مجلة بركان الثورة السورية العدد الثامن عشر

Page 1

‫بركان الثورة السورية‬

‫العدد الثامن عشر‬


‫التعرٌف بالمجلة‬ ‫جمؾة برطان اظثورة جمؾة ذفرؼة تتـاول سدة زواؼا تفم اجملتؿع اظسوري اظثائر ‪ ,‬تصدر اجملؾة سن حرطة‬ ‫حترؼر اظورن بإذراف اظؼسم اإلسالعي و تـػقذ ضسم اإلرذاد ‪ .‬تفدف اجملؾة إلزفار غشارات باضي األضسام‬ ‫اظعاعؾة يف حرطة حترؼر اظورن و اظيت بدورػا ال تؼتصر سؾى طوغفا حرطة سسؽرؼة حبته و إمنا ػي حرطة‬

‫تضم خنبة عن اظشخصقات اظثورؼة و اظؼوى اظعاعؾة يف اظداخل احملاصر يف عدؼـة محص و رؼػفا و يف‬ ‫عـارق أخرى عن اظورن اظغاظي ‪ .‬طؿا تؼوم احلرطة بـشارات إشاثقة خمتؾػة سؾى اظصعقد اإلغساغي عن‬ ‫أجل ختػقف احلؿل سؾى أػؾـا احملاصرؼن يف اظداخل طؿا و تعؿل احلرطة سؾى تـظقم صػوف املؼاتؾني‬ ‫اظعاعؾني يف طتائب احلرطة بشؽل ؼتالءم عع اظواضع املػروض و اإلعؽاغقات املتوصرة ظدى احلرطة ‪.‬‬ ‫صاحلرطة طقان دقادي سسؽري ثوري تعؿل سؾى رص اظصػوف و توحقد اظؽؾؿة يف وجه اظظؾم ‪.‬‬

‫تطالعونىفيىهذاىالعدد‬ ‫العدكروةىالرودوةى‪...‬رامىرلىىاإلخفاقىرلىىودىقوىىالثورةىالدوروة‬ ‫قراءةىفيىأبعادىاالتفاقىالروديىاألمروكي‬ ‫ماىوراءىالتدخلىالتركي‬

‫زوروا صفحتنا على مواقع التواصل االجتماعي و املوقع الرمسي للحركة على شبكة االنرتنت‬ ‫‪http://alwatan-l-m.com‬‬ ‫إشزاف و تنفيذ قسم اإلرشاد‬


‫االفتتاحوة‬

‫العدكروةىالرودوةى‪...‬رامىرلىىاإلخفاقىرلىىودىقوىىالثورةىالدوروة ى‬ ‫ىىىىىىىىبقلمى‪:‬ىإدارةىالحركة ى‬ ‫مر عام على العملٌات العسكرٌة الجوٌة الروسٌة نفذت خالله مقاتالتها عدد ٌكاد ال ٌُحصى من الطلعات‬ ‫ّ‬ ‫والغارات الجوٌة الظالمة ‪ ،‬إال أنها لم تسجل أي تقدم ٌُذكر على األرض فعلى الرغم من الهالة‬ ‫اإلعالمٌة التً صاحبت و استمرت مع التدخل العسكري ‪ ،‬وحرصت موسكو على استعراض تقنٌاتها‬ ‫الحربٌة المتطورة أمام المجتمع الدولً إال أن حملة القصف الجوي قد واجهت عقبات بالغة منها ما‬ ‫أكده خبراء عسكرٌون أمرٌكٌون بأن الروس ال ٌملكون الخبرة الكافٌة لنشر المقاتالت خارج بالدهم‬ ‫وال ٌستطٌعون توفٌر نسق لوج ستً ٌسمح لهم بتوفٌر الدعم الالزم للطلعات الجوٌة المرتفعة لفترة‬ ‫طوٌلة ‪ ،‬أضف إلى ذلك تململ القٌادة الروسٌة وشعورها باإلحباط فً أكثر من موقف من المستوى‬ ‫المتردي لقوات النظام والمٌلٌشٌات اإلٌرانٌة التً لم تظهر أي كفاءة قتالٌة تتناسب مع حجم الطلعات‬ ‫الجوٌة الروسٌة ‪.‬‬ ‫أمام هذا اإلخفاق قامت القوات الروسٌة بحركة استعراضٌة هزٌلة لكنها باهظة التكلفة وهً إطالق‬ ‫صوارٌخ كروز من بحر قزوٌن ‪ ،‬لم تجرؤ موسكو على اطالق المزٌد منها الرتفاع كلفتها ‪ ،‬كل هذا‬ ‫وغٌره من اعتماد الجٌش الروسً للنمط السوفٌتً القدٌم ‪ ،‬وعتاده المتهالك ‪ ،‬وجنود غٌر مدربٌن‬ ‫خاصة أن القوات الروسٌة بدأت تتجه نحو االحترافٌة إال أن ذلك سٌستغرق وقتا طوٌال ‪...‬جعل ذلك‬ ‫روسٌا تنخرط فً معارك كر وفر مع قوى الثورة السورٌة من دون هدف واضح ‪.‬‬ ‫فً النهاٌة إن محاولة روسٌا تثبٌت نفوذها كقوة ٌحسب لها حساب فً الصراعات العالمٌة من خالل‬ ‫استعراضها قوتها العسكرٌة فشل ‪ ...‬كذلك محاولتها فرض حل سٌاسً على مقاسها ‪ ،‬وخلق‬

‫معارضات تناسب مزاجها أصبحت مالمح فشله واضحة فً األفقى‪ .‬ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬


