مجلة بركان الثورة العدد التاسع عشر

Page 1

‫بركان الثورة السورية‬

‫العدد التاسع عشر‬


‫العدد التاسع عشر‬

‫بركان الثورة السورية‬

‫التعريف بالمجلة‬ ‫جمؾة برطان اظثورة جمؾة ذفرؼة تتـاول سدة زواؼا تفم اجملتؿع اظسوري اظثائر ‪ ,‬تصدر اجملؾة سن حرطة حترؼر اظورن‬ ‫بإذراف اظؼسم اإلسالعي و تـػقذ ضسم اإلرذاد ‪ .‬تفدف اجملؾة إلزفار غشارات باضي األضسام اظعاعؾة يف حرطة حترؼر‬ ‫اظورن و اظيت بدورػا ال تؼتصر سؾى طوغفا حرطة سسؽرؼة حبته و إمنا ػي حرطة تضم خنبة عن اظشخصقات اظثورؼة و‬ ‫اظؼوى اظعاعؾة يف اظداخل احملاصر يف عدؼـة محص و رؼػفا و يف عـارق أخرى عن اظورن اظغاظي ‪ .‬طؿا تؼوم‬

‫احلرطة بـشارات إشاثقة خمتؾػة سؾى اظصعقد اإلغساغي عن أجل ختػقف احلؿل سؾى أػؾـا احملاصرؼن يف اظداخل‬ ‫طؿ ا و تعؿل احلرطة سؾى تـظقم صػوف املؼاتؾني اظعاعؾني يف طتائب احلرطة بشؽل ؼتالءم عع اظواضع املػروض و‬ ‫اإلعؽاغقات املتوصرة ظدى احلرطة ‪ .‬صاحلرطة طقان دقادي سسؽري ثوري تعؿل سؾى رص اظصػوف و توحقد اظؽؾؿة‬ ‫يف وجه اظظؾم ‪.‬‬

‫تطالعونىفيىهذاىالعدد‬ ‫ربثاًىتحاولىىىالىفناءىلثائرىى‬ ‫فيىمجلسىاألمنى…ىاندحابىتكتوكيىناجح‬ ‫رامىرلىىالتدخلىالعدكريى…ىالقوصرىدقطىفيىحلب‬

‫زوروا صفحتنا على مواقع التواصل االجتماعي و املوقع الرمسي للحركة على شبكة االنرتنت‬ ‫‪http://alwatan-l-m.com‬‬ ‫إشزاف و تنفيذ قسم اإلرشاد‬


‫بركان الثورة السورية‬

‫العدد التاسع عشر‬

‫االفتتاحية‬ ‫ربثاًىتحاولىىىالىفناءىلثائرىى‬

‫ى‬

‫بقلمى‪:‬ىإدارةىالحركة‬ ‫كسرت الثور السورٌة كل القٌود وحطمت كل األساطٌر وهزمت كل محاوالت الوأد والتشتٌت والفرقة‪ ،‬ألن الشعب‬ ‫السوري لم ٌخرج ضد حاكمه لو أن هذا الحاكم أعطى هذا الشعب الكرٌم عُشر ما منحه له ‪...‬لم ٌبخل المجرم السفاح‬ ‫بوسٌلة من الوسائل الهمجٌة إال وجربها على الشعب الكرٌم ‪ .‬وحاول هو وحلفائه أن ٌخٌّر السورٌ​ٌن بٌن اتجاهات‬ ‫وحلول‪ ،‬أو ٌقدّم التسوٌات لمسار األحداث متجاوزا حقائق التارٌخ العتٌد ألبناء الشام وتكاد تلك االتجاهات تتوزع‬ ‫كالتالً‪:‬‬ ‫إما الحل السلمً وإما الجحٌم‬ ‫ال ح ّل لالزمة إال عبر استسالم القوى الثورٌة‬ ‫ال حوار وال تفاوض بل هدن ومصالحات ‪...‬‬ ‫عدوان ٌتلوه عدوان حتى استنفد إلى حد بعٌد "بنك أهدافه التدمٌرٌة" خائبا حسٌرا‬ ‫فً المقابل لم ٌ​ٌؤس هذا الشعب متدبرا أموره وحكاٌات صموده فً شقوق كهؾ بجبل بعٌد ٌركن فٌه المقاتل أطفاله‬ ‫وعائلته لٌرابط هناك على حدود المجد لٌحول قرى الثورة ومدنها صروحا للصمود والشموخ فً وجه من أراد قتل‬ ‫الحٌاة فكانت دارٌا التً حشد لها منذ منتصؾ عام ٕٕٔٓ‪ ،‬أعداد ًكبٌرة من مٌلٌشٌاته الطائفٌة المسلحة القتحامها‬ ‫وإخضاعها لسلطته‪ ،‬وقصفها بالطائرات الحربٌة و الصوارٌخ والبرامٌل المتفجرة‪ ،‬راح مقابلها مئات الشهداء من أبناء‬ ‫المدٌنة‪ ،‬لكنها صمدت حتى الرمق األخٌر وخرج مقاتلوها ٌسؤلون عن خنادق الرباط فً شمال البالد كل ذلك بفضل‬ ‫صمود أبناءها وكتائب الجٌش الحر التً هبّت إلى القتال‪ ،‬ورؼم كل ذلك ال تزال مدٌنة العنب شوكة فً عٌن األسد‪ ،‬ال‬ ‫ٌجرإ على دخولها بسبب تفخٌخ أهلها لبٌوتهم وممتلكاتهم قبل الخروج لتذٌق األسد وجنوده مر الهزٌمة ‪.‬‬ ‫فً حلب أكثر من ٕٓ ٌوم مضت على قصفها بمختلؾ أنواع األسلحة وحلٌفه الروسً ٌشاركه الجرٌمة دون أي نتٌجة‬ ‫تذكر مما أُعلن عنه لكن لٌؽطً انكساراته فٌها أعلن عن هدنة أسماها كذبا وزورا أنها إنسانٌة لٌرسل خاللها باصاته‬ ‫الخضر فً محاولة منه إؼراء المقاتلٌن داخلها بالخروج ‪...‬لكن الباصات خرجت تجر واراءها أذٌال الخٌبة وتعلو‬ ‫صٌحات الثائرٌن مستهزئٌن وساخرٌن ممن أرسلها ‪:‬‬ ‫عبثا تحاول‬ ‫ال فناء لثائر‬

