د ذلك مضموم التساؤ يف صورة حوارفا عن مدة لبلاام يف‬ ‫الكاب‪...‬‬ ‫وقد كام الةبي ‪ ‬فسلك تصلحابه كاللا للي لمامن وكلام فل ثمح طمحفقلا السل ا‬ ‫واجلواب ألهنا تال الذهن واالنتباهن ويف صحيح البخاري عن َع ْبد اهللَّا بلن مسل ود‪:‬‬

‫‪ -16‬راجع‪ :‬حممد ف اد عبد الباقي‪ :‬اد جم ادفامحس أللفاحل القمحآم الكمحفمن مادة (سك )‪.‬‬

‫(‪)38‬‬


‫اا‬ ‫ب إا َل ْي اه ام ْن َمال ا اه؟ َقا ُلوا‪َ :‬فا َر ُسو َ اهللَّان َما امةَّلا َت َحلدٌ‬ ‫َقا َ الةَّبا ُّي ‪َ ":‬ت ُّفك ُْم َما ُ َو اارثه َت َح ُّ‬ ‫ب إا َل ْي اهن َقا َ ‪َ :‬فإا َّم َما َل ُه َما َقدَّ َم َو َما ُ َو اارثا اه َما َت َّخ َمح " ‪.‬‬ ‫إاال َما ُل ُه َت َح ُّ‬ ‫(‪)11‬‬

‫تاسع ًا‪ :‬الشورى‪:‬‬ ‫الكللورى تسللاس مللن تسللس احلكللم يف اإلسللالمن ودعامللا مللن دعللائم ال مل‬ ‫اإلسالمي يف ك اديادفنن ولسةا هةا يف جما بيام حقيقتالا وتحكامالا مفصللا فقلد‬ ‫تك ّفلت بذلك دراسات كالةن ولكةلا نلدرجاا هةلا بوصلفاا ‪ -‬يف جوهمحهلا ‪ -‬لونلا‬ ‫حوارفا من طمحاز فمحفد‪.‬‬ ‫أ ‪ -‬مدخل لغوي‪:‬‬ ‫لوحت‬ ‫قا يف اللسام‪ ":‬تشار المحج فكل إشارة إذا تومك بيدفه‪ ..‬وترشت إليه تي ّ‬ ‫وجه اللمحتي "‬ ‫إليه‪ ..‬وتشار إليه باليد‪ :‬تومكن وتشار عليه بالمحتي وتشار فكل إذا ما ّ‬

‫(‪)14‬‬

‫وقا ابن فارس‪ ":‬الكني واللواو واللمحا تصلالم مطلمحدامن األو ملةاام إبلدا يش‬ ‫وإظااره وعمحضهن واآلخمح تخذ يش ‪ "..‬ثم ج‬

‫الكلورى ملن هلذا األصل الالاين‬

‫فقا ‪ :‬قا ب ض ته اللغا‪ ":‬من هذا الباب شاورت فالنا يف تممحين قا ‪ :‬وهو مكتق‬ ‫من َش ْور ال س ا ن فككم ادستكل فكخذ المحتي من غله " ‪.‬‬ ‫(‪)12‬‬

‫قلت‪ :‬وال فب د كذلك تم تكوم راج ا إىل األصلني م ان فاألصل األو بم ةلى‬ ‫إظاار الء ن فيكوم مةه إظاار المحتي لغله إذا طلب مةه تو إظااره ابتدا عىل سبي‬ ‫الةصح‪.‬‬ ‫(ب) مدخل اصطالحي‪:‬‬

‫‪ -11‬رواه البخاري (‪.)4662‬‬ ‫‪ -14‬مجا الدفن بن مةمور‪ :‬لسام ال محب‪:‬شور‪.‬‬ ‫‪ -12‬تةد بن فارس‪ :‬ادقافيس‪ :‬شور (‪.)162‬‬

‫(‪)39‬‬


‫الكورى لوم حواري فتم بني شخصني تو تكامحن وهو تقليب األملمح علىل وجوهله‬ ‫وصوال إىل احلكم الصلواب فيلهن قلا المحاغلب‪ ":‬والتكلاور وادكلاورة وادكلورة‪:‬‬ ‫رشت ال س إذا اختذته من‬ ‫استخمحا المحتي بممحاج ا الب ض إىل الب ضن من قوهلم‪ْ ُ :‬‬ ‫موض ه واستخمحجته مةه " ‪.‬‬ ‫(‪)12‬‬

‫مادة الشورى يف القرآن الكريم‪:‬‬ ‫وردت مادة (شور) يف القمحآم يف ترب ا مواضعن األو مةاا بم ةى اإلشلارة باليلد‬ ‫‪َ ‬ف َأ َش َار ْت إِ َل ْيه ‪( ‬ممحفم‪ )20:‬والاالثا األخمحى بم ةى ادكاورة يف األممح‪:‬‬ ‫ف َعن ُْه ْم َو ْاس َتغ ِْف ْر َُهل ْم َو َش ِ‬ ‫ ‪َ ‬فا ْع ُ‬‫األم ِر‪(‬آ عممحام‪)510:‬‬ ‫او ْر ُه ْم ِيف ْ‬ ‫ِ‬ ‫ون ‪( ‬الكورى‪.)32:‬‬ ‫َاه ْم ُين ِْف ُق َ‬ ‫ورى َب ْين َُه ْم َوِمَّا َر َز ْ ن ُ‬ ‫ ‪َ ‬و َأ ْم ُر ُه ْم ُش َ‬‫ ‪َ ‬فإِ ْن َأرادا فِصالً عن تَر ٍ ِ‬‫َاح َع َل ْي ِه َام ‪( ‬البقمحة‪.)233:‬‬ ‫اض من ُْه َام َوت َ​َش ُاو ٍر َفال ُجن َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫وقد است م القمحآم ف‬

‫(شاور) للداللا عىل وجوب الكلورى يف احلكلمن‬ ‫األممح‬ ‫ْ‬

‫وتكاورن فاألو اسم مصدر ألم ف له شاور والاالثلي‬ ‫واست م ادصدرفن‪ :‬شورى‬ ‫ُ‬ ‫مةه ال فست م بم ةى التكاورن والااين مصدر مخلايس ف لله تكلاور وهلو علىل وزم‬ ‫تفاع الدا بةفسه عىل ادكاركا بني طمحفني تو عدة تطمحاف‪.‬‬ ‫وقد تكجت ال محب شكم الكورى حتلى قبل اإلسلالمن وقصلا بلقليس يف ذللك‬ ‫م لوما قصاا القمحآمن إ ْذ استكارت قوماا بككم كتاب سليامم عليه السلالمن ولكلن‬ ‫اإلسالم تعطى الكورى صورهتا الرشعيا التي تكوم هبلا عملال مرشلوعا داخلال يف‬ ‫إطار مةموما ال بادة بم ةاها الواسعن ويف عيوم األخبار البن قتيبلا‪ :‬قلا عملمح بلن‬

‫‪ -12‬المحاغب األصفااين‪ :‬ادفمحدات‪.229:‬‬

‫(‪)41‬‬


‫اخلطاب‪ ":‬المحتي الفمحد كاخليط السحي ن والمحتفام كاخليطني ادجمنين والاالثلا ملمحار‬ ‫ال فكاد فةتقض " ‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬

‫وهذا فبني لةا بجال تم الكورى حقيقا عمل حلواري بلدفعن تت لانق فيله اآلرا‬ ‫للوصو إىل احلقن ولو جاز ألحد من الةاس تم فرتكاا لكام الذي فتةل‬

‫وحي‬ ‫عليه‬ ‫ُ‬

‫تكامح الةاس عمال بمبدت الكورىن وسةذكمح ب ضا ملن‬ ‫السام ن ولكةّا عمحفةاه من سلته َ‬ ‫ذلك يف مواض ه من الدراسا‪.‬‬ ‫***‬ ‫مدخل لغوي لعملية احلوار‪:‬‬ ‫إم احلوار لوم من تلوام الكالمن ولكن لله طبي ا خاصان إنه ليس رسدا تو خطبلا‬ ‫يف مجاورن إنه مواجالا فللكمحفا بلني طمحفللني مت ارضلني تو متقلاربني بيلةاام ب لض‬ ‫اختالفن إم احلوار فما حالا حضور ومكاهدةن وهي حالا حيلا متحمحكلا نابضلان‬ ‫واحلوار فيه اإلشارة واللمحا والةممحة واحلمحكان كل هلذه عوامل مسلاعدة للغلا يف‬ ‫عمليا التوصي ن والف‬

‫اللغوي نفسه يف حالا ادحاورة خمتلب عن الصور األخلمحى‬

‫لالست ام اللغوين ففيه است ام للصوت بدرجات ونجات متةوعلا تةاسلب ادقلام‬ ‫والسيا الكالمي‪.‬‬ ‫والف اللغوي يف احلالا احلوارفا ت ازره احلمحكا اجلسميا اد جةن ويف حدفث ابلن‬ ‫ا‬ ‫عباس عن الةبي ‪ ‬قا ‪َ ":‬ل ْي َس ْ‬ ‫وسى با َام َصلة َ​َع‬ ‫ج ُم َ‬ ‫ج كَادُْ َ ا َفةَان إا َّم اهللََّ َع َّ َو َج َّ َت ْخ َ َ‬ ‫اخلَ َ ُ‬ ‫ا‬ ‫َرس ْت " ‪.‬‬ ‫احن َف َل َّام َعا َف َن َما َصةَ ُ وا َت ْل َقى األ ْل َو َ‬ ‫َق ْو ُم ُه ايف ا ْل ْج ا َف َل ْم ُف ْل اق األ ْل َو َ‬ ‫اح َفا ْنك َ َ‬ ‫(‪)49‬‬

‫‪ - 10‬ابن قتيبا الدفةوري‪ :‬عيوم األخبار‪24 5 :‬ن دار الكتب ال لميلا ‪ -‬بللوت ‪5652‬هلل‪5002 -‬من والسلحي ‪:‬‬ ‫احلب ادفتو عىل قوة واحدة وف ج به عن الض بن وادجم‪ :‬ادفتو عىل قوتنين وف لج بله علن القلوةن وادلمحار‪:‬‬ ‫احلب ادحكم الفت ن قا زهل بن تيب سلمى‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫جما‬ ‫فميةا لة م السيدام ُوجدمتا عىل ك حا من سحي و ُم َ‬ ‫(رشح اد لقات السبعن م لقا زهل‪.)563 :‬‬

‫(‪)41‬‬


‫لقد كام موسى حني ُتخج بف‬

‫قومه وحيدا فتلقى التوراة ب يدا عةامن فلم تكلن‬

‫هةاك حالا تفاعل ن تو إمكلام قيلام حاللا حوارفلا لتصلحيح األملمح ور ّد القللوم إىل‬ ‫الصوابن ولكةه حني رتى قوملله وملا ف للوا ورتى السلاممحي ورتى تخلاه هلاروم‬ ‫قص القمحآم الكلمحفم‬ ‫مغلوبا عىل تممحه نككت احلالا احلوارفا ب ةارصها ادتةوعان حيث ّ‬ ‫تطمحافا مةاان إم موسى عليه السالم يف احلالا األوىل " سمع " بف‬

‫قومهن ويف الاانيلا‬

‫" عافن " ما ف لوه رتي ال نين ولذا تبد احللا ن وزاد االنف لا ن إم " األثلمح ال قليل‬ ‫الذي فكيت عن طمحفق ال ني تعمق من األثمح الذي فكيت عن طمحفق األذم‪ ..‬واحلقيقلا تم‬ ‫ال صب البرصي تقوى عدة ممحات من ال صلب السم ي " ‪.‬‬ ‫(‪)45‬‬

‫والكاهد يف هذا كله تم احلوار وليد حالا من التفاعل توالرصلاع ‪ -‬غالبلا ‪ -‬بلني‬ ‫تطمحاف مت ددةن ولذا فإم لله طبي ا لغوفا خاصا‪.‬‬ ‫إم التحاور عمليا لغوفا تواصليان ثملا تطلمحاف يف مكلام واحلد وزملام واحلد‬ ‫وحدث واحدن ومن ثم تتكوم ال مليا احلوارفا من‪:‬‬ ‫ممحس ← رسالا ← مستمع ← ر ّد‬ ‫وهكذا تدور ال مليا احلوارفا ما بني ابتدا ور ّد‪..‬‬ ‫إم حالا " احلضور" هذه حالا خاصا تكلوم االسلتجابا فيالا ترسع وتوقلع ؛ إذ‬ ‫تكارك يف عمليا التواص تشيا كالة تفتقدها حاللا الرسلد تو االنفلمحادن إم وجلود‬ ‫تشخاص فتحاوروم م ا فتيح اد فد من تالقح األفكار وتةاقلاا بوتلة ترسع من جممحد‬ ‫القمحا ة ادةفمحدة التي قد حتتم ال دفد من التلكوفالت تو تكلوم تكالمح قبلوال حلاللا "‬ ‫الذهو " تو تكتت الذهن التي قد تصاحب القمحا ة تحيانان لكن احلالا احلوارفا حالا‬

‫‪ -49‬رواه تةد يف ادسةد (‪ )2662‬وهو يف صحيح اجلامع الصغل (‪.)1326‬‬ ‫‪ -45‬وليم‪ . .‬ماكوالف فن التحدث واإلقةاع‪40 :‬ن تمحمجا‪ :‬وفيق مازمن ط‪ 3‬دار اد ارفن القاهمحة ‪5000‬م‪.‬‬

‫(‪)42‬‬


‫نكطا حارضة بكشخاصاا وتصواهتا وإشاراهتا اجلسميا ادتةوعان هلذا كله فتقلدم فل ُن‬ ‫احلوار َ‬ ‫فةوم التواص اإلنساين األخلمحى يف مقلام اللدعوة إىل اهلل ت لاىل كلام صلورها‬ ‫القمحآم الكمحفمن وكام كام واقع الدعوة يف سلة الةبي ‪.‬‬ ‫إم اللقا بم ةى احلضور وادحاورة تو الدخو ضمن " الةطا احللواري " كلام‬ ‫رشطا لةي رشف الصلحبا الةبوفلان وللذا علدّ ه عللام احللدفث رشطلا ملن رشوط‬ ‫الصحبان وقالوا يف حدّ الصحايب‪ ":‬إنه من رتى رسو اهلل ‪ ‬وإم مل تط صحبته لهن‬ ‫وإم مل فمحو عةه شيئا " ‪.‬‬ ‫(‪)42‬‬

‫فرشف الصحبا إذا مل فكن ل ُيةا بغل " لقا " ولو لساعا من زملامن وال شلك تم‬ ‫اللقا غالبا فتضمن السالم والتحاورن تي التلبس بحاللا احلضلور بكل عةارصهلان‬ ‫ولذا ت د هذه احلالا تعمم تثمحا يف إفصا المحسالا ال رفبن ويف حقيقا هذا فقلو ابلن‬ ‫اجلوزي‪ ":‬قد ف محض عةد سامع ادواعظ للسامع فقمان فإذا انفص عن جملس اللذكمح‬ ‫عادت القسوة والغفلان فتدبمحت السبب يف ذلك ف محفته‪ ...‬فاحلالا ال اما تم القلب ال‬ ‫فكوم عىل صفا واحدة من اليقما عةد سامع ادوعملا وب لدها لسلببني‪ :‬تحلدةا‪ :‬تم‬ ‫ادواعظ كالسياطن والسياط ال ت مل ب د انقضائاا إفال َماا وقت وقوعالان والالاين‪ :‬تم‬ ‫حالا سامع ادواعظ فكوم اإلنسام فياا ُمل اح ال للان قلد ختلىل بجسلمه وفكلمحه علن‬ ‫تسباب الدنيان وتنصت بحضور قلبهن فإذا عاد إىل الكواغ اجتذبته بآفاهتا‪ ...‬وهلذه‬ ‫حالا ت م اخللقن إال تم ترباب اليقما فتفاوتوم يف بقا األثمح‪. "..‬‬ ‫(‪)43‬‬

‫األسل يي اد يين‬ ‫وهذا الذي ذكمحه ابن اجلوزي نجد صداه يف حدفث الصحايب َحةْ َم َلل َا َ‬ ‫ْت َفا َحةْ َم َل ُا؟ َقا َ ُق ْل ُت‪ :‬نَا َف َق َحةْ َم َل ُان‬ ‫َقا َ ريض اهلل عةه‪َ :‬ل اق َيةاي َت ُبو َبك ٍْمح َف َقا َ ‪َ :‬ك ْي َ‬ ‫ب َتن َ‬ ‫‪ -42‬ابن كال الدمكقي‪ :‬الباعث احلايث رشح اختصار علوم احلدفث‪513 :‬ن حتقيلق‪ :‬تةلد شلاكمحن ط‪3‬ن مكتبلا دار‬ ‫الرتاث – القاهمحة د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ -43‬عبد المحةن بن اجلوزي‪ :‬صيد اخلاطمح‪6:‬ن ط دار ابن خلدومن اإلسكةدرفا د‪.‬ت‪.‬‬

‫(‪)43‬‬


‫اجلة ا‬ ‫ُوم اعةْدَ َر ُسو ا اهللَّا ‪ُ ‬ف َذك ُيمحنَا باالة ا‬ ‫ام اهللَّا! َما َت ُقو ُ ؟ َقا َ ُق ْل ُت‪َ :‬نك ُ‬ ‫َقا َ ‪ُ :‬س ْب َح َ‬ ‫َّلا‬ ‫َّلار َو ْ َ‬ ‫نين َفإا َذا َخمحجةَلا املن اعة ا‬ ‫َحتَّى ك َ​َكنَّا َر ْت ُي َع ْ ٍ‬ ‫األوال َد‬ ‫ْلد َر ُسلو ا اهللَّا ‪َ ‬عا َف ْسلةَا ْ‬ ‫األز َوا َ َو ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لواهللَّا إانَّلا َلةَ ْل َقلى ام ْال َ َه َ‬ ‫لذا‪ ...‬فلانط َلقوا إىل‬ ‫َو َّ‬ ‫الض ْي َ اتن َفةَسيةَا كَالان َقا َ َت ُبو َبك ٍْمح‪َ :‬ف َ‬ ‫لىل َملا َتكُون َ‬ ‫رسو اهلل ‪ ‬فقصوا عليه فقا ‪َ :‬وا َّل اذي َن ْف ايس با َي اد اه إا ْم َل ْو تَلدُ و ُم َ‬ ‫وم َع َ‬ ‫ُلوم‬ ‫اعة اْدي َو ايف ي‬ ‫الذك اْمح َل َصا َف َح ْتك ُ​ُم ادَْالئ َك ُا َع َىل ُف ُمح اشلك ُْم َو ايف ُط ُلمح اقك ُْمن َو َلكال ْن َفلا َحةْ َم َلل ُا‬ ‫الث ممح ٍ‬ ‫ات " ‪.‬‬ ‫َسا َعا َو َسا َعان َث َ َ َّ‬ ‫(‪)46‬‬

‫ويف هذا بيام لتماهمح وسائ التلقي ساعا التحاورن حيث ال تُرتك الكلما وحلدها‬ ‫لتقوم ب مليا البالىلن ب ت ازرها حالا نفسيا شلاملا تتمال يف االشلرتاك يف ادوقلب‬ ‫بك عةلارصهن وملن ثلم فتليقظ القللب ملع اللذهن وادكلاعمحن ونحلن ن لمحف تثلمح‬ ‫االجتامعات واللقا ات اجلامهلفان ب ادماهمحات تحيانا يف إثارة االنف لا والكل ور‬ ‫إىل تقىص درجان ولو كام اإلنسام خاليا ما وص إىل تلك احلالا ال رفب‪.‬‬ ‫إم للكلما ادةطوقا يف احلوار مكانا خاصان إم " هةاك حقيقا ماما حلو عمليلا‬ ‫االتصا اللغوي فةبغي تم ندركاان تال وهي تم ادتكلم حني فوجه خطابه إىل ادستمع‬ ‫فإنه ال فمحفد فقط تم فةق إليه ب ض احلقائقن ولكةه فمحفد تفضا تم فةق إليله مكلاعمحه‬ ‫جتاه احلقائقن إم ال بارات ادةطوقا تكوم دائام مغلفا بمكاعمح الفمحد " ‪.‬‬ ‫(‪)41‬‬

‫واحلوار تساسا عمليا شفاهيان وإم حتولت ب د حدوثاا إىل صورة كتابيا حلفمالا‬ ‫واسرتجاعاان هلذا السبب سةجد اجللذر اد جملي " قلو " ومكلتقاته ‪ -‬خصوصلا‬ ‫األف للا ‪ -‬تكاللمح اجلللذور اللغوفللا اسللت امال يف القللمحآم الكللمحفم ب للد اجلللذر " تللله‬ ‫"ومكتقاتهن حيث ورد اجلذر" تله " يف (‪ )2215‬موض ان فليه اجللذر " قلو " يف‬

‫‪ -46‬رواه مسلم (‪ )4044‬والرتمذي (‪.)2156‬‬ ‫‪ -41‬د حييى تةد‪ :‬االجتاه الوظيفي ودوره يف حتلي اللغلان جمللا علامل الفكلمح‪463 :‬ن علدد ‪3‬ن جمللد ‪29‬ن الكوفلت‬ ‫‪5020‬م‪.‬‬

‫(‪)44‬‬


‫(‪ )5225‬موض ان وهذا إنام فبني تم القمحآم الكمحفم ف طي التحاور تةيا كجى بوصفه‬ ‫وسيلا ُماىل إلفصا دعوة اهلل إىل ال ادنين وتم ف‬ ‫شفاهين وهو ف‬

‫ألنه ف‬

‫القو تساس ملن تسلس احللوار‬

‫فقصد به إحداث تكثل ما حيلث " إم كاللا ملن تف لا‬

‫القو هلا وظيفا حجاجيا عةدما هتدف إىل توجيه ادتلقي نحو نتيجا م يةا تو ترصلفه‬ ‫عةاا " ‪.‬‬ ‫(‪)44‬‬

‫والحظ دارسو اللغا واألدب تم احلالا احلوارفلا حاللا لغوفلا خاصلان ألم ثملا‬ ‫عةارص مقاميا متةوعا مساعدة للغا يف ادواجاا احلوارفا " إم شفاها احللوار ادبلارش‬ ‫ت خمح باالنف االتن وت ازرها عادة تلوام مت ددة ومتضافمحة من تف ا الكالم‪SpeechActs‬‬ ‫ما حمحكات اليد وال يةني وخلجات الكفاه وتغيل مالمح الوجه وتوضلاع البلدم "‬ ‫(‪)42‬‬

‫‪.‬‬ ‫ويف علم التفاوض تفرس حمحكات اجلسم تفسلا خاصا تستكب مةه تشليا كاللة‬

‫ال تةطقاا األلسنن ولذا ف د من تسس التفاوض " ممحاعاة تسللوب احللوار وطمحفقتله‬ ‫مع اآلخمحفن‪ ..‬فإم الطمحفقا التي نتحدث هبا قد فكوم هلا قيما تكامح من الكلالم اللذي‬ ‫نقوله من حيث حمحكات اليد وت بلات الوجله ومسلتوى ارتفلاع الصلوت ورسعلا‬ ‫تدفق الكلامت والت بلات تو بطئاا " ‪.‬‬ ‫(‪)42‬‬

‫هلذا السبب فكوم احلوار تكامح جدوى وترسع تكثلا ألم ادحاور فست م كل ملا‬ ‫تويت من قدرة لغوفا تكوم يف احلوار ذات طبي ا خاصان ومن إمكانات ت بلفلا علن‬ ‫طمحفق احلمحكا اجلسميان في ازر ذلك كله ب ضه ب ضا‪.‬‬

‫‪ -44‬حبيب تعمحاب‪ :‬احلجا واالستدال احلجاجي‪ :‬مقا سابق‪.591 :‬‬ ‫‪ -42‬د نبي عيلن الاقافا ال محبيا وعرص اد لومات‪.236:‬‬ ‫‪ -42‬د حسن حممد وجيه‪ :‬مقدما يف علم التفاوض السيايس واالجتامعي‪.20 ::‬‬

‫(‪)45‬‬


‫إم اللغا يف احلالا احلوارفا ليست وحدهان إهنا يف حالا الكتابا تقوم بك الوظائب‬ ‫وجتمع ك عةارص الةصن ولكةاا يف احلالا احلوارفا عةرص واحد ف ا ضمن عةارص‬ ‫تخمحى متةوعا ال تق عةاا تةيان ب ربام تقو حمحك ٌا تو نممحة ما ال تسلتطي ه اللغلان‬ ‫وقد تشار اجلاحظ إىل تصةاف الدالالت عىل اد اين فقا ‪ ":‬ومجيع تصةاف الدالالت‬ ‫عىل اد اين من لفظ وغل لفلظ مخسلا تشليا ال تلةقص وال ت فلد‪ :‬توهللا اللفلظن ثلم‬ ‫اإلشارةن ثم ال قدن ثم اخلطن ثم احلا وتسمى نصبان والةصبا هي احللا الدالا التي‬ ‫تقوم مقلام تلك األصةاف وال تقرص عن تلك الدالالت " ‪.‬‬ ‫(‪)40‬‬

‫وقد تشار القمحآم الكمحفم إىل نوع من هذه احلمحكا اجلسلميا اد لجة يف حدفاله علن‬ ‫ـون َخ ْلقـ ًا َج ِديـد ًا‪ ُ .‬ـل‬ ‫الكفار يف قوله ت اىل ‪َ ‬و َ ا ُلو ْا أإِ َذا ُكنَّا ِع َظام ًا َو ُر َفات ًا َأإِنَّا ملَ ْب ُعو ُث َ‬ ‫كُونُو ْا ِح َج َار ًة َأ ْو َح ِديد ًا‪َ .‬أ ْو َخ ْلق ًا ِِّمَّا َيك ُُْب ِيف ُصـدُ ِ‬ ‫ون َمـن ُي ِعيـدُ نَا ُ ِ‬ ‫ـل‬ ‫ورك ُْم َف َسـ َي ُقو ُل َ‬ ‫ُ‬ ‫ـو ُ ْ‬ ‫ون إِ َل ْي َ‬ ‫ـل َع َسـى َأن‬ ‫وس ُه ْم َو َي ُقو ُل َ‬ ‫ا َّل ِذي َف َط َرك ُْم َأ َّو َل َم َّر ٍة َف َس ُين ِْغ ُض َ‬ ‫ـون َمتَـى ُه َ‬ ‫ك ُرؤُ َ‬ ‫ُون َ ِريب ًا‪(‬اإلرسا ‪.)15-60:‬‬ ‫َيك َ‬ ‫قللا المحاغللب‪ ":‬اإلنغللاض‪ :‬حتمحفللك الللمحتس نحللو الغللل كادت جللب " وقللا‬ ‫(‪)29‬‬

‫ال خمرشي‪ ":‬فسيحمحكوهنا نحوك ت جبا واستا ا " فاحلمحكا اجلسميا هةا " حتمحفك‬ ‫(‪)25‬‬

‫المحتس " هلا داللا اإلعمحاض والتكج عن احلق‪.‬‬ ‫إم احلالا احلوارفا تصاحباا حمحكات شلتىن ولكل مةالا دالللا مل ثمحةن حيلث "‬ ‫تسفمحت البحوث عن اكتكاف تكامح من مئا إفام ة مميل ة للوجه واليد واجلسم " وال‬ ‫(‪)22‬‬

‫شك تم تلك احلمحكا مالبسا للحالا احلوارفا ومسلاعدة لل ةلارص الكالميلا ادكونلا‬ ‫للموقب احلوارين وهي تبلغ يف الداللا عىل احلا ‪.‬‬ ‫‪ -40‬اجلاحظ‪ :‬البيام والتبيني‪63 5:‬ن ط دار الكتب ال لميان لبةام‪.‬د‪ .‬ت‪.‬‬ ‫‪ -29‬المحاغب األصفااين‪ :‬ادفمحدات‪.199:‬‬ ‫‪ -25‬ال خمرشي‪ :‬الككاف‪.422 2 :‬‬ ‫‪ -22‬وليم‪ . .‬ماكوالف‪ :‬فن التحدث واإلقةاع‪.552 :‬‬

‫(‪)46‬‬


‫خمتلب عن‬ ‫واإلقبا عىل الةاس بوجه طلق حمحكا جسميا م جة عن الةفسن وهو‬ ‫ٌ‬ ‫اإلقبا بوجه عابس مكتئبن والةاس ت ّفا كام دفةام حيبوم ابتساما الوجه وانبسلاطهن‬ ‫فاو ادفتاح اليسل للكخصيان فقلو تحلد ادختصلني‪ ":‬إم ت بللات الوجله تلتكلم‬ ‫بصوت تعمق تثمحا من صوت اللسامن وككين باالبتساما تقو لك علن صلاحباا‪ :‬إين‬ ‫تحلبك إنك متةحةي الس ادةن إين س يدٌ بمحؤفتك " ‪.‬‬ ‫(‪)23‬‬

‫قلت‪ :‬وهلذا ج الةبي ‪ ‬لقا اإلخلوام باالبتسلاما نوعلا ملن الصلدقاتن ويف‬ ‫يك َل َ‬ ‫احلدفث َع ْن َت ايب َذ ٍّر َقا َ ‪َ :‬قا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ":‬ت َب ُّس ُم َك ايف َو ْج اه َت اخ َ‬ ‫لك َصلدَ َق ٌا‪"..‬‬ ‫(‪)26‬‬

‫واالبتساما حمحكا وجه بدوم كالمن ولكةاا قد تكوم تبلغ من الكالم تحيانا‪.‬‬ ‫هلذا كله صلارت لغوفلات احللوار تلدرس بوصلفاا حاللا خاصلا يف االسلت ام‬

‫اللغوي اد ارص‪.‬‬

‫‪ - 23‬دف كارنيجي‪ :‬كيب تكسب األصدقا وت ثمح يف الةلاس‪25 :‬ن تمحمجلا عبلد ادلة م ال فلادين مكتبلا اخللانجين‬ ‫القاهمحة ‪ 5015‬م‪.‬‬ ‫‪ - 26‬طمحف من حدفث رواه الرتمذي (‪ )5014‬وصححه األلباين يف صحيح اجللامع الصلغل (‪)2092‬‬

‫(‪)47‬‬


‫الفصـل الثاين‬ ‫رضورة احلوار وأمهيته‬ ‫خلق اهلل ت اىل الةاس خمتلفنين تلك سةته يف خلقهن وقضت سةته التي ال تتبلد تم‬ ‫ـاء‬ ‫فبقوا هكذا يف حياهتم الدنيا حتى فلتقوا عةده فوم الدفنن قلا سلبحانه ‪َ ‬و َل ْ‬ ‫ـو َش َ‬ ‫ون ُ ْ ِ ِ‬ ‫ك َجلع َل النَّاس ُأم ًة و ِ‬ ‫ك َولِ َ‬ ‫ـذلِ َ‬ ‫ني‪ .‬إِل َم ْن َر ِح َم َر هب َ‬ ‫ـم‬ ‫احدَ ًة َول َيزَا ُل َ‬ ‫ُمتَلف َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َر هب َ َ‬ ‫ك َخ َل َق ُه ْ‬ ‫َّـاس َأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـك ألَ ْمـ َ‬ ‫ت كَلِ َم ُة َر ِّب َ‬ ‫ـني (هلود‪)550-552:‬‬ ‫َومتَ َّ ْ‬ ‫َع َ‬ ‫ـن ا ِْجلنَّـة َوالن ِ ْ َ‬ ‫ن َّن َج َهـن َ​َّم م َ‬ ‫واختالف قدرات البرش الفكمحفلا وال لميلا داع لالخلتالف حتلى بلني تهل اللدفن‬ ‫الواحد وادذهب الواحدن تلك طبي ا البرش التي ال تةكمح‪.‬‬ ‫ومع هذا االختالف والتةوع تراد اهلل ت اىل خللقه مةاجلا واحلدا دعلاهم إليله ومل‬ ‫جيجهم عليه إجباران ليكوم ب د ذلك حساب وج ا ن تراد اهلل ت اىل مةام تم ف بلدوه‬ ‫اجلن و ْ ِ‬ ‫األن َْس إِلّ لِ َي ْع ُبدُ ِ‬ ‫ون ‪( ‬الذارفات‪.)14:‬‬ ‫وحده ‪َ ‬و َما َخ َل ْق ُ‬ ‫ت ِْ َّ َ‬ ‫وهذه اإلرادة لكي تتحقق يف واقع الاقلني ادكلفني‪ :‬اجللن واإلنس ال بلدَّ هللا ملن‬ ‫فطمحة سليما ممحكوزة يف تص اخللقن وقد تكف اهلل ت اىل للاقلني بلذلك ‪ ‬فِ ْط َـر َة اهللَِّ‬ ‫ِ‬ ‫َّاس َع َل ْي َها ل َت ْب ِد َ‬ ‫يل َِخل ْل ِق اهللَِّ َذلِ َ‬ ‫ين ا ْل َق ِّي ُم ‪(‬المحوم‪ )39:‬وقا الةبلي‬ ‫ك الدِّ ُ‬ ‫ا َّلتي َف َط َر الن َ‬ ‫اا‬ ‫اا‬ ‫اا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ٍ ا‬ ‫َلام‬ ‫رصلانه َت ْو ُف َم يج َسلانهن ك َ‬ ‫‪َ ":‬ما م ْن َم ْو ُلود إال ُفو َلدُ َع َىل ا ْلف ْط َمحةن َف َك َب َوا ُه ُ َهي يو َدانه َت ْو ُفةَ ي َ‬ ‫وم فا ا‬ ‫ا‬ ‫لم َف ُقلو ُ ‪ ‬فِ ْط َـر َة اهللَِّ‪..‬‬ ‫يما َ ْ‬ ‫مج َ ا َ ن َهل ْ ُحت ُّس َ َ‬ ‫ياا مل ْن َجلدْ َعا ؟ ُث َّ‬ ‫يم ُا َهبا َ‬ ‫ُتةْت َُج ا ْل َب اا َ‬ ‫اآلفا " ‪.‬‬ ‫(‪)21‬‬

‫ثم إم الةاس ب د ذلك حمتاجوم إىل نبوة هادفا لتبليغ الرشع تو ادفالوم الصلحيح‬ ‫لل بادة من اهلل ع وج إىل خلقلهن فصلارت الةبلوات رضورة للادافلا إذ ال هدافلا‬ ‫‪ -21‬رواه البخاري (‪ )5312‬ومسلم (‪.)4211‬‬

‫(‪)48‬‬


‫بدوم نبوةن إم الةاس خيتلفوم يف كل يش تقمحفبان إ ْذ ما من يش ن لمه إال واختللب‬ ‫الةاس حولهن إم الكمس والقممح خملوقامن ال فكاد تحد فةكمح كوهنام جمحمني من تجمحام‬ ‫السام ن ولكن الةاس اختلفوا حوهلامن حتى عبدةا ب ض اخللقن ولذا ورد الةاي علن‬ ‫س َول لِ ْل َق َم ِ‬ ‫ـم ِ‬ ‫الش ْم ُس َوا ْل َق َم ُر ل ت َْس ُجدُ وا لِ َّ‬ ‫عبادهتام ‪َ ‬و ِم ْن آ َياتِ ِه ال َّل ْي ُل َوالن َ​َّه ُار َو َّ‬ ‫ـر‬ ‫لش ْ‬ ‫ون ‪(‬فصللت‪ )32:‬وكلذلك اختللب‬ ‫َو ْاس ُجدُ وا هللَِّ ا َّل ِذي َخ َل َق ُه َّن إِ ْن ُكنْت ُْم إِ َّيا ُه َت ْع ُبـدُ َ‬ ‫الةاس يف ادالئكا واألنبيا وادلوك‪ ..‬ك ذلك خيتلب حوله الةاسن وفلو هلذا كلله‬ ‫ـذ ِ‬ ‫اختلفللوا يف رهبللم الواحللد األحللد سللبحانه ‪َ ‬هـ َ‬ ‫ـم‪‬‬ ‫ان َخ ْصـ َـام ِن ْ‬ ‫ـموا ِيف َر ِّهبِـ ْ‬ ‫اخت َ​َصـ ُ‬ ‫(احلج‪ )50:‬ومن هةا كانت رضورة الةبوات اهلادفا قب احلساب والاواب وال قاب‪.‬‬ ‫هذا التةوع اللداعي إىل االخلتالف حيتلا إىل سلب إلزاللا االخلتالف تو تقليل‬ ‫خماطمحه ليتقارب الةاسن ومن ثم دعاهم اهلل عل وجل إىل احللوار والت لارف دعلوة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـار ُفوا‬ ‫رصحيا ‪َ ‬يا َأ ه َُّيا الن ُ‬ ‫َّاس إِنَّا َخ َل ْقنَاك ُْم م ْن َذك ٍَر َو ُأ ْن َثى َو َج َع ْلنَاك ُْم ُش ُعوب ًا َو َ َبائ َل ل َت َع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـري ‪( ‬احلجللمحات‪ )53:‬لقللد تمللمحهم‬ ‫إِ َّن َأ ْكـ َـر َمك ُْم عنْ ـدَ اهللَِّ َأ ْت َقــاك ُْم إِ َّن اهللََّ َعلـ ٌ‬ ‫ـيم َخبِـ ٌ‬ ‫بالت ارفن ووسيلته األوىل إقاما احلوار بني األفمحاد والقبائ والك وب واحلضلارات‬ ‫ليت ارف الةاسن إم " احلوار فتطلب توال وقب كل يش االعلرتاف بحتميلا وجلود‬ ‫االختالف بم ةى التةوع يف احلياة اإلنسانيا ادطلقان األملمح اللذي فرتتلب عليله مبلدت‬ ‫االعرتاف بوجود اآلخمح وتحقيته يف الوجود " ‪.‬‬ ‫(‪)24‬‬

‫إم ك الةبوات التي عمحفةاها من القمحآم الكمحفم تقامت حوارا صادقا هادفلا مةللا‬ ‫مع الك وب التي ُترس إلياا األنبيا وادمحسلومن كل األنبيلا والمحسل كانلت هللم‬ ‫حوارات ولقا ات ودعوات إىل اهللن والقمحآم فذكمح صورا بدف ا من تللك احللوارات‬ ‫التي تقاماا األنبيا مع تقوامام‪.‬‬ ‫‪ - 24‬د رقيا طه جابمح ال لواين‪ :‬فقه احلوار مع ادخالب يف ضو السةا الةبوفا‪14-11:‬ن نرش م سسا جائ ة نافب بن‬ ‫عبد ال ف آ س ود للسةا الةبوفا والدراسات اإلسالميا اد ارصةن اددفةا ادةورة ط‪5624 5‬هل‪2991 -‬م‪.‬‬

‫(‪)49‬‬


‫لقد خلق اهلل اإلنسام حمحا عاقال خمتاران وألنه كلذلك فقلد " اقتضلت حكملا اهلل‬ ‫ت اىل تم تكوم دعوة اإلنسام إىل اإلسالم من خال احلوار واإلقةاع وخطاب ال ق ن‬ ‫وتم ال ُجيج تحد عىل اعتقاد ما ال فقتةع بلهن وتم ال ُحيمل السلالح علىل م لارض تو‬ ‫خمالب إال يف احلاالت التي فص فياا احلوار إىل طمحفق مسدود " ‪.‬‬ ‫(‪)22‬‬

‫احلوار إذا رضورة للدعوة إىل اهللن ووسليلا ملاىل ملن وسلائ اللدعوة إىل اهلل إم‬ ‫اللقا وجاا لوجه واالستامع إىل الكالم وما فصلاحب احلاللا احلوارفلا ملن حضلور‬ ‫ومالبسات وإشارات حالا ماىل لةق األفكار والدعواتن إم احللوار ادبلارش ف لد‬ ‫كتابا رسالا وإرساهلا ممحات وممحات عىل سبي اداا ‪.‬‬ ‫وقد صار لفن احلوار يف الاقافات اد ارصة تةيا كجىن لليس يف جملا ال القلات‬ ‫ادتةوعا بني الدو واجلامعات فحسبن ب يف جما األدب وادرسح والسيةام والتلفاز‬ ‫كذلكن وانباق عن فن احلوار فن التفاوض وإقاما ال القات وإدارة ادحاورات‪.‬‬ ‫تصلله‬ ‫توصلت اإلنسانيا ب د جاد جايد وبصورة ناقصا غل مكتمللا إذا دلا ّ‬ ‫لقد ّ‬ ‫القمحآم والسةا الةبوفا مةذ ترب لا عرشل قمحنلان توصللت اإلنسلانيا إىل تكسليس فةلوم‬ ‫للحوار والتفاوض واإلقةاعن وهي فةوم تكاد تمتةا اد ارصة هتملاا يف دعوهتلا إىل اهلل‬ ‫ت اىلن يف حني تستغلاا تمم تخمحى تحسن استغال يف نرش مبادئاا وعقائدها‪.‬‬ ‫نقوهلا إذا برصاحا تدعو إىل اإلصالح ال إىل التبكيت والتكنيب‪ :‬لقلد تةلةلا كاللا‬ ‫تصلاا القلمحآم ورسلو اإلسلالم ‪ ‬يف اللدعوة إىل اهلل ت لاىلن ويف‬ ‫فةوم احلوار التي ّ‬ ‫إظاار احلق الذي عةدنان ودر ادخاطمح ادحدقا بكما اإلسالم من ك حدب‪.‬‬

‫‪ - 22‬د تةد حممد مفلح القضاة ‪ :‬حوار الةبي ‪ ‬مع قومه كام ف محضه القلمحآمن بحلث مقلدم إىل مل متمح احللوار ملع‬ ‫اآلخللمح يف الفكللمح اإلسللالمي يف مدفةللا الكللارقا يف دولللا اإلمللارات ال محبيللا ادتحللدة يف الفللرتة مللن ‪– 22‬‬ ‫‪5622 3 39‬هلن نسخا حمملا من شبكا اإلنرتنت‪:‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪.w‬‬ ‫‪asatyea.org/m‬‬ ‫‪odules‬‬

‫(‪)51‬‬


‫إم البرشفا ب د تمحاكم اخلجات ل رشات القمحوم يف جما اآلداب والفةوم صلارت‬ ‫تتوص إىل قواعد فةيا حتكم اآلداب والفةومن وصارت هةالك مدارس لت ليم فةلوم‬ ‫احلوار والتواص مع اآلخمحفن‬

‫(‪)22‬‬

‫وكيفيا كتابا احلوار يف ادرسح والسيةام وغل ذللكن‬

‫ومع هذا الرتاكم اد محيف واستممحار التحسني والتةقيح نجد تم البرشفا يف الةاافا تص‬ ‫إىل ب ض ما است مله القمحآم يف تسللوبه الفلذ ادحكلم اجلميل ملن تقةيلات للقلص‬ ‫والرسد واحلوارن مع تصو آداب التحاور التي تستخلص مةله وملن سلةا الةبلي ‪‬‬ ‫وسلته‪.‬‬ ‫وهلا هةا تممح جلدّ خطلل فغفل عةله كالل ملن الةلاسن وهلو ممحاعلاة ادمحج يلا‬ ‫والضوابط الرشعيا يف القمحآم الكمحفمن وافتقادها يف كال من صلور الفةلوم احلوارفلا‬ ‫التي تقاماا البرشن وهذا يف احلقيقا مةاط األممح كلهن فال م يف التصور اإلسالمي تفلا‬ ‫كام ال بد له من نيا وقانوم حيكملهن وعليله حسلاب فالواب تو عقلابن وادحصللا‬ ‫الةاائيا توضع يف مي ام ال بد فوم القيامان هذا فار جلوهمحي ال ف بلك بله كالل ملن‬ ‫الةاس حني تقوم ادقارنا بني مةاج اهلل ومةاهج البرش‪.‬‬ ‫إم احلدفث إذا عن فوائد احللوار وتةيتله سليبدو متكل بان وسلةجد للله تصلدا‬ ‫متةوعا يف مباحث هذه الدراسان ولكةي تمج ب ضاا إمجاال يف نقاطن تاركا التفصلي َ‬ ‫والتحلي َ دواض ه من هذه الدراسا‪.‬‬ ‫من فوائد احلـوار‪:‬‬ ‫‪ -5‬احلوار وسيلا ماىل لةق األفكار وتباد اد لومات وتةميا القدرة عىل التفكل‬ ‫والتواص مع اآلخمحفنن وهو وسيلا ناج ا للت لمن ويف صحيح البخاري تم عائكلا‬ ‫اج َ ْت فا ايه َحتَّى َت ْ امح َف ُهن َو َت َّم الةَّبا َّي‬ ‫ريض اهلل عةاا " كَان ْ‬ ‫َت ال ت َْس َم ُع َش ْيئا ال َت ْ امح ُف ُه إاال َر َ‬ ‫‪ -22‬انممح عىل سبي اداا م لومات عن مرشوع جام ا هارفارد األممحفكيا للتفاوض ن وهو من تكج ادرشوعات عىل‬ ‫مستوى ال املن انممحها يف‪ :‬مقدما يف علم التفاوض االجتامعي والسيايس (ممحجع سابق) ص‪ 19:‬وما بل دها‪.‬‬

‫(‪)51‬‬


‫ا‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ـو َ‬ ‫ب ُع يذ َبن َقا َل ْت َعائ َك ُا‪َ :‬ف ُق ْل ُت‪َ :‬ت َو َل ْي َس َف ُقو ُ اهللَُّ َت َ َاىل‪َ ‬ف َس ْ‬ ‫‪َ ‬قا َ ‪َ ":‬م ْن ُحوس َ‬ ‫ُلوق َش ْا‬ ‫ك ا ْل مح ُضن و َلكان ملن ن ا‬ ‫َُياسب ِحساب ًا ي ِسري ًا ‪َ ‬قا َل ْت‪َ :‬ف َقا َ ‪ :‬إانَّام َذل ا ا‬ ‫لاب‬ ‫احل َس َ‬ ‫َ ْ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َ‬ ‫َ ْهيلا ْك " ‪.‬‬ ‫(‪)20‬‬

‫وشاهدنا من احلدفث قو المحاوي عن تم ادل مةني عائكلا ريض اهلل عةالا تهنلا "‬ ‫اج َ ْت فا ايه َحتَّى َت ْ امح َف ُه " فاي تسك وحتاور لتت لم‪.‬‬ ‫كَان ْ‬ ‫َت ال ت َْس َم ُع َش ْيئا ال َت ْ امح ُف ُه إاال َر َ‬ ‫‪ -2‬احلوار وسيلا للت ارف بني الةاس كام تممحنا اهلل ت اىل يف اآلفا ادذكورة قب ُ ملن‬ ‫سورة احلجمحاتن ولن فتم حتقيق ذلك الت ارف إال بالتحاورن وقد صار ُف محف عةلدنا‬ ‫اآلم احلوار الداخيل بلني تبةلا ادجتملع الواحلد واألملا الواحلدة كحلوار اداقفلني‬ ‫والسياسيني واالقتصادفنين وحوار دعاة ال لامنيا مع الدعاة إىل الدفنن وحوار اآلخمح‬ ‫ادتما يف حوار األدفام وحوار احلضارات وحلوار الاقافلاتن وهلذا كلله فمالمح يف‬ ‫صور عدفدة كاحلوار ادبارش تو الكتابا تو األعام الدراميا‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫‪ -3‬احلوار وسليلا لتجةلب سلو الفالم ونكلو الرصلاعن إم سلو الفالم بلني‬ ‫األصدقا واجللام وال مال ن ب بني الدو غالبا ما ف و بكلما طيبا تو لقلا فسلل‬ ‫الةلاس ال ل ُة بلاإلثم واالسلتكبار علن ابتلدا‬ ‫تو ترصفح ممحفحن ادالم تم ال تكخلذ‬ ‫َ‬ ‫َلم رتفةلا يف حياتةلا تناسلا فمللوم تفاملا‬ ‫ادحاورة وفتح باب ادمحاج لا واد اتبلان و َلك ْ‬ ‫وشاورا متخاصمني مت ادفن‪ ..‬ثم فكوم لقا عابمح وكلملا طيبلا‪ ...‬فيل و اخللالف‬ ‫بقلي من ال تاب وفةتاي األممح إىل خل وحمبان إم " كالا من ادختلفني فملة ام ملن‬ ‫التسليم باحلق والمحجوع إىل الصواب شباات وشلكوك وتباطيل حتتلا إىل جلواب‬

‫‪ - 20‬رواه البخاري (‪ )593‬والرتمذي (‪.)2624‬‬

‫(‪)52‬‬


‫وتفةيد وإبطا ن واحلوار حيقق هذا اهلدفن فبه فمكن إزاللا كل شلباان وتفةيلد كل‬ ‫باط " ‪.‬‬ ‫(‪)29‬‬

‫هلذا كام الةبي ‪ ‬ال فرتك للخالفات واخلصومات جماال لالتساع بيةه وبلني تحلد‬ ‫من الةاس تو بني الصحابا‪ ..‬ب كام فسارع إىل إطفا نلار الفتةلان وفلدعو إىل إفكلا‬ ‫السللالمن وحيل ّلمحم عللىل ادسلللم هجللمح تخيلله ادسلللم فللو ثللالث ليللا ن وجي ل تو َ‬ ‫ادتخاصمني ابتدا بالسالم عىل خصمه خلةان ب ففض إصلالح ذات البلني علىل‬ ‫َ‬ ‫لجك ُْم با َك ْف َضل َ امل ْن‬ ‫كال من الصاحلات التي حيباا ادسلمن إ ْذ هلو القائل ‪َ ":‬تال ُت ْخ ا ُ‬ ‫نين َفإا َّم َفساد َذ ا‬ ‫الة والصدَ َق اا؟ َقا ُلوا‪ :‬ب َىل َقا َ ‪ :‬صالح َذ ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ات ا ْل َب ْ ا‬ ‫ات‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫الص َيلا ام َوال َّص َ َّ‬ ‫َد َر َجا ي‬

‫ني اهي ْ ا‬ ‫ا‬ ‫حتلا ُق َّ‬ ‫الكل َ َمحن‬ ‫احلال ا َق ُان ال َت ُقو ُ َ ْ‬ ‫احللال َق ُا‪َ ..‬و ُف ْلمح َوى َع ْن الةَّبا يي ‪َ ‬ت َّن ُه َقا َ ‪ :‬ه َي ْ َ‬ ‫ا ْل َب ْ ا َ َ‬ ‫َو َلكال ْن َ ْحتلا ُق الدي ف َن " ‪.‬‬ ‫(‪)25‬‬

‫‪ -6‬احلوار وسيلا لتةميا الفكلمح باالتصلا بلاآلخمحفنن وعلمحض األفكلار علليام‬ ‫رسخ اإلسالم مبلدت‬ ‫واألخذ والمح ّدن مما فمحص الفكمح وف فده ثباتا ورسوخان ولذلك ّ‬ ‫الكورىن وهي عم حواري تتالقح فيه األفكار واآلرا للوصو إىل المحتي السدفدن‬ ‫وقد مارساا الةبي ‪ ‬طيلا حياته ادباركا‪.‬‬ ‫‪ -1‬احلوار وسيلا لةرش ال لوم والتواص مع اجلدفد يف عامل ف محف اجلدفد ك فوم‬ ‫ب ك ساعان ومن ثم تكيت تةيا ادحارضات والةدوات واد متمحات بكنواعاا ادت ددة‪.‬‬ ‫‪ -4‬احلوار االجتامعي بني القوى والفصائ االجتامعيا ادتةوعا التلي تكلك بةيلا‬ ‫ادجتم ات اد ارصةن هذا احلوار االجتامعي تساس التفاهم بيةاا والت افش السلمين‬ ‫‪ - 29‬حييى بن حممد حسن زم مي‪ :‬احلوار‪ :‬آدابه وضوابطه يف ضلو الكتلاب والسلةا‪64:‬ن ط‪ 2‬دار اد لايل ‪ -‬األردم‬ ‫‪5622‬هل ‪2992 -‬م‪.‬‬ ‫‪ -25‬رواه الرتمذي واللفظ لله من حدفث تيب الدردا (‪ )2190‬وقا ‪ :‬هذا حدفث صحيحن وتبو داود (‪ )6050‬وهو‬ ‫يف صحيح اجلامع الصغل (‪.)2101‬‬

‫(‪)53‬‬


‫وبدوم التحاور والتفاهم سيةقلب األممح إىل رصاعن ثما تدفلام وم تقلدات تت لافش‬ ‫جةبا إىل جةب يف جمتمع واحدن وال بد هلا من التفاهم والت ارف حلفظ نملام ادجتملع‬ ‫توالن وقد ترسى اإلسالم هذا ادبدتن وت افش ادسلموم عج التارفخن ومةلذ تو فلوم‬ ‫لإلسالم يف مكان ت افكوا مع غل ادسلمني بالتفاهم والتحاورن وهذا الت افش يف ذاته‬ ‫إذا كام عىل تسس رشعيا سليما عُدَّ لونا من تلوام الدعوة إىل اهلل‪.‬‬ ‫إم ادقاب هلذا التفاهم والت افش هو الرصاع ادمقوتن ومآيس ادسلمني يف مةاطق‬ ‫كالة كالبوسةا واهلمحسك وككمل وجةوب الفلبلني ودارفلور وغلهلا صللور حيلا‬ ‫لذلكن إم " إرسا قواعلد احللوار البةلا ت ةلي القلدرة علىل الت امل الةلاجح مللع‬ ‫االختالفن والوصو إىل تفضل البلدائ ادتاحلان وفضلمن احللوار الف ّ لا ضلبط‬ ‫ادامرسا الدفمقمحاطيا وحمحفا الت بل عن المحتي حتى ال تتحو إىل فوىض وخمحو عن‬ ‫اجلامعا وانقسام وفمحقا حني فتكبث ك طمحف بمحتفه مامال تو متجاهال وجاات نملمح‬ ‫األطمحاف األخمحىن فاالنفمحاد واالستبداد بالمحتي هو مقدما للطغيامن والبدف األما‬ ‫هو احلوار " ‪.‬‬ ‫(‪)22‬‬

‫‪ -2‬احلوار وسيلا لقامح التسلط واالستبداد الفلكمحي والسيايسن‬

‫ووسيلا لقامح‬

‫الت صب واالنغال الفكمحي وجتةب ال ةب واإلرهاب بك تلوانه وكم من حمحكات‬ ‫ت م يف مكار األرض ومغارهبا لتحقيق تهداف تبدو تحيانا مرشوعا كلاالعرتاف‬ ‫باهلوفا الاقافيا تو اللغا تو الدفن ألقليا ت يش مع تغلبيا يف دولا واحدةن ولكن تللك‬ ‫األقليا ال جتد آذانا صاغيا فيلجك تفمحادهلا تو ب ضلام إىل تكلوفن جمموعلات لل مل‬ ‫الرسي حتم السالحن ومن ثم فقع الرصاعن وكالا ما فكلوم الضلحافا ملن ادلدنيني‬ ‫ال‬

‫الذفن ال عالقا هلم مبلارشة باألحلداث تو صلةاعا السياسلان وإم قلليال ملن‬

‫‪ -22‬مةى إبمحاهيم إسامعي اللبودي‪ :‬تةميا فةيات احلوار وآدابه لدى طلالب ادمححللا الاانوفلا‪24 :‬ن رسلالا دكتلوراه‬ ‫بكليا الرتبيا ‪ -‬جام ا عني شمسن القاهمحة ‪2999‬م‪.‬‬

‫(‪)54‬‬


‫التواضع واحلوار من قب القوى ادسيطمحة لكفي بكد تلك احلمحكات إىل احلياة اددنيا‬ ‫الرتكلي يف جةلوب‬ ‫الكمحدي‬ ‫اهلادئا بإعطائاا ب ض احلقو التي تطالب هبان والرصاع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫رش تمحكيا ماا واضح لذلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬وللحوار صور متةوعا مةالا احلجلا ن وقلد حلدد ب لض البلاحاني تهلداف‬ ‫احلجا اخلطايب والبالغي يف‪:‬‬ ‫ التكثل يف ادتلقي (السامع تو القلارئ) وج لله فتقاسلم ملع ادخاطلب اعتقلاده‬‫واقتةاعه اخلاص‪.‬‬ ‫‪ -‬التكثل يف ادتلقي جل له فقوم بالف‬

‫الذي فطلبه وفمحفده ادخاطب‪.‬‬

‫ استاملا ادتلقي وإغمحائه باعتباره ذهةلا وعاطفلا (عقلال وقلبلا) لكسلب تكفيلده‬‫وتوافقه الضمةي تو الرصفح " ‪.‬‬ ‫(‪)23‬‬

‫لقد فطةت الدو واجلامعات واد سسات والرشلكات إىل تةيلا هلذا الفلنن فلن‬ ‫احلوار والتواص مع اآلخمحفنن دا له من تةيا كجى يف التواص والت لارف والتلكثل‬ ‫ادبللارش يف اآلخللمحفنن فكنكللكت الللدو السللفارات وترسلللت الب اللاتن وتنكللكت‬ ‫ٍ‬ ‫وحدات متخصصا تسمى" ال القات ال اما " وصار هذا فةا‬ ‫والرشكات‬ ‫سسات‬ ‫اد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وعلام ذا قواعد وتصو تدرس يف اجلام لات وم اهلد ال للمن واداملا األوىل هللذه‬ ‫الوحدات " حسن االتصا مع اآلخمحفنن لإلقةاع بمحتين تو تمحوفج سل ا تو تصحيح‬ ‫فكمحةن تو التمايد لقضيا " ‪.‬‬ ‫(‪)26‬‬

‫‪ -0‬احلوار واحد من تهم الوسائ ادرشوعا لللدعوة إىل اهلل ت لاىل كلام سلةمحى يف‬ ‫القمحآم ويف سةا رسو اهلل ‪ ‬سوا دعوة األفمحاد تو اجلامعاتن وسوا دعوة ادسلمني‬ ‫‪ -23‬حبيب تعمحاب‪ :‬احلجا واالستدال احلجاجي (مقا سابق)‪.555 :‬‬ ‫‪ -26‬الةدوة ال اديا للكباب اإلسالمي‪ :‬يف تصو احلوار‪2 :‬ن دار التوزفع والةرشل اإلسلالميان القلاهمحة ‪5650‬هلل ‪-‬‬ ‫‪5002‬م‪.‬‬

‫(‪)55‬‬


‫د فد من التفاهم ونبذ اخللالف واللت لم‪ ..‬تو دعلوة غلل ادسللمني إىل اإلسلالمن تو‬ ‫التفاهم والت ارف وإزالا سو الفامن إم احللوار اجلاد " فمكن تم حيقق فوائد مجا إذا‬ ‫امتلك الداعيا تدواته وهو حيلاور اآلخلمحفنن وملن اد كلد تم احللوار‪ -‬وفلق تسلس‬ ‫مةاجيا ‪ -‬نافذة من نوافلذ اخلل والةور" ‪.‬‬ ‫(‪)21‬‬

‫‪ -59‬حتسني عالقا اإلنسام بكخيه اإلنسامن والدو واحلضارات ب ضاا بلب ضن‬ ‫فذلك بدف عن الرصاع والتةلافمح ادفيضل إىل اهللالكن واإلسلالم فقلدم احللوار علىل‬ ‫الرصاعن وال فلجك إىل احلمحب إال ب د استةفاد ك الوسائ السلميا ادمكةان وهو تملمح‬ ‫م لوم من سةا الةبي ‪.‬‬ ‫إم احلضارة إرث إنساين عام مكرتك ال فةبغي تم تدعيه تما تو حضارة وحتمحم مةله‬ ‫اآلخمحفنن فاحلضارة ال اديا اد ارصة نتلا تلارفخ طوفل شلاركت فيله كل األملم‬ ‫والك وبن ومن تظامح ادكاركني فيه تارخييا األما ادسلمان وهو ملا فةبغلي تم ُفمالمح‬ ‫لل امل اد ارص من خال احلوار اإلسالمي ادمةاج مع مكونات ال امل اد ارص‪.‬‬ ‫‪ -55‬إم كالا ملن شل وب ال لامل اد لارص حتمل مفلاهيم خاطئلا علن غلهلان‬ ‫وادسلموم تكامح من ف اين من ذللكن فلاإلرث القلدفم ملن احللمحوب بلني ادسللمني‬ ‫وغلهم واإلعالم اد ارص اد ادي وب ض السلبيات يف واقع ادسلمني تنفسلام كل‬ ‫ذلك جي‬

‫للمسلمني صورا سلبيا لدى اآلخمحفنن واحلوار من تهم الوسلائ لتغيلل‬

‫ذلك كله‪.‬‬ ‫ولقد رصنا نحن ادسلمني اد ارصفن نت ام مع اآلخمح ‪ -‬غل ادسلم ‪ -‬ككنله يش‬ ‫واحد ونمط واحد من احلياةن واحلقيقا خالف ذلكن ثملا اخلتالف وتبلافن وعلد‬ ‫وظلم وخل ورش‪ ...‬واهلل ع وج ّبني للمسلمني ذلك بجال يف شلكم تهلم رشحيلا‬ ‫‪ - 21‬نفسه‪.1 :‬‬

‫(‪)56‬‬


‫حضارفا فت املوم م اا حتى ال فق وا يف هذا اخلطكن فقو ت اىل عن تهل الكتلاب ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫َل ْي ُسوا َس َو ًاء ِم ْن َأ ْه ِل ا ْلكِت ِ‬ ‫َاء ال َّل ْي ِ‬ ‫ون ‪‬‬ ‫ـجدُ َ‬ ‫َاب ُأ َّم ٌة َ ائِ َم ٌة َي ْت ُل َ‬ ‫ـم َي ْس ُ‬ ‫ـل َو ُه ْ‬ ‫ون آ َيات اهللَِّ آن َ‬ ‫(آ عممحام‪.)553:‬‬ ‫وكالا ما نمحى اليوم يف الجامج احلوارفلا ماقفلني غلمحبيني وساسلا فةقملوم علىل‬ ‫قومام كالا من ادآيس التي جيمحوهنا عىل ال امل بسياستام غل احلكيما‪.‬‬ ‫‪ -52‬احلوار وسيلا إلقةاع ادخالب إم كام ممن فقب احلقن فقو الدكتور صلالح‬ ‫ودفع الكباا والفاسد من القلو واللمحتين‬ ‫بن ةيد‪ ":‬الغافا من احلوار إقام ُا احلجان‬ ‫ُ‬ ‫َّوص إلياان ليككب كل طلمحف ملا‬ ‫فاو ت اوم من ادُتةاظمحفن عىل م محفا احلقيقا والت ُّ‬ ‫خفي عىل صاحبه مةاان والسل بطمح االستدال الصلحيح للوصلو إىل احللق "‬

‫(‪)24‬‬

‫وفمحى الكيخ سلامم ال ودة تم احلوار تجز تةيته من جانبني‪ :‬األو ‪ :‬دعوة الةلاس إىل‬ ‫اإلسالمن تي دعوة الكفار إىل اإلسلالمن ودعلوة ادبتلدعني ملن ادسللمني إىل السلةا‬ ‫الةبوفا‪ ..‬والااين‪ :‬فص اخلالف يف األملور االجتاادفلان حيلث ف لد احللوار وسليلا‬ ‫للوصو إىل اليقني يف مسكلا اجتاادفا اختلفت فيالا تقلوا ادجتالدفن‪ ..‬وفقلو‬ ‫(‪)22‬‬

‫الدكتور عبد الكمحفم بكار‪ ":‬فص ب عليةا تم نقو ‪ :‬إنةا نملك فضليلا التسلامح إذا مل‬ ‫ن من إفامنا عميقا بجدوى احلوار يف حتسني رؤفتةلا لألشليا ن حلني ن تقلد تم يف كل‬ ‫ادسائ الغامضا نقاطا مملمان حتتا إىل إضلا ةن وتنةلا ملن خلال قلدراتةا ال قليلا‬ ‫واد محفيا اخلاصان ال نتمكن من إضا ة تلك الةقاطن فإنةا نسل ى إىل احللوار بوصلفه‬ ‫األداة الوحيدة لتوضيح الصورة الذهةيا األشيا ‪ ..‬من خال احلوار نمحص الفكلمحة‬ ‫بالفكمحة وادقولا بادقولان ومن خال احلوار نملةح األفكلار امتلدادات جدفلدةن كلام‬

‫‪ - 24‬د صالح بن عبلد اهلل بلن ةيلد‪ :‬تصلو احللوار وآدابله يف اإلسلالمن نسلخا حممللا ملن شلبكا اإلنرتنلت‪:‬‬ ‫‪.w‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪.saaid.net/m‬‬ ‫‪ktarat/‬‬ ‫‪ - 22‬انممح‪ :‬سلامم بن فاد ال ودة‪ :‬تدب احلوار ‪52 – 54 :‬ن ط‪ 5‬مكتبا المحشدن المحفاض ‪5626‬هل‪.‬‬

‫(‪)57‬‬


‫نحمحم ب ض األفكار من امتدادات غل مرشوعان فةطوي احلوار عىل التسلامحن ألنله‬ ‫فةطوي عىل اعرتاف ضمةي بالقصورن وحيد من غلوا االعتداد باللذاتن وهلذا هلو‬ ‫الذي فمحسخ لدفةا مكاعمح احلاجا إىل اآلخمحفنن وتبدت حمحكا التكثل والتكثمحن والكل ور‬ ‫باحلاجا إىل اآلخمحفن‪ ..‬إم ك واحد مةا مطالب باإلفامم بكم احلوار ليس ش ارا نمحف ه‬ ‫تو شيئا ت فيةا نتجم بهن وإنام هو مصدر لت بل األفكلار وتةميلا االجتاهلات وإزاللا‬ ‫األوهام ‪.‬‬ ‫(‪)22‬‬

‫‪ -53‬احلوار وسيلا من وسائ التكاور وتالقح اآلرا واألفكارن وهو صورة ماىل‬ ‫إلجمحا الكورىن إنه " تداة وعي مكلرتكا تتكوكلب فيالا اآلرا ن وتسلت محض فيالا‬ ‫ادسائ ن وفستخلص مةاا ما د عليه الدلي الرشعي تو الةملمحين وهلو وسليلا ملن‬ ‫وسائ الكورى والتةاصح والت اوم عىل اللج والتقلوىن وهلو هبلذا طمحفلق الةضلج‬ ‫وسبي الكلام " ‪.‬‬ ‫(‪)20‬‬

‫والكورى مبدت إسالمي تصي ن وحتقيقالا بضلوابطاا الرشلعيا سلبب د فلد ملن‬ ‫المحقي الفكمحي والتقدمن وسبب لةجاح اليقما اإلسالميا اد ارصة التي ال بد هلا من "‬ ‫فتح قةوات احلوار حتقيقا دبدت الكورى الذي تممح اهلل عل وجل بلهن فإحيلا احللوار‬ ‫وادمحاج ان وتكجيع صفتي ادةاصحا والةقد يف صفوف مجيع ال املني لإلسلالم ملن‬ ‫تهم ال وام التي تساعد عىل تدارك الةقص وتقوفم اخلطلك كلام ت للني علىل متاسلك‬ ‫البةا ونضجه " ‪.‬‬ ‫(‪)09‬‬

‫‪ - 22‬د عبد الكمحفم بكار‪ :‬احلوار ادتسامح‪53 :‬ن مقا بمجللا اد محفلان تصلدرها وزارة الرتبيلا والت لليم بادملكلا‬ ‫ال محبيا الس ودفا عدد (‪ )525‬ربيع اآلخمح ‪5624‬هل ‪ -‬مافو ‪ 2991‬م‪.‬‬ ‫‪ -20‬تةد بن عبد المحةن الصوفام‪ :‬احللوار‪ :‬تصلوله ادةاجيلا وآدابله السللوكيا‪22 :‬ن دار اللوطن للةرشلن المحفلاض‬ ‫‪5653‬هل‪.‬‬ ‫‪ -09‬نفسه‪.32 :‬‬

‫(‪)58‬‬


‫إم ال امل ف ج بلكلوام احللوار التلي متةلع وفلالت وحمحوبلا ودملاران إذ إم البلدف‬ ‫األرسع للحوار هو احلمحبن وذلك ما نكاده حني فصل احللوار إىل طمحفلق مسلدود‬ ‫فيةكب الرصاعن وليس اهلدف من احلوار إرغام طمحف عىل قبو ما فقوله طمحف آخمحن‬ ‫ب " إم من تبمحز تهداف احلوار تككيد تم الغافا مةه ليست الوصلو بلالطمحف اآلخلمح‬ ‫إىل قةاعا ادحاور وإلغا قةاعا الطمحف األو الفكمحفان وإنام هي إظالار احللق ادلدعم‬ ‫بالجاهني واألدلا " ‪.‬‬ ‫(‪)05‬‬

‫إم لغا احلوار وثقافا احلوار صامم األمام ل امل اليوم اللذي فملو بلالتةوع وفقلاد‬ ‫َ‬ ‫اللةمط األمال للحيلاةن‬ ‫فمحو لله تصحابه بوصلفه‬ ‫قرسا إىل‬ ‫التوحد عىل نمط واحد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫وت ارضه يف الوقت نفسه تمم وش وب وحضارات عدفدةن لكن دعاة ذلك التوحلد‬ ‫فملكوم القوة وادا ووسائ اإلعالم لفمحض رؤاهلم وثقلافتامن إم احللوار سلوف‬ ‫فةقذ حضارات وتمما من الذوبام والسقوط احلضاري يف " فخ ال ودلا "‬

‫(‪)02‬‬

‫بم ةلى "‬

‫األممحكا "‪.‬‬ ‫وإذا مل فكن لدى غلنا ‪ -‬نحن ادسلمني ‪ -‬ملن شل وب األرض ملا تبكلي عليله‬ ‫حيث خت ّلت كال مةاا عن ثقافتالا وإرثالا بل علن لغاهتلا تحيانلا للةملوذ الغلمحيب‬ ‫فحضارتةا لدهيا ما فستحق الذود عةه ب اجلااد ‪ -‬وهو مصطلح ُف عج الغمحب كاللا‬ ‫ للحفاحل عليهن إنه اإلرث ال ميمن إرث األما الوسطن األما الكاهدة حني ال تُقبل‬‫شاادة غلهان األما ادحافما عىل كلما التوحيد التي تةلتاا ك األمم يف عامل اليلوم‬ ‫إال هي‪.‬‬

‫‪ - 05‬د رقيا طه جابمح ال لواين‪ :‬فقه احلوار مع ادخالب يف ضو السةا الةبوفا‪.543 :‬‬ ‫‪ -02‬عةوام كتاب "فخ ال ودا" تكليب‪ :‬هانس بيرتمامن هارالد شومامن تمحجلما‪ :‬د عدنام عباس عيلن عامل اد محفلا‬ ‫(‪ )232‬الكوفتنمجادى اآلخمحة ‪5650‬هل‪-‬تكتوبمح ‪5002‬من وقد بني فيه اد لفام حقيقا ال ودلا وكوهنلا حماوللا‬ ‫لفمحض رؤفا الطمحف الغمحيب ‪ -‬خصوصا األممحفكي ‪ -‬عىل احلضارات األخمحى‪.‬‬

‫(‪)59‬‬


‫إنةا ن يش يف عرص تكيع فيه ثقافا احلوار والتفاوضن ملا ملن يش يف عرصلنا إال‬ ‫وفتفاوض الةاس حوله وفتحاورومن ففي مدفةا جةيب عىل سيب ادالا تلتم سلةوفا‬ ‫عرشة آالف عمليا تفاوضيان وماللاا يف نيوفورك‬

‫(‪)03‬‬

‫وهذا بدوره فميل عليةا نحن تما‬

‫اإلسالم تم نق ّ د القواعلد واألسلس التفاوضليا واحلوارفلا ادةباقلا علن حضلارتةا‬ ‫وقيمةان ول‬

‫هذا البحث فكوم حماولا يف هذا السبي ‪.‬‬

‫وتخلا نقو ‪ :‬إنةا يف حاجلا ملحلا إىل إشلاعا ثقافلا احللوار والتفلاوض داخليلا‬ ‫وخارجيان د فد من التفاهم بني ادسلمنين ذلك التفاهم الذي فكاد فكلوم مفقلودا تو‬ ‫عىل األق غل فاع ن حتى وصل األملمح إىل الفمحقلا واالخلتالف وإضلاعا الفلمحص‬ ‫ومتكني ال دو مةان ب احلمحب بني ادسلمني تحيانا !!‬ ‫وإذا كام " ال امل ادتقدم قد تدرك تةيا هذه الاقافا اآلنيا وادستقبليا فلام تحوجةلا‬ ‫نحللن ‪ -‬خاصللا يف إطللار ظللمحوف التقاقللمح احلضللاري الللمحاهن يف عادةللا ال للمحيب‬ ‫واإلسالمي‪ -‬إىل ت محف تساليب استي اب هذه الاقافا متاملان بل عليةلا تم نسلام يف‬ ‫تطوفمحها من واق ةا وقيم حضارتةا ال لمحفقا " ‪.‬‬ ‫(‪)06‬‬

‫والرتبيا احلوارفا تمحبيا عىل مةاج ال ق ادةضبط بالرشلعن وللذا فإنةلا "فةبغلي تم‬ ‫نس ى يف تمحبيا الةاشئا وطلبا ال لم عىل هذا الةوع من التفكل ادةاجين لكلي فةطللق‬ ‫الطالب يف ت لمه وت ليمه لفةه من قاعلدة ومةاج بدال من سلل عكلوائي لليس للله‬ ‫ضلوابط تضبطه تو تعالم هيتدي هبا " ‪.‬‬ ‫(‪)01‬‬

‫‪ -03‬د حسن حممد وجيه‪ :‬مقدما يف علم التفاوض السيايس واالجتامعي (ممحجع سابق)‪.33 :‬‬ ‫‪ -06‬نفسله‪.39:‬‬ ‫‪ -01‬د عبد اهلل بن ضيب اهلل اللمححييل‪ :‬قواعلد ومةطلقلات يف تصلو احللوار ور ّد الكلباات‪55:‬ن ط دار ادسللمن‬ ‫المحفاض ‪5656‬هل ‪5006 -‬م‪.‬‬

‫(‪)61‬‬


‫هذان وسةذكمح اد فد عن تةيا احلوار ومقاصده يف القمحآم الكمحفم والسلة والسلةا‬ ‫الةبوفا يف مباحث الدراسا إم شا اهلل‪.‬‬

‫الفصـل الثـالث‬ ‫القرآن الكريم يوجه احلوار النبوي ويؤازره‬ ‫إم القمحآم الكمحفم هو دسلتور ادسللمني وقائلد حيلاهتم كلالا نحلو اخلللن وهللذا‬ ‫تخجت عائكا ريض اهلل عةاا عن تخال الةبي ‪ ‬بخج جامع مبني حني سئلت عةاا‬

‫(‪)61‬‬


‫لي اهللَّا ‪ ‬ك َ‬ ‫فقالت للسائ ‪َ ":‬ت َل ْس َت َت ْق َمح ُت ا ْل ُق ْمح َ‬ ‫آم؟ قا َ ‪َ :‬ب َ‬ ‫َلام‬ ‫لت‪َ :‬فلإا َّم ُخ ُل َ‬ ‫لىلن َقا َل ْ‬ ‫لق نَبا ي‬ ‫ا ْل ُق ْمح َ‬ ‫آم " ‪.‬‬ ‫(‪)04‬‬

‫وهلذا ال فمكن فام احلوار يف السةا والسلة دوم ال ودة إىل حوارات القمحآم التلي‬ ‫موجاا ومبيةا وم ازرة وهادفا‪ ...‬سوا يف الفرتة ادكيلا‬ ‫تداخلت مع تحداث السلة ّ‬ ‫التي كانت ادواجاا فياا مع كفار ال محب ومرشكيام هي الماهمحة تو يف الفرتة اددنيلا‬ ‫التي تضيب إلياا عب ادواجالا ادبلارشة ملع اليالود وادةلافقني واألعلمحاب حلو‬ ‫اددفةا‪..‬‬ ‫إم القمحآم كام فسافمح األحداث وف ّقب علياا كام حلدث يف غل وات بلدر وتحلد‬ ‫واألح اب ويف تمور تخمحى كالةن ومن ثم نجد تنفسةا بحاجا إىل فام احلوار القمحآين‬ ‫ككساس لفام احلوار يف السلة الةبوفا‪.‬‬ ‫ويف السطور القادما سةذكمح بإجياز م امل احللوار يف القلمحآم لتكلوم ملدخال هادفلا‬ ‫لفام حوارات السةا الةبوفان وفكم ذلك ادباحث اآلتيا‪:‬‬ ‫‪ -1‬مرشوعية احلوار يف القرآن‪.‬‬ ‫‪ -2‬من أهداف احلوار يف القرآن‪.‬‬ ‫القرآين‪.‬‬ ‫‪ -3‬طبيعة احلوار يف بنية النص‬ ‫ّ‬ ‫‪ -4‬الفرق بني حوارات القرآن وحوارات السنة النبوية‪.‬‬ ‫‪ -5‬القرآن وحوار الدعوة يف مكة‪.‬‬ ‫‪ -6‬القرآن واحلوار يف املدينة النبوية‪.‬‬

‫‪ - 04‬طمحف من حدفث رواه مسلم (‪ )5230‬وتبو داود (‪. )5362‬‬

‫(‪)62‬‬


‫***‬ ‫‪ -1‬مرشوعية احلوار يف القرآن‪:‬‬ ‫رشع اهلل ت اىل احلوار بوصفه وسيلا ماىل للدعوة إىل اهللن دعوة البرش الذفن كتلب‬ ‫اهلل عليام االختالف والتةوعن لكةه تراد هلم مةاجا واحدا ذا تصو عاما حملددة هلو‬ ‫مةاج عبادته وحده سبحانهن هلذا ترس المحس وتن‬

‫الكتبن وج‬

‫القمحآم آخمحهلا‬

‫ومايمةا علياا وشامال دا جلا فيالا ليكلوم رسلالا اهلل األخللة لل لادني بلني فلدي‬ ‫الساعان ورشع اهلل للةاس يف كتابله الت لارف ووسليلته األوىل التحلاورن إم القلمحآم‬ ‫الكمحفم " ف تمد اعتامدا كبلا عىل تسلوب احلوار يف توضيح ادواقبن وجال احلقائق‬ ‫وهدافا ال ق وحتمحفك الوجدام واستجاشا الضملن وفتح ادسالك التلي تل دي إىل‬ ‫حسن التلقي واالستجابا والتدر باحلجان احرتاما لكمحاما اإلنسلام وإعلال لكلكم‬ ‫عقله الذي فةبغي تم فقتةع عىل بيةا ونور " ‪.‬‬ ‫(‪)02‬‬

‫لقد فض القمحآم احلوار وادجادلا باحلسةى عىل السيب ابتدا ن ذللك تم االقتةلاع‬ ‫الفكمحي فضمن بقا ادقتةع ‪ -‬غالبا ‪ -‬عىل الوال ألنه قد صلار م مةلا بالقضليان تملا‬ ‫اخلضوع للسيب فاو خضوع م قت ال فضمن االستممحار عىل الوال ن وهلو خضلوع‬ ‫ظاهمحي ال فدخ إىل تعام القلوب والةفوسن هلذا كام احلوار واجلدا مةاج القمحآم‬ ‫ادختار بدافان فإذا وضح احلق ثم بقيت القلوب عىل عةادها كام اللجو إىل السليبن‬ ‫ال حبا يف احلمحبن ب إحقاقا للحقن وإنقلاذا لمحقلاب ال بلاد ملن اللرتدي يف مالاوي‬ ‫الكيطام الذي تقسم ليغوفةّام وليضلةّام تمج ني إال عباد اهلل ادخلصني‪.‬‬ ‫ذلك ادةاج هو ما كانت تتب ه حضلارتةا حلني فتحلت األمصلار ونرشلت الةلور‬ ‫لي بل ُن‬ ‫فكنقذت ادالفني من اجلور والكفمحن ذلك كله فوج ه بكللامت بليغلا داللا رب ُّ‬ ‫‪ -02‬الةدوة ال اديا للكباب اإلسالمي‪ :‬يف تصو احلوار‪.56:‬‬

‫(‪)63‬‬


‫عاممح‪ -‬فمحةه اهلل ‪ -‬يف حواره مع رستم قائد الفمحس وسط عسكمحه ويف زفةته‪ ..‬فحلني‬ ‫سكله رستم‪ :‬ماذا جا بكم؟ قا رب ي‪ ":‬اهلل ابت اةان واهلل جا بةا لةخمح من شا ملن‬ ‫عبادة ال باد إىل عبادة اهللن ومن ضيق الدنيا إىل س تاان ومن جلور األدفلام إىل علد‬ ‫لةدعوهم إليهن فمن قب مةلا ذللك قبلةلا ذللك مةله‬ ‫اإلسالمن فكرس َلةا بدفةه إىل خلقه‬ ‫َ‬ ‫نفيض إىل موعود‬ ‫ورج ةا عةهن وتمحكةاه وترضه فلياا دونةان ومن تبى قاتلةاه تبدا حتى‬ ‫َ‬ ‫اهلل‪. "..‬‬ ‫(‪)02‬‬

‫وقد جا احلوار يف القمحآم مةاسبا كذلك لممحوف الدعوة يف مكا ثم اددفةان حيلث‬ ‫ناسب يف مكا ظمحوف الدعوة الفمحدفا والقبليا التي غلبت عىل طابع الدعوة يف مكلان‬ ‫تما يف اددفةا فقد كام األممح تشبه بحوار احلضاراتن حيث اتسلع ال مل اإلسلالمي‬ ‫وتةوعت حماوره وجماالته لتكسيس دوللا جدفدةن والككب عن الفمحو بني حوارات‬ ‫ككب فضاف إىل رصيد إعجاز القمحآم اللذي‬ ‫ادمححلا ادكيا وحوارات ادمححلا اددنيا‬ ‫ٌ‬ ‫فتجدد بتجدد ال مام‪.‬‬ ‫وادالحظ تم تكامح حوارات القمحآم مكيان وذلك فةاسب حا اللدعوة يف ادمححللا‬ ‫ادكيا حيث واجات قوما ذوي عةاد وصالبا يف الباط وقوة يف البيام ولذا نجلد يف‬ ‫القمحآم ادكي عموما تمورا مةاا‪:‬‬ ‫‪ -5‬اإلجياز وقرص اآلفات‪.‬‬ ‫‪ -2‬م اجلا ادوضوع الواحد تو القصا الواحدة من زوافا مت ددة مع إفمحاد ذلك يف‬ ‫سور مت ددة كذلكن فيكوم ال لمحض للموضلوع تو تكلوم ال اوفلا اد محوضلا مةله‬ ‫مةاسبا لطبي ا السورة التي تمحد فياان وهو من صور اإلعجاز يف القمحآم‪.‬‬

‫‪ -02‬حممد بن جمحفمح الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪129 3 :‬ن ط‪ 4‬دار اد ارفن القاهمحة د‪.‬ت‪.‬‬

‫(‪)64‬‬


‫‪ -3‬كامحة ادواضع احلوارفا يف السور ادكيان وعىل سبي اداا فإم سلورة فوسلب‬ ‫هي جمموعا من احلوارات ادتتاب ا فتخللاا ب ض ادواضع الرسدفا لالنتقا من حوار‬ ‫إىل حوار‪.‬‬ ‫لقد ع ّمم اهلل ت اىل تممح احلوارن إذ حاور ‪ -‬هو سبحانه ‪ -‬ب ضا من خلقله لي لمةلا‬ ‫ضمةا تنه ففض هذه الوسيلا للت ام بني ال بادن لقد حاور اهلل ع وج ادالئكلا يف‬ ‫شكم آدمن وهو قادر عىل قضا األممح دوم إعالمامن لكةه سبحانه حيب ال د وفلكممح‬ ‫بهن وحاور سبحانه إبليس حماورات مت ددة متةوعا بككم خلق آدمن وإبليس يف ذللك‬ ‫كله فبارزه باد صيا التي تستوجب الدمار واهلالكن ولكن اهلل عل وجل حيلاوره ثلم‬ ‫ُفةممحهن ب ف طيه مع ذلك القدرة عىل الوسوسا والغوافا إىل فوم القياما‪.‬‬ ‫وحاور اهلل ت اىل نوحا يف شكم وللده اللذي ترص علىل كفلمحه حتلى تدركله الغلمح‬ ‫ك إِ َّن ُه َع َم ٌ‬ ‫ُوح إِ َّن ُه َل ْي َس ِم ْن َأ ْهلِ َ‬ ‫ـل‬ ‫فطلب نوح من اهلل تم فةجيهن فقا ت اىل له ‪َ َ ‬ال َيا ن ُ‬ ‫ُـون ِمـن َْ ِ ِ‬ ‫غَري صالِحٍ َفال تَس َأ ْل ِن مـا َلـيس َل َ ِ ِ‬ ‫ـم إِ ِّين َأ ِع ُظ َ‬ ‫ني ‪‬‬ ‫اجلـاهل َ‬ ‫ـك َأ ْن َتك َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ـك بِـه ع ْل ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫(هود‪. )64:‬‬ ‫وحاور اهلل ت اىل إبلمحاهيم حلني تراد تم ف لمحف كيلب حييلي اهلل ادلوتىن فحلاوره‬ ‫سبحانه ومل ف ةفهن ب دله عىل جتمحبا عمليا فقوم هبا بيدفلهن وحلاور اهلل ت لاىل موسلى‬ ‫حني طلب تم فةممح إليهن فام عةّفه سبحانه وما المهن وهو اللذي ال ُفسلك علام فف ل ن‬ ‫ولكةه د ّله عىل جتمحبا عمليا رآها رتي ال ني‪.‬‬ ‫هكذا ف لمةا اهلل ع وج ن إنه هلو اخللالق القلادرن وحيلاور ادخللوقنين فللامذا ال‬ ‫حياور اخللق ب ضام ب ضا؟ إنه السبي األما للتواص والت ارف والدعوة وتقمحفب‬ ‫َّاس إِنَّـا‬ ‫ادذاهب وتضييق اخلالفن وهو ما تممح اهلل به خلقه رصاحا يف قوله ‪َ ‬يا َأ ه َُّيا الن ُ‬

‫(‪)65‬‬


‫َخ َل ْقنَاكُم ِمن َذك ٍَر و ُأ ْن َثـى وجع ْلنَـاكُم ُشـعوب ًا و َ بائِ َ ِ‬ ‫ْـر َمك ُْم ِعنْـدَ اهللَِّ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ـار ُفوا إِ َّن َأك َ‬ ‫ـل ل َت َع َ‬ ‫ِ‬ ‫يم َخبِ ٌري‪(‬احلجمحات‪.)53:‬‬ ‫َأ ْت َقاك ُْم إِ َّن اهللََّ َعل ٌ‬ ‫قلص القلمحآم قصلته‬ ‫نبلي ّ‬ ‫ورشع اهلل ع وج ألنبيائه احلوار مع تقوامامن فام من ّ‬ ‫وتحواله مع قومه إال ذكمح حواره م امن وقد ت ددت احلوارات يف كال ملن قصلص‬ ‫األنبيا ن فةجد نوحا عليه السالم حياور قومله ملمحات وملمحاتن وحيلاور وللده سلاعا‬ ‫حيسوا مةه ملا فكلبه اخلصلوما لكالمحة ملا‬ ‫الغمح ن وهو فكتد مع قومه يف احلوار حتى ّ‬ ‫ُـوح َ ـدْ‬ ‫فدعوهمن وهم هلذا ف دّ وم حواره ذاك م الم جلداال فيةادونله ‪ َ ‬ـا ُلوا َيـا ن ُ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫جاد ْل َتنَا َف َأ ْك َثر َت ِجدَ ا َلنَا َف ْأتِنَا بِام ت َِعدُ نَا إِ ْن ُكن َ ِ‬ ‫ني ‪( ‬هود‪.)32:‬‬ ‫الصاد َ‬ ‫ْت م َن َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وتت دد حوارات إبمحاهيم عليه السالم مع ادلك ومع قومه ومع ادالئكا ادمحسللني‬ ‫إىل قوم لوطن وهو فكتد يف حماورة قومه حتى فضيقوا به ذرعا فيتخطوا طور ادحاورة‬ ‫واجلدا إىل ما هو تشدّ ن إىل ادحاجا بالباطل‬

‫وين ِيف اهللَِّ‬ ‫اج ِّ‬ ‫اج ُه َ ْو ُم ُه َ َال َأ ُ َح ه‬ ‫‪َ ‬و َح َّ‬

‫َو َ دْ َهدَ ِ‬ ‫ان ‪( ‬األن ام‪.)29:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب‬ ‫يم َأ َّوا ٌه ُمن ٌ‬ ‫يم َحلل ٌ‬ ‫وإبمحاهيم عليه السالم بام ُعمحف عةه من حلم ورةا ‪ ‬إِ َّن إِ ْب َراه َ‬ ‫‪( ‬هود‪ )21:‬إبمحاهيم فتخطى طور احلوار إىل طور اجللدا يف تملمح قلوم للوط حلني‬ ‫تخجته ادالئكا بكهنم ذاهبوم إلهالكامن ومل فكن جداله م ام من الةوع ادذمومن إنام‬ ‫ِ‬ ‫رشـى‬ ‫ب َع ْ‬ ‫هو حوار اشتدّ فيه فسمي جداال ‪َ ‬ف َل َّام َذ َه َ‬ ‫يم َّ‬ ‫ـن إِ ْب َـراه َ‬ ‫الـر ْو ُع َو َج َ‬ ‫اءتْـ ُه ا ْل ُب ْ َ‬ ‫اد ُلنَا ِيف َ و ِم ُل ٍ‬ ‫ُ​ُي ِ‬ ‫وط ‪(‬هود‪.)26:‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ولوط عليه السالم لله حوارات مت ددة ومتةوعا طوال وقرصا مع قومهن ولكلةام‬ ‫جيادلونه وفرصوم عىل اد صيا التي اخرتعوها غل مسبوقني إلياان وقلد ترصوا علىل‬ ‫عةادهم وكفمحهم حتى اللحمات األخلة حني رتوا رجاال حسةي الصلورة فلدخلوم‬ ‫بيته فاجتم وا ببابه‪ ...‬وفص بةا احلوار إىل ممححللا اللذروة التلي نلمحى م الا ال ةلاد‬ ‫(‪)66‬‬


‫والفجور فةاطحام احلق الواضح الرصفحن هةا تكوم ادفاجكة ومن ثم ال قوبلا ‪َ ‬وملَ​َّـا‬ ‫ِ‬ ‫اق ِهبِ ْم َذ ْر ًعا َو َ َال َه َ‬ ‫اءت ُر ُس ُلنَا ُلوط ًا ِ​ِس َء ِهبِ ْم َو َض َ‬ ‫ـيب‪َ .‬و َجـاء ُه َ ْو ُمـ ُه‬ ‫َج ْ‬ ‫ـذا َي ْو ٌم َعص ٌ‬ ‫ون السيئ ِ‬ ‫ُّيرع َ ِ ِ‬ ‫ُـم‬ ‫َات َ َال َيا َ ْو ِم َه ُ‬ ‫َُْ ُ‬ ‫ـؤلء َبن َِاِت ُه َّن َأ ْط َه ُر َلك ْ‬ ‫ون إِ َل ْيه َومن َ ْب ُل كَانُو ْا َي ْع َم ُل َ َّ ِّ‬ ‫َفا َّت ُقو ْا اهللَّ َولَ ُ ُْتز ِ‬ ‫ـت َمـا َلنَـا ِيف‬ ‫ُون ِيف َض ْي ِفي َأ َل ْي َس ِمنك ُْم َر ُج ٌل َّر ِشيدٌ ‪ َ .‬ا ُلو ْا َل َقـدْ َعلِ ْم َ‬ ‫ـد ٍ‬ ‫ْـن َش ِ‬ ‫ـو ًة َأ ْو ِ‬ ‫آوي إِ َر ُرك ٍ‬ ‫ك ِم ْن َح ٍّق َوإِن َ‬ ‫َبنَاتِ َ‬ ‫يد‪.‬‬ ‫ُـم ُ َّ‬ ‫َّك َل َت ْع َل ُم َما ن ُِريدُ ‪َ َ .‬ال َل ْو َأ َّن ِيل بِك ْ‬ ‫ك َف َأ ْ ِ‬ ‫ك بِ ِق ْط ٍع ِّم َن ال َّل ْي ِ‬ ‫َ ا ُلو ْا َيا ُل ُ‬ ‫ُس بِ َأ ْهلِ َ‬ ‫ك َلن َي ِص ُلو ْا إِ َل ْي َ‬ ‫وط إِنَّا ُر ُس ُل َر ِّب َ‬ ‫ـت‬ ‫ـل َولَ َي ْلت َِف ْ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ْب ُح بِ َق ِر ٍ‬ ‫ِمنك ُْم َأ َحدٌ إِلَّ ْام َر َأت َ‬ ‫يب‬ ‫الص ْب ُح َأ َل ْي َس ه‬ ‫اهب ْم إِ َّن َم ْوعدَ ُه ُم ه‬ ‫َك إِ َّن ُه ُمصي ُب َها َما َأ َص َ ُ‬ ‫‪( ‬هود‪)25-22 :‬‬ ‫وألم احلوار سيكوم الوسيلا اداىل للدعوة إىل اهللن واألنبيا تعالماا وقادهتا فقلد‬ ‫وهب اهلل ت اىل تنبيا ه حسن البيامن فكرس كال مةام بلسام قومله ليبلني هللمن وألم‬ ‫موسى عليه السالم كُتب عليه تم فواجه طغيام فمحعومن ومن ب ده عةاد بةي إرسائي‬ ‫وعتوهم عن تممح رهبمن فقد طلب مةذ اللحما األوىل لتكليفه بالمحسالا زفلاد َة القلدرة‬ ‫ِ‬ ‫ـن لِ َس ِ‬ ‫ـو ِيل ‪‬‬ ‫ـاين‪َ .‬ي ْف َق ُهـوا َ ْ‬ ‫اح ُل ْل ُع ْقـدَ ًة م ْ‬ ‫البيانيا لدفه ليواجه هبا م اركه الص با ‪َ ‬و ْ‬ ‫(طه‪ )22-22:‬ب إنه فطلب زفادة عىل ذلك عوم تخيه هاروم بتكليب من اهلل ت اىلن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـي ِر ْدء ًا‬ ‫ألم هاروم تفصح مةه بيانا ‪َ ‬و َأ ِخي َه ُار ُ‬ ‫ون ُه َو َأ ْف َص ُح منِّي ل َسان ًا َف َأ ْرس ْل ُه َمع َ‬ ‫َـذ ُب ِ‬ ‫ـاف َأ ْن ُيك ِّ‬ ‫ون ‪( ‬القصلص‪ )36:‬قلا ال خمرشلي يف بيلام م ةلى‬ ‫ُي َصدِّ ُ نِي إِ ِّين َأ َخ ُ‬ ‫التصدفق هةا‪ " :‬ليس الغمحض بتصلدفقه تم فقلو لله‪ :‬صلدقتن تو فقلو للةلاس‪:‬‬ ‫صد موسىن وإنام هو تم فلخص بلسانه احلقن وفبسط القو فيهن وجياد به الكفار‬ ‫كام فف‬

‫المحج ادةطيق ذو ال ارضان فذلك جار جممحى التصدفق ادفيلد كلام فصلدّ‬

‫القو بالجهام‪ ..‬وفض الفصاحا إنام ُحيتا فيه لذلكن ال لقوله‪ :‬صدقت " ‪.‬‬ ‫(‪)00‬‬

‫‪ -00‬ال خمرشي‪ :‬الككاف‪.659-690 3 :‬‬

‫(‪)67‬‬


‫ملمح‬ ‫هكذا نجد القمحآم ففض تسلوب احلوار توال ليقيم احلجا عىل تعدا اهلل علىل ّ‬ ‫التارفخن وال فكوم هالك تو عقاب إال ب د حوار وإنذار متكلمحرن وهلذا مملا جيلب تم‬ ‫تت لم مةه تما اإلسالم فتقيم حوارا متصال مةمام مع األمم األخمحى للدعوهتا إىل اهللن‬ ‫وقب ذلك دعوة ال صلاة وادةافقني من تبةا تمتةا إىل اهلل ت اىل‪.‬‬ ‫‪ -2‬من أهداف احلوار يف القرآن‪:‬‬ ‫تتةوع مقاصد احلوار وتهدافه يف القمحآم تةوع مقاصد القمحآم نفسلهن وهلي تكلم‬ ‫حرصن ألنه رسالا اهلل اخلالدة واألخلة إىل‬ ‫تشيا ال حيدّ ها عةد التحلي واالستقصا‬ ‫ٌ‬ ‫ته األرض ‪ ‬ما َفر ْطنَا ِيف ا ْلكِت ِ ِ‬ ‫َش ٍء ‪( ‬األن لام‪ )32:‬وب لض ملا جلا يف‬ ‫َـاب م ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ـن َ ْ‬ ‫القمحآم رسدا بال حوار دار حوله احلوار يف السلةا الةبوفلا كاللان كمواضليع ادللاث‬ ‫والفقه وال باداتن فاحلوار هو الوسيلا ادفضلا يف كتب اهلل ويف سةن رسلله وتنبيائله‬ ‫للدعوة إىل اهلل ت اىلن ولذا تتةوع ادقاصد واألهلدافن حيث "مل فقترصل احللوار علىل‬ ‫نوع م ني كال قيدة تو الدفن عامان ب شم ك توجله احلياة دفةيا كانت تو سياسليا‬ ‫تو اجتامعيا تو غل ذللك "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)599‬‬

‫وقد ورد احلوار ادبلارش ‪ -‬تي بلني تطلمحاف تتحلاور حلوارا مبلارشا‪ -‬يف القلمحآم‬ ‫الكمحفم يف ترب ني سورةن وهو قدر كبل من القمحآمن خاصا إذا علمةا تم احلوار فمحد يف‬ ‫السور الطوا غالبان وفق يف القصارن وهذه الطوا متا تكالمح القلمحآمن إذ إم نصلفه‬ ‫عةد اآلفا المحاب ا والسب ني من الكابن والكاب هي السورة الاامةا عرشة مةه‪.‬‬ ‫واحلوارات تت دد كذلك يف السورة الواحدةن وجمموع ادواضع احلوارفا يف القمحآم‬ ‫كلله حللوايل (‪ )522‬موضل ان وقلد حرصلت علدد اآلفلات يف ادواضلع احلوارفلا‬ ‫فجا ت حوايل (‪ )025‬آفا بةسبا ‪ %24 56‬من عدد آفات القمحآم البالغ (‪ )4234‬آفان‬ ‫و‬

‫‪ -599‬د عبد احلليم حفةي‪ :‬تسلوب ادحاورة يف القمحآم الكمحفم‪20 :‬ن ط‪3‬ن اهليئا ادرصفا ال اما للكتاب ‪ 5001‬م‪.‬‬

‫(‪)68‬‬


‫هذا يف مواضلع احللوار ادبلارش فقلطن تي يف وجلود طلمحفني متلواجاني متحلاورفن‬ ‫مست ملني لف‬

‫القو قوال وردا يف ادوقب احلوارين وثما حوارات غل مبلارشة مل‬

‫تدخ ضمن هذا احلرصن وذلك ككم فقص اهلل ت اىل قوال عن الكفار تو ته الكتاب‬ ‫تو ادةافقني ثم فمح ّد عليهن فاو لوم من احلوارن ولكةه حوار غل مبلارشن وهلو كالل يف‬ ‫القمحآم الكمحفم تفضا‪.‬‬ ‫وسةحاو هةا يف نقاط موج ة تم ن دد ما فسل ةا حرصله ملن تهلداف احللوار يف‬ ‫القمحآم الكمحفم‪.‬‬ ‫ومن ذلك‪:‬‬ ‫‪ -5‬الدعوة إىل اهلل ت اىل كام يف دعوة نلوح وهلود وصلالح وغللهم ملن األنبيلا‬ ‫والدعوة إىل اهلل تي إىل توحيده وعبادتله وحلدهن ومةالا كلذلك حلوار فوسلب ملع‬ ‫صاحبي السجن‪.‬‬ ‫‪ -2‬الةصح واإلرشاد مع إظاار الكفقان وهو فمحع من فمحوع الدعوةن ولكةه فكوم‬ ‫مع من هم تمس رةا بالداعين كام يف دعوة نوح ولدهن ودعوة إبمحاهيم تبلاه باحلسلةى‬ ‫دوم لوم تو ت ةيب‪.‬‬ ‫‪ -3‬الت ليم والتكدب كام يف حوار اخلرض مع موسىن حيث كام المحجالم م مةنين‬ ‫لكن احلوار م اام فيه نامذ للت لليم وآداب تلقلي ال للمن وللذلك قلا الةبلي ‪":‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ةا " ‪.‬‬ ‫لج َحتَّى ُف َق َّ‬ ‫لص َع َل ْيةَا م ْن َت ْم امح َ‬ ‫وسىن َل َود ْدنَا َل ْو َص َ َ‬ ‫َف ْمح َح ُم اهللَُّ ُم َ‬ ‫(‪)595‬‬

‫‪ -6‬اللوم والتكنيب كام يف حوار موسى وهاروم عةد عودة موسى بكلواح التلوراة‬ ‫ليجد بةي إرسائي قد عبدوا ال ج ‪.‬‬

‫‪ -595‬طمحف من حدفث طوف رواه البخاري (‪.)522‬‬

‫(‪)69‬‬


‫والساممحي‪.‬‬ ‫‪ -1‬التادفد والوعيد كام يف حوار موسى‬ ‫ّ‬ ‫‪ -4‬إظالار اد ج ة كام يف حوار عيسى عليه السالم مع تمه وبةي إرسائي ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الت ليم واخلضوع ألممح اهلل كام يف حوار إبمحاهيم مع ولده الذبيح‪.‬‬ ‫‪ -2‬إظاار احلق والفص فيه كام يف حوار ابةي آدم وحوار موسى مع قومله بكلكم‬ ‫البقمحة وحوار خولا بةت ث لبا ريض اهلل عةاا مع الةبي ‪.‬‬ ‫‪ -0‬التوبيخ وإقاما احلجا عىل ادحاور لطمحده من رةا اهلل كلام يف حلوارات ادلوىل‬ ‫سبحانه مع إبليس‪.‬‬ ‫‪ -59‬التكدفب واإلرشاد إىل الصواب كام يف حماورة نوح ملع اهلل عل وجل بكلكم‬ ‫ولده حني تدركه الغمح ‪.‬‬ ‫‪ -55‬الدعوة إىل اهلل مع اإلصالح االجتامعي باللدعوة إىل إقاملا ال لد يف البيلع‬ ‫والرشا كام يف دعوة ش يب قومهن ودعوة لوط قومه لرتك الفاحكا‪.‬‬ ‫‪ -52‬إقاما احلجا عىل ادحاور بالجهلام ال قليل كلام يف حملاورة إبلمحاهيم للمللك‬ ‫ومةاظمحته قومه يف شكم الكمس والقممح‪.‬‬ ‫‪ -53‬التبكل بالفمح واخلل من عةلد اهلل كلام يف حلوار ادالئكلا ملع سلارة املمحتة‬ ‫إبمحاهيم حني برشوها بإسحا ‪.‬‬ ‫‪ -56‬الكفقا عىل اخللق رغبا يف تكخل عذاهبم ل لام ف مةوم كام يف حوار إبمحاهيم‬ ‫بككم قوم لوطن ومل فكن بغمحض رفع ال ذاب عةام كام قد فمنن بل لتلكخله ل لالم‬ ‫فسلموم‪.‬‬ ‫‪ -51‬إخفا احلقيقا والكذب كام يف حوارات إخوة فوسب مع تبليام يف مواضلع‬ ‫من السورة‪.‬‬ ‫(‪)71‬‬


‫‪ -54‬التذكل باهلل يف تص ب اللحماتن كام يف حوار فوسب مع اممحتة ال ف حني‬ ‫راودته عن نفسه‪.‬‬ ‫‪ -52‬طلب التمكني من السلطا إذا رتى ادمح من نفسه القلدرة علىل ذللك كلام يف‬ ‫حوار فوسب مع ادلك ب د خمحوجه من السجن وطلبه تم فكوم عىل خ ائن األرض‪.‬‬ ‫‪ -52‬ال فو والصفح كام يف حوار فوسب مع إخوته ب د ظاور احلقيقا‪.‬‬ ‫‪ -50‬الدعوة إىل االستمساك ب قيدة التوحيد كام يف حوار ف قلوب ملع بةيله عةلد‬ ‫ادوت‪.‬‬ ‫‪ -29‬الدعوة إىل الصج يف تحوا الملم واالضطااد كام يف دعوة موسى قومله إىل‬ ‫االست انا باهلل والصج عىل ظلم فمحعوم وقومه حتى جي‬

‫اهلل هلم خممحجا‪.‬‬

‫‪ -25‬الدعوة إىل اجلااد يف سبي اهلل كام يف حوار موسى مع قومه لدخو األرض‬ ‫ادقدسا‪.‬‬ ‫‪ -22‬طلب زفادة اإلفامم بتماهمح األدلا كام يف حوار إبمحاهيم مع ربله حلني سلكله‪:‬‬ ‫ممح عىل‬ ‫كيب حتيي ادوتىن وكام يف طلب موسى رؤفا اهلل ع وج ن وكام يف قصا الذي ّ‬ ‫قمحفا وهي خاوفا عىل عمحوشاان وكام رجال مسلام كام فد عليه سيا القصلان وكلذا‬ ‫طلب احلوارفني ادائدة من عيسى عليه السالم‪.‬‬ ‫‪ -23‬التابت من البرشى لكوهنا مفاجكةن وذلك كام طلب زكمحفا آفا ملن ربله علىل‬ ‫برشى الولد‪.‬‬ ‫‪ -26‬الدعوة إىل اهلل باست ام األدلا ال قليا والةقليا م ا كلام يف حلوار مل من آ‬ ‫فمحعوم وقومه‪.‬‬ ‫‪ -21‬طلب اجلائ ة كام يف حوار السحمحة مع فمحعوم قب إسالمام‪.‬‬ ‫(‪)71‬‬


‫‪ -24‬تفوفض األممح هلل وحلده كام يف حوار السحمحة مع فمحعوم ب د إسالمام‪.‬‬ ‫‪ -22‬إظاار الكج والغمحور بمتاع الدنيا كام يف حوار قاروم مع قومه‪.‬‬ ‫‪ -22‬اإلدال ب لم جلدفد ال ف محفه ادحاور كام يف حلوار اهلدهد مع سليامم‪.‬‬ ‫‪ -20‬ادكاورةن كام يف حوار بلقيس مع قوماا حني ورد إلياا كتاب سليامم‪.‬‬ ‫‪ -39‬دفع االهتام والتجئا كام يف حوار ممحفم مع بةي إرسائي حني رج لت إلليام‬ ‫بمحضي اا‪.‬‬ ‫‪ -35‬م ازرة الةبي ‪ ‬بالقصص القمحآين الواق ي ادبةي عىل احلوار كوسيلا دعوفلا‬ ‫فاعلا وتداة لغوفا تب ث عىل تةكيط الفكمح وإظاار مكامن الةفوس‪.‬‬ ‫‪ -32‬إدارة ب ض تطمحاف احلوار ادبارش وغل ادبارش ملع الكفلار وتهل الكتلاب‬ ‫وادةافقني واألعمحاب‪...‬‬ ‫‪ -33‬اإلن ام وإظاار الفضل والرسور واحلبور كام يف حلوارات ته اجلةا‪.‬‬ ‫‪ -36‬اللوم والتكنيب مع ال ذاب احليس والةفيس كام يف حوارات ته الةار‪.‬‬ ‫وهذا اللوم هو الغالب عىل حوارات اآلخمحة مما خيص تصحاب الةارن سوا كلام‬ ‫ذلك يف ساحا احلساب كام يف حوار ادوىل مع عيسى بكلكم اختلاذ ب لض الةلاس إفلاه‬ ‫وتمه إهلني من دوم اهللن تو كام احلوار فدور يف الةارن وهي حلوارات كاللة متةوعلان‬ ‫مةاا ما فكوم بني ادوىل سبحانه وته الةارن ومةاا ما فكوم بني ادالئكا وتهل الةلارن‬ ‫ومةاا ما فكوم بني ته الةار ادستض فني مةام يف اللدنيا وادسلتكجفنن وهلو حلوار‬ ‫َاص ُم َأ ْه ِل الن ِ‬ ‫فص حد التخاصم ‪ ‬إِ َّن َذلِ َ‬ ‫َّار ‪( ‬ص‪ )46:‬ومةاا ما فكوم بني‬ ‫ك َحل ٌّق َُت ُ‬ ‫اد مةني والكافمحفن ب د استقمحار ك من الفمحفقني يف موض ه كام يف سورة األعمحاف‪.‬‬

‫(‪)72‬‬


‫وقد ذكمحت من قب تم ممحادنا هةا ليس احلرصن وإنام التماي عىل ذللك بلام فسل ةا‬ ‫ذكمحهن لي لم الةاس س ا ال لوم واألغمحاض التي تودعاا اهلل ع وج يف كتابله ادبلني‬ ‫الذي ما فمحط فيه من يش ‪.‬‬ ‫القرآين‪:‬‬ ‫‪ -3‬طبيعة احلوار يف بنية النص‬ ‫ّ‬ ‫فكيت احلوار يف سور القمحآم يف ثالث صور‪:‬‬ ‫‪ -5‬حوار يف بةيا القصا القمحآنيا‪.‬‬ ‫‪ -2‬حوار يف بةيا ادا القمحآينن كما صاحب اجلةتني وصلاحبه ادل من يف سلورة‬ ‫الكاب‪.‬‬ ‫‪ -3‬حوار يف بةيا السورة يف غل القصا تو ادال ن كحكافلا تقلوا للكفلار وتهل‬ ‫الكتاب وادةافقني والمحد علياا‪.‬‬ ‫واحلوار يف القمحآم لله طبي ا القمحآم نفسهن إذ هو ب ض القمحآمن ولذا سةجد اإلجياز‬ ‫تحيانا واإلطةاب تحيانا تخمحى حسب حاجا السيا والسورة واجل اد لمحوض ملن‬ ‫احلدث تو القصا يف السورةن ولذلك نمحى تم بحث قصا ما كاملا لةبلي ملن األنبيلا‬ ‫البد هلا من متاب ا ك ادواضع التي وردت فياا القصا يف القمحآم الكمحفم‪.‬‬ ‫واحلوار من حيث " احلجم " تكامح ورودا يف القصص القمحآين من الرسد وادتكمل‬ ‫يف قصا فوسب التي جا ت كاملا يف سورة واحلدة جيلدها جمموعلا ملن احللوارات‬ ‫ادتتاب ا (تحصيةا فياا سب ا عرش حوارا) تتخللاا مواضع رسدفا لمحبط األحداث‪.‬‬ ‫القمحآين سةجد األفكار تمامةا حيا ظاهمحة تتالقى تو ختتللب إم‬ ‫وحني نتابع احلوار‬ ‫ّ‬ ‫احلوار فمامح القوة والرصاع وادقاوما من جانب ك طمحف ليكسب اد محكلا إذا كلام‬ ‫احلوار بني تطمحاف مت ارضا متةاحمحةن وفمامح األدب واخلكوع وادي إىل احلق إذا كام‬

