1
أوالً :مقدمــــــــة : فً بداٌة انتقال الثورة إ لى العمل المسلح ضد نظام الطاؼٌة أجمعت جمٌع فصائل الجٌش الحر على تأكٌد وحدة الهدؾ والمصٌر حتى انتصار الثورة بإسقاط نظام الطاؼٌة واالنتقال بسورٌا الى الدٌمقراطٌة والحرٌة وتجلى ذلك بالبٌانات التً خرجت بها تلك الفصائل إبان تشكلها وفً المراحل األولى للثورة استطاعت فصائل الجٌش الحر الوصول بنظام األسد إلى مشارؾ االنهٌار والسقوط بعد أن حققت االنتصار تلو االنتصار .فما الذي حال دون تمكن الجٌش الحر من تحقٌق أهدافه فً إسقاط نظام الطاؼٌة واالنتقال إلى سورٌا الجدٌدة والثورة دخلت عامها السادس ؟ سؤال ٌتطلب وقفة على األسباب التً أدت إلى تأخر النصر حتى تستطٌع الفصائل الثورٌة تالفً ً تنكٌال األخطاء الواقعة فٌها وإعادة توجٌه بوصلة الثورة من جدٌد باتجاه إسقاط النظام الذي عاث وإجراما ً بالشعب السوري على مدار السنوات الماضٌة ،إذ أن كل ٌوم ٌمضً والنظام متمكن فً السلطة فإن هناك مزٌداً من الخسائر البشرٌة فً صفوؾ الشعب السوري. ولعل ما حصل من اقتتال فً المراحل السابقة من عمر الثورة كان أحد أهم األسباب التً صنعت حالة التشتت والفرقة بٌن الفصائل الثورٌة ،وأبعدت شبح السقوط عن النظام مخلفة خسائر كبٌرة فً األرواح فضالً عن استؽالل النظام ذلك االقتتال لتحقٌق تقدم وسٌطرة على مناطق هامة كانت تلك عامل ضؽط للثوار علٌه فً وقت من األوقات . إن اقتتال الفصائل الثورٌة سرطان أصاب الثورة فً أكثر المراحل حساسٌة وأهمٌة جعلها تنشؽل عن نصرها التارٌخً فً مرحلة وصل فٌها النظام إلى أدنى مستوٌات الضعؾ واالنهٌار لٌكون ذلك السرطان الهبة الثمٌنة التً قدمتها الفصائل المتناحرة للنظام ومٌلٌشٌاته إلنقاذهم من االنهٌار والسقوط ،والذي انقلب من ضعؾ إلى حالة من الشتات والتفرقة للساحة الثورٌة ،و تعمقت الخالفات شٌ ًئا فشٌ ًئا حتى خسرت تلك الفصائل المتناحرة العدٌد من المناطق والكثٌر من القتلى والجرحى ،و ال تزال الخالفات شاهدة على انحسار وخسارة وتأخر النصر ،مقابل تمدد أسدي لم ٌكن ٌحلم به فً األعوام األولى للثورة السورٌة.