‫حركة تحرير الوطن‬


‫العدد التاسع عشر‬

‫بركان الثورة السورية‬

‫فيىمجلسىاألمنى…ىاندحابىتكتوكيىناجحى‪ :‬ى‬ ‫بقلمى‪:‬ىىالنقوبىربداللهىالزربيى ى‬ ‫التصعٌد الدموي العنٌؾ من قبل العدوان الروسً فً حلب خالل األٌام الماضٌة‪ ،‬أوضح أن الؽرب وأمرٌكا ٌرفضان أن‬ ‫تحتكر موسكو الحل السوري‪ ،‬فكالهما ٌحتاج إلى حلب لتؽٌ​ٌر المسارات العسكرٌة والسٌاسٌة‪ ،‬والجمٌع قلق منه‪ ،‬فهً لن‬ ‫تحدد فقط مصٌر سورٌا‪ ،‬ولكن ستقرر مآ آلت الحرب على المستوى االقلٌمً فً المنطقة‪ ،‬ومستقبل التوازن الدولً‬ ‫الروسً األمٌركً‪.‬‬ ‫وفً ظل التعنت الروسً فً االستمرار بجرائمه فً حلب وؼطرسته على المجتمع الدولً بات من ؼٌر المجدي ألمرٌكا‬ ‫اتباع استراتٌجٌة القٌادة من الخلؾ فً ضبط التمرد الروسً وضبط الصراع على الساحة السورٌة وفق الرإٌة األمرٌكٌة‬ ‫‪ ،‬تلك الؽطرسة الروسٌة لم تؤبه لالستماع إلى الصوت األمرٌكً الذي دفع باألخٌر إلى اتباع أسلوب جدٌد فً التعامل مع‬ ‫روسٌا بعد تورٌطها وإؼراقها فً دماء الشعب السوري وهً المواجهة الدبلوماسٌة المباشرة التً بلؽت ذروتها فً‬ ‫تصارع مشروعٌن فً مجلس األمن أحدهما روسً والذي ٌدعو فً أحد بنوده إلى التؤكٌد على التحقق من فصل قوات‬ ‫المعارضة السورٌة المعتدلة عن “جبهة فتح الشام” (النصرة سابقا) كؤولوٌة رئٌسٌة و ٌرحب بمبادرة ستٌفان دي مٌستورا‬ ‫األخٌرة‪ ،‬التً دعا فٌها إلى خروج مسلحً “جبهة فتح الشام ” من أحٌاء حلب الشرقٌة‪ ،‬وٌطلب من األمم المتحدة وضع‬ ‫خطة تفصٌلٌة لتنفٌذ المبادرة‪ ،‬وهو ما ٌناقض المشروع الفرنسً الذي ٌتضمن دعوة إلى وقؾ إطالق النار فً حلب‬ ‫وفرض حظر للطٌران فوق المدٌنة وإٌصال المساعدات اإلنسانٌة إلى السكان المحاصرٌن فً األحٌاء التً تسٌطر علٌها‬ ‫المعارضة فً حلب‪.‬‬ ‫انتهى المشروعان بالفشل ؛ المشروع الروسً حصل‬ ‫على موافقة أربعة أصوات فقط‪ ،‬ولهذا لم تكن هناك‬ ‫حاجة إلى استخدام حق النقض لعرقلته ؛ بٌنما حصل‬ ‫المشروع الفرنسً على موافقة أحد عشر صوتا‪ ،‬و‬ ‫امتنعت الصٌن وأنؽوال عن التصوٌت واستخدمت‬ ‫روسٌا ‪ /‬الفٌتو ‪ /‬وصوتت فنزوٌال ضد القرار ‪.‬‬