‫(‪)73‬‬


‫بني تطمحاف متفقا عىل ادبادئ التي فقوم حوهلا احلوارن فلك حوار إذا سياقه اخلاصن‬ ‫فقو األستاذ عبد الكمحفم اخلطيب‪ ":‬واحلوار هو وحده من بني تساليب القو الذي‬ ‫ف تملد عليلله فللن القصللص يف خلللق احلمحكللا وتلوفةاللا وتةوف اللان فبللاحلوار تتبللاد‬ ‫الكخصيات مواق اان وت اف تماكلةاان وتبد تحواهلا وتشكاهلا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)592‬‬

‫واحلوار يف القمحآم فقص ما حدثن إنه ف تمد عىل احلكافلان ولكلن القلمحآم بدقتله‬ ‫وبيانه اد ج جي لةا ن يش احلدث حلما بلحما ككنام حيدث تمام تعيةةا ألو ممحةن إنله‬ ‫حيمحك األشخاص باحلوار الدا عىل ادواقلبن سلوا كلام ادوقلب رصاعلا تم ت للام‬ ‫حسب اهلدف من احلوارن وهو فرتك تثةا احللوار جملاالت ل قل ادتلقلي ووجدانله‬ ‫للمكاركا يف تصور األحداثن إنه فرتك ب ض " الفجلوات " السلياقيا اعلتامدا علىل‬ ‫ذو ادتلقي وذكائه وحساسيته لألحداث ومن ذلك يف قصا فوسب تم القمحآم ب لد‬ ‫ادرصي لله ووصيته الممحتته بلإكمحام مالواه‪ ...‬فلرتك القلمحآم هلذه‬ ‫تم ذكمح قصا رشا‬ ‫ّ‬ ‫الفرتة من حياة فوسب ليتصورها اإلنسام تصوران وفجلكة نجلد فوسلب شلابا فتيلا‬ ‫تمحاوده اممحتة ال ف عن نفسه فيكوم حوار الرصاع واالهتام والسجن‪.‬‬ ‫ونحن يف احلوار القمحآين ال نجد تشخاصلا فماللوم تدوارا تعلدت هللا احللوارات‬ ‫مسبقا كام يف احلوار األديب يف القصلا وادرسلح والسليةامن إنةلا يف القلمحآم نلتقلي ملع‬ ‫األشخاص صان ي احلدثن نتلقى الكلامت من تفواهام مبلارشةن نسلمع تصلواهتم‬ ‫ونحس حمحكاهتم حيا نابضا حمملا باآلرا وادكاعمحن إنةا نسمع صوت فوسلب وهلو‬ ‫اي ‪( ‬فوسلب‪ )23 :‬ثلم نسلمع‬ ‫ـو َ‬ ‫ـن َم ْث َ‬ ‫فقو الممحتة ال ف ‪َ ‬م َعا َذ اهللَِّ إِنَّـ ُه َر ِّيب َأ ْح َس َ‬ ‫صوهتا باكيا شاكيا إىل ال ف ن ونسمع ر ّد فوسب وشاادة الكاهد من تهلالا وبلمحا ة‬ ‫فوسب األوىلن ثم حوار الةسوة الذي انتاى بيوسب إىل السلجنن إم القلمحآم جي لةلا‬

‫‪ -592‬عبد الكمحفم اخلطيب‪ :‬القصص القمحآين يف مةطوقه ومفاومه‪550 :‬ن دار الفكمح ال محيبن القاهمحة ‪5026‬م‪.‬‬

‫(‪)74‬‬


‫ن يش مع احلدث ككنه فقع تمام تعيةةا حلما بلحمان هذا مع ما نحس نحن من جال‬ ‫وخكوع لتالوة القمحآم وتلقيه مما جي‬

‫التكثل ‪ -‬إذا صلحت تجا ة االسلتقبا عةلد‬

‫اإلنسام ‪ -‬تعلمم وتشد نف ان إم "حبكا احلوار واختيار الكلامت ادةاسبا لك حلا‬ ‫فتلبس هبا ادتحاوروم هو الذي فب ث احلياة واحلمحكلا يف القصلان وهلو اللذي جي ل‬ ‫للكلامت داللا ذاتيا تستغةي عن التكلخيص والتمايل ن وعلن هتيئلا اجللو ادةاسلب‬ ‫للحمحكا ادرسحيا التي تةق األحداث وجت ّسماا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)593‬‬

‫واحلوار يف القمحآم كذلك متةوعن ذلك تم القلمحآم كتلاب اهلل ادقلمحو اللذي ففرسل‬ ‫وحيكم كتابه ادةمورن تعةي الكوم بك مفمحداتهن ولذا ما ّفمحط اهلل ت لاىل يف كتابله ملن‬ ‫يش من تصو ال لوم وادسائ واحلاجات اإلنسانيا عىل كالمحة ذللك كلله وتةوعلهن‬ ‫وقد ذكمحنا تم احلوار يف القمحآم لله طبي ا القمحآم نفسه لغوفان ونضليب تم للله طبي لا‬ ‫القمحآم نفسه موضوعيا من حيث التةوع والكمو ن فةجد حلوار ادالئكلا ملع ادلوىل‬ ‫سبحانه يف ابتدا خلق آدمن ذلك احلوار البدفع الذي ف لمةا اهلل ت اىل فيه تنه هو القادر‬ ‫قلمحره هلو‬ ‫القوي اخلالق الذي ال را ّد لقضائه‪ ..‬ومع هذا حياور ب ضا من عباده يف تممح ّ‬ ‫وحدهن لي لمةا ضمةا تم احلوار هو تفض وسيلا عمليلا ممكةلا لللدعوة إليله هدافلا‬ ‫وت ليام وإرشادا‪.‬‬ ‫ويف القمحآم حوارات ادوىل سبحانه مع إبليسن وهي حوارات عجيبلا فقلب فيالا‬ ‫خملو ض يب موقب ال ايص المحافض رصاحا ألممح اهللن ويف عمحفةا نحن البرش ‪ -‬بام‬ ‫لةا من نقص وخطك ‪ -‬قد ال نمحى إال اهلالك ادبارش إلبليس ساعا اد صيان ولكةّا هةلا‬ ‫مع ادوىل اخلالق سبحانهن احلليم الصبورن إنله حيلاور إبلليس اللذي فمحاج له الكلالم‬ ‫وفطلب الةممحة إىل فوم الدفنن ب فقسم هلل ت اىل تنه سيغوي هذا ادخلو الذي كمحمله‬

‫‪ -593‬عبد الكمحفم اخلطيب‪ :‬القصص القمحآين‪.565 :‬‬

‫(‪)75‬‬


‫اهلل عليه وذرفته‪ ..‬س ُيغوهيم حتى آخمح حلما يف احلياة الدنيان مع هذا كلله حياوره ادوىل‬ ‫سبحانه وفةممحه إىل فوم الدفن‪.‬‬ ‫ويف القللمحآم حللوارات المحس ل مللع تقللوامامن وحللوارات المحس ل مللع تتبللاعام‬ ‫وتوالدهمن وحوارات ادوىل مع اجلامدات كالساموات واألرضن وحوار سلليامم ملع‬ ‫اهلدهدن وحوار األخ المامل مع تخيه ادملوم الذي فةتاي بقت ادملوم يف حلوار ابةلي‬ ‫آدمن وحوارات مواقب احلرش واحلسابن وحوارات ته الةار فياان وحوارات تهل‬ ‫اجلةا فياان وحوارات تدور بني الطمحفني ك من مكانه كام يف سورة األعمحاف‪ ...‬هكذا‬ ‫فتةوع احلوار بتةوع موضوعات القمحآم نفسه‪.‬‬ ‫‪ -4‬الفرق بني حوارات القرآن وحوارات السنة النبوية‪:‬‬ ‫الشك تم ثما فمحوقا ظاهمحة بني حوارات القمحآم الكمحفم وحوارات السةا الةبوفان‬ ‫فالقمحآم فبدت حواراته مع قصا خلق اإلنسام نفسه كام يف حوار اهلل ت اىل ملع ادالئكلا‬ ‫الكمحام بككم خلق آدم وإسكانه األرضن ثلم حلواره سلبحانه ملع إبلليس يف مسلكلا‬ ‫السجود آلدم وتواب اان وحوارات المحس ادت ددة مع تقوامام عىل ممح التارفخن وهي‬ ‫حوارات تتةاو مسكلا ال قيدة ككساس تةبةي عليه ك مسائ الدفنن ثم فتابع القمحآم‬ ‫حواراته مع ته مكا وحواراته ال دفدة مع ته الكتاب يف اددفةا الةبوفان ثم فتجاوز‬ ‫القمحآم احلياة الدنيا إىل حوارات اآلخلمحة وملا تكامحهلا يف القلمحآم الكلمحفم كحلوارات‬ ‫الب ث والةكور واحلساب وادي ام وحوارات ته اجلةا وهي تق من حوارات تهل‬ ‫الةار التي تكامح فيه وتتةوعن ككنام توحي برتك ته اجلةا ف يكوم بسالم يف الة يم ادقيم‬ ‫وتستممح حوارات ال ذاب يف جاةم كصةب ملن تصلةاف ال قوبلات الكاللة ألهل‬ ‫الةار‪.‬‬

‫(‪)76‬‬


‫تما احلوار يف السةا الةبوفا فاو فةصب باألسلاس علىل اللدعوة إىل اهلل عل وجل‬ ‫هاهةا يف احلياة الدنيا ليسلم الةاس لمحب ال ادنين ثم حوارات الت ليم وتةميم ادجتمع‬ ‫ادسلمن فاحلوار يف السةا فمي إىل التطبيق ال مليل علىل فلرتة احليلاة اللدنيا ألهنلا دار‬ ‫ال م لآلخمحةن تما حوار القمحآم فاو شام كام ذكمحنا مةذ بد اخللق حتى االنتالا إىل‬ ‫اجلةا تو الةار‪ ..‬وال ف ةي هذا خللو السلةا ملن حلوارات اآلخلمحةن بل فيالا كلذلك‬ ‫حوارات عن ادوت والقج والب ث واحلساب‪ ..‬ولكةاا ليست بكامحة حوارات القمحآم‬ ‫عن اآلخمحة وتةوعاان وليس فياا التفصي الدقيق الذي نجده يف القمحآم علن اآلخلمحة‬ ‫ووصب اجلةا والةار‪ ...‬وككنام رك ت السةا عىل هلذه احليلاة اللدنيا التلي هلي جملا‬ ‫ال م والكسب‪.‬‬ ‫وحوارات السةا تستادي بحوارات القمحآم الكمحفم يف مسائلاا وآداهبا وتهلدافاا كلام‬ ‫ت َفبِام ي ِ‬ ‫وحي إِ َ َّيل َر ِّيب ‪( ‬سلبك‪.)19:‬‬ ‫قا ت اىل ‪َ ‬وإِ ِن ْاهتَدَ ْي ُ َ ُ‬ ‫‪ -5‬القرآن وحوار الدعوة يف مكة‪:‬‬ ‫إم القمحآم الكمحفم هو دسلتور ادسللمني األعملم يف كل شلئوم دنيلاهم ودفلةام‬ ‫وتخلمحاهمن والسلةا مفرسلة لله وشلارحان وفيالا التطبيلق ال مليل آلدابله وتخالقله‬ ‫وترشف اته‪ ...‬ومن ثم نجد القلمحآم الكلمحفم فوجله دفلا احللوار بلني الةبلي ‪ ‬وبلني‬ ‫خصومه سوا يف ممححلا الدعوة يف مكان تو يف ممححللا بةلا الدوللا يف اددفةلان وملا‬ ‫واجاه الةبي ‪ ‬من كيد ادرشكني وادةافقني وته الكتاب‪.‬‬ ‫وحني نتكم حوارات الدعوة إىل اهلل يف مكا نجد القمحآم مكلاركا فيالان فلاهلل عل‬ ‫وج ف لم وفسمع ما فقو الكفار عن الةبي ‪ ‬واإلسالم وما فالونله ملن شلباات‬ ‫وتساؤالت واعرتاضات‪ ...‬ومن ثم تتةل‬

‫اآلفات باألسئلا التي فالوهنلا واجللواب‬

‫علياان فتقيم مبدت احلوار م ام بصورة مبارشة‪.‬‬

‫(‪)77‬‬


‫وثما طمحفق غل مبارش إلقاما احلوار كذلك يف القمحآم ملع اد رتضلني وادكلذبني‬ ‫واد اندفنن وذلك من خال رسد قصص األقوام السلابقا ملع رسللامن فالكلباات‬ ‫وادككالت واحدة تو متقاربان ومن ثم تكوم حوارات المحس ملع تقلوامام بماابلا‬ ‫احلوار كذلك مع اددعوفن يف عرص الةبي ‪ ‬وب ده إىل فوم القيامان فادسلكلا واحلدة‬ ‫وهي اإلفامم باهلل ع وج وما فتفمحع عن ذلك من مسلائ كاللةن فحلوار نلوح ملع‬ ‫قومه فدور حو اإلفامم باهلل وال قيدة الصحيحان وهلي ادسلكلا ذاهتلا التلي شلغلت‬ ‫الفرتة ادكيا من المحسالا اإلسالميان وال ف ا ال امل اليوم يف حاجلا إىل إقاملا احللوار‬ ‫نفسه مع غل ادسلمني يف ال امل اد ارص لدعوة الةاس إىل اهلل ت اىل‪.‬‬ ‫ونستطيع تم نح‬

‫مئات ادواضع يف القمحآم ادكي كام احللوار فيالا رصحيلا بلني‬

‫الةبي ‪ ‬وادرشكنين فكانت ادسائ والكباات تالار ابتلدا ملن ادرشلكني ثلم فةل‬ ‫القمحآم فرسد تلك الكباات وفمحد علياا باحلجا البيةا كلام فقلو ت لاىل ‪َ ‬ول َي ْأتُون َ‬ ‫َـك‬ ‫َاك بِ َْ‬ ‫بِ َم َث ٍل إِل ِج ْئن َ‬ ‫ـن َت ْف ِسـري ًا ‪(‬الفمحقلام‪ )33:‬ويف سلورة األن لام ادكيلا‬ ‫احل ِّق َو َأ ْح َس َ‬ ‫بلني كلذلك يف سلور‪:‬‬ ‫وحدها حوايل ستا عرش موض ا من هذا اللوم احلوارين وهو ّ‬ ‫فونس والةح واإلرسا والكاب والفمحقام وال خمحف واحلواميم السبع‪ ...‬ويف ظةي‬ ‫تم هذا البحث حيتا إىل دراسا خاصا مفصلا لتتبع هلذه احللوارات القمحآنيلا ادكيلا‬ ‫ومقابلتاا بكحداث السلة الةبوفان ومتاب ا ذللك يف القلمحآم ادلدين وتغلل احللوار إىل‬ ‫حماجا ته الكتابن وال تد عىل ذلك ملن ادسلائ التلي تثارهتلا سلورة البقلمحة ملع‬ ‫الياودن وهي تو سورة ن لت باددفةا‪.‬‬ ‫ادكي‪:‬‬ ‫ومن مسائ احلوار يف القمحآم‬ ‫ّ‬ ‫‪ -5‬اجلدا حو التوحيد واأللوهيا‪.‬‬ ‫‪ -2‬اجلدا حو الةبوة‪.‬‬ ‫(‪)78‬‬


‫‪ -3‬الكباات حو إن ا القمحآم‪.‬‬ ‫‪ -6‬طلب اد ج ات ادادفا‪.‬‬ ‫‪ -1‬اجلدا حو التحلي والتحمحفم‪.‬‬ ‫‪ -4‬اجلدا حو تخبار الغيب‪.‬‬ ‫ولك من هذه ادسائ آفات كالة تتةاوهلا بكسلاليب لغوفلا عدفلدةن وقلد شلارك‬ ‫القمحآم فياا بتوجيه احلوار باحلسةى وإظاار احلقائق ودحض الكبااتن باللني تحيانلا‬ ‫وبالكدة والوعيد تحيانان ليجمع بني الوعد والوعيد وبني التكلوفق والتخوفلب كلام‬ ‫هي عادة القمحآم يف دعوته ومواعمهن وسةذكمح طمحفا من ذلك يف مبحث قادم‪.‬‬ ‫‪ -4‬القرآن واحلوار يف املدينة النبوية‪:‬‬ ‫وقد استممح السلجا واحللوار واجللدا بلني ادسللمني وادرشلكني ب لد اهلجلمحةن‬ ‫وتضيب إىل ذلك عب ادواجاا ادبارشة ملع ثالثلا تصلةاف تخلمحى ملن م لاريض‬ ‫الدعوة والدولا الةاشئان وهم ته الكتاب من هيود ونصارى وادةافقوم واألعلمحاب‬ ‫ادحيطوم باددفةا فرتبصوم بادسلمني الدوائمحن وقد تقلام القلمحآم احللوار ملع هل ال‬ ‫مجي ا إضافا إىل استممحار احلوار مع ادرشكنين وهكذا فمكن تصةيب حوارات القمحآم‬ ‫يف اددفةا عىل الةحو اآليت‪:‬‬ ‫‪ -5‬استممحار احلوار مع ادسلمني تنفسام للوعظ والت ليم والتةميم‪...‬‬ ‫‪ -2‬استممحار احلوار مع ادرشكني‪.‬‬ ‫‪ -3‬احلوار مع الياود والةصارى‪.‬‬ ‫‪ -6‬احلوار مع ادةافقني‪.‬‬ ‫‪ -1‬احلوار مع األعمحاب‪.‬‬ ‫(‪)79‬‬


‫وهذه الفئات نفساا هي التي دار م اا احلوار يف السةا الةبوفلا كلذلكن وسلةذكمح‬ ‫ذلك يف مواض ه‪.‬‬ ‫ومع استممحار تعبا احلوار واجلدا تضيب إىل ذلك تعبا احلمحب التلي جللك إليالا‬ ‫ادسلموم تو اضطمحوا إلياا للدفاع علن تنفسلام وتبليلغ كلملا اهلل ت لاىل إىل الةلاسن‬ ‫فاحلمحب هي البدف حني ال فةفع احلوارن احللمحب برشلوطاا وضلوابطاا اد لوملا يف‬ ‫اإلسالم بطبي ا احلا ‪.‬‬ ‫والقمحآم والسةا ةا دستورنا نحن ادسلمنين وملةاام نلت لم تم األملا ادسللما إىل‬ ‫جانب متسكاا باحلوار ودعوهتا إليه بوصفه الوسيلا اداىل لللدعوة وحل ادكلكالت‬ ‫وجتةلب الرصلاعات‪ ..‬إىل جانلب ذلللك البلد تم ت لدَّ ال للدة والقلوة حلامفلا احلللوار‬ ‫واالنتقا إىل ادمحاح التاليا لفكللهن فلال فةبغلي تم نلمحكن إىل احللوار كحل وحيلد‬ ‫دككالتةا تو نستجدفه ممن ال ف طيه تو ال فمحغب فيهن تو فمحغب فيه ولكةه ال ف طي فيه‬ ‫ثممحة تةفعن تو ُفكمحه عليه فيج له مطيا فممحر علياا طموحاته وتطامعه كام فف‬

‫الياود‬

‫يف حوارهم احلارض مع ال محب بككم فلسطنين فاحلوار عةدهم غطا وجتمي للوجله‬ ‫القبيح تمام ال امل ب عم إرادهتم السالمن وهم يف واقع احلا ففضلوم القوة وفلجلكوم‬ ‫إلياان ب يف تثةا جوالت التفاوض واحلوار ف م السالح عمله يف القتل والتلدمل‬ ‫عىل مدار اليوم واألسبوع والسةا ! فا فةفع احلوار مع عدو هبذه الصفا؟ البلد ملن‬ ‫القوة احلاميا للحوارن والبدفلا عةه إذا مل ا‬ ‫جيد نف ان قا اهلل ت اىل ‪َ ‬و َأ ِعده و ْا َُهلم َّمـا‬ ‫اس َت َطعتُم من ُ و ٍة و ِمن رب ِ‬ ‫ين ِمن ُد ِ ِ‬ ‫اط َْ‬ ‫وَّن ْم لَ‬ ‫ون بِ ِه َعدْ َّو اهللِّ َو َعدُ َّوك ُْم َو َ‬ ‫اخل ْي ِل ت ُْر ِه ُب َ‬ ‫آخ ِر َ‬ ‫ْ ْ ِّ َّ َ ِّ َ‬ ‫وَّن ُ ُم اهللُّ َي ْع َل ُم ُه ْم ‪( ‬األنفا ‪.)49:‬‬ ‫َت ْع َل ُم َ‬

‫(‪)81‬‬


‫الفصـل الرابع‬ ‫النبوي يف مكة‬ ‫احلـوار‬ ‫ّ‬ ‫يف السةا الةبوفا نجلد احللوار األسللوب األمال لللدعوة إىل اهلل ت لاىل والت لليم‬ ‫والتةميمن إذ " بفض احلوار كام رسو المحةا ‪ ‬فوقظ الةفلوس اللواملا وفكسلب‬ ‫تصحاهبا شحةات من اإلفامم وال م والتصميم فستطي وم بفضللاا مقاوملا القلوى‬ ‫(‪)81‬‬


‫الكيطانيا وهتذفب الكاوات البرشلفا وبسلط سللطام ال قل واإلفلامم علىل تقلوا‬ ‫اد مةني وتعامهلمن وبفضله كام فقيم احلجا والجهام علىل ادرشلكني وتهل الكتلاب‬ ‫وغلهم "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)596‬‬

‫ومل تكن لدى الةبي ‪ ‬إجمحا ات م قدة لبد احلوار تو ممارسته وال رشوط مسبقان‬ ‫فرسل‬ ‫كام حواره ‪ ‬مع عمقه وتةاولله تد َّ القضلافا وتخطمحهلا‪ ..‬كلام فسللا رفيقلا َ‬ ‫اإلسالم نفسه ورف َقه بالةاسن إنه قد جا إلنقاذهم من الةلار وإدخلاهلم يف رةلا اهللن‬ ‫ِ ِ‬ ‫وتساس دعوته تهنا مبةيا عىل المحةا ‪َ ‬و َمـا َأ ْر َسـ ْلن َ‬ ‫ني ‪( ‬األنبيلا ‪:‬‬ ‫محـ ًة ل ْل َعـاملَ َ‬ ‫َاك إِل َر ْ َ‬ ‫‪ )592‬وال فمكن لمحسالا بةيت عىل المحةلا إال تم تسللك يف دعوهتلا كلذلك مسللك‬ ‫المحةا باخللق علىل اخلتالف عقائلدهم وملذاهبامن واحللوار تحلد مسلالك المحةلا‬ ‫باإلنسامن فاو ففتح تمامه الباب للم محفا والت لم والتدبمح ليكوم عىل بيةا ملن تملمحهن‬ ‫وهكذا سللك الةبلي ‪ ‬يف دعوتله مسللك احللوار كوسليلا ناجحلا للدعوة الةلاس‬ ‫وت ليمامن ومل ففمح يف ذلك بني كبل وصلغلن تو حلمح وعبلدن تو رجل واملمحتةن تو‬ ‫ملك ورعيا‪ ...‬لقلد حلاور ادللوك واألملمحا كلام حلاور ال بيلدن وحلاور ادسللمني‬ ‫وادرشكني والياود والةصارىن وحاور المحجا والةسا ‪ ...‬بل إم لفلظ " التحلاور"‬ ‫ورد يف القمحآم يف حوار الةبي ‪ ‬مع اممحتة مسلما يف تو سورة ادجادلا‪.‬‬ ‫وقد حاور الةبي ‪ ‬ك َّ من عمحفام وقابلام من الةاسن ومل ُف محف عةه ‪ ‬تنه امتةع‬ ‫عن مقابلا تحد تو حماورته حتى ولو كام تشد الةاس عداوة لله كالياودن تو كلام قلد‬ ‫تهدر دمه ك كمحما بن تيب جا تو ك ب بن زهلن لقد رج ا تائبني فقب ملةاام وعفلا‬ ‫وتصلحن إم " ادستق‬

‫للحدفث الةبوي الرشفب جيد تنه ج‬

‫احللوار ركيل ة قوفلا‬

‫‪ - 596‬د حمسن بن حممد بن عبد الةاظمح‪ :‬حوار المحسو ‪ ‬مع اليالود‪1:‬ن ط‪5‬ن دار اللدعوةن الكوفلت ‪5690‬هلل ‪-‬‬ ‫‪5020‬م‪.‬‬

‫(‪)82‬‬


‫من ركائ الدعوة إىل اهلل واإلعالم بدفةه لإلقةاع ال قليل واالطمئةلام القلبلي لتابيلت‬ ‫ال قيدة واخللق وما ففيد الةاس يف دنياهم وآخمحهتم "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)591‬‬

‫إم طبي ا الدعوة إىل اهلل ت اىل تقتيض اخلمحو إىل الةاس وحماورهتم تو جملادلتام ‪-‬‬ ‫واجلدا درجا تشدّ من احلوار ‪ -‬باحلسةى ؛ ذلك ألم الداعي ال فتوقع تم فذعن تكامح‬ ‫الةاس إىل وعمه دجمحد كونه داعيا حتى لو كام نبيا ممحسلال لقلد عمحفةلا ملن قصلص‬ ‫األنبيا مع تقوامام صورا شلتى ملن احللوار واجللدا ن وانتالى تكامحهلا بالتكلذفب‬ ‫َ‬ ‫اء ُأ َّم ًة َر ُس َُ‬ ‫وهلا ك ََّذ ُبو ُه‬ ‫َرتى ك َُّل َما َج َ‬ ‫الرصفح كام قا اهلل ع وج ‪ُ ‬ث َّم أ ْر َس ْلنَا ُر ُس َلنَا ت ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َف َأ ْتبعنَا بع َضهم بعض ًا وجع ْلنَاهم َأح ِ‬ ‫اد َ‬ ‫ُـون ‪( ‬اد مةلوم‪)66:‬‬ ‫ـو ٍم ل ُي ْؤ ِمن َ‬ ‫يث َف ُب ْعد ًا ل َق ْ‬ ‫َْ َْ ُ ْ َْ َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫لكن ذلك التكذفب مل فمةع المحس الكمحام ملن حملاورة تقلوامام وجلداهلم باحلسلةى‬ ‫حتى اللحما األخلة قب اإلهالك تو ادفارقان اإلهالك كام حدث مع قوم نوح وهود‬ ‫وصالحن تو ادفارقا كام حدث مع إبمحاهيم حلني فلار قومله وتبلاه إىل األرض التلي‬ ‫بارك اهلل فياان ومع حممد ‪ ‬حني خمح إىل اددفةا مااجمحا إىل ربه‪.‬‬ ‫إم الدعوة إذا مل تمالمح للةلاس وم للاا حججالا تو م ج اهتلا ونمامالا الكامل‬ ‫ادلمحجح تم تكلوم لللدعوة‬ ‫للحياة فلن تةجحن هكذا تدّ ر األنبيا باللدعوةن ولكلن‬ ‫ّ‬ ‫ممحت هبا دعوة الةبي ‪ ‬يف مكان وهذا فمال طلور‬ ‫متمح هبان كالفرتة الرسفا التي ّ‬ ‫تطوار ّ‬ ‫الكموم تي طور البدافا والتكسيسن وذلك كام فمحوي الطجي‪ ":‬فج‬

‫رسو اهلل ‪‬‬

‫رسا إىل من فطمئن إليه من تهله "‪.‬‬ ‫فذكمح ما تن م اهلل عليه وعىل ال باد به من الةبوة ّ‬ ‫ــن املُْ ْ ِ ِ‬ ‫ُــؤ َم ُر َو َأ ْع ِ‬ ‫ــر ْض َع ِ‬ ‫ني ‪‬‬ ‫ــام ت ْ‬ ‫رشــك َ‬ ‫فتلللو ذلللك اجلاللمح بالللدعوة ‪َ ‬ف ْ‬ ‫اصــدَ ْع بِ َ‬ ‫وادحاجلا واالملرتا تو‬ ‫(احلجمح‪ )06:‬وهةا فبدت الرصاع وفكوم م ه احلوار واجللدا‬ ‫ّ‬ ‫ادواجاا‪ ..‬قا الطجي‪ ":‬ثم إم اهلل ع وج تممح نبيله حمملدا ‪ ‬ب لد مب اله بلاالث‬

‫‪ - 591‬د تيسل حمجوب الفتياين‪ :‬احلوار يف السةا‪55 :‬ن مةكورات ممحك الكتاب األكادفمين عامم األردم ‪5000‬م‪.‬‬

‫(‪)83‬‬


‫سةني تم فصدع بلام جلا ه مةلهن وتم فبلادي الةلاس بلكممحهن وفلدعو إليلهن فقلا للله‬ ‫اصدَ ْع‪ ..‬اآلفا) وكام قب ذلك ‪ -‬يف السةني الاالث ملن مب اله إىل تم ُتملمح بإظالار‬ ‫( َف ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ـريت َ‬ ‫ني‪.‬‬ ‫َك األَ ْ َـربِ َ‬ ‫الدعا إىل اهلل ‪ -‬مسلترتا خمفيلا تملمحه ‪ ‬وتنل عليله ‪َ ‬وأنْـذ ْر َعش َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ك ملَ ِ ِن ا َّتبع َ ِ‬ ‫و ْ ِ‬ ‫ني‪َ .‬فإِ ْن َع َص ْو َك َف ُق ْل إِ ِّين َب ِ‬ ‫َاح َ‬ ‫ـون ‪‬‬ ‫يء ِ​ِمَّـا َت ْع َم ُل َ‬ ‫ك م َن املُْ ْؤمن َ‬ ‫َ​َ‬ ‫اخف ْض َجن َ‬ ‫َ‬ ‫ـر ٌ‬ ‫(الك محا ‪)254-256 :‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪)594‬‬

‫وقد سجلت كتب السلة والسلةا كاللا ملن حلوار دعوتله ‪ ‬للةلاس وت ليمله‬ ‫ووعمه وتةميمه للمجتمع ادسلم‪ ...‬ك ذلك بالقو اللني احلسن والمحغبا الصلادقا‬ ‫دعلوي لللدعوة‬ ‫تمحبلوي‬ ‫يف نفع الةاس يف دفةام ودنيلاهمن فلاحلوار عةلده ‪ ‬ملةاج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واهلدافا والبةا الصالح لل امل كلهن دنيا وتخمحاه‪.‬‬ ‫وال تد عىل ذلك من كامحة األحادفث احلوارفا يف سلة الةبي ‪ ‬وسةته الرشلففان‬ ‫وحني نةممح يف ادائا حدفث األوىل من صحيح البخاري نجد فياا حوايل (‪ )31‬مخسلا‬ ‫وثالثني حوارا متةوعان مةاا ما كام بني الةبي ‪ ‬وب ض صحابته عن تملور اإلسلالم‬ ‫ورشائ هن ومةاا ما كام بني ب ض الصحابا وب ض ومةاا ملا كلام بلني همحقل وتيب‬ ‫سفيام حو رسالا الةبي ‪ ‬وصفته وإقمحار همحق بكنه هو نبي آخلمح ال ملام وسلتبلغ‬ ‫دعوته موضع قدمي همحق ‪ ...‬ومةاا حوار موسى مع قومه ثم قصا اخلرض‪ ...‬وحوار‬ ‫ججف مع الةبي ‪ ‬حني جا ف لم ادسلمني تمور دفةام‪...‬‬ ‫وهذا ال دد الكبل من احلوارات يف هلذه ادائلا ملن األحادفلث ُفمالمح بجلال تم‬ ‫احلوار كام الوسيلا األوىل ادفضلا لدى الةبي ‪ ‬وصلحابته يف اللدعوة إىل اهلل ت لاىل‬ ‫والت ليمن فاحلوار يف السةا هو ادةاج الذي اتب ته الدعوة إىل اهلل ت اىل باحلسلةى بكل‬ ‫تفصيالهتا وممحاحلاا‪.‬‬

‫‪ -594‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪.394 2:‬‬

‫(‪)84‬‬


‫وعالقات ادسلمني بغلهم يف مكا قامت كلاا عىل احلوارن ومل ترشع احللمحب قلط‬ ‫يف ادمححلا ادكيا كام هو م لومن وقد رفض الةبي ‪ ‬لصلحابته اإلذم بالقتلا آنلذاكن‬ ‫ب تممحهم بالصج وادحاورة واإلقةاع باحلسةىن ويف بي ا ال قبلا الاانيلا التلي هلاجمح‬ ‫الةبي ‪ ‬عىل إثمحها حاو ب ض األنصار ادباف ني مبادتة تهل مكلا بلاحلمحب فلمحفض‬ ‫ارفضوا إىل رحلالكمن قلا ‪:‬‬ ‫الةبي ‪ ‬ذلك كام قا ابن هكام‪ ":‬ثم قا رسو اهلل ‪ّ :‬‬ ‫شلئت لةمليل َّن علىل‬ ‫فقا له ال باس بن عبادة بن نضلا‪ :‬واهلل الذي ب اك بلاحلق‪ :‬إم‬ ‫َ‬ ‫ته مةى غدا بكسيافةا ! قا ‪ :‬فقا رسو اهلل ‪ :‬مل ن ممح بلذلكن ولكلن ارج لوا إىل‬ ‫رحالكمن قا ‪ :‬فمحج ةا إىل مضاج ةا فةمةا علياا حتى تصبحةا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)592‬‬

‫وقد آتى احلوار تكله الطيبن فكسلم َم ْن تسلم هبلذه الطمحفقلا اليسللة ادحببلا إىل‬ ‫الةاسن ومل فابت قط تم تحدا من الةاس ُتجج عىل تمحك دفةله واللدخو يف اإلسلالمن‬ ‫ِ‬ ‫كيب والقمحآم نفسه فبني ذلك بجال ‪ ‬ل إِك َْرا َه ِيف الدِّ ِ‬ ‫َـي ‪‬‬ ‫ين َ دْ َت َب َّ َ‬ ‫الر ْشـدُ م َ‬ ‫ـن ا ْلغ ِّ‬ ‫ني ه‬ ‫(البقمحة‪.)214:‬‬ ‫فالمحسالا اإلسالميا إذا كانت قائما عىل احلوار ومامتاا اللبالىلن بلالىل رسلالا اهلل‬ ‫ـىل الرس ِ‬ ‫ـول إِل ا ْلـ َبال ُ ‪( ‬ادائلدة‪ )00:‬وهلو بلالىل مقلمحوم‬ ‫إىل الةاس مجي ا ‪َ ‬مـا َع َ َّ ُ‬ ‫بالسلوك ال ميل وفق رشائع تلك المحسالا إلثبات القدوة احلسةا ودفلع الكلباا علن‬ ‫ُـم ِيف‬ ‫حيتج ب د ذللك تحلد ‪َ ‬ل َقـدْ ك َ‬ ‫إمكانيا حتقق المحسالا يف عامل الواقعن لئال َ‬ ‫َـان َلك ْ‬ ‫رس ِ‬ ‫ول اهللَِّ ُأ ْس َو ٌة َح َسنَ ٌة ‪( ‬األح اب‪.)25:‬‬ ‫َ ُ‬ ‫الةبوي حيم يف عباراته تصو ال قيدة التي فدعو إلياا وفدافع عةاا إنه‬ ‫إم احلوار‬ ‫ّ‬ ‫صورة واق يلا حيلا لللدعوة إىل اهلل ت لاىل وخلوض غلامر ادكلمحوه ملن تذى الةلاس‬ ‫ورشورهم التي ُجيا َبه هبا الداعي إىل اهلل عىل بصلة‪.‬‬ ‫‪ - 592‬ابن هكام اد افمحي‪ :‬السلة الةبوفا‪391 5 :‬ن حتقيق الدكتور‪ :‬ساي زكارن ط‪ 5‬دار الفكمحن بلوت ‪5652‬هل ‪-‬‬ ‫‪ 5002‬م‪.‬‬

‫(‪)85‬‬


‫ولقد رضب الةبي حممد ‪ ‬تحسن األمالا يف حواره مع الةاس يف زمانهن إ ْذ آتاه اهلل‬ ‫جوامع الكلمن وج له تفصح الةاطقني بالضادن وتعطاه القدرة عىل احللوار واجللدا‬ ‫باحلسةى واإلقةاع ‪ -‬إم وجد ترضا خصبا ‪ -‬من تقرص طمحفقن لقد است م الةبلي ‪‬‬ ‫فن احلوار باحلسةى تحسن است ام ن وهدى اهلل ت اىل عىل فدفه يف حياته ادباركا آالفلا‬ ‫م لفا من البرش بكلامت قالئ ن يف عرص كام ف محف للكلما قدرها وسحمحها‪.‬‬ ‫مرصحا بدعوتله جملاهمحا هبلا مل فقترصل علىل‬ ‫وحني ابتدت رسو اهلل ‪ ‬دعوة قومه ّ‬ ‫قمحفشن ب " كام ف محض نفسه يف ادواسم ‪ -‬إذا كانت ‪ -‬عىل قبائ ال لمحب فلدعوهم‬ ‫إىل اهلل وإىل نرصتهن وخيجهم تنه نبي ممحس ن وفسكهلم تم فصدقوه وفمة وه حتى فبلني‬ ‫عن اهلل ما ب اه به "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)592‬‬

‫وفذكمح الطجي ب د ذلك خمحوجه ‪ ‬إىل قبائ كةدة وك ْلب وبةي حةيفا وبةي عاممح‬ ‫بن ص ص ا‪ ..‬حتى قدّ ر اهلل ت اىل لله لقا نفمح من ته اددفةلا عةلد ال قبلان وبلدتت‬ ‫حوارات اهلجمحة ادباركا‪.‬‬ ‫ورضب الةبي ‪ ‬تحسن ادا يف فن الت ام باحلسةى مع الةاسن حتى ملع ب لض‬ ‫ادسلمني الذفن كانوا يف طور " تكليب القلوب " وصار باب " مداراة الةاس تو " من‬ ‫ُفتقى ُ‬ ‫فحكه " تو ما شابه ذلكن من األبواب اد محوفا يف دواوفن السةا الةبوفا‬

‫‪.‬‬

‫(‪)590‬‬

‫ويف هذا الفص نست محض ب ض حوارات الدعوة إىل اهلل ت اىل يف مكان وال شلك‬ ‫تم ب ضا مما كام فياا من حوار الدعوة مل فسج يف كتب السلة والسةان ألم ادمححللا‬ ‫ادكيا كام هو م لوم مل فكن فياا استقمحار فساعد عىل التسلجي والتةمليم الكبلل كلام‬ ‫حدث يف اددفةا من توافمح الصحابا واستقمحار األممح والسيادة عىل اددفةا‪..‬‬ ‫‪ -592‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪362 2:‬ن وابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪.50 2 :‬‬ ‫‪ -590‬انممح يف ذلك بالتفصي كتاب‪ :‬مداراة الةاس أليب بكمح عبد اهلل بن حممد بن تيب الدنيان ط دار ابن حل من بللوت‬ ‫د‪ .‬ت‪.‬‬

‫(‪)86‬‬


‫ومع ذلك سجلت كتب السلة والسةا طمحفا من احلوار الةبوي فضاف إىل رصليد‬ ‫احلوار القمحآين يف تلك الفرتة كام ترشنا من قب ‪.‬‬ ‫من حوارات النبي ‪ ‬يف مكة‪:‬‬ ‫ونختار من ذلك اثةي عرش حوارا متوا ما مع تطور ممحاح الدعوة يف مكلا علىل‬ ‫الةحو اآليت‪:‬‬ ‫‪ -1‬دعوة أيب طالب‪:‬‬ ‫الدعوة إىل اهلل هي ماما ك رسالا جا هبا رسو من عةد اهللن وهذه الدعوة ذات‬ ‫تصو وفمحوعن تصوهلا اإلفامم بلاهلل ت لاىل ومالئكتله وكتبله ورسلله واليلوم اآلخلمح‬ ‫والقدر خله ورشه … وفمحوعاا القيام بكواممح الرشف ا من عبادات مفمحوضلا وآداب‬ ‫م لوما‪.‬‬ ‫وقد كام ادجتمع ادكي حني ابتدتت نبوة حممد ‪ ‬يف حاجا ماسلا إىل داعيلا ملن‬ ‫بيئته ففام طبي ا الةاس وادكامن وفتممحس بكلوام متةوعا من الةكاط اليومي ألهلالان‬ ‫وهكذا جيب تم تكوم خجة الداعيا كبلة بالةاس وادكام مع ال لم واألدبن ومن ثم‬ ‫بدت الةبي ‪ ‬دعوته ب كلته األقمحبنين ب بكقمحب الةاس إليه زوجه خدجيا تم ادل مةني‬ ‫ريض اهلل عةاان فآمةت وصدقت وتب اا تبو بكمح وعليل يف رجلا م لدودفنن ولكلن‬ ‫كبار رجا مكا وترشافاا حيتاجوم إيل جاد عميمن ومن ثم فتح الةبي ‪ ‬باب احلوار‬ ‫م امن وكام من توهلم عمه تبو طالب الذي نازعته قمحفش ن اعلا طلوفال يف تملمح ابلن‬ ‫تخيهن حيث قا تبو طالب لمحسو اهلل ‪ ":‬فا اب َن تخين ملا هلذا اللدفن اللذي تراك‬ ‫عمن هذا دفن اهلل ودفن مالئكته ودفن رسله ودفن تبيةلا إبلمحاهيم ‪-‬‬ ‫تدفن به؟ قا ‪ :‬تي ي‬ ‫تي علم تحلق ملن بلذلت لله‬ ‫تو كام قا ‪ - ‬ب اةي اهلل به رسوال إىل ال بلادن وتنلت ْ‬ ‫الةصيحا ودعوته إىل اهلدى وتحق من تجابةي إليه وتعانةي عليه تو كام قا ن فقا تبلو‬ ‫(‪)87‬‬


‫طالب‪ :‬تي ابن تخين إين ال تستطيع تم تفار دفن آبائي وما كانوا عليهن ولكلن واهلل‬ ‫للص إليك بء تكلمحهه ما بقيت "‬ ‫ال ُخي ُ‬

‫‪.‬‬

‫(‪)559‬‬

‫كام تبو طالب رفيقا بابن تخيه ؛ إذ كانت عالقتاام طيبا مةذ تم ضلم الةبي ‪ ‬إليه‬ ‫عل ّيا للب َيه عةده ٍ‬ ‫عمهن حتى تسلم عيل صبيا ومل ف ةفه تبوه تو حيلاو رده‬ ‫لفقمح تصاب َّ‬ ‫عن دفةه‪.‬‬ ‫ويف احلوار السابق نجد عالمات ذلك المحفلق بلني تيب طاللب والمحسلو ‪ ‬فلكبو‬ ‫طالب فسك ابن تخيه ليفام حقيقا ذلك الدفنن فلد عليه الةبي ‪ ‬بمحفق وتدب بادئلا‬ ‫عمن وهو من تدب احللوار اجلميل ن ثلم‬ ‫بةدائه بحمحف الةدا ادخصص للقمحفب‪ْ :‬‬ ‫تي ي‬ ‫فبني له حقيقا تلك المحسالا التي تكمحمه اهلل هبان وفدعوه إلياا رصاحان ولكلن المحجل‬ ‫فكبى وف دُ ابن تخيه باحلامفا‪.‬‬ ‫‪ -2‬دعوة ريش عالنية‪:‬‬ ‫ثم إم اهلل ع وج تممح رسوله ‪ ‬تم فصدع بام جا ه مةه وتم فمامح دعوتله للةلاس‬ ‫رصاحا وعالنيا وفدعوهم إىل اإلسالمن وكام " بلني ملا تخفلى رسلو اهلل ‪ ‬تملمحه‬ ‫واسترت به إىل تم تممحه اهلل ت اىل بإظاار دفةه ثالث سةني من مب اه ثم قا اهلل ت لاىل لله‬ ‫رشـكِني ‪( ‬احلجلمح‪ )06:‬وقلا ت لاىل ‪ ‬و َأن ِ‬ ‫اصدَ ْع بِ َام ت ُْؤ َم ُر َو َأ ْع ِ‬ ‫ـر ْض َع ِ‬ ‫ْـذ ْر‬ ‫ـن املُْ ْ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ ‬ف ْ‬ ‫ـك ِمـن املُْ ْ ِ ِ‬ ‫اخ ِف ْض جنَاح َ ِ‬ ‫َع ِش َريت َ‬ ‫ني ‪( ‬الكل محا ‪-256 :‬‬ ‫ني‪َ .‬و ْ‬ ‫ـؤمن َ‬ ‫َك األ ْ َربِ َ‬ ‫ك َمل ِن ا َّت َب َع َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪)251‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪)555‬‬

‫عةد ذلك خمح الةبي ‪ ‬إىل قومه م لةا دعوته كام ذكمح ا ْب ُن َع َّب ٍ‬ ‫لي ‪‬‬ ‫لاس‪َ ":‬ت َّم الةَّبا َّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫اجت َ​َم َ ْت إا َل ْي اه ُق َلمح ْف ٌش َف َقلا َ ‪:‬‬ ‫احا ْه ! َف ْ‬ ‫اجل َب ا َفةَا َدى‪َ :‬فا َص َب َ‬ ‫َخ َمح َ إا َىل ا ْل َب ْط َحا َف َص دَ إا َىل ْ َ‬

‫‪ - 559‬ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪.542 5 :‬‬ ‫‪ - 555‬نفسه‪.526 5 :‬‬

‫(‪)88‬‬


‫ا‬ ‫لمن‬ ‫َت َر َت ْفت ُْم إا ْم َحدَّ ْث ُتك ُْم َت َّم ا ْل َ دُ َّو ُم َص يب ُحك ُْم َت ْو ُمم َ يسيك ُْمن َت ُكةْلت ُْم ت َُصلدي ُقوين؟ َقلا ُلوا‪َ :‬ن َ ْ‬ ‫اب َش اد ٍ‬ ‫فدن َف َقا َ َت ُبلو َهل َ ٍ‬ ‫ني َفدَ ْي َع َذ ٍ‬ ‫لب‪َ :‬ت اهل َ َ‬ ‫مج ْ َتةَلا؟ َت ّبلا َل َ‬ ‫لكن‬ ‫لذا َ َ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬فإا يين ن اَذ ٌفمح َلك ُْم َب ْ َ‬ ‫ب‪ ‬إا َىل ا‬ ‫ت َيدَ ا َأ ِيب َهل ٍ‬ ‫آخ امح َها " ‪.‬‬ ‫َف َك ْن َ َ اهللَُّ َع َّ َو َج َّ ‪َ ‬ت َّب ْ‬ ‫(‪)552‬‬

‫ب د هذه الدعوة ال لةيا وب د تكاثمح الداخلني يف اإلسالم وظاورهم يف مكلا علىل‬ ‫ادأل وانتكار األخبار عن اإلسالم وخمحوجاا إىل خار مكا عن طمحفق الوفود اآلتيلا‬ ‫للحج وال ممحة والتجارة‪ ..‬عةد ذلك ةي الرصاع بني الفمحفقنين ف ادت قمحفش إىل تيب‬ ‫طالب تككو إليه حممدا ‪.‬‬ ‫‪ -3‬حوار مع أيب طالب حول دعوة النبي ‪:‬‬ ‫فمحوي ابن هكام تم تبا طالب " ب ث إىل رسو اهلل ‪ ‬فقا له‪ :‬فلا ابلن تخلين إم‬ ‫قومك قد جا وين فقالوا يل كذا وكذان للذي كانوا قالوا لهن َ ا‬ ‫عليل وعلىل نفسلك‬ ‫فلك ْبق َّ‬ ‫وال حتملةي من األممح ما ال تطيقن قا ‪ :‬فمن رسو اهلل ‪ ‬تنه قد بدا ل مه فيه بدا تنه‬ ‫خاذله ومسلمه وتنه قد ض ب عن نرصته والقيام م هن قا ‪ :‬فقا رسلو اهلل ‪ :‬فلا‬ ‫عمن واهلل لو وض وا الكمس يف فميةي والقممح يف فساري عىل تم تتمحك هذا األممح حتى‬ ‫َ‬ ‫تهلك فيه ما تمحكتهن قا ‪ :‬ثم است ج رسو اهلل ‪ ‬فبكى ثم قامن فلام وىل‬ ‫فمامحه اهلل تو‬ ‫َ‬ ‫ناداه تبو طالب فقا ‪ :‬تقب فا ابن تخين قا ‪ :‬فكقب عليه رسو اهلل ‪ ‬فقا ‪ :‬اذهب فا‬ ‫ابن تخي فق ما تحببتن فواهلل ال تسلمك لء تبدا "‬

‫(‪)553‬‬

‫‪.‬‬

‫إم من ممي ات ادكام الذي اختاره اهلل ت اىل لةبيه تنله مل تكلن فيله سللطا سياسليا‬ ‫مايمةا تستطيع القضا عىل الدعوة الةاشئا بقواهتا ادةمما اددربا عىل القتا كام كلام‬ ‫احلا يف بالد فارس والمحومن تما يف مكا فقد كام توازم القوى بني بطوم قمحفش حيو‬

‫‪ - 552‬رواه البخاري (‪.)6022‬‬ ‫‪ - 553‬ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪.522-524 5 :‬‬

‫(‪)89‬‬


‫دوم ذلكن وهلذا ذهبت قمحفش إىل تيب طالب تقمحب الةاس إىل رسلو اهلل ‪ ‬لتكلكوه‬ ‫إليه‪.‬‬ ‫وهةا نجد اإلرصار الةبوي عىل اديض يف الدعوة ماام حاوللت قلمحفشن والةبلي ‪‬‬ ‫حياور عمه باحلسةى وفبني له حقيقا الدعوة وتهنلا ماضليا وللن فتوقلب عةالا حتلى‬ ‫فموت دوهنان ويف هذا قطع دحاوالت رده عن دعوتهن وقطع آلما قلمحفش‬ ‫تةترص تو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يف إمخاد نورها‪.‬‬ ‫‪ -4‬حوار النبي ‪ ‬مع عتبة بن ربيعة‪:‬‬ ‫وب د هذا التجاذب بدتت قمحفش خطواهتا نحو األذى والتةكيل بادسللمنين قلا‬ ‫ابن إسحا ‪ ":‬ثم إم قمحفكا اشتد تممحهم للكقا الذي تصاهبم يف عداوة رسو اهلل ‪‬‬ ‫ومن تسلم م ه مةامن فكغمحوا بمحسو اهلل ‪ ‬سفاا هم فكذبوه وآذوه ورموه بالكل مح‬ ‫والسحمح والكاانا واجلةومن ورسو اهلل ‪ ‬ممامح ألممح اهلل ال فستخفي به مباد هلم بلام‬ ‫فكمحهوم من عيب دفةام واعت ا توثاهنم وفمحاقه إفاهم كفمحهم "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)556‬‬

‫وقمحفش مع ذلك كله ال هيدت هلا با ن وهي حتاو ادمحة ب د األخمحى إقةاع حمملد ‪‬‬ ‫بال ودة عن دفةه وت ده بك ما فمحفد من متاع الدنيا إم هو ف‬

‫ذلك وت لمحض عليله‬

‫ك ادغمحفات الدنيوفا‪ ...‬ومن ذلك حوار الةبي ‪ ‬مع عتبا بن ربي ا‪.‬‬ ‫قا ابن إسحا ‪ ":‬وحدثةي ف فد بن زفاد عن حممد بن ك ب القمحظي قا ‪ُ :‬حدثت‬ ‫تم عتبا بن ربي ا ‪ -‬وكام سيدا ‪ -‬قا فوما وهو جالس يف نلادي قلمحفش ورسلو اهلل‬ ‫‪ ‬جالس يف ادسجد وحده‪ :‬فا م رش قمحفشن تال تقوم إىل حممد فككلمه وتعمحض عليه‬ ‫تمورا ل له فقب ب ضاا فة طيه تهيا شا وفكب عةا؟ وذلك حلني تسللم ةل ة ورتوا‬ ‫تصحاب رسو اهلل ‪ ‬ف فدوم وفكامحوم فقلالوا‪ :‬بىل فا تبا الوليدن قلم إليله فكلملهن‬ ‫‪ - 556‬نفسه‪.505 5 :‬‬

‫(‪)91‬‬


‫فقام إليه عتبا حتى جلس إىل رسو اهلل ‪ ‬فقا ‪ :‬فا ابلن تخلي إنلك مةلا حيلث قلد‬ ‫علمت من السطا يف ال كلة وادكام يف الةسلبن وإنلك تتيلت قوملك بلكممح عمليم‬ ‫فمحقت به مجاعتام وس ّفات به تحالمام وعبت به آهلتام ودفةام وك ّفمحت به من م‬ ‫من آبائامن فاسمع مةي تعمحض عليك تمورا تةممح فياا ل لك تقب مةاا ب ضاا‪.‬‬ ‫كةلت إنلام‬ ‫قا فقا له رسو اهلل ‪ :‬ق فا تبا الوليد تسمعن قا ‪ :‬فا ابن تخين إم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تكوم تكامحنا ماالن وإم‬ ‫تمحفد بام جئت به من هذا األممح ماال مج ةا لك من تموالةا حتى‬ ‫سودناك عليةا حتى ال نقطع تممحا دونك وإم كةلت تمحفلد بله ملكلا‬ ‫كةت تمحفد به رشفا ّ‬ ‫ملكةاك عليةان وإم كام هذا الذي فكتيك رئيا تمحاه ال تسلتطيع رده علن نفسلك طلبةلا‬ ‫لك الطب وبذلةا فيه تموالةا حتى نجئك مةهن فإنه ربام غلب التابع عىل المحجل حتلى‬ ‫فداوى مةه‪...‬‬ ‫حتى إذا فمحىل عتبا ورسو اهلل ‪ ‬فستمع مةه قلا ‪ :‬تقد فمحغت فا تبا الوليد؟ قلا ‪:‬‬ ‫ن من قا ‪ :‬فاسمع مةين قا ‪ :‬تف ن فقا ‪ ‬بِس ِم اهللَِّ الرمح ِن الر ِحي ِم‪ .‬حم‪َ .‬تن ِْز ٌ ِ‬ ‫ـن‬ ‫يـل م َ‬ ‫َّ ْ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ون‪ .‬ب ِشري ًا ون ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرمح ِن ِ‬ ‫َـذير ًا َف َ‬ ‫ـأ ْع َر َض‬ ‫َاب ُف ِّص َل ْ‬ ‫َ‬ ‫ت آ َيا ُت ُه ُ ْرآن ًا َع َربِ ّي ًا ل َق ْو ٍم َي ْع َل ُم َ َ‬ ‫الرحي ِم‪.‬كت ٌ‬ ‫َّ ْ َ َّ‬

‫ون‪َ .‬و َ ا ُلوا ُ ُلو ُبنَا ِيف َأكِن ٍَّة ِ​ِمَّا تَدْ ُعونَا إِ َل ْي ِه َو ِيف آ َذانِنَا َو ْ ٌر َو ِم ْن َب ْينِنَا‬ ‫َأ ْك َث ُر ُه ْم َف ُه ْم ل َي ْس َم ُع َ‬ ‫و بين ِ َ ِ‬ ‫ون ‪( ‬فصلت‪ )1 -5:‬ثلم م ل رسلو اهلل ‪ ‬فيالا‬ ‫اب َفا ْع َم ْل إِ َّننَا َع ِام ُل َ‬ ‫ك ح َج ٌ‬ ‫َ​َْ‬ ‫فقمحؤها عليهن فلام سم اا مةه عتبا تنصت هلا وتلقى فدفه خلب ظامحه م تملدا عللياام‬ ‫فسمع مةهن ثم انتاى رسو اهلل ‪ ‬إىل السجدة مةاا فسجد ثم قا ‪ :‬قد سم ت فلا تبلا‬ ‫الوليد ما سم ت فكنت وذاك "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)551‬‬

‫يف هذا احلوار حقائق وآداب كالة مةاا‪:‬‬ ‫‪ -5‬حلة قمحفش يف تممح الةبي ‪ ‬وعج ها عن مواجاته باحلجا‪.‬‬ ‫‪ - 551‬ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪.503 5:‬‬

‫(‪)91‬‬


‫‪ -2‬جلو قمحفش إىل وسائ اإلغمحا الدنيوفا من ادلا واجللاه وادللكن وإعلمحاض‬ ‫الةبي ‪ ‬عن ك ذلكن مما ف فد من حلة قمحفش‪.‬‬ ‫‪ -3‬بد الوليد حواره باحلسةى كذلك رغم رشكه ألنه إنام جا عارضلا ملا عةلده‬ ‫راغبا يف إقةاع الةبي ‪ ‬به‪.‬‬ ‫‪ -6‬حسن مقابلا الةبي ‪ ‬لهن وعدم ت ةيفه تو إسامعه ما فكمحه ابتدا ن ب قلا لله‪:‬‬ ‫ق فا تبا الوليد تسمعن ويف هذا غافا اإلكمحام بكم كةّاه وسمع مةه بكدب وإنصات‪.‬‬ ‫‪ -1‬استفاام الةبي ‪ ‬له عن انتاائه من الكالم بقوله‪ :‬تقد فمحغلت فلا تبلا الوليلد؟‬ ‫وهذه من نوادر آداب احلوار التي ف وجودها يف عامل التحاورن إذ غالبلا ملا فكتفلي‬ ‫ادتحاوروم يف ما ذلك بقمحائن سيا احلا الدالا عىل تم ادحاور تهنى حدفاه وفةتممح‬ ‫المحد‪.‬‬ ‫‪ -4‬مل جيبه الةبي ‪ ‬بكالم من عةدهن ب آثمح اختصار الطمحفقن ألم ب ضا مما سيقوله‬ ‫وفمح ُّد به ال شك تم حوارات قد دارت حوله من قب ممحات وممحات فالكالم سليكوم‬ ‫فصللتن‬ ‫ب ضه م ادان وهلذا آثمح الةبي ‪ ‬هذا االختيار ادبارك فقمحت عليه صدر سلورة ّ‬ ‫وهي آفات يف ذروة البالغا واحلكما وإصابا اهلدف من تقرصل طمحفلقن وللوال طلو‬ ‫ادقام ألوردنا ب ض تفسلها وفوائدهان وهلذا مل فملك عتبا إزا سامعاا من الةبلي ‪‬‬ ‫إال تم فلقي فدفه خلب ظامحه ساكةا مةصتا هلذا الكالم ال جيب الذي فكخذ بمجلامع‬ ‫القلوب وال قو والةفوس‪ ..‬ب تقك مح مةه جلود ته احلق‪.‬‬ ‫‪ -2‬ومما فد عىل تكثمح عتبا بام سمع تم الةبي ‪ ‬اسرتس فمحت عليه حتى انتاى إىل‬ ‫موضع السجدة من السورةن وهي عةد هنافا اآلفا الاامةا والاالثنين وهو مقطع طوف‬ ‫من السورة مل فكن مةتممحا من رج ك تبا تم فستمع إليه كامالن لكن المحجل اسلتمع‬ ‫حتى سجد الةبي ‪.‬‬ ‫(‪)92‬‬


‫‪ -2‬تهنى الةبي ‪ ‬حواره بكالم رقيق بال جدا تو ت ةيبن ب بكالم فيه اإلرشلاد‬ ‫والتخيل دن عةده عق ‪ :‬قد سم ت فا تبا الوليد ما سم تن فكنت وذاك‪.‬‬ ‫‪ -0‬إم هذا كله كام كافيا تم ف ثمح يف عتبا لوال عصبيا اجلاهليا وحللب األشلقيا‬ ‫مرصلا علىل كفلمحه‬ ‫الذفن ترسلوه نائبا عةام دفاوضا الةبي ‪ ‬ف اد المحجل إىل قومله ّ‬ ‫وعةاده‪.‬‬ ‫‪ -59‬ومع هذا مل فستطع عتبا تم خيفي ب ضا مما تثاره القمحآم فيه ببالغته وحكمتله‬ ‫وإعجازه‪ ..‬وبدا ذلك عىل وجاه حتى قا تصحابه حني رتوه عائلدا إلليام‪ :‬نحللب‬ ‫باهلل لقد جا كم تبو الوليد بغل الوجه الذي ذهب به !!‬ ‫‪ -5‬حوار املن من ريش مع النبي ‪:‬‬ ‫مل هيدت لقمحفش با وهم فمحوم الدعوة الةاشئا ت داد ك فوم قوة وعلددا وانتكلاران‬ ‫وفق األعمحاف القبليا وال ادات ال محبيا السلائدة آنلذاك تم فقتللوا‬ ‫وهم ال فستطي وم َ‬ ‫الةبي ‪ ‬وتصحابه وال القضلا علليامن فلكل ملةام عكللة حتميله رغلم اخللالف‬ ‫الدفةين وهللذا جللكت قلمحفش إىل تسلاليب تخلمحى كالتادفلد والوعيلد تو الرتغيلب‬ ‫والرتهيبن ويف سلة ابن هكام قا ‪ ":‬اجتمع عتبا بن ربي ا وشليبا بلن ربي لا وتبلو‬ ‫سفيام بن حمحب والةرض بن احلارث بن كلدة تخو بةي عبد الدار وتبلو البخلرتي بلن‬ ‫هكام واألسود بن ادطلب بن تسد وزم ا بن األسود والوليد بن ادغلة وتبو جللا‬ ‫بن هكام وعلبد اهلل بن تيب تميا وال اص بن وائ ونبيه ومةبه ابةا احلجلا السلاميام‬ ‫وتميا بن خلب تو من اجتمع مةام اجتم وا ب د غمحوب الكمس عةد ظامح الك با ثم‬ ‫قا ب ضام لب ض‪ :‬اب اوا إىل حممد فكلموه وخاصموه حتى ت ذروا فيهن فب اوا إليه‪:‬‬ ‫إم ترشاف قومك قد اجتم وا لك ليكلموك فلكهتمن فجلا هم رسلو اهلل ‪ ‬رسف لا‬ ‫وهو فمن تم قد بدا هلم فيام كلمام فيه بدا ٌ ن وكام عليام حمحفصا حيب رشدهم وف‬ ‫(‪)93‬‬


‫عليه عةتامن حتى جلس إليام فقالوا له‪ :‬فا حممد إنا قد ب اةا إليك لةكلمكن وإنا واهلل‬ ‫ما ن لم رجال من ال محب تدخ عىل قومه ما ما تدخلت عىل قوملكن لقلد شلتمت‬ ‫اآلبا وعبت الدفن وشتمت اآلهلا وسفات األحالم وفمحقت اجلامعلان فلام بقلي تملمح‬ ‫قبيح إال جئته فيام بيةةا وبيةك ‪ -‬تو كام قالوا له ‪ -‬فإم كةت إنلام جئلت هبلذا احللدفث‬ ‫تطلب به ماال مج ةا لك من تموالةا حتى تكوم تكامحنا ماالن وإم كةت إنلام تطللب بله‬ ‫الرشف فيةا فةحن نسودك عليةان وإم كةت تمحفد به ملكا ملكةاك عليةان وإم كام هلذا‬ ‫الذي فكتيك رئيا تمحاه قد غلب عليك ‪ -‬وكانوا فسموم التابع ملن اجللن رئيلا ‪ -‬فلمحبام‬ ‫كام ذلك بذلةا لك تموالةا يف طلب الطب لك حتى نجئك مةه تو ن ذر فيك‪.‬‬ ‫فقا هلم رسو اهلل ‪ :‬ما يب ما تقولومن ما جئت بام جئتكم بله تطللب تملوالكم‬ ‫وال الرشف فيكم وال ادلك عليكمن ولكن اهلل ب اةي إليكم رسوالن وتن‬

‫عيل كتابان‬ ‫َّ‬

‫وتممحين تم تكوم لكم بكلا ونذفمحان فبلغتكم رساالت ريب ونصحت لكمن فإم تقبلوا‬ ‫ج ألممح اهلل حتلى‬ ‫عيل تص ْ‬ ‫مةي ما جئتكم به فاو حمكم يف الدنيا واآلخمحةن وإم تمحدوه َّ‬ ‫حيكم اهلل بيةي وبيةكم‪..‬‬ ‫قالوا‪ :‬فا حممد فإم كةت غل قاب مةا شيئا مما عمحضةاه عليك فإنك قد علملت تنله‬ ‫ليس من الةاس تحد تضيق بلدا وال تق ما وال تشد عيكا مةان فس لةا ربلك اللذي‬ ‫فليسل عةا هذه اجلبا التي قد ضيقت عليةلا وليبسلط لةلا بالدنلان‬ ‫ب اك بام ب اك به‬ ‫ّْ‬ ‫وليفجمح لةا فياا تهنارا ككهنار الكام وال محا ن وليب ث لةا من م‬ ‫فيمن فب ث لةا مةام ق‬

‫من آبائةلان ولليكن‬

‫بن كالب فإنه كام شيخ صد فةسكهلم عام تقو ‪ :‬تحق هو‬

‫تم باط ن فإم صدقوك وصة ت ما سكلةاك صدقةاك وعمحفةا به مة لتك ملن اهلل وتنله‬ ‫ب اك رسوال كام تقو ‪.‬‬

‫(‪)94‬‬


‫فقا هلم صلوات اهلل وسالمه عليه‪ :‬ما هبذا ب ات إليكمن إنام جئلتكم ملن اهلل بلام‬ ‫ب اةي بهن وقد بلغتكم ما ترسلت به إليكمن فإم تقبلوه فاو حمكم يف الدنيا واآلخمحةن‬ ‫ج ألممح اهلل ت اىل حتى حيكم اهلل بيةي وبيةكم‪..‬‬ ‫وإم تمحدوه عيل تص ْ‬ ‫قالوا‪ :‬فإذا مل تف‬

‫هذا لةا فخذ لةفسك‪ :‬س ربك تم فب ث م ك ملكا فصلدقك‬

‫بام تقو وفمحاج ةا عةكن وسله فليج‬

‫لك جةانا وقصورا وكةوزا من ذهب وفضلا‬

‫فغةيك هبا عام نمحاك تبتغي ؛ فإنك تقوم باألسوا كام نقوم وتللتمس اد لاش مةلا كلام‬ ‫نلتمسهن حتى ن محف فضلك ومة لتك من ربك إم كةت رسوال كام ت عم‪.‬‬ ‫فقا هلم رسو اهلل ‪ :‬ما تنا بفاع ن وما تنا بالذي فسلك ربله هلذان وملا ب الت‬ ‫إليكم هبذان ولكن اهلل ب اةي بكلا ونذفمحا ‪ -‬تو كام قا ‪ -‬فإم تقبلوا ما جئتكم به فالو‬ ‫حمكم يف الدنيا واآلخمحة وإم تمحدوه عيل تصج ألممح اهلل حتى حيكم اهلل بيةي وبيةكم‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬فكسقط السام عليةا كسفا كام زعمت تم ربك إم شا ف ل ؛ فإنلا ال نل من‬ ‫لك إال تم تف ‪.‬‬ ‫قا ‪ :‬فقا رسو اهلل ‪ :‬ذلك إىل اهلل إم شا تم فف له بكم ف ‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬فا حممد تفام علم ربك تنا سةجلس م ك ونسكلك عام سكلةاك عةله ونطللب‬ ‫مةك ما نطلب فيتقدم إليك في لمك ما تمحاج ةا به وخيجك ما هو صانع يف ذلك بةا إذ‬ ‫مل نقب مةك ما جئتةا به؟ إنه قد بلغةا تنك إنام ف لمك هلذا رجل باليامملا فقلا لله‪:‬‬ ‫المحةنن وإنا واهلل ال ن من بالمحةن تبلدان فقلد تعلذرنا إليلك فلا حمملدن وإنلا واهلل ال‬ ‫نرتكك وما بلغت مةا حتى هنلكك تو هتلكةان وقا قائلام‪ :‬نحن ن بد ادالئكلا وهلي‬ ‫بةات اهللن وقا قائلام‪ :‬لن ن من لك حتى تكتيةا باهلل وادالئكا قبيال "‬ ‫يف هذا احلوار الطوف حقائق وآداب كالة مةاا‪:‬‬ ‫‪ - 554‬ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪ 506 5 :‬وما ب دها‪.‬‬

‫(‪)95‬‬

‫(‪)554‬‬

‫‪.‬‬


‫‪ -5‬استممحار حلة ادأل من قمحفش يف تممح حممد ‪ ‬ودعوته التي تالقي نجاحا كل‬ ‫فوم رغم ال داوة والدعافا القوفا التي تبدهيا قمحفش‪.‬‬ ‫‪ -2‬استممحار ادأل من قلمحفش يف ادلةاج نفسله اللذي اتب لوه ملن قبل يف علمحض‬ ‫اإلغمحا ات ادادفا ادتةوعا عىل الةبي ‪ ‬للجع عن رتفه وفرتك دعوتهن وهلم فقلدموم‬ ‫ل محضام ذلك بمقدما استباقيا فياا لوم للةبي ‪ ‬عىل ما تحلدثت فليام دعوتله ملن‬ ‫فمحقا وخصام بني فمحفقي اإلفامم والكفمحن وجلدا داخليل بلني فمحفلق الكفلمح نفسله ال‬ ‫فةقطع حوهلا‪.‬‬ ‫‪ -3‬ر ّد الةبي ‪ ‬عليام بكحسن جوابن فلم جيلادهلم فليام عمحضلوا عليله تو ففةلد‬ ‫تقواهلمن فاو ف لم مسبقا تهنم قوم خصموم جمادلومن ولكةه جييبام من تفرسل طمحفلق‬ ‫وتوضح مسلك‪ :‬ما يب ما تقولوم ! ثم فةفي علن نفسله طللب اللدنيا وفبلني حقيقلا‬ ‫دعوته وتهنا من عةد اهللن وال فملك هو نفسه شيئا إزا هذا األممح فاو مكلب بإبالغه‬ ‫هلمن شا وا تم تبوان وفقطع الةبي ‪ ‬تملام يف إغمحائه بء من متاع الدنيا بقوله‪ ":‬ملا‬ ‫هبذا ب ات إليكمن إنام جئتكم من اهلل بام ب اةي به وقد بلغتكم ما ترسللت بله إلليكمن‬ ‫عيل تصج ألملمح اهلل ت لاىل حتلى‬ ‫فإم تقبلوه فاو حمكم يف الدنيا واآلخمحة وإم تمحدوه َّ‬ ‫حيكم اهلل بيةي وبيةكم "‪.‬‬ ‫‪ -6‬عةد ذلك احتد احلوار فصار جداال وطلبا للم ج ات ادادفا التي فلجلك إليالا‬ ‫الض فا عادة لت جي ادحاور وحتدفه فيام فقو ن وهةا نستذكمح تم ادسائ التي طلبلوا‬ ‫من الةبي ‪ ‬اإلتيام هبا سجلاا القمحآم يف آفاته ادة لا عىل رسولهن ومن ذلك‪:‬‬ ‫ت‪ -‬طلب تفجل األهنار وس ا المحز ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬طلب ملك تو مالئكا مصدقني شاهدفن دحمد ‪ ‬فيام خيجهم به‪.‬‬

‫(‪)96‬‬


‫– طلب اجلةات والقصور لصلاحب اللدعوة ألنله ملالام فمءل يف األسلوا‬ ‫وفطلب المحز لةفسه مما ال فليق ‪ -‬يف زعمام ‪ -‬بمقام الةبوة‪.‬‬ ‫د‪ -‬طلب إنفاذ الوعيد بإسقاط السام عليام كسفا‪..‬‬ ‫هل‪ -‬رفض اإلفامم بالمحةن‪.‬‬ ‫و‪ -‬ادعاؤهم عبادة ادالئكا‪.‬‬ ‫ز‪ -‬رفض اإلفامم حتى فمحوا رهبم ومالئكته‪..‬‬ ‫‪ -1‬والةبي ‪ ‬يف هذا كله جييبام بجوابه السابق‪ ...‬ويف هذا بيام لاباته ‪ ‬عىل مبدت‬ ‫واحد ال حييد عةلهن وال ترصلفه عةله م ارضلا قلمحفش القوفلا وال دعافتالا ّ‬ ‫ادغكليا‬ ‫الطاغيا‪.‬‬ ‫وقد وردت آفات كالة يف القمحآم حو هذه ادسائ ن حيث فذكمح اهلل ت لاىل قلوهلم‬ ‫ثم فمحد عليهن ونكتفي هةا بب ض تمالا لذلك‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـار ًة َأ ْو‬ ‫ ‪َ ‬و َ ا ُلو ْا َأئِ َذا ُكنَّا ِع َظام ًا َو ُر َفات ًا َأإِنَّا ملَ ْب ُعو ُث َ‬‫ون َخ ْلق ًا َجديد ًا‪ ُ .‬ل كُونُو ْا ح َج َ‬ ‫َح ِديد ًا‪َ .‬أ ْو َخ ْلق ًا ِِّم َّا َيك ُُْب ِيف ُصدُ ِ‬ ‫ون َمن ُي ِعيدُ نَا ُ ِل ا َّل ِذي َف َط َرك ُْم َأ َّو َل َم َّر ٍة‬ ‫ورك ُْم َف َس َي ُقو ُل َ‬ ‫ُ‬ ‫ون إِ َل ْي َ‬ ‫ُـون َ ِريبـ ًا‪( ‬اإلرسا ‪:‬‬ ‫ون َمتَى ُه َو ُ ْل َع َسـى َأن َيك َ‬ ‫وس ُه ْم َو َي ُقو ُل َ‬ ‫َف َس ُين ِْغ ُض َ‬ ‫ك ُرؤُ َ‬ ‫‪.)15-60‬‬ ‫ك َحتَّى َت ْف ُج َر َلنَا ِم َن األَ ْر ِ‬ ‫ُون َل َ‬ ‫ ‪َ ‬و َ ا ُلو ْا َلن ن ْهؤ ِم َن َل َ‬‫ك َجنَّ ٌة ِّمـن‬ ‫ض َين ُبوع ًا‪َ .‬أ ْو َتك َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫الهلا َت ْف ِ‬ ‫يل َو ِعن ٍ‬ ‫َّخ ٍ‬ ‫َب َف ُت َف ِّج َر األَ َّْن َ َار ِخ َ‬ ‫ت َع َل ْينَا كِ َسف ًا َأ ْو‬ ‫الس َامء ك َ​َام َز َع ْم َ‬ ‫جري ًا‪َ .‬أ ْو ت ُْسق َط َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُون َل َ‬ ‫ت َْأ ِ َِت بِاهللِّ َواملَْآلئِك َِة َ بِي ً‬ ‫هـؤ ِم َن‬ ‫ك َب ْي ٌ‬ ‫الس َامء َو َلـن ن ْ‬ ‫ال‪َ .‬أ ْو َيك َ‬ ‫ت ِّمن ز ُْخ ُرف َأ ْو ت َْر َ ى ِيف َّ‬ ‫ِ‬ ‫ان َر ِّيب َه ْ‬ ‫ــرؤُ ُه ُ ْ‬ ‫لِ ُر ِ ِّي َ‬ ‫ُنــت َإلَّ َب َرشــ ًا‬ ‫ــل ك ُ‬ ‫ــل ُســ ْب َح َ‬ ‫ــك َحتَّــى ُتنَــز َِّل َع َل ْينَــا كتَابــ ًا َّن ْق َ‬ ‫َّر ُسولً‪(‬اإلرسا ‪.)03 -09 :‬‬ ‫(‪)97‬‬


‫ـل َأن َز َلـه ا َّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ْ ُ .‬‬ ‫ني ا ْك َت َت َب َها َف ِه َي متُ ْ َىل َع َل ْي ِه ُبك َْر ًة َو َأ ِصـي ً‬ ‫ـذي‬ ‫ ‪َ ‬و َ ا ُلوا َأ َساط ُري األَ َّول َ‬‫ُ‬ ‫يع َلم الِّس ِيف السامو ِ‬ ‫ال َه َذا الرس ِ‬ ‫َان َغ ُفور ًا ر ِحي ًام‪َ .‬و َ ا ُلوا م ِ‬ ‫ات َواألَ ْر ِ‬ ‫ول َي ْأك ُ​ُل‬ ‫ض إِ َّن ُه ك َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ُ ِّ َّ‬ ‫ال َّط َعا َم َو َي ْم ِ​ِش ِيف األَ ْس َو ِاق َل ْولَ ُأ ِنز َل إِ َل ْي ِه َم َل ٌ‬ ‫ُون َم َع ُه ن َِذير ًا‪َ .‬أ ْو ُي ْل َقى إِ َل ْي ِه كَنـ ٌز َأ ْو‬ ‫ك َف َيك َ‬

‫ـحور ًا‪ .‬ان ُظ ْـر َك ْي َ‬ ‫ـون إِلَّ َر ُجـ ً‬ ‫ـف‬ ‫ون إِن َت َّتبِ ُع َ‬ ‫ُون َل ُه َجنَّ ٌة َي ْأك ُ​ُل ِمن َْها َو َ َال ال َّظـاملُ ِ َ‬ ‫َتك ُ‬ ‫ال َّم ْس ُ‬ ‫ال‪َ .‬ت َب َار َك ا َّل ِذي إِن َشاء َج َع َل َل َ‬ ‫رض ُبوا َل َ‬ ‫ون َسبِي ً‬ ‫ك األَ ْم َث َال َف َض هلوا َف َ‬ ‫ـري ًا‬ ‫ال َي ْستَطِي ُع َ‬ ‫ك َخ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُي َعل َّل َ‬ ‫ِّمن َذلِ َ‬ ‫ك ُ ُصور ًا‪(‬الفمحقام‪.)59-1 :‬‬ ‫ك َجنَّات َ ُْت ِري من َ ْحت َها األَ َّْن َ ُار َو َ ْ‬ ‫‪ -4‬تفمح القوم عن رسو اهلل ‪ ‬فام عةفام وما المام وال دعا اهلل عليام بل إم‬ ‫اد لوم من سلته ‪ ‬تنه كام فكامح الدعا لقومله لكلي فسللموان وفيله تدب جيلب تم‬ ‫فتحىل به ادسلم يف ك زمام وهو تم فتمةى لغل ادسلم تفا كام تم فسللمن وفلدعو اهلل‬ ‫لواهللَّا ْ‬ ‫ألم‬ ‫لج‪َ ":‬ف َ‬ ‫ليل َف ْ‬ ‫لو َم َخ ْي َ َ‬ ‫لغل ادسلمني باهلدافا إىل اإلسالمن وقد َقا َ الةَّبا ُّ‬ ‫لي ‪ َ‬ل ٍّ‬ ‫َ ْهي اد َي اهللَُّ با َك َر ُجال َخ ْ ٌل َل َك ام ْن َت ْم َفك َ‬ ‫ة ُمح الةَّ َ ام " واللدعا ملن تسلباب‬ ‫ُوم َل َك ُ ْ‬ ‫(‪)552‬‬

‫اهلدافا‪.‬‬ ‫النبي ‪:‬‬ ‫أليب بن خلف مع ّ‬ ‫‪ – 6‬حوار ّ‬ ‫وقد ابتدت الرصاع بني الةبي ‪ ‬ومن آمن م ه وبني الكفار مةذ انطلال اللدعوة يف‬ ‫مكان وكام الرصاع تحيانا فتم عىل ادستوى الفمحدي بلني االبلن وتبيلهن تو بلني األب‬ ‫وولدهن تو بني ادمحتة وزوجالان تو الصلدفق وصلدفقه‪ ..‬وكلام هةاللك الرصلاع بلني‬ ‫اجلامعتني‪ :‬اد مةا والكافمحةن واختذ ذللك تلوانلا متةوعلا ملن األذى البلدين والةفيسل‬ ‫للمسلمنين والتكذفب لمحسو اهلل ‪ ‬حيث آزره القمحآم يف حواراتله كلام ذكمحنلا ملن‬ ‫قب ن ومن ذلك احلوار اآليت‪:‬‬

‫‪ - 552‬طمحف من حدفث رواه البخاري (‪ )2062‬ومسلم (‪.)4223‬‬

‫(‪)98‬‬


‫يب بن خلب ل ةله‬ ‫ قا جماهد وعكمحما وعمحوة بن ال بل والسدي وقتادة‪ ":‬جا ت ُّ‬‫اهلل إىل رسو اهلل ‪ ‬ويف فده عمم رميم وهو ففته وفذروه يف اهللوا وهلو فقلو ‪ :‬فلا‬ ‫حممد تت عم تم اهلل فب ث هذا؟ قا ‪ :‬ن م فميتك اهلل ت اىل ثم فب اك ثم حيرشلك إىل‬ ‫الةار " ون لت هذه اآلفات من آخمح فس ‪َ ‬أ َو َس ْ َي َر ا ِ‬ ‫ان َأنَّا َخ َل ْقنَا ُه ِم ْن ُن ْط َف ٍة َفإِ َذا ُه َو‬ ‫ين َْس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ني ‪( ‬فلس‪. )22:‬‬ ‫يم ُمبِ ٌ‬ ‫َخص ٌ‬ ‫(‪)552‬‬

‫يف هذا احلوار القصل نجد استممحار حتدّ ي قمحفش دا جا به الةبي ‪ ‬وهم يف ذللك‬ ‫ال فكلوم يف رضب األمالا ادادفا التي تغمحي ال اما من الةاس وتسلتميلامن وهلذا تيب‬ ‫بن خلب جياد الةبي ‪ ‬يف شكم ب ث ادوتى ب د تم تفتت عمامام وتذروها المحفلاح‬ ‫وتدوساا األقدام‪ ..‬فية‬

‫القمحآم بجوابه الكايف‪.‬‬

‫ويف احلوار م ج ة لمحسو اهلل ‪ ‬حيث تو ّعد تب ّيا بالةارن ومات المحج كافمحا حما ّدا‬ ‫هلل ورسوله كام هو م لومن وصدقت نبو ة الةبي ‪.‬‬ ‫النبي ‪ ‬مع أيب طالب ساعة موته‪:‬‬ ‫‪ - 7‬حوار ّ‬ ‫ومن حوارات الدعوة يف تلك الفرتة نختار حواره مع عمه تيب طالب ساعا موتهن‬ ‫ب َعلن َتبا ا‬ ‫وكام ذلك يف السةا السادسا من الب اان ف ن َس ا يد ْبن ادُْ َسل َّي ا‬ ‫يله َقلا َ ‪ ":‬دَ​َّلا‬ ‫ْ‬ ‫رض ْت َت َبا َطال ا ٍ‬ ‫ب ا ْل َو َفا ُة َجا َ ُه َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ‬ف َو َجدَ اعةْدَ ُه َت َبا َج ْال ٍ َو َع ْبلدَ اهللَّا ْبل َن َت ايب‬ ‫َح َ َ‬ ‫ُت َم َّي َا ْب ان ادُْ اغ َل اة َف َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ : ‬فا َع يمن ُق ْ ‪ :‬ال إا َل َه إاال اهللَُّن كَلا َما َت ْش َادُ َل َك ا َهبا اعةْدَ‬ ‫اهللَّا‪.‬‬ ‫ب َع ْن ام َّل اا َع ْب اد ادُْ َّطلا ا‬ ‫َف َقا َ َت ُبو َج ْا ٍ َو َع ْبدُ اهللَّا ْب ُن َت ايب ُت َم َّي َا‪َ :‬فا َت َبا َطال ا ٍ‬ ‫ب؟‬ ‫بن َتت َْمح َغ ُ‬

‫‪ - 552‬ابن كال‪ :‬تفسل القمحآم ال ميم‪245 3 :‬ن ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪.263 5:‬‬

‫(‪)99‬‬


‫ب ا‬ ‫َف َل ْم َف َ ْ َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ‬ف ْ امح ُض َاا َع َل ْي اه َو ُف ا يدُ َل ُه تا ْل َك ادَْ َقا َل َا َحتَّى َقا َ َت ُبو َطال ا ٍ‬ ‫آخ َمح‬ ‫َما َك َّل َم ُا ْم‪ُ :‬ه َو َع َىل ام َّل اا َع ْب اد ادُْ َّطلا ا‬ ‫بن َو َت َبى َت ْم َف ُقو َ ‪ :‬ال إا َل َه إاال اهللَُّ‪. "..‬‬ ‫(‪)550‬‬

‫ابتدت الةبي ‪ ‬حواره مع عمه بالكلما اجلام ا واددخ األو والوحيد إىل سلاحا‬ ‫اإلسالم شاادة تم ال إله إال اهلل التي بدوهنا ال فكوم ادمح مسللامن والةبلي ‪ ‬فطلبالا‬ ‫من عمه ليكفع له هبا عةد اهللن فقدم له عمحضني بلفظ موجلل ‪ :‬ال إلله إال اهللن تتب الا‬ ‫الكفاعا‪.‬‬ ‫ولكن رفقا السو وجلسلا السلو اللذفن ُهنيةلا نحلن ادسللمني علن جمالسلتام‬ ‫تواجدوا عةد تيب طالب يف تللك السلاعا الفاصللانمل ففلتح الةبلي ‪ ‬حلوارا م الم‬ ‫لممحوف ادقامن إذ كانت ساعا احتضار تيب طاللبن ولكةله تكلبث ب مله فللح عليله‬ ‫إحلاحا كام جا يف المحوافا " فلم ف‬

‫رسو اهلل ‪ ‬ف محضاا عليه وف يد لله تلك ادقالا‬

‫" ها هةا نجد التكمحار ب اإلحلاح يف احلوارن ذلك تهنا حلمات حاسمان إملا إىل اجلةلا‬ ‫وإما إىل الةارن ولكن تبا طالب والقوم من حوله ال فدركوم خطمحهان إم قدَ ر اهلل ت اىل‬ ‫كام قد سبقن ولكلن الةبلي ‪ ‬اجتالد وسل هن لي لمةلا بلذلك تال نخللد إىل الدعلا‬ ‫واهلدو تاركني عب الدعوة ومكقتاان وقد ح م الةبي‪ ‬للذلك فواسلاه اهلل ت لاىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بقوله ‪ ‬إِن َ‬ ‫ين ‪‬‬ ‫َّك ل َ ْهت ِدي َم ْن َأ ْح َب ْب َ‬ ‫ـم بِاملُْ ْهتَـد َ‬ ‫ـاء َو ُه َ‬ ‫ـو َأ ْع َل ُ‬ ‫ت َو َلك َّن اهللََّ َ ُّْيدي َم ْن َي َش ُ‬ ‫(القصص‪.)14:‬‬ ‫‪ – 8‬حوار دعوة َاعة من أهل املدينة‪:‬‬ ‫كام الةبي ‪ ‬فتطلع إىل غل مكا وتهلاا ليةرش دعوتهن فكلام ف لمحض نفسله علىل‬ ‫القبائ يف مواسم احلج فتكبى عليه دا بيةاا وبني قمحفش من عالئق ومصلالح سياسليا‬ ‫واقتصادفان ولكةه ‪ ‬فتخذ خطوات تب دن لقد خمح بةفسه إىل خلار مكلا ف لمحض‬ ‫‪ -550‬طمحف من حدفث رواه مسلم واللفظ له (‪ )532‬والبخاري (‪.)5349‬‬

‫(‪)111‬‬


‫نفسه عىل ته القمحىن ويف هذا السيا جا ت رحلته إىل الطائب التي رده تهلالا ر ّدا‬ ‫غليما جافيان فبدت فبحث عن قمحفا تخمحىن وهةا تبدت حواراته مع ب لض تهل فالمحب‬ ‫الذفن ففدوم إىل مكا‪.‬‬ ‫قا الطجي‪ ":‬دا قدم تبو احليرس تنس بلن رافلع مكلا وم له فتيلا ملن بةلي عبلد‬ ‫األشا ن فيام إفاس بن م اذ فلتمسوم احللب من قمحفش عىل قلومام ملن اخلل ر ن‬ ‫ٍ‬ ‫خلل مملا جئلتم‬ ‫سمع هبم رسو اهلل ‪‬ن فكتاهم فجلس إليامن فقا هلم‪ :‬ه لكم إىل‬ ‫له؟ قالوا‪ :‬وما ذاك؟ قا ‪ :‬تنا رسو اهللن ب اةي إىل ال باد تدعلوهم إىل اهلل تم ف بلدوا‬ ‫اهللن وال فرشكوا به شيئان وتن‬

‫عيل الكتابن ثلم ذكلمح هللم اإلسلالمن وتلال علليام‬ ‫ّ‬

‫خل مما جئتم‬ ‫القمحآمن فقا إفاس بن م اذ ‪ -‬وكام غالما حدثا ‪ :-‬تي قوم ؛ هذا واهلل ٌ‬ ‫لهن قا ‪ :‬فيكخذ تبو احليرس تنس بن رافع حفةا من البطحا ن فرضب هبا وجه إفاس بن‬ ‫م اذن وقا ‪ :‬دعةا مةكن فل ممحي لقد جئةا لغلل هلذان قلا ‪ :‬فصلمت إفلاسن وقلام‬ ‫رسو اهلل ‪ ‬عةام وانرصفوا إىل اددفةان فكانت وق ا ُب اث بني األوس واخلل ر "‬ ‫(‪)529‬‬

‫‪.‬‬ ‫يف هذا احلوار ادبارك دعوة لطيفا باحلسةى هل ال الغمحبا ن وقد بلني هللم الةبلي ‪‬‬

‫حقيقا دعوته واست ام يف بيانه ذاك بآفات القمحآم التي تمح هلا القلوبن والقوم عمحب‬ ‫فصحا ن وال شك تم القمحآم سيجد طمحفقه إىل قلوهبم بفصلاحته وحالوتله وتسللوبه‬ ‫ادمي وما فيه من حقائق ووعد ووعيد‪ ...‬وللئن كلام القلوم يف عجللا ملن تملمحهمن‬ ‫وجا وا اللتامس احللب من قمحفشن فإم احلوار م ام س ُيةق إىل اددفةا وفصل حلدفاا‬ ‫من تحادفث نوادهيان وسي اود الةاس الس ا عن ذلك األممح اجلدفد اللذي تتحلدث‬

‫‪ -529‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪.313-312 2 :‬‬

‫(‪)111‬‬


‫هنارن وسةمحى يف احلوار القادم تثمح ذلك كله حني ف ود ب ض تهل اددفةلا‬ ‫به مكا لي َ َ‬ ‫إىل مكا ثانيا‪.‬‬ ‫‪ -9‬حوار آخر لدعوة َاعة من أهل املدينة‪:‬‬ ‫وخمح رسو اهلل ‪ ‬يف ادوسم لي محض نفسه عىل قبائ ال محب كام كام فصلةع يف‬ ‫ك موسمن فبيةام هو عةد ال قبا لقي رهطا من اخل ر تراد اهلل هبم خللا‪ ..‬قلا ابلن‬ ‫إسحا ‪ " :‬دا لقيام رسو اهلل ‪ ‬قا هلم‪ :‬من تنتم؟ قلالوا‪ :‬نفمح ملن اخلل ر ن قلا ‪:‬‬ ‫َت ام ْن موايل هيود؟ قالوا‪ :‬ن من قا ‪ :‬تفال جتلسوم تكلمكم؟ قلالوا‪ :‬بلىلن فجلسلوا م له‬ ‫فدعاهم إىل اهلل ع وج وعمحض عليام اإلسالم وتال عليام القمحآمن قا ‪ :‬وكام مملا‬ ‫صةع اهلل هلم به يف اإلسالم تم هيود كانوا م ام يف بالدهم وكانوا تهل كتلاب وعللم‬ ‫وكانوا هم ته رشك وتصحاب توثامن وكانوا قد غ وهم بلبالدهم فكلانوا إذا كلام‬ ‫بيةام يش قالوا هلم‪ :‬إم نبيا مب وث اآلم قد تظ زمانه نتب ه فةقتلكم م ه قتل علاد‬ ‫وإرم فلام كلم رسو اهلل ‪ ‬تولئك الةفمح ودعاهم إىل اهلل قا ب ضام لب ض‪ :‬فا قلوم‬ ‫ت لموا واهلل إنه للةبي الذي توعدكم به هيود فال تسبقةكم إليهن فكجلابوه فليام دعلاهم‬ ‫إليه بكم صدقوه وقبلوا مةه ما عمحض عليام من اإلسالم وقالوا‪ :‬إنا قلد تمحكةلا قومةلا‬ ‫وال قوم بيةام من ال داوة والرش ما بيةامن ف سى تم جيم ام اهلل بكن فسةقدم عليام‬ ‫فةدعوهم إىل تممحك ون محض عليام الذي تجبةاك إليه من هذا الدفنن فإم جيم ام اهلل‬ ‫عليك فال رج تع مةكن ثم انرصفوا عن رسلو اهلل ‪ ‬راج لني إىل بالدهلم وقلد‬ ‫آمةوا وصدقوا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)525‬‬

‫يف هذا احلوار ادبارك نلتمس احلقائق اآلتيا‪:‬‬

‫‪ - 525‬ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪.209 – 220 5 :‬‬

‫(‪)112‬‬


‫‪ -5‬من هدافا اهلل ت اىل وتوفيقه لمحسوله ‪ ‬تم فلتقي ثانيا بجامعا من ته اددفةلا‬ ‫تراد اهلل هبم خلان ويف هذه ادمحة مل فكونوا يف عجلا من تممحهمن ب جا وا للحجن فام‬ ‫فلتمسوم بذلك القمحبى إىل اهللن ولكةاا قمحبى عىل طمحفقا ته اجلاهليا‪.‬‬ ‫‪ -2‬دعاهم الةبي ‪ ‬بكسلوبه اجلمي وبيانه اللطيبن واسلت ام بآفلات القلمحآم يف‬ ‫ذلك كام كام دتبه يف حماوراته ودعوته إىل اهلل‪.‬‬ ‫‪ -3‬كام تولئك الةفمح من اخل ر ف يكوم مع الياود يف اددفةلا وفتسلم وم ملةام‬ ‫األخبار عن قمحب ظاور نبي فتب ه الياود فيمامحوم به عىل ال محب‪ ..‬وهةا وافقت هذه‬ ‫اد لومات ادسبقا حقيقا ما وجدوه يف مكان فتماهمحت الدالئ عةلدهم علىل صلد‬ ‫حممد ‪ ‬فيام دعاهم إليهن ورجوا تم فكونوا من السابقني إىل ذلك اخلل‪.‬‬ ‫‪ -6‬تسلم تولئك الكمحامن ثم تذكمحوا قومام وما بني األوس واخل ر ملن علداوة‬ ‫وثاراتن فمحجوا تم فكوم اإلسالم خملصا هلم من ذلك كلهن ومما هلو تكلج مةلهن ملن‬ ‫الرشك باهلل ع وج ‪ ...‬وهةا وعدوا المحسو ‪ ‬بكهنم سيدعوم قومام إىل اإلسالم‪.‬‬ ‫وهذه اخلطوة الكبلة ُت دّ تو سابقا مبرشة بانتكار اإلسالم خار مكان وسوف‬ ‫تتلوها خطوات تفيض يف الةاافا إىل هجمحة الةبي ‪ ‬إىل اددفةا‪.‬‬ ‫‪ - 11‬حوارات إسالم بعض الصحابة‪:‬‬ ‫يف تلك الفرتة ال صيبا من الرصاع بني احلق والباط بدت تفلمحاد ملن قبائل شلتى‬ ‫فتوافدوم عىل مكا فيسم وم باحلدث ال ميمن تغطي عىل نوره دعافلا قلمحفش القوفلا‬ ‫تغء هبا قمحفش ذلك الةورن‬ ‫الةافذةن ولكن تش ا من نور تمامح من خل احلجب التي ّ‬ ‫وما إم فسقط الك اع ادبارك عىل تحد هل ال ادتكلوقني إىل اخللالص ملن اجلاهليلا‬ ‫حتى فسلم مكانه‪.‬‬

‫(‪)113‬‬


‫ومن ه ال الذفن تسلموا من خال حوارهم مع الةبي ‪:‬‬ ‫أ – حوار إسالم أيب ذر‪:‬‬ ‫اس عن تيب َذ ٍّر قا ‪ُ ":‬كة ُْت َر ُجال ام ْن اغ َف ٍ‬ ‫روى ا ْب ُن َع َّب ٍ‬ ‫ار َف َب َل َغةَا َت َّم َر ُجال َقلدْ َخ َلمح َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫المح ُج ا َك يل ْم ُه َو ْتتاةاي با َخ َ ا‬ ‫لج اهن َفلا ْن َط َل َق‬ ‫با َم َّك َا َف ْ ُع ُم َت َّن ُه نَباين َف ُق ْل ُت ألخي‪ :‬ا ْن َطل ْق إا َىل َه َذا َّ‬ ‫َف َل اق َي ُه ُث َّم َر َج َع َف ُق ْل ُت‪َ :‬ما اعةْدَ َك؟ َف َقا َ ‪َ :‬واهللَّا َل َقدْ َر َت ْف ُت َر ُجال َف ْك ُم ُمح با ْ‬ ‫اخلَ ْ ال َو َفة َْالى َعل ْن‬ ‫ا‬ ‫اخلَ َ ا‬ ‫الرشن َف ُق ْل ُت َل ُه‪َ :‬مل ْ ت َْك افةاي امل ْن ْ‬ ‫لجن َف َك َخ ْ‬ ‫لت إا َىل َمكَّل َان‬ ‫لم َت ْق َب ْل ُ‬ ‫لذ ُت ج َمحابلا َو َعصلا ُث َّ‬ ‫َّ ي‬ ‫ا‬ ‫رش ُب ام ْن َما ا َز ْم َ َم َو َتك ُ‬ ‫ُوم ايف ادَْ ْس اج ادن َقا َ ‪:‬‬ ‫َف َج َ ْل ُت ال َت ْعمح ُف ُه َو َتك َْمح ُه َت ْم َت ْس َك َ َعةْ ُهن َو َت ْ َ‬ ‫ا‬ ‫فب؟! َقا َ ‪ُ :‬ق ْل ُت‪َ :‬ن َ ْمن َقا َ ‪َ :‬فا ْن َطلا ْق إا َىل ادَْةْ ا ا ن َقا َ ‪:‬‬ ‫المح ُج َ َغ امح ٌ‬ ‫َف َم َّمح ايب َعيل َف َقا َ ‪ :‬ك َ​َك َّم َّ‬ ‫َفا ْن َط َل ْقت م ه ال فس َلك ُلةاي علن َ ٍ‬ ‫لج ُهن َف َللام َت ْصل َب ْح ُت َغلدَ ْو ُت إا َىل ادَْس ا‬ ‫لج اد‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫يش َوال ُت ْخ ا ُ‬ ‫ُ َ​َُ َْ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ألَس َك َ َعةْ ُه َو َل ْي َس َت َحدٌ ُخي ا ا‬ ‫ف‬ ‫ء ٍ ن َقا َ َف َم َّمح ايب َع ايل َف َقا َ ‪َ :‬ت َما نَا َ ل ا َّلمح ُج ا َف ْ امح ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْجين َعةْ ُه با َ ْ‬ ‫مةْ ا َله ب دُ ؟ َقا َ ‪ُ :‬ق ْل ُت‪ :‬الن َقا َ ‪ :‬ا ْن َطلا ْق م ا ين َقا َ َف َقا َ ‪ :‬ما َتملمح َك وملا َت ْقلدَ م َك ه ا‬ ‫لذ اه‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َْ‬ ‫َ ْ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫جت َ‬ ‫ُكن َقا َ ‪َ :‬فإا يين َت ْف َ ُ ن َقا َ ‪ُ :‬ق ْل ُت َلل ُه‪َ :‬ب َل َغةَلا‬ ‫ا ْل َب ْلدَ َة؟ َقا َ ‪ُ :‬ق ْل ُت َل ُه‪ :‬إا ْم َكت َْم َت َع َ َّيل َت ْخ َ ْ‬ ‫َت َّنه َقدْ َخمح ها هةَا رج ٌ ف ْ ُعم َت َّنه نَباي َف َكرس ْل ُت َت اخي لاي َك يلمه َفمحجلع و َمل ف ْك ا‬ ‫لفةاي امل ْن‬ ‫ُ َ ُ َ َ َ َ َْ‬ ‫َ َ َ ُ َ ُ َ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّك َقدْ َر َشدْ َتن َه َذا َو ْج ااي إا َل ْي اه َفا َّتبا ْ ةاين ا ْد ُخل ْ‬ ‫ْ‬ ‫اخلَ َ اج َف َك َر ْد ُت َت ْم َت ْل َقا ُهن َف َقا َ َل ُه‪َ :‬ت َما إان َ‬

‫لائ ا‬ ‫احل ا‬ ‫طك َ‬ ‫َلك يين ُت ْصللا ُح َن ْ اليل‬ ‫َح ْي ُث َت ْد ُخ ُ ن َفإا يين إا ْم َر َت ْف ُت َت َحدا َت َخا ُف ُه َع َل ْي َك ُق ْم ُ‬ ‫لت إا َىل ْ َ‬ ‫َوا ْم ا‬ ‫لت َلل ُه‪:‬‬ ‫لي ‪َ ‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ض َتن َ‬ ‫ْتن َف َم َ َو َم َض ْي ُت َم َ ُه َحتَّى َد َخ َ َو َد َخ ْل ُت َم َ ُه َع َىل الةَّبا ي‬ ‫ا ْع امح ْض َع َيل اإلسالَمن َف َ مح َض ُه َف َكس َلم ُت مك ا‬ ‫َاينن َف َقا َ ايل‪َ :‬فا َت َبلا َذ ٍّرن اكْلت ُْم َه َ‬ ‫لذا األ ْم َلمح‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫رص َخ َّن ا َهبا‬ ‫ورنَا َف َك ْقبا ْ ن َف ُق ْل ُت‪َ :‬وا َّلذي َب َ َا َك با ْ َ‬ ‫َو ْارج ْع إا َىل َب َلد َكن َفإا َذا َب َل َغ َك ُظ ُا ُ‬ ‫احل يق ألَ ْ ُ‬ ‫ني َت ْظ ُا امح اه ْم‪ ..‬احلدفث " ‪.‬‬ ‫َب ْ َ‬ ‫(‪)522‬‬

‫‪ - 522‬طمحف من حدفث رواه البخاري (‪ )3122‬ومسلم (‪.)4342‬‬

‫(‪)114‬‬


‫هذا رج تراد اهلل به اخللن وساقه إليه مبكمحا فصار من األوائ ن وفبدو من سليا‬ ‫احلوار تنه كام يف فرتة مبكمحة من دعوة الةبي ‪ ‬ويف حا احتدام عداوة قمحفش له‪.‬‬ ‫ويف احلدفث نمحى رجاحا عقل تيب ذر ريض اهلل عةلهن فالو ف للم مسلبقا علداوة‬ ‫قمحفش هلذا األممح ولك من فدفن بهن هلذا مل فبادر تحدا بالس ا عةهن بل انتملمح حتلى‬ ‫عليل‬ ‫جيد الفمحصا ادةاسبا لذلكن وها هو جيدها عةد تحد الفتيام الذفن تسللموان إنله ّ‬ ‫فتى قمحفش وسيد من ساداهتان وعيل رغم صغمح سلةه ذو عقل راجلح حكليمن ف للم‬ ‫حقيقا األممحن وهلذا تخفى األممح عن تعني الةاس واست ام باحليلا ليةجو صلاحبه ملن‬ ‫تذى قمحفش إم اكتكفت تممحه‪.‬‬ ‫وها هو تبو ذر فسلم مكانهن لقد وجد ضالته التي فةكدها مةلذ سلةنين وحيةلذاك‬ ‫تممحه الةبي ‪ ‬بكتامم تممحه انتمارا لماور تممح الةبي ‪ ‬واشلتدادهن ولكلن تبلا ذر كلام‬ ‫رجال ذا طبي ا خاصان ب كام من نوادر المحجا ن وهو هلذا فمحفد عىل الفور تم فسلمع‬ ‫قمحفكا ما تكمحهه‪.‬‬ ‫ولقد ف‬

‫تبو ذر ما وعدن فخمح إىل الك با فرصخ بال إله إال اهلل بني تظامح القلوم‬

‫فرضبوه حتى تدموهن ثم عاد وعادوا‪ ...‬وال شلك تم لف ل تيب ذر ذاك تثلمحا إعالميلا‬ ‫هائالن فادجتمع ادكي والوافدوم إىل مكا سي لموم بام حللدثن وسيصلبح حلدفث‬ ‫تندفتام وسممحهمن وهو عىل ك حا ف ثمح يف مكانا قلمحفشن لقلد هانلت حتلى علىل‬ ‫الغمحبا الذفن فبادوهنا بام تكمحه !‬ ‫ب – حوار إسالم عمرو بن عبسة‪:‬‬ ‫اهلاي ا‬ ‫ا‬ ‫ْلت و َتنَلا ايف ْ ا‬ ‫لا َت ُظل ُّن َت َّم‬ ‫اجل َّ‬ ‫الس َلم ُّي‪ُ :‬كة ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َع ْن َت ايب ُت َما َم َا َقا َ ‪َ :‬قا َ َع ْم ُمحو ْب ُن َع َب َس َا ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫وم األَ ْو َث َ‬ ‫يش ٍ َو ُه ْم َف ْ ُبدُ َ‬ ‫امن َف َس ام ْ ُت با َمح ُج ٍ با َم َّك َا‬ ‫الة َ‬ ‫َّاس َع َىل َضال َلا َو َت َّهن ُ ْم َل ْي ُسوا َع َىل َ ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ْج َت ْخ َباران َف َق َ دْ ُت َع َىل َراح َلتي َف َقد ْم ُت َع َل ْيه َفإا َذا َر ُسلو ُ اهللَّا ‪ُ ‬م ْسلت َْخفيا ُج َلمح َ ا ُ‬ ‫ُخي ا ُ‬ ‫(‪)115‬‬


‫ْت؟ َقا َ ‪َ :‬تنَا نَباين َف ُق ْل ُت‪:‬‬ ‫َع َل ْي اه َق ْو ُم ُهن َف َت َل َّط ْف ُت َحتَّى َد َخ ْل ُت َع َل ْي اه با َم َّك َا َف ُق ْل ُت َل ُه‪َ :‬ما َتن َ‬ ‫وما نَباي؟ َقا َ ‪َ :‬ترس َلةاي اهللَُّن َف ُق ْلت‪ :‬وبا َكي َ ٍ‬ ‫ا ا ا‬ ‫األر َحا ام‬ ‫يش َت ْر َس َل َك؟ َقا َ ‪َ :‬ت ْر َس َلةي باص َلا ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ ي ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َوك ْ ا‬ ‫يش ٌ ن ُق ْل ُت َل ُه‪َ :‬ف َم ْن َم َ َك َع َىل َه َ‬ ‫لذا؟ َقلا َ ‪:‬‬ ‫َرس ْ‬ ‫رش ُك باه َ ْ‬ ‫األو َثام َو َت ْم ُف َو َّحدَ اهللَُّ ال ُف ْ َ‬ ‫ُحمح َو َع ْبدٌ ن َقا َ ‪َ :‬و َم َ ُه َف ْو َم ائ ٍذ َت ُبو َبك ٍْمح َوباال ٌ امم َّ ْن آ َم َن با اهن َف ُق ْل ُت‪ :‬إا يين ُمتَّبا ُ َكن َقا َ ‪ :‬إان َ‬ ‫َّك‬ ‫ا‬ ‫يع َذل ا َك َف ْو َم َك َه َذان َتال َت َمحى َح اايل َو َحا َ الة ا‬ ‫َّاس؟ َو َلكا ْن ْار اج ْع إا َىل َت ْهلا َك َفإا َذا‬ ‫ال ت َْستَط ُ‬ ‫َس ام ْ َت ايب َقدْ َظ َا ْمح ُت َف ْكتاةاي‪ ..‬احلدفث " ‪.‬‬ ‫(‪)523‬‬

‫وهذا حكيم آخمح رتى بفطمحته ضال اجلاهليان ولكةه مل فكلن جيلد السلبي إىل اهلل‬ ‫ع وج ّ ن ولذا فإم الةبوة هي تص اهلدافا إىل اهلل ع وج ن فلو اجتمع ته األرض‬ ‫عىل يش خمالب للدفن احلق فاو باط وال ُف بد اهلل ت اىل بغل نبوة هادفا‪.‬‬ ‫ويف هذا احلوار نجد الصد واإلجياز من ادتحلاورفنن نالحلظ ذللك ملن قرصل‬ ‫الس ا واجلوابن والس ا عن األصلو وعلدم التطلمح إىل مسلائ فمحعيلان وهةلا‬ ‫كانت االستجابا الكمحفما فكسلم عممحو بن عبسا ريض اهلل عةهن وسمع بةصيحا الةبي‬ ‫‪ ‬ف اد إىل قومه ثم هاجمح ب د ذلك إىل اددفةا‪...‬‬ ‫ج – حوار إسالم ضامد األزدي‪:‬‬ ‫َلام فمح اقلي املن ه ا‬ ‫ا‬ ‫اس‪َ ":‬ت َّم اضامدا َق ادم م َّك َا وك َ ا‬ ‫َعن ا ْب ان َع َّب ٍ‬ ‫لذ اه‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َام م ْن َت ْزد َشةُو َ َة َوك َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫لت َه َ‬ ‫وم إا َّم ُحم َ َّمدا َجمْة ٌ‬ ‫المحفحا ن َف َس ام َع ُس َف َاا َ ام ْن َت ْه ا َم َّك َا َف ُقو ُل َ‬ ‫لذا‬ ‫ُومن َف َقا َ ‪َ :‬ل ْو َت يين َر َت ْف ُ‬ ‫ي‬ ‫ا ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫اللمحفحا ن‬ ‫المح ُج َ َل َ َّ اهللََّ َف ْكفيه َع َىل َفدَ َّين َقا َ ‪َ :‬ف َلق َي ُه َف َقا َ ‪َ :‬فا ُحم َ َّمدُ ن إا يين َت ْرقي م ْن َهذه ي‬ ‫َّ‬ ‫َوإا َّم اهللََّ َف ْك افي َع َىل َف ادي َم ْن َشا َ ن َف َا ْ َل َك؟‬ ‫احل ْمدَ هللَّا ن َْح َمدُ ُه َون َْس َت ا يةُ ُهن َم ْن َ ْهي اد اه اهللَُّ َفال ُم اض َّ َل ُه َو َمل ْن‬ ‫َف َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪ :‬إا َّم ْ َ‬ ‫ف ْضلا ْ َفال ه ا‬ ‫اد َي َل ُهن َو َت ْش َادُ َت ْم ال إا َل َه إاال اهللَُّ َو ْحلدَ ُه ال َ ا‬ ‫رش َ‬ ‫فلك َلل ُه َو َت َّم ُحم َ َّملدا َع ْبلدُ ُه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ - 523‬طمحف من حدفث رواه مسلم (‪.)5039‬‬

