مجلة بركان الثورة العدد 21

Page 1

‫بركان الثورة السورية‬ ‫العشرون‬

‫العدد الواحد و‬


‫العدد الواحد و‬

‫بركان الثورة السورية‬ ‫العشرون‬

‫التعرٌف بالمجلة‬ ‫جمؾة برطان اظثورة جمؾة ذفرؼة تتـاول سدة زواؼا تفم اجملتؿع اظسوري اظثائر ‪ ,‬تصدر اجملؾة سن حرطة‬

‫حترؼر اظورن بإذراف اظؼسم اإلسالعي و تـػقذ ضسم اإلرذاد ‪ .‬تفدف اجملؾة إلزفار غشارات باضي األضسام‬ ‫اظعاعؾة يف حرطة حترؼر اظورن و اظيت بدورػا ال تؼتصر سؾى طوغفا حرطة سسؽرؼة حبته و إمنا ػي حرطة‬ ‫تضم خنبة عن اظشخصقات اظثورؼة و اظؼوى اظعاعؾة يف اظداخل احملاصر يف عدؼـة محص و رؼػفا و يف‬ ‫عـارق أخرى عن اظورن اظغاظي ‪ .‬طؿا تؼوم احلرطة بـشارات إشاثقة خمتؾػة سؾى اظصعقد اإلغساغي عن‬ ‫أجل ختػقف احلؿل سؾى أػؾـا احملاصرؼن يف اظداخل طؿا و تعؿل احلرطة سؾى تـظقم صػوف‬ ‫املؼاتؾني اظعاعؾني يف طتائب احلرطة بشؽل ؼتالءم عع اظواضع املػروض و اإلعؽاغقات املتوصرة ظدى‬ ‫احلرطة ‪ .‬صاحلرطة طقان دقادي سسؽري ثوري تعؿل سؾى رص اظصػوف و توحقد اظؽؾؿة يف وجه اظظؾم‬ ‫عن أؼة جفة طاغت ‪.‬‬

‫و اهلل غالب على أمره‬

‫تطالعونىفيىهذاىالعدد‬ ‫التنبهىواالدتوقاظىمنىأهمىالدروس‬ ‫درعىالفراتىوحماوةىاألكرادىالوطنوونى‬

‫البيىكيىكيىالخنجرىالمدمومىفيىجددىالثورة‬

‫زوروا صفحتنا على مواقع التواصل االجتماعي و املوقع الرمسي للحركة على شبكة االنرتنت‬ ‫‪http://alwatan-l-m.com‬‬ ‫إشزاف و تنفيذ قسم اإلرشاد‬


‫بركان الثورة السورية‬

‫العدد الواحد و‬

‫العشرون‬

‫التنبهىواالدتوقاظىمنىأهمىالدروسى‬ ‫المدتفادة‬ ‫منذ دخول فصائل الثورة إلى حلب عام ‪ 2012‬أصبحت أكبر مدن‬ ‫رمزا ً‬ ‫ً‬ ‫مهما النتصار الثورة‪ ،‬فالمدٌنة التً تؤخر دخولها فً‬ ‫سورٌة تمثل‬ ‫قائمة المدن الثائرة ضد النظام – بسبب الوجود األمنً الكثٌف بالدرجة‬ ‫تحولت فجؤة إلى أكبر مساحة محرَّ رة فً سورٌة‪ ،‬مع معابر‬ ‫األولى – َّ‬ ‫حدودٌة تكفل حرٌة نسبٌة فً االنتقال والحصول على اإلمدادات عبر‬ ‫تركٌا‪ ،‬بل شهدت المدٌنة انتخابات مجالس محلٌة‪ ،‬واستعدادات من‬ ‫فصائل الثوار لتولً دور الحكومة التً ظن الجمٌع وقتها أنها فً‬ ‫طرٌقها للسقوط‪.‬‬ ‫هذه المكانة التً احتلتها حلب فً الثورة عززت دورها كحاضرة‬ ‫اقتصادٌة‪ ،‬وأكبر مدٌنة من ناحٌة عدد السكان‪ ،‬وجعلت المفاوضٌن‬ ‫السٌاسٌ​ٌن – و َمن ٌدعمهم من دول – ٌتمسَّكون بشرط تنحً األسد فً‬ ‫أي مفاوضات تجري‪ ،‬وكانت كل محاوالت النظام وحلفائه للتق ُّدم فٌها‬ ‫تجابه بفتح جبهات أخرى سواء فً الساحل أو الغوطة‪ ،‬أو درعا لتخفٌف‬ ‫الضغط عن المدٌنة التً بقٌت الورقة األهم فً عملٌة التفاوض‪.‬‬ ‫على الرغم من مرارة ما وقع فً حلب إال أن الجٌل الذي ثار على حُ كم‬ ‫آل األسد بعد خمسٌن عامًا من الدٌكتاتورٌة والظلم لن ٌعود لحظٌرة‬ ‫الطاعة مهما حصل ‪ ،‬بل سٌستمر الحراك و ستغذٌه الجرائم التً‬ ‫ٌرتكبها النظام وحلفاإه الٌوم بغباء دون أن ٌدركوا أن الوقائع على‬ ‫األرض قد اختلفت‪.‬‬ ‫قد ٌتظاهر النظام وحلفاإه بالتوجُّ ه إلى “تدمر” لمحاربة داعش‪ ،‬وقد‬ ‫تنتهً المواجهة بانسحاب داعشً‪ ،‬كما فً المرة األولى‪ ،‬لكن الوجهة‬ ‫الحقٌقٌة ستكون إدلب‪،‬‬ ‫فحالة الذهول والالمباالة – إن استمرت ‪ -‬التً ٌعٌشها العرب الٌوم‪،‬‬ ‫فسٌكون بعد حلب رفع راٌات بنً ساسان الجُدد على عواصم عربٌة‬ ‫كثٌرة‪ ،‬لن تكون صنعاء آخرها‪.‬‬

‫حركة تحرير الوطن‬


‫بركان الثورة السورية‬

‫العدد الواحد و‬

‫العشرون‬ ‫ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىبقلمى‪:‬ىإدارةىحركةىتحرورىالوطنى‬