‫فشل مجلس األمن فً المهام الموكلة إلٌه فً الحفاظ‬ ‫على األمن والسلم الدولٌ​ٌن‪ .‬إال أن الجلسة و نقاشاتها‬ ‫كانت بوابة لنقل حقٌقة ما ٌجري فً حلب من معاناة‬ ‫أهلها والدماء التً جرت ومازالت بؽٌر حق وفضحت‬ ‫روسٌا أمام العالم بؤنها هً المسإولة عن سفك تلك‬ ‫الدماء‪.‬‬

‫مالمح الصراع بٌن األقطاب الفاعلٌن على الساحة‬ ‫السورٌة بدت واضحة فً مجلس األمن وإن أدى إلى‬ ‫وما قدمته من ذرائع لتدخلها تحت عناوٌن محاربة داعش واإلرهاب و ما تسترت به فً الوسط الدولً من أقنعة خادعة‬ ‫باسم اإلنسانٌة أسقطها شهداء حلب وبٌوتها المدمرة لدرجة أن المندوبٌن الحاضرٌن للجلسة التً عُقدت بشؤن سورٌة لم‬ ‫ٌعد لدٌهم تقبل لسماع كذب وتضلٌل النظام و خداعه ممثال بهرطقات مندوبه الدائم فً المجلس بشار الجعفري‪ ،‬فآثروا‬ ‫مؽادرة قاعة االجتماع على أن ٌسمعوا مزٌدا من كذبه وتبرٌر إجرام نظامه‪.‬‬ ‫الجلسة وإن فشلت إال أنها وجهت رسالة إلى المجرمٌن بحق الشعب السوري‪ :‬لم ٌعد بوسعنا تقبل كذبكم و خداعكم‬ ‫وإجرامكم واالنسحاب فً ظل عجز المإسسة الدولٌة هو األفضل ‪.‬‬