2
ثانٌا ً :صراعات بٌن فصائل ثورٌة على مسرح الثورة السورٌة : فً المرحلة السابقة من عمر الثورة شهدت بعض المناطق المحررة حاالت من االقتتال والتناحر كان أبرزها ما حدث من فتنة بٌن فٌلق الرحمن وجٌش اإلسالم فً الؽوطة الشرقٌة راح ضحٌتها المئات من المقاتلٌن فً الوقت الذي كان النظام ٌستؽل هذا االقتتال لٌنتزع المنطقة تلو األخرى، ولٌفصل شطري الؽوطة الشرقٌة ولٌُحكم الحصار علٌهما ،فضالً عن فرض حالة الضعؾ والتشتت التً تسبب فٌها عنؾ االقتتال( . )1لم ٌقتصر االقتتال على الؽوطة الشرقٌة فقد دخلت المنطقة الجنوبٌة فً دائرة االقتتال الداخلً تمثلت بخالفات وصدامات بٌن محكمة “دار العدل فً حوران” و فصائل الجٌش الحر الممثلة فٌها من جهة ،وحركة المثنى اإلسالمٌة من جهة أخرى فً أحلك الظروؾ حساسٌة ،وفً وقت كان النظام ٌقوم بعملٌة عسكرٌة هوجاء على مدٌنة الشٌخ مسكٌن النتزاع السٌطرة علٌها ،حتى انعكس النزاع سل ًبا على جبهاتها وأدى إلى سقوطها تحت سٌطرة النظام (.)2 أدى الصراع بٌن لواء “شهداء الٌرموك” من جهة ،وفصائل الجٌش الحر فً حوران من جهة أخرى ( ،)3إلى مقتل المئات من المقاتلٌن وتجمٌد الجبهة الجنوبٌة عن مقاتلة النظام ،وإؼفال تخفٌؾ الضؽط عن مثٌالتها من الجبهات المشتعلة ،فاستؽل النظام هذا الصراع لالنفراد بتلك الجبهات وتحقٌق تقدم وسٌطرة على المناطق الهامة فٌها. كذلك األمر بالنسبة لجبهة النصرة و جبهة ثوار سورٌا التً بدأت بوادر خالفاتهما باعتقاالت واختطافات متبادلة ،تطورت إلى نزاع مسلح خسرت الثورة السورٌة من خالله عشرات المقاتلٌن قتلى ،عدا عن خسائر العتاد ( ،)4وظهرت تداعٌاته بإضعاؾ قوة الثورة بالشمال السوري ،والتً مهدت فٌما بعد لقٌام النظام بانتزاع السٌطرة على العدٌد من المناطق الهامة المحررة وفك الحصار عن بعض مواقعه التً كانت محاصرة . جبهة حق المقاتلة لم تكن بمنأى عن الصراع الداخلً والتً تعد من أبرز الفصائل المنضوٌة فً الجٌش الحر فً رٌؾ حماة الشمالً ،خالل عام ،2114وامتلكت تسلٌحً ا نوعًٌا جٌ ًدا بالمقارنة مع الفصائل المحلٌة فً رٌفً حماة وإدلب ،وال سٌما صوارٌخ أرض -أرض ،متوسطة المدى من نوع "ؼراد" ،وشاركت فً عدد من المعارك فً المنطقة ،وسببت صوارٌخها ً شلال فً عمل مطار حماة العسكري لعدة شهور متتابعة لتصطدم مع جبهة النصرة لحصول خالفات بٌنهما تطورت إلى اؼتٌاالت واشتباكات باألسلحة انتهت بخسارة عشرات المقاتلٌن والعتاد واألسلحة النوعٌة التً كانت تمتلكها ،وإنهاء الضؽط العسكري الثوري على مواقع النظام فً حماة ،لتتفرغ مٌلٌشٌات النظام لتؽطٌة جبهات أخرى.