‫ىىىىىىىىىىىىىىىىىبقلمى‪:‬ىإدارةىالحركةى‬ ‫ٌجمع الكثٌر من المتابعٌن والمهتمٌن بالشؤن السوري على ضبابٌة الموقؾ وصعوبة سباق الحواجز اإلقلٌمٌة‬ ‫والدولٌة المقام فً سورٌة‪ ،‬و بات جمٌع هإالء الالعبون على قناعة أن بإمكانهم دخول السباق ومعرفة نقطة‬ ‫البدء لكنه لٌس بمقدورهم أن ٌحددوا النهاٌة ‪ ،‬وفٌما إذا بلؽوا النهاٌة سالمٌن ‪ ،‬بل أصبحت السالمة جل أمانٌهم‬ ‫‪.‬لم ٌكترث العالم كثٌرا أما الشعارات البربرٌة التً رفعها النظام المستبد فً سورٌة فً عصر بات فٌه العالم‬ ‫قرٌة صؽٌرة‪ ،‬ووقؾ متفرجا ومندهشا من عظٌم إرادة هذا الشعب‪ ،‬وعندما استنفذت خزابنه وحلفابه من كل‬ ‫أصناؾ األسلحة دون تحقٌق انجاز ٌذكر إن كان سٌاسٌا أو عسكرٌا خاصة أن التدخل الروسً العسكري دخل‬ ‫عامه الثانً ‪.‬‬ ‫هذا التدخل حاول منذ شهوره األولى أن ٌعمل على تعمٌم ما أطلق علٌه الهدن والمصالحات واستخدم فً سبٌل‬ ‫ذلك ؼرفة عملٌات إعالمٌة مع كل من إٌران وروسٌا للتروٌج للخطة التً ٌرى أنها الحل السحري للحفاظ على‬ ‫مستؤجره فً حً المهاجرٌن‪ ...‬مرت األٌام واألسابٌع والشهور ولم تؤتً الخطة ثمارها فلجؤ إلى ما سبقه إلٌه‬ ‫النظام بدءا من مدٌنة القصٌر فً حمص وتهجٌر أهلها واالستٌالء على ممتلكاتهم ولٌس آخرها دارٌا والوعر‬ ‫الذي رفض أهله وثواره الخروج فما كان الرد من القوات المٌلٌشٌاوٌة المُحاصرة للحً منذ أكثر من سنتٌن "‬ ‫إن بقٌتم فإن مصٌر الحً تدمٌره فوق رإوس ساكنٌه "‬ ‫خرج أهالً الوعر ‪ ،‬ومن قبلهم خرج أهالً دارٌا وثوارها ‪ ،‬ومن قبلهم خرجوا من الزبدانً ‪ ...‬فً الوقت الذي‬ ‫ٌخرج فٌه الثوار وأهلٌهم فرحٌن ضاحكٌن رافعٌن إشارات النصر مكبرٌن مهللٌن ترى حلؾ األحزاب من‬ ‫شبٌحة وروس وإٌرانٌ​ٌن طابفٌ​ٌن ٌؽوص فً بحر مشكالته التً ال تنتهً ‪.‬‬ ‫إٌران الٌوم فً الملعب السوري تعانً من تحجٌم دورها على ٌد الحلٌؾ الروسً رؼم أنها حاولت كثٌرا إظهار‬ ‫هذا الدور باستعراض الجثث القادمة من الحرب على األرض السورٌة ضد أهلها مدنٌ​ٌن ومسلحٌن‪ ،‬ولم تكتؾ‬ ‫بذلك بل ذهب وزٌر خارجٌتها لٌكتب مقاال فً إحدى أوسع الصحؾ األمرٌكٌة انتشارا " النٌوٌورك تاٌمز "‬ ‫وٌضع بالده جندٌا تحت الرعاٌة األمرٌكٌة " الشٌطان األكبر " لمحاربة اإلرهاب متناسٌا ؼزة وفلسطٌن وأهلها‬ ‫‪ ،‬أما حزب هللا الذي أوؼل بالفتك بالمجتمع السوري السنً الكبٌر‪ ،‬بمسلحٌه و مدنٌ​ٌه ‪ ،‬وتدمٌر مدنه وقراه‬ ‫وتهجٌره عبر الصحاري والبحار ٌعانً مما تشٌر إلٌه الكثٌر من اإلحصابٌات أن مجتمعه لن ٌبق فٌه إال النساء‬ ‫‪ ،‬أما روسٌا الؽٌر قادرة على الكسب النهابً فً سورٌا بل أصبحت رهٌنة انتظار القادم إلى البٌت األبٌض الذي‬ ‫مهما ٌكون توجهه سوؾ ٌختلؾ عن باراك أوباما ‪ ،‬و هً فعلٌا القلقة فً العمق أل ّنها هً المستهلكة وهً‬ ‫المضطرة إلرسال اسطولها أمٌرال كوزٌنتسوؾ للمٌاه المتوسطة‪ ،‬وهً المضطرة أن تدفع ٌومٌا أربعة ملٌون‬ ‫دوالر كمجهود حربً فً سورٌا بٌنما األمرٌكً ٌراقب‪ ،‬وهً المضطرة أن تصبح على عداء كامل مع األؼلبٌة‬ ‫السورٌة فً المنطقة‪.‬‬ ‫فً الطرؾ المقابل ٌقؾ الثابر السوري منذ أكثر من خمس سنوات بٌته مدمر من أحد أماكن التهجٌر القسري‬ ‫لٌقول لمستقبلٌه من الثابرٌن " دلونا على خنادق رباطكم لنكون معكم "‬


‫بقلم ‪ :‬النقوبىرذودىحوراني‬ ‫بدأت العملٌة العسكرٌة التركٌة لمإازرة الجٌش الحر فً أواخر آب من العام ‪ ٕٓٔٙ‬م بهدؾ توفٌر مكان آمن‬ ‫لالجبٌن وإبعاد تنظٌم الدولة عن الحدود التركٌة‪ ،‬ومنع وحدات حماٌة الشعب الكردٌة من ملء الفراغ الذي‬ ‫ٌخلفه انحسار التنظٌم‪ ،‬و السٌطرة على الشرٌط الحدودي مع سورٌا خاصة فً مناطق ؼرب الفرات ‪ ،‬ومن‬ ‫جانب آخر ّ‬ ‫تمثل اختبارا لقدرة الحكومة التركٌة على قٌادة المإسسة العسكرٌة وإخضاعها للسلطة المدنٌة‪ ،‬التً‬ ‫هً بؤمس الحاجة إلظهار ذلك و فً الوقت عٌنه ّ‬ ‫مثل هذا التدخل فرصة ذهبٌة للمعارضة السورٌة الثورٌة (‬ ‫الجٌش السوري الحر )إلثبات جدارتها فً مواجهة تنظٌم الدولة‪ ،‬ومن خالله إعادة فرض نفسها طرفا ال ٌمكن‬ ‫تجاوزه فً أي تسوٌة سٌاسٌة للمسؤلة السورٌة‪.‬‬ ‫وقدمت الهٌبة العلٌا للمفاوضات بدورها فً لندن‬ ‫رإٌة ووثٌقة للحل‪ ،‬وضعتها أما المجتمع الدولً‬ ‫واألمم المتحدة‪ ،‬من أجل وقؾ العنؾ فً سورٌا‪،‬‬ ‫واعتبرت فً بٌان لها أن الحل السٌاسً هو الخٌار‬ ‫االستراتٌجً األول الذي تعتمده الهٌبة‪ ،‬والتً تضم‬ ‫جمٌع قوى المعارضة السٌاسٌة والثورٌة‪ ،‬مشٌرة‬ ‫إلى أن الحل هو ما ٌحقق تطلعات الشعب السوري‬ ‫الطامح بنٌل الحرٌة والكرامة‪ ،‬وفق بٌان جنٌؾ‬ ‫والقرار ٕٗ٘​ٕ القاضٌة بإنشاء هٌبة حكم انتقالٌة‬ ‫كاملة الصالحٌات التنفٌذٌة‪.‬‬

‫الجرابم التً ٌقترفها نظام األسد الجابر‪ ،‬ووضع‬ ‫حد النتهاكاته وضمان تنفٌذ القرارات الدولٌة‪،‬‬ ‫مشددة على ضرورة وضع جدول زمنً لتطبٌق‬ ‫هذه القرارات‪ ،‬وقالت‪ :‬إنه “فً الوقت الذي نعمل‬ ‫فٌه بجد مع األمم المتحدة لوضع أطر تنفٌذٌة‬ ‫للقرارات الدولٌة للتخفٌؾ من معاناة الشعب‬ ‫السوري‪ٌ ،‬كمل نظام األسد سلسلة جرابمه بحق‬ ‫أبناء شعبنا‪ ،‬مستخدما األسلحة المحرمة دولٌا من‬ ‫النابالم الحارق والقنابل الفوسفورٌة والعنقودٌة‬ ‫فضال عن استخدامه للسالح الكٌماوي والذي اثبته‬ ‫تقرٌر االمم المتحدة‪ ،‬النظام الذي ال ٌتوقؾ عن‬ ‫محاوالت التؽٌ​ٌر الدٌمؽرافً من خالل عملٌات‬ ‫التهجٌر القسري‪ ،‬وهذا ما ٌقوض فرص الحل الذي‬ ‫نعمل علٌه بالشراكة مع األمم المتحدة”‪.‬‬