‫(‪)116‬‬


‫ورسو ُلهن َتما ب دُ ن َقا َ ‪َ :‬ف َقا َ ‪َ :‬ت اعدْ َع َيل كَلاامتا َك ه ُ ال ا َف َك َعلادهن َع َلي ا‬ ‫له َر ُسلو ُ اهللَّا ‪‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َّ ْ‬ ‫َ َ ُ ُ َّ َ ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬ ‫َث َ‬ ‫الس َح َمح اة َو َق ْو َ ُّ‬ ‫الكل َ َمحا ا َف َلام‬ ‫الث َم َّمحاتن َقا َ ‪َ :‬ف َقا َ ‪َ :‬ل َقدْ َسم ْ ُت َق ْو َ ا ْلك َ​َاةَا َو َق ْو َ َّ‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫وس ا ْل َب ْح امح‪.‬‬ ‫َسم ْ ُت م ْا َ كَل َامت َك َه ُ ال ن َو َل َقدْ َب َل ْغ َن نَا ُع َ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ف َقا َ ‪ :‬ه ا‬ ‫ات َفدَ َك ُت َب ااف ْ َك َع َىل ا‬ ‫اإل ْسال امن َقا َ ‪َ :‬ف َبا َف َ ُهن َف َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ‬و َع َىل‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫اا‬ ‫َق ْو ام َك؟ َقا َ ‪َ :‬و َع َىل َق ْو امين َقا َ َف َب َ َث َر ُسو ُ اهللَّا ‪ َ ‬ا‬ ‫ب‬ ‫رس َّفا َف َم ُّمحوا با َق ْومه َف َقا َ َصلاح ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َّ ا‬ ‫الرس َّف اا ل ا ْل َج ْي ا‬ ‫لو ام‪َ :‬ت َصل ْب ُت املة ُْا ْم‬ ‫ش‪َ :‬ه ْ َت َص ْبت ُْم م ْن َه ُ ال َش ْيئا؟ َف َقا َ َر ُجل ٌ مل ْن ا ْل َق ْ‬ ‫ا‬ ‫وها َفإا َّم َه ُ ال ا َق ْو ُم اض َامد " ‪.‬‬ ‫لا َمحةن َف َقا َ ‪ُ :‬ر ُّد َ‬ ‫م ْط َ‬ ‫(‪)526‬‬

‫وهذا المحج ساقه اهلل ت اىل بف‬

‫الدعافا اد ادفا من قمحفش إىل التحقق من صحا‬

‫ما تدعيه قمحفش بككم حممد ‪ ‬فيذهب متطوعا ليدور ذلك احلوار الكمحفم بيةله وبلني‬ ‫رسو اهلل ‪ ‬ولقد آتى اهلل ت اىل نبيه من احلكما والفمحاسا ما فمكةله ملن استككلاف‬ ‫طبي ا من خياطبه فيكوم ذلك عونا له عىل الوصو إىل قلبه من تقرص طمحفلق إم كلام‬ ‫ممن ف ق ‪ ...‬وهذا ما حدث مع ضامد األزدي ريض اهلل عةه‪.‬‬ ‫مل فبدت الةبي ‪ ‬حواره مع ضامد بدعوته مبارشة تو احلدفث عن نفسهن فاو ف لمحف‬ ‫تم المحج فدعي شيئا من احلكما وم محفلا بالمحقيلان وال بلد تم لله فصلاحا وم محفلا‬ ‫بالبيام‪ ..‬فبدته بذلك البيام المحائع‪ :‬إم احلمد هلل‪ ...‬وهي كللامت ال عالد لضلامد وال‬ ‫لل محب بمالاا من قب ‪ ..‬وهةا آتت تكلاا الطيب لقد است ادها ضامد من المحسلو ‪‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لو َ‬ ‫لح َمحة َو َق ْ‬ ‫الس َ‬ ‫لو َ ا ْلك َ​َاةَلا َو َق ْ‬ ‫ثالث ممحات !! فكام رد ضلامد‪َ :‬ل َقلدْ َسلم ْ ُت َق ْ‬ ‫لو َ َّ‬ ‫ا‬ ‫ُّ ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫وس ا ْل َب ْح امح‪..‬‬ ‫الك َ َمحا ن َف َام َسم ْ ُت م ْا َ كَل َامت َك َه ُ ال ن َو َل َقدْ َب َل ْغ َن نَا ُع َ‬ ‫هةا تمامح حكما الةبي ‪ ‬وبمحاعته يف إدارة احلوارن إنله ف لمحف بفضل اهلل وعونله‬ ‫مفاتيح الكخصيا ال محبيان في طي لك شخصيا مفتاحالا ادةاسلبن وهلذا ال رفلب‬ ‫‪ - 526‬رواه مسلم (‪.)2992‬‬

‫(‪)117‬‬


‫تحد تسباب نجاح دعوته ادباركان ويف احلدفث بيام تدب الصحابا المحفيع يف حفمام‬ ‫حق قوم ضامد ب د ذلك بسةني كالةن وهو درس يف الوفا وحسن اد املا ف ُّ وجود‬ ‫نمله يف عامل البرش‪.‬‬ ‫‪ -11‬حوار بيعة العقبة‪:‬‬ ‫الشك تم تلك اللقا ات ال دفدة مع ته اددفةا قد تمحكت آثارها فليمن حرضلها‬ ‫مةامن وتهنم نقلوا تلك األخبار واألحادفث إىل اددفةا فصلارت ب ضلا ملن حلدفث‬ ‫تهلاا فدور بيةام وفت ّفد الةاس فيه ك ادهتمن حتى صار هةالك شو إىل ذلك األملمح‬ ‫وصاحبه ‪.‬‬ ‫ويف موسم تا ٍ فكيت ب ض ته اددفةلا إىل مكلا فيقلابلوم الةبلي ‪ ‬وتكلوم بي لا‬ ‫ال قبا األوىلن وفمحس م ام الةبي ‪ ‬مص ب بلن عملل داعيلا وم للامن ويف ادوسلم‬ ‫التايل تكوم البي ا اخلالدةن بي ا ال قبا الاانيا التي مادت هلجمحة الةبي ‪ ‬إىل اددفةا‪.‬‬ ‫ويف إحدى ليايل موسم احلج واعد الةبي ‪ ‬ته ال قبا الاانيا مةتصب اللي للئال‬ ‫تمحاهم قمحفش تو ادرشكوم من ته اددفةا ممن خمحجلوا م الم إىل ادوسلمن وصلحب‬ ‫عمه ال باس بن عبد ادطلبن ويف اخلال ب يدا عن األعلني وممحاقبلا قلمحفش‬ ‫الةبي ‪ُّ ‬‬ ‫َّ‬ ‫دار احلوار اآليت‪:‬‬ ‫" قا ال باس دن حرض البي ا الاانيا‪ :‬إم حممدا مةا حيث علمتم ؛ وقد مة ةاه ملن‬ ‫قومةا ممن هو عىل ما رتفةا ؛ وهو يف ع من قومه ومة ا يف بللده ؛ وإنله قلد تبلى إال‬ ‫االنقطاع إليكم واللحو بكم ؛ فإم كةتم تمحوم تنكم وافوم للله بلام دعومتلوه إليله ؛‬ ‫ومان وه ممن خالفه ؛ فكنتم وما حتملتم ملن ذللك ؛ وإم كةلتم تلمحوم تنكلم مسللموه‬ ‫وخاذلوه ب د اخلمحو إليكم ؛ فمن اآلم فدعوهن فإنه يف ع ومة ٍا من قومه وبلده‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬قد سم ةا ما قلت ؛ فتكلم فا رسو اهلل ؛ وخذ لةفسك وربك ما تحببت‪.‬‬ ‫(‪)118‬‬


‫فتكلم رسو اهلل ‪‬ن فتال القمحآمن ودعلا إىل اهللن ور ّغلب يف اإلسلالمن ثلم قلا ‪:‬‬ ‫تباف كم عىل تم متة وين مما متة وم مةه نسا كم وتبةا كم‪.‬‬ ‫قا ‪ :‬فكخذ الجا بن م محور بيدهن ثم قا ‪ :‬والذي ب اك باحلقن لةم ةّك مملا نمةلع‬ ‫مةه ُت ُز َرنان فباف ْ ةا فا رسو اهللن فةحن واهلل ته احلمحب وته احللقلا ورثةاهلا كلابمحا‬ ‫عن كابمح‪.‬‬ ‫قا ‪ :‬فاعرتض القو ‪ -‬والجا فكلم رسو اهلل ‪ - ‬تبو اهليام بن التياام حليلب‬ ‫بةي عبد األشا ن فقا ‪ :‬فا رسو اهلل ؛ إم بيةةا وبني الةاس حبلاالن وإنلا قاط وهلا ‪-‬‬ ‫ف ةي الياود ‪ -‬فا عسيت إم نحن ف لةا ذلك ثم تظالمحك اهلل تم تمحجلع إىل قوملك‬ ‫وتدعةا؟!‬ ‫قا ‪ :‬فتبسم رسو اهلل ‪‬ن ثم قا ‪ :‬ب الدم الدمن واهلدم اهلدم !‬ ‫مةكم ؛ تحارب من حاربتم وتسامل من سادتم "‬

‫(‪)521‬‬

‫تنتم مةي وتنا‬

‫‪.‬‬

‫(‪)524‬‬

‫ال شك تم هذا احلوار ادبارك كام ذا آثار خطلة ومبارشة يف توجيه حمحكا الدعوة‬ ‫اإلسالميا كلاان إهنا عام قمحفب ستةتق إىل اددفةا التي تسلم كال من تهلاا وصلارت‬ ‫لإلسالم فياا قاعدة عمحفضا من األتباع قادرة عىل ةافا الدعوةن وقلادرة علىل تةمليم‬ ‫صفوف تو مجاعا مسلما بقيادة الةبي ‪ ‬وهي اللبةا ألوىل لبةا الدولا ادسلما‪.‬‬ ‫ويف هذا احلوار نالحظ احلقائق اآلتيا‪:‬‬ ‫‪ -5‬حكما الةبي ‪ ‬يف مواعدة ادسلمني رسا وليال لئال تلمحاهم قلمحفش تو تقلارهبم‬ ‫من مرشكي فامحب الذفن حرضوا م امن وهبذا نت لم تم الوعد بالةرص اإلهلي فتطللب‬ ‫القيام باألسباب وبذ الوسع فياان وال فكفي تم ف تمد ادسلم عىل وعد اهلل ت اىل لله‬ ‫‪ -521‬كانوا فقولوم ذلك عةد عقد احللب واجلوار‪ :‬دمي دمكن وهدمي هدمكن تي ما هدمت من الدما هدمته تنا‪.‬‬ ‫‪ -524‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪.343-342 2:‬‬

‫(‪)119‬‬


‫بالةرص دوم التامس األسباب ما استطاعن هلذا ادفالوم واضلح ملن القلمحآم الكلمحفم‬ ‫ج ْذ ِع النَّخْ َل ِة تُسا ِ ْط ع َلي ِ‬ ‫والسةا الةبوفا ن وهلذا قا اهلل ت اىل دمحفم ‪ ‬وهزِّي إِ َلي ِ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫ـك‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُر َطب ًا َجن ِ ّي ًا ‪(‬ممحفم‪ )21:‬وهو سبحانه قادر عىل إن ا المحطب إليالا دوم هل َ الةخللا‬ ‫وهي ادجادة من آالم ادخاض والوضلعن ولكن البد للمسلم من التامس األسلباب‬ ‫توال‪.‬‬ ‫‪ -2‬تم الةبي ‪ ‬اصطحب عمه ال باس رغم تنه مل فكن تسلم حتلى ذللك اليلومن‬ ‫ولكن روابط الدم عةد ال محب كانت قوفان وكانت لل بلاس مكانلا يف قلمحفش وعةلد‬ ‫ته فامحب كذلكن ويف ذللك تقوفلا دمحكل الةبلي ‪ ‬التفلاويضن رغلم تنله ففلاوض‬ ‫مسلمنين لكن الكيطام جيمحي من ابن آدم‪ ...‬ففي حضور ال باس إحيلا بلكم آ عبلد‬ ‫ادطلب غل تاركي ولدهم إال ألفد تميةا صادقا قادرة عىل ةافته‪.‬‬ ‫وقد تكلم ال باس توال فكحسن عمحض القضيا واستوثق البن تخيه من القومن ويف‬ ‫وتكدب م لهن رغلم ادخالفلا‬ ‫عمه للحدفث وادفاوضا إجال ٌ للكبل‬ ‫ٌ‬ ‫تقدفم الةبي ‪َّ ‬‬ ‫آنذاكن ولكن سيا ادوقب واحلا فستدعي ذلكن وهذا من الفقه الةبوي الدقيق‪.‬‬ ‫‪ -3‬وافق ته البي ا عىل ما قا ال باسن وندبوا الةبي ‪ ‬للكالم ليكلرتط لةفسله‬ ‫ما شا ن فتكلم الةبي ‪ ‬وتال القمحآم‪ ..‬ثم باف ام‪.‬‬ ‫‪ -6‬انجى ته البي ا بحامس شدفد ف طوم الةبي ‪ ‬ما شا من ال اود وادواثيقن‬ ‫كام قا الجا بن م محور ريض اهلل عةه‪.‬‬ ‫‪ -1‬تراد ته البي ا تم فستوثقوا ألنفسام يف مستقب األفام حني فمالمح الةبلي ‪‬‬ ‫وفكتد تممحهن وهذا ما جا يف كالم تيب اهليام بن التياام ريض اهلل عةهن حيلث علمحض‬ ‫مسكلا شائكان وهي تم الياود يف اددفةا سيكونوم تعدا للجامعا اجلدفدةن وتم ذلك‬ ‫سي دي إىل قطلع عالقات ادسلمني ملع الياودن وهةا فكيت المحد الةبوي ادبلارك اللذي‬ ‫(‪)111‬‬


‫فسترشف آفا الغيب وفةطق عةه بإذم اهللن قا الةبلي ‪ ":‬بل اللدم اللدمن واهللدم‬ ‫اهلدم ! تنتم مةي وتنا مةكم ؛ تحارب من حاربتم وتسامل من سادتم "‪.‬‬ ‫‪ -4‬كام هذا احلوار ادبارك فاحتا اخلل لإلسالم وادسللمنين حيلث تملمح الةبلي ‪‬‬ ‫تصحابه باهلجمحة رسا إىل فامحبن وتصلبحت شلوارع مكلا ودفارهلا تكلاد كل فلوم‬ ‫تةاقصا يف تعداد ادسلمني عىل حني غفلا من قمحفش‪ ...‬ب د ذللك تذم اهلل لمحسلوله ‪‬‬ ‫يف اهلجمحة ادباركا إىل فامحب ‪ -‬اددفةا ب د ذلك ‪ -‬ليجد هةالك مجوعا تتحمح شوقا إىل‬ ‫لقائهن وهةا تبدت رحلا الدولا ادسلما‪.‬‬ ‫‪ -12‬حوار تثبيت املسلمني املستضعفني‪:‬‬ ‫كام تذى قمحفش فكتد بادسلمني ك فلومن وفلقلوم ملن رضوب ال ةلت وادكلقا‬ ‫تلوانان وكام من الطبي ّي مع ذلك تم فككو ب ضام لمحسو اهلل ‪ ‬شيئا من ذلك كلام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إيامنِ ِه إِلَّ َم ْن ُأك ِْر َه َو َ ْل ُبـ ُه‬ ‫حدث مع عامر بن فارس فكن اهلل فيه ‪َ ‬من َك َف َر بِاهللِّ من َب ْعد َ‬ ‫ِ‬ ‫ُم ْط َمئِ ٌّن بِا ِ ِ‬ ‫ـم َع َ‬ ‫اب‬ ‫رش َح بِا ْل ُك ْف ِر َصدْ ًرا َف َع َل ْي ِه ْم غ َ‬ ‫ـذ ٌ‬ ‫ـب ِّم َ‬ ‫َض ٌ‬ ‫ـن اهللِّ َو َُهل ْ‬ ‫ي َيامن َو َلـكن َّمن َ َ‬ ‫ِ‬ ‫يم ‪(‬الةح ‪. )594:‬‬ ‫َعظ ٌ‬ ‫(‪)522‬‬

‫ن األَ َر يت ريض اهلل عةلهن َقلا َ ‪":‬‬ ‫اب ْب ا ُ‬ ‫وممن اشتكوا لمحسو اهلل ‪ ‬ذلك األذى َخ َّب ا ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ْرصل َلةَلا !‬ ‫َشك َْونَا إ َىل َر ُسو اهللَّا ‪َ ‬و ُه َو ُمت َ​َو يسدٌ ُب ْمح َدة َل ُه يف ظ ي ا ْل َك ْ َبا ُق ْلةَا َل ُه‪َ :‬تال ت َْس َتة ُ‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫حي َف ُمح َل ُه ايف األَ ْر ا‬ ‫َتال تَدْ ُعو اهللََّ َلةَا ! َقا َ ‪ :‬ك َ‬ ‫ض َف ُي ْج َ ُ فيه َف ُي َجلا ُ‬ ‫يم ْن َق ْب َلك ُْم ُ ْ‬ ‫المح ُج ُ ف َ‬ ‫َام َّ‬

‫لط با َكم َك ا‬ ‫ا اا‬ ‫ا‬ ‫وض ُع َع َىل َر ْت اس اه َف ُي َك ُّق باا ْثةَت ْ ا‬ ‫باادْاة َْك ا‬ ‫لاط‬ ‫ار َف ُي َ‬ ‫َنين َو َما َف ُصدُّ ُه َذل َك َع ْن دفةهن َو ُف ْم َك ُ ْ‬ ‫ب وما فصدُّ ه َذل ا َك َعن ادفة ا ا‬ ‫وم َ ا ا ا‬ ‫ْ ا ا‬ ‫لهن َواهللَّا َل ُيلتا َّم َّن َه َ‬ ‫لذا‬ ‫ْ‬ ‫حلمه م ْن َع ْم ٍم َت ْو َع َص ٍ َ َ َ ُ ُ‬ ‫احلدفد َما ُد َ ْ‬ ‫َ‬

‫‪ - 522‬انممح‪ :‬ابن كال‪ :‬تفسل القمحآم ال ميم‪.241 2 :‬‬

‫(‪)111‬‬


‫األَممح حتَّى ف اسل المحاكا ا‬ ‫ا‬ ‫َلاف إاال اهللََّ َت ْو ي‬ ‫ْب َع َ‬ ‫لىل‬ ‫رضل َم ْو َت ال َخي ُ‬ ‫اللذئ َ‬ ‫ْ َ َ َ َ َّ ُ‬ ‫ب م ْن َصةْ َ ا َ إ َىل َح ْ َ‬ ‫َغة اَم اه َو َلكاةَّك ُْم ت َْس َت ْ اج ُل َ‬ ‫وم " ‪.‬‬ ‫(‪)522‬‬

‫إم خ ّبابا ريض اهلل عةه فككو لمحسو اهلل ‪ ‬شدة تذى قمحفش للمسلمنين فيحاوره‬ ‫وفبلني‬ ‫هذا احلوار اجلمي الذي فبث فيله ع فملا الصلج والابلات يف نفلس ادل من‬ ‫ّ‬ ‫وجوب التكيس بالصاحلني من السابقنين ثم ذكمح ذلك الوعد ال ميم بانتصار اإلسالم‬ ‫ب د ذلك كله‪.‬‬ ‫هذه جمموعا من حوارات الةبي ‪ ‬يف مكا تردنا هبا التمايل فحسلب ال احلرصلن‬ ‫لةمحى من ذلك كله تم احلوار كام ‪ -‬وال ف ا ‪ -‬من تنجع الطمح وتفضلاا يف اللدعوة‬ ‫إىل اهلل ت اىل عىل بصلةن وتم المحفق بالةاس ُفاممح ما ال فاملمح ال ةلب والغلملان ولقلد‬ ‫ممحت تلك السةوم ال رش من عممح الدعوة يف مكا فلم ن محف فياا تم الةبي ‪ ‬ل ن تو‬ ‫سب تو رضب تو قت تو قات تو تممح بء من ذلك كلهن ورغم األذى اهلائل اللذي‬ ‫لقيه وتصحابه فقد كام ف فو عن فاعليه وفصفحن كام يف احلدفث عن َع اائ َك َا َت َّهنَا َقا َل ْت‬ ‫يت امن َقو ام ا‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫لالةَّبا يي ‪َ ":‬ه ْ َتتَى َع َل ْي َك َف ْو ٌم ك َ‬ ‫لك َملا‬ ‫َام َت َشدَّ م ْن َف ْو ام ُت ُحد؟ َقا َ ‪َ :‬ل َقدْ َلق ُ ْ ْ‬ ‫يت امةْام فوم ا ْل َقب اا إا ْذ َعمح ْض ُت َن ْف ايس َع َىل اب ان َعب ا‬ ‫ا‬ ‫لد َفالايل َ ْب ا‬ ‫يت َوك َ‬ ‫لن‬ ‫َل اق ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َام َت َشدُّ َما َلق ُ ُ ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬ ‫لم َت ْسلت اَف ْق إاال‬ ‫َع ْبد كُال َف َل ْم ُجيا ْبةي إا َىل َما َت َر ْد ُت َفا ْن َط َل ْق ُت َو َتنَا َم ْا ُمو ٌم َع َىل َو ْج ااين َف َل ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫َو َتنَا با َق ْمح ام ال َّا َ ال ا ا‬ ‫يالا‬ ‫لحا َبا َقلدْ َت َظ َّلتْةلين َفةَ َم ْلمح ُت َفلإا َذا ف َ‬ ‫بن َف َمح َف ْ ُت َر ْتيس َفإا َذا َتنَلا با َس َ‬ ‫اج ْ ا‬ ‫لكن َو َقلدْ َب َ َ‬ ‫لجف ُ َفةَا َد ااين َف َقا َ ‪ :‬إا َّم اهللََّ َقدْ َس ام َع َق ْو َ َق ْو ام َك َل َك َو َملا َر ُّدوا َع َل ْي َ‬ ‫لث‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫إا َلي َك م َل َك ْا ا ا‬ ‫يامن َفةَا َد ااين م َل ُك ْا ا‬ ‫لم َقلا َ ‪َ :‬فلا‬ ‫ليل ُث َّ‬ ‫َ‬ ‫اجل َبا لت َْك ُم َمح ُه با َام ش ْئ َت ف ا ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫اجل َبا َف َس َّل َم َع َ َّ‬

‫‪ - 522‬رواه البخاري (‪.)3452‬‬

‫(‪)112‬‬


‫األخ َك َب ْ ا‬ ‫ُحم َ َّمدُ ن َف َقا َ ‪َ :‬ذل ا َك فا َيام اش ْئ َت إا ْم اش ْئ َت َت ْم ُت ْطبا َق َع َل ْي اا ْم ْ‬ ‫لي ‪:‬‬ ‫ني !! َف َقلا َ الةَّبا ُّ‬ ‫الهبا ْم َم ْن َف ْ ُبدُ اهللََّ َو ْحدَ ُه ال ُف ْ ا‬ ‫َب ْ َت ْر ُجو َت ْم ُخي اْمح َ اهللَُّ ام ْن َت ْص ا‬ ‫رش ُك با اه َش ْيئا !! "‬ ‫(‪.)520‬‬

‫ممحة واحدة دعا فياا الةبي ‪ ‬عىل ب ض مستكجي قمحفش اللذفن بللغ هبلم احلقلد‬ ‫ليل اعةْلدَ ا ْلبي ا‬ ‫وال دا مبلغه كام يف حدفث َعب اد اهللَّا ب ان مس ٍ‬ ‫ود َت َّم الةَّبا َّي ‪ ‬ك َ‬ ‫َلام ُف َص ي‬ ‫لت‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫وسن إا ْذ َقا َ َب ْ ُض ُا ْم ل ا َب ْ ض‪َ :‬ت ُّفك ُْم َجياي ُ با َس َىل َج ُ ا‬ ‫ور َبةاي‬ ‫اب َل ُه ُج ُل ٌ‬ ‫َو َت ُبو َج ْا ٍ َو َت ْص َح ٌ‬ ‫ُف ٍ‬ ‫الم َف َي َض ُ ُه َع َىل َظ ْا امح ُحم َ َّم ٍد إا َذا َس َجدَ ؟ َفا ْن َب َ َث َت ْش َقى ا ْل َق ْو ام َف َجا َ با اه َفةَ َم َمح َحتَّى َس َجدَ‬ ‫ا‬ ‫الةَّباي ‪ ‬و َض ه َع َىل َظا امح اه ب َ ا ا‬ ‫لو ك َ‬ ‫َلام ايل َمةَ َ ل ٌان َقلا َ ‪:‬‬ ‫ني كَت َف ْيه َو َتنَا َت ْن ُم ُمح ال ُت ْغةي َشل ْيئا َل ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُّ‬ ‫َفج ُلوا ف ْضحك َ ا‬ ‫ض َورسو ُ اهللَّا ‪ ‬س ا‬ ‫لع َر ْت َسل ُهن‬ ‫لاجدٌ ال َف ْمح َف ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُوم َو ُحيي ُ َب ْ ُض ُا ْم َع َىل َب ْ ٍ َ ُ‬ ‫َحتَّى َجا َ ْت ُه َفاطا َم ُا َف َط َمح َح ْت َع ْن َظ ْا امح اه َف َمح َف َع َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ‬ر ْت َس ُه ُث َّم َقا َ ‪ :‬ال َّل ُا َّم َع َل ْي َك‬

‫الث ممح ٍ‬ ‫با ُق َمح ْف ٍ‬ ‫اتن َف َك َّق َع َل ْي اا ْم إا ْذ َد َعا َع َل ْي اا ْمن َقا َ ‪َ :‬وكَلانُوا َف َلمح ْو َم َت َّم اللدَّ ْع َو َة ايف‬ ‫ش ! َث َ َ َّ‬ ‫َذل ا َك ا ْل َب َل اد ُم ْست َ​َجا َب ٌان ُث َّم َس َّمى‪ :‬ال َّل ُا َّم َع َل ْي َك با َك ايب َج ْا ٍ َو َع َل ْي َك با ُ ْت َب َا ْب ان َرباي َ َا َو َشل ْي َب َا‬ ‫ٍ‬ ‫يد ب ان ُع ْتب َا و ُتمي َا ب ان َخل َل ٍ‬ ‫ا ا‬ ‫ب َو ُع ْق َبل َا ْب ا‬ ‫لم‬ ‫َ َ َ َّ ْ‬ ‫ْب ان َرباي َ َا َوا ْل َول ْ‬ ‫السلابا َع َف َل ْ‬ ‫لن َت ايب ُم َ ل ْيط َوعَلدَّ َّ‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫رص َعى ايف ا ْل َقلا ا‬ ‫يلب‬ ‫َْ‬ ‫حي َف ْظن َقا َ ‪َ :‬ف َوا َّلذي َن ْفيس با َيده َل َقدْ َر َت ْف ُت ا َّلذف َن عَدَّ َر ُسو ُ اهللَّا ‪ْ َ ‬‬ ‫َقلا ا‬ ‫يب َبدْ ر " ٍ ‪.‬‬ ‫(‪)539‬‬

‫ويف ختام هذه ادمححلا هياجمح الةبي ‪ ‬وصحبه إىل اددفةا لتةكك دولا ذات سلطامن‬ ‫ولتكوم القوة احلاميا للحوار والبدفلا عةه إذا مل جيد نف ا‪.‬‬

‫‪ -520‬رواه البخاري (‪ )3235‬ومسلم (‪ )6413‬واألخكبام‪ :‬جبال مكا‪ :‬ق يق ام وتبو قبيس سميا بلذلك ل ممالام‬ ‫وخكونتاام‪.‬‬ ‫‪ - 539‬رواه البخاري (‪ )269‬ومسلم (‪.)6460‬‬

‫(‪)113‬‬


‫الفصل اخلامس‬ ‫النبوي مع املسلمني يف املدينة‬ ‫احلوار‬ ‫ّ‬ ‫إم طمح البالىل الةبوي للمحسالا عن اهلل ع وجل كانلت متةوعلان فلالقمحآم فةل‬ ‫باآلفات فيبلغاا الةبي ‪ ‬وف م هبا ليكوم األسوة احلسةا للةاس يف ال مل بلالقمحآم‬ ‫وبيام تحكامه عمليا يف واقع احلياةن وذلك البيام الةبوي للقمحآم هو ما اص ُطلح عليله‬ ‫تقمح تحدا ملن صلحابته علىل‬ ‫باسم السةا الةبوفان وهي ك ما قاله الةبي ‪ ‬تو ف له تو ّ‬ ‫ـك ِّ ِ‬ ‫ـني لِلن ِ‬ ‫قوله تو ف لهن قا اهلل ت اىل ‪َ ‬و َأن َز ْلنَـا إِ َل ْي َ‬ ‫َّـاس َمـا نُـز َِّل إِ َلـ ْي ِه ْم ‪‬‬ ‫الـذك َْر ل ُت َب ِّ َ‬ ‫(الةح ‪.)66 :‬‬ ‫والسةا القوليا ادمحوفا تكيت عىل تحوا مت ددة كذلكن فمةاا الرسدي دوم سل ا‬ ‫تو حوارن ب فقوله الةبي ‪ ‬ابتدا كاخلطلب وب لض ادلواعظ واألواملمح والةلواهين‬ ‫ومةاا احلواري الذي فكوم عن س ا من الةبي ‪ ‬ألصلحابه تو ال كلسن تو حلوار‬ ‫للمكورة وإبدا المحتي يف مسكلا مان وحدفاةا هةا هو حو هذه السةا احلوارفان لبيلام‬ ‫كيب اختذ الةبي ‪ ‬من احللوار وسليلا ف ّ اللا لللدعوة والت لليم واللوعظ وادكلورة‬ ‫وتةميم تمور ادجتمع ادسلمن وذلك يف جما احلوار ملع ادسللمنين وسلوف نسلت ني‬ ‫بب ض ما يف السةا غل احلوارفا من آداب وتخال ُفست ام هبا يف ادحاورة‪.‬‬ ‫وقد ت ددت حوارات الةبي ‪ ‬مع ادسلمني وتةوعلت بقلدر ت لدد ادوضلوعات‬ ‫التي دارت حوهلا وتةوعاان بحيث شملت ك تمور الدعوة واحلياة ادسلمان ولغمحض‬ ‫الدراسا فمكن تم ُت دد تماات ادسائ التي دار حوهلا احلوار الةبوي مع ادسللمني يف‬ ‫اددفةا عىل الةحو اآليت‪:‬‬ ‫‪ -1‬حوارات التعليم وتنظيم املجتمع املسلم‪.‬‬ ‫(‪)114‬‬


‫‪ -2‬حوارات املوعظة‪.‬‬ ‫‪ -3‬القصص احلواري‪.‬‬ ‫‪ -4‬حوارات الشورى‪.‬‬ ‫‪ – 5‬حوارات العفو عن املخطئني من املسلمني‪.‬‬ ‫‪ -6‬احلوار مع املنافقني يف املدينة‪.‬‬ ‫‪ -7‬حوارات احلياة ااخرة‪.‬‬ ‫ول يل تشل هةا إىل تم كتب السةا فتكوم م مماا من هذا القسم من السةا الةبوفلا‬ ‫اخلاص بتةميم ادجتمع ادسلم وفق م امل الرشلف ان ومةله السلةا احلوارفلان ذللك تم‬ ‫اهتامم الصحابا األو كام مةصبا عىل روافا السةا ال مليا بقسلمياا القلويل والف ليل‬ ‫لتتبني م امل ُ الرشف ا اإلسالميان وهلذا سةكتفي بالقلي ملن تللك الكلواهد احلدفايلا‬ ‫َ‬ ‫ليملي‬ ‫تملمح االهلتامم بكسللوب ادحلاورة يف ملةاج الةبلي ‪ ‬الت‬ ‫ّ‬ ‫بمقدار ملا فسلتبني ُ‬ ‫والدعوي‪.‬‬ ‫والرتبوي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وسكذكمح هةا ب ضا من ذلك بإجيازن ثم تتب ه بام فكوم من تفسل تو ت ليل فةاسلب‬ ‫موضوع الدراسا‪.‬‬ ‫‪ -1‬حوارات التعليم وتنظيم املجتمع املسلم‪:‬‬ ‫كانت دعوة الةبي ‪ ‬إىل اهلل تسل يف خطني متوازفني ثابتني‪:‬‬ ‫األو ‪ :‬دعوة غل ادسلمني إىل اإلسالم‪.‬‬ ‫الااين‪ :‬ت ليم ادسلمني تمور دفةامن وتةميم حيلاة ادجتملع ادسللم وفلق الت لاليم‬ ‫الرشعيا التي تدّ ر القمحآم والةبي ‪ ‬يف فمحضاا وت ليماا ليالئم ذلك طبي ا اخللق يف‬ ‫اإلنسام الذي فص ب عليه ُ‬ ‫وتصج‪.‬‬ ‫تمحك ما تلب وت ّود إال ب لد جماهدة‬ ‫ّ‬ ‫(‪)115‬‬


‫وكام ذلك الت ليم والتةميم فكتيام يف إطار توسع هو إطار إنكا الدولا اإلسالميا‬ ‫باددفةان حيث " بدت المحسو ‪ ‬مةذ دخوله اددفةا فس ى إىل إنجاز اداام ادلقلاة علىل‬ ‫عاتقه يف مطلع ادمححلا اجلدفدة من الدعوة التي تستادف إنكا الدولا اإلسالميا عىل‬ ‫تسس راسخا وهتيئا كافا الرشوط وادتطلبات لتحقيق هذا اهللدف‪"..‬‬

‫(‪)535‬‬

‫وال شلك‬

‫تم ت ليم ادسلمني تمور دفةام وتةميم حياة ادجتمع ادسلم عىل تسس اإلسالم عقيدة‬ ‫ورشف ا كام عىل رتس اداام التي حققاا الةبي ‪ ‬يف اددفةا‪.‬‬ ‫ومن حوارات الت ليم وتةميم ادجتمع ادسلم ‪ -‬وهي كالة جدا يف دواوفن السةا‬ ‫ نختار ما فكيت‪:‬‬‫أ ‪ -‬حوار جُبيل مع النبي ‪:‬‬ ‫الةبي ‪ ‬كيفيا‬ ‫إم ججف عليه السالم كام ادبلغ عن رب ال ة سبحانهن وقد ع ّلم َّ‬ ‫وبلني لله كيلب فصليلن ويف‬ ‫الصالة حني فمحضاا اهلل ت لاىل فك ّمله ججفل يف الصلالة ّ‬ ‫احلدفث اآليت فة‬

‫ججف يف صورة برش حياور الةبلي ‪ ‬علن تملور اإلسلالم للي ّلم‬

‫ادسلمني تمور دفةام من خال هذا احلوار ادبارك مع رسو اهلل ‪.‬‬ ‫اخلَ َّط ا‬ ‫عن ُع َم َمح ْبن ْ‬ ‫لع َع َل ْيةَلا‬ ‫اب َقا َ ‪َ :‬ب ْية َ​َام ن َْح ُن اعةْدَ َر ُسلو ا اهللَّا ‪َ ‬ذ َ‬ ‫لو ٍم إا ْذ َط َل َ‬ ‫ات َف ْ‬ ‫ا‬ ‫اب َش ادفدُ سو ا‬ ‫َر ُج ٌ َش ادفدُ َب َي ا‬ ‫اض ال يا َي ا‬ ‫اد َّ‬ ‫السل َف امح َوال َف ْ امح ُفل ُه امةَّلا‬ ‫َ َ‬ ‫الك َ امح ال ُف َمحى َع َل ْيه َت َث ُمح َّ‬ ‫لىل َف ا‬ ‫له وو َضلع َك َّفي ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫خ َ‬ ‫له َع َ‬ ‫للذ ْف اه‬ ‫َ ْ‬ ‫َت َحدٌ ن َحتَّى َج َل َس إا َىل الةَّبا يي ‪َ ‬ف َك ْسةَدَ ُر ْك َب َت ْيله إا َىل ُر ْك َب َت ْي َ َ‬ ‫ج اين َع ا‬ ‫اإلسال ام‪.‬‬ ‫لن ْ‬ ‫َو َقا َ ‪َ :‬فا ُحم َ َّمدُ ن َت ْخ ا ْ‬ ‫َف َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪ :‬ا‬ ‫اإل ْسال ُم َت ْم ت َْك َادَ َت ْم ال إا َلل َه إاال اهللَُّ َو َت َّم ُحم َ َّملدا َر ُسلو ُ اهللَّا ‪‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫يت ال َّ كَا َة َوت َُصو َم َر َم َض َ‬ ‫اس َت َط ْ َت إا َل ْي اه َسبايال‪.‬‬ ‫ام َو َ ُ‬ ‫الصال َة َو ُت ْ ا َ‬ ‫يم َّ‬ ‫حت َّج ا ْل َب ْي َت إام ْ‬ ‫َوتُق َ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬صدَ ْق َتن َقا َ ‪َ :‬ف َ اج ْبةَا َل ُه َف ْس َك ُل ُه َو ُف َصدي ُق ُه‪.‬‬ ‫‪ - 535‬د عامد الدفن خلي ‪ :‬دراسا يف السلة‪562 :‬ن ط‪ 2‬مكتبا ‪ 39‬متوزن ادوص ‪5696‬هل‪5023 -‬م‪.‬‬

‫(‪)116‬‬


‫َقا َ ‪َ :‬ف َك ْخ ا ا‬ ‫اإلفام ام‪.‬‬ ‫جين َع ان َ‬ ‫ْ‬ ‫الئكَتا اه و ُكتُبا اه ورسلا اه وا ْليلو ام ا‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ت ْم ُت ْ امن بااهللَّا وم ا‬ ‫لمح َوتُل ْ ام َن باا ْل َقلدَ ار َخ ْ ا‬ ‫اآلخ ا‬ ‫لل اه‬ ‫َُ ُ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫رش اه‪.‬‬ ‫َو َ ي‬ ‫اإلحس ا‬ ‫َقا َ ‪َ :‬صدَ ْق َتن َقا َ ‪َ :‬ف َك ْخ ا ا‬ ‫ام‪.‬‬ ‫جين َع ان ا ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّك ت َ​َمحا ُه َفإا ْم َمل ْ َت ُك ْن ت َ​َمحا ُه َفإا َّن ُه َف َمح َ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ت ْم َت ْ ُبدَ اهللََّ ك َ​َكن َ‬ ‫اك‪.‬‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ف َك ْخ ا ا‬ ‫السا َع اا‪.‬‬ ‫جين َع ان َّ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫الس اائ ا ‪.‬‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ما ادَْ ْس ُئو ُ َعة َْاا با َك ْع َل َم م َن َّ‬ ‫ج اين َع ْن َت َم َار ا َهتا‪.‬‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ف َك ْخ ا ْ‬ ‫احل َفا َة ا ْل لمحا َة ا ْل ا َلل َا ارعلا َّ ا‬ ‫ا‬ ‫لاو ُل َ‬ ‫وم ايف‬ ‫الكلا َف َت َط َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ت ْم تَلدَ األَ َم ُا َر َّبت َ​َاا َو َت ْم ت َ​َمحى ْ ُ‬ ‫ا ْلبةْي ا‬ ‫ام‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫لن الس ا‬ ‫ا‬ ‫لت‪ :‬اهللَُّ‬ ‫لائ ُ ؟ ُق ْل ُ‬ ‫لم ُمحن َتتَلدْ اري َم ا َّ‬ ‫َقا َ ‪ُ :‬ث َّم ا ْن َط َل َق َف َلبا ْا ُت َمل ّيان ُث َّم َقا َ ايل‪َ :‬فا ُع َ‬ ‫َو َر ُسو ُل ُه َت ْع َل ُم‪.‬‬ ‫َقا َ ‪َ :‬فإا َّن ُه اج ْ اجف ُ َتتَاك ُْم ُف َ يل ُمك ُْم ادفةَك ُْم "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)532‬‬

‫وهذا احلوار ف تمد عىل الس ا واجلوابن وهو من األساليب الكلائ ا يف عمليلا‬ ‫الت لم كام ذكمحنا من قب ن ذلك تم فيه شدا لالنتباه وإثارة للذهن وتوق لا للجلواب‪..‬‬ ‫فسا عمليا التلقي والت لمن وكانت ادفاجكة ب د انتاا احلوار تم تحد طمحفيه كام‬ ‫مما ّ‬ ‫ججف عليه السالم‪.‬‬ ‫توقع يف الةفلوس‬ ‫وقد انتاج ججف عليه السالم تسلوب احلوار مع الةبي ‪ ‬ألنه ُ‬ ‫وتكامح شدّ ا لالنتباهن وككب احلوار ادبارك عن تصو اإلسالم من ال قيلدة وال بلادة‬ ‫‪ -532‬رواه مسلم يف كتاب اإلفامم (‪ )03‬وتبو داود (‪ )6401‬والةسائي (‪ )6003‬وتةلد (‪.)302‬‬

‫(‪)117‬‬


‫وب ض عالمات الساعان مما حيتا ادسلم إىل م محفته وال م بهن وفيه من تدب احلوار‬ ‫حماوره وفاةي عليه إذا صد وتحسلنن ويف ذللك ت ميلق ألوارص‬ ‫ادحاور‬ ‫تم فصدّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫األلفا وادحبا بني الةاس‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬حوار حول بعض فرائض ايسالم‪:‬‬ ‫وس م َع الةَّباي ‪ ‬ايف ادَْس ا‬ ‫عن َتن ا‬ ‫مجل ٍ‬ ‫لج اد َد َخل َ َر ُجل ٌ َع َ‬ ‫لىل َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َس قا ‪َ :‬ب ْية َ​َام ن َْح ُن ُج ُل ٌ َ‬ ‫َف َكن َ‬ ‫لني َظ ْا َلمحا َن ْي اا ْمن‬ ‫َاخ ُه ايف ادَْ ْس اج اد ُث َّم َع َق َل ُه ُث َّم َقا َ َهل ُ ْم‪َ :‬ت ُّفك ُْم ُحم َ َّمدٌ ؟ َوالةَّبا ُّي ‪ُ ‬متَّكا ٌئ َب ْ َ‬ ‫ا‬ ‫المح ُج ُ ‪َ :‬فا ا ْب َن َع ْب اد ادُْ َّطلا ا‬ ‫لي‬ ‫بن َف َقا َ َل ُه الةَّبا ُّ‬ ‫المح ُج ُ األ ْب َي ُض ادُْتَّك ُئن َف َقا َ َل ُه َّ‬ ‫َف ُق ْلةَا‪َ :‬ه َذا َّ‬ ‫‪َ :‬قدْ َت َج ْبت َُكن َف َقا َ المح ُج ُ لالةَّباي ‪ :‬إا يين س اائ ُل َك َفم َكدي ٌد َع َل ْي َك ايف ادَْس َلك َل اا َفلال َ ا‬ ‫جتلدْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫لك َو َر يب َمل ْن َق ْب َل َ‬ ‫لكن َف َقلا َ ‪َ :‬ت ْس َلك ُل َك با َمح يب َ‬ ‫َع َ َّيل ايف َن ْف اس َكن َف َقا َ ‪َ :‬س ْ َع َّام َبدَ ا َل َ‬ ‫لكن آهللَُّ‬ ‫َت ْر َس َل َك إا َىل الة ا‬ ‫ليل‬ ‫َّاس ُك يل اا ْم؟ َف َقا َ ‪ :‬ال َّل ُا َّم َن َ ْمن َقلا َ ‪َ :‬تن ُْكلدُ َك بالاهللَّان آهللَُّ َت َم َلمح َك َت ْم ن َُص ي َ‬ ‫الص َلو ا‬ ‫ات ْ‬ ‫اخلَ ْم َس ايف ا ْل َي ْو ام َوال َّل ْي َل اا؟ َقا َ ‪ :‬ال َّل ُا َّم َن َ ْمن َقا َ ‪َ :‬تن ُْكدُ َك بالاهللَّان آهللَُّ َت َم َلمح َك َت ْم‬ ‫َّ َ‬ ‫نَصوم ه َذا َّ ا‬ ‫السة اَا؟ َقا َ ‪ :‬ال َّل ُا َّم َن َ ْمن َقا َ ‪َ :‬تن ُْكلدُ َك بالاهللَّا آهللَُّ َت َم َلمح َك َت ْم ت َْك ُخ َ‬ ‫لذ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫الك ْا َمح م ْن َّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫لمن َف َقلا َ‬ ‫َهذه َّ‬ ‫لم َن َ ْ‬ ‫لي ‪ :‬ال َّل ُا َّ‬ ‫الصدَ َق َا م ْن َت ْغة َيائةَا َف َت ْقس َم َاا َع َىل ُف َق َمحائةَلا؟ َف َقلا َ الةَّبا ُّ‬ ‫المح ُج ُ ‪ :‬آ َمة ُْت با َام اج ْئ َت با اهن َو َتنَا َر ُسو ُ َم ْن َو َر اائي ام ْن َق ْو امين َو َتنَا اض َام ُم ْب ُن َث ْ َل َبل َا‪..‬ا "‬ ‫َّ‬

‫(‪)533‬‬

‫‪.‬‬ ‫كام ب ض ال محب ممن تسلم فمحفد التابت من حقيقا اإلسالم بةفسه ليكوم عىل بيةا‬

‫من تممحهن وهلذا كامحت اهلجمحة والوفود إىل اددفةا خاصا يف السةوات األخلة من حياة‬ ‫الةبي ‪ ‬للتابت وادباف ا والت لم ادبارش من رسو اهلل ‪‬ن ويف هذا احلوار نجد ضامم‬ ‫بن ث لبا ريض اهلل عةه فسك عن تمور اإلسالمن ويف احللدفث فوائلد كاللة ال فتسلع‬ ‫ادقام لرسدهان لكةا نذكمح ب ضا من آداب احلوار فيهن حيث نادى ضام ٌم رسلو َ اهلل ‪‬‬

‫‪ - 533‬رواه البخاري (‪ )43‬والةسائي (‪ )2906‬وابن ماجه (‪ )5692‬وتةد (‪.)52622‬‬

‫(‪)118‬‬


‫بقوله‪ :‬فا بن عبد ادطلبن وقد كام مكاورا بيةام بذلك دوت تبيه وهو صغل وكفالا‬ ‫جده لهن ودكانا جده يف ال محبن وفيه ابتدا ضامم بكم تخذ لةفسه تمانا ملن الةبلي ‪‬‬ ‫لتكدده يف الس ا ن وقد تجابه الةبي ‪ ‬إىل ما ترادن وهو من س ا حلمه وصلجه علىل‬ ‫الةاسن وفيه تابت المحج باست ام تساليب التوكيلد ادت لددة يف كالمله ليتككلد ملن‬ ‫صحا األممح‪ ...‬وفيه إفصاح ضامم عن نفسه ب د تم سك ن وذلك ملن فقاله ريض اهلل‬ ‫عةهن إذ إنه قدم ألممح خطل ؛ ولذا ّ‬ ‫فلةس قومله تم فلذكمحهم‬ ‫تخمح الت محفب بةفسلهن ومل َ‬ ‫عةد رسو اهلل ‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬حوار وفد عبد القيس‪:‬‬ ‫عن ابن عباس َقا َ ‪ ":‬إا َّم َو ْفدَ َع ْب اد ا ْل َق ْي ا‬ ‫لو ُم َت ْو َمل ْن‬ ‫س دَ​َّا َتت َْوا الةَّبا َّي ‪َ َ‬قا َ ‪َ :‬مل ْن ا ْل َق ْ‬ ‫ا ْل َو ْفدُ ؟ َقا ُلوا‪َ :‬رباي َ ُان َقا َ ‪َ :‬م ْمح َحبا باا ْل َق ْو ام َت ْو باا ْل َو ْف اد َغ ْ َل َخ َ ا َفا َوال نَدَ ا َمى‪.‬‬ ‫ا‬ ‫يع َت ْم ن َْكتا َ‬ ‫يك إاال ايف َّ‬ ‫احل َمحا ام َو َب ْيةَةَا َو َب ْية َ​َك َه َذا‬ ‫َف َقا ُلوا‪َ :‬فا َر ُسو َ اهللَّان إانَّا ال ن َْستَط ُ‬ ‫الك ْا امح ْ َ‬ ‫ا‬ ‫ُخ ا ا‬ ‫ْ ا‬ ‫ا‬ ‫اجلةَّل َان َو َس َلك ُلو ُه‬ ‫ج باه َم ْن َو َرا َ نَا َونَدْ ُخ ْ باله ْ َ‬ ‫رضن َف ُم ْمح َنا با َك ْم ٍمح َف ْص ٍ ن ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫احل ُّي م ْن ُك َّفار ُم َ َ‬ ‫َعن ْ ا ا‬ ‫لاه ْم َعل ْن َت ْر َبل ٍع َت َم َلمح ُه ْم با ا‬ ‫لاإل َفام ام بالاهللَّا َو ْحلدَ ُهن َقلا َ ‪:‬‬ ‫األرش َبان َف َك َم َمح ُه ْم با َك ْر َب ٍع َو َهن َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َتتَدْ ُر َ‬ ‫اإلفام ُم بااهللَّا َو ْحدَ ُه؟ َقا ُلوا‪ :‬اهللَُّ َو َر ُسو ُل ُه َت ْع َل ُمن َقا َ ‪َ :‬ش َاا َد ُة َت ْم ال إا َلل َه إاال اهللَُّ‬ ‫وم َما َ‬ ‫الة وإافتَا ال َّ ك ا‬ ‫ا‬ ‫َاة َو اص َيا ُم َر َم َض َ‬ ‫ام َو َت ْم ُت ْ ُطوا ام ْن ادَْ ْغةَ ام‬ ‫َو َت َّم ُحم َ َّمدا َر ُسو ُ اهللَّا َوإا َقا ُم َّ‬ ‫الص َ ُ‬ ‫اخلمسن وهناهم َعن َترب ٍع‪َ :‬عن ا ْحلةْ َت ام والدُّ با ا والة اَّق ال وادُْ َ َّف ا‬ ‫ت ‪َ -‬و ُر َّب َام َقلا َ ‪ :‬ادُْ َق َّ ا‬ ‫لل ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َّ َ‬ ‫ُْ ُ َ َ َ​َ ُ ْ ْ ْ َ‬ ‫جوا اهبا َّن َم ْن َو َرا َ ك ُْم " ‪.‬‬ ‫اح َف ُم ُ‬ ‫َو َقلا َ ‪ْ :‬‬ ‫وه َّن َو َت ْخ ا ُ‬ ‫(‪)536‬‬

‫ه ال الكمحام جا وا مسرتشدفنن فسكلوا الةبي ‪ ‬عن تمور دفةام فكجاهبم بلفلظ‬ ‫موج جامعن ونالحظ هةا تم الةبي ‪ ‬تدخ مفاوم اإلسالم الذي ذكلمحه يف حلدفث‬

‫‪ -536‬رواه البخاري (‪ )13‬ومسلم (‪ )554‬واحلةتم والد ّبا والةقل واد ّفت توعيا كانوا فةتبذوم فياا فترسلع بإحاللا‬ ‫الرشاب مخمحا‪.‬‬

‫(‪)119‬‬


‫ججف ضمن مفاوم اإلفاممن وذلك لي لم الةاس تهنام متالزمامن ثم هناهم عن اخلممح‬ ‫خيممحوم فياا رشاهبم‪.‬‬ ‫بالةاي عن االنتباذ يف اآلنيا التي ّ‬ ‫ونالحظ من تدب احلوار الةبوي يف هذا احلدفث تمححيبله ‪ ‬هبلم وإخبلاره علةام‬ ‫بكهنم غل خ افا وال ندامى‪ ..‬وهو من كام رةته ورفقه بادسلمني وحسلن اسلتقبا‬ ‫الغمحبا وجمالستام واالستامع إليام ووعمام‪ ...‬ومن تدب احلوار كذلك س اهلم عن‬ ‫تماات ادسائ التي تةف ام يف دفةامن وذلك يف قوهلم‪َ ":‬ف ُم ْمحنَا با َك ْم ٍمح َف ْص ٍ ن ْ‬ ‫ج با اه َم ْن‬ ‫ُخ ا ْ‬ ‫ا‬ ‫اجلةَّ َا "‪.‬‬ ‫َو َرا َ نَا َونَدْ ُخ ْ باه ْ َ‬ ‫د ‪ -‬حوار أعرايب يريد أن يتع ّلم‪:‬‬ ‫خ َطا ام نَا َقتا ا‬ ‫عن تيب َتفوب َت َّم َت ْعمحابايا َعمح َض لامحسو ا اهللَّا ‪ ‬وهو ايف س َف ٍمح َف َك َخ َذ با ا‬ ‫له َت ْو‬ ‫ُّ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫اجلة اَّا وما فب ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫اعدُ اين ام َن‬ ‫ج اين با َام ُف َق يمح ُبةي م َن ْ َ َ َ ُ َ‬ ‫با ا َمام َاان ُث َّم َقا َ ‪َ :‬فا َر ُسو َ اهللَّا َت ْو َفا ُحم َ َّمدُ ن َت ْخ ا ْ‬ ‫الة اَّار‪.‬‬ ‫ب‬ ‫َب الةَّبا ُّي ‪ُ ‬ث َّم َن َم َمح ايف َت ْص َحابا اه ُث َّم َقا َ ‪َ :‬ل َقدْ ُو يف َق َت ْو َل َقدْ ُه اد َين َقا َ ‪َ :‬ك ْي َ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬فك َّ‬ ‫ُق ْل َت؟ َقا َ ‪َ :‬ف َك َعا َد‪.‬‬ ‫ا‬ ‫َف َقا َ الةَّباي ‪َ :‬ت بدُ اهللََّ ال ت ْ ا ا‬ ‫الصلال َةن َوتُل ْ ايت ال َّ كَلا َة َوت اَصل ُ‬ ‫يم َّ‬ ‫ُْ‬ ‫ُرش ُك باه َش ْيئان َوتُق ُ‬ ‫ُّ‬ ‫المح اح َمن َد اع الةَّا َق َا " ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫(‪)531‬‬

‫إم الةبي ‪ ‬كام رفيقا رحيامن فستوي عةده الةاس يف اد املان فكام جلالس ادللوك‬ ‫واألممحا ودعاهم ووعمامن جالس عاما الةاس رجاال ونسلا وحلاورهم ودعلاهم‬ ‫باحلسةىن وهذه واق ا من وقلائع كاللة تلد علىل ذللكن فلالةبي ‪ ‬كلام يف سلفمحن‬ ‫وادسافمح فكغله سفمحه عن تمور كالةن ولكن الةبي ‪ ‬ال فكغله سفمحه عن اللدعوة إىل‬ ‫اهللن ولذا مدح األعمحايب الذي سكله ذلك الس ا اجلامع وهو عىل ناقته بقولله‪َ ":‬ل َقلدْ‬ ‫‪ -531‬رواه مسلم (‪.)596‬‬

‫(‪)121‬‬


‫ُو يف َق َت ْو َل َقدْ ُه اد َي " ب زاد عىل ذلك تم است اده الس ا َ ثانيا ليسمع تصحابه وفت لم‬ ‫الةاسن ثم وعمه بجوامع اخلل من ال بادة وصلا المححم‪.‬‬ ‫هـ ‪ -‬حوار عن الفقه النبوي يف العطاء‪:‬‬ ‫فكممح القمحآم ادسلمني بالتدبمح والتفقه وفمدح ته ال لم والفقله والتفكلمح يف آفلات‬ ‫كالةن وذلك ف ةي إعام الفكمح يف تملور الرشلع للوقلوف علىل ترسارهلا وفضلائلاا‬ ‫وبمحكاهتا ليكوم تدعى إىل زفادة اإلفاممن ومن األملور اد لوملا يف الرشلع اإلسلالمي‬ ‫كمحاهيا ت كيا ادسلم القوليا لةفسه تو لغله بادبالغا يف الت كيلا وادلدح ‪َ ‬فـ َ‬ ‫ال ُت َزكهـوا‬ ‫َأن ُف َسك ُْم ُه َو َأ ْع َل ُم بِ َم ِن ا َّت َقى‪( ‬الةجم‪.)32:‬‬ ‫تما ت كيا الةفس ب م الصاحلات فاو حمبوب مةلدوب إليلهن وفتضلح ذللك ملن‬ ‫احلوار اآليتن ف ن َس ْ اد ْب ان َت ايب َو َّق ٍ‬ ‫اص َت َّم َر ُسو َ اهللَّا ‪َ ‬ت ْع َطى َر ْهطا َو َسل ْ دٌ َجلال ا ٌسن‬ ‫َف َرت َك رسو ُ اهللَّا ‪ ‬رجال هو َت ْعجبام إا َيلن َف ُق ْل ُت‪ :‬فا رسو َ اهللَّا ملا َلل َك َعلن ُف ٍ‬ ‫لالم؟‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ُ ُ َ َ ُ ُ ْ َّ‬ ‫َ َ ُ‬

‫ا‬ ‫َفواهللَّا إا يين ألراه م ْ امةان َف َقا َ ‪َ :‬تو مسلاامن َفسك ُّ ا‬ ‫لم امةْل ُه َف ُ لدْ ُت‬ ‫َ‬ ‫َت َقليالن ُث َّم َغ َل َبةي َما َت ْع َل ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ا ا‬ ‫ٍ‬ ‫ألرا ُه ُم ْ امةان َف َقا َ ‪َ :‬ت ْو ُم ْسلاامن ُث َّم َغ َل َبةاي َما‬ ‫َد َقا َلتي َف ُق ْل ُت‪َ :‬ما َل َك َع ْن ُفلالم؟ َف َواهللَّا إا يين َ‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫المح ُج َ َو َغ ْ ُل ُه‬ ‫َت ْع َل ُم مةْ ُه َف ُ دْ ُت َد َقا َلتي َو َعا َد َر ُسو ُ اهللَّا ‪ُ ‬ث َّم َقا َ َفا َس ْ دُ ن إا يين أل ْعطي َّ‬ ‫ب إا َ َّيل امةْ ُه َخ ْك َي َا َت ْم َف ُك َّب ُه اهللَُّ ايف الة اَّار " ‪.‬‬ ‫َت َح ُّ‬ ‫(‪)534‬‬

‫ويف هذا احلدفث من تدب احلوار وفقاه تم الةبي ‪ ‬صج علىل ممحاج لا سل د لله‬ ‫وتكمحاره مقولتهن وتنه تعاد اجلواب نفسه لي لم سل دا وادسللمني يف مسلكلا الت كيلا‬ ‫ادبارشةن ألم ممحتبا اإلفامم تعىل من ممحتبا اإلسالمن ففي كالم س د لوم ملن الت كيلا‬ ‫للمحج وهو جالس م ام‪ ...‬قا ابن حجمح‪ ":‬اد ةى تم إطال ادسلم عىل من مل خيتج‬ ‫حاله اخلجة الباطةا تويل من إطال اد من ألم اإلسالم م لوم بحكلم الملاهمح "‬ ‫‪ - 534‬رواه البخاري (‪ )22‬ومسلم (‪.)320‬‬ ‫‪ - 532‬ابن حجمح ال سقالين‪ :‬فتح الباري برشح صحيح البخاري‪29 5 :‬ن ط دار اد محفا ‪ -‬بلوت ‪5320‬هل‪.‬‬

‫(‪)121‬‬

‫(‪)532‬‬


‫ثم كانت الاممحة ادباركا من احلوار تم الةبي ‪ ‬ف لب القلوب بلب ض ادلا خمافلا تم‬ ‫فمحجع اد لفا قلوهبم عن دفةام تو ففتةوان وهو فقه مبارك حتتا األما اليوم إىل ال م‬ ‫به‪.‬‬ ‫و ‪ -‬حوار عن موعد الساعة‪:‬‬ ‫َع ْن َت ايب ُه َمح ْف َمح َة َقا َ ‪َ ":‬ب ْية َ​َام الةَّبا ُّي ‪ ‬ايف َجمْلا ٍ‬ ‫حيدي ُ‬ ‫ث ا ْل َق ْو َم َجا َ ُه َت ْع َمح اايب َف َقلا َ ‪َ :‬متَلى‬ ‫س َُ‬ ‫حيدي ُ‬ ‫ثن َف َقا َ َب ْ ُض ا ْل َق ْو ام‪َ :‬س ام َع َما َقا َ َفك اَمح َه َملا َقلا َ ن‬ ‫السا َع ُا؟ َف َم َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ُ ‬‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫السلا َع اا؟‬ ‫السائ ُ َعل ْن َّ‬ ‫َو َقا َ َب ْ ُض ُا ْم‪َ :‬ب ْ َمل ْ َف ْس َم ْعن َحتَّى إا َذا َق َ َحدف َا ُه َقا َ ‪َ :‬ت ْف َن ُت َرا ُه َّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لب‬ ‫السلا َع َان َقلا َ ‪َ :‬ك ْي َ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ها َتنَا َفا َر ُسو َ اهللَّان َقلا َ ‪َ :‬فلإا َذا ُضل يي َ ت األ َمانَل ُا َفلا ْنتَم ْمح َّ‬ ‫ا‬ ‫اا‬ ‫السا َع َا "‬ ‫إا َضا َعت َُاا؟ َقا َ ‪ :‬إا َذا ُو يسدَ األ ْم ُمح إا َىل َغ ْ ال َت ْهله َفا ْنتَم ْمح َّ‬

‫‪.‬‬

‫(‪)532‬‬

‫يف هذا احلدفث من تدب احلوار تم السائ فةبغي له االنتمار حتى ففمحىل ادتحلدث‬ ‫من كالمه لئال فقطع عليه تسلس تفكلاره وتمحابطالان وفيله كلذلك اعتةلا الةبلي ‪‬‬ ‫بمسكلا السائ وعدم إةاهلان وس اله عن المحج وإجابته إفاه ب د ذلك هبذه ال الملا‬ ‫من عالمات الساعان وفياا حتذفمح من إسةاد األممح إىل غل تهلهن وقد صار هلذا األملمح‬ ‫من تخطمح ادككالت الداخليا لل امل اإلسالمي اد ارص يف كال من ادجاالت !‬ ‫ز ‪ -‬حوار حول شجرة مثلها كمثل املؤمن‪:‬‬ ‫مل تكن تحادفث الةبي ‪ ‬وحواراته ملع ادسللمني تقترصل علىل اللوعظ والت لليم‬ ‫ادبارشفنن ب كام ف لمام بطمح شتى توهلا األسوة احلسةا يف قوله وف له ‪ ‬واتّباعله‬ ‫ما تن اهللن وكام فرضب هلم األماا التي ال ف قلاا إال ال لاداومن ومةالا هلذا ادال‬ ‫ادبارك للمسلم‪:‬‬

‫‪ - 532‬رواه البخاري (‪.)10‬‬

‫(‪)122‬‬


‫َع ْن عبد اهلل ْب ان ُع َم َمح َقا َ ‪َ :‬قا َ َر ُسلو ُ اهللَّا ‪ ":‬إا َّم امل ْن َّ‬ ‫لج َمحة ال َف ْسل ُق ُط‬ ‫لج امح َش َ‬ ‫الك َ‬ ‫وين ما اهي؟ َفو َقع الةَّاس ايف َشج امح ا ْلبو ا‬ ‫ا‬ ‫ادين َقلا َ َع ْبلدُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ُ‬ ‫َو َر ُق َاان َوإا َّهنَا َم َا ُ ادُْ ْسل امن َف َحدي ُث ا َ َ َ َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لي َفلا َر ُسلو َ اهللَّا؟‬ ‫است َْح َي ْي ُتن ُث َّم َقا ُلوا‪َ :‬حلدي ْثةَا َملا ه َ‬ ‫اهللَّا‪َ :‬و َو َق َع ايف َن ْفيس َت َّهنَا الة َّْخ َل ُا َف ْ‬ ‫َقا َ ‪ :‬اه َي الة َّْخ َل ُا " ‪.‬‬ ‫(‪)530‬‬

‫يف هذا ادا احلواري ف ّلم المحسو ‪ ‬ادسلمني حقيقا مجيللا وهلي َم َال ادسللم‬ ‫وكونه ما الةخلا التي ال فسقط ورقاا ب هي دائما اخلرضة وخلها ممحجو ك حني‬ ‫من ثامرها وجمحفدها وظلاا‪ ...‬وهكذا ادسلم احلق فمحجى خله يف ك عمل وحلنين‬ ‫والةبي ‪ ‬فست م لذلك تسلوب الس ا واجلواب ليحمحك ال قو ‪.‬‬ ‫‪ -2‬حوارات املوعظة‪:‬‬ ‫الوعظ تسلوب تمحبوي هيدف إىل تمحقيق القلوب وهتذفب الةفلوس للمسللم فلإذا‬ ‫كام للكافمح فاو لدعوته إىل اإلسالم وتذكله بالاواب وال قابن والةبي ‪ ‬كام ف لظ‬ ‫تصحابه وفذكّمحهمن ولكةه مل فكن فكامح عليام تو فطي ادوعما كام قا ابن مس ود‪":‬‬ ‫ا ا‬ ‫ك َ‬ ‫السآ َم اا َع َل ْيةَا " وسةختار هةا حلوار‬ ‫َام الةَّبا ُّي ‪َ ‬فت َ​َخ َّو ُلةَا باادَْ ْوع َما ايف األَ َّفا ام ك َ​َمح َاه َا َّ‬ ‫(‪)569‬‬

‫موعمته ‪ ‬للةسا ‪.‬‬ ‫ حوار موعظة النساء‪:‬‬‫َعن َت ايب س ا ٍ‬ ‫يد ْ‬ ‫اخلُدْ ار يي َقا َ ‪َ :‬خ َمح َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪ ‬ايف َت ْض َحى َت ْو فا ْط ٍمح إا َىل ادُْ َص َّىل َف َم َّلمح‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫رش الة َيسا ا ت َ​َصدَّ ْق َن ؛ َفإا يين ُت ارف ُت ُك َّن َت ْك َا َمح َت ْه ا الة اَّارن َف ُق ْل َن‪َ :‬وبا َم َفلا‬ ‫َع َىل الة َيسا َف َقا َ ‪َ :‬فا َم ْ َ َ‬

‫َاقص ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لات َع ْقل ٍ َو اد ٍ‬ ‫فلن‬ ‫َر ُسو َ اهللَّا؟ َقا َ ‪ُ :‬تكْا ْمح َم ال َّل ْ َن َو َت ْك ُف ْمح َم ا ْل َ ك َلن َما َر َت ْف ُت مل ْن ن َ‬ ‫َت ْذه ا‬ ‫احل ا‬ ‫از ام ام ْن إا ْحدَ ا ُك َّنن ُق ْل َن‪َ :‬و َما ُن ْق َص ُ‬ ‫ام ادفةاةَا َو َع ْقلاةَا َفا َر ُسلو َ اهللَّا؟‬ ‫ب ل ُل ي‬ ‫َ َ‬ ‫المح ُج ا ْ َ‬ ‫ب َّ‬

‫‪ - 530‬رواه البخاري (‪ )45‬ومسلم (‪.)2902‬‬ ‫‪ - 569‬رواه البخاري (‪.)42‬‬

‫(‪)123‬‬


‫ب َشااد اة المحج ا ؟ ُق ْلن‪ :‬ب َىلن َقا َ ‪َ :‬ف َذل ا ا‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ت َليس َشااد ُة ادَْمح َت اة ام ْا َ ناص ا‬ ‫ك امن ُن ْقص ا‬ ‫لام‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ َ ْ‬ ‫لىلن َقلا َ ‪َ :‬ف َذل ا ا‬ ‫للك املن ُن ْقص ا‬ ‫اض ْت َمل ْ ت َُص ي َو َمل ْ ت َُص ْم؟ ُقللْ َن‪َ :‬ب َ‬ ‫للام‬ ‫َع ْقلا َاان َت َل ْي َس إا َذا َح َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ادفة ا َاا " ‪.‬‬ ‫(‪)565‬‬

‫يف هذا احلوار ادبارك بني رسو اهلل ‪ ‬ونسا اد مةني فوائد جليلان نذكمح مةاا ملا‬ ‫خيص تدب احلوار وفقاهن حيث نلاداه ّن الةبلي ‪ ‬وتملمحهن بالصلدقا إكمحاملا هللنن‬ ‫وحذرهن من الةار وذكمح هلن سبب ذلك حني سكلةهن والةقصام الذي ذكمحه الةبلي ‪‬‬ ‫ليس تة ّقصا من شكم الةسا ن ب هو تممح فت لق بطبي ا خلقان الذي فطمحهن اهلل ت لاىل‬ ‫عليه كام هو م لوم‪ ...‬ويف هذا رد عىل الذفن تسا وا فام هذه الةصوصن ب تسلا وا‬ ‫فام موقب اإلسالم من الةسا عامان والواقع تنه ال ُت محف حضارة تنصلفت الةسلا‬ ‫وحفمت هلن حقوقان كام ف لت حضارة اإلسلالمن ولكلن ب لض ادسللمني تحيانلا‬ ‫فيس فام الدفن تو حتى عمحضه عىل اآلخمحفن‪...‬‬ ‫‪ -3‬القصص احلواري‪:‬‬ ‫يف السةا الةبوفا كال من قصص األولني ملن صلاحلي ادسللمنين وتملا اإلسلالم‬ ‫واحدة عىل ممح ال مامن والدفن عةد اهلل واحد هلو اإلسلالم‪ ..‬فقصلص الصلاحلني يف‬ ‫القمحآم والسةا فياا بيام ل قيدة اإلسالم وتخالقه وآدابه ادمتلدة علج التلارفخن وملن‬ ‫لا ْي ٍ‬ ‫ب‬ ‫ذلك القصص ادبارك قصا ادلك والساحمح والغالمن ففي صحيح مسلم َع ْن ُص َ‬ ‫ا‬ ‫َت َّم رسو َ اهللَّا ‪َ ‬قا َ ‪ :‬ك َ ا ا‬ ‫َلج َقلا َ‬ ‫َام َق ْب َلك ُْمن َوك َ‬ ‫يم ْن ك َ‬ ‫َلام َلل ُه َسلاح ٌمحن َف َل َّلام ك ا َ‬ ‫َام َمل ٌك ف َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ا ا ا‬ ‫الس ْح َمحن َف َب َ َث إا َل ْي اه ُغالما ُف َ يل ُم ُهن َفك َ‬ ‫َام‬ ‫َج ُت َفا ْب َ ْث إا َ َّيل ُغالما ُت َع يل ْم ُه ي‬ ‫ل ْل َملك‪ :‬إا يين َقدْ ك ا ْ‬ ‫َام إا َذا َتتَى الس ا‬ ‫اا‬ ‫ا‬ ‫ب َف َق َ دَ إا َل ْي اه َو َس ام َع كَال َم ُه َف َك ْع َج َب ُهن َفك َ‬ ‫لاح َمح َم َّلمح‬ ‫ايف َط امحفقه إا َذا َس َل َك َراه ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫احمح َرضبه َف َككَا َذل ا َك إا َىل المح ا‬ ‫باالمح ا‬ ‫اه ا‬ ‫اه ا‬ ‫يت‬ ‫بن َف َقا َ ‪ :‬إا َذا َخ اك َ‬ ‫الس َ َ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ب َو َق َ دَ إا َل ْيهن َفإا َذا َتتَى َّ‬ ‫َّ‬

‫‪ - 565‬رواه البخاري (‪ )396‬ومسلم (‪ )265‬والرتمذي (‪.)2453‬‬

‫(‪)124‬‬


‫ا‬ ‫ا‬ ‫الس ا‬ ‫لو‬ ‫اح َمح َف ُق ْ ‪َ :‬ح َب َسةاي َت ْه ايلن َوإا َذا َخ اك َ‬ ‫السلاح ُمحن َف َب ْيلة َ​َام ُه َ‬ ‫يت َت ْه َل َك َف ُقل ْ ‪َ :‬ح َب َسلةي َّ‬ ‫َّ‬ ‫ك َ​َذل ا َك إا ْذ َتتَى َع َىل داب ٍا َعمايم ٍا َقدْ حبس ْت الةَّاس َف َقا َ ‪ :‬ا ْليوم َت ْع َلم آلس ا‬ ‫لاح ُمح َت ْف َضل ُ َت ْم‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َام َتممح المح ا‬ ‫ا‬ ‫لك امل ْن َت ْم ا‬ ‫اه ا‬ ‫لب إا َل ْي َ‬ ‫لمح‬ ‫ب َت َح َّ‬ ‫المحاه ُ‬ ‫ب َت ْف َض ُ ؟ َف َك َخ َذ َح َجمحا َف َقا َ ‪ :‬ال َّل ُا َّم إا ْم ك َ ْ ُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫َّ ا ا‬ ‫َّلاسن َف َلكتَى‬ ‫َّلاسن َف َمح َم َ‬ ‫اهلا َف َق َت َل َالا َو َم َ ل الة ُ‬ ‫يض الة ُ‬ ‫الساحمح َفا ْق ُت ْ َهذه الدَّ ا َّب َا َحتَّى َف ْم َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ْت ا ْل َي ْو َم َت ْف َض ُ امةيين َقدْ َب َل َغ ام ْن َت ْم امح َك َما‬ ‫ب‪َ :‬ت ْي ُبة ََّين َتن َ‬ ‫ج ُه َف َقا َ َل ُه ال َّمحاه ُ‬ ‫المحاه َ‬ ‫ب َف َك ْخ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َت َرىن َوإان َ‬ ‫يت َفال تَدُ َّ َع َ َّيل‪.‬‬ ‫َّك َس ُت ْبت َ​َىلن َفإا ْم ا ْبتُلا َ‬

‫َام ا ْل ُغالم ف اج ُئ األَكْمه واألبمحص وفلدَ ااوي الةَّلاس املن س ا‬ ‫َوك َ‬ ‫لائ امح األ ْد َوا ا ن َف َسل ام َع‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َْ َ َُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ُْ‬ ‫َام َقدْ َع امي َف َكتَاه اهبدَ افا كَاا ٍ‬ ‫جلايس ل ا ْلملا ا‬ ‫كك َ‬ ‫اهةَلا َل َ‬ ‫ْلت‬ ‫لع إا ْم َتن َ‬ ‫لك َت ْ َ‬ ‫للة َف َقلا َ ‪َ :‬ملا َه ُ‬ ‫مج ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫لو ُت اهللََّ‬ ‫ْلت آ َمة َ‬ ‫َش َف ْيتَةاين َف َقا َ ‪ :‬إا يين ال َت ْش افي َت َحدان إان َ​َّام َف ْك افي اهللَُّن َفلإا ْم َتن َ‬ ‫ْلت بالاهللَّا َد َع ْ‬ ‫َف َك َف َ‬ ‫اكن َفآ َم َن بااهللَّا َف َك َفا ُه اهللَُّن َف َكتَى ادَْلا َك َف َج َل َس إا َل ْي اه ك َ​َام ك َ‬ ‫جيلا ُسن َف َقا َ َلل ُه ادَْلا ُ‬ ‫لك‪:‬‬ ‫َام َ ْ‬

‫رص َك؟ َقا َ ‪َ :‬ر ييبن َقا َ ‪َ :‬و َل َك َرب َغ ْ الي؟ َقا َ ‪َ :‬ر ييب َو َر ُّب َك اهللَُّن َف َك َخ َ‬ ‫لذ ُه‬ ‫َم ْن َر َّد َع َل ْي َك َب َ َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َلين َقلدْ َب َل َ‬ ‫لغ‬ ‫َف َل ْم َف َ ْ ُف َ يذ ُب ُه َحتَّى َد َّ َع َىل ا ْل ُغال امن َفجي َ باا ْل ُغال ام َف َقا َ َل ُه ادَْل ُك‪َ :‬ت ْي ُبة َّ‬ ‫ام ْن اس ْح امح َك َما ت ْ ا‬ ‫ص َو َت ْف َ ُ َو َت ْف َ ُ ؟ َف َقا َ ‪ :‬إا يين ال َت ْش افي َت َحلدا إان َ​َّلام‬ ‫ُج ُئ األك َْم َه َواأل ْب َمح َ‬ ‫لبن َف اجلي باالمح ا‬ ‫ف ْك افي اهللَُّن َف َك َخ َذه َف َلم ف َ ْ ف يذبه حتَّى د َّ َع َىل المح ا‬ ‫اه ا‬ ‫اه ا‬ ‫لب َف اقيل َ َلل ُه‬ ‫ُ ْ َ َُ ُ​ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ْار اج ْع‪َ :‬ع ْن ادفة ا َك َف َك َبىن َفدَ َعا باادْ ا ْئ َك ا‬ ‫لع‬ ‫ار َف َو َض َع ادْ ْئ َك َار ايف َم ْف امح ا َر ْتسه َف َك َّق ُه َحتَّلى َو َق َ‬ ‫يس ادَْلا ا‬ ‫لمح ا‬ ‫ك َف اقي َ ‪َ :‬ل ُه ْار اج ْع َع ْن ادفة ا َك َف َك َبى َف َو َض َع ادْ ا ْئ َك َار ايف َم ْف ا‬ ‫اش َّقا ُهن ُث َّم اجي َ با َجلا ا‬ ‫َر ْت اس اه َف َك َّق ُه با اه َحتَّى َو َق َع اش َّقا ُهن ُث َّم اجي َ باا ْل ُغال ام َف اقي َ َل ُه‪ْ :‬ار اج ْع َع ْن ادفة ا َك َف َك َبى َفدَ َف َ ُه‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫اص َ دُ وا با اه ْ‬ ‫اجلَ َب َ َفإا َذا َب َل ْغلت ُْم‬ ‫إا َىل َن َف ٍمح م ْن َت ْص َحاباه َف َقلا َ ‪ :‬ا ْذ َه ُبوا باه إا َىل َج َب ا ك َ​َذا َوك َ​َذا َف ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا اا‬ ‫لم‬ ‫اجل َبل َ َف َقلا َ ‪ :‬ال َّل ُا َّ‬ ‫ُذ ْر َو َت ُه َفإا ْم َر َج َع َع ْن دفةه َوإاال َفا ْط َمح ُحو ُهن َف َذ َه ُبوا باه َف َص دُ وا باله ْ َ‬ ‫اجلب ُ َفس َق ُطوان وجا فم اء إا َىل ادَْلا ا‬ ‫اك اْفة ا ا‬ ‫ك َف َقا َ َل ُه ادَْلا ُك‪َ :‬ما‬ ‫يا ْم با َام اش ْئ َتن َف َمح َج َ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫ب اهبا ْم ْ َ َ َ‬ ‫َف َ َ َت ْص َحا ُب َك؟ َقا َ ‪َ :‬ك َفانا ا‬ ‫اةا ُلو ُه‬ ‫يا ُم اهللَُّن َفدَ َف َ ُه إا َىل َن َف ٍمح ام ْن َت ْص َحابا اه َف َقا َ ‪ :‬ا ْذ َه ُبوا با اه َف ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا اا‬ ‫ا‬ ‫ايف ُق ْمح ُق ٍ‬ ‫لم‬ ‫ور َفت َ​َو َّس ُطوا باه ا ْل َب ْح َمح َفإا ْم َر َج َع َع ْن دفةه َوإاال َفا ْقذ ُفو ُهن َف َذ َه ُبوا باه َف َقلا َ ‪ :‬ال َّل ُا َّ‬ ‫(‪)125‬‬


‫يام باام اش ْئ َتن َفا ْن َك َف َك ْت اهبام الس افيةَ ُا َف َغ امح ُقوان وجا فم اء إا َىل ادَْلا ا‬ ‫اا‬ ‫ك َف َقا َ َل ُه ادَْلا ُك‪:‬‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫ْ َّ‬ ‫اكْفة ا ْ َ‬ ‫َما َف َ َ َت ْص َحا ُب َك؟ َقا َ ‪َ :‬ك َفانا ا‬ ‫يا ُم اهللَُّ‪.‬‬ ‫َف َقا َ ل ا ْلملا ا‬ ‫ك‪ :‬إان َ‬ ‫لع‬ ‫َّك َل ْس َت با َقات ايل َحتَّى َت ْف َ َ َما آ ُم ُمح َك با اهن َقا َ ‪َ :‬و َما ُه َو؟ َقلا َ ‪ْ َ :‬‬ ‫جت َم ُ‬ ‫َ‬ ‫ا ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا ٍ ا ٍ‬ ‫ا‬ ‫لا َم ايف‬ ‫الس ْ‬ ‫الة َ‬ ‫َّاس ايف َص يد َواحد َوت َْص ُل ُبةي َع َىل ج ْذ ٍع ُث َّم ُخ ْذ َس ْاام م ْن كةَانَتي ُث َّم َض ْع َّ‬

‫كَبا اد ا ْل َق ْو ا‬ ‫لت َذل ا َ‬ ‫اس ام اهللَّا َر يب ا ْل ُغال ام ُث َّم ْار امةالي َفإان َ‬ ‫لك َق َت ْلتَةالين‬ ‫َّلك إا َذا َف َ ْل َ‬ ‫س ُث َّم ُق ْ ‪ :‬با ْ‬ ‫ا ا ا ا‬ ‫ا ٍ ا ٍ‬ ‫لع‬ ‫لم َو َض َ‬ ‫َّاس ايف َص يد َواحد َو َص َل َب ُه َع َىل اج ْذ ٍع ُث َّم َت َخ َذ َس ْ‬ ‫َف َج َم َع الة َ‬ ‫لاام مل ْن كةَانَتله ُث َّ‬ ‫الس ْا َم ايف َك ْب اد ا ْل َق ْو ا‬ ‫لا ُم ايف ُصلدْ اغ اه‬ ‫الس ْ‬ ‫اس ام اهللَّا َر يب ا ْل ُغال ام ُث َّم َر َما ُه َف َو َق َ‬ ‫لع َّ‬ ‫س ُث َّم َقا َ ‪ :‬با ْ‬ ‫َّ‬ ‫اا‬ ‫ا‬ ‫َّلاس‪ :‬آ َمةَّلا با َلمح يب ا ْل ُغلال امن آ َمةَّلا‬ ‫الس ْا ام َف َام َتن َف َقا َ الة ُ‬ ‫َف َو َض َع َفدَ ُه ايف ُصدْ غه ايف َم ْوض اع َّ‬ ‫حت َذ ُر؟ َقدْ َواهللَّا َن َ َ‬ ‫يت ادَْلا ُك َف اقي َ َل ُه‪َ :‬ت َر َت ْف َت َما ُكة َْت َ ْ‬ ‫با َمح يب ا ْل ُغال امن آ َمةَّا با َمح يب ا ْل ُغال امن َف ُك ا َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫رض َم الة َيل َ‬ ‫ام‬ ‫با َك َح َذ ُر َكن َقدْ آ َم َن الة ُ‬ ‫َّاسن َف َك َم َمح بااألُ ْخدُ ود ايف َت ْف َواه ي‬ ‫السكَك َف ُخدَّ ْتن َو َت ْ َ‬

‫ةوه فاياا َتو اقي َ َله ا ْقت ا‬ ‫ا اا‬ ‫َح ْم َف َف َ ُلوان َحتَّلى َجلا َ ْت ا ْم َلمح َت ٌة‬ ‫ُ‬ ‫َو َقا َ ‪َ :‬م ْن َمل ْ َف ْمح اج ْع َع ْن دفةه َف َك ْ ُ ُ َ ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لق‬ ‫احل ي‬ ‫ياا َف َقا َ َهلَا ا ْل ُغال ام‪َ :‬فا ُت َّم ْه ْ‬ ‫َو َم َ َاا َصباي َهلَا َف َت َقا َع َس ْت َت ْم َت َق َع ف َ‬ ‫اص ا اجي َفإانَّك َع َىل ْ َ‬ ‫"‬

‫‪.‬‬

‫(‪)562‬‬

‫يف هذا احلدفث ادبارك عدة حوارات فةبئ ك مةاا علن عقيلدة صلاحبه ومبادئله‬ ‫وتفكارهن من ادلك اخلائب عىل ملكه ادست ني بالساحمح اد فد دَلاكه يف استممحار كفلمحه‬ ‫وظلمهن والمحاهب الصالح ادةقطع إىل عبادة اهللن والغالم ذي الفطمحة اخلالصا الةقيلان‬ ‫وجليس ادلك الذي آمن باهلل فكفاه وج ل الغلالم سلببا يف ذللك‪ ..‬وتخللا حلوار‬ ‫الصبي مع تمله حلني تقاعسلت علن دخلو نلار األخلدود‪ ..‬وهلو ملن اد جل ات‬ ‫الماهمحة‪..‬‬

‫‪ - 562‬رواه مسلم (‪ )2155‬وتةد (‪.)23024‬‬

‫(‪)126‬‬


‫ويف السةا ال دفد من ما هذا القصص الذي فتخذ احلوار تسلوبا لهن ألم تسلوب‬ ‫احلوار فساعد عىل تكخيص األفكار وإخمحاجاا يف صورة حيلا متحمحكلا علىل لسلام‬ ‫ادكاركني يف احلوار‪.‬‬ ‫إم ذلك كله مما فكد تزر ادسلم يف دفةه وف هله للصج عىل األذى يف سبي اهلل ولو‬ ‫كام القت حمحقا بالةارن وقد خ ّلد اهلل ت اىل ذكمح ه ال يف سورة الجو ‪.‬‬ ‫‪ -4‬حوارات الشورى‪:‬‬ ‫تممح اهلل ت اىل نبيه ‪ ‬بادكاورةن وكانت سةا خلفائه وتصحابه من ب ده رضوام اهلل‬ ‫عللليامن وقللد رضب الةبللي ‪ ‬تحسللن األمالللا يف التكللاور ملللع تصللحابهن فكلللام‬ ‫فستكل هم فيام مل فة‬

‫عليه فيه وحلي ملن اهلل ت لاىل كلام استكلارهم يف غل وة بلدر‬

‫واألرسى فياان وكذا غ وة تحد وصلح احلدفبيا وغل ذلكن وقد عمحفةا تم الكلورى‬ ‫رضب من احلوار اهلادئ الف ا تُتلداو فيله اآلرا ُ‬ ‫ومتحلص للوصلو إىل احلقيقلا‬ ‫والقمحار الصائبن وسةكتفي بماالني لذلك من غ ويت بدر واألح اب‪.‬‬ ‫أ ‪ -‬الشورى يف غزوة بدر‪:‬‬ ‫من مكاورات الةبي ‪ ‬ألصحابه يف غ وة بدر نورد هةا ب ضاا من تارفخ الطجي‬ ‫حيث فمحوي عن ابن إسحا ‪ ":‬وتتاه اخلج علن قلمحفش بمسللهم ليمة لوا عللهمن‬ ‫فاستكار الةبي ‪ ‬الةاسن وتخجهم عن قمحفشن فقلام تبلو بكلمح ريض اهلل عةله فقلا‬ ‫فكحسنن ثم قام عممح بن اخلطاب فقا فكحسنن ثم قلام ادقداد بلن عملمحو فقلا ‪ :‬فلا‬ ‫رسو اهللن امض دا تممحك اهلل فةحن م ك ؛ واهلل ال نقو لك كام قالت بةلو إرسائيل‬ ‫ك َف َقاتِال إِنَّا هاهنَا َ ِ‬ ‫ْت َو َر هب َ‬ ‫ون ‪(‬ادائلدة‪ )26:‬ولكلن اذهلب‬ ‫ب َأن َ‬ ‫اعدُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫دوسى ‪َ ‬فا ْذ َه ْ‬ ‫تنت وربك فقاتال إنا م كام مقاتلومن فوالذي ب اك باحلق لو رست بةا إىل بمحك الغامد‬

‫(‪)127‬‬


‫ ف ةي مدفةا احلبكا – جلاللدنا م ك من دونه حتى تبلغهن فقلا للله رسلو اهلل ‪‬‬‫خلا ودعا له بخل "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)563‬‬

‫قلت‪ :‬تما تبو بكمح وعممح وادقداد فام من ادااجمحفنن وموقب ادااجمحفن من تهل‬ ‫مكا م محوف‪ ...‬ولكن المحسو ‪ ‬إنام فمحفد رتي األنصلارن فالو اللذي فقلمحر مصلل‬ ‫اد محكان ذلك تم األنصار حيةام بلاف وا الةبلي ‪ ‬بي لا ال قبلا رشطلوا لله تم حيملوه‬ ‫وتصحابه ما داموا داخ اددفةان تملا احللمحب خارجالا فللم تكلن ملن رشوط تللك‬ ‫البي ا‪.‬‬ ‫عيل تهيلا‬ ‫ب د تم تكلم تولئك الكمحام الذفن ذكمحنان قا رسو اهلل ‪ ‬ثانيا‪ :‬تشلوا َّ‬ ‫الةاسن فقام س د بن م اذ ‪ -‬ريض اهلل عةه ‪ -‬فقا ‪ :‬واهلل لككنك تمحفدنا فا رسو َ اهلل !‬ ‫ُ‬ ‫قا ‪ :‬تج ْ ‪.‬‬ ‫قا س د‪ :‬فقد آمةا بك وصدّ قةاكن وشادنا تم ما جئت به احللق وتعطيةلاك علىل‬ ‫ا‬ ‫فامض فا رسو اهلل دلا تردتن فواللذي‬ ‫ذلك عاودنا ومواثيقةا عىل السمع والطاعان‬ ‫ب اك باحلقن إم است محضت بةا هذا البحمح فخضته خلضةاه م كن ما خت ّلب مةا رجل‬ ‫ج عةد احللمحبن ُصلدُ ٌ عةلد اللقلا ن‬ ‫واحدن وما نكمحه تم تلقى بةا عدونا غدان إنا َل ُص ُ ٌ‬ ‫ول‬

‫فرس بةا عىل بمحكا اهلل‪.‬‬ ‫اهلل فمحفك مةا ما ُّ‬ ‫تقمح به عيةك ْ‬ ‫فقا ‪ :‬سلوا عىل بمحكا اهللن وتبرشوان فإم اهلل قد وعدين إحدى الطائفتنين واهلل‬

‫لككين تنممح إىل مصارع القوم !‬

‫(‪)566‬‬

‫‪.‬‬

‫يف هذا احلوار فككب الةبي ‪ ‬عن سةا الكورى مع تصحابهن فام سيخمحجوم إىل‬ ‫القتا ن وال بد تم فكونوا مست دفن لذلكن وقد اجتذب ته اددفةا إىل ذلك بكسلوبه‬

‫‪ - 563‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪.636 2 :‬‬ ‫‪ -566‬نفسه‪.631 2:‬‬

‫(‪)128‬‬


‫عيل تهيا الةاس " وهلذا ما جل‬ ‫المحقيق " تشلوا ّ‬

‫س د بن م اذ ريض اهلل عةه ففطلن‬

‫إىل تنه ‪ ‬فمحفد األنصار خاصا يف هذا ادوقبن فكام جوابه البليلغ اد لج اللذي علىل‬ ‫إثمحه خمح ادسلموم مااجمحفن وتنصارا إىل اد محكلان ملا علدا نفلمحا قلليال ختلفلوا ألم‬ ‫اخلمحو مل فكن ع فما وال كام القتا متوق ا‪.‬‬ ‫ويف ممححلا االست داد للم محكا ن‬

‫ادسلموم مة ال اسلت دادا للم محكلان ولكلن‬

‫تحد اجلةود ادخلصني رتى بخجته ال سكمحفا تم هةاك ما هلو تفضل ملن ذللكن ومل‬ ‫فكن الةبي ‪ ‬حيجمح عىل تحد رتفه تو مكورته لصالح ادسلمنين ففي تارفخ الطلجي "‬ ‫تم احلباب بن ادةذر بن اجلموح قا ‪ :‬فا رسو اهللن ترتفت هذا ادة ن تمةل ٌ تن لكله‬ ‫اهلل ليس لةا تم نتقدمه وال نتكخمحهن تم هو المحتي واحلمحب وادكيدة؟‬ ‫قا ‪ :‬ب هو المحتي واحلمحب وادكيدة‪.‬‬ ‫فقا ‪ :‬فا رسو اهللن فإم هذا ليس لك بمةل ن اهنض بالةاس حتى نكيت تدنى ملا‬ ‫من القوم فةة لهن ثم ُن يور ما سواه من ال ُق ُلبن ثم نبةي عليه حوضا فلةمأله ملا ن ثلم‬ ‫نقات القوم فةرشب وال فرشبوم‪.‬‬ ‫فقا رسو اهلل ‪ :‬لقلد ترشت بلالمحتين فلةاض رسلو اهلل ‪ ‬وملن م له ملن‬ ‫الةاسن فسار حتى تتى تدنى ما من القوم ؛ فة‬ ‫حوضا عىل القليب الذي ن‬

‫عليهن ثم تممح بال ُقلب ف ُ ّورتن وبةى‬

‫فمىل ما ن ثم قذفوا فيه اآلنيا "‬ ‫عليه ُ‬

‫(‪)561‬‬

‫‪.‬‬

‫يف هذا ادوقب فككب الةبي ‪ ‬عن خلق علا ٍ ملن تقبل الةصلح وادكلورة ملن‬ ‫تتباعه ادخلصنين وهو فرتك للمواهب الفمحدفا تم تجز وتتفاع لتصب يف هنمح احلمحكا‬ ‫اإلسالميا الفاعلان وليس كام فف‬

‫كال من القادة حني فةفمحدوم بلالمحتي وحيجلمحوم‬

‫عىل األتباع وحيتكمحوم الساحا القيادفا واإلعالميان فتموت ادواهب وتةدثمح األفكلار‬ ‫‪ -561‬نفسه‪.669 2:‬‬

‫(‪)129‬‬


‫تغء علياا دعافا السلطا ووهجاان وبذلك خيرس ادسلموم الكال جمحا إهلدار‬ ‫التي ّ‬ ‫مبدت الكورى واحلوار الف ّ ا ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬الشورى يف غزوة األحزاب‪:‬‬ ‫يف شوا من السةا اخلامسا للاجمحة اجتم ت األح اب‪ :‬قمحفش بقيادة تيب سفيامن‬ ‫وغطفام بقيادة ُع َييةا بن اح ْصن ال َف َ ارين اجتم وا حلمحب ادسلمنين وذلك بإف از من‬ ‫وح َي ّي بن تخطب الياودفني ومجاعا آخمحفن ملن هيلودن خمحجلوا‬ ‫حل َق ْيق ُ‬ ‫سالم بن تيب ا ُ‬ ‫حتى قدموا عىل قمحفش فلدعوهم إىل حلمحب رسلو اهلل ‪ ‬وادسللمنين وقلالوا‪ :‬إنلا‬ ‫سةكوم م كم حتى نستكصلام‪ ...‬فقالت قمحفش‪ :‬فا م رش هيودن إنكم تهل الكتلاب‬ ‫خل تم دفةه؟‬ ‫األو وال ل ام بام تصبحةا نختلب فيه نحن وحممدن َتفدفةُةا ٌ‬ ‫قا تولئك الةفمح من هيود‪ :‬ب دفةكم خل من دفةهن وتنتم توىل باحللق مةه !! فكن‬ ‫ـت وال َّطـاغ ِ‬ ‫اجلب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـن ا ْلكِت ِ‬ ‫ُوت‬ ‫َـاب ُي ْؤ ِمن َ‬ ‫َ‬ ‫ُـون بِ ِْ ْ‬ ‫ين ُأوتُـوا نَصـيب ًا م َ‬ ‫اهلل ت اىل ‪َ ‬أ َس ْ ت َ​َر إِ َر ا َّلذ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وي ُقو ُل َ ِ ِ‬ ‫ين َآمنُوا َسبِي ً‬ ‫ال ‪( ‬الةسا ‪. )15:‬‬ ‫ين َك َف ُروا َه ُؤلء َأ ْهدَ ى م َن ا َّلذ َ‬ ‫ون ل َّلذ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫(‪)564‬‬

‫عىل تثمح زفارة هيود هذه اجتمع تولئلك اللذفن ذكمحنلا حللمحب ادسللمنين فخةلد‬ ‫رسو ُ اهلل ‪ ‬حو اددفةا خةدقا بمكورة سلامم الفاريس ريض اهلل عةلهن فحارصهتلا‬ ‫األح اب قمحفبا من عرشفن ليللان واشلتد اللبال بادسللمنين حتلى إم رسلو اهلل ‪‬‬ ‫ترس إىل عييةا بن حصن واحلارث بن عوف ادُ يلمحي قائلدي غطفلام فصلاحلاام علىل‬ ‫إعطائاام َ‬ ‫ثلث ثامر اددفةلا رشفطلا تم فمحج لوا بملن م الم إىل دفلارهم بغلل حلمحب‬ ‫وفرتكوا قمحفكا وحدها‪ ...‬وترس الةبي ‪ ‬إىل سيدي األنصار‪ :‬س د بن عبادة وس د‬ ‫بن م اذ فستكلةا يف األممحن فقاال‪ :‬فا رسلو اهللن تهلذا تملمح حتبله فةصلة هن تم يش‬ ‫تممحك اهلل ع وج بهن ال بدّ لةا من عم بله؟ تم يش تصة ه لةا؟‬ ‫‪ -564‬اخلج يف تارفخ الطجي‪.141 2 :‬‬

‫(‪)131‬‬


‫قا رسو اهلل ‪ :‬ال ب لكم‪ ...‬فقا س د بن م اذ‪ :‬فا رسو اهللن قد كةلا نحلن‬ ‫وه ال القوم عىل رشك باهلل ع وج وعبادة األوثامن وال ن بد اهلل وال ن محفهن وهلم‬ ‫ال فطم وم تم فككلوا مةا متمحة إال اق َمحى الضيب تو بي ان تفحني تكمحمةلا اهلل باإلسلالمن‬ ‫وهدانا لهن وتع نا بك ن طيام تموالةا؟ ال حاجا لةا هبذان واهلل ال ن طيام إال السليب‬ ‫حتى حيكم اهلل بيةةا وبيةام ! فتال وج ُه رسو اهلل ‪ ‬وقا ‪ :‬فكنت وذاك !‬

‫(‪)562‬‬

‫‪.‬‬

‫ومع تم األممح يف السةا اخلامسلا كلام قلد اسلتقمح للمسللمني يف اددفةلا وانصلامح‬ ‫فلةس قلط‬ ‫ادااجمحوم واألنصار يف بوتقا اإلسالم إخوة متحابنين فلإم المحسلو ‪ ‬مل َ‬ ‫لألنصار فضلام ومكانتامن ومل فرتك مكلورة كبلارهم يف األملور الكبللة كالقتلا ن‬ ‫وهلذا استكار الس دفن ريض اهلل عةاام يف تممح مصاحلا ب ض القبائ عىل ج من ثامر‬ ‫ّ‬ ‫ليخذهلم عن قمحفشن وهةا تستوقفةا حصافا رتي س د بن م اذ ريض اهلل عةهن‬ ‫اددفةان‬ ‫إذ استفام عن ذلك المحتي‪ :‬تهو من الرشع فلال جيتالد م لهن تم هلو جالد الةبلي ‪‬‬ ‫الكخ‬

‫تخذا باألسباب فتجوز ممحاج تهن فلام عمحف تنه جاد الةبي ‪ ‬كام مةه ذلك‬

‫رس به الةبي ‪.‬‬ ‫ادوقب القوي الذي ُ ّ‬ ‫الةبي ادوحى إليه اد فلد بلوحي اهلل‬ ‫تلكم سةا الةبي ‪ ‬وتخالقه ادباركان فمع تنه ُّ‬ ‫وعونهن فاو فستكل تصحابه ممن هلم المحتي وادكانان لي ّلم ادسللمني ضلمةا تم هلذا‬ ‫هو تفض السب للحياة الةاجحا القائما علىل احللوار والكلورىن وإم غيلاب ذللك‬ ‫احلوار عن كال من ساحات الت ام بني ادسلمني اليوم يف ك ادستوفات هللو سلبب‬ ‫تساس لكال من مككالت ادسلمني التلي فمكلن حلالا تو التفلاهم حوهللا إذا ف ّ ل‬ ‫ادسلموم مبادئ احلوار والكورى كام تممحهم اهلل وكام ف‬ ‫‪ – 5‬حوارات العفو عن املخطئني من املسلمني‪.‬‬

‫‪ -562‬نفسه‪.123 2 :‬‬

‫(‪)131‬‬

‫نبيام ‪.‬‬


‫إم اإلنسام يف اإلسالم ال فتحو بخطيئته إىل شيطام فستحق الل لن والطلمحد كلام‬ ‫رجلاع إىل ربله ال‬ ‫تلواب ّ‬ ‫ُف ام يف كال من احلضارات األخمحىن ب هو برشل خطلا ّ‬ ‫تةقطع صلته بمحبه ماام ارتكب من ذنوبن وال ُفطمحد من رةته إال إذا مات عىل الكفمح‪.‬‬ ‫وفيام فكيت موقفام لل فو ‪ -‬مما ليس فيه حد رشعي ‪ -‬عن ادخطئني من ادسللمنين‬ ‫الةبي ‪.‬‬ ‫ومواقب ال فو كالة يف سلة ّ‬ ‫أ‪ -‬حوار العفو عن حاطب بن أيب بلتعة‪:‬‬ ‫كام حاطب بن تيب بلت ا من ته بدر ذوي ادكانا الكبلة بلني ادسللمنين ولكةله‬ ‫وقع يف خطك كبل هدد تمن ادسلمني وهلم يف طلمحفقام لفلتح مكلا ادكمحملا يف ال لام‬ ‫برش لليس‬ ‫الاامن للاجمحةن حيث حاو إخبار قمحفش بتوجه ادسلمني إليامن والمحج‬ ‫ٌ‬ ‫عليل ريض اهلل عةله‬ ‫م صوما من اخلطكن واألخطا تقدّ ر بقدرهان جا يف احلدفث عن ّ‬ ‫قا ‪َ ":‬ب َ َاةاي َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ‬تنَا َوال ُّ َب ْ َل َوادْ ا ْقدَ ا َد َف َقا َ ‪ :‬ا ْن َطلا ُقوا َحتَّى ت َْكتُوا َر ْو َضل َا َخلاخٍ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َاب َف ُخ ُذوا امة َْاان َقا َ ‪َ :‬فا ْن َط َل ْقةَلا َت َ لا َدى باةَلا َخ ْي ُلةَلا َحتَّلى َت َت ْيةَلا‬ ‫َفإا َّم ا َهبا َظ يةَا َم َ َاا كت ٌ‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫َابن َف ُق ْلةَلا‪:‬‬ ‫َابن َقا َل ْت‪َ :‬ما َم ي كت ٌ‬ ‫المح ْو َض َان َفإا َذا ن َْح ُن باال َّم يةَان ُق ْلةَا َهلَا‪َ :‬ت ْخ امح اجي ا ْلكت َ‬ ‫َّ‬

‫اصاان َف َك َتيةَا با ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا ا‬ ‫له َر ُسلو َ اهللَّا‬ ‫َاب َت ْو َلةُ ْل اق َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ابن َقا َ ‪َ :‬ف َك ْخ َمح َج ْت ُه م ْن ع َق َ‬ ‫ني ال يا َي َ‬ ‫َلت ُْخ امح اج َّن ا ْلكت َ‬ ‫َاس با َم َّك َا امل َن ادُْ ْ ا‬ ‫ْلج ُه ْم بال َب ْ ا‬ ‫‪َ ‬فإا َذا فايه ا" ملا ْن َحاطا ا‬ ‫ب ْب ان َت ايب َب ْل َت َ َا إا َىل ن ٍ‬ ‫ض‬ ‫رشلكا َ‬ ‫ني ُخي ا ُ‬ ‫َتمل اْمح َر ُسو ا اهللَّا ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫بن َما َه َذا؟‬ ‫َف َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ :‬فا َحاط ُ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬فا َر ُسو َ اهللَّان ال َت ْ َج ْ َع َ َّيلن إا يين ُكة ُْت ا ْم َمحت ُم ْل َصلقا ايف ُق َلمح ْف ٍ‬ ‫ْلت‬ ‫ش ‪َ -‬ف ُقلو ُ ُكة ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫حي ُم َ‬ ‫َحلايفا ‪َ -‬و َمل ْ َت ُك ْن ام ْن َت ْن ُف اس َاان َوك َ‬ ‫لوم‬ ‫لم َق َمحا َب ٌ‬ ‫لات َ ْ‬ ‫َام َم ْن َم َ َك م َن ادُْ َااج امحف َن َم ْن َهل ُ ْ‬ ‫ا ا‬ ‫ب فا ا‬ ‫َت ْهلا ا‬ ‫يا ْم َو َت ْم َو َاهل ُ ْمن َف َك ْح َب ْب ُت إا ْذ َفاتَةاي َذل ا َك ام َن الة َ​َّس ا‬ ‫حي ُم َ‬ ‫لوم‬ ‫يا ْم َت ْم َت َّخت َذ عةْدَ ُه ْم َفدا َ ْ‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫اإلسال ام‪.‬‬ ‫َق َمحا َبتين َو َمل ْ َت ْف َ ْل ُه ْارتدَ ادا َع ْن دفةي َوال ارضا باا ْل ُك ْف امح َب ْ دَ ْ‬ ‫(‪)132‬‬


‫َف َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ‬ت َما إا َّن ُه َقدْ َصدَ َقك ُْم‪.‬‬ ‫َف َقا َ ُع َم ُمح‪َ :‬فا َر ُسو َ اهللَّان َد ْعةاي َت ْ ا‬ ‫رض ْب ُعة َُق َه َذا ادُْةَافا اق !‬ ‫َف َقا َ ‪ :‬إا َّن ُه َقدْ َش اادَ َبدْ ران َو َما ُفدْ ار َ‬ ‫فك َل َ َّ اهللََّ ا َّط َل َع َع َىل َم ْن َش اادَ َبدْ را َف َقا َ ا ْع َم ُلوا‬ ‫ما اش ْئتُم َف َقدْ َغ َفمح ُت َلكُمن َف َك ْن َ َ اهللَُّ السور َة ‪ ‬يا َأُّيا ا َّل ِذين آمنُـوا ل َتت ِ‬ ‫َّخ ُ‬ ‫ـذوا َعـدُ ِّوي‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َ َ ه َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اءك ُْم ِم َن َْ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫احل ِّق ُ ْ‬ ‫ـول‬ ‫ُي ِر ُج َ‬ ‫اء ُت ْل ُق َ‬ ‫ون َّ‬ ‫ون إِ َل ْي ِه ْم بِاملَْ َو َّدة َو َ دْ َك َف ُروا بِ َام َج َ‬ ‫َو َعدُ َّوك ُْم َأ ْول َي َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫ُِّسـ َ‬ ‫َوإِ َّياك ُْم َأ ْن ت ُْؤمنُوا بِاهللَِّ َر ِّبك ُْم إِ ْن ُكنْت ُْم َخ َر ْجت ُْم ِج َهاد ًا ِيف َسبِييل َوا ْبتغ َ‬ ‫َاء َم ْر َضاِت ت ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السبِ ِ‬ ‫يل‬ ‫إِ َل ْي ِه ْم بِاملَْ َو َّدة َو َأنَا َأ ْع َل ُم بِ َام َأ ْخ َف ْيت ُْم َو َما َأ ْع َلنْت ُْم َو َم ْن َي ْف َع ْل ُه منْك ُْم َف َقدْ َض َّل َس َو َاء َّ‬ ‫(تو سورة ادمتحةا)‬

‫‪‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪)562‬‬

‫لقد تظامح احلوار عن مكةوم نفس المحج ن ولو عوقب قبل ذللك هلللكن ولكةله‬ ‫تظامح يف حوار الةبي ‪ ‬حقيقا موقفهن وشاد له الةبلي ‪ ‬بالصلد ن وملع تنله خطلك‬ ‫جسيم غل متوقع من رج يف ما هذه ادكانلا فلإم اإلسلالم دفلن المحةلا وال فلون‬ ‫وللمحج سابقات يف ف‬

‫اخلل مةاا مكاركته يف غ وة بدرن هلذا كلله عفلا عةله الةبلي‬

‫‪.‬‬ ‫لقد تخطك المحج ن وكام فستحق ال قوبان ولكن عفو الةبي ‪ - ‬ب لد إذم اهلل عل‬ ‫وج ‪ -‬كام درسا بليغا لك القادة‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬حوار النبي ‪ ‬مع وحِش اتل محزة‪:‬‬ ‫كام ة ة بن عبد ادطلب ريض اهلل عةه مقاتال وفارسا شدفد البكسن وقتل علددا‬ ‫من رجاالت قمحفش فوم بدرن فدبمحت له هةد اممحتة تيب سلفيام مكيلدة خبيالان حيلث‬ ‫وحء هذا م محوفا بدقا التصلوفب‬ ‫وعدت عبدا حبكيا هلا احلمحف َا إم قت ة ةن وكام‬ ‫ٌ‬ ‫باحلمحبان فقصد حلم ة فوم تحد فقتله‪ ..‬وح م عليه الةبي ‪ ‬ح نا شدفدا‪ ..‬ثم تسللم‬ ‫‪ -562‬رواه البخاري (‪ )6226‬ومسلم (‪.)4695‬‬