‫درعىالفراتىوحماوةىاألكرادىالوطنوونى‬

‫ذسر‪ٙ‬ذف اٌؼٍّ‪١‬ح اٌر‪ ٟ‬تذأ٘ا اٌج‪١‬ش اٌرشو‪ ٟ‬صثاح ‪ َٛ٠‬األستؼاء‬ ‫(‪ )2016/8/24‬شّاٌ‪ ٟ‬س‪ٛ‬س‪٠‬ا إٌّظّاخ اإلس٘ات‪١‬ح ِصً داػش ‪ٚ‬‬ ‫“ب ‪ ٞ‬د”‪ ٛ٘ ٚ ،‬ػىس ِا ٔششذٗ ‪ٚ‬سائً إػالَ غشت‪١‬ح تأْ اٌؼٍّ‪١‬ح‬ ‫ذسر‪ٙ‬ذف األوشاد‪ ،‬ألْ األحزاب اٌىشد‪٠‬ح اٌّسر‪ٙ‬ذفح ٘‪ ٟ‬األحزاب‬ ‫اإلس٘ات‪١‬ح‪ ٚ ،‬تاٌراٌ‪ ٟ‬فاٌّسأٌح اٌر‪ ٟ‬ذؼاٌج‪ٙ‬ا اٌحى‪ِٛ‬ح اٌرشو‪١‬ح ٘‪ٟ‬‬ ‫حّا‪٠‬ح اٌشؼة اٌرشو‪ٚ ٟ‬اٌس‪ٛ‬س‪ ٞ‬تىً أغ‪١‬افٗ ‪ٚ‬أػشالٗ ‪ٚ‬ػٍ‪ ٝ‬سأس‪ُٙ‬‬ ‫األوشاد اٌز‪ ٓ٠‬رال‪ٛ‬ا األِش‪ ٓ٠‬ػٍ‪٠ ٝ‬ذ ل‪ٛ‬اخ “ب ‪ ٞ‬د” ِٓ ٔاح‪١‬ح‪،‬‬ ‫‪ٚ‬اسرمشاس اٌّذْ اٌرشو‪١‬ح ف‪ ٟ‬اٌجٕ‪ٛ‬ب ِٓ ٔاح‪١‬ح أخش‪ٚ ٜ‬ػذَ‬ ‫ذؼشظ‪ٙ‬ا أل‪ ٞ‬ذ‪ٙ‬ذ‪٠‬ذ‪ِ ٚ ،‬ا ‪٠‬ذًٌ ػٍ‪ ٝ‬صذق اٌخط‪ٛ‬ج اٌرشو‪١‬ح ذسٍ‪ّٙ١‬ا‬ ‫اٌّذْ ‪ٚ‬اٌمش‪ ٜ‬اٌّحشسج تذ ًءا ِٓ جشاتٍس ٌٍج‪١‬ش اٌس‪ٛ‬س‪ ٞ‬اٌحش ‪ٚ‬‬ ‫ِٕؼد أ‪ ٞ‬ػٕاصش ِٓ دخ‪ٌٙٛ‬ا ِا ٌُ ‪٠‬ى‪ٛٔٛ‬ا ِٓ سىأ‪ٙ‬ا األصٍ‪،ٓ١١‬‬ ‫ألْ ِؼظُ سىأ‪ٙ‬ا ِٓ اٌس‪ٛ‬س‪ ٓ١٠‬اٌؼشب اٌسٕح أ‪ ٚ‬اٌرشوّاْ ‪ٔ ٚ‬سثح‬ ‫لٍ‪ٍ١‬ح جذاً ِٓ األوشاد أ‪٠‬عاً‪ٚ ،‬وزٌه واْ حاي اٌؼذ‪٠‬ذ ِٓ اٌّذْ‬ ‫اٌس‪ٛ‬س‪٠‬ح ِصً ذً أت‪١‬ط ‪ِٕٚ‬ثج ‪ٚ‬اٌثاب ‪ٚ‬ذً سفؼد ‪ٚ‬غ‪١‬ش٘ا‪ٌٚ ،‬ىٓ‬ ‫ل‪ٛ‬اخ حزب االذحاد اٌذ‪ّ٠‬مشاغ‪ ٟ‬ػٕذِا دخٍد ذٍه اٌّذْ ‪ٚ‬اٌمش‪ٜ‬‬ ‫اٌس‪ٛ‬س‪٠‬ح غشدخ أٍ٘‪ٙ‬ا اٌؼشب ِٕ‪ٙ‬ا ‪ٚ‬لاِد تؼٍّ‪١‬ح ذط‪١ٙ‬ش ػشل‪ٟ‬‬ ‫ف‪ٙ١‬ا‪.‬‬ ‫‪ٕ٘ ِٓٚ‬ا دػا اٌّرحذز تاسُ اٌشئاسح اٌرشو‪١‬ح إتشا٘‪ ُ١‬وآٌ اٌ‪ٛ‬ال‪٠‬اخ‬ ‫اٌّرحذج األِش‪٠‬ى‪١‬ح إٌ‪ ٝ‬اٌرخٍ‪ ٟ‬ػٓ دػّ‪ٙ‬ا ٌـ “ب ‪ ٞ‬د‪ ٞ /‬ب ن”‪،‬‬ ‫ِش‪١‬شً ا أٔٗ ػٍ‪ٙ١‬ا أْ ذش‪ ٜ‬األظشاس اٌر‪ٌ ٟ‬حمد تإٌس‪١‬ج االجرّاػ‪ٟ‬‬ ‫‪ٚ‬اٌؼشل‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬س‪ٛ‬س‪٠‬ا جشاء دػّ‪ٙ‬ا ٌـ (‪ ٞ‬ب ن)‪ِ ،‬شذداً ػٍ‪ ٝ‬أْ‬ ‫“ِشىٍح ذشو‪١‬ا ٌ‪١‬سد ِغ األوشاد‪ ،‬تً ِغ حزب اٌؼّاي‬ ‫اٌىشدسرأ‪ِ ،”ٟ‬سرٕىشاً ذص‪٠ٛ‬ش ػٍّ‪١‬ح دسع اٌفشاخ تأٔ‪ٙ‬ا ظذ‬ ‫األوشاد؛ ‪ٚ‬لاي ‪ٔ :‬حٓ ٔذ‪ ٓ٠‬تشذج جّ‪١‬غ اٌّحا‪ٚ‬الخ اٌر‪ ٟ‬ذسؼ‪ ٝ‬إٌ‪ٝ‬‬ ‫ذص‪٠ٛ‬ش ػٍّ‪١‬ح دسع اٌفشاخ ػٍ‪ ٝ‬أٔ‪ٙ‬ا ذحشن ظذ أوشاد س‪ٛ‬س‪٠‬ح أ‪ٚ‬‬ ‫إلػالح اٌّىاسة اٌىشد‪٠‬ح‪ ،‬ال ‪ٛ٠‬جذ أ‪ِ ٞ‬شىٍح ت‪ ٓ١‬ذشو‪١‬ا ‪ٚ‬أوشاد‬ ‫س‪ٛ‬س‪٠‬ح ‪ٚ‬ال ‪ٛ٠‬جذ أ‪ِ ٞ‬شىٍح أ‪٠‬عً ا ِغ ِ‪ٛ‬اغٕ‪ٕ١‬ا األوشاد أ‪ِ ٚ‬غ أ‪ٞ‬‬ ‫ِٓ سىاْ إٌّطمح‪ٔ ،‬حٓ ٌذ‪ٕ٠‬ا ِشىٍح ِغ حزب اٌؼّاي اٌىشدسرأ‪ٟ‬‬ ‫اٌرٕظ‪ ُ١‬اإلس٘ات‪ ،ٟ‬ح‪١‬س ذؼرثش أٔمشج أْ س‪١‬طشج اٌم‪ ٜٛ‬اٌىشد‪٠‬ح‬ ‫ػٍ‪ ٝ‬اٌحذ‪ٚ‬د اٌس‪ٛ‬س‪٠‬ح اٌرشو‪١‬ح واٍِح ‪ُ٠‬شىً ذ‪ٙ‬ذ‪٠‬ذًا ِثاششً ا ألِٕ‪ٙ‬ا‬ ‫اٌم‪ ،ِٟٛ‬ألٔ‪ٙ‬ا ذذسن ذّا ًِا أْ “حزب االذحاد اٌذ‪ّ٠‬مشاغ‪ ٟ‬اٌىشد‪”ٞ‬‬ ‫٘‪ ٛ‬اِرذاد ٌحزب اٌؼّاي اٌىشدسرأ‪ ٟ‬اٌز‪٠ ٞ‬خ‪ٛ‬ض ِٕز شّأ‪١ٕ١‬اخ‬ ‫اٌمشْ اٌّاظ‪ ٟ‬حشتًا ششسح ظذ اٌم‪ٛ‬اخ اٌحى‪١ِٛ‬ح اٌرشو‪١‬ح جٕ‪ٛ‬ب‬ ‫ششل‪ ٟ‬اٌثالد‪ٚ ،‬اسرغً حزب اٌؼّاي ‪ٚ‬ج‪ٛ‬د لاػذج ٌٗ ف‪ِٕ ٟ‬اغك‬ ‫س‪١‬طشج حزب االذحاد اٌذ‪ّ٠‬مشاغ‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬شّاٌ‪ ٟ‬س‪ٛ‬س‪٠‬ح ٌ‪ٍ١‬رمػ أٔفاسٗ‬ ‫‪١ٌٚ‬جذد ػٍّ‪١‬اذٗ ظذ اٌم‪ٛ‬اخ اٌحى‪١ِٛ‬ح اٌرشو‪١‬ح ‪ٚ‬اٌّذْ اٌرشو‪١‬ح ف‪ٟ‬‬ ‫جٕ‪ٛ‬ب ششل‪ ٟ‬اٌثالد تؼذ أْ أحصش ‪ٚ‬ج‪ٛ‬دٖ اٌؼسىش‪- ٞ‬لثً رٌه‪-‬‬ ‫ف‪ ٟ‬جثاي لٕذ‪ ً٠‬ػٍ‪ ٝ‬اٌحذ‪ٚ‬د اٌؼشال‪١‬ح اإل‪٠‬شأ‪١‬ح اٌرشو‪١‬ح اٌّشرشوح‪.‬‬