3
كذلك األمر بالنسبة لحركة حزم أٌ ً ضا ( )5فقد القت نفس المصٌر وانتهى االقتتال بٌنها وبٌن جبهة النصرة إلى إعالن حل نفسها وتسلٌم أسلحتها ،و قد كانت تعد من أبرز فصائل الجٌش الحر تسلٌحً ا وتنظٌمًا ،وشاركت فً عدة معارك ضد قوات األسد ،ال سٌما معركة تحرٌر مدٌنة خان شٌخون فً رٌؾ إدلب الجنوبً فً أٌار من عام ،2114وتحرٌر مدٌنة مورك شمال حماة فً تموز من العام نفسه. و احتل قتال جبهة النصرة للفصائل الثورٌة النسبة األكبر فً التصارع على الساحة الثورٌة، وبلػ عدد الفصائل الذٌن قاتلتهم جبهة النصرة وقضت علٌهم خمسة عشر فصٌالً عسكرٌا ً منها( كتائب نصرة المظلوم ،ألوٌة األنصار ،ذئاب الؽاب ،جٌش التحرٌر ،لواء الفاتحٌن ،اللواء السابع ،جبهة ثبات ،الفرقة ، 13الفرقة ،31لواء العلمٌن ) .وهناك العدٌد من حاالت االقتتال التً سلبت الثورة السورٌة قوتها وأخرت نصرها . وفً ما ٌلً جدول ٌوضح أهم الفصائل المتصارعة والمناطق التً تم انتزاعها أثناء حدوث الصراع : الفصائل م المتصارعة جٌش 1اإلسالم ْ xفٌلق الرحمن
منطقة الصراع الغوطة الشرقٌة
درعا / 2لواء شهداء الٌرموك الرٌف الغربً xفصائل الجٌش الحر حركة 3 المثنى xالفصائل الجٌش الحر جبهة 4 النصرة xجبهة ثوار سورٌا
درعا / الشٌخ مسكٌن ، نوى إدلب
خسائر مناطق أحد طرفي النزاع -------------------
--------------------
خسائر المناطق لصالح النظام خرق القطاع الجنوبً للغوطةوالسٌطرة على 01بلدات وهً دٌر العصافٌر وزبدٌن وحوش الدوٌر والبٌاض والركابٌة ونولة وحوش بزٌنة وحوش الحمصً وحرستا القنطرة وباال. إنجاز مصالحات فً العدٌد من البلدات المحررة
انسحاب الحركة إلى حوض الٌرموك
سٌطرة النظام على مدٌنة الشٌخ مسكٌن االستراتٌجٌة.
سٌطرة جبهة النصرة على مناطق نفوذ جبهة ثوار سورٌا و تفكٌك جبهة ثوار سورٌا فً الشمال السوري
حملة جوٌة للنظام استهدفت تجمعات المدنٌٌن فً مناطق الصراع و حاالت تسلل لمٌلٌشٌات النظام المجرم و سقوط شهداء
4
وجرحى جراء الغارات حملة جوٌة للنظام استهدفت 5جبهة حق حماه /الرٌف سٌطرة جبهة النصرة على تجمعات المدنٌٌن فً مناطق مناطق نفوذ جبهة حق، الشمالً xجبهة الصراع ،و حاالت تسلل لمٌلٌشٌات تفكٌك جبهة حق النصرة النظام ،وسقوط شهداء وجرحى جراء الغارات ،وإزالة الضغط الحاصل على مواقع النظام العسكرٌة فً المنطقة وخصوصا ً مطار حماة العسكري حملة جوٌة للنظام استهدفت 6حركة حزم حلب -إدلب سٌطرة جبهة النصرة على تجمعات المدنٌٌن فً مناطق مناطق نفوذ حركة حزم ، xجبهة الصراع ،و سقوط شهداء وجرحى إعالن حركة حزم حل النصرة جراء الغارات ،و تخلص النظام من نفسها. الضربات التً توجهها حركة حزم على مدرعاته بواسطة الصوارٌخ الموجهة .