‫وأكدت تمسكها بثوابت الثورة السورٌة وعلى‬ ‫وجوب رحٌل بشار األسد وكل من اقترؾ الجرابم‬ ‫بحق الشعب السوري بدء من المرحلة االنتقالٌة‪،‬‬ ‫وطالبت األمم المتحدة بتحمل مسإولٌاتها تجاه‬ ‫وبٌن هذا وذاك كان المد والجزر والقبول والرفض وتصرٌحات دراماتٌكٌة وتبادل مدروس لألدوار بٌن وزٌري‬ ‫خارجٌة كل من روسٌا وأمرٌكا لٌتفقا أخٌرا على الهدنة ووقؾ األعمال العدابٌة على األرض السورٌة و ألنه ال‬ ‫أحد ٌتمكن فً دمشق وطهران علنا انتقاد روسٌا‪ ،‬نظرا لما قدمته قوتها الجو‪-‬فضابٌة من نتابج إٌجابٌة فً هذه‬ ‫الحرب‪ ،‬ولكن “الصقور” فً البلدٌن سٌحاولون إفشال هذا االتفاق السلمً‪ ،‬بحسب قناة ‪ RT‬الروسٌة الناطقة‬ ‫باللؽة العربٌة ‪ ،‬إال أن لهذا االتفاق أبعاد وتؤثٌرات سواء إٌجابٌة أو سلبٌة على الثورة السورٌة أهمها ‪:‬‬ ‫ٔ‪ -‬حصر الملؾ بٌد كل من روسٌا وأمٌركا‬ ‫تماما‪ ،‬مع وجود أفضلٌة لروسٌا بسبب‬ ‫التراجع األمٌركً‪ ،‬و تعوٌم النظام‬ ‫السوري وبشكل رسمً من خالل إشراك‬ ‫قوات النظام فً األعمال القتالٌة والتنسٌق‬ ‫معه‪.‬‬ ‫ٖ‪ -‬و إسقاط تطبٌق البنود اإلنسانٌة التً‬ ‫تنص على رفع الحصار عن المدن‬ ‫والبلدات المحاصرة‪ ،‬وإٌصال المساعدات‬

‫ٕ‪ -‬و تبنً وجهة النظر الروسٌة والنظام فً‬ ‫تقدٌم مسار مكافحة اإلرهاب أوال قبل‬ ‫الحدٌث عن عملٌة االنتقال السٌاسً أو‬ ‫القضاٌا اإلنسانٌة ‪.‬‬

‫اإلنسانٌة للمحاصرٌن‪ ،‬ووقؾ القصؾ‪،‬‬ ‫وإطالق سراح المعتقلٌن ‪ ،‬ثم شرعنة‬ ‫وجود الملٌشٌات األجنبٌة اإلٌرانٌة‬


‫والعراقٌة واللبنانٌة واألفؽانٌة التً تقاتل‬ ‫إلى جانب النظام ‪.‬‬

‫الفعلٌة من استمرار حالة الصراع‬ ‫والفوضى التً تعٌشها سورٌا منذ أكثر‬ ‫من خمس سنوات‪ ،‬وهو ما تتعمده اإلدارة‬ ‫األمرٌكٌة ‪.‬‬

‫ٗ‪-‬‬ ‫٘‪ -‬ثنً تركٌا عن دورها العسكري‬ ‫والسٌاسً فً سورٌا كونها المتضررة‬ ‫ما سبق من نقاط سلبٌة أراد من خاللها المجتمع الدولً واألمم المتحدة بمحاوالتها الخجولة التضٌ​ٌق على‬ ‫تطلعات السورٌ​ٌن فً الحرٌة والعدالة ‪ ،‬وقبلت فصابل ثواره الهدنة بعد تحفظاتهم علٌها خاصة أنها أصبحت‬ ‫قوة ٌعتد بها ورقما صعبا بعد تحرٌرها لمساحة ٕ‪ 88‬كم فً عملٌة درع الفرات بمإازرة الجٌش التركً وبدء‬ ‫التحضٌر لمعركة تحرٌر الرقة ‪،‬وهو األمر الذي أظهر إدراكهم المتقدم للوضع الدولً والمعرفة الدقٌقة بالواقع‬ ‫فً الداخل‪ ،‬ولسان حالهم ٌقول لطالما أفشل نظام األسد وروسٌا محادثات السالم السابقة التً تسعى إلى حل‬ ‫ٌرضى جمٌع أطٌاؾ الشعب السوري‪ ،‬ولطالما فشلت األمم المتحدة بذلك‪ ،‬إال أننا كسورٌ​ٌن ما زلنا مصرٌن‬ ‫على اإلطاحة باألسد الذي استخدم اآللة العسكرٌة لقمع الشعب طوال ٘ سنوات ونصؾ‪ ،‬حٌث دماء الشهداء‬

‫وأولٌاء الدم محركا لنا ‪ ،‬واألٌام حبلى بالمفاجبات‪.‬‬

‫حركة تحرٌر الوطن‬


‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫ضباط حركة تحرٌر الوطن ال (ٕ٘ٔ) المذكورون أدناه ‪ ،‬والذٌن ٌعتبرون مع باقً أخوتهم األحرار من‬ ‫الضباط المنشقٌن قادة عسكرٌ​ٌن فً أي حل تخلص إلٌه الثورة السورٌة المباركة سٌاسٌا كان أم عسكرٌا ‪،‬‬ ‫ومنهم من اتبع دورات عسكرٌة فً روسٌة وؼٌرها من الدول‪ ،‬ومن خدم فً أكثر تشكٌالت النظام قربا من‬ ‫السلطة‪ ،‬ومن لم ٌكن متطرفا فً ساعة من الساعات‪ٌ ،‬وضحون التالً‪:‬‬ ‫أوال – توصٌفنا للتدخل الروسً المباشر فً سورٌة هو احتالل ؼاشم ٌستدعً تنفٌذ كافة االجراءات والتدابٌر‬ ‫حتى إنهابه‪ ،‬وهذا مما تعلمناه من المناهج الروسٌة التً نهلنا منها ٌوما فً كلٌاتنا العسكرٌة‪.‬‬ ‫ثانٌا – ما ٌحدث فً سورٌة من مآسً هً وصمة عار فً تارٌخ اإلنسانٌة جمعاء‪ ،‬لن تمحو مرارتها السنون ‪.‬‬ ‫ثالثا – لم ننشق عن النظام المستبد إال لرفع الظلم والقتل الممنهج الذي تعرض له شعبنا السوري المظلوم ‪ ،‬مما‬ ‫ٌحتم علٌنا أن نكون اٌجابٌ​ٌن ومنفتحٌن على أي مبادرة حل عادل تحفظ حقوق شعبنا وتضمن أمنه وسالمته‪.‬‬ ‫رابعا – كانت تجربتنا مع الهدنة السابقة تجربة مرٌرة توالت فٌها خروقات النظام وروسٌا والملٌشٌات الشٌعٌة‬ ‫فً آن معا‪ ،‬وارتفعت معدالت القصؾ والقتل إلى مستوى تجاوز فترة ما قبل الهدنة‪ ،‬فً ظل صمت وتؽاض‬ ‫دولً ‪ ،‬فحقق النظام بعض المكاسب اآلنٌة على األرض خالل تلك الهدنة والتً لم ٌستطع انجازها على مدى‬ ‫سنٌن الثورة ‪.‬‬ ‫خامسا – أضعفت الهدنة السابقة الموقؾ الفاعل للجٌش الحر ووضعته بموضع المراقب للهدنة من خالل‬ ‫احصاء خروقات النظام ورفعها لألمم المتحدة التً اكتفت باستقبال الملفات وعجزت عن ادخال المساعدات‬ ‫الكافٌة للمناطق المتضررة‪ ،‬واكتفت الدول الصدٌقة والتً روجت ودعت إلى االلتزام بالهدنة بعبارات‬ ‫االستهجان واالستنكار ‪.‬‬ ‫سادسا – من خالل القراءة العمٌقة والمتؤنٌة للهدنة المطروحة حالٌا تبٌن أنها تكرار لسابقتها ‪ ،‬حٌث خلت من‬ ‫أي شروط ملزمة وأي ضمانات لشعب ٌقتل وٌذبح أبناإه بصمت‪ ،‬مما سٌعطً النظام وروسٌا الوقت من جدٌد‬ ‫لتحقٌق المكاسب تلو المكاسب‪ ،‬ومع هذا فإننا نعتبرها سبرا لجدٌة التزام النظام وروسٌا‪.‬‬ ‫سابعا – نعتبر استهداؾ جبهة فتح الشام وخاصة بعد أن فكت ارتباطها بالقاعدة ما هو اال تقوٌة للنظام وداعش ‪،‬‬ ‫وحجة واهٌة ٌستخدمها الروس لتبرٌر عملٌاتهم التً سقط من خاللها آالؾ المدنٌ​ٌن األبرٌاء‪ ،‬ووسٌلة لتضلٌل‬ ‫الرأي العام العالمً من خالل “بروباؼندا” أصبحت أهدافها واضحة وال ٌنخدع بها إال من ٌرٌد ذلك ‪.‬‬ ‫ثامنا – نبدي استعدادنا وترحٌبنا بؤي جهد دولً سواء من قبل األمم المتحدة أو أي دولة من دول العالم تمد ٌد‬ ‫المساعدة لرفع الظلم عن أهلنا فً سورٌا ‪ ،‬و نلتزم بتؤمٌن مرور وحماٌة قوافل المساعدات واالؼاثة الدولٌة إلى‬ ‫المناطق التً تنتشر فٌها تشكٌالت الحركة ال ٕ٘‪.‬‬ ‫ننطلق فً ما سبق ذكره من حبنا لوطننا ‪ ،‬ومن التزامنا بقٌمنا الدٌنٌة واإلنسانٌة ‪ ،‬ومن قسمنا العسكري الذي‬ ‫أقسمناه عند تخرجنا من كلٌاتنا التً كانت تابعة لجٌش اختطؾ ما تبقى منه آل األسد المجرمون‪.‬‬