‫العدد التاسع عشر‬

‫بركان الثورة السورية‬

‫رامىرلىىالتدخلىالعدكريى…ىالقوصرىدقطىفيىحلب ى‬ ‫بقلمى‪:‬ىالنقوبىرذودىحوراني ى‬

‫فً مثل هذا الٌوم من العام الماضً رفعت روسٌا من دعمها لنظام بشار األسد من المستوى السٌاسً والدبلوماسً إلى المستوى العسكري‬ ‫واألمنً الواسع وكان حٌنها ٌسٌطر النظام على قرابة ٕٓ‪ %‬من المساحة العامة للبالد‪ ،‬مر عام على العدوان و حافظت روسٌا على ما كان‬ ‫ٌسٌطر علٌه النظام قبل تدخلها ‪ ،‬وبعٌدا عن الخطوات القانونٌة واإلعالمٌة الروسٌة التً رافقت العدوان واستمرت معه ‪ ،‬ومن خالل رصد بسٌط‬ ‫لمجرٌات األحداث والتطورات العسكرٌة والسٌاسٌة التً – إن صح القول – عنها أن القوى الثورٌة فً سورٌة استلمت زمام المبادرة على الرؼم‬ ‫من االرتباك الواضح لداعمٌها‪ ،‬وخالفات الثوار فٌما بٌنهم وعدم قدرتهم على التوحد‪.‬‬ ‫الٌوم ٌجهد القٌصر نفسه وٌضع أعتى أسلحته فً استعراض رخٌص لقواه على ما ٌقارب ‪ / ٖ5ٓ/‬ألؾ من المحاصرٌن فً حلب‪ ،‬حٌث بدأت‬ ‫طائراته بقصؾ المدٌنة فً التاسع عشر من أٌلول ‪ ،‬وعلى الرؼم أن المدة حتى الٌوم كافٌة لإلعالن عن تقدم ما فً المٌدان إال أن ذلك لم ٌحدث‬ ‫ولن ٌحدث‪ ،‬وفاته أمر فً ؼاٌة األهمٌة أنه افتراضا لو سقطت حلب بالكامل‪ ،‬فهذا ال ٌعنً نهاٌة الثورة‪ ،‬فكانت حلب بٌد النظام‪ ،‬ولم ٌتؽٌر‬ ‫المشهد‪.‬‬ ‫ال شك أن لدى بوتٌن دوافع متعددة من وراء تدخله بسورٌا ٌُعتبر أهمها إثبات الدور الروسً على مسرح األحداث فً الشرق األوسط الذي ٌعود‬ ‫ٌع ما عبر عنه توماس فرٌدمان فً مقال له بصحٌفة نٌوٌورك تاٌمز أمس (ٖٓ‪ )ٕٓٔ5/ٓ9/‬عن‬ ‫إلى جذور إمبرٌالٌة تارٌخٌة‪ ،‬إال أنه لم ِ‬ ‫االنتهازٌة األمٌركٌة فً التعامل مع مؽامرة بوتٌن فً سورٌا فقال‪“ :‬إن بوتٌن سٌواجه ؼضب العالم اإلسالمً بؤسره‪ ،‬بما فٌه المسلمٌن الروس”‪.‬‬ ‫وسٌجد نفسه فً وضْ ع “مَن تسلق شجرة ال ٌستطٌع النزول منها‪ ”.‬وأضاؾ‪“ :‬إن تسُّرع بوتٌن للتورط فً سورٌا ربما هو الذي سٌرؼمه فً‬ ‫النهاٌة إلى البحث عن حل سٌاسً هناك ‪ ،‬أضؾ إلى ذلك سرور األمرٌكٌ​ٌن بالتدخل الروسً و رأٌتهم له على أنه فرصة للفكفكة من عنجهٌة‬ ‫بوتٌن وفً ذلك ٌقول أحد منظري مإسسة راند األمرٌكٌة منذ أكثر من نصؾ قرن‪“ :‬إن أهدافنا لٌست مناقضة ألهداؾ عدونا” وبذلك ٌكون هذا‬ ‫العدوان ما هو إال محطة الستنزافه‪.‬‬ ‫فً المقلب اآلخر حاول بوتٌن اللعب بالورقة السٌاسٌة وأراد أن ٌجعل من قاعدة حمٌمٌم الجوٌة على األراضً السورٌة مطبخا سٌاسٌا لما تفتق به‬ ‫عقله الصلؾ ‪ ،‬فوضع دستورا ‪ ،‬وشكل معارضات‪ ،‬وأملى علٌها خطها السٌاسً الذي لم ٌلق رواجا حتى عند صانعٌه ‪ ،‬و ادعى محاربة اإلرهاب‬ ‫‪ ،‬وحاول استمالة األكراد حٌنا وتجاهل دعمهم حٌنا آخر عندما صرح للجانب التركً أن ال علم له بممثلٌة لهم فً موسكو ووعد أنها إن وُ جدت‬ ‫بإؼالقها‪ ،‬ففشل فً مواجهة الثوار على األرض اللذٌن هزموه فً أكثر من موقع ‪ ،‬كما فشل فً تهمٌش المعارضة السٌاسٌة التً قدمت مإخرا فً‬ ‫لندن ورقتها لالنتقال السٌاسً التً حازت على اجماع الؽالبٌة العظمى من الدول المهتمة بالحالة السورٌة ‪ ،‬لتذهب كل مساعٌه أدراج الرٌاح‪.‬‬ ‫بشكل عام لم ٌنتج عن العدوان الروسً أي تؽٌ​ٌر فارق فً المعادالت العسكرٌة والسٌاسٌة للصراع السوري أو موازٌن القوى‪ ،‬إنما ازدادت فقط‬ ‫جرائم الحرب التً ٌرتكبها على مسمع العالم وبصره‪ ،‬وسٌبقى هدفه محصورا فً منع سقوط النظام وانهٌاره فقط‪ ،‬عبر الحفاظ على مناطق‬ ‫تمركزه الممتدة من مدن الساحل وحتى العاصمة دمشق‪ ،‬هذا إن استطاع الحفاظ علٌها من قوى الثورة الزاحفة‪.‬‬