5
ثالثاً :األسباب التً أدت إلى اقتتال الفصائل وتناحرها : أ -عدم وجود قٌادة ثورٌة موحدة ومحاكم شرعٌة تلزم الفصائل الثورٌة بقراراتها : انصرؾ العدٌد من قادة الفصائل عن قتال النظام حبا ً باإلمارة وانشؽل كل منهم فً تقوٌة فصٌله وتوسعة نفوذه فً المنطقة التً ٌنتشر فٌها ،مما تسبب فً إقصاء العدٌد من الفصائل االخرى ،مهد ذلك لظهور خالفات بدأت بوادرها باالؼتٌاالت والخطؾ ثم تطورت إلى اقتتال من خالل إقحام المقاتلٌن فً معارك داخلٌة ال جدوى منها ،وانتهت فً كثٌر من األحٌان إلى تفكٌك إحدى الفصائل المتناحرة واالستٌالء على سالحها وعتادها ،األمر الذي أسس لمرحلة من الثورة ٌقودها أمراء الحرب المتصارعون على النفوذ وحصدت صراعاتهم الكثٌر من أرواح المقاتلٌن فً سبٌل إحكام النفوذ على المناطق التً ٌتم تحرٌرها والقضاء على أي فصٌل ٌمكن أن ٌشكل عائ ًقا أو مناف ًسا فً المنطقة التً ٌنتشر فٌها ،مما أفسح المجال لعمالء النظام لتأجٌج الصراعات من خالل زرع الفتن عن طرٌق االؼتٌال والتخوٌن وزرع األحقاد .ولعل ما شهدته الؽوطة الشرقٌة من صراعات بٌن الفصائل مثال واضح على ذلك. ب -ظهور التوجهات المختلفة وإقحام الخالفات المنهجٌة والفكرٌة : فً المرحلة السابقة من عمر الثورة السورٌة شهدت المناطق المحررة فً عموم سورٌا ظهور توجهات وطموحات مختلفة مؽاٌرة عن تلك التً أجمع علٌها السورٌون فً وحدة الصؾ والهدؾ ،والتً كانت قد حملت راٌة “القتال ضد األسد” كأولوٌة لها بالتزامن مع ظهور تنظٌمات جدٌدة داخل الجسم العسكري للثورة السورٌة أحدثت خال ًفا فً الرؤٌة العسكرٌة على األرض تبعا ً لتوجهاتها اإلٌدٌولوجٌة أو القتالٌة التً تنتهجها وأولوٌات عملها وبالتالً حصل فرز القوى العسكرٌة على األرض تبعا ً للراٌات التً تحملها والمشارٌع العسكرٌة والسٌاسٌة التً تتبناها ،مما أدى إلى االحتكاك بٌن هذه القوى نتج عنه حصول خالفات تطورت فٌما بعد إلى تحالفات ثم صراعات للتمدد وبسط النفوذ لتثبٌت تلك المشارٌع ،وهو ما تجلى بشكل واضح فً الصراع بٌن التنظٌمات التً تحمل فً طٌاتها مشروع اإلمارة اإلسالمٌة كجبهة النصرة من جانب والجٌش الحر من جانب آخر ،عبر رفع تلك التنظٌمات شعار تطبٌق الشرٌعة ،وهو ما انعكس فً سعٌها إلى فرض النموذج اإلسالمً _ من منظورها _ على بعض المناطق ،فً الوقت الذي ٌتبنى فٌه الجٌش الحر توجهات إسالمٌة وطنٌة من منظور آخر . 6
ومما ساهم فً تأجٌج الصراع بٌن الفصائل المختلفة فً الجٌش الحر والتنظٌمات اإلسالمٌة الوعود الؽربٌة بتسلٌح الجٌش الحر شرط فرض سٌطرته الكاملة على المناطق التً تم تحرٌرها ،وهذا ما جعل التنظٌمات اإلسالمٌة تنظر بحذر لفصائل الجٌش الحر ، فدخل الطرفان فً احتكاكات متواصلة مازالت تأثٌراتها حتى الوقت الحالً. الصراعات التً دارت بٌن الجٌش الحر من جهة و جبهة النصرة من جهة أخرى أدت إ لى تفكك العدٌد من تشكٌالت الجٌش الحر واالستٌالء على أسلحتها وعتادها ،وتشكل الصراعات التً دارت بٌن فصائل جبهة ثوار سورٌا ،حركة حزم أو جبهة حق مع جبهة النصرة نموذجا ً واضحا ً لذلك. فً ما ٌلً جدول ٌظهر التوجهات المنهجٌة والفكرٌة ألهم الفصائل المتصارعة . م