‫واهلل غالب على أمره‬


‫بقلمىالنقوبى‪:‬ىربداللهىالزربي‬

‫ى ى‬

‫مما ال شك فٌه أن بعد وصول حزب العدالة والتنمٌة إلى الحكم فً‬ ‫تركٌا تبنى سٌاسة تركٌة جدٌدة تجاه المنطقة قوامها تؤكٌد حضور‬ ‫تركٌا ومكانتها كقوة مركزٌة لالستقرار وطرؾ فاعل فً معالجة‬ ‫مختلؾ القضاٌا والصراعات فً المنطقة‪ ،‬تجسدت هذه السٌاسة‬ ‫على الساحة السورٌة فً الدور التركً الفاعل فً القضٌة‬ ‫السورٌة وعدم قدرة األطراؾ الدولٌة تجاهل الموقؾ التركً النابع‬ ‫من أٌدٌولوجٌة وموقؾ أخالقً واستراتٌجٌة اختطتها الدولة‬ ‫التركٌة‪ ،‬بعد تؤمل معمق لمجمل العوامل المرتبطة بالثورة السورٌة‬ ‫والتً تبنت الثورة السورٌة وساندتها وأصرت أن تكون داعما لها ‪ ،‬وزاد فً ثقل الدور التركً فً القضٌة‬ ‫السورٌة انهٌار وحالة التفكك والتردي اللذان اعترٌا الوضع العربً بشكل عام لتمأل الفراغ الناجم عن ؼٌاب‬ ‫السٌاسات العربٌة تجاه الشعب السوري‪ .‬قادت تركٌا الجهود األولى للضؽط على األسد وكانت السبّاقة فً ذلك‬ ‫ثم تبعها الجمٌع‪ .‬وهو ما ساهم فً تعزٌز الصورة اإلٌجابٌة لتركٌا عند شرابح عربٌة واسعة‪ ،‬والترحٌب ؼٌر‬ ‫المسبوق ألوسع القطاعات العربٌة بدور تركً فً المنطقة‪.‬‬ ‫عملت تركٌا على دعم مطالب الشعب السوري‬ ‫سواء كان فً سورٌا أو فً تركٌا أو خارجهما‪،‬‬ ‫وسواء كانت مطالب إنسانٌة وهً مقدمة على‬ ‫ؼٌرها‪ ،‬أو كانت مطالب سٌاسٌة أو عسكرٌة إال‬ ‫أن ذلك لم ٌخلو من محاوالت بعض االطراؾ‬ ‫الدولٌة التً تضررت مصالحها بشكل أو بآخر‬ ‫إزاء ذلك فً تحجٌم الدور التركً إذا لم نقل‬ ‫تحٌ​ٌده وإخراجه من الملؾ السوري‪ ،‬وفً هذا‬ ‫السٌاق واجهت الدولة التركٌة فً هذه المرحلة آثار‬ ‫األخطاء األمرٌكٌة فً سورٌا‪ ،‬وآثار األطماع لدى‬ ‫حزب االتحاد الدٌمقراطً الكردي وقواته العسكرٌة‬ ‫‪ ،‬قوات حماٌة الشعب التً تحاول استؽالل الحرب‬ ‫على داعش أن تقبض ثمنها من أمرٌكا بإقامة كٌان‬ ‫كردي تصفه بكردستان الؽربٌة بحسب مصطلح‬ ‫صالح مسلم زعٌم هذا الحزب الكردي‪ ،‬والتً‬ ‫جمٌعها تهدد األمن القومً التركً باإلضافة إلى‬ ‫تجاهل األطراؾ الدولٌة الرإٌة التركٌة للحل فً‬ ‫سورٌا وعرقلة الجهود التً تبذلها تركٌا فً دفع‬ ‫مسار الثورة السورٌة على المستوٌات السٌاسٌة‪،‬‬ ‫وأهم ما واجهته السٌاسة التركٌة من تحدٌات هو‬ ‫األشراك السٌاسٌة التً ُنصِ ْ‬ ‫بت لها إزاء إسقاطها‬ ‫الطابرة الروسٌة وما تلتها من محاولة االنقالب‬

‫الفاشلة والتفجٌرات التً تطال البنٌة الداخلٌة‬ ‫للمجتمع التركً وؼٌرها ‪.‬‬ ‫مع استمرار تمسكها بموقفها من عدة قضاٌا ‪،‬‬ ‫والتً كادت أن تلوح بعزلة تركٌة عن الملفات‬ ‫المتداولة فً الساحة السٌاسٌة مما جعل الموقؾ‬ ‫التركً ٌكاد ٌراوح مكانه فً ظل تحمل تركٌا‬ ‫أعباء دعم الثورة السورٌة وحدها ‪ ،‬مقابل تسارع‬ ‫وتٌرة الدعم المقدّم للنظام السوري من قبل حلفابه‬ ‫اإلقلٌمٌ​ٌن والدولٌ​ٌن‪ .‬جمٌع هذه األمور تطلبت من‬ ‫صانع السٌاسة التركٌة وضع استراتٌجٌة أكثر‬ ‫مرونة وإعادة تموضع جدٌد ٌتٌح لها قدرة أكبر‬ ‫على المناورة فً التعامل مع الملفات السٌاسٌة‬ ‫وخاصة الملؾ السوري وتفوٌت الفرصة على‬ ‫الدول التً تحاول إخراج تركٌا من الملؾ السوري‬ ‫وبالتالً فقدان الثورة حلٌفها االستراتٌجً ‪ ،‬ومن‬ ‫هذا المنطلق توجهت تركٌا إلى إصالح عالقاتها‬ ‫اإلقلٌمٌة والدولٌة المتضررة وفق تكتٌك سٌاسً‬ ‫اعتمدته الحكومة التركٌة مراعاة لمصالحها التً‬ ‫تتعرض للخطر جراء ما ٌحدث على حدودها‬ ‫الجنوبٌة مع سورٌة اقتضته ضرورات المرحلة‬ ‫وحٌثٌات الواقع الجؽرافً واالجتماعً التركً‬ ‫الداخلً‪.‬‬

‫دون أن تترك مجاال لالنزواء أو التخلً عن دعم الثورة السورٌة ‪ ،‬والتً بدأت بنشاط دبلوماسً وسٌاسً على‬ ‫كافة المستوٌات أدت إلى تفاهمات إقلٌمٌة ودولٌة تكللت بانتزاع تركٌا الشرعٌة الدولٌة فً حقها فً حماٌة‬ ‫حدودها والتً تتطلب إبعاد التنظٌمات اإلرهابٌة التً تسٌطر على مناطق من الشرٌط الحدودي المجاور لها فً‬