‫العدد التاسع عشر‬

‫بركان الثورة السورية‬

‫الكلىوعلمى‪..‬والحقوقةىأنهمىالىوعلمونى ى‬ ‫ىىىىىىىىىىبقلمى‪:‬ىمصعبىالدعود ى‬ ‫ؼالبا ما ٌطالعنا بعض المثقفٌن والمنظرٌن المحسوبٌن على الثورة فً زواٌا مواقع التواصل االجتماعً أو‬ ‫اإلخباري فً تحلٌالتهم الشهٌرة عن معرفة الرأي العام األوروبً بما ٌجري فً سورٌا منذ ست سنوات بمقولة‬ ‫“الكل ٌعلم” ‪ ،‬لكن من واقع التجربة أتساءل ماذا ٌعلم الكل (الرأي العام األوروبً) ؟!‪ .‬هل ٌعلمون من ٌقتل‬ ‫السورٌ​ٌن؟‪ ،‬كٌؾ ٌقتلون؟‪ ،‬متى؟ ولماذا؟ أٌن؟ ومن ٌشارك فً القتل؟ هل ٌعرؾ الرأي العام األوروبً من‬ ‫ٌخوض فً هذه الحرب؟‪ ،‬من ٌقصؾ بالكٌماوي؟‪ ،‬من ٌطبق الحصار على المدنٌ​ٌن؟‪ ،‬من ٌقتل الناس على‬ ‫داعش ؟‪ ،.‬إلى آخر التساإالت التً ال تنتهً‪.‬‬ ‫بال‪ ،‬من صنع‬ ‫الهوٌة؟‪ ،‬من استجلب مرتزقة العالم ألجل حكم ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فً كل مرة أكتشؾ أن أسئلة كثٌرة اعتقدنا كما‬ ‫هإالء الجهابذة ٌعلمها الشارع الؽربً ‪ ،‬لكن‬ ‫لألسؾ تبٌن أن مجتمعاتنا لٌست وحدها المؽٌبة‬ ‫تماما عما ٌجري خارج عالمها‪ ،‬فما ٌقدم عبر‬ ‫وسائلهم اإلعالمٌة من رسائل ال ٌختلؾ كثٌرا عما‬ ‫ٌقدم فً مإسسات البعث‪ ،‬تلك هً السٌاسٌة‬ ‫اإلعالمٌة التً تعكس توجه الحكومات وتعاطٌها‬ ‫مع القضاٌا الخارجٌة برؼم تقدٌمهم بٌن الفٌنة‬ ‫واألخرى لبعض الحوادث الصادمة من باب خلق‬ ‫المصداقٌة وتؽٌ​ٌر األسلوب النمطً المتبع فً‬ ‫التؽطٌة‪ ،‬وأول تساإل ٌطالعك به المواطن الؽربً‬ ‫فً حدٌثه عن بالدنا بؤنها “داعش” ‪ ،‬هذا حدٌث‬ ‫الشارع الذي ٌفرض مطالبه على الحكومات عندما‬

‫ٌنتفض والذي ٌشكل أكثر من ‪ 95‬فً المئة ولٌس‬ ‫رأي النخب التً تشكل ما بٌن واحد وخمسة بالمئة‪.‬‬ ‫منذ وصولً إلى فرنسا وحدٌثً لبعض الصحؾ‬ ‫فً هذا اإلقلٌم وعقد عدد من اللقاءات مع أجٌال‬ ‫مختلفة واختالطً مع العامة فً المإسسات العامة‬ ‫والخاصة وتواصلً مع مجموعات مختلفة من‬ ‫المواطنٌن االوروبٌ​ٌن واآلسٌوٌ​ٌن خالل دورات‬ ‫اللؽة وأنا أكتشؾ أنهم مؽٌبون وال ٌعرفون شًء‬ ‫عن سورٌا وما ٌجري فٌها ألجل الحرٌة ‪ ،‬وال‬ ‫ٌعلمون حضاراتها وثقافتها وانفرادها بنسٌج‬ ‫اجتماعً شكلت مجتمعاتهم عبر التارٌخ جزءا منه‪،‬‬ ‫إال إن كان الحوار ٌتم مع بعض النخب الثقافٌة أو‬ ‫السٌاسٌة‪.‬‬