‫بركان الثورة السورية‬

‫العدد الواحد و‬

‫العشرون‬

‫تلقى حزب االتحاد الدٌمقراطً وجناحاه العسكرٌان‪( :‬وحدات حماٌة الشعب) الكردٌة‪ ،‬و(قوات سورٌة‬ ‫الدٌمقراطٌة) صدمة كبٌرة بسبب التؤٌ​ٌد األمٌركً للخطوة التركٌة ( عملٌة درع الفرات العسكرٌة ) وهم الذٌن‬ ‫استفادوا كثٌرً ا من الدعم الكبٌر الذي تلقوه من التحالف الدولً وتقوده الوالٌات المتحدة األمٌركٌة بحجة القتال‬ ‫ضد تنظٌم الدولة ” داعش ” والتً قد تكون إحدى نتائجه المباشرة اإلطاحة بمساعً األكراد إلى ربط مناطق‬ ‫عٌن العرب (كوبانً)‪ ،‬وعفرٌن ضمن مشروع “اإلدارة الذاتٌة”؛ حٌث ٌبدو أن هناك حقبة جدٌدة من التعاون‬ ‫األمٌركً – التركً فً سورٌة‪ ،‬والذي ٌإذن بتداعٌات مباشرة على التنسٌق بٌن الوالٌات المتحدة واألكراد‬ ‫الذٌن اعتمدت علٌهم فً قتال تنظٌم الدولة (داعش) من خالل إٌهامهم بالسماح لهم بإنشاء منطقة إدارة ذاتٌة‪،‬‬ ‫لكن لن تضحً فً الوقت نفسه بحلٌفها التركً‪ ،‬وهو ما ٌعنً رفع الغطاء عن المشروع الكردي فور انتهاء‬ ‫المهمة ‪ ،‬و بالتالً ال ترٌد الوالٌات المتحدة األكراد شرٌ ًكا‪ ،‬وإنما هم جزء من تنفٌذ استراتٌجٌتها فً سورٌة‬ ‫فحسب‪.‬‬ ‫أدرك صالح مسلم رئٌس حزب االتحاد الدٌمقراطً الكردي السوري أبعاد التطورات األخٌرة عندما صرح‬ ‫بقوله إن المواقف األمٌركٌة األخٌرة تجاه “قوات سورٌا الدٌمقراطٌة” و ”وحدات حماٌة الشعب” الكردٌة‬ ‫أصبحت “غامضة وتثٌر العدٌد من عالمات االستفهام”‪ ،‬فً السٌاق نفسه ٌنقل السٌاسً السوري وعضو‬ ‫االئتالف الوطنً لقوى الثورة مٌشٌل كٌلو عن مبعوث الوالٌات المتحدة األمٌركٌة للملف السوري ماٌكل راتنً‬ ‫قوله خالل لقاء رسمً مع الهٌئة السٌاسٌة لالئتالف الوطنً لقوى الثورة والمعارضة‪ :‬أن واشنطن تتعاون‬ ‫عسكرًٌا مع قوات حماٌة الشعب الكردٌة ضد (داعش)‪ ،‬وترفض مشروع حزب االتحاد الدٌمقراطً السٌاسً‬ ‫وال تتعاون معه وترى أن مصٌره ٌجب أن ٌُبت بالحوار مع بقٌة السورٌ​ٌن ولٌس بالقوة وسٌاسات فرض األمر‬ ‫الواقع‪ ،‬وهذا ٌعنً أن عالقات واشنطن مع جماعة صالح مسلم (زعٌم الحزب) عسكرٌة ولٌست سٌاسٌة؛ لذلك‬ ‫أمٌركا لٌست مسإولة عن مشارٌعه السٌاسٌة التً ال تتمتع بغطاء سٌاسً أمٌركً‪.‬‬ ‫ما سبق ٌإكد بؤن عملٌة درع الفرات واستراتٌجٌاتها التً تدعم فٌها القوات التركٌة قوات الجٌش الحر لتحقٌق‬ ‫االستقرار للسورٌ​ٌن فً المدن والبلدات التً ٌتم تحرٌرها بما فٌهم األكراد الوطنٌ​ٌن الذٌن شكلوا فصائل‬ ‫عسكرٌة قاتلت منذ بداٌة الثورة السورٌة باسم الجٌش السوري الحر وهدفت إلى إسقاط النظام‪ ،‬لٌقفوا فً وجه‬ ‫األكراد االنفصالٌ​ٌن الذٌن استخدمهم صالح مسلم فً مغامرة ال طائل منها ‪ ،‬خاصة أن تركٌا ال مشكلة لها مع‬ ‫مواطنٌها من األكراد بل منحتهم حقوقهم الثقافٌة واالجتماعٌة والسٌاسٌة كاملة دون نقصان‪ ،‬أما من ٌقف من‬ ‫األكراد األتراك ضد الحكومة التركٌة فهو ٌقف فً صف القوى التً تسعى إلى تفتٌت تركٌا والتً اتخذت من‬ ‫فتح هللا غولن غطاء وذرا ًعا لها ‪ ،‬و ال شك أن ما حققته تركٌا لمواطنٌها من األكراد ترٌد تحقٌق مثله إلخوانهم‬ ‫من األكراد فً سورٌة ولو أن هناك حن ًقا تركًٌا على األكراد السورٌ​ٌن لما فتحت تركٌا لهم ولنسائهم وألطفالهم‬ ‫أبوابها عندما هُجروا من بٌوتهم فً معركة كوبانً ‪.‬‬

‫حركة تحرٌر الوطن || الجناح المدنً _ المكتب اإلعالمً‬ ‫{ المجلس التركمانً السوري ٌعقد اجتماعه بحضور وفد حركة تحرٌر الوطن }‬ ‫عقد المجلس التركمانً السوري اجتماعه بتارٌخ ‪ 18‬من كانون األول ‪2016‬م برئاسة الدكتور أمٌن بوز أوغالن وتم‬ ‫خالل االجتماع الذي حضره وفد من حركة تحرٌر الوطن برئاسة القائد العام للحركة ومدٌر مكتب الملف التركمانً فً‬ ‫الحركة أسامة العكاري عرض األوضاع اإلنسانٌة فً حلب بشكل خاص ‪ ،‬وضرورة توفٌر الدعم فً مختلف المجاالت‬ ‫للسورٌ​ٌن التركمان الذٌن ٌدافعون عن أرضهم وعرضهم ‪ ،‬واستمع رئٌس المجلس الدكتور أمٌن إلى الصعوبات التً‬ ‫ٌعانً منها التركمان السورٌ​ٌن من أبناء محافظتً حمص وحماة ‪ ،‬وفً نهاٌة االجتماع قدم مدٌر الملف التركمانً درعا‬


‫العدد الواحد و‬

‫بركان الثورة السورية‬ ‫العشرون‬

‫البيىكيىكيىالخنجرىالمدمومىفيىجددىالثورة‬ ‫ظهر هذا الحزب االنفصالً فً المناطق الشرقٌة و الشمالٌة لسورٌة و لم ٌخفً عداءه للثورة السورٌة منذ تؤسٌسه من خالل ممارساته‬ ‫و عدائه للجٌش الحر‪ ،‬وبعد ظهور داعش ورفض الجٌش الحر للعرض األمرٌكً ( السالح مقابل قتال داعش) وجد الحزب االنفصالً‬ ‫فرصته الذهبٌة لبدء تنفٌذ مشروعه بإقامة دوٌلة له فً الشمال وذلك لؤلسباب التالٌة‪:‬‬ ‫تلقً ما ٌحتاجه الحزب من سالح وإسناد جوي من أمرٌكا والذي حصلت علٌه بموجب االتفاق‪.‬‬ ‫‪ -2‬استغالل انشغال الجٌش الحر بقتال قوات النظام من جهة وداعش من جهة أخرى وبالتالً ٌسهل علٌهم ضرب الجٌش الحر فً‬ ‫مناطق دوٌلتهم المفترضة مثل تل رفعت واعزاز ومطار منغ وما حوله‪.‬‬ ‫‪ -3‬االستٌالء على بعض القرى العربٌة فً الشرق من داعش و قٌامهم بعملٌة تهجٌر قسري للعرب بتهمة انتمائهم لداعش كما حصل‬ ‫فً الشدادي و تل أبٌض ومناطق أخرى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وعودا كاذب ة من أمرٌكا تتضمن االعتراف بدوٌلتهم المفترضة فً المستقبل إذا استمروا بقتال داعش‪.‬‬ ‫‪ -4‬تلقٌهم‬