‫سورٌة ‪ ،‬لٌبدأ التدخل العسكري التركً حٌز التنفٌذ بإعالن الجٌش الحر عملٌة عسكرٌة واسعة تحت مسمى ”‬ ‫درع الفرات” بدعم من الجٌش التركً ومساندة جوٌة من التحالؾ الؽربً بهدؾ طرد تنظٌم داعش من المناطق‬ ‫التً ٌسٌطر علٌها شرق الفرات انطالقا من مدٌنة جرابلس ‪.‬‬ ‫وحقق الجٌش السوري الحر فً جمٌع مراحل العملٌة العسكرٌة تقدما كبٌرا وبسرعة ؼٌر متوقعة خالفا‬ ‫للعملٌات العسكرٌة األمرٌكٌة المساندة لوحدات الحماٌة الكردٌة إذ استطاع الجٌش الحر بدعم من الجٌش التركً‬ ‫تطهٌر مساحة ٕ‪77‬كم مربع كانت تحت سٌطرة تنظٌم داعش على لسان ربٌس الوزراء التركً والتزال‬ ‫المعركة مستمرة ؛ والحقٌقة أن ما وراء التدخل العسكري التركً لصالح الثورة السورٌة هو السعً التركً من‬ ‫خالل تدخلها العسكري فً سورٌا إلى إعادة الجٌش السوري الحر ودوره الفاعل والحاسم على مسرح األحداث‬ ‫العسكرٌة السورٌة وذلك من خالل تحالفها مع الجٌش السوري الحر وتسوٌق انتصاراته السرٌعة على تنظٌم‬ ‫داعش إلى الرأي العام الدولً وتخطبة األطراؾ الدولٌة الراعٌة للصراع فً سورٌا فً اتخاذها قوى عسكرٌة‬ ‫أخرى حلفاء لها فً القضاء على تنظٌم داعش بٌنما ٌمتلك الجٌش السوري الحر القدرة والكفاءة على هزٌمة‬ ‫تنظٌم داعش ‪ ،‬كذلك تفوٌت الفرصة على األكراد فً السٌطرة على المناطق التً ٌتم تحرٌرها من سٌطرة‬ ‫داعش لٌبسط الجٌش الحر سٌطرته على تلك المناطق من خالل عملٌة درع الفرات ؛ وهذا ٌعنً ضؽط تركٌا‬ ‫فً حملتها العسكرٌة مع حلٌفها الجٌش الحر على القوى العسكرٌة األخرى على األرض وترجٌح كفة القوة‬ ‫العسكرٌة لصالح الجٌش السوري الحر ‪.‬‬ ‫على رؼم تحفظ بعض األنظمة الرسمٌة على تداعٌات العملٌة العسكرٌة التركٌة التً قد توثر على مصالحها ‪،‬‬ ‫نستطٌع القول أن القرار التركً بالتدخل العسكري فً سورٌا هو قرار الدولة التركٌة ولٌس قرار الحكومة وال‬ ‫الحزب الحاكم‪ ،‬وأن هذا القرار لم ٌكن إال من أجل الحل الجذري لألزمة السورٌة‪ ،‬ومنع تقسٌم سورٌا‪ ،‬ومنع‬ ‫إقامة كٌان كردي أمرٌكً ‪ ،‬أي حماٌة األمن القومً التركً والعربً معا‪ ،‬واٌجاد حلول لمشاكل المنطقة تبدأ‬ ‫بوضع نهاٌة صحٌحة لألزمة السورٌة ‪.‬‬


‫بقلمى‪:‬ىولودىفارس ى‬ ‫تمر الثورات عموما منذ قٌامها بمراحل تتمثل أولها بمرحلة الهدم التً تعتمد على قلب النظام المتسلط على‬ ‫رقاب الناس والذي ٌحول بٌنهم وبٌن حرٌتهم‪ ،‬وهذه الفترة تكون هً الفترة األعنؾ فً تارٌخ الثورة‪ ،‬وتشهد‬ ‫خاللها الثورات أحداثا دامٌة وعنٌفة نتٌجة تمسك الطؽاة والدٌكتاتورٌ​ٌن بكرسً الحكم‪ ،‬فٌما ال ٌستهدؾ الثابرون‬ ‫فً مرحلة الهدم الحاكم نفسه فقط‪ ،‬بل ٌسعون إلى إسقاط النظام من جذوره وأركانه‪ ،‬ذلك ٌشبه اقتالع شتلة‬ ‫خبٌثة من أرض خصبة فً سبٌل زراعة ؼٌرها‪.‬‬ ‫الشك أنها مرحلة صعبة تلك التً تتعلق بإسقاط ال ُنظم الحاكمة المتجذرة فً أرض البلد‪ ،‬إال أنه سرعان ما تدخل‬ ‫الثورة فً منعطؾ مرحلة جدٌدة هً مرحلة التؽٌ​ٌر‪ ،‬التً تستمر لمدة قصٌرة ٌتم فٌها وضع إدارة مإقتة لشإون‬ ‫الناس‪ ،‬حٌث ال تسعى الثورات عموما إلى استبدال نظام بؤخر‪ ،‬وال إدارة بإدارة أخرى‪ ،‬بل تسعى إلى استهداؾ‬ ‫هٌكلٌة المجتمع بؤكمله وتهرول إلى إحداث تؽٌ​ٌرات بنٌوٌّة هدفها األساسً تحسٌن حٌاة المجتمع بؤكمله وفك‬ ‫الخناق عن رقبة الفرد لٌنطلق نحو مبتؽاه ومراده فً قدرته على التعبٌر والحركة والعمل والبناء ‪ .‬لتؤتً بعدها‬ ‫المرحلة الثالثة والتً تتمثل بإعادة تشكٌل “الحلم الثوري” على مراد الجماهٌر الثابرة‪ ،‬فً ضوء أهداؾ الثورة وبطاقة‬ ‫وقودها الربٌس دماء من ؼادر فً مرحلة الهدم التً أدت بالنتٌجة إلى تفكك النظام الفاسد‪ ،‬ومن ثم انهٌاره ‪.‬‬

‫مرحلة البناء‪ :‬تكون هً المرحلة الدقٌقة فً حٌاة الجماهٌر وتطلعاتهم وقد تمتد ألكثر من جٌل‪ ،‬إال أنها تمضً‬ ‫واضحة الخطى اتجاه ما ترٌده الجماهٌر‪ ،‬واستشعارا ألهمٌتها وحساسٌتها‪ ،‬ولكً ال تضٌع جهود جٌل المرحلة‬ ‫األولى‪ ،‬تؤتً ضرورة إٌجاد كوادر متخصصة لمختلؾ تفاصٌل تلك المرحلة‪ ،‬والتخصص ٌؤتً من إعداد جٌّد‬ ‫لجٌل جدٌد‪ ،‬مشحون باإلرادة‪ ،‬ومملوء بالعلم والنشاط‪.‬‬ ‫وبطول فترة الثورة‪ ،‬وصعوبة أن ٌكمل جٌلها‬ ‫األول الطرٌق منفردا‪ ،‬معتمدا على نفسه فقط‪ ،‬وفً‬ ‫سبٌل اتصال شرابح المرحلة األولى التً تتعلق‬ ‫بإسقاط النظام مع شرٌحة التؽٌ​ٌر ومن ثم شرٌحة‬ ‫البناء‪ ،‬كان البد من إٌجاد آلٌات علمٌة للربط بٌن‬ ‫هذه الفبات التً تعمل فً كل مرحلة ثورٌة‪ ،‬لكً‬ ‫تنهل أجٌا ُل البناء من خبرات جٌل المرحلة األولى‪،‬‬ ‫ولكً تنقل أبرز الصور المُنتجة فً مرحلة العمل‬ ‫األولى إلى ذاكرتها‪ ،‬فتولد منها أفكارا ّ‬ ‫خالقة لبناء‬ ‫مجتمع حر ومنفتح‪ ،‬على مراد الشعب الثابر‪ ،‬الذي‬ ‫قدم من روحه ووقته وماله ما قدم‪.‬‬ ‫ومن هنا تؤتً المدارس والجامعات الحرة‪ ،‬ومراكز‬ ‫التثقٌؾ واألبحاث والدراسات‪ ،‬لكً تكون جسرا‬