‫الخمٌس الفائت ‪ ٕٓٔ2\9\ٕ9‬دعٌت للمشاركة مع جمعٌة عاملة فً مدٌنة \رٌن\ تعرؾ باسم (الكل ألجل‬ ‫سورٌا) فً حوار مع جمعٌة فرنسٌة ٌرؼب أعضاإها الشباب بمعرفة ما ٌجري فً سورٌا بالضبط‪ ،‬قدم ممثل‬ ‫الجمعٌة عرضا جٌدا عن تارٌخ سورٌا وعن عمل الجمعٌة الخاصة بهم وخالل انتهائه من الحدٌث فاجؤنا أحد‬ ‫الحضور بالقول بالفرنسٌة‪ :‬إن الثورة السورٌة انتهت منذ العام ٔ​ٕٔٓ وأن ما ٌجري حرب من عصابات‬ ‫وملٌشٌات وداعش ‪ ،‬لكنه لم ٌنسى القول إن نظام القتلة انتهى منذ ذاك العام ‪ ،‬خالطا السم باللبن ألرى وجوه‬ ‫الفرنسٌ​ٌن الحاضرٌن بدأت تتلون‪.‬‬ ‫عندها قدمتنً مدٌرة اللقاء للحدٌث عن محورٌن‬ ‫(الالجئٌن السورٌ​ٌن‪ ،‬وكٌؾ قاوم السورٌون‬ ‫الدٌكتاتور) ‪ ،‬بعدما عرفتهم بنفسً وأنً كنت أعمل‬ ‫فً وكالة االنباء السورٌة \سانا\ تلون وجه ذلك‬ ‫الرجل ‪ ،‬وتحدث بلكنة سورٌة لألسؾ‪ ،‬وبكل هدوء‬ ‫خاطبت الحضور معتذرا أن معرفة ما ٌفكر به‬ ‫الوافدون إلى بالدكم ٌمكنكم قراءته بالبحث على‬ ‫االنترنت ومواقع التواصل االجتماعً وٌمكنكم‬ ‫االستعانة ببعض اللقاءات أجرٌتها وقام بها ؼٌري‬ ‫من الصحفٌ​ٌن والمثقفٌن فً أوروبا ونقلتها‬

‫صحفكم‪ ،‬لكن األهم الٌوم هو تفنٌد األخطاء التً‬ ‫ٌحاول كثر الصاقها بالثورة كما فعل السٌد هنا‪.‬‬ ‫تساءلت قائال‪ :‬قبل أٌام كان هناك مظاهرات فً‬ ‫فرنسا ألجل قانون العمل‪ ،‬هل رأٌتم رجل أمن‬ ‫ٌطلق النار على المتظاهرٌن؟ هل رأٌتم طائرة‬ ‫تقصؾ المتظاهرٌن؟‪ ،‬هل منعتم من التظاهر فً‬ ‫الطرقات والجامعات واألماكن العامة؟‪ ،‬ولو حدث‬ ‫ما ذكرت كٌؾ ستكون ردود أفعالكم؟‪ ،‬ولو قُتل أحد‬ ‫اقربائكم أو أصدقائكم ماذا ستفعلون ؟‪ ،‬اإلجابة‬ ‫كانت تتوقعون‪.‬‬


‫بركان الثورة السورية‬

‫العدد التاسع عشر‬

‫تابعت حدٌثً‪ ،‬بكل بساطة هذا ما حدث فً سورٌا خالل تلك السنوات وأقنعتهم بالحجة والبرهان‪ ،‬وبؤن العالم‬ ‫كله تآمر على ثورتنا‪ ،‬ثم بدأت عرض الثورة بالصورة كقصة أروٌها لألطفال شعارات أطفال حوران األولى‬ ‫(أجاك الدور ٌا دكتور) حتى شعارات حلب ورٌؾ حمص األخٌرة كانت حاضرة‪ ،‬ثم انتقلت بهم آللٌة تعاطً‬ ‫األمن مع بعض المظاهرات ثم خروج المظاهرات العارمة وكٌؾ زار سفٌرهم برفقة السفٌر األمٌركً حماة‬ ‫لٌتؤكدا من سلمٌة الثورة‪ ،‬حتى وصلنا الستخدام المجرمٌن الحوامات والمقاتالت الحربٌة لقتلنا والقاء البرامٌل‬ ‫المتفجرة وكل أصناؾ األسلحة الفتاكة وعرض صور البرامٌل قبل القائها شارحا حجمها ومحتوٌاتها ثم‬ ‫الطائرات وهً ترمٌها ثم حجم تفجٌرها وتؤثٌراتها فً المكان ‪ ،‬ولم أنسى عرض صور األسلحة المحرمة دولٌا‬ ‫(الفوسفور‪ ،‬النابالم)‪ ،‬وكذلك أماكن القصؾ الكٌماوي‪.‬‬ ‫فً األخٌر قلت لهم أن المجرمٌن صوروا ما قاموا به فً مدٌنة حمص لٌكون عبرة للمدن السورٌة الثائرة‬ ‫واستشهدت بالفٌدٌو الذي التقطه الروس فً ‪ ٕٓٔ2‬عن حمص وعرضته الجزٌرة وكل القنوات العالمٌة‪ ،‬وقبل‬ ‫أن أنهً سرد ما ٌجري قلت للسٌد الذي قال إن الثورة انتهت فً ٔ​ٕٔٓ اآلن أثبت لك وللحاضرٌن أن الثورات‬ ‫ال تنتهً وتبقى سلمٌة ولكنها تمر بمراحل حسب الواقع الراهن‪ ،‬وعرضت صورا لمظاهرات سلمٌة ترفع علم‬ ‫الثورة فً عدة مدن سورٌة منها ما جرى فً رٌؾ حمص الشمالً منذ نحو شهر وقد أرسلوا الًّ من النشطاء‬ ‫فً الداخل الذي نعمل معهم‪.‬‬ ‫انتهى اللقاء بتفاعل كبٌر من الحاضرٌن‪ ،‬لقد عرؾ الجمٌع ما حدث بالضبط‪ ،‬بل ٌمكننً القول إنً جعلتهم‬ ‫شهودا علٌه وهم سٌنقلون ما عرفوه لؽٌرهم‪ ،‬لكن تبقى الحقٌقة المرّة أننا كؤفراد لن نإثر ونخلق رأي عام فاعل‬ ‫معنا من خالل ندوة فً الشهر او العام ‪ ،‬فالتؤثٌر فً علم االعالم ٌؤتً باستمرار بث الرسائل المتعلقة بالحدث‬ ‫والتً تصوب األخطاء التً تلصق بثورتنا ولٌس بمقولة (الكل ٌعلم)‪ ،‬أٌن مإسسات الثورة السٌاسٌة واإلعالمٌة‬ ‫التً تصدرت المشهد من خطط للتؤثٌر‪.‬‬