‫‪ -5‬تلقٌهم وعو ًدا كاذبة من روسٌا تتضمن االعتراف بدوٌلتهم المفترضة إذا قاموا بمساندة قوات النظام وقتال الجٌش الحر فً الشمال‪.‬‬ ‫أمام كل تلك العوامل وجد االنفصالٌون الفرصة سانحة أمامهم إلعالن كٌانهم المستقل ولكن سرعان ما نقضت أمرٌكا و روسٌا‬ ‫وعودهما‪.‬‬ ‫ٌعود السبب الرئٌسً للنقض هو االنقالب العسكري الفاشل ضد الرئٌس التركً رجب طٌب أردوغان والذي ٌعتبر ً‬ ‫عدوا تقلٌدًٌا ألي‬ ‫كٌان كردي مستقل على حدود بالده‪ ،‬وٌمكن اعتبار هذا االنقالب الفاشل هو المسمار األخٌر الذي ُدق فً تابوت دوٌلة االنفصالٌ​ٌن إلى‬ ‫غٌر رجعة وجاءت عملٌة درع الفرات لتدفن هذا التابوت الخائن فً أعماق األرض من خالل تحرٌر المنطقة الممتدة من جرابلس إلى‬ ‫ً‬ ‫وصوال بالمستقبل إلى عفرٌن بإذن هللا‪ .‬لٌبقى الشرفاء من إخوتنا الكرد الذٌن لم ٌؤبوا إال أن ٌقاسمونا رغٌف الخبز ورفضوا‬ ‫اعزاز‬ ‫االنفصال عن الوطن األم وخرجوا فً المظاهرات إلى جانب إخوانهم العرب ٌ ًدا بٌد فً القامشلً والدرباسٌة وعامودا التً ما زالت‬ ‫محتلة إلى اآلن من قبل االنفصالٌن ‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬النقٌب محمد علوان‬


‫العدد الواحد و‬

‫بركان الثورة السورية‬ ‫العشرون‬

‫مغالطاتىمعكدىدراداتىالحربىفيىواذنطن‬ ‫تعمد معهد دراسات الحرب فً واشنطن قبل مباشرة إدارة الرئٌس دونالد ترامب أعمالها إصدار بحث تحت‬ ‫عنوان‪“ :‬التمرد السوري باألرقام واالٌدٌولوجٌات واالحتماالت” باالعتماد على شهادات مفكرٌن وباحثٌن‬ ‫ومتابعٌن وصحفٌ​ٌن وخبراء وحتى ملفات مخابراتٌة مصنفا ً الثوار السورٌ​ٌن الذٌن نعتهم (بالمتمردٌن)‬ ‫أٌدٌولوجٌا ً فً أربعة اتجاهات‪ ،‬شملت‪:‬‬ ‫‪-1‬الجهادٌ​ٌن السلفٌ​ٌن متعددي الجنسٌات أي المقاتلٌن المرتبطٌن بتنظٌم «القاعدة»‪.‬‬ ‫‪-2‬والجهادٌ​ٌن السلفٌ​ٌن المحلٌ​ٌن أبناء البلد‪.‬‬ ‫‪-3‬واإلسالمٌ​ٌن السٌاسٌ​ٌن‪.‬‬ ‫‪-4‬والعلمانٌ​ٌن‪.‬‬ ‫واستطرد معهد دراسات الحرب فً شرح الفروقات بٌن تلك األٌدٌولوجٌات لكنه فً المقابل أخطؤ فً سرد‬ ‫الكثٌر من المعطٌات وروج ألخرى مإكداً بذلك على توجهات اإلدارة األمرٌكٌة الجدٌدة ما ٌمكننا من قراءة‬ ‫تطورات الصراع فً سورٌا مستقبال بشكل أفضل ‪.‬لقد تجاهل معهد دراسات الحرب الخاصٌة الدٌنٌة الطبٌعٌة‬ ‫لغالبٌة المجتمع السوري (السنة) المنفتح على اآلخرٌن والتً تشكل أكثر من سبعٌن بالمائة من المجتمع لٌسم‬ ‫فصائله الثورٌة المعارضة الثائرة منذ عام ‪ 2011‬بالجهادٌ​ٌن متناسٌا ً أن هذه المجموعات حتى نهاٌة العام‬ ‫‪ 2013‬كانت جمٌعها منضوٌة تحت إطار جبهات هٌئة أركان الجٌش الحر الخمسة التً اعترفت بها ‪ 126‬دولة‬ ‫وبرهنت على وطنتٌها وشمولٌتها للشعب السوري الثائر إذ ضمت تلك الجبهات فصائل السنة واألكراد‬ ‫والتركمان والدروز والمسٌحٌ​ٌن وغٌرهم من مكونات المجتمع‪.‬‬ ‫وأن منع توجٌه الدعم المالً والعسكري لهٌئة‬ ‫األركان دفع بعض تلك الفصائل للبحث عن بدائل‬ ‫وداعمٌن بغٌة تؤمٌن استمرارٌتها فمنهم من لجؤ الى‬ ‫السعودٌة ومنهم من لجؤ الى قطر وتركٌا وبذلك تم‬ ‫وسم الفصٌل بحسب توجهات الجهة التً تمده‬ ‫بالدعم رغم أنها ذات الكوادر التً كانت تعمل‬ ‫تحت قٌادة الجبهات سابقا‪ .‬وكمثال ٌمكن الركون‬ ‫إلٌه اعتبرت الدراسة أن حركة تحرٌر الوطن وهً‬ ‫إحدى القوى العاملة فً رٌف حمص الشمالً‬

‫ضمن تصنٌف “اإلسالمٌ​ٌن السٌاسٌ​ٌن” دون أن‬ ‫ٌكلف الباحثون أنفسهم تعقب مكونات هذا الفصٌل‬ ‫وطبٌعته وكٌفٌة تكوٌنه وامتداده على أساس مهنً‬ ‫وموضوعً بغٌة نسف الكثٌر من الكتل الثورٌة‬ ‫المعارضة بما ٌشتت العمل وٌساعد بطرٌقة غٌر‬ ‫مباشرة فً دعم نظام القتلة ومرتزقته لذلك كان من‬ ‫الواجب تبٌان بعض الحقائق للباحثٌن األمرٌكٌ​ٌن‬ ‫ولتكون شهادة للعصر‪.‬‬


‫العدد الواحد و‬

‫بركان الثورة السورية‬ ‫العشرون‬ ‫قامت حركة تحرٌر حمص بحسب مراجعتنا‬ ‫لسجالتها وقوائمها ونشاطها من غالبٌة الضباط‬ ‫المنشقٌن عن النظام والذٌن انضووا سابقا ً تحت‬ ‫قٌادة جبهة حمص والتً خاضت معارك كبٌرة منذ‬ ‫بداٌة الثورة حتى خروج الثائرٌن من حمص نهاٌة‬ ‫‪ 2013‬ما ٌنسف تصنٌف اإلسالم السٌاسً الذي‬ ‫انتهجه معهد دراسة الحرب‪ ،‬كما وسمت الحركة‬ ‫بؤنها مغلقة على الثائرٌن السنة مع انضمام جماعة‬ ‫من التركمان السنة ضمنها متناسٌة أن الحركة‬ ‫تضم مجموعات كردٌة عاملة وإسماعٌلٌة ومسٌحٌة‬ ‫وتركمانٌة وشراكس وعرب بمعنى أنها تضم‬ ‫شرائح المجتمع السوري بكل أطٌافه وهو ما ٌنسف‬ ‫ٌكفر الناس بالثورة لٌكونوا من العلمانٌ​ٌن‪.‬‬