‫لالتصال بٌن الفبة وأختها‪ ،‬لكً تصنع جٌال جدٌدا‬ ‫مملوء بالعلم الحقٌقً‪ ،‬العل ُم الذي أوصل الشعب‬ ‫الثابر إلى ضرورة التؽٌ​ٌر وألهمهم اإلٌمان‬ ‫باالستمرار‪ ،‬والٌقٌن بالعمل‪ ،‬حتى إسقاط ال ُنظم‬ ‫الفاسدة ‪-‬لٌس العل ُم الجامد بكل تؤكٌد‪ ،-‬وال العلم‬ ‫المجرد اإلستاتٌكً ‪ ،‬بل العلم الممزوج بمشاعر‬ ‫وعواطؾ ومواقؾ ولحظات تكوٌن ذاكرة الشعب‬ ‫وإعداده نحو المرحلة القادمة‪ ،‬ذلك ٌشبه إضافة‬ ‫متؽٌر جدٌد لنموذج إحصابً أو رٌاضً تكون‬ ‫قوته فً المعادلة مستقاة من القوة الجماهٌرٌة‬ ‫المإمنة بالتؽٌ​ٌر ولٌس من عدد الجماهٌر التً‬ ‫شاركت فٌه‪.‬‬

‫فما نفع العلوم المجردة الخالٌة من اإلحساس والتضامن مع الشعوب المظلومة!‪ ،‬وما نفع الهندسة إن لم تبنً ما‬ ‫هدمه الطؽاة من نسج اجتماعٌة وأبنٌة فكرٌة بٌن شرابح المجتمع الواحد‪ ،‬بل ما نفع الطب إن لم ٌداوي جراح‬ ‫األطفال المعذبٌن الذٌن ٌ ّتمهم الظالمون فً سبٌل االحتفاظ بكرسٌهم ونفوذهم‪ ،‬وما نفع االقتصاد إن لم ٌبنً بلدا‬ ‫حرا من مختلؾ القٌود وٌتخلص من احتكار الطؽمة الحاكمة ومن حولها‪ ،‬والتً تسلطت على لقمة عٌش الناس‬


‫كما تسلط الحاكم على رقابهم‪ ،‬حتى صارا (الحاكم والتاجر المتسلط) جزأٌن ال ٌنفصال فً بوتقة نظمٌة واحدة‪،‬‬ ‫استهدفتها شرٌحة الهدم تفكٌكا‪ ،‬والبد من إعادة تكوٌنها على مراد الجماهٌر وتحقٌقا ألحالمهم‪.‬‬ ‫ومن هنا ٌؤتً دور جٌل المرحلة األولى فً المشاركة بإعداد الجٌل الثوري المتعلم المثقؾ‪ ،‬الذي سٌبنً بلدا حرا‬ ‫كرٌما‪ ،‬فٌبدأ من قواعده وأسسه لٌنطلق البلد فٌما بعد إلى اإلثمار خٌرا على كل أبناءه‪ ،‬وسالما على جواره‬ ‫ومحٌطه الدولً‪.‬‬

‫ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىبقلمى‪:‬ىالقدمىالذرري ى‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫(( وأطٌعوا هللا ورسوله وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب رٌحكم واصبروا إن هللا مع الصابرٌن ‪)).‬األنفال‬ ‫وقال علٌه الصالة والسالم‬ ‫((علٌكم بسنتً وسنة الخلفاء الراشدٌن الهادٌن المهدٌ​ٌن من بعدي عضوا علٌها بالنواجذ واٌاكم ومحدثات األمور‬ ‫‪)).........‬حدٌث صحٌح‬ ‫وبعد‪:‬‬ ‫إخوتً فً هللا ‪:‬‬


‫حتى ال نفشل وٌذهب رٌحنا ٌجب علٌنا ان نفهم أمور نتعرؾ من خاللها سبب تؤخٌر النصر ‪.‬ما أصٌبت الثورة‬ ‫السورٌة بشًء كتفرق الصؾ وتشتت الكلمة وهذا هو السبب الربٌسً فً تؤخر انتصارها وعجزها عن استثمار‬ ‫الفرص ‪،‬لقد دفع شعبنا ثمنا باهظا لتؤخر توحٌد الصؾ وهو تؤخر لم ٌكن له أي مبررات شرعٌة أو منطقٌة بل‬ ‫أهواء حزبٌة وحسابات شخصٌة وتنظٌمٌة إن رسوخ الفصابلٌة وروح الحزبٌة ونمو طبقة نفعٌة على جدار‬ ‫الثورة خلق واقعا جدٌدا تسبب بفشل المبادرات السابقة ومن الخطؤـ تجاهلها ‪،‬والساحة ال تحتمل مشروع توحد‬ ‫فاشل قد ٌدفع بها الى المزٌد من االستقطاب الفكري أو الجؽرافً ‪،‬الخطوة القادمة ٌجب أن تدرس بعناٌة فابقة‬ ‫والنواٌا الطٌبة ال تكفً فً واقع معقد والتوحد ال ٌكون بفتوى ‪.‬الحكم الشرعً واضح للجمٌع وٌجب ترك‬ ‫المجال للقٌادات وأصحاب االختصاص وإن الضؽط المعنوي والعاطفً الذي ٌقوم به المشاٌخ لتوحٌد الصؾ‬ ‫بشكل فوري دون قراءة دقٌقة للواقع الداخلً والخارجً قد ٌنقلب علٌنا سلبا ‪.‬‬ ‫أٌها الكرام ‪:‬‬

‫اٌها األخوة ‪:‬‬

‫الجمٌع متفق وٌعمل على إنجاز التوحد ‪،‬و اختالؾ‬ ‫وجهات النظر حول كٌفٌة تحقٌقه ال ٌجب أن‬ ‫ٌتحول الى حمالت تشوٌه وإسقاط للمخالؾ وان‬ ‫التحدي الحقٌقً ٌمكن فً كٌفٌة اإلسراع برفع‬ ‫مستوى التنسٌق العسكري وتوحٌد الموقؾ السٌاسً‬ ‫بٌنما ٌتم بناء األسس السلٌمة للتوحد ‪،‬والتوحد فً‬ ‫نفسه نصر والتفرق بنفسه هزٌمة لكن ٌجب أن‬ ‫ٌكون ضمن رإٌا واضحة وأهداؾ جامعة بحٌث‬ ‫ٌلبً احتٌاجات الساحة على كافة األصعدة ‪.‬‬

‫الساحة بحاجة لمشروع وطنً جامع قادر على‬ ‫حشد الطاقات والقدرات العسكرٌة ورفع مستوى‬ ‫األداء السٌاسً بما ٌتناسب مع الوضع الدولً وأي‬ ‫مشروع توحد قد ٌإدي الى مزٌد من االستقطاب‬ ‫والتوقع أو ٌتولد عنه المزٌد من التصلب الذي‬ ‫ٌإدي الى التعطٌل‪ ،‬والمرجعٌة الشرعٌة السٌاسٌة‬ ‫التً تحتاجها الثورة ٌجب أن تعكس التنوع الفكري‬ ‫والسٌاسً والجؽرافً لها بحٌث تحقق أكبر نسبة‬ ‫من القبول‪.‬‬

‫وإن مشروع توحد الفصابل ٌتم متابعته عن كثب فً مراكز صنع القرارات الدولٌة وأي خطؤ فً تقدٌر الموقؾ‬ ‫و اتخاذ القرار الصحٌح سٌدفع ثمنه الجمٌع وحتى ال نفشل ٌجب علٌنا التحرك بخطؤ راسخة ثابتة متؤنٌة سرٌعة‬ ‫لكنها دون تسرع فٌجب أن نعمل على بصٌرة وبواقعٌة وتخطٌط بال إفراط وال تفرٌط وذلك لتتم عملٌة التحرٌر‬ ‫الكاملة من هذا الطاؼٌة واعوانه وأزالمه من أرضنا الحبٌبة‬ ‫والحمد هلل رب العالمٌن‬