‫بركان الثورة السورية‬

‫العدد التاسع عشر‬


‫العدد التاسع عشر‬

‫بركان الثورة السورية‬ ‫الحربىالدومغرافوةىفيىدوروا ى‬ ‫بقلمى‪:‬ىالنقوبىرذودىحورانيى ى‬

‫هً سورٌا إحدى ضحاٌا مشارٌع التؽٌ​ٌر الدٌمؽرافً ‪ ،‬هدؾ طالما سعى له نظام االجرام االسدي بالتحالؾ‬ ‫مع إٌران ومكونات طائفٌة فً بلدان أخرى تتبع لها فً العراق ولبنان تلك التً تمتاز بتعصبها وحقدها‬ ‫الطائفً وعقٌدتها المذهبٌة القائمة على العداء للمجتمع السنً ‪ .‬هذه الحرب الدٌمؽرافٌة التً ٌخوضها نظام‬ ‫االجرام االسدي ضد المجتمع السنً لم ٌكن ولٌدة الحرب المدمرة التً ٌخوضها على الشعب الثائر منذ انتفاضة‬ ‫الشعب السوري إلسقاط نظامه ‪ ،‬بل لها امتداد منذ تولً عائلة االسد الحكم فً سورٌا بإعالنها حرب دٌمؽرافٌة‬ ‫باردة خالل العقدٌن السابقٌن من الزمن استهدفت جؽرافٌة المجتمع السنً السوري وفق مشروع هندسة‬ ‫اجتماعٌة ممنهجة بدأها بتعبئة طائفٌة لصالح العائلة الحاكمة فً مإسسات الدولة مع تعبئة فكرٌة ومذهبٌة‬ ‫متعصبة تجاه المجتمع السنً ‪ ،‬لٌهٌئ العوامل التً تمكن طائفته من تثبٌت مخطط الدٌمؽرافٌا الذي ٌتٌح له‬ ‫تقسٌم جؽرافٌة المجتمع السنً من خالل تنفٌذ آلٌات تجسدت بفتح الباب امام تنامً السكن العشوائً لصالح‬ ‫الطائفة الحاكمة كؤسوار تحٌط بالمدن السنٌة الكبرى ‪ ،‬وإقامة االحٌاء والضواحً الطائفٌة التً تقسم داخل‬ ‫المدن ذاتها تحت ؼطاء مشارٌع االعمار والتشرٌعات من القوانٌن ‪ ،‬تلك العوامل وااللٌات الدٌمؽرافٌة أدت الى‬ ‫زحؾ طائفً بتموضع جدٌد ٌحاصر جؽرافٌة المجتمع السنً وٌقسمها الى مربعات لم تكن موجودة من قبل‬ ‫والتً بدأت نتائجها بالظهور عبر مراحل الثورة من خالل وقوع العدٌد من المدن المحررة فرٌسة الحصار التً‬ ‫فرضتها الطائفة الموالٌة لعائلة االسد واٌران التً توطنت االحٌاء والضواحً والعشوائٌات المحٌطة بها وكانت‬ ‫االحٌاء القدٌمة فً حمص مثال ونموذج واضع على ذلك ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وقد انتقلت الحرب الدٌمؽرافٌة التً ٌشنها نظام‬ ‫االسد واٌران على الشعب السوري الثائر الى حد‬ ‫المجاهرة بجرائم التهجٌر القسري والتطهٌر‬ ‫الطائفً بشكل واضح عندما أٌقن النظام االسدي‬ ‫واالٌرانً فً استحالة إعادة السٌطرة على كامل‬ ‫المناطق المحررة فً سورٌة فً ظل انهٌار‬ ‫وتراجع قوات االسد والمٌلٌشٌات الشٌعٌة أمام‬ ‫ضربات الثوار لٌدمج كال من النظام االسدي‬ ‫واالٌرانً مشارٌعهما الطائفٌة فً مشروع اطلقا‬ ‫علٌه سورٌا المفٌدة ‪ ،‬ومن منطلق تالقً مشروعً‬ ‫النظام االسدي واالٌرانً نالحظ أن التؽٌ​ٌر‬ ‫الدٌموؼرافً الذي تسعى إلٌه إٌران ونظام االسد‬ ‫فً سورٌا ٌتركز فً مناطق حمص ودمشق‬ ‫والساحل السوري ‪ ،‬بحٌث تخلق منطقة نفوذ تضم‬ ‫المإٌدٌن للنظام وأصحاب الوالءات إلٌران من‬ ‫العلوٌ​ٌن والشٌعة‪ ،‬تضمن بقاء مصالحهما الطائفٌة‬ ‫قائمة ‪.‬‬