‫(‪)133‬‬


‫فقص لقا ه ب لد ذللك بمحسلو اهلل ‪‬ن قلا ‪ ":‬ب لد ذللك‬ ‫وحء ب د ذلكن وها هو ُّ‬ ‫تتكادُ بكاادة احلق ؛‬ ‫ُ‬ ‫قدمت عىل رسو اهلل ‪ ‬اددفةان فلم فمح ْعه إال يب قائام عىل رتسه ّ‬ ‫توحء؟ قلت‪ :‬ن م فا رسو َ اهللن قلا ‪ :‬اق لد فحلدثةي كيلب قتللت‬ ‫فلام رآين قا ‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫وجالك فلال‬ ‫ب عةلي َ‬ ‫حيك ! غ ّي ْ‬ ‫ة ةن قا ‪ :‬فحدثته‪ ..‬فلام فمحغت من حدفاين قا ‪ :‬و َ‬ ‫ّب رسو َ اهلل ‪ ‬حيث كام لئال فمحاينن حتى قبضله اهلل "‬ ‫َت َرفةَّكن قا ‪ :‬فكةت تتةك ُ‬

‫(‪)560‬‬

‫ويف روفا للبخاري قا وحءل‪ ":‬قلدمت علىل رسلو اهلل ‪ ‬فللام رآين قلا ‪ :‬آنلت‬ ‫قللت‪ :‬قلد كللام ملن األملمح ملا بلغلكن‬ ‫قتلت ة َة؟ ُ‬ ‫وحء؟ قلت‪ :‬ن من قا ‪ :‬تنت َ‬ ‫تستطيع ْ‬ ‫وجلاك عةي؟ "‬ ‫ب‬ ‫قلا ‪ :‬فا‬ ‫َ‬ ‫تم تغ ّي َ‬ ‫ُ‬

‫‪.‬‬

‫(‪)519‬‬

‫لو كام وحء هذا عةد تحد غل الةبي ‪ ‬تكام لقي ما تلك اد املا احلسةا؟ لقد‬ ‫عفا عةهن وقب مةه إسالمهن ومن ذا فمح ّد رجال جا مسلام نادما؟ ولكن الةبلي ‪ ‬برشل‬ ‫من البرشن ففمحح وحي م وفغضب‪ ...‬لقد ح م لفقد عمه الفارس الكلجاعن وهللذا ال‬ ‫فمحفد تم فمحى قاتله فذهب وجيي تمام عيةيه فذكّمحه ب مه وبجمحفما هةد حني ما ّلت بله‬ ‫فكقت بطةه وتخذت قط ا من كبده فالكتاا بفماا ثم لفمتاا !! وقد ككلب احللوار‬ ‫عن خلق ال فو اجلمي من تخال الةبي حممد ‪.‬‬ ‫‪ -6‬احلوار مع املنافقني يف املدينة‪.‬‬ ‫مل فكن ال محب قب اإلسالم ف محفوم ظاهمحة الةفا بكلك واسلع كاللذي عمحفةلاه‬ ‫يب آنلذاكن وملا ُجبل عليله ملن‬ ‫عةاا يف اددفةا إ ّبام عرص الةبوةن ذلك تم طبي ا ال مح ّ‬ ‫األنفا وحب احلمحفا واالنطال من القيود السياسيا ما عدا القيلود القبليلا الضليقا‪..‬‬ ‫ك ذلك مل فكن فجر له اصطةاع الةفا وادداراةن هلذا السبب مل ت محف اللغلا ال محبيلا‬ ‫قب اإلسالم مصطلح " الةفلا " وال اسلم الفاعل " ادةلافق " كلام قلا تةلد بلن‬ ‫‪ - 560‬سلة ابن هكام‪.103 2 :‬‬ ‫‪ - 519‬طمحف من حدفث طوف رواه البخاري (‪.)6922‬‬

‫(‪)134‬‬


‫فارس‪ ":‬فكما ادةافق فاسم جا به اإلسالم لقوم تبطةوا غل ما تظامحوان وكام األصل‬ ‫من نافقا اللبوع"‬

‫(‪)515‬‬

‫‪.‬‬

‫وعىل هذا احلا من حب ال محيب للصد واألنفا وعدم احلاجا إىل الةفلا م‬

‫ل‬

‫الكطمح ادكي من دعوة الةبي حممد ‪ ‬بام كام فيه من رصاحا م اودة‪.‬‬ ‫ثم فكيت ال اد اددين وتقوى شوكا ادسلمني فيمامح الةفا دخادعا القوة اجلدفلدةن‬ ‫ومن الدالئ عىل ذلك تم لفظ " الةفا " ومكتقاته تف اال وتسام قد ورد يف القلمحآم‬ ‫الكمحفم يف (‪ )32‬موض ا وردت كلاا يف القمحآم اددينن وليس مةالا موضلع واحلد يف‬ ‫ادكي‬ ‫القمحآم‬ ‫ّ‬

‫(‪)512‬‬

‫!!‬

‫واحلدفث عن الةفا وادةافقني فكغ مساحا كبلة من آي القمحآم الكلمحفمن ذللك‬ ‫تهنم شكلوا خطمحا داةا يف اددفةا عىل ادجتمع ادسلم الةاشئن فكلام حلدفث القلمحآم‬ ‫عةام عىل قدر ما تثاروا من مككالت‬

‫(‪)513‬‬

‫ولةالحظ تم احللدفث علن الكفلار يف تو‬

‫سورة البقمحة جا يف آفتني فقط (‪ )2-4‬وتاله احلدفث عن ادةافقني يف ثالث عرشة آفا‬ ‫(‪ )29-2‬وكفاه دليال عىل ت اظلم حمحكا الةفا يف اددفةان ب إم إحدى سور القلمحآم‬ ‫ُسميت باسمام " سورة ادةافقوم " وهلذا كله ج لام اهلل ت اىل يف الةار حتلت ترجل‬ ‫الكافمحفن يف طيةا اخلبا ويف الغسلني عصلارة ته الةارن حيث تةبت شلجمحة ال قلوم‬ ‫التي ختلمح يف تصلل اجلحليم ذات طللع ككنله رؤوس الكلياطني‪ ..‬هةاللك مالوى‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َّار َو َل ْن َ ِ‬ ‫ني ِيف الدَّ ْر ِك األَ ْس َف ِل ِم َن الن ِ‬ ‫ُتدَ َُهل ْم ن َِصري ًا‬ ‫ادةافقني كام قا اهلل ت اىل ‪ ‬إِ َّن املُْنَافق َ‬ ‫‪( ‬الةسا ‪.)561 :‬‬ ‫‪ - 515‬تةد بن فارس‪ :‬الصاحبي‪26 :‬ن واللبوع‪ :‬حيوام صحمحاوي م محوف‪.‬‬ ‫‪ - 512‬حممد ف اد عبد الباقي‪ :‬اد جم ادفامحس أللفاحل القمحآم الكمحفم‪( 254 :‬مادة نفق) وهذا اجلذر اد جمي تست م‬ ‫مةه م ام تخمحى كاإلنفا والةفقن وال دد هةا خيص م ةى الةفا وادةافقني فقلط‪.‬‬ ‫‪ - 513‬د فد من التفصي عن حمحكا الةفا يف اددفةا راجع الفص ال ارش (‪ )345‬وما ب لدها ملن كتلاب "دراسلا يف‬ ‫السلة " للدكتور عامد الدفن خلي ‪.‬‬

‫(‪)135‬‬


‫لقد ما ادةافقوم خطمحا حقيقيا عىل الدعوة الةاشئان كام فقو الدكتور عامد الدفن‬ ‫خلي ‪ ":‬ومةذ ذلك احلني ‪ -‬تي ب د نرص بلدر ‪ -‬بلمحزت إىل الوجلود قلوة جدفلدة يف‬ ‫مواجاا احلمحكا اإلسالميا سببت هلا الكال من ادتاعب وادحنن ووض ت يف دروهبلا‬ ‫احلواج وال قباتن ومارست إزا ها من الداخ عمليات ختمحفبيا ال حرص هلا "‬ ‫ول‬

‫‪.‬‬

‫(‪)516‬‬

‫من تخطمحها موقفام الغادر يف غ وة اخلةد ن حيلث ّ‬ ‫خلذلوا ب لض الةلاس‬

‫عن الصج يف مواجاا القوات ادحارصة للمدفةان وحتالفوا ملع اليالود للقضلا علىل‬ ‫مفصال يف سورة األح اب‪.‬‬ ‫سج القمحآم ذلك عليام َّ‬ ‫ادقاوما من الداخ ن وقد ّ‬ ‫ويف كتب السلة والسةا مواقب كالة وحوارات مع قادة ادةافقني يف اددفةا ك بلد‬ ‫يب بن سلو وغلهن ونختار مةاا قصا مسجد الرضار‪.‬‬ ‫اهلل بن ت ّ‬ ‫كام ادةافقوم جيادوم يف إخفا شكهنم عن رسو اهلل ‪ ‬وادسلمني ولكن القمحآم‬ ‫كام فة‬

‫من عةد اهلل فيفضلحام توال بلكو حتلى ال ترسلي سلمومام يف ادجتملع‬

‫ادسلمن ومن ذلك اختاذهم مسجدا ف وهيم ب يدا عن تعني ادسلمني‪ ..‬جلا يف تلارفخ‬ ‫الطجي‪ ":‬وكام تصحاب مسجد الرضار قد كانوا تتوه وهو فتجا ُ إىل تبوكن فقالوا‪:‬‬ ‫فا رسو َ اهللن إنا قد بةيةا مسجدا لذي ال لا واحللاجا والليلا ادطللة والليلا الكاتيان‬ ‫نحلب ْ‬ ‫فتصيل لةا فيه فقا ‪ :‬إين عىل جةاح سفمح وحا شغ ‪ ..‬ولو قدمةا‬ ‫تم تكت َيةا‬ ‫وإنا‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫إم شا اهلل تتيةاكم فصليةا لكم فيهن فلام ن‬

‫بذي توام تتاه خج ادسجدن فدعا رسو‬

‫اهلل ‪َ ‬‬ ‫مالك بن الدُّ ْخ َكم تخلا بةي سامل بن عوف ومل ن بن عللدي تو تخلاه عاصلم‬ ‫وحمحقلاه‬ ‫بن عدي تخا بةي ال جالم فقا ‪ :‬انطللقا إىل ادسجد الماللم ته ُلله فاهلدماه ي‬ ‫فخمحجا رسف ني حتى تتيا بةي سامل بن عوف وهم رهط مللالك بلن الدخكلمن فقلا‬ ‫مالك د ن‪ :‬تنممحين حتى تخمح َ إليك بةار من تهيلن فدخ إىل تهله فكخذ سل فا ملن‬

‫‪ - 516‬د عامد الدفن خلي ‪ :‬دراسا يف السلة‪.342 - 344 :‬‬

‫(‪)136‬‬


‫الةخ فكش‬

‫فيه ناران ثم خمحجا فكتدام حتلى دخلال ادسلجد وفيله ته ُلله فحمحقلاه‬

‫وهدماهن وتفمحقوا عةه ون‬

‫فيام من القلمحآم ما ن‬

‫"‬

‫‪.‬‬

‫(‪)511‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َّاُت ُ‬ ‫رضار ًا‬ ‫تما القمحآم الذي تن له اهلل يف ذلك فاو قوله ت اىل ‪َ ‬وا َّلذ َ‬ ‫َـذوا َم ْسـجد ًا َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ـن َ ْب ُ‬ ‫ـل َو َلـ َي ْحلِ ُف َّن إِ ْن‬ ‫ني املُْ ْؤمن َ‬ ‫َو ُك ْفر ًا َو َت ْف ِريق ًا َب ْ َ‬ ‫ـار َب اهللََّ َو َر ُسـو َل ُه م ْ‬ ‫ني َوإِ ْر َصا َد ًا َمل ْن َح َ‬ ‫احلسنَى واهللَُّ ي ْشهدُ إَِّنم َلك ِ‬ ‫ون‪ .‬ل َت ُق ْم فِ ِيه َأ َبد ًا ملَ ْس ِ‬ ‫جدٌ ُأ ِّس َس َع َ‬ ‫ـوى‬ ‫َاذ ُب َ‬ ‫ـىل ال َّت ْق َ‬ ‫َأ َر ْد َنا إِل ُْ ْ َ َ َ َّ ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ـب املُْ َّط ِّه ِ‬ ‫ين ‪(‬‬ ‫ِم ْن َأ َّو ِل َي ْو ٍم َأ َح هق َأ ْن َت ُقو َم فِ ِيه فِ ِيه ِر َج ٌال َُيِ هب َ‬ ‫ـر َ‬ ‫ـون َأ ْن َي َت َط َّه ُـروا َواهللَُّ َُي ه‬ ‫التوبا‪.)592 - 592 :‬‬ ‫كام الةبي ‪ ‬ف ام ادةافقني عىل الماهمح وفرتك رسائمحهم هلل ع وج ن وهلذا قبل‬ ‫تجلام حلني ال ودة من سفمحه إىل تبوكن فللام‬ ‫مةام ال محض بمباركا مسجدهمن ولكةه ّ‬ ‫تخجه اهلل ت اىل حقيقا تممحهم تحمح مسجدهمن ومع ذلك مل ف اقب تحدا مةام‪.‬‬ ‫‪ -7‬حوارات احلياة ااخرة‪:‬‬ ‫إم حوارات اآلخمحة يف القمحآم كالةن وهي حوارات متتد ملن سلاحا احلسلاب يف‬ ‫فوم كام مقداره مخسني تلب سةا فقيض اهلل فيه بني ال باد إىل الةلار وحلوارات تهلالا‬ ‫التي ال تةقيض ألهنلم بلاقوم فيالا تبلدان ومتتلد إىل اجلةلا وحلوارات تهلالا ادكل محة‬ ‫بالس ادة والة يم ادقيم‪...‬‬ ‫وقد وردت يف السةا الةبوفا كذلك حوارات عن الدار اآلخمحة مةذ حلمات دخو‬ ‫القج وس ا ادلكني إىل حوارات ساحا احلساب فالةار تو اجلةان ومن ذلك‪:‬‬ ‫أ – حوار يف ساحة احلساب‪:‬‬

‫‪ - 511‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪559 3 :‬ن وذو توام‪ :‬موضع قمحفب من اددفةا‪.‬‬

‫(‪)137‬‬


‫يف احلوار اآليت نبك عجيب عن س ا رةا اهلل ت اىل وعفلوه وكمحملهن ففلي صلحيح‬ ‫ا‬ ‫مسلم من حدفث تيب همحفمحة عن الةبي ‪ ‬قا ‪ُ ":‬ث َّم َف ْف ُلمح ُىل اهللَُّ َت َ َ‬ ‫لني‬ ‫لاىل امل ْن ا ْل َق َضلا َب ْ َ‬ ‫آخمح َته ا ْ ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫اجلةَّل َان َف َي ُقلو ُ ‪:‬‬ ‫ا ْل َباد َو َف ْب َقى َر ُج ٌ ُم ْقبا ٌ با َو ْج ااه َع َىل الة اَّار َو ُه َو ُ ْ‬ ‫اجلةَّا ُد ُخوال ْ َ‬ ‫َ‬

‫ا‬ ‫َت ْي َر يب ! ْ ا‬ ‫َاؤ َهلان َف َيلدْ ُعو‬ ‫ارص ْ‬ ‫حي َاا َو َت ْح َمح َقةاي َذك ُ‬ ‫ف َو ْج ااي َع ْن الة اَّار ؛ َفإا َّن ُه َقدْ َق َك َبةي ار ُ‬ ‫لك با َ‬ ‫اهللََّ َما َشا َ اهللَُّ َت ْم َفدْ ُع َو ُهن ُث َّم َف ُقو ُ اهللَُّ َت َب َار َك َو َت َ َاىل‪َ :‬ه ْ َع َس ْي َت إا ْم َف َ ْل ُت َذل ا َ‬ ‫لك‬ ‫َت ْم تَس َك َ َغله؟ َفي ُقو ُ ‪ :‬ال َتس َك ُل َك َغلهن وف طاي ربه امن ُعا ٍ‬ ‫ود َو َم َواثا َيق َملا َشلا َ اهللَُّن‬ ‫َ َّ ُ ْ ُ‬ ‫َُْ َُ ْ‬ ‫َُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ف اهللَُّ وجاه َعن الة اَّارن َفإا َذا َت ْقب َ َع َىل ْ ا‬ ‫َف َي ْ ا‬ ‫ُت‬ ‫رص ُ‬ ‫َت َما َشا َ اهللَُّ َت ْم َف ْسلك َ‬ ‫آها َسك َ‬ ‫اجلةَّا َو َر َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َُ ْ‬ ‫َ‬

‫ُث َّم َف ُقو ُ ‪َ :‬ت ْي َر يبن َقدي ْمةاي إا َىل َب ا‬ ‫لت ُع ُالو َد َك‬ ‫اجلة اَّان َف َي ُقو ُ اهللَُّ َل ُه‪َ :‬ت َلل ْي َس َقلدْ َت ْع َط ْي َ‬ ‫اب ْ َ‬ ‫َو َم َواثاي َق َك ال ت َْس َك ُلةاي َغ ْ َل ا َّل اذي َت ْع َط ْيت َُك؟ َو ْف َل َك َفا ا ْب َن آ َد َم َما َت ْغللدَ َر َك ! َف َي ُقلو ُ ‪َ :‬ت ْي‬ ‫َر يبن َو َفدْ ُعو اهللََّ َحتَّى َف ُقو َ َل ُه‪َ :‬ف َا ْ َع َس ْي َت إا ْم َت ْع َط ْيت َُك َذل ا َك َت ْم ت َْس َك َ َغ ْ َل ُه؟ َف َي ُقو ُ ‪:‬‬ ‫ال و اع َّ تا َكن َفي طاي ربه ما َشا اهللَُّ امن ُعا ٍ‬ ‫ود َو َم َواثا َيقن َف ُي َقدي ُم ُه إا َىل َب ا‬ ‫اجلة اَّان َفإا َذا َقلا َم‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫اب ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ َ‬ ‫ا‬ ‫اب ْ ا‬ ‫الرس ا‬ ‫ياا ام ْن ْ ا‬ ‫ُت َما َشلا َ اهللَُّ‬ ‫ورن َف َي ْسك ُ‬ ‫اجلةَّ ُا َف َمح َتى َما ف َ‬ ‫اجلةَّا ا ْن َف َا َق ْت َل ُه ْ َ‬ ‫َع َىل َب ا َ‬ ‫اخلَ ْل َو ُّ ُ‬ ‫ا ا‬ ‫اجلةَّ َان َف َي ُقو ُ اهللَُّ َت َب َار َك َو َت َ َ‬ ‫لاىل َلل ُه‪َ :‬ت َلل ْي َس َقلدْ‬ ‫َت ْم َف ْسك َ‬ ‫ُت ُث َّم َف ُقو ُ ‪َ :‬ت ْي َر يبن َت ْدخ ْلةي ْ َ‬ ‫يت؟ َو ْف َل َك َفا ا ْب َن آ َد َم َما َت ْغدَ َر َك !‬ ‫َت ْع َط ْي َت ُع ُاو َد َك َو َم َواثاي َق َك َت ْم ال ت َْس َك َ َغ ْ َل َما ُت ْعطا َ‬

‫ا‬ ‫َف َي ُقو ُ ‪َ :‬ت ْي َر يبن ال َتك ُ‬ ‫لار َك‬ ‫ُوم َت ْش َقى َخ ْلق َكن َفال َف َ ا ُ َفدْ ُعو اهللََّ َحتَّى َف ْض َ‬ ‫لح َك اهللَُّ َت َب َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫اجلةَّ َان َفإا َذا َد َخ َل َاا َقلا َ اهللَُّ َل ُه‪َ :‬متَةَّ ْهن َف َي ْس َك ُ‬ ‫َو َت َ َاىل مةْ ُهن َفإا َذا َضح َك اهللَُّ مةْ ُه َقا َ ‪ :‬ا ْد ُخ ْ ْ َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َر َّب ُه َو َفت َ​َمةَّى َحتَّى إا َّم اهللََّ َل ُي َذك ُيمح ُه ام ْن ك َ​َذا َوك َ‬ ‫لاين َقللا َ اهللَُّ‬ ‫َلذا َحتَّى إ َذا ا ْن َق َطل َ ْت باه األ َم ُّ‬ ‫َت َ َ‬ ‫لاىل‪َ :‬ذل ا َك َل َك َو ام ْا ُل ُه َم َ ُه " ‪.‬‬ ‫(‪)514‬‬

‫هذا احلوار ادبارك بني اهلل ت اىل وواحد من خلقه فةبئ عن تمور كالة توهللا سل ا‬ ‫رةا اهلل ت اىل التي وس ت ك يش ن وعفوه عن ذلك ال بد احلانث بقسلمه ملمحارا‪..‬‬ ‫إهنا طبي ا اإلنسام يف الدنيا واآلخمحة‪ :‬فةسى وخيطئ وفتوبن واهلل ت اىل فصج عليه يف‬ ‫‪ - 514‬طمحف من حدفث طوف رواه مسلم من حدفث تيب همحفمحة (‪.)615‬‬

‫(‪)138‬‬


‫ك ذلك فماله وال هيملهن ف ج عقابه يف الدنيا ممحارا ل له فتوبن وفدعوه إىل التوبلا‬ ‫لي َ هنارن تما يف اآلخمحة ف فوه ورةته توسع وتشم ن ويف احللوار بيلام للذلك كللهن‬ ‫وبيام لطبي ا اإلنسام التي ُخلق علياان من الةسيام واخلطك والغفلا‪ ...‬هلذا فتح اهلل له‬ ‫باب التوبان وبيام ل ا َمم ن يم اجلةان فإذا كام هذا ُم ْل َك آخمح ته اجلةا دخوالن فكيب‬ ‫بكوهلم؟‬ ‫ب – حوار يف النار‪:‬‬ ‫إم ته الةار فتحاوروم فياا طوفالن وال فكغلام ال ذاب عن اللتالوم وال تلابن‬ ‫ب ةا من ال ذاب الةفيس الذي تو ّعدهم اهلل ت اىل بهن ومن ذلك احلدفث عن تسلاما‬ ‫المح ُج ا َف ْو َم ا ْل اق َيا َم اا َف ُي ْل َقى ايف الة ا‬ ‫َّلار َف َتةْلدَ ل ا ُق َت ْقتَا ُبل ُه ايف‬ ‫جيا ُ با َّ‬ ‫بن زفد عن الةبي ‪ ‬قا ‪َ ُ ":‬‬ ‫احلامر بامححاهن َفيجت اَمع َته ُ الة اَّار َع َلي ا‬ ‫ا‬ ‫لوم‪َ :‬ت ْي ُف ُ‬ ‫له َف َي ُقو ُل َ‬ ‫لالمن َملا‬ ‫ور ْ َ ُ َ َ ُ َ ْ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ور ك َ​َام َفدُ ُ‬ ‫الة اَّار َف َيدُ ُ‬

‫وف و َتةْاانَا َعن ادُْةْك اَمح؟ َقا َ ‪ُ :‬كة ُْت آملمحكُم بالادَْ مح ا‬ ‫ُك؟ َت َليس ُكة َْت ت َْكممحنَا باادَْ مح ا‬ ‫َش ْكن َ‬ ‫وف‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َوال آتا ايهن َو َت ْهنَاك ُْم َع ْن ادُْةْك اَمح َوآتا ايه " ‪.‬‬ ‫(‪)512‬‬

‫فككب هذا احلوار الذي جيمحي يف الةار عن صةب من البرشل فقلو ملا ال فف ل ن‬ ‫وفتخذ الةفا سلام لتحقيق مآربه يف احلياة الدنيان وهو لذلك ف ذب يف اآلخلمحة هبلذا‬ ‫ال ذاب األليم ادانين فاو فدور يف الةار حو تم ائه اخلارجلا علن بطةله كلام فلدور‬ ‫احلامر بالمححىن واجل ا من جةس ال م ن لقد كام فدعو الةاس وال ف م بلام فقلو ن‬ ‫كاحلامر فدور بالمححى فطحن ألهلاا ففيدهم وال فستفيد من ذلك شيئا‪...‬‬

‫ج – حوار يف اجلنة‪:‬‬

‫‪ - 512‬رواه البخاري (‪ )3242‬ومسلم (‪ )2623‬وتةد (‪.)25232‬‬

‫(‪)139‬‬


‫يف مقاب حوارات ته الةار نجد حوارات ته اجلةا ادةبئا عن السل ادة الدائملا‬ ‫والة يم ادقيمن وهم فتحاوروم فيام بيةام فذكمحوم تفام احلياة اللدنيا وفلذكمحوم ن ملا‬ ‫اهلل عليامن ولكن األعمم من ذلك هو حلوار رهبلم سلبحانه م الم حلني خيلاطبام‬ ‫وفسم ام صوته الكمحفم وفمحهيم وجاه اجلليل ن ف ةلد ذللك تلتم السل ادة وفكتمل‬ ‫احلبور بة ما اهللن واحلوار اآليت فةبئ عن يش من ذلك ف ن َت ايب س ا ٍ‬ ‫يد ْ‬ ‫اخلُدْ ار يي َقلا َ ‪:‬‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫اجلة ا‬ ‫َقا َ رسو ُ اهللَّا ‪ ":‬إا َّم اهللََّ َتبار َك و َت َاىل ف ُقو ُ ألَه ا ْ ا‬ ‫َّلان َف َي ُقو ُل َ‬ ‫لوم‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫اجلةَّا‪َ :‬فا َت ْهل َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َل َّب ْي َك َر َّبةَا َو َس ْ دَ ْف َكن َف َي ُقو ُ ‪َ :‬ه ْ َر اضيت ُْم؟ َف َي ُقو ُل َ‬ ‫وم‪َ :‬و َما َلةَا ال ن َْمح َىض َو َقدْ َت ْع َط ْي َتةَا َملا‬ ‫َمل ُت ا‬ ‫ط َت َحدا ام ْن َخ ْل اق َك؟! َف َي ُقو ُ ‪َ :‬تنَا ُت ْعطايك ُْم َت ْف َض َ ام ْن َذل ا َ‬ ‫لكن َقلا ُلوا‪َ :‬فلا َر يبن َو َت ُّي‬ ‫ْ ْ‬ ‫يش ٍ َت ْف َض ُ ام ْن َذل ا َك؟ َف َي ُقو ُ ‪ُ :‬ت احل ُّ َع َل ْيك ُْم ار ْض َو ااين َفال َت ْس َخ ُط َع َل ْيك ُْم َب ْ لدَ ُه َت َبلدا "‬ ‫َ ْ‬ ‫(‪)512‬‬

‫‪.‬‬ ‫هذا حوار بدفع بني اهلل ت اىل وته اجلةا فةبئ عن عميم ن يمام وس ادهتمن فلاهلل‬

‫ع وج خياطبام وفسم ام صوته الكمحفمن ويف ذاك من الكمحاما والة يم ما ال حيلدُّ ه‬ ‫الوصبن ثم إم اهلل ت اىل فسكهلم عن رضاهم بام هم فيه فيحمدونه وفككمحوم فضلله‬ ‫ون متهن ولكن احلوار فةبئ عن ن ما تخمحى تعمم من ك ذلك الذي هم فيلهن وهلي‬ ‫ن ما المحضوام اإلهلي عليام واألمام ب د ذلك كله من سخط اهلل ع وج ن وفلا هللا‬ ‫من ن م تستحق ال م الدائب للحصو علياا ! وفككب احلوار عن تدب ته اجلةا‬ ‫مع رهبم سبحانه يف إجابا ندائه بقوهلم‪َ ":‬ل َّب ْي َك َر َّبةَا َو َس ْ دَ ْف َك "‪.‬‬ ‫وهكذا نجد تم الةبي ‪ ‬است م تسلوب احللوار لوصلب ب لض تحلوا اللدار‬ ‫اآلخمحةن ألم تسلوب احلوار جي‬

‫ادادة اد محوضا حيا شاخصا تتحلمحك علىل تلسلةا‬

‫‪ - 512‬رواه البخاري (‪ )4160‬ومسلم (‪.)2569‬‬

‫(‪)141‬‬


‫ادكاركني فيه حاملا م اا ال قائد واألفكار والتصوراتن مةبئلا ملع ذللك كلله علن‬ ‫تحوا تصحاهبا من خل تو رش‪.‬‬ ‫هذه احلوارات مع ادسلمني تككب عن طبي ا الدعوة اإلسالميا التي جا ت خلل‬ ‫البرش وس ادهتم يف الدارفنن واختذت من الت ليم واهلدافا سبيال إىل المحقلي باإلنسلام‬ ‫يف ك جماالت حياتهن وذلك الت ليم فتخذ من احلوار اهلادئ سبيال له ليةفذ إىل قلوب‬ ‫الةاس بمحفق ولنين هذا المحفق واللني وتلك المحةا التي طب لت بطاب الا سللة الةبلي‬ ‫حممد ‪ ‬الذي وصفه ربه بقوله ‪َ ‬ل َقدْ َجاءك ُْم َر ُس ٌ‬ ‫ول ِّم ْن َأن ُف ِسك ُْم َع ِزي ٌز َع َل ْي ِه َما َعنِـت ْهم‬ ‫ح ِريص ع َليكُم بِاملُْ ْؤ ِمنِني رؤُ ٌ ِ‬ ‫يم ‪( ‬التوبا‪ )522:‬وهو اد لم الذي قا اهلل لله‬ ‫وف َّرح ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ٌ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫يظ ا ْل َق ْل ِ‬ ‫ُنت َف ّظ ًا غَلِ َ‬ ‫ـن َح ْولِ َ‬ ‫ـك َفـا ْع ُ‬ ‫ف‬ ‫نت َُهل ْم َو َل ْو ك َ‬ ‫مح ٍة ِّم َن اهللِّ لِ َ‬ ‫ب لَن َف هضو ْا م ْ‬ ‫‪َ ‬فبِ َام َر ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـم َو َش ِ‬ ‫ـاو ْر ُه ْم ِيف األَ ْم ِ‬ ‫ـت َفت َ​َوك ْ‬ ‫َّـل َع َ‬ ‫ـب‬ ‫ـر َفـإِ َذا َعز َْم َ‬ ‫ـىل اهللِّ إِ َّن اهللَّ َُي ه‬ ‫َعن ُْه ْم َو ْاس َتغْف ْر َُهل ْ‬

‫يلق‬ ‫املُْت َ​َوكِّلِني ‪( ‬آ عممحام‪ )510 :‬وهو المحفيق بالةاس القائ ‪َ ":‬فلا َع اائ َكل ُا إا َّم اهللََّ َرفا ٌ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لوا ُه "‬ ‫المح ْف اق َما ال ُف ْ طي َع َىل ا ْل ُ ةْب َو َما ال ُف ْ طي َع َىل َملا س َ‬ ‫ُحي ُّ‬ ‫المح ْف َقن َو ُف ْ طي َع َىل ي‬ ‫ب ي‬ ‫(‪)510‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ - 510‬رواه مسلم (‪.)4495‬‬

‫(‪)141‬‬


‫الفصـل السادس‬ ‫النبوي مع ااخر يف املدينة‬ ‫احلـوار‬ ‫ّ‬ ‫(املرشكني واليهود والنصارى)‬ ‫أولً‪ :‬احلوار مع املرشكني ‪:‬‬ ‫مل فةقطع حوار الةبي ‪ ‬مع غل ادسلمني ب د هجمحته إىل اددفةان ب ظ فلدعوهم‬ ‫إىل اإلسالمن وظ فةتممح دائام مسلمني جددا فكتونه من مكا خاصا ومن بالد ال لمحب‬ ‫عامان وهو يف ذلك كله دائب يف دعوة الةاس مجي ا باحلسةى‪.‬‬ ‫وحني هاجمح الةبي ‪ ‬إىل اددفةا تضيفت إىل مامته تعبا تخمحى كالةن فلقلد كلام‬ ‫م مم ادواجاا يف مكا مع قمحفشن ولكلن ادواجالا يف اددفةلا اسلتممحت ملع قلمحفش‬ ‫وتضيب إلياا عب ادواجاا مع الياود واألعمحاب وادةافقنين ب عاما ال محب الذفن‬ ‫ت ّلبتام قمحفش عىل الةبي ‪ ‬وادسلمني‪.‬‬ ‫وت ددت حوارات الةبي ‪ ‬مع قمحفش وغلها من ال محب استممحارا دةاج الدعوةن‬ ‫ولكن يف ادواقب التي مل ا‬ ‫جيد احلوار فياا نف ا جلك ادسلموم إىل القتلا وهللذا فلال بلد‬

‫(‪)142‬‬


‫للحوار من قوة حتميهن ونحن نمحى يف عادةا اد ارص تم احلوار إذا مل تكن له قوة حتميله‬ ‫فاو إما فاش وإما تُفمحض فيه الرشوط ادجحفا بحلق الطلمحف الضل يبن والقضليا‬ ‫الفلسطيةيا خل ماا عىل ذلك‪.‬‬ ‫وسةكتفي هةا بكواهد حلوارات الةبلي ‪ ‬الفمحدفلا واجلامعيلا ملع ادرشلكني ب لد‬ ‫اهلجمحة الةبوفا ؛ لةمحى تنه ‪ ‬كام ففض احلوار وفقدمه عىل ما سواه من صور الت ام‬ ‫مع خمالفيه حتى يف تص ب ادواقبن ومن ذلك‪:‬‬ ‫‪ – 1‬حوار النبي ‪ ‬مع عمري بن وهب اجلمحي‪.‬‬ ‫‪ -2‬يف صلح احلديبية‪.‬‬ ‫‪ – 3‬حوار مع أعرايب حاول تل النبي ‪.‬‬ ‫‪ -4‬حوار مع أسري مرشك‪.‬‬ ‫***‬

‫‪ – 1‬حوار النبي ‪ ‬مع عمري بن وهب اجلمحي‪:‬‬ ‫اتفق صفوام بن تميا ُب يد غ وة بدر مع عمل بن وهب اجلمحي تم خيلمح عملل‬ ‫إىل اددفةا حماوال قت َ الةبي ‪‬ن فكمسك به عممح بن اخلطلاب حلني رآه داخلال اددفةل َا‬ ‫وجا به إىل الةبي ‪ ‬فلام رآه وعممح ٌ‬ ‫آخذ بحاملا سيفهن قا ‪ :‬ترسله فا عملمحن ودار هلذا‬ ‫احلوار البدفع اهلادئ الذي تسلم عمل يف هنافته‪.‬‬ ‫قا الةبي ‪ُ :‬‬ ‫ادم فا عملن فدنا ثم قا ‪ :‬تن موا صباحان وكانت حتيا ته اجلاهليا‬ ‫بيةام‪.‬‬ ‫(‪)143‬‬


‫فقا رسو اهلل ‪ :‬قد تكمح َمةا اهللُ بتحيا خل من حتيتك فلا عملل ؛ بالسلالم حتيلا‬ ‫ته اجلةا‪.‬‬ ‫كةت حلدفث عاد هبا‪.‬‬ ‫قا ‪ :‬تما واهلل فا حممد إم ُ‬ ‫قا ‪ :‬ما جا بك فا عمل؟‬ ‫قا ‪ :‬جئت هلذا األسل الذي يف تفدفكمن فكحسةوا فيه‪.‬‬ ‫قا ‪ :‬فام با ُ السيب يف عةقك؟!‬ ‫قا ‪ :‬ق ّبحاا اهلل من سيوف ! وه تغةت شيئا !‬ ‫قا ‪ :‬اصدقةي بالذي جئت لله‪.‬‬ ‫قا ‪ :‬ما جئت إال لذلك‪.‬‬ ‫فقا ‪ :‬بىلن ق دت تنت وصفوام بن تميا يف ا‬ ‫احل ْجمحن فذكمحمتا تصلحاب القليلب‬ ‫فتحمل للك‬ ‫خلمحجت حتى تقتل حمملدا‬ ‫عيل وعيايل‬ ‫ُ‬ ‫من قمحفشن ثم َ‬ ‫ّ‬ ‫قلت‪ :‬لوال دفن ّ‬ ‫صفوام بدفةك وعيالكن عىل تم تقتلةي لهن واهلل ع وج حائ بيةي وبيةك‪.‬‬ ‫فقا عمل‪ :‬تشاد تنك رسو اهلل ؛ قد كةا فا رسو اهلل نكذبك بام كةت تكتيةلا بله‬ ‫من خج السام ن وما فة‬

‫عليك من الوحي ؛ وهذا تممح مل حيرضله إال تنلا وصلفوام ؛‬

‫فواهلل إين ألعلم ما تتاك به إال اهلل ؛ فاحلمد هلل الذي هلداين لإلسلالمن وسلاقةي هلذا‬ ‫ادسا ن ثم تكاد شاادة احلق ؛ فقا رسو اهلل ‪ :‬ف ّقاوا تخلاكم يف دفةلهن وتقمحئلوه‬ ‫وعلموه القمحآم وتطلقوا له تسله "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)549‬‬

‫‪ -549‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪626-623 2 :‬ن بقلي من الترصف يف اللفظن وابن هكام‪ :‬السلة الةبوفلا‪622 2 :‬‬ ‫وما ب دهان والقليب‪ :‬البئمح الذي دفن فيه ادسلموم قتىل قمحفش فوم بدر‪.‬‬

‫(‪)144‬‬


‫إم هذا احلوار فككب ب ض مالمح اخلللق الةبلوي ال مليمن وفبلني كيلب فقةلع‬ ‫اخلصم بكلامت قالئ ن وكيب ف فو عةد ادقدرةن إنه عفو لن نجد له ماليال يف حياتةلا‬ ‫اد ارصة التي حتاسب عىل خلجات الةفوس وفلتات اللسامن وتقت بالكباا والمنن‬ ‫وليس من مفمحداهتا ال فو عةد ادقدرة وادساحمان ولذا كامح اخللالف والةلل اع والقتل‬ ‫والدمارن إم ال امل اليوم يف حاجا إىل الت لم من هذا الةبع الةبلوي الرشلفب الصلايفن‬ ‫وادسلموم اليوم يف حاجا إىل الت ام مع اخلصوم بما هذا اخللق الةبلوي اجلميل ن‬ ‫رشفطا تم حتميه القوة الالزما حتى ال ُف دّ من باب الض ب‪.‬‬ ‫‪ -2‬يف صلح احلديبية‪:‬‬ ‫ب د ه فما األح اب دوم قتا تطلع ادسلموم إىل مكان ومجلع الةبلي ‪ ‬اجلملوع‬ ‫ألدا ال ممحة وزفارة بيت اهلل احلمحامن ولكةام ةلوا م ام السالح است دادا للقتا إذا‬ ‫ترصت قمحفش عىل مة امن ول‬

‫الةبي ‪ ‬كام فمحفد ملن التوجله نحلو مكلا زع علا‬

‫مكانا قمحفش قائدة اد ارضا ضد ادسلمنين وفمحفد كذلك تم فابلت لل لمحب مجي لا تم‬ ‫إرث إبمحاهيم وإسامعي والبيت احلمحام واحلج وال ممحة‪ ...‬ك ذلك هو إرث ادسلمني‬ ‫ال إرث ادرشكنين وتم هلم ك احلق فيهن فإذا اهت ت مكانا قلمحفش تو ُعقلدت م الا‬ ‫هدنا تفمحىل الةبي ‪ ‬للجباات األخلمحى ادفتوحلا علىل الرصلاع كاجلبالا الةرصلانيا‬ ‫البي نطيا اد فدة للقبائ يف شام اجل فمحة ال محبيان واجلباا الياودفا الداخليا ادرتبصلا‬ ‫بادسلمني ادتحالفا مع ادةافقني داخ اددفةا‪.‬‬ ‫ومةاج اإلسالم الاابت تنه دفن سالم فلدعو إىل احللوار والللني والمحةلا والمحفلق‬ ‫بالبرشن ما مل فرص الطمحف اآلخمح عىل القوةن وهكذا فلتح الةبلي ‪ ‬بلاب احللوار ملع‬ ‫قمحفش يف هذا األممح فيام عمحف بصلح احلدفبيان وهو تظامح مواقب احلوار احلاسلما يف‬ ‫تلك الفرتةن وكام الصلح رغم رشوطه ادجحفا فتحا مبيةا للمسلمني‪.‬‬

‫(‪)145‬‬


‫لمح املن َقو ام ا‬ ‫جا يف صحيح البخاري‪ ":‬جا بدَ ف ُ بن ور َقلا ْ ا‬ ‫له امل ْن‬ ‫لي ايف َن َف ٍ ْ ْ‬ ‫اخلُ َ اع ُّ‬ ‫َ َ ُ ْ ْ ُ َْ َ‬ ‫ب ْب َن ُل َ ٍّي‬ ‫ُخ َ ا َع َا َوكَانُوا َع ْي َب َا ن ُْصحا َر ُسو ا اهللَّا ‪ ‬ام ْن َت ْه ا ا َهتا َم َا َف َقا َ ‪ :‬إا يين ت َ​َمحك ُ‬ ‫ْت َك ْ َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫لم ُم َقلاتا ُل َ‬ ‫وك‬ ‫لم ا ْل ُ لو ُذ ادَْ َطافيل ُ َو ُه ْ‬ ‫احلدَ ْفبا َيلا َو َم َ ُا ْ‬ ‫َو َعام َمح ْب َن ُل َ ٍّي َن َ ُلوا َتعْلدَ ا َد م َيلاه ْ ُ‬

‫وك َعن ا ْلبي ا‬ ‫ت‪.‬‬ ‫َو َصا ُّد َ ْ َ ْ‬

‫َف َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪ :‬إانَّا َمل َن اج ْئ ل ا اقتَا ا َت َح ٍد َو َلكاةَّلا اج ْئةَلا ُم ْ ت اَم ا‬ ‫لمحف َن َوإا َّم ُق َمح ْفكلا َقلدْ‬ ‫ْ‬ ‫لني الة ا‬ ‫َّلاس َفلإا ْم‬ ‫رض ْت اهبا ْمن َفإا ْم َشا ُ وا َما َد ْد ُ ُهت ْم ُمدَّ ة َو ُ َ‬ ‫خي ُّلوا َب ْيةاي َو َب ْ َ‬ ‫َ اهن َكت ُْا ْم ْ َ‬ ‫احل ْمح ُب َو َت َ َّ‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫لوا‬ ‫َّاس َف َ ُلوا َوإاال َف َقلدْ َ ُّ‬ ‫لم َت َب ْ‬ ‫َت ْظ َا ْمح َفإا ْم َشا ُ وا َت ْم َفدْ ُخ ُلوا ف َيام َد َخ َ فيه الة ُ‬ ‫مجلوان َوإا ْم ُه ْ‬ ‫َف َوا َّل اذي َن ْف ايس با َي اد اه أل َقاتا َلة َُّا ْم َع َىل َت ْم امحي َه َذا َحتَّى َتةْ َف امح َد َسال ا َفتاي َو َل ُية اْف َذ َّم اهللَُّ َت ْم َمح ُه‪.‬‬

‫َف َقا َ ُبدَ ْف ٌ ‪َ :‬س ُك َب يل ُغ ُا ْم َما َت ُقو ُ ن َقا َ ‪َ :‬فا ْن َط َل َق َحتَّى َتتَى ُق َمح ْفكا َقا َ ‪ :‬إانَّا َقلدْ اج ْئةَلاك ُْم‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لوال َفلإا ْم اشل ْئت ُْم َت ْم َن ْ امح َضل ُه َع َلل ْيك ُْم َف َ ْلةَلا َف َقلا َ‬ ‫المح ُج ا َو َسلم ْ ةَا ُه َف ُقلو ُ َق ْ‬ ‫م ْن َه َذا َّ‬ ‫س َفااؤهم‪ :‬ال حاج َا َلةَا َت ْم ُخت اْجنَا عةْه با ٍ‬ ‫ات ما س ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لم ْ َت ُه‬ ‫َ َ‬ ‫ء ن َو َقا َ َذ ُوو ال َّمح ْت اي مة ُْا ْم‪َ :‬ه َ َ‬ ‫ُ َ ُ ُ ْ‬ ‫َ َ ُ َ ْ‬ ‫ف ُقو ُ ن َقا َ ‪ :‬س ام ُته ف ُقو ُ ك َ​َذا وك َ​َذان َفحدَّ َثام باام َقا َ الةَّباي ‪َ ‬ف َقام ُعمحو ُة بلن مسل ٍ‬ ‫ود‬ ‫َ ْ َ ْ ُ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫َف َقا َ ‪َ :‬ت ْي َق ْو ام َت َل ْست ُْم باا ْل َوال ا اد؟ َقا ُلوا‪َ :‬ب َىلن َقا َ ‪َ :‬ت َو َل ْس ُت باا ْل َو َل اد؟ َقا ُلوا‪َ :‬ب َىلن َقا َ ‪َ :‬ف َال ْ‬

‫َتت اَّام ا‬ ‫اس َتةْ َف ْمح ُت َت ْه َ ُعك َ‬ ‫وين؟ َقا ُلوا‪ :‬الن َقا َ ‪َ :‬ت َل ْست ُْم َت ْ َل ُم َ‬ ‫ليل‬ ‫وم َت يين ْ‬ ‫ُ‬ ‫َلاحل َف َل َّلام َب َّل ُحلوا َع َ َّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ُلم ُخ َّطل َا‬ ‫ج ْئ ُتك ُْم با َك ْهيل َو َو َلدي َو َم ْن َت َطا َعةي؟ َقا ُلوا‪َ :‬ب َىلن َقا َ ‪َ :‬فإا َّم َه َذا َقدْ َع َلمح َض َلك ْ‬ ‫ٍ‬ ‫وها َو َد ُع ا‬ ‫وين آتا ايهن َقا ُلوا‪ :‬ائْتا اهن َف َكتَا ُه َف َج َ َ ُف َك يل ُم الةَّبا َّي ‪َ ‬ف َقا َ الةَّبا ُّي ‪ ‬ن َْحوا‬ ‫ُر ْشد ا ْق َب ُل َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫اا ا‬ ‫ا‬ ‫است َْك َصل ْل َت َت ْم َلمح َق ْو ام َ‬ ‫لكن‬ ‫م ْن َق ْوله ل ُبدَ ْف ٍ ن َف َقا َ ُع ْمح َو ُة عةْدَ َذل َك‪َ :‬ت ْي ُحم َ َّمدُ ن َت َر َت ْف َت إا ْم ْ‬ ‫َاح َت ْه َل ُه َق ْب َل َك؟ َوإا ْم َتك ا‬ ‫َه ْ َس ام ْ َت با َك َح ٍد ام ْن ا ْل َ َمح ا‬ ‫ُن ْ‬ ‫ألرى‬ ‫اجت َ‬ ‫ب ْ‬ ‫األخ َلمحى َفلإا يين َواهللَّا َ‬ ‫ألرى َت ْو َشابا ام ْن الة ا‬ ‫َّاس َخلايقا َت ْم َف اف ُّلمحوا َو َفلدَ ُع َ‬ ‫وكن َف َقلا َ َلل ُه َت ُبلو َبكْلمح‬ ‫ُو ُجوها َوإا يين َ‬ ‫الصدي ُفق‪ :‬امصص باب ْم امح الال ا‬ ‫ت !! َتن َْح ُن ن اَف ُّمح َعةْ ُه َونَدَ ُع ُه؟ َف َقلا َ ‪َ :‬مل ْن َذا؟ َقلا ُلوا‪َ :‬ت ُبلو‬ ‫ْ ُ ْ َ‬ ‫ي‬ ‫ا ا‬ ‫ألج ْبت َُكن َقلا َ ‪:‬‬ ‫َبك ٍْمحن َقا َ ‪َ :‬ت َما َوا َّل اذي َن ْف ايس با َي اد اه َل ْوال َفدٌ كَان ْ‬ ‫َت َل َك عةْدي َمل ْ َت ْج ا َك ا َهبا َ‬

‫(‪)146‬‬


‫َو َج َ َ ُف َك يل ُم الةَّبا َّي ‪َ ‬ف ُك َّل َام َت َك َّل َم َت َخ َذ بالا ْح َيتا اه َوادُْ اغ َل ُة ْب ُن ُش ْ َب َا َق اائ ٌم َع َىل َر ْت ا‬ ‫لي‬ ‫س الةَّبا ي‬ ‫لد اه إا َىل ا ا‬ ‫ب و َع َلي اه ادْ ا ْغ َفمح َف ُك َّلام َتهوى ُعمحو ُة باي ا‬ ‫رض َب َفلدَ ُه‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫الس ْي ُ َ ْ‬ ‫حل َيلا الةَّبا ي‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ ‬و َم َ ُه َّ‬ ‫لي ‪َ َ ‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫حل َي اا َر ُسو ا اهللَّا ‪َ ‬ف َمح َف َع ُع ْمح َو ُة َر ْت َسل ُه َف َقلا َ ‪َ :‬مل ْن‬ ‫الس ْيب َو َقا َ َل ُه‪َ :‬ت يخ ْمح َفدَ َك َع ْن ْ‬ ‫باةَ ْ ا َّ‬ ‫َه َذا؟ َقا ُلوا‪ :‬ادُْ اغ َل ُة ْب ُن ُش ْ َب َان َف َقا َ ‪َ :‬ت ْي ُغدَ ُرن َت َل ْس ُت َت ْس َ ى ايف َغدْ َرتا َك؟ َوك َ‬ ‫َام ادُْ اغ َل ُة‬ ‫ص احب َقوما ايف ْ ا ا ا‬ ‫لي ‪َ :‬ت َّملا‬ ‫َ َ ْ‬ ‫اجلاهل َّيا َف َق َت َل ُا ْم َو َت َخ َذ َت ْم َو َاهل ُ ْم ُث َّم َجلا َ َف َك ْسل َل َم َف َقلا َ الةَّبا ُّ‬ ‫َ‬ ‫ا ا‬ ‫يش ٍ ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫اإلسال َم َف َك ْق َب ُ َو َت َّما ادَْا َ َف َل ْس ُت مةْ ُه يف َ ْ‬ ‫اب الةَّبا يي ‪ ‬با َ ْيةَ ْي اهن َقا َ ‪َ :‬ف َواهللَّا َما تَلة ََّخ َم َر ُسلو ُ اهللَّا‬ ‫ُث َّم إا َّم ُع ْمح َو َة َج َ َ َف ْمح ُم ُق َت ْص َح َ‬ ‫‪‬ن َ‬ ‫َب َر ُج ٍ امة ُْا ْم َفدَ َل َك ا َهبا َو ْج َا ُه َو اج ْلدَ ُه َوإا َذا َت َم َمح ُه ْم ا ْبتَلدَ ُروا‬ ‫ُخا َما إاال َو َق َ ْت ايف ك ي‬ ‫اا‬ ‫َت ْم َمح ُهن َوإا َذا ت َ​َو َّض َك كَا ُدوا َف ْقتَتا ُل َ‬ ‫اهت ْم اعةْدَ ُهن َو َملا‬ ‫وم َع َىل َو ُضوئهن َوإا َذا َت َك َّل َم َخ َف ُضوا َت ْص َو َ ُ‬ ‫ُحيادُّ َ‬ ‫وم إا َل ْي اه الةَّ َم َمح َت ْ مايام َل ُه‪.‬‬

‫َفمحجع ُعمحو ُة إا َىل َتصحابا اه َف َقا َ ‪َ :‬تي َقو امن واهللَّا َل َقدْ و َفدْ ُت َع َىل ادُْ ُل ا‬ ‫وك َو َو َفدْ ُت َع َ‬ ‫لىل‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫اب‬ ‫ايشن َواهللَّا إا ْم َر َت ْف ُت َملكا َق ُّط ُف َ يم ُم ُه َت ْص َحا ُب ُه َما ُف َ يم ُم َت ْص َح ُ‬ ‫رسى َوالة َ​َّج ي‬ ‫رص َوك ْ َ‬ ‫َق ْي َ َ‬ ‫ُحم َ َّم ٍد ‪ُ ‬حم َ َّمدان َواهللَّا إا ْم َتة ََّخ َم ن َ‬ ‫َب َر ُج ٍ امة ُْا ْم َفدَ َل َك ا َهبلا َو ْج َال ُه‬ ‫ُخا َما إاال َو َق َ ْت ايف ك ي‬

‫اا‬ ‫َو اج ْلدَ ُه َوإا َذا َت َم َمح ُه ْم ا ْبتَدَ ُروا َت ْم َمح ُه َوإا َذا ت َ​َو َّض َك كَلا ُدوا َف ْقتَتا ُل َ‬ ‫لوم َع َ‬ ‫لم‬ ‫لىل َو ُضلوئه َوإا َذا َت َك َّل َ‬ ‫اهت ْم اعةْدَ ُه َو َما ُحيادُّ َ‬ ‫وم إا َل ْي اه الةَّ َم َمح َت ْ مايام َل ُه َوإا َّن ُه َقدْ َع َلمح َض َع َلل ْيك ُْم ُخ َّطل َا‬ ‫َخ َف ُضوا َت ْص َو َ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وها‪.‬‬ ‫ُر ْشد َفا ْق َب ُل َ‬

‫ا ا‬ ‫ا ا ا‬ ‫ا ا ا‬ ‫ف َع َ‬ ‫لي ‪‬‬ ‫رش َ‬ ‫لىل الةَّبا ي‬ ‫َف َقا َ َر ُج ٌ م ْن َبةي كةَا َن َا‪َ :‬د ُعلوين آتيلهن َف َقلا ُلوا‪ :‬ائْتلهن َف َل َّلام َت ْ َ‬ ‫ا‬ ‫لو ٍم ُف َ يم ُم َ‬ ‫َو َت ْص َحابا اه َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ :‬ه َذا ُف ٌ‬ ‫وهلا َلل ُه‬ ‫لوم ا ْل ُبلدْ َم َفا ْب َ ُا َ‬ ‫المن َو ُه َو م ْن َق ْ‬ ‫ا‬ ‫ومن َف َل َّام َر َتى َذل ا َك َقا َ ‪ُ :‬س ْب َح َ‬ ‫َّاس ُف َل ُّب َ‬ ‫ام اهللَّا ! َما َفةْ َب اغي اهل َ ُ ال ا َت ْم‬ ‫اس َت ْق َب َل ُه الة ُ‬ ‫َف ُب َا ْت َل ُه َو ْ‬ ‫فصدُّ وا َعن ا ْلبي ا‬ ‫تن َف َل َّام َر َج َع إا َىل َت ْص َحابا اه َقا َ ‪َ :‬ر َت ْف ُت ا ْل ُبدْ َم َقدْ ُق يلدَ ْت َو ُت ْشل ا َمح ْتن َف َلام‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َترى َت ْم فصدُّ وا َعن ا ْلبي ا‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬

‫(‪)147‬‬


‫يلهن َف َقلا ُلوا‪ :‬ائْتا ا‬ ‫لوين آتا ا‬ ‫لص َف َقلا َ ‪َ :‬د ُع ا‬ ‫َف َقا َم َر ُج ٌ امة ُْا ْم ُف َقا ُ َل ُه امك َْمح ُز ْب ُن َح ْف ٍ‬ ‫له َف َل َّلام‬ ‫ف َع َل ْي اام َقا َ الةَّباي ‪َ :‬ه َذا امكْمح ٌز َو ُه َو ر ُج ٌ َف ا‬ ‫اج ٌمحن َف َج َ َ ُف َك يل ُم الةَّبا َّي ‪َ ‬ف َب ْيلة َ​َام‬ ‫رش َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َت ْ َ‬

‫ا‬ ‫ج اين َت ُّف ُ‬ ‫وب َع ْن عك اْمح َم َا َت َّن ُه دَ​َّلا َجلا َ‬ ‫ُه َو ُف َك يل ُم ُه إا ْذ َجا َ ُس َا ْي ُ ْب ُن َع ْم ٍمحون َقا َ َم ْ َم ٌمح‪َ :‬ف َك ْخ َ َ‬ ‫ُس َا ْي ُ ْب ُن َع ْم ٍمحو َقا َ الةَّبا ُّي ‪َ :‬ل َقدْ َس ُا َ َلك ُْم ام ْن َت ْم امحك ُْمن َقا َ َم ْ َم ٌمح َقلا َ ال ُّ ْه ا‬ ‫لمح ُّي ايف‬

‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا اا‬ ‫لي ‪‬‬ ‫َحدفاه‪َ :‬ف َجا َ ُس َا ْي ُ ْب ُن َع ْم ٍمحو َف َقا َ ‪َ :‬هات ا ْكت ْ‬ ‫ُب َب ْيةَةَا َو َب ْيلةَك ُْم كتَابلان َفلدَ َعا الةَّبا ُّ‬ ‫ة ان ا‬ ‫ا‬ ‫لواهللَّا َملا‬ ‫اللمح ْ َ‬ ‫ة ُن َف َ‬ ‫المححي امن َقا َ ُس َ‬ ‫ا ْلكَات َ‬ ‫لا ْي ٌ ‪َ :‬ت َّملا َّ‬ ‫المح ْ َ َّ‬ ‫ب َف َقا َ الةَّبا ُّي ‪ :‬با ْس ام اهللَّا َّ‬ ‫َتد اري ما هو و َلكان ا ْكتُب با ا‬ ‫ُلبن َف َقلا َ ادُْ ْسللا ُم َ‬ ‫وم‪َ :‬واهللَّا ال‬ ‫َلام ُكة َ‬ ‫ْلت َت ْكت ُ‬ ‫َ ُ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اسم َك ال َّل ُا َّم ك َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ا‬ ‫اس ام َك ال َّل ُا َّمن ُث َّم َقا َ ‪َ :‬ه َذا‬ ‫المح ْ َ‬ ‫ة ان ا َّلمححي امن َف َقا َ الةَّبا ُّي ‪ :‬ا ْكت ْ‬ ‫ُب با ْ‬ ‫َن ْك ُت ُب َاا إاال با ْس ام اهللَّا َّ‬ ‫ا‬ ‫لم َتن َ‬ ‫َّلك َر ُسلو ُ اهللَّا َملا‬ ‫َما َق َ‬ ‫اىض َع َل ْيه ُحم َ َّمدٌ َر ُسو ُ اهللَّان َف َقا َ ُس َا ْي ٌ ‪َ :‬واهللَّا َل ْ‬ ‫لو ُكةَّلا َن ْ َل ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َاك َعن ا ْلبي ا‬ ‫ت َوال َقا َت ْلة َ‬ ‫لي ‪َ :‬واهللَّا‬ ‫َاكن َو َلك ْن ا ْكت ْ‬ ‫َصدَ ْدن َ ْ َ ْ‬ ‫ُب ُحم َ َّمدُ ْب ُن َع ْبد اهللَّان َف َقا َ الةَّبا ُّ‬ ‫إا يين َلمحسلو ُ اهللَّا َوإا ْم ك ََّذ ْبتُم ا‬ ‫لمدُ ْب ُن َع ْب اد اهللَّان َقا َ ال ُّ ْه امح ُّي‪َ :‬و َذل ا َك ل ا َق ْول ا اه‪:‬‬ ‫وينن ا ْكت ْ‬ ‫ُب ُحم َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ا‬ ‫وين ُخ َّطا ف يمم َ ا‬ ‫ال َفس َك ُل ا‬ ‫اهان َف َقا َ َل ُه الةَّبا ُّي ‪َ :‬ع َ‬ ‫لىل‬ ‫ياا ُح ُمح َمات اهللَّا إاال َت ْع َط ْيت ُ​ُا ْم إا َّف َ‬ ‫وم ف َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ني ا ْلبي ا‬ ‫ث ا ْل َ َمح ُب َتنَّلا ُت اخ ْ‬ ‫وف با اهن َف َقا َ ُس َا ْي ٌ ‪َ :‬واهللَّا ال َتت َ​َحدَّ ُ‬ ‫َت ْم ُ َ‬ ‫لذنَا‬ ‫ت َفةَ ُط َ‬ ‫خت ُّلوا َب ْيةَةَا َو َب ْ َ َ ْ‬ ‫ا ا ا‬ ‫يك امةَّا َر ُج ٌ‬ ‫َبن َف َقا َ ُس َا ْي ٌ ‪َ :‬و َع َىل َت َّن ُه ال َف ْكتا َ‬ ‫ُض ْغ َطا َو َلك ْن َذل َك م ْن ا ْل َ ا ام ادُْ ْقبا ا ن َف َكت َ‬

‫وم‪ُ :‬سل ْب َح َ‬ ‫لك إاال َر َد ْدتَل ُه إا َل ْيةَلان َقلا َ ادُْ ْسللا ُم َ‬ ‫َوإا ْم ك َ‬ ‫لىل ادفة ا َ‬ ‫َام َع َ‬ ‫لب ُف َلمح ُّد إا َىل‬ ‫ام اهللَّ ! َك ْي َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لن َع ْم ٍ‬ ‫ادُْ ْ ا‬ ‫لا ْي ا ْب ا‬ ‫لمحو‬ ‫رشكا َ‬ ‫ني َو َقدْ َجا َ ُم ْسلامن َف َب ْية َ​َام ُه ْم ك َ​َذل َك إا ْذ َد َخ َ َت ُبو َجةْدَ ا ْبل ُن ُس َ‬ ‫ب ايف ُقي ا‬ ‫نين َف َقا َ‬ ‫َف ْمح ُس ُ‬ ‫ني َت ْظ ُا امح ادُْ ْسلا ام َ‬ ‫ود اهن َو َقدْ َخ َمح َ ام ْن َت ْس َف ا َم َّك َا َحتَّى َر َمى باةَ ْف اس اه َب ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ساي ٌ ‪َ :‬ه َذا فا ُحمَمدُ َتو ُ ما ُت َق ا‬ ‫لي ‪ :‬إانَّلا َمل َن ْق ا‬ ‫اض َ‬ ‫لض‬ ‫ُ َْ‬ ‫َلمح َّد ُه إا َ َّيلن َف َقلا َ الةَّبا ُّ‬ ‫يك َع َل ْيه َت ْم ت ُ‬ ‫َ َّ َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫يش ٍ َت َبدان َقا َ الةَّبا ُّي ‪َ :‬ف َك اج ْ ُه ايلن َقلا َ ‪:‬‬ ‫ا ْلكت َ‬ ‫َاب َب ْ دُ ن َقا َ ‪َ :‬ف َواهللَّا إاذا َمل ْ ُت َص ْ‬ ‫احل َك َع َىل َ ْ‬ ‫ما َتنَا بام اجي ا اه َل َكن َقا َ ‪ :‬ب َىل َفا ْف ْ ن َقا َ ‪ :‬ما َتنَا با َف ا‬ ‫اع ٍ َقا َ امك َْمح ٌز‪َ :‬ب ْ َقدْ َت َج ْ نَا ُه َل َ‬ ‫لكن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫(‪)148‬‬


‫ا‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬ ‫نين ُت َر ُّد إا َىل ادُْ ْ ا‬ ‫َلمح ْو َم َملا‬ ‫رشكا َ‬ ‫رش ادُْ ْسلا ام َ‬ ‫ني َو َقدْ ج ْئ ُت ُم ْسلام؟ َتال ت َ‬ ‫َقا َ َت ُبو َجةْدَ ‪َ :‬ت ْي َم ْ َ َ‬ ‫يت؟ َوك َ‬ ‫َام َقدْ ُع يذ َب َع َذابا َش ادفدا ايف اهللَّا‪. "..‬‬ ‫َقلدْ َل اق ُ‬ ‫(‪)545‬‬

‫ول لةا نستخلص من احلوارات التي جمحت يف ذلك الصلح ب لض الةتلائج حلو‬ ‫آداب الدعوة واحلوارن مةاا‪:‬‬ ‫‪ -5‬تم احلوار الةبوي مل فقترص عىل رس قلمحفش للمصلاحلان بل ت لداه إىل كبلار‬ ‫جم ‪ -‬عىل رشوط الصللح‬ ‫الصحابا الذفن اعرتض ب ضام رصاحا ‪ -‬ولكن يف تدب ّ‬ ‫ادجحفان وكذلك حوار تيب جةد بن ساي بن عممحو الذي وقع ادسلموم بسلببه يف‬ ‫هم وغم ! والةبي ‪ ‬يف ذلك كله فست م احلكما وفةممح بتوفيق اهلل إىل ادستقب نممحة‬ ‫ب يدة تتجاوز مفمحدات الواق ا واألحداث اجلارفا‪.‬‬ ‫‪ -2‬تم الةبي ‪ ‬حمحص عىل إظاار دعوته يف ك ادواقبن وإظاار السبب السلمي‬ ‫دجيئه إىل مكان وظامحت حكمته ‪ ‬يف م املا ك رسو من قمحفش بام فليلق بلهن مملا‬ ‫كام له تكج األثمح يف تفام تولئك المحس دوقب ادسلمنين ب ادي إليه تحيانا ‪.‬‬ ‫‪ -3‬تظامح الةبي ‪ ‬خطته مةذ البدافان فذكمح تنه مل فكت حلمحب تحدن ب جا لل ممحة‬ ‫وزفارة البيت " إانَّا َمل ن ا‬ ‫َج ْئ ل ا اقتَا ا َت َح ٍد َو َلكاةَّا اج ْئةَا ُم ْ ت اَم امحف َن " وهو ف لم حقيقا قلمحفش‬ ‫ْ‬ ‫وما آ إليه تممحها من الض ب والتفكك ب د عدة ه ائم وحمحوب مل ُحتقلق هللا نتلائج‬ ‫فلوح الةبي ‪ ‬بالقوة ادساندة للحوار " َوإا ْم ُه ْم َت َب ْوا‬ ‫تذكمحن ومع هذا ال محض السلمي ّ‬ ‫َف َوا َّل اذي َن ْف ايس با َي اد اه أل َقاتا َلة َُّا ْم َع َىل َت ْم امحي َه َذا َحتَّى َتةْ َف امح َد َسال ا َفتاي َو َل ُية اْف َذ َّم اهللَُّ َت ْم َمح ُه "‪.‬‬ ‫وحني ترصت قمحفش عىل صد ادسلمني عن البيت واحتجل ت علاامم بلن عفلام‬ ‫ريض اهلل عةه حني ترسله إليام الةبلي ‪ ..‬اسلت د ادسللموم للقتلا وكانلت بي لا‬ ‫ـن املُْ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِض اهللَُّ َع ِ‬ ‫ني إِ ْذ ُي َبايِ ُعون َ‬ ‫َـك‬ ‫ـؤمن َ‬ ‫المحضوام التي خ ّلدها اهلل ت اىل يف القمحآم ‪َ ‬ل َقدْ َر َ‬ ‫‪ - 545‬طمحف من حدفث طوف رواه البخاري (‪2235‬ن ‪.)2232‬‬

‫(‪)149‬‬


‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـوهبِ ْم َف َ‬ ‫ـم َمـا ِيف ُ ُل ِ‬ ‫ـت َّ‬ ‫ـاهب ْم َفتْحـ ًا َ ِريبـ ًا ‪‬‬ ‫َ ْح َ‬ ‫الش َ‬ ‫السـكينَ َة َع َلـ ْي ِه ْم َو َأ َث َ ُ‬ ‫ـأنز َ​َل َّ‬ ‫ـج َرة َف َعل َ‬ ‫(الفتح‪ )52:‬وحني رتت قمحفش ذلك َ‬ ‫الم موقفالا واسلت دت للمفاوضلاتن وهلذا‬ ‫تككيد دا ذكمحناه ممحارا يف هذه الدراسا من تم احلوار البد له من قوة حتميه وحتل حملله‬ ‫إذا ل م األممح‬

‫‪.‬‬

‫(‪)542‬‬

‫‪ -6‬تم قمحفكا مل تكن كذلك تمحفد احلمحبن ومل تكن مست دة هلان ولكةاا كانت تمحفد‬ ‫احلفاحل عىل يش من كمحامتاا اد ةوفا ومكانتاا بني ال محب كام قا ساي بن عممحو‪":‬‬ ‫َواهللَّا ال َتت َ​َحدَّ ُ‬ ‫ث ا ْل َ َمح ُب َتنَّا ُت اخ ْذنَا ُض ْغ َطان َو َلكا ْن َذل ا َك ام ْن ا ْل َ ا ام ادُْ ْقبا ا " ف ةي ال ممحة‪.‬‬ ‫‪ -1‬تظامحت مالبسات احلوار ادكانا الفمحفدة أليب بكمح ريض اهلل عةه بلني صلحابا‬ ‫رسو اهلل ‪ ‬فاو مل ف رتض عىل يش من رشوط الصلح‬

‫(‪)543‬‬

‫ب واجه عممح بالتسلليم‬

‫الكام ألممح الةبي ‪ ‬وتبو بكمح اد محوف باللني والمحفقن حني حيتا األملمح إىل الكلدة‬ ‫نجده تشد الصحابا يف احلقن ظامح ذلك من موقفه من حمحكا المحدة ب د موت الةبي ‪‬‬ ‫وظامح قب ذلك يف حلواره مع عمحوة بن مس ود يف هذا ادوقب حني سلخمح مةله هبلذا‬ ‫األسلوب الالذع !‬ ‫وهذا ف لمةا من تدب احلوار تم ادحاور إذا جتاوز احللد وجلب صلده وإم خلمح‬ ‫ذلك عن احلد ادمحاعى يف احلوار حتى ف ود إىل رشدهن والدلي عىل صحا موقلب تيب‬ ‫فلمه عىل ما قا ل محوة !‬ ‫بكمح وكالمه تم الةبي ‪ ‬مل ْ‬ ‫‪ -4‬تم الةبي ‪ ‬قب من صلحابته ‪ -‬وبخاصلا عملمح ‪ -‬ممحاج تله يف تملمح الصللح‬ ‫ممحاران ومل ف ةّب تحدا مةام عىل موقفهن وفد ذلك عىل س ا رةته وحلمله ‪‬ن فالو‬ ‫الةبي ادوحى إليه اد فد من اهللن ومع ذلك فتسع حلمه ألولئلك اد ارضلني لرشلوط‬

‫‪ - 542‬ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪.222 2 :‬‬ ‫‪ - 543‬نفسه‪.223 2 :‬‬

‫(‪)151‬‬


‫الصلح التي ظاهمحها غب ُن ادسلمنين ولكةه ‪ ‬كام فذكّمح تولئك بكسللوب رقيلق بكنله‬ ‫رسو اهلل ولن خي َفه اهلل تبدا‪..‬‬

‫(‪)546‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ -2‬تم عق عمحوة بن مس ود اللمحاجح وحلواره ملع الةبلي ‪ ‬ورؤفتله للصلحابا‬ ‫فطي وم تممح الةبي ‪ ‬وفوقمحونه كام ذكمح لقمحفش‪ ..‬ك ذلك دف ه إىل اإلسالم ب د ذلك‬ ‫فكسلم ريض اهلل عةهن وال شك تم ذلك ادوقب مع الةبي ‪ ‬قلد وقلمح يف نفسله حتلى‬ ‫تسلمه إىل اإلسلالمن ثلم علاد إىل قومله بالطلائب فلدعوهم إىل اهلل فقتللوه ثلم تلابوا‬ ‫وتسلموا !‬

‫‪.‬‬

‫(‪)541‬‬

‫‪ -2‬تم ك ما ف له الةبي ‪ ‬يف ذلك الصلح كام بتوفيق اهلل وهدافتلهن وملع ذللك‬ ‫سمح للتفاعالت البرشفا تم تتداخ لتكوم القدو ُة احلسةا والت لم ادبلارش وتالقلح‬ ‫اآلرا ن وهذا مةاج بجب عىل ادسلمني التكيس بهن مةاج التحاور والتكلاورن خاصلا‬ ‫عةد االختالف‪.‬‬ ‫‪ -0‬تم صلح احلدفبيا كام فتحا مبيةا لإلسالم وادسلمني رغم رشوط الصلح التي‬ ‫كام ظاهمحها ضد ادسلمنين ويف طمحفق ال ودة من احلمحب ن لت سورة الفتح كلام قلا‬ ‫ابن كال‪ ":‬ن لت هذه السورة الكمحفما دلا رجلع رسلو اهلل ‪ ‬ملن احلدفبيلا يف ذي‬ ‫الق دة من سةا ست من اهلجمحة حني صده ادرشكوم عن الوصو إىل ادسجد احللمحام‬ ‫فيقيض عممحته فيه وحالوا بيةه وبني ذلك ثم مالوا إىل ادصلاحلا واداادنلا وتم فمحجلع‬ ‫تكمحه من مجلاعا من الصحابا ملةام‬ ‫عامه هذا ثم فكيت من قاب ن فكجاهبم إىل ذلك عىل ّ‬ ‫علممح بن اخلطاب "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)544‬‬

‫‪ - 546‬نفسه‪.223 2 :‬‬ ‫‪ - 541‬انممح‪ :‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪.02 -04 3 :‬‬ ‫‪ - 544‬ابن كال‪ :‬تفسل القمحآم ال ميم‪.235 6 :‬‬

‫(‪)151‬‬


‫‪ -59‬تم احلوار مع غل ادسلم جائ لتحقيلق مصللحا ادسللمني وحقلن اللدما‬ ‫وحفظ األموا ن وتم ادرشكني والمادني وته األهوا إذا ع ّمملوا تملمح اهلل ت لاىل يف‬ ‫يش وجب إعانتام فيام ظاهمحه اخلل ل لام هيتدوم إىل احلقن وقد ذكمح ابن القيم رةه‬ ‫اهلل من فوائد صلح احلدفبيا‪ ":‬تم ادرشكني وته البدع والفجور والبغاة والملما إذا‬ ‫طلبوا تممحا ف ّمموم فيه حمحما من حمحمات اهلل ت اىل تجيبوا إليه وتعطوه وتعيةوا عليه‬ ‫وإم مة وا غلهن في اونوم علىل ملا فيله ت مليم حمحملات اهلل ت لاىل ال علىل كفلمحهم‬ ‫وبغيامن وفمة وم مما سوى ذلك‪ ..‬وهذا ملن تد ادواضلع وتصل باا وتشلقاا علىل‬ ‫الةفوسن ولذلك ضا عةه من الصحابا من ضا "‬

‫(‪)542‬‬

‫‪ – 3‬حوار مع أعرايب حاول تل النبي ‪:‬‬ ‫ت ددت حماوالت ادرشكني قت َ رسو اهلل ‪ ‬ظةا مةام تم دعوته ستموت بموتله‬ ‫تو قتلهن ولكن اهلل ت اىل ت ّاد لمحسوله بحفلظ حياتله ملن تولئلك بقولله ‪َ ‬يـا َأ ه َُّيـا‬ ‫ْت ِرسا َل َته واهللُّ يع ِصـم َ ِ‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫ك ِمن َّر ِّب َ‬ ‫ول َب ِّلغْ َما ُأ ِنز َل إِ َل ْي َ‬ ‫ـن‬ ‫كم َ‬ ‫ك َوإِن َّس ْ َت ْف َع ْل َف َام َب َّلغ َ َ ُ َ َ ْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫(ادائدة‪.)42:‬‬ ‫َّاس إِ َّن اهللَّ لَ َ ُّْي ِدي ا ْل َق ْو َم ا ْلكَافِ ِرين‪‬‬ ‫ومن هذه ادحاوالت ادت ددة ما رواه مسلم عن جابمح بلن عبلد اهلل تنله قلا ‪" :‬‬ ‫لل ا ْل ا َض ا‬ ‫َغ َ ونَا مع رسو ا اهللَّا ‪َ ‬غ ْ وة اقب َ نَج ٍدن َف َكدر َكةَا رسلو ُ اهللَّا ‪ ‬ايف و ٍ‬ ‫اد كَاا ا‬ ‫لاهن‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫ْ َ َ َ ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬ ‫َّلاس‬ ‫َفةَ َ َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪ْ َ ‬حت َت َش َج َمحة َف َ َّل َق َس ْي َف ُه با ُغ ْص ٍن م ْن َت ْغ َصاهنَان َقا َ ‪َ :‬و َت َف َّلمح َ الة ُ‬ ‫ايف ا ْلو ا‬ ‫لك َج امحن َقا َ ‪َ :‬ف َقا َ رسو ُ اهللَّا ‪ :‬إا َّم ر ُجال َتت ا‬ ‫ادي َف ْستَما ُّل َ‬ ‫وم باا َّ‬ ‫َاين َو َتنَا ن اَائ ٌم َف َك َخ َذ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬

‫ا‬ ‫ا‬ ‫ب َصل ْلتا ايف َف اد اه َف َقللا َ‬ ‫الس ْي ُ‬ ‫الس ْي َ‬ ‫اس َت ْي َق ْم ُت َو ُه َو َقائ ٌم َع َىل َر ْتيسن َف َل ْم َت ْش ُ ْمح إاال َو َّ‬ ‫ب َف ْ‬ ‫َّ‬ ‫لت‪:‬‬ ‫ايل‪َ :‬م ْن َف ْمةَ ُ َك امةيي؟ َقا َ ‪ُ :‬ق ْل ُت‪ :‬اهللَُّن ُث َّم َقا َ ايف ال َّاانا َي اا‪َ :‬م ْن َف ْمةَ ُ َك امةيي؟ َقا َ ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫لو َذا َجال ا ٌسن ُث َّم َمل َف ْ ا‬ ‫لمح ْض َل ُه َر ُسو ُ اهللَّا ‪. " ‬‬ ‫الس ْي َ‬ ‫بن َف َاا ُه َ‬ ‫اهللَُّن َقا َ ‪َ :‬ف َكلا َم َّ‬ ‫ْ‬ ‫(‪)542‬‬

‫‪ - 542‬ابن القيم‪ :‬زاد اد اد‪242 3 :‬ن ط‪ 56‬م سسا المحسالا ‪ -‬بلوت ‪ 5692 -‬هل ‪5024 -‬م‪.‬‬ ‫‪ - 542‬رواه مسلم (‪ )1019‬ال ضاه‪ :‬شجمح ذو شوكن صلتا‪ :‬مسلوال من غمدهن فكام السيب‪ :‬رده يف غمده‪.‬‬

‫(‪)152‬‬


‫ويف هذا ادوقب فتضح خلق ال فو عةد رسو اهلل ‪ ‬فلو تنه قت األعمحايب ما كلام‬ ‫عليه من حمح ن ولكةله رسلو المحةلا للةلاس مجي لان ول ل هلذا ادوقلب فل ثمح يف‬ ‫األعمحايب فيسلم فيةقذه اهلل ت اىل من الةار بإذنه‪.‬‬ ‫‪ -4‬حوار مع أسري مرشك‪:‬‬ ‫وهذا تسل مرشك تكيت به خي ادسلمنين وكام ذا مكانا يف قوملهن فكيلب عاملله‬ ‫الةبي ‪‬؟‬ ‫جا يف احلدفث عن َت َيب ُه َمح ْف َمح َة َقا َ ‪َ :‬ب َ َث الةَّبا ُّي ‪َ ‬خ ْيال اق َب َ ن َْج ٍد َف َجلا َ ْت با َمح ُجل ٍ‬ ‫ارف ٍا امن سو ااري ادَْس اج ادن َف َخمح إا َلي ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫له‬ ‫َ َ ْ‬ ‫م ْن َبةي َحةي َف َا ُف َقا ُ َل ُه ُث َام َم ُا ْب ُن ُت َثا ٍ ن َف َمح َب ُطو ُه با َس ا َ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫الةَّبا ُّي ‪َ ‬ف َقا َ ‪َ :‬ما اعةْدَ َك َفا ُث َام َم ُا؟ َف َقا َ ‪ :‬اعة اْدي َخ ْ ٌل َفا ُحم َ َّملدُ ن إا ْم َت ْق ُت ْلةالي َت ْقتُل ْ َذا َد ٍم‬

‫َوإا ْم ُتةْ ا ْم ُتةْ ا ْم َع َىل َشاكا ٍمح َوإا ْم ُكة َْت ت اُمحفدُ ادَْا َ َف َس ْ امةْ ُه َملا اشل ْئ َتن َف ُ ا‬ ‫لرت َك َحتَّلى ك َ‬ ‫َلام‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫رتكَل ُه‬ ‫ا ْل َغدُ ن ُث َّم َقا َ َل ُه‪َ :‬ما عةْدَ َك َفا ُث َام َم ُا؟ َقا َ ‪َ :‬ما ُق ْل ُت َل َكن إا ْم ُتةْ ْم ُتةْ ْم َع َىل َشاك ٍمحن َف َ َ‬ ‫َحتَّى ك َ‬ ‫َام َب ْ دَ ا ْل َغ اد َف َقا َ ‪َ :‬ما اعةْدَ َك َفا ُث َام َم ُا؟ َف َقا َ ‪ :‬اعة اْدي َما ُق ْل ُت َل َكن َف َقا َ ‪َ :‬ت ْطلا ُقلوا‬ ‫ُث َام َم َا !‬ ‫فب ام ْن ادَْس اج اد َفا ْغتَس َ ُثم َد َخ َ ادَْس ا‬ ‫َفا ْن َط َل َق إا َىل نَخ ٍ َق امح ٍ‬ ‫لادُ َت ْم ال‬ ‫لجدَ َف َقلا َ ‪َ :‬ت ْش َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫األر ا‬ ‫إا َل َه ال اهللَُّ َو َت ْش َادُ َت َّم ُحم َ َّمدا َر ُسو ُ اهللَّان َفا ُحم َ َّمدُ ن َواهللَّا َما ك َ‬ ‫لض‬ ‫ض َو ْج ٌه َت ْب َغ َ‬ ‫َام َع َىل ْ‬ ‫إا َيل امن وج اا َكن َف َقدْ َتصبح وجا َك َتحب ا ْلوج ا‬ ‫َام ام ْن اد ٍ‬ ‫وه إا َ َّيلن َواهللَّا َما ك َ‬ ‫فن َت ْب َغ َض إا َ َّيل‬ ‫َ َّ ُ ُ‬ ‫ْ َ​َ َ ْ ُ‬ ‫َّ ْ َ ْ‬ ‫َام امن ب َل ٍد َتب َغ َض إا َيل املن ب َل ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا ا‬ ‫ب الدي ا‬ ‫لد َكن‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫فن إا َ َّيلن َواهللَّا َما ك َ ْ َ ْ‬ ‫م ْن دفة َكن َف َك ْص َب َح دفة َُك َت َح َّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َلمحى؟‬ ‫َف َك ْص َب َح َب َلدُ َك َت َح َّ‬ ‫ب ا ْلباالد إا َ َّيلن َوإا َّم َخ ْي َل َك َت َخ َذتْةي َو َتنَلا ُت ارفلدُ ا ْل ُ ْم َلمح َةن َف َلام َذا ت َ‬ ‫رش ُه َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ‬و َت َم َمح ُه َت ْم َف ْ ت اَم َمحن َف َل َّام َق اد َم َم َّك َا َقا َ َل ُه َق اائل ٌ ‪َ :‬صل َب ْو َت؟ َقلا َ ‪ :‬الن‬ ‫َف َب َّ َ‬

‫(‪)153‬‬


‫َو َلكا ْن َت ْس َل ْم ُت َم َع ُحم َ َّم ٍد َر ُسو ا اهللَّا ‪َ ‬وال َواهللَّان ال َف ْكتايك ُْم ام ْن ا ْل َي َام َم اا َح َّب ُا احةْ َط ٍا َحتَّى‬ ‫ا‬ ‫ياا الةَّبا ُّي ‪. " ‬‬ ‫َف ْك َذ َم ف َ‬ ‫(‪)540‬‬

‫كام شغ الةبي ‪ ‬الكاغ تم فسلم الةلاس للمحب ال لادنين هكلذا جلا بمحسلالا‬ ‫المحةا إلنقاذهم من الةارن ولذا تلطب ‪ ‬يف م املا األسل ادرشكن وخاطبله خطابلا‬ ‫رقيقان ومل فلمه تو ف ةفه‪ ..‬ب تطلق رساحه ب د تم رتى المحج يف ادسجد الةبوي ملن‬ ‫والتحاب والرتاحم بني ادسلمنين‬ ‫اخلل ما رتىن من الصالة والذكمح والدعا والوعظ‬ ‫ّ‬ ‫فام لبث تم دخ اإلسالم قلبهن وقا لمحسو اهلل ‪ ‬ما قا من مجي القو ن وف‬ ‫ف‬

‫ملا‬

‫مع تعدا رسو اهلل ‪ ‬من ته مكا‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬احلوار املبارش مع اليهود‪:‬‬ ‫حني تسام ت هيو ُد بمقدم الةبي ‪ ‬إىل اددفةا ازدادوا قلقان ل لمام فقيةلا تنله هلو‬

‫الةبي ادذكور عةدهم يف التوراة باسمه وصفتهن ولكةام حسلدوه ألنله ملن ال لمحبن‬ ‫ولك ّن ثما رجاال مةام عمحفوا احلق فاتب وه‪.‬‬ ‫وقد تممح اهلل ادسلمني بالصج عىل تذى ته الكتلاب حلني فبقلى يف جملا القلو ن‬ ‫ـو َّن‬ ‫ولكن حني فت داه إىل الف فالدفاع عن الةفس حق لك إنسامن قا ت اىل ‪َ ‬ل ُت ْب َل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫ـن ا َّلـذ َ‬ ‫ـن َ ـ ْبلك ُْم َوم َ‬ ‫َـاب م ْ‬ ‫ين ُأوتُـوا ا ْلكت َ‬ ‫ِيف َأ ْم َوالك ُْم َو َأ ْن ُفسك ُْم َو َلت َْس َم ُع َّن م َن ا َّلـذ َ‬ ‫ِ‬ ‫ك ِم ْن َع ْز ِم األُ ُم ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُبوا َو َت َّت ُقوا َفإِ َّن َذلِ َ‬ ‫ور‪( ‬آ عملمحام‪)524:‬‬ ‫رشكُوا َأ ً‬ ‫أَْ‬ ‫ذى كَثري ًا َوإ ْن ت َْص ِ ُ‬ ‫ووضع القمحآم القواعد اجلليلا دحاورهتم باحلسةى واإلحسام إىل مساديامن قا ت اىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ َ‬ ‫ين َو َس ْ ُ ْ ِ‬ ‫ين َس ْ ُي َقاتِ ُلوك ُْم ِيف الدِّ ِ‬ ‫وه ْم‬ ‫ُب ُ‬ ‫‪ ‬ل َين َْهاك ُ​ُم اهللَُّ َع ِن ا َّلذ َ‬ ‫ُير ُجوك ُْم م ْن د َيارك ُْم أ ْن تَـ َ ه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني ‪( ‬ادمتحةا‪.)2:‬‬ ‫ب املُْ ْقسط َ‬ ‫َو ُت ْقس ُطوا إِ َل ْي ِه ْم إِ َّن اهللََّ َُي ه‬

‫‪ - 540‬رواه البخاري (‪ )6322‬ومسلم (‪ )6120‬وفقا ‪ :‬صبكت وصبوت وصبك‪ :‬خمح ملن دفةلهن وكلام تهل مكلا‬ ‫فطلقوم اللفظ يف تو اإلسالم عىل من فسلم‪.‬‬

‫(‪)154‬‬


‫وقد امتد احلوار بني الةبي ‪ ‬والياود إىل جماالت عدفلدة مةالا اللدعوة وال قيلدة‬ ‫والترشفع واد لامالت االقتصلادفا واالجتامعيلان وهلم يف ذللك كلله خيالفونله رسا‬ ‫وجامحا وفةاصبونه وادسلمني ال دا ن وفتمةوم لو تبطلوا دعوته بالكيد وادكمح ؛ ألهنلم‬ ‫عاج وم عن إبطاها بالقوة ال سكمحفان وكام مما فلجكوم إليله الت ةلت والتحلدي بلام‬ ‫عةدهم من علم من بقافا التوراة مما سلم من حتلمحففامن فيسلكلوم رسلو اهلل ‪ ‬علن‬ ‫تشيا من ذلك ل له ف ج عن اجلواب فيتامونه بالكذبن قا ابن إسحا ‪ ":‬وكانت‬ ‫تحبار هيود هم الذفن فسكلوم رسو اهلل ‪ ‬وفت ةتونه وفكتونه بلاللبس ليلبسلوا احللق‬ ‫بالباط ن فكام القمحآم فة‬

‫فيام فيام فسكلوم عةله إال قلليال ملن ادسلائ يف احللال‬

‫واحلمحام كام ادسلموم فسكلوم عةاا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)529‬‬

‫كانت هةالك روح عدائيا مسيطمحة ضلد اإلسلالم مةلذ البدافلا ألسلباب عدفلدة‬ ‫َـاه ُم اهللُّ‬ ‫َي ُسدُ َ‬ ‫َّاس َع َىل َمـا آت ُ‬ ‫ون الن َ‬ ‫تخطمحها احلسد كام قا ت اىل عن ته الكتاب ‪َ ‬أ ْم َ ْ‬ ‫اهيم ا ْلكِتَاب و ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َاهم هم ْلك ًا َعظِي ًام‪( ‬الةسلا ‪)16:‬‬ ‫احلك َْم َة َوآ َت ْين ُ‬ ‫َ َ‬ ‫من َف ْضله َف َقدْ آ َت ْينَآ َآل إِ ْب َر َ‬ ‫وذلك بسبب خمحو الةبوة من بةي إرسائي إىل ال محبن حيث " إم م ملم الكتلابيني‬ ‫من هيود ونصارى الذفن كانوا فقطةوم شبه ج فمحة ال محب كلانوا فةتملمحوم بلافلا تم‬ ‫تكوم الةبوة اخلامتا خار سالالت ال محبن وهو ملا ففرسل مسلارعا كالل ملةام إىل‬ ‫التجام ادبكمح يف وجه المحسو اخلاتم حممد بن عبد اهلل ‪ ‬ب بإمكانةا اللذهاب إىل تم‬ ‫ب ض ه ال كام فةتممح الرصاع مع الدفن اجلدفد اخلاتم ومع تهله قبل بلد اللوحي‬ ‫نفسه ؛ ففام ذلك ملن م طيلني علىل األقل ن األو ‪ :‬اشلرتاك اليالود والةصلارى يف‬ ‫جمحفما حتمحفب الوحي اإلهلي واالستاانا بقدسيا الةبوةن وإحساسام بكم كتاب الةبوة‬ ‫األخل سيكوم خالصا تخلة للدفن احلق الذي طمسوا بتلدبلهم وكيلدهم م ملم‬

‫‪ - 529‬ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪.342 5 :‬‬

‫(‪)155‬‬


‫م اده وتةاان والااين‪ :‬علم الكالل ملن علامئالم ورهبلاهنم وحكلامام ملن خلال‬ ‫صحائب الوحي تم الةبي اخلاتم سيكوم نبيا عمحبيا‬ ‫وقد ن‬

‫(‪)525‬‬

‫‪.‬‬

‫القمحآم ففضح كذهبم وزورهم وهبتاهنم وحتمحففام للكتلب السلاموفا بل‬

‫قتلام األنبيا ‪ ...‬مما ذكمحه القمحآم مفصال عن جمحائمامن ثم بني القلمحآم للمسللمني يف‬ ‫آفات كالة تم ه ال لن ف مةوا وسوف فبقوم علىل علدائام للمسللمني حتلى قيلام‬ ‫الساعان ومع ذلك مل فقف باب احلوار م امن بل جلادهلم وتملمح ادسللمني بجلداهلم‬ ‫باحلسةىن لبيام احلق ل‬

‫ب ضام فسلمن وهذا ما وقع قلدفام وحلدفاان حيلث فسللم‬

‫تفمحاد مةام ب د م محفا احلق‪.‬‬ ‫ولست تذكمح من جمموع ما قمحتت من سلة الةبي ‪ ‬وكتب السةا تم هةلاك موقفلا‬ ‫واحدا ت اطب فيه الياود مع ادسلمني تو تبدوا روحا تخوفا جتاه تناس مل مةني بلاهلل‬ ‫الواحد األحدن ب إم ك ادواقب التي سةحت هلم فياا الفمحصا للغلدر واخليانلا قلد‬ ‫انتا وها للقضا عىل الدعوة اإلسالميان إنه عدا مستممح وحقلد دفلني إذا متتللئ بله‬ ‫الكخصيا الياودفا ضد اإلسالمن هذا مع وجود كال من ادواقب اإلجيابيا وادتساحما‬ ‫من الطمحف اإلسالمي‪.‬‬ ‫ومع ذلك كلله فلإم الةبلي ‪ ‬علاملام باحلسلةى واحللوار وادسلادا ودعلاهم إىل‬ ‫اإلسالم رصاحا حتى كام مةام الغدر واخليانا ف اقبام الةبي ‪ ‬عدة ممحات‪.‬‬ ‫ويف كتب السةا والسلة حوارات كالة للةبي ‪ ‬مع الياود نختار مةاا احللوارات‬ ‫اآلتيا‪:‬‬ ‫‪ -1‬حوار عبد اهلل بن سالم مع النبي ‪.‬‬

‫‪ - 525‬د إبمحاهيم نوفمحي‪ :‬احلوار بني الاقافات واحلضلارات رضورة‪4 :‬ن كتلاب ادجللا ال محبيلا (‪ )26‬المحفلاضن ذو‬ ‫احلجا ‪5626‬هل ‪2996 -‬م‪.‬‬

‫(‪)156‬‬


‫‪ -2‬حوار اليهود مع النبي ‪ ‬للتأكد من نبوته‪.‬‬ ‫‪ -3‬سؤاهلم عن الروح‪.‬‬ ‫‪ -4‬دعوة اليهود إر ايسالم‪.‬‬ ‫‪ -5‬حوار النبي ‪ ‬مع اليهود حول حد الزاين يف التوراة‪.‬‬ ‫ُّيودي‪.‬‬ ‫‪ -6‬حوار النبي ‪ ‬مع حُب‬ ‫ّ‬ ‫‪ -7‬حوار النبي ‪ ‬مع ُّيود خيُب‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪ -1‬حوار عبد اهلل بن سالم مع النبي ‪:‬‬ ‫كام عبد اهلل بن سالم عامل الياود وحجهم ادقدم يف اددفةان وحني وصلت األنبلا‬ ‫إىل اددفةا بدخو الةبي ‪ ‬إىل قبا كام عبد اهلل ف م يف نخ للهن فللام سلمع بلذلك‬ ‫تمحك نخله وترسع إىل الةبي ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َّاس إا َل ْي اه َو اقي َ َق اد َم‬ ‫ولةسمع مةه احلدفثن َقا َ ‪ ":‬دَ​َّا َقد َم َر ُسو ُ ‪ ‬ادَْدفةَ َا ان َْج َف َ الة ُ‬ ‫ا‬ ‫َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ...‬ف اج ْئ ُت ايف الة ا‬ ‫لت‬ ‫اس َت ْا َب ُّت َو ْج َه َر ُسو ا اهللَّا ‪َ ‬ع َمح ْف ُ‬ ‫َّاس ألَ ْن ُم َمح إا َل ْيهن َف َل َّام ْ‬ ‫َلام َتو ُ َ ٍ‬ ‫ا‬ ‫َت َّم َو ْج َا ُه َل ْي َس با َو ْج اه ك ََّذ ٍ‬ ‫َّلاس َت ْف ُكلوا‬ ‫لم باله َت ْم َقلا َ ‪َ :‬ت ُّ َهيلا الة ُ‬ ‫ابن َوك َ َّ‬ ‫يش َت َك َّل َ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫اجلةَّ َا با َسال ٍم "‬ ‫السال َمن َو َت ْط ُموا ال َّط َ ا َمن َو َص ُّلوا َوالة ُ‬ ‫َّاس ن َيا ٌم تَدْ ُخ ُلوا ْ َ‬ ‫َّ‬

‫‪.‬‬

‫(‪)522‬‬

‫وقد كانت للةبي ‪ ‬عالمات م محوفا عةد ته الكتابن حتقق عبد اهلل من ب ضاان‬ ‫ثم إنه تراد تم فتحقق من علم الةبي ‪ ‬لي داد إفامنان فسلكله تسلئلا ال ف للم اجللواب‬ ‫نبي‪.‬‬ ‫عةاا إال ّ‬

‫‪ -522‬رواه الرتمذي (‪ )2621‬وابن ماجه (‪ )5336‬وتةد (‪ )23231‬وصححه األلباين يف صحيح اجللامع الصلغل‬ ‫(‪.)2241‬‬

‫(‪)157‬‬


‫ويف صحيح البخاري عن تنس تم عبد اهلل بن سالم تتى رسلو اهلل ‪ ‬مقد َمله إىل‬ ‫اددفةا ف َقا َ ‪ :‬إا يين س اائ ُل َك َعن َث ٍ‬ ‫الث ال َف ْ َل ُم ُا َّن إاال نَباي‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ ما َتو ُ َت ْ ا‬‫السا َع اا؟‬ ‫َ َّ‬ ‫رشاط َّ‬ ‫َ‬ ‫اجلة اَّا؟‬ ‫ َو َما َت َّو ُ َط َ ا ٍم َف ْك ُك ُل ُه َت ْه ُ ْ َ‬‫ َو َما َبا ُ ا ْل َو َل اد َفةْ ا ُع إا َىل َتبا ايه َت ْو إا َىل ُت يم اه؟‬‫ود امن ادَْ ا‬ ‫اك عَدُ و ا ْليا ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫الئك اَا !!‬ ‫َ‬ ‫ج اين باه اج ْ اجف ُ آنفان َقا َ ا ْب ُن َسال ٍم‪َ :‬ذ َ ُّ َ ُ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ت ْخ َ َ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬تما َتو ُ َت ْ ا‬ ‫رشل ا إا َىل ادَْ ْغ ا‬ ‫رش ُه ْم امل َن ادَْ ْ ا‬ ‫لمح ا‬ ‫بن َو َت َّملا َت َّو ُ‬ ‫السا َع اا َفة ٌَار َ ْ‬ ‫َّ َّ‬ ‫رشاط َّ‬ ‫حت ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫اجلة اَّا َف ا فاد ُة كَبا اد ْ ا‬ ‫المح ُجل ا َملا َ ادَْ ْلمح َت اة‬ ‫َ َ‬ ‫احلوتن َو َت َّما ا ْل َو َلدُ َفإا َذا َس َب َق َما ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َط َ ا ٍم َف ْك ُك ُل ُه َت ْه ُ ْ َ‬ ‫َن َ ع ا ْلو َلدَ ن وإا َذا سب َق ما ادَْمح َت اة ما المحج ا َن َ َع ا‬ ‫ت ا ْل َو َلدَ ‪.‬‬ ‫َ َ َ َ ُ ْ َ َ َّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ت ْش َادُ َت ْم ال إا َل َه إاال اهللَُّ َو َتن َ‬ ‫لو ٌم‬ ‫َّك َر ُسو ُ اهللَّان َقا َ ‪َ :‬فا َر ُسلو َ اهللَّان إا َّم ا ْل َي ُالو َد َق ْ‬ ‫هب ٌتن َفاس َك ْهلم َعةيي َقب َ َت ْم ف َلموا باإاس ا‬ ‫المي‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َفجا ا‬ ‫ت ا ْل َي ُاو ُدن َف َقا َ الةَّبا ُّي ‪َ :‬ت ُّي َر ُج ٍ َع ْبدُ اهللَّا ْب ُن َسال ٍم فاليك ُْم؟ َقلا ُلوا‪َ :‬خ ْ ُلنَلا‬ ‫َ َ‬ ‫َوا ْب ُن َخ ْ النَا َو َت ْف َض ُلةَا َوا ْب ُن َت ْف َضلاةَا‪.‬‬ ‫َف َقا َ الةَّبا ُّي ‪َ :‬ت َر َت ْفت ُْم إا ْم َت ْس َل َم َع ْبدُ اهللَّا ْب ُن َسال ٍم؟‬ ‫َقا ُلوا‪َ :‬ت َعا َذ ُه اهللَُّ ام ْن َذل ا َك !! َف َك َعا َد َع َل ْي اا ْمن َف َقا ُلوا ام ْا َ َذل ا َك‪.‬‬ ‫َف َخ َمح َ إا َل ْي اا ْم َع ْبدُ اهللَّا َف َقا َ ‪َ :‬ت ْش َادُ َت ْم ال إا َل َه إاال اهللَُّ َو َت َّم ُحم َ َّمدا َر ُسللو ُ اهللَّان َقلا ُلوا‪:‬‬ ‫اف َفا َر ُسو َ اهللَّا "‬ ‫رشنَان َو َتةَ َّق ُصو ُهن َقلا َ ‪َ :‬ه َذا ُكة ُْت َت َخ ُ‬ ‫رشنَا َوا ْب ُن َ ي‬ ‫َ ُّ‬

‫‪.‬‬

‫(‪)523‬‬

‫لقد ككب هذا احلوار عن تمور كالةن مةاا تم تصل اللدفن واحلد عةلد اهلل هلو‬ ‫اإلسالمن وتم الياود رغم حتمحففام التوراة بقي هلم ب ض ال لم دوم حتمحفب وخيفونله‬ ‫‪ -523‬رواه البخاري (‪.)3032‬‬

‫(‪)158‬‬


‫عن كال من الةاسن وتم رتسام وسيدهم باددفةا كام ف لم حقيقا تممحهم وما هم فيه‬ ‫من ضال وهبتامن وتم المحج دا تراد اهلل به اخلل تسلم وتمحك هيودفتله ادحمحفلان وتم‬ ‫للياللود عقليللا خاصللا فةبغللي عللىل ادسلللمني دراسللتاا جيللدا للت ام ل م اللم بللام‬ ‫فستحقوم‪..‬‬ ‫إهنا ال قليا نفساا إذا التي فت ام هبا اليالود اليلوم ملع الةلاس عاملا وادسللمني‬ ‫وال محب خاصا ن ُوعود بمحاقا ال ُفةفذ مةاا يش ن وكذب وهبتام وزور ومل اممحات ال‬ ‫تةتاي ن فام تشبه الليل َا بالبارحا ن ولكن تكامح ادسلمني اليوم ال فتدبمح هذا األممح ن حتى‬ ‫عال الياود يف ترضةا وبالدنا وتفسدوا‪.‬‬ ‫‪ -2‬حوار اليهود مع النبي ‪ ‬للتأكد من نبوته‪:‬‬ ‫َـان َعـدُ ّو ًا ِِّجل ْ ُِب َ‬ ‫يـل‬ ‫ذكمح ب ض ادفرسفن ورواة احلدفث تم هذه اآلفات ‪ْ ُ ‬ل َمن ك َ‬ ‫ك بِإِ ْذ ِن اهللِّ مصدِّ ًا ملَِّا بني يدَ ي ِه وهدً ى وب ْرشـى لِ ْلم ْ ِ ِ‬ ‫َفإِ َّن ُه َن َّز َل ُه َع َىل َ ْلبِ َ‬ ‫َـان‬ ‫ني‪َ .‬مـن ك َ‬ ‫ـؤمن َ‬ ‫َْ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫ِ‬ ‫يل َو ِميك َ‬ ‫َعدُ ّو ًا هللِّ​ِّ َو َمآلئِكَتِ ِه َو ُر ُسلِ ِه َو ِج ْ ُِب َ‬ ‫ين ‪( ‬البقلمحة‪-02 :‬‬ ‫َال َفإِ َّن اهللَّ َعـدُ ٌّو ِّل ْلكَـاف ِر َ‬ ‫‪ )02‬ن لت يف جمي الياود إىل الةبي ‪ ‬للتككد من صد نبوته‬

‫(‪)526‬‬

‫‪.‬‬

‫اس قا ‪ ":‬ح َرض ْت اعصاب ٌا امن ا ْليا ا‬ ‫ويف مسةد اإلمام تةد عن ا ْب ان َع َّب ٍ‬ ‫ود نَبا َّي اهللَّا ‪‬‬ ‫َ َ َ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫فومان َف َقا ُلوا‪ :‬فا َتبا ا ْل َق ا‬ ‫اس امن َحدي ْثةَا َع ْن اخال ٍ ن َْس َك ُل َك َعة ُْا َّن ال َف ْ َل ُم ُا َّن إاال نَبالين َقلا َ ‪:‬‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫س ُل ا‬ ‫السالم َع َىل َبة ا ايه َل ائ ْن‬ ‫اج َ ُلوا ايل ذ َّم َا اهللَّا َو َما َت َخ َذ َف ْ ُق ُ‬ ‫وين َع َّام ش ْئت ُْمن َو َلك ان ْ‬ ‫وب َع َل ْيه َّ‬ ‫َ‬ ‫َحدَّ ْث ُتكُم َش ْيئا َف َ مح ْفتُمو ُه َل ُتتَابا ُ ةيي َع َىل اإلسال امن َقا ُلوا‪َ :‬ف َذل ا َك َل َكن َقلا َ ‪َ :‬فسل ُل ا‬ ‫وين َع َّلام‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫اش ْئ ُت ْم‪.‬‬

‫جنَا َع ْن َت ْر َب اع اخال ٍ ن َْس َك ُل َك َعة ُْا َّن‪:‬‬ ‫َقا ُلوا‪َ :‬ت ْخ ا ْ‬ ‫ا‬ ‫رس اائي ُ َع َىل َن ْف اس اه ملا ْن َق ْب ا َت ْم ُتةَ َّ َ الت َّْو َرا ُة؟‬ ‫ َت ْخ ا ْ‬‫جنَا َت ُّي ال َّط َ ا ام َح َّمح َم إ ْ َ‬ ‫‪ - 526‬انممح‪ :‬ابن كال‪ :‬تفسل القمحآم ال ميم‪.522 5 :‬‬

‫(‪)159‬‬


‫ا‬ ‫ب َفك ُ‬ ‫ُوم ال َّذك َُمح امةْ ُه؟‬ ‫المح ُج ا ن َك ْي َ‬ ‫جنَا َك ْي َ‬ ‫ب َما ُ ادَْ ْمح َتة َو َما ُ َّ‬ ‫ َو َت ْخ ا ْ‬‫ب ه َذا الةَّباي األمي ايف الةَّو ام؟ ومن ولايه امن ادَْ ا‬ ‫الئك اَا؟‬ ‫جنَا َك ْي َ َ‬ ‫ْ َ َ ْ َ ُّ ُ َ‬ ‫ُّ ي ُّ‬ ‫ َو َت ْخ ا ْ‬‫ا‬ ‫ا‬ ‫ج ُتك ُْم َل ُتتَابا ُ ةيي؟ َقا َ ‪َ :‬ف َك ْع َط ْو ُه َما َشا َ ام ْن‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ف َ َل ْيك ُْم َع ْادُ اهللَّا َومي َاا ُق ُه َلئ ْن َتنَا َت ْخ َ ْ‬ ‫َع ْا ٍد َو امي َاا ٍ ‪.‬‬ ‫وم َت َّم إا ا‬ ‫ا‬ ‫وسى ‪َ ‬ه ْ َت ْ َل ُم َ‬ ‫وب‬ ‫رسائي َ َف ْ ُق َ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ف َكن ُْكدُ ك ُْم باا َّلذي َت ْن َ َ الت َّْو َرا َة َع َىل ُم َ‬ ‫َْ‬ ‫ا‬ ‫السالم َم امح َض َم َمحضا َش ادفدا َو َطا َ َس َق ُم ُه َفة َ​َذ َر هللَّا ن َْذرا َل الئ ْن َشل َفا ُه اهللَُّ َت َ َ‬ ‫لاىل امل ْن‬ ‫َع َل ْيه َّ‬ ‫الرش ا ا‬ ‫اا‬ ‫ب ال َّط َ ا ام إا َل ْي اهن َوك َ‬ ‫ب ال َّط َ ا ام إا َل ْي اه ُحلْ َلام ُم‬ ‫َام َت َح َّ‬ ‫اب إا َل ْيه َو َت َح َّ‬ ‫َس َقمه َل ُي َح يمح َم َّن َت َح َّ‬ ‫ب َّ َ‬ ‫ا‬ ‫الرش ا‬ ‫اب إا َل ْي اه َت ْل َب ُاهنَا؟ َقا ُلوا‪ :‬ال َّل ُا َّم َن َ ْمن َقا َ ‪ :‬ال َّل ُا َّم ْاش َادْ َع َل ْي اا ْم‪.‬‬ ‫اإلبا ا ن َو َت َح َّ‬ ‫ب َّ َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫وسىن َهل ْ َت ْ َل ُم َ‬ ‫لوم َت َّم‬ ‫َف َكن ُْكدُ ك ُْم بااهللَّا ا َّلذي ال إا َل َه إاال ُه َو ا َّلذي َت ْن َ َ الت َّْو َرا َة َع َىل ُم َ‬ ‫يظ َو َت َّم َما َ ادَْ ْمح َت اة َت ْص َف ُمح َر اق ٌيق َف َك ُّ ُهي َام َعال ك َ‬ ‫المح ُج ا َت ْب َي ُض َغلا ٌ‬ ‫َام َل ُه ا ْل َو َلدُ َو َّ‬ ‫الك َب ُه باإا ْذ ام‬ ‫َما َ َّ‬ ‫لىل ملا ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫المح ُج ا َع َىل َما ا ادَْ ْمح َت اة ك َ‬ ‫َام َذكَمحا باإا ْذم اهللَّان َوإا ْم َعال َما ُ ادَْ ْلمح َتة َع َ َ‬ ‫اهللَّان إا ْم َعال َما ُ َّ‬ ‫المح ُج ا ك َ‬ ‫َام ُت ْن َاى باإا ْذ ام اهللَّا؟ َقا ُلوا‪ :‬ال َّل ُا َّم َن َ ْمن َقا َ ال َّل ُا َّم ْاش َادْ َع َل ْي اا ْم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫وسىن َه ْ َت ْ َل ُم َ‬ ‫لي َتةَلا ُم‬ ‫لي األ يم َّ‬ ‫وم َت َّم َه َذا الةَّبا َّ‬ ‫َف َكن ُْكدُ ك ُْم باا َّلذي َت ْن َ َ الت َّْو َرا َة َع َىل ُم َ‬ ‫َع ْيةَا ُه َوال َفةَا ُم َق ْل ُب ُه؟‬ ‫َقا ُلوا‪ :‬ال َّل ُا َّم َن َ ْمن َقا َ ‪ :‬ال َّل ُا َّم ْاش َادْ ‪.‬‬ ‫اآلمن َفحدي ْثةَا‪ :‬من ولاي َك امن ادَْ ا‬ ‫لك َت ْو ُن َف ا‬ ‫ار ُق َ‬ ‫الئك اَا؟ َف ا ةْدَ َها ن َُج اام ُ َ‬ ‫لك‬ ‫َقا ُلوا‪َ :‬و َتن َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُّ‬ ‫ْت َ َ‬ ‫!!‬ ‫َقا َ ‪َ :‬فإا َّم ولايي اج اجف ُ َع َلي اه السالمن و َمل فب ا‬ ‫ث اهللَُّ نَبا ّيا َق ُّط إاال َو ُه َو َول ا ُّي ُه‪.‬‬ ‫َ ََْْ‬ ‫ْ َّ‬ ‫َ يَ ْ‬ ‫الئك ا‬ ‫َام ولاي َك اسلواه املن ادَْ ا‬ ‫َقا ُلوا‪َ :‬ف ا ةْدَ َها ُن َف ا‬ ‫َلاك َو َصلدَّ ْقة َ‬ ‫َلا َلتَا َب ْ ة َ‬ ‫َاك !!‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ار ُق َكن َل ْو ك َ َ ُّ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ف َام َف ْمةَ ُ ك ُْم ام ْن َت ْم ت َُصدي ُقو ُه؟ َقا ُلوا‪ :‬إا َّن ُه عَدُ ُّونَا !!‬ ‫(‪)161‬‬