‫بقلم ‪ :‬قسم االرتباط الخارجً‬ ‫دفعت الوقابع العسكرٌة التً فرضتها قوات الثورة على األرض‪ ،‬المتزامنة مع تحرٌر مساحات واسعة ( مدن‬ ‫وقرى ) بؤكملها عن سٌطرة قوات النظام‪ ،‬ربٌس النظام السوري بشار األسد لإلقرار علنا بمشروع “سورٌا‬ ‫المفٌدة”‪ ،‬والذي طالما بقً طً الكتمان‪ ،‬أو ٌمكن اعتباره الخطة ” ب ” للنظام وحلفابه فً حال وصلوا مرحلة‬ ‫الٌؤس من القضاء على الثورة وإخمادها ‪ ،‬لٌؤتً بعدها ما صرح به فً إحدى خطاباته ‪ :‬أن الوطن لٌس لمن‬ ‫ٌسكن فٌه أو ٌحمل جنسٌته وجواز سفره‪ ،‬بل لمن ٌدافع عنه وٌحمٌه‪ ،‬لم ٌكن نابعا من فراغ‪ ،‬وإنما هو مخطط‬ ‫بات معلنا الستمالك حلفاء النظام ‪-‬وخاصة اإلٌرانٌ​ٌن منهم‪ -‬لعقارات وأراض داخل البالد‪ ،‬وتحدٌدا فً العاصمة‬ ‫دمشق تحت قاعدة “التحسّب ألي سٌنارٌو” بما فٌها رحٌل األسد‪.‬‬


‫ما لوح به رأس النظام الحالً هو خطة قدٌمة جدٌدة ‪ ،‬ألن والده حافظ األسد مع استالمه حافظ سدة الحكم عام‬ ‫ٓ‪، ٔ97‬انتهج سٌاسة تؽٌري دٌموؼرافً وجؽرافً بطا‪ ،‬بما ٌضمن سٌطرته بشكل كامل على العاصمة‪،‬‬ ‫وربطها بمنظومة أمنٌة مضادة ألي عمل عسكري مضاد قد ٌنقلب علٌه‪ .‬وعمل على استجالب عشـرات اآلالؾ‬ ‫من الشباب من الساحل السوري‪ ،‬وطوعهم فً األجهزة األمنٌة والجٌش‪ ،‬وأنشؤ أحٌاء جدٌدة أسكنهم فٌها كمنطقة‬ ‫عش الورور المطلة على حً برزة‪ ،‬والمزة ‪ 8ٙ‬نسبة للكتٌبة ‪ 8ٙ‬التً سكن عناصرها بجوارها‪ ،‬كما أنشؤ‬ ‫رفعت األسد حً السومرٌة المقابل لمنطقة معضمٌة الشام ‪ ،‬وهو الحً الذي أذاق أهالً دارٌا الخارجٌن مإخرا‬ ‫من مدٌنتهم جحٌم حقد واإلجرام الممنهج‪.‬‬ ‫السإال الذي ٌطرح نفسه ‪ :‬كٌؾ استطاع نظام األسد فعل ذلك ؟‬ ‫بات الجمٌع ٌعرؾ أن األسد ” األب واالبن ” ساسا‬ ‫البالد من خالل اختالق األزمات وإدارة البالد‬ ‫بموجب هذه األزمات ‪ ،‬ونتٌجة للضابقة المادٌة‬ ‫التً كان ٌمر بها السورٌون أٌام الثمانٌنات‬ ‫والتسعٌنٌات‪ ،‬قام الكثٌر منهم ببٌع بٌوتهم فً قلب‬ ‫العاصمة دمشق وخصوصا منطقة المـزة‪ ،‬وانتقلوا‬ ‫لألرٌاؾ المجاورة للعاصمة ‪ ،‬لٌدفع النظام بضباط‬ ‫األمــن والجٌش والتجار المتعاملٌن مع النظام هم‬ ‫من اشترى هذه العقارات‪ ،‬و هو األمر الذي أدى‬ ‫لوجود مالك جدد للمنطقة‪ ،‬وخروج السكان‬ ‫األصلٌ​ٌن‪ ،‬و أكثر ما حرص النظام على تطبٌق‬ ‫هذا التؽٌ​ٌر فً مدٌنتً دمشق وحمص ‪ ،‬حٌث‬ ‫صادر األراضً فً مدٌنة حمص من أصحابها‬ ‫األصلٌ​ٌن وأنشؤ أحٌاء ألبناء الطابفة كً ٌتحصن‬ ‫بهم عند ثورة الشعب علٌه ‪.‬‬

‫الوسطاء اإلٌرانٌ​ٌن ‪ ،‬وتزوٌر السجالت أو حرق‬ ‫مراكزها كما جرى فً حمص ومنبج مإخرا‪ ،‬أو‬ ‫اصدار القوانٌ​ٌن التً ٌكون ظاهرها التنظٌم ‪ ،‬لكن‬ ‫باطنها التؽٌ​ٌر الدٌمؽرافً وإجالء السكان األصلٌ​ٌن‬ ‫وهو األمر الذي أكده القاضً محمد قاسم ناصر‪،‬‬ ‫النابب العام السابق لمدٌنة تدمر السورٌة والمنشق‬ ‫عن النظام‪ ،‬ومثال ذلك القانون رقم ٕ٘ لعام‬ ‫ٖٕٔٓ الخاص بدعاوي تثبٌت بٌع األراضً ‪،‬‬ ‫وبموجبه سمح بتبلٌػ المدعى علٌه بالدعوى ؼٌاب ٌّا(‬ ‫المالك األصلً المهجر قسرا) عن طرٌق الصحؾ‬ ‫فً المناطق الساخنة‪ ،‬حتى إن لم ٌكن موجودا مالك‬ ‫األرض فً المحكمة‪ ،‬أجاز األسد الحكم لإلٌرانٌ​ٌن‬ ‫بهذه الدعوى عن طرٌق تبلٌػ المدعً علٌه‬ ‫بالصحؾ‪ ،‬وهو كان قانونا معٌبا وأثار استؽراب‬ ‫واستٌاء كل العاملٌن فً الوسط القانونً‪.‬‬

‫اعتمد النظام خالل الثورة السورٌة على عدة طرق‬ ‫للمتابعة فً هذا التؽٌ​ٌر‪ ،‬منها شراء العقارات عبر‬ ‫فً حمص عاصمة الثورة حاول النظام اللعب بهذه الورقة بدءا من تهجٌر األهالً فً مدٌنة القصٌر وتسلٌمها‬ ‫لمٌلٌشٌا حزب هللا ‪ ،‬مرورا بإخراج األهالً األصلٌ​ٌن من أحٌاء حمص المدٌنة ‪ ،‬و تهجٌر السكان السنة من‬ ‫قرٌتً قزحل وأم القصب ‪ ،‬وهو األمر الذي ٌحاول تطبٌقه على سكان حً الوعر المحاصر منذ أكثر من سنتٌن‬ ‫فً الحقٌقة إن التؽٌ​ٌر الدٌمؽرافً واستجالب األهالً والمحافظة على حٌاتهم ودفعهم للقتال المستمر‪ ،‬والتحول‬ ‫نحو أكثرٌة حقٌقٌة فً منطقة ما‪ ،‬وؼٌرها من عوامل التؽٌ​ٌر الدٌمؽرافً ‪ ،‬وبإسقاطها على الواقع السوري ال‬ ‫ٌمكن اعتبارها إال أن تكون ضمن سٌاسات َّ‬ ‫توظؾ إعالمٌا بقصد اإلعالء من المسؤلة الطابفٌة والتعببة والتجٌ​ٌش‬ ‫لتجنٌد المزٌد من المقاتلٌن و ضمان مصالح إٌران فً سورٌا ومحاولة خلق امتداد لحزب هللا ‪ ،‬خاصة أن‬ ‫التدخل الروسً لم ٌعط الكثٌر من النتابج المرجوة على األرض ‪ ،‬ودلٌل ذلك أن الروس حاولوا منذ بدء تدخلهم‬ ‫االعتماد على نشر الهدن والمصالحات مع النظام فً المناطق الثابرة ‪ ،‬وعندما لم ٌجد ذلك نفعا تم الرجوع إلى‬ ‫التلوٌح بالتؽٌ​ٌر الدٌموؼرافً الذي ستهزمه انتصارت الثوار وصمودهم كما هزمت كما هزمت من قبل‬ ‫المناورات البابسة للنظام وحلفابه من قبل ‪.‬‬