‫توصٌفها بجماعة (السنة) فقط ‪ٌ.‬تهم معهد دراسات‬ ‫الحرب الحركة بؤنها فصٌل دٌنً رغم أن بنٌة‬ ‫الحركة العسكرٌة والتنظٌمٌة قائمة على الضباط‬ ‫المنشقٌن من جٌش نظام األسد ذوي الرتب‬ ‫العسكرٌة المختلفة والذٌن تجاوز عددهم ‪126‬‬ ‫ضابطاً‪ ،‬بجمٌع اختصاصاتهم شكلوا خالل السنوات‬ ‫األولى نواة األعمال العسكرٌة فً قطاع محافظة‬ ‫حمص ورغم توسٌع الحركة لنشاطها وتوجهها‬ ‫نحو العمل االجتماعً والمدنً والسٌاسً من خالل‬ ‫كوادر محلٌة مجتمعٌة انضمت الٌها تصنف الٌوم‬ ‫باإلسالم السٌاسً وكؤن المطلوب أن‬

‫لقد استطاعت فصائل الحركة الوقوف فً وجه امتداد تنظٌم الدولة داعش والمنظمات اإلرهابٌة فً رٌف حمص‬ ‫الشمالً وخاضت معارك عنٌفة مع تلك التنظٌمات وهو ما جعلها تضمن الحاضنة الشعبٌة فً هذه البقعة‬ ‫الجغرافٌة المشتعلة إلى جانب فصائل أخرى عاملة فً المنطقة دون أن ٌكون ذلك سببا ً فً نشوب صراعات‬ ‫وحروب جانبٌة تحرف الحركة عن توجهاتها الوطنٌة فً إسقاط النظام وإقامة الدولة المدنٌة على أسس عادلة‪.‬‬ ‫ولم ٌكتف معهد الدراسات بمغالطاته تلك بل أتحفنا بتروٌجه لقوات سورٌا الدٌمقراطٌة وفصٌلها الرئٌسً‬ ‫«حزب االتحاد الدٌمقراطً» ربٌب أمرٌكا الجدٌد معتبراً أنها أكثر الفصائل تجانسا ً وتنظٌما وأنها تضم نحو‬ ‫ثالثٌن ألف مقاتل وتخضع لقٌادة واحدة دون أن ٌوضح لنا هإالء الباحثون ‪:‬من دعم تلك الجهة؟ ومن ٌمولها من‬ ‫خالل مطار المنطقة الشرقٌة بكل أنواع األسلحة؟ ومن منع الوقوف فً وجه تمددها على حساب مناطق الجٌش‬ ‫الحر فً الشمال؟ وكٌف تقاتل تلك القوى التً ٌصفها بالمعارضة جنبا ً إلى جنب مع نظام األسد التً تدعً قتاله‬ ‫؟‪.‬‬ ‫كما اعتبر معهد الدراسات أن الجهادٌ​ٌن ٌجتمعون فً إدلب عند فصائل جهادٌة سلفٌة أجنبٌة وهو ما ٌإشر على‬ ‫وسم هذه المحافظة ببإرة اإلرهاب مستقبالً ومن ثم تبرٌر قصفها وتدمٌرها وتهجٌر أهلها كما تم فً حمص‬ ‫وحلب‪ .‬أما أكثر المغالطات فً بحث معهد دراسات الحرب فكانت اعتبار أن تنظٌم الدولة – وهو ٌضم نحو‬ ‫‪ 200‬ألف مقاتل ربعهم فً سورٌا‪ -‬جزءا من فصائل الثورة ‪ ،‬فكٌف ٌقبل العقل البشري افتراضا ً أن نظام األسد‬ ‫وروسٌا والوالٌات المتحدة وأوروبا ٌقاتلون داعش بٌنما ٌتمدد التنظٌم فً تدمر وٌحاصر مطار التٌاس فً‬ ‫مناطق مكشوفة وتعتبر ساقطة عسكرٌا ً‪.‬‬ ‫إن قراءتنا لتقرٌر معهد دراسات الحرب ٌعطٌنا تصورا عن توجهات اإلدارة االمرٌكٌة الجدٌدة بقٌادة ترامب مع‬ ‫الثورة السورٌة وهً توجهات تمنح تشرٌع قتلنا من قبل االحتالل الروسً واإلٌرانً بدون أي مواربة وكذب‪،‬‬ ‫بعدما أشبعتنا اإلدارة السابقة بخطوط حمراء واهٌة تبٌن أن حقٌقتها تكمن فً منع انتصار هذا الشعب الثائر وفً‬ ‫منع تقدم كتائبه الوطنٌة باتجاه خزانات القاتل البشرٌة‪ ،‬وأن غاٌتها عدم محاسبة القتلة بل إعطاء الضوء‬ ‫األخضر فً قتلنا للملٌشٌات اإلٌرانٌة والعراقٌة واللبنانٌة و األفغانٌة والتً تصنف بعضها على أنها إرهابٌة‪.‬‬