‫َان َعدُ ًّوا ِجل ْ ُِب َ‬ ‫يل َفإِ َّن ُه َن َّز َل ُه َع َ‬ ‫ـىل َ ْلبِ َ‬ ‫ـك‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ف ا ةْدَ َذل ا َك َقا َ اهللَُّ َع َّ َو َج َّ ‪ْ ُ ‬ل َم ْن ك َ‬ ‫ِ‬ ‫اا‬ ‫َاب اهللَِّ َو َر َاء ُظ ُه ِ‬ ‫ون‬ ‫ور ِه ْم ك َ​َأ ََّّن ُ ْم ل َي ْع َل ُم َ‬ ‫بِإِ ْذ ِن اهللَِّ‪(‬البقمحة‪ )04:‬إا َىل َق ْوله َع َّ َو َج َّ ‪ ‬كت َ‬ ‫ا ا‬ ‫َض ٍ‬ ‫ـاءوا بِغ َ​َض ٍ‬ ‫ب ‪( ‬البقمحة‪. )595 :‬‬ ‫ب َع َىل غ َ‬ ‫‪َ ‬ف ةْدَ َذل َك ‪َ ‬ب ُ‬ ‫(‪)521‬‬

‫هذا احلوار بني مجاعا من الياود والةبي ‪ ‬فلخص بجال حقيقلا موقلب اليالود‬ ‫من رسالا اإلسالمن فام ف لموم تنه احلقن وقد اختجوا ‪ -‬بام عةدهم من بقافا التوراة‬ ‫الةبي ‪ ‬وهم قد شادوا بدافلا تم ملا فسلكلوم عةله ال‬ ‫بغل حتمحفب ‪ -‬اختجوا صد‬ ‫ّ‬ ‫ف لمه إال نبين وذلك ف ةي تهنم خيفوم ما عةدهم من قلي ال للم علن الةلاس وهلو‬ ‫مضاد لمحساالت األنبيا ‪.‬‬ ‫وقد تخذ مةام الةبي ‪ ‬ادياا ليتاب ةه إم تجاهبم عام سكلوان ولكلةام تهل غلدر‬ ‫ونقض للمواثيقن ولكن احلوار يف الةاافا فككب عن تممح عجيب ال فتصور صلدوره‬ ‫من برش إال تم فكونوا فجارا جاحدفنن وذلكم هو عداوهتم ججف عليه السالم ألنه‬ ‫فة‬

‫باحلق من عةد اهلل !‬ ‫‪ -3‬سؤال اليهود عن الروح‪:‬‬ ‫كام الياود فت ةتوم يف س ا رسو اهلل ‪ ‬عن تشيا ليجدوا ثغمحة للتكةيع عليلهن‬

‫ولكن اهلل ت اىل خذهلم يف نياهتم تلكن وع ّلم رسوله ك ملا سلكلوا عةله وملن ذللك‬ ‫ا‬ ‫لي ‪ ‬ايف‬ ‫س اهلم عن المحوح كام فمحوي عبد اهلل بن مس ود قا ‪َ ":‬ب ْيةَا َتنَا َت ْمءل َم َ‬ ‫لع الةَّبا ي‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لا ْم لال َب ْ ٍ‬ ‫ب ادَْ ادفة اَا َو ُه َو َفت َ​َوك َُّك َع َىل َع اس ٍ‬ ‫َخ امح ا‬ ‫ض‪:‬‬ ‫يب َم َ ُهن َف َم َّمح باةَ َف ٍمح م ْن ا ْل َي ُاود َف َقا َ َب ْ ُض ُ‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ءل ٍ َتك َْمح ُهونَل ُهن َف َقلا َ‬ ‫المحوحا ن َو َقلا َ َب ْ ُض ُ‬ ‫َس ُلو ُه َع ْن ُّ‬ ‫لا ْم‪ :‬ال ت َْس َلك ُلو ُه ال َجيلي ُ فيله با َ ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َت َف ُق ْل ُت إانَّل ُه‬ ‫وح؟ َف َسك َ‬ ‫المح ُ‬ ‫َب ْ ُض ُا ْم‪َ :‬لة َْس َك َلةَّ ُهن َف َقا َم َر ُج ٌ مة ُْا ْم َف َقلا َ ‪َ :‬فا َت َبا ا ْل َقاس امن َما ُّ‬

‫‪ -521‬رواه تةد (‪ )2156‬وقلا الكليخ تةلد شلاكمح‪ :‬إسلةاده صلحيحن كلام يف ادسلةد بتحقيقله‪562 3 :‬ن ط‪ 5‬دار‬ ‫احلدفثن القاهمحة ‪5654‬هل ت ‪5001‬م‪.‬‬

‫(‪)161‬‬


‫وح ِم ْن َأ ْم ِ‬ ‫وحى إا َل ْي اه َف ُق ْم ُتن َف َل َّام ان َْج َىل َعةْ ُه َقا َ ‪َ ‬و َي ْس َأ ُلون َ‬ ‫ـر َر ِّيب‬ ‫الر ُ‬ ‫ُف َ‬ ‫الروحِ ُ ْل ه‬ ‫َك َع ْن ه‬ ‫َو َما ُأوتُوا ِم ْن ا ْل ِع ْل ِم إِلّ َ لِي ً‬ ‫ال ‪َ ‬قا َ األ ْع َم ُش‪َ :‬هك َ​َذا ايف اق َمحا َ تاةَا ‪.‬‬ ‫(‪)524‬‬

‫وقد ككب احلوار عن مسكلا هاملا يف حيلاة البرشلن وهلي تهنلم ‪ -‬رغلم كل ملا‬ ‫فكتكفونه حتى اليوم ‪ -‬ما توتوا من ال لم إال قليالن وهي حقيقا ف لماا ال ادوم عىل‬ ‫ممح التارفخ‪.‬‬ ‫‪ -4‬دعوة اليهود إر ايسالم‪:‬‬ ‫َاك إِلَّ كَا َّف ًة ِّللن ِ‬ ‫اإلسالم دفن لل ادني كافا كام قا اهلل ت اىل ‪َ ‬و َما َأ ْر َس ْلن َ‬ ‫َّاس َب ِشـري ًا‬ ‫َون َِذير ًا َو َلكِ َّن َأ ْك َث َر الن ِ‬ ‫َّاس لَ َي ْع َل ُمون ‪(‬سبك‪ )2 2 :‬ولذا شملت دعلوة الةبلي ‪ ‬كل‬ ‫من استطاع الوصو إليه تو الكتابا إليه من ته زمانهن والياود مكلمولوم كغللهم‬ ‫بالدعوة إىل اإلسالمن هلذا خمح إليام الةبي ‪ ‬يف بيت عبادهتم ودعاهم إىل اإلسلالم‬ ‫رصاحا كام يف هذا احلدفث َع ْن َت ايب ُه َمح ْف َمح َة َقلا َ ‪َ ":‬ب ْية َ​َام ن َْح ُن ايف ادَْ ْس اج اد إا ْذ َخ َمح َ َع َل ْيةَلا‬ ‫لت ادْالدْ َر ا‬ ‫اسن َف َقلا َم‬ ‫َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ‬ف َقا َ ‪ :‬ا ْن َطلا ُقوا إا َىل َ ُهيو َدن َف َخ َمح ْجةَا َم َ ُه َحتَّى اج ْئةَلا َب ْي َ‬ ‫لت فلا َتبلا ا ْل َق ا‬ ‫ا‬ ‫اسل امن‬ ‫رش َ ُهيو َدن َت ْسل ُموا ت َْس َل ُموان َف َقا ُلوا‪َ :‬قدْ َب َّل ْغ َ َ َ‬ ‫الةَّبا ُّي ‪َ ‬فةَا َد ُاه ْم‪َ :‬فا َم ْ َ َ‬ ‫َف َقا َ َذل ا َك ُت ارفدُ ن ُثم َق َاهلا ال َّااناي َا َف َقا ُلوا‪َ :‬قدْ ب َّل ْغ َت فا َتبا ا ْل َق ا‬ ‫اس امن ُث َّم َقلا َ ال َّاال ا َال َا َف َقلا َ ‪:‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ا ْع َلموا َت َّم األر َض هللَّا ورسول ا اهن وإا يين ُت ارفدُ َت ْم ُتجلايكُمن َفمن وجلدَ املةْكُم باامل ا ا‬ ‫له َشل ْيئا‬ ‫ْ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫األر ُض هللَّا َو َر ُسول ا اه " ‪.‬‬ ‫َف ْل َيبا ْ ُهن َوإاال َفا ْع َل ُموا َتن َ​َّام ْ‬ ‫(‪)522‬‬

‫إنةللا ‪ -‬رغللم كلل ال وائللق اد للارصة ‪ -‬نحتللا إىل الللدعوة نفسللاا ألهلل‬ ‫األرض مجي ان ولكن فكرتط لةا توال تم فضبط ادسلموم حياهتم وفق م امل الرشلف ا‬

‫‪ - 524‬رواه البخاري (‪ )521‬ومسلم (‪ )2910‬وقا ابن حجمح يف الفتح‪َ " :‬هك َ​َذا ايف اق َمحا َ تةَا " َت ْي‪ :‬اق َلمحا َ ة األ ْع َملش ن‬ ‫ا ا ا‬ ‫الس ْب َ ا َب ْ َوال ايف ادَْ ْك ُاور ام ْن غ َْل َها ن َو َقدْ َت ْغ َف َل َاا َت ُبو ُع َب ْيد ايف كاتَاب ا ْل اق َمحا َ ات َل ُه ام ْن اق َمحا َ ة‬ ‫َو َل ْي َس ْت َهذه ا ْلق َمحا َ ة ايف َّ‬ ‫األ ْع َمش " فتح الباري برشح صحيح البخاري‪.226 5 :‬‬ ‫‪ - 522‬رواه البخاري (‪ )4066‬ومسلم (‪.)6105‬‬

‫(‪)162‬‬


‫التي تكمحمام اهلل هبا من احلق وال د واخلل‪ ...‬عةدها نستطيع تم نقدم لل امل األسوة‬ ‫احلسةا‪.‬‬ ‫‪ -5‬حوار النبي ‪ ‬مع اليهود حول حد الزاين يف التوراة‪:‬‬ ‫ا‬ ‫جا ا ْب ان َع ا‬ ‫از ٍ‬ ‫اه ْم ‪َ ‬ف َقا َ ‪:‬‬ ‫ب َقا َ ‪ُ :‬م َّمح َع َىل الةَّبا يي ‪ ‬با َي ُاود ٍّي ُحم َ َّمام َجم ْ ُلودا َفدَ َع ُ‬ ‫َع ْن ا ْل َ َ‬ ‫َهك َ​َذا َ ا‬ ‫جتدُ َ‬ ‫وم َحدَّ ال َّ ااين ايف كاتَاباك ُْم؟ َقا ُلوا‪َ :‬ن َ ْمن َفدَ َعا َر ُجال ام ْن ُع َل َام ائ اا ْم َف َقا َ ‪َ :‬تن ُْكدُ َك‬ ‫بااهللَّا ا َّل اذي َت ْن َ َ الت َّْورا َة َع َىل موسىن َت َهك َ​َذا َ ا‬ ‫جتدُ َ‬ ‫وم َحلدَّ الل َّ ااين ايف كاتَلاباك ُْم؟ َقلا َ ‪ :‬الن‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬

‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َو َل ْوال َتن َ‬ ‫رشافاةَا َف ُكةَّا إا َذا َت َخ ْذنَا‬ ‫ج َكن نَجدُ ُه َّ‬ ‫َّك ن َ​َكدْ تَةي ا َهب َذا َمل ْ ُت ْخ ا ْ‬ ‫المح ْج َمن َو َلكةَّ ُه َك ُا َمح يف َت ْ َ‬ ‫لىل َيش ٍ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َّ ا‬ ‫الض ا َ‬ ‫الرش َ‬ ‫فب ت َ​َمح ْكةَا ُه َوإا َذا َت َخ ْذنَا َّ‬ ‫يب َت َق ْمةَا َع َل ْيه ْ َ‬ ‫احلدَّ ن ُق ْلةَا‪َ :‬ت َ ا َل ْوا َف ْلة َْجتَم ْع َع َ ْ‬ ‫ا‬ ‫ن اُقيمه َع َىل َّ ا ا‬ ‫ا‬ ‫اجل ْلدَ َمك َ‬ ‫َام ال َّمح ْج امن َف َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا‬ ‫ُ​ُ‬ ‫يم َو ْ َ‬ ‫الرشفب َوا ْل َوضي اعن َف َج َ ْلةَا الت َّْحم َ‬

‫‪ :‬ال َّل ُا َّم إا يين َت َّو ُ َم ْن َت ْح َيا َت ْم َمح َك إا ْذ َت َماتُو ُه َف َك َم َمح با اه َف ُمح اج َمن َف َك ْن َ َ اهللَُّ َع َّ َو َج َّ ‪َ ‬يا َأ ه َُّيا‬ ‫ون ِيف ا ْل ُك ْف ِر ‪ ‬إا َىل َقول ا ا‬ ‫ول ل َ​َي ُزن َ ِ‬ ‫ين ُي َس ِ‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫ـذا َفخُ ُ‬ ‫له ‪ ‬إِ ْن ُأوتِيـت ُْم َه َ‬ ‫ـذو ُه ‪‬‬ ‫ار ُع َ‬ ‫ْ‬ ‫ْك ا َّلذ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫اجل ْل اد َف ُخ ُذو ُهن َوإا ْم َت ْفتَلاك ُْم‬ ‫(ادائدة‪َ )65 :‬ف ُقو ُ ‪ :‬ا ْئتُوا ُحم َ َّمدا ‪َ ‬فإا ْم َت َم َمحك ُْم باالت َّْحمي ام َو ْ َ‬ ‫َيـك ُْم بِ َام َأ ْن َز َل اهللَُّ َف ُأو َلئِ َ‬ ‫ون‬ ‫ـم ا ْلكَـافِ ُر َ‬ ‫المح ْج ام َف ْ‬ ‫اح َذ ُروان َف َك ْن َ َ اهللَُّ َت َ َاىل ‪َ ‬و َم ْن َس ْ َ ْ‬ ‫ك ُه ْ‬ ‫با َّ‬ ‫َيك ُْم بِ َام َأ ْنز َ​َل اهللَُّ َف ُأو َلئِ َ‬ ‫ون ‪( ‬ادائدة‪)61 :‬‬ ‫ك ُه ْم ال َّظاملُ ِ َ‬ ‫‪( ‬ادائدة‪َ  )66 :‬و َم ْن َس ْ َ ْ‬ ‫ك هم ا ْل َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ‪( ‬ادائدة‪ )62 :‬ايف ا ْل ُك َّف ا‬ ‫لار ُك ُّل َالا "‬ ‫اس ُق َ‬ ‫‪َ ‬و َم ْن َس ْ َ ْ‬ ‫َيك ُْم بِ َام َأ ْنز َ​َل اهللَُّ َف ُأو َلئ َ ُ ْ‬

‫(‪)522‬‬

‫‪.‬‬ ‫فككب هذا احلوار عن خيانا تخمحى كبلة من خيانات اليالود وملا تكامحهلان لقلد‬

‫بدلوا تحكام التوراةن فكقاموها عىل الضل يب وتمحكلوا القلوي‪ ..‬فللام تعيلاهم ذللك‬ ‫اصطلحوا عىل تبدف رشع اهلل فج لوا تسوفد الوجه واجللد لل اين بدفال عن المحجمن‬

‫‪ - 522‬رواه مسلم (‪ )6669‬وتبو داود (‪ )6662‬وابن ماجه (‪ )2112‬وتةد (‪.)52162‬‬

‫(‪)163‬‬


‫ولكن الةبي ‪ ‬ب د تم افتضح تممحهم عىل ادأل تحيا رشع اهلل ت اىل فكممح بلمحجم الل اين‬ ‫ادحصن كام هو رشع اهلل ت اىل يف التوراة ويف رشف ا اإلسالم‪.‬‬ ‫والس ا عن حد ال اين ادحصن يف التوراة وكونه المحجم كلام يف رشف لا اإلسلالم‬ ‫فمامح كفمح الياود بتبدف رشف ا التوراة‪.‬‬ ‫ويف استحالف الةبي ‪ ‬للياودي باهلل الذي تن‬

‫التوراة عىل موسى لفتا دالا عىل‬

‫تنه ‪ ‬ف من بموسى والتوراة الصحيحا غل ادحمحفان ليتةبه الياود ل لام فسلموم تو‬ ‫ففقاوم‪.‬‬ ‫تليس يف ذلك زاجمح قوي لب ض حكام ادسلمني اليوم ممن فبدلوم تحكام اهلل ت اىل‬ ‫َّلم رشعله يف عبلاده؟ إم احللوار‬ ‫بكحكام وض يا باليا؟ تليس اهلل ت اىل َّ‬ ‫تحلق بلكم حيك َ‬ ‫فككب عن هذه احلقائق بجال لي لم ادسلموم حكاما وحمكومني رضورة ال ودة إىل‬ ‫احلكم بام تن‬

‫اهلل‪.‬‬

‫ُّيودي‪:‬‬ ‫‪ -6‬حوار النبي ‪ ‬مع حُب‬ ‫ّ‬ ‫لار ا ْليا ا‬ ‫ام َقا َ ‪ُ :‬كة ُْت َق اائام اعةْدَ رسو ا اهللَّا ‪َ ‬فجا اح ا‬ ‫عن َث ْو َب َ‬ ‫لود َف َقلا َ ‪:‬‬ ‫ج مل ْن َت ْح َب ا َ ُ‬ ‫َ َ ٌْ‬ ‫َ ُ‬ ‫لت‪َ :‬تال‬ ‫رص ُع امة َْالان َف َقلا َ ‪ :‬امل َ تَلدْ َف ُ ةاي؟ َف ُق ْل ُ‬ ‫َّ‬ ‫السال ُم َع َل ْي َك َفا ُحم َ َّمدُ ن َفدَ َف ْ ُت ُه َد ْف َ ا كَا َد ُف ْ َ‬ ‫لذي سلامه با ا‬ ‫لم اه ا َّل ا‬ ‫ودي‪ :‬إانَّام نَدْ ُعوه بااس ا‬ ‫ا‬ ‫له َت ْه ُلل ُهن َف َقلا َ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َت ُقو ُ ‪َ :‬فا َر ُسو َ اهللَّا؟ َف َقا َ ا ْل َي ُا ُّ َ‬

‫رسو ُ اهللَّا ‪ :‬إا َّم اس امي ُحمَمدٌ ا َّل اذي سام اين با اه َته ايلن َف َقا َ ا ْليا ا‬ ‫لت َت ْس َلك ُل َكن‬ ‫لود ُّي‪ :‬اج ْئ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َت َر ُسو ُ اهللَّا‬ ‫يش ٌ إا ْم َحدَّ ْثت َُك؟ َقا َ ‪َ :‬ت ْس َم ُع با ُك ُذ َ َّينن َفةَك َ‬ ‫َف َقا َ َل ُه َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ :‬ت َفةْ َف ُ َك َ ْ‬ ‫ود م ه َف َقا َ ‪ :‬س ْ ن َف َقا َ ا ْليا ا‬ ‫ٍ‬ ‫ود ُّي‪َ :‬ت ْف َن َفك ُ‬ ‫لل‬ ‫َّلاس َف ْ‬ ‫ُلوم الة ُ‬ ‫َُ‬ ‫‪ ‬با ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫لو َم ُت َبلدَّ ُ األَ ْر ُض َغ ْ َ‬ ‫األر ا‬ ‫ات؟‬ ‫الس َم َو ُ‬ ‫ض َو َّ‬ ‫ْ‬

‫(‪)164‬‬


‫وم ْا‬ ‫اجل ْ ا‬ ‫َف َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪ُ :‬ه ْم ايف ال ُّم ْل َم اا ُد َ‬ ‫رس‪.‬‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ف َم ْن َت َّو ُ الة ا‬ ‫َّاس إا َج َازة؟‬ ‫َقا َ ‪ُ :‬ف َقمحا ادُْ َا ا‬ ‫اج امحف َن‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َقا َ ا ْليا ا‬ ‫اجلةَّ َا؟ َقا َ ازفاد ُة كَبا اد الة ا‬ ‫ني َفدْ ُخ ُل َ‬ ‫ُّوم‪.‬‬ ‫ود ُّي‪َ :‬ف َام ُ ْحت َفت ُ​ُا ْم اح َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫وم ْ َ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ف َام اغ َذ ُاؤ ُه ْم َع َىل إا ْث امح َها؟‬ ‫اجلة اَّا ا َّل اذي ك َ‬ ‫َام َف ْك ُك ُ ام ْن َت ْط َمحافا َاا‪.‬‬ ‫َقا َ ‪ُ :‬فة َْح ُمح َهل ُ ْم َث ْو ُر ْ َ‬ ‫اهب ْم َع َل ْي اه؟‬ ‫رش ُ ُ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ف َام َ َ‬ ‫َقا َ ‪ :‬امن َع ٍ ا‬ ‫ياا ت َُس َّمى َس ْل َسبايال‪.‬‬ ‫ني ف َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬صدَ ْق َت‪.‬‬ ‫َقا َ ‪ :‬و اجئت َتس َك ُل َك عن َ ٍ‬ ‫ا‬ ‫األر ا‬ ‫ض إاال نَبالي َت ْو َر ُجل ٌ َت ْو‬ ‫يش ال َف ْ َل ُم ُه َت َحدٌ م ْن َت ْه ا ْ‬ ‫َ ْ ُ ْ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫رج ا‬ ‫الم‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬فةْ َف ُ َك إا ْم َحدَّ ْثت َُك؟‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ت ْس َم ُع با ُك ُذ َ َّين‪.‬‬ ‫َقا َ ‪ :‬اج ْئ ُت َت ْس َك ُل َك َع ْن ا ْل َو َل اد‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لي ادَْ ْلمح َت اة‬ ‫المح ُج ا َت ْب َي ُض َو َما ُ ادَْ ْمح َتة َت ْص َف ُمح َفإا َذا ْ‬ ‫المح ُج ا َمة َّ‬ ‫اجت َ​َم َ ا َف َ ال َمة ُّي َّ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ما ُ َّ‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫المح ُج ا آ َن َاا باإا ْذ ام اهللَّا‪.‬‬ ‫َت ْذك َ​َمحا باإا ْذم اهللَّان َوإا َذا َعال َمة ُّي ادَْ ْمح َتة َمة َّي َّ‬ ‫َقا َ ا ْليا ا‬ ‫ود ُّي‪َ :‬ل َقدْ َصدَ ْق َت َوإان َ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫ْرص َ‬ ‫ف َف َذ َه َ‬ ‫َُ‬ ‫َّك َلةَباين ُث َّم ان َ َ‬

‫(‪)165‬‬


‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ءل ٍ امةْل ُه‬ ‫َف َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ :‬ل َقدْ َس َك َلةي َه َذا َع ْن ا َّلذي َس َك َلةي َعةْ ُه َو َملا ايل ع ْل ٌ‬ ‫لم با َ ْ‬ ‫ا‬ ‫َاين اهللَُّ با اه " ‪.‬‬ ‫َحتَّى َتت َ‬ ‫(‪)520‬‬

‫فككب هذا احلوار عن تمور عدفدةن مةاا تككد تحبار هيود من صد نبوة حممد ‪‬‬ ‫بام عةدهم من الدالئ عىل ذلكن ومةاا كتامهنم ال للم علن الةلاسن فلإذا كلام ذللك‬ ‫ال لم الذي سك عةه رسو اهلل ‪ ‬موجودا يف التوراة فلامذا ال ف لمه إال نبي تو رج‬ ‫تو رجالم؟ داذا ال فةترش عىل الةاس كلام هلو احللا يف اإلسلالم؟ وال جلب هةلا تم‬ ‫فكاد المحج بصد الةبي ‪ ‬وبكنه نبي ثم ال فسللمن وقلد قلا اهلل ت لاىل يف القلمحآم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسى نُـور ًا َو ُهـدً ى ِّللن ِ‬ ‫َّـاس َ ُْت َع ُلونَـ ُه‬ ‫موبخا هلم ‪ْ ُ ‬ل َم ْن َأنز َ​َل ا ْلكت َ‬ ‫َاب ا َّلذي َجاء بِه ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫ون كَثِري ًا َو ُع ِّل ْمتُم َّمـا َس ْ َت ْع َل ُمـو ْا َأنـت ُْم َولَ آ َبـاؤُ ك ُْم ‪( ‬األن لام‪:‬‬ ‫وَّنَا َو ُ ُْت ُف َ‬ ‫يس ُت ْبدُ َ‬ ‫َ َراط َ‬ ‫‪.)05‬‬ ‫ويف بقا احلج الياودي عىل كفلمحه ب لد تككلده ملن صلد نبلوة الةبلي ‪ ‬ت لليم‬ ‫للمحاور تو الداعي ادسلم بكم عليه تم فتوقع من احلوار ك االحتامالت من احللوارن‬ ‫وتم عليه البالىلن واهلداف ُا من اهلل ت اىل‪.‬‬ ‫ويف هذا احلدفث من تدب احلوار التجاوز عن ادخالفات غل اجلوهمحفلا التلي قلد‬ ‫ت و اهلدف األساس من احلوار كلام ف ل الةبلي ‪ ‬بتجلاوزه علن جفلا اليالودي‬ ‫وغلمته‪.‬‬ ‫ويف هذا احلوار من تدب الت لم مسكلا جيدر بطالب ال لم تم فتةبه إلياان تال وهلي‬ ‫يش ٌ إا ْم َحدَّ ْثت َُك؟ " فاذا‬ ‫الس ا عام فةفع وال م بام ف لمن لقو الةبي ‪َ " ‬ت َفةْ َف ُ َك َ ْ‬ ‫من تدب الت لم واحلوار الذي فتكدب به ادت لمومن وفيه حقيقلا تم فقلمحا ادالاجمحفن‬

‫‪ - 520‬رواه مسلم (‪.)254‬‬

‫(‪)166‬‬


‫من تما حممد ‪ ‬هم تو الةاس دخوال اجلةا قب األمم كلاان وذللك لكلمحامتام علىل‬ ‫اهلل ت اىل‪.‬‬ ‫‪ -7‬حوار النبي ‪ ‬مع ُّيود خيُب‪:‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لي‪":‬‬ ‫ج ُت ْهد َف ْت للةَّبا يي ‪َ ‬شا ٌة ف َ‬ ‫ياا ُسمن َف َقلا َ الةَّبا ُّ‬ ‫َع ْن َت ايب ُه َمح ْف َمح َة َقا َ ‪ :‬دَ​َّا ُفت َح ْت َخ ْي َ ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫امج ُ وا إا َ َّيل َم ْن ك َ‬ ‫يش ٍ ن َف َا ْ َت ْنت ُْم‬ ‫َْ‬ ‫َام َها ُهةَا م ْن َ ُهيو َدن َف ُجم ُ وا َل ُه َف َقا َ ‪ :‬إ يين َسائ ُلك ُْم َع ْن َ ْ‬ ‫ص ا‬ ‫المن َف َقا َ ‪ :‬ك َ‬ ‫اد اق َّي َعةْ ُه؟ َف َقا ُلوا‪َ :‬ن َ ْمن َقا َ َهل ُ ْم الةَّبا ُّي ‪َ :‬م ْن َت ُبوك ُْم؟ َقا ُلوا‪ُ :‬ف ٌ‬ ‫َلذ ْبت ُْمن‬ ‫َ‬ ‫اا‬ ‫َب ْ َت ُبوك ُْم ُف ٌ‬ ‫يش ٍ إا ْم َس َلك ْل ُت َعةْل ُه؟‬ ‫المن َقا ُلوا‪َ :‬صدَ ْق َت َقا َ ‪َ :‬ف َال ْ َتنْلت ُْم َصلادق َّي َعل ْن َ ْ‬ ‫َف َقا ُلوا‪َ :‬ن م فا َتبا ا ْل َق ا‬ ‫اس ام َوإا ْم ك َ​َذ ْبةَا َع َمح ْف َت ك اَذ َبةَا ك َ​َام َع َمح ْف َت ُه ايف َتبايةَان َف َقا َ َهل ُ ْم‪َ :‬م ْن َت ْه ُ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫الة اَّار؟ َقا ُلوا‪َ :‬نك ُ ا‬ ‫ياان َف َقا َ الةَّبا ُّي ‪ْ :‬‬ ‫ياا َف اسلا ُث َّم َ ْ‬ ‫يالان َواهللَّا ال‬ ‫اخ َسل ُئوا ف َ‬ ‫خت ُل ُفونَا ف َ‬ ‫ُوم ف َ‬ ‫اا‬ ‫ا‬ ‫ن ْ‬ ‫يش ٍ إا ْم َس َك ْل ُتك ُْم َعةْ ُه؟ َف َقا ُلوا‪َ :‬ن َ ْم َفا‬ ‫َخ ُل ُفك ُْم ف َ‬ ‫ياا َت َبدان ُث َّم َقا َ ‪َ :‬ه ْ َت ْنت ُْم َصادق َّي َع ْن َ ْ‬ ‫الك ا‬ ‫َتبا ا ْل َق ا‬ ‫اس امن َقا َ ‪َ :‬ه ْ َج َ ْلت ُْم ايف َه اذ اه َّ‬ ‫ة َلك ُْم َع َىل َذل ا َك؟‬ ‫اة ُس ّام؟ َقا ُلوا‪َ :‬ن َ ْمن َقا َ ‪َ :‬ما َ َ‬ ‫َ‬ ‫َقا ُلوا‪َ :‬تردنَا إا ْم ُكة َْت ك ا‬ ‫َاذبا ن َْس َ ارت ُ ا‬ ‫رض َك " ‪.‬‬ ‫َ ْ‬ ‫فح َوإ ْم ُكة َْت نَبا ّيا َمل ْ َف ُ َّ‬ ‫(‪)529‬‬

‫فتح اهلل ت اىل م ق الياود ادحصن شاميل اددفةا بام فيه من حصوم وزروع وثامر‪..‬‬ ‫فتحه للمسلمني بقلي من القتا واحلصارن وألم خيج ب يدة عن اددفةا قبا الةبي ‪‬‬ ‫من الياود عمحضام تم ف رعوها وف طوا نصب ثامرها للمسلمنين فقبل ذللك ملةام‬ ‫رشفطا تم جيليام حني فكا مةاا‪.‬‬ ‫ب د ذلك الصلح تقام ادسلموم تفاما وعلادت ال القلات ملع اليالود واختلطلوا‬ ‫بادسلمني لدرجا تم اممحتة مةام تهدت شاة مصليا إىل رسو اهلل ‪ ‬ولكةاا وضل ت‬ ‫فياا سام ب لم الياود وتدبلهمن وفككب احلوار عن نفسيا اليالود وعقليلتام ادبةيلا‬ ‫عىل الغدر واخليانان والغمحفب يف تممحهم تم عةدهم بقافا علم من التوراة فككب هلام‬ ‫‪ - 529‬رواه البخاري (‪.)3540‬‬

‫(‪)167‬‬


‫الةبي ‪ ‬عةاا ممحة ب د تخمحى ليتككدوا من صحا نبوتهن وب د تم فابت ذلك هلم ممحارا‬ ‫نمحاهم جيحدونه وفكذبوم عىل اهلل ورسوله والةاس مجي ا !‬ ‫ويف هللذا احلللوار نجللد الياللود فلجللكوم إىل الغللدر واخليانللا والتصللفيا اجلسللدفا‬ ‫د ارضيام ما استطاعوا إىل ذلك سبيالن وهلا هلم فف للوم ذللك اليلوم يف فلسلطني‬ ‫ولبةام وغلها‪.‬‬ ‫ومن تدب ادحاورة فيه تم ادحاور إذا تخطك تو كذب وجلب رده علىل الفلور كلام‬ ‫ف الةبي ‪ ‬م ام حني َقا َ َهلم‪ ":‬من َته ُ الة اَّار؟ َقا ُلوا‪َ :‬نك ُ ا‬ ‫ياا َف اسلا ُث َّم َ ْ‬ ‫خت ُل ُفونَا‬ ‫ُْ َ ْ ْ‬ ‫ُوم ف َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ياان َواهللَّا ال ن ْ‬ ‫ياان َف َقا َ الةَّبا ُّي ‪ْ :‬‬ ‫ياا َت َبدا "‪.‬‬ ‫َخ ُل ُفك ُْم ف َ‬ ‫اخ َس ُئوا ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫ومع تم تحد صحابا الةبي ‪ ‬مات من ذلك السم الذي اكتكفه الةبلي ‪ ‬بلوحي‬ ‫من اهلل ب د لقما تو لقمتني‪ ..‬مع ذلك مل ف اقبام الةبي ‪ّ ‬‬ ‫ووّف بالصلح اللذي عقلده‬ ‫م امن وقد كانوا فستحقوم القت قصاصا وعقوبان لكةه مل فف‬

‫ل لام ف قلوم‪.‬‬

‫إم احلوار مع الياود كام جا يف القلمحآم والسلةا ُفسلتخلص مةله اد محفلا الدقيقلا‬ ‫بال قليا والةفسيا الياودفا ادبةيا علىل ال صلبيا والكلذب والباتلام وبخلس الةلاس‬ ‫تشيا هم والغدر واخليانان وال شك تم مآيس ادسلمني اليوم ف ود شطمح مةاا إىل تدبل‬ ‫الياود ومكمحهم يف فلسطني وغلها من بالد ال املن وهلم ورا احلملالت اإلعالميلا‬ ‫ادس ورة حو ال امل اليوم ضد اإلسالم وادسلمنين ولكن فةبغي تم نلذكمح تنةلا نحلن‬ ‫ادسلمني نقدم هلم ادادة األوليا هلذا كله من ختلفةا وتفمحقةا وإةالةلا كاللا ملن م لامل‬ ‫الرشع احلةيب ال اد الذي تكمحمةا اهلل به‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬احلوار املبارش مع النصارى‪:‬‬ ‫مل فكن باددفةا عدد كبل من الةصارىن ب مل تذكمح ادصادر التارخييا تو احلدفايلا ‪-‬‬ ‫فيام تعلم ‪ -‬تم الةبي ‪ ‬وادسلمني ت املوا مبارشة مع تحد ملن الةصلارى ملن تهل‬ ‫(‪)168‬‬


‫اددفةان ولكن الت ام م ام كام عىل مستوى ادمحاسالت كام يف رسائله ‪ ‬إىل همحقل‬ ‫وادقوقس والةجايش وب ض تممحا ال محب ادتةرصفن التلاب ني لللمحوم تو مقابللا ملع‬ ‫ب ضام ممن ف يكوم خار اددفةان وكانت قد رست فمحفا من ته مكا عاوهنم فيالا‬ ‫ب ض الياود حني زعموا تم الةبي ‪ ‬فتلقى ب ض ما فكيت به من غلالم نرصلاين عبلد‬ ‫ون إِن َ​َّام ُي َع ِّل ُم ُه‬ ‫لواحد من ته مكان فمح ّد اهلل ت اىل عليام الفمحفا ‪َ ‬و َل َقدْ َن ْع َل ُم َأ ََّّن ُ ْم َي ُقو ُل َ‬ ‫ان ا َّل ِذي ي ْل ِ‬ ‫ني ‪(‬الةح ‪. )593:‬‬ ‫ون إِ َل ْي ِه َأ ْع َج ِم ٌّي َو َه َذا لِ َس ٌ‬ ‫حدُ َ‬ ‫رش لِ َس ُ‬ ‫ان َع َر ِ ٌّيب ُمبِ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َب َ ٌ‬ ‫(‪)525‬‬

‫وقد ظن ب ض ته مكا ممن مل جيلدوا مغمل ا لللدعوة الةاشلئا تم حمملدا فتلقلى‬ ‫ت اليمه تو فصوىل ب ض ما فكيت به من تخبار فتلقفاا من ذلك الغلالمن لكلن اهلل ت لاىل‬ ‫وحاجام بال ق ن إذ إم ذلك الغالم تعجمين والكلالم ادةل‬ ‫كذهبم‬ ‫ّ‬

‫علىل حمملد ‪‬‬

‫بلسام عمحيب مبني ف ج وم ‪ -‬وهم ته الفصاحا والبيام ‪ -‬عن اإلتيام بماله !‬ ‫ويف السلة والسةا الةبوفا ثالث لقا ات مبارشة بني اإلسلالم والةرصلانيا ‪ -‬فليام‬ ‫تحسب ‪:-‬‬ ‫األو ‪ :‬لقا ادسلمني ادالاجمحفن إىل احلبكلا ملع الةجلايش وحاشليته وتسلاقفتهن‬ ‫عدي بن حاتم الطائي الذي كام زعيام نرصلانيان والااللث‪:‬‬ ‫والااين‪ :‬لقا الةبي ‪ ‬مع‬ ‫ّ‬ ‫لقا الةبي ‪ ‬مع وفد نصارى نجمحامن ويف تلك اللقلا ات حلوارات رصحيلا وممت لا‬ ‫تتضح فياا احلقائق وتُدحض فياا الكباات‬

‫(‪)522‬‬

‫‪.‬‬

‫ونحن نمحجح تم تكوم ثما لقا ات تخمحى مع الةصارى لكلن مل حتفلظ تو مل تكلن‬ ‫ذات تةيا واضحا يف سل احلوارن كلقا الةبي ‪ ‬بورقا بن نوف يف تو الب اان ولقا‬

‫‪ -525‬انممح‪ :‬ابن كال‪ :‬تفسل القمحآم ال ميم‪.246 2 :‬‬ ‫كتب عمحضت للحوار اإلسالمي ادسيحي مةذ بدافته يف عاد الةبلوة حتلى ال رصل احللارضن مةالا كتلاب‪:‬‬ ‫‪ - 522‬ثما ٌ‬ ‫احلوار اإلسالمي ادسيحين وهو رسالا ماجستل من إعداد بسام داود عجكن ط‪ 5‬دار قتيبا (بلدوم ذكلمح مكلام‬ ‫الةرش) ‪5652‬هل ‪5022 -‬م‪.‬‬

‫(‪)169‬‬


‫اجلارود بن عممحو الذي كام نرصانيا فكسلمن ولقلا الةبلي ‪ ‬ملع " علدّ اس " ال بلد‬ ‫الةبلي ‪‬‬ ‫الةرصاين ل تبا وشيبا ابةي ربي ان وكلام ذللك يف الطلائب حلني رد ته ُلالا‬ ‫َّ‬ ‫وصاحبه وآذوةا‪.‬‬ ‫وهذا عمحض موج لتلك احلوارات الاالثا مع ب ض ما فيه من فوائد‪:‬‬ ‫‪ -1‬احلوار عند النجاَش‬

‫‪:‬‬

‫(‪)523‬‬

‫حني اشتد األذى بادسلمني يف مكلا اسلتكذنوا الةبلي ‪ ‬يف اخللمحو مةالا فكشلار‬ ‫عليام باخلمحو إىل احلبكان وذكمح هلم تم فياا ملكا ال فملم الةاس عةدهن فااجمح مجلع‬ ‫من الصحابان ووجلدوا عةلد المحجل األملن وسل ا ال ليشن لكلن قمحفكلا مل تلرتك‬ ‫ادااجمحفن وشكهنمن ب ترسلت يف طلبام ب عم خمحوجام عىل دفةاا وسلطاهنان وعدم‬ ‫متاب تام للملك يف دفةه كذلك‪.‬‬ ‫وائتممح ادأل من قمحفش علىل تم فمحسللوا رجللني إىل الةجلايشن ونملمحوا إىل تحلب‬ ‫اهلدافا إىل ادللك وبطارقته فجم وا هلمن وترسللوا عبد اهلل بن تيب ربي لا بلن ادغللةن‬ ‫وعممحو بن ال اصن وعممحو فومذاك داهيا من دواهي ال محب ُحمةّلك ُجم ّلمحبن وحلني‬ ‫وص عممحو وصاحبه باهلدافا إىل ترض احلبكلا بلدآ بحاشليا ادللك فوزعلا علليام‬ ‫اهلدافان ّ‬ ‫وتخمحا هدافا ادلكن حتى إذا فمحغا من احلاشيا قلاال‪ :‬سللوا ادللك تم فسل َّلمةا‬ ‫ه ال قب تم فكلمامن وإنلام ف لال ذللك دلا ف للامم ملن عدللهن فخافلا تم فةصلب‬ ‫ادسلمني !‬ ‫وتوص المحجالم هدافاةا إىل الةجايشن ثم استكذنا يف الدخو عليله فلكذم هللامن‬ ‫فقاال‪ :‬تهيا ادلكن إنه قد َتوى إىل ترضك اغ ْلامم سفاا من قومةان فارقوا دفلن قلومام‬

‫‪ -523‬انممح تمحمجا الةجايش وحواراته يف‪ :‬الذهبي‪ :‬سل تعالم الةبال ‪ 242 3 :‬وما ب لدهان ط دار الفكلمح ‪ -‬بللوت‬ ‫‪5652‬هل‪5002 -‬م ‪.‬‬

‫(‪)171‬‬


‫ومل فدخلوا يف دفةكمن وجا وا بدفن مبتدع ال ن محفه نحن وال تنتمن وقد ترس َلةا إليلك‬ ‫ترشاف قومةا لرت ّدهم إليام‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ويف سلة ابن هكام‪ ":‬ثم ترس إىل تصحاب رسو اهلل ‪ ‬فدعاهم فللام جلا هم‬ ‫رسوله اجتم وا ثم قا ب ضام للب ض‪ :‬ملا تقوللوم للمحجلل إذا جئتملوه؟ قلالوا‪:‬‬ ‫نقو ‪ :‬واهلل ما علمةا وما تممحنا به نبيةا ‪ ‬كائةا يف ذلك ما هو كائنن فللام جلا وا وقلد‬ ‫دعا الةجايش تساقفته فةرشوا مصاحفام حوله سكهلم فقا هلم‪ :‬ما هذا اللدفن اللذي‬ ‫قد فارقتم فيه قومكم ومل تدخلوا به يف دفةي وال يف دفن تحد من هذه ادل ؟‬ ‫فكام الذي كلمه ج فمح بن تيب طالب فقا له‪ :‬تهيا ادلك كةلا قوملا تهل جاهليلا‬ ‫ن بد األصةام ونكك اديتا ونكيت الفواحش ونقطلع األرحلام ونيسل اجللوار وفككل‬ ‫القوي مةا الض يبن فكةا عىل ذلك حتلى ب لث اهلل إليةلا رسلوال مةلا ن لمحف نسلبه‬ ‫وصدقه وتمانته وعفافهن فدعانا إىل اهلل لةوحده ون بلده ونخللع ملا كةلا ن بلد نحلن‬ ‫وآباؤنا من دونه من احلجارة واألوثامن وتممحنا بصد احلدفث وتدا األمانلا وصللا‬ ‫المححم وحسن اجلوار والكب عن ادحارم والدما ن وهنانا عن الفواحش وقو ال ور‬ ‫وتك ما اليتيم وقذف ادحصةاتن وتممحنلا تم ن بلد اهلل وحلده ال نرشلك بله شليئان‬ ‫وتممحنا بالصالة وال كاة والصيام ‪ -‬ف دد عليه تمور اإلسلالم ‪ -‬فصلدقةاه وآمةلا بله‬ ‫واتب ةاه عىل ما جا به من اهلل ف بدنا اهلل وحده فلم نرشك به شيئان وحمحمةلا ملا حلمحم‬ ‫عليةا وتحللةا ما تح لةان ف دا عليةا قومةا ف ذبونا وفتةونا عن دفةةا للدونا إىل عبادة‬ ‫األوثام من عبادة اهلل ت اىل وتم نستح ما كةلا نسلتح ملن اخلبائلثن فللام قامحونلا‬ ‫وظلمونا وضيقوا عليةا وحالوا بيةةا وبني دفةةا خمحجةا إىل بالدك واخرتنلاك علىل ملن‬ ‫سواك ورغبةا يف جوارك ورجونا تم ال نملم عةدك تهيا ادلك‪.‬‬

‫(‪)171‬‬


‫فقا له الةجايش‪ :‬ه م ك مما جا به عن اهلل من يش ؟ قالت‪ :‬فقلا لله ج فلمح‪:‬‬ ‫(كاي ص) فبكلى واهلل‬

‫عيل فقمحت عليه صلدرا من‬ ‫ن من فقا له الةجايش‪ :‬فاقمحته َّ‬

‫الةجايش حتى اخض ّلت حليته وبكت تساقفته حتى تخضلوا مصاحفام حني سلم وا‬ ‫ما تال عليامن ثم قا هلم الةجايش‪ :‬إم هذا والذي جا به عيسى ليخمح ملن مكلكاة‬ ‫واحدةن انطلقان فال واهلل ال تسلمام إليكام وال ُفكادوم "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)526‬‬

‫وهكذا بطلت مكيدة المحجلنين لكن َع ْممحا ف محف قو اإلسالم يف ادسيح وخمالفته‬ ‫دا فقو الةصارىن فدبمح مكيدة وعاد إىل ادلك ليكيد للمسلمنين فلاجتمع ادسللموم‬ ‫وتمج وا عىل مصارحا ادلك وقو احلقن قا ابن هكام‪ " :‬فلام دخلوا عليه قا هللم‪:‬‬ ‫ماذا تقولوم يف عيسى بن ممحفم؟ قالت‪ :‬فقا ج فمح بن تيب طاللب‪ :‬نقلو فيله اللذي‬ ‫جا نا به نبيةا ‪ ‬فقو ‪ :‬هو عبد اهلل ورسوله وروحه وكلمته تلقاها إىل ملمحفم ال لذار‬ ‫البتو ‪.‬‬ ‫فرضب الةجايش بيده إىل األرض فكخذ مةاا عودا ثم قا ‪ :‬واهلل ما عدا عيسى بل ُن‬ ‫ممحفم ما قلت هذا ال ود ! قالت‪ :‬فتةاخمحت بطارقته حوله حني قا ما قا ن فقا ‪ :‬وإم‬ ‫نخمحتم واهلل ! اذهبوا فكنتم شيوم بكريض ‪ -‬والكيوم‪ :‬اآلمةوم ‪ -‬من سلبكم غلمحم ثلم‬ ‫قا ‪ :‬من سبكم غمحم ثم قا ‪ :‬من سبكم غمحم‪ .‬ما تحب تم يل دفمحا من ذهب وتين آذفت‬ ‫رجال مةكم "‬

‫(‪)521‬‬

‫‪.‬‬

‫هذا احلوار البدفع بني الةجايش وج فمح بن تيب طالب ريض اهلل عةله فككلب علن‬ ‫حقيقا موقب اإلسالم من عيسى بن ممحفمن فاو نبي كمحفم ممحس ن وليس إهلا وال ابن‬ ‫إله كام ف عم كال من الةاس قدفام وحدفاان والمحاسخوم يف ال للم ملن تهل الكتلاب‬ ‫ف لموم ذلك ال شكن وهاهو الةجايش فصد بلذلك وت ارضله تسلاقفته فلال فكبله‬ ‫‪ - 526‬ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪.221 5 :‬‬ ‫‪ - 521‬ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪224 5 :‬ن وقا ابن هكام‪ ":‬وفقا ‪ :‬ذبمحا من ذهبن وهو اجلب بلسام احلبكا‪.‬‬

‫(‪)172‬‬


‫العرتاضامن وفككب احلوار عن فقه عميق جل فلمح ريض اهلل عةلهن يف مج له ل قائلد‬ ‫اإلسالم وتخالقه وآدابه هبذا اللفظ ادوج الدا ن ويف اختياره صدر سورة ممحفم وملا‬ ‫فياا من ذكمح زكمحفا وحييى وممحفم وعيسى‪ ...‬مما فةاسب ادقام عةد الةجايشن ثلم فبلني‬ ‫احلوار كذلك تم الصد خل وسليلا للةجلاةن وقلد ملدح القلمحآم الصلادقني وتملمح‬ ‫ادسلمني بالصد ‪ ‬يا َأُّيا ا َّل ِذين آمنُو ْا ا َّت ُقو ْا اهللَّ وكُونُو ْا مع الص ِ‬ ‫اد ِني‪( ‬التوبا‪)550:‬‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ هَ‬ ‫وقد ن لت هذه اآلفا يف سيا موقب مكابه حني صلد الاالثلا ادخ ّلفلوم يف غل وة‬ ‫َ‬ ‫احلدفثن فتاب اهلل عليام لصدقام وتوبتام‪.‬‬ ‫تبوك رسو َ اهلل ‪‬‬ ‫وقد تسلم الةجايش ب د ذلك كام هو م لوم ن وفوم موته ريض اهلل عةه تخج الةبلي‬ ‫ّ‬ ‫ادصىل فصىل صلالة الغائلب عليله ؛ ألنله مل فكلن‬ ‫‪ ‬تصحابه بذلك ن وخمح هبم إىل‬ ‫عةده من فصيل عليه من ادسلمني‪.‬‬ ‫‪ -2‬احلوار مع وفد نصارى نجران‪:‬‬ ‫ول‬

‫تظامح حماوالت االتصا ادبارش بلني الةبلي ‪ ‬والةصلارى كانلت يف السلةا‬

‫التاس ا للاجمحة حني ترس إىل نصلارى الليمن فلدعوهمن فكرسللوا وفلدا ملةام إىل‬ ‫اددفةا لالطالع عىل األممحن وهلو مكلاور يف كتلب السللة والتلارفخ بوفلد نصلارى‬ ‫نجمحام‬

‫‪.‬‬

‫(‪)524‬‬

‫وقد ذكمح ادفرسوم تم اآلفات من تو سورة آ عملمحام إىل ثلالث وثامنلني مةالا‬ ‫ن لت يف مةاسبا جمي وفد نصارى نجمحام إىل الةبي ‪‬‬

‫(‪)522‬‬

‫‪.‬‬

‫ويف اجل ادذكور من السورة آفات كالة يف حماجا ته الكتابن حيث فتح بلاب‬ ‫احلوار م ام يف اددفةا كام ذكمحنا من قب ن وحني وص احلوار إىل طمحفق مسدود بككم‬

‫‪ -524‬انممح‪ :‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪.530 3 :‬‬ ‫‪ -522‬ابن كال‪ :‬تفسل القمحآم ال ميم‪ 629 5:‬وما ب دها‪.‬‬

‫(‪)173‬‬


‫إسالمامن وتبوا إال البقا عىل دفةامن تممح اهلل ت اىل رسوله ‪ ‬بادباهلان قلا ت لاىل ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫يسى ِعندَ اهللِّ ك َ​َم َث ِل آ َد َم َخ َل َق ُه ِمن ت َُر ٍ‬ ‫ُون‪َْ .‬‬ ‫احل هق ِمن َّر ِّب َ‬ ‫ك‬ ‫اب ثِ َّم َ َال َل ُه كُن َف َيك ُ‬ ‫إِ َّن َم َث َل ع َ‬ ‫ك فِ ِيه ِمن َب ْع ِد َما َج َ‬ ‫اءك ِم َن ا ْل ِع ْل ِم َف ُق ْ‬ ‫آج َ‬ ‫َف َ‬ ‫ـل َت َعـا َل ْو ْا َنـدْ ُع‬ ‫ين‪َ .‬ف َم ْن َح َّ‬ ‫ال َتكُن ِّمن املُْ ْم َ ِرت َ‬ ‫َأ ْبنَاءنَا َو َأ ْبنَاءك ُْم َونِ َساءنَا َونِ َساءك ُْم َو َأن ُف َسنَا َ‬ ‫وأن ُف َسك ُْم ُث َّم َن ْبت َِه ْل َفن َْج َعل َّل ْعنَـ ُة اهللِّ َع َ‬ ‫ـىل‬ ‫ِ‬ ‫ني ‪( ‬آ عممحام‪.)45-10 :‬‬ ‫ا ْلكَاذبِ َ‬

‫اقب والسيدُ ص ا‬ ‫ا‬ ‫لاح َبا ن َْج َلمح َ‬ ‫ام‬ ‫وجا يف صحيح البخاري َع ْن ُح َذ ْف َف َا َقا َ ‪َ ":‬جا َ ا ْل َ ُ َ َّ ي َ‬ ‫العةَاهن َقا َ ‪َ :‬ف َقا َ َتحدُ ُةا لاص ا‬ ‫ام َت ْم ف ا‬ ‫إا َىل رسو ا اهللَّا ‪ ‬ف امحفدَ ا‬ ‫احبا اه‪ :‬ال َت ْف َ ْ ن َف َواهللَّا َل الئ ْن‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫يك َما َس َك ْل َتةَان َوا ْب َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫َام نَبا ّيا َفال َعةَّا ال ُن ْفلا ُح ن َْح ُن َوال َع اق ُبةَا ام ْن َب ْ ادنَان َقاال‪ :‬إانَّا ُن ْ طا َ‬ ‫لث‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لق‬ ‫ُلم َر ُجلال َت اميةلا َح َّ‬ ‫َم َ ةَا َر ُجال َتميةا َوال َت ْب َ ْث َم َ ةَا إاال َتميةان َف َقلا َ ‪ :‬ألَ ْب َ َا َّن َم َ ك ْ‬ ‫ا‬ ‫َت ام ٍ‬ ‫اجل َّمحاحا ن َف َل َّام َقا َم‬ ‫َرش َ‬ ‫ف َل ُه َت ْص َح ُ‬ ‫لم َفا َت َبا ُع َب ْيدَ َة ْب َن ْ َ‬ ‫اب َر ُسو اهللَّا ‪َ ‬ف َقا َ ‪ُ :‬ق ْ‬ ‫نين َف ْ‬ ‫است ْ َ‬ ‫ني َه اذ اه األُ َّم اا " ‪.‬‬ ‫َقلا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ :‬ه َذا َت ام ُ‬ ‫(‪)522‬‬

‫قا ابن حجمح‪ " :‬وفياا ‪ -‬تي فوائد قصا وفد نجمحام ‪ -‬جواز جمادلا ته الكتابن‬ ‫وقد جتب إذا ت يةت مصلحتهن وفياا مرشوعيا مباهلا ادخلالب إذا ترص ب لد ظالور‬ ‫احلجا‪"..‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪)520‬‬

‫قا ابن هكام‪ ":‬فلام كلمه احلجام قا هلام رسو اهلل ‪ :‬تسلامن قلاال‪ :‬قد تسلمةان‬ ‫قا ‪ :‬إنكام مل تسلام فكسلامن قاال‪ :‬بىل قلد تسللمةا قبللكن قلا ‪ :‬كلذبتامن فملة كام ملن‬ ‫فلمحن قلاال‪ :‬فملن تبلوه فلا‬ ‫اإلسالم دعاؤكام هلل ولدا وعبادتكام‬ ‫َ‬ ‫الصليب وتكلكلام اخلة َ‬ ‫حممد؟ فصمت عةاام رسو اهلل ‪ ‬فلم جيباامن فلكن‬

‫اهلل ت لاىل يف ذللك ملن قلوهلم‬

‫واختالف تممحهم كله صدر سورة آ عممحام إىل بضع وثامنني آفا "‬

‫‪ -522‬رواه البخاري (‪.)6329‬‬ ‫‪ -520‬ابن حجمح‪ :‬فتح الباري‪.402 2 :‬‬ ‫‪ - 509‬ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪.654 5 :‬‬

‫(‪)174‬‬

‫(‪)509‬‬

‫‪.‬‬


‫احل هق وما ِمن إِ َل ٍ‬ ‫ـه إِلّ اهللَُّ َوإِ َّن اهللََّ‬ ‫وقا الطجي يف قوله ت اىل ‪ ‬إِ َّن َه َذا َُهل َو ا ْل َق َص ُص َْ َ َ ْ‬ ‫َُهلو ا ْلع ِزي ُز َْ ِ‬ ‫يم‪( ‬آ عممحام‪ " )42:‬فلام فص ج ثةاؤه بلني نبيله حمملد ‪ ‬وبلني‬ ‫َ َ‬ ‫احلك ُ‬ ‫الوفد من نصارى نجمحام بالقضا الفاص واحلكلم ال لاد تملمحه إم هلم توللوا علام‬ ‫دعاهم إليه من اإلقمحار بوحدانيا اهلل وتنه ال وللد لله وال صلاحبا وتم عيسلى عبلده‬ ‫ورسوله وتبوا إال اجلد واخلصوما تم فدعوهم إىل ادالعةان فف‬ ‫‪ ‬فلام ف‬

‫ذللك رسلو اهلل‬

‫ذلك رسو اهلل ‪ ‬انخذلوا فامتة وا من ادالعةا ودعوا إىل ادصاحلا "‬

‫(‪)505‬‬

‫عةد ذلك تقمحوا باجل فا للمسلمني فكحسن ادسلموم إليام وحفموا هلم ال اود التلي‬ ‫تعطاهم الةبي ‪ ‬حني وفدوا عليه باددفةا‬

‫(‪)502‬‬

‫‪.‬‬

‫وفتضح من هذا اللقا حمحص الةبلي ‪ ‬علىل األدب الةبلوي اجلميل يف اد امللا‬ ‫فمسام بكذىن ب تكلمحم‬ ‫واحللم عىل ادجادلنين وقد كانوا يف مدفةته وحتت سلطانه ومل َّ‬ ‫وفادهتم والت م بكدب اجلدا م ام باحلسةى كام تممحه ربهن وكام حمحفصا علىل إظالار‬ ‫احلق ليقيم احلجا عىل جمادليهن وانتاى احلوار م ام بلإقمحارهم بلاحلق ملع إعمحاضلام‬ ‫عةهن إذ لو صدقوا لباهلوا ولكةام جبةوا عن ادباهلا ل لمام تنه نبين وذلك كام ف ل‬ ‫ـه ْم ُظ ْلـ ًام‬ ‫آ فمحعوم مع آفات موسى عليه السالم ‪َ ‬و َج َحـدُ وا ِ َهبـا َو ْاسـ َت ْي َقنَت َْها َأ ْن ُف ُس ُ‬ ‫َو ُع ُل ّو ًا ‪( ‬الةم ‪.)56:‬‬ ‫ونت لم من هذا احلوار تم عىل ادحلاور ادسللم تم فبلذ تقىصل جالده خملصلا هلل‬ ‫ت اىلن فإم مل فستجب الطمحف اآلخلمح فلذلك قضلا اهلل وقلدره‪ ..‬وتم نتجلاوب ملع‬ ‫الطمحف اآلخمح فيام ُفمحجى نف هن كإرسا الةبي ‪ ‬تبا عبيدة م ام حكام بيةام‪.‬‬

‫‪ - 505‬حممد بن جمحفمح الطجي‪ :‬جامع البيام عن تكوفل آي القلمحآم‪640 – 642 1 :‬ن حتقيلق‪ :‬د عبلد اهلل بلن عبلد‬ ‫ادحسن الرتكين ط‪ 5‬عامل الكتبن المحفاض ‪5626‬هل ‪ 2993 -‬م‪.‬‬ ‫‪ -502‬انممح تخبار الوفد يف‪ :‬ابن كال‪ :‬تفسل القمحآم ال ميم‪ 629 2:‬وما ب دها عةد تفسل اآلفات ادذكورة من سورة‬ ‫آ عممحام‪.‬‬

‫(‪)175‬‬


‫هذه حقائق فةبغي تم نسلتفيد نحلن ادسللمني مةالا يف حوارنلا اليلوم ملع ال لامل‬ ‫الةرصاين خاصان لقد حتولةا من ماما الدعوة إىل ماما اللدفاع علن االهتاملات التلي‬ ‫فكيلاا لةا ال امل الةرصاينن وهو خطك فةبغي جتاوزه‪.‬‬ ‫ونحن نمحغب إىل من فامرس احلوار عمليا اليلوم ملع الةصلارى تم فتلكدب بلكدب‬ ‫القمحآم وتدب الةبي ‪ ‬يف ذلكن كائةا ما كانت الةتائجن فاهلل وحده هيلدي ملن فكلا ن‬ ‫فليكن ةةا األو إظاار احلقائق وإبطا الكلباات دوم خضلوع تو إقلمحار بالباطل‬ ‫الذي فمالمحه جملادلو الةصلارى يف مال تللك احللوارات التلي حيمحصلوم فيالا علىل‬ ‫اصطحاب الةسا اجلميالت ادتججات وإظاار الصلبام وعم القداسلات وإظالار‬ ‫ادةكمحات كرشب اخلمور وتك حلوم اخلةازفمح‪ ...‬كل ذللك جيلب تم فكلوم موضلع‬ ‫استةكار من ادحاور ادسلمن ب عليه تم فرتك موضع احلوار إذا ظالمح فيله يش حملمحم‬ ‫َام ف ْ امن بااهللَّا وا ْليو ام ا‬ ‫اآلخ امح َفلال‬ ‫َ َْ‬ ‫كرشب اخلممحن وعن جابمح‪ :‬تم الةبي ‪ ‬قا ‪َ ":‬و َم ْن ك َ ُ ُ‬ ‫جيلا ْس َع َىل َم اائدَ ٍة ُفدَ ُار َع َل ْي َاا با ْ‬ ‫اخلَ ْم امح " إم تصو الدفن احلق واحدةن وال نا واخلممح‬ ‫َْ‬ ‫(‪)503‬‬

‫وحلم اخلة فمح حمحام عةد ته الكتاب كام هلي عةلد ادسللمنين ولكلن القلوم حمحفلوا‬ ‫وبدلوا‪.‬‬ ‫عدي بن حاتم‪:‬‬ ‫‪ -2‬حوار إسالم‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫طي من قبائ اليمنن وكام فيام رشففلا مطاعلا وكلام قلد‬ ‫كام َعد ّي س ّيد قومه ّ‬ ‫ادحمحفا والسللطامن‬ ‫تةرص وصار فكخذ لةفسه ربع غةائمامن واقتةع هباتني‪ :‬الةرصانيا ّ‬ ‫ّ‬ ‫قا ‪ :‬فلام سم ت بمحسو اهلل ‪ ‬كمحهتهن وكام عدي ف لم تم دعوة اإلسالم ماضيا إىل‬ ‫األمامن فك الكواهد واحلوادث تد عىل ذلكن فلال جملا للمكلابمحةن وللذلك تملمح‬ ‫راعيا له تم جيا إبال سامنا قوفا عىل مقمحبا مةهن وقا له‪ :‬إذا سم ت بجيش حممد قلد‬ ‫‪ - 503‬طمحف من حدفث رواه الرتمذي (‪ )2295‬وقا ‪ :‬هذا حدفث حسن غمحفبن وحسةه األلباين يف صحيح اجللامع‬ ‫الصغل (‪. )4194‬‬

‫(‪)176‬‬


‫وطئ ترضةا فآذينن ثم همحب إىل الكلام ووق لت تختله يف األرسن فككمحمالا الةبلي ‪‬‬ ‫وتطلق رساحاان فلحقت بكخياا وتشارت عليه بالذهاب إىل الةبي ‪‬‬

‫(‪)506‬‬

‫‪.‬‬

‫قا عدي‪ ":‬فخمحجت حتى تقدم عىل رسو اهلل اددفةلان فلدخلت عليله وهلو يف‬ ‫مسجده فسلمت عليه فقا ‪ :‬من المحج ؟‬ ‫فقلت‪ :‬عدي بن حاتم‪.‬‬ ‫فقام رسو اهلل ‪ ‬فانطلق يب إىل بيتهن فواهلل إنله ل املد يب إذ لقيتله املمحتة ضل يفا‬ ‫كبلة فاستوقفته فوقب هلا طوفال تكلمه يف حاجتاان قلا ‪ :‬فقللت يف نفيسل‪ :‬واهلل ملا‬ ‫هذا بملكن ثم م‬

‫رسو اهلل حتى دخ بيته فتةلاو وسلادة ملن تدم حمكلوة ليفلا‬

‫فقذفاا إ َّيل فقا يل‪ :‬اجلس عىل هذهن قا قلت‪ :‬الن ب تنت فاجلس علياان قلا ‪ :‬الن‬ ‫ب تنتن فجلست وجلس رسو اهلل ‪ ‬باألرضن قا ‪ :‬قلت يف نفيس‪ :‬واهلل ملا هلذا‬ ‫بكممح ملك !‬ ‫ثم قا ‪ :‬إفه فا عدي بن حاتمن تمل تك ركوسيا؟ قا ‪ :‬قللت‪ :‬بلىلن قلا ‪ :‬تومل تكلن‬ ‫تسل يف قومك بادمحباع؟ قا ‪ :‬قلت‪ :‬بىلن قا ‪ :‬فإم ذلك مل فكن حي للك يف دفةلك !!‬ ‫قا ‪ :‬قلت‪ :‬تج واهللن وعمحفت تنه نبي ممحس ف لم ما جيا ‪.‬‬ ‫عدي بن حاتم إنام فمة ك من الدخو يف هذا الدفن ملا تلمحى‬ ‫قا ثم قا ‪ :‬ل له فا‬ ‫َّ‬ ‫من حاجتامن فواهلل ليوشك َّن ادا ففيض فيام حتى ال فوجد من فكخلذه ول لله إنلام‬ ‫فمة ك من الدخو يف هذا الدفن ما تمحى ملن كالمحة علدوهم وقللا علددهمن فلواهلل‬ ‫ليوشك َّن تم تسمع بادمحتة ختمح من القادسيا عىل ب لهلا حتلى تل ور هلذا البيلت ال‬ ‫ختاف إال اهللن ول له إنام فمة ك من الدخو فيله تنلك تلمحى تم ادللك والسللطام يف‬

‫‪ - 506‬انممح‪ :‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪.553 – 552 3 :‬‬

‫(‪)177‬‬


‫وافم اهللا ليوشك َّن تم تسمع بالقصور البيض من ترض باب قد فتحتن قا ‪:‬‬ ‫غلهمن ُ‬ ‫فكسلمت‪.‬‬ ‫عدي بن حاتم فقو ‪ :‬مضلت الاةتلام وبقيلت الاالالان واهلل لتكلو َن َّن !! قلد‬ ‫فكام‬ ‫ّ‬ ‫رتفت القصور البيض من ترض باب قد ُفتحتن ورتفت ادمحتة ختمح من القادسيا عىل‬ ‫ليفيضل َّن ادلا ُ‬ ‫وافلم اهللا لتكلو َن َّن الاالالان‬ ‫حتج هذا البيتن‬ ‫َ‬ ‫ب لها ال ختاف شيئا حتى َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فكخذه "‬ ‫حتى ال فوجدَ من‬

‫‪.‬‬

‫(‪)501‬‬

‫ادبارش تم ف ّلم عدفا ب ضا ملن حقيقلا‬

‫لقد تراد الةبي ‪ ‬باألسوة احلسةا والف‬

‫الةبوةن فاي المحةا والتواضع للةاس والب د عن الرتف وزخمحف احلياة الدنيا طم ا يف‬ ‫وعد اهلل بالة يم ادقيم يف اآلخمحةن هكذا ت لم عدي يف طمحفقه إىل بيت الةبي ‪ ‬وحلني‬ ‫دخ البيت مل جيد قرصا مةيفا وال عيكا ناعامن ب وجد وسلادة طمححالا لله الةبلي ‪‬‬ ‫ليجلس علياا‪.‬‬ ‫هذا درس جلي من دروس الةبوة ادباركان ثم فكيت احلوار الةبوي ب د ذلك ليجا‬ ‫عىل البقيا الباقيا من الكك تو الرتدد عةد عدين لقد تخلجه الةبلي ‪ ‬بحقيقلا حالله‬ ‫وخمالفته قواعد الدفن الذي كام فتب هن ثم تخجه هذه األخبار الاالثلا التلي سلتكوم‬ ‫بإذم اهللن عةد ذلك مل جيد المحج بدا من االسلتجابا لصلوت احللقن فكسللم وصلار‬ ‫حيدّ ث ب د ذلك بحدفث إسالمه هذا ليكوم عجة ودرسا للةاسن وهكذا كام " هنلج‬ ‫احتوا ادخالب واللني م ه سلوكا نبوفا مل ف‬ ‫وتكامحها إثلارة للغضب من قب خمالفيه "‬

‫مالزما للةبلي ‪ ‬يف تصل ب ادواقلب‬ ‫‪.‬‬

‫(‪)504‬‬

‫‪ - 501‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪.551 -556 3 :‬‬ ‫‪ - 504‬د رقيا طه جابمح ال لواين‪ :‬فقه احلوار مع ادخالب يف ضو السةا الةبوفا‪.49 :‬‬

‫(‪)178‬‬


‫كانت تلك ‪ -‬فيام تعلم ‪ -‬تظامح مواقب اللقا ادبارش مع الةصارى يف حيلاة الةبلي‬ ‫ٍ‬ ‫ملوك وتممحا ملن الةصلارى رسلائ فلدعوهم فيالا إىل‬ ‫‪ ‬ولكن الةبي ‪ ‬ترس إىل‬ ‫اإلسالمن وسيكيت طمحف من ذلك يف مبحث حوار احلضارات‪.‬‬ ‫ومن جمموع ادحاورات ادذكورة يف هذا الفص وغلله ملن حلوارات اآلخلمح يف‬ ‫السلة الةبوفا نجد تم الةبي ‪ ‬كام م ام عادال مقسطا ةله األو دعلوة هل ال إىل‬ ‫اإلسالم وإنقاذهم من الةار رةا هبم وب اما البرش ألنله ممحسل رةلا لل لادني وقلد‬ ‫عام ادخالفني له يف م مم األحوا بال فون إال من جللك إىل القلوة تو الغلدرن فلالمحد‬ ‫احل ْـر ِ‬ ‫عليه البد تم فكوم بالقوة للتدع هو وغلهن قلا ت لاىل ‪َ ‬فإِ َّمـا َت ْث َق َفـن َُّه ْم ِيف َْ‬ ‫ب‬ ‫رش ْد ِهبِم َّم ْن َخ ْل َف ُه ْم َل َع َّل ُه ْم َي َّذك َُّرون‪( ‬األنفا ‪ )12:‬قا ابن كال‪ ":‬تي نكل هبلمن‬ ‫َف َ ِّ‬ ‫قاله ابن عباس واحلسن البرصي والضحاك والسدّ ي وعطا اخلمحاساين وابلن عييةلان‬ ‫ليخاف َم ْن سلواهم ملن األعلدا ملن ال لمحب‬ ‫وم ةاه‪ :‬غ ّلظ عقوبتام وتثخةام قتال‬ ‫َ‬ ‫وغلهم وفصلوا هلم عجة "‬

‫(‪)502‬‬

‫إم تسلوب الةبي ‪ ‬يف م املا اآلخمح فما قملا المحقلي احلضلاري اللذي عمحفتله‬ ‫اإلنسانيان إم مواقب تق من هذه شكنا كانت تُقطع فياا المحقاب وحتمح األجسلاد يف‬ ‫مكار األرض ومغارهبا قدفام وحدفاا مع ال دو تو ادخلالب تو ادخطلئن وجلا ت‬ ‫سلة حممد ‪ ‬نورا فكع للبرشفا ف لماا كيب ت فو وتصفح‪.‬‬

‫‪ - 502‬ابن كال‪ :‬تفسل القمحآم ال ميم‪.622 2 :‬‬

‫(‪)179‬‬


‫الفصـل السابع‬ ‫منهجـية احلـوار‪:‬‬ ‫آدابه ورشوطه ومقوماته وعوائقه‬ ‫إم لفن احلوار رشوطا وآدابا فةبغي اإلدام هبان وثما عوائلق ت لو نجلاح احللوار‬ ‫األهداف ادمحادة مةهن وال شك تم هذه اآلداب والرشوط وادقومات وال وائق‬ ‫وتكدفته‬ ‫َ‬ ‫متص ب ضاا بب ضن ومتداخ ب ض مةاا بآخمحن ولذا مج تالا حتلت هلذا ال ةلوام‬ ‫حماوال تمحتيب آداب احلوار نممحفا يف صورة نقاط جتمع ادوضلوعن وعمليلا يف صلورة‬ ‫مواقب حوارفا متةوعا من القمحآم الكمحفم والسةا والسلة الةبوفان متب ا ذلك بتحلي‬ ‫تو تفسل تستةبط مةه ب ض الفوائد واألحكام واآلدابن ويف تثةلا ذللك سلةذكمح ملا‬ ‫فمكن تم ف و احلوار تو ففقده الاممحة ادمحجوة مةه‪.‬‬ ‫تما مصطلح " آداب احلوار " فةقو يف ت محففله‪ :‬إنله جمموعلا اآلداب واألخلال‬ ‫التي جيب عىل ادتحاورفن اتباعاا بغيا حتقيق تهداف احلوارن وهي اد فد من التفلاهم‬ ‫واإلساام يف ح ادككالتن مع اإلبقا علىل ال القلات اإلنسلانيا القائملا يف حاللا‬ ‫حسةا دوم تغل إىل األسوت نتيجا اختالف اآلرا ‪.‬‬ ‫وهةا نذكمح كذلك تم لك حالا حوارفا تو تفاوضليا سلياقاا وظمحوفالا اخلاصلان‬ ‫فقد تكوم هةالك عالقات حسةا موجودة بالف‬

‫بني تطلمحاف احللوار تو التفلاوضن‬

‫وقد فكوم غل ذلكن وتت دد األهداف حسب ك حالا حوارفا كذلك‪.‬‬ ‫وال شك تم آداب احلوار ومسائله مةاورة يف مااين آي القلمحآم الكلمحفم وتحادفلث‬ ‫الةبي ‪ ‬وتقوا الصحابا والتاب ني وال لام ن وهي كالة متةوعان وللذا نحلاو هةلا‬ ‫مج اا يف صورة نقاط لك مةاا عةوام جامع آلداب مت ددةن ومع ذلك فلإين تراين يف‬ ‫حاجا ملحا إىل اإلجياز يف هذا الفص عىل وجه اخلصوص لكامحة مادته وتكل باان إذ‬ ‫(‪)181‬‬


‫إم مادته ‪ -‬تي آداب احلوار‪ -‬هي تكامح مادة الكتب التي ُتلفت حو موضوع احللوار‬ ‫قدفام وحدفاا‪.‬‬ ‫والس ا اآلم‪ :‬ه فتوجب عىل ادحاور تم فستحرض ك هذه اآلداب عىل كامحهتلا‬ ‫وتفمحعاا حني حياور؟ واجلواب تم ذلك تممح قد فكق عىل الكال ملن الةلاسن ولكلن‬ ‫األوفق يف نممحنا تم فست م مةاا وفستحرض ما فمليله واقلع احللا تو سليا احللا‬ ‫الذي فيه ادحاورة بك مالبساته‪.‬‬ ‫وتنا تذكمح هةا تنةي ب د طو تدبمح يف آداب احلوار يف القمحآم والسةا الةبوفلا مل تجلد‬ ‫فمحوقا كبلة بني آداب احلوار مع ادسلم وغل ادسلمن هةاك فمح يف طمحفقلا اللدعوة ال‬ ‫شكن ألم ادسلم فس ّلم باألدلا الرشلعيا ابتلدا ن تملا يف إدارة احللوار فاإلنسلام هلو‬ ‫اإلنسام من حيث حاجته للمحفق واللني واالحرتام‪...‬‬ ‫وهذا عمحض موج آلداب احلوار ومقوماته ورشوطه وعوائقه‪:‬‬ ‫‪ -1‬حقيق النية‪:‬‬ ‫ك عم يف اإلسالم صغلا كام تم كبلا ال بدّ لله من نيا خالصلا هلل عل وجل ن‬ ‫وحتقيق اإلخالص يف الةيا هلل فةبغي تم فتحقق عمليا يف واقع احلياة لقوله ت اىل ‪ْ ُ ‬‬ ‫ـل‬ ‫ِ‬ ‫إِ َّن َص ِ‬ ‫ني ‪( ‬األن ام‪ )542:‬وقد وضح الةبلي‬ ‫الِت َون ُ​ُسكِي َو َ ْ‬ ‫اي َو َِم َ ِاِت هللَِّ َر ِّب ا ْل َعاملَ َ‬ ‫حم َي َ‬ ‫َلت اه ْج َمحتُل ُه‬ ‫‪ ‬حقيقا الةيا بحدفاه " إان َ​َّام األ ْع َام ُ باالةي َّي اا َوإان َ​َّام ال ْم امح ٍئ َما ن َ​َوىن َف َم ْن َكان ْ‬ ‫َت اه ْج َمحتُل ُه لالدُ ْن َيا ُف اصلي ُب َاا َت او ا ْم َلمح َت ٍة‬ ‫إا َىل اهللَّا َو َر ُسول ا اه َف اا ْج َمح ُت ُه إا َىل اهللَّا َو َر ُسول ا اهن َو َم ْن كَان ْ‬ ‫اج َمح إا َل ْيه "‬ ‫َف َت َ َّو ُج َاا َف اا ْج َمح ُت ُه إا َىل َما َه َ‬

‫‪.‬‬

‫(‪)502‬‬

‫واحلوار عم من األعام ن ولذا ال بدّ له من نيا خالصا هلل ت اىل تتما يف إحقلا‬ ‫احلق وإظااره عىل الةاسن إذ " فةبغي عىل ادسلم تالّ فلدخ يف حلوار ملا إذا مل فكلن‬ ‫‪-502‬رواه مسلم واللفظ له (‪ )6022‬والبخاري (احلدفث األو ) من حدفث عممح بن اخلطاب‪.‬‬

‫(‪)181‬‬


‫متككدا من تم نيته هلل ع وج ن فليس ادقصود من احللوار تم فمالمح ادحلاور بمحاعتله‬ ‫وثقافته تو تم فتفو عىل اآلخمحفن "‬

‫(‪)500‬‬

‫فادمحاد األو من احلوار إظاار احلق‪.‬‬

‫فستوي يف هذا احلوار ادخطط له مسبقا كحلقات الةقاش والتفلاوض‪ ..‬واحللوار‬ ‫الذي فكيت عمحضا دونام سابق إعداد لهن يف هذا كله فةبغي تم تكوم نيا ال بلد خالصلا‬ ‫فيه هلل بإظاار احلق والدفاع عةهن ومسكلا الةيا كبلة ليس هةا حم بسطاا‪.‬‬ ‫وقد ال تكفي الةيا السليما وسالما القصد إلنجاح احلوارن فال بد ملع ذللك ملن‬ ‫تكام اآلداب ادمحعيان فقد تمن يف نفسك تو يف غلك صلالح الةيلا ولكلن ال تتبلع‬ ‫األسلوب الصحيح لتحقيقاان وهةا فقع اخللطن وفلتبس عىل كال من ال املا صلالح‬ ‫ب ض الةاس ‪ -‬يف رتهيم ‪ -‬مع تخطا فقوم هبا ه ال ادفرتض صلالحامن وللذا ورد‬ ‫التحذفمح من هذا اخلطكن إ ْذ جيب ْ‬ ‫تم " ال فرصفك صالح المحج عن التحقيق يف صحا‬ ‫مةاجهن كام تنه فةبغي تم ال فرصفك صحا مةاج المحج عن الةممح إىل ملدى صلالحه‬ ‫وإخالصهن إذ إنه ال بد لألممحفن م ا‪ :‬صالح الةيان وصحا ادةاج " ‪.‬‬ ‫(‪)299‬‬

‫وحتقيق الةيا يف ال م كله رشط حصو الالوابن وهللذا ففتقلد الالواب وفضليع‬ ‫القصد إذا كام الغمحض من التحاور حب المحئاسا وشاوة الغلبلا والفخلمح كلام فقلو‬ ‫اجلاحظ‪ ":‬إ ْذ كام مع التالقي فكتد التصةعن وفكامح التماملن وتفمحط ال صلبيا وتقلوى‬ ‫احلميان وعةد ادواجاا وادقابلا فكتدُّ حلب الغلبلان وشلاوة ادباهلاة والمحفاسلان ملع‬ ‫االستحيا من المحجوعن واألنفا من اخلضوعن وعلن مجيلع ذللك حتلدث الضلغائنن‬ ‫وفمامح التبافنن وإذا كانت القلوب عىل هذه الصلفا وعلىل هلذه اهليئلا امتة لت ملن‬ ‫الت لمحفن وعميت عن مواضع الداللا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)295‬‬

‫‪ - 500‬د تيسل حمجوب الفتياين‪ :‬احلوار يف السةا‪.53 :‬‬ ‫‪ -299‬د عبد اهلل بن ضيب اهلل المححييل‪ :‬قواعد ومةطلقات يف تصو احلوار ور ّد الكباات‪.12 :‬‬ ‫‪ -295‬اجلاحظ‪ :‬احليوام‪26 5:‬ن حتقيق‪ :‬عبد السالم هارومن اهليئا ال اما لقصور الاقافا – القاهمحة ‪2992‬م‪.‬‬

‫(‪)182‬‬


‫‪ - 2‬رضورة ترتيب عنارص احلوار‪:‬‬ ‫إم ادحاور لدفه قضليا فل من هبلا وفمحفلد عمحضلاان وهلذه القضليا ذات عةلارص‬ ‫متةوعان وهةا البدّ لله من تمحتيب هذه ال ةارص ليضمن الفوز من تقرص طمحفلقن إنلك‬ ‫حني تدعو شخصا إىل اإلسالم لن تبدت م ه بذكمح الصالة والصوم تو جمم ال باداتن‬ ‫إنه ال ف محف داذا ف دي هذه األعام ودنن لذا فإم البدافا السليما تم تكوم بال قيدةن‬ ‫بالدعوة إىل اإلفامم باهلل الواحد وم محفا صفاتهن وحني تذعن الةفس هلذا اإلله الواحد‬ ‫اخلالق القادر‪ ...‬حيةذاك سيكوم من اليسل علياا تم تتبع تواملمحه وتةتالي علام هنلى‬ ‫عةهن تو ستكوم الاممحة ادمحجوة من اإلفامم وهي الطاعا التلي توللد ادحبلا واألعلام‬ ‫الصاحلا‪.‬‬ ‫هبذا الفقه كانت حوارات الدعوة إىل اهلل يف السةا الةبوفا عامان ومةاا تواممح الةبلي‬ ‫‪ ‬إىل م اذ بن جب حني ترسله إىل ته اليمن كام يف حدفث ا ْب ان َع َّب ٍ‬ ‫اس " َت َّم الةَّبا َّي ‪‬‬ ‫ا‬ ‫لاا َد اة َت ْم ال إا َلل َه يإال اهللَُّ َو َت يين‬ ‫لم إا َىل َش َ‬ ‫َب َ َث ُم َ اذا َريض اهللَّ َعةْله إا َىل ا ْلل َي َم ان َف َقلا َ ‪ :‬ا ْد ُع ُا ْ‬ ‫مخلس صل َلو ٍ‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ات‬ ‫رت َض َع َل ْي اا ْم َ ْ َ َ َ‬ ‫َر ُسو ُ اهللَّان َفإا ْم ُه ْم َت َطا ُعوا ل َذل َك َف َك ْعل ْم ُا ْم َت َّم اهللََّ َقد ا ْف َ َ‬ ‫ايف ُك ي فو ٍم و َلي َل ٍان َفإا ْم هم َت َطا ُعوا ل ا َ ا‬ ‫ا‬ ‫لرت َض َع َلل ْي اا ْم َصلدَ َقا ايف‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫لذل َك َف َلك ْعل ْم ُا ْم َت َّم اهللََّ ا ْف َ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َتمو ا‬ ‫اهلل ْام ُت ْ َخ ُذ ام ْن َت ْغة ا َي اائ اا ْم َوت َُمح ُّد َع َىل ُف َق َمح اائ اا ْم " ويف روافا مسلم " َفإا َذا َت َطلا ُعوا ا َهبلا‬ ‫َْ‬ ‫َف ُخ ْذ امةْام وتَو َّ كَمح اائم َتمو ا‬ ‫اهل ْم " ‪.‬‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ُ ْ َ َ‬ ‫(‪)292‬‬

‫إم تمحتيب عةارص احلوار رشط تساس لةجاحه إم كُتب له الةجاحن وقلد ُرتبلت يف‬ ‫احلدفث الةبوي ادذكور تحسن تمحتيب ؛ ألنه بدت باألص الذي تبةى عليله اجل ئيلات‬ ‫والفمحوعن وهو التوحيدن وادخالفا يف األص ت ةلي رضورة ادخالفلا يف الفلمحعن كلام‬ ‫فقو الكاطبي‪ ":‬وإم كام ادةاظمح خمالفا لله يف الكليات التلي فةبةلي عليالا الةملمح يف‬

‫‪ -292‬رواه البخاري (‪ )5301‬ومسلم (‪.)525‬‬

‫(‪)183‬‬


‫ادسكلا فال تستقيم لله االست انا بهن وال فةتفع به يف مةاظمحتهن إذ ما من وجه ج ئلي يف‬ ‫مسكلته إال وهو مبةي عىل ي‬ ‫كيل وإذا خلالب يف الكيل ففي اجل ئي ادبةي عليله توىل‪"..‬‬ ‫(‪)293‬‬

‫‪.‬‬ ‫خيلص ادةلاظمحن والةبلي ‪ ‬مل فلكممح م لاذا‬ ‫التلدر‬ ‫ونستدرك هةا فةقو ‪ :‬إم هلذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫بالتدر ادذكور يف احلدفث واجلامع بني‬ ‫بمةاظمحة ته الكتابن ولكةه تممحه بدعوهتم‬ ‫ّ‬ ‫احلدفث وما توردناه من نص الكاطبي رضورة تمحتيب عةلارص ادوضلوعن وهلو تملمح‬ ‫خيص ادحاورة وادةاظمحة عىل حد سوا ن وال شك تم دعلوة م لاذ كانلت ذات تب لاد‬ ‫حوارفا كذلك كام هو اد لوم يف تماا ذلك‪.‬‬ ‫وهذا الفقه الةبوي هو يف احلقيقا فقه دقاصد القمحآم وآدابه يف الدعوة إىل اهلل ت اىلن‬ ‫فاي تبدت عةد مجيع األنبيا والمحس باللدعوة إىل اإلفلامم بلاهلل ت لاىل توال ثلم تكلوم‬ ‫ال بادات واد امالت واألخال التي تبةى عىل ال قيلدةن وهللذا كلام جممل اللدعوة‬ ‫اإلسالميا يف مكا فدور حو ال قيدة وكلما التوحيد توالن حتى إم ب ض ال بلادات‬ ‫تكخمح فمحضاا إىل ادمححلا اددنيا التي بدتت ب د ثالثلا عرشل عاملا يف مكلا هلي عملمح‬ ‫الدعوة هةالكن فالصوم واحللج وال كلاةن وتةمليم تملور الصلالة كالقبللا والقرصل‬ ‫واجلمع وتمور اجلااد يف سبي اهلل‪ ..‬ك هلذه األملور إنلام كانلت يف اددفةلا ب لد تم‬ ‫رسخت كلما التوحيد يف القلوب وعمحفلت رهبلا وخالقالا وآمةلت باوابله وعقابلهن‬ ‫وهكذا كانت دعوة األنبيا مجي ا إىل اهلل ت اىل تبدت باإلفامم بله سلبحانه ثلم بادالئكلا‬ ‫والكتب والمحس واليوم اآلخمح‪ ...‬وهلذا نالحلظ يف قصلص األنبيلا غالبلا االبتلدا‬ ‫بالدعوة إىل عبادة اهلل ت اىل وحدهن وال بادة هةا بم ةى اإلفامم به سلبحانه إهللا خالقلا‬

‫‪ -293‬تبو إسحا الكاطبي‪ :‬ادوافقات يف تصو الرشف ا‪.332 6:‬‬

‫(‪)184‬‬


‫رازقا م بودا بحق‪ ..‬والكلما نفساا نجدها عةد كالل ملن األنبيلا يف ابتلدا حملاورة‬ ‫تقوامامن ففي سورة األعمحاف‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪َ -5‬ل َقدْ َأرس ْلنَا نُوح ًا إِ َر َ و ِم ِه َف َق َال يا َ و ِم اعبـدُ وا اهللََّ مـا َلك ِ‬ ‫َـري ُه ‪‬‬ ‫ُـم م ْ‬ ‫َ ْ ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ـن إِ َلـه غ ْ ُ‬ ‫(‪.)10‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َري ُه ‪.)41( ‬‬ ‫‪َ -2‬وإِ َر َعاد َأ َخ ُ‬ ‫اه ْم ُهود ًا َ َال َيا َ ْو ِم ا ْع ُبدُ وا اهللََّ َما َلك ُْم م ْن إِ َله غ ْ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫احل ًا َ َال يا َ ــو ِم اعبـدُ وا اهللََّ مـا َلك ِ‬ ‫‪ -3‬وإِ َر َثمود َأ َخاهم ص ِ‬ ‫َـري ُه ‪‬‬ ‫ُـم م ْ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـن إِ َلـه غ ْ ُ‬ ‫(‪.)23‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َري ُه ‪.)21( ‬‬ ‫‪َ -6‬وإِ َر َمدْ َي َن أ َخـا ُه ْم ُش َع ْيب ًا َ َال َيا َ ْو ِم ا ْع ُبدُ وا اهللََّ َما َلك ُْم م ْن إِ َله غ ْ ُ‬ ‫وادالحظ من آداب احلوار هةا ندا المحسل تقلوامام بلل"فلا قلوم" ألهنلم ملةام‬ ‫وحيبوم هلم اخللن وليسوا غمحبا عن األه والدفار‪..‬‬ ‫هذا الرتتيب خلطوات الدعوة هةا وهةاك وحي من اهلل ت لاىلن وهلو ف ّللم الةلاس‬ ‫هبذا الفقه ادبارك ليرتبوا يف مدرسا القمحآم قوال وف الن وها هي البرشفا حني تبلغ من‬ ‫نفساا ب ض المحشد وت ّص مةاهلج عللوماا االجتامعيا ال ختمح عن تصدا القلمحآم‬ ‫وآدابهن فقد تص ادحدثوم فن " التفاوض " اللذي ُفسلت م مصلطلحا تساسليا يف‬ ‫علوم السياسا واالقتصادن ووجدوا تم من رشوطه " تمحتيلب خطلوات التفلاوض‪..‬‬ ‫وف ةي تمحتيب األفكار والت محفب بادككلان وحتدفد األولوفات والبحلث علن فلمحص‬ ‫الةجاح وم محفا عةارص القوة والض ب لدفك ولدى الطمحف اآلخمح‪"..‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪)296‬‬

‫وفدخ ضمن تمحتيب عةارص احلوار " رضورة حتدفد تولوفلات التفلاوضن وهةلا‬ ‫عليةا حتدفد تةيا كل نقطلا ووزهنلان وملن ثلم حتدفلد تولوفلات التحلدث بكلكهنان‬

‫‪ -296‬د فارو السيد عاامم‪ :‬سيكولوجيا التفاوض‪.52:‬‬

‫(‪)185‬‬


‫وتصدفمحها عىل قائما موضوعات الةقاش تو هتميكاا تو السكوت عةاان وهل نبلدت‬ ‫بادككالت المحئيسيا تو الفمحعيا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)291‬‬

‫وهةا نذكمح عىل سبي اداا مفاوضات الفلسطيةيني مع اإلرسائيلينين حيث حياو‬ ‫ادفاوض الياودي دائام الدخو يف موضوعات ج ئيا وإجمحا ات شلكليا وتضلخيم‬ ‫ادطالب الياودفا واستةفاد قدرة ادفاوض الفلسطيةي يف تشيا هامكيا دوم اللدخو‬ ‫إىل ادككالت األساسيا كاالحتال والالجئني وإقاما الدولا‪.‬‬ ‫إم تمحتيب عةارص احلوار رضورة علميا مةاجيان وإم " احللوار ادةاجلي مفيلد يف‬ ‫إفصا الفكمحة لآلخمحفنن ومفيد تفضا يف تدرفب ادحاور نفسهن إذ إنه فمحتقي بطمحفقتله‬ ‫يف التفكل ادت من مما جي لله مقبوال من اآلخمحفن بدرجا تكج وجي‬ ‫بكفكاره تكج تفضا "‬

‫(‪)294‬‬

‫احتام اقتةاعام‬

‫‪.‬‬

‫‪ - 3‬البدء يف التحاور بالنقاط املشرتكة‪:‬‬ ‫إذا كام ادتحاورام خمتلفني اختالفا كبلا فال بلد للمحلاور الةلاجح ملن االبتلدا‬ ‫بالةقاط ادكرتكا ليجذب الطمحف اآلخمح وفةكطه للتحلاورن فمحلاورة تهل الكتلاب‬ ‫تبدت من تقمحفمح حقيقا تم هةاك إهلا خالقا ترس تنبيا من قب ‪ ..‬هذا االقتةاع ال خالف‬ ‫عليه بيةةا وبني ته الكتاب فام ف مةوم بوجود اهلل وبب الا المحسل ن وملن ثلم نبلدت‬ ‫م ام يف التحاور بذلك ألنه تص مكرتك‪ ..‬ثم فتطمح احلوار ب د ذلك إىل خمحوجام‬ ‫عللن مقت‬

‫ل الوحدانيللا ب ل عمام تم هلل ت للاىل توالدان كللام قالللت الياللود يف ع فللمح‬

‫والةصارى يف ادسيحن وكإنكارهم ب اا الةبي ‪ ..‬إلخن إم احللوار " إذا بلدت بلام هلو‬ ‫موضع خالف تو ن اع تو وجاات نممح مت ارضان فإم ذللك قلد فةسلب احللوار ملن‬ ‫تولهن تو عىل األق فغل القلوب وفكدّ ر اخلواطمحن إم ادحاور الذي فبدت بتقدفم نقلاط‬ ‫‪ -291‬د حسن حممد وجيه‪ :‬مقدما يف علم التفاوض السيايس واالجتامعي‪.22:‬‬ ‫‪ -294‬د عبد اهلل بن ضيب اهلل المححييل‪ :‬قواعد ومةطلقات يف تصو احلوار ور ّد الكباات‪.1:‬‬

‫(‪)186‬‬


‫االتفا بيةه وبني الطمحف اآلخمح إنام فبدت يف احلقيقا بكلسب ثقتهن وفبةي م له جسللمحا‬ ‫من التفاهم‪"..‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪)292‬‬

‫وفدخ يف هذا بةا األرضيا ادكرتكا مع الطمحف اآلخمح إم مل تكلن موجلودة كلام‬ ‫فقو ب ض اخلجا ‪ ":‬يف تي وقت تفتح فيه تو تقدم موضوعا فةبغي عليك تم تمحبطله‬ ‫باخللفيللا الاقافيللا للمسللتمع‪ ..‬إىل مللا ف محفلله بالف ل لكللي تةتقل مللن اد للمحوف إىل‬ ‫تذكمح اهلدف وتوضح بت ابل ال للبس فيالا‬ ‫ادجاو ‪ ..‬ب د تم ت سس ترضيا مكرتكا ُ‬ ‫اهللدف الذي هيدف احلدفث إىل حتقيقه"‬

‫‪.‬‬

‫(‪)292‬‬

‫‪ - 4‬التحاور مع من يفقه احلوار‪:‬‬ ‫إم من رشوط نجاح احلوار وجود تطلمحاف مسلت دة للتحلاور ومسلت دة لبحلث‬ ‫ادسائ موضوع اخلالفن فإذا مل فكن لدى تحد الطمحفني رغبا يف بحلث ادسلكلا فلال‬ ‫داعي إذا لضياع اجلاد والوقتن ولكن الدعاة تحيانا ‪ -‬ملع وجلود اإلفلامم باللدعوة‬ ‫واحلامس هلا ‪ -‬فواصلوم احلوار بمحغم هذا ال ائق اخلطلن ومل فكلن األنبيلا فقط لوم‬ ‫احلوار مع تقوامام حتى آخمح حلما يف دعوهتمن وبكممح مبارش من اهلل ت اىلن ويف حلوار‬ ‫ْـذ ٍ‬ ‫َـري َمك ُ‬ ‫وها َف َق َال متَ َ َّت ُعوا ِيف َد ِارك ُْم َثال َث َة َأ َّيا ٍم َذلِ َ‬ ‫وب‬ ‫صالح مع قومه ‪َ ‬ف َع َق ُر َ‬ ‫ك َو ْعـدٌ غ ْ ُ‬ ‫‪(‬هود‪ )41:‬فقد ظ حياورهم حتى آخمح حلمان ثم تممحه اهلل برتك احلوار ب د عقلمحهم‬ ‫الةاقان وتو ّعدهم ثالثا تفام فكوم ب دها اهلالكن وقد فكوم األممح تقمحب من ذللكن إذ‬ ‫ظ لوط حياور ته قمحفته حتى آخمح فومن فكممحه اهلل ت اىل باخلمحو لليال ألم ال لذاب‬ ‫سيكوم يف الصباح ‪َ ‬ف َأ ْ ِ‬ ‫ت ِمنْك ُْم َأ َحدٌ إِلّ ْام َر َأت َ‬ ‫ُس بِ َأ ْهلِ َ‬ ‫َـك‬ ‫ك بِ ِق ْط ٍع ِم َن ال َّل ْي ِل َول َي ْلت َِف ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ْب ُح بِ َق ِر ٍ‬ ‫يب ‪( ‬هلود‪ )25:‬هكلذا‬ ‫الص ْب ُح َأ َل ْي َس ه‬ ‫اهب ْم إِ َّن َم ْوعدَ ُه ُم ه‬ ‫إِ َّن ُه ُمصي ُب َها َما َأ َص َ ُ‬

‫‪ -292‬الةدوة ال اديا للكباب اإلسالمي‪ :‬يف تصو احلوار‪.14:‬‬ ‫‪ -292‬وليم‪ . .‬ماكوالف‪ :‬فن التحدث واإلقةاع‪.42 :‬‬

‫(‪)187‬‬


‫كانت دعوة األنبيا حوارا دائام متصال ال فةايه إال جمي ال ذاب واهلالك يف كال ملن‬ ‫األحوا ‪.‬‬ ‫وقد تخج اهلل ت اىل عن هذا الصةب من الةاسن ذلك الذي تتضح تمامله احلقلائق‬ ‫واآلفات ولكةه فغلق قلبه وتذنه عن استقبا اخللن فاذا ال جيدي م ه حوار وال تةفع‬ ‫ك َو َج َع ْلنَا َع َىل ُ ُل ِ‬ ‫نصيحا كام قا ت اىل ‪َ ‬و ِمن ُْه ْم َم ْن َي ْست َِم ُع إِ َل ْي َ‬ ‫وهبِ ْم َأكِنَّـ ًة َأ ْن َي ْف َق ُهـو ُه‬ ‫َك ي ُق ُ ِ‬ ‫وك ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َو ِيف آ َذ ِ ِ‬ ‫ين‬ ‫ول ا َّلـذ َ‬ ‫اء َ َ‬ ‫ُياد ُلون َ َ‬ ‫اَّن ْم َو ْ ر ًا َوإِ ْن َي َر ْوا ك َُّل آ َية ل ُي ْؤمنُوا ِ َهبا َحتَّى إِ َذا َج ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني ‪( ‬األن ام‪ )21:‬لقد خمح األممح من التحاور إذا إىل‬ ‫األول َ‬ ‫َك َف ُروا إِ ْن َه َذا إِلّ َأ َساط ُري َّ‬ ‫ٍ‬ ‫وحيةئذ ال جيدي احلوار نف ا‬ ‫اجلدا ادذمومن مما ف يق التواص وفمةع سب االهتدا ن‬ ‫جي اد هذا ك ُّله فاهلالك‪.‬‬ ‫ب جتدي السةوم ونقص األموا واألنفس والاممحاتن فإم مل ُ ْ‬ ‫متلمح األفلام وجتتملع قلمحفش عةلد تيب طاللب‬ ‫وقد حاور الةبي ‪ ‬قومه كالا‪ ...‬ثم ّ‬ ‫فكتكوم حممدا ‪ ‬إىل تقمحب الةاس إليهن عمه اددافع عةه ةيا وصلا للمححمن فحلاور‬ ‫هو خلل هللم مةالا؟‬ ‫عمن َتو ال تدعوهم إىل ما َ‬ ‫تبو طالب ابن تخيه فقا الةبي ‪ :‬تي ّ‬ ‫قا ‪ :‬وإال َم تدعوهم؟ قا ‪ :‬تدعوهم إىل تم فتك ّلملوا بكلملا تلدفن هللم هبلا ال لمحبن‬ ‫وفملكوم هبا ال جمن قا ‪ :‬فقا تبو جا من بني القلوم‪ :‬ما هي؟ وتبيك لة طيةَّكالا‬ ‫وعرشا تمااهلان قا ‪ :‬تقو ‪ :‬ال إله إال اهللن قا ‪ :‬فةفمحوا وتفمحقوا وقالوا‪ :‬سلةا غل هذهن‬ ‫فقا ‪ :‬لو جئتموين بالكمس حتى تض ُ وها يف فدي ما سكلتُكم غلها ! قا ‪ :‬فغضلبوا‬ ‫وقاموا من عةده غضابىن وقالوا‪ :‬واهلل لةكتمةَّك وإهلك الذي فكممحك هبذا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)290‬‬

‫وحني فص احلوار إىل طمحفق مسدود ف ممح ادحاور بالسكوتن ألنه فكوم تبلغ من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـىل األَ ْر ِ‬ ‫ـون َع َ‬ ‫ض َه ْونـ ًا َوإِ َذا َخـا َط َب ُه ُم‬ ‫ين َي ْم ُش َ‬ ‫مح ِن ا َّلـذ َ‬ ‫الر ْ َ‬ ‫الكالمن قا ت اىل ‪َ ‬وع َبا ُد َّ‬ ‫اجل ِ‬ ‫َْ‬ ‫ون َ ا ُلوا َسالم ًا ‪( ‬الفمحقام ‪.)43‬‬ ‫اه ُل َ‬

‫‪ -290‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪.321 -326 2:‬‬

‫(‪)188‬‬


‫وإذا رتى ادحاور حماوره خيبط خبط عكوا بال علم فال بدّ لله من قطع احللدفثن‬ ‫جيمح ذلك إىل م فد من اللبال واجلال ن قلا ت لاىل ‪‬‬ ‫إذ ال فائدة يف االستممحارن ب قد ّ‬ ‫وضوا ِيف ح ِد ٍ‬ ‫وإِ َذا ر َأي َ ِ‬ ‫يث غ ْ ِ‬ ‫ون ِيف آ َياتِنَا َف َأ ْع ِر ْض َعن ُْه ْم َحتَّى َ ُ‬ ‫ين َ ُ‬ ‫ُي ُ‬ ‫ُي ُ‬ ‫َري ِه َوإِ َّمـا‬ ‫وض َ‬ ‫َ‬ ‫ت ا َّلذ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ان َفال َت ْق ُعدْ َب ْعدَ ِّ‬ ‫ُين ِْس َين َ‬ ‫َّك َّ‬ ‫ني ‪( ‬األن ام‪.)42::‬‬ ‫الش ْي َط ُ‬ ‫الذك َْرى َم َع ا ْل َق ْو ِم ال َّظامل َ‬ ‫وإذا مل فصد ادحاور موضوع احلوار فاألفض السكوت حتلى تتضلح احلقلائق‬ ‫هلذا ُتممحت ممحفم علياا السالم بالسكوت يف تممح والدهتا عيسى بغلل تبن ألم األملمح‬ ‫تكج من تم حييط به حوار ممحفم مع بةي إرسائي تو من اقتةاعام بله مالام اجتالدتن‬ ‫فاألفض السكوت لتتدخ اد ج ة وفةطق الوليد بكلما احلق‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ايعراض عن املحاور املجادل املتكُب‪:‬‬ ‫إذا ت للدى احلللوار اآلداب ادمحعيللا وخللمح إىل التكللذفب واجلللدا بالباطل فللإم‬ ‫األفض إغال باب احلوارن هلذا تممحت ممحفم بإغال باب احلوار ملع بةلي إرسائيل‬ ‫احلوار ل يسى لتكوم اد ج ةن وقلد تممحنلا‬ ‫بككم صبياا الذي ةلت به فجكةن وتمحكت‬ ‫َ‬ ‫باإلعلمحاض عن ادجادلني بالباطل ‪ ‬وإِ َذا ر َأي َ ِ‬ ‫ـون ِيف آ َياتِنَـا َف َ‬ ‫ين َ ُ‬ ‫ُي ُ‬ ‫ـأ ْع ِر ْض‬ ‫وض َ‬ ‫ت ا َّلذ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫وضوا ِيف ح ِد ٍ‬ ‫يث غ ْ ِ‬ ‫َعن ُْه ْم َحتَّى َ ُ‬ ‫ُي ُ‬ ‫َـري ِه ‪( ‬األن لام‪ )42 :‬وقلا ت لاىل فليام ‪َ ‬مـا‬ ‫َ‬ ‫رض ُبو ُه َل َ‬ ‫ون ‪( ‬ال خمحف‪ )12 :‬ويف احلدفث عن الةبلي‬ ‫ك إِل َجدَ لً َب ْل ُه ْم َ ْو ٌم َخ ِص ُم َ‬ ‫َ َ‬ ‫المح َجا ا إا َىل اهللَّا األ َلدُّ ْ‬ ‫اخلَ اص ُم " ‪.‬‬ ‫‪َ " ‬ت ْب َغ ُض ي‬ ‫(‪)259‬‬

‫وحني خمح المحسو ‪ ‬إىل ثقيب عمد إىل ب لض سلادهتان وملةام ثالثلا إخلوة‪:‬‬ ‫عممحو ومس ود وحبيب توالد عممحو بن عملن فجلس إليام وحدثام وكانوا حلفا‬ ‫قمحفش وهلم روابط وثيقا هبا‪ ...‬فدعاهم الةبلي ‪ ‬إىل اهلل وكلمالم بلام جلا هللم ملن‬ ‫فملمحط‬ ‫نرصته عىل اإلسالم والقيام م ه عىل َم ْن خالفه من قومهن فقا تحلدهم‪ :‬هلو ُ‬ ‫‪ -259‬رواه البخاري (‪ )2522‬ومسلم (‪ )4229‬من حدفث عائكا ريض اهلل عةاا‪.‬‬

‫(‪)189‬‬


‫ثياب الك با إم كام اهلل ترسلك ! وقا اآلخمح‪ :‬تما وجلد اهللُ تحلدا فمحسلله غللك؟!‬ ‫وقا الاالث‪ :‬واهلل ال تكلمك تبدا لئن كةت رسوال من اهلل كام تقلو ن ألنلت تعملم‬ ‫خطمحا من تر ّد عليك الكالم ولئن كةت تكذب عىل اهلل ما فةبغي يل تم تكلمك !"‬

‫‪.‬‬

‫(‪)255‬‬

‫وهكذا تعمحض الاالثا عن احلق بحجج داحضلا واهيلان وتغللق الةبلي ‪ ‬بلاب‬ ‫احلوار م ام فلم فمحد عليام شيئا ؛ إ ْذ قلد تغلقلوا مةافلذ االسلتقبا ن وتوهللا ال قل‬ ‫الواعي ادتدبمح‪.‬‬ ‫‪ - 6‬ايملام بموضوع احلوار وعدم اخلوض فيام ل يعلم‪:‬‬ ‫من تسباب نجاح احلوار ورسعا تلكثله تم فللم ادحلاور ب ةلارص موضلوعه وتم‬ ‫تكوم لدفه احلجج الدامغا واد لومات ادةاسبا التي ففاجئ هبا اخلصمن وقلد بلني اهلل‬ ‫ت اىل أله الكتاب خطك دعواهم يف إبمحاهيم والمام عىل جداهلم فيام ال علم هللم بله‬ ‫اهيم وما ُأن ِْز َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِ‬ ‫ت الت َّْو َرا ُة َوا ِ‬ ‫فقا ‪َ :‬يا َأ ْه َل ا ْلكِت ِ‬ ‫ْج ُ‬ ‫يل إِلّ ِم ْن َب ْع ِد ِه‬ ‫اج َ‬ ‫َاب ِس َ ُ َح ه‬ ‫ون ِيف إِ ْب َر َ َ َ‬ ‫ون فِيام َليس َلكُـم بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـه‬ ‫َأ َفال َت ْع ِق ُل َ‬ ‫اج َ َ ْ َ‬ ‫اج ْجت ُْم ف َيام َلك ُْم بِه ع ْل ٌم َفل َم ُ َح ه‬ ‫ون‪َ .‬ها َأ ْنت ُْم َه ُؤلء َح َ‬ ‫ْ‬ ‫ون ‪( ‬آ عممحام‪.)44-41:‬‬ ‫ِع ْل ٌم َواهللَُّ َي ْع َل ُم َو َأ ْنت ُْم ل َت ْع َل ُم َ‬ ‫وتممح اهلل ت اىل رسوله وادسلمني والةاس مجي ا بااللت ام ال لملي واتبلاع األدللا ‪‬‬ ‫ف ما َليس َل َ ِ ِ‬ ‫ـؤولً‬ ‫َص َوا ْل ُف َؤا َد ك هُل ُأو َلئِ َ‬ ‫َان َعنْ ُه َم ْس ُ‬ ‫كك َ‬ ‫َول َت ْق ُ َ ْ َ‬ ‫ك بِه ع ْل ٌم إِ َّن َّ‬ ‫الس ْم َع َوا ْل َب َ َ‬ ‫‪( ‬اإلرسا ‪ )34:‬قا ابن كال‪ ":‬وقا قتلادة‪ :‬ال تقل ‪ :‬رتفلت ومل تلمحن وسلم ت ومل‬ ‫تسمعن وعلمت ومل ت لمن فإم اهلل سائلك عن ذللك كلله‪ ..‬إىل تم قلا ‪ :‬إم اهلل ت لاىل‬ ‫هنى عن القو بال علم‪ "..‬فالقو بال علم من باب المن ادةاي عةهن ويف احلدفث‬ ‫احل اد ا‬ ‫فث " ‪.‬‬ ‫الةبوي‪َ :‬قا َ الةَّبا ُّي ‪ ":‬إا َّفاك ُْم َوال َّم َّن ؛ َفإا َّم ال َّم َّن َتك َْذ ُب ْ َ‬ ‫(‪)252‬‬