‫بقلم ‪ :‬ابو الفداء الواو‬ ‫لقد أعلن البنك الدولً أن االقتصاد السوري فٌما إذا وقفت الحرب اآلن بحاجة الى عشرٌن سنة حتى ٌعود الى‬ ‫الوضع الذي كان علٌه قبل خمس سنوات وهذا ٌعنً أن سورٌا قد عادت الى الوراء عشرون سنة على األقل‬ ‫هذا ماعدا ما تعرضت له البنٌة التحتٌة من دمار وكذلك ما لحق بالمإسسات الصناعٌة والزراعٌة والتجارٌة‬ ‫والسٌاحٌة من دمار ونهب وسلب ‪.‬وإذا أضفنا الى ذلك مصروؾ الحرب التً ٌشنها النظام على الشعب‬ ‫السوري والبالؽة شهرٌا حوالً ملٌاري دوالر فكما أعلنت إٌران أنها قدمت للنظام حسب تصرٌحاتها مابة ملٌار‬ ‫دوالر خالل السنوات الخمس الماضٌة باإلضافة إلى ‪/ٔ7/‬ملٌار دوالر احتٌاط البنك المركزي السوري قبل‬ ‫الحرب وسبعة ملٌارات قدمها المالكً للنظام بإٌعاز من إٌران وما ٌقدم من هنا وهناك من تحت الطاولة وهذا‬ ‫ٌإكد وبحسبة بسٌطة أن كلفة الحرب الشهرٌة للنظام تبلػ أكثر من ملٌاري دوالر شهرٌا ‪.‬‬ ‫من المسإول عن كل هذا النزٌؾ والى متى ٌمكن االستمرار فً ذلك ؟؟؟‬ ‫أوال‪-‬المسإول األول هو النظام السوري الالوطنً بسٌاساته وخٌاراته الخاطبة والذي كان بإمكانه تجنب كل هذا‬ ‫الدمار والقتل والتهجٌر ونزٌؾ اإلمكانٌات لو اختار طرٌقا آخر ؼٌر طرٌق القتل والعنؾ المفرط بحق الشعب‬ ‫السوري ولو قدم شًء من التنازالت التً تإدي الى امتصاص النقمة الشعبٌة باالستجابة الى الحد األدنى من‬ ‫مطالب الشعب السوري المحقة ‪.‬‬ ‫الى متى ٌمكن للنظام أن ٌستمر بهذا الوضع ؟؟‬ ‫بالطبع النظام قابم على مساعدة إٌران وروسٌا ومن لؾ لفهما بكافة المجاالت السٌاسٌة والعسكرٌة واالقتصادٌة‬ ‫وتخلً روسٌا أو إٌران عنه فً أي مجال منها ٌعنً سقوطه المدوي وبالتالً فهو ٌعتمد على بٌع ما تبقى من‬ ‫أشالء هذا الوطن السوري وثرواته لهاتٌن الدولتٌن وبثمن زهٌد لكً ٌستطٌع االستمرار والبقاء مراهنا على‬ ‫انهٌار الثورة وحاضنتها الشعبٌة وداعمٌها ‪.‬‬ ‫ثانٌا‪-‬إٌران هً المسإول الثانً عما آلت إلٌه األمور فً سورٌا فهً التً سخرت كل إمكانٌاتها العسكرٌة‬ ‫واالقتصادٌة والسٌاسٌة والعقابدٌة فً خدمة المشروع الصفوي التوسعً على حساب األرض العربٌة وسورٌا‬ ‫هً الركن األساس بهذا المشروع ‪.‬وهً التً تدعم النظام بما ال ٌقل عن ستٌن ألؾ مقاتل والتً دعمته بما ال‬ ‫ٌقل عن مابة ملٌار دوالر ودعمته بالنفط والقمح وؼٌرها من أسباب الحٌاة ‪.‬‬ ‫إلى متى تستطٌع إٌران االستمرار فً ذلك ؟؟‬ ‫لقد وصل االقتصاد اإلٌرانً الى حافة االنهٌار وجاء االتفاق النووي مع الؽرب ورفع العقوبات االقتصادٌة‬ ‫الؽربٌة عن االقتصاد اإلٌرانً واالفراج عن ‪/ٖ٘/‬ملٌار دوالر كانت مجمدة فً البنوك الؽربٌة ورفع إنتاج إٌران‬ ‫من النفط بمعدل ملٌونً برمٌل ٌومٌا كل ذلك أدى إلى انتعاش مإقت لالقتصاد اإلٌرانً وأجل انهٌاره المحتوم‬ ‫‪.‬فإلى متى ٌستطٌع االقتصاد اإلٌرانً المنهك أصال االستمرار فً دعم نظام األسد ونظام الحوثً المفلس بالٌمن‬ ‫ودعم الملٌشٌات الشٌعٌة بكل من لبنان والعراق وأفؽانستان وباكستان والٌمن وؼٌرها ‪.‬‬


‫كل الدالبل تشٌر أن نظام الماللً فً طهران ال ٌستطٌع االستمرار طوٌال فً االستمرار بنفس السٌاسة فً ظل‬ ‫وضع داخلً متفاقم نتٌجة للوضع االقتصادي المتؤزم وللمشروع اإلٌرانً التوسعً الذي انتفخ أكثر من الالزم‬ ‫وأصبح بالونا هشا قابل لالنفجار بؤي لحظة ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪-‬روسٌا هً مسإول ربٌسً بدعمها ورهانها على نظام متهالك قابم على قتل الشعب السوري وهً األخرى‬ ‫وضعها االقتصادي صعب جدا فً ظل النزٌؾ الحاد الحتٌاطها النقدي والذي كان أكثر من ‪ /ٗ٘ٓ/‬ملٌار‬ ‫دوالر ولم ٌبق منه سوى ‪ /ٖٓ/‬ملٌار دوالر وفً ظل استمرار انخفاض اسعار البترول عالمٌا ‪.‬إن روسٌا قد‬ ‫تستطٌع االستمرار لبعض الوقت فً دعم نظام بشار االسد وخاصة فً المجال السٌاسً والعسكري فً ظل ما‬ ‫ٌعرضه النظام من رشاوي علٌها ٌسٌل لها لعاب المسإولٌن الروس ولكن هذا الرهان ال ٌمكن أن ٌستمر طوٌال‬ ‫نظرا لما تسببه هذه السٌاسة من تبعات سلبٌة على االقتصاد الروسً ‪.‬‬ ‫من خالل هذا العرض البسٌط والمختصر نصل إلى نتٌجة أن حلفاء النظام كلهم منهكون اقتصادٌا و ال‬ ‫ٌستطٌعون االستمرار فً دعمه مالٌا لفترة طوٌلة وكما ٌقول المثل ( مٌت ما بشٌل مٌت) ‪ .‬نخلص من كل ذلك‬ ‫أن الرهان الحقٌقً للحل فً سورٌا هو على صمود الشعب السوري الذي عانى الكثٌر وما زال ٌعانً من ظلم‬ ‫النظام وحلفابه والذي ضحى بالؽالً والنفٌس من أجل انتصار ثورته العادلة ‪.‬وفً هذه المرحلة الصعبة والدقٌقة‬ ‫من المهم جدا تمسك الشعب السوري وكل قواه العسكرٌة والسٌاسٌة بمبادئ الثورة و ثوابتها وعدم التنازل أو‬ ‫التفرٌط بؤي منها مهما كان الثمن ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.