‫بقلمى‪:‬ىمصعبىالدعودى‬


‫بركان الثورة السورية‬ ‫العشرون‬

‫العدد الواحد و‬


‫بركان الثورة السورية‬ ‫العشرون‬

‫العدد الواحد و‬


‫العدد الواحد و‬

‫بركان الثورة السورية‬ ‫العشرون‬ ‫الكوردىوىحراكىىالثورة‬

‫الثورة الشعبٌة السورٌة ومنذ انطالقتها احتوت كافة أطٌاف المجتمع السوري‪ .‬ولم ٌكن األكراد كقومٌة ثانٌة‬ ‫وجزء أساسً من هذا الوطن بمنؤى عن تلك االحتجاجات التً بدأت بتارٌخ ‪ 2011\3\15‬من درعا‪ ،‬وامتدت‬ ‫شرارتها لكافة المدن السورٌة حتى وصلت ألقصى المدن الشمالٌة الشرقٌة ذات األغلبٌة الكردٌة مثل القامشلً‬ ‫وعامودا والدرباسٌة ورأس العٌن والحسكة ودٌرٌك‪ .‬وربما كانت مدٌنة عامودا السباقة فً المشاركة‬ ‫باالحتجاجات‪ ،‬حٌث لم ٌقف سكان المدٌنة جمعة واحدة عن الخروج‪ ،‬لتصبح من أكثر المدن السورٌة المشاركة‬ ‫فً التظاهرات‪.‬‬ ‫إن خروج األكراد وإصرارهم على المشاركة لم ٌكن ولٌد صدفة‪ ،‬فقد تعرضوا للقمع طٌلة أربعة عقود فً كافة‬ ‫مناحً الحٌاة سٌاسٌا ً واقتصادٌا ً واجتماعٌا ً وثقافٌاً‪ ،‬فعلى المستوى السٌاسً قمعت كافة الحركات الوطنٌة الكردٌة‬ ‫والجمعٌات‪ ،‬وشلت الحٌاة االقتصادٌة فً المنطقة من خالل اإلحصاء االستثنائً الجائر فً ستٌنٌات القرن‬ ‫الماضً الذي حرمهم من التمتع بالجنسٌة السورٌة‪ٌ .‬ضاف إلى ذلك “الحزام العربً” الذي ُ‬ ‫طبق بحق األكراد‪.‬‬ ‫فقد تم االستٌالء على أراض زراعٌة ممتدة على الشرٌط الحدودي فً محافظة الحسكة وتوزٌعها على سكان‬ ‫محافظة الرقة الذٌن غمرت أراضٌهم بعد إنشاء سد الفرات وجاءت الدولة بهم إلى المناطق الكردٌة‪ .‬كما حرمهم‬ ‫النظام الحاكم من ممارسة طقوسهم االجتماعٌة والفلكلورٌة ومنها عٌد النوروز ‪ ،‬والتحدث بلغتهم األم “الكردٌة”‬ ‫وتداولها وتعلٌمها فً المدارس‪ .‬وكان آخر اجحاف بحقهم المرسوم رقم ‪ 44‬لعام ‪ 2002‬السًء الصٌت الذي‬ ‫منعهم من بٌع وشراء األراضً الزراعٌة والعقارات والحصول على سندات ملكٌة مما أدى إلى شلل اقتصادي‬ ‫تام تؤثرت به معظم المنطقة‪.‬‬ ‫وكل تلك االتهامات بحق األكراد أوجدت حالة من الفتور والترٌث لدى غالبٌة أحزاب الحركة الكردٌة فً‬ ‫الترٌث وعدم اإلقحام السرٌع لؤلكراد فً هذا الحراك‪ ،‬خشٌة عدم استمرارٌة الثورة وفشلها واتهامهم بالمطالبة‬ ‫باالنفصال‪ .‬ولم ٌفتؤ عن مخٌلة النظام لحظة واحدة بؤن موجة االحتجاجات الشعبٌة إذا وصلت إلى المناطق‬ ‫الكردٌة فإنها ستنتشر مثل النار فً الهشٌم وهً لم تنس تجربة آذار ‪ .2004‬لذا حاول النظام مغازلة األكراد‬ ‫بإحداث مرسوم جمهوري فً شهر نٌسان ‪ٌ 2011‬تضمن إعادة الجنسٌة ألكثر من ‪ 500‬ألف كردي مجرد من‬ ‫الجنسٌة نتٌجة اإلحصاء االستثنائً عام ‪ ،1462‬ظنا ً من النظام أن تحقٌق هذا المطلب هو كل أمانً األكراد‪.‬‬ ‫ولكن لم تدرك العقلٌة السطحٌة لسلطة آل األسد أن مطلب األكراد لٌس إعادة جنسٌة لكل مواطن سوري الحق‬ ‫بها‪ ،‬بل هناك مطالب قومٌة وسٌاسٌة واقتصادٌة وثقافٌة‪ ،‬باإلضافة إلى تثبٌت كافة حقوقهم دستورٌا ً‪.‬‬ ‫لذا كان رد األكراد سرٌعا ً بالبدء بانطالقة حقٌقٌة فً التظاهر تضامنا ً مع باقً أطٌاف الشعب السوري كانت‬ ‫بداٌات الحراك الكردي فً عامودا والقامشلً على ٌد شباب أكراد لدٌهم اهتمامات ثقافٌة وسٌاسٌة مستقلة عن‬ ‫األحزاب الكردٌة وبعض القواعد الحزبٌة النشطة التً لم تؤبه بانتظار مواقف أحزابها بؤخذ قرار المشاركة‪.‬‬ ‫ولعب الشباب دوراً كبٌراً أٌضا من خالل تشكٌل لجان محلٌة شبابٌة والمشاركة فً تشكٌل تنسٌقٌات توحد‬ ‫عملهم ونشاطهم التظاهري‪ ،‬وتم تشكٌل الكتائب الكردٌة العاملة ضمن صفوف الجٌش السوري الحر والكثٌر من‬ ‫الفعالٌات الثورٌة التً تعبر عن إرادة الشعب الكردي الذي ٌنتمً إلى هذه الثورة ومازال غالبٌة الشعب‬ ‫الكوردي المستقل متمسكا بثوابت الثورة السورٌة إلى ٌومنا رافضٌن بغالبٌتهم تقسٌم التراب الطاهر الذي ارتوى‬ ‫من دماء الشهداء مصممٌن على وحدة سورٌا ارضا وشعبا مستمرٌن فً ثورتهم مع إخوانهم من سائر المكونات‬ ‫األخرى حتى اسقاط النظام المجرم بكافة رموزه ومرتكزاته وخروج كافة مرتزقته ومٌلٌشٌاته‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬أحمد مجبور‬


‫بركان الثورة السورية‬

‫العدد الواحد و‬

‫العشرون‬ ‫هل األستانة أوسلو أخرى ؟؟‬

‫بعد كل المباحثات والمفاوضات العلنٌة بٌن منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة واسرائٌل والتً لم تفض الى شًء‬ ‫‪.‬جرت مفاوضات سرٌة بٌن الطرفٌن فً العاصمة النروٌجٌة أوسلو انطلقت من المشتركات والممكن وجرى‬ ‫ترحٌل األمور الخالفٌة الى مرحلة الحقة لٌتم التفاوض علٌها الحقا ً وتم توقٌع االتفاق المشإوم أوسلو ‪.‬اسرائٌل‬ ‫اعتبرت أن االتفاق هو قمة التنازل بالنسبة لها ومنظمة التحرٌر اعتبرته بداٌة التنازالت االسرائٌلٌة وهكذا‬ ‫حققت اسرائٌل من خالل اتفاق أوسلو ما عجزت عن تحقٌقه بالحرب وبالمفاوضات العلنٌة تحت رعاٌة دولٌة ‪.‬‬ ‫نتائج اتفاق أوسلو ‪:‬‬ ‫‪-1‬تبادل االعتراف بالشرعٌة بٌن اسرائٌل ومنظمة التحرٌر وهذا ما تسعى له روسٌا من خالل اعترافها بشرعٌة‬ ‫بعض الفصائل السورٌة واعتبارها غٌر إرهابٌة مقابل اعترافها بشرعٌة النظام السوري ‪.‬‬ ‫‪-2‬ادى اتفاق أوسلو الى انقسام شدٌد بالساحة الفلسطٌنٌة بٌن مإٌد ومعارض ومازالت الساحة الفلسطٌنٌة تعانً‬ ‫منه حتى اآلن ‪.‬والواضح من سٌاسة موسكو فً سورٌا أنها تحاول زرع الفرقة بٌن الفصائل الثورٌة السورٌة‬ ‫وصوال إلى مرحلة االقتتال بٌنها وبالتالً تصفٌة قضٌة الثورة السورٌة وذاتٌا ومن الداخل ‪.‬‬ ‫‪-3‬تحوٌل عناصر منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة وقواتها المسلحة الى عناصر أمنٌة ترٌح اسرائٌل من مهمة حفظ‬ ‫األمن بالتجمعات الفلسطٌنٌة بالضفة الغربٌة والى قوى ملتزمة بحفظ األمن االسرائٌلً وهذا ما تسعى الٌه‬ ‫روسٌا والنظام الى تحوٌل البندقٌة الثورٌة من بندقٌة تحارب النظام الى بندقٌة تحفظ أمن النظام وبندقٌة لمحاربة‬ ‫((اإلرهاب)) ‪.‬‬ ‫‪-4‬لم تستطع منظمة التحرٌر تحقٌق أي هدف جوهري من أهدافها بعد اتفاق أوسلو فال استطاعة انجاز تحقٌق‬ ‫الدولة الفلسطٌنٌة المستقلة فما زال أعضاء السلطة الفلسطٌنٌة من رأس السلطة الى أسفلها ال ٌستطٌعون التحرك‬ ‫بدون االذن اإلسرائٌلً ‪.‬ولم ٌستطٌعوا وقف االستٌطان الغٌر شرعً باألراضً الفلسطٌنٌة المحتلة ‪.‬ولم ٌصلوا‬ ‫الى أي حل بشؤن وضع القدس المحتلة ‪.‬‬ ‫‪-5‬لم تستطع السلطة الفلسطٌنٌة تحقٌق أي اختراق بالموقف اإلسرائٌلً بعكس اسرائٌل التً انقضت على ما‬ ‫تنازلت عنه باالتفاق وقضمته شٌئا فشٌئا وأفرغته من أي مضمون اٌجابً للفلسطٌنٌ​ٌن ‪ .‬باختصار شدٌد لقد كان‬ ‫اتفاق أوسلو كارثة حقٌقٌة بالنسبة للقضٌة الفلسطٌنٌة ‪.‬‬ ‫الموقف الروسً من القضٌة السورٌة ‪:‬‬ ‫نظرا ألهمٌة الموقف الروسً البد من قراءة لهذا الموقف‬ ‫‪-1‬من الواضح أن روسٌا قد وصلت الى مؤزق‬ ‫بالوضع السوري وتحاول بسرعة التوصل الى‬ ‫اتفاق ٌخرجها من مؤزقها بدون التخلً عن ثوابتها‬ ‫بالنسبة للقضٌة السورٌة أي تربح بالمفاوضات مالم‬ ‫تستطٌع تحقٌقه بالحرب والقتل والتدمٌر ‪.‬‬ ‫‪-2‬بسبب موقفها من القضٌة السورٌة ووقوفها الى‬ ‫جانب النظام المجرم وصلت الى عزلة دولٌة وهذا‬