الفصائل المتصارعة جٌش االسالم
التوجه الفكري والمنهجً سلفً
x
2
لواء شهداء الٌرموك جبهة النصرة
سلفً جهادي
x
فصائل الجٌش الحر
سلفً جهادي
x
جبهة ثوار سورٌا
إسالمً شعبً
4
جبهة النصرة
سلفً جهادي
x
جبهة حق
إسالمً شعبً
5
جبهة النصرة
سلفً جهادي
x
حركة حزم
إسالمً شعبً
6
حركة المثنى
سلفً جهادي
x
الفصائل الجٌش الحر
إسالمً شعبً
0
3
مقابل
الفصائل المتصارعة فٌلق الرحمن
التوجه الفكري والمنهجً أشعري إسالمً شعبً
ج -اختالف الدول المساندة للفصائل فً رؤٌتها بسورٌا : إن تعدد مصادر الدعم اللوجستً والعسكري والمالً للثورة السورٌة أفرز تعد ًدا فً المراكز العسكرٌة والمرجعٌات الفكرٌة والسٌاسٌة والذي حال دون توحدها ،إلى جانب ذلك تباٌن المصالح بٌن القوى اإلقلٌمٌة والدولٌة المعنٌة بالمسألة السورٌة أدى إلى تصاعد حدة االحتقان بٌن الفصائل المسلحة ،خصو ً صا مع اتجاه كل منها إلى دعم أحد األطراؾ المنخرطة فً الصراع وتقوٌة فصٌل ثوري على حساب أخر ،فضالً عن تبعٌة ؼالبٌة الفصائل وارتهانها بالجهات الداعمة لها والتً تقوم بتحرٌكها وفق مصالحها ،ولٌس وفق أهداؾ الثورة مما أدى إلى مصادرة القرار الثوري وتجزؤه حسب مصالح الدولة التً تدعم الفصٌل وكان لبعض الجهات الداعمة فً الثورة السورٌة دور فً تأجٌج 7
الصراعات بٌن الفصائل عبر دعمها لفصٌل على أسس عقدٌة وفق دعم مشروط ومرتبط بتحقٌق المصالح ومشارٌع تلك الدولة .
رابعا ً :تداعٌات اقتتال الفصائل المقاتلة على الواقع الحالً للثورة : لو وقفنا على حقٌقة ما آل إلٌه الصراع بٌن الفصائل لرأٌنا أثارها السلبٌة على الثورة السورٌة بشكل عام وفٌما ٌلً جدول ٌوضح تداعٌاتها على العدٌد من األصعدة : التداعٌات على الحاضن الشعبً انخفضت ثقة الحاضنة الشعبٌةبقدرة الفصائل على إسقاط النظام بنسبة النصف تقرٌبا ً جراء الصراعات الحاصلة بٌن الفصائل . الخسائر البشرٌة فً صفوفالمدنٌٌن جراء نشوب االشتباكات بٌن طرفً الصراع فً أماكن تجمعات المدنٌٌن ودون سابق إنذار . األضرار المادٌة جراءاالشتباكات باألسلحة والتً ألحقت ضررا بالمنازل وتوقف األسواق ً عن العمل ...... سوء األوضاع اإلنسانٌة فًصفوف المدنٌٌن فً مناطق الصراع وخاصة فً المناطق المحاصرة . نزوح المدنٌٌن من مناطقالصراع وغالبا ً ما ٌتخذ النازحون األراضً الزراعٌة والعراء مكانا ً للنزوح . األضرار النفسٌة جراء الخسائرالتً لحقت بأطراف الصراع
التداعٌات على الكتائب نفسها خسارة طرفً الصراعللكثٌر من الذخٌرة والسالح والعتاد كانت معدة إلسقاط النظام باستهالكها فً النزاع الدائر . خسارة المقاتلٌن منطرفً الصراع جراء اشتباكات ال ناقة لهم فٌها وال جمل سبب فً اعتزال الكثٌر منهم العمل الثوري المسلح، ورفضهم الدخول كأداة فً الصراع الدائر. إنهاك واستنزاف قوةاألطراف المتناحرة فً الصراع الدائر والمستمر. .انتهت أغلبالصراعات الدائرة بٌن الفصائل المتناحرة بتفكٌك إحداها وخروج األخرى منهكة 8