‫(‪)253‬‬

‫‪ -255‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪.361 -366 2 :‬‬ ‫‪ -252‬ابن كال‪ :‬تفسل القمحآم ال ميم‪.12 3 :‬‬ ‫‪ -253‬طمحف من حدفث رواه البخاري (‪ )1563‬ومسلم (‪.)4134‬‬

‫(‪)191‬‬


‫وعىل ادحاور تم ف د موضوع حواره إعدادا جيدا بكدلته وعةلارصهن واإلتقلام يف‬ ‫ٍ‬ ‫حيب إذا عم َ تحدُ كم عمال ْ‬ ‫تم فتقةَه‬ ‫تممح حممو ٌد‬ ‫ك‬ ‫مطالب به كام يف احلدفث " إم اهللَ ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫"‬

‫(‪)256‬‬

‫وهو يف جما ادحاورة التي تساساا الدعوة إىل اهلل تكامح تطلبا‪.‬‬

‫عدي بن حاتم الطائي مواقب حوارفا بدف ا ذكمحنا ب ضاان ومةاا‬ ‫ويف قصا إسالم‬ ‫ّ‬ ‫علدي بن حلاتمن‬ ‫دي‪ ":‬إفله فا‬ ‫َّ‬ ‫شاهد عىل ما نحن بصددهن حيث قا رسو اهلل ‪ ‬ل ّ‬ ‫تك رك ا‬ ‫ُوس ّيا؟ قا ‪ :‬بىلن قا ‪ :‬تو مل تكن تسل يف قومك بادمحباع؟ قا ‪ :‬بلىلن‬ ‫تللم ُ َ‬ ‫(‪)251‬‬

‫قا ‪ :‬فإم ذلك مل فكن حي ُّ لك يف دفةك ! قا عدي‪ :‬قلت‪ :‬تج واهللن وعمحفت تنه‬ ‫نبي ممحس ف لم ما ُجيا "‬

‫(‪)254‬‬

‫‪.‬‬

‫فانممح إىل حكما الةبي ‪ ‬حيث فاجك عد ّفا بكنه عىل دفلن خيلالب تواملمحهن وكانلت‬ ‫مفاجكة تذهلت المحج وعلم تم يف األممح شيئا آخمح مع اخللجة ال مليلان إنله وحللي‬ ‫السام !‬ ‫ال بدَّ إذا للمحاور الةاجح من التسلح بال لم واد محفان خاصا يف ادوضلوع اللذي‬ ‫سيحاور فيهن إم " موضوع احلوار وال للم بتفاصليله والتسللح بلاحلجج والجاهلني‬ ‫اد فدة لله سالح ف ا يف فد ادحاور الةاجح فمكةله ملن الوقلوف علىل ترض ثابتلا‬ ‫وليس عىل رما متحمحكان وحق االعرتاض والتخطئا والتصدي للمحاورة واجللدا‬ ‫ال فتكتى جلاه يف مواجاا عامل‪" ..‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪)252‬‬

‫إم ادحاور اجلاد البلدّ للله تم فللم بلكطمحاف القضليا وففلرتض هللا االحلتامالت‬ ‫والكباات وف دّ المحدود علياا باألدلان فذلك تكامح إقةاعا وترسع إذا كام لدى اخلصم‬ ‫‪ -256‬رواه البياقي يف ش ب اإلفلامم ‪ 331 6‬ح (‪ )1356‬ط‪ 5‬دار الكتلب ال لميلا ‪ -‬بللوت ‪5659‬هللن وحسلةه‬ ‫األلباين يف صحيح اجلامع ح (‪.)5229‬‬ ‫‪ -251‬المحكوسيا‪ :‬دفن بني دفن الةصارى ودفن الصابئان وادمحباع‪ْ :‬‬ ‫تخذه ربع تمواهلم وغةائمام‪.‬‬ ‫‪ - 254‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪551-555 3 :‬‬ ‫‪ -252‬الةدوة ال اديا للكباب اإلسالمي‪ :‬يف تصو احلوار‪.69:‬‬

‫(‪)191‬‬


‫است داد لتقب احلق وعدم التامدي يف الباط ن إم حمادثا مجاور كبللن وحماورتله تملمح‬ ‫شا فةبغي تم ف تمد عىل الفطةا والذكا واد لومات الصحيحا الدقيقان إهنا السبي‬ ‫الوحيد الجتذاب احرتام ادحلاورفن واهلتاممام وملن ثلم إقةلاعامن وملن الطلمح‬ ‫ال مليا يف إعداد موضوع احللوار تو الةلدوة تو ادةاقكلا علىل سلبي ادالا تم تقلوم‬ ‫جال‬ ‫"ب فارة للمكتبان واست محاض ادوضوعن وتثةا قمحا تلك للصلحب وادجلالت ّ‬ ‫قص الفقمحات ادتصلا بموضوع البحلث‪ ..‬وتبلدت علن‬ ‫مقصا بجانبك الستخدامه يف ّ‬ ‫طمحفقاا يف إعداد ملب اد لومات اخلاص بكن وجيب تم تتوقع ادوضوعات التي من‬ ‫ادحتم تم فطلب مةك احلدفث عةاا يف خال مخس سةوات تو عرش مقبلا‪"..‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪)252‬‬

‫ومما فدخ يف هذا الباب تفضا الةممح يف تدلا ادخلالفني للله يف اللمحتين واد تلاد تم‬ ‫فةكغ ادحاور بكدلته إلقةاع خصلمهن ول لله فةسلى يف خضلم ادحلاورة تو اجللدا‬ ‫مطالبته اخلصم بكدلته‪ "..‬ال فكن نممحك يف ادسكلا تو يف ادوضوع مقترصا عىل تدلتكن‬ ‫ب جيب تم فكم تدلا خمالفك تفضان وذلك لوزم تدلا القولني بمي ام عد ن ليمالمح‬ ‫احلق من الباط ن واحلق ال فرضه البحث والتحقيقن ب ذلك من صاحله "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)250‬‬

‫وفدخ يف باب اإلدام بموضوع احلوار كذلك مةاقكا الةفسن وهو حلوار داخليل‬ ‫مع الةفس قب مةاقكا اآلخمحفن لتوقع تدللا اآلخلمحفن وردودهلم علىل القضليا حمل‬ ‫ادةاقكان إ ْذ جيب تم " تبدت توال بس الك نفسك عن تدلا رتفك لرتى ه عةلدك تدللا‬ ‫تابت هبا ما تذهب إليه تم الن فإم بدت لك تدلا فةاقش هبا نفسلك للرتى هل فصلح‬ ‫لك االستدال هبا تم ال "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)229‬‬

‫‪ -252‬وليم‪ . .‬ماكوالف‪ :‬فن التحدث واإلقةاع‪.0 :‬‬ ‫‪ -250‬د عبد اهلل بن ضيب اهلل المححييل‪ :‬قواعد ومةطلقات يف تصو احلوار ورد الكباات‪.52:‬‬ ‫‪ -229‬نفسه‪.12 :‬‬

‫(‪)192‬‬


‫إم اإلسالم ف مم شكم ال لم والجهام واحلجان وفذم اجلاهل اللذي فتبلع هلواه‬ ‫بغل علمن وفةاى عن القو بغل علم‪.‬‬ ‫‪ - 7‬إظهار احرتام املحاور‪:‬‬ ‫لإلنسام من حيث هو إنسام كمحاما وفض بخلق اهلل للله بيدفله ونفخله فيله ملن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مح ْلن ُ ِ‬ ‫ـن‬ ‫َاه ْم م َ‬ ‫ُب َوا ْل َب ْح ِر َو َر َز ْ ن ُ‬ ‫روحله كام قا سبحانه ‪َ ‬و َل َقدْ ك ََّر ْمنَا َبني آ َد َم َو َ َ‬ ‫َاه ْم يف ا ْل َ ِّ‬ ‫ات و َف َّض ْلنَاهم ع َىل كَثِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـن َخ َل ْقنَـا َت ْف ِضـي ً‬ ‫ال ‪( ‬اإلرسا ‪ )29:‬وكلام الةبلي ‪‬‬ ‫ري ِم َّ ْ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ال َّط ِّي َب َ‬ ‫فمامح االحرتام الكبل لك من خالفه يف الدفن إذا مل فكن مةله تذى تو اعتلدا ‪ ..‬وهلو‬ ‫تدب قمحآينن وال غمحو فقد كانت تخالقه هي تخال القمحآم ال ليا‪.‬‬ ‫ومن اآلداب ادمحعيلا يف فلن التفلاوض " الرتكيل علىل حل ادكلكالت وجتةلب‬ ‫الت محض لألشخاص بكي نوع من تنواع التكوفه …"‬

‫(‪)225‬‬

‫‪.‬‬

‫فسب ادلك الذي ادعى تنه إله ملن‬ ‫ومن تدب إبمحاهيم عليه السالم يف دعوته تنه مل ّ‬ ‫دوم اهللن ومل فواجاه بام فوجب غضب ادلك عليهن وإنام يف حماججته إفاه تلقلى عليله‬ ‫حجا ساط ا مل فملك ادلك تماماا إال تم فباتن وكذا يف حماجلا قومله كلام فةلادهيم‬ ‫بلفظ "فا قوم " وفةادي تباه بكحسن األلفاحل " فا تبت‪ "..‬ك هلذا مملا فللني القللوب‬ ‫وفقمحب اآلرا إذا مل حي اهلوى والكيطام دوم ذلك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وقد رتفةا ك األنبيا فةادوم تقوامام بلفظ "فا قوم" وخطاب سلليامم إىل بلقليس‬ ‫الذي بدته بل"بسم اهلل الرمحن الرحيم " فلم فسب ومل فل نن وإم كام قد است م لونا‬ ‫خفيفا من التادفد تو ممحةن ثم زاد من جمحعا التادفد يف ادمحة الاانيان والتادفد اللذي‬ ‫فمةع إراقا الدما وإزها األرواح تممح ال غبار عليهن ب هلو تملمح ممحغلوب مةلدوب‬ ‫إليهن وهلذا كله وصفت ادمحت ُة ‪ -‬وهي الكلافمح ُة سلاعتاا ‪ -‬كتلاب سلليامم بكنله كتلاب‬ ‫‪ -225‬د حسن حممد وجيه‪ :‬مقدما يف علم التفاوض السيايس واالجتامعي‪.24:‬‬

‫(‪)193‬‬


‫كمحفمن وال فكوم لله هذا الوصب من خمالب إال الشتامله عىل آداب الدعوة واحللوار‬ ‫التي ت صلاا رشف ا اهلل الواحدة يف ك زمام ومكامن وهذا األدب كال يف سةا الةبي‬ ‫‪ ‬نذكمح مةه عىل سبي اداا كتابه إىل همحق الذي رواه البخلاري يف حلدفث طوفل ن‬ ‫ونص الكتاب‪:‬‬ ‫ا‬ ‫اا‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫ة ان ا‬ ‫ا‬ ‫اللمحو امن‬ ‫المححي امن م ْن ُحم َ َّمد َع ْبلد اهللَّا َو َر ُسلوله إا َىل ه َمح ْقل َ َعملي ام ُّ‬ ‫المح ْ َ َّ‬ ‫" با ْس ام اهللَّا َّ‬ ‫سالم َع َىل من ا َّتبع ْاهلدَ ىن َتما ب دُ َفإا يين َتد ُع َ ا ا‬ ‫اإلسال امن َت ْسلا ْم ت َْسل َل ْمن ُف ْ تا َ‬ ‫لك‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫وك باد َعا َفا ْ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ ْ َ​َ ُ‬ ‫األر ا‬ ‫اهللَُّ َت ْج َمح َك َم َّمحت ْ ا‬ ‫َنين َفإا ْم ت َ​َو َّل ْي َت َفإا َّم َع َل ْي َك إا ْث َم ا‬ ‫نين و‪َ ‬يا َأ ْه َل ا ْلكِت ِ‬ ‫َاب َت َعـا َل ْو ْا إِ َر‬ ‫فس يي َ‬

‫ـه َشـيئ ًَا ولَ يت ِ‬ ‫رش َك بِ ِ‬ ‫َك َل َم ٍة َس َواء َب ْينَنَا َو َب ْينَك ُْم َألَّ َن ْع ُبدَ إِلَّ اهللَّ َولَ ُن ْ ِ‬ ‫َّخ َ‬ ‫ـذ َب ْع ُضـنَا َب ْعضـ ًا‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َأ ْر َباب ًا ِّمن ُد ِ‬ ‫ون ‪( ‬آ عممحام‪. )46 :‬‬ ‫ون اهللِّ َفإِن ت َ​َو َّل ْو ْا َف ُقو ُلو ْا ْاش َهدُ و ْا بِ َأنَّا ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫(‪)222‬‬

‫ونالحظ يف الكتاب من آداب الدعوة إىل اهلل‪:‬‬ ‫‪ -5‬اإلجياز الكدفد مع اإلحاطا بموضوع المحسالان ذلك تهنا من نسج اللذي تويت‬ ‫جوامع الكلم وال فةطق عن اهلوى‪.‬‬ ‫‪ -2‬ممحاعاة حا اددعو وإظاار احرتامهن وذلك دكانته يف قللومهن والسلتاملته إىل‬ ‫احلقن ولذا قا ‪ :‬إىل همحق عميم المحومن ونالحظ الدقا يف الت بل حيث حرص عممته‬ ‫يف قومهن فاي ليست عمما مطلقا تو عاديان واد ةى تم ادرشك ال مكانلا لله إال عةلد‬ ‫تمااله ومن هم عىل شاكلته‪.‬‬ ‫‪ -3‬السالم عىل من اتبع اهلدىن سالم عام عىل ك من فتبع اهلدىن ولذا خمح مةه‬ ‫همحق وادرشكوم ألهنلم ال فتب لوم اهللدىن وهلي دقلا متةاهيلا يف اختيلار األلفلاحل‬ ‫والرتاكيبن فلم فبدته بالسالم عليه وإنام عىل ك من اتبلع اهللدىن وهلذا الةلوع ملن‬ ‫‪ - 222‬رواه البخاري (‪ )2‬وقا ابن حجمح يف األرفسيني‪ ":‬هو نسبا إىل ترفس قي هم تتباع عبد اهلل بن ترفس وكلام‬ ‫قد ابتدع فيام دفةان وقي هم ادلوك الذفن خيالفوم تنبيا هم وقي هم الفالحلوم واألتبلاع " فلتح البلاري البلن‬ ‫حجمح‪.22 5 :‬‬

‫(‪)194‬‬


‫التسليم تدب قمحآين تكدب به موسى وهلاروم حلني ترسللاام اهلل إىل فمحعلوم ‪َ ‬ف ْأتِ َيـا ُه‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ائيل َول ُت َع ِّذ ْ ُهب ْم َ دْ ِج ْئن َ‬ ‫ك َف َأ ْر ِس ْل َم َعنَا َبنِي إِ ُْس َ‬ ‫ـن َر ِّب َ‬ ‫َف ُقول إِنَّا َر ُسول َر ِّب َ‬ ‫ـك‬ ‫َاك بِآ َيـة م ْ‬ ‫السـال ُم َع َىل َم ِن ا َّت َب َع ُْاهلدَ ى ‪( ‬طه‪.)62:‬‬ ‫َو َّ‬ ‫‪ -6‬الدعوة الرصحيا إىل اإلسالم بلفظ موج ال حيتم التكوفل " تدعلوك بدعافلا‬ ‫اإلسالمن تسلم تسلم "‪.‬‬ ‫‪ -1‬است ام الرتغيب والرتهيب م ا " تسلم ف تك اهلل تجمحك ممحتنين فإم توليلت‬ ‫فإم عليك إثم األرفسيني "‪.‬‬ ‫ختص ادوضوع كام ذكمح يف اآلفا الكمحفما من سورة آ‬ ‫‪ -4‬االست انا باآلفات التي ُّ‬ ‫عممحام‪.‬‬ ‫وثما فار ظاهمح بني ادداهةا والةفا اللذفن ذماام اإلسالم وبني ملداراة الةلاسن‬ ‫فادداراة فن من فةوم اد املا بني الةاسن وادداهةا لوم من الةفا ن وهي تم تاةي عىل‬ ‫المحج ن فإذا تمحكته ذممته ووق ت فيه‪ ...‬تما اددارة فكم تقابله بوجه طللق مبتسلم وتم‬ ‫حتاوره باحلسةى وال تةقص من قدرهن حتى لو اختلفت م ه‪ ..‬و َع ْن َع اائ َك َا " َت َّم َر ُجال‬ ‫ا ا‬ ‫ا ا‬ ‫لس‬ ‫است َْك َذ َم َع َىل الةَّبا يي ‪َ ‬ف َل َّام َرآ ُه َقا َ ‪ :‬با ْئ َس َت ُخو ا ْل َ ك َلة َوبا ْئ َس ا ْب ُن ا ْل َ ك َلةن َف َل َّلام َج َل َ‬ ‫ْ‬

‫ا‬ ‫ا‬ ‫المح ُج ُ َقا َل ْت َلل ُه َع اائ َكل ُا‪َ :‬فلا َر ُسلو َ‬ ‫َت َط َّل َق الةَّبا ُّي ‪ ‬ايف َو ْج ااه َوا ْن َب َس َط إا َل ْيهن َف َل َّام ا ْن َط َل َق َّ‬ ‫المح ُج َ ُق ْل َت َل ُه ك َ​َذا َوك َ​َذان ُث َّم َت َط َّل ْق َت ايف َو ْج اا اه َوا ْن َب َس ْط َت إا َل ْي اهن َف َقلا َ‬ ‫اهللَّان اح َ‬ ‫ني َر َت ْف َت َّ‬

‫رسو ُ اهللَّا ‪ :‬فا َع اائ َك ُان متَى َع االدْ تاةاي َفحاشلا؟ إا َّم َرش الة ا ا‬ ‫لو َم‬ ‫َّلاس عةْلدَ اهللَّا َمةْ ا َللا َف ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ا ا‬ ‫رش اه " ‪.‬‬ ‫ا ْلق َيا َما َم ْن ت َ​َمح َك ُه الة ُ‬ ‫َّاس ا يت َقا َ َ ي‬ ‫(‪)223‬‬

‫وقد تممح اهلل ت اىل موسى وهاروم حلني تممحةلا باللذهاب إىل فمحعلوم بقولله ‪‬‬ ‫َف ُقول َل ُه َ ْولً َل ِّين ًا َل َع َّل ُه َيت َ​َذ َّك ُر َأ ْو َ ْ‬ ‫ُي َشى ‪( ‬طله‪.)66:‬‬ ‫‪ - 223‬رواه البخاري (‪ )4932‬ومسلم (‪.)4104‬‬

‫(‪)195‬‬


‫هكذا رضب الةبي ‪ - ‬كام كام إخوانله األنبيلا ملن قبل ‪ -‬تحسلن األماللا يف‬ ‫احرتام ادحاور ؛ ألم اإلنسام ُجب عىل حب ذاته وكمحامتهن فلإذا ُتهلني غضلبن وإذا‬ ‫غضب مل فقب حقا وال عدال‪.‬‬ ‫‪ - 8‬عدم التكُب عىل املحاور‪:‬‬ ‫وهذا األدب مكم لألدب السابق ومتمم للهن إذ البد تم فك مح ادحاور وإم كلام‬ ‫خمالفا بكم الذي فدعوه هيدف توال إىل مصلحته وفبغي لله اخللن كام قا ش يب عليه‬ ‫السالم لقومه ‪ ‬إِ ْن ُأ ِريدُ إِلّ ا ِ‬ ‫ت ‪( ‬هود‪.)22 :‬‬ ‫الح َما ْاس َت َط ْع ُ‬ ‫ي ْص َ‬ ‫إم التكج تممح مذموم وهو ملمحض إبلليس اللذي تخمحجله إىل الكفلمحن والةلاس ال‬ ‫فقبلوم من متكج تفا كام موق ه تو مةصبه تو مكانتلهن فلإم قبللوا مةله دكانلا للله تو‬ ‫سلطام ف ىل مضض وكمحه وتمحبص إىل حني‪ ..‬وهلذا توىص لقامم وللده بقولله ‪َ ‬ول‬ ‫ِ‬ ‫ُمت ٍ‬ ‫َـال َفخُ ٍ‬ ‫ـش ِيف األَ ْر ِ‬ ‫َّاس َول متَ ْ ِ‬ ‫ت َُص ِّع ْر َخدَّ َك لِلن ِ‬ ‫ـب ك َّ‬ ‫ُـل ُ ْ‬ ‫ـور ‪‬‬ ‫ض َم َرحـ ًا إِ َّن اهللََّ ل َُي ه‬ ‫(لقامم‪.)52 :‬‬ ‫وال فةبغي تم فبدت احلوار بتخطئا اآلخمح واهتامهن فلامذا احلوار إذا؟ إم احلوار سبي‬ ‫لبيام احلقن وإذا بدتنا باإلدانا واالهتام فلن فمامح احلقن وسوف فرص الطلمحف اآلخلمح‬ ‫عىل موقفهن ومن ثم تضيع احلقيقان وهذا ثابت فيام توردناه من حوارات الةبي ‪.‬‬ ‫ومل فابت ُّ‬ ‫سب حماوره تو ل ةه تو ق ّبح تو تلة ّقص‪ ...‬حتلى‬ ‫قط يف حوار للةبي ‪ ‬تنه ّ‬ ‫يف تشد األزمات وتحلك األوقاتن ول‬

‫حواره مع مب وثي قمحفش يف صلح احلدفبيا‬

‫خل شاهد عىل ذلك كام ذكمحناه من قب ن فحلني تملىل الةللبي ‪ ‬رشوط الصللح ملع‬ ‫عيل بن تيب طالب بحضور ساي بن عملمحو مملاال لقلمحفش قلا الةبلي ‪‬‬ ‫قمحفش عىل ّ‬ ‫ل يل‪ ":‬اكتب‪ :‬بسم اهلل المحةن المححيمن فقا ساي ‪ :‬ال تعلمحف هلذا ! ولكلن اكتلب‬ ‫باسمك اللامن فقا رسو اهلل ‪ :‬اكتب باسمك اللام فكتباان ثم قا ‪ :‬اكتب‪ :‬هلذا‬ ‫(‪)196‬‬


‫شلادت تنلك‬ ‫ما صالح عليه حممدٌ رسو اهلل ساي َ بن عممحون قا ‪ :‬فقا ساي ‪ :‬لو‬ ‫ُ‬ ‫رسو اهلل مل تقات ْلكن ولكن اكتب اسمك واسم تبيلكن قلا ‪ :‬فقلا رسللو اهلل ‪:‬‬ ‫اكتب‪ :‬هذا ما صالح عليه حممد بن عبد اهلل ساي َ بن عممحو "‬

‫(‪)226‬‬

‫‪.‬‬

‫إم بكاشا الوجه ولني اجلانب وخفض اجلةاح وإلقلا السلالم تملور كالسلحمح يف‬ ‫اجتذاب القلوب والةفوسن ويف احلدفث " ال َ ْحت اقمح َّم امن ادَْ مح ا‬ ‫وف َش ْيئا َو َل ْو َت ْم َت ْل َقلى‬ ‫ْ ُْ‬ ‫َ‬ ‫َت َخ َ‬ ‫اك با َو ْج ٍه َط ْل ٍق " إم اللقا بوجه طلق وبإلقلا السلالم ففلتح مغلاليق القللوب‬ ‫(‪)221‬‬

‫وفقارب بني األرواحن هلذا السبب ورد ذم ادجاد ادتكج عن احلق ‪َ ‬و ِم َن الن ِ‬ ‫َّاس َم ْن‬ ‫اد ُل ِيف اهللَِّ بِغ ِ ِ‬ ‫ُ​ُي ِ‬ ‫َاب ُمن ِ ٍ‬ ‫دى َول كِت ٍ‬ ‫اين ِع ْط ِف ِه لِ ُي ِض َّل َع ْن َسبِ ِ‬ ‫يل اهللَِّ َلـ ُه ِيف‬ ‫َري ع ْل ٍم َول ُه ً‬ ‫َ‬ ‫ري‪َ .‬ث ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احل ِر ِ‬ ‫اب َْ‬ ‫يق ‪( ‬احلج‪.)0-2 :‬‬ ‫ْي َونُذي ُق ُه َي ْو َم ا ْلق َي َامة َع َذ َ‬ ‫الده ْن َيا خز ٌ‬ ‫‪ - 9‬اجلدال واملحاورة بالتي هي أحسن‪:‬‬

‫إم اتباع احلسةى يف القو والف كاف يف جذب القلوب وال قو الواعيان وهلذا‬ ‫ُتممح ادسلموم بمجادلا ته الكتاب بالتي هلي تحسن ‪ ‬ول ُ َُت ِ‬ ‫اد ُلوا َأ ْه َل ا ْلكِت ِ‬ ‫َـاب إِلّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين َظ َل ُموا ِمن ُْه ْم ‪(‬ال ةكبوت‪ )64:‬قا ابن كال‪ ":‬قا قتلادة‬ ‫بِا َّلتي ه َي َأ ْح َس ُن إِلّ ا َّلذ َ‬ ‫وغل واحد‪ :‬هذه اآلفا مةسوخا بآفا السيبن ومل فبق م ام جمادلان وإنام هو اإلسلالم‬ ‫تو اجل فا تو السيبن وقا آخمحوم‪ :‬ب هي باقيا حمكلما دن تراد االستبصار مةام يف‬ ‫الدفن فيجاد ليكلوم تنجع فيه "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)224‬‬

‫إم اهلل ع وج ف لمةا ‪ -‬من خال تسلوب القمحآم نفسه ‪ -‬كيب نحاور ادخلالب‬ ‫بالتي هي تحسنن إم اهلل ت اىل فورد كالا من الكباات واألقوا الكةي ا التي فقوهللا‬ ‫ُـم‬ ‫تعداؤهن ثم فمح ّد علياا وففةدها باحلجج الدامغان فقد ذكمح قلو فمحعلوم ‪َ ‬أنَـا َر هبك ُ‬ ‫‪ - 226‬ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪.226 2 :‬‬ ‫‪ -221‬رواه مسلم (‪ )4409‬وتةد (‪ )25110‬من حدفث تيب ذر ريض اهلل عةه‪.‬‬ ‫‪ -224‬ابن كال‪ :‬تفسل القمحآم ال ميم‪.162 3 :‬‬

‫(‪)197‬‬


‫ت َلكُم ِمـن إِ َل ٍ‬ ‫ـه غ ْ ِ‬ ‫َـريي ‪(‬القصلص‪)32:‬‬ ‫األَ ْع َىل ‪(‬الةازعات‪ )26:‬وقوله ‪َ ‬ما َعلِ ْم ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫يـت ‪( ‬البقلمحة ‪ )212:‬وقلو اليالود والةصلارى ‪‬‬ ‫وقو الةممحود ‪َ ‬أنَا ُأ ْحيِـي َو ُأ ِم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح ا ْب ُن اهللَِّ ‪( ‬التوبا‪ )39:‬وغل ذلك‬ ‫َو َ ا َلت ا ْل َي ُهو ُد ُع َز ْي ٌر ا ْب ُن اهللَِّ َو َ ا َلت الن َ​َّص َارى املَْس ُ‬ ‫كالن واهلل ت اىل قادر عىل إهالك ه ال مجي ا بكفمحهمن ولكةه تمىل هلم وحاورهم عىل‬ ‫لسام تنبيائهن لتكتم عليام احلجا فوم القيامان ومل فمة ه سبحانه كفمح ملن كفلمح علن‬ ‫الذكْر ص ْفح ًا َأ ْن ُكنْتُم َ وم ًا م ِ ِ‬ ‫دعوته ‪َ ‬أ َفن ْ ِ‬ ‫ني‪( ‬ال خمحف‪.)21:‬‬ ‫ِّسف َ‬ ‫َرض ُب َعنْك ُ​ُم ِّ َ َ‬ ‫ْ ْ ُ ْ‬ ‫وكانت سةا الةبي ‪ ‬وتف اله ويف غ واتله دعلوة الةلاس إىل اهلل باحلسلةىن وعلدم‬ ‫ابتدائام باحلمحب إال ب د تم فغدروا كام ف‬

‫مع هيود اددفةان والدلي كذلك حماورتله‬

‫مع وفد نصارى نجمحامن وقد استممحت تفاما حتى ن لت آفا ادباهلا فدعاهم ‪ ‬إليالا‬ ‫فخافوا وقبلوا باجل فا‪.‬‬ ‫والدعوة باحلسةى دعوة عاما للمسلم وغل ادسلم كام قا ت لاىل ‪ ‬ا ْد ُع إِ َر َسـبِ ِ‬ ‫يل‬ ‫احلسن َِة وج ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ك بِ ْ ِ ِ‬ ‫َر ِّب َ‬ ‫اد ُْهل ْم بِا َّلتِي ِه َي َأ ْح َس ُن ‪( ‬الةح ‪ )521:‬وإم كلام‬ ‫احلك َْمة َواملَْ ْوع َظة َْ َ َ َ‬ ‫اجلدا يف الدعوة بني ادسلمني مذمومان وفباح التحاور للت لم وادةاظمحةن تما اجللدا‬ ‫بني ادسلمني يف الدفن فاو تممح مذموم‪.‬‬ ‫والدعوة باحلسةى تدب قمحآين ُتممح به ادمحسلوم عىل ممح التلارفخن وحلني ترسل اهلل‬ ‫ت اىل موسى وهاروم إىل فمحعوم الذي بلغ اددى يف كفمحه ف عم تنه إلهن قا ت اىل هللام‬ ‫‪َ ‬ف ُقول َل ُه َ ْولً َل ِّين ًا َل َع َّل ُه َيت َ​َذك َُّر َأ ْو َ ْ‬ ‫ُي َشى ‪( ‬طه‪ )62:‬هذا مع علم اهلل ت اىل ادسبق تم‬ ‫فمحعوم لن ف منن وسيبقى عىل كفمحه حتى الغمح ولكةله ملع ذللك تممحةلا بلام تملمح‬ ‫ليكوم ذلك نجاسا وتدبا ومةااجا مستممحا للدعاة إىل فوم القيامان وإذا مل فلةجح هلذا‬ ‫األدب مع فمحعومن فل له فةجح مع غله فيتذكمح تو خيكى‪.‬‬

‫(‪)198‬‬


‫سب تحدا مةام وال تة ّقصه ب كلام‬ ‫وقد حاور الةبي ‪ ‬الياود ممحارا وتكمحاران فام ّ‬ ‫عىل الدوام حياورهم باحلسةى و ُفمامح احرتام حماورفه ورغبته الكدفدة يف هلدافتام إىل‬ ‫احلقن حتى حني كانوا فكتدوم يف القو وفةرشوم األكاذفب ك لادهتم كلام فقلابلام‬ ‫باحلسةى وففضح تكاذفبامن ومن ذلك س اله هلم يف غ وة خيج عن ته الةارن َقا َ ‪":‬‬ ‫اد اقي َعن َيش ٍ إا ْم س َك ْل ُت َعةْه؟ َف َقلا ُلوا‪َ :‬ن لم فلا َتبلا ا ْل َق ا‬ ‫ا‬ ‫اسل امن َوإا ْم ك َ‬ ‫َلذ ْبةَا‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َف َا ْ َت ْنت ُْم َص َّ ْ ْ‬ ‫ا‬ ‫َعمح ْف َت ك اَذبةَا كَام َعمح ْف َته ايف َتبايةَان َف َقا َ َهلم‪ :‬من َته ُ الة اَّار؟ َقا ُلوا‪َ :‬نك ُ ا‬ ‫لم‬ ‫ُْ َ ْ ْ‬ ‫ُوم ف َ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ياا َفسللا ُث َّ‬ ‫َ‬

‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ياان َواهللَّا ال ن ْ‬ ‫ياا ! َف َقا َ الةَّبا ُّي ‪ْ :‬‬ ‫َْ‬ ‫ياا َت َبدا‪"..‬‬ ‫َخ ُل ُفك ُْم ف َ‬ ‫اخ َس ُئوا ف َ‬ ‫خت ُل ُفونَا ف َ‬

‫(‪)222‬‬

‫املحاور‪:‬‬ ‫‪ - 11‬التذكري باهلل تعار والستيثاق من‬ ‫َ‬ ‫إم التذكل بقدرة اهلل ت اىل وصفاته تثةا ادحلاورة دلام فللني ملن موقلب اخلصلم‬ ‫ولذلك استوثق موسى عليه السالم من المحج الصالح من ته مدفن حني عقد م ه‬ ‫األج َل ْ ِ‬ ‫ـك َب ْينِـي َو َب ْين َ‬ ‫عقد اإلجارة مقاب زوا ابةته ‪َ َ ‬ال َذلِ َ‬ ‫ت َفـال‬ ‫ـني َ َضـ ْي ُ‬ ‫َـك َأ َّي َـام َ‬ ‫ان َع َ َّيل َواهللَُّ َع َىل َما َن ُق ُ‬ ‫ول َوكِ ٌ‬ ‫يل ‪( ‬القصص‪ )22:‬فقد ذكّمحه باهلل ت لاىل وشلاادته‬ ‫ُعدْ َو َ‬ ‫عىل ال قد وكونه وكيال ف لم األممح‪.‬‬ ‫وقد حدثت حماورة بني اثةني من الصحابا تحلدةا ملدفن لآلخلمحن فكخلذ اللدائن‬ ‫حيلب تم ال فضع من الدفن تو ف خمحن وهةا سلم ه رسلو اهلل ‪ ‬فتلدخ يف احللوار‬ ‫بكلما فسلة تطفكت غضب الدائن وج لته فتةاز ‪ -‬طلاعا هلل ورسوله ‪ -‬عن ب ض‬ ‫ا‬ ‫لو َت ُخ ُصلو ٍم باا ْل َب ا‬ ‫لاب‬ ‫حقه كام يف احلدفث عن عائكا قالت‪َ ":‬سم َع َر ُسلو ُ اهللَّا ‪َ ‬ص ْ‬ ‫اآلخمح وفس َرتفا ُقه ايف َ ٍ‬ ‫ا ٍ‬ ‫ا‬ ‫لو َف ُقلو ُ ‪َ :‬واهللَّا ال‬ ‫يش َو ُه َ‬ ‫ةا َف ْست َْوض ُع َ َ َ َ ْ ْ ُ‬ ‫اهت َامن َوإا َذا َت َحدُ ُ َ‬ ‫َعال َيا َت ْص َو ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫وف؟ َف َقلا َ ‪:‬‬ ‫َت ْف َ ُ ن َف َخ َمح َ َع َل ْي اا َام َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ‬ف َقا َ ‪َ :‬ت ْف َن ادُْت َ​َك ييل َع َىل اهللَّا ال َف ْف َ ُ ادَْ ْ ُمح َ‬ ‫ا‬ ‫ب"‬ ‫َتنَا َفا َر ُسو َ اهللَّان َو َل ُه َت ُّي َذل َك َت َح َّ‬

‫‪.‬‬

‫(‪)222‬‬

‫‪ - 222‬طمحف من حدفث رواه البخاري (‪.)3540‬‬ ‫‪ -222‬رواه البخاري (‪ )2291‬ومسلم (‪.)3023‬‬

‫(‪)199‬‬


‫وحني بلغت الكاوة بمحج مداها واستمكن من ابةا عمه مقاب مائا دفةارن وق لد‬ ‫بني ش باا األربع ليف‬

‫اد صيا‪ ..‬ذكّمحته باهلل ع وج فارتدعن ففي حلدفث الاالثلا‬

‫تفض اخللاتم إال بحقله"‬ ‫تصحاب الغار " قالت ادمحتة‪ :‬اتق اهلل وال َّ‬

‫(‪)220‬‬

‫فقلام المحجل‬

‫عةاا دوم تذى حني ذكّمحته باهلل ت اىل السميع البصل‪.‬‬ ‫ومن ذلك ما كام من عممح بن اخلطاب حني " َق اد َم ُع َي ْيةَ ُا ْب ُن اح ْص ان َفةَ َ َ َع َىل ا ْب ا‬ ‫لن‬ ‫ا ا‬ ‫َام ام َن الةَّ َف امح ا َّل اذف َن ُفدْ نا ا‬ ‫اب َجمَلال ا ا‬ ‫احل يمح ْب ان َق ْي ٍ‬ ‫يا ْم ُع َم ُمحن َوك َ‬ ‫سن َوك َ‬ ‫س‬ ‫َام ا ْل ُق َّمحا ُ َت ْص َح َ‬ ‫َتخيه ْ ُ‬ ‫او َرتا اه ك ُ​ُاوال كَانُوا َت ْو ُش َّبانان َف َقا َ ُع َي ْيةَ ُا ال ْب ان َت اخ ايه‪َ :‬فا ا ْب َن َت اخين َل َ‬ ‫لك َو ْجل ٌه‬ ‫ُع َم َمح َو ُم َك َ‬ ‫لك َع َلي ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لهن َقلا َ ا ْبل ُن َع َّبل ٍ‬ ‫اس‪:‬‬ ‫است َْكذ ْم ايل َع َل ْيلهن َقللا َ ‪َ :‬س َك ْسلت َْكذ ُم َل َ ْ‬ ‫عةْدَ َه َذا األَم الن َف ْ‬

‫اخلَ َّط ا‬ ‫احل ُّمح ل ا ُ َي ْيةَ َا َف َك اذ َم َل ُه ُع َم ُمحن َف َل َّام َد َخ َ َع َل ْي اه َقا َ ‪ :‬اه ْي َفا ا ْب َن ْ‬ ‫لواهللَّا َملا‬ ‫ابن َف َ‬ ‫است َْك َذ َم ْ ُ‬ ‫َف ْ‬ ‫حتكُم بيةَةَا باا ْل دْ ا ! َف َغ اضب ُعممح حتَّى هم َت ْم ف ا‬ ‫ا‬ ‫وق َع باه‪.‬‬ ‫َ َ ُ َ َ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫اجل ْ َ ن وال َ ْ ُ َ ْ‬ ‫ُت ْ طيةَا ْ َ‬ ‫نين إا َّم اهللََّ َت َاىل َقا َ لاةَباي اه ‪ُ  ‬خ ِذ ا ْلع ْفو و ْأمر بِـا ْلعر ِ‬ ‫ف‬ ‫احل ُّمح‪َ :‬فا َت ام َل ادُْ ْ امة ا َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ َ ُْ‬ ‫َف َقا َ َل ُه ْ ُ‬ ‫ا‬ ‫و َأع ِر ْض ع ِن َْ ِ ِ‬ ‫اجل ا‬ ‫او َز َهلا‬ ‫اهلا َ‬ ‫اجلاهل َ‬ ‫نين َواهللَّا َملا َج َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ني ‪( ‬األعمحاف‪َ )500:‬وإا َّم َه َذا م َن ْ َ‬ ‫َام َو َّقافا اعةْدَ كات ا‬ ‫تالها َع َل ْي اهن َوك َ‬ ‫َاب اهللَّا " لقد توقب عممح حني ُذكّمح بلاهلل‬ ‫ُع َم ُمح اح َ‬ ‫ني َ‬ ‫(‪)239‬‬

‫وتليت عليه آفاته‪.‬‬ ‫ادحاور ال ف من باهلل ت اىل وهذا‬ ‫وفةبغي للمحاور التذكل باهلل دائام حتى ولو كام‬ ‫َ‬ ‫تدب قمحآين ورد يف حوارات األنبيا مع رسلامن وقد قا موسى وهاروم لفمحعلوم ‪‬‬ ‫َ دْ ِج ْئن َ‬ ‫َاك بِآ َي ٍة ِم ْن َر ِّب َ‬ ‫السال ُم َع َىل َم ِن ا َّت َب َع ُْاهلدَ ى ‪( ‬طه‪ )62:‬وقا هلود لقومله ‪‬‬ ‫ك َو َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َأ َو َع ِ‬ ‫ون‬ ‫مح َ‬ ‫اءك ُْم ذك ٌْر م ْن َر ِّبك ُْم َع َىل َر ُج ٍل منْك ُْم ل ُينْذ َرك ُْم َول َت َّت ُقوا َو َل َع َّلك ُْم ت ُْر َ ُ‬ ‫ج ْبت ُْم َأ ْن َج َ‬ ‫‪( ‬األعمحاف‪.)43:‬‬

‫‪ -220‬طمحف من حدفث رواه البخاري (‪ )3641‬ومسلم (‪.)4060‬‬ ‫‪ -239‬رواه البخاري (‪.)6462‬‬

‫(‪)211‬‬


‫إم التذكل باهلل ت اىل تص من تصو احلوار والدعوةن وهو رد عىل ملن فمحفلدوم‬ ‫إقاما احلوار بني الاقافات واألدفام يف عرصنا دوم اخلوض يف مسائ ال قيلدةن وهلو‬ ‫حوار غل جمد نف ا ألنه مبةي عىل ضياع األص األصي يف هذا كلهن تال وهو توحيلد‬ ‫اهلل ت اىل كام سةفص ذلك يف موضع آخمح‪.‬‬ ‫واالستياا من ادحاور وتخذ ال اد عليه تم فلذعن إىل احللق إذا ظالمح للله احللق‬ ‫واجبن سوا استجاب تم مل فستجبن ادام الصدع باحلق لتمامح الغلبا دن فسلتحقن‬ ‫وذلك كام ف الةبي ‪ ‬مع الياود يف شكم عبد اهلل بلن سلالم حلني تسللم ف َقلا َ ‪َ :‬فلا‬ ‫رسو َ اهللَّان إا َّم ا ْلياود َقوم هب ٌتن إا ْم َعلاموا باإاس ا‬ ‫المي َق ْبل َ َت ْم تَس َلك َهلم هبت ا‬ ‫ُلوين اعةْلدَ َكن‬ ‫ْ ُ ْ َ​َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َُ َ ْ ٌ ُ​ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َفجا ا‬ ‫ت ا ْل َي ُاو ُد َو َد َخ َ َع ْبد ُاهللَّا ا ْل َب ْي َت َف َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا‪َ :‬ت ُّي َر ُج ٍ فايك ُْم َع ْبدُ اهللَّا ْبل ُن‬ ‫َ َ‬ ‫َسال ٍم؟ َقا ُلوا‪َ :‬ت ْع َل ُمةَا َوا ْب ُن َت ْع َل امةَا َو َت ْخ ُلنَا َوا ْب ُن َت ْخ َ النَا‪.‬‬ ‫َف َقا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ :‬ت َف َمح َت ْفت ُْم إا ْم َت ْس َل َم َع ْبد ُاهللَّا؟‬ ‫َقا ُلوا‪َ :‬ت َعا َذ ُه اهللَُّ ام ْن َذل ا َك‪.‬‬ ‫لادُ َت َّم ُحم َ َّملدا َر ُسلو ُ اهللَّا‬ ‫َف َخ َمح َ َع ْبدُ اهللَّا إا َل ْي اا ْم َف َقا َ ‪َ :‬ت ْش َادُ َت ْم ال إا َلل َه إاال اهللَُّ َو َت ْش َ‬ ‫رشنَا َو َو َق ُ وا فا ايه " ‪.‬‬ ‫رشنَا َوا ْب ُن َ ي‬ ‫َف َقا ُلوا‪ُّ َ :‬‬ ‫(‪)235‬‬

‫‪ - 11‬الصُب والتواضع‪:‬‬ ‫إم التحيل بالصج والتواضع للمحاور جي النه فك مح بكم الذي تمامه ال فمحفد شليئا‬ ‫إال احلق واحلقيقا يف ذاهتان والوصو إىل احلقيقا فيه نفع للةاسن وقد لقي رسلو اهلل‬ ‫‪ ‬من الةاس إ ّبام دعوته تلوانا من التطاو فام ضجمح وما سب وما ل نن لقلد ابتسلم‬ ‫اةمحت رقبته الرشلففا ‪ ‬فلام زجلمحه‬ ‫للمحج الذي خةقه بايابه طالبا ب ض ادلا حتى ّ‬ ‫ا‬ ‫وما ل ةه‪ ..‬ب تعطاه ما سك ن ففي احلدفث َع ْن َتن ٍ‬ ‫لي ‪‬‬ ‫َس َقا َ ‪ُ ":‬كة ُْت َت ْمء َم َ‬ ‫لع الةَّبا ي‬ ‫‪ -235‬رواه البخاري (‪.)3320‬‬

‫(‪)211‬‬


‫احل ا‬ ‫َو َع َل ْي اه ُب ْمح ٌد ن َْج َمح ااين َغلا ُ‬ ‫اش َي اان َف َك ْد َر َك ُه َت ْع َمح اايب َف َج َذ َب ُه َج ْذ َبا َش ادفدَ ة َحتَّى َن َم ْمح ُت إا َىل‬ ‫يظ ْ َ‬ ‫اا‬ ‫ا ا ا ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا ا‬ ‫لم َقلا َ ‪ُ :‬م ْلمح ايل امل ْن‬ ‫المح َدا م ْن شدَّ ة َج ْذ َبته ُث َّ‬ ‫َص ْف َحا َعات اق الةَّبا يي ‪َ ‬قدْ َت َّث َمح ْت باه َحاش َي ُا ي‬ ‫َما ا اهللَّا ا َّل اذي اعةْدَ َك !! َفا ْل َت َف َت إا َل ْي اه َف َض اح َك ُث َّم َت َم َمح َل ُه با َ َطا ٍ " ‪.‬‬ ‫(‪)232‬‬

‫وحني زعم فمحعوم تنه رب ال ادني وهدّ د موسى بالسجن إم اختذ إهلا غله صاوله‬ ‫َـريي ألجع َلن َ ِ‬ ‫َـذ َت إِ َهلـ ًا غ ْ ِ‬ ‫موسى باحلجا وليس بالسب والل ن ‪َ َ ‬ال َلئِ ِن َّاُت ْ‬ ‫ـن‬ ‫َّـك م َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُك بِ َِش ٍء ُمبِ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ني ‪(‬الك محا ‪.)39-20:‬‬ ‫املَْ ْس ُجون َ‬ ‫ني‪َ َ .‬ال أ َو َل ْو ج ْئت َ ْ‬ ‫إم الصج واهلدو واالعتامد عىل احلجا الةاص ا والدلي البني سب هاملا لةجلاح‬ ‫احلوارن حتى إذا مل فقتةع ادحاور فإنه فم يف دخيلا نفسه عادا بكنله علىل الباطل وتم‬ ‫خصمه عىل احلق‪ ..‬وهذه قد ت دي يف الةاافا إىل اهل فما الةفسيا إذا مل تكت اهل فما من‬ ‫سلطام تعىلن وقد قا اهلل ت اىل يف فمحعوم وقومه بككم آفات موسى‪َ ‬و َج َحـدُ وا ِ َهبـا‬ ‫َو ْاس َت ْي َقنَت َْها َأ ْن ُف ُس ُه ْم ُظ ْل ًام َو ُع ُل ّو ًا ‪( ‬الةم ‪ )56:‬فام قد عمحفلوا تم موسلى علىل احللق‬ ‫واستيقةوا تم اآلفات التي جا هبا حقن ولكن مة ام الكلج حتلى جلا هم وعلد اهلل‬ ‫باهلالك‪.‬‬ ‫والتواضع خلق إسالمي مجي ن ما ُرزقه تحد إال حببه اهلل إىل اخللق وج ل للله يف‬ ‫قلوب الةاس م مةام وفاسقام مكانا طيبان فإذا حتاور مع الةاس تلافوا علىل حدفاله‬ ‫وقبلوا مةهن وهلذا توىص اهلل ت اىل رسله وتتباعام بالتواضع ويف احلدفث عن الةبي ‪‬‬ ‫لىل َتح ٍ‬ ‫لد َوال َف ْب اغلي َت َحللدٌ‬ ‫قا ‪َ ":‬وإا َّم اهللََّ َت ْو َحى إا َ َّيل َت ْم ت َ​َو َ‬ ‫اض ُ وا َحتَّى ال َف ْف َخ َمح َت َحدٌ َع َ َ‬ ‫َع َىل َت َح ٍد " إنه " التواضع الذي فستصغمح بله اإلنسلام نفسله وجالدهن بحيلث ال‬ ‫(‪)233‬‬

‫فقب من خصمه موقب التحدي ولكن موقب ادسرتشلد ادت ّلمحض بةفسله دسلاقط‬ ‫‪ - 232‬رواه البخاري (‪ )3560‬ومسلم (‪.)2620‬‬ ‫‪ - 233‬طمحف من حدفث رواه مسلم (‪ )2259‬وتبو داود (‪ )6201‬وابن ماجه (‪ )6520‬من حدفث عياض ادجاش ي‬ ‫ريض اهلل عةه‪.‬‬

‫(‪)212‬‬


‫الغيثن وعىل جرس من هذا التواضع الذي ففتح الطمحفق تمللام اللمحتي اآلخلمح تلةجيل‬ ‫م محكا المحتي علن فوائد كالة "‬

‫(‪)236‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ - 12‬اهلدوء وُتنب الغضب والعفو عند املقدرة‪:‬‬ ‫مللن األمللور التللي تضل ب احلللوار وختمحجلله إىل اخلصللوما واللللدد اللجللو إىل‬ ‫الغضبن ولقد هنيةا عن الغضب كام تكده الةبي ‪ ‬بتكمحار الةاي عةه كام يف احللدفث‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ب َف َمح َّد َد ام َلمحارا َقلا َ ‪:‬‬ ‫َع ْن َت ايب ُه َمح ْف َمح َة " َت َّم َر ُجال َقا َ للةَّبا يي ‪َ :‬ت ْوصةين َقا َ ‪ :‬ال َت ْغ َض ْ‬ ‫ني ا ْثة ْ ا‬ ‫َلني َو ُهل َو َغ ْضل َب ُ‬ ‫ام "‬ ‫ني َحك ٌَم َب ْ َ‬ ‫ب " ويف احلدفث اآلخمح" ال َف ْق اض َ َّ‬ ‫ال َت ْغ َض ْ‬ ‫(‪)234‬‬

‫(‪)231‬‬

‫ذلك تم الغضب خممح لإلنسام عن ش وره وت ّقلهن فإذا حدث يش من ذلك تفسد‬ ‫احلوارن وتحدث اللدد واخلصومان وربام استتبع ال داوةن كام هو مكاهد يف احليلاة "‬ ‫إم كالا من اخلالف يف وجاات الةممح ‪ -‬حتى بلني الل مال واألصلدقا ‪ -‬فلذهب‬ ‫بادودة وادحبان فاحمحص كل احللمحص علىل تال فقلع هلذان واخطلب و ّد تخيلك تو‬ ‫صدفقك "‬

‫(‪. )232‬‬

‫إم الغضب من تخطمح آفات احلوارن ألنه خيلمح اإلنسلام علن حلدود السللوك‬ ‫القوفمن فقو الدكتور تةد كام تبو ادجد‪ ":‬إم احلوار ال فكاد فبدت جداال بالتي هي‬ ‫تحسن … حتى تتسل إليه احلدة والكدة وتستويل عىل ب ض تطمحافله روح الضليق‬ ‫بادخالفني وادسارعا إىل اهتلامام يف تفكلارهم ونيلاهتمن وتخلذهم بالكلباا وسلو‬ ‫المنن واستاارهتم باللفظ اجلارح وال بارة القاسيان وفلرتك ب ضلام سلاحا احللوار‬ ‫إفاارا للسالما وخيتار ب ضام تم فدفع السيئا فلد عىل الصيحا بلكعىل مةالان فتلقلى‬

‫‪ -236‬د حممود حممد عامرة‪ :‬من تج حوار ال ففسد للود قضيا‪24:‬ن مكتبا اإلفاممن ادةصورة ‪5625‬هل ‪2999 -‬م‪.‬‬ ‫‪ -231‬رواه البخاري (‪.)4554‬‬ ‫‪ -234‬رواه البخاري (‪ )2512‬ومسلم (‪ )6609‬من حدفث تيب بكمحة ريض اهلل عةه‪.‬‬ ‫‪ -232‬الةدوة ال اديا للكباب اإلسالمي‪ :‬يف تصو احلوار‪.26 :‬‬

‫(‪)213‬‬


‫التاما فيوجه مالاا تو تشد … ثم ال تلبث القضافا التي بدت احلوار بقصلد خلدمتاا‬ ‫تم تضيع وسط االهتامات ادتبادلا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)232‬‬

‫‪ُ - 13‬ماطبة الناس عىل در عقوهلم‪:‬‬ ‫خلق اهلل الةاس متفاوتني يف ال ق وال لم‪ ..‬ولذا فةبغي دن فطلب الةجاح لدعوته‬ ‫تم فرت ّفللق بالةللاسن وتم ف للمحف قللدر اإلمكللام ثقافللا ادخاطللب وخلفياتلله الاقافيللا‬ ‫والت ليميا واحلضارفان إم ذلك كله ف ثمح عىل جممحى التحاور م هن وقد ُسئ الةبلي ‪‬‬ ‫س اال واحدا يف توقات متفمحقان فكجاب عةه إجابات متةوعان وإنام فكوم ذللك علىل‬ ‫السا َع ُا؟ وكانت األجوبا متةوعلا يف‬ ‫تقدار السائلني وحاجا ادقامن فقد سئ ‪َ :‬متَى َّ‬ ‫ك ممحة عىل الةحو اآليت‪:‬‬ ‫‪ -5‬يف حدفث ججف عليه السالم َقا َ ‪ ":‬متى السلاعا؟ قلا ‪َ :‬ملا ادَْ ْسل ُئو ُ َعة َْالا‬ ‫ا‬ ‫با َك ْع َلم امن الس اائ ا ن وس ُك ْخ اج َك َعن َت ْ ا‬ ‫لاو َ ُر َعلا ُة‬ ‫رشاط َاان إا َذا َو َلدَ ت األَ َم ُا َر َّ َهبان َوإا َذا َت َط َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلبا ا ا ْلبام ايف ا ْلبةْي ا‬ ‫مخ ٍ‬ ‫ـم‬ ‫امن ايف َ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫لم تَلال ‪  ‬إِ َّن اهللََّ عنْـدَ ُه ع ْل ُ‬ ‫س ال َف ْ َل ُم ُال َّن إاال اهللَُّن ُث َّ‬ ‫ُْ ُ‬

‫السا َع ِة‪( ...‬لقامم‪. )36:‬‬ ‫َّ‬ ‫(‪)230‬‬

‫‪َ -2‬ع ْن َت ايب ُه َمح ْف َمح َة َقا َ ‪َ ":‬ب ْية َ​َام الةَّبا ُّي ‪ ‬ايف َجمْلا ٍ‬ ‫حيدي ُ‬ ‫ث ا ْل َق ْو َم َجا َ ُه َت ْع َلمح اايب َف َقلا َ ‪:‬‬ ‫س َُ‬ ‫ثن َف َقا َ َب ْ ُض ا ْل َق ْو ام‪َ :‬س ام َع َما َقا َ َفك ا‬ ‫حيدي ُ‬ ‫َلمح َه َملا‬ ‫السا َع ُا؟ َف َم َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ُ ‬‬ ‫َمتَى َّ‬ ‫َقا َ ن و َقا َ ب ُضام‪ :‬ب ْ َمل فسمعن حتَّى إا َذا َق َ ل ح ادف َاله َقلا َ ‪َ :‬تفلن ُتراه الس ا‬ ‫لائ ُ َع ا‬ ‫لن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ْ َ َْ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ُ َّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫السلا َع َان َقلا َ ‪:‬‬ ‫السا َعا؟ َقا َ ‪َ :‬ها َتنَا َفا َر ُسو َ اهللَّان َقا َ ‪َ :‬فإا َذا ُض يي َ ت األ َمانَل ُا َفلا ْنتَم امح َّ‬ ‫َّ‬

‫ا‬ ‫اا‬ ‫السا َعا "‬ ‫َك ْي َ‬ ‫ب إا َضلا َعت َُاا؟ َقا َ ‪ :‬إا َذا ُو يسدَ األَ ْم ُلمح إا َىل َغ ْ ال َت ْهلله َفا ْنتَم امح َّ‬

‫‪ -232‬د تةد كام تبو ادجد‪ :‬حوار ال مواجاا‪26 :‬ن دار الرشو ن القاهمحة ‪5022‬م‪.‬‬ ‫‪ -230‬طمحف من حدفث رواه البخاري (‪ )19‬ومسلم (‪.)02‬‬ ‫‪ -269‬رواه البخاري (‪.)10‬‬

‫(‪)214‬‬

‫(‪)269‬‬

‫‪.‬‬


‫ا‬ ‫‪َ -3‬عن َتن ٍ ا‬ ‫السا َع ُا؟‬ ‫ْ‬ ‫السا َعا َف َقا َ ‪َ :‬متَى َّ‬ ‫َس َريض اهللَّ َعةْه َت َّم َر ُجال َس َك َ الةَّبا َّي ‪َ ‬ع ان َّ‬ ‫ا‬ ‫ْت َم َع َمل ْن‬ ‫ب اهللََّ َو َر ُسو َل ُه ‪َ ‬ف َقا َ ‪َ :‬تن َ‬ ‫يش َ إاال َت يين ُتح ُّ‬ ‫َقا َ ‪َ :‬و َما َذا َتعْدَ ْد َت َهلَا؟ َقا َ ‪ :‬ال َ ْ‬ ‫َت ْح َب ْب َت "‬

‫(‪)265‬‬

‫‪.‬‬

‫َام ار َجا ٌ ام َن األ ْع َمح ا‬ ‫اب ُج َفلا ٌة َف ْلكت َ‬ ‫‪َ -6‬ع ْن َع اائ َك َا َقا َل ْت‪ :‬ك َ‬ ‫لي ‪َ ‬ف َي ْس َلك ُلو َن ُه‪:‬‬ ‫ُوم الةَّبا َّ‬ ‫لش َه َ‬ ‫السا َع ُا؟ َفك َ‬ ‫َام َفةْ ُم ُمح إا َىل َت ْص َغ امح اه ْم َف َي ُقو ُ ‪ :‬إا ْم َف ا ْ‬ ‫للمح ُم َحتَّلى‬ ‫لذا ال ُفدْ اركْل ُه ْاهل َ َ‬ ‫َمتَى َّ‬ ‫تَقلُو َم َع َل ْيك ُْم َسا َع ُتك ُْمن قلَا َ اه َكلا ٌم‪َ :‬ف ْ ةاي مل َْو َ ُهت ْم " ‪.‬‬ ‫(‪)262‬‬

‫ا‬ ‫َّلاس‬ ‫هلذا كله ُتممحنا تم نخاطب الةاس عىل قدر عقوهلمن وعن َع ّيل قا ‪َ :‬حلدي ُثوا الة َ‬ ‫وم َت ْم فك ََّذب اهللَُّ ورسو ُله؟ وعن َعبدَ اهللَّا ب ان مس ٍ‬ ‫باام ف امح ُف َ ا‬ ‫ْلت‬ ‫ود َقا َ ‪َ :‬ما َتن َ‬ ‫ْ َ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ ُ ُ‬ ‫ومن َت ُحت ُّب َ ُ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫بامحدي ٍ‬ ‫وهل ُ ْم إاال ك َ‬ ‫ث َق ْوما َح ادفاا ال َت ْب ُل ُغ ُه ُع ُق ُ‬ ‫َام ل ا َب ْ اض اا ْم فا ْتةَا " ‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫(‪263‬‬

‫(‪)266‬‬

‫لقد تجاب الةبي ‪ ‬ك َّ سائ بام فصلحهن وال ت ارض بني األجوبان ب كل مةالا‬ ‫فبني جانبا من احلقيقان وهو من الرتفق بالةاس ورةتام وحمبا نف الم وإرشلادهم إىل‬ ‫ما فةف ام عمليا يف تمور الدفن والدنيا م ان وهكذا كانت تقوا الصحابيني الكمحفمني‬ ‫مكخوذة من هدفه ‪.‬‬ ‫ولقد تطورت مةاهج ال لوم الرشعيا تطلورا كبللان وصلارت ذات مصلطلحات‬ ‫جيالاا تكامح ال اما من ادسلمنين فإذا جلا ال لامل إىل مقلام ادوعملا فيةبغلي عليله تم‬ ‫فرتفق ب اما الةاسن إم اخلطيب إذا قام يف صالة اجلم لا حيلدث الةلاس علن اجللمحح‬ ‫والت دف والتدليس وال ة ةا‪ ..‬إلخ من مصطلحات علم احلدفث علىل سلبي ادالا‬

‫‪ -265‬رواه البخاري (‪ )3422‬ومسلم (‪.)4259‬‬ ‫‪ -262‬رواه البخاري (‪ )4155‬ومسلم (‪.)2690‬‬ ‫‪ -263‬رواه البخاري (‪.)522‬‬ ‫‪ -266‬رواه مسلم يف ادقدما (‪.)56‬‬

‫(‪)215‬‬


‫فلن جيد آذانا صاغيان فادستم وم هةا عادة ال ففاموم من هذه ادصطلحات شيئا إال‬ ‫إذا كام فيام ذو علم باحلدفث ومصطلحاتهن وليس ادقام كذلك مةاسبا لذلك‪.‬‬ ‫ومما فدخ حتت هذا اد ةى عدم بد ادحاورة بإظاار تخطا اآلخمحفن وجااالهتم‬ ‫والتكةيع عليامن حتى لو كانوا فستحقوم ذلكن فإنه فل دي إىل الةفلور والصلدّ علن‬ ‫ادحاورةن وذلك " ألم نفوس الةاس جمبولا عىل الةفلمحة مملن جيمححالا وفقابلالا ألو‬ ‫وهلا بالتخطئا والةقدن فيةبغي للداعي للحق وادجاد عةه تم فقلدم للذلك بمقدملا‬ ‫حسةا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)261‬‬

‫‪ - 14‬العرتاف باحلق وايذعان له واي رار باخلطأ‪:‬‬ ‫من األمور التي تةصب اخلصم وتساعد عىل قبوله للحق ‪ -‬إم كام من تهلله ‪ -‬تم‬ ‫ف رتف ادحاور باخلطك وفقدم االعتذار إم كام ثما ما فوجب ذلكن وهلو تدب قلمحآين‬ ‫ت َف ْع َلت َ‬ ‫ْـت‬ ‫ـت َو َأن َ‬ ‫َك ا َّلتِـي َف َع ْل َ‬ ‫تكدب به موسى عليه السالم يف حماورة فمحعوم ‪َ ‬و َف َع ْل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(الك محا ‪.)29-50 :‬‬ ‫ني ‪‬‬ ‫ين‪َ َ .‬ال َف َع ْلت َُها إِذ ًا َو َأنَا ِم َن َّ‬ ‫الضا ِّل َ‬ ‫م َن ا ْلكَاف ِر َ‬ ‫وتقمح باخلطكن وهو تممح حمملود فبلني للمحلاور‬ ‫لقد تعطى موسى الة َ​َّص َفا من نفسه ّ‬ ‫تنك صاحب حق تدافع عةهن وال تبغي عن احلقيقا بدفالن وال تدافع عن تهوا عةّت‬ ‫لك من هةا تو هةاكن إنك إذا صاحب قضيا م من هبا مةافح عةاان وهدفك يف الةاافا‬ ‫هو انتصار احلقيقا‪.‬‬ ‫وتقلمح لله بلام فلمحاه خطلك‬ ‫وال فدخ يف باب االعرتاف باحلق تم ختضع للمجلاد‬ ‫َّ‬ ‫لدفكن وهو ليس من باب اخلطكن وإنام فكوم مما تاار حوله الكباات إذ قلد "فسلتويل‬

‫‪ -261‬د عبد اهلل بن ضيب اهلل المححييل‪ :‬قواعد ومةطلقات يف تصو احلوار ور ّد الكباات‪.33 :‬‬

‫(‪)216‬‬


‫عليك ش ور خفي برضورة التخلص مما ف يبله اخلصلم قبل تم تتحقلق ملن صلد‬ ‫دعواه بكم ذلك تممح ُف اب "‬

‫(‪)264‬‬

‫‪.‬‬

‫إم هذا األممح فوقع ال رفلب يف تخطلا مةاجيلا كاللذي نلمحاه ملن انلدفاع ب لض‬ ‫ادسلمني إىل إنكار ب ض ادس ّلامت يف دفةةا تو تكوفلاا تو االعتذار عةاا تملام شلباات‬ ‫فالها تعدا اإلسالمن وذلك كت دد زوجات الةبلي ‪ ‬زفلادة علىل سلائمح ادسللمنين‬ ‫وت دد ال وجات يف اإلسالمن وخمالطا المحجا للةسا تو سفمحهن بغل حملارمن وغلل‬ ‫ذلك مما فاله ادسترشقوم وتعدا اإلسالمن فيضطمح ب ض ادسلمني إىل االعتذار مما ال‬ ‫اعتذار مةهن فذلك دفةةا ورشعتةا ومةااجةلا شلا وا تم تبللوان وملا عللليةا إال اللبالىل‬ ‫والبيام والتفسلن ال االعلتذار واالستخذا ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫إنكلار تو تكوفل‬ ‫وفلحق هبذا ما فبدفه ب ض ته احلامس للدفن والدفاع عةه ملن‬ ‫لب ض ادس ّلامت ليةفوا تشيا تاار حوهلا الكباات " فلال فوق ةلك ةلاس اللمح ّد علىل‬ ‫ادخالب تو صاحب الكباا يف إنكار يش ثابت من دفةك"‬

‫(‪)262‬‬

‫وذلك كملن فةكلمحوم‬

‫وجود السحمح مجلا تو فةكمحوم كمحامات ب ض الصاحلني وذلك كله ثابت يف الكتلاب‬ ‫والسةا بكدلا ف لماا ته ال لم‪.‬‬ ‫‪ -15‬ترك العرتاض والشغب عىل العلامء والولة ما كانوا عىل احلق‪:‬‬ ‫إذا وثقت بمكانا ادحاور ومدى علمه بموضوع احلوار فيجب التسلليم والقبلو‬ ‫بام فقو ما دمت تمحاه حمقا وال فبغي إال احلقيقان وليس لله مكرب شخ‬ ‫فقو ‪..‬‬

‫‪ -264‬نفسه‪.30 :‬‬ ‫‪ -262‬نفسه‪.19 :‬‬

‫(‪)217‬‬

‫يف يش مملا‬


‫ويف هذا ادقام نتذكمح حماورة عممح بن اخلطاب للةبي ‪ ‬يف صلح احلدفبيا وكيب تنه‬ ‫تمحدد ممحات بني الةبي ‪ ‬وتيب بكمح حماورا ومةاقكا‪ ..‬حتى قا لله رسلو اهلل ‪ ‬آخلمح‬ ‫تممحهن ولن فضي ةي "‬ ‫األممح‪ ":‬تنا عبدُ اهلل ورسولهن ولن‬ ‫َ‬ ‫تخالب َ‬

‫(‪)262‬‬

‫وهةا اقتةع عملمحن‬

‫ومل فغضب مةه رسو اهلل ‪ ‬ل لمه بكهنا احلم ّيا للحق‪.‬‬ ‫وما هذا يف كال من بالد اإلسالم اليوم قد تُقطع فيه المحقاب تو ففيضل بصلاحبه‬ ‫إىل السجن تو فقد مةصبه تو عمله تو ادالحقا األمةيا‪...‬‬ ‫ومن هذا القبي الذي تكوم ادحاورة فيه لونا من حماولا الت لمحف علىل احللق ثلم‬ ‫اإلذعام لله حني فتضح حماور ُة ادالئكا لمحب ال ة سبحانه يف خلق آدمن وهو مل فكلن‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫اعرتاضا وإنام كام استفسارا عن احلكما من إسكانه‬ ‫َ‬ ‫تما ادحاورة التي تخذت صورة االعرتاض مع يش من سو األدب فاي حملاورة‬ ‫بةي إرسائي مع موسى بككم البقمحةن وتقبح مةاا اعرتاض إبلليس يف حماورتله هلل عل‬ ‫وج بككم خلق آدم والسجود للهن إذ خمح من حماورته بالكفمحن وكفلى بله خلذالنا‬ ‫وخرسانا‪.‬‬ ‫وقد فورث اإلعمحاض عن احلق ولو كام فسلا األذى لصاحبه وسلو اللذكمح ويف‬ ‫ا‬ ‫لم َك؟‬ ‫اس ُ‬ ‫احلدفث عن س يد بن ادسيب َع ْن َتبايه " َت َّم َت َبا ُه َجا َ إا َىل الةَّبا يي ‪َ ‬ف َقلا َ ‪َ :‬ملا ْ‬ ‫ب‪َ :‬فام َزا َل ا‬ ‫ا ا‬ ‫ت‬ ‫َقا َ ‪َ :‬ح ْ ٌم‪َ :‬قا َ ‪َ :‬تن َ‬ ‫اسام َس َّامنيه َت ايبن َقلا َ ا ْب ُن ادُْ َس َّي ا َ‬ ‫ْت َس ْا ٌ ن َقا َ ‪ :‬ال ُت َغ ي ُل ْ‬ ‫احل ُ و َن ُا فايةَا َب ْ دُ " ذلك تم المحج اعرتض عىل الةبي ‪ ‬يف تغيل اسمه إىل ما هلو‬ ‫ُْ‬ ‫(‪)260‬‬

‫تحسنن وهو ما خيالب األممح بطاعا المحسو الذي ال فةطق عن اهلوى‪.‬‬ ‫‪ - 16‬اينصاف‪:‬‬

‫‪ -262‬ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪.223 2 :‬‬ ‫‪ -260‬رواه البخاري (‪.)4509‬‬

‫(‪)218‬‬


‫إم إنصاف اخلصم وج له فك مح بلكم وجالا نملمحه مفاوملا تملمح تسلاس لةجلاح‬ ‫ادحاورةن واإلنصاف م ةاه إعطاؤه حقه يف الكالم والةقاش بغل تضييق عليهن ليبسط‬ ‫رتفه واضحان ثم فكخذ ادحاور يف ر ّده الذي فةقض قو اآلخمح تو ف دله حسب سيا‬ ‫ادحاورة‪.‬‬ ‫واإلنصاف لوم من ال د الذي تممحنا به حتى مع من نخالفام ونبغضلام قلا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُي ِ‬ ‫ـو ٍم‬ ‫ـر َمنَّك ُْم َشـن ُ‬ ‫ين َآمنُو ْا كُونُو ْا َ َّوام َ‬ ‫َآن َ ْ‬ ‫ت اىل ‪َ ‬يا َأ ه َُّيا ا َّلذ َ‬ ‫ني هللِّ ُش َهدَ اء بِا ْلق ْسط َولَ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـون ‪‬‬ ‫ـري بِ َـام َت ْع َم ُل َ‬ ‫ـو َأ ْ َـر ُب لل َّت ْق َ‬ ‫َع َىل َألَّ َت ْعـد ُلو ْا ا ْعـد ُلو ْا ُه َ‬ ‫ـوى َوا َّت ُقـو ْا اهللَّ إِ َّن اهللَّ َخبِ ٌ‬ ‫(ادائدة‪.)2:‬‬ ‫وهذا األدب التحاوري تدب قمحآين تب ه األنبيا وغلهم من الصاحلنين لقد كانوا‬ ‫ف طوم الفمحصا خلصومام ليقولوا ما فكا وم ثم فمح ّدوم عليام باحلجا الدامغا طلبلا‬ ‫للادافا وإظاار احلقن وليس دكرب شخ‬

‫تو حاجا دنيوفان ويف حلوارات موسلى‬

‫مع فمحعوم صور فمحفدة لذلك كام يف سور‪ :‬طه والك محا والقصص وغلها‪.‬‬ ‫إم ادةافسا قد حتجب احلقيقان وحب الفوز قلد فلدفع إىل المللم وهضلم حقلو‬ ‫اخلصمن واإلسالم فكممح بال د ادطلقن حتى مع غل ادسللمن إم ادخلالب يف اللدفن‬ ‫وف يش يف بالد اإلسالم فدخ حتت مسمى " ته الذما " تي ال ادن صونا حلقوقله‬ ‫من تم هتضمن وإذا نمم اإلسالم احلياة عىل هذا الةمط الفمحفلدن فالو يف بلاب احللوار‬ ‫ف لمةا هذا األدب تفضان حتى بني ادسلمني يف اد امالت اليوميا فكممحنا اإلسالم بقو‬ ‫ِ ِ‬ ‫احللق ‪ ‬يا َأُّيا ا َّل ِذين آمنُوا كُونُوا َ ِ‬ ‫ـو َع َ‬ ‫ـىل َأ ْن ُف ِسـك ُْم َأ ِو‬ ‫ني بِا ْلق ْسـط ُش َ‬ ‫ـوام َ‬ ‫ـهدَ َاء هللَِّ َو َل ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ هَ‬ ‫ِ‬ ‫ني ‪( ‬الةسا ‪ )531:‬إم " يف كيام اإلنسام داعيا احلسلدن ملع حلب‬ ‫ا ْل َوالدَ ْي ِن َواأل ْ َربِ َ‬ ‫ال لو يف األرض بغل احلقن إىل جانب ميلله إىل تككيلد ذاتله دائلامن وللو علىل تشلال‬

‫(‪)219‬‬


‫اآلخمحفنن تما الذي فكاد لغله بالفض مةصفا لله فقد ارتفع فلو اهلواتب الةفسليا‬ ‫وال مةه للحق وحدَ ه "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)219‬‬

‫وحني ففتقد احلوار اإلنصاف وال د ففقد اإلقةاعن بل ُفقابل بالسلخمحفان وملن‬ ‫غلل مسلل ٍم حمملدا ‪ ‬إلليام وال‬ ‫تمالا ذلك تم قمحفكا حني تككّد لدهيا " تم تبا طالب ُ‬ ‫مفمحط يف نرصتهن مكوا إليه ب امرة بن الوليد بن ادغلةن فقلالوا‪ :‬فلا تبلا طاللبن هلذا‬ ‫ُعامرة ابن الوليد تهندُ فتى يف قلمحفش وتشل محه وتمجللهن فخلذه فللك عق ُلله ونُرصلتهن‬ ‫ْ‬ ‫واختذه ولدا ؛ فاو لكن وتسلم لةا ابن تخيك ‪ -‬هذا اللذي قلد خلالب دفةلك ودفلن‬ ‫وفمح مجاعا قومكن وس ّفه تحالمام ‪ -‬فةقتله ؛ فإنام رج كمحج !‬ ‫آبائكن ّ‬ ‫فقا ‪ :‬واهلل لبئس ما تسومونةي ! تت طونةي ابةكم تغلذوه لكلمن وتعطليكم ابةلي‬ ‫تقت ُلونه ! هذا واهلل ماال فكوم تبدا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)215‬‬

‫لقد فك احلوار ألم القوم مل فةصفوا ومل ف دلوان ومن ثلم سلا علىل تيب طاللب‬ ‫ردهم‪.‬‬ ‫إم اإلنصاف جي‬

‫الطمحف اآلخمح ‪ -‬رغم ادخالفا ‪ -‬حيرتم حماوره وفقلدرهن وربلام‬

‫فدعوه ذلك إىل اإلذعام للحق آخمح األممحن هلذا ُف لد ملن آداب احللوار " تم تكلوم‬ ‫حواراتك مع الطمحف اآلخمح تتسم بقلدر من الةل اها واد قوليا بحيث فل دي ذللك‬ ‫إىل وجود جسور من التفاهم ادةطقي ال قالين "‬

‫(‪)212‬‬

‫ومما فدخ حتت اإلنصاف كذلك‬

‫"حسن الفام حلجج الطمحف اآلخلمح وتدلته وتقوالهن واخللفيات اد ثمحة علىل تف للاله‬ ‫وترصفاته "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)213‬‬

‫‪ -219‬د حممد حممود عامرة‪ :‬من تج حوار ال ففسد للود قضيا‪.20 :‬‬ ‫‪ -215‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪.322 -324 2:‬‬ ‫‪ -212‬د فارو السيد عاامم‪ :‬سيكولوجيا التفاوض‪.54 :‬‬ ‫‪ -213‬تةد بن عبد المحةن الصوفام‪ :‬احلوار‪ :‬تصوله ادةاجيا وآدابه السلوكيا‪.60 :‬‬

‫(‪)211‬‬


‫‪ - 17‬الصدق‪:‬‬ ‫الصد هو ذكمح الء عىل حقيقته دوم زفادة تو نقص تو ت وفمحن والصد تساس‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني ‪‬‬ ‫الصـاد َ‬ ‫ـع َّ‬ ‫ين َآمنُـوا ا َّت ُقـوا اهللََّ َوكُونُـوا َم َ‬ ‫الستقاما احلياةن قا ت اىل ‪َ ‬يا َأ ه َُّيا ا َّلـذ َ‬ ‫(التوبا‪ )555:‬وقد وردت اآلفا يف موضلع فلدعو إىل التلدبمحن إذ وردت ت قيبلا علىل‬ ‫حدفث الاالثا الذفن ُخ ّلفوا يف غ وة تبوكن ونجت ئ من حلدفاام بلام خيلص مسلكلا‬ ‫الصد ‪.‬‬ ‫َقا َ َك ب بن مال ا ٍ‬ ‫ك ‪ -‬تحد الاالثا‪َ " :-‬ف َل َّام َب َل َغةاي َت َّن ُه ‪ -‬تي الةبي ‪ - ‬ت َ​َو َّج َه َقلافاال‬ ‫ْ ُ ْ ُ َ‬ ‫ ف ةي من الغ و ‪َ -‬ح َ ا‬‫ةي َو َط اف ْق ُت َتت َ​َذك َُّمح ا ْلك اَذ َبن َو َت ُقلو ُ ‪ :‬با َلام َذا َت ْخ ُلمح ُ امل ْن‬ ‫رضين َ ي‬ ‫َ‬ ‫اا‬ ‫اس َت َ ة ُْت َع َىل َذل ا َك با ُك ي اذي َر ْت ٍي ام ْن َت ْه ايلن َف َل َّام اقيل َ إا َّم َر ُسلو َ اهللَّا ‪‬‬ ‫َس َخطه َغدا؟ َو ْ‬ ‫يله ك ا‬ ‫لت َت يين َللن َت ْخلمح امةْله َتبلدا با َءل ٍ فا ا‬ ‫ا‬ ‫َلذ ٌب‬ ‫اح َعةيي ا ْل َباطا ُ َو َع َمح ْف ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َقدْ َت َظ َّ َقادما َز َ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لم ادُْ ْغ َض ا‬ ‫لم َقلا َ ‪َ :‬ت َ لا َ ن‬ ‫َف َك ْ َ‬ ‫لب ُث َّ‬ ‫لم َت َب ُّس َ‬ ‫مج ْ ُت صدْ َق ُه‪َ ...‬فج ْئ ُت ُهن َف َل َّام َس َّل ْم ُت َع َل ْيله َت َب َّس َ‬ ‫ني َفدَ ْف اهن َف َقلا َ ايل‪َ :‬ما َخ َّل َف َك؟ َت َمل ْ َت ُك ْن َق اد ا ْب َت ْ َت َظ ْا َمح َك؟‬ ‫َف اج ْئ ُت َت ْم اء َحتَّى َج َل ْس ُت َب ْ َ‬ ‫لت َت ْم َس َلك ْخ ُمح ُ امل ْن‬ ‫َف ُق ْل ُت‪َ :‬ب َىلن إا يين َواهللَّا َل ْو َج َل ْس ُت اعةْدَ َغ ْ ال َك ام ْن َت ْهل ا اللدُّ ْن َيا َل َمح َت ْف ُ‬

‫يت جللدَ الن و َلكاةيلي واهللَّا َل َقلدْ َعلام ُ ا‬ ‫ا‬ ‫اا‬ ‫لو َم‬ ‫لت َللئ ْن َحلدَّ ْثت َُك ا ْل َي ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َس َخطه با ُ ْذ ٍرن َو َل َقدْ ُت ْعط ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ليلن و َل الئن حلدَّ ْثت َُك ح ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫فث ك اَذ ٍ‬ ‫لد َ‬ ‫َح اد َ‬ ‫فث‬ ‫َ‬ ‫ب ت َْمح َىض باه َعةيي َل ُيوش َك َّن اهللَُّ َت ْم ُف ْسخ َط َك َع َ َّ َ ْ َ‬ ‫ا ا‬ ‫ٍ ا‬ ‫ألر ُجلو فا ايه َعل ْف َو اهللَّ " ا ‪.‬‬ ‫صلادْ َجتدُ َع َ َّيل فيه إا يين ْ‬ ‫(‪)216‬‬

‫وقد جا ممحارة بن المحبيع وهال بن تميا فقاال كام قا ك بن وصدقا اهلل ورسوله‬ ‫فكام من تممح الاالثا ما كامن لقد كام الصد يف احلوار مع الةبلي ‪ ‬إذا سلببا دةجلاة‬ ‫ه ال ب د الدرس الذي تلقوه عمليا من ادجتملع ادسللمن لقلد ت للم ادسللموم تم‬ ‫الصد مةجاة حتى يف تضيق األوقات وتشدها قسوة وعرسا‪.‬‬

‫‪ -216‬طمحف من حدفث رواه البخاري (‪ )6652‬ومسلم (‪.)2954‬‬

‫(‪)211‬‬


‫‪ - 18‬القدوة احلسنة‪:‬‬ ‫القدوة احلسةا ركن تساس من تركام الدعوةن إم الداعي إىل تممح ال بلد تم فكلوم‬ ‫تو السابقني إليهن ويف حوار ش يب عليه السالم مع قومه ‪َ ‬و َمـا ُأ ِريـدُ َأ ْن ُأ َخـالِ َفك ُْم‬ ‫إِ َر َما َأ َّْنَاك ُْم َع ْن ُه إِ ْن ُأ ِريدُ إِل ا ِ‬ ‫ت ‪( ‬هلود‪ )22:‬فالو فلدعوهم إىل‬ ‫الح َما ْاس َت َط ْع ُ‬ ‫ي ْص َ‬ ‫تممح فبدت فيه بةفسهن وفةااهم عن تمور فةتالي هلو قلبلام علن إتياهنلان وهلذا ضلابط‬ ‫األسوة احلسةان وكم تضيع ثامر دعوات ال فمحاعي فياا تصحاهبا هذا المحكن من تركام‬ ‫ّ‬ ‫تضخم هفوة ال امل والداعين وال فغفمحوم له صغائمح فغفمحوهنا‬ ‫الدعوةن إم عاما الةاس‬ ‫لغله من الةاسن ولقد رضب الةبي ‪ ‬يف هذا اديدام تروع األمالا مما هو م لوم ملن‬ ‫مجاع سةته الرشففان كام فكممح الةاس بصيام التطوع إم استطاعوان وهو تكامحهم صليام‬ ‫ّ‬ ‫تطوعن وكذا الصالة وحسن اخللق‪...‬‬ ‫وهذه األسوة احلسةا فكخذها ادحاور تو ادجاد يف ادقام األو ن إذ سلتكوم ملن‬ ‫توائ حججه تم فمحمي خصمه بكنه ال فتبع عمليا ما فدعو إليه نممحفان إذ لو كام فل من‬ ‫بدعوته حق اإلفامم ‪ -‬يف رتي خصمه ‪ -‬لكام تو ادلت مني هبا لقد عمحفةلا يف حياتةلا‬ ‫ال مليا صورا لذلك كالةن فرتى الداعيا ‪ -‬عىل سبي اداا ‪ -‬فةاى الةاس عن األممح‬ ‫وال فةتاين ومن ثم متوت دعوته بغل ثامر وتمحى احلكام فدعوم إىل ال لد وتكالمحهم‬ ‫ال ف للدلومن وفللدعوم إىل التقللدم ال لمللي واإلداري وال فسلللكوم إليلله السللب‬ ‫الصحيحا‪...‬‬ ‫هذا عىل ادستوى ال ام والسلوك اليومين تما عىل ادستوى اآلين تي اللحما التلي‬ ‫جيمحي فياا احللوار فلاألممح تخطلمح ملن ذللك وتشلدن إذ الت للق هبلذه اللحملا تكالمح‬ ‫للمخالطا وادالحما احلاصلان فال بد للمحاور من االحرتاس واليقمان ويف كال مملا‬ ‫فسمى اليوم بحوار األدفامن خصوصا بني اإلسلالم والةرصلانيا حتلدث يف سلاحات‬

‫(‪)212‬‬


‫احلوار تشيا فةبغي عىل ادسلم إنكارهان ولكلن قلد فتالاوم بكلكهنا ادسللم ادحلاور‬ ‫فتكوم ادصيبا كام فقو ب ض علام اإلسلالم الذفن حيرضوم ما هلذه اللقلا ات "‬ ‫تتسم لقا ات احلوار وخصوصلا يف الغلمحب بمةاسلبات مةمملا فكليع فيالا مملاهمح‬ ‫ففرتض تم فةكمحها وفتحاشاها ادسلمن ما رشب اخلمورن واالختالط الواسعن عللام‬ ‫بكم هذه ادماهمح مقبولا عةد ادسيحيني وال تكك هلم تي حمح "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)211‬‬

‫‪ - 19‬إيثار احلق أولً‪:‬‬ ‫القصد من التحاور تو اجللدا ال بلد تم فكلوم إظالار احللق يف ذاتلهن ال إرضلا‬ ‫دخلو تفا كانت درجته عىل حساب احلق الذي تممحنا بإعالئه وإظاارهن وكم ت محض‬ ‫للةاس الكباات واألهوا في ثمحوم اخللق عىل احلق طم ا يف متاع عاجل تو سللطام‬ ‫زائ ن لقد كلام الةبلي ‪ ‬فغضلب للحلق إذا انتالك وال فغضلب لةفسله كلام قاللت‬ ‫رض َب َر ُسلو ُ اهللَّا ‪َ ‬شل ْيئا َق ُّ‬ ‫لط با َيل اد اه َوال ا ْم َلمح َتة َوال‬ ‫عائكا‪َ ":‬ع ْن َع اائ َك َا َقا َل ْ‬ ‫لت‪َ :‬ملا َ َ‬ ‫لط َفيةْلت اَقم املن ص ا‬ ‫ا ا‬ ‫َخ ا‬ ‫ادمان إاال َت ْم ُ َ ا ا‬ ‫لاحبا اه إاال َت ْم‬ ‫يش ٌ َق ُّ َ َ ْ َ‬ ‫جياهدَ يف َسباي ا اهللَّان َو َما ني َ مةْ ُه َ ْ‬ ‫ُفةْت َ​َا َك َيش ٌ ام ْن َحم َ ا‬ ‫ار ام اهللَّا َف َيةْت اَق َم هللَّا َع َّ َو َج َّ " ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫(‪)214‬‬

‫ومما فوقع يف هذا تفضا تصور تم الصالح وال للم يف ب لض الةلاس فملة ام ملن‬ ‫اخلطك تو اتباع اهلوى يف ب ض ادسائ ن وهلي شلباا تلدخ علىل كالل ملن الةلاسن‬ ‫فاألص يف اإلنسام تنه ليس م صلوما من اخلطك إال من ق اهلل ت اىل لله بذلك ملن‬ ‫خلقهن وهلذا وضح الةبي ‪ ‬القضيا بجال يف حلدفاه‪َ " :‬لوال َت َّنك ُْم ت ُْذنا ُب َ‬ ‫لق اهللَُّ‬ ‫وم َخلَ َل َ‬ ‫َخ ْلقا ُف ْذنا ُب َ‬ ‫وم َف ْغ اف ُمح َهل ُ ْم " ‪.‬‬ ‫(‪)212‬‬

‫‪ -211‬د كام الرشفبن د حامد المحفلاعي‪ :‬احللوار اإلسلالمي ادسليحي‪49:‬ن دار التقلوى ‪ -‬مرصل ‪5629‬هلل ‪-‬‬ ‫‪5000‬م‪.‬‬ ‫‪ -214‬رواه مسلم (‪.)4919‬‬ ‫‪ -212‬رواه مسلم من حدفث تيب تفوب األنصاري (‪ )4043‬والرتمذي (‪.)3130‬‬

‫(‪)213‬‬


‫فقو الدكتور اللمححييل‪ ":‬وفةبغلي تم فكلوم اإلنسلام باحالا علن احللق بصلد‬ ‫ون اهان فيسلك طمحفق الوصو إليه وحيتكم إىل األدلا والقواعد الصحيحان وفبت لد‬ ‫عن ك ما فصده عن احلقن وإم كلام مملن حيلب تو ملن فمحبطله بله نسلب تو عالقلا‬ ‫تخمحى‪"..‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪)212‬‬

‫‪ - 21‬الثقة بالنفس‪:‬‬ ‫فةبغي للمحاور ما دام فدافع علن احللق تم ال هيلاب حملاورهن وتم فقلدم حججله‬ ‫ناص ا جملوةن ال فرضه يف ذلك كيد عدو تو جا جاه ن تو جتاه كبلن فاحلق تكلج‬ ‫من هذا كلهن ولو تم تصحاب احلق مل فض وا هذا يف نصاهبم ما تقدم رجالم ض يفام‬ ‫فقلام كموسى وهاروم إىل فمحعوم ذي األوتاد واجلةود وال لذاب‪ ...‬ولكلةاام علىل‬ ‫حقن وم اام رهبام فسلمع وفلمحى وهللذا حتلو الفل ع خفيلا إىل قللب فمحعلوم وهلو‬ ‫حياورةا بغل علم وال هدى وال كتاب مةلن ولوال الاقا بالةفس ملا خلمح حمملد ‪‬‬ ‫عىل قومه بدعوته اجلدفدة داعيا إىل اهلل لي هنارن فدعو الصغل والكبل وال بد واحللمح‬ ‫وادمحتة والمحج ن وقد كام فدعو ك من فمحاهن وخيمح يف ادوسلم في لمحض نفسله علىل‬ ‫القبائ ليااجمح وفضمةوا لله احلامفا وحمحفا اللدعوة إىل اهللن ورغلم كالمحة اد ارضلني‬ ‫ورغم خوف القبائ من سلطام قمحفش وسطوهتان خمح فحاور ته اددفةا ور ّغلبام‬ ‫حتى وجد عةدهم طلبتهن فااجمح إليام‪.‬‬ ‫وسلك تصحابه رضوام اهلل عليام مسلكهن فام هاب تحد مةام اخلمحو إىل دعلوة‬ ‫تو إىل حمحبن خمح ب ضام بمحسائ مةه ‪ ‬إىل ملوك ال امل آنذاك خمحجوا بغل خوف‬ ‫من لقا تولئك ادلوك الذفن طادا سم وا عةام وعن طغيلاهنم وإذالهللم ألقلوامامن‬ ‫وتخبار تلك السفارات م لوما سةذكمحها يف موضع آخمح‪.‬‬

‫‪ -212‬د عبد اهلل بن ضيب اهلل المححييل‪ :‬قواعد ومةطلقات يف تصو احلوار ور ّد الكباات‪.65:‬‬

‫(‪)214‬‬


‫هذا خلق ال قلال علىل ملمح ال ملامن تكلوم الاقلا بلالةفس جل ا ملن سللوكام‬ ‫ودعوهتمن ويف عيوم األخبار " قدم إفاس بن م اوفا الكام وهو غالم فقدم خصام لله‬ ‫إىل قاض ل بد ادلك بن ممحوامن وكام خصمه شيخا كبلان فقا لله القلايض‪ :‬تتقلدم‬ ‫شيخا كبلا؟ فقلا إفاس‪ :‬احلق تكج مةهن قا ‪ :‬اسكتن قا ‪ :‬فملن فةطلق بحجتلي؟‬ ‫قا ‪ :‬ما تظةك تقو حقا حتى تقومن قا ‪ :‬تشاد تم ال إله إال اهللن فقام القايض فدخ‬ ‫عليل‬ ‫عىل عبد ادلك فكخجه باخلج فقا ‪ :‬اقض حاجته وتخمحجه ملن الكلام ال ففسلد َّ‬ ‫الةاس "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)210‬‬

‫‪ - 21‬مراعاة الظروف املناسبة للتحاور‪:‬‬ ‫ادمحاد هةا ممحاعاة السيا ال ماين وادكاين لل مليا احلوارفان إم لك مكام حكام يف‬ ‫التحاورن فادسجد غل الةادي ال ام تو مكتب ال م تو مكام الةلل هان واالسلت داد‬ ‫للتحاور يف ك مكام من هذه األماكن قد خيتلب عن االسلت داد للتحلاور يف غللهن‬ ‫وكذلك زمام التحاورن فاخلمحو إىل ن ها للرتوفح عن الةفس ال حيتمل التحلاور يف‬ ‫األمور بالغا الدقا تو الص وبا والت قيدن واحلوار يف قطار تو سيارة تو طلائمحة خيتللب‬ ‫عن احلوار يف قاعا درس حيرضها تناس متقاربوم يف ادستوى ال لمي وجيم ام إطلار‬ ‫علمي واحد وبيةام جسور مكرتكا من التفاهمن وهذا األممح عليه األدلا ملن القلمحآم‬ ‫والسةان ويف حماورات فوسب مع إخوته مل فبد هلم من تو ملمحة حقيقلا تملمحهن حتلى‬ ‫فص هبم إىل االعرتاف بالفقمح واحلاجا إىل اد ونا واخلطلك‪ ..‬وملن ثلم تكلوم التوبلا‬ ‫الصادقان وحني وصلوا إىل الدرجا ادمحادة ‪ َ ‬ا ُلوا َيا َأ ه َُّيا ا ْل َع ِزي ُز إِ َّن َل ُه َأب ًا َشـ ْيخ ًا َكبِـري ًا‬ ‫ِ ِ‬ ‫َفخُ ْذ َأحدَ نَا مكَا َنه إِنَّا نَر َ ِ‬ ‫ني ‪( ‬فوسب‪ )22:‬عةد هذا احلد ملن االفتقلار‬ ‫اك م َن املُْ ْحسن َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫والتذل وطلب الصدقا اختار فوسلب الوقلت ادةاسلب إلظالار احللق ‪َ َ ‬‬ ‫ـال َه ْ‬ ‫ـل‬

‫‪ -210‬ابن قتيبا الدفةوري‪ :‬عيوم األخبار‪.530 5 :‬‬

‫(‪)215‬‬


‫ف و َأ ِخ ِيه إِ ْذ َأ ْنتُم ج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـف َ َ‬ ‫ون‪ َ .‬ا ُلوا َأإِن َ‬ ‫وس ُ‬ ‫ـال َأنَـا‬ ‫َّك ألن َ‬ ‫اه ُل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫وس َ َ‬ ‫ْـت ُي ُ‬ ‫َعل ْمت ُْم َما َف َع ْلت ُْم بِ ُي ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس ُ‬ ‫ني‬ ‫يع َأ ْج َر املُْ ْحسـن َ‬ ‫ُب َفإِ َّن اهللََّ ل ُيض ُ‬ ‫ُي ُ‬ ‫ف َو َه َذا أخي َ دْ َم َّن اهللَُّ َع َل ْينَا إ َّن ُه َم ْن َيتَّق َو َي ْص ِ ْ‬ ‫‪(‬فوسللب ‪ )09-20‬وهةللا مل جي لد اإلخللوة تمللامام إال اإلذعللام واخلضللوع التللام‬ ‫واالعتذار الرصفح‪ ..‬ولو تم فوسب اختار الممحف غل ادةاسب خلرس إخوتلهن إذ للو‬ ‫تخجهم تو ممحة بحقيقا تممحه فلمحبام ختلفوا عن ال ودة إليه خوفا من بطكلهن ولكةالا‬ ‫احلكما التي ف تياا اهلل ع وج من فكا ‪.‬‬ ‫‪ - 22‬مراعاة اجلوانب " الفنية " للحوار املبارش‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫أ – مراعاة درجة الصوت‪:‬‬ ‫من األمور اد ثمحة يف الت ام يف دنيا الةاس است ام اإلنسام لصلوته يف احللدفثن‬ ‫فاما مواضع فكوم فياا رفع الصلوت حمملودا كلدرس ال للم واألذام واالسلتغاثان‬ ‫وذلك كام تممح الةبي ‪ ‬ال بلاس تم فةلادي يف الةلاس يف غل وة حةلنين لكلن خفلض‬ ‫الصوت يف غل ذلك تممح حممود فد عىل التواضع والت ق ن وهلو تدب قلمحآينن قلا‬ ‫ْض ْض ِم ْن َص ْوتِ َ‬ ‫ت اىل ‪َ ‬وا ْ ِصدْ ِيف َم ْشيِ َ‬ ‫ك ‪( ‬لقلامم‪ )50:‬وقلا سلبحانه ‪ ‬إِ َّن‬ ‫ك َواغ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ــو َاهتم ِعنْــدَ رس ِ‬ ‫ــول اهللَِّ ُأو َلئِ َ‬ ‫ــوهب ْم‬ ‫ين َيغ هُض َ‬ ‫ــك ا َّلــذ َ‬ ‫ا َّلــذ َ‬ ‫ين ْامــ َت َح َن اهللَُّ ُ ُل َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ــون َأ ْص َ ُ ْ‬ ‫‪(‬احلجمحات‪.)3:‬‬ ‫ويف إدارة احلوار فةبغي للمحاور تم تكوم درجلا صلوته مةاسلبا للسليا اللذي‬ ‫فتحدث فيهن فمحفع الصوت بحيث ف عج اآلخمحفن تملمح ممحفلوضن وكلذلك خفضله‬ ‫بحيث ال فسمع اآلخمحفن تممح ممحفلوض كلذلكن وقلد " ُوجلد بلاخلجة والتجمحبلا تم‬ ‫الصوت اد تد اهلادئ ادتكين من غل رصاخ تو صياحن ومن غل إرسار وإخفات هو‬ ‫األدخ واألنفذ إىل األعام ن واألحفظ جلال الكلما ووقار ادتكلم "‬ ‫‪ -249‬الةدوة ال اديا للكباب اإلسالمي‪ :‬يف تصو احلوار‪.06 :‬‬

‫(‪)216‬‬

‫(‪)249‬‬

‫‪.‬‬


‫وحةَقان ومن تج هلذا‬ ‫ورفع الصوتن وانتفاخ األودا ن ال فو يلد إال غيما وحقدا َ‬ ‫فليحمحص ادحاور تال فمحفع صلوته تكالمح ملن احلاجلان فالذا رعونلا وإفلذا لللةفس‬ ‫فقلوي حجلا وال جيللب دلليال وال فقليم بمحهانلا ؛ بل إم‬ ‫وللغلن ورفع الصوت ال ّ‬ ‫صاحب الصوت ال ايل مل َف ْ ُ صوته – يف الغالب – إال لض ب حجته وقلا بضاعتهن‬ ‫فيسرت عج ه بالرصلاخ وفلواري ضل فه بال وفل ن وهلدو الصلوت عةلوام ال قل‬ ‫واالت امن والفكمح ادةمم والةقد "‬

‫(‪)245‬‬

‫‪.‬‬

‫ب ‪ -‬حسن الستامع‪:‬‬ ‫إم حسن االستامع واإلنصات للمحاور تملمح مسلاعد علىل نجلاح احللوارن ولقلد‬ ‫رضب الةبي ‪ ‬يف ذلك تروع األمالا كام يف حماوراته مع ته مكا وغلهم‪.‬‬ ‫وقد ذكمحنا من قب استامع الةبي ‪ ‬ل تبا بن ربي ا باهتامم وإنصات ودوم مقاط ا‬ ‫حتى فمحىل فقا الةلبي ‪ :‬تقد فمحغت فا تبا الوليد؟ قا ‪ :‬ن من قا ‪ :‬فاسمع مةين قا ‪:‬‬ ‫تف‬

‫"‬

‫(‪)242‬‬

‫وحسن االستامع من الةبي ‪ ‬للمحج ج له جيلس وفستمع كلذلكن وإم مل‬

‫هيتدن فتلك قضيا تخمحى‪.‬‬ ‫إم ادحاور اجليد هو الذي فةتممحن وفتككد مملا فسلم هن وفستوضلح تي غملوض‬ ‫حتى فتككد قب إصدار احلكم‬

‫(‪)243‬‬

‫‪.‬‬

‫وكالا ما نمحى ونسمع حماورات يف التلفاز وادذفاع فةجلد هلذا األدب مفتقلدا يف‬ ‫كال مةاان إذ فتحدث تحد ادتحاورفن فال فصج عليه اآلخمح فيقاط ه قب متام حدفاهن‬ ‫وربام دعاه إىل ذلك تم األو تراد تم فستكثمح لةفسه باحلدفث فكطا ن وهي آفا تخلمحى‬

‫حممللا ملن شلبكا اإلنرتنلت‪:‬‬ ‫‪ - 245‬د صالح بن عبد اهلل بلن ةيلد‪ :‬تصلو احللوار وآدابله يف اإلسلالمنن نسلخا ّ‬ ‫‪.w‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪.saaid.net/m‬‬ ‫‪ktarat/‬‬ ‫‪ -242‬ابن هكام‪ :‬السلة الةبوفا‪.503 5 :‬‬ ‫‪ -243‬انممح‪ :‬د حسن حممد وجيه‪ :‬مقدما يف علم التفاوض السيايس واالجتامعي‪.24:‬‬

‫(‪)217‬‬


‫من آفات التحاورن وهةا تسمع صوتني فتحدثام م ا ومن ثم فتدخ ادلذفع تو ملدفمح‬ ‫احلوار‪ ..‬وتكوم صورة م سفا تضيع م اا ب ض م امل القضيا موضوع احلوار‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬عدم الستئثار باحلديث ومراعاة الو ت‪:‬‬ ‫من آفات التحاور تم فستكثمح تحد األطلمحاف باحللدفث ككنله موكل بله كللهن وال‬ ‫فدري تم للطمحف اآلخمح رتفا فمحفد بسطهن وقضيا فةافح عةاان إم االسلتئاار باحللدفث‬ ‫إذا قد خيمح اللقا من طور احلوار إىل طور ادوعما ادرسودة كاخلطبا تو درس ال لمن‬ ‫إم عىل ادحاور " تم فمحاعي الوقت يف تثةا كالمهن فإذا كام يف مل متمح وتعطلي دقلائق‬ ‫م يةا الت م بذلكن وإذا مل حيدد له الوقت حدده هو ملن تلقلا نفسله حسلب طبي لا‬ ‫ادوقب"‬

‫‪.‬‬

‫(‪)246‬‬

‫إم كالا من الجامج ادتةوعا التي تقلوم علىل احللوارن خصوصلا التلي جتلمحي يف‬ ‫وسائ اإلعالم هلا وقت حمدد سلفان ولذا فةبغي عىل ادتحاورفن ممحاعاة هلذا الوقلت‬ ‫بدقان وكالا ما تسمع مدفمح احلوار يف الجامج احلوارفلا فتلدخ لوقلب احللوار عةلد‬ ‫الةقطا التي فمحى م اا تم احلوار قد خمح عن الوقت ادحدد تو ادوضوع اداار‪ ..‬ومن‬ ‫ثم ففيه حمح للمحاورن وهو لو تك ّدب بآداب احلوار لكام يف غةى عن ذللك إذا قلدّ ر‬ ‫لألممح قدرهن هذا األدب تدب قمحآين كلذلكن لقلد متيل ت حلوارات القلمحآم باإلجيلاز‬ ‫والدقا ومجا ال محض وإصابا اهلدف من تقرص طمحفقن إم تطو احلوارات فيه قلد ال‬ ‫فتجاوز الصفحان فإذا طا احلوار عن ذلك ‪ -‬كام يف حوارات نلوح عليله السلالم يف‬ ‫سورة هود ‪ -‬ختلله الرسد يف ب ض ادواقب‪.‬‬

‫‪ -246‬نفسه‪.66:‬‬

‫(‪)218‬‬


‫وقد كام حدفث الةبي ‪ ‬إىل الةاس علادة قصلا موجل ا كام قاللت عائكلا َر ايض‬ ‫َام ُحيدي ُ ا‬ ‫ألح َصا ُه " ويف حدفث ابن‬ ‫ث َحدفاا َل ْو عَلدَّ ُه ا ْل َ ا ُّد ْ‬ ‫اهللَّ َعة َْاا َت َّم الةَّبا َّي ‪ " ‬ك َ َ‬ ‫ا ا‬ ‫مس ود َقا َ ‪ ":‬ك َ‬ ‫السآ َم اا َع َل ْيةَا " ‪.‬‬ ‫َام الةَّبا ُّي ‪َ ‬فت َ​َخ َّو ُلةَا باادَْ ْوع َما ايف األ َّفا ام ك َ​َمح َاه َا َّ‬ ‫(‪)241‬‬

‫(‪)244‬‬

‫والةبي ‪ ‬نفسه قد تممح ادتحدث ‪ -‬ولو كام يف خطبا اجلم لا ‪ -‬بإقصلار اخلطبلان‬ ‫ألنه تممح فت لق بقدرة اإلنسام عىل الرتكي وادتاب ا فيام فسلمعن وهلي قلدرة ال حتلب‬ ‫ا‬ ‫َام َر ُسو ُ اهللَّا ‪ُ ‬فكْاا ُمح ي‬ ‫الطو ن ويف حدفث َع ْب اد اهللَّا ْب َن َت ايب َت ْو َّف‪ ":‬ك َ‬ ‫لو‬ ‫الذك َْمح َو ُفق ُّ ال َّل ْغ َ‬ ‫ا ا ا ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫رص ْ‬ ‫يض َللل ُه‬ ‫اخلُ ْط َب َان وال َف ْلكن ُ‬ ‫َو ُفطي ُ َّ‬ ‫ء َم َع ْ‬ ‫األر َم َلا َوادْ ْسكني َف َي ْق َ‬ ‫َب َت ْم َف ْم َ‬ ‫الصال َة َو ُف َق ي ُ‬ ‫اج َا "‬ ‫احل َ‬ ‫َْ‬

‫‪.‬‬

‫(‪)242‬‬

‫وب دن فاذه جمموعا من اآلداب واألخال الالزما لةجلاح احللوارن رسدهتلا ملع‬ ‫تدلتاا لتكوم عونا عىل ممارسا احلوار الةاجحن ونرش ثقافا احلوار يف جمتم اتةا ال محبيلا‬ ‫وادسلللمان بللني تفللمحاد األرسة وبللني اجللللام واأله ل واألصللدقا ن وبللني احلكللام‬ ‫وادحكومنين وبيةةا وبني اآلخمح من األدفام واحلضارات الكاللة حلو ال لاملن إنله‬ ‫تحسن سبي للتقدم إذا خلصت الةيات هلل ت اىلن فك يش قاب للتحاور والتفلاهمن‬ ‫ومل تكن عةد الةبي ‪ ‬خطوط ةمحا حيممح عىل الةاس احلدفث فياا ملا مل فكلن إثلام تو‬ ‫حمحاما‪.‬‬

‫‪ -241‬رواه البخاري (‪ )3142‬ومسلم (‪.)2190‬‬ ‫‪ -244‬طمحف من حدفث رواه البخاري (‪ )29‬ومسلم (‪.)2520‬‬ ‫‪ -242‬رواه الةسائي (‪ )5651‬وصححه األلباين يف صحيح اجلامع الصغل (‪ )1991‬ورواه الدارمي يف سلةةه‪20 5 :‬‬ ‫ح (‪ )21‬دار الفكمحن بلوت ‪5656‬هل‪ 5006 -‬م‪.‬‬

‫(‪)219‬‬


)221(


‫الفصـل الثامن‬ ‫حوار احلضارات واألديان‬ ‫يف ضوء معطيات السرية النبوية‬ ‫إم ك حضارة م محوفا قدفام تو حدفاا إم هي يف جمموعاا إال جت ّ ومتاي للدفن تو‬ ‫عقيدة قامت علياامن حقا كام ذلك الدفن ‪ -‬تي من عةد اهلل ‪ -‬تم باطال من خمرتعلات‬ ‫ممح التارفخن إم القارئ ادتدبمح ألكامح فصو تارفخ اإلنسانيا ف لم فقيةا تنه‬ ‫اإلنسام عىل ّ‬ ‫ما من تما إال كانت هلا عقيدة ت من هبا وتلتجىل يف مملاهمح شلتى ملن سللوك تبةائالا‬ ‫وتصوراهتم ومفمحدات حياهتمن هلذا كله تثبت اهلل ت اىل للم مةني دفةا هلو ملن عةلده‬ ‫ين ِعندَ اهللِّ ا ِ‬ ‫ي ْس َ‬ ‫ال ُم ‪( ‬آ عممحام‪ )50:‬وتثبلت للكفلار كلذلك دفةلا‬ ‫فقا ‪‬إِ َّن الدِّ َ‬ ‫اخرتعوه فقا ‪َ ‬لك ُْم ِدينُك ُْم َو ِ َيل ِد ِ‬ ‫ين ‪( ‬الكافمحوم‪.)4:‬‬ ‫إم الاقافات واحلضارات وتدبيات احلياة ما هي إذا إال جت ّليات لل قيدة الدفةيلا تو‬ ‫هي مماهمح متةوعا جلوهمح واحد هو الدفن الذي تدفن به احلضارة فيتجىل يف مفمحدات‬ ‫حياهتان وهلذا فإم حوار احلضارات فكم احلوار الدفةي رضورة‪.‬‬ ‫وثما فمحو تساسيا بني حتلاور تبةا احلضارة الواحدة وحتلاور تبللةا احلضلارات‬ ‫ادختلفان إم حتاورنا نحن تبةلا احلضلارة اإلسلالميا علىل سلبي ادالا فةطللق ملن‬ ‫مسلامت م رتف هبا متفق علياا ككسس اإلفامم وتركام اإلسالم والاوابت الرشعيا‪..‬‬ ‫(‪)221‬‬