‫واضح فً مجلس األمن والجمعٌة العامة لؤلمم‬ ‫المتحدة ‪.‬‬ ‫‪-3‬بداٌة من الهٌجان الشعبً بدأت تكبر وتتعاظم‬ ‫ضد الموقف االجرامً الروسً وهذا ٌعكس تغٌرا‬ ‫فً المزاج العام الدولً فهذه التجمعات الشعبٌة‬ ‫ومنظمات حقوق االنسان و كانت منذ عقد ونٌف‬ ‫من الزمن تتظاهر ضد العدوان األمٌركً وتدخله‬


‫العدد الواحد و‬

‫بركان الثورة السورية‬ ‫العشرون‬ ‫بالشإون الداخلٌة للشعوب والدول تحت ذرائع‬

‫واهٌة ‪.‬‬

‫المظاهرات اآلن ضد التدخل الروسً وعدوانه وجرائمه بحق الشعب السوري ‪.‬‬ ‫‪ -4‬البد للساسة الروس أن ٌؤخذوا بعٌن االعتبار تداعٌات موقفهم وسٌاستهم بالشؤن السوري ومنها ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اغتٌال ثالثة دبلوماسٌ​ٌن روس خال أسبوع واحد‬ ‫وٌمكن أن ٌتطور ذلك نتٌجة لما ارتكبوه فً سورٌا‬ ‫‪.‬‬ ‫ب‪-‬وضعهم االقتصادي السًء الذي ٌمكن أن ٌزداد‬ ‫سوءا بسبب تكالٌف الحرب فً سورٌا والعقوبات‬ ‫الغربٌة واألمرٌكٌة بسبب تدخلها بالشؤن السوري ‪.‬‬

‫ظهر واضحا من خالل معركة تدمر حٌث خسرتها‬ ‫قوات النظام بوقت قصٌر ولوال معجزة عسكرٌة‬ ‫لما تمكنت روسٌا من فك الحصار عن قواتها‬ ‫بالقاعدة العسكرٌة الروسٌة فً تدمر والتً تضم‬ ‫(‪ ) 360‬ضابطا وجندٌا روسٌا ‪.‬‬ ‫د‪-‬البد من اجراء مراجعة فنٌة وتقنٌة لمنظومات‬ ‫األسلحة والذخائر المستخدمة فً سورٌا والتً‬ ‫ظهرت بها عٌوب مشٌنة ‪.‬‬

‫ج‪-‬النتٌجة العسكرٌة التً وصلت لها روسٌا بؤنه ال‬ ‫ٌمكن االعتماد على قوات النظام ومٌلٌشٌاته وهذا‬ ‫‪-5‬موقفهم السٌاسً لم ٌتغٌر فما زالوا عند التزامهم بشرعٌة النظام وعدم اسقاطه وتثبٌته واعادة انتاجه وهذا‬ ‫واضح ألي متابع ‪.‬‬

‫‪-6‬مازالوا عند مواقفهم من محاولة تشتٌت وتفتٌت فالفصائل الثورٌة السورٌة والبحث المستمر عن معارضة‬ ‫وهمٌة إلشراكها بالمفاوضات بدال من هٌئة التفاوض واالئتالف رغم عٌوبهما ‪.‬‬ ‫وفً هذا الصدد لوحظ اختراق روسً سواء بالتواصل مع بعض الفصائل أو مع بعض الضباط المنشقٌن‬ ‫المهمشٌن والذٌن ٌبحثون عن دور ما فً مستقبل الحل بسورٌا ‪.‬وهنا ٌجب التنوٌه أن كل هذه القوى أو‬ ‫المجموعات واألفراد التً تتصل بهم روسٌا ال ٌمتلكون ال رإٌة موحدة للحل و ال ٌوجد عندهم مإسسات قانونٌة‬ ‫موحدة أو مستشارٌن سٌاسٌ​ٌن وحقوقٌ​ٌن بحٌث ٌشكلوا وفد انتخابً موحد له رإٌته وخبرته و مرجعتٌه ‪.‬وكل‬ ‫من ٌقابل هإالء هم مسإولون روس من الدرجة المائة وٌلمحون بوعود شفهٌة على األغلب لن تترجم ماعدا‬ ‫بعض المناصب الجوفاء هنا وهناك ‪.‬‬ ‫‪-7‬لقد بدى واضحا القناعة الروسٌة بالمصالحات التً ٌجرٌها النظام فً بعض المناطق السورٌة الثائرة من‬ ‫خالل المشاركة الروسٌة المباشرة فٌها واعتبار هذه المصالحات بدٌال للحل السٌاسً بسورٌا ‪.‬‬ ‫من خالل ما سبق فإنه البد لقوى الثورة من ‪:‬‬ ‫‪-1‬توحٌد مواقفها و مرجعٌاتها ولٌس فقط توحٌد‬ ‫قواها العسكرٌة‬

‫االرهاب ووقف اطالق النار وحتمٌة الحل الساسً‬ ‫مع تركه عائما بدون تحدٌد ثوابته ‪.‬‬

‫وكشف كل القوى والشخصٌات المفرطة بثوابت‬ ‫الثورة السورٌة ‪.‬‬

‫‪-3‬عدم التخلً عن اللجنة العلٌا للمفاوضات و‬ ‫االئتالف الوطنً بل دعمهما فً هذه المرحلة‬ ‫والوقوف وراءهما فً هذه المرحلة وهنا البد من‬ ‫التساإل لماذا روسٌا تحاول تجاوزهما بالمفاوضات‬ ‫؟؟‬

‫‪-2‬عدم الركون الى الوعود الشفهٌة والتعوٌل علٌها‬ ‫وعدم االنجرار الى أي اتفاق مرحلً‬ ‫ال ٌتضمن ثوابت الحل النهائً تحت ذرٌعة‬ ‫المشتركات كوحدة األراضً السورٌة ومحاربة‬


‫العدد الواحد و‬

‫بركان الثورة السورية‬ ‫العشرون‬

‫على االقل الهٌئة العلٌا للمفاوضات أقرت وثٌقة ملتزمة بها وهً وثٌقة الرٌاض وتمتلك طاقما تفاوضٌا مقبوال‬ ‫وٌستند الى مجموعة قوٌة من المستشارٌن السٌاسٌ​ٌن والحقوقٌ​ٌن ‪.‬وهذا ما ٌفقده كل من ٌطرح كوفد للمعارضة‬ ‫على طاولة األستانة مما ٌجعله صٌدا سهال بتوقٌع أي اتفاق ال ٌلبً الحد األدنى من مطالب الشعب السوري ‪.‬‬ ‫‪-4‬البد من التحرك العاجل على صعٌد القوى االقلٌمٌة وخاصة العربٌة والدولٌة الداعمة للشعب السوري‬ ‫والتنسٌق معها لكسر التفرد الروسً فً فرض حل سٌاسً للقضٌة السورٌة ‪.‬‬ ‫‪-5‬عدم التوقٌع أو االتفاق على أي حل بدون مرجعٌة دولٌة راعٌة ‪.‬‬ ‫‪-6‬التمسك بثوابت وثٌقة الرٌاض وعدم التنازل عنها وخاصة عدم القبول بوجود النظام ورأسه فً أي مرحلة‬ ‫انتقالٌة فبداٌة الحل تبدأ بترحٌل رأس النظام ورموزه االرهابٌة ‪.‬‬ ‫‪-7‬عدم تقدٌم أي التزام بمحاربة جبهة فتح الشام وهذا باب فتنة ٌإدي الى استمرار نزٌف دماء الشعب السوري‬ ‫وتفرٌغ ثورته وإنهائها عبر تصادم الفصائل ببعضها ‪.‬‬ ‫مما سبق نالحظ تشابها كبٌرا بٌن اتفاق أوسلو وما ٌعد وٌطبخ روسٌا من حل ٌنهً الثورة وٌلتف على أهدافها‬ ‫وٌفرغها من أي مضمون وٌحولها إلى أداة لحفظ أمن النظام ومحاربة ما ٌسمى ب(( االرهاب )) وتكرٌس‬ ‫النظام المجرم ورأسه القذر ‪.‬‬