التداعٌات السٌاسٌة
التداعٌات على مواجهة النظام انخفاض حجم القوة -تصارع الفصائلأدى الى إضعاف العسكرٌة الثورٌة الموجهة إلسقاط النظام الهٌئات السٌاسٌة إلى النصف تقرٌبا ً الثورٌة والتشوٌش على وحدة الموقف وبالتالً انخفضت الثوري . احتماالت النصر وتحقٌق أهداف الثورة -الصراعات الدائرة والوصول الى سورٌا أعطت ذرٌعة للدول الداعمة لنظام األسد الجدٌدة الخالٌة من نظام اإلجرام األسدي ،كمأخذ سلبً على الثورة فً المحافل انخفضت وتٌرةالدولٌة . األعمال القتالٌة الموجهة إلسقاط النظام -أعادت العدٌد من وبالتالً أعطت وق ًتا الجهات الداعمة رسم كاف ًٌا للنظام لتجمٌع سٌاساتها تجاه الثورة من جدٌد جراء قواه وللمبادرة الصراعات الدائرة استطاع من خاللها وترددت فً إعادة السٌطرة على احتضانها سٌاس ًٌا . العدٌد من المناطق الهامة واالستراتٌجٌة -شكلت الصراعات حراجا للعدٌد من إ كانت تمثل عامل ضغط ً على نظامه مستغالً الجهات الداعمة للثورة على صعٌد انشغال الفصائل فً السٌاسة اإلقلٌمٌة تصفٌة حساباتها
وهو ما سبب فً كثٌر وضعٌفة . والمدنٌٌن. من المواقع ضعف فقدان الفصائلوكذلك من النتائج التً آلت الٌها األعمال القتالٌة تردي األوضاع على كافة األصعدة المتصارعة الحاضن وتجمٌد جبهات الشعبً والحاضن جراء النزاع الدائر فً منطقة مشتعلة. الثوري . الصراع بشكل خاص والثورة الخسائر الناتجة عن حدوث انقساماتبشكل عام (.)6 النزاع إن كان داخل الفصٌل الواحد باألرواح أو بالسالح الداخل كطرف فً والذخٌرة أو بالعتاد الصراع بٌن مؤٌد أدى إلى ضعف تلك ومعارض . الفصائل المتنازعة حدوث تحزباتوفرق بٌن الفصائل فً وعدم قدرتها فً كثٌر من المواقع على منطقة الصراع فً مجابهة النظام أو االصطفاف مع طرف تخفٌف الضغط أو ضد اآلخر أو محاٌد إشغال النظام عن للصراع الدائر . الجبهات التً ٌستهدفها.
والدولٌة . تغٌر الرأي العام نتٌجة النزاعات الدائرة سلبا ً تجاه الثورة . انخفاض االحتضانالدولً للثورة السورٌة جراء الصراعات بٌن الفصائل بشكل متكرر.
جمٌع هذه التداعٌات أضعفت الجسم العسكري للثورة السورٌة ،وقوضت سبل االنتصار على النظام وإسقاطه وتنذر بتصدع الثورة وانهٌارها ()7
9
خامسا ً :استفادة النظام من الصراعات الدائرة بٌن الفصائل الثورٌة : أ -سٌاسٌا ً : وجد النظام فً اقتتال الفصائل وماآلت إلٌه من فرقة وتشتت فرصة فً تسوٌق الثورة ً شامال لمستقبل مشروعا ثور ًٌا للرأي العام الدولً على أنها مجموعات متناحرة ال تملك ً سورٌا السٌاسً . ب -عسكرٌاً: استغل النظام انشغال الفصائل الثورٌة فً الصراعات الدائرة بٌنها الستجماع قواه وتوجٌهها نحو المناطق الهامة واالستراتٌجٌة وإعادة السٌطرة على العدٌد من هذه المناطق التً تمثل ورقات ضغط عسكري وسٌاسً على النظام فً أي مفاوضات مقبلة تؤدي إلى إجبار المجتمع الدولً للضغط علٌه و رحٌله . ت-إعالمٌاً: عمد النظام إلى تسوٌق الفصائل على أنها مجموعات إرهابٌة متناحرة فً خطوة منه الستمالة حاضنة شعبٌة وإقلٌمٌة لالصطفاف إلى جانبه فً القضاء على الثورة.