‫ومن ثم تكوم قيما الجهام تو الدلي ال لمي م ثمحة يف اإلقةاع عةد االخلتالفن ألم‬ ‫هذا الدلي غل مدحوض عةد تطمحاف احلوارن إم هذا متحقق يف كال ملن حلوارات‬ ‫تارخيةا التي دونتاا كتب التارفخ والسلن وحني فكلوم االتفلا علىل هلذه األصلو‬ ‫حيدث اإلقةاع إال من زائغ هالك تو مبتدعن كام حدث يف حوار عبد اهلل بن عباس ملع‬ ‫اخلوار حيةام انطلق م الم ملن األصلو ال لميلا الاابتلا ادتفلق عليالا حلضلارتةا‬ ‫فاستجاب تكامحهم خضوعا للدلي ن ولكن فمحفقا زائغا مةام مل فستجب‪.‬‬ ‫تما حتاور احلضارات فإم الفام وم محفلا اآلخلمح سليكوم البدافلا مةلهن ألم تبةلا‬ ‫احلضارة األخمحى لن ف رتفوا بكدلتةا الةقليا من القمحآم والسةا ابتدا ن البلد م الا ملن‬ ‫األدلا ال قليا سوا استةبطاا ال لام من القمحآم والسةا تو هداهم اهلل ت اىل إلياان وفيل‬ ‫الفام والت ارف حماولا عمحض هذه األصو باحلسةى للتكثلل تو اإلقةاع‪.‬‬ ‫حلوار احلضارات إذاَ فةبغي تم فملمح بممححلتني تساسيتني‪:‬‬ ‫األوىل‪ :‬الت ارف وفام اآلخمح‪.‬‬ ‫الاانيا‪ :‬حماولا الدعوة تو اإلقةاع والتكثل يف اآلخمح لكسبه إىل عقيدتةا‪.‬‬ ‫وهذا كله متارسه بإتقام احلضارة الغمحبيا وم سسات الدعوة إىل ادسليحيا ادسلامة‬ ‫بم سسات التبكل‪.‬‬ ‫ثما موروث ضخم من ال داوة بني احلضارتني اإلسلالميا وادسليحيان وال فل ا‬ ‫ذلك ادوروث مل ثمحا فاعالن إنه ف يش يف اللالوعي اجلم ي للحضارتنين و ُفستدعى‬ ‫عىل الفور إىل مةطقا الوعي مع تو احتكاك فمحدي تو مجاعين ففي الوالفات ادتحلدة‬ ‫عىل سبي ادالا " ملن األسلا علىل األممحفكلي األبليض تم فصلحح عالقتله ملع‬ ‫األممحفكي ال نجي تو ادكسيكي من تم ف يد الةممح يف عالقته مع ال لمحيب ادسللمن لقلد‬ ‫جمحى ت دف الةممحة إىل الصيةي وإىل األفمحفقي‪ ..‬تما ال محيب ادسللم فلام فل ا عمحضلا‬ ‫(‪)222‬‬


‫لةممحة دونيا تب ا دوروث تارخيي فرضب يف األعام إىل تفام روما عىل األقل ن ملمحورا‬ ‫بالفتح ال محيب واحلمحوب الصليبيا وفتوح بةي عاامم وعصلمح االست امر"‬

‫(‪.)242‬‬

‫وال شك تم تزما المحسوم والكتابات الساخمحة من الةبلي حمملد ‪ ‬ادسلت محة هلذه‬ ‫األفام يف توربا هي تثمح ملن آثلار ذللك ال لدا اللدفني ادسلترت يف الالوعلي اجلم لي‬ ‫لك وب توربان وها هو ُفستاار ممحة ب د تخمحى فيخلمح مكةونله يف صلور شلتى ملن‬ ‫ال دا لإلسالم ورسوله وادسلمنين وهو ما نباةا إليه القمحآم دائام حني عالج عالقتةلا‬ ‫بكه ل الكتللاب ‪َ ‬و َلــن َتـ ْـر َ​َ َعنـ َ‬ ‫ـع ِم َّل ـت َُه ْم ‪‬‬ ‫ـارى َح َّتــى َت َّتبِـ َ‬ ‫ـك ا ْل َي ُهــو ُد َولَ الن َ​َّصـ َ‬ ‫(البقمحة‪.)529:‬‬ ‫إم احلوار مع اآلخمح ‪ -‬غل ادسلم ‪ -‬ال ف ا متخلفا يف ثقافتةلا اد لارصة كلام هلو‬ ‫شكم كال من تمورنا نحن ادسلمنين إنه مل فصبح ب دُ مةاجا حمددا تو عملال م سسليا‬ ‫وملموم بمسائ احللوار وآدابله وضلوابطه وباقافلا‬ ‫فقوم عليه متخصصوم دارسوم‬ ‫ّ‬ ‫اآلخمح وعلومه وتخالقه وآدابه‪ ..‬إلخن وذللك للدر اهلجملا الرشلفمحة الرشسلا علىل‬ ‫اإلسالم وادسلمنين والستكام رشوط الدعوة إىل اهلل ت اىل التي هي هلدف تسلاس‬ ‫من تهداف ادسلمني مع غلهم دائامن فا فمكن م اجلا ذلك كلله إال بفلتح قةلوات‬ ‫احلوار مع األخمح؟‬

‫‪.‬‬

‫(‪)240‬‬

‫ومباحث هذا الفص عىل الةحو اآليت‪:‬‬ ‫أولً‪ :‬ايسالم يدعو إر حوار احلضارات‪.‬‬

‫‪ -242‬حمي الدفن صبحي‪ :‬ادسلموم والجابمحة وم ارك احلضارات‪203:‬ن مقا بمجلا االجتالاد ع‪13 12 :‬ن السلةا‬ ‫(‪ )53‬بلوت ‪5622‬هل‪2992-‬م‪.‬‬ ‫‪ -240‬من الكتب ادفيدة التي رصدت حمحكا احلوار تارخييا بلني اإلسلالم وادسليحيا علىل وجله اخلصلوص كتلاب "‬ ‫اإلسللالم وادسلليحيا‪ :‬مللن التةللافس والتصللادم إىل آفللا احلللوار والتفللاهم " للمسترش ل الللمحويس‪ :‬تليكيس ل‬ ‫جورافسكين صدر عن سلسلا عامل اد محفا (‪ )251‬الكوفتن مجادى اآلخمحة ‪5652‬هل‪ -‬نوفمج ‪5004‬من تمحمجا‪:‬‬ ‫د خلب حممد اجلمحاد‪.‬‬

‫(‪)223‬‬


‫ثاني ًا‪ :‬أهداف حوار احلضارات‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬األسس التي ُيبنى عليها احلوار بني احلضارات‪.‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬ازدياد أمهيـة حـوار احلضـارات بعـد أحـداد احلـادي عرشـ مـن سـبتمُب‬ ‫‪2111‬م‪.‬‬ ‫خامس ًا‪ :‬وسائل إ امة احلوار بني احلضارات‪.‬‬ ‫سادس ًا‪ :‬عوائق حوار احلضارات‪.‬‬ ‫ونفص احلدفث يف هذه ادباحث عىل الةحو اآليت‪:‬‬ ‫أولً‪ :‬ايسالم يدعو إر حوار احلضارات‬

‫‪:‬‬

‫(‪)229‬‬

‫لقد فتح اإلسالم الباب واس ا دحاورة ته الدفانات األخمحىن ما كام مةاا كتابيا‬ ‫كالياودفا والةرصانيان وما كام وثةيا رشكيان ذلك تم اإلسالم هو الدفن اخلاتم واحلق‬ ‫يف آم م ان فاو المحسالا اخلامتا ورسوله المحسو اخلاتم ادمحس إىل ال ادني كافا‪ ..‬كل‬ ‫هذه تصو مقمحرة يف مةاج اإلسالمن ولذا كانت رضورة إقاما احلوار مع ك األدفام‬ ‫ب مع ك البرش لدعوهتم باحلسةى إىل الدفن احلقن إم حق الدعوة اإلسالميا إذا هو‬ ‫ال امل كله بال استاةا ن والوسليلا األوىل التلي تبلدت هبلا هلذه اللدعوة هلي ادحلاورة‬ ‫باحلسةىن وهلذا كله وجدنا سلة الةبي ‪ ‬يف دعوته تتخذ احلوار مةاجا تصيال ثابتا يف‬ ‫ك مساراهتان وهو ما رتفةا شواهد كافيا مةه يف مباحث هذه الدراسا‪.‬‬

‫‪ -229‬حو مفاوم احلضارة وت محففاا انممح بالتفصي كتاب "احلضارة " للدكتور حسني م نسن عامل اد محفلا (‪)232‬‬ ‫الكوفتن مجادى األوىل ‪5650‬هل ‪ -‬سبتمج ‪5002‬من وقد عمحف احلضارة بكهنا يف مفاوماا ال ام " ثممحة ك جاد‬ ‫فقوم به اإلنسام لتحسني ظمحوف حياتهن سوا كام ادجاود ادبذو للوصلو إىل تللك الاملمحة مقصلودا تم غلل‬ ‫مقصودن وسوا كانت الاممحة مادفا تم م ةوفلا "(ص‪ )51:‬قللت‪ :‬وملن هلذا ادفالوم ال لام فةقسلم الةلاس إىل‬ ‫تكلوم احلضلارةن‬ ‫جمموعات تتكوم لدى ك مةاا بف عوام كالة متةوعا خصوصيات وموروثات حضلارفا ّ‬ ‫ومن ثم تةكك وتتةوع احلضارات‪.‬‬

‫(‪)224‬‬


‫والذي فتدبمح القمحآم ادكلي جيلد تم حواراتله كانلت باألسلاس موجالا إىل كفلار‬ ‫ال محبن ومن ثم إىل كفار ال امل كلهن وكام احلوار مع ته الكتاب مل جال ‪ -‬يف عللم‬ ‫اهلل ‪ -‬إىل ادمححلا اددنيا من الدعوةن ولذا نجد مواضلع احللوار ملع تهل الكتلاب ‪-‬‬ ‫الياود والةصارى ‪ -‬ظاهمحة يف القمحآم اددين كام يف سور البقلمحة وآ عملمحام والةسلا‬ ‫وادائدة وهن من طوا السور‪.‬‬ ‫وتنا تفمح هةا بني ثالثا تشيا ‪:‬‬ ‫‪ -5‬القصص الوارد يف القمحآم ادكي عن ته الكتاب وتنبيا بةي إرسائي ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اآلفات الداعيا إىل حماورهتمن ومةاا ادكي واددين‪.‬‬ ‫‪ -3‬اآلفات التي تقامت احلوار ف ال م ام ‪ -‬كام سةورد ‪ -‬وهي يف القمحآم ادلدينن‬ ‫وهذه مقصود حدفاةا هةا‪.‬‬ ‫فالفار م لوم بني هلذه األملورن ذللك تم ادسللمني واجالوا يف اددفةلا اليالود‬ ‫مواجاا مبارشة وخالطوهم يف الدفار واألسوا وال روع‪ ...‬فكلام البلد ملن إقاملا‬ ‫احلوار إلقاما احلجان واستتبع ذلك إقاما احلوار مع الةصلارىن وكانلت اددفةلا هلي‬ ‫ميدام هذه ادحاوراتن وهذا الذي ذكمحتله ت فلده الكلواهد واإلحصلا ات سلةذكمح‬ ‫ب ضاا‪.‬‬ ‫ومن ايحصاءات الدالة يف هذا املقام‪:‬‬ ‫‪ -5‬ورد مصطلح " ته الكتاب " يف (‪ )35‬موض ا يف القمحآم الكمحفم ك ُّلاا مدنيا‬ ‫ما عدا موض ا واحدا ُفةاى فيه ادسللموم علن جلدا تهل الكتلاب إال بلالتي هلي‬ ‫تحسنن وهو تدب قمحآين حواري ذكمحناه من قب ‪ ‬ول ُ َُت ِ‬ ‫اد ُلوا َأ ْه َل ا ْلكِت ِ‬ ‫َاب إِل بِـا َّلتِي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َظ َل ُموا ِمن ُْه ْم َو ُ و ُلوا َآمنَّا بِا َّل ِذي ُأ ِنز َل إِ َل ْينَـا َو ُأ ِ‬ ‫نـز َل إِ َلـ ْيك ُْم َوإِ َُهلنَـا‬ ‫ه َي َأ ْح َس ُن إِل ا َّلذ َ‬

‫(‪)225‬‬


‫وإِ َُهلكُم و ِ‬ ‫ون‪( ‬ال ةكبوت‪ )64:‬وهذا كله ف فد حقيقا تم حلوار‬ ‫احدٌ َون َْح ُن َل ُه ُم ْسلِ ُم َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫األدفام تو احلضارات ادختص بكه الكتاب إنام بدت وتكسس يف ادمححللا اددنيلا ملن‬ ‫الدعوة‪.‬‬ ‫‪ -2‬ف فد ذلكن وف فد الدعوة الرصحيا إىل إقاما احللوار م الم ورود مصلطلح "‬ ‫ته الكتاب" مةادى بلفظ " فا ته الكتاب " يف تحلد عرشل موضل ا ملن ادواضلع‬ ‫السابقان مما ف كد دعوة القمحآم إىل إقاما احللوار م الم علىل تسلس عقائدفلا سلليما‬ ‫إلقاما احلجا عليام يف الدنيا واآلخمحة‪.‬‬ ‫‪ -3‬ورد ذكمح بةي إرسائي كالا يف القمحآمن ولكن الةدا "فا بةي إرسائيل " اللذي‬ ‫ف ةي ضمةا توجيه احلوار إليام ومسا لتام ورد يف سلتا مواضلع مةالا مخسلا مدنيلا‬ ‫وموضع واحد مكي (طه‪.)29:‬‬ ‫‪ -6‬ورد لفظ " الياود وهود" بم ةى الياود" وهيودي يف اثةلى عرشل موضل ا يف‬ ‫القمحآم كلاا مدنيا‪.‬‬ ‫‪ -1‬ورد لفظ الةصارى ونرصاين يف مخسا عرش موض ا يف القمحآم كلاا مدنيا‪.‬‬ ‫‪ -4‬ورد لفظ " ته اإلنجي " يف موضع واحد مدين‪.‬‬ ‫هذا اإلحصا ف كد توال رضورة إقاما احلوار مع الياود والةصارى بوصفه سبيال‬ ‫ناجحا للدعوة إىل اهلل ت اىلن وف كد كذلك اتسا ممحاح الدعوة يف عرص الةبلوة ملع‬ ‫ته ملكا وال محب من الكفارن ثم ملع ته الكتلابن ولليس م ةلى ذللك تم دعلوة‬ ‫ال محب يف ال رص اددين قد خفتت تو ق نصيباا إم شواهد التارفخ ضد ذلكن ولكن‬ ‫األحمحى تم نقو ‪ :‬إم عب الدعوة يف اددفةا قد اتسع ليضاف إليه دعوة ته الكتاب‬ ‫وما جتمحه من متاعب وتذى تحيانلا للمسللمنين ثلم دعلوة تهل األرض مجي لا التلي‬ ‫ابتدتها رسو اهلل ‪ ‬بمحسائله إىل ادلوك واألممحا يف عرصه كام سةورد ب د‪.‬‬ ‫(‪)226‬‬


‫إم حوار اإلسالم مع احلضارات ت ّفا كانت فةبغي تم فبةى علىل ال قيلدة توال ألهنلا‬ ‫تساس اإلفاممن إهنا األُ ُّس الذي فبةى عليه ك يش ب د ذلكن وللذا بلدت هبلا األنبيلا‬ ‫مجي ان وهي توضح مسائ الدعوة يف ال الد ادكلين واللدعوة إىل جتاوزهلا اليلوم يف‬ ‫حوار احلضارات ب عم التقمحفب والتكليب ونبذ اخلالف دعوة خاطئا ال رفب وخمالفا‬ ‫ألسس الدعوة اإلسالميان وقد ذكمحت ذلك من قب مستكادا بحدفث الةبي ‪ ‬حني‬ ‫لاا َد اة َت ْم ال إا َلل َه يإال اهللَُّ َو َت يين َر ُسلو ُ‬ ‫ب ث م اذا إىل ته اليمن َف َقا َ له‪ ":‬ا ْد ُع ُا ْم إا َىل َش َ‬ ‫مخلس صل َلو ٍ‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ات ايف كُل ي‬ ‫رت َض َع َل ْي اا ْم َ ْ َ َ َ‬ ‫اهللَّان َفإا ْم ُه ْم َت َطا ُعوا ل َذل َك َف َك ْعل ْم ُا ْم َت َّم اهللََّ َقد ا ْف َ َ‬ ‫فو ٍم و َلي َل ٍان َفإا ْم هم َت َطا ُعوا ل ا َذل ا َك َف َك ْعلامام َت َّم اهللََّ ا ْف َرت َض َع َللي اام صلدَ َقا ايف َتملو ا‬ ‫اهل ْم‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُت ْ َخ ُذ ام ْن َت ْغة ا َي اائ اا ْم َوت َُمح ُّد َع َىل ُف َق َمح اائ اا ْم " ‪.‬‬ ‫(‪)225‬‬

‫إم اإلسالم إذا فدعو إىل احلوار ألم رسالته عاديا للةاس مجي ان والمحسالا بام هلا من‬ ‫صبغا ال اديا البدّ هلا تم تفتح حوارا مع مجيع احلضارات والاقافلات واألدفلامن ألم‬ ‫َّاس إِ َّنا َخ َل ْقنَـاكُم ِّمـن‬ ‫هلا ب دا ربانيا ال فوجد يف حضارة تخمحىن قا ت اىل ‪َ ‬يا َأ ه َُّيا الن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم‬ ‫َذك ٍَر َو ُأن َثى َو َج َع ْلنَاك ُْم ُش ُعو ًبا َو َ َبائ َل ل َت َع َار ُفوا إِ َّن َأك َْر َمك ُْم عندَ اهللَِّ َأ ْت َقاك ُْم إِ َّن اهللََّ َعل ٌ‬ ‫َخبِ ٌري ‪( ‬احلجمحات‪ )53:‬قا ابن كال‪ ":‬فجميع الةاس يف الرشف بالةسبا الطيةيلا إىل‬ ‫آدم وحوا علياام السالم سوا ن وإنام فتفاضلوم باألمور الدفةيا وهي طلاعا اهلل ت اىل‬ ‫ومتاب ا رسلوله ‪" ‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪)222‬‬

‫وهذا الب د هو الذي ف طي احلضارة اإلسالميا المحبانيا اديل ة والتفلو ن البلد إذا‬ ‫من ماما البالىلن وتو تدواهتا وتكامحها تكثلا احلوار‪.‬‬ ‫وعاديا اإلسالم ثابتا يف نصوص كالة من القمحآم والسةان نذكمح مةالا علىل سلبي‬ ‫اداا ‪:‬‬ ‫‪ -225‬رواه البخاري (‪ )5301‬ومسلم (‪.)525‬‬ ‫‪ -222‬ابن كال‪ :‬تفسل القمحآم ال ميم‪.221 6:‬‬

‫(‪)227‬‬


‫َاك إِلَّ كَا َّف ًة ِّللن ِ‬ ‫‪َ  -5‬و َما َأ ْر َس ْلن َ‬ ‫َّاس َب ِشري ًا َون َِذير ًا ‪( ‬سبك‪.)22:‬‬ ‫‪َ -2‬و َما َأ ْر َس ْلن َ‬ ‫مح ًة ِّل ْل َعاملَِني ‪( ‬األنبيا ‪.)592:‬‬ ‫َاك إِلَّ َر ْ َ‬ ‫َّاس إِ ِّين َر ُس ُ‬ ‫ول اهللِّ إِ َل ْي ُك ْم َ​َِيع ًا ‪(‬األعمحاف‪.)512:‬‬ ‫‪ْ ُ  -3‬ل َيا َأ ه َُّيا الن ُ‬ ‫ولفظ " الةاس " الدا بوض ه عىل البرش مجي ا ‪ -‬وإم است م يف ب ض سلياقات‬ ‫القمحآم لطائفا مةام فقط ‪ -‬هذا اللفظ فكامح است امله يف القمحآم إلثبات هذه احلقيقلا ؛‬ ‫إذ ورد يف (‪ )265‬موض ا يف القمحآم الكمحفم‪.‬‬ ‫وجيب عىل ادسلمني استاامر هذه ادبلادئ السلاميا يف حملاورة اآلخلمحفن باحلسلةى‬ ‫لتحقيق تهداف احلوار كام ترادها اهلل ت اىلن وتوهلا الدعوة إليله سلبحانه علىل بصللة‬ ‫وهدىن ومن تحلادفث الةبي ‪ ‬ادبيةا ل اديا الدعوة اإلسالميا‪:‬‬ ‫مخسا َمل ْ ُف ْ َط ُال َّن َت َحلدٌ‬ ‫‪ -5‬عن َجابامح ْبن َع ْبد ااهللَّا َقا َ ‪َ :‬قا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪ُ ":‬ت ْعطا ُ‬ ‫يت َ ْ‬ ‫ا‬ ‫امن األنْبايا ا َقب ايلن ن اُرص ُت باالمح ْع ا ا‬ ‫األر ُض َم ْس اجدا َو َط ُاوران‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ب َمس َل َة َش ْا ٍمحن َو ُج َل ْت ا َيل ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬

‫ا‬ ‫ا‬ ‫الصال ُة َف ْل ُي َص ي ن َو ُت اح َّل ْت ا َيل ا ْل َغة اَائ ُمن َوك َ‬ ‫َام الةَّبا ُّي ُف ْب َ ُث إا َىل‬ ‫َو َت ُّف َام َر ُج ٍ م ْن ُت َّمتي َت ْد َر َك ْت ُه َّ‬ ‫اا‬ ‫لت إا َىل الة ا‬ ‫يت َّ‬ ‫الك َفا َع َا " ‪.‬‬ ‫َّاسن كَا َّفا َو ُت ْعطا ُ‬ ‫اصا َو ُب ا ْا ُ‬ ‫َق ْومه َخ َّ‬ ‫(‪)223‬‬

‫‪َ -2‬ع ْن َت ايب ُه َمح ْف َمح َة َع ْن َر ُسو ا اهللَّا ‪َ ‬ت َّن ُه َقا َ ‪َ ":‬وا َّل اذي َن ْف ُس ُحم َ َّم ٍد با َي اد اه ال َف ْس َم ُع ايب‬ ‫ا ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫وت َو َمل ْ ُف ْ ام ْن باا َّل اذي ُت ْر اس ْل ُت با اه إاال ك َ‬ ‫َلام‬ ‫َرص ااين ُث َّم َف ُم ُ‬ ‫َت َحدٌ م ْن َهذه األ َّما َ ُهيودي َوال ن ْ َ‬ ‫ام ْن َت ْص َح ا‬ ‫اب الة اَّار " ‪.‬‬ ‫(‪)226‬‬

‫هذه نصوص دالا ملن األصللني الللذفن ُبةلي عللياام اإلسلالم‪ :‬القلمحآم والسلةا‬ ‫نصوص كالة ذكمحنا ب ضلاا‬ ‫الصحيحان وفياام من الدعوة إىل احلوار مع البرش مجي ا‬ ‫ٌ‬ ‫من قب ن واحلوار لذلك هنج رباين وسةا نبوفا " لقد ُن ّمم احللوار ب ةافلا فائقلا علن‬ ‫‪ -223‬رواه البخاري واللفظ لله (‪ )331‬ومسلم (‪ )5543‬مع اختالف يف اللفظ‪.‬‬ ‫‪ -226‬رواه مسلم (‪.)324‬‬

‫(‪)228‬‬


‫طمحفق الوحي يف آفات قمحآنيا واضحا الداللا لضبط هدفه وطمحائق است املهن وبلذلك‬ ‫تصبح احلوار هنجا ربانيان تي ج ا ملن عقيلدة ادسللم وملن ثوابتالا التلي ال تقبل‬ ‫التغيل‪ ...‬إم احلوار بمقت‬

‫ذلك م سسا دفةيا مفمحوضلا ملن اهلل علىل عبلاده تهل‬

‫األرض‪ ...‬مما ف ةي إل اميا احلوار وشموله لك ت ام مع الغل "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)221‬‬

‫ومما ف طي للمحاور ادسللم قلوة وميل ة يف ميلدام احللوار واجللدا تم اإلسلالم‬ ‫ف رتف بجميع الةبوات والرشائع السلاموفا قبلله وف لدها مسللما وجي ل اإلسلالم‬ ‫امتدادا وخامتا هلان وهو هبذا حيرتم األنبيا وادمحسلني واللذفن اتب لوهم بإحسلامن إم‬ ‫ذلك فةبغي تم فكوم ملدخال تصليال للتحلاور ملع غلل ادسللمنين خصوصلا تهل‬ ‫الكتابني من الياود والةصارى اللذفن حلاججام القلمحآم كاللا بكدللا عقليلا قاط لا‬ ‫وتخمحى نقليان ونذكّمح مةاا عىل وجه اخلصوص بام جا مفصلال يف سلورة آ عملمحام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّـورا ُة َو ِ‬ ‫كقوله ت اىل ‪َ ‬يا َأ ْه َل ا ْلكِت ِ‬ ‫يـل إِلَّ‬ ‫اينج ُ‬ ‫آج َ‬ ‫َاب ِس َ ُ َح ه‬ ‫يم َو َما ُأ ِنز َلت الت َ‬ ‫ون ِيف إِ ْب َراه َ‬ ‫ِمن َب ْع ِد ِه َأ َف َ‬ ‫ون ‪(‬آ عممحام‪.)41:‬‬ ‫ال َت ْع ِق ُل َ‬ ‫هكللذا كللام مللةاج القللمحآم ومللةاج نبللي اإلسللالم ‪ ‬اخلللمحو َ إىل الةللاس مجي للا‬ ‫وحماورهتم وجمادلتام باحلسةى لتحقيق تهداف الدعوة إىل اهلل ت لاىلن ويف هلذا فقلو‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لم َت ْجلمحا امل َن ادُْل ْ ام ان‬ ‫رسولةا ‪ ":‬ادُْ ْ م ُن ا َّلذي ُخيَال ُط الة َ‬ ‫لم َت ْع َم ُ‬ ‫ج َع َىل َت َذ ُاه ْ‬ ‫َّاس َو َف ْص ا ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ج َع َىل َت َذ ُاه ْم " ‪.‬‬ ‫ا َّلذي ال ُخيَال ُط الة َ‬ ‫َّاس َوال َف ْص ا ُ‬ ‫(‪)224‬‬

‫اإلسالم إذا "فمحفض الت ايل احلضاري وفقبل احللوار "‬

‫(‪)222‬‬

‫وهلو فلمحفض الت لايل‬

‫احلضاري دجمحد الت ايلن لكةه يف ذاته ال رفب حيم القيم ال ليا يف هذه احليلاة اللدنيان‬

‫‪13 -12‬ن جمللا‬

‫‪ -221‬عبد اهلادي بو طالب‪ :‬عاديا اإلسالم‪ :‬نداؤه للسالم ودعوته للت افش واالعرتاف باآلخمح‪:‬‬ ‫االجتاادن عدد سابق‪.‬‬ ‫‪ -224‬رواه ابن ماجه (‪ )6932‬وهو يف صحيح اجلامع الصغل (‪.)4415‬‬ ‫‪ -222‬عةوام لقا مع د تةد كام تبو ادجدن صحيفا األهمحام ادرصفا‪ 52 :‬من رجب ‪5622‬هل‪ 2995 59 1 -‬م‪.‬‬

‫(‪)229‬‬


‫تلك القيم التي فةبغي ألتباعه تم ف ملوا هبلا وتم فبلغوهلا لل لامل تمجلع بكل السلب‬ ‫ادمكةا وتوهلا احلوار‪.‬‬ ‫وعىل ادسلمني يف حوارهم احلضاري اد ارص تم فتجاوزوا اللدائمحة الغمحبيلا التلي‬ ‫حرصوا تنفسام فياا ألسلباب كاللةن فاةاللك اللدائمحة الصليةيا واهلةدفلا‬

‫(غلل‬

‫ادسلما) والرشقيا الةرصانيا والالتيةيا واألفمحفقيا غل ادسللما‪ ..‬كل هلذه دوائلمح مل‬ ‫حياورها ادسلموم حوارا جادا ناجحا للدعوة والت ارف وإزالا الوهم بككم اإلسلالم‬ ‫واألفكار اخلاطئا عةهن لقلد اسلتكثمح الغلمحب بالةصليب األكلج ملن حلوار ادسللمني‬ ‫واهتاممام لقوته االقتصادفا والسياسيا وال سكمحفا واإلعالميان ولكن ذللك مل فاملمح‬ ‫حتى اليوم شيئا ذا با ن لقد عاد الغمحب إىل حقده وعصبيته الدفيةا بقلوة هلذه األفلام‬ ‫ب د تم خ ّفت حدة ادواجاا مع ال لامل اإلسلالمي اد لارص ل لدة عقلود علىل األقل‬ ‫(‪5009 -5019‬م) وذلك عىل وجه التقمحفب قب سقوط االحتاد السوفيتي فيام سمي‬ ‫بفرتة احلمحب الباردة بني اد سكمحفن الغمحيب والرشقين وما تحلدثه ذلك من توازم عىل‬ ‫ادستوى ال ادين واليوم تست مح توار حمحب إعالميا رشسا ضد ادسلمني وتةتج آثارها‬ ‫السيئا يف السياسا واالقتصاد وك جماالت احليلاةن فليبحلث ادسللموم علن رشكلا‬ ‫آخمحفن يف هذا ال املن مع عدم إةا احلوار مع الغمحب يف الوقت نفسهن ول لةا نالحظ‬ ‫من حوار الةبي ‪ ‬تنه حتمحك يف ك االجتاهات اد محوفا يف عرصهن ومل فرتك تحدا تصله‬ ‫دعوته إال دعاه وترس إليلهن وحتمحكلت رسلله يف مجيلع اللدوائمح اجلغمحافيلا ادحيطلا‬ ‫بج فمحة ال محبن حيث فارس يف الرش والمحوم يف الكام والقبط يف الغلمحب (مرصل)‬ ‫واحلبكا يف اجلةوب الغمحيب‪ ..‬ك ه ال تواص م ام الةبي ‪ ‬باللدعوة لفلتح بلاب‬ ‫احلوارن وفةبغي عليةا التكيس به ‪ ‬يف ذلك كله‪.‬‬

‫(‪)231‬‬


‫الدعوي يف ك االجتاهات يف كال ملن ممحاحل‬ ‫ولقد عم تسالفةا بمبدت التحمحك‬ ‫ّ‬ ‫تارفخ تمتةا ادسلمان عىل مستوى الدو واألفمحادن لقد انترش اإلسالم يف جةوب رش‬ ‫آسيا يف إندونيسيا ومالي فا وغلةا عن طمحفق جتار مسلمني كانوا دعلاة وجتلارا تمةلا‬ ‫قدموا القدوة احلسةا يف الت ام ن وانترش اإلسالم يف كال من ربوع تفمحفقيلا بالطمحفقلا‬ ‫نفساان وها هلو اليلوم فكتسلب كل فلوم تناسلا هيتلدوم إىل اهلل يف مكلار األرض‬ ‫ومغارهبا من خال الدعوة باحلسةى والتحاور واجلدا بالتي هي تحسن الذي فقلوم‬ ‫به ب ض ادسلمني هةا وهةاك رغم الدعافا ال اتيا من تعدا اإلسالم وال دوام المامل‬ ‫ادستممح عليام يف مةاطق كالة من ال امل اد ارص‪.‬‬ ‫إم اإلسالم الذي فةترش اليوم يف ربوع ال املن حتى يف الغمحب الذي فةاصبه ال لدا‬ ‫مل فص إىل هةاك بحدّ السيب كام ف عم احلاقدومن ب بالدعوة واحللوارن ورغلم كل‬ ‫اد وقات واحلمالت المادا من ك لوم فةترش اإلسالم رسف ان ومةذ تشلامح خمحجلت‬ ‫إحدى ادماهمحات يف تدانيا تةادي‪ :‬توقفوا تسلما توربا !! فا ثما سيوف للمسللمني‬ ‫ت م اليوم يف توربا ألسلما تهلاا؟!‬ ‫ولقد تبةت الدو اإلسالميا مةاج احلوار عمال بادبادئ اإلسالميا التي ذكمحناهان‬ ‫الطللب ملن‬ ‫ويف عام ‪ 5000‬م تقمحت القما اإلسالميا الاامةا التي عقدت يف طالمحام‬ ‫َ‬ ‫األمم ادتحدة تم ت لن عام ‪2995‬م عاما للحوار بني احلضاراتن وقد قبلت اجلم يا‬ ‫ال اما لألمم ادتحدة ذلك يف دورهتا الاالاا واخلمسلني يف سلبتمج ‪5000‬م ووافقلت‬ ‫عىل ذلك باإلمجاع‪.‬‬ ‫وكام فمحفق من اخلجا احلكوميني يف الدو اإلسالميا قد عقلد اجتامعلا يف جلدة‬ ‫بادملكا ال محبيا الس ودفا يف سبتمج ‪2999‬م لوضع بمحنامج ال م التةفيذي للحوار‬ ‫بني احلضاراتن وقد ذكمح بمحنامج ال م تنه " إدراكا دا طمحت عىل بةيلا ال القلات بلني‬

‫(‪)231‬‬


‫حتوالت كجى نتيجا سقوط احلواج التي كانت ت‬ ‫األمم والك وب من ّ‬

‫ب ضلام‬

‫عن ب ضن ووعيا باآلثار الكبلة التي تمحتبت عىل ال ودا وسقوط هذه احللواج علىل‬ ‫ميادفن التجارة واالقتصاد والسو ال لادي لتبلاد السللع واخللدماتن فضلال علن‬ ‫آثارها عىل السياسا وال القات الدوليان وبصفا خاصا آثارها عىل الاقافات اد ارصة‬ ‫وعىل القيم اإلنسانيان وهي آثار ب ضلاا إجيلايب نلافع خيلدم قضلافا ال لد والسلالم‬ ‫وادساواةن وب ضاا سلبي حيتا إىل تدارك وحذر وعال مجاعي ؛ فإم اجلم يا ال اما‬ ‫وتقمح هذا الجنامج وما اشتم عليه من عةارص وملا تضلمةه ملن‬ ‫لألمم ادتحدة ت لن ّ‬ ‫آليات ووسائ ن كام تدعو مجيع الك وب واحلكومات ومةمامت ادجتمع اددين للبلد‬ ‫يف تةفيذه ت بلا عن التوافق ال ادي إلقمحار السلالم وال لد وإشلاعا روح التسلامح‬ ‫والت اطب وتباد اد محفا واخلجات بني تبةا الاقافات واحلضارات ادت ددة "‬

‫(‪)222‬‬

‫‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬أهداف حوار احلضارات‪:‬‬ ‫إم ا حلوار وسيلا ماىل إلثبات الوجود علىل السلاحا الدوليلا التلي ال ت لرتف إال‬ ‫بالقوين ومن صور القوة اد رتف هبا قوة التحاور انطالقلا ملن األصلو احلضلارفا‬ ‫ووصوال إىل إمكانات الت اوم والفمحص اإلجيابيا ادمكةان جيب التةبيله علىل ذللك يف‬ ‫جوالت احلوارن إم لدفةا ‪ -‬نحن ادسلمني ‪ -‬تما تقارب مخس سكام ال املن وحضارة‬ ‫ترضب يف التارفخ ترب ا عرش قمحنا وترضا شاسل ا متتللئ بلاخللات وتكلاد تلتحكم‬ ‫بحكم موق اا يف قلب ال املن وتكاد حتتكمح تهم سل ا عىل ادسلتوى ال لادي ‪ -‬تعةلي‬ ‫الةفط ‪ -‬إنتاجا وخم ونا احتياطيان هذا ملع اإلرث احلضلاري واألخالقلي وال لملي‬ ‫ادتةوع اخلالدن ذلك الذي تثمحى حضارات ال امل حوله لقمحوم‪.‬‬

‫‪ -222‬حممد السامك‪ :‬حوار احلضارات يف ادةتدفات ال محبيا‪2-4 :‬ن جملا االجتاادن عدد سابق‪.‬‬

‫(‪)232‬‬


‫لقد ظلت ال قليا الغمحبيا طوا قمحوم كالة ‪ -‬وال ت ا ‪ -‬تةممح إىل نفساا عىل تهنلا‬ ‫ممحك ال املن كام فقو مونتجممحي وات‬

‫‪ ":‬فاحلضارة األوربيا (تو ال لامل ادسليحي‬

‫(‪)220‬‬

‫‪ )C‬كانت ولفرتة طوفلا تترصف كام للو تهنلا الوحيلدة التلي تسلتحق االهلتاممن‬ ‫‪hristendom‬‬ ‫واعتج األوربيوم تنفسام وحدهم من بني ك البرش اجلدفمحفن باالعتبار "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)229‬‬

‫ظل الغللمحب إذا طللوفال فقللو كلمتلله وففمحضللاا عللىل ال للاملن وآم للله تم فسللمع‬ ‫لآلخمحفن‪ ..‬فلم ت د الدولا والقوة يف ميدام ال لم والاقافا مقصورة عليلهن ثملا دو‬ ‫وش وب تخمحى تتقدم اليوم نحو اإلبداع والسبق ال لمي‪..‬‬ ‫وجيب تال نةممح إىل حوار احلضارات من مةمور القوة والض ب فقطن مع تهنام من‬ ‫الواقع الذي ال فةكمح عىل ادستوى الدويلن فالوالفات ادتحدة تو توربا عىل سبي اداا‬ ‫ممحهوبا اجلانب وتف‬

‫ما تمحفد هةا تو هةالك دوم خوف حقيقلي ملن احلكوملات تو‬

‫الك وب األخمحىن والدو القوفا تصوىل القوانني وتستصدر القمحارات من ادلةمامت‬ ‫الدوليللا التللي تسسللتاا وتسللكةتاا دفارهللا وتنفقللت علياللا لتكللوم حتللت سلليطمحهتا‬ ‫فتجم اإلعلالم يف عمحضلاا حتلى ال ففل ع‬ ‫وتساعدها يف حتقيق مآرهبان هذه حقائق‬ ‫ّ‬ ‫الض فا ن وليس عىل الض يب ها هةا إال تم فمحفع صوته حيلاور وففلاوضن جيلب تم‬ ‫فص صوت ادستض فني إىل ش وب الغمحب التي قد تكوم تكامح تقبال من حكوماهتلا‬ ‫ألفكار احلوار واحلمحفا وحقو اإلنسام‪.‬‬ ‫إم استاملا ش ب ما إىل قضيا عادلا ال فكوم إال باحلوار وحسن علمحض القضليان‬ ‫واحلوار فةبغي تم فكوم مع م سسات ذلك الك ب السياسيا واالجتامعيا والاقافيان‬ ‫‪ W‬مسترش بمحفطاين م ارصن عم يف األسلقفيا اإلنجليكانيلا يف القلدس ‪5062‬‬ ‫‪.M‬‬ ‫‪ontgom‬‬ ‫‪eryW‬‬ ‫‪ - 220‬و‪ .‬مونتجممحي وات ‪alt‬‬ ‫من وعميد قسم الدراسات ال محبيا يف جام ا إدنجا سابقا من م لفاته‪ :‬عوام انتكار اإلسلالمن وحمملد يف مكلان‬ ‫وحممد يف اددفةا ن واإلسالم واجلامعا ادوحدة‪.‬‬ ‫د عبد المحةن عبد اهلل الكيخن‬ ‫‪ - 229‬و‪ .‬مونتجممحي وات‪ :‬اإلسالم وادسيحيا يف ال لامل اد ارص‪22 :‬ن تمحمجلا‪:‬‬ ‫ط اهليئا ادرصفا ال اما للكتاب ‪5002‬م‪.‬‬

‫(‪)233‬‬


‫إنةا نحن ادسلمني تحو ما نكوم اليوم للتحاور اإلجيايب مع الغلمحبن ملع الكل وب‬ ‫قب احلكوماتن ويف حاجا ماسا إىل تطوفمح وسائ احلوار‪.‬‬ ‫وال شك تم تهداف حوار احلضارات كالة متةوعان ولكةا هةا سةوج ب ضا مةاا‬ ‫يف نقاطن وهذه األهداف حتدّ ها رؤفتةا نحن ادسلمني حلوار احلضارات وآمالةلا التلي‬ ‫نمحفد تم نحققاا من خاللهن وملن ذلك عىل سبي اداا ‪:‬‬ ‫‪ -5‬تصحيح الصورة ادكوها للمسلمني يف الدو غل اإلسالميان خصوصا دو‬ ‫الغمحب ذات القوة والةفوذ عىل ادستوى ال ادين وتكوفه صورة ادسلمني لله تسلباب‬ ‫عدفدة نذكمح مةاا اإلرث التارخيي للياود والةصارى يف عالقلتام ملع ادسللمني مةلذ‬ ‫عرص الةبوة ممحورا بالرصاع مع الياود ثم الرصاع مع الةصارى يف األندلس واحلمحوب‬ ‫الصليبيا ورصاع الدولا ال اامنيا الرتكيا مع توربلا ثلم احللقلا االسلت امرفا الطوفللا‬ ‫وصوال إىل آخمح صورها متماال يف إنكا ما فسمى بوطن قومي للياود يف فلسطني‪.‬‬ ‫إم هذا كله تلقى بمال قامتا عىل صورة ادسللمني يف الغلمحبن وجلا ت تحلداث‬ ‫احلادي عرش من سبتمج ‪2995‬م لتصب الوقود عىل الةار بخصلوص هلذه الصلورة‬ ‫التي ازدادت سو ا وقبحا كام قا تحد الصحفيني الغلمحبيني‪":‬مل تُكلوه سلم ا مجاعلا‬ ‫ّ‬ ‫وحيط من قدرها بكك ممحك وملةمم كلام حلدث لل لمحب "‬ ‫دفةيا تو ثقافيا تو قوميا‬ ‫(‪)225‬‬

‫‪.‬‬ ‫لقد ُشوهت صورة اإلسلالم وادسللمني خصوصلا ب لد األحلداث ادكسلاوفا يف‬

‫احلادي عرش من سبتمج ‪2995‬ن ومن ثم تصبح ل اما عليةا ادجاهدة لتصحيح ذللك‬

‫‪ - 225‬جمموعا من الباحاني‪ :‬صورة ال محب وادسلمني يف ادةاهج الدراسيا حو ال امل‪56 :‬ن من إعلداد وحتمحفلمح جمللا‬ ‫اد محفان وزارة الرتبيا والت لليمن ادملكلا ال محبيلا السل ودفا) الكتلاب رقلم (‪ 5626 )52‬هللن والصلحفي هلو‬ ‫نيكوالس فوم هوفاممن صحفي بجمحفدة واشةطن بوست‪.‬‬

‫(‪)234‬‬


‫" إم الصور السلبيا ادتبادلا بني ال محب وادسللمني وبلني الغلمحبيني تملمحفكيني وغلل‬ ‫تممحفكيني تقب يف مقدما المواهمح التي فةبغي م اجلتاا "‬

‫(‪)222‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ -2‬الدعوة إىل اهلل ت اىل عىل بصلة ومةاا حقن والدعوة هةا بمفاوماا الواسعن‬ ‫كت محفب اآلخمح ب قيدتةا وحضارتةا ومبادئةا وتخالقةان إم عليةا ماما اللبالىلن وهلي‬ ‫األمانا التي حتملةاها حني رضيةا باهلل ربا واإلسالم دفةا وبمحملد ‪ ‬نبيلا ورسلوالن‬ ‫إنةا مقرصوم ال شك يف إبالىل رسالتةا إىل ال امل من حولةان والبد ملن إنكلا تجال ة‬ ‫متخصصا لدعوة غل ادسلمني عن طمحفق احلوار والوسلائ األخلمحى الكاللة التلي‬ ‫تنتجتاا ثقافا االتصاالت واد لوماتن لقد تغل ال رص وتغلت م ه تساليب احليلاةن‬ ‫والبد لةا من استاامر التقدم اهلائ يف وسائ اإلعالم واالتصا لصلالح اإلسلالمن مل‬ ‫ت د الدعوة مقصورة عىل الوعظ الدفةي ادبارش مع تةيتهن ولكةةا بصدد عوامل تخمحى‬ ‫متفتحا من االتصاالت واد لومات متكةةا من احلوار مع اآلخمحن إم شبكا اد لومات‬ ‫الدوليا وما توفمحه من اتصاالت وم لومات وإمكانات احلوار وادمحاسللا علن طمحفلق‬ ‫الجفد اآليل ت د سبال ماىل للدعوة مل نحسن استغالهلا ب دن لقد كام احللوار الوسليلا‬ ‫األوىل للقمحآم وللةبي ‪ ‬يف الدعوةن وها نحن يف حاجا إىل ال ودة إليله ملمحة تخلمحىن‬ ‫لكن بكسلوب فةاسب لغا ال رص وال خيمح عن األطمح الرشعيا‪.‬‬ ‫إنةا يف واقع األممح ال نطمع تم فسلم كال من ته تلك اللبالد واحلضلارات التلي‬ ‫نمحفد التحاور م اان ذلك قلدَ ر اهلل ت لاىل القائل ‪َ ‬و َمـا َأ ْك َث ُـر الن ِ‬ ‫ـت‬ ‫ـو َح َر ْص َ‬ ‫َّـاس َو َل ْ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ني) ‪( ‬فوسب‪ )593 :‬ولكةا نطمع تم ن ف الغكاوة والصلورة ادكلوها التلي‬ ‫بِ ُم ْؤمن َ‬ ‫ُصورنا هبا من خال إعالم مغمحض غل مةصبن ونطملع تم ف لمحف اآلخلمح عةلا ملا‬ ‫عةدنا من قيم وتخال تصلح تساسا حلضارة عاديا عادللان ونطملع كلذلك ‪ -‬وهلو‬ ‫‪ -222‬د عبد ال ليم حممد‪ :‬ال محب والغمحبن رضورة تصحيح الصور السللبيا ادتبادللان صلحيفا األهلمحام ادرصلفا‪:‬‬ ‫‪2992 6 1‬م ‪ 22 -‬من ادحمحم ‪5623‬هل‪.‬‬

‫(‪)235‬‬


‫واجب عليةا ‪ -‬تم نقيم احلجا عىل ه ال م ذرة لةا تمام اهلل ت لاىل حلني فسلكلةا علن‬ ‫ِ‬ ‫ـم َأ ْو‬ ‫تمانا البالىل وبلالىل األمانا ‪َ ‬وإِ ْذ َ ا َل ْ‬ ‫ـت ُأ َّمـ ٌة ِمـن ُْه ْم ِس َ ت َِع ُظ َ‬ ‫ـون َ ْومـ ًا اهللَُّ ُم ْهلك ُ​ُه ْ‬ ‫ـون ‪( ‬األعلمحاف‪ )546:‬لقلد‬ ‫ُم َع ِّذ ُ ُهب ْم َع َذاب ًا َش ِديد ًا َ ا ُلوا َم ْع ِذ َر ًة إِ َر َر ِّبك ُْم َو َل َع َّل ُه ْم َي َّت ُق َ‬ ‫دعوهم وحاوروهم مع علمام من خلال سلةن اهلل ت لاىل يف الالواب وال قلاب تم‬ ‫علن جلدوى اللدعوة‬

‫ه ال سوف هيلكام اهلل ع وج ن حتلى إم ب ضلام تسلا‬ ‫وادوعما مع علمام بذلكن فكام المحد ‪َ ‬م ْع ِذ َر ًة إِ َر َر ِّبك ُْم ‪ ‬تي ليقيموا عليام احلجا‬ ‫بالبالىلن وفجئوا ساحتام تمام اهلل ع وج ن وهكذا فةبغي تم فكوم هدفةا من حلوار‬ ‫الدعوة إىل اهلل ت اىلن وهذا الةاج سةه لةلا رسلولةا ‪ ‬حلني ترسل إىل مللوك زمانله‬ ‫وتممحائه بمحسائ فدعوهم فياا إىل اإلسالمن وحيملام تب ات رفض الدعوةن وحيملالم‬ ‫تب ا لذلك توزارهم وتوزار تقوامام إذا مل فسلموا‪.‬‬ ‫‪ -3‬هيلدف احللوار مللن مةملور إسلالمي إىل ادكللاركا يف حل مكلكالت ال للامل‬ ‫اد ارصن تلك ادككالت التي مل ت لد مقصلورة علىل بللد واحلد تو تملا تو حضلارة‬ ‫واحدةن وتوضح ماا عىل ذلك مكلكالت البيئلا واألرسة وادخلدرات واألملمحاض‬ ‫ال ابمحة للحدود وآخمحها " انفلون ا الطيور " هلذه كلالا مكلكالت عاديلا حتتلا إىل‬ ‫عال بادحاورة والتكاور والتةسيق‪.‬‬ ‫‪ -6‬إقمحار مبادئ ال د وادساواة بني البرشن إذ هم من تص واحلد وف يكلوم يف‬ ‫عامل واحد وفةتاوم إىل مصل دنيوي واحد هو ادلوت ثلم الب لث ب لده فاحلسلاب‪..‬‬ ‫وهذه ادبادئ م لوما يف حضارتةا التي حترتم اإلنسلام لكونله برشلا خملوقلا هلل ت لاىل‬ ‫مكمحما مةه بةفخا علوفا‪.‬‬

‫(‪)236‬‬


‫‪ -1‬ال م عىل إعداد بمحامج التةميا والتطور للدو الفقلة وادتخلفا انطالقا ملن‬ ‫ادبدت السابق الذي فقمح ادساواة وحق الك وب يف احلياة احلمحة الكمحفمان تللك التلي ال‬ ‫ت محفاا كال من ش وب عادةا اليوم‪.‬‬ ‫‪ -4‬الدعوة إىل إقاما نمام اقتصادي علادي جدفلد فتمتلع بحمحفلا حمحكلا األفلمحاد‬ ‫ورتس ادا والسلع واخلدمات بام حيقق م فدا من الةمو والتطور للكل وب الفقللةن‬ ‫وفمحاعي مصالح الدو الفقللة التلي هتلدد اقتصلادها ب لض الطفلمحات والتالعلب‬ ‫باألموا هةا تو هةاك كام حدث لدو جةلوب رش آسليا يف تزمتالا االقتصلادفا يف‬ ‫عقد التس يةات من القمحم ادايض‪.‬‬ ‫‪ -2‬إشاعا ثقافا احلوار والتفاوض والتفاهم بني احلضلارات ادختلفلان وإدخاهللا‬ ‫ضمن م سسات ادجتمع كاد سسات السياسليا واالجتامعيلا والت ليميلا‪ ...‬فقلو‬ ‫األستاذ عبد اهلل كةوم‪ ":‬كام تنةا لسةا بحاجا إىل القو بكم آثلار اللدعوة إىل التقلارب‬ ‫اإلسالمي ادسليحي ال تمالمح علىل عمل الساسلا ادسليحيني يف الغلمحب والرشل ن‬ ‫فت امل هم عىل اإلسالم وادوقب ال دائي الذي فقفونه من ال محب يف قضيا فلسطني ما‬ ‫ف ا هو هون وما ذلك إال ألهنم ال ف مةوم هبذا التقلارب وال بلام فلدعو إليله رجلا‬ ‫الكةيسا من احلوار اإلسالمي ادسيحين وإفامهنم الوحيد إنام هو بالقوة ال غللن فلإذا‬ ‫تراد ادسلموم تم فكوم هلم شكم فال ف ولوا عىل يش من هذه الدعوات التي تةب لث‬ ‫من هةا وهةاكن وإنام عليام تم فوحدوا كلمتام وصفوفام وفقلابلوا التحلدي بمالله‬ ‫وف دوا هلم كام تممحهم اهلل ما استطاعوا من قوة "‬

‫(‪)223‬‬

‫وال ف ةي هذا بالطبع إغال باب‬

‫احلوارن ب إعداد القوة التي حتمي احلوار وجت له فاعالن تو احلوار ملن مةطللق القلوة‬ ‫احلاميا‪.‬‬ ‫‪ -223‬عبد اهلل كةوم‪ :‬احلوار ادسيحي اإلسالمي‪ 22 :‬ن مقا يف جملا األما القطمحفان ال دد الاالث السلةا األوىلن ربيلع‬ ‫األو ‪5695‬هل ‪ -‬فةافمح ‪5025‬م‪.‬‬

‫(‪)237‬‬


‫‪ -2‬إزالا روح ال دا واالست ال ادوجودة بصورة عاما لدى ب لض احلضلارات‬ ‫جتاه اآلخمحفنن ونذكمح هةا احلضارة الغمحبيا والوجه األممحفكي مةاا خاصان ذلك الذي‬ ‫فمحى نفسه فقط تحق بالسيادة والسيطمحةن وفطلب من اآلخمحفن رصاحا جماراته واتباع‬ ‫هنجه وتصوراته يف احلياةن وروح ال دا هلذه قلد تكلوم عةلد الطبقلات اللدنيا ملن‬ ‫الك بن وقد تكوم عةد احلكومات كام سم ةا ملن ترصلحيات رئليس وزرا إفطاليلا‬ ‫األسبق "بللسكوين" ‪ -‬ب د تحداث احلادي عرش من سبتمج ‪ -‬وقلد تسلا فيالا إىل‬ ‫احلضارة اإلسالميا رصاحا‪.‬‬ ‫‪ -0‬الدعوة إىل ضامم حقو األقليات تفا كلام جةسلاا تو دفةالا داخل بالدهلان‬ ‫وعدم الضغط عىل تصحاهبا للذوبام يف ادجتمع والتخيل علن مبلادئام وعقائلدهمن‬ ‫ألم ذلك خمالب حلمحفا اإلنسام التي تقمحها الوحي من اهللن وتقمحهتا القوانني وادواثيلق‬ ‫واد اهدات الدوليا‪.‬‬ ‫ومللن ادالحللظ تم األقليللات ادسلللما هللي تكاللمح األقليلللات ت محضللا للضللغط‬ ‫واالضطااد ب التةكي تحيانان واألمالا عىل ذلك كالة يف الفلبني وبورملا وتافالنلد‬ ‫واهلةد وتثيوبيا وتخلا األقليات ادسلما يف الغمحب‪ ...‬يف حني فمحتفع الرصاخ وادةلاداة‬ ‫بحقو اإلنسام حني تكوم هةاك شباا اعتدا ولو فسلل علىل تقليلات ملن دفانلات‬ ‫تخمحى كام حدث يف تيمور الرشقيا التي جاهلدت األملم ادتحلدة بلدعم غلمحيب غلل‬ ‫حمدود النت اعاا من إندونيسيا لتقام علياا دولا نرصلانيا مسلتقلا بلدعم ملن جمللس‬ ‫الكةائس ال ادي الذي فدعمه الغمحب بك قوة و ُتعللن قيام تللك اللدولا رسلميا يف‬ ‫احتفاالت ضلخما‬

‫(‪)226‬‬

‫وجيب عليةا تم نستاممح هلذا كلله إعالميلا وحوارفلا للتلذكل‬

‫بمكساة فلسطنين وهي تقلدم وتكامح دملوفا وعدوانا‪.‬‬

‫‪ -226‬كام ذلك يف فوم ‪2992 1 50‬م‪.‬‬

‫(‪)238‬‬


‫‪ -59‬توظيب وسائ اإلعالم ادتةوعا خلدما الدعوة إىل احلوار وإقاما ال القلات‬ ‫مع اآلخمحن والتواص ملن خلال بلمحامج تلدعو إىل الت لارف والت لاوم ال التةلاحمح‬ ‫والتقات ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫احللط ملن قلدره‬ ‫‪ -55‬نق حقيقا " اآلخمح " دوم مساس بكمحامتله تو حقوقله تو‬ ‫ومكانته تو ثقافته تو عقائده‪ ..‬إنةي تتابع مةذ سةوات احلمالت ادغمحضا التلي تكلةاا‬ ‫ب ض ادةمامت الدوليا ومةاا مةمملا حقلو اإلنسلام التاب لا لألملم ادتحلدة ضلد‬ ‫ادملكا ال محبيا الس ودفا ألهنا تطبلق احللدود الرشلعيا كاجلَ ْللد وقطلع فلد السلار‬ ‫والقصاص الرشعي‪ ..‬حيث ت عم تلك ادلةمامت غلل ادةصلفا تم تللك ال قوبلات‬ ‫ختالب ادواثيق واد اهدات الدوليا !! ال بدَّ إذا ملن احللوار ال لملي ادلةمم لةوصل‬ ‫رسالتةا إىل اآلخمحفن‪.‬‬ ‫‪ -52‬مكافحا اإلرهاب ادةمم حو ال املن ذلك اإلرهاب الذي متارسه مجاعلات‬ ‫من ك احلضارات واألدفامن ولكةله ألسلباب لليس ثلم حمل بسلطاا صلار ُفلصلق‬ ‫باإلسالم وادسللمنين ملع تم ب لض هلذه ادجموعلات اإلرهابيلا فل ذي ادسللمني‬ ‫تنفسامن هذا مع رضورة توسيع مفاوم اإلرهلاب ليكلم إرهلاب الدوللان كلذلك‬ ‫اإلرهاب ادةمم الذي متارسه إرسائي يف األرايض الفلسطيةيا ادحتلا‪.‬‬ ‫إم موجات اإلرهاب والتطمحف التي جتتاح ال امل ال فةبغي هلا تم تلصلق باإلسلالم‬ ‫وحدهن ففي كال من بالد ال امل مجاعات من هذا الةوعن كام مةاا يف تفمحلةلدا الكلامليا‬ ‫اجليش اجلماوري األفمحلةدين ويف تسبانيا مةمما إفتان ويف إفطاليا ادافيلان ويف اليابلام‬ ‫اجليش األةمحن وغل ذلك كالن فلامذا تلصق هتما اإلرهاب بادةمامت ادةتميا إىل بالد‬ ‫إسالميا فقط؟ هذا مع تم ب ض ادةمامت التي تتبةى ال ةب يف تلك البالد مل تقم هبذا‬

‫(‪)239‬‬


‫إال ب د جتاوزات ضد ادسلمني وصلت حد ادلذابح وجلمحائم احللمحب كلام حيلدث يف‬ ‫جةوب الفلبني ويف الكيكام والبوسةا وكوسوفو عىل سبي اداا ‪.‬‬ ‫‪ -53‬تةميا دور األخال يف جمتم ات ال املن ذللك اللدور اللذي تتالدده خملاطمح‬ ‫كالة تةاا االنحال اخللقي والكذوذ اجلةيس وجتارة اجلةس وادخدرات‪.‬‬ ‫‪ -56‬بيام وظيفا ادا يف ادجتمع بوصفه وسيلا ال غافان وسليلا إلعلامر األرض‬ ‫واحلياة احلمحة الكمحفما ألهلاان وكوم البرش يف جيلةا مستخلفني علىل ثلمحوات األرض‬ ‫وال حي هلم استةل افاا وهضم حقو األجيا ادقبلا‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬األسس التي ُيبنى عليها حوار احلضارات‪:‬‬ ‫لكي فةجح احلوار بني احلضارات البد له من تسس سليما ف سس علياان تسلس‬ ‫تقبلاا مجيع األطمحاف وتت ام بموجباان نذكمح مةاا عىل سبي اداا ‪:‬‬ ‫‪ -5‬احرتام ك طمحف لألطمحاف األخمحىن تفا كام جةسلاا تو لوهنلا تو عقيلدهتا تو‬ ‫قوهتا ال سكمحفا تو االقتصادفا‪ ...‬ذلك تم الةاس كلام آلدم وآدم من تمحاب‪...‬‬ ‫واالختالف ال ف ةي بالرضورة التصادم والتةاحمحن وباحلوار فت افش الةلاس رغلم‬ ‫اخلالف والتةوعن إم مرشوعةا احلضاري نحن ادسلمني " ال فتصلادم بالرضلورة ملع‬ ‫الغمحبن ولكةه فس ى للت افش م هن دوم هيمةا تو سيطمحة من طمحف عىل آخمح "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)221‬‬

‫‪ -2‬االتفللا عللىل اعتبللار احلللوار مللدخال للت للارف ال هلضللم حقللو اآلخللمحفن‬ ‫واالست ال عليامن تو اختاذ احلوار مةجا لفمحض اآلرا واللدعوة إىل اتبلاع األقلوىن‬ ‫وهو ما ت اين مةه عىل سبي اداا حوارات اإلسالم وادسيحيان كام فتسلا‬

‫األسلتاذ‬

‫كام الرشفب‪ ":‬تم تم للحوار ‪ -‬تي من قب ادسيحيني ‪ -‬هدفا آخمح هلو فلتح آفلا‬ ‫‪ -221‬من مقدما د سليامم ال سكمحي لكتاب ال محيب " اإلسلالم والغلمحب " ص‪1:‬ن كتلاب ال لمحيب (‪ )60‬الكوفلتن‬ ‫فوليو ‪2992‬م‪.‬‬

‫(‪)241‬‬


‫جدفدة للتبكل ادسيحين واسلتخدام تسلاليب حدفالا مبلارشة وغلل مبلارشة بلد‬ ‫األساليب القدفما التي ت طلت مع التغلات السياسيا ال ميقا؟ "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)224‬‬

‫مجاع احلضارة اإلنسانيا إرث إنساين عام مكرتك بني تبةا‬ ‫‪ -3‬االعرتاف ابتدا بكم ّ‬ ‫البرشفان مل تقم به حضارة واحدةن ب شاركت ك حضارة فيه بةصيبن إ ْذ من اد لوم‬ ‫تم " ك ال لوم التي تكوم الطبي ا موضوعاا وظواهمحها وادادة وخصائصاا هي من‬ ‫قبي الفكمح الذي هو مكرتك إنساين عامن وذلك ألم مةاهجاا تتمي باحلياد ال لمي‪..‬‬ ‫وتلك احلقائق هي بةت اللدلي ن وال ختتللب بلاختالف ملذاهب وعقائلد وتجةلاس‬ ‫وفلسفات‪ ..‬ومن ثم فاي ال تتغافمح بتغلافمح القوميلات واحلضلارات "‬

‫(‪)222‬‬

‫وهللذا فلإم‬

‫خلات احلضارة اد ارصة فةبغي تم ال تكوم ‪ -‬كام هي اآلم حقا ‪ -‬حكمحا لدو قليلا‬ ‫متتلك ال لم وادلا والتقةيلان ومتةلع تلدفق ذللك كلله إىل اللدو الفقللةن وحتتكلمح‬ ‫وتستالك م مم اإلنتا ال ادي من السلع واخلدمات‪.‬‬ ‫وم ةى ذلك كام قدمةا تنه ال حيق جلاا تم تدعي ذللك اللرتاث ال لملي كلله دوم‬ ‫اآلخمحفنن كام هو احلا يف رؤفا احلضارة الغمحبيا اد ارصة لذاهتا ولآلخمحفن‪.‬‬ ‫‪ -6‬عللدم اإلذعللام حلضللارة واحللدة بوصللفاا احلضللارة التللي ت طللي وال تكخللذ‬ ‫المتالكاا القوة وادا ن وهلو ملا حتلاو احلضلارة الغمحبيلا فمحضله علىل احلضلارات‬ ‫األخمحى‪.‬‬ ‫‪ -1‬إم تةوع احلضارات والاقافات إرث إنساين عامن ب هو سةا ملن سلةن خللق‬ ‫ون ُ ْ ِ ِ‬ ‫ك َجلع َل النَّاس ُأم ًة و ِ‬ ‫ني ‪( ‬هود‪)552:‬‬ ‫احدَ ًة َول َيزَا ُل َ‬ ‫ُمتَلف َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫اء َر هب َ َ‬ ‫اهلل ت اىل ‪َ ‬و َل ْو َش َ‬ ‫وال فةبغللي هلللذا االخللتالف تم ف ل دي إىل التةللاحمح واهلللالكن ب ل إىل إغةللا الللةفس‬

‫‪ -224‬كام الرشفبن د حامد المحفاعي‪ :‬احلوار اإلسالمي ادسيحي‪0:‬ن دار التقوى – القاهمحة ‪ 5629‬هل‪5000 -‬م‪.‬‬ ‫‪ -222‬د تةد عبد المحةن السافح‪ :‬حوار احلضارات‪ :‬صحيفا األهمحام ادرصفا‪.2995 52 25 :‬‬

‫(‪)241‬‬


‫اإلنسللانيان وإغةللا جتمحبللا اإلنسللام عللىل األرض بوصللفه مسللتخلفا فياللان إم هللذا‬ ‫االختالف والتةوع سةا كونيا ال فةبغي هلا تم متةع احلوار والت ارف‪.‬‬ ‫‪ -4‬إظاار تسس اإلسالم وقواعده كلام حتلاو كل حضلارة تم تمالمح شل ائمحها‬ ‫وطقوساا من خال احلوار وغله من صور االلتقا والت ام ‪.‬‬ ‫‪ -2‬االنطال من األرضيا ادكرتكا بني احلضاراتن وهي كونةلا برشلا خمللوقنين‬ ‫ربةا واحدن وتصلةا واحد ومآلةا واحدن واهلل ت اىل ت رتف بوحدانيتله ووجلوده تكالمح‬ ‫الك وبن لكن ختتلب يف مفاوم المحبوبيلا اللذي جي ل ملن اهلل الواحلد ربلا حلاكام‬ ‫مسيطمحا م بودا بحقن وهو ما تةفمحد به احلضارة اإلسالميا التي اختذته إهلا وربان هلذا‬ ‫ُون‬ ‫ادفاوم قدفم ذكمحه القمحآم الكمحفم ‪َ ‬و َلئِ ْن َس َأ ْلت َُه ْم َم ْن َخ َل َق ُه ْم َل َي ُقو ُل َّن اهللَُّ َف َأنَّى ُي ْؤ َفك َ‬ ‫‪( ‬ال خمحف‪ )22 :‬إم هذا اددخ ‪ -‬تي اعرتاف تكامح الةاس بإله هلذا الكوم ‪ -‬فةبغي‬ ‫تم فكوم مدخال حلوارنا نحن ادسلمني مع اآلخمحفنن لةكمل بله اللةقص اخلطلل يف‬ ‫مفاوم األلوهيا والمحبوبيا يف عادةا‪.‬‬ ‫فقمح الت افش مع اآلخمح برشط احرتامه دبادئةا ونممةلا وحضلارتةا‬ ‫‪ -2‬إم اإلسالم ّ‬ ‫وما نختاره ألنفسةا من نمم وعقائد‪.‬‬ ‫فقمح نممحفا " صدام احلضارات " التلي فتبةاهلا الغلمحب حملاوال‬ ‫‪ -0‬إم اإلسالم ال ّ‬ ‫السيطمحة هبا عىل ال املن وإنام فقمح احلوار والتفاهم كام هو ظاهمح من نصوصه الكالة يف‬ ‫هذا الككم‪.‬‬ ‫‪ -59‬إم رسالا اإلسالم هي رسالا احلوار التي توجبت عىل ادسلمني تم حيلاوروا‬ ‫اآلخمحفن وتم حيرتموا ال قل وملا فصل إليله ملن نتلائجن واإلسلالم ف تلج احللوار‬ ‫احلضاري ثممحة للتصور اإلسالمي لإلنسام الذي فقوم عىل تممحفن‪:‬‬

‫(‪)242‬‬


‫ت‪ -‬حتدفد غافا الوجود اإلنساين وهي عبلادة اهلل ت لاىل بلاد ةى الواسلع والكلام‬ ‫دفاوم ال بادة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تم اإلسالم ال فةممح إىل هذه احلياة الدنيا فقلطن بحيلث فقترصل احللوار علىل‬ ‫األملور الدنيوفان ولكن اإلسلالم فملدّ الوعلي إىل ما ورا احلياة الدنيا "‬

‫(‪)222‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ -55‬إم حوارنا نحن ادسلمني مع الغلمحب ال فةبغلي تم فضليع يف تملور شلكليا‬ ‫وفمحعيا وج ئيا ب يدا عن األصو ن ذلك تم الفمحوع واجل ئيات إنام هي نتا األصو‬ ‫والتصورات الكليان تو هي التحقق ال ميل هلا يف مفلمحدات احليلاة اليوميلان فالصلالة‬ ‫عامد الدفن ولكةاا ناتج مفاوم تكج هو اإلفامم بلاهلل ت لاىلن إم حملاوري حضلارتةا ‪-‬‬ ‫خصوصا من الةصارى ‪ -‬ف محفوم تصلو عقيلدتةا وخمالفتالا الرصلحيا ل قيلدهتم يف‬ ‫ادسيح يف مسائ اخللق والصلب والقياما والفدا ‪ ..‬ويف الوقت نفسه فةكمحوم ادبادئ‬ ‫األساسيا التي فقوم علياا اإلسالم من ن و القمحآم وكونه كلالم اهلل وفةكلمحوم نبلوة‬ ‫حممد ‪ ‬ثم هم ب د هذا كله حياوروم ب يلدا عةلهن وهلو األملمح " اللذي حلدا بكليخ‬ ‫األزهمح يف آخمح دعوة للمكاركا يف م متمحات احلوار تم فدعو الةصارى إىل اإلقمحار توال‬ ‫بالكلياتن وعدم إضاعا الوقت يف ج ئيات وصغائمح ال طائ من بحااان وملن هلذه‬ ‫الكليات التسليم بكم القمحآم وحي وتم حمملدا ‪ ‬رسلو ن وإال فلام م ةلى تم فكلوم‬ ‫احلوار باسم " الدفانات الساموفا " إذا مل فسلم ادحلاور بكم القمحآم وحي؟ "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)220‬‬

‫‪ -52‬ال فةبغي لةا نحن ادسللمني تم ن امل احلضلارة الغمحبيلا بوصلفاا جمموعلا‬ ‫متةاسقا من القيم وادبادئن الن ليست هي هكذان ثما خالفات وتةاقضات جوهمحفلا‬ ‫‪ -222‬من كلما الدكتور عبد اهلل عبد ادحسن الرتكلي رئليس رابطلا ال لامل اإلسلالمي ورئليس رابطلا اجلام لات‬ ‫اإلسللالميا يف نللدوة " اإلسللالم وحللوار احلضللارات " التللي عقللدت بكليللا احلقللو ‪ -‬جام للا ادةصللورة يف‬ ‫‪2992 2 2‬ن وحرضها الباحث وسج ب ض وقائ اا‪.‬‬ ‫‪ -220‬جملا رابطا ال امل اإلسالمي ال دد‪205:‬ن شوا ‪5690‬هل‪5020 -‬من نقال عن‪ :‬قواعلد ومةطلقلات يف تصلو‬ ‫احلوار‪.32 :‬‬

‫(‪)243‬‬


‫داخ مةموما ادبادئ والقيم ادمالا لتلك احلضلارةن وليسلت اللدو ادماللا لتللك‬ ‫احلضارة عىل قدم واحدة يف عداوهتا للحضارة اإلسالميان إذ تقب الوالفات ادتحلدة‬ ‫ تو ب ض اجلاات ادتةفذة فياا وذات الصلا بالياود ‪ -‬عىل رتس القائما يف ال داوةن‬‫وتتما تبمحز صورها يف مساعدة إرسائي بال حدود للسيطمحة عىل ال لمحب وادسللمني‬ ‫وإض افامن تلياا بمحفطانيا‪...‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬ازدياد أمهيـة حـوار احلضـارات بعـد أحـداد احلـادي عرشـ مـن سـبتمُب‬ ‫‪2111‬م‪.‬‬ ‫لقد صار هذا التارفخ حدّ ا فاصال بني عادفنن فقبلله كانلت االهتاملات لإلسلالم‬ ‫وادسلمني تدور يف ب ض ادحاف الغمحبيا هةلا وهةلاكن دوم تم تكلوم هنجلا ثابتلا تو‬ ‫فلسفا متكاملا‪ ..‬ولكن ب ده صار األممح تكامح خطورة حقان لقد تلصلقت االهتاملات‬ ‫مبارشة باإلسالم وادسلمنين وتفلح اإلعالم الغمحيب الذي فسوس ادجتم ات هةاللك‬ ‫يف رسم صورة كمحهيا للمسلمني وصلت إىل ادستوى الك بين حتلى صلار الةلاس يف‬ ‫بيوهتم فتوجسوم خيفا من جار مسلم تو مسافمح مسلم عىل طائمحة هةا تو هةلاكن هلذه‬ ‫تمور فلمساا ادمح واضحا لل يام ب د األحداث ادكساوفا ادذكورةن ولقد علم ذللك‬ ‫ك قطاعات الك وب هةالك تقمحفبا من الساسا إىل من هلم تدنلىن وملن ترصلحيات‬ ‫المحئيس األممحفكي ببد حمحب صليبيا ثالاا إىل ترصحيات رئيس وزرا إفطاليا األسبق‬ ‫حو سمو احلضارة الغمحبيا وعلوها عىل احلضارة اإلسالميا‪...‬‬ ‫هلذا كله ازدادت الدعوة إىل حوار احلضارات بصورة الفتا عقب تلك األحداثن‬ ‫وعقدت ادل متمحات علىل مسلتوفات مت لددة هةلا وهةاللكن وصلارت ملادة حلوار‬ ‫احلضارات مادة تساسيا يف ك وسائ اإلعالمن وعقدت م متمحات وندوات يف كالل‬

‫(‪)244‬‬


‫مللن اجلام للات واد سسللات الاقافيللا والسياسلليان واهتمللت الصللحب وادجللالت‬ ‫ووسائ اإلعالم ادتةوعا هبذا ادوضوع حتى صار مادة تساسيا فياا مجي ا‪.‬‬ ‫هذه الصحوة ادفاجئا ت كس ال رفب ب دا غائبا عن ثقافتةا وم امالتةلا هلو ب لد‬ ‫احللوارن احلوار اللداخيل بلني تبةلا حضلارتةان واحللوار اخللارجي ملع احلضلارات‬ ‫األخمحىن هذا مع ما قد رتفةاه يف مباحث هذه الدراسا من وجود تصلو للحلوار يف‬ ‫تمحاثةا قمحآنا وسةا وتارخيا‪.‬‬ ‫ونحن ن ود فة كد تم اإلةا يف هذا اجلانب من جوانب ثقافتةلا وحضلارتةا هلو‬ ‫ممامح من مماهمح اإلةا التي تلب عالقتةا كلالا بموروثةلا احلضلاري واألخالقلي‬ ‫عمومان فقو الدكتور حممود عامرة‪ ":‬إذا كةا نمحفد ح مككالتةان واخلللمحو باألملا‬ ‫اإلسالميا من الةفق ادمللمن فإنه ال سبي إىل حتقيق هلذا األمل إال باحلللوار اللذي‬ ‫نتفاع به مع واقع احلياة تخلذا وعطا " ‪.‬‬ ‫(‪)209‬‬

‫لقد قي الكال عن تةيا احلوار قب التارفخ ادذكورن لكةا نقو ‪ :‬إم تةيلا احللوار‬ ‫اآلم وحاجتةا إليه صارت رضورة ملحان لقد تغل ال مام وتغلت وسائ االتصلا‬ ‫وسب الدعوة واحلوارن وت ددت وتةوعت هذه السب كالتلفاز وادلذفاع وادجلالت‬ ‫والصحب والكتب واألفالم وادسلسالت واإلنرتنت‪ ...‬إللخن هلذه صلور الت امل‬ ‫ال رصي مع ادادة ال لميا والاقافيان والبلد لةلا ملن اسلتاامرها يف حلدود الضلوابط‬ ‫الرشعيا للحوار الف ا اداممح مع احلضارات األخمحى من حولةا‪.‬‬ ‫لقد انسا الغمحب ورا مقولا ادفكمح السيايس األممحفكي "صلموئي هةتةجتلوم "‬ ‫(‪)205‬‬

‫كمحساا ومجع هلا الكواهد ادةتقاة يف كتاب‬ ‫عن رصاع احلضاراتن تلك ادقولا التي ّ‬

‫‪ -209‬د حممود عامرة‪ :‬من تج حوار ال ففسد للود قضيا‪.62:‬‬ ‫‪ -205‬كاتب ومفكمح سيايس تممحفكي عم بالبيت األبيض (‪ )5022-22‬مةسلقا لكلئوم التخطليط األمةلي دجللس‬ ‫األمن األممحفكين وتوىل مةاصب عدفلدة مةالا ملدفمح م الد توللن للدراسلات االسلرتاتيجيا بجام لا هارفلارد‬

‫(‪)245‬‬


‫ب ةوام " رصاع احلضارات " وذلك ب د سقوط ال دو التقليلدي للحضلارة الغمحبيلا‬ ‫متماال يف اهنيار الةمام الكيوعي يف االحتاد السوفيتين حيث رتى هذا ادفكمح تم ال دو‬ ‫ادقب للحضارة الغمحبيا هو اإلسالم الذي فتمتع بحضلارة راقيلا ممتلدة ملن جةلوب‬ ‫رش آسيا ممحورا باحلضارة الفارسيا والرتكيا ثم ال محبيا واألفمحفقيا الكامليا‪ ..‬وكلاا‬ ‫حضارات متةوعا حتت حضارة رئيسيا واحدة هي احلضارة اإلسالميان هذا ادجموع‬ ‫اهلائ من البرش والوحدة والتةوع والامحوة وادكام وادكانا‪ ...‬فما صللب احلضلارة‬ ‫اإلسالميان وفكك يف رتي هةتةجتوم التحدي األكج للحضارة الغمحبيا ب د سلقوط‬ ‫الكيوعيان واستممحت هذه ادقولا يف التفاع حتى تحداث احلادي عرش ملن سلبتمج‬ ‫لتجد الرتبا خصبا لتةبت ثامرهلا اخلبيالا حمحبلا رضوسلا علىل كالل ملن ادسلتوفات‬ ‫والص ُ د ضد اإلسالم وتهله وحضارته‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لقد افتقد هةتةجتوم ‪ -‬ما كال من كبار ماقفي الغمحب ‪ -‬الةممحة ادوضوعيا نحلو‬ ‫حضارة اإلسالم وتصوله الاابتلان فقلو فاملي هوفلدي‪ ":‬إم اإلسلالم كلدفن هلو‬ ‫السابقن إم مل فكن األوحدن الذي قدّ م إطلارا عقيلدفا واضلحا لل القلا ملع اآلخلمحن‬ ‫جدفمحا باالحرتامن حيث تضمةت الةصلوص ادمحج يلا يف اإلسلالم ‪ -‬والقلمحآم علىل‬ ‫ج‬ ‫رتساا ‪ -‬مبادئ غافا يف المحقي ت سس عادا تقلوم ال القات فيه عىل الت اوم عىل الل ّ‬ ‫واخللل بني ادختلفني "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)202‬‬

‫هذا الملم احلضاري الذي متارسه حضارة الغمحب القوفا اقصادفا وعسكمحفا فقابله‬ ‫ت ّق ودعوة إىل احلوار من قب حضارتةا اإلسالميان لقد ازدادت الدعوات إىل إقاما‬ ‫احلوار مع اآلخمحن مع الغمحب وغله‪.‬‬ ‫بالوالفات ادتحدةن نرش فكمحته عن صدام احلضارات يف مقا سةا ‪ 5003‬من ثم طورها وتصدرها يف كتاب سلةا‬ ‫‪5004‬م‪.‬‬ ‫‪ -202‬فامي هوفدي‪ :‬ادسلموم وسيةارفو الرصاع بلني احلضلارات‪0 :‬ن جمللا ادسللم اد لارصن ال لددام‪42 -42 :‬ن‬ ‫رجب ‪5653‬هل ‪ -‬فجافمح ‪5003‬م‪.‬‬

‫(‪)246‬‬


‫ونحن نختم هذا ادبحث بذكمح ب ض التوصيات الصادرة عن واحدة من الةدوات‬ ‫واد متمحات الكالة التي عقدت يف الفرتة األخلةن ونتائجاا وتوصياهتا تتكابه إىل حد‬ ‫كبلن مما فبني اتفا عقال حضارتةا عىل هذا ادبلدت احلضلاري ورضورة تف يلله علىل‬ ‫تسس سليمان ومن هذه التوصيات‪:‬‬ ‫‪ -5‬وضع اسرتاتيجيا ب يدة اددى لتف ي احلوار بني احلضارات والاقافات وذلك‬ ‫من خال استخدام م طيات التقةيا احلدفاا لتدعيم هذا احلوار احلضلاري وتكلجيع‬ ‫جماالت الرتمجا يف هذا اخلصوص‪.‬‬ ‫‪ -2‬تكايب اللقا ات اإلسالميا مع احلضارات األخمحى لدراسا ادسائ التي هتلم‬ ‫الطمحفني من تج تككي مفاهيم مكرتكا حوهلا وحتمحفمح الةفوس وال قو ملن وطلكة‬ ‫الرصاع التارخيي بني احلضارات‪.‬‬ ‫‪ -3‬بذ اجلاود الدوليا السلميا الفاعلا من تج ح ادككالت الكجى اد قلدة‬ ‫واد مةا التي تككو مةاا ادةاطق التي فتولد فياا ال ةب وفتةامى‪.‬‬ ‫‪ -6‬التككيد عىل تةيا القيم الدفةيا والمحوحيا واألخالقيا يف حتقيق الت افش اآلمن‬ ‫بني ادجتم ات البرشفا من الكوارث والفقمح واجلا والتدهور األخالقي‪.‬‬ ‫‪ -1‬إشاعا روح التسامح وادساواة والتضامن واحرتام التةوع الاقايف بني الك وب‬ ‫وخصوصيته‪.‬‬ ‫‪ -4‬زفلادة االهتامم باألقليات الدفةيا وال محقيا وضحلافا احلمحوب والكوارث‪.‬‬ ‫‪ -2‬الرتكي عىل الت ليم وإشاعا ثقافا احللوار لكلوهنام السلبي األفضل لتحقيلق‬ ‫الت ارف بني ادجتم ات‪.‬‬

‫(‪)247‬‬


‫‪ -2‬تكجيع ال لام والباحاني واألكادفميني يف اجلام ات وممحاكل البحلوث علىل‬ ‫إنجاز بحوث ميدانيا وتطبيقيا تت لق بحوار احلضلارات وربطالا بالةكلاط ال لملي‬ ‫ألعضا هيئا التدرفس والباحاني‪.‬‬ ‫‪ -0‬التككيد عىل عقد اد متمحات الةوعيا وم ارض الكتب ومةتدفات الفكمح والاقافا‬ ‫ال اديا وادكاركا فياا بام فسام يف إثمحا التفاع بلني حضلارات الكل وب وثقافاهتلا‬ ‫(‪)203‬‬

‫‪.‬‬ ‫خامس ًا‪ :‬سبل إ امة حوار احلضارات‬ ‫متمحات ادتةوعلا التلي ت قلد‬ ‫من تهم الصور اد ارصة إلقاما حوار احلضارات ادل‬ ‫ُ‬

‫باسم حوار احلضارات تو حوار األدفامن وهذه اد متمحات كالة متةوعان وفياا فكلوم‬ ‫اللقا وجاا لوجهن وال شك تم اللقا ف ف كالا ملن الكلك والللبس وسلو الةيلان‬ ‫وفوفمح م فدا من االطالع عىل احلقائق ب يدا علن االدعلا اتن خصوصلا فليام فت للق‬ ‫بصورة ادسلمني لدى اآلخمحفنن إذ إم عةدنا نحن ادسلمني رصليدا كافيا من اد محفلا‬ ‫احلقيقيا بالياود والةصارى من خال نصوصةا الاابتا كالقمحآم وصلحيح السلةان ثلم‬ ‫من خال ت امالتةا ادتةوعا م ام قدفام وحدفاان ويف ادقابل فلإم ثملا خلطلا كبللا‬ ‫ومل اعم وافلرتا ات يف تصللورات الغلمحبيني عمللوما عللن اإلسلالم وادسلللمني ويف‬ ‫م محفتام باإلسالم وعقيلدة ورشف ا‪.‬‬ ‫إم تمتةا يف حاجا إىل م سسات فاعلا فقوم عىل شكهنا ته ال قيدة واخلجة ال مليا‬ ‫الواق يان وجيب تم ت طى هذه اد سسات حمحفا كبللة يف ال مل والتحلمحك لتلدارك‬ ‫الةقص اخلطل يف سب حوارنا مع اآلخمح ووسائلهن كام ذكمحنا من قب ن ثملا إمكانلات‬ ‫كالة للحوار بني ادسلمني وال امل من حوهلمن فالم يف قللب ال لامل مكانلا واقتصلادا‬ ‫‪ -203‬من توصيات ندوة " اإلسالم وحوار احلضارات " التي تقامتاا مكتبا ادلك عبد ال ف ال اما بالمحفاضن ادجلد‬ ‫الاالث‪456-452 :‬ن نرش مكتبا ادلك عبد ال ف ال اما بالمحفاض ‪5621‬هل ‪ 2996 -‬م‪.‬‬

‫(‪)248‬‬


‫وتكثلا فاعالن لكن ادسلمني مل فستاممحوا كالا مما رزقام اهلل يف حوار اآلخمح ودعوتله‬ ‫والتكثل فيهن ال ت ا لدفةا إمكانات كالة متاحا ولكةاا ماملا‬

‫(‪)206‬‬

‫‪.‬‬

‫وجيب تم فكوم من األهداف األساسيا لذلك‪:‬‬ ‫‪ -5‬الدعوة إىل اهلل بمفاوماا الكام ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تصحيح صورة اإلسالم وادسلمني لدى اآلخمحفن‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدفاع عن حقو ادسلمني دوال وتقليات‪.‬‬ ‫إنةا إذا مل نف‬

‫ذلك فسوف فتجاوزنا قطار احلياة القوي اهلادرن ذلك الذي فسحق‬

‫الض فا ن واهلل ت اىل حيب اد من القوين وهو خل عةلده ملن ادل من الضل يبن إم‬ ‫ثقافا عرص اد لومات ادتوس ا دوما وما تستتب ه ملن مملاهمح ال ودلا تكلاد تسلحق‬ ‫األمم الض يفا التي تةكص عن اللحا بكدوات ال رص ووسائله يف عمليا التواصل‬ ‫والتحاورن ومن خماطمحها ال اجلا كام فقو الدكتور نبي عيل‪ ":‬ستضممح ثقافتةا تمللام‬ ‫جحاف ثقافا ال ودا الوافدة وحوار احلضاراتن وفكفي اإلشلارة هةلا إىل ملا ف لتله‬ ‫الرشكات األممحفكيا يف استغال مةتجات الصةلاعات اليدوفا يف اللدو الةاميلا ملن‬ ‫إندونيسيا إىل ادكسيك جاعللا مةاا جتلارة علاديا ال فتجلاوز نصيب الصلانع ادبلدع‬ ‫فياا‪. " % 59‬‬ ‫(‪)201‬‬

‫وعىل هذا نمحى تم سب إقاما احلوار مع احلضارات األخمحى كالة متةوعان وال بد‬ ‫لةا من تم نواكب ظمحوف ال رص الذي نحياه وتنممته الاقافيا واد محفيلا وللن فكلوم‬

‫‪ - 206‬انممح عىل سبي اد اا ‪ :‬اإلسالم والغمحب وإمكانيا احلوارن دجموعا من الباحاني األدامن حتمحفلمح وتقلدفم‪ :‬كلاي‬ ‫حافظن تمحمجا‪:‬صالح حمجوب إدرفلسن اهليئلا ادرصلفا ال املا للكتلاب (مكتبلا األرسة) القلاهمحة ‪ 2991‬من‬ ‫والباحاوم األدام عموما تق حدة وت صبا وتكامح عدال يف ت املام مع ادسلمني ملن غللهم ملن الغلمحبينين كلام‬ ‫نالحظ ذلك من قمحا تةا ألعامهلم االسترشاقيا‪.‬‬ ‫‪ -201‬د نبي عيل‪ :‬الاقافا ال محبيا وعرص اد لومات‪.12 :‬‬

‫(‪)249‬‬


‫التكثل فاعال إال باتباع هذه األنمما التي هي بماابا لغلا دوليلا موحلدة فت لارف هبلا‬ ‫الةاسن ونذكمح من ذلك عىل سبي اداا ‪:‬‬ ‫‪ -5‬تف ي دور اد متمحات والةلدوات التلي ختلص حلوار األدفلام واحلضلاراتن‬ ‫واالنطال من األسس والاوابت التي حتدثةا عةاا يف هذا ادجا ن واالهلتامم اخللاص‬ ‫بادتخصصني يف حضلارتةا وتمحاثةلا ملن عللام احلضلارات األخلمحىن تقلو إحلدى‬ ‫ادسترشقات اإلسبانيات عن زفارهتا للبالد ال محبيا‪ ":‬تود تم تقو ‪ :‬إنةا بحاجا ماسلا‬ ‫إىل ما هذه ال فارات لكمن فاي تفتح تمام تعيةةا عوامل بالغا الامحا وتلامةلا الكاللن‬ ‫ومن خالهلا نلمس بكناملةا ونصافح ب يونةا هذا ال امل اللذي وهبةلا تنفسلةا لله‪ :‬علامل‬ ‫الرش اجلمي ن فال فكفي تم ن يش ونموت ونحن نت ام م ه عن ب لد ملن خلال‬ ‫الصحب وادجالت والكتب‪ ...‬وهذه المححلا اإلنسانيا تو احلج الاقلايف اللذي نقلوم‬ ‫به رضورة لك مست محب هيتم بكلم وبإفلداعكمن فالكتلب ال تكفيةلا لة لمحفكم علىل‬ ‫حقيقتكمن إذ إم اللغا يف حياهتا وتفاعلاا مع البرش فضفيام كالان وففصحام عام هلو‬ ‫كامن تو مسكوت عةه ورا السطور "‬ ‫ول‬

‫(‪)204‬‬

‫‪.‬‬

‫هذا ف كد تةيا اللقا ادبلارش واحللوار الف لا إلزاللا الغملوض والكلك‬

‫والفام اخلاطئن وادسلموم اليوم يف تمس احلاجا إىل تف ي ذلك الللوم ملن احللوار‬ ‫احلضارين بدعوة ه ال األعالم والباحاني إىل بالدنا وإكمحامام ‪ -‬يف حدود الرشع ‪-‬‬ ‫وفتح آفا احلوار م امن فذلك تبلغ من االكتفا بةرش الكتب تو إصدار البياناتن إم‬ ‫آثار اللقا ادبارش تكامح عمقا وتكثلا ال رفب‪.‬‬

‫‪ - 204‬من مقابلا للصحفي ادرصي مصطفى عبد اهلل مع ادسترشقني اإلسبانيني بدرو مارتيةث وكارمن روفلث تثةلا‬ ‫زفارهتام للقاهمحة بمةاسبا االحتفا بممحور مخسني عاما عىل تكسيس قسم اللغا اإلسلبانيا بكليلا األلسلن بجام لا‬ ‫عني شمس بالقاهمحةن ونرشته جملا ال محيب الكوفتيا ص‪23 :‬ن ال دد (‪ )105‬ادحمحم ‪5620‬هل ‪ -‬فجافلمح ‪2992‬من‬ ‫واحلدفث هةا مع ادسترشقا كارمن روفث‪.‬‬

‫(‪)251‬‬


‫‪ -2‬االست انا باجلاليات واجلامعات واألقليات ادسلما يف البالد غل اإلسلالميان‬ ‫ذلك تم ه ال ال تةقصام الغلة علىل دفلةام وعقيلدهتمن وهلم تكالمح الةلاس درافلا‬ ‫بكحوا البالد التي ف يكوم فياا وعادات تهلاا وسب الت ام م ام‪ ...‬البد إذا ملن‬ ‫االسللتفادة القصللوى مللن هل ال ادسلللمنين وال فكللوم ذلللك إال بللالتةميم الللدقيق‬ ‫واالستفادة من سب االتصاالت احلدفاا يف هلذا الككمن وإم ادمح لي جب من الةمام‬ ‫الياودي يف ذلكن إذ إم لدى الدولا ادغتصبا ادقاما يف فلسلطني م لوملات مفصللا‬ ‫عن الياود يف ال املن وهي تستفيد هبم استفادة ضخما عىل ك ادسلتوفاتن فلال تقل‬ ‫من تم ن ام نحن ادسللمني األقليلات واجلاليلات اإلسلالميا بلام فكلبه ذللك ملن‬ ‫اإلحصا وادتاب ا وادساعدة‪ ..‬ثم االستفادة ب د ذلك‪.‬‬ ‫‪ -3‬ويف هذا السيا نذكمح تفضا رضورة االستفادة من الدارسني ادب وثني إىل تلك‬ ‫الدو من بالدنا اإلسالميان جيب تم فكوم ضمن واجبلات اللدارس هةاللك حتليل‬ ‫ب ض تصو احلضارة ادبت َ ث إىل إحلدى بللداهنان وتمحمجلا ذللك إىل لغتةلا ال محبيلان‬ ‫وليكن ذلك بالتةسيق مع اد سسات ادختصا باحلوارن ذلك تنةا نل من بلكم اد افكلا‬ ‫واد افةا تكج تثمحا وتشد تكثلا من القمحا ات ادجمحدة يف الكتب وادكاهدات يف وسائ‬ ‫اإلعالم عن ب د‪.‬‬ ‫‪ -6‬والبد من االست انا بكقوا ال قلال وادةصلفني ملن تبةلا احلضلارات التلي‬ ‫نحاورهان فيكوم كالمام حجا عىل إخواهنمن كام فذكمح األستاذ عبد اهلل كةوم‪ ":‬وقد‬ ‫ظامح تخلا بحث لاامنيا من كبار علام الالهوت الجوتسلتانت يف جام لا تكسلفورد‬ ‫بإنجلرتا تنكمحوا فيه تلوهيا ادسيح وبةوتله هللن وتخمحجلوه يف كتلاب خلاص ختاطفتله‬ ‫األفدي‪"...‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪)202‬‬

‫‪ -202‬عبد اهلل كةوم‪ :‬احلوار ادسيحي اإلسالمي‪21:‬ن مقا سابق‪.‬‬

‫(‪)251‬‬


‫ه استفدنا نحن ادسلمني من ذلك يف حوارنا مع احلضارة ادسيحيا؟ ه تلمحجم‬ ‫البحث إىل ال محبيا د فد من اد محفا بطبي ا ادوضوع؟‬ ‫‪ -1‬ويف هذا السيا نذكمح تفضا وجوب االستفادة ملن نتلائج األبحلاث ال لميلا‬ ‫التي ت فد وجاات الةممح ال محبيا واإلسالميا يف جما احلوار وإثبات احلقو ادسلوبان‬ ‫ونذكمح عىل سبي اداا هذا البحث الذي تجمحاه تحد ال لام اإلسبام وتوص فيله إىل‬ ‫تم التحلي اد ميل لدما عيةا ممالا من الفلسطيةيني من قطاع غ ةن وعيةا مقابلا ملن‬ ‫الياود هةلاك تثبتلت تم اليالود مسلت ممحوم‪ colonists‬تي غمحبلا علن الكل ب األصليل‬ ‫للمةطقان مما فدحض عمليا حق الياود اد عوم يف هذه األرضن وقلد قاملت م محكلا‬ ‫هيودفا ضد الباحث وبحاه وادجلا التي نرشت البحلثن حتلى إم ادجللا اعتللذرت‬ ‫عن ذلك !!‬

‫‪.‬‬

‫(‪)202‬‬

‫ومل ف د فكفي يف ذلك تم نقو للةلاس‪ :‬إم للدفةا تمحاثلا فقلو كلذا وكلذا‪ ..‬البلد‬ ‫للةاس تم فمحوا تثمح هذا الرتاث الذي نفاخمحهم بله يف سللوكةا وحضلارتةا اد لارصةن‬ ‫والبد كذلك من إفصا دعوتةا إىل الةاس حولةا بصورة تالئلم ال رصل اللذي نحيلاه‬ ‫وتدواته ادتةوعا ادتجددة كلام فقلو اللدكتور تةلد زوفل ‪ " :‬وملن ناحيلا توصلي‬ ‫اد لوما لل ق الغمحيبن فليس كافيا عىل اإلطال استخدام مةاج اإلحالا إىل التارفخن‬ ‫وإىل ما قاله المحواة بككم اإلسالمن البلد ملن توصلي اد لوملات إىل ال قل الغلمحيب‬ ‫بطمحفقا واضحا وسلسا "‬

‫(‪)200‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ -202‬انممح‪ :‬سلامي خكبا‪ :‬ثورة ادجتمع ال لمي الياودي ضد ال لمن صحيفا األهلمحام ادرصفا‪2995 55 39 :‬م‪.‬‬ ‫‪ -200‬احلوار مع الغمحب بدفال عن صدام احلضاراتن لقا مع د تةد زوف ن تجمحاه مجلا زافلدةن صلحيفا األهللمحام‬ ‫ادرصفا‪.2992 2 3:‬‬

‫(‪)252‬‬


‫قلت‪ :‬وليس م ةى ذلك تفضا تغيل الاوابت اد لوما ملن دفةةلا إرضلا لمحغبلات‬ ‫غلنا لةةا ب ضا من رضاهن إنام ادلمحاد التجدفلد يف علمحض هلذه الاوابلت بكسلاليب‬ ‫ال رص‪.‬‬ ‫‪ -4‬البد كذلك من التحدث بلغا ال رص الذي نحياه كام ذكمحنان ويف هلذا السليا‬ ‫توفمح شبكا اد لومات الدوليا " اإلنرتنت " فمحصا هائلا ورخيصا الامن نسبيا حللوار‬ ‫الاقافات واألدفام كام فقو الدكتور نبي عيل‪ ":‬حوار األدفام هو تهم حملاور احللوار‬ ‫الاقايفن وهو احلوار الذي تصبح ممكةا والزملا يف آمن لقلد وفلمحت شلبكا اإلنرتنلت‬ ‫ساحا ساخةا للتااقب الدفةين فكاد عىل ذلك هذا ال دد الوفل ملن ادواقلع الدفةيلا‬ ‫ادمالا دختلب األدفام والطوائلبن لقلد و ّفلمحت دراسلات اللدفن ادقلارم األسلس‬ ‫توجله تشلم‬ ‫الةممحفا من تج حوار تكامح موضوعيا وفاعليا بلني األدفلام يف إطلار ّ‬ ‫لبلورة نممحفا عاما لرتاث اإلنسانيا الدفةي " )‪.‬‬ ‫(‪399‬‬

‫إم من اد سب تم إرسائيل تسلبقةا يف اسلتغال الكلبكا توال لللرتوفج للدعافلا‬ ‫الصايونيان ثم لتكوفه صورة اإلسالم وادسلمنين ب لتحمحفب الةصوص اإلسلالميا‬ ‫ووض اا عىل الكبكا بوصلفاا نصوصلا إسلالميا صلحيحان وادحلاوالت يف ذللك‬ ‫كالةن إم عدد ادواقع ال محبيا جمتم ا عىل الكبكا ادذكورة فبدو مقاربا ل لدد ادواقلع‬ ‫اإلرسائيليا !! مع الفار اد لوم بني عدد السكام بطبي ا احلا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)395‬‬

‫‪ -2‬إم لدفةا نحن ادسلمني طاقا هائلا مل نستفد مةالا ب لد يف حلوار احلضلاراتن‬ ‫تعةي بذلك الطاقا الدبلوماسيا التي حرصناها يف نطا ضيقن ومل نستفد من جتلارب‬ ‫الغمحب يف ذلكن إم الةكاط الدبلومايس للغمحب فما م سسلات متكامللا للمتاب لا‬ ‫والدراسا والتحلي بل التجسلس تحيانلا علىل اللدو التلي فيالا تللك الب الاتن‬ ‫‪ -399‬د نبي عيل‪ :‬الاقافا ال محبيا وعرص اد لومات‪.664:‬‬ ‫‪ -395‬نفسه‪.11 :‬‬

‫(‪)253‬‬


‫و ُفست م هذا كله يف حماوالت التكثل عىل صةاعا القلمحار السليايس واالقتصلادي يف‬ ‫تلك الدو حيث إم صةاعا " اد لومات " غدت تكامح الصةاعات جلدوى سياسليا‬ ‫واقتصادفا‪.‬‬ ‫ولو رج ةا إىل تمحاثةا لوجدنا تم السفارات وادمحاسالت الدبلوماسليا يف حضلارتةا‬ ‫وإرثةا الاقايف كام اهلدف األصيل مةاا الدعوة إىل اهلل ت اىلن كام كانت رسلالا سلليامم‬ ‫إىل بلقيسن وكام كانت رسائ الةبلي ‪ ‬إىل مللوك عرصله وحكامله اد لمحوفني علىل‬ ‫الساحا الدوليا آنذاكن وال بكس تم نذكّمح بطمحف من هلذه المحسلائ بوصلفاا صلورة‬ ‫مةاسبا لذلك ال رص ‪ -‬ول رصنا كذلك ‪ -‬إلقاما احلوار ملع اآلخلمح باحلسلةىن وقلد‬ ‫توردنا مةاا يف موضع سابق رسالا الةبي ‪ ‬إىل همحق ‪.‬‬ ‫قص الطجي يف تحداث السلةا السادسلا للاجلمحة خلمحو رسل رسلو اهلل إىل‬ ‫ف ّ‬ ‫ادلوك واألممحا ن وفذكمح ابن س د يف الطبقلات رسلال كاللفن ترسللام الةبلي ‪ ‬إىل‬ ‫ادلوك واألممحا ن غل تنةا نختار هةا تهم تولئك ادلوك واألممحا يف ذلك الوقت دا كام‬ ‫هلم من تكثل عىل األحداثن وكانت المحس إىل ه ال عىل الةحو اآليت‪:‬‬ ‫‪ -5‬اد ْحيا بن خليفا الكلبي ترسله الةبي ‪ ‬إىل قيرص ملك المحوم‪.‬‬ ‫‪ -2‬عبد اهلل بن حذافا السامي إىل كرسى ملك الفمحس‪.‬‬ ‫‪ -3‬حاطب بن تيب بلت ا إىل ادقوقس حاكم مرص‪.‬‬ ‫‪ -6‬عممحو بن تميا الضممحي إىل الةجايش حاكم احلبكا‪.‬‬ ‫‪ -1‬سليط بن عممحو ال اممحي إىل هوذة بن عيل احلةفي صاحب اليامما‪.‬‬ ‫‪ -4‬شجاع بن وهب إىل احلارث بن تيب شممح الغساين يف دمكق‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال ال بن احلرضمي إىل ادةذر بن ساوى صاحب البحمحفن‪.‬‬ ‫(‪)254‬‬


‫‪ -2‬عممحو ال اص إىل َج ْيفمح بن ُج َلةْدى وتخيه صاحبي ُعامم "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)392‬‬

‫وادالحظ تم اإلطار ادكاين هلذه المحسائ فكم ‪:‬‬ ‫‪ -5‬ال محب الوثةيني يف تنحا اجل فمحة ال محبيا‪.‬‬ ‫‪ -2‬الةصارى يف الكام ومرص واحلبكا ومن تب ام من ال محب‪.‬‬ ‫‪ -3‬الفمحس ادجوس يف الرش ومن تب ام من ال محب‪.‬‬ ‫وهذه ادحاور متا الدوائمح األكامح قمحبا إىل الدعوة الةاشئان وقد تصبح تكامحها ب لد‬ ‫قلي يف حوزة الدولا اإلسالميان وهذه الدوائمح نفساا شلغلت حيل ا غلل قليل ملن‬ ‫قصص القمحآم وتحداثه تككيدا عىل عاديا الدعوةن ففيالا قصلص سلبك واألخلدود يف‬ ‫اليمنن وقصص األنبيا يف الكام ترض الةبواتن ومرص التي زارها إبلمحاهيم وعلاش‬ ‫فياا فوسب وتبواه وإخوته وموسى وهاروم‪ ..‬وتحداث انتصار الفمحس علىل اللمحوم‬ ‫ثم الدولا للمحوم عليام كام يف توائ سورة المحوم‪ ..‬هذه الدوائمح اجلغمحافيلا هلي التلي‬ ‫حتمحك المحسو ‪ ‬فياا بادئ األممح سياسيا وإعالميا بمحسائله إىل ادلوك واألممحا لفلتح‬ ‫باب احلوار والدعوة إىل اهلل باحلسلةى وت محفلب اآلخلمح باحلضلارة الةاشلئا وتسسلاا‬ ‫الاابتا‪ ..‬ثم تابع اخللفا من ب ده حتمحكام فيالا عسلكمحفا وسياسليا لةرشل دفلن اهلل يف‬ ‫اآلفا ‪.‬‬ ‫تما اإلطار ال ماين لتلك المحسائ بام له من تةيا كذلك فقد كام يف تواخلمح السلةا‬ ‫السادسا للاجمحة حني ه م اهلل األح اب ور ّدهم خلائبنين وبرشل الةبلي ‪ ‬ادسللمني‬ ‫بكهنم ب د فوم األح اب فغ وم الكفار وال فغ وهم الكفارن وب د تطالل اددفةلا ملن‬

‫‪ - 392‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪461– 466 2 :‬ن وحممد بن س د‪ :‬الطبقات الكجى‪:‬‬ ‫دار الفكمح‪ -‬بلوت ‪5656‬هل‪5006-‬م‪.‬‬

‫(‪)255‬‬

‫‪ 521 5‬وما ب لدها ن ط‬


‫الوبا الياودي ادتما يف آخمح جيوب اليالود يف اددفةلا بةلي قمحفملان وامتلد اإلطلار‬ ‫ال ماين هلذه المحسائ حتى فتح مكا‪.‬‬ ‫ونذكمح من هذه المحسائ رسالته ‪ ‬إىل كرسى ملك الفمحسن ونصاا‬

‫" بسم اهلل‬

‫المحةن المححيمن من حممد رسو اهلل إىل كرسى عميم فلارسن سلال ٌم علىل ملن اتبلع‬ ‫اهلدىن وآمن باهلل ورسوله ؛ وشاد تم ال إله إال اهللن وتين رسو اهلل إىل الةاس كلافان‬ ‫ليةذر من كام حيا ؛ تسلم تسلمن فإم تبيت ف لليك إثم ادجوس "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)393‬‬

‫هكذا كانت السفارات السياسيا تساسلا لللدعوة إىل اهلل وفلتح بلاب احللوار ملع‬ ‫احلضارات األخمحىن وجيب تم تكوم الدعوة وتصحيح ادفاهيم ج ا تساسليا اليلوم‬ ‫من ب اات ادسلمني يف الدو غل اإلسالميا وفق الضوابط الرشعيا لذلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬االستفادة من وسائ اإلعالم ادوجاا من بالد عمحبيا وإسلالميا نحلو اللبالد‬ ‫غل اإلسالميان ومةاا اإلذاعات ادوجالا والقةلوات الفضلائيا وهلي ملن الوسلائ‬ ‫الف الا لةق تصو حضارتةا إىل اآلخمحفن وتصحيح صورتةا ادكوها عةد كالل ملن‬ ‫تبةا احلضارات األخمحى‪.‬‬ ‫‪ -0‬استاملا اد تدلني من علام الغمحب وإقاملا حلوار خلاص م الم ودعلوهتم يف‬ ‫زفللارات علميللا وتمحفيايللا ‪ -‬يف حللدود الرشللع ‪ -‬إىل بالدنللان وت وفللدهم بالكتللب‬ ‫واد لومات التي تصحح وجالات نملمحهم علن اإلسلالمن إم هلذا ال مل متارسله‬ ‫م سسات الغمحب مع ب ض ماقفيةان لكةاا ختتار مةام نوعا خاصلا فل من بكفكلارهم‬ ‫وفسللاعد عللىل نرشللها يف دفارنللا بوسللائ متةوعللان وفللمح بللني مللن فةرشل الضللال‬ ‫واالنحال يف بالدنان ومن نطالبه بتصحيح صلورتةا ادكلوها للدى األخلمح بال لد‬ ‫واإلنصاف وإظاار حضارتةا بصورهتا احلقيقيا‪.‬‬ ‫‪ - 393‬الطجي‪ :‬تارفخ الطجي‪.416 2 :‬‬

‫(‪)256‬‬


‫‪ -59‬داذا ال تةكئ تمتةا مةاج " االسلتغمحاب" مقلابال دلةاج االسترشلا اللذي‬ ‫ساعد ال رفب يف تكوفه صورة اإلسالم وادسلمني بام فةرشه من افرتا ات وتكاذفب؟‬ ‫إنةا حقا يف حاجا إىل م سسات متخصصا تدرس الغمحب وطمح تفكله قادة وش وبا‬ ‫واجتاهات سياسيا ودفةيا‪ ...‬وال رفب تم ذلك سوف فساعد تمتةا يف رسم سياسلات‬ ‫الت ام مع اآلخمح ب د فامه جيدان لقد كام االسترشلا مقدملا ومتايلدان ثلم عونلا‬ ‫مبارشا لالست امر الغمحيب لبالد اإلسالمن فا ن ي الدرس؟‬ ‫سادس ًا‪ :‬عوائق حوار احلضارات‪:‬‬ ‫لكي فةجح حوار احلضارات البد من إزالا ال وائق التي ت لرتض سلبيلهن وتهلم‬ ‫هذه ال وائق الفالم اخللاطئ ادتلوارث بلني تطلمحاف احللوارن إم كاللا ملن حقلائق‬ ‫حضارتةا اإلسالميا عىل سبي اداا جماولا لدى اآلخمح الذي نمحفلد تم نحلاوره بل‬ ‫هةاك خلط ولبس كبلام يف صورتةا لدى اآلخمحن هةالك اهتامات وت ّمحهات وتباطيل‬ ‫تفو اخليا ن نسجتاا تسلاطل شل بيا متوارثلا يف توربلا مةلذ الفلرتة األندلسليا ثلم‬ ‫احلمحوب الصليبيا ثم احلمحوب الرتكيا ال اامنيا مع توربان قا بولدوفن‬

‫(‪)396‬‬

‫‪ ":‬إم ال امل‬

‫ادسيحي تو تج ا هاما مةه عىل األق ظلت تواجه خطمح علامل إسلالمي م لاد لفلرتة‬ ‫تقمحب من األلب سةا متتد من تارفخ وفاة الةبي عام ‪432‬م حتى اهنيلار آخلمح هجلوم‬ ‫عاامين تمام فييةا عام ‪5243‬م‪ ..‬إم اإلسالم كلام اللدفن الوحيلد اللذي جلا عقلب‬ ‫ادسيحيان وغةم مةاا مةاطق شاس ان وك ّبدها ه ائم عسكمحفا كجى"‬

‫(‪)391‬‬

‫‪.‬‬

‫وما ت ا كال من تسس اإلسلالم ممحفوضلا ملن اآلخلمحفن تو جماوللا متاملان وإ ْذ‬ ‫ف رتف ادسلموم ب يسى عليه السالم نبيا ممحسال ال ت رتف ادسيحيا بمحملد ‪ ‬نبيلا‬ ‫‪ -396‬رئيس اجلم يا األممحفكيا الكاثوليكيا التارخييا عام ‪5065‬م‪.‬‬ ‫‪ -391‬د حممد عصفور‪ :‬صورة اإلسالم وادسلمني يف األدب الغمحيب حتى القلمحم الالامن عرشل‪12-15:‬ن جمللا علامل‬ ‫الفكمحن نُرش يف‪ :‬ادختار من علامل الفكلمحن‪5:‬ن الكوفلت ‪5026‬ن والبحلث ادلذكور فلورد نصوصلا توربيلا مليئلا‬ ‫باالفرتا ات واألكاذفب حو اإلسالم وادسلمني والمحسو حممد ‪.‬‬