‫بقلمى‪:‬ىالعقودىوحوىىالواو‬

‫التركمانىواإلبادةىالجماروة‬ ‫ً‬ ‫موجودا قبل عام ‪ ،1444‬هو مصطلح ذو مدلول‬ ‫مصطلح “اإلبادة الجماعٌة” الذي لم ٌكن‬ ‫خاص ً‬ ‫جدا‪ ،‬حٌث ٌشٌر إلى جرائم القتل الجماعً المرتكبة بحق مجموعات من األشخاص؛‬ ‫وتنطلق من مفهوم ”وضع خطة منظمة تتؤلف من إجراءات مختلفة تهدف إلى تدمٌر األساسٌات‬ ‫الضرورٌة لحٌاة مجموعات قومٌة‪ ،‬باإلضافة إلى إبادة المجموعات نفسها”‪.‬‬ ‫أقرت األمم المتحدة اتفاقٌة تقضً بمنع جرائم اإلبادة الجماعٌة ومعاقبة مرتكبٌها فً ‪ 4‬كانون‬ ‫األول ‪ .1442‬واعتبرت هذه االتفاقٌة “اإلبادة الجماعٌة” بمثابة جرٌمة دولٌة تتعهد الدول‬ ‫الموقعة علٌها بمنعها والمعاقبة علٌها‪.‬‬ ‫واإلبادة الجماعٌة ُتعرَّ ف على أنها‪ :‬ارتكاب أي عمل من األعمال اآلتٌة بنٌة اإلبادة الكلٌة أو‬ ‫الجزئٌة لجماعة ما على أساس القومٌة أو العرق أو الجنس أو الدٌن‪ ،‬مثل‪:‬‬


‫العدد الواحد و‬

‫بركان الثورة السورية‬ ‫العشرون‬

‫أ‪ -‬قتل أعضاء الجماعة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬إلحاق األذى الجسدي أو النفسً الخطٌر بؤعضاء الجماعة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬إلحاق األضرار باألوضاع المعٌشٌة للجماعة بشكل متعمد بهدف التدمٌر الفعلً للجماعة كلًٌا أو جزئًٌا‪.‬‬ ‫فً إطار المؤساة السورٌة التً استكملت كل مقتضٌات وتوصٌفات الجرائم ضد اإلنسانٌة ‪ ،‬ال بد من رفع‬ ‫الصوت عالٌآ وبٌان أن ما جرى وٌجري بحق تركمان سورٌة ٌستوفً كل الوقائع لٌُصنف كجرٌمة إبادة‬ ‫جماعٌة لمكون مهم من مكونات الشعب السوري‪ .‬إن ثوابت الجغرافٌة وحقائق التارٌخ والدٌن وكذلك‬ ‫المشتركات الثقافٌة تجعل من تركمان سورٌة مصدر غنىً وتنوع للمجتمع السوري وكذلك رابطآ وطنٌآ قوٌآ‬ ‫ٌساهم فً رسم معالم الهوٌة السورٌة‪.‬‬ ‫عصابة اإلجرام األسدٌة التً تمعن فً تدمٌر كل‬ ‫ما هو سوري‪ ،‬أخذت تستهدف أركان الوطن وتبدأ‬ ‫وال تنتهً بتركمانها ‪ ،‬فهً تستهدف التركمان فً‬ ‫كل مواقع تواجدهم الجغرافٌة‪ ،‬قتآل وتهجٌرآ و‬ ‫تدمٌرآ لكل ممتلكاتهم و تراثهم التارٌخً؛‬ ‫وباستعراض للمجازر التً نفذها النظام فً كل من‬ ‫حمص والالذقٌة نجد أنها مواقع ذات غالبٌة‬ ‫تركمانٌة‪ ،‬فً بابا عمرو ومجزرتها المروعة فً ‪3‬‬ ‫‪ 2012 /3 /‬حٌث ارتقى أكثر من‪ 200‬شهٌد‪،‬‬ ‫مجزرة تسنٌن وعدد شهدائها ‪ ،122‬وكذلك مجزرة‬ ‫الزارة ومجزرة عمال طلف‪ ،‬وبهذا لم ٌعد لنا وجود‬ ‫فً مدٌنة حمص ورٌفها‪ ،‬وكذلك تم تهجٌر معظمنا‬ ‫من قرانا فً رٌف الالذقٌة‪ ،‬وما تبقى من أهلنا‬ ‫الصامدٌن فً قراهم الساحلٌة الٌوم هم محاصرون‬ ‫ورهائن بٌد مجموعة طائفٌة مجرمة‪.‬‬

‫مصٌر إخوتنا فً رٌف الالذقٌة وحً علً جمال‬ ‫مرتبط بتطورات معركة كسب‪ ،‬أما فً مدٌنة حلب‬ ‫ورٌفها والرقة ورٌفها فنحن ضحٌة إرهاب من لون‬ ‫آخر وهو داعش‪ ،‬وكذلك جزء من أهالٌنا هم تحت‬ ‫الحصار وتهدٌد الموت بالجوع فً جنوب دمشق‪،‬‬ ‫لم ٌبقى إال القلٌل وٌنتهً الوجود التركمانً فً‬ ‫سورٌة‪ ،‬فهل ٌحتاج المجتمع الدولً ألكثر من هذا‬ ‫لٌعلن أن ما ٌحصل على تركمان سورٌة هو إبادة‬ ‫جماعٌة وبؤبشع األشكال ‪ .‬من واجب المجتمع‬ ‫الدولً أن ٌحمً ضحاٌا اإلبادة الجماعٌة‪ ،‬وأن‬ ‫ٌعاقب الجناة وذلك احترامًا التفاقٌات األمم‬ ‫المتحدة؛ كٌف وأن منظمات المجتمع الدولً‬ ‫انحدرت الى أكثر من الصمت إلى تعطٌل هذه‬ ‫المإسسات‪ ،‬لتلعب دورً ا ٌتنافى مع المبادئ التً‬ ‫أسست من أجلها‪.‬‬

‫ٌسابقنا السإال الملح…لو أن ما ٌحصل من إبادة جماعٌة على التركمان ٌحصل جزء بسٌط منه على أي مكون‬ ‫آخر من مكونات الشعب السوري لوجدت العالم المدعً للحضارة وحقوق اإلنسان مستنفرً ا‪ٌ ،‬ستجلب كل قوانٌن‬ ‫واتفاقٌات األمم المتحدة وٌعمل ً‬ ‫جادا على احترامها وتنفٌذها بؤن ٌوقف اإلبادة بكل أشكالها‪ ،‬وٌشرع أبواب‬ ‫مإسساته ومحكمته الجنائٌة نصرة للضحاٌا‪ .‬تركمان سورٌة ٌطلعون المجتمع الدولً بكامل مإسساته على‬ ‫واجباتهم القانونٌة واألخالقٌة‪ ،‬وٌذكرونه بمبادئ ودواعً تؤسٌس هذه المإسسات والمنظمات‪ ،‬وٌحملونه‬ ‫مسإولٌة ما ٌحصل من إبادة جماعٌة لتركمان سورٌة وكذلك نتائجها وتداعٌاتها‪ ،‬وٌإكدون أنهم سٌتخذون كل‬ ‫اإلجراءات القانونٌة والشعبٌة نصرة لحقوق تركمان سورٌة‪ ،‬ولن ٌتم السماح بضٌاع ذرة من حقوقهم‬ ‫وسٌطرقون أبواب العدالة لٌنال الجناة جزاءهم‪.‬‬ ‫ونحن تركمان سورٌة ندعو كل إخوتنا الشرفاء واألحرار السورٌ​ٌن لنصرتنا‪ ،‬فنكون لهم ظهٌرً ا وفداء على‬ ‫درب سورٌة الواحدة وط ًنا للحرٌة والكرامة‪.‬‬


‫العدد الواحد و‬

‫بركان الثورة السورية‬ ‫العشرون‬ ‫بقلمى‪:‬ىىالدكتورىمحمدىوجوهىجمعةى‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.