‫النزال فً بداٌة تؽٌ​ٌر دٌموؼرافً كبٌر ٌقوده‬ ‫نظام االسد واٌران من خالل شن حرب شاملة‪،‬‬ ‫بالتزامن مع الحصار والتجوٌع والقصؾ‬ ‫والترهٌب‪ ،‬وبعد إنهاك المناطق المستهدفة ٌجري‬ ‫عقد هدن‪ ،‬تفضً إلى ترحٌل سكانها‪ ،‬واستبدالهم‬ ‫بآخرٌن‪ ،‬إٌرانٌ​ٌن أو من حزب هللا والملٌشٌات‬ ‫العراقٌة ‪ ، ،‬تؽٌ​ٌر دٌمؽرافً ٌقوم على إفراغ‬ ‫المدن والبلدات والمناطق من سكانها‪ ،‬المنتمٌن‬ ‫لألكثرٌة‪ ،‬وتوطٌن سواهم من أقلٌة بعٌنها‪ ،‬بؽطاء‬ ‫االمم المتحدة وموافقة الدول الكبرى وقد كانت‬ ‫مفاوضات بلدة الزبدانً هً الفاضحة للمشروع‬ ‫اإلٌرانً القاضً بتفرٌػ الزبدانً من سكانها‬ ‫واستبدالهم بسكان بلدتً كفرٌا والفوعة الشٌعٌتٌن‬ ‫برٌؾ إدلب ‪.‬‬

‫كما كان التهجٌر القسري لسكان مدٌنة دارٌا وقبلها التهجٌر القسري لسكان االحٌاء القدٌمة فً حمص وقدسٌا‬ ‫وبلدتً قزحل و سنٌسل واالن ما ٌجري فً الوعر من تهجٌر قسري لسكانه تحت ؼطاء ورعاٌة االمم المتحدة‬ ‫ٌفضح جرائم االمم المتحدة فً تهجٌر القسري للسكان وخروجها عن المواثٌق واالعراؾ الدولٌة وحقوق‬ ‫االنسان ‪ .‬هذه الخطط الدٌمؽرافٌة الممنهجة وعملٌات التهجٌر القسري التً باتت األمم المتحدة شرٌك أساسً‬ ‫فٌها تنذر بخطر كبٌر ٌحدق بالثورة السورٌة وبحاضنتها الشعبٌة من خطر تفتٌت وتفرٌق المكون السنً‬ ‫السوري‪ ،‬ومن هذا المنطلق ٌترتب على الجمٌع استنهاض الطاقات والقدرات للوقوؾ ضد المشارٌع التً‬


‫بركان الثورة السورية‬

‫العدد التاسع عشر‬

‫تستهدؾ طمس هوٌة أي مكون مجتمعً سوري بكافة الوسائل المتاحة بما فٌها العسكرٌة‬ ‫الوقائع على االرض وفً مٌدان المعركة‪.‬‬

‫من خالل تؽٌ​ٌر‬

‫أخذٌن بعٌن االعتبار أنه ” وفق معاٌ​ٌر االقوٌاء ‪،‬ال حساب على الجرائم األممٌة التً أدت إلى محو مساحات‬ ‫جؽرافٌة ومعطٌات دٌمؽرافٌة من الوجود لتمرٌر أبشع الجرائم المعاصرة تحت سمع وبصر الجمٌع ؛‪ ،‬مادامت‬ ‫تتم تحت عنوان “التوافق الدولً ” ورضا األقطاب النافذٌن ‪”.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.