سابعا ً :خاتمة : الفراغ الذي تركته الثورة السورٌة فً عدم وجود قٌادة موحدة وفاعلة على األرض مكن أمراء الحرب من استالم زمام األمور والمبادرة فً المناطق التً ٌحكمونها ،وتبعا ً لذلك تعددت القرارات واختلفت اآلراء التً انشغلوا بها عن السٌر باتجاه إسقاط النظام ،كما أن عدم وجود محاكم شرعٌة تنضوي تحت لوائها قوة مركزٌة تلزم الفصائل المتناحرة بقراراتها وتفض حاالت االشتباك قبل أن تتوسع دائرة الصراع وتوقع المزٌد من الخسائر فً الطرفٌن المتصارعٌن أدى إلى استمرار الصراع وانتقال العدوى إلى مناطق أخرى . إن اإلٌدٌولوجٌات العقائدٌة والتبعٌات اإلقلٌمٌة والدولٌة حالت دون أي مشروع عسكري موحد األطر واألهداف لٌقف سدًا منٌ ًعا فً وجه النظام السوري وحلفائه. النتٌجة أنه ما لم تتمكن المعارضة السورٌة من الخروج من تحت عباءة األوصٌاء واإلرتهانات الخارجٌة فلن تتمكن من تأسٌس هٌئة قضائٌة قادرة على إزالة الخالفات بٌن الفصائل و تمهد لقٌادة ثورٌة سٌاسة وعسكرٌة وإعالمٌة موحدة وفاعلة تكون قادرة على توجٌه إمكاناتها تجاه النظام و تحظى بقبول جمٌع الفصائل القتالٌة . ........................................ 11
: مصادر البحث . اقتتال الفصائل فً الؽوطة الشرقٌة الى أٌن: الجزٌرة نت-1 http://www.aljazeera.net/programs/arab-presentsituation/2016/5/19/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%AA%D8%A7% D9%84-%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8% A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%88%D8%B7%D8%A9%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%8A%D9%86 : قصة الشٌخ مسكٌن: الدرر الشامٌة-2 http://eldorar.com/node/94061 . جانب من االشتباكات بٌن الجٌش الحر ولواء شهداء الٌرموك فً حوران: ٌوتٌوب-3 https://www.youtube.com/watch?v=U6hOsi3xsDo أورٌنت جبهتا النصرة وثوار سورٌا صراع نفوذ أم حسم خالفات: ٌوتٌوب-4 >https://www.youtube.com/watch?v=MXUlSmbT4NA جبهة النصرة "تهاجم" حركة حزم وتسٌطر على صوارٌخ التاو األمرٌكٌة:أورٌنت https://www.youtube.com/watch?v=PPIvS3H7yA4 : نزاع الفصائل فً درعا ٌضاعؾ معاناة المدنٌٌن: الجزٌرة نت-5 http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2016/3/27/% D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%81%D8%AF%D8%B1%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%B9%D9%81%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%A9%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9% 86 . االقتتال الداخلً ٌنذر بتصدع الثورة وانهٌارها: عنب بلدي-6 http://www.enabbaladi.net/archives/63744 11
الفهرس
أوالً المقدمة صراعات بٌن فصائل ثورٌة على مسرح الثورة ثانًٌا السورٌة ً األسباب التً أدت إلى اقتتال الفصائل وتناحرها ثالثا تداعٌات اقتتال الفصائل المقاتلة على الواقع راب ًعا الحالً للثورة خامسا ً استفادة النظام من الصراعات الدائرة بٌن الفصائل خاتمة البحث خاتمة مصادر البحث الفهرس
12
الصفحة 2 الصفحة 3 الصفحة6 الصفحة 8 الصفحة 11 الصفحة 11 الصفحة 11 الصفحة 12