‫(‪)257‬‬


‫ممحسالن وذلك مما خي ّ بمبادئ احلوار ال اد بني احلضارتنين إم‬

‫" قضليا الوضلع‬

‫الدفةي لةبي اإلسالم حممد ‪ ‬هي واحدة من اإلشكاليات اد قدة يف احلوار اد لارص‬ ‫بني هاتني الدفانتني " ‪.‬‬ ‫‪394‬‬

‫وهذا ماا فحسبن وثما كال غله مما ف و احلوارن وسببه رفض الطمحف اآلخمح‬ ‫للحقائق وادسلامت التي ن من هبا تو جاله هبا‪.‬‬ ‫إم قيام احلوار عىل تسس عادلا ‪ -‬كام ذكمحنا ب ضاا من قب ‪ -‬ال فمكن تم فلتم يف‬ ‫ما هذه األجوا ن كام تقو الدكتورة فمحفدة جاد احللق‪ ":‬وإذا دققةلا الةملمح يف فكلمحة‬ ‫حوار الاقافات ادطمحوحا بكك تسايس بني الاقافتني الغمحبيا واإلسالميا فسلةجد تم‬ ‫الغمحب هةا وضع عاملني تو سببني تساسيني فمة ام من وجود حوار حقيقي‪ :‬األو ‪:‬‬ ‫جا الغمحب باإلسالمن وهو ما دفع ادفكمح إدوارد س يد إىل كتابا مقاله علن" صلدام‬ ‫اجلااالت تو رصاعاا "ردا عىل مقولا هةتةجتومن مما دفع ب ام اجللا إىل تم فكلوم‬ ‫هو ادسئو عن رؤفا الغمحب هلذه لإلسالم‪ ..‬الااين‪ :‬اد محفا الةاقصا عن اإلسالم‪"..‬‬ ‫(‪)392‬‬

‫‪.‬‬ ‫وتكل الكاتبا كذلك إىل سيادة ثقافلا االسلت ال التلي حتكلم ت لامالت الغلمحب‬

‫وحواره مع اآلخمحن وهو من عوائق قيام حوار عاد مةصبن هذه الة عا االست الئيا‬ ‫متالاا كتابات وتفالم ومواد إعالميا وثقافيا كالةن وتمامح تحيانا بصورة الفتا للةملمح‬ ‫كام صار إليه احلا ب د تحداث احلادي عرش من سبتمج ونذكمح مةاا عىل سبي اداا‬ ‫تقوا رئيس وزرا إفطاليا ورئيسلا وزرا بمحفطانيلا السلابقان وموقلب رئليس وزرا‬

‫‪ -394‬تليكيس جورافسكي‪ :‬اإلسالم وادسيحيا‪.562 :‬‬ ‫‪ -392‬د فمحفدة جاد احلق‪ :‬عوائق تمام حوار الاقافاتن ملالحما توليا‪ :‬صحيفا األهللمحام ادرصلفا‪2992 6 50:‬ن‬ ‫مع ترصف فسل يف الصياغا اللغوفا‪.‬‬

‫(‪)258‬‬


‫فمحنسا السابق ادستقي ليوني جوسبام‬

‫(‪)392‬‬

‫ب د ه فمته الكبلة يف انتخابلات المحئاسلا‬

‫الفمحنسيان تللك الترصلحيات التلي تكتسلب زمخلا إعالميلا وانتكلارا بسلبب مكانلا‬ ‫تصحاهبا السياسيا‪.‬‬ ‫ويف خضم األحداث ادتالحقا ال نةسى الدور الفاع للحمحكا الصايونيا ادتةفلذة‬ ‫يف الوالفات ادتحدة والغمحب عموما يف حمحهبا ضد اإلسالمن ففي الوالفلات ادتحلدة‬ ‫حيث فقود اإلعالم ادجتمع وفوجه رؤفته للحياةن فسيطمح الياود عىل كال من وسائ‬ ‫اإلعالم ودور الةرش وصةاعا السيةامن فم سسا " نيوهاوس " التاب ا للياود وتل لب‬ ‫دورا تساسيا يف تككي المحتي ال ام األممحفكي متتلك اثةتي عرش َة قةاة تليف فونيا و‪22‬‬ ‫حمطا كاب و‪ 26‬جملا و‪ 24‬صحيفا فوميان ويف جمموع الوالفات ادتحدة فصدر‪5499‬‬ ‫صحيفا مةاا ‪ %21‬فقط ب يدا عن الياود‬

‫(‪)390‬‬

‫تضب إىل ذلك ممحك صلةاعا السليةام يف‬

‫هوليود ومالهلي واللت دفل ين‪ ..‬كل هلذه اد سسلات الفاعللا تل لب هبلا تفلدي‬ ‫الصايونيا وتستغلاا لتحقيق مآرهبان ومن تةاا حمحب اإلسالم وادسلمني‪.‬‬ ‫ومن اجلانب اإلسالمي هةالك عوائق ظاهمحة تفضان مةاا عىل سبي ادالا شل ور‬ ‫الطمحف اإلسالمي باحلمح ألنه صار يف موقب ادتام ب د تلك األحداث ادكساوفان إذ‬ ‫ادكاركوم فياا ‪ -‬كام قي ‪ -‬هم من ادسلمنين ومن عدة بلدام مسلمان وهلم م فدوم‬ ‫من هةا وهةالك‪...‬وهةا فمكن الدفاع عن تنفسةا بالتساؤ عن السبب اللذي تدى إىل‬ ‫هذه الةتيجان حتى مع عدم قبو اجلماور ادسلم بتلك األحداث واستةكاره هلا علىل‬

‫‪ -392‬كام ذلك يف شامح تبمحف ‪ 2992‬من وفذكمح هةا تم اجلاليا اإلسالميا يف فمحنسا (تكامح من مخسا مالفني نسما) كلام‬ ‫هلا تثمح واضح يف تلك االنتخابات التي تطاحت بجوسبامن وبممحشح اليمني ادتطمحف لوبامن وهلذا ف فلد اللدعوة‬ ‫إىل الت ام اإلجيايب مع اجلاليات ادسلما‪.‬‬ ‫‪ -390‬انملللمح‪ :‬فرسلللي تةلللد غمحبلللاوي‪ :‬ادسللللموم ومطمحقلللا الصلللايونيا األممحفكيلللا‪ :‬صلللحيفا األهللللمحام‬ ‫ادرصفا‪.2995 55 39:‬‬

‫(‪)259‬‬


‫ك ادستوفاتن لكن تليس هو الملم واالستغال الذي مارسه الغمحب ضد ادسللمني‬ ‫طيلا قمحوم عدفدةن وما ف ا فامرسه حتى اليوم بصور عدفدة ظاهمحة لل يام؟‬ ‫وال ائق الااين من قب الطمحف اإلسلالمي علائق داخليلن إذ ال شلك تم تكالمح ملا‬ ‫فواجاه ادسلموم يف حوارهم احلضاري من حمح فتمال يف التةلاقض الصلارخ بلني‬ ‫األسس واألصو احلضارفا التي نقدماا للةلاس نممحفلان وبلني واقلع ادسللمني ملن‬ ‫التخلب والفمحقا واخلالف الداخيلن ومن ثم ُفطالب ادحاور ادسلم و ُفسك عن سبب‬ ‫ختلب بالد اإلسالم يف جماالت السياسا وال للوم واالقتصلاد واللةمم االجتامعيلا يف‬ ‫ضو هذا المحصيد اهلائ من ادبلادئ ال لميلا واألخالقيلا التلي نقلدماا نممحفلا علىل‬ ‫األق ن هذه م ضلا ختصةا نحن وحدنان ولن حيلاا تحد غلنلان وللن فكفلي يف هلذا‬ ‫الدفع بكنةا خارجوم من احتال دام قمحونا‪ ...‬ثما دو حتاورنلا كانلت هللا األحلوا‬ ‫نفساا ثم سبقتةا يف هذا ادضامر إم ادمحض كامن فيةان وعالجه بكفدفةان هذا ما فلذكّمحنا‬ ‫َريو ْا َما بِ َأ ْن ُف ِس ِه ْم ‪( ‬المحعد‪.)55:‬‬ ‫َري َما بِ َق ْو ٍم َحتَّى ُيغ ِّ ُ‬ ‫به القمحآم دائلام ‪ ‬إِ َّن اهللَّ لَ ُيغ ِّ ُ‬ ‫وال فةبغي لةا نحلن ادسلمني يف خضم األحلداث الكاللة ادتالحقلا واحلملالت‬ ‫اد ادفا لةا تم نذه عن حقيقا توضلاعةا نحلن السياسليا االجتامعيلا واالقتصلادفا‬ ‫وال لميان إم كالا من بالدنا ال فل ا متخلفلا فقللان وإم كاللا مملا ُفلصلق بةلا ملن‬ ‫اهتامات موجلود عةلد ب ضلةان وللو كلام قلليالن إم نممةلا االقتصلادفا والسياسليا‬ ‫واالجتامعيا‪ ...‬ك ذلك ال ف ا دوم احلد اللذي جي لةلا مقبلولني كحضلارة فاعللا‬ ‫م ثمحة عىل ادستوى الدويلن وتوضح ماا عىل ذلك بلد ما تمحكيا ادسلما التي حتاو‬ ‫مةذ تمد ب يد االنضلامم إىل االحتلاد األوريبن وملع ذللك تلمحفض توربلا ذللك لتلدين‬ ‫مستوى احلمحفات يف تمحكيا ونقص ال د االجتامعي وهضم حقو األقليلاتن وهلي‬ ‫تقليات مسلما كاألكمحاد فتم حمحماهنا من لغاهتلا وممارسلا تقل حقوقالان إم اد لافل‬

‫(‪)261‬‬


‫األوربيا حلقو اإلنسام عىل سبي اداا قد ختتلب ملع م افلنلا اإلسلالميان ولكةلا‬ ‫نحن مل ن لن ب لد االلتل ام بلكي ملةاام رصاحلان وهلو ملا فوق ةلا يف ملكز خطللن‬ ‫خصوصا عةد عقد جوالت احلوارن فال نحن بكوضاعةا حققةا التقدم الذي فليق بةلان‬ ‫وال نحن حققةا إرثةا احلضاري يف واق ةا الذي ن يش‬

‫‪.‬‬

‫(‪)359‬‬

‫الفصل التاسع‬ ‫ثمرات احلوار يف جمال الرتبية والثقافة‬ ‫أولً‪ :‬ثمرات احلوار يف جمال الرتبية‪:‬‬ ‫الرتبيا هي فن صةاعا ال قو واألجيا ن إهنا السبي األو لبةا تما قوفلا يف كل‬ ‫نواحي احلياةن لقد كانت حياة الةبي ‪ ‬رحللا تمحبوفا عميما بادفاوم الكام تو ال ام‬ ‫للتلمحبيان ذلك ادفاوم الذي ف ةي تم ك تفمحاد ادجتمع حمتاجوم إىل قلدر ملن اللت ّلم‬

‫‪ -359‬للم فد من التفصي حو عالقا ادسلمني بالغمحب انممح‪ :‬كلتاب ال محيب (‪ )60‬ب ةوام‬ ‫وهو جمموعا من ادقاالت نرشت يف جملا ال محيب دفكمحفن عمحب حو هذا ادوضوع‪.‬‬

‫(‪)261‬‬

‫" اإلسالم والغمحب "‬


‫الدائم تو هو بادفاوم القمحآين " زفادة ال لم " التي ُتممح المحسو ‪ ‬تم فدعو هبا ربله ‪‬‬ ‫رب زدين عل ًام ‪( ‬طه‪.)556 :‬‬ ‫و ل ِّ‬ ‫لقد قرصنا نحن ادسلمني مفاوم الرتبيا يف عرصنا يف م ةى ضيق وحدود م لوملا‬ ‫تبدت بت ليم الطف وتةتاي به إىل الدراسلا اجلام يلان ثلم تةتالي عالقتله بم سسلات‬ ‫الت ليم إىل األبد إال فئا قليلا من طالبي الدراسات ال ليلا والبحلوثن وهلذا ‪ -‬فليام‬ ‫تحسب ‪ -‬ختلب خطل عن ادفاوم األسايس للرتبيا كلام نفامله ملن تصليل اإلسلالم‬ ‫ال ميمني‪ :‬القمحآم والسةا‪.‬‬ ‫ومع ذلكن ولرضورة البحث ادةاجيا يف هذا الفص ن سةقرصل حلدفاةا علىل دور‬ ‫احلوار وتثمحه يف ال مليا الرتبوفا بادفاوم اد ارص للرتبيا ؛ إ ْذ فمحى الباحث تنه قلد ّ‬ ‫وّف‬ ‫اجلانب األوسع لدور احللوار يف الرتبيلا ال املا والت لليم‬ ‫يف فصو الكتاب ادتةوعا‬ ‫َ‬ ‫ادستممح لكافا تفمحاد األما‪.‬‬ ‫ويف الرتبيا اد ارصة تتم دراسا تثمح احلوار ودوره يف ال مليا الرتبوفلا ملن مةملور‬ ‫‪ C‬يف الت ليم وهذا ادلةاج فقلوم علىل ت للم‬ ‫‪om‬‬ ‫توسع فسمى االجتاه التواصيل‪unicationApproch‬‬ ‫ال لوم من خال االتصا والتحاور وادةاقكلان ول لةلا ن لود باللذاكمحة إىل القلمحوم‬ ‫األوىل من احلضارة اإلسالميا لةجد ادةاج الةبلوي يف الرتبيلا ف تملد علىل التواصل‬ ‫الكفاهي واحلوار وادةاقكان واستممح ذلك قمحونا يف حلقات الت ليم يف ادسلاجد ودور‬ ‫ال لم وجمالس اخللفا واألممحا وال لام ن حيث تبقى ادادة ال لميا موضلوع اللدرس‬ ‫حيا ماثلا يف الةطق والسمعن تتةاقلاا األلسلن وتتلقاهلا األسلامع فرتسلخ يف اللذهن‬ ‫برسعا ودقا تكامح من القمحا ة الصامتا يف الكتبن وفكيت دور الكتابا ب د ذلك لتسجي‬ ‫تلك احلوارات للمحجوع إلياا وحفماا لألجيا ‪.‬‬

‫(‪)262‬‬


‫إم السامع والةطق من خال ادحاورة وادةاقكا حيققام الضبط لأللفلاحل واجلمل‬ ‫واألفكارن وف لامم الدقا واختيار الكلامت الدالا وحسن تةسيق الكالم وإدارته‪.‬‬ ‫وادةاج التواصيل ُفدرس اليوم كذلك يف علم اللغا احلدفث بوصفه ادةاج األمال‬ ‫لدراسا اللغا وتدرفساان دا فتيحه من حياة ادادة اللغوفا نطقا وسامعا وتدا ن ويف هذا‬ ‫السيا تدرس اللغا بوصفاا تداة للتواص اإلنسلاينن وفلتم تلدرفب ادت لملني علىل‬ ‫الطمح الفةيا للتواص والتحاور مع اآلخمحفنن تي توظيب اللغلا عمليلا يف مواقلب‬ ‫احلياة ادتةوعان مما فكسب ادت لم القدرة عىل التحدث والةطق السليمن وف لمله آداب‬ ‫االستامع وادحاورة والمح ّدن وف ف كالا من ادككالت التي فواجااا ادت لموم يف هذا‬ ‫ادجا كاخلج تو التل ام تو اضطمحاب التفكل‪.‬‬ ‫إم التحاور فو ّلد الكلامت واجلم ن وفدفع هبا ال ق إىل اللسلامن وم ةلى التوليلد‬ ‫هةا تم ال ق فست م ادخ وم لدفه من مفمحدات اللغا وصور تمحاكيباا يف توليد م ام‬ ‫جدفدة بإعادة تمحكيب تلك الكلامت وفق تصو اإلسةاد التي ت ّود عليالا واخت هنلان‬ ‫ففي اللغا ال محبيا فكتسب اإلنسام دائام صورا وتنامطا للجملا ختت هنا الذاكمحةن وحني‬ ‫حيتا ادتكلم إىل تدا م ةى تس فه الذاكمحة بكلامت ف يد تمحكيباا وفلق تنلامط ال محبيلا‬ ‫ككم فبدت بجملا اسميا تو ف ليان وقد لوحظ تنه يف تثةا عمليا التحاور تو التخاطلب‬ ‫" ت داد نسبا تسميع الكلامت التي تتلقاها الذاكمحة وف داد تمحددها عىل الذهنن وفتكمحر‬ ‫اسرتجاع جمموعات كبلة مةاا ربام لفرتات طوفلا ومستممحة بحسب الفمحص ادتاحلا‬ ‫هلذا التخاطب تو التحاورن وهذا ال ف مل فقلط علىل متكلني الفلمحد ملن نطلق هلذه‬ ‫الكلامت نطقا سليام وإدراك ما تةتجه حمحوفالا تو تلمحتبط بله تصلواهتا ملن إفقاعلات‬ ‫خمتلفا التكثلن وإنام ف فد تفضا من ثبات هذه الكلامت يف الذاكمحة وفسا عىل مكتسباا‬

‫(‪)263‬‬


‫اسرتجاعاا من هذه الذاكمحة واستحضارها عةد احلاجا إلياا دوم بط ن مما ف ثمح إجيابيا‬ ‫عىل تطور الطالقا اللغوفا تو نموها لدفه "‬

‫(‪)355‬‬

‫‪.‬‬

‫إم م ازرة احلواس ب ضاا ب ضا يف الت ّلم تسلوب تما تثبتت الدراسات ال لميا‬ ‫جدواهن إنه فبقي ادادة ال لميا حيا يف الةفوس وال قو ن واحلوار تُسلت م مةله علىل‬ ‫األق حاستا السمع والبرصن وةا تهم احلواس عةد اإلنسلام إضلافا إىل احلمحكلات‬ ‫اجلسميا ادصاحبان فإذا شلارك الطاللب مكلاركا عمليلا يف احللوار تو قلام بلإجمحا‬ ‫التجمحبا اد مليا بةفسه زادت لدفه نسبا االسلتي ابن ألنله فكلارك يف صلةع احللدث‬ ‫الت ليمين لقد تثبتت الدراسات تم الةاس فتذكمحوم " مخسا عرش بادائا مما فسلم ونهن‬ ‫ومخسني بادائا مما فمحونهن نضيب إىل ذلك احلقيقا التي تثبتاا البحثن وهي تم الةلاس‬ ‫فتذكمحوم حلوايل ثامنني يف ادائا مما فف لونه "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)352‬‬

‫وفذكمح تساتذة الرتبيا اد ارصوم " ادةاقكا " ضمن طمح التدرفس األكالمح قبلوال‬ ‫وجدوى يف جما الت ليمن وادةاقكا " تقوم يف جوهمحهلا علىل احللوارن وفيالا ف تملد‬ ‫اد لم عىل م ارف التالميذ وخلجاهتم السلابقا فيوجله نكلاطام بغيلا فالم القضليا‬ ‫اجلدفدة مستخدما األسئلا ادتةوعا وإجابات التالميذ لتحقيق تهداف درسه "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)353‬‬

‫وقد تكدت األبحاث من خال حساب تواتمح ادةاشط اللغوفا تم ادحادثا تلكيت يف‬ ‫ادمحتبا األوىل من حيث تةيتاا فالقمحا ة والكتابان ويف دراسا قام هبا عامل ٌ غمحيب حلرصل‬ ‫ادةاشط الرتبوفا التي حيتاجاا اإلنسام يف حياته توصل إىل تم هةلاك ثالثلا وسلب ني‬ ‫مةكطا لغوفا مج اا يف تس ا تنواع رئيسيا وتسامها ادواقب الوظيفيا يف احليلاة وهلي‪:‬‬ ‫‪ -355‬د تةد حممد اد تلو ‪ :‬احلصليلا اللغوفلا‪ 246-243:‬سلسللا عللامل اد محفلا (‪ )252‬الكوفلت ربيلع األو‬ ‫‪5652‬هل‪ -‬تغسطس ‪5004‬م‪.‬‬ ‫‪ -352‬وليم‪ . .‬ماكوالف‪ :‬فن التحدث واإلقةاع‪.25:‬‬ ‫‪ -353‬د حس شلحاته‪ :‬ت لليم اللغلا ال محبيلا بلني الةممحفلا والتطبيلق‪35 :‬ن ط‪ 5‬اللدار ادرصلفا اللبةانيلان القلاهمحة‬ ‫‪5652‬هل‪.5002 -‬‬

‫(‪)264‬‬


‫ادحادثا وادةاقكا اجلامعيا وكتابا المحسائ وادذكمحات والتقلارفمح وإلقلا الكللامت يف‬ ‫ادةاسبات ادختلفا وقص القصصن وتوجيه الت ليامت واإلرشلادات والتفسللات "‬ ‫(‪)356‬‬

‫‪.‬‬ ‫وتباد األسئلا واألجوبا ف تمد عىل " للوم ملن احللوار الكلفوي بلني ادلدرس‬

‫والتلميذ ف دي يف الةاافا بالتلميلذ يف الفصل إىل التوصل إىل اد لوملات وادفلاهيم‬ ‫األساسيا "‬

‫(‪)351‬‬

‫‪.‬‬

‫إم كالا من األنكطا اددرسيا سوا ال لميا تو الفةيلا فمكلن تم تل دى يف صلور‬ ‫حوارفان مما فمكن الطالب من م افكا اللغا واكتسلاهبا والقلدرة علىل احللدفث هبلان‬ ‫ذلك دا يف احلوار من مواجاا ت فل اخلجل واللرتددن وتسلاعد كلذلك علىل زفلادة‬ ‫احلصيلا اللغوفا للطالبن حيث فةادي ادختصوم برضورة " إقاما حلقات حلوار تو‬ ‫مةاقكا تو مةاظمحة‪ ..‬بلني جمموعلات ملن التالميلذ ادتقلاربني يف مسلتوفاهتم ال قليلا‬ ‫والت ليميان تطمحح فياا موضلوعات علميلا تو ثقافيلا تو قضلافا هتلم وتكلدّ جمملوع‬ ‫ادكرتكني يف هذه احللقات وحتاام عىل احلدفث تو التحاور "‬

‫(‪)354‬‬

‫‪.‬‬

‫وفذكمح علام الرتبيا كذلك " الطمحفقا احلوارفا " ضمن طلمح التلدرفس وهلي "‬ ‫طمحفقا احلوار والةقاش باألسئلا واألجوبا للوصو إىل حقيقا من احلقائقن وتةسلب‬ ‫هذه الطمحفقا إىل سقمحاط الذي كام فست م تلك الطمحفقا مع غله متملاهمحا باجلالل‬ ‫للشد ادت لم حتى فصل إىل احلقيقا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)352‬‬

‫‪ -356‬بابكمح تةد البكل‪ :‬احلوار يف ت ليم ال محبيا لغل الةاطقني هبان تةيته وطمح تدرفسهن جملا م الد اللغلا ال محبيلان‬ ‫جام ا تم القمحى – مكا ادكمحمان ال دد الااين ‪5696‬هل‪5026 -‬من نقال عن‪ :‬تةميا فةيات احلوار‪.2:‬‬ ‫‪ -351‬د إبمحاهيم بسيوين عملةن د فتحي اللدفب‪ :‬تلدرفس ال للوم والرتبيلا ال مليلا‪265:‬ن ط‪56‬ن دار اد لارفن‬ ‫القاهمحة ‪5002‬م‪.‬‬ ‫‪ -354‬د تةد حممد اد تو ‪ :‬احلصيلا اللغوفا‪395 :‬ن سلسلا علامل اد محفا (‪ )252‬الكوفت ربيلع األو ‪5652‬هلل‪-‬‬ ‫تغسطس ‪5004‬م‪.‬‬ ‫‪ -352‬د حسن شحاته‪ :‬ت ليم اللغا ال محبيا بني الةممحفا والتطبيق‪.31:‬‬

‫(‪)265‬‬


‫ثاني ًا‪ :‬ثمرات احلوار يف جمال الثقافة العامة‪:‬‬ ‫الاقافا هي جمموع م ارف ش ب ما يف فرتة من ممحاح حياتهن وهلي بلذلك ت لد‬ ‫تممحا خاصا بذلك الك ب تةبع من عقائده وعاداته وتخالقه‪ ..‬وتقوم علىل خلدمتاا ‪-‬‬ ‫تي رصدها وتفسلها وتةميتاا ‪ -‬م سسات فةكئاا ادجتملع كادلدارس واجلام لات‬ ‫ووسائ اإلعالم وادكتبات‪ ..‬إضافا إىل دور ال بادة واد سسلات الدفةيلا وتثمحهلا يف‬ ‫حفظ هوفا الك ب‪ ..‬ك هلذه م سسلات ثقافيلا حتملي ثقافلا الكل وب وتفرسلها‬ ‫وتوثقاا‪.‬‬ ‫والقائموم عىل هذه اد سسات غالبا هم ملن خلواص اداقفلني وذوي ادل هالت‬ ‫ال لميا ادةاسبا دجا عملامن إهنم قادة المحتي والفكمحن ولذا فإم التل امام بالتفلاهم‬ ‫والتحاور رضوري لتقدم ادجتمع وتطوفمح نممه الفكمحفا والاقافيا واحلضارفا‪.‬‬ ‫لقد تةوعت التخصصات ال لميا يف عرصنا تةوعا هلائالن وت لددت االهتامملات‬ ‫واألنكطان واختلفت ادكاربن وهو تممح مل فكلن م محوفلا علىل نطلا واسلع يف بلد‬ ‫الدعوة اإلسالميان وهذه سةا احلياة ال رفبن ومع هذا كله فكالمح التةلوع واخللالفن‬ ‫فكيب فلتقي الةاس عىل تسس مكرتكا فتفقوم علياا ثم فتحم ك بتخصصه وفةه؟‬ ‫البد من االلتقا والتحاور والتكاور‪.‬‬ ‫ومن مككالت حياتةا الاقافيا تم ماقفيةا مل ف ودوا فلتقوم وجاا لوجله كاللا إم‬ ‫كالا مةام ف تمد عىل الكتاب وادقا ككداة توصي وتواص ثقايفن والكتاب وادقا‬ ‫قد فستدعيام نقدا تو ردان ومن ثم تةكك المحدود‪ ..‬ك ذلك دوم اللقلا ادبلارش اللذي‬ ‫ت ودنا مةه تم حي ّ كالا من ادغاليق واإلشكاالت وف ف اللبس وسو الفام وفلذفب‬ ‫ادكاعمح ادتةاقضا وفسا األلفا والتواص ‪.‬‬

‫(‪)266‬‬


‫إم ال ةارص التوصيليا ادتوفمحة يف اجلو احلواري ختتلب عةالا يف الكتلاب وادقلا‬ ‫ف ةارص ادقام ‪ -‬كام رسدنا ب ضاا من قبل ‪ -‬تسلاعد علىل توضليح الفكلمحة وحتدفلد‬ ‫ادمحاد‪.‬‬ ‫احللمح اللذي ال خيضلع‬ ‫وهكذا البد تم ن يلد إىل حياتةلا الاقافيلا حلقلات احللوار ّ‬ ‫للممحاقبا والتتبعن وبخاصا ادمحاقبا األمةيا بم ةاها احلمحيف اد محوف يف كال من بالدنان‬ ‫حيث تكخذ بالكباا وتسجن بالمن يف تحيام كالةن هذا مع تم التحاور ونقد اللذات‬ ‫تو تسس احلكم ب احلياة الةاجحا‪.‬‬ ‫ثما روافد ثقافيا متةوعا تةوعا هائال تصب كلاا يف هنمح ثقافا األما ادسلمان وفياا‬ ‫كال مما شابه اخلبث والكيد وادكمحن والسلبي إىل التةقيلا هلو اللقلا والتحلاور لبةلا‬ ‫مجلاع‬ ‫ترضيا مكرتكا تتحدد فياا األطمح ال اما ادكرتكان وهي تطمح البد تم تةبلع ملن ّ‬ ‫حضارة األما ودورها ومامتاا يف هلذه احليلاة اللدنيا بوصلفاا األملا الوسلطن تملا‬ ‫الدعوة الوحيدة الصحيحا إىل اهلل ت اىل يف عامل اليوم حتى قيام الساعان ولقد عاشلت‬ ‫تمتةا قمحونا طواال يف تلك األطلمح ال املا التلي نكلل إليالا فكبلدعت لإلنسلانيا خلل‬ ‫حضارة تخمحجت للةاسن وعةدما تةلت هذه األطمح وتةوعت ادكارب صارت األما‬ ‫إىل حا ال حتسد علياا يف ظمحفاا المحاهن‪.‬‬ ‫احلي والتفاهم من خال احلوارن ليست للدفةا‬ ‫إم كالا من ماقفيةا ففتقدوم اللقا‬ ‫ّ‬ ‫بمحامج مةمما لذلكن حتى ثقافا اد متمحات بكنواعاا ادختلفا تقوم غالبلا علىل فةلوم "‬ ‫اإللقا " الذي هو نوع من اخلطابان قد تكوم اللقلا ات اجلانبيلا يف تللك ادل متمحات‬ ‫والةدوات تحيانا تهم من اد متمحاتن تلك التي تتيح اللقا والتحاور‪ ..‬وقد فقو ادمح‬ ‫ألخيه مةفمحدفن ما ال فقوله لله تمام الةاس تو عىل مةصا احلدفث‪.‬‬

‫(‪)267‬‬


‫نقمح بكم مةاخةا الفكمحي ال فكجع عىل اإلبداع إال نادران الن دام التحلاور‬ ‫جيب تم َّ‬ ‫فقوم الفكمح وفمحصهن إنةا ال نف ّ سياسا الكورى التي هي تصل ملن‬ ‫الف ا الذي ّ‬ ‫تصو دفةةلان إم التحلاور والتكلاور سلبي عمليم لتقلدم الفكلمح وال للم والاقافلا‬ ‫واحلضارة كلاان ثما جما م اام كبلل لتقليلب الفكلمحة وم محفلا اخللل فيالا والرشلن‬ ‫والضارن ثما عقو تتالقى وتتالقحن وهي حيةئذ ال جتتمع عىل ضاللا‪.‬‬ ‫والصالح‬ ‫ّ‬ ‫إم تزما احلوار السيايس واالجتامعي يف بالدنا ما هي إال نتيجلا ألزملا تكلج هلي‬ ‫تزما احلوار الاقايف بادفاوم ال ام للاقافلا بوصلفاا مجلاع م لارف ادجتملع وعاداتله‬ ‫وتقاليدهن إم اداقفني " عىل المحغم من رف ام ش ارات احلوار الدفمقمحاطي والةقلاش‬ ‫ال قالين ليسوا تكامح دفمقمحاطيا تو عقالنيا من سلواهمن بسلبب نمحجسليتام الاقافيلا‬ ‫الةاب ا من اعتقادهم بكهنم فمالوم صفوة ادجتمع وضلمل األملم وعقلو البرشلفان‬ ‫والكاهد علىل ذللك تم السلاحات الاقافيلا هلي ترض خصللبا للحلمحوب المحم فلا‬ ‫والسرتاتيجيات المحفض واإللغا "‬

‫‪.‬‬

‫(‪)352‬‬

‫إم تةوع نمم الت ليم واختالفاا لدرجا التبافن يف بالدنلان حيلث توجلد ادلدارس‬ ‫احلكوميللا واخلاصللا وكللذلك اجلام للات بةوعياللان وادللدارس األجةبيللا ومللدارس‬ ‫اللغاتن والكليات ال سكمحفا والدفةيا‪ ..‬إلخن ك ذلك ف دي إىل التةوعن وليس ذلك‬ ‫رشا يف ذاتهن لكن الرش فكيت حني فتصور ك من ه ال تنله فمتللك احلقيقلا وحلدهن‬ ‫ّ‬ ‫وليس لآلخمحفن إال اخلضوع له ودةطقه ودلا ت لمله‪ ...‬هةلا حيلدث التةلازع وتةكلب‬ ‫اد ارك بني ال للامين واللدفةين وبلني ال سلكمحي والاقلايفن وبلني األمةلي واللدفةين‬ ‫واليساري مع اليميةي‪ ..‬وحيةئذ فكوم دور احلوار والتفاهم تساسيا الستغال ذللك‬ ‫التةوع لصالح ادجتمع كلهن ال لتكمحفس ثقافا الفمحقلا واالخلتالف ثلم الرصلاعن إنةلا‬

‫‪ -352‬عيل حمحب‪ :‬فلسفا احلوار‪222 :‬ن جملا االجتاادن عدد سابق‪.‬‬

‫(‪)268‬‬


‫بحاجا ماسا إىل م سسات نماميا للتحاور االجتامعي الف ا جلمع هذه ادختلفلات‬ ‫يف مكادنا الاقايف والسيايس عىل تسس مكرتكا تو حدود دنيا من التفاهم والت افش‪.‬‬ ‫إم مككالت التطمحف واإلرهاب يف بلالد ادسللمني ‪ -‬علىل سلبي ادالا ‪ -‬كلام‬ ‫فمكن م اجلا كال مةاا باحلوار اهلادئ البةا ادبةي عىل األسس ادتفق علياا لاقافتةلان‬ ‫ولكن بني َم ْن و َم ْن فكوم احلوار؟‪.‬‬ ‫إم اجلامعات الدفةيا التي تسمى" األصوليا "‬

‫(‪)350‬‬

‫وهي الداعيا رصاحا إىل ال ودة‬

‫إىل تصو اإلسالم الصافيان ملع اخلتالف مةاهجالا يف حتقيلق تللك اللدعوةن هلذه‬ ‫اجلامعات تتمسك بكصو ثابتا تمحى فيالا احللق كلله وال تبليح تو تقبل ملا سلواهان‬ ‫والةخب السياسيا لدفةا مةفتحا عىل ال امل بف‬

‫االحتكلاك ادبلارش بغلل ادسللمنين‬

‫وكال من هذه الةخب فمحى التمسلك بتللك األصلو التلي تلدعو إليالا اجلامعلات‬ ‫الدفةيان فمحى ذللك عبئلا عليلهن وقلد ف محضله للمسلا لا تملام الكل وب تو االهتلام‬ ‫باألصوليا من جانب غل ادسلمني‪ ..‬وهي تمور تكمحهاا الةخب السياسليا ال رفلبن‬ ‫وهلذا ترتك هذه الةخب م اجلا ادسكلا بمحمتاا ‪ -‬مسكلا الصدام مع اجلامعات الدفةيا ‪-‬‬ ‫ترتكاا للمحور األمةي ليت ام م اا دوم فتح حلوار م الان وهلو ت امل بتفلوفض‬ ‫مطلق ومسبق من الةخبا السياسيا بلإطال فلد األملن يف الت امل بلدوم حلدود تو‬ ‫قوانني ضابطان ومن ثم فقع الصدام والتةاحمحن إهنا حلقا مفمحغا كلام ملن ادمكلن تم‬ ‫ْ‬ ‫حيلدث ! إنةلا ال نل ا بحاجلا إىل‬ ‫لللام‬ ‫فكوم للحوار دور يف إصالحاان ولكن ذلك ّ‬ ‫حوار جاد مع الذفن مل حيملوا السالح ومل حيمحضوا عىل القت من هل ال ن تملا اللذفن‬ ‫ةلوا السالح وخمحجوا عىل احلكام فلام شكم آخمح‪.‬‬ ‫‪ -350‬هذا ادصطلح بادفاوم السائد اآلم غمحيب األص ن وف ةي هةالك ال ودة إىل الدفن وهي دعوة تالقلي يف الغلمحب‬ ‫ثم حم بسطاا‪ ..‬لكن الغمحب تطلق عىل اجلامعلات الداعيلا إىل‬ ‫كالا من االستاجام والمحفض لممحوف شتى ليس ّ‬ ‫ال ودة إىل اإلسالم ادصطلح نفسهن ومن ثم فمامح اخلطمح يف است امله يف ثقافتةا بادفاوم الغمحيب للهن فكتام ملا بلني‬ ‫احلالني‪.‬‬

‫(‪)269‬‬


‫إم األسلس ادكلرتكا إلجلمحا احللوار متللوفمحة ال رفلبن وهلي األسلس ادكونللا‬ ‫حلضارتةا ال محبيا اإلسالميان لكن المحغبا احلقيقيا يف احلوار غل موجلودة فليام نملنن‬ ‫فالةخب السياسيا قد تمحى نفساا مكغولا بكمور كالة وواق لا حتلت ضلغوط دوليلا‬ ‫شدفدة ال فك مح هبا عاما الةاس‪.‬‬ ‫ويف ال امل الدفمقمحاطي فتم إرشاك ك القلوى االجتامعيلا فليام هيلم ادجتملع ملن‬ ‫قضافان وفتم توزفع األدوار ما بني حكومات وم ارضا وفق نمم م لوما تتليح لكل‬ ‫تم فقو رتفه برصاحا ليقمحر الك ب ب د ذلك ما سوف خيتارهن ومن ثم فمامح ادكلاد‬ ‫السيايس كله متوازنا مةسجام مع طبي ا ادوضوع ومصلالح األملان وبلذلك فكتسلب‬ ‫ادوقب ادتخذ قوة ومصداقيا عىل ادستوى ادحيل والدويلن وال رفب تم األممح خمتلب‬ ‫عن ذلك يف بالدنا اإلسالميا عموما !‬ ‫ونحن نمحى ب ض ال ال يف مجلع القلوى ادختلفلا لكل وبةا علىل مائلدة احللوار‬ ‫االجتامعي البةا ن احلوار الذي ففتح ك ادلفات وال فستاةي " ادحمحمات " السياسيا‬ ‫اد اودة يف كال من بلدانةان مل فكن يف عرص الةبوة واخلالفا المحاشلدة يش ملن تللك‬ ‫ادحمحماتن ك ادسائ وادوضوعات كانت عمحضا للحوار وادةاقكان هذا هو السبي‬ ‫لبةا حد تدنى مكرتك من التفاهم والتواص واالتفا عىل ح مكلكالتةان وبلذلك‬ ‫نتجةب اد فد من ادككالت الداخليا والتاميش عىل ادستوى الدويلن إنةلا ن تقلد تم‬ ‫الدو الكجى تت ام م ةا من مةطق حوارنا الداخيل ونمامةا السيايس‪.‬‬ ‫إم الرصللاع يف اجل ائللمحن وبللني ادغللمحب وجباللا حتلللمحفمح الصللحمحا الغمحبيللا‬

‫"‬

‫البوليسارفو " والرصاع يف الصوما ومككالت السودام واألكمحاد يف ال محا وتمحكيلا‬ ‫وإفمحام وسورفا‪ ...‬ك هذه ادككالت وغلها كال لن حت إال باحلوار احلقيقين لقلد‬ ‫فك يف حلاا اجلانب ال سكمحي واألمةي حتى اليلومن واستةلل فت مالفلني األرواح‬

‫(‪)271‬‬


‫وكالا من ادا واخلل الذي كام كفيال بإحداث تغيلات جذرفا يف بةيلا ادجتم لات‬ ‫ادذكورةن إم قليال من التةاز من اجلانب األقوى هو عىل ك حا تفض كاللا ملن‬ ‫اخلسائمح اهلائلا والدمار والتكخمح الذي فسيطمح عىل ادكاد اإلسالمي يف مةاطق كالة‪.‬‬ ‫التكيس هبا واالنتفاع بخجاهتلا التحاورفلا‬ ‫ثما جتارب ناجحا يف هذا اديدام فمكن‬ ‫ّ‬ ‫تسوي ادككالت فليام‬ ‫والتفاوضيان كام حدث بني دو جملس الت اوم اخلليجي التي ّ‬ ‫بيةاا باحلوار اجلاد باحلسةى واألخوة اإلسالميا يف كال من األحوا رغلم الضلغوط‬ ‫اخلارجيا ادت افدة علياا‪.‬‬ ‫تليس احلوار الداخيل بيةةا حل مككالتةا خلا من تمحكاا للمةمامت الدوليلا التلي‬ ‫قد ال تكوم صلادقا الةيلا يف حلالا؟ لقلد تلدخلت األملم ادتحلدة يف الرصلاع علىل‬ ‫الصحمحا الغمحبيا مةذ عرش سةني تو ف فد دوم نتيجا حقيقيان يف حني تم ح الرصلاع‬ ‫يف تفمحلةدا الكامليا بتدخ قوي من القوى الكجى وعىل رتساا الوالفات ادتحدةن ب‬ ‫إم رئيساا السابق ‪ -‬بي كليةتوم ‪ -‬حرض توقيلع اتفلا السلالم اللذي توصل إليله‬ ‫الطمحفام بم ونا تممحفكيان يف حني تقاعست تلك السياسا عن ح مكلكلا الصلحمحا‬ ‫الغمحبيا وغلها من مككالتةا التي ربام ُفمحاد هللا – سلوا جالةلا ذللك تم جتاهلةلاه ‪-‬‬ ‫االستممحار ال احل !‬ ‫ُ‬ ‫من عوائق حوارنا الداخيل‪:‬‬ ‫ثما عوائق كالة للحوار الداخيل يف بالدنا ادسلمان مةاا عىل سبي اداا ‪:‬‬ ‫‪ -5‬القيود احلكوميا عىل ب ض مسلائ احللوار وموضلوعاتهن فاحلكوملات هلي‬ ‫الطمحف األقوى سلطانا وماال ونفوذان ولذا فتم كبت اد ارضا ولو كانت عىل حلق يف‬ ‫ب ض ما تدعو إليه تو تطالب بهن ومن ثم تفمحض احلكومات احللو األمةيا بوصلفاا‬ ‫تسا احللو لدهيان ولكن اد اجلات األمةيا ال حت ادككالت ب ت جلاا وتدفع إىل‬ ‫(‪)271‬‬


‫ال م الرسي ادختفي عن تعني احلكوماتن ومن ثم تةكلك ادكلكالت التلي عانلت‬ ‫ادجتم ات ادسلما من وفالهتا حتى اليوم‪.‬‬ ‫‪ -2‬وعىل ادستوى االجتامعي نجد هذه القيود نفساا ملن الطلمحف األقلوىن علىل‬ ‫مستوى األح اب واجلامعات واإلدارات احلكوميلا والرشلكات والقبائل واألرس‪..‬‬ ‫ثما تنواع من الضغط وإةا احلوار والتكاور والتفمحد باختاذ القمحارن وهذا كله خمالب‬ ‫للمةاج اإلسالمي يف احلوار قمحآنا وسةا‪.‬‬ ‫وهذه األطمحاف القوفا عادة ما تفمحض رشوطا مسبقا للحوارن مملا جيالض عمليلا‬ ‫احلوار ابتدا ن وخيمح ادسائ اجلوهمحفا ادمحاد الةقاش حوهلا من دوائلمح احللوارن وملن‬ ‫اد لوم يف القمحآم والسةا تنه مل تكن ثما موضوعات خار نطلا احللوار تو التفكلل‬ ‫اإلنساينن فك يش يف حياة الةبي ‪ ‬ودعوته بل خاصلا تملمحه كلام قلابال للةقلاش‬ ‫واحللوارن والسةا والسلة الةبوفا مليئا باألخبار يف ذلك‪.‬‬ ‫ومما فد عىل ذلك ‪ -‬وهو من تعجب ما نمحاه يف السةا ‪ -‬هذا احلوار اللداخيل بلني‬ ‫اإلنسام ونفسهن وهو ‪ -‬وإم كام فيه وسواس من الكيطام ‪ -‬فإنه حوار داخليل فبلني‬ ‫بجال تنه ليس هةالك ممةوعات يف احلوار ؛ ألم احللوار فمالمح احللق جليلان ف َ ل ْن َت ايب‬ ‫وم َحتَّى ُف َقلا َ ‪َ :‬ه َ‬ ‫َّاس َفت َ​َسا َ ُل َ‬ ‫لق اهللَُّ‬ ‫لذا َخ َل َ‬ ‫ُه َمح ْف َمح َة َقا َ ‪َ :‬قا َ َر ُسو ُ اهللَّا ‪ ":‬ال َف َ ا ُ الة ُ‬ ‫ْ‬ ‫اخلَ ْل َقن َف َم ْن َخ َل َق اهللََّ؟ َف َم ْن َو َجدَ ام ْن َذل ا َك َش ْيئا َف ْل َي ُق ْ ‪ :‬آ َمة ُْت بالاهللَّا " هلذا تخطلمح‬ ‫(‪)329‬‬

‫تمور احلياة كلاا وجوهمح الوجود‪ :‬التوحيدن ومع ذلك فالو قابل للتسلاؤ واحللوار‬ ‫إلظاار وجه احلق ال لالستممحار يف الككن واحلوار حو التوحيد يف القمحآم كال كلام‬ ‫هو م لوم واحلق يف نفسه ال فرضه الةقاش حوله ألنله ف فلده وضلوحا وبيانلان وإنلام‬ ‫احل ا‬ ‫ا‬ ‫‪ - 329‬رواه مسلم حدفث (‪ )363‬وتبو داود (‪ )6225‬وقا الةووي‪َ ":‬قا َ اإل َملام ادَْ ا‬ ‫لدفث َتنَّل ُه ‪‬‬ ‫لاز ار ُّي‪َ :‬ظلاهمح ْ َ‬ ‫اخل َواطامح بااإلع َْمح ا‬ ‫المح ّد َهلَا ام ْن غ َْل اا ْستادْ ال َوال َن َممح ايف إا ْب َطاهل َا " من رشح الةووي عىل‬ ‫َت َم َمح ُه ْم َت ْم َفدْ َف ُ وا ْ َ‬ ‫اض َعة َْاا ن َو َّ‬ ‫مسلم‪511 2 :‬ن دار إحيا الرتاث ال محيب – بلوتن ط ‪5302 2‬هل‪.‬‬

‫(‪)272‬‬


‫خياف من ذلك ض يب احلجا فاقد الب ّيةان وإذا كام هذا يف شكم ال قيدةن فام ظةك بلام‬ ‫هو تق مةاا من مسائ احلياة وادصالح االجتامعيلا والسياسليا واالقتصلادفا؟ دلاذا‬ ‫نجد ك هذه ادلفات ادغلقا وادسكوت عةاا يف جوانب شتى من حياتةلا اإلسلالميا‬ ‫اد ارصة؟‬ ‫هذا هو اإلسالم وهذه حياتةان والفالح ال رفب سيكوم ب محض حياتةا هذه علىل‬ ‫اإلسالم وضبطاا عىل موازفن الرشع‪.‬‬ ‫تليس من األفض إذا تم ن ود إىل تصولةا احلضارفا نستمد مةاا مبادئ اخلل الذي‬ ‫تكمحمةا اهلل به؟ تمل فكممحنا ربةا بالتحاور والت ارف ونبذ اخلالف والرصاع؟ تمل تكن تلك‬ ‫هي سةا نبيةا حممد ‪‬؟‬

‫(‪)273‬‬


‫اخلـامتة‬ ‫لقد اجتادت يف هذه الدراسا خملصا ‪ -‬فيام تحسب ‪ -‬ال م َ هلل ما وس ةي اجلادُ ن‬ ‫م ّمال تم تتوص َ ‪ -‬مع إخواين ممن كتبوا عن ادوضلوع ‪ -‬إىل تكصلي إسلالمي لفلن‬ ‫دراسات غمحبيا كالةن وقد صار لتلك الدراسات يف الغلمحب‬ ‫تصلت لله‬ ‫ٌ‬ ‫احلوار الذي ّ‬ ‫ٍ‬ ‫خلجات تفاوضليا وحتاورفلا قوفلا مل ثمحةن‬ ‫وقع وصدى يف بلداهنان حتى تثممح ذللك‬ ‫ٌ‬ ‫توضع يف مستوى التقدم ال لمي والتكةولوجي واالقتصادي هةالك‪.‬‬ ‫والالفت للةممح تم كالا من تلك القواعد التي ُتصلت هةالك تلتقي ملع القواعلد‬ ‫التي ذكمحهتا لفن احلوار من تصولةا الرشعيا وتمحاثةا ال لمي الكبلن لكلن ثملا فمحوقلا‬ ‫ب ّيةا بني القاعدة ادةضبطا بكص رشعين وبني عم اجتاادي فتوص إليه البرشل قلد‬ ‫فكوم فيه الصواب تو اخلطكن إذ فدخ األو يف مةموما ال بادة بوصلفه قمحبلا إىل اهلل‬ ‫ت اىل وسلوكا اعبادفان وفم كذلك مةضبطا بتحقيق مصلحا البرشلن يف حلني هيلدف‬ ‫الااين غالبا إىل الكسب الدنيوي توالن وال هيدف إىل حتقيق مصالح رشعيان وتوضلح‬ ‫(‪)274‬‬


‫ماا عىل ذلك حتاور الغمحب مع ال محب حو احتال فلسطنين إذ حيلاور الغلمحب ذو‬ ‫القدرة التفاوضيا القوفا مداف ا مستميتا عن حق إرسائي يف الوجلود واألملنن دوم‬ ‫الةممح إىل حقو تصحاب األرض األصلينين إنه اسلتغال للقلدرة التحاورفلا غلل‬ ‫ادةضبطا بكصو رشعيا يف نرص الباط وه فما احلق‪.‬‬ ‫وقد است محضت يف مااين الدراسا مصطلحات احلوار الكائ ان وهى كل صلورة‬ ‫قائما عىل التحاور بني طمحفنين ووجدنا لذلك تصوال ومصطلحات مت ددة يف تمحاثةا‪.‬‬ ‫والقمحآم الكمحفم تعطى احلوار تةيا كجىن إذ حاور ادوىل سبحانه ب ضا من خلقهن‬ ‫وج‬

‫احلوار تداة ك نبي ترسله فكممحه بلقا قومله وحلوارهم وجلداهلم باحلسلةىن‬

‫ومن هذا كله نت لم نحن ادسلمني لةقيم احلوار الداخيل واحلوار مع اآلخمح عىل هدي‬ ‫من دفةةا احلةليب ‪.‬‬ ‫إم القمحآم ف لمةلا آداب احللوار ملن خلال رسد احللوارات التلي ُتممحنلا بتلدبمحها‬ ‫والتفكمح فياا مليان وذلك كله لةت لم ونسلك يف دنيانلا سللوكا مةضلبطا متوافقلا ملع‬ ‫رشعتةا ومةااجةا المحباين اخلاللدن وملن تللك احللوارات اخلاللدة يف القلمحآم والسلةا‬ ‫نستطيع تم نستةبط ون ص قواعد آلداب احلوار‪.‬‬ ‫وهكذا وجدنا رسولةا ‪ ‬األسو َة احلسلة َا حيلاور قومله مةلذ مبلدت دعوتله إىل اهلل‬ ‫وجدناه حيلاور قومله صلغلهم والكبللن نسلا هم والمحجلا ن فقلمحا هم واألغةيلا‬ ‫صباح مسا َ ن وال فصدّ ه‬ ‫وج َلد وتناة إىل اهللن ال فم ُّ الدعوة وتكمحارها‬ ‫َ‬ ‫فدعوهم بصج َ‬ ‫عن ذلك صدو ُد كال مةام عن متاب ا الدعوة باحلسةى التي تداهتلا ووسليلتاا األوىل‬ ‫اللقا وجاا لوجه والتحاور باحلسةىن وقد توردت من ذلك حلوارات متةوعلا ملن‬ ‫صحاح األحادفث واألخبار‪.‬‬

‫(‪)275‬‬


‫والةبي ‪ ‬حاور عكلته األقمحبني مةذرا ومبرشان وحاور ال محب َمل ْن لقلي ملةامن‬ ‫تصل احللوار هنجلا للكلورى واللت لم اللدائمن‬ ‫وحني هاجمح وتنكك الدولا ادسللما ّ‬ ‫وحاور الياود والةصارىن وترس رسله بمحسائ إىل ملوك زمانه وتممحائه فاحتلا بلاب‬ ‫التحاور والدعوة رشقا وغمحبان وذلك كله هبدف الدعوة إىل اهلل الواحد األحد‪.‬‬ ‫متكزم كلذلكن ثملا خمتلفلات ومتةوعلات يف‬ ‫وحوارنا الداخيل يف ال رص احلارض ّ‬ ‫بالدنا تص حدَّ التةاقض والتةاحمح تحيانان ك فمحى احللق م له والباطل ملع غللهن‬ ‫واحل األما لذلك هو اللقا والتحاورن بغل ذلك ستبقى الفمحقا واالنقسلام وسلو‬ ‫المنن لقد ّفمحطةلا يف هلذا كاللا كلذلكن ثملا حاجلا إىل تكصلي للحلوار اللداخيل‬ ‫واخلارجي م ا‪.‬‬ ‫واإلسالم دعوة للةاس كافان ورسوله ‪ ‬ممحس ٌ رةا لل ادنين ولذا فتح اإلسلالم‬ ‫باب التحاور مع ك احلضارات واألدفام ال فستاةي من ذللك تحلدان فلاألرض كل‬ ‫األرضن والةاس ك الةاس جما الدعوة إىل اهللن لتقام احلجا عىل الةلاس وال فكلوم‬ ‫لكافمحهم حجا عىل اهلل فوم القياما ب دما تن‬

‫الكتب وترس المحس خامتلا بمحملد‬

‫‪.‬‬ ‫إنةا جيب تم نت لم من هذا كله استممحار احلوار والدعوة إىل اهلل باحلسةىن إم عليةلا‬ ‫ماما البالىل وتمانتهن ونحن ن رتف بكم تمتةا قد ّفمحطت يف هلذا اجلانلب كاللان علىل‬ ‫األق ب د ه فمتاا تمام حمحكا االست امر الغمحيب القمحفبا ال اد‪.‬‬ ‫ومع تقدم وسائ االتصا وتةوعاا جيب عىل تمتةا تم تستاممح ذلك كلله يف حلوار‬ ‫اآلخمحفن باحلسةى لدعوهتم إىل اهللن ثما تهداف تساسيا حلوارنا مع اآلخلمح توهللا تم‬ ‫ندعوه إىل اهللن وفتفمحع عن ذلك تهداف كالة كاإلصالح وال د وادساواة …‬

‫(‪)276‬‬


‫إم عليةا نحن ادسلمني تم نحاور كل شل وب األرض لةرشل هلذا اللدفن وبيلام‬ ‫حقيقته ب د تم تلداعت عليةلا كالل ملن األملم بلاألذى والتطلاو وال لدوام علىل‬ ‫مقدساتةان وبخاصا عىل القمحآم الكمحفم وشخص الةبي ‪ ‬تكمحم اخللق‪.‬‬ ‫ويف هذا ال رص الذي فتمي باورة اد لومات واالتصلاالت وانسلياب اد لوملات‬ ‫عج توعيا التقةيات احلدفاا ادتجددة ك فوم حتى صار ال امل كالقمحفا الصلغلة‪ ...‬يف‬ ‫هذا اخلضم ادتالطم عليةا نحلن ادسللمني تم نصلدع بكلملا احللق رصحيلا للةلاس‬ ‫تمج ني‪.‬‬ ‫إم فرتة ض فةا احلضاري لن تدومن وادبرشات بانتاائاا علىل كل حلا آتيلا وال‬ ‫جيب تم فمة ةا ذلك الض ب من الصدع باحلقن ومن بيام تم اإلسالم هو الدفن احلق‬ ‫الوحيد يف عامل اليوم حتى قيام الساعا دن تراد م محفا اهلل وطاعته والفوز بجةتلهن وتم‬ ‫ما سوى اإلسلالم ملن األدفلام باطل ال فقبلله اهلل ت لاىل مالام كانلت قلوة م تةقيله‬ ‫وسلطاهنم وتمواهلم‪.‬‬ ‫إم ال امل اليوم تحو ما فكوم لمحسالا حممد ‪ ‬رسالا المحةلا إلنقلاذ شل وبه ملن‬ ‫القامح والتخلب والملمن لقد كامحت ادككالت وت اظمت وازداد الفسلاد وت لددت‬ ‫صورهن وليس هةالك خممح إال باتباع مةاج اهلل احلقن ولكن ذلك ادلةاج نفسله غلل‬ ‫م محوف عةد كال من اخللقن وهذه مامتةا نحن ادسلمني اليومن وسوف فسلكلةا ربةلا‬ ‫عن هذه األمانا من جاتني‪:‬‬ ‫األوىل‪ :‬ال م هبان والاانيا‪ :‬إبالغاا للةاس ودعوهتم إلياا‪.‬‬ ‫ولدفةا اليوم بحمد اهلل ك اإلمكانيات ادادفا لف‬ ‫سياسيا واجتامعيا لف‬

‫ذلك كله‪.‬‬

‫(‪)277‬‬

‫ذلكن ولكلن نحتلا إىل إرادة‬


‫ويف جما الرتبيا اد ارصة تةلةا كذلك فةوم احلوار وادةاقكان ليس لدى كال ملن‬ ‫مدارسةا وجام اتةا متسع من الوقت وادكام إلجمحا حلقات الةقاش والتحاورن ملع‬ ‫ما لذلك من تةيا كجى تثبتتاا الدراسات التجمحفبيا حو ال امل‪.‬‬ ‫ليست هذه دعوة للتة ّقص وال لليكس حلني نلذكمح تنةلا علىل ادسلتوى احلضلاري‬ ‫وادستوى الداخيل تةلةا فةوم التحاور والتكاورن هذا هو الواقع الذي ال فةكمحه كل‬ ‫مةصب متدبمح ألحوا تمتةان ولكةاا دعوة إىل جتاوز ذلك الواقع الذي ال نحسد عليه‬ ‫إىل ما هو تفض وتكامح انضباطا واتساقا مع تصولةا الرشعيا التي هي هدى لل لادنين‬ ‫وذلك استممحارا حلم األمانا التي كُلفةا هبا بوصفةا األما الوسطن تما الكلاادة علىل‬ ‫الةاس يف الدنيا واآلخمحةن األما التي تُقب شاادهتا حني تُلمحفض شلاادات اآلخلمحفنن‬ ‫ك َج َع ْلنَاك ُْم ُأ َّم ًة َو َسط ًا ِّل َتكُونُو ْا ُش َهدَ اء َع َىل الن ِ‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫قا ت اىل ‪َ ‬وك َ​َذلِ َ‬ ‫ـول‬ ‫َّاس َو َيك َ‬ ‫ُون َّ‬ ‫ع َليكُم َش ِهيد ًا ‪( ‬البقمحة‪ )563:‬ويف صحيح البخاري َعلن َت ايب سل ا ٍ‬ ‫يد َقلا َ ‪َ :‬قللا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫لم َت ْي َر يب‬ ‫ُوح َو ُت َّم ُت ُه َف َي ُقو ُ اهللَُّ َت َ َاىل‪َ :‬ه ْ َب َّل ْغ َ‬ ‫َر ُسو ُ اهللَّا ‪َ ":‬جياي ُ ن ٌ‬ ‫لت؟ َف َي ُقلو ُ ‪َ :‬ن َ ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َف َي ُقو ُ أل َّمتا اه‪َ :‬ه ْ َب َّل َغك ُْم؟ َف َي ُقو ُل َ‬ ‫لادُ‬ ‫وم‪ :‬الن َما َجلا َ نَا م ْن نَبا ٍّي ! َف َي ُقو ُ لةُوحٍ ‪َ :‬م ْن َف ْك َ‬ ‫ا‬ ‫ْلمح ُه " َوك َ‬ ‫َل َك؟ َف َي ُقو ُ ‪ُ :‬حم َ َّمدٌ ‪َ ‬و ُت َّم ُت ُهن َفة َْك َادُ َت َّن ُه َقدْ َب َّل َ‬ ‫َلذل ا َك‬ ‫لغن َو ُه َ‬ ‫لو َق ْو ُلل ُه َجل َّ ذك ُ‬ ‫ج ْلةَاكُم‪ ..‬اآلفا " ويف روافا ابن ماجه " َفتُدْ َعى ُتمل ُا ُحمَم ٍ‬ ‫لغ َه َ‬ ‫لد َف ُي َقلا ُ ‪َ :‬هل ْ َب َّل َ‬ ‫لذا؟‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫وم‪َ :‬ت ْخجنَا نَبايةَلا با َ ا‬ ‫المح ُسل َ‬ ‫وم‪َ :‬ن َ ْمن َف َي ُقو ُ ‪َ :‬و َما اع ْل ُمك ُْم با َذل ا َك؟ َف َي ُقو ُل َ‬ ‫َف َي ُقو ُل َ‬ ‫َ َ ُّ‬ ‫لذل َك َت َّم ُّ‬ ‫َقدْ َب َّل ُغوا َف َصدَّ ْقةَا ُه "‬

‫(‪.)325‬‬

‫هذان واهلل ت اىل ادوفق واهلادي إىل سوا السبي ‪.‬‬

‫‪ - 325‬رواه البخاري (‪ )3330‬وابن ماجه (‪.)6226‬‬

‫(‪)278‬‬


‫املصـادر واملراجـع‬ ‫‪ .5‬القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ .2‬الُتاه الوظيفي ودوره يف حليل اللغةن د حييى تةدن جملا عامل الفكمحن عدد ‪3‬ن‬ ‫جملد ‪29‬ن الكوفت ‪5020‬م‪.‬‬ ‫‪ .3‬ايتقان يف علوم القرآنن أليب بكمح عبد المحةن بن الكام السيوطين ط‪ 6‬احللبي‬ ‫القاهمحة ‪5320‬هل ‪5022-‬م‪.‬‬ ‫‪ .6‬إحياء علوم الدينن أليب حامد الغ ايلن مكتبا اإلفامم بادةصلورة ‪ 5652‬هلل‪-‬‬ ‫‪5004‬م‪.‬‬ ‫‪ .1‬أدب احلوارن سلامم بن فاد ال ودةن ط‪ 5‬مكتبا المحشدن المحفاض ‪5626‬هل‪.‬‬ ‫‪ .4‬ايسالم والغربن دجموعا من الكتّابن كتاب ال محيب (‪ )60‬الكوفلتن فوليلو‬ ‫‪2992‬م‪.‬‬ ‫‪ .2‬ايسالم واملسيحية‪ ،‬تليكيس جورافكيسن تمحمجا‪:‬د خلب حممد اجللمحادن علامل‬ ‫اد محفا (‪ )251‬الكوفتن مجادى اآلخمحة ‪5652‬هل _ نوفمج ‪5004‬م‪.‬‬

‫(‪)279‬‬


‫‪ .2‬ايسالم واملسيحية يف العـاس املعـارصن و‪ .‬ملونتجممحي واتن تمحمجللا‪:‬‬

‫د‬

‫عبد المحةن عبد اهلل الكيخن ط اهليئا ادرصفا ال اما للكتاب ‪5002‬م‪.‬‬ ‫‪ .0‬ايسالم وحوار احلضاراتن وقائع الةلدوة التلي تقامتالا مكتبلا ادللك عبلد‬ ‫ال ف ال اما بالمحفاض يف الفرتة من ‪ 4-3‬من ادحمحم ‪5623‬هل ادوافق ‪ 29 -52‬ملن‬ ‫مارس ‪2992‬من ونرشهتا مكتبلا ادللك عبلد ال فل ال املا بالمحفلاض ‪5621‬هلل ‪-‬‬ ‫‪ 2996‬م يف ثالثا جملدات‪.‬‬ ‫‪ .59‬ايسالم وحوار احلضاراتن من وقائع الةدوة التي عقدت بكليلا احلقلو ‪-‬‬ ‫جام ا ادةصورة يف ‪.2992 2 2‬‬ ‫‪ .55‬أسلوب املحـاورة يف القـرآن الكـريمن د عبلد احللليم حفةلين ط‪3‬ن اهليئلا‬ ‫ادصلمحفا ال اما للكتاب ‪ 5001‬م‪.‬‬ ‫‪ .52‬أصول احلوار وآدابه يف ايسالمن د صالح بلن عبلد اهلل بلن ةيلدن نسلخا‬ ‫‪.w‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪.saaid.net/m‬‬ ‫حمملا من شبكا اإلنرتنت‪ktarat/ :‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .53‬الباعث احلثيث رشح اختصار علوم احلديثن البن كالن حتقيق تةلد شلاكمح‬ ‫ط‪ 3‬مكتبا دار الرتاث – القاهمحة د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ .56‬بــدائع ايضــامر القصاــ يف القــرآن الكــريمنكللاظم المللاهمحين ط‪ 5‬دار‬ ‫الصابوين ‪5652‬هل‪5005-‬من بدوم ذكمح مكام الةرش‪.‬‬ ‫‪ .51‬البيان والتبينين أليب عاامم عممح بن بحمح اجلاحظن حتقيق حممد عبد السلالم‬ ‫هارومن ط‪ 1‬مكتبا اخلانجين القاهمحة ‪5691‬هل‪5021-‬م‪.‬‬ ‫‪ .54‬تاريخ الطُبين دحمد بن جمحفمح الطجين ط‪ 4‬دار اد ارفن القاهمحة د‪.‬ت‪.‬‬

‫(‪)281‬‬


‫‪.52‬تدريس العلوم والرتبية العمليةن د إبلمحاهيم بسليوين عمللةن د فتحلي‬ ‫الدفب ط‪56‬ن دار اد ارفن القاهمحة ‪5002‬م‪.‬‬ ‫‪ .52‬التعريفاتن للرشفب اجلمحجلاينندار الكتلب ال لميلا‪-‬بللوت‪5693‬هلل‪-‬‬ ‫‪5023‬م‪.‬‬ ‫‪.50‬تعليم اللغة العربية بني النظرية والتطبيق ن د حلس شلحاتهن ط‪ 5‬اللدار‬ ‫ادرصفا اللبةانيان القاهمحة ‪5652‬هل‪.5002 -‬‬ ‫‪.29‬تفسري القرآن العظيمن البن كال الدمكقين ط م سسا المحفامن لبةام د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪.25‬تنمية فنيات احلوار وآدابه لدى طالب املرحلة الثانويةن مةى إبمحاهيم إسامعي‬ ‫اللبودين رسالا دكتوراه بكليا الرتبيا – جام ا عني شمس ‪2999‬م‪.‬‬ ‫‪.22‬تنمية املهارات التفاوضيةن حمسن اخلضلين الدار ادرصفا اللبةانيلان القلاهمحة‬ ‫‪5003‬م‪.‬‬ ‫‪.23‬تنمية مهارات املنا شة لدى تالميذ املرحلة الثانوية بـالبحرينن عبلاس حمملد‬ ‫تمامن رسالا ماجستل غل مةكورة بكليا الرتبيا – جام ا عني شمس ‪5022‬م‪.‬‬ ‫‪.26‬الثقافة العربية وعَص املعلوماتن د نبي عيلن سلسلا علامل اد محفلا (‪)241‬‬ ‫الكوفت فةافمح ‪ 2995‬م‪.‬‬ ‫‪ .21‬ثورة املجتمع العلمي اليهودي ضد العلمن سلامي خكبان صحيفا األهللمحام‬ ‫ادرصفا ‪2995 55 39‬م‪.‬‬ ‫‪ .24‬جامع البيان عن تأويل آي القرآنن حممد بن جمحفمح الطجين حتقيلق‪ :‬د عبلد‬ ‫اهلل بن عبد ادحسن الرتكين ط‪ 5‬عامل الكتبن المحفاض ‪5626‬هل ‪ 2993 -‬م‪.‬‬

‫(‪)281‬‬


‫‪.22‬احلجاج والستدلل احلجاجين حبيب تعمحابن علامل الفكلمح ع ‪5‬ن ملج ‪39‬ن‬ ‫الكوفت ‪2995‬م‪.‬‬ ‫‪ .22‬احلصيلة اللغويةن د تةلد حمملد اد تلو ن سلسللا عللامل اد محفلا (‪)252‬‬ ‫الكوفت ربيع األو ‪5652‬هل‪ -‬تغسطس ‪5004‬م‪.‬‬ ‫‪ .20‬احلضارة‪ ،‬د حسني مل نسن ط‪ 2‬سلسللا علامل اد محفلا (‪ )232‬الكوفلتن‬ ‫مجادى األوىل ‪5650‬هل ‪ -‬سبتمج ‪5002‬م‪.‬‬ ‫‪ .39‬احلوار‪ :‬آدابه وضوابطه يف ضـوء الكتـاب والسـنةن حييلى بلن حمملد حسلن‬ ‫زم مي ط‪ 2‬دار اد ايل ‪ -‬األردم ‪5622‬هل ‪2992 -‬م‪.‬‬ ‫‪.35‬احلوار ايسـالمي املسـيحي‪ ،‬د كامل الرشلفبن د حاملد المحفلاعين دار‬ ‫التقوى ‪ -‬مرص ‪5629‬هل‪5000-‬م‪.‬‬ ‫‪ .32‬احلوار‪ :‬أصوله املنهجية وآدابه السلوكيةن تةد بن عبد المحةن الصلوفامن دار‬ ‫الوطن للةرشن الس ودفا ‪5653‬هل‪.‬‬ ‫‪.33‬احلوار بني الثقافات واحلضارات رضورة‪ :‬د إبمحاهيم نوفمحين كتلاب ادجللا‬ ‫ال محبيا (‪ )26‬المحفاضن ذو احلجا ‪5626‬هل ‪2996 -‬م‪.‬‬ ‫‪ .36‬حوار احلضارات ن د تةد عبد المحةن السافحن صحيفا األهلمحام ادرصلفا‪:‬‬ ‫‪.2995 52 25‬‬ ‫‪ .31‬حوار احلضارات يف املنتديات العربيةن حممد السامكن مقا بمجلا االجتالاد‬ ‫ع‪13 12 :‬ن السةا (‪ )53‬بلوت ‪5622‬هل‪2992-‬م‪.‬‬ ‫‪.34‬حوار الرسول ‪ ‬مع اليهود‪ ،‬د حمسن بن حمملد بلن عبلد الةلاظمحن ط‪5‬ن دار‬ ‫الدعوةن الكوفت ‪5690‬هل ‪5020 -‬م‪.‬‬ ‫(‪)282‬‬


‫‪ .32‬احلـوار يف السـنةن د تيسلل حمجلوب الفتيلاينن مةكلورات ممحكل الكتللاب‬ ‫األكادفمي عاممن األردم ‪5000‬م‪.‬‬ ‫‪ .32‬احلوار يف تعليم العربية لغري الناطقني هبان تةيته وطمح تدرفسهن بابكمح تةلد‬ ‫البكلن جملا م اد اللغلا ال محبيلان جام لا تم القلمحى – مكلا ادكمحملان ال لدد الالاين‬ ‫‪5696‬هل‪5026-‬من نقال عن‪ :‬تةميا فةيات احلوار‪.‬‬ ‫‪ .30‬حوار ل مواجهةن د تةد كام تبو ادجدن دار الرشو ‪5022‬م‪.‬‬ ‫‪.69‬احلوار املتسامحن د عبد الكمحفم بكارن جملا اد محفلان تصلدرها وزارة الرتبيلا‬ ‫والت ليم بادملكا ال محبيا الس ودفا عدد (‪ )525‬ربيع اآلخمح ‪5624‬هل ‪ -‬مافو ‪2991‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫‪ .65‬احلوار املسيحي ايسالمين عبد اهلل كةومن مقا يف جملا األما القطمحفان ال دد‬ ‫الاالثن السةا األوىلن ربيع األو ‪5695‬هل ‪ -‬فةافمح ‪5025‬م‪.‬‬ ‫‪ .62‬احلوار مع الغرب بديال ًعن عن صدام احلواراتن لقا ملع د تةلد زوفل ن‬ ‫األهمحام ‪.2992 2 3‬‬ ‫‪.63‬حوار النبي ‪ ‬مع ومه كام يعرضه القرآنن د تةلد حمملد مفللح القضلاة ن‬ ‫بحث مقدم إىل م متمح احلوار مع اآلخمح يف الفكمح اإلسالمي الذي عقلد يف الكلارقا يف‬ ‫الفللرتة مللن ‪5622 3 39 – 22‬هلللن نسللخا حمملللا مللن شللبكا اإلنرتنللت‪:‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪.w‬‬ ‫‪asatyea.org/m‬‬ ‫‪odules‬‬ ‫‪ .66‬احليوان‪ ،‬للجاحظن حتقيق عبد السالم هارومن اهليئا ال اما لقصلور الاقافلان‬ ‫القاهمحة ‪2992‬م‪.‬‬

‫(‪)283‬‬


‫‪.61‬دراســة يف الســريةن د عللامد الللدفن خليل ن ط‪ 2‬مكتبللا ‪ 39‬متللوزن ادوصل‬ ‫‪5696‬هل‪5023 -‬م‪.‬‬ ‫‪.64‬زاد املعاد يف هدي خري العباد‪ ،‬البن القيم (حممد بن تيب بكمح تفلوب ال رعلي)‬ ‫ط‪ 56‬م سسا المحسالا ‪ -‬بلوت ‪ 5692 -‬هل ‪5024 -‬م‪.‬‬ ‫‪.62‬سنن ابن ماجهن طب ا دار السالم الدوليا بالمحفلاض " جمللد الكتلب السلتا "‬ ‫ط‪3‬ن ‪5625‬هل ‪2999 -‬م‪.‬‬ ‫‪ .62‬سنن أيب داودن طب ا دار السالم الدوليا بالمحفلاض " جمللد الكتلب السلتا "‬ ‫ط‪3‬ن ‪5625‬هل ‪2999 -‬م‪.‬‬ ‫‪.60‬سنن الرتمذين طب ا دار السالم الدوليا بالمحفلاض " جمللد الكتلب السلتا "‬ ‫ط‪3‬ن ‪5625‬هل ‪2999 -‬م‪.‬‬ ‫‪ .19‬سنن الدارمين دار الفكمحن بلوت ‪5656‬هل‪ 5006 -‬م‪.‬‬ ‫‪.15‬سنن النسائين طب ا دار السالم الدوليا بالمحفاض " جملد الكتب الستا " ط‪3‬ن‬ ‫‪5625‬هل ‪2999 -‬م‪.‬‬ ‫‪.12‬السرية النبوية = سرية ابن هشامن ل بلد ادللك بلن هكلام اد لافمحين حتقيلق‪:‬‬ ‫د ساي زكارن ط ‪5‬ن دار الفكمحن بلوت ‪5652‬هل ‪5002 -‬م‪.‬‬ ‫‪.13‬سيكولوجية التفـاوض وإدارة األزمـاتن د فلارو السليد علااممن مةكلكة‬ ‫اد ارف اإلسكةدرفا ‪5002‬م‪.‬‬ ‫‪.16‬رشح املعلقات السبع‪ ،‬تبو عبد اهلل احلسني ال وزينن ط مكتبلا اد لارف ‪-‬‬ ‫بلوت ‪5692‬هل ‪ 5022 -‬م‪.‬‬

‫(‪)284‬‬


‫‪ .11‬شعب اييامن‪ ،‬أليب بكمح تةد بن احلسني البياقين ط‪ 5‬دار الكتب ال لميا‬ ‫– بلوت ‪5659‬هل‪.‬‬ ‫‪.14‬الصاحبين أليب احلسني تةد بلن فارسنحتقيق‪:‬تةلد السليد صلقمحن احللبلي‬ ‫د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪.12‬صــحيح البخــارين أليب عبللد اهلل حممللد بللن إسللامعي البخللاري صللحيح‬ ‫البخارين طب ا دار السالم الدوليا بالمحفاض " جملد الكتب السلتا " ط‪3‬ن ‪5625‬هلل‬ ‫ ‪2999‬م‪.‬‬‫‪.12‬صحيح اجلامع الصغرين للسيوطين بتحقيق حممد نارص الدفن األلبلاينن ط‪3‬‬ ‫ادكتب اإلسالمين بلوت ‪5692‬هل ‪5022-‬م‪.‬‬ ‫‪.10‬صحيح مسـلمن دسللم بلن احلجلا القكللين طب لا دار السلالم الدوليلا‬ ‫بالمحفاض‬

‫" جملد الكتب الستا " ط‪3‬ن ‪5625‬هل ‪2999 -‬م‪.‬‬

‫‪ .49‬صورة ايسالم واملسلمني يف األدب الغريب حتى القرن الثامن عرشن د حممد‬ ‫عصفورن جملا عامل الفكمحن نُرش يف‪ :‬ادحتار من عامل الفكمح‪5:‬ن الكوفت ‪.5026‬‬ ‫‪.45‬صورة العرب واملسلمني يف املناهج الدراسية حول العاسن من إعلداد وحتمحفلمح‬ ‫جملا اد محفا (جمموعا من الباحانين ادملكا ال محبيلا السل ودفا) الكتلاب رقلم (‪)52‬‬ ‫‪ 5626‬هل‪.‬‬ ‫‪ .42‬صيد اخلاطرن البن اجلوزين دار ابن خلدومن اإلسكةدرفا د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪.43‬الطبقــات الكــُبى‪ ،‬دحمللد بللن سل دن ط دار الفكللمحن بلللوت ‪5656‬هللل ‪-‬‬ ‫‪5006‬م‪.‬‬

‫(‪)285‬‬


‫‪ .46‬عاملية ايسالم نداؤه للسـالم ودعوتـه للتعـايش والعـرتاف بـااخرن عبلد‬ ‫اهلللادي بللو طالللبن مقللا بمجلللا االجتاللاد ع‪13 12 :‬ن السللةا (‪ )53‬بلللوت‬ ‫‪5622‬هل‪2992-‬م‪.‬‬ ‫‪.41‬العرب والغرب‪ :‬رضورة تصحيح الصور السلبيا ادتبادللان د عبلد ال لليم‬ ‫حممد األهمحام‪2992 6 1 :‬م ‪ 22 -‬من ادحمحم ‪5623‬هل‪.‬‬ ‫‪ .44‬عوائق أمام حوار الثقافاتن ملالحما توليان د فمحفدة جاد احللقن صلحيفا‬ ‫األهمحام ادرصفا‪.2992 6 50:‬‬ ‫‪ .42‬عيــون األخبــارن البللن قتيبللان دار الكتللب ال لميللا ‪ -‬بلللوت ‪5652‬هللل‪-‬‬ ‫‪5002‬م‪.‬‬ ‫‪.42‬فتح الباري برشـح صـحيح البخـارين البلن حجلمح ال سلقالينن ط دار‬ ‫اد محفا ‪ -‬بلوت ‪5320‬هل‪.‬‬ ‫‪.40‬فقه احلوار مع املخالف يف ضوء السنة النبوية‪ ،‬د رقيلا طله جلابمح ال للواينن‬ ‫نرش م سسا جلائ ة نلافب بلن عبلد ال فل آ سل ود للسلةا الةبوفلا والدراسلات‬ ‫اإلسالميا اد ارصةن اددفةا ادةورة ط‪5624 5‬هل‪2991 -‬م‪.‬‬ ‫‪ .29‬فلسفة احلوارن عيل حمحبن مقا بمجلا االجتااد ع‪13 12 :‬ن السلةا (‪)53‬‬ ‫بلوت ‪5622‬هل‪2992-‬م‪.‬‬ ‫‪ .25‬فن التحدد واي ناعن ولليم‪ . .‬ملاكوالفن تمحمجلا‪ :‬وفيلق ملازمن ط‪ 3‬دار‬ ‫اد ارف ‪5000‬م‪.‬‬ ‫‪ .22‬يف أصول احلوارن إعداد‪ :‬الةدوة ال اديا للكباب اإلسالمين ط‪ 5‬دار التوزفع‬ ‫والةرش اإلسالميان القاهمحة ‪5650‬هل ‪5002-‬م‪.‬‬ ‫(‪)286‬‬


‫‪.23‬القصص القـرآين يف منطو ـه ومفهومـهن عبلد الكلمحفم اخلطيلبن دار الفكلمح‬ ‫ال محيبن القاهمحة ‪.5026‬‬ ‫‪ .26‬واعد ومنطلقات يف أصول احلوار ور ّد الشبهاتن د عبد اهلل بن ضليب اهلل‬ ‫المححييلن ط دار ادسلمن المحفاض ‪5656‬هل ‪5006 -‬م‪.‬‬ ‫‪.21‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيـل وعيـون األ اويـل يف وجـوه التأويـلن‬ ‫دحمود بن عممح ال خمرشين ط‪ 3‬دار المحفام للرتاث ‪5692‬هل‪5022-‬م‪.‬‬ ‫‪.24‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنونن حاجي خليفان دار الفكلمحن لبةلام‬ ‫‪5659‬هل‪5009-‬م‪.‬‬ ‫‪.22‬كيف تكسب األصد اء وتؤثر يف الناسن دف كارنيجين تمحمجا عبد ادة م‬ ‫ال فادين مكتبا اخلانجين القاهمحة ‪ 5015‬م‪.‬‬ ‫‪.22‬لسان العربن جلام الدفن بن مةمورن ط دار اد ارف د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪.20‬جملة العريب الكويتيةن ال دد (‪ )105‬ادحمحم ‪5620‬هل ‪ -‬فجافمح ‪2992‬م‪.‬‬ ‫‪.29‬املسلمون والُبابرة ومعارك احلضاراتن حميي الدفن صلبحين مقلا بمجللا‬ ‫االجتااد ع‪13 12 :‬ن السةا (‪ )53‬بلوت ‪5622‬هل‪2992-‬م‪.‬‬ ‫‪ .25‬املسلمون وسيناريو الَصاع بني احلضـاراتن فاملي هوفلدين جمللا ادسللم‬ ‫اد ارصن ال ددام‪42-42:‬ن الكوفتن رجب ‪5653‬هل‪ -‬فجافمح ‪5003‬م‪.‬‬ ‫‪ .22‬املسلمون ومطر ة الصهيونية األمريكيـةن فرسلي تةلد غمحبلاوين صلحيفا‬ ‫األهمحام ادرصفا‪.2995 55 39 :‬‬

‫(‪)287‬‬


‫‪.23‬مسند ايمام أمحد بن حنبلن ط م سسا قمحطبا ‪ -‬القلاهمحة د‪ .‬ت‪ .‬واملسـند‬ ‫بتحقيق تةد شاكمحن ط‪ 5‬دار احلدفثن القاهمحة ‪5654‬هل ت ‪5001‬م‪.‬‬ ‫‪ .26‬املصطلح خيار لغوي وسمة حضـاريةن مقدملا األسلتاذ عملمح عبيلد حسلةا‬ ‫للكتابن سلسا كتاب األما (‪ )22‬قطمحن رجب ‪5625‬هل‪.‬‬ ‫‪.21‬املعجم املفهرس أللفاظ احلـديث النبـوين دجموعلا ملن ادسترشلقنين نرشل‬ ‫"ونسةك" مكتبا بمحف – ليدم ‪5034‬م‪.‬‬ ‫‪ .24‬املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكريمن دحمد فل اد عبلد البلاقين م سسلا‬ ‫مجا للةرشن بلوت د‪ .‬ت‪.‬‬ ‫‪.22‬املفردات يف غريب القرآنن للمحاغب األصفااينن دار اد محفا ‪ -‬بلوت د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪.22‬املقــاييس يف اللغــةن ألةللد ب لن فللارسن دار الفكللمح ‪ -‬بلللوت ‪5651‬هللل –‬ ‫‪5006‬م‪.‬‬ ‫‪.20‬املقدمة‪ ،‬ل بد المحةن بن خلدومن ط دار الك ب د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ .09‬مقدمة يف علـم التفـاوض السـياِس والجتامعـين د حسلن حمملد وجيلهن‬ ‫سلسلا عامل اد محفا (‪ )509‬الكوفتن ربيع اآلخمح‪5651‬هل‪ -‬تكتوبمح ‪5006‬م‪.‬‬ ‫‪.05‬من أجل حوار ل يفسد للود ضيةن د حممود حممد علامرةن مكتبلا اإلفلاممن‬ ‫ادةصورة ‪5625‬هل‪2999-‬م‪.‬‬ ‫‪.02‬املنهاج رشح صحيح مسلم بن احلجاجن تبو زكمحفا حييلى بلن رشف الةلووين‬ ‫دار إحيا الرتاث ال محيب ‪ -‬بلوتن ط‪5302 2‬هل‪.‬‬

‫(‪)288‬‬


‫‪ .03‬املوافقات يف أصول الرشيعةن أليب إسحا الكلاطبين دار اد محفلان لبةلام د‪.‬‬ ‫ت‪.‬‬

‫سرية ذاتية للباحث‬ ‫ د السيد عيل خرض ‪ -‬تسلتاذ ال للوم اللغوفلا ادكلارك بكليلا الرتبيلا جام لا‬‫ادةصورة‪.‬‬ ‫وعم بكليا اد لمني بالمحفاض – جام ا ادلك س ود (‪ 2992 – 2993‬م)‬ ‫ اجلـوائـز العلمية‪ :‬حص الباحث عىل تربع جوائ علميا عىل الةحو اآليت‪:‬‬‫‪ -5‬حص عىل اجلائ ة األوىل دجمع اللغا ال محبيا بالقاهمحة يف مسلابقا الكل محاوي‬ ‫القمحآنيا ل لام ‪5629‬هللن وذللك علن كتلاب الفواصل القمحآنيلا – دراسلا بالغيلا‬ ‫"(مةكور)‪.‬‬ ‫‪ -2‬حص عىل جائ ة مسابقا خدما الدعوة والفقه اإلسالمي (وقللب ادستكلار‬ ‫شلوقي الفةجمحي) عن كتلاب " اللغلا ال محبيلا– مكلكالهتا وسلب الةالوض هبلا"‬ ‫‪5623‬هل‪2992-‬م "(مةكور)‪.‬‬ ‫(‪)289‬‬


‫‪ "LAH‬التابع د سسا الوقب‬ ‫‪AO‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪LIN‬‬ ‫‪ -3‬حص عىل جائ ة مسابقا موقع " هلا توم الفن"‪E‬‬ ‫اإلسالمي بادملكا ال محبيا الس ودفا عن بحاه " التميي ضلد ادلمحتة " رؤفلا رشعيلا‬ ‫‪ 5621‬هل ‪2996 -‬م‪ .‬خمطوط)‪.‬‬ ‫‪ -6‬حص عىل جائ ة مسابقا نبي المحةا (‪5639‬هل ‪ 2990 -‬م) من رابطا ال لامل‬ ‫اإلسالمي عن كتاب‪ :‬احلوار يف السلة الةبوفا‪.‬‬ ‫صدر للباحث حوايل ثالثني كتابا وبحالا حمكّلام يف اللغلا واإلسلالميات يف مرصل‬ ‫وادملكا ال محبيا الس ودفا مةاا‪:‬‬ ‫ الفواص القمحآنيا – دراسا بالغيا ‪5629‬هل‪2999‬م‪.‬‬‫ من اإلعجلاز اللغلوي للقلمحآم الكلمحفمن دراسلا يف ظلاهمحة اللرتادف اللفملين‬‫‪5622‬هل‪2995-‬م‪.‬‬ ‫ اللغا ال محبيا – مككالهتا وسب الةاوض هبا – ‪ 2993‬م‪.‬‬‫ التكمحار األسلويب يف اللغا ال محبيا ‪ 2993‬م‬‫ الرتكيب الة لتي يف ال محبيا – دراسا يف القمحآم والك مح ‪2999‬م‪.‬‬‫ مستوفات التحلي الةحوي لل محبيا ‪2993‬م‪.‬‬‫ مةاج السيوطي يف التكليب الةحوي بني التقليد والتجدفد ‪ 2993‬م‪.‬‬‫ الت محفب تم الت ليم بغل ال محبيا؟ ندوة اللغات يف عرص ال ودا – جام ا ادللك‬‫خالد – تهبا ‪2991‬م‪.‬‬ ‫ الفام اجلاميل للرتكيب اللغوين جملا كليات اد لملنين ال لدد األو ن المحفلاض‬‫‪ 2992‬م‪.‬‬

‫(‪)291‬‬


‫ الرتاكيب الةحوفا ل ةاوفن األخبار يف ب لض الصلحب السل ودفا اد لارصة –‬‫جملا الدراسات اللغوفا – ممحك ادلك فيص – المحفاض ‪ 2992‬م‪.‬‬ ‫ حمحكا الضامئمح يف قصيدة (رسالا يف ليلا التةفيذ) دراسا نصيان كليا دار ال للوم‬‫‪2990‬م‪.‬‬ ‫ من سامت اجلام يف القمحآم الكمحفم ‪5003‬م‪.‬‬‫ وصب مجا الةبي ‪ ‬مع مقدما يف علم اجلام اإلسالمي ‪2999‬م‪.‬‬‫ مواقب خالدة يف حياة تبطا اإلسالم ‪5622‬هل‪2995-‬م‪.‬‬‫ تبحاث يف الةحو والداللان القاهمحة ‪ 2990‬م‪.‬‬‫ من نوادر اللغوفني واألدبا ن ط ‪ 2‬القاهمحة ‪ 2990‬م‪.‬‬‫ رحلا المحفاض (كتابات عن فرتة اإلقاما يف المحفاض) القاهمحة ‪ 2990‬م‪.‬‬‫ اد متمحات ال لميا‪ :‬شارك الباحث ببحوث علميا حمكّملا يف علدة مل متمحات يف‬‫مرص وادملكا ال محبيا الس ودفا‪.‬‬ ‫ فامرس اخلطابا والوعظ والتدرفس بادساجد وبخاصلا مسلاجد تنصلار السلةا‬‫واجلم يا الرشعيا بمرص‪.‬‬ ‫ تسس موق ا شخصيا عىل شبكا اإلنرتنت للتواص ونرش ال لم‪.sayedkhedr.net‬‬‫@‪skh92003‬‬ ‫‪hotm‬‬ ‫‪ail.com‬‬ ‫@‪ – skh92003‬أو‬ ‫‪yahoo.com‬‬ ‫‪ -‬للتواص عج الجفد اإللكرتوين‪:‬‬

‫(‪)291‬‬


)292(


‫الفهرست‬ ‫املقدمـة‪5.....................................................................‬‬ ‫الفصـل األول‪:‬‬

‫(‪)293‬‬


‫احللللللللللللللوار ومصطللللللللللللللحاته‪ :‬مللللللللللللداخ لغوفللللللللللللا‬ ‫واصطالحيا‪0...............................‬‬ ‫توال‪ :‬احلللللللللللللللللللللللللللللللوار (ت) ملللللللللللللللللللللللللللللدخ‬ ‫لغوي‪0....................................................‬‬ ‫(ب) احللللللللللللللللللللللللللللللللوار‪ :‬ملللللللللللللللللللللللللللللللدخ‬ ‫اصطالحي‪59..............................................‬‬ ‫ملللللللللللللللللللادة احللللللللللللللللللللوار ومصلللللللللللللللللللطلحه يف‬ ‫القمحآم‪52..............................................‬‬ ‫ثانيللللللللللللللللللللا‪ :‬اجللللللللللللللللللللللد ‪( :‬ت) مللللللللللللللللللللدخ‬ ‫لغوي‪53..................................................‬‬ ‫(ب) اجللللللللللللللللللللللللللللللللد ‪ :‬ملللللللللللللللللللللللللللللللدخ‬ ‫اصطالحي‪53...............................................‬‬ ‫ملللللللللللللللللللادة اجللللللللللللللللللللد ومصلللللللللللللللللللطلحه يف‬ ‫القمحآم‪51...............................................‬‬ ‫تنللللللللللللللللللللللللللللللللللواع اجلللللللللللللللللللللللللللللللللللدا يف‬ ‫القمحآم‪51.......................................................‬‬ ‫بني احلوار واجلد ‪52..........................................................‬‬ ‫ثالاا‪ :‬ادةاظمحة تو آداب البحث (ت) مدخ لغوي ‪52.............................‬‬ ‫(ب) ملللللللللللللللللللللللللللللدخ اصلللللللللللللللللللللللللللللطالحي‬ ‫‪52.....................................................‬‬ ‫(‪)294‬‬


‫راب ا‪ :‬ا‬ ‫احل َجللا (ت) مدخ لغوي ‪29........................................‬‬ ‫(ب) مللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللدخ‬ ‫اصطالحي‪25......................................................‬‬ ‫مللللللللللللادة احلجللللللللللللا ومصللللللللللللطلحه يف القللللللللللللمحآم‬ ‫‪22............................................‬‬ ‫خامسا‪ :‬ادلمحا (ت) مدخ لغوي‪23...........................................‬‬ ‫(ب) مللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللدخ‬ ‫اصطالحي‪23......................................................‬‬ ‫ادلللللللللللللمحا يف القلللللللللللللمحآم واحللللللللللللللدفث الةبلللللللللللللوي‬ ‫‪23.............................................‬‬ ‫سادسللللللللللللللللللا‪ :‬التفلللللللللللللللللللاوض (ت) مللللللللللللللللللدخ‬ ‫لغوي‪26.........................................‬‬ ‫(ب) مللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللدخ‬ ‫اصطالحي‪21......................................................‬‬ ‫بلللللللللللللللللللللني احللللللللللللللللللللللوار والتفلللللللللللللللللللللاوض‬ ‫‪24.......................................................‬‬ ‫ساب ا‪ :‬ادةاقكا (ت) مدخ لغوي ‪20............................................‬‬ ‫(ب) ادةاقكلللللللللللللللللللللللللللللللا‪ :‬ملللللللللللللللللللللللللللللللدخ‬ ‫اصطالحي‪22.............................................‬‬

‫(‪)295‬‬


‫ثامةلللللللللللللللللللللللللللللللللللا‪ :‬السللللللللللللللللللللللللللللللللللل ا‬ ‫واجلواب‪22......................................................‬‬ ‫تاس ا‪ :‬الكورى ت ‪ -‬مدخ لغوي ‪20...........................................‬‬ ‫(ب) مللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللدخ‬ ‫اصطالحي‪20......................................................‬‬ ‫ملللللللللللللادة الكلللللللللللللورى يف القلللللللللللللمحآم الكلللللللللللللمحفم‬ ‫‪39...............................................‬‬ ‫مللللللللللللللدخ لغللللللللللللللوي ل مليللللللللللللللا احلللللللللللللللوار‬ ‫‪35..................................................‬‬ ‫الفصـل الثاين‪:‬‬ ‫رضورة احلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللوار‬ ‫وتةيته‪32...............................................................‬‬ ‫من فوائد احللوار ‪69..........................................................‬‬ ‫الفصـل الثـالث‪:‬‬ ‫القللللللللللمحآم الكللللللللللمحفم فوجلللللللللله احلللللللللللوار الةبللللللللللوي‬ ‫وف ازره‪60......................................‬‬ ‫‪ -5‬مرشوعيا احلوار يف القمحآم‪19..............................................‬‬ ‫‪ -2‬مللللللللللللللللللللن تهللللللللللللللللللللداف احلللللللللللللللللللللوار يف‬ ‫القمحآم‪16..............................................‬‬

‫(‪)296‬‬


‫‪ -3‬طبي لللللللللللللا احللللللللللللللوار يف بةيلللللللللللللا اللللللللللللللةص‬ ‫القمحآين‪12........................................‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -6‬الفللللللمح بللللللني حللللللوارات القللللللمحآم وحللللللوارات السللللللةا‬ ‫الةبوفا‪45..........................‬‬ ‫‪ -1‬القللللللللللللللللللمحآم وحللللللللللللللللللوار الللللللللللللللللللدعوة يف‬ ‫مكا‪42.............................................‬‬ ‫‪ -4‬القمحآم واحلوار يف اددفةا الةبوفا‪46.........................................‬‬ ‫الفصـل الرابع‪:‬‬ ‫الةبوي يف مكا‪44......................................................‬‬ ‫احللوار‬ ‫ّ‬ ‫مللللللللللللللن حللللللللللللللوارات الةبللللللللللللللي ‪ ‬يف مكللللللللللللللا‬ ‫‪29.................................................‬‬ ‫‪ -5‬دعوة تيب طالب‪29.........................................................‬‬ ‫‪ -2‬دعلللللللللللللللللللللللللللللللللوة قلللللللللللللللللللللللللللللللللمحفش‬ ‫عالنيا‪22......................................................‬‬ ‫‪ -3‬حلللللللوار ملللللللع تيب طاللللللللب حلللللللو دعلللللللوة الةبلللللللي‬ ‫‪22...................................‬‬ ‫‪ -6‬حلللللللللللوار الةبلللللللللللي ‪ ‬ملللللللللللع عتبلللللللللللا بلللللللللللن‬ ‫ربي ا‪23...........................................‬‬ ‫‪ -1‬حللللللللوار ادلللللللللأل ملللللللللن قللللللللمحفش ملللللللللع الةبلللللللللي‬ ‫‪24..........................................‬‬ ‫(‪)297‬‬


‫‪ – 4‬حلللللللللوار أليب بلللللللللن خللللللللللب ملللللللللع الةبلللللللللي ‪‬‬ ‫‪29........................................‬‬ ‫‪ - 2‬حلللللللللوار الةبلللللللللي ‪ ‬ملللللللللع تيب طاللللللللللب سلللللللللاعا‬ ‫موته‪25...................................‬‬ ‫‪ – 2‬حلللللللللللوار دعلللللللللللوة مجاعلللللللللللا ملللللللللللن تهللللللللللل‬ ‫اددفةا‪22.........................................‬‬ ‫‪ -0‬حللللللللوار آخللللللللمح لللللللللدعوة مجاعللللللللا مللللللللن تهلللللللل‬ ‫اددفةا‪23....................................‬‬ ‫‪ - 59‬حللللللللللللللللللوارات إسللللللللللللللللللالم ب للللللللللللللللللض‬ ‫الصحابا‪26..........................................‬‬ ‫ت – حوار إسالم تيب ذر‪21......................................................‬‬ ‫ب – حللللللللللللللوار إسللللللللللللللالم عمللللللللللللللمحو بللللللللللللللن‬ ‫عبسا‪24............................................‬‬ ‫– حوار إسالم ضامد األزدي ‪22.............................................‬‬ ‫‪ -55‬حللللللللللللللللللللللللللللللللللوار بي للللللللللللللللللللللللللللللللللا‬ ‫ال قبا‪22.......................................................‬‬ ‫‪ -52‬حلللللللللللللللللللوار تابيلللللللللللللللللللت ادسللللللللللللللللللللمني‬ ‫ادستض فني‪05........................................‬‬

‫الفصل اخلامس‪:‬‬ ‫(‪)298‬‬


‫لللللللللللللوي مللللللللللللللع ادسلللللللللللللللمني يف‬ ‫احلللللللللللللللوار الةبل‬ ‫ّ‬ ‫اددفةا‪06............................................‬‬ ‫‪ -5‬حللللللللللللوارات الت للللللللللللليم وتةملللللللللللليم ادجتمللللللللللللع‬ ‫ادسلم‪01......................................‬‬ ‫ت ‪ -‬حلللللللللللللللوار ججفللللللللللللللل ملللللللللللللللع الةبلللللللللللللللي‬ ‫‪04.................................................‬‬ ‫ب ‪ -‬حلللللللللوار حلللللللللو ب لللللللللض فلللللللللمحائض اإلسلللللللللالم‬ ‫‪02.......................................‬‬ ‫ حوار وفد عبد القيس‪02..................................................‬‬‫د ‪ -‬حلللللللللللللوار تعلللللللللللللمحايب فمحفلللللللللللللد تم فلللللللللللللت ّلم‬ ‫‪00...............................................‬‬ ‫هل ‪ -‬حوار عن الفقه الةبوي يف ال طا ‪599.....................................‬‬ ‫و ‪ -‬حلللللللللللللللللللللوار علللللللللللللللللللللن موعلللللللللللللللللللللد‬ ‫الساعا‪595................................................‬‬ ‫ز ‪ -‬حلللللللوار حلللللللو شلللللللجمحة مالالللللللا كماللللللل ادللللللل من‬ ‫‪595..................................‬‬ ‫‪ -2‬حللللللللللللوارات ادوعمللللللللللللا‪ :‬حللللللللللللوار موعمللللللللللللا‬ ‫الةسا ‪592..................................‬‬ ‫‪ -3‬القصللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللص‬ ‫احلواري‪593......................................................‬‬ ‫(‪)299‬‬


‫‪ -6‬حوارات الكورى‪591.....................................................‬‬ ‫ت ‪ -‬الكورى يف غ وة بدر ‪591................................................‬‬ ‫ب ‪ -‬الكورى يف غ وة األح اب ‪592.........................................‬‬ ‫‪ – 1‬حلللللللللوارات ال فلللللللللو علللللللللن ادخطئلللللللللني ملللللللللن‬ ‫ادسلمني‪590................................‬‬ ‫ت‪ -‬حللللللللللوار ال فللللللللللو عللللللللللن حاطللللللللللب بللللللللللن تيب‬ ‫بلت ا‪559......................................‬‬ ‫ب ‪ -‬حوار الةبي ‪ ‬مع وحء قات ة ة‪555..................................‬‬ ‫‪ -4‬احللللللللللللللللللللوار ملللللللللللللللللللع ادةلللللللللللللللللللافقني يف‬ ‫اددفةا‪552............................................‬‬ ‫‪ -2‬حوارات احلياة اآلخمحة ‪556................................................‬‬ ‫ت – حوار يف ساحا احلساب‪551................................................‬‬ ‫ب – حوار يف الةار ‪554.......................................................‬‬ ‫– حوار يف اجلةا ‪552.......................................................‬‬ ‫الفصـل السادس‪:‬‬ ‫احللللللوار الةبللللوي مللللع اآلخللللمح يف اددفةللللا‪( :‬ادرشللللكني والياللللود‬ ‫والةصارى)‪550...........‬‬ ‫توال‪ :‬احللللللللللللللللللللوار مللللللللللللللللللللع ادرشللللللللللللللللللللكني‬ ‫‪550......................................................‬‬

‫(‪)311‬‬


‫‪ – 5‬حلللللوار الةبلللللي ‪ ‬ملللللع عملللللل بلللللن وهلللللب اجلمحلللللي‬ ‫‪529..............................‬‬ ‫‪ -2‬يف صللللللللللللللللللللللللللللللللح احلدفبيلللللللللللللللللللللللللللللللا‬ ‫‪525......................................................‬‬ ‫‪ – 3‬حلللللللوار ملللللللع تعلللللللمحايب حلللللللاو قتللللللل الةبلللللللي ‪‬‬ ‫‪522...................................‬‬ ‫‪ -6‬حوار مع تسل مرشك ‪522.................................................‬‬ ‫ثانيلللللللللللللللا‪ :‬احللللللللللللللللوار ادبلللللللللللللللارش ملللللللللللللللع‬ ‫الياود‪520...................................................‬‬ ‫‪ -5‬حللللللللوار عبللللللللد اهلل بللللللللن سللللللللالم مللللللللع الةبللللللللي ‪‬‬ ‫‪535....................................‬‬ ‫‪ -2‬حللللللوار الياللللللود مللللللع الةبللللللي ‪ ‬للتككللللللد مللللللن نبوتلللللله‬ ‫‪533...............................‬‬ ‫‪ -3‬سلللللللللللللل ا الياللللللللللللللود عللللللللللللللن الللللللللللللللمحوح‬ ‫‪531...............................................‬‬ ‫‪ -6‬دعللللللللللللللللللوة الياللللللللللللللللللود إىل اإلسللللللللللللللللللالم‬ ‫‪534...............................................‬‬ ‫‪ -1‬حلللللوار الةبلللللي ‪ ‬ملللللع اليالللللود حلللللو حلللللد الللللل اين يف‬ ‫التوراة‪534......................‬‬

‫(‪)311‬‬


‫هيللللللللللودي‬ ‫‪ -4‬حللللللللللوار الةبللللللللللي ‪ ‬مللللللللللع حللللللللللج‬ ‫ّ‬ ‫‪532..........................................‬‬ ‫‪ -2‬حللللللللللوار الةبللللللللللي ‪ ‬مللللللللللع هيللللللللللود خيللللللللللج‬ ‫‪530...........................................‬‬ ‫ثالالللللللللللللللا‪ :‬احللللللللللللللللوار ادبلللللللللللللللارش ملللللللللللللللع‬ ‫الةصارى‪565................................................‬‬ ‫‪ -5‬احلوار عةد الةجايش‪562...................................................‬‬ ‫‪ -2‬احلللللللللللللللوار مللللللللللللللع وفللللللللللللللد نصللللللللللللللارى‬ ‫نجمحام‪561...........................................‬‬ ‫للللللللللدي بلللللللللللن حلللللللللللاتم‬ ‫‪ -2‬حلللللللللللوار إسلللللللللللالم عل‬ ‫ّ‬ ‫‪562............................................‬‬ ‫الفصل السابع‪:‬‬ ‫مةاجللللللللليا احللللللللللوار‪ :‬آدابلللللللله ورشوطلللللللله ومقوماتلللللللله‬ ‫وعوائقه‪515.........................‬‬ ‫‪ -5‬حتقيق الةيا‪512............................................................‬‬ ‫‪ - 2‬رضورة تمحتيللللللللللللللللب عةللللللللللللللللارص احللللللللللللللللللوار‬ ‫‪513..........................................‬‬ ‫‪ - 3‬البللللللللللللد يف التحللللللللللللاور بالةقللللللللللللاط ادكللللللللللللرتكا‬ ‫‪514......................................‬‬

‫(‪)312‬‬


‫‪ -6‬التحلللللللللللاور ملللللللللللع ملللللللللللن ففقللللللللللله احللللللللللللوار‬ ‫‪512............................................‬‬ ‫‪ - 1‬اإلعللللللللمحاض عللللللللن ادحللللللللاور ادجللللللللاد ادتكللللللللج‬ ‫‪510.....................................‬‬ ‫‪ - 4‬اإلدللللام بموضللللوع احلللللوار وعللللدم اخلللللوض فلللليام ال ف لللللم‬ ‫‪549........................‬‬ ‫‪ - 2‬إظالللللللللللللللللللللللللللللللللار احلللللللللللللللللللللللللللللللللرتام‬ ‫ادحاور‪542..................................................‬‬ ‫‪ - 2‬عللللللللللللللدم التكللللللللللللللج عللللللللللللللىل ادحللللللللللللللاور‬ ‫‪541................................................‬‬ ‫‪ - 0‬اجللللللللللدا وادحلللللللللاورة بلللللللللالتي هلللللللللي تحسلللللللللن‬ ‫‪544.......................................‬‬ ‫‪ - 59‬التلللللللللذكل بلللللللللاهلل ت لللللللللاىل واالسلللللللللتياا ملللللللللن‬ ‫ادحاور‪542...............................‬‬ ‫َ‬ ‫‪ - 55‬الصللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللج‬ ‫والتواضع‪529......................................................‬‬ ‫‪ - 52‬اهللللللللللدو وجتةلللللللللب الغضلللللللللب وال فلللللللللو عةلللللللللد‬ ‫ادقدرة‪525..............................‬‬ ‫‪ - 53‬خماطبللللللللللللللا الةللللللللللللللاس عللللللللللللللىل قللللللللللللللدر‬ ‫عقوهلم‪522........................................‬‬ ‫(‪)313‬‬


‫‪ - 56‬االعللللللللرتاف بللللللللاحلق واإلذعللللللللام للللللللله واإلقللللللللمحار‬ ‫باخلطك‪526............................‬‬ ‫‪ -51‬تلللمحك االعلللرتاض والكلللغب علللىل ال للللام واللللوالة ملللا كلللانوا علللىل‬ ‫احلق‪521..........‬‬ ‫‪ - 54‬اإلنصاف‪524...........................................................‬‬ ‫‪ - 52‬الصد ‪522............................................................‬‬ ‫‪ - 52‬القدوة احلسةا‪520......................................................‬‬ ‫‪ - 50‬إفاار احلق توال ‪529.....................................................‬‬ ‫‪ - 29‬الاقا بالةفس ‪525.......................................................‬‬ ‫‪ - 25‬ممحاعلللللللللللاة الملللللللللللمحوف ادةاسلللللللللللبا للتحلللللللللللاور‬ ‫‪522.....................................‬‬ ‫‪ - 22‬ممحاعلللللللللللاة اجلوانلللللللللللب " الفةيلللللللللللا " للحلللللللللللوار‬ ‫ادبارش‪523...............................‬‬ ‫ت – ممحاعاة درجا الصوت ‪523.................................................‬‬ ‫ب ‪ -‬حسن االستامع ‪526....................................................‬‬ ‫ عللللللللدم االسللللللللتئاار باحلللللللللدفث وممحاعللللللللاة الوقللللللللت‬‫‪526.................................‬‬ ‫الفصل الثامن‪:‬‬

‫(‪)314‬‬


‫حللللللوار احلضللللللارات واألدفللللللام يف ضللللللو م طيللللللات السلللللللة‬ ‫الةبوفا‪522......................‬‬ ‫توال‪ :‬اإلسللللللللللللللللللالم فللللللللللللللللللدعو إىل حللللللللللللللللللوار‬ ‫احلضارات‪520.....................................‬‬ ‫ثانيللللللللللللللللللللللا‪ :‬تهللللللللللللللللللللللداف حللللللللللللللللللللللوار‬ ‫احلضارات‪504..............................................‬‬ ‫ثالاللللللا‪ :‬األسللللللس التللللللي ُفبةللللللى علياللللللا احلللللللوار بللللللني‬ ‫احلضارات‪293............................‬‬ ‫راب ا‪:‬ازدفللاد تةيللا حللوار احلضللارات ب للد تحللداث احلللادي عرشلل مللن‬ ‫سبتمج‪292..2995‬‬ ‫خامسلللللللللللا‪ :‬وسلللللللللللائ إقاملللللللللللا احللللللللللللوار بلللللللللللني‬ ‫احلضارات‪259...................................‬‬ ‫سادسلللللللللللللللللللللا‪ :‬عوائلللللللللللللللللللللق حلللللللللللللللللللللوار‬ ‫احلضارات‪252............................................‬‬ ‫الفصل التاسع‪:‬‬ ‫ثمللللللللللللللمحات احلللللللللللللللوار يف جمللللللللللللللا الرتبيللللللللللللللا‬ ‫والاقافا‪222..............................................‬‬ ‫توال‪ :‬ثملللللللللللللللللللمحات احللللللللللللللللللللوار يف جملللللللللللللللللللا‬ ‫الرتبيا‪222...............................................‬‬

‫(‪)315‬‬


‫ثانيللللللللللا‪ :‬ثمللللللللللمحات احلللللللللللوار يف جمللللللللللا الاقافللللللللللا‬ ‫ال اما‪221.........................................‬‬ ‫مللللللللللللللللللللللن عوائللللللللللللللللللللللق حوارنللللللللللللللللللللللا‬ ‫الداخيل‪239.....................................................................‬‬ ‫اخلامتة‪233....................................................................‬‬ ‫املصادر واملراجع‪232..........................................................‬‬

‫(‪)